You are on page 1of 605

‫ملتقى أهل الحديث‬

‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫فقه السنة‬
‫السيد سابق رحه ال‬

‫الزء الول‬

‫مُلتقى أهل الديث‬


‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫‪1‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫فقه السنة تأليف السيد السابق‬


‫الجلد الول الجزاء الول والثان والثالث والرابع والامس‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬


‫( وما آتاكم الرسول فخذوه وما ناكم عنه فانتهوا ) قرآن كري‬
‫‪ /‬صفحة ‪/ 7‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم المد ل رب العالي ‪ .‬والصلة والسلم على سيدنا ممد سيد‬
‫الولي والخرين ‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بديه إل يوم الدين ) ‪ .‬أما بعد ‪ :‬فهذا‬
‫الكتاب يتناول مسائل من الفقه السلمي مقرونة بأدلتها من صريح الكتاب وصحيح‬
‫السنة ‪ ،‬وما أجعت عليه المة ‪ .‬وقد عرضت ف يسر وسهولة ‪ ،‬وبسط واستيعاب لكثي‬
‫ما يتاج إليه السلم ‪ ،‬مع تنب ذكر اللف إل إذا وجد ما يسوغ ذكره فنشي إليه ‪.‬‬
‫وهو بذا يعطي صورة صحيحة للفقه السلمي الذي بعث ال به ممدا صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬ويفتح للناس باب ألفهم عن ال ورسوله ‪ ،‬ويمعهم على الكتاب والسنة ‪،‬‬
‫ويقضي على اللف وبدعة التعصب للمذاهب ‪ ،‬كما يقضي على الرافة القائلة ‪ :‬بأن‬
‫باب الجتهاد قد سد ‪ .‬وهذه ماولت أردنا با خدمة ديننا ‪ ،‬ومنفعة إخواننا نسأل ال‬
‫أن ينفع با ‪ ،‬وأن يعل عملنا خالصا لوجهه الكري ‪ ،‬وهو حسبنا ونعم الوكيل ‪ .‬السيد‬
‫السابق‬

‫‪ /‬صفحة ‪/ 8‬‬
‫تهيد‬
‫رسالة السلم وعمومها والغاية منها‬

‫‪2‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أرسل ال ممدا صلى ال عليه وسلم بالنيفية السمحة ‪ ،‬والشريعة الامعة الت تكفل‬
‫للناس الياة الكرية الهذبة والت تصل بم إل أعلى درجات الرقي والكمال ‪ .‬وف مدى‬
‫ثلثة وعشرين عاما تقريبا ‪ ،‬قضاها رسول ال صلى ال عليه وسلم ف دعوة الناس إل‬
‫ال ‪ ،‬ت له ما أراد من تبليغ الدين وجع الناس عليه ‪ .‬عموم الرسالة ول تكن رسالة‬
‫السلم رسالة موضعية مددة ‪ ،‬يتص با جيل من الناس دون جيل ‪ ،‬أو قبيل دون قبيل ‪،‬‬
‫شأن الرسالت الت تقدمتها ‪ ،‬بل كانت رسالة عامة للناس جيعا إل أن يرث الرض‬
‫ومن عليها ‪ ،‬ل يتص با مصر دون مصر ‪ ،‬ول عصر دون عصر ‪ .‬قال ال تعال ‪:‬‬
‫( تبارك ال الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالي نذيرا ( ‪ ) 1‬الية ‪ 1‬من سورة الفرقان) )‬
‫وقال تعال ‪ ( :‬وما أرسلناك إل كافة للناس بشيا ونذيرا ) ( ‪ ) 2‬الية ‪ 28‬من سورة سبأ ) وقال‬
‫تعال ‪ ( :‬قل يا أيها الناس إن رسول ال إليكم جيعا ‪ ،‬الذي له ملك السموات‬
‫والرض ‪ ،‬ل إله إل هو ييي وييت فآمنوا بال ورسوله النب المي الذي يؤمن بال‬
‫وكلماته واتبعوه لعلكم تتدون ) ( ‪ ) 3‬الية ‪ 158‬من سورة العراف ) وف الديث الصحيح ‪ ( :‬كان‬
‫كل نب يبعث ف قومه خاصة ‪ ،‬وبعثت إل كل أحر وأسود )‬

‫‪3‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫‪ /‬صفحة ‪/ 9‬‬
‫وما يؤكد عموم هذه الرسالة وشولا ما يأت ‪:‬‬
‫‪ - 1‬أنه ليس فيها ما يصعب على الناس اعتقاده ‪ ،‬أو يشق عليهم العمل به قال ال تعال‬
‫‪ ( :‬ل يكلف ال نفسا إل وسعها ) ( ‪ ) 2 ، 1 (1‬من سورة البقرة ) وقال تعال ‪ ( :‬يريد ال بكم‬
‫اليسر ول يريد بكم العسر ) ( ‪ ) 2‬وقال تعال ‪ ( :‬وما جعل عليكم ف الدين من حرج‬
‫) ( ‪ 3‬بعض من آية ‪ 78‬من سورة الج) وف البخاري من حديث أب سعيد القبي أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إن هذا الدين يسر ‪ ،‬ولن يشاد الدين أحد إل غلبه ) ‪.‬‬
‫وف مسلم مرفوعا ‪ ( :‬أحب الدين إل ال النيفية السمحة ) ‪.‬‬

‫‪ - 2‬أن ما ل يتلف باختلف الزمان والكان ‪ ،‬كالعقائد والعبادات ‪ ،‬جاء مفصل‬


‫تفصيل كامل ‪ ،‬وموضحا بالنصوص الحيطة به ‪ ،‬فليس لحد أن يزيد فيه أو ينقص منه ‪،‬‬
‫وما يتلف باختلف الزمان والكان ‪ ،‬كالصال الدنية ‪ ،‬والمور السياسية والربية ‪ ،‬جاء‬
‫ممل ‪ ،‬ليتفق مع مصال الناس ف جيع العصور ‪ ،‬ويهتدي به أولو المر ف إقامة الق‬
‫والعدل ‪.‬‬

‫‪ - 3‬أن كل ما فيها من تعاليم إنا يقصد به حفظ الدين ‪ ،‬وحفظ النفس وحفظ العقل ‪،‬‬
‫وحفظ النسل ‪ ،‬وحفظ الال ‪ ،‬وبدهي أن هذا يناسب الفطر وبساير العقول ‪ ،‬وياري‬
‫التطور ويصلح لكل زمان ومكان ‪ .‬قال ال تعال ‪ ( :‬قل من حرم زينة ال الت أخرج‬
‫لعباده والطيبات من الرزق ‪ ،‬قل هي للذين آمنوا ف الياة الدنيا ‪ ،‬خالصة يوم‬
‫القيامة ‪ ،‬كذلك نفصل اليات لقوم يعلمون ‪ .‬قل إنا حرم رب الفواحش ما ظهر منها‬
‫وما بطن ‪ ،‬والث والبغي بغي الق ‪ ،‬وأن تشركوا بال ما ل ينل به سلطانا ‪ ،‬وأن‬
‫تقولوا على ال ما ل تعلمون ( ‪ 4‬سورة العراف آية ‪ ) )33 - 32‬وقال جل شأنه ‪ ( :‬ورحت‬
‫وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ‪ ،‬ويؤت ون الزكاة ‪ ،‬والذين هم بآياتنا‬
‫يؤمنون ‪ .‬الذين يتبعون الرسول النب المي الذي يدونه مكتوبا عندهم‬

‫‪4‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪/ 10‬‬
‫ف التوراة والنيل ‪ ،‬يأمرهم بالعروف وينهاهم عن النكر ‪ ،‬ويل لم الطيبات ‪،‬‬
‫ويرم عليهم البائث ‪ ،‬ويضع عنهم إصرهم والغلل الت كانت عليهم ‪ ،‬فالذين‬
‫آمنوا به وعزروه ونصروه ‪ ،‬واتبعوا النور الذي أنزل معه ‪ ،‬وأولئك هم الفلحون )‬
‫(سورة العراف ‪ .‬بعض آية ‪ 156‬وآية ‪. ) 1 157‬‬
‫الغاية منها‬
‫والغاية الت ترمي إليها رسالة السلم ‪ ،‬تزكية النفس وتطهيها عن طريق العرفة بال‬
‫وعبادته ‪ ،‬وتدعيم الروابط النسانية وإقامتها على أساس الب والرحة والخاء والساواة‬
‫والعدل ‪ ،‬وبذلك يسعد النسان ف الدنيا والخرة ‪ ،‬قال ال سبحانه ( هو الذي بعث ف‬
‫الميي رسول منهم ‪ ،‬يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والكمة ‪ ،‬وإن‬
‫) وقال تعال ‪ ( :‬وما أرسلناك إل‬ ‫سورة المعة الية ‪2‬‬ ‫كانوا من قبل لفي ضلل مبي ) ( ‪2‬‬
‫رحة للعالي ( ‪ 3‬سورة النبياء الية ‪ . ) )107‬وف الديث ‪ ( :‬أنا رحة مهداة )‬

‫التشريع السلمي أو ‪ :‬الفقه‬


‫والتشريع السلمي ناحية من النواحي الامة الت انتظمتها رسالة السلم ‪ ،‬والت تثل‬
‫الناحية العملية من هذه الرسالة ‪ .‬ول يكن التشريع الدين الحض ‪ -‬كأحكام العبادات ‪-‬‬
‫يصدر إل عن وحي ال لنبيه صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬من كتاب أو سنة ‪ ،‬أو با يقره عليه‬
‫من اجتهاد ‪ .‬وكانت مهمة الرسول ل تتجاوز دائرة التبليغ والتبيي ( وما ينطق عن الوى‬
‫)‪.‬‬ ‫‪ 4‬سورة النجم اليتان ‪4 ، 3‬‬ ‫‪ .‬إن هو إل وحي يوحى ) (‬
‫أما التشريع الذي يتصل بالمور الدنيوية ‪ ،‬ومن قضائية وسياسية وحربية ‪ ،‬فقد أمر‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم بالشاورة فيها ‪ ،‬وكان يرى الرأي فيجع عنه لرأي‬
‫أصحابه ‪ ،‬كما وقع ف غزوة بدر وأحد ‪ ،‬وكان الصحابة رضي ال عنهم يرجعون إليه‬
‫صلى ال عليه وسلم يسألونه عما ل يعلموه ‪ ،‬ويستفسرونه فيما خفي عليهم من معان‬
‫النصوص ‪ ،‬ويعرضون عليه ما فهموه منها ‪ ،‬فكان أحيانا يقرهم على فهمهم ‪ ،‬وأحيانا‬
‫يبي لم موضع الطأ فيما ذهبوا إليه ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫والقواعد العامة الت وضعها السلم ‪ ،‬ليسي على ضوئها السلمون هي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬النهي عن البحث فيما ل يقع من الوادث حت يقع ‪ ،‬قال ال تعال ‪ ( :‬يا أيها‬
‫الذين آمنوا ل تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم ‪ ،‬وإن تسألوا عنها حي ينل‬
‫القرآن تبدلكم عفا ال عنها ‪ ،‬وال غفور حكيم ) ( ‪ 1‬سورة الائدة آية ‪ )101 :‬وف الديث ‪:‬‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬نى عن الغلوطات ‪ ،‬وهي السائل الت ل تقع ‪.‬‬
‫‪ - 2‬تنب كثرة السؤال وعضل السائل ‪ ،‬ففي الديث ‪ ( :‬إن ال كره لكم قيل وقال‬
‫وكثرة السؤال ‪ ،‬وإضاعة الال ) وعنه صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن ال فرض فرائض فل‬
‫تضيعوها وحد حدودا فل تعتدوها ‪ ،‬وحرم أشياء فل تنتهكوها ‪ ،‬وسكت عن أشياء رحة‬
‫بكم من غي نسيان فل تبحثوا عنها ) وعنه أيضا ‪ ( :‬أعظم الناس جرما ‪ ،‬من سأل عن‬
‫شئ ل يرم فحرم من أجل مسألته ) ‪.‬‬
‫‪ - 3‬البعد عن الختلف والتفرق ف الدين ‪ ،‬قال ال تعال ‪ ( :‬وأن هذه أمتكم أمة‬
‫) وقال تعال ( واعتصموا ببل ال جيعا ول تفرقوا ( ‪3‬‬ ‫سورة الؤمنون آية ‪52 :‬‬ ‫واحدة ) ( ‪2‬‬
‫سورة النفال‬ ‫) ) ‪ .‬وقال تعال ‪ ( :‬ول تنازعوا فتفشلوا وتذهب ذيكم ) (‬ ‫سورة آل عمران آية ‪103 :‬‬

‫آية ‪ ) 4 46 :‬وقال تعال ‪ ( :‬إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم ف شئ ( ‪5‬‬
‫) وقال تعال ‪ ( :‬وكانوا شيعا ) ( ‪ 1‬سورة الروم آية ‪ ) 32 :‬وقال تعال ‪ ( :‬ول‬ ‫سورة النعام آية ‪159 :‬‬

‫تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ‪ ،‬وأولئك لم عذاب‬


‫)‪.‬‬ ‫سورة آل عمران آية ‪105‬‬ ‫عظيم ) ( ‪)2‬‬
‫‪ - 4‬رد السائل التنازع فيها إل الكتاب والسنة ‪ .‬عمل بقول ال تعال ‪ ( :‬فإن تنازعتم‬
‫ف شئ فردوه إل ال والرسول ( ‪ 3‬سورة النساء آية ‪ ) ) 59 :‬وقوله تعال ‪ ( :‬وما اختلفتم فيه‬
‫من شئ فحكمه إل ال ) ( ‪ 4‬سورة الشورى آية ‪ )100 :‬وذلك لن الدين قد فصله الكتاب ‪ ،‬كما‬
‫قال ال تعال ‪ ( :‬ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ ) ( ‪ 5‬سورة النحل آية ‪ )89 :‬وقال تعال‬
‫‪ ( :‬ما فرطنا ف الكتاب من شئ ) ( ‪ 6‬سورة النعام آية ‪ ) 38 :‬وبينته السنة العملية ‪ ،‬قال ال‬
‫تعال ‪ ( :‬وأنزلنا إليك الذكر لتبي للناس ما نزل إليهم ( ‪ 7‬سورة النحل آية ‪ . ) )44 :‬وقال‬
‫سورة النساء آية ‪:‬‬ ‫تعال ‪ ( :‬إنا أنزلنا إليك الكتاب بالق لتحكم بي الناس با أراك ال ) ( ‪8‬‬

‫‪6‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ )105‬وبذلك ت أمره ‪ ،‬ووضحت معاله ‪ ،‬قال ال تعال ‪ ( :‬اليوم أكملت لكم دينكم‬
‫وأتمت عليكم نعمت ‪ ،‬ورضيت لكم السلم دينا ) ( ‪ 9‬سورة الائدة آية ‪. ) 3 :‬‬
‫وما دامت السائل الدينية قد بينت على هذا النحو ‪ ،‬وما دام الصل الذي يرجع إليه عند‬
‫التحاكم معلوما ‪ ،‬فل معن للختلف ول مال له ‪ ،‬قال ال تعال ‪ ( :‬وإن الذين اختلفوا‬
‫) وقال تعال ‪ ( :‬فل وربك ل‬ ‫سورة النساء آية ‪105 :‬‬ ‫ف الكتاب لفي شقاق بعيد ) ( ‪10‬‬
‫يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم ‪ ،‬ث ل يدوا ف أنفسهم حرجا ما قضيت‬
‫) على ضوء هذه القواعد ‪ ،‬سار الصحابة ومن‬ ‫‪ 11‬سورة النساء آية ‪66 :‬‬ ‫ويسلموا تسليما ) (‬
‫بعدهم من القرون الشهود‬
‫لا بالي ‪ ،‬ول يقع بينهم اختلف ‪ ،‬إل ف مسائل معدودة ‪ ،‬كان مرجعه التفاوت ف فهم‬
‫النصوص وأن بعضهم كان يعلم منها ما يفي على البعض الخر ‪.‬‬
‫فلما جاء أئمة الذاهب الربعة تبعوا سنن من قبلهم ‪ ،‬إل أن بعضهم كان أقرب إل‬
‫السنة ‪ ،‬كالجازيي الذين كثر فيهم حلة السنة ورواة الثار ‪ ،‬والبعض الخر كان أقرب‬
‫إل الرأي كالعراقيي الذين قل فيهم حفظة الديث لتنائي ديارهم عن منل الوحي ‪.‬‬
‫بذل هؤلء الئمة أقصى ما ف وسعهم ف تعريف الناس بذا الدين وهدايتهم به ‪ ،‬وكانوا‬
‫ينهون عن تقليدهم ويقولون ‪ :‬ل يوز لحد أن يقول قولنا من غي أن يعرف دليلنا ‪،‬‬
‫صرحوا أن مذهبهم هو الديث الصحيح ‪ ،‬لنم ل يكونوا يقصدون أن يقلدوا كالعصوم‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬بل كان كل قصدهم أن يعينوا الناس على فهم أحكام ال ‪ .‬إل أن‬
‫الناس بعدهم قد فترت همهم ‪ ،‬وضعفت عزائمهم وتركت فيهم غريزة الحاكاة والتقليد‬
‫‪ ،‬فاكتفى كل جاعة منهم بذهب معي ينظر فيه ‪ ،‬ويعول عليه ‪ ،‬ويتعصب له ‪ ،‬ويبذل‬
‫كل ما أوت من قوة ف نصرته ‪ ،‬وينل قول إمامه منلة قول الشارع ‪ ،‬ول يستجيز لنفسه‬
‫أن يفت ف مسألة با يالف ما استنبطه إمامه ‪ ،‬وقد بلغ الغلو ف الثقة بؤلء الئمة حت‬
‫قال الكرخي ‪ :‬كل آية أو حديث يالف ما عليه أصحابنا فهو مؤول أو منسوخ ‪.‬‬
‫وبالتقليد والتعصب للمذاهب فقدت المة الداية بالكتابة والسنة ‪ ،‬وحدث القول بانسداد‬
‫باب الجتهاد ‪ ،‬وصارت الشريعة هي أقوال الفقهاء ‪ ،‬وأقوال الفقهاء هي الشريعة ‪،‬‬
‫واعتب كل ما يرج عن أقوال الفقهاء مبتدعا ل يوثق بأقواله ‪ ،‬ول يعتد بفتاويه ‪ .‬وكان‬

‫‪7‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ما ساعد على انتشار هذه الروح الرجعية ‪ ،‬ما قام به الكام والغنياء من إنشاء الدارس ‪،‬‬
‫وقصر التدريس فيها على مذهب أو مذاهب معينة ‪ ،‬فكان ذلك من أسباب القبال على‬
‫تلك الذاهب ‪ ،‬والنصراف عن الجتهاد ‪ ،‬مافظة على الرزاق الت رتبت لم ! سأل أبو‬
‫زرعة شيخه البلقين قائل ‪ :‬ما تقصي الشيخ تفي الدين السبكي عن الجتهاد وقد‬
‫استكمل آلته ؟ فسكت البلقين ‪ ،‬فقال أبو زرعة ‪ :‬فما عندي أن المتناع عن ذلك إل‬
‫للوظائف الت قدرت للفقهاء على الذاهب الربعة وأن من خرج عن ذلك ل ينله شئ من‬
‫ذلك ‪ ،‬وحرم ولية القضاء ‪ ،‬وامتنع الناس عن إفتائه ‪ ،‬ونسبت إليه البدعة فابتسم البلقين‬
‫ووافقه على ذلك ‪ .‬وبالعكوف على التقليد ‪ ،‬وفقد الداية بالكتاب والسنة ‪ ،‬والقول‬
‫بانسداد باب الجتهاد وقعت المة ف شر وبلء ودخلت ف جحر الضب الذي حذرها‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬كان من آثار ذلك أن اختلف المة شيعا وأحزابا ‪ ،‬حت‬
‫إنم اختلفوا ف حكم تزوج النفية بالشافعي ‪ ،‬فقال بعضهم ‪ :‬ل يصح ‪ ،‬لنا تشك ( ‪1‬‬
‫لن الشافعية يوزون أن يقول السلم ‪ :‬أنا مؤمن إن شاء ال ) ف إيانا ‪ ،‬وقال آخرون ‪ ،‬يصح قياسا على الذمية ‪،‬‬
‫كما كان من آثار ذلك انتشار البدع ‪ ،‬واختفاء معال السنن ‪ ،‬وخود الركة العقلية ‪،‬‬
‫ووقف النشاط الفكري ‪ ،‬وضياع الستقلل العلمي ‪ ،‬المر الذي أدى إل ضعف‬
‫شخصية المة ‪ ،‬وأفقدها الياة النتجة ‪ ،‬وقعد با عن السي والنهوض ‪ ،‬ووجد الدخلء‬
‫بذلك ثغرات ينفذون منها إل صميم السلم ‪ .‬مرت السنون ‪ ،‬وانقضت القرون ‪ ،‬وف‬
‫كل حي يبعث ال لذه المة من يدد لا دينها ‪ ،‬ويوقظها من سباتا ‪ ،‬ويوجهها الوجهة‬
‫الصالة ‪ ،‬إل أنا ل تكاد تستيقظ حت تعود إل ما كانت عليه ‪ ،‬أو أشد ما كانت ‪.‬‬
‫وأخيا انتهى المر بالتشريع السلمي ‪ ،‬الذي نظم ال به حياة الناس جيعا ‪ ،‬وجعله‬
‫سلحا لعاشهم ومعادهم ‪ ،‬إل دركة ل يسبق لا مثيل ‪ ،‬ونزل إل هوة سحيقة ‪ ،‬وأصبح‬
‫الشتغال به مفسدة للعقل والقلب ‪ ،‬ومضيعة للزمن ‪ ،‬ل يفيد ف دين ال ‪ ،‬ول ينظم من‬
‫حياة الناس ‪ .‬وهذا مثال لا كتبه بعض الفقهاء التأخرين ‪ :‬عرف ابن عرفة الجارة فقال ‪،‬‬
‫بيع منفعة ما أمكن نقله ‪ ،‬غي سفينة ول حيوان ‪ ،‬ل يعقل بعوض غي ناشئ عنها ‪ ،‬بعضه‬
‫يتبعض بتبعيضها ‪ .‬فاعترض عليه أحد تلميذه ‪ ،‬بأن كلمة بعض تناف الختصار ‪ ،‬وأنه ل‬
‫ضرورة لذكرها ‪ ،‬فتوقف الشيخ يومي ‪ ،‬ث أجاب با ل طائل تته ‪ .‬وقف التشريع عند‬

‫‪8‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هذا الد ووقف العلماء ل يستظهرون غي التون ‪ ،‬ول يعرفون غي الواشي وما فيها من‬
‫إيرادات واعتراضات وألغاز ‪ ،‬وما كتب عليها من تقريرات ‪ ،‬حت وثبت أو رويا على‬
‫الشرق تصفعه بيدها ‪ ،‬وتركله رجلها ‪ .‬فكان أن تيقظ على هذه الضربات ‪ ،‬وتلفت ذات‬
‫اليمي وذات الشمال ‪.‬‬
‫إذا هو متخلف عن ركب الياة الزاحف ‪ ،‬وقاعد بينما القافلة تسي ‪ .‬وإذا هو مام عال‬
‫جديد ‪ ،‬كله الياة والقوة والنتاج ‪ ،‬فراعه ما رأى ‪ ،‬وبره ما شاهد ‪ ،‬فصاح الذين‬
‫تنكروا لتاريهم وعقوا آباءهم ‪ ،‬ونسوا دينهم وتقاليدهم ‪ :‬أن ها هي ذي أوروبا يا معشر‬
‫الشرقيي ‪ ،‬فاسلكوا سبيلها ‪ ،‬وقلدوها ف خيها وشرها ‪ ،‬وإيانا وكفرها ‪ ،‬وحلوها‬
‫ومرها ‪ ،‬ووقف الامدون موقفا سلبيا ‪ ،‬يكثرون من الوقلة والترجيع ‪ ،‬وانطووا على‬
‫أنفسهم ‪ ،‬ولزموا بيوتم ‪ ،‬فكان هذا برهانا آخر على أن شريعة السلم لدى الغرورين ل‬
‫تاري التطور ‪ ،‬ول تتمشى مع الزمن ‪ .‬ث كانت النتيجة التمية ‪ ،‬أن كان التشريع‬
‫الجنب الدخيل هو الذي يهيمن على الياة الشرقية ‪ ،‬مع منافاته لدينها وعاداتا وتقاليدها‬
‫وأن كانت الوضاع الوروبية هي الت تغزو البيوت والشوارع والنتديات والدارس‬
‫والعاهد ‪ ،‬وأخذت موجتها تقوى وتتغلب على كل ناحية م ن النواحي حت كاد الشرق‬
‫ينسى دينه وتقاليده ويقطع الصلة بي حاضره وماضيه ‪ ،‬إل أن الرض ل تلو من قائم ل‬
‫بجة ‪ ،‬فهب دعاة الصلح يهيبون بؤلء الخدوعي بالغربيي ‪ ،‬أن ‪ :‬خذدوا حذركم ‪،‬‬
‫وكفوا عن دعايتكم ‪ ،‬فإن ما عليه الغربيون من فساد الخلق لبد وأن ينتهي بم إل‬
‫العاقبة السوآى ‪ ،‬وأنم ما ل يصلحوا فطرهم باليان الصحيح ويعدلوا طباعهم بالثل‬
‫العليا من الخلق ‪ ،‬فسوف تنقلب علومهم أداة تريب وتدمي ‪ ،‬وتتحول مدنيتهم إل‬
‫نار تلتهمهم وتقضي عليهم القضاء الخي ( أل تر كيف فعل ربك بعاد ؟ إرم ذات‬
‫العماد ‪ ،‬الت ل يلق مثلها ف البلد ‪ ،‬وثود الذين جابوا الصخر بالواد ‪ ،‬وفرعون ذي‬
‫الوتاد ‪ .‬الذين طغوا ف البلد ‪ ،‬فأكثروا فيها الفساد ‪ .‬فصب عليهم ربك سوط‬
‫عذاب ‪ ،‬إن ربك لبالرصاد ) ( ‪ 1‬سورة الفجر من آية ‪ . )14 - 6 :‬ويصيحون بؤلء الامدين‬
‫دونكم لنبع الصاف ‪ ،‬والدى الكري ‪ :‬لنبع الكتاب وهدى السنة ‪ ،‬خذوا منهما دينكم‬
‫وبشروا بما غيكم ‪ ،‬فعند ذلك تتدي بكم هذه الدنيا الائرة ‪ ،‬وتسعد بكم هذه‬

‫‪9‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النسانية العذبة ( لقد كان لكم ف رسول ال أسوة حسنة لن كان يرجو ال واليوم‬
‫) ‪ .‬وكان من فضل ال أن استجاب لذه‬ ‫سورة الحزاب آية ‪21 :‬‬ ‫الخر وذكر ال كثيا ) ( ‪1‬‬
‫الدعوة رجال بررة ‪ ،‬وتلقتها قلوب ملصة ‪ ،‬واعتنقها شباب وهبها أعز ما يلك من‬
‫الموال والنفس ‪ .‬فهل أذن ال لنوره أن يشرق على الرض من جديد ؟ وهل أراد‬
‫للنسان أن ييا حياة طيبة ‪ ،‬يسودها اليان والب والحسان والعدل ؟ هذا ما تشهد به‬
‫اليات ‪ ( :‬هو الذي أرسل رسوله بالدى ودين الق ليظهره على الدين كله وكفى‬
‫) ‪ ( .‬سنريهم آياتنا ف الفاق وف أنفسهم حت يتبي لم‬ ‫‪ 2‬سورة الفتح آية ‪28 :‬‬ ‫بال شهيدا ) (‬
‫أنه الق ‪ ،‬أو ل يكف بربك أنه على كل شئ شهيد ؟ ) ( ‪ ) 3‬سورة فصلت آية ‪. )53 :‬‬

‫وهي اما حقيقية كالطهارة بالاء أو حكمية كالطهارة بالتراب ف التيمم‬ ‫الطهارة‬
‫الياه وأقسامها‬
‫القسم الول من الياه ‪ :‬الاء الطلق وحكمه أنه طهور ‪ :‬أي أنه طاهر ف نفسه مطهر‬
‫لغيه ويندرج تته من النواع ما يأت ‪:‬‬

‫‪ - 1‬ماء الطر والثلج والبد لقول ال تعال ‪ ( :‬وينل عليكم من السماء ماء ليطهركم‬
‫سورة الفرقان آية‬ ‫به ) ( ‪ 1‬سورة النقال آية ‪ )11 :‬وقوله تعال ( وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) ( ‪2‬‬
‫‪ )48‬ولديث أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا كب‬
‫ف الصلة سكت هنيهة قبل القراءة ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ -‬بأب أنت وأمي ‪ -‬أرأيت‬
‫سكوتك بي التكبي والقراءة ما تقول ؟ قال ‪ ( :‬أقول اللهم باعد بين وبي خطاياي كما‬
‫باعدت بي الشرق والغرب ‪ ،‬اللهم نقن من خطاياي كما ينقى الثوب البيض من‬
‫الدنس ‪ ،‬اللهم اغسلن من خطاياي بالثلج والاء والبد ) رواه الماعة إل الترمذي ‪.‬‬

‫‪ - 2‬ماء البحر ‪ ،‬لديث أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬سأل رجل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال يا رسول ال ‪ ،‬إنا نركب البحر ‪ ،‬ونمل معنا القليل من الاء فإن توضأنا‬
‫به عطينا ‪ ،‬أفنتوضأ باء البحر ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬هو الطهور ( ‪3‬‬

‫‪10‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫) ماؤه ‪ ،‬الل ميتته ) رواه المسة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 3‬ل يقل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف جوابه ( نعم ) ليقرن الكم‬
‫بعلته ‪ ،‬وهو الطهورية التناهية ف بابا ‪ ،‬وزاده حكما ل يسأل عنه ‪ ،‬وهو حل اليتة ‪ ،‬إتاما للفائدة ‪ ،‬وإفادة لكم آخر غي السؤول عنه ‪ ،‬ويتأكد عند ظهور‬

‫الاجة ال الكم ‪ ،‬وهذا من ماسن الفتوى ‪) . ( .‬‬


‫وقال الترمذي ‪ :‬هذا الديث حسن صحيح ‪ ،‬وسألت ممد بن إساعيل البخاري عن هذا‬
‫الديث فقال ‪ :‬حديث صحيح ‪.‬‬

‫‪ - 3‬ماء زمزم ‪ ،‬لا روي من حديث علي رضي ال عنه ( أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم دعا بسجل ( ‪ ) 1‬من ماء زمزم فشرب منه وتوضأ ) رواه أحد ‪.‬‬
‫( هامش ) ( السجل ) الدلو الملوء ‪) . ( .‬‬

‫‪ - 4‬الاء التغي بطول الكث ‪ ،‬أو بسبب مقره ‪ ،‬أو بخالطة ما ل ينفك عنه غالبا ‪،‬‬
‫كالطحلب وورق الشجر ‪ ،‬فإن اسم الاء الطلق يتناوله باتفاق العلماء ‪ .‬والصل ف هذا‬
‫الباب أن كل ما يصدق عليه اسم الاء مطلقا عن التقييد يصح التطهر به ‪ ،‬قال ال تعال ‪:‬‬
‫( فلم تدوا ماء فتيمموا ) ( ‪ ( . ) 2‬هامش ) ( ‪ ) 2‬سورة الائدة بعض الية ‪) . ( . 6‬‬

‫القسم الثان ‪ :‬الاء الستعمل وهو النفصل من أعضاء التوضئ والغتسل ‪ ،‬وحكمه أنه‬
‫طهور كالاء الطلق ‪ ،‬سواء بسواء ‪ ،‬اعتبارا بالصل ‪ ،‬حيث كان طهورا ‪ ،‬ول يوجد دليل‬
‫يرجه عن طهوريته ‪ ،‬والديث لربيع بنت معوذ ف وصف وضوء رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قالت ‪ ( :‬ومسح رأسه با بقي من وضوء ف يديه ) رواه أحد وأبو داود ‪،‬‬
‫ولفظ أب داود ( أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مسح رأسه من فضل ماء كان بيده )‬
‫وعن أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم لقيه ف بعض طرق الدينة وهو‬
‫جنب ‪ ،‬فاننس منه فذهب فاغتسل ث جاء فقال ‪ ( :‬أين كنت يا أبا هريرة ؟ ) فقال ‪:‬‬
‫كنت جنبا ‪ ،‬فكرهت أن أجالسك وأنا على غي طهارة ‪ ،‬فقال ‪ :‬سبحان ال إن الؤمن ل‬
‫ينجس ) رواه الماعة ‪ :‬ووجه دللة الديث ‪ ،‬أن الؤمن إذا كان ل ينجس ‪ ،‬فل وجه‬
‫لعل الاء فاقدا للطهورية بجرد ماسته له ‪ ،‬إذ غايته التقاء طاهر بطاهر وهو ل يؤثر ‪ .‬قال‬
‫ابن النذر ‪ :‬روي عن علي وابن عمر وأب أمامة وعطاء والسن ومكحول والنخعي ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أنم قالوا فيمن نسي مسح رأسه فوجد بلل ف ليته ‪ :‬يكفيه مسحه بذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬وهذا‬
‫يدل على أنم يرون الستعمل مطهرا ‪ ،‬وبه أقول ‪ :‬وهذا الذهب إحدى الروايات عن‬
‫مالك والشافعي ‪ ،‬ونسبه ابن حزم إل سفيان الثوري وأب ثور وجيع أهل الظاهر ‪.‬‬

‫القسم الثالث ‪ :‬الاء الذي خالطه طاهر كالصابون والزعفران والدقيق وغيها من‬
‫الشياء الت تنفك عنها غالبا ‪ .‬وحكمه أنه طهور مادام حافظا لطلقه ‪ ،‬فإن خرج عن‬
‫إطلقه بيث صار ل يتناوله اسم الاء الطلق كان طاهرا ف نفسه ‪ ،‬غي مطهر لغيه ‪ ،‬فعن‬
‫أم عطة قالت ‪ :‬دخل علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم حي توفيت ابنته ( زينب )‬
‫فقال ‪ ( :‬إغسلنها ثلثا أو خسا أو أكثر من ذلك ‪ -‬إن رأيت ‪ -‬باء وسدر واجعلن ف‬
‫الخية كافورا أو شيئا من كافور ‪ ،‬فإذا فرغت فآذنن فلما فرغن آذناه ‪ ،‬فأعطانا حقوه‬
‫فقال ‪ ( :‬أشعر نا إياه ) تعن ‪ :‬إزاره ‪ ،‬رواه الماعة ‪ .‬واليت ل يغسل إل با يصح به‬
‫التطهي للحي ‪ ،‬وعند أحد والنسائي وابن خزية من حديث أم هانئ ‪ :‬أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم اغتسل هو وميمونة من إناء واحد ‪ :‬قصعة فيها أثر العجي ‪ ،‬ففي الديثي‬
‫وجد الختلط ‪ ،‬إل أنه ل يبلغ بيث يسلب عنه إطلق اسم الاء عليه ‪.‬‬

‫القسم الرابع ‪ :‬الاء الذي لقته النجاسة وله حالتان ‪:‬‬


‫( الول ) أن تغي النجاسة طعمه أو لونه أو ريه وهو ف هذه الالة ل يوز التطهر به‬
‫إجاعا ‪ ،‬نقل ذلك ابن النذر وابن اللقن ‪.‬‬
‫( الثانية ) أن يبقي الاء على إطلقه ‪ ،‬بأن ل يتغي أحد أوصافه الثلثة ‪ .‬وحكمه أنه طاهر‬
‫مطهر ‪ .‬قل أو كثر ‪ ،‬دليل ذلك حديث أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬قام أعراب فبال ف‬
‫السجد ‪ ،‬فقام إليه الناس ليقعوا به ‪ .‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬دعوه وأريقوا‬
‫على بوله سجل من ماء ‪ ،‬أو ذنوبا ( ‪ ) 1‬من ماء ‪ ،‬فإنا بعثتم ميسرين ول تبعثوا معسرين‬
‫) رواه الماعة إل مسلما وحديث أب سعيد الدري رضي ال عنه قال ‪ :‬قيل يا رسول‬
‫ال أنتوضأ من بئر بضاعة ؟ ( ‪ ) 2‬فقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬الاء طهور ل ينجسه‬
‫شئ ) رواه أحد والشافعي وأبو داود والنسائي والترمذي وحسنه ‪ ،‬وقال أحد ‪ :‬حديث‬
‫بئر بضاعة صحيح وصححه يي بن معي وأبو ممد بن حزم ‪ .‬وإل هذا ذهب ابن عباس‬

‫‪12‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأبو هريرة والسن البصري ‪ ،‬وابن السيب وعكرمة وابن أب ليلى والثوري وداود‬
‫الظاهري والنخعي ومالك وغيهم ‪ ،‬وقال الغزال ‪ :‬وددت لو أن مذهب الشافعي ف الياه‬
‫كان كمذهب مالك ‪ .‬وأما حديث عبد ال بن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا كان الاء قلتي ل يمل البث ) رواه المسة ‪ ،‬فهو مضطرب‬
‫سندا ‪ ،‬ومتنا ‪ .‬قال ابن عبد الب ف التمهيد ‪ :‬ما ذهب إليه الشافعي من حديث القلتي ‪،‬‬
‫مذهب ضعيف من جهة النظر ‪ ،‬غي ثابت من جهة الثر ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬السجل أو الذنوب ‪ :‬وعاء به ماء ‪.‬‬

‫( ‪ ( ) 2‬بئر بضاعة ) بضم أوله ‪ :‬بئر الدينة ‪ .‬قال أبو داود ‪ .‬وسعت قتيبة بن سعيد قال ‪ :‬سألت قيم بئر‬
‫بضاعة عن عمقها ؟ قال ‪ :‬أكثر ما يكون فيها الاء ال العانة ‪ ،‬قلت ‪ :‬فإذا نقص ؟ قال ‪:‬‬
‫دون العورة قال أبو داود ‪ :‬وقدرت أنا بئر بضاعة بردائي مددته عليها ث ذرعته فإذا‬
‫عرضها ستة أذرع ‪ ،‬وسألت الذي فتح ل باب البستان فأدخلن إليه ‪ .‬هل غي بناؤها عما‬
‫كانت عليه ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬ورأيت فيها ماء متغي اللون ‪ ( ،‬ذرعته ) ‪ ،‬قسته بالذراع ‪) . ( .‬‬

‫السؤر‬
‫السؤر هو ‪ :‬ما بقي ف الناء بعد الشرب وهو أنواع ‪:‬‬
‫( ‪ ) 1‬سؤر الدمي ‪ :‬وهو طاهر من السلم والكافر والنب والائض ‪ .‬وأما قول ال‬
‫تعال ‪ ( :‬إنا الشركون نس ) فالراد به ناستهم العنوية ‪ ،‬من جهة اعتقادهم الباطل ‪،‬‬
‫وعدم ترزهم من القذار والنجاسات ‪ ،‬ل أن أعيانم وأبدانم نسة ‪ ،‬وقد كانوا يالطون‬
‫السلمي ‪ ،‬وترد رسلهم ووفودهم على النب صلى ال عليه وسلم ويدخلون مسجده ‪ ،‬ول‬
‫يأمر بغسل شئ ما أصابته أبدانم ‪ ،‬وعن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ ( :‬كنت أشرب‬
‫وأنا حائض ‪ ،‬فأناوله النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فيضع فاه على موضع ف ) ( ‪ ) 1‬رواه‬
‫مسلم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الراد أنه صلى ال عليه وسلم كان يشرب من الكان الذي شربت منه ‪) . ( .‬‬

‫( ‪ ) 2‬سؤر ما يؤكل لمه ‪ :‬وهو طاهر ‪ ،‬لن لعابه متولد من لم طاهر فأخذ حكمه ‪.‬‬
‫قال أبو بكر بن النذر ‪ .‬أجع أهل العلم على أن سؤر ما أكل لمه يوز شربه والوضوء‬
‫به ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( ‪ ) 3‬سؤر البغل والمار والسباع وجوارح الطي ‪ :‬وهو طاهر ‪ ،‬لديث جابر رضي ال‬
‫عنه عن النب صلى ال عليه وسلم سئل ‪ :‬أنتوضأ با أفضلت المر ؟ قال نعم ‪ .‬وبا‬
‫أفضلت السباع كلها ) أخرجه الشافعي والدارقطن والبيهقي ‪ ،‬وقال ‪ :‬له أسانيد إذا ضم‬
‫بعضها إل بعض كانت قوية ‪ ،‬وعن ابن عمر رضي ال عنهما قال ‪ ،‬خرج رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ف بعض أسفاره ليل فمروا على رجل جالس عند مقراة له ( ‪) 2‬‬
‫فقال عمر رضي ال عنه ‪ :‬أولغت السباع عليك الليلة ف متكلف ! ‪ ،‬لا ما حلت ف‬
‫بطونا ‪ ،‬ولنا ما قي شراب وطهور ) رواه الدار قطن ‪ ،‬وعن يي بن سعيد ( أن عمر‬
‫خرج ف ركب فيهم عمرو بن العاص حت وردوا حوضا فقال عمرو يا صاحب الوض‬
‫هل ترد حوضك السباع ؟ فقال عمر ‪ :‬ل تبنا ‪ ،‬فإنا نرد على السباع وترد علينا ) رواه‬
‫مالك ف الوطأ ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 2‬القراة ) ‪ :‬الوض الذي يتمع فيه الاء ‪) . ( .‬‬
‫( ‪ ) 4‬سؤر الرة ‪ :‬وهو طاهر ‪ ،‬لديث كبشة بنت كعب ‪ ،‬وكانت تت أب قتادة ‪ ،‬أن‬
‫أبا قتادة دخل عليها فسكبت له ‪ . .‬فجاءت هرة تشرب منه فأصغى ( ‪ ) 3‬لا الناء حت‬
‫شربت منه ‪ ،‬قالت كبشة ‪ :‬فرآن أنظر فقال ‪ :‬أتعجبي يا ابنة أخي ؟ فقالت ‪ :‬نعم ‪ .‬فقال‬
‫‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إنا ليست ( هامش ) ( ‪ ( ) 3‬أصغى ) أي أمال ‪ ) . ( .‬بنجس‬
‫‪ ،‬إنا من الطوافي عليكم والطوافات ) رواه المسة ‪ ،‬وقال الترمذي ‪ :‬حديث حسن‬
‫صحيح ‪ ،‬وصححه البخاري وغيه ‪.‬‬
‫( ‪ ) 5‬سؤر الكلب والنير ‪ :‬وهو نس يب اجتنابه ‪ .‬أما سؤر الكلب ‪ ،‬فلما رواه‬
‫البخاري ومسلم عن أب هريرة رضي ال عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا‬
‫شرب الكلب ف إناء أحدكم فليغسله سبعا ) ولحد ومسلم ( طهور إناء أحدكم إذا ولغ‬
‫فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولهن بالتراب ) ‪ ،‬وأما سؤر النير فلخبثه وقذارته ‪.‬‬

‫النجاسة‬

‫‪14‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النجاسة هي القذارة الت يب على السلم أن ينتزه عنها ويغسل ما أصابه منها ‪ .‬قال ال‬
‫تعال ‪ ( :‬وثيابك فطهر ) وقال تعال ‪ ( :‬إن ال يب التوابي ويب التطهرين ) وقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬الطهور شطر اليان ) ‪.‬‬
‫ولا مباحث نذكرها فيما يلي ‪:‬‬

‫أنواع النجاسات ( ‪) 1‬‬


‫( ‪ ) 1‬اليتة ‪ :‬وهي ما مات حتف أنفه ‪ :‬أي من غي تذكية ( ‪ ، ) 2‬ويلحق با ما قطع‬
‫من الي ‪ ،‬لديث أب واقد الليثي ‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ما قط من‬
‫البهيمة وهي حية فهو ميتة ) رواه أبو داود والترمذي وحسنه ‪ ،‬قال ‪ :‬والعمل على هذا‬
‫عند أهل العلم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬النجاسة اما أن تكون حسية مثل البول والدم ‪ ،‬واما أن تكون حكمية كالنابة ‪ ) 2 ( .‬أي من غي ذبح‬

‫شرعي ‪ ،‬ذكى الشاة ‪ :‬أي ذبها ‪) . ( .‬‬


‫ويستثن من ذلك ‪:‬‬
‫‪ - 1‬ميتة السمك والراد ‪ ،‬فإنا طاهرة ‪ ،‬لديث ابن عمر رضي ال عنهما قال ‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أحل لنا ميتتان ودمان ‪ :‬أما اليتتان فالوت ( ‪) 3‬‬
‫والراد ‪ ،‬وأما الدمان فالكبد والطحال ) رواه أحد والشافعي وابن ماجة والبيهقي والدار‬
‫قطن ‪ ،‬والديث ضعيف ‪ ،‬لكن المام أحد صحح وقفه ‪ ،‬كما قاله أبو زرعة وأبو‬
‫حات ‪ ،‬ومثل هذا له حكم الرفع ‪ ،‬لن قول الصحاب ‪ :‬أحل لنا كذا وحرم علينا كذا ‪.‬‬
‫مثل قوله ‪ :‬أمرنا ونينا ‪ ،‬وقد تقدم قول الرسول صلى ال عليه وسلم ف البحر ‪ ( :‬هو‬
‫الطهور ماؤه الل ميتته ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 3‬الوت ) السمك ‪) . ( .‬‬
‫ب ‪ -‬ميتة ما ل دم له سائل كالنمل والنحل ونوها ‪ ،‬فإنا طاهرة إذا وقعت ف شئ‬
‫وماتت فيه ل تنجسه ‪.‬‬
‫قال ابن النذر ‪ :‬ل أعلم خلفا ف طهارة ما ذكر إل ما روي عن الشافعي والشهور من‬
‫مذهبه أنه نس ‪ ،‬ويعفى عنه إذا وقع ف الائع ما ل يغيه ‪.‬‬
‫ح‍ ‪ -‬عظم اليتة وقرنا وظفرها وشعرها وريشها وجلدها ‪ ،‬وكل ما هو من جنس ذلك‬
‫طاهر ‪ ،‬لن الصل ف هذه كلها الطهارة ‪ ،‬ول دليل على النجاسة ‪ .‬قال الزهري ‪ :‬ف‬

‫‪15‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عظام الوتى نو الفيل وغيه ‪ :‬أدركت ناسا من سلف العلماء يتشطون با ويدهنون فيها‬
‫‪ ،‬ل يرون به بأسا ‪ ،‬رواه البخاري ‪ ،‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬تصدق على‬
‫مولة ليمونة بشاة فماتت ‪ ،‬فمر با رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ ( :‬وهل أخذت‬
‫إهابا فدبغتموه فانتفعم به ؟ ‪ .‬فقالوا ‪ :‬إنا ميتة ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬إنا حرم أكلها ) رواه الماعة‬
‫إل أن ابن ماجة قال فيه ‪ :‬عن ميمونة ‪ ،‬وليس ف البخاري ول النسائي ذكر الدباغ ‪،‬‬
‫وعن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قرأ هذه الية ‪ ( :‬قل ل أجد فيما أوحي إل مرما‬
‫على طاعم يطعمه إل أن يكون ميتة ( ‪ ) ) 1‬إل آخر الية ‪ ،‬وقال ‪ :‬إنا حرم ما يؤكل‬
‫منها وهو اللحم ‪ ،‬فأما اللد والقد ( ‪ ) 2‬والسن والعظم والشعر والصوف فهو حلل ) ‪،‬‬
‫رواه ابن النذر وابن حات ‪ .‬وكذلك أنفحة اليتة ولبنها طاهر ‪ ،‬لن الصحابة لا فتحوا‬
‫بلد العراق أكلوا من جب الجوس ‪ ،‬وهو يعمل بالنفحة ‪ ،‬مع أن ذبائحهم تعتب‬
‫كاليتة ‪ ،‬وقد ثبت عن سلمان الفارسي رضي ال عنه أنه سئل عن شئ من الب والسمن‬
‫والفراء ‪ ،‬فقال ‪ :‬اللل ما أحله ال ف كتابه ‪ ،‬والرام ما حرم ال ف كتابه ‪ ،‬وما سكت‬
‫عنه فهو ما عفا عنه ‪ .‬ومن العلوم أن السؤال كان عن جب الجوس ‪ ،‬حينما كان سلمان‬
‫ائب عمر بن الطاب على الدائن ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النعام ‪ ( ) 2 ( . 145 :‬القد ) بكسر القاف ‪ :‬إناء من جلد ا ه‍ ‪.‬‬
‫قاموس ‪) . ( .‬‬

‫( ‪ ) 2‬الدم ‪ :‬سواء كان دما مسفوحا ‪ -‬أي مصبوبا ‪ -‬كالدم الذي يري من الذبوح ‪،‬‬
‫أم دم حيض ‪ ،‬إل أنه يعفى عن اليسي منه ‪ ،‬فعن ابن جريج ف قوله تعال ‪ ( :‬أو دما‬
‫مسفوحا ) قال ‪ :‬السفوح الذي يهراق ‪ .‬ول بأس با كان ف العروق منها ‪ ،‬أخرجه ابن‬
‫النذر ‪ ،‬وعن أب ملز ف الدم ‪ ،‬يكون ف مذبح الشاة أو الدم يكون ف أعلى القدر ؟ قال‬
‫‪ :‬ل بأس ‪ ،‬إنا نى عن الدم السفوح ‪ ،‬أخرجه عبد بن حيد وأبو الشيخ ‪ ،‬وعن عائشة‬
‫رضي ال عنها قالت ‪ :‬كنا نأكل اللحم والدم خطوط على القدر ‪ ،‬وقال السن ‪ :‬ما زال‬
‫السلمون يصلون ف جراحاتم ‪ ،‬ذكره البخاري ‪ ،‬وقد صح أن عمر رضي ال عنه صلى‬
‫وجرحه ينعب دما ( ‪ ، ) 1‬قاله الافظ ف الفتح ‪ :‬وكان أبو هريرة رضي ال عنه ل يرى‬
‫بأسا بالقطرة والقطرتي ف الصلة ‪ .‬وأما دم الباغيث وما يتشرح من الدمامل فإنه يعفى‬
‫عنه لذه الثار وسئل أبو ملز عن القيح يصيب البدن والثوب ؟ فقال ‪ :‬ليس بشئ ‪ ،‬وإنا‬

‫‪16‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذكر ال الدم ول يذكر القيح ‪ .‬وقال ابن تيمية ‪ :‬ويب غسل الثوب من الدة والقيح ‪.‬‬
‫والصديد ‪ ،‬قال ‪ :‬ول يقم دليل على ناسته ‪ ،‬انتهى والول أن يتقيه النسان بقدر‬
‫المكان ‪.‬‬

‫( ‪ ) 3‬لم النير ‪ :‬قال ال تعال ‪ ( :‬قل ل أجد فيما أوحي إل مرما على طاعم‬
‫يطعمه إل أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لم خنير فإنه رجس ( ‪ : ) ) 2‬أي فإن‬
‫ذلك كله خبيث تعافه الطباع السليمة ‪ ،‬فالضمي راجع إل النواع الثلثة ‪ ،‬ويوز الرز‬
‫بشعر النير ف أظهر قول العلماء ‪.‬‬

‫( ‪ ) 6 ، 5 ، 4‬قئ الدمي وبوله ورجيعه ‪ :‬وناسة هذه الشياء متفق عليها ‪ ،‬إل أنه‬
‫يعفى عن يسي القئ ويفف ف بول الصب الذي ل يأكل الطعام فيكتفى ف تطهيه بالرش‬
‫لديث أم قيس رضي ال عنها ( أنا أتت النب صلى ال عليه وسلم بابن لا ل يبلغ أن‬
‫يأكل الطعام ‪ ،‬وأن ابنها ذاك بال ف حجر النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فدعا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم باء فنضحه ( ‪ ) 1‬على ثوبه ول يغسله غسل ) متفق عليه ( هامش ) ( ‪) 1‬‬

‫( ينعب ) أي يري ‪ ( ) 2 ( .‬الرجس ) النجس الية بعض من آية ‪ 145‬من سورة النعام ‪ ، .‬وعن علي رضي ال عنه قال ‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ( بول الغلم ينضح عليه ‪ ،‬وبول الارية يغسل ) قال قتادة‬
‫‪ :‬وهذا ما ل يطعما فإن طعما غسل بولما ‪ ،‬ورواه أحد ‪ -‬وهذا لفظه ‪ -‬وأصحاب‬
‫السنن إل النسائي ‪ .‬قال الافظ ف الفتح ‪ :‬وإسناده صحيح ‪ ،‬ث أن النضح إنا يزئ مادام‬
‫الصب يقتصر على الرضاع ‪ .‬أما إذا أكل الطعام على جهة التغذية فإنه يب الغسل بل‬
‫خلف ‪ .‬ولعل سبب الرخصة ف الكتفاء بنضحه ولوع الناس بمله الفضي إل كثرة‬
‫بوله عليهم ‪ ،‬ومشقة غسل ثيابم ‪ ،‬فخفف فيه ذلك ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬والنضح ‪ :‬أن يغمر ويكاثر بالاء مكاثرة ل‬
‫تبلغ جريان الاء ‪ ،‬وتردده تقاطره ‪ ،‬وهو الراد بالرش ف الروايات الخرى ‪) . ( .‬‬

‫( ‪ ) 7‬الودي ‪ :‬وهو ماء أبيض ثخي يرج بعد البول وهو نس من غي خلف ‪ .‬قالت‬
‫عائشة ‪ :‬وأما الودي فإنه يكون بعد البول فيغسل ذكره وأنثييه ويتوضأ ول يغتسل ‪،‬‬
‫ورواه ابن النذر ‪ .‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬الن والودي والذي ‪ ،‬أما الن ففيه‬

‫‪17‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الغسل ‪ ،‬وأما الذي والودي فيهما إسباغ الطهور ) رواه الثرم والبيهقي ولفظه ‪ ( :‬وأما‬
‫الودي والذي فقال ‪ :‬اغسل ذكرك أو مذاكيك وتوضأ وضوءك ف الصلة ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 8‬الذي ‪ :‬وهو ماء أبيض لزج يرج عند التفكي ف الماع أو عند اللعبة ‪ ،‬وقد ل‬
‫يشعر النسان بروجه ‪ ،‬ويكون من الرجل والرأة إل أنه من الرأة أكثر ‪ ،‬وهو نس‬
‫باتفاق العلماء ‪ ،‬إل أنه إذا أصاب البدن وجب غسله وإذا أصاب الثوب اكتفي فيه بالرش‬
‫بالاء ‪ ،‬لن هذه ناسة يشق الحتراز عنها ‪ ،‬لكثرة ما يصيب ثياب الشاب العزب ‪ ،‬فهي‬
‫أول بالتخفيف من بول الغلم ‪ .‬وعن علي رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كنت رجل مذاء‬
‫فأمرت رجل أن يسأل النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬لكان ابنته فسأل ‪ ،‬فقال ‪ :‬توضأ‬
‫واغسل ذكرك ) رواه البخاري وغيه ‪،‬‬
‫وعن سهل بن حنيف رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كنت ألقى من الذي شدة وعناء ‪ ،‬وكنت‬
‫أكثر منه الغتسال ‪ ،‬فذكرت ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ ( :‬إنا يزيك‬
‫من ذلك الوضوء فقلت يا رسول ال ‪ ،‬كيف با يصيب ثوب منه ؟ قال ( يكفيك أن‬
‫تأخذ كفا من ماء فتنضح به ثوبك حيث أنه قد أصاب منه ) رواه أبو داود وابن ماجة‬
‫والترمذي وقال حديث حسن صحيح وف الديث ممد بن إسحاق ‪ ،‬وهو ضعيف إذا‬
‫عنعن ‪ ،‬لكونه مدلسا ‪ ،‬لكنه هنا صرح بالتحديث ‪ .‬ورواه الثرم رضي ال عنه بلفظ ‪:‬‬
‫( كنت ألقى من الذي عناء فأتيت النب صلى ال عليه وسلم فذكرت له ذلك ‪ .‬فقال ‪:‬‬
‫يزئك أن تأخذ حفنة من ماء فترش عليه ‪) .‬‬

‫( ‪ ) 9‬الن ‪ :‬ذهب بعض العلماء إل القول بنجاسته والظاهر أنه طاهر ‪ ،‬ولكن يستحب‬
‫غسله إذا كان رطبا ‪ ،‬وفركه إن كان يابسا ‪ .‬قالت عائشة رضي ال عنها ‪ ( :‬كنت أفرك‬
‫الن من ثوب رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا كان يابسا وأغسله إذا كان رطبا ) رواه‬
‫الدار قطن وأبو عوانة والبزار‬
‫وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬سئل النب صلى ال عليه وسلم عن الن يصيب‬
‫الثوب ؟ فقال ‪ :‬إنا هو بنلة الخاط والبصاق ‪ ،‬وإنا يكفيك أن تسحه برقة أو‬
‫بإذخرة ) رواه الدار قطن والبيهقي والطحاوي ‪ ،‬والديث قد اختلف ف رفعه ووقفه ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫( ‪ ) 10‬بول وروث ما ل يؤكل لمه ‪ :‬وها نسان ‪ ،‬لديث ابن مسعود رضي ال عنه‬
‫قال ‪ :‬أتى النب صلى ال عليه وسلم الغائط ‪ ،‬فأمرن أن آتيه بثلثة أحجار ‪ ،‬فوجدت‬
‫حجرين ‪ ،‬والتمست الثالث فلم أجده ‪ ،‬فأخذت روثة فأتيته با ‪ ،‬فأخذ الجرين وألقى‬
‫الروثة وقال ‪ ( :‬هذا رجس ) رواه البخاري وابن ماجة وابن خزية ‪ ،‬وزاد ف رواية ( إنا‬
‫ركس ( ‪ ) 1‬إنا روثة حار ) ويعفى عن اليسي منه ‪ ،‬لشقة الحتراز عنه ‪ .‬قال الوليد بن‬
‫مسلم ‪ :‬قلت للوزاعي ‪ :‬فأبوال الدواب ما ل يؤكل لمه كالبغل ‪ ،‬والمار ( هامش ) ( ‪) 1‬‬

‫( انا ركس ) ‪ :‬الركس النجس ‪ ) . ( .‬والفرس ؟ فقال ‪ :‬قد كانوا يبتلون بذلك ف مغازيهم فل‬
‫يغسلونه من جسد أو ثوب ‪ .‬وأما بول وروث ما يؤكل لمه ‪ ،‬فقد ذهب إل القول‬
‫بطهارته مالك وأحد وجاعة من الشافعية ‪ .‬قال ابن تيمية ‪ :‬ل يذهب أحد من الصحابة‬
‫إل القول بنجاسته ‪ ،‬بل القول بنجاسته قول مدث ل سلف له من الصحابة ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫قال أنس رضي ال عنه ‪ ( :‬قدم أناس من عكل أو عريته ( ‪ ) 1‬فاجتووا الدينة فأمرهم‬
‫النب صلى ال عليه وسلم بلقاح وأن يشربوا من أبوالا وألبانا ) رواه أحد والشيخان دل‬
‫هذا الديث على طهارة بول البل ‪ .‬وغيها من مأكول اللحم يقاس عليه ‪ .‬قال ابن‬
‫النذر ‪ :‬ومن زعم أن هذا خاص بأولئك القوام ل يصب ‪ ،‬إذ الصائص ل تثبت إل‬
‫بدليل قال ‪ :‬وف ترك أهل العلم بيع بعار الغنم ف أسواقهم ‪ ،‬واستعمال أبوال البل ف‬
‫أدويتهم قديا وحديثا من غي نكي ‪ ،‬دليل على طهارتا ‪ .‬وقال الشوكان ‪ :‬الظاهر طهارة‬
‫البوال والزبال من كل حيوان يؤكل لمه ‪ ،‬تسكا بالصل ‪ ،‬واستصحابا للباءة‬
‫الصلية ‪ ،‬والنجاسة حكم شرعي ناقل عن الكم الذي يقتضيه الصل والباءة ‪ ،‬فل يقبل‬
‫قول مدعيها إل بدليل يصلح للنقل عنهما ‪ ،‬ول ند للقائلي بالنجاسة دليل لذلك ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ( ) 1‬عكل وعرينة ) بالتصغي ‪ :‬قبليتان ‪ ( .‬اجتووا ) ‪ :‬أصابم الوى ‪ ،‬وهو مرض داء البطن إذا تطاول ‪ ( .‬لقاح ) ‪ :‬جع لقحة ‪ ،‬بكسر‬
‫فسكون ‪ ،‬هي الناقة ‪ :‬ذات اللب ‪) . ( .‬‬

‫( ‪ ) 11‬الللة ‪ :‬ورد النهي عن ركوب الللة وأكل لمها وشرب لبنها ‪ .‬فعن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما قال ‪ ( :‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن شرب لب‬
‫الللة ) رواه المسة إل ابن ماجة ‪ ،‬وصححه الترمذي وف رواية ‪ ( :‬منهي عن ركوب‬
‫الللة ) رواه أبو داود ‪ .‬وعن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده‬

‫‪19‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رضي ال عنهم قال ‪ ( :‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن لوم المر الهلية ‪،‬‬
‫وعن الللة ‪ :‬عن ركوبا وأكل لومها ‪ ،‬رواه أحد والنسائي وأبو داود ‪.‬‬
‫والللة ‪ :‬هي الت تأكل العذرة ‪ ،‬من البل والبقر والغنم والدجاج والوز وغيها ‪ ،‬حت‬
‫يتغي ريها ‪ .‬فإن حبست بعيدة عن العذرة زمنا ‪ ،‬عفلت طاهرا فطاب لمها وذهب اسم‬
‫الللة عنها حلت ‪ ،‬لن علة النهي والتغيي ‪ ،‬وقد زالت ‪.‬‬

‫( ‪ ) 12‬المر ‪ :‬وهي نسة عند جهور العلماء ‪ ،‬لقول ال تعال ( إنا المر واليسر‬
‫والنصاب والزلم رجس ( ‪ ) 1‬من عمل الشيطان ) وذهبت طائفة إل القول بطهارتا‬
‫‪ ،‬وحلوا الرجس ف الية على الرجس العنوي ‪ ،‬لن لفظ ( رجس ) خب عن المر ‪،‬‬
‫وما عطف عليها ‪ ،‬وهو ل يوصف بالنجاسة السية قطعا ‪ ،‬قال تعال ‪ ( :‬فاجتنبوا‬
‫الرجس من الوثان ) فالوثان رجس معنوي ‪ ،‬ل تنجس من مسها ‪ :‬ولتفسيه ف الية‬
‫بأنه من عمل الشيطان ‪ ،‬يوقع العداوة والبغضاء ويصد عن ذكر ال وعن الصلة ‪ ،‬وف‬
‫سبل السلم ‪ ( :‬والق أن الصل ف العيان الطهارة ‪ ،‬وأن التحري ل يلزم النجاسة ‪،‬‬
‫فإن الشيشة مرمة وهي طاهرة ‪ ،‬وأما النجاسة فيلزمها التحري ‪ ،‬فكل نس مرم ول‬
‫عكس ‪ ،‬وذلك لن الكم ف النجاسة هو النع عن ملمستها على كل حال ‪ ،‬فالكم‬
‫بنجاسة العي حكم بتحريها ‪ ،‬بلف الكم بالتحري ‪ ،‬فإنه يرم لبس الرير والذهب‬
‫وها طاهران ضرورة وإجاعا ) إذا عرفت هذا فتحري المر والمر الذي دلت عليه‬
‫النصوص ل يلزم منه ناسهما ‪ ،‬بل لبد من دليل آخر عليه ‪ ،‬وإل بقيا على الصول التفق‬
‫عليها من الطهارة ‪ ،‬فمن ادعى خلفه فالدليل عليه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬الرجس ) معناه ‪ :‬النجس ‪.‬‬

‫( ‪ ) 13‬الكلب ‪ :‬وهو نس ويب غسل ما ولغ فيه سبع مرات ‪ ،‬أولهن بالتراب ‪،‬‬
‫حديث أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬طهور إناء‬
‫أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولهن بالتراب ( ‪ ) ) 2‬رواه مسلم‬
‫وأحد وأبو داود والبيهقي ‪ :‬ولو ولغ ف إناء فيه طعام جامد ألقي ما أصابه وما حوله ‪،‬‬
‫وانتفع بالباقي على طهارته السابقة ‪ .‬أما شعر الكلب فالظهر أنه طاهر ‪ ،‬ول تثبت‬
‫ناسته ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 2‬معن الغسل بالتراب ‪ ،‬أن يلط ف الاء حت يتكدر ‪) . ( .‬‬

‫‪20‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫تطهي البدن والثوب‬


‫الثوب والبدن إذا أصابتهما ناسة يب غسلهما بالاء حت تزول عنهما إن كانت مرئية‬
‫كالدم ‪ ،‬فإن بقي بعد الغسل أثر يشق زواله فهو معفو عنه ‪ ،‬فإن ل تكن مرئية كالبول‬
‫فإنه يكتفى بغسله ولو مرة واحدة ‪ ،‬فعن أساء بنت أب بكر رضي ال عنها قالت ‪:‬‬
‫جاءت امرأة إل النب صلى ال عليه وسلم فقالت ‪ ( :‬إحدانا يصيب ثوبا من دم اليض‬
‫كيف تصنع به ؟ فقال ‪ ( :‬تته ) ث تقرضه بالاء ‪ ،‬ث تنضحه ( ‪ ) 1‬ث تصلي فيه ) متفق‬
‫عليه ‪،‬‬
‫وإذا أصابت النجاسة ذيل ثوب الرأة تطهره الرض ‪ ،‬لا روي ‪ ،‬أن امرأة قالت لم سلمة‬
‫رضي ال عنهما ‪ ( :‬إن أطيل ذيلي وأمشي ف الكان القذر ؟ فقالت لا ‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬يطهره ما بعده ) رواه أحد وأبو داود ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬الت والقرض ) الدلك‬
‫بأطراف الصابع ‪ .‬النضح ‪ :‬الغسل بالاء ‪) . ( .‬‬

‫تطهي الرض‬
‫تطهر الرض إذا أصابتها ناسة بصب الاء عليها ‪ ،‬لديث أب هريرة رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫قام أعراب فبال ف السجد فقام إليه الناس ليقعوا به ‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫( دعوه وأريقوا على بوله سجل من ماء أو ذنوبا من ماء ‪ ،‬فإنا بعثتم ميسرين ول تبعثوا‬
‫معسرين ) رواه الماعة إل مسلما ‪.‬‬
‫وتطهر أيضا بالفاف هي وما يتصل با اتصال قرار ‪ ،‬كالشجر والبناء ‪ .‬قال أبو قلبة ‪:‬‬
‫جفاف الرض طهورها ‪ ،‬وقالت عائشة رضي ال عنها ‪ ( :‬زكاة الرض يبسها ) رواه‬
‫ابن أب شيبة ‪ .‬هذا إذا كانت النجاسة مائعة ‪ ،‬أما إذا كان لا جرم فل تطهر إل بزوال‬
‫عينها أو بتحولا ‪.‬‬

‫تطهي السمن ونوه‬


‫عن ابن عباس عن ميمونة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم ( سئل عن فأرة‬
‫سقطت ف سن فقال ‪ :‬ألقوها ‪ ،‬وما حولا فاطرحوه وكلوا سنكم ) رواه البخاري ‪ .‬قال‬

‫‪21‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الافظ ‪ :‬نقل ابن عبد الب التفاق على أن الامد إذا وقعت فيه ميتة طرحت وما حولا‬
‫منه ‪ ،‬إذا تقق أن شيئا من أجزائها ل يصل إل غي ذلك منه ‪ ،‬وأما الائع فاختلفوا فيه‬
‫فذهب المهور إل أنه ينجس كله بلقاته النجاسة ‪ ،‬وخالف فريق منهم الزهري‬
‫والوزاعي ‪ ( ) 1 ( .‬هامش ) مذهبهما أن حكم الائع مثل حكم الاء ‪ ،‬ف أنه ل ينجس إل إذا تغي بالنجاسة ‪ ،‬فان ل يتغي فهو طاهر ‪ ،‬وهو‬
‫مذهب ابن عباس وابن مسعود والبخاري ‪ ،‬وهو الصحيح ‪) . ( .‬‬

‫تطهي جلد اليتة‬


‫يطهر جلد اليتة ظاهرا وباطنا بالدباغ ‪ ،‬لديث ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا دبغ الهاب فقد طهر ) رواه الشيخان ‪.‬‬

‫تطهي الرآة ونوها‬


‫تطهي الرآة والسكب والسيف والظفر والعظم والزجاج والنية وكل صقيل ل مسام له‬
‫بالسح الذي يزول به أثر النجاسة ‪ ،‬وقد كان الصحابة رضي ال عنهم يصلون وهم‬
‫حاملو سيوفهم وقد أصابا الدم ‪ ،‬فكانوا يسحونا ويتزئون بذلك ‪ ( ) 2 ( .‬هامش ) يرون السح‬
‫كافيا ف طهارتا ‪) . ( .‬‬

‫تطهي النعل‬
‫يطهر النعل التنجس والف بالدلك بالرض إذا ذهب أثر النجاسة ‪ ،‬لديث أب هريرة‬
‫رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬إذا وطئ أحدكم بنعله الذى فإن‬
‫التراب له طهور ) رواه أبو داود ‪ .‬وف رواية ‪ ( .‬إذا وطئ الذى بفيه فطهورها‬
‫التراب ) وعن أب سعيد أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا جاء أحدكم السجد‬
‫فليقلب نعليه فلينظر فيهما ‪ ،‬فإن رأى خبثا فليمسحه بالرض ث ليصل فيهما ) رواه أحد‬
‫وأبو داود ‪ ،‬ولنه مل تتكرر ملقاته للنجاسة غالبا ‪ ،‬فأجزأ مسحه بالامد كمحل‬
‫الستنجاء بل هو أول ‪ ،‬فإن مل الستنجاء يلقي النجاسة مرتي أو ثلثا ‪.‬‬

‫فوائد تكثر الاجة إليها‬

‫‪22‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ - 1‬حبل الغسيل ينشر عليه الثوب النجس ث تففه الشمس أو الريح ‪ ،‬ل بأس بنشر‬
‫الثوب الطاهر عليه بعد ذلك ‪.‬‬
‫‪ - 2‬لو سقط شئ على الرء ل يدري هل هو ماء أو بول ل يب عليه أن يسأل ‪ ،‬فلو‬
‫سأل ل يب على السئول أن ييبه ولو علم أنه نس ‪ ،‬ول يب عليه غسل ذلك ‪.‬‬
‫‪ - 3‬إذا أصاب الرجل أو الذيل بالليل شئ رطب ‪ .‬ل يعلم ما هو ‪ ،‬ل يب عليه أن‬
‫يشمه ويتعرف ما هو ‪ ،‬لا روى ‪ :‬أن عمر رضي ال عنه مر يوما ‪ ،‬فسقط عليه شئ من‬
‫ميزاب ‪ ،‬ومعه صاحب له فقال ‪ :‬يا صحب اليزاب ماؤك طاهرا أو نس فقال عمر ‪ :‬يا‬
‫صاحب اليزاب ل تبنا ‪ ،‬ومضى ‪.‬‬
‫‪ - 4‬ل يب غسل ما أصابه طي الشوارع ‪ .‬قال كميل بن زياد ‪ .‬رأيت عليا رضي ال‬
‫عنه يوض طي الطر ‪ ،‬ث دخل السجد فصلى ول يغسل رجليه ‪.‬‬
‫‪ - 5‬إذا انصرف الرجل من صلة رأى على ثوبه أو بدنه ناسة ل يكن عالا با ‪ ،‬أو كان‬
‫يعلمها ولكنه نسيها أو ل ينسها ولكنه عجز عن إزالتها فصلته صحيحة ول إعادة عليه ‪،‬‬
‫لقوله تعال ‪ ( .‬ليس عليكم جناح فيما أخطأت به ( ‪ . ) 1‬وهذا ما أفت به كثي من‬
‫الصحابة والتابعي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الحزاب آية ‪) . ( . 5 :‬‬
‫‪ - 6‬من خفي عليه موضع النجاسة من الثوب وجب عليه غسله كله ‪ ،‬لنه ل سبيل إل‬
‫العلم بتيقن الطهارة إل بغسله جيعه ‪ ،‬فهو من باب ( ما ل يتم الواجب إل به فهو واجب‬
‫)‪.‬‬

‫قضاء الاجة‬
‫لقاضي الاجة آداب تتلخص فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن ل يستصحب ما فيه اسم ال إل إن خيف عليه ‪ .‬الضياع أو كان حرزا ‪،‬‬
‫لديث أنس رضي ال عنه ‪ ( :‬أن النب صلى ال عليه وسلم لبس خاتا نقشه ممد رسول‬
‫ال ‪ ،‬فكان إذا دخل اللء ( ‪ ) 1‬وضعه ‪ ،‬رواه الربعة ‪ .‬قال الافظ ف الديث إنه‬
‫معلول ‪ ،‬وقال أبو داود ‪ :‬إنه منكر ‪ ،‬والزء الول من الديث صحيح ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬اللء )‬

‫‪ :‬الرحاض ‪) . ( .‬‬

‫‪23‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ - 2‬البعد والستار عن الناس ل سيما عند الغائط ‪ ،‬لئل يسمع له صوت أو تشم له‬
‫رائحة ‪ ،‬لديث جابر رضي ال عنه قال ‪ ( :‬خرجنا مع النب صلى ال عليه وسلم ف سفر‬
‫فكان ل يأت الباز ( ‪ ) 2‬حت يغيب فل يرى ) رواه ابن ماجة ‪ ،‬ولب داود ( كان إذا‬
‫أرك الباز انطلق حت ل يراه أحد ) وله ‪ ( :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا ذهب‬
‫الذهب أبعد ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 2‬الباز ) ‪ :‬مكان قضاء الاجة ‪) . ( .‬‬
‫‪ - 3‬الهر بالتسمية والستعاذة عند الدخول ف البنيان وعند تشمي الثياب ف الفضاء ‪.‬‬
‫لديث أنس رضي ال عنه قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا أراد أن يدخل اللء‬
‫قال ‪ ( :‬بسم ال ‪ ،‬اللهم إن أعوذ بك من البث ( ‪ ) 3‬والبائث ) رواه الماعة ‪.‬‬
‫( هامش ) ( البث ) بضم الباء جع خبيث ‪ ،‬و ( البائث ) جع خبيثة ‪ ،‬والراد ذكران‬
‫الشياطي وإناثهم ‪) . ( .‬‬
‫‪ - 4‬أن يكف عن الكلم مطلقا ‪ ،‬سواء كان ذكرا أو غيه ‪ ،‬فل يرد سلما ول ييب‬
‫مؤذنا إل لا ل بد منه ‪ ،‬كإرشاد أعمى يشى عليه من التردي ‪ ،‬فإن عطس أثناء ذلك‬
‫حد ال ف نفسه ول يرك به لسانه ‪ ،‬لديث ابن عمر رضي ال عنهما ( أن رجل مر‬
‫على النب صلى ال عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه ) رواه الماعة إل‬
‫البخاري ‪ ،‬وحديث أب سعيد رضي ال عنه قال ‪ :‬سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫‪ ( :‬ل يرج الرجلن يضربان الغائط ( ‪ ) 4‬كاشفي عن عورتيهما يتحدثان فإن ال يقت‬
‫على ذلك ) رواه أحد وأبو داود وابن ماجة والديث بظاهره يقيد حرمة الكلم ‪ ،‬إل أن‬
‫الجاع صرف النهي عن التحري إل الكراهة ‪ ( .‬هامش ) ( يضربان الغائط ) أي يشيان إليه ‪) . ( .‬‬
‫‪ - 5‬أن يعظم القبلة فل يستقبلها ول يستدبرها ‪ ،‬لديث أب هريرة رضي ال عنه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا جلس أحدكم لاجته فل يستقبل القبلة ول‬
‫يستدبرها ) رواه أحد ومسلم ‪،‬‬
‫وهذا النهي ممول على الكراهة ‪ ،‬لديث ابن عمر رضي ال عنهما قال ‪ ( :‬رقيت يوما‬
‫بيت حفصة فرأيت النب صلى ال عليه وسلم على حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة )‬
‫رواه الماعة ‪ ،‬أو يقال ف المع بينهما ‪ :‬أن التحري ف الصحراء والباحة ف البنيان ( ‪1‬‬
‫) فعن مروان الصغر قال ‪ :‬رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل القبلة يبول إليها ‪ ،‬فقلت‬

‫‪24‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ :‬أبا عبد الرحن ‪ . . .‬أليس قد ني عن ذلك ؟ قال ‪ :‬بلى ‪ . . .‬إنا ني عن هذا ف‬
‫الفضاء ‪ .‬فإذا كان بينك وبي القبلة شئ يسترك فل بأس ) رواه أبو داود وابن خزية‬
‫والاكم ‪ ،‬وإسناده حسن ‪ ،‬كما ف الفتح ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وهذا الوجه أصح من سابقه ‪) . ( .‬‬

‫‪ - 6‬أن يطلب مكانا لينا منخفضا ليحترز فيه من إصابة النجاسة ‪ ،‬لديث أب موسى‬
‫رضي ال عنه قال ‪ :‬أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم إل مكان دمث ( ‪ ) 2‬إل جنب‬
‫حائط فبال ‪ .‬وقال ‪ :‬إذا بال أحدكم فليتد ( ‪ ) 3‬لبوله ) رواه أحد وأبو داود والديث‬
‫وإن كان فيه مهول ‪ ،‬إل أن معناه صحيح ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 2‬دمث ) كسهل وزنا ومعن ‪ ( ) 3 ( .‬فليتد ) أي فليختر ‪.‬‬
‫(‪).‬‬

‫‪ - 7‬أن يتقي الحر لئل يكون فيه شئ يؤذيه من الوام ‪ ،‬لديث قتادة عن عبد ال بن‬
‫سرجس قال ‪ ( :‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يبال ف الحر ‪ ،‬قالوا لقتادة ‪ :‬ما‬
‫يكره من البول ف الحر ؟ قال ‪ :‬إنا مساكن الن ) رواه أحد والنسائي وأبو داود‬
‫والاكم والبيهقي ‪ ،‬وصححه ابن خزية وابن السكن ‪.‬‬
‫‪ - 8‬أن يتجنب ظل الناس وطريقهم ومتحدثهم ‪ ،‬لديث أب هريرة رضي ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬اتقوا اللعني ( ‪ ) ! ) 4‬قالوا ‪ :‬وما اللعنان يا رسول‬
‫ال ؟ قال ‪ ( :‬الذي يتخلى ف طريق الناس أو ظلتهم ) رواه أحد ومسلم وأبو داود ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 4‬الراد ( باللعني ) ‪ :‬ما يلب لعنة الناس ‪) . ( .‬‬

‫‪ - 9‬أن ل يبول ف مستحمه ‪ ،‬ول ف الاء الراد أو الاري ‪ ،‬لديث عبد ال بن مغفل‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل يبولن أحدكم ف مستحمه ث‬
‫يتوضأ فيه ‪ ،‬فإن عامة الوسواس منه ) رواه المسة ‪ ،‬لكن قوله ( ث يتوضأ فيه ) لحد‬
‫وأب داود فقط ‪،‬‬
‫وعن جابر رضي ال عنه ( أن النب صلى ال عليه وسلم نى أن يبال ف الاء الراكد )‬
‫رواه أحد والنسائي وابن ماجة ‪ ،‬وعنه رضي ال عنه ‪ ( :‬أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫نى أن يبال ف الاء الارى ) ‪ ،‬قال ف ممع الزوائد ‪ :‬رواه الطبان ورجاله ثقات فإن‬
‫كان ف الغتسل نو بالوعة فل يكره البول فيه ‪.‬‬
‫‪ - 10‬أن ل يبول قائما ‪ ،‬لنافاته الوقار وماسن العادات ولنه قد يتطاير عليه رشاشة ‪،‬‬
‫فإذا أمن من الرشاش جاز ‪ .‬قالت عائشة رضي ال عنها ‪ ( :‬من حدثكم أن رسول ال‬

‫‪25‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم بال قائما فل تصدقوه ‪ ،‬ما كان يبول إل جالسا ) رواه المسة إل‬
‫أبا داود ‪ .‬قال الترمذي ‪ ( :‬هو أحسن شئ ف هذا الباب وأصح ) انتهى ‪ ،‬وكلم عائشة‬
‫مبن على ما علمت ‪ ،‬فل يناف ما روي عن حذيفة رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم انتهى إل سباطة قوم ( ‪ ) 1‬فبال قائما فتنحيت فقال ‪ ( :‬أدنه ) فدنوت حت قمت‬
‫عند عقبيه فتوضأ ومسح على خفيه ) رواه الماعة ‪ ،‬قال النووي ‪ :‬البول جالسا أحب‬
‫إل ‪ ،‬وقائما مباح ‪ ،‬وكل ذلك ثابت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( .‬هامش ) ( السباطة )‬
‫بالضم ‪ ( ،‬ملقى التراب والقامة ) ‪) . ( .‬‬

‫‪ - 11‬أن يزيل ما على السبيلي من النجاسة وجوبا بالجر وما ف معناه من كل جامد‬
‫طاهر قالع للنجاسة ليس له حرمة أو يزيلها بالاء فقط ‪ ،‬أو بما معا ‪ ،‬لديث عائشة‬
‫رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا ذهب أحدكم إل الغائط‬
‫فليستطب ( ‪ ) 2‬بثلثة أحجار فإنا تزئ عنه ) رواه أحد والنسائي وأبو داود والدار‬
‫قطن ‪ .‬وعن أنس رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يدخل‬
‫اللء فأحل أنا وغلم نوي إداوة ( ‪ ) 3‬من ( هامش ) ( ‪ ( ) 2‬الستطابة ) ‪ :‬الستنجاء ‪ ،‬وسي استطابة لا فيه من إزالة‬

‫النجاسة وتطهي موضعها من البدن ‪ ( ) 3 ( .‬الداوة ) ‪ :‬إناء صغي كالبريق ‪ ( ،‬عنة ) ‪ :‬حربه ‪ ) . ( .‬ماء وعنه فيستنجي بالاء )‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫وعن ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم مر بقبين فقال ‪ ( :‬إنما‬
‫يعذبان ‪ ،‬وما يعذبان ف كبي ( ‪ ) 1‬أما أحدها فكان ل يستنه من البول ( ‪ ) 2‬وأما‬
‫الخر فكان يشي بالنميمة رواه الماعة ‪ .‬وعن أنس رضي ال عنه مرفوعا ‪ ( :‬تنهوا من‬
‫البول فإن عامة عذاب القب منه ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬وما يعذبان ف كبي ) ‪ :‬أي يكب‬
‫ويشق عليهما فعله لو أرادا أن يفعله ‪ ( ) 2 ( .‬ل يستنه ) ‪ :‬أي ل يستبئ ول يتطهر‬
‫ول يستبعد منه ‪ - 12 ) . ( .‬أن ل يستنجي بيمينه تنيها لا عن مباشرة القذار لديث‬
‫عبد‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 36‬‬
‫الرحن بن زيد قال ‪ ( :‬قيل لسلمان ‪ :‬قد علمكم نبيكم كل شئ حت الراءة ( ‪. ) 3‬‬
‫فقال سلمان ‪ :‬أجل ‪ . . .‬نانا أن نستقبل القبلة بغائط أو ببول ‪ ،‬أو نستنجي باليمي ( ‪4‬‬

‫‪26‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫) ‪ ،‬أو يستنجي أحدنا بأقل من ثلثة أحجار ‪ ،‬وأن ل يستنجي برجيع ( ‪ ) 5‬أو بعظم )‬
‫رواه مسلم وأبو داود والترمذي ‪ .‬وعن فحصة رضي ال عنها ( أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم كان يعل يينه لكله وشربه وثيابه وأخذه وعطائه ‪ ،‬وشاله لا سوى ذلك ) ‪ ،‬رواه‬
‫أحد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان والاكم والبيهقي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 3‬الراءة ) ‪:‬‬
‫العذرة ‪ ) 4 ( .‬هذا ني تأديب وتنيه ‪ ( ) 5 ( .‬الرجيع ) النجس ‪ - 13 ) . ( .‬أن‬
‫يدلك يده بعد الستنجاء بالرض ‪ ،‬أو يغسلها بصابون ونوه ليزول ما علق با من‬
‫الرائحة الكريهة ‪ ،‬لديث ‪ ،‬أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كان النب صلى ال عليه‬
‫وسلم إذا أتى اللء أتيته باء ف تور أو ركوة ( ‪ ) 6‬فاستنجى ث مسح يده على‬
‫الرض ) رواه أبو داود والنسائي والبيهقي وابن ماجة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 6‬التور ) إناء‬
‫من ناس ‪ ( ،‬والركوة ) إناء من جلد ‪ - 14 ) . ( .‬أن ينضح فرجه وسراويله بالاء إذا‬
‫بال ليدفع عن نفسه الوسوسة ‪ ،‬فمت وجد بلل قال ‪ :‬هذا أثر النضح ‪ ،‬لديث الكم بن‬
‫سفيان ‪ ،‬أو سفيان بن الكم رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا‬
‫بال توضأ وينتضح ) وف رواية ‪ ( :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم بال ث نضح ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 37‬فرجه ) وكان ابن عمر ينضح فرجه حت يبل سراويله ‪ - 15 .‬أن يقدم‬
‫رجله اليسرى ف الدخول ‪ ،‬فإذا خرج فليقدم رجله اليمن ث ليقل ‪ :‬غفرانك ‪ .‬فعن عائشة‬
‫رضي ال عنها ( أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا خرج من اللء قال ‪ ( :‬غفرانك‬
‫( ‪ ) ) 1‬رواه المسة إل النسائي ‪ .‬وحديث عائشة أصح ما ورد ف هذا الباب كما قال‬
‫أبو حات وروي من طرق ضعيفة انه صلى ال عليه وسلم كان يقول ‪ ( :‬المد ل الذي‬
‫أذهب عن الذى وعافان ) ‪ ،‬وقوله ‪ ( :‬المد ل الذي أذاقن لذته ‪ ،‬وأبقى ف قوته ‪،‬‬
‫وأذهب عن أذاه ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬غفرانك ) ‪ :‬أي أسألك غفرانك ‪ ) . ( .‬سنن‬
‫الفطرة قد اختار ال سننا للنبياء عليهم السلم ‪ ،‬وأمرنا بالقتداء بم فيها ‪ ،‬وجعلها من‬
‫قبيل الشعائر الت يكثر وقوعها ليعرف با أتباعهم ‪ ،‬ويتميزوا با عن غيهم ‪ .‬وهذه‬
‫الصال تسمى سنن الفطرة وبيانا فيما يلي ‪ - 1 :‬التان ‪ :‬وهو قطع اللدة الت تغطي‬
‫الشفة ‪ ،‬لئل يتمع فيها الوسخ ‪ ،‬وليتمكن من الستباء من البول ‪ ،‬ولئل تنقص لذة‬
‫الماع ‪ ،‬هذا بالنسبة إل الرجل ‪ .‬وأما الرأة فيقطع الزء العلى من الفرج بالنسبة لا (‬

‫‪27‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ ) 2‬وهو سنة قدية ‪ .‬فعن أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ( :‬اختت إبراهيم خليل الرحن بعدما أتت عليه ثانون سنة ‪ ،‬واختت بالقدوم (‬
‫‪ ) ) 3‬رواه البخاري ‪ ،‬ومذهب المهور أنه واجب ‪ ،‬ويرى الشافعية استحبابه يوم‬
‫السابع ‪ .‬وقال الشوكان ‪ :‬ل يرد تديد وقت له ول ما يفيد وجوبه ‪ ( .‬هامش )‬
‫أحاديث المر بتان الرأة ضعيفة ل يصح منها شئ ‪ ( ) 2 ( .‬القدوم ) آلة النجار ‪ ،‬أو‬
‫موضع بالشام ‪ : 3 ، 2 ) . ( .‬الستحداد ( ‪ ، ) 4‬ونتف البط ‪ ،‬وها سنتان يزئ‬
‫فيهما اللق والقص والنتف والبؤرة ‪ / .‬صفحة ‪ : 5 ، 4 / 38‬تقليم الظافر وقص‬
‫الشارب أو إحفاؤه ‪ ،‬وبكل منهما وردت روايات صحيحة ‪ ،‬ففي حديث ابن عمر رضي‬
‫ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬خالفوا الشركي ‪ :‬وفسروا اللحى ‪،‬‬
‫وأحفوا الشوارب ) رواه الشيخان ‪ ،‬وف حديث أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬قال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ( خس من الفطرة ‪ ( :‬الستحداد ‪ ،‬والتان ‪ ،‬وقص الشارب ‪،‬‬
‫ونتف البط ‪ ،‬وتقليم الظافر ) رواه الماعة فل يتعي منهما شئ وبأيهما تتحقق السنة ‪،‬‬
‫فإن القصود أن ل يطول الشارب حت يتعلق به الطعام والشراب ول يتمع فيه الوساخ ‪.‬‬
‫وعن زيد بن أرقم رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من ل يأخذ من‬
‫شاربه فليس منا ) رواه أحد والنسائي ‪ ،‬والترمذي وصححه ‪ ،‬ويستحب الستحداد‬
‫ونتف البط وتقليم الظافر وقص الشارب أو إحفاءه كل اسبوع استكمال للنظافة‬
‫واسترواحا للنفس ‪ ،‬فإن بقاء بعض الشعور ف السم يولد فيها ضيقا وكآبة ‪ ،‬وقد رخص‬
‫ترك هذه الشياء إل الربعي ‪ ،‬ول عذر لتركه بعد ذلك ‪ ،‬لديث أنس رضي ال عنه‬
‫قال ‪ ( :‬وقت لنا النب صلى ال عليه وسلم ف قص الشارب ‪ ،‬وتقليم الظافر ‪ ،‬ونتف‬
‫البط ‪ ،‬وحلق العانة ‪ ،‬أل يترك أكثر من أربعي ليلة ) ‪ ،‬رواه أحد وأبو داود وغيها ‪.‬‬
‫‪ - 6‬إعفاء اللحية وتركها حت تكثر ‪ ،‬بيث تكون مظهرا من مظاهر الوقار ‪ ،‬فل تقصر‬
‫تقصيا يكون قريبا من اللق ول تترك حت تفحش ‪ ،‬بل يسن التوسط فإنه ف كل شئ‬
‫حسن ‪ ،‬ث إنا من تام الرجولة ‪ ،‬وكمال الفحولة‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 38‬‬

‫‪28‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فعن ابن عمر رضي ال عنهما قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬خالفوا‬
‫الشركي ‪ :‬وفروا اللحى ( ‪ ، ) 1‬وأحفوا الشوارب ) ‪ ،‬متفق عليه ‪ ،‬وزاد البخاري‬
‫( وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على ليته فما فضل أخذه ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫حل الفقهاء هذا المر على الوجوب وقالوا برمة حلق اللحية بناء على هذا المر ‪) . ( .‬‬
‫‪ - 7‬إكرام الشعر إذا وفر وترك بأن يدهن ويسرح ‪ ،‬لديث أب هريرة رضي ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من كان له شعر فليكرمه ) رواه أبو داود ‪ ،‬وعن عطاء‬
‫بن يسار رضي ال عنه قال ‪ :‬أتى رجل النب ‪ /‬صفحة ‪ / 39‬صلى ال عليه وسلم ثائر‬
‫الرأس ( ‪ ) 1‬واللحية فأشار إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم كأنه يأمره بإصلح شعره‬
‫وليته ‪ ،‬ففعل ث رجع ‪ ،‬فقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أليس هذا خيا من أن يأت‬
‫أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان ) رواه مالك ‪ .‬وعن أب قتادة رضي ال عنه ( أنه كان له‬
‫جة ضخمة ‪ .‬فسأل النب صلى ال عليه وسلم فأمره أن يسن إليها ‪ ،‬وأن يترجل كل يوم‬
‫) ‪ .‬رواه النسائي ‪ ،‬ورواه مالك ف الوطأ بلفظ ‪ ( :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال إن ل جة ( ‪) 2‬‬
‫أفأرجلها ؟ قال ( نعم ‪ . . .‬وأكرمها ) فكان أبو قتادة ربا دهنها ف اليوم مرتي من أجل‬
‫قوله صلى ال عليه وسلم ( وأكرمها ) ‪ .‬وحلق شعر الرأس مباح وكذا توفيه لن‬
‫يكرمه ‪ ،‬لديث ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬احلقوا‬
‫كله أو ذروا كله ) رواه أحد ومسلم وأبو داود والنسائي وأما حلق بعضه وترك بعضه‬
‫فيكره تنيها ‪ ،‬لديث نافع عن ابن عمر رضي ال عنهما قال ‪ ( :‬نى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم عن القزع ‪ ،‬فقيل لنافع ‪ :‬ما القزع ؟ قال ‪ :‬أن يلق بعض رأس الصب ويترك‬
‫بعضه ) ‪ ،‬متفق عليه ‪ ،‬ولديث ابن عمر رضي ال عنهما السابق ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫( ثائر الرأس ) ‪ :‬أي شعث غي مدهون ول مرجل ‪ ( ) 2 ( .‬المة ) الشعر إذا بلغ‬
‫النكبي ‪ - 8 ) . ( .‬ترك الشيب وإبقاؤه سواء كان ف اللحية أو ف الرأس ‪ ،‬والرأة‬
‫والرجل ف ذلك سواء ‪ ،‬لديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل تنتف الشيب فإنه نور السلم ‪ ،‬ما من مسلم يشيب شيبة‬
‫ف السلم إل كتب ال له با حسنة ‪ ،‬ورفعه با درجة ‪ ،‬وحط عنه با خطيئة ) ‪ ،‬رواه‬
‫أحد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ‪ .‬وعن أنس رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كنا‬

‫‪29‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نكره أن ينتف الرجل الشعرة البيضاء من رأسه وليته ) رواه مسلم ‪ - 9 .‬تغيي الشيب‬
‫بالناء والمرة والصفرة ونوها ‪ ،‬لديث أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن اليهود والنصارى ل يصبغون فخالفوهم ) رواه الماعة ‪،‬‬
‫ولديث أب ذر رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن أحسن ما‬
‫غيت به هذا الشيب الناء ‪ /‬صفحة ‪ / 40‬والكتم ( ‪ ) ) 1‬رواه المسة ‪ .‬وقد ورد ما‬
‫يفيد كراهة الضاب ‪ ،‬ويظهر أن هذا ما يتلف باختلف السن والعرف والعادة ‪ .‬فقد‬
‫روي عن بعض الصحابة أن ترك الضاب أفضل ‪ ،‬وروي عن بعضهم أن فعله أفضل ‪،‬‬
‫وكان بعضهم يضب بالصفرة ‪ ،‬وبعضهم بالناء والكتم وبعضهم بالزعفران ‪ ،‬وخضب‬
‫جاعة منهم بالسواد ‪ .‬ذكر الافظ ف الفتح عن ابن شهاب الزهري أنه قال ‪ :‬كنا نضب‬
‫بالسواد إذا كان الوجه حديدا ‪ ،‬فلما نفض الوجه والسنان تركناه ‪ .‬وأما حديث جابر‬
‫رضي ال عنه قال ‪ :‬جئ بأب قحافة ( والد أب بكر ) يوم الفتح إل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬وكأن رأسه ثغامة ( ‪ ) 2‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( اذهبوا به‬
‫إل بعض نسائه فلتغيه بشئ وجنبوه السواد ) رواه الماعة إل البخاري والترمذي ‪ ،‬فإنه‬
‫واقعة عي ‪ ،‬ووقائع العيان ل عموم لا ‪ .‬ث أنه ل يستحسن لرجل كأب قحافة ‪ ،‬وقد‬
‫اشتعل رأسه شيبا ‪ ،‬أن يصبغ بالسواد ‪ ،‬فهذا ما ل يليق بثله ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫( الكتم ) نبات يرج الصبغة أسود مائل ال المرة ‪ ( ) 2 ( .‬الثغامة ) نبت يشبه بياضه‬
‫بياض الشعر ‪ ( ) 3 ( .‬اللوة ) العمود الذي يتبخر به ‪ ( ،‬غي مطرأة ) غي ملوطة بغيها‬
‫من الطيب ‪ - 10 ) . ( .‬التطيب بالسك وغيه من الطيب الذي يسر النفس ‪ ،‬ويشرح‬
‫الصدر ‪ ،‬وينبه الروح ‪ ،‬ويبعث ف البدن نشاطا وقوة ‪ ،‬لديث أنس رضي ال عنه قال ‪،‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬حبب إل من الدنيا النساء الطيب وجعلت قرة‬
‫عين ف الصلة ) رواه أحد والنسائي ‪ ،‬ولديث أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من عرض عليه طيب فل يرده ‪ ،‬فإنه خفيف الحمل طيب الرائحة‬
‫) رواه مسلم والنسائي وأبو داود ‪ ،‬وعن أب سعيد رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ف السك ‪ ( :‬هو أطيب الطيب ) رواه الماعة إل البخاري وابن ماجة ‪ ،‬وعن‬
‫‪............................................................‬‬

‫‪30‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 40‬‬
‫نافع قال ‪ :‬كان ابن عمر يستجمر باللوة ( ‪ ) 3‬غي مطراة ‪ ،‬وبكافور يطرحه مع اللوة‬
‫ويقول ‪ :‬هكذا كان يستجمر رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬رواه مسلم والنسائي ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 41‬الوضوء الوضوء معروف من أنه ‪ :‬طهارة مائية تتعلق بالوجه واليدين‬
‫والرأس والرجلي ‪ ،‬ومباحثه ما يأت ‪ ) 1 ( :‬دليل مشروعيته ‪ :‬ثبتت مشروعيته بأدلة ثلثة‬
‫‪ ( :‬الدليل الول ) الكتاب الكري ‪ ،‬قال ال تعال ‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إل‬
‫الصلة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إل الرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إل الكعبي‬
‫) ( ‪ ( . ) 1‬الدليل الثان ) السنة ‪ ،‬روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ ( :‬ل يقبل ال صلة أحدكم إذا أحدث حت يتوضأ ) رواه الشيخان وأبو‬
‫داود والترمذي ‪ ( .‬الدليل الثالث ) الجاع ‪ ،‬انعقد إجاع السلمي على مشروعية‬
‫الوضوء من لدن رسول ال صلى ال عليه وسلم إل يومنا هذا ‪ ،‬فصار معلوما من الدين‬
‫بالضرورة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الائدة آية ‪ ) 2 ( ) . ( . 6‬فضله ‪ :‬ورد ف فضل‬
‫الوضوء أحاديث كثية نكتفي بالشارة إل بعضها ‪ ( :‬أ ) عن عبد ال الصنابي رضي ال‬
‫عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قال إذا توضأ العبد فمضمض خرجت الطايا‬
‫من فيه ‪ ،‬فإذا استنشر خرجت الطايا من أنفه ‪ ،‬فإذا غسل وجهه خرجت الطايا من‬
‫وجهه حت ترج من تت أشفار عينيه ‪ ،‬فإذا غسل يديه خرجت الطايا من يديه حت‬
‫ترج من تت أظافر يديه ‪ .‬فإذا مسح برأسه خرجت الطايا من رأسه حت ترج من‬
‫أذنيه ‪ ،‬فإذا غسل رجليه خرجت الطايا من رجليه حت ترج من تت أظافر رجليه ‪ .‬ث‬
‫كان مشيه إل السجد وصلته نافلة ) رواه مالك والنسائي وابن ماجه والاكم ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ ( / 42‬ب ) وعن أنس رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪( :‬‬
‫إن الصلة الصالة تكون ف الرجل يصلح ال با عمله كله ‪ ،‬وطهور الرجل لصلته يكفر‬
‫ال بطهوره ذنوبه وتبقى صلته له نافلة ) رواه أبو يعلى والبزار والطبان ف الوسط ‪.‬‬
‫( ج ) وعن أب هريرة رضي ال عنه أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬أل أدلكم‬
‫على ما يحو ال به الطايا ‪ ،‬ويرفع به الدرجات ‪ .‬قالوا ‪ :‬بلى يا رسول ال ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫( إسباغ الوضوء على الكاره ‪ ،‬وكثرة الطا إل الساجد ‪ ،‬وانتظار الصلة بعد الصلة ‪،‬‬

‫‪31‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فذلكم الرباط ( ‪ ) 1‬فذلكم الرباط فذلكم الرباط ) رواه مالك ومسلم والترمذي‬
‫والنسائي ‪ ( .‬د ) وعنه رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتى القبة فقال‬
‫‪ ( :‬السلم عليكم دار قوم مؤمني ‪ ،‬وإنا إن شاء ال بكم عن قريب لحقون ‪ ،‬وددت لو‬
‫أنا قد رأينا إخواننا ) قالوا ‪ :‬أو لسنا إخوانك يا رسول ال ؟ قال ( أنتم أصحاب وإخواننا‬
‫الذين ل يأتوا بعد ) قالوا ‪ :‬كيف تعرف من ل يأت بعد من أمتك يا رسول ال ؟ قال ‪( :‬‬
‫أرأيت لو أن رجل له خيل غر مجلة بي ظهري خيل دهم بم ( ‪ ) 2‬أل يعرف خيله ؟ )‬
‫قالوا ‪ :‬بلى يا رسول ال ‪ ،‬قال ‪ ( :‬فإنم يأتون غرا مجلي من الوضوء وأنا فرطهم على‬
‫الوض ‪ ،‬أل ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعي الضال أناديهم ‪ :‬أل هلم ‪ ،‬فيقال‬
‫‪ ( :‬إنم بدلوا بعدك ) فأقول ‪ :‬سحقا سحقا ) رواه مسلم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬الرباط )‬
‫‪ :‬الرابطة والهاد ف سبيل ال ‪ ،‬أي إن الواظبة على الطهارة والعبادة تعدل الهاد ف‬
‫سبيل ال ‪ ( ) 2 ( .‬دهم بم ) ‪ :‬سود ‪ ( ،‬فرطهم على الوض ) ‪ :‬أتقدمهم عليه ‪،‬‬
‫( سحقا ) ‪ :‬بعدا ‪ ) 3 ( ) . ( .‬فرائضه ‪ :‬للوضوء فرائض وأركان تتركب منها حقيقته ‪،‬‬
‫إذا تلف فرض منها ل يتحقق ول يعتد به شرعا ‪ ،‬وإليك بيانا ‪ ( :‬الفرض الول ) ‪ :‬النية‬
‫‪ ،‬وحقيقتها الرادة التوجهة نو الفعل ‪ ،‬ابتغاء رضا ال تعال وامتثال حكمه ‪ ،‬وهي عمل‬
‫قلب مض ل دخل للسان فيه ‪ / ،‬صفحة ‪ / 43‬والتلفظ با غي مشروع ‪ ،‬ودليل فرضيتها‬
‫حديث عمر رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إنا العمال‬
‫بالنيات ( ‪ ) 1‬وإنا لكل امرئ ما نوى ‪ ) . . .‬الديث رواه الماعة ‪ ( .‬الفرض الثان )‬
‫غسل الوجه مرة واحدة ‪ :‬أي إسالة الاء عليه ‪ ،‬لن معن الغسل السالة ‪ .‬وحد الوجه من‬
‫أعلى تسطيح البهة إل أسفل اللحيي طول ‪ ،‬ومن شحمة الذن إل شحمة الذن عرضا‬
‫‪ ( .‬الفرض الثالث ) غسل اليدين إل الرفقي ‪ ،‬والرفق هو الفصل الذي بي العضد‬
‫والساعد ‪ ،‬ويدخل الرفقان فيما يب غسله وهذا هو الضطرد من هدي النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬ول يرد عنه صلى ال عليه وسلم أنه ترك غسلهما ‪ ( :‬الفرض الرابع ) مسح‬
‫الرأس ‪ ،‬والسح معناه الصابة بالبلل ‪ ،‬ول يتحقق إل بركة العضو الاسح ملصقا‬
‫بالمسوح فوضع اليد أو الصبع على الرأس أو غيه ل يسمى مسحا ‪ ،‬ث إن ظاهر قوله‬
‫تعال ‪ ( :‬وامسحوا برءوسكم )‬

‫‪32‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 43‬‬
‫ل يقتضي وجوب تعميم الرأس بالسح ‪ ،‬بل يفهم منه أن مسح بعض الرأس يكفي ف‬
‫المتثال ‪ ،‬والحفوظ عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ذاك طرق ثلث ‪ ( :‬ا ) مسح‬
‫جيع رأسه ‪ :‬ففي حديث عبد ال بن زيد ( أن النب صلى ال عليه وسلم مسح رأسه‬
‫بيديه فأقبل بما وأدبر ‪ ،‬بدأ بقدم رأسه ث ذهب بما إل قفاه ث ردها إل الكان الذي‬
‫بدأ منه ) رواه الماعة ‪ ( .‬ب ) مسحه على العمامة وحدها ‪ :‬ففي حديث عمرو بن أمية‬
‫رضي ال عنه قال ‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يسح على عمامته وخفيه ) ‪،‬‬
‫رواه أحد والبخاري وابن ماجة ‪ .‬وعن بلل ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( امسحوا على الفي والمار ( ‪ ) ) 2‬رواه أحد ‪ .‬وقال عمر رضي ال عنه ‪ ( :‬من ل‬
‫يطهره السح على العمامة ل طهره ال ) ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬إنا العمال بالنيات ) ‪:‬‬
‫أي إنا صحتها بالنيات ‪ ،‬فالعمل بدونا ل يعتد به شرعا ‪ ( ) 2 ( .‬المار ) الثوب الذي‬
‫يوضع على الرأس كالعمامة وغيها ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 44‬وقد ورد ف ذلك أحاديث‬
‫رواها البخاري ومسلم وغيها من الئمة ‪ .‬كما ورد العمل به عن كثي من أهل العلم ‪.‬‬
‫( ج ) مسحه على الناصية والعمامة ‪ ،‬ففي حديث الغية بن شعبة رضي ال عنه ( أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم توضأ فمسح بناصيته وعلى العمامة والفي ) رواه مسلم ‪ .‬هذا‬
‫هو الحفوظ عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ول يفظ عنه القتصار على مسح بعض‬
‫الرأس ‪ ،‬وإن كان ظاهر الية يقتضيه كما تقدم ‪ ،‬ث إنه ل يكفي مسح الشعر الارج عن‬
‫ماذاة الرأس كالضفية ‪ ( .‬الفرض الامس ) ‪ :‬غسل الرجلي مع الكعبي ‪ ،‬وهذا هو‬
‫الثابت التواتر من فعل الرسول صلى ال عليه وسلم وقوله ‪ .‬قال ابن عمر رضي ال عنهما‬
‫‪ :‬تلف عنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سفرة فأدركنا وقد أرهقنا ( ‪ ) 1‬العصر ‪،‬‬
‫فجعلنا نتوضأ ونسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته ‪ ( :‬ويل للعقاب ( ‪ ) 2‬من النار )‬
‫مرتي أو ثلثا ‪ ،‬متفق عليه ‪ ،‬وقال عبد الرحن بن أب ليلى ‪ :‬أجع أصحاب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم على غسل العقبي ‪ .‬وما تقدم من الفرائض هو النصوص عليه ف‬
‫قول ال تعال ‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إل الصلة فاغسلوا وجوهكم إل الرافق‬

‫‪33‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إل الكعبي ) ( ‪ ( . ) 3‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬أرهقنا ) أخرنا‬
‫‪ ( ) 2 ( .‬العقب ) العظم الناتئ عند مفصل الساق والقدم ‪ ) 3 ( .‬سورة الائدة آية ‪. 6‬‬
‫( ‪ ( ) .‬الفرض السادس ) ‪ :‬الترتيب ‪ ،‬لن ال تعال قد ذكر ف الية فرائض الوضوء‬
‫مرتبة مع فصل الرجلي عن اليدين ‪ -‬وفريضة كل منهما الغسل ‪ -‬بالرأس الذي فريضته‬
‫السح ‪ ،‬والعرب ل تقطع النظي عن نظيه إل لفائدة ‪ .‬وهي هنا الترتيب ‪ ،‬والية ما‬
‫سبقت إل لبيان الواجب ‪ ،‬ولعموم قوله صلى ال عليه وسلم ف الديث الصحيح ‪:‬‬
‫( ابدأوا با بدأ ال به ) ومضت السنة العملية على هذا الترتيب بي الركان فلم ينقل عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه ‪ /‬صفحة ‪ / 45‬توضأ إل مرتبا ‪ ،‬والوضوء عبادة‬
‫ومدار المر ف العبادات على التباع ‪ ،‬فليس لحد أن يالف الأثور ف كيفية وضوئه‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬خصوصا ما كان مضطردا منها ‪ .‬سنن الوضوء أي ما ثبت عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من قول أو فعل من غي لزوم ول إنكار على من تركها ‪.‬‬
‫وبيانا ما يأت ‪ ) 1 ( :‬التسمية ف أوله ‪ :‬ورد ف التسمية للوضوء أحاديث ضعيفة لكن‬
‫مموعها يزيدها قوة تدل على أن لا أصل ‪ ،‬وهي بعد ذلك أمر حسن ف نفسه ‪،‬‬
‫ومشروع ف الملة ‪ ) 2 ( .‬السواك ‪ :‬ويطلق على العود الذي يستاك به وعلى الستياك‬
‫نفسه ‪ ،‬وهو دلك السنان بذلك العود أو نوه من كل خشن تنظف به السنان ‪ ،‬وخي‬
‫ما يستاك به عود الراك الذي يؤت به من الجاز ‪ ،‬لن من خواصه أن يشد اللثة ‪،‬‬
‫ويول دون مرض السنان ‪ ،‬ويقوي على الضم ‪ ،‬ويدر البول ‪ ،‬وإن كانت السنة تصل‬
‫بكل ما يزيل صفرة السنان وينظف الفم كالفرشة ونوها ‪ .‬وعن أب هريرة رضي ال‬
‫عنه ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬لول أن أشق على أمت لمرتم بالسواك‬
‫عند كل وضوء ‪ ) ،‬رواه مالك والشافعي والبيهقي والاكم ‪ .‬وعن عائشة رضي ال عنها‬
‫‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬السواك مطهرة للفم ‪ ،‬مرضاة للرب ) رواه‬
‫أحد والنسائي والترمذي ‪ .‬وهو مستحب ف جيع الوقات ولكن ف خسة أوقات أشد‬
‫استحبابا ( ‪ ) 1‬عند الوضوء ‪ ) 2 ( .‬وعند الصلة ‪ ) 3 ( .‬وعند قراءة القرآن ( ‪) 4‬‬
‫وعند الستيقاظ من النوم ( ‪ ) 5‬وعند تغي الفم ‪ .‬والصائم والفطر ف استعماله أول النهار‬
‫وآخره سواء ‪ ،‬لديث عامر بن ربيعة رضي ال عنه قال ‪ ( :‬رأيت رسول ال صلى ال‬

‫‪34‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه وسلم ما ل أحصي ‪ ،‬يتسوك وهو صائم ) رواه أحد وأبو داود والترمذي ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 45‬‬
‫وإذا استعمل السواك ‪ ،‬فالسنة غسله بعد الستعمال تنظيفا له ‪ ،‬لديث عائشة ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 46‬رضي ال عنها قالت ‪ ( :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يستاك فيعطين السواك ‪،‬‬
‫لغسله فأبدأ به فأستاك ث أغسله وأدفعه إليه ) رواه أبو داود والبيهقي ‪ .‬ويسن لن ل‬
‫أسنان له أن يستاك بإصبعه ‪ ،‬لديث عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬يا رسول ال الرجل‬
‫يذهب فوه أيستاك ؟ قال ‪ ( :‬نعم ) قلت ‪ :‬كيف يصنع ؟ قال ‪ ( :‬يدخل إصبعه ف فيه )‬
‫رواه الطبان ‪ ) 3 ( .‬غسل الكفي ثلثا ف أول الوضوء ‪ :‬لديث أوس بن أوس الثقفي‬
‫رضي ال عنه قال ‪ ( :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم توضأ فاستوكف ثلثا ) ( ‪1‬‬
‫) رواه أحد والنسائي ‪ ،‬وعن أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( إذا استيقظ أحدكم من نومه فل يغمس يده ف إناء حت يغسلها ثلثا ‪ ،‬فإنه ل يدري‬
‫أين باتت يده ) رواه الماعة ‪ .‬إل أن البخاري ل يذكر العدد ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫( فاستوكف ) ‪ :‬أي غسل كفيه ‪ ) 4 ( ) . ( .‬الضمضة ثلثا ‪ :‬لديث لقيط بن صبة‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا توضأت فمضمض ( ‪ ) ) 2‬رواه‬
‫أبو داود والبيهقي ‪ ( .‬هامش ) ( الضمضة ) ‪ :‬إدارة الاء وتريكه ف الفم ‪) 5 ( ) . ( .‬‬
‫الستنشاق والستنثار ثلثا ‪ :‬لديث أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ ( :‬إذا توضأ أحدكم فليجعل ف أنفه ماء ث ليستنثر ) رواه الشيخان وأبو داود‬
‫‪ .‬والسنة أن يكون الستنشاق باليمن والستنثار باليسرى ‪ ،‬لديث علي رضي ال عنه‬
‫( أنه دعا بوضوء ( ‪ ) 3‬فتمضمض واستنشق ( ‪ ) 4‬ونثر بيده اليسرى ‪ ،‬ففعل هذا ثلثا ‪،‬‬
‫ث قال ‪ :‬هذا طهور نب ال صلى ال عليه وسلم ) رواه أحد والنسائي ‪ .‬وتتحقق‬
‫الضمضة والستنشاق إذا وصل الاء إل الفم والنف بأي صفة ‪ ،‬إل أن الصحيح الثابت‬
‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه كان يصل ( هامش ) ( ‪ ) 3‬الوضوء بفتح الواو ‪:‬‬
‫اسم الاء الذي يتوضأ به ‪ ( ) 4 ( .‬الستنشاق ) ‪ :‬إدخال الاء ف النف و ( الستنثار )‬
‫اخراجه منه بالنفس ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 47‬بينهما ‪ ،‬فعن عبد ال بن زيد ( أن رسول ال‬

‫‪35‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم تضمض واستنشق من كف واحد ‪ ،‬فعل ذلك ثلثا ) وف رواية‬
‫( تضمض واستنثر بثلث غرفات ) متفق عليه ‪ ،‬ويسن البالغة فيهما لغي الصائم ‪،‬‬
‫لديث لقيط رضي ال عنه قال ‪ :‬قلت يا رسول ال أخبن عن الوضوء ؟ قال ‪ ( :‬أسبغ‬
‫الوضوء وخلل بي الصابع ‪ ،‬وبالغ ف الستنشاق إل أن تكون صائما ) رواه المسة ‪،‬‬
‫وصححه الترمذي ‪ ) 6 ( .‬تليل اللحية ‪ :‬لديث عثمان رضي ال عنه ‪ ( :‬أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم كان يلل ليته ) رواه ابن ماجة والترمذي وصححه ‪ .‬وعن أنس رضي‬
‫ال عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء ‪ ،‬فأدخله تت‬
‫حنكه فخلل به ‪ ،‬وقال ‪ ( :‬هكذا أمرن رب عزوجل ) رواه أبو داود والبيهقي والاكم ‪.‬‬
‫( ‪ ) 7‬تليل الصابع ‪ :‬لديث ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ ( :‬إذا توضأت فخلل أصابع يديك ورجليك ) رواه أحد والترمذي وابن ماجة ‪،‬‬
‫وعن الستورد بن شداد رضي ال عنه قال ‪ ( :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يلل‬
‫أصابع رجليه بنصره ) رواه المسة إل أحد ‪ .‬وقد ورد ما يفيد استحباب تريك الات‬
‫ونوه كالساور ‪ ،‬إل أنه ل يصل إل درجة الصحيح ‪ ،‬لكن ينبغي العمل به لدخوله تت‬
‫عموم المر بالسباغ ‪ ) 8 ( .‬تثليث الغسل ‪ :‬وهو السنة الت جرى عليها العمل غالبا وما‬
‫ورد مالفا لا فهو لبيان الواز ‪ .‬فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي ال عنهم‬
‫قال ‪ :‬جاء أعراب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم يسأله عن الوضوء ‪ ،‬فأراه ثلثا ثلثا‬
‫وقال ‪ ( :‬هذا الوضوء ‪ ،‬فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم ) رواه أحد والنسائي‬
‫وابن ماجة ‪ .‬وعن عثمان رضي ال عنه ( أن النب صلى ال عليه وسلم توضأ ثلثا ثلثا )‬
‫رواه أحد ومسلم والترمذي ‪ ،‬وصح أنه صلى ال عليه وسلم ‪ /‬صفحة ‪ / 48‬توضأ مرة‬
‫مرة ومرتي مرتي ‪ ،‬أما مسح الرأس مرة واحدة فهو الكثر رواية ‪ ) 9 ( .‬التيامن ‪ ( :‬أي‬
‫البدء بغسل اليمي قبل غسل اليسار من اليدين والرجلي ‪ ،‬فعن عائشة رضي ال عنها‬
‫قالت ‪ ( :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يب التيامن ف تنعله ( ‪ ) 1‬وترجله‬
‫وطهوره ‪ ،‬وف شأنه كله ) متفق عليه ‪ ،‬وعن أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا لبستم وإذا توضأت فأبدءوا بأيانكم ( ‪ . ، ) 2‬رواه أحد وأبو‬
‫داود والترمذي والنسائي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬التنعل ‪ :‬ليس النعل ‪ .‬والترجل ‪ :‬تسريح‬

‫‪36‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشعر ‪ .‬والطهور ‪ :‬يشمل الوضوء والغسل ‪ ) 2 ( .‬ايانكم جع يي ‪ ،‬والراد اليد اليمن‬
‫أو الرجل اليمن ‪ ) 10 ( ) . ( .‬الدلك ‪ :‬وهو إمرار اليد على العضو مع الاء أو بعده ‪،‬‬
‫فعن عبد ال بن زيد رضي‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 48‬‬
‫ال عنه ( أن النب صلى ال عليه وسلم أتى بثلث مد فتوضأ فجعل يدلك ذراعيه ) رواه‬
‫ابن خزية ‪ ،‬وعنه رضي ال عنه ‪ ( ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم توضأ فجعل يقول هكذا‬
‫‪ :‬يدلك ‪ ،‬رواه أبو داود الطيالسي وأحد وابن حبان وأبو يعلى ‪ ) 11 ( .‬الوالة ‪ ( :‬اي‬
‫تتابع غسل العضاء بعضها إثر بعض ) بأل يقطع التوضئ وضوءه بعمل أجنب ‪ ،‬يعد ف‬
‫العرف انصرافا عنه وعلى هذا مضت السنة ‪ ،‬وعليها عمل السلمي سلفا وخلفا ‪( .‬‬
‫‪ ) 12‬مسح الذني ‪ :‬والسنة مسح باطنهما بالسبابتي وظاهرها بالبامي باء الرأس‬
‫لنما منه ‪ .‬فعن القدام بن معد يكرب رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫( مسح ف وضوئه رأسه وأذنيه ظاهرها وباطنهما ‪ ،‬وأدخل أصبعه ف صماخي أذنيه )‬
‫رواه أبو داود والطحاوي ‪ ،‬وعن ابن عامر رضي ال عنهما ف وصفه ‪ /‬صفحة ‪/ 49‬‬
‫وضوء النب صلى ال عليه وسلم ( ومسح برأسه وأذنيه مسحة واحدة ) ‪ ،‬رواه أحد وأبو‬
‫داود ‪ .‬وف رواية ( مسح رأسه وأذنيه وباطنهما بالسبحتي ) ( ‪ ) 1‬وظاهرها بإباميه ‪( .‬‬
‫هامش ) ( ‪ ( ) 1‬بالسبحتي ) أي السبابتي ‪ ) 13 ( ) . ( .‬إطالة الغرة والتحجيل ‪ :‬أما‬
‫إطالة الغرة فبأن يغسل جزءا من مقدم الرأس ‪ ،‬زائدا عن الفروض ف غسل الوجه وأما‬
‫اطالة التحجيل ‪ ،‬فبأن يغسل ما فوق الرفقي والكعبي لديث أب هريرة رضي ال عنه ‪:‬‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إن أمت يأتون يوم القيامة غرا مجلي ( ‪ ) 2‬من‬
‫آثار الوضوء ) فقال أبو هريرة ‪ :‬فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ‪ .‬رواه أحد‬
‫والشيخان ‪ ،‬وعن أب زرعة ( أن أبا هريرة رضي ال عنه دعا بوضوء فتوضأ وغسل‬
‫ذراعيه حت جاوز الرفقي ‪ ،‬فلما غسل رجليه جاوز الكعبي إل الساقي ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ما‬
‫هذا ؟ فقال ‪ :‬هذا مبلغ اللية ) رواه أحد واللفظ له ‪ ،‬وإسناده صحيح على شرط‬
‫الشيخي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 2‬أصل الغرة ‪ :‬بياض ف جبهة الفرس و ( التحجيل ‪ ،‬بياض ف‬

‫‪37‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رجله والراد من كونم يأتون غرا مجلي ‪ ،‬أن النور يعلو وجوههم وأيديهم وأرجلهم‬
‫يوم القيامة وها من خصائص هذه المة ‪ ) 14 ( ) . ( .‬القتصاد ف الاء وإن كان‬
‫الغتراف من البحر ‪ :‬لديث أنس رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كان النب صلى ال عليه وسلم‬
‫يغتسل بالصاع ( ‪ ) 3‬إل خسة أمداد ويتوضأ بالد ) ‪ ،‬متفق عليه ‪ ،‬وعن عبيدال بن أب‬
‫يزيد أن رجل قال لبن عباس رضي ال عنهما ‪ ( :‬كم يكفين من الوضوء ؟ قال مد ‪،‬‬
‫قال كم يكفين للغسل ؟ قال صاع ‪ ،‬فقال الرجل ‪ :‬ل يكفين ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل أم لك قد‬
‫كفى من هو خي منك ‪ :‬رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ‪ ،‬رواه أحد والبزار والطبان‬
‫ف الكبي بسند رجاله ثقات ‪ ،‬وروي عن عبد ال ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ ( هامش ) ( ‪ ( ) 3‬الصاع ) ‪ :‬أربعة أمداد و ( الد )‬
‫‪ 128‬درها وأربعة أسباع الدرهم ‪ 404‬سم ‪ / ) . ( . 3‬صفحة ‪ / 50‬فقال ‪ ( .‬ما هذا‬
‫السرف يا سعد ؟ ! فقال ‪ :‬وهل ف الاء من سرف ؟ قال ‪ ( :‬نعم وإن كنت على نر‬
‫جار ) رواه أحد وابن ماجة وف سنده ضعف ‪ ،‬والسراف يتحقق باستعمال الاء لغي‬
‫فائدة شرعية ‪ ،‬كأن يزيد ف الغسل على الثلث ‪ ،‬ففي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه‬
‫عن جده رضي ال عنهم قال ‪ ( :‬جاء أعراب إل النب صلى ال عليه وسلم يسأله عن‬
‫الوضوء فأراه ثلثا ثلثا ‪ ،‬قال ‪ ( :‬هذا الوضوء ‪ ،‬من زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم‬
‫) رواه أحد والنسائي وابن ماجة وابن خزية بأسانيد صحيحة ‪ ،‬وعن عبد ال بن مغفل‬
‫رضي ال عنه قال ‪ :‬سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬إنه سيكون ف هذه المة‬
‫قوم يعتدون ف الطهور والدعاء ) رواه أحد وأبو داود وابن ماجة ‪ .‬قال البخاري ‪ :‬كره‬
‫أهل العلم ف ماء الوضوء أن يتجاوز فعل النب صلى ال عليه وسلم ‪ ) 15 ( .‬الدعاء أثناء‬
‫‪ :‬ل يثبت من أدعية الوضوء شئ عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬غي حديث أب‬
‫موسى الشعري رضي ال عنه قال ‪ :‬أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم بوضوء فتوضأ‬
‫فسمعته يقول يدعو ‪ ( :‬اللهم اغفر ل ذنب ‪ ،‬ووسع ل ف داري ‪ ،‬وبارك ل ف رزقي )‬
‫فقلت ‪ :‬يا نب ال سعتك تدعو بكذا وكذا قال ‪ ( :‬وهل تركن من شئ ؟ ) رواه النسائي‬
‫وابن السن بإسناد صحيح ‪ ،‬لكن النسائي أدخله ف ( باب ما يقول بعد الفراغ من‬
‫الوضوء ) وابن السن ترجم له ( باب ما يقول بي ظهران وضوئه ) ‪ ،‬قال النووي‬

‫‪38‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وكلها متمل ‪ ) 16 ( .‬الدعاء بعده ‪ :‬لديث عمر رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ث يقول ‪ :‬أشهد أن ل‬
‫إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا عبده ورسوله إل فتحت له أبواب النة‬
‫الثمانية يدخل من أيها شاء ) رواه مسلم ‪ ،‬وعن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال ‪،‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من توضأ فقال ‪ :‬سبحانك اللهم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 50‬‬
‫وبمدك ‪ ،‬أشهد أن ل إله إل أنت ‪ ،‬أستغفرك وأتوب إليك كتب ف رق ث ‪ /‬صفحة ‪51‬‬
‫‪ /‬جعل ف طابع فلم يكسر إل يوم القيامة ) رواه الطبان ف الوسط ‪ ،‬ورواته رواة‬
‫الصحيح ‪ ،‬واللفظ له ورواه النسائي وقال ف آخره ‪ ( :‬ختم عليها بات فوضعت تت‬
‫العرش فلم تكسر إل يوم القيامة ) وصوب وقفه ‪ .‬وأما دعاء ‪ ( :‬أللهم اجعلن من التوابي‬
‫‪ ،‬واجعلن من التطهرين ‪ ،‬فهي ف رواية الترمذي ‪ ،‬وقد قال ف الديث وف إسناده‬
‫اضطراب ‪ ،‬ول يصح فيه شئ كبي ‪ ) 17 ( .‬صلة ركعتي بعده ‪ :‬لديث أب هريرة‬
‫رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لبلل ‪ ( :‬يا بلل حدثن بأرجى‬
‫عمل عملته ف السلم إن سعت دف نعليك ( ‪ ) 1‬بي يدي ف النة ‪ .‬قال ‪ :‬ما عملت‬
‫عمل أرجى عندي من ان ل أتطهر طهورا ف ساعة من ليل أو نار إل صليت بذلك‬
‫الطهور ما كتب ل أن أصلي ) ‪ .‬متفق عليه ‪ ،‬وعن عقبة بن عامر رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ما أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتي‬
‫يقبل بقلبه ووجهه عليهما إل وجبت له النة ) رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة وابن‬
‫خزية ف صحيحه ‪ ،‬وعن خران مول عثمان ‪ :‬أنه رأى عثمان بن عفان رضي ال عنه‬
‫دعا بوضوء فأفرغ عى يينه من إنائه فغسلها ثلث مرات ‪ ،‬ث أدخل يينه ف الوضوء ث‬
‫تضمض واستنشق واستنثر ‪ ،‬ث غسل وجهه ثلثا ‪ ،‬ويديه إل الرفقي ثلثا ‪ ،‬ث غسل‬
‫رجليه ثلثا ‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا ) ‪ ،‬ث‬
‫صلى ركعتي ل يدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري ومسلم‬
‫وغيها ‪ .‬وما بقي من تعاهد موقي العيني وغضون الوجه ‪ ،‬ومن تريك الات ‪ ،‬ومن‬

‫‪39‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مسح العنق ‪ ،‬ل نتعرض لذكره ‪ ،‬لن الحاديث فيها ل تبلغ درجة الصحيح ‪ ،‬وإن كان‬
‫يعمل با تتميما للنظافة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬الدف ) بالضم ‪ :‬صوت النعل حال الشي ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 52‬مكروهاته يكره للمتوضئ أن يترك سنة من السنن التقدم ذكرها ‪،‬‬
‫حت ل يرم نوابا ‪ ،‬لن فعل الكروه يوجب حرمان الثواب ‪ ،‬وتتحقق الكراهية بترك‬
‫السنة ‪ .‬نواقض الوضوء للوضوء نواقض تبطلة وترجه عن إفادة القصود منه ‪ ،‬نذكرها‬
‫فيما يلي ‪ - 1 :‬كل ما خرج من السبيلي ‪ ( :‬القبل والدبر ) ‪ .‬ويشمل ذلك ما يأت ‪( :‬‬
‫‪ ) 1‬البول ( ‪ ) 2‬والغائط ‪ ،‬لقول ال تعال ‪ . . . ( :‬أو جاء أحد منكم من الغائط ‪) . .‬‬
‫وهو كناية عن قضاء الاجة من بول وغائط ‪ ) 3 ( .‬ريح الدبر ‪ :‬لديث أب هريرة‬
‫رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ل يقبل ال صلة أحدكم‬
‫إذا أحدث حت يتوضأ ) فقال رجل من حضرموت ‪ :‬ما الدث يا أبا هريرة ؟ قال ‪:‬‬
‫( فساء أو ضراط ) ‪ .‬متفق عليه ‪ ،‬وعنه رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ( :‬إذا وجد أحدكم ف بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شئ أم ل ؟ فل يرجن‬
‫من السجد حت يسمع صوتا أو يد ريا ) رواه مسلم ‪ .‬وليس السمع أو وجدان الرائحة‬
‫شرطا ف ذلك ‪ ،‬بل الراد حصول اليقي وبروج شئ منه ‪ ) 6 ، 5 ، 4 ( .‬الن والذي‬
‫والودي ‪ ،‬لقول رسول ال ف الذي ‪ ( :‬فيه الوضوء ) ولقول ابن عباس رضي ال عنهما ‪:‬‬
‫( أما الن فهو الذي منه الغسل ‪ ،‬وأما الذي والودي فقال ‪ ( :‬أغسل ذكرك أو‬
‫مذاكيك ‪ ،‬وتوضأ وضوءك للصلة ) ‪ ،‬رواه البيهقي ف السنن ‪ - 2 .‬النوم الستغرق‬
‫الذي ل يبقى معه إدراك مع عدم تكن القعدة من الرض ‪ ،‬لديث صفوان بن عسال‬
‫رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كان رسول ال صلى ‪ /‬صفحة ‪ / 53‬ال عليه وسلم يأمرنا إذا كنا‬
‫سفرا أل ننع خفافنا ثلثة أيام ولياليهن إل من جنابة ‪ ،‬لكن من غائط وبول ونوم ) رواه‬
‫أحد والنسائي والترمذي وصححه ‪ .‬فإذا كان النائم جالسا مكنا مقعدته من الرض ل‬
‫ينتقض وضوءه ‪ ،‬وعلى هذا يمل حديث أنس رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كان أصحاب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ينتظرون العشاء الخرة حت تفق رؤوسهم ث يصلون ول‬
‫يتوضئون ) ‪ .‬رواه الشافعي ومسلم وأبو داود والترمذي ‪ ،‬ولفظ الترمذي من طريق شعبة‬
‫‪ ( :‬لقد رأيت أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يوقظون للصلة حت لسع‬

‫‪40‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لحدهم غطيطا ‪ ،‬ث يقومون فيصلون ول يتوضئون ) قال ابن البارك ‪ :‬هذا عندنا وهم‬
‫جلوس ‪ - 3 .‬زوال العقل ‪ ،‬سواء كان النون أو بالغماء أو بالكسر أو بالدواء ‪.‬‬
‫وسواء قل أو كثر ‪ ،‬وسواء كانت القعدة مكنة من الرض أم ل ‪ ،‬لن الذهول عند هذه‬
‫السباب أبلغ من النوم ‪ ،‬وعلى هذا اتفقت كلمة العلماء ‪ - 4 .‬مس الفرج بدون حائل ‪،‬‬
‫لديث يسرة بنت صفوان رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من مس‬
‫ذكره فل يصل حت يتوضأ ) رواه المسة وصححه الترمذي وقال البخاري وهو أصح‬
‫شئ ف هذا الباب ‪ ،‬ورواه أيضا مالك والشافعي وأحد وغيهم ‪ ،‬وقال أبو داود ‪ :‬قلت‬
‫لحد ‪ :‬حديث يسرة ليس بصحيح ؟ فقال ‪ :‬بل هو صحيح ‪ ،‬وف رواية لحد‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 53‬‬
‫والنسائي عن يسرة ‪ :‬أنا سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬ويتوضأ من‬
‫مس الذكر ) وهذا يشمل ذكر نفسه وذكر غيه ‪ ،‬وعن أب هريرة رضي ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من أفضى بيده إل ذكر ليس دونه ستر ‪ ،‬فقد وجب عليه‬
‫الوضوء ) رواه أحد وابن حبان والاكم وصححه هو وابن عبد الب ‪ ،‬وقال ابن السكن ‪:‬‬
‫هذا الديث من أجود ما روي ف هذا الباب ‪ ،‬وف لفظ الشافعي ( إذا أفضى أحدكم‬
‫بيده إل ذكره ‪ ،‬ليس بينها وبينه شئ فليتوضأ ) ‪ ،‬وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‬
‫رضي ال عنهم ‪ ( :‬أيا رجل مس فرجه فليتوضأ ‪ ،‬وأيا امرأة مست فرجها فلتتوضأ ) ‪.‬‬
‫رواه أحد ‪ ،‬قال ابن القيم ‪ :‬قال الازمي ‪ :‬هذا إسناد صحيح ‪ ،‬ويرى الحناف أن مس‬
‫الذكر ل ينقض الوضوء لديث طلق ‪ ( :‬أن رجل سأل النب عن رجل ‪ /‬صفحة ‪/ 54‬‬
‫يس ذكره ‪ ،‬هل عليه الوضوء ؟ فقال ‪ ( :‬ل ‪ ،‬إنا هو بضعة منك ) رواه المسة ‪،‬‬
‫وصححه ابن حبان ‪ ،‬قال ابن الدين ‪ :‬هو أحسن من حديث يسرة ‪ .‬ما ل ينقض الوضوء‬
‫أحببنا أن نشي إل ما ظن أنه ناقض للوضوء وليس بناقض ‪ ،‬لعدم ورود دليل صحيح‬
‫يكن أن يعول عليه ف ذلك ‪ ،‬وبيانه فيما يلي ‪ ) 1 ( :‬لس الرأة بدون حائل ‪ :‬فعن‬
‫عائشة رضي ال عنها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قبلها وهو صائم وقال ‪ ( :‬إن‬
‫القبلة ل تنقض الوضوء ول تفطر الصائم ) أخرجه إسحاق ابن راهويه ‪ ،‬وأخرجه أيضا‬

‫‪41‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البزار بسند جيد ‪ .‬قال عبد الق ‪ :‬ل أعلم له علة توجب تركه ‪ .‬وعنها رضي ال عنها‬
‫قالت ‪ :‬فقدت رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات ليلة من الفراض فالتمسته ‪ ،‬فوضعت‬
‫يدي على بطن قدميه وهو ف السجد ‪ ،‬وها منصوبتان ‪ ،‬وهو يقول ‪ ( :‬اللهم ان أعوذ‬
‫برضاك من سخطك ‪ ،‬وأعوذ بعافاتك من عقوبتك ‪ ،‬وأعوذ بك منك ‪ ،‬ل أحصي ثناء‬
‫عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) رواه مسلم والترمذي وصححه ‪ ،‬وعنها رضي ال‬
‫عنها ( أن النب صلى ال عليه وسلم قبل بعض نسائه ث خرج إل الصلة ول يتوضأ ) ‪،‬‬
‫رواه أحد والربعة ‪ ،‬بسند رجاله ثقات ‪ ،‬وعنها رضي ال عنها قالت ‪ ( :‬كنت أنام بي‬
‫يدي النب صلى ال عليه وسلم ورجلي ف قبلته فإذا سجد غمزن فقبضت رجلي ) وف‬
‫لفظ ( فإذا أراد أن يسجد غمز رجلي ) متفق عليه ‪ ) 2 ( .‬خروج الدم من غي الخرج‬
‫العتاد ‪ ،‬سواء كان برح أو حجامة أو رعاف ‪ ،‬وسواء كان قليل أو كثيا ‪ :‬قال السن‬
‫رضي ال عنه ‪ ( :‬ما زال السلمون يصلون ف جراحاتم ) ( رواه البخاري ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫وعصر ابن عمر رضي ال عنهما بثرة وخرج منها الدم فلم يتوضأ ‪ .‬وبصق ابن أب أوقى‬
‫دما ومضى ف صلته ‪ ،‬وصلى عمر ‪ /‬صفحة ‪ / 55‬ابن الطاب رضي ال عنه وجرحه‬
‫يثعب دما ( ‪ . ) 1‬وقد أصيب عباد بن بشر بسهام وهو يصلي فاستمر ف صلته ‪ ،‬رواه‬
‫أبو داود وابن خزية والبخاري تعليقا ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬يثعب دما ) ‪ :‬أي يري ‪. ( .‬‬
‫) ( ‪ ) 3‬القئ ‪ :‬سواء أكان مل ء الفم أو دونه ‪ ،‬ول يرد ف نقضه حديث يتج به ‪( .‬‬
‫‪ ) 4‬أكل لم البل ‪ :‬وهو رأي اللفاء الربعة وكثي من الصحابة والتابعي ‪ ،‬إل أنه صح‬
‫الديث بالمر بالوضوء منه ‪ .‬فعن جابر بن سرة رضي ال عنه أن رجل سأل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أنتوضأ من لوم الغنم ؟ ‪ . .‬قال ‪ ( :‬إن شئت توضأ وإن شئت فل‬
‫تتوضأ ) ‪ ،‬قال ‪ :‬أنتوضأ من لوم البل ؟ قال ‪ ( :‬نعم توضأ من لوم البل ) ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أصلي ف مرابض الغنم ؟ قال ‪ ( :‬ل ) رواه أحد ومسلم ‪ ،‬وعن الباء ابن عازب رضي‬
‫ال عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الوضوء من لوم البل ؟ فقال ‪:‬‬
‫( توضئوا منها ) وسئل عن لوم الغنم ؟ فقال ‪ ( :‬ل تتوضئوا منها ) وسئل عن الصلة ف‬
‫مبارك البل ؟ فقال ‪ ( :‬ل تصلوا فيها ‪ ،‬فإنا من الشياطي ) وسئل عن الصلة ف مرابض‬
‫الغنم ؟ فقال ‪ ( :‬صلوا فيها فإنا بركة ) رواه أحد وأبو داود وابن حبان ‪ ،‬وقال ابن‬

‫‪42‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خزية ‪ :‬ل أر خلفا بي علماء الديث ف أن هذا الب صحيح من جهة النقل ‪ ،‬لعدالة‬
‫ناقليه ‪ ،‬وقال النووي ‪ :‬هذا الذهب أقوى دليل ‪ ،‬وإن كان المهور على خلفه ‪ ،‬إنتهى‬
‫‪ ) 5 ( .‬شك التوضئ ف الدث ‪ :‬إذا شك التطهر ‪ ،‬هل أحدث أم ل ؟ ل يضره الشك‬
‫ول ينتقض وضوءه سواء كان ف الصلة أو خارجها ‪ ،‬حت يتيقن أنه أحدث ‪ .‬فعن عباد‬
‫بن تيم عن عمه ‪ /‬صفحة ‪ / 56‬رضي ال عنه قال ‪ :‬شكى إل النب صلى ال عليه وسلم‬
‫الرجل ييل إليه أنه يد الشئ ف الصلة ؟ قال ‪ ( :‬ل ينصرف حت يسمع صوتا أو يد‬
‫ريا ) رواه الماعة إل الترمذي ‪ ،‬وعن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ ( :‬إذا وجد أحدكم ف نفسه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شئ أم ل ؟ فل‬
‫يرج من السجد حت يسمع صوتا أو يد ريا ) رواه مسلم وأبو داود والترمذي ‪،‬‬
‫وليس الراد خصوص ساع الصوت ووجدان الريح ‪ ،‬بل العمدة اليقي بأنه خرج منه شئ‬
‫‪ ،‬قال ابن البارك ‪ :‬إذا شك ف الدث فإنه ل يب عليه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 56‬‬
‫الوضوء حت يستيقن استيقانا يقدر أن يلف عليه ‪ ،‬أما إذا تيقن الدث وشك ف الطهارة‬
‫فإنه يلزمه الوضوء بإجاع السلمي ‪ ) 6 ( .‬القهقهة ف الصلة ل تنقض الوضوء ‪ ،‬لعدم‬
‫صحة ما ورد ف ذلك ‪ ) 7 ( .‬تغسيل اليت ل يب منه الوضوء لضعف دليل النقض ‪ .‬ما‬
‫يب له الوضوء يب الوضوء لمور ثلثة ‪ ( :‬الول ) الصلة مطلقا ‪ ،‬فرضا أو نفل ‪،‬‬
‫ولو صلة جنازة لقول ال تعال ‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إل الصلة فاغسلوا‬
‫وجوهكم وأيديكم إل الرافق وامسحوا برءوسكم ‪ ،‬وأرجلكم إل الكعبي ) ‪ :‬أي إذا‬
‫أردت القيام إل الصلة وأنتم مدثون فاغسلوا ‪ ،‬وقول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ل‬
‫يقبل ال صلة بغي طهور ‪ ،‬ول صدقة من غلول ( ‪ ) ) 1‬رواه الماعة إل البخاري ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ( ) 1‬الغلول ) ‪ :‬السرقة من الغنيمة قبل قسمتها ‪ ( ) . ( .‬الثان ) الطواف‬
‫بالبيت ‪ ،‬لا رواه ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬الطواف‬
‫صلة إل أن ال تعال أحل فيه الكلم ‪ ،‬فمن تكلم فل يتكلم إل بي ) رواه الترمذي‬
‫والدار قطن وصححه الاكم ‪ ،‬وابن السكن وابن خزية ‪ ( .‬الثالث ) مس الصحف ‪ ،‬لا‬

‫‪43‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رواه أبو بكر بن ممد بن عمرو بن حزم ‪ /‬صفحة ‪ / 57‬عن أبيه عن جده رضي ال‬
‫عنهم أن النب صلى ال عليه وسلم كتب إل أهله اليمن ك تابا وكان فيه ‪ ( :‬ل يس‬
‫القرآن إل طاهر ) ‪ .‬رواه النسائي والدار قطن والبيهقي والثرم ‪ ،‬قال ابن عبد الب ف هذا‬
‫الديث ‪ :‬إنه أشبه بالتواتر ‪ ،‬لتلقي الناس له بالقبول ‪ ،‬وعن عبد ال بن عمر رضي ال‬
‫عنهما قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ل يس القرآن إل طاهر ) ذكره‬
‫اليثمي ف ممع الزوائد وقال ‪ ( :‬رجاله موثقون ) فالديث يدل على أنه ل يوز مس‬
‫الصحف ‪ ،‬إل لن كان طاهرا ولكن ( الطاهر ) لفظ مشترك ‪ ،‬يطلق على الطاهر من‬
‫الدث الكب ‪ ،‬والطاهر من الدث الصغر ‪ ،‬ويطلق على الؤمن ‪ ،‬وعلى من ليس على‬
‫بدنه ناسة ‪ ،‬ولبد لمله على معي من قرينة ‪ .‬فل يكون الديث نصا ف منع الحدث‬
‫حدثا أصغر من مس الصحف ‪ ،‬وأما قول ال سبحانه ‪ ( :‬ل يسه إل الطهرون ) ( ‪) 1‬‬
‫فالظاهر رجوع الضمي إل الكتاب الكنون ‪ ،‬وهو وهو اللوح الحفوظ ‪ ،‬لنه القرب ‪،‬‬
‫والطهرون اللئكة ‪ ،‬فهو كقوله تعال ‪ ( :‬ف صحف مكرمة ‪ ،‬مرفوعة مطهرة ‪ ،‬بأيدي‬
‫سفرة ‪ ،‬كرام بررة ) ( ‪ ) 2‬وذهب ابن عباس والشعب والضحاك وزيد بن علي والؤيد‬
‫بال وداود وابن حزم وحاد بن أب سليمان ‪ :‬إل أنه يوز للمحدث حدثا أصغر من‬
‫الصحف وأما القراءة له بدون مس فهي جائزة اتفاقا ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الواقعة‬
‫آية ‪ ) 2 ( . 29 :‬سورة عبس آية ‪ ) . ( . 16 - 13‬ما يستحب له يستحب الوضوء‬
‫ويندب ف الحوال التية ‪ ) 1 ( :‬عند ذكر ال عزوجل ‪ :‬لديث الهاجر بن قنفذ رضي‬
‫ال عنه ( أنه سلم على النب صلى ال عليه وسلم وهو يتوضأ فلم يرد عليه حت توضأ فرد‬
‫عليه ‪ ،‬وقال ‪ ( :‬إنه ل ينعن أن أرد عليك إل أن كرهت أن أذكر ال إل على‬
‫الطهارة ) ‪ ،‬قال قتادة ( فكان السن من أجل هذا يكره أن يقرأ أو يذكر ال عزوجل‬
‫حت يطهر ) رواه أحد وأبو داود والنسائي وابن ماجه ‪ ،‬وعن أب جهيم بن الارث رضي‬
‫ال عنه ‪ /‬صفحة ‪ / 58‬قال ‪ ( :‬أقبل النب صلى ال عليه وسلم من نو بئر جل ( ‪) 1‬‬
‫فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد عليه حت أقبل على جدار فمسح بوجهه ويديه ‪ ،‬ث رد‬
‫عليه السلم ) رواه أحد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي ‪ ،‬وهذا على سبيل‬
‫الفضلية والندب ‪ .‬وإل فذكر ال عزوجل يوز للمتطهر والحدث والنب والقائم‬

‫‪44‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والقاعد ‪ ،‬والاشي والضطجع بدون كراهة ‪ ،‬لديث عائشة رضي ال عنها قالت ‪:‬‬
‫( كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يذكر ال على كل أحيانه ) رواه المسة إل‬
‫النسائي ‪ ،‬وذكره البخاري بغي إسناد ‪ ،‬وعن علي كرم ال وجهه قال ‪ ( :‬كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يرج من اللء فيقرئنا ويأكل معنا اللحم ‪ ،‬ول يكن يجزه عن‬
‫القرآن شئ ليس النابة ) رواه المسة وصححه الترمذي وابن السكن ‪ ( .‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬بئر جل ‪ :‬موضع يقرب من الدينة ‪ ) 2 ( ) . ( .‬عند النوم ‪ :‬لا رواه الباء بن‬
‫عازب رضي ال عنه قال ‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا أتيت مضجعك فتوضأ‬
‫وضوءك للصلة ث اضطجع على شقك الين ‪ ،‬ث قل اللهم أسلمت نفسي إليك ‪،‬‬
‫ووجهت وجهي إليك ‪ ،‬وفوضت أمري إليك ‪ ،‬وألأت ظهري إليك ‪ ،‬رغبة ورهبة إليك‬
‫‪ ،‬ل ملجأ ول منجى منك إل إليك ‪ ،‬اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ‪ ،‬ونبيك الذي‬
‫أرسلت ‪ ،‬فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة ‪ ،‬واجعلهن آخر ما تتكلم به ‪ ) ،‬قال‬
‫فرددتا على النب صلى ال عليه وسلم فلما بلغت ‪ ( :‬اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ‪:‬‬
‫ورسولت ‪ ،‬قال ‪ :‬ل ‪ . . .‬ونبيك الذي أرسلت ) رواه أحد والبخاري والترمذي ‪،‬‬
‫ويتأكد ذلك ف حق النب ‪ ،‬لا رواه ابن عمر رضي ال عنهما‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 58‬‬
‫قال يا رسول ال أينام أحدنا جنبا ؟ قال ‪ ( :‬نعم إذا توضأ ) ‪ .‬وعن عائشة رضي ال عنها‬
‫قالت ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب ‪ ،‬غسل فرجه‬
‫وتوضأ وضوءه للصلة ) رواه الماعة ‪ ) 3 ( .‬يستحب الوضوء للجنب ‪ :‬إذا أراد أن‬
‫يأكل أو يشرب أو يعاود الماع ‪ ،‬لديث عائشة رضي ‪ /‬صفحة ‪ / 59‬ال عنها قالت ‪:‬‬
‫( كان النب صلى ال عليه وسلم إذا كان جنبا فأراد أن يأكل أو ينام توضأ ) ‪ ،‬وعن‬
‫عمار بن ياسر ( أن النب صلى ال عليه وسلم رخص للجنب إذا أراد أن يأكل أو يشرب‬
‫أو ينام ‪ ،‬أن يتوضأ وضوءه للصلة ) ‪ ،‬رواه أحد والترمذي وصححه ‪ ،‬وعن أب سعيد‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا أتى أحدكم أهله ث أراد أن يعود فليتوضأ )‬
‫رواه الماعة إل البخاري ‪ ،‬ورواه ابن خزية وابن حبان والاكم ‪ .‬وزادوا ( فإنه أنشط‬

‫‪45‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للعود ) ‪ ) 4 ( .‬يندب قبل الغسل ‪ ،‬سواء كان واجبا أو مستحبا ‪ :‬لديث عائشة رضي‬
‫ال عنها قالت ‪ ( :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا اغتسل من النابة ‪ ،‬يبدأ‬
‫فيغسل يديه ‪ ،‬ث يفرغ بيمينه على شاله فيغسل فرجه ‪ ،‬ث يتوضأ وضوءه للصلة ) ‪،‬‬
‫الديث رواه الماعة ‪ ) 5 ( .‬يندب من أكل ما مسته النار ‪ :‬لديث إبراهيم بن عبد ال‬
‫بن قارظ قال ‪ :‬مررت بأب هريرة وهو يتوضأ فقال ‪ :‬أتدري مم أتوضأ ؟ من أثوار أقط (‬
‫‪ ) 1‬أكلتها ‪ ،‬لن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬توضئوا ما مست النار‬
‫) ‪ ،‬رواه أحد ومسلم والربعة ‪ ،‬وعن عائشة رضي ال عنها عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ ( :‬توضئوا ما مست النار ) ‪ ،‬رواه أحد ومسلم والنسائي وابن ماجة ‪ .‬والمر‬
‫بالوضوء ممول على الندب لديث عمرو بن أمية الضمري رضي ال عنه قال ‪ ( :‬رأيت‬
‫النب صلى ال عليه وسلم يتز من كتف شاة فاكل منها فأكل منها فدعى إل الصلة فقام‬
‫وطرح السكي وصلى ول يتوضأ ) متفق عليه ‪ ،‬قال النووي ‪ :‬فيه جواز قطع اللحم‬
‫بالسكي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬من أثوار أقط ) ‪ :‬هي قطع من اللب الامد ‪) 6 ( ) . ( .‬‬
‫تديد الوضوء لكل صلة ‪ :‬لديث بريدة رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كان النب صلى ال عليه‬
‫وسلم يتوضأ عند كل صلة ‪ ،‬فلما كان يوم الفتح توضأ ومسح على خفيه وصلى‬
‫الصلوات بوضوء واحد ‪ ،‬فقال له عمر ‪ .‬يا رسول ال إنك فعلت شيئا ل تكن تفعله ! ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 60‬فقال ‪ ( :‬عمدا فعلته يا عمر ) رواه أحد ومسلم وغيها ‪ ،‬وابن عمرو بن‬
‫عامر النصاري رضي ال عنه قال ‪ ،‬كان أنس بن مالك يقول ‪ ( :‬كان صلى ال عليه‬
‫وسلم يتوضأ عند كل صلة ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬فأنتم كيف كنتم تصنعون ؟ قال ‪ :‬كنا نصلي‬
‫الصلوات بوضوء واحد ما ل ندث ) ‪ ،‬رواه أحد والبخاري ‪ .‬وعن أب هريرة رضي ال‬
‫عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬لول أن أشق على أمت لمرتم عند كل‬
‫صلة بوضوء ‪ ،‬ومع كل وضوء بسواك ) رواه أحد بسند حسن ‪ ،‬وروى عن ابن عمر‬
‫رضي ال عنهما قال ‪ ( :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬من توضأ على‬
‫طهر كتب له عشر حسنات ) ‪ .‬رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة ‪ .‬فوائد يتاج‬
‫التوضئ إليها ‪ - 1‬الكلم الباح أثناء الوضوء مباح ‪ ،‬ول يرد ف السنة ما يدل على منعه‬
‫‪ - 2 .‬الدعاء عند غسل العضاء باطل ل أصل له ‪ .‬والطلوب القتصار على الدعية الت‬

‫‪46‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تقدم ذكرها ف سنن الوضوء ‪ - 3 .‬لو شك التوضئ ف عدد الغسلت يبن على اليقي‬
‫وهو القل ‪ - 4 .‬وجود الائل مثل الشمع على أي عضو من أعضاء الوضوء يبطله ‪ ،‬أما‬
‫اللون وحده ‪ ،‬كالضاب بالناء مثل ‪ ،‬فإنه ل يؤثر ف صحة الوضوء ‪ ،‬لنه ل يول بي‬
‫البشرة وبي وصول الاء إليها ‪ - 5 .‬الستحاضة ‪ ،‬ومن به سلس بول أو انفلت ريح ‪،‬‬
‫أو غي ذلك من العذار يتوضئون لكل صلة ‪ ،‬إذا كان العذر يستغرق جيع الوقت ‪ ،‬أو‬
‫كان ل يكن ضبطه ‪ ،‬وتعتب صلتم صحيحة مع قيام العذر ‪ - 6 .‬يوز الستعانة بالغي‬
‫ف الوضوء ‪ - 7 .‬يباح للمتوضئ أن ينشف أعضاءه بنديل ونوه صيفا وشتاء ‪ .‬السح‬
‫على الفي ( ‪ ) 1‬دليل مشروعيته ‪ :‬ثبت السح على الفي بالسنة الصحيحة الثابتة عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه ‪ /‬صفحة ‪ / 61‬وسلم ‪ ،‬قال النووي ‪ :‬أجع من يعتد به ف‬
‫الجاع على جواز السح على الفي ‪ -‬ف السفر والضر ‪ ،‬سواء كان لاجة أو غيها‬
‫‪ -‬حت للمرأة اللزمة والزمن الذي ل يشي ‪ ،‬وإنا أنكرته الشيعة والوارج ‪ ،‬ول يعتد‬
‫بلفهم ‪ ،‬وقال الافظ بن حجر ف الفتح ‪ :‬وقد صرح جع من الفاظ ‪ ،‬بأن السح على‬
‫الفي متواتر ‪ ،‬وجع بعضهم رواته فجاوزوا الثماني ‪ ،‬منهم العشرة ‪ .‬انتهى ‪ ،‬وأقوى‬
‫الحاديث حجة ف السح ‪ ،‬ما رواه أحد والشيخان وأبو داود والترمذي عن هام النخعي‬
‫رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ ( :‬بال جرير بن عبد ال ث توضأ ومسح على خفيه ‪ ،‬فقيل ‪ :‬تفعل‬
‫هذا وقد بلت ؟ قال ‪ :‬نعم رأيت رسول‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 61‬‬
‫ال صلى ال عليه وسلم بال ث توضأ ومسح على خفيه ) ‪ ،‬قال إبراهيم ‪ :‬فكان يعجبهم‬
‫هذا الديث لن إسلم جرير كان بعد نزول الائدة ‪ ،‬أي أن جريرا أسلم ف السنة‬
‫العاشرة بعد نزول آية الوضوء الت تفيد وجوب غسل الرجلي ‪ ،‬فيكون حديثه مبينا أي‬
‫الراد بالية إياب الغسل لغي صاحب الف ‪ ،‬وأم ا صاحب الف ففرضه السح فتكون‬
‫السنة مصصة للية ‪ ) 2 ( .‬مشروعية السح على الوربي ‪ :‬يوز السح على الوربي ‪،‬‬
‫وقد روي ذلك عن كثي من الصحابة ‪ .‬قال أبو داود ‪ :‬ومسح على الوربي علي بن أب‬
‫طالب وابن مسعود والباء ابن عازب وأنس بن مالك وأبو امامة وسهل بن سعد وعمرو‬

‫‪47‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن حريث ‪ ،‬وروي أيضا عن عمر بن الطاب وابن عباس ‪ ،‬انتهى ‪ ،‬وروي أيضا عن‬
‫عمار وبلل بن عبد ال بن أب أوف وابن عمر ‪ ،‬وف تذيب السنن لبن القيم عن ابن‬
‫الندر ‪ :‬أن أحد نص على جواز السح على الوربي ‪ ،‬وهذا من إنصافه وعدله ‪ ،‬وإنا‬
‫عمدته هؤلء الصحابة رضي ال عنهم وصريح القياس ‪ ،‬فإنه ل يظهر بي الوربي‬
‫والفي فرق مؤثر ‪ ،‬يصح أن يال الكم عليه ‪ ،‬والسح عليهما قول أكثر أهل العلم ‪،‬‬
‫انتهى ‪ .‬ومن أجاز السح عليهما سفيان الثوري وابن البارك وعطاء والسن وسعيد بن‬
‫السيب ‪ ،‬وقال أبو يوسف وممد ‪ :‬يوز السح عليهما إذا كانا ثخيني ل يشفان عما‬
‫تتهما ‪ ،‬وكان أبو حنيفة ل يوز السح على الورب الثخي ث رجع إل الواز قبل موته‬
‫بثلثة أيام أو بسبعة ‪ ،‬ومسح على جوربيه الثخيني ف مرضه وقال لعواده ‪ :‬فعلت ما‬
‫كنت ‪ /‬صفحة ‪ / 62‬أنى عنه ‪ ،‬وعن الغية بن شعبة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم توضأ ومسح على الوربي والنعلي ( ‪ ) 1‬رواه أحد والطحاوي وابن ماجة‬
‫والترمذي وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪ ( ،‬وضعفه أبو داود ) ‪ .‬والسح على الوربي‬
‫كان هو القصود ‪ ،‬وجاء السح على النعلي تبعا ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬النعل ) ما وقيت‬
‫به القدم من الرض وهو يغاير الف ‪ ،‬ولقد كان لنعل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫سيان يضع أحدها بي ابام رجله والت تليها ويضع الخر بي الوسطى والت تليها ويمع‬
‫السيين ال السي الذي على وجه قدمه وهو العروف بالشراك ‪ ( ،‬والورب ) ‪ :‬لفافة‬
‫الرجل وهو السمى بالشراب ‪ ) . ( .‬وكما يوز السح على الوربي يوز السح على‬
‫كل ما يستر الرجلي كاللفائف ونوها ‪ ،‬وهي ما يلف على الرجل من البد أو خوف‬
‫الفاء أؤ لراح بما ونو ذلك ‪ ،‬قال ابن تيمية ‪ :‬والصواب أنه يسح على اللفائف ‪،‬‬
‫وهي بالسح أول من الف والورب ‪ ،‬فإن اللفائف إنا تستعمل للحاجة ف العادة ‪ ،‬وف‬
‫نزعها ضرر ‪ :‬إما إصابة البد ‪ ،‬وإما التأذي بالفاء ‪ ،‬وإما التاذي بالرح ‪ ،‬فإذا جاز‬
‫السح على الفي والوربي ‪ ،‬فعلى اللفائف بطريق الول ‪ ،‬ومن ادعى ف شئ من ذلك‬
‫إجاعا فليس معه إل عدم العلم ‪ ،‬ول يكنه أن ينقل النع عن عشرة من العلماء الشهورين‬
‫‪ ،‬فضل عن الجاع ‪ ،‬إل أن قال ‪ :‬فمن تدبر ألفاظ الرسول صلى ال عليه وسلم وأعطى‬
‫القياس حقه علم أن الرخصة منه ف هذا الباب واسعة ‪ ،‬وأن ذلك من ماسن الشريعة ‪،‬‬

‫‪48‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ومن النيفية السمحة الت بعث با ‪ ،‬انتهى ‪ .‬وإذا كان بالف أو الورب خروق فل بأس‬
‫بالسح عليه ‪ ،‬مادام يلبس ف العادة ‪ ،‬قال الثوري ‪ :‬كانت خفاف الهاجرين والنصار ل‬
‫تسلم من الروق كخفاف الناس ‪ ،‬فلو كان ف ذلك حظر لورد ونقل عنهم ‪) 3 ( .‬‬
‫شروط السح على الف وما ف معناه ‪ :‬يشترط لواز السح أن يلبس الف وما ف معناه‬
‫من كل ساتر على وضوء ‪ ،‬لديث الغية بن شعبة قال ‪ ( :‬كنت مع النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ذات ليلة ف مسي فأفرغت عليه من الداوة فغسل وجهه وذراعيه ومسح برأسه ث‬
‫أهويت لنزع خفيه فقال ‪ ( :‬دعهما فإن أدخلتهما طاهرتي ) فمسح عليهما ) رواه ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 63‬أحد والبخاري ومسلم ‪ .‬وروى الميدي ف مسنده عنه قال ‪ :‬قلنا يا‬
‫رسول ال أيسح أحدنا على الفي ؟ قال ‪ ( :‬نعم إذا أدخلهما وها طاهرتان ) وما‬
‫اشترطه بعض الفقهاء من أن الف ل بد أن يكون ساترا لحل الفرض ‪ ،‬وأن يثبت بنفسه‬
‫من غي شد مع إمكان متابعة الشي فيه ‪ .‬قد بي شيخ السلم ابن تيمية ضعفه ف الفتاوي‬
‫‪ ) 4 ( .‬مل السح ‪ :‬الحل الشروع ف السح ظهر الف ‪ ،‬لديث الغية رضي ال عنه‬
‫قال ‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يسح على ظاهر الفي ‪ ،‬رواه أحد وأبو‬
‫داود والترمذي وحسنه ‪ .‬وعن علي رضي ال عنه قال ‪ ( :‬لو كان الدين بالرأي لكان‬
‫أسفل الف أول بالسح من أعله ‪ ،‬لقد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يسح على‬
‫ظاهر خفيه ) رواه أبو داود والدار قطن ‪ ،‬وإسناده حسن أو صحيح ‪ ،‬والواجب ف السح‬
‫ما يطلق عليه اسم السح لغة ‪ ،‬من غي تديد ‪ ،‬ول يصح فيه شئ ‪ ) 5 ( .‬توقيت السح ‪:‬‬
‫مدة السح على الفي للمقيم يوم وليلة ‪ ،‬وللمسافر ثلثة أيام ولياليها ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 63‬‬
‫قال صفوان بن عسال رضي ال عنه ‪ :‬أمرنا ( يعن النب صلى ال عليه وسلم ) أن نسح‬
‫على الفي إذا نن أدخلناها على طهر ثلثا إذا سافرنا ‪ ،‬ويوما وليلة إذا أقمنا ‪ ،‬ول‬
‫نلعهما إل من جنابة ‪ ،‬رواه الشافعي وأحد وابن خزية ‪ ،‬والترمذي والنسائي‬
‫وصححاه ‪ ،‬وعن شريح بن هان رضي ال عنه قال ‪ :‬سألت عائشة عن السح على الفي‬
‫فقالت ‪ :‬سل عليا ‪ ،‬فإنه أعلم بذا من ‪ ،‬كان يسافر مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فسألته فقال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬للمسافر ثلثة أيام ولياليهن ‪،‬‬
‫وللمقيم يوم وليلة ) ‪ ،‬رواه أحد ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ‪ ،‬قال البيهقي ‪:‬‬
‫هو أصح ما روي ف هذا الباب ‪ ،‬والختار أن ابتداء الدة من وقت السح ‪ ،‬وقيل من‬
‫وقت الدث بعد اللبس ‪ / .‬صفحة ‪ ) 6 ( / 64‬صفة السح ‪ :‬والتوضئ بعد أن يتم‬
‫وضوءه ويلبس الف أو الورب يصح له السح عليه كلما أراد الوضوء ‪ ،‬بدل من غسل‬
‫رجليه ‪ ،‬يرخص له ف ذلك يوما وليلة ‪ ،‬إذا كان مقيما ‪ ،‬وثلثة أيام ولياليها إن كان‬
‫مسافرا ‪ ،‬إل إذا أجنب فإنه يب عليه نزعه ‪ ،‬لديث صفوان التقدم ‪ ) 7 ( .‬ما يبطل‬
‫السح ‪ :‬يبطل السح على الفي ‪ ) 1 ( :‬انقضاء الدة ‪ ) 2 ( .‬النابة ‪ ) 3 ( .‬نزع الف‬
‫‪ .‬فإذا انقضت الدة أو نزع الف وكان متوضئا قبل غسله رجليه فقط ‪ .‬الغسل الغسل‬
‫معناه ‪ :‬تعميم البدن بالاء ‪ ،‬وهو مشروع ‪ ،‬لقول ال تعال ‪ ( :‬وإن كنتم جنبا فاطهروا )‬
‫وقوله تعال ‪ ( :‬ويسألونك عن الحيض قل هو أذى ‪ ،‬فاعتزلوا النساء ف الحيض ‪ ،‬ول‬
‫تقربوهن حت يطهرن ‪ ،‬فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم ال ‪ ،‬إن ال يب التوابي‬
‫ويب التطهرين ( ‪ . ) ) 1‬وله مباحث تنحصر فيما يأت ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة‬
‫آية ‪ ) . ( . 222 :‬يب الغسل لمور خسة ‪ ( :‬الول ) خروج الن بشهوة ف النوم أو‬
‫اليقظة من ذكر أو أنثى وهو قول عامة الفقهاء ‪ .‬لديث أب سعيد قال ‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬الاء من ‪ /‬صفحة ‪ / 65‬الاء ( ‪ ) 1‬رواه مسلم ‪ ،‬وعن أم سلمة‬
‫رضي ال عنها ‪ :‬أن أم سليم قالت ‪ :‬يا رسول ال إن ال ل يستحي من الق ‪ ،‬فهل على‬
‫الرأة غسل إذا احتلمت ؟ قال ‪ ( :‬نعم ‪ ،‬إذا رأت الاء ) رواه الشيخان وغيها ‪ ( .‬هامش‬
‫) ( ‪ ) 1‬الاء من الاء ‪ :‬أي الغتسال من النزال ‪ ،‬فالاء الول الاء الطهر ‪ ،‬والثان الن ‪.‬‬
‫وهنا صور كثيا ما تقع ‪ ،‬أحببنا أن ننبه عليها للحاجة إليها ‪ :‬ا ‪ -‬إذا خرج الن من غي‬
‫شهوة ‪ ،‬بل لرض أو برد فل يب الغسل ‪ .‬ففي حديث علي رضي ال عنه ‪ :‬أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال له ‪ ( :‬فإذا فضخت الاء ( ‪ ) 2‬فاغتسل ) ‪ ،‬رواه أبو داود ‪.‬‬
‫قال ماهد ‪ :‬بينا نن أصحاب ابن عباس ‪ -‬حلق ف السجد ‪ ( - :‬طاووس ‪ ،‬وسعيد بن‬
‫جبي ‪ ،‬وعكرمة ‪ -‬وابن عباس قائم يصلي ) إذا وقف علينا رجل فقال ‪ :‬هل من مفت ؟‬
‫فقلنا ‪ :‬سل ‪ ،‬فقال إن كلما بلت تبعه الاء الدافق ؟ قلنا الذي يكون منه الولد ؟ قال ‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نعم ‪ ،‬قلنا ‪ :‬عليك الغسل ‪ ،‬قال ‪ :‬فول الرجل وهو يرجع ‪ ،‬قال ‪ :‬وعجل ابن عباس ف‬
‫صلته ‪ ،‬ث قال لعكرمة علي بالرجل ‪ ،‬وأقبل علينا فقال ‪ :‬أرأيتم ما أفتيتم به هذا الرجل ‪،‬‬
‫عن كتاب ال ؟ قلنا ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬فعن رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ قلنا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فعن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ قلنا ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فعمه ؟ قلنا ‪ :‬عن رأينا ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فلذلك قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬فقيه واحد أشد على الشيطان من‬
‫ألف عابد ) قال ‪ :‬وجاء الرجل فأقبل عليه ابن عباس فقال ‪ :‬أرأيت إذا كان ذلك منك ‪،‬‬
‫أتد شهوة ف قبلك ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فهل تد خدرا ف جسدك ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال إنا‬
‫هذه إبردة ‪ ،‬يزيك منها الوضوء ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 2‬الفضخ ) خروج الن بشدة ‪.‬‬
‫( ‪ ) .‬ب ‪ -‬إذا احتلم ول يد منيا فل غسل عليه ‪ ،‬قال ابن النذر ‪ .‬أجع على هذا كل‬
‫من أحفط عنه من أهل العلم ‪ ،‬وف حديث أم سليم التقدم فهل على الرأة غسل إذا‬
‫احتلمت ؟ قال ‪ ( :‬نعم إذا رأت الاء ) ما يدل على أنا إذا ل تره فل غسل عليها ‪ ،‬لكن‬
‫إذا خرج بعد الستيقاظ وجب عليها الغسل ‪ .‬ح ‪ -‬إذا انتبه من النوم فوجد بلل ول‬
‫يذكر احتلما ‪ ،‬فإن تيقن أنه من فعليه الغسل ‪ ،‬لن الظاهر أن خروجه كان لحتلم‬
‫نسيه ‪ ،‬فإن شك ول يعلم ‪ / ،‬صفحة ‪ / 66‬هل هو من أو غيه ؟ فعيله الغسل احتياطا ‪.‬‬
‫وقال مادة وقتادة ‪ :‬ل غسل عليه حت يوقن بالاء الدافق ‪ ،‬لن اليقي بقاء الطهارة ‪ ،‬فل‬
‫يزول بالشك ‪ .‬د ‪ -‬أحس بانتقال الن عند الشهوة ‪ ،‬فأمسك ذكره فلم يرج فل غسل‬
‫عليه ‪ ،‬لا تقدم من أن النب صلى ال عليه وسلم علق الغتسال على رؤية الاء ‪ .‬فل يثبت‬
‫الكم بدونه ‪ ،‬لكن إن مشى فخرج منه الن فعليه الغسل ‪ .‬ه‍ ‪ -‬رأى ف ثوبه منيا ‪ ،‬ل‬
‫يعلم وقت حصوله ‪ ،‬وكان قد صلى ‪ ،‬يلزمه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 66‬‬
‫إعادة الصلة من آخر نومة له ‪ ،‬إل أن يرى ما يدل على أنه قبلها ‪ ،‬فيعيد من أدن نومة‬
‫يتمل أنه منها ‪ ( .‬الثان ) ‪ :‬إلتقاء الناني ‪ :‬أي تغييب الشفة ف الفرج وإن ل يصل‬
‫إنزال ‪ ،‬لقول ال تعال ‪ ( :‬وإن كنتم جنبا فاطهروا ) قال الشافعي ‪ :‬كلم العرب يقتضي‬
‫أن النابة تطلق بالقيقة على الماع وإن ل يكن فيه إنزال ‪ ،‬قال ‪ :‬فإن كل من خوطب‬

‫‪51‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بأن فلنا أجنب عن فلنة عقل أنه أصابا وإن ل ينل ‪ .‬قال ‪ :‬ول يتلف أحد أن الزنا‬
‫الذي يب به اللد هو الماع ‪ ،‬ولو ل يكن منه إنزال ولديث أب هريرة رضي ال عنه‬
‫‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا جلس بي شعبها الربع ( ‪ ) 1‬ث جهدها‬
‫فقد وجب الغسل ‪ .‬أنزل أم ل ينل ) رواه أحد ومسلم ‪ ،‬وعن سعيد ابن السيب ‪ :‬أن‬
‫أبا موسى الشعري رضي ال عنه قال لعائشة ‪ :‬إن أريد أن أسألك عن شئ وأنا استحي‬
‫منك ‪ ،‬فقالت ‪ :‬سل ول تستحي فإنا أنا أمك ‪ ،‬فسألا عن الرجل يغشى ول ينل فقالت‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا أصاب التان التان فقد وجب الغسل ) ‪ ،‬رواه‬
‫أحد ومالك بألفاظ متلفة ‪ .‬ول بد من اليلج بالفعل ‪ ،‬أما مرد الس من غي إيلج فل‬
‫غسل على واحد منهما إجاعا ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬الشعب الربع ) ‪ :‬يداها ورجلها ‪.‬‬
‫( والهد ) كناية عن معالة اليلج ‪ ( ) . ( .‬الثالث ) ‪ :‬انقطاع اليض والنفاس ‪ :‬لقول‬
‫ال تعال ( ول تقربوهن حت يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث ‪ /‬صفحة ‪/ 67‬‬
‫أمركم ال ) ‪ ،‬ولقول رسول ال صلى ال عليه وسلم لفاطمة بنت أب حبيش رضي ال‬
‫عنها ( دعي الصلة قدر اليام الت كنت تيضي فيها ‪ ،‬اغتسلي وصلي ) متفق عليه ‪،‬‬
‫وهذا ‪ ،‬وإن كان واردا ف اليض ‪ ،‬إل أن النفاس كاليض بإجاع الصحابة ‪ ،‬فإن ولدت‬
‫ول ير الدم فقيل عليها الغسل ‪ ،‬وقيل ل غسل عليها ‪ ،‬ول يرد نص ف ذلك ‪ ( .‬الرابع )‬
‫الوت ‪ :‬إذا مات السلم وجب تغسيله إجاعا ‪ ،‬على تفصيل يأت ف موضعه ‪ ( .‬الامس )‬
‫‪ :‬الكافر إذا أسلم ‪ :‬إذا أسلم الكافر يب عليه الغسل ‪ ،‬لديث أب هريرة رضي ال عنه ‪:‬‬
‫أن ثامة النفي أسر ‪ ،‬وكان النب صلى ال عليه وسلم يغدو إليه فيقول ‪ :‬ما عندك يا ثامة‬
‫؟ فيقول ‪ :‬إن تقتل تقتل ذا دم ‪ ،‬وإن تنن تنن على شاكر ‪ ،‬وإن ترد الال نعطك منه ما‬
‫شئت ‪ ،‬وكان أصحاب الرسول صلى ال عليه وسلم يبون الفداء ويقولون ‪ :‬ما نصنع‬
‫بقتل هذا ؟ فمر عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم فأسلم ‪ ،‬فحله وبعث به إل حائط‬
‫أب طلحة ( ‪ ) 1‬وأمره أن يغتسل ‪ ،‬فاغتسل وصلى ركعتي ‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ( :‬لقد حسن إسلم أخيكم ) رواه أحد وأصله عند الشيخي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫( الائط ) ‪ :‬البستان ‪ ) . ( .‬ما يرم على النب يرم على النب ما يأت ‪ - 1 :‬الصلة‬
‫‪ - 2 .‬الطواف ‪ :‬وقد تقدمت أدلة ذلك ف مبحث ما يب له الوضوء ‪ - 3 .‬مس‬

‫‪52‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصحف وحله ‪ ،‬وحرمتهما متفق عليها بي الئمة ول يالف ف ذلك أحد من‬
‫الصحابة ‪ ،‬وجوز داود ابن حزم للجنب مس الصحف وحله ول يريا بما بأسا ‪،‬‬
‫واستدلل با جاء ف الصحيحي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث إل هرقل كتابا‬
‫فيه ‪ ( :‬بسم ال الرحن الرحيم ‪ . . .‬إل أن قال ‪ /‬صفحة ‪ ( / 68‬يا أهل الكتاب تعالوا‬
‫إل كلمة سواء بيننا وبينكم أل نعبد إل ال ‪ ،‬ول نشرك به شيئا ‪ ،‬ول يتخذ بعضنا بعضا‬
‫أربابا من دون ال ‪ .‬فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون ) ( ‪ ، ) 1‬قال ابن حزم ‪:‬‬
‫فهذا رسول ال بعث كتابا ‪ ،‬وفيه هذه الية إل النصارى وقد أيقن أنم يسون هذا‬
‫الكتاب ‪ ،‬وأجاب المهور عن هذا بأن هذه رسالة ول مانع من مس ما اشتملت عليه‬
‫من آيات من القرآن كالرسائل وكتب التفسي والفقه وغيها ‪ ،‬فإن هذه ل تسمى‬
‫مصحفا ول تثبت لا حرمته ‪ - 4 .‬قراءة القرآن ‪ :‬يرم على النب أن يقرأ شيئا من‬
‫القرآن عند المهور ‪ .‬لديث علي رضي ال عنه ‪ ( :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كان ل يجبه عن القرآن شئ ليس النابة ) رواه أصحاب السنن ‪ ،‬وصححه الترمذي‬
‫وغيه ‪ .‬قال الافظ ف الفتح ‪ :‬وضعف بعضهم بعض رواته ‪ ،‬والق أنه من قبيل السن ‪،‬‬
‫يصلح للحجة ‪ ،‬وعنه رضي ال عنه قال ‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم توضأ ث‬
‫قرأ شيئا من القرآن ث قال ‪ ( :‬هكذا لن ليس بنب ‪ ،‬فأما النب فل ‪ .‬ول آية ) رواه‬
‫أحد وأبو يعلى وهذا لفظه ‪ ،‬قال اليتمي ‪ :‬رجاله موثقون ‪ ،‬قال الشوكان ‪ :‬فإن صح‬
‫هذا صلح للستدلل به على التحري ‪ .‬أما الديث الول فليس فيه ما يدل على التحري ‪.‬‬
‫لنه غايته أن النب صلى ال عليه وسلم ترك القراءة حال النابة ‪ ،‬ومثله ل يصلح متمسكا‬
‫للكراهة ‪ ،‬فكيف يستدل به على التحري ؟ ‪ .‬انتهى ‪ .‬وذهب البخاري والطبان وداود‬
‫وابن حزم إل جواز القراءة للجنب ‪ .‬قال البخاري ‪ :‬قال إبراهيم ‪ :‬ل بأس أن تقرأ‬
‫الائض الية ‪ ،‬ول ير‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 68‬‬
‫ابن عباس بالقراءة للجنب بأسا ‪ ،‬وكان النب صلى ال عليه وسلم يذكر ال على كل‬
‫أحيانه ‪ .‬قال الافظ تعليقا على هذا ‪ ،‬ل يصح عند الصنف ( يعن البخاري ) شئ من‬

‫‪53‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الحاديث الواردة ف ذلك ‪ :‬أي ف منع النب والائض من القراءة ‪ ،‬وإن كان مموع ما‬
‫ورد ف ذلك تقوم به الجة عند غيه لكن أكثرها قابل للتأويل ‪ - 5 .‬الكث ف السجد‬
‫‪ :‬يرم على النب أن يكث ف السجد ‪ ،‬لديث عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬جاء‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ووجوه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة آل عمران آية ‪. 64 :‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 69‬بيوت أصحابه شارعة ف السجد فقال ( وجهوا هذه البيوت عن‬
‫السجد ) ث دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم ول يصنع القوم شيئا ‪ ،‬رجاء أن ينل‬
‫فيهم رخصة ‪ ،‬فخرج إليهم فقال ‪ ( :‬وجهوا هذه البيوت عن السجد فإن ل أحل‬
‫السجد لائض ول لنب ) رواه أبو داود ‪ ،‬وعن أم سلمة رضي ال عنها قالت ‪ :‬دخل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم صرحة هذا السجد ( ‪ ) 1‬فنادى بأعلى صوته ‪ ( :‬ان‬
‫السجد ل يل لائض ول لنب ) رواه ابن ماجة والطبان ‪ .‬والديثان يدلن على عدم‬
‫حل اللبث ف السجد والكث فيه للحائض والنب ‪ ،‬لكن يرخص لما ف اجتيازه لقول‬
‫ال تعال ‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا ل تقربوا الصلة وأنتم سكارى حت تعلموا ما تقولون ‪،‬‬
‫ول جنبا إل عابري سبيل حت تغتسلوا ) ( ‪ ) 2‬وعن جابر رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كان‬
‫أحدنا ير ف السجد جنبا متازا ) رواه ابن أب شيبة وسعيد بن منصور ف سننه ‪ .‬وعن‬
‫زيد بن أسلم قال ‪ :‬كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يشون ف السجد وهم‬
‫جنب ‪ ،‬رواه ابن النذر ‪ .‬وعن يزيد بن حبيب ‪ :‬أن رجال من النصار كانت أبوابم إل‬
‫السجد ‪ ،‬فكانت تصيبهم جنابة فل يدون الاء ‪ ،‬ول طريق إليه إل من السجد ‪ ،‬فأنزل‬
‫ال تعال ( ول جنبا إل عابري سبيل ) رواه ابن جرير ‪ .‬قال الشوكان عقب هذا ‪ .‬وهذا‬
‫من الدللة على الطلوب بحل ل يبقى بعده ريب ‪ ،‬وعن عائشة رضي ال عنها قالت ‪:‬‬
‫قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ناولين المرة من السجد ) فقلت ‪ :‬إن‬
‫حائض ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬إن حيضتك ليست ف يدك ) رواه الماعة إل البخاري ‪ ،‬وعن ميمونة‬
‫رضي ال عنها قالت ‪ ( :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يدخل على إحدانا وهي‬
‫حائض فيضع رأسه ف حجرها فيقرأ القرآن وهي حائض ‪ ،‬ث تقوم إحدانا بمرته فتضعها‬
‫ف السجد وهي حائض ) رواه أحد والنسائي وله شواهد ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫( الصرحة ) بفتح وسكون ‪ :‬عرصة الدار والمتد من الرض ‪ ) 2 ( .‬سورة النساء آية ‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ ) . ( . 43‬الغسال الستحبة أي الت يدح الكلف على فعلها ويثاب ‪ ،‬وإذا تركها ل‬
‫لوم عليه ول عقاب ‪ ،‬وهي ستة نذكرها فيما يلي ‪ / :‬صفحة ‪ ) 1 ( / 70‬غسل المعة‬
‫‪ :‬لا كان يوم المعة يوم اجتماع للعبادة والصلة أمر الشارع بالغسل وأكده ليكون‬
‫السلمون ف اجتماعهم على أحسن حال من النظافة والتطهي ‪ .‬فعن أب سعيد رضي ال‬
‫عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬غسل المعة واجب على كل متلم والسواك‬
‫وأم يس من الطيب ما يقدر عليه ) رواه البخاري ومسلم ‪ .‬والراد بالحتلم البالغ ‪ ،‬والراد‬
‫بالوجوب تأكيد استحبابه ‪ ،‬بدليل ما رواه البخاري عن ابن عمر ‪ ( :‬أن عمر بن الطاب‬
‫بينما هو قائم ف الطبة يوم المعة ‪ ،‬إذ دخل رجل من الهاجرين الولي من أصحاب‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وهو عثمان ‪ ،‬فناداه عمر ‪ :‬أية ساعة هذه ؟ قال ‪ :‬إن شغلت‬
‫فلم أنقلب إل أهلي حت سعت التأذين فلم أزد أن توضأت ‪ ،‬فقال ‪ :‬والوضوء أيضا وقد‬
‫علمت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يأمر بالغسل ؟ ) ‪ .‬قال الشافعي ‪ :‬فلما ل‬
‫يترك عثمان الصلة للغسل ‪ ،‬ول يأمره عمر بالروج للغسل ‪ ،‬دل ذلك على أنما قد‬
‫علما أن المر بالغسل للختيار ‪ .‬ويدل على استحباب الغسل أيضا ‪ ،‬ما رواه مسلم عن‬
‫أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من توضأ فأحسن الوضوء‬
‫ث أتى المعة فاستمع وأنصت غفر له ما بي المعة إل المعة وزيادة ثلثة أيام ) ‪ .‬قال‬
‫القرطب ف تقرير الستدلل بذا الديث عن الستحباب ‪ :‬ذكر الوضوء وما معه مرتبا‬
‫عليه الثواب القتضي للصحة ‪ ،‬يدل على أن الوضوء كاف ‪ .‬وقال الافظ ابن حجر ف‬
‫التلخيص ‪ :‬إنه من أقوى ما استدل به على عدم فرضية الغسل للجمعة ‪ ،‬والقول‬
‫بالستحباب بناء على أن ترك الغتسال ل يترتب عليه حصول ضرر ‪ ،‬فإن ترتب على‬
‫تركه أذى الناس بالعرق والرائحة الكريهة ونو ذلك ما يسئ ‪ ،‬كان الغسل واجبا وتركه‬
‫مرما ‪ ،‬وقد ذهب جاعة من العلماء ‪ ،‬إل القول بوجوب الغسل للجمعة وإن ل يصل‬
‫أذى بتركه ‪ ،‬مستدلي بقول أب هريرة رضي ال عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫‪ ( :‬حق على كل مسلم أن يغتسل ف كل سبعة أيام يوما ‪ .‬يغسل فيه رأسه وجسده )‬
‫رواه البخاري ومسلم وحلوا الحاديث الواردة ف هذا‬
‫‪............................................................‬‬

‫‪55‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 70‬‬
‫الباب على ظاهرا وردوا ما عارضها ‪ / .‬صفحة ‪ / 71‬ووقت الغسل يتد من طلوع‬
‫الفجر إل صلة المعة ‪ ،‬وإن كان الستحب أن يتصل الغسل بالذهاب ‪ ،‬وإذا أحدث‬
‫بعد الغسل يكفيه الوضوء ‪ .‬قال الثرم ‪ :‬سعت أحد سئل عمن اغتسل ث أحدث ‪ ،‬هل‬
‫يكفيه الوضوء ؟ فقال نعم ‪ ،‬ول أسع فيه أعلى من حديث ابن أبزى ‪ .‬انتهى ‪ ،‬يشي أحد‬
‫إل ما رواه ابن أب شيبة بإسناد صحيح عن عبد الرحن بن أبزى عن أبيه ‪ ،‬وله صحبة ‪:‬‬
‫أنه كان يغتسل يوم المعة ث يدث فيتوضأ ول يعيد الغسل ويرج وقت الغسل بالفراغ‬
‫من الصلة فمن اغتسل بعد الصلة ل يكون غسل للجمعة ‪ ،‬ول يعتب فاعله آتيا با أمر‬
‫به ‪ ،‬لديث ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا جاء‬
‫أحدكم إل المعة فليغتسل ) رواه الماعة ‪ ،‬ولسلم ( إذا أراد أحدكم أن يأت المعة‬
‫فليغتسل ) وقد حكى ابن عبد الب الجاع على ذلك ‪ ) 2 ( .‬غسل العيدين ‪ :‬استحب‬
‫العلماء الغسل للعيدين ‪ ،‬ول يأت ف ذلك حديث صحيح ‪ ،‬قال ف البدر الني ‪ :‬أحاديث‬
‫غسل العى ‪ 6‬ين ضعيفة ‪ ،‬وفيها آثار عن الصحابة جيدة ‪ ) 3 ( .‬غسل من غسل ميتا ‪:‬‬
‫يستحب لن غسل ميتا أن يغتسل عند كثي من أهل العلم ‪ ،‬لديث أب هريرة رضي ال‬
‫عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من غسل ميتا فليغتسل ‪ ،‬ومن حله فليتوضأ )‬
‫رواه أحد وأصحاب السنن وغيهم ‪ .‬وقد طعن الئمة ف هذا الديث ‪ .‬قال علي بن‬
‫الداين وأحد وابن النذر والرافعي وغيهم ‪ :‬ل يصحح علماء الديث ف هذا الباب شيئا‬
‫‪ ،‬لكن الافظ ابن حجر قال ف حديثنا هذا ‪ :‬قد حسنه الترمذي وصححه ابن حبان ‪،‬‬
‫وهو ‪ -‬بكثرة طرقه ‪ -‬أقل أحواله أن يكون حسنا ‪ ،‬فإنكار النووي على الترمذي تسينه‬
‫معترض ‪ ،‬وقال الذهب ‪ :‬طرق هذا الديث أقوى من عدة أحاديث احتج با الفقهاء ‪،‬‬
‫والمر ف الديث ممول على الندب ‪ ،‬لا روي عن عمر رضي ال عنه قال ‪ :‬كنا نغسل‬
‫اليت ‪ ،‬فمنا من يغتسل ومنا من ل يغتسل ‪ .‬رواه الطب بإسناد صحيح ‪ ،‬ولا غسلت‬
‫أساء بنت عميش زوجها أبا ‪ /‬صفحة ‪ / 72‬بكر الصديق رضي ال عنه حي توف‬
‫خرجت فسألت من حضرها من الهاجرين فقالت ‪ :‬إن هذا يوم شديد البد ‪ ،‬وأنا صائمة‬
‫‪ ،‬فهل علي من غسل ؟ فقالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬رواه مالك ‪ ) 4 ( .‬غسل الحرام ‪ :‬يندب الغسل‬

‫‪56‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لن أراد أن يرم بج أو عمرة عند المهور ‪ ،‬لديث زيد ابن ثابت ( أنه رأى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ترد لهلله واغتسل ‪ ،‬رواه الدار قطن والبيهقي والترمذي‬
‫وحسنه ‪ ،‬وضعفه العقيلي ‪ ) 5 ( .‬غسل دخول مكة ‪ :‬يستحب لن أراد دخول مكة أن‬
‫يغتسل ‪ ،‬لا روي عن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ ( :‬أنه كان ل يقدم مكة إل بات بذى‬
‫طوى حت يصبح ث يدخل مكة نارا ) ‪ ،‬ويذكر عن النب صلى ال عليه وسلم أنه فعله ‪،‬‬
‫رواه البخاري ومسلم ‪ ،‬وهذا لفظ مسلم ‪ ،‬وقال ابن النذر ‪ :‬الغتسال عند دخول مكة‬
‫مستحب عند جيع العلماء ‪ ،‬وليس ف تركه عندهم فدية ‪ ،‬وقال أكثرهم ‪ :‬يزئ عنه‬
‫الوضوء ‪ ) 6 ( .‬غسل الوقوف بعرفة ‪ :‬يندب الغسل لن أراد الوقوف بعرفة الج ‪ ،‬لا‬
‫رواه مالك بن نافع ‪ ( :‬أن عبد ال ابن عمر رضي ال عنهما كان يغتسل لحرامه قبل أن‬
‫يرم ‪ ،‬ولدخول مكة ‪ ،‬ولوقوفه عشية عرفة ) ‪ .‬أركان الغسل ل تتم حقيقة الغسل‬
‫الشروع إل بأمرين ‪ ) 1 ( :‬النية ‪ :‬إذ هي الميزة للعبادة عن العادة ‪ ،‬وليست النية إل‬
‫عمل قلبيا مضا ‪ .‬وأما ما درج عليه كثي من الناس واعتادوه من التلفظ با فهو مدث‬
‫غي مشروع ‪ ،‬ينبغي هجره والعراض عنه وقد تقدم الكلم على حقيقة النية ف الوضوء ‪.‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ ) 2 ( / 73‬غسل جيع العضاء ‪ :‬لقول ال تعال ‪ ( :‬وإن كنتم جنبا‬
‫فاطهروا ) أي اغتسلوا ‪ ،‬وقوله ‪ ( :‬يسألونك عن الحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء ف‬
‫الحيض ول تقربوهن حت يطهرن ) ‪ :‬أي يغتسلن ‪ .‬والدليل على أن الراد بالتطهر‬
‫الغسل ‪ ،‬ما جاء صريا ف قول ال تعال ‪ ( :‬يأيها الذين آمنوا ل تقربوا الصلة وأنتم‬
‫سكارى حت تعلموا ما تقولون ‪ ،‬ول جنبا إل عابري سبيل حت تغتسلوا ) وحقيقة‬
‫الغتسال ‪ ،‬غسل جيع العضاء ‪ .‬سننه يسن للمغتسل مراعاة فعل الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم ف غسله فيبدأ ( ‪ ) 1‬بغسل يديه ثلثا ( ‪ ) 2‬ث يغسل فرجه ( ‪ ) 3‬ث يتوضأ‬
‫وضوءا كامل كالوضوء للصلة ‪ ،‬وله تأخي غسل رجليه إل أن يتم غسله ‪ ،‬إذا كان‬
‫يغتسل ف طست ونوه ( ‪ ) 4‬ث يفيض الاء على رأسه ثلثا مع تليل الشعر ‪ ،‬ليصل الاء‬
‫إل أصوله ( ‪ ) 5‬ث يفيض الاء على سائر البدن بادئا بالشق الين ث اليسر مع تعاهد‬
‫البطي وداخل الذني والسرة وأصابع الرجلي وذلك ما يكن دلكه من البدن ‪ .‬وأصل‬
‫ذلك كله ما جاء عن عائشة رضي ال عنها ( أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا‬

‫‪57‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اغتسل من النابة يبدأ فيغسل يديه ‪ ،‬ث يفرغ بيمينه على شاله فيغسل فرجه ث يتوضأ‬
‫وضوءه للصلة ‪ ،‬ث يأخذ الاء ويدخل أصابعه ف أصول الشعر‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 73‬‬
‫حت إذا رأى أنه قد استبأ ( ‪ ) 1‬حفن على رأسه ثلث حثيات ‪ ،‬ث أفاض على سائر‬
‫جسده ) ‪ ،‬رواه البخاري ومسلم ‪ .‬وف رواية لما ‪ ( :‬ث يلل بيديه شعره ‪ ،‬حت إذا ظن‬
‫أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الاء ثلث مرات ) ‪ ،‬ولما عنها أيضا قالت ‪ ( :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا اغتسل من النابة دعا بشئ نو اللب ( ‪ ) 2‬فأخذ‬
‫بكفه فبدأ بشق رأسه الين ث اليسر ‪ ،‬ث أخذ بكفيه فقلبهما على رأسه ) وعن ميمونة‬
‫رضي ال عنها قالت ‪ :‬وضعت للنب صلى ال عليه وسلم ماء يغتسل به ‪ ،‬فأفرغ على يديه‬
‫فغسلهما مرتي أو ثلثا ث أفرغ بيمينه على شاله فغسل مذاكيه ‪ ،‬ث دلك يده بالرض ث‬
‫مضمض ( هامش ) ( ‪ ( ) 1‬أنه قد استبأ ) ‪ :‬أي أوصل الاء إل البشرة ‪) 2 ( .‬‬
‫( اللب ) ‪ :‬الاء ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 74‬واستنشق ‪ ،‬ث غسل وجهه ويديه ‪ ،‬ث غسل‬
‫رأسه ثلثا ‪ ،‬ث أفرغ على جسده ‪ ،‬ث تنحى من مقامه فغسل قدميه ‪ ،‬قالت ‪ :‬فأتيته برقة‬
‫فلم يردها ( ‪ ) 1‬وجعل ينفض الاء بيده رواه الماعة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬ل يردها‬
‫( بضم الياء وكسر الراء من الرادة ‪ ،‬ل من الرد كما جاء ف رواية البخاري ) ث أتيته‬
‫بالنديل فرده ‪ ) . ( .‬غسل الرأة غسل الرأة كغسل الرجل ‪ ،‬إل أن الرأة ل يب عليها‬
‫أن تنقض ضفيتا ‪ ،‬إن وصل الاء إل أصل الشعر ‪ ،‬لديث أم سلمة رضي ال عنها ‪ ،‬أن‬
‫امرأة قالت يا رسول ال ‪ ،‬إن امرأة أشد ضفر رأسي ‪ ،‬أفأنقضه للجنابة ؟ قال ‪ ( :‬إنا‬
‫يكفيك أن تثي عليه ثلث حثيات من ماء ث تفضي على سائر جسدك ‪ ،‬فإذا أنت قد‬
‫طهرت ) رواه أحد ومسلم والترمذي وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ ،‬وعن عبيد بن عمي رضي‬
‫ال عنه قال ‪ :‬بلغ عائشة رضي ال عنها أن عبد ال ابن عمرو يأمر النساء إذا اغتسلن أن‬
‫ينقضن رؤوسهن فقالت ‪ ( :‬يا عجبا لبن عمر ‪ ،‬يأمر النساء إذا اغتسلن بنقض‬
‫رؤوسهن ‪ ،‬أفل يأمرهن أن يلقن رؤوسهن لقد كنت اغتسل أنا ورسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم من إناء واحد ‪ ،‬وما أزيد على أن أفرغ على رأسي ثلث إفراغات ) رواه‬

‫‪58‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أحد ومسلم ‪ ،‬ويستحب للمرأة إذا اغتسلت من حيض أو نفاس ‪ ،‬أن تأخذ قطعة من‬
‫قطن ونوه ‪ ،‬وتضيف إليها مسكا أو طيبا ث تتبع با أثر الدم ‪ ،‬لتطيب الحل وتدفع عنه‬
‫رائحة الدم الكريهة ‪ .‬فعن عائشة رضي ال عنها ‪ :‬أن أساء بنت يزيد سألت النب صلى‬
‫ال عليه وسلم عن غسل الحيض قال ‪ ( :‬تأخذ إحداكم ماءها وسدرتا فتطهر فتحسن‬
‫الطهور ( ‪ ) 2‬ث تصب على رأسها فتدلكه دلكا شديدا حت يبلغ شئون رأسها ‪ ،‬ث‬
‫تصب عليها الاء ‪ ،‬ث تأخذ فرصة مسكة فتطهر با ) قالت أساء ‪ :‬وكيف تطهر با ؟ قال‬
‫‪ ( :‬سبحان ال ! تطهري با ) فقالت عائشة كأنا تفي ذلك ‪ .‬تتبعي أثر الدم ‪ :‬وسألته‬
‫عن غسل النابة فقال ‪ ( :‬تأخذي ماءك ( هامش ) ( ‪ ( ) 2‬تطهر فتحسن الطهور ) أي‬
‫تتوضأ فتحسن الوضوء ‪ ( .‬شؤون رأسها ) ‪ :‬أي أصول شعر الرأس ‪ ( .‬فرصة مسكة ) ‪.‬‬
‫بكسر فسكون ‪ :‬أي قطعة قطن أو صوفة مطيبة بالسك ‪ ( .‬تفي ذلك ) ‪ :‬تسر به إليها ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 75‬فتطهرين فتحسني الطهور أو أبلغي الطهور ‪ ،‬ث تصب على رأسها‬
‫فتدلكه حت يبلغ شئون رأسها ث تفيض عليها الاء ) فقالت عائشة ‪ ( :‬نعم النساء نساء‬
‫النصار ‪ .‬ل ينعهن الياء أن يتفقهن ف الدين ) رواه الماعة إل الترمذي ‪ .‬مسائل تتعلق‬
‫بالغسل ‪ - 1‬يزئ غسل واحد عن حيض وجنابة ‪ ،‬أو عن جعة وعيد ‪ ،‬أو عن جنابة‬
‫وجعة ‪ ،‬وإذا نوى الكل ‪ ،‬لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬وإنا لكل امرئ ما‬
‫نوى ) ‪ - 2 .‬إذا اغتسل من النابة ‪ ،‬ول يكن قد توضأ يقوم الغسل عن الوضوء ‪ ،‬قالت‬
‫عائشة ‪ ( :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يتوضأ بعد الغسل ) ‪ .‬وعن ابن عمر‬
‫رضي ال عنهما أنه قال لرجل ‪ -‬قال له ‪ :‬إن أتوضأ بعد الغسل ‪ -‬فقال له ‪ :‬لقد تغمقت‬
‫‪ ،‬وقال أبو بكر ابن العرب ‪ :‬ل يتلف العلماء أن الوضوء داخل تت الغسل ‪ ،‬وأن نية‬
‫طهارة النابة تأت على طهارة الدث وتقضي عليها ‪ ،‬لن موانع النابة أكثر من موانع‬
‫الدث ‪ ،‬فدخل القل ف نية الكثر ‪ ،‬وأجزأت نية الكب عنه ‪ - 3 .‬يوز للجنب‬
‫والائض إزالة الشعر ‪ ،‬وقص الظفر والروج إل السوق وغيه من غي كراهية ‪ .‬قال‬
‫عطاء يتجم النب ‪ ،‬ويقلم أظافره ‪ ،‬ويلق رأسه ‪ ،‬وإن ل يتوضأ رواه البخاري ‪- 4 .‬‬
‫ل بأس بدخول المام ‪ ،‬إن سلم الداخل من النظر إل العورات ‪ ،‬وسلم من نظر الناس إل‬
‫عورته ‪ .‬قال أحد ‪ :‬إن علمت أن كل من ف المام عليه إزار فادخله ‪ ،‬وإل فل تدخل ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وف الديث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ل ينظر الرجل إل عورة الرجل ‪،‬‬
‫ول تنظر الرأة إل عورة الرأة ) ‪ .‬وذكر ال ف المام ل حرج فيه ‪ ،‬فإن ذكر ال ف كل‬
‫حال حسن ‪ ،‬ما ل يرد ما ينع ‪ ،‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يذكر ال على‬
‫كل أحيانه ‪ - 5 .‬ل بأس بتنشيف العضاء بنديل ونوه ‪ ،‬ف الغسل والوضوء ‪ ،‬صيفا‬
‫وشتاء ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 76‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ - 6 / 76‬يوز للرجل أن يغتسل ببقية الاء الذي اغتسلت منه الرأة‬
‫والعكس ‪ ،‬كما يوز لما أن يغتسل معا من إناء واحد ‪ .‬فعن ابن عباس قال ‪ :‬اغتسل‬
‫بعض أزواج النب صلى ال عليه وسلم ف جفنة ‪ ،‬فجاء النب صلى ال عليه وسلم ليتوضأ‬
‫منها ‪ ،‬أو يغتسل ‪ ،‬فقالت له يا رسول ال ‪ :‬إن كنت جنبا ! فقال ‪ ( :‬إن الاء ل ينب )‬
‫‪ .‬رواه أحد وأبو داود والنسائي والترمذي ‪ ،‬وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ .‬وكانت عائشة‬
‫تغتسل مع رسول ال صلى ال عليه وسلم من إناء واحد ‪ ،‬فيبادرها وتبادره ‪ ،‬حت يقول‬
‫لا ‪ :‬دعي ل ‪ ،‬وتقول له ‪ :‬دع ل ( ‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الراد أن الرسول عليه‬
‫الصلة والسلم كان يقول لعائشة أبقي ل ماء وهي تقول كذلك ‪ - 7 ) . ( .‬ل يوز‬
‫الغتسال عريانا بي الناس ‪ ،‬لن كشف العورة مرم ‪ ،‬فإن استتر بثوب ونوه فل بأس ‪.‬‬
‫فقد كان رسول ال صلى ال عليه وسلم تستره فاطمة بثوب ويغتسل ‪ ،‬أما لو اغتسل‬
‫عريانا بعيدا عن أعي الناس فل مانع منه ‪ ،‬فقد اغتسل موسى عليه السلم عريانا ‪ ،‬كما‬
‫رواه البخاري فعن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬بينا أيوب عليه السلم‬
‫يغتسل عريانا فخر عليه جراد من ذهب ‪ ،‬فجعل أيوب يثي ف ثوبه ‪ .‬فناداه ربه تبارك‬
‫وتعال ‪ ( :‬يا أيوب أل أكن أغنيتك عما ترى ؟ قال ‪ :‬بلى وعزتك ‪ ،‬ولكن ل غن ل عن‬
‫بركتك ) رواه أحد والبخاري والنسائي ‪ .‬التيمم ‪ - 1‬تعريفه ‪ :‬العن اللغوي للتيمم ‪:‬‬
‫القصد ‪ .‬والشرعي ‪ :‬القصد إل الصعيد ‪ ،‬لسح الوجه واليدين ‪ ،‬بنية استباحة الصلة‬
‫ونوها ‪ - 1 .‬دليل مشروعيته ‪ :‬ثبتت مشروعيته بالكتاب والسنة والجاع ‪ .‬أما الكتاب‬
‫فلقول ال تعال ‪ ( :‬وإن كنتم مرضى أو على سفر ‪ ،‬أو جاء أحد منكم من الغائط ‪ ،‬أو‬

‫‪60‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لمستم النساء فلم تدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن ال‬
‫كان عفوا غفورا ) ( ‪ ( . ) 2‬هامش ) ( ‪ ) 2‬سورة النساء آية ‪ / ) . ( . 43‬صفحة‬
‫‪ / 77‬وأما السنة ‪ ،‬فلحديث أب أمامة رضي ال عنه ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ ( :‬جعلت الرض كلها ل ولمت مسجدا وطهورا ‪ ،‬فأينما أدركت رجل من أمت‬
‫الصلة فعنده طهوره ) رواه أحد ‪ .‬وأما الجاع ‪ ،‬فلن السلمي أجعوا على أن التيمم‬
‫مشروع ‪ ،‬بدل من الوضوء والغسل ف أحوال خاصة ‪ - 3 .‬اختصاص هذه المة به ‪:‬‬
‫وهو من الصائص الت خص ال با هذه المة ‪ .‬فعن جابر رضي ال عنه ‪ ،‬أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬أعطيت خسا ل يعطهن أحد قبلي ‪ .‬نصرت بالرعب مسية‬
‫شهر ‪ ،‬وجعلت ل الرض مسجدا وطهورا ‪ ،‬فأيا رجل من أمت أدركته الصلة فليصل ‪،‬‬
‫وأحلت ل الغنائم ول تل لحد قبلي ‪ ،‬وأعطيت الشفاعة ‪ ،‬وكان النب يبعث ف قومه‬
‫خاصة ‪ ،‬وبعثت إل الناس عامة ) ‪ .‬رواه الشيخان ‪ - 4 .‬سبب مشروعيته ‪ :‬روت عائشة‬
‫رضي ال عنها قالت ‪ :‬خرجنا مع النب صلى ال عليه وسلم ف بعض أسفاره حت إذا كنا‬
‫بالبيداء انقطع عقد ل ‪ .‬فأقام النب صلى ال عليه وسلم على التماسه ‪ ،‬وأقام الناس معه ‪،‬‬
‫وليسوا على ماء ‪ ،‬وليس معهم ماء ‪ ،‬فأتى الناس إل أب بكر رضي ال عنه فقالوا ‪ :‬أل‬
‫ترى إل ما صنعت عائشة ؟ فجاء أبو بكر ‪ ،‬والنب صلى ال عليه وسلم على فخذي قد‬
‫نام ‪ ،‬فعاتبن وقال ما شاء ال أن يقول ‪ ،‬وجعل يطعن بيده خاصرت فما ينعن من التحرك‬
‫إل مكان النب صلى ال عليه وسلم على فخذي ‪ ،‬فنام حت أصبح على غي ماء ‪ ،‬فأنزل‬
‫ال تعال آية التيمم ( فتيمموا ) قال السيد بن حضي ‪ :‬ما هي أول ( ‪ ) 1‬بركتكم يا آل‬
‫أب بكر ! ! فقالت ‪ :‬فبعثنا البعي الذي كنت عليه ‪ ،‬فوجدنا العقد تته ) ‪ .‬رواه الماعة‬
‫إل الترمذي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬ما ‪ :‬بعن ليس ‪ -‬أي ليست هذه أول بركة لكم ‪ ،‬فان‬
‫بركاتكم كثية ‪ - 5 ) . ( .‬السباب البيحة له ‪ :‬يباح التيمم للمحدث حدثا أصغر أو‬
‫أكب ‪ ،‬ف الضر والسفر ‪ ،‬إذا وجد سبب من السباب التية ‪ :‬ا ‪ -‬إذا ل يد الاء ‪ ،‬أو‬
‫وجد منه ما ل يكفيه للطهارة ‪ ،‬لديث عمران بن حصي رضي ال عنه قال ‪ :‬كنا مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سفر ‪ / ،‬صفحة ‪ / 78‬فصلى بالناس ‪ ،‬فإذا هو رجل‬
‫معتزل فقال ‪ ( :‬ما منعك أن تصلي ؟ ) قال ‪ :‬أصابتن جنابة ‪ ،‬ول ماء ‪ .‬قال ‪ ( :‬عليك‬

‫‪61‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالصعيد فإنه يكفيك ) رواه الشيخان ‪ .‬وعن أب ذر رضي ال عنه ‪ ،‬عن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إن الصعيد طهور لن ل يد الاء عشر سني ) رواه أصحاب‬
‫السنن ‪ ،‬وقال الترمذي ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪ .‬لكن يب عليه ‪ -‬قبل أن يتيمم ‪ -‬أن‬
‫يطلب الاء من رجله ‪ ،‬أو من رفقته ‪ ،‬أو ما قرب منه عادة ‪ ،‬فإذا تيقن عدمه ‪ ،‬أو أنه بعيد‬
‫عنه ‪ ،‬ل يب عليه الطلب ‪ .‬ب ‪ -‬إذا كان به جراحة أو مرض ‪ ،‬وخاف من استعمال‬
‫الاء زيادة الرض أو تأخر الشفاء ‪ ،‬سواء عرف ذلك بالتجربة أو بإخبار الثقة من الطباء ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 78‬‬
‫لديث جابر رضي ال عليه قال ‪ ،‬خرجنا ف سفر ‪ ،‬فأصاب رجل منا حجر ‪ ،‬فشجه ف‬
‫رأسه ث احتلم ‪ ،‬فسأل أصحابه ‪ :‬هل تدون ل رخصة ف التيمم ؟ فقالوا ‪ :‬ما ند لك‬
‫رخصة وأنت تقدر على الاء ‪ ،‬فاغتسل فمات ‪ .‬فلما قدمنا على رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أخب بذلك فقال ‪ ( :‬قتلوه قتلهم ال ‪ ،‬أل سألوا إذا ل يعلموا ؟ فإنا شفاء العي‬
‫السؤال ( ‪ . ) 1‬إنا كان يكفيه أن يتيمم ويعصر أو يعصب على جرحه خرقة ث يسح‬
‫عليه ‪ ،‬ويغسل سائر جسده ) رواه أبو داود وابن ماجة والدار قطن ‪ ،‬وصححه ابن‬
‫السكن ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬العي ) الهل ‪ ) . ( .‬ج ‪ -‬إذا كان الاء شديد البودة ‪،‬‬
‫وغلب على ظنه حصول ضرر بإستعماله بشرط أن يعجز عن تسخينه ولو بالجر ‪ ،‬أول‬
‫يتيسر له دخول المام ‪ ،‬لديث عمرو بن العاص رضي ال عنه ‪ ،‬أنه لا بعث ف غزوة‬
‫ذات السلسل قال ‪ :‬احتملت ف ليلة شديدة البودة ‪ ،‬فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك ‪،‬‬
‫ث صليت بأصحاب صلة الصبح ‪ .‬فلما قدمنا على رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكروا‬
‫ذلك له فقال ‪ ( :‬يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب ؟ ) ‪ .‬فقلت ‪ :‬ذكرت قول ال‬
‫عزوجل ‪ ( :‬ول تقتلوا أنفسكم إن ال كان بكم رحيما ) ( ‪ ) 2‬فتيممت ث صليت ‪.‬‬
‫فضحك رسول ال ول يقل شيئا ‪ .‬رواه أحد وأبو داود والاكم والدار قطن وابن‬
‫حبان ‪ ،‬وعلقه البخاري ‪ .‬وف هذا إقرار ‪ ،‬والقرار حجة لنه صلى ال عليه وسلم ل يقر‬
‫على باطل ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 2‬سورة النساء آية ‪ / ) . ( . 39 :‬صفحة ‪ / 79‬د ‪ -‬إذا‬
‫كان الاء قريبا منه ‪ ،‬إل أنه ياف على نفسه أو عرضه أو ماله أو فوت الرفقة ‪ ،‬أو حال‬

‫‪62‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بينه وبي الاء عدو يشى منه ‪ ،‬سواء كان العدو آدميا أو غيه ‪ ،‬أو كان مسجونا ‪ ،‬أو‬
‫عجز عن استخراجه ‪ ،‬لفقد آلة الاء ‪ ،‬كحبل ودلو ‪ ،‬لن وجود الاء ف هذه الحوال‬
‫كعدمه ‪ ،‬وكذلك من خاف إن اغتسل أن يرمي با هو برئ منه ويتضرر به ‪ ،‬جاز التيمم‬
‫( ‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬كالصديق يبيت عند صديقه التزوج فيصبح جنبا ‪ ) . ( .‬ه‍ ‪-‬‬
‫إذا احتاج إل الاء حال أو مآل لشربه أو شرب غيه ‪ ،‬ولو كان كلبا غي عقور ‪ ،‬أو‬
‫احتاج له لعجن أو طبخ وإزالة ناسة غي معفو عنها ‪ ،‬فإنه يتيمم ويفظ ما معه من الاء ‪.‬‬
‫قال المام أحد رضي ال عنه ‪ :‬عدة من الصحابة تيمموا وحبسوا لاء لشفاههم ‪ .‬وعن‬
‫علي رضي ال عنه أنه قال ‪ -‬ف الرجل يكون ف السفر ‪ ،‬فتصيبه النابة ‪ ،‬ومعه قليل من‬
‫الاء ‪ ،‬ياف أن يعطش ‪ : -‬يتيمم ول يغتسل ‪ .‬رواه الدار قطن ‪ .‬قال ابن تيمية ‪ :‬ومن‬
‫كان حاقنا عادما للماء ‪ ،‬فالفضل أن يصلي بالتيمم غي حاقن من أن يفظ وضوءه‬
‫ويصلي حاقنا ‪ .‬و ‪ -‬إذا كان قادرا على استعمال الاء ‪ ،‬لكنه خشي خروج الوقت‬
‫باستعماله ف الوضوء أو الغسل ‪ ،‬فأنه يتيمم ويصلي ‪ ،‬ول اعادة عليه ‪ - 6 .‬الصعيد الذي‬
‫يتيمم به ‪ :‬يوز التيمم بالتراب الطاهر وكل ما كان من جنس الرض ‪ ،‬كالرمل والجر‬
‫والرجص ‪ .‬لقول ال تعال ‪ ( :‬فتيمموا صعيدا طيبا ) وقد أجع أهل اللغة ‪ ،‬على أن‬
‫الصعيد وجه الرض ‪ ،‬ترابا كان أو غيه ‪ - 7 .‬كيفية التيمم ‪ :‬على التيمم أن يقدم النية‬
‫( ‪ . ) 2‬وتقدم الكلم عليها ف الوضوء ‪ ،‬ث يسمي ال تعال ‪ ،‬ويضرب بيديه الصعيد‬
‫الطاهر ‪ ،‬ويسح بما وجهه ويديه إل الرسغي ‪ .‬ول يرد ف ذلك أصح ول أصرح من‬
‫حديث عمار رضي ال عنه قال ‪ :‬اجنبت فلم أصب الاء فتمعكت ف الصعيد ( ‪) 3‬‬
‫وصليت ‪ ،‬فذكرت ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ ( :‬إنا كان يكفيك هكذا )‬
‫وضرب النب صلى ال عليه وسلم بكفيه الرض ( وتنفخ فيهما ) ث مسح بما ( هامش )‬
‫( ‪ ) 2‬وهي فرض ف التيمم أيضا ‪ ( ) 3 ( .‬تعكت ) ترغت وزنا ومعن ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 80‬وجهه وكفيه ) ‪ .‬رواه الشيخان ‪ .‬وف لفظ آخر ‪ ( :‬إنا كان يكفيك أن‬
‫تضرب بكفيك ف التراب ‪ ،‬ث تنفخ فيهما ‪ ،‬ث تسح بما وجهك وكفيك إل الرسغي )‬
‫رواه الدار قطن ‪ .‬ففي هذا الديث ‪ ،‬الكتفاء بضربة واحدة ‪ ،‬والقتصار ف مسح اليدين‬
‫على الكفي ‪ ،‬وان من السنة لن تيمم بالتراب ‪ ،‬أن ينفض يديه وينفخهما منه ‪ ،‬ول يعفر‬

‫‪63‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫به وجهه ‪ - 8 .‬ما يباج به التيمم ‪ :‬التيمم بدل من الوضوء والغسل عند عدم الاء فيباح‬
‫به ما يباح بما ‪ ،‬من الصلة ومس الصحف وغيها ‪ ،‬ول يشترط لصحته دخول‬
‫الوقت ‪ ،‬وللمتيمم أن يصلي بالتيمم الواحد ما شاء من الفرائض والنوافل ‪ ،‬فحكمه‬
‫كحكم الوضوء ‪ ،‬سواء بسواء ‪ ،‬فعن أب ذر رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ ( :‬إن الصعيد طهور السلم ‪ ،‬وإن ل يد الاء عشر سني ‪ .‬فإذا وجد الاء فليمسه‬
‫بشرته فإن ذلك خي ) رواه أحد والترمذي وصححه ‪ - 9 .‬نواقضه ‪ :‬ينقض التيمم كل‬
‫ما ينقض الوضوء ‪ ،‬لنه بدل منه ‪ ،‬كما ينقضه وجود الاء لن فقده ‪ ،‬أو القدرة على‬
‫استعماله ‪ ،‬لن عجز عنه ‪ .‬لكن إذا صلى بالتيمم ‪ ،‬ث وجد الاء ‪ ،‬أو قدر على استعماله‬
‫بعد الفراغ من‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 80‬‬
‫الصلة ‪ ،‬ل تب عليه العادة ‪ ،‬وإن كان الوقت باقيا ‪ ،‬فعن أب سعيد الدري رضي ال‬
‫عنه قال ‪ :‬خرج رجلن ف سفر ‪ ،‬فحضرت الصلة وليس معهما ماء فتيمما صعيدا طيبا‬
‫فصليا ‪ ،‬ث وجد الاء ف الوقت ‪ ،‬فأعاد أحدها الوضوء والصلة ‪ ،‬ول يعد الخر ‪ ،‬ث أتيا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فذكرا له ذلك ‪ ،‬فقال للذي ل يعد ‪ ( :‬أصبت السنة‬
‫وأجزأتك صلتك ) وقال للذي توضأ وأعاد ‪ ( :‬لك الجر مرتي ) رواه أبو داود‬
‫والنسائي ‪ .‬أما إذا وجد الاء وقدر على استعماله بعد الدخول ف الصلة ‪ ،‬وقبل الفراغ‬
‫منها ‪ ،‬فإن وضوءه ينتقض ‪ ،‬ويب عليه التطهر بالاء ‪ ،‬لديث أب ذر التقدم ‪ .‬وإذا تيمم‬
‫النب أو الائض لسبب من السباب البيحة للتيمم وصلى ‪ ،‬ل تب عليه إعادة الصلة ‪.‬‬
‫ويب عليه الغسل مت قدر على استعمال الاء ‪ ،‬لديث عمر رضي ال عنه قال ‪ ( :‬صلى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بالناس ‪ ،‬فلما انفتل من صلته إذا هو ‪ /‬صفحة ‪/ 81‬‬
‫برجل معتزل ل يصل مع القوم ‪ ،‬قال ‪ ( :‬ما منعك يا فلن أن تصلي مع القوم ؟ ) قال ‪:‬‬
‫أصابتن جنابة ول أجد ماء ‪ .‬قال ‪ ( :‬عليك بالصعيد فإنه يكفيك ) ث ذكر عمران ‪ :‬أنم‬
‫بعد أن وجدوا الاء أعطى رسول ال صلى ال عليه وسلم الذي أصابته النابة إناء من ماء‬
‫وقال ‪ ( :‬إذهب فأفرغه عليك ) ‪ ،‬رواه البخاري ‪ .‬السح على البية ونوها مشروعية‬

‫‪64‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السح على البية والعصابة ‪ :‬يشرع السح على البية ونوها ما يربط به العضو الريض‬
‫‪ .‬لحاديث وردت ف ذلك ‪ ،‬وهي وإن كانت ضعيفة ‪ ،‬إل أن لا طرقا يشد بعضها بعضا‬
‫‪ .‬وتعلها صالة للستدلل با على الشروعية ‪ .‬من هذه الحاديث حديث جابر ‪ :‬أن‬
‫رجل أصابه حجر ‪ ،‬فشجه ف رأسه ث احتلم ‪ ،‬فسأل أصحابه ‪ ،‬هل تدون ل رخصة ف‬
‫التيمم ؟ فقالوا ‪ :‬ل ند لك رخصة وأنت تقدر على الاء ‪ ،‬فاغتسل فمات ‪ .‬فلما قدمنا‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وأخب بذلك فقال ‪ ( :‬قتلوه قتلهم ال ‪ ،‬أل سألوا‬
‫إذ ل يعلموا فإنا شفاء العي السؤال ‪ ،‬إنا كان يكفيه أن يتمم ويعصر أو يعصب على‬
‫جرحه ‪ ،‬ث يسح عليه ويغسل سائر جسده ) ‪ ،‬رواه أبو داود وابن ماجة والدار قطن‬
‫وصححه ابن السكن ‪ .‬وصح عن ابن عمر ‪ ،‬أنه مسح على العصابة ‪ .‬حكم السح ‪:‬‬
‫حكم السح على البية الوجوب ‪ ،‬ف الوضوء والغسل ‪ ،‬بدل من غسل العضو الريض أو‬
‫مسحه ‪ .‬مت يب السح ‪ :‬من به جراحة أو كسر وأراد الوضوء أو الغسل ‪ ،‬وجب عليه‬
‫غسل أعضائه ‪ ،‬ولو اقتضى ذلك تسخي الاء ‪ ،‬فإن خاف الضرر من غسل العضو الريض‬
‫‪ ،‬بأن ترتب على غسله حدوث مرض ‪ ،‬أو زيادة أل ‪ ،‬أو تأخر شفاء ‪ ،‬انتقل فرضه إل‬
‫مسح العضو الريض بالاء ‪ ،‬فإن خاف الضرر من السح وجب ‪ /‬صفحة ‪ / 82‬عليه أن‬
‫يربط على جرح عصابة ‪ ،‬أو يشد على كسره جبية ‪ ،‬بيث ل يتجاوز العضو الريض إل‬
‫لضرورة ربطها ‪ ،‬ث يسح عليها مرة تعمها ‪ .‬والبية أو العصابة ل يشترط تقدم الطهارة‬
‫على شدها ‪ ،‬ول توقيت فيها بزمن ‪ ،‬بل يسح عليها دائما ف الوضوء والغسل ‪ ،‬ما دام‬
‫العذر قائما ‪ .‬مبطلت السح ‪ :‬يبطل السح على البية ‪ ،‬بنعها من مكانا أو سقوطها‬
‫عن موضعها عن برء أو براءة موضعها ‪ ،‬وإن ل تسقط ‪ .‬صلة فاقد الطهورين من عدم‬
‫الاء والصعيد بكل حال يصلي على حسب حاله ول إعادة عليه ‪ .‬لا رواه مسلم عن‬
‫عائشة أنا استعارت من أساء قلدة فهلكت ‪ .‬فأرسل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ناسا من أصحابه ف طلبها ‪ ،‬فأدركتهم الصلة فصلوا بغي وضوء ‪ ،‬فلما أتوا النب صلى‬
‫ال عليه وسلم شكوا ذلك إليه ‪ ،‬فنلت آية التيمم ‪ ،‬فقال أسيد بن حضي ‪ .‬جزاك ال‬
‫خيا ‪ ،‬فو ال ما نزل بك أمر قط ‪ ،‬إل جعل ال لك منه مرجا ‪ ،‬وجعل للمسلمي منه‬
‫بركة ‪ ،‬فهؤلء الصحابة صلوا حي عدموا ما جعل لم طهورا ‪ ،‬وشكوا ذلك النب صلى‬

‫‪65‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬فلم ينكره عليهم ‪ ،‬ول يأمرهم بالعادة ‪ :‬قال النووي ‪ :‬وهو أقوى‬
‫القوال دليل ‪ .‬اليض ( ‪ ) 1‬تعريفه ‪ :‬أصل اليض ف اللغة ‪ :‬السيلن ‪ ،‬والراد به هنا ‪:‬‬
‫الدم الارج من قبل الرأة حال صحتها ‪ ،‬من غي سبب ولدة ول افتضاض ‪ ) 2 ( .‬وقته‬
‫‪ :‬وقته يرى كثي من العلماء أن وقته ل يبدأ قبل بلوغ النثى تسع سني ( ‪ ) 1‬فإذا رأت‬
‫الدم قبل بلوغها هذا السن ل يكون دم حيض ‪ ،‬بل دم علة ( هامش ) ( ‪ ) 1‬تسع سني ‪:‬‬
‫أي قمرية ‪ ،‬وتقدر السنة القمرية بنحو من ‪ 354 :‬يوما ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 83‬وفساد ‪،‬‬
‫وقد يتد إل آخر العمر ‪ ،‬ول يأت دليل على أن له غاية ينتهي إليها ‪ ،‬فمت رأت العجوز‬
‫السنة الدم ‪ ،‬فهو حيض ‪ ) 3 ( .‬لونه ‪ :‬يشترط ف دم اليض أن يكون على لون من‬
‫ألوان الدم التية ‪ - 1 :‬السواد ‪ ،‬لديث فاطمة بنت أب حبيش ‪ ،‬أنا كانت تستحاض‬
‫فقال لا النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا كان دم اليضة أسود يعرف ( ‪ ) 1‬فإذا كان‬
‫كذلك فأمسكي عن الصلة فإذا كان الخر فتوضي وصلي فإنا هو‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 83‬‬
‫عرق ) رواه أبو داود والنسائي وابن حبان والدار قطن ‪ .‬وقال ‪ :‬رواته كلهم ثقات ورواه‬
‫الاكم وقال ‪ :‬على شرط مسلم ‪ .‬ب ‪ -‬المرة ‪ :‬لنا أصل لون الدم ‪ .‬ح ‪ -‬الصفرة ‪:‬‬
‫وهي ماء تراه الرأة كالصديد يعلوه اصفرار ‪ .‬د ‪ -‬الكدرة ‪ :‬وهي التوسط بي لون البياض‬
‫والسواد كالاء الوسخ ‪ ،‬لديث علقمة بن أب علقمة عن أمه مرجانة مولة عائشة رضي‬
‫ال عنها قالت ‪ ( :‬كانت النساء يبعثن إل عائشة بالدرجة ( ‪ ) 2‬فيها الكرسف فيه‬
‫الصفرة ‪ ،‬فتقول ‪ .‬ل تعجلن حت ترين القصة ( ‪ ) 3‬البيضاء ) رواه مالك وممد بن‬
‫السن وعلقه البخاري ‪ .‬وإنا تكون الصفرة والكدرة حيضا ف أيام اليض ‪ ،‬وف غيها‬
‫ل تعتب حيضا ‪ ،‬لديث أم عطية رضي ال عنها قالت ‪ ( :‬كنا ل نعد الصفرة والكدرة‬
‫بعد الطهر شيئا ) رواه أبو داود والبخاري ول يذكر بعد الطهر ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫( يعرف ) بضم الول وفتح الراء ‪ :‬أي تعرفه النساء ‪ ،‬أو بكسر الراء ‪ :‬أي له عرف‬
‫ورائحة ‪ ( ) 2 ( .‬بالدرجة ) بكسر أوله وفتح الراء واليم جع درج بضم فسكون وعاء‬
‫تضع الرأة فيه طيبها ومتاعها ‪ ،‬أو بالضم ث السكون تأنيث درج وهو ما تدخله الرأة من‬

‫‪66‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قطن وغيه ‪ ،‬لتعرف هل بقي من أثر اليض شئ أم ل ‪ .‬والكرسف ‪ ،‬القطن ‪) 3 ( .‬‬
‫( القصة ) القطنة ‪ :‬أي حت ترج القطنة بيضاء نقية ل يالطها صفرة ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ ) 4 ( / 84‬مدته ( ‪ : ) 1‬ل يتقدر أقل اليض ول أكثره ‪ .‬ول يأت ف تقدير مدته ما‬
‫تقوم به الجة ‪ .‬ث إن كانت لا عادة متقررة تعمل عليها ‪ ،‬لديث أم سلمة رضي ال‬
‫عنها ‪ :‬أنا استفتت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف امرأة تراق الدم فقال ‪ ( :‬لتنظر‬
‫قدر الليال واليام الت كانت تيضهن وقدرهن من الشهر ‪ ،‬فتدع الصلة ث لتغتسل‬
‫ولتستثفر ( ‪ ) 2‬ث تصلي ) رواه المسة إل الترمذي ‪ ،‬وإن ل تكن لا عادة متقررة ترجع‬
‫إل القرائن الستفادة من الدم لديث فاطمة بنت أب حبيش التقدم ‪ ،‬وفيه قول النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا كان دم اليض فإنه أسود يعرف ) فدل الديث على أن دم اليض‬
‫متميز عن غيه ‪ ،‬معروف لدى النساء ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬اختلف العلماء ف الدة فقال‬
‫بعضهم ل حد لقله وقال آخرون ‪ :‬أقل مدته يوم وليلة ‪ ،‬وقال غيهم ثلثة أيام ‪ ،‬وأما‬
‫أكثره فقيل عشرة أيام ‪ ،‬وقيل خسة عشر يوما ‪ ( ) 2 ( .‬ولستثفر ) ‪ :‬أي تشد خرقة‬
‫على فرجها ‪ - 5 ) . ( .‬مدة الطهر بي اليضتي ‪ :‬اتفق العلماء على أنه ل حد لكثر‬
‫الطهر التخلل بي اليضتي ‪ .‬واختلفوا ف أقله ‪ ،‬فقدره بعضهم بمسة عشر يوما ‪،‬‬
‫وذهب فريق منهم إل أنه ثلثة عشر ‪ .‬والق أنه ل يأت ف تقدير أقله دليل ينهض‬
‫للحتجاج به ‪ .‬النفاس ( ‪ ) 1‬تعريفه ‪ :‬هو الدم الارج من قبل الرأة بسبب الولدة وإن‬
‫كان الولود سقطا ‪ ) 2 ( .‬مدته ‪ :‬ل حد لقل النفاس ‪ ،‬فيتحقق بلحظة فإذا ولدت‬
‫وانقطع دمها عقب الولدة ‪ ،‬أو ولدت بل دم وانقضى نفاسها ‪ ،‬لزمها ما يلزم الطاهرات‬
‫من الصلة والصوم وغيها ‪ ،‬وأما أكثره فأربعون يوما ‪ .‬لديث أم سلمة رضي ال عنها‬
‫قالت ‪ ( :‬كانت النفساء تلس على عهد رسول ال صلى ال ‪ /‬صفحة ‪ / 85‬عليه وسلم‬
‫أربعي يوما ) ‪ .‬رواه المسة إل النسائي وقال الترمذي ‪ -‬بعد هذا الديث ‪ : -‬قد أجع‬
‫أهل العلم من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم والتابعي ومن بعدهم ‪ ،‬على أن النفساء‬
‫تدع الصلة أربعي يوما ‪ ،‬إل أن ترى الطهر قبل ذلك ‪ ،‬فإنا تغتسل وتصلي ‪ ،‬فإن رأت‬
‫الدم بعد الربعي ‪ ،‬فإن أكثر أهل العلم قالوا ‪ :‬ل تدع الصلة بعد الربعي ‪ .‬ما يرم‬
‫على الائض والنفساء تشترك الائض والنفساء مع النب ف جيع ما تقدم ما يرم على‬

‫‪67‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النب ‪ ،‬وف أن كل واحد من هؤلء الثلث يقال له مدث حدثا أكب ويرم على‬
‫الائض والنفساء ‪ -‬زيادة على ما تقدم ‪ -‬أمور ‪ ) 1 ( :‬الصوم ‪ :‬فل يل للحائض‬
‫والنفساء أن تصوم ‪ ،‬فإن صامت ل ينعقد صيامها ‪ ،‬ووقع باطل ‪ ،‬ويب عليها قضاء ما‬
‫فاتا من أيام اليض والنفاس ف شهر رمضان ‪ ،‬بلف ما فاتا من الصلة ‪ ،‬فإنه ل يب‬
‫عليها قضاؤه دفعا للمشقة ‪ ،‬فإن الصلة يكثر تكرارها ‪ ،‬بلف الصوم ‪ ،‬لديث أب‬
‫سعيد الدري قال ‪ :‬خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ف أضحى أو فطر إل الصلى‬
‫فمر على النساء فقال ‪ ( :‬يا معشر النساء تصدقن فإن أيتكن أكثر أهل النار ) فقلن ‪ :‬ول‬
‫يا رسول ال ؟ قال ‪ ( :‬تكترن اللعن وتكفرن العشي ‪ .‬ما رأيت من ناقصات عقل ودين‬
‫أذهب للب الرجل الازم من إحداكن ! ) قلن ‪ :‬وما نقصان عقلنا وديننا يا رسول ال ؟‬
‫قال ‪ ( :‬أليس شهادة الرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟ قلن ‪ :‬بلى ‪ .‬قال ( فذلك من‬
‫نقضان عقلها ‪ ،‬أليس إذا حاضت ل تصل ول تصم ؟ ) قلن ‪ :‬بلى ‪ .‬قال ‪ ( .‬فذلك‬
‫نقصان دينها ) رواه البخاري ومسلم ‪ .‬وعن معاذة قالت ‪ ( :‬سألت عائشة رضي ال‬
‫عنها ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ما بال الائض تقضي الصوم ول تقضي الصلة ؟ قالت ‪ :‬كان يصيبنا‬
‫ذلك مع رسول‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 85‬‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ول نؤمر بقضاء الصلة ‪ .‬رواه الماعة ‪( .‬‬
‫‪ ) 2‬الوطء ‪ :‬وهو حرام بإجاع السلمي ‪ ،‬بنص الكتاب والسنة ‪ ،‬فل يل وطء ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 86‬الائض والنفساء حت تطهر ‪ ،‬لديث أنس ‪ :‬أن اليهود كانوا إذا حاضت الرأة‬
‫منهم ل يؤاكلوها ‪ ،‬ول يامعوها ‪ .‬ولقد سأل أصحاب النب صلى ال عليه وسلم فأنزل‬
‫ال عزوجل ( ويسألونك عن الحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء ف الحيض ول‬
‫تقربوهن حت يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم ال إن ال يب التوابي ويب‬
‫التطهرين ) ( ‪ ) 1‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬اصنعوا كل شئ إل النكاح )‬
‫‪ ،‬وف لفظ ( إل الماع ) رواه الماعة إل البخاري ‪ ، ،‬قال النووي ‪ :‬ولو اعتقد مسلم‬
‫حل جاع الائض ف فرجها صار كافرا مرتدا ‪ ،‬ولو فعله غي معتقد حله ناسيا أو جاهل‬

‫‪68‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرمة أو وجود اليض ‪ ،‬فل إث عليه ول كفارة ‪ ،‬وإن فعله عامدا عالا باليض والتحري‬
‫متارا فقد ارتكب معصية كبية ‪ ،‬يب عليه التوبة منها ‪ .‬وف وجوب الكفارة قولن ‪:‬‬
‫أصحهما أنه ل كفارة عليه ‪ ،‬ث قال ‪ :‬النوع الثان أن يباشرها فيما فوق السرة وتت‬
‫الركبة وهذا حلل بالجاع ‪ ،‬والنوع الثالث أن يباشرها فيما بي السرة والركبة ‪ ،‬غي‬
‫القبل والدبر ‪ .‬وأكثر العلماء على حرمته ‪ .‬ث اختار النووي الل مع الكراهة ‪ ،‬لنه أقوى‬
‫من حيث الدليل ‪ ،‬انتهى ملخصا ‪ .‬والدليل الذي أشار إليه ‪ ،‬ما روي عن أزواج النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أن النب كان إذا أراد من الائض شيئا ألقى على فرجها شيئا ‪ .‬رواه‬
‫أبو داود ‪ .‬قال الافظ ‪ :‬إسناده قوي ‪ .‬وعن مسروق بن الجدع ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت عائشة ‪:‬‬
‫ما للرجل من امرأته إذا كانت حائضا ؟ قالت ‪ ( :‬كل شئ إل الفرج ) رواه البخاري ف‬
‫تاريه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة آية ‪ ) . ( . 222 :‬الستحاضة ( ‪ ) 1‬تعريفها‬
‫هي استمرار نزول الدم وجريانه ف غي أوانه ‪ / .‬صفحة ‪ ) 2 ( / 87‬أحوال الستحاضة‬
‫‪ :‬الستحاضة لا ثلث حالت ‪ :‬ا ‪ -‬أن تكون مدة اليض معروفة لا قبل الستحاضة ‪،‬‬
‫وف هذه الالة تعتب هذه الدة العروفة هي مدة اليض ‪ ،‬والباقي استحاضة ‪ ،‬لديث أم‬
‫سلمة ‪ :‬أنا استفتت النب صلى ال عليه وسلم ف امرأة تراق الدم فقال ‪ ( :‬لتنظر قدر‬
‫الليال واليام الت كانت تيضهن وقدرهن من الشعر ‪ ،‬فتدع الصلة ‪ ،‬ث لتغتسل‬
‫ولتستثفر ث تصلي ) رواه مالك والشافعي والمسة إل الترمذي قال النووي ‪ :‬وإسناده‬
‫على شرطهما ‪ .‬قال الطاب ‪ :‬هذا حكم الرأة يكون لا من الشهر أيام معلومة تيضها ف‬
‫أيام الصحة قبل حدوث العلة ث تستحاض فتهريق الدم ‪ ،‬ويستمر با السيلن أمرها النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أن تدع الصلة من الشهر قدر اليام الت كانت تيض ‪ ،‬قبل أن‬
‫يصيبها ما أصابا ‪ ،‬فإذا استوفت عدد تلك اليام ‪ ،‬اغتسلت مرة واحدة ‪ ،‬وحكمها حكم‬
‫الطواهر ‪ .‬ب ‪ -‬أن يستمر با الدم ول يكن لا أيام معروفة ‪ ،‬إما لنا حسبت عادتا ‪ ،‬أو‬
‫بلغت مستحاضة ‪ ،‬ول تستطيع تييز دم اليض ‪ .‬وف هذه الالة يكون حيضها ستة أيام‬
‫أو سبعة ‪ ،‬على غالب عادة النساء ‪ ،‬لديث جنة بنت جحش قالت ‪ :‬كنت أستحاض‬
‫حيضة شديدة كثية ‪ ،‬فجئت رسول ال صلى ال عليه وسلم أستفتيه وأخبه فوجدته ف‬
‫بيت أخت زينب بن جحش ‪ ،‬قالت فقلت ‪ :‬يا رسول ال إن أستحاض حيضة كثية‬

‫‪69‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شديدة ‪ ،‬فما ترى فيها ‪ ،‬وقد منعتن الصلة والصيام ؟ فقال ‪ ( :‬أنعت لك الكرسف ( ‪1‬‬
‫) فإنه يذهب الدم ) قالت ‪ :‬هو أكثر من ذلك ‪ ،‬قال ( فتلجمي ) قالت ‪ :‬إنا أثج ثجا‬
‫فقال ‪ ( :‬سآمرك بآمرين ) أيهما فعلت فقد أجزأ عنك من الخر ‪ ،‬فان قويت عليها فأنت‬
‫أعلم ‪ ،‬فقال لا ‪ ( :‬إنا هذه ركضة من ركضات الشيطان ‪ ،‬فتحيضي ستة أيام إل سبعة‬
‫ف علم ال ث اغتسلي ‪ ،‬حت إذا رأيت أنك قد ( هامش ) ( ‪ ( ) 1‬أنعت لك الكرسف )‬
‫‪ :‬أصف لك القطن ‪ ( .‬شدي خرقة مكان الدم على هيئة اللجام ‪ ( ،‬والثج ) ‪ :‬شدة‬
‫السيلن ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 88‬طهرت واستنقيت ‪ ،‬فصلي أربعا وعشرين ليلة ‪ ،‬أو ثلثا‬
‫وعشرين ليلة وأيامها ‪ ،‬وصومي ‪ ،‬فإن ذلك يزئك ‪ ،‬وكذلك فافعلي ف كل شهر كما‬
‫تيض النساء وكما يطهرن بيقات حيضهن وطهرهن ‪ ،‬وإن قويت على أن تؤخري الظهر‬
‫وتعجلي العصر ‪ ،‬فتغسلي ث تصلي الظهر والعصر جيعا ‪ ،‬ث تؤخرين الغرب وتعجلي‬
‫العشاء وتمعي الصلتي فافعلي ‪ ،‬وتغتسلي مع الفجر وتصلي ‪ ،‬فكذلك فافعلي وصلي‬
‫وصومي إن قدرت على ذلك ‪ ) . . .‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬وهذا‬
‫أحب المرين إل ) رواه أحد وأبو داود والترمذي قال ‪ :‬هذا حديث حسن صحيح ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وسألت عنه البخاري فقال ‪ :‬حديث حسن ‪ .‬وقال أحد بن حنبل ‪ :‬هو حديث‬
‫حسن صحيح ‪ .‬قال الطاب ‪ -‬تعليقا على هذا الديث ‪ : -‬إنا هي امرأة مبتدأة ل يتقدم‬
‫لا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 88‬‬
‫أيام ‪ ،‬ول هي ميزة لدمها ‪ ،‬وقد استمر با الدم حت غلبها ‪ ،‬فرد رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أمرها إل العرف الظاهر والمر الغالب من أحوال النساء كما حل أمرها ف‬
‫تيضها كل شهر مرة واحدة على الغالب من عادتن ‪ .‬ويدل على هذا قوله ‪ ( :‬كما‬
‫تيض النساء ويطهرن بيقات حيضهن وطهرهن ) قال ‪ :‬وهذا أصل ف قياس أمر النساء‬
‫بعضهن على بعض ‪ ،‬ف باب اليض والمل والبلوغ ‪ ،‬وما أشبه هذا من أمورهن ‪ .‬ح ‪-‬‬
‫أن ل تكون لا عادة ‪ ،‬ولكنها تستطيع تييز دم اليض عن غيه وف هذه الالة تعمل‬
‫بالتمييز ‪ ،‬لديث فاطمة بنت أب حبيش ‪ :‬أنا كانت تستحاض ‪ ،‬فقال لا النب صلى ال‬

‫‪70‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه وسلم ‪ ( :‬إذا كان دم اليض فإنه أسود يعرف ‪ ،‬فإذا كان كذلك فأمسكي عن‬
‫الصلة ‪ ،‬فإذا كان الخر فتوضئي وصلى فإنا هو عرق ) وقد تقدم ‪ ) 3 ( .‬أحكامها ‪:‬‬
‫للمستحاضة أحكام نلخصها فيما يأت ‪ :‬ا ‪ -‬أنه ل يب عليها الغسل لشئ من الصلة ول‬
‫ف وقت من الوقات إل مرة واحدة ‪ ،‬حينما ينقطع حيضها ‪ .‬وبذا قال المهور من‬
‫السلف واللف ‪ .‬ب ‪ -‬أنه يب عليها الوضوء لكل صلة ‪ ،‬لقوله صلى ال عليه وسلم ‪/‬‬
‫صفحة ‪ - / 89‬ف رواية البخاري ‪ ( : -‬ث توضئي لكل صلة ) ‪ .‬وعند مالك يستحب‬
‫لا الوضوء لكل صلة ‪ ،‬ول يب إل بدث آخر ‪ .‬ح ‪ -‬أن تغسل فرجها قبل الوضوء‬
‫وتشوه برقة أو قطنة دفعا للنجاسة ‪ ،‬وتقليل لا ‪ ،‬فإذا ل يندفع الدم بذلك شدت مع‬
‫ذلك على فرجها وتلجمت واستثفرت ‪ ،‬ول يب هذا ‪ ،‬وإنا هو الول ‪ .‬د ‪ -‬أل تتوضأ‬
‫قبل دخول وقت الصلة عند المهور إذ طهارتا ضرورية ‪ ،‬فليس لا تقديها قبل وقت‬
‫الاجة ‪ .‬ه‍ ‪ -‬أنه يوز لزوجها أن يطأها ف حال جريان الدم ‪ ،‬عند جاهي العلماء لنه ل‬
‫يرد دليل بتحري جاعها ‪ .‬قال ابن عباس ‪ :‬الستحاضة يأتيها زوجها إذا صلت الصلة ‪،‬‬
‫أعظم رواه البخاري ليعن إذا جاز لا أن تصلي ودمها جار ‪ ،‬وهي أعظم ما يشترط لا‬
‫الطهارة ‪ ،‬جاز جاعها ‪ .‬وعن عكرمة بنت حنة ‪ ،‬أنا كانت مستحاضة وكان زوجها‬
‫يامعها ‪ .‬رواه أبو داود والبيهقي ‪ ،‬وقال النووي ‪ :‬إسناده حسن ‪ .‬و ‪ -‬أن لا حكم‬
‫الطاهرات ‪ :‬تصلي وتصوم وتعتكف وتقرأ القرآن وتس الصحف وتمله وتفعل كل‬
‫العبادات ‪ .‬وهذا ممع عليه ( ‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬دم اليض دم فساد ‪ ،‬أما دم‬
‫الستحاضة فهو دم طبيعي ‪ ،‬لذا منعت من العبادات ف الول دون الثان ‪) . ( .‬‬

‫‪71‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 90‬‬


‫صفحة ‪/ 90‬‬
‫الصلة‬
‫الصلة عبادة تتضمن أقوال وأفعال مصوصة ‪ ،‬مفتتحة بتكبي ال تعال ‪ ،‬متتمة بالتسليم‬
‫‪ .‬منلتها ف السلم وللصلة ف السلم منلة ل تعدلا منلة أية عبادة أخرى ‪ .‬فهي‬
‫عماد الدين الذي ل يقوم إل به ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬رأس المر‬
‫السلم ‪ ،‬وعموده الصلة ‪ ،‬وذروة سنامه الهاد ف سبيل ال ) ‪ ،‬وهي أول ما أوجبه ال‬
‫تعال من العبادات ‪ ،‬تول إيابا بخاطبة رسوله ليلة العراج من غي واسطة ‪ .‬قال أنس ‪:‬‬
‫( فرضت الصلة على النب صلى ال عليه وسلم ليلة أسري به خسي ‪ ،‬ث نقصت حت‬
‫جعلت خسا ‪ ،‬ث نودي يا ممد ‪ :‬إنه ل يبدل القول لدي ‪ ،‬وإن لك بذه المس خسي‬
‫) ‪ .‬رواه أحد والنسائي والترمذي وصححه ‪ .‬وهي أول ما ياسب عليه العبد ‪ .‬نقل عبد‬
‫ال بن قرط قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أول ما ياسب عليه العبد يوم‬
‫القيامة الصلة ) فإن صلحت صلح سائر عمله ‪ ،‬وإن فسدت فسد سائر عمله ) رواه‬
‫الطبان ‪ .‬وهي آخر وصية وصي با رسول ال صلى ال عليه وسلم أمته عند مفارقة‬
‫الدنيا ‪ ،‬جعل يقول ‪ -‬وهو يلفظ أنفساه الخية ‪ ( : -‬الصلة الصلة ‪ ،‬وما ملكت‬
‫أيانكم ) وهي آخر ما يفقد من الدين ‪ ،‬فإن ضاعت ضاع الدين كله ‪ .‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬لتنقضن عرى السلم عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث‬
‫الناس قبالت تليها ‪ .‬فأولن نقضا الكم ‪ .‬وآخرهن الصلة ) رواه ابن حبان من حديث‬
‫أب أمامة ‪ .‬والتتبع ليات القرآن الكري يرى أن ال سبحانه يذكر الصلة ويقرنا بالذكر‬
‫تارة ‪ ( :‬إن الصلة تنهى عن الفحشاء والنكر ولذكر ال أكب ) ( ‪ ( . ) 1‬قد أفلح‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة العنكبوت آية ‪ / ) . ( . 45 :‬صفحة ‪ / 91‬من تزكى وذكر‬
‫اسم ربه فصلى ( ‪ ( ) 1‬وأقم الصلة لذكري ( ‪ ) ) 2‬وتارة يقرنا بالزكاة ‪ ( :‬وأقيموا‬

‫‪72‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصلة وآتوا الزكاة ( ‪ ) ) 3‬ومرة بالصب ( واستعينوا بالصب والصلة ( ‪ ، ) 4‬وطورا‬
‫بالنسك ( فصل لربك والنحر ( ‪ ( ) 5‬قل إن صلت ونسكي ومياي ومات ل رب‬
‫العالي ‪ ،‬ل شريك له وبذلك أمرت وأنا أول السلمي ) ( ‪ . ) 6‬وأحيانا يفتتح با أعمال‬
‫الب ويتتمها با ‪ ،‬كما ف سورة ‪ ،‬سأل ( العارج ) وف أول سورة الؤمني ‪ ( :‬قد أفلح‬
‫الؤمنون ‪ ،‬الذين هم ف صلتم خاشعون ) إل قوله ‪ ( :‬والذين هم على صلواتم‬
‫يافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) ( ‪ . ) ) 7‬وقد بلغ‬
‫من عناية السلم بالصلة ‪ ،‬أن أمر بالحافظة عليها ف الضر والسفر ‪ ،‬والمن والوف ‪،‬‬
‫فقال تعال ‪ ( :‬حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى ‪ ،‬وقوموا ل قانتي ‪ ،‬فإن خفتم‬
‫فرجال أو ركبانا ‪ ،‬فإذا أمنتم فاذكروا ال كما علمكم ما ل تكونوا تعلمون ) ( ‪) 8‬‬
‫وقال مبينا كيفيتها ف السفر والرب والمن ‪ ( :‬وإذا ضربتم ف الرض فليس عليكم‬
‫جناح أن تقتصروا من الصلة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم‬
‫عدوا مبينا ‪ .‬وإذا كنت فيهم فأقمت لم الصلة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا‬
‫أسلحتهم ‪ ،‬فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ‪ ،‬ولتأت طائفة أخرى ل يصلوا فليصلوا‬
‫معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ‪ ،‬ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم‬
‫فيميلون عليكم ميلة واحدة ‪ ،‬ول جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم‬
‫مرضى أن تضعوا أسلحتكم ‪ ،‬وخذوا حذركم ‪ ،‬إن ال أعد للكافرين عذابا مهينا ‪ ،‬فإذا‬
‫قضيتم ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة العلى آية ‪ 14‬و ‪ ) 2 ( . 15‬سورة طه آية ‪( . 14‬‬
‫‪ ) 3‬سورة البقرة آية ‪ ) 4 ( . 110 :‬سورة البقرة آية ‪ ) 5 ( . 45 :‬سورة الكوثر آية‬
‫‪ ) 6 ( . 2 :‬سورة النعام آية ‪ ) 7 ( 163 ، 162 :‬سورة الؤمنون ‪، 9 ، 2 ، 1 :‬‬
‫‪ ) 8 ( . 11 ، 10‬سورة البقرة آية ‪ / ) . ( . 239 ، 238‬صفحة ‪ / 92‬الصلة‬
‫فاذكروا ال قياما وقعودا وعلى جنوبكم ‪ ،‬فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلة إن الصلة كانت‬
‫على الؤمني كتابا موقوتا ) ( ‪ . ) 1‬وقد شدد النكي على من يفرط فيها ‪ ،‬وهدد الذين‬
‫يضيعونا ‪ .‬فقال جل شأنه ‪ ( :‬فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلة ‪ ،‬واتبعوا‬
‫الشهوات ‪ ،‬فسوف يلقون غيا ( ‪ ) 2‬وقال ‪ ( :‬فويل للمصلي ‪ ،‬الذين هم عن صلتم‬
‫ساهون ) ( ‪ . ) 3‬ولن الصلة من المور الكبى الت تتاج إل هداية خاصة ‪ ،‬سأل‬

‫‪73‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إبراهيم عليه السلم ربه أن يعله هو وذريته مقيما لا فقال ‪ ( :‬رب اجعلن مقيم الصلة‬
‫ومن ذريت ‪ ،‬ربنا وتقبل دعاء ) ( ‪ ( . ) 4‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النساء ‪103 ، 102 :‬‬
‫‪ ) 2 ( .‬سورة مري آية ‪ ) 3 ( . 59 :‬سورة الاعون آية ‪) 4 ( . 405 ، 404 :‬‬
‫إبراهيم آية ‪ ) . ( . 40 :‬حكم ترك الصلة ترك الصلة جحودا با وإنكارا لا كفر‬
‫وخروج عن ملة السلم ‪ ،‬بإجاع السلمي ‪ .‬أما من تركها مع إيانه با واعتقاده‬
‫فرضيتها ‪ ،‬ولكن تركها تكاسل أو تشاغل عنها ‪ ،‬با ل يعد ف الشرع عذرا فقد صرحت‬
‫الحاديث بكفره ووجوب قتله ‪ .‬أما الحاديث الصرحة بكفره فهي ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 92‬‬
‫‪ - 1‬عن جابر قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬بي الرجل وبي الكفر ترك‬
‫الصلة ) ‪ .‬رواه أحد ومسلم ‪ ،‬وأبو داود والترمذي وابن ماجة ‪ - 2 .‬وعن بريدة قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬العهد الذي بيننا وبينهم الصلة ‪ ،‬فمن تركها فقد‬
‫كفر ) ‪ .‬رواه أحد وأصحاب السنن ‪ - 3 .‬وعن عبد ال بن عمرو بن العاص عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أنه ذكر الصلة يوما فقال ‪ ( :‬من حافظ عليها كانت له نورا‬
‫وبرهانا وناة يوم ‪ /‬صفحة ‪ / 93‬القيامة ‪ ،‬ومن ل يافظ عليها ل تكن له نورا ول برهانا‬
‫ول ناة ‪ ،‬وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأب بن خلف ) رواه أحد‬
‫والطبان وابن حبان ‪ ،‬وإسناده جيد ‪ .‬وكون تارك الحافظة على الصلة مع أئمة الكفر‬
‫ف الخرة يقتضي كفره ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬تارك الحافظة على الصلة ‪ ،‬إما أن يشغله ماله‬
‫أو ملكه أو رياسته أو تارته ‪ .‬فمن شعله عنها ماله فهو مع قارون ومن شغله عنها ملكه‬
‫فهو مع فرعون ‪ ،‬ومن شغله عنها رياسته ووزارته فهو مع هامان ‪ ،‬ومن شغله عنها تارته‬
‫فهو مع أب بن خلف ‪ - 4 .‬وعن عبد ال بن شقيق العقيلي قال ‪ ( :‬كان أصحاب ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم ل يرون شيئا من العمال تركه كفر غي الصلة ) رواه الترمذي‬
‫والاكم على شرط الشيخي ‪ - 5 .‬قال ممد بن نصر الروزي ‪ :‬سعت إسحاق يقول ‪:‬‬
‫( صح عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أن تارك الصلة كافر ) كان رأي أهل العلم ‪ ،‬من‬
‫لدن ممد صلى ال عليه وسلم أن تارك الصلة عمدا من غي عذر حت يذهب وقتها‬

‫‪74‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كافر ‪ - 6 .‬وقال ابن حزم ‪ :‬وقد جاء عن عمر ‪ ،‬وعبد الرحن بن عوف ‪ ،‬ومعاذ بن‬
‫جبل ‪ ،‬وأب هريرة وغيهم من الصحابة ( أن من ترك صلة فرض واحدة متعمدا حت‬
‫يرج وقتها فهو كافر مرتد ) ول نعلم لؤلء الصحابة مالفا ‪ .‬ذكره النذري ف الترغيب‬
‫والترهيب ‪ .‬ث قال ‪ :‬قد ذهب جاعة من الصحابة ومن بعدهم إل تكفي من ترك‬
‫الصلة ‪ ،‬متعمدا تركها ‪ ،‬حت يرج جيع وقتها ‪ ،‬منهم عمر بن الطاب ‪ ،‬وعبد ال بن‬
‫مسعود ‪ ،‬وعبد ال ابن عباس ‪ ،‬ومعاذ بن جبل ‪ ،‬وجابر بن عبد ال ‪ ،‬وأبو الدرداء رضي‬
‫ال عنهم ‪ .‬ومن غي الصحابة أحد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ‪ ،‬وعبد ال بن البارك ‪،‬‬
‫والنخعي ‪ ،‬والكم بن عتيبة وأبو أيوب السختيان ‪ ،‬وأبو داود الطيالسي ‪ ،‬وأبو بكر بن‬
‫أب شيبة ‪ ،‬وزهي بن حرب ‪ ،‬وغيهم رحهم ال تعال ‪ .‬أما الحاديث الصرحة بوجوب‬
‫قتله فهي ‪ / :‬صفحة ‪ - 1 / 94‬عن ابن عباس عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( عرى السلم وقواعد الدين ثلثة ‪ .‬عليهن أسس السلم ‪ ،‬من ترك واحدة منهن فهو‬
‫با كافر حلل الدم ‪ .‬شهادة أن ل إله إل ال ‪ ،‬والصلة الكتوبة ‪ ،‬وصوم رمضان ) رواه‬
‫أبو يعلى بإسناد حسن ‪ .‬وف رواية أخرى ‪ ( :‬من ترك منهن واحدة بال كافر ول يقبل‬
‫منه صرف ول عدل ) ( ‪ . ) 1‬وقد حل دمه وماله ) ‪ - 2 .‬وعن ابن عمر ‪ ،‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬أمرت أن أقاتل الناس حت شهدوا أن ل إله إل ال وأن ممدا‬
‫رسول ال ‪ ،‬ويقيموا الصلة ‪ ،‬ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا من دماءهم وأموالم‬
‫إل بق السلم وحسابم على ال عزوجل ) ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪ - 3 .‬وعن أم‬
‫سلمة ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون‬
‫وتنكرون ‪ ،‬فمن كره فقد برئ ‪ ،‬ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع ) قالوا يا‬
‫رسول ال ‪ :‬أل نقاتلهم ؟ قال ‪ ( :‬ل ‪ ،‬ما صلوا ) رواه مسلم ‪ .‬جعل الانع من مقاتلة‬
‫أمراء الور الصلة ‪ - 4 .‬وعن أب سعيد قال ‪ :‬بعث علي ‪ -‬وهو على اليمن ‪ -‬إل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم بذهيبة فقسمها بي أربعة ‪ ،‬فقال رجل يا رسول ال ‪ :‬اتق ال ‪ .‬فقال‬
‫‪ ( :‬ويلك ! ! أو لست أحق أهل الرض أن يتقي ال ! ) ث ول الرجل فقال خالد بن‬
‫الوليد ‪ :‬يا رسول ال أل أضرب عنقه ؟ فقال ل ‪ ( :‬لعله أن يكون يصلي ) فقال خالد ‪:‬‬
‫وكم من رجل يقول بلسانه ما ليس ف قلبه ‪ .‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن ل‬

‫‪75‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أومر أن أنقب عن قلوب الناس ول أشق بطونم ) متصر من حديث للبخاري ومسلم ‪.‬‬
‫وف هذا الديث أيضا ‪ ،‬جعل الصلة هي الانعة من القتل ‪ ،‬ومفهوم هذا ‪ ،‬أن عدم‬
‫الصلة يوجب القتل ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬ل يقبل منه صرف ول عدل ‪ :‬ل يقبل منه فرض‬
‫ول نقل ‪ ) . ( .‬رأي بعض العلماء الحاديث التقدمة ظاهرها يقتضي كفر تارك الصلة‬
‫وإباحة دمه ‪ ،‬ولكن كثيا من علماء السلف واللف ‪ ،‬منهم أبو حنيفة ‪ ،‬مالك ‪،‬‬
‫والشافعي ‪ ،‬على ‪ /‬صفحة ‪ / 95‬أنه ل يكفر ‪ ،‬بل يفسق ويستتاب ‪ ،‬فإن ل يتب قتل حد‬
‫أعند مالك والشافعي وغيها ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬ل يقتل بل يعزر ويبس حت يصلي ‪،‬‬
‫وحلوا أحاديث التكفي على الاحد أو الستحل للترك ‪ ،‬وعارضوها ببعض النصوص‬
‫العامة كقول ال تعال ‪ ( :‬إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 95‬‬
‫لن يشاء ) ‪ ) 1 ( .‬وكحديث أب هريرة عند أحد ومسلم عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ ( :‬لكل نب دعوة مستحابة ‪ .‬فتعجل كل نب دعوته وإن اختبأت دعوت‬
‫شفاعة لمت يوم القيامة ‪ ،‬فهي نائلة ‪ -‬إن شاء ال ‪ -‬من مات ل يشرك بال شيئا ) وعنه‬
‫‪ ،‬عند البخاري ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬أسعد الناس بشفاعت من‬
‫قال ‪ :‬ل إله إل ال ‪ ،‬خالصا من قلبه ) ‪ ( .‬هامش ) سورة النساء آية ‪) . ( 116 :‬‬
‫مناظرة ف تارك الصلة ذكر السبكي ف شبقات الشافعية أن الشافعي وأحد رضي ال‬
‫عنهما تناظرا ف تارك الصلة ‪ .‬قال الشافعي ‪ :‬يا أحد أتقول ‪ :‬إنه يكفر ؟ قال ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬إذا كان كافرا فبم يسلم ؟ قال ‪ :‬يقول ‪ :‬ل إله إل ال ممد رسول ال ‪ .‬قال‬
‫الشافعي ‪ :‬فالرجل مستدي لذا القول ل يتركه ‪ .‬قال ‪ :‬يسلم بأن يصلي ‪ .‬قال ‪ :‬صلة‬
‫الكافر ل تصح ‪ ،‬ول يكم له بالسلم با ‪ .‬فسكت المام أحد ‪ ،‬رحهما ال تعال ‪.‬‬
‫تقيق الشوكان قال الشوكان ‪ :‬والق أنه كافر يقتل ‪ .‬أما كفره ‪ ،‬فلن الحاديث قد‬
‫صحت أن الشارع سى تارك الصلة بذلك السم ‪ ،‬وجعل الائل بي الرجل وبي جواز‬
‫إطلق هذا السم عليه هو الصلة ‪ ،‬فتركها مقتض لواز الطلق ‪ ،‬ول يلزمنا شئ من‬
‫العارضات الت أوردها العارضون ‪ ،‬لنا نقول ‪ :‬ل ينع أن يكون بعض أنواع الكفر غي‬

‫‪76‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مانع من الغفرة واستحقاق الشفاعة ‪ ،‬ككفر أهل ‪ /‬صفحة ‪ / 96‬القبلة ببعض الذنوب‬
‫الت ساها الشارع كفرا ‪ ،‬فل ملجئ إل التأويلت الت وقع الناس ف مضيقها ‪ .‬على من‬
‫تب ؟ تب الصلة على السلم العاقل البالغ ‪ ،‬لديث عائشة عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ ( :‬رفع القلم عن ثلث ( ‪ : ) 1‬عن النائم حت يستيقظ ‪ ،‬وعن الصب حت‬
‫يتلم ( ‪ ، ) 2‬وعن الجنون حت يعقل ) رواه أحد وأصحاب السنن والاكم وقال ‪:‬‬
‫صحيح على شرط الشيخي ‪ ،‬وحسنه الترمذي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬رفع القلم ) كناية‬
‫عن عدم التكليف ‪ ) 2 ( .‬يتلم ‪ .‬يبلغ ‪ ) . ( .‬صلة الصب والصب وإن كانت الصلة‬
‫غي واجبة عليه ‪ ،‬إل أنه ينبغي لوليه أن يأمره با ‪ ،‬إذا بلغ سبع سني ‪ ،‬ويضربه على‬
‫تركها ‪ ،‬إذا بلغ عشرا ‪ ،‬ليتمرن عليها ويعتادها بعد البلوغ ‪ .‬فعن عمرو بن شعيب عن‬
‫أبيه عن جده قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬مروا أولدكم بالصلة إذا‬
‫بلغوا سبعا ‪ ،‬واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا ‪ ،‬وفرقوا بينهم ف الضاجع ) رواه أحد‬
‫وأبو داود والاكم ‪ ،‬وقال ‪ :‬صحيح على شرط مسلم ‪ .‬عدد الفرائض الفرائض الت‬
‫فرضها ال تعال ف اليوم والليلة خس ‪ :‬فعن ابن مييز ‪ ،‬أن رجل من بن كنانة يدعى‬
‫الخدجي ‪ ،‬سع رجل بالشام يدعى أبا ممد ‪ ،‬يقول ‪ :‬الوتر واحد قال ‪ :‬فرحت إل‬
‫عبادة بن الصامت فأخبته ‪ ،‬فقال عبادة ‪ :‬كذب أو ممد ‪ ،‬سعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول ‪ ( :‬خس صلوات كتبهن ال على العباد ‪ ،‬من أتى بن ل يضيع منهن‬
‫شيئا استخفافا بقهن كان له عند ال عهد أن يدخله النة ‪ ،‬ومن ل يأت بن فليس له‬
‫عند ال عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ) ‪ .‬رواه أحد وأبو داود والنسائي وابن ماجة‬
‫‪ ،‬وقال فيه ‪ ( :‬ومن جاء بن قد انتقص منهن شيئا ‪ /‬صفحة ‪ / 97‬استخفافا بقهن ) ‪.‬‬
‫وعن طلحة بن عبيدال أن اعرابيا جاء إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ثائر الشعر فقال‬
‫‪ ( :‬يا رسول ال أخبن ما فرض ال علي من الصلوات ؟ فقال ‪ ( :‬الصلوات المس إل‬
‫أن تطوع شيئا ) فقال ‪ :‬أخبن ماذا فرض ال علي من الصيام ؟ ‪ .‬فقال ‪ ( :‬شهر رمضان‬
‫إل أن تطوع شيئا ) ‪ .‬فقال ‪ :‬أخبن ماذا فرض ال علي من الزكاة ؟ قال ‪ :‬فأخبه‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بشرائع السلم كلها ‪ .‬فقال ‪ :‬والذي أكرمك ل أتطوع‬
‫شيئا ول أنقص ما فرض ال علي شيئا ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أفلح إن‬

‫‪77‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صدق ‪ ،‬أو دخل النة إن صدق ) ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪ .‬مواقيت الصلة للصلة‬
‫أوقات مدودة ل بد أن تؤدى فيها ‪ ،‬لقول ال تعال ‪ ( :‬إن الصلة كانت على الؤمني‬
‫كتابا موقوتا ) ( ‪ ) 1‬أي فرضا مؤكدا ثابتا ثبوت الكتاب ‪ .‬وقد أشار القرآن إل هذه‬
‫الوقات فقال تعال ‪ ( :‬وأقم الصلة طرف النهار ( ‪ ) 2‬وزلفا من الليل ‪ ،‬إن السنات‬
‫يذهب السيئات ‪ ،‬ذلك ذكرى للذاكرين ( ‪ . ) ) 3‬وف سورة السراء ‪ ( :‬أقم الصلة‬
‫لدلوك الشمس ( ‪ ) 4‬إل غسق الليل ‪ ،‬وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا (‬
‫‪ . ) ) 5‬وف سورة طه ‪ ( :‬وسبح بمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبا ‪ ،‬ومن آناء‬
‫الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ( ‪ ( ) ) 6‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬موقوتا ) أي منجما‬
‫ف أوقات مدودة ‪ ،‬سورة النساء ‪ ) 2 ( . 103 :‬قال السن ‪ ( :‬صلة طرف النهار ) ‪:‬‬
‫الفجر والعصر و ( زلف الليل ) قال ‪ :‬ها زلفتان ‪ ،‬صلة الغرب وصلة العشاء ‪) 3 ( .‬‬
‫سورة هود آية ‪ ( ) 4 ( . 114 :‬دلوك الشمس ) زوالا ‪ ،‬اي أقمها لول وقتها هذا ‪،‬‬
‫وفيه صلة الظهر ‪ ،‬منتهيا إل‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 97‬‬
‫غسق الليل ‪ ،‬وهو ابتداء ظلمته ‪ ،‬ويدخل فيه صلة العصر والعشاءين ‪ ( .‬وقرآن الفجر )‬
‫‪ :‬أي وأقم قرآن الفجر ‪ :‬أي صلة الفجر ‪ ( ،‬مشهودا ) تشهده ملئكة الليل وملئكة‬
‫النهار ‪ ) 5 ( .‬السراء آية ‪ ) 6 ( . 18 :‬سورة طه آية ‪ / ) . ( . 12 :‬صفحة ‪/ 98‬‬
‫يعن بالتسبيح قبل طلوع الشمس ‪ :‬صلة الصبح ‪ ،‬وبالتسبيح قبل غروبا ‪ :‬صلة العصر ‪،‬‬
‫لا جاء ف الصحيحي عن جرير بن عبد ال البجلي قال ‪ :‬كنا جلوسا عند رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فنظر إل القمر ليلة البدر فقال ‪ ( :‬إنكم سترون ربكم كما ترون‬
‫هذا القمر ‪ ،‬ل تضامون ف رؤيته ‪ ،‬فإن استطعتم أل تغلبوا على صلة قبل طلوع الشمس‬
‫وقبل غروبا فافعلوا ‪ ،‬ث قرأ هذه الية ) ‪ .‬هذا هو ما أشار إليه القرآن من الوقات ‪ :‬وأما‬
‫السنة فقد حددتا وبينت معالها فيما يلي ‪ - 1 :‬عن عبد ال بن عمرو ‪ :‬أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬وقت الظهر إذا زالت الشمس ‪ ،‬وكان ظل الرجل كطوله ما‬
‫ل يضر العصر ‪ ،‬ووقت العصر ما ل تصفر الشمس ‪ ،‬ووقت صلة الغرب ما ل يغب‬

‫‪78‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشفق ‪ ،‬وقت العشاء إل نصف الليل الوسط ‪ ،‬ووقت صلة الصبح من طلوع الفجر‬
‫وما ل تطلع الشمس ‪ ،‬فإذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلة ‪ ،‬فإنا تطلع بي قرن‬
‫شيطان ) ‪ ،‬رواه مسلم ‪ - 2 .‬وعن جابر بن عبد ال ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم جاءه‬
‫جبيل عليه السلم فقال له ‪ ( :‬قم فصله ‪ ،‬فصلى الظهر حي زالت الشمس ‪ ،‬ث جاءه‬
‫العصر فقال ‪ :‬قم فصله ‪ ،‬فصلى العصر حي صار ظل كل شئ مثله ‪ ،‬ث جاءه الغرب‬
‫فقال ‪ :‬قم فصله ‪ ،‬فصلى العشاء حي غ اب الشفق ‪ ،‬ث جاءه الفجر حي برق الفجر ‪،‬‬
‫أو قال ‪ ( :‬سطع الفجر ) ث جاءه من الغد للظهر فقال ‪ :‬قم فصله ‪ ،‬فصلى الظهر حي‬
‫صار ظل كل شئ مثله ‪ ،‬ث جاءه العصر فقال ‪ :‬قم فصله ‪ ،‬فصلى العصر حي صار ظل‬
‫كل شئ مثليه ‪ ،‬ث جاءه العصر فقال ‪ :‬قم فصله ‪ ،‬فصلى العصر حي صار ظل كل شئ‬
‫مثليه ‪ ،‬ث جاءه الغرب وقتا واحدا ل يزل عنه ‪ ،‬ث جاءه العشاء حي ذهب نصف الليل ‪،‬‬
‫أو قال ‪ ( :‬ثلث الليل ) فصلى العشاء ‪ .‬ث جاءه حي أسفر جدا فقال ‪ :‬قم فصله ‪ ،‬فصلى‬
‫الفجر ‪ ،‬ث قال ‪ ( :‬ما بي هذين الوقتي وقت ) رواه أحد والنسائي والترمذي ‪ .‬وقال‬
‫البخاري ‪ :‬هو أصح شئ ف الواقيت ‪ ،‬يعن إمامة جبيل ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬وجبت‬
‫الشمس ) غربتو سقطت ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 99‬وقت الظهر تبي من الديثي‬
‫التقدمي ‪ ،‬أن وقت الظهر يبتدئ من زوال الشمس عن وسط السماء ‪ ،‬ويتد إل أن‬
‫يصي ظل كل شئ مثله سوى فئ الزوال ‪ ،‬إل أنه يستحب تأخي صلة الظهر عن أول‬
‫الوقت عند شدة الر ‪ ،‬حت ل يذهب الشوع ‪ ،‬والتعجيل ف غي ذلك ‪ .‬دليل هذا ‪1 :‬‬
‫‪ -‬ما رواه أنس قال ‪ ( :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا اشتد البد بكر بالصلة ‪ ،‬وإذا‬
‫اشتد الر أبرد بالصلة ) رواه البخاري ‪ - 2 .‬وعن أب ذر قال ‪ :‬كنا مع النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ف سفر فأراد الؤذن أن يؤذن الظهر فقال ‪ :‬أبرد ‪ ،‬ث أراد أن يؤذن فقال ‪:‬‬
‫أبرد ‪ ،‬مرتي أو ثلثا ‪ ،‬حت رأينا ف التلول ( ‪ ) 1‬ث قال ‪ ( :‬إن شدة الر من فيح‬
‫جهنم ‪ ،‬فإذا اشتد الر فأبردوا بالصلة ) ‪ ،‬رواه البخاري ومسلم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫( الفئ ) ‪ :‬الظل الذي بعد الزوال ‪ ( .‬التلول ) جع تل ‪ :‬ما اجتمع على الرض من تراب‬
‫أو نو ذلك ‪ ) . ( .‬غاية البراد قال الافظ ف الفتح ‪ :‬واختلف العلماء ف غاية البراد ‪.‬‬
‫فقيل حت يصي الظل ذراعا بعد ظل الزوال ‪ .‬وقيل ‪ :‬ربع قامة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ثلثها ‪ .‬وقيل ‪:‬‬

‫‪79‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نصفها ‪ ،‬وقيل غي ذلك ‪ .‬والاري على القواعد ‪ ،‬أنه يتلف باختلف الحوال ولكن‬
‫بشرط أن ل يتد إل آخر الوقت ‪ .‬وقت صلة العصر وقت صلة العصر يدخل بصيورة‬
‫ظل الشئ مثله بعده فئ الزوال ‪ ،‬ويتد إل غروب الشمس ‪ .‬فعن أب هريرة أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر‬
‫) ‪ .‬رواه الماعة ‪ ،‬ورواه البيهقي بلفظ ‪ ( :‬من صلى من العصر ركعة قبل أن تغرب‬
‫الشمس ث صلى ما تبقى بعد غروب الشمس ل يفته العصر ) ‪ / .‬صفحة ‪ / 100‬وقت‬
‫الختيار ووقت الكراهة وينتهي وقت الفضيلة والختيار باصفرار الشمس ‪ ،‬وعلى هذا‬
‫يمل حديث جابر وحديث عبد ال بن عمر والتقدمي ‪ .‬وأما تأخي الصلة إل ما بعد‬
‫الصفرار فهو وإن كان جائزا إل أنه مكروه إذا كان لغي عذر ‪ .‬فعن أنس قال ‪ :‬سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬تلك صلة النافق ‪ ،‬يلس يرقب الشمس حت‬
‫إذا كانت بي قرن الشيطان قام فنقرها أربعا ‪ .‬ل يذكر ال إل قليل ) رواه الماعة ‪ ،‬إل‬
‫البخاري ‪ ،‬وابن ماجة ‪ .‬قال النووي ف شرح مسلم ‪ :‬قال أصحابنا للعصر خسة أوقات ‪:‬‬
‫( ‪ ) 1‬وقت فضيلة ‪ ) 2 ( .‬واختيار ‪ ) 3 ( .‬وجواز بل كراهة ‪ ) 4 ( .‬وجواز مع‬
‫كراهة ‪ ) 5 ( .‬ووقت عذر ‪ ،‬فأما وقت الفضيلة فأول وقتها ‪ .‬ووقت الختيار ‪ ،‬يتد إل‬
‫أن يصي ظل الشئ مثليه ‪ ،‬ووقت الواز إل الصفرار ‪ ،‬ووقت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 100‬‬
‫الواز مع الكراهة حال الصفرار إل الغروب ‪ ،‬ووقت العذر ‪ ،‬وهو وقت الظهر ف حق‬
‫من يمع بي العصر والظهر ‪ ،‬لسفر أو مطر ‪ ،‬ويكون العصر ف هذه الوقات المسة‬
‫أداء ‪ ،‬فإذا فاتت كلها بغروب الشمس صارت قضاء ‪ .‬تأكيد تعجيلها ف يوم الغيم عن‬
‫بريدة السلمي قال ‪ :‬كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف غزوة فقال ‪ ( :‬بكروا‬
‫بالصلة ف اليوم الغيم ‪ ،‬فإن من فاتته صلة العصر فقد حبط عمله ) رواه أحد وابن‬
‫ماجة ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬الترك نوعان ‪ :‬ترك كلي ل يصليها أبدا ‪ ،‬فهذا يبط العمل‬
‫جيعه ‪ ،‬وترك معي ‪ ،‬ف يوم معي ‪ ،‬فهذا يبط عمل اليوم ) ‪ .‬صلة العصر هي صلة‬
‫الوسطى قال ال تعال ‪ ( :‬حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى وقوموا ل قانتي ) ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقد جاءت الحاديث الصحيحة مصرحة بأن صلة العصر هي الصلة الوسطى ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ - 1 / 101‬فعن علي رضي ال عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال يوم‬
‫الحزاب ‪ ( :‬مل ال قبورهم وبيوتم نارا كما شغلونا عن الصلة الوسطى حت غابت‬
‫الشمس ) رواه البخاري ومسلم ‪ .‬ولسلم وأحد وأب داود ‪ ( :‬شغلونا عن الصلة‬
‫الوسطى ‪ ،‬صلة العصر ) ‪ - 2 .‬وعن ابن مسعود قال ‪ :‬حبس الشركون رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم عن صلة العصر حت احرت الشمس واصفرت فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬شغلونا عن الصلة الوسطى ‪ ،‬صلة العصر ‪ ،‬مل ال أجوافهم‬
‫وقبورهم نارا ) ‪ ( ،‬أو حشا أجوافهم وقبورهم نارا ) رواه أحد ومسلم وابن ماجة ‪.‬‬
‫وقت صلة الغرب يدخل وقت صلة الغرب إذا غابت الشمس وتوارت بالجاب ‪،‬‬
‫ويتد إل مغيب الشفق الحر ‪ ،‬لديث عبد ال بن عمرو أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ ( :‬وقت صلة الغرب إذا غابت الشمس ما ل يسقط الشفق ) رواه مسلم ‪ .‬وروي‬
‫أيضا عن أب موسى ‪ :‬أن سائل سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن مواقيت‬
‫الصلة ‪ ،‬فذكر الديث ‪ ،‬وفيه فأمره فأقام الغرب حي وجبت الشمس ‪ ،‬فلما كان اليوم‬
‫الثان ‪ .‬قال ‪ :‬ث أخر حت كان عند سقوط الشفق ( ‪ ) 1‬ث قال ‪ :‬الوقت ما بي هذين ‪.‬‬
‫قال النووي ف شرح مسلم ‪ ( :‬وذهبت الحققون من أصحابنا إل رجيح القول بواز‬
‫تأخيها ما ل يغب الشفق ‪ ،‬وأنه يوز ابتداؤها ف كل وقت من ذلك ‪ ،‬ول يأث بتأخيها‬
‫عن أول الوقت ) ‪ .‬وهذا هو الصحيح أو الصواب الذي ل يوز غيه ‪ .‬وأما ما تقدم ف‬
‫حديث إمامة جبيل ‪ :‬أنه صلى الغرب ف اليومي ف وقت واحد حي غربت الشمس ‪،‬‬
‫فهو يدل على استحباب التعجيل بصلة الغرب ‪ ،‬وقد جاءت الحاديث مصرحة بذلك ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬الشفق كما ف القاموس ‪ :‬هو المرة ف الفق من الغروب إل العشاء أو‬
‫إل قريبها ‪ ،‬أو إل قريب العتمة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ - 1 / 102‬فعن السائب بن يزيد أن‬
‫‪ :‬رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل تزال أمت على الفطرة ما صلوا الغرب قبل‬
‫طلوع النجوم ) رواه أحد والطبان ‪ - 2 .‬وف السند ان ابن أب أيوب النصاري قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬صلوا الغرب لفطر الصائم وبادروا طلوع‬
‫النجوم ) ‪ - 3 .‬وف صحيح مسلم عن رافع بن خديج ‪ ( :‬كنا نصلي الغرب مع رسول‬

‫‪81‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فينصرف أحدنا وانه ليبصر مواقع نبله ) ‪ - 4 .‬وفيه عن سلمة‬
‫بن الكوع ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يصلي الغرب إذا غربت الشمس‬
‫وتوارت بالجاب ‪ . .‬وقت العشاء يدخل وقت صلة العشاء بغيب الشفق الحر ‪،‬‬
‫ويتد إل نصف الليل ‪ .‬فعن عائشة قالت ‪ ( :‬كانوا يصلون العتمة ( ‪ ) 1‬فيما بي أن‬
‫يغيب الشفق إل ثلث الليل الول ) رواه البخاري ‪ .‬وعن أب هريرة قال ‪ ،‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬لول أن أشق على أمت لمرتن أن يؤخروا العشاء إل ثلث الليل‬
‫أو نصفه ) ‪ ،‬رواه أحد وابن ماجة والترمذي وصححه ‪ .‬وعن أب سعيد قال ‪ :‬انتظرنا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة بصلة العشاء حت ذهب نو من شطر الليل قال ‪:‬‬
‫فجاء فصلى بنا ث قال ‪ ( :‬خذوا مقاعدكم فإن الناس قد أخذوا مضاجعهم ‪ ،‬وإنكم لن‬
‫تزالوا ف صلة منذ انتظرتوها لول ضعف الضعيف وسقم السقيم وحاجة ذي الاجة ‪،‬‬
‫لخرت هذه الصلة إل شطر الليل ) رواه أحد وأبو داود وابن ماجة والنسائي وابن‬
‫خزية وإسناده صحيح ‪ .‬هذا وقت الختيار ‪ .‬وأما وقت الواز والضطرار فهو متد إل‬
‫الفجر ‪ ،‬لديث أب قتادة قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أما إنه ليس ف‬
‫النوم تفريط إنا التفريط على من ل يصل الصلة حت يئ وقت الصلة الخرى ) رواه‬
‫مسلم ‪ .‬والديث التقدم ف الواقيت يدل على أن وقت كل صلة متد إل دخول وقت (‬
‫هامش ) ( ‪ ( ) 1‬العتمة ) ‪ :‬العشاء ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 103‬الصلة الخرى ‪ ،‬إل صلة‬
‫الفجر فإنا ل تتد إل الظهر ‪ ،‬فإن العلماء أجعوا أن وقتها ينتهي بطلوع الشمس ‪.‬‬
‫استحباب تأخي صلة العشاء عن أول وقتها والفضل تأخي صلة العشاء إل آخر وقتها‬
‫الختار ‪ ،‬وهو نصف الليل ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 103‬‬
‫لديث عائشة قالت ‪ :‬أعتم ( ‪ ) 1‬النب صلى ال عليه وسلم ذات ليلة حت ذهب عامة‬
‫الليل ‪ ،‬حت نام أهل السجد ث خرج فصلى فقال ‪ ( :‬إنه لوقتها لول أن أشق على أمت )‬
‫رواه مسلم والنسائي ‪ .‬وقد تقدم حديث أب هريرة ‪ ،‬وحديث أب سعيد ‪ ،‬وها ف معن‬
‫حديث عائشة ‪ ،‬وكلها تدل على استحباب التأخي وأفضليته ‪ ،‬وأن النب صلى ال عليه‬

‫‪82‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وسلم ترك الواظبة عليه لا فيه من الشقة على الصلي ‪ ،‬وقد كان النب صلى ال عليه‬
‫وسلم يلحظ أحوال الؤتي ‪ ،‬فأحيانا يعجل وأحيانا يؤخر ‪ .‬فعن جابر قال ‪ ( :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي الظهر بالاجرة ( ‪ ، ) 2‬والعصر ‪ ،‬والشمس نقية ‪،‬‬
‫والغرب ‪ ،‬إذا وجبت الشمس ‪ ،‬والعشاء ‪ ،‬أحيانا يؤخرها وأحيانا يعجل ‪ ،‬إذا رآهم‬
‫اجتمعوا عجل ‪ ،‬وإذا رآهم أبطأوا أخر ‪ ،‬والصبح كانوا أو كان النب صلى ال عليه وسلم‬
‫يصليها بغلس ( ‪ ، ) ) 3‬رواه البخاري ومسلم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬أعتم ) ‪ :‬أي أخر‬
‫صلة العشاء ‪ ( .‬عامة الليل ) أي كثي منه ‪ ،‬وليس الراد أكثره بدليل قوله ‪ :‬إنه لوقتها ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ :‬ول يوز أن يكون الراد بذا القول إل ما بعد نصف الليل ‪ ،‬لنه ل يقل‬
‫أحد من العلماء إن تأخيها إل ما بعد نصف الليل أفضل ‪ ( ) 2 ( .‬الاجرة ) شدة الر‬
‫نصف النهار عقب الزوال ‪ ( ) 3 ( .‬الغلس ) ظلمة آخر الليل ‪ ) . ( .‬النوم قبلها‬
‫والديث بعدها يكره النوم قبل صلة العشاء والديث بعدها ‪ ،‬لديث أب برزة السلمي‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم كان يستحب أن يؤخر العشاء الت تدعونا العتمة وكان‬
‫يكره النوم قبلها والديث بعدها ‪ .‬ورواه الماعة ‪ .‬وعن ابن مسعود قال ‪ / :‬صفحة‬
‫‪ / 104‬جدب لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم السمر بعد العشاء ‪ ،‬ورواه ابن ماجة‬
‫قال ‪ :‬جدب ‪ :‬يعن زجرنا ونانا عنه ‪ .‬وعلة كراهة النوم قبلها والديث بعدها ‪ :‬أن النوم‬
‫قد يفوت على النائم الصلة ف الوقت الستحب أو صلة الماعة ‪ ،‬كما أن السمر بعدها‬
‫يؤدي إل السهر الضيع لكثي من الفوائد ‪ ،‬فإن أراد النوم وكان معه من يوقظه أو أو‬
‫تدث بي فل كراهة حينئذ ‪ .‬فعن ابن عمر قال ‪ ( :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يسمر عند أب بكر الليلة كذلك ف أمر من أمور السلمي ‪ ،‬وأنا معه ) رواه أحد‬
‫والترمذي وحسنه ‪ ،‬وعن ابن عباس قال ‪ ( :‬رقدت ف بيت ميمونة ليلة كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم عندها ‪ ،‬لنظر كيف صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم بالليل ‪،‬‬
‫فتحدث النب صلى ال عليه وسلم مع أهله ساعة ث رقد ) ‪ .‬رواه مسلم ‪ .‬وقت صلة‬
‫الصبح يبتدئ الصبح من طلوع الفجر الصادق ويستمر إل طلوع الشمس ‪ ،‬كما تقدم ف‬
‫الديث ‪ .‬استحباب البادرة لا يستحب البادرة بصلة الصبح بأن تصلي ف أول وقتها ‪،‬‬
‫لديث أب مسعود النصاري ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى صلة الصبح مرة‬

‫‪83‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بغلس ‪ ،‬ث صلى مرة أخرى فأسفر با ‪ ،‬ث كانت صلته بعد ذلك التغليس حت مات ‪،‬‬
‫ول يعد أن يسفر ‪ .‬رواه أبو داود والبيهقي ‪ ،‬وسنده صحيح ‪ .‬وعن عائشة قالت ‪ ( :‬كن‬
‫نساء مؤمنات يشهدن مع النب صلى ال عليه وسلم صلة الفجر متلفعات بروطهن (‬
‫‪ ) 1‬ينقلب إل بيوتن حي يقضي الصلة ل يعرفهن أحد من الغلس ) ‪ .‬رواه الماعة ‪.‬‬
‫وأما حديث رافع بن خديج ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬أصبحوا بالصبح فإنه‬
‫أعظم لجوركم ) ‪ ،‬وف رواية ‪ ( :‬أسفروا بالفجر فإنه أعظم للجر ) ‪ .‬رواه المسة‬
‫وصححه الترمذي وابن حبان ‪ ،‬فإنه أريد به السفار ( هامش ) ( ‪ ( ) 1‬متلفعات‬
‫بروطهن ) ‪ :‬ملتحفات بأكسيتهن ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 105‬بالروج منها ‪ ،‬ل الدخول‬
‫فيها ‪ :‬أي أطيلوا القراءة فيها ‪ ،‬حت ترجوا منها مسفرين ‪ ،‬كما كان يفعله رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فإنه كان يقرأ فيها الستي آية إل الائة آية ‪ ،‬أو أريد به تقق طلوع‬
‫الفجر ‪ ،‬فل يصلي مع غلبة الظن ‪ .‬ادراك ركعة من الوقت من أدرك ركعة من الصلة‬
‫قبل خروج الوقت فقد أدرك الصلة ‪ ،‬لديث أب هريرة ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ ( :‬من أدرك ركعة من الصلة فقد أدرك الصلة ) ‪ .‬رواه الماعة ‪ .‬وهذا‬
‫يشمل جيع الصلوات ‪ ،‬وللبخاري ‪ ( :‬إذا أدرك أحدكم سجدة من صلة العصر قبل أن‬
‫تغرب الشمس فليتم صلته ‪ ،‬وإذا أدرك سجدة من صلة الصبح قبل أن تطلع الشمس‬
‫فليتم صلته ) والراد بالسجدة الركعة ‪ ،‬وظاهر الحاديث أن من أدرك الركعة من صلة‬
‫الفجر أو العصر ل تكره الصلة ف حقه عند طلوع الشمس وعند غروبا وإن كانا وقت‬
‫كراهة ‪ ،‬وأن الصلة تقع أداء بإدراك ركعة كاملة ‪ ،‬وإن كان ل يوز تعمد التأخي إل‬
‫هذا الوقت ‪ .‬النوم عن الصلة أو نسيانا من نام عن صلة أو نسيها فوقتها حي‬
‫يذكرها ‪ ،‬لديث أب قتادة قال ‪ :‬ذكروا للنب صلى ال عليه وسلم نومهم عن الصلة‬
‫فقال ‪ ( :‬إنه ليس ف النوم تفريط إنا التفريط ف اليقظة ‪ ،‬فإذا نسي أحدكم صلة أو نام‬
‫عنها فليصلها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 105‬‬

‫‪84‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إذا ذكرها ) ‪ ،‬رواه النسائي والترمذي وصححه ‪ .‬وعن أنس ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ ( :‬من نسي صلة فليصلها إذا ذكرها ل كفارة لا إل ذلك ) ‪ ،‬رواه البخاري‬
‫ومسلم ‪ .‬وعن عمران بن الصي قال ‪ :‬سربنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما‬
‫كان من آخر الليل عرسنا فلم نستيقظ حت أيقظنا حر الشمس ‪ .‬فجعل الرجل منا يقوم‬
‫دهشا إل طهوره ‪ ،‬قال ‪ :‬فأمرهم النب صلى ال عليه وسلم أن يسكتوا ‪ ،‬ث ارتلنا فسرنا‬
‫حت إذا ارتفعت الشمس توضأ ث أمر بلل فأذن ث صلى الركعتي قبل الفجر ‪ .‬ث أقام‬
‫فصلينا فقالوا ‪ / :‬صفحة ‪ / 106‬يا رسول ال ‪ ،‬أل نعيدها ف وقتها من الغد ؟ فقال ‪:‬‬
‫( أينهاكم ربكم تعال عن الربا ويقبله منكم ) ‪ .‬رواه أحد وغيه ‪ .‬الوقات النهي عن‬
‫الصلة فيها ورد النهي عن صلة بعد صلة الصبح حت تطلع الشمس ‪ ،‬وعند طلوعها‬
‫حت ترتفع قدر رمح ‪ ،‬وعند استوائها حت تيل إل الغروب ‪ ،‬وبعد صلة العصر حت‬
‫تغرب ‪ ،‬فعن أب سعيد أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل صلة بعد صلة العصر‬
‫حت تغرب الشمس ‪ ،‬ول صلة بعد صلة الفجر حت تطلع الشمس ) ‪ .‬رواه البخاري‬
‫ومسلم ‪ .‬وعن عمرو بن عبسة قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا نب ال أخبن عن الصلة ؟ قال ‪ ( :‬صل‬
‫صلة الصبح ث أقصر عن الصلة ( ‪ ) 1‬حت تطلع الشمس وترتفع ‪ ،‬فإنا تطلع بي قرن‬
‫شيطان ‪ ،‬وحينئذ يسجد لا الكفار ‪ ،‬ث صل فإن الصلة مشهودة مضورة حت يستقل‬
‫الظل بالرمح ‪ ،‬ث اقصر عن الصلة فإن ( ‪ ) 2‬حينئذ تسجر جهنم ( ‪ ) 3‬فإذا أقبل الفي‬
‫فصل فإن الصلة مشهودة مضورة حت تصلي العصر ‪ ،‬ث أقصر عن الصلة حت تغرب ‪،‬‬
‫فإنا تغرب بي قرن شيطان وحينئذ يسجد لا الكفار ) ‪ ،‬رواه أحد ومسلم ‪ .‬وعن عقبة‬
‫بن عامر قال ‪ :‬ثلث ساعات نانا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نصلي فيهن وأن‬
‫نقب فيهن موتانا ( ‪ : ) 4‬حي تطلع الشمس بازغة ( ‪ ( ) 5‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬أقصر ) ‪:‬‬
‫كف ‪ ( .‬تطلع بي قرن شيطان ) قال النووي ‪ .‬يدن رأسه إل الشمس ف هذه الوقات‬
‫ليكون الساجدون لا من الكفار كالساجدين له ف الصورة وحينئذ يكون له ولشيعته‬
‫تسلط ظاهر وتكن من أن يلبسوا على الصلي صلتم فكرهت الصلة حينئذ صيانة لا‬
‫كما كرهت ف الماكن الت مأوى الشياطي ‪ ( .‬مشهودة مضورة ) ‪ .‬تشهدها اللئكة‬
‫ويضرونا ‪ ( .‬يستقل الظل بالرمح ) ‪ :‬الراد به أن يكون الظل ف جانب الرمح فل يبقى‬

‫‪85‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على الرض منه شئ وهذا يكون حي الستواء ‪ ( ) 2 ( .‬فإن ) ‪ ،‬وف رواية فانه ‪( .‬‬
‫‪ ( ) 3‬تسجر جهنم ) ‪ :‬أي يوقد عليها ‪ ) 4 ( .‬النهي عن الدفن ف هذه الوقات معناه‬
‫تعمد تأخي الدفن إل هذه الوقات ‪ ،‬فأما إذا وقع الدفن بل تعمد ف هذه الوقات فل‬
‫يكره ‪ ( ) 5 ( .‬بازغة ) ‪ :‬ظاهرة ‪ ( .‬تضيف ) تيل ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 107‬حت ترتفع‬
‫‪ ،‬وحي يقوم قائم الظهية ‪ ،‬وحي تضيف للغروب حت تغرب ‪ .‬رواه الماعة إل‬
‫البخاري ‪ .‬رأي الفقهاء ف الصلة بعد الصبح والعصر يرى جهور العلماء جواز قضاء‬
‫الفوائت بعد صلة الصبح والعصر ‪ ،‬لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من نسي‬
‫صلة فليصلها إذا ذكرها ) ‪ ،‬رواه البخاري ومسلم ‪ .‬وأما صلة النافلة فقد كرهها من‬
‫الصحابة ‪ :‬علي ‪ ،‬وابن مسعود ‪ ،‬وزيد بن ثابت ‪ ،‬وأبو هريرة ‪ ،‬وابن عمر وكان عمر‬
‫يضرب على الركعتي بعد العصر بحضر من الصحابة من غي نكي ‪ ،‬كما كان خالد ابن‬
‫الوليد يفعل ذلك ‪ .‬وكرهها من التابعي السن ‪ ،‬وسعيد ابن السيب ‪ ،‬ومن أئمة الذاهب‬
‫أبو حنيفة ‪ ،‬ومالك ‪ .‬وذهب الشافعي إل جواز صلة ما له سبب ( ‪ ) 1‬كتحية‬
‫السجد ‪ ،‬وسنة الوضوء ف هذين الوقتي ‪ ،‬استدلل بصلة رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم سنة الظهر بعد صلة العصر ‪ ،‬والنابلة ذهبوا إل حرمة التطوع ولو له سبب ف‬
‫هذين الوقتي ‪ ،‬إل ركعت الطواف ‪ ،‬لديث جبي بن مطعم ‪ :‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ ( :‬يا بن عبد مناف ل تنعوا أحدا طاف بذا البيت وصلى أية ساعة شاء ‪،‬‬
‫من ليل أو نار ) ‪ .‬رواه أصحاب السنن وصححه ابن خزية والترمذي ‪ ( .‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬هذا أقرب الذاهب إل الق ‪ ) . ( .‬رأيهم ف الصلة عند طلوع الشمس وغروبا‬
‫واستوائها يرى النفية عدم صحة الصلة مطلقا ف هذه الوقات ‪ ،‬سواء كانت الصلة‬
‫مفروضة أو واجبة أو نافلة ‪ ،‬قضاء أو أداء ‪ ،‬واستثنوا عصر اليوم وصلة النازة ( إن‬
‫حضرت ف أي وقت من هذه الوقات ‪ ،‬فإنا تصلى فيها بل كراهة ) وكذا سجدة‬
‫التلوة ‪ ،‬إذا تليت آياتا ف هذه الوقات ‪ ،‬واستثن أبو يوسف التطوع يوم المعة وقت‬
‫الستواء ‪ .‬ويرى الشافعية كراهة النفل الذي ل سبب له ف هذه الوقات ‪ .‬أما الفرض‬
‫مطلق ‪ ،‬والنفل الذي له سبب ‪ ،‬والنقل وقت ‪ /‬صفحة ‪ / 108‬الستواء يوم المعة ‪،‬‬
‫والنفل ف الرم الكي ‪ ،‬فهذا كله مباح ل كراهة فيه ‪ .‬والالكية يرون ف وقت الطلوع‬

‫‪86‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والغروب حرمة النوافل ‪ ،‬ولو لا سبب ‪ ،‬والنذورة وسجدة التلوة ‪ ،‬وصلة النازة ‪ ،‬إل‬
‫إذا خيف عليها التغي فتجوز ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 108‬‬
‫وأباحوا الفرائض العينية ‪ ،‬أداء وقضاء ف هذين الوقتي ‪ ،‬كما أباحوا الصلة مطلقا ‪،‬‬
‫فرضا أو نفل وقت الستواء ‪ .‬قال الباجي ف شرح الوطأ ‪ :‬وف البسوط عن ابن وهب ‪:‬‬
‫سئل مالك عن الصلة نصف النهار فقال ‪ :‬أدركت الناس وهم يصلون يوم المعة نصف‬
‫النهار ‪ ،‬وقد جاء ف بعض الحاديث ني عن ذلك ‪ ،‬فأنا ل أنى عنه للذي أدركت الناس‬
‫عليه ‪ ،‬ول أحبه للنهي عنه ‪ .‬وأما النابلة فقد ذهبوا إل عدم انعقاد النفل مطلقا ف هذه‬
‫الوقات الثلثة سواء كان له سبب أو ل ‪ ،‬وسواء كان بكة أو غيها ‪ ،‬وسواء كان يوم‬
‫جعة أو غيه ‪ ،‬إل تية السجد يوم المعة ‪ ،‬فإنم جوزوا فعلها بدون كراهة وقت‬
‫الستواء وأثناء الطبة ‪ ،‬وترم عندهم صلة النازة ف هذه الوقات ‪ ،‬إل إن خيف عليها‬
‫التغي فتجوز بل كراهة ‪ .‬وأباحوا قضاء الفوائت ‪ ،‬والصلة النذورة ‪ ،‬وركعت الطواف‬
‫ولو نفل ف هذه الوقات الثلثة ( ‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬ذكرنا آراء الئمة هنا لقوة‬
‫دليل كل ‪ ) . ( .‬التطوع بعد طلوع الفجر وقبل صلة الصبح عن يسار مول ابن عمر‬
‫قال ‪ :‬رآن ابن عمر وأنا أصلي بعد ما طلع الفجر فقال ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم خرج علينا ونن نصلي هذه الساعة فقال ‪ ( :‬ليبلغ شاهدكم غائبكم أن ل صلة‬
‫بعد الصبح إل ركعتي ) ‪ .‬رواه أحد وأبو داود ‪ .‬والديث وإن كان ضعيفا ‪ ،‬إل أن له‬
‫طرقا يقوي بعضها بعضا ‪ ،‬فتنهض للحتجاج با على كراهة التطوع بعد طلوع الفجر‬
‫بأكثر من ركعت الفجر ‪ .‬أفاده الشوكان ‪ ،‬وذهب السن والشافعي وابن حزم إل جواز‬
‫التنفل مطلقا بل كراهة ‪ ،‬وقصر مالك الواز لن فاتته صلة الليل لعذر ‪ ،‬وذكر أنه بلغه ‪:‬‬
‫أن عبد ال بن عباس والقاسم بن ممد وعبد ال بن عامر بن ربيعة أوتروا بعد الفجر ‪،‬‬
‫وأن عبد ال بن مسعود قال ‪ :‬ما أبال لو أقيمت صلة الصبح وأنا أوتر ‪ .‬وعن يي بن‬
‫سعيد أنه قال ‪ :‬كان عبادة بن الصامت يؤم ‪ /‬صفحة ‪ / 109‬قوما فخرج يوما إل الصبح‬
‫‪ ،‬فأقام الؤذن صلة الصبح ‪ ،‬فأسكته عبادة حت أوتر ‪ ،‬ث صلى بم الصبح ‪ .‬عن سعيد‬

‫‪87‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن جبي ‪ :‬أن ابن عباس رقد ث استيقظ ث قال لادمه ‪ :‬انظر ما صنع الناس ‪ ،‬وهو يومئذ‬
‫قد ذهب بصره ‪ ،‬فذهب الادم ث رجع فقال ‪ :‬قد انصرف الناس من الصبح ‪ .‬فقام ابن‬
‫عباس فأوتر ث صلى الصبح ‪ .‬التطوع أثناء القامة إذا أقيمت الصلة كره الشتغال‬
‫بالتطوع ‪ .‬فعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا أقيمت الصلة فل‬
‫صلة إل الكتوبة ) ‪ ،‬وف رواية ‪ ( :‬إل الت أقيمت ) ‪ .‬رواه أحد ومسلم وأصحاب‬
‫السنن ‪ .‬وعن عبد ال بن سرجس قال ‪ :‬دخل رجل السجد ‪ ،‬ورسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف صلة الغداة ( ‪ ، ) 1‬فصلى ركعتي ف جانب السجد ‪ ،‬ث دخل مع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ .‬فلما سلم رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬يا فلن بأي‬
‫الصلتي اعتددت ‪ ،‬بصلتك وحدك أم بصلتك معنا ) ؟ رواه مسلم وأبو داود والنسائي‬
‫‪ .‬وف إنكار الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬مع عدم أمره بإعادة ما صلي ‪ ،‬دليل على‬
‫صحة الصلة وإن كانت مكروهة ‪ ،‬وعن ابن عباس قال ‪ :‬كنت أصلي وأخذ الؤذن ف‬
‫القامة ‪ ،‬فجذبن نب ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وقال ‪ ( :‬أتصلي الصبح أربعا ؟ ) ‪ .‬رواه‬
‫البيهقي والطبان وأبو داود الطيالسي وأبو يعلى والاكم ‪ ،‬وقال ‪ :‬إنه على شرط‬
‫الشيخي ‪ .‬وعن أب موسى الشعري رضي ال عنه ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫رأى رجل يصلي ركعت الغداة حي أخذ الؤذن يؤذن ‪ ،‬فغمز منكبه وقال ‪ ( :‬أل كان‬
‫هذا قبل هذا ) ‪ .‬رواه الطبان ‪ .‬قال العراقي ‪ :‬إسناده جيد ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬ف‬
‫صلة الغداة ) ‪ :‬أي الصبح ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 110‬الذان ( ‪ ) 1‬الذان ‪ :‬هو العلم‬
‫بدخول وقت الصلة بألفاظ مصوصة ‪ .‬ويصل به الدعاء إل الماعة وإظهار شعائر‬
‫السلم ‪ ،‬وهو واجب أو مندوب ‪ .‬قال القرطب وغيه ‪ .‬الذان ‪ -‬على قلة ألفاظه ‪-‬‬
‫مشتمل على مسائل العقيدة ‪ ،‬لنه بدأ بالكبية ‪ ،‬وهي تتضمن وجود ال وكماله ‪ ،‬ث‬
‫ثن بالتوحيد ونفي الشريك ‪ ،‬ث بإثبات الرسالة لحمد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ث دعا إل‬
‫الطاعة الخصوصة عقب الشهادة بالرسالة ‪ ،‬لنا ل تعرف إل من جهة الرسول ‪ ،‬ث دعا‬
‫إل الفلح ‪ ،‬وهو البقاء الدائم ‪ ،‬وفيه الشارة إل العاد ‪ ،‬ث أعاد ما أعاد توكيدا ‪( . .‬‬
‫‪ ) 2‬فضله ‪ :‬ورد ف فضل الذان والؤذني أحاديث كثية نذكر بعضها فيما يلي ‪- 1 :‬‬
‫عن أب هريرة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬لو يعلم الناس ما ف الذان‬

‫‪88‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والصف الول ( ‪ ) 1‬ث ل يدوا إل أن يستهموا عليه لستهموا ولو يعلمون ما ف‬
‫التهجي لستبقوا إليه ‪ ،‬ولو يعلمون ما ف العتمة والصبح لتوها ولو حبوا ) رواه‬
‫البخاري وغيه ‪ - 2 .‬وعن معاوية ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إن الؤذني‬
‫أطول الناس أعناقا يوم القيامة ) ‪ ،‬رواه أحد ومسلم وابن ماجه ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 110‬‬
‫‪ - 3‬وعن الباء بن عازب ‪ :‬أن نب ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إن ال وملئكته‬
‫يصلون على الصف القدم ‪ ،‬والؤذن يغفر له مد صوته ‪ ،‬ويصدقه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي لو‬
‫يعلم ما ف الذان والصف الول من الفضيلة وعظيم الثوبة لكموا القرعة بينهم ‪ ،‬لكثرة‬
‫الراغبي فيها ( والتهجي ) التكبي ال صلة الظهر ‪ ( .‬والعتمة ) صلة العشاء ‪.‬‬
‫( وحبوا ) من حبا الصب ‪ :‬إذا مشى على أربع ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 111‬من سعه من‬
‫رطب ويابس ‪ ،‬وله مثل أجر من صلى معه ) ‪ .‬قال النذري ‪ :‬رواه أحد والنسائي بإسناد‬
‫حسن جيد ‪ - 4 .‬وعن أب الدرداء قال ‪ ،‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫( ما من ثلثة ل يؤذنون ‪ ،‬ول تقام فيهم الصلة إل استحوذ عليهم الشيطان ) رواه أحد‬
‫‪ - 5 .‬وعن أب هريرة قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬المام ضامن‬
‫والؤذن مؤتن ‪ ،‬اللهم أرشد الئمة واغفر للمؤذني ) ‪ - 6 .‬وعن عقبة بن عامر قال ‪،‬‬
‫سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬يعجب ربك عزوجل من راعي غنم ف شظية (‬
‫‪ ) 1‬ببل يؤذن الصلة ويصلي ‪ ،‬فيقول ال عزوجل ‪ :‬انظروا لعبدي هذا يؤذن ويقيم‬
‫الصلة ياف من ! قد غفرت لعبدي وأدخلته النة ) رواه أحد وأبو داود والنسائي ‪.‬‬
‫( هامش ) ( الشظية ) ‪ :‬القطعة تنقطع من البل ول تنفصل عنه ‪ ) 3 ( ) . ( .‬سبب‬
‫مشروعيته ‪ :‬شرع الذان ف السنة الول من الجرة ‪ .‬وكان سبب مشروعيته لا بينته‬
‫الحاديث التية ‪ - 1 :‬عن نافع ‪ :‬أن ابن عمر كان يقول ‪ :‬كان السلمون يتمعون‬
‫فيتحينون الصلة ( ‪ ) 2‬وليس وليس ينادي با أحد ‪ ،‬فتكلموا يوما ف ذلك ‪ ،‬فقال‬
‫بعضهم ‪ :‬اتذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى ‪ .‬وقال بعضهم ‪ :‬بل قرنا مثل قرن اليهود ‪،‬‬
‫فقال عمر ‪ :‬أول تبعثون رجل ينادي بالصلة ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬

‫‪89‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( يا بلل قم فنادي بالصلة ) رواه أحد والبخاري ‪ - 2 .‬وعن عبد ال بن عبد ربه قال‬
‫‪ :‬لا أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بالناقوس ليضرب به الناس ف المع للصلة ‪،‬‬
‫وف رواية ‪ ،‬وهو كاره لوافقته للنصارى ‪ ،‬طاف ب وأنا نائم رجل يمل ناقوسا ف يده ‪.‬‬
‫فقلت له ‪ :‬يا عبد ال أتبيع الناقوس ؟ قال ‪ :‬ماذا تصنع به ؟ قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬ندعو به إل‬
‫الصلة ‪ /‬صفحة ‪ / 112‬قال ‪ :‬أفل أدلك على ما هو خي من ذلك ؟ فقلت له ‪ :‬بلى ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬تقول ‪ ( :‬ال أكب ال أكب ‪ ،‬ال أكب ال أكب ‪ .‬أشهد أن ل إله إل ال ‪ ،‬أشهد أن‬
‫ل إله إل ال ‪ ،‬أشهد أن ممدا رسول ال ‪ ،‬أشهد أن ممدا رسول ال ‪ ،‬حي على الصلة‬
‫‪ ،‬حي على الصلة ‪ .‬حي على الفلح حي على الفلح ‪ ،‬ال أكب ال أكب ‪ ،‬ل إله إل ال‬
‫) ث استأخر غي بعيد ث قال ‪ ( :‬تقول إذا أقيمت الصلة ‪ :‬ال أكب ال أكب ‪ ،‬أشهد أن‬
‫ل إله إل ال ‪ ،‬أشهد أن ممدا رسول ال ‪ ،‬حي على الصلة ‪ ،‬حي على الفلح ‪ ،‬قد‬
‫قامت الصلة ‪ ،‬قد قامت الصلة ال أكب ال أكب ‪ ،‬ل إله إل ال ) ‪ .‬فلما أصبحت أتيت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبته با رأيت ‪ .‬فقال ‪ ( :‬إنا لرؤيا حق إن شاء ال ‪،‬‬
‫فقم مع بلل فألق عليه ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى ( ‪ ) 1‬صوتا منك ) قال ‪ :‬فقمت‬
‫مع بلل فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به قال ‪ :‬فسمع بذلك عمر وهو ف بيته فخرج ير‬
‫رداءه يقول ‪ .‬والذي بعثك بالق لقد رأيت مثل الذي أرى ‪ .‬قال ‪ :‬فقال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ( فلله المد ) رواه أحد وأبو داود وابن ماجه وابن خزية والترمذي وقال ‪:‬‬
‫حسن صحيح ‪ ( .‬هامش ) ( أندى صوتا منك ) أي أرفع أو أحسن ‪ .‬فيؤخذ منه‬
‫استحباب كون الؤذن رفيع صوت وحسنه ‪ .‬وعن أب مذورة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أعجبه صوته فعلمه الذان ‪ ،‬ولو ابن خزية ‪ ) 4 ( ) . ( .‬كيفيته ‪ :‬ورد الذان‬
‫بكيفيات ثلث نذكرها فيما يلي ‪ :‬أول ‪ :‬تربيع التكبي الول وتثنية باقي الذان بل‬
‫ترجيع ما عدا كلمة التوحيد ‪ ،‬فيكون عدد كلماته خس عشرة كلمة ‪ .‬لديث عبد ال‬
‫بن زيد التقدم ‪ .‬ثانيا ‪ :‬تربيع التكبي ‪ ،‬وترجيع كل من الشهادتي ‪ ،‬بعن أن يقول الؤذن‬
‫‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال ‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ال ‪ ،‬أشهد أن ممدا رسول ال ‪ ،‬أشهد أن‬
‫ممدا رسول ال ‪ ،‬يفض با صوته ‪ ،‬ث يعيدها مع الصوت ‪ .‬فعن أب مذورة ‪ :‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم علمه الذان تسع عشرة كلمة ‪ .‬رواه المسة وقال الترمذي ‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حديث حسن صحيح ‪ / .‬صفحة ‪ / 113‬ثالثا ‪ :‬تثنية التكبي مع ترجيع الشهادتي فيكون‬
‫عدد كلماته سبع عشرة كلمة ‪ ،‬لا رواه مسلم عن أب مذورة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم علمه هذا الذان ‪ ( :‬ال أكب ال أكب ‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ال أشهد أن ل إله‬
‫إل ال أشهد أن ممدا رسول ال ‪ ،‬أشهد أن ممدا رسول ال ‪ ،‬ث يعود فيقول ‪ :‬أشهد‬
‫أن ل إله إل ال مرتي ‪ ،‬أشهد أن ممدا رسول ال مرتي ‪ ،‬حي على الصلة مرتي ‪ ،‬حي‬
‫على الفلح مرتي ‪ ،‬ال أكب ال أكب ‪ ،‬ل إله‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 113‬‬
‫إل ال ) ‪ ) 5 ( .‬التثويب ‪ :‬ويشرع للمؤذن التثويب ‪ ،‬وهو أن يقول ف أذان الصبح ‪-‬‬
‫بعد اليعلتي ‪ ( : -‬الصلة خي من النوم ) قال أبو مذورة ‪ :‬يا رسول ال ‪ :‬علمن سنة‬
‫الذان ؟ فعلمه وقال ( فإن كان صلة الصبح قلت ‪ :‬الصلة خي من النوم ‪ ،‬الصلة خي‬
‫من النوم ‪ ،‬ال أكب ال أكب ‪ ،‬ل إله إل ال ) رواه أحد وأبو داود ‪ .‬ول يشرع لغي‬
‫الصبح ‪ ) 6 ( .‬كيفية القامة ‪ :‬ورد للقامة كيفيات ثلث ‪ .‬وهي ‪ :‬أول ‪ :‬تربيع التكبي‬
‫الول مع تثنية جيع كلماتا ‪ ،‬ما عدا الكلمة الخية لديث أب مذورة أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم علمه القامة سبع عشرة كلمة ‪ :‬ال أكب أربعا ‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ال‬
‫مرتي ‪ ،‬أشهد أن ممدا رسول ال مرتي ‪ ،‬حي على الصلة مرتي ‪ ،‬حي على الفلح‬
‫مرتي ‪ ،‬قد قامت الصلة ‪ ،‬ال أكب ال أكب ‪ ،‬ل إله إل ال ‪ ) .‬رواه المسة وصححه‬
‫الترمذي ‪ .‬ثانيا ‪ :‬تثنية التكبي الول والخي وقد قامت الصلة ‪ ،‬وإفراد سائر كلماتا‬
‫فيكون عددها إحدى عشرة كلمة ‪ .‬وف حديث عبد ال زيد التقدم ‪ :‬ث تقول إذا أقمت‬
‫‪ :‬ال أكب ال أكب ‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ال ‪ ،‬أشهد أن ممدا رسول ال ‪ ،‬حي على‬
‫الصلة حي على الفلح ‪ ،‬قد قامت الصلة قد قامت الصلة ‪ ،‬ال أكب ال أكب ‪ ،‬ل إله‬
‫إل ال ‪ / .‬صفحة ‪ / 114‬ثالثا ‪ :‬هذه الكيفي كسابقتها ما عدا ( كلمة قد قامت‬
‫الصلة ) فيها ل تثن ‪ ،‬بل تقال مرة واحدة ‪ ،‬فيكون عددها عشر كلمات وبذه الكيفية‬
‫أخذ مالك لنا عمل أهل الدينة ‪ ،‬إل أن ابن القيم قال ‪ :‬ل يصح عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إفراد كلمة قد قامت الصلة البتة ‪ ،‬وقال ابن عبد الب ‪ :‬هي مثناه على كل‬

‫‪91‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حال ‪ ) 7 ( .‬الذكر عند الذان ‪ :‬يستحب لن يسمع الؤذن أن يلتزم الذكر الت ‪- 1 :‬‬
‫يقول مثل ما يقول الؤذن إل ف اليعلتي ‪ ،‬فإنه يقول عقب كل كلمة ‪ :‬ل حول ول قوة‬
‫إل بال ‪ .‬فعن أب سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا‬
‫سعتم النداء فقولوا مثل ما يقول الوذن ) رواه الماعة ‪ .‬وعن عمر أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ ( :‬إذا قال الؤذن ‪ :‬ال أكب ال أكب ) ‪ ،‬فقال أحدكم ‪ :‬ال أكب ال أكب ‪،‬‬
‫ث قال أشهد أن ل إله إل ال قال ‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال ‪ ،‬ث قال أشهد أن ممدا‬
‫رسول ال قال ‪ :‬أشهد أن ممدا رسول ال ‪ ،‬ث قال ‪ :‬حي على الصلة ‪ ،‬قال ‪ :‬ل حول‬
‫ول قوة إل بال ‪ ،‬ث قال ‪ :‬حي على الفلح ‪ ،‬قال ‪ :‬ل حول ول قوة إل بال ‪ ،‬ث قال ‪:‬‬
‫ال أكب ال أكب ‪ ،‬قال ‪ :‬ال أكب ال أكب ‪ ،‬ث قال ‪ :‬ل إله إل ال ‪ ،‬قال ‪ :‬ل إله إل‬
‫ال ‪ ،‬من قبله ‪ ،‬دخل النة ) رواه مسلم وأبو داود ‪ .‬قال النووي ‪ :‬قال أصحابنا ‪ :‬وإنا‬
‫استحب للمتابع أن يقول مثل الؤذن ف غي اليعلتي فيدل على رضاه به وموافقته على‬
‫ذلك أما اليعلة فدعاء إل الصلة ‪ ،‬وهذا ل يليق بغي الؤذن ‪ ،‬فاستحب للمتابع ذكر‬
‫آخر ‪ ،‬فكان ل حول ول قو إل بال ‪ ،‬لنه تفويض مض إل ال تعال ‪ .‬وثبت ف‬
‫الصحيحي عن أب موسى الشعري ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل حول‬
‫ول قوة إل بال ‪ ،‬كن من كنوز النة ‪ ) .‬قال أصحابنا ‪ :‬ويستحب متابعته لكل سامع ‪،‬‬
‫من طاهر ومدث ‪ ،‬وجنب وحائض ‪ ،‬وكبي وصغي ‪ ،‬لنه ذكر ‪ ،‬وكل هؤلء من أهل‬
‫الذكر ‪ .‬ويستثن من هذا الصلي ‪ ،‬ومن هو على اللء ‪ ،‬والماع ‪ ،‬فإذا فرغ من اللء‬
‫تابعه فإذا سعه وهو ف قراءة أو ذكر ‪ /‬صفحة ‪ / 115‬أو درس أو نو ذلك ‪ ،‬قطعه وتابع‬
‫الؤذن ث عاد إل ما كان عليه إن شاء ‪ ،‬وإن كان ف صلة فرض أو نفل ‪ ،‬قال الشافعي‬
‫والصحاب ‪ :‬ل يتابعه ‪ ،‬فإذا فرغ منها قاله ‪ ،‬وف الغن ‪ :‬دخل السجد فسمع الؤذن‬
‫استحب له انتظاره ‪ ،‬ليفرغ ويقول مثل ما يقول جعا بي الفضيلتي ‪ ،‬وإن ل يقل كقوله‬
‫وافتتح الصلة فل بأس ‪ ،‬نص عليه أحد ‪ - 2 .‬أن يصلي على النب صلى ال عليه وسلم‬
‫عقب الذان بإحدى الصيغ الواردة ‪ ،‬ث يسأل ال له الوسيلة ‪ ،‬لا رواه عبد ال بن عمرو‬
‫‪ :‬أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬إذا سعتم الؤذن فقولوا مثل ما يقول‬
‫ث صلوا علي فإنه من صلى علي صلة صلى ال عليه با عشرا ث سلوا ال ل الوسيلة فإنا‬

‫‪92‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫منلة ف النة ل تنبغي إل لعبد من عباد ال ‪ ،‬وأرجو أن أكون أنا هو ‪ ،‬فمن سأل ال ل‬
‫الوسيلة حلت له شفاعت ) رواه مسلم ‪ .‬وعن جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( من قال حي يسمع النداء ‪ :‬اللهم رب هذه الدعوة التامة ‪ ،‬والصلة القائمة ‪ ،‬آت ممدا‬
‫الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما ممودا الذي وعدته حلت له شفاعت يوم القيامة ) رواه‬
‫البخاري ‪ ) 8 ( .‬الدعاء بعد الذان ‪ :‬الوقت بي الذان والقامة ‪ ،‬وقت يرجى قبول‬
‫الدعاء فيه فيستحب الكثار فيه من الدعاء ‪ .‬فعن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( ل يرد الدعاء‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 115‬‬
‫بي الذان والقامة ) رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪.‬‬
‫وزاد ( قالوا ‪ :‬ما ذا نقول يا رسول ال ؟ قال ‪ ( :‬سلوا ال العفو والعافية ف الدنيا‬
‫والخرة ) ‪ ،‬وعن عبد ال بن عمرو ‪ :‬أن رجل قال ‪ :‬يا رسول ال إن الؤذني يفضلوننا ‪.‬‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه ) رواه‬
‫أحد وأبو داود ‪ .‬وعن سهل بن سعد قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ثنتان‬
‫ل تردان ‪ -‬أو قال ما تردان ‪ -‬الدعاء عند النداء ‪ ،‬وعند البأس ‪ ،‬حي يلحم بعضهم بعضا‬
‫) رواه أبو داود بإسناد صحيح ‪ .‬وعن أم سلمة قالت ‪ :‬علمن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عند أذان الغرب ‪ ( :‬اللهم إن هذا إقبال ليلك ‪ ،‬وإدبار نارك ‪ ،‬وأصوات دعاتك‬
‫فاغفر ل ) ‪ / .‬صفحة ‪ ) 9 ( / 116‬الذكر عند القامة ‪ :‬يستحب لن يسمع القامة أن‬
‫يقول مثل ما يقول القيم ‪ .‬إل عند قوله ‪ :‬قد قامت الصلة ‪ ،‬فإنه يستحب أن يقول ‪:‬‬
‫أقامها ال وأدامها ‪ ،‬فعن بعض أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أن بلل أخذ ف‬
‫القامة ‪ ،‬فلما قال ‪ :‬قد قامت الصلة ‪ ،‬قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أقامها ال‬
‫وأدامها ) إل اليعلتي ‪ ،‬فإنه يقول ‪ :‬ل حول ول قوة إل بال ‪ ) 10 ( .‬ما ينبغي أن‬
‫يكون عليه الؤذن ‪ :‬يستحب للمؤذن أن يتصف بالصفات التية ‪ - 1 :‬أن يبتغي بأذانه‬
‫وجه ال فل يأخذ عليه أجرا ‪ .‬فعن عثمان بن أب العاص قال قلت يا رسول ال ‪ :‬اجعلن‬
‫إمام قومي ( ‪ ) 1‬قال ( أنت إمامهم ‪ ،‬واقتد بأضعفهم ( ‪ ) 2‬واتذ مؤذنا ل يأخذ على‬

‫‪93‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أذانه أجرا ) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي ‪ ،‬لكن لفظه ‪ :‬إن آخر ما عهد‬
‫إل النب صلى ال عليه وسلم ( أن اتذ مؤذنا ل يتخذ على أذانه أجرا ) قال الترمذي‬
‫عقب روايته له ‪ -‬حديث حسن ‪ ،‬والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم ‪ ،‬كرهوا أن‬
‫يأخذ على الذان أجرا ‪ ،‬واستحبوا للمؤذن أن يتسب ف أذانه ‪ - 2 .‬أن يكون طاهرا‬
‫من الدث الصغر والكب ‪ ،‬لديث الهاجر بن قنفذ رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال له ‪ ( :‬إنه ل ينعن أن أرد عليه ( ‪ ) 3‬إل أن كرهت أن أذكر ال إل على‬
‫طهارة ) ‪ ،‬رواه أحد وأبو داود والنسائي وابن ماجه ‪ ،‬وصححه ابن خزية ‪ .‬فإن أذن‬
‫على غي طهر جاز مع الكراهة ‪ ،‬عند الشافعية ‪ ،‬ومذهب أحد والنفية وغيهم عدم‬
‫الكراهة ‪ - 3 .‬أن يكونقائما مستقبل القبلة ‪ .‬قال ابن النذر ‪ :‬الجاع على أن القيام ف‬
‫الذان من السنة ‪ ،‬لنه أبلغ ف الساع ‪ ،‬وأن من السنة أن يستقبل القبلة بالذان ‪ .‬وذلك‬
‫أن مؤذن رسول ( هامش ) ( ‪ ) 1‬فيه جواز سؤال المامة ف الب ‪ ( ) 2 ( .‬واقتد‬
‫بأضعفهم ) ‪ :‬أي اجعل صلتك بم خفيفة كصلة أضعفهم ‪ ( ) 3 ( .‬أن أرد عليه ) ‪:‬‬
‫أي أرد عليه السلم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 117‬ال صلى ال عليه وسلم كانوا يؤذنون‬
‫مستقبلي القبلة ‪ ،‬فإن أخل باستقبال القبلة كره له ذلك وصح ‪ - 4 .‬أن يلتفت برأسه‬
‫وعنقه وصدره يينا ‪ ،‬عند قوله ‪ :‬حي على الصلة ‪ ،‬حي الصلة ‪ ،‬ويسارا عند قوله ‪ :‬حي‬
‫على الفلح ‪ ،‬حي على الفلح ‪ .‬قال النووي ف هذه الكيفية ‪ :‬هي أصح الكيفيات ‪ .‬قال‬
‫أبو جحيفة ‪ :‬وأذن بلل ‪ ،‬فجعلت أتتبع فاه هاهنا وهاهنا ‪ ،‬يينا وشال ‪ ،‬حي على‬
‫الصلة ‪ ،‬حي على الفلح ‪ .‬رواه أحد والشيخان ‪ .‬أما استدارة الؤذن فقد قال البيهقي ‪:‬‬
‫إنا ل ترد من طرق صحيحة ‪ ،‬وف الغن عن أحد ‪ :‬ل يدور إل إن كان على منارة‬
‫يقصد إساع أهل الهتي ‪ - 5 .‬أن يدخل أصبعيه ف أذنيه ‪ ،‬قال بلل ‪ :‬فجعلت أصبعي‬
‫ف أذن فأذنت ‪ .‬رواه أبو داود وابن حبان ‪ ،‬وقال الترمذي ‪ :‬استحب أهل العلم أن‬
‫يدخل الؤذن اصبعيه ف أذنيه ف الذان ‪ - 6 .‬أن يرفع صوته بالنداء ‪ ،‬وإن كان منفردا ف‬
‫صحراء ‪ .‬فعن عبد ال ابن عبد الرحن بن أب صعصعة عن أبيه ‪ ،‬أن أبا سعيد الدري‬
‫رضي ال عنه قال ‪ ( :‬إن أراك تب الغنم والبادية ‪ ،‬فإذا كنت ف غنمك أو باديتك فارفع‬
‫صوتك بالنداء فإنه ل يسمع مدى صوت الؤذن جن ول إنس ول شئ إل شهد له يوم‬

‫‪94‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القيامة ‪ .‬قال أبو سعيد ‪ :‬سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم رواه أحد والبخاري‬
‫والنسائي وابن ماجة ‪ - 7 .‬أن يترسل ف الذان ‪ :‬أي يتمهل ويفصل بي كل كلمتي‬
‫بسكتة ‪ ،‬ويذر القامة ‪ :‬أي يسرع فيها ‪ .‬وقد روي ما يدل على استحباب ذلك من‬
‫عدة طرق ‪ - 8 .‬أن ل يتكلم أثناء القامة ‪ :‬أما الكلم أثناء الذان فقد كرهه طائفة من‬
‫أهل العلم ‪ ،‬ورخص فيه السن وعطاء وقتادة ‪ .‬وقال أبو داود ‪ :‬قلت لحد ‪ :‬الرجل‬
‫يتكلم ف أذانه ؟ فقال ‪ :‬نعم ‪ .‬فقيل ‪ :‬يتكلم ف القامة ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬وذلك لنه يستحب‬
‫فيها السراع ‪ / .‬صفحة ‪ ) 11 ( / 118‬الذان ف أول الوقت وقبله ‪ :‬الذان يكون ف‬
‫أول الوقت ‪ ،‬من غي تقدي عليه ول تأخي عنه ‪ ،‬إل أذان الفجر فإنه يشرع تقديه على‬
‫أول الوقت ‪ .‬إذ أمكن التمييز بي الذان‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 118‬‬
‫الول والثان ‪ ،‬حت ل يقع الشتباه ‪ .‬فعن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما ‪ ،‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إن بلل يؤذن بليل ‪ ،‬فكلوا واشربوا حت يؤذن ابن أم‬
‫مكتوم ) ( ‪ ) 1‬متفق عليه ‪ .‬والكمة ف جواز تقدي أذان الفجر على الوقت ما بينه‬
‫الديث الذي رواه أحد وغيه عن ابن مسعود أنه صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل ينعن‬
‫أحدكم أذان بلل من سحوره ‪ ،‬فإنه يؤذن ‪ ،‬أو قال ‪ :‬ينادي ‪ ،‬ليجع قائمكم وينبه‬
‫نائمكم ) ول يكن بلل يؤذن بغي ألفاظ الذان ‪ .‬وروى الطحاوي والنسائي ‪ :‬أنه ل‬
‫يكن بي أذانه وأذان ابن أم مكتوم إل أن يرقى هذا وينل هذا ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬ابن‬
‫أم مكتوم ) كان أعمى ‪ ،‬ويؤخذ منه جواز أذانه إذا استطاع معرفة الوقت ‪ .‬كما يوز‬
‫أذان الصب الميز ‪ ) 12 ( ) . ( .‬الفصل بي الذان والقامة ‪ :‬يطلب الفصل بي الذان‬
‫والقامة بوقت يسع التأهب للصلة وحضورها لن الذان إنا شرع لذا ‪ .‬وإل ضاعت‬
‫الفائدة منه ‪ .‬والحاديث الواردة ف هذا العن كلها ضعيفة ‪ .‬وقد ترجم البخاري ‪ :‬باب‬
‫( كم بي الذان والقامة ‪ ،‬ولكن ل يثبت التقدير ‪ .‬قال ابن بطال ‪ :‬ل حد لذلك غي‬
‫تكن دخول الوقت واجتماع الصلي ‪ .‬وعن جابر بن سرة رضي ال عنه قال ‪ :‬كان‬
‫مؤذن رسول ال صلى ال عليه وسلم يؤذن ث يهل فل يقيم ‪ ،‬حت إذا رأى رسول ال‬

‫‪95‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم قد خرج ‪ ،‬أقام الصلة حي يراه ‪ .‬رواه أحد ومسلم وأبو داود‬
‫والترمذي ‪ ) 13 ( .‬من اذن فهو يقيم ‪ :‬يوز أن يقيم الؤذن وغيه باتفاق العلماء ‪،‬‬
‫ولكن الول أن يتول الؤذن القامة ‪ .‬قال الشافعي ‪ :‬وإذا أذن الرجل أحببت أن يتول‬
‫القامة ‪ .‬وقال الترمذي ‪ :‬والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم ‪ ،‬أن من أذن فهو يقيم ‪.‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ ) 14 ( / 119‬مت يقام إل الصلة ‪ :‬قال مالك ف الوطأ ‪ :‬ل أسع ف قيام‬
‫الناس حي تقام الصلة حدا مدودا ‪ ،‬إن أرى ذلك على طافة الناس ‪ ،‬فإن منهم الثقيل‬
‫والفيف ‪ .‬وروى ابن النذر عن أنس ‪ ،‬أنه كان يقوم إذا قال الؤذن ‪ :‬قد قامت الصلة ‪.‬‬
‫( ‪ ) 15‬الروج من السجد بعد الذان ‪ :‬ورد النهي عن ترك إجابة الؤذن ‪ ،‬وعن الروج‬
‫من السجد بعد الذان إل بعذر ‪ ،‬أو مع العزم على الرجوع ‪ ،‬فعن أب هريرة قال ‪ :‬أمرنا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا كنتم ف السجد فنودي بالصلة فل يرج أحدكم‬
‫حت يصلي ) رواه أحد وإسناده صحيح ‪ .‬وعن أب الشعثاء عن أبيه عن أب هريرة قال ‪:‬‬
‫خرج رجل من السجد بعدما أذن الؤذن فقال ‪ :‬أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ .‬رواه مسلم وأصحاب السنن ‪ ،‬وعن معاذ الهن عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أنه قال ‪ ( :‬الفاء كل الفاء ‪ ،‬والكفر والنفاق ‪ ،‬من سع منادي ال ينادي يدعو‬
‫إل الفلح ول ييبه ) رواه أحد والطبان ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬وقد روي عن غي واحد من‬
‫أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أنم قالوا ‪ ( :‬من سع النداء فلم يب فل صلة له )‬
‫‪ .‬وقال بعض أهل هذا على التغليظ والتشديد ول رخصة لحد ف ترك الماعة إل من‬
‫عذر ‪ ) 16 ( .‬الذان والقامة للفائتة ‪ :‬من نام عن صلة أو نسيها فإنه يشرع له أن‬
‫يؤذن لا ويقيم حينما يريد صلتا ‪ ،‬ففي رواية أب داود ف القصة الت نام فيها النب صلى‬
‫ال عليه وسلم وأصحابه ول يستيقظوا حت طلعت الشمس ‪ ،‬أنه أمر بلل فأذن وأقام‬
‫وصلى ‪ ،‬فإن تعددت الفوائت استحب له أن يؤذن ( ‪ ) 1‬ويقيم للول ويقيم لكل صلة‬
‫إقامة ‪ ،‬قال الثرم ‪ :‬سعت أبا عبد ال يسأل عن رجل يقضي صلة ‪ :‬كيف يصنع ف‬
‫الذان ؟ فذكر حديث هشيم عن أب الزبي عن نافع بن جبي عن أب عبيدة بن عبد ال‬
‫عن أبيه ‪ :‬أن الشركي شغلوا النب عن أربع صلوات ( هامش ) ( ‪ ( ) 1‬أن يؤذن ) أي‬
‫أذانا ل يشوش على الناس ول يلبس عليهم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 120‬يوم الندق ‪ ،‬حت‬

‫‪96‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذهب من الليل ما شاء ال ‪ .‬قال ‪ :‬فأمر بلل فأذن وأقام وصلى الظهر ‪ ،‬ث أمره فأقام‬
‫فصلى العصر ‪ ،‬ث أمره فأقام فصلى الغرب ‪ ،‬ث أمره فأقام فصلى العشاء ‪ ) 17 ( .‬أذان‬
‫النساء واقامتهن ‪ :‬قال ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬ليس على النساء أذان ول إقامة ‪ .‬رواه‬
‫البيهقي بسند صحيح وإل هذا ذهب أنس ‪ ،‬والسن ‪ ،‬وابن سيين ‪ ،‬والنخعي والثوري ‪،‬‬
‫ومالك ‪ ،‬وأبو ثور ‪ ،‬وأصحاب الرأي ‪ .‬وقال الشافعي وإسحاق ‪ :‬إن أذن وأقمن فل بأس‬
‫‪ .‬وروي عن أحد ‪ :‬إن فعلن فل بأس ‪ ،‬وإن ل يفعلن فجائز ‪ .‬وعن عائشة ‪ ( :‬أنا كانت‬
‫تؤذن وتقيم وتؤم النساء ‪ ،‬وتقف وسطهن ) رواه البيهقي ‪ ) 18 ( .‬دخول السجد بعد‬
‫الصلة فيه ‪ :‬قال صاحب الغن ‪ :‬ومن دخل مسجدا قد صلي فيه ‪ ،‬فإن شاء أذن وأقام ‪،‬‬
‫نص عليه أحد لا روى الثرم وسعيد بن منصور عن أنس ‪ :‬أنه دخل مسجدا قد صلوا‬
‫فيه فأمر رجل فأذن بم وأقام ‪ .‬فصلى بم ف جاعة ‪ .‬وإن شاء صلى من غي أذان ول‬
‫إقامة ‪ ،‬فإن عروة قال ‪ :‬إذا انتهيت إل مسجد قد صلى فيه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 120‬‬
‫ناس أذنوا وأقاموا ‪ ،‬فإن أذانم وإقامهتم تزئ عمن جاء بعدهم ‪ ،‬وهذا قول السن‬
‫والشعب والنخعي ‪ ،‬إل أن السن قال ‪ :‬كان أحب إليهم أن يقيم ‪ ،‬وإذا أذن فالستحب‬
‫أن يفي ذلك ول يهر به ‪ ،‬لئل يغر الناس بالذان ف غي مله ‪ ) 19 ( .‬الفصل بي‬
‫القامة والصلة ‪ :‬يوز الفصل بي القامة والصلة بالكلم غيه ‪ .‬ول تعاد القامة وإن‬
‫طال الفصل ‪ .‬فعن أنس بن مالك قال ‪ :‬أقيمت الصلة والنب صلى ال عليه وسلم يناجي‬
‫رجل ف جانب السجد فما قام إل الصلة حت نام القوم ‪ .‬رواه البخاري ‪ .‬وتذكر النب‬
‫صلى ال عليه وسلم يوما أنه جنب بعد إقامة الصلة ‪ ،‬فرجع إل بيته فاغتسل ث عاد‬
‫وصلى بأصحابه بدون إقامة ‪ / .‬صفحة ‪ ) 20 ( / 121‬أذان غي الؤذن الراتب ‪ :‬ل‬
‫يوز أن يؤذن غي الؤذن الراتب إل بإذنه ‪ ،‬أو أن يتخلف فيؤذن غيه مافة فوات وقت‬
‫التأذين ‪ ) 21 ( .‬ما أضيف إل الذان وليس منه ‪ :‬الذان عبادة ‪ ،‬ومدار المر ف‬
‫العبادات على التباع ‪ .‬فل يوز لنا أن نزيد شيئا ف ديننا أو ننقص منه ‪ .‬وف الديث‬
‫الصحيح ‪ ( :‬من أحدث ف أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ‪ :‬أي باطل ‪ .‬ونن نشي هنا‬

‫‪97‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل أشياء غي مشروعة درج عليها الكثي ‪ ،‬حت خيل للبعض أنا من الدين ‪ ،‬وهي ليست‬
‫منه ف شئ ‪ ،‬من ذلك ‪ - 1 :‬قول الؤذن حي الذان أو القامة ‪ :‬أشهد أن سيدنا ممدا‬
‫رسول ال ‪ .‬رأى الافظ ابن حجر أنه ل يزاد ذلك ف الكلمات الأثورة ‪ ،‬ويوز أن يزاد‬
‫ف غيها ‪ - 2 .‬قال الشيخ اساعيل العجلون ف كشف الفاء مسح العيني بباطن أنلت‬
‫السبابتي بعد تقبيلهما عند ساع قول الؤذن ‪ :‬أشهد أن ممدا رسول ال ‪ ،‬مع قوله ‪:‬‬
‫أشهد أن ممدا عبده ورسوله ‪ ،‬رضيت بال ربا ‪ ،‬وبالسلم دينا وبحمد صلى ال عليه‬
‫وسلم نبيا ‪ .‬رواه الديلمي عن أب بكر ‪ ،‬أنه لا سع قول الؤذن ‪ :‬أشهد أن ممدا رسول‬
‫ال ‪ ،‬قاله وقبل باطن أنلت السبابتي ومسح عينيه فقال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬من فعل‬
‫فعل خليلي فقد حلت له شفاعت ‪ .‬قال ف القاصد ‪ :‬ل يصح وكذا ل يصح ما رواه أبو‬
‫العباس بن أب بكز الرداد اليمان التصوف ف كتابه ( موجبات الرحة وعزائم الغفرة )‬
‫بسند فيه ماهيل مع انقطاعه ‪ ،‬عن الضر عليه السلم أنه قال ‪ :‬من قال حي يسمع‬
‫الؤذن يقول ‪ :‬أشهد أن ممدا رسول ال ‪ ،‬مرحبا ببيب وقرة عين ممد بن عبد ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬ث يقبل إباميه ويعلهما على عينيه ل يعم ‪ ،‬ول يرمد أبدا ‪ ،‬ونقل غي‬
‫ذلك ‪ .‬ث قال ‪ :‬ول يصح ف الرفوع من كل ذلك ‪ - 3 .‬التغن ف الذان واللحن فيه‬
‫بزيادة حرف أو حركة أو مد ‪ ،‬وهذا ‪ /‬صفحة ‪ / 122‬مكروه ‪ ،‬فإن أدى إل تغيي معن‬
‫أو إبام مذور فهو مرم ‪ .‬وعن يي البكاء ‪ :‬قال رأيت ابن عمر يقول لرجل إن‬
‫لبغضك ف ال ‪ ،‬ث قال لصحابه ‪ :‬إنه يتغن ف أذانه ‪ ،‬ويأخذ عليه أجرا ‪ - 4 .‬التسبيح‬
‫قبل الفجر ‪ :‬قال ف القناع وشرحه ‪ ،‬من كتب النابلة ‪ :‬وما سوى التأذين قبل الفجر‬
‫من التسبيح والنشيد ورفع الصوت بالدعاء ونو ذلك ف الآذن ‪ ،‬فليس بسنون ‪ ،‬وما من‬
‫أحد من العلماء قال إنه يستحب ‪ ،‬بل هو من جلة البدع الكروهة لنه ل يكن ف عهده‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ول ف عهد أصحابه ‪ .‬وليس له أصل فيما كان على عهدهم يرد‬
‫إليه ‪ ،‬فليس لحد أن يأمر به ول ينكر على من تركه ‪ ،‬ول يعلق استحقاق الرزق به لنه‬
‫إعانة على بدعة ول يلزم فعله ‪ ،‬ولو شرطه الواقف لخالفته السنة ‪ .‬وف كتاب تلبيس‬
‫إبليس لعبد الرحن بن الوزي ‪ :‬وقد رأيت من يقوم بليل كثي ( ‪ ) 1‬على النارة فيعظ‬
‫ويذكر ويقرأ سورة من القرآن بصوت مرتفع ‪ ،‬فيمنع الناس من نومهم ويلط على‬

‫‪98‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫التهجدين قراءتم ‪ ،‬وكل ذلك من النكرات ‪ ،‬وقال الافظ ف الفتح ‪ :‬ما أحدث من‬
‫التسبيح قبل الصبح وقبل المعة ومن الصلة على النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ليس من‬
‫الذان ل لغة ول شرعا ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬بليل كثي ‪ :‬أي بزء كبي من الليل ‪) . ( .‬‬
‫‪ - 15‬الهر بالصلة والسلم على الرسول صلى ال عليه وسلم عقب الذن غي مشروع‬
‫‪ ،‬بل هو مدث مكروه ‪ ،‬قال ابن حجر ف الفتاوى الكبى ‪ :‬قد استفت مشاينا وغيهم‬
‫ف الصلة والسلم عليه صلى ال عليه وسلم بعد الذن على الكيفية الت يفعلها الؤذنون ‪،‬‬
‫فأفتوا بأن الصل سنة ‪ ،‬والكيفية بدعة ‪ ،‬وسئل الشيخ ممد عبده مفت الديار الصرية عن‬
‫الصلة والسلم على النب صلى ال عليه وسلم عقب الذان ؟ فأجاب ‪ ( :‬أما الذان فقد‬
‫جاء ف ( الانية ) أنه ليس لغي الكتوبات ‪ ،‬وأنه خس عشرة كلمة وآخره عندنا ‪ ،‬ل إله‬
‫إل ال ‪ ،‬وما يذكر بعده أو قبله كله من الستحدثات البتدعة ‪ ،‬ابتدعت للتلحي ل لشئ‬
‫آخر ول يقول أحد بواز هذا التلحي ‪ ،‬ول عبة بقول من قال ‪ :‬إن شيئا من ذلك بدعة‬
‫حسنة ‪ ،‬لن كل بدعة ف ‪ /‬صفحة ‪ / 123‬العبادات على هذا النحو فهي سيئة ‪ ،‬ومن‬
‫ادعى أن ذلك ليس فيه تلحي فهو كاذب ‪ ) .‬شروط الصلة ( ‪) 1‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 123‬‬
‫الشروط الت تتقدم الصلة ويب على الصلي أن يأت با بيث لو ترك شيئا منها تكون‬
‫صلته باطلة هي ‪ ) 1 ( :‬العلم بدخول الوقت ‪ ،‬ويكفي غلبة الظن ‪ ،‬فمن تيقن أو غلب‬
‫على ظنه دخول الوقت أبيحت له الصلة ‪ ،‬سواء كان ذلك باختيار الثقة ‪ ،‬أو أذان الؤذن‬
‫الؤتن ‪ ،‬أو الجتهاد الشخصي أو أي سبب من السباب الت يصل با العلم ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬الشرط ما يلزم من عدمه العدم ول يلزم من وجوده وجود ول عدم ‪،‬‬
‫كالوضوء للصلة ‪ ،‬فإنه يلزم من عدمه عدم الصلة ول يلزم من وجوده وجودها ول‬
‫عدمها ‪ ) 2 ( ) . ( .‬الطهارة من الدث الصغر والكب لقول ال تعال ‪ ( :‬يأيها الذين‬
‫آمنوا إذا قمتم إل الصلة فاغسلوا وجوهكم ‪ ،‬وأيديكم إل الرافق ‪ ،‬وامسحوا برؤوسكم‬
‫وأرجلكم إل الكعبي ‪ ،‬وإن كنتم جنبا فاطهروا ) ولديث ابن عمر رضي ال عنهما ‪:‬‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل يقبل ال صلة بغي طهور ‪ ،‬ول صدقة من‬

‫‪99‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫غلول ) ( ‪ ) 2‬رواه الماعة إل البخاري ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 2‬الغلول ) ‪ :‬السرقة من‬
‫الغنيمة قبل قسمتها ‪ ) 3 ( ) . ( .‬طهارة البدن والثوب والكان الذي يصلى فيه من‬
‫النجاسة السية ‪ ،‬مت قدر على ذلك ‪ ،‬فإن عجز عن إزالتها صلى معها ‪ ،‬ول إعادة عليه‬
‫‪ .‬أما طهارة البدن فلحديث أنس أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬تنهوا من البول ‪،‬‬
‫فإن عامة عذاب القب منه ) رواه الدار قطن وحسنه ‪ .‬وعن علي رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫كنت رجل مذاء فأمرت رجل أن يسأل النب صلى ال عليه وسلم لكان ابنته ‪ ،‬فسأل‬
‫فقال ‪ ( :‬توضأ واغسل ذكرك ) رواه البخاري وغيه ‪ .‬وروى أيضا عن عائشة ‪ ،‬أنه‬
‫صلى ال عليه وسلم قال للمستحاضة ‪ / :‬صفحة ‪ ( / 124‬اغسلي الدم عنك وصلي ) ‪.‬‬
‫وأما طهارة الثوب ‪ ،‬فلقوله تعال ‪ ( :‬وثيابك فطهر ( ‪ ) ) 1‬وعن جابر بن سرة قال ‪:‬‬
‫سعت رجل سأل النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أصلي ف الثوب الذي آت فيه أهلي ؟ قال ‪:‬‬
‫( نعم إل أن ترى فيه شيئا فتغسله ) رواه أحد وابن ماجة بسند رجاله ثقات ‪ ،‬وعن‬
‫معاوية قال ‪ ( :‬قلت لم حبيبة ‪ :‬هل كان النب صلى ال عليه وسلم يصلي ف الثوب‬
‫الذي يامع فيه ؟ قالت ‪ :‬نعم إذا ل يكن فيه أذى ) رواه أحد وأصحاب السنن ‪ ،‬إل‬
‫الترمذي ‪ .‬وعن أب سعيد أنه صلى ال عليه وسلم صلى فخلع نعليه فخلع الناس نعالم ‪،‬‬
‫فلما انصرف قال ‪ ( :‬ل خلعتم ) ؟ قالوا رأيناك خلعت فخلعنا ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬إن جبيل أتان‬
‫فأخبن أن بما خبثا فإذا جاء أحدكم السجد فليقلب نعليه ولينظر فيهما فإن رأى خبثا‬
‫فليمسحه بالرض ث ليصل فيهما ) رواه أحد وأبو داود والاكم وابن حبان وابن خزية‬
‫وصححه ‪ .‬وف الديث دليل على أن الصلي إذا دخل ف الصلة وهو متلبس بنجاسة غي‬
‫عال با أو ناسيا لا ‪ ،‬ث علم با أثناء الصلة ‪ ،‬فإنه يب عليه إزالتها ث يستمر ف صلته‬
‫ويبن على ما صلى ‪ ،‬ول إعادة عليه ‪ .‬وأما طهارة الكان الذي يصلي فيه فلحديث أب‬
‫هريرة قال ‪ :‬قام أعراب فبال ف السجد فقام إليه الناس ليقعوا به ‪ .‬فقال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ( :‬دعوه وأريقوا على بوله سجل من ماء ‪ ،‬أو ذنوبا ( ‪ ) 1‬من ماء ‪ ،‬فإنا بعثتم‬
‫ميسرين ول تبعثوا معسرين ) رواه الماعة إل مسلما ‪ .‬قال الشوكان ‪ -‬بعد أن ناقض‬
‫أدلة القائلي باشتراط طهارة الثوب ‪ -‬إذا تقرر ما سقناه لك من الدلة ‪ ،‬وما فيها ‪ ،‬فاعلم‬
‫أنا ل تقصر عن إفادة وجوب تطهي الثياب ‪ .‬فمن صلى وعلى ثوبه ناسة كان تاركا‬

‫‪100‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لواجب ‪ ،‬وإما أن صلته باطلة ‪ -‬كما هو شأن فقدان شرط الصحة ‪ -‬فل ‪ .‬وف الروضة‬
‫الندية ‪ :‬وقد ذهب المهور إل وجوب تطهي الثلثة ‪ :‬البدن ‪ ،‬والثوب ‪ ،‬والكان للصلة‬
‫‪ ،‬وذهب جع إل أن ذلك شرط لصحة الصلة ‪ ،‬وذهب آخرون إل أنه سنة ‪ .‬والق‬
‫الوجوب ‪ ،‬فمن صلى ملبسا لنجاسة عامدا فقد أخل بواجب ‪ ،‬وصلته صحيحة ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الدثر آية ‪ ) 2 ( . 4 :‬السجل ‪ :‬هو الدلو إذا كان فيه ماء ‪.‬‬
‫والذنوب ‪ :‬الدلو العظيمة المتلئة ماء ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ ) 4 ( / 125‬سترة العورة ‪:‬‬
‫لقول ال تعال ‪ ( :‬يا بن آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) ( ‪ ) 1‬والراد بالزينة ما‬
‫يستر العورة ‪ ،‬والسجد ‪ :‬الصلة ‪ ،‬أي استروا عورتكم عند كل صلة ‪ .‬وعن سلمة بن‬
‫الكوع رضي ال عنه قال ‪ :‬قلت يا رسول ال ‪ .‬أفأصلي ف القميص ؟ قال ‪ ( :‬نعم زرره‬
‫ولو بشوكة ) رواه البخاري ف تاريخ وغيه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة العراف آية ‪:‬‬
‫‪ ) . ( . 31‬حد العورة من الرجل ‪ :‬العورة الت يب على الرجل سترها عند الصلة ‪،‬‬
‫القبل والدبر ‪ ،‬أما ما عداها من الفخذ والسرة والركبة فقد اختلفت فيها النظار تبعا‬
‫لتعارض الثار فمن قائل بأنا ليست ومن ذاهب إل أنا عورة ‪ .‬حجة من يرى أنا عورة‬
‫‪ :‬استدل القائلون بأن السرة والفخذ والركبة ليست بعورة بذه الحاديث ‪ - 1 :‬عن‬
‫عائشة رضي ال عنها ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 125‬‬
‫جالسا كاشفا عن فخذه ‪ ،‬فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على حاله ‪ ،‬ث استأذن عمر‬
‫فأذن له ‪ ،‬وهو على حاله ث استأذن عثمان فأرخى عليه ثيابه ‪ .‬فلما قاموا قلت ‪ :‬يا‬
‫رسول ال استأذن أبو بكر وعمر فأذنت لما ‪ .‬وأنت على حالك ‪ ،‬فلما استأذن عثمان‬
‫أرخيت عليك ثيابك ؟ فقال ‪ ( :‬يا عائشة أل أستحي من رجل وال إن اللئكة لتستحي‬
‫منه ) رواه أحد ‪ ،‬وذكره البخاري تعليقا ‪ - 2 .‬وعن أنس ‪ ( :‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم يوخ خيب حسر الزار عن فخذه ‪ ،‬حت إن لنظر إل بياض فخذه ) رواه أحد‬
‫والبخاري ‪ .‬قال ابن حزم ‪ :‬فصح أن الفخذ ليست عورة ‪ ،‬ولو كانت عورة لا كشفها‬
‫ال عزوجل عن رسول ال صلى ال عليه وسلم الطهر العصوم من الناس ‪ ،‬ف حال النبوة‬

‫‪101‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والرسالة ول أراها أنس بن مالك ول غيه ‪ ،‬وهو تعال قد عصمه من كشف العورة ‪ ،‬ف‬
‫حال الصبا وقبل النبوة ‪ ،‬ففي الصحيحي عن جابر ‪ ،‬أن ‪ /‬صفحة ‪ / 126‬رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم كان ينقل معهم الجارة للكعبة وعليه إزاره ‪ ،‬فقال له عمه العباس ‪:‬‬
‫يا ابن أخي لو حللت إزارك فجعلته على منكبك دون الجارة ؟ قال فحله وجعله على‬
‫منكبه فسقط مغشيا عليه ‪ ،‬فما رئي بعد ذلك اليوم عريانا ‪ - 3 .‬وعن مسلم عن أب‬
‫العالية الباء قال ‪ :‬إن عبد ال ابن الصامت ضرب فخذي وقال ‪ :‬إن سألت أبا ذر‬
‫فضرب فخذي كما ضربت فخذك وقال ‪ :‬إن سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كما سألتن فضرب فخذي كما ضربت فخذك وقال ‪ ( :‬صل الصلة لوقتها ) إل آخر‬
‫الديث ‪ .‬قال ابن حزم ‪ :‬فلو كانت الفخذ عورة لا مسها رسول ال ‪ ،‬من أب ذر أصل‬
‫بيده القدسة ؟ ولو كانت الفخذ عورة عند أب ذر ‪ ،‬لا ضرب عليها بيده ‪ ،‬وكذلك عبد‬
‫ال بن الصامت وأبو العالية ‪ .‬وما يستحل لسلم أن يضرب بيده على قبل إنسان ‪ ،‬على‬
‫الثياب ول على حلقة دبر إنسان على الثياب ‪ ،‬ول على بدن امرأة أجنبية على الثياب ‪،‬‬
‫البتة ‪ - 4 .‬ث ذكر ابن حزم بإسناده إل حبي بن الويرث ‪ ،‬أنه نظر إل فخذ أب بكر‬
‫وقد انكشفت ‪ ،‬وأن أنس بن مالك أتى قس بن شاس ‪ ،‬وقد حسر عن فخذيه ‪ .‬حجة‬
‫من يرى أنا عورة ‪ :‬واستدل القائلون بأنا عورة بذين الديثي ‪ - 1 :‬عن ممد بن‬
‫جحش قال ‪ :‬مر رسول ال صلى ال عليه وسلم على معمر ‪ ،‬وفخذاه مكشوفتان فقال‬
‫( يا معمر غط فخذيك فإن الفخذين عورة ) رواه أحد والاكم والبخاري ف تاريه ‪،‬‬
‫وعلقه ف صحيحه ‪ - 2 .‬وعن جرهد قال ‪ :‬مر رسول ال صلى ال عليه وسلم وعلي‬
‫بردة وقد انكشفت فخذي فقال ‪ ( :‬غط فخذيك فإن الفخذ عورة ) رواه مالك وأحد‬
‫وأبو داود والترمذي وقال ‪ :‬حسن ‪ :‬وذكره البخاري ف صحيحه معلقا ‪ / .‬صفحة ‪127‬‬
‫‪ /‬هذا هو ما استدل به كل من الفريقي ‪ ،‬وللناظر ف هذا أن يتار أي الرأيي ‪ ،‬وإن كان‬
‫الحوط ف الدين أن يستر الصلي ما بي سرته وركبته ما أمكن ذلك ‪ .‬قال البخاري ‪.‬‬
‫حديث أنس أسند ‪ ،‬وحديث جرهد أحوط ‪ :‬أي حديث أنس التقدم أصح إسنادا ‪ .‬حد‬
‫العورة من الرأة ‪ :‬بدن الرأة كله عورة يب عليها ستره ‪ ،‬ما عدا الوجه والكفي قال ال‬
‫تعال ( ول يبدين زينتهن إل ما ظهر منها ) ‪ ،‬أي ول يظهرن مواضع الزينة ‪ ،‬إل الوجه‬

‫‪102‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والكفي ‪ ،‬كما جاء ذلك صحيحا عن ابن عباس وابن عمر وعائشة ‪ ،‬وعنها ‪ :‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل يقبل ال صلة حائض ( ‪ ) 1‬إل بمار ) رواه المسة إل‬
‫النسائي ‪ ،‬وصححه ابن خزية والاكم وقال الترمذي ‪ :‬حديث حسن ‪ .‬وعن أم سلمة ‪:‬‬
‫أنا سألت النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أتصلي الرأة ف درع ( ‪ ) 2‬وخار بغي إزار ؟ قال‬
‫‪ ( :‬إذا كان الدرع سابغا يغطي ظهور قدميها ) رواه أبو داود وصحح الئمة وقفه ( ‪) 3‬‬
‫‪ .‬وعن عائشة أنا سئلت ‪ ( .‬ف كم تصلي الرأة من الثياب ‪ ،‬فقالت للسائل ‪ :‬سل علي‬
‫بن أب طالب ث ارجع إل فأخبن ‪ ،‬فأتى عليا فسأله فقال ‪ :‬ف المار والدرع السابغ ‪.‬‬
‫فرجع إل عائشة فأخبها فقالت ‪ :‬صدق ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬الائض ) ‪ :‬أي‬
‫البالغة ‪ ،‬والمار غطاء الرأس ‪ ) 2 ( .‬الدرع القميص ‪ ) 3 ( .‬صحح الئمة وقفه لنه‬
‫ليس من كلم أم سلمة ومثل هذا له حكم الرفوع إل النب صلى ال عليه وسلم ‪) . ( .‬‬
‫ما يب من الثياب وما يستحب منها ‪ :‬الواجب من الثياب ما يستر العورة ‪ ،‬وإن كان‬
‫الساتر ضيقا يدد العورة ‪ ،‬فإن كان خفيفا يبي لون اللد من ورائه فيعلم بياضه أو حرته‬
‫ل تز الصلة فيه ‪ ،‬ويوز الصلة ف الثوب الواحد ‪ ،‬كما تقدم ف حديث سلمة بن‬
‫الكوع ‪ ،‬وعن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن الصلة ف ثوب‬
‫واحد فقال ‪ ( :‬أو لكلكم ثوبان ؟ ) رواه مسلم ومالك وغيها ‪ / .‬صفحة ‪/ 128‬‬
‫ويستحب أن يصلي ف ثوبي أو أكثر ‪ ،‬وأن يتجمل ويتزين ما أمكن ذلك ‪ .‬فعن ابن عمر‬
‫رضي ال عنهما عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا صلى أحدكم ( ‪) 1‬‬
‫فليلبس ثوبيه ‪ ،‬فإن ال أحق من تزين له ‪ ،‬فإن ل يكن له ثوبان‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 128‬‬
‫فليتزر إذا صلى ‪ ،‬ول يشتمل أحدكم ف صلته اشتمال اليهود ) رواه الطبان والبيهقي ‪.‬‬
‫وروى عبد الرازق ‪ ( :‬أن أب بن كعب وعبد ال بن مسعود اختلفا فقال أب ‪ :‬الصلة ف‬
‫الثوب الواحد غي مكروهة وقال ابن مسعود ‪ :‬إنا كان ذلك وف الثياب قلة ‪ .‬فقام عمر‬
‫على النب فقال ‪ :‬القول ما قال أب ول يأل ( ‪ ) 2‬ابن مسعود ‪ ،‬إذا وسع ال فأوسعوا ‪:‬‬
‫جع رجل عليه ثيابه ‪ ،‬صلى رجل ف إزار ورداء ‪ ،‬ف إزار وقميص ‪ .‬ف إزار وقباء ‪ ،‬ف‬

‫‪103‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سراويل ورداء ‪ ،‬ف سراويل وقميص ‪ .‬ف سراويل وقباء ‪ ،‬ف تبان وقباء ‪ .‬ف تبان وقميص‬
‫قال وأحسبه قال ‪ :‬ف تبان ورداء ‪ ،‬وهو ف البخاري بدون ذكر السبب ‪ .‬وعن بريدة قال‬
‫‪ :‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يصلي الرجل ف لاف ( ‪ ) 3‬واحد ل يتوشح‬
‫به ‪ ،‬ونى أن يصلي الرجل ف سراويل وليس عليه رداء ‪ .‬رواه أبو داود والبيهقي ‪ .‬وعن‬
‫السن بن علي رضي ال عنهما ‪ :‬أنه كان إذا قام إل الصلة لبس أجود ثيابه فسئل عن‬
‫ذلك فقال ‪ :‬إن ال جيل يب المال فأتمل لرب ‪ ،‬وهو يقول ‪ ( :‬خذوا زينتكم عند‬
‫كل مسجد ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬إذا صلى أحدكم ) أي أراد أن يصلي ‪ ( ) 2 ( .‬يأل‬
‫) ‪ :‬أي يقصر ‪ ( .‬والقباء ) ‪ :‬القفطان ‪ ( .‬والتبان ) سراويل من جلد ليس له رجلن ‪،‬‬
‫وهو لبس الصارعي ‪ ( ) 3 ( .‬ف لاف ) أي ف ثوب يلتحف به ‪ ) . ( .‬كشف الرأس‬
‫ف الصلة ‪ :‬روى ابن عساكر عن ابن عباس ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان ربا نزع‬
‫قلنسوته فجعلها سترة بي يديه ‪ .‬وعند النفية أن ه ل بأس بصلة الرجل حاسر الرأس ‪،‬‬
‫واستحبوا ذلك إذا كان للخشوع ‪ .‬ول يرد دليل بأفضلية تغطية الرأس ف الصلة ‪) 5 ( .‬‬
‫استقبال القبلة ‪ :‬اتفق العلماء على أنه يب على الصلي أن يستقبل السجد الرام عند‬
‫الصلة ‪ .‬لقول ال تعال ‪ ( :‬فول وجهك شطر السجد ‪ /‬صفحة ‪ / 129‬الرام وحيثما‬
‫كنتم فولوا وجوهكم شطره ) ( ‪ ) 1‬وعن الباء قال ‪ :‬صلينا مع النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا نو بيت القدس ث صرفنا نو الكعبة ) رواه‬
‫مسلم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة آية ‪ ) . ( . 144‬حكم الشاهد للكعبة ‪ ،‬وغي‬
‫الشاهد لا ‪ :‬الشاهد للكعبة يب عليه أن يستقبل عينها ‪ ،‬والذي ل يستطيع مشاهدتا‬
‫يب عليه أن يستقبل جهتها ‪ ،‬لن هذا هو القدور عليه ‪ ،‬ول يكلف ال نفسا إل وسعها‬
‫‪ .‬وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ما بي الشرق والغرب قبلة ) رواه‬
‫ابن ماجه والترمذي وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ ،‬وقرأه البخاري ‪ ،‬هذا بالنسبة لهل الدينة ‪،‬‬
‫ومن جرى مراهم كأهل الشام والزيرة والعراق ‪ .‬وأما أهل مصر فقبلتهم بي الشرق‬
‫والنوب ‪ ،‬وأما اليمن فالشرق يكون عن يي الصلي والغرب عن يساره ‪ ،‬والند يكون‬
‫الشرق خلف الصلي والغرب أمامه ‪ .‬وهكذا ‪ .‬ب تعرف القبلة ؟ كل بلد له أدلة تتص‬
‫به يعرف با القبلة ‪ .‬ومن ذلك الحاريب الت نصبها السلمون ف الساجد ‪ ،‬وكذلك بيت‬

‫‪104‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البرة ( البوصلة ) ‪ .‬حكم من خفيت عليه ‪ :‬من خفيت عليه أدلة القبلة ‪ ،‬لغيم أو ظلمة‬
‫مثل وجب عليه أن يسأل من يدله عليها ‪ ،‬فإن ل يد من يسأله اجتهد وصلى إل الهة‬
‫الت إليها اجتهاده ‪ ،‬وصلته صحيحة ول اعادة عليه ‪ ،‬حت ولو تبي له خطؤة بعد الفراغ‬
‫من الصلة ‪ ،‬فإن تبي له الطأ أثناء الصلة استدار إل القبلة ول يقطع صلته ‪ .‬فعن ابن‬
‫عمر رضي ال عنهما قال ‪ :‬بينما الناس بقباء ف صلة الصبح ‪ ،‬إذ جاءهم آت فقال ‪ :‬إن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قد أنزل عليه ال قرآن ‪ ،‬وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها‬
‫‪ .‬وكانت وجوههم إل الشام فاستداروا إل الكعبة ‪ ،‬متفق عليه ‪ .‬ث إذا صلى بالجتهاد‬
‫إل جهة لزمه إعادة الجتهاد إذا أراد ‪ /‬صفحة ‪ / 130‬صلة أخرى ‪ ،‬فإن تغي اجتهاده‬
‫عمل بالثان ‪ ،‬ول يعيد ما صلة بالول ‪ .‬مت يسقط الستقبال ‪ :‬استقبال القبلة فريضة ‪،‬‬
‫ل يسقط إل ف الحوال التية ‪ ) 1 ( :‬صلة النفل للراكب ‪ :‬يوز للراكب أن يتنفل‬
‫على راحلته ‪ ،‬يومي بالركوع والسجود ‪ ،‬ويكون سجوده أخفض من ركوعه ‪ ،‬وقبلته‬
‫حيث اتهت دابته ‪ .‬فعن عامر بن ربيعة قال ‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يصلي على راحلته حيث توجهت به ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪ ،‬وزاد البخاري ‪ :‬يومئ ‪،‬‬
‫والترمذي ‪ :‬ول يكن يصنعه ف الكتوبة ( ‪ . ) 1‬وعند أحد ومسلم والترمذي ‪ :‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم كان يصلي على راحلته وهو مقبل من مكة إل الدينة حيثما‬
‫توجهت به ‪ ،‬وفيه نزلت ‪ ( :‬فأينما تولوا فثم وجه ال ) ‪ .‬وعن إبراهيم النخعي قال ‪:‬‬
‫كانوا يصلون ف رحالم ودوابم حيثما توجهت ‪ ،‬وقال ابن حزم ‪ :‬وهذه حكاية عن‬
‫الصحابة والتابعي ‪ ،‬عموما ف الضر والسفر ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬الكتوبة ) ‪ :‬الفريضة‬
‫‪ .‬والياء الشارة بالرأس إل السجود ‪ ) 2 ( ) . ( .‬صلة الكره والريض والائف ‪:‬‬
‫الائف والكره والريض يوز لم الصلة لغي القبلة إذا عجزوا عن‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 130‬‬
‫استقبالا ‪ ،‬فإن الرسول صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما‬
‫استطعتم ) ‪ .‬وف قول ال تعال ‪ ( :‬فإن خفتم فرجال أو ركبانا ) قال ابن عمر رضي ال‬
‫عنهما ‪ :‬مستقبلي القبلة أو غي مستقبليها ‪ ،‬رواه البخاري ‪ .‬كيفية الصلة جاء الحاديث‬

‫‪105‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن سول ال صلى ال عليه وسلم مبينة كيفية الصلة وصفتها ‪ .‬ونن نكتفي هنا بإيراد‬
‫حديثي ‪ :‬الول من فعله صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬والثان من قوله ‪ / :‬صفحة ‪- 1 / 131‬‬
‫عن عبد ال بن غنم ‪ :‬أن أبا مالك الشعري جع قومه فقال ‪ :‬يا معشر الشعريي‬
‫اجتمعوا واجعوا نساءكم وأبناءكم أعلمكم صلة النب صلى ال عليه وسلم الت كان‬
‫يصلي لنا بالدينة فاجتمعوا وجعوا نساءهم وأبناءهم ‪ ،‬فتوضأ وأراهم كيف يتوضأ ‪.‬‬
‫فأحصى الوضوء إل ( ‪ ) 1‬أماكنه حت أفاء الفئ وانكسر الظل قام فأذن ‪ .‬فصف الرجال‬
‫ف أدن الصف ‪ ،‬وصف الولدان خلفهم ‪ .‬وصف النساء خلف الولدان ‪ ،‬ث أقام الصلة ‪،‬‬
‫فتقدم فرفع يديه فكب ‪ ،‬فقرأ بفاتة الكتاب وسورة يسرها ‪ .‬ث كب فركع فقال ‪ :‬سبحان‬
‫ال وبمده ثلث مرات ‪ ،‬ث قال ‪ :‬سع ال لن حده واستوى قائما ‪ ،‬ث كب وخر ساجدا‬
‫‪ ،‬ث كب فرفع رأسه ‪ ،‬ث كب فسجد ‪ ،‬ث كب فانتهض قائما ‪ .‬فكان تكبية ف أول ركعة‬
‫ست تكبيات ‪ .‬وكب حي قام إل الركعة الثانية ‪ .‬فلما قضى صلته ‪ ،‬أقبل إل قومه‬
‫بوجهه فقال ‪ :‬احفظوا تكبيي وتعلموا ركوعي وسجودي ‪ ،‬فإنا صلة رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم الت كان يصلي لنا كذا الساعة من النهار ‪ ،‬ث إن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم لا قضى صلته أقبل إل الناس بوجهه فقال ( يا أيها الناس اسعوا واعقلوا ‪ ،‬واعلموا‬
‫أن ال عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ول شهداء ‪ ،‬يغبطهم النبياء والشهداء على مالسهم‬
‫وقربم من ال ‪ ،‬فجاء رجل من العراب من قاصية الناس وألوى بيده إل نب ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا نب ال ‪ .‬ناس من الناس ليسوا بأنبياء ول شهداء ‪ ،‬يغبطهم‬
‫النبياء والشهداء على مالسهم وقربم من ال ؟ انعتهم لنا ( ‪ ) 2‬فسر وجه النب صلى ال‬
‫عليه وسلم لسؤال العراب ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وهم ناس من أفياء‬
‫الناس ونوازع القبائل ‪ ،‬ل تصل بينهم أرحام متقاربة ‪ ،‬تابوا ف ال وتصافوا ‪ ،‬يضع ال‬
‫لم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها ‪ ،‬فيجعل وجوههم نورا ‪ ،‬وثيابم نورا ‪،‬‬
‫يفزع الناس يوم القيامة ول يفزعون ‪ ،‬وهم أولياء ال الذين ل خوف عليهم ول هم‬
‫يزنون ) رواه أحد وأبو يعلى بإسناد حسن ‪ ،‬والاكم وقال ‪ :‬صحيح السناد ‪- 2 .‬‬
‫عن أب هريرة قال ‪ :‬دخل رجل السجد فصلى ‪ ،‬ث جاء إل النب ( هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫( فأحصى الوضوء إل أماكنه ) ‪ :‬أي غسل جيع العضاء ‪ ( ) 2 ( .‬انعتهم لنا ) ‪ :‬أي‬

‫‪106‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صفهم لنا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 132‬صلى ال عليه وسلم يسلم ‪ .‬فرد عليه السلم وقال ‪:‬‬
‫( إرجع فصل فإنك ل تصل ) فرجع ‪ ،‬ففعل ذلك ثلث مرات ‪ .‬قال فقال ‪ :‬والذي‬
‫بعثك بالق ما أحسن غي هذا فعلمن ‪ ،‬قال ‪ ( :‬إذا قمت إل الصلة فكب ث اقرأ ما تيسر‬
‫معك من القرآن ‪ ،‬ث اركع حت تطمئن راكعا ث ارفع حت تعتدل قائما ‪ ،‬ث اسجد حت‬
‫تطمئن ساجدا ‪ ،‬ث ارفع حت تطمئن جالسا ‪ ،‬ث اسجد حت تطمئن ساجدا ‪ ،‬ث افعل‬
‫ذلك ف صلتك كلها ) رواه أحد والبخاري ومسلم ‪ .‬وهذا الديث يسمى ( حديث‬
‫السئ ف صلته ) ‪ .‬هذا جلة ما ورد ف صفة الصلة من فعل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وقوله ‪ ،‬ونن نفعل ذلك مع التمييز بي الفرائض والسنن ‪ / .‬صفحة ‪/ 133‬‬
‫فرائض الصلة للصلة فرائض وأركان تتركب منها حقيقتها ‪ ،‬حت إذا تلف فرض منها‬
‫ل تتحقق ول يعتد با شرعا ‪ .‬وهذا بيانا ‪ ) 1 ( :‬النية ( ‪ : ) 1‬لقول ال تعال ‪ ( :‬وما‬
‫أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له الدين ) ( ‪ ) 2‬ولقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫( إنا العمال بالنيات ‪ ،‬وإنا لكل امرئ ما نوى ‪ ،‬فمن كانت هجرته إل ال ورسوله‬
‫فهجرته إل ال ورسوله ( ‪ . ) 3‬ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها‬
‫فهجرته إل ما هاجر إليه ( ‪ ) 4‬رواه البخاري ‪ .‬وقد تقدمت حقيقتها ف الوضوء ‪.‬‬
‫التلفظ با ‪ :‬قال ابن القيم ف كتابه ( إعانة اللهفان ) ‪ ( :‬النية هي القصد والعزم على‬
‫الشئ ‪ ،‬وملها القلب ل تعلق با باللسان أصل ‪ ،‬ولذلك ل ينقل عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬ول عن الصحابة ف النية لفظ بال ‪ ،‬وهذه العبارات الت أحدثت عند افتتاح‬
‫الطهارة والصلة ‪ ،‬قد جعلها الشيطان معتركا لهل الوسواس ( ‪ ) 5‬يبسهم عندها‬
‫ويعذبم فيها ‪ ،‬ويوقعهم ف طلب تصحيحها ‪ .‬فترى أحدهم يكررها ‪ ،‬ويهد نفسه ف‬
‫التفظ ‪ ،‬وليست من الصلة ف شئ ‪ ( ) .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬ويرى البعض أنا شرط ول‬
‫ركن ‪ ) 2 ( .‬سورة البينة آية ‪ ) 3 ( . 5 :‬فهجرته إل ال ورسوله ‪ :‬أي هجرته راية ‪.‬‬
‫( ‪ ) 4‬فهجرته إل ما هاجر إليه ‪ :‬أي هجرته خسيسة حقية ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 133‬‬

‫‪107‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( ‪ ( ) 5‬الوسواس ) ‪ :‬الوسوسة ‪ ) 2 ( ) . ( .‬تكبية الحرام ‪ :‬لديث علي أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬مفتاح الصلة الطهور ‪ ،‬وتريها التكبي ‪ ،‬وتليلها التسليم )‬
‫رواه الشافعي وأحد وأبو داود وابن ماجة والترمذي ‪ ،‬وقال ‪ :‬هذا أصح شئ ف هذا‬
‫الباب وأحسن ‪ ،‬وصححه الاكم وابن السكن ‪ ،‬ولا ثبت من فعل الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم وقوله ‪ ،‬كما ورد ‪ /‬صفحة ‪ / 134‬ف الديثي التقدمي ‪ .‬ويتعي لفظ ( ال‬
‫أكب ) لديث أب حيد ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا قام إل الصلة اعتدل‬
‫قائما ورفع يديه ث قال ‪ ( :‬ال أكب ) ‪ ،‬رواه ابن ماجه ‪ ،‬وصححه ابن خزية وابن حبان‬
‫‪ .‬ومثله ما أخرجه البزار بإسناد صحيح على شرط مسلم ‪ ،‬عن علي أنه صلى ال عليه‬
‫وسلم كان إذا قام إل الصلة قال ‪ ( :‬ال أكب ) ‪ .‬وف حديث ( السئ ف صلته ) عند‬
‫الطبان ث يقول ( ال أكب ) ‪ ) 3 ( .‬القيام ف القرض ‪ :‬وهو واجب بالكتاب والسنة‬
‫والجاع لن قدر عليه قال ال تعال ‪ ( :‬حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى ‪،‬‬
‫وقوموا ل قانتي ) ( ‪ . ) 1‬وعن عمر بن حصي قال ‪ :‬كانت ب بواسي ‪ ،‬فسألت النب‬
‫صلى ال عليه وسلم عن الصلة ؟ فقال ‪ ( :‬صل قائما ‪ ،‬فإن ل تستطع فقاعدا ‪ ،‬فإن ل‬
‫تستطع فعل جنب ) رواه البخاري ‪ .‬وعلى هذا اتفقت كلمة العلماء ‪ ،‬كما اتفقوا على‬
‫استحباب تفريق القدمي أثناءه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬قانتي ) ‪ :‬أي خاشعي منذلي ‪.‬‬
‫والراد بالقيام القيام للصلة ‪ ) . ( .‬القيام ف النفل ‪ :‬أما النفل ‪ ،‬فإنه يوز أن يصلي من‬
‫قعود مع القدرة على القيام ‪ ،‬إل أن ثواب القائم أت من ثواب القاعد ‪ ،‬فعن عبد ال بن‬
‫عمر رضي ال عنهما قال ‪ :‬حدثت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬صلة‬
‫الرجل قاعدا نصف الصلة ) رواه البخاري ومسلم ‪ .‬العجز عن القيام ف الفرض ‪ :‬ومن‬
‫عجز عن القيام ف الفرض صل على حسب قدرته ‪ ،‬ول يكلف ال نفسا إل وسعها ‪ ،‬وله‬
‫أج ره كامل غي منقوص ‪ .‬فعن أب موسى أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا‬
‫مرض العبد أو سافر كتب ال له ما كان يعمله وهو صحيح مقيم ) رواه البخاري ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ ) 4 ( / 135‬قراءة الفاتة ف كل ركعة من ركعات الفروض والنفل ‪ :‬قد‬
‫صحت الحاديث ف افتراض قراءة الفاتة ف كل ركعة ‪ ،‬وما دامت الحاديث ف ذلك‬
‫صحيحة صرية فل مال للخلف ول موضع له ونن نذكرها فيما يلي ‪ - 1 :‬عن عبادة‬

‫‪108‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن الصامت رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل صلة لن ل يقرأ‬
‫بفاتة الكتاب ) ‪ ،‬رواه الماعة ‪ - 2 .‬وعن أب هريرة قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ( :‬من صلى صلة ل يقرأ فيها بأم القرآن ‪ -‬وف رواية ‪ :‬بفاتة الكتاب ‪-‬‬
‫فهي خداج ( ‪ ) 1‬هي خداج غي تام ) رواه أحد والشيخان ‪ - 3 .‬وعنه قال ‪ ،‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ل تزئ صلة ل يقرأ فيها بفاتة الكتاب ) رواه ابن‬
‫خزية بإسناد صحيح ‪ ،‬ورواه ابن حبان وأبو حات ‪ - 4 .‬وعند الدار قطن بإسناد صحيح‬
‫( ل تزئ صلة لن ل يقرأ بفاتة الكتاب ) ‪ - 5 .‬وعن أب سعيد ( أمرنا أن نقرأ بفاتة‬
‫الكتاب وما تيسر ) رواه أبو داود ‪ ،‬قال الافظ وابن سيد الناس ‪ :‬إسناده صحيح ‪- 6 .‬‬
‫وف بعض طريق حديث السئ ف صلته ‪ ( :‬ث اقرأ بأم القرآن ) إل أن قال له ‪ ( :‬ث افعل‬
‫ذلك ف كل ركعة ) ‪ - 7 .‬ث الثابت أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقرأ الفاتة ف‬
‫كل ركعة من ركعات الفرض والنفل ‪ ،‬ول يثبت عنه خلف ذلك ‪ ،‬ومدار المر ف‬
‫العبادة على التباع ‪ .‬فقد قال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬صلوا كما رأيتمون أصلي ) رواه‬
‫البخاري ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬خداج ) ‪ :‬قال الطاب ‪ :‬هي خداج ‪ :‬ناقصة نقص بطلن‬
‫وفساد ‪ ) . ( .‬البسملة ‪ :‬اتفق العلماء على أن البسملة بعض آية ف سورة النمل ‪،‬‬
‫واختلفوا ف البسملة الواقعة ف أول السور إل ثلثة مذاهب مشهورة ‪ / .‬صفحة ‪/ 136‬‬
‫الول ‪ :‬أنا آية من الفاتة ومن كل سورة وعلى هذا فقراءتا واجبة ف الفاتة وحكمها‬
‫حكم الفاتة ف السر والهر ‪ ،‬وأقوى دليل لذا الذهب حديث نعيم الجمر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫صليت وراء أب هريرة فقرأ ( بسم ال الرحن الرحيم ‪ ،‬ث قرأ بأم القرآن ) الديث وف‬
‫آخره قال ‪ :‬والذي نفسي بيده أن لشبهكم صلة برسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫رواه النسائي وابن خزية وابن حبان ‪ .‬قال الافظ ف الفتح ‪ :‬وهو أصح حديث ورد ف‬
‫الهر بالبسملة ‪ .‬الثان ‪ :‬أنا آية مستقلة أنزلت للتيمن والفصل بي السور ‪ ،‬وأن قراءتا‬
‫ف الفاتة جائزة بل مستحبة ‪ ،‬ول يسن الهر با ‪ .‬لديث أنس قال ‪ ( :‬صليت خلف‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وخلف أب بكر وعمر وعثمان ‪ ،‬وكانوا ل يهرون ببسم‬
‫ال الرحن الرحيم ) رواه النسائي وابن حبان والطحاوي بإسناد على شرط الصحيحي ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أنا ليست بآية من الفاتة ول من غيها ‪ ،‬وأن قراءتا مكروهة‬

‫‪109‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 136‬‬
‫سرا وجهرا ف الفرض دون النافلة ‪ ،‬وهذا الذهب ليس بالقوي ‪ .‬وقد جع ابن القيم بي‬
‫الذهب الول والثان فقال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يهر ( ببسم ال الرحن‬
‫الرحيم ) تارة ‪ ،‬ويفيها أكثر ما يهر با ‪ ،‬ول ريب أنه ل يهر با دائما ف كل يوم‬
‫وليلة خس مرات أبدا ‪ ،‬حضرا وسفرا ‪ ،‬ويفي ذلك على خلفائه الراشدين وعلى جهور‬
‫أصحابه وأهل بلده ف العصار الفاضلة من ل يسن فرض القراءة ‪ .‬من ل يسن فرض‬
‫القراءة ‪ :‬قال الطاب ‪ :‬الصل أن الصلة ل تزئ ‪ ،‬إل بقراءة فاتة الكتاب ‪ ،‬ومعقول‬
‫أن قراءة فاتة الكتاب على من أحسنها دون من ل يسنها ‪ ،‬فإذا كان الصلي ل يسنها‬
‫ويسن غيها من القرآن ‪ ،‬كان عليه أن يقرأ منه قدر سبع آيات ‪ ،‬لن أول الذكر بعد‬
‫الفاتة ما كان مثلها من القرآن ‪ ،‬وإن كان ليس ف وسعه أن يتعلم شيئا من القرآن ‪،‬‬
‫لعجز ف طبعه أو سوء ف حفظه ‪ ،‬أو عجمة ف لسانه ‪ .‬أو عاهة تعرض له ‪ ،‬كان أول‬
‫الذكر بعد القرآن ما علمه النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬من التسبيح والتحميد والتهليل ‪.‬‬
‫وقد روي عنه صلى ال عليه ‪ /‬صفحة ‪ / 137‬وسلم ‪ .‬أنه قال ‪ ( :‬أفضل الذكر بعد‬
‫كلم ال ‪ ،‬سبحان ال ‪ ،‬والمد ل ‪ ،‬ول إله إل ال ‪ ،‬وال أكب ) انتهى ‪ .‬ويؤيد ما‬
‫ذكره الطاب من حديث رفاعة بن رافع ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم علم رجل الصلة‬
‫فقال ‪ ( :‬إن كان معك قرآن فاقرأ وإل فاحده وكبه وهلله ث اركع ) ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫والترمذي وحسنه ‪ .‬والنسائي والبيهقي ‪ ) 5 ( .‬الركوع ‪ :‬وهو ممع على فرضيته ‪ ،‬لقول‬
‫ال تعال ‪ ( :‬يأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا ( ‪ ( . ) . . . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة‬
‫الج آية ‪ ) . ( . 77‬ب يتحقق ‪ :‬يتحقق الركوع بجرد النناء ‪ ،‬بيث تصل اليدان إل‬
‫الركبتي ‪ ،‬ول بد من الطمأنينة فيه ‪ ،‬لا تقدم ف حديث السئ ف صلته ( ث اركع حت‬
‫تطمئن راكعا ) وعن أب قتادة ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أسوأ‬
‫الناس سرقة الذي يسرق من صلته ‪ .‬فقالوا ‪ :‬يا رسول ال وكيف يسرق من صلته ؟‬
‫قال ‪ ( :‬ل يتم ركوعها ول سجودها ) أو قال ‪ ( :‬ل يقيم صلبه ف الركوع والسجود )‬
‫رواه أحد والطبان وابن خزية والاكم وقال صحيح السناد ‪ .‬وعن أب مسعود البدري‬

‫‪110‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل تزئ صلة ل يقيم الرجل فيها صلبه ف الركوع‬
‫والسجود ) رواه المسة وابن خزية وابن حبان والطبان والبيهقي ‪ ،‬وقال ‪ :‬إسناده‬
‫صحيح ‪ .‬وقال الترمذي ‪ :‬حسن صحيح ‪ .‬والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ومن بعدهم ‪ ،‬يرون أن يقيم الرجل صلبه ( ‪ ) 2‬ف الركوع‬
‫والسجود ‪ .‬وعن حذيفة ‪ :‬أنه رأى رجل ل يتم الركوع والسجود فقال له ‪ :‬ما صليت ‪،‬‬
‫ولو مت مت على غي الفطرة ( ‪ ) 3‬الت فطر ال عليها ممدا صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬رواه‬
‫البخاري ‪ ) 2 ( .‬الصلب ‪ :‬الظهر ‪ .‬والراد أن يستوي قائما ‪ ( ) 3 ( .‬الفطرة ) ‪ :‬الدين‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ ) 6 ( / 138‬الرفع من الركوع والعتدال قائما مع الطمأنينة ‪ :‬لقول‬
‫أب حيد ف صفة صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم ( وإذا رفع رأسه استوى قائما‬
‫حت يعود كل فقار ( ‪ ) 1‬إل مكانه ) ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪ .‬وقالت عائشة عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬فكان إذا رفع رأسه من الركوع ل يسجد حت يستوي قائما )‬
‫رواه مسلم ‪ ،‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ث ارفع حت تعتدل قائما ) متفق عليه ‪ .‬وعن‬
‫أب هريرة قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ل ينظر إل صلة رجل ل يقيم‬
‫صلبه بي ركوعه وسجوده ) رواه أحد ‪ ،‬قال النذري ‪ :‬إسناده جيد ‪ ( .‬هامش )‬
‫( الفقار ) ‪ .‬جع فقارة ‪ ،‬وهي عظام الظهر ‪ ) 7 ( ) . ( .‬السجود ‪ :‬وقد تقدم ما يدل‬
‫على وجوبه من الكتاب وبينه رسول ال صلى ال عليه وسلم ف قوله للمسئ ف صلته ‪:‬‬
‫( ث اسجد حت تطمئن ساجدا ث ارفع حت تطمئن جالسا ث اسجد حت تطمئن ساجدا )‬
‫‪ .‬فالسجدة الول والرفع منها ‪ .‬ث السجدة الثانية مع الطمأنينة ف ذلك كله فرض ف كل‬
‫ركعة من ركعات الفرض والنفل ‪ .‬حد الطمأنينة ‪ :‬الطمأنينة الكث زمنا ما بعد استقرار‬
‫العضاء ‪ ،‬قدر أدناها العلماء بقدار تسبيحة ‪ .‬أعضاء السجود ‪ :‬أعضاء السجود ‪:‬‬
‫الوجه ‪ ،‬والكفان ‪ ،‬والركبتان ‪ ،‬والقدمان ‪ .‬فعن العباس ابن عبد الطلب أنه سع النب‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب ( ‪ : ) 2‬وجهه ‪،‬‬
‫وكفاه ‪ ،‬وركبتاه ‪ ،‬وقدماه ) رواه الماعة إل البخاري ‪ .‬وعن ابن عباس قال ‪ :‬أمر النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أن يسجد على سبعة أعضاء ول يكف شعرا ول ثوبا ‪ :‬البهة ‪،‬‬
‫واليدين والركبتي ( هامش ) ( ‪ ( ) 2‬سبعة آراب ) أي أعضاء ‪ ،‬جع إرب ‪/ ) . ( .‬‬

‫‪111‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صفحة ‪ / 139‬والرجلي ‪ .‬وف لفظ ‪ ،‬قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أمرت أن‬
‫أسجد على سبعة أعظم ‪ :‬على البهة ‪ -‬وأشار بيده على أنفه ‪ -‬واليدين ‪ ،‬والركبتي ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 139‬‬
‫وأطراف القدمي ) متفق عليه ‪ .‬وف رواية ‪ ( :‬أمرت أن أسجد على سبع ول أكفت‬
‫الشعر ( ‪ ) 1‬ول الثياب ‪ ،‬البهة ‪ ،‬والنف ‪ ،‬واليدين ‪ ،‬والركبتي ‪ ،‬والقدمي ) رواه‬
‫مسلم والنسائي ‪ .‬وعن أب حيد ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا سجد أمكن أنفه‬
‫وجبهته من الرض ‪ ،‬رواه أبو داود والترمذي وصححه ‪ ،‬وقال ‪ :‬والعمل على هذا عند‬
‫أهل العلم ‪ :‬أن يسجد الرجل على جبهته وأنفه ‪ .‬فإن سجد على جبهته دون أنفه ‪ ،‬فقال‬
‫قوم من أهل العلم ‪ :‬يزئه ‪ ،‬وقال غيهم ‪ :‬ل يزئه حت يسجد على البهة والنف ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ( ) 1‬الكفت والكف ) ‪ .‬الضم ‪ ،‬والراد أن ل يمع ثيابه ول شعره ول‬
‫يضمهما ف حال الصلة عند السجود ‪ ) 8 ( ) . ( .‬القعود الخي وقراءة التشهد فيه ‪:‬‬
‫الثابت العروف من هدى النب صلى ال عليه وسلم أنه كان يقعد القعود الخي يقرأ فيه‬
‫التشهد ‪ ،‬وأنه قال للمسئ ف صلته ‪ ( :‬فإذا رفعت رأسك من آخر سجدة وقعدت قدر‬
‫التشهد فقد تت صلتك ) ‪ .‬قال ابن قدامة ‪ :‬وقد روي عن ابن عباس أنه قال ‪ :‬كنا‬
‫نقول قبل أن يفرض علينا التشهد ‪ :‬السلم على ال قبل عباده ‪ ،‬السلم على جبيل ‪،‬‬
‫السلم على ميكائيل ‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ل تقولوا ‪ :‬السلم على ال ‪،‬‬
‫ولكن قولوا ‪ :‬التحيات ل ) ‪ ،‬وهذا يدل على أنه فرض بعد أن ل يكن مفروضا ‪ .‬أصح‬
‫ما ورد ف التشهد ‪ :‬أصح ما ورد ف التشهد تشهد ابن مسعود ‪ ،‬قال ‪ ( :‬كنا إذا جلسنا‬
‫مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الصلة قلنا السلم على ال قبل عباده ‪ ،‬السلم‬
‫على فلن وفلن ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل تقولوا السلم على ال ‪ ،‬فإن‬
‫ال هو السلم ‪ ،‬ولكن إذا جلس أحدكم فليقل ‪ :‬التحيات ل ‪ ،‬والصلوات ‪ ،‬والطيبات ‪،‬‬
‫السلم عليك أيها النب ورحة ال وبركاته ‪ ،‬السلم علينا وعلى عباد ال الصالي ‪،‬‬
‫فإنكم إذا قلتم ذلك أصاب كل عبد صال ف السماء والرض ‪ .‬أو بي السماء والرض ‪.‬‬
‫أشهد أن ل إله إل ال ‪ ،‬وأشهد أن ‪ /‬صفحة ‪ / 140‬ممدا عبده ورسوله ‪ ،‬ث ليختر‬

‫‪112‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به ) رواه الماعة ‪ .‬قال مسلم ‪ :‬أجع الناس على‬
‫تشهد ابن مسعود ‪ ،‬لن أصحابه ل يالف بعضهم بعضا ‪ ،‬وغيه قد اختلف أصحابه ‪.‬‬
‫وقال الترمذي والطاب وابن عبد الب وابن النذر ‪ :‬تشهد ابن مسعود أصح حديث ف‬
‫التشهد ‪ ،‬ويلي تشهد ابن مسعود ف الصحة تشهد ابن عباس قال ‪ :‬كان النب صلى ال‬
‫عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا القرآن ‪ ،‬وكان يقول ( التحيات الباركات ‪،‬‬
‫الصلوات الطيبات ل ‪ ،‬السلم عليك أيها النب ورحة ال وبركاته ‪ ،‬السلم علينا وعلى‬
‫عباد ال الصالي ‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ال ‪ ،‬وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ) رواه‬
‫الشافعي ومسلم وأبو داود والنسائي ‪ .‬قال الشافعي ‪ :‬ورويت أحاديث ف التشهد متلفة ‪،‬‬
‫وكان هذا أحب إل ‪ ،‬لنه أكملها ‪ .‬قال الافظ ‪ :‬سئل الشافعي عن اختياره وتشهد ابن‬
‫عباس فقال ‪ :‬لا رأيته واسعا وسعته عن ابن عباس صحيحا ‪ ،‬وكان عندي أجع وأكثر‬
‫لفظا من غيه أخذت به غي معنف لن يأخذ بغيه ما صح ‪ .‬وهناك تشهد آخر اختاره‬
‫مالك ‪ ،‬ورواه ف الوطأ عن عبد الرحن بن عبد القاري ‪ ،‬أنه سع عمر بن الطاب وهو‬
‫على النب يعلم الناس التشهد يقول ‪ :‬قولوا ‪ :‬التحيات ل ‪ ،‬الزاكيات ل ‪ ،‬الطيبات‬
‫والصلوات ل ‪ ،‬السلم عليك أيها النب ورحة ال وبركاته ‪ ،‬السلم علينا وعلى عباد ال‬
‫الصالي ‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ال ‪ ،‬وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ‪ .‬قال النووي ‪:‬‬
‫( هذه الحاديث ف التشهد كلها صحيحة ‪ ،‬وأشدها صحة باتفاق الحدثي حديث ابن‬
‫مسعود ث ابن عباس ‪ .‬قال الشافعي ‪ :‬وبأيها تشهد أجزأه ‪ ،‬وقد أجع العلماء على جواز‬
‫كل واحد منها ‪ ) 9 ( .‬السلم ‪ :‬ثبتت فرضية السلم من قول رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وفعله ‪ .‬فعن علي رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬مفتاح‬
‫الصلة الطهور وتريها التكبي ‪ ،‬وتليلها التسليم ) ‪ .‬رواه أحد والشافعي وأبو داود وابن‬
‫ماجة والترمذي ‪ .‬وقال ‪ :‬هذا أصح شئ ف الباب وأحسن ‪ .‬وعن عامر بن سعد عن أبيه‬
‫قال ‪ ( :‬كنت أرى النب صلى ال عليه وسلم يسلم عن يينه وعن ‪ /‬صفحة ‪/ 141‬‬
‫يساره حت يرى بياض خده ) ‪ -‬ورواه أحد ومسلم والنسائي وابن ماجه ‪ .‬وعن وائل بن‬
‫حجر قال ‪ :‬صليت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فكان يسلم عن يينه ‪ ( :‬السلم‬
‫عليكم ورحة ال وبركاته ) ‪ .‬وعن شاله ‪ ( :‬السلم عليكم ورحة ال وبركاته ) قال‬

‫‪113‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الافظ ابن حجر ف بلوغ الرام ‪ .‬رواه أبو داود بإسناد صحيح ‪ .‬وجوب التسليمة‬
‫الواحدة واستحباب التسليمة الثانية ‪ :‬يرى جهور العلماء أن التسليمة الول هي الفرض ‪،‬‬
‫وأن الثانية مستحبة ‪ .‬قال ابن النذر ‪ :‬أجع العلماء على أن صلة من اقتصر على تسليمه‬
‫واحدة جائزة ‪ .‬وقال ابن قدامة ف الغن ‪ ( :‬وليس نص أحد بصريح ف وجوب‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 141‬‬
‫التسليمتي ‪ ،‬إنا قال ‪ ( :‬التسليمتي أصح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فيجوز أن‬
‫يذهب إليه ف الشروعية ل الياب ‪ ،‬كما ذهب إل ذلك غيه ‪ ،‬وقد دل عليه قوله ف‬
‫رواية ‪ :‬وأحب إل التسليمتان ‪ ،‬ولن عائشة وسلمة بن الكوع وسهل بن سعد قد رووا‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم كان يسلم تسليمة واحدة ‪ ،‬وكان الهاجرون يسلمون‬
‫تسليمة واحدة ) وفيما ذكرناه جع بي الخبار وأقوال الصحابة ف أن يكون الشروع‬
‫والسنون تسليمتي ‪ ،‬والواجب واحدة ‪ ،‬وقد دل على صحة هذا الجاع الذي ذكره ابن‬
‫النذر ‪ ،‬فل معدل عنه ‪ .‬وقال النووي ‪ :‬مذهب الشافعي والمهور من السلف واللف‬
‫أن يسن تسليمتان ‪ .‬وقال مالك وطائفة ‪ :‬إنا يسن تسليمة واحدة ‪ ،‬تعلقوا بأحاديث‬
‫ضعيفة ل تقاوم هذه الحاديث الصحيحة ‪ ،‬ولو ثبت شئ منها حل على أنه فعل ذلك‬
‫لبيان جواز القتصار على تسليمة واحدة ‪ .‬وأجع العلماء الذين يعتد بم على أنه ل يب‬
‫إل تسليمة واحدة ‪ ،‬فإن سلم واحدة استحب له أن يسلمها تلقاء وجهه ‪ ،‬وإن سلم‬
‫تسليمتي جعل الول عن يينه والثانية عن يساره ‪ .‬ويلتفت ف كل تسليمة ‪ ،‬حت يرى‬
‫من عن جانبه خده ‪ .‬هذا هو الصحيح إل أن قال ‪ ( :‬ولو سلم التسليمتي عن يينه أو عن‬
‫يساره أو تلقاء وجهه ‪ ،‬أو الول عن يساره والثانية عن يينه ‪ ،‬صحت صلته ‪ ،‬وحصلت‬
‫تسليمتان ‪ ،‬ولكن فاتته الفضيلة ف كيفيتهما ) ‪ / .‬صفحة ‪ / 142‬سنن الصلة للصلة‬
‫سنن ‪ ،‬يستحب للمصلي أن يافظ عليها لينال ثوابا ‪ .‬نذكرها فيما يلي ‪ ) 1 ( :‬رفع‬
‫اليدين ‪ :‬يستحب أن يرفع يديه ف أربع حالت ‪ :‬الول ‪ ،‬عند تكبية الحرام ‪ .‬قال ابن‬
‫النذر ‪ :‬ل يتلف أهل العلم ف أنه صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬كان يرفع يديه إذا افتتح الصلة‬
‫‪ .‬وقال الافظ ابن حجر ‪ :‬إنه روى رفع اليدين ف أول الصلة خسون صحابيا ‪ ،‬منهم‬

‫‪114‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العشرة الشهود لم بالنة ‪ .‬وروى البيهقي عن الاكم قال ‪ :‬ل نعلم سنة اتفق على‬
‫روايتها عن رسول ال صلى ال عليه وسلم اللفاء الربعة ‪ ،‬ث العشرة الشهود لم بالنة‬
‫فمن بعدهم من أصحابه ‪ ،‬مع تفرقهم ف البلد التاسعة ‪ ،‬غي هذه السنة ‪ .‬قال البيهقي ‪:‬‬
‫هو كما قال أستاذنا أبو عبد ال ‪ .‬صفة الرفع ‪ :‬ورد ف صفة رفع اليدين روايات متعددة‬
‫‪ .‬والختار الذي عليه الماهي ‪ ،‬أنه يرفع يديه حذو منكبيه ‪ ،‬بيث تاذي أطراف أصابعه‬
‫أعلى أذنيه ‪ ،‬وإباماه شحمت أذكيه ‪ ،‬وراحتاه منكبيه ‪ .‬قال النووي ‪ :‬وبذا جع الشافعي‬
‫بي روايات الحاديث فاستحسن الناس ذلك منه ‪ .‬ويستحب أن يد أصابعه وقت الرفع ‪.‬‬
‫فعن أب هريرة قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا قام إل الصلة رفع يديه مدا ‪.‬‬
‫رواه المسة إل ابن ماجة ‪ .‬وقت الرفع ‪ :‬ينبغي أن يكون رفع اليدين مقارنا لتكبية‬
‫الحرام أو متقدما عليها ‪ .‬فعن نافع ‪ :‬أن ابن عمر رضي ال عنهما كان إذا دخل ف‬
‫الصلة كب ورفع يديه ‪ / ،‬صفحة ‪ / 143‬ورفع ذلك إل النب صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫رواه البخاري والنسائي وأبو داود ‪ .‬وعنه قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يرفع يديه‬
‫حي يكب حت يكونا حذو منكبيه أو قريبا من ذلك ‪ .‬الديث رواه أحد وغيه ‪ .‬وأما‬
‫تقدم رفع اليدين على كبية الحرام فقد جاء عن ابن عمر قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه‬
‫وسلم إذا قام إل الصلة رفع يديه حت يكونا بذو منكبيه ث يكب ‪ ،‬رواه البخاري‬
‫ومسلم ‪ .‬وقد جاء ف حديث مالك بن الويرث بلفظ ‪ ( :‬كب ث رفع يديه ) رواه مسلم‬
‫‪ .‬وهذا يقيه تقدم التكبية على رفع اليدين ‪ ،‬ولكن الافظ قال ‪ :‬ل أر من قال بتقدي‬
‫التكبية على الرفع ‪ .‬الثانية والثالثة ‪ :‬ويستحب رفع اليدين عند الركوع والرفع منه ‪ .‬وقد‬
‫روى اثنان وعشرون صحابيا ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يفعله ‪ .‬وعن ابن‬
‫عمر رضي ال عنهما قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا قام إل الصلة رفع يديه‬
‫حت يكونا حذو ( ‪ ) 1‬منكبيه ث يكب ‪ ،‬فإذا أراد أن يركع رفعهما مثل ذلك ‪ ،‬وإذا رفع‬
‫رأسه من الركوع رفعهما كذلك ‪ ،‬وقال ‪ :‬سع ال لن حده ربنا ولك المد ‪ .‬رواه‬
‫البخاري ومسلم والبيهقي ‪ .‬وللبخاري ‪ :‬ول يفعل ذلك حي يسجد ول حي يرفع رأسه‬
‫من السجود ‪ .‬ولسلم ‪ :‬ول يفعله حي يرفع رأسه من السجود ‪ ،‬وله أيضا ‪ :‬ولى‬
‫رفعهما بي السجدتي ‪ :‬وزاد البيهقي ‪ :‬فما زالت تلك صلته حت لقي ال تعال ‪ .‬قال‬

‫‪115‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ابن الداين ‪ :‬هذا الديث عندي حجة على اللق ‪ .‬كل من سعه فعليه أن يعمل به ‪ ،‬لنه‬
‫ليس ف إسناده شئ ‪ ،‬وقد صنف البخاري ف هذه السألة جزءا مفردا ‪ ،‬وحكى فيه عن‬
‫السن وحيد بن هلل ‪ :‬أن الصحابة كانوا يفعلون ذلك ‪ ،‬يعن الرفع ف الثلثة الواطن ‪،‬‬
‫ول يستثن السن أحدا ‪ .‬وأما ما ذهب إليه النفية ‪ ،‬من أن الرفع ل يشرع إل عند‬
‫تكبية الحرام استدلل بديث ابن مسعود أنه قال ‪ :‬لصلي لكم صلة رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬فصلى فلم يرفع يديه إل مرة واحدة ‪ ،‬فهو مذهب غي‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 143‬‬
‫قوي ‪ ،‬لن هذا قد طعن فيه كثي من أئمة الديث ‪ .‬قال ابن حبان هذا أحسن ‪ ( .‬هامش‬
‫) ( ‪ ) 1‬حذو منكبيه أي مساوية لنكبيه تاما ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 144‬خب ‪ .‬روى أهل‬
‫الكوفة ف نفي رفع اليدين ف الصلة عند الركوع وعند الرفع منه ‪ ،‬وهو ف القيقة‬
‫أضعف شئ يعول عليه ‪ ،‬لن له علل تبطله ‪ ،‬وعلى فرض التسليم بصحته ‪ ،‬كما صرح‬
‫بذلك الترمذي ‪ ،‬فل يعارض الحاديث الصحيحة الت بلغت حد الشهرة ‪ .‬وجوز‬
‫صاحب التنقيح أن يكون ابن مسعود نسي الرفع كما نسي غيه ‪ .‬قال الزيلعي ف نصب‬
‫الراية ‪ -‬نقل عن صاحب التنقيح ‪ : -‬ليس ف نسيان ابن مسعود لذلك ما يستغرب ‪ :‬فقد‬
‫نسي ابن مسعود من القرآن ما ل يتلف فيه السلمون بعد ‪ ،‬وها العوذتان ‪ ،‬ونسي ما‬
‫اتفق العلماء على نسخه ‪ ،‬كالتطبيق ‪ ،‬ونسي كيف قيام الثني خلف المام ‪ ،‬ونسي ما‬
‫ل يتلف العلماء فيه ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم صلى الصبح يوم النحر ف وقتها‬
‫ونسي كيفية جع النب صلى ال عليه وسلم بعرفة ‪ ،‬ونسي ما ل يتلف العلماء فيه من‬
‫وضع الرفق والساعد على الرض ف السجود ‪ ،‬ونسي كيف يقرأ النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ( وما خلق الذكر والنثى ) وإذا جاز على ابن مسعود أن ينسى مثل هذا ف الصلة‬
‫‪ ،‬كيف ل يوز أن ينسى مثله ف رفع اليدين ؟ الرابعة عند القيام إل الركعة الثالثة ‪ :‬فعن‬
‫نافع عن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أنه كان إذا قام من الركعتي رفع يديه ورفع ذلك‬
‫ابن عمر إل النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬رواه البخاري وأبو داود والنسائي ‪ .‬وعن علي‬
‫ف وصف صلة النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أنه كان إذا قام من السجدتي رفع يديه حذو‬

‫‪116‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫منكبيه وكب ‪ .‬رواه أبو داود وأحد والترمذي وصححه ‪ :‬والراد بالسجدتي الركعتان ‪.‬‬
‫مساواة الرأة بالرجل ف هذه السنة ‪ :‬قال الشوكان ‪ :‬واعلم أن هذه السنة يشترك فيها‬
‫الرجال والنساء ‪ ،‬ول يرد ما يدل على الفرق بينهما فيها ‪ ،‬وكذا ل يرد ما يدل على‬
‫الفرق بي الرجل والرأة ف مقدار الرفع ‪ ) 2 ( .‬وضع اليمي على الشمال ‪ :‬يندب وضع‬
‫اليد اليمن على اليسرى ف الصلة ‪ .‬وقد ورد ف ذلك عشرون ‪ /‬صفحة ‪ / 145‬حديثا ‪،‬‬
‫عن ثانية عشر صحابيا وتابعي عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وعن سهل ابن سعد قال‬
‫‪ :‬كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمن على ذراعه اليسرى ف الصلة ‪ ،‬قال أبو‬
‫حازم ‪ :‬ل أعلم أنه ينمى ( ‪ ) 1‬ذلك إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬رواه البخاري‬
‫وأحد ومالك ف الوطأ ‪ .‬قال الافظ ‪ :‬وهذا حكمه الرفع ‪ ،‬لنه ممول على أن المر لم‬
‫بذلك هو النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وعنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪ ( :‬إنا معشر‬
‫النبياء أمرنا بتعجيل فطرنا وتأخي سحورنا ‪ ،‬ووضع أياننا على شائلنا ف الصلة ) ‪.‬‬
‫وعن جابر قال ‪ ( :‬مر رسول ال صلى ال عليه وسلم برجل وهو يصلي ‪ ،‬وقد وضع يده‬
‫اليسرى على اليمن فانتزعها ‪ ،‬ووضع اليمن على اليسرى ) رواه أحد وغيه ‪ ،‬قاله‬
‫النووي ‪ :‬إسناده صحيح ‪ .‬وقال ابن عبد الب ‪ :‬ل يأت فيه عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫خلف ‪ ،‬وهو قول جهور الصحابة والتابعي وذكره مالك ف الوطأ وقال ‪ :‬ل يزل مالك‬
‫يقبض حت لقي ال عزوجل ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬ينمي ) ‪ :‬يرفع ‪ ) . ( .‬موضع وضع‬
‫اليدين ‪ :‬قال الكمال بن المام ‪ .‬ول يثبت حديث صحيح يوجب العمل ف كون الوضع‬
‫تت الصدر ‪ ،‬وف كونه تت السرة ‪ ،‬والعهود عند النفية هو كونه تت السرة وعند‬
‫الشافعية تت الصدر ‪ .‬وعن أحد قولن كالذهبي ‪ ،‬والتحقيق الساواة بينهما ‪ .‬وقال‬
‫الترمذي ‪ :‬أن أهل العلم من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم والتابعي ومن بعدهم‬
‫يرون أن يضع الرجل يينه على شاله ف الصلة ‪ ،‬ورأى بعضهم فوق السرة ‪ ،‬ورأى‬
‫بعضهم أن يضعها تت السرة ‪ ،‬وكل ذلك واقع عندهم ‪ .‬انتهى ‪ .‬ولكن قد جاءت‬
‫روايات تفيد أنه صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬كان يضع يديه على صدره ‪ ،‬فعن هلب الطائي‬
‫قال ‪ :‬رأيت النب صلى ال عليه وسلم يضع اليمن على اليسرى على صدره فوق‬
‫الفصل ‪ ،‬رواه أحد ‪ ،‬وحسنه الترمذي ‪ .‬وعن وائل بن حجر قال ‪ ( :‬صليت مع النب‬

‫‪117‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم فوضع يده اليمن على يده اليسرى على صدره ) رواه ابن خزية‬
‫وصححه ورواه أبو داود والنسائي بلفظ ‪ :‬ث وضع يده اليمن على ظهر كفه ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 146‬اليسرى والرسغ ( ‪ ) 1‬والساعد ‪ .‬أي أنه وضع يده اليمن على ظهر اليسرى‬
‫ورصغها وساعدها ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬الرسغ ) ‪ :‬الفصل بي الساعد والكف ‪( ) . ( .‬‬
‫‪ ) 3‬التوجه أو دعاء الستفتاح ‪ :‬يندب للمصلي أن يأت بأي دعاء من الدعية الت كان‬
‫يدعو با النب صلى ال عليه وسلم ويستفتح با الصلة ‪ ،‬بعد تكبية الحرام وقبل القراءة‬
‫‪ .‬ونن نذكر بعضها فيما يلي ‪ - 1 :‬عن أب هريرة قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إذا كب ف الصلة سكت هنيهة ( ‪ ) 2‬قبل القراءة فقلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬بأب أنت‬
‫وأمي ‪ ،‬أرأيت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 146‬‬
‫سكوتك بي التكبي والقراءة ما تقول ؟ قال ‪ :‬أقول ‪ ( :‬اللهم باعد بين وبي خطاياي‬
‫كما باعدت بي الشرق والغرب ‪ ،‬أللهم نقن من خطاياي كما ينقى الثوب البيض من‬
‫الدنس ‪ ،‬أللهم اغسلن من خطاياي بالثلج والاء والبد ‪ ) .‬رواه البخاري ومسلم‬
‫وأصحاب السنن ‪ .‬إل الترمذي ‪ - 2 .‬وعن علي قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إذا قام إل الصلة كب ث قال ‪ ( :‬وجهت وجهي للذي فطر السموات والرض‬
‫حنيفا مسلما وما أنا من الشركي ‪ ،‬إن صلت ونسكي ومياي ومات ل رب العالي ‪ ،‬ل‬
‫شريك له ‪ ،‬وبذلك أمرت وأنا من السلمي ‪ :‬أللهم أنت اللك ل إله إل أنت ‪ ،‬أنت رب‬
‫وأنا عبدك ‪ ،‬ظلمت نفسي واعترفت بذنب فاغفر ل ذنوب جيعا ‪ ،‬إنه ل يغفر الذنوب إل‬
‫أنت ‪ ،‬واهدن لحسن الخلق ‪ ،‬ل يهدي لحسنها إل أنت ‪ ،‬واصرف عن سيئها ل‬
‫يصرف عن سيئها إل أنت ‪ ،‬لبيك وسعديك ( ‪ ، ) 3‬والي كله ف يديك ‪ ،‬والشر ليس‬
‫إليك ‪ ،‬وأنا بك وإليك تباركت وتعاليت ‪ ،‬أستغفرك وأتوب إليك ‪ ) .‬رواه أحد ومسلم‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 2‬وقتا قصيا ‪ ( ) 3 ( .‬لبيك ) ‪ :‬هو من ألب بالكان إذا أقام به ‪ ،‬أي‬
‫أجبك إجابة بعد إجابة ‪ ،‬قال النووي قال العلماء ‪ :‬ومعناه أنا مقيم على طاعتك اقامة بعد‬
‫إقامة ( سعديك ) قال الزهري وغيه ‪ :‬معناه مساعدة لمرك بعد مساعدة ‪ ،‬ومتابعة‬

‫‪118‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لدينك بعد متابعة ‪ ( ،‬الشر ليس اليك ) ‪ :‬أي ل يتقرب به اليك أو ل يضاف اليك‬
‫تأدبا ‪ ،‬أو ل يصعد إليك ‪ ،‬أو أنه ليس شرا بالنسبة إليك فانا خلقته لكمة بالغة ‪ ،‬وانا‬
‫هو شر بالنسبة للمخلوقي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 147‬والترمذي وأبو داود وغيهم ‪- 3 .‬‬
‫وعن عمر ‪ :‬أنه كان يقول بعد تكبية الحرام ‪ ( :‬سبحانك اللهم وبمدك ‪ ،‬وتبارك‬
‫اسك وتعال جدك ( ‪ ، ) 1‬ول إله غيك ) رواه مسلم بسند منقطع ‪ .‬والدار قطن‬
‫موصول وموقوفا على عمر ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬صح عن عمر أنه كان يستفتح به ف مقام‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ويهر به ويعلمه الناس ‪ ،‬وهو بذا الوجه ف حكم الرفوع ‪،‬‬
‫ولذا قال المام أحد ‪ :‬أما أنا فأذهب إل ما روي عن عمر ‪ ،‬ولو أن رجل استفتح ببعض‬
‫ما روي كان حسنا ‪ - 4 .‬وعن عاصم بن حيد قال ‪ :‬سألت عائشة بأي شئ كان يفتتح‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قيام الليل ؟ فقالت لقد سألتن عن شئ ما سألن عنه أحد‬
‫قبلك ‪ ،‬كان إذا قام كب عشرا ( ‪ ) 2‬وحد ال عشرا ‪ ،‬وسبح ال عشرا ‪ ،‬وهلل عشرا ‪،‬‬
‫واستغفر عشرا وقال ‪ ( :‬اللهم اغفر ل واهدن وارزقن وعافن ويتعوذ من ضيق القام يوم‬
‫القيامة ) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه ‪ - 5 .‬وعن عبد الرحن بن عوف قال ‪:‬‬
‫سألت عائشة ‪ ،‬بأي شئ كان نب ال صلى ال عليه وسلم يفتتح صلته إذا قام من‬
‫الليل ؟ قالت ‪ :‬كان إذا قام من الليل يفتتح صلته ‪ ( :‬أللهم رب جبيل وميكائيل‬
‫وإسرافيل ‪ ،‬فاطر السموات والرض عال الغيب والشهادة ‪ ،‬أنت تكم بي عبادك فيما‬
‫كانوا فيه يتلفون ‪ ،‬اهدن لا اختلف فيه من الق بإذنك ‪ :‬إنك تدي من تشاء إل صراط‬
‫مستقيم ) رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ‪ - 6 .‬وعن نافع بن جبي‬
‫بن مطعم عن أبيه قال ‪ ( :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ف التطوع ‪ :‬ال‬
‫أكب كبيا ‪ ،‬ثلث مرات ‪ ،‬والمد ل كثيا ‪ ،‬ثلث مرات ‪ ،‬وسبحان ال بكرة وأصيل ‪،‬‬
‫ثلث مرات ‪ .‬اللهم إن أعوذ بك من الشيطان الرجيم ‪ ،‬من هزه ونفثه ونفخه ) قلت ‪:‬‬
‫يا رسول ال ( هامش ) ( ‪ ) 1‬ومعن ( تعال جدك ) عل جللك وعظمتك ‪) 2 ( .‬‬
‫كان إذا قام كب عشرا ‪ :‬أي بعد تكبية الحرام ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 148‬ما هزه ونفثه‬
‫ونفخه ؟ قال ‪ :‬أما هزة فالوتة ( ‪ ) 1‬الت تأخذ بن آدم ‪ ،‬أما نفخه ‪ :‬الكثي ‪ ،‬ونفثه ‪:‬‬
‫الشعر ) رواه أحد وأبو داود وابن ماجه وابن حبان متصرا ‪ - 7 .‬وعن ابن عباس قال ‪:‬‬

‫‪119‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كان النب صلى ال عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال ‪ ( :‬اللهم لك المد أنت قيم‬
‫السموات والرض ومن فيهن ‪ ،‬ولك المد أنت نور السموات والرض ومن فيهن ‪،‬‬
‫ولك المد أنت مالك السموات والرض ومن فيهن ‪ ،‬ولك المد ‪ ،‬أنت الق ووعدك‬
‫الق ‪ ،‬ولقاؤك حق ‪ ،‬وقولك حق ‪ ،‬والنة حق ‪ ،‬والنار حق ‪ ،‬والنبيون حق وممد حق ‪،‬‬
‫والساعة حق ‪ .‬أللهم لك أسلمت ‪ ،‬وبك آمنت ‪ ،‬وعليك توكلت وإليك أنبت ‪ ،‬وبك‬
‫خاصمت ‪ ،‬وإليك حاكمت فاغفر ل ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ‪،‬‬
‫أنت القدم وأنت الؤخر ‪ ،‬ل إله إل أنت ‪ ،‬ول إله غيك ‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال )‬
‫رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ومالك ‪ .‬وف أب داود‬
‫عن ابن عباس ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬كان ف التهجد يقوله بعدما يقول‬
‫ال أكب ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬الؤتة ) ‪ :‬الصراع ‪ - 8 ) . ( .‬الستعاذة ‪ :‬يندب للمصلي‬
‫بعد دعاء الستفتاح وقبل القراءة ‪ ،‬أن يأت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 148‬‬
‫بالستعاذة ‪ ،‬لقول ال تعال ‪ ( :‬فإذا قرأت القرآن فاستعذ بال من الشيطان الرجيم ) ( ‪2‬‬
‫) ‪ .‬وف حديث نافع بن جبي التقدم ‪ ،‬أنه صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬اللهم إن أعوذ‬
‫بك من الشيطان الرجيم ) إل ‪ .‬وقال ابن النذر ‪ :‬جاء عن النب صلى ال عليه وسلم أنه‬
‫كان يقول قبل القراءة ( أعوذ بال من الشيطان الرجيم ) ‪ ) 4 ( .‬السرار با ‪ :‬ويسن‬
‫التيان با سرا ‪ .‬قال ف الغن ‪ :‬ويسر الستعاذة ول يهر با ‪ ،‬ل أعلم فيه خلفا ‪ .‬انتهى‬
‫‪ :‬لكن الشافعي يرى التخيي بي الهر با والسرار ف الصلة الهرية ‪ ،‬وروي عن أب‬
‫هريرة الهر با عن طريق ضعيف ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 2‬أي إذا أردت القراءة فاستعذ ‪:‬‬
‫كقول ال تعال ( إذا قمتم إل الصلة فاغسلوا وجوهكم ) ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 149‬‬
‫مشروعيتها ف الركعة الول دون سائر الركعات ‪ :‬ول تشرع الستعاذة إل ف الركعة‬
‫الول ‪ .‬فعن أب هريرة قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا نض ف الركعة‬
‫الثانية ‪ ،‬افتتح القراءة ب المد ل رب العالي ‪ ،‬ول يسكت ‪ .‬رواه مسلم ‪ .‬قال ابن القيم‬
‫‪ :‬اختلف الفقهاء ‪ ،‬هل هذا موضع استعاذة أو ل ؟ بعد اتفاقهم على أنه ليش موضع‬

‫‪120‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫استفتاح ‪ ،‬وف ذلك قولن ‪ ،‬ها رواية عن أحد ‪ ،‬وقد بناها بعض أصحابه على أن قراءة‬
‫الصلة هل هي قراءة واحدة ‪ ،‬فيكفي فيها استعاذة واحدة ‪ ،‬أو قراءة كل ركعة مستقلة‬
‫برأسها ؟ ول نزاع بينهما ف أن الستفتاح لجموع الصلة ‪ .‬والكتفاء باستعاذة واحدة‬
‫أظهر للحديث الصحيح ‪ ،‬وذكر حديث أب هريرة ث قال ‪ :‬وإنا يكفي استفتاح واحد ‪،‬‬
‫لنه ل يتخلل القراءتي سكوت بل تللهما ذكر ‪ ،‬فهي كالقراءة الواحدة إذا تللها حد‬
‫ال ‪ ،‬أو تسبيح أو تليل ‪ ،‬أو صلة على النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ونو ذلك ‪ .‬وقال‬
‫الشوكان ‪ :‬الحوط القتصار على ما وردت به السنة وهو الستعاذة قبل قراءة الركعة‬
‫الول فقط ‪ ) 5 ( .‬التأمي ‪ :‬يسن لكل مصل ‪ ،‬إماما أو مأموما أو منفردا ‪ ،‬أن يقول‬
‫آمي ‪ ،‬بعد قراءة الفاتة ‪ ،‬يهر با ف الصلة الهرية ‪ ،‬ويسر با ف السرية ‪ .‬فعن نعيم‬
‫الجمر قال ‪ :‬صليت وراء أب هريرة فقال ‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم ‪ ،‬ث قرأ بأم القرآن ‪،‬‬
‫حت إذا بلغ ( ول الضالي ) فقال آمي ‪ ،‬وقال الناس ‪ :‬آمي ‪ .‬ث يقول أبو هريرة بعد‬
‫السلم ‪ :‬والذي نفسي بيده إن لشبهكم صلة برسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ذكره‬
‫البخاري تعليقا ( ‪ ) 1‬ورواه النسائي وابن خزية وابن حبان وابن السراج ‪ .‬وف البخاري‬
‫قال ابن شهاب ‪ :‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬آمي ‪ .‬وقال عطاء ‪ ،‬آمي‬
‫دعاء ‪ ،‬أمن ابن الزبي ومن وراء حت إن للمسجد للجة ( ‪ ) 2‬وقال نافع ‪ .‬كان ابن عمر‬
‫ل يدعه ويضهم ‪ ،‬وسعت منه ف ذلك خ برا ‪ .‬وعن أب هريرة ‪ :‬كان رسول ال صلى‬
‫ال عليه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي من غي ذكر السند ‪ ( ) 2 ( .‬لة ) ‪ :‬أي صوت مرتفع ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 150‬وسلم إذا تل ‪ ( :‬غي الغضوب عليهم ول الضالي ) قال ‪:‬‬
‫آمي ‪ ،‬حت يسمع من يليه من الصف الول ‪ ،‬رواه أبو داود وابن ماجه وقال ‪ :‬حت‬
‫يسمعها أهل الصف الول فيتج با السجد ‪ .‬ورواه أيضا الاكم وقال ‪ :‬صحيح على‬
‫شرطهما ‪ ،‬والبيهقي وقال حسن صحيح ‪ .‬والدار قطن وقال ‪ :‬إسناده حسن ‪ .‬وعن وائل‬
‫بن حجر قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأ ( غي الغضوب عليهم ول‬
‫الضالي ) فقال ‪ :‬آمي ‪ ،‬يد با صوته ‪ .‬رواه أحد وأبو داود ‪ ،‬ولفظه ‪ ،‬رفع با صوته ‪.‬‬
‫وحسنه الترمذي وقال ‪ :‬وبه يقول غي واحد من أهل العلم من أصحاب النب صلى ال‬
‫عليه وسلم والتابعي ومن بعدهم ‪ ،‬يرون أن يرفع الرجل صوته بالتأمي ول يفيها ‪ .‬وقال‬

‫‪121‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الافظ ‪ :‬سند هذا الديث صحيح ‪ .‬وقال عطاء ‪ :‬أدركت مائتي من الصحابة ف هذا‬
‫السجد ‪ ،‬إذا قال المام ‪ :‬ول الضالي ‪ ،‬سعت لم رجة آمي ‪ .‬وعن عائشة أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ما حسدتكم اليهود على شئ ‪ ،‬ما حسدتكم على السلم‬
‫والتأمي خلف المام ‪ ) .‬رواه أحد وابن ماجة ‪ .‬استحباب موافقة المام فيه ‪ :‬ويستحب‬
‫للمأموم أن يوافق المام ‪ ،‬فل يسبقه ف التأمي ول يتأخر عنه فعن أب هريرة ‪ :‬أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا قال المام ‪ :‬غي الغضوب عليهم ول الضالي ‪،‬‬
‫فقولوا ‪ :‬آمي ‪ ،‬فإن من وافق قوله قول اللئكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري‬
‫‪ .‬وعنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا قال المام ( غي الغضوب عليهم ول‬
‫الضالي ) فقولوا آمي ( ‪ ) 1‬فإن اللئكة يقولون ‪ :‬آمي وإن المام يقول ‪ :‬آمي ‪ ،‬فمن‬
‫وافق تأمينه تأمي اللئكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه أحد وأبو داود والنسائي ‪ .‬وعنه‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا أمن المام فأمنوا فإن من وافق تأمينه تأمي‬
‫اللئكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه الماعة ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 150‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬قال الطاب ‪ :‬معن قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا قال المام ول‬
‫الضالي ) فقولوا ( آمي ) ‪ :‬أي مع المام ‪ ،‬حت يقع تأمينكم وتأمينه معا ‪ .‬وأما قوله ‪( :‬‬
‫إذا أمن أمنوا ) فانه ل يالفه ول يدل على أنم يؤخرونه عن وقت تأمينه ‪ ،‬وإنا هو‬
‫كقول القائل ‪ :‬إذا رحل المي فارحلوا ‪ :‬يعن إذا أخذ المي ف الرحيل فتهيأوا‬
‫للرتال ‪ ،‬لتكون رحلتكم مع رحلته ‪ .‬وبيان هذا ف الديث الخر ( أن المام يقول‬
‫آمي ) إل آخر الديث ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 151‬معن آمي ‪ :‬ولفط ( آمي ) يقصر ألفه‬
‫ويد مع تفيف اليم ‪ ،‬وليس من الفاتة ‪ ،‬وإنا دعاه معناه ‪ :‬اللهم استجب ‪) 6 ( .‬‬
‫القراءة بعد الفاتة ‪ :‬يسن للمصلي أن يقرا سورة أو شيئا من القرآن بعد قراءة الفاتة ف‬
‫ركعت الصبح والمعة ‪ ،‬والوليي من الظهر والعصر والغرب والعشاء ‪ ،‬وجيع ركعات‬
‫النفل ‪ .‬فعن أب قتادة أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقرأ ف الظهر ‪ ،‬ف الوليي ‪ ،‬بأم‬
‫الكتاب وسورتي ‪ ،‬وف الركعتي الخريي ‪ ،‬بأم الكتاب ‪ ،‬ويسمعنا الية أحيانا ‪ ،‬ويطول‬

‫‪122‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف الركعة الول ما ل يطول ف الثانية ‪ .‬وهكذا ف العصر ‪ ،‬وهكذا ف الصبح ‪ .‬رواه‬
‫البخاري ومسلم وأبو داود ‪ ،‬وزاد ‪ :‬قال ‪ :‬فظننا أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة‬
‫الول ‪ .‬وقال جابر بن سرة ‪ :‬شكا أهل الكوفة سعدا إل عمر فعزله ‪ ،‬واستعمل عليهم‬
‫عمارا فشكوا حت ذكروا أنه ل يسن يصلي ‪ ،‬فأرسل إليه فقال ‪ :‬يا أبا إسحق إن هؤلء‬
‫يزعمون أنك تصلي ‪ ،‬قال أبو إسحاق ‪ :‬أما أنا وال فإن كنت أصلي بم صلة رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ما أخرم عنها ( ‪ : ) 1‬أصلي صلة العشاء فأركد ف الوليي (‬
‫‪ ) 2‬وأخف ف الخريي قال ‪ :‬ذاك الظن بك يا أبا إسحق ‪ ،‬فأرسل معه رجل أو رجال‬
‫إل الكوفة ‪ ،‬فسأل عنه أهل الكوفة ‪ ،‬ول يدع مسجدا إل سأل عنه ‪ ،‬ويثنون معروفا ‪،‬‬
‫حت دخل مسجدا لبن عبس ‪ ،‬فقام رجل منهم يقال له أسامة بن قتادة ‪ ،‬يكن أبا سعدة‬
‫فقال ‪ :‬أما إذا ناشدتنا ال ‪ ،‬فإن سعدا كان ل يسي بالسرية ‪ ،‬ول يقسم بالسوية ‪ ،‬ول‬
‫يعدل ف القضية ‪ .‬قال سعد ‪ :‬أما وال لدعون بثلث ‪ :‬اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا‬
‫قام رياء وسعة فأطل عمره ‪ ،‬وأطل فقره ‪ ،‬وعرضه للفت ‪ ،‬وكان بعد يقول ‪ :‬شيخ مفتون‬
‫أصابتن دعوة سعد ‪ .‬قال عبد اللك ‪ :‬فإنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكب‬
‫‪ ،‬وإنه ليتعرض للجواري ف الطريق ( هامش ) ( ‪ ( ) 1‬ما أخرم عنها ) ‪ :‬أي أنقص ‪( .‬‬
‫‪ ( ) 2‬فأركد ف الوليي ) أي أطول فيهما القراءة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 152‬يغمزهن ‪.‬‬
‫رواه البخاري وقال أبو هريرة ‪ :‬ف كل صلة يقرأ ‪ ،‬فما أسعنا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أسعناكم ‪ ،‬وما أخفي عنا أخفينا عنكم ‪ ،‬وإن ل تزد على أم القرآن أجزأت ‪ ،‬وإن‬
‫زدت فهو خي ‪ ،‬رواه البخاري ‪ .‬كيفية القراءة بعد الفاتة ‪ :‬والقراءة بعد الفاتة توز‬
‫على أي نو من الناء ‪ .‬قال السي ‪ ( :‬غزونا خراسان ومعنا ثلثمائة من الصحابة فكان‬
‫الرجل منهم يصلي بنا فيقرأ اليات من السورة ث يركع ) ‪ .‬وعن ابن عباس ‪ :‬أنه قرأ‬
‫الفاتة وآية من البقرة ف كل ركعة ‪ .‬رواه الدار قطن بإسناد قوي ‪ .‬وقال البخاري ‪:‬‬
‫( باب المع بي السورتي ف الركعة والقراءة بالواتيم وبسورة قبل سورة وبأول‬
‫سورة ) ‪ .‬ويذكر عن عبد ال بن السائب ‪ :‬قرأ النب صلى ال عليه وسلم ( الؤمنون ) ف‬
‫الصبح حت إذا ذكر موسى وهارون ‪ ،‬أو ذكر عيسى أخذته سعلة فركع ‪ .‬وقرأ عمر ف‬
‫الركعة الول بائة وعشرين آية من البقرة ‪ ،‬وف الثانية بسورة من الثان ‪ .‬وقرأ الحنف‬

‫‪123‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالكهف ف الول ‪ ،‬وف الثانية بيونس أو يوسف ‪ ،‬وذكر ‪ :‬أنه صلى مع عمر الصبح بما‬
‫‪ ،‬وقرأ ابن مسعود بأربعي آية من النفال وف الثانية بسورة من الفصل ‪ .‬وقال قتادة فيمن‬
‫قرأ سورة واحدة ف ركعتي ‪ ،‬أو يردد سورة ف ركعتي ‪ : -‬كل كتاب ال ‪ .‬وقال عبد‬
‫ال بن ثابت عن أنس ‪ :‬كان رجل من النصار يؤمهم ف مسجد قباء ‪ .‬وكان كلما افتتح‬
‫سورة يقرأ با لم ف الصلة ما يقرأ به ‪ ،‬افتتح ب ( قل هو ال أحد ) حت يفرغ منها ‪،‬‬
‫ث يقرأ سورة أخرى معها ‪ ،‬وكان يصنع ذلك ف كل ركعة ‪ .‬فكلمه أصحابه فقالوا ‪:‬‬
‫إنك تفتتح بذه السورة ث ل ترى أنا تزئك حت تقرأ بأخرى ‪ ،‬فإما أن تقرأ با وإما أن‬
‫تدعها وتقرأ بأخرى ‪ .‬فقال ‪ :‬ما أنا بتاركها ‪ .‬إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت وإن‬
‫كرهتم تركتكم ‪ .‬وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيه ‪ .‬فلما أتاهم النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أخبوه الب فقال ‪ ( :‬يا فلن ما ينعك أن تفعل ما يأمرك به‬
‫أصحابك ‪ ،‬وما يملك على لزوم هذه السورة ف كل ركعة ؟ فقال ‪ :‬إن أحبها ‪ .‬فقال ‪:‬‬
‫( حبك إياها أدخلك النة ) ‪ .‬وعن رجل من جهينة ‪ :‬أنه سع النب صلى ال عليه وسلم‬
‫يقرأ ف الصبح ‪ ( :‬إذا زلزلت الرض ) ف الركعتي كلتيهما قال ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 152‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 153‬فل أدري أنسي رسول ال صلى ال عليه وسلم أم قرأ ذلك عمدا ؟‬
‫رواه أبو داود ‪ ،‬وليس ف إسناده مطعن ‪ .‬هدي رسول ال صلى ال عليه وسلم ف القراءة‬
‫بعد الفاتة ‪ :‬نذكر هنا ما لصه ابن القيم من قراءة رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد‬
‫الفاتة ( ‪ ) 1‬قال ‪ :‬فإذا فرغ من الفاتة أخذ ف سورة غيها وكان يطيلها تارة ‪ ،‬ويففها‬
‫لعارض من سفر أو غيه ‪ ،‬ويتوسط فيها غالبا ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬العناوين ليست لبن‬
‫القيم ‪ ) . ( .‬قراءة الفجر ‪ :‬وكان يقرأ ف الفجر بنحو ستي آية إل مائة آية ‪ .‬وصلها‬
‫بسورة ( ق ) ‪ ،‬وصلها ب ( الروم ) وصلها ب ( إذا الشمس كورت ) وصلها ب‬
‫( إذا زلزلت ) ف الركعتي كلتيهما ‪ ،‬وصلها بالعوذتي وكان ف السفر ‪ ،‬وصلها‬
‫فافتتح بسورة ( الؤمنون ) حت بلغ ذكر موسى وهارون ف الركعة الول فأخذته سعلة‬
‫فركع ‪ ،‬وكان يصليها يوم المعة ب ( أل تنيل ( السجدة ) وسورة ( هل أتى على‬

‫‪124‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النسان ) كاملتي ‪ ،‬ول يفعل ما يفعله كثي من الناس اليوم من قراءة بعض هذه وبعض‬
‫هذه ‪ .‬وأما ما يظنه كثي من الهال أن صبح يوم المعة فضلت بسجدة ‪ ،‬فجهل عظيم ‪،‬‬
‫ولذا كره بعض الئمة قراءة سورة ( السجدة ) لجل هذا الظن ‪ .‬وإنا كان صلى ال‬
‫عليه وسلم يقرأ هاتي السورتي ‪ ،‬لا اشتملتا عليه من ذكر البدأ والعاد ‪ ،‬وخلق آدم‬
‫ودخول النة والنار ‪ ،‬وغي ذلك ‪ ،‬ما كان ويكون ف يوم المعة ‪ .‬فكان يقرا ف‬
‫فجرها ‪ ،‬ما كان ويكون ف ذلك اليوم ‪ ،‬تذكيا للمة بوادث هذا اليوم ‪ ،‬كما كان يقرأ‬
‫ف الجامع العظام ‪ ،‬كالعياد والمعة ‪ ،‬بسورة ( ق ) و ( اقتربت ) و ( يسبح ) ( ‪) 2‬‬
‫و ( الغاشية ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 2‬يسبح ) أي سورة العلى البدوءة ‪ ( :‬سبح اسم‬
‫ربك العلى ) ‪ ) . ( .‬القراءة ف الظهر فكان يطيل قراءتا أحيانا ‪ ،‬حت قال أبو سعيد ‪:‬‬
‫كانت صلة الظهر تقام فيذهب الذاهب إل البقيع ‪ ،‬فيقضي حاجته ‪ ،‬ث يأت أهله فيتوضأ‬
‫ويدرك النب صلى ال عليه وسلم ف الركعة الول ‪ ،‬ما يطيلها ‪ ،‬رواه مسلم ‪ / ،‬صفحة‬
‫‪ / 154‬وكان يقرأ فيها تارة بقدر ( ال تنيل ) وتارة ( سبح اسم ربك العلى )‬
‫( والليل إذا يغشى ) وتارة ب ( والسماء ذات البوح ) ‪ ( ،‬والسماء والطارق ) ‪ .‬القراءة‬
‫ف العصر ‪ :‬وأما العصر فعلى النصف من قراءة صلة الظهر إذا طالت ‪ .‬وبقدرها إذا‬
‫قصرت ‪ .‬القراءة ف الغرب ‪ :‬وأما الغرب فكان هديه فيها خلف عمل اليوم ‪ ،‬فإنه‬
‫صلها مرة ب ( العراف ) ف الركعتي ومرة ب ( الطور ) ومرة ب ( الرسلت ) قال‬
‫أبو عمر ابن عبد الب ‪ :‬روي عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قرأ ف الغرب ب ( الص )‬
‫( العراف ) وأنه قرأ فيها ب ( الصافات ) وأنه قرأ فيها ب ( حم ) الدخان ‪ ،‬وأنه قرأ‬
‫فيها ب ( سبح اسم ربك العلى ) وأنه قرأ فيها ب ( والتي والزيتون ) ‪ ،‬وأنه قرأ فيها‬
‫بالعوذتي وأنه قرأ فيها ب ( الرسلت ) ‪ ،‬وأنه كان يقرأ فيها بقصار الفصل ‪ .‬وقال ‪:‬‬
‫وهي كلها آثار صحاح مشهورة ‪ ،‬انتهى كلم ابن عبد الب ‪ .‬وأما الداومة فيها على‬
‫قصار الفصل دائما ‪ ،‬فهو فعل مروان بن الكم ‪ ،‬ولذا أنكر عليه زيد بن ثابت وقال‬
‫مالك تقرا ف الغرب بقصار الفصل وقد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ ف‬
‫الغرب بطول الطوليي ؟ قال قلت ‪ :‬وما طول الطوليي ؟ قال ‪ :‬العراف ‪ .‬وهذا حديث‬
‫صحيح ‪ ،‬رواه أهل السنن ‪ .‬وذكر النسائي عن عائشة رضي ال عنها ‪ :‬أن النب صلى ال‬

‫‪125‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه وسلم قرأ ف الغرب بسورة ( العراف ) فرقها ف الركعتي ‪ .‬فالحافظة فيها على‬
‫الية والسورة من قصار الفصل خلف السنة ‪ ،‬وهو فعل مروان بن الكم ‪ ،‬القراءة ف‬
‫العشاء ‪ :‬وأما العشاء الخرة ‪ :‬فقرأ فيها صلى ال عليه وسلم ب ( والتي والزيتون )‬
‫ووقت لعاذ فيها ب ( والشمس وضحاها ) ( وسبح اسم ربك العلى ) ( والليل إذا‬
‫يغشى ) ونوها ‪ .‬وأنكر عليه قراءته فيها ( البقرة ) بعد ما صلى معه ‪ ،‬ث ذهب إل بن‬
‫عمرو ابن عوف فأعادها لم بعد ما مضى من الليل ما شاء ال ‪ / ،‬صفحة ‪ / 155‬وقرأ (‬
‫البقرة ) ولذا قال له ‪ ( :‬أفان أنت يا معاذ ؟ ) فتعلق النقادون بذه الكلمة ‪ ،‬وليلتفتوا إل‬
‫ما قبلها ول إل ما بعدها ‪ .‬القراءة ف المعة ‪ :‬وأما المعة فكان يقرا فيها بسورة‬
‫( المعة ) و ( النافقي ) أو ( الغاشية ) كاملتي وسورة ( سبح ) و ( الغاشية ) ‪ .‬وأما‬
‫القتصار على قراءة أواخر السورتي من ( يأيها الذين آمنوا ) إل آخرها ‪ ،‬فلم يفعله قط‬
‫‪ .‬وهو مالف لديه الذي كان يافظ عليه ‪ .‬القراءة ف العيدين ‪ :‬وأما القراءة ف العياد‬
‫فتارة يقرأ سورة ( ق ) و ( اقتربت ) كاملتي وتارة سورة ( سبح ) و ( الغاشية ) وهذا‬
‫هو الدي الذي استمر عليه إن أن لقي ال عزوجل ‪ ،‬ل ينسخه شئ ‪ ،‬ولذا أخذ به‬
‫خلفاؤه الراشدون من بعده ‪ .‬فقرأ‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 155‬‬
‫أبو بكر رضي ال عنه ف الفجر سورة ( البقرة ) حت سلم منها قريبا من طلوع الشمس‬
‫فقالوا ‪ :‬يا خليفة رسول ال ‪ ،‬كادت الشمس تطلع ‪ ،‬فقال ‪ :‬لو طلعت ل تدنا غافلي ‪.‬‬
‫وكان عمر رضي ال عنه يقرأ فيها ب ( يوسف ) و ( النحل ) و ( هود ) وبن إسرائيل ‪،‬‬
‫ونوها من السور ‪ .‬ولو كان تطويله صلى ال عليه وسلم منسوخا ل يف على خلفائه‬
‫الراشدين ويطلع عليه النقادون ‪ .‬وأما الديث الذي رواه مسلم ف صحيحه عن جابر بن‬
‫سرة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقرأ ف الفجر ( ق والقرآن الجيد ) وكانت‬
‫صلته بعد تفيفا فالراد بقوله بعد ‪ :‬أي بعد الفجر ‪ ،‬أي أنه كان يطيل قراءة الفجر أكثر‬
‫من غيها وصلته بعدها تفيفا ‪ .‬ويدل على ذلك قول أم الفضل وقد سعت ابن عباس‬
‫يقرأ ( والرسلت عرفا ) فقالت ‪ :‬يا بن لقد ذكرتن بقراءة هذه السورة ‪ ،‬إنا لخر ما‬

‫‪126‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يقرأ با ف الغرب ‪ ،‬فهذا ف آخر المر إل‬
‫أن قال ‪ :‬وأما قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يقرأ با ف الغرب ‪ ،‬فهذا ف آخر المر إل أن‬
‫قال ‪ :‬وأما قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أيكم أم بالناس فليخفف ) وقول أنس ‪ ( :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أخف الناس صلة ف تام ) فالتخفيف أمر نسي ‪ ،‬يرجع‬
‫إل ما فعله ‪ /‬صفحة ‪ / 156‬النب صلى ال عليه وسلم وواظب عليه ‪ ،‬ل إل شهوة‬
‫الأمومي ‪ ،‬فإنه صلى ال عليه وسلم ل يكن يأمرهم بأمر ث يالفه وقد علم أن من ورائه‬
‫الكبي والضعيف وذا الاجة ‪ .‬فالذي فعله هو التخفيف الذي أمر به ‪ ،‬فأنه كان يكن أن‬
‫تكون صلته أطول من ذلك بأضعاف مضاعفة فهي خفيفة بالنسبة إل أطول منها ‪.‬‬
‫وهديه الذي واظب عليه ‪ ،‬هو الاكم على كل ما تنازع عليه التنازعون ‪ .‬ويدل ما رواه‬
‫النسائي وغيه عن ابن عمر قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف‬
‫ويؤمنا ب ( الصافات ) ‪ ،‬فالقراءة ب ( الصافات ) من التخفيف الذي كان يأمر به ‪.‬‬
‫قراءة سورة بعينها ‪ :‬وكان صلى ال عليه وسلم ل يعي سورة ف الصلة بعينها ‪ ،‬ل يقرأ‬
‫إل با ‪ ،‬إل ف المعة والعيدين ‪ ،‬وأما ف سائر الصلوات فقد ذكر أبو داود ‪ ،‬ف حديث‬
‫عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه قال ‪ :‬ما من الفصل سورة صغية ول كبية إل‬
‫وقد سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يؤم الناس با ف الصلة الكتوبة ‪ .‬وكان من‬
‫هديه قراءة السور الكاملة ‪ ،‬وربا قرأها ف الركعتي وربا ف أول السورة ‪ .‬وأما قراءة‬
‫أواخر السور وأوساطها فلم يفظ عنه ‪ .‬وأما قراءة السورتي ف الركعة فكان يفعله ف‬
‫النافلة ‪ ،‬وأما ف الفرض فلم يفظ عنه ‪ ،‬وأما حديث ابن مسعود ‪ :‬إن لعرف النظائر‬
‫الت كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرن بينهن السورتي ف الركعة ‪ ( .‬الرحن )‬
‫( والنجم ) ف ركعة ‪ ( .‬واقتربت ) و ( الاقة ) ف ركعة ‪ ،‬و ( والطور ) ( والذاريات )‬
‫ف ركعة ‪ ( ،‬إذا وقعت ) و ( نون ) ف ركعة ‪ .‬الديث ‪ .‬فهذا حكاية فعل ل يعي مله ‪.‬‬
‫هل كان ف الفرض أو ف النفل ؟ وهو متمل ‪ .‬وأما قراءة سورة واحدة ف ركعتي معا‬
‫فقلما كان يفعله ‪ .‬وقد ذكر أبو داود عن رجل من جهينة ‪ :‬أنه سع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقرأ ف الصبح ( إذا زلزلت ) ف الركعتي كلتيهما قال ‪ :‬فل أدري ‪ .‬أنسي‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أم قرأ ذلك عمدا ‪ .‬إطالة الركعة الول ف الصبح ‪ :‬وكان‬

‫‪127‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم يطيل الركعة الول على الثانية من صلة الصبح ‪ / ،‬صفحة ‪/ 157‬‬
‫ومن كل صلة وربا كان يطيلها حت ل يسمع وقع قدم ‪ ،‬وكان يطيل صلة الصبح أكثر‬
‫من سائر الصلوات ‪ .‬وهذا ‪ ،‬لن قرآن الفجر مشهود ‪ ،‬يشهده ال تعال وملئكته ‪ .‬وقيل‬
‫‪ :‬يشهده ملئكة الليل والنهار ‪ .‬والقولن مبنيان على أن النول اللي ‪ ،‬هل يدوم إل‬
‫انقضاء صلة الصبح أو إل طلوع الفجر ؟ وقد ورد فيه هذا وهذا ‪ .‬وأيضا ‪ ،‬فإنا لا‬
‫نقص عدد ركعاتا جعل تطويلها عوضا عما نقصته من العدد ‪ ،‬وأيضا فإنا تكون عقيب‬
‫النوم والناس مستريون ‪ ،‬وأيضا فإنم ل يأخذوا بعد ف استقبال العاش وأسباب الدنيا ‪،‬‬
‫وأيضا فإنا تكون ف وقت تواطأ السمع واللسان والقلب ‪ ،‬لفراغه وعدم تكنه من‬
‫الشتغال فيه ‪ .‬فيفهم القرآن ويتدبره ‪ ،‬وأيضا فإنا أساس العمل وأوله ‪ ،‬فأعطيت فضل‬
‫من الهتمام با وتطويلها ‪ ،‬وهذه أسرار إنا يعرفها من له التفات إل أسرار الشريعة‬
‫ومقاصدها وحكمها ‪ .‬صفة قراءته صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وكانت قراءته مدا ‪ ،‬يقف عند‬
‫كل آية ‪ ،‬ويد با صوته ‪ .‬انتهى كلم ابن القيم ‪ .‬ما يستحب أثناء القراءة ‪ :‬يسن أثناء‬
‫القراءة ‪ ،‬تسي الصوت وتزيينه ‪ :‬ففي الديث ‪ .‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( زينوا أصواتكم بالقرآن ) وقال ‪ ( :‬ليس منا من ل يتغن بالقرآن ) وقال ‪ ( :‬إن أحسن‬
‫الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سعتموه وحسبتموه يشى ال )‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 157‬‬
‫وقال ‪ ( :‬وما أذن ال شئ ( ‪ ) 1‬ما أذن لنب حسن الصوت يتغن بالقرآن ) ‪ .‬قال النووي‬
‫‪ :‬يسن لكل من قرأ ف الصلة أو غيها إذا مر بآية رحة أن يسأل ال تعال من فضله ‪،‬‬
‫وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ به من النار ‪ ،‬أو من العذاب ‪ ،‬أو من الشر ‪ ،‬أو من الكروه‬
‫‪ ،‬أو يقول ‪ :‬اللهم إن أسألك العافية ‪ ،‬أو نو ذلك ‪ ،‬وإذا مر بآية تنيه ل سبحانه وتعال‬
‫نزه ال فقال ‪ ( :‬سبحانه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬ما أذن ال ( أذن ) ‪ :‬استمع ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 158‬وتعال ‪ ،‬أو تبارك ال رب العالي ؟ أو جلت عظمة ربنا ‪ ،‬أو نو ذلك ‪ .‬وروينا‬
‫عن حذيفة بن اليمان رضي ال عنه قال ‪ ( :‬صليت مع النب صلى ال عليه وسلم ذات‬
‫ليلة فاتتح ( البقرة ) فقلت ‪ :‬يركع عند الائة ‪ ،‬ث مضى ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يصلي با ف ركعة‬

‫‪128‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فمضى فقلت يركع با ‪ ،‬ث افتتح ( آل عمران ) فقرأها ث افتتح ( النساء فقرأها ‪ ،‬يقرأ‬
‫مترسل ‪ ،‬إذا مر بآية تسبيح سبح ‪ ،‬وإذا مر بسؤال سأل ‪ ،‬وإذا مر بتعوذ تعوذ ‪ ،‬رواه‬
‫مسلم ‪ .‬قال أصحابنا ‪ :‬يستحب هذا ‪ ،‬والتسبيح السؤال والستعاذة للقارئ ف الصلة‬
‫وغيها ‪ ،‬وللمام والأموم والنفرد ‪ ،‬لنه دعاء ‪ ،‬فاستووا فيه ‪ ،‬كالتأمي ‪ ،‬ويستحب لكل‬
‫من قرأ ( أليس ال بأحكم الاكمي ) أن يقول ‪ :‬بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ‪ ،‬وإذا‬
‫قرأ ( أليس ذلك بقادر على أن ييي الوتى ) قال ‪ :‬بلى أشهد ‪ ،‬وإذا قرأ ( فبأي حديث‬
‫بعده يؤمنون ) قال آمنت بال ‪ .‬وإذا قال ( سبح اسم ربك العلى ) قال ‪ :‬سبحان رب‬
‫العلى ‪ .‬ويقول هذا ف الصلة وغيها ‪ .‬مواضع الهر والسرار بالقراءة ‪ :‬والسنة أن‬
‫يهر الصلي ف ركعت الصبح والمعة ‪ ،‬والوليي من الغرب والعشاء ‪ ،‬والعيدين‬
‫والكسوف والستسقاء ‪ ،‬ويسر ف الظهر والعصر ‪ ،‬وثالثة الغرب والخريي من العشاء ‪.‬‬
‫وأما بقية النوافل ‪ ،‬فالنهارية ل جهر فيها ‪ ،‬والليلية يي فيها بي الهر والسرار ‪.‬‬
‫والفضل التوسط ‪ :‬مر رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة بأب بكر وهو يصلي ‪ ،‬يفض‬
‫صوته ‪ ،‬ومر بعمر وهو يصلي رافعا صوته ‪ ،‬فلما اجتمعا عنده قال ‪ ( :‬يا أبا بكر مررت‬
‫بك وأنت تصلي تفض صوتك ؟ ) فقال ‪ :‬يا رسول ال قد أسعت من ناجيت ‪ ،‬وقال‬
‫لعمر ‪ ( :‬مررت بك وأنت تصلي رافعا صوتك ) فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أوقظ الوسنان‬
‫وأطرد الشيطان ‪ .‬فقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئا ) وقال‬
‫لعمر ‪ ( :‬اخفض من صوتك شيئا ) رواه أحد وأبو داود ‪ .‬وإن نسي فأسر ف موضع‬
‫الهر ‪ ،‬أو جهر ف موضع السرار فلشئ عليه ‪ ،‬وإن تذكر أثناء قراءته بن عليها ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 159‬القراءة خلف المام ‪ :‬الصل أن الصلة ل تصح إل بقراءة سورة‬
‫الفاتة ‪ ،‬ف كل ركعة من ركعات الفرض والنفل كما تقدم ف فرائض الصلة إل أن‬
‫الأموم تسقط عنه القراءة ويب عليه الستماع والنصات ف الصلة الهرية ‪ ،‬لقول ال‬
‫تعال ‪ ( :‬وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحون ) ‪ .‬ولقول رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا كب المام فكبوا وإذا قرأ فأنصتوا ) صححه مسلم وعلى‬
‫هذا يمل حديث ( من كان له إمام فقراءة المام له قراءة ) ‪ :‬أي إن قراءة المام له قراءة‬
‫ف الصلة الهرية ‪ ،‬وأما الصلة السرية فالقراءة فيها على الأموم وكذا تب عليه القراءة‬

‫‪129‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف الصلة الهرية ‪ ،‬إذا كان بيث ل يتمكن من الستماع للمام ‪ .‬قال أبو بكر بن‬
‫العرب ‪ :‬والذي نرجحه وجوب القراءة ف السرار ‪ .‬لعموم الخبار ( ‪ ، ) 1‬أما الهر فل‬
‫سبيل إل القراءة فيه لثلثة أوجه ‪ :‬أحدها ‪ :‬أنه عمل أهل الدينة ‪ ،‬الثان أنه حكم القرآن‬
‫قال ال تعال ‪ ( :‬وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ) وقد عضدته السنة بديثي ‪.‬‬
‫أحدها حديث عمران بن حصي ( قد ( ‪ ) 2‬علمت أن بعضكم خالنيها ( ‪. ) ) 3‬‬
‫الثان ‪ :‬قوله ‪ ( :‬وإذا قرأ فأنصتوا ) ‪ .‬الثالث ‪ :‬الترجيح ‪ ،‬إن القراءة مع المام ل سبيل‬
‫إليها ‪ ،‬فمت يقرأ ؟ فإن قيل يقرأ ف سكتة المام قلنا ‪ .‬السكوت ل يلزم المام ‪ ،‬فكيف‬
‫يركب فرض على ما ليس بفرض ؟ ل سيما وقد وجدنا وجها للقراءة مع الهر ‪ ،‬وهي‬
‫قراءة القلب بالتدبر والتفكر ‪ ،‬وهذا نظام القرآن والديث وحفظ العبادة ‪ .‬ومراعاة‬
‫السنة ‪ ،‬وعمل بالترجيح انتهى ‪ .‬وهذا اختيار الزهري وابن البارك ‪ ،‬وقول لالك وأحد‬
‫وإسحاق ‪ ،‬ونصره ورجحه ابن تيمية ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أدلة وجوب القراءة الت تقدم‬
‫الكلم عليها ف فرائض الصلة ‪ ) 2 ( .‬قال له النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬لا سع رجل‬
‫يقرأ خلفه ( سبح اسم ربك العلى ) ‪ ( ) 3 ( .‬خالنيها ) نازعنيها ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ ) 7 ( / 160‬تكبيات النتقال ‪ :‬يكب ف كل رفع وخفض وقيام وقعود ‪ ،‬إل ف الرفع‬
‫من الركوع فإنه يقول ‪ :‬سع ال لن حده ‪ ،‬فعن ابن مسعود قال ‪ :‬رأيت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬يكب ف كل خفض ورفع وقيام وقعود ‪ .‬رواه أحد والنسائي والترمذي‬
‫وصححه ‪ .‬ث قال والعمل عليه عند أصحاب النب صلى ال عليه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 160‬‬
‫وسلم منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيهم ‪ ،‬ومن بعدهم من التابعي ‪ ،‬وعليه عامة‬
‫الفقهاء والعلماء ‪ ،‬انتهى ‪ ،‬فعن أب بكر بن عبد الرحن ابن الارث أنه سع أبا هريرة‬
‫يقول ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬إذا قام إل الصلة يكب حي يقوم ‪ .‬ث‬
‫يكب حي يركع ث يقول ‪ :‬سع ال لن حده ‪ ،‬حي يرفع صلبه من الركعة ‪ ،‬ث يقول وهو‬
‫قائم ‪ :‬ربنا لك المد ‪ ،‬قبل أن يسجد ‪ ،‬ث يقول ‪ :‬ال أكب حي يهوي ساجدا ‪ ،‬ث يكب‬
‫حي يرفع رأسه ‪ ،‬ث يكب حي يقوم من اللوس ف اثنتي ‪ ،‬ث يفعل ذلك ف كل ركعة‬

‫‪130‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حت يفرغ من الصلة ‪ ،‬قال أبو هريرة ‪ :‬كانت هذه صلته حت فارق الدنيا ‪ .‬رواه أحد‬
‫والبخاري ومسلم وأبو داود ‪ .‬وعن عكرمة قال قلت لبن عباس ‪ :‬صليت الظهر‬
‫بالبطحاء خلف شيخ أحق ‪ ،‬فكب اثنتي وعشرين تكبية ‪ ،‬يكب إذا سجد ‪ ،‬وإذا رفع‬
‫رأسه ‪ .‬فقال ابن عباس ‪ :‬تلك صلة أب القاسم صلى ال عليه وسلم رواه أحد والبخاري‬
‫‪ .‬ويستحب أن يكون ابتداء التكبي حي يشرع ف النتقال ‪ ) 8 ( .‬هيئات الركوع ‪:‬‬
‫الواجب ف الركوع مرد النناء ‪ ،‬بيث تصل اليدان إل الركبتي ‪ ،‬ولكن السنة فيه‬
‫تسوية الرأس بالعجز ‪ ،‬والعتماد باليدين على الركبتي مع مافاتما على النبي ‪ ،‬وتفريج‬
‫الصابع على الركبة والساق ‪ ،‬وبسط الظهر ‪ .‬فعن عقبة بن عامر ( إنه ركع فجاف يديه ‪،‬‬
‫ووضع يديه على ركبتيه ‪ ،‬وفرج بي أصابعه من وراء ركبتيه وقال ‪ :‬هكذا رأيت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يصلي ) رواه أحد وأبو داود والنسائي ‪ .‬وعن أب حيد ‪ :‬أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم كان إذا ركع اعتدل ‪ ،‬ول يصوب رأسه ول يقنعه ( ‪، ) 1‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ( ) 1‬يصوب ) ييل به إل أسفل ‪ ( .‬يقنعه ) ‪ :‬يرفعه إل أعلى ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 161‬ووضع يديه على ركبتيه كأنه قابض عليهما ‪ ،‬رواه النسائي ‪ .‬وعند مسلم‬
‫عن عائشة رضي ال عنها ‪ :‬كان إذا ركع ل يشخص رأسه ول يصوبه ‪ .‬ولكن بي ذلك‬
‫‪ .‬وعن علي رضي ال عنه قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا ركع ‪ ،‬لو وضع‬
‫قدح من ماء على ظهره ل يهرق ( ‪ . ) 1‬رواه أحد وأبو داود ف مراسيله وعن مصعب‬
‫بن سعد قال ‪ :‬صليت إل جانب أب ‪ ،‬فطبقت بي كفي ث وضعتهما بي فخذي ‪ .‬فنهان‬
‫عن ذلك وقال ‪ :‬كنا نفعل هذا ‪ ،‬فأمرنا أن نضع أيدينا على الركب ‪ .‬رواه الماعة ‪9 ( .‬‬
‫) الذكر فيه ‪ :‬يستحب الذكر ف الركوع بلفظ ( سبحان رب العظيم ) ‪ .‬فعن عقبة بن‬
‫عامر قال ‪ :‬لا نزلت ( فسبح باسم ربك العظيم ) قال لنا النب صلى ال عليه وسلم‬
‫( اجعلوها ف ركوعكم ) رواه أحد وأبو داود وغيها بإسناد جيد ‪ .‬وعن حذيفة قال ‪:‬‬
‫صليت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فكان يقول ف ركوعه ‪ ( :‬سبحان رب‬
‫العظيم ) رواه مسلم وأصحاب السنن ‪ .‬وأما لفظ ( سبحان رب العظيم وبمده ) فقد‬
‫جاء من عدة طرق كلها ضعيفة ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬ولكن هذه الطرق تتعاضد ‪ ،‬ويصح أن‬
‫يقتصر الصلي على التسبيح ‪ ،‬أو يضيف إليه أحد الذكار التية ‪ - 1 :‬عن علي رضي ال‬

‫‪131‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا ركع قال ‪ ( :‬أللهم لك ركعت ‪ ،‬وبك آمنت‬
‫‪ ،‬ولك أسلمت ‪ ،‬وأنت رب خشع سعي وبصري ومي وعظمي وعصب وما استقلت به‬
‫قدمي ل رب العالي ) رواه أحد ومسلم وأبو داود وغيهم ‪ - 2 .‬عن عائشة رضي ال‬
‫عنها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقول ف ركوعه وسجوده ‪ ( :‬سبوح قدوس‬
‫( ‪ ) 2‬رب اللئكة والروح ) ‪ - 3 .‬وعن عوف بن مالك الشجعي قال ‪ :‬قمت مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة ‪ ،‬فقام فقرأ سورة ( البقرة ) إل أن قال فكان يقول‬
‫ف ركوعه ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬يهرق ) ‪ :‬يصب منه شئ ‪ ،‬لستواء ظهره ‪) 2 ( .‬‬
‫( سبوح قدوس ) الفصيح منها ‪ ،‬ضم الول ‪ ،‬وها خب لبتدأ مذوف أنت ؟ تقدير‬
‫معناها أنت منه ومطهر عن كل ما ل يليق بللك ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 162‬وسبحان‬
‫ذي البوت واللكوت والكبياء والعظمة ) رواه أبو داود والترمذي والنسائي ‪ .‬وعن‬
‫عائشة قالت ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يكثر أن يقول ف ركوعه وسجوده ‪:‬‬
‫( سبحانك اللهم ربنا وبمدك ‪ ،‬اللهم اغفر ل ) يتأول القرآن ( ‪ ) 1‬رواه أحد‬
‫والبخاري ومسلم وغيهم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬يتأول القرآن ) ‪ :‬أي يعمل بقبول ال‬
‫تعال ( فسبح بمد ربك واستغفره ) ‪ ) 10 ( ) . ( .‬أذكار الرفع من الركوع والعتدال‬
‫‪ :‬يستحب للمصلي ‪ -‬إماما أو مأموما أو منفردا ‪ -‬أن يقول عند الرفع من الركوع ‪ :‬سع‬
‫ال لن حده ‪ ،‬فإذا استوى قائما فليقل ‪ :‬ربنا ولك المد ‪ ،‬أو ‪ :‬اللهم ربنا ولك المد ‪،‬‬
‫فعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقول ‪ :‬سع ال لن حده ‪ ،‬حي يرفع‬
‫صلبه من الركعة ‪ ،‬ث يقول وهو قائم ‪ :‬ربنا ولك المد ‪ ،‬رواه أحد والشيخان ‪ .‬وف‬
‫البخاري من حديث أنس ‪ :‬وإذا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 162‬‬
‫قال ‪ :‬سع ال لن حده ‪ .‬فقولوا ‪ :‬اللهم ربنا ولك المد ‪ .‬يرى بعض العلماء ‪ .‬أن الأموم‬
‫ل يقول ( سع ال لن حده ) بل إذا سعها من المام يقول ‪ :‬اللهم ربنا ولك المد ‪ .‬لذا‬
‫الديث ‪ .‬ولديث أب هريرة عند أحد وغيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪( :‬‬
‫إذا قال المام سع ال لن حده فقولوا اللهم ربنا ولك المد ‪ ،‬فإن من وافق قوله قول‬

‫‪132‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اللئكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) ولكن قول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬صلوا‬
‫كما رأيتمون أصلي ) يقتضي أن يمع كل مصل بي التسبيح والتحميد ‪ ،‬وإن كان‬
‫مأموما وياب عما استدل به القائلون ( بأن الأموم ل يمع بينهما ) بل يأت بالتحميد‬
‫فقط ‪ ،‬با ذكره النووي قال ‪ :‬قال أصحابنا ‪ ،‬فمعناه قولوا ‪ ( :‬ربنا لك المد ) مع ما قد‬
‫علمتموه من قول سع ال لن حده ‪ ،‬وإنا خص هذا بالذكر ‪ ،‬لنم كانوا يسمعون جهر‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ( سع ال لن حده ) فإن السنة فيه الهر ول يسمعون قوله ‪:‬‬
‫ربنا لك المد ‪ ،‬لنه يأت به سرا ‪ .‬وكانوا يعلمون قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬صلوا‬
‫كما رأيتمون أصلي ) مع قاعدة التأسي به صلى ال عليه وسلم مطلقا ‪ ،‬وكانوا يوافقون‬
‫ف ( سع ال لن حده ) فلم ‪ /‬صفحة ‪ / 163‬يتج إل المر به ‪ ،‬ول يعرفون ( ربنا لك‬
‫المد ) فأمروا به ‪ .‬هذا أقل ما يقتصر عليه ف التحميد حي العتدال ويستحب الزيادة‬
‫على ذلك با جاء ف الحاديث التية ‪ - 1 :‬عن رفاعة بن رافع قال ‪ :‬كنا نصلي يوما‬
‫وراء النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فلما رفع رسول ال صلى ال عليه وسلم رأسه من‬
‫الركعة وقال ‪ :‬سع ال لن حده ‪ ،‬قال رجل وراءه ‪ ( :‬ربنا لك المد حدا كثيا طيبا‬
‫مباركا فيه ) فلما انصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من التكلم آنفا ) ؟‬
‫قال الرجل ‪ :‬أنا يا رسول ال ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬لقد رأيت بضعة‬
‫( ‪ ) 1‬وثلثي ملكا يبتدرونا ‪ ،‬أيهم يكتبها أول ) رواه أحد والبخاري ومالك وأبو داود‬
‫‪ .‬وعن علي رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان إذا رفع من الركعة قال‬
‫‪ ( :‬سع ال لن حده وربنا ولك المد مل ء ( ‪ ) 2‬السموات والرض وما بينهما ‪ ،‬ومل‬
‫ء ما شئت من شئ بعد ) رواه أحد ومسلم وأبو داود والترمذي ‪ - 3 .‬وعن عبد ال بن‬
‫أب أوف عن النب صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬وف لفظ ‪ :‬يدعو ‪ ،‬إذا رفع رأسه من‬
‫الركوع ‪ ( :‬اللهم لك المد مل ء السماء ومل ء الرض ومل ء ما شئت من شئ بعد ‪:‬‬
‫اللهم طهرن بالثلج والبد والاء البارد ‪ ،‬اللهم طهرن من الذنوب ونقن منها كما ينقى‬
‫الثوب البيض من الوسخ ) رواه أحد ومسلم وأبو داود وابن ماجة ‪ .‬ومعن الدعاء ‪:‬‬
‫طلب الطهارة الكاملة ‪ - 4 .‬وعن أب سعيد الدري قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إذا قال ‪ ( :‬سع ال لن حده ) قال ‪ ( :‬اللهم ربنا لك المد مل ء السموات‬

‫‪133‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ومل ء الرض ومل ء ما شئت من شئ بعد أهل الثناء والجد ( ‪ ) 3‬أحق ما قال ( هامش‬
‫) ( ‪ ( ) 1‬البضع ) من الثلثة إل العشرة ‪ ( ) 2 ( .‬مل ء ) بفتح المزة ‪ ،‬هذا هو‬
‫الشهور أي لو جسم المد لل السموات والرض وما بينهما لعظمه ‪ ( ) 3 ( .‬أهل‬
‫الثناء والجد ) أهل منصوب على النداء أو الختصاص ) أي يا أهل الثناء ! أو مدح أهل‬
‫الثناء ‪ ( .‬الد ) بفتح اليم على الشهور ! الظ والعظمة ‪ .‬والغن ‪ :‬أي ل ينفعه ذلك ‪،‬‬
‫وإنا ينفعه العمل الصال ! ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 164‬العبد ‪ ،‬وكلنا لك عبد ‪ :‬ل مانع لا‬
‫أعطيت ‪ .‬ول معطي لا منعت ‪ ،‬ول ينفع ذا الد منك الد ) رواه مسلم وأحد وأبو‬
‫داود ‪ - 5 .‬وصح عنه صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أنه كان يقول بعد ( سع ال لن حده )‬
‫( لرب المد ‪ ،‬لرب المد ) حت يكون اعتداله قدر ركوعه ‪ ) 11 ( .‬كيفية الوي إل‬
‫السجود والرفع منه ‪ :‬ذهب المهور إل استحباب وضع الركبتي قبل اليدين ‪ ،‬حكاه ابن‬
‫النذر عن عمر النخعي ومسلم بن يسار وسفيان الثوري وأحد وإسحاق وأصحاب الرأي‬
‫قال ‪ :‬وبه أقول ‪ ،‬انتهى ‪ .‬وحكاه أبو الطيب عن عامة الفقهاء ‪ .‬وقال ابن القيم ‪ :‬وكان‬
‫صلى ال عليه وسلم يضع ركبتيه قبل يديه ث يديه بعدها ث جبهته وأنفه هذا هو الصحيح‬
‫الذي رواه شريك عن عاصم بن كليب عن أبيه ‪ .‬عن وائل بن حجر قال ‪ :‬رأيت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه ‪ ،‬وإذا نض رفع يديه قبل ركبتيه‬
‫ول يرو ف فعله ما يالف ذلك ‪ ،‬انتهى ‪ .‬وذهب مالك والوزاعي وابن حزم إل‬
‫استحباب وضع اليدين قبل الركبتي ‪ ،‬وهو رواية عن أحد ‪ .‬قال الوزاعي ‪ :‬أدركت‬
‫الناس يضعون أيديهم قبل ركبهم ‪ .‬وقال ابن أب داود ‪ :‬وهو قول أصحاب الديث ‪.‬‬
‫وأما كيفية الرفع من السجود حي القيام إل الركعة الثانية ‪ ،‬فهو على اللف أيضا ‪،‬‬
‫فالستحب عند المهور أن يرفع يديه ث ركبتيه ‪ ،‬وعند غيهم يبدأ برفع ركبتيه قبل يديه‬
‫‪ ) 12 ( .‬هيئة السجود ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 164‬‬
‫يستحب للساجد أن يراعي ف سجوده ما يأت ‪ - 1 :‬تكي أنفه وجبهته ويديه على‬
‫الرض ‪ ،‬مع مافاتما عن جنبيه ‪ ،‬فعن وائل بن حجر ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم لا‬

‫‪134‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سجد وضع جبهته بي كفيه وجاف عن إبطيه ‪ .‬رواه أبو داود ‪ .‬وعن أب حيد ‪ :‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الرض ‪ ،‬ونى يديه عن ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 165‬جنبيه ‪ ،‬ووضع كفيهحذو منكبيه ‪ ،‬رواه ابن خزية والترمذي وقال ‪:‬‬
‫حسن صحيح ‪ - 2 .‬وضع الكفي حذو الذني أو حذو النكبي ‪ ،‬وقد ورد هذا وذاك ‪،‬‬
‫وجع بعض العلماء بي الروايتي ‪ ،‬بأن يعل طرف البامي حذو الذني ‪ ،‬وراحتيه حذو‬
‫منكبيه ‪ - 3 .‬أن يبسط أصابعه مضمومة ‪ ،‬فعند الاكم وابن حبان ‪ :‬أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم كان إذا ركع فرج بي أصابعه ‪ .‬وإذا سجد ضم أصابعه ‪ - 4 .‬أن يستقبل‬
‫بأطراف أصابعه القبلة فعند البخاري من حديث أب حيد ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫كان إذا سجد وضع يديه غي مفترشهما ول قابضهما ‪ ،‬واستقبل بأطراف أصابع رجليه‬
‫القبلة ‪ ) 13 ( .‬مقدار السجود وأذكاره ‪ :‬يستحب أن يقول الساجد حي سجوده ‪:‬‬
‫( سبحان رب العلى ) ‪ .‬فعن عقبة بن عامر قال ‪ :‬لا نزلت ( سبح اسم ربك العلى )‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬اجعلوها ف سجودكم ) رواه أحد وأبو داود‬
‫وابن ماجة والاكم ‪ ،‬وسنده جيد ‪ .‬وعن حذيفة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان‬
‫يقول ف سجوده ‪ ( :‬سبحان رب العلى ) رواه أحد ومسلم وأصحاب السنن ‪ .‬وقال‬
‫الترمذي ‪ :‬حسن صحيح ‪ .‬وينبغي أن ل ينقص التسبيح ف الركوع والسجود عن ثلث‬
‫تسبيحات ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬والعمل على هذا عند أهل العلم ‪ ،‬يستحبون أن ل ينقص‬
‫الرجل ف الركوع والسجود عن ثلث تسبيحات ‪ ،‬انتهى ‪ .‬وأما أدن ما يزئ فالمهور‬
‫على أن أقل ما يزئ ف الركوع والسجود قدر تسبيحة واحدة ‪ .‬وقد تقدم أن الطمأنينة‬
‫هي الفرض وهي مقدرة بقدار تسبيحة ‪ .‬وأما كمال التسبيح فقدره بعض العلماء بعشر‬
‫تسبيحات لديث سعيد بن جبي عن أنس قال ‪ ( :‬ما رأيت أحدا أشبه صلة برسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم من هذا الغلم ‪ ،‬يعن عمر بن عبد العزيز فحزرنا ف الركوع عشر‬
‫تسبيحات ( ‪ ( ) 1‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬حزرنا ) ‪ :‬أي قدرنا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 166‬وف‬
‫السجود عشر تسبيحات ) ‪ .‬رواه أحد وأبو داود والنسائي بإسناد جيد ‪ .‬قال الشوكان ‪:‬‬
‫قيل ‪ :‬فيه حجة لن قال ‪ :‬إن كمال التسبيح عشر تسبيحات ‪ .‬والصح أن الفرد يزيد ف‬
‫التسبيح ما أراد وكلما زاد كان أول ‪ .‬والحاديث الصحيحة ف تطويله صلى ال عليه‬

‫‪135‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وسلم ناطقة بذا ‪ .‬وكذا المام إذا كان الؤتون ل يتأذون بالتطويل ‪ .‬انتهى ‪ .‬وقال ابن‬
‫عبد الب ‪ :‬ينبغي لكل إمام أن يفف ‪ ،‬لمره صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وإن علم قوة من‬
‫خلفه ‪ ،‬فإنه ل يدري ما يدث لم من حادث ‪ ،‬وشغل عارض وحاجة وحدث وغي‬
‫ذلك ‪ .‬وقال ابن البارك ‪ :‬استحب للمام أن يسبح خس تسبيحات ‪ ،‬لكي يدرك من‬
‫خلفه ثلث تسبيحات ‪ .‬والستحب أل يقتصر الصلي على التسبيح ‪ ،‬بل يزيد عليه ما‬
‫شاء من الدعاء ‪ .‬ففي الديث الصحيح ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬أقرب ما‬
‫يكون أحدكم من ربه وهو ساجد ‪ ،‬فأكثروا فيه من الدعاء ) ‪ ،‬وقال ‪ ( :‬أل إن نيت أن‬
‫أقرأ راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب ‪ ،‬وأما السجود فاجتهدوا ف الدعاء‬
‫فقمن ( ‪ ) 1‬أن يستجاب لكم ) رواه أحد ومسلم ‪ .‬وقد جاءت أحاديث كثية ف ذلك‬
‫نذكرها فيما يلي ‪ - 1 :‬عن علي رضي ال عنه ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كان إذا سجد يقول ‪ ( :‬اللهم لك سجدت ‪ ،‬وبك آمنت ‪ ،‬ولك أسلمت ‪ ،‬سجد وجهي‬
‫للذي خلقه فصوره فأحسن صوره ‪ ،‬فشق سعه وبصره ‪ :‬فتبارك ال أحسن الالقي )‬
‫رواه أحد ومسلم ‪ - 2 .‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما يصف صلة رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ف التهجد قال ‪ :‬ث خرج إل الصلة فصلى وجعل يقول ف صلته أو ف‬
‫سجوده ‪ ( :‬اللهم اجعل ف قلب نورا ‪ ،‬وف سعي نورا ‪ ،‬وف بصري نورا ‪ ،‬وعن يين‬
‫نورا ‪ ،‬وعن يساري نورا ‪ ،‬وأمامي نورا ‪ ،‬وخلفي نورا ‪ ،‬وفوقي نورا ‪ ،‬وتت نورا ‪،‬‬
‫واجعلن نورا ‪ ،‬قال شعبة ‪ :‬أو قال ‪ ( :‬اجعل ل نورا ) رواه مسلم وأحد وغيها ‪ ،‬وقال‬
‫النووي ‪ :‬قال العلماء ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬قمن ) بفتح أوله وثانية أو كسر ثانيه ‪ .‬أي‬
‫حقيق وجدير ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 167‬سأل النور ف جيع أعضائه وجهاته ‪ ،‬والراد بيان‬
‫الق والداية إليه ‪ .‬فسأل النور ف جيع أعضائه وجسمه ‪ ،‬وتصرفاته وتقلباته وحالته‬
‫وجلته ‪ ،‬ف جهاته الست ‪ .‬حت ل يزيغ شئ منها عنه ‪ - 3 .‬وعن عائشة ‪ :‬أنا فقدت‬
‫النب صلى ال عليه وسلم من مضجعه فلمسته بيدها ‪ ،‬فوقعت عليه وهو ساجد ‪ ،‬وهو‬
‫يقول ‪ ( :‬رب أعط نفسي تقواها ‪ ،‬وزكها ‪ ،‬أنت خي من زكاها ‪ ،‬أنت وليها ومولها )‬
‫رواه أحد ‪ - 4 .‬وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقول ف سجوده‬
‫‪............................................................‬‬

‫‪136‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 167‬‬
‫( اللهم اغفر ل ذنب كله ‪ ،‬دقه وجله ( ‪ ) 1‬وأوله وآخره ‪ ،‬وعلنيته وسره ) رواه مسلم‬
‫وأبو داود والاكم ‪ - 5 .‬وعن عائشة قالت ‪ :‬فقدت النب صلى ال عليه وسلم ذات ليلة‬
‫فلمسته ف السجد ‪ ،‬فإذا هو ساجد وقدماه منصوبتان ‪ ،‬وهو يقول ‪ ( :‬أللهم إن أعوذ‬
‫برضاك من سخطك ‪ ،‬وأعوذ بعافاتك من عقوبتك ‪ ،‬وأعوذ بك منك ل أحصي ثناء‬
‫عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) رواه مسلم وأصحاب السنن ‪ - 6 .‬وعنها أنا‬
‫فقدته صلى ال عليه وسلم ذات ليلة ‪ ،‬فظنت أنه ذهب إل بعض نسائه ‪ ،‬فتحسسته فإذا‬
‫هو راكع أو ساجد يقول ‪ ( :‬سبحانك اللهم وبمدك ‪ ،‬ل إله إل أنت ) فقالت ‪ ( :‬بأب‬
‫أنت وأمي ‪ ،‬إن لفي شأن وإنك لفي شأن آخر ) رواه أحد ومسلم والنسائي ‪- 7 .‬‬
‫وكان صلى ال عليه وسلم يقول وهو ساجد ‪ ( :‬اللهم اغفر ل خطيئت وجهلي ‪،‬‬
‫وإسراف ف أمري ‪ ،‬وما أنت أعلم به من ‪ .‬اللهم اغفر ل جدي وهزل ‪ ،‬وخطئي ‪،‬‬
‫وعمدي ‪ ،‬وكل ذلك عندي ‪ .‬اللهم اغفر ل ما قدمت وما أخرت ‪ ،‬وما أسررت وما‬
‫أعلنت ‪ .‬أنت إلي ل إله إل أنت ) ‪ ) 14 ( .‬صفة اللوس بي السجدتي ‪ :‬السنة ف‬
‫اللوس بي السجدتي ‪ ،‬أن يلس مفترشا ‪ .‬وهو أن يثن رجله ( هامش ) ( ‪ ) 1‬دقه‬
‫وجله ‪ ( :‬دقه ) بكسر أوله ‪ :‬صغيه ‪ ( .‬جله ) ‪ :‬بضم أوله أو بكسره ‪ :‬أي كبيه ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 168‬اليسرى فيبسطها ويلس عليها ‪ ،‬وينصب رجله اليمن ‪ ،‬جاعل‬
‫أطراف أصابعها إل القبلة ‪ .‬فعن عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم كان‬
‫يفرش رجله اليسرى وينصب اليمن ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪ .‬وعن ابن عمر ‪ :‬من سنة‬
‫الصلة أن ينصب القدم اليمن واستقباله بأصابعها القبلة ‪ ،‬واللوس على اليسرى ‪ ،‬رواه‬
‫النسائي ‪ .‬وقال نافع ‪ :‬كان ابن عمر إذا صلى استقبل القبلة بكل شئ حت بنعليه ‪ ،‬رواه‬
‫الثرم ‪ .‬وف حديث أب حيد ف صفة صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ث ثن‬
‫رجله اليسرى وقعد علهيا ‪ ،‬ث اعتدل حت رجع كل عظم موضعه ‪ ،‬ث هوى ساجدا ‪.‬‬
‫رواه أحد وأبو داود والترمذي وصححه ‪ .‬وقد ورد أيضا استحباب الفعاء ‪ ،‬وهو أن‬
‫يفرش قدميه ويلس على عقبيه ‪ .‬قال أبو عبيدة ‪ :‬هذا قول أهل الديث ‪ .‬فعن أب الزبي‬
‫أنه سع طاووسا يقول ‪ :‬قلنا لبن عباس ف القعاء على القدمي ‪ .‬فقال ‪ :‬هي السنة ‪ ،‬قال‬

‫‪137‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ :‬فقلنا ‪ :‬إنا لنراه جفاء بالرجل ‪ .‬فقال ‪ :‬هي سنة نبيك صلى ال عليه وسلم ‪ .‬رواه مسلم‬
‫‪ .‬وعن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أنه كان إذا رفع رأسه من السجدة الول يقعد على‬
‫أطراف أصابعه ‪ ،‬ويقول ‪ :‬إنه من السنة ‪ .‬وعن طاووس قال ‪ :‬رأيت العبادلة يعن عبد ال‬
‫بن عباس وعبد ال بن عمر وعبد ال بن الزبي يقعون رواها البيهقي ‪ :‬قال الافظ ‪:‬‬
‫صحيحة السناد وأما القعاء ‪ -‬بعن وضع الليتي على الرض ونصب الفخذين ‪ -‬فهذا‬
‫مكروه ‪ ،‬باتفاق العلماء ‪ .‬فعن أب هريرة قال ‪ ( :‬نان النب صلى ال عليه وسلم عن ثلثة‬
‫‪ :‬عن نقرة كنقرة الديك ‪ ،‬وإقعاء كاقعاء الكلب ‪ ،‬والتفات كالتفات الثعلب ) ‪ ،‬رواه‬
‫أحد والبيهقي والطبان وأبو يعلى ‪ .‬وسنده حسن ‪ ،‬ويستحب للجالس بي السجدتي أن‬
‫يضع يده اليمن على فخذه اليمن ويده اليسرى على فخذه اليسرى ‪ ،‬بيث تكون‬
‫الصابع مبسوطة موجهة جهة القبلة ‪ ،‬مفرجة قليل ‪ ،‬منتهية إل الركبتي ‪ .‬الدعاء بي‬
‫السجدتي ‪ :‬يستحب الدعاء ف السجدتي بأحد الدعاءين التيي ويكرر إذا شاء ‪ .‬روى‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 169‬النسائي وابن ماجه عن حذيفة رضي ال عنه ‪ ( :‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم كان يقول بي السجدتي ‪ ( :‬رب اغفر ل ) وروى أبو داود عن ابن عباس رضي‬
‫ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقول بي السجدتي ( اللهم اغفر ل‬
‫وارحن وعافن واهدن وارزقن ( ‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه الترمذي ‪ ،‬وفيه ‪:‬‬
‫( واجبن ) بدل وعافن ‪ ) 15 ( ) . ( .‬جلسة الستراحة ‪ :‬هي جلسة خفيفة يلسها‬
‫الصلي بعد الفراغ من السجدة الثانية من الركعة الول ‪ ،‬قبل النهوض إل الركعة الثانية ‪،‬‬
‫وبعد الفراغ من السجدة الثانية ‪ ،‬من الركعة الثالثة ‪ ،‬قبل النهوض إل الركعة الرابعة ‪.‬‬
‫وقد اختلف العلماء ف ذلك حكمها ‪ ،‬تبعا لختلف الحاديث ‪ .‬ونن نورد ما لصه‬
‫ابن القيم ف ذلك قال ‪ :‬واختلف الفقهاء فيها ‪ ،‬هل هي من سنن الصلة ‪ ،‬فيستحب لكل‬
‫أحد أن يفعلها ‪ ،‬أو ليست من السنن ‪ ،‬وإنا يفعلها من احتاج إليها ؟ على قولي ‪ ،‬ها‬
‫روايتان عن أحد رحه ال قال اللل ‪ ( :‬رجع أحد إل حديث مالك ابن الويرث ف‬
‫جلسة الستراحة وقال ‪ :‬أخبن يوسف بن موسى ‪ :‬أن أبا أمامة سئل عن النهوض فقال‬
‫‪ :‬على صدور القدمي ‪ ،‬على حديث رفاعة ‪ .‬وف حديث ابن عجلن ما يدل على أنه‬
‫كان ينهض على صدور قدميه ‪ ،‬وقد روى عدة من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬

‫‪138‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وسائر من وصف صلته صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ل يذكر هذه اللسة وإنا ذكرت ف‬
‫حديث أب حيد‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 169‬‬
‫ومالك بن الويرث ‪ .‬ولو كان هديه صلى ال عليه وسلم فعلها دائما ‪ ،‬لذكرها كل‬
‫واصف لصلته صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ومرد فعله دائما ‪ ،‬لذكرها كل واصف لصلته‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ومرد فعله صلى ال عليه وسلم لا ل يدل على أنا من سنن‬
‫الصلة ‪ ،‬إل إذا علم أنه فعلها سنة فيقتدى به فيها وأما إذا قدر أنه فعلها للحاجة ‪ :‬ل يدل‬
‫على كونا سنة من سنن الصلة ‪ ) 16 ( .‬صفة اللوس للتشهد ‪ :‬ينبغي ف اللوس‬
‫للتشهد مراعاة السنن التية ‪ ( :‬أ ) ‪ :‬أن يضع يدبه على الصفة البينة ف الحاديث التية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬عن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان ‪ /‬صفحة ‪/ 170‬‬
‫إذا قعد للتشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ‪ ،‬واليمن على اليمن وعقد ثلثا‬
‫وخسي ( ‪ ) 1‬وأشار بأصبعه السبابة ‪ .‬وف رواية ‪ :‬وقبض أصابعه كلها ‪ .‬وأشار بالت‬
‫تلي البام ‪ .‬رواه مسلم ‪ - 2 .‬وعن وائل بن حجر ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم وضع‬
‫كفه اليسى على فخذه ‪ ،‬وركبته اليسرى ‪ ،‬وجعل حد مرفقه الين على فخذه الين ‪ ،‬ث‬
‫قبض بي أصابعه فحلق حلقة ‪ .‬وف رواية ‪ :‬حلق بالوسطى والبام وأشار بالسبابة ‪ ،‬ث‬
‫رفع أصبعه فرأيته يركها يدعو با ‪ ،‬رواه أحد ‪ ،‬قال البيهقي ‪ :‬يتمل أن يكون الراد‬
‫بالتحريك الشارة با ‪ .‬ل تكرير تريكها ‪ ،‬ليكون موافقا لرواية ابن الزبي ‪ :‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم كان يشي بإصبعه إذا دعا ل يركها ‪ .‬رواه أبو داود بإسناد صحيح‬
‫‪ .‬ذكره النووي ‪ - 3 .‬وعن الزبي رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إذا جلس ف التشهد ‪ ،‬وضع يده اليمن على فخذه اليمن ‪ ،‬ويده اليسرى على‬
‫فخذه اليسرى ‪ ،‬وأشار بالسبابة ‪ ،‬ول ياوز بصره إشارته ) رواه أحد ومسلم والنسائي ‪.‬‬
‫ففي هذا الديث الكتفاء بوضع اليمن على الفخذ بدون قبض ‪ .‬والشارة بسبابة اليد‬
‫اليمن ‪ ،‬وفيه ‪ :‬أنه من السنة أن ل ياوز بصر الصلي إشارته ‪ .‬فهذه كيفيات ثلث‬
‫صحيحة ‪ ،‬والعمل بأي كيفية جائز ‪ ( .‬ب ) ‪ :‬أن يشي بسبابته اليمن مع اننائها قليل‬

‫‪139‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حت يسلم ‪ .‬فعن ني الزاعي قال ‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو قاعد ف‬
‫الصلة قد وضع ذراعه اليمن على فخذه اليمن ‪ ،‬رافعا إصبعه السبابة ‪ ،‬وقد حناها شيئا‬
‫وهو يدعو ‪ .‬رواه أحد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزية بإسناد جيد ‪ :‬وعن‬
‫أنس بن مالك رضي ال عنه قال ‪ :‬مر رسول ال صلى ال عليه وسلم بسعد وهو يدعو‬
‫بأصبعي فقال ‪ ( :‬أحد يا سعد ) ( ‪ ) 2‬رواه أحد وأبو داود والنسائي والاكم ‪ .‬وقد‬
‫سئل ابن عباس عن الرجل يدعو يشي بإصبعه ؟ فقال ‪ :‬هو الخلص ‪ .‬وقال أنس بن‬
‫مالك ‪ :‬ذلك التضرع ‪ ،‬وقال ماهد ‪ :‬مقمعة للشيطان ‪ .‬ورأى الشافعية أن يشي بالصبع‬
‫مرة واحدة عند قوله ( إل ال ) من ( هامش ) ( ‪ ( ) 1‬عقد ثلثا وخسي ) ‪ :‬أي قبض‬
‫أصابعه ‪ ،‬وجعل البام على الفصل الوسط من تت السبابة ‪ ( ) 2 ( .‬أحد ) ‪ :‬أشر‬
‫باصبع واحد ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 171‬الشهادة ‪ ،‬وعند النفية يرفع سبابته عند النفي (‬
‫‪ . ) 1‬ويضعها عند الثبات ‪ ،‬وعند الالكية ‪ ،‬يركها يينا وشال إل أن يفرغ من الصلة‬
‫‪ ،‬ومذهب النابلة يشي بإصبعه كلما ذكر اسم الللة ‪ ،‬إشارة إل التوحيد ‪ ،‬ل يركها ‪.‬‬
‫( ح ) ‪ :‬أن يفترش ف التشهد الول ( ‪ ) 2‬ويتورك ف التشهد الخي ‪ .‬ففي حديث أب‬
‫حيد ف صفة صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬فإذا جلس ف الركعتي ( ‪) 3‬‬
‫جلس على رجله اليسرى ونصب اليمن ‪ ،‬فإذا جلس ف الركعة الخية قدم رجله‬
‫اليسرى ونصب الخرى وقعد على مقعدته ) رواه البخاري ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬يرفع‬
‫سبابته عد النفي ) ‪ :‬عند قوله ل ‪ ( ،‬ويضعها عند الثبات ) أي عند قوله ( إل ال ) من‬
‫الشهادة ‪ ) 2 ( .‬تقدم بيان معناه ف صفة اللوس بي السجدتي ‪ ( .‬والتورك ) أن‬
‫ينصب رجله اليمن مواجها أصبعه ال القبلة ‪ ،‬ويثن رجله اليسرى تتها ويلس بقعدته‬
‫على الرض ‪ ( ) 3 ( .‬فإذا جلس ف الركعتي ) ‪ :‬أي للتشهد الول ‪) 17 ( ) . ( .‬‬
‫التشهد الول ‪ :‬يرى جهور العلماء ‪ ،‬أن التشهد الول سنة ‪ ،‬لديث عبد ال ابن بينة‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قام ف صلة الظهر وعليه جلوس ‪ ،‬فلما أت صلته سجد‬
‫سجدتي ‪ ،‬يكب ف كل سجدة وهو جالس ‪ ،‬قبل أن يسلم ‪ ،‬وسجدها الناس معه ‪،‬‬
‫فكان ما نسي من اللوس ‪ ،‬رواه الماعة ‪ .‬وف سبل السلم الديث دليل على أن ترك‬
‫التشهد الول سهوا يبه سجود السهو ‪ .‬وقوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬صلوا كما‬

‫‪140‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رأيتمون أصلي ) يدل على وجوب التشهد الول ‪ ،‬وجبانه عند تركه ‪ ،‬دل على أنه وإن‬
‫كان واجبا فإنه يبه سجود السهو ‪ ،‬والستدلل على عدم وجوبه بذلك ل يتم حت‬
‫يقوم الدليل على أن كل واجب ل يزئ عنه سجود السهو إن ترك سهوا ‪ .‬وقال الافظ‬
‫ف الفتح ‪ .‬قال ابن بطال ‪ :‬والدليل على أن سجود السهو ل ينوب عن الواجب ‪ ،‬إنه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 171‬‬
‫لو نسي تكبية الحرام ل تب ‪ ،‬فكذلك التشهد ‪ ،‬ولنه ذكر ل يهر فيه بال فلم‬
‫يب ‪ ،‬كدعاء الستفتاح ‪ ،‬واحتج غيه بتقريره صلى ال عليه وسلم الناس على متابعته ‪،‬‬
‫بعد أن علم أنم تعمدوا تركه ‪ ،‬وفيه نظر ‪ .‬ومن قال بوجوبه ‪ ،‬الليث بن سعد ‪،‬‬
‫وإسحاق وأحد ف الشهور ‪ ،‬وهو قول الشافعي ‪ / ،‬صفحة ‪ / 172‬وف رواية عند‬
‫النفية ‪ .‬واحتج الطبان لوجوبه ‪ ،‬بأن الصلة فرضت أول ركعتي ‪ ،‬وكان التشهد فيها‬
‫واجبا ‪ ،‬فلما زيدت ل تكن الزيادة مزيلة لذلك الوجوب ‪ .‬استحباب التخفيف فيه ‪:‬‬
‫ويستحب الفيف فيه ‪ .‬فعن ابن مسعود قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا جلس‬
‫ف الركعتي الوليي كأنه على الرضف ( ‪ ) 1‬رواه أحد وأصحاب السنن ‪ :‬وقال‬
‫الترمذي ‪ :‬حسن إل أن عبيدة ( ‪ ) 2‬ل يسمع من أبيه ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬والعمل على هذا‬
‫عند أهل العلم يتارون أن ل يطيل الرجل ف القعود ف الركعتي ‪ ،‬ل يزيد على التشهد‬
‫شيئا ‪ .‬وقال ابن القيم ‪ :‬ل ينقل أنه صلى ال عليه وسلم صلى عليه وعلى آله ف التشهد‬
‫الول ‪ ،‬ول كان يستعيذ فيه من عذاب القب وعذاب النار وفتنة الحيا وفتنة المات وفتنة‬
‫السيح الدجال ‪ ،‬ومن استحب ذلك فإنا فهمه من عمومات وإطلقات ‪ ،‬قد صح تبيي‬
‫موضعها وتقييدها بالتشهد الخي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬الرضف ) ‪ .‬جع رضفة ‪ :‬وهي‬
‫الجارة الحماة ‪ ،‬وهو كناية عن تفيف اللوس ‪ ) 2 ( .‬عبيدة بن عبد ال بن مسعود‬
‫الذي روى الديث عن أبيه ابن مسعود ‪ ) 18 ( ) . ( .‬الصلة على النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ :‬يستحب للمصلي أن يصلي على النب صلى ال عليه وسلم ف التشهد الخي ‪،‬‬
‫بإحدي الصيغ التالية ‪ - 1 :‬عن أب مسعود البدري قال ‪ ( :‬قال بشي بن سعد ‪ :‬يا‬
‫رسول ال أمرنا ال أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك ؟ فسكت ث قال ‪ ( :‬قولوا ‪:‬‬

‫‪141‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اللهم صل على ممد ( ‪ ) 3‬وعلى آل ممد ( ‪ ) 4‬كما صليت على آل إبراهيم ‪ .‬وبارك‬
‫( هامش ) ( ‪ ( ) 3‬اللهم ) ‪ :‬أي يا ال ‪ ( .‬صلة ال على نبيه ) ثناؤه عليه وإظهار فضله‬
‫وشرفه وإرادة تكريه وتقريبه ‪ ( ) 4 ( .‬آله ) قيل ‪ :‬هم من حرمت عليهم الصدقة من بن‬
‫هاشم وبن الطلب ‪ .‬وقيل هم ذريته وأزواجه ‪ ،‬وقيل هم أمته وأتباعه إل يوم القيامة ‪،‬‬
‫وقيل ‪ :‬هم التقون من أمته ‪ ،‬قال ‪ :‬ابن القيم ‪ :‬الول هو الصحيح ‪ ،‬ويليه القول الثان‬
‫وضعف الثالث والرابع ‪ ،‬وقال النووي ‪ :‬أظهرها ‪ ،‬وهو اختيار الزهري وغيه من‬
‫الحققي أنم جيع المة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 173‬على ممد وعلى آل ممد كما‬
‫باركت على آل إبراهيم ف العالي إنك حيد ( ‪ ) 1‬ميد ‪ ،‬والسلم كما علمتم ) رواه‬
‫مسلم وأحد ‪ - 2 .‬وعن كعب بن عجزة قال ‪ :‬قلنا ‪ :‬يا رسول ال قد علمنا كيف‬
‫نسلم عليك ‪ ،‬فكيف نصلي عليك ؟ قال ‪ ( :‬فقولوا اللهم صل على ممد وعلى آل ممد‬
‫كما صليت على آل إبراهيم إنك حيد ميد ‪ :‬اللهم بارك على ممد وعلى آل ممد كما‬
‫باركت على آل إبراهيم إنك حيد ميد ) رواه الماعة ‪ .‬وإنا كانت الصلة على النب‬
‫صلى ال عليه وسلم مندوبة وليست بواجبة ‪ ،‬لا رواه الترمذي وصححه ‪ ،‬وأحد وأبو‬
‫داود عن فضالة بن عبيد قال ‪ :‬سع النب صلى ال عليه وسلم رجل يدعو ف صلته ‪ ،‬فلم‬
‫يصل على النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ( وعجل هذا ) ‪،‬‬
‫ث دعاه فقال له أو لغيه ‪ ( :‬إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ال والثناء عليه ث ليصل على‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ث ليدع با شاء ال ) قال صاحب النتقى ‪ :‬وفيه حجة لن ل‬
‫يرى الصلة عليه فرضا ‪ ،‬حيث ل يأمر تاركها بالعادة ويعضده قوله ف خب ابن مسعود‬
‫بعد ذكر التشهد ‪ ( :‬ث يتخي من السألة ما شاء ) وقال الشوكان ‪ :‬ل يثبت عندي ما‬
‫يدل للقائلي بالوجوب ‪ ( .‬هامش ) ( الميد ) هو الذي له من الصفات وأسباب المد‬
‫ما يقتضي أن يكون ممودا ‪ ،‬وإن ل يمده غيه ‪ ،‬فهو حيد ف نفسه ‪ ( .‬والجيد ) من‬
‫كمل ف العظمة واللل ‪ ) 19 ( ) . ( .‬الدعاء قبل التشهد الخي وقبل السلم ‪:‬‬
‫يستحب الدعاء بعد التشهد وقبل السلم با شاء من خيي الدنيا والخرة ‪ .‬فعن عبد ال‬
‫بن مسعود ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬علمهم التشهد ث قال ف آخره ‪ ( :‬ث لتختر‬
‫من السألة ما تشاء ) رواه مسلم ‪ .‬والدعاء مستحب مطلقا ‪ ،‬سواء كان مأثورا أو غي‬

‫‪142‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مأثور إل أن الدعاء بالأثور أفضل ‪ .‬ونن نورد بعض ما ورد ف ذلك ‪ - 1 .‬عن أب‬
‫هريرة قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا فرغ أحدكم من التشهد الخي‬
‫فليتعوذ بال من أربع ‪ ،‬يقول ‪ :‬اللهم إن أعوذ بك من عذاب جهنم ‪ ،‬ومن عذاب القب ‪،‬‬
‫ومن فتنة الحيا والمات ‪ ،‬ومن ‪ /‬صفحة ‪ / 174‬شر فتنة السيح الدجال ) رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪ - 2‬وعن عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم كان يدعو‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 174‬‬
‫ف الصلة ‪ ( :‬اللهم إن أعوذ بك من عذاب القب ‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة الدجال ‪ ،‬وأعوذ‬
‫بك من فتنة الحيا والمات ‪ :‬اللهم إن أعوذ بك من الأث والغرم ( ‪ ) 1‬متفق عليه ‪- 3 .‬‬
‫وعن علي رضي ال عنه قال ‪ ،‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا قام إل الصلة ‪،‬‬
‫يكون آخر ما يقول بي التشهد والتسليم ‪ ( :‬اللهم اغفر ل ما قدمت وما أخرت ‪ ،‬وما‬
‫أسررت وما أعلنت ‪ ،‬وما أسرفت وما أنت أعلم به من ‪ ،‬أنت القدم وأنت الؤخر ‪ :‬ل‬
‫إله إل أنت ) رواه مسلم ‪ - 4 .‬وعن عبد ال بن عمرو ‪ ( :‬أن أبا بكر قال لرسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ .‬علمن دعاء أدعو به ف صلت ؟ قال ‪ :‬قل ‪ :‬اللهم إن ظلمت‬
‫نفسي ظلما كثيا ول يغفر الذنوب إل أنت فاغفر ل مغفرة من عندك وارحن إنك أنت‬
‫الغفور الرحيم ) متفق عليه ‪ - 5 .‬وعن حنظلة بن علي ‪ :‬أن مجن بن الدرع حدثه قال‬
‫‪ ( :‬دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم السجد فإذا هو برجل قد قضى صلته ( ‪) 2‬‬
‫وهو يتشهد ويقول ‪ :‬اللهم إن أسألك يا ال الواحد الحد الصمد الذي ل يلد ول يولد‬
‫ول يكن له كفوا أحد ‪ ،‬أن تغفر ل ذنوب إنك أنت الغفور الرحيم ‪ ،‬فقال النب صلى ال‬
‫عه وسلم ‪ ( .‬قد غفر ) ثلثا ‪ .‬رواه أحد وأبو داود ‪ - 6 .‬وعن شداد بن أوس قال ‪:‬‬
‫( كان النب صلى ال عليه وسلم يقول ف صلته ‪ :‬اللهم إن أسألك الثبات ف المر ‪،‬‬
‫والعزية على الرشد ‪ ،‬وأسألك شكر نعمتك ‪ ،‬وحسن عبادتك ‪ ،‬وأسألك قلبا سليما ‪.‬‬
‫ولسانا صادقا ‪ ،‬وأسألك من خي ما تعلم ‪ ،‬وأعوذ بك من شر ما تعلم ‪ ،‬وأستغفرك لا‬
‫تعلم ) رواه النسائي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الأث ‪ :‬الث ‪ ،‬والغرم ‪ :‬الدين ‪ ( ) 2 ( .‬قد‬
‫قضى صلته ) ‪ :‬قارب أن ينتهي منها ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ - 7 / 175‬وعن أب ملز قال ‪:‬‬

‫‪143‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى بنا عمار بن ياسر رضي ال عنهما صلة فأوجز فيها ‪ ،‬فأنكروا ذلك فقال ‪ ( :‬أل‬
‫أت الركوع والسجود ؟ ‪ . . .‬قالوا ‪ :‬بلى ‪ .‬قال ‪ :‬أما إن دعوت فيها بدعاء كان رسول‬
‫اله صلى ال عليه وسلم يدعو به ‪ :‬اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على اللق أحين ما‬
‫علمت الياة خيا ل ‪ ،‬وتوفن إذا كانت الوفاة خيا ل ‪ ،‬أسألك خشيتك ف الغيب‬
‫والشهادة وكلمة الق ف الغضب والرضا ‪ ،‬والقصد ف الفقر والغن ‪ ،‬ولذة النظر إل‬
‫وجهك ‪ ،‬والشوق إل لقائك ‪ ،‬وأعوذ بك من ضراء مضرة ‪ ،‬ومن فتنة مضلة ‪ ،‬اللهم زينا‬
‫بزينة اليان ‪ ،‬واجعلنا هداة مهديي ) رواه أحد والنسائي بإسناد جيد ‪ - 8 .‬وعن أب‬
‫صال عن رجل من الصحابة قال ‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم لرجل ‪ ( :‬كيف تقول‬
‫ف الصلة ؟ ) قال ‪ :‬أتشهد ‪ ،‬ث أقول ‪ .‬اللهم إن أسألك النة وأعوذ بك من النار ‪ ،‬أما‬
‫إن ل أحسن دندنتك ول دندنة ( ‪ ) 1‬معاذ ‪ .‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬حولا‬
‫ندندن ) ‪ .‬رواه أحد وأبو داود ‪ - 9 .‬وعن ابن مسعود ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫علمه أن يقول هذا الدعاء ‪ :‬اللهم ألف بي قلوبنا ‪ ،‬وأصلح ذات بيننا ‪ ،‬واهدنا سبل‬
‫السلم وننا من الظلمات إل النور ‪ ،‬وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ‪ ،‬وبارك لنا‬
‫ف أساعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ‪،‬‬
‫واجعلنا شاكرين لنعمتك ‪ ،‬مثني با وقابليها وأتها علينا ) رواه أحد وأبو داود ‪- 10 .‬‬
‫وعن أنس قال ‪ :‬كنت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم جالسا ورجل قائم يصلي ‪،‬‬
‫فلما ركع وتشهد قال ف دعائه ‪ :‬اللهم إن أسألك بأن لك المد ل إله إل أنت النان ‪،‬‬
‫بديع السموات والرض يا ذا اللل والكرام يا حي يا قيوم إن أسألك ‪ .‬فقال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم لصحابه ‪ ( :‬أتدرون ب دعا ؟ ) قالوا ‪ :‬ال ورسوله أعلم ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫( والذي نفس ممد بيده لقد دعا ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الدندنة ‪ :‬الكلم الغي الفهوم ‪) . ( .‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 176‬ال باسه العظيم ‪ ،‬الذي إذا دعي به أجاب ‪ ،‬وإذا سئل به أعطى ) ‪.‬‬
‫رواه النسائي ‪ - 11 .‬عن عمي بن سعد قال ‪ :‬كان ابن مسعود يعلمنا التشهد ف الصلة‬
‫ث يقول ‪ :‬إذا فرغ أحدكم من التشهد فليقل اللهم إن أسألك من الي كله ما علمت منه‬
‫وما ل أعلم ‪ ،‬وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما ل أعلم ‪ ،‬اللهم إن أسألك من‬
‫خي ما سألك منه عبادك الصالون ‪ ،‬وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبادك الصالون‬

‫‪144‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ ،‬ربنا آتنا ف الدنيا حسنة وف الخرة حسنة وقنا عذاب النار ‪ .‬قال ‪ :‬ل يدع نب ول‬
‫صال بشئ إل دخل ف هذا الدعاء ‪ .‬رواه ابن أب شيبة وسعيد بن منصور ‪) 20 ( .‬‬
‫الذكار والدعية بعد السلم ‪ :‬ورد عن النب صلى ال عليه وسلم جلة أذكار وأدعية بعد‬
‫السلم ‪ ،‬يسن للمصلي أن يأت با ‪ ،‬ونن نذكرها فيما يلي ‪ - 1 :‬عن ثوبان رضي ال‬
‫عنه قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا انصرف من صلته استغفر ال ثلثا‬
‫وقال ‪ ( :‬أللهم أنت السلم ومنك السلم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 176‬‬
‫تباركت يا ذا اللل والكرام ‪ ،‬رواه الماعة إل البخاري ‪ .‬وزاد مسلم ‪ :‬قال الوليد ‪:‬‬
‫فقلت للوزاعي ‪ :‬كيف الستغفار ؟ قال يقول ‪ :‬أستغفر ال ‪ ،‬أستغفر ال ‪ ،‬أستغفر ال ‪.‬‬
‫‪ - 2‬وعن معاذ بن جبل ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم أخذ بيده يوما ث قال ‪ ( :‬يا معاذ‬
‫إن لحبك ) فقال له معاذ ‪ ( :‬بأب أنت وأمي يا رسول ال ‪ ،‬وأنا أحبك ) قال ‪:‬‬
‫( أوصيك يا معاذ ‪ ،‬ل تدعن ف دبر كل صلة أن تقول ‪ :‬اللهم أعن على ذكرك وشكرك‬
‫وحسن عبادتك ) رواه أحد وأبو داود والنسائي وابن خزية وابن حبان والاكم ‪ ،‬وقال‬
‫صحيح على شرط الشيخي ‪ .‬وعن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( أتبون أن تتهدوا ف الدعاء ؟ قولوا ‪ :‬أللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن‬
‫عبادتك ) رواه أحد بسند جيد ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬اللهم أنت السلم ومنك السلم )‬
‫السلم الول اسم من أساء ال تعال ‪ .‬ول ثان بعن السلمة ‪ ( .‬تباركت ) كثر خيك ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ - 3 / 177‬وعن عبد ال بن الزبي قال ‪ ( :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إذا سلم ف دبر الصلة يقول ‪ ( :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬له اللك‬
‫وله المد ‪ ،‬وهو على كل شئ قدير ‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال ‪ ،‬ول نعبد إل إياه ‪ ،‬أهل‬
‫النعمة والفضل والثناء السن ‪ ،‬ل إله إل ال ملصي له الدين ولو كره الكافرون ) ‪ .‬رواه‬
‫أحد ومسلم وأبو داود والنسائي ‪ - 4 .‬وعن الغية بن شعبة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم كان يقول دبر كل صلة مكتوبة ‪ ( :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬له‬
‫اللك وله المد وهو على كل شئ قدير ‪ :‬أللهم ل مانع لا أعطيت ‪ ،‬ول معطي لا منعت‬

‫‪145‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ول ينفع ذا الد منك الد ) رواه أحد والبخاري ومسلم ‪ - 5 .‬وعن عقبة بن عامر قال‬
‫‪ :‬أمرن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أقرأ بالعوذتي دبر كل صلة ‪ .‬ولفظ أحد‬
‫وأب داود بالعوذات ( ‪ ) 1‬رواه أحد والبخاري ومسلم ‪ - 6 .‬وعن أب أمامة أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من قرأ آية الكرسي دبر كل صلة ل ينعه من دخول النة‬
‫إل أن يوت ) رواه النسائي والطبان ‪ .‬وعن علي رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ ( :‬من قرأ آية الكرسي ف دبر الصلة الكتوبة كان ف ذمة ال ( ‪ ) 2‬إل‬
‫الصلة الخرى ) ‪ .‬رواه الطبان بإسناد حسن ‪ - 7 .‬وعن أب هريرة أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ ( :‬من سبح ال دبر كل صلة ثلثا وثلثي ‪ ،‬وحد ال ثلثا وثلثي‬
‫وكب ال ثلثا وثلثي تلك تسع وتسعون ‪ .‬ث قال تام الائة ل إله إل ال وحده ل شريك‬
‫له ‪ ،‬له اللك وله المد وهو على كل شئ قدير ‪ ،‬غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زيد‬
‫البحر ( ‪ ) ) 3‬رواه أحد والبخاري ومسلم وأبو داود ‪ - 8 .‬وعن كعب بن عجرة عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬قل هو ال أحد ) من العوذات‬
‫‪ ( ) 2 ( .‬ذمة ال ) ‪ :‬حفظه ‪ ( ) 3 ( .‬الزبد ) ‪ :‬الرغوة فوق الاء ‪ ،‬والراد بالطايا ‪:‬‬
‫الصغائر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ ( / 178‬معقبات ل ييب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلة‬
‫مكتوبة ثلثا وثلثي تسبيحة ‪ ،‬وثلثا وثلثي تميد وأربعا وثلثي تكبية ) رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪ - 9‬وعن سي عن أب صال عن أب هريرة ‪ :‬أن فقراء الهاجرين أتوا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقالوا ‪ :‬ذهب أهل الثور ( ‪ ) 1‬بالدرجات العل والنعيم القيم قال ‪ :‬وما‬
‫ذاك ؟ قالوا ‪ :‬يصلون كما نصلي ‪ ،‬ويصومون كما نصوم ‪ ،‬ويتصدقون ول نتصدق‬
‫ويعتقون ول نعتق ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( أفل أعلمكم شيئا تدركون به‬
‫من سبقكم ‪ ،‬وتسبقون من بعدكم ‪ ،‬ول يكون أحد أفضل منكم ‪ ،‬إل من صنع مثل ما‬
‫صنعتم ؟ قالوا ‪ :‬بلى يا رسول ال ‪ ،‬قال ‪ ( :‬تسبحون ال وتكبون وتمدون دبر كل‬
‫صلة ثلثا وثلثي مرة ) فرجع فقراء الهاجرين إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا‬
‫‪ :‬سع اخواننا أهل الموال با فعلنا ففعلوا مثله ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬‬
‫ذلك فضل ال يؤتيه من يشاء ) قال سي ‪ :‬فحدثت بعض أهلي بذا الديث فقال ‪:‬‬
‫وهت ‪ ،‬إنا قال لك تسبح ثلثا وثلثي ‪ ،‬وتمد ثلثا وثلثي ‪ ،‬وتكب أربعا وثلثي ‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فرجعت إل أب صال فقلت له ذلك ‪ ،‬فأخذ بيدي فقال ‪ :‬ال أكب ‪ ،‬وسبحان ال ‪،‬‬
‫والمد ل ‪ ،‬وال أكب ‪ ( ،‬وسبحان ال ‪ ،‬والمد ل ‪ ،‬حت يبلغ من جيعهن ثلثا وثلثي‬
‫) متفق عليه ‪ - 10 .‬وصح أيضا ‪ ،‬أن يسبح خسا وعشرين ويمد مثلها ويكب مثلها ‪،‬‬
‫ويقول ‪ :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬له اللك وله المد وهو على كل شئ قدير‬
‫مثلها ‪ - 11 .‬عن عبد ال بن عمرو قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫( خصلتان من حافظ عليهما أدخلتاه النة وها يسي ومن يعمل بما قليل ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وما‬
‫ها يا رسول ال ؟ قال ‪ ( :‬أن تمد ال ‪ ،‬وتكبه وتسبحه ف دبر كل صلة مكتوبة‬
‫عشرا عشرا وإذا أتيت إل مضجعك ‪ ،‬تسبح ال‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 178‬‬
‫وتكبه وتمده مائة ‪ .‬فتلك خسون ومائتان باللسان ‪ ،‬وألفان ( ‪ ) 2‬وخسمائة‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬الدثور ‪ :‬الال الكثي ‪ ) 2 ( .‬لن السنة بعشرة أمثالا ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 179‬ف اليزان ‪ .‬فأيكم يعمل ف اليوم والليلة ألفي وخسمائة سيئة قالوا ‪:‬‬
‫كيف من يعمل با قليل ؟ قال ‪ :‬يئ أحدكم الشيطان ف صلته فيذكره حاجة كذا‬
‫وكذا فل يقولا ‪ ،‬ويأتيه عند منامه فينومه فل يقولا ) قال ‪ :‬ورأيت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يعقدهن بيده ( ‪ ) 1‬رواه أبو داود والترمذي وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪- 12 .‬‬
‫وعن علي ‪ -‬وقد جاء هو وفاطمة ‪ -‬رضي ال عنهما يطلبان خادما يفف عنهما بعض‬
‫العمل ‪ ،‬فأب النب صلى ال عليه وسلم عليهما ‪ ،‬ث قال لما ‪ ( :‬أل أخبكما بي ما‬
‫سألتمان ؟ قال ‪ :‬بلى ‪ .‬فقال ‪ ( :‬كلمات علمنيهن جبيل عليه السلم ‪ :‬تسبحان ف دبر‬
‫كل صلة عشرا ‪ ،‬وتمدان عشرا ‪ ،‬وتكبان عشرا ‪ ،‬وإذا أويتما إل فراشكما ‪ ،‬فسبحا‬
‫ثلثي وثلثي ‪ :‬وأحدا ثلثا وثلثي ‪ ،‬وكب أربعا وثلثي ) وقال ‪ :‬فوال ما تركتهن منذ‬
‫علمنيهن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ - 13 .‬وعن عبد الرحن بن غنم أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من قال قبل أن ينصرف ويثن رجله من صلة الغرب والصبح ‪:‬‬
‫ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬له اللك وله المد بيده الي ييي وييت وهو على‬
‫كل شئ قدير ‪ .‬عشر مرات كتب له بكل واحدة عشر حسنات وميت عنه عشر سيئات‬

‫‪147‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ ،‬ورفع له عشر درجات ‪ ،‬وكانت حرزا من كل مكروه ‪ ،‬وحرزا من الشيطان الرجيم ‪،‬‬
‫ول يل لذنب يدركه ( ‪ ) 2‬إل الشرك فكان من أفضل الناس عمل إل رجل يفضله ‪.‬‬
‫يقول أفضل ما قال ) رواه أحد وروى الترمذي نوه بدون ذكر ( بيده الي ) ‪- 14 .‬‬
‫وعن مسلم بن الارث عن أبيه قال ‪ :‬قال ل النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا صليت‬
‫الصبح فقل قبل أن تكلم أحدا من الناس ‪ :‬اللهم أجرن من النار ‪ ،‬سبع مرات ‪ ،‬فإنك إن‬
‫مت من يومك كتب ال عزوجل لك جورا من النار ‪ ،‬وإذا صليت الغرب فقل قبل أن‬
‫تكلم أحدا من الناس ‪ :‬اللهم إن أسألك النة ‪ :‬أللهم أجرن من النار ‪ ،‬سبع مرات ‪،‬‬
‫فإنك إن مت من ليلتك ( هامش ) ( ‪ ( ) 1‬يعقدهن بيده ) ‪ :‬أي يعدهن ‪) 2 ( .‬‬
‫( يدركه ) ‪ :‬أي يهلكه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 180‬كتب ال عزوجل لك جوارا من‬
‫النار ) ‪ ،‬رواه أحد وأبو داود ‪ - 15 .‬وروى أبو حات أن النب صلى ال عليه وسلم كان‬
‫يقول عند انصرافه من صلته ‪ ( :‬اللهم أصلح ل دين الذي هو عصمة أمري ‪ ،‬وأصلح‬
‫دنياي الت جعلت فيها معاشي ‪ :‬اللهم إن أعوذ برضاك من سخطك ‪ ،‬وأعوذ بعفوك من‬
‫نقمتك ‪ .‬وأعوذ بك منك ‪ ،‬ل مانع لا أعطيت ‪ ،‬ول معطي لا منعت ‪ ،‬ول ينفع ذا‬
‫الد ‪ ،‬منك الد ) ‪ - 16 .‬وروى البخاري والترمذي ‪ :‬أن سعد بن أب وقاص كان‬
‫يعلم بنيه هؤلء الكلمات ‪ ،‬كما يعلم العلم الغلمان الكتابة ‪ .‬ويقول ‪ :‬إن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم كان يتعوذ بن دبر الصلة ‪ ( :‬اللهم إن أعوذ بك من البخل وأعوذ بك‬
‫من الب ‪ ،‬وأعوذ بك أن أرد ال أرذل العمر ‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة الدنيا ‪ ،‬وأعوذ بك من‬
‫عذاب القب ) ‪ - 17 .‬وروى أبو داود والاكم ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان‬
‫يقول دبر كل صلة ‪ ( :‬اللهم عافن ف بدن ‪ ،‬اللهم عافن ف سعي ‪ ،‬اللهم عافن ف‬
‫بصري ‪ .‬اللهم إن أعوذ بك من الكفر والفقر ‪ ،‬اللهم إن أعوذ بك من عذاب القب ‪ ،‬ل‬
‫إله إل أنت ) ‪ - 18 .‬وروى المام أحد وأبو داود والنسائي ‪ ،‬بسند فيه داوند الطفاوي‬
‫‪ ،‬وهو ضعيف ‪ ،‬عن زيد بن أرقم ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقول دبر صلته ‪:‬‬
‫( اللهم ربنا ورب كل شئ أنا شهيد أنك الرب وحدك ل شريك لك ‪ ،‬اللهم ربنا ورب‬
‫كل شئ ‪ ،‬أنا شهيد أن ممدا عبدك رسولك ‪ :‬اللهم ربنا ورب كل شئ ‪ ،‬أنا شهيد أن‬
‫العباد كلهم إخوة ‪ :‬اللهم ربنا ورب كل شئ ‪ ،‬اجعلن ملصا لك وأهلي ( ‪ ) 1‬ف كل‬

‫‪148‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ساعة من الدنيا والخرة ‪ ،‬يا ذا اللل والكرام ‪ ،‬اسع واستجب ‪ ،‬ال الكب الكب ‪،‬‬
‫نور السموات والرض ‪ ،‬ال الكب الكب ‪ ،‬حسب ال ونعم الوكيل ‪ .‬ال الكب‬
‫الكب ) ‪ - 19 .‬وروى أحد وابن شيبة وابن ماجه ‪ ،‬بسند فيه مهول ‪ ،‬عن أم سلمة ‪،‬‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقول إذا صلى الصبح حي يسلم ‪ ( :‬اللهم إن أسألك‬
‫علما نافعا ‪ ،‬ورزقا واسعا ‪ ،‬وعمل متقبل ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬وأهلي ) ‪ :‬أي وأهلي‬
‫ملصي لك ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 181‬التطوع ( ‪ ) 1‬مشروعيته ‪ :‬شرع التطوع ليكون‬
‫جبا لا عسى أن يكون قد وقع ف الفرائض من نقص ‪ ،‬ولا ف الصلة من فضيلة ليست‬
‫لسائر العبادات ‪ .‬فعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إن أول ما ياسب‬
‫الناس به يوم القيامة من أعمالم الصلة ‪ ،‬يقول ربنا للئكته ‪ ،‬وهو أعلم أنظروا ف صلة‬
‫عبدي أتها أم نقصها ؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة ‪ ،‬وإن كان انتقص منها شيئا قال ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 181‬‬
‫أنظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فإن كان له تطوع قال ‪ :‬أتوا لعبدي فريضته من تطوعه ‪،‬‬
‫ث تؤخذ العمال على ذلك ) رواه أبو داود ‪ .‬وعن أب أمامة أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ ( :‬ما أذن ال لعبد ف شئ أفضل من ركعتي يصليهما ‪ ،‬وإن الب ليذر ( ‪) 1‬‬
‫فوق رأس العبد مادام ف صلته ) الديث رواه أحد والترمذي وصححه السيوطي ‪.‬‬
‫وقال مالك ف الوطأ ‪ ،‬بلغن أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬استقيموا ولن تصوا ‪،‬‬
‫واعلموا أن خي أعمالكم الصلة ‪ ،‬ولن يافظ على الوضوء إل مؤمن ) وروى مسلم عن‬
‫ربيعة ابن مالك السلمي قال ‪ ،‬قال الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬سل ) فقلت ‪:‬‬
‫أسألك مرافقتك ف النة ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬أو غي ذلك ؟ ) قلت ‪ :‬هو ذاك قال ‪ ( :‬فأعن على‬
‫نفسك بكثرة السجود ) ‪ ( .‬هامش ) صلة غي واجبة ‪ ،‬والراد با السنة أو النفل ‪( .‬‬
‫‪ ) 1‬أي ينثر ‪ ) 2 ( ) . ( .‬استحباب صلته ف البيت ‪ - 1 :‬روى أحد ومسلم عن‬
‫جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا صلى أحدكم الصلة ف مسجده فليجعل‬
‫لبيته نصيبا من صلته فإن ال عز وجل جاعل ف بيته من صلته خيا ‪ - 2 .‬وعند أحد‬
‫عن عمر أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬صلة ‪ /‬صفحة ‪ / 182‬الرجل ف بيته‬

‫‪149‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تطوعا نور ‪ ،‬فمن شاء نور بيته ) ‪ - 3 .‬وعن عبد الرحن بن عمر قال ‪ ،‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬اجعلوا من صلتكم ف بيوتكم ول تتخذوا قبورا ( ‪ ) ) 1‬رواه‬
‫أحد وأبو داود ‪ - 4 .‬روى أبو داود بإسناد صحيح عن زيد بن ثابت أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ ( :‬صلة الرء ف بيته أفضل من صلته ف مسجدي هذا ‪ ،‬إل الكتوبة ) ‪.‬‬
‫وف هذه الحاديث دليل على استحباب صلة التطوع ف البيت ‪ ،‬وأن صلته فيه أفضل‬
‫من صلته ف السجد ‪ .‬قال النووي ‪ :‬إنا حث على النافلة ف البيت لكونه أخفى وأبعد‬
‫عن الرياء وأصون من مبطات العمال ‪ ،‬وليتبك البيت بذلك وتنل فيه الرحة‬
‫واللئكة ‪ ،‬وينفر منه الشيطان ‪ ) 3 ( .‬أفضلية طول القيام على كثرة السجود ف التطوع‬
‫‪ :‬روى الماعة إل أبا داود عن الغية بن شعبة أنه قال ‪ :‬إن كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ليقوم ويصلي حت ترم قدماه أو ساقاه ‪ ،‬فقال له ؟ فيقول ‪ ( :‬أفل أكون عبدا‬
‫شكورا ) ‪ .‬وروى أبو داود عن عبد ال بن حبشي الثعمي أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫سئل ‪ :‬أي العمال أفضل ؟ قال ‪ ( :‬طول القيام ) قيل ‪ :‬فأي الصدقة أفضل ؟ قال ‪:‬‬
‫( جهد القل ) قيل ‪ :‬فأي الجرة أفضل ؟ قال ‪ ( :‬من هجر ما حرم ال عليه ) قيل ‪ :‬فأي‬
‫الهاد أفضل ؟ قال ‪ ( :‬من جاهد الشركي باله ونفسه ) قيل ‪ :‬فأي القتل أشرف ؟ قال‬
‫‪ ( :‬من أهريق دمه وعقر جواده ) ‪ ) 4 ( .‬جواز صلة التطوع من جلوس ‪ :‬يصح‬
‫التطوع من قعود مع القدرة على القيام كما يصح أداء بعضه من قعود وبعضه من قيام ‪،‬‬
‫لو كان ذلك ف ركعة واحدة فبعضها يؤدى من قيام وبعضها من قعود سواء تقدي القيام‬
‫أو تأخر كل ذلك جائز من غي كراهة ( هامش ) ( ‪ ) 1‬لنل يس ف القبور صلة ‪. ( .‬‬
‫) ‪ /‬صفحة ‪ / 183‬ويلس كيف شاء والفضل التربع ‪ .‬فقد روى مسلم عن علقمة قال‬
‫قلت لعائشة ‪ :‬كيف كان يصنع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الركعتي وهو‬
‫جالس ؟ قال كان يقرأ فيهما فإذا أراد أن يركع قام فركع ‪ .‬وروى أحد وأصحاب السنن‬
‫عنهما قالت ‪ :‬ما رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ ف شئ من صلة الليل‬
‫جالسا قط حت دخل ف السن ( ‪ ) 1‬فكان يلس فيها فيقرأ حت إذا بقي أربعون أو‬
‫ثلثون آية قام فقرأها ث سجد ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي كب ‪ ) 5 ( ) . ( .‬أقسام التطوع‬
‫‪ :‬ينقسم التطوع إل تطوع مطلق ‪ ،‬وإل تطوع مقيد ‪ .‬والتطوع الطلق يقتصر فيه على نية‬

‫‪150‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصلة ‪ .‬قال النووي ‪ :‬فإذا شرع ف تطوع ول ينو عددا فله أن يسلم من ركعة وله أن‬
‫يزيد فيجعلها ركعتي أو ثلثا أو مائة أو ألفا أو غي ذلك ‪ .‬ولو صلى عددا ل يعلمه ث‬
‫سلم صح بل خلف ‪ ،‬اتفق عليه أصحابنا ونص عليه الشافعي ف الملء ‪ .‬وروى‬
‫البيهقي بإسناده أن أبا ذر رضي ال عنه صلى عددا كثيا فلما سلم قال له الحنف بن‬
‫قيس رحه ال ‪ :‬هل تدري انصرفت على شفع أم على وتر ؟ قال ‪ :‬إن ل أكن أدري فإن‬
‫ال يدري ‪ ،‬إن سعت خليلي أبا القاسم صلى ال عليه وسلم يقول ث بكى ‪ .‬ث قال ‪ :‬إن‬
‫سعت خليلي أبا القاسم صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬ما من عبد يسجد ل سجدة إل‬
‫رفعه ال با درجة وحط عنه با خطيئة ) رواه الدارمي ف مسنده بسند صحيح إل رجل‬
‫اختلفوا ف عدالته ‪ .‬والتطوع القيد ينقسم إل ما شرع تبعا للفرائض ويسمي السنن الراتبة‬
‫‪ ،‬ويشمل سنة الفجر والظهر والعصر والغرب والعشاء ‪ ،‬وإل غيه ‪ ،‬وهاك بيان كل ‪.‬‬
‫سنة الفجر ( ‪ ) 1‬فضلها ‪ :‬وردت عدة أحاديث ف فضل الحافظة على سنة الفجر‬
‫نذكرها فيما يلي ‪ / :‬صفحة ‪ - 1 / 184‬عن عائشة عن النب صلى ال عليه وعلى آله‬
‫وسلم ‪ ،‬ف الركعتي‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 184‬‬
‫قبل صلة الفجر ‪ ،‬قال ‪ ( :‬ها أحب إل من الدنيا جيعا ) رواه أحد ومسلم والترمذي ‪.‬‬
‫‪ - 2‬وعن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل تدعوا ركعت الفجر‬
‫وإن طردتكم اليل ) رواه أحد وأبو داود والبيهقي والطحاوي ‪ .‬ومعن الديث ل‬
‫تتركوا ركعت الفجر مهما اشتد العذر حت ولو كان مطاردة العدو ‪ - 3 .‬وعن عائشة‬
‫قالت ‪ ( :‬ل يكن رسول ال صلى ال عليه وسلم على شئ من النوافل أشد معاهدة ( ‪) 1‬‬
‫من الركعتي قبل الصبح ) ‪ .‬رواه الشيخان وأحد وأبو داود ‪ - 4 .‬وعنها أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ركعتا الفجر خي من الدنيا وما فيها ) رواه أحد ومسلم‬
‫والترمذي والنسائي ‪ - 5 .‬ولحد ومسلم عنها ‪ ،‬قالت ‪ :‬ما رأيته إل شئ من الي‬
‫أسرع منه إل الركعتي قبل الفجر ‪ ( .‬هامش ) معاهدة ‪ :‬مواظبة ‪ ( ) 2 ( .‬ولتستشفر )‬
‫‪ :‬أي تشد خرقة على فرجها ‪ ) 2 ( ) . ( .‬تفيفها ‪ :‬العروف من هدي النب صلى ال‬

‫‪151‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه وسلم أنه كان يفف القراءة ف ركعت الفجر ‪ - 1 .‬فعن حفصة قال ‪ :‬كان رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يصلي ركعت الفجر قبل الصبح ف بيت يففهما جدا ‪ .‬قال نافع‬
‫‪ :‬وكان عبد ال ( يعن ابن عمر ) يففهما كذلك ‪ .‬رواه أحد والشيخان ‪ - 2 .‬وعن‬
‫عائشة قالت ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي الركعتي قبل الغداة فيخففهما‬
‫حت إن لشك أقرأ فيهما بفاتة الكتاب أم ل ؟ رواه أحد وغيه ‪ - 3 .‬وعنها قالت ‪:‬‬
‫كان قيام رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الركعتي ‪ /‬صفحة ‪ / 185‬قبل صلة الفجر‬
‫قدر ما يقرأ فاتة الكتاب ‪ :‬رواه أحد والنسائي والبيهقي ومالك والطحاوي ‪ ) 3 ( .‬ما‬
‫يقرأ فيها ‪ :‬يستحب القراءة ف ركعت الفجر بالوارد عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وقد‬
‫ورد عنه فيها ما يأت ‪ - 1 :‬عن عائشة قالت ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ‬
‫ف ركعت الفجر ‪ ( :‬قل يأيها الكافرون ) و ( قل هو ال أحد ) وكان يسر با ‪ .‬رواه‬
‫أحد والطحاوي ‪ .‬وكان يقرأها بعد الفاتة ‪ ،‬لنه ل صلة بدونا كما تقدم ‪- 2 .‬‬
‫وعنها أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقول ‪ ( :‬نعم السورتان ها ) وكان يقرأ بما ف‬
‫الركعتي قبل الفجر ( قل يأيها الكافرون ) و ( قل هو ال أحد ) ‪ .‬رواه أحد وابن ماجه‬
‫‪ - 3 .‬وعن جابر أن رجل قام فركع ركعت الفجر فقرأ ف الول ‪ ( :‬قل يأيها الكافرون‬
‫) حت انقضت السورة فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬هذا عبد عرف ربه ) وقرأ ف‬
‫الخرة ‪ ( :‬هذا عبد آمن بربه ) قال طلحة ‪ :‬فأنا أحب أن أقرأ باتي السورتي ف هاتي‬
‫الركعتي ‪ ،‬رواه ابن حبان والطحاوي ‪ - 4 .‬وعن ابن عباس قال ‪ :‬كان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقرأ ف ركعت الفجر ( قولوا آمنا بال وما أنزل إلينا ) والت ف آل عمران‬
‫( تعالوا إل كلمة سواء بيننا وبينكم ) رواه مسلم ‪ .‬أي أنه كان يقرأ ف الركعة الول بعد‬
‫الفاتة هذه الية ‪ ( :‬قولوا آمنا بال وما أنزل إل إبراهيم وإساعيل وإسحق ويعقوب‬
‫والسباط وما أوت موسى وعيسى وما أوت النبيون من ربم ل نفرق بي أحد منهم ونن‬
‫له مسلمون ) وف الركعة الثانية ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إل كلمة سواء بيننا وبينكم‬
‫أل نعبد إل ال ‪ ،‬ول نشرك به شيئا ‪ ،‬ول يتخذ بعضنا بعضا أربابا من ‪ /‬صفحة ‪/ 186‬‬
‫دون ال ‪ ،‬فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) ‪ - 5 .‬وعنه ف رواية أب داود أنه‬
‫كان يقرأ ف الركعة الول ( قولوا آمنا بال ) وف الثانية ( فلما أحس عيسى منهم الكفر‬

‫‪152‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ‪ :‬من أنصاري إل ال ؟ قال الواريون ‪ :‬نن أنصار ال ‪ ،‬آمنا بال ‪ ،‬وأشهد بأنا‬
‫مسلمون ) ‪ - 6 .‬ويوز القتصار على الفاتة وحدها ‪ ،‬لا تقدم عن عائشة أن قيامه كان‬
‫قدر ما يقرأ فاتة الكتاب ‪ ) 4 ( .‬الدعاء بعد الفراغ منها ‪ :‬قال النووي ف الذكار ‪:‬‬
‫روينا ف كتاب ابن السن عن أب الليح واسه عامر بن أسامة عن أبيه أنه صلى ركعت‬
‫الفجر وأن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى قريبا منه ركعتي خفيفتي ث سعه يقول‬
‫وهو جالس ‪ ( :‬اللهم رب جبيل وإسرافيل وميكائيل وممد النب صلى ال عليه وسلم‬
‫أعوذ بك من النار ) ثلث مرات وروينا فيه عن أنس عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( من قال صبيحة يوم المعة قبل صلة الغداة ‪ :‬استغفر ال الذي ل إله إل هو الي القيوم‬
‫وأتوب إليه ثلث مرات غفر ال تعال ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ) ‪) 5 ( .‬‬
‫الضطجاع بعدها ‪ :‬قالت عائشة ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا ركع ركعت‬
‫الفجر اضطجع على شقه الين ‪ .‬رواه الماعة ‪ .‬ورووا أيضا عنها قالت ‪ :‬كان رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم إذا صلى ركعت الفجر فإن كنت نائمة اضطجع وإن كنت‬
‫مستيقظة حدثن ‪ .‬وقد اختلف ف حكمه اختلفا كثيا ‪ ،‬والذي يظهر أنه مستحب ف‬
‫حق من صلى السنة ف بيته دون من صلها ف السجد ‪ .‬قال الافظ ‪ :‬ف الفتح ‪ :‬وذهب‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 186‬‬
‫بعض السلف إل استحبابا ف البيت دون السجد وهو مكي عن ابن عمر ‪ ،‬وقواه بعض‬
‫شيوخنا بأنه ل ينقل عن النب صلى ال عليه وسلم أنه فعله ف السجد ‪ .‬وصح عن ابن‬
‫عمر أنه كان يصب من يفعله ف السجد ‪ .‬أخرجه ابن أب شيبة ‪ .‬انتهى وسئل عنه المام‬
‫أحد فقال ‪ :‬ما أفعله ‪ ،‬وإن فعله رجل فحسن ‪ / .‬صفحة ‪ ) 6 ( / 187‬قضاؤها ‪ :‬عن‬
‫أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من ل يصل ركعت الفجر حت تطلع‬
‫الشمس فليصلها ) رواه البيهقي ‪ ،‬قال النووي ‪ :‬وإسناده جيد ‪ .‬وعن قيس بن عمر أنه‬
‫خرج إل الصبح فوجد النب صلى ال عليه وسلم ف الصبح ‪ ،‬ول يكن ركع ركعت الفجر‬
‫‪ ،‬فصلى مع النب صلى ال عليه وسلم ث قام حي فرغ من الصبح فركع ركعت الفجر‬
‫فمر به النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ ( :‬ما هذه الصلة ؟ ) فأخبه ‪ ،‬فسكت النب‬

‫‪153‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ول يقل شيئا ‪ .‬رواه أحد وابن خزية وابن حبان وأصحاب السنن‬
‫إل النسائي ‪ .‬قال العراقي ‪ :‬إسناده حسن ‪ .‬وروى أحد والشيخان عن عمران بن حصي‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم كان ف مسي له فناموا عن صلة الفجر فاستيقظوا بر‬
‫الشمس فارتفعوا قليل حت استقلت الشمس ( ‪ ) 1‬ث أمر مؤذنا فأذن ‪ .‬فصلى ركعتي‬
‫قبل الفجر ‪ ،‬ث أقام ث صلى الفجر ‪ .‬وظاهر الحاديث أنا تقضى قبل طلوع الشمس‬
‫وبعد طلوعها ‪ ،‬سواء كان فواتا لعذر أو لغي عذر وسواء فاتت وحدها أو مع الصبح ‪( .‬‬
‫هامش ) ( ‪ ) 1‬أي تولوا حت ارتفعت الشمس ‪ ) . ( .‬سنة الظهر ورد ف سنة الظهر‬
‫أنا أربع ركعات أو ست أو ثان ‪ ،‬وإليك بيانا مفصل ‪ :‬ما ورد ف أنا أربع ركعات ‪:‬‬
‫‪ - 1‬عن ابن عمر قال ‪ :‬حفظت من النب صلى ال عليه وسلم عشر ركعات ‪ :‬ركعتي‬
‫قبل الظهر ‪ ،‬وركعتي بعدها ‪ ،‬وركعتي بعد الغرب ف بيته ‪ ،‬وركعتي بعد العشاء ف بيته‬
‫‪ ،‬وركعتي قبل صلة الصبح ‪ .‬رواه البخاري ‪ - 2 .‬وعن الغية بن سليمان قال ‪ :‬سعت‬
‫ابن عمر يقول ‪ :‬كانت صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ل يدع ركعتي قبل‬
‫الظهر ‪ ،‬وركعتي بعدها ‪ ،‬وركعتي بعد الغرب وركعتي بعد العشاء ‪ ،‬وركعتي قبل‬
‫الصبح ‪ .‬رواه أحد بسند جيد ‪ / .‬صفحة ‪ / 188‬ما ورد ف أنا ست ‪ - 1 :‬عن عبد‬
‫ال بن شقيق قال ‪ :‬سألت عائشة عن صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم قالت ‪ :‬كان‬
‫يصلي قبل الظهر أربعا واثنتي بعدها ‪ .‬رواه أحد ومسلم وغيها ‪ - 2 .‬وعن أم حبيبة‬
‫بنت أب سفيان أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من صلى ف يوم وليلة اثنت عشرة‬
‫ركعة بن له بيت ف النة ‪ :‬أربعا قبل الظهر ‪ ،‬وركعتي بعدها ‪ ،‬وركعتي بعد الغرب ‪،‬‬
‫وركعتي بعد العشاء ‪ ،‬وركعتي قبل صلة الفجر ) رواه الترمذي وقال حسن صحيح ‪،‬‬
‫ورواه مسلم متصرا ‪ .‬ما ورد ف أنا ثان ركعات ‪ - 1 :‬عن أم حبيبة قالت ‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من صلى أربعا قبل الظهر وأربعا بعدها حرم ال لمه على‬
‫النار ‪ ،‬رواه أحد وأصحاب السنن وصححه الترمذي ‪ - 2 .‬عن أب أيوب النصاري ‪( :‬‬
‫أنه كان يصلي أربع ركعات قبل الظهر ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬إنك تدي هذه الصلة فقال ‪ :‬إن‬
‫رأيت رسول ال يفعله ‪ ،‬فسألته فقال ‪ ( :‬إنا ساعة تفتح فيها أبواب السماء ‪ ،‬فأحببت أن‬
‫يرفع ل فيها عمل صال ) رواه أحد وسنده جيد ‪ .‬فضل الربع قبل الظهر ‪ - 1 :‬عن‬

‫‪154‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عائشة قالت ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يدع أربعا قبل الظهر وركعتي قبل‬
‫الفجر على كل حال ‪ .‬رواه أحد والبخاري ‪ .‬وروى عنها أنه كان يصلي قبل الظهر‬
‫أربعا يطيل فيهن القيام ويسن فيهن الركوع والسجود ‪ .‬ول تعارض بي ما ف حديث‬
‫ابن عمر من أنه صلى ال عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر ركعتي وبي باقي الحاديث‬
‫الخرى من أنه كان يصلي أربعا ‪ .‬قال الافظ ف الفتح ‪ :‬والول أن يمل على حالي‬
‫فكان تارة يصلي اثنتي وتارة يصلي أربعا ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو ممول على أنه كان ف السجد‬
‫يقتصر على ركعتي وف بيته يصلي أربعا ‪ ،‬ويتمل أنه كان يصلي إذا كان ف بيته ركعتي‬
‫ث يرج إل السجد فيصلي ركعتي فرأى ابن عمر ما ف السجد دون ‪ /‬صفحة ‪/ 189‬‬
‫ما ف بيته واطلعت عائشة على المرين ‪ .‬ويقوي الول ما رواه أحد وأبو داود ف حديث‬
‫عائشة كان يصلي ف بيته قبل الظهر أربعا ث يرج ‪ ،‬قال أبو جعفر الطبي ‪ :‬الربع‬
‫كانت ف كثي من أحواله والركعتان ف قليلها ‪ .‬وإذا صلى أربعا قبلها أو بعدها الفضل‬
‫أن يسلم بعد كل ركعتي ‪ ،‬ويوز أن يصليها متصلة بتسليم واحد لقول رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ( :‬صلة الليل والنهار مثن مثن ) رواه أبو داود بسند صحيح ‪ .‬قضاء‬
‫سنت الظهر ‪ :‬عن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا ل يصل أربعا قبل الظهر‬
‫صلهن بعدها ‪ .‬رواه الترمذي وقال ‪ :‬حديث حسن غريب ‪ .‬وروى ابن ماجه عنها‬
‫قالت ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا فاتته الربع قبل الظهر‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 189‬‬
‫صلهن بعد الركعتي بعد الظهر ( ‪ . ) 1‬هذا ف قضاء الراتية القبلية أما قضاء الراتبة‬
‫البعدية فقد جاء فيه ما رواه أحد عن أم سلمة قالت ‪ :‬صلى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم الظهر ‪ ،‬وقد أت بال ‪ ،‬فقعد يقسمه حت أتاه الؤذن بالعصر ‪ ،‬فصلى العصر ث‬
‫انصرف إل ‪ ،‬وكان يومي ‪ ،‬فركع ركعتي خفيفتي ‪ ،‬فقلنا ‪ :‬ما هاتان الركعتان يا رسول‬
‫ال ‪ ،‬أمرت بما ؟ قال ‪ ( :‬ل ‪ . .‬ولكنهما ركعتان كنت أركعهما بعد الظهر فشغلن‬
‫قسم هذا الال حت جاء الؤذن بالعصر فكرهت أن أدعهما ( ‪ ) ) 2‬رواه البخاري ومسلم‬
‫وأبو داود بلفظ آخر ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬السنن القبلية يتد وقتها إل آخر وقت الفريضة ‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( ‪ ) 2‬ف بعض الروايات فقلت ‪ :‬يا رسول ال أتضيهما إذا فاتا ؟ قال ‪ ( :‬ل ) قال‬
‫البيهقي ‪ :‬هي رواية ضعيفة ‪ ) . ( .‬سنة الغرب يسن بعد صلة الغرب صلة ركعتي لا‬
‫تقدم عن ابن عمر أنما من الصلة الت ل يكن يدعها النب صلى ال عليه وسلم ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 190‬ما يستحب فيها ‪ :‬يستحب ف سنة الغرب أن يقرأ فيها بعد الفاتة ب‬
‫( قل يأيها الكافرون ) و ( قل هو ال أحد ) ‪ .‬فعن ابن مسعود أنه قال ‪ :‬ما أحصي ما‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ ف الركعتي بعد الغرب وف الركعتي قبل‬
‫الفجر ب ( قل يأيها الكافرون ) و ( قل هو ال أحد ) رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه‬
‫‪ .‬وكذا يستحب أن تؤدى ف البيت ‪ .‬فعن ممود بن لبيد قال ‪ :‬أتى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم بن عبد الشهل فصلى بم الغرب ‪ ،‬فلما سلم قال ( اركعوا هاتي الركعتي‬
‫ف بيوتكم ) ‪ .‬رواه أحد وأبو داود والترمذي والنسائي ‪ .‬وتقدم أنه صلى ال عليه وسلم‬
‫كان يصليهما ف بيته ‪ .‬سنة العشاء تقدم من الحاديث ما يدل على سنية الركعتي بعد‬
‫العشاء ‪ .‬السنن غي الؤكدة ما تقدم من السنن والرواتب يتأكد أداؤه وبقيت سنن أخرى‬
‫راتبة يندب التيان با من غي تأكيد ‪ ،‬نذكرها فيما يلي ‪ ) 1 ( :‬ركعتان أو أربع قبل‬
‫العصر ‪ :‬وقد ورد فيها عدة أحاديث متكلم فيها ولكن لكثرة طرقها يؤيد بعضها بعضا ‪،‬‬
‫فمنها حديث ابن عمر قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬رحم ال امرأ صلى‬
‫قبل العصر أربعا ) رواه أحد وأبو داود والترمذي وحسنه ‪ ،‬وابن حبان وصححه ‪ ،‬وكذا‬
‫صححه ابن خزية ‪ .‬ومنها حديث علي أن النب صلى ال عليه وسلم كان يصلي قبل‬
‫العصر أربعا يفصل بي كل ركعتي بالتسليم على اللئكة القربي والنبيي ومن تبعهم من‬
‫الؤمني والسلمي ‪ .‬رواه أحد والنسائي وابن ماجه والترمذي وحسنه ‪ .‬وأما القتصار‬
‫على ركعتي فقط فدليله عموم قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬بي كل أذاني صلة ) ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ ) 2 ( / 191‬ركعتان قبل الغرب ‪ :‬روى البخاري عن عبد ال بن مغفل أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬صلوا قبل الغرب ‪ ،‬صلوا قبل الغرب ) ث قال ف الثالثة ‪:‬‬
‫( لن شاء ) كراهية أن يتخذها الناس سنة ‪ .‬وف رواية لبن حبان ‪ :‬أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم صلى قبل الغرب ركعتي ‪ .‬وف مسلم عن ابن عباس قال ‪ :‬كنا نصلي ركعتي‬
‫قبل غروب الشمس وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يرانا فلم يأمرنا ول ينهنا ‪ .‬قال‬

‫‪156‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الافظ ف الفتح ‪ :‬ومموع الدلة يرشد إل استحباب تفيفها كما ف ركعت الفجر ‪( .‬‬
‫‪ ) 3‬ركعتان قبل العشاء ‪ :‬لا رواه الماعة من حديث عبد ال بن مغفل أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ ( :‬بي كل أذاني صلة ‪ ،‬بي كل أذاني صلة ) ث قال ف الثالثة ‪ ( :‬لن‬
‫شاء ) ‪ .‬ولبن حبان من حديث ابن الزبي أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ما من‬
‫صلة مفروضة إل وبي يديها ركعتان ) ‪ .‬استحباب الفصل بي الفريضة والنافلة بقدار‬
‫ختم الصلة ‪ :‬عن رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم صلى العصر فقام رجل يصلي فرآه عمر فقال له اجلس فإنا هلك أهل الكتاب‬
‫أنه ل يكن لصلتم فصل ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أحسن ابن‬
‫الطاب ) رواه أحد بسند صحيح ‪ .‬الوتر ( ‪ ) 1‬فضله وحكمه ‪ :‬الوتر سنة مؤكدة حث‬
‫عليه الرسول صلى ال عليه وسلم ورغب فيه ‪ .‬فعن علي رضي ال عنه أنه قال ‪ :‬إن الوتر‬
‫ليس بتم ( ‪ ) 1‬كصلتكم الكتوبة ‪ ،‬ولكن رسول ال صلى ال عليه وسلم أوتر ‪ ،‬ث‬
‫قال ‪ ( :‬يا أهل القرآن أوتروا فإن ال وتر ( ‪ ) 2‬يب الوتر ) ( هامش ) ( ‪ ) 1‬حتم ‪:‬‬
‫أي لزم ‪ ) 2 ( .‬أي أنه تعال واحد يب صلة الوتر ويثيب عليها ‪ .‬قال نافع ‪ :‬وكان‬
‫ابن عمر ل يصنع شيئا إل وترا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 192‬رواه أحد وأصحاب السنن‬
‫وحسنه الترمذي ورواه الاكم أيضا وصححه ‪ .‬وما ذهب إليه أبو حنيفة من وجوب‬
‫الوتر فمذهب ضعيف ‪ .‬قال ابن النذر ‪ :‬ل أعلم أحدا وافق أبا حنيفة ف هذا ‪ .‬وعند أحد‬
‫وأب داود والنسائي وابن ماجة أن الخدجي ( رجل من بن كنانة ) أخبه رجل من‬
‫النصار يكن أبا ممد أن الوتر واجب ‪ ،‬فراح‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 192‬‬
‫الخدجي إل عبادة بن الصامت فذكر له أن أبا ممد يقول ‪ :‬الوتر واجب ‪ .‬فقال عبادة‬
‫بن الصامت ‪ :‬كذب أبو ممد ( ‪ ) 1‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ( خس‬
‫صلوات كتبهن ال تبارك وتعال على العباد من أتى بن ل يضيع منهن شيئا استخفافا‬
‫بقهن كان له عند ال تبارك وتعال عهد أن يدخله النة ‪ ،‬ومن ل يأت بن فليس له عند‬
‫ال عهد ‪ ،‬إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ) وعند البخاري ومسلم من حديث طلحة بن‬

‫‪157‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عبيدال أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬خس صلوات‬
‫كتبهن ال ف اليوم والليلة ) فقال العراب ‪ :‬هل علي غيها ؟ قال ‪ ( :‬ل ‪ .‬إل أن‬
‫تطوع ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬كذب أبو ممد ‪ :‬أي أخطأ ‪ ) 2 ( ) . ( .‬وقته ‪ :‬أجع‬
‫العلماء على أن وقت الوتر ل يدخل إل بعد صلة العشاء وأنه يتد إل الفجر ‪ .‬فعن أب‬
‫تيم اليشان رضي ال عنه أن عمرو بن العاص خطب الناس يوم جعة فقال ‪ :‬إن أبا‬
‫بصرة حدثن أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إن ال زادكم صلة ‪ ،‬وهي الوتر‬
‫فصلوها فيما بي صلة العشاء إل صلة الفجر ) قال أبو تيم ‪ :‬فأخذ بيدي أبو ذر فسار‬
‫ف السجد إل أب بصرة رضي ال عنه فقال ‪ :‬أنت سعت رسول ال يقول ما قال‬
‫عمرو ؟ قال أبو بصرة ‪ :‬أنا سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬رواه أحد بإسناد‬
‫صحيح ‪ .‬وعن أب مسعود النصاري رضي ال عنه قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يوتر أول الليل وأوسطه وآخره ‪ .‬رواه أحد بسند صحيح ‪ .‬وعن عبد ال بن أب‬
‫قيس قال سألت عائشة رضي ال عنها عن وتر رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ فقالت ‪:‬‬
‫ربا أوتر أول الليل وربا أوتر من آخره ‪ ،‬قلت ‪ :‬كيف كانت قراءته ‪ ،‬أكان يسر ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 193‬بالقراءة أم يهر ؟ قالت ‪ :‬كل ذلك كان يفعل ‪ ،‬وربا أسر وربا جهر ‪،‬‬
‫وربا اغتسل فنام وربا توضأ فنام ( تعن ف النابة ) رواه أبو داود ‪ .‬ورواه أيضا أحد‬
‫ومسلم والترمذي ‪ ) 3 ( .‬استحباب تعجيله لن ظن أنه ل يستيقظ آخر الليل ‪ ،‬وتأخيه‬
‫لن ظن أنه يستيقظ آخره ‪ :‬يستحب تعجيل الصلة الوتر أول الليل لن خشي أن ل‬
‫يستيقظ آخره ‪ ،‬كما يستحب تأخيه إل آخر الليل لن ظن أنه يستيقظ آخره ‪ .‬فعن جابر‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من ظن منكم أن ل يستيقظ آخره‬
‫( أي الليل ) فليوتر أوله ومن ظن منكم أنه يستيقظ آخره فليوتر آخره فإن صلة آخر‬
‫الليل مضورة ( ‪ ) 1‬وهي أفضل ) رواه أحد ومسلم والترمذي وابن ماجه ‪ .‬وعنه رضي‬
‫ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لب بكر ‪ ( :‬مت توتر ؟ ) ‪ .‬قال ‪ :‬أول‬
‫الليل بعد العتمة ( ‪ ) 2‬قال ‪ ( :‬فأنت يا عمر ) قال ‪ :‬آخر الليل ‪ .‬قال ( أما أنت يا أبا‬
‫بكر فأخذت بالثقة ( ‪ ) 3‬وأما أنت يا عمر فأخذت بالقوة ) ( ‪ ) 4‬رواه أحد وأبو داود‬
‫والاكم وقال ‪ :‬صحيح على شرط مسلم ‪ .‬وانتهى المر برسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫‪158‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل أنه كان يوتر وقت السحر لنه الفضل كما تقدم ‪ .‬قالت عائشة رضي ال عنها ‪ :‬من‬
‫كل الليل قد أوتر النب صلى ال عليه وسلم من أول الليل وأوسطه وآخره فانتهى وتره إل‬
‫السحر ‪ .‬رواه الماعة ‪ .‬ومع هذا فقد وصى بعض أصحابه بأل ينام إل على وتر أخذا‬
‫باليطة والزم ‪ .‬وكان سعد بن أب وقاص يصلي العشاء الخرة ف مسجد رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ث يوتر بواحدة ول يزيد عليها ‪ .‬فقيل له ‪ :‬أتوتر بواحدة ل تزيد‬
‫عليها يا أبا اسحق ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ . .‬إن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫( الذي ل ينام حت يوتر حازم ) رواه أحد ورجاله ثقات ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي تضرها‬
‫اللئكة ‪ ) 2 ( .‬أي العشاء ‪ ) 3 ( .‬أي الزم واليطة ‪ ) 4 ( .‬أي العزية على القيام‬
‫آخر الليل ‪ ) 4 ( ) . ( .‬عدد ركعات الوتر ‪ :‬قال الترمذي ‪ :‬روي عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم الوتر بثلث عشرة ركعة ‪ / ،‬صفحة ‪ / 194‬وتسع ‪ ،‬وسبع ‪ ،‬وخس ‪،‬‬
‫وثلث ‪ ،‬وواحدة ‪ .‬قال إسحق بن إبراهيم ‪ :‬معن ما روي عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫كان يوتر بثلث عشرة ركعة أنه كان يصلي من الليل ثلث عشرة ركعة مع الوتر ‪ ،‬يعن‬
‫من جلتها الوتر فنسبت صلة الليل إل الوتر ‪ .‬ويوز أداء الوتر ركعتي ( ‪ ، ) 1‬ث صلة‬
‫ركعة بتشهد وسلم ‪ ،‬كما يوز صلة الكل بتشهدين وسلم ‪ ،‬فيصل الركعات بعضها‬
‫ببعض من غي أن يتشهد إل ف الركعة الت هي قبل الخية فيتشهد فيها ث يقوم إل‬
‫الركعة الخية فيصليها ويتشهد فيها ويسلم ‪ ،‬ويوز أداء الكل بتشهد واحد وسلم ف‬
‫الركعة الخية ‪ ،‬كل ذلك جائز وارد عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وقال ابن القيم ‪:‬‬
‫وردت السنة الصحيحة الصرية الحكمة ف الوتر بمس متصلة ‪ ،‬وسبع متصلة ‪.‬‬
‫كحديث أم سلمة ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يوتر بسبع وبمس ل يفصل‬
‫بسلم ول بكلم ‪ .‬رواه أحد والنسائي‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 194‬‬
‫وابن ماجه بسند جيد ‪ ،‬وكقول عائشة ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي من‬
‫الليل ثلث عشرة ركعة ‪ ،‬يوتر من ذلك بمس ل يلس إل ف آخرهن ‪ .‬متفق عليه ‪،‬‬
‫وكحديث عائشة ‪ :‬أنه صلى ال عليه وسلم كان يصلي من الليل تسع ركعات ل يلس‬

‫‪159‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فيها إل ف الثامنة فيذكر ال ويمده ويدعوه ث ينهض ول يسلم ث يصلي التاسعة ث يقعد‬
‫ويتشهد ث يسلم تسليما يسمعنا ‪ ،‬ث يصلي ركعتي بعد ما يسلم وهو قاعد فتلك إحدى‬
‫عشرة ركعة فلما أسن رسول ال صلى ال عليه وسلم وأخذه اللحم أوتر بسبع وصنع ف‬
‫الركعتي مثل صنيعه ف الول ‪ .‬وف لفظ عنها ‪ :‬فلما أسن وأخذه اللحم أوتر بسبع‬
‫ركعات ل يلس إل ف السادسة والسابعة ‪ ،‬ول يسلم إل ف السابعة ‪ .‬وف لفظ ‪ :‬صلى‬
‫سبع ركعات ل قعد إل ف آخرهن ‪ .‬أخرجه الماعة ‪ ،‬وكلها أحاديث صحاح صرية ل‬
‫معارض لا سوى قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬صلة الليل مثن مثن ) وهو حديث‬
‫صحيح ‪ ،‬لكن الذي قاله هو الذي أوتر بالسبع والمس ‪ ،‬وسننه كلها حت يصدق‬
‫بعضها بعضا ‪ .‬فالنب صلى ال عليه وسلم أجاب السائل عن صلة الليل بأنا مثن مثن‬
‫ول يسأله عن الوتر ‪ .‬وأما السبع والمس والتسع والواحدة فهي صلة الوتر ‪ ،‬والوتر اسم‬
‫للواحدة النفصلة ما قبلها ‪ ،‬وللخمس والسبع والتسع التصلة كالغرب اسم للثلثة التصلة‬
‫‪ ،‬فإن ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي يسلم على رأس كل ركعتي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 195‬‬
‫انفصلت المس والسبع بسلمي كالحدى عشرة كان الوتر اسا للركعة الفصولة‬
‫وحدها ‪ .‬كما قال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬صلة الليل مثن فإذا خشي الصبح أوتر‬
‫بواحدة توتر له ما قد صلى ) فاتق فعله صلى ال عليه وسلم وقوله وصدق بعضه بعضا ‪.‬‬
‫( ‪ ) 5‬القراءة ف الوتر ‪ :‬يوز القراءة ف الوتر بعد الفاتة بأي شئ من القرآن ‪ ،‬قال علي‬
‫‪ :‬ليس من القرآن شئ مهجور فأوتر با شئت ‪ .‬ولكن الستحب إذا أوتر بثلث أن يقرأ‬
‫ف الول بعد الفاتة ( سبح اسم ربك العلى ) وف الثانية ( قل يأيها الكافرون ) وف‬
‫الثالثة ( قل هو ال أحد ‪ ،‬والعوذتي ) ‪ .‬لا رواه أحد وأبو داود والترمذي وحسنه ‪ ،‬عن‬
‫عائشة قالت ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ ف الركعة الول ب ( سبح اسم‬
‫ربك العلى ) وف الثانية ب ( قل يأيها الكافرون ) وف الثالثة ب ( قل هو ال أحد ‪،‬‬
‫العوذتي ) ‪ ) 6 ( .‬القنوت ف الوتر ‪ :‬يشرع القنوت ف الوتر ف جيع السنة ‪ ،‬لا رواه‬
‫أحد وأهل السنن وغيهم من حديث السن بن علي رضي ال عنه قال ‪ :‬علمن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم كلمات أقولن ف الوتر ‪ ( :‬اللهم اهدن فيمن هديت ‪ ،‬وعافن‬
‫فيمن عافيت ‪ ،‬وتولن فيمن توليت ‪ ،‬وبارك ل فيما أعطيت وقن شر ما قضيت ‪ ،‬فإنك‬

‫‪160‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تقضي ول يقضى عليك ‪ ،‬وإنه لى ذل من واليت ‪ ،‬ول يعز من عاديت ‪ ،‬تباركت ربنا‬
‫وتعاليت ‪ ،‬وصلى ال على النب ممد ) ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬هذا حديث حسن ‪ .‬قال ‪ :‬ول‬
‫يعرف عن النب صلى ال عليه وسلم ف القنوت شئ أحسن من هذا ‪ .‬وقال النووي ‪:‬‬
‫إسناده صحيح ‪ ،‬وتوقف ابن حزم ف صحته ‪ ،‬فقال هذا الديث وإن ل يكن ما يتج به‬
‫فإنا ل ند فيه عن النب صلى ال عليه وسلم غيه والضعيف من الديث أحب إلينا من‬
‫الرأي ‪ ،‬قال ابن حنبل وهذا مذهب ابن مسعود ‪ ،‬وأب موسى ‪ ،‬وابن عباس ‪ ،‬والباء ‪،‬‬
‫وأنس ‪ ،‬والسن البصري ‪ ،‬وعمر بن عبد العزيز ‪ ،‬والثوري ‪ ،‬وابن البارك ‪ ،‬والنفية ‪،‬‬
‫ورواية عن أحد ‪ .‬قال النووي ‪ :‬وهذا الوجه قوي ف الدليل ‪ .‬وذهب الشافعي وغيه إل‬
‫أنه ل يقنت ف الوتر إل ف النصف الخي من ‪ /‬صفحة ‪ / 196‬رمضان ‪ ،‬لا رواه أبو‬
‫داود أن عمر بن الطاب جع الناس على أب بن كعب وكان يصلي لم عشرين ليلة ول‬
‫يقنت إل ف النصف الباقي من رمضان ‪ .‬وروى ممد بن نصر أنه سأل سعيد بن جبي عن‬
‫بدء القنوت ف الوتر فقال ‪ :‬بعض عمر بن الطاب جيشا فتورطوا متورطا خاف عليهم ‪،‬‬
‫فلما كان النصف الخر من رمضان قنت يدعو لم ‪ ) 7 ( .‬مل القنوت ‪ :‬يوز القنوت‬
‫قبل الركوع بعد الفراغ من القراءة ‪ ،‬ويوز كذلك بعد الرفع من الركوع ‪ ،‬فعن حيد‬
‫قال ‪ :‬سألت أنسا عن القنوت قبل الركوع أو بعد الركوع ؟ فقال كنا نفعل قبل وبعد ‪.‬‬
‫رواه ابن ماجة وممد بن نصر ‪ .‬قال الافظ ف الفتح ‪ :‬إسناده قوي ‪ .‬وإذا قنت قبل‬
‫الركوع كب رافعا يديه بعد الفراغ من القراءة وكب كذلك بعد الفراغ من القنوت ‪،‬‬
‫روي ذلك عن بعض الصحابة ‪ .‬وبعض العلماء استحب رفع يديه عند القنوت وبعضهم‬
‫ل يستحب ذلك ‪ .‬وأما مسح الوجه بما فقد قال البيهقي ‪ :‬الول أن ل يفعله ويقتصر‬
‫على ما فعله السلف رضي ال عنهم من رفع اليدين دون مسحهما بالوجه ف الصلة ‪( .‬‬
‫‪ ) 8‬الدعاء بعده ‪ :‬يستحب أن يقول الصلي بعد السلم من الوتر ‪ :‬سبحان اللك‬
‫القدوس ثلث مراتى رفع صوته بالثالثة ث يقول ‪ :‬رب اللئكة والروح ‪ ،‬لا رواه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 196‬‬

‫‪161‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أبو داود والنسائي من حديث أب بن كعب قال ‪ :‬كانر سول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقرأ ف الوتر ب ( سبح اسم ربك العلى ) و ( قل يأيها الكافرون ) و ( قل هو ال أحد‬
‫) ‪ .‬فإذا سلم قال ‪ :‬سبحان اللك القدوس ثلث مرات ‪ ،‬يد با صوته ف الثالثة ويرفع ‪.‬‬
‫وهذا لفظ النسائي ‪ .‬زاد الدار قطن ‪ ،‬ويقول ‪ :‬رب اللئكة والروح ‪ ،‬ث يدعو با رواه‬
‫أحد وأصحاب السنن عن علي أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقول ف آخر وتره ‪.‬‬
‫( اللهم إن أعوذ برضاك من سخطك ‪ ،‬وأعوذ بعافاتك من عقوبتك ‪ ،‬وأعوذ بك منك ‪،‬‬
‫ل أحصي ثناء عليك ‪ ،‬أنت كما أثنيت على نفسك ) ‪ / .‬صفحة ‪ ) 9 ( / 197‬ل‬
‫وتران ف ليلة ‪ :‬من صلى الوتر ث بدا له أن يصلي جاز ول يعيد الوتر ‪ .‬لا رواه أبو داود‬
‫والنسائي والترمذي وحسنه عن علي قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫( ل وتران ف ليلة ) ‪ .‬وعن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم كان يسلم تسليما يسمعنا‬
‫‪ ،‬ث يصلي ركعتي بعد ما يسلم وهو قاعد ‪ ،‬رواه مسلم ‪ .‬وعن أم سلمة ‪ :‬أنه صلى ال‬
‫عليه وسلم كان يركع ركعتي بعد الوتر وهو جالس ‪ ،‬رواه أحد وأبو داود والترمذي‬
‫وغيهم ‪ ) 10 ( .‬قضاؤه ‪ :‬ذهب جهور العلماء إل مشروعية قضاء الوتر لا رواه‬
‫البيهقي والاكم وصححه على شرط الشيخي عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ ( :‬إذا أصبح أحدكم ول يوتر فليوتر ) ‪ .‬وروى أبو داود عن أب سعيد‬
‫الدري أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره )‬
‫قال العراقي إسناده صحيح ‪ .‬وعند أحد والطبان بسند حسن ‪ :‬كان الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم يصبح فيوتر ‪ .‬واختلفوا ف الوقت الذي يقضى فيه ‪ ،‬فعند النفية يقضى ف‬
‫غي أوقات النهي ‪ ،‬وعند الشافعية يقضى ف أي وقت من الليل أو من النهار ‪ ،‬وعند‬
‫مالك وأحد يقضى بعد الفجر ما ل تصل الصبح ‪ .‬القنوت ف الصلوات المس يشرع‬
‫القنوت جهرا ف الصلوات المس عند النوازل ‪ ،‬فعن ابن عباس قال ‪ :‬قنت الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم شهرا متتابعا ‪ .‬ف الظهر والعصر ‪ ،‬والغرب ‪ ،‬والعشاء والصبح ف دبر كل‬
‫صلة إذا قال سع ال لن حده من الركعة الخية ‪ :‬يدعو عليهم ‪ ،‬على حي من بن‬
‫سليم وعل رعل وذكوان وعصية ( ‪ ) 1‬ويؤمن من خلفه ‪ .‬رواه أبو داود وأحد ‪ ،‬وزاد ‪:‬‬
‫أرسل إليهم يدعوهم إل السلم فقتلوهم ‪ .‬قال عكرمة ‪ :‬كان هذا مفتاح القنوت ‪ :‬وعن‬

‫‪162‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أب هريرة ( هامش ) ( ‪ ) 1‬رعل وذكوان وعصية ‪ :‬قبائل من بن سليم زعموا أنم‬
‫أسلموا فطلبوا من الرسول أن يدهم من يفقههم فأمدهم بسبعي فقتلوهم ‪ ،‬فكان ذلك‬
‫سبب القنوت ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 198‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا أراد أن‬
‫يدعو على أحد أو يدعو لحد قنت بعد الركوع ‪ .‬فربا قال ‪ ،‬إذا قال سع ال لن حده ‪:‬‬
‫ربنا ولك المد ‪ ( :‬اللهم أنج الوليد بن الوليد ‪ ،‬وسلمة بن هشام ‪ ،‬وعياش بن أب‬
‫ربيعة ‪ ،‬والستضعفي من الؤمني ‪ .‬اللهم اشدد وطأتك ( ‪ ) 1‬على مضر واجعلها عليهم‬
‫سني كسن ( ‪ ) 2‬يوسف ) قال يهر بذلك ويقولا ف بعض صلته ‪ ،‬وف صلة الفجر‬
‫( اللهم ألعن فلنا وفلنا ) حيي من أحياء العرب حت أنزل ال تعال ‪ ( :‬ليس لك من‬
‫المر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبم فإنم ظالون ) رواه أحد والبخاري ‪ ( .‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬الوطأة ‪ :‬الضغطة والخذة الشديدة ‪ ) 2 ( .‬هي السنن الذكورة ف القرآن ‪) . ( .‬‬
‫القنوت ف صلة الصبح ‪ :‬القنوت ف صلة الصبح غي مشروع إل ف النوازل ففيها يقنت‬
‫فيه وف سائر الصلوات كما تقدم ‪ .‬روى أحد والنسائي وابن ماجة والترمذي وصححه ‪.‬‬
‫عن أب مالك الشجعي قال ‪ :‬كان أب قد صلى خلف رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وهو ابن ست عشرة سنة ‪ ،‬وأب بكر وعمر وعثمان ‪ .‬فقلت أكانوا يقنتون ؟ قال ‪ :‬ل ‪:‬‬
‫أي بن مدث ‪ .‬وروى ابن حبان والطيب وابن خزية وصححه ‪ ،‬عن أنس أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم كان ل يقنت ف صلة الصبح إل إذا دعا لقوم أو دعا على قوم (‬
‫‪ . ) 3‬وروى الزبي واللفاء الثلثة أنم كانوا ل يقنتون ف صلة الفجر ‪ .‬وهو مذهب‬
‫النفية والنابلة وابن البارك والثوري وإسحاق ‪ .‬ومذهب الشافعية أن القنوت ف صلة‬
‫الصبح بعد الركوع من الركعة الثانية سنة ‪ ،‬لا رواه الماعة إل الترمذي عن ابن سيين‬
‫أن أنس بن مالك سئل ‪ :‬هل قنت النب صلى ال عليه وسلم ف صلة الصبح ؟ فقال ‪:‬‬
‫نعم ‪ .‬فقيل له ‪ :‬قبل الركوع أو بعده ؟ قال ‪ :‬بعد الركوع ‪ .‬ولا رواه أحد والبزار والدار‬
‫قطن والبيهقي والاكم وصححه عنه قال ‪ :‬ما زال رسول ال صلى ال عليه وسلم يقنت‬
‫ف الفجر حت فارق الدنيا ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 3‬هذا لفظ ابن حبان ‪ ،‬ولفظ غيه بدون‬
‫ذكر ( ف صلة الصبح ) ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 199‬وف هذا الستدلل نظر ‪ ،‬لن‬
‫القنوت السؤول عنه هو قنوت النوازل كما‬

‫‪163‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 199‬‬
‫جاء ذلك صريا ف رواية البخاري ومسلم ‪ .‬وأما الديث الثان ففي سنده أبو جعفر‬
‫الرازي وهو ليس بالقوي ‪ ،‬وحديثه هذا ل ينهض للحتجاج به ‪ ،‬إذ ل يعقل أن يقنت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الفجر طول حياته ث يتركه اللفاء من بعده ‪ ،‬بل إن‬
‫أنسا نفسه ل يكن يقنت ف الصبح كما ثبت ذلك عنه ‪ ،‬ولو سلم صحة الديث فيحمل‬
‫القنوت الذكور فيه على أنه صلى ال عليه وسلم كان يطيل القيام بعد الركوع للدعاء‬
‫والثناء إل أن فارق الدنيا ‪ ،‬فإن هذا معن من معان القنوت وهو هنا أنسب ‪ .‬ومهما يكن‬
‫من شئ فإن هذا من الختلف الباح الذي يستوي فيه الفعل والترك وإن خي الدي‬
‫ممد صلى ال عليه وسلم ‪ .‬قيام الليل ( ‪ ) 1‬فضله ‪ - 1 :‬أمر ال به نبيه صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال ‪ ( :‬ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما ممودا ) ‪.‬‬
‫وهذا المر وإن كان خاصا برسول ال صلى ال عليه وسلم إل أن عامة السلمي يدخلون‬
‫فيه بكم أنم مطالبون بالقتاء به صلى ال عليه وسلم ‪ - 2 .‬بي أن الحافظي على قيامه‬
‫هم الحسنون الستحقون ليه ورحته فقال ‪ ( :‬إن التقي ف جنات وعيون آخذين ما‬
‫آتاهم ربم إنم كانوا قبل ذلك مسني ‪ ،‬كانوا قليل من الليل ما يهجعون ‪ ،‬وبالسحار‬
‫هم يستغفرون ) ‪ - 3 .‬ومدحهم وأثن عليهم ونظمهم ف جلة عباده البرار فقال ‪:‬‬
‫( وعباد الرحن الذين يشون على الرض هونا ‪ ،‬وإذا خاطبهم الاهلون قالوا سلما ‪،‬‬
‫والذين يبيتون لربم سجدا وقياما ) ‪ - 4 .‬وشهد لم باليان بآياته فقال ‪ ( :‬إنا يؤمن‬
‫بآياتنا الذين إذا ( هامش ) ( ‪ ) 1‬يهجعون ‪ :‬أي ينامون ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 200‬ذكروا‬
‫با خروا سجدا وسبحوا بمد ربم وهم ل يستكبون ‪ ،‬تتجاف جنوبم عن الضاجع‬
‫يدعون ربم خوفا وطمعا وما رزقناهم ينفقون ‪ ،‬فل تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي‬
‫جزاء با كانوا يعملون ) ‪ - 5 .‬ونفى التسوية بينهم وبي غيهم من ل يتصف بوصفهم‬
‫فقال ‪ ( :‬أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يذر الخرة ويرجو رحة ربه ‪ .‬قل هل‬
‫يستوي الذين يعلمون والذين ل يعلمون إنا يتذكر أولو اللباب ) ‪ .‬هذا بعض ما جاء ف‬
‫كتاب ال ‪ ،‬أما ما جاء ف سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم فهاك بعضه ‪ - 1 .‬قال‬

‫‪164‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عبد ال بن سلم ‪ :‬أول ما قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة انفل الناس إليه ‪،‬‬
‫فكنت من جاءه ‪ ،‬فلما تأملت وجهه واستبنته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ‪ .‬قال‬
‫‪ :‬فكان أول ما سعت من كلمه أن قال ‪ ( :‬أيها الناس أفشوا السلم ‪ ،‬وأطعموا الطعام ‪،‬‬
‫وصلوا الرحام ‪ ،‬وصلوا بالليل والناس نيام ‪ ،‬تدخلوا النة بسلم ) رواه الاكم وابن‬
‫ماجه والترمذي وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪ - 2 .‬وقال سلمان الفارسي ‪ ،‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالي قبلكم ‪ ،‬ومقربة لكن‬
‫إل ربكم ‪ ،‬ومكفرة للسيئات ‪ ،‬ومنهاة عن الث ‪ ،‬ومطردة للداء عن السد ) ‪- 3 .‬‬
‫وقال سهل بن سعد ‪ :‬جاء جبيل إل النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا ممد عش ما‬
‫شئت فإنك ميت ‪ ،‬واعمل ما شئت فإنك مزي به ‪ ،‬وأحبب من شئت فإنك مفارقه ‪،‬‬
‫واعلم أن شرف الؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس ) ‪ - 4 .‬وعن أب الدرداء عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ( ثلثة يبهم ال ويضحك إليهم ويستبشر بم ‪ :‬الذي إذا‬
‫انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه ل عز وجل ‪ .‬فإما أن يقتل وإما أن ينصره ال عزوجل‬
‫ويكفيه فيقول ‪ :‬انظروا إل ‪ /‬صفحة ‪ / 201‬عبدي هذا كيف صب ل بنفسه ‪ .‬والذي له‬
‫امرأة حسنة وفراش لي حسن فيقوم من الليل فيقول ‪ :‬يذر شهوته ويذكرن ‪ ،‬ولو شاء‬
‫رقد ‪ .‬والذي إذا كان ف سفر وكان معه ركب فسهروا ث هجعوا فقام من السحر ف‬
‫ضراء وسراء ) ‪ ) 2 ( .‬آدابه ‪ :‬يسن لن أراد قيام الليل ما يأت ‪ - 1 :‬أن ينوي عند نومه‬
‫قيام الليل ‪ .‬فعن أب الدرداء أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من أتى فراشه وهو‬
‫ينوي أن يقوم فيصلي من الليل فغلبته عينه حت يصبح كتب له ما نوى ‪ ،‬وكان نومه‬
‫صدقة عليه من ربه ) رواه النسائي وابن ماجه بسند صحيح ‪ - 2 .‬أن يسح النوم عن‬
‫وجهه عند الستيقاظ ويتسوك وينظر ف السماء ث يدعو با جاء عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فيقول ‪ ( :‬ل إله إل أنت سبحانك ‪ ،‬أستغفرك لذنب وأسألك رحتك ‪ ،‬اللهم‬
‫زدن علما ول تزغ قلب بعد إذ هديتن وهب ل من لدنك رحة إنك أنت الوهاب ‪.‬‬
‫المد ل الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ‪ ،‬ث يقرأ اليات العشر من أواخر سورة‬
‫آل عمران ‪ ( :‬إن ف خلق السموات والرض واختلف الليل والنهار ليات لول‬
‫اللباب ) إل آخر السورة ث يقول ‪ ( :‬اللهم لك المد ‪ ،‬أنت نور السموات والرض‬

‫‪165‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ومن فيهن ‪ ،‬ولك المد ‪ ،‬أنت قيم السموات والرض ومن فيهن ‪ ،‬ولك المد ‪ ،‬أنت‬
‫الق ‪ ،‬ووعدك الق ‪ ،‬ولقاؤك حق ‪ ،‬والنة حق ‪ ،‬والنار حق ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 201‬‬
‫والنبيون حق ‪ ،‬وممد حق ‪ ،‬والساعة حق ‪ .‬اللهم لك أسلمت ‪ ،‬وبك آمنت ‪ ،‬وعليك‬
‫توكلت ‪ ،‬وإليك أنبت ‪ ،‬وبك خاصمت ‪ ،‬وإليك حاكمت ‪ ،‬فاغفر ل ما قدمت وما‬
‫أخرت ‪ ،‬ما أسررت وما أعلنت ‪ ،‬أنت ال ل إله إل أنت ) ‪ - 3 .‬أن يفتتح صلة الليل‬
‫بركعتي خفيفتي ث يصلي بعدها ما شاء ‪ ،‬فعن عائشة قالت ‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إذا قام من الليل يصلي افتتح صلته بركعتي خفيفتي ‪ .‬عن أب هريرة أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلته بركعتي خفيفتي )‬
‫رواها مسلم ‪ / .‬صفحة ‪ - 4 / 202‬أبن يوقظ أهله ‪ .‬فعن أب هريرة أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ ( :‬رحم ال امرء قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح ف‬
‫وجهها الاء ‪ ،‬رحم ال امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها ‪ ،‬فإن أب نضحت‬
‫ف وجهه الاء ) ‪ .‬وعنه أيضا أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا أيقظ الرجل‬
‫أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتي جيعا كتب ف الذاكرين والذاكرات ) رواها أبو‬
‫داود وغيه بإسناد صحيح ‪ .‬وعن أم سلمة أن النب صلى ال عليه وسلم استيقظ ليلة فقال‬
‫‪ ( :‬سبحان ال ‪ ،‬ماذا أنزل الليلة من الفتنة ‪ ،‬ماذا أنزل من الزائن ‪ ،‬من يوقظ صواحب‬
‫الجرات ‪ ،‬يا رب كاسية ف الدنيا عارية يوم القيامة ) رواه البخاري ‪ .‬عن علي أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم طرقه وفاطمة ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬أل تصليان ؟ ) قال فقالت ‪ :‬يا‬
‫رسول ال أنفسنا بيد ال ‪ .‬فإن شاء أن يبعثنا بعثنا ‪ ،‬فانصرف حي قلت ذلك ‪ ،‬ث سعته‬
‫وهو مول يضرب فخذه وهو يقول ‪ ( :‬وكان النسان أكثر شئ جدل ) متفق عليه ‪5 .‬‬
‫‪ -‬أن يترك الصلة ويرقد إذا غلبه النعاس حت يذهب عنه النوم ‪ ،‬فعن عائشة أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم‬
‫يدر ما يقول فليضطجع ) رواه مسلم ‪ .‬وقال أنس ‪ :‬دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫السجد وحبل مدود بي ساريتي فقال ‪ ( :‬ما هذا ؟ ) قالوا ‪ :‬لزينب تصلي ‪ ،‬إذا كسلت‬

‫‪166‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أو فترت أمسكت به ‪ .‬فقال ‪ ( :‬حلوه ‪ ،‬ليصل أحدكم نشاطه فإذا كسل أو فتر فليقد )‬
‫متفق عليه ‪ - 6 .‬أن ل يشق على نفسه بل يقوم من الليل بقدر ما تتسع له طاقته ‪،‬‬
‫ويواظب عليه ول يتركه إل لضرورة ‪ .‬فعن عائشة قالت ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ( :‬خذوا من العمال ما تطيقون ‪ ،‬فو ال ل يل ال حت تلوا ) ( ‪ ) 1‬رواه‬
‫البخاري ومسلم ‪ .‬ورويا عنها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل أي العمل أحب‬
‫إل ال تعال ؟ قال ‪ ( :‬أدومه وإن قل ) ‪ .‬وروى مسلم عنها قالت ‪ :‬كان عمل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم دية ‪ .‬وكان إذا عمل عمل أثبته ‪ .‬وعن عبد ال بن عمر‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬معن الديث ‪ :‬أن ال ل يقطع الثواب حت تقطعوا العبادة ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 203‬قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬يا عبد ال ل تكن مثل‬
‫فلن كان يقوم الليل فترك قيام الليل ) متفق عليه ‪ .‬ورويا عن ابن مسعود قال ‪ ( :‬ذكر‬
‫عند النب صلى ال عليه وسلم رجل نام حت أصبح قال ‪ ( :‬ذاك رجل بال الشيطان ف‬
‫أذنيه ) أو قال ( ف أذنه ) ورويا عن سال بن عبد ال بن عمر عن أبيه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال لبيه ‪ ( :‬نعم الرجل عبد ال لو كان يصلي من الليل ) قال سال ‪ :‬فكان‬
‫عبد ال بعد ذلك ل ينام من الليل إل قليل ‪ ) 3 ( .‬وقته ‪ :‬صلة الليل توز ف أول الليل‬
‫ووسطه وآخره ما دامت الصلة بعد صلة العشاء ‪ .‬قال أنس رضي ال عنه ف وصف‬
‫صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ما كنا نشاء أن نراه من الليل مصليا إل رأيناه ‪،‬‬
‫وما كنا نشاء أن نراه نائما إل رأيناه ‪ ،‬وكان يصوم من الشهر حت نقول ل يفطر منه‬
‫شيئا ويفطر حت نقول ل يصوم منه شيئا ‪ .‬رواه أحد والبخاري والنسائي ‪ .‬قال الافظ ‪:‬‬
‫ل يكن لتهجده صلى ال عليه وسلم وقت معي بل بسب ما يتيسر له القيام ‪) 4 ( .‬‬
‫أفضل أوقاتا ‪ :‬الفضل تأخيها إل الثلث الخي ‪ - 1 :‬فعن أب هريرة رضي ال عنه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ينل ربنا عزوجل كل ليلة إل ساء الدنيا حي‬
‫يبقى ثلث الليل الخر فيقول ‪ :‬من يدعون فأستجيب له ‪ ،‬من يسألن فعطيه ‪ ،‬من‬
‫يستغفرن فأغفر له ) رواه الماعة ‪ - 2 .‬وعن عمرو بن عبسة قال ‪ ،‬سعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬أقرب ما يكون العبد من الرب ف جوف الليل الخي فإن‬
‫استطعت أن تكون من يذكر ال ف تلك الساعة فكن ) رواه الاكم وقال ‪ :‬على شرط‬

‫‪167‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مسلم والترمذي وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ ،‬ورواه أيضا النسائي وابن خزية ‪ - 3 .‬وقال أبو‬
‫مسلم لب ذر ‪ :‬أي قيام الليل أفضل ؟ قال سألت رسول ‪ /‬صفحة ‪ / 204‬ال صلى ال‬
‫عليه وسلم كما سألتن فقال ‪ ( :‬جوف الليل الغابر ( ‪ ) 1‬وقليل فاعله ) رواه أحد‬
‫بإسناد جيد ‪ - 4 .‬وعن عبد ال بن عمرو أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬أحب‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 204‬‬
‫الصيام إل ال صيام داود ‪ ،‬وأحب الصلة إل ال صلة داود ‪ :‬كان ينام نصف الليل ‪،‬‬
‫ويقوم ثلثه ‪ ،‬وينام سدسه ‪ ،‬وكان يصوم يوما ويفطر يوما ) رواه الماعة إل الترمذي ‪( .‬‬
‫هامش ) ( ‪ ) 1‬الغابر ‪ :‬الباقي أو نصف الليل ‪ ) 5 ( ) . ( .‬عدد ركعاته ‪ :‬ليس لصلة‬
‫الليل عدد مصوص ول حد معي ‪ ،‬فهي تتحقق ولو بركعة الوتر بعد صلة العشاء ‪1 .‬‬
‫‪ -‬فعن سرة بن جندب رضي ال عنه قال ‪ :‬أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن‬
‫نصلي من الليل ما قل أو كثر ونعل آخر ذلك وترا ‪ .‬رواه الطبان والبزار ‪ - 2 .‬وروى‬
‫عن أنس رضي ال عنه يرفعه إل النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬صلة ف مسجدي‬
‫تعدل بعشرة آلف صلة ‪ ،‬وصلة ف السجد الرام تعدل بائة ألف صلة ‪ .‬والصلة‬
‫بأرض الرباط ( ‪ ) 2‬تعدل بألفي ألف صلة ‪ ،‬وأكثر من ذلك كله الركعتان يصليهما‬
‫العبد ف جوف الليل ) رواه أبو الشيخ وابن حبان ف كتابه ( الثواب ) وسكت عليه‬
‫النذري ف ( الترغيب والترهيب ) ‪ - 3 .‬وعن إياس بن معاوية الزن رضي ال عنه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل بد من صلة بليل ولو حلب ( ‪ ) 3‬شاة ‪ ،‬وما‬
‫كان بعد صلة العشاء فهو من الليل ) رواه الطبان ورواته ثقات إل ممد بن إسحق ‪4 .‬‬
‫‪ -‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬ذكرت قيام الليل فقال بعضهم ‪ :‬إن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬نصفه ‪ ،‬ثلثه ‪ ،‬ربعه ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 2‬الكان الذي ينتظر‬
‫فيه الجاهدون ‪ ) 3 ( .‬أي قدر الوقت الذي تلب الشاة فيه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 205‬‬
‫فواق ( ‪ ) 1‬حلب ناقة ‪ ،‬فواق حلب شاة ) ‪ - 5 .‬وروى عنه أيضا قال ‪ :‬أمرنا رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم بصلة الليل ورغب فيها حت قال ‪ ( :‬عليكم بصلة الليل ولو‬
‫ركعة ) رواه الطبان ف الكبي والوسط ‪ .‬والفضل الواظبة على إحدى عشرة ركعة أو‬

‫‪168‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ثلث عشرة ركعة ‪ ،‬وهو مي بي أن يصليها وبي أن يقطعها ‪ .‬قالت عائشة رضي ال‬
‫عنها ‪ :‬ما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يزيد ف رمضان ول غيه عن إحدى‬
‫عشرة ركعة ‪ ،‬يصلي أربعا فل تسأل عن حسنهن وطولن ‪ ،‬ث يصلي أربعا فل تسأل عن‬
‫حسنهن وطولن ‪ ،‬ث يصلي ثلثا ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول ال أتنام قبل أن توتر ؟ فقال ‪ ( :‬يا‬
‫عائشة إن عين تنامان ول ينام قلب ) رواه البخاري ومسلم ‪ .‬ورويا أيضا عن القاسم بن‬
‫ممد قال ‪ :‬سعت عائشة رضي ال عنها تقول ‪ :‬كانت صلة رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم من الليل عشر ركعات ويوتر بسجدة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬قال النذري ‪ :‬الفواق هنا‬
‫‪ :‬قدر ما بي رفع يديك عن الضرع وقت اللب وضمهما ‪ ) 6 ( ) . ( .‬قضاء قيام الليل‬
‫‪ :‬روى مسلم عن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا فاتته الصلة من الليل من‬
‫وجع أو غيه صلى من النهار اثنت عشرة ركعة ‪ .‬وروى الماعة إل البخاري عن عمر أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من نام عن حزبه أو عن شئ منه فقرأه ما بي صلة‬
‫الفجر وصلة الظهر كتب كأنا قرأه من الليل ) ‪ .‬قيام رمضان ( ‪ ) 1‬مشروعية قيام‬
‫رمضان ‪ :‬قيام رمضان أو صلة التراويح ( ‪ ) 2‬سنة الرجل والنساء ( ‪ ) 3‬تؤدى بعد‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 2‬جع تروية ‪ ،‬تطلق ف الصل على الستراحة كل أربع ركعات ث‬
‫أطلقت على كل أربع ركعات ‪ ) 3 ( .‬عن عرفجة قال ‪ :‬كان علي يأمر بقيام رمضان‬
‫ويعل للرجال إماما وللنساء إماما ‪ ،‬فكنت أنا إمام النساء ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 206‬صلة‬
‫العشاء ‪ .‬وقبل الوتر ركعتي ركعتي ‪ ،‬ويوز أن تؤدى بعده ولكنه خلف الفضل ‪،‬‬
‫ويستمر وقتها إل آخر الليل ‪ .‬روى الماعة عن أب هريرة قال ‪ :‬كان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يرغب ف قيام رمضان من غي أن يأمر فيه بعزية ‪ ،‬فيقول ‪ ( :‬من قام‬
‫رمضان إيانا واحتسابا ( ‪ ) 1‬غفر له ما تقدم من ذنبه ) ورووا إل الترمذي عن عائشة‬
‫قالت ‪ :‬صلى النب صلى ال عليه وسلم ف السجد فصلى بصلته ناس كثي ث صلى من‬
‫القابلة فكثروا ‪ ،‬ث اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يرج إليهم ‪ ،‬فلما أصبح قال ‪ ( :‬قد‬
‫رأيت صنيعكم فلم ينعن من الروج إليكم إل أن خشيت أن تفرض عليكم ) وذلك ف‬
‫رمضان ‪ ) 2 ( .‬عدد ركعاته ‪ :‬روى الماعة عن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم ما‬
‫كان يزيد ف رمضان ول ف غيه على إحدى عشرة ركعة ‪ .‬وروى ابن خزية وابن حبان‬

‫‪169‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف صحيحيهما عن جابر ‪ :‬أنه صلى ال عليه وسلم صلى بم ثان ركعات والوتر ‪ ،‬ث‬
‫انتظروه ف القابلة فلم يرج إليهم ‪ .‬وروى أبو يعلى والطبان بسند حسن عنه قال ‪ :‬جاء‬
‫أب بن كعب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول ال إنه كان من الليلة‬
‫شئ ‪ ،‬يعن ف رمضان ‪ ،‬قال ‪ ( :‬وما ذاك يا أب ؟ ) قال ‪ :‬نسوة ف داري قلن ‪ :‬إنا ل‬
‫نقرأ القرآن فنصلي بصلتك ؟ فصليت بن ثان ركعات وأوترت ‪ ،‬فكانت سنة الرضا‬
‫ول يقل شيئا ‪ .‬هذا هو السنون الوارد عن النب صلى ال عليه وسلم ول يصح عنه شئ‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 206‬‬
‫غي ذلك ‪ ،‬وصح أن الناس كانوا يصلون على عهد عمر وعثمان وعلي عشرين ركعة ‪،‬‬
‫وهو رأي جهور الفقهاء من النفية والنابلة وداود ‪ ،‬قال الترمذي ‪ :‬وأكثر أهل العلم‬
‫على ما روي عن عمر وعلي وغيها من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم عشرين‬
‫ركعة ‪ ،‬وهو قول الثوري وابن البارك والشافعي ‪ ،‬وقال ‪ :‬هكذا أدركت الناس بكة‬
‫يصلون عشرين ركعة ( ‪ ( ) 2‬هامش ) ( ‪ ) 1‬إيانا ‪ :‬تصديقا ‪ .‬واحتسابا ‪ :‬يريد به وجه‬
‫ال ‪ ) 2 ( .‬وذهب مالك ال أن عددها ست وثلثون ركعة غي الوتر ‪ .‬قال الزرقان ‪:‬‬
‫وذكر ابن حبان أن التراويح كانت أول إحدى عشرة ركعة ‪ ،‬وكانوا يطيلون القراءة فثقل‬
‫عليهم فخففوا القراءة وزادوا ف عدد الركعات فكانوا يصلون عشرين ركعة غي الشفع‬
‫والوتر بقراءة متوسطة ‪ ،‬ث خففوا القراءة وجعلوا الركعات ستا وثلثي غي الشفع‬
‫والوتر ‪ ،‬ومضى المر على ذلك ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 207‬ويرى بعض العلماء أن‬
‫السنون إحدى عشرة ركعة بالوتر والباقي مستحب ‪ .‬قال الكمال ابن المام ‪ :‬الدليل‬
‫يقتضي أن تكون السنة من العشرين ما فعله صلى ال عليه وسلم ث تركه خشية أن يكتب‬
‫علينا ‪ ،‬والباقي مستحب ‪ .‬وقد ثبت أن ذلك كان إحدى عشرة ركعة بالوتر كما ف‬
‫الصحيحي ‪ ،‬فإذن يكون السنون على أصول مشاينا ثانية منها والستحب اثن عشرة ‪.‬‬
‫( ‪ ) 3‬الماعة فيه ‪ :‬قيام رمضان يوز أن يصلى ف جاعة كما يوز أن يصلى على انفراد‬
‫‪ ،‬ولكن صلته جاعة ف السجد أفضل عند المهور ‪ .‬وقد تقدم ما يفيد أن الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم صلى بالسلمي جاعة ول يداوم على الروج خشية أن يفرض‬

‫‪170‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليهم ث كان أن جعهم عمر على إمام ‪ .‬قال عبد الرحن ابن عبد القاري ‪ :‬خرجت مع‬
‫عمر بن الطاب ليلة ف رمضان إل السجد فإذا الناس أوزاع متفرقون ‪ ،‬يصلي الرجل‬
‫لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلته الرهط ‪ .‬فقال عمر ‪ :‬إن أرى لو جعت هؤلء على‬
‫قارئ واحد لكان أمثل ( ‪ ) 1‬ث عزم فجمعهم على أب بن كعب ‪ ،‬ث خرجت معه ف‬
‫ليلة أخرى والناس يصلون بصلة قارئهم فقال عمر ‪ :‬نعمت البدعة هذه ( ‪ ) 2‬والت‬
‫ينامون عنها أفضل من الت يقومون ‪ ،‬يريد آخر الليل ( ‪ . ) 3‬وكان الناس يقومون أوله ‪.‬‬
‫رواه البخاري وابن خزية والبيهقي وغيهم ‪ ) 4 ( .‬القراءة فيه ‪ :‬ليس ف القراءة ف قيام‬
‫رمضان شئ مسنون ‪ ،‬وورد عن السلف أنم كانوا يقومون الائتي ويعتمدون على العصي‬
‫من طوم القيام ‪ ،‬ول ينصرفون إل قبيل بزوغ الفجر فيستعجلون الدم بالطعام مافة أن‬
‫يطلع عليهم ‪ .‬وكانوا يقومون بسورة البقرة ف ثان ركعات فإذا قرئ با ف اثنت عشرة‬
‫ركعة عد ذلك تفيفا ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أمثل ‪ :‬أي أفضل ‪ ) 2 ( .‬أي ‪ :‬جعهم على‬
‫إمام واحد ‪ ) 3 ( .‬أي ‪ :‬أن صلتا آخر الليل أفضل ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 208‬قال ابن‬
‫قدامة ‪ :‬قال أحد ‪ ( :‬يقرأ بالقوم ف شهر رمضان ما يفف على الناس ول يشق عليهم ‪،‬‬
‫ول سيما ف الليال القصار ( ‪ ) ) 1‬وقال القاضي ‪ :‬ل يستحب النقصان من ختمة ف‬
‫الشهر ليسمع الناس جيع القرآن ‪ ،‬ول يزيد على ختمة كراهية الشقة على من خلفه ‪،‬‬
‫والتقدير بال الناس أول ‪ ،‬فإنه لو اتفق جاعة يرضون بالتطويل كان أفضل ‪ ،‬كما قال‬
‫أبو ذر ‪ ( :‬قمنا مع النب صلى ال عليه وسلم حت خشينا أن يفوتنا الفلح ‪ ،‬يعن السحور‬
‫‪ .‬وكان القارئ يقرأ بالائتي ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬كليال الصيف ‪ ) . ( .‬صلة الضحى‬
‫( ‪ ) 1‬فضلها ‪ :‬ورد ف فضل صلة الضحى أحاديث كثية ‪ ،‬نذكر منها ما يلي ‪- 1 :‬‬
‫عن أب ذر رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬يصبح على كل‬
‫سلمي ( ‪ ) 2‬من أحدكم صدقة ‪ ،‬فكل تسبيحة صدقة ‪ ،‬وكل تمية صدقة ‪ ،‬وكل تليلة‬
‫صدقة ‪ ،‬وكل تكبية صدقة ‪ ،‬وأمر بالعروف صدقة ‪ ،‬وني عن النكر صدقة ‪ ،‬ويزي من‬
‫( ‪ ) 3‬ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ) رواه أحد ومسلم وأبو داود ‪ - 2 .‬ولحد‬
‫وأب داود عن بريدة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ف النسان ستون‬
‫وثلثائة مفصل عليه أن يتصدق عن كل مفصل منها صدقة ) قالوا فمن الذي يطيق ذلك‬

‫‪171‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يا رسول ال ؟ قال ‪ ( :‬النخامة ف السجد يدفنها أو الشئ ينحيه عن الطريق ‪ ،‬فإن ل‬
‫يقدر فركعتا الضحى تزئ عنه ) ‪ .‬قال الشوكان ‪ ( :‬والديثان يدلن على عظم فضل‬
‫الضحى وكب موقعها وتأكد مشروعيتها وأن ركعتيها تزيان عن ثلثمائة وستي صدقة ‪،‬‬
‫وما كان كذلك فهو حقيق بالواظبة والداومة ‪ .‬ويدلن أيضا على مشروعية الستكثار‬
‫من التسبيح والتحميد والتهليل ‪ ،‬والمر بالعروف ‪ ،‬والنهي عن النكر ‪ ،‬ودفن ( هامش )‬
‫( ‪ ) 2‬عظام البدن ومفاصله ‪ ) 3 ( .‬يزي ‪ -‬بفتح أوله ‪ -‬بعن يكفي ‪ ،‬أو بضمنه‬
‫ويكون من الجزاء ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 209‬النخامة ‪ ،‬وتنحية ما يؤذي الار عن الطريق‬
‫وسائر أنواع الطاعات لنسقط بذلك ما على النسان من الصدقات اللزمة ف كل يوم )‬
‫‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 209‬‬
‫‪ - 3‬وعن النواس بن سعان رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬قال ال‬
‫عزوجل ‪ :‬ابن آدم ل تعجزن عن أربع ركعات ف أول النهار أكفك آخره ) رواه الاكم‬
‫والطبان ورجاله ثقات ‪ .‬رواه أحد والترمذي وأبو داود والنسائي عن نعيم الغطفان‬
‫بسند جيد ‪ .‬ولفظ الترمذي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ال تبارك وتعال ‪:‬‬
‫( إن ال تعال قال ‪ ( :‬ابن آدم اركع ل أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره ) ‪4 .‬‬
‫‪ -‬عن عبد ال بن عمرو قال ‪ :‬بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم سرية ( ‪ ) 1‬فغنموا‬
‫وأسرعوا الرجعة ‪ ،‬فتحدث الناس بقرب مغزاهم ( ‪ ) 2‬وكثرة غنيمتهم وسرعة رجعتهم‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أل أدلكم على أقرب منهم مغزى وأكثر غنيمة‬
‫وأوشك ( ‪ ) 3‬رجعة ؟ من توضأ ث غدا إل السجد لسبحة الضحى فهو أقرب مغزى‬
‫وأكثر غنيمة وأوشك رجعة ) رواه أحد والطبان ‪ .‬وروى أبو يعلى نوه ‪ - 5 .‬وعن‬
‫أب هريرة رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬أوصان خليلي صلى ال عليه وسلم بثلث ‪ ( :‬بصيام‬
‫ثلثة أيام ف كل شهر ‪ ،‬وركعت الضحى ‪ ،‬وأن أوتر قبل أن أنام ) ‪ .‬رواه البخاري‬
‫ومسلم ‪ - 6 .‬وعن أنس رضي ال عنه قال ‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف‬
‫سفر صلى سبحة الضحى ثان ركعات فلما انصرف قال ‪ ( :‬إن صليت صلة رغبة‬

‫‪172‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ورهبة ‪ ،‬سألت رب ثلثا فأعطان اثنتي ومنعن واحدة ‪ :‬سألته أل يبتلي أمت بالسني ( ‪4‬‬
‫) ففعل ‪ ،‬وسألته أل يظهر عليهم عدوهم ففعل ‪ ،‬وسألته أل يلبسهم شيعا فأب علي )‬
‫رواه أحد والنسائي والاكم وابن خزية وصححاه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬فرقة من اليش ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬انتهاء الغزو بسرعة ‪ ) 3 ( .‬قرب ‪ ) 4 ( .‬أل يبتلي أمت بالسني ‪ :‬أي بالقحط ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ ) 2 ( / 210‬حكمها ‪ :‬صلة الضحى عبادة مستحبة فمن شاء ثوابا‬
‫فليؤدها وإل فل تثريب عليه ف تركها ‪ ،‬فعن أب سعيد رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كان صلى‬
‫ال عليه وسلم يصلي الضحى حت نقول ل يدعها ‪ ،‬ويدعها حت نقول ل يصليها ) رواه‬
‫الترمذي وحسنه ‪ ) 3 ( .‬وقتها ‪ :‬يبتدى أ وقتها بارتفاع الشمس قدر رمح وينتهي حي‬
‫الزوال ولكن الستحب أن تؤخر إل أن ترتفع الشمس ويشتد الر ‪ .‬فعن زيد بن أرقم‬
‫رضي ال عنه قال ‪ :‬خرج النب صلى ال عليه وسلم على أهل قباء ( ‪ ) 1‬وهم يصلون‬
‫الضحى فقال ‪ ( :‬صلة الوابي ( ‪ ) 2‬إذا رمضت الفصال ( ‪ ) 3‬من الضحى ) ‪ .‬رواه‬
‫أحد ومسلم والترمذي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬قباء ‪ :‬مكان بينه وبي الدينة نو من ميلي ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬الوابي ‪ :‬الراجعي إل ال ‪ ) 3 ( .‬رمضت ‪ :‬احترقت ‪ .‬والفصال جع فصيل وهو‬
‫ولد الناقة ‪ :‬أي إذا وجدت الفصال حر الشمس ‪ ،‬ول يكون ذلك إل عند ارتفاعها ‪. ( .‬‬
‫) ( ‪ ) 44‬عدد ركعاتا ‪ :‬أقل ركعاتا اثنتان كما تقدم ف حديث أب ذر وأكثر ما ثبت‬
‫من فعل رسول ال صلى ال عليه وسلم ثان ركعات ‪ ،‬وأكثر ما ثبت من قوله اثنتا عشرة‬
‫ركعة ‪ .‬وقد ذهب قوم ‪ -‬منهم أبو جعفر الطبي وبه جزم الليمي والرويان من الشافعية‬
‫‪ -‬إل أنه لحد لكثرها ‪ .‬قال العراقي ف شرح الترمذي ‪ :‬ل أر عن أحد من الصحابة‬
‫والتابعي أنه حصرها ف اثنت عشرة ركعة ‪ .‬وكذا قال السيوطي ‪ .‬وأخرج سعيد بن‬
‫منصور عن السن أنه سئل ‪ :‬هل كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يصلونا ؟ فقال ‪ :‬نعم ‪ . .‬كان منهم من يصلي ركعتي ‪ ،‬ومنهم من يصلي أربعا ‪ ،‬ومنهم‬
‫من يد إل نصف النهار ‪ .‬وعن إبراهيم النخعي أن رجل سأل السود بن يزيد ‪ :‬كم‬
‫أصلي الضحى ؟ قال ‪ :‬كما شئت ‪ .‬وعن أم هانئ أن النب صلى ال عليه وسلم صلى‬
‫سبحة الضحى ثان ركعات ‪ /‬صفحة ‪ / 211‬يسلم من كل ركعتي ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫بإسناد صحيح ‪ .‬وعن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ ( :‬كان النب صلى ال عليه وسلم‬

‫‪173‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يصلي الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء ال ) رواه أحد ومسلم وابن ماجة ‪ .‬صلة‬
‫الستخارة يسن لن أراد أمرا من المور الباحة ( ‪ ) 1‬والتبس عليه وجه الي فيه أن‬
‫يصلي ركعتي من غي الفريضة ولو كانتا من السنن الراتبة أو تية السجد ف أي وقت‬
‫من الليل أو النهار يقرأ فيهما با شاء بعد الفاتة ‪ ،‬ث يمد ال ويصلي على نبيه صلى ال‬
‫عليه وسلم ث يدعو بالدعاء الذي رواه البخاري من حديث جابر رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعلمنا الستخارة ف المور كلها ( ‪ ) 2‬كما يعلمنا‬
‫السورة من القرآن بقول ‪ ( :‬إذا هم أحدكم بالمر فليكع ركعتي من غي الفريضة ث‬
‫ليقل ‪ ( :‬اللهم أستخيك ( ‪ ) 3‬بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم‬
‫فإنك تقدر ول أقدر ‪ ،‬وتعلم ول أعلم وأنت علم الغيوب ‪ .‬اللهم إن كنت تعلم أن هذا‬
‫المر ( ‪ ) 4‬خي ل ف دين ومعاشي وعاقبة أمري ‪ ،‬أو قال ‪ :‬عاجل أمري وآجله ( ‪) 5‬‬
‫فاقدره ل ويسره ل ث بارك ل فيه ‪ .‬وإن كنت تعلم أن هذا المر شر ل ف دين‬
‫ومعاشي‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 211‬‬
‫وعاقبة أمري ‪ ،‬أو قال ‪ :‬عاجل أمري وآجله فاصرفه عن واصرفن عنه واقدر ل الي‬
‫حيث كان ‪ ،‬ث أرضن به ) قال ‪ :‬ويسمي حاجته ‪ :‬أي يسمي حاجته عند قوله ‪ ( :‬اللهم‬
‫إن كان هذا المر ) ‪ .‬ول يصح ف القراءة فيها شئ مصوص ‪ ،‬كما ل يصح شئ ف‬
‫استحباب تكرارها ‪ .‬قال النووي ‪ :‬ينبغي أن يفعل بعد الستخارة ما ينشرح له ‪ ،‬فل‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬الواجب والندوب مطلوب الفعل ‪ ،‬والحرم والكروه مطلوب الترك ‪،‬‬
‫ولذا ل ترى الستخارة إل ف أمر مباح ‪ ) 2 ( .‬قال الشوكان ‪ :‬هذا دليل على العموم‬
‫وأن الرء ل يتقر أمرا لصغره وعدم الهتمام به فيترك الستخارة فيه ما قرب أمر‬
‫يستخف بأمره فيكون ف القدام عليه ضرر عظيم أو ف تركه ‪ ،‬ولذلك قال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ( :‬ليسأل أحدكم ربه حت ف شسع نعله ) ‪ ) 3 ( .‬أستخيك ‪ :‬أي أطلب‬
‫منك الية أو الي ‪ ) 4 ( .‬يسمي حاجته هنا ‪ ) 5 ( .‬يمع بينهما ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 212‬ينبغي أن يعتمد على انشراح كان فيه هوى قبل الستخارة ‪ ،‬بل ينبغي للمستخي‬

‫‪174‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ترك اختياره رأسا وإل فل يكون مستخيا ل ‪ ،‬بل يكون غي صادق ف طلب الية وف‬
‫التبي من العلم والقدرة وإثباتما ل تعال ‪ ،‬فإذا صدق ف ذلك تبأ من الول والقوة‬
‫ومن اختياره لنفسه ‪ .‬صلة التسبيح عن عكرمة عن ابن عباس قال ‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم للعباس ابن عبد الطلب ‪ ( :‬يا عباس يا عماه ‪ ،‬أل أعطيك ‪ ،‬أل أمنحك ‪،‬‬
‫أل أحبوك ( ‪ ، ) 1‬أل أفعل بك عشر خصال ( ‪ ، ) 2‬إذا أنت فعلت ذلك غفر ال ذنبك‬
‫أوله وآخره ‪ ،‬وقديه وحديثه ‪ ،‬وخطأه وعمده ‪ ،‬وصغيه وكبيه ‪ ،‬وسره وعلنيته ‪ .‬عشر‬
‫خصال ‪ :‬أن تصلي أربع ركعات تقرأ ف كل ركعة بفاتة الكتاب وسورة ( ‪ ، ) 3‬فإذا‬
‫فرغت من القراءة ف أول ركعة فقل وأنت قائم ‪ :‬سبحان ال ‪ ،‬والمد ل ‪ ،‬ول إله إل‬
‫ال ‪ ،‬وال أكب خس عشرة ‪ ،‬ث تركع فتقول وأنت راكع عشرا ( ‪ ) 4‬ث ترفع رأسك‬
‫من الركوع ‪ .‬فتقولا عشرا ‪ ،‬ث توي ساجدا فتقول وأنت ساجد عشرا ‪ ،‬ث ترفع رأسك‬
‫من السجود فتقولا عشرا ‪ ،‬ث تسجد فتقولا عشرا ث ترفع رأسك من السجود فتقولا‬
‫عشرا ( ‪ . ) 5‬فذلك خس وسبعون ف كل ركعة ‪ ،‬تفعل ذلك ف أربع ركعات ‪ .‬وإن‬
‫استطعت أن تصليها ف كل يوم مرة فافعل ‪ ،‬فإن ل تستطع ففي كل جعة مرة ‪ ،‬فإن ل‬
‫تفعل ففي كل سنة مرة ‪ ،‬فإن ل تفعل ففي عمرك مرة ) ‪ .‬رواه أبو داود وابن ماجة وابن‬
‫خزية ف صحيحه والطبان ‪ .‬قال الافظ ‪ :‬وقد روي هذا الديث من طرق كثية ‪،‬‬
‫وعن جامعة من الصحابة ‪ .‬وأمثلها حديث عكرمة هذا ‪ ،‬وقد صححه جاعة ‪ :‬منهم‬
‫الافظ أبو بكر الجري ‪ ،‬وشيخنا أبو ممد عبد الرحيم الصري ‪ ،‬وشيخنا الافظ أبو‬
‫السن القدسي رحهم ال ‪ .‬وقال ابن البارك ‪ :‬صلة التسبيح مرغب فيها ‪ ،‬يستحب أن‬
‫يعتادها ف كل حي ول يتغافل عنها ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي أخصك ‪ ) 2 ( .‬أي أعلمك‬
‫ما يكفر عشر أنواع من ذنوبك ‪ ) 3 ( .‬أي سورة دون تقييد ‪ ) 4 ( .‬أي بعد ذكر‬
‫الركوع ‪ ،‬وكذا ف كل الالت يأت الصلى بالذكر بعد التيان بذكر كل ركن ‪) 5 ( .‬‬
‫أي ف جلسة الستراحة قبل القيام ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 213‬صلة الاجة روى أحد‬
‫بسند صحيح عن أب الدرداء أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من توضأ فأسبغ‬
‫الوضوء ث صلى ركعتي يتمهما أعطاه ال ما سأل معجل أو مؤخرا ) ‪ .‬صلة التوبة عن‬
‫أب بكر رضي ال عنه قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬ما من رجل‬

‫‪175‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يذنب ذنبا ث يقوم فيتطهر ث يصلي ( ‪ ) 1‬ث يستغفر ال إل غفر له ‪ .‬ث قرأ هذه الية ‪( :‬‬
‫والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا ال فاستغفروا لذنوبم ‪ ،‬ومن يغفر‬
‫الذنوب إل ال ؟ ‪ . . .‬ول يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من‬
‫ربم وجنات تري من تتها النار خالدين فيها ) ( ‪ ) 2‬رواه أبو داود والنسائي وابن‬
‫ماجه والبيهقي والترمذي وقال ‪ :‬حديث حسن ‪ .‬وروى الطبان ف الكبي بسند حسن‬
‫عن أب الدرداء أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من توضأ فأحسن الوضوء ث قام‬
‫فصلى ركعتي أو أربعا مكتوبة أو غي مكتوبة يسن فيهن الركوع والسجود ث استغفر‬
‫ال غفر له ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي ركعتي ‪ :‬لرواية ابن حبان والبيهقي وابن خزية ‪( .‬‬
‫‪ ) 2‬سورة آل عمران ‪ :‬الية ‪ ) . ( . 136 ، 135‬صلة الكسوف ( ‪ ) 3‬اتفق العلماء‬
‫على أن صلة الكسوف سنة مؤكدة ف حق الرجال والنساء ‪ ،‬وأن الفضل أن تصلى ف‬
‫جاعة وإن كانت الماعة ليست شرطا فيها ‪ ،‬وينادى لا ‪ ( :‬الصلة جامعة ) والمهور‬
‫من العلماء على أنا ركعتان ‪ ،‬ف كل ركعة ركوعان ‪ ،‬فعن عائشة قالت ‪ :‬خسفت‬
‫الشمس ف حياة النب صلى ال عليه وسلم فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم إل‬
‫السجد فقام فكب وصف الناس وراءه ‪ ،‬فاقترأ قراءد طويلة ‪ ،‬ث كب فركع ركوعا طويل‬
‫هو أدن من القراءة ( هامش ) ( ‪ ) 3‬أي ‪ :‬كسوف الشمس والقمر ‪) . ( .‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 213‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 214‬الول ‪ ،‬ث رفع رأسه فقال ‪ :‬سع ال لن حده ‪ ،‬ربنا ولك المد ‪ .‬ث‬
‫قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدن من القراءة الول ‪ ،‬ث كب فركع ركوعا هو أدن من‬
‫الركوع الول ث قال ‪ :‬سع ال لن حده ‪ ،‬ربنا ولك المد ‪ .‬ث سجد ‪ ،‬ث فعل ف‬
‫الركعة الخرى مثل ذلك حت استكمل أربع ركعات ( ‪ ) 1‬وأربع سجدات وانلت‬
‫الشمس قبل أن ينصرف ‪ ،‬ث قام فخطب ( ‪ ) 2‬الناس فأثن على ال با هو أهله ث قال ‪:‬‬
‫( إن الشمس والقمر آيتان من آيات ال عزوجل ل ينخسفان لوت أحد ول لياته فإذا‬
‫رأيتموها فافزعوا إل الصلة ) رواه البخاري ومسلم ‪ .‬ورويا أيضا عن ابن عباس قال ‪:‬‬
‫خسفت الشمس فصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقام قياما طويل نوا من سورة‬

‫‪176‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البقرة ‪ ،‬ث ركع ركوعا طويل ‪ ،‬ث رفع فقام قياما طويل ‪ ،‬وهو دون القيام الول ‪ ،‬ث‬
‫ركع ركوعا طويل ‪ ،‬وهو دون الركوع الول ‪ ،‬ث سجد ‪ ،‬ث قام قياما طويل ‪ ،‬وهو‬
‫دون القيام الول ‪ ،‬ث ركع ركوعا طويل ‪ ،‬وهو دون الركوع الول ‪ .‬ث رفع فقام قياما‬
‫طويل ‪ ،‬وهو دون القيام الول ‪ ،‬ث ركع ركوعا طويل ‪ ،‬وهو دون الركوع الول ‪ ،‬ث‬
‫سجد ‪ ،‬ث انصرف وقد تلت الشمس ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬إن الشمس والقمر آيتان من آيات ال‬
‫يسفان لوت أحد ول لياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا ال ) ‪ .‬قال ابن عبد الب ‪ :‬هذان‬
‫الديثان من أصح ما روي ف هذا الباب ‪ .‬وقال ابن القيم ‪ :‬السنة الصحيحة الصرية‬
‫الحكمة ف صلة الكسوف تكرار الركوع ف كل ركعة ‪ ،‬لديث عائشة وابن عباس‬
‫وجابر وأب بن كعب وعبد ال بن عمرو بن العاص وأب موسى الشعري ‪ .‬كلهم روى‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم تكرار الركوع ف الركعة الواحدة ‪ ،‬والذين رووا تكرار‬
‫الركوع أكثر عددا وأجل وأخص برسول ال صلى ال عليه وسلم من الذين ل يذكروه ‪.‬‬
‫وهذا مذهب مالك والشافعي وأحد ‪ ،‬وذهب أبو حنيفة إل أن صلة الكسوف ركعتان‬
‫على هيئة صلة العيد والمعة ‪ ،‬لديث النعمان بن بشي قال ‪ :‬صلى ( هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫الركعة الول القصود با الركوع ‪ ) 2 ( .‬استدل الشافعي بذا على أن الطبة من‬
‫شروط الصلة ‪ .‬وقال أبو حنيفة ومالك ‪ :‬ل خطبة ف صلة الكسوف ‪ ،‬وإنا خطب‬
‫الرسول ليد على من زعم أن الشمس كسفت بسبب موت إبراهيم ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 215‬بنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الكسوف نو صلتكم ‪ ،‬يركع ويسجد‬
‫ركعتي ركعتي ويسأل ال ‪ ،‬حت تلت الشمس ‪ .‬وف حديث قبصة اللل أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا رأيتم ذلك فصلوها كأحدث صلة صليتموها من‬
‫الكتوبة ) رواه أحد والنسائي ‪ .‬وقراءة الفاتة واجبة ف الركعتي كلتيهما ويتخي الصلي‬
‫بعدها ما شاء من القرآن ‪ .‬ويوز الهر بالقراءة والسرار با ‪ ،‬إل أن البخاري قال ‪ :‬إن‬
‫الهر أصح ‪ .‬ووقتها من حي الكسوف إل التجلي ‪ .‬وصلة خسوف القمر مثل صلة‬
‫كسوف الشمس ‪ .‬قال السن البصري ‪ :‬خسف القمر ‪ ،‬وابن عباس أمي على البصرة ‪،‬‬
‫فخرج فصلى بنا ركعتي ف كل ركعة ركعتي ( ‪ ) 1‬ث ركب وقال ‪ :‬إنا صليت كما‬
‫رأيت النب صلى ال عليه وسلم يصلي ‪ .‬رواه الشافعي ف السند ‪ .‬ويستحب التكبي‬

‫‪177‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( والدعاء والتصدق والستغفار ) لا رواه البخاري ومسلم عن عائشة أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ ( :‬إن الشمس والقمر آيتان من آيات ال ل يسفان لوت أحد ول‬
‫لياته ‪ ،‬فإذا رأيتم ذلك فادعوا ال وكبوا وتصدقوا وصلوا ) ‪ .‬ورويا عن أب موسى قال‬
‫‪ :‬خسفت الشمس فقام النب صلى ال عليه وسلم فصلى وقال ‪ ( :‬إذا رأيتم شيئا من ذلك‬
‫فافزعوا إل ذكر ال ودعائه واستغفاره ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬ركعتي ‪ :‬أي ركوعي ‪. ( .‬‬
‫) صلة الستسقاء الستسقاء ‪ :‬طلب سقي الاء ‪ ،‬ومعناه هنا طلبه من ال تعال عند‬
‫حصول الدب وانقطاع الطر على وجه من الوجه التية ‪ - 1 :‬أن يصلي المام‬
‫بالأمومي ( ‪ ) 2‬ركعتي ف أي وقت غي وقت الكراهة ‪ :‬يهر ف الول بالفاتة و‬
‫( سبح اسم ربك العلى ) ‪ .‬والثانية بالغاشية بعد الفاتة ‪ ،‬ث خطبة بعد الصلة أو قبلها ‪.‬‬
‫فإذا انتهى من الطبة حول الصلون جيعا أرديتهم بأن يعلوا ما على أيانم على شائلهم‬
‫ويعلوا على ما شائلهم على أيانم ويستقبلوا القبلة ‪ ،‬ويدعوا ال عزوجل رافعي أيديهم‬
‫مبالغي ف ( هامش ) ( ‪ ) 2‬من غي أذان ول إقامة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 216‬ذلك ‪ ،‬فعن‬
‫ابن عباس قال ‪ :‬خرج النب صلى ال عليه وسلم متواضعا ‪ ،‬متبدل متخشعا ‪ ،‬مترسل ( ‪1‬‬
‫) متضرعا فصلى ركعتي كما يصلي ف العيد ل يطب خطبتكم هذه ) رواه المسة‬
‫وصححه الترمذي وأبو عوانة وابن حبان ‪ .‬وعن عائشة قالت ‪ :‬شكا الناس إل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قحوط ( ‪ ) 2‬الطر فأمر بنب فوضع له بالصلى ووعد الناس يوما‬
‫يرجون فيه ‪ ،‬فخرج حي بدا حاجب ( ‪ ) 3‬الشمس فقعد على النب فكب وحد ال ث‬
‫قال ‪ ( :‬إنكم شكوت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 216‬‬
‫جدب دياركم وقد أمركم ال أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ) ث قال ‪ ( :‬المد‬
‫ل رب العالي ‪ ،‬الرحن ‪ ،‬مالك يوم الدين ‪ ،‬ل إله إل ال يفعل ما يريد ‪ :‬اللهم ل إله إل‬
‫أنت ‪ ،‬أنت الغن ونن الفقراء ‪ ،‬أنزل علينا الغيث ‪ ،‬واجعل ما أنزلت علينا قوة وبلغا إل‬
‫حي ) ث رفع يديه فلم يزل ( يدعو ) حت رؤي بياض إبطيه ث حول إل الناس ظهره‬
‫وقلب رداءه وهو رافع يديه ‪ ،‬ث أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتي فأنشأ ال تعال‬

‫‪178‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سحابة فرعدت وبرقت ث أمطرت بإذن ال تعال فلم يأت مسجده حت سألت السيول ‪،‬‬
‫فلما رأى سرعتهم إل الكن ( ‪ ) 4‬ضحك حت بدت نواجذه فقال ‪ ( :‬أشهد أن ال على‬
‫كل شئ قدير وأن عبد ال ورسوله ) رواه الاكم وصححه وأبو داود وقال ‪ .‬هذا‬
‫حديث غريب وإسناده جيد ‪ .‬وعن عباد بن تيم عن عمه عبد ال بن زيد الازن ‪ :‬أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم خرج بالناس يستسقي فصلى بم ركعتي جهر بالقراءة فيهما ‪،‬‬
‫الديث أخرجه الماعة ‪ .‬وقال أبو هريرة ‪ ( :‬خرج نب ال صلى ال عليه وسلم يوما‬
‫يستسقي وصلى بنا ركعتي بل أذان ول إقامة ‪ ،‬ث خطبنا ودعا ال وحول وجهه نو‬
‫القبلة رافعا يديه ‪ ،‬ث قلب رداءه فجعل الين على اليسر واليسر على الين ) رواه أحد‬
‫وابن ماجة والبيهقي ‪ - 2 .‬أن يدعو المام ف خطبة المعة ويؤمن الصلون على دعائه لا‬
‫رواه البخاري ومسلم عن شريك عن أنس أن رجل دخل السجد يوم المعة ورسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قائم يطب فقال ‪ :‬يا رسول ال هلكت ( هامش ) ( ‪ ) 1‬متبدل ‪:‬‬
‫لبسا ثياب العمل ‪ .‬مترسل ‪ :‬متأليا ‪ ) 2 ( .‬قحوط الطر ‪ :‬أي احتباسا ‪ ) 3 ( .‬حاجب‬
‫الشمس أي ضوءها ‪ ) 4 ( .‬الكن ‪ :‬البيت ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 217‬الموال ‪ ،‬وانقطعت‬
‫السبل ( ‪ ) 1‬فادع إلينا يغيثنا ‪ .‬فرفع رسول ال صلى ال عليه وسلم يديه ث قال ‪ ( :‬اللهم‬
‫أغثنا ‪ ،‬اللهم أغثنا ‪ ،‬اللهم أغثنا ) قال أنس ‪ :‬ول وال ما نرى ف السماء من سحاب ول‬
‫قزعة ( ‪ . ) 2‬وما بيننا وبي سلع ( ‪ ) 3‬من بيت ول دار ‪ ،‬فطلعت من ورائه سحابة مثل‬
‫الترس ( ‪ ، ) 4‬فلما توسطت السماء انتشرت ث أمطرت ‪ ،‬فل وال ما رأينا الشمس سبتا‬
‫( ‪ ) 5‬ث دخل رجل ( ‪ ) 6‬من ذلك الباب ف المعة القبلة ورسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قائم يطب فاستقبله قائما فقال ‪ :‬يا رسول ال هلكت الموال وانقطعت السبل ‪،‬‬
‫فادع ال يسكها عنا فرفع رسول ال صلى ال عليه وسلم يديه ‪ ،‬ث قال ‪ ( :‬اللهم حوالينا‬
‫ول علينا ‪ ،‬اللهم على الكام ( ‪ ) 7‬والظراب ( ‪ ، ) 8‬وبطون الودية ومنابت الشجر )‬
‫فأقلعت ( ‪ ، ) 9‬وخرجنا نشي ف الشمس ‪ - 3 .‬أن يدعو دعاء مردا ف غي يوم المعة‬
‫وبدون صلة ف السجد أو خارجه ‪ ،‬لا رواه ابن ماجة وأبو عوانة أن ابن عباس قال ‪:‬‬
‫( جاء أعراب إل النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول ال لقد جئتك من عند قوم‬
‫ل يتزود لم راع ول يطر لم فحل ( ‪ ) 10‬فصعد النب صلى ال عليه وسلم النب فحمد‬

‫‪179‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال ‪ .‬ث قال ‪ ( :‬اللهم اسقنا غيثا مغيثا ( ‪ ) 11‬مريئا مريعا طبقا غدقا عاجل غي رائث )‬
‫ث نزل فما يأتيه أحد من وجه من الوجوه إل قالوا قد أحيينا ) رواه ابن ماجه وأبو عوانة‬
‫ورجاله ثقات ‪ ،‬وسكت عليه الافظ ف التلخيص ‪ .‬وعن شرحبيل بن السمط أنه قال‬
‫لكعب بن مرة ‪ :‬يا كعب ‪ ،‬حدثنا عن ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي ل يدون ما يملونه إل‬
‫السوق ‪ ) 2 ( .‬السحاب التفرق ‪ ) 3 ( .‬سلع ‪ :‬جبل ‪ ) 4 ( .‬أي ف استدارتا ‪) 5 ( .‬‬
‫أسبوعا ‪ ) 6 ( .‬السائل الذي طلب الدعاء أو ل ‪ ،‬دخل بعد أسبوع يطلب من الرسول‬
‫أن يدعو ال أن يسك الطر لكثرته ‪ ) 7 ( .‬الكام ‪ :‬جع أكمة ‪ ،‬وهي ما ارتفع من‬
‫الرض ‪ ) 8 ( .‬الظراب ‪ :‬الرواب ‪ ) 9 ( .‬أقلعت ‪ :‬أمسكت عن الطر ‪ ) 10 ( .‬ل يد‬
‫الراعي زادا بسبب الدب ‪ .‬ول يرك الفحل ذنبه هزال ‪ ) 11 ( .‬غيثا مغيثا ‪ :‬مطرا‬
‫منقذا ‪ .‬مريئا ‪ :‬ممود العاقبة ‪ .‬مريعا ‪ :‬مصبا ‪ .‬طبقا ‪ :‬مطرا عاما ‪ .‬غدقا ‪ :‬كثيا ‪ .‬رائث‬
‫‪ :‬مبطئ ‪ .‬أحيينا ‪ :‬أمطرنا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 218‬رسول ال ‪ .‬قال ‪ ( :‬سعت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ -‬وجاءه رجل فقال ‪ :‬استسق ال لضر ‪ -‬فقال ‪ ( :‬إنك‬
‫لرئ ‪ . .‬الضر ؟ ) قال يا رسول ال استنصرت ال عزوجل فنصرك ‪ ،‬ودعوت ال‬
‫عزوجل فأجابك ‪ .‬فرفع رسول ال صلى ال عليه وسلم يديه يقول ‪ ( :‬اللهم اسقنا غيثا‬
‫مغيثا ‪ ،‬مريعا مريئا ‪ ،‬طبقا غدقا ‪ ،‬عاجل غي رائث ‪ ،‬نافعا غي ضار ‪ ) ،‬فأجيبوا فما لبثوا‬
‫أن أتوه فشكوا إليه كثرة الطر فقالوا ‪ :‬قد تدمت البيوت ‪ ،‬فرفع يديه وقال ‪ ( :‬اللهم‬
‫حوالينا ول علينا ) فجعل السحاب يتقطع يينا وشال ‪ .‬رواه أحد وابن ماجة والبيهقي‬
‫وابن شيبة والاكم ‪ .‬وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح إسناده على شرط الشيخي ‪ .‬وعن‬
‫الشعب قال ‪ :‬خرج عمر يستسقي فلم يزد على الستغفار فقالوا ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 218‬‬
‫ما رأيناك استسقيت ‪ ،‬فقال ‪ :‬لقد طلبت الغيث بجاديح ( ‪ ) 1‬السماء الذي يستنل‬
‫مدارا ) ‪ ( .‬واستغفروا ربكم ث توبوا إليه ) الية ‪ .‬رواه سعيد ف سننه وعبد الرزاق‬
‫والبيهقي وابن أب شيبة ‪ .‬وهذه بعض الدعية الواردة ‪ - 1 .‬قال الشافعي ‪ :‬وروي عن‬
‫سال بن عبد ال عن أبيه يرفعه إل النب صلى ال عليه وسلم أنه كان إذا استسقى قال ‪( :‬‬

‫‪180‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا غدقا ملل عاما ‪ ،‬طبقا سحا ‪ ،‬ائما ‪ ،‬اللهم اسقنا الغيث ‪ ،‬ول‬
‫تعلنا من القانطي ‪ :‬اللهم إن بالعباد والبلد ‪ ،‬والبهائم ‪ ،‬واللق من اللواء والهد‬
‫والضنك ما ل نشكوه إل إليك ‪ .‬اللهم أنبت لنا الزرع ‪ .‬وأدر لنا الضرع ‪ ،‬واسقنا من‬
‫بركات السماء وأنبت لنا من بركات الرض ‪ :‬اللهم ارفع عنا الهد ‪ ،‬والوع والعري ‪،‬‬
‫واكشف عنا من البلء ما ل يكشفه غيك ‪ :‬اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا ‪ ،‬فأرسل‬
‫السماء علينا مدرارا ) قال الشافعي ‪ .‬وأحب أن يدعو المام بذا ‪ - 2 .‬وعن سعد أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم دعا ف الستسقاء ( اللهم ( هامش ) ( ‪ ) 1‬ماديح السماء ‪:‬‬
‫أنواؤها ‪ .‬والراد بالنواء ‪ :‬النجوم الت يصل عندها الطر عادة ‪ ،‬فشبه الستغفار با ‪. ( .‬‬
‫) ‪ /‬صفحة ‪ / 219‬جللنا ( ‪ ) 1‬سحابا كثيفا ‪ ،‬قصيفا دلوقا ‪ ،‬ضحوكا تطرنا منه‬
‫رذاذا ‪ ،‬قطقطا ‪ ،‬سجل ‪ ،‬يا ذا اللل والكرام ) رواه أبو عوانة ف صحيحه ‪ - 3 .‬وعن‬
‫عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا استسقى‬
‫قال ‪ ( :‬اللهم اسق عبادك وبائمك ‪ ،‬وانشر رحتك ‪ ،‬واحي بلدك اليت ) رواه أبو داود‬
‫‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬جللنا ‪ :‬عمنا ‪ :‬كثيفا ‪ :‬متراكما ‪ .‬قصيفا ‪ :‬قويا ‪ .‬دلوقا ‪ :‬مندفعا ‪.‬‬
‫ضحوكا ‪ :‬ذا برق ‪ .‬رذاذا ‪ :‬مطر خفيفا ‪ .‬قطقطا ‪ :‬أقل من الرذاذ ‪ ) 2 ( .‬فيه ويستحب‬
‫عند الدعاء ف الستسقاء رفع ظهور الكف ‪ .‬فعند مسلم عن أنس أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه ال السماء ( ‪ . ) 2‬ويستحب عند رؤية الطر أن يقول‬
‫‪ :‬اللهم صيبا نافعا ( ‪ . ) 3‬ويكشف بعض بدنه ليصيبه ‪ ،‬ويقول إذا زادت الياه وخيف‬
‫من كثرة الطر اللهم سقيا رحة ‪ ،‬ول سقيا عذاب ول بلء ول هدم ول غرق ‪ .‬اللهم‬
‫على الظراب ومنابت الشجر اللهم حوالينا ول علينا ) فكل ذلك صحيح ثابت عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 2‬فيه دليل على أنه إذا أريد بالدعاء رفع البلء فإنه‬
‫يرفع يديه ويعل ظهر كفيه إل السماء ‪ :‬وإذا دعا بسؤال شئ وتصيله جعل بطن كفيه‬
‫إل السماء ‪ ) 3 ( .‬صيبا ‪ :‬مطرا ‪ ) . ( .‬سجود التلوة من قرأ آية سجدة أو سعها‬
‫يستحب له أن يكب ويسجد سجدة ث يكب للرفع من السجود ‪ ،‬وهذا يسمى سجود‬
‫التلوة ول تشهد فيه ‪ ،‬ول تسليم ‪ .‬فعن نافع عن ابن عمر قال ‪ ( :‬كان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقرا علينا القرآن فإذا مر بالسجدة كب وسجد وسجدنا ) رواه أبو داود‬

‫‪181‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والبيهقي والاكم وقال صحيح على شرط الشيخي ‪ .‬وقال أبو داود ‪ :‬قال عبد الرزاق ‪:‬‬
‫وكان الثوري يعجبه هذا الديث وقال أبو داود ‪ :‬يعجبه لنه كب ‪ .‬وقال عبد ال ابن‬
‫مسعود ‪ :‬إذا قرأت سجدة فكب واسجد ‪ ،‬وإذا رفعت رأسك فكب ‪ ) 1 ( .‬فضله ‪ :‬عن‬
‫أب هريرة قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا قرأ ابن ‪ /‬صفحة ‪ / 220‬آدم‬
‫السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول ‪ :‬يا ويله أمر ( ‪ ) 1‬بالسجود فسجد فله النة‬
‫‪ ،‬وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار ) رواه أحد ومسلم وابن ماجه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫الويل ‪ :‬اللك ‪ ،‬يقصد نفسه ‪ :‬أي يا حزن الشيطان ويا هلكه ‪ ) 2 ( ) . ( .‬حكمه ‪:‬‬
‫ذهب جهور العلماء إل أن سجود التلوة سنة للقارئ والستمع لا رواه البخاري عن‬
‫عمر أنه قرأ على النب يوم المعة سورة النحل حت جاء السجدة فنل وسجد الناس حت‬
‫إذا كانت المعة القابلة قرأ با حت إذا جاء السجدة قال ‪ :‬يا أيها الناس إنا ل نؤمر‬
‫بالسجود فمن سجد فقد أصاب ومن ل يسجد فل إث عليه ‪ .‬وف لفظ إن ال ل يفرض‬
‫علينا السجود ال أن نشاء ‪ .‬وروى الماعة إل ابن ماجه عن زيد بن ثابت قال ‪ :‬قرأت‬
‫على النب صلى ال عليه وسلم ( والنجم ) فلم يسجدها فيها ‪ .‬رواه الدار قطن وقال ‪:‬‬
‫فلم يسجد منا أحد ‪ .‬ورجح الافظ ف الفتح أن الترك كان لبيان الواز ‪ ،‬وبه جزم‬
‫الشافعي ‪ .‬ويؤيده ما رواه البزار والدار قطن عن أب هريرة أنه قال ‪ :‬إن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم سجد ف سورة ( النجم ) وسجدنا معه ‪ .‬قال الافظ ف الفتح ‪ :‬ورجاله‬
‫ثقات ‪ .‬وعن ابن مسعود أن النب صلى ال عليه وسلم قرأ ( والنجم ) فسجد فيها وسجد‬
‫من كان معه ‪ ،‬غي أن شيخا من قريش أخذ كفا من حصى أو تراب فرفعه إل جبهته ‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬يكفين هذا ‪ .‬قال عبد ال ‪ :‬فلقد رأيته بعد قتل كافرا ‪ ،‬رواه البخاري ومسلم ‪( .‬‬
‫‪ ) 3‬مواضع السجود ‪ :‬مواضع السجود ف القرآن خسة عشر موضعا ‪ .‬فعن عمرو بن‬
‫العاص‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 220‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أقرأه خسة عشر سجدة ف القرآن ‪ ،‬منهما ثلث ف‬
‫الفصل وف الج سجدتان ‪ .‬رواه أبو داود وابن ماجه والاكم والدار قطن وحسنه‬

‫‪182‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النذري والنووي ‪ ،‬وهي ‪ - 1 :‬إن الذين عند ربك ل يستكبون عن عبادته ويسبحونه‬
‫وله يسجدون ‪ - 206 ( .‬العراف ) ‪ /‬صفحة ‪ ( - 2 / 221‬ول يسجد من ف‬
‫السموات والرض طوعا وكرها وظللم بالغدو والصال ) ‪ - 15 ( .‬الرعد ‪- 3 .‬‬
‫( ول يسجد ما ف السموات وما ف الرض من دابة واللئكة وهم ل يستكبون ) (‬
‫‪ - 49‬النحل ) ‪ ( - 4‬قل آمنوا به أو ل تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى‬
‫عليهم يرون للذقان سجدا ( ‪ - 107‬السراء ) ‪ - 5‬إذا تتلى عليهم آيات الرحن‬
‫خروا سجدا وبكيا ) ( ‪ - 58‬مري ) ‪ ( - 6‬أل تر أن ال يسجد له من ف السموات‬
‫ومن ف الرض والشمس والقمر والنجوم والبال والشجر والدواب وكثي حق عليه‬
‫العذاب ‪ ،‬ومن يهن ال فماله من مكرم ‪ ،‬إن ال يفعل ما يشاء ) ‪ - 18 ( .‬الج ) ‪- 7‬‬
‫( يأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الي لعلكم تفلحون ) ( ‪77‬‬
‫‪ -‬الج ) ‪ ( - 8‬وإذا قيل لم اسجدوا للرحن قالوا وما الرحن أنسجد لا تأمرنا ‪،‬‬
‫وزادهم نفورا ) ‪ - 60 ( .‬الفرقان ) ‪ ( - 9‬أل يسجدوا ل الذي يرج الب ء ف‬
‫السموات والرض ويعلم ما تفون وما تعلنون ) ‪ - 25 ( .‬النمل ) ‪ ( - 10‬إنا يؤمن‬
‫بآياتنا الذين إذا ذكروا به خروا سجدا وسبحوا بمد ربم وهم ل يستكبون ) ( ‪- 15‬‬
‫السجدة ) ‪ ( - 11‬وظن داود أنا فتناه ‪ ،‬فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب ) ( ‪24 ( ) 1‬‬
‫‪ -‬ص ) ( هامش ) ( ‪ ) 1‬عن أب سعيد قال ‪ ( :‬قرأ رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو‬
‫على النب ( س ) فلما بلغ السجدة نزل وسجد وسجد الناس معه فلما كان يوم آخر‬
‫قرأها ‪ ،‬فلما بلغ السجدة تشزن ( تيأ ) الناس للسجود ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ( :‬إنا هي توبة نب ‪ ،‬ولكن رأيتكم تشزنتم للسجود ) فنل وسجد وسجدوا ‪.‬‬
‫رواه أبو داود ‪ .‬رجاله رجال الصحيح ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ - 12 / 222‬ومن آياته الليل‬
‫والنهار والشمس والقمر ل تسجدوا للشمس ول للقمر واسجدوا ل الذي خلقهن إن‬
‫كنتم إياه تعبدون ) ‪ - 37 ( .‬فصلت ) ‪ ( - 13‬فاسجدوا ل واعبدوا ) ( ‪ - 62‬النجم‬
‫) ‪ ( - 14‬وإذا قرئ عليهم القرآن ل يسجدون ) ( ‪ - 21‬النشقاق ) ‪ ( - 15‬واسجد‬
‫واقترب ) ( ‪ - 19‬العلق ) ‪ ) 4 ( .‬ما يشترط له ‪ :‬اشترط جهور الفقهاء لسجود التلوة‬
‫ما اشترطوه للصلة ‪ ،‬من طهارة واستقبال قبلة وستر عورة ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬ليس ف‬

‫‪183‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أحاديث سجود التلوة ما يدل على اعتبار أن يكون الساجد متوضئا ‪ ،‬وقد كان يسجد‬
‫معه صلى ال عليه وسلم من حضر تلوته ول ينقل أنه أمر أحدا منهم بالوضوء ‪ ،‬ويبعد‬
‫أن يكونوا جيعا متوضئي ‪ ،‬وأيضا قد كان يسجد معه الشركون ‪ ،‬وهم أناس ل يصح‬
‫وضوءهم ‪ .‬وقد روى البخاري عن ابن عمر أنه كان يسجد على غي وضوء ‪ ،‬وكذلك‬
‫روى عنه ابن أب شيبة ‪ ،‬وأما ما رواه البيهقي عنه بإسناد ‪ -‬قال ف الفتح ‪ :‬إنه صحيح ‪-‬‬
‫أنه قال ‪ ( :‬ل يسجد الرجل إل وهو طاهر ) فيجمع بينهما با قاله الافظ من حله على‬
‫الطهارة الكبى ‪ .‬أو على حالة الختيار ‪ ،‬والول على الصرورة ‪ ،‬وهكذا ليس ف‬
‫الحاديث ما يدل على اعتبار طهارة الثياب والكان ‪ ،‬وأما ستر العورة والستقبال مع‬
‫المكان فقيل ‪ :‬إنه معتب اتفاقا ‪ .‬قال ف الفتح ‪ :‬ل يوافق ابن عمر أحد على جواز‬
‫السجود بل وضوء إل الشعب ‪ .‬أخرجه ابن أب شيبة عنه بسند صحيح ‪ .‬وأخرج أيضا‬
‫على أب عبد الرحن السلمي أنه كان يقرأ السجدة ث يسجد وهو على غي وضوء إل غي‬
‫القبلة وهو يشي ويومئ إياء ‪ .‬ومن الوافقي لبن عمر من أهل البيت ‪ /‬صفحة ‪/ 223‬‬
‫( ‪ ) 5‬الدعاء فيه ‪ :‬من سجد سجود التلوة دعا ما شاء ‪ ،‬ول يصح عن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ف ذلك إل حديث عائشة قالت ‪ ( :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول ف سجود القرآن ‪ ( :‬سجد وجهي للذي خلقه وشق سعه وبصره بوله وقوته‬
‫فتبارك ال أحسن ( ‪ ) 1‬الالقي ) رواه المسة إل ابن ماجة ‪ .‬ورواه الاكم وصححه‬
‫الترمذي وابن السكن ‪ ،‬وقال ف آخره ( ثلثا ) على أنه ينبغي أن يقول ف سجوده ‪:‬‬
‫سبحان رب العلى ‪ ،‬إذا سجد سجود التلوة ف الصلة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬هذه الزيادة‬
‫من رواية الاكم ‪ ) 6 ( ) . ( .‬السجود ف الصلة ‪ :‬يوز للمام والنفرد ( ‪ ) 2‬أن يقرأ‬
‫آية السجدة ف الصلة الهرية والسرية ويسجد مت قرأها ‪ .‬روى البخاري ومسلم عن‬
‫أب رافع قال ‪ :‬صليت مع أب هريرة صلة العتمة أو قال صلة العشاء فقرأ ‪ ( :‬إذا السماء‬
‫انشقت ) فسجد فيها فقلت يا أبا هريرة ما هذه السجدة ؟ فقال سجدت فيها خلف أب‬
‫القاسم صلى ال عليه وسلم فل أزال أسجدها حت ألقاه ‪ .‬وروى الاكم وصححه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 223‬‬

‫‪184‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على شرط الشيخي عن ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم سجد ف الركعة الول من‬
‫صلة الظهر فرأى أصحابه أنه قرأ ( ال تنيل ) السجدة ‪ .‬قال النووي ‪ :‬ل يكره قراءة‬
‫السجدة عندنا للمام كما ل يكره للمنفرد ‪ ،‬سواء كانت الصلة سرية أو جهرية ‪،‬‬
‫ويسجد مت قرأها ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬يكره مطلقا ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬يكره ف السرية دون‬
‫الهرية ‪ .‬قال صاحب البحر ‪ :‬وعلى مذهبنا يستحب تأخي السجود حت يسلم لئل‬
‫يهوش على الأمومي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 2‬وعلى الؤت أن يتابع إمامه ف السجود إذا سجد‬
‫وإن ل يسمع إمامه يقرأ آية السجدة فإذا قرأها المام ول يسجد ل يسجد الؤت ‪ ،‬بل‬
‫عليه متابعة إمامه ‪ ،‬وكذا لو قرأها الؤت أو سعها من قارئ ليس معه ف الصلة فإنه ل‬
‫يسجد ف الصلة ‪ ،‬بل يسجد بعد الفراغ منها ‪ ) 7 ( ) . ( .‬تداخل السجدات ‪ :‬تتداخل‬
‫السجدات ويسجد سجدة واحدة إذا قرأ القارئ آية السجدة ‪ /‬صفحة ‪ / 224‬وكررها‬
‫أو سعها أكثر من مرة ف السجد الواحد بشرط أن يؤخر السجود عن التلوة الخية ‪،‬‬
‫فإن سجد عقب التلوة الول فقيل ‪ :‬تكفيه ( ‪ ) 1‬وقيل ‪ :‬يسجد مرة أخرى لتجدد‬
‫السبب ( ‪ ( . ) 2‬هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا مذهب النفية ‪ ) 2 ( .‬عند أحد ومالك‬
‫والشافعي ‪ ) 8 ( ) . ( .‬قضاؤه ‪ :‬يرى المهور أنه يستحب السجود عقب قراءة آية‬
‫السجدة أو ساعها ‪ .‬فإن أخر السجود ل يسقط ما ل يطل الفصل ‪ .‬فإن طال فإنه يفوت‬
‫ول يقضى ‪ .‬سجدة الشكر ذهب جهور العلماء إل استحباب سجدة الشكر لن تددت‬
‫له نعمة تسره أو صرفت عنه نقمة ‪ .‬فعن أب بكرة أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا‬
‫أتاه أمر يسره أو بشر به خر ساجدا شكرا ل تعال ‪ ،‬رواه أبو داود وابن ماجة والترمذي‬
‫وحسنه ‪ .‬وروى البيهقي بإسناد على شرط البخاري أن عليا رضي ال عنه لا كتب إل‬
‫النب صلى ال عليه وسلم بإسلم هذان خر ساجدا ث رفع رأسه فقال ‪ ( :‬السلم على‬
‫هذان ‪ ،‬السلم على هذان ) ‪ .‬وعن عبد الرحن ابن عوف أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم خرج فاتبعته حت دخل نل فسجد فأطال السجود حت خفت أن يكون ال قد‬
‫توفاه ‪ ،‬فجئت أنظر فرفع رأسه فقال ‪ ( :‬ما لك يا عبد الرحن ؟ ) فذكرت ذلك له فقال‬
‫‪ ( :‬إن جبيل عليه السلم قال ل ‪ :‬أل أبشرك ؟ إن ال عزوجل يقول لك ‪ :‬من صلى‬
‫عليك صليت عليه ‪ ،‬ومن سلم عليك سلمت عليه ‪ ،‬فسجدت ل عز وجل شكرا ) ‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رواه أحد ‪ ،‬ورواه أيضا الاكم وقال ‪ :‬صحيح على شرط الشيخي ول أعلم ف سجدة‬
‫الشكر أصح من هذا ‪ ،‬وروى البخاري أن كعب ابن مالك سجد لا جاءته البشرى بتوبة‬
‫ال عليه ‪ .‬وذكر أحد أن عليا سجد حي وجد ذا الثدية ( ‪ ) 3‬ف قتلى الوارج ‪ .‬وذكر‬
‫سعيد بن منصور أن أبا بكر سجد حي جاءه قتل مسيلمة ‪ .‬وسجود الشكر يفتقر إل‬
‫سجود الصلة ‪ ،‬وقيل ل يشترط له ذلك لنه ( هامش ) ( ‪ ) 3‬رجل من الوارج ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 225‬ليس بصلة ‪ .‬قال ف فتح العلم ‪ :‬وهو القرب ‪ .‬وقال الشوكان‬
‫‪ :‬وليس ف أحاديث الباب ما يدل على اشتراط الوضوء وطهارة الثياب والكان لسجود‬
‫الشكر ‪ .‬وإل ذلك ذهب المام يي وأبو طالب وليس فيه ما يدل على التكبي ف سجود‬
‫الشكر ‪ .‬وف البحر أنه يكب ‪ .‬قال المام يي ‪ :‬ول يسجد للشكر ف الصلة قول واحدا‬
‫إذ ليس من توابعها ‪ .‬سجود السهو ثبت أن النب صلى ال عليه وسلم كان يسهو ف‬
‫الصلة ‪ ،‬وصح عنه أنه قال ‪ ( :‬إنا أنا بشر أنسى كما تنسون ‪ ،‬فإذا نسيت فذكرون ) ‪.‬‬
‫وقد شرع لمته ف ذلك أحكاما نلخصها فيما يلي ‪ ) 1 ( :‬كيفيته ‪ :‬سجود السهو‬
‫سجدتان يسجدها الصلي قبل التسليم أو بعده ‪ ،‬وقد صح الكل عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬ففي الصحيح عن أب سعيد الدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫‪ ( :‬إذا شك أحدكم ف صلته فلم يدركم صلى ‪ ،‬ثلثا أم أربعا ‪ ،‬فليطرح الشك وليب‬
‫على ما استيقن ث يسجد سجدتي قبل أن يسلم ) ‪ .‬وف الصحيحي ف قصة ذي اليدين‬
‫أنه صلى ال عليه وسلم سجد بعد ما سلم ‪ .‬والفضل متابعة الوارد ف ذلك فيسجد قبل‬
‫التسليم فيما جاء فيه السجود قبله ‪ ،‬ويسجد بعد التسليم فيما ورد فيه السجود بعده ‪،‬‬
‫ويي فيما عدا ذلك ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬وأحسن ما يقال ف هذا القام أنه يعمل على ما‬
‫تقتضيه أقواله وأفعاله صلى ال عليه وسلم من السجود قبل السلم وبعده ‪ ،‬فما كان من‬
‫أسباب السجود مقيدا بقبل السلم سجد له قبله ‪ ،‬وما كان مقيدا ببعد السلم سجد له‬
‫بعده ‪ ،‬وما ل يرد تقييده بأحدها كان ميا بي السجود قبل السلم وبعده من غي فرق‬
‫بي الزيادة والنقص ‪ ،‬لا أخرجه مسلم ف صحيحه عن ‪ /‬صفحة ‪ / 226‬ابن مسعود أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا زاد الرجل أو نقص فليسجد سجدتي ) ‪) 2 ( .‬‬

‫‪186‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الحوال الت يشرع فيها ‪ :‬يشرع سجود السهو ف الحوال التية ‪ - 1 :‬إذا سلم قبل‬
‫إتام الصلة لديث ابن سيين عن أب هريرة قال ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 226‬‬
‫صلى بنا رسول ال صلى ال عليه وسلم إحدى صلت العشي ( ‪ ) 1‬فصلى ركعتي ث‬
‫سلم فقام إل خشبة معروضة ف السجد فاتكأ عليها كأنه غضبان ‪ ،‬ووضع يده اليمن‬
‫على اليسرى وشبك بي أصابعه ‪ ،‬ووضع خده على ظهر كفه اليسرى ‪ ،‬وخرجت‬
‫السرعان ( ‪ ) 2‬من أبواب السجد فقالوا قصرت الصلة ؟ وف القوم أبو بكر وعمر فهابا‬
‫أن يكلماه ‪ ،‬وف القوم رجل يقال له ‪ :‬ذو اليدين ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول ال أنسيت أم‬
‫قصرت الصلة ؟ فقال ‪ ( :‬ل أنس ول تقصر ) فقال ‪ ( :‬أكما يقول ذو اليدين ؟ ) فقالوا‬
‫‪ :‬نعم ‪ . .‬فقدم فصلى ما ترك ( ‪ ) 3‬ث سلم ‪ ،‬ث كب وسجد مثل سجوده أو أطول ث‬
‫رفع رأسه وكب ‪ ،‬ث كب وسجد مثل سجوده أو أطول ث رفع رأسه ) الديث رواه‬
‫البخاري ومسلم ‪ .‬وعن عطاء أن ابن الزبي صلى الغرب فسلم ف ركعتي فنهض ليستلم‬
‫الجر فسبح القوم فقال ما شأنكم ؟ ‪ .‬قال فصلى ما بقي وسجد سجدتي ‪ .‬قال ‪ :‬فذكر‬
‫ذلك لبن عباس فقال ما أماط ( ‪ ) 4‬عن سنة نبيه صلى ال عليه وسلم رواه أحد والبزار‬
‫والطبان ‪ - 2 .‬عند الزيادة على الصلة ‪ ،‬لا رواه الماعة عن ابن مسعود أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم صلى خسا فقيل له ‪ .‬أزيد ف الصلة ؟ فقال ‪ ( :‬وما ذلك ؟ ) فقالوا ‪:‬‬
‫صليت خسا ‪ ،‬فسجد سجدتي بعد ما سلم ‪ .‬وف هذا الديث دليل على صحة صلة‬
‫من زاد ركعة وهو ساه ‪ -‬ول يلس ف الرابعة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الظهر أو العصر ‪2 ( .‬‬
‫) جع سريع ‪ ،‬وهم أول الناس خروجا ‪ ) 3 ( .‬ف هذا دليل على جواز البناء على الصلة‬
‫الت خرج منها الصلي قبل تامها ناسيا من غي فرق بي من سلم من ركعتي أو أكثر أو‬
‫أقل ‪ ) 4 ( .‬أي ما أبعد ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ - 3 / 227‬عند نسيان التشهد الول أو‬
‫نسيان سنة من سنن الصلة ‪ ،‬لا رواه الماعة عن ابن بينة أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫صلى فقام ف الركعتي فسبحوا به فمضى ‪ ،‬فلما فرغ من صلته سجد سجدتي ث سلم (‬
‫‪ . ) 1‬وف الديث أن من سها عن القعود الول وتذكر قبل أن يستتم قائما عاد إليه ‪،‬‬

‫‪187‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فإن أت قيامه ل يعود ‪ .‬ويؤيد ذلك ما رواه أحد وأبو داود وابن ماجه عن الغية بن شعبة‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا قام أحدكم من الركعتي فلم يستتم قائما‬
‫فليجلس ‪ ،‬وإن استتم قائما فل يلس وسجد سجدت السهو ) ‪ - 4 .‬السجود عند‬
‫الشك ف الصلة ‪ ،‬فعن عبد الرحن بن عوف قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول ‪ ( :‬إذا شك أحدكم ف صلته فلم يدر أواحدة صلى أم ثنتي فليجعلها‬
‫واحدة ‪ ،‬وإذا ل يدر ثنتي صلى أم ثلثا فليجعلها ثنتي وإذا ل يدر ثلثا صلى أم أربعا‬
‫فليجعلها ثلثا ‪ ،‬ث يسجد إذا فرغ من صلته وهو جالس قبل أن يسلم سجدتي ) رواه‬
‫أحد وابن ماجة والترمذي وصححه ‪ .‬وف رواية سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول ‪ ( :‬من صلى صلة يشك ف النقصان فليصل حت يشك ف الزيادة ) وعن أب سعيد‬
‫الدري قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا شك أحدكم ف صلته فلم‬
‫يدر كم صلى ثلثا أم أربعا فليطرح الشك وليب على ما استيقن ث يسجد سجدتي قبل‬
‫أن يسلم ‪ ،‬فإن كان صلى خسا شفعن له صلته ‪ ،‬وإن كان صلى إتاما لربع كانتا‬
‫ترغيما للشيطان ) رواه أحد ومسلم ‪ .‬وف هذين الديثي دليل لا ذهب إليه المهور من‬
‫أنه إذا شك الصلي ف عدد الركعات بن على القل التيقن له ث يسجد للسهو ‪ ( .‬هامش‬
‫) ( ‪ ) 1‬ف الديث ‪ :‬أن الؤت يسجد مع إمامه لسهو المام ‪ ،‬وعند النفية والشافعية ‪:‬‬
‫أن الؤت يسجد لسهو المام ول يسجد لسهو نفسه ‪ ) . ( .‬صلة الماعة صلة الماعة‬
‫سنة مؤكدة ( ‪ ) 2‬ورد ف فضلها أحاديث كثية نذكر بعضها فيما يلي ‪ ( :‬هامش ) ( ‪2‬‬
‫) هذا ف الفرض ‪ ،‬وأما الماعة ف النفل فهي مباحة سواء قل المع أم كثر ‪ .‬فقد ثبت‬
‫أن النب صلى ركعتي تطوعا وصلى معه أنس عن يينه كما صلت أم سليم وأم حرام‬
‫خلفه ‪ ،‬وتكرر هذا ووقع أكثر من مرة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ - 1 / 228‬عن ابن عمر‬
‫رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬صلة الماعة أفضل من‬
‫صلة الفذ بسبع وعشرين درجة ) متفق عليه ‪ - 2 .‬وعن أب هريرة رضي ال عنه قال ‪،‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬صلة الرجل ف جاعة تضعف على صلته ف بيته‬
‫وسوقه خسا وعشرين ضعفا ‪ ،‬وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ث خرج إل السجد‬
‫ل يرجه إل الصلة ل يط خطوة إل رفعت لا درجة وحط عنه با خطيئة ‪ ،‬فإذا صلى‬

‫‪188‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل تزل اللئكة تصلي عليه ما دام ف مصله ما ل يدث ‪ :‬اللهم صل عليه اللهم ارحه ‪.‬‬
‫ول يزال ف صلة ما انتظر الصلة ) متفق عليه وهذا لفظ البخاري ‪ - 3 .‬وعنه قال ‪:‬‬
‫أتى النب صلى ال عليه وسلم رجل أعمى فقال ‪ :‬يا رسول ال ليس ل قائد يقودن إل‬
‫السجد ‪ ،‬فسأل رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يرخص له فيصلي ف بيته ‪ ،‬فرخص له‬
‫‪ ،‬فلما ول دعاه فقال له ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 228‬‬
‫( هل تسمع النداء ف الصلة ؟ ) قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ ( :‬فأجب ) رواه مسلم ‪ - 4 .‬وعنه‬
‫رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬والذي نفسي بيده لقد همت‬
‫أن آمر بطب فيحتطب ‪ ،‬ث آمر رجل فيؤم الناس ث أخالفه إل رجال فأحرق عليهم‬
‫بيوتم ) متفق عليه ‪ - 5 .‬وعن ابن مسعود رضي ال عنه قال ‪ ( :‬من سره أن يلقى ال‬
‫تعال غدا مسلما فليحافظ على هؤلء الصلوات حيث ينادى بن فإن ال شرع لنبيكم‬
‫صلى ال عليه وسلم سنن الدى ‪ ،‬وإنن من سنن الدى ‪ ،‬ولو أنكم صليتم ف بيوتكم‬
‫كما يصلي هذا التخلف ف بيته لتركتم سنة نبيكم ‪ ،‬ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ‪،‬‬
‫ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إل منافق معلوم النفاق ‪ ،‬ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى‬
‫بي الرجلي حت يقام ف الصف ) ‪ .‬رواه مسلم ‪ .‬وف رواية له قال ‪ :‬إن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم علمنا سنن الدى ‪ :‬الصلة ف السجد الذي يؤذن فيه ‪ / .‬صفحة ‪/ 229‬‬
‫‪ - 6‬وعن أب الدرداء رضي ال عنه قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫( ما من ثلثة ف قرية ول بدو ل تقام فيهم الصلة إل قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم‬
‫بالماعة فإنا يأكل الذئب من الغنم القاصية رواه أبو داود بإسناد حسن ‪ ) 1 ( .‬حضور‬
‫النساء الماعة ف الساجد وفضل صلتن ف بيوتن ‪ :‬يوز للنساء الروج إل الساجد‬
‫وشهود الماعة بشرط أن يتجنب ما يثي الشهوة ويدعو إل الفتنة من الزينة والطيب ‪،‬‬
‫فعن ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل تنعوا النساء أن يرجن إل الساجد‬
‫‪ ،‬وبيوتن خي لن ) ‪ .‬وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل تنعوا إماء‬
‫ال ( ‪ ) 1‬مساجد ال ‪ ،‬وليخرجن تفلت ( ‪ ) ) 2‬رواها أحد وأبو داود ‪ .‬وعنه قال‬

‫‪189‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أيا امرأة أصابت بورا فل تشهد معنا العشاء الخرة‬
‫‪ ) .‬رواه مسلم وأبو داود والنسائي بإسناد حسن ‪ .‬والفضل لن الصلة ف بيوتن ‪ ،‬لا‬
‫رواه أحد والطبان عن أم حيد الساعدية أنا جاءت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقالت ‪ :‬يا رسول ال إن أحب الصلة معك ‪ .‬فقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬قد‬
‫علمت ‪ ،‬وصلتك ف حجرتك خي لك من صلتك ف مسجد قومك ‪ ،‬وصلتك ف‬
‫مسجد قومك خي لك من صلتك ف مسجد الماعة ‪ ( ) .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬إماء ال ‪:‬‬
‫جع أمة ‪ ) 2 ( .‬تفلت ‪ :‬أي غي متطيبات ‪ ) 2 ( ) . ( .‬استحباب الصلة ف السجد‬
‫البعد والكثي المع ‪ :‬يستحب الصلة ف السجد البعد الذي يتمع فيه العدد الكثي ‪،‬‬
‫لا رواه مسلم عن أب موسى قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن أعظم‬
‫الناس ف الصلة أجرا أبعدهم إليها مشى ) ‪ .‬ولا رواه عن جابر قال ‪ :‬خلت البقاع حول‬
‫السجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إل قرب السجد فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال ‪ ( :‬إنه بلغن أنكم تريدون أن تنتقلوا ‪ /‬صفحة ‪ / 230‬قرب السجد ) ؟ !‬
‫قالوا ‪ :‬نعم يا رسول ال قد أردنا ذلك ‪ .‬فقال ‪ ( :‬يا بن سلمة دياركم تكتب آثاركم ) ‪.‬‬
‫ولا رواه الشيخان وغيها من حديث أب هريرة التقدم ‪ .‬وعن أب بن كعب قال ‪ ،‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬صلة الرجل مع الرجل أزكى من صلته وحده (‬
‫‪ . ) 1‬وصلته مع الرجلي أزكى من صلته مع الرجل ‪ ،‬وما كان أكثر فهو أحب إل ال‬
‫تعال ) رواه أحد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان وصححه ابن السكن‬
‫والعقيلي والاكم ‪ ) 3 ( .‬استحباب السعي ال السجد بالسكينة ‪ :‬يندب الشي إل‬
‫السجد مع السكينة والوقار ‪ .‬ويكره السراع والسعي ‪ ،‬لن النسان ف حكم الصلي من‬
‫حي خروجه إل الصلة ‪ ،‬فعن أب قتادة قال ‪ :‬بينما نن نصلي مع النب صلى ال عليه‬
‫وسلم إذ سع جلبة رجال ‪ ،‬فلما صلى قال ( ما شأنكم ) ؟ قالوا استعجلنا إل الصلة قال‬
‫‪ ( :‬فل تفعلوا ‪ . .‬إذا أتيتم الصلة فعليكم السكينة ‪ ،‬فما أدركتم فصلوا وما فاتكم‬
‫فأتوا ) ( ‪ ) 2‬رواه الشيخان ‪ .‬وعن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال ( إذا‬
‫سعتم القامة فامشوا إل الصلة وعليكم السكينة والوقار ‪ ،‬ول تسرعوا ‪ ،‬فما أدركتم‬
‫فصلوا وما فاتكم فأتوا ( ‪ ) ) 3‬رواه الماعة إل الترمذي ‪ ) 4 ( .‬استحباب تفيف‬

‫‪190‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫المام ‪ :‬يندب للمام أن يفف الصلة بالأمومي ‪ ،‬لديث أب هريرة أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف ‪ ،‬فإن فيهم الضعيف والسقيم‬
‫والكبي فإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء ) رواه الماعة ‪ .‬ورووا عن أنس عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إن لدخل ف الصلة وأنا أريد إطالتها فأسع بكاء الصب فأتوز‬
‫ف صلت ما أعلم من شدة وجد ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أزكى من صلته وحده ‪ :‬أي أكثر‬
‫أجرا وأبلغ ف تطهي الصلي من ذنوبه ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 230‬‬
‫( ‪ ) 2‬السكينة والوقار بعن واحد ‪ .‬وفرق بينهما النووي ‪ :‬فقال إن السكينة التأن ف‬
‫الركات واجتناب العبث ‪ ،‬والوقار ف اليئة بغض البصر وخفض الصوت وعدم اللتفات‬
‫‪ ) 3 ( .‬يؤخذ منه أن ما أدركه الؤت مع المام يعتب أول صلته فيبن عليه ف القوال‬
‫والفعال ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 231‬أمه من بكائه ) ‪ .‬وروى الشيخان عنه قال ما صليت‬
‫خلف إمام قط أخف صلة ول أت صلة من النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬قال أبو عمر بن‬
‫عبد الب ‪ ،‬التخفيف لكل إمام أمر ممع عليه مندوب عند العلماء إليه إل أن ذلك إنا هو‬
‫أقل الكمال ( ‪ ) 1‬وأما الذف والنقصان فل ‪ ،‬فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد‬
‫نى عن نقر الغراب ‪ .‬ورأى رجل يصلي فلم يتم ركوعه فقال له ‪ ( :‬ارجع فصل فإنك ل‬
‫تصل ) وقال ‪ ( :‬ل ينظر ال إل من ل يقيم صلبه ف ركوعه وسجوده ) ث قال ‪ :‬ل أعلم‬
‫خلفا بي أهل العلم ف استحباب التخفيف لكن من أم قوما على ما شرطنا من التام ‪.‬‬
‫فقد روى عمر أنه قال ‪ :‬ل تبغضوا ال إل عباده ‪ .‬يطول أحدكم ف صلته حت يشق‬
‫على من خلفه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أقل الكمال ‪ :‬ثلث تسبيحات ‪ ) 5 ( ) . ( .‬إطالة‬
‫المام الركعة الول وانتظار من أحس به داخل ليدرك الماعة ‪ :‬يشرع للمام أن يطول‬
‫الركعة الول انتظارا للداخل ليدرك فضيلة الماعة كما يستحب له انتظار من أحس به‬
‫داخل وهو راكع ‪ ،‬أو أثناء القعود الخي ‪ .‬ففي حديث أب قتادة أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم كان يطول ف الول ‪ .‬قال فظننا أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الول‬
‫‪ .‬وعن أب سعيد قال ‪ :‬لقد كانت الصلة تقام فيذهب الذاهب إل البقيع فيقضي‬

‫‪191‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حاجته ‪ ،‬ث يتوضأ ث يأت ورسول ال صلى ال عليه وسلم ف الركعة الول ما يطولا ‪.‬‬
‫رواه أحد ومسلم وابن ماجه والنسائي ‪ ) 6 ( .‬وجوب متابعة المام وحرمة مسابقته ‪:‬‬
‫تب متابعة المام وترم مسابقته ( ‪ : ) 2‬لديث أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ ( :‬إنا جعل المام ليؤت به ‪ ،‬فل تتلفوا عليه ‪ ،‬فإذا كب فكبوا ‪ ،‬وإذا ركع‬
‫فاركعوا ‪ ،‬وإذا قال سع ال لن حده فقولوا ‪ :‬اللهم ربنا لك المد ‪ ،‬وإذا سجد‬
‫فاسجدوا ‪ ،‬وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجعون ) رواه الشيخان ‪ .‬وف رواية أحد وأب‬
‫داود ( إنا المام ليؤت به ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 2‬اتفق العلماء على أن السبق ف تكبية‬
‫الحرام أو السلم يبطل الصلة ‪ .‬واختلفوا ف السبق ف غيها فعند أحد يبطلها ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫ليس لن يسبق المام صلة ‪ .‬أما الساواة فمكروهة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 232‬فإذا كب‬
‫فكبوا ‪ ،‬ول تكبوا حت يكب ‪ ،‬وإذا ركع فاركعوا ‪ ،‬ول تركعوا حت يركع ‪ ،‬وإذا سجد‬
‫فاسجدوا ‪ ،‬ول تسجدوا حت يسجد ) ‪ .‬وعن أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ ،‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أما يشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل المام أن يول ال رأسه‬
‫رأس حار أو يول ال صورته صورة حار ) رواه الماعة ‪ ،‬وعن أنس قال ‪ ،‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أيها الناس ‪ ،‬إن إمامكم فل تسبقون بالركوع ول بالسجود‬
‫ول بالقيام ول بالقعود ول بالنصراف ) ( ‪ ) 1‬رواه أحد ومسلم ‪ .‬وعن الباء ابن‬
‫عازب قال ‪ :‬كنا نصلي مع النب صلى ال عليه وسلم فإذا قال سع ال لن حده ل ين‬
‫أحد منا ظهره حت يضع النب صلى ال عليه وسلم جبهته على الرض ‪ .‬رواه الماعة ‪( .‬‬
‫هامش ) ( ‪ ) 1‬ول بالنصراف ‪ :‬أي النصراف من السلم ‪ ) 7 ( ) . ( .‬انعقاد الماعة‬
‫بواحد مع المام ‪ :‬تنعقد الماعة بواحد مع المام ولو كان أحدها صبيا أو امرأة ‪ .‬وقد‬
‫جاء عن ابن عباس قال ‪ :‬بت عند خالت ميمونة فقام النب صلى ال عليه وسلم يصلي من‬
‫الليل فقمت أصلي معه ‪ ،‬فقمت عن يساره ‪ ،‬فأخذ برأسي فأقامن عن يينه ( ‪ ) 2‬رواه‬
‫الماعة ‪ .‬وعن أب سعيد وأب هريرة قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من‬
‫استيقظ من الليل فأيقظ أهله فصليا ركعتي جيعا كتبا من الذاكرين ال كثيا‬
‫والذاكرات ) رواه أبو داود ‪ .‬وعن أب سعيد أن رجل دخل السجد وقد صلى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بأصحابه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من يتصدق على‬

‫‪192‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذا فيصلي معه ؟ ) فقام رجل من القوم فصلى معه ‪ .‬رواه أحد وأبو داود والترمذي‬
‫وحسنه ‪ .‬وروى ابن أب شيبة ‪ :‬أن أبا بكر الصديق هو الذي يصلي معه وقد استدل‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 2‬ف الديث دليل على جواز الئتمام بن ل ينو المامة وانتقاله إماما بعد‬
‫دخوله منفردا ل فرق ف ذلك بي الفريضة والنافلة ‪ .‬وف البخاري عن عائشة أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم كان يصلي ف حجرته وجدار الجرة قصي فرأى الناس شخص‬
‫رسول ال‍صلى ال عليه وسلم فقام ناس يصلون بصلته فأصبحوا فتحدثوا ‪ ،‬فقام رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يصلي الليلة الثانية فقام ناس يصلون بصلته ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 233‬الترمذي بذا الديث على جواز أن يصلي القوم جاعة ف مسجد قد صلي فيه ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 233‬‬
‫قال ‪ :‬وبه يقول أحد وإسحاق ‪ .‬وقال آخرون من أه ل العلم يصلون فرادى وبه يقول‬
‫سفيان ومالك وابن البارك والشافعي ( ‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وأما تعدد الماعة ف‬
‫وقت واحد ومكان واحد فإنه من الجمع على حرمته لنافاته لغرض الشارع من مشروعية‬
‫الماعة ولوقوعه على خلف الشروع ‪ ) 8 ( ) . ( .‬جواز انتقال المام مأموما ‪ :‬يوز‬
‫للمام أن ينتقل مأموما إذا استخلف فحضر المام الراتب ‪ ،‬لديث الشيخي عن سهل بن‬
‫سعد ‪ ( :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذهب إل بن عمرو بن عوف ليصلح بينهم ‪،‬‬
‫فحانت الصلة فجاء الؤذن إل أب بكر فقال ‪ :‬أتصلي بالناس فأقيم ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال‬
‫فصلى أبو بكر فجاء رسول ال صلى ال عليه وسلم والناس ف الصلة فتخلص حت وقف‬
‫ف الصف ‪ ،‬فصفق الناس ‪ ،‬وكان أبو بكر ل يلتفت ف الصلة ‪ ،‬فلما أكثر الناس التصفيق‬
‫التفت فرأى رسول ال صلى ال عليه وسلم فأشار إليه رسول ال ‪ :‬أن امكث مكانك ‪،‬‬
‫فرفع أبو بكر يديه فحمد ال على ما أمره به رسول ال صلى ال عليه وسلم من ذلك ‪ ،‬ث‬
‫استأخر أبو بكر حت استوى ف الصف وتقدم النب صلى ال عليه وسلم فصلى ث انصرف‬
‫‪ ،‬فقال ‪ ( :‬يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك ؟ ) فقال أبو بكر ‪ :‬ما كان لبن أب‬
‫قحافة أن يصلي بي يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ( :‬مال رأيتكم أكثرت التصفيق ؟ من نابه شئ ف صلته فليسبح فإنه إذا سبح‬

‫‪193‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫التفت إليه وإنا التصفيق للنساء ( ‪ ( . ) ) 2‬هامش ) ( ‪ ) 2‬ف الديث دليل على أن‬
‫الشي من صف إل صف يليه ل يبطل الصلة ‪ .‬وأن حد ال تعال لمر يدث والتنبيه‬
‫بالتسبيح جائزان ‪ ،‬وأن الستخلف ف الصلة لعذر جائز من طريق الول لن قصاراه‬
‫وقوعها بإمامي ‪ ،‬وفيه جواز كون الرء ف بعض صلته إماما وف بعضها مأموما ‪ ،‬وجواز‬
‫رفع اليدين ف الصلة عند الدعاء والثناء ‪ .‬وجواز اللتفات للحاجة ‪ ،‬وجواز ماطبة‬
‫الصلي بالشارة ‪ ،‬وجواز المد والشكر على الوجاهة ف الدين ‪ ،‬وجواز إمامة الفضول‬
‫الفاضل ‪ ،‬وجواز العمل القليل ف الصلة ‪ . . .‬أفاده الشوكان ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 234‬‬
‫( ‪ ) 9‬إدراك المام ‪ :‬من أدرك المام كب تكبية الحرام ( ‪ ) 1‬قائما ودخل معه على‬
‫الالة الت هو عليها ( ‪ ، ) 2‬ول يعتمد بركعة حت يدرك ركوعها سواء أدرك الركوع‬
‫بتمامه مع المام أو انن فوصلت يداه إل ركبتيه قبل رفع المام ‪ ،‬فعن أب هريرة قال ‪،‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا جئتم إل الصلة ونن سجود فاسجدوا ول‬
‫تعدوها شيئا ( ‪ ) 3‬ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلة ) رواه أبو داود وابن خزية ف‬
‫صحيحه والاكم ف الستدرك ‪ ،‬وقال صحيح ‪ .‬والسبوق يصنع مثل ما يصنع المام‬
‫فيقعد معه العقود الخي ‪ ،‬ويدعو ول يقوم حت يسلم ‪ ،‬ويكب إذا قام لتام ما عليه ‪( . .‬‬
‫هامش ) ( ‪ ) 1‬وأما تكبية النتقال فإن أتى با فحسن وإل كفته تكبية الحرام ‪) 2 ( .‬‬
‫وتقق له فضيلة الماعة وتوابا بإدراك تكبية الحرام قبل سلم المام ‪ ) 3 ( .‬ول‬
‫تعدوها شيئا ‪ :‬أي أن من أدرك المام ساجدا وافقه ف السجود ول يعد ذلك ركعة ‪،‬‬
‫ومن أدرك الركعة ‪ :‬أي الركوع مع المام ‪ ،‬فقد أدرك الصلة ‪ :‬أي الركعة وحسبت له‬
‫‪ ) 10 ( ) . ( .‬أعذار التخلف عن الماعة ‪ :‬يرخص التخلف عن الماعة عند حدوث‬
‫حالة من الالت التية ‪ 1 :‬و ‪ - 2‬البد أو الطر ‪ ،‬فعن ابن عمر عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أنه كان يأمر النادي فينادي بالصلة ‪ .‬ينادي ‪ ( :‬صلوا ف رحالكم ‪ ،‬ف الليلة‬
‫الباردة الطية ف السفر ) رواه الشيخان ‪ .‬وعن جابر قال ‪ :‬خرجنا مع رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ف سفر فمطرنا فقال ( ليصل من شاء منكم ف رحله ) ( ‪ ) 4‬رواه أحد‬
‫ومسلم وأبو داود والترمذي ‪ ،‬وعن ابن عباس أنه قال لؤذنه ف يوم مطي إذا قلت ‪ :‬أشهد‬
‫أن ممدا رسول ال فل تقل حي على الصلة قل ‪ :‬صلوا ف بيوتكم قال ‪ :‬فكأن الناس‬

‫‪194‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫استنكروا ذلك ‪ .‬فقال ‪ :‬أتعجبون من ذا ؟ فقد فعل ذا من هو خي من ‪ :‬النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ .‬إن الماعة عزمة ‪ ،‬وإن كرهت أن أخرجكم فتمشوا ف الطي والدحض ‪.‬‬
‫رواه الشيخان ‪ ،‬ولسلم ‪ :‬أن ابن عباس أمر مؤذنه ف يوم جعة ف يوم مطي ‪ ( .‬هامش )‬
‫( ‪ ) 4‬ف رحله ‪ :‬أي ف منله ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 235‬ومثل البد الر الشديد والظلمة‬
‫والوف من ظال ‪ .‬قال ابن بطال ‪ :‬أجع العلماء على أن التخلف عن الماعة ف شدة‬
‫الطر والظلمة والريح وما أشبه ذلك ‪ ،‬مباح ‪ - 3 .‬حضور الطعام ‪ ،‬لديث ابن عمر قال‬
‫‪ ،‬قال النب صلى ال عليه وسلم ( إذا كان أحدكم على الطعام فل يعجل حت يقضي‬
‫حاجته منه وإن أقيمت الصلة ) رواه البخاري ‪ - 4 .‬مافعة الخبثي ‪ .‬فعن عائشة قالت‬
‫‪ :‬سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬ل صلة بضرة طعام ‪ ،‬ول وهو يدافع‬
‫الخبثي ) ( ‪ ) 1‬رواه أحد‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 235‬‬
‫ومسلم وأبو داود ‪ - 5 .‬وعن أب الدرداء قال ‪ ( :‬من فقه الرجل إقباله على حاجته ‪،‬‬
‫حت يقبل على صلته وقلبه فارغ ) ‪ .‬رواه البخاري ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وهو يدافع‬
‫الخبثي ‪ :‬أي البول والغائط ‪ ) 11 ( ) . ( .‬الحق بالمامة ‪ :‬الحق بالمامة القرأ‬
‫لكتاب ال ‪ ،‬فإن استووا ف القراءة فالعلم بالسنة ‪ ،‬فإن استووا ‪ ،‬فالقدم هجرة ‪ ،‬فإن‬
‫استووا ‪ ،‬فالقدم هجرة ‪ ،‬فإن استووا ‪ ،‬فالكب سنا ‪ - 1 .‬فعن أب سعيد قال ‪ ،‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا كانوا ثلثة فليؤمهم أحدهم ‪ ،‬وأحقهم بالمامة‬
‫اقرؤهم ) رواه أحد ومسلم والنسائي ‪ .‬والراد بالقرأ الكثر حفظا لديث عمرو بن‬
‫سلمة ‪ ،‬وفيه ‪ ( :‬ليؤمكم أكثركم قرآنا ) ‪ - 2 .‬وعن ابن مسعود قال ‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يؤم القوم أقرؤهم لكتاب ال ‪ ،‬فإن كانوا ف القراءة سواء ‪،‬‬
‫فأعلمهم ‪ ،‬بالسنة ‪ ،‬فإن كانوا ف السنة سواء ‪ ،‬فأقدمهم هجرة ‪ ،‬فإن كانوا ف الجرة‬
‫سواء ‪ ،‬فأقدمهم سنا ول يؤمن الرجل الرجل ف سلطانه ‪ ،‬ول يقعد ف بيته على تكرمته (‬
‫‪ ) 2‬إل بإذنه ) ‪ .‬وف لفظ ‪ ( :‬ل يؤمن الرجل الرجل ف أهله ول ( هامش ) ( ‪) 2‬‬
‫التكرمة ‪ :‬ما يفرش لصاحب النل ويبسط له خاصة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 236‬سل ‪ 4‬انه‬

‫‪195‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫) رواه أحد ومسلم ‪ ،‬ورواه سعيد بن منصور ‪ ،‬لكن قال فيه ‪ ( :‬ل يؤم الرجل الرجل ف‬
‫سلطانه إل بإذنه ‪ ،‬ول يقعد على تكرمته ف بيته إل بإذنه ‪ ،‬ومعن هذا أن السلطان‬
‫وصاحب البيت والجلس وإمام الجلس أحق بالمامة من غيه ‪ ،‬ما ل يأذن واحد منهم ‪.‬‬
‫فعن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل يل لرجل يؤمن بال واليوم‬
‫الخر أن يؤم قوما إل بإذنم ‪ ،‬ول يص نفسه بدعوة دونم فإن فعل فقد خانم ) رواه‬
‫أبو داود ‪ ) 12 ( .‬من تصح إمامتهم ‪ :‬تصح إمامة الصب الميز ‪ ،‬والعمى ‪ ،‬والقائم‬
‫بالقاعد ‪ ،‬والقاعد بالقائم ‪ ،‬والفترض بالتنفل ‪ ،‬والتنفل بالفترض والتوضئ بالتيمم ‪،‬‬
‫والتيمم بالتوضئ والسافر بالقيم ‪ ،‬والقيم بالسافر ‪ ،‬والفضول بالفاضل فقد صلى عمرو‬
‫بن سلمة بقومه وله من العمر ست أو سبع سني ‪ ،‬واستخلف رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ابن أم مكتوم على الدينة مرتي يصلي بم ‪ ،‬وهو أعمى ‪ ،‬وصلى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم خلف أب ي بكر ف مرضه الذي مات فيه قاعدا ‪ ،‬وصلى ف بيته جالسا‬
‫وهو مريض وصلى وراءه قوم قياما فأشار إليهم أن اجلسوا فلما انصرف قال ‪ ( :‬إنا‬
‫جعل المام ليؤت به ‪ :‬فإذا ركع فاركعوا ‪ ،‬وإذا رفع فارفعوا وإذا صلى جالسا فصلوا‬
‫جلوسا وراءه ) ( ‪ ) 1‬وكان معاذ يصلي مع النب صلى ال عليه وسلم الخرة ث يرجع‬
‫إل قومه فيصلي بم تلك الصلة ‪ ،‬فكانت صلته له تطوعا ولم فريضة العشاء ‪ .‬وعن‬
‫مجن بن الدرع قال ‪ :‬أتيت النب صلى ال عليه وسلم وهو ف السجد فحضرت‬
‫الصلة ‪ ،‬فصلى ول أصل فقال ل ‪ ( :‬أل صليت ) ؟ قلت يا رسول ال إن قد صليت ف‬
‫الرحل ث أتيتك ‪ .‬قال ‪ ( :‬إذا جئت فصل معهم واجعلها نافلة ) ‪ .‬ورأى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم رجل يصلي وحده فقال ‪ ( :‬أل رجل يتصدق على هذا فيصلي معه )‬
‫وصلى عمرو بن العاص إماما وهو متيمم وأقره الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ .‬على‬
‫ذلك ‪ ،‬وصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم بالناس بكة زمن الفتح ركعتي ركعتي‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬مذهب إسحاق والوزاعي وابن النذر والظاهرية أنه ل يوز اقتداء‬
‫القادر على القيام بالالس لعذر ‪ ،‬بل عليه أن يلس تبعا له ‪ ،‬لذا الديث ‪ .‬وقيل إنه‬
‫منسوخ ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 237‬إل الغرب وكان يقول ‪ ( :‬يا أهل مكة قوموا فصلوا‬
‫ركعتي أخريي فإنا قوم سفر ‪ ) .‬وإذا صلى السافر خلف القيم أتى الصلة أربعا ولو‬

‫‪196‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أدرك معه أقل من ركعة ‪ ،‬فعن ابن عباس أنه سئل ‪ :‬ما بال السافر يصلي ركعتي إذا‬
‫انفرد وأربعا إذا ائتم بقيم ؟ فقال ‪ :‬تلك السنة ‪ .‬وف لفظ أنه قال له موسى بن سلمة ‪:‬‬
‫إنا إذا كنا معكم صلينا أربعا وإذا رجعنا صلينا ركعتي ؟ ‪ .‬فقال تلك سنة أب القاسم‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ .‬رواه أحد ‪ ) 13 ( .‬من ل تصح إمامتهم ‪ :‬ل تصح إمامة معذور‬
‫( ‪ ) 1‬لصحيح ول لعذور مبتلى بغي عذره ( ‪ ) 2‬عند جهور العلماء ‪ .‬وقالت الالكية‬
‫تصح إمامته للصحيح مع الكراهة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬كمن به انطلق البطن أو سلس‬
‫البول أو انفلت الريح ‪ ) 2 ( .‬كاقتداء من به سلس بن به انفلت ريح ‪) 14 ( ) . ( .‬‬
‫إستحباب إمامة الرأة للنساء ‪ :‬فقد كانت عائشة رضي ال عنها تؤم النساء وتقف معهن‬
‫ف الصف ‪ ،‬وكانت أم سلمة تفعله ‪ ،‬وجعل رسول ال صلى ال عليه وسلم ورقة مؤذنا‬
‫يؤذن لا وأمرها أن تؤم أهل دارها ف الفرائض ‪ ) 15 ( .‬إمامة الرجل النساء فقط ‪:‬‬
‫روى أبو يعلى والطبان ف الوسط بسند حسن أب بن كعب جاء إل‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 237‬‬
‫النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول ال عملت الليلة عمل ‪ .‬قال ‪ ( :‬ما هو ) قال‬
‫‪ :‬نسوة معي ف الدار قلن إنك تقرأ ول نقرأ فصل بنا ‪ ،‬فصليت ثانيا والوتر ‪ .‬فسكت‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فرأينا سكوته رضا ‪ ) 16 ( .‬كراهة إمامة الفاسق‬
‫والبتدع ‪ :‬روى البخاري ان ابن عمر كان يصلي خلف الجاج ‪ .‬وروى مسلم أن أبا‬
‫سعيد الدري صلى خلف مروان صلة العيد ‪ ،‬وصلى ابن مسعود خلف الوليد ابن عقبة‬
‫بن أب معيط ‪ -‬وقد كان يشرب المر ‪ ،‬وصلى بم يوما الصبح أربعا ‪ /‬صفحة ‪/ 238‬‬
‫وجلده عثمان بن عفان على ذلك ‪ -‬وكان الصحابة والتابعون يصلون خلف ابن عبيد ‪،‬‬
‫وكان متهما باللاد وداعيا إل الضلل ‪ ،‬والصل الذي ذهب إليه العلماء أن كل من‬
‫صحت صلته لنفسه صحت صلته لغيه ‪ ،‬ولكنهم مع ذلك كرهوا الصلة خلف‬
‫الفاسق والبتدع ‪ ،‬لا رواه أبو داود وابن حبان وسكت عنه أبو داود والنذري عن‬
‫السائب بن خلد أن رجل أم قوما فبصق ف القبلة ورسول ال صلى ال عليه وسلم ينظر‬
‫إليه ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ل يصلي لكم ) ( ‪ ) 1‬فأراد بعد ذلك أن‬

‫‪197‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يصلي بم ‪ ،‬فمنعوه وأخبوه يقول النب صلى ال عليه وسلم فذكر ذلك للنب فقال ‪:‬‬
‫( نعم ‪ ،‬إنك آذيت ال ورسوله ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬ل يصلي لكم ‪ :‬نفي بعن النهى ‪.‬‬
‫( ‪ ) 17 ( ) .‬جواز مفارقة المام لعذر ‪ :‬يوز لن دخل الصلة مع المام أن يرج منها‬
‫بنية الفارقة ويتمها وحده ذا أطال المام الصلة ‪ .‬ويلحق بذه الصورة حدوث مرض أو‬
‫خوف ضياع مال أو تلفه أو فوات رفقة أو حصول غلبة نوم ‪ ،‬ونو ذلك ‪ .‬لا رواه‬
‫الماعة عن جابر قال ‪ :‬كان معاذ يصلي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة العشاء‬
‫ث يرجع إل قومه فيؤمهم ‪ ،‬فأخر النب صلى ال عليه وسلم العشاء فصلى معه ث رجع إل‬
‫قومه فقرأ سورة البقرة فتأخر رجل فصلى وحده فقيل له ‪ .‬نافقت يا فلن ‪ ،‬قال ‪ :‬ما‬
‫نافقت ‪ ،‬ولكن لتي رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبه ‪ :‬فأتى النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فذكر له ذلك فقال ‪ ( :‬أفتان أنت يا معاذ ‪ ،‬أفتان أنت يا معاذ ‪ ،‬اقرأ سورة كذا‬
‫وكذا ) ‪ ) 18 ( .‬ما جاء ف إعادة الصلة مع الماعة ‪ :‬عن يزيد السود قال ‪ :‬صلينا مع‬
‫النب صلى ال عليه وسلم الفجر بن فجاء رجلن حت وقفا على رواحلهما ‪ ،‬فأمر النب‬
‫صلى ال عليه وسلم فجئ بما تريد فرائصهما ( ‪ ) 2‬فقال لما ‪ ( :‬ما منعكما أن تصليا‬
‫مع الناس ‪ . . .‬ألستما مسلمي ؟ ) قال ‪ :‬بلى يا رسول ال إنا كنا قد صلينا ف رحالنا ‪.‬‬
‫فقال لما ‪ ( :‬إذا صليتما ف حالكما ث أتيتما المام فصليا معه فإنا لكما نافلة ) ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 2‬أي يضطرب اللحم الذي بي النب والكتف من الوف ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 239‬رواه أحد وأبو داود ‪ .‬ورواه النسائي والترمذي بلفظ ‪ ( :‬إذا صليتما ف‬
‫رحالكما ث أتيتما مسجد جاعة فصليا معهم ‪ ،‬فإنا لكما نافلة ) قال الترمذي ‪ :‬حديث‬
‫حسن صحيح وصححه أيضا ابن السكن ‪ .‬ففي هذا الديث دليل على مشروعية إعادة‬
‫الصلة بنية التطوع لن صلى الفرض ف جاعة أو منفردا إذا أدرك جاعة أخرى ف السجد‬
‫‪ :‬وقد روى أن حذيفة أعاد الظهر والعصر والغرب ‪ ،‬وقد كان صلها ف جاعة ‪ ،‬كما‬
‫روي عن أنس أنه صلى مع أب موسى الصبح ف الربد ( ‪ ) 1‬ث انتهيا إل السجد الامع‬
‫فأقيمت الصلة فصليا مع الغية بن شعبة ‪ .‬وأما قول الرسول صلى ال عليه وسلم ف‬
‫الديث الصحيح ‪ ( :‬ل تصلوا صلة ف يوم مرتي ) فقد قال ابن عبد الب ‪ :‬اتفق أحد‬
‫وإسحاق أن ذلك أن يصلي الرجل صلة مكتوبة عليه ث يقوم بعد الفراغ فيعيدها على‬

‫‪198‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الفرض أيضا ‪ .‬وأما من صلى الثانية مع الماعة على أنا نافلة اقتداء بالنب ف أمره بذلك‬
‫فليس ذلك من إعادة الصلة ف اليوم مرتي لن الول فريضة والثانية نافلة ‪ ،‬فل إعادة‬
‫حينئذ ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الربد ‪ :‬موضع تفيف البوب والتمر ( الرن ) ‪19 ( ) . ( .‬‬
‫) استحباب انراف المام عن يينه أو شاله بعد السلم ث انتقاله من مصله ( ‪: ) 2‬‬
‫لديث قبيضة بن وهب عن أبيه قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يؤمنا فينصرف على‬
‫جانبيه جيعا ‪ ،‬على يينه وعلى شاله ‪ .‬رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وقال ‪ :‬حديث‬
‫حسن ‪ .‬وعليه العمل عند أهل العلم أنه ينصرف على أي جانبيه شاء ‪ .‬وقد صح المران‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وعن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا سلم ل‬
‫يقعد ال مقدار ما يقول ‪ ( :‬اللهم أنت السلم ومنك السلم تباركت يا ذا اللل‬
‫والكرام ) ‪ .‬رواه أحد ومسلم والترمذي وابن ماجة ‪ ،‬وعند أحد والبخاري عن أم‬
‫سلمة قالت ‪ ( :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا سلم قام النساء حي يقضي‬
‫تسليمه وهو يكث ( هامش ) ( ‪ ) 2‬وبعد الغرب والصبح ل ينتقل حت يقول ( ل إله‬
‫إل ال وحده ل شريك له له اللك وله‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 239‬‬
‫المد ييي وييت وهو على كل شئ قدير ) عشرا ‪ ،‬لن الفضيلة الترتبة على الفعل‬
‫مقيدة بقولا قبل أن يثن رجله ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 240‬ف مكانه يسيا قبل أن يقوم ‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬فنرى ‪ -‬وال أعلم ‪ -‬أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال‬
‫‪ ) 20 ( .‬علو المام أو الأموم ‪ :‬يكره أن يقف المام أعلى من الأموم ‪ ،‬فعن أب مسعود‬
‫النصاري قال ‪ ( :‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يقوم المام فوق شئ والناس‬
‫خلفه ) يعن أسفل منه ‪ ،‬رواه الدار قطن وسكت عنه الافظ ف التلخيص ‪ .‬وعن هام‬
‫ابن الارث أن حذيفة أم الناس بالدائن على دكان ( ‪ ) 1‬فأخذ أبو مسعود بقميصه‬
‫فجبذه ( ‪ ) 2‬فلما فرغ من صلته قال ‪ :‬أل تعلم أنم كانوا ينهون عن ذلك ؟ قال ‪:‬‬
‫بلى ‪ ،‬فذكرت حي جذبتن ‪ .‬رواه أبو داود والشافعي والبيهقي وصححه الاكم وابن‬
‫خزية وابن حبان ‪ .‬فإن كان للمام غرض من ارتفاعه على الأموم فإنه ل كراهة حينئذ ‪،‬‬

‫‪199‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فعن سهل بن سعد الساعدي قال ‪ ( :‬رأيت النب صلى ال عليه وسلم جلس على النب‬
‫أول يوم وضع فكب وهو عليه ث ركع ث نزل القهقهري ( ‪ ) 3‬وسجد ف أصل النب ث‬
‫عاد فلما فرغ أقبل عن الناس فقال ‪ ( :‬أيها الناس إنا صنعت هذا لتأتوا ب ولتتعلموا‬
‫صلت ) رواه أحد والبخاري ومسلم ‪ .‬وأما ارتفاع الأموم على المام فجائز ‪ ،‬لا رواه‬
‫سعيد بن منصور والشافعي والبيهقي وذكره البخاري تعليقا عن أب هريرة أنه صلى على‬
‫ظهر السجد بصلة المام ‪ .‬وعن أنس أنه كان يمع ف دار أب نافع عن يي السجد ف‬
‫غرفة قدر قامة منها لا باب مشرف على مسجد بالبصرة فكان أنس يمع فيها ويأت‬
‫بالمام ‪ ،‬وسكت عليه الصحابة ‪ .‬رواه سعيد بن منصور ف سننه ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬وأما‬
‫ارتفاع الؤت فإن كان مفرطا بيث يكون فوق ثلثائة ذراع على وجه ل يكن الؤت‬
‫العلم بأفعال المام فهو منوع بالجاع من غي فرق بي السجد وغيه ‪ ،‬وإن كان دون‬
‫ذلك القدار فالصل الواز حت يقوم ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الدائن ‪ :‬مدينة كانت بالعراق ‪،‬‬
‫دكان ‪ .‬مكان مرتفع ‪ ) 2 ( .‬جبذه ‪ :‬أخذه بشدة ‪ ) 3 ( .‬القهقرى ‪ :‬الشي إل اللف ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 241‬دليل على النع ‪ ،‬ويعضد هذا الصل فعل أب هريرة الذكور ول‬
‫ينكر عليه ‪ ) 21 ( .‬اقتداء الأموم بالمام مع الائل بينهما ‪ :‬يوز اقتداء الأموم بالمام‬
‫وبينهما حائل إذا علم انتقالته برؤية أو ساع ( ‪ . ) 1‬قال البخاري ‪ ،‬قال السن ‪ :‬ل‬
‫بأس أن تصلي وبينك وبينه نر ‪ .‬وقال أبو ملز ‪ :‬يأت بالمام وان كان بينهما طريق أو‬
‫جدار إذا سع تكبية الحرام ‪ .‬انتهى ‪ .‬وقد تقدم حديث صلة النب صلى ال عليه وسلم‬
‫والناس يأتون به من وراء الجرة يصلون بصلته ‪ ) 22 ( .‬حكم الئتمام بن ترك فرضا‬
‫‪ :‬تصح إمامة من أخل بترك شرط أو ركن إذا أت الأموم وكان غي عال با تركه المام ‪،‬‬
‫لديث أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬يصلون بكم ‪ ،‬فإن أصابوا فلكم‬
‫ولم ‪ ،‬وان أخطأوا فلكم وعليهم ) رواه أحد والبخاري ‪ .‬وعن سهل قال ‪ ،‬سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬المام ضامن فإن أحسن فله ولم ‪ ،‬وإن أساء‬
‫فعليه ) يعن ول عليهم ‪ ،‬رواه ابن ماجة ‪ .‬وصح عن عمر أنه صلى بالناس وهو جنب ‪،‬‬
‫ول يعلم ‪ ،‬فأعاد ول يعيدوا ‪ ) 23 ( .‬الستخلف ‪ :‬إذا عرض للمام وهو ف الصلة‬
‫عذر كأن ذكر أنه مدث ‪ ،‬أو سبقه الدث فله أن يستخلف غيه ليكمل الصلة‬

‫‪200‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالأمومي ‪ .‬فعن عمرو بن ميمون قال ‪ :‬إن لقائم ما بين وبي عمر ‪ -‬غداة أصيب ‪ -‬إل‬
‫عبد ال بن عباس فما هو إل أن كب فسمعته يقول ‪ :‬قتلن أو أكلن الكلب حي طعنه‬
‫وتناول عمر عبد الرحن بن عوف فقدمه فصلى بم صلة خفيفة ‪ .‬رواه البخاري ‪ .‬وعن‬
‫أب رزين قال ‪ :‬صلى علي ذات يوم فرعف فأخذ بيد رجل فقدمه ث انصرف ‪ ،‬رواه‬
‫سعيد بن منصور ‪ .‬وقال أحد ‪ :‬ان استخلف المام فقد استخلف عمر وعلي ‪ ،‬وإن صلوا‬
‫وحدانا فقد طعن معاوية وصلى الناس وحدانا من حيث طعن ‪ ،‬وأتوا صلتم ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬أفت العلماء بعدم الصحة خلف الراديو ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 242‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 242‬‬
‫( ‪ ) 24‬من أم قوما يكرهونه ‪ :‬جاءت الحاديث تظر أن يؤم رجل جاعة وهم له‬
‫كارهون ‪ ،‬والعبة بالكراهة الكراهة الدينية الت لا سبب شرعي ‪ ،‬فعن ابن عباس عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪ ( :‬ثلثة ل ترفع صلتم فوق رؤوسهم شبا ‪:‬‬
‫رجل أم قوما وهم له كارهون ‪ ،‬وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ‪ .‬وأخوان متصارمان‬
‫) رواه ابن ماجه ‪ ،‬قال العراقي ‪ :‬إسناده حسن ‪ .‬وعن عبد ال ابن عمرو أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم كان يقول ‪ ( :‬ثلثة ل يقبل ال منهم صلة ‪ :‬من تقدم قوما وهم له‬
‫كارهون ‪ ،‬ورجل أتى الصلة دبارا ( ‪ ) 1‬ورجل اعتبد مرره ( ‪ ) ) 2‬رواه أبو داود‬
‫وابن ماجه ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬وقد كره قوم أن يؤم الرجل قوما وهم له كارهون ‪ ،‬فإذا‬
‫كان المام غي ظال فإنا الث على من كرهه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الدبار ‪ :‬أن يأتيها بعد‬
‫أن تفونه ‪ ) 2 ( .‬اتذ عبده العتق عبدا ‪ .‬موقف المام والأموم ( ‪ ) 1‬استحباب وقوف‬
‫الواحد عن يي المام والثني فصاعدا خلفه ‪ :‬لديث جابر ‪ ،‬قال ‪ :‬قام رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ليصلي فجئت فقمت على يساره فأخذ بيدي فأدارن حت أقامن عن يينه‬
‫ث جاء جابر بن صخر فقام عن يسار رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخذ بأيدينا جيعا‬
‫فدفعنا حت أقامنا خلفه ‪ ،‬رواه مسلم وأبو داود ‪ .‬وإذا حضرت الرأة الماعة وقفت‬
‫وحدها خلف الرجال ول تصف معهم فإن خالفت صحت صلتا عند المهور ‪ .‬قال‬
‫أنس ‪ :‬صليت أنا ويتيم ف بيتنا خلف النب صلى ال عليه وسلم وأمي أم سليم خلفنا ‪،‬‬

‫‪201‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وف لفظ ‪ :‬فصففت أنا واليتيم خلفه ‪ ،‬والعجوز من ورائنا ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪( .‬‬
‫‪ ) 2‬استحباب وقوف المام مقابل لوسط الصف وقرب أول الحلم والنهي منه ‪:‬‬
‫لديث أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬وسطوا المام ‪ /‬صفحة ‪/ 243‬‬
‫وسدوا اللل ( ‪ ) 1‬رواه أبو داود وسكت عنه هو والنذري ‪ .‬وعن ابن مسعود أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ليلين ( ‪ ) 2‬منكم أولوا الحلم والنهي ‪ ،‬ث الذين يلونم ‪،‬‬
‫ث الذين يلونم ‪ ،‬وإياكم وهيشات السواق ( ‪ ) ) 3‬رواه أحد ومسلم وأبو داود‬
‫والترمذي ‪ .‬وعن أنس قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يب أن يليه الهاجرون‬
‫والنصار ليأخذوا عنه ‪ .‬رواه أحد وأبو داود ‪ .‬والكمة ف تقدي هؤلء ليأخذوا عن‬
‫المام ويقوموا بتنبيهه إذا أخطأ ويستخلف منهم إذا احتاج إل استخلف ‪ ( .‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬اللل ‪ :‬مابي الثني من التباع ‪ ) 2 ( .‬ليلين ‪ :‬أي ليقرب من ‪ .‬والنهي جع نية‬
‫وهي العقل ‪ .‬والحلم والنهي بعن واحد ‪ ) 3 ( .‬هيشات السواق ‪ :‬اختلط الصوات‬
‫كما يقع ف السواق ‪ ) 3 ( ) . ( .‬موقف الصبيان والنساء من الرجال ‪ :‬كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يعل الرجال قدام الغلمان ‪ ،‬والغلمان خلفهم ‪ ،‬والنساء خلف‬
‫الغلمان ( ‪ ) ) 4‬رواه أحد وأبو داود ‪ .‬وروى الماعة إل البخاري عن أب هريرة أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬خي صفوف الرجال أولا ‪ ،‬وشرها آخرها ‪،‬‬
‫وخي صفوف النساء آخرها وشرها أولا ) ‪ .‬وإنا كان خي صفوف النساء آخرها لا ف‬
‫ذلك من البعد عن مالطة الرجال بلف الوقوف ف الصف الول فإنه مظنة الخالطة لم‬
‫‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 4‬وإذا كان صب واحد دخل مع الرجال ف الصف ‪) 4 ( ) . ( .‬‬
‫صلة الفرد خلف الصف ‪ :‬من كب للصلة خلف الصف ث دخله وأدرك فيه الركوع مع‬
‫المام صحت صلته ‪ ،‬فعن أب بكرة أنه انتهى إل النب صلى ال عليه وسلم وهو راكع ‪،‬‬
‫فركع قبل أن يصل إل الصف ‪ ،‬فذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ ( :‬زادك ال‬
‫حرصا ول تعدد ) ( ‪ ) 5‬رواه أحد والبخاري وأبو داود والنسائي ‪ .‬وأما من صلى‬
‫منفردا عن الصف فإن المهور يري صحة صلته ( هامش ) ( ‪ ) 5‬قيل ل تعد ف تأخي‬
‫الجئ إل الصلة ‪ ،‬وقيل ل تعد إل دخولك ف الصف وأنت راكع ‪ ،‬وقيل ل تعد إل‬
‫التيان إل الصلة مسرعا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 244‬مع الكراهة ‪ .‬وقال أحد وإسحاق‬

‫‪202‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأحد وابن أب ليلى ووكيع والسن بن صال والنخعي وابن النذر ‪ :‬من صلى ركعة‬
‫كاملة خلف الصف بطلت صلته ‪ .‬فعن وابصة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى‬
‫رجل يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد الصلة ‪ .‬رواه المسة إل النسائي ‪.‬‬
‫ولفظ أحد قال ‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن رجل صلى خلف الصف‬
‫وحده ؟ فقال ( يعيد الصلة ) وحسن هذا الديث الترمذي ‪ ،‬وإسناد أحد جيد ‪ .‬وعن‬
‫علي بن شيبان أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى رجل يصلي خلف الصف فوقف‬
‫حت انصرف الرجل فقال له ‪ ( :‬استقبل صلتك فل صلة لفرد خلف الصف ) ‪ .‬رواه‬
‫أحد وابن ماجة والبيهقي ‪ ،‬قال أحد ‪ :‬حديث حسن ‪ ،‬وقال ابن سيد الناس ‪ :‬رواته‬
‫ثقات معروفون ‪ .‬وتسك المهور بديث أب بكرة قالوا لنه أتى ببعض الصلة خلف‬
‫الصف ول يأمره النب صلى ال عليه وسلم بالعادة‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 244‬‬
‫فيحمل المر بالعادة على جهة الندب مبالغة ف الحافظة على ما هو الول ‪ .‬قال‬
‫الكمان بن المام ‪ :‬وحل أئمتنا حديث وابصة على الندب وحديث علي بن شيبان على‬
‫نفي الكمال ليوافقا حديث أب بكرة ‪ ،‬إذ ظاهره عدم لزوم العادة لعدم أمره با ‪ .‬ومن‬
‫حضر ول يد سعة ف الصف ول فرجة فقيل ‪ :‬يقف منفردا ويكره له جذب أحد ‪ ،‬وقيل‬
‫يذب واحدا من الصف عالا بالكم بعد أن يكب تكبية الحرام ‪ .‬ويستحب للمجذوب‬
‫موافقته ‪ ) 5 ( .‬تسوية الصفوف وسد الفرج ‪ :‬يستحب للمام أن يأمر بتسوية الصفوف‬
‫وسد اللل قبل الدخول ف الصلة ‪ .‬فعن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقبل‬
‫علينا بوجهه قبل أن يكب فيقول ‪ ( :‬تراصوا واعتدلوا ) رواه البخاري ومسلم ‪ .‬ورويا عنه‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تام الصلة )‬
‫‪ .‬وعن النعمان بن بشي قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يسوينا ف الصفوف‬
‫كما يقوم القدح ( ‪ ) 1‬حت إذا ظن أن قد أخذنا ذلك عنه وفقهنا أقبل ذات يوم بوجهه‬
‫إذا رجل منتبذ بصدره ( ‪ ) 2‬فقال ‪ ( :‬لستون ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الغرض من ذلك البالغة‬
‫ف تسوية الصفوف ‪ ) 2 ( .‬منتبذ ‪ :‬بارز ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 245‬صفوفكم أو ليخالفن‬

‫‪203‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال بي وجوهكم ) ( ‪ ) 1‬رواه المسة وصححه الترمذي ‪ ،‬وروى أحد والطبان بسند‬
‫ل بأس به عن أب أمامة قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬سووا صفوفكم ‪،‬‬
‫وحاذوا بي مناكبكم ( ‪ ) 2‬لينوا ف أيدي إخوانكم وسدوا اللل فإن الشيطان يدخل‬
‫فيما بينكم بنلة الذف ) ( ‪ ) 3‬وروى أبو داود والنسائي والبيهقي عن أنس أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬أتوا الصف القدم ث الذي يليه فما كان من نقص فليكن ف‬
‫الصف الؤخر ) وروى البزار بسند حسن عن ابن عمر قال ‪ ( :‬ما من خطوة أعظم أجرا‬
‫من خطوة مشاها رجل إل فرجة ف الصف فسدها ‪ ،‬وروى النسائي والاكم وابن خزية‬
‫عنه قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من وصل صفا وصله ال ‪ ،‬ومن قطع‬
‫صفا قطعه ال ) وروى الماعة إل البخاري والترمذي عن جابر بن سرة قال ‪ :‬خرج‬
‫علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ ( :‬أل تصفون كما تصفت اللئكة عند ربا ؟‬
‫) فقلنا ‪ :‬يا رسول ال كيف تصف اللئكة عند ربا ؟ قال ‪ ( :‬يتمون الصف الول‬
‫ويتراصون ف الصف ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬والراد من مالفة الوجوه ‪ :‬حصول العداوة‬
‫والتنافر والبغضاء ‪ ) 2 ( .‬أي اجعلوا بعضها حذاء بعض بيث يكون منكب كل واحد‬
‫من الصلي ماذيا وموازيا لنكب الخر ‪ ) 3 ( .‬الذف ‪ :‬أولد الضأن الصغار ‪( ) . ( .‬‬
‫‪ ) 6‬الترغيب ف الصف الول وميامن الصفوف ‪ :‬تقدم قول رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ( :‬لو يعلم الناس ما ف النداء والصف الول ث ل يدوا إل أن يستهموا عليهما‬
‫لستهموا ) الديث ‪ .‬وعن أب سعيد الدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى ف‬
‫أصحابه تأخرا عن الصف الول فقال لم ‪ ( :‬تقدموا فائتموا ب وليأت بكم من وراءكم ‪،‬‬
‫ول يزال قوم يتأخرون حت يؤخرهم ال عزوجل ) رواه مسلم والنسائي وأبو داود وابن‬
‫ماجه ‪ ،‬وروى أبو داود وابن ماجه عن عائشة قالت ‪ ،‬قالت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ( :‬إن ال وملئكته يصلون على الذين يصلون على ميامن الصفوف ) وعند أحد‬
‫والطبان بسند صحيح عن أب أمامة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إن ال‬
‫وملئكته يصلون على الصف الول ) قالوا ‪ :‬يا رسول ال وعلى ‪ /‬صفحة ‪/ 246‬‬
‫الثان ؟ قال ‪ ( :‬إن ال وملئكته يصلون على الصف الول ) قالوا ‪ :‬يا رسول ال وعلى‬
‫الثان ؟ قال ( وعلى الثان ) ‪ ) 7 ( .‬التبليغ خلف المام ‪ :‬يستحب التبليغ خلف المام‬

‫‪204‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عند الاجة إليه بأن ل يبلغ صوت المام الأمومي ‪ :‬أما إذا بلغ صوت المام الماعة فهو‬
‫حينئذ بدعة مكروهة باتفاق الئمة ‪ .‬الساجد ‪ - 1‬ما اختص ال به هذه المة أن جعل‬
‫لا الرض طهورا ومسجدا فأيا رجل من السلمي أدركته الصلة فليصل حيث أدركته ‪.‬‬
‫قال أبو ذر ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال أي مسجد وضع ف الرض أول ؟ قال ‪ ( :‬السجد‬
‫الرام ) ‪ .‬قلت ‪ :‬ث أي ؟ قال ‪ ( :‬ث السجد القصى ) قلت ‪ :‬كم بينهما ؟ قال ‪:‬‬
‫( أربعون سنة ) ث قال ‪ ( :‬أينما أدركتك الصلة فصل فهو مسجد ) وف رواية ‪:‬‬
‫( فكلها مسجد ) رواه الماعة ‪ ) 2 ( .‬فضل بنائها ‪ - 1 :‬عن عثمان أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ ( :‬من بن ل مسجدا يبتغي به وجه ال بن ال له بيتا ف النة ) متفق‬
‫عليه ‪ - 2 .‬وروى أحد وابن حبان والبزار بسند صحيح عن ابن عباس أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ ( :‬من بن ل مسجدا ولو كمفحص قطاة لبيضها ( ‪ ) 1‬بن ال له بيتا ف‬
‫النة ) ‪ ( .‬هامش ) الفحص ‪ :‬الوضع الذي تبيض فيه القطاة ‪ .‬والقطاة ‪ :‬طائر ‪( ) 2 ( .‬‬
‫ولتستثفر ) أي تشد خرقة على فرجها ‪ ) 3 ( ) . ( .‬الدعاء عند التوجه إليها ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 246‬‬
‫يسن الدعاء حي التوجه إل السجد با يأت ‪ - 1 :‬قالت أم سلمة ‪ :‬كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إذا خرج من ‪ /‬صفحة ‪ / 247‬بيته قال ‪ ( :‬بسم ال ( ‪ ) 1‬توكلت‬
‫على ال ‪ ،‬اللهم إن أعوذ بك أن أضل أو أضل ‪ ،‬أو أزل أو أزل ‪ ،‬أو أظلم أو أظلم أو‬
‫أجهل أو يهل علي ) ‪ .‬رواه أصحاب السنن وصححه الترمذي ‪ - 2 .‬وروى أصحاب‬
‫السنن الثلثة وحسنه الترمذي عن أنس قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من‬
‫قال إذا خرج من بيته ‪ :‬بسم ال ‪ ،‬توكلت على ال ‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال ‪ .‬يقال له‬
‫‪ :‬حسبك ! ‪ . .‬هديت ‪ ،‬وكفيت ‪ ،‬ووفيت ‪ ،‬تنحى عنه الشيطان ) ‪ - 3 .‬روى‬
‫البخاري ومسلم عن ابن عباس أن النب صلى ال عليه وسلم خرج إل الصلة وهو يقول‬
‫‪ ( :‬اللهم اجعل ف قلب نورا ‪ ،‬وف بصري نورا ‪ ،‬وف سعي نورا ‪ ،‬وعن يين نورا ‪،‬‬
‫وخلفي نورا وف عصب نورا ‪ ،‬وف لمي نورا ‪ ،‬وف دمي نورا ‪ ،‬وف شعري نورا ‪ ،‬وف‬
‫بشري نورا ) ‪ .‬وف رواية لسلم ‪ ( :‬اللهم اجعل ف قلب نورا ‪ ،‬وف لسان نورا ‪ ،‬واجعل‬

‫‪205‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف سعي نورا ‪ ،‬وف بصري نورا ‪ ،‬واجعل من خلفي نورا ‪ ،‬ومن أمامي نورا ‪ ،‬واجعل من‬
‫فوقي نورا ‪ ،‬ومن تت نورا ‪ :‬اللهم أعطن نورا ) ‪ - 4 .‬وروى أحد وابن خزية وابن‬
‫ماجه حسنه الافظ عن أب سعيد أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا خرج الرجل‬
‫من بيته إل الصلة فقال ‪ :‬أللهم إن أسألك بق السائلي عليك وبق مشاي هذا ‪ ،‬فإن‬
‫ل أخرج أشرا ول بطرا ( ‪ ) 2‬ول رياء ول سعة ‪ ،‬خرجت اتقاء سخطك ‪ ،‬وابتغاء‬
‫مرضاتك أسألك أن تنقذن من النار ‪ ،‬وأن تغفر ل ذنوب إنه ل يغفر الذنوب إل أنت ‪،‬‬
‫وكل ال به سبعي ألف ملك يستغفرون له ‪ ،‬وأقبل ال عليه بوجهه حت يقضي صلته )‬
‫‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬يصح الدعاء بذا سواء كان خارجا إل السجد أو إل غي السجد ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬الشر والبطر ‪ :‬جحود النعم وعدم شكرها ‪ ) 4 ( ) . ( .‬الدعاء عند دخولا وعند‬
‫الروج منها ‪ :‬يسن لن أراد دخول السجد أن يدخل برجله اليمن ويقول ‪ :‬أعوذ بال ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 248‬العظيم وبوجهه الكري ‪ ،‬وسلطانه القدي ‪ ،‬من الشيطان الرجيم ‪ .‬بسم ال‬
‫‪ :‬أللهم صل على ممد ‪ :‬اللهم اغفر ل ذنوب وافتح ل أبواب رحتك ‪ .‬وإذا أراد الروج‬
‫خرج برجله اليسرى ويقول ‪ :‬بسم ال ‪ :‬اللهم صل على ممد ‪ :‬اللهم اغفر ل ذنوب‬
‫وافتح ل أبواب فضلك ‪ :‬اللهم اعصمن من الشيطان الرجيم ‪ ) 5 ( .‬فضل السعي إليها‬
‫واللوس فيها ‪ - 1 :‬روى أحد والشيخان عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ ( :‬من غدا إل السجد وراح أعد ال له النة نزل كلما غدا وراح ) ( ‪- 2 . ) 1‬‬
‫وروى أحد وابن ماجه وابن خزية وابن حبان والترمذي وحسنه والام وصححه ‪ ،‬عن‬
‫أب سعيد أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا رأيتم الرجل يعتاد السجد فاشهدوا له‬
‫باليان ) قال ال عزوجل ‪ ( :‬إنا يعمر مساجد ال من آمن بال واليوم الخر ) ‪- 3 .‬‬
‫وروى مسلم عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من تطهر ف بيته ث‬
‫مشى إل بيت من بيوت ال ليقضي فريضة من فرائض ال كانت خطواته إحداها تط‬
‫خطيئته والخرى ترفع درجته ) ‪ - 4 .‬وروى الطبان والبزار بسند صحيح عن أب‬
‫الدرداء أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬السجد بيت كل تقي وتكفل ال لن كان‬
‫السجد بيته بالروح والرحة والواز على الصراط إل رضوان ال ‪ :‬إل النة ) ‪- 5 .‬‬
‫وتقدم حديث ‪ ( :‬أل أدلكم على ما يحو ال به الطايا ‪ ،‬ويرفع به الدرجات ) ‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬من غدا إل السجد وراح ‪ :‬أي ذهب ورجع ‪ :‬والنل ‪ :‬ما يعد للضيف‬
‫‪ ) 6 ( ) . ( .‬تية السجد ‪ :‬روى الماعة عن أب قتادة أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ ( :‬إذا جاء أحدكم السجد فليصل سجدتي من قبل أن يلس ) ‪ / .‬صفحة ‪/ 249‬‬
‫( ‪ ) 7‬أفضلها ‪ - 1 :‬روى البيهقي ( ‪ ) 1‬عن جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪( :‬‬
‫صلة ف السجد الرام مائة ألف صلة ‪ ،‬وصلة ف مسجدي ألف صلة ‪ ،‬وف بيت‬
‫القدس خسمائة صلة ) ‪ - 2 .‬وروى أحد أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬صلة‬
‫ف مسجدي هذا أفضل من ألف صلة ف ما سواه من الساجد إل السجد الرام ‪،‬‬
‫وصلة ف السجد الرام أفضل من صلة ف مسجدي هذا بائة صلة ) ‪ - 3 .‬وروى‬
‫الماعة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل تشد الرحال إل إل ثلثة مساجد ‪:‬‬
‫السجد الرام ‪ ،‬ومسجدي هذا ‪ ،‬والسجد القصى ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬حسنه‬
‫السيوطي ‪ ) 8 ( ) . ( .‬زخرفة الساجد ‪ - 1 :‬روى أحد وأبو داود والنسائي وابن‬
‫ماجه وصححه ابن حبان عن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل تقوم الساعة‬
‫حت يتباهى الناس بالساجد ) ‪ .‬ولفظ ابن خزية ‪ ( :‬يأت على الناس زمان يتباهون‬
‫بالساجد ( ‪) 2‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 249‬‬
‫ث ل يعمرونا إل قليل ) ‪ - 2 .‬وروى أبو داود وابن حبان وصححه عن ابن عباس أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ما أمرت بتشييد الساجد ( ‪ ) ) 3‬زاد أبو داود ‪ :‬قال‬
‫ابن عباس لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى ‪ - 3 .‬وروى ابن خزية وصححه ‪:‬‬
‫أن عمر أمر ببناء الساجد فقال ‪ :‬أكن الناس من الطر ( ‪ ، ) 4‬وإياك أن تمر أو تصرف‬
‫فتفت الناس ( ‪ . ) 5‬رواه البخاري معلقا ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 2‬يتباهون ‪ :‬يتفاخرون ‪( .‬‬
‫‪ ) 3‬ما أمرت بتشييد الساجد ‪ :‬أي برفع بنائها زيادة على الاجة ‪ ) 4 ( .‬أكن الناس من‬
‫الطر ‪ :‬أي استرهم ‪ ) 5 ( .‬فتفت الناس ‪ :‬أي تلهيهم ‪ ) 9 ( ) . ( .‬تنظيفها وتطييبها ‪:‬‬
‫‪ - 1‬روى أحد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان بسند جيد ‪ /‬صفحة ‪/ 250‬‬
‫‪............................................................‬‬

‫‪207‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 250‬‬
‫عن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم أمر ببناء الساجد ف الدور ‪ ،‬وأمر با أن تنظف‬
‫وتطيب ‪ .‬ولفظ أب داود ‪ ( :‬كان يأمرنا بالساجد أن نصنعها ف دورنا ونصلح صنعتها‬
‫ونطهرها ‪ ،‬وكان عبد ال يمر السجد إذا قعد عمر على النب ) ‪ - 2 .‬وعن أنس قال ‪،‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬عرضت علي أجور أمت حت القذاة يرجها‬
‫الرجل إل السجد ) رواه أبو داود والترمذي وصححه ابن خزية ‪ ) 10 ( .‬صيانتها ‪:‬‬
‫الساجد بيوت العبادة فيجب صيانتها من القذار والروائح الكريهة ‪ .‬فعند مسلم أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن هذه الساجد ل تصلح لشئ من هذا البول ول القذر ‪ ،‬إنا‬
‫هي لذكر ال وقراءة القرآن ) ‪ .‬وعند أحد بسند صحيح أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ ( :‬إذا تنخم أحدكم فليغيب نامته أن تصيب جلد مؤمن أو ثوبه فتؤذيه ) وروى هو‬
‫والبخاري عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا قام أحدكم ف الصلة‬
‫فل يبزقن أمامه فإنه يناجيه ال تبارك وتعال مادام ف مصله ‪ ،‬ول عن يينه فإن عن يينه‬
‫ملكا ‪ ،‬وليبصق عن يساره أو تت قدمه فيدفنها ) وف الديث التفق على صحته عن‬
‫جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من أكل الثوم والبصل والكراث ( ‪ ) 1‬فل‬
‫يقربن مسجدنا فإن اللئكة تتأذى ما يتأذى منه بنو آدم ) ‪ .‬وخطب عمر يوم المعة‬
‫فقال ‪ :‬إنكم أيها الناس تأكلون من شجرتي ل أراها إل خبيثتي ( البصل والثوم ) لقد‬
‫رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا وجد ريهما من الرجل أمر به فأخرج إل البقيع‬
‫‪ ،‬فمن أكلها فليمتهما طبخا ‪ .‬رواه أحد ومسلم والنسائي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أكل هذه‬
‫الشياء مباح إل أنه يتحتم على من أكلها البعد عن السجد ومتمعات الناس حت تذهب‬
‫رائحتها ‪ .‬ويلحق با الروائح الكريهة كالدخان والتجشؤ والبخر ‪ ) 11 ( ) . ( .‬كراهة‬
‫نشد الضالة ( ‪ ) 2‬والبيع والشراء والشعر ‪ :‬فعن أب هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ( :‬من سع ( هامش ) ( ‪ ) 2‬نشد الضالة ‪ :‬طلب الشئ الضائع ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 251‬رجل ينشد ضالة ف السجد فليقل ‪ :‬ل ردها ال عليك فإن الساجد ل‬
‫تب لذا ) رواه مسلم ‪ .‬وعنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا رأيتم من يبيع أو‬
‫يبتاع ف السجد فقولوا له ‪ :‬ل أربح ال تارتك ) رواه النسائي والترمذي وحسنه ‪ ،‬وعن‬

‫‪208‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عبد ال بن عمر قال ‪ ( :‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الشراء والبيع ف السجد‬
‫وأن تنشد فيه الشعار وأن تنشد فيه الضالة ‪ ،‬ونى عن التحلق قبل الصلة يوم المعة )‬
‫رواه ل خسة وصححه الترمذي ‪ .‬والشعر النهي عنه ما اشتمل على هجو مسلم أو مح‬
‫ظال أو فحش ونو ذلك ‪ .‬أما ما كان حكمة أو مدحا للسلم أو حثا على بر فإنه ل‬
‫بأس به ‪ ،‬فعن أب هريرة أن عمر مر بسان ينشد ف السجد فلحظ إليه ( ‪ ) 1‬فقال ‪ :‬قد‬
‫كنت أنشد فيه وفيه من هو خي منك ‪ ،‬ث التفت إل أب هريرة فقال ‪ :‬أنشدك بال ( ‪) 2‬‬
‫أسعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬أجب عن ‪ ،‬اللهم أيده بروح القدس (‬
‫‪ ) 3‬؟ قال نعم ) متفق عليه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬فلحظ إليه ‪ :‬أي نظر إليه شزرا ‪) 2 ( .‬‬
‫أنشدك بال ‪ :‬أي أسألك بال ‪ ) 3 ( .‬روح القدس ‪ :‬جبيل ‪ ) 12 ( ) . ( .‬السؤال‬
‫فيها ‪ :‬قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ :‬أصل السؤال مرم ف السجد وغيه إل لضرورة فإن‬
‫كان به ضرورة وسأل ف السجد ول يؤذ أحدا كتخطية الرقاب ول يكذب فيما يرويه‬
‫ول يهر جهرا يضر الناس كأن يسأل والطيب يطب أو وهم يسمعون علما يشغلهم به‬
‫‪ ،‬جاز ‪ ) 13 ( .‬رفع الصوت فيها ‪ :‬يرم رفع الصوت على وجه يشوش على الصلي‬
‫ولو بقراءة القرآن ‪ .‬ويستثن من ذلك درس العلم ‪ .‬فعن ابن عمر أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتم بالقراءة فقال ‪ ( :‬إن الصلي‬
‫يناجي ربه عزوجل فلينظر ب يناجيه ؟ ول يهر بعضكم على بعض القرآن ) رواه أحد‬
‫بسند صحيح ‪ ،‬وروى عن أب سعيد الدري أن النب صلى ال عليه وسلم اعتكف ف‬
‫السجد فسمعهم يهرون بالقراءة فكشف الستر وقال ‪ ( :‬أل أن ‪ /‬صفحة ‪ / 252‬كلكم‬
‫مناج ربه فل يوذين بعضكم بعضا ول يرفع بعضكم على بعض ف القراءة ) ‪ ،‬رواه أبو‬
‫داود والنسائي والبيهقي والاكم وقال صحيح على شرط الشيخي ‪ ) 14 ( .‬الكلم ف‬
‫السجد ‪ :‬قال النووي ‪ :‬يوز التحدث بالديث الباح ف السجد وبأمور الدنيا وغيها‬
‫من الباحات وإن حصل فيه ضحك ونوه ما دام مباحا ‪ :‬لديث جابر ابن سرة قال ‪:‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يقوم من مصله الذي صلى فيه الصبح حت تطلع‬
‫الشمس فإذا طلعت قام ‪ .‬قال ‪ :‬وكانوا يتحدثون فيأخذون ف أمر الاهلية فيضحكون‬
‫ويبتسم ‪ .‬أخرجه مسلم ‪ ) 15 ( .‬إباحة الكل والشرب والنوم فيها ‪:‬‬

‫‪209‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 252‬‬
‫فعن ابن عمر قال ‪ :‬كنا ف زمن رسول ال صلى ال عليه وسلم ننام ف السجد نقيل فيه (‬
‫‪ ) 1‬ونن شباب ‪ .‬وقال النووي ‪ :‬ثبت أن أصحاب الصفة والعرنبي وعليا وصفوان بن‬
‫أمية وجاعات من الصحابة كانوا ينامون ف السجد ‪ .‬وأن ثامة كان يبيت فيه قبل‬
‫إسلمه ‪ .‬كل ذلك ف زمن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬قال الشافعي ف الم ‪ :‬وإذا‬
‫بات الشرك ف السجد فكذا السلم ‪ .‬وقال ف الختصر ‪ :‬ول بأس أن يبيت الشرك ف‬
‫كل مسجد إل السجد الرام ‪ .‬وقال عبد ال بن الارث ‪ :‬كنا نأكل على عهد رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ف السجد البز واللحم ‪ ،‬رواه ابن ماجه بسند حسن ‪ ( .‬هامش‬
‫) ( ‪ ) 1‬نقيل فيه ‪ :‬أي ننام وقت القيلولة ‪ ) 16 ( ) . ( .‬تشبيك الصابع ‪ :‬يكره‬
‫تشبيك الصابع عند الروج إل الصلة وف السجد عند انتظارها ول يكره فيما عدا‬
‫ذلك ولو كان ف السجد ‪ .‬فعن كعب قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا‬
‫توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ث خرج عامدا إل السجد فل يشبكن بي أصابعه فإنه ف‬
‫صلة ) رواه أحد وأبو داود والترمذي وعن أب سعيد الدري قال ‪ :‬دخلت السجد مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه ‪ /‬صفحة ‪ / 253‬وسلم إذا رجل جالس وسط السجد متبيا‬
‫مشبكا أصابعه بعضها على بعض فأشار إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم فلم يفطن‬
‫لشارته ‪ .‬فالتفت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ ( :‬إذا كان أحدكم ف السجد‬
‫فل يشبكن فإن التشبيك من الشيطان ‪ ،‬وإن أحدكم ل يزال ف صلة ما كان ف السجد‬
‫حت يرج منه ) رواه أحد ‪ ) 17 ( .‬الصلة بي السواري ‪ :‬يوز للمام والنفرد الصلة‬
‫بي السواري ‪ ،‬لا رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر ( أن النب صلى ال عليه وسلم لا‬
‫دخل الكعبة صلى بي الساريتي ) ‪ .‬وكان سعيد بن جب وإبراهيم التيمي وسويد بن غفلة‬
‫يؤمون قومهم بي الساطي ‪ .‬وأما الؤتون فتكره صلتم بينها عند السعة بسبب قطع‬
‫الصفوف ول تكره عند الضيق ‪ .‬فعن أنس قال ‪ :‬كنا ننهى عن الصلة بي السواري‬
‫ونطرد عنها ‪ .‬رواه الاكم وصححه ‪ ،‬وعن معاوية بن قرة عن أبيه قال ‪ :‬كنا ننهى أن‬
‫نصف بي السواري على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ونطرد عنها طردا ‪ .‬رواه‬

‫‪210‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ابن ماجه وف إسناده رجل مهول ‪ .‬وروى سعيد بن منصور ف سننه النهي عن ذلك من‬
‫ابن مسعود وابن عباس وحذيفة ‪ .‬قال ابن سيد الناس ‪ :‬ول يعرف لم مالف ف الصحابة‬
‫‪ .‬الواضع النهى عن الصلة فيها ورد النهي عن الصلة ف الواضع التية ‪ ) 1 ( :‬الصلة‬
‫ف القبة ( ‪ : ) 1‬فعند الشيخي وأحد والنسائي عن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ ( :‬لعن ال اليهود والنصارى ‪ :‬اتذوا قبور أنبيائهم مساجد ) ‪ .‬وعند أحد ومسلم‬
‫عن أب مرثد الغنوي أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل تصلوا إل القبور ول تلسوا‬
‫عليها ) ‪ .‬وعندها أيضا عن جندب بن عبد ال ( هامش ) ( ‪ ) 1‬النهي عن اتاذ القب‬
‫مسجدا من أجل الوف من البالغة ف تعظيم اليت والفتتان به فهو من غاب سد الذريعة‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 254‬البجلي قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم قبل أن‬
‫يوت بمس يقول ‪ ( :‬إن من اكن قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصاليهم مساجد‬
‫‪ ،‬أل فل تتخذوا القبور مساجد ‪ ،‬إن أناكم عن ذلك ) ‪ .‬وعن عائشة أن أم سلمة‬
‫ذكرت لرسول ال صلى ال عليه وسلم كنيسة رأتا بأرض البشة يقال لا مارية فذكرت‬
‫له ما رأته فيها من الصور ‪ ،‬فقال صلى ال عليه وسلم ( أولئك قوم إذا مات فيهم العبد‬
‫الصال أو الرجل الصال بنوا على قبه مسجدا وصوروا فيه تلك الصور ‪ ،‬أولئك شرار‬
‫اللق عند ال ) رواه البخاري ومسلم والنسائي ‪ .‬وعنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪:‬‬
‫( لعن ال زائرات القبور والتخذين عليها الساجد والسرج ) ‪ .‬وحل كثي من العلماء‬
‫النهي على الكراهة سواء كانت القبة أمام الصلي أم خلفه ‪ .‬وعند الظاهرية النهي ممول‬
‫على التحري ‪ ،‬وأن الصلة ف القبة باطلة ( ‪ . ) 1‬وعند النابلة كذلك إذا كانت تتوي‬
‫على ثلثة قبور فأكثر ‪ ،‬أما ما فيها قب أو قبان فالصلة فيها صحيحة مع الكراهة إذا‬
‫استقبل القب وإل فل كراهة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا هو الظاهر الذي ل ينبغي العدول‬
‫عنه بال ‪ ،‬فالحاديث صحيحة وصرية ف تري الصلة عند القب سواء أكان قبا واحدا‬
‫أم أكثر ‪ ) . ( .‬وقد صلى أبو موسى الشعري وعمر بن عبد العزيز ف الكنيسة ‪ .‬ول ير‬
‫الشعب وعطاء وابن سيين بالصلة فيها بأسا ‪ .‬قال البخاري ‪ :‬كان ابن عباس يصلي ف‬
‫بيعة إل بيعة فيها تاثيل ‪ .‬وقد كتب إل عمر من نران أنم ل يدوا مكانا أنظف ول‬
‫أجود من بيعة ‪ ،‬فكتب ‪ ( :‬انضحوها باء وسدر وصلوا فيها ) وعند النفية والشافعية‬

‫‪211‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القول بكراهة الصلة فيهما مطلقا ‪ ) 3 ( .‬الصلة ف الزبلة والجزرة وقارعة الطريق‬
‫وأعطان البل والمام‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 254‬‬
‫وفوق ظهر بيت ال ‪ :‬فعن زيد بن جبية عن داود بن حصي عن ابن عمر أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم نى أن يصلى ف سبعة مواطن ‪ ( :‬ف الزبلة والجزرة والقبة وقارعة‬
‫الطريق وف المام وف أعطان البل وفوق ظهر بيت ال ) ‪ .‬رواه ‪ /‬صفحة ‪ / 255‬ابن‬
‫ماجه وعبد بن حيد والترمذي وقال ‪ :‬إسناده ليس بالقوي ‪ .‬وعلة النهي ف الجزرة‬
‫والزبلة كونما مل للنجاسة فتحرم الصلة فيهما من غي حائل ومع الائل تكره عند‬
‫جهور العلماء ‪ ،‬وترم عند أحد وأهل الظاهر ‪ .‬وعلة النهي عن الصلة ف مبارك البل‬
‫كونا خلقت من الن ‪ ،‬وقيل غي ذلك ‪ .‬وحكم الصلة ف مبارك البل كالكم ف‬
‫سابقه ‪ ،‬وعلة النهي عن الصلة ف قارعة الطريق ما يقع فيه عادة من مرور الناس وكثرة‬
‫اللغط الشاغل للقلب والؤدي إل ذهاب الشوع ‪ .‬وأما ف ظهر الكعبة فلن الصلي ف‬
‫هذه الالة يكون مصليا على البيت ل إليه ‪ ،‬وهو خلف المر ‪ ،‬ولذلك يرى الكثي عدم‬
‫صحة الصلة فوق الكعبة ‪ ،‬خلفا للحنفية القائلي بالواز مع الكراهة لا فيه من ترك‬
‫التعظيم ‪ .‬وأما الكراهة ف المام فقيل لنه مل للنجاسة والقول بالكراهة قول المهور‬
‫إذا انتفت النجاسة ‪ .‬وقال أحد والظاهرية وأبو ثور ‪ :‬ل تصح الصلة فيه ‪ .‬الصلة ف‬
‫الكعبة الصلة ف الكعبة صحيحة ل فرق بي الفرض والنفل ‪ .‬فعن ابن عمر قال ‪ :‬دخل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم البيت هو وأسامة بن زيد وبلل وعثمان بن طلحة فأغلقوا‬
‫عليهم الباب فلما فتحوا كنت أول من ول فلقيت بلل فسألته ‪ :‬هل صلى رسول ال ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم بي العمودين اليمانيي ‪ .‬واه أحد والشيخان ‪ .‬السترة أمام الصلي ( ‪) 1‬‬
‫حكمها ‪ :‬يستحب للمصلي أن يعل بي يديه سترة تنع الرور أمامه وتكف بصره عما‬
‫وراءها ‪ ،‬لديث أب سعيد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا صلى أحدكم‬
‫فليصل إل سترة وليدن منها ) رواه أبو داود وابن ماجه ‪ .‬وعن ابن عمر أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم كان إذا خرج يوم العيد أمر بالربة فتوضع بي يديه فيصلي إليها‬

‫‪212‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والناس وراءه ‪ .‬وكان يفعل ذلك ف السفر ‪ /‬صفحة ‪ / 256‬ث اتذها المراء ‪ .‬رواه‬
‫البخاري ومسلم وأبو داود ‪ ،‬ويرى النفية والالكية أن اتاذ السترة إنا يستحب للمصلي‬
‫عند خوف مرور أحد بي يديه فإذا أمن مرور أحد بي يديه فل يستحب ‪ ،‬لديث ابن‬
‫عباس أن النب صلى ال عليه وسلم صلى ف فضاء وليس بي يديه شئ ‪ .‬رواه أحد وأبو‬
‫داود ورواه البيهقي وقال ‪ :‬وله شاهد بإسناد أصح من هذا عن الفضل بن عباس ‪) 2 ( .‬‬
‫ب تتحقق ‪ :‬وهي تتحقق بكل شئ ينصبه الصلي تلقاء وجهه ولو كان ناية فرشه ‪ .‬فعن‬
‫صبة بن معبد قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( إذا صلى أحدكم فليستتر‬
‫لصلته ولو بسهم ) رواه أحد والاكم وقال صحيح على شرط مسلم ‪ ،‬وقال اليثمي ‪:‬‬
‫رجال أحد رجال الصحيح ‪ .‬وعن أب هريرة قال ‪ ،‬قال أبو القاسم صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫( إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا ‪ ،‬فإن ل يد شيئا فلينصب عصا ‪ ،‬فإن ل‬
‫يكن معه عصا فليخط خطا ول يضره ما مر بي يديه ) رواه أحد وأبو داود وابن حبان‬
‫وصححه ‪ ،‬كما صححه أحد وابن الدين ‪ ،‬وقال البيهقي ل بأس بذا الديث ف هذا‬
‫الكم إن شاء ال ‪ ،‬وروى عنه صلى ال عليه وسلم أنه صلى إل السطوانة الت ف‬
‫مسجده وأنه صلى إل شجرة وأنه صلى إل السرير وعليه عائشة مضطجعة ( ‪ ) 1‬وأنه‬
‫صلى إل راحلته كما صلى إل آخرة الرحل ‪ ،‬وعن طلحة قال ‪ :‬كنا نصلي والدواب تر‬
‫بي أيدينا فذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ ( :‬مؤخرة الرحل ( ‪ ) 2‬تكون بي‬
‫يدي أحدكم ث ل يضره ما مر عليه ) رواه أحد ومسلم وأبو داود وابن ماجه والترمذي‬
‫وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬يؤخذ منه جواز الصلة ال النائم وقد جاء ني‬
‫عن الصلة إل النائم والتحدث ‪ ،‬ول يصح ‪ ) 2 ( .‬مؤخرة بضم أوله وكسر الاء‬
‫وفتحها ‪ :‬الشبة الت ف آخر الرحل ‪ ) 3 ( ) . ( .‬سترة المام سترة للمأموم ‪ :‬وتعتب‬
‫سترة المام سترة لن خلفه ‪ ،‬فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال ‪ :‬هبطنا مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من ثنية أذاخر ( ‪ ( ) 3‬هامش ) ( ‪ ) 3‬الثنية ‪ :‬الطريق‬
‫الرتفع ‪ .‬وأذاخر ‪ :‬موضع قرب مكة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 257‬فحضرت الصلة فصلى‬
‫إل جدار فاتذه قبلة ونن خلفه فجاءت بمة ( ‪ ) 1‬تر بي يديه فما زال يدارئها ( ‪) 2‬‬
‫حت لصق بطنه بالدار ومرت من ورائه ‪ .‬رواه أحد وأبو داود ‪ ،‬وعن ابن عباس قال ‪:‬‬

‫‪213‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أقبلت راكبا على أتان وأنا يومئذ قد ناهزت الحتلم ( ‪ ) 3‬والنب صلى ال عليه وسلم‬
‫يصلي بالناس بن فمررت بي يدي بعض الصف فأرسلت التان ترتع ( ‪ ) 4‬ودخلت ف‬
‫الصف فلم ينكر ذلك علي أحد ‪ .‬رواه الماعة ‪ .‬ففي هذه الحاديث ما يدل على جواز‬
‫الرور بي يدي الأموم وأن السترة إنا تشرع بالنسبة للمام والنفرد ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 257‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬البهمة ‪ :‬ولد الضأن ‪ ) 2 ( .‬يدارئها ‪ :‬يدافعها ‪ ) 3 ( .‬ناهزت‬
‫الحتلم ‪ :‬أي قاربت البلوغ ‪ ) 4 ( .‬الرتع ‪ :‬الرعي ‪ ) 4 ( ) . ( .‬استحباب القرب منها‬
‫‪ :‬قال البغوي ‪ :‬استحب أهل العلم الدنو من السترة بيث يكون بينه وبينها قدر إمكان‬
‫السجود ‪ ،‬وكذلك بي الصفوف ‪ ،‬وف الديث التقدم ‪ ( :‬وليدن منها ) ‪ .‬وعن بلل أنه‬
‫صلى ال عليه وسلم صلى وبينه وبي الدار نو من ثلثة أذرع ‪ .‬رواه أحد والنسائي ‪.‬‬
‫ومعناه للبخاري ‪ .‬وعن سهل بن سعد قال ‪ :‬كان بي مصلي رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم مر الشاة ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪ ) 5 ( .‬تري الرور بي يدي الصلي وسترته ‪:‬‬
‫الحاديث تدل على حرمة الرور بي يدي الصلي وسترته وأن ذلك يعتب من الكبائر ‪،‬‬
‫فعن بسر بن سعيد قال ‪ :‬إن زيد بن خالد أرسله إل أب جهيم يسأله ماذا سع من رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ف الار بي يدي الصلي ؟ فقال أبو جهيم قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ( :‬لو يعلم الار بي يدي الصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعي خي له‬
‫من أن ير بي يديه ( ‪ ) ) 5‬رواه الماعة ‪ .‬وعن زيد بن خالد أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ ( :‬لو يعلم الار ( هامش ) ( ‪ ) 5‬قال أبو النصر عن بسر ‪ :‬ل أدري قال‬
‫أربعي يوما أو شهرا أو سنة ‪ .‬وف الفتح ‪ :‬وظاهر الديث يدل على منع الرور مطلقا ولو‬
‫ل يد مسلكا بل يقف حت يفرغ الصلي من صلته ‪ ،‬ويؤيده قصة أب سعيد التية ‪.‬‬
‫ومعن الديث أن الار لو علم مقدار الث الذي يلحقه من مروره بي يدي الصلي لختار‬
‫أن يقف الدة الذكورة حت ل يلحقه ذلك الث ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 258‬بي يدي‬
‫الصلي ماذا عليه كان لن يقوم أربعي خريفا خي له من أن ير بي يديه ) رواه البزار‬
‫بسند صحيح ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬قال ابن حبان وغيه ‪ :‬التحري الذكور ف الديث إنا هو‬

‫‪214‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إذا صلى الرجل إل سترة فأما إذا ل يصل إل سترة فل يرم الرور بي يديه ‪ .‬واحتج أبو‬
‫حات ( ‪ ) 1‬على ذلك با رواه ف صحيحه عن الطلب بن أب وداعة قال ‪ :‬رأيت النب‬
‫صلى ال عليه وسلم حي فرغ من طوافه أتى حاشية الطاف فصلى ركعتي وليس بينه‬
‫وبي الطوافي أحد ‪ .‬قال أبو حات ‪ :‬ف هذا الب دليل على إباحة مرور الرء بي يدي‬
‫الصلي إذا صلى إل غي سترة ‪ ،‬وفيه دليل واضح على أن التغليظ الذي روي ف الار بي‬
‫يدي الصلي إنا أريد بذلك إذا كان الصلي يصلي إل سترة دون الذي يصلي إل غي‬
‫سترة يستتر با ‪ .‬قال أبو حات ‪ :‬ذكر البيان بأن هذه الصلة ل تكن بي الطوافي وبي‬
‫النب صلى ال عليه وسلم سترة ‪ .‬ث ساق من حديث الطلب قال ‪ :‬رأيت النب صلى ال‬
‫عليه وسلم يصلي حذو الركن السود والرجال والنساء يرون بي يديه ما بينهم وبينه‬
‫سترة ‪ .‬وف الروضة لو صلى إل غي سترة أو كانت وتباعد منها ‪ ،‬فالصح أنه ليس له‬
‫الدافع لتقصية ول يرم الرور حينئذ بي يديه ولكن الول تركه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أبو‬
‫حات ‪ :‬هو ابن حبان ‪ ) 6 ( ) . ( .‬مشروعية دفع الار بي يدي الصلي ‪ :‬إذا اتذ الصلي‬
‫سترة يشرع له أن يدفع الار بي يديه إنسانا كان أو حيوانا أما إذا كان الرور خارج‬
‫السترة فل يشرع الدفع ول يضره الرور ‪ .‬فعن حيد بن هلل قال ‪ :‬بينا أنا وصاحب ل‬
‫نتذاكر حديثا إذ قال أبو صال السمان ‪ :‬أنا أحدثك ما سعت عن أب سعيد ورأيت منه‬
‫قال ‪ :‬بينما أنا مع أب سعيد الدري نصلي يوم المعة إل شئ يستره من الناس إذ دخل‬
‫شاب من بن أب معيط أراد أن يتاز بي يديه فدفعه ف نره فنظر فلم يد مساغا ( ‪) 2‬‬
‫إل بي يدي أب سعيد فعاد ليجتاز فدفعه ف نره أشد من الدفعة الول فمثل قائما ونال‬
‫من أب سعيد ( ‪ ) 3‬ث تزاحم الناس فدخل على مروان فشكا إليه ما لقي ‪ ،‬ودخل أبو‬
‫سعيد ( ‪ ) 3‬ث تزاحم الناس فدخل على مروان فشكا إليه ما لقي ‪ ،‬ودخل أبو سعيد على‬
‫مروان فقال ‪ :‬مالك ولبن أخيك جاء يشكوك ؟ فقال ( هامش ) ( ‪ ) 2‬فلم يد مساغا‬
‫‪ :‬أي مرا ‪ ) 3 ( .‬أي أصاب من عرضه بالشتم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 259‬أبو سعيد ‪:‬‬
‫سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬إذا صلى أحدكم إل شئ يستره من الناس‬
‫فأراد أحد أن يتاز بي يديه فليدفعه فإن أب فليقاتله فإنا هو شيطان ) رواه البخاري‬
‫ومسلم ‪ ) 7 ( .‬ل يقطع الصلة شئ ‪ :‬ذهب علي وعثمان وابن السيب والشعب ومالك‬

‫‪215‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والشافعي وسفيان الثوري والحناف إل أن الصلة ل يقطعها شئ ‪ ،‬لديث أب داود عن‬
‫أب الوداك قال ‪ :‬مر شاب من قريش بي يدي أب سعيد وهو يصلي فدفعه ث عاد فدفعه‬
‫ث عاد فدفعه ‪ ،‬ثلث مرات ‪ .‬فلما انصرف قال ‪ :‬إن الصلة ل يقطعها شئ ‪ ،‬ولكن قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ادرءوا ما استطعتم فإنه شيطان ) ‪ ( .‬ما يباج ف‬
‫الصلة ) يباج ف الصلة ما يأت ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 259‬‬
‫‪ - 1‬البكاء والتأوه والني سواء أكان ذلك من خشية ال أم كان لغي ذلك كالتأوه من‬
‫الصائب والوجاع ما دام عن غلبة بيث ل يكن دفعه ‪ :‬لقول ال تعال ‪ ( :‬إذا نتلى‬
‫عليهم آيات الرحن خروا سجدا وبكيا ) ‪ .‬والية تشمل الصلي وغيه ‪ .‬وعن عبد ال بن‬
‫الشخي قال ‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي وف صدره أزيز كأزيز الرجل‬
‫من البكاء ( ‪ ) 1‬رواه أحد وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه ‪ .‬وقال علي ‪ :‬ما‬
‫كان فينا فارس يوم بدر غي القداد بن السود ‪ ،‬ولقد رأيتنا وما فينا قائم إل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم تت شجرة يصلي ويبكي حت أصبح ‪ .‬رواه ابن حبان ‪ .‬وعن‬
‫عائشة رضي ال عنها ف حديث مرض رسول ال صلى ال عليه وسلم الذي توف فيه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬مروا أبا بكر أن يصلي بالناس ‪ ،‬قالت عائشة ‪ :‬يا‬
‫رسول ال إن أبا بكر رجل رقيق ل يلك دمعه وإنه إذا قرأ القرآن بكى ‪ :‬قالت ‪ :‬وما‬
‫قلت ذلك إل كراهية أن ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي أن صدره صلى ال عليه وسلم يغلي من‬
‫البكاء من خشية ال فيسمع له صوت كصوت القدر حي يغلي فيه الاء ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 260‬يتأث الناس بأب بكر ( ‪ ) 1‬أن يكون أول من قام مقام رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال ‪ ( :‬مروا أبا بكر فليصل بالناس ‪ ،‬إنكن صواحب يوسف ) ( ‪ ) 2‬رواه أحد‬
‫وأبو داود وابن حبان والترمذي وصححه ‪ .‬وف تصميم الرسول صلى ال عليه وسلم على‬
‫صلة أب بكر بالناس مع أنه أخب أنه إذا قرأ غلبه البكاء دليل على الواز ‪ .‬وصلى عمر‬
‫صلة الصبح وقرأ سورة يوسف حت بلغ إل قوله تعال ( إنا أشكو بثي وحزن إل ال )‬
‫فسمع نشيجه ( ‪ ) 3‬رواه البخاري وسعيد بن منصور وابن النذر ‪ .‬وف رفع عمر صوته‬

‫‪216‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالبكاء رد على القائلي بأن البكاء ف الصلة مبطل لا إن ظهر منه حرفان سواء أكان من‬
‫خشية ال أم ل ‪ .‬وقولم إن البكاء إن ظهر منه حرفان يكون كلما غي مسلم فالبكاء‬
‫شئ والكلم شئ آخر ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أن يتشاءم الناس به ويتجنبونه كما يتجنبون‬
‫الث ‪ ) 2 ( .‬أي أن عائشة مثل صاحبة يوسف ف كونا أظهرت خلف ما ف الباطن‬
‫فكما أن صاحبة يوسف دعت النسوة وأظهرت أنا تريد إكرامهن بالضيافة مع أن قصدها‬
‫القيقي هو أن ينظرن إل جال يوسف فيعذرنا ف مبته فكذلك عائشة فإنا أظهرت أن‬
‫صرف المامة عن أبيها أنه ل يسمع الأمومي القراءة لبكائه مع أن مرادها القيقي أل‬
‫يتشاءم الناس به ‪ ) 3 ( .‬النشيج ‪ :‬رفع الصوت بالبكاء ‪ ) 2 ( ) . ( .‬اللتفات عند‬
‫الاجة ‪ :‬فعن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يصلي‬
‫يلتفت يينا وشال ول يلوي عنقه خلف ظهره ‪ .‬رواه أحد ‪ .‬وروى أبو داود أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم جعل يصلي وهو يلتفت إل الشعب ‪ .‬قال أبو داود ‪ :‬وكان أرسل‬
‫فارسا إل الشعب من الليل يرس ‪ .‬وعن أنس بن سيين قال ‪ :‬رأيت أنس بن مالك‬
‫يستشرف لشئ ( ‪ ) 4‬وهو ف الصلة ‪ ،‬ينظر إليه ‪ .‬رواه أحد ‪ .‬فإن كان اللتفات لغي‬
‫حاجة كره تنيها ‪ ،‬لنافاته الشوع والقبال على ال ‪ ،‬فعن عائشة رضي ال عنها قالت ‪:‬‬
‫سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن التلفت ف الصلة فقال ‪ ( :‬اختلس يتلسه‬
‫الشيطان من صلة العبد ) ( ‪ ) 5‬رواه أحد والبخاري والنسائي وأبو داود ‪ .‬وعن أب‬
‫الدرداء ( هامش ) ( ‪ ) 4‬يستشرف لشئ ‪ :‬أي يرفع بصره إليه ‪ ) 2 ( .‬الختلس ‪ :‬أخذ‬
‫الشئ بسرعة ‪ ،‬أي إن الشيطان يأخذ من الصلة بسبب اللتفات ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪261‬‬
‫‪ /‬رضي ال عنه مرفوعا ‪ ( :‬يأيها الناس إياكم واللتفات فإنه ل صلة للملتفت ‪ ،‬فإن‬
‫غلبتم ف التطوع فل تغلب ف الفرائض ) رواه أحد ‪ .‬وعن أنس قال ‪ :‬قال ل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إياك واللتفات ف الصلة فإن اللتفات ف الصلة هلكة فإن‬
‫كان ول بد ففي التطوع ل ف الفريضة ) رواه الترمذي وصححه ‪ .‬وف حديث الارث‬
‫الشعري أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إن ال أمر يي بن زكريا بمس كلمات‬
‫أن يعمل با ويأمر بن إسرائيل أن يعملوا با ‪ ،‬فيه ‪ . . ( :‬وإن ال أمركم بالصلة فإذا‬
‫صليتم فل تلتفتوا فإن ال ينصب وجهه لوجه عبده ف صلته ما ل يلتفت ) رواه أحد‬

‫‪217‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والنسائي ‪ .‬وعن أب ذر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل يزال ال مقبل على العبد‬
‫وهو ف صلته ما ل يلتفت فإذا التفت انصرف عنه ) رواه أحد وأبو داود وقال ‪ :‬صحيح‬
‫السناد ‪ .‬هذا كله ف اللتفات بالوجه أما اللتفات بميع البدن والتحول به عن القبلة‬
‫فهو مبطل للصلة اتفاقا ‪ ،‬للخلل بواجب الستقبال ‪ ) 3 ( .‬قتل الية والعقرب‬
‫والزنابي ونو ذلك من كل ما يضر وإن أدى قتلها إل عمل كثي ‪ :‬فعن أب هريرة أن‬
‫النب صلى لله عليه وسلم قال ‪ ( :‬اقتلوا السودين ( ‪ ) 1‬ف الصلة ‪ :‬الية والعقرب )‬
‫رواه أحد وأصحاب السنن ‪ .‬الديث حسن‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 261‬‬
‫صحيح ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬اقتلوا السودين ‪ :‬يطلق على الية والعقرب لفظ السودين‬
‫تغليبا ‪ ،‬ول يسمى بالسود ف الصل إل الية ‪ ) 4 ( ) . ( .‬الشي اليسي لاجة ‪ :‬فعن‬
‫عائشة قالت ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي ف البيت والباب عليه مغلق‬
‫فجئت فاستفتحت فمشى ففتح ل ث رجع ال مصله ‪ .‬ووصفت أن الباب ف القبلة ‪.‬‬
‫رواه أحد وأبو داود والنسائي والترمذي وحسنه ‪ .‬ومعن أن الباب ف القبلة ‪ ،‬أي جهتها‬
‫‪ .‬فهو ل يتحول عن القبلة حينما تقدم لفتح الباب وحينما رجع إل مكانه ‪ .‬ويؤيد هذا ما‬
‫جاء عنها أنه كان صلى ال عليه ‪ /‬صفحة ‪ / 262‬وسلم يصلي فإذا استفتح إنسان الباب‬
‫فتح الباب ما كان ف القبلة أو عن يينه أو عن يساره ول يستدبر القبلة ‪ .‬رواه الدار قطن‬
‫‪ .‬وعن الزرق بن قيس قال ‪ :‬كان أبو برزة السلمي بالهواز ( ‪ ) 1‬على حرف نر وقد‬
‫جعل اللجام ف يده وجعل يصلي ‪ ،‬فجعلت الدابة تنكص ( ‪ ) 2‬وجعل يتأخر معها ‪.‬‬
‫فقال رجل من الوارج ‪ :‬اللهم اخز هذا الشيخ كيف يصلي ؟ قال ‪ :‬فلما صلى قال ‪ :‬قد‬
‫سعت مقالكم ‪ .‬غزوت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ستا أو سبعا أو ثانيا فشهدت‬
‫أمره وتيسيه فكان رجوعي مع دابت أهون علي من تركها فتنع إل مألفها ( ‪ ) 3‬فيشق‬
‫علي ‪ .‬وصلى أبو برزة العصر ركعتي ( ‪ . ) 4‬رواه أحد والبخاري والبيهقي ‪ .‬وأما‬
‫الشي الكثي فقد قال الافظ ف الفتح ‪ :‬أجع الفقهاء على أن الشي الكثي ف الصلة‬
‫الفروضة يبطلها ‪ ،‬فيحمل حديث أب برزة على القليل ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الهواز ‪ :‬بلدة‬

‫‪218‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالعراق ‪ ) 2 ( .‬تنكص ‪ :‬أي ترجع ‪ ) 3 ( .‬فتنع ‪ :‬أي تعود إل الكان الذي ألفته ‪( .‬‬
‫‪ ) 4‬لسفره ‪ ) . ( .‬حل الصب وتعلقه بالصلي ‪ :‬فعن أب قتادة أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم صلى وأمامة بنت زينب ( ‪ ) 5‬ابنة النب صلى ال عليه وسلم على رقبته فإذا ركع‬
‫وضعها وإذا قام من سجوده أخذها فأعادها على رقبته فقال عامر ول أسأله ‪ :‬أي صلة‬
‫هي ؟ قال ابن جريج ‪ :‬وحدثت عن زيد بن أب عتاب عن عمرو بن سليم ‪ :‬أنا صلة‬
‫الصبح ‪ .‬قال أبو عبد الرحن ( ‪ ) 6‬جوده ( أي جود ابن جريج إسناد الديث الذي فيه‬
‫أنا صلة الصبح ) رواه أحد والنسائي وغيها ‪ .‬قال الفاكهان ‪ :‬وكأن السر ف حله‬
‫صلى ال عليه وسلم أمامة ف الصلة دفعا لا كانت العرب تالفه من كراهة البنات بالفعل‬
‫قد يكون أقوى من القول ‪ .‬وعن عبد ال بن شداد عن أبيه قال ‪ :‬خرج علينا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ف إحدى صلة العشي ( الظهر أو العصر ) وهو حامل ( حسن أو‬
‫حسي ) فتقدم النب صلى ال عليه وسلم فوضعه ث كب للصلة فصلى فسجد بي ظهري‬
‫صلته سجدة أطالا ‪ ،‬قال ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 5‬هي ابنة أب العاص بن الربيع ‪ ) 6 ( .‬هو‬
‫عبد ال بن المام أحد ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 263‬إن رفعت رأسي فإذا الصب على ظهر‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ساجد فرجعت ف سجودي ‪ .‬فلما قضى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم الصلة قال الناس ‪ :‬يا رسول ال إنك سجدت بي ظهري الصلة‬
‫سجدة أطلتها حت ظننا أنه قد حدث أمر ‪ ،‬أو أنه يوحى إليك ؟ قال ‪ ( :‬كل ذلك ل‬
‫يكن ‪ ،‬ولكن ابن ارتلن فكرهت أن أعجله حت يقضي حاجته ) رواه أحد والنسائي‬
‫والاكم ‪ .‬قال النووي ‪ :‬هذا يدل لذهب الشافعي رحه ال تعال ومن وافقه أنه يوز‬
‫حل الصب والصبية وغيها من اليوان الطاهر ف صلة الفرض وصلة النفل ‪ ،‬ويوز‬
‫ذلك للمام والأموم ‪ .‬وحله أصحاب مالك رضي ال عنه على النافلة ومنعوا جواز ذلك‬
‫ف الفريضة ‪ .‬وهذا التأويل فاسد لن قوله يؤم الناس صريح أو كالصريح ف أنه كان ف‬
‫الفريضة ‪ ،‬وقد سبق أن ذلك كان ف فريضة الصبح ‪ .‬قال ‪ :‬وادعى بعض الالكية أنه‬
‫منسوخ وبعضهم أنه خاص بالنب صلى ال عليه وسلم وبعضهم أنه كان لضرورة ‪ .‬وكل‬
‫هذه الدعاوى باطلة ومردودة فإنه ل دليل عليها ول ضرورة إليها ‪ ،‬بل الديث صحيح‬
‫صريح ف جواز ذلك وليس فيه ما يالف قواعد الشرع ‪ ،‬لن الدمي طاهر وما ف جوفه‬

‫‪219‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫معفو عنه لكونه ف معدته ‪ ،‬وثياب الطفال تمل على الطهارة ودلئل الشرع متظاهرة‬
‫على هذا ‪ .‬والفعال ف الصلة ل تبطلها إذا قلت أو تفرقت ‪ ،‬وفعل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم هذا بيانا للجواز وتنبيها به على هذه القواعد الت ذكرتا ‪ .‬وهذا يرد ما ادعاه المام‬
‫أبو سليمان الطاب أن هذا الفعل يشبه أن يكون كان بغي تعمد فحملها ف الصلة‬
‫لكونا كانت تتعلق به صلى ال عليه وسلم فلم يرفعها فإذا قام بقيت معه ‪ .‬قال ‪ ( :‬ول‬
‫يتوهم أنه حلها مرة أخرى عمدا لنه عمل كثي ويشغل القلب ‪ ،‬وإذا كان علم الميصة‬
‫شغله فكيف ل يشغله هذا ؟ ) هذا كلم الطاب رحه ال تعال ‪ ،‬وهو باطل ودعوى‬
‫مردة ‪ .‬وما يردها قوله ف صحيح مسلم ‪ :‬فإذا قام حلها ‪ .‬وقوله ‪ :‬فإذا رفع من السجود‬
‫أعادها ‪ ،‬وقوله ف رواية غي مسلم ‪ :‬خرج علينا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 263‬‬
‫حامل أمامة فصلى فذكر الديث ‪ .‬وأما قضية الميصة فلنا تشغل القلب بل فائدة ‪،‬‬
‫وحل أمامة ل نسلم أنه يشغل القلب وإن شغله فيترتب عليه فوائد ‪ /‬صفحة ‪/ 264‬‬
‫وبيان قواعد ما ذكرناه وغيه ‪ ،‬فأصل ذلك الشغل لذه الفوائد ‪ ،‬بلف الميصة‬
‫فالصواب الذي ل معدل عنه أن الديث كان لبيان الواز والتنبيه على هذه الفوائد فهو‬
‫جائز لنا وشرع مستمر للمسلمي إل يوم الدين ‪ ،‬وال أعلم ‪ ) 6 ( .‬إلقاء السلم على‬
‫الصلي وماطبته وأنه يوز له أن يرد بالشارة على من سلم عليه أو خاطبه ‪ :‬فعن جابر‬
‫بن عبد ال قال ‪ :‬أرسلن رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو منطلق إل بن الصطلق‬
‫فأتيته وهو يصلي على بعيه فكلمته فقال بيده هكذا ‪ ،‬ث كلمته فقال بيده هكذا ( أشار‬
‫با ) وأنا أسعه يقرأ ويومئ برأسه ‪ .‬فلما فرغ قال ‪ ( :‬ما فعلت ف الذي أرسلتك فإنه ل‬
‫ينعن من أن أرد عليك إل أن كنت أصلي ؟ ) رواه أحد ومسلم ‪ .‬وعن عبد ال بن عمر‬
‫عن صهيب أنه قال ‪ :‬مررت برسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يصلي فسلمت فرد‬
‫علي إشارة ‪ ،‬وقال ‪ :‬ل أعلمه إل قال إشارة بإصبعه ‪ :‬كيف كان النب صلى ال عليه‬
‫وسلم يرد عليهم حي كانوا يسلمون ف الصلة ؟ قال ‪ :‬كان يشي بيده ‪ .‬رواه أحد‬
‫وأصحاب السنن وصححه الترمذي ‪ .‬وعن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم كان يشي‬

‫‪220‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف الصلة ‪ .‬رواه أحد وأبو داود وابن خزية وهو صحيح السناد ‪ .‬ويستوي ف ذلك‬
‫الشارة بالصبع أو باليد جيعها أو بالياء بالرأس فكل ذلك وارد عن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ) 7 ( .‬التسبيح والتصفيق ‪ :‬يوز التسبيح للرجال والتصفيق للنساء إذا‬
‫عرض أمر من المور ‪ ،‬كتنبيه المام إذا أخطأ وكالذن للداخل أو الرشاد للعمى أو‬
‫نو ذلك ‪ .‬فعن سهل ابن سعد الساعدي عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من نابه شئ‬
‫ف صلته فليقل ‪ :‬سبحان ال ‪ ،‬إنا التصفيق للنساء ‪ ،‬والتسبيح للرجال ) رواه أحد وأبو‬
‫داود والنسائي ‪ / .‬صفحة ‪ ) 8 ( / 265‬الفتح على المام ‪ :‬إذا نسي المام آية يفتح‬
‫عليه الؤت فيذكره تلك الية ‪ ،‬سواء كان قرأ القدر الواجب أم ل ‪ .‬فعن ابن عمر أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم صلى صلة فقرأ فيها فالتبس عليه فلما فرغ قال لب ‪ ( :‬أشهدت‬
‫معنا ؟ ) قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ ( :‬فما منعك أن تفتح علي ؟ ) رواه أبو داود وغيه ورجاله‬
‫ثقات ‪ ) 9 ( .‬حد ال عند العطاس أو عند حدوث نعمة ( ‪ : ) 1‬فعن رفاعة بن رافع‬
‫قال ‪ :‬صليت خلف رسول ال صلى ال عليه وسلم فعطست فقلت المد ل حدا كثيا‬
‫طيبا مباركا فيه كما يب ربنا ويرضى ‪ .‬فلما صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( من التكلم ف الصلة ؟ ) فلم يتكلم أحد ‪ ،‬ث قال الثانية فلم يتكلم أحد ‪ ،‬ث قال الثالثة‬
‫فقال رفاعة ‪ :‬أنا يا رسول ال ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬والذي نفس ممد بيده لقد ابتدرها بضع‬
‫وثلثون ملكا أيهم يصعد با ) رواه النسائي والترمذي ورواه البخاري بلفظ آخر ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬أما كظم التثاؤب فإنه مستحب ‪ ،‬ففي البخاري عن أب هريرة أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا تثاءب أحدكم ف الصلة فليكظم ما استطاع ول يقل‬
‫( ها ) فإن ذلك من الشيطان ‪ ،‬يضحك منه ) ( ‪ ) 10 ( ) .‬السجود على ثياب الصلي‬
‫أو عمامته لعذر ‪ :‬فعن ابن عباس أن النب صلى ال عليه وسلم صلى ف ثوب واحد يتقي‬
‫بفضوله حر الرض وبردها ‪ .‬رواه أحد بسند صحيح ‪ .‬فإن كان لغي عذر كره ‪( .‬‬
‫‪ ) 11‬تلخيص بقية العمال الباحة ف الصلة ‪ :‬لص ابن القيم بعض العمال الباحة الت‬
‫كان يعملها رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الصلة فقال ‪ :‬وكان صلى ال عليه وسلم‬
‫يصلي وعائشة معترضة بينه وبي القبلة فإذا سجد غمزها بيده فقبضت رجلها وإذا قام‬
‫بسطتها ‪ ،‬وكان صلى ال عليه وسلم يصلي فجاءه الشيطان ليقطع عليه صلته فأخذه‬

‫‪221‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فخنقه حت ‪ /‬صفحة ‪ / 266‬سأل لعابه على يده ‪ ،‬وكان يصلي على النب ( ‪ ) 1‬ويركع‬
‫عليه فإذا جاءت السجدة نزل القهقرى فسجد على الرض ث صعد عليه ‪ ،‬وكان يصلي‬
‫إل جدار فجاءت بيمة تر بي يديه فما زال يدارئها ( ‪ ) 2‬حت لصق بطنه بالدار ‪،‬‬
‫ومرت من ورائه ‪ ،‬وكان يصلي فجاءته جاريتان من بن عبد الطلب قد اقتتلنا فأخذها‬
‫بيده فنع إحداها من الخرى وهو ف الصلة ‪ .‬ولفظ أحد فيه ‪ :‬فأخذتا بركبت صلى‬
‫ال عليه وسلم فنع بينهما أو فرق بينهما ول ينصرف ‪ ،‬وكان يصلي فمر بي يديه غلم‬
‫فقال بيده وهكذا ( ‪ ) 3‬فرجع ‪ ،‬ومرت بي يديه جارية فقال بيده هكذا ‪ ،‬فمضت ‪،‬‬
‫فلما صلى رسلو ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬هن أغلب ) ذكره المام أحد وهو ف‬
‫السنن ‪ .‬وكان ينفخ ف صلته وأما حديث ( النفخ ف الصلة كلم ) فل أصل له عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وإنا رواه سعيد ف سننه عن ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫من قوله ‪ -‬إن صح ‪ -‬وكان يبكي‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 266‬‬
‫ف صلته ‪ ،‬وكان يتنحنح ف صلته ‪ .‬قال علي بن أب طالب رضي ال عنه ‪ :‬كان ل من‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ساعة آتيه فيها ‪ ،‬فإذا أتيته استأذنت فإن وجدته يصلي‬
‫تنحنح فدخلت وإن وجدته فارغا أذن ل ‪ .‬ذكره النسائي وأحد ‪ ،‬ولفظ أحد ‪ :‬كان ل‬
‫من رسول ال صلى ال عليه وسلم مدخل من الليل والنهار وكنت إذا دخلت عليه وهو‬
‫يصلي تنحنح ‪ .‬رواه أحد وعمل به فكان يتنحنح ف صلته ول يرى النحنحة مبطلة‬
‫للصلة ‪ ،‬وكان يصلي حافيا تارة ومنتعل أخرى ‪ .‬كذا قال عبد ال بن عمر ‪ ،‬وأمر‬
‫بالصلة بالنعل مالفة لليهود ‪ ،‬وكان يصلي ف الثوب الواحد وف الثوبي تارة ‪ ،‬وهو أكثر‬
‫‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬كان لنبه صلى ال عليه وسلم ثلث درجات ‪ ،‬وكان يفعل ذلك‬
‫لياه الصلون خلفه فيتعلمون الصلة منه ‪ ) 2 ( .‬يدارئها ‪ :‬أي يدافعها ‪ ) 3 ( .‬فقال‬
‫بيده هكذا ‪ :‬أي أشار با ليجع ‪ ) 12 ( ) . ( .‬القراءة من الصحف ‪ :‬فإن ذكوان مول‬
‫عائشة كان يؤمها ف رمضان من الصحف ‪ ،‬رواه مالك ‪ .‬وهذا مذهب الشافعية ‪ .‬قال‬
‫النووي ‪ :‬ولو قلب أوراقه أحيانا ف صلته ل ‪ /‬صفحة ‪ / 267‬تبطل ‪ ،‬ولو نظر ف‬

‫‪222‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مكتوب غي القرآن وردد ما فيه ف نفسه ل تبطل صلته وإن طال ‪ ،‬لكن يكره ‪ .‬نص‬
‫عليه الشافعي ف الملء ‪ ) 13 ( .‬شغل القلب بغي أعمال الصلة ‪ :‬فعن أب هريرة أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا نودي للصلة أدبر الشيطان وله ضراط حت ل‬
‫يسمع الذان ‪ ،‬فإذا قضى الذان أقبل ‪ ،‬فإذا ثوب با ( ‪ ) 1‬أدبر ‪ ،‬فإذا قضى التثويب أقبل‬
‫حت يطر بي الرء ونفسه يقول ‪ :‬اذكر كذا ‪ ،‬اذكر كذا لا ل يكن يذكر حت يظن‬
‫الرجل ل يدري كم صلى ‪ ،‬فإن ل يدر أحدكم ثلثا صلى أم أربعا فليسجد سجدتي‬
‫وهو جالس ) رواه البخاري ومسلم وقال البخاري ‪ :‬قال عمر ‪ :‬إن لجهز جيشي وأنا‬
‫ف الصلة ‪ .‬ومع أن الصلة ف هذه الالة صحيحة مزئة ( ‪ ) 2‬فإنه ينبغي للمصلي أن‬
‫يقبل بقلبه على ربه ويصرف عنه الشواغل بالتفكي ف معن اليات والتفهم لكمة كل‬
‫عمل من أعمال الصلة فإنه ل يكتب للمرء من صلته إل ما عقل منها ‪ .‬فعند أب داود‬
‫والنسائي وابن حبان عن عمار بن ياسر قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول ‪ ( :‬إن الرجل لينصرف وما كتب له إل عشر صلته ‪ .‬تسعها ثنها ‪ ،‬سبعها ‪،‬‬
‫سدسها ‪ ،‬خسها ‪ ،‬ربعها ‪ ،‬ثلثها ‪ ،‬نصفها ) وروى البزار عن ابن عباس أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ ( :‬قال ال عزوجل ‪ :‬إنا أتقبل الصلة من تواضع با لعظمت ( ‪ ) 3‬ول‬
‫يستطل با على خلقي ( ‪ ، ) 4‬ول يبت مصرا على معصيت ( ‪ ) 5‬وقطع النهار ف‬
‫ذكري ‪ ،‬ورحم السكي وابن السبيل والرملة ‪ ،‬ورحم الصاب ‪ ،‬ذلك نوره كنور‬
‫الشمس ‪ ،‬أكلؤه بعزت ( ‪ ، ) 6‬واستحفظه ملئكت ‪ ،‬أجعل له ف الظلمة نورا وف الهالة‬
‫حلما ‪ ،‬ومثله ف خلقي كمثل الفردوس ف النة ) ‪ .‬وروى أبو داود عن زيد بن خالد أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من توضأ فأحسن وضوءه ‪ ،‬ث صلى ركعتي ل يسهو‬
‫فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه ) ‪ .‬وروى مسلم عن عثمان بن أب العاص قال ‪ ،‬قلت ‪ :‬يا‬
‫رسول ال إن الشيطان ( هامش ) ( ‪ ) 1‬فإذا ثوب با ‪ :‬أي أقيمت ‪ ) 2 ( .‬ول ثواب إل‬
‫بقدر الشوع ‪ ) 3 ( .‬خفض جناحه للل ‪ ) 4 ( .‬ل يترفع عليهم ‪ ) 5 ( .‬ل يقض‬
‫ليلة مصرا على العصية ‪ ) 6 ( .‬أكلؤه بعزت ‪ :‬أي أرعاه وأحفظه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪268‬‬
‫‪ /‬قد حال بين وبي صلت وبي قراءت يلبسها علي ‪ ،‬فقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ذاك‬
‫شيطان يقال له خنب فإذا أحسسته فتعوذ بال منه واتفل عن يسارك ثلثا ) قال ‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ففعلت فأذهبه ال عن ‪ .‬وروى عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪( :‬‬
‫قال ال عزوجل ‪ ( :‬قسمت الصلة ( ‪ ) 1‬بين وبي عبدي نصفي ولعبدي ما سأل ) فإذا‬
‫قال ( المد ل رب العالي ) قال ال عزوجل ‪ :‬حدن عبدي ‪ ،‬وإذا قال ( الرحن‬
‫الرحيم ) قال عزوجل ‪ :‬أثن علي عبدي ‪ ،‬وإذا قال ( مالك يوم الدين ) قال مدن عبدي‬
‫وفوض إل عبدي ‪ ،‬وإذ قال ( إياك نعبد وإياك نستعي ) قال هذا بين وبي عبدي ‪،‬‬
‫ولعبدي ما سأل ‪ ،‬فإذا قال ( اهدنا الصراط الستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غي‬
‫الغضوب عليهم ول الضالي ) قال ‪ :‬هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫قسمت الصلة ‪ :‬أي الفاتة ‪ ) . ( .‬مكروهات الصلة يكره للمصلي أن يترك سنة من‬
‫سنن الصلة التقدم ذكرها ‪ ،‬ويكره له أيضا ما يأت ‪ ) 1 ( :‬العبث بثوبه أو ببدنه إل إذا‬
‫دعت إليه الاجة فإنه حينئذ ل يكره ‪ :‬فعن معيقب قال ‪ :‬سألت النب صلى ال عليه‬
‫وسلم عن مسح الصى ف الصلة فقال ‪ ( :‬ل تسح الصى وأنت تصلي فإن كنت لبد‬
‫فاعل فواحدة ‪ :‬تسوية الصى ) رواه الماعة ‪ .‬وعن أب ذر أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ ( :‬إذا قام أحدكم إل الصلة فإن الرحة تواجهه فل يسح الصى ) أخرجه أحد‬
‫وأصحاب السنن ‪ ،‬وعن أم سلمة أن النب صلى ال عليه وسلم قال لغلم له‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 268‬‬
‫يقال له يسار ‪ ،‬وكان قد نفخ ف الصلة ‪ ( :‬ترب وجهك ل ) رواه أحد بإسناد جيد ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬التخصر ف الصلة ‪ :‬فعن أب هريرة قال ‪ :‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن‬
‫الختصار ف الصلة ‪ .‬رواه أبو داود وقال ‪ :‬يعن يضع يده على خاصرته ‪ / .‬صفحة‬
‫‪ ) 3 ( / 269‬رفع البصر إل السماء ‪ :‬فعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫( لينتهي أقوام يرفعون أبصارهم إل السماء ف الصلة أون لتخطفن أبصارهم ) رواه أحد‬
‫ومسلم والنسائي ‪ ) 4 ( .‬النظر إل ما يلهي ‪ :‬فعن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫صلى ف حيصة لا أعلم ( ‪ ) 1‬فقال ‪ ( :‬شغلتن أعلم هذه ‪ ،‬اذهبوا با إل أب جهم (‬
‫‪ ) 2‬واتون بأنبجانيته ) ( ‪ ) 3‬رواه البخاري ومسلم ‪ .‬وروى البخاري عن أنس قال ‪:‬‬
‫كان قرام لعائشة ( ‪ ) 4‬سترت به جانب بيتها فقال لا النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬

‫‪224‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( أميطي قرامك ‪ ،‬فإنه ل تزال تصاويره تعرض ل ف صلت ) ‪ .‬وف هذا الديث دليل‬
‫على أن استثبات الط الكتوب ف الصلة ل يفسدها ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الميصة ‪ :‬هي‬
‫كساء من خز أو صوف معلم ‪ ) 2 ( .‬أبو جهم ‪ :‬هو عامر بن حذيفة ‪ ) 3 ( .‬النبجانية‬
‫‪ :‬كساء غليظ له وبر ول علم له ‪ .‬وأبو جهم كان قد أهدى النب صلى ال عليه وسلم‬
‫الميصة وطلب أنبحانيته بدلا جبا لاطره ‪ ) 4 ( .‬كان قرام لعائشة ‪ :‬أي ستر رقيق ‪( .‬‬
‫‪ ) 5 ( ) .‬تغميض العيني ‪ :‬كرهه البعض وجوزه البعض بل كراهة ‪ ،‬والديث الروي ف‬
‫الكراهة ل يصح ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬والصواب أن يقال ‪ :‬إن كان تفتيح العي ل يل‬
‫بالشوع فهو أفضل وإن كان يول بينه وبي الشوع لا ف قبلته من الزخرفة والتزويق أو‬
‫غيه ما يشوش عليه قلبه فهناك ل يكره التغميض قطعا والقول باستحبابه ف هذا الال‬
‫أقرب إل أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة ‪ ) 6 ( .‬الشارة باليدين عند‬
‫السلم ‪ :‬فعن جابر بن سرة قال ‪ :‬كنا نصلي خلف النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ ( :‬ما‬
‫بال هؤلء يسلمون بأيديهم كأنا أذناب خيل شس ( ‪ ) 5‬إنا يكفي أحدكم أن يضع يده‬
‫على فخذه ث يقول ‪ :‬السلم عليكم السلم عليكم ) رواه النسائي وغيه وهذا لفظه ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 5‬الشمس ‪ :‬جع شوس ‪ ،‬النفور من الدواب ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪( / 270‬‬
‫‪ ) 7‬تغطية الفم والسدل ‪ :‬فعن أب هريرة قال ‪ ( :‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن‬
‫السدل ف الصلة ‪ ،‬وأن يغطي الرجل فاه ) ‪ .‬رواه المسة والاكم وقال ‪ :‬صحيح على‬
‫شرط مسلم ‪ .‬قال الطاب ‪ :‬السدل إرسال الثوب حت يصيب الرض ‪ ،‬وقال الكمال بن‬
‫المام ‪ :‬ويصدق أيضا على لبس القباء من غي إدخال اليدين ف كمه ‪ ) 8 ( .‬الصلة‬
‫بضرة الطعام ‪ :‬فعن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا وضع العشاء‬
‫وأقيمت الصلة فابدءوا بالعشاء ) ( ‪ ) 1‬رواه أحد ومسلم ‪ .‬وعن نافع أن ابن عمر كان‬
‫يوضع له الطعام وتقام الصلة فل يأتيها حت يفرغ وإنه يسمع قراءة المام ‪ .‬رواه‬
‫البخاري ‪ .‬قال الطاب ‪ :‬إنا أمر النب صلى ال عليه وسلم أن يبدأ بالطعام لتأخذ النفس‬
‫حاجتها منه فيدخل الصلي ف صلته وهو ساكن الأش ل تنازعه نفسه شهوة الطعام‬
‫فيعجله ذلك عن إتام ركوعها وسجودها وإيفاء حقوقها ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬قال‬
‫المهور ‪ :‬يندب تقدي تناول الطعام على الصلة إن كان الوقت متسعا وإل لزم تقدي‬

‫‪225‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصلة ‪ .‬وقال ابن حزم وبعض الشافعية ‪ :‬يطلب تقدي الطعام وإن ضاق الوقت ‪( ) . ( .‬‬
‫‪ ) 9‬الصلة مع مدافعة الخبثي ونوها ما يشغل القلب ‪ :‬لا رواه أحد وأبو داود‬
‫والترمذي وحسنه عن ثوبان أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ثلث ل تل لحد أن‬
‫يفعلهن ‪ :‬ل يؤم رجل قوما فيخص نفسه بالدعاء دونم فإن فعل فقد خانم ( ‪ ) 2‬ول‬
‫ينظر ف قعر بيت قبل أن يستأذن ‪ ،‬فإن فعل فقد دخل ( ‪ ) 3‬ول يصلي وهو حاقن ( ‪) 4‬‬
‫حت يتخفف ) ‪ .‬وعند أحد ومسلم وأب داود عن عائشة قالت ‪ :‬سعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬ل يصلي أحد بضرة الطعام ‪ ،‬ول هو يدافعه الخبثان ) ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 2‬هذا ف الدعاء الذي يهر فيه المام ويشارك فيه الؤتون ‪ ،‬بلف دعاء‬
‫السر الذي يص به المام نفسه فإنه ل يكره ‪ ) 3 ( .‬فقد دخل ‪ ،‬أي حكمه حكم‬
‫الداخل بل إذن ‪ ) 4 ( .‬وهو حاقن ‪ :‬أي حابس للبول ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪( / 271‬‬
‫‪ ) 10‬الصلة عند مغالبة النوم ‪ :‬عن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا نعس‬
‫أحدكم فليقد حت يذهب عنه النوم ‪ ،‬فإنه إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر‬
‫فيسب نفسه ) رواه الماعة ‪ .‬وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا‬
‫قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه ( ‪ ) 1‬فلم يدر ما يقول فليضطجع )‬
‫رواه أحد ومسلم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬فاستعجم القرآن على لسانه ‪ :‬أي اشتد عليه النطق‬
‫لغلبة النوم ‪ ) 11 ( ) . ( .‬التزام مكان خاص من السجد للصلة فيه غي المام ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 271‬‬
‫فعن عبد الرحن بن شبل قال ‪ ( :‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن نقرة الغراب ‪،‬‬
‫وافتراش السبع ‪ ،‬وأن يوطن الرجل الاكن ف السجد كما يوطن البعي ) ( ‪ ) 2‬رواه أحد‬
‫وابن خزية وابن حبان والاكم وصححه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 2‬يعل له مكانا خاصا‬
‫كالبعي ل يبك إل ف مكان خاص اعتاده ‪ ) . ( .‬مبطلت الصلة تبطل الصلة ويفوت‬
‫القصود منها بفعل من الفعال التية ‪ 1 ( :‬و ‪ ) 2‬الكل والشرب عمدا ‪ :‬قال ابن النذر‬
‫‪ :‬أجع أهل العلم على أن من أكل أو شرب ف صلة القرض عامدا ( ‪ ) 3‬أن عليه‬
‫العادة ‪ ،‬وكذا ف صلة التطوع عند المهور لن ما أبطل الفرض يبطل التطوع ( ‪. ) 4‬‬

‫‪226‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 3‬قالت الشافعية والنابلة ‪ :‬ل تبطل الصلة بالكل أو الشرب ناسيا أو‬
‫جاهل ‪ ،‬وكذا لو كان بي السنان دون المصة فابتلعه ‪ ) 4 ( .‬عن طاووس وإسحاق‬
‫أنه ل بأس بالشرب لنه عمل يسي ‪ .‬وعن سعيد بن جبي وابن الزبي أنما شربا ف‬
‫التطوع ‪ ) 3 ( ) . ( .‬الكلم عمدا ف غي مصلحة الصلة ‪ :‬فعن زيد بن أرقم قال ‪ :‬كنا‬
‫نتكلم ف الصلة ‪ ،‬يكلم الرجل منا صاحبه وهو إل جنبه ف الصلة ‪ ،‬حت نزلت‬
‫( وقوموا ل قانتي ) فأمرنا بالسكوت ‪ /‬صفحة ‪ / 272‬ونينا عن الكلم ‪ ،‬رواه الماعة‬
‫‪ .‬وعن ابن مسعود قال ‪ :‬كنا نسلم على النب صلى ال عليه وسلم وهو ف الصلة فيد‬
‫علينا ‪ ،‬فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا فقلنا ‪ :‬يا رسول ال كنا‬
‫نسلم عليك ف الصلة فترد علينا ؟ فقال ‪ ( :‬إن ف الصلة لشغل ) ( ‪ ) 1‬رواه البخاري‬
‫ومسلم ‪ .‬فإن تكلم جاهل بالكم أو ناسيا فالصلة صحيحة ‪ ،‬فعن معاوية بن الكم‬
‫السلمي قال ‪ :‬بينما أنا أصلي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم‬
‫فقلت ‪ :‬يرحك ال ‪ ،‬فرمان القوم بأبصارهم ‪ .‬فقلت ‪ :‬واثكل أماه ‪ ،‬ما شأنكم تنظرون‬
‫إل ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونن ‪ ،‬لكن سكت ( ‪) 2‬‬
‫‪ .‬فلما صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فبأب وأمي ما رأيت معلما قبله ول بعده‬
‫أحسن تعليما منه ‪ .‬فو ال ما كهرن ( ‪ ) 3‬ول ضربن ول شتمن قال ‪ ( :‬إن هذه الصلة‬
‫ل يصلح فيها شئ من كلم الناس ‪ ،‬إنا هي التسبيح والتكبي وقراءة القرآن ) رواه أحد‬
‫ومسلم وأبو داود والنسائي ‪ .‬فهذا معاوية بن الكم قد تكلم جاهل بالكم فلم يأمره‬
‫النب صلى ال عليه وسلم باعادة الصلة ‪ .‬وأما عدم البطلن بكلم الناس فلحديث أب‬
‫هريرة قال ‪ :‬صلى بنا رسول ال صلى ال عليه وسلم الظهر أو العصر فسلم فقال له ذو‬
‫اليدين ( ‪ : ) 4‬أقصرت الصلة أم نسيت يا رسول ال ؟ فقال له رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ( :‬ل تقصر ول أنس ) فقال ‪ :‬بل قد نسيت يا رسول ال ‪ ،‬فقال النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ( :‬أحق ما يقول ذو اليدين ؟ ) قالوا ‪ :‬نعم ‪ .‬فصلى ركعتي أخريي ث‬
‫سجد سجدتي ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪ .‬وجوز الالكية الكلم لصلح الصلة بشرط‬
‫أل يكثر عرفا وأل يفهم القصود بالتسبيح ‪ .‬وقال الوزاعي ‪ :‬من تكلم ف صلته عامدا‬
‫بشئ يريد به إصلح الصلة ل تبطل صلته ‪ .‬وقال ف رجل صلى العصر فجهر بالقرآن (‬

‫‪227‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هامش ) ( ‪ ) 1‬إن ف الصلة لشغل ‪ :‬مانعا من الكلم ‪ ) 2 ( .‬لكن سكت ‪ :‬أي أرادوا‬
‫أن أسكت فأردت أن أكلمهم لكن سكت ‪ ) 3 ( .‬فوال ما كهرن ‪ :‬أي ما انتهرن أو‬
‫عبس ف وجهي ‪ ) 4 ( .‬ذو اليدين ‪ :‬صحاب سي بذلك لطول كان ف يديه ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 273‬فقال رجل من ورائه ‪ :‬إنا العصر ‪ ،‬ل تبطل صلته ‪ ) 4 ( .‬العمل الكثي‬
‫عمدا ‪ :‬وقد اختلف العلماء ف ضابط القلة والكثرة ‪ ،‬فقيل ‪ :‬الكثي هو ما يكون بيث لو‬
‫رآه إنسان من بعد تيقن أنه ليس ف الصلة ‪ ،‬وما عدا ذلك فهو قليل ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو ما‬
‫ييل للناظر أن فاعله ليس ف الصلة ‪ .‬وقال النووي ‪ :‬إن الفعل الذي ليس من جنس‬
‫الصلة إن كان كثيا أبطلها بل خلف وإن كان قليل ل يبطلها بل خلف ‪ ،‬هذا هو‬
‫الضابط ‪ .‬ث اختلفوا ف ضبط القليل والكثي على أربعة أوجه ث اختار الوجه الرابع فقال ‪:‬‬
‫( وهو الصحيح الشهور ) وبه قطع الصنف والمهور أن الرجوع فيه إل العادة ‪ ،‬فل‬
‫يضر ما يعده الناس قليل كالشارة برد السلم ‪ ،‬وخلع النعل ‪ ،‬ورفع العمامة ‪ ،‬ووضعها‬
‫ولبس ثوب خفيف ونزعه ‪ ،‬وحل صغي ووضعه ‪ ،‬ودفع مار ودلك البصاق ف ثوبه‬
‫وأشباه خذا ( ‪ . ) 1‬وأما ما عده الناس كثيا كخطوات كثية متوالية وفعلت متتابعة‬
‫فتبطل الصلة ‪ .‬قال ‪ :‬ث اتفق الصحاب على أن الكثي إنا يبطل إذا تول فإن تفرق بأن‬
‫خطا خطوة ‪ ،‬ث سكت زمنا ‪ ،‬ث خطا أخرى ‪ ،‬أو خطوتي ‪ ،‬ث خطوتي بينهما زمن إذا‬
‫قلنا ل يضر الطوتان وتكرر ذلك مرات كثية حت بلغ مائة خطوة فأكثر ‪ ،‬ل يضر بل‬
‫خلف ‪ .‬قال ‪ :‬فأما الركات الفيفة كتحريك الصابع ف سبحة أو حكة أو حل أو‬
‫عقد فالصحيح الشهور أن الصلة ل تبطل به وإن كثرت متوالية ‪ ،‬لكن يكره ‪ .‬وقد نص‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 273‬‬
‫الشافعي رحه ال ‪ :‬أن لو كان يعد اليات بيده عقدا ل تبطل صلته ‪ ،‬لكن الول تركه‬
‫‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وقد سبق ف مباحث الصلة ما فعله الرسول صلى ال عليه وسلم ف‬
‫صلته أو أمر به كقتل السودين ونو ذلك ‪ ) 5 ( ) . ( .‬ترك ركن أو شرط عمدا‬
‫وبدون عذر ‪ :‬لا رواه البخاري ومسلم أن النب صلى ال عليه وسلم قال للعراب الذي‬
‫ل يسن صلته ‪ ( :‬ارجع فصل فإنك ل تصل ) ‪ ،‬وقد تقدم ‪ .‬قال ابن رشد ‪ :‬اتفقوا على‬

‫‪228‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن من صلى بغي طهارة أنه يب عليه العادة ‪ / ،‬صفحة ‪ / 274‬عمدا كان ذلك أو‬
‫نسايانا ‪ .‬وكذلك من صلى لغي القبلة عمدا كان ذلك أو نسيانا ‪ .‬وبالملة فكل من أخل‬
‫بشرط من شروط صحة الصلة وجبت عليه العادة ( ‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬فائدة ‪:‬‬
‫يرم على الصلي أن يفعل ما يفسد صلته بدون عذر ‪ ،‬فإن وجد سبب كإغاثة ملهوف‬
‫أو انقاذ غريق ونو ذلك فإنه يب عليه أن يرج من الصلة ‪ .‬ويرى النفية والنابلة أنه‬
‫يباح له قطع الصلة لو خاف ضياع مال له ولو كان قليل أو لغيه أو خافت أو تأل‬
‫ولدها من البكاء أو فار القدر أو هربت دابته ونو ذلك ‪ ) 6 ( ) . ( .‬التبسم والضحك‬
‫ف الصلة ‪ :‬نقل ابن النذر الجاع على بطلن الصلة بالضحك ‪ .‬قال النووي ‪ :‬وهو‬
‫ممول على من بان منه حرفان ‪ .‬وقال أكثر العلماء ‪ :‬ل بأس بالتبسم ‪ ،‬وإن غلبه‬
‫الضحك ول يقو على دفعه فل تبطل الصلة به إن كان يسيا ‪ ،‬وتبطل به إن كان كثيا ‪،‬‬
‫وضابط القلة والكثرة والعرف ‪ .‬قضاء الصلة اتفق العلماء على أن قضاء الصلة واجب‬
‫على الناسي والنائم لا تقدم من قول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إنه ليس ف النوم‬
‫تفريط إنا التفريط ف اليقظة ‪ ،‬فإذا نسى أحد صلة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها ) ‪.‬‬
‫والغمى عليه ل قضاء عليه إل إذا أفاق ف وقت يدرك فيه الطهارة والدخول ف الصلة ‪.‬‬
‫فقد روى عبد الرزاق عن نافع ‪ :‬أن ابن عمر اشتكى مرة غلب فيها على عقله حت ترك‬
‫الصلة ث أفاق فلم يصل ما ترك من الصلة ‪ .‬وعن ابن جريج عن ابن طاوس عن أبيه إذا‬
‫أغمي على الريض ث عقل ل يعد الصلة ‪ .‬قال معمر ‪ :‬سألت الزهري عن الغمى عليه‬
‫فقال ‪ :‬ل يقضي ‪ .‬وعن حاد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن السن البصري وممد بن‬
‫سيين أنما قال ف الغمى عليه ‪ :‬ل يعيد الصلة الت أفاق عندها ‪ .‬وأما التارك للصلة‬
‫عمدا فمذهب المهور أنه يأث وان القضاء عليه واجب ‪ .‬وقال ابن تيمية ‪ :‬تارك الصلة‬
‫عمدا ل يشرع له قضاؤها ول تصح منه ‪ ،‬بل يكثر من التطوع وقد وف ابن حزم هذه‬
‫السألة حقها من البحث فأوردنا ما ذكره فيها ملخصا ‪ ،‬قال وأما من تعمد ترك الصلة‬
‫حت خرج وقتها هذا ل يقدر على قضائها أبدا ‪ / ،‬صفحة ‪ / 275‬فليكثر من فعل الي‬
‫وصلة التطوع ليثقل ميزاته يوم القيامة وليتب وليستغفر ال عزوجل ‪ .‬وقال أبو حنيفة‬
‫ومالك والشافعي يقضيها بعد خروج الوقت حت إن مالكا وأبا حنيفة قال من تعمد ترك‬

‫‪229‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلة أو صلوات فإنه يصليها قبل الت حضر وقتها إن كانت الت تعمد تركها خس‬
‫صلوات فأقل سواء خرج وقت الاضرة أو ل يرج فإن كانت أكثر من خس صلوات‬
‫بدأ بالاضرة ‪ ،‬برهان صحة قولنا ( ‪ ) 1‬قول ال تعال ‪ ( :‬فويل للمصلمي الذين هم عن‬
‫صلتم ساهون ) وقوله تعال ‪ ( :‬فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلة ‪ ،‬واتبعوا‬
‫الشهوات فسوف يلقون غيا ) ‪ .‬فلو كان العامد لترك الصلة مدركا لا بعد خروج وقتها‬
‫لا كان له الويل ول لقي الغي كما ل ويل ول غي لن أخرها إل آخر وقتها الذي يكون‬
‫مدركا لا ‪ .‬وأيضا فإن ال تعال جعل لكل صلة فرض وقتا مدود الطرفي يدخل ف‬
‫حي مدود ويبطل ي وقت مدود فل فرق بي من صلها قبل وقتها وبي من صلها‬
‫بعد وقتها لن كليهما صلى ف غي الوقت ‪ .‬وليس هذا قياسا لحدها على الخر بل ها‬
‫سواء ف تعدي حدود ال تعال ‪ ،‬وقد قال ال تعال ‪ ( :‬ومن يتعد حدود ال فقد ظلم‬
‫نفسه ) وأيضا فإن القضاء إياب شرع ‪ ،‬والشرع ل يوز لغي ال تعال على لسان رسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ .‬فنسأل من أوجب على العامد قضاء ما تعمد تركه من الصلة‬
‫أخبنا عن هذه الصلة الت تأمره بفعلها أهي الت أمره ال با أم هي غيها ؟ فإن قالوا ‪:‬‬
‫هي هي قلنا لم ‪ :‬فالعامد لتركها ليس عاصيا ‪ :‬لنه قد فعل ما أمره ال تعال ول إث على‬
‫قولكم ول ملمة على من تعمد ترك الصلة حت يرج وقتها وهذا ل يقوله مسلم ) ‪.‬‬
‫وإن قالوا ‪ :‬ليست هي الت أمر ال تعال با قلنا ‪ :‬صدقتم وف هذا كفاية إذ أقروا بأنم‬
‫أمروه با يأمره به ال تعال ‪ .‬ث نسألم عمن تعمد ترك الصلة بعد الوقت أطاعة هي أم‬
‫معصية ؟ فإن قالوا طاعة خالفوا إجاع أهل السلم كلهم التيقن وخالفوا القرآن والسنن‬
‫الثابتة ‪ ،‬وإن قالوا هي معصية صدقوا ومن الباطل أن تنوب العصية عن الطاعة ‪ .‬وأيضا‬
‫فإن ال تعال قد حدد أوقات الصلة على لسان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وجعل‬
‫لكل وقت ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي ابن حزم ‪) . ( .‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 275‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 276‬صلة منها أو ل ليس ما قبله وقتا لتأديتها وآخرا ليس ما بعده وقتا‬
‫لتأديتها ‪ ،‬هذا ما ل خلف فيه من أحد من المة فلو جاز أداؤها بعد الوقت لا كان‬

‫‪230‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لتحديده عليه السلم آخر وقتها معن ‪ ،‬ولكان لغوا من الكلم وحاشا ل من هذا ‪.‬‬
‫وأيضا فان كل عمل علق بوقت مدود فإنه ل يصح ف غي وقته ولو صح ف غي ذلك‬
‫الوقت لا كان ذلك الوقت وقتا له وهذا بي وبال التوفيق ‪ .‬ث قال بعد كلم طويل ‪ :‬ولو‬
‫كان القضاء واجبا على العامد لترك الصلة حت يرج وقتها ‪ ،‬لا أغفل ال تعال ورسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم ذلك ول نسياه ول تعمدا إعناتنا بترك بيانه ‪ ( :‬وما كان ربك‬
‫نسيا ) وكل شريعة ل يأت با القرآن ول السنة فهي باطلة ‪ .‬وقد صح عن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من فاتته صلة العصر فكأنا وتر أهله وماله ) فصح أن ما فات‬
‫فل سبيل إل ادراكه ولو أدرك أو أمكن أن يدرك لا فات كما ل تفوت النسية أبدا ‪،‬‬
‫وهذا ل إشكال فيه ‪ ،‬والمة أيضا كلها ممعة على القول والكم بأن الصلة قد فاتت‬
‫إذا خرج وقتها فصح فوتا بإجاع متيقن ولو أمكن قضاؤها وتأديتها لكان القول بأنا‬
‫فاتت كذبا وباطل فثبت يقينا أنه ل يكن القضاء فيها أبدا ‪ ،‬ومن قال بقولنا ف هذا عمر‬
‫بن الطاب وابنه عبد ال وسعد بن أب وقاص وسلمان الفارسي وابن مسعود والقاسم بن‬
‫ممد بن أب بكر وبديل العقيلي وممد بن سيين ومطرف بن عبد ال وعمر بن عبد‬
‫العزيز وغيهم ‪ .‬قال ‪ :‬وما جعل ال تعال عذرا لن خوطب بالصلة ف تأخيها عن‬
‫وقتها بوجه من الوجوه ول ف حالة الطاعنة والقتال والوف وشدة الرض والسفر ‪،‬‬
‫وقال ال تعال ‪ ( :‬وإذا كنت فيهم فأقمت لم الصلة فتلقم طائفة منكم معك ) الية ‪.‬‬
‫وقال تعال ‪ ( :‬فإن خفتم فرجال أو ركبانا ) ‪ .‬ول يفسح ال ف تأخيها عن وقتها‬
‫للمريض الدنف بل أمر إن عجز عن الصلة قائما أنه يصلي قاعدا فان عجز عن القعود‬
‫فعلى جنب وبالتيمم إن عجز عن الاء وبغي تيمم إن عجز عن التراب ‪ .‬فمن أين أجاز‬
‫من أجاز تعمد تركها حت يرج وقتها ث أمره أن يصليها بعد الوقت وأخبه بأنا تزئه‬
‫كذلك من غي قرآن ول سنة ل صحيحة ول سقيمة ول قول لصاحب ول قياس ‪ .‬ث قال‬
‫‪ :‬وأما قولنا أن يتوب من تعمد ترك الصلة حت خرج وقتها ويستغفر ال ويكثر من‬
‫التطوع فلقول ال ‪ /‬صفحة ‪ / 277‬تعال ‪ ( :‬فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلة‬
‫واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إل من تاب وآمن وعمل صالا فأولئك يدخلون‬
‫النة ول يظلمون شيئا ) ولقوله تعال ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا‬

‫‪231‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال فاستغفروا لذنوبم ) وقال ال تعال ‪ ( :‬فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره ‪ ،‬ومن يعمل‬
‫مثقال ذرة شرا يره ) وقال تعال ‪ ( :‬ونضع الوازين القسط كيوم القيامة فل تظلم نفس‬
‫شيئا ) وأجعت المة وبه وردت النصوص كلها على أن للتطوع جزءا من الي ال أعلم‬
‫بقدرة للفريضة أيضا جزء من الي ال أعلم بقدره ‪ .‬فل بد ضرورة من أن يتمع من جزء‬
‫التطوع إذا كثر ما يوازي جزء الفريضة ويزيد عليه وقد أخب ال تعال أنه ل يضيع عمل‬
‫عامل وأن السنات يذهب السيئات ‪ .‬صلة الريض من حصل له عذر من مرض ونوه ل‬
‫يستطيع معه القيام ف الفرض يوز أن يصلي قاعدا ‪ ،‬فإن ل يستطع القعود صلى على‬
‫جنبه يومئ بالركوع والسجود ويعل سجوده أخفض من ركوعه ‪ .‬لقول ال عزوجل ‪( :‬‬
‫فاذكروا ال قياما ) ‪ ( .‬وقعودا وعلى جنوبكم ) ‪ .‬وعن عمران بن حصي قال ‪ :‬كانت‬
‫ب بواسي فسألت النب صلى ال عليه وسلم عن الصلة ؟ فقال ‪ ( :‬صل قائما فإن ل‬
‫تستطع فقاعدا ‪ ،‬فإن ل تستطع فعلى جنبك ) رواه الماعة إل مسلما ‪ ،‬وزاد النسائي ‪،‬‬
‫فإن ل تستطع فمستلقيا ( ل يكلف ال نفسا إل وسعها ) وعن جابر قال ‪ :‬عاد النب‬
‫صلى ال عليه وسلم مريضا فرآه يصلي على وسادة فرمى با وقال ‪ ( :‬صل على الرض‬
‫إن استطعت ‪ ،‬وإل فأومئ إياء واجعل سجودك أخفض من ركوعك ) رواه البيهقي‬
‫وصحح أبو حات وقفه ‪ .‬والعتب ف عدم الستطاعة هو الشقة أو خوف زيادة الرض أو‬
‫بطئه أو خوف دوران الرأس ‪ .‬وصفة اللوس الذي هو بدل القيام أن يلس متربعا ‪ .‬فعن‬
‫عائشة قالت ‪ :‬رأيت النب صلى ال عليه وسلم يصلي متربعا ‪ .‬رواه النسائي وصححه‬
‫الاكم ‪ .‬ويوز أن يلس كجلوس التشهد ‪ .‬وأما صفة صلة من عجز عن القيام ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 278‬والقعود فقيل يصلي على جنبه ‪ ،‬فإن ل يستطع صلى مستلقيا ورجله إل‬
‫القبلة على قدر طاقته ‪ ،‬واختار هذا ابن النذر ‪ .‬ورد ف ذلك حديث ضعيف عن علي عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬يصلي الريض قائما إن استطاع ‪ ،‬فإن ل يستطع صلى‬
‫قاعدا ‪ ،‬فإن ل يستطع أن يسجد أومأ برأسه وجعل سجوده أخفض من ركوعه ‪ ،‬فإن ل‬
‫يستطع أن يصلي قاعدا صلى على جنبه الين مستقبل القبلة ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 278‬‬

‫‪232‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فإن ل يستطع أن يصلي على جنبه الين صلى مستلقيا رجله ما يلي القبلة ) رواه الدار‬
‫قطن ‪ .‬وقال قوم يصلي كيفما تيسر له ‪ .‬وظاهر الحاديث أنه إذا تعذر الياء من‬
‫الستلقي ل يب عليه شئ بعد ذلك ‪ .‬صلة الوف اتفق العلماء على مشروعية صلة‬
‫الوف ( ‪ ) 1‬لقول ال تعال ‪ ( :‬وإذ كنت فيهم فأقمت لم الصلة فلتقم طائفة منهم‬
‫معك وليأخذوا أسلحتهم ( ‪ ) 2‬فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى ل‬
‫يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن‬
‫أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ول جناح عليكم إن كان بكم أذى من‬
‫مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن ال أعد للكافرين عذابا‬
‫مهينا ) قال المام أحد ‪ :‬ثبت ف صلة الوف ستة أحاديث أو سبعة أيها فعل الرء جاز‬
‫‪ .‬وقال ابن القيم ‪ :‬أصولا ست صفات وأبلغها بعضهم أكثر ‪ .‬وهؤلء كلما رأوا‬
‫اختلف الرواة ف قصة جعلوا ذلك وجها فصارت سبعة عشر ‪ .‬لكن يكن أن تتداخل‬
‫أفعال النب صلى ال عليه وسلم وإنا هو من اختلف الرواة ‪ .‬قال الافظ ‪ :‬وهذا هو‬
‫العتمد ‪ .‬وإليك بيانا ‪ - 1 :‬أن يكون العدو ف غي جهة القبلة فيصلي المام ف الثنائية‬
‫بطائفة ركعة ث ينتظر حت يتموا لنفسهم ركعة ويذهبوا فيقوموا وجاه العدو ‪ .‬ث‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬سواء كان الوف من عدو أو حراق أو نوها ‪ ،‬وسواء كانت ف‬
‫الضر أو السفر ‪ ) 2 ( .‬المهور على أن حل السلح أثناء الصلة مستحب ‪ ،‬وقال‬
‫بعضهم بالوجوب ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 279‬تأت الطائفة الخرى فيصلون معه الركعة‬
‫الثانية ث ينتظر حت يتموا لنفسهم ركعة ويسلم بم ‪ .‬فعن صال بن نوات عن سهل بن‬
‫أب خيثمة أن طائفة صفت مع النب صلى ال عليه وسلم وطائفة وجاه العدو فصلى بالت‬
‫معه ركعة ثبت قائما فأتوا لنفسهم ث انصرفوا وجاه العدو وجاءت الطائفة الخرى‬
‫فصلى بم الركعة الت بقيت من صلته ث ثبت جالسا فأتوا لنفسهم ث سلم بم ‪ .‬رواه‬
‫جاعة إل ابن ماجة ‪ - 2 .‬أن يكون العدو ف غي جهة القبلة فيصلي المام بطائفة ( ‪) 1‬‬
‫من اليش ركعة والطائفة الخرى تاه العدو ث تنصرف الطائفة الت صلت معه الركعة‬
‫وتقوم تاه العدو وتأت الطائفة الخرى فتصلي معه ركعة ث تقضي كل طائفة لنفسها‬
‫ركعة ‪ ،‬فعن ابن عمر قال ‪ :‬صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم بإحدى الطائفتي ركعة‬

‫‪233‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والطائفة الخرى مواجهة للعدو ث انصرفوا وقاموا ف مقام أصحابم مقبلي على العدو‬
‫وجاء أولئك ث صلى بم النب صلى ال عليه وسلم ركعة ث سلم ث قضى هؤلء ركعة‬
‫وهؤلء ركعة ‪ .‬رواه أحد والشيخان ‪ .‬والظاهر أن الطائفة الثانية تتم بعد سلم المام من‬
‫غي أن تقطع صلتا بالراسة فتكون ركعتاها متصلتي وأن الول ل تصلي الركعة الثانية‬
‫إل بعد أن تنصرف الطائفة الثانية من صلتا إل مواجهة العدو ‪ ،‬فعن ابن مسعود قال ‪:‬‬
‫ث سلم وقام هؤلء ( ‪ ) 2‬فصلوا لنفسهم ركعة ث سلموا ‪ - 3 .‬أن يصلي المام بكل‬
‫طائفة ركعتي فتكون الركعتان الوليان له فرضا والركعتان الخريان له نفل ‪ .‬واقتداء‬
‫الفترض بالتنفل جائز ‪ ،‬فعن جابر أنه صلى ال عليه وسلم صى بطائفة من أصحابه‬
‫ركعتي ث صلى بآخرين ركعتي ث سلم ‪ .‬رواه الشافعي والنسائي ‪ .‬وف رواية لحد‬
‫وأب داود والنسائي قال ‪ :‬صلى بنا النب صلى ال عليه وسلم صلة الوف فصلى ببعض‬
‫أصحابه ركعتي ث سلم ث تأخروا وجاء الخرون فكانوا ف مقامهم فصلى بم ركعتي‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬قال ف الفتح ‪ :‬والطائفة تطلق على القليل والكثي حت على الواحد ‪،‬‬
‫فلو كانوا ثلثة ووقع لم الوف جاز لحدهم أن يصلي بواحد ويرس بواحد ث يصلي‬
‫الخر وهو أقل ما يتصور ف صلة الوف جاعة ‪ ) 2 ( .‬الطائفة الثانية ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 280‬ث سلم فصار للنب صلى ال عليه وسلم أربع ركعات وللقوم ركعتان ركعتان ‪.‬‬
‫وف رواية أحد والشيخي عنه قال ‪ :‬كنا مع النب صلى ال عليه وسلم بذات الرقاع‬
‫وأقيمت الصلة فصلى بطائفة ركعتي ث تأخروا وصلى بالطائفة الخرى ركعتي فكان‬
‫النب صلى ال عليه وسلم أربع وللقوم ركعتان ‪ - 4 .‬أن يكون العدو ف جهة القبلة‬
‫فيصلي المام بالطائفتي جيعا مع اشتراكهم ف الراسة ومتابعتهم له ف جيع أركان‬
‫الصلة إل السجود فنسجد معه طائفة وتنتظر الخرى حت تفرغ الطائفة الول ث تسجد‬
‫‪ ،‬وإذا فرغوا من الركعة الول تقدمت الطائفة التأخرة مكان الطائفة التقدمة وتأخرت‬
‫التقدمة ‪ .‬فعن جبار قال ‪ ( :‬شهدت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة الوف‬
‫فصفنا صفي خلفه ‪ ،‬والعدو بيننا وبي القبلة ‪ ،‬فكب النب صلى ال عليه وسلم فكبنا‬
‫جيعا ث ركع وركعنا جيعا ث رفع رأسه من الركوع ورفعنا جيعا ث اندر بالسجود‬
‫والصف الذي يليه وقام الصف الخر ف نر ( ‪) 1‬‬

‫‪234‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 280‬‬
‫العدو ‪ ،‬فلما قضى النب صلى ال عليه وسلم السجود والصف الذي يليه اندر الصف‬
‫الؤخر بالسجود وقاموا ‪ ،‬ث تقدم الصف الؤخر وتأخر الصف القدم ‪ ،‬ث ركع النب صلى‬
‫ال عليه وسلم وركعنا جيعا ث رفع رأسه ورفعنا جيعا ث اندر بالسجود والصف الذي‬
‫كان مؤخرا ف الركعة الول وقام الصف الؤخر ف نر العدو ‪ ،‬فلما قضى النب صلى ال‬
‫عليه وسلم النب صلى ال عليه وسلم وسلمنا جيعا ) رواه أحد ومسلم والنسائي وابن‬
‫ماجة والبيهقي ‪ - 5 .‬أن تدخل الطائفتان مع المام ف الصلة جيعا ‪ ،‬ث تقوم إحدى‬
‫الطائفتي بإزاء العدو وتصلي معه إحدى الطائفتي ركعة ث يذهبون فيقومون ف وجاه‬
‫العدو ‪ ،‬ث تأت الطائفة الخرى فتصلي لنفسها ركعة والمام قائم ث يصلي بم الركعة‬
‫الثانية ‪ ،‬ث تأت الطائفة القائمة ف وجاه العدو فيصلون لنفسهم ركعة والمام والطائفة‬
‫الثانية قاعدون ث يسلم المام ويسلمون جيعا ‪ .‬فعن أب هريرة قال ‪ ( :‬صليت مع رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم صلة الوف عام غزوة ند ( هامش ) ( ‪ ) 1‬تواجه ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 281‬فقام إل صلة العصر فقامت معه طائفة ‪ ،‬وطائفة أخرى مقابل العدو‬
‫وظهورهم إل القبلة ‪ ،‬فكب فكبوا جيعا ‪ -‬الذين معه والذين مقابل العدو ‪ -‬ث ركع‬
‫ركعة واحدة وركعت الطائفة الت معه ث سجد فسجدت الطائفة الت تليه والخرون قيام‬
‫مقابل العدو ث قام وقامت الطائفة الت معه فذهبوا إل العدو فقابلوهم ‪ ،‬وأقبلت الطائفة‬
‫الت كانت مقابل العدو فركعوا وسجدوا ورسول ال صلى ال عليه وسلم قائم كما هو ‪،‬‬
‫ث قاموا فركع ركعة أخرى وركعوا معه وسجد وسجدوا معه ‪ ،‬ث أقبلت الطائفة الت‬
‫كانت مقابل العدو فركعوا وسجدوا ورسول ال صلى ال عليه وسلم ومن معه ث كان‬
‫السلم فسلم وسلموا جيعا ‪ ،‬فكان لرسول ال صلى ال عليه وسلم ركعتان ولكل طائفة‬
‫ركعتان ) ‪ .‬رواه أحد وأبو داود والنسائي ‪ - 6 .‬أن تقتصر كل طائفة على ركعة مع‬
‫المام فيكون للمام ركعتان ولكل طائفة ركعة ‪ :‬فعن ابن عباس أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم صلى بذي قرد فصف الناس خلفه صفي صفا خلفه وصفا موازي العدو فصلى‬
‫الذين خلفه ركعة ث انصرف هؤلء إل مكان هؤلء ‪ ،‬وجاء دور أولئك فصلى بم ركعة‬

‫‪235‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ول يقضوا ركعة ‪ .‬رواه النسائي وابن حبان وصححه ‪ .‬وعنه قال ‪ ( :‬فرض ال الصلة‬
‫على نبيكم صلى ال عليه وسلم ف الضر أربعا ‪ ،‬وف السفر ركعتي وف الوف ركعة )‬
‫‪ .‬رواه أحد ومسلم وأبو داود والنسائي ‪ .‬وعن ثعلبة بن زهدم قال ‪ ( :‬كنا مع سعيد بن‬
‫العاص بطبستان فقال ‪ :‬أيكم صلى مع رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة الوف ؟‬
‫فقال حذيفة ‪ :‬أنا ‪ ،‬فصلى بؤلء ركعة وبؤلء ركعة ول يقضوا ) ‪ .‬رواه أبو داود‬
‫والنسائي ‪ .‬صلة الغرب ل يدخلها قصر ول يقع ف شئ من الحاديث الروية ف صلة‬
‫الوف تعرض لكيفية صلة الغرب ‪ .‬ولذا اختلف العلماء ‪ :‬فعند النفية والالكية يصلي‬
‫المام بالطائفة الول ركعتي ويصلي بالطائفة الثانية ركعة ‪ :‬وأجاز الشافعي وأحد أن‬
‫يصلي بالطائفة الول ركعة وبالثانية ركعتي لا روي عن علي كرم ال وجهه أنه فعل‬
‫ذلك ‪ / .‬صفحة ‪ / 282‬الصلة أثناء اشتداد الوف ‪ :‬إذا اشتد الوف والتحمت‬
‫الصفوف ‪ ،‬صلى كل واحد حسب استطاعته راجل أو راكبا مستقبل القبلة أو غي‬
‫مستقبلها يومئ بالركوع والسجود كيفما أمكن ‪ ،‬ويعل السجود أخفض من الركوع‬
‫ويسقط عنه من الركان ما عجز عنه ‪ .‬قال ابن عمر ‪ :‬وصف النب صلى ال عليه وسلم‬
‫صلة الوف وقال ‪ ( :‬فإن كان خوف أشد من ذلك فرجال وركبانا ) وهو ف البخاري‬
‫بلفظ ‪ ( :‬فإن كان خوف أشد من ذلك صلوا رجال قياما على أقدامهم أو ركبانا‬
‫مستقبلي القبلة وغي مستقبليها ) وف رواية لسلم أن ابن عمر قال ‪ :‬فإن كان خوف أكثر‬
‫من ذلك فصل راكبا أو قائما تومئ إياء ‪ .‬صلة الطالب والطلوب من كان طالبا للعدو‬
‫وخاف أن يفوته صلى بالياء ولو ماشيا إل غي القبلة ‪ ،‬والطلوب مثل الطالب ف ذلك‬
‫ويلحق بما كل من منعه عدو عن الركوع والسجود أو خاف على نفسه أو أهله أو ماله‬
‫من عدو أو لص أو حيوان مفترس فإنه يصلي بالياء إل أي جهة توجه إليها ‪ .‬قال‬
‫العراقي ‪ :‬ويوز ذلك ف كل هرب مباح من سيل أو حريق إذا ل يد معدل عنه ‪ ،‬وكذا‬
‫الدين العسر إذا كان عاجزا عن بينة العسار ولو ظفر به الستحق لبسه ول يصدقه ‪،‬‬
‫وكذا إذا كان عليه قصاص يرجو العفو عنه إذا سكن الغضب بتغيبه ‪ .‬وعن عبد ال ابن‬
‫أنيس قال ‪ :‬بعثن رسول ال صلى ال عليه وسلم إل خالد بن سفيان الذل وكان نو‬
‫عرفات فقال ‪ ( :‬اذهب فاقتله ) قال ‪ :‬فرأيته وقد حضرت صلة العصر فقلت ‪ :‬إن‬

‫‪236‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لخاف أن يكون بين وبينه ما يؤخر الصلة فانطلقت أمشي وأنا أصلي أومئ إياء نوه‬
‫فلما دنوت منه قال ل ‪ :‬من أنت ؟ قلت ‪ :‬رجل‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 282‬‬
‫من العرب ‪ ،‬بلغن أنك تمع لذا الرجل فجئتك ف ذلك ‪ .‬فقال ‪ :‬إن لقي ذلك ‪.‬‬
‫فمشيت معه ساعة حت إذا أمكنن علوته بسيفي حت برد ‪ .‬رواه أحد وأبو داود ‪.‬‬
‫وحسن الافظ إسناده ‪ / .‬صفحة ‪ / 283‬صلة السفر صلة الطالب والطلوب ( ‪) 1‬‬
‫قصر الصلة الرباعية ‪ :‬قال ال تعال ‪ ( :‬وإذا ضربتم ( ‪ ) 1‬ف الرض فليس عليكم جناح‬
‫أن تقصروا من الصلة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ) ‪ .‬والتقييد بالوف غي معمول‬
‫به ‪ .‬فعن يعلى بن أمية قال ‪ ( :‬قلت لعمر بن الطاب أرأيت ( ‪ ) 2‬إقصار الناس الصلة‬
‫وإنا قال عزوجل ‪ ( :‬إن خفتم أن يقتنكم الذين كفروا ) فقد ذهب ذلك اليوم ؟ فقال‬
‫عمر ‪ :‬عجبت ما عجبت منه فذكرت ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪:‬‬
‫( صدقة تصدق ال با عليكم فاقبلوا صدقته ) ‪ .‬رواه الماعة ‪ .‬وأخرج ابن جرير عن أب‬
‫منيب الرشي أنه قيل لبن عمر قول ال تعال ( وإذا ضربتم ف الرض ) الية ل فنحن‬
‫آمنون ل ناف فتقصر الصلة ؟ فقال ‪ ( :‬لقد كان لكم ف رسول ال أسوة حسنة ) ‪.‬‬
‫وعن عائشة قالت ‪ :‬قد فرضت الصلة ركعتي ركعتي بكة فلما قدم رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم الدينة زاد مع كل ركعتي ركعتي إل ف الغرب فإنا وتر النهار ‪ ،‬وصلة‬
‫الفجر لطول قراءتا ‪ ،‬وكان إذا سافر صلى الصلة الول ( أي الت فرضت بكة ) ‪ .‬رواه‬
‫أحد والبيهقي وابن حبان وابن خزية ورجاله ثقات ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬وكان صلى ال‬
‫عليه وسلم يقصر الصلة الرباعية فيصليها ركعتي من حي يرج مسافرا إل أن يرجع إل‬
‫الدينة ول يثبت عنه أنه أت الصلة الرباعية ول يتلف ف ذلك أحد من الئمة وإن كانوا‬
‫قد اختلفوا ف حكم القصر فقال بوجوده عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس وابن عمر‬
‫وجابر وهو مذهب النفية ( ‪ . ) 3‬وقالت الالكية القصر ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الضرب ف‬
‫الرض ‪ :‬عبارة عن السفر فيها والبوز عن مل القامة ‪ .‬والناح ‪ :‬الث ‪ .‬وقصر الصلة‬
‫‪ :‬ترك شئ منها ‪ ) 2 ( .‬أي أخبن عن سبب القصر وقد زال الوف الذي هو سببه‬

‫‪237‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كما هو صريح الية ‪ ) 3 ( .‬يرى النفية أن من صلى الفرض الرباعي أربعا فإن قعد ف‬
‫الثانية بعد التشهد صحت صلته مع الكراهة لتأخي السلم وما زاد على الركعتي ‪،‬‬
‫نفل ‪ ،‬وإن ل يقعد ف الركعة الثانية ل يصح فرضه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 284‬سنة مؤكدة‬
‫آكد من الماعة فإذا ل يد السافر مسافرا يقتدي به صلى مفردا على القصر ويكره‬
‫اقتداؤه بالقيم ‪ .‬وعند النابلة أن القصر جائز وهو أفضل من التام ‪ ،‬وكذا عند الشافعية‬
‫إن بلغ مسافة القصر ‪ ) 2 ( .‬مسافة القصر ‪ :‬التبادر من الية أن أي سفر ف اللغة طال أم‬
‫قصر تقصر من أجله الصلة وتمع ويباح فيه الفطر ‪ ،‬ول يرد من السنة ما يقيد هذا‬
‫الطلق ‪ .‬وقد نقل ابن النذر وغيه ف هذه السألة أكثر من عشرين قول ونن نذكر هنا‬
‫أصح ما ورد ف ذلك ‪ :‬روى أحد ومسلم وأبو داود والبيهقي عن يي بن يزيد قال ‪:‬‬
‫سألت أنس بن مالك عن قصر الصلة فقال أنس ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا‬
‫خرج مسية ثلثة أميال أو فراسخ يصلي ركعتي ‪ .‬قال الافظ ابن حجر ف الفتح ‪ :‬وهو‬
‫أصح حديث ورد ف بيان ذلك وأصرحه ‪ .‬والتردد بي الميال والفراسخ يدفعه ما ذكره‬
‫أبو سعيد الدري قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا سافر فرسخا يقصر‬
‫الصلة ‪ .‬رواه سعيد بن منصور وذكره الافظ ف التلخيص وأقره بسكوته عنه ‪ .‬ومن‬
‫العروف أن الفرسخ ثلثة أميال فيكون حديث أب سعيد رافعا للشك الواقع ف حديث‬
‫أنس ومبينا أن أقل مسافة قصر فيها رسول ال صلى ال عليه وسلم الصلة كانت ثلثة‬
‫أميال والفرسخ ‪ 5541‬مترا واليل ‪ 1748‬مترا ‪ .‬وأقل ما ورد ف مسافة القصر ميل‬
‫واحد رواه ابن أب شيبة بإسناد صحيح عن ابن عمر ‪ .‬وبه أخذ ابن حزم ‪ ،‬وقال متجا‬
‫على ترك القصر فيما دون اليل ‪ :‬بأنه صلى ال عليه وسلم خرج إل البقيع لدفن الوتى‬
‫وخرج إل الفضاء لقضاء الاجة ول يقصر ‪ .‬وأما ما ذهب إليه الفقهاء من اشتراط السفر‬
‫الطويل وأقله مرحلتان عند البعض وثلث مراحل عند البعض الخر فقد كفانا مئونة الرد‬
‫عليهم المام أبو القاسم الرقي قال ف الغن ‪ :‬قال الصنف ‪ :‬ول أرى لا صار إليه الئمة‬
‫حجة ‪ .‬لن أقوال الصحابة متعارضة متلفة ول حجة فيها مع الختلف ‪ .‬وقد روي عن‬
‫ابن عمر وابن عباس خلف ما احتج به أصحابنا ‪ ،‬ث لو ل يوجد ‪ /‬صفحة ‪ / 285‬ذلك‬
‫ل يكن ف قولم حجة مع قول النب صلى ال عليه وسلم وفعله ‪ .‬وإذا ل تثبت أقوالم‬

‫‪238‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫امتنع الصي إل التقدير الذي ذكروه لوجهي أحدها أنه مالف لسنة النب صلى ال عليه‬
‫وسلم الت رويناها ولظاهر القرآن لن ظاهره إباحة القصر لن ضرب ف الرض لقوله‬
‫تعال ‪ ( :‬وإذا ضربتم ف الرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلة ) وقد سقط‬
‫شرط الوف بالب‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 285‬‬
‫الذكور عن يعلى بن أمية فبقي ظاهر الية متناول كل ضرب ف الرض ‪ ،‬وقول النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ( يسح السافر ثلثة أيام ) جاء لبيان مدة السح فل يتج به ههنا ‪،‬‬
‫وعلى أنه يكن قطع السافة القصية ف ثلثة أيام وقد ساه النب صلى ال عليه وسلم سفرا‬
‫فقال ‪ ( :‬ل يل لمرأة تؤمن بال واليوم الخر أن تسافر مسية يوم إل مع ذي مرم ) ‪.‬‬
‫والثان أن التقدير بابه التوقيف فل يوز الصي إليه برأي مرد سيما وليس له أصل يرد إليه‬
‫ول نظي يقاس عليه ‪ ،‬والجة مع من أباح القصر لكل مسافر إل أن ينعقد الجاع على‬
‫خلفه ‪ .‬ويستوي ف ذلك السفر ف الطائرة أو القاطرة كما يستوي سفر الطاعة وغيه ‪.‬‬
‫ومن كان عمله يقتضي السفر دائما مثل اللح والكاري فإنه يرخص له القصر والفطر‬
‫لنه مسافر حقيقة ‪ ) 3 ( .‬الوضع الذي يقصر منه ‪ :‬ذهب جهور العلماء إل أن قصر‬
‫الصلة يشرع بفارقة الضر والروج من البلد وأن ذلك شرط ول يتم حت يدخل أو‬
‫بيوتا ‪ ،‬قال ابن النذر ‪ :‬ول أعلم أن النب صلى ال عليه وسلم قصر ف سفر من أسفاره‬
‫إل بعد خروجه من الدينة ‪ .‬وقال أنس ‪ :‬صليت الظهر مع النب صلى ال عليه وسلم‬
‫بالدينة أربعا وبذي الليفة ركعتي ‪ .‬رواه الماعة ‪ .‬ويرى بعض السلف أن من نوى‬
‫السفر يقصر ولو ف بيته ‪ ) 4 ( .‬مت يتم السافر ‪ :‬السافر يقصر الصلة ما دام مسافرا‬
‫فإن أقام لاجة ينتظر قضاءها قصر الصلة كذلك لنه يعتب مسافرا وإن أقام سني ‪ ،‬فإن‬
‫نوى القامة مدة معينة فالذي اختاره ابن القيم أن القامة ل ترج عن حكم السفر سواء‬
‫طالت أم ‪ /‬صفحة ‪ / 286‬قصرت ما ل يستوطن الكان الذي أقام فيه ‪ .‬وللعلماء ف‬
‫ذلك آراء كثية ‪ ،‬لصها ابن القيم وانتصر لرأيه فقال ‪ ( :‬أقام رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بتبوك عشرين يوما يقصر الصلة ول يقل للمة ل يقصر الرجل الصلة إذا أقام‬

‫‪239‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أكثر من ذلك ‪ ،‬ولكن اتفق إقامته هذه الدة ) ‪ .‬وهذه القامة ف حال السفر ل ترج عن‬
‫حكم السفر سواء طالت أم قصرت إذا كان غي مستوطن ول عازم على القامة بذلك‬
‫الوضع ‪ ،‬وقد اختلف السلف واللف ف ذلك اختلفا كثيا ‪ .‬ففي صحيح البخاري عن‬
‫ابن عباس قال ‪ ( :‬أقام النب صلى ال عليه وسلم ف بعض أسفاره تسع عشرة يصلي‬
‫ركعتي فنحن إذا أقمنا تسع عشرة نصلي ركعتي وإن زدنا على ذلك أتمنا ) ‪ .‬وظاهر‬
‫كلم أحد ان ابن عباس أراد مدة مقامه بكة زمن الفتح فإنه قال ‪ ( :‬أقام رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم بكة ثان عشرة يوما من الفتح لنه أراد حنينا ول يكن ث أجع القام )‬
‫وهذه إقامته الت رواها ابن عباس ‪ .‬وقال غيه بل أراد ابن عباس مقامه بتبوك كما قال‬
‫جابر ابن عبد ال ‪ ( :‬أقام النب صلى ال عليه وسلم بتبوك عشرين يوما يقصر الصلة ) ‪.‬‬
‫رواه المام أحد ف مسنده ز وقال السور بن مرمة ‪ ( :‬أقمنا مع سعد ببعض قرى الشام‬
‫أربعي ليلة يقصرها سعد ونتمها ) ‪ .‬وقال نافع ‪ ( :‬أقام ابن عمر بأذربيجان ستة أشهر‬
‫يصلي ركعتي وقد حال الثلج بينه وبي الدخول ) ‪ .‬وقال حفص بن عبيدال ‪ ( :‬أقام‬
‫أنس بن مالك بالشام سنتي يصلي صلة السافر ) ‪ .‬وقال أنس ‪ :‬أقام أصحاب النب صلى‬
‫ال عليه وسلم برام هرمز سبعة أشهر يقصرون الصلة ) ‪ .‬وقال السن ‪ ( :‬أقمت مع عبد‬
‫الرحن ابن سرة بكابل سنتي يقصر الصلة ول يمع ) ‪ .‬وقال إبراهيم ‪ ( :‬كانوا يقيمون‬
‫بالري السنة وأكثر من ذلك وسجستان السنتي ) ‪ .‬فهذا هدي النب صلى ال عليه وسلم‬
‫وأصحابه كما ترى وهو الصواب ‪ .‬وأما مذهب الناس فقال المام أحد ‪ :‬إذا نوى إقامة‬
‫أربعة أيام أت وإن نوى دونا قصر ‪ .‬وحل هذه الثار على أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وأصحابه ل يمعوا ( ‪ ) 1‬القامة ألبتة بل كانوا يقولون اليوم نرج غدا نرج ‪.‬‬
‫وف هذا نظر ل يفى ‪ ،‬فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم فتح مكة ‪ ،‬وهي ما هي ‪،‬‬
‫وأقام فيها يؤسس قواعد ( هامش ) ( ‪ ) 1‬يعزموا ‪ :‬يقصدوا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 287‬‬
‫السلم ويهدم قواعد الشرك ويهد أمر ما حولا من العرب ‪ ،‬ومعلوم قطعا أن هذا يتاج‬
‫إقامة أيام ول يتأتى ف يوم واحد ول يومي ‪ ،‬وكذلك إقامته بتبوك فإنه أقام ينتظر العدو ‪،‬‬
‫ومن العلوم قطعا أنه كان بينه وبينهم عدة مراحل تتاج إل أيام وهو يعلم أنم ل‬
‫يوافقون ف أربعة أيام ‪ ،‬وكذلك إقامة عمر بأذربيجان ستة أشهر يقصر الصلة من أجل‬

‫‪240‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الثلج ‪ .‬ومن العلوم أن مثل هذا الثلج ل يتحلل ويذوب ف أربعة أيام بيث تفتح الطريق ‪،‬‬
‫وكذلك إقامة أنس بالشام سنتي يقصر ‪ ،‬وإقامة الصحابة برام هرمز سبعة أشهر يقصرون‬
‫‪ .‬ومن العلوم أن مثل هذا الصار والهاد ل ينقضي ف أربعة أيام ‪ .‬وقد قال أصحاب‬
‫أحد ‪ :‬إنه لو أقام لهاد عدو ‪ ،‬أو حبس سلطان ‪ ،‬أو مرض قصر ‪ ،‬سواء غلب على ظنه‬
‫انقضاء الاجة ف مدة يسية أو طويلة ‪ .‬وهذا هو الصواب ‪ ،‬لكن شرطوا فيه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 287‬‬
‫شرطا ل دليل عليه من كتاب ول سنة ول إجاع ول عمل الصحابة ‪ ،‬فقالوا شرط ذلك‬
‫احتمال انقضاء حاجته ف الدة الت ل تقطع حكم السفر وهي ما دون الربعة اليام ‪.‬‬
‫فقال من أين لكم هذا الشرط والنب صلى ال عليه وسلم لا أقام زيادة على أربعة أيام‬
‫يقصر الصلة بكة وبتبوك ل يقل لم شيئا ول يبي لم أنه ل يعزم على إقامة أكثر من‬
‫أربعة أيام وهو يعلم أنم يقتدون به ف صلته ‪ ،‬ويتأسون به ف قصرها ف مدة إقامته فلم‬
‫يقل لم حرفا واحدا ل تقصروا فوق إقامة أربع ليال ‪ ،‬وبيان هذا من أهم الهمات ‪،‬‬
‫وكذلك اقتداء الصحابة به بعده ول يقولوا لن صلى معهم شيئا من ذلك ‪ .‬وقال مالك‬
‫والشافعي ‪ :‬إذا نوى إقامة أكثر من أربعة أيام أت وإن نوى دونا قصر ‪ .‬وقال أبو حنيفة‬
‫رضي ال عنه ‪ :‬إن نوى إقامة خسة عشر يوما أت وإن نوى دونا قصر ‪ .‬وهو مذهب‬
‫الليث بن سعد ‪ .‬وروى عن ثلثة من الصحابة عمر وابنه وابن عباس ‪ .‬وقال سعيد بن‬
‫السيب ‪ :‬إذا أقمت أربعا فصل أربعا ‪ ،‬وعنه كقول أب حنيفة رحه ال ‪ .‬وقال علي بن‬
‫أب طالب رضي ال عنه إن أقام عشرا أت وهو رواية عن ابن عباس ‪ .‬وقال السن ‪ :‬يقصر‬
‫ما ل يقصر مصرا ‪ .‬وقالت عائشة ‪ :‬يقصر ما ل يضع الزاد والزاد ‪ .‬والئمة الربعة‬
‫رضوان ال عليهم متفقون على أنه إذا أقام لاجة ينتظر قضاءها يقول اليوم أخرج فإنه‬
‫يقصر أبدا إل الشافعي ف أحد قوليه فإنه يقصر عنده إل سبعة عشر أو ثانية ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 288‬عشر يوما ول يقصر بعدها ‪ .‬وقد قال ابن النذر ف إشرافه ‪ :‬أجع أهل العلم أن‬
‫للمسافر أن يقصر ما ل يمع إقامة وإن أتى عليه سنون ‪ ) 5 ( .‬صلة التطوع ف السفر ‪:‬‬
‫ذهب المهور من العلماء إل عدم كراهة النفل لن يقصر الصلة ف السفر ل فرق بي‬

‫‪241‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السنن الراتبة وغيها ‪ .‬فعند البخاري ومسلم أن النب صلى ال عليه وسلم اغتسل ف بيت‬
‫أم هانئ يوم فتح مكة وصلى ثان ركعات ‪ .‬وعن ابن عمر أنه صلى ال عليه وسلم كان‬
‫يسبح على ظهر راحلته حيث كان وجهه يومئ برأسه ‪ .‬وقال السن ‪ :‬كان أصحاب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يسافرون فيتطوعون قبل الكتوبة وبعدها إل من جوف‬
‫الليل ‪ ،‬ورأى قوما يسبحون ( ‪ ) 1‬بعد الصلة فقال ‪ :‬لو كنت مسبحا لتمت صلت ‪،‬‬
‫يا ابن أخي صحبت رسول ال صلى ال عليه وسلم فلم يزد على ركعتي حت قبضه ال‬
‫تعال ‪ ،‬وصحبت أبا بكر فلم يزد على ركعتي ‪ ،‬وذكر عمر وعثمان وقال ‪ ( :‬لقد كان‬
‫لكم ف رسول ال أسوة حسنة ) رواه البخاري ‪ .‬وجع ابن قدامة بي ما ذكره السن‬
‫وبي ما ذكره ابن عمر بأن حديث السن يدل على أنه ل بأس بفعلها وحديث ابن عمر‬
‫يدل على أنه ل بأس بتركها ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬يسبحون ‪ :‬أي يصلون ‪) 6 ( ) . ( .‬‬
‫السفر يوم المعة ‪ :‬ل بأس بالسفر يوم المعة ما ل تضر الصلة ‪ .‬فقد سع عمر رجل‬
‫يقول ‪ :‬لول أن اليوم يوم جعة لرجت ‪ .‬فقال عمر ‪ :‬اخرج فإن المعة ل تبس عن‬
‫السفر ‪ .‬وسافر أبو عبيدة يوم المعة ول ينتظر الصلة ‪ ،‬وأراد الزهري السفر ضحوة يوم‬
‫المعة فقيل له ف ذلك فقال ‪ :‬إن النب صلى ال عليه وسلم سافر يوم المعة ‪ .‬المع بي‬
‫الصلتي يوز للمصلي أن يمع بي الظهر والعصر تقديا وتأخيا ( ‪ ) 2‬وبي الغرب‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 2‬جع التقدي ‪ :‬أداء الصلتي ف وقت الول منهما ‪ ،‬وجع التأخي‬
‫أداؤها ف وقت الثانية ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 289‬والعشاء كذلك ( ‪ ) 1‬إذا وجدت حالة‬
‫من الالت التية ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬ل خلف بي العلماء ف أنه ل جع إل بي الظهر‬
‫والعصر أو بي الغرب والعشاء ‪ ) 1 ( ) . ( .‬المع بعرفة والزدلفة ‪ :‬اتفق العلماء على‬
‫أن المع بي الظهر والعصر جع تقدي ف وقت الظهر بعرفة ‪ ،‬وبي الغرب والعشاء جع‬
‫تأخي ف وقت العشاء بزدلفة سنة لفعل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ) 2 ( .‬المع ف‬
‫السفر ‪ :‬المع بي الصلتي ف السفر ف وقت إحداها جائز ف قول أكثر أهل العلم ل‬
‫فرق بي كونه نازل أو سائرا ‪ .‬فعن معاذ أن النب صلى ال عليه وسلم كان ف غزوة تبوك‬
‫إذا زاغت الشمس قبل أن يرتل جع بي الظهر والعصر وإذا ارتل قبل أن تزيغ الشمس‬
‫أخر الظهر حت ينل للعصر ‪ ،‬وف الغرب مثل ذلك ‪ ،‬إن غابت الشمس قبل أن يرتل‬

‫‪242‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جع بي الغرب والعشاء ‪ ،‬وإن ارتل قبل أن تغيب الشمس أخر الغرب حت ينل العشاء‬
‫ث نزل فجمع بينهما ‪ .‬رواه أبو داود والترمذي وقال ‪ :‬هذا حديث حسن ‪ .‬وعن كريب‬
‫عن ابن عباس أنه قال ‪ :‬أل أخبكم عن صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السفر ؟‬
‫قلنا ‪ :‬بلى ‪ .‬قال ‪ :‬كان إذا زاغت له الشمس ف منله جع بي الظهر والعصر نزل فجمع‬
‫بي الظهر والعصر ‪ ،‬وإذا حانت له الغرب ف منله جع بينها وبي العشاء ‪ ،‬وإذا ل تن‬
‫ف منله ركب حت إذا كانت العشاء نزل فجمع بينهما ‪ .‬رواه أحد والشافعي ف مسنده‬
‫بنحوه ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 289‬‬
‫وقال فيه ‪ :‬إذا سار قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر حت يمع بينها وبي العصر ف وقت‬
‫العصر ‪ .‬رواه البيهقي بإسناد جيد وقال ‪ :‬المع بي الصلتي بعذر السفر من المور‬
‫الشهورة الستعملة فيما بي الصحابة والتابعي ‪ .‬وروى مالك ف الوطأ عن معاذ أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أخر الصلة ف غزوة تبوك يوما ث خرج فصلى الظهر والعصر‬
‫جيعا ‪ ،‬ث دخل ث خرج فصلى الغرب ‪ /‬صفحة ‪ / 290‬والعشاء جيعا ‪ ،‬قال الشافعي ‪:‬‬
‫قوله ( ث دخل ث خرج ل يكون إل وهو نازل ) ‪ .‬وقال ابن قدامة ف الغن بعد ذكر هذا‬
‫الديث ‪ :‬قال ابن عبد الب ‪ :‬هذا حديث صحيح ثابت السناد ‪ .‬وقال أهل السي إن‬
‫غزوة تبوك كانت ف سنة تسع ‪ .‬وف هذا الديث أوضح الدلئل وأقوى الجج ف الرد‬
‫على من قال ل يمع بي الصلتي إل إذا جد به السي ‪ ،‬لنه كان يمع وهو نازل غي‬
‫سائر ماكث ف خبائه يرج فيصلي الصلتي جعا ث ينصرف إل خبائه ‪ .‬وروى هذا‬
‫الديث مسلم ف صحيحه قال ‪ :‬فكان يصلي الظهر والعصر جيعا والغرب والعشاء جيعا‬
‫‪ .‬والخذ بذا الديث متعي لثبوته وكونه صريا ف الكم ول معارض له ‪ ،‬ولن المع‬
‫رخصة من رخص السفر فلم يتص بالة السي ‪ ،‬كالقصر والسح ‪ ،‬ولكن الفضل التأخي‬
‫‪ .‬انتهى ‪ .‬ول تشترط النية ف المع والقصر ‪ ،‬قال ابن تيمية ‪ :‬وهو قول المهور من‬
‫العلماء ‪ ،‬وقال ‪ :‬والنب صلى ال عليه وسلم لا كان يصلي بأصحابه جعا وقصرا ل يكن‬
‫يأمر أحدا منهم بنية المع والقصر ‪ ،‬بل خرج من الدينة إل مكة يصلي ركعتي من غي‬

‫‪243‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جع ث صلى بم الظهر بعرفة ول يعلمهم أنه يريد أن يصلي العصر بعدها ث صلى بم‬
‫العصر ول يكونوا نووا لجع وهذا جع تقدي وكذلك لا خرج من الدينة صلى بم بذي‬
‫الليفة العصر ركعتي ول يأمرهم بنية قصر ‪ .‬وأما الوالة بي الصلتي فقد قال ‪:‬‬
‫والصحيح أنه ل يشترط بال ‪ ،‬ل ف وقت الول ول ف وقت الثانية ‪ ،‬فإنه ليس لذلك‬
‫حد ف الشرع ‪ ،‬ولن مراعاة ذلك يسقط مقصود الرخصة ‪ ،‬وقال الشافعي ‪ :‬لو صلى‬
‫الغرب ف بيته بنية المع ث أتى السجد فصلى العشاء جاز ‪ .‬وروي مثل ذلك عن أحد ‪.‬‬
‫( ‪ ) 3‬المع ف الطر ‪ :‬روى الثرم ف سننه عن أب سلمة ابن عبد الرحن أنه قال ‪ :‬من‬
‫السنة إذا كان يوم مطي أن يمع بي الغرب والعشاء ‪ .‬وروى البخاري أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم جع بي الغرب والعشاء ف ليلة مطية ‪ .‬وخلصة الذاهب ف ذلك أن‬
‫الشافعية توز للمقيم المع بي الظهر والعصر وبي الغرب والعشاء جع تقدي فقط‬
‫بشرط وجود الطر عند الحرام بالول والفراغ منها وافتتاح الثانية ‪ / .‬صفحة ‪/ 291‬‬
‫وعند مالك أنه يوز جع التقدي ف السجد بي الغرب والعشاء لطر واقع أو متوقع ‪،‬‬
‫وللطي مع الظلمة إذا كان الطي كثيا ينع أواسط الناس من لبس النعل ‪ ،‬وكره المع‬
‫بي الظهر والعصر للمطر ‪ .‬وعند النابلة يوز المع بي الغرب والعشاء فقط تقديا‬
‫وتأخيا بسبب الثلج والليد والوحل والبد الشديد والطر الذي يبل الثياب ‪ ،‬وهذه‬
‫الرخصة تتص بن يصلي جاعة بسجد يقصد من بعيد يتأذى بالطر ف طريقه فأما من‬
‫هو بالسجد أو يصلي ف بيته جاعة أو يشي إل السجد مستترا بشئ أو كان السجد ف‬
‫باب داره فإنه ل يوز له المع ‪ ) 4 ( .‬المع بسبب الرض أو العذر ‪ :‬ذهب المام‬
‫أحد والقاضي حسي والطاب والتول من الشافعية إل جواز المع تقديا وتأخيا بعذر‬
‫الرض لن الشقة فيه أشد من الطر ‪ .‬قال النووي ‪ :‬وهو قوي ف الدليل ‪ .‬وف الغن ‪:‬‬
‫والرض البيح للجمع هو ما يلحقه به بتأدية كل صلة ف وقتها مشقة وضعف ‪ .‬وتوسع‬
‫النابلة فأجازوا المع تقديا وتأخيا لصحاب العذار وللخائف ‪ .‬فأجازوه للمرضع الت‬
‫يشق عليها غسل الثوب ف وقت كل صلة ‪ ،‬وللمستحاضة ولن به سلس بول ‪ ،‬وللعاجز‬
‫عن الطهارة ولن خاف على نفسه أو ماله أو عرضه قال ابن تيمية ‪ :‬وأوسع الذاهب ف‬
‫المع مذهب أحد فإنه جوز المع إذا كان شغل كما روى النسائي ذلك مرفوعا إل‬

‫‪244‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النب صلى ال عليه وسلم إل أن قال ‪ :‬يوز المع أيضا للطباخ والباز ونوها من‬
‫يشى فساد ماله ‪ ) 5 ( .‬المع للحاجة ‪ :‬قال النووي ف شرح مسلم ‪ :‬ذهب جاعة من‬
‫الئمة إل جواز المع ف الضر للحاجة لن يتخذه عادة ‪ .‬وهو قول ابن سيين وأشهب‬
‫من أصحاب مالك ‪ ،‬وحكاه الطاب عن القفال والشاشي الكبي من أصحاب الشافعي‬
‫وعن أب إسحاق الروزي وعن جاعة من أصحاب الديث واختاره ابن النذر ‪ / ،‬صفحة‬
‫‪ / 292‬ويؤيده ظاهر قول ابن عباس ‪ :‬أراد أن ل يرج أمته فلم يعلله برض ول غيه ‪.‬‬
‫اه‍ وحديث ابن عباس الذي يشي إليه ما رواه مسلم عنه قال ‪ :‬جع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم بي الظهر والعصر ‪ ،‬والغرب والعشاء بالدينة ف غي خوف ول مطر ‪ .‬قيل‬
‫لبن عباس ‪ :‬ماذا أراد بذلك ؟ قال ‪ :‬أراد أل يرج‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 292‬‬
‫أمته ‪ .‬وروى البخاري ومسلم عنه أن النب صلى ال عليه وسلم صلى بالدينة سبعا ( ‪) 1‬‬
‫وثانيا ‪ :‬الظهر والعصر والغرب والعشاء ‪ .‬وعند مسلم عن عبد ال بن شقيق قال ‪ :‬خطبنا‬
‫ابن عباس يوما بعد العصر حت غربت الشمس وبدت النجوم وجعل الناس يقولون ‪:‬‬
‫الصلة الصلة قال ‪ :‬فجاءه رجل من بن تيم ل يفتر ول ينثن ‪ :‬الصلة الصلة ‪ ،‬فقال‬
‫ابن عباس ‪ :‬أتعلمن بالسنة ل أم لك ! ث قال ‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫جع بي الظهر والعصر ‪ ،‬والغرب والعشاء ‪ .‬قال عبد ال بن شقيق ‪ :‬فحاك ف صدري‬
‫من ذلك شئ ‪ ،‬فأتيت أبا هريرة فسألته فصدق مقالته ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي سبعا جعا ‪،‬‬
‫وثانيا جعا كما ف رواية البخاري ‪ ) . ( .‬فائدة قال ف الغن ‪ :‬وإذا أت الصلتي ف‬
‫وقت الول ث زال العذر بعد فراغه منهما قبل دخول وقت الثانية أجزأته ول تلزمه الثانية‬
‫ف وقتها ‪ ،‬لن الصلة وقعت صحيحة مزئة عما ف ذمته وبرئت ذمته منها فلم تشتغل‬
‫الذمة با بعد ذلك ‪ ،‬ولنه أدى فرضه حال العذر فلم يبطل بزواله بعد ذلك ‪ ،‬كالتيمم إذا‬
‫وجد الاء بعد فراغه من الصلة ‪ .‬الصلة ف السفينة والقاطرة والطائرة تصح الصلة ف‬
‫السفينة والقاطرة والطائرة بدون كراهية حسبما تيسر للمصلي ‪ .‬فعن ابن عمر قال ‪ :‬سئل‬
‫النب صلى ال عليه وسلم عن الصلة ف السفينة ؟ قال ‪ ( :‬صل فيها قائما إل أن تاف‬

‫‪245‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الغرق ) رواه الدار قطن والاكم على شرط الشيخي ‪ ،‬وعن عبد ال بن أب عتبة قال ‪:‬‬
‫صحبت جابر بن عبد ال وأبا سعيد الدري وأبا هريرة ف سفينة فصلوا قياما ف جاعة ‪،‬‬
‫أمهم بعضهم وهم يقدرون على الد ( ‪ ، ) 2‬رواه سعيد بن منصور ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 2‬‬
‫الد ‪ :‬الشاطئ ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 293‬أدعية السفر يستحب للمسافر أن يقول إذا‬
‫خرج من بيته ‪ :‬بسم ال توكلت على ال ول حول ول قوة إل بال ‪ :‬اللهم إن أعوذ بك‬
‫أن أضل أو أضل ‪ ،‬أو أزل أو أزل ‪ ،‬أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يهل علي ‪ .‬ث يتخي‬
‫من الدعية الأثورة ما يشاء ‪ ،‬وهاك بعضها ‪ - 1 :‬عن علي بن ربيعة قال ‪ :‬رأيت عليا‬
‫رضي ال عنه أتى بدابة ليكبها فلما وضع رجله ف الركاب قال ‪ :‬بسم ال ‪ :‬فلما استوى‬
‫عليها قال ‪ :‬المد ل ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرني ( ‪ ) 1‬وإنا إل ربنا‬
‫لنقلبون ) ث حد ال ثلثا وكب ثلثا ‪ .‬ث قال سبحانك ل إله إل أنت ‪ ،‬قد ظلمت‬
‫نفسي فاغفر ل ‪ ،‬إنه ل يغفر الذنوب إل أنت ‪ ،‬ث ضحك ‪ .‬فقلت ‪ :‬مم ضحكت يا أمي‬
‫الؤمني ؟ قال ‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فعل مثل ما فعلت ث ضحك فقلت‬
‫‪ :‬مم ضحكت يا رسول ال ؟ قال ‪ ( :‬يعجب الرب من عبده إذا قال رب اغفر ل‬
‫ويقول ‪ :‬علم عبدي أنه ل يغفر الذنوب غيي ) رواه أحد وابن حبان والاكم وقال ‪:‬‬
‫صحيح على شرط مسلم ‪ - 2 .‬وعن الزدي ‪ :‬أن ابن عمر علمه أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم كان إذا استوى على بعيه خارجا إل سفر كب ثلثا ث قال ‪ ( :‬سبحان الذي‬
‫سخر لنا هذا وما كنا له مقرني وإنا إل ربنا لنقلبون ‪ :‬اللهم إنا نسألك ف سفرنا هذا الب‬
‫والتقوى ‪ ،‬ومن العمل ما ترضى ‪ :‬اللهم هون علينا سفرنا هذا واطولنا بعده ‪ :‬اللهم أنت‬
‫الصاحب ف السفر ‪ ،‬والليفة ف الهل ‪ :‬اللهم إن أعوذ بك من وعثاء السفر ( ‪) 2‬‬
‫وكآبة النقلب ( ‪ ، ) 3‬وسوء النظر ف الهل والال ( ‪ ) 4‬وإذا ( هامش ) ( ‪ ) 1‬وما‬
‫كنا له مقرني ‪ :‬أي مطيقي قهرة ‪ ) 2 ( .‬وعثاء السفر ‪ :‬مشقته ‪ ) 3 ( .‬وكآبة النقلب ‪:‬‬
‫العودة ‪ .‬أي الزن عند الرجوع ‪ ) 4 ( .‬مرضهم مثل ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 294‬رجع‬
‫قالن وزاد فيهن ‪ ( :‬آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ) أخرجه أحد ومسلم ‪- 3 .‬‬
‫وعن ابن عباس ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا أراد أن يرج إل سفر قال ‪ ( :‬اللهم‬
‫أنت الصاحب ف السفر ‪ ،‬والليفة ف الهل ‪ :‬اللهم إن أعوذ بك من الضبنة ( ‪ ) 1‬ف‬

‫‪246‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السفر والكآبة ف النقلب ‪ :‬اللهم اطو لنا الرض ‪ ،‬وهون علينا السفر ) وإذا أراد الرجوع‬
‫قال ‪ ( :‬آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ) وإذا دخل على أهله قال ‪ ( :‬توبا توبا (‬
‫‪ ) 2‬لربنا أوبا ل يغادر علينا حوبا ) رواه أحد والطبان والبزار بسند رجاله رجال‬
‫الصحيح ‪ - 4 .‬وعن عبد ال بن سرجس كان النب صلى ال عليه وسلم إذا خرج ف‬
‫سفر قال ‪ ( :‬اللهم إن أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة النقلب ‪ .‬والور بعد الكور ( ‪3‬‬
‫) ‪ ،‬ودعوة الظلوم ‪ ،‬وسوء النظر ف الال والهل ) وإذا رجع قال مثله إل أنه يقول ‪:‬‬
‫( وسوء النظر ف الهل والال ) فيبدأ بالهل رواه أحد ومسلم ‪ - 5 .‬وعن ابن عمر ‪:‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا غزا أو سافر فأدركه الليل قال ‪ ( :‬يا أرض رب‬
‫وربك ال ‪ ،‬أعوذ بال من شرك وشر ما فيك وشر ما خلق فيك وشر ما دب عليك ‪،‬‬
‫أعوذ بال من شر كل أسد وأسود ( ‪ ، ) 4‬وحية وعقرب ‪ ،‬ومن شر ساكن البلد ‪ ،‬ومن‬
‫شر والد وما ولد ) رواه أحد وأبو داود ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 294‬‬
‫‪ - 6‬وعن خولة بنت حكيم السليمية أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من نزل منل‬
‫ث قال ‪ :‬أعوذ بكلمات ال التامات كلها من شر ما خلق ل يضره شئ حت يرتل من‬
‫منله ذلك ) رواه الماعة إل البخاري وأبو داود ‪ - 7 .‬وعن عطاء بن أب مروان عن‬
‫أبيه أن كعبا حلف له بالذي فلق ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الضبنة ‪ :‬الرفاق الذين ل كفاية لم ‪.‬‬
‫أي أعوذ بك من سبهم ف السفر ‪ ) 2 ( .‬توبا مصدر تاب ‪ .‬وأوبا مصدر آب ‪ ،‬وها‬
‫بعن رجع ‪ .‬والوب ‪ :‬الذنب ‪ ) 3 ( .‬والور بعد الكور ‪ :‬أي أعوذ بك من الفساد بعد‬
‫الصلح ‪ ) 4 ( .‬السود ‪ :‬العظيم من اليات ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 295‬البحر لوسى أن‬
‫صهيبا حدثه أن النب صلى ال عليه وسلم ل ير قرية يريد دخولا إل قال حي يراها ‪:‬‬
‫( اللهم رب السموات السبع وما أظللن ‪ ،‬ورب الرضي السبع وما أقللن ‪ ،‬ورب‬
‫الشياطي وما أضللن ‪ ،‬ورب الرياح وما ذرين ‪ ،‬أسألك خي هذه القرية وخي أهلها وخي‬
‫ما فيها ‪ ،‬ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها ) رواه النسائي وابن حبان‬
‫والاكم وصححاه ‪ - 8 .‬وعن ابن عمر قال ‪ :‬كنا نسافر مع رسول ال صلى ال عليه‬

‫‪247‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وسلم فإذا رأى قرية يريد أن يدخلها قال ‪ ( :‬اللهم بارك لنا فيها ( ثلث مرات ) ‪ :‬اللهم‬
‫ارزقنا جناها ‪ ،‬وحببنا إل أهلها وحبب صالي أهلها إلينا ) رواه الطبان ف الوسط‬
‫بسند جيد ‪ - 9 .‬وعن عائشة قالت ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أشرف‬
‫على أرض يريد دخولا قال ‪ ( :‬اللهم إن أسألك من خي هذه وخي ما جعت فيها ‪،‬‬
‫اللهم ارزقنا جناها ( ‪ ) 1‬وأعذنا من وباها ‪ ،‬وحببنا إل أهلها ‪ ،‬وحبب صالي أهلها إلينا‬
‫) رواه ابن السن ‪ - 10 .‬وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم إذا كان ف سفر‬
‫وأسحر يقول ‪ ( :‬سع سامع ( ‪ ) 2‬بمد ال وحسن بلئه علينا ‪ ،‬ربنا صاحبنا وأفضل‬
‫علينا ‪ ،‬عائذا بال من النار ) ( ‪ ) 3‬رواه مسلم ‪ .‬المعة ( ‪ ) 1‬فضل يوم المعة ‪ :‬ورد‬
‫أن يوم المعة خي أيام السبوع ‪ :‬فعن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ ( :‬خي يوم طلعت فيه الشمس يوم المعة ‪ :‬فيه خلق آدم عليه السلم ‪،‬‬
‫وفيه أدخل النة وفيه أخرج منها ‪ .‬ول تقوم الساعة ( هامش ) ( ‪ ) 1‬اللهم ارزقنا جناها‬
‫‪ :‬أي ما يتن منها من ثار ‪ ) 2 ( .‬سع سامع بمد ال وحسن بلئه عليان ‪ :‬أي شهد‬
‫شاهد بمدنا ل وحدنا لنعمته ولسن فضله علينا ‪ .‬والبلء ‪ :‬الفضل والنعمة ‪) 3 ( .‬‬
‫هذا دعاء ل أن يكون صاحبا لنا عاصما لنا من النار وأسبابا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 296‬‬
‫إل ف يوم المعة ) رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه ‪ ،‬وعن أب لبانة‬
‫البدري رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬سيد اليام يوم المعة‬
‫وأعظمها عند ال تعال ‪ ،‬وأعظم عند ال تعال من يوم الفطر ويوم الضحى ‪ ،‬وفيه خس‬
‫خلل ‪ :‬خلق ال عزوجل فيه آدم عليه السلم ‪ ،‬وأهبط ال تعال فيه آدم إل الرض ‪،‬‬
‫وفيه توف ال تعال آدم ‪ ،‬وفيه ساعة ل يسأل العبد فيها شيئا إل آتاه ال تعال إياه ما ل‬
‫يسأل حراما ‪ ،‬وفيه تقوم الساعة ‪ ،‬ما من ملك مقرب ول ساء ول أرض ‪ ،‬ول رياح ول‬
‫جبال ول بر إل هن يشفقن من يوم المعة ) ‪ .‬رواه أحد وابن ماجه ‪ ،‬قال العراقي‬
‫إسناده حسن ‪ ) 2 ( .‬الدعاء فيه ‪ :‬ينبغي الجتهاد ف الدعاء عند آخر ساعة من يوم‬
‫المعة ‪ .‬فعن عبد ال بن سلم رضي ال عنه قال ‪ :‬قلت ‪ -‬ورسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم جالس ‪ :‬إنا لنجد ف كتاب ال تعال ف يوم المعة ساعة ل يوافقها عبد مؤمن‬
‫يصلي يسأل ال عزوجل فيها شيئا إل قضى له حاجته ‪ .‬قال عبد ال ‪ :‬فأشار إل رسول‬

‫‪248‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( ،‬أو بعض ساعة ) ‪ .‬فقلت ‪ :‬صدقت ‪ ،‬أو بعض ساعة ‪ .‬قلت‬
‫أي ساعة هي ؟ قال ‪ ( :‬آخر ساعة من ساعات النهار ) قلت ‪ :‬إنا ليست ساعة صلة‬
‫قال ‪ ( :‬بلى ‪ :‬إن العبد الؤمن إذا صلى ث جلس ل يلسه إل الصلة فهو ف صلة ) رواه‬
‫ابن ماجه ‪ .‬وعن أب سعيد وأب هريرة رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫‪ ( :‬إن ف المعة ساعة ل يوافقها عبد مسلم يسأل ال عزوجل فيها خبا إل أعطاه إياه ‪،‬‬
‫وهي بعد العصر ) رواه أحد ‪ .‬قال العراقي ‪ :‬صحيح ‪ .‬وعن جابر رضي ال عنه عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬يوم المعة اثنتا عشرة ساعة منها ساعة ل يوجد عبد مسلم‬
‫يسأل ال تعال شيئا إل آتاه إياه ‪ :‬والتمسوها آخر ساعة بعد العصر ) رواه النسائي وأبو‬
‫داود والاكم ف الستدرك وقال صحيح على شرط مسلم ‪ ،‬وحسن الافظ إسناده ف‬
‫الفتح ‪ .‬وعن أب سلمة ابن عبد الرحن رضي ال عنه ‪ :‬أن ناسا من أصحاب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم اجتمعوا فتذكروا الساعة الت ف يوم المعة ‪ ،‬فتفرقوا ول يتلفوا أنا‬
‫آخر ساعة‬

‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 296‬‬
‫من يوم المعة ‪ .‬رواه سعيد ف سننه وصححه الافظ ف الفتح ‪ .‬وقال أحد بن حنبل ‪:‬‬
‫أكثر الحاديث ف الساعة الت يرجى فيها إجابة الدعاء أنا بعد صلة ‪ /‬صفحة ‪/ 297‬‬
‫العصر ويرجى بعد زوال الشمس ‪ .‬وأما حديث مسلم وأب داود عن أب موسى رضي ال‬
‫عنه أنه سع النب صلى ال عليه وسلم يقول ف ساعة المعة ‪ ( :‬هي ما بي أن يلس‬
‫المام ) يعن على النب ( إل أن تقضي الصلة ) فقد أعل بالضطراب والنقطاع ‪( .‬‬
‫‪ ) 3‬استحباب كثرة الصلة والسلم على الرسول صلى ال عليه وسلم ليلة المعة ويومها‬
‫‪ :‬فعن أوس بن أوس رضي ال عنه قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من‬
‫أفضل أيامكم يوم المعة ‪ :‬فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي‬
‫من الصلة فيه فإن صلتكم معروضة علي ) قالوا ‪ :‬يا رسول ال وكيف تعرض عليك‬
‫صلتنا وقد أرمت ؟ ( ‪ ) 1‬فقال ‪ ( :‬إن ال عزوجل حرم على الرض أن تأكل أجساد‬

‫‪249‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النبياء ) رواه المسة إل الترمذي ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬يستحب كثرة الصلة على النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ف يوم المعة وليلته لقوله ‪ ( .‬أكثروا من الصلة علي يوم المعة‬
‫وليلة المعة ) ورسول ال صلى ال عليه وسلم سيد النام ويوم المعة سيد اليام‬
‫فللصلة عليه ف هذا اليوم مزية ليست لغيه ‪ ،‬مع حكمة أخرى وهي أن كل خي نالته‬
‫أمته ف الدنيا والخرة فإنا نالته على يده فجمع ال لمته بي خيي الدنيا والخرة فأعظم‬
‫كرامة تصل لم فإنا تصل يوم المعة ‪ .‬فإن فيه بعثهم إل منازلم وقصورهم ف النة‬
‫وهو يوم الزيد لم إذا دخلوا النة ‪ .‬وهو عيد لم ف الدنيا ‪ ،‬ويوم يسعفهم ال تعال‬
‫بطلباتم وحوائجهم ول يرد سائلهم ‪ ،‬وهذا كله إنا عرفوه وحصل لم بسببه وعلى يده‬
‫فمن شكره وحده ‪ ،‬وأداء القليل من حقه صلى ال عليه وسلم أن يكثروا من الصلة عليه‬
‫ف هذا اليوم وليلته ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وقد أرمت ‪ :‬أي بليت ‪ ) 4 ( ) . ( .‬استحباب‬
‫قراءة سورة الكهف يوم المعة وليلته ‪ :‬فعن أب سعيد الدري أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ ( :‬من قرأ سورة الكهف ف يوم المعة أضاء له من النور ما بي المعتي )‬
‫رواه النسائي والبيهقي‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 297‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 298‬والاكم ‪ .‬وعن ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من قرأ‬
‫سورة الكهف ف يوم المعة سطع له نور من تت قدمه إل عنان السماء يضئ له يوم‬
‫القيامة وغفر له ما بي المعتي ) رواه ابن مردويه بسند ل بأس به ‪ .‬كراهة رفع الصوت‬
‫با ف الساجد ‪ :‬أصدر الشيخ ممد عبده فتوى جاء فيها ‪ :‬وقراءة سورة الكهف يوم‬
‫المعة جاء ف عبارة الشباه عند تعداد الكروهات ما نصه ‪ :‬ويكره إفراده بالصوم ( ‪) 1‬‬
‫وإفراد ليلته بالقيام ‪ ،‬وقراءة الكهف فيه خصوصا وهي ل تقرأ إل بالتلحي ‪ ،‬وأهل‬
‫السجد يلغون ويتحدثون ول ينصتون ‪ ،‬ث إن القارئ كثيا ما يشوش على الصلي‬
‫فقراءتا على هذا الوجه مظورة ‪ ( .‬هامش ) ويكره إفراده بالصوم ‪ :‬يعن يوم المعة ‪.‬‬
‫( ‪ ) 5 ( ) .‬الغسل والتجمل والسواك والتطيب للمجتمعات ول سيما المعة ‪ :‬يستحب‬
‫لكل من أراد حضور صلة المعة ( ‪ ) 2‬أو ممع من مامع الناس سواء كان رجل أو‬

‫‪250‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫امرأة ‪ ،‬أو كان كبيا أو صغيا ‪ ،‬مقيما أو مسافرا ‪ ،‬أن يكون على أحسن حال من‬
‫النظافة والزينة ‪ :‬فيغتسل ويلبس أحسن الثياب ويتطيب بالطيب ويتنظف بالسواك وقد‬
‫جاء ف ذلك ‪ - 1 :‬عن أب سعيد رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( على كل مسلم الغسل يوم المعة ويلبس من صال ثيابه ‪ ،‬وإن كان له طيب مس منه )‬
‫رواه أحد والشيخان ‪ - 2 .‬وعن ابن سلم رضي ال عنه أنه سع النب صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول على النب يوم المعة ‪ ( :‬ما على أحدكم لو اشترى ثوبي ليوم المعة سوى‬
‫ثوب مهنته ) ( ‪ ) 3‬رواه أبو داود وابن ماجه ‪ - 3 .‬وعن سلمان الفارسي رضي ال عنه‬
‫قال ‪ ،‬قال النب صلى ال عليه ( هامش ) ( ‪ ) 2‬أما من ل يرد الضور فل يسن الغسل‬
‫بالنسبة له ‪ ،‬لديث ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من أتى المعة من‬
‫الرجال والنساء فليغتسل ‪ ،‬ومن ل يأتا فليس عليه غسل من الرجال والنساء ) قال‬
‫النووي رواه البيهقي بذا اللفظ بإسناد صحيح ‪ ) 3 ( .‬الهنة ‪ :‬الدمة ‪ ،‬روى البيهقي‬
‫عن جابر أنه كان للنب صلى ال عليه وسلم برد يلبسه ف العيدين والمعة ‪ .‬وف الديث‬
‫استحباب تصيص يوم المعة بلبوس غي ملبوس سائر اليام ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 299‬‬
‫وسلم ‪ ( :‬ل يغتسل رجل يوم المعة ‪ ،‬ويتطهر با استطاع من طهر ‪ ،‬ويدهن ( ‪ ) 1‬من‬
‫دهنه أو يس من طيب بيته ث يروح إل السجد ول يفرق بي اثني ث يصلي ما كتب له‬
‫ث ينصت للمام إذا تكلم إل غفر له من المعة إل المعة الخرى ) رواه أحد‬
‫والبخاري ‪ .‬وكان أبو هريرة يقول ‪ ( :‬وثلثة أيام زيادة ‪ ،‬إن ال جعل السنة بعشرة‬
‫أمثالا ) ‪ .‬وغفران الذنوب خاص بالصغار ‪ .‬لا رواه ابن ماجة عن أب هريرة ( ما ل يغش‬
‫الكبائر ) ‪ - 4 .‬وعند أحد بسند صحيح أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬حق على‬
‫كل مسلم الغسل والطيب والسواك يوم المعة ) ‪ - 5 .‬وعند الطبان ف الوسط‬
‫والكبي بسند رجاله ثقات عن اب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ف جعة من‬
‫المع ‪ ( :‬يا معشر السلمي هذا يوم جعله ال لكم عيدا فاغتسلوا وعليكم بالسواك ) ‪( .‬‬
‫هامش ) ( ‪ ) 1‬يزيل شعث الرأس ويتزين ‪ ) 6 ( ) . ( .‬التبكي إل المعة ‪ :‬يندب‬
‫التبكي إل صلة المعة لغي المام ‪ .‬قال علقمة ‪ :‬خرجت مع عبد ال ابن مسعود إل‬
‫المعة فوجد ثلثة قد سبقوه فقال ‪ :‬رابع أربعة وما رابع أربعة من ال ببعيد ‪ ،‬إن سعت‬

‫‪251‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬إن الناس يلسون يوم القيامة على قدر ترواحهم‬
‫إل المعات الول ث الثان ث الثالث ث الرابع ‪ ،‬وما رابع أربعة من ال ببعيد ) رواه ابن‬
‫ماجه والنذري ‪ .‬وعن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من اغتسل‬
‫يوم المعة غسل النابة ( ‪ ) 2‬ث راح فكأنا قرب بدنة ( ‪ ، ) 3‬ومن راح ف الساعة‬
‫الثانية فكأنا قرب بقرة ‪ ،‬ومن راح ف الساعة الثالثة فكأنا قرب كبشا أقرن ( ‪ ) 4‬ومن‬
‫راح ف الساعة الرابعة فكأنا قرب دجاجه ‪ ،‬ومن راح ف الساعة الامسة فكأنا قرب‬
‫بيضة ‪ .‬فإذا خرج المام حضرت اللئكة يستعمون الذكر ) رواه الماعة إل ابن ماجه ‪.‬‬
‫وذهب الشافعي وجاعة من العلماء إل أن هذه الساعات هي ساعات ( هامش ) ( ‪) 2‬‬
‫غسل النابة ‪ :‬أي كغسل النابة ‪ ) 3 ( .‬ناقة ‪ ) 4 ( .‬فكأنا قرب كبشا أقرن ‪ :‬أي له‬
‫قرون ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 300‬النهار فندبوا إل الرواح من أول النهار ( ‪ ) 1‬وذهب‬
‫مالك إل أنا أجزاء ساعة واحدة قبل الزوال وبعده ‪ ،‬وقال قوم هي أجزاء ساعة قبل‬
‫الزوال ‪ .‬وقال ابن رشد ‪ :‬وهو الظهر لوجوب السعي بعد الزوال ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫فندبوا إل الرواح من أول النهار ‪ :‬أي من طلوع ‪ :‬أي من طلوع الفجر ‪) 7 ( ) . ( .‬‬
‫تطي الرقاب ‪ :‬حكى الترمذي عن أهل العلم أنم كرهوا تطي الرقاب يوم المعة‬
‫وشددوا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 300‬‬
‫ف ذلك ‪ ،‬فعن عبد ال بن بسر رضي ال عنه قال ‪ :‬جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم‬
‫المعة والنب صلى ال عليه وسلم يطب فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫( اجلس فقد آذيت وآنيت ) ( ‪ ) 2‬رواه أبو داود والنسائي وأحد وصححه ابن خزية‬
‫وغيه ‪ .‬ويستثن من ذلك المام أو من كان بي يديه فرجة ل يصل إليها إل بالتخطي‬
‫ومن يريد الرجوع إل موضعه الذي قام منه لضرورة بشرط أن يتجنب أذى الناس ‪ .‬فعن‬
‫عقبة بن الارث رضي ال عنه قال ‪ :‬صليت وراء رسول ال صلى ال عليه وسلم بالدينة‬
‫العصر ث قام مسرعا فتخطى رقاب الناس إل بعض حجر نسائه ففزع الناس من سرعته ‪،‬‬
‫فخرج عليهم فرأى أنم قد عجبوا من سرعته فقال ‪ ( :‬ذكرت شيئا من تب ( ‪ ) 3‬كان‬

‫‪252‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عندنا فكرهت أن يبسن فأمرت بقسمته ) رواه البخاري والنسائي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 2‬‬
‫وآنيت ‪ :‬أي أبطأت وتأخرت ‪ ) 3 ( .‬التب ‪ :‬الذهب الذي ل يضرب ‪) 8 ( ) . ( .‬‬
‫مشروعية التنفل قبلها ‪ :‬يسن التنفل قبل المعة ما ل يرج المام فيكف عنه بعد خروجه‬
‫إل تية السجد فإنا تصلى أثناء الطبة مع تفيفها إل إذا دخل ف أواخر الطبة بيث‬
‫ضاق عنها الوقت فإنا ل تصلى ‪ - 1 .‬فعن ابن عمر رضي ال عنهما أنه كان يطيل‬
‫الصلة قبل المعة ويصلي بعدها ركعتي ويدث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان‬
‫يفعل ذلك ‪ .‬رواه أبو داود ‪ / .‬صفحة ‪ - 2 / 301‬وعن أب هريرة رضي ال عنه عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من اغتسل يوم المعة ث أتى المعة فصلى ما قدر له ‪.‬‬
‫ث أنصت حت يفرغ المام من خطبته ‪ ،‬ث يصلي معه ‪ ،‬غفر له ما بينه وبي المعة‬
‫الخرى وفضل ثلثة أيام ) رواه مسلم ‪ - 3 .‬وعن جابر رضي ال عنه قال ‪ :‬دخل رجل‬
‫يوم المعة ورسول ال صلى ال عليه وسلم يطب فقال ‪ ( :‬صليت ؟ ) قال ل قال ‪:‬‬
‫( فصل ركعتي ) رواه الماعة ‪ .‬وف رواية ( إذا جاء أحدكم يوم المعة والمام يطب‬
‫فليكع ركعتي وليتجوز فيهما ) رواه أحد ومسلم وأبو داود ‪ .‬وف رواية ‪ ( :‬إذا جاء‬
‫أحدكم يوم المعة وقد خرج المام فليصل ركعتي ) متفق عليه ‪ ) 9 ( .‬تول من غلبه‬
‫النعاس عن مكانه ‪ :‬يندب لن بالسجد أن يتحول عن مكانه إل مكان آخر إذا غلبه‬
‫النعاس ‪ :‬لن الركة قد تذهب بالنعاس وتكون باعثا على اليقظة ‪ ،‬ويستوى ف ذلك يوم‬
‫المعة وغيه ‪ .‬فعن ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا نعس أحدكم وهو‬
‫ف السجد فليتحول من ملسه ذلك إل غيه ) رواه أحد وأبو داود والبيهقي والترمذي‬
‫وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪ .‬وجوب صلة المعة أجع العلماء على أن صلة المعة‬
‫فرض عي ‪ ،‬وأنا ركعتان لقول ل تعال ‪ ( :‬يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلة من يوم‬
‫المعة فاسعوا إل ذكر ال ( ‪ ) 1‬وذروا البيع ذلكم خي لكم إن كنتم تعلمون ) ‪- 1 .‬‬
‫ولا رواه البخاري ومسلم عن أب هريرة رضي ال عنه أنه سع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول ‪ ( :‬نن الخرون ( ‪ ) 2‬السابقون يوم القيامة ‪ ،‬بيد ( ‪ ) 3‬أنم أوتوا الكتاب‬
‫من قبلنا وأوتيناه من بعدهم ‪ ،‬ث هذا يومهم الذي ( هامش ) ( ‪ ) 1‬فاسعوا إل ذكر ال ‪:‬‬
‫امضوا ‪ .‬وذروا ‪ :‬اتركوا ‪ ) 2 ( .‬نن الخرون ‪ :‬أي زمنا ‪ :‬السابقون ‪ :‬أي الذين يقضى‬

‫‪253‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لم يوم القيامة قبل اللئق ‪ ) 3 ( .‬بيد أنم أوتوا الكتاب ‪ :‬أي التوراة والنيل ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 302‬فرض عليهم ( ‪ ) 1‬فاختلفوا فيه فهدانا ال ‪ .‬فالناس لنا فيه تبع ‪ :‬اليهود‬
‫غدا والنصارى بعد غد ) ( ‪ - 2 . ) 2‬وعن ابن مسعود رضي ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن المعة ‪ ( :‬لقد همت أن آمر رجل يصلي بالناس ث‬
‫أحرق على رجال يتخلفون عن المعة بيوتم ) رواه أحد ومسلم ‪ - 3 .‬وعن أب هريرة‬
‫وابن عمر أنما سعا النب صلى ال عليه وسلم يقول على أعواد منبه ‪ ( :‬لينتهي أقوام عن‬
‫ودعهم المعات ( ‪ ) 3‬أو ليختمن ال على قلوبم ث ليكونن من الغافلي ) رواه مسلم‬
‫ورواه أحد والنسائي من حديث ابن عمر وابن عباس ‪ - 4 .‬وعن أب العد الضمري ‪،‬‬
‫وله صحبة ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من ترك ثلثا جع تاونا طبع ال‬
‫على قلبه ) رواه المسة ولحد وابن ماجه من حديث جابر نوه ‪ ،‬وصححه ابن السكن‬
‫‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الذي فرض عليهم ‪ :‬أي فرض عليهم تعظيمه ‪ ) 2 ( .‬اليهود غدا‬
‫والنصارى بعد غد ‪ :‬أي أن اليهود يعظمون غدا يوم السبت ‪ ،‬والنصارى بعد غد يعن‬
‫يعظمون يوم الحد ‪ ) 3 ( .‬ودعهم ‪ :‬أي تركهم ‪ .‬يتم على قلوبم ‪ :‬أي يطبع على‬
‫قلوبم ويول بينهم وبي الدى والي ‪ ) . ( .‬من تب عليه ومن ل تب عليه ‪ :‬تب‬
‫صلة المعة على السلم الر العاقل البالغ القيم القادر على السعي إليها الال من‬
‫العذار البيحة للتخلف عنها وأما من ل تب عليهم فهم ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 302‬‬
‫‪ 1‬و ‪ - 2‬الرأة والصب ‪ ،‬وهذا متفق عليه ‪ - 3 .‬الريض الذي يشق عليه الذهاب ال‬
‫المعة أو ياف زيادة الرض أو بطأه وتأخيه ‪ .‬ويلحق به من يقوم بتمريضه إذا كان ل‬
‫يكن الستغناء عنه ‪ ،‬فعن طارق بن شهاب رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ ( :‬المعة حق واجب على كل مسلم ف جاعة إل أربعة ‪ :‬عبد ملوك أو امرأة ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 303‬أو صب أو مريض ) قال النووي ‪ :‬إسناده صحيح على شرط البخاري‬
‫ومسلم ‪ .‬وقال الافظ ‪ :‬صححه غي واحد ‪ - 4 .‬السافر وإذا كان نازل وقت إقامتها‬
‫فإن أكثر أهل العلم يرون أنه ل جعة عليه ‪ :‬لن النب صلى ال عليه وسلم كان يسافر فل‬

‫‪254‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يصلي المعة فصلى الظهر والعصر جع تقدي ول يصل جعته ‪ ،‬وكذلك فعل اللفاء‬
‫وغيهم ‪ 5 .‬و ‪ - 6‬الدين العسر الذي ياف البس ‪ ،‬والختفي من الاكم الظال ‪ ،‬فعن‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من سع النداء فلم يبه‬
‫فل صلة له إل من عذر ) قالوا ‪ :‬يا رسول ال وما العذر ؟ قال ‪ ( :‬خوف أو مرض )‬
‫رواه أبو داود بإسناد صحيح ‪ - 7 .‬كل معذور مرخص له ف ترك الماعة ‪ ،‬كعذر الطر‬
‫والوحل والبد ونو ذلك ‪ .‬فعن ابن عباس أنه قال لؤذنه ف يوم مطي ‪ :‬إذا قلت ‪ :‬أشهد‬
‫أن ممدا رسول ال فل تقل ‪ :‬حي على الصلة ‪ .‬قل صلوا ف بيوتكم ‪ ،‬فكأن الناس‬
‫استنكروا فقال ‪ :‬فعله من هو خي من ‪ ،‬إن المعة عزمة ‪ ،‬وإن كرهت أن أخرجكم‬
‫فتمشون ف الطي والدحض ( ‪ . ) 1‬وعن أب مليح عن أبيه أنه شهد النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ف يوم جعة وأصابم مطر ل تبتل أسفل نعالم فأمرهم أن يصلوا ف رحالم ‪ .‬رواه‬
‫أبو داود وابن ماجة ‪ .‬وكل هؤلء ل جعة عليهم وإنا يب عليهم أن يصلوا الظهر ‪،‬‬
‫ومن صلى منهم المعة صحت منه وسقطت عنه فريضة الظهر ( ‪ ) 2‬وكانت النساء‬
‫تضر السجد على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وتصلى معه المعة ‪ ( .‬هامش )‬
‫( ‪ ) 1‬إن المعة عزمة ‪ :‬أي فريضة ‪ .‬والدحض ‪ :‬الزلق ‪ ) 2 ( .‬ل توز اتفاقا لن‬
‫المعة بدل الظهر فهي تقوم مقامه وال ل يفرض علينا ست صلوات ‪ ،‬ومن أجاز الظهر‬
‫بعد المعة فإنه ليس له مستند من عقل أو نقل ل عن كتاب ول عن سنة ول عن أحد‬
‫من الئمة ‪ ) . ( .‬وقتها ‪ :‬ذهب المهور من الصحابة والتابعي إل أن وقت المعة هو‬
‫وقت الظهر ‪ .‬لا رواه أحد والبخاري وأبو داود والترمذي والبيهقي عن أنس رضي ال‬
‫عنه ‪ /‬صفحة ‪ / 304‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان يصلي المعة إذا مالت الشمس‬
‫‪ .‬وعند أحد ومسلم أن سلمة بن الكوع قال ‪ :‬كنا نصلي مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم المعة إذا زالت الشمس ث نرجع نتتبع الفئ ( ‪ . ) 1‬وقال البخاري ‪ :‬وقت المعة‬
‫إذا زالت الشمس ‪ .‬وكذلك يروى عن عمر وعن علي والنعمان بن بشي وعمر بن‬
‫حريث رضي ال عنهم ‪ .‬وقال الشافعي صلى النب صلى ال عليه وسلم وأبو بكر وعمر‬
‫وعثمان والئمة بعدهم كل جعة بعد الزوال ‪ .‬وذهبت النابلة وإسحاق إل أن وقت‬
‫المعة من أول وقت صلة العيد إل آخر وقت الظهر ‪ ،‬مستدلي با رواه أحد ومسلم‬

‫‪255‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والنسائي عن جابر قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي المعة ث نذهب إل‬
‫جالنا فنريها حي تزول الشمس ‪ .‬وف هذا تصريح بأنم صلوها قبل زوال الشمس ‪.‬‬
‫واستدلوا أيضا بديث عبد ال بن سيدان السلمي رضي ال عنه قال ‪ :‬شهدت المعة مع‬
‫أب بكر فكانت خطبته وصلته قبل نصف النهار ‪ ،‬ث شهدتا مع عمر فكانت صلته‬
‫وخطبته إل أن أقول انتصف النهار ‪ ،‬ث شهدتا مع عثمان فكانت صلته وخطبته إل أن‬
‫أقول زوال النهار فما رأيت أحدا عاب ذلك ول أنكره ‪ ،‬رواه الدار قطن والمام أحد ف‬
‫رواية ابنه عبد ال واحتج به ‪ ،‬وقال ‪ :‬وكذلك روي عن ابن مسعود وجابر وسعيد‬
‫ومعاوية أنم صلوها قبل الزوال فلم ينكر عليهم ‪ .‬فكان الجاع ‪ .‬وأجاب المهور عن‬
‫حديث جابر بأنه ممول على البالغة ف تعجيل الصلة بعد الزوال من غي إبراد ‪ ،‬أي‬
‫انتظار لسكون شدة الر ‪ ،‬وأن الصلة وإراحة المال كانتا تقعان عقب الزوال ‪ .‬كما‬
‫أجابوا عن أثر عبد ال بن سيدان بأنه ضعيف ‪ ،‬قال الافظ ابن حجر ‪ :‬تابعي كبي غي‬
‫معروف العدالة ‪ .‬وقال ابن عدي ‪ :‬يشبه الجهول ‪ .‬وقال البخاري ‪ :‬ل يتابع على حديثه‬
‫وقد عارضه ما هو أقوى منه ‪ .‬فروى ابن أب شيبة عن سويد بن غفلة أنه صلى مع أب‬
‫بكر وعمر حي زالت الشمس ‪ ،‬وإسناده قوي ‪ .‬ل خلف بي العلماء ف أن الماعة‬
‫شرط من شروط صحة المعة ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الفئ ‪ :‬الظل ‪ / .‬صفحة ‪/ 305‬‬
‫لديث طارق بن شهاب أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬المعة حق واجب على‬
‫كل مسلم ف جاعة ) ‪ .‬واختلفوا ف العدد الذي تنعقد به المعة إل خسة عشر مذهبا‬
‫ذكرها الافظ ف الفتح ‪ .‬والرأي الراجح أنا تصح باثني فأكثر لقول رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ( :‬الثنان فما فوقهما جاعة ) ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 305‬‬
‫قال الشوكان ‪ :‬وقد انعقدت سائر الصلوات بما بالجاع ‪ ،‬والمعة صلة فل تتص‬
‫بكم يالف غيها إل بدليل ‪ ،‬ول دليل على اعتبار عدد فيها زائد على العتب ف غيها ‪.‬‬
‫وقد قال عبد الق ‪ :‬إنه ل يثبت ف عدد المعة حديث ‪ ،‬وكذلك قال السيوطي ‪ :‬ل‬
‫يثبت ف شئ من الحاديث تعيي عدد مصوص ‪ .‬اه‍ ومن ذهب إل هذا الطبي وداود‬

‫‪256‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والنخعي وابن حزم ‪ .‬مكان المعة ‪ :‬المعة يصح أداؤها ف الصر والقرية والسجد وأبنية‬
‫البلد والفضاء التابع لا ‪ ،‬كما يصح أداؤها ف أكثر من موضع ‪ .‬فقد كتب عمر رضي ال‬
‫عنه إل أهل البحرين ‪ ( :‬أن جعوا حيثما كنتم ) ‪ .‬رواه ابن أب شيبة ‪ ،‬وقال أحد ‪:‬‬
‫إسناده جيد ‪ .‬وهذا يشمل الدن والقرى ‪ .‬وقال ابن عباس ‪ ( :‬إن أول جعة جعت ف‬
‫السلم بعد جعة جعت ف مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم بالدينة لمعة جعت‬
‫ب ( جوائى ) ‪ :‬قرية من قرى البحرين ) ‪ .‬رواه البخاري وأبو داود ‪ .‬وعن الليث بن‬
‫سعد أن أهل مصر وسواحلها كانوا يمعون على عهد عمر وعثمان بأمرها وفيها رجال‬
‫من الصحابة ‪ .‬وعن ابن عمر أنه كان يرى أهل الياه بي مكة والدينة يمعون فل يعتب‬
‫عليهم ‪ .‬رواه عبد الرزاق بسند صحيح ‪ .‬مناقشة الشروط الت اشترطها الفقهاء تقدم‬
‫الكلم على أن شروط وجوب المعة ‪ :‬الذكورة والرية والصحة والقامة وعدم العذر‬
‫الوجب للتخلف عنها ‪ ،‬كما تقدم أن الماعة شرط لصحتها ‪ .‬هذا هو القدر الذي‬
‫جاءت به السنة والذي كلفنا ال به ‪ .‬وأما ما وراء ذلك من الشروط الت اشترطها بعض‬
‫الفقهاء فليس له أصل يرجع إليه ول مستند يعول ‪ /‬صفحة ‪ / 306‬عليه ‪ .‬ونكتفي هنا‬
‫بنقل ما قاله الروضة الندية قال ‪ ( :‬هي كسائر الصلوات ل تالفها لكونه ل يأت ما يدل‬
‫على أنا تالفها ‪ .‬وف هذا الكلم إشارة إل رد ما قيل من أنه يشترط ف وجوبا المام‬
‫العظم والصر الامع والعدد الخصوص ‪ ،‬فإن هذه الشروط ل يدل عليها دليل يفيد‬
‫استحبابا فضل عن وجوبا فضل عن كونا شروطا ‪ ،‬بل إذا صلى رجلن المعة ف‬
‫مكان ل يكن فيه غيها جاعة فقد فعل ما يب عليهما ‪ ،‬فإن خطب أحدها فقد عمل‬
‫بالسنة وإن تركا الطبة فهي سنة فقط ‪ .‬ولول حديث طارق بن شهاب القيد للوجوب‬
‫على كل مسلم بكونه ف جاعة ومن عدم إقامتها ف زمنه صلى ال عليه وسلم ف غي‬
‫جاعة لكان فعلها فرادى مزئا كغيها من الصلوات ‪ .‬وأما ما يروى ( من أربعة إل الولة‬
‫) فهذا قد صرح أئمة الشأن بأنه ليس من كلم النبوة ول من كلم من كان ف عصرها‬
‫من الصحابة حت يتاج إل بيان معناه أو تأويله ) وإنا هو من كلم السن البصري ‪.‬‬
‫ومن تأمل فيما وقع ف هذه العبادة الفاضلة ‪ -‬الت افترضها ال عليهم ف السبوع وجعلها‬
‫شعارا من شعائر السلم ‪ ،‬وهي صلة المعة ‪ -‬من القوال الساقطة والذاهب الزائفة‬

‫‪257‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والجتهادات الداحضة ( ‪ ) 1‬قضى من ذلك العجب فقائل يقول الطبة كركعتي وإن‬
‫من فاتته ل تصح جعته وكأنه ل يبلغه ما ورد عن رسول ال صلى ال عليه وسلم من‬
‫طرق متعددة يقوي بعضها بعضا ‪ ،‬ويشد بعضها عضد بعض ‪ :‬أن من فاتته ركعة من‬
‫ركعت المعة فليضف إليها أخرى وقد تت صلته ‪ ،‬ول بلغه غي هذا الديث من الدلة‬
‫‪ .‬وقائل يقول ‪ :‬ل تنعقد المعة إل بثلثة مع المام ‪ ،‬وقائل يقول بأربعة ‪ ،‬وقائل يقول‬
‫بسبعة ‪ ،‬وقائل يقول بتسعة ‪ ،‬وقائل يقول باثن عشر ‪ ،‬وقائل يقول بعشرين ‪ ،‬وقائل يقول‬
‫بثلثي ‪ ،‬وقائل يقول ل تنعقد إل بأربعي ‪ ،‬وقائل يقول بمسي ‪ ،‬وقائل يقول ل تنعقد‬
‫إل بسبعي وقائل يقول فيما بي ذلك ‪ ،‬وقائل يقول بمع كثي من غي تقييد وقائل يقول‬
‫إن المعة ل تصح إل ف مصر جامع ‪ .‬وحده بعضهم بأن يكون الساكنون فيه كذا وكذا‬
‫من اللف ‪ .‬وآخر قال أن يكون فيه جامع وحام ‪ ،‬وآخر قال أن يكون فيه كذا وكذا‬
‫وآخر قال إنا ل تب إل مع المام العظم فإن ل يوجد ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الداحضة ‪:‬‬
‫الباطلة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 307‬أو كان متل العدالة بوجه من الوجوه ل تب المعة‬
‫ول تشرع ‪ ،‬ونو هذه القوال الت ليس عليها أثارة من علم ول يوجد ف كتاب ال تعال‬
‫ول ف سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم حرف واحد يدل على ما ادعوه من كون هذه‬
‫المور الذكورة شروطا لصحة المعة أو فرضا من فرائضها أو ركنا من أركانا ‪ .‬فيا ل‬
‫للعجب ماى فعل الرأي بأهله ‪ ،‬وما يرج من رؤوسهم من الزعبلت الشبيهة با‬
‫يتحدث الناس به ف مامعهم وما يبونه ف أسارهم من القصص والحاديث اللفقة وهي‬
‫عن الشريعة الطهرة بعزل ‪ ،‬يعرف هذا كل عارف بالكتاب والسنة وكل متصف بصفة‬
‫النصاف وكل من ثبت قدمه ول يتزلزل عن طريق الق بالقيل والقال ‪ ،‬ومن جاء بالغلط‬
‫فغلطه رد عليه مردود ف وجهه ‪ .‬والكم بي العباد هو كتاب ال تعال وسنة رسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم كما قال سبحانه ‪ ( :‬فإن تنازعتم ف شئ فردوه إل ال‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 307‬‬
‫والرسول ) ( إنا كان قول الؤمني إذا دعوا إل ال ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سعنا‬
‫وأطعنا ) ( فل وربك ل يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم ث ل يدوا ف أنفسهم‬

‫‪258‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حرجا ما قضيت ويسلموا تسليما ) ‪ .‬فهذه اليات ونوها تدل أبلغ دللة وتفيد أعظم‬
‫فائدة أن الرجع مع الختلف هو حكم ال ورسوله ‪ .‬وحكم ال هو كتابه ‪ ،‬وحكم‬
‫رسوله بعد أن قبضه ال تعال هو سنته ليس غي ذلك ‪ ،‬ول يعل ال تعال لحد من‬
‫العباد وإن بلغ ف العلم أعلى مبلغ وجع منه ما ل يمع غيه أن يقول ف هذه الشريعة‬
‫بشئ ل دليل عليه من كتاب ول سنة ‪ .‬والجتهد ‪ ،‬وإن جاءت الرخصة له بالعمل برأيه‬
‫عند عدم الدليل ‪ ،‬فل رخصة لغيه أن يأخذ بذلك الرأي كائنا من كان ‪ .‬وإن ‪ ،‬كما‬
‫علم ال ‪ ،‬ل أزال أكثر التعجب من وقوع مثل هذا للمصنفي وتصديره ف كتب الداية‬
‫وأمر العوام والقصرين باعتقاده والعمل به وهو على شفا جرف هار ‪ ،‬ول يتص بذهب‬
‫من الذاهب ول بقطر من القطار ول بعصر من العصور ‪ :‬بل تبع فيه الخر الول كأنه‬
‫أخذه من أم الكتاب وهو حديث خرافة ‪ .‬وقد كثرت التعيينات ف هذه العبادة كما‬
‫سبقت الشارة إليها بل برهان ول قرآن ول شرع ول عقل ‪ / .‬صفحة ‪ / 308‬خطبة‬
‫المعة حكمها ‪ :‬ذهب جهور أهل العلم إل وجوب خطبة المعة واستدلوا على‬
‫الوجوب با ثبت عنه صلى ال عليه وسلم بالحاديث الصحيحة ثبوتا مستمرا أنه كان‬
‫يطب ف كل جعة ‪ ،‬واستدلوا أيضا بقوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬صلوا كما رأيتمون‬
‫أصلي ) وقول ال عزوجل ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلة من يوم المعة فاسعوا‬
‫إل ذكر ال ) وهذا أمر بالعي إل الذكر فيكون واجبا لنه ل يب السعي لغي الواجب‬
‫وفسروا الذكر بالطبة لشتمالا عليه ‪ .‬وناقش الشوكان هذه الدلة فأجاب عن الدليل‬
‫الول بأن مرد الفعل ل يفيد الوجوب ‪ ،‬وعن الدليل الثان بأنه ليس فيه إل المر بإيقاع‬
‫الصلة على الصفة الت كان يوقعها عليها والطبة ليست بصلة ‪ ،‬وعن الثالث بأن الذكر‬
‫الأمور بالسعي إليه هو الصلة ‪ ،‬غاية المر أنه متردد بينها وبي الطبة وقد وقع التفاق‬
‫على وجوب الصلة ‪ ،‬والناع ف وجوب الطبة فل ينتهض هذا الدليل للوجوب ث قال ‪:‬‬
‫فالظاهر ما ذهب إليه السن البصري وداود الظاهري والوين ( ‪ ) 1‬من أن الطبة‬
‫مندوبة فقط ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وكذا عبد اللك بن حبيب وابن الاجشون من الالكية ‪.‬‬
‫( ‪ ) .‬استحباب تسليم المام إذا رقي النب والتأذين إذا جلس عليه واستقبال الأمومي له ‪:‬‬
‫فعن جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا صعد النب سلم ‪ .‬رواه ابن‬

‫‪259‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ماجه وف إسناده ابن ليعة وهو للثرم ف سننه عن الشعب عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫مرسل ‪ ،‬وف مراسيل عطاء وغيه أنه صلى ال عليه وسلم كان إذا صعد النب أقبل بوجهه‬
‫على الناس ‪ ،‬ث قال ‪ ( :‬السلم عليكم ) ‪ .‬قال الشعب ‪ :‬كان أبو بكر وعمر يفعلن ذلك‬
‫‪ .‬وعن السائب بن يزيد رضي ال عنه قال ‪ :‬النداء يوم المعة أوله إذا جلس المام على‬
‫النب ‪ ،‬على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وأب بكر وعمر فلما كان عثمان وكثر‬
‫الناس زاد النداء الثالث على الزوراء ول يكن للنب صلى ال عليه وسلم مؤذن غي واحد ‪.‬‬
‫رواه ‪ /‬صفحة ‪ / 309‬البخاري والنسائي وأبو داود ‪ .‬وف رواية لم ‪ :‬فلما كانت خلفة‬
‫عثمان وكثروا أمر عثمان يوم المعة بالذان الثالث وأذن به على الزوراء فثبت المر على‬
‫ذلك ‪ .‬ولحد والنسائي ‪ :‬كان بلل يؤذن إذا جلس النب صلى ال عليه وسلم على النب‬
‫ويقيم إذا نزل ‪ .‬وعن عدي بن ثابت عن أبيه عن جده قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه‬
‫وسلم إذا قام على النب استقبله أصحابه بوجوههم ‪ ،‬رواه بان ماجه ‪ .‬والديث وإن كان‬
‫فيه مقال إل أن الترمذي قال ‪ :‬العمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النب صلى ال‬
‫عليه وسلم وغيهم يستحبون استقبال المام إذا خطب ‪ .‬استحباب اشتمال الطبة على‬
‫حد ال تعال والثناء على رسول ال صلى ال عليه وسلم والوعظة والقراءة ‪ :‬فعن أب‬
‫هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬كل كلم ل يبدأ فيه بالمد‬
‫ل فهو أجذم ( ‪ ) ) 1‬رواه أبو داود وأحد بعناه ‪ .‬وف رواية ( الطبة الت ليس فيها‬
‫شهادة ( ‪ ) 2‬كاليد الذماء ) رواه أحد وأبو داود والترمذي ‪ ،‬وقال ( تشهد ) بدل‬
‫( شهادة ) ‪ .‬وعن ابن مسعود رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا تشهد‬
‫قال ‪ ( :‬المد ل نستعينه ونستغفره ونعوذ بال من شرور أنفسنا ‪ .‬من يهد ال فل مضل‬
‫له ‪ ،‬ومن يضلل فل هادي له ‪ .‬وأشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن ممدا عبده ورسوله‬
‫أرسله بالق بشيا بي يدي الساعة ‪ .‬من يطع ال تعال ورسوله فقد رشد ‪ ،‬ومن يعصهما‬
‫فإنه ل يضر إل نفسه ول يضر ال تعال شيئا ) ‪ .‬عن ابن شهاب‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 309‬‬

‫‪260‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رضي ال عنه أنه سئل عن تشهد النب صلى الل عليه وسلم يوم المعة فذكر نوه وقال ‪:‬‬
‫ومن يعصهما فقد غوى ‪ .‬رواها أبو داود ‪ .‬وعن جابر بن سرة رضي ال عنه قال ‪ :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يطب دائما ويلس بي الطبتي ‪ .‬ويقرأ آيات ويذكر‬
‫الناس ‪ .‬رواه الماعة إل البخاري والترمذي ‪ .‬وعنه أيضا رضي ال عنه عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم أنه كان ل يطيل الوعظة ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الذام ‪ :‬الداء العروف ‪ ،‬شبه‬
‫الكلم الذي ل يبتدأ فيه بمد ال تعال بإنسان مذوم تنفيا عنه وارشادا إل استفتاح‬
‫الكلم بالمد ‪ ) 2 ( .‬ليس فيها شهادة ‪ :‬أي شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول‬
‫ال ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 310‬يوم المعة إنا هي كلمات يسيات ‪ .‬رواه أبو داود ‪ .‬وعن‬
‫أم هشام بنت حارثة بن النعمان رضي ال عنهما قالت ‪ :‬ما أخذت ( ق والقرآن الجيد )‬
‫إل عن لسان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرؤها كل جعة على النب إذا خطب الناس‬
‫‪ .‬رواه أحد ومسلم والنسائي وأبو داود ‪ ،‬وعن يعلى بن أمية قال سعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقرأ على النب ‪ ( :‬ونادوا يا مالك ) متفق عليه ‪ .‬وعن ابن ماجه عن أب‬
‫أن الرسول قرأ يوم المعة ( تبارك ) وهو قائم يذكر بأيام ال ‪ .‬وف الروضة الندية ‪ :‬ث‬
‫اعلم أن الطبة الشروعة هي ما كان يعتاده صلى ال عليه وسلم من ترغيب الناس‬
‫وترهيبهم ‪ ،‬فهذا ف القيقة روح الطبة الذي لجله شرعت ‪ .‬وأما اشتراط المد ل أو‬
‫الصلة على رسوله أو قراءة شئ من القرآن فجميعه خارج عن معظم القصود من شرعية‬
‫الطبة ‪ ،‬واتفاق مثل ذلك ف خطبته صلى ال عليه وسلم ل يدل على أنه مقصود متحتم‬
‫وشرط لزم ‪ ،‬ول يشك منصف أن معظم القصود هو الوعظ دون ما يقع قبله من المد‬
‫ل والصلة والسلم على رسول ال ‪ .‬وقد كان عرف العرب الستمر أن أحدهم إذا أراد‬
‫أن يقوم مقاما ويقول مقال شرع بالثناء على ال وعلى رسوله صلى ال عليه وسلم وما‬
‫أحسن هذا وأوله ‪ ،‬ولكن ليس هو القصود ‪ ،‬بل القصود ما بعد ‪ ،‬ولو قال ‪ :‬إن من قام‬
‫ف مفل من الحافل خطيبا ليس له باعث على ذلك إل أن يصدر منه المد والصلة لا‬
‫كان هذا مقبول ‪ ،‬بل كان طبع سليم يجه ويرده ‪ .‬إذا تقرر هذا عرفت أن الوعظ ف‬
‫خطبة المعة هو الذي يساق إليه الديث فإذا فعله الطيب فقد فعل المر الشروع إل‬
‫أنه إذا قدم الثناء على ال وعلى رسوله أو استطرد ف وعظه القوارع القرآنية كان أت‬

‫‪261‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأحسن ) ‪ .‬مشروعية القيام للخطبتي واللوس بينهما جلسة خفيفة ‪ :‬فعن ابن عمر‬
‫رضي ال عنهما قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يطب يوم المعة قائما ث يلس ث‬
‫يقوم كما يفعلون اليوم ‪ .‬رواه الماعة ‪ .‬وعن جابر ابن سرة رضي ال عنه قال ‪ :‬كان‬
‫النب صلى ال عليه وسلم يطب قائما ث يلس ث يقوم فيخطب قائما ‪ ،‬فمن قال انه‬
‫يطب جالسا فقد كذب ‪ ،‬فقد وال صليت معه أكثر من ألفي صلة ( ‪ ) 1‬رواه أحد‬
‫ومسلم وأبو داود ‪ .‬وروى ابن ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الراد با الصلوات المس ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 311‬أب شيبة عن طاوس قال ‪ :‬خطب رسول ال صلى ال عليه وسلم قائما‬
‫وأبو بكر وعمر وعثمان ‪ ،‬وأول من جلس على النب معاوية ‪ .‬وروى أيضا عن الشعب أن‬
‫معاوية إنا خطب قاعدا لا كثر شحم بطنه ولمه ‪ .‬وبعض الئمة أخذ وجوب القيام أثناء‬
‫الطبة ووجوب اللوس بي الطبتي استنادا إل فعل الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫وصحابته ‪ ،‬ولكن الفعل بجرده ل يفيد الوجوب ‪ .‬استحباب رفع الصوت بالطبة‬
‫وتقصيها والهتمام با ‪ :‬فعن عمار بن ياسر رضي ال عنه قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬إن طول صلة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقه ( ‪ ) 1‬فأطيلوا‬
‫الصلة وأقصروا الطبة ) ( ‪ ) 2‬رواه أحد ومسلم ‪ ( .‬وإنا كان قصر الطبة وطول‬
‫الصلة دليل على فقه الرجل لن الفقيه يعرف جوامع الكلم فيكتفي بالقليل من اللفظ‬
‫على الكثي من العن ) وعن جابر بن سرة رضي ال عنه قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يطيل الصلة ويقصر الطبة ‪ .‬رواه النسائي بإسناد صحيح ‪ .‬وعن جابر رضي‬
‫ال عنه قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا خطب احرت عيناه وعل صوته‬
‫واشتد غضبه حت كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ( ‪ ) 4‬رواه مسلم وابن ماجه‬
‫‪ .‬قال النووي ‪ :‬يستحب كون الطبة فصيحة بليغة مرتبة مبينة من غي تطيط ول تقعي ‪،‬‬
‫ول تكون ألفاظا مبتذلة ملفقة فإنا ل تقع ف النفوس موقعا كامل ‪ ،‬ول تكون وحشية‬
‫لنه ل يصل مقصودها ‪ ،‬بل يتار ألفاظا جزلة مفهمة ‪ .‬وقال ابن القيم ‪ ( :‬وكذلك‬
‫كانت خطبه صلى ال عليه وسلم إنا هي تقرير الصول ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الئنة ‪ :‬العلمة‬
‫والظنة ‪ ) 2 ( .‬المر بإطالة الصلة بالنسبة للخطبة ل التطويل الذي يشق على الصلي ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬

‫‪262‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 311‬‬
‫( ‪ ) 3‬القصد ‪ :‬التوسط والعتدال ‪ ) 4 ( .‬صبحكم ومساكم ‪ :‬أي أتاكم العدو وقت‬
‫الصباح أو وقت الساء ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 312‬اليان بال وملئكته وكتبه ورسله‬
‫ولقائه ‪ ،‬وذكر النة والنار وما أعد ال لوليائه وأهل طاعته وما أعد لعدائه وأهل‬
‫معصيته فيمل القلوب من خطبته إيانا وتوحيدا ومعرفة بال وأيامه ‪ ،‬ل كخطب غيه الت‬
‫إنا تفيد أمورا مشتركة بي اللئق ‪ ،‬وهي النوح على الياة والتخويف بالوت فإن هذا‬
‫أمر ل يصل ف القلب إيانا بال ول توحيدا له ول معرفة خاصة ول تذكيا بأيامه ول‬
‫بعثا للنفوس على مبته والشوق إل لقائه ‪ ،‬فيخرج السامعون ول يستفيدوا فائدة غي أنم‬
‫يوتون وتقسم أموالم ويبلي التراب أجسامهم ‪ ،‬فيا ليت شعري أي إيان حصل بذا وأي‬
‫توحيد وعلم نافع يصل به ؟ ! ومن تأمل خطب النب صلى ال عليه وسلم وخطب‬
‫أصحابه وجدها كفيلة ببيان الدى والتوحيد وذكر صفات الرب جل جلله وأصول‬
‫اليان الكلية والدعوة إل ال وذكر آلئه تعال الت تببه إل خلقه ‪ ،‬وأيامه الت توفهم‬
‫من بأسه والمر بذكره ‪ ،‬وشكره الذي يببهم إليه فيذكرون من عظمة ال وصفاته‬
‫وأسائه ما يببه إل خلقه ‪ ،‬ويأمرون من طاعته وشكره وذكره ما يببهم إليه فينصرف‬
‫السامعون قد أحبوه وأحبهم ‪ .‬ث طال العهد وخفي نور النبوة وصارت الشرائع والوامر‬
‫رسوما تقوم من غي مراعاة حقائقها ومقاصدها ‪ ،‬فأعطوها صورها وزينوها با ‪ ،‬زينوها‬
‫به فجعلوا الرسوم والوضاع سننا ل ينبغي الخلل با وأخلوا بالقاصد الت ل ينبغي‬
‫الخلل با فرصعوا الطب بالتسجيع والفقر وعلم البديع ‪ ،‬فنقص ‪ ،‬بل عدم حظ‬
‫القلوب منها وفات القصود با ‪ .‬قطع المام الطبة للمر يدث ‪ :‬وعن أب بريدة رضي‬
‫ال عنه قال ‪ ( :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يطبنا فجاء السن والسي عليهما‬
‫قميصان أحران يشيان ويعثران فنل رسول ال صلى ال عليه وسلم من النب فحملهما‬
‫ووضعهما بي يديه ث قال ( صدق ال ورسوله ‪ ،‬إنا أموالكم وأولدكم فتنة ‪ ،‬نظرت‬
‫هذين الصبيي يشيان ويعثران ‪ ،‬فلم أصب حت قطعت حديثي ورفعتهما ) رواه المسة ‪.‬‬
‫وعن أب رفاعة العدوي رضي ال عنه قال ‪ ( :‬انتهيت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وهو يطب فقلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ :‬رجل غريب يسأل عن دينه ل يدري ما دينه ؟ فأقبل‬

‫‪263‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫علي وترك خطبته حت انتهى إل فأتى بكرسي من خشب ‪ /‬صفحة ‪ / 313‬قوائمه حديد‬
‫فقعد عليه ‪ ،‬وجعل يعلمن ما علمه ال تعال ‪ ،‬ث أتى الطبة فأت آخرها ) ‪ .‬رواه مسلم‬
‫والنسائي ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬وكان صلى ال عليه وسلم يقطع خطبته للحاجة تعرض‬
‫والسؤال لحد من أصحابه فيجيبه ‪ ،‬وربا نزل للحاجة ث يعود فيتمها كما نزل لخذ‬
‫السن والسي ‪ ،‬وأخذها ث رقي بما النب فأت خطبته ‪ ،‬وكان يدعو الرجل ف خطبته‬
‫تعال اجلس يا فلن ‪ ،‬صل يا فلن ‪ ،‬وكان يامرهم بقتضى الال ف خطبته ‪ .‬حرمة‬
‫الكلم أثناء الطبة ‪ :‬ذهب المهور إل وجوب النصات وحرمة الكلم أثناء الطبة ولو‬
‫كان أمرا بعروف أو نيا عن منكر سواء كان يسمع الطبة أم ل ‪ ،‬فعن ابن عباس أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من تكلم يوم المعة والمام يطب فهو كالمار‬
‫يمل أسفارا ‪ ،‬والذي يقول له أنصت ل جعة له ( ‪ : ) 1‬رواه أحد وابن أب شيبة‬
‫والبزار والطبان ‪ .‬قال الافظ ف بلوغ الرام ‪ :‬إسناده ل بأس به ‪ .‬وعن عبد ال بن عمرو‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬يضر لمعة ثلثة نفر ‪ :‬فرجل حضرها يلغو فهو‬
‫حظه منها ‪ ،‬ورجل حضرها يدعو ‪ ،‬فهو رجل ال دعا إن شاء أعطاه وإن شاء منعه ‪،‬‬
‫ورجل حضرها بإنصات وسكوت ول يتخط رقبة مسلم ول يؤذ أحدا فهي كفارة إل‬
‫المعة الت تليها وزيادة ثلثة أيام ‪ ،‬وذلك أن ال عزوجل يقول ‪ ( :‬من جاء بالسنة فله‬
‫عشر أمثالا ) رواه أحد وأبو داود بإسناد جيد ‪ .‬وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ ( :‬إذا قلت لصاحبك يوم المعة والمام يطب أنصت فقد لغوت ) ( ‪) 2‬‬
‫رواه الماعة إل ابن ماجه ‪ .‬وعن أب الدرداء قال ‪ :‬جلس النب صلى ال عليه وسلم على‬
‫النب وخطب الناس وتل آية وإل جنب أب بن كعب فقلت له ‪ :‬يا أب مت أنزلت هذه‬
‫الية ؟ فأب أن يكلمن ‪ ،‬ث سألته فأب أن يكلمن ‪ ،‬حت نزل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال ل أب ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬ل جعة له ‪ :‬أي كاملة للجاع على إسقاط فرض‬
‫الوقت وأن جعته تعتب ظهرا ‪ ) 2 ( .‬فقد لغوت ‪ :‬اللغو ‪ :‬السقط وما ل يعتد به من‬
‫كلم وغيه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 314‬مالك بن جعتك إل ما لغوت ‪ .‬فلما انصرف‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم جئته فأخبته فقال ‪ ( :‬صدق أب ‪ ،‬إذا سعت إمامك‬
‫يتكلم فانصت حت يفرغ ) رواه أحد والطبان ‪ .‬وروي عن الشافعي وأحد انما فرقا‬

‫‪264‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بي‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 314‬‬
‫من يكنه السماع ومن ل يكنه فاعتبا تري الكلم ف الول دون الثان وإن كان‬
‫النصات مستحبا ‪ .‬وحكى الترمذي عن أحد وإسحق الترخيص ف رد السلم وتشميت‬
‫العاطس والمام يطب ‪ .‬وقال الشافعي ‪ :‬لو عطس رجل يوم المعة فشمته رجل‬
‫رجوت أن يسعه لن التشميت سنة ‪ ،‬ولو سلم رجل على رجل كرهت ذلك ورأيت أن‬
‫يرد عليه ‪ ،‬لن السلم سنة ورده فرض ‪ . .‬أما الكلم ف غي وقت الطبة فإنه جائز ‪.‬‬
‫فعن ثعلبة بن أب مالك قال ‪ :‬كانوا يتحدثون يوم المعة وعمر جالس على النب فإذا‬
‫سكت الؤذن قام عمر فلم يتكلم أحد حت يقضي الطبتي كلتيهما ‪ ،‬فإذا قامت الصلة‬
‫ونزل عمر تكلموا ‪ .‬رواه الشافعي ف مسنده ‪ .‬وروى أحد بإسناد صحيح أن عثمان ابن‬
‫عفان كان وهو على النب والؤذن يقيم يستخب الناس عن أخبارهم وأسعارهم ‪ .‬ادراك‬
‫ركعة من المعة أو دونا ‪ :‬يرى أكثر أهل العلم أن من أدرك ركعة من المعة مع المام‬
‫فهو مدرك لا وعليه أن يضيف إليها أخرى ‪ ،‬فعن ابن عمر عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ ( :‬من أدرك ركعة من صلة المعة فليضف إليها أخرى وقد تت صلته ) ‪ .‬رواه‬
‫النسائي وابن ماجه والدار قطن ‪ .‬قال الافظ ف بلوغ الرام ‪ :‬إسناده صحيح لكن قوى‬
‫أبو حات إرساله ‪ .‬وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من أدرك من‬
‫الصلة ركعة فقد أدركها كلها ) رواه الماعة ‪ .‬وأما من أدرك أقل من ركعة فإنه ل‬
‫يكون مدركا للجمعة ويصلي ظهرا أربعا ( ‪ ) 1‬ف قول أكثر العلماء ‪ .‬قال ابن مسعود ‪:‬‬
‫من أدرك من المعة ركعة فليضف إليها أخرى ‪ ،‬ومن فاتته الركعتان فليصل أربعا ‪ .‬رواه‬
‫الطبان بسند حسن ‪ .‬وقال ابن عمر ‪ :‬إذا أدركت من المعة ركعة فأضف إليها‬
‫أخرى ‪ ،‬وإن أدركتهم جلوسا فصل أربعا ‪ .‬رواه البيهقي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬ينوي‬
‫المعة ويتمها ظهرا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 315‬وهذا مذهب الشافعية والالكية والنابلة‬
‫وممد بن السن ‪ .‬وقال أبو حنيفة وأبو يوسف ‪ :‬من أدرك التشهد مع المام فقد أدرك‬
‫المعة فيصلي ركعتي بعد سلم المام وتت جعته ‪ .‬الصلة ف الزحام ‪ :‬روى أحد‬

‫‪265‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والبيهقي عن سيار قال ‪ :‬سعت عمر وهو يطب يقول ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بن هذا السجد ونن معه ‪ ،‬الهاجرون والنصار ‪ ،‬فإذا اشتد الزحام فليسجد‬
‫الرجل منكم على ظهر أخيه ‪ .‬ورأى قوما يصلون ف الطريق فقال ‪ :‬صلوا ف السجد ‪.‬‬
‫التطوع قبل المعة وبعدها ‪ :‬يسن صلة أربع ركعات أو صلة ركعتي بعد صلة المعة‬
‫‪ ،‬فعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من كان مصليا بعد المعة فليصل‬
‫أربعا ) رواه مسلم وأبو داود والترمذي ‪ .‬وعن ابن عمر قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يصلي يوم المعة ركعتي ف بيته ‪ .‬رواه الماعة ‪ .‬قال ابن القيم ‪ ( :‬وكان‬
‫صلى ال عليه وسلم إذا صلى المعة دخل منله فصلى ركعتي وأمر من صلها أن يصلي‬
‫بعدها أربعا ‪ .‬قال شيخنا ابن تيمية ‪ :‬إن صلى ف السجد صلى أربعا وإن صلى ف بيته‬
‫صلى ركعتي ‪ .‬قلت ‪ :‬وعلى هذا تدل الحاديث ‪ .‬وقد ذكر أبو داود عن ابن عمر أنه‬
‫إذا صلى ف السجد صلى أربعا ‪ ،‬وإذا صلى ف بيته صلى ركعتي ‪ .‬وف الصحيحي عن‬
‫ابن عمر أنه صلى ال عليه وسلم كان يصلي بعد المعة ركعتي ف بيته ) ‪ .‬انتهى ‪ .‬وإذا‬
‫صلى أربع ركعات قبل يصليها موصولة وقيل يصلي ركعتي ويسلم ث يصلي ركعتي ‪،‬‬
‫والفضل صلتا بالبيت ‪ .‬وإن صلها بالسجد تول عن مكانه الذي صلى فيه الفرض ‪.‬‬
‫أما صلة السنة قبل المعة فقد قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ ( :‬أما النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فلم يكن يصلي قبل المعة بعد الذان شيئا ول نقل هذا عنه أحد ‪ ،‬فإن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم كان ل يؤذن على عهده إل إذا قعد على ‪ /‬صفحة ‪ / 316‬النب ‪ ،‬ويؤذن‬
‫بلل ث يطب النب صلى ال عليه وسلم الطبتي ‪ ،‬ث يقيم بلل فيصلي بالناس فما كان‬
‫يكن أن يصلي بعد الذان ل هو ول أحد من السلمي الذين يصلون معه صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬ول نقل عنه أحد أنه صلى ف بيته قبل الروج يوم المعة ‪ ،‬ول وقت بقوله‬
‫صلة مقدرة قبل المعة ‪ ،‬بل ألفاظه صلى ال عليه وسلم فيها الترغيب ف الصلة إذا قدم‬
‫الرجل السجد يوم المعة من غي توقيت كقوله ‪ ( :‬من بكر وابتكر ومشى ول يركب‬
‫وصلى ما كتب له ) وهذا هو الأثور عن الصحابة ‪ . .‬كانوا إذا أتوا السجد يوم المعة‬
‫يصلون من حي يدخلون ما تيسر ‪ .‬فمنهم من يصلي عشر ركعات ومنهم من يصلي اثنت‬
‫عشرة ركعة ومنهم من يصلي ثان ركعات ومنهم من يصلي أقل من ذلك ‪ ،‬ولذا كان‬

‫‪266‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جاهي الئمة متفقي على أنه ليس قبل المعة سنة مؤقتة بوقت ‪ ،‬مقدرة بعدد لن ذلك‬
‫إنا يثبت بقول النب صلى ال عليه وسلم أو فعله ‪ ،‬وهو ل يسن ف ذلك شيئا ‪ ،‬ل بقوله‬
‫ول فعله ‪ .‬اجتماع المعة والعيد ف يوم واحد إذا اجتمع المعة والعيد ف يوم واحد‬
‫سقطت المعة عمن صلى العيد ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 316‬‬
‫فعن زيد بن أرقم قال ‪ :‬صلى النب صلى ال عليه وسلم ث رخص ف المعة فقال ‪ ( :‬من‬
‫شاء أن يصلي فليصل ) رواه المسة وصححه ابن خزية والاكم ‪ .‬وعن أب هريرة أنه‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬قد اجتمع ف يومكم هذا عيدان ‪ ،‬فمن شاء أجزأه من‬
‫المعة وإنا ممعون ) رواه أبو داود ‪ .‬ويستحب للمام أن يقيم المعة ليشهدها من شاء‬
‫شهودها ‪ ،‬ومن ل يشهد العيد لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬وإنا ممعون ) ‪ .‬وتب‬
‫صلة الظهر على من تلف عن المعة لضوره العيد عند النابلة ‪ .‬والظاهر عدم‬
‫الوجوب ‪ ،‬لا رواه أبو داود عن ابن الزبي أنه قال ‪ :‬عيدان اجتمعا ف يوم واحد ‪،‬‬
‫فجمعهما فصلها ركعتي بكرة ‪ ،‬ل يزد عليهما حت صلى العصر ‪ / .‬صفحة ‪/ 317‬‬
‫صلة العيدين شرعت صلة العيدين ف السنة الول من الجرة ‪ ،‬وهي سنة مؤكدة‬
‫واظب النب صلى ال عليه وسلم عليها وأمر الرجال والنساء أن يرجوا لا ‪ .‬ولا أباث‬
‫نوجزها فيما يلي ‪ ) 1 ( :‬استحباب الغسل والتطيب ‪ ،‬ولبس أجل الثياب ‪ :‬فعن جعفر‬
‫بن ممد عن أبيه عن جده أن النب صلى ال عليه وسلم كان يلبس برد حبة ( ‪ ) 1‬ف‬
‫كل عيد ‪ .‬رواه الشافعي والبغوي ‪ .‬وعن السن السبط قال ‪ :‬أمرنا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ف العيدين أن نلبس أجود ما ند وأن نتطيب بأجود ما ند وأن نضحي بأثن‬
‫ما ند ‪ .‬الديث رواه الاكم وفيه إسحاق ابن برزخ ‪ ،‬ضعفه الزدي ووثقه ابن حبان ‪.‬‬
‫وقال ابن القيم ‪ :‬وكان صلى ال عليه وسلم يلبس لما أجل ثيابه وكان له حلة يلبسها‬
‫للعيدين والمعة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬برد حبة ‪ :‬نوع من برود اليمن ‪) 2 ( ) . ( .‬‬
‫الكل قبل الروج ف الفطر دون الضحى ‪ :‬يسن أكل ترات وترا قبل الروج إل‬
‫الصلة ف عيد الفطر وتأخي ذلك ف عيد الضحى حت يرجع من الصلى فيأكل من‬

‫‪267‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أضحيته إن كان له أضحية ‪ .‬قال أنس ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم ل يغدو يوم‬
‫الفطر حت يأكل ترات ويأكلهن وترا ( ‪ ) 2‬رواه ‪ .‬أحد والبخاري ‪ .‬وعن بريدة قال ‪:‬‬
‫كان النب صلى ال عليه وسلم ل يغدو يوم الفطر حت يأكل ‪ ،‬ول يأكل يوم الضحى‬
‫حت يرجع ‪ .‬رواه الترمذي وابن ماجه وأحد ‪ ،‬وزاد ‪ :‬فيأكل من أضحيته ‪ .‬وف الوطأ‬
‫عن سعيد بن السيب ‪ :‬أن الناس كانوا يؤمرون بالكل قبل الغدو يوم الفطر ‪ .‬وقال ابن‬
‫قدامة ‪ :‬ل نعلم ف استحباب تعجيل الكل يوم الفطر اختلفا ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 2‬‬
‫ويأكلهن وترا ‪ :‬أي ثلثا أو خسا أو سبعا ‪ ،‬وهكذا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪) 3 ( / 318‬‬
‫الروج إل الصلى ‪ :‬صلة العيد يوز أن تؤدى ف السجد ‪ ،‬ولكن أداءها ف الصلى‬
‫خارج البلد أفضل ( ‪ ) 1‬ما ل يكن هناك عذر كمطر ونوه لن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم كان يصلي العيدين ف الصلى ( ‪ ) 2‬ول يصل العيد بسجده إل مرة لعذر‬
‫الطر ‪ .‬فعن أب هريرة أنم أصابم مطر ف يوم عيد فصلى بم النب صلى ال عليه وسلم‬
‫صلة العيد ف السجد ‪ .‬رواه أبو داود وابن ماجه والاكم ‪ ،‬وف إسناده مهول ‪ .‬قال‬
‫الافظ ف التلخيص ‪ :‬إسناده ضعيف ‪ .‬وقال الذهب ‪ :‬هذا حديث منكر ‪ ( .‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬خارج البلد أفضل ما عدا مكة فإن صلة العيد ف السجد الرام أفضل ‪) 2 ( .‬‬
‫الصلى ‪ :‬موضع بباب الدينة الشرقي ‪ ) 4 ( ) . ( .‬خروج النساء والصبيان ‪ :‬يشرع‬
‫خروج الصبيان والنساء ف العيدين للمصلى من غي فرق بي البكر والثيب والشابة‬
‫والعجوز والائض ‪ ،‬لديث أم عطية قالت ‪ :‬أمرنا أن نرج العواتق ( ‪ ) 3‬واليض ف‬
‫العيدين يشهدن الي ودعوة السلمي ويعتزل اليض الصلى ‪ .‬متفق عليه ‪ .‬وعن ابن‬
‫عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يرج نساءه وبناته ف العيدين ‪ .‬رواه ابن‬
‫ماجه والبيهقي ‪ .‬وعن ابن عباس قال ‪ :‬خرجت مع النب ( ‪ ) 4‬صلى ال عليه وسلم يوم‬
‫فطر أو أضحى فصلى ث خطب ث أتى النساء فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة ‪ .‬رواه‬
‫البخاري ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 3‬العواتق ‪ :‬البنات البكار ‪ ) 4 ( .‬خرجت مع النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬وكان يومئذ صغيا ‪ ) 5 ( ) . ( .‬مالفة الطريق ‪ :‬ذهب أكثر أهل العلم إل‬
‫استحباب الذهاب إل صلة العيد ف طريق والرجوع ف طريق آخر سواء كان إماما أو‬
‫مأموما ‪ ،‬فعن جابر رضي ال عنه قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا كان يوم عيد‬

‫‪268‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خالف الطريق ‪ .‬رواه البخاري ‪ .‬وعن أب هريرة قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا‬
‫خرج إل العيد يرجع ف غي الطريق الذي خرج فيه ‪ .‬رواه أحد ومسلم والترمذي ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 319‬ويوز الرجوع ف الطريق الذي ذهب فيه ‪ ،‬فعند أب داود والاكم‬
‫والبخاري ف التاريخ عن بكر بن مبشر ‪ .‬قال ‪ :‬كنت أغدو مع أصحاب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم إل الصلى يوم الفطر ويوم الضحى فنسلك بطن بطحان ( ‪ ) 1‬حت نأت‬
‫الصلى فنصلي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ث نرجع من بطن بطحان‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 319‬‬
‫إل بيوتنا ‪ .‬قال ابن السكن ‪ :‬إسناده صال ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬بطحان ‪ :‬واد بالدينة ‪.‬‬
‫( ‪ ) 6 ( ) .‬وقت صلة العيد ‪ :‬وقت صلة العيد من ارتفاع الشمس قدر ثلثة أمتار إل‬
‫الزوال ‪ ،‬لا أخرجه أحد بن السن البناء من حديث جندب قال ‪ :‬كان النب صلى ال‬
‫عليه وسلم يصلي بنا الفطر والشمس على قيد رمي ( ‪ ) 2‬والضحى على قيد رمح ‪.‬‬
‫قال الشوكان ‪ ،‬ف هذا الديث ‪ :‬إنه أحسن ما ورد من الباث ف تعيي وقت صلة‬
‫العيدين ‪ .‬وف الديث استحباب تعجيل صلة عيد الضحى وتأخي صلة الفطر ‪ .‬قال‬
‫ابن قدامة ‪ :‬ويسن تقدي الضحى ليتسع وقت الضحية وتأخي الفطر ليتسع وقت إخراج‬
‫صدقة الفطر ‪ ،‬ول أعلم فيه خلفا ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 2‬قيد رمي ‪ :‬أي قدر رمي ‪.‬‬
‫والرمح يقدر بثلثة أمتار ‪ ) 7 ( ) . ( .‬الذان والقامة للعيدين ‪ :‬قال ابن القيم ‪ :‬كان‬
‫صلى ال عليه وسلم إذا انتهى إل الصلى أخذ ف الصلة من غي أذان ول إقامة ول قول‬
‫‪ :‬الصلة جامعة ‪ .‬والسنة أن ل يفعل شئ من ذلك ‪ .‬انتهى ‪ .‬وعن ابن عباس وجابر قال‬
‫‪ :‬ل يكن يؤذن يوم الفطر ول يوم الضحى ‪ .‬متفق عليه ‪ .‬ولسلم عن عطاء قال ‪ :‬أخبن‬
‫جابر أن ل أذان الصلة يوم الفطر حي يرج المام ول بعدما يرج ول إقامة ول نداء‬
‫ول شئ ‪ ،‬ل نداء يومئذ ول إقامة ‪ .‬وعن سعد بن أب وقاص أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫صلى العيد بغي أذان ول إقامة ‪ ،‬وكان يطب خطبتي قائما يفصل بينهما بلسة ‪ .‬رواه‬
‫البزار ‪ / .‬صفحة ‪ ) 8 ( / 320‬التكبي ف صلة العيدين ‪ :‬صلة العيد ركعتان يسن‬
‫فيهما أن يكب الصلي قبل القراءة ف الركعة الول سبع تكبيات بعد تكبية الحرام ‪،‬‬

‫‪269‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وف الثانية خس تكبيات غي تكبية القيام ‪ ،‬مع رفت اليدين مع كل تكبية ( ‪ . ) 1‬فعن‬
‫عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النب صلى ال عليه وسلم كب ف عيد اثنت عشرة‬
‫تكبية ‪ ،‬سبعا ف الول وخسا ف الخرة ‪ .‬ول يصل قبلها ول بعدها ‪ .‬رواه أحد وابن‬
‫ماجه ‪ .‬وقال أحد ‪ :‬وأنا أذهب إل هذا ‪ .‬وف رواية أب داود والدار قطن قال ‪ :‬قال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬التكبي ف الفطر سبع ف الول وخس ف الخرة ‪ ،‬والقراءة‬
‫بعدها كلتيهما ) ‪ .‬وهذا القول هو أرجح القوال وإليه ذهب أكثر أهل العلم من‬
‫الصحابة والتابعي والئمة ‪ .‬قال ابن عبد الب ‪ ( :‬روي عن النب صلى ال عليه وسلم من‬
‫طرق حسان أنه كب ف العيدين سبعا ف الول وخسا ف الثانية من حديث عبد ال بن‬
‫عمرو وابن عمر وجابر وعائشة وأب واقد وعمرو بن عوف الزن ‪ .‬ول يرو عنه من وجه‬
‫قوي ول ضعيف خلف هذا ‪ ،‬وهو أول ما عمل به ( ‪ ) ) 2‬انتهى ‪ .‬وقد كان صلى ال‬
‫عليه وسلم يسكت بي كل تكبيتي سكنة يسية ول يفظ عنه ذكر معي بي التكبيات‬
‫‪ ،‬ولكن روى الطبان والبيهقي بسند قوي عن ابن مسعود من قوله وفعله أنه كان يمد‬
‫ال ويثن عليه ويصلي على النب صلى ال عليه وسلم ( ‪ . ) 3‬وروي كذلك عن حذيفة‬
‫وأب موسى ‪ .‬والتكبي سنة ل تبطل الصلة بتركه عمدا ول سهوا ‪ .‬وقال ابن قدامة ‪ :‬ول‬
‫أعلم فيه خلفا ‪ ،‬ورجح الشوكان أنه إذا تركه سهوا ل يسجد للسهو ‪ ( .‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬رفع اليدين مع كل تكبية ‪ :‬روى ذلك عن عمر وابنه عبد ال ‪ ) 2 ( .‬وعند النفية‬
‫يكب ف الول ثلثا بعد تكبية الحرام قبل القراءة وف الثانية ثلثا بعد القراءة ‪) 3 ( .‬‬
‫استحب أحد والشافعي الفصل بي كل تكبيتي بذكر ال مثل أن يقول سبحان ال‬
‫والمد ل ول إله إل ال وال أكب ‪ .‬وقال أبو حنيفة ومالك يكب متواليا من غي فصل‬
‫بي التكبي بذكر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ ) 9 ( / 321‬الصلة قبل صلة العيد وبعدها ‪ :‬ل‬
‫يثبت أن لصلة العيد سنة قبلها ول بعدها ‪ ،‬ول يكن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ول‬
‫أصحابه يصلوم إذا انتهوا إل الصلي شيئا قبل الصلة ول بعدها ‪ .‬قال ابن عباس ‪ :‬خرج‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم عيد فصلى ركعتي ل يصل قبلهما ول بعدها ‪ .‬رواه‬
‫الماعة ‪ .‬وعن ابن عمر أنه خرج يوم عيد فلم يصل قبلها ول بعدها وذكر أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم فعله ‪ ،‬وذكر البخاري عن ابن عباس أنه كره الصلة قبل العيد ‪ .‬أما مطلق‬

‫‪270‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النفل فقد قال الافظ ابن حجر ف الفتح إنه لى ثبت فيه منع بدليل خاص إل إن كان‬
‫ذلك ف وقت الكراهة ف جيع اليام ‪ ) 10 ( .‬من تصح منهم صلة العيد ‪ :‬تصح صلة‬
‫العيد من الرجال والنساء مسافرين كانوا أو مقيمي جاعة أو منفردين ‪ ،‬ف البيت أو ف‬
‫السجد أو ف الصلى ‪ .‬ومن فاتته الصلة مع الماعة صلى ركعتي ‪ ،‬قال البخاري ‪:‬‬
‫( باب ) إذا فاته العيد يصلي ركعتي وكذلك النساء ومن ف البيوت والقرى ‪ ،‬لقول النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ( هذا عيدنا أهل السلم ) ‪ .‬وأمر أنس بن مالك مولهم ابن أب‬
‫عتبة بالزاوية فجمع أهله وبنيه وصلى كصلة أهل الصر وتكبيهم ‪ .‬وقال عكرمة ‪ :‬أهل‬
‫السواد يتمعون ف العيد يصلون ركعتي كام يصنع المام ‪ .‬وقال عطاء ‪ :‬إذا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 321‬‬
‫فاته العيد صلى ركعتي ‪ ) 11 ( .‬خطبة العيد ‪ :‬الطبة بعد صلة العيد سنة والستماع‬
‫إليها كذلك ‪ .‬فعن أب سعيد قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يرج يوم الفطر‬
‫والضحى إل الصلى ‪ ) 1 ( .‬وأول شئ يبدأ به الصلة ث ينصرف فيقوم مقابل الناس ‪،‬‬
‫والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم ‪ ،‬وإن كان يريد أن يقطع بعثا (‬
‫‪ ) 2‬أن يأمر بشئ أمر به ث ينصرف ‪ .‬قال أبو سعيد ‪ :‬فلم يزل الناس على ذلك‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬الصلى ‪ :‬موضع بينه وبي السجد ألف ذراع ‪ ) 2 ( .‬أن يقطع بعثا ‪:‬‬
‫أي يرج طائفة من اليش إل جهة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 322‬حت خرجت مع مروان‬
‫وهو أمي الدينة ف أضحى أو فطر ‪ ،‬فلما أتينا الصلى إذا منب بناه كثي بن الصلت ‪ ،‬فإذا‬
‫مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي فجبذت بثوبه فجبذن فارتفع فخطب قبل الصلة ‪.‬‬
‫فقلت له ‪ :‬غيت وال ‪ .‬فقال ‪ :‬أبا سعيد ! ‪ . . .‬قد ذهب ما تعلم ‪ .‬فقلت ‪ :‬ما أعلم وال‬
‫خي ما ل أعلم ‪ .‬فقال ‪ :‬إن الناس ل يكونوا يلسون لنا بعد الصلة فجعلتها قبل الصلة‬
‫‪ .‬متفق عليه ‪ .‬وعن عبد ال بن السائب قال ‪ :‬شهدت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫العيد فلما قضى الصلة قال ‪ ( :‬إنا نطب فمن أحب أن يلس للخطبة فليجلس ومن‬
‫أحب أن يذهب فليهذب ) رواه النسائي وأبو داود وابن ماجه ‪ .‬وكل ما ورد ف أن للعيد‬
‫خطبتي يفصل بينهما المام بلوس فهو ضعيف ‪ .‬قال النووي ‪ :‬ل يثبت ف تكرير الطبة‬

‫‪271‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شئ ‪ .‬ويستحب افتتاح الطبة بمد ال تعال ‪ ،‬ول يفظ عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم غي هذا ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬كان صلى ال عليه وسلم يفتتح خطبه كلها بالمد ل‬
‫ول يفظ عنه ف حديث واحد أنه كان يفتتح خطبت العيد بالتكبي ‪ ،‬وإنا روى ابن ماجه‬
‫ف سننه عن سعيد ‪ ،‬مؤذن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أنه كان يكب بي أضعاف الطبة‬
‫ويكثر التكبي ف خطبة العيدين ‪ .‬وهذا ل يدل على أنه يفتتحها به ‪ .‬وقد اختلف الناس ف‬
‫افتتاح خطبة العيدين والستسقاء فقيل ‪ :‬يفتتحان بالتكبي ‪ ،‬وقيل تفتتح خطبة الستسقاء‬
‫بالستغفار ‪ ،‬وقيل يفتتحان بالمد ‪ .‬قال شيخ السلم تقي الدين ‪ :‬هو الصواب ‪ ،‬لن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬كل أمر ذي بال ل يبدأ فيه بالمد فهو أجذم ) ( ‪) 1‬‬
‫وكان صلى ال عليه وسلم يفتتح خطبه كلها بالمد ل ‪ ،‬وأما قول كثي من الفقهاء ‪ :‬أنه‬
‫يفتتح خطب الستسقاء بالستغفار وخطبة العيدين بالتكبي فليس معهم فيها سنة عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم البتة ‪ ،‬والسنة تقضي خلفه ‪ ،‬وهو افتتاح جيع الطب بالمد ل ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬فهو أجذم ‪ :‬أي ناقص ‪ ) 12 ( ) . ( .‬قضاء صلة العيد ‪ :‬قال أبو‬
‫عمي بن أنس ‪ :‬حدثن عمومت من النصار من أصحاب رسول ‪ /‬صفحة ‪ / 323‬ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قالوا ‪ :‬أغمي علينا هلل شوال وأصبحنا صياما فجاء ركب من آخر‬
‫النهار فشهدوا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم أنم رأوا اللل بالمس فأمرهم‬
‫رسول ال أن يفطروا وأن يرجوا إل عيدهم من الغد ‪ .‬رواه أحد والنسائي وابن ماجه‬
‫بسند صحيح ‪ .‬وف هذا الديث حجة للقائلي بأن الماعة إذا فاتتها صلة العيد بسبب‬
‫عذر من العذار أنا ترج من الغد فتصلي العيد ‪ ) 13 ( .‬اللعب واللهو والغناء والكل‬
‫ف العياد ‪ :‬اللعب الباح ‪ ،‬واللهو البئ ‪ ،‬والغناء السن ‪ ،‬ذلك من شعائر الدين الت‬
‫شرعها ال ف يوم العيد ‪ ،‬رياضة للبدن وترويا عن النفس ‪ ،‬قال أنس ‪ :‬قدم النب صلى‬
‫ال عليه وسلم الدينة ولم يومان يلعبون فيهما قال ‪ ( :‬قد أبدلكم ال تعال بما خيا‬
‫منهما يوم الفطر والضحى ) رواه النسائي وابن حبان بسند صحيح ‪ .‬وقالت عائشة ‪ :‬إن‬
‫البشة كانوا يلعبون عند رسول ال صلى ال عليه وسلم ف يوم عيد فاطلعت من فوق‬
‫عاتقه فطأطأ ل منكبيه فجعلت أنظر إليهم من فوق عاتقه حت شبعت ث انصرفت رواه‬
‫أحد والشيخان ‪ .‬ورووا أيضا عنها قالت ‪ :‬دخل علينا أبو بكر ف يوم عيد وعندنا‬

‫‪272‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جاريتان تذكران يوم بعاث ( ‪ ) 1‬يوما قتل فيه صناديد الوس والزرج ‪ ،‬فقال أبو بكر ‪:‬‬
‫عباد ال أمزمور الشيطان ( قالا ثلثا ) فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( يا أبا بكر‬
‫إن لكل قوم عيدا وإن اليوم عيدنا ) ‪ :‬ولفظ البخاري قالت عائشة ‪ :‬دخل علي رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول‬
‫وجهه ‪ ،‬ودخل أبو بكر فانتهرن وقال ‪ :‬مزمارة الشيطان عند النب صلى ال عليه وسلم !‬
‫فأقبل عليه النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ ( :‬دعهما ) فلما غفل غمزتما فخرجتا ‪،‬‬
‫وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق ( ‪ ) 2‬والراب فإما سألت النب صلى ال عليه‬
‫وسلم وإما قال ‪ ( :‬تشتهي تنظرين ؟ ) فقلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬فأقامن وراءه ‪ ،‬خدي على خده‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬بعاث ‪ :‬اسم حصن للوس ويوم بعاث يوم مشهور من أيام العرب‬
‫كانت فيه مقتلة عظيمة للوس على الزرج ‪ ) 2 ( .‬الدرق ‪ :‬التروس ‪) . ( .‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 323‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 324‬وهو يقول ‪ ( :‬دونكم يا بن أرفدة ) ( ‪ ) 1‬حت إذا ملك قال‬
‫( حسبك ؟ ) قلت ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ ( :‬فاذهب ) قال الافظ ف الفتح وروى ابن السراج من‬
‫طريق أب الزناد عن عروة عن عائشة أنه صلى ال عليه وسلم قال يومئذ ‪ ( :‬لتعلم يهود‬
‫الدينة أن ف ديننا فسحة ‪ ،‬إن بعثت بنيفية سحة ) ‪ .‬وعند أحد ومسلم عن نبيشة أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬أيام التشريق أيام أكل وشرب ‪ ،‬وذكر ل عزوجل ) ‪.‬‬
‫( ‪ ) 14‬فضل العمل الصال ف أيام العشر من ذي الجة ‪ :‬عن ابن عباس أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ما من أيام العمل الصال أحب إل ال عزوجل من هذه اليام )‬
‫( يعن أيام العشر ) ‪ :‬قالوا ‪ :‬يا رسول ال ول الهاد ف سبيل ال ؟ قال ‪ ( :‬ول الهاد ف‬
‫سبيل ال إل رجل خرج بنفسه وماله ث ل يرجع بشئ من ذلك ) رواه الماعة إل مسلما‬
‫والنسائي ‪ .‬وعند أحد والطبان عن ابن عمر قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫( ما من أيام أعظم عند ال سبحانه ول أحب إل ال العمل فيهن من هذه اليام العشر‬
‫فأكثروا فيهن من التهليل والتكبي والتحميد ) وقال ابن عباس ف قوله تعال ( ويذكروا‬
‫اسم ال ف أيام معلومات ) هي أيام العشر ‪ .‬وكان ابن عمر وأبو هريرة يرجان إل‬

‫‪273‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السوق ف أيام العشر يكبان ويكب الناس بتكبيها ‪ .‬رواه البخاري ‪ .‬وكان سعيد ابن‬
‫جبي إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حت ما يكاد يقدر عليه ‪ .‬وقال الوزاعي‬
‫‪ :‬بلغن أن العمل ف اليوم من أيام العشر كقدر غزوة ف سبيل ال يصام نارها ويرس‬
‫ليلها إل أن يتص امرؤ بشهادة ‪ .‬قال الوزاعي ‪ :‬حدثن بذا الديث رجل من بن مزوم‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وروى عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( ما من أيام أحب إل ال أن يتعبد له فيها من عشر ذي الجة يعدل صيام كل يوم منها‬
‫بصيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر ‪ ) .‬رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬أرفده ‪ :‬لقب البشة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ ) 15 ( / 325‬استحباب‬
‫التهنئة بالعيد ‪ :‬عن جبي بن نفي قال ‪ :‬كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا‬
‫التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض ‪ ( :‬تقبل منا ومنك ) ‪ .‬قال الافظ إسناده حسن ‪( .‬‬
‫‪ ) 16‬التكبي ف أيام العيدين ‪ :‬التكبي ف أيام العيدين سنة ‪ .‬ففي عيد الفطر قال ال تعال‬
‫‪ ( :‬ولتكملوا العدة ولتكبوا ال على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) وف عيد الضحى‬
‫قال ‪ ( :‬واذكروا ال ف أيام معدودات ) ( ‪ . ) 1‬وقال ‪ ( :‬كذلك سخرها لكم لتكبوا‬
‫ال على ما هداكم ) ‪ ،‬وجهور العلماء على أن التكبي ف عيد الفطر من وقت الروج إل‬
‫الصلة إل ابتداء الطبة ‪ .‬وقد روي ف ذلك أحاديث ضعيفة وإن كانت الرواية صحت‬
‫بذلك عن ابن عمر وغيه من الصحابة ‪ .‬قال الاكم ‪ :‬هذه سنة تداولا أهل الديث ‪.‬‬
‫وبه قال مالك وأحد وإسحق وأبو ثور ‪ .‬وقال قوم التكبي من ليلة الفطر إذا رأوا اللل‬
‫حت يغدوا إل الصلى وحت يرج المام ‪ .‬ووقته ف عيد الضحى من صحيح يوم عرفة‬
‫إل عصر أيام التشريق وهي اليوم الادي عشر ‪ ،‬والثان عشر ‪ ،‬والثالث عشر من ذي‬
‫الجة ‪ .‬قال الافظ ف الفتح ‪ :‬ول يثبت ف شئ من ذلك عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫حديث ‪ ،‬وأصح ما ورد فيه عن الصحابة قول علي وابن مسعود إنه من صبح يوم عرفة‬
‫إل عصر آخر أيام من ‪ .‬أخرجه ابن النذر وغيه ‪ .‬وبذا أخذ الشافعي وأحد وأبو‬
‫يوسف وممد وهو مذهب عمر وابن عباس ‪ .‬والتكبي ف أيام التشريق ل يتص استحبابه‬
‫بوقت دون وقت ‪ ،‬بل هو مستحب ف كل وقت من تلك اليام ‪ .‬قال البخاري ‪ :‬وكان‬
‫عمر رضي ال عنه يكب ف قبته بن فيسمعه أهل السجد فيكبون ويكب أهل السوق حت‬

‫‪274‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يرتج من تكبيا ‪ .‬وكان ابن عمر يكب بن تلك اليام وخلف الصلوات وعلى فراشه وف‬
‫فسطاطه وملسه ومشاه تلك اليام جيعا ‪ ،‬وكانت ميمونة تكب يوم ( هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫قال ابن عباس ‪ :‬هي أيام التشريق ‪ ،‬رواه البخاري ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 326‬النحر ‪،‬‬
‫وكان النساء يكبن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليال التشريق مع الرجال‬
‫ف السجد ‪ ،‬قال الافظ ‪ :‬وقد اشتملت هذه الثار على وجود التكبي ف تلك اليام‬
‫عقب الصلوات وغي ذلك من الحوال وفيه اختلف بي العلماء ف مواضع ‪ ،‬فمنهم من‬
‫قصر التكبي على أعقاب الصلوات ومنهم من خص ذلك بالكتوبات دون النوافل ومنهم‬
‫من خصه بالرجال دون النساء وبالماعة دون النفرد وبالؤداة دون القتضية وبالقيم دون‬
‫السافر وبساكن الدن دون القرية ‪ :‬وظاهر اختيار البخاري شول ذلك للجميع والثار‬
‫الت ذكرها تساعده ‪ .‬وأما صيغة التكبي فالمر فيها واسع ‪ .‬وأصح ما ورد فيها ما رواه‬
‫عبد الرزاق عن سلمان بسند صحيح قال ‪ :‬كبوا ‪ :‬ال أكب ‪ ،‬ال أكب ‪ ،‬ال‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 326‬‬
‫أكب كيا ‪ .‬وجاء عن عمر وابن مسعود ‪ :‬ال أكب ال أكب ل إله إل ال ‪ ،‬وال أكب ال‬
‫أكب ول المد ‪ / .‬صفحة ‪ / 327‬الزكاة ( ‪ ) 1‬تعريفها ‪ :‬الزكاة اسم لا يرجه النسان‬
‫من حق ال تعال إل الفقراء ‪ .‬وسيت زكاة لا يكون فيها من رجاء البكة ‪ ،‬وتزكية‬
‫النفس وتنميتها باليات ‪ .‬فإنا مأخوذة من الزكاة ‪ ،‬وهو النماء والطهارة والبكة ‪ .‬قال‬
‫ال تعال ‪ ( :‬خذ من أموالم صدقة تطهرهم وتزكيهم با ) ( ‪ . ) 1‬وهي أحد أركان‬
‫السلم المسة ‪ ،‬وقرنت بالصلة ف اثنتي وثاني آية ‪ .‬وقد فرضها ال تعال بكتابه ‪،‬‬
‫وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وإجاع أمته ‪ - 1 .‬روى الماعة عن ابن عباس‬
‫رضي ال عنهما ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم لا بعث معاذ بن جبل رضي ال عنه إل‬
‫اليمن ( ‪ ) 2‬قال ‪ ( :‬إنك تأت قوما أهل كتاب ‪ ،‬فادعهم إل شهادة أن ل إله إل ال وأن‬
‫رسول ال ‪ ،‬فإن هم أطاعوا لذلك ‪ ،‬فأعلمهم أن ال عزوجل افترض عليهم خس صلوات‬
‫ف كل يوم وليلة ‪ ،‬فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن ال تعال افترض عليهم صدقة ف‬
‫أموالم ‪ ،‬تؤخذ من أغنيائهم وترد إل فقرائهم ‪ ،‬فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم (‬

‫‪275‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ ) 3‬أموالم ‪ ،‬واتق دعوة الظلوم ‪ ،‬فإنه ليس بينها وبي ال حجاب ) ‪ - 2 .‬وروى‬
‫الطبان ف الوسط والصغي ‪ ،‬عن علي كرم ال وجهه ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ ( :‬إن ال فرض على أغنياء السلمي ف أموالم بقدر الذي يسع فقراءهم ‪ ،‬ولن يهد‬
‫الفقراء إذا جاعوا أو عروا ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة التوبة ‪ ) 2 ( .‬أي واليا وقاضيا سنة‬
‫عشر من الجرة ‪ ( ) 3 ( .‬كرائم ) نفائس ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 328‬إل با يصنع‬
‫أغنياؤهم ( ‪ ، ) 1‬أل وإن ال ياسبهم حسابا شديدا ‪ ،‬ويعذبم عذابا أليما ) قال الطبان‬
‫‪ :‬تفرد به ثابت بن ممد الزاهد ‪ .‬قال الافظ ‪ :‬وثابت ‪ :‬ثقة صدوق ‪ .‬روى عنه البخاري‬
‫وغيه ‪ ،‬وبقية رواته ل بأس بم ‪ .‬وكانت فريضة الزكاة بكة ف أول السلم مطلقة ‪ ،‬ل‬
‫يدد فيها الال الذي تب فيه ‪ ،‬ول مقدار ما ينفق منه ‪ ،‬وإنا ترك ذلك لشعور السلمي‬
‫وكرمهم ‪ .‬وف السنة الثانية من الجرة ‪ -‬على الشهور ‪ -‬فرض مقدارها من كل نوع من‬
‫أنواع الال ‪ ،‬وبينت بيانا مفصل ‪ - 1 .‬قال ال تعال ‪ ( :‬خذ من أموالم صدقة تطهرهم‬
‫وتزكيهم با ) ‪ .‬أي خذ ‪ -‬أيها الرسول ‪ -‬من أموال الؤمني صدقة معينة كالزكاة‬
‫الفروضة ‪ ،‬أو غي معينة ‪ ،‬وهي التطوع ( تطهرهم وتزكيهم با ) أي تطهرهم با من‬
‫دنس البخل والطمع ‪ ،‬والدناءة والقسوة على الفقراء والبائسي ‪ ،‬وما يتصل بذلك من‬
‫الرذائل ‪ ،‬وتزكي أنفسهم با ‪ .‬أي تنميها وترفعها باليات والبكات اللقية والعملية ‪،‬‬
‫حت تكون با أهل للسعادة الدنيوية والخروية ‪ - 2 .‬وقال ال تعال ‪ ( :‬إن التقي ف‬
‫جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربم إنم كانوا قبل ذلك مسني ‪ ،‬كانوا قليل من الليل‬
‫ما يهجعون ‪ ،‬وبالسحار هم يستغفرون وف أموالم حق للسائل والحروم ) ‪ .‬جعل ال‬
‫أخص صفات البرار الحسان ‪ ،‬وأن مظهر إحسانم يتجلى ف القيام من الليل ‪،‬‬
‫والستغفار ف السحر تعبدا ل وتقربا إليه ‪ .‬كما يتجلى ف إعطاء الفقي حقه ‪ ،‬رحة‬
‫وحنوا عليه ‪ - 3 .‬وقال ال تعال ‪ ( :‬والؤمنون والؤمنات بعضهم أولياء بعض‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي إن الهد والشقة من الوع والعري ل يصيب الفقراء إل ببخل‬
‫الغنياء ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 329‬يأمرون بالعروف وينهون عن النكر ويقيمون الصلة‬
‫ويؤتون الزكاة ويطيعون ال ورسوله أولئك سيحهم ال ) ‪ .‬أي إن الماعة الت يباركها‬
‫ال ويشملها برحته ‪ ،‬هي الماعة الت تؤمن بال ‪ ،‬ويتول بعضها بعضا بالنصر والب ‪،‬‬

‫‪276‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وتأمر بالعروف ‪ ،‬وتنهى عن النكر ‪ ،‬وتصل ما بينها وبي ال بالصلة ‪ ،‬وتقوي صلتا‬
‫ببعضها ‪ ،‬بإيتاء الزكاة ‪ - 4 .‬وقال ال تعال ‪ ( :‬الذين إن مكناهم ف الرض أقاموا‬
‫الصلة وآتوا الزكاة وأمروا بالعروف ونوا عن النكر ول عاقبة المور ) ‪ .‬جعل ال إيتاء‬
‫الزكاة غاية من غايات التمكي ف الرض ‪ - 1 .‬وروى الترمذي عن أب كبشة‬
‫الناري ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ثلثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا‬
‫فاحفظوه ‪ :‬ما نقص مال من صدقة ‪ ،‬ول ظلم عبد مظلمة فصب عليها إل زاده ال با عزا‬
‫‪ ،‬ول فتح عبد باب مسألة ‪ ،‬إل فتح ال عليه باب فقر ) ‪ - 2 .‬وروى أحد والترمذي ‪،‬‬
‫وصححه ‪ ،‬عن أب هريرة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إن ال عزوجل‬
‫يقبل الصدقات ويأخذها بيمينه فيبيها لحدكم كما يرب أحدكم مهرة أو فلوه ‪ ،‬أو‬
‫فصيله ( ‪ ) 1‬حت أن اللقمة لتصي مثل جبل أحد ) ‪ .‬قال وكيع ‪ :‬وتصديق ذلك ف‬
‫كتاب ال قوله ‪ ( :‬وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ) ‪ ( .‬يحق ال الربا‬
‫ويرب الصدقات ) ‪ - 3 .‬وروى أحد ‪ -‬بسند صحيح ‪ -‬عن أنس رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫أتى‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 329‬‬
‫رجل من تيم رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ :‬إن ذو مال كثي ‪،‬‬
‫وذو أهل ومال وحاضرة ( ‪ . ) 2‬فأخبن كيف أصنع وكيف أنفق ؟ فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ( ترج الزكاة من مالك فإنا طهرة تطهرك ‪ ،‬وتصل أقرباءك وتعرف‬
‫حق السكي والار والسائل ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬الهر والفلو والفصيل ) ‪ :‬ولد الفرس‬
‫‪ ) 2 ( .‬الماعة تنل عنده للضيافة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 330‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 330‬‬
‫‪ - 4‬وروى أيضا عن عائشة رضي ال عنها ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪( :‬‬
‫ثلث أحلف عليهن ‪ ،‬ل يعل ال من له سهم ف السلم كمن ل سهم له ‪ ،‬وأسهم‬
‫السلم ثلثة ‪ :‬الصلة ‪ ،‬والصوم ‪ ،‬والزكاة ‪ ،‬ول يتول ال عبدا ف الدنيا فيوليه غيه يوم‬

‫‪277‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القيامة ‪ ،‬ول يب رجل قوما إل جعله ال معهم ‪ .‬والرابعة لو حلفت عليها رجوت أن ل‬
‫آث ل يستر ال عبدا ف الدنيا إل ستره يوم القيامة ) ‪ - 5 .‬وروى الطبان ف الوسط ‪،‬‬
‫عن جابر رضي ال عنه قال ‪ ،‬قال رجل يا رسول ال ‪ :‬أرأيت إن أدى الرجل زكاة‬
‫ماله ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من أدى زكاة ماله ذهب عنه شره ) ‪6 .‬‬
‫‪ -‬وروى البخاري ‪ ،‬ومسلم عن جابر بن عبد ال قال ‪ :‬بايعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم على إقام الصلة ‪ ،‬وإيتاء الزكاة ‪ ،‬والنصح لكل مسلم ‪ ) 3 ( .‬الترهيب من منعها‬
‫‪ - 1 :‬قال ال تعال ‪ ( :‬والذين يكنون الذهب والفضة ول ينفقونا ف سبيل ال‬
‫فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬يوم يمى عليها ف نار جهنم فتكوى با جباههم وجنوبم‬
‫وظهورهم هذا ما كنت لنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنون ) ‪ - 2 .‬وقال ‪ ( :‬ل يسب‬
‫الذين يبخلون با آتاهم ال من فضله هو خيا لم بل هو شر لم سيطوقون ( ‪ ) 1‬ما‬
‫بلوا به يوم القيامة ) ‪ - 1 .‬وروى أحد والشيخان عن أب هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ما من صاحب كن ( ‪ ) 2‬ل يؤدي زكاته إل أحي عليه ف نار‬
‫جهنم فيجعل صفائح فتكوى با جنباه وجبهته حت يكم ال بي عباده ف يوم كان‬
‫مقداره خسي ألف سنة ‪ ،‬ث يرى سبيله ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 1‬يعل ما بلوا به من مال‬
‫طوقا من نار ف أعناقهم ‪ ( ) 2 ( .‬الكن ) مال وجبت فيه الزكاة فلم تؤد ‪ ،‬وأما ما‬
‫أخرجت زكاته فليس بكن مهما كثر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 331‬إما إل النة ‪ ،‬وإما إل‬
‫النار ‪ ،‬وما من صاحب إبل ل يؤدي زكاتا إل بطح ( ‪ ) 1‬لا بقاع قرقر ( ‪ ) 2‬كأوفر (‬
‫‪ ) 3‬ما كانت ‪ ،‬تسنن ( ‪ ) 4‬عليه ‪ ،‬كلما مضى ( ‪ ) 5‬عليه أخراها ردت عليه أولها ‪،‬‬
‫حت يكم ال بي عباده ‪ ،‬ف يوم كان مقداره خسي ألف سنة ‪ ،‬ث يرى سبيله إما إل‬
‫النة وإما إل النار ‪ ،‬وما من صاحب غنم ل يؤدي زكاتا إل بطح لا بقاع قرقر كأوفر‬
‫ما كانت فتطؤه بأظلفها ( ‪ ، ) 6‬وتنطحه بقرونا ليس فيها عقصاء ( ‪ ) 7‬ول جلحاء (‬
‫‪ ، ) 8‬كلما مضى عليه أخراها ردت عليه أولها ‪ ،‬حت يكم ال بي عباده ف يوم كان‬
‫مقداره خسي ألف سنة ما تعدون ‪ ،‬ث يرى سبيله ‪ ،‬إما إل النة ‪ ،‬وإما إل النار ‪) .‬‬
‫قالوا ‪ :‬فاليل يا رسول ال ؟ قال ‪ ( :‬اليل ف نواصيها ) ‪ ،‬أو قال ‪ ( :‬اليل معقود ف‬
‫نواصيها الي إل يوم القيامة ‪ ،‬اليل ثلثة ‪ :‬هي لرجل أجر ‪ ،‬ولرجل ستر ‪ ،‬ولرجل‬

‫‪278‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وزر ‪ ،‬فأما الت هي له أجر فالرجل يتخذها ف سبيل ال ويعدها له فل تغيب شيئا ف‬
‫بطونا إل كتب ال له أجرا ‪ ،‬ولو رعاها ف مرج ( ‪ ) 9‬فما أكلت من شئ إل كتب ال‬
‫له با أجرا ‪ ،‬ولو سقاها من نر كان له بكل قطرة تغيبها ف بطونا أجر ‪ ،‬حت ذكر‬
‫الجر ف أبوالا وأرواثها ولو استنت شرفا ( ‪ ) 10‬أو شرفي كتب له بكل خطوة‬
‫يطوها أجر ‪ .‬وأما الت هي له ستر ‪ ،‬فالرجل يتخذها تكرما وتمل ‪ ،‬ل ينسى حت‬
‫ظهورها وبطونا ف عسرها ويسرها ‪ .‬وأما الت هي عليه وزر ‪ ،‬فالذي يتخذها أشرا (‬
‫‪ ) 11‬وبطرا ( ‪ ) 12‬وبذخا ( ‪ ، ) 13‬ورياء الناس فذلك الذي عليه الوزر ) قالوا ‪:‬‬
‫فالمر يا رسول ال ؟ قال ‪ ( :‬ما أنزل ال علي فيها شيئا إل هذه الية الامعة ( ‪) 14‬‬
‫الفاذة ( ‪ ( : ) 15‬فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره ‪ ،‬ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) ‪) .‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ( ) 1‬بطح ) أي بسط ومد ‪ ( ) 2 ( .‬القرقر ) الستوي الواسع من الرض‬
‫‪ ) 3 ( .‬كأوفر ال ) أي كأعظم ما كانت ‪ ( ) 4 ( .‬تست ) أي تري ‪ ( ) 5 ( .‬مضى‬
‫) أي مر ‪ ) 6 ( .‬الظلف للغنم كالافر للفرس ‪ ( ) 7 ( .‬عقصاء ) أي ملتوية القرني ‪( .‬‬
‫‪ ( ) 8‬جلحاء ) أي الت ل قرن لا ‪ ( ) 9 ( .‬الرج ) أي الرعى ‪ ( ) 10 ( .‬الشرف )‬
‫أي العال من الرض ‪ ( ) 11 ( .‬الشر ) أي البطر ‪ ( ) 12 ( .‬البطر ) شدة الرح ‪( .‬‬
‫‪ ( ) 13‬وبذخا ) أي تكبا ‪ ( ) 14 ( .‬الامعة ) أي التناولة لكل خي وبر ‪) 15 ( .‬‬
‫( الفاذة ) أي القليلة النظي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ - 2 / 332‬وروى الشيخان عن أب هريرة‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من آتاه ال مال فلم يؤد زكاته مثل له ( ‪ ) 1‬يوم‬
‫القيامة شجاعا أقرع ( ‪ ) 2‬له زبيبتان ( ‪ ) 3‬يطوقه يوم القيامة ‪ ،‬ث يأخذ بلهزمتيه ‪ -‬يعن‬
‫شدقيه ‪ -‬ث يقول ‪ :‬أنا كنك ‪ ،‬أنا مالك ) ‪ .‬ث تل هذه الية ‪ ( :‬ول يسب الذين‬
‫يبخلون با آتاهم ال من فضله الية ‪ - 3 ) .‬وروى ابن ماجه ‪ ،‬والبزار ‪ ،‬والبيهقي ‪-‬‬
‫واللفظ له ‪ -‬عن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( يا معشر الهاجرين‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 332‬‬

‫‪279‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خصال خس ‪ -‬إن ابتليتم بن ونزلن بكم أعوذ بال أن تدركوهن ‪ : -‬ل تظهر الفاحشة‬
‫( ‪ ) 4‬ف قوم قط حت يعلنوا با إل فشا فيهم الوجاع ( ‪ ) 5‬الت ل تكن ف أسلفهم ‪،‬‬
‫ول ينقصوا الكيال واليزان ‪ ،‬إل أخذوا بالسني ( ‪ ) 6‬وشدة الؤنة وجور السلطان ‪ .‬ول‬
‫ينعوا زكاة أموالم ‪ ،‬إل منعوا القطر ( ‪ ) 7‬من السماء ‪ ،‬ولول البهائم ل يطروا ‪ ،‬ول‬
‫ينقضوا عهد ال وعهد رسوله ‪ ،‬إل سلط عليهم عدو من غيهم فيأخذ بعض ما ف‬
‫أيديهم ‪ ،‬وما ل تكم أئمتهم بكتاب ال ‪ ،‬إل جعل بأسهم ( ‪ ) 8‬بينهم ) ‪ - 4 .‬وروى‬
‫الشيخان عن الحنف بن قيس قال ‪ ( :‬جلست إل مل من قريش فجاء رجل ( ‪) 9‬‬
‫خشن الشعر والثياب واليئة حت قام عليهم فسلم ث قال ‪ :‬بشر الكانزين برضف ( ‪) 10‬‬
‫يمى عليه ف نار جهنم ‪ ،‬ث يوضع على حلمة ثدي أحدهم حت يرج من نغض ( ‪) 11‬‬
‫كتفه ‪ ،‬ويوضع على نغض كتفه حت يرج من حلمة ثدية فيتزلزل ) ‪ .‬ث ول فجلس إل‬
‫سارية ‪ .‬وتبعته وجلست إليه وأنا ل أدري من هو ‪ -‬فقلت ‪ :‬ل أرى القوم إل قد كرهوا‬
‫الذي قلت ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬مثل ) صور ‪ ( ) 2 ( .‬الشجاع ) الذكر من اليات و (‬
‫القرع ) الذي ذهب شعره من كثرة السم ‪ ( ) 3 ( .‬زبيبتان ) أي نكتتان سوداوان فوق‬
‫عينه ‪ ( ) 4 ( .‬الفاحشة ) أي الزنا ‪ ( ) 5 ( .‬الوجاع ) أي المراض ‪ ( ) 6 ( .‬السني‬
‫) أي الفقر ‪ ( ) 7 ( .‬القطر ) أي الطر ‪ ( ) 8 ( .‬بأسهم ) أي حربم ‪ ) 9 ( .‬هو أبو‬
‫ذر رضي ال عنه ‪ ( ) 10 ( .‬الرضف ) أي الجارة الحماة ‪ ( ) 11 ( .‬نغض ) أي‬
‫أعلى الكتف ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 333‬قال ‪ :‬إنم ل يعقلون شيئا ‪ ،‬قال ل خليلي ‪ ،‬قلت‬
‫‪ :‬من خليلك ؟ قال ‪ :‬النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬أتبصر أحدا ؟ قال ‪ :‬فنظرت إل‬
‫الشمس ما بقي من النهار ‪ ،‬وأنا أرى أن رسول ال صلى ال عليه وسلم يرسلن ف حاجة‬
‫له ‪ ،‬قلت ‪ :‬نعم ‪ :‬قال ‪ :‬ما أحب أن ل مثل أحد ذهبا أنفقه كله إل ثلثة دناني ‪ ،‬وإن‬
‫هؤلء ل يعقلون ‪ ،‬إنا يمعون الدنيا ‪ ،‬ل وال ل أسألم دنيا ول أستفتيهم عن دين حت‬
‫ألقى ال عزوجل ‪ ) 4 ( .‬حكم مانعها ‪ :‬الزكاة من الفرائض الت أجعت عليها المة‬
‫واشتهرت شهرة جعلتها من ضروريات الدين ‪ ،‬بيث لو أنكر وجوبا أحد خرج عن‬
‫السلم ‪ ،‬وقتل كفرا ‪ ،‬إل إذا كان حديث عهد بالسلم ‪ ،‬فإنه يعذر لهله بأحكامه ‪.‬‬
‫أما من امتنع عن أدائها ‪ -‬مع اعتقاده وجوبا ‪ -‬فإنه يأث بامتناعه دون أن يرجه ذلك عن‬

‫‪280‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السلم ‪ ،‬وعلى الاكم أن يأخذها منه قهرا ويعزره ‪ ،‬ول يأخذ من ماله أزيد منها ‪ ،‬إل‬
‫عند أحد والشافعي ف القدي ‪ ،‬فإنه يأخذها منه ‪ ،‬ونصف ماله ‪ ،‬عقوبة له ( ‪ ) 1‬لا رواه‬
‫أحد ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬والاكم ‪ ،‬والبيهقي عن بز بن حكيم عن أبيه عن جده‬
‫قال ‪ ،‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬ف كل إبل سائمة ‪ ،‬ف كل أربعي‬
‫ابنة لبون ل يفرق إبل عن حسابا من أعطاها مؤترا ( ‪ ) 2‬فله أجرها ‪ ،‬ومن منعها فإنا‬
‫آخذوها وشطر ماله عزمة ( ‪ ) 3‬من عزمات ربنا تبارك وتعال ل يل لل ممد منها شئ‬
‫) ‪ .‬وسئل أحد عن إسناده فقال ‪ :‬صال السناد ‪ .‬وقال الاكم ف بز ‪ :‬حديثه صحيح (‬
‫‪ . ) 4‬ولو امتنع قوم عن أدائها ‪ -‬مع اعتقادهم وجوبا ‪ ،‬وكانت لم قوة ومنعة فإنم‬
‫يقاتلون عليها حت يعطوها ‪ .‬لا رواه البخاري ‪ ،‬ومسلم عن ابن عمر رضي ال عنهما أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬أمرت أن أقاتل الناس ( هامش ) ( ‪ ) 1‬ويلحق به من‬
‫أخفى ماله ومنع الزكاة ث انكشف أمره للحاكم ‪ ( ) 2 ( .‬مؤترا ) أي طالبا الجر ‪( .‬‬
‫‪ ( ) 3‬عزمة ) أي حقا من القوق الواجبة ‪ ) 4 ( .‬روى البيهقي أن الشافعي قال ‪ :‬هذا‬
‫الديث ل يثبته أهل العلم بالديث ‪ ،‬ولو ثبت قلنا به ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 334‬حت‬
‫يشهدوا أن ل إله إل ال ‪ ،‬وأن ممدا رسول ال ‪ ،‬ويقيموا الصلة ‪ ،‬ويؤتوا الزكاة ‪ ،‬فإذا‬
‫فعلوا ذلك عصموا من دماءهم وأموالم إل بق السلم وحسابم على ال ) ‪ .‬ولا رواه‬
‫الماعة عن أب هريرة قال ‪ :‬لا توف رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وكان أبو بكر ‪،‬‬
‫وكفر من كفر من العرب ‪ ،‬فقال عمر ‪ :‬كيف تقاتل الناس ( ‪ ) 1‬؟ وقد قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال ‪ ،‬فمن قالا فقد‬
‫عصم من ماله ونفسه إل بقه وحسابه على ال تعال ؟ فقال ‪ :‬والل لقاتلن من فرق بي‬
‫الصلة والزكاة ‪ ،‬فإن الزكاة حق الال ‪ ،‬وال لو منعون عناقا ( ‪ ) 2‬كانوا يؤدونا إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم لقاتلتهم على منعها ‪ .‬فقال عمر ‪ :‬فو ال ما هو إل أن قد‬
‫شرح ال صدر أب بكر للقتال فعرفت أنه الق ‪ .‬ولفظ مسلم ‪ ،‬وأب داود ‪ ،‬والترمذي ‪:‬‬
‫لو منعون عقال ( ‪ ) 3‬بدل ( عناقا ) ‪ ) 5 ( .‬على من تب ؟ ‪ :‬تب الزكاة على السلم‬
‫الر الالك للنصاب ‪ ،‬من أي نوع من أنواع الال‬
‫‪............................................................‬‬

‫‪281‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 334‬‬
‫الذي تب فيه الزكاة ‪ .‬ويشترط ف النصاب ‪ - 1 :‬أن يكون فاضل عن الاجات‬
‫الضرورية الت ل غن للمرء عنها ‪ ،‬كالطعم ‪ ،‬واللبس ‪ ،‬والسكن ‪ ،‬والركب ‪ ،‬وآلت‬
‫الرفة ‪ - 2 .‬وأن يول عليه الول الجري ‪ ،‬ويعتب ابتداؤه من يوم ملك النصاب ‪،‬‬
‫ولبد من كماله ف الول كله ‪ .‬فلو نقص أثناء الول ث كمل اعتب ابتداء الول من يوم‬
‫كماله ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الراد بم بنو يربوع وكانوا جعوا الزكاة وأرادوا أن يبعثوا با‬
‫إل أب بكر فمنعهم مالك بن نويرة من ذلك وفرقها فيهم ‪ .‬فهؤلء هم الذين عرض‬
‫اللف ف أمرهم ووقعت الشبهة لعمر ف شأنم ما اقتضى مناظرته لب بكر واحتجاجه‬
‫على قتالم بالديث ‪ .‬وكان قتاله لم ف أول خلفته سنة إحدى عشرة من الجرة ‪2 ( .‬‬
‫) ( عناقا ) أي أنثى العز الت ل تبلغ سنة ‪ ) 3 ( .‬التحقيق أنه البل الذي يعقل به العبي ‪،‬‬
‫وأن الكلم وارد على وجه البالغة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 335‬قال النووي ‪ :‬مذهبنا ‪،‬‬
‫ومذهب مالك ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬والمهور ‪ :‬أنه يشترط ف الال الذي يب الزكاة ف عينه ‪-‬‬
‫ويعتب فيه الول ‪ ،‬كالذهب ‪ ،‬والفضة والاشية ‪ -‬وجود النصاب ف جيع الول ‪ ،‬فإن‬
‫نقص النصاب ف لظة من الول انقطع الول ‪ .‬فإن كمل بعد ذلك استؤنف الول من‬
‫حي يكمل النصاب ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬العتب وجود النصاب ف أول الول وآخره ‪ ،‬ول‬
‫يضر نقصه بينهما ‪ ،‬حت لو كان معه مائتا درهم ‪ ،‬فتلفت كلها ف أثناء الول إل درها ‪،‬‬
‫أو أربعون شاة ‪ ،‬فتلفت ف أثناء الول إل شاة ‪ ،‬ث ملك ف آخر الول تام الائتي وتام‬
‫الربعي ‪ ،‬وجبت الزكاة الميع ( ‪ . ) 1‬وهذا الشرط ل يتناول زكاة الزروع والثمار‬
‫فإنا تب يوم الصاد قال ال تعال ( وآتوا حقه يوم حصاده ( ‪ . ) ) 2‬وقال العبدري ‪:‬‬
‫أموال الزكاة ضربان ‪ ،‬أحدها ما هو ناء ف نفسه ‪ ،‬كالبوب ‪ ،‬والثمار ‪ ،‬فهذا تب‬
‫الزكاة فيه ‪ ،‬لوجوده ‪ .‬والثان ما يرصد للنماء كالدراهم ‪ ،‬والدناني ‪ ،‬وعروض التجارة ‪،‬‬
‫والاشية ‪ ،‬فهذا يعتب فيه الول ‪ ،‬فل زكاة ف نصابه حت يول عليه الول ‪ ،‬وبه قال‬
‫الفقهاء كافة ‪ ،‬انتهى ‪ ،‬من الجموع للنووي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬لو باع النصاب ف أثناء‬
‫الول أو أبدله بغي جنسه انقطع حول الزكاة واستأنف حول آخر ‪ ) 2 ( .‬سورة النعام‬
‫‪ ) 6 ( ) . ( .‬الزكاة ف مال الصب والجنون ‪ :‬يب على ول الصب والجنون أن يؤدي‬

‫‪282‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الزكاة عنهما من مالما ‪ ،‬إذا بلغ نصابا ‪ .‬فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن عبد‬
‫ال بن عمرو ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من ول يتيما له مال فليتجر له‬
‫ول يتركه حت تأكله الصدقة ( ‪ ) ) 3‬وإسناده ضعيف ‪ ،‬قال الافظ ‪ :‬وله شاهد مرسل‬
‫عند الشافعي ‪ .‬وأكده الشافعي بعموم الحاديث الصحيحة ف إياب الزكاة مطلقا ‪.‬‬
‫وكانت عائشة رضي ال عنها ترج زكاة أيتام كانوا ف حجرها ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 3‬أي‬
‫الزكاة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 336‬قال الترمذي ‪ :‬اختلف أهل العلم ف هذا ‪ :‬فرأى غي‬
‫واحد من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ف مال اليتيم زكاة ‪ ،‬منهم عمر ‪ ،‬وعلي ‪،‬‬
‫وعائشة ‪ ،‬وابن عمر ‪ ،‬وبه يقول مالك ‪ ،‬والشافعي وأحد ‪ ،‬وإسحق ‪ .‬وقالت طائفة ‪:‬‬
‫ليس ف مال اليتيم زكاة ‪ ،‬وبه يقول سفيان وابن البارك ‪ ) 7 ( .‬الالك الدين ‪ :‬من كان‬
‫ف يده مال تب الزكاة فيه ‪ -‬وهو مدين أخرج منه ما يفي بدينه وزكى الباقي ‪ ،‬إن بلغ‬
‫نصابا ‪ ،‬وإن ل يبلغ النصاب فل زكاة فيه ‪ ،‬لنه ف هذه الالة فقي والرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول ‪ ( :‬ل صدقة إل عن ظهر غن ) رواه أحد ‪ .‬وذكره البخاري معلقا ‪.‬‬
‫وقال الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم ) ‪ .‬ويستوي‬
‫ف ذلك الدين الذي عليه ل ‪ ،‬أو للعباد ‪ ،‬ففي الديث ‪ ( :‬فدين ال أحق بالقضاء )‬
‫وسيأت ‪ ) 8 ( .‬من مات وعليه الزكاة ‪ :‬من مات وعليه الزكاة ‪ ،‬فإنا تب ف ماله (‬
‫‪ ) 1‬وتقدم على الغرماء ( ‪ ) 2‬والوصية والورثة ‪ ،‬لقول ال تعال ف الواريث ‪ ( :‬من بعد‬
‫وصية يوصي با أو دين ) والزكاة دين قائم ل تعال ‪ .‬فعن ابن عباس رضي ال عنهما ‪:‬‬
‫أن رجل جاء إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬إن أمي ماتت وعليها صوم شهر‬
‫‪ ،‬أفأقضيه عنها ؟ فقال ( لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها ؟ ! ) قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال‬
‫‪ ( :‬فدين ال أحق أن يقضى ) ‪ .‬رواه الشيخان ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا مذهب الشافعي‬
‫وأحد وإسحاق وأب ثور ‪ ( ) 2 ( .‬الغرماء ) أي الدائنون ‪ ) 9 ( ) . ( .‬شرط النية ف‬
‫أداء الزكاة ‪ :‬الزكاة عبادة ‪ ،‬فيشترط لصحتها النية ‪ ،‬وذلك أن يقصد الزكي عند أدائها ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 337‬وجه ال ‪ ،‬ويطلب با ثوابه ويزم بقلبه أنا الزكاة الفروضة عليه ‪ .‬قال‬
‫ال تعال ‪ ( :‬وما أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له الدين ) ‪ .‬وف الصحيح ‪ :‬أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إنا العمال بالنيات وإنا لكل امرئ ما نوى ) ‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 337‬‬
‫واشترط مالك والشافعي ‪ :‬النية عند الداء ‪ .‬وعند أب حنيفة ‪ :‬أن النية تب عند الداء أو‬
‫عند عزل الواجب ‪ .‬وجوز أحد تقديها على الداء زمنا يسيا ‪ ) 10 ( .‬أداؤها وقت‬
‫الوجوب ‪ :‬يب إخراج الزكاة فورا عند وجوبا ‪ ،‬ويرم تأخي أدائها عن وقت‬
‫الوجوب ‪ ،‬إل إذا ل يتمكن من أدائها فيجوز له التأخي حت يتمكن ‪ .‬لا رواه أحد‬
‫والبخاري عن عقبة بن الارث قال ‪ :‬صليت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم العصر ‪،‬‬
‫فلما سلم ‪ ،‬قام سريعا فدخل على بعض نسائه ‪ .‬ث خرج ‪ ،‬ورأى ما ف وجوه القوم من‬
‫تعاجبهم لسرعته ‪ ،‬قال ‪ ( :‬ذكرت وأنا ف الصلة تبأ ( ‪ ) 1‬عندنا ‪ ،‬فكرهت أن يسى‬
‫أو يبيت عندنا ‪ ،‬فأمرت بقسمته ) ( ‪ . ) 2‬وروى الشافعي ‪ ،‬والبخاري ف التاريخ عن‬
‫عائشة ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ما خالطت الصدقة مال قط إل أهلكته ) ‪.‬‬
‫رواه الميدي وزاد ‪ ،‬قال ‪ ( :‬يكون قد وجب عليك ف مالك صدقة فل ترجها ‪،‬‬
‫فيهلك الرام اللل ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬التب ‪ :‬قال الوهري ‪ :‬ل يقال إل للذهب وقد‬
‫قاله بعضهم ف الفضة ‪ ) 2 ( .‬قال ابن بطال ‪ :‬فيه أن الي ينبغي أن يبادر به فإن الفات‬
‫تعرض والوانع تنع ‪ ،‬والوت ل يؤمن ‪ ،‬والتسويف غي ممود ‪ ) 11 ( ) . ( .‬التعجيل‬
‫بأدائها ‪ :‬يوز تعجيل الزكاة وأداؤها قبل الول ولو لعامي ‪ .‬فعن الزهري ‪ :‬أنه كان ل‬
‫يرى بأسا أن يعجل زكاته قبل الول ‪ .‬وسئل السن عن رجل أخرج ثلث سني ‪ ،‬يزيه‬
‫؟ قال ‪ :‬يزيه ‪ / .‬صفحة ‪ / 338‬قال الشوكان ‪ :‬وإل ذلك ذهب الشافعي وأحد وأبو‬
‫حنيفة وبه قال الادي ‪ ،‬والقاسم ‪ ،‬قال الؤيد بال ‪ :‬وهو أفضل ‪ .‬وقال مالك ‪ ،‬وربيعة ‪،‬‬
‫وسفيان الثوري ‪ ،‬وداود ‪ ،‬وأبو عبيد بن الارث ‪ ،‬ومن أهل البيت ‪ ،‬الناصر ‪ :‬إنه ل‬
‫يزئ حت يول الول ‪ .‬واستدلوا بالحاديث الت فيها تعلق الوجوب بالول وقد‬
‫تقدمت ‪ ،‬وتسليم ذلك ل يضر من قال بصحة التعجيل لن الوجوب متعلق بالول فل‬
‫نزاع ‪ ،‬وإنا الناع ف الجزاء قبله ‪ .‬انتهى ‪ .‬قال ابن رشد ‪ :‬وسبب اللف ‪ ،‬هل هي‬
‫عبادة أو حق واجب للمساكي ؟ فمن قال ‪ :‬إنا عبادة ‪ ،‬وشبهها بالصلة ‪ ،‬ل يز‬
‫إخراجها قبل الوقت ‪ ،‬ومن شبهها بالقوق الواجبة الؤجلة ‪ ،‬أجاز إخراجها قبل الجل‬

‫‪284‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على جهة التطوع ‪ .‬وقد احتج الشافعي لرأيه بديث علي رضي ال عنه ‪ :‬أن النب صلى‬
‫ال عليه ومسلم استسلف صدقة العباس قبل ملها ‪ ،‬انتهى ‪ ) 12 ( .‬الدعاء للمزكي ‪:‬‬
‫يستحب الدعاء للمزكي عند أخذ الزكاة منه ‪ .‬لقول ال تعال ‪ ( :‬خذ من أموالم صدقة‬
‫تطهرهم وتزكيهم با وصل ( ‪ ) 1‬عليهم إن صلتك سكن لم ) ‪ .‬وعن عبد ال بن أب‬
‫أوف أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان إذا أت بصدقة قال ‪ ( :‬اللهم صل عليهم ) ‪.‬‬
‫وأن أب أتاه بصدقة فقال ( اللهم صل على آل أب أوف ) ‪ .‬رواه أحد وغيه ‪ .‬وروى‬
‫النسائي عن وائل بن حجر قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ -‬ف رجل بعث‬
‫بناقة حسنة ف الزكاة ‪ ( : -‬اللهم بارك فيه وف إبله ) ‪ .‬قال الشافعي ‪ :‬السنة للمام ‪ -‬إذا‬
‫أخذ الصدقة ‪ -‬أن يدعو للمتصدق ‪ ،‬ويقول ‪ :‬آجرك ال فيما أعطيت ‪ ،‬وبارك لك فيما‬
‫أبقيت ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬وصل عليهم ) أي أدع لم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 339‬‬
‫الموال الت تب فيها الزكاة أوجب السلم الزكاة ف الذهب ‪ ،‬والفضة ‪ ،‬والزروع ‪،‬‬
‫والثمار وعروض التجارة ‪ .‬والسوائم ‪ ،‬والعدن ‪ ،‬والركاز ‪ .‬زكاة النقدين ‪ :‬الذهب ‪،‬‬
‫والفضة وجوبا ‪ :‬جاء ف زكاة الذهب والفضة ‪ ،‬قول ال تعال ‪ ( :‬والذين يكنون‬
‫الذهب والفضة ول ينفقونا ف سبيل ال فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬يوم يمى عليها ف نار‬
‫جهنم فتكوى با جباهم وجنوبم وظهورهم هذا ما كنت لنفسكم فذوقوا ما كنتم‬
‫تكنون ) ‪ .‬والزكاة واجبة فيهما ‪ ،‬سواء أكانا نقودا ‪ ،‬أم سبائك ‪ ،‬أم تبأ ‪ ،‬مت بلغ‬
‫مقدار الملوك من كل منهما نصابا ‪ ،‬وحال عليه الول ‪ ،‬وكان فارغا عن الدين ‪،‬‬
‫والاجات الصلية ‪ .‬نصاب الذهب ومقدار الواجب ‪ :‬ل شئ ف الذهب حت يبلغ‬
‫عشرين دينارا ‪ ،‬فإذا بلغ عشرين دينارا ‪ ،‬وحال عليها الول ‪ ،‬ففيها ربع العشر ‪ ،‬أو‬
‫نصف دينار ‪ ،‬وما زاد على العشرين دينارا يؤخذ ربع عشره كذلك ‪ ،‬فعن علي رضي ال‬
‫عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ليس عليك شئ ‪ -‬يعن ف الذهب ‪ -‬حت‬
‫يكون لك عشرون دينارا ‪ ،‬فإذا كانت لك عشرون دينارا وحال عليها الول ‪ ،‬ففيها‬
‫نصف دينار ‪ .‬فما زاد فبحساب ذلك ‪ ،‬وليس ف مال زكاة حت يول عليه الول ‪) .‬‬
‫رواه أحد ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬والبيهقي ‪ ،‬وصححه البخاري ‪ ،‬وحسنه الافظ ‪ .‬وعن زريق‬
‫مول بن فزارة ‪ :‬أن عمر بن عبدالعزز كتب إليه ‪ -‬حي استخلف ‪ : -‬خذ من مر بك‬

‫‪285‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من تار السلمي ‪ -‬فيما يديرون من أموالم ‪ -‬من كل أربعي دينارا ‪ :‬دينارا ‪ ،‬فما نقص‬
‫فبحساب ما نقص حت يبلغ عشرين ‪ ،‬فإن نقصت ثلث دينار فدعها ‪ ،‬ل تأخذ منها‬
‫شيئا ‪ ،‬واكتب لم براءة با تأخذ‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 339‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 340‬منهم ‪ ،‬إل مثلها من الول ‪ ،‬رواه ابن أب شيبة ‪ .‬قال مالك ف الوطأ ‪:‬‬
‫السنة الت ل اختلف فيها عندنا أن الزكاة تب ف عشرين دينارا كما تب ف مائت‬
‫درهم ‪ .‬والعشرون دينارا تساوي ‪ 28‬درها وزنا بالدرهم الصري ‪ .‬نصاب الفضة‬
‫ومقدار الواجب ‪ :‬وأما الفضة ‪ ،‬فل شئ فيها حت تبلغ مائت درهم ‪ ،‬فإذا بلغت مائت‬
‫درهم ففيها ربع العشر ‪ ،‬وما زاد فبحسابه ‪ ،‬قل أم كثر ‪ ،‬فإنه ل عفو ف زكاة النقد بعد‬
‫بلوغ النصاب ‪ .‬فعن علي رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬قد‬
‫عفوت لكم عن اليل والرقيق ‪ ،‬فهاتوا صدقة الرقة ( الفضة ) من كل أربعي درها ‪:‬‬
‫درهم ‪ ،‬وليس ف تسعي ومائة شئ ‪ ،‬فإذا بلغت مائتي ففيها خسة دراهم ‪ ) .‬رواه‬
‫أصحاب السنن ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬سألت البخاري عن هذا الديث فقال ‪ :‬صحيح ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫والعمل عند أهل العلم ‪ ،‬ليس فيما دون خسة أوراق صدقة ‪ ،‬والوقية أربعون درها ‪،‬‬
‫وخس أوراق مائتا درهم ‪ .‬والائتا درهم ‪ 7 27 / 9‬ريال و ‪ 555 / 5‬قرشا مصريا ‪.‬‬
‫ضم النقدين ‪ :‬من ملك من الذهب أقل من نصاب ‪ ،‬ومن الفضة كذلك ل يضم أحدها‬
‫إل الخر ‪ ،‬ليكمل منهما نصابا ‪ ،‬لنما جنسان ‪ :‬ل يضم أحدها إل الثان ‪ ،‬كالال ف‬
‫البقر والغنم ‪ ،‬فلو كان ف يده ‪ 199‬درها وتسعة عشر دينارا ‪ ،‬ل زكاة عليه ‪ .‬زكاة‬
‫الدين ‪ :‬للدين حالتان ‪ - 1 :‬الدين إما أن يكون على معترف به ‪ ،‬باذل له ‪ ،‬وللعلماء ف‬
‫ذلك عدة آراء ‪ / :‬صفحة ‪ ( / 341‬الرأي الول ) أن على صاحبه زكاته ‪ ،‬إل أنه ل‬
‫يلزمه إخراجها حت يقبضه فيؤدي لا مضى ‪ ،‬وهذا مذهب علي ‪ ،‬والثوري ‪ ،‬وأب ثور ‪،‬‬
‫والحناف والنابلة ‪ ( .‬الرأي الثان ) أنه يلزمه إخراج الزكاة ف الال ‪ ،‬وإن ل يقبضه ‪،‬‬
‫لنه قادر على أخذه والتصرف فيه ‪ ،‬فلزمه إخراج زكاته كالوديعة ‪ ،‬وهذا مذهب‬
‫عثمان ‪ ،‬وابن عمر ‪ ،‬وجابر ‪ ،‬وطاووس ‪ ،‬والنخعي ‪ ،‬والسن ‪ ،‬والزهري ‪ ،‬وقتادة ‪،‬‬

‫‪286‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والشافعي ‪ ( .‬الرأي الثالث ) أنه ل زكاة فيه ‪ ،‬لنه غي نام فلم تب زكاته ‪ ،‬كعروض‬
‫القنية ‪ ،‬وهذا مذهب عكرمة ‪ ،‬ويروى عن عائشة ‪ ،‬وابن عمر ‪ ( .‬الرأي الرابع ) أنه‬
‫يزكيه إذا قبضه لسنة واحدة ‪ .‬وهذا مذهب سعيد بن السيب وعطاء بن أب رباح ‪- 2 .‬‬
‫وإما أن يكون الدين على معسر ‪ ،‬أو جاحد ‪ ،‬أو ماطل به ‪ .‬فإن كان كذلك ‪ ،‬فقيل ‪ :‬إنه‬
‫ل تب فيه الزكاة وهذا قول قتادة ‪ ،‬وإسحاق وأب ثور ‪ ،‬والنفية ‪ ،‬لنه غي مقدور على‬
‫النتقاع به ‪ .‬وقيل ‪ :‬يزكيه إذا قبضه لا مضى ‪ .‬وهو قول الثوري وأب عبيد ‪ ،‬لنه ملوك‬
‫يوز التصرف فيه ‪ ،‬فوجبت زكاته لا مضى كالدين على اللئ ‪ ،‬وروي عن الشافعي‬
‫الرأيان ‪ .‬وعن عمر بن عبد العزيز ‪ ،‬والسن ‪ ،‬والليث ‪ ،‬والوزاعي ‪ ،‬ومالك ‪ :‬يزكيه إذا‬
‫قبضه ‪ ،‬لعام واحد ‪ .‬زكاة أوراق البنكنوت والسندات ‪ :‬أوراق البنكنوت والسندات ‪:‬‬
‫هي وثائق بديون مضمونة تب فيها الزكاة ‪ ،‬إذا بلغت أول النصاب ‪ 27‬ريال مصريا‬
‫لنه يكن دفع قيمتها فضة فورا ‪ .‬زكاة اللى ‪ :‬اتفق العلماء على أنه ل زكاة ف الاس ‪،‬‬
‫والدر ‪ ،‬والياقوت ‪ ،‬واللؤلؤ ‪ / ،‬صفحة ‪ / 342‬والرجان ‪ ،‬والزبرجد ‪ ،‬ونو ذلك من‬
‫الحجار الكرية إل إذا اتذت للتجارة ففيها زكاة ‪ .‬واختلفوا ف حلي الرأة ‪ ،‬من الذهب‬
‫والفضة ‪ .‬فذهب إل وجوب الزكاة فيه ‪ ،‬أبو حنيفة ‪ ،‬وابن حزم ‪ ،‬إذا بلغ نصابا ‪،‬‬
‫استدلل با رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال ‪ :‬أتت النب صلى ال عليه وسلم‬
‫امرأتان ف أيديهما أساور من ذهب ‪ :‬فقال لما رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أتبان‬
‫أن يسوركما ( ‪ ) 1‬ال يوم القيامة أساور من نار ؟ ) قالتا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ ( :‬فأديا حق (‬
‫‪ ) 2‬هذا الذي ف أيديكما ) ‪ .‬وعن أساء بنت يزيد قالت ‪ :‬دخلت أنا وخالت على النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وعلينا أسورة من ذهب ‪ ،‬فقال لنا ‪ ( :‬أتعطيان زكاته ؟ ) قالت ‪:‬‬
‫فقلنا ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ ( :‬أما تافان أن يسور كما ال أسورة من نار ؟ أديا زكاته ) قال‬
‫اليثمي رواه أحد وإسناده حسن ‪ .‬وعن عائشة قالت ‪ :‬دخل علي رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فرأى ف يدي فتخات ( ‪ ) 3‬من ورق ( ‪ ، ) 4‬فقال ل ‪ :‬ما ( هذا يا‬
‫عائشة ؟ ) فقلت ‪ :‬صنعتهن أتزين لك يا رسول ال ؟ فقال ‪ ( :‬اتؤدين زكاتن ؟ ) قلت ‪:‬‬
‫ل ‪ ،‬أو ما شاء ال ‪ ،‬قال ‪ ( :‬هو حسبك من النار ) ( ‪ ) 5‬رواه أبو داود ‪ ،‬والدار قطن ‪،‬‬
‫والبيهقي وذهب الئمة الثلثة إل أنه ل زكاة ف حلى الرأة ‪ ،‬بالغا ما بلغ ‪ .‬فقد روى‬

‫‪287‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البيهقي أن جابر بن عبد ال سئل عن اللي ‪ :‬أفيه زكاة ؟ قال جابر ‪ :‬ل ‪ .‬فقيل ‪ :‬وإن‬
‫كان يبلغ ألف دينار ؟ فقال جابر ‪ :‬أكثر ‪ .‬وروى البيهقي ‪ :‬أن أساء بنت أب بكر كانت‬
‫تلي بناتا بالذهب ‪ ،‬ول تزكيه ‪ ،‬نوا من خسي ألفا ‪ .‬وف الوطأ ‪ ،‬عن عبد الرحن بن‬
‫القاسم عن أبيه ‪ :‬أن عائشة كانت تلي بنات أخيها ‪ ،‬يتامى ف حجرها ‪ ،‬لن اللي فل‬
‫ترج من حليهن الزكاة ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 342‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ( ) 1‬أن يسوركما ) أي أن يلبسكما ‪ ( ) 2 ( .‬حق هذا ) أي زكاته ‪( .‬‬
‫‪ ( ) 3‬فتخات ) أي خوات ‪ ( ) 4 ( .‬ورق ) أي فضة ‪ ) 5 ( .‬يعن لو ل تعذب ف النار‬
‫إل من أجل عدم زكاته لكفاها ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 343‬وفيه أن عبد ال بن عمر كان‬
‫يلي بناته وجواريه الذهب ث ل يرج من حليهن الزكاة ‪ .‬قال الطاب ‪ :‬الظاهر من‬
‫الكتاب ( ‪ ) 1‬يشهد لقول من أوجبها ‪ ،‬والثر يؤيده ‪ ،‬ومن أسقطها ذهب ال النظر ‪،‬‬
‫ومعه طرف من الثر ‪ .‬والحتياط أداؤها ‪ .‬هذا اللف بالنسبة للحلي الباح ‪ ،‬فإذا‬
‫اتذت الرأة حليا ليس لا اتاذه ‪ -‬كما إذا اتذت حلية الرجل ‪ ،‬كحلية السيف ‪ -‬فهو‬
‫مرم ‪ ،‬وعليها الزكاة ‪ ،‬وكذا الكم ف اتاذ أوان الذهب والفضة ‪ .‬زكاة صدقة الرأة ‪:‬‬
‫ذهب أبو حنيفة إل أن صداق الرأة ل زكاة فيه ‪ ،‬إل إذا قبضته ‪ ،‬لنه بدل عما ليس بال‬
‫‪ ،‬فل تب فيه الزكاة قبل القبض ‪ ،‬كدين الكتابة ‪ .‬ويشترط بعد قبضه أن يبلغ نصابا ‪،‬‬
‫ويول عليه الول ‪ ،‬إل إذا كان عنها نصاب آخر سوى الهر ‪ ،‬فإنا إذا قبضت من‬
‫الصداق شيئا ضمته إل النصاب ‪ ،‬وزكته بوله ‪ .‬وذهب الشافعي إل أن الرأة يلزمها‬
‫زكاة الصداق ‪ ،‬إذا حال عليه الول ‪ ،‬ويلزمها الخراج عن جيعه آخر الول ‪ ،‬وإن كان‬
‫قبل الدخول ول يؤثر كونه معرضا للسقوط بالفسخ ‪ ،‬بردة أو غيها ‪ ،‬أو نصفه بالطلق‬
‫‪ .‬وعند النابلة ‪ :‬أن الصداق ف الذمة دين للمرأة ‪ ،‬حكمه حكم الديون عندهم ‪ ،‬فإن‬
‫كان على ملئ ( ‪ ) 2‬به فالزكاة واجبة فيه ‪ ،‬إذا قبضته أدت لا مضى ‪ ،‬وإن كان على‬
‫معسر أو جاحد ‪ ،‬فاختيار الرقي وجوب الزكاة فيه ‪ .‬ول فرق بي ما قبل الدخول أو‬
‫بعده ‪ .‬فإن سقط نصفه بطلق الرأة قبل الدخول ‪ ،‬وأخذت النصف ‪ ،‬فعليها زكاة ما‬

‫‪288‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قبضته ‪ ،‬دون ما ل تقبضه ‪ .‬وكذلك لو سقط كل الصداق قبل قبضه ‪ ،‬لنفساخ النكاح‬
‫بأمر من جهتها ‪ ،‬فليس عليها زكاته ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬يشي إل عموم قول ال تعال ‪:‬‬
‫( والذين يكنون الذهب والفضة ) الية ‪ ( ) 2 ( .‬ملئ ) أي غن ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 344‬زكاة أجرة الدور الؤجرة ‪ :‬ذهب أبو حنيفة ومالك ‪ ،‬إل أن الؤجر ل يستحق‬
‫الجرة بالعقد ‪ ،‬وإنا يستحقها بانقضاء مدة الجارة ‪ .‬وبناء على هذا ‪ ،‬فمن أجر دارا ل‬
‫تب عليه زكاة أجرتا حت يقبضها ‪ ،‬ويول عليها الول ‪ ،‬وتبلغ نصابا ‪ .‬وذهبت النابلة‬
‫إل أن الؤجر يلك الجرة من حي العقد ‪ ،‬وبناء عليه ‪ ،‬فإن من أجر داره تب الزكاة ف‬
‫أجرتا إذا بلغت نصابا وحال عليها الول ‪ ،‬فإن الؤجر يلك التصرف ف الجرة بأنواع‬
‫التصرفات ‪ ،‬وكون الجارة عرضة للفسخ ل ينع وجوب الزكاة ‪ ،‬كالصداق قبل الدخول‬
‫‪ ،‬ث إن كان قد قبض الجرة أخرج الزكاة منها ‪ ،‬وإن كانت دينا فهي كالدين ‪ ،‬معجل‬
‫كان أو مؤجل ( ‪ . ) 1‬وف الجموع للنووي ‪ :‬وأما إذا أجر داره أو غيها بأجرة حالة ‪،‬‬
‫وقبضها ‪ ،‬فيجب عليه زكاتا بل خلف ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي أنه يؤدي زكاتا حي‬
‫يقبضها لا مضى من حي العقد إن اكن مضى عليها حول أو أكثر ‪ ) . ( .‬زكاة التجارة‬
‫حكمها ‪ :‬ذهب جاهي العلماء من الصحابة ‪ ،‬والتابعي ومن بعدهم من الفقهاء إل‬
‫وجوب الزكاة ف عروض ( ‪ ) 2‬التجارة ‪ .‬لا رواه أبو داود البيهقي عن سرة بن جندب‬
‫قال ‪ :‬أما بعد ‪ ،‬فإن النب صلى ال عليه وسلم كان يأمرنا أن نرج الصدقة من الذي نعده‬
‫للبيع ‪ .‬وروى الدار قطن والبيهقي عن أب ذر ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ف‬
‫البل صدقتها ‪ ،‬وف الغنم صدقتها وف البقر صدقتها ‪ ،‬وف البز ( ‪ ) 3‬صدقته ) وروى‬
‫الشافعي ‪ ،‬وأحد وأبو عبيد ‪ ،‬والدار قطن والبيهقي وعبد الرزاق ( هامش ) ( ‪) 2‬‬
‫( العروض ) جع عرض ‪ :‬وهو غي الثان من الال ‪ ( ) 3 ( .‬البز ) متاع البيت ‪) . ( .‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 345‬عن أب عمرو بن حاس عن أبيه قال ‪ :‬كنت أبيع الدم والعاب ( ‪) 1‬‬
‫فمر ب عمر بن الطاب رضي ال عنه فقال ‪ :‬أد صدقه مالك ‪ ،‬فقلت يا أمي الؤمني ‪،‬‬
‫إنا هو الدم ‪ .‬قال ‪ :‬قومه ‪ ،‬ث أخرج صدقته ‪ .‬قال ف الغن وهذه قصة يشتهر مثلها ‪،‬‬
‫ول تنكر ‪ ،‬فيكون إجاعا ‪ .‬وقالت الظاهرية ‪ :‬ل زكاة ف مال التجارة ‪ .‬قال ابن رشد ‪:‬‬
‫والسبب ف اختلفهم ف وجوب الزكاة بالقياس ‪ .‬واختلفهم ف تصحيح حديث سرة ‪،‬‬

‫‪289‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وحديث أب ذر ‪ .‬أما القياس الذي اعتمده المهور ‪ ،‬فهو أن العروض التخذة للتجارة‬
‫مال مقصود به التنمية ‪ ،‬فأشبه الجناس الثلثة الت فيها الزكاة باتفاق ‪ -‬أعن الرث ‪،‬‬
‫والاشية ‪ ،‬والذهب ‪ ،‬والفضة ‪ .‬وف النار ‪ :‬جهور علماء اللة يقولون بوجوب زكاة‬
‫عروض التجارة ‪ ،‬وليس فيها نص قطعي من الكتاب أو السنة وإنا ورد فيها روايات ‪،‬‬
‫يقوي بعضها بعضا ‪ ،‬مع العتبار الستند إل النصوص ‪ ،‬وهو أن عروض التجارة التداولة‬
‫للستغلل نقود ‪ ،‬ل فرق بينها وبي الدراهم والدناني الت هي أثانا إل ف كون النصاب‬
‫يتقلب ويتردد بي الثمن وهو النقد ‪ ،‬والثمن وهو‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 345‬‬
‫العروض ‪ ،‬فلو ل تب الزكاة ف التجارة لمكن لميع الغنياء ‪ ،‬أو أكثرهم أن يتجروا‬
‫بنقودهم ‪ ،‬ويتحروا أن ل يول على نصاب من النقدين أبدا ‪ ،‬وبذلك تبطل الزكاة فيهما‬
‫عندهم ‪ .‬ورأس العتبار ف السألة ‪ :‬أن ال تعال فرض ف أموال الغنياء صدقة لواساة‬
‫الفقراء ومن ف معناهم ‪ ،‬وإقامة الصال العامة ‪ ،‬وأن الفائدة ف ذلك للغنياء ‪ ،‬تطهي‬
‫أنفسهم من رذيلة البخل ‪ ،‬وتزكيتها بفضائل الرحة بالفقراء وسائر أصناف الستحقي ‪،‬‬
‫ومساعدة الدولة والمة ف إقامة الصال العامة ‪ ،‬والفائدة للفقراء وغيهم ‪ ،‬إعانتهم على‬
‫نوائب الدهر ‪ ،‬مع ما ف ذلك من سد ذريعة الفاسد ‪ ،‬ف تضخم الموال ‪ ،‬وحصرها ف‬
‫أناس معدودين ‪ ،‬وهو الشار إليه بقوله تعال ف حكمة قسمة الفئ ( كي ل يكون دولة‬
‫بي ‪ /‬صفحة ‪ / 346‬الغنياء منكم ) فهل يعقل أن يرج من هذه القاصد الشرعية كلها‬
‫‪ ،‬التجار الذين ربا تكون معظم ثروة المة ف أيديهم ؟ مت تصي العروض للتجارة ؟ ‪:‬‬
‫قال صاحب الغن ( ‪ ( : ) 1‬ول يصي العرض للتجارة ‪ ،‬إل بشرطي ‪ :‬الول ‪ :‬أن‬
‫يلكهب فعله كالبيع ‪ ،‬والنكاح ‪ ،‬واللع ‪ ،‬وقبول البة ‪ ،‬والوصية ‪ ،‬والغنيمة ‪ ،‬واكتساب‬
‫الباحات ‪ ،‬لن ما ل يثبت له حكم الزكاة بدخوله ف ملكه ‪ ،‬ل يثبت بجرد النية ‪،‬‬
‫كالصوم ‪ ،‬ول فرق بي أن يلكه بعوض أم بغي عوض ‪ ،‬لنه ملكه بفعله ‪ ،‬فأشبه‬
‫الوروث ‪ .‬والثان ‪ :‬أن ينوي عند تلكه ‪ ،‬أنه للتجارة ‪ ،‬فإن ل ينو عند تلكه أنه للتجارة‬
‫ل يصر للتجارة ‪ ،‬وإن نواه بعد ذلك ‪ .‬وإن ملكه بإرث ‪ ،‬وقصد أنه للتجارة ‪ ،‬ل يصر‬

‫‪290‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للتجارة ‪ ،‬لن الصل القنية ‪ ،‬والتجارة عارض ‪ ،‬فل يصي إليها بجرد النية ‪ ،‬كما لو نوى‬
‫الاضر السفر ‪ ،‬ل يثبت له حكم السفر بدون الفعل ‪ ،‬وإن اشترى عرضا للتجارة فنوى‬
‫به القتناء صار للقنية ‪ ،‬وسقطت الزكاة منه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وما ف الهذب ل يرج‬
‫عن معناه ‪ ) . ( .‬كيفية تزكية مال التجارة ‪ :‬من ملك من عروض التجارة قدر نصاب ‪،‬‬
‫وحال عليه الول قومه آخر الول ‪ ،‬وأخرج زكاته ‪ ،‬وهو ربع عشر قيمته ‪ .‬وهكذا‬
‫يفعل التاجر ف تارته كل حول ‪ ،‬ول ينعقد الول حت يكون القدر الذي يلكه نصابا (‬
‫‪ ، ) 2‬فلو ملك عرضا ‪ ،‬قيمته دون النصاب ‪ ،‬فمضى جزء من الول ‪ ،‬وهو كذلك ‪ ،‬ث‬
‫زادت قيمة النماء به ‪ ،‬أو تغيت السعار ‪ ،‬فبلغ نصابا ‪ ،‬أو باعه بنصاب ‪ ،‬أو ملك ف‬
‫أثناء الول عرضا آخر ‪ ،‬أو أثانا ‪ ،‬ت با النصاب ‪ ،‬ابتدأ الول من حينئذ ول يتسب با‬
‫مضى ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 2‬يرى المام مالك أن الول ينعقد على ما دون النصاب ‪ ،‬فإذا‬
‫بلغ ف آخره نصابا زكاه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 347‬وهذا قول الثوري والحناف ‪،‬‬
‫والشافعي ‪ ،‬وإسحاق ‪ ،‬وأب عبيد ‪ ،‬وأب ثور ‪ ،‬وابن النذر ‪ .‬ث إذا نقص النصاب أثناء‬
‫الول ‪ ،‬وكمل ف طرفيه ‪ ،‬ل ينقطع الول عند أب حنيفة ‪ ،‬لنه يتاج إل أن تعرف‬
‫قيمته ف كل وقت ‪ ،‬ليعلم أن قيمته فيه تبلغ نصابا ‪ ،‬وذلك يشق ‪ .‬وعند النابلة ‪ :‬أنه إذا‬
‫نقص أثناء الول ‪ ،‬ث زاد حت بلغا نصابا ‪ ،‬استأنف الول عليه ‪ ،‬لكونه انقطع بنقصه ف‬
‫أثنائه ‪ .‬زكاة الزروع والثمار وجوبا ‪ :‬أوجب ال تعال زكاة الزروع والثمار فقال ‪:‬‬
‫( يأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم وما أخرجنا لكم من الرض ) والزكاة‬
‫تسمى نفقة ‪ ،‬قال تعال ‪ ( :‬وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغي معروشات والنخل‬
‫والزرع متلفا أكله والزيتون والرمان متشابا وغي متشابه كلوا من ثره إذا أمثر وءاتوا‬
‫حقه يوم حصاده ) ‪ .‬قال ابن عباس ‪ :‬حقه ‪ ،‬الزكاة الفروضة ‪ .‬وقال ‪ :‬العشر ‪ ،‬ونصف‬
‫العشر ‪ .‬الصناف الت كانت تؤخذ منها الزكاة على عهد الرسول ‪ :‬وقد كانت الزكاة‬
‫على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم تؤخذ من النطة والشعي والتمر والزبيب ‪ .‬فعن‬
‫أب بردة عن أب موسى ومعاذ رضي ال عنهما ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بعثهما إل اليمن يعلمان الناس أمر دينهم ‪ ،‬فأمرهم أن ل يأخذوا الصدقة إل من هذه‬
‫الربعة ‪ :‬النطة ‪ ،‬والشعي ‪ ،‬والتمر ‪ ،‬والزبيب ‪ / .‬صفحة ‪ / 348‬رواه الدار قطن ‪،‬‬

‫‪291‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والاكم ‪ ،‬والطبان ‪ ،‬والبيهقي ‪ ،‬وقال ‪ :‬رواته ثقات وهو متصل ‪ .‬قال ابن النذر وابن‬
‫عبد الب ‪ :‬وأجع العلماء ‪ :‬على أن الصدقة واجبة ف النطة ‪ ،‬والشعي ‪ ،‬والتمر ‪ ،‬والزبيب‬
‫‪ .‬وجاء ف رواية ابن ماجه ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم إنا سن الزكاة ف النطة‬
‫والشعي والتمر والزبيب والذرة ‪ .‬وف إسناد هذه الرواية ‪ ،‬ممد بن عبيدال العرزمي وهو‬
‫متروك ‪ . .‬الصناف الت ل تكن تؤخذ منها ‪ :‬ول تكن تؤخذ الزكاة من الضروات ‪،‬‬
‫ول من غيها من الفواكه إل العنب والرطب ‪ .‬فعن عطاء بن السائب ‪ :‬ان عبد ال بن‬
‫الغية أراد أن يأخذ صدقة‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 348‬‬
‫من أرض موسى بن طلحة من الضروات فقال له موسى بن طلحة ‪ :‬ليس لك ذلك ‪ ،‬إن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقول ‪ ( :‬ليس ف ذلك صدقة ) ‪ .‬رواه الدار قطن ‪،‬‬
‫والاكم ‪ ،‬والثرم ف سننه ‪ .‬وهو مرسل قوي ‪ .‬وقال موسى بن طلحة ‪ :‬جاء الثر عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ف خسة أشياء ‪ :‬الشعي ‪ ،‬والنطة ‪ ،‬والسلت ( ‪) 1‬‬
‫والزبيب ‪ ،‬والتمر ‪ ،‬وما سوى ذلك ما أخرجت الرض فل عشر فيه ‪ .‬وقال ‪ :‬إن معاذا‬
‫ل يأخذ من الضر صدقة ‪ .‬قال البيهقي ‪ :‬هذه الحاديث كلها مراسيل ‪ ،‬إل أنا من‬
‫طرق متلفة ‪ ،‬فيؤكد بعضها بعضا ‪ ،‬ومعها من أقوال الصحابة عمر وعلي وعائشة ‪.‬‬
‫وروى الثرم ‪ :‬أن عامل عمر كتب إليه ف كروم فيها من الفرسك ( ‪ ) 2‬والرمان ما هو‬
‫أكثر غلة من الكروم أضعافا ؟ فكتب إليه ‪ :‬إنه ليس عليها عشر ‪ ،‬هي من العضاه ‪ .‬قال‬
‫الترمذي ‪ :‬والعمل على هذا عند أهل ( ‪ ) 3‬العلم ‪ :‬أنه ليس ف الضروات صدقة ‪ .‬وقال‬
‫القرطب ‪ :‬إن الزكاة تتعلق بالقتات ‪ ،‬دون الضروات وقد ( هامش ) ( ‪ ( ) 1‬السلت )‬
‫نوع من الشعي ‪ ( ) 2 ( .‬الفرسك ) الوخ ‪ ) 3 ( .‬يقصد ‪ :‬أكثرهم ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 349‬كان بالطائف الرمان والفرسك والترج فما ثبت أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫أخذ منها زكاة ‪ ،‬ول أحد من خلفائه ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬ول يكن من هديه أخذ الزكاة‬
‫من اليل والرقيق ‪ ،‬ول البغال ‪ ،‬ول المي ‪ ،‬ول الضروات ‪ ،‬ول الباطخ والقات ‪،‬‬
‫والفواكه الت ل تكال ول تدخر إل العنب والرطب فإنه يأخذ الزكاة منه جلة ‪ ،‬ول‬

‫‪292‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يفرق بي ما يبس وما ل ييبس ‪ .‬رأي الفقهاء ‪ :‬ل يتلف أحد من العلماء ف وجوب‬
‫الزكاة ف الزروع والثمار ‪ ،‬وإنا اختلفوا ف الصناف الت تب فيها ‪ ،‬إل عدة آراء‬
‫نملها فيما يلي ‪ - 1 :‬رأي السن البصري والشعب أنه ل زكاة إل ف النصوص عليه ‪،‬‬
‫وهو النطة ‪ ،‬والشعي والذرة ‪ ،‬والتمر ‪ ،‬والزبيب ‪ .‬لن ما عداه ل نص فيه ‪ ،‬واعتب‬
‫الشوكان هذا ‪ ،‬الذهب الق ‪ - 2 .‬رأي أب حنيفة ‪ :‬أن الزكاة واجبة ف كل ما انبته‬
‫الرض ‪ ،‬ل فرق بي الضروات وغيها ‪ ،‬واشترط أن يقصد بزراعته استغلل الرض‬
‫وناؤها عادة ‪ ،‬واستثن الطب ‪ ،‬والقصب الفارسي ( ‪ ) 1‬والشيش ‪ ،‬والشجر الذي ل‬
‫ثر له ‪ .‬واستدل لذلك بعموم قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( .‬فيما سقت السماء العشر )‬
‫وهذا عام يتناول جيع أفراده ‪ ،‬ولنه يقصد بزراعته ناء الرض فأشبه الب ‪ - 3 .‬رأي‬
‫أب يوسف وممد ‪ :‬أن الزكاة واجبة ف الارج من الرض ‪ ،‬بشرط أن يبقى سنة بل‬
‫علج كثي ‪ ،‬سواء أكان مكيل كالبوب ‪ ،‬أو موزونا كالقطن والسكر ‪ .‬فإن كان ل‬
‫يبقى سنة ‪ ،‬كالقثاء واليار ‪ ،‬والبطيخ ‪ ،‬والشمام ونوها من الضروات والفواكه ‪ ،‬فل‬
‫زكاة فيه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬القصب الفارسي ) هو البوص ف اللغة العامية الصرية ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ - 4 / 350‬مذهب مالك ‪ :‬أنه يشترط فيما يرج من الرض أن يكون‬
‫ما يبقي وييبس ويستنيته بنو آدم ‪ ،‬سواء أكان مقاتا كالقمح والشعي ‪ ،‬أو غي مقتات ‪،‬‬
‫كالقرطم والسمسم ‪ ،‬ول زكاة عنده ف الضروات والفواكه ‪ ،‬كالتي ‪ ،‬والرمان والتفاح‬
‫‪ - 5 .‬وذهب الشافعي ‪ :‬إل وجوب الزكاة فيما ترجه الرض ‪ .‬بشرط أن يكون ما‬
‫يقتات ويدخر ‪ ،‬ويستنبته الدميون ‪ ،‬كالقمح والشعي ‪ .‬قال النووي ‪ :‬مذهبنا ‪ :‬أنه زكاة‬
‫ف غي النخل والعنب من الشجار ‪ .‬ول ف شئ من البوب إل فيما يقتات ويدخر ‪ ،‬ول‬
‫زكاة ف الضروات ‪ .‬وذهب أحد ‪ :‬إل وجوب الزكاة ف كل ما أخرجه ال من الرض‬
‫‪ ،‬من البوب ‪ ،‬والثمار ‪ ،‬ما ييبس ‪ ،‬ويبقى ‪ ،‬ويكال ويستنبته الدميون ف أراضيهم (‬
‫‪ ) 1‬سواء أكان قوتا ‪ :‬كالنطة ‪ ،‬أو من القطنيات ( ‪ ، ) 2‬أو من الباريز ‪ ،‬كالكسبة ‪:‬‬
‫والكراويا ‪ ،‬أو من البذور ‪ :‬كبذر الكتان ‪ ،‬والقثاء ‪ ،‬واليار ‪ ،‬أو حب البقول ‪ :‬كالقرطم‬
‫والسمسم ‪ .‬وتب عنده أيضا ‪ ،‬فيما جع هذه الوصاف من الثمار اليابسة كالتمر ‪،‬‬
‫والزبيب ‪ ،‬والشمش ‪ ،‬والتي واللوز والبندق والفستق ‪ .‬ول زكاة عنده ف سائر الفواكه‬

‫‪293‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كالوخ ‪ ،‬والكمثرى والتفاح ‪ ،‬والشمش والتي ‪ ،‬اللذين ل يففان ول ف الضروات‬
‫كالقثاء ‪ ،‬واليار ‪ ،‬والبطيخ ‪ ،‬والباذنان واللفت والزر ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وإن اشترى‬
‫زرعا بعد بدو صلحه أو ثرة بدا صلحها أو ملكها بهة من جهات اللك ل تب فيها‬
‫الزكاة ‪ ( ) 2 ( .‬القطنيات ) هي البوب سوى الب والشعي سيت بذلك لنا تقطن ف‬
‫البيوت أي تزن وهي كالعدس ‪ ،‬والمص ‪ ،‬والبسلة ‪ ،‬واللبان ‪ ،‬والترمس واللوبيا ‪،‬‬
‫والفول ‪ ) . ( .‬زكاة الزيتون ‪ :‬قال النووي ‪ :‬وأما الزيتون ‪ ،‬فالصحيح عندنا أنه ل زكاة‬
‫فيه ‪ :‬وبه قال السن بن صال ‪ ،‬وابن أب ليلى ‪ ،‬وأبو عبيد ‪ .‬وقال الزهري والوزاعي ‪،‬‬
‫والليث ‪ ،‬ومالك ‪ ،‬والثوري ‪ ،‬وأبو حنيفة ‪ /‬صفحة ‪ / 351‬وأبو ثور ‪ :‬فيه الزكاة ‪ .‬قال‬
‫الزهري ‪ ،‬والليث ‪ ،‬والوزاعي ‪ :‬يرص فتؤخذ زكاته زيتا ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬ل يرص ‪ ،‬بل‬
‫يؤخذ العشر بعد عصره وبلوغه خسة‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 351‬‬
‫أوسق ‪ .‬انتهى ‪ .‬سبب اللف ومنشؤه ‪ :‬قال ابن رشد ‪ :‬وسبب اللف ‪ :‬أما بي من‬
‫قصر الزكاة على الصناف الجمع عليها ‪ ،‬وبي من عداها إل الدخر القتات ‪ ،‬فهو‬
‫اختلفهم ف تعلق الزكاة بذه الصناف الربعة ‪ ،‬هل هو لعينها ‪ ،‬أو لعلة فيها ‪ ،‬وهي‬
‫القتيات ؟ فمن قال ‪ :‬لعينها ‪ ،‬قصر الوجوب عليها ‪ .‬ومن قال ‪ :‬لعلة القتيات ‪ ،‬عدى‬
‫الوجوب لميع القتات ‪ .‬وسبب اللف بي من قصر الوجوب على القتات ‪ ،‬وبي من‬
‫عداه إل جيع ما ترجه الرض ‪ -‬إل ما وقع عليه الجاع من الشيش ‪ ،‬والطب ‪،‬‬
‫والقصب ‪ -‬معارضة القياس لعموم اللفظ ‪ :‬أما اللفظ الذي يقتضي العموم ‪ ،‬فهو قوله‬
‫عليه الصلة والسلم ‪ ( :‬فيما سقت السماء العشر ‪ ،‬وفيما سقي بالنضح نصف العشر )‬
‫و ( ما ) بعن الذي ‪ ،‬و ( الذي ) من الفاظ العموم ‪ .‬وقوله تعال ‪ ( :‬وهو الذي أنشأ‬
‫جنات معروشات ) الية إل قوله ‪ ( :‬وآتوا حقه يوم حصاده ) ‪ .‬وأما القياس فهو أن‬
‫الزكاة إنا القصود بن سد اللة ‪ ،‬وذلك ل يكون غالبا إل فيما هو قوت ‪ .‬فمن خصص‬
‫العموم بذا القياس ‪ ،‬أسقط الزكاة ما عدا القتات ‪ .‬ومن غلب العموم ‪ ،‬أوجبها فيما عدا‬
‫ذلك ‪ ،‬إل ما أخرجه الجاع ‪ .‬والذين اتفقوا على القتات ‪ ،‬اختلفوا ف اشياء ‪ ،‬من قبل‬

‫‪294‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اختلفهم فيها ‪ ،‬هل هي مقتاتة أم ليست بقتاتة ‪ ،‬وهل يقاس على ما اتفق عليه أو ليس‬
‫يقاس ؟ مثل اختلف مالك ‪ ،‬والشافعي ‪ ،‬ف الزيتون ‪ ،‬فإن مالكا ذهب إل وجوب‬
‫الزكاة فيه ومنع الشافعي ذلك ف قوله الخي بصر ‪ / .‬صفحة ‪ / 352‬وسبب‬
‫اختلفهم ‪ ،‬هل هو قوت ‪ ،‬أو ليس بقوت ‪ .‬نصاب زكاة الزروع والثمار ‪ :‬ذهب أكثر‬
‫أهل العلم إل أن الزكاة ل تب ف شئ من الزروع والثمار ‪ ،‬حت تبلغ خسة أوسق بعد‬
‫تصفيتها من التب والقشر ‪ ،‬فإن ل تصف ‪ ،‬بأن تركت ف قشرها ( ‪ ) 1‬فيشترط أن تبلغ‬
‫عشرة أوسق ‪ - 1 .‬فعن أب هريرة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ليس فيما دون‬
‫خسة أوسق صدقة ) ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬والبيهقي بسند جيد ‪ - 2 .‬وعن أب سعيد الدري‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ليس فيما دون خسة أوسق من تر‬
‫ول حب صدقة ) ‪ .‬والوسق ‪ ،‬ستون صاعا بالجاع ‪ ،‬وقد جاء ذلك ف حديث أب‬
‫سعيد ‪ ،‬وهو حديث منقطع ‪ .‬وذهب أبو حنيفة وماهد إل وجوب الزكاة ف القليل‬
‫والكثي ‪ ،‬لعموم قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬فيما سقت السماء العشر ) ‪ ،‬ولنه ل يعتب‬
‫له حول ‪ ،‬فل يعتب له نصاب ‪ .‬قال ابن القيم ‪ -‬مناقشا هذا الرأى ‪ -‬وقد وردت السنة‬
‫الصحيحة الصرية الحكمة ف تقدير نصاب العشرات بمسة أوسق ‪ ،‬بالتشابه من قوله ‪:‬‬
‫( فيما سقت السماء العشر وما سقي بنضح أو غرب فنصف العشر ) ‪ .‬قالوا ‪ .‬وهذا يعم‬
‫القليل والكثي وقد عارضه الاص ‪ ،‬ودللة العام قطعية كالاص وإذا تعارضا قدم الحوط‬
‫‪ ،‬وهو الوجوب ‪ .‬فيقال ‪ :‬يب العمل بكل الديثي ‪ ،‬ول يوز معارضة أحدها‬
‫بالخر ‪ ،‬وإلغاء أحدها بالكلية ‪ ،‬فإن طاعة الرسول صلى ال عليه وسلم فرض ف هذا ‪،‬‬
‫وف هذا ‪ ،‬ول تعارض بينهما ‪ -‬بمد ال تعال ‪ -‬بوجه من الوجوه فإن قوله ( فيما‬
‫سقت السماء العشر ) إنا أريد به التمييز ‪ ،‬بي ما يب فيه العشر ‪ ،‬وما يب فيه نصفه ‪،‬‬
‫فذكر النوعي ‪ ،‬مفرقا بينهما ف مقدار الواجب ‪ .‬وأما ( هامش ) ( ‪ ) 1‬كالرز إذا ترك‬
‫ف قشره ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 353‬مقدار النصاب فسكت عنه ف هذا الديث ‪ ،‬وبينه‬
‫نصا ف الديث الخر ‪ ،‬فكيف يوز العدول عن النص الصحيح الصريح الحكم الذي ل‬
‫يتمل غي ما أول عليه ألبتة ‪ ،‬إل الجمل التشابه ‪ ،‬الذي غايته أن يتعلق فيه بعموم ل‬
‫يقصدوا بيانه بالاص الحكم البي كبيان سائر العمومات با يصصها من النصوصي ؟‬

‫‪295‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اه وقال ابن قدامة ‪ :‬قول النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ليس فيما دون خسة أوسق صدقة‬
‫) متفق عليه ‪ :‬هذا خاص يب تقديه وتصيص عموم ما رووه به كما خصصنا قوله ‪:‬‬
‫( ف كل سائمة من البل الزكاة ) بقوله ‪ ( :‬ليس فيما دون خس ذود صدقة ) وقوله ‪( :‬‬
‫ف الرقة ربع العشر ) بقوله ‪ ( :‬ليس فيما دون خس أواق صدقة ) ولنه مال تب فيه‬
‫الصدقة ‪ ،‬فلم تب ف يسيه ‪ ،‬كسائر الموال الزكوية ‪ .‬وانا ل يعتب الول ‪ ،‬لنه يكمل‬
‫ناؤه باستحصاده ‪ ،‬ل ببقائه ‪ .‬واعتب الول ف غيه ‪ ،‬لنه مظنة لكمال النماء ف سائر‬
‫الموال ‪ .‬والنصاب اعتب ليبلغ حدا يتمل الواساة منه ‪ ،‬فلهذا اعتب فيه ‪ .‬يققه ‪ :‬أن‬
‫الصدقة إنا تب على الغنياء ول يصل الغن بدون النصاب ‪ ،‬كسائر الموال الزكوية ‪.‬‬
‫هذا ‪ ،‬والصاع قدح وثلث ‪ .‬فيكون النصاب خسي كيلة فإن كان الارج ل يكال ‪،‬‬
‫فقد قال ابن قدامة ‪ ( :‬ونصاب الزعفران والقطن ‪ ،‬وما ألق بما من الوزونات ‪ ،‬ألف‬
‫وستمائة رطل بالعراقي ‪ ،‬فيقوم وزنه مقامه ‪ ) 1 ( .‬قال أبو يوسف ‪ :‬إن كان الارج ما‬
‫ل يكال ‪ ،‬ل تب فيه الزكاة إل‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 353‬‬
‫إن بلغ قيمة نصاب من أدن ما يكال ‪ .‬فل تب الزكاة ف القطن إل إذا بلغت قيمته‬
‫خسة أوسق ‪ ،‬من أقل ما يكال ‪ ،‬كالشعي ونوه ‪ .‬لنه ل يكن اعتباره بنفسه ‪ ،‬فاعتب‬
‫بغيه ‪ ،‬كالعروض يقوم بأدن النصابي من الثان ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬المسة الوسق‬
‫تساوي ألفا وستمائة رطل عراقي والرطل العراقي ‪ 130‬درها تقريبا ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 354‬وقال ممد ‪ :‬يلزم أن يبلغ خسة أمثال من أعلى ما يقدر به نوعه ‪ ،‬ففي القطن ل‬
‫تب فيه الزكاة إن بلغ خسة قناطي ‪ ،‬لن التقدير بالوسق فيما يوسق كان باعتبار أنه‬
‫أعلى ما يقدر به نوعه ‪ .‬مقدار الواجب ‪ :‬يتلف القدر الذي يب إخراجه ‪ ،‬باختلف‬
‫السقي ‪ :‬فما سقي بدون استعمال آلة ‪ -‬بأن سقي بالراحة ‪ -‬ففيه عشر الارج ‪ ،‬فإن‬
‫سقي بآلة أو باء مشترى ‪ ،‬ففيه نصف العشر ‪ - 1 .‬فعن معاذ رضي ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬فيما سقت السماء والبعل ( ‪ ، ) 1‬والسيل العشر ‪ ،‬وفيما‬
‫سقي بالنضح نصف العشر ) رواه البيهقي ‪ ،‬والاكم ‪ ،‬وصححه ‪ - 2 .‬وعن ابن عمر‬

‫‪296‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬فيما سقت السماء والعيون ‪ ،‬أو‬
‫كان عشريا العشر ‪ ،‬وفيما سقي بالنضح نصف العشر ) رواه البخاري ‪ ،‬وغيه ‪ .‬فإن‬
‫كان يسقى تارة بآلة ‪ ،‬وتارة بدونا ‪ ،‬فإن كان ذلك على جهة الستواء ففيه ثلثة أرباع‬
‫العشر ‪ .‬قال ابن قدامة ‪ :‬ل نعلم فيه خلفا ‪ ،‬وإن كان أحدها أكثر كان حكم القل تابعا‬
‫للكثر ‪ ،‬عند أب حنيفة ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬والثوري ‪ ،‬وأحد قول الشافعي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫البعل والعثري ‪ :‬الذي يشرب بعرقه دون سقي ‪ ،‬والنضح ‪ :‬السقي من ماء بئر أو نر‬
‫بساقية ‪ ) . ( .‬وتكاليف الزرع من خصاد وحل ودياسة ‪ ،‬وتصفية ‪ ،‬وحفظ ‪ ،‬وغي ذلك‬
‫من خالص مال الالك ‪ ،‬ول يسب منها شئ من مال الزكاة ‪ .‬ومذهب ابن عباس وابن‬
‫عمر رضي ال عنهما أنه يسب ما اقترضه من أجل زرعه وثره ‪ .‬عن جابر بن زيد ‪ :‬عن‬
‫ابن عباس وابن عمر رضي ال عنهما ‪ -‬ف الرجل ‪ /‬صفحة ‪ / 355‬يستقرض فينفق على‬
‫ثرته وعلى أهله ‪ -‬قال ‪ :‬قال ابن عمر ‪ :‬يبدأ با استقرض فيقضيه ويزكي ما بقي ‪ .‬قال (‬
‫‪ ) 1‬وقال ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬يقضي ما أنفق على الثمرة ‪ ،‬ث يزكي ما بقي ( ‪2‬‬
‫) رواه يي بن آدم ف الراج ‪ .‬وذكر ابن حزم عن عطاء ‪ :‬أنه يسقي ما أصاب النفقة‬
‫فإن بقي مقدار ما فيه الزكاة زكي ‪ ،‬وإل فل ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬قوله ‪ ( :‬قال ال ) أي‬
‫قال جابر ‪ ) 2 ( .‬اتفق ابن عباس وابن عمر على قضاء ما أنفق على الثمرة وزكاة الباقي‬
‫واختلفا ف قضاء ما ما أنفق على أهله ‪ ) . ( .‬الزكاة ف الرض الراجية ‪ :‬تنقسم الرض‬
‫إل ‪ - 1 :‬عشرية ( ‪ ) 3‬وهي الرض الت أسلم أهلها عليها طوعا ‪ ،‬أو فتحت عنوة‬
‫وقسمت بي الفاتي ‪ ،‬أو الت أحياها السلمون ‪ - 2 .‬وخراجية ‪ ،‬وهي الرض الت‬
‫فتحت عنوة ‪ ،‬وتركت ف أيدي أهلها ‪ ،‬نظي خراج معلوم ‪ .‬والزكاة كما تب ف أرض‬
‫العشر ‪ ،‬تب كذلك ف أرض الراج ‪ ،‬إذا أسلم أهلها ‪ ،‬أو اشتراها السلم ‪ ،‬فيجتمع فيها‬
‫العشر والراج ‪ ،‬ول ينع أحدها وجوب الخر ‪ .‬قال ابن النذر ‪ :‬وهو قول أكثر العلماء‬
‫‪ .‬ومن قال به ‪ ،‬عمر بن عبد العزيز ‪ ،‬وربيعة ‪ ،‬والزهري ‪ ،‬ويي النصاري ومالك ‪،‬‬
‫والوزاعي ‪ ،‬والثوري ‪ ،‬والسن بن صال ‪ ،‬وابن أب ليلى ‪ ،‬والليث ‪ ،‬وابن البارك ‪،‬‬
‫وأحد ‪ ،‬وإسحاق ‪ ،‬وأبو عبيد ‪ ،‬وداود ‪ ،‬واستدلوا على ذلك بالكتاب والسنة ‪ ،‬والعقول‬
‫‪ -‬أي القياس ‪ . -‬أما الكتاب فقول ال تعال ‪ ( :‬يأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما‬

‫‪297‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كسبتم وما أخرجنا لكم من الرض ) فأوجب النفاق من الرض ( هامش ) ( ‪) 3‬‬
‫( عشرية ) أي الت تب فيها زكاة العشر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 356‬مطلقا ‪ ،‬سواء كانت‬
‫الرض خراجيه ‪ ،‬أو عشرية ‪ .‬وأما السنة فقوله عليه الصلة والسلم ‪ ( :‬فيما سقت‬
‫السماء العشر ) وهو عام يتناول العشرية والراجية ‪ .‬وأما العقول ‪ ،‬فلن الزاكة والراج‬
‫حقان بسببي متلفي لستحقي فلم ينع أحدها الخر ‪ ،‬كما لو قتل الحرم صيدا ملوكا‬
‫‪ .‬ولن العشر وجب بالنص ‪ ،‬فل ينعه الراج الواجب بالجتهاد ‪ .‬وذهب أبو حنيفة ‪:‬‬
‫إل أنه ل عشر ف أرض الراجية ‪ ،‬وإنا الواجب فيها الراج فقط كما كانت ‪ ،‬وإن من‬
‫شروط وجوب العشر أن ل تكون الرض خراجية ‪ .‬أدلة أب حنيفة ومناقشتها ‪ :‬استدل‬
‫المام أبو حنيفة لذهبه ‪ - 1 :‬با رواه ابن مسعود أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( ل يتمع عشر وخراج ف أرض مسلم ) ‪ .‬وهذا الديث ممع على ضعفه ‪ ،‬انفرد به‬
‫يي بن عنبسة ‪ ،‬عن أب حنيفة ‪ ،‬عن حاد عن إبراهيم النخعي عن علقمة ‪ ،‬عن ابن‬
‫مسعود ‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬قال البيهقي ف معرفة السنن والثار ‪ ( :‬هذا‬
‫الذكور إنا يرويه أبو حنيفة عن حاد عن إبراهيم من قوله ‪ ،‬فرواه يي هكذا مرفوعا ‪.‬‬
‫ويي بن عنبسة‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 356‬‬
‫مكشوف المر ف الضعف لروايته عن الثقات ‪ ،‬الوضوعات ‪ .‬قاله أبو أحد ابن عدي‬
‫الافظ فيما أخبنا به أبو سعيد الالين عنه ) ‪ .‬وضعفه كذلك الكمال بن المام من أئمة‬
‫النفية ( ‪ - 2 . ) 1‬وربا رواه أحد ومسلم وأبو داود عن أب هريرة ‪ ،‬أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ ( :‬منعت العراق قفيزها ودرهها ‪ ،‬ومنعت الشام مديها ودينارها ‪،‬‬
‫ومنعت مصر إردبا ودينارها ‪ ،‬وعدت من حيث بدأت ‪ ،‬قالا ( هامش ) ( ‪ ) 1‬رجح‬
‫الكمال مذهب المهور ‪ ،‬وناقش مذهبه با ل يرج عن مضمون هذا النقاش ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 357‬ثلثا ‪ ،‬شهد على ذلك لم أب هريرة ودمه ) ( ‪ . ) 1‬وليس ف هذا‬
‫الديث دللة على عدم أخذ الزكاة من الرض الراجية ‪ ،‬فقد أوله العلماء على معن أنم‬
‫سيسلمون ‪ ،‬وتسقط الزية عنهم ‪ .‬أو أنه إشارة إل الفت الت تقع آخر الزمان ‪ ،‬الؤدية‬

‫‪298‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل منع القوق الواجبة عليهم ‪ ،‬من زكاة ‪ ،‬وجزية ‪ ،‬وغيها ‪ .‬قال النووي ‪ -‬عقب‬
‫التأويلي ‪ : -‬لو كان معن الديث ما زعموه ‪ ،‬للزم أن ل تب زكاة الدراهم والدناني‬
‫والتجارة ‪ ،‬وهذا ل يقول به أحد ‪ - 3 .‬وروى ‪ ( :‬أن دهقان بر اللك ‪ ،‬لا أسلم ‪ ،‬قال‬
‫عمر بن الطاب ‪ :‬سلموا إليه الرض ‪ ،‬وخذوا منه الراج ‪ .‬وهذا صريح ف المر بأخذ‬
‫الراج ‪ ،‬دون المر بأخذ العشر ) ‪ .‬وهذه القصة يقصد با أن الراج ل يسقي بإسلمه ‪،‬‬
‫ول يلزم من ذلك سقوط العشر ‪ ،‬وإنا ذكر الراج ‪ ،‬لنه ربا يتوهم سقوطه بالسلم‬
‫كالزية ‪ ،‬وأما العشر ‪ ،‬فمعلوم أنه واجب على الر السلم فلم يتج إل ذكره ‪ .‬كما أنه‬
‫ل يذكر أخذ زكاة الاشية منه ‪ .‬وكذك زكاة النقدين ‪ ،‬وغيها ‪ ،‬أؤ لن الدهقان ل يكن‬
‫له ما يب فيه العشر ‪ ( - 4 .‬وأن عمل الولة والئمة على عدم المع بي العشر‬
‫والراج ) ‪ .‬وهذا منوع با نقله ابن النذر من أن عمر بن عبد العزيز جع بينهما ‪- 5 .‬‬
‫( وأن الراج يباين العشر ‪ :‬فإن الراج وجب عقوبة بينما العشر وجب عبادة ‪ ،‬ول يكن‬
‫اجتماعهما ف شخص واحد فيجبا عليه معا ‪ .‬وهذا صحيح ف حالة البتداء ‪ ،‬منوع ف‬
‫حالة البقاء وليس كل صور الراج أساسها العنوة والقهر ‪ ،‬بل يكون ف بعض صورة مع‬
‫عدم العنوة ‪ ،‬كما ف الرض القريبة من أرض الراج ‪ ،‬أو الت أحياها وسقاها باء النار‬
‫الصغار ‪ ( - 6 .‬أن سبب كل من الراج والعشر واحد ‪ ،‬وهو الرض النامية ‪،‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬وجه الدللة ف الديث ‪ :‬أنه إخبار عما يكون من منع القوق الواجبة‬
‫وبي هذه القوق ‪ ،‬وأنا عبارة عن الراج ‪ ،‬فلو كان العشر واجبا لذكره معه ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 358‬حقيقة ‪ ،‬أو حكما ‪ ،‬بدليل أنا لو كانت سبخة ل منفعة لا ‪ ،‬ل يب‬
‫فيها خراج ول عشر ‪ ،‬وإذا كان السبب واحدا ‪ ،‬فل يتمعان معا ف أرض واحدة ‪ ،‬لن‬
‫السبب الواحد ل يتعلق به حقان من نوع واحد ‪ ،‬كما إذا ملك نصابا من السائمة‬
‫للتجارة سنة ‪ ،‬فإنه ل يلزمه زكاتان ) ‪ .‬والواب ‪ :‬أن المر ليس كذلك ‪ ،‬فإن سبب‬
‫العشر الزرع الارج من الرض ‪ ،‬والراج يب على الرض ‪ ،‬سواء زرعها أم أهلها ‪.‬‬
‫وعلى تسليم وحدة السببية ‪ ،‬فل مانع من تعلق الوظيفتي بالسبب الواحد ‪ ،‬الذي هو‬
‫الرض ‪ .‬كما قال الكمال ابن المام ‪ . .‬يرى جهور العلماء أن من استأجر أرضا فزرعها‬
‫فالزكاة عليه ‪ ،‬دون مالك الرض ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬الزكاة على صاحب الرض ‪ .‬قال‬

‫‪299‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ابن رشد ‪ :‬والسبب ف اختلفهم ‪ ،‬هل العشر حق الرض أو حق الزرع ؟ فلما كان‬
‫عندهم أنه حق لحد المرين ‪ ،‬اختلفوا ف أيهما أول أن ينسب إل موضع النفاق ‪ .‬وهو‬
‫كون الزرع والرض لالك واحد ‪ .‬فذهب المهور ‪ :‬إل أنه ما تب فيه الزكاة ‪ ،‬وهو‬
‫الب ‪ .‬وذهب أبو حنيفة ‪ :‬إل أنه ما هو أصل الوجوب ‪ ،‬وهو الرض ‪ .‬ورجح ابن‬
‫قدامة رأي المهور فقال ‪ ( :‬إنه واجب ف الزرع ‪ ،‬فكان على مالكه ‪ ،‬كزكاة القيمة ‪،‬‬
‫فيما إذا أعده للتجارة ‪ ،‬وكعشر زرعه ف ملكه ‪ ،‬ول يصح قولم ‪ :‬إنه من مؤنة الرض‬
‫لنه لو كان من مؤنتها ‪ ،‬لوجب فيها ‪ ،‬وإن ل تزرع ‪ ،‬كالراج ‪ ،‬ولوجب على الذمي ‪،‬‬
‫كالراج ‪ ،‬ولتقدر بقدر الرض ل بقدر الزرع ‪ ،‬ولوجب صرفه إل مصارف الفئ ‪ ،‬دون‬
‫مصرف الزكاة ‪ .‬تقدير النصاب ف النخيل والعناب بالرص ( ‪ ) 1‬دون الكيل ‪ :‬إذا‬
‫أزهى النخيل والعناب ‪ ،‬وبدا صلحها ‪ ،‬اعتب تقدير النصاب فيها ( هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫( الرص ) الزر والتخمي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 359‬بالرص دون الكيل ‪ ،‬وذلك بأن‬
‫يصي الارص المي العارف ‪ ،‬ما على النخيل ‪ ،‬والعناب ‪ ،‬من العنب والرطب ‪ ،‬ث‬
‫يقدره ترا وزبيبا ‪ ،‬ليعرف مقدار الزكاة فيه ‪ ،‬فإذا جفت الثمار أخذ الزكاة الت سبق‬
‫تقديرها منها ‪ .‬فعن أب حيد الساعدي رضي ال عنه قال ‪ :‬غزونا مع النب صلى ال عليه‬
‫وسلم غزوة تبوك ‪ ،‬فلما جاء وادي القرى ‪ ،‬إذا امرأة ف حديقة لا ‪ ،‬فقال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ( :‬اخرصوا ‪ ،‬وخرص رسول ال صلى ال عليه وسلم عشرة أوسق ‪ ،‬فقال لا‬
‫‪ :‬أحصي ما يرج منها ) رواه البخاري ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 359‬‬
‫هذه سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وعمل أصحابه من بعده وإليه ذهب أكثر أهل‬
‫العلم ( ‪ . ) 1‬وخالف ف ذلك الحناف ‪ :‬لن الرص ظن وتمي ‪ ،‬ل يلزم به حكم ‪.‬‬
‫وسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم أهدى ‪ ،‬فإن الرص ليس من الظن ف شئ ‪ ،‬بل هو‬
‫اجتهاد ف معرفة قدر الثمر ‪ ،‬كالجتهاد ف تقوي التلفات ‪ .‬وسبب الرص ‪ ،‬أن العادة‬
‫جرت بأكل الثمار رطبا ‪ ،‬فكان من الضروري إحصاء الزكاة قبل أن تؤكل وتصرم (‬
‫‪ ) 2‬ومن أجل أن يتصرف أربابا با شاءوا ‪ ،‬ويضمنوا قدر الزكاة ‪ .‬وعلى الارص ‪ ،‬أن‬

‫‪300‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يترك ف الرص الثلث ‪ ،‬أو الربع ‪ ،‬توسعة على أرباب الموال ‪ ،‬لنم يتاجون إل الكل‬
‫منه ‪ ،‬هم وأضيافهم وجيانم ‪ .‬وتنتاب الثمرة النوائب من أكل الطي والارة وما تسقطه‬
‫الريح ‪ ،‬فلو أحصي الزكاة من الثمر كله ‪ ،‬دون استثناء الثلث ‪ ،‬أو الربع ‪ ،‬لضر بم ‪.‬‬
‫فعن سهل بن أب حثمة ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا خرصتم فخذوا ودعوا‬
‫الثلث ‪ ،‬فإن ل تدعوا الثلث فدعوا الربع ( ‪ ) ) 3‬رواه أحد ‪ ،‬وأصحاب السنن ‪ ،‬إل ابن‬
‫ماجه ‪ .‬ورواه الاكم ‪ ،‬وابن حبان وصححاه ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬والعمل على حديث سهل‬
‫‪ ،‬عند أكثر أهل العلم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬يرى مالك أنه واجب ‪ .‬وعند الشافعي وأحد ‪:‬‬
‫سنة ‪ ( ) 2 ( .‬تصرم ) تقطع ‪ ) 3 ( .‬يتبع ذلك كثرة الكلة وقلتهم فالثلث إذا كثروا ‪،‬‬
‫والربع إذا قلوا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 360‬وعن بشي بن يسار قال ‪ :‬بعث عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه أبا حثمة النصاري على خرص أموال السلمي ‪ ،‬فقال ‪ :‬إذا وجدت القوم‬
‫ف نلهم قد خرفوا ( ‪ ) 1‬فدع لم ما يأكلون ‪ ،‬ل ترصه عليهم ‪ .‬وعن مكحول قال ‪:‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا بعث الراص قال ‪ ( :‬خففوا على الناس ‪ ،‬فإن ف‬
‫الال العرية والواطئة والكلة ) رواه أبو عبيد ‪ .‬وقال ‪ :‬الواطئة ( السابلة ) سوا بذلك ‪،‬‬
‫لوطئهم بلد الثمار متازين ‪ .‬والكلة ‪ :‬أرباب الثمار ‪ ،‬وأهلوهم ‪ ،‬ومن لصق بم ‪.‬‬
‫( هامش ) ( خرفوا ) اي أقاموا ف نلهم وقت الريف ‪ ) . ( .‬الكل من الزرع ‪ :‬يوز‬
‫لصاحب الزرع أن يأكل من زرعه ‪ ،‬ول يسب عليه ما أكل منه قبل الصاد ‪ ،‬لن العادة‬
‫جارية به ‪ ،‬وما يؤكل شئ يسي ‪ .‬وهو يشبه ما يأكله أرباب الثمار من ثارهم فإذا حصد‬
‫الزرع ‪ ،‬وصفى الب ‪ ،‬أخرج زكاة الوجود ‪ .‬سئل أحد عما يأكل أرباب الزروع من‬
‫الفريك ؟ قال ‪ :‬ل بأس أن يأكل منه صاحبه ما يتاج إليه ‪ .‬وكذلك قال الشافعي ‪،‬‬
‫والليث ‪ ،‬وابن حزم ( ‪ ( . ) 2‬هامش ) ( ‪ ) 2‬قال مالك وأبو حنيفة ‪ :‬يسب على‬
‫الرجل ما أكل من زرعه قبل الصاد من النصاب ‪ ) . ( .‬ضم الزروع والثمار اتفق‬
‫العلماء على أنه يضم أنواع الثمر بعضه إل بعض ‪ ،‬وإن اختلف ف الودة ‪ ،‬والرداءة‬
‫واللون ‪ ،‬وكذا يضم أنواع الزبيب بعضها إل بعض وأنواع النطة ‪ ،‬بعضها إل بعض ‪،‬‬
‫وكذا أنواع سائر البوب ( ‪ . ) 3‬واتفقوا أيضا على أن عروض التجارة تضم إل الثان‬
‫وتضم الثان إليها ‪ ،‬إل أن الشافعي ل يضمها إل إل جنس ما اشتريت به ‪ ،‬لن نصابا‬

‫‪301‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫معتب به ‪ .‬واتفقوا على أنه ل يضم جنس إل جنس آخر ‪ ،‬ف تكميل النصاب ‪ ،‬ف غي‬
‫البوب والثمار ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 3‬إن ضم اليد إل الردئ أخذت الزكاة بسب قدر‬
‫كل واحد منهما ‪ ،‬فإن كان الثمر أصنافا أخذ من وسطه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 361‬‬
‫فالاشية ل يضم جنس منها إل جنس آخر ‪ .‬فل يضم البل إل البقر ف تكميل النصاب ‪،‬‬
‫والثمار ل يضم جنس إل غيه ‪ ،‬فل يضم التمر إل الزبيب ‪ .‬واختلفوا ف ضم البوب‬
‫الختلفة ‪ ،‬بعضها إل بعض ‪ .‬وأول الراء وأحقها ‪ :‬أنه ل يضم شئ منها ف حساب‬
‫النصاب ‪ ،‬ويعتب النصاب ف كل جنس منها قائما بنفسه ‪ ،‬لنا أجناس متلفة ‪ ،‬وأصناف‬
‫كثية ‪ ،‬بسب أسائها فل يضم الشعي إل النطة ‪ ،‬ول هي إليه ‪ ،‬ول التمر إل الزبيب ‪،‬‬
‫ول هو إليه ‪ ،‬ول الحص إل العدس ‪ .‬وهذا مذهب أب حنيفة ‪ ،‬والشافعي ‪ ،‬وإحدى‬
‫الروايات عن أحد ‪ ،‬وإليه ذكب كثي من علماء السلف ‪ .‬قال ابن النذر ‪ :‬وأجعوا على‬
‫أنه ل تضم البل إل البقر ‪ ،‬ول إل الغنم ‪ ،‬ول البقر إل الغنم ‪ ،‬ول التمر إل الزبيب ‪،‬‬
‫فكذا ل ضم ف غيها ‪ ،‬وليس للقائلي بضم الجناس دليل صحيح صريح فيما قالوه ‪.‬‬
‫مت تب الزكاة ف الزروع والثمار ‪ :‬تب الزكاة ف الزروع إذا اشتد الب وصار‬
‫فريكا ‪ ،‬وتب ف الثمار إذا بدا صلحها ‪ ،‬ويعرف ذلك باحرار البلح ‪ ،‬وجريان اللوة‬
‫ف العنب ( ‪ . ) 1‬ول ترج الزكاة إل بعد تصفية الب وجفاف الثمر ‪ .‬وإذا باع الزارع‬
‫زرعه بعد اشتداد الب ‪ ،‬وبدو صلح الثمر فزكاة زرعه وثره عليه ‪ ،‬دون الشتري ‪ ،‬لن‬
‫سبب الوجوب العقد ‪ ،‬وهو ف ملكه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا مذهب المهور ‪ ،‬وعند‬
‫أب حنيفة ينعقد سبب الوجوب بروج الزروع وظهور الثمر ‪ ) . ( .‬إخراج الطيب ف‬
‫الزكاة ‪ :‬أمر ال سبحانه الزكي بإخراج الطيب من ماله ‪ ،‬وناه عن التصدق‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 361‬‬
‫بالردئ ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬يأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم وما أخرجنا لكم من‬
‫الرض ول تيمموا ( ‪ ) 2‬البيث ( ‪ ) 3‬منه تنفقون ولستم ( هامش ) ( ‪ ( ) 2‬تيمموا )‬
‫أي تقصدوا ‪ ( ) 3 ( .‬البيث ) أي الردئ غي اليد ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 362‬بأخذيه‬
‫إل أن تغمضوا فيه ( ‪ ) 1‬واعملوا أن ال غن حيد ) ‪ .‬روى أبو داود والنسائي ‪ ،‬وغيها‬

‫‪302‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ ،‬عن سهل بن حنيف ‪ ،‬عن أبيه قال ‪ ( :‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن لوني‬
‫من التمر ‪ :‬العرور ( ‪ ، ) 2‬ولون البيق ( ‪ . ) 3‬وكان الناس يتيممون شرار ثارهم‬
‫فيخرجونا ف الصدقة ‪ .‬فنهوا عن ذلك ‪ ،‬ونزلت ‪ ( :‬ول تيمموا البيث منه تنفقون ) ‪.‬‬
‫وعن الباء قال ‪ :‬ف قوله تعال ‪ ( :‬ول تيمموا البيث منه تنفقون ) نزلت فينا معشر‬
‫النصار ‪ ،‬كنا أصحاب نل ‪ ،‬فكان الرجل يأت من نله على قدر كثرته وقلته ‪ ،‬وكان‬
‫الرجل يأت بالقنو ‪ ،‬والقنوين فيعلقه ف السجد ‪ ،‬وكان أهل الصفة ( ‪ ) 4‬ليس لم‬
‫طعام ‪ ،‬فكان أحدهم إذا جاع ‪ ،‬أتى القنو فضربه بعصاه فسقط البسر والتمر ‪ ،‬فيأكل ‪،‬‬
‫وكان ناس من ل يرغب ف الي ‪ ،‬يأت الرجل بالقنو فيه الشيص ‪ ،‬والشف والقنو قد‬
‫انكسر ‪ ،‬فيعلقه ‪ ،‬فأنزل ال تعال ‪ ( :‬ول تيمموا البيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إل أن‬
‫تغمضوا فيه ) ‪ .‬قال ‪ :‬لو أن أحدكم أهدى إليه مثل ما أعطى ل يأخذه إل على إغماض‬
‫وحياء ‪ .‬قال ‪ :‬فكنا بعد ذلك يأت أحدنا بصال ما عنده ‪ .‬رواه الترمذي وقال ‪ :‬حسن‬
‫صحيح غريب ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬فيه دليل على أنه ل يوز للمالك أن يرج الردئ عن‬
‫اليد الذي وجبت فيه الزكاة ‪ ،‬نصا ف التمر ‪ ،‬وقياسا ف سائر الجناس الت تب فيها‬
‫الزكاة وكذلك ل يوز للمصدق أن يأخذ ذلك ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬تغمضوا ) أي‬
‫تتغاضوا ف أخذه ‪ 2 ( .‬و ‪ ( ) 3‬العرور والبيق ) نوعان رديئان من التمر ‪) 4 ( .‬‬
‫( أهل الصفة ) أي فقراء الهاجرين ‪ ) . ( .‬ذهب جهور العلماء إل أنه ل زكاة ف العسل‬
‫‪ .‬قال البخاري ‪ :‬ليس ف زكاة العسل شئ يصح ‪ ( ) 5 ( .‬هامش ) ( ‪ ) 5‬أي عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 363‬وقال الشافعي ‪ :‬واختياري أل يؤخذ منه ‪،‬‬
‫لن السنن والثار ثابتة فيما يؤخذ منه ‪ ،‬وليست ثابتة فيه ‪ ،‬فكان عفوا ‪ .‬وقال ابن النذر‬
‫‪ :‬ليس ف وجوب الصدقة ف العسل خب يثبت ‪ ،‬ول إجاع ‪ ،‬فل زكاة فيه ‪ ،‬وهو قول‬
‫المهور ‪ .‬وذهب النفية ‪ ،‬وأحد ‪ :‬إل أن ف العسل زكاة ‪ ،‬لنه وإن ل يصح ف إيابه‬
‫حديث ‪ ،‬إل أنه جاء فيه آثار يقوي بعضها بعضا ‪ ،‬ولنه يتولد من نور الشجر ‪ ،‬والزهر ‪،‬‬
‫ويكال ويدخر ‪ ،‬فوجبت فيه الزكاة ‪ ،‬كالب والتمر ‪ ،‬ولن الكلفة فيه دون الكلفة ف‬
‫الزروع والثمار ‪ .‬واشترط أبو حنيفة ف إياب الزكاة ف العسل ‪ ،‬أن يكون ف أرض‬
‫عشرية ول يشترط نصابا له ‪ ،‬فيؤخذ العشر من قليله وكثيه ‪ .‬وعكس المام أحد ‪،‬‬

‫‪303‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فاشترط أن يبلغ نصابا ‪ ،‬وهو عشرة أفراق ‪ ،‬والفرق ستة عشر رطل عراقيا ( ‪. ) 1‬‬
‫وسوى بي وجوده ف الرض الراجية ‪ ،‬أو العشرية ‪ .‬وقال أبو يوسف ‪ :‬نصابه عشرة‬
‫أرطال ‪ .‬وقال ممد ‪ :‬بل هو خسة أفراق ‪ .‬والفرق ‪ ،‬ستة وثلثون رطل ‪ ( .‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬الرطل العراقي ‪ 130‬درها ‪ .‬وهذا ظاهر كلم أحد ‪ ) . ( .‬زكاة اليوان جاءت‬
‫الحاديث الصحيحة ‪ ،‬مصرحة بإياب الزكاة ف البل ‪ ،‬والبقر ‪ ،‬والغنم ‪ ،‬وأجعت المة‬
‫على العمل ‪ .‬ويشترط لياب الزكاة فيها ‪ ) 1 ( :‬أن تبلغ نصابا ( ‪ ) 2‬وأن يول عليها‬
‫الول ( ‪ ) 3‬وأن تكون سائمة ‪ ،‬أي راعية من الكل الباح أكثر العام ( ‪ . ) 2‬والمهور‬
‫على اعتبار هذا الشرط ‪ ،‬ول يالف فيه غي مالك ‪ ،‬والليث فإنما أوجبا الزكاة ف‬
‫الواشي مطلقا ‪ :‬سواء أكانت سائمة ‪ ،‬أو معلوفة ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 2‬هذا رأيي أب حنيفة‬
‫وأحد ‪ .‬وعند الشافعي ‪ :‬إن علفت قدرا تعيش بدونه وجبت فيها الزكاة وإل فل ‪ ،‬وهي‬
‫تصب على العلف يومي ل أكثر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 364‬عاملة ( ‪ ) 1‬أو غي عاملة ‪.‬‬
‫لكن الحاديث جاءت مصرحة بالتقييد بالسائمة ‪ ،‬وهو يفيد بفهومه ‪ :‬أن العلوفة ل‬
‫زكاة فيها ‪ ،‬لنه ل بد للكلم عن فائدة ‪ ،‬صونا له عن اللغو ‪ .‬قال ابن عبد الب ‪ :‬ل أعلم‬
‫أحدا قال بقول مالك ‪ ،‬والليث ‪ ،‬من فقهاء المصار ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬عاملة ) أي‬
‫معدة للحمل وغيه ‪ ) . ( .‬زكاة البل ‪ :‬ل شئ ف البل حت تبلغ خسا ‪ ،‬فإذا بلغت‬
‫خسا ‪ ،‬سائمة ‪ ،‬وحال عليها الول ‪ ،‬ففيها شاة ( ‪ . ) 2‬فإذا بلغت عشرا ‪ ،‬ففيها‬
‫شاتان ‪ ،‬وهكذا كلما زادت خسا زادت شاة ‪ .‬فإذا بلغت خسا وعشرين ‪ ،‬ففيها بنت‬
‫ماض ( وهي الت لا سنة ودخلت ف الثانية ) أو ابن لبون ( ‪ ( ) 3‬وهو الذي له سنتان‬
‫ودخل ف الثالثة ) ‪ .‬فإذا بلغت ستا وثلثي ففيها ابنة لبون ‪ .‬وف ست وأربعي حقه‬
‫( وهي الت لا ثلث سني ودخلت ف الرابعة ) ‪ .‬وف إحدى وستي جذعة ( وهي الت‬
‫لا أربع سني ودخلت ف الامسة )‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 364‬‬
‫وف ست وسبعي بنتا لبون ‪ .‬وف إحدى وتسعي حقتان ‪ ،‬إل مائة وعشرين ‪ .‬فإذا زادت‬
‫‪ ،‬ففي كل أربعي ‪ ،‬ابنة لبون ‪ .‬وف كل خسي حقة ‪ .‬فإذا تباين أسنان البل ف فرائض‬

‫‪304‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصدقات ‪ ،‬فمن بلغت عنده صدقة الذعة ‪ -‬وليست عنده جذعة ‪ ،‬وعنده حقة ‪ -‬فإنا‬
‫تقبل منه ‪ ،‬ويعل معها شاتي إن استيسرتا له ‪ ،‬أو عشرين درها ‪ .‬ومن بلغت عنده‬
‫صدقة القة ‪ -‬وليست عنده إل جذعة ‪ -‬فإنا تقبل منه ويعطيه الصدق عشرين درها ‪،‬‬
‫أو شاتي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 2‬شاة ) أي جذع من الضأن ‪ ،‬وهو ما أتى عليه أكثر السنة‬
‫‪ .‬أو ثن من العز ‪ ،‬وهو ما له سنة ‪ ) 3 ( .‬ل يؤخذ الذكور ف الزكاة إذا كان ف‬
‫النصاب إناث غي ابن اللبون عند عدم وجود بنت الخاض ‪ ،‬فإذا كانت البل كلها‬
‫ذكور جاز أخذ الذكور ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 365‬ومن بلغت عنده صدقة القة ‪-‬‬
‫وليست عنده ‪ .‬وعنده ابنة لبون ‪ -‬فنها تقبل منه ‪ ،‬ويعل معها شاتي ‪ ،‬إن استيسرتا له ‪،‬‬
‫أو عشرين درها ‪ .‬ومن بلغت عنده صدقة ابنة لبون ‪ -‬وليست عنده الحقة ‪ -‬فإنا تقبل‬
‫منه ‪ ،‬ويعطيه الصدق عشرين درها أو شاتي ‪ .‬ومن بلغت عنده صدقة ابنة لبون ‪-‬‬
‫وليست عنده ابنة لبون ‪ ،‬وعنده ابنة ماض ‪ -‬فإنا تقبل منه ‪ ،‬ويعل معها شاتي ‪ ،‬إن‬
‫استيسرتا له أو عشرين درها ‪ .‬ومن بلغت عنده صدقة ابنة ماض ‪ -‬وليس عنده إل ابن‬
‫لبون ذكر ‪ -‬فإنه يقبل منه ‪ ،‬وليس معه شئ ‪ .‬ومن ل تكن معه إل أربع من البل ‪ ،‬فليس‬
‫فيها شئ ‪ ،‬إل أن يشاء ربا ( ‪ . ) 1‬هذه فريضة صدقة البل ‪ ،‬الت عمل با الصديق‬
‫رضي ال عنه ‪ ،‬بحضر من الصحابة ‪ ،‬ول يالفه أحد ‪ .‬فعن الزهري عن سال عن أبيه‬
‫قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم قد كتب الصدقة ‪ ،‬ول يرجها إل عماله حت‬
‫توف فأخرجها أبو بكر رضي ال عنه فعمل با حت توف ‪ ،‬ث أخرجها عمر رضي ال عنه‬
‫من بعده فعمل با ‪ ،‬قال ‪ :‬فلقد هلك عمر يوم هلك ‪ ،‬وإن ذلك لقرون بوصيته ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬قال الشوكان ‪ :‬ذلك ونوه يدل على أن الزكاة واجبة ف العي ولو‬
‫كانت القيمة هي الواجبة لكان ذكر ذلك عبثا ‪ ،‬لنا تتلف باختلف الزمنة والمكنة ‪.‬‬
‫( ‪ ) .‬زكاة البقر ( ‪ : ) 2‬وأما البقر فل شئ فيها ‪ ،‬حت تبلغ ثلثي سائمة ‪ ،‬فإذا بلغت‬
‫ثلثي سائمة ‪ ،‬وحال عليها الول ففيها تبيع ‪ ،‬أو تبيعة ( وهو ما له سنة ) ول شئ فيها‬
‫غي ذلك حت تبلغ أربعي ‪ ،‬فإذا بلغت أربعي ففيها مسنة ( ‪ ( ) 3‬وهي ما لا سنتان )‬
‫ول شئ فيها حت تبلغ ستي ‪ ،‬فإذا بلغت ستي ‪ ،‬ففيها تبيعان ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 2‬يشمل‬
‫الاموس ‪ ) 3 ( .‬مذهب الحناف أنه يوز إخراج السنة والسن ‪ .‬وقال غيهم ‪ :‬يلزم ف‬

‫‪305‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الربعي مسنة أنثى ‪ ،‬فقط إل إذا كانت كلها ذكورا فإنه يوز الخراج منها اتفاقا ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 366‬وف السبعي مسنة ‪ ،‬وتبيع ‪ ،‬وف الثماني ‪ ،‬مسنتان ‪ ،‬وف‬
‫التسعي ‪ ،‬ثلثة أتباع ‪ .‬وف الائة ‪ ،‬مسنة ‪ ،‬وتبيعان ‪ ،‬وف العشرة والائة ‪ ،‬مسنتان ‪ ،‬وتبيع‬
‫‪ .‬وف العشرين والائة ‪ ،‬ثلث مسنات ‪ ،‬أو أربعة أتباع وهكذا ما زاد ففي كل ثلثي ‪،‬‬
‫تبيع ‪ ،‬وف كل أربعي مسنة ‪ .‬زكاة الغنم ( ‪ : ) 1‬ل زكاة ف الغنم حت تبلغ أربعي ‪،‬‬
‫فإذا بلغت أربعي سائمة وحال عليها الول ‪ ،‬ففيها شاة ‪ ،‬إل مائة وعشرين ‪ ،‬فإذا بلغت‬
‫مائة وإحدى وعشرين ففيها شاتان ‪ ،‬إل مائتي ‪ ،‬فإذا بلغت مائتي وواحدة ‪ ،‬ففيها ثلث‬
‫شياه ‪ ،‬إل ثلثائة ‪ ،‬فإذا زادت على ثلثائة ‪ ،‬ففي كل مائة شاة ‪ .‬ويؤخذ الذع من‬
‫الضأن ‪ ،‬والثن من العز ‪ .‬هذا ويوز إخراج الذكور ف الزكاة اتفاقا ‪ ،‬إذا كان نصاب‬
‫الغنم كله ذكورا ‪ .‬فإن كان إناثا ‪ ،‬أو ذكورا وإناثا ‪ ،‬جاز إخراج الذكور عند الحناف‬
‫وتعينت النثى عند غيهم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬يشمل الضأن والعز ‪ ،‬وها جنس واحد ‪،‬‬
‫يضم أحدها إل الخر بالجاع ‪ ،‬كما قال ابن النذر ‪ ) . ( .‬حكم الوقاص ‪ :‬الوقاص‬
‫‪ :‬جع وقص ‪ ،‬وهي ما بي الفريضتي ‪ ،‬وهو باتفاق العلماء عفو ل زكاة فيه ‪ .‬فقد ثبت‬
‫من كلم النب صلى ال عليه وسلم ف صدقة البل ‪ ( :‬فإذا بلغت خسا وعشرين ‪ ،‬ففيها‬
‫بنت ماض أنثى ‪ ،‬فإذا بلغت ستا وثلثي ‪ ،‬إل خس وأربعي ‪ ،‬ففيها بنت لبون أنثى ) ‪.‬‬
‫وف صدقة البقر يقول ‪ ( :‬فإذا بلغت ثلثي ففيها عجل تابع ‪ ،‬جذع أو جذعة ‪ ،‬حت تبلغ‬
‫أربعي ‪ ،‬فإذا بلغت أربعي ‪ ،‬ففيها بقرة مسنة ) ‪ .‬وف صدقة الغنم يقول ‪ ( :‬وف سائمة‬
‫الغنم ‪ ،‬إذا كانت أربعي ‪ ،‬ففيها شاة ‪ ،‬إل عشرين ومائة ) ‪ / .‬صفحة ‪ / 367‬فما بي‬
‫المس والعشرين ‪ ،‬وبي الست والثلثي من البل وقص ‪ ،‬ل شئ فيها ‪ .‬وما بي الثلثي‬
‫‪ ،‬وبي الربعي من البقر وقص كذلك ‪ .‬وهكذا ف الغنم ‪ .‬ما ل يؤخذ ف الزكاة ‪ :‬يب‬
‫مراعاة حق أرباب الموال عند أخذ الزكاة من أموالم ‪ ،‬فل يؤخذ من كرائمها‬
‫وخيارها ‪ ،‬إل إذا سحت أنفسهم بذلك ‪ .‬كما يب مراعاة حق الفقي ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 367‬‬

‫‪306‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فل يوز أخذ اليوان العيب ‪ ،‬عيبا يعتب نقصا عند ذي البة باليوان ‪ ،‬إل إذا كانت‬
‫كلها معيبة وإنا ترج الزكاة من وسط الال ‪ - 1 .‬ففي كتاب أب بكر ‪ ( :‬ول تؤخذ ف‬
‫الصدقة هرمة ( ‪ ، ) 1‬ول ذات عوار ( ‪ ، ) 2‬ول تيس ) ‪ .‬وعن سفيان بن عبد ال‬
‫الثقفي ‪ ( :‬أن عمر رضي ال عنه نى الصدق أن يأخذ الكولة ( ‪ ، ) 3‬والرب ( ‪، ) 4‬‬
‫والاخض ( ‪ ) 5‬وفحل الغنم ( ‪ - 3 . ) ) 6‬عن عبد ال بن معاوية الغاضري ‪ :‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ثلث من فعلهن فقد طعم طعم اليان ‪ :‬من عبد ال‬
‫وحده ‪ ،‬وأن ل إله إل هو ‪ ،‬وأعطى زكاة ماله ‪ ،‬طيبة با نفسه ‪ .‬رافدة عليه ( ‪ ) 7‬كل‬
‫عام ‪ ،‬ول يعطى الرمة ‪ ،‬ول الدرنة ( ‪ ) 8‬ول الريضة ‪ ،‬ول الشرط ( ‪ ) 9‬ول اللئيمة (‬
‫‪ ، ) 10‬ولكن من وسط أموالكم ‪ ،‬فإن ال ل يسألكم خيه ‪ ،‬ول يأمركم بشره ) رواه‬
‫أبو داود ‪ ،‬والطبان ‪ ،‬بسند جيد ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬هرمة ) أي الت سقطت أسنانا ‪.‬‬
‫( ‪ ( ) 2‬ذات عوار ) أي العوراء ‪ ( ) 3 ( .‬الكولة ) أي العاقر من الشاة ‪) 4 ( .‬‬
‫( الرب ) أي الشاة ترب ف البيت للبنها ‪ ( ) 5 ( .‬الاخض ) أي الت حان ولدها ‪( .‬‬
‫‪ ) 6‬فحل الغنم ) أي التيس العد للنو ‪ ) 7 ( .‬من الرفد ‪ ،‬وهو العانة ‪ ،‬أي معينة له‬
‫على أداء الزكاة ‪ ( ) 8 ( .‬الدرنة ) أي الرباء ‪ ( ) 9 ( .‬الشرط ) أي صغار الال‬
‫وشراره ‪ ( ) 10 ( .‬اللئيمة ) أي البخيلة باللب ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 368‬زكاة غي‬
‫النعام ‪ :‬ل زكاة ف شئ من اليوانات غي النعام ‪ .‬فل زكاة ف اليل والبغال والمي ‪،‬‬
‫إل إذا كانت للتجارة ‪ .‬فعن علي رضي ال عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( قد عفوت لكم عن اليل والرقيق ‪ ،‬ول صدقة فيهما ) رواه أحد وأبو داود بسند جيد‬
‫‪ .‬وعن أب هريرة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن المر ‪ ،‬فيها زكاة ؟ فقال‬
‫‪ ( :‬ما جاء فيها شئ إل هذه الية الفذة ( فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره ومن يعمل‬
‫مثقال ذرة شرا يره ) ) رواه أحد ‪ .‬وقد تقدم جيعه ‪ .‬وعن حارثة بن مضرب ‪ :‬أنه حج‬
‫مع عمر فأتاه أشراف الشام ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا أمي الؤمني ‪ ،‬إنا أصبنا رقيقا ‪ ،‬ودواب ‪ ،‬فخذ‬
‫من أموالنا صدقة تطهرنا با ‪ ،‬وتكون لنا زكاة ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذا شئ ل يفعله اللذان قبلي (‬
‫‪ ) 1‬ولكن انتظروا حت أسأل السلمي ‪ .‬أورده اليثمي ‪ ،‬وقال ‪ :‬رواه أحد ‪ ،‬والطبان‬
‫ف الكبي ‪ ،‬ورجاله ثقات ‪ .‬وروى الزهري عن سلمان بن يسار ‪ :‬أن أهل الشام قالوا لب‬

‫‪307‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عبيدة بن الراح رضي ال عنه ‪ ( :‬خذ من خيلنا ورقيقنا صدقه ‪ ،‬فأب ‪ ،‬ث كتب إل عمر‬
‫فأب ‪ ،‬فكلموه أيضا ‪ ،‬فكتب إل عمر ‪ .‬فكتب إليه عمر ‪ ( :‬إن أحبوا فخذها منهم ‪،‬‬
‫وارددها عليهم ( ‪ ) 2‬وارزق رقيقهم ) رواه مالك والبيهقي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬يقصد‬
‫النب عليه الصلة والسلم ‪ ،‬وأبا بكر رضي ال عنه ‪ ) 2 ( .‬أي على الفقراء منهم ‪) . ( .‬‬
‫زكاة الفصلن والعجول والملن ( ‪ : ) 3‬من ملك نصابا من البل ‪ ،‬أو البقر ‪ ،‬أو الغنم‬
‫‪ ،‬فنتجت ف أثناء الول ‪ ،‬وجبت زكاة الميع ‪ ،‬عند تام حول الكبار وأخرج عن‬
‫الصل وعن النتاج ‪ ،‬زكاة الال الواحد ‪ ،‬ف قول أكثر أهل العلم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 3‬جع‬
‫فصيل وعجل وجل ‪ :‬وهي الصغار الت ل يتم لا سنة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 369‬لا رواه‬
‫مالك ‪ ،‬والشافعي ‪ ،‬عن سفيان بن عبد ال الثقفي أن عمر بن الطاب قال ‪ :‬تعد عليهم‬
‫السخلة ( ‪ ) 1‬يملها الراعي ‪ ،‬ول تأخذها ‪ ،‬ول تأخذ الكولة ‪ ،‬ول الرب ‪ ،‬ول الاخض‬
‫ول فحل الغنم ‪ ،‬وتأخذ الذعة والثنية ‪ ،‬وذلك عدل بي غذاء ( ‪ ) 2‬الال وخياره ‪.‬‬
‫ويرى أبو حنيفة ‪ ،‬والشافعي ‪ ،‬وأبو ثور ‪ :‬أنه ل يسب النتاج ول يعتد به ‪ ،‬إل أن تكون‬
‫الكبار نصابا ‪ .‬وقال أبو حنيفة أيضا ‪ :‬تضم الصغار إل النصاب ‪ ،‬سواء كانت متولدة منه‬
‫‪ ،‬أم اشتراها ‪ ،‬وتزكى بوله ‪ .‬واشترط الشافعي ‪ :‬أن تكون متولدة من نصاب ‪ ،‬ف ملكه‬
‫قبل الول ‪ .‬أما من ملك نصابا من الصغار ‪ ،‬فل زكاة عليه ‪ ،‬عند أب حنيفة ‪ ،‬وممد ‪،‬‬
‫وداود ‪ ،‬والشعب ‪ ،‬ورواية عن أحد ‪ .‬لا رواه أحد ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬والدار قطن‬
‫‪ ،‬والبيهقي ‪ ،‬عن سويد بن غفلة قال ‪ :‬أتانا مصدق رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫فسمعته يقول ‪ ( :‬إن ف عهدي أن ل تأخذ من راضع لب ) الديث وف إسناده هلل بن‬
‫حباب ‪ ،‬وقد وثقه غي واحد ‪ ،‬وتكلم فيه بعضهم ‪ .‬وعند مالك ‪ ،‬ورواية عند أحد ‪:‬‬
‫تب الزكاة ف الصغار كالكبار ‪ ،‬لنا تعد مع غيها ‪ ،‬فتعد منفردة ‪ .‬وعند الشافعي وأب‬
‫يوسف ‪ :‬يب ف الصغار واحدة صغية منها ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬السخلة ) اسم يقع‬
‫على الذكر والنثى ‪ ،‬من أولد الغنم ‪ ،‬ساعة ما تضعه الشاة ‪ ،‬ضأنا كانت ‪ ،‬أو معزا ‪.‬‬
‫( ‪ ( ) 2 ( ) .‬غذاء ) جع غذي كفي ‪ .‬وهي الدخان ‪ ) . ( .‬ما جاء ف المع والتفريق‬
‫‪ - 1 :‬عن سويد بن غفلة قال ‪ :‬أتانا مصدق رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪............................................................‬‬

‫‪308‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 369‬‬
‫فسمعته يقول ‪ ( :‬إنا ل نأخذ من راضع لب ‪ ،‬ول نفرق بي متمع ‪ ،‬ول نمع بي متفرق‬
‫‪ .‬وأتاه رجل بناقة كوماء ( ‪ ) 3‬فأب أن يأخذها ) رواه أحد ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬والنسائي ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ( ) 3‬ناقة كوماء ) أي عظيمة السنام ‪ .‬وأب أن يأخذها ‪ ،‬لنا من خيار‬
‫الاشية ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ - 2 / 370‬وحدث أنس ( أن أبا بكر كتب إليه ‪ :‬هذه فريضة‬
‫الصدقة الت فرض رسول ال صلى ال عليه وسلم على السلمي ) وفيه ‪ ( :‬ول يمع بي‬
‫متفرق ‪ ،‬ول يفرق بي متمع خشية الصدقة ‪ ،‬وما كان من خليطي ‪ ،‬فإنما يتراجعان‬
‫بينهما بالسوية ) ( ‪ ) 1‬رواه البخاري ‪ .‬قال مالك ف الوطأ ‪ :‬معن هذا أن يكون النفر‬
‫الثلثة لكل واحد منهم أربعون شاة ‪ ،‬وجبت فيها الزكاة ‪ ،‬فيجمعونا حت ل يب عليهم‬
‫كلهم فيها إل شاة واحد ( ‪ ) 2‬أو يكون للخليطي مائتا شاة وشاة ‪ ،‬فيكون عليهما فيها‬
‫ثلث شياه ‪ ،‬فيفرقونا ‪ ،‬حت ل يكون على كل واحد منهما إل شاة واحدة ( ‪. ) 3‬‬
‫وقال الشافعي ‪ :‬هو خطاب لرب الال من جهة ‪ ،‬وللساعي من جهة ‪ ،‬فأمر كل منهما أن‬
‫ل يدث شيئا ‪ ،‬من المع والتفريق خشية الصدقة ‪ .‬فرب الال يشى أن تكثر الصدقة ‪،‬‬
‫فيجمع ‪ ،‬أو يفرق لتقل ‪ ،‬والساعي يشى أن تقل الصدقة ‪ ،‬فيجمع أو يفرق لتكثر ( ‪) 4‬‬
‫فمعن قوله ‪ :‬خشية الصدقة ‪ ،‬أي خشية أن تكثر ‪ ،‬أو تقل ‪ ،‬فلما كان متمل للمرين ‪،‬‬
‫ل يكن المل على أحدها أول من الخر ‪ ،‬فحمل عليهما معا ‪ .‬وعند الحناف ‪ :‬أن‬
‫هذا ني للسعاة أن يفرقوا ملك الرجل الواحد ‪ ،‬تفريقا يوجب عليه كثرة الصدقة ‪ ،‬مثل‬
‫رجل له عشرون ومائة شاة ‪ ،‬فتقسم عليه إل أربعي ‪ ،‬ثلث مرات ‪ ،‬لتجب فيها ثلث‬
‫شياه ‪ ،‬أو يمعوا ملك رجل واحد إل ملك رجل آخر ‪ ،‬حيث يوجب المع كثرة‬
‫الصدقة ‪ .‬مثل أن يكون لواحد مائة شاة وشاة ‪ ،‬ولخر مثلها ‪ ،‬فيجمعها الساعي ليأخذ‬
‫ثلث شياه ‪ ،‬بعد أن كان الواجب شاتي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬قال الطاب ‪ :‬معناه ‪ ،‬أن‬
‫يكون بينهما أربعون شاة مثل ‪ ،‬لكل واحد منهما عشرون ‪ ،‬قد عرف كل منهما عي‬
‫ماله ‪ ،‬فيأخذ الصدق من أحدها فيجع الأخوذ من ماله على شريكه بقيمة نصف شاة ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬مثال المع بي الفترق ‪ ) 3 ( .‬تثيل للتفريق بي الجتمع ( ‪ ) 4‬كأن يكون لكل‬
‫واحد من الليطي أربعون شاة ‪ ،‬فيفرق الساعي بينهما ‪ ،‬ليأخذ منهما شاتي ‪ ،‬بعد أن‬

‫‪309‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كان عليهما شاة واحدة ‪ ،‬أو يكون لشخص عشرون شاة ‪ ،‬ولخر مثلها ‪ ،‬فيجمع بينهما‬
‫‪ ،‬ليأخذ شاة ‪ ،‬بعد أن كان ل يب على واحد منهما ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 371‬هل‬
‫للخلطة تأثي ؟ ‪ :‬ذهب الحناف ‪ :‬إل أنه ل تأثي للخلطة ‪ ،‬سواء كانت خلطة شيوع (‬
‫‪ ) 1‬أو خلطة جوار ( ‪ ) 2‬فل تب الزكاة ف مال مشترك إل إذا كان نصيب كل واحد‬
‫يبلغ نصابا على انفراد ‪ .‬فإن الصل الثابت الجمع عليه ‪ ،‬أن الزكاة ل تعتب إل بلك‬
‫الشخص الواحد ‪ .‬وقالت الالكية ‪ :‬خلطاء الاشية كمالك واحد ف الزكاة ول أثر‬
‫للخلطة ‪ ،‬إل إذا كان كل من الليطي يلك نصابا ‪ ،‬بشرط اتاد الراعي ‪ ،‬والفحل ‪،‬‬
‫والراح ‪ -‬البيت ‪ -‬ونية اللطة ‪ ،‬وأن يكون مال كل واحد متمايزا عن الخر ‪ ،‬وإل كانا‬
‫شريكي ‪ ،‬وأن يكون كل منهما أهل للزكاة ‪ .‬ول تؤثر اللطة إل ف الواشي ‪ .‬وما‬
‫يؤخذ من الال يوزع على الشركاء بنسبة ما لكل ‪ ،‬ولو كان لحد الشركاء مال غي‬
‫ملوط اعتب كله ملوطا ‪ .‬وعند الشافعية ‪ :‬أن كل واحدة من اللطتي تؤثر ف الزكاة ‪،‬‬
‫ويصي مال الشخصي ‪ ،‬أو الشخاص كمال واحد ‪ .‬ث قد يكون أثرها ف وجوب الزكاة‬
‫‪ ،‬وقد يكون ف تكثيها ‪ ،‬وقد يكون ف تقليلها ‪ .‬مثال أثرها ف الياب ‪ :‬رجلن لكل‬
‫واحد عشرون شاة ‪ ،‬يب باللطة شاة ‪ ،‬ولو انفردا ل يب شئ ‪ .‬ومثال التكثي ‪ :‬خلط‬
‫مائة شاة وشاة بثلها ‪ ،‬يب على كل واحد شاة ونصف ‪ ،‬ولو انفردا ‪ ،‬وجب على كل‬
‫واحد شاة فقط ‪ .‬ومثل التقليل ‪ ،‬ثلثة ‪ ،‬لكل واحد أربعون شاة خلطوها ‪ .‬يب عليهم‬
‫جيعا شاة ‪ ،‬أي أنه يب ثلث شاة على الواحد ‪ ،‬ولو انفرد لزمه شاة كاملة ‪ .‬واشترطوا‬
‫لذلك ‪ - 1 :‬أن يكون الشركاء من أهل الزكاة ‪ - 2 .‬وأن يكون الال الختلط نصابا ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬هي ما كان الال مشتركا ومشاعا بي الشركاء ‪ ) 2 ( .‬هي ما كانت‬
‫ماشية كل من اللطاء متميزة ‪ ،‬ولكنها متجاورة متلطة ف الراح والسرح ال ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ - 3 / 372‬وأن يضي عليه حول كامل ‪ - 4 .‬وأن ل يتميز واحد من الال عن‬
‫الخر ف الراح ( ‪ ) 1‬والسرح ( ‪ ) 2‬والشرب والراعي والحلب ( ‪ - 5 . ) 3‬وأن‬
‫يتحد الفحل إذا كانت الاشية من نوع واحد ‪ .‬وبثل ما قالت الشافعية ‪ ،‬ذهب أحد ‪ ،‬إل‬
‫أنه قصر تأثي اللطة على الواشي ‪ ،‬دون غيها ‪ ،‬من الموال ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬الراح‬
‫) أي مأواها ليل ‪ ( ) 2 ( .‬السرح ) أي الرتع الذي ترعى فيه ‪ ( ) 3 ( .‬الحلب ) أي‬

‫‪310‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوضع الذي تلب فيه ‪ ) . ( .‬زكاة الركاز والعدن‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 372‬‬
‫معن الركاز ‪ :‬الركاز مشتق من ركز يركز ‪ :‬إذا خفي ‪ ،‬ومنه قول ال تعال ‪ ( :‬أو تسمع‬
‫لم ركزا ) أي صوتا خفيا ‪ .‬والراد به هنا ‪ :‬ما كان من دفن الاهلية ( ‪ . ) 4‬قال مالك‬
‫‪ :‬المر الذي ل اختلف فيه عندنا ‪ ،‬والذي سعت أهل العلم يقولون ‪ :‬ان الركاز إنا هو‬
‫دفن يوجد من دفن الاهلية ‪ ،‬ما ل يطلب بال ‪ ،‬ول يتكلف فيه نفقة ول كبي عمل ‪،‬‬
‫ول مؤونة ‪ .‬فأما ما طلب بال ‪ ،‬وتكلف فيه كبي عمل ‪ ،‬فأصيب مرة وأخطئ مرة فليس‬
‫بركاز ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬هو اسم لا ركزه الالق ‪ ،‬أو الخلوق ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 4‬‬
‫( دفن ) أي الدفون من كنوز الاهلية ‪ ،‬ويعرف ذلك بكتابة أسائهم ‪ ،‬ونقش صورهم‬
‫ونو ذلك ‪ ،‬فإن كان عليه علمة السلم فهو لقطة ‪ ،‬وليس بكن وكذلك إذا ل يعرف ‪،‬‬
‫هل هو من دفن الاهلية أو السلم ‪ ) . ( .‬معن العدن وشرط زكاته عند الفقهاء ‪:‬‬
‫والعدن ‪ :‬مشتق من عدن ف الكان ‪ ،‬يعدن عدونا ‪ ،‬إذا أقام به إقامة ‪ ،‬ومنه قوله تعال‬
‫( جنات عدن ) لنا دار إقامة وخلود ‪ / .‬صفحة ‪ / 373‬وقد اختلف العلماء ف العدن‬
‫الذي يتعلق به وجوب الزكاة ‪ .‬فذهب أحد ‪ :‬إل أنه كل ما خرج من الرض ما يلق‬
‫فيها من غيها ‪ ،‬ما له قيمة ‪ ،‬مثل الذهب ‪ ،‬والفضة ‪ ،‬والديد ‪ ،‬والنحاس ‪ ،‬والرصاص ‪،‬‬
‫والياقوت ‪ ،‬والزبرجد ‪ ،‬والزمرد ‪ ،‬والفيوزج ‪ ،‬والبلور ‪ ،‬والعقيق ‪ ،‬والكحل والزرنيخ ‪،‬‬
‫والقار ( ‪ ) 1‬والنفط ( ‪ ) 2‬والكبيت ‪ ،‬والزاج ‪ ،‬ونو ذلك ‪ .‬واشترط فيه ‪ ،‬أن يبلغ‬
‫الارج نصابا بنفسه ‪ ،‬أو بقيمته ‪ .‬وذهب أبو حنيفة ‪ :‬إل أن الوجوب يتعلق بكل ما‬
‫ينطبع ويذوب بالنار ‪ ،‬كالذهب ‪ ،‬والفضة ‪ ،‬والديد والنحاس ‪ .‬أما الائع ‪ ،‬كالقار ‪ ،‬أو‬
‫الامد الذي ل يذوب بالنار ‪ ،‬كالياقوت ‪ ،‬فإن الوجوب ل يتعلق به ‪ ،‬ول يشترط فيه‬
‫نصابا ‪ ،‬فأوجب المس ‪ ،‬ف قليله ‪ ،‬وكثيه ‪ .‬وقصر مالك ‪ ،‬والشافعي ‪ ،‬الوجوب على‬
‫ما استخرج من الذهب والفضة ‪ ،‬واشترطا ‪ -‬مثل أحد ‪ -‬أن يبلغ الذهب عشرين‬
‫مثقال ‪ ،‬والفضة مائت درهم ‪ ،‬واتفقوا على أنه ل يعتب له الول ‪ ،‬وتب زكاته حي‬
‫وجوده ‪ ،‬مثل الزرع ‪ .‬ويب فيه ربع العشر عند الثلثة ‪ .‬ومصرفه مصرف الزكاة عندهم‬

‫‪311‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ .‬وعند أب حنيفة مصرفه مصرف الفئ ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬القار ) أي الزفت ‪) 2 ( .‬‬
‫( النفط ) أي البترول ‪ ) . ( .‬مشروعية الزكاة فيهما ‪ :‬الصل ف وجوب الزكاة ف‬
‫الركاز ‪ ،‬والعدن ‪ :‬ما رواه الماعة عن أب هريرة ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪( :‬‬
‫العجماء جرحها جبار ( ‪ ) 3‬والبئر جبار ( ‪ ، ) 4‬والعدن جبار ‪ .‬وف الركاز المس ) ‪.‬‬
‫قال ابن النذر ‪ :‬ل نعلم أحدا خائف هذا الديث ‪ ،‬إل السن ‪ ،‬فإنه فرق بي ما وجد ف‬
‫أرض الرب وأرض العرب فقال ‪ :‬فيما يوجد ف أرض الرب المس ‪ ،‬وفيما يوجد ف‬
‫أرض العرب الزكاة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 3‬أي إذا انفلتت بيمة فأتلفت شيئا فهو جبار ‪ :‬أي‬
‫هدر ‪ ( ) 4 ( .‬والبئر جبار ) ‪ :‬معناه إذا حفر إنسان بئرا فتردى فيه آخر ‪ ،‬فهو هدر ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 374‬وقال ابن القيم ‪ :‬وف قوله ‪ ( :‬العدن جبار ) قولن ‪ ( :‬أحدها )‬
‫أنه إذا استأجر من يفر له معدنا ‪ ،‬فسقط عليه ‪ ،‬فقتله ‪ ،‬فهو جبار ‪ .‬ويؤيد هذا القول‬
‫اقترانه بقوله ‪ :‬البئر جبار ‪ ،‬والعجماء جبار ‪ ( .‬والثان ) أنه ل زكاة فيه ‪ .‬ويؤيد هذا‬
‫القول ‪ ،‬اقترانه بقوله ‪ ( :‬وف الزكاة المس ) ففرق بي العدن ‪ ،‬والركاز ‪ ،‬فأوجب‬
‫المس ف الركاز ‪ ،‬لنه مال مموع يؤخذ بغي كلفة ول تعب ‪ ،‬وأسقطها عن العدن ‪،‬‬
‫لنه يتاج إل كلفة ‪ ،‬وتعب ‪ ،‬ف استخراجه ‪ .‬صفة الركاز الذي يتعلق به وجوب الزكاة‬
‫‪ :‬الركاز الذي يب فيه المس ‪ ،‬هو كل ما كان مال ‪ ،‬كالذهب والفضة ‪ ،‬والديد ‪،‬‬
‫والرصاص ‪ ،‬والصفر ‪ ،‬والنية ‪ ،‬وما أشبه ذلك ‪ .‬وهو مذهب الحناف ‪ ،‬والنابلة ‪،‬‬
‫وإسحق ‪ ،‬وابن النذر ‪ ،‬ورواية عن مالك ‪ ،‬وأحد قول الشافعي ‪ .‬وله قول آخر ‪ :‬أن‬
‫المس ل يب إل ف الثان ‪ :‬الذهب والفضة ‪ .‬مكانه ‪ :‬ل يلو موضعه من القسام‬
‫التية ‪ - 1 :‬أن يده ف موات ‪ ،‬أو ف أرض ل يعلم لا مالك ‪ ،‬ولو على وجهها ‪ ،‬أو ف‬
‫طريق غي مسلوك ‪ ،‬أو قرية خراب ‪ ،‬ففيه المس بل خلف ‪ ،‬والربعة الخاس له ‪ .‬لا‬
‫رواه النسائي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال ‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عن اللقطة فقال ‪ ( :‬ما كان ف طريق مأت ( ‪ : ) 1‬أو قرية عامرة ‪ ،‬فعرفها سنة ‪،‬‬
‫فإن جاء صاحبها ‪ ،‬وإل فلك ( ‪ ، ) 2‬وما ل يكن ف طريق مأت ‪ ،‬ول قرية عامرة ‪ :‬ففيه‬
‫وف الركاز المس ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬مأت ) ‪ :‬أي مسلوك ‪ ) 2 ( .‬أي إن ل يعرف‬
‫صاحبها ‪ ،‬فهي لن وجدها إن كان فقيا ‪ ،‬وإل تصدق با ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪2 / 375‬‬

‫‪312‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ -‬أن يده ف ملكه النتقل إليه ‪ ،‬فهو له ‪ ،‬لن الركاز مودع ف الرض ‪ ،‬فل يلك ملكها‬
‫وإنا يلك بالظهور عليه فينل منلة الباحات ‪ ،‬من الشيش ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 375‬‬
‫والطب ‪ ،‬والصيد الذي يده ف أرض غيه ‪ ،‬فيكون أحق به إل إذا ادعى الالك الذي‬
‫انتقل اللك عنه ‪ :‬أنه له ‪ ،‬فالقول قوله ‪ :‬لن يده كانت عليه ‪ ،‬لكونا على مله ‪ .‬وإن ل‬
‫يدعه فهو لواجده ‪ ،‬وهذا رأي أب يوسف والصح عند النابلة ‪ .‬وقال الشافعي ‪ :‬هو‬
‫للمالك قبله ‪ ،‬إن اعترف به وإل فهو لن قبله كذلك ‪ ،‬إل أول مالك ‪ .‬وإن انتقلت الدار‬
‫بالياث حكم أنه مياث ‪ ،‬فإن اتفقت الورثة على أنه ل يكن لورثهم ‪ ،‬فهو لول مالك‬
‫‪ .‬فإن ل يعرف أول مالك ‪ ،‬فهو كالال الضائع الذي ل يعرف له مالك ‪ .‬وقال أبو حنيفة‬
‫وممد ‪ :‬هو لول مالك للرض ‪ ،‬أو لورثته ‪ ،‬إن عرف ‪ ،‬وإل وضع ف بيت الال ‪- 3 .‬‬
‫أن يده ف ملك مسلم ‪ ،‬أو ذمي ‪ ،‬فهو لصاحب اللك عند أب حنيفة وممد ‪ ،‬ورواية‬
‫عن أحد ‪ .‬ونقل عن أحد أنه لواجده ‪ ،‬وهو قول السن بن صال وأب ثور واستحسنه‬
‫أبو يوسف ‪ ،‬لا تقدم من أن الركاز ل يلك بلك الرض ‪ ،‬إل إن ادعاه الالك ‪ ،‬فالقول‬
‫قوله ‪ ،‬لن يده عليه تبعا للملك ‪ ،‬وإن ل يدعه فهو لواجده ‪ .‬وقال الشافعي ‪ :‬هو للمالك‬
‫ان اعترف به وإل فهو لول مالك ‪ .‬الواجب ف الركاز ‪ :‬تقدم أن الركاز هو ما كان من‬
‫دفن الاهلية ‪ ،‬وأن الواجب فيه المس ‪ ،‬وأما الربعة الخاس الباقية ‪ ،‬فهي لقدم مالك‬
‫للرض إن عرف ‪ ،‬وإن كان ميتا فلورثته ‪ ،‬إن عرفوا ‪ ،‬وإل وضع ف بيت الال ‪ .‬وهذا‬
‫مذهب أب حنيفة ومالك والشافعي وممد ‪ / .‬صفحة ‪ / 376‬وقال أحد وأبو يوسف ‪:‬‬
‫هو لن وجده ‪ ،‬هذا ما ل يدعه مالك الرض ‪ .‬فإن ادعى أنه ملكه ‪ ،‬فالقول قوله اتفاقا ‪.‬‬
‫ويب المس ف قليله وكثيه ‪ ،‬من غي اعتبار نصاب فيه ‪ .‬عند أب حنيفة ‪ ،‬وأحد ‪،‬‬
‫وأصح الروايتي عن مالك ‪ ،‬وعند الشافعي ف الديد ‪ :‬يعتب النصاب فيه ‪ .‬وأما الول ‪،‬‬
‫فإنه ل يشترط بل خلف ‪ .‬على من يب المس ‪ :‬جهور العلماء ‪ :‬على أن المس‬
‫واجب على من وجده ‪ ،‬من مسلم ‪ ،‬وذمي ‪ ،‬وكبي ‪ ،‬وصغي ‪ ،‬وعاقل ‪ ،‬ومنون ‪ ،‬إل أن‬
‫ول الصغي والجنون هو الذي يتول الخراج عنهما ‪ .‬قال ابن النذر ‪ :‬أجع كل من‬

‫‪313‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نفظ عنه من أهل العلم على أن الذمي ف الركاز يده ‪ :‬المس ‪ ،‬قاله مالك ‪ ،‬وأهل‬
‫الدينة ‪ ،‬والثوري ‪ ،‬والوزاعي وأهل العراق ‪ ،‬وأصحاب الرأي ‪ ،‬وغيهم ‪ .‬وقال الشافعي‬
‫‪ :‬ل يب المس إل على من تب عليه الزكاة لنه زكاة ‪ .‬مصرف المس ‪ :‬مصرف‬
‫المس ‪ -‬عند الشافعي ‪ -‬مصرف الزكاة ‪ .‬لا رواه أحد ‪ ،‬والبيهقي عن بشر الثعمي ‪،‬‬
‫عن رجل من قومه قال ‪ :‬سقطت علي جرة من دير قديبالكوفة ‪ ،‬عند جباية بشر ‪ ،‬فيها‬
‫أربعة آلف درهم ‪ ،‬فذهبت با إل علي رضي ال عنه ‪ ،‬فقال ‪ :‬اقسمها خسة أخاس ‪،‬‬
‫فقسمتها ‪ ،‬فأخذ علي منها خسا ‪ ،‬وأعطان أربعة أخاس ‪ ،‬فلما أدبرت دعان فقال ‪ :‬ف‬
‫جيانك فقراء ومساكي ؟ قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فخذها ‪ ،‬فاقسمها بينهم ‪ .‬ويرى أبو‬
‫حنيفة ‪ ،‬ومالك ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬أن مصرفه مصرف الفئ ‪ ،‬لا رواه الشعب ‪ ( :‬أن رجل وجد‬
‫ألف دينار مدفونة ‪ ،‬خارجا من الدينة فأتى با عمر بن الطاب رضي ال عنه ‪ ،‬فأخذ‬
‫منها المس ‪ ،‬مائت دينار ‪ ،‬ودفع إل الرجل بقيتها ‪ ،‬وجعل عمر رضي ال عنه يقسم‬
‫الائتي ‪ ،‬بي من حضره ‪ /‬صفحة ‪ / 377‬من السلمي ‪ ،‬إل أن أفضل منها فضلة ‪ ،‬فقال‬
‫‪ :‬أين صاحب الدناني ؟ فقام إليه ‪ ،‬فقال عمر ‪ :‬خذ هذه الدناني فهي لك ) ‪ .‬وف الغن‬
‫‪ :‬ولو كانت زكاة لص با ‪ ،‬أهلها ‪ ،‬ول يرده على واجده ‪ ،‬ولنه يب على الذمي ‪،‬‬
‫والزكاة ل تب عليه ‪ .‬زكاة الارج من البحر المهور ‪ :‬على أن ه ل تب الزكاة ف‬
‫كل ما يرج من البحر ‪ ،‬من لؤلؤ ‪ ،‬ومرجان ‪ ،‬وزبرجد ‪ ،‬وعنب ‪ ،‬وسك ‪ ،‬وغيه إل ف‬
‫إحدى الروايتي عن أحد ‪ :‬إذا بلغ ما يرج من ذلك نصابا ‪ ،‬ففيه الزكاة ‪ .‬ووافقه أبو‬
‫يوسف ‪ ،‬ف اللؤلؤ ‪ ،‬والعنب ‪ .‬قال ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬ليس ف العنب زكاة ‪،‬‬
‫وإنا هو شئ دسره ( ‪ ) 1‬البحر ‪ .‬وقال جابر ‪ :‬ليس ف العنب زكاة ‪ ،‬إنا هو غنيمة لن‬
‫أخذه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ( ) 1‬دسره ) أي قذفه البحر ‪ ) . ( .‬الال الستفاد من استفاد‬
‫مال ‪ ،‬ما يعتب فيه الول ‪ -‬ول مال له سواه ‪ -‬وبلغ نصابا ‪ ،‬أو كان له مال من جنسه‬
‫ول يبلغ نصابا ‪ ،‬فبلغ بالستفاد نصابا ‪ ،‬انعقد عليه حول الزكاة من حينئذ ‪ .‬فإذا ت حول‬
‫وجبت الزكاة فيه ‪ .‬وإن كان عنده نصاب ل يل الستفاد من ثلثة أقسام ‪ - 1 .‬أن‬
‫يكون الال الستفاد من نائه ‪ ،‬كربح التجارة ‪ ،‬ونتاج اليوان ‪ ،‬وهذا يتبع الصل ف حوله‬
‫‪ ،‬وزكاته ‪ .‬فمن كان عنده من عروض التجارة ‪ ،‬أو اليوان ‪ ،‬ما يبلغ نصابا ‪ ،‬فربت‬

‫‪314‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العروض ‪ ،‬وتوالد اليوان أثناء الول ‪ ،‬وجب إخراج الزكاة عن الميع ‪ :‬الصل ‪،‬‬
‫والستفاد ‪ .‬وهذا ل خلف فيه ‪ / .‬صفحة ‪ - 2 / 378‬أن يكون الستفاد من جنس‬
‫النصاب ‪ ،‬ول يكن متفرعا عنه أو متولدا منه ‪ -‬بأن استفاده بشراء أو هبة أو مياث ‪-‬‬
‫فقال أبو حنيفة يضم الستفاد إل النصاب ‪ ،‬ويكون تابعا له ف الول ‪ ،‬والزكاة ‪ ،‬وتزكى‬
‫الفائدة مع‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 378‬‬
‫الصل ‪ .‬وقال الشافعي وأحد ‪ :‬يتبع الستفاد الصل ف النصاب ‪ ،‬ويستقبل به حول‬
‫جديد ‪ ،‬سواء كان الصل نقدا ‪ ،‬أم حيوانا ‪ .‬مثل أن يكون عنده مائتا درهم ‪ ،‬ث استفاد‬
‫ف أثناء الول أخرى فإنه يزكي كل منهما ‪ ،‬عند تام حوله ‪ .‬ورأي مالك مثل رأي أب‬
‫حنيفة ‪ ،‬ف اليوان ‪ ،‬ومثل رأي الشافعي وأحد ف النقدين ‪ - 3 .‬أن يكون الستفاد من‬
‫غي جنس ما عنده ‪ .‬فهذا ل يضم إل ما عنده ف حول ‪ ،‬ول نصاب ‪ ،‬بل إن كان نصابا‬
‫استقل به حول ‪ ،‬وزكاه آخر الول ‪ ،‬وإل فل شئ فيه ‪ ،‬وهذا قول جهور العلماء ‪.‬‬
‫وجوب الزكاة ف الذمة ل ف عي الال مذهب الحناف ‪ ،‬ومالك ‪ ،‬ورواية عن الشافعي‬
‫وأحد ‪ :‬أن الزكاة واجبة ف عي الال ‪ .‬والقول الثان للشافعي ‪ ،‬وأحد ‪ :‬أنا واجبة ف‬
‫ذمة صاحب الال ل ف عي الال ‪ .‬وفائدة اللف تظهر ‪ ،‬فيمن ملك مائت درهم مثل ‪،‬‬
‫ومضى عليها حولن دون أن تزكى ‪ .‬فمن قال ‪ :‬إن الزكاة واجبة ف العي ‪ ،‬قال ‪ :‬إنا‬
‫تزكى لعام واحد فقط ‪ ،‬لنا بعد العام الول ‪ ،‬تكون قد نقصت عن النصاب قدر‬
‫الواجب فيها ‪ ،‬وهو خسة دراهم ‪ .‬ومن قال ‪ :‬إنا واجبة ف الذمة ‪ ،‬قال إنا تزكى‬
‫زكاتي ‪ ،‬لكل حول زكاة ‪ ،‬لن الزكاة وجبت ف الذمة ‪ ،‬فلم تؤثر ف نقص النصاب ‪.‬‬
‫ورجح ابن حزم وجوبا ف الذمة ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل خلف بي أحد من المة ‪ -‬من زمننا إل‬
‫زمن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ -‬ف أن من وجبت ‪ /‬صفحة ‪ / 379‬عليه زكاة‬
‫بر ‪ ،‬أو شعي ‪ ،‬أو تر ‪ ،‬أو ذهب ‪ ،‬أو إبل ‪ ،‬أو بقر ‪ ،‬أو غنم ‪ ،‬فأعطى زكاته الواجبة عليه‬
‫‪ ،‬من غي ذلك الزرع ‪ ،‬ومن غي ذلك التمر ‪ ،‬ومن غي ذلك الذهب ‪ ،‬ومن غي تلك‬
‫الفضة ‪ ،‬ومن غي تلك البل ‪ ،‬ومن غي تلك البقر ‪ ،‬ومن غي تلك الغنم ‪ ،‬فإنه ل ينع‬

‫‪315‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذلك ‪ ،‬ول يكره ذلك له ‪ ،‬بل سواء أعطى من تلك العي ‪ ،‬أو ما عنده من غيها ‪ ،‬أو ما‬
‫يشترى ‪ ،‬أو ما يوهب ‪ ،‬أو ما يستقرض ‪ .‬فصح يقينا ‪ :‬أن الزكاة ف الذمة ‪ ،‬ل ف‬
‫العي ‪ ،‬إذ لو كانت ف العي ‪ ،‬ل يل له ألبتة ‪ ،‬أن يعطي من غيها ‪ ،‬ولوجب منعه من‬
‫ذلك كما ينع من له شريك ف شئ من كل ذلك أن يعطي شريكه ‪ ،‬من غي العي ‪ ،‬الت‬
‫هم فيها شركاء ‪ ،‬إل بتراضيهما ‪ ،‬وعلى حكم البيع ‪ .‬وأيضا فلو كانت الزكاة ف عي‬
‫الال ‪ ،‬لكانت ل تلو من أحد وجهي ل ثالث لما ‪ .‬وذلك إما أن تكون الزكاة ف كل‬
‫جزء من أجزاء ذلك الال ‪ ،‬أو تكون ف شئ منه بغي عينه ‪ .‬فلو كانت ف كل جزء منه‬
‫لرم عليه أن يبيع منه رأسا ‪ ،‬أو حبة فما فوقها ‪ ،‬لن أهل الصدقات ف ذلك الزء‬
‫شركاء ولرم عليه أن يأكل منها شيئا لا ذكرناه ‪ ،‬وهذا باطل بل خلف ‪ ،‬وللزمه أيضا‬
‫أن ل يرج الشاة إل بقيمة مصححة ما بقي ‪ ،‬كما يفعل ف الشركات ول بد ‪ .‬وإن‬
‫كانت الزكاة ف شئ منه بغي عينه فهذا باطل ‪ .‬وكان يلزم أيضا مثل ذلك ‪ ،‬سواء سواء‬
‫‪ .‬لنه كان ل يدري ‪ ،‬لعله يبيع أو يأكل الذي هو حق أهل الصدقة ؟ فصح ما قلنا يقينا‬
‫‪ .‬هلك الال بعد وجوب الزكاة وقبل الداء إذا استقر وجوب الزكاة ف الال ‪ ،‬بأن حال‬
‫عليه الول ‪ ،‬أو حان حصاده ‪ ،‬وتلف الال قبل أداء زكاته ‪ ،‬أو تلف بعضه ‪ ،‬فالزكاة‬
‫كلها واجبة ف ذمة صاحب الال سواء كان التلف بتفريط منه ‪ ،‬أو بغي تفريط ‪ .‬وهذا‬
‫معن ‪ ،‬على أن الزكاة واجبة ف الذمة ‪ ،‬وهو رأي ابن حزم ‪ ،‬ومشهور مذهب أحد ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 380‬ويرى أبو حنيفة ‪ :‬أنه إذا تلف الال كله ‪ ،‬بدون تعد من صاحبه ‪،‬‬
‫سقطت الزكاة ‪ ،‬وإن هلك بعضه ‪ ،‬سقطت حصيته ‪ ،‬بناء على تعلق الزكاة بعي الال ‪،‬‬
‫أما إذا هلك بسبب تعد منه ‪ ،‬فإن الزكاة ل تسقط ‪ .‬وقال الشافعي والسن بن صال ‪،‬‬
‫وإسحق ‪ ،‬وأبو ثور ‪ ،‬وابن النذر ‪ :‬إن تلف النصاب قبل التمكن من الداء سقطت الزكاة‬
‫‪ ،‬وإن تلف بعده ل تسقط ‪ .‬ورجح ابن قدامة هذا الرأي فقال ‪ :‬والصحيح ‪ -‬إن شاء ال‬
‫‪ -‬أن الزكاة تسقط بتلف الال ‪ ،‬إذا ل يفرط ف الداء ‪ ،‬لنا تب على سبيل الواساة ‪،‬‬
‫فل تب على وجه يب أداؤها مع عدم الال ‪ ،‬وفقر من تب عليه ومعن التفريط ‪ ،‬أن‬
‫يتمكن من إخراجها فل يرجها ‪ ،‬وإن ل يتمكن من إخراجها ‪ ،‬فليس بفرط ‪ ،‬سواء كان‬
‫ذلك لعدم الستحق ‪ ،‬أو لبعد الال عنه ‪ ،‬أو لكون الفرض ل يوجد ف الال ‪ ،‬ويتاج إل‬

‫‪316‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شرائه فلم يد ما يشتريه أو كان ف طلب الشراء ‪ ،‬أو نو ذلك ‪ .‬وإن قلنا بوجوبا بعد‬
‫تلف الال فأمكن الالك أداؤها أداها ‪ ،‬وإل أنظر با إل ميسرته ‪ ،‬وتكنه من أدائها ‪ ،‬من‬
‫غي مضرة عليه ‪ ،‬لنه لزم إنظاره بدين الدمي ‪ ،‬فبالزكاة الت هي حق ال تعال ‪ ،‬أول ‪.‬‬
‫ضياع الزكاة بعد عزلا لو عزل الزكاة ليدفعها إل مستحقيها ‪ ،‬فضاعت كلها ‪ ،‬أو‬
‫بعضها ‪ ،‬فعليه إعادتا ‪ ،‬لنا ف ذمته حت يوصلها إل من أمره ال بإيصالا إليه ‪ .‬قال ابن‬
‫حزم ‪ :‬وروينا من طريق ابن أب شيبة ‪ ،‬عن حفص بن غياث ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 380‬‬
‫وجرير ‪ ،‬والعتمر بن سليمان التيمي ‪ ،‬وزيد بن الباب ‪ ،‬وعبد الوهاب بن عطاء ‪ .‬قال‬
‫حفص ‪ :‬عن هشام بن حسان ‪ ،‬عن السن البصري ‪ .‬وقال جرير ‪ :‬عن الغية عن‬
‫أصحابه ‪ .‬وقال العتمر ‪ :‬عن معمر عن حاد ‪ ،‬وقال زيد ‪ :‬عن شعبة عن الكم ‪ .‬وقال‬
‫عبد الوهاب ‪ :‬عن ابن أب عروبة ‪ ،‬عن حاد عن إبراهيم النخعي ‪ / .‬صفحة ‪ / 381‬ث‬
‫اتفقوا كلهم فيمن أخرج زكاة ماله ‪ ،‬فضاعت ‪ :‬أنا ل تزئ عنه ‪ .‬وعليه إخراجها ثانية‬
‫‪ .‬قال ‪ :‬وروينا عن عطاء ‪ :‬أنا تزئ عنه ‪ .‬تأخي الزكاة ل يسقطها من مضى عليه سنون‬
‫‪ ،‬ول يرد ما عليه من زكاة ‪ ،‬لزمه إخراج الزكاة عن جيعها ‪ ،‬سواء علم وجوب الزكاة ‪،‬‬
‫أم ل يعلم ‪ ،‬وسواء كان ف دار السلم أو ف دار الرب ( ‪ . ) 1‬وقال ابن النذر ‪ :‬لو‬
‫غلب أهل البغي على بلد ‪ ،‬ول يؤد أهل ذلك البلد الزكاة أعواما ‪ ،‬ث ظفر بم المام ‪،‬‬
‫أخذ منهم زكاة الاضي ‪ ،‬ف قول مالك ‪ ،‬والشافعي ‪ ،‬وأب ثور ‪ .‬دفع القيمة بدل العي ‪:‬‬
‫ل يوز دفع القيمة بدل العي النصوص عليها ف الزكوات إل عند عدمها ‪ ،‬وعدم النس‬
‫‪ .‬وذلك لن الزكاة عبادة ‪ ،‬ول يصح أداء العبادة إل على الهة الأمور با شرعا ‪،‬‬
‫وليشارك الفقراء الغنياء ف أعيان الموال ‪ .‬وف حديث معاذ ‪ :‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم بعثه إل اليمن ‪ ،‬فقال ‪ " :‬خذ الب من الب ‪ ،‬والشاة من الغنم ‪ ،‬والبعي من‬
‫البل ‪ ،‬والبقرة من البقر " ‪ .‬رواه أبو داود ‪ ،‬وابن ماجه ‪ ،‬والبيهقي ‪ ،‬والاكم ‪ .‬وفيه‬
‫انقطاع ‪ ،‬فإن عطاء ل يسمع معاذا ‪ .‬قال الشوكان ‪ ( :‬الق أن الزكاة واجبة من العي ‪،‬‬
‫ل يعدل عنها إل القيمة إل لعذر ) ‪ .‬وجوز أبو حنيفة إخراج القيمة ‪ ،‬سواء قدر على‬

‫‪317‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العي أم ل يقدر ‪ ،‬فإن الزكاة حق الفقي ‪ ،‬ول فرق بي القيمة والعي عنده ‪ .‬وقد روى‬
‫البخاري ‪ -‬معلقا بصيغة الزم ‪ -‬ان معاذا قال لهل اليمن ‪ :‬ايتون بعرض ثياب ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا مذهب الشافعي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 382‬خيص ( ‪ . ) 1‬أو‬
‫لبيس ف الصدقة مكان الشعي والذرة ‪ ،‬أهون عليكم ‪ .‬وخي لصحاب النب صلى ال‬
‫عليه وسلم بالدينة ‪ .‬الزكاة ف الال الشترك إذا كان الال مشتركا بي شريكي ‪ ،‬أو أكثر‬
‫‪ ،‬ل تب الزكاة على واحد منهم ‪ ،‬حت يكون لكل واحد منهم نصاب كامل ‪ ،‬ف قول‬
‫أكثر أهل العلم ‪ .‬هذا ف غي اللطة ف اليوان الت تقدم الكلم عليها واللف فيها ‪.‬‬
‫الفرار من الزكاة ذهب مالك ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬والوزاعي ‪ ،‬وإسحاق ‪ ،‬وأبو عبيد إل أن من‬
‫ملك نصابا ‪ ،‬من أي نوع من أنواع الالك ‪ ،‬فباعه قبل الول ‪ ،‬أو وهبه ‪ ،‬أو أتلف جزءا‬
‫منه ‪ ،‬بقصد الفرار من الزكاة ل تسقط الزكاة عنه ‪ ،‬وتؤخذ منه ف آخر الول إذا كان‬
‫تصرفه هذا ‪ ،‬عند أقرب الوجوب ‪ ،‬ولو فعل ذلك ف أول الول ل تب الزكاة ‪ ،‬لن‬
‫ذلك ليس بظنة للفرار ‪ .‬وقال أبو حنيفة والشافعي ‪ :‬تسقط عنه الزكاة ‪ ،‬لنه نقص قبل‬
‫تام الول ‪ ،‬ويكون مسيئا وعاصيا ل ‪ ،‬بروبه منها ‪ .‬استدل الولون بقول ال تعال ‪:‬‬
‫( إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب النة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحي ( ‪ ) 2‬ول يستثنون‬
‫( ‪ ) 3‬فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصري ) ( ‪ ) 4‬فعاقبهم ال‬
‫بذلك ‪ ،‬لفرارهم من الصدقة ‪ .‬ولنه قصد إسقاط نصيب من انعقد سبب استحقاقه فلم‬
‫يسقط ‪ ،‬كما لو طلق امرأته ‪ ،‬ف مرض موته ‪ .‬ولنه لا قصد قصدا فاسدا ‪ ،‬اقتضت‬
‫الكمة معاقبته بنقيض مقصوده ‪ ،‬كمن قتل مورثه ‪ ،‬لستعجال مياثه ‪ ،‬عاقبه الشارع‬
‫بالرمان ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬الميص " الثوب من الز له علمان ‪ ( ) 2 ( .‬ليصر منها‬
‫) يقطعون ثارها وقت الصباح ‪ ) 3 ( .‬يقولون ‪ :‬إن شاء ال ‪ ( ) 4 ( .‬الصري ) الليل‬
‫الظلم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 383‬مصارف الزكاة مصارف الزكاة ثانية أصناف ‪ ،‬حصرها‬
‫ال ف قوله ‪ " :‬إنا الصدقات للفقراء ( ‪ ) 1‬والساكي والعاملي عليها والؤلفة قلوبم وف‬
‫الرقاب والغارمي وف سبيل ال وابن السبيل فريضة من ال وال عليم حكيم " ‪ .‬وعن‬
‫زياد بن الارث الصدائي قال ‪ :‬أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فبايعته ‪ ،‬فأتى رجل‬
‫فقال ‪ :‬أعطن من الصدقة فقال ‪ " :‬إن ال ل يرض بكم نب ‪ ،‬ول غيه ف الصدقات‬

‫‪318‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حت حكم فيها هو ‪ ،‬فجزأها ثانية أجزاء ‪ .‬فإن كنت من تلك الجزاء أعطيتك " رواه‬
‫أبو داود ‪ .‬وفيه عبد الرحن الفريقي متكلم فيه ‪ .‬وهذا هو بيان الصناف الثمانية‬
‫الذكورة ف الية ‪ 1 ( :‬و ‪ - ) 2‬الفقراء والساكي ‪ :‬وهم الحتاجون الذين ل يدون‬
‫كفايتهم ‪ ،‬ويقابلهم الغنياء الكفيون ما يتاجون إليه ‪ .‬وتقدم أن القدر الذي يصي به‬
‫النسان غنيا ‪ ،‬هو قدر النصاب الزائد عن الاجة الصلية ‪ ،‬له ولولده ‪ ،‬من أكل‬
‫وشرب ‪ ،‬وملبس ‪ ،‬ومسكن ‪ ،‬ودابة ‪ ،‬وآلة حرفة ‪ ،‬ونو ذلك ‪ ،‬ما ل غن عنه ‪ .‬فكل‬
‫من عدم هذا القدر ‪ ،‬فهو فقي ‪ ،‬يستحق الزكاة ‪ .‬ففي حديث معاذ ‪ ( :‬تؤخذ من‬
‫أغنيائهم وترد على فقرائهم ) ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 383‬‬
‫فالذي تؤخذ منه ‪ ،‬هو الغن الالك للنصاب ‪ .‬والذي ترد إليه هو القابل له وهو الفقي‬
‫الذي ل يلك القدر الذي يلكه الغن ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬اللم للملك ‪ ،‬أو الستحقاق ‪،‬‬
‫أو بتقدير مفروضة ‪ ،‬كمنا يدل عليه آخر الية وهو " فريضة من ال " ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 384‬وليس هناك فرق بي الفقراء ‪ ،‬وبي والساكي ‪ ،‬من حيث الاجة والفاقة ومن‬
‫حيث استحقاقهم الزكاة ‪ ،‬والمع بي الفقراء والساكي ف الية ‪ ،‬مع العطف القتضي‬
‫للتغاير ‪ ،‬ل يناقض ما قلناه ‪ ،‬فإن الساكي ‪ -‬وهم قسم من الفقراء ‪ -‬لم وصف خاص‬
‫بم ‪ ،‬وهذا كاف ف الغايرة ‪ .‬فقد جاء ف الديث ‪ ،‬ما يدل على أن الساكي هم الفقراء‬
‫الذين يتعففون عن السؤال ‪ ،‬ول يتفطن لم الناس فذكرتم الية ‪ ،‬لنه ربا ل يفطن إليهم‬
‫‪ ،‬لتجملهم ‪ .‬فعن أب هريرة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ليس السكي‬
‫الذي ترده التمرة والتمرتان ‪ ،‬ول اللقمة واللقمتان ‪ ،‬إنا السكي الذي يتعفف ‪ ،‬اقرءوا إن‬
‫شئتم ‪ " :‬ل يسألون الناس إلافا " وف لفظ ‪ " :‬ليس السكي الذي يطوف على الناس‬
‫ترده اللقمة واللقمتان ‪ ،‬والتمرة والتمرتان ‪ ،‬ولكن السكي الذي ل يد غن يغنيه ‪ ،‬ول‬
‫يفطن له ‪ ،‬فيصدق عليه ‪ ،‬ول يقوم فيسأل الناس " ‪ .‬رواه البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ .‬مقدار ما‬
‫يعطى الفقي من الزكاة ‪ :‬من مقاصد الزكاة كفاية الفقي وسد حاجته ‪ ،‬فيعطى من‬
‫الصدقة ‪ ،‬القدر الذي يرجه من الفقر إل الغن ‪ ،‬ومن الاجة إل الكفاية ‪ ،‬على الدوام ‪،‬‬

‫‪319‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وذلك يتلف باختلف الحوال والشخاص ‪ .‬قال عمر رضي ال عنه ‪ :‬إذا أعطيتم‬
‫فأغنوا ‪ .‬يعن ف الصدقة ‪ .‬وقال القاضي عبد الوهاب ‪ :‬ل يد مالك لذلك حدا ‪ ،‬فإنه‬
‫قال ‪ :‬يعطي من له السكن ‪ ،‬والادم ‪ ،‬والدابة الذي ل غن له عنه ‪ .‬وقد جاء ف الديث‬
‫ما يدل على أن السألة تل للفقي حت يأخذ ما يقوم بعيشه ‪ ،‬ويستغن به مدى الياة ‪.‬‬
‫فعن قبيصة بن مارق اللل قال ‪ :‬تملت حالة ( ‪ ) 1‬فأتيت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أسأله فيها ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أقم حت تأتينا الصدقة ‪ ،‬فتأمر لك با " ‪ ،‬ث قال ‪ " :‬يا قبيصة‬
‫إن السألة ل تل إل لحد ثلثة ‪ :‬رجل تمل حالة ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬حالة " أي دينا‬
‫لصلح ذات البي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 385‬فحلت له السألة حت يصيبها ت يسك ‪،‬‬
‫ورجل أصابته جائحة ( ‪ ) 1‬اجتاحت ماله ‪ ،‬فحلت له السألة حت يصيب قواما من عيش‬
‫" أو قال ‪ :‬سدادا ( ‪ ) 2‬من عيش ‪ ،‬ورجل أصابته فاقة ( ‪ ) 3‬حت قول ثلثة من ذوي‬
‫الجا ( ‪ ) 4‬من قومه ‪ :‬لقد أصابت فلنا فاقة ‪ ،‬فحلت له السألة ‪ ،‬حت يصيب قواما من‬
‫عيش " أو قال سدادا من عيش ‪ " ،‬فما سواهن من السألة ‪ -‬يا قبيصة ‪ -‬فسحت ‪،‬‬
‫يأكلها صاحبها سحتا ( ‪ . " ) 5‬رواه أحد ‪ ،‬ومسلم ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬والنسائي ‪ .‬هل يعطى‬
‫القوي الكتسب من الزكاة ؟ ‪ :‬القوي الكتسب ل يعطى من الزكاة مثل الغن ‪- 1 .‬‬
‫فعن عبيد ال بن عدي اليار ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبن رجلن أنما أتيا النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ف حجة الوداع وهو يقسم الصدقة فسأله منها ‪ ،‬فرفع فينا البصر وخفضه فرآنا جلدين (‬
‫‪ ) 6‬فقال ‪ " :‬إن شئتما أعطيتكما ‪ ،‬ول حظ فيها لغن ‪ ،‬ول لقوي مكتسب ( ‪. " ) 7‬‬
‫رواه أبو داود ‪ ،‬والنسائي ‪ .‬قال الطاب ‪ :‬هذا الديث أصل ‪ ،‬ف أن من ل يعلم له مال‬
‫فأمره ممول على العدم ‪ .‬وفيه دليل على ‪ :‬أنه ل يعتب ف أمر الزكاة ظاهر القوة واللد ‪،‬‬
‫دون أن يضم إليه الكسب ‪ ،‬فقد يكون من الناس من يرجع إل قوة بدنه ‪ ،‬ويكون مع‬
‫ذلك أخرق اليد ل يعتمل ‪ ،‬فمن كان هذا سبيله ل ينع من الصدقة ‪ ،‬بدللة الديث ‪2 .‬‬
‫‪ -‬وعن ريان بن يزيد ‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو ‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل‬
‫تل الصدقة لغن ول لذي مرة سوي ( ‪ . " ) 8‬رواه أبو داود والترمذي ‪ ،‬وصححه ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ " ) 1‬الائحه " أي ما أتلف الال كالريق ‪ " ) 2 ( .‬سدادا " أي ما تقوم‬
‫به حاجته ويستغن به ‪ ،‬وهو بعن السداد ‪ ) 3 ( .‬فاقة " أي الفقر والاجة ‪" ) 4 ( .‬‬

‫‪320‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الجا " أي العقل ‪ " ) 5 ( .‬السحت " أي الرام ‪ " ) 6 ( .‬جلدين " أي قويي ‪) 7 ( .‬‬
‫أي يكتسب قدر كفايته ‪ ،‬قاله الشوكان ‪ ) 8 ( .‬الرة ‪ :‬شدة أسر اللق ‪ ،‬وصحة البدن‬
‫الت يكون معها احتمال الكد والتعب ‪ " .‬وسوي " ‪ :‬سليم العضاء ‪ / .‬صفحة ‪/ 386‬‬
‫وهذا مذهب الشافعي ‪ ،‬وإسحق ‪ ،‬وأب عبيد ‪ ،‬وأحد ‪ .‬وقال الحناف ‪ :‬يوز للقوي أن‬
‫يأخذ الصدقة إذا ل يلك مائت ( ‪ ) 1‬درهم فصاعدا ‪ .‬قال النووي ‪ :‬سئل الغزال عن‬
‫القوي من أهل البيوتات الذين ل تر عادتم بالتكسب بالبدن ‪ ،‬هل له أخذ الزكاة من‬
‫سهم الفقراء ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬وهذا صحيح جار على أن العتب حرفة تليق به ‪ .‬الالك الذي‬
‫ل يد ما يفي بكفايته ‪ :‬ومن ملك نصابا ‪ ،‬من أي نوع من أنواع الال ‪ -‬وهو ل يقوم‬
‫بكفايته ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 386‬‬
‫لكثرة عياله ‪ ،‬أو لغلء السعر ‪ -‬فهو غن ‪ ،‬من حيث إنه يلك نصابا ‪ ،‬فتجب الزكاة ف‬
‫ماله ‪ ،‬وفقي من حيث إن ما يلكه ل يقوم بكفايته فيعطى من الزكاة كالفقي ‪ .‬قال‬
‫النووي ‪ :‬ومن كان له عقار ‪ ،‬ينقص دخله عن كفايته ‪ ،‬فهو فقي ‪ ،‬يعطي من الزكاة تام‬
‫كفايته ‪ ،‬ول يكلف بيعه ‪ .‬وف الغن قال اليمون ‪ :‬ذاكرت أبا عبد ال ‪ -‬أحد بن حنبل‬
‫‪ -‬فقلت ‪ :‬قد يكون للرجل البل والغنم ‪ ،‬تب فيها الزكاة وهو فقي ‪ ،‬وتكون له أربعون‬
‫شاة ‪ ،‬وتكون له الضيعة ل تكفيه ‪ ،‬فيعطى الصدقة ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬وذلك ‪ ،‬لنه ل يلك‬
‫ما يغنيه ‪ ،‬ول يقدر على كسب ما يكفيه ‪ ،‬فجاز له الخذ من الزكاة ‪ ،‬كما لو كان ما‬
‫يلك ‪ ،‬ل تب فيه الزكاة ‪ ) 3 ( .‬العاملون على الزكاة ‪ :‬وهم الذين يوليهم المام أو‬
‫نائبه ‪ ،‬العمل على جعها ‪ ،‬من الغنياء ‪ ،‬وهم الباة ‪ ،‬ويدخل فيهم الفطة لا ‪ ،‬والرعاة‬
‫للنعام منها ‪ ،‬والكتبة لديوانا ‪ .‬ويب أن يكونوا من السلمي ‪ ،‬وأن ل يكونوا من ترم‬
‫عليهم الصدقة ‪ ،‬من آل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وهم ‪ :‬بنو عبد الطلب ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي أقصاه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 387‬فعن الطلب بن ربيعة بن الارث‬
‫بن عبد الطلب ‪ :‬أنه ‪ ،‬والفضل بن العباس انطلقا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫‪ :‬ث تكلم أحدنا ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬جئناك لتؤمرنا على هذه الصدقات ‪ ،‬فنصيب ما‬

‫‪321‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يصيب الناس من النفعة ‪ ،‬ونؤدي إليك ما يؤدي الناس ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن الصدقة ل تنبغي‬
‫لحمد ‪ ،‬ول لل ممد ‪ ،‬إنا هي أوساخ الناس " رواه أحد ‪ ،‬ومسلم ‪ .‬وف لفظ ‪ " :‬ل‬
‫تل لحمد ‪ ،‬ول لل ممد " ‪ .‬ويوز أن يكونوا من الغنياء ‪ .‬فعن أب سعيد ‪ :‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تل الصدقة لغن ‪ ،‬إل لمسة ‪ :‬لعامل عليها ‪ ،‬أو رجل‬
‫اشتراها باله ‪ ،‬أو غارم ‪ ،‬أو غاز ف سبيل ال ‪ ،‬أو مسكي ‪ ،‬تصدق عليه منها فأهدى‬
‫منها لغن " رواه أحد ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬وابن ماجه ‪ ،‬والاكم ‪ ،‬وقال ‪ :‬صحيح على شرط‬
‫الشيخي ‪ ،‬وأن أخذهم من الزكاة ‪ ،‬إنا هو أجر نظي أعمالم ‪ .‬فعن عبد ال بن السعدي‬
‫‪ :‬أنه قدم على عمر بن الطاب رضي ال عنه من الشام ‪ ،‬فقال ‪ :‬أل أخب أنك تعمل على‬
‫عمل من أعمال السلمي فتعطى عليه عمالة ( ‪ ) 1‬فل تقبلها ؟ قال ‪ :‬أجل ‪ ،‬إن ل أفراسا‬
‫واعبدا ‪ ،‬وأنا بي ‪ ،‬وأريد أن يكون عملي صدقة على السلمي ‪ ،‬فقال عمر ‪ :‬إن أردت‬
‫الذي أردت ‪ ،‬وكان النب صلى ال عليه وسلم يعطين الال فأقول ‪ :‬أعطه من هو أفقر إليه‬
‫من ‪ ،‬وإنه أعطان مرز مال ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬أعطه من هو أحوج إليه من ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما آتاك‬
‫ال عزوجل من هذا الال ‪ ،‬من غي مسألة ‪ ،‬ول إشراف فخذه فتموله أو تصدق به ‪،‬‬
‫ومال ‪ ،‬فل تتبعه نفسك " رواه البخاري والنسائي ‪ .‬وينبغي أن تكون الجرة بقدر‬
‫الكفاية ‪ .‬فعن الستورد بن شداد ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من ول لنا عمل‬
‫وليس له منل فليتخذ منل ‪ ،‬أو ليست له زوجة فليتزوج ‪ ،‬أو ليس له خادم فليتخذ‬
‫خادما ‪ ،‬أو ليست له دابة فليتخذ دابة ‪ ،‬ومن أصاب شيئا سوى ذلك فهو غال " رواه‬
‫أحد ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬وسنده صال ‪ .‬قال الطاب ‪ :‬هذا يتأول على وجهي ‪ ( :‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬رزق العامل على عمله ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 388‬أحدها ‪ :‬أنه إنا أباح اكتساب‬
‫الادم والسكن ‪ ،‬من عمالته ‪ ،‬الت هي أجر مثله وليس له أن يرتفق بشئ سواها ‪ .‬والوجه‬
‫الثان ‪ :‬أن للعامل السكن والدمة ‪ ،‬فإن ل يكن له مسكن ‪ ،‬ول خادم استؤجر له من‬
‫يدمه ‪ ،‬فيكفيه مهنة مثله ‪ ،‬ويكترى ( ‪ ) 1‬له مسكن يسكنه ‪ ،‬مدة مقامه ف عمله ‪4 ( .‬‬
‫) والؤلفة قلوبم ‪ ) 2 ( :‬وهم الماعة الذين يراد تأليف قلوبم وجعها على السلم أو‬
‫تثبيتها عليه ‪ ،‬لضعف إسلمهم ‪ ،‬أو كف شرهم عن السلمي ‪ ،‬أو جلب نفعهم ف‬
‫الدفاع عنهم ‪ .‬وقد قسمهم الفقهاء إل مسلمي وكفار ‪ .‬اما السلمون فهم اربعة ‪- 1 :‬‬

‫‪322‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قوم من سادات السلمي وزعمائهم ‪ ،‬لم نظراء من الكفار ‪ ،‬إذا أعطوا رجي إسلم‬
‫نطرائهم ‪ ،‬كما أعطى أبو بكر رضي ال عنه عدي بن حات ‪ ،‬والزبرقان بن بدر ‪ ،‬مع‬
‫حسن إسلمهما ‪ ،‬لكانتهما ف قومهما ‪ - 2 .‬زعماء ضعفاء اليان من السلمي ‪،‬‬
‫مطاعون ف أقوامهم يرجى بإعطائهم تثبيتهم ‪ ،‬وقوة إيانم ‪ ،‬ومناصحتهم ف الهاد وغيه‬
‫‪ ،‬كالذين أعطاهم النب صلى ال عليه وسلم العطايا الوافرة من غنائم هوازن ‪ .‬وهم بعض‬
‫الطلقاء من أهل مكة ‪ ،‬الذين أسلموا ‪ ،‬فكان منهم النافق ‪ ،‬ومنهم ضعيف اليان ‪ ،‬وقد‬
‫ثبت أكثرهم بعد ذلك ‪ ،‬وحسن إسلمه ‪ - 3 .‬قوم من السلمي ف الثغور ‪ ،‬وحدود‬
‫بلد العداء يعطون ‪ ،‬لا يرجى من دفاعهم ‪ ،‬عما وراءهم من السلمي إذا هاجهم العدو‬
‫‪ .‬قال صاحب النار ‪ :‬وأقول ‪ :‬إن هذا العمل هو الرابطة وهؤلء الفقهاء يدخلونا ف‬
‫سهم سبيل ال ‪ ،‬كالغزو القصود منها ‪ :‬وأول منهم بالتأليف ف‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 388‬‬
‫زماننا ‪ ،‬قوم من السلمي يتألفهم الكفار ليدخلوهم تت حايتهم ‪ ،‬أو ف دينهم ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ " ) 1‬يكترى " أي يستأجر ‪ ) 2 ( .‬هذا الكلم منقول من تفسي النار ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 389‬فإننا ند دول الستعمار الطامعة ف استعباد جيع السلمي ‪ ،‬وف‬
‫ردهم عن دينهم يصصون من أموال دولم سهما ‪ ،‬للمؤلفة قلوبم من السلمي ‪ ،‬فمنهم‬
‫من يؤلفونه لجل تنصيه ‪ ،‬وإخراجه من حظية السلم ‪ ،‬ومنهم من يؤلفونه لجل‬
‫الدخول ف حايتهم ومشاقة الدول السلمية ‪ ،‬والوحدة السلمية ‪ ،‬أفليس السلمون أول‬
‫بذا منهم ؟ ‪ - 4‬قوم من السلمي يتاج إليهم لبابة الزكاة ‪ ،‬وأخذها من ل يعطيها إل‬
‫بنفوذهم وتأثيهم ‪ -‬إل أن يقاتلوا ‪ ،‬فيختار بتأليفهم وقيامهم بذه الساعدة للحكومة‬
‫أخف الضررين ‪ ،‬أرجح الصلحتي ‪ .‬وأما الكفار فهم قسمان ‪ - 1 :‬من يرجى إيانه‬
‫بتأليفه ‪ ،‬مثل صفوان بن أمية ‪ ،‬الذي وهب له النب صلى ال عليه وسلم المان يوم فتح‬
‫مكة ‪ ،‬وأمهله أربعة أشهر لينظر ف أمره ويتار لنفسه ‪ ،‬وكان غائبا ‪ ،‬فحضر وشهد مع‬
‫السلمي غزوة حني قبل إسلمه ‪ .‬وكان النب صلى ال عليه وسلم استعار سلحه منه لا‬
‫خرج إل حني ‪ ،‬وقد أعطاه النب صلى ال عليه وسلم إبل كثية مملة ‪ ،‬كانت ف واد‬

‫‪323‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقال ‪ :‬هذا عطاء من ل يشى الفقر ‪ .‬وقال ‪ :‬وال لقد أعطان النب صلى ال عليه وسلم‬
‫وإنه لبغض الناس إل ‪ ،‬فما زال يعطين حت إنه لحب الناس إل ‪ - 2 .‬من يشى‬
‫شره ‪ ،‬فيجى بإعطائه كف شره ‪ .‬قال ابن عباس ‪ :‬إن قوما كانوا يأتون النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فإن أعطاهم ‪ ،‬مدحوا السلم ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬هذا دين حسن ‪ ،‬وإن منعهم ‪،‬‬
‫ذموا ‪ ،‬وعابوا ‪ .‬وكان من هؤلء أبو سفيان بن حرب ‪ ،‬والقرع بن حابس ‪ ،‬وعيينة ابن‬
‫حصن ‪ ،‬وقد أعطى النب صلى ال عليه وسلم كل واحد من هؤلء ‪ ،‬مائة من البل ‪.‬‬
‫وذهبت الحناف ‪ :‬إل أن سهم الؤلفة قلوبم قد سقط بإعزاز ال لدينه ‪ ،‬فقد جاء عيينة‬
‫بن حصن ‪ ،‬والقرع بن حابس ‪ ،‬وعباس بن مرداس ‪ ،‬وطلبوا من أب بكر نصبهم ‪،‬‬
‫فكتب لم به ‪ ،‬وجاءوا إل عمر ‪ ،‬وأعطوه الط ‪ ،‬فأب ومزقه ‪ ،‬وقال ‪ :‬هذا شئ كان‬
‫النب صلى ال عليه وسلم يعطيكموه ‪ / ،‬صفحة ‪ / 390‬تأليفا لكم على السلم ‪ ،‬والن‬
‫قد أعز ال السلم ‪ ،‬وأغن عنكم ‪ ،‬فإن ثبتم على السلم ‪ ،‬وإل فبيننا وبينكم السيف‬
‫( وقل الق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) فرجعوا إل أب بكر رضي ال‬
‫عنه ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬الليفة أنت أم عمر ؟ بذلت لنا الط فمزقه عمر ‪ ،‬فقال ‪ :‬هو إن شاء ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬إن أبا بكر وافق عمر ‪ ،‬ول ينكر أحد من الصحابة كما أنه ل ينقل عن عثمان‬
‫وعلي أنما أعطيا أحدا من هذا الصنف ‪ .‬وياب عن هذا ‪ :‬بأن هذا اجتهاد من عمر ‪،‬‬
‫وأنه رأى أنه ليس من الصلحة إعطاء هؤلء ‪ ،‬بعد أن ثبت السلم ف أقوامهم ‪ ،‬وأنه ل‬
‫ضرر يشى من ارتدادهم عن السلم ‪ .‬وكون عثمان وعلي ل يعطيا أحدا من هذا‬
‫الصنف ‪ ،‬ل يدل على ما ذهبوا إليه ‪ ،‬من سقوط سهم الؤلفة قلوبم ‪ ،‬فقد يكون ذلك‬
‫لعدم وجود الاجة إل أحد من الكفار ‪ ،‬وهذا ل يناف ثبوته ‪ ،‬لن احتاج إليه من الئمة ‪،‬‬
‫على أن العمدة ف الستدلل هو الكتاب والسنة فهما الرجع الذي ل يوز العدول عنه‬
‫بال ‪ .‬وقد روى أحد ‪ ،‬ومسلم عن أنس ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم ل يكن يسأل‬
‫شيئا على السلم إل أعطاه ‪ ،‬فأتاه رجل فسأله ‪ ،‬فأمر له بشاء كثي ‪ ،‬بي جبلي ‪ ،‬من‬
‫شاء الصدقة ‪ ،‬فرجع إل قومه فقال ‪ ،‬يا قوم أسلموا ‪ ،‬فإن ممدا يعطي عطاء من ل يشى‬
‫الفاقة ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬وقد ذهب إل جواز التأليف العترة والبان ‪ ،‬والبلخي ‪ ،‬وابن‬
‫مبشر ( ‪ . ) 1‬وقال الشافعي ‪ :‬ل تتألف كافرا ‪ ،‬فأما الفاسق فيعطى من سهم التأليف ‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال أبو حنيفة وأصحابه ‪ :‬قد سقط بانتشار السلم وغلبته ‪ ،‬واستدلوا على ذلك ‪،‬‬
‫بامتناع أب بكر من إعطاء أب سفيان ‪ ،‬وعيينة ‪ ،‬والقرع ‪ ،‬وعباس ابن مرداس ‪ .‬والظاهر‬
‫جواز التأليف عند الاجة إليه ‪ .‬فإذا كان ف زمن المام قوم ل يطيعونه إل للدنيا ‪ ،‬ول‬
‫يقدر على إدخالم تت طاعته إل بالقسر ( ‪ ) 2‬والغلب ( هامش ) ( ‪ ) 1‬وكذا مالك ‪،‬‬
‫وأحد ‪ ،‬ورواية عن الشافعي ‪ ) 2 ( .‬القهر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 391‬فله أن يتألفهم ‪،‬‬
‫ول يكون لفشو السلم تأثي ‪ ،‬لنه ل ينفع ف خصوص هذه الواقعة ‪ .‬وف النار ‪" :‬‬
‫وهذا هو الق ف جلته ‪ ،‬وإنا يئ الجتهاد ف تفصيله من حيث الستحقاق ‪ ،‬ومقدار‬
‫الذي يعطى من الصدقات ‪ ،‬ومن الغنائم إن وجدت ‪ ،‬وغيها من أموال الصال ‪.‬‬
‫والواجب فيه الخذ برأي أهل الشورى ‪ ،‬كما كان يفعل اللفاء ف المور الجتهادية ‪،‬‬
‫وف اشتراط العجز عن إدخال المام إياهم تت طاعته بالغلب نظر ‪ ،‬فإن هذا ل يطرد ‪،‬‬
‫بل الصل فيه ترجيح أخف الضررين ‪ .‬وخي الصلحتي " ‪ ) 5 ( .‬وف الرقاب ‪ :‬ويشمل‬
‫الكاتبي ‪ ،‬والرقاء فيعان الكاتبون بال الصدقة لفك رقابم من الرق ‪ ،‬ويشترى به العبيد‬
‫‪ ،‬ويعتقون ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 391‬‬
‫فعن الباء قال ‪ :‬جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ ،‬دلن على عمل يقربن من‬
‫النة ‪ ،‬ويبعدن من النار ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أعتق النسمة وفك الرقبة " فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أو‬
‫ليسا واحدا ؟ قال ‪ " :‬ل ‪ ،‬عتق الرقبة ‪ ،‬أن تنفرد بعتقها ‪ ،‬وفك الرقبة أن تعي بثمنها "‬
‫رواه أحد ‪ ،‬والدارقطن ورجاله ثقات ‪ .‬وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫‪ " :‬ثلثة كلهم حق على ال عونه ‪ :‬الغازي ف سبيل ال ‪ ،‬والكاتب الذي يريد الداء ‪،‬‬
‫والناكح والتعفف ( ‪ " ) 1‬رواه وأحد ‪ ،‬وأصحاب السنن ‪ ،‬وقال الترمذي ‪ :‬حسن‬
‫صحيح ‪ .‬قال الشوكان ‪ " :‬قد اختلف العلماء ف الراد بقوله تعال ‪ " :‬وف الرقاب "‬
‫فروي عن علي بن أب طالب ‪ ،‬وسعيد بن جبي ‪ ،‬والليث ‪ ،‬والثوري ‪ ،‬والعترة ‪،‬‬
‫والنفية ‪ ،‬والشافعية ‪ ،‬وأكثر أهل العلم ‪ :‬أن الراد به الكاتبون ‪ ،‬من الزكاة على الكتابة ‪.‬‬
‫وروي عن ابن عباس ‪ ،‬والسن البصري ‪ ،‬ومالك ‪ ،‬وأحد بن حنبل ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪) 1‬‬

‫‪325‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الذي يريد العفاف بالزواج ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 392‬وأب ثور ‪ ،‬وأب عبيد ‪ -‬وإليه مال‬
‫البخاري ‪ ،‬وابن النذر ‪ : -‬أن الراد بذلك أنا تشترى رقاب لتعتق ‪ .‬واحتجوا بأنا لو‬
‫اختصت بالكاتب لدخل ف حكم الغارمي ‪ ،‬لنه غارم ‪ ،‬وبأن شراء الرقبة لتعتق أول من‬
‫إعناة الكاتب ‪ ،‬لنه قد يعان ول يعتق ‪ ،‬لن الكاتب عبد ‪ ،‬ما بقي عليه درهم ‪ ،‬ولن‬
‫الشراء يتيسر ف كل وقت ‪ ،‬بلف الكتابة ‪ .‬وقال الزهري ‪ :‬إنه يمع بي المرين ‪ ،‬وإليه‬
‫أشار الصنف ( ‪ ) 1‬وهو الظاهر ‪ ،‬لن الية تتمل المرين ‪ .‬وحديث الباء الذكور ‪،‬‬
‫فيه دليل على أن فك الرقاب غي عتقها ‪ ،‬وعلى أن العتق ‪ ،‬وإعانة الكاتبي على مال‬
‫الكتاب ‪ ،‬من العمال القربة إل النة والبعدة من النار ‪ ) 6 ( .‬والغارمون ‪ :‬وهم الذين‬
‫تملوا الديون ‪ ،‬وتعذر عليهم أداؤها ‪ ،‬وهم أقسام ‪ :‬فمنهم من تمل حالة ‪ ،‬أو ضمن‬
‫دينا فلزمه ‪ ،‬فأجحف باله أو استدان لاجته إل الستدانة ‪ ،‬أو ف معصية تاب منها ‪،‬‬
‫فهؤلء جيعا يأخذون من الصدقة ما بقي بديونم ‪ - 1 .‬روى أحد ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬وابن‬
‫ماجه ‪ ،‬والترمذي ‪ ،‬وحسنه ‪ ،‬عن أنس رضي ال عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫‪ " :‬ل تل السألة إل لثلث ‪ ،‬لذي فقر مدقع ( ‪ ) 2‬أو لذى غرم ( ‪ ) 3‬مفظع ( ‪، ) 4‬‬
‫أو لذي دم موجع ( ‪ - 2 " ) 5‬وروى مسلم عن أب سعيد الدري رضي ال عنه ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬أصيب ( هامش ) ( ‪ ) 1‬مؤلف كتاب منتفى الخبار ‪ " ) 2 ( .‬مدقع " أي شديد ‪،‬‬
‫أي ملصق صاحبه بالدقعاء ‪ ،‬وهي الرض الت ل نبات فيها ‪ " ) 3 ( .‬غرم " أي ما يلزم‬
‫أداؤه تكلفا ‪ ،‬ل ف مقابلة عوض ‪ " ) 4 ( .‬مفظع " أي شديد ‪ :‬شنيع ‪ ،‬ماوز للحد ‪( .‬‬
‫‪ ) 5‬هو الذي يتحمل دية عن قريبه ‪ ،‬أو صديقه القاتل ‪ ،‬يدفعها إل أولياء القتول ‪ ،‬وإن‬
‫ل يدفعها قتل قريبه ‪ ،‬أو صديقه القاتل ‪ ،‬الذي يتوجع لقتله وإراقة دمه ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 393‬رجل ف عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ثار ابتاعها ( ‪ ، ) 1‬فكثر‬
‫دينه ‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه واله وسلم ‪ " :‬تصدقوا عليه " ‪ ،‬فتصدق الناس عليه ‪ ،‬فلم‬
‫يبلغ ذلك وفاء دينه ‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم لغرمائه ‪ " .‬خذوا ما وجدت ‪ ،‬وليس‬
‫لكم إل ذلك ( ‪ - 3 " ) 2‬وتقدم حديث قبيصة بن مارق قال ‪ :‬تملت حالة فأتيت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أسأله فيها ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أقم حت تأتينا الصدقة فتأمر لك با‬
‫" الديث ‪ .‬قال العلماء ‪ :‬والمالة ‪ ،‬ما يتحمله النسان ‪ ،‬ويلتزمه ف ذمته بالستدانة ‪،‬‬

‫‪326‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ليدفعه ف إصلح ذات البي ‪ ،‬وقد كانت العرب إذا وقعت بينهم فتنة ‪ ،‬اقتضت غرامة ف‬
‫دية ‪ ،‬أو غيها ‪ :‬قام أحدها فتبع بالتزام ذلك والقيام به ‪ ،‬حت ترتفع تلك الفتنة الثائرة ‪،‬‬
‫ول شك أن هذا من مكارم الخلق ‪ .‬وكانوا إذا علموا أن أحدهم تمل حالة بادروا‬
‫إل معونته ‪ ،‬وأعطوه ما تبأ به ذمته ‪ ،‬وإذا سأل ف ذلك ل يعد نقصا ف قدره ‪ ،‬بل فخرا‬
‫‪ .‬ول يشترط ف أخذ الزكاة فيها ‪ ،‬أن يكون عاجزا عن الوفاء با ‪ ،‬بل له الخذ ‪ ،‬وإن‬
‫كان ف ماله الوفاء ‪ ) 7 ( .‬وف سبيل ال ‪ :‬سبيل ال ‪ ،‬الطريق الوصل إل مرضاته من‬
‫العلم ‪ ،‬والعمل ‪ .‬وجهور العلماء ‪ ،‬على أن الراد به هنا الغزو ‪ ،‬وأن سهم ( سبيل ال )‬
‫يعطى للمتطوعي من الغزاة ‪ ،‬الذين ليس لم مرتب من الدولة ‪ .‬فهؤلء لم سهم من‬
‫الزكاة ‪ ،‬يعطونه ‪ ،‬سواء كانوا من الغنياء أم الفقراء ‪ .‬وقد تقدم حديث رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬ل تل الصدقة لغن إل لمسة ‪ .‬الغازي ف سبيل ال ‪ . .‬ال " ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي من أجل ثار اشتراها ‪ ) 2 ( .‬أي ليس لكم الن إل الوجود وليس‬
‫لكم حبسه ما دام معسرا فليس فيه إبطال حق الغرماء فيما بقي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 394‬‬
‫والج ليس من سبيل ال ‪ .‬الت تصرف فيها الزكاة ‪ ،‬لنه مفروض على الستطيع ‪ ،‬دون‬
‫غيه ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 394‬‬
‫وف تفسي النار ‪ " :‬يوز الصرف من هذا السهم على تأمي طرق الج ‪ ،‬وتوفي الاء ‪،‬‬
‫والغذاء وأسباب الصحة للحجاج ‪ ،‬إن ل يوجد لذلك مصرف آخر ‪ " .‬وفيه ‪ " :‬وف‬
‫سبيل ال " وهو يشتمل سائر الصال الشرعية العامة ‪ ،‬الت هي ملك أمر الدين ‪ ،‬والدولة‬
‫‪ :‬وأولا ‪ ،‬وأولها بالتقدي ‪ ،‬الستعداد للحرب ‪ ،‬بشراء السلح ‪ ،‬وأغذية الند ‪،‬‬
‫وأدوات النقل ‪ ،‬وتهيز الغزاة ‪ .‬ولكن الذي يهز به الغازي يعود بعد الرب إل بيت‬
‫الال ‪ ،‬إن كان ما يبقى ‪ ،‬كالسلح ‪ ،‬واليل ‪ ،‬وغي ذلك ‪ ،‬لنه ل يلكه دائما ‪ ،‬بصفة‬
‫الغزو الت قامت به ‪ ،‬بل يستعمله ف سبيل ال ‪ ،‬ويبقى بعد زوال تلك الصفة منه ف سبيل‬
‫ال ‪ ،‬بلف الفقي ‪ ،‬والعامل عليها ‪ ،‬والغارم والؤلف ‪ ،‬وابن السبيل ‪ ،‬فإنم ل يردون ما‬
‫أخذوا ‪ ،‬بعد فقد الصفة الت أخذوا با ‪ .‬ويدخل ف عمومه إنشاء الستشفيات‬

‫‪327‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العسكرية ‪ ،‬وكذا اليية العامة ‪ ،‬وإشراع الطرق ‪ ،‬وتعبيدها ‪ ،‬ومد الطوط الديدية‬
‫العسكرية ‪ ،‬ل التجارية ‪ ،‬ومنها بناء البوارج الدرعة ‪ ،‬والناطيد ‪ ،‬والطيارات الربية ‪،‬‬
‫والصون ‪ ،‬والنادق ‪ .‬ومن أهم ما ينفق ف سبيل ال ‪ ،‬ف زماننا هذا ‪ ،‬إعداد الدعاة إل‬
‫السلم ‪ ،‬وإرسالم إل بلد الكفار ‪ ،‬من قبل جعيات منظمة تدهم بالال الكاف ‪ ،‬كما‬
‫يفعله الكفار ف نشر دينهم ‪ .‬ويدخل فيه النفقة على الدارس ‪ ،‬للعلوم الشرعية ‪ ،‬وغيها‬
‫ما تقوم به الصلحة العامة ‪ .‬وف هذه الالة يعطى منها معلمو هذه الدارس ‪ ،‬ما داموا‬
‫يؤدون وظائفهم الشروعة ‪ ،‬الت ينقطعون با عن كسب آخر ول يعطى عال غن لجل‬
‫علمه ‪ ،‬وإن كان يفيد الناس به ‪ .‬انتهى ‪ / .‬صفحة ‪ ) 8 ( / 395‬وابن السبيل ‪ :‬اتفق‬
‫العلماء على أن السافر النقطع عن بلده يعطى من الصدقة ‪ ،‬ما يستعي به على تقيق‬
‫مقصده ‪ ،‬إذا ل يتيسر له شئ من ماله ‪ ،‬نظرا لفقره العارض ‪ .‬واشترطوا أن يكون سفره‬
‫ف طاعة ‪ ،‬أو ف غي معصية ‪ .‬واختلفوا ف السفر الباح ‪ .‬والختار عند الشافعية ‪ :‬أنه‬
‫يأخذ من الصدقة ‪ ،‬حت لو كان السفر للتفرج ‪ ،‬والتنه ‪ . .‬وابن السبيل عند الشافعية‬
‫قسمان ‪ ) 1 ( :‬من ينشئ سفرا من بلد مقيم به ‪ ،‬ولو كان وطنه ‪ ) 2 ( .‬غريب‬
‫مسافر ‪ ،‬يتاز بالبلد ‪ .‬وكلها له الق ف الخذ من الزكاة ‪ ،‬ولو وجد من يقرضه‬
‫كفايته ‪ ،‬وله ببلده ‪ ،‬ما يقتضي به دينه ‪ .‬وعند مالك ‪ ،‬وأحد ‪ :‬ابن السبيل الستحق‬
‫للزكاة ‪ ،‬يتص بالجتاز دون النشئ ول يعطى من الزكاة من إذا وجد مقرضا يقرضه‬
‫وكان له من الال ببلده ‪ ،‬ما يفي بقرضه ‪ .‬فإن ل يد مقرضا ‪ ،‬أو ل يكن له مال يقضى‬
‫منه قرضه ‪ ،‬أعطي من الزكاة ‪ .‬توزيع الزكاة على الستحقي ‪ ،‬كلهم ‪ ،‬أو بعضهم ‪:‬‬
‫الصناف الثمانية ‪ ،‬الستحقون للزكاة ‪ ،‬الذكورون ف الية هم ‪ :‬الفقراء والساكي ‪،‬‬
‫والعاملون عليها ‪ ،‬والؤلفة قلوبم ‪ ،‬والرقاء ‪ ،‬والغارمون وأبناء السبيل ‪ ،‬والجاهدون ‪.‬‬
‫وقد اختلف الفقهاء ف توزيع الصدقة عليهم ‪ :‬فقال الشافعي واصحابه ‪ :‬إن كان مفرق‬
‫الزكاة هو الالك أو وكيله ‪ ،‬سقط نصيب العامل ‪ ،‬ووجب صرفها إل الصناف السبعة‬
‫الباقي ‪ ،‬إن وجدوا ‪ /‬صفحة ‪ / 396‬وإل فللموجود منهم ‪ ،‬ول يوز ترك صنف منهم ‪،‬‬
‫مع وجوده ‪ ،‬فإن تركه ضمن نصيبه ‪ .‬وقال إبراهيم النخعي ‪ :‬إن كان الال كثيا ‪ ،‬يتمل‬
‫الجزاء قسمه على الصناف ‪ .‬وإن كان قليل جاز أن يوضع ف صنف واحد ‪ .‬وقال‬

‫‪328‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أحد بن حنبل ‪ :‬تفريقها أول ‪ ،‬ويزئه أن يضعه ف صنف واحد ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬يتهد‬
‫ويتحرى موضع الاجة منهم ‪ ،‬ويقدم الول فالول ‪ ،‬من أهل اللة ( ‪ ) 1‬والفاعة ‪ ،‬فإن‬
‫رأى اللة ف الفقراء ف عام ‪ ،‬أكثر قدمهم ‪ ،‬وإن رآهم ف أبناء السبيل ف عام آخر ‪،‬‬
‫حولا إليهم ‪ .‬وقالت الحناف ‪ .‬وسفيان الثوري ‪ :‬هو مي يضعها ف أي الصناف شاء‬
‫‪ .‬وهذا مروي عن حذيفة ‪ ،‬وابن عباس ‪ ،‬وقول السن البصري ‪ ،‬وعطاء ابن أب رباح ‪.‬‬
‫وقال أبو حنيفة ‪ :‬وله صرفها إل شخص واحد ‪ ،‬من أحد الصناف ‪ .‬سبب اختلفهم‬
‫ومنشؤه ‪ :‬قال ابن رشد ‪ " :‬وسبب اختلفهم معارضة اللفظ للمعن ‪ ،‬فإن اللفظ يقتضي‬
‫القسمة بي جيعهم ‪ ،‬والعن يقتضي أن يؤثر با أهل الاجة ‪ ،‬إذ كان القصود با سد‬
‫اللة ‪ ،‬فكان تعديدهم ف الية عند هؤلء إنا ورد لتمييز النس ‪ -‬أعن أهل الصدقات ‪-‬‬
‫ل تشريكهم ف الصدقة ‪ .‬فالول أظهر من جهة اللفظ ‪ ،‬وهذا أظهر من جهة العن ‪" .‬‬
‫ومن الجة للشافعي ‪ ،‬ما رواه أبو داود عن الصدائي ‪ :‬أن رجل سأل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أن يعطيه من الصدقة ‪ ،‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن ال ل يرض‬
‫أن يكم نب ول غيه ف الصدقات ‪ ،‬حت حكم فيها ‪ ،‬فجزأها ثانية أجزاء ‪ ،‬فإن كنت‬
‫من تلك الجزاء أعطيتك حقك " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬اللة " بفتح الاء ‪ :‬الاجة‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 397‬ترجيح رأي المهور على رأي الشافعي ‪ :‬قال ف الروضة الندية‬
‫‪ " :‬وأما صرف الزكاة كلها ف صنف واحد ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 397‬‬
‫فهذا القام خليق بتحقيق الكلم ‪ .‬والاصل ‪ :‬أن ال سبحانه وتعال جعل الصدقة متصة‬
‫بالصناف الثمانية ‪ ،‬غي سائغة لغيهم ‪ .‬واختصاصها بم ل يستلزم أن تكون موزعة‬
‫بينهم على السوية ‪ ،‬ول أن يقسط كل ما حصل من قليل أو كثي عليهم ‪ .‬بل العن أن‬
‫جنس الصدقات ‪ ،‬لنس هذه الصناف ‪ .‬فمن وجب عليه شئ من جنس الصدقة ‪،‬‬
‫ووضعه ف جنس الصناف ‪ ،‬فقد فعل ما أمره ال به ‪ ،‬وسقط عنه ما أوجبه ال عليه ‪،‬‬
‫ولو قيل ‪ :‬إنه يب على الالك ‪ -‬إذا حصل له شئ تب فيه الزكاة ‪ -‬تقسيطه على جيع‬
‫الصناف الثمانية ‪ ،‬على فرض وجودهم جيعا ‪ ،‬لكان ذلك ‪ -‬مع ما فيه من الرج‬

‫‪329‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والشقة ‪ -‬مالفا لا فعله السلمون ‪ ،‬سلفهم ‪ ،‬وخلفهم ‪ .‬وقد يكون الاصل شيئا حقيا ‪،‬‬
‫لو قسط على جيع الصناف لا انتفع كل صنف با حصل له ولو كان نوعا واحدا ‪،‬‬
‫فضل عن أن يكون عددا ‪ .‬إذا تقرر لك هذا ‪ ،‬لح لك عدم صلحية ما وقع منه ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم من الدفع إل سلمة بن صخر ( ‪ ) 1‬من الصدقات للستدلل با ‪ .‬ول يرد‬
‫ما يقتضي إياب توزيع كل صدقة على جيع الصناف ‪ .‬وكذلك ل يصلح للحتجاج‬
‫حديث أمره صلى عليه وسلم لعاذ ‪ :‬أن يأخذ الصدقة من أغنياء أهل اليمن ويردها ف‬
‫فقرائهم ‪ ،‬لن تلك أيضا صدقة جاعة من السلمي وقد صرفت ف جنس الصناف ‪.‬‬
‫وكذلك حديث زياد بن الارث الصدائي ‪ .‬وذكر الديث التقدم ‪ ،‬ث قال ‪ :‬لن ف‬
‫إسناده عبد الرحن بن زياد الفريقي ‪ ،‬وقد تكلم فيه غي واحد ‪ ،‬وعلى فرض صلحيته‬
‫للحتجاج ‪ ،‬فالراد بتجزئة مصارفها ‪ ،‬كما هو ظاهر الية الت قصدها صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ :‬ولو كان ( هامش ) ( ‪ ) 1‬كان عليه كفارة ل يدها ‪ .‬فأمره الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم أن يأخذها من صاحب صدقة بن زريق ويؤدي كفارته منها ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 398‬الراد تزئة الصدقة نفسها ‪ ،‬وأن كل جزء ل يوز صرفه ف غي الصنف القابل‬
‫له ‪ ،‬لا جاز صرف نصيب ما هو مغدوم من الصناف إل غيه ‪ ،‬وهو خلف الجاع‬
‫من السلمي ‪ .‬وأيضا لو سلم ذلك ‪ ،‬لكان باعتبار مموع الصدقات الت تتمع عند المام‬
‫‪ ،‬ل باعتبار صدقة كل فرد ‪ ،‬فلم يبق ما يدل على وجوب التقسيط بل يوز إعطاء بعض‬
‫الستحقي بعض الصدقات ‪ ،‬وإعطاء بعضهم بعضا آخر ‪ .‬نعم إذا جع المام جيع‬
‫صدقات أهل قطر من القطار ‪ ،‬وحضر عنده جيع الصناف الثمانية ‪ ،‬كان لكل صنف‬
‫حق ف مطالبته با فرضه ال ‪ ،‬وليس عليه تقسيط ذلك بينهم بالسوية ول تعميمهم‬
‫بالعطاء ‪ ،‬بل له أن يعطي بعض الصناف أكثر من البعض الخر ‪ ،‬وله أن يعطي بعضهم‬
‫دون بعض ‪ ،‬إذا رأى ف ذلك صلحا عائدا على السلم وأهله ‪ .‬مثل إذا جعت لديه‬
‫الصدقات ‪ ،‬وحضر الهاد ‪ ،‬وحقت الدافعة عن حوزة السلم من الكفار ‪ ،‬أو البغاة ‪،‬‬
‫فإن له إيثار صنف الجاهدين بالصرف إليهم ‪ ،‬وإن استغرق جيع الاصل من الصدقات ‪،‬‬
‫وهكذا إذا اقتضت الصلحة إيثار غي الجاهدين ( ‪ " ) 1‬من يرم عليهم الصدقة ذكرنا‬
‫فيما سبق مصارف الزكاة ‪ ،‬وأصناف الستحقي ‪ ،‬وب أن نذكر أصنافا ل تل لم الزكاة‬

‫‪330‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ ،‬ول يستحقونا وهم ‪ - 1 :‬الكفرة واللحدة ‪ ،‬وهذا ما اتفقت عليه كلمة الفقهاء ‪.‬‬
‫ففي الديث " تؤخذ من أغنيائهم ‪ ،‬وترد على فقرائهم " ‪ .‬والقصود بم أغنياء السلمي‬
‫وفقراؤهم دون غيهم ‪ .‬قال ابن النذر ‪ :‬أجع كل من نفظ عنه من أهل العلم أن الذمي‬
‫ل يعطى من زكاة الموال شيئا ‪ .‬ويستثن من ذلك الؤلفة قلوبم كما تقدم بيانه ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا هو أرجح الراء وأحقها ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 399‬ويوز أن يعطوا‬
‫( ‪ ) 1‬من صدقة التطوع ‪ ،‬ففي القرآن ‪ " :‬ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما‬
‫وأسيا " ‪ .‬وف الديث ‪ " :‬صلي أمك " وكانت مشركة ‪ - 2 .‬بنو هاشم ‪ :‬والراد بم‬
‫آل علي وآل عقيل ‪ ،‬وآل جعفر ‪ ،‬وآل العباس ‪ ،‬وآل الارث ‪ .‬قال ابن قدامة ‪ :‬ل نعلم‬
‫خلفا ف أن بن هاشم ل تل لم الصدقة الفروضة وقد قال النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" إن الصدقة ل تنبغي لل ممد ‪ ،‬إنا هي أوساخ الناس " رواه مسلم ‪ .‬وعن أب هريرة‬
‫قال ‪ :‬أخذ السن ترة من تر الصدقة ‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬كخ كخ ‪،‬‬
‫لطرحها ‪ ،‬أما شعرت أنا ل نأكل الصدقة " متفق عليه ‪ .‬واختلف العلماء ف بن الطلب ‪،‬‬
‫فذهب الشافعي ‪ :‬إل أنه ليس لم الخذ من الزكاة ‪ ،‬مثل بن هاشم ‪ .‬لا رواه الشافعي ‪،‬‬
‫وأحد ‪ ،‬والبخاري ‪ ،‬عن جبي بن مطعم قال ‪ :‬لا كان يوم خيب ‪ ،‬وضع النب صلى ال‬
‫عليه وسلم سهم ذوي القرب ف بن هاشم وبن الطلب ‪ ،‬وترك بن نوفل ‪ ،‬وبن عبد‬
‫شس ‪ ،‬فأتيت أنا ‪ ،‬وعثمان ابن عفان رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلنا ‪ :‬يا رسول ال‬
‫هؤلء بنو هاشم ‪ ،‬ل ننكر فضلهم للموضع الذي وضعك ال به منهم ‪ ،‬فما بال إخواننا‬
‫بن الطلب أعطيتهم وتركتنا ‪ ،‬وقرابتنا واحدة ‪ .‬فقال النب صلى ال عليه وسلم " إنا وبن‬
‫الطب ل نفترق ف جاهلية ول إسلم ‪ ،‬وإنا نن وهم شئ واحد ‪ ،‬وشبك بي أصابعه ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 399‬‬
‫قال ابن حزم ‪ :‬فصح أنه ل يوز أن يفرق بي حكمهم ‪ ،‬ف شئ أصل ‪ ،‬لنم شئ واحد‬
‫بنص كلمه ‪ ،‬عليه الصلة والسلم ‪ ،‬فصح أنم آل ممد ‪ ،‬وإذ هم آل ممد ‪ ،‬فالصدقة‬
‫عليهم حرام ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أن يعطوا " ال " أي يوز إعطاء صدقة التطوع للذميي‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 400‬وعن أب حنيفة ‪ ،‬أن لبن الطلب أن يأخذوا من الزكاة ‪،‬‬

‫‪331‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والرأيان روايتان عن أحد ‪ .‬وكما حرم رسول ال صلى ال عليه وسلم الصدقة على بن‬
‫هاشم ‪ ،‬حرمها كذلك على مواليهم ( ‪ . ) 1‬فعن أب رافع مول رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم بعث رجل من بن مزوم على الصدقة ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫أصحبن كيما تصيب منها ‪ ،‬قال ‪ :‬ل ‪ ،‬حت آت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فأسأله‬
‫‪ ،‬وانطلق فسأله فقال ‪ " :‬إن الصدقة ل تل لنا ‪ ،‬وإن موال القوم من أنفسهم " رواه‬
‫أحد ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬والترمذي ‪ ،‬وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ .‬واختلف العلماء ف صدقة‬
‫التطوع ‪ ،‬هل تل لم أم ترم عليهم ؟ ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬ملخصا القوال ف ذلك ‪-‬‬
‫واعلم أن ظاهر قوله ‪ " :‬ل تل لنا الصدقة " عدم حل صدقة الفرض والتطوع ‪ ،‬وقد نقل‬
‫جاعة ‪ ،‬منهم الطاب ‪ ،‬الجاع على تريهما عليه ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وتعقب بأنه‬
‫قد حكى غي واحد عن الشافعي ف التطوع قول ‪ .‬وكذا ف رواية عن أحد ‪ .‬وقال ابن‬
‫قدامة ‪ :‬ليس ما نقل عنه من ذلك بواضح الدللة ‪ .‬وأما آل النب صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫فقد قال أكثر النفية وهو الصحيح عن الشافعية ‪ ،‬والنابلة ‪ ،‬وكثي من الزيدية ‪ -‬إنا‬
‫توز لم صدقة التطوع دون الفرض ‪ ،‬قالوا ‪ :‬لن الحرم عليهم إنا هو أوساخ الناس ‪،‬‬
‫وذلك هو الزكاة ل صدقة التطوع ‪ .‬وقال ف البحر ‪ :‬إنه خصص صدقة التطوع القيلس‬
‫على البة ‪ ،‬والدية والوقف ‪ .‬وقال أبو يوسف ‪ ،‬وأبو العباس ‪ ،‬إنا ترم عليهم كصدقة‬
‫الفرض ‪ ،‬لن الدليل ل يفصل ( ‪ ( . ) 2‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬مواليهم " أي الرقاء الذين‬
‫أعتقوهم ‪ ) 2 ( .‬هذا هو الراجح ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ 3 ( / 401‬و ‪ ) 4‬الباء والبناء ‪:‬‬
‫اتفق الفقهاء ‪ :‬على أنه ل يوز إعطاء الزكاة إل الباء والجداد ‪ ،‬والمهات ‪،‬‬
‫والدات ‪ ،‬والبناء ‪ ،‬وأبناء البناء ‪ ،‬والبنات وأبنائهن ‪ ،‬لنه يب على الزكي أن ينفق‬
‫على آبائه وإن علوا ‪ ،‬وأبنائه ‪ ،‬وإن نزلوا ‪ ،‬وإن كانوا فقراء ‪ ،‬فهم أغنياء بغناه ‪ ،‬فإذا دفع‬
‫الزكاة إليهم فقد جلب لنفسه نفعا ‪ ،‬بنع وجوب النفقة عليه ‪ .‬واستثن مالك الد ‪،‬‬
‫والدة ‪ ،‬وبن البني ‪ ،‬فأجاز دفعها إليهم لسقوط نفقتهم ( ‪ . ) 1‬هذا ف حالة ما إذا‬
‫كانوا فقراء ‪ ،‬فإن كانوا أغنياء ‪ ،‬وغزوا متطوعي ف سبيل ال ‪ ،‬فله أن يعطيهم من سهم‬
‫سبيل ال ‪ ،‬كما له أن يعطيهم من سهم الغارمي ‪ ،‬لنه ل يب عليه أداء ديونم ‪،‬‬
‫ويعطيهم كذلك من سهم العاملي ‪ ،‬إذا كانوا بذه الصفة ‪ ) 5 ( .‬الزوجة ‪ :‬قال ابن‬

‫‪332‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النذر ‪ :‬أجع أهل العلم على أن الرجل ل يعطي زوجته من الزكاة ‪ .‬وسبب ذلك ‪ ،‬أن‬
‫نفقتها واجبة عليه ‪ ،‬تستغن با عن أخذ الزكاة ‪ ،‬مثل الوالدين ‪ ،‬إل إذا كانت مدينة‬
‫فتعطى من سهم الغارمي ‪ ،‬لتؤدي دينها ‪ ) 6 ( .‬صرف الزكاة ف وجوه القرب ‪ :‬ل‬
‫يوز صرف الزكاة إل القرب الت يتقرب با إل ال تعال ‪ ،‬غي ما ذكره ف آية ‪ " :‬إنا‬
‫الصدقات للفقراء والساكي " فل تدفع لبناء الساجد والقناطر ‪ ،‬وإصلح الطرقات ‪،‬‬
‫والتوسعة على الضياف ‪ ،‬وتكفي الوتى وأشباه ذلك ‪ .‬قال أبو داود ‪ :‬سعت أحد ‪-‬‬
‫وسئل ‪ -‬يكفن الوتى من الزكاة ؟ ( هامش ) ( ‪ ) 1‬يرى ابن تيمية أنه يوز دفع الزكاة‬
‫إل الوالدين ‪ ،‬إذا كان ل يستطيع أن ينفق عليهم وكانوا هم ف حاجة إليها ‪ / .‬صفحة‬
‫‪ / 402‬قال ‪ :‬ل ‪ ،‬ول يقضى من الزكاة دين اليت ( ‪ ) 1‬وقال ‪ :‬يقضى من الزكاة دين‬
‫الى ‪ ،‬ول يقضى منها دين اليت ‪ .‬لن اليت ل يكون غارما ‪ .‬قيل ‪ :‬فانا يعطى أهله ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬إن كانت على أهله فنعم ‪ .‬من الذي يقوم بتوزيع الزكاة ‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يبعث نوابه ‪ ،‬ليجمعوا الصدقات ‪ ،‬ويوزعها على الستحقي ‪ ،‬وكان أبو بكر‬
‫وعمر يفعلن ذلك ‪ .‬ل فرق بي الموال الظاهرة والباطنة ( ‪ ) 2‬فلما جاء عثمان ‪ ،‬سار‬
‫على النهج زمنا ‪ ،‬إل أنه لا رأى كثرة الموال الباطنة ‪ ،‬ووجد أن ف تتبعها حرجا على‬
‫المة وف تفتيشها ضررا بأربابا ‪ ،‬فوض أداء زكاتا إل أصحاب الموال ‪ .‬وقد اتفق‬
‫الفقهاء على أن اللك هم الذين يتولون تفريق الزكاة بأنفسهم ‪ ،‬إذا كانت الزكاة زكاة‬
‫الموال الباطنة ‪ .‬لقول السائب بن يزيد ‪ :‬سعت عثمان بن عفان يطب على منب رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬هذا شهر زكاتكم ‪ ،‬فمن كان منكم عليه دين فليقض‬
‫دينه ‪ ،‬حت تلص أموالكم فتؤدوا منها الزكاة ‪ .‬رواه البيهقي بإسناد صحيح ‪ .‬وقال‬
‫النووي ‪ :‬ونقل أصحابنا فيه إجاع السلمي ‪ .‬وإذا كان للملك أن يفرقوا زكاة أموالم‬
‫الباطنة فهل هذا هو الفضل ؟‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 402‬‬
‫أم الفضل أن يؤدوها للمام ليقوم بتوزيعها ؟ ‪ .‬الختار عند الشافعية ‪ :‬أن الدفع إل المام‬
‫‪ ،‬إذا كان عادل أفضل ‪ .‬وعند النابلة ‪ :‬الفضل أن يوزعها بنفسه ‪ ،‬فإن أعطاها للسلطان‬

‫‪333‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فجائز ( هامش ) ( ‪ ) 1‬لن الغارم هو اليت ‪ ،‬ول يكن الدفع إليه وإن دفعها للغري صار‬
‫الدفع إل الغري ‪ ،‬ل إل الغارم ‪ ) 2 ( .‬الموال الظاهرة هي الزروع والثمار والواشي‬
‫والعادن ‪ ،‬والباطنة ‪ ،‬هي عروض التجارة والذهب والفضة والركاز ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 403‬أما إذا كانت الموال ظاهرة ‪ ،‬فإمام السلمي ونوابه هم الذين لم ولية‬
‫الطلب ‪ ،‬والخذ ‪ ،‬عند مالك ‪ ،‬والحناف ‪ .‬ورأي الشافعية والنابلة ف الموال الظاهرة‬
‫كرأيهم ف الموال الباطنة ‪ .‬براءة رب الال بالدفع إل المام مع العدل والور ‪ :‬إذا كان‬
‫للمسلمي إمام يدين بالسلم دفع الزكاة إليه عادل كان أم جائرا ‪ ،‬وتبأ ذمة رب الال‬
‫بالدفع إليه ‪ .‬إل انه إذا كان ل يضع الزكاة موضعها ‪ ،‬فالفضل له أن يفرقها بنفسه على‬
‫متسحقيها إل إذا طلبها المام أو عامله عليها ( ‪ . ) 1‬فعن أنس قال ‪ :‬أتى رجل من بن‬
‫تيم ‪ ،‬رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬حسب يا رسول ال ‪ ،‬إذا أديت الزكاة إل‬
‫رسولك فقد برئت منها إل ال ورسوله ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬نعم ‪،‬‬
‫إذا أديتها إل رسول فقد برئت منها ‪ ،‬فلك أجرها ‪ ،‬وإثها على من بدلا " ‪ .‬رواه أحد ‪.‬‬
‫‪ - 2‬وعن ابن مسعود رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إنا ستكون‬
‫بعدي أثرة ( ‪ ، ) 2‬وأمور تنكرونا ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا رسول ال فما تأمرنا ‪ ،‬قال ‪ " :‬تؤدون‬
‫الق الذي عليكم ‪ ،‬وتسألون ال الذي لكم " ‪ .‬رواه البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ - 3 .‬وعن‬
‫وائل بن حجر قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ورجل يسأله ‪ -‬فقال ‪:‬‬
‫أرأيت ان كان علينا أمراء ينعوننا حقهم ؟ فقال ‪ " :‬اسعوا وأطيعوا ‪ ،‬فإنا عليهم ما حلوا‬
‫‪ ،‬وعليكم ما حلتم " رواه مسلم ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬والحاديث الذكورة ف الباب ‪،‬‬
‫استدل با المهور على جواز دفع الزكاة إل سلطي الور ‪ ،‬وإجزائها ‪ .‬هذا بالنسبة‬
‫لمام السلمي ف دار السلم ‪ .‬وأما إعطاء الزكاة للحكومات العاصرة ‪ .‬فقال الشيخ‬
‫رشيد رضا ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا ‪ ،‬ول يشترط أن يقول العطي للزكاة ‪ -‬سواء أكان‬
‫المام أم رب الال ‪ -‬أن يقول للفقي ‪ :‬إنا زكاة ‪ ،‬بل يكفي مرد العطاء ‪" ) 2 ( .‬‬
‫الثرة " استئثار الناسن بالشئ دون إخوانه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ " / 404‬ولكن أكثر‬
‫السلمي ل يبق لم ف هذا العصر حكومات إسلمية ‪ ،‬تقيم السلم بالدعوة إليه ‪،‬‬
‫والدفاع عنه والهاد الذي يوجبه وجوبا عينيا ‪ ،‬أو كفائيا ‪ ،‬وتقيم حدوده ‪ ،‬وتأخذ‬

‫‪334‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصدقات الفروضة ‪ ،‬كما فرضها ال ‪ ،‬وتضعها ف مصارفها الت حددها ‪ -‬بل سقط‬
‫اكثرهم تت سلطة دول الفرنج ‪ ،‬وبعضهم تت سلطة حكومات مرتدة عنه ‪ ،‬أو ملحدة‬
‫فيه ‪ .‬ولبعض الاضعي لدون الفرنج رؤساء من السلمي الغرافيي ‪ ،‬اتذهم الفرنج‬
‫آلت لخضاع الشعوب لم ‪ ،‬باسم السلم حت فيما يهدمون به السلم ‪ ،‬ويتصرفون‬
‫بنفوذهم وأموالم الاصة بم ‪ ،‬فيما له صفة دينية ‪ ،‬من صدقات الزكاة ‪ ،‬والوقاف‬
‫وغيها ‪ .‬فأمثال هذه الكومات ‪ ،‬ل يوز دفع شئ من الزكاة لا ‪ ،‬مهما يكن لقب‬
‫رئيسها ‪ ،‬ودينه الرسي ‪ .‬وأما بقايا الكومات السلمية ‪ ،‬الت يدين أئمتها ورؤساؤها‬
‫بالسلم ‪ ،‬ول سلطان عليهم للجانب ف بيت مال السلمي ‪ ،‬فهي الت يب أداء الزكاة‬
‫الظاهرة لئمتها ‪ .‬وكذا الباطنة ‪ ،‬كالنقدين إذا طلبوها ‪ ،‬وإن كانوا جائرين ف بعض‬
‫أحكامهم ‪ ،‬كما قال الفقهاء " ‪ .‬انتهى ‪ .‬استحباب اعطاء الصدقة للصالي الزكاة تعطى‬
‫للمسلم ‪ ،‬إذا كان من أهل السهام ‪ ،‬وذوي الستحقاق ‪ ،‬سواء أكان صالا أم فاسقا ( ‪1‬‬
‫) إل إذا علم أنه سيستعي با على ارتكاب ما حرم ال ‪ ،‬فإنه ينع منها ‪ ،‬سدا للذريعة ‪،‬‬
‫فإذا ل يعلم عنه شئ ‪ ،‬أو علم أنه سينتفع با ‪ ،‬فإنه يعطى منها ‪ .‬وينبغي أن يص الزكي‬
‫بزكاته أهل الصلح والعلم ‪ ،‬وأرباب الروءات ‪ ،‬فعن أب سعيد الدري رضي ال عنه ‪:‬‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬مثل الؤمن ‪ ،‬ومثل اليان ‪ ،‬كمثل الفرس ف آخيته‬
‫( ‪ ) 2‬يول ‪ ،‬ث يرجع إل ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الفاسق ‪ :‬هو الرتكب للكبية ‪ ،‬أو الصر‬
‫على الصغية ‪ " ) 2 ( .‬الخية " عروة أو عود يغرز ف الائط لربط الدواب ‪ ،‬يعن العبد‬
‫يبعد يترك أعمال اليان ث يعود إل اليان الثابت نادما على تركه متداركا ما فاته ‪،‬‬
‫كالفرس يبعد عن آخيته ث يعود إليها ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 405‬آخيته ‪ .‬وإن الؤمن يسهو‬
‫ث يرجع إل اليان ‪ .‬فأطعموا اطعامكم التقياء ‪ ،‬وأولوا معروفكم الؤمني " رواه أحد ‪،‬‬
‫بسند جيد ‪ ،‬وحسنه السيوطي ‪ .‬وقال ابن تيمية ‪ :‬فمن ل يصلي من أهل الاجات ‪ ،‬ل‬
‫يعطى شيئا حت يتوب ‪ ،‬ويلتزم أداء الصلة ‪ .‬وهذا حق ‪ ،‬فإن ترك الصلة إث كبي ‪ ،‬ل‬
‫يصح أن يعان مقترفه ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 405‬‬

‫‪335‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حت يدث ل توبة ‪ .‬ويلحق بتارك الصلة ‪ ،‬العابثون ‪ ،‬والستهترون الذين ل يتورعون‬
‫عن منكر ‪ ،‬ول ينتهون عن غي ‪ ،‬والذين فسدت ضمائر هم ‪ ،‬وانطمست فطرهم ‪،‬‬
‫وتعطلت حاسة الي فيهم ‪ .‬فهؤلء ل يعطون من الزكاة إل إذا كان العطاء يوجههم‬
‫الوجهة الصالة ويعينهم على صلح أنفسهم ‪ ،‬بإيقاظ باعث الي ‪ ،‬واستثارة عاطفة‬
‫التدين ‪ .‬ني الزكي أن يشتري صدقته نى رسول ال صلى ال عليه وسلم الزكي ان‬
‫يشتري زكاته حت ل يرجع فيما تركه ل عزوجل ‪ ،‬كما نى الهاجرين عن العودة إل‬
‫مكة ‪ ،‬بعد أن فارقوها مهاجرين ‪ .‬فعن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما ‪ " :‬أن عمر‬
‫رضى ال عنه حل ( ‪ ) 1‬على فرس ف سبيل ال ‪ ،‬فوجده يباع ‪ ،‬فأراد أن يبتاعه ( ‪، ) 2‬‬
‫فسأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك فقال ‪ " :‬ل تبتعه ‪ ،‬ول تعد ف صدقتك "‬
‫رواه الشيخان ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬والنسائي ‪ .‬قال النووي ‪ :‬هذا ني تنيه ‪ ،‬ل تريك فيكره‬
‫لن تصدق بشئ أو أحوجه ف زكاته ‪ ،‬أو فكفارة نذر ‪ ،‬ونو ذلك من القربات أن‬
‫يشتريه من دفعه هو إليه ‪ .‬أو يهبه ‪ ،‬أو يتملكه باختياره ‪ ،‬فأما إذا ورثه منه فل كراهة فيه‬
‫‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي حل عليه رجل ف سبيل ال ‪ .‬ومعناه أن عمر أعطاه الفرس‬
‫وملكه إياه ‪ ،‬ولذلك صح له بيعه ‪ ) 2 ( .‬يبتاعه ‪ :‬أي يشتريه ( ‪ / ) .‬صفحة ‪/ 406‬‬
‫وقال ابن بطال ‪ :‬كره أكثر العلماء شراء الرجل صدقته لديث عمر هذا ‪ .‬وقال ابن‬
‫النذر ‪ :‬رخص ف شراء الصدقة السن ‪ ،‬وعكرمة وربيعة ‪ ،‬والوزاعي ‪ .‬ورجع هذا‬
‫الرأي ابن حزم ‪ ،‬واستدل بديث أب سعيد الدري رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل تل الصدقة لغن ‪ ،‬إل لمسة ‪ :‬لغاز ف سبيل ال ‪ ،‬أو لعامل‬
‫عليها ‪ ،‬أو لغارم ‪ ،‬أو لرجل اشتراها باله ‪ ،‬أو لرجل كان له جار مسكي ‪ ،‬فتصدق على‬
‫السكي ‪ ،‬فأهداها السكي للغن " ‪ .‬استحباب اعطاء الزكاة للزوج والقارب إذا كان‬
‫للزوجة مال ‪ ،‬تب فيه الزكاة ‪ ،‬فلها أن تعطي لزوجها الستحق من زكاتا ‪ ،‬إذا كان من‬
‫أهل الستحقاق ‪ ،‬لنه ل يب عليه النفاق عليه ‪ .‬وثوابا ف إعطائه أفضل من ثوابا إذا‬
‫أعطت الجنب ‪ .‬فعن أب سعيد الدري رضي ال عنه ‪ :‬أن زينب امرأة ابن مسعود قالت‬
‫‪ :‬يا نب ال ‪ ،‬إنك أمرت اليوم بالصدقة وكان عندي حلى ‪ ،‬فأردت أن أتصدق به ‪،‬‬
‫فزعم ابن مسعود أنه وولده ‪ ،‬أحق من تصدقت به عليهم ‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه واله‬

‫‪336‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وسلم " صدق ابن مسعود ‪ ،‬زوجك ‪ ،‬وولدك أحق من تصدقت به عليهم " رواه‬
‫البخاري ‪ .‬وهذا مذهب الشافعي ‪ ،‬وابن النذر ‪ ،‬وأب يوسف ‪ ،‬وممد ‪ ،‬وأهل الظاهر ‪،‬‬
‫ورواية عن أحد ‪ .‬وذهب أبو حنيفة ‪ ،‬وغيه ‪ :‬إل أنه ل يوز لا أن تدفع له من زكاتا ‪،‬‬
‫وقالوا ‪ :‬إن حديث زينب ورد ف صدقة التطوع ‪ ،‬ل الفرض ‪ .‬وقال مالك إن كان‬
‫يستعي با يأخذه منها على نفقتها فل يوز ‪ .‬وإن كان يصرفه ف غي نفقتها جاز ‪ .‬وأما‬
‫سائر القارب كالخوة ‪ ،‬والخوات ‪ ،‬والعمام والخوال ‪ / ،‬صفحة ‪ / 407‬والعمات‬
‫‪ .‬والالت ‪ ،‬فإنه يوز دفع الزكاة إليهم ‪ ،‬إذا كانوا مستحقي ‪ ،‬ف قول أكثر أهل العلم‬
‫‪ .‬لقول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬الصدقة على السكي صدقة ( ‪ ، ) 1‬وعلى ذي‬
‫القرابة اثنتان ‪ :‬صلة ‪ ،‬وصدقة ( ‪ " ) 2‬رواه أحد والنسائي والترمذي وحسنه ‪ .‬اعطاء‬
‫طلبة العلم من الزكاة دون العباد قال النووي ‪ :‬ولو قدر على كسب يليق باله ‪ ،‬إل أنه‬
‫مشتغل بتحصيل بعض العلوم الشرعية ‪ ،‬بيث لو أقبل على الكسب لنقطع عن التحصيل‬
‫‪ ،‬حلت له الزكاة ‪ ،‬لن تصيل العلم فرض كفاية ‪ .‬وأما من ل يتأتى منه التحصيل فل‬
‫تل له الزكاة إذا قدر على الكسب ‪ ،‬وإن كان مقيما بالدرسة هذا الذى ذكرناه هو‬
‫الصحيح الشهور ‪ .‬قال ‪ " :‬وأما من أقبل على نوافل العبادات ‪ -‬والكسب ينعه منها ‪ ،‬أو‬
‫من استغراق الوقت با ‪ -‬فل تل له الزكاة بالتفاق ‪ ،‬لن مصلحة عبادته قاصرة عليه ‪،‬‬
‫بلف الشتغل بالعلم " ‪ .‬اسقاط الدين عن الزكاة قال النووي ف الجموع ‪ " :‬لو كان‬
‫على رجل معسر دين ‪ ،‬فأراد أن يعله عن زكاته وقال له ‪ :‬جعلته عن زكات فوجهان ‪:‬‬
‫أصحهما ‪ ،‬ل يزئه ‪ ،‬وهو مذهب أحد ‪ ،‬وأب حنيفة ‪ ،‬لن الزكاة ف ذمته ‪ ،‬فل يبأ إل‬
‫بإقباضها ‪ .‬والثان ‪ :‬يزئه ‪ ،‬وهو مذهب السن البصري ‪ .‬وعطاء ‪ ،‬لنه لو دفعه إليه ‪ ،‬ث‬
‫أخذه منه جاز ‪ ،‬فكذا إذا ل يقبضه ‪ .‬كما لو كانت له دراهم وديعة ‪ ،‬ودفعها عن الزكاة‬
‫‪ ،‬فإنه يزئه ‪ ،‬سواء قبضها ‪ ،‬أم ل ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي فيها أجر الصدقة ‪ ) 2 ( .‬أي‬
‫فيها أجران ‪ ،‬أجر صلة الرحم ‪ ،‬وأجر الصدقة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 408‬أما إذا دفع‬
‫الزكاة ‪ ،‬بشرط أن يردها إليه عن دينه فل يصح الدفع ‪ ،‬ول تسقط الزكاة بالتفاق ‪ .‬ول‬
‫يصح قضاء الدين بذلك بالتفاق ‪ ،‬ولو نويا ذلك ‪ ،‬ول يشترطاه ‪ ،‬جاز بالتفاق ‪،‬‬
‫وأجزأه عن الزكاة ‪ ،‬وإذا رده إليه عن الدين ‪ ،‬برئ ‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 408‬‬
‫نقل الزكاة أجع الفقهاء على جواز نقل الزكاة إل من يستحقها ‪ ،‬من بلد إل أخرى إذا‬
‫استغن أهل بلد الزكي عنها ‪ .‬أما إذا ل يستغن قوم الزكي عنها ‪ ،‬فقد جاءت الحاديث‬
‫مصرحة بأن زكاة كل بلد تصرف ف فقراء أهله ‪ ،‬ول تنقل إل بلد آخر ‪ ،‬لن القصود‬
‫من الزكاة ‪ ،‬إغناء الفقراء من كل بلد ‪ ،‬فإذا أبيح نقلها من بلد ‪ -‬مع وجود فقراء با ‪-‬‬
‫أفضى إل بقاء فقراء ذلك البلد متاجي ‪ .‬ففي حديث معاذ التقدم " أخبهم " ‪ :‬أن‬
‫عليهم صدقد تؤخذ من أغنيائهم وترد ف فقرائهم " ‪ .‬وعن أب جحيفة قال ‪ :‬قدم علينا‬
‫مصدق رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخذ الصدقة من أغنيائنا فجعلها ف فقرائنا ‪،‬‬
‫فكنت غلمايتيما ‪ ،‬فأعطان قلوصا ‪ .‬رواه الترمذي وحسنه ‪ .‬وعن عمران بن حصي ‪:‬‬
‫أنه أستعمل على الصدقة ‪ ،‬فلما رجع قيل له ‪ :‬أين الال ؟ قال ‪ :‬وللمال أرسلتن ؟ أخذناه‬
‫من حيث كنا نأخذه على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ووضعناه حيث كنا‬
‫نضعه ‪ .‬رواه أبو داود ‪ ،‬وابن ماجه ‪ .‬وعن طاوس قال ‪ :‬كان ف كتاب معاذ ‪ :‬من خرج‬
‫من ملف إل إل ملف ‪ ،‬فإن صدقته وعشره ف ملف عشيته ‪ .‬رواه الثرم ف سننه‬
‫‪ .‬وقد استدل الفقهاء بذه الحاديث ‪ :‬على أنه يشرع صرف زكاة كل بلد ف فقراء أهله‬
‫‪ ،‬واختلفوا ف نقلها من بلدة إل بلدة أخرى ‪ ،‬بعد إجاعهم على أنه يوز نقلها إل إل‬
‫من يستحقها إذا استغن أهل بلده عنها ‪ ،‬كما تقدم ‪ / .‬صفحة ‪ / 409‬فقال الحناف ‪:‬‬
‫يكره نقلها ‪ ،‬إل أن ينقلها إل قرابة متاجي لا ف ذلك من صلة الرحم ‪ ،‬أو جاعة هم‬
‫أمس حاجة من أهل بلده ‪ ،‬أو كان نقلها أصلح للمسلمي ‪ ،‬أو من دار الرب إل دار‬
‫السلم ‪ ،‬أو إل طالب علم ‪ ،‬أو كانت الزكاة معجلة قبل تام الول ‪ ،‬فإنه ف هذه‬
‫الصور جيعها ‪ ،‬ل يكره النقل ‪ .‬وقالت الشافعية ‪ :‬ل يوز نقل الزكاة ‪ ،‬ويب صرفها ف‬
‫بلد الال ‪ ،‬إل إذا فقد من يستحق الزكاة ‪ ،‬ف الوضع الذي وجبت فيه ‪ .‬فعن عمرو بن‬
‫شعيب ‪ :‬أن معاذ بن جبل ل يزل بالند ‪ -‬إذ بعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ -‬حت‬
‫مات النب صلى ال عليه وسلم ث قدم على عمر ‪ ،‬فرده على ما كان عليه ‪ ،‬فبعث إليه‬
‫بثلث صدقة الناس ‪ ،‬فأنكر ذلك عمر ‪ ،‬وقال ‪ :‬ل أبعثك جابيا ول آخذ جزية ‪ ،‬ولكن‬

‫‪338‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بعثتك لتأخذ من أغنياء الناس ‪ ،‬فترد على فقرائهم ‪ ،‬فقال معاذ ‪ :‬ما بعثت اليك بشئ وأنا‬
‫أجد أحدا يأخذه من ‪ .‬فلما كان العام الثان بعث إليه بشطر الصدقة ‪ ،‬فتراجعا بثل‬
‫ذلك ‪ ،‬فلما كان العام الثالث بعث إليه با كلها ‪ ،‬فراجعه عمر بثل ما راجعه ‪ ،‬فقال معاذ‬
‫‪ :‬ما وجدت أحدا يأخذ من شيئا ‪ .‬رواه أبو عبيد ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬ل يوز نقل الزكاة ‪،‬‬
‫إل أن يقع بأهل بلد حاجة ‪ ،‬فينقلها المام إليهم ‪ ،‬على سبيل النظر والجتهاد ‪ .‬وقالت‬
‫النابلة ‪ :‬ل يوز نقل الصدقة من بلدها إل مسافة القصر ‪ .‬ويب صرفها ف موضع‬
‫الوجوب أو قربه ‪ ،‬إل ما دون مسافة القصر ‪ .‬قال أبوداود ‪ :‬سعت أحد ‪ ،‬سئل عن‬
‫الزكاة يبعث با من بلد إل بلد ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قيل ‪ :‬وإن كان قرابته با ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬فإن‬
‫استغن عنها فقراء أهل بلدها جاز نقلها ‪ ،‬واستدلوا بديث أب عبيد التقدم ‪ .‬قال ابن‬
‫قدامة ‪ :‬فإن خالف ونقلها أجزأته ‪ ،‬ف قول أكثر أهل العلم ‪ .‬فإن كان الرجل ف بلد ‪،‬‬
‫وماله ف بلد آخر ‪ ،‬فالعتب ببلد الال ‪ ،‬لنه سبب الوجوب ويتد إليه نظر الستحقي ‪.‬‬
‫فإن كان بعضه حيث هو ‪ ،‬وبعضه ف بلد أخرى ‪ ،‬أدى زكاة كل مال ‪ ،‬حيث هو ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 410‬هذا ف زكاة الال ‪ ،‬أما زكاة الفطر ‪ ،‬فإنا تفرق ف البلد الذي وجبت‬
‫عليه فيه ‪ ،‬سواء كان ماله فيه ‪ ،‬أم ل يكن لن الزكاة تتعلق بعينه ‪ -‬وهو سبب الوجوب‬
‫‪ -‬ل الال ‪ .‬الطا ف مصرف الزكاة ‪ :‬تقدم الكلم على من تل لم الصدقة ‪ ،‬ومن ترم‬
‫عليهم ‪ .‬ث إنه لو أخطأ الزكي ‪ ،‬وأعطى من ترم عليه ‪ ،‬وترك من تل له دون علمه ‪ ،‬ث‬
‫تبي له خطؤه ‪ ،‬فهل يزئه ذلك ‪ ،‬وتسقط عنه الزكاة ‪ ،‬أم أن الزكاة ل تزال دينا ف ذمته‬
‫‪ ،‬حت يضعها موضعها ؟ اختلفت أنظار الفقهاء ف هذه السألة ‪ :‬فقال أبو حنيفة ‪ ،‬وممد‬
‫‪ ،‬والسن ‪ ،‬وأبو عبيدة ‪ :‬يزئه ما دفعه ول يطالب بدفع زكاة أخرى ‪ .‬فعن معن بن يزيد‬
‫قال ‪ :‬كان أب أخرج دناني ‪ ،‬يتصدق با فوضعها عند رجل ف السجد ‪ ،‬فجئت فأخذتا‬
‫فأتيته با ‪ ،‬فقال ‪ :‬وال ما إياك أردت ‪ .‬فخاصمته إل النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫" لك ما نويت يا يزيد ‪ ،‬ولك ما أخذت يا معن " ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬والبخاري ‪ .‬والديث ‪،‬‬
‫وإن كان فيه احتمال كون الصدقة نفل ‪ ،‬إل أن لفظ ‪ " :‬ما " ف قوله ‪ " :‬لك ما نويت "‬
‫يفيد العموم ‪ .‬ولم أيضا ف الحتجاج حديث أب هريرة أن النب صلى ال عليه واله‬
‫وسلم قال ‪ " :‬قال رجل ( ‪ : ) 1‬لتصدقن الليلة بصدقة ‪ ،‬فخرج بصدقته ‪ ،‬فوضعها ف‬

‫‪339‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يد سارق ( ‪ ) 2‬فأصبحوا يتحدثون ‪ :‬تصدق الليلة على سارق فقال ‪ :‬اللهم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 410‬‬
‫لك المد ( ‪ ) 3‬ل تصدقن بصدقة ‪ .‬فخرج بصدقته فوضعها ف يد زانية ‪ ،‬فأصبحوا‬
‫يتحدثون ‪ :‬تصدق الليلة على زانية ‪ ،‬فقال ‪ :‬اللهم لك المد على زانية ‪ ،‬لتصدقن‬
‫بصدقة ‪ ،‬فخرج بصدقته ‪ ،‬فوضعها ف يد غن ‪ .‬فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على غن‬
‫فقال ‪ .‬اللهم لك المد على زانية ‪ ،‬وعلى سارق ‪ ،‬وعلى ( هامش ) ( ‪ ) 1‬من بن‬
‫إسرائيل ‪ ) 2 ( .‬وهو ل يعلم ‪ ) 3 ( .‬حد ال على تلك الال ‪ ،‬لنه ل يمد على‬
‫مكروه سواه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 411‬غن ‪ ،‬فأت ( ‪ ) 1‬فقيل له ‪ :‬أما صدقتك على‬
‫سارق فلعله أن يستعف عن سرقته ‪ .‬وأما الزانية ‪ ،‬فلعلها أن تستعف به عن زناها ‪ .‬وأما‬
‫الغن ‪ ،‬فلعله أن يعتب ‪ ،‬فينفق ما آتاه ال عزوجل " ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬والبخاري ‪ ،‬ومسلم ‪.‬‬
‫ولن النب صلى ال عليه وسلم قال للرجل الذي سأله الصدقة ‪ " :‬إن كنت من تلك‬
‫الجزاء أعطيتك حقك " وأعطى الرجلي اللدين ‪ ،‬وقال ‪ " :‬إن شئتما أعطيتكما منها ‪،‬‬
‫ولحظ فيها لغن ‪ ،‬ول لقوي مكتسب " ‪ .‬قال ف الغن ‪ ،‬ولو اعتب حقيقة الغن ‪ ،‬لا‬
‫اكتفى بقولم ‪ .‬وذهب مالك ‪ ،‬والشافعي ‪ ،‬وأبو يوسف ‪ ،‬والثوري ‪ ،‬وابن النذر ‪ :‬إل‬
‫أنه ل يزئه دفع الزكاة ‪ ،‬إل من ل يستحقها ‪ ،‬إذا تبي له خطؤه وأن عليه أن يدفعها مرة‬
‫أخرى إل أهلها ‪ ،‬لنه دفع الواجب إل من ل يستحقه فلم يرج من عهدته ‪ ،‬كديون‬
‫الدميي ‪ .‬ومذهب أحد ‪ :‬إذا أعطى الزكاة من يظنه فقيا ‪ ،‬فبان غنيا ‪ ،‬ففيه روايتان ‪:‬‬
‫رواية بالجزاء ‪ ،‬ورواية بعدمه ‪ .‬فأما إن بان الخذ عبدا ‪ ،‬أو كافرا ‪ ،‬أو هاشيا ‪ ،‬أو ذا‬
‫قرابة للمعطي ‪ ،‬من ل يوز الدفع إليه ل يزئه الدفع إليه ‪ ،‬رواية واحدة ‪ ،‬لنه يتعذر‬
‫معرفة الفقي من الغن دون غيه " يسبهم الاهل أغنياء من التعفف " ‪ .‬اظهار الصدقة‬
‫يوز للمتصدق أن يظهر صدقته ‪ ،‬سواء أكانت الصدقة صدقة فرض ‪ ،‬أم نافلة ‪ ،‬دون أن‬
‫يرائي بصدقته ‪ ،‬وإخفاؤها أفضل ‪ .‬قال ال تعال ‪ " :‬إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن‬
‫تفوها وتؤتوها الفقراء فهو خي لكم " ‪ .‬وعند أحد ‪ ،‬والشيخي ‪ ،‬عن أب هريرة ‪ :‬أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬سبعة يظلهم ال ف ظله وم لظل إل ظله ‪ :‬المام‬

‫‪340‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العادل ‪ ،‬وشاب نشأ ف عبادة ال ‪ ،‬ورجل قلبه معلق بالساجد ‪ ،‬ورجلن تابا ف ال‬
‫عزوجل ‪ ،‬اجتمعا عليه ‪ ،‬وتفرقا عليه ‪ ،‬ورجل تصدق بصدقة فأخفاها ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫" فأتى " أي رأى ف منامه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 412‬حت ل تعلم شاله ما تنفق يينه ‪،‬‬
‫ورجل ذكر ال خاليا ففاضت عيناه ‪ .‬ورجل دعته امرأة ذات منصب ‪ ،‬وجال ‪ ،‬إل‬
‫نفسها ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن أخاف ال عزوجل ‪ .‬زكاة الفطر زكاة الفطر ‪ :‬أي الزكاة الت تب‬
‫بالفطر من رمضان ‪ .‬وهي واجبة على كل فرد من السلمي ‪ ،‬صغي أو كبي ‪ ،‬ذكر أو‬
‫أنثى ‪ ،‬حر أو عبد ‪ .‬روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي ال عنهما قال ‪ :‬فرض‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعا من تر ‪ ،‬أو صاعا من شعي‬
‫‪ ،‬على العبد ‪ ،‬والر ‪ ،‬والذكر ‪ ،‬والنثى ‪ ،‬والصغي ‪ ،‬والكبي ‪ .‬من السلمي ‪ .‬حكمتها ‪:‬‬
‫شرعت زكاة الفطر ف شعبان ‪ ،‬من السنة الثانية من الجرة لتكون طهرة للصائم ‪ ،‬ما‬
‫عسى أن يكون وقع فيه ‪ ،‬من اللغو ‪ ،‬والرفث ‪ ،‬ولتكون عونا للفقراء ‪ ،‬والعوزين ‪ .‬روى‬
‫أبو داود ‪ ،‬وابن ماجه ‪ ،‬والدارقطن ‪ ،‬عن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ ،‬قال ‪ " :‬فرض‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم زكاة الفطر طهرة ( ‪ ) 1‬للصائم ‪ ،‬من اللغو ( ‪) 2‬‬
‫والرفث ( ‪ ) 3‬وطعمة ( ‪ ) 4‬للمساكي ‪ ،‬من أداها قبل الصلة ‪ ،‬فهي زكاة مقبولة ‪،‬‬
‫ومن أداها بعد الصلة ‪ ،‬فهي صدقة من الصدقات " ‪ .‬على من تب ؟ ‪ :‬تب على الر‬
‫السلم ‪ ،‬الالك لقدار صاع ‪ ،‬يزيد عن قوته وقوت عياله ‪ ،‬يوما ( ‪ ) 5‬وليلة ‪ ( .‬هامش )‬
‫( ‪ " ) 1‬طهرة " تطهيا ‪ " ) 2 ( .‬اللغو " هوما ل فائدة فيه من القول أو الفعل ‪) 3 ( .‬‬
‫" الرفث " فاحش الكلم ‪ " ) 4 ( .‬طعمة " طعام ‪ ) 5 ( .‬هذا مذهب مالك والشافعي‬
‫وأحد ‪ ،‬قال الشوكان ‪ :‬وهذا هو الق ‪ .‬وعند الحناف لبد من ملك النصاب ‪) . ( .‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 413‬وتب عليه ‪ ،‬عن نفسه ‪ ،‬وعمن تلزمه نفقته ‪ ،‬كزوجته ‪ ،‬وأبنائه ‪،‬‬
‫وخدمه الذين يتول أمورهم ‪ ،‬ويقوم بالنفاق عليهم ‪ .‬قدرها ‪ :‬الواجب ف صدقة الفطر‬
‫صاع ( ‪ ) 1‬من القمح ‪ ،‬أو الشعي ‪ ،‬التمر ‪ ،‬أو الزبيب ‪ ،‬أو القط ( ‪ ، ) 2‬أو الرز ‪ ،‬أو‬
‫الذرة أو نو ذلك ما يعتب قوتا ‪ .‬وجوز أبو حنيفة إخراج القيمة ‪ .‬وقال ‪ :‬إذا أخرج‬
‫الزكي من القمح ‪ ،‬فإنه يزئ نصف صاع ‪ .‬قال أبو سعيد الدري ‪ " :‬كنا ‪ ،‬إذ كان‬
‫فينا رسول ال صلى ال عليه وسلم نرج زكاة الفطر عن كل صغي ‪ ،‬وكبي ‪ ،‬حر ‪،‬‬

‫‪341‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وملوك ‪ ،‬صاعا من من طعام ‪ ،‬أو صاعا من أقط ‪ ،‬أو صاعا من شعي ‪ ،‬أو صاعا من تر ‪،‬‬
‫أو صاعا من زبيب ‪ ،‬فلم نزل نرجه حت قدم معاوية حاجا ‪ ،‬أو معتمرا ‪ ،‬فكلم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 413‬‬
‫الناس على النب ‪ ،‬فكان فيما كلم به الناس ‪ ،‬أن قال ‪ :‬إن أرى أن مدين ( ‪ ) 3‬من سراء‬
‫( ‪ ) 4‬الشام ‪ ،‬تعدل صاعا من تر ‪ ،‬فأخذ الناس بذلك ‪ .‬قال أبو سعيد ‪ :‬فأما أنا ‪ ،‬فل‬
‫أزال أخرجه أبدا ما عشت " رواه الماعة ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬والعمل على هذا عند بعض‬
‫أهل العلم يرون من كل شئ صاعا ‪ ،‬وهو قول الشافعي ‪ ،‬وإسحاق ‪ .‬وقال بعض أهل‬
‫العلم ‪ :‬من كل شئ صاع إل الب فإنه يزئ نصف صاع وهو قول سفيان ‪ ،‬وابن‬
‫البارك ‪ ،‬وأهل الكوفة ‪ .‬مت تب ؟ ‪ :‬اتفق الفقهاء على أنا تب ف آخر رمضان ‪،‬‬
‫واختلفوا ف تديد الوقت ‪ ،‬الذي تب فيه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الصاع أربعة أمداد ‪ .‬والد‬
‫حفنة بكفي الرجل العتدل الكفي ويساوي قدحا وثلث قدح أو قدحي ‪ " ) 2 ( .‬القط‬
‫" لب مفف ل تنع زبدته ‪ ) 3 ( .‬الدان ‪ :‬نصف صاع ‪ " ) 4 ( .‬سراء " أي قمح ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 414‬فقال الثوري ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬وإسحاق ‪ ،‬والشافعي ف الديد ‪،‬‬
‫وإحدى الروايتي عن مالك ‪ :‬إن وقت وجوبا ‪ ،‬غروب الشمس ‪ ،‬ليلة الفطر ‪ ،‬لنه وقت‬
‫الفطر من رمضان ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ ،‬والليث ‪ ،‬والشافعي ‪ ،‬ف القدي ‪ ،‬والرواية الثانية عن‬
‫مالك ‪ :‬إن وقت وجوبا طلوع الفجر من يوم العيد ‪ .‬وفائدة هذا الختلف ‪ ،‬ف الولود‬
‫يولد قبل الفجر ‪ ،‬من يوم العيد ‪ ،‬وبعد مغيب الشمس ‪ ،‬هل تب عليه أم ل تب ؟ فعلى‬
‫القول الول ل تب ‪ ،‬لنه ولد بعد وقت الوجوب ‪ ،‬وعلى الثان ‪ :‬تب ‪ ،‬لنه ولد قبل‬
‫وقت الوجوب ‪ .‬تعجيلها عن وقت الوجوب ‪ :‬جهور الفقهاء على أنه يوز تعجيل صدقة‬
‫الفطر قبل العيد بيوم ‪ ،‬أو بيومي ‪ .‬قال ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أمرنا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم بزكاة الفطر ‪ ،‬أن تؤدى قبل خروج الناس إل الصلة ‪ .‬قال نافع ‪ :‬وكان‬
‫ابن عمر يؤديها ‪ ،‬قبل ذلك ‪ ،‬باليوم ‪ ،‬أو اليومي ‪ .‬واختلفوا فيما زاد على ذلك ‪ .‬فعند‬
‫أب حنيفة ‪ :‬يوز تقديها على شهر رمضان ‪ .‬وقال الشافعي ‪ :‬يوز التقدي من أول الشهر‬
‫‪ .‬وقال مالك ومشهور مذهب أحد ‪ :‬يوز تقديها يوما أو يومي ‪ .‬واتفقت الئمة على‬

‫‪342‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن زكاة الفطر ل تسقط بالتأخي بعد الوجوب ‪ ،‬بل تصي دينا ف ذمة من لزمته ‪ ،‬حت‬
‫تؤدى ‪ ،‬ولو ف آخر العمر ‪ .‬واتفقوا ‪ :‬على أنه ل يوز نأخيها عن يوم العيد ( ‪ ) 1‬إل‬
‫ما نقل عن ابن سيين ‪ ،‬والنخعي ‪ ،‬أنما قال ‪ :‬يوز تأخيها عن يوم العيد ‪ ( ،‬هامش )‬
‫( ‪ ) 1‬وجزموا بأنا تزئ إل آخر يوم الفطر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 415‬وقال أحد ‪:‬‬
‫أرجو أن ل يكون به بأس ‪ .‬وقال ابن رسلن ‪ :‬إنه حرام بالتفاق ‪ ،‬لنا زكاة ‪ ،‬فوجب‬
‫أن يكون ف تأخيها إث ‪ ،‬كما ف إخراج الصلة عن وقتها ‪ .‬وقد تقدم ف الديث ‪" :‬‬
‫من أداها قبل الصلة ‪ ،‬فهي زكاة مقبولة ‪ ،‬ومن أداها بعد الصلة ‪ ،‬فهي صدقة من‬
‫الصدقات ( ‪ " ) 1‬مصرفها ‪ :‬مصرف الزكاة ‪ ،‬أي أنا توزع على الصناف الثمانية‬
‫الذكورة ف آية ‪ " :‬إنا الصدقات للفقراء " ‪ .‬والفقراء هم أول الصناف با ‪ ،‬لا تقدم ف‬
‫الديث ‪ :‬فرض رسول ال صلى ال عليه وسلم زكاة الفطر ‪ ،‬طهرة للصائم ‪ ،‬من اللغو‬
‫والرفث ‪ ،‬وطعمة للمساكي ‪ .‬ولا رواه البيهقي ‪ ،‬والدارقطن عن ابن عمر رضي ال‬
‫عنهما قال ‪ :‬فرض رسول ال صلى ال عليه وسلم زكاة الفطر وقال ‪ " :‬أغنوهم ف هذا‬
‫اليوم " وف رواية للبيهقي ‪ " :‬أغنوهم عن طواف هذا اليوم " ‪ .‬وتقدم الكلم على الكان‬
‫الذي تؤدى فيه ‪ ،‬عند الكلم على نقل الزكاة ‪ .‬إعطاؤها للذمي ‪ :‬أجاز الزهري ‪ ،‬وأبو‬
‫حنيفة ‪ ،‬وممد ‪ ،‬وابن شبمة ‪ ،‬إعطاء الذمي من زكاة الفطر لقول ال تعال ‪ ( :‬ل ينهاكم‬
‫ال عن الذين ل يقاتلوكم ف الدين ول يرجوكم من دياركم أن تبوهم وتقسطوا إليهم‬
‫إن ال يب القسطي ) ‪ .‬هل ف الال حق سوى الزكاة ؟ ينظر السلم إل الال نظرة‬
‫واقعية ‪ ،‬فهو ف نظرة عصب الياة ‪ ،‬وقوام نظام الفراد والماعات ‪ .‬قال ال تعال ‪:‬‬
‫( ول تؤتوا السفهاء أموالكم الت جعل ال لكم قياما ) ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي الت يتصدق‬
‫با ف سائر الوقات ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 416‬وهذا يقتضي أن يوزع توزيعا يكفل لكل‬
‫فرد كفايته من الغذاء ‪ ،‬والكساء ‪ ،‬والسكن ‪ ،‬وسائر الاجات الصلية ‪ ،‬الت لغن‬
‫عنها ‪ ،‬حت ل يبقى فرد مضيع ‪ ،‬لقوام له ‪ .‬وأمثل وسيلة ‪ ،‬وأفضلها لتوزيع الال ‪،‬‬
‫وللحصول على الكفاية ‪ ،‬وسيلة الزكاة ‪ ،‬فهي ف الوقت الذي ل يضيق با الغن ‪ ،‬ترفع‬
‫مستوى الفقي إل حد الكفاية ‪ ،‬وتنبه شظف العيش ‪ ،‬وأل الرمان ‪ .‬والزكاة ليست منة‬
‫يهبها الغن للفقي ‪ ،‬وإنا هي حق استودعه ال يد الغن ‪ ،‬ليؤديه لهله ‪ ،‬وليوزعه على‬

‫‪343‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مستحقيه ومن ث تتقرر هذه القيقة الكبى وهي ‪ :‬أن الال ليس وقفا على الغنياء دون‬
‫غيهم ‪ ،‬وإنا الال للجميع ‪ :‬أي للغنياء ‪ ،‬والفقراء ‪ ،‬على السواء يوضح هذا قول ال‬
‫تعال ‪ -‬ف حكمه تقسيم الفئ ( كى ل يكون دولة بي الغنياء منكم ) أي هذا‬
‫التقسيم ‪ ،‬لئل يكون الال متداولبي الغنياء ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 416‬‬
‫بل يب توزيعه على الغنياء والفقراء ‪ .‬والزكاة ‪ ،‬هي الق الواجب ف الال ‪ ،‬مت قامت‬
‫باجة الفقراء وسدت خلة العوزين ‪ ،‬وكفت البائسي ‪ ،‬وأطعمتهم من جوع وأمنتهم من‬
‫خوف ‪ .‬فإذا ل تكف الزكاة ‪ ،‬ول تف باجة الحتاجي ‪ ،‬وجب ف الال حق آخر سوى‬
‫الزكاة وهذا الق ل يتقيد ول يتحدد إل بالكفاية ‪ ،‬فيؤخذ من مال الغنياء القدر الذي‬
‫يقوم بكفاية الفقراء ‪ .‬قال القرطب ‪ :‬قوله تعال ‪ " :‬وآتى الال على حبه " استدل به من‬
‫قال ‪ :‬إن ف الال حقا ‪ ،‬سوى الزكاة ‪ ،‬وبا كمال الب ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الراد الزكاة الفروضة ‪،‬‬
‫والول أصح ‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن ف الال حقا سوى الزكاة " ت‬
‫تل هذه الية " ليس الب أن تولوا وجوهكم قبل الشرق والغرب " إل آخرها ‪ .‬وأخرجه‬
‫ابن ماجه ‪ ،‬ف سننه ‪ ،‬والترمذي ف جامعه ‪ ،‬وقال ‪ :‬هذا حديث ‪ /‬صفحة ‪ / 417‬ليس‬
‫إسناده بذاك ‪ ،‬وأبو حزة ‪ ،‬ميمون العور ‪ ،‬يضعف ‪ .‬وروى بيان ‪ ،‬وإساعيل بن سال‬
‫هذا الديث ‪ ،‬عن الشعب من قوله ‪ ،‬وهو أصح ‪ .‬قلت ‪ :‬والديث ‪ ،‬وإن كان فيه‬
‫مقال ‪ ،‬فقد دل على صحته معن ما ف هذه الية نفسها ‪ ،‬من قوله تعال ‪ ( :‬وأقام الصلة‬
‫وآتى الزكاة ) مع الصلة ‪ ،‬وذلك دليل ‪ .‬على أن الراد بقوله ‪ ( :‬وآتى الال على حبه )‬
‫ليس الزكاة الفروضة فإن ذلك يكون تكرارا ‪ ،‬وال أعلم ‪ .‬واتفق العلماء على أنه إذا‬
‫نزلت بالسلمي حاجة ‪ ،‬بعد أداء الزكاة ‪ ،‬فإنه يب صرف الال إليها ‪ .‬قال مالك رحه‬
‫ال ‪ :‬يب على الناس فداء اسراهم ‪ ،‬وإن استغرق ذلك أموالم ‪ ،‬وهذا إجال أيضا ‪ ،‬وهو‬
‫يقوي ما اخترناه ‪ ،‬وبال التوفيق ‪ .‬وف تفسي النار ‪ ،‬ف قوله تعال ‪ " :‬وآتى الال على‬
‫حبه " قال ‪ :‬أي وأعطى الال لجل حبه تعال ‪ ،‬أو على حبه إياه أي الال ‪ .‬قال الستاذ‬
‫المام ( ‪ " : ) 1‬وهذا اليتاء ‪ ،‬غي إيتاء الزكاة الت ‪ ،‬وهو ركن من أركان الب ‪،‬‬

‫‪344‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وواجب كالزكاة وذلك حيث تعرض الاجة إل البذل ‪ ،‬ف غي وقت أداء الزكاة ‪ ،‬بأن‬
‫يرى الواجد مضطرا ‪ ،‬بعد أداء الزكاة ‪ ،‬أو قبل تام الول ‪ .‬وهو ل يشترط فيه نصاب‬
‫معي ‪ ،‬بل هو على حسب الستطاعة ‪ .‬فإذا كان ل يلك إل رغيفا ‪ ،‬ورأى مضطرا إليه ‪،‬‬
‫ف حال استغنائه عنه ‪ ،‬بأن ل يكن متاجا إليه لنفسه ‪ ،‬أو لن تب عليه نفقته ‪ ،‬وجب‬
‫عليه بذله ‪ .‬وليس الضطر وحده ‪ ،‬هو الذي له الق ف ذلك ‪ ،‬بل أمر ال تعال الؤمن أن‬
‫يعطي من غي الزكاة " ذوي القرب " وهم أحق الناس بالب ‪ ،‬والصلة ‪ ،‬فإن النسان إذا‬
‫احتاج ‪ -‬وف أقاربه غن ‪ -‬فإن نفسه تتوجه إليه بعاطفة الرحم ‪ .‬ومن الغروز ف الفطرة‬
‫أن النسان يأل لفاقة ذوي رحه وعدمهم ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الشيخ ممد عبده ‪) . ( .‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 418‬أشد ما يأل لفاقة غيهم ‪ ،‬فإنه يهون بوانم ‪ ،‬ويعتز بعزتم ‪ ،‬فمن قطع‬
‫الرحم ورضي بأن ينعم وذو وقرباه بائسون ‪ ،‬فهو برئ من الفطرة والدين ‪ ،‬وبعيد من‬
‫الي والب ‪ ،‬ومن كان أقرب رحا ‪ ،‬كان حقه آكد ‪ ،‬وصلته أفضل ‪ " .‬واليتامى " فإنه‬
‫لوت كافلهم تتعلق كفايتهم بأهل الوجد واليسار من السلمي ‪ ،‬كيل تسوء حالم ‪،‬‬
‫وتفسد تربيتهم ‪ ،‬فيكونوا مصابا على أنفسهم وعلى الناس ‪ " .‬والساكي " فإنم لا قعد‬
‫بم العجز عن كسب ما يكفيهم ‪ ،‬وسكنت نفوسهم للرضا بالقليل عن مد كف الذليل‬
‫وجبت مساعدتم ‪ ،‬ومواساتم على الستطيع ‪ " .‬وابن السبيل " النقطع ف السفر ‪ ،‬ل‬
‫يتصل بأهل ول قرابة كأن السبيل أبوه ‪ ،‬وأمه ‪ ،‬ورحه ‪ ،‬وأهله ‪ .‬وهذا التعبي بكان من‬
‫اللطف ‪ ،‬ل يرتقي إليه سواه ‪ .‬وف المر بواساته ‪ ،‬وإعانته ف سفره ‪ ،‬ترغيب من الشرع‬
‫ف السياحة ‪ ،‬والضرب ف الرض ‪ " .‬والسائلي " الذين تدفعهم الاجة العارضة ‪ ،‬إل‬
‫تكفف الناس ‪ .‬وأخرهم لنم يسألون ‪ ،‬فيعطيهم هذا ‪ ،‬وهذا ‪ .‬وقد يسأل النسان‬
‫لواساة غيه ‪ -‬والسؤل مرم شرعا ‪ ،‬إل لضرورة ‪ ،‬يب على السائل أن ل يتعداها ‪" .‬‬
‫وف الرقاب " أي ف تريرها ‪ ،‬وعتقها ‪ ،‬وهو يشمل ابتياع الرقاء ‪ ،‬وعتقهم وإعانة‬
‫الكاتبي على أداء نومهم ( ‪ ) 1‬ومساعدة السرى على الفتداء ‪ .‬وف جعل هذا النوع‬
‫من البذل ‪ ،‬حقا واجبا ف أموال السلمي ‪ ،‬دليل على رغبة الشريعة ف فك الرقاب ‪،‬‬
‫واعتبارها أن النسان خلق ليكون حرا ‪ ،‬إل ف أحوال عارضة ‪ ،‬تقضي الصلحة العامة‬
‫فيها ‪ ،‬أن يكون السي رقيقا ‪ ،‬وأخر هذا عن كل ما سبقه ‪ ،‬لن الاجة ف تلك‬

‫‪345‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصناف ‪ ،‬قد تكون لفظ الياة ‪ ،‬وحاجة الرقيق ال الرية حاجة إل الكمال ‪.‬‬
‫ومشروعية البذل لذه الصناف ‪ ،‬من غي مال الزكاة ‪ ،‬ل تتقيد بزمن ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫" بومهم " أي القساط ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 419‬ول بامتلك نصاب مدود ‪ ،‬وليكون‬
‫البذول مقدارا معينا بالنسبة ال ما يلك ‪ ،‬ككونه عشرا ‪ ،‬أو ربع عشر ‪ ،‬أو عشر العشر‬
‫مثل ‪ ،‬وإنا هو أمر مطلق بالحسان موكول إل أريية العطي وحالة العطى ‪ .‬ووقاية‬
‫النسان الحترم من اللك ‪ ،‬والتلف ‪ ،‬واجبة على من قدر عليها ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 419‬‬
‫وما زاد على ذلك ‪ ،‬فل تقدير له ‪ .‬وقد أغفل الناس أكثر هذه القوق العامة ‪ ،‬الت حث‬
‫عليها الكتاب العزيز لا فيها من الياة الشتراكية العتدلة الشريفة فل يكادون يبذلون شيئا‬
‫لؤلء الحتاجي إل القليل النادر لبعض السائلي ‪ ،‬وهم ف هذا الزمان أقل الناس استحقاقا‬
‫‪ ،‬لنم اتذوا السؤال حرفة ‪ ،‬وأكثرهم واجدون ‪ .‬انتهى ‪ .‬وقال ابن حزم ‪ :‬وفرض على‬
‫الغنياء من أهل كل بلد ‪ ،‬أن يقوموا بفقرائهم ‪ ،‬ويبهم السلطان على ذلك ‪ ،‬إن ل تقم‬
‫الزكوات بم ‪ ،‬ول ف سائر أموال السلمي بم ‪ ،‬فيقام لم با يأكلون من القوت الذي‬
‫لبد منه ‪ ،‬ومن اللباس للشتاء والصيف ‪ ،‬والشمس ‪ ،‬وعيون الارة ‪ .‬برهان ذلك ‪ :‬قول‬
‫ال تعال ‪ " :‬وآت ذا القرب حقه والسكي وابن السبيل " وقال تعال ‪ " :‬وبالوالدين‬
‫إحسانا وبذي القرب واليتامى والساكي والار ذي القرب والار النب ( ‪، ) 1‬‬
‫والصاحب بالنب ( ‪ ، ) 2‬وابن السبيل ‪ ،‬وما ملكت أيانكم " ‪ .‬فأوجب تعال حق‬
‫السكي ‪ ،‬وابن السبيل ‪ ،‬وما ملكت اليمي من حق ذي القرب ‪ ،‬وافترض الحسان إل‬
‫البوين ‪ ،‬وذي القرب والساكي ‪ ،‬والار وما ملكت اليمي ‪ ،‬والحسان يقتضي كل ما‬
‫ذكرنا ‪ ،‬ومنعه إساءة بل شك ‪ .‬وقال تعال ‪ ( :‬ما سلككم ف سقر ؟ قالوا ‪ :‬ل نك من‬
‫الصلي ول نك نطعم السكي ) ‪ .‬فقرن ال تعال إطعام السكي بوجوب الصلة ‪ .‬وعن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ -‬من طرق كثية ‪ ،‬ف غاية الصحة أنه قال ‪ " :‬من ل‬
‫يرحم الناس ل يرحه ال " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬الار النب " أي الار البعيد ‪) 2 ( .‬‬
‫" الصاحب بالنب " أي الزوجة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 420‬ومن كان على فضلة ( ‪) 1‬‬

‫‪346‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ورأى السلم أخاه جائعا عريان ضائعا فلم يغثه ‪ .‬فما رحه بلشك ‪ .‬وعن عثمان النهدي‬
‫‪ :‬أن عبد الرحن بن أب بكر الصديق حدثه ‪ " :‬أن أصحاب الصفة ‪ ،‬كانوا ناسا فقراء ‪،‬‬
‫وأن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من كان عنده طعام اثني فليذهب بثالث ‪،‬‬
‫ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بامس أو سادس " ‪ .‬وعن ابن عمر رضي ال عنهما‬
‫‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬السلم أخو السلم ل يظلمه ول يسلمه " ‪.‬‬
‫ومن تركه يوع ‪ ،‬ويعرى ‪ -‬وهو قادر على إطعامه وكسوته ‪ -‬فقد أسلمه ‪ .‬وعن أب‬
‫سعيد الدري رضي ال عنه ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من كان معه‬
‫فضل ظهر ‪ ،‬فليعد به على من ل ظهر له ‪ ،‬ومن كان له فضل من زاد ‪ ،‬فليعد به على من‬
‫زاد له ‪ .‬قال ‪ :‬فذكر من أصناف الال ما ذكر ‪ ،‬حت رأينا أنه لحق لحد منا ف فضل "‬
‫‪ .‬وهذا إجاع الصحابة رضي ال عنهم يب بذلك أبو سعيد الدري رضي رضي ال‬
‫عنه ‪ ،‬وبكل ما ف هذا الب نقول ‪ :‬ومن طريق أب موسى الشعري رضى ال عنه عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬أطعموا الائع ‪ ،‬وعودوا الريض ‪ ،‬وفكوا العان ( ‪) 2‬‬
‫" ‪ .‬والنصوص من القرآن ‪ ،‬والحاديث الصحاح ف هذا كثية جدا ‪ .‬وقال عمر رضي‬
‫ال عنه ‪ " :‬لو استقبلت من أمري ما استدبرت لخذت فضول أموال الغنياء ‪ ،‬فقسمتها‬
‫على فقراء الهاجرين " وهذا إسناد ف غاية الصحة ‪ ،‬والللة ‪ .‬وقال علي رضي ال عنه ‪:‬‬
‫" إن ال تعال فرض على الغنياء ف أموالم بقدر ما يكفي فقراءهم ‪ ،‬فإن جاعوا ‪ ،‬أو‬
‫عروا ‪ ،‬وجهدوا فبمنع الغيناء ‪ ،‬وحق على ال تعال أن ياسبهم ( هامش ) ( ‪" ) 1‬‬
‫فضلة " أي زيادة عن الاجة ‪ " ) 2 ( .‬العان " أي السي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 421‬يوم‬
‫القيامة ‪ ،‬ويعذبم عليه ( ‪ . " ) 1‬وعن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أنه قال ‪ " :‬ف مالك‬
‫حق سوى الزكاة " ‪ .‬وعن عائشة أم الؤمني ‪ ،‬والسن بن علي ‪ ،‬وابن عمر رضي ال‬
‫عنهم ‪ ،‬أنم قالوا كلهم لن سألم ‪ " :‬إن كنت تسأل ف دم موجع ‪ ،‬أو غرم مفظع ‪ ،‬أو‬
‫فقر مدقع ‪ ،‬فقد وجب حقك " ‪ .‬وصح عن أب عبيدة بن الراح وثلثمائة من الصحابة‬
‫رضي ال عنهم أن زادهم فن ‪ ،‬فأمرهم أبو عبيدة ‪ .‬فجمعوا أزوادهم ف مزودين ‪ ،‬وجعل‬
‫يقوتم إياها على السواء ‪ .‬فهذا إجاع مقطوع به من الصحابة رضي ال عنهم ‪ ،‬ول‬
‫مالف لم منهم ‪ .‬وصح عن الشعب ‪ ،‬وماهد ‪ ،‬وطاوس ‪ ،‬وغيهم ‪ ،‬كلهم يقول ‪ :‬ف‬

‫‪347‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الال حق ‪ ،‬سوى الزكاة ‪ .‬ث قال ‪ :‬ول يل لسلم اضطر أن يأكل ميتة ‪ ،‬أو لم خنير‬
‫وهو يد طعاما ‪ ،‬فيه فضل عن صاحبه لسلم ‪ ،‬أو لذمي ‪ ،‬لنه يب فرضا على صاحب‬
‫الطعام إطعام الائع ‪ .‬فإذا كان ذلك كذلك فليس بضطر إل اليتة ‪ ،‬ول إل لم النير ‪،‬‬
‫وله أن يقاتل على ذلك ‪ ،‬فإن قتل ‪ ،‬فعلى قاتله القود ( ‪ ، ) 2‬وإن قتل الانع فإل لعنة‬
‫ال ‪ ،‬لنه منع حقا ‪ ،‬وهو من الطائفة الباغية ‪ ،‬قال تعال ‪ " :‬فإن بغت إحداها على‬
‫الخرى فقاتلوا الت تبغي حت تفئ إل أمر ال " ‪ .‬ومانع الق باغ على أخيه ‪ ،‬الذي له‬
‫الق ‪ .‬وبذا قاتل أبو بكر الصديق رضي ال عنه ‪ ،‬مانع الزكاة ‪ .‬وبال تعال‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 421‬‬
‫التوفيق ‪ .‬انتهى وإنا سردنا هذه النصوص ‪ ،‬وأكثرنا القول ف هذه السألة لنبي مدى ما‬
‫ف السلم من رحة ‪ ،‬وحنان ‪ ،‬وأنه سبق الذاهب الديثة سبقا بعيدا ‪ ،‬وأنا ف جانبه‬
‫كالشمعة الضطربة أمام الضوء الباهر ‪ ،‬والشمس الادية ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬تقدم الديث‬
‫ف أول الكتاب مرفوعا إل النب صلى ال عليه وسلم ‪ " ) 2 ( .‬فعلى قاتله القود " أي‬
‫يقتل به ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 422‬صدقة التطوع دعا السلم إل البذل ‪ ،‬وحض عليه ف‬
‫أسلوب يستهوي الفئدة ‪ ،‬ويبعث ف النفس الريية ‪ ،‬ويثي فيها معان الي والب ‪،‬‬
‫والحسان ‪ - 1 .‬قال ال تعال ‪ ( :‬مثل الذين ينفقون أموالم ف سبيل ال كمثل حبة‬
‫أنبتت سبع سنابل ف كل سنبلة مائة حبة وال يضاعف لن يشاء وال واسع عليم ) ‪2 .‬‬
‫‪ -‬وقال ‪ ( :‬لن تنالوا الب حت تنفقوا ما تبون وما تنفقوا من شئ فإن ال به عليم ) ‪3 .‬‬
‫‪ -‬وقال ( وأنفقوا ما جعلكم مستخلفي فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لم أجر كبي ) ‪.‬‬
‫‪ - 1‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن الصدقة تطفئ غضب الرب ‪ ،‬وتدفع‬
‫ميتة السوء " رواه الترمذي ‪ ،‬وحسنه ‪ - 2 .‬وروى كذلك أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬إن صدقة السلم تزيد ف العمر وتنع ميتة السوء ( ‪ ) 1‬ويذهب ال با‬
‫الكب والفخر " ‪ - 3 .‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ما من يوم يصبح العباد فيه ‪ ،‬إل‬
‫وملكان ينلن فيقول أحدها ‪ :‬اللهم أعط منفقا خلفا ‪ ،‬ويقول الخر ‪ :‬ال أعط مسكا‬
‫تلفا " رواه مسلم ‪ - 4 .‬وقال صلى ال عليه وسلم " صنائع العروف تقي مصارع السوء‬

‫‪348‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ ،‬والصدقة حفيا تطفئ غضب الرب ‪ ،‬وصلة الرحم تزيد ف العمر ‪ ،‬وكل معروف‬
‫صدقة ‪ ،‬وأهل العروف ف الدنيا هم أهل العروف ف الخرة ‪ ،‬وأهل النكر ف الدنيا هم‬
‫أهل النكر ف الخرة ‪ ،‬وأول من يدخل النة أهل العروف " رواه الطبان ف الوسط ‪،‬‬
‫وسكت عليه النذري ‪ .‬أنواع الصدقات ‪ :‬وليست الصدقة قاصرة على نوع معي من‬
‫أعمال الب بل القاعدة العامة ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬ميتة السوء " أي سوء العاقبة ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 423‬أن كل معروف صدقة ‪ .‬وإليك بعض ما جاء ف ذلك ‪ - 1 :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬على كل مسلم صدقة " فقالوا ‪ :‬يا نب ال فمن ل يد ؟ قال‬
‫‪ " :‬يعمل بيده فينفع نفسه ‪ ،‬ويتصدق " ‪ .‬قالوا ‪ :‬فإن ل يد ؟ قال ‪ " :‬يعي ذا الاجة‬
‫اللهوف ( ‪ . " ) 1‬قالوا ‪ :‬فإن ل جيد ؟ قال ‪ :‬فليعمل بالعروف وليمسك عن الشر ‪،‬‬
‫فإنا ( ‪ ) 2‬له صدقة " رواه البخاري ‪ ،‬وغيه ‪ - 2 .‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬كل‬
‫نفس كتب عليها الصدقة كل يوم طلعت فيه الشمس ‪ ،‬فمن ذلك أن يعدل ( ‪ ) 3‬بي‬
‫الثني صدقة ‪ ،‬وأن يعي الرجل على دابته فيحمله عليها صدقة ‪ ،‬ويرفع متاعه عليها‬
‫صدقة ‪ ،‬وييط الذى عن الطريق صدقة ‪ ،‬والكلمة الطيبة صدقة ‪ ،‬وكل خطوة يشي إل‬
‫الصلة صدقة " رواه أحد وغيه ‪ - 3 .‬وعن أب ذر الغفاري رضي ال عنه قال ( ‪، ) 4‬‬
‫( قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ‪ " :‬على كل نفس ف كل يوم طلعت فيه الشمس‬
‫صدقة منه على نفسه " ‪ .‬قلت ‪ :‬يا رسول ال من أين أتصدق ‪ ،‬وليس لنا أموال ؟ قال ‪:‬‬
‫" لن من أبواب الصدقة ‪ :‬التكبي ‪ ،‬وسبحان ال والمد ل ‪ ،‬ول إله إل ال ‪ ،‬وأستغفر‬
‫ال ‪ ،‬وتأمر بالعروف ‪ ،‬وتنهى عن النكر ‪ ،‬وتعزل الشوك عن طريق الناس ‪ ،‬والعظم ‪،‬‬
‫والجر ‪ ،‬وتدي العمى وتسمع الصم والبكم ‪ ،‬حت يفقه ‪ ،‬الستدل على حاجة له قد‬
‫علمت مكانا ‪ ،‬وتسعى بشدة ساقيك إل اللهفان الستغيث ‪ ،‬وترفع بشدة ذراعيك مع‬
‫الضعيف ‪ ،‬كل ذلك من أبواب الصدقة ‪ ،‬منك على نفسك ‪ ،‬ولك ف جاع زوجتك أجر‬
‫" الديث ‪ ،‬رواه أحد واللفظ له ‪ ،‬ومعناه أيضا ف مسلم ‪ .‬وعند مسلم قالوا يا رسول ال‬
‫أيأت أحدنا شهوته ‪ ،‬ويكون له فيها أجر ؟ قال ‪ " :‬أرأيتم لو وضعها ف حرام أكان عليه‬
‫فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها ف اللل كان له أجر " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬اللهوف "‬
‫أي الستغيث سواء أكان مظلوما أم عاجزا ‪ ) 2 ( .‬أي إن هذه الصلة ‪ " ) 3 ( .‬يعدل‬

‫‪349‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫" أي يصلح بي متخاصمي بالعدل ‪ ) 4 ( .‬ما بي القوسي ليس ف مسند المام أحد‬
‫وإنا آثرنا إثباته هنا لن ما بعده إل قوله " على نفسه " ف حكم الرفوع إل النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ - 3 / 424‬وعن أب ذر رضي ال عنه أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ليس من نفس ابن آدم عليها صدقة ‪ .‬ف كل يوم طلعت فيه‬
‫الشمس " ‪ .‬قيل ‪ :‬يا رسول ال ‪ .‬من أين لنا صدقة نتصدق با كل يوم ؟ فقال ‪ " :‬إن‬
‫أبواب الي لكثية ‪ .‬التسبيح والتحميد ‪ ،‬والتكبي ‪ ،‬والتهليل ‪ ،‬والمر بالعروف ‪ ،‬والنهي‬
‫عن النكر ‪ ،‬وتيط الذى عن الطريق ‪ ،‬وتسمع الصم ‪ ،‬وتدي العمى ‪ ،‬وتدل الستدل‬
‫على حاجاته ‪ ،‬وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان الستغيث ‪ ،‬وتمل‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 424‬‬
‫بشدة ذراعيك مع الضعيف ‪ .‬فهذا كله صدقة منك على نفسك " رواه ابن حبان ف‬
‫صحيحه ‪ ،‬والبيهقي متصر اوزاد ف رواية ‪ " :‬وتبسمك ف وجه أخيك صدقة وإماطتك‬
‫الجر ‪ ،‬والشوكة والعظم عن طريق الناس صدقة ‪ ،‬وهديك الرجل ف أرض الضالة صدقة‬
‫" ‪ - 5 .‬وقال ‪ " :‬من استطاع منكم أن يتقي النار فليتصدق ولو بشق ترة فمن ل يد‬
‫فبكلمة طيبة " رواه أحد ‪ ،‬ومسلم ‪ - 6 .‬وقال ‪ " :‬إن ال عزوجل ‪ ،‬يقول يوم القيامة ‪:‬‬
‫يا ابن آدم ‪ :‬مرضت فلم تعدن ‪ ،‬قال ‪ :‬يا رب ‪ ،‬كيف أعودك وأنت رب العالي ؟ قال‬
‫أما علمت ‪ ،‬أن عبدى فلنا مرض فلم تعده ؟ ‪ " .‬أما لوعدته لوجدتن عنده ‪ .‬يا ابن آدم‬
‫‪ :‬استطعمتك فلم تطعمن ‪ ،‬قال ‪ :‬يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالي ‪ ،‬قال ‪ :‬أما‬
‫علمت أنه استطعمك عبدي فلن فلم تطعمه ‪ ،‬أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك‬
‫عندي ‪ .‬يا ابن آدم ‪ :‬استسقيتك فلم تسقن ‪ .‬قال ‪ :‬يا رب كيف أسقيك وانت رب‬
‫العالي ؟ قال ‪ :‬استسقاك عبدي فلن فلم تسقه ‪ .‬أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي‬
‫‪ " .‬رواه مسلم ‪ - 7 .‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل يغرس مسلم غرسا ول يزرع‬
‫زرعا فيأكل منه إنسان ول دابة ول شئ إل كانت له صدقة " رواه البخاري ‪ - 8 .‬وقال‬
‫عليه الصلة والسلم ‪ " :‬كل معروف صدقة ‪ ،‬ومن العروف ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬شق ترة‬
‫" أي نصف ترة ‪ ،‬وهذا يفيد أنه ل ينبغي أن يستقل النسان الصدقة ‪ / ) . ( .‬صفحة‬

‫‪350‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ / 425‬أن تلقى أخاك بوجه طلق ‪ ،‬وان تفرغ من دلوك ف إنائه " رواه أحد والترمذي‬
‫وصححه ‪ .‬أول الناس بالصدقة ‪ :‬أول الناس بالصدقة أولد التصدق وأهله وأقاربه ‪ .‬ول‬
‫يوز التصدق على أجنب وهو متاج إل ما يتصدق به لنفقته ونفقة عياله ‪ - 1 .‬فعن‬
‫جابر رضى ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا كان احدكم فقيا‬
‫فليبدأ بنفسه ‪ ،‬وإن كان فضل فعلى عياله ‪ ،‬وإن كان فضل فعلى ذوي قرابته ‪ ،‬أو قال ‪:‬‬
‫ذوي رحه ‪ ،‬وان كان فضل فهاهنا وهاهنا " رواه أحد ومسلم ‪ - 2 .‬وقال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬تصدقوا " ‪ :‬قال رجل ‪ .‬عندي دينار ‪ .‬قال " تصدق به على نفسك " ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬عندي دينار آخر ‪ .‬قال ‪ :‬تصدق به على زوجتك " ‪ .‬قال ‪ :‬عندي دينار آخر ‪.‬‬
‫قال ‪ " :‬تصدق به على ولدك " ‪ .‬قال ‪ :‬عندي دينار آخر ‪ .‬قال ‪ " :‬تصدق به على‬
‫خادمتك " ‪ .‬قال ‪ :‬عندي دينار آخر ‪ .‬قال ‪ " :‬أنت به أبصر " ‪ .‬رواه أبو داود والنسائي‬
‫والاكم ‪ ،‬وصححه ‪ - 3 .‬وقال عليه الصلة والسلم ‪ " :‬كفى بالرء إثا أن يضيع من‬
‫يقوت " ‪ .‬رواه مسلم وابو داود ‪ - 4 .‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أفضل الصدقة‬
‫الصدقة على ذي الرحم الكاشح ‪ " .‬رواه الطبان ‪ ،‬والاكم وصححه ‪ .‬إبطال الصدقة ‪:‬‬
‫لقول ال تعال ‪ ( :‬يأيها الذين آمنوا ل تبطلوا صدقاتكم بالن والذى كالذي ينفق ماله‬
‫رئاء الناس ) ‪ .‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ثلثة ل يكلمهم ال يوم القيامة ‪،‬‬
‫ول ينظر إليهم ‪ ،‬ول يزكيهم ‪ ،‬ولم عذاب أليم ‪ " .‬قال أبو ذر رضى ال عنه ‪:‬‬
‫( هامش ) ( ‪ " ) 1‬الكاشح " أي الذي يضمر العداوة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 426‬خابوا‬
‫وخسروا ‪ ،‬من هم يا رسول ال ؟ قال ‪ " :‬السبل ( ‪ ) 1‬والنان ( ‪ ، ) 2‬والنفق سلعته‬
‫باللف الكاذب " ‪ .‬التصدق بالرام ‪ :‬ل يقبل ال الصدقة ‪ ،‬إذا كانت من حرام ‪- 1 .‬‬
‫قال رسول ال صلى عليه وسلم ‪ " :‬أيها الناس ‪ ،‬إن ال طيب ل يقبل إل طيبا ‪ ،‬وإن ال‬
‫تعال أمر الؤمني با أمر به الرسلي ‪ ،‬فقال عز وجل ‪ ( ،‬يا أيها الرسل كلوا من الطيبات‬
‫واعملوا صالا إن با تعملون عليم ) وقال ( يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما‬
‫رزقناكم ) ث ذكر الرجل يطيل السفر ‪ ،‬أشعث أغب ‪ ،‬يد يديه إل السماء ‪ :‬يا رب ‪ ،‬يا‬
‫رب ‪ ،‬ومطعمه حرام ‪ ،‬ومشربه حرام ‪ ،‬وملبسه حرام ‪ ،‬وغذي بالرام فأن يستجاب له "‬
‫رواه مسلم ‪ - 2 .‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من تصدق بعدل ( ‪ ) 3‬ترة ‪ ،‬من‬

‫‪351‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كسب طيب ‪ -‬ول يقبل ال إل الطيب ‪ -‬فإن ال تعال يتقبلها بيمينه ث يربيها لصاحبها‬
‫كما يرب أحدكم فلوه حت تكون مثل البل " رواه البخاري ‪ .‬صدقة الرأة من مال‬
‫زوجها ‪ :‬يوز للمرأة تتصدق من بيت زوجها ‪ ،‬إذا علمت رصاه ‪ ،‬ويرم عليها إذا ل‬
‫تعلم ‪ .‬فعن عائشة قالت ‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إذا أنفقت الرأة من طعام‬
‫بيتها ‪ -‬غي مفسدة ‪ -‬كان لا أجرها با أنفقت ‪ ،‬ولزوجها أجره با كسب ‪ ،‬وللخازن‬
‫مثل ذلك ‪ ،‬ل ينقص بعضهم أجر بعض شيئا ‪ " .‬رواه البخاري ‪ ( .‬هامش ) ( ‪" ) 1‬‬
‫السبل " أي الذي ير ثوبه خيلء ‪ ) 2 ( .‬الن ذكر الصدقة والتحدث با ‪ ،‬أو استخدام‬
‫التصدق عليه ‪ ،‬أو التكب عليه لجل إعطائه ‪ .‬والذى إظهار الصدقة ‪ ،‬قصد إيلم‬
‫التصدق عليه ‪ ،‬أو توبيخه ‪ " ) 3 ( .‬العدل " بكسر العي ‪ ،‬معناه ف اللغة ‪ :‬الثل ‪.‬‬
‫والراد به هنا ما يساوي قيمة ترة ‪) . ( .‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 426‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 427‬وعن أب أمامة قال ‪ :‬سعت رسول اله صلى ال عليه وسلم يقول ‪ -‬ف‬
‫خطبة عام حجة الوداع ‪ " -‬ل تنفق الرأة شيئا من بيت زوجها إل بإذن زوجها " قيل ‪:‬‬
‫يا رسول ال ‪ ،‬ول الطعام ؟ قال ‪ " :‬ذلك أفضل أموالنا " رواه الترمذي ‪ ،‬وحسنه ‪.‬‬
‫ويستثن من ذلك النر اليسي ‪ ،‬الذي جرى به العرف فإنه يوز لا أن تتصدق به ‪ ،‬دون‬
‫أن تستأذنه ‪ .‬فعن أساء بنت أب بكر أنا سألت النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقالت ‪ :‬إن‬
‫الزبي رجل شديد ‪ ،‬ويأتين السكي فأتصدق عليه من بيته ‪ ،‬بغي إذنه ‪ ،‬فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ارضخي ( ‪ ) 1‬ول توعي ( ‪ ) 2‬فيوعي ال عليك " ‪ .‬رواه أحد‬
‫‪ ،‬والبخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ .‬جواز التصدق بكل الال ‪ :‬يوز للقوي الكتسب أن يتصدق‬
‫بميع ماله ( ‪ . ) 3‬قال عمر ‪ " :‬أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نتصدق ‪ ،‬فوافق‬
‫ذلك مال عندي ‪ ،‬فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن ( ‪ ) 4‬سبقته يوما ‪ ،‬فجئت بنصف مال ‪،‬‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ما أبقيت لهلك ؟ " فقلت ‪ :‬مثله ‪ .‬وأتى أبو‬
‫بكر بكل ماله ‪ ،‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ما أبقيت لهلك ؟ " فقال ‪:‬‬
‫أبقيت لم ال ورسوله ‪ .‬فقلت ‪ :‬ل أسابقك إل شئ أبدا " رواه أبو داود ‪ ،‬والترمذي ‪،‬‬

‫‪352‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وصححه ‪ .‬وقد اشترط العلماء لواز التصدق بميع الال أن يكون التصدق قويا مكتسبا‬
‫صابرا غي مدين ‪ ،‬ليس عنده من يب النفاق عليه ‪ ،‬فإذا ل تتوفر هذه الشروط ‪ ،‬فإنه‬
‫حينئذ يكره ‪ .‬فعن جابر رضي ال عنه قال ‪ :‬بينما نن عند رسول ال صلى ال عليه ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ " ) 1‬ارضخي " أي أعطي القليل ‪ ،‬الذي جرت به العادة ‪" ) 2 ( .‬‬
‫لتوعي " أي ل تدخري الال ف الوعاء فيمنعه ال عنك ‪ ) 3 ( .‬قال أبو جعفر الطبي ‪:‬‬
‫ومع جوازه فالستحب ان ل يفعل وأن يقتصر على الثلث ‪ " ) 4 ( .‬إن " حرف نفي ‪:‬‬
‫أي ما سبقته ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 428‬وسلم ‪ .‬إذ جاء رجل بثل بيضة من ذهب ‪ ،‬فقال‬
‫يا رسول ال ‪ :‬أصبت هذه من معدن فخذها ‪ ،‬فهي صدقة ‪ ،‬ما أملك غيها ‪ ،‬فأعرض‬
‫عنه رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ث أتاه من قبل ركنه الين فقال مثل ذلك ‪،‬‬
‫فأعرض عنه ‪ ،‬ث أتاه من قبل ركنه اليسر ( ‪ ) 1‬فأعرض رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ث أتاه من خلفه ‪ ،‬فأخذها رسول ال صلى ال عليه وسلم فحذفه ( ‪ ) 2‬با ‪ ،‬فلو أصابته‬
‫لوجعته ‪ ،‬أو عقرته ( ‪ ) 3‬الناس ‪ ،‬إنا الصدقة عن ظهر غن " رواه أبو داود ‪ ،‬والاكم ‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬صحيح على شرط مسلم ‪ .‬وفيه ممد بن إسحق ‪ .‬جواز الصدقة على الذمي‬
‫والرب ‪ :‬توز الصدقة على الذمي والرب ويثاب السلم على ذلك ‪ ،‬وقد أثن ال على‬
‫قوم فقال ‪ ( :‬ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيا ) والسي حرب ‪ .‬وقال‬
‫تعال ‪ ( :‬ل ينهاكم ال عن الذين ل يقاتلوكم ف الدين ول يرجوكم من دياركم أن‬
‫تبوهم وتقسطوا إليهم إن ال يب القسطي ) ‪ .‬وعن أساء بنت أب بكر قالت ‪ :‬قدمت‬
‫علي أمي وهي مشركة ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إن أمي قدمت علي وهي راغبة‬
‫أفأصلها ؟ قال ‪ " :‬نعم ‪ ،‬صلي أمك " ‪ .‬الصدقة على اليوان ‪ - 1 :‬روى البخاري‬
‫ومسلم ‪ :‬أن رسول ال عليه وسلم قال ‪ " :‬بينما رجل يشى بطريق اشتد عليه العطش ‪،‬‬
‫فوجد بئرا فنل فيها ‪ ،‬فشرب ‪ ،‬ث خرج ‪ ،‬فإذا كلب يلهث الثرى من العطش ‪ ،‬فقال‬
‫الرجل ‪ :‬لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ من ‪ ،‬فنل البئر ‪ ،‬فمل‬
‫خفه ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬ركنه " أي جانبه ‪ " ) 2 ( .‬فحذفه " أي رماه با ‪" ) 3 ( .‬‬
‫عقرته " أي جرحته ‪ " ) 4 ( .‬يتكفف " أي يد كفه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 429‬ماء ‪ .‬ث‬
‫أمسكه بفيه حت رقي ( ‪ ) 1‬فسقى الكلب ‪ ،‬فشكر ال له ‪ ،‬فغفر له ‪ " .‬قالوا ‪ :‬يا رسول‬

‫‪353‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال ‪ ،‬إن لنا ف البهائم أجرا ؟ فقال ‪ " :‬ف كل كبد رطبة أجر " ‪ - 2 .‬ورويا ‪ :‬أنه صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ " :‬بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش ‪ ،‬إذ رأته بغي من‬
‫بغايا بن اسرائيل فنعت موقها ( ‪ ، ) 2‬فاستقت له به ‪ ،‬فسقته فغفر لا به " ‪ .‬الصدقة‬
‫الارية ‪ :‬روى أحد ومسلم أن رسول ال صلى عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا مات النسان‬
‫انقطع عمله إل من ثلثة ‪ ،‬صدقة جارية ‪ ،‬أو علم ينتفع به ‪ ،‬أو ولد صال يدعو له " ‪.‬‬
‫شكر العروف ‪ - 1 :‬روى أبو داود والنسائي بسند صحيح عن عبد ال بن عمر رضي‬
‫ال عنهما ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من استعاذ بال فأعيذوه ‪ ،‬ومن‬
‫سألكم بال فأعطوه ومن استجار بال فأجيوه ‪ ،‬ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه ‪ ،‬فإن ل‬
‫تدوا ‪ ،‬فادعوا له حت تعلموا أن قد كافأتوه " ‪ - 2 .‬وروى أحد عن الشعث بن قيس‬
‫‪ -‬بسند رواته ثقات ‪ : -‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل يشكر ال من ل‬
‫يشكر الناس " ‪ - 3 .‬وروى الترمذي ‪ -‬وحسنه ‪ -‬عن أسامة بن زيد رضي ال عنهما ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 429‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من صنع معه معروف ‪ ،‬فقال لفاعله ‪ :‬جزاك‬
‫ال خيا فقد أبلغ ف الثناء " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬رقي " أي صعد ‪ " ) 2 ( .‬الوق " أي‬
‫الف ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 431‬الصيام الصيام ‪ ،‬يطلق على المساك ‪ .‬قال ال تعال ‪:‬‬
‫( إن نذرت للرحن صوما ) أي إمساكا عن الكلم ‪ .‬والقصود به هنا ‪ ،‬المساك عن‬
‫الفطرات ‪ ،‬من طلوع الفجر إل غروب الشمس ‪ ،‬مع النية فضله ‪ - 1 :‬عن أب هريرة أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬قال ال عزوجل ‪ :‬كل عمل ابن آدم له إل الصيام‬
‫‪ ،‬فإنه ل ( ‪ ، ) 1‬وأنا أجزي به ( ‪ ، ) 2‬والصيام جنة ( ‪ ، ) 3‬فإذا كان يوم صوم‬
‫أحدكم فل يرفث ( ‪ ، ) 4‬ول يصخب ( ‪ ، ) 5‬ول يهل ( ‪ ، ) 6‬فإن شاته أحد ‪ ،‬أو‬
‫قاتله ‪ ،‬فليقل ‪ :‬إن صائم ‪ ،‬مرتي ‪ ،‬والذي نفس ممد بيده للوف ( ‪ ) 7‬فم الصائم ‪،‬‬
‫أطيب عند ال يوم القيامة من ريح السك ‪ ،‬وللصائم فرحتان يفرحهما ‪ :‬إذا أفطر فرح‬
‫بفطره ‪ ،‬وإذا لقي ربه فرح بصومه " ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬ومسلم ‪ ،‬والنسائي ‪ - 2 .‬ورواية‬
‫البخاري ‪ ،‬وأب داود ‪ " :‬الصيام جنة ‪ ،‬فإذا كان أحدكم صائما ‪ ،‬فل يرفث ‪ ،‬ول‬

‫‪354‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يهل ‪ ،‬فإن امرؤ قاتله ‪ ،‬أو شاته فليقل ‪ ،‬إن صائم ‪ ،‬مرتي ‪ ،‬والذي نفس ممد بيده ‪،‬‬
‫للوف فم الصائم أطيب عند ال من ريح السك ‪ ،‬يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي‬
‫‪ .‬الصيام ل ‪ ،‬وأنا أجزي به ‪ ،‬والسنة بعشرة أمثالا " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬إضافته إل ال‬
‫إضافة تشريف ‪ ) 2 ( .‬هذا الديث بعضه قدسي وبعضه نبوي ‪ .‬فالنبوي ‪ .‬من قوله ‪:‬‬
‫والصيام جنة إل آخر الديث ‪ " ) 3 ( .‬جنة " أي مانع من العاصي ‪ " ) 4 ( .‬الرفث "‬
‫أي الفحش ف القول ‪ " ) 5 ( .‬ل يصخب " أي ل يصيح ‪ " ) 6 ( .‬ل يهل " أي ل‬
‫يسفه ‪ " ) 7 ( .‬اللوف " تغي رائحة الفم بسبب الصوم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪- 3 / 432‬‬
‫وعن عبد ال بن عمرو ‪ .‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬الصيام والقرآن يشفعان‬
‫للعبد يوم القيامة ‪ ،‬يقول الصيام أي ( ‪ ) 1‬رب منعته الطعام والشهوات ‪ ،‬بالنهار ‪،‬‬
‫فشفعن به ‪ .‬ويقول القرآن ‪ :‬منعته النوم بالليل ‪ ،‬فشفعن فيه فيشفعان ( ‪ " ) 2‬رواه أحد‬
‫بسند صحيح ‪ - 4 .‬وعن أب أمامة قال ‪ :‬أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقلت‬
‫‪ :‬مرن بعمل يدخلن النة ‪ ،‬قال ‪ " :‬عليك بالصوم فإنه ل عدل له " ( ‪ ) 3‬ث أتيته الثانية‬
‫‪ ،‬فقال ‪ " :‬عليك بالصيام " ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬والاكم ‪ ،‬وصححة ‪ - 5 .‬وعن‬
‫أب سعيد الدري رضي ال عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل يصوم عبد‬
‫يوما ف سبيل ال ال باعد ال بذلك اليوم النار عن وجهه ‪ ،‬سبعي خريفا " رواه‬
‫الماعة ‪ ،‬إل أبا داود ‪ - 6 .‬وعن سهل بن سعد أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫إن للجنة بابا ‪ ،‬يقال له ‪ :‬الريان ‪ ،‬يقال يوم القيامة ‪ :‬أين الصائمون ؟ فإذا دخل آخرهم‬
‫أغلق ذلك الباب " ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪ .‬أقسامه ‪ :‬الصيام قسمان ‪ :‬فرض ‪ ،‬وتطوع ‪.‬‬
‫والفرض ينقسم ثلثة أقسام ‪ - 1 :‬صوم رمضان ‪ - 2 .‬صوم الكفارات ‪ - 3 .‬صوم‬
‫النذر ‪ .‬والكلم هنا ينحصر ف صوم رمضان ‪ ،‬وف صوم التطوع ‪ .‬أما بقية القسام ‪،‬‬
‫فتأت ف مواضعها ‪ .‬صوم رمضان حكمه ‪ :‬صوم رمضان ‪ ،‬واجب بالكتاب ‪ ،‬والسنة‬
‫والجاع ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬أي " حرف نداء بعن " يا " أي ‪ :‬يا رب ‪ ) 2 ( .‬أي‬
‫تقبل شفاعتهما ‪ " ) 3 ( .‬ل عدل له " أي ل مثل له ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 433‬فأما‬
‫الكتاب ‪ :‬فقول ال تعال ‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا كتب ( ‪ ) 1‬عليكم الصيام كما كتب‬
‫على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) وقال ‪ ( :‬شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى‬

‫‪355‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للناس وبينات من الدى والفرقان فمن شهد ( ‪ ) 2‬منكم الشهر فليصمه ) ‪ .‬وأما السنة ‪:‬‬
‫فقول النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬بن السلم على خس ‪ :‬شهادة أن ل إله إل ال ‪،‬‬
‫وأن ممدا رسول ال ‪ ،‬وإقام الصلة ‪ ،‬وإيتاء الزكاة ‪ ،‬وصيام رمضان وحج البيت " ‪.‬‬
‫وف حديث طلحة بن عبيد ال ‪ " ،‬أن رجل سأل النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا‬
‫رسول ال ‪ .‬أخبن عما فرض ال علي من الصيام ؟ قال ‪ " :‬شهر رمضان " ‪ .‬قال ‪ :‬هل‬
‫علي غيه ؟ قال ‪ " :‬ل ‪ .‬إل أن تطوع " ‪ .‬وأجعت المة ‪ :‬على وجوب صيام رمضان ‪.‬‬
‫وأنه أحد أركان السلم ‪ ،‬الت علمت من الدين بالضرورة ‪ ،‬وأن منكره كافر مرتد عن‬
‫السلم ‪ .‬وكانت فرضيته يوم الثني ‪ ،‬لليلتي خلتا من شعبان ‪ ،‬من السنة الثانية من‬
‫الجرة ‪ .‬فضل شهر رمضان ‪ ،‬وفضل العمل فيه ‪ - 1 :‬عن أب هريرة أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال لا حضر رمضان " قد جاءكم شهر مبارك ‪ ،‬افترض ال عليكم صيامه ‪،‬‬
‫تفتح فيه أبواب النة وتغلق فيه أبواب الحيم ‪ ،‬وتغل فيه الشياطي ‪ ،‬فيه ليلة خي من‬
‫ألف شهر من حرم خيها فقد حرم " رواه أحد ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬والبيهقي ‪ - 2 .‬وعن‬
‫عرفجة قال ‪ :‬كنت عند عتبة بن فرقد وهو يدث عن رمضان‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 433‬‬
‫قال ‪ :‬فدخل علينا رجل من أصحاب ممد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فلما رآه عتبة هابه ‪،‬‬
‫فسكت ‪ ،‬قال ‪ :‬فحدث عن رمضان قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫ف رمضان ‪ " ،‬تغلق أبواب النار وتفتح أبواب النة ‪ ،‬وتصفد فيه الشياطي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫وينادي فيه ملك ‪ :‬يا باغي الي أبشر ‪ ،‬ويا ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬كتب " أي فرض ‪( .‬‬
‫‪ ) 2‬شهد ‪ :‬حضر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 434‬باغي الشر أقصر ‪ ،‬حت ينقضي رمضان ‪" .‬‬
‫رواه أحد ‪ ،‬والنسائي وسنده جيد ‪ - 3 .‬وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬والصلوات المس ‪ ،‬والمعة إل المعة ‪ ،‬ورمضان إل رمضان مكفرات لا‬
‫بينهن ‪ ،‬إذا اجتنبت الكبائر " ‪ .‬رواه مسلم ‪ - 4 .‬وعن أب سعيد الدري رضي ال عنه‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من صام رمضان وعرف حدوده ‪ ،‬وتفظ ما كان‬
‫ينبغي أن يتحفظ منه كفر ما قبله " رواه أحد ‪ ،‬والبيهقي ‪ ،‬بسند جيد ‪ - 5 .‬وعن أب‬

‫‪356‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هريرة قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من صام رمضان إيانا واحتسابا ( ‪1‬‬
‫) غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه أحد ‪ ،‬وأصحاب السنن ‪ .‬الترهيب من الفطر ف‬
‫رمضان ‪ - 1 :‬عن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫" عرى السلم ‪ ،‬وقواعد الدين ثلثة ‪ ،‬عليهن أسس السلم ‪ ،‬من ترك واحدة منهن ‪،‬‬
‫فهو با كافر حلل الدم ‪ :‬شهادة أن ل إله إل ال ‪ ،‬والصلة الكتوبة ‪ ،‬وصوم رمضان "‬
‫رواه أبو يعلى ‪ ،‬والديلمي ‪ ،‬وصححه الذهب ‪ - 2 .‬وعن أب هريرة ‪ ،‬أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬من أفطر يوما من رمضان ‪ ،‬ف غي رخصة رخصها ال له ل يقض‬
‫عنه صيام الدهر كله ‪ ،‬وإن صامه " رواه أبو داود ‪ ،‬وابن ماجه ‪ ،‬والترمذي ‪ ،‬وقال‬
‫البخاري ‪ :‬ويذكر عن أب هريرة رفعه ‪ " :‬من أفطر يوما من رمضان ‪ ،‬من غي عذر ‪ ،‬ول‬
‫مرض ‪ ،‬ل يقضه صوم الدهر ‪ ،‬وإن صامه " ‪ .‬وبه قال ابن مسعود ‪ .‬قال الذهب ‪ :‬وعند‬
‫الؤمني مقرر ‪ :‬أن من ترك صوم رمضان بل مرض ‪ ،‬أنه شر من الزان ‪ ،‬ومدمن المر ‪،‬‬
‫بل يشكون ف إسلمه ‪ ،‬ويظنون به الزندقة ‪ ،‬والنلل ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬احتسابا "‬
‫أي طالبا وجه ال وثوابه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 435‬ب يثبت الشهر ‪ :‬يثبت شهر رمضان‬
‫برؤية اللل ‪ ،‬ولو من واحد عدل أو إكمال عدة شعبان ثلثي يوما ‪ - 1 .‬فعن ابن عمر‬
‫رضي ال عنهما قال ‪ :‬تراءى الناس اللل ‪ ،‬فأخبت رسول ال صلى ال عليه وسلم أن‬
‫رأيته ‪ ،‬فصام ‪ ،‬وأمر الناس بصيامه ‪ .‬رواه أبو داود ‪ ،‬والاكم ‪ ،‬وابن حبان ‪ ،‬وصححاه ‪.‬‬
‫‪ - 2‬وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬صوموا لرؤيته ( ‪ ) 1‬وأفطروا‬
‫لرؤيته ‪ ،‬فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلثي يوما ‪ " .‬رواه البخاري ومسلم ‪. .‬‬
‫قال الترمذي ‪ :‬والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬تقبل شهادة رجل واحد ‪،‬‬
‫ف الصيام ‪ ،‬وبه يقول ابن البارك والشافعي ‪ ،‬وأحد ‪ .‬وقال النووي ‪ :‬وهو الصح ‪ .‬وأما‬
‫هلل شوال ‪ ،‬فيثبت بإكمال عدة رمضان ثلثي يوماو ل تقبل فيه شهادة العدل‬
‫الواحد ‪ ،‬عند عامة الفقهاء ‪ .‬واشترطوا أن يشهد على رؤيته ‪ ،‬اثنان ذوا عدل ‪ ،‬إل أبا ثور‬
‫فإنه ل يفرق ف ذلك بي هلل شوال ‪ ،‬وهلل رمضان ‪ ،‬وقال ‪ :‬يقبل فيهما شهادة‬
‫الواحد العدل ‪ .‬قال ابن رشد ‪ " :‬ومذهب أب بكر بن النذر ‪ ،‬هو مذهب أب ثور ‪،‬‬
‫وأحسبه مذهب أهل الظاهر ‪ .‬وقد احتج أبو بكربن النذر ‪ ،‬بانعقاد الجاع على وجوب‬

‫‪357‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الفطر ‪ ،‬والمساك عن الكل ‪ ،‬بقول واحد ‪ ،‬فوجب أن يكون المر كذلك ‪ ،‬ف دخول‬
‫الشهر وخروجه ‪ ،‬إذ كلها علمة ‪ ،‬تفصل زمان الفطر من زمان الصوم " ‪ .‬وقال‬
‫الشوكان ‪ :‬وإذا ل يرد ما يدل على اعتبار الثني ف شهادة الفطار من الدلة‬
‫الصحيحة ‪ ،‬فالظاهر أنه يكفي فيه قياسا على الكتفاء به ف الصوم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫الراد بالرؤية ‪ :‬الرؤية الليلية ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 436‬وأيضا ‪ ،‬التعبد بقبول خب الواحد ‪،‬‬
‫يدل على قبوله ف كل موضع ‪ ،‬إل ما ورد الدليل بتخصيصه ‪ ،‬بعدم التعبد فيه بب الواحد‬
‫‪ ،‬كالشهادة على الموال ونوها ‪ ،‬فالظاهر ما ذهب إليه أبو ثور ‪ .‬اختلف الطالع ‪:‬‬
‫ذهب المهور ‪ :‬إل أنه ل عبة باختلف الطالع ‪ .‬فمت رأى اللل أهل بلد ‪ ،‬وجب‬
‫الصوم على جيع البلد لقول الرسول صلى ال عليه وسلم " صوموا لرؤيته ‪ ،‬وافطروا‬
‫لرؤيته " ‪ .‬وهو خطاب عام لميع المة فمن رآه منهم ف أي مكان كان ذلك رؤية لم‬
‫جيعا ‪ .‬وذهب عكرمة ‪ ،‬والقاسم بن ممد ‪ ،‬وسال ‪ ،‬وإسحاق ‪ ،‬والصحيح عند‬
‫الحناف ‪ ،‬والختار عند الشافعية ‪ :‬أنه يعتب لهل كل بلد رؤيتهم ‪ ،‬ول يلزمهم رؤية‬
‫غيهم ‪ .‬لا رواه كريب قال ‪ :‬قدمت الشام ‪ ،‬واستهل علي هلل رمضان وأنا بالشام ‪،‬‬
‫فرأيت اللل ليلة المعة ‪ .‬ث قدمت الدينة ف آخر الشهر ‪ ،‬فسألن ابن عباس ‪ -‬ث ذكر‬
‫اللل ‪ -‬فقال ‪ :‬مت رأيتهم اللل ؟ فقلت ‪ :‬رأيناه ليلة المعة فقال ‪ :‬أنت رأيته ؟ فقلت‬
‫‪ :‬نعم ‪ ،‬ورآه الناس ‪ ،‬وصاموا ‪ ،‬وصام‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 436‬‬
‫معاوية ‪ ،‬فقال ‪ :‬لكنا رأيناه ليلة السبت ‪ ،‬فل نزال نصوم حت نكمل ثلثي ‪ ،‬أو نراه ‪،‬‬
‫فقلت ‪ :‬أل تكتفي برؤية معاوية وصيامه ؟ فقال ‪ :‬ل ‪ . . .‬هكذا أمر رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬ومسلم والترمذي ‪ .‬وقال الترمذي ‪ :‬حسن ‪ ،‬صحيح ‪،‬‬
‫غريب ‪ ،‬والعمل على هذا الديث ‪ ،‬عند أهل العلم ‪ ،‬أن لكل بلد رؤيتهم ‪ .‬وف فتح‬
‫العلم شرح بلوغ الرام ‪ :‬القرب لزوم أهل بلد الرؤية ‪ ،‬وما يتصل با من الهات الت‬
‫على ستها ( ‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا هو الشاهد ‪ ،‬ويتفق مع الواقع ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 437‬من رأى اللل وحده ‪ :‬اتفقت أئمة الفقه على أن من أبصر هلل الصوم‬

‫‪358‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وحده أن يصوم ‪ .‬وخالف عطاء فقال ‪ :‬ل يصوم إل برؤية غيه معه ‪ .‬واختلفوا ف رؤيته‬
‫هلل شوال ‪ ،‬والق أنه يفطر كما قال الشافعي ‪ ،‬وأبو ثور ‪ .‬فإن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قد أوجب الصوم والفطر للرؤية ‪ ،‬والرؤية حاصلة له يقينا ‪ ،‬وهذا أمر مداره‬
‫الس ‪ ،‬فل يتاج إل مشاركة ‪ .‬أركان الصوم ‪ :‬للصيام ركنان تتركب منهما حقيقته ‪:‬‬
‫‪ - 1‬المساك عن الفطرات ‪ ،‬من طلوع الفجر إل غروب الشمس ‪ .‬لقول ال تعال ‪:‬‬
‫( فالن باشروهن وابتغوا ما كتب ال لكم وكلوا واشربوا حت يتبي لكم اليط البيض‬
‫من اليط السود من الفجر ث أتوا الصيام إل الليل ) ‪ .‬والراد باليط البيض ‪ ،‬واليط‬
‫السود بياض النهار وسواد الليل ‪ .‬لا رواه البخاري ومسلم ‪ :‬أن عدي بن حات قال ‪ :‬لا‬
‫نزلت ( حت يتبي لكم اليط البيض من اليط السود ) عمدت إل عقال أسود ‪ ،‬وإل‬
‫عقال أبيض ‪ ،‬فجعلتهما تت وسادت ‪ ،‬فجعلت أنظر ف الليل ‪ ،‬فل يستبي ل ‪ ،‬فغدوت‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال ‪ " :‬إنا ذلك سواد الليل ‪،‬‬
‫وبياض النهار " ‪ - 2 .‬النية ‪ :‬لقول ال تعال ‪ " :‬وما أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له‬
‫الدين " ‪ .‬وقوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إنا العمال بالنيات ‪ ،‬وإنا لكل امرئ ما نوى "‬
‫‪ .‬ولبد أن تكون قبل الفجر ‪ ،‬من كل ليلة من ليال شهر رمضان ‪ .‬لديث حفصة قالت‬
‫‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من ل يمع ( ‪ ( ) 1‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬يمع "‬
‫من الجاع ‪ ،‬وهو إحكام النية والعزية ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 438‬الصيام قبل الفجر ‪،‬‬
‫فلصيام له ‪ " .‬رواه أحد وأصحاب السنن ‪ ،‬وصححه ابن خزية ‪ ،‬وابن حبان ‪ .‬وتصح‬
‫ف أي جزء من أجزاء الليل ‪ ،‬ول يشترط التلفظ با فإنا عمل قلب ‪ ،‬لدخل للسان فيه ‪،‬‬
‫فإن حقيقتها القصد إل الفعل امتثاللمر ال تعال ‪ ،‬وطلبا لوجهه الكري ‪ .‬فمن تسحر‬
‫بالليل ‪ ،‬قاصدا الصيام ‪ ،‬تقربا إل ال بذا المساك ‪ ،‬فهو ناو ‪ .‬ومن عزم على الكف عن‬
‫الفطرات ‪ ،‬أثناء النهار ‪ ،‬ملصا ل ‪ ،‬فهو ناو كذلك وإن ل يتسحر ‪ .‬وقال كثي من‬
‫الفقهاء ‪ :‬إن نية صيام التطوع تزئ من النهار ‪ ،‬إن ل يكن قد طعم ‪ .‬قالت عائشة ‪:‬‬
‫دخل علي النب صلى ال عليه وسلم ذات يوم فقال ‪ " :‬هل عندكم شئ ؟ قلنا ‪ :‬ل ‪ .‬قال‬
‫‪ " :‬فإن صائم " ‪ .‬رواه مسلم ‪ ،‬وأبو داود ‪ .‬واشترط الحناف أن تقع النية قبل الزوال‬
‫وهذا هو الشهور من قول الشافعي ‪ .‬وظاهر قول ابن مسعود ‪ ،‬وأحد ‪ :‬أنا تزئ قبل‬

‫‪359‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الزوال ‪ ،‬وبعده ‪ ،‬على السواء ‪ .‬على من يب ‪ :‬أجع العلماء ‪ :‬على أنه يب الصيام على‬
‫السلم العاقل البالغ ‪ ،‬الصحيح القيم ‪ ،‬ويب أن تكون الرأة طاهرة من اليض ‪ ،‬والنفاس‬
‫‪ .‬فل صيام على كافر ‪ ،‬ول منون ‪ ،‬ولصب ول مريض ‪ ،‬ول مسافر ‪ ،‬ول حائض ‪،‬‬
‫ولنفساء ‪ ،‬ولشيخ كبي ‪ ،‬ول حامل ‪ ،‬ول مرضع ‪ .‬وبعض هؤلء ل صيام عليهم مطلقا‬
‫‪ ،‬كالكافر ‪ ،‬والجنون ‪ ،‬وبعضهم يطلب من وليه أن يأمره بالصيام ‪ ،‬وبعضهم يب عليه‬
‫الفطر والقضاء ‪ ،‬وبعضهم يرخص لم ف الفطر وتب عليه الفدية ‪ ،‬وهذا بيان كل على‬
‫حدة ‪ / .‬صفحة ‪ / 439‬صيام الكافر ‪ ،‬والجنون ‪ :‬الصيام عبادة إسلمية ‪ ،‬فلتب على‬
‫غي السلمي ‪ ،‬والنون غي مكلف لنه مسلوب العقل الذي هو مناط التكاليف ‪ ،‬وف‬
‫حديث علي رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬رفع القلم عن ثلثة ‪ :‬عن‬
‫الجنون حت يفيق ‪ ،‬وعن النائم حت يستيقظ ‪ ،‬وعن الصب حت يتلم " ‪ .‬رواه أحد ‪،‬‬
‫وأبو داود ‪ ،‬والترمذي ‪ .‬صيام الصب ‪ :‬والصب ‪ -‬وإن كان الصيام غي واجب عليه ‪ -‬إل‬
‫أنه ينبغي لول أمره أن يأمره به ‪ ،‬ليعتاده من الصغر ‪ ،‬مادام مستطيعا له ‪ ،‬وقادرا عليه ‪.‬‬
‫فعن الربيع بنت معوذ قالت ‪ :‬أرسل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ -‬صبيحة عاشوراء‬
‫‪ -‬إل قرى النصار ‪ :‬من كان أصبح صائما فليتم صومه ‪ ،‬ومن كان أصبح مفطرا فليصم‬
‫بقية يومه ‪ ،‬فكنا نصومه بعد ذلك ‪ ،‬ونصوم صبياننا الصغار منهم ‪ ،‬ونذهب إل السجد‬
‫فنجعل لم اللعبة من العهن ( ‪ ) 1‬فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه إياه ‪ ،‬حت يكون‬
‫عند الفطار رواه البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ .‬من يرخص لم ف الفطر ‪ ،‬وتب عليهم الفدية ‪:‬‬
‫يرخص الفطر للشيخ الكبي ‪ ،‬والرأة العجوز ‪ ،‬والريض الذي ل يرجى‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 439‬‬
‫برؤه ‪ ،‬وأصحاب العمال الشاقة ‪ ،‬الذين ل يدون متسعا من الرزق ‪ ،‬غي ما يزاولونه‬
‫من أعمال ‪ .‬هؤلء جيعا يرخص لم ف الفطر ‪ ،‬إذا كان الصيام يهدهم ‪ ،‬ويشف عليهم‬
‫مشقة شديدة ف جيع فصول السنة ‪ .‬وعليهم أن يطعموا عن كل يوم مسكينا ‪ ،‬وقدر‬
‫ذلك بنحو صاع ( ‪ ) 2‬أو نصف صاع ‪ ،‬أو مد ‪ ،‬على خلف ف ذلك ‪ ،‬ول يأت من‬
‫السنة ما يدل على التقدير ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬العهن ‪ :‬الصوف ‪ " ) 2 ( .‬الصاع " قدح‬

‫‪360‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وثلث ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 440‬قال ابن عباس ‪ :‬رخص للشيخ الكبي أن يفطر ‪ :‬ويطعم‬
‫عن كل يوم مسكينا ول قضاء عليه ‪ .‬رواه الدارقطن والاكم وصححاه ‪ .‬وروى‬
‫البخاري عن عطاء ‪ :‬أنه سع ابن عباس رضي ال عنهما يقرأ ‪ " :‬وعلى الذين يطيقونه‬
‫فدية طعام مسكي " قال ابن عباس ليست بنسوخة ‪ ،‬هي للشيخ الكبي ‪ ،‬والرأة الكبية ‪،‬‬
‫ل يتسطيعان أن يصوما ‪ ،‬فيطعمان ( ‪ ) 1‬مكان كل يوم مسكينا ‪ .‬والريض الذي ل‬
‫يرجى برؤه ‪ ،‬ويهده الصوم ‪ ،‬مثل الشيخ الكبي ‪ ،‬ولفرق ‪ .‬وكذلك العمال الذين‬
‫يضطلعون بشاق العمال ‪ .‬قال الشيخ ممد عبده ‪ :‬فالراد بن " يطيقونه " ف الية ‪،‬‬
‫الشيوخ الضعفاء والزمن ( ‪ ) 2‬ونوهم كالفعلة الذين جعل ال معاشهم الدائم بالشغال‬
‫الشاقة كاستخراج الفحم الجري من مناجه ‪ .‬ومنهم الجرمون الذين يكم عليهم‬
‫بالشغال الشاقة الؤبدة إذا شق الصيام عليهم ‪ ،‬بالفعل ‪ ،‬وكانوا يلكون الفدية ‪.‬‬
‫والبلى ‪ ،‬والرضع ‪ -‬إذا خافتا على أنفسهما ‪ ،‬أو أولدها ( ‪ ) 3‬أفطرتا ‪ -‬وعليهما‬
‫الفدية ‪ ،‬ولقضاء عليهما ‪ ،‬عند ابن عمر ‪ ،‬وابن عباس ‪ .‬روى أبو داود عن عكرمة ‪ ،‬أن‬
‫ابن عباس قال ‪ ،‬ف قوله تعال ‪ ( :‬وعلى الذين يطيقونه ) ‪ ،‬كانت رخصة للشيخ الكبي ‪،‬‬
‫والرأة الكبية ‪ ،‬وها يطيقان الصيام ‪ ،‬أن يفطرا ‪ ،‬ويطعما مكان كل يوم مسكينا ‪،‬‬
‫والبلى ‪ ،‬والرضع ‪ -‬إذا خافتا ( يعن على أولدها ) ‪ -‬أفطرتا ‪ ،‬وأطعمتا ‪ .‬رواه البزار ‪.‬‬
‫وزاد ف آخره ‪ :‬وكان ابن عباس يقول لم ولد له حبلى ‪ :‬أنت بنلة الذي ل يطيقه ‪،‬‬
‫فعليك الفداء ‪ ،‬ولقضاء عليك ‪ .‬وصحح الدارقطن إسناده ‪ .‬وعن نافع أن ابن عمر سئل‬
‫عن الرأة الامل إذا خافت على ولدها فقال ‪ :‬تفطر ‪ ،‬وتطعم مكان كل يوم مسكينا مدا‬
‫( ‪ ) 4‬من حنطة ‪ .‬رواه مالك ‪ ،‬والبيهقي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬مذهب مالك وابن حزم أنه‬
‫لقضاء ول فدية ‪ ) 2 ( .‬الرضى مرضا مزمناليبأ ‪ ) 3 ( .‬معرفة ذلك بالتجربة أو‬
‫بإخبار الطبيب الثقة أو بغلبة الظن ‪ " ) 4 ( .‬الد " ربع قدح من قمح ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 441‬وف الديث ‪ " :‬إن ال وضع عن السافر الصوم وشطر الصلة ‪ ،‬وعن البلى‬
‫والرضع الصوم " ‪ .‬وعند الحناف وأب عبيد وأب ثور ‪ :‬أنما يقضيان فقط ‪ ،‬ول إطعام‬
‫عليهما ‪ .‬وعند أحد ‪ ،‬والشافعي ‪ :‬أنما ‪ -‬إن خافتا على الولد فقط وأفطرتا ‪ -‬فعليهما‬
‫القضاء والفدية ‪ ،‬وإن خافتا على أنفسهما فقط ‪ ،‬أو على أنفسهما وعلى ولدها ‪ ،‬فعليهما‬

‫‪361‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القضاء ‪ ،‬ل غي ‪ .‬من يرخص لم ف الفطر ‪ ،‬ويب عليهم القضاء ‪ :‬يباح الفطر للمريض‬
‫الذي يرجى برؤه ‪ ،‬والسافر ‪ ،‬ويب عليهما القضاء ‪ .‬قال ال تعال ‪ ( :‬ومن كان منكم‬
‫مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) ‪ .‬وروى أحد ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬والبيهقي ‪ ،‬بسند‬
‫صحيح ‪ ،‬من حديث معاذ ‪ ،‬قال ‪ " :‬إن ال تعال فرض على النب صلى ال عليه وسلم‬
‫الصيام ‪ ،‬فأنزل ‪ ( :‬يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم‬
‫) إل قوله ‪ ( :‬وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكي ) فكان من شاء صام ‪ .‬ومن شام‬
‫أطعم مسكينا ‪ .‬فأجزأ ذلك عنه ‪ .‬ث إن ال تعال أنزل الية الخرى ‪ ( :‬شهر رمضان‬
‫الذي أنزل فيه القرآن ) إل قوله ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) فأثبت صيامه على‬
‫القيم الصحيح ‪ ،‬ورخص فيه للمريض والسافر ‪ ،‬وأثبت الطعام للكبي الذي ليستطيع‬
‫الصيام " ‪ .‬والرض البيح للفطر ‪ ،‬هو الرض الشديد الذي يزيد بالصوم ‪ ،‬أو يشى تأخر‬
‫برئه ( ‪ . ) 1‬قال ف الغن ‪ " :‬وحكى عن بعض السلف ‪ :‬أنه أباح الفطر بكل مرض ‪،‬‬
‫حت من وجع الصبع والضرس ‪ ،‬لعموم الية فيه ‪ ،‬ولن السافر يباح له الفطر ‪ ،‬وإن ل‬
‫يتج إليه ‪ ،‬فكذلك الريض " وهذا مذهب البخاري ‪ ،‬وعطاء ‪ ،‬وأهل الظاهر ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬يعرف ذلك ‪ ،‬إما بالتجربة أو بإخبار الطبيب الثقة أو بغلبة الظن ‪) . ( .‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 442‬والصحيح الذي ياف الرض بالصيام ‪ ،‬يفطر ‪ ،‬مثل الريض وكذلك‬
‫من غلبه الوع أو العطش ‪ ،‬فخاف اللك ‪ ،‬لزمه الفطر وإن كان صحيحا مقيما وعليه‬
‫القضاء ‪ .‬قال ال تعال ‪ ( :‬ول تقتلوا أنفسكم إن ال كان بكم رحيما ) ‪ .‬وقال تعال‬
‫( وما جعل عليكم ف الدين من حرج ) ‪ .‬وإذا صام الريض ‪ ،‬وتمل الشقة ‪ ،‬صح صومه‬
‫‪ ،‬إل أنه يكره له ذلك لعراضه عن الرخصة الت يبها ال ‪ ،‬وقد يلحقه بذلك ضرر ‪.‬‬
‫وقد كان بعض الصحابة يصوم على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 442‬‬
‫وبعضهم يفطر ‪ ،‬متابعي ف ذلك فتوى الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ .‬قال حزة السلمي‬
‫‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أجد من قوة على الصوم ف السفر ‪ ،‬فهل علي جناح ؟ فقال ‪ :‬هي "‬
‫رخصة من ال تعال فمن أخذ با ‪ ،‬فحسن ‪ ،‬ومن أحب أن يصوم فل جناح عليه " رواه‬

‫‪362‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مسلم ‪ ،‬وعن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال ‪ :‬سافرنا مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إل مكة ‪ -‬ونن صيام ‪ -‬قال ‪ :‬فنلنا منل ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ " :‬إنكم قد دنوت من عدوكم والفطر أقوى لكم " فكانت رخصة ‪ ،‬فمنا من صام ‪ ،‬ومنا‬
‫من أفطر ‪ ،‬ث نزلنا منل آخر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إنكم مصبحو عدوكم ‪ ،‬والفطر أقوى لكم "‬
‫فأفطروا ‪ ،‬فكانت عزمة ‪ ،‬فأفطرنا ‪ ،‬ث رأيتنا نصوم بعد ذلك مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬ف السفر " رواه أحد ومسلم وأبو داود ‪ .‬وعن أب سعيد الدري رضي ال عنه‬
‫قال ‪ :‬كنا نغزو مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف رمضان فمنا الصائم ‪ ،‬ومنا الفطر ‪،‬‬
‫فل يد الصائم على الفطر ( ‪ ) 1‬ول الفطر على الصائم ث يرون أن من وجد قوة فصام‬
‫فإن ذلك حسن ‪ ،‬ويرون أن من وجد ضعفا فأفطر ‪ ،‬فإن ذلك حسن ‪ .‬رواه أحد ومسلم‬
‫‪ .‬وقد اختلف الفقهاء ف أيهما أفضل ؟ ‪ .‬فرأى أبو حنيفة ‪ ،‬والشافعي ‪ ،‬ومالك ‪ :‬أن‬
‫الصيام أفضل ‪ ،‬لن قوي ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬فل يد الصائم على الفطر " أي ل يعيب‬
‫عليه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 443‬عليه ‪ ،‬والفطر أفضل لن ل يقوى على الصيام ‪ .‬وقال‬
‫أحد ‪ :‬الفطر أفضل ‪ .‬وقال عمر بن عبد العزيز ‪ :‬أفضلهما أيسرها ‪ ،‬فمن يسهل عليه‬
‫حينئذ ‪ ،‬ويشق عليه قضاؤه بعد ذلك ‪ ،‬فالصوم ف حقه أفضل ‪ .‬وحقق الشوكان ‪ ،‬فرأى‬
‫أن من كان يشق عليه الصوم ‪ ،‬ويضره ‪ ،‬وكذلك من كان معرضا عن قبول الرخصة ‪،‬‬
‫فالفطر أفضل وكذلك من خاف على نفسه العجب أو الرياء ‪ -‬إذا صام ف السفر ‪-‬‬
‫فالفطر ف حقه أفضل ‪ .‬وما كان من الصيام خاليا عن هذه المور ‪ ،‬فهو أفضل من‬
‫الفطار ‪ .‬وإذا نوى السافر الصيام بالليل ‪ ،‬وشرع فيه ‪ ،‬جاز له الفطر أثناء النهار ‪ .‬فعن‬
‫جابر بن عبد ال رضي ال عنه ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج إل مكة عام‬
‫الفتح فصام حت بلغ كراع الغميم ( ‪ ، ) 1‬وصام الناس معه ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬إن الناس قد شق‬
‫عليهم الصيام ‪ ،‬وإن الناس ينظرون فيما فعلت ‪ ،‬فدعا بقدح من ماء بعد العصر ‪،‬‬
‫فشرب ‪ ،‬والناس ينظرون إليه ‪ ،‬فأفطر بعضهم وصام بعضهم ‪ ،‬فبلغه ‪ :‬أن ناسا صاموا ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬أولئك العصاة " ( ‪ ) 2‬رواه مسلم والنسائي ‪ ،‬والترمذي وصححه ‪ .‬وإذا ما‬
‫نوى الصوم ‪ -‬وهو مقيم ‪ -‬ث سافر ف أثناء النهار فقد ذهب جهور العلماء إل عدم‬
‫جواز الفطر له ‪ ،‬وأجازه أحد وإسحاق ‪ .‬لا رواه الترمذي ‪ -‬وحسنه ‪ -‬عن ممد بن‬

‫‪363‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كعب قال ‪ :‬أتيت ف رمضان أنس بن مالك ‪ ،‬وهو يريد سفرا ‪ ،‬وقد رحلت له راحلته ‪،‬‬
‫ولبس ثياب السفر ‪ ،‬فدعا بطعام فأكل فقلت له ‪ :‬سنة ؟ فقال ‪ :‬سنة ‪ ،‬ث ركب ( ‪. ) 3‬‬
‫وعن عبيد بن جبي قال ‪ :‬ركبت مع أب بصرة الغفاري ف سفينة من الفسطاط ( ‪ ) 4‬ف‬
‫رمضان ‪ ،‬فدفع ‪ ،‬ث قرب غداءه ث قال ‪ :‬اقترب ‪ ،‬فقلت ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬الغميم "‬
‫اسم واد أمام عسفان ‪ ) 2 ( .‬لنه عزم عليهم ‪ ،‬فأبوا ‪ ،‬وخالفوا الرخصة ‪ ) 3 ( .‬ف‬
‫سنده عبيد بن جعفر وهو ضعيف ‪ " ) 4 ( .‬الفسطاط " ‪ :‬مصر القدية ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 444‬ألست بي البيوت فقال أبو بصرة ‪ :‬أرغبت عن سنة رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ( ‪ ) 1‬؟ ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬ورجاله ثقات ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬والديثان‬
‫يدلن على أن للمسافر أن يفطر قبل خروجه ‪ ،‬من الوضع الذي أراد السفر منه ‪ .‬وقال ‪:‬‬
‫قال ابن العرب ‪ :‬وأما حديث أنس ‪ ،‬فصحيح ‪ ،‬يقتضي جواز الفطر ‪ ،‬مع أهبة السفر ‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬وهذا هو الق ‪ .‬والسفر البيح للفطر ‪ ،‬هو السفر الذي تقصر الصلة بسببه ‪،‬‬
‫ومدة القامة الت يوز للمسافر أن يفطر فيها ‪ ،‬هي الدة الت يوز له أن يقصر الصلة‬
‫فيها ‪ .‬وتقدم جيع ذلك ف مبحث قصر الصلة ومذاهب العلماء وتقيق ابن القيم ‪ .‬وقد‬
‫روى أحد ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬والبيهقي ‪ ،‬والطحاوي ‪ .‬عن منصور الكلب ‪ :‬أن دحية بن‬
‫خليفة خرج من قرية ‪ ،‬من دمشق مرة ‪ ،‬إل قدر عقبة ( ‪ ) 2‬من الفسطاط ‪ ،‬ف رمضان ‪،‬‬
‫ث إنه أفطر ‪ ،‬وأفطر معه ناس ‪ .‬وكره آخرون أن يفطروا ‪ ،‬فلما رجع إل قريته ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫وال لقد رأيت اليوم أمرا ما كنت أظن أن أراه ‪ ،‬إن قوما رغبوا عن هدي رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وأصحابه ‪ ،‬يقول ذلك للذين صاموا ‪ ،‬ث قال عند ذلك ‪ :‬اللهم‬
‫اقبضن إليك ‪ .‬من يب عليه الفطر والقضاء معا ‪ :‬وجيع رواة الديث ثقات ‪ ،‬إل‬
‫منصور الكلب ‪ ،‬وقد وثقه العجلي ‪ .‬اتفق الفقهاء على أنه يب الفطر على الائض ‪،‬‬
‫النفساء ويرم عليهما الصيام ‪ ،‬وإذا صاتا ل يصح صومهما ‪ ،‬ويقع باطل ‪ ،‬وعليهما قضاء‬
‫ما فاتما ‪ .‬روى البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ :‬كنا نيض على عهد رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فنؤمر بقضاء الصوم ‪ ،‬ول نؤمر بقضاء‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 444‬‬

‫‪364‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصلة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬استفهام إنكاري ‪ ) 2 ( .‬أي أن السافة الت قطعها من القرية‬
‫الت خرج منها تعدل السافة الت بي مصر القدية وميت عقبة الجاورة ل مبالغة ‪،‬‬
‫وقدرت هذه السافة بفرسخ ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 445‬اليام النهي عن صيامها جاءت‬
‫الحاديث مصرحة بالنهي عن صيام أيام نبينها فيما يلي ‪ ) 1 ( :‬النهي عن صيام يومي‬
‫العيدين ‪ :‬أجع العلماء على تري صوم يومي العيدين ‪ ،‬سواء أكان الصوم فرضا ‪ ،‬أم‬
‫تطوعا ‪ .‬لقول عمر رضي ال عنه ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عن صيام‬
‫هذين اليومي ‪ .‬أما يوم الفطر ‪ ،‬ففطركم من صومكم ( ‪ ، ) 1‬وأما يوم الضحى ‪ ،‬فكلوا‬
‫من نسككم ( ‪ . " ) 2‬رواه أحد ‪ ،‬والربعة ‪ ) 2 ( .‬النهي عن صوم أيام التشريق ‪ :‬ل‬
‫يوز صيام اليام الثلثة ‪ ،‬الت تلي عيد النحر ‪ .‬لا رواه أبو هريرة أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم بعث عبد ال بن حذاقة يطوف ف من ‪ " :‬أن ل تصوموا هذه اليام ‪ ،‬فإنا‬
‫أيام أكل وشرب وذكر ال عزوجل ‪ .‬رواه أحد بإسناد جيد ‪ .‬وروى الطبان ف الوسط‬
‫‪ ،‬عن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أرسل صائحا‬
‫يصيح ‪ :‬أن ل تصوموا هذه اليام فإنا أيام أكل ‪ ،‬وشرب ‪ ،‬وبعال ( ‪ " ) 3‬وأجاز‬
‫أصحاب الشافعي ‪ ،‬صيام أيام التشريق ‪ ،‬فيما له سبب ‪ ،‬من نذر ‪ ،‬أو كفارة ‪ ،‬أو قضاء ‪.‬‬
‫أمامال سبب له ‪ ،‬فل يوز فيها بل خلف ‪ .‬وجعلوا هذا نظي الصلة الت لا سبب ف‬
‫الوقات النهي فيها عن الصلة ‪ ) 3 ( .‬النهي عن صوم يوم المعة منفردا ‪ :‬يوم المعة‬
‫عيد أسبوعي للمسلمي ‪ ،‬ولذلك نى الشارع عن صيامه ‪ .‬وذهب المهور ‪ :‬إل أن‬
‫النهي للكراهة ( ‪ ) 4‬ل للتحري إل إذا صام يوما ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي الفطر من صيام‬
‫رمضان ‪ " ) 2 ( .‬النسك " الضاحي ‪ " ) 3 ( .‬بعال " أي جاع الرجل زوجته ‪) 4 ( .‬‬
‫وعن أب حنيفة ومالك ‪ :‬ل يكره ‪ ،‬والدلة الذكورة عليهما ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 446‬‬
‫قبله ‪ ،‬أو يوما بعده ‪ ،‬أو وافق عادة له ‪ ،‬أو كان يوم عرفة ‪ ،‬أو عاشوراء ‪ .‬فإنه حينئذ ل‬
‫يكره صيامه ‪ .‬فعن عبد ال بن عمرو ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم دخل على‬
‫جويرية بنت الارث وهي صائمة ‪ ،‬ف يوم جعة فقال لا ‪ " :‬أصمت أمس " ؟ فقالت ‪.‬‬
‫ل ‪ ،‬قال ‪ " :‬أتريدين أن تصومي غدا " ؟ قالت ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ " :‬فأفطري إذن " رواه‬
‫أحد ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬بسند جيد ‪ .‬وعن عامر الشعري قال ‪ ،‬سعت رسول ال صلى ال‬

‫‪365‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه وسلم يقول ‪ " :‬إن يوم المعة عيدكم فل تصوموه ‪ .‬إل أن تصوموا قبله أو بعده "‬
‫رواه البزار بسند حسن ‪ .‬وقال علي رضي ال عنه ‪ :‬من كان منكم متطوعا ‪ ،‬فليصم يوم‬
‫الميس ‪ ،‬ول يصم يوم المعة ‪ ،‬فإنه يوم طعام ‪ ،‬وشراب وذكر رواه ابن أب شيبة بسند‬
‫حسن ‪ .‬وف الصحيحي من حديث جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫‪ " :‬لتصوموا يوم المعة ‪ ،‬إل وقبله يوم ‪ ،‬أو بعده يوم " ‪ .‬وف لفظ لسلم ‪ " :‬ولتصوا‬
‫ليلة المعة ‪ ،‬بقيام من بي الليال ‪ ،‬ول تصوا يوم المعة ‪ ،‬بصيام من بي اليام ‪ ،‬إل أن‬
‫يكون ف صوم ‪ ،‬يصومه أحدكم " ‪ ) 4 ( .‬النهي عن إفراد يوم السبت بصيام ‪ :‬عن بسر‬
‫السلمي ‪ ،‬عن أخته الصماء ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تصوموا يوم‬
‫السبت إل فيما افترض عليكم ( ‪ ) 1‬وإن ل يد أحدكم إل لا ( ‪ ) 2‬عنب ‪ ،‬أو عود‬
‫شجرة فليمضغه " ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬وأصحاب السنن ‪ ،‬والاكم ‪ ،‬وقال ‪ :‬صحيح على شرط‬
‫مسلم وحسنه الترمذي ‪ ،‬وقال ‪ :‬ومعن الكراهة ف هذا ‪ ،‬أن يتص الرجل يوم السبت‬
‫بصيام ‪ ،‬لن اليهود يعظمون يوم السبت ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬ويشتمل القضاء والنذور‬
‫والنفل ‪ ،‬إذا وافق عادته ‪ ،‬أو كان يوم عرفة ‪ ،‬ونو ذلك ‪ " ) 2 ( . . .‬لاء " أي قشر ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 447‬وقالت أم سلمة ‪ " :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يصوم يوم‬
‫السبت ‪ ،‬ويوم الحد ‪ ،‬أكثر ما يصوم من اليام ‪ ،‬ويقول ‪ :‬إنما عيد الشركي ‪ ،‬فأنا‬
‫أحب ان أخالفهم " ‪ .‬رواه أحد والبيهقي ‪ ،‬والاكم وابن خزية ‪ ،‬وصححاه ‪ .‬ومذهب‬
‫الحناف ‪ ،‬والشافعية والنابلة ‪ ،‬كراهة الصوم يوم السبت ‪ ،‬منفردا ‪ ،‬لذه الدلة ‪.‬‬
‫وخالف ف ذلك مالك ‪ ،‬فجوز صيامه منفردا ‪ ،‬بل كراهة ‪ ،‬والديث حجة عليه ‪) 5 ( .‬‬
‫النهي عن صوم يوم الشك ‪ :‬قال عمار بن ياسر رضي ال عنه ‪ :‬من صام اليوم الذي شك‬
‫فيه فقد عصى أبا القاسم ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬رواه أصحاب السنن ‪ .‬وقال الترمذي ‪:‬‬
‫حديث حسن صحيح ‪ ،‬والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم ‪ ،‬وبه يقول سفيان‬
‫الثوري ‪ ،‬ومالك بن أنس ‪ ،‬وعبد ال بن البارك ‪ ،‬والشافعي ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬وإسحاق ‪ ،‬كرهوا‬
‫أن يصوم الرجل اليوم الذي يشك فيه ‪ .‬ورأى أكثر هم إن صامه وكان من شهر‬
‫رمضان ‪ ،‬أن يقضي يوما مكانه ( ‪ ) 1‬فإن صامه لوافقته عادة له جاز له الصيام حينئذ‬
‫بدون كراهة ‪ .‬فعن أب هريرة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تقدموا ( ‪) 2‬‬

‫‪366‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 447‬‬
‫صوم رمضان ‪ ،‬بيوم ‪ ،‬ول يومي ‪ ،‬إل أن يكون صوم يصومه رجل ‪ ،‬فليصم ذلك اليوم "‬
‫رواه الماعة ‪ .‬وقال الترمذي ‪ :‬حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم ‪ ،‬كرهوا‬
‫أن يتعجل الرجل ‪ ،‬بصيام قبل دخول رمضان لعن رمضان ‪ .‬وإن كان رجل يصوم صوما‬
‫‪ ،‬فوافق صيامه ذلك ‪ ،‬فل بأس به عندهم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وعند النفية ‪ :‬إن ظهر أنه‬
‫من رمضان وصامه أجزأه عنه ‪ " ) 2 ( .‬تقدموا " أي تتقدموا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 448‬‬
‫( ‪ ) 6‬النهي عن صوم الدهر ‪ :‬يرم صيام السنة كلها ‪ ،‬با فيها اليام الت نى الشارع عن‬
‫صيامها ‪ .‬لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لصام ‪ ،‬من صام البد " رواه أحد ‪،‬‬
‫والبخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ .‬فأن أفطر يومي العيد ‪ ،‬وأيام التشريق ‪ ،‬وصام بقية اليام انتفت‬
‫الكراهة ‪ ،‬إذا كان من يقوى على صيامها ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬وقدكره قوم من أهل العلم‬
‫صيام الدهر ‪ .‬إذا ل يفطر يوم الفطر ‪ ،‬ويوم الضحى ‪ ،‬وأيام التشريق ‪ .‬فمن أفطر ف هذه‬
‫اليام ‪ ،‬فقد خرج من حد الكراهة ‪ ،‬وليكون قد صام الدهر كله ‪ .‬هكذا روي عن‬
‫مالك ‪ ،‬والشافعي ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬وإسحق ‪ .‬وقد أقر النب صلى ال عليه وسلم حزة السلمي‬
‫على سرد الصيام ‪ ،‬وقال له ‪ " :‬صم إن شئت وأفطر إن شئت " ‪ .‬وقد تقدم ‪ .‬والفضل‬
‫أن يصوم يوما ‪ ،‬ويفطر يوما ‪ ،‬فإن ذلك أحب الصيام إل ال ‪ ،‬وسيأت ‪ ) 7 ( .‬النهي عن‬
‫صيام الرأة ‪ ،‬وزوجها حاضر ‪ ،‬إل بإذنه ‪ :‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم الرأة أن‬
‫تصوم ‪ ،‬وزوجها حاضر حت تستأذنه ‪ .‬فعن أب هريرة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫‪ " :‬ل تصم الرأة يوما واحدا ‪ ،‬وزوجها شاهد إل بإذنه ‪ ،‬إل رمضان " رواه أحد ‪،‬‬
‫والبخاري ومسلم ‪ .‬وقد حل العلماء هذا النهي على التحري ‪ ،‬وأجازوا للزوج أن يفسد‬
‫صيام زوجته لو صامت ‪ ،‬دون أن يأذن لا ‪ ،‬لفتياتا ( ‪ ) 1‬على حقه ‪ ،‬وهذا ف غي‬
‫رمضان كما جاء ف الديث ‪ ،‬فإنه ل يتاج إل إذن من الزوج ‪ ( :‬هامش ) ( ‪" ) 1‬‬
‫لفتياتا " أي لتعديها على حقه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 449‬وكذلك لا أن تصوم من غي‬
‫إذنه ‪ ،‬إذا كان غائبا ‪ ،‬فإذا قدم ‪ ،‬له أن يفسد صيامها ‪ .‬وجعلوا مرض الزوج ‪ ،‬وعجزه‬
‫من مباشرتا ‪ ،‬مثل غيبته عنها ‪ .‬ف جواز صومها ‪ ،‬دون أن تستأذنه ‪ .‬النهي عن وصال‬

‫‪367‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصوم ( ‪ - 1 : ) 1‬عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إياكم والوصال‬
‫" ‪ -‬قالا ثلث مرات ‪ -‬قالوا ‪ :‬فإنك تواصل يا رسول ال ؟ قال ‪ " :‬إنكم لستم ف ذلك‬
‫مثلي ‪ ،‬إن أبيت يطعمن ( ‪ ) 2‬رب ويسقين ‪ ،‬فاكلفوا من العمال ما تطيقون " رواه‬
‫البخاري ومسلم ‪ .‬وقد حل الفقهاء النهي على الكراهة ‪ .‬وجوز أحد ‪ ،‬وإسحق وابن‬
‫النذر ‪ ،‬الوصال إل السحر ‪ ،‬ما ل تكن مثقة على الصائم ‪ .‬لا رواه البخاري عن أب‬
‫سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تواصلوا ‪ ،‬فأيكم‬
‫أراد أن يواصل ‪ ،‬فليواصل حت السحر " ‪ .‬صيام التطوع رغب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف صيام هذه اليام التية ‪ :‬صيام ستة أيام من شوال ‪ :‬روى الماعة ‪ -‬إل‬
‫البخاري والنسائي ‪ -‬عن أب أيوب النصاري ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من‬
‫صام رمضان ث أتبعه ستا من شوال فكأنا صام الدهر ( ‪ ( . " ) 3‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وصل‬
‫الصوم متابعة بعضه بعضا دون فطر أو سحور ‪ " ) 2 ( .‬يطعمن ال " أي يعل ال له‬
‫قوة الطاعم والشارب ‪ ) 3 ( .‬هذا لن صام رمضان كل سنة ‪ ،‬قال العلماء ‪ :‬السنة‬
‫بعشر أمثالا ورمضان بعشرة شهور ‪ .‬واليام الستة بشهرين ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 450‬‬
‫وعند أحد ‪ :‬أنا تؤدى متتابعة وغي متتابعه ‪ ،‬ول فضل لحدها على الخر ‪ .‬وعند‬
‫النفية ‪ ،‬والشافعية ‪ ،‬الفضل صومها متتابعة ‪ ،‬عقب العيد ‪ .‬صوم عشر ذي الجة‬
‫وتأكيد يوم عرفة لغي الاج ‪ - 1 :‬عن أب قتادة رضي ال عنه قال ‪ ،‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬صوم يوم عرفة ‪ ،‬يكفر سنتي ‪ ،‬ماضية ‪ ،‬ومستقبلة ‪ ،‬وصوم يوم‬
‫عاشوراء يكفر سنة ماضية " ‪ .‬رواه الماعة إل البخاري ‪ ،‬والترمذي ‪ - 2 .‬عن حفصة‬
‫قال ‪ :‬أربع ل يكن يدعهن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬صيام عاشوراء والعشر (‬
‫‪ ، ) 1‬وثلثة أيام من كل شهر ‪ ،‬والركعتي قبل الغداة ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬والنسائي ‪- 3 .‬‬
‫عن عقبة بن عامر قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬يوم عرفة ‪ ،‬ويوم النحر ‪،‬‬
‫وأيام التشريق ‪ ،‬عيدنا ‪ -‬أهل السلم ‪ -‬وهي أيام أكل وشرب " ‪ .‬رواه المسة ‪ ،‬إل‬
‫ابن ماجه ‪ .‬وصححه الترمذي ‪ - 4 .‬عن أب هريرة قال ‪ :‬نى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات ‪ .‬رواه أحد وأبو داود والنسائي ‪ ،‬وابن ماجه ‪ .‬قال‬
‫الترمذي ‪ ،‬قد استحب أهل العلم ‪ ،‬صيام يوم عرفة إل بعرفة ‪ - 5 .‬عن أم الفضل ‪ :‬أنم‬

‫‪368‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شكوا ف صوم رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم عرفة ‪ ،‬فأرسلت إليه بلب ‪ ،‬فشرب ‪،‬‬
‫وهو يطب الناس بعرفة ‪ .‬متفق عليه ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 450‬‬
‫صيام مرم ‪ ،‬وتأكيد صوم عاشوراء ويوما قبلها ‪ ،‬ويوما بعدها ‪ - 1 :‬عن أب هريرة‬
‫قال ‪ ،‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أي الصلة أفضل بعد الكتوبة ؟ قال ‪" :‬‬
‫الصلة ف جوف الليل " ‪ .‬قيل ‪ :‬ث أي الصيام أفضل بعد رمضان ؟ قال ‪ " :‬شهر ال ( ‪2‬‬
‫) الذي تدعونه الحرم " رواه أحد ‪ ،‬ومسلم ‪ ،‬وأبو داود ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي من ذي‬
‫الجة ‪ ) 2 ( .‬الضافة للتشريف ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ - 2 / 451‬عن معاوية بن أب‬
‫سفيان قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬إن هذا يوم عاشوراء ‪ ،‬ول‬
‫يكتب عليكم صيامه ‪ ،‬وأنا صائم ‪ ،‬فمن شاء صام ‪ ،‬ومن شاء فليفطر " متفق عليه ‪- 3 .‬‬
‫عن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش ‪ ،‬ف الاهلية ‪،‬‬
‫وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصومه ‪ ،‬فلما قدم الدينة صامه ‪ ،‬وأمر الناس‬
‫بصيامه ‪ .‬فلما فرض رمضان قال ‪ " :‬من شاء صامه ومن شاء تركه " ‪ .‬متفق عليه ‪- 4 .‬‬
‫عن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬قدم النب صلى ال عليه وسلم الدينة فرأى اليهود‬
‫تصوم عاشوراء ‪ .‬فقال ‪ " :‬ما هذا ؟ " قالوا ‪ :‬يوم صال ‪ ،‬نى ال فيه موسى ‪ .‬وبن‬
‫السرائيل من عدوهم ‪ ،‬فصامه موسى فقال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أنا أحق بوسى منكم‬
‫" فصامه ‪ ،‬وأمر بصيامه ‪ .‬متفق عليه ‪ - 5 .‬عن أب موسى الشعري رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫كان يوم عاشوراء ‪ ،‬تعظمه اليهود ‪ ،‬وتتخذه عيدا ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ " :‬صوموه أنتم " متفق عليه ‪ - 6 .‬عن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬لا صام رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يوم عاشوراء ‪ ،‬وأمر بصيامه ‪ ،‬قالوا يا رسول ال ‪ :‬إنه يوم تعظمه‬
‫اليهود والنصارى ‪ . .‬فقال ‪ " :‬إذا كان العام القبل ‪ -‬إن شاء ال ‪ -‬صمنا اليوم التاسع‬
‫" ‪ ،‬قال ‪ :‬فلم يأت العام القبل ‪ ،‬حت توف رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬رواه مسلم ‪،‬‬
‫وأبو داود ‪ .‬وف لفظ ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لئن بقيت إل قابل‬
‫لصومن التاسع " ‪ :‬يعن مع يوم عاشوراء ‪ .‬رواه أحد ومسلم ‪ .‬وقد ذكر العلماء ‪ :‬أن‬

‫‪369‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صيام يوم عاشوراء على ثلث مراتب ‪ :‬الرتبة الول ‪ :‬صوم ثلثة أيام ‪ :‬التاسع ‪ ،‬والعاشر‬
‫‪ ،‬والادي عشر ‪ .‬الرتبة الثانية ‪ :‬صوم التاسع ‪ ،‬والعاشر ‪ .‬الرتبة الثالثة ‪ :‬صوم العاشر‬
‫وحده ‪ / .‬صفحة ‪ / 452‬التوسعة يوم عاشوراء ‪ :‬عن جابر بن عبد ال رضي ال عنه ‪،‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من وسع على نفسه ‪ ،‬وأهله يوم عاشوراء ‪،‬‬
‫وسع ال عليه سائر سنته " ‪ .‬رواه البيهقي ف الشعب ‪ ،‬وابن عبد الب ‪ .‬وللحديث طرق‬
‫أخرى ‪ ،‬كلها ضعيفة ‪ .‬ولكن إذا ضم بعضها إل بعض ‪ ،‬ازدادت قوة ‪ :‬كما قال‬
‫السخاوي ‪ .‬صيام أكثر شعبان ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصوم أكثر شعبان‬
‫‪ .‬قالت عائشة ‪ :‬ما رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم استكمل صيام شهر قط ‪ ،‬إل‬
‫شهر رمضان ‪ ،‬وما رأيته ف شهر أكثر منه صياما ف شعبان ‪ .‬رواه البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪.‬‬
‫وعن أسامة بن زيد رضي ال عنهما قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬ل أرك تصوم من شهر‬
‫من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال ‪ " :‬ذلك شهر يغفل الناس عنه ‪ ،‬بي رجب‬
‫ورمضان ‪ ،‬وهو شهر ترفع فيه العمال إل رب العالي فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم‬
‫" ‪ .‬رواه أبو داود ‪ ،‬والنسائي وصححه ابن خزية ‪ .‬وتصيص صوم يوم النصف منه ظنا‬
‫أن له فضيلة على غيه ‪ ،‬ما ل يأت به دليل صحيح ‪ .‬صوم الشهر الرم ‪ :‬الشهر الرم‬
‫ذو القعدة ‪ ،‬وذو الجة ‪ ،‬والحرم ‪ ،‬ورجب ويستحب الكثار من الصيام فيها ‪ .‬فعن‬
‫رجل من باهلة أنه أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ .‬أنا الرجل الذي‬
‫جئتك عام الول ‪ ،‬فقال ‪ " :‬فما غيك ‪ ،‬وقد كنت حسن اليئة ؟ " قال ‪ :‬ما أكلت‬
‫طعاما إل بليل منذ فارقتك ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " .‬ل عذبت نفسك ؟‬
‫" ث قال ‪ " :‬صم شهر الصب ‪ / ،‬صفحة ‪ / 453‬ويوما من كل شهر " ‪ .‬قال ‪ :‬زدن ‪،‬‬
‫فإن ب قوة ‪ .‬قال ‪ " :‬صم يومي " ‪ .‬قال ‪ :‬زدن ‪ .‬قال ‪ " :‬صم من الرم واترك ‪ .‬صم‬
‫من الرم واترك ‪ .‬صم من الرم واترك " وقال بأصابعه الثلثة ‪ ،‬فضمها ‪ ،‬ث أرسلها (‬
‫‪ . ) 1‬رواه أحد ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬وابن ماجه والبيهقي ‪ ،‬بسند جيد ‪ .‬وصيام رجب ‪ ،‬ليس‬
‫له فضل زائد على غيه من الشهور ‪ ،‬إل أنه من الشهر الرم ‪ .‬ول يرد ف السنة‬
‫الصحيحة ‪ :‬أن للصيام فيه فضيلة بصوصه ‪ ،‬وأن ما جاء ف ذلك ما ل ينتهض‬
‫للحتجاج به ‪ .‬قال ابن حجر ‪ .‬ل يرد ف فضله ‪ ،‬ول ف صيامه ‪ ،‬ول ف صيام شئ منه‬

‫‪370‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫معي ‪ ،‬ول ف قيام ليلة مصوصة منه ‪ ،‬حديث صحيح يصلح للحجة ‪ .‬صوم يومي الثني‬
‫والميس ‪ :‬عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم كان أكثر ما يصوم الثني ‪،‬‬
‫والميس ‪ ،‬فقيل له ( ‪ ) 2‬فقال ‪ " :‬إن العمال تعرض كل اثني وخيس ‪ ،‬فيغفر ال‬
‫لكل مسلم ‪ ،‬أو لكل مؤمن ‪ ،‬إل التهاجرين ‪ ،‬فيقول ‪ :‬أخرها " رواه أحد ‪ ،‬بسند‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 453‬‬
‫وف صحيح مسلم ‪ :‬أنه صلى ال عليه وسلم سئل عن صوم يوم الثني ؟ فقال ‪ " :‬ذاك‬
‫يوم ولدت فيه ‪ ،‬وأنزل علي فيه " أي نزل الوحي علي فيه صيام ثلثة أيام ‪ ،‬من كل شهر‬
‫‪ :‬قال أبو ذر الغفاري رضي ال عنه ‪ :‬أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نصوم من‬
‫الشهر ثلثة أيام ‪ ،‬البيض ‪ :‬ثلث عشرة ‪ ،‬وأربع عشرة ‪ ،‬وخس عشرة ‪ .‬وقال ‪ :‬هي "‬
‫كصوم الدهر " رواه النسائي ‪ ،‬وصححه ابن حبان ‪ .‬وجاء عنه صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أنه‬
‫كان يصوم من الشهر ‪ ،‬السبت ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬أرسلها " أي أشار إليه بصيام ثلثة‬
‫أيام وفط ثلثة أخرى ‪ " ) 2 ( .‬فقيل له " " أي سئل عن الباعث على صوم يومي‬
‫الميس ‪ ،‬والثني ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 454‬والحد ‪ ،‬والثني ‪ ،‬ومن الشهر الخر ‪،‬‬
‫الثلثاء ‪ ،‬والربعاء ‪ ،‬والميس ‪ ،‬وأنه كان يصوم من غرة كل هلل ‪ ،‬ثلثة أيام ‪ ،‬وأنه‬
‫كان يصوم ‪ .‬الميس ‪ ،‬من أول الشهر ‪ ،‬والثني الذي يليه ‪ ،‬والثني الذي يليه ‪ .‬صيام‬
‫يوم وفطر يوم ‪ ،‬عن أب سلمة بن عبد الرحن ‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو قال ‪ ،‬قال ل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لقد أخبت أنك تقوم الليل وتصوم النهار " قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬يا رسول ال نعم ‪ ،‬قال ‪ " :‬فصم ‪ ،‬وافطر ‪ ،‬وصل ‪ ،‬ون ‪ ،‬فإن لسدك عليك حقا‬
‫‪ ،‬وإن لزوجك عليك حقا ‪ ،‬وإن لزورك ( ‪ ) 1‬عليك حقا ‪ ،‬وإن بسبك أن تصوم من‬
‫كل شهر ثلثة أيام ‪ " .‬قال ‪ :‬فشددت فشدد علي ‪ .‬قال ‪ :‬فقلت ‪ ،‬يا رسول ال إن‬
‫أجده قوة ‪ .‬قال ‪ " :‬فصم من كل جعة ثلثة أيام ‪ " .‬قال فشددت فشدد علي ‪ .‬قال‬
‫فقلت ‪ :‬يا رسول ال إن أجد قوة ‪ .‬قال ‪ " :‬صم صوم نب ال داود ‪ ،‬ول تزد عليه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ .‬وما كان صيام داود عليه الصلة والسلم ؟ قال ‪ :‬كان يصوم‬

‫‪371‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يوما ‪ ،‬ويفطر يوما " ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬وغيه ‪ .‬وروى أيضا عن عبد ال بن عمرو وقال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أحب الصيام إل ال صيام داود ‪ ،‬وأحب الصلة‬
‫إل ال صلة داود ‪ ،‬كان ينام نصفه ‪ ،‬ويقوم ثلثه ‪ ،‬وينام سدسه ‪ ،‬وكان يصوم يوما ‪،‬‬
‫ويفطر يوما " ‪ .‬جواز فطر الصائم التطوع ‪ - 1‬عن أم هانئ رضي ال عنها ‪ :‬أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم دخل عليها يوم الفتح ‪ ،‬فأت بشراب ‪ ،‬فشرب ‪ ،‬ث ناولن ‪،‬‬
‫فقلت ‪ .‬إن صائمة فقال ‪ " :‬إن التطوع أمي على نفسه ‪ ،‬فإن شئت فصومي ‪ ،‬وإن شئت‬
‫فأفطري ‪ " .‬رواه أحد والدارقطن ‪ ،‬والبيهقي ‪ .‬ورواه الاكم وقال صحيح السناد ‪.‬‬
‫ولفظه ‪ " :‬الصائم التطوع أمي نفسه إن شاء صام ‪ ،‬وإن شاء أفطر ‪ ( " .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫" زورك " أي ضيفك ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 455‬وعن أب جحيفة قال ‪ :‬آخى النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬بي سلمان ‪ ،‬وأب الدرداء ‪ ،‬فزار سلمان أبا الدرداء ‪ ،‬فرأى أم الدرداء‬
‫متبذلة ‪ ،‬فقال لا ‪ :‬ما شأنك ؟ قالت ‪ :‬أخوك أبو الدرداء ‪ ،‬ليس له حاجة ف الدنيا ‪،‬‬
‫فجاء أبو الدرداء ‪ ،‬فصنع له طعاما ‪ ،‬فقال ‪ :‬كل فإن صائم ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما أنا بآكل حت‬
‫تأكل ‪ ،‬فأكل ‪ ،‬فلما كان الليل ‪ ،‬وذهب أبو الدرداء يقوم قال ‪ :‬ن ‪ ،‬فنام ‪ ،‬ث ذهب ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬ن ‪ ،‬فلما كان ف آخر الليل ‪ ،‬قال ‪ :‬قم الن ‪ ،‬فصليا ‪ ،‬فقال له سلمان ‪ :‬إن لربك‬
‫عليك حقا ‪ ،‬ولنفسك عليك حقا ‪ ،‬ولهلك عليك حقا ‪ ،‬فأعط كل ذي حق حقه ‪.‬‬
‫فأتى النب صلى ال عليه وسلم فذكر له ذلك ‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬صدق‬
‫سلمان ‪ .‬رواه البخاري ‪ ،‬والترمذي ‪ - 3 .‬وعن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫صنعت لرسول ال صلى ال عليه وسلم طعاما ‪ ،‬فأتان هو وأصحابه ‪ ،‬فلما وضع الطعام ‪،‬‬
‫قال رجل من القوم ‪ :‬إن صائم ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬دعاكم‬
‫أخوكم وتكلف لكم " ث قال ‪ " :‬أفطر ‪ ،‬وصم يوما مكانه ‪ ،‬إن شئت " ‪ .‬رواه البيهقي‬
‫بإسناد حسن ‪ ،‬كما قال الافظ ‪ .‬وقد ذهب أكثر أهل العلم إل جواز الفطر ‪ ،‬لن صام‬
‫متطوعا ‪ ،‬واسحبوا له قضاء ذلك اليوم ‪ ،‬استدلل بذه الحاديث الصحيحة الصرية ‪.‬‬
‫آداب الصيام يستحب للصائم أن يراعي ف صيامه الداب التية ‪ ) 1 ( :‬السحور ‪ :‬وقد‬
‫أجعت المة على استحبابه ‪ ،‬وأنه ل إث على من تركه ‪ ،‬فعن أنس رضي ال عنه ‪ :‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬تسحروا فإن ف السحور ( ‪ ) 1‬بركة " ‪ .‬رواه‬

‫‪372‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ .‬وعن القدام بن معد يكرب ‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫عليكم ( هامش ) ( ‪ ) 1‬السحور بالفتح الأكول ‪ ،‬وبالضم الصدر والفعل ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 456‬بذا السحور ‪ ،‬فإنه هو الغذاء البارك " ‪ .‬رواه النسائي ‪ ،‬بسند جيد ‪.‬‬
‫وسبب البكة ‪ :‬أنه يقوي الصائم ‪ ،‬وينشطه ‪ ،‬ويهون عليه الصيام ‪ .‬ب يتحقق ‪ :‬ويتحقق‬
‫السحور بكثي الطعام وقليله ‪ ،‬ولو برعة ماء ‪ .‬فعن أب سعيد الدري رضي ال عنه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬السحور بركة ‪ ،‬فل تدعوه ولو أن يرع أحدكم‬
‫جرعة ماء ‪ ،‬فإن ال وملئكته يصلون على التسحرين " ‪ .‬رواه أحد ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 456‬‬
‫وقته ‪ :‬وقت السحور من منتصف الليل إل طلوع الفجر ‪ ،‬والستحب تأخيه ‪ .‬فعن زيد‬
‫بن ثابت رضي ال عنه قال ‪ :‬تسحرنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ث قمنا إل‬
‫الصلة ‪ ،‬قلت ‪ :‬كم كان قدر ما بينهما ‪ :‬؟ قال ‪ :‬خسي آية ‪ .‬رواه البخاري ‪ ،‬ومسلم‬
‫‪ .‬وعن عمرو بن ميمون قال ‪ :‬كان أصحاب ممد صلى ال عليه وسلم أعجل الناس‬
‫إفطارا وأبطأهم سحورا ‪ .‬رواه البيهقي بسند صحيح ‪ .‬وعن أب ذر الغفاري رضي ال‬
‫مرفوعا ‪ " :‬ل تزال أمت بي ‪ ،‬ما عجلوا الفطر ‪ ،‬وأخروا السحور " ‪ .‬وف سنده سليمان‬
‫بن أب عثمان ‪ ،‬وهو مهول ‪ .‬الشك ف طلوع الفجر ‪ :‬ولو شك ف طلوع الفجر ‪ ،‬فله‬
‫أن يأكل ‪ ،‬ويشرب ‪ ،‬حت يستيقن طلوعه ‪ ،‬ول يعمل بالشك ‪ ،‬فإن ال عزوجل جعل‬
‫ناية الكل والشرب التبي نفسه ‪ ،‬ل الشك ‪ ،‬فقال ‪ " :‬وكلوا واشربوا حت يتبي لكم‬
‫اليط البيض من اليط السود من الفجر " ‪ .‬وقال رجل لبن عباس رضي ال عنهما ‪:‬‬
‫إن أتسحر فإذا شككت أمسكت ‪ ،‬فقال ابن عباس ‪ :‬كل ‪ ،‬ما شككت حت ل تشك ‪.‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 457‬وقال أبو داود ‪ ،‬قال أبو عبد ال ( ‪ " : ) 1‬إذا شك ف الفجر يأكل‬
‫حى يستيقن طلوعه " ‪ .‬وهذا مذهب ابن عباس ‪ ،‬وعطاء ‪ ،‬والوزاعي ‪ ،‬وأحد ‪ .‬وقال‬
‫النووي ‪ :‬وقد اتفق أصحاب الشافعي على جواز الكل للشاك ف طلوع الفجر ‪) 2 ( .‬‬
‫تعجيل الفطر ‪ :‬ويستحب للصائم أن يعجل الفطر ‪ ،‬مت تقق غروب الشمس ‪ .‬فعن‬
‫سهل بن سعد ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل يزال الناس بي ‪ ،‬ما عجلوا‬

‫‪373‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الفطر " ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪ .‬وينبغي أن يكون الفطر على رطبات وترا ‪ ،‬فإن ل يد‬
‫فعلى الاء ‪ .‬فعن أنس رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يفطر‬
‫على رطبات قبل أن يصلي ‪ ،‬فإن ل تكن فعلى ترات ‪ ،‬فإن ل تكن ‪ ،‬حسا حسوات ( ‪2‬‬
‫) من ماء " ‪ .‬رواه أبو داود ‪ ،‬والاكم وصححه ‪ ،‬والترمذي وحسنه ‪ .‬وعن سليمان بن‬
‫عامر ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا كان أحدكم صائما ‪ ،‬فليفطر على‬
‫التمر ‪ ،‬فإن ل يد التمر فعلى الاء ‪ ،‬فإن الاء طهور " ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬والترمذي ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫حسن صحيح ‪ .‬وف الديث دليل على أنه يستحب الفطر قبل صلة الغرب بذه‬
‫الكيفية ‪ ،‬فإذا صلى تناول حاجته من الطعام بد ذلك ‪ ،‬إل إذا كان الطعام موجودا ‪ ،‬فإنه‬
‫يبدأ به ‪ ،‬قال أنس ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إذا قدم العشاء فابدءوا به‬
‫قبل صلة الغرب ‪ ،‬ول تعجلوا عن عشائكم " ‪ .‬رواه الشيخان ‪ ) 3 ( .‬الدعاء عند‬
‫الفطر وأثناء الصيام ‪ :‬روى ابن ماجه عن عبد ال بن عمرو بن العاص أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد " ‪ .‬وكان عبد ال إذا أفطر‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬هو أحد بن حنبل ‪ " ) 2 ( .‬حسا " أي شرب ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪458‬‬
‫‪ /‬يقول ‪ " :‬اللهم إن أسألك ‪ -‬برحتك الت وسعت كل شئ ‪ -‬أن تغفر ل " ‪ .‬وثبت أنه‬
‫صلى ال عليه وسلم كان يقول ‪ " :‬ذهب الظمأ ‪ ،‬وابتلت العروق ‪ ،‬وثبت الجر إن شاء‬
‫ال تعال " ‪ .‬وروي مرسل ‪ :‬أنه صلى ال عليه وسلم كان يقول ‪ " :‬اللهم لك صمت ‪،‬‬
‫وعلى رزقك أفطرت " ‪ .‬وروى الترمذي ‪ -‬بسند حسن ‪ -‬أنه صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫" ثلثة ل ترد دعوتم ‪ :‬الصائم حت يفطر ( ‪ ، ) 1‬والمام العادل ‪ ،‬والظلوم " ‪) 4 ( .‬‬
‫الكف عما يتناف مع الصيام ‪ :‬الصيام عبادة من أفضل القربات ‪ ،‬شرعه ال تعال ليهذب‬
‫النفس ‪ ،‬ويعودها الي ‪ .‬فينبغي أن يتحفظ الصائم من العمال الت تدش صومه ‪ ،‬حت‬
‫ينتفع بالصيام ‪ ،‬وتصل له التقوى الت ذكرها ال ف قوله ‪ " :‬يأيها الذين آمنوا كتب‬
‫عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " ‪ .‬وليس الصيام مرد‬
‫إمساك عن الكل والشرب ‪ ،‬وإنا هو إمساك عن الكل ‪ ،‬والشرب ‪ ،‬وسائر ما نى ال‬
‫عنه ‪ .‬فعن أب هريرة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ليس الصيام من الكل‬
‫والشرب ‪ ،‬إنا الصيام من اللغو ‪ ،‬والرفث ‪ ،‬فإن سابك أحد ‪ ،‬أو جهل عليك ‪ ،‬فقل إن‬

‫‪374‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صائم ‪ ،‬إن صائم " ‪ .‬رواه ابن خزية ‪ ،‬وابن حبان ‪ ،‬والاكم ‪ ،‬وقال ‪ :‬صحيح على‬
‫شرط مسلم ‪ .‬وروى الماعة ‪ -‬إل مسلما ‪ -‬عن أب هريرة ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬من ل يدع ( ‪ ) 2‬قول الزور والعمل به فليس ل حاجة ف أن يدع طعامه‬
‫وشرابه ( ‪ ( . " ) 3‬هامش ) ( ‪ ) 1‬يستفاد منه استحباب الدعاء طول مدة الصيام ‪2 ( .‬‬
‫) " يدع " أي يترك ‪ ) 3 ( .‬أي ليس ل إرادة ف قبول صيامه ‪ ،‬أي إن ال ل يقبل صيامه‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 459‬وعنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬رب صائم ليس له‬
‫من صيامه إل الوع ‪ ،‬ورب قائم ليس له من قيامه إل السهر " ‪ .‬رواه النسائي ‪ ،‬وابن‬
‫ماجه والاكم ‪ ،‬وقال ‪ :‬صحيح على شرط البخاري ‪ ) 5 ( .‬السواك ‪ :‬ويستحب للصائم‬
‫أن يتسوك أثناء الصيام ‪ ،‬ول فرق بي أول النهار‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 459‬‬
‫وآخره ‪ .‬قال الترمذي ‪ " :‬ول ير الشافعي بالسواك ‪ ،‬أول النهار وآخره بأسا " ‪ .‬وكان‬
‫النب صلى ال عليه وسلم يتسوك ‪ ،‬وهو صائم ‪ .‬وتقدم ذلك ف هذا الكتاب فليجع إليه‬
‫‪ ) 6 ( .‬الود ومدارسة القرآن ‪ :‬الود ومدارسة القرآن مستحبان ف كل وقت ‪ ،‬إل‬
‫أنما آكد ف رمضان ‪ .‬روى البخاري عن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬كان رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أجود الناس ‪ ،‬وكان أجود ما يكون ف رمضان حي يلقاه جبيل‬
‫‪ ،‬وكان يلقاه ف كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أجود بالي من الريح الرسلة ( ‪ ) 7 ( . ) 1‬الجتهاد ف العبادة ف العشر الواخر من‬
‫رمضان ‪ - 1 :‬روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬كان إذا دخل العشر الواخر أحي الليل ‪ ،‬وأيقظ أهله ‪ ،‬وشد الئزر " ‪ .‬وف‬
‫رواية لسلم ‪ " :‬كان يتهد ف العشر الواخر ما ل يتهد ف غيه " ‪ - 2 .‬وروى‬
‫الترمذي وصححه ‪ ،‬عن علي رضي ال عنه قال ‪ " :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يوقظ أهله ف العشر الواخر ‪ ،‬ويرفع الئزر " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي ف السراع والعموم‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 460‬مباحات الصيام يباح ف الصيام ما يأت ‪ - 1 :‬نزول الاء‬
‫والنغماس فيه ‪ :‬لا رواه أبو بكر بن عبد الرحن ‪ ،‬عن بعض أصحاب النب صلى ال عليه‬

‫‪375‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وسلم ‪ :‬أنه حدثه فقال ‪ :‬ولقد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يصب على رأسه‬
‫الاء وهو صائم ‪ ،‬من العطش أو من الر ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬ومالك ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬بإسناد‬
‫صحيح ‪ .‬وف الصحيحي عن عائشة رضي ال عنها ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم "‬
‫كان يصبح جنبا ‪ ،‬وهو صائم ‪ ،‬ث يغتسل " ‪ .‬فإن دخل الاء ف جوف الصائم من غي‬
‫قصد قصومه صحيح ‪ - 2 .‬الكتحال ‪ :‬والقطرة ونوها ما يدخل العي ‪ ،‬سواء أوجد‬
‫طعمه ف حلقه أم ل يده ‪ ،‬لن العي ليست بنفذ إل الوف ‪ .‬وعن أنس ‪ " :‬أنه كان‬
‫يكتحل وهو صائم " ‪ .‬وإل هذا ذهبت الشافعية ‪ ،‬وحكاه ابن النذر ‪ ،‬عن عطاء ‪،‬‬
‫والسن ‪ ،‬والنخعي ‪ ،‬والوزاعي ‪ ،‬وأب حنيفة ‪ ،‬وأب ثور ‪ .‬وروي عن ابن عمر ‪ ،‬وأنس‬
‫وابن أب أوف من الصحابة ‪ .‬وهو مذهب داود ‪ .‬ول يصح ف هذا الباب شئ عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬كما قال الترمذي ‪ - 3 .‬القبلة ‪ :‬لن قدر على ضبط نفسه ‪ .‬فقد‬
‫ثبت عن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ " :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يقبل وهو‬
‫صائم ‪ ،‬ويباشر وهو صائم ( ‪ ، ) 1‬وكان أملككم لربه " ‪ .‬وعن عمر رضي ال عنه أنه‬
‫قال ‪ " :‬هششت ( ‪ ) 2‬يوما ‪ ،‬فقبلت وأنا صائم ‪ ،‬فأتيت النب صلى ال عليه وسلم فقلت‬
‫‪ :‬صنعت اليوم أمرا عظيما ‪ ،‬قبلت وأنا صائم ‪ ،‬فقال رسول ال عليه وسلم ‪ " :‬أرأيت لو‬
‫تضمضت باء وأنت ( هامش ) ( ‪ ) 1‬والقصود الداعبة ( ‪ " ) 2‬هششت " أي نشطت‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 461‬صائم ؟ " قلت ‪ :‬ل بأس بذلك ؟ ‪ ،‬قال ‪ " :‬ففيم ( ‪. " ) 1‬‬
‫قال ابن النذر رخص ف القبلة عمر وابن عباس وأبو هريرة وعائشة ‪ ،‬وعطاء ‪ ،‬والشعب ‪،‬‬
‫والسن ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬وإسحاق ‪ .‬ومذهب الحناف والشافعية ‪ :‬أنا تكره على من حركت‬
‫شهوته ‪ ،‬ول تكره لغيه ‪ ،‬لكن الول تركها ‪ .‬ول فرق بي الشيخ والشاب ف ذلك ‪،‬‬
‫والعتبار بتحريك الشهوة ‪ ،‬وخوف النزال ‪ ،‬فإن حركت شهوة شاب ‪ ،‬أو شيخ قوي ‪،‬‬
‫كرهت ‪ .‬وإن ل تركها لشيخ أو شاب ضعيف ‪ ،‬ل تكره ‪ ،‬والول تركها ‪ .‬وسواء قبل‬
‫الد أو الفم أو غيها ‪ .‬وهكذا الباشرة باليد والعانقة لما حكم القبلة ‪ - 4 .‬القنة ‪:‬‬
‫مطلقا ‪ ،‬سواء أكانت للتغذية ‪ ،‬أم لغيها ‪ ،‬وسواء أكانت ف العروق ‪ ،‬أم تت اللد ‪،‬‬
‫فإنا وإن وصلت إل الوف ‪ ،‬فإنا تصل إليه من غي النفذ العتاد ‪ - 5 .‬الجامة ( ‪) 2‬‬
‫‪ :‬فقد احتجم النب صلى ال عليه وسلم وهو صائم ( ‪ ، ) 3‬إل إذا كانت تضعف الصائم‬

‫‪376‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فإنا تكره له ‪ ،‬قال ثابت البنان لنس ‪ :‬أكنتم تكرهون الجامة للصائم على عهد رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬إل من أجل الضعف ‪ .‬رواه البخاري وغيه ‪.‬‬
‫والفصد ( ‪ ) 4‬مثل الجامة ف الكم ‪ - 6 .‬الضمضة والستنشاق ‪ :‬إل أنه ل تكره‬
‫البالغة فيهما ‪ ،‬فعن لقيط ابن صبة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬فإذا استنشقت‬
‫فأبلغ ‪ ،‬إل أن تكون صائما " ‪ .‬رواه أصحاب السنن ‪ .‬وقال الترمذي ‪ :‬حسن صحيح ‪.‬‬
‫وقد كره أهل العلم السعوط ( ‪ ) 5‬للصائم ‪ ،‬ورأوه ‪ :‬أن ذلك يفطر ‪ ،‬وف الديث ما‬
‫يقوي قولم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬ففيم " أي ففيم السؤال ‪ " ) 2 ( .‬الجامة " أخد الدم‬
‫من الرأس ‪ ) 3 ( .‬رواه البخاري ‪ " ) 4 ( .‬الفصد " أي أخذ الدم من أي عضو ‪) 5 ( .‬‬
‫" السعوط " أي وضع الدواء ف النف ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 462‬قال ابن قدامة ‪ :‬وإن‬
‫تضمض ‪ ،‬أو استنشق ف الطهارة فسبق الاء إل حلقه ‪ ،‬من غي قصد ول إسراف فل‬
‫شئ عليه ‪ ،‬وبه قال الوزاعي وإسحاق والشافعي ف أحد قوليه ‪ ،‬وروي ذلك عن ابن‬
‫عباس ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 462‬‬
‫وقال مالك ‪ ،‬وأبو حنيفة ‪ :‬يفطر ‪ ،‬لنه أوصل الاء إل جوفه ‪ ،‬ذاكرا لصومه ‪ ،‬فأفطر ‪،‬‬
‫كما لو تعمد شربه ‪ .‬قال ابن قدامة ‪ -‬مرجحا الرأي الول ‪ -‬ولنا أنه وصل الاء إل حلقه‬
‫‪ ،‬من غي إسراف ول قصد ‪ ،‬فأشبه ما لو طارت ذبابة إل حلقه ( ‪ ) 1‬وبذا فارق التعمد‬
‫‪ - 7 .‬وكذا يباح له ما ل يكن الحتراز عنه كبلع الريق وغبار الطريق ‪ ،‬وغربلة الدقيق‬
‫والنخالة ونو ذلك ‪ .‬وقال ابن عباس ‪ :‬ل بأس أن يذوق الطعام الل ‪ ،‬والشئ يريد‬
‫شراءه ‪ .‬وكان السن يضغ الوز لبن ابنه وهو صائم ‪ ،‬ورخص فيه إبراهيم ‪ .‬وأما مضغ‬
‫العلك ( ‪ ) 2‬فإنه مكروه ‪ ،‬إذا كان ل يتفتت منه أجزاء ‪ .‬ومن قال بكراهته ‪ :‬الشعب ‪،‬‬
‫والنخعي ‪ ،‬والحناف ‪ ،‬الشافعي ‪ ،‬والنابلة ‪ .‬ورخصت عائشة وعطاء ف مضغه ‪ ،‬لنه ل‬
‫يضل إل الوف ‪ ،‬فهو كالصاة ‪ ،‬يضعها ف فمه ‪ .‬هذا إذا ل تتحلل منه أجزاء ‪ ،‬فإن‬
‫تللت منه أجزاء ونزلت إل الوف ‪ ،‬أفطر ‪ .‬قال ابن تيمية ‪ :‬وشم الروائح الطيبة ل بأس‬
‫به للصائم ‪ .‬وقال ‪ :‬أما الكحل ‪ ،‬والقنة ‪ ،‬وما يقطر ف إحليله ‪ ،‬ومداواة الأمومة‬

‫‪377‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والائفة ‪ ،‬فهذا ما تنازع فيه أهل العلم ‪ ،‬فمنهم من ل يفطر بشئ من ذلك ‪ ،‬ومنهم من‬
‫فطر بالمع ل بالكحل ‪ ،‬ومنهم من فطر بالميع ‪ ،‬ل بالتقطي ‪ ،‬ومنهم من ل يفطر‬
‫بالكحل ‪ ،‬ول بالتقطي ‪ ،‬ويفطر با سوى ذلك ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬قال ابن عباس ‪:‬‬
‫دخول الذباب ف حلق الصائم ل يفطر ‪ " ) 2 ( .‬العلك " أي اللبان ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 463‬فإن الصيام من دين السلم ‪ ،‬الذي يتاج إل معرفته الاص ‪ ،‬والعام ‪ .‬فلو‬
‫كانت هذه المور ما حرمها ال ورسوله ف الصيام ‪ ،‬ويفسد الصوم با ‪ ،‬لكان هذا ما‬
‫يب على الرسول بيانه ‪ ،‬ولو ذكر ذلك لعلمه الصحابة ‪ ،‬وبلغوه المة ‪ ،‬كما بلغوا سائر‬
‫شرعه ‪ .‬فلما ل ينقل أحد من أهل العلم ‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم ف ذلك ‪ ،‬ل‬
‫حديثا صحيحا ‪ ،‬ول ضعيفا ‪ ،‬ول مسندا ‪ ،‬ول مرسل علم أنه ل ينكر شيئا من ذلك ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فإذا كانت الحكام الت تعم با البلوى ‪ ،‬لبد ان يبينها الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم بيانا عاما ‪ ،‬ولبد أن تنقل المة ذلك ‪ .‬فمعلوم أن الكحل ‪ ،‬ونوه لما تعم به‬
‫البلوى ‪ ،‬كماتعم بالدهن ‪ ،‬والغتسال ‪ ،‬والبخور ‪ ،‬والطيب ‪ .‬فلو كان هذا ما يفطر ‪،‬‬
‫لبينه النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬كما بي الفطار بغيه ‪ ،‬فلما ل يبي ذلك ‪ ،‬علم أنه من‬
‫جنس الطيب ‪ ،‬والبخور ‪ ،‬والدهن ‪ .‬والبخور قد يتصاعد إل النف ويدخل ف الدماغ ‪،‬‬
‫وينعقد أجساما ‪ .‬والدهن يشربه البدن ‪ ،‬ويدخل إل داخله ويتقوى به النسان ‪ ،‬وكذلك‬
‫يتقوى بالطيب قوة جيدة ‪ .‬فلما ل ينه الصائم عن ذلك دل على جواز تطيبه ‪ ،‬وتبخره ‪،‬‬
‫وادهانه ‪ ،‬وكذلك اكتحاله ‪ .‬وقد كان السلمون ف عهده صلى ال عليه وسلم يرح‬
‫أحدهم ‪ ،‬إما ف الهاد ‪ ،‬وإما ف غيه ‪ ،‬مأمومة ‪ ،‬وجائفة ‪ ،‬فلو كان هذا يفطر ‪ ،‬لبي لم‬
‫ذلك ‪ .‬فلما ل ينه الصائم عن ذلك ‪ ،‬علم أنه ل يعله مفطرا ‪ .‬ث قال ‪ :‬فإن الكحل ل‬
‫يغذي البتة ‪ ،‬ول يدخل أحد كحل إل جوفه ‪ ،‬لمن أنفه ‪ ،‬ول من فمه ‪ .‬وكذلك القنة‬
‫( ‪ ) 1‬لتغذي ‪ ،‬بل تستفرغ ما ف البدن ‪ ،‬كما لوشم شيئا من ( هامش ) ( ‪ ) 1‬يقصد‬
‫القنة الشرجية ‪ ،‬فإنا ل تفطر الصائم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 464‬السهلت ‪ ،‬أو فزع‬
‫فزعا ‪ ،‬أوجب استطلق جوفه ‪ ،‬وهي ل تصل إل العدة ‪ .‬والدواء الذي يصل إل العدة ‪،‬‬
‫ف مداواة الائفة ( ‪ ) 1‬والأمومة ل يشبه ما يصل إليها من غذائه ‪ .‬وال سبحانه قال ‪:‬‬
‫( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ) ‪ .‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬‬

‫‪378‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصوم جنة ) ‪ ،‬وقال ‪ ( :‬إن الشيطان يري من ابن آدم مرى الدم فضيقوا ماريه بالوع‬
‫والصوم ) ‪ .‬فالصائم ني عن الكل والشرب ‪ ،‬لن ذلك سبب التقوى ‪ ،‬فترك الكل‬
‫والشراب الذي يولد الدم الكثي ‪ ،‬الذي يري فيه الشيطان ‪ ،‬إنا يتولد من الغذاء ‪ ،‬لعن‬
‫حقنة ‪ ،‬ول كحل ‪ ،‬ول ما يقطر ف الذكر ‪ ،‬ول ما يداوى به الأمومة والائفة " انتهى ‪.‬‬
‫‪ - 8‬ويباح للصائم ‪ ،‬أن يأكل ‪ ،‬ويشرب ‪ ،‬ويامع ‪ ،‬حت يطلع الفجر ‪ ،‬فإذا طلع‬
‫الفجر ‪ ،‬وف فمه طعام ‪ ،‬وجب عليه أن يلفظه ‪ ،‬أو كان مامعا وجب عليه أن ينع ‪ .‬فإن‬
‫لفظ أو نزع ‪ ،‬صح صومه ‪ ،‬وإن ابتلع ما ف فمه من طعام ‪ ،‬متارا ‪ ،‬أو استدام الماع ‪،‬‬
‫أفطر ‪ .‬روى البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ ،‬عن عائشة رضي ال عنها ‪ :‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬إن بلل يؤذن بليل ‪ ،‬فكلوا ‪ ،‬واشربوا ‪ ،‬حت يؤذن ابن أم مكتوم " ‪- 9 .‬‬
‫ويباح للصائم أن يصبح جنبا ‪ ،‬وتقدم حديث عائشة ف ذلك ‪ - 10 .‬والائض والنفساء‬
‫إذا انقطع الدم من الليل ‪ ،‬جاز لما تأخي الغسل إل الصبح ‪ ،‬وأصبحتا صائمتي ‪ ،‬ث‬
‫عليهما أن تتطهرا للصلة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬الائفة " أي الراحة الت تصل إل‬
‫الوف " والأمومة " أي الشجة ف الرأس تصل إل أم الدماغ ومداواتما ليست تغذية ‪( .‬‬
‫‪ / ) .‬صفحة ‪ / 465‬ما يبطل الصيام ما يبطل الصيام قسمان ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 465‬‬
‫‪ - 1‬ما يبطله ‪ ،‬ويوجب القضاء ‪ - 2 .‬وما يبطله ‪ ،‬ويوجب القضاء ‪ ،‬والكفارة ‪ .‬فأماما‬
‫يبطله ‪ ،‬ويوجب القضاء فقط فهو ما يأت ‪ 1 ( :‬و ‪ ) 2‬الكل ‪ ،‬والشرب عمدا ‪ :‬فإن‬
‫أكل أو شرب ناسيا ‪ ،‬أو مطئا ‪ ،‬أو مكرها ‪ ،‬فل قضاء عليه ول كفارة ‪ .‬فعن أب هريرة‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من نسي ‪ -‬وهو صائم ‪ -‬فأكل أو شرب ‪ ،‬فليتم‬
‫صومه ‪ ،‬فإنا أطعمه ال وسقاه " ‪ .‬رواه الماعة ‪ .‬وقال الترمذي ‪ :‬والعمل على هذا عند‬
‫أكثر أهل العلم ‪ .‬وبه يقول سفيان الثوري والشافعي وأحد وإسحاق ‪ .‬وروى الدارقطن‬
‫والبيهقي والاكم وقال ‪ -‬صحيح على شرط مسلم ‪ .‬عن أب هريرة أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬من أفطر ف رمضان ‪ -‬ناسيا ‪ -‬فل قضاء عليه ‪ ،‬ول كفارة " ‪ .‬قال‬
‫الافظ ابن حجر ‪ :‬اسناده صحيح ‪ .‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال‬

‫‪379‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬إن ال وضع عن أمت الطأ والنسيان ‪ ،‬وما استكرهوا عليه " ‪ .‬رواه‬
‫ابن ماجه والطبان والاكم ‪ ) 3 ( .‬القئ عمدا ‪ :‬فإن غلبه القئ ‪ ،‬فل قضاء عليه ول‬
‫كفارة ‪ .‬فعن أب هريرة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من ذرعه ( ‪ ) 1‬القئ‬
‫( هامش ) ( ‪ " ) 1‬ذرعه " أي غلبه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 466‬فليس عليه قضاء ‪ ،‬ومن‬
‫استقاء ( ‪ ) 1‬عمدا فليقض " ‪ .‬رواه أحد وأبو داود ‪ ،‬والترمذي ‪ ،‬وابن ماجه ‪ ،‬وابن‬
‫حبان ‪ ،‬والدارقطن ‪ ،‬والاكم ‪ ،‬وصححه ‪ .‬قال الطاب ‪ :‬ل أعلم خلفا بي أهل العلم ‪،‬‬
‫ف أن من ذرعه القئ ‪ ،‬فإنه ل قضاء عليه ‪ ،‬ول ف أن من استقاء عامدا ‪ ،‬فعليه القضاء ‪( .‬‬
‫‪ ) 5 ، 4‬اليض ‪ ،‬والنفاس ‪ ،‬ولو ف اللحظة الخية ‪ ،‬قبل غروب الشمس ‪ ،‬وهذا ما‬
‫أجع العلماء عليه ‪ ) 6 ( .‬الستمناء ( ‪ ، ) 2‬سواء ‪ ،‬أكان سببه تقبيل الرجل لزوجته أو‬
‫ضمها إليه ‪ ،‬أو كان باليد ‪ ،‬فهذا يبطل الصوم ‪ ،‬ويوجب القضاء ‪ .‬فإن كان سببه مرد‬
‫النظر ‪ ،‬أو الفكر ‪ ،‬فإنه مثل الحتلم نارا ف الصيام ل يبطل الصوم ‪ ،‬ول يب فيه شئ ‪.‬‬
‫وكذلك الذي ‪ ،‬ل يؤثر ف الصوم ‪ ،‬قل ‪ ،‬أو كثر ‪ ) 7 ( .‬تناول ما ل يتغذى به ‪ ،‬من‬
‫النفذ العتاد ‪ ،‬إل الوف ‪ ،‬مثل تعاطي اللح الكثي ‪ ،‬فهذا يفطر ف قول عامة أهل العلم ‪.‬‬
‫( ‪ ) 8‬ومن نوى الفطر ‪ -‬وهو صائم ‪ -‬بطل صومه ‪ ،‬وإن ل يتناول مفطرا ‪ .‬فإن النية‬
‫ركن من أركان الصيام ‪ ،‬فإذا نقضها ‪ -‬قاصدا الفطر ومعتمدا له ‪ -‬انتقض صيامه ل مالة‬
‫‪ ) 9 ( .‬إذا أكل ‪ ،‬أو شرب ‪ ،‬أو جامع ‪ -‬ظانا غروب الشمس أو عدم طلوع الفجر ‪،‬‬
‫فظهر خلف ذلك ‪ -‬فعليه القضاء ‪ ،‬عند جهور العلماء ‪ ،‬ومنهم الئمة الربعة ‪ .‬وذهب‬
‫إسحاق ‪ ،‬وداود ‪ ،‬وابن حزم ‪ ،‬وعطاء ‪ ،‬وعروة ‪ ،‬والسن البصري ‪ ،‬وماهد ‪ :‬إل أن‬
‫صومه صحيح ‪ ،‬ولقضاء عليه ‪ .‬لقول ال تعال ‪ ( :‬ليس عليكم جناح فيما أخطأت به‬
‫ولكن ما تعمدت قلوبكم ) ‪ .‬ولقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن ال وضع عن‬
‫أمت الطأ ال ‪ . " . . .‬وتقدم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬استقاء " أي تعمد القئ‬
‫واستخرجه ‪ ،‬بثم ما يقيئه ‪ ،‬أو بإدخال يده ‪ " ) 2 ( .‬الستمناء " أي تعمد إخراج الن‬
‫بأي سبب من السباب ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 467‬وروى عبد الرزاق قال ‪ :‬حدثنا معمر‬
‫عن العمش ‪ ،‬عن زيد بن وهب قال ‪ " :‬أفطر الناس ف زمن عمر بن الطاب ‪ ،‬فرأيت‬
‫عساسا ( ‪ ) 1‬أخرجت من بيت حفصة فشربوا ث طلعت الشمس من سحاب فكأن ذلك‬

‫‪380‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شق على الناس ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬نقضي هذا اليوم ‪ ،‬فقال عمر ‪ :‬ل ؟ وال ما تانفنا لث " (‬
‫‪ . ) 2‬وروى البخاري عن أساء بنت أب بكر رضي ال عنها قالت ‪ :‬أفطرنا يوما من‬
‫رمضان ‪ ،‬ف غيم ‪ ،‬على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ث طلعت الشمس ‪ .‬قال‬
‫ابن تيمية ‪ :‬وهذا يدل على شيئي ‪ ( :‬الول ) ‪ :‬يدل على أنه ل يستحب مع الغيم التأخي‬
‫إل أن يتيقن الغروب ‪ ،‬فإنم ل يفعلوا ذلك ‪ ،‬ول يأمرهم النب صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫والصحابة ‪ -‬مع نبيهم ‪ -‬أعلم وأطوع ل ولرسوله ‪ ،‬من جاء بعدهم ‪ ( .‬والثان ) ‪ :‬يدل‬
‫على أنه ل يب القضاء ‪ ،‬فإن النب صلى ال عليه وسلم لو أمرهم بالقضاء ‪ ،‬لشاع ذلك‬
‫كما نقل فطرهم فلما ل ينقل دل على أنه ل يأمرهم به ‪ .‬وأماما يبطله ويوجب القضاء ‪،‬‬
‫والكفارة ‪ ،‬فهو الماع ‪ ،‬لغي ‪ ،‬عند المهور ‪ .‬فعن أب هريرة قال ‪ :‬جاء رجل إل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬هلكت يا رسول ال ‪ ،‬قال ‪ " :‬وما أهلكك ؟ " قال ‪:‬‬
‫وقعت على امرأت ف رمضان ‪ .‬فقال ‪ " :‬هل تد ما تعتق رقبة ؟ " قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعي " ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ " :‬فهل تد ما تطعم ستي‬
‫مسكينا " ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬ث جلس فأتى النب صلى ال عليه وسلم بعرق ( ‪ ) 3‬فيه تر‬
‫‪ ،‬فقال ‪ " :‬تصدق بذا " ‪ .‬قال ‪ :‬فهل على أفقر منا ؟ فما بي لبتيها ( ‪ ( ) 4‬هامش ) (‬
‫‪ " ) 1‬عساسا " أي أقداحا ضخاما ‪ ،‬قيل ‪ :‬إن القدح نو ثانية أرطال ‪ " ) 2 ( .‬ما‬
‫تانفنا " التجانف ‪ :‬اليل ‪ .‬أي ل نل لرتكاب الث ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 467‬‬
‫( ‪ " ) 3‬العرق " مكيال يسع ‪ 15‬صاعا ‪ " ) 4 ( .‬لبتيها " جع لية ‪ .‬وهي الرض الت‬
‫فيها حجارة سود ‪ .‬والراد ما بي أطراف الدينة أفقر منا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 468‬أهل‬
‫بيت أحوج إليه منا ‪ ،‬فضحك النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬حت بدت نواجذه ‪ ،‬وقال ‪" :‬‬
‫اذهب فأطعمه أهلك ( ‪ . " ) 1‬رواه الماعة ‪ .‬ومذهب المهور ‪ :‬أن الرأة ‪ ،‬والرجل‬
‫سواء ‪ ،‬ف وجوب الكفارة عليهما ما داما قد تعمدا الماع ‪ ،‬متارين ‪ ،‬ف نار رمضان (‬
‫‪ ) 2‬ناويي الصيام ‪ .‬فإن وقع الماع نسيانا ‪ ،‬أو ل يكونا متارين ‪ ،‬بان أكرها عليه ‪ ،‬أو‬
‫ل يكونا ناويي الصيام ‪ ،‬فل كفارة على واحد منهما ‪ .‬فإن أكرهت الرأة من الرجل ‪ ،‬أو‬

‫‪381‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كانت مفطرة لعذر وجبت الكفارة عليه دونا ‪ .‬ومذهب الشافعي ‪ :‬أنه ل كفارة على‬
‫الرأة مطلقا ‪ ،‬لف حالة الختيار ‪ ،‬ولف حالة الكراه ‪ .‬وإنا يلزمها القضاء فقط ‪ .‬قال‬
‫النووي ‪ :‬والصح ‪ -‬على الملة ‪ -‬وجوب كفارة واحدة عليه خاصة ‪ ،‬عن نفسه فقط ‪،‬‬
‫وأنه لشئ على الرأة ‪ ،‬ول يلقيها الوجوب ‪ ،‬لفه حت مال متص بالماع ‪ ،‬فاختص به‬
‫الرجل ‪ ،‬دون الرأة ‪ ،‬كالهر ‪ .‬قال أبو داود ‪ :‬سنل أحد ( ‪ ) 3‬عمن أتى أهله ف رمضان‬
‫‪ ،‬أعليها كفارة ؟ قال ‪ :‬ما سعنا أن على امرأة كفارة ‪ .‬قال ف الغن ‪ :‬ووجه ذلك ‪ :‬أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم أمر الواطئ ف رمضان أن يعتق رقبة ‪ ،‬ول يأمر ف الرأة بشئ ‪،‬‬
‫مع علمه بوجود ذلك منها " اه‍ ‪ .‬والكفارة على الترتيب الذكور ف الديث ‪ ،‬ف قول‬
‫جهور العلماء ‪ .‬فيجب العتق أول ‪ ،‬فإن عجز عنه صام شهرين متتابعي ( ‪ ، ) 4‬فإن‬
‫عجز ( هامش ) ( ‪ ) 1‬إستدل بذا ‪ ،‬من ذهب إل سقوط الكفارة بالعسار ‪ ،‬وهو أحد‬
‫قول الشافعي ‪ ،‬ومشهور مذهب أحد ‪ ،‬وجزم به بعض الالكية والمهور على أن‬
‫الكفارة ل تسقط بالعسار ‪ ) 2 ( .‬فإن كان الصيام قضاء رمضان ‪ ،‬أو نذرا وأفطر‬
‫بالماع ‪ ،‬فل كفارة ف ذلك ‪ ) 3 ( .‬هذه إحدى الروايتي ‪ ،‬عن أحد ‪ ) 4 ( .‬ليس‬
‫فيهما رمضان ول أيام العيدين والتشريق ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 469‬عنه ‪ ،‬أطعم ستي‬
‫مسكينا من أوسط ما يطعم منه أهله ( ‪ ، ) 1‬وانه ل يصح النتقال من حالة إل أخرى ‪،‬‬
‫إل إذا عجز عنها ‪ .‬ويذهب الالكية ‪ ،‬ورواية لحد ‪ :‬أنه مي بي هذه الثلث فأيها فعل‬
‫أجزأ عنه ‪ .‬لا روى مالك ‪ ،‬وابن جريج ‪ ،‬عن حيد بن عبد الرحن ‪ ،‬عن أب هريرة أن‬
‫رجل أفطر ف رمضان ‪ ،‬فأمره رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يكفر بعتق رقبة ‪ ،‬أو‬
‫صيام شهرين متتابعي ‪ ،‬أو إطعام ستي مسكينا ‪ .‬رواه مسلم و " أو " تفيد التخيي ‪.‬‬
‫ولن الكفارة بسبب الخالفة ‪ ،‬فكانت على التخيي ‪ ،‬ككفارة اليمي ‪ .‬قال الشوكان ‪:‬‬
‫وقد وقع ف الروايات ‪ ،‬ما يدل على الترتيب والتخيي ‪ ،‬والذين رووا الترتيب أكثر ‪،‬‬
‫ومعهم الزيادة ‪ .‬وجع الهلب ‪ ،‬والقرطب ‪ ،‬بي الروايات ‪ ،‬بتعدد الواقعة ‪ .‬قال الافظ ‪:‬‬
‫وهو بعيد ‪ ،‬لن القصة واحدة ‪ ،‬والخرج متحد ‪ ،‬والصل عدم التعدد ‪ .‬وجع بعضهم‬
‫بمل الترتيب على الولوية ‪ ،‬والتخيي على الواز ‪ .‬وعكسه بعضهم ‪ .‬انتهى ‪ .‬ومن‬
‫جامع عامدا ف نار رمضان ول يكفر ‪ ،‬ث جامع ف يوم آخر منه فعليه كفارة واحدة ‪،‬‬

‫‪382‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عند الحناف ‪ ،‬ورواية عن أحد لنا جزاء عن جناية تكرر سببها ‪ ،‬قبل استيفائها ‪،‬‬
‫فتتداخل ‪ .‬وقال مالك والشافعي ‪ ،‬ورواية عن أحد ‪ :‬عليه كفارتان ‪ ،‬لن كل يوم عبادة‬
‫مستقلة ‪ ،‬فإذا وجبت الكفارة بإفساده ل تتداخل كرمضاني ‪ .‬وقد أجعوا على أن من‬
‫جامع ف نار رمضان ‪ ،‬عامدا وكفر ‪ ،‬ث جامع ف يوم آخر ‪ ،‬فعليه كفارة أخرى ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬مذهب أحد لكل مسكي مدمن قمح ‪ ،‬أو نصف صاع من تر أو شعي‬
‫ونوها ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬من القمح نصف صاع ومن غيه صاع ‪ .‬وقال الشافعي‬
‫ومالك ‪ :‬يطعم مدا من أي النواع شاء ‪ .‬وهذا رأي أب هريرة وعطاء والوزاعي ‪ ،‬وهو‬
‫أظهر ‪ .‬فإن العرق الذي أعطي للعراب يسع ‪ 15‬صاعا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 470‬‬
‫وكذلك أجعوا ‪ ،‬على أن من جامع مرتي ‪ ،‬ف يوم واحد ول يكفر عن الول ‪ ،‬أن عليه‬
‫كفارة واحدة ‪ .‬فإن كفر عن الماع الول ل يكفر ثانيا ‪ ،‬عند جهور الئمة ‪ .‬وقال‬
‫أحد ‪ :‬عليه كفارة ثانية ‪ .‬قضاء رمضان قضاء رمضان ل يب على الفور ‪ ،‬بل يب‬
‫وجوبا موسعا ف أي وقت ‪ ،‬وكذلك الكفارة ‪ .‬فقد صح عن عائشة ‪ :‬أنا كانت تقضي‬
‫ما عليها من رمضان ف شعبان ( ‪ ) 1‬ول تكن تقضيه فورا عند قدرتا على القضاء ‪.‬‬
‫والقضاء مثل الداء ‪ ،‬بعن أن من ترك أياما ‪ ،‬يقضيها دون أن يزيد عليها ‪ .‬ويفارق‬
‫القضاء الداء ‪ ،‬ف أنه ل يلزم فيه التتابع ‪ ،‬لقول ال تعال ‪ " :‬ومن كان مريضا أو على‬
‫سفر فعدة من أيام أخر " ‪ .‬أي ومن كان مريضا ‪ ،‬أو مسافرا فأفطر ‪ ،‬فليصم عدة اليام ‪،‬‬
‫الت أفطر فيها ‪ ،‬ف أيام أخر ‪ ،‬متتابعات أو غي متتابعات ‪ ،‬فإن ال أطلق الصيام ول يقيده‬
‫‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 470‬‬
‫وروى الدارقطن عن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ -‬ف‬
‫قضاء رمضان ‪ " : -‬إن شاء فرق ‪ ،‬وإن شاء تابع " ‪ .‬وإن أخر القضاء حت دخل رمضان‬
‫آخر ‪ ،‬صام رمضان الاضر ‪ ،‬ث يقضي بعده ما عليه ‪ ،‬ول فدية عليه ‪ ،‬سواء كان التأخي‬
‫لعذر ‪ ،‬أم لغي عذر ‪ .‬وهذا مذهب الحناف ‪ ،‬والسن البصري ‪ .‬ووافق مالك والشافعي‬
‫‪ ،‬وأحد ‪ ،‬وإسحق ‪ ،‬والحناف ‪ :‬ف أنه لفدية عليه ‪ ،‬إذا كان التأخي بسبب العذر ‪.‬‬

‫‪383‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وخالفوهم فيما إذا ل يكن له عذر ف التأخي ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬عليه أن يصوم رمضان الاضر ‪.‬‬
‫ث يقضي ما عليه بعده ويفدي عما فاته عن كل يوم مدا من طعام ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫رواه أحد ومسلم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 471‬وليس لم ف ذلك دليل يكن الحتجاج به ‪.‬‬
‫فالظاهر ما ذهب إليه الحناف ‪ ،‬فانه لشرع إل بنص صحيح ‪ .‬من مات وعليه صيام‬
‫أجع العلماء ‪ :‬على أن من مات ‪ -‬وعليه فوائت من الصلة ‪ -‬فإن وليه ل يصلي عنه ‪،‬‬
‫هو ول غيه ‪ ،‬وكذلك من عجز عن الصيام ل يصوم عنه أحد أثناء حياته ‪ .‬فإن مات‬
‫وعليه صيام وكان قد تكن من صيامه قبل موته فقد اختلف الفقهاء ف حكمه ‪ .‬فذهب‬
‫جهور العلماء ‪ ،‬منهم أبو حنيفة ‪ ،‬ومالك ‪ ،‬والشهور عن الشافعي إل أن وليه ل يصوم‬
‫عنه ويطعم عنه مدا ‪ ،‬عن كل يوم ( ‪ . ) 1‬والذهب الختار عند الشافعية ‪ :‬أنه يستحب‬
‫لوليه أن يصوم عنه ‪ ،‬ويبأ به اليت ‪ ،‬ول يتاج إل طعام عنه ‪ .‬والراد بالول ‪ ،‬القريب ‪،‬‬
‫سواء كان عصبة ‪ ،‬أو وارثا ‪ ،‬أو غيها ‪ .‬ولو صام أجنب عنه ‪ ،‬صح ‪ ،‬إن كان بإذن‬
‫الول ‪ ،‬وإل فإنه ل يصح ‪ .‬واستدلوا با رواه أحد ‪ ،‬والشيخان ‪ ،‬عن عائشة ‪ :‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من مات وعليه صيام صام عنه وليه " زاد البزار لفظ ‪ :‬إن‬
‫شاء ( ‪ . ) 2‬وروى أحد ‪ .‬وأصحاب السنن ‪ :‬عن ابن عباس رضى ال عنهما أن رجل‬
‫جاء إل النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إن أمي ماتت وعليها صيام‬
‫شهر أفأقضيه عنها ؟ فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إن أمي ماتت وعليها صيام شهر أفأقضيه عنها‬
‫؟ فقال ‪ " :‬لو كان على أمك دين أكنت قاضيه ؟ " قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ " :‬فدين ال أحق‬
‫أن يقضى " قال النووي ‪ :‬وهذا القول هو الصحيح الختار الذي نعتقده وهو الذي‬
‫صححه مققو أصحابنا الامعون بي الفقه والديث لذه الحاديث الصحيحة الصرية ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬يرى النيفة أن الواجب نصف صاع من قمح ‪ ،‬وصاعا من غيه ‪2 ( .‬‬
‫) سندها حسن ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 472‬التقدير ف البلد الت يطول نارها ويقصر ليلها‬
‫‪ :‬اختلف الفقهاء ف التقدير ‪ ،‬ف البلد الت يطول نارها ‪ ،‬ويقصر ليلها ‪ ،‬والبلد الت‬
‫يقصر نارها ‪ ،‬ويطول ليلها ‪ ،‬على أي البلد يكون ؟ فقيل ‪ :‬يكون التقدير على البلد‬
‫العتدلة الت وقع فيها التشريع ‪ ،‬كمكة والدينة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬على أقرب بلد معتدلة إليهم ليلة‬
‫القدر فضلها ‪ :‬ليلة القدر أفضل ليال السنة لقوله تعال ‪ ( :‬إنا أنزلناه ( ‪ ) 1‬ف ليلة القدر‬

‫‪384‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ .‬وما أدراك ماليلة القدر ‪ .‬ليلة القدر خي من ألف شهر ) أي العمل فيها ‪ ،‬من الصلة‬
‫والتلوة ‪ ،‬والذكر ‪ .‬خي من العمل ف ألف شهر ‪ ،‬ليس فيها ليلة القدر ‪ .‬استحباب طلبها‬
‫‪ :‬ويستحب طلبها ف الوتر من العشر الواخر من رمضان فقد كان النب صلى ال عليه‬
‫وسلم يتهد ف طلبها ف العشر الواخر من رمضان ‪ .‬وتقدم ‪ ،‬أنه كان إذا دخل العشر‬
‫الواخر أحي الليل وأيقظ أهله ‪ ،‬وشد الئزر ( ‪ ) 2‬أي الليال هي ؟ ‪ :‬للعلماء آراء ف‬
‫تعيي هذه الليلة ‪ ،‬فمنهم من يرى أنا ليلة الادي والعشرين ‪ ،‬ومنهم من يرى أنا ليلة‬
‫الثالث والعشرين ومنهم من يرى أنا ليلة الامس والعشرين ‪ ،‬ومنهم من ذهب إل أنا‬
‫ليلة التاسع والعشرين ‪ ،‬ومنهم من قال ‪ :‬إنا تنتقل ف ليال الوتر من العشر الواخر ‪.‬‬
‫وأكثرهم على أنا ليلة السابع والعشرين ‪ .‬روى أحد ‪ -‬بإسناد صحيح ‪ -‬عن ابن عمر‬
‫رضي ال عنهما قال ‪ :‬قال ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي القرآن ‪ " :‬شهر رمضان " الذي أنزل‬
‫فيه القرآن ‪ ) 2 ( .‬أي اعتزل النساء واشتد ف العبادة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 473‬رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من كان متحريها فليتحرها ليلة السابع والعشرين " ‪ .‬وروى‬
‫مسلم ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬والترمذي ‪ -‬وصححه عن أب ابن كعب أنه قال ‪ :‬وال‬
‫الذي ل إله إل هو ‪ ،‬إنا لفي رمضان ‪ -‬يلف ما يستثن ‪ -‬ووال إن لعلم أي ليلة هي ‪،‬‬
‫هي الليلة الت أمرنا رسول ال صلى صلى ال عليه وسلم بقيامها ‪ ،‬هي ليلة سبع‬
‫وعشرين ‪ ،‬وأمارتا أن تطلع الشمس ف صبيحة يومها ‪ ،‬بيضاء ‪ ،‬لشعاع لا ‪ .‬قيامها‬
‫والدعاء فيها ‪ - 1 :‬روى البخاري ومسلم ‪ ،‬عن أب هريرة ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬من قام ليلة القدر إيانا واحتسابا ‪ ،‬غفر له ما تقدم من ذنبه " ‪- 2 .‬‬
‫وروى أحد ‪ ،‬وابن ماجه ‪ ،‬والترمذي ‪ -‬وصححه ‪ -‬عن‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 473‬‬
‫عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ .‬أرأيت إن علمت ‪ ،‬أي ليلة ليلة‬
‫القدر ‪ ،‬ما أقول فيها ؟ قال ‪ :‬قول ‪ " :‬اللهم إنك عفو تب العفو فاعف عن " ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 475‬العتكاف ( ‪ ) 1‬معناه ‪ :‬العتكاف لزوم الشئ وحبس النفس عليه ‪،‬‬
‫خيا كان أم شرا ‪ .‬قال ال تعال ‪ ( :‬ما هذه التماثيل الت أنتم لا عاكفون ) أي مقيمون‬

‫‪385‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫متعبدون لا ‪ .‬والقصود به هنا لزوم السجد والقامة فيه بنية التقرب إل ال عزوجل ‪( .‬‬
‫‪ ) 2‬مشروعيته ‪ :‬وقد أجع العلماء على أنه مشروع ‪ ،‬فقد كان النب صلى ال عليه وسلم‬
‫يعتكف ف كل رمضان عشرة أيام ‪ ،‬فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما‬
‫‪ .‬رواه البخاري وأبو داود وابن ماجه ‪ ،‬وقد اعتكف أصحابه وأزواجه معه وبعده ‪ ،‬وهو‬
‫إن كان قربة ‪ ،‬إل أنه ل يرد ف فضله حديث صحيح ‪ .‬قال أبوداود ‪ :‬قلت لحد رحه‬
‫ال ‪ :‬تعرف ف فضل العتكاف شيئا ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬إل شيئا ضعيفا ‪ ) 3 ( .‬أقسامه ‪:‬‬
‫العتكاف ينقسم إل مسنون وإل واجب ‪ ،‬فالسنون ما تطوع به السلم تقربا إل ال ‪،‬‬
‫وطلبا لثوابه ‪ ،‬واقتداء بالرسول صلوات ال وسلمه عليه ‪ ،‬ويتأكد ذلك ف العشر الواخر‬
‫من رمضان لا تقدم ‪ ،‬والعتكاف الواجب ما أوجبه الرء على نفسه ‪ ،‬إما بالنذر الطلق ‪،‬‬
‫مثل أن يقول ‪ :‬ل علي أن أعتكف كذا ‪ ،‬أو بالنذر العلق كقوله ‪ :‬إن شفا ال مريضي‬
‫لعتكفن كذا ‪ .‬وف صحيح البخاري أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من نذر أن‬
‫يطيع ال فليطعه " وفيه ‪ :‬أن عمر رضي ال عنه قال ‪ :‬يا رسول ال إن نذرت أن أعتكف‬
‫ليلة ف السجد الرام ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أوف بنذرك " ‪ / .‬صفحة ‪ ) 4 ( / 476‬زمانه ‪:‬‬
‫العتكاف الواجب يؤدى حسب ما نذره وساه الناذر ‪ ،‬فإن نذر العتكاف يوما أو أكثر‬
‫وجب الوفاء با نذره ‪ .‬والعتكاف الستحب ليس له وقت مدد ‪ ،‬فهو يتحقق بالكث ف‬
‫السجد مع نية العتكاف طال الوقت أم قصر ‪ .‬ويثاب ما بقي ف السجد ‪ ،‬فإذا خرج‬
‫منه ث عاد إليه جدد النية إن قصد العتكاف ‪ ،‬فعن يعلى بن أمية قال ‪ :‬إن لمكث ف‬
‫السجد ساعة ما أمكث إل لعتكف ‪ .‬وقال عطاء ‪ :‬هو اعتكاف ما مكث فيه ‪ ،‬وإن‬
‫جلس ف السجد احتساب الي فهو معتكف ‪ .‬وإل فل ‪ .‬وللمعتكف أن يقطع اعتكافه‬
‫الستحب مت شاء ‪ ،‬قبل قضاء الدة الت نواها ‪ .‬فعن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫كان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ث دخل معتكفه ‪ .‬وأنه أراد مرة أن يعتكف ف‬
‫العشر الواخر من رمضان فأمر ببنائه ( ‪ ) 1‬فضرب ‪ .‬قالت عائشة ‪ :‬فلما رأيت ذلك‬
‫أمرت ببنائي فضرب ‪ ،‬وأمر غيي من أزواج النب صلى ال عليه وسلم ببنائه فضرب ‪.‬‬
‫فلما صلى الفجر نظر إل البنية ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما هذه ؟ " آلبتردن " ( ‪ ) 2‬قالت ‪ :‬فأمر ببنائه‬
‫فقوض ( ‪ ، ) 3‬وأمر أزواجه بأبنيتهن فقوضت ث أخر العتكاف إل العشر الول " يعن‬

‫‪386‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من شوال " فأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم نساءه بتقويض أبنيتهن وترك العتكاف‬
‫بعد نيته منهن دليل على قطعه بعد الشروع فيه ‪ .‬وف الديث أن للرجل أن ينع زوجته‬
‫من العتكاف ( هامش ) ( ‪ ) 1‬ف هذا دليل على جواز اتاذ العتكف لنفسه موضعا من‬
‫السجد ينفرد فيه مدة اعتكافه ما ل يضيق على الناس ‪ ،‬وإذا اتذه يكون ف آخر السجد‬
‫ورحابه لئل يضيق على غيه وليكون أخلى له وأكمل لنفراده ‪ " ) 2 ( .‬الب " الطاعة ‪،‬‬
‫ف شرح مسلم سبب إنكاره أنه خاف أن يكن غي ملصات ف العتكاف بل أردن‬
‫القرب منه لغيتن عليه أو غيته عليهن فكره ملزمتهن السجد مع أنه يمع الناس‬
‫ويضره العراب والنافقون ‪ .‬وهن متاجات إل الروج والدخول لا يعرض لن فيبتذلن‬
‫بذلك ‪ .‬أو لنه صلى ال عليه وسلم رآهن عنده ف السجد وهو ف السجد فصار كأنه‬
‫ف منله بضوره مع أزواجه وذهب الهم من مقصود العتكاف ‪ ،‬وهو التخلي عن‬
‫الزواج ومتعلقات الدنيا وشبه ذلك ‪ ،‬أو لنن ضيقن السجد بأبنيتهن ‪ .‬انتهى ‪) 3 ( .‬‬
‫أزيل وهدم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 477‬بغي إذنه ‪ ،‬وإليه ذهب عامة العلماء ‪ ،‬واختلفوا فيما‬
‫لو أذن لا ‪ ،‬هل له منعها بعد ذلك ؟ فعند الشافعي وأحد وداود ‪ :‬له منعها وإخراجها من‬
‫اعتكاف التطوع ‪ ) 5 ( .‬شروطه ‪ :‬ويشترط ف العتكف أن يكون مسلما ‪ ،‬ميزا طاهرا‬
‫من النابة واليض والنفاس ‪ ،‬فل يصح من كافر ول صب غي ميز ولجنب ولحائض‬
‫ول نفساء ‪ ) 6 ( .‬أركانه ‪ :‬حقيقة العتكاف الكث ف السجد بنية التقرب إل ال تعال‬
‫‪ ،‬فلو ل يقع الكث ف السجد أو ل تدث نية الطاعة ل ينعقد العتكاف ‪ .‬أما وجوب‬
‫النية فلقول ال تعال ‪ ( :‬وما أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له الدين ) ولقول الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم " إنا العمال بالنيات ‪ ،‬وإنا لكل امرئ ما نوى " وأما أن السجد ل بد‬
‫منه فلقول ال تعال ‪ ( :‬ول تباشروهن وأنتم‬

‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 477‬‬
‫عاكفون ف الساجد ) ووجه الستدلل ‪ ،‬أنه لو صح العتكاف ف غي السجد ل يص‬
‫تري الباشرة بالعتكاف ف السجد لنا منافية للعتكاف ‪ ،‬فعلم أن العن بيان أن‬

‫‪387‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العتكاف إنا يكون ف الساجد ‪ ) 7 ( .‬رأي الفقهاء ف السجد الذي ينعقد فيه‬
‫العتكاف ‪ :‬اختلف الفقهاء ف السجد يصح العتكاف فيه فذهب أبو حنيفة واحد‬
‫وإسحاق وأبو ثور إل أنه يصح ف كل مسجد يصلى فيها الصلوات المس وتقام فيه‬
‫الماعة ‪ ،‬لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬كل مسجد له مؤذن وإمام‬
‫فالعتكاف فيه يصلح " رواه الدارقطن ‪ .‬وهذا حديث مرسل ضعيف ل يتج به ‪.‬‬
‫وذهب مالك والشافعي وداود ‪ ،‬إل أنه يصح ف كل مسجد لنه ل يصح ف تصيص‬
‫بعض الساجد شئ صريح ‪ .‬وقالت الشافعية الفضل أن يكون العتكاف ف السجد‬
‫الامع ‪ ،‬لن ‪ /‬صفحة ‪ / 478‬الرسول صلى ال عليه وسلم اعتكف ف السجد الامع ‪،‬‬
‫ولن الماعة ف ف صلواته اكتر ‪ ،‬ول يعتكف ف غيه إذا تلل وقت العتكاف صلة‬
‫جعة حت ل تفوته ‪ .‬وللمعتكف أن يؤذن ف الئذنة إن كان بابا ف السجد أو ف صحنه‬
‫‪ .‬ويصعد على ظهر السجد لن كل ذلك من السجد ‪ ،‬فإن كان باب الئدنة خارج‬
‫السجد بطل اعتكافه إن تعمد ذلك ‪ ،‬ورحبة السجد منه عند النفية والشافعية ‪ ،‬ورواية‬
‫عن أحد ‪ .‬وعن مالك ورواية عن أحد ‪ ،‬أنا ليست منه ‪ ،‬فليس للمعتكف أن يرج إليها‬
‫‪ .‬وجهور العلماء على أن الرأة ل يصح لا أن تعتكف ف مسجد بيتها ‪ ،‬لن مسجد‬
‫البيت ل يطلق عليه اسم مسجد ‪ ،‬ول خلف ف جواز بيعه ‪ ،‬وقد صح أن أزواج النب‬
‫صلى ال عليه وسلم اعتكفن ف السجد لنبوي ‪ .‬صوم العتكف العتكف إن صام‬
‫فحسن ‪ ،‬وإن ل يصم فل شئ عليه ‪ .‬روى البخاري عن ابن عمر رضي ال عنهما أن‬
‫عمر قال ‪ :‬يا رسول ال إن نذرت ف الاهلية أن أعتكف ليلة ف السجد الرام ‪ .‬فقال ‪:‬‬
‫" أوف بنذرك " ففي أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم له بالوفاء بالنذر دليل على ان‬
‫الصوم ليس شرطا ف صحة العتكاف ‪ ،‬إذ أنه ل يصح الصيام ف الليل ‪ .‬وروى سعيد بن‬
‫منصور عن أب سهل ‪ .‬قال ‪ ،‬كان على امرأة من أهلي اعتكاف ‪ .‬فسألت عمر بن عبد‬
‫العزيز ‪ ،‬فقال ليس عليها صيام ‪ ،‬إل أن تعله على نفسها ‪ .‬فقال الزهري ‪ :‬ل اعتكاف‬
‫إل بصوم ‪ .‬فقال له عمر ‪ :‬عن النب صلى ال عليه وسلم ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬فعن أب بكر‬
‫؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬فعن عمر ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬واظنه قال عن عثمان ؟ قال ‪ :‬ل ‪.‬‬
‫فخرجت من عنده فلقيت عطاء وطاووسا فسألتهما ؟ فقال طاووس ‪ :‬كان فلن ل يرى‬

‫‪388‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليها صياما إل أن تعله على نفسها ‪ .‬وقال عطاء ‪ :‬ليس عليها صيام إل أن تعله على‬
‫نفسها ‪ .‬قال الطاب ‪ ،‬وقد اختلف الناس ف هذا ‪ ،‬فقال السن البصري ‪ :‬إن اعتكف من‬
‫غي صيام أجزأه ‪ ،‬وإليه ذهب الشافعي ‪ .‬وروي عن علي وابن مسعود أنما قال ‪ :‬إن شاء‬
‫صام ‪ /‬صفحة ‪ / 479‬وإن شاء أفطر ‪ .‬وقال الوزاعي ومالك ‪ :‬ل اعتكاف إل بصوم ‪،‬‬
‫وهو مذهب أهل الرأي وروى ذلك عن ابن عمر وابن عباس وعائشة ‪ ،‬وهو قول سعيد‬
‫ابن السيب وعروة بن الزبي والزهري وقت دخول العتكف والروج منه تقدم أن‬
‫العتكاف الندوب ليس له وقت مدد ‪ .‬فمت دخل العتكف السجد ونوى التقرب إل‬
‫ال بالكث فيه صار متعكفا حت يرج ‪ ،‬فإن نوى اعتكاف العشر الواخر من رمضان ‪،‬‬
‫فإنه يدخل معتكفه قبل غروب الشمس ‪ .‬فعند البخاري عن أب سعيد ‪ :‬أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال " من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الواخر " ‪ .‬والعشر اسم لعدد‬
‫الليال ‪ ،‬أول الليال العشر ليلة إحدى وعشرين أو ليلة العشرين ‪ .‬وما روي أنه صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬كان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ث دخل معتكفه ‪ .‬فمعناه أنه كان‬
‫يدخل الكان الذي أعده للعتكاف ف السجد ‪ .‬أما وقت دخول السجد للعتكاف فقد‬
‫كان أول الليل ‪ .‬ومن اعتكف العشر الواخر من رمضان فإنه يرج بعد غروب الشمس‬
‫آخر يوم من الشهر عند أب حنيفة والشافعي ‪ .‬وقال مالك وأحد ‪ :‬إن خرج بعد غروب‬
‫الشمس أجزأه ‪ ،‬والستحب عندها أن يبقى ف السجد حت يرج إل صلة العيد ‪.‬‬
‫وروى الثرم بإسناده عن أب أيوب عن أب قلبة ‪ :‬أنه كان يبيت ف السجد ليلة الفطر ‪،‬‬
‫ث يغدو كما هو إل العيد ‪ ،‬وكان ‪ -‬يعن ف اعتكافه ‪ -‬ل يلقى له حصي ول مصلى‬
‫يلس عليه ‪ ،‬كان يلس كأنه بعض القوم ‪ ،‬قال ‪ :‬فأتيته ف يوم الفطر فإذا ف حجره‬
‫جويرية مزينة ‪ ،‬ما ظننتها إل بعض بناته ‪ ،‬فإذا هي أمة له ‪ ،‬فأعتقها ‪ ،‬وغدا كما هو إل‬
‫العيد ‪ .‬وقال إبراهيم ‪ .‬كانوا يبون لن اعتكف الشعر الواخر من رمضان أن يبيت ليلة‬
‫الفطر ف السجد ‪ ،‬ث يغدو إل الصلى من السجد ومن نذر اعتكاف يوم أو أيام مسماة ‪،‬‬
‫أو أراد ذلك تطوعا فإنه يدخل ف اعتكافه قبل أن يتبي له طلوع الفجر ‪ ،‬ويرج إذا غاب‬
‫جيع قرص الشمس‬
‫‪............................................................‬‬

‫‪389‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 479‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 480‬سواء أكان ذلك ف رمضان أم ف غيه ‪ ،‬ومن نذر اعتكاف ليلة أو ليال‬
‫مسماة ‪ ،‬أو أراد تطوعا ‪ ،‬فإنه يدخل قبل أن يتم غروب جيع قرص الشمس ويرج إذا‬
‫تبي له طلوع الفجر ‪ .‬قال ابن حزم ‪ :‬لن مبدأ الليل إثر غروب الشمس ‪ ،‬وتامه بطلوع‬
‫الفجر ‪ ،‬ومبدأ اليوم بطلوع الفجر ‪ ،‬واتامه بغروب الشمس ‪ ،‬وليس على أحد إل ما التزم‬
‫أو نوى ‪ .‬فإن نذر اعتكاف شهر أو أراده تطوعا بدأ الشهر من أول ليلة منه ‪ .‬فيدخل قبل‬
‫أن يتم غروب جيع قرص الشمس ‪ ،‬ويرج إذا غابت الشمس كلها من آخر الشهر سواء‬
‫رمضان وغيه ‪ .‬ما يستحب للمعتكف وما يكره له يستحب للمعتكف أن يكثر من نوافل‬
‫العبادات ‪ ،‬ويشغل نفسه بالصلة وتلوة القرآن والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبي‬
‫والستغفار والصلة والسلم على النب صلوات ال وسلمه عليه والدعاء ‪ ،‬ونو ذلك من‬
‫الطاعات الت تقرب إل ال تعال وتصل الرء بالقه جل ذكره ‪ .‬وما يدخل ف هذا الباب‬
‫دراسة العلم واستذكار كتب التفسي والديث ‪ ،‬وقراءة سي النبياء والصالي وغيها‬
‫من كتب الفقه والدين ‪ ،‬ويستحب له أن يتخذ خباء ف صحن السجد انتساء بالنب صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ .‬ويكره له أن يشغل نفسه با ل يعنيه من قول أو عمل ‪ ،‬لا رواه الترمذي‬
‫وابن ماجه عن أب بسرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من حسن إسلم الرء تركه‬
‫ما ل يعنيه " ويكره له المساك عن الكلم ظنا منه أن ذلك ما يقرب إل ال عزوجل ‪،‬‬
‫فقد روى البخاري وأبو داود وابن ماجة عن ابن عباس قال ‪ :‬بينا النب صلى ال عليه‬
‫وسلم يطب ‪ ،‬إذا هو برجل قائم فسأل عنه ؟ فقالوا ‪ :‬أبو اسرائيل ‪ .‬نذر أن يقوم ول‬
‫يقعد ول يتكلم ويصوم ‪ .‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬مره فليتكلم وليستظل‬
‫وليقعد وليتم صومه ‪ " .‬وروى أبو داود عن على رضي ال عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال " ل يتم بعد احتلم ‪ ،‬ول صمات يوم إل الليل " ( ‪ ( ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي‬
‫ل يسمى من فقد أباه يتيما بعد بلوغه ‪ ،‬والصمات ‪ :‬السكوت ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 481‬‬
‫ما يباح للمعتكف يباح للمعتكف ما يأت ‪ - 1 :‬خروجه من معتكفه لتوديع أهله ‪ ،‬قالت‬
‫صفية ‪ ،‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليل ‪ ،‬فحدثته ث قمت‬
‫فانقلبت ‪ ،‬فقام معي ليقلبن ( ‪ ، ) 1‬وكان مسكنها ف دار أسامة بن زيد ‪ .‬فمر رجلن‬

‫‪390‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من النصار ‪ ،‬فلما رأيا النب صلى ال عليه وسلم أسرعا ‪ .‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ " :‬على رسلكما ‪ ،‬إنا صفية بنت حيي " ‪ ،‬قال ‪ :‬سبحان ال يا رسول ال ‪ ،‬قال ‪ " :‬إن‬
‫الشيطان يري من النسان مرجى الدم ‪ ،‬فخشيت أن يقذف ف قلوبكما شيئا " أو قال "‬
‫شرا ( ‪ " ) 2‬رواه البخاري ومسلم وأبو داود ‪ - 2 .‬ترجيل شعره وحلق رأسه ‪ ،‬وتقليم‬
‫أظفاره وتنظيف البدن من الشعث والدرن ولبس أحسن الثيات والتطيب بالطيب ‪ .‬قالت‬
‫عائشة ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يكون معتكفا ف السجد فيناولن رأسه من‬
‫خلل الجرة ‪ ،‬فأغسل رأسه ‪ " -‬وقال مسدد فأرجله ( ‪ " ) 3‬وأنا حائض ‪ .‬رواه‬
‫البخاري ومسلم وأبو داود ‪ - 3 .‬الروج للحاجة الت ل بد منها ‪ ،‬قالت عائشة ‪ :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا اعتكف يدن إل رأسه فأرجله ‪ ،‬وكان ل يدخل البيت‬
‫إل لاجة النسان ‪ .‬رواه البخاري ومسلم وغيها ‪ .‬وقال ابن النذر ‪ :‬أجع العلماء على‬
‫أن للمعتكف أن يرج من معتكفه للغائط والبول ‪ ،‬لن هذا ما ل بد منه ‪ .‬ول يكن فعله‬
‫ف السجد ‪ ،‬وف معناه الاجة إل الأكول والشروب إذا ل يكن له من يأتيه به فله‬
‫الروج إليه ‪ ،‬وإن بغته القئ فله أن يرج ليقئ ( هامش ) ( ‪ ) 1‬يردها لبيتها قال‬
‫الطامي وفيه انه خرج من السجد معها ليبلغها منلا ‪ ،‬وف هذا حجة لن رأى أن‬
‫العتكاف ل يفسد إذا خرج ف واجب وأنه ل ينع العتكف من اتيان معروف ‪) 2 ( .‬‬
‫حكي عن الشافعي ‪ :‬ان ذلك كان منه شفقة عليهما ‪ ،‬لنما لو ظنا به ظن سوء كفرا‬
‫فبادر إل إعلمهما ذلك لئل يهلكا ‪ .‬وف تاريخ ابن عساكر عن ابراهيم بن ممد قال كنا‬
‫ف ملس ابن عيينة والشافعي حاضر حدث بذا الديث ‪ .‬وقال للشافعي ‪ :‬ما فقهه ؟‬
‫فقال ‪ :‬إذا كنتم هكذا فافعلوا هكذا حت ل يظن بكم ظن السوء ‪ ،‬ل أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم اكهمهم ‪ ،‬وهو أمي ال ف أرضه ‪ .‬فقال ابن عيينة جزاك ال خيا يا أبا عبد‬
‫ال ما ييئنا منك إل كلم تبه ‪ ) 3 ( .‬تصليحه بالشط ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 482‬خارج‬
‫السجد ‪ ،‬وكل ما ل بد منه ول يكن فعله ف السجد فله خروجه إليه ‪ ،‬ول يفسد‬
‫اعتكافه ما ل يطل ‪ .‬انتهى ‪ .‬ومثل هذا الروج للغسل من النابة وتطهي البدن والثوب‬
‫من النجاسة ‪ .‬روى سعيد بن منصور قال ‪ :‬قال علي بن أب طالب ‪ :‬إذا اعتكف الرجل‬
‫فليشهد المعة ‪ ،‬وليحضر النازة ‪ ،‬وليعد الريض وليأت أهله يأمرهم باجته‬

‫‪391‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 482‬‬
‫وهو قائم ‪ .‬وأعان رضي ال عنه ابن أخته بسبعمائة درهم من عطائه أن يشتري با خادما‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬إن كنت معتكفا ‪ ،‬فقال له علي ‪ :‬وما عليك لو خرجت إل السوق فابتعت ؟‬
‫وعن قتادة ‪ :‬أنه كان يرخص للمعتكف أن يتبع النازة ويعود الريض ول يلس ‪ .‬وقال‬
‫إبراهيم النخعي كانوا يستحبون للمعتكف أين يشترط هذه الصال ‪ -‬وهن له وإن ل‬
‫يشترط ‪ -‬عيادة الريض ‪ ،‬ول يدخل سقفا ‪ ،‬ويأت المعة ‪ :‬ويشهد النازة ‪ ،‬ويرج إل‬
‫الاجة ‪ .‬قال ‪ :‬ول يدخل العتكف سقيفة إل لاجة ‪ .‬قال الطاب ‪ :‬وقالت طائفة‬
‫للمعتكف أن يشهد المعة ويعود الريض ‪ ،‬ويشهد النازة ‪ .‬روي ذلك عن علي رضي‬
‫ال عنه ‪ ،‬وهو قول سعيد بن جبي والسن البصري والنخعي ‪ .‬وروى أبو داود عن‬
‫عائشة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان ير بالريض وهو معتكف ‪ ،‬فيمر كما هو ول‬
‫يعرج يسأل عنه وما روي عنها من أن السنة على العتكف أن ل يعود مريضا فمعناه أن‬
‫ل يرج من معتكفه ‪ ،‬قاصدا عيادته ‪ ،‬وأنه ‪ ،‬ل يضيق عليه أن ير به فيسأل غي معرج‬
‫عليه ‪ - 4 .‬وله أن يأكل ويشرب ف السجد وينام فيه ‪ ،‬مع الحافظة على نظافته وصيانته‬
‫‪ ،‬وله أن يعقد العقود فيه كعقد النكاح وعقد البيع والشراء ‪ ،‬ونو ذلك ‪ .‬ما يبطل‬
‫العتكاف يبطل العتكاف بفعل شئ ما يأت ‪ - 1 :‬الروج من السجد لغي حاجة‬
‫عمدا وإن قل ‪ ،‬فإنه يفوت الكث فيه ‪ ،‬وهو ركن من أركانه ‪ / .‬صفحة ‪- 2 / 483‬‬
‫الرده ‪ .‬لنافاتا للعبادة ‪ ،‬ولقول ال تعال ‪ ( :‬لئن أشركت ليحبطن عملك ) ‪، 4 ، 3 .‬‬
‫‪ - 5‬ذهاب العقل بنون أو سكر ‪ .‬واليض والنفاس ‪ ،‬لفوات شرط التمييز والطهارة من‬
‫اليض والنفاس ‪ - 6 .‬الوطء لقول ال تعال ‪ ( :‬ول تقربوهن وأنتم عاكفون ف الساجد‬
‫‪ ،‬تلك حدود ال فل تقربوها ) ول بأس باللمس بدون شهوة ‪ ،‬فقد كانت إحدى نسائه‬
‫صلى ال عليه وسلم ترجله وهو معتكف ‪ ،‬أما القبلة واللمس بشهوة فقد قال أبو حنيفة‬
‫وأحد أنه قد أساء ‪ ،‬لنه قد أتى با يرم عليه ‪ ،‬ول يفسد اعتكافه إل أن ينل ‪ ،‬وقال‬
‫مالك ‪ :‬يفسد اعتكافه لنا مباشرة مرمة فتفسد كما لو أنزل ‪ ،‬وعن الشافعي روايتان‬
‫كالذهبي ‪ .‬قال ابن رشد ‪ :‬وسبب اختلفهم ‪ ،‬هل السم الشترك ‪ ،‬بي القيقة والجاز‬

‫‪392‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫له عموم أم ل وهو أحد أنواع السم الشترك ‪ .‬فمن ذهب إل أن له عموما قال ‪ :‬إن‬
‫الباشرة ف قوله تعال ‪ ( :‬ول تباشروهن وأنتم عاكفون ف الساجد ‪ ) ،‬يطلق على الماع‬
‫وعلى ما دونه ‪ ،‬ومن ل ير له عموما ‪ -‬وهو الشهر الكثر ‪ -‬قال ‪ :‬يدل إما على الماع‬
‫‪ ،‬وإما على ما دون الماع ‪ ،‬فإذا قلنا ‪ :‬إنه يدل على الماع بإجاع ‪ ،‬بطل أن يدل على‬
‫غي الماع ‪ ،‬لن السم الواحد ل يدل على القيقة والجاز معا ‪ .‬ومن أجرى النزال‬
‫بنلة الوقاع ‪ ،‬فلنه ف معناه ‪ ،‬ومن خالف فلنه يطلق عليه السم حقيقة ‪ .‬قضاء‬
‫العتكاف من شرع ف العتكاف متطوعا ث قطعه استحب له قضاءه وقيل ‪ :‬يب ‪ .‬قال‬
‫الترمذي ‪ :‬واختلف أهل العلم ف العتكف إذا قطع اعتكافه قبل أن يتمه على ما نوى ‪.‬‬
‫فقال مالك ‪ :‬إذا انقضى اعتكافه وجب عليه القضاء ‪ ،‬واحتجوا بالديث أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم خرج من اعتكافه فاعتكف عشرا من شوال ‪ .‬وقال الشافعي ‪ :‬إن ل يكن‬
‫عليه نذر اعتكاف أو شئ أوجبه على نفسه وكان متطوعا ‪ ،‬فخرج فليس عليه قضاء ‪ ،‬إل‬
‫أن يب ذلك اختيارا منه ‪ / .‬صفحة ‪ / 484‬قال الشافعي ‪ :‬وكأن علم لك أن ل تدخل‬
‫فيه ‪ ،‬فإذا دخلت فيه وخرجت منه فليس عليك أن تقضي إل الج والعمرة ‪ .‬أما من نذر‬
‫أن يعتكف يوما أو أياما ث شرع فيه وأفسده وجب عليه قضاؤه مت قدر عليه باتفاق‬
‫الئمة ‪ ،‬فإن مات قبل أن يقضيه ل يقضى عنه ‪ .‬وعن أحد ‪ :‬أنه يب على وليه أن‬
‫يقضي ذلك عنه ‪ .‬روى عبد الرزاق عن عبد الكري بن أمية قال ‪ :‬سعت عبد ال بن عبد‬
‫ال بن عتبة يقول ‪ :‬إن أمنا ماتت وعليها اعتكاف ‪ ،‬فسألت ابن عباس فقال ‪ :‬اعتكف‬
‫عنها وصم ‪ .‬وروى سعيد ابن منصور ‪ :‬ان عائشة اعتكفت عن أخيها بعد ما مات ‪.‬‬
‫العتكف يلزم مكانا من السجد ‪ ،‬وينصب فيه اليمة ‪ - 1 :‬روى ابن ماجة عن ابن عمر‬
‫رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يعتكف العشر الواخر من‬
‫رمضان ‪ .‬قال نافع ‪ :‬وقد أران عبد ال بن عمر الكان الذي كان يعتكف فيه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ - 2 .‬وروي عنه أنه صلى ال عليه وسلم كان إذا اعتكف طرح له‬
‫فراش ‪ ،‬أو يوضع له سرير وراء اسطوانة التوبة ( ‪ - 3 . ) 1‬وروى عن أب سعيد‬
‫الدري أن النب صلى ال عليه وسلم اعتكف ف قبة تركية على سدتا ( ‪ ) 2‬قطعة حصي‬
‫‪ .‬نذر العتكاف ف مسجد معي من نذر العتكاف ف السجد الرام أو السجد النبوي‬

‫‪393‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أو السجد القصى وجب عليه الوفاء بنذره ف السجد الذي عينه ‪ ،‬لقول رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬ل تشد الرجال إل إل ثلثة مساجد ‪ :‬السجد الرام والسجد القصى‬
‫ومسجدي هذا "‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 484‬‬
‫أما إذا نذر العتكاف ف غي هذه الساجد الثلثة فل يب عليه العتكاف ( هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬هي أسطوانة ربط با رجل من الصحابة نفسه حت تاب ال عليه ‪ " ) 2 ( .‬سدتا "‬
‫أي بابا وإنا وضع الصي على بابا حت ل ينظر فيها أحد ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 485‬ف‬
‫السجد الذي عينه ‪ ،‬وعليه أن يعتكف ف أي مسجد شاء ‪ ،‬لن ال تعال ل يعل لعبادته‬
‫مكانا معينا ولنه ل فضل لسجد من الساجد على مسجد آخر إل الساجد الثلثة ‪ ،‬فقد‬
‫ثبت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " صلة ف مسجدي هذا أفضل من ألف‬
‫صلة فيما سواه من الساجد إل السجد الرام ‪ ،‬وصلة ف السجد الرام أفضل من‬
‫صلز ف مسجدي هذا بائة صلة " ‪ .‬وإن نذر العتكاف ف السجد النبوي جاز له أن‬
‫يعتكف ف السجد الرام لنه أفضل منه ‪ / .‬صفحة ‪ / 487‬النائز ( ‪ ) 1‬أدب السنة ف‬
‫الرض والطب الرض ‪ :‬جاءت الحاديث مصرحة بأن الرض يكفر السيئات ويحو‬
‫الذنوب ‪ .‬نذكر بعضها فيما يلي ‪ - 1 :‬روي البخاري ومسلم عن أب هريرة ‪ :‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال " من يرد ال به خيا يصب منه " ‪ - 2 .‬ورويا عنه أنه صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬ما يصيب السلم من نصب ول وصب ول هم ول حزن ول أذى ‪،‬‬
‫حت الشوكة يشاكها إل كفر ال با من خطاياه " ‪ - 3 .‬روى البخاري عن ابن‬
‫مسعود ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت على رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يوعك ‪ ،‬فقلت يا‬
‫رسول ال إنك توعك وعكا شديدا ‪ ،‬قال أجل ‪ " :‬إن أوعك كما يوعك ( ‪ ) 2‬رجلن‬
‫منكم ‪ " .‬قلت ‪ :‬ذلك أن لك أجرين ؟ قال ‪ " :‬أجل ذلك كذلك ‪ ،‬ما من مسلم يصيبه‬
‫أذى شوكة فما فوقها إل كفر ال با سيئاته كما تط الشجرة ورقها " ‪ - 4 .‬وروى‬
‫عن أب هريرة قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬مثل الؤمن كمثل الامة من‬
‫الزرع من حيث أتتها الريح كفأتا ‪ ،‬فإذا اعتدلت تكفا بالبلء ‪ ،‬والفاجر كالرزة صماء‬

‫‪394‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫معتدلة حت يقصمها ال إذا شاء " ‪ .‬الصب عند الرض على الريض أن يصب على ما ينل‬
‫به من ضر ‪ ،‬فما أعطى العبد عطاء خيا وأوسع له من الصب ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬النائز ‪:‬‬
‫جع جنازة ‪ .‬من جنه إذا ستره ‪ ) 2 ( .‬الوعك ‪ :‬حرارة المى وألها ‪ .‬يقال ‪ :‬وعكه‬
‫الرض وعكا ووعكة فهو موعوك ‪ ،‬أي اشتد به ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ - 1 / 488‬روى‬
‫مسلم عن صهيب بن سنان أن النب صلى ال عليه وسلم قال " عجبا لمر الؤمن إن أمره‬
‫كله خي ‪ -‬وليس ذلك لحد إل للمؤمن ‪ -‬إن أصابته سراء شكر فكان خيا له وإن‬
‫أصابته ضراء صب فكان خيا له " ‪ - 2 .‬وروى البخاري عن أنس قال ‪ :‬سعت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬إن ال تعال قال ‪ :‬إذا ابتليت عبدي ببيبتيه فصب‬
‫عوضته منهما النة " يريد عينيه ‪ - 3 .‬وروى البخاري ومسلم عن عطاء بن رباح عن‬
‫ابن عباس قال ‪ :‬أل أريك امرأة من أهل النة فقلت ‪ :‬بلى ‪ ،‬فقال هذه الرأة السوداء ‪،‬‬
‫أتت النب صلى ال عليه وسلم فقالت ‪ :‬إن أصرع ‪ ،‬وإن أتكشف ‪ ،‬فادع ال تعال ل ‪.‬‬
‫فقال ‪ " :‬إن شئت صبت ولك النة ‪ ،‬وإن شئت دعوت ال تعال أن يعافيك ؟ " فقالت‬
‫‪ :‬أصب ‪ ،‬ث قالت ‪ ،‬إن أتكشف فادع ال ل أن ل أتكشف ‪ ،‬فدعا لا ‪ .‬شكوى الريض‬
‫يوز للمريض أن يشكو للطبيب والصديق ما يده من الل والرض ما ل يكن ذلك على‬
‫سبيل التسخط وإظهار الزع ‪ .‬وقد تقدم قول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ " ،‬إن‬
‫أوعك كما يوعك رجلن منكم " وشكت عائشة فقالت لرسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ :‬وارأساه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬بل أنا ‪ ،‬وارأساه " وقال عبد ال بن الزبي لساء ‪ -‬وهي وجعة ‪-‬‬
‫كيف تدينك ؟ قالت ‪ :‬وجعة ‪ .‬وينبغي أن يمد الريض ربه قبل ذكر ما به ‪ .‬قال ابن‬
‫مسعود ‪ :‬إذا كان الشكر قبل الشكوى فليس بشاك والشكوى إل ال مشروعة ‪ ،‬قال‬
‫يعقوب ‪ ( :‬إنا أشكو بثي وحزن إل ال ) وقال الرسول ‪ " :‬اللهم إليك أشكو ضعف‬
‫قوت " ال ‪ .‬الريض يكتب له ما كان يعمل وهو صحيح ‪ :‬وروى البخاري عن أب‬
‫موسى الشعري أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا مرض العبد أو سافر كتب له‬
‫مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا " ‪ / .‬صفحة ‪ / 489‬عيادة الريض من أدب السلم‬
‫أن يعود السلم الريض ويتفقد حاله تطبيبا لنفسه ووفاء بقه ‪ ،‬قال ابن عباس ‪ :‬عيادة‬
‫الريض أول يوم سنة وبعد ذلك تطوع ‪ .‬وروى البخاري عن أب موسى أن النب صلى ال‬

‫‪395‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬أطعموا الائع وعودوا الريض ‪ :‬وفكوا العان ( ‪ . " ) 1‬وروى‬
‫البخاري ومسلم " حق السلم على السلم ست ‪ ،‬قيل ‪ :‬ما هن يا رسول ال ؟ قال إذا‬
‫لقيته فسلم عليه ‪ ،‬وإذا دعاك فأجبه ‪ ،‬وإذا استنصحك فانصح له ‪ ،‬وإذا عطس فحمد ال‬
‫فشمته ‪ ،‬وإذا مرض فعده ‪ .‬وإذا مات فاتبعه " ‪ .‬فضلها ‪ - 1 :‬روى ابن ماجه عن أب‬
‫هريرة قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من عاد مريضا نادى مناد من السماء‬
‫طبت وطاب مشاك وتبوأت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 489‬‬
‫من النة منل " ‪ - 2 .‬وروى مسلم عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬إن ال عز وجل يقول يوم القيامة ‪ :‬يا ابن آدم مرضت فلم تعدن قال ‪ :‬يا رب‬
‫كيف أعودك وأنت رب العالي ؟ قال أما علمت ان عبدي فلنا مرض فلم تعده ‪ ،‬أما‬
‫علمت أنك لو عدته لوجدتن عنده ؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمن قال ‪ :‬يا رب‬
‫كيف أطعمك وأنت رب العالي ؟ ! قال ‪ :‬أما علمت أنه استطعمك عبدي فلن فلم‬
‫تطعمه ‪ ،‬أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ؟ يا ابن آدم استسقيتك فلم‬
‫تسقن ؟ قال ‪ :‬يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالي ؟ قال ‪ :‬استسقاك عبدي فلن‬
‫فلم تسقه ‪ ،‬أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي " ‪ - 3 .‬وعن ثوبان أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إن السلم إذا عاد أخاه السلم ل يزل ف خرفة النة حت‬
‫يرجع " ‪ .‬قيل يا رسول ال ‪ :‬وما خرفة النة ؟ قال ‪ " :‬جناها ( ‪ - 4 . " ) 2‬وعن علي‬
‫رضي ال عنه قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬العان ‪ :‬السي ‪( .‬‬
‫‪ " ) 2‬الن " ما ين من الثمر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 490‬وسلم يقول ‪ " :‬ما من مسلم‬
‫يعود مسلما غدوة إل صلى عليه سبعون ألف ملك حت يسي ‪ ،‬وإن عاده عشية صلى‬
‫عليه سبعون ألف ملك حت يصبح ‪ ،‬وكان له خريف ( ‪ ) 1‬ف النة " رواه الترمذي‬
‫وقال ‪ :‬حديث حسن ‪ .‬آداب العيادة ‪ :‬يستحب ف العيادة أن يدعو العائد للمريض‬
‫بالشفاء والعافية وأن يوصيه بالصب والحتمال ‪ ،‬وأن يقول له الكلمات الطيبة الت تطيب‬
‫نفسه ‪ ،‬وتقوي روحه ‪ ،‬فقد روي عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬إذا دخلتم على‬

‫‪396‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الريض فنفسوا له ( ‪ ) 2‬ف الجل ‪ ،‬فإن ذلك ل يرد شيئا ‪ ،‬وهو يطيب نفس الريض ‪" .‬‬
‫وكان صلوات ال وسلمه عليه إذا دخل على من يعود قال ‪ " :‬ل بأس طهور إن شاء ال‬
‫" ‪ .‬ويستحب تفيف العيادة وتقليلها من أمكن حت ل يثقل على الريض إل إذا رغب ف‬
‫ذلك ‪ .‬عيادة النساء الرجال قال البخاري ‪ :‬باب ‪ :‬عيادة النساء الرجال " وعادت أم‬
‫الدرداء رجل من أهل السجد من النصار ‪ .‬وروى عن عائشة أنا قالت ‪ :‬لا قدم رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم الدينة وعك أبو بكر ‪ ،‬وبلل رضي ال عنهما ‪ .‬قالت ‪ :‬فدخلت‬
‫عليهما فقلت ‪ :‬يا أبت كيف تدك ؟ ويا بلل كيف تدك ؟ قالت ‪ :‬وكان أبو بكر إذا‬
‫اخذته المى يقول ‪ :‬كل امرئ مصبح ف أهله والوت أدن من شراك نعله وكان بلل إذا‬
‫أقلعت عنه يقول ‪ :‬أل ليت شعري هل أبيت ليلة بواد وحول إذخر وجليل وهل أردن‬
‫يوما مياه منة وهل يبدون ل شامة وطفيل قالت عائشة ‪ :‬فجئت ال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فأخبته ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬الريف " الثمر الخروف أي الجتن ‪.‬‬
‫( ‪ " ) 2‬فنفسوا له " أي طمعوه ف طول أجله ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ " / 491‬اللهم حبب‬
‫إلينا الدينة كحبنا مكة أو أشد ‪ .‬اللهم وصححها وبارك ف مدها وصاعها ‪ ،‬وانقل حاها‬
‫فاجعلها بالحفة " ‪ .‬عيادة السلم الكافر ل بأس بعيادة السلم الكافر ‪ .‬قال البخاري ‪" :‬‬
‫باب عيادة الشرك " وروي عن أنس رضي ال عنه أن غلما ليهود كان يدم النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬فمرض فأتاه النب صلى ال عليه وسلم يعوده ‪ .‬فقال ‪ " :‬أسلم " ‪ ،‬فأسلم‬
‫‪ .‬وقال سعيد بن السيب عن أبيه ‪ ،‬لا حضر أبو طالب جاءه النب صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫العيادة ف الرمد روى أبو داود عن زيد بن أرقم ‪ .‬قال ‪ :‬عادن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم من وجع كان بعين ‪ .‬طلب الدعاء من الريض روى ابن ماجة عن عمر رضي ال‬
‫عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إذا دخلت على مريض فمره فليدع لك‬
‫‪ .‬فان دعاءه كدعاء اللئكة " ( ‪ ) 1‬قال ف الزوائد ‪ :‬واسناده صحيح ورجاله ثقات ‪،‬‬
‫إل أنه منقطع ‪ .‬التداوي أمر الشارع بالتداوي ف أكثر من حديث ‪ - 1 .‬روى أحد‬
‫وأصحاب السنن وصححه الترمذي عن أسامة بن شريك ‪ .‬قال ‪ :‬أتيت النب صلى ال‬
‫عليه وسلم وأصحابه كأن على رؤوسهم الطي ( ‪ ) 2‬فسلمت ث قعدت فجاء العراب‬
‫من ههنا وههنا ‪ .‬فقالوا ‪ :‬يا رسول ال أنتداوى ؟ فقال " تداووا فان ال ل يضع داء إل‬

‫‪397‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وضع له دواء غي داء واحد ‪ ،‬الرم ‪ ( " . .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي ف قرب الستجابة ‪2 ( .‬‬
‫) من السكون والوقار ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ - 2 / 492‬روى النسائي وابن ماجة والاكم‬
‫وصححه عن ابن مسعود ‪ :‬ان النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إن ال ل ينل داء إل‬
‫أنزل له شفاء فتداووا ‪ - 3 " .‬وروى مسلم عن جابر ‪ :‬ان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ باذن ال ‪ " .‬التداوي بالحرم ‪:‬‬
‫ذهب جهور العلماء إل حرمة التداوي بالمر وغيها من الحرمات ‪ ،‬واستدلوا‬
‫بالحاديث التية ‪ - 1 :‬روى مسلم وابو داود والترمذي عن وائل بن حجر الضرمي ‪،‬‬
‫أن طارق بن سويد سأل النب صلى ال عليه وسلم عن المر يصنعها للدواء ؟ ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 492‬‬
‫فقال ‪ " :‬إنا ليست بدواء ‪ ،‬ولكنها داء " ‪ .‬فأفاد الديث حرمة التداوي با ‪ ،‬وأخب بأنا‬
‫داء ‪ - 2 .‬وروى البيهقي وصححه ابن حبان ‪ ،‬عن أم سلمة ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬إن ال ل يعل شفاءكم فيما حرم عليكم " وذكره البخاري عن ابن‬
‫مسعود ‪ - 3 .‬وروى أبو داود عن أب الدرداء ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إن‬
‫ال أنزل الداء والدواء ‪ .‬وجعل لكل داء دواء ‪ ، .‬فتداووا ‪ ،‬ول تتداووا برام ‪ " .‬وف‬
‫سنده إساعيل بن عياش ‪ .‬وهو ثقة ف الشاميي ‪ ،‬ضعيف ف الجازيي ‪ - 4 .‬وروى‬
‫أحد ومسلم والترمذي وابن ماجة عن أب هريرة قال ‪ :‬نى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عن الدواء البيث ‪ -‬يعن السم ‪ .‬والقطرات القليلة غي الظاهرة ‪ ،‬والت ل يكون‬
‫من شأنا السكار ‪ ،‬إذا اختلطت بالدواء الركب ل ترم ‪ ،‬مثل القليل من الرير ف‬
‫الثوب ‪ ،‬أفاده ف النار ‪ .‬الطبيب الكافر وف كتاب الداب الشرعية لبن مفلح ‪ :‬وقال‬
‫الشيخ تقي الدين ‪ :‬إذا كان اليهودي أو النصران خبيا بالطب ثقة عند النسان جاز له‬
‫ان يستطب ( ‪ ) 1‬كما ( هامش ) ( ‪ ) 1‬يعل طبيبا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 493‬يوز له‬
‫أن يودعه الال وأن يعامله ‪ ،‬كما قال ال تعال ‪ :‬ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار‬
‫يؤده اليك ومنهم من إن تأمنه بدينار ل يؤده إليك إل ما دمت عليه قائما ) ‪ .‬وف‬
‫الصحيح ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم لا هاجر استأجر رجل مشركا هاديا خريتا (‬

‫‪398‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ ) 1‬وائتمنه على نفسه وماله ‪ .‬وكانت خزاعة عينا لرسول ال صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫مسلمهم وكافرهم ‪ ،‬وقد روى ‪ :‬ان النب صلى ال عليه وسلم أمر ان يستطب الارث بن‬
‫كلدة ‪ ،‬وكان كافرا ‪ ،‬وإذا أمكنه أن يستطب مسلما ‪ ،‬فهو كما لو أمكنه أن يودعه أو‬
‫يعامله ‪ ،‬فل ينبغي ان يعدل عنه ‪ ،‬وأما إذا احتاج إل ائتمان الكتاب ‪ ،‬أو أستطبابه فلم‬
‫ذلك ‪ ،‬ول يكن من ولية اليهود والنصارى النهي عنها ‪ ،‬وإذا خاطبه بالت هي أحسن‬
‫كان حسنا ‪ ،‬فان ال تعال يقول ‪ " :‬ول تادلوا أهل الكتاب إل بالت هي أحسن " ‪ .‬اه‍‬
‫وذكر أبو الطاب ف حديث صلح الديبية وبعث النب صلى ال عليه وسلم عينا له من‬
‫خزاعه وقبوله خبه ‪ :‬أن فيه دليل على جواز قبول التطبب الكافر فيما يب به من صفة‬
‫العلة ووجه العلج إذا كان غي متهم فيما يصفه ‪ .‬وكان غي مظنون به الريبة ‪ .‬جواز‬
‫استطباب الرأة يوز للرجل أن يداوي الرأة ‪ ،‬ويوز للمرأة أن تداوي الرجل عند‬
‫الضرورة ‪ .‬قال البخاري ‪ :‬هل يداوي الرجل الرأة والرأة الرجل ‪ .‬ث روى عن ربيع بنت‬
‫معوذ بن عفراء ‪ .‬قالت ‪ :‬كنا نغزو مع رسول ال صلى ال عليه وسلم نسقي القوم ‪،‬‬
‫وندمهم ونرد القتلى والرحى إل الدينة ‪ .‬وقال الافظ ف الفتح ‪ :‬يوز مداواة الجانب‬
‫عند الضرورة ‪ ،‬وتقدر بقدرها فيما يتعلق بالنظر والس باليد وغي ذلك ‪ .‬وقال ابن مفلح‬
‫ف كتاب الداب الشرعية ‪ :‬فإن مرضت امرأة ول يوجد من يطبها غي رجل ‪ ،‬جاز له‬
‫منها نظر ما تدعو الاجة إل نظره منها حت الفرجي ‪ ،‬وكذا الرجل مع الرجل ‪ .‬قال ابن‬
‫حدان ‪ :‬وان ل يوجد من يطبه سوى امرأة ‪ ،‬فلها نظر ما تدعو الاجة إل نظرها منه‬
‫حت فرجيه ‪ .‬قال القاضي ‪ :‬يوز للطيب ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الريت ‪ :‬الاهر بالداية ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 494‬أن ينظر من الرأة إل العورة عند الاجة ‪ ،‬وكذلك يوز للمرأة‬
‫والرجل ‪ ،‬أن ينظرا إل عورة الرجل عند الضرورة ‪ .‬انتهى ‪ .‬العلج بالرقي ( ‪) 1‬‬
‫والدعية يشرع العلج بالرقى والدعية إذا كانت مشتملة على ذكر ال ‪ ،‬وكانت باللفظ‬
‫العرب الفهوم لن مال يفهم ‪ ،‬ل يؤمن أن يكون فيه شئ من الشرك فعن عوف بن مالك‬
‫‪ .‬قال ‪ :‬كنا نرقى ف الاهلية فقلنا ‪ :‬يا رسول ال كيف ترى ف ذلك ؟ فقال اعرضوا‬
‫علي رقاكم ‪ .‬ل بأس بالرقى ما ل يكن فيه شرك " رواه مسلم وأبو داود ‪ ،‬وقال الربيع ‪:‬‬
‫سألت الشافعي عن الرقية فقال ‪ :‬ل بأس أن ترقى بكتاب ال ‪ ،‬وبا تعرف من ذكر ال‬

‫‪399‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قلت ‪ :‬أيرقى أهل الكتاب السلمي ؟ قال نعم ‪ ،‬إذا رقوا با يعرف من كتاب ال وبذكر‬
‫ال ‪ .‬بعض الدعية الواردة ف ذلك ‪ - 1‬روى البخاري ومسلم عن عائشة ‪ :‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله ‪ ،‬يسح بيده اليمن ويقول ‪ " :‬اللهم رب الناس‬
‫أذهب البأس ( ‪ ) 2‬أشف وأنت الشاف ‪ ،‬لشفاء إل شفاؤك شفاء ل يغادر سقما " ‪2 .‬‬
‫‪ -‬وروى مسلم عن عثمان بن أب العاص أنه شكا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وجعا بدة ف جسده ‪ .‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ضع يدك على الذي‬
‫يأل من جسدك وقل ‪ :‬باسم ال ‪ ،‬وقل ‪ :‬سبع مرات ‪ :‬أعوذ بعزة ال وقدرته من شر ما‬
‫أجد وأحاذر " قال ففعلت ذلك مرارا فأذهب ال ما كان ب فلم أزل آمر به أهلى‬
‫وغيهم ‪ - 3 .‬وروى الترمذي عن ممد بن سال قال ‪ :‬قال ل ثابت البنان ‪ :‬يا ممد‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 494‬‬
‫إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ‪ ،‬ث قل ‪ :‬بسم ال أعوذ بعزة ال من شر ما أجد‬
‫من وجعي هذا ‪ ،‬ث ارفع يدك ‪ ،‬ث أعد ذلك وترا ‪ ،‬فان أنس بن مالك حدثن ‪ :‬ان رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم حدثه بذلك ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الرق ‪ :‬جع رقية ‪ ،‬مثل مدى‬
‫جع مدية ‪ :‬وهي الدعية الت يدعى با للمريض ‪ ) 2 ( .‬البأس ‪ :‬الشدة ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ - 4 / 495‬وعن ابن عباس ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من عاد مريضا ل‬
‫يضر أجله فقال عنده سبع مرات ‪ :‬أسأل ال العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ‪ .‬إل‬
‫عافاه ال من ذلك الرض " ‪ .‬رواه أبو داود والترمذي وقال ‪ :‬حسن ‪ .‬وقال الاكم ‪:‬‬
‫صحيح على شرط البخاري ‪ - 5 .‬وروى البخاري عن ابن عباس قال ‪ :‬كان النب صلى‬
‫ال عليه وسلم يعوذ السن والسي ‪ " :‬أعيذ كما بكلمات ال التامة من كل شيطان‬
‫وهامة ‪ .‬ومن كل عي لمة ( ‪ ) 1‬ويقول ‪ " :‬إن أباكما ( ‪ ) 2‬كان يعوذ بما إساعيل و‬
‫اسحاق " ‪ - 6 .‬وروى مسلم عن سعد بن أب وقاص ‪ ،‬ان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عاده ف مرضه فقال ‪ " :‬اللهم اشف سعدا ‪ ،‬اللهم اشف سعدا ‪ ،‬اللهم اشف سعدا‬
‫" ‪ .‬النهي عن التمائم نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن التمائم ‪ - 1 .‬فعن عقبة بن‬
‫عامر ‪ ،‬ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من علق تيمة فل أت ال له ‪ .‬ومن علق‬

‫‪400‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ودعة فل أودع ال له " رواه أحد والاكم ‪ .‬وقال ‪ :‬صحيح السناد ‪ .‬والتميمة ‪ :‬هي‬
‫الرزة الت كان العرب يعلقونا على أولدهم ينعون با العي ف زعمهم ‪ ،‬فأبطله السلم‬
‫ونى عنه ‪ .‬ودعا رسول ال على من علق تيمة بعدم التمام ‪ ،‬لا قصده من التعليق ‪- 1 .‬‬
‫وعن ابن مسعود رضي ال عنه ‪ :‬أنه دخل على امرأته ‪ ،‬وف عنقها شئ معقود ‪ ،‬فجذبه‬
‫فقطعه ‪ .‬ث قال ‪ :‬لقد أصبح آل عبد ال أغنياء أن يشركوا بال ما ل ينل به سلطانا ‪ .‬ث‬
‫قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬إن الرقى والتمائم والتولة شرك "‬
‫قالوا ‪ :‬يا أبا عبد ال هذه التمائم والرقى قد ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬الامة " ‪ :‬كل ذات سم‬
‫قاتل تمع على هوام ‪ ،‬وقد تطلق على ما يدب من اليوان ‪ ،‬كالق ‪ " .‬واللمة " ‪ :‬الت‬
‫تصيب بسوء ‪ ) 2 ( .‬يقصد إبراهيم عليه السلم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 496‬عرفناها ‪ ،‬فما‬
‫التولة ؟ قال ‪ :‬شئ يصنعه النساء يتحبب ال أزواجهن ( ‪ . ) 1‬رواه الاكم وابن حبان‬
‫وصححاه ‪ - 3 .‬وعن عمران بن حصي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أبصر على‬
‫عضد رجل حلقة أراه قال ‪ " :‬من صفر " ( ‪ ، ) 2‬فقال ‪ " :‬ويك ما هذه ؟ " قال ‪ :‬من‬
‫الواهنة ‪ .‬قال " أما إنا ل تزيد إل وهنا ‪ ،‬انبذها عنك ‪ ،‬فانك لومت وهي عليك ما‬
‫أفلحت ابدا " رواه أحد ‪ .‬والواهنة ‪ :‬عرق يأخذ ف النكب وف اليد كلها ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫مرض يأخذ ف العضد ‪ .‬وقد علق الرجل حلقة من ناس ‪ ،‬ظنا منه أنا تعصمه من الل ‪،‬‬
‫فنهاه الرسول عنها ‪ ،‬وعدها من التمائم ‪ - 4 .‬وروى أبو داوود عن عيسى بن حزة قال‬
‫‪ :‬دخلت على عبد ال بن حكيم وبه حرة ‪ ،‬فقلت أل تعلق تيمة ؟ فقال ‪ :‬نعوذ بال من‬
‫ذلك ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من علق شيئا وكل إليه " ‪ .‬هل يوز‬
‫تعليق الدعية الواردة ف الكتاب والسنة ؟ روى عمر بن شعيب عن أبيه عن جده عبد ال‬
‫بن عمرو بن العاص ان النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا فزع أحدكم ف النوم فليقل‬
‫‪ :‬اعوذ بكلمات ال التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ‪ ،‬من هزات الشياطي وأن‬
‫يضرون فانا لن تضره " وكان عبد ال بن عمرو يعلمهن من عقل من بنيه ‪ ،‬ومن ل‬
‫يعقل كتبها ف صك ث علقها ف عنقه ‪ .‬رواه أبو داود والنسائي والترمذي ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫حسن غريب ‪ ،‬والاكم وقال ‪ :‬صحيح السناد ‪ .‬وإل هذا ذهبت عائشة ومالك وأكثر‬
‫الشافعية ورواية عن أحد ‪ .‬وذهب ابن عباس وابن مسعود ‪ ،‬وحذيفة والحناف وبعض‬

‫‪401‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشافعية ورواية عن أحد ‪ :‬إل أنه ل يوز تعليق شئ من ذلك لا تقدم من النهي العام ف‬
‫الحاديث السابقة ‪ .‬منع الريض من السكن بي الصحاء ومن كان مبتلى بأمراض‬
‫معدية ‪ ،‬يوز منعه من السكن بي الصحاء ول ( هامش ) ( ‪ ) 1‬قيل ‪ :‬هي خيط يقرأ‬
‫فيه من السحر أو قرطاس فيه شئ يتحبب به النساء إل قلوب الرجال ‪ ،‬أو الرجال إل‬
‫قلوب النساء ‪ " ) 2 ( .‬صفر " ناس ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 497‬ياور الصحاء ‪ ،‬فان‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل يوردن مرض على مصح " فنهى صاحب البل‬
‫الراض أن يوردها على صاحب البل الصحاح مع قوله " ل عدوى ول طية " وكذلك‬
‫روي انه لا قدم رجل مذوم ليبايعه ‪ ،‬أرسل إليه بالبيعة ‪ ،‬ول يأذن له ف دخول الدينة ‪.‬‬
‫النهي عن الروج من الطاعون أو الدخول ف أرض هو با ‪ :‬نى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عن الروج من الرض الت وقع با الطاعون أو الدخول فيها ‪ ،‬لا ف ذلك من‬
‫التعرض للبلء ‪ .‬وحت يكن حصر‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 497‬‬
‫الرض ف دائرة مددة ‪ ،‬ومنعا لنتشار الوباء ‪ .‬وهوما يعب عنه بالجر الصحي ‪ .‬روى‬
‫الترمذي وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ .‬عن أسامة بن زيد ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم ذكر‬
‫الطاعون فقال ‪ " :‬بقية رجز أو عذاب أرسل على طائفة من بن إسرائيل ‪ ،‬فإذا وقع‬
‫بأرض وأنتم با فل ترجوا منها ‪ ،‬وإذا وقع بأرض ولستم با فل تبطوا عليها " وروى‬
‫البخاري عن ابن عباس ‪ :‬أن عمر بن الطاب خرج إل الشام حت إذا كان بسرغ لقيه‬
‫أمراء الجناد ‪ ،‬أبو عبيدة ابن الراح وأصحابه ‪ .‬فأخبوه أن الوباء قد وقع بأرض الشام ‪.‬‬
‫قال ابن عباس فقال عمر ‪ :‬ادع ل الهاجرين الولي ‪ ،‬فدعاهم فاستشارهم ‪ ،‬وأخبهم‬
‫أن الوباء قد وقع بالشام ‪ ،‬فاختلفوا ‪ .‬فقال بعضهم قد خرجنا لمر ول نرى أن نرجع عنه‬
‫‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬معك بقية الناس وأصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ول نرى‬
‫أن تقدمهم على هذا الوباء فقال ‪ :‬ارتفعوا عن ‪ .‬ث قال ‪ :‬ادع ل النصار ‪ .‬فدعوتم فلم‬
‫يتلف منهم عليه رجلن ‪ ،‬فقالوا نرى أن ترجع بالناس ‪ ،‬ول تقدمهم على هذا الوباء ‪.‬‬
‫فنادى عمر ف الناس ‪ :‬إن مصبح على ظهر ‪ ،‬فأصبحوا عليه ‪ .‬قال أبو عبيدة بن الراح ‪:‬‬

‫‪402‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أفرارا من قدر ال ؟ فقال عمر ‪ :‬لو غيك قالا يا أبا عبيدة ؟ نعم نفر من قدر ال‍إل قدر‬
‫ال ‪ .‬أرأيت لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان إحداها خصبة ‪ ،‬والخرى جدبة ‪،‬‬
‫أليس إن رعيت الصبة رعيتها بقدر ال وإن رعيت الدبة رعيتها بقدر ال ؟ قال فجاء‬
‫عبد الرحن بن عوف وكان متغيبا ف بعض حاجاته ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن عندي ف هذا علما ‪.‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬إذا سعتم به ف أرض فل تقدموا عليها ‪،‬‬
‫وإذا وقع بأرض وأنتم با فل ترجوا فرارا منه " قال فحمد ال عمر ث انصرف ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 498‬استحباب ذكر الوت والستعداد له بالعمل ‪ :‬رغب الشارع ف تذكر‬
‫الوت والستعداد له بالعمل الصال ‪ ،‬وعدذلك من دلئل الي ‪ .‬فعن ابن عمر رضي ال‬
‫عنهما قال ‪ :‬أتيت النب صلى ال عليه وسلم عاشر عشرة ‪ ،‬فقام رجل من النصار فقال ‪:‬‬
‫يا نب ال من أكيس الناس وأحزم الناس ؟ قال ‪ " :‬أكثرهم ذكرا للموت ‪ ،‬وأكثرهم‬
‫استعدادا للموت ‪ ،‬أولئك الكياس ‪ .‬ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الخرة " ‪ .‬وعنه قال ‪،‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أكثروا من ذكر هاذم ( ‪ ) 1‬اللذات " رواها‬
‫الطبان بإسناد حسن ‪ .‬وعن ابن مسعود رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف قول ال تعال " فمن يرد ال أن يهديه يشرح صدره للسلم ‪ " .‬قال ‪ " :‬إذا‬
‫دخل النور القلب انفسح وانشرح قالوا ‪ :‬هل لذلك من علمة يعرف با ؟ قال ‪ " :‬النابة‬
‫إل دار اللود ‪ ،‬والتنحي عن دار الغرور ‪ ،‬والستعداد للموت قبل لقاء الوت " ‪ .‬رواه‬
‫ابن جرير ‪ ،‬وله طرق مرسلة ومتصلة يشد بعضها بعضا ‪ .‬كراهة تن الوت يكره للمرء‬
‫أن يتمن الوت أو يدعو به ‪ ،‬لفقر أو مرض أو منة أو نو ذلك ‪ ،‬لا رواه الماعة عن‬
‫أنس ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل يتمني أحدكم الوت لضر نزل به ‪ ،‬فإن‬
‫كان لبد متمنيا للموت فليقل ‪ :‬اللهم أحين ما كانت الياة خيال ‪ ،‬وتوفن إذا كانت‬
‫الوفاة خيا ل " ‪ .‬وحكمة النهي عن تن الوت ما جاء من حديث أم الفضل أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم دخل على العباس ‪ ،‬وهو يشتكي فتمن الوت فقال ‪ " :‬يا عباس يا‬
‫عم رسول ال لتتمن الوت إن كنت مسنا تزداد إحسانا إل إحسانك خي لك ‪ ،‬وإن‬
‫كنت مسيئا فإن تؤخر تستعتب ( ‪ ) 2‬خي لك ‪ .‬فل تن ( هامش ) ( ‪ ) 1‬هاذم ‪ :‬قاطع‬
‫والراد به الوت ‪ ) 2 ( .‬تستعتب ‪ :‬تسترضي ال بالقلع عن الساءة والستغفار منها ‪.‬‬

‫‪403‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫" والستعتاب " طلب إزالة العتاب ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 499‬الوت " رواه أحد والاكم‬
‫وقال ‪ :‬صحيح على شرط مسلم ‪ .‬فإن خاف أن يفت ف دينه يوز له تن الوت دون‬
‫كراهة ‪ ،‬فمما حفظ عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قوله ف دعائه ‪ " :‬اللهم إن‬
‫أسألك فعل اليات ‪ .‬وترك النكرات وحب الساكي ‪ ،‬وأن تغفر ل وترحن ‪ ،‬وإذا‬
‫أردت فتنة ف قومي فتوفن غي مفتون ‪ ،‬وأسألك حبك وحب من يبك وحب عمل‬
‫يقرب إل حبك " رواه الترمذي وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ .‬وف الوطأ عن عمر رضي ال‬
‫عنه دعا ‪ .‬فقال ‪ " :‬اللهم كبت سن وضعفت قوت ‪ ،‬وانتشرت رعيت ‪ ،‬فاقبضن إليك‬
‫غي مضيع ول مفرط " فضل طول العمر مع حسن العمل ‪ - 1‬عن عبد الرحن بن أب‬
‫بكرة عن أبيه أن رجل قال ‪ :‬يا رسول ال أي الناس خي ؟ قال ‪ " :‬من طال عمره‬
‫وحسن عمله " ‪ .‬قال ‪ :‬فأي الناس شر ‪ .‬قال ‪ " :‬من طال عمره وساء عمله " رواه أحد‬
‫والترمذي وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ - 2 .‬وعن أب هريرة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬أل أنبئكم بيكم ؟ " قالوا ‪ :‬نعم يا رسول ال قال ‪ " :‬خياركم أطولكم أعمارا‬
‫وأحسنكم أعمال " رواه أحد وغيه بسند صحيح ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 499‬‬
‫العمل الصال قبل الوت دليل على حسن التام ‪ :‬روى أحد والترمذي والاكم وابن‬
‫حبان عن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا أراد ال بعبد خيا استعمله " قيل‬
‫‪ :‬كيف يستعمله ؟ قال " يوفقه لعمل صال قبل الوت ث يقبضه عليه " ‪ .‬استحباب حسن‬
‫الظن بال ينبغي أن يذكر الريض سعة رحة ال ويسن ظنه بربه ‪ ،‬لا رواه مسلم عن‬
‫جابر قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول قبل موته بثلث ( ‪: ) 1‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي بثلث ليال ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ " / 500‬ل يوتن أحدكم إل وهو‬
‫يسن الظن بال " ‪ .‬وف الديث استحباب تغليب الرجاء وتأميل العفو ليلقى ال تعال‬
‫على حالة هي أحب الحوال إل ال سبحانه إذ هو الرحن الرحيم ‪ ،‬والواد الكري ‪،‬‬
‫يب العفو والرجاء ‪ .‬وف الديث " يبعث كل أحد على ما مات عليه " ‪ .‬وروى ابن‬
‫ماجة والترمذي بسند جيد عن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم دخل على شاب وهوف‬

‫‪404‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوت فقال ‪ " :‬كيف تدك ؟ " قال ‪ :‬أرجو ال وأخاف ذنوب ‪ .‬فقال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ل يتمعان ف قلب عبد ف مثل هذا الوطن إل أعطاه ال ما يرجوه وأمنه ما‬
‫ياف " ‪ .‬استحباب الدعاء والذكر لن حضر عند اليت ‪ :‬يستحب أن يضر الصالون‬
‫من أشرف على الوت فيذكروا ال ‪ - 1 .‬روى أحد ومسلم وأصحاب السنن عن أم‬
‫سلمة قالت ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إذا حضرت الريض أو اليت فقولوا‬
‫خيا ‪ ،‬فإن اللئكة يؤمنون على ما تقولون " ‪ .‬قالت ‪ :‬فلما مات أبو سلمة ‪ ،‬أتيت النب‬
‫صلى ال عليه وسلم فقلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إن أبا سلمة قد مات ‪ ،‬قال ‪ " :‬قول ‪ :‬اللهم‬
‫اغفر ل وله ‪ ،‬وأعقبن منه عقب حسنة " فقلت ‪ :‬فأعقبن ال من هو خي منه " ممدا‬
‫صلى ال عليه وسلم " ‪ - 2 .‬وف صحيح مسلم عنها قالت ‪ :‬دخل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم على أب سلمة وقد شق بصره فأغمضه ‪ ،‬ث قال ‪ " :‬إن الروح إذا قبض تبعه‬
‫البصر " فضج ناس من أهله فقال ‪ " :‬ل تدعوا على أنفسكم إل بي ‪ ،‬فإن اللئكة‬
‫يؤمنون على ما تقولون " ‪ ،‬ث قال ‪ " :‬اللهم اغفر لب سلمة وارفع درجته ف الهديي ‪،‬‬
‫وأخلفه ف عقبة الغابرين ( ‪ ) 1‬واغفر لنا وله يا رب العالي ‪ .‬وأفسح له ف قبه ‪ ،‬ونور‬
‫له فيه " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الغابرين ‪ :‬الباقي ‪ :‬أي كن خليفة له ف إصلح من يعقبه من‬
‫ذريته حال كونم ف الباقي من الناس ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 501‬ما يسن عند الحتضار‬
‫يسن عند الحتضار مراعاة السنن التية ‪ - 1 :‬تلقي الحتصر " ل إله إل ال " لا رواه‬
‫مسلم وأبو داود والترمذي عن أب سعيد الدري رضي ال عنه ‪ :‬أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬لقنوا موتاكم ( ‪ : ) 1‬ل إله إل ال " وروى أبو داود ‪ ،‬وصححه‬
‫الاكم عن معاذ بن جبل رضي ال عنه قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من‬
‫كان آخر كلمه لإله إل ال دخل النة " ‪ .‬والتلقي إنا يكون ف حالة ما إذا كان ل‬
‫ينطق بلفظ الشهادة ‪ .‬فإن كان ينطق با فل معن لتلقينه ‪ .‬والتلقي إنا يكون ف الاضر‬
‫العقل القادر على الكلم فإن شارد اللب ل يكن تلقينه ‪ ،‬والعاجز عن الكلم يردد‬
‫الشهادة ف نفسه ‪ .‬قال العلماء ‪ :‬وينبغي أن ل يلح عليه ف ذلك ‪ .‬ول يقول له ‪ :‬قل ل‬
‫إله إل ال ‪ ،‬خشية أن يضجر ‪ ،‬فيتكلم بكلم غي لئق ‪ ،‬ولكن يقولا بيث يسمعه‬
‫معرضا له ‪ ،‬ليفطن له فيقولا ‪ .‬وإذا أتى بالشهادة مرة ل يعاود التلقي ما ل يتكلم بعدها‬

‫‪405‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بكلم آخر فيعاد التعريض له به ليكون آخر كلمه ‪ .‬وجهور العلماء على أن الحتضر‬
‫يقتصر ف تلقينه على لفظ " ل إله إل ال " لظاهر الديث ‪ ،‬ويرى جاعة أنه يلقن‬
‫الشهادتي لن القصود تذكر التوحيد وهو يتوقف عليهما ‪ - 2 .‬توجيهه إل القبلة‬
‫مضطجعا على شقه الين ‪ ،‬لا رواه البيهقي والاكم وصححه عن أب قتادة ‪ :‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم لا قدم الدينة ‪ ،‬سأل عن الباء بن معرور ؟ فقالوا ‪ :‬توف ‪ ،‬وأوصى‬
‫بثلث ماله لك ‪ ،‬وأن يوجه للقبلة لا احتضر ‪ .‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أصاب‬
‫الفطرة ‪ ،‬وقد رددت ثلث ماله على ولده " ‪ .‬ث ذهب فصلى عليه وقال ‪ " :‬اللهم اغفر له‬
‫وارحه وأدخله جنتك وقد فعلت ( ‪ " ) 2‬قال الاكم ‪ :‬ول أعلم ف توجيه الحتضر إل‬
‫القبلة غيه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي الحتضرين الذين هم ف سياق الوت من السلمي ‪،‬‬
‫أما غيهم فيعرض عليهم السلم ‪ ) 2 ( .‬فعلت ‪ :‬أي استجبت الدعاء ( ‪ / ) .‬صفحة‬
‫‪ / 502‬وروى أحد ‪ :‬أن فاطمة بنت النب صلى ال عليه وسلم عند موتا استقبلت القبلة‬
‫ث توسدت يينها ‪ .‬وهذه الصفة الت أمر الرسول صلى ال عليه وسلم النائم أن ينام‬
‫عليها ‪ ،‬والت يكون عليها اليت ف قبه ‪ .‬وف رواية عن الشافعي ‪ :‬أن الحتضر يستلقي‬
‫على قفاه وقدماه إل القبلة وترفع رأسه قليل ليصي وجهه إليها والول الذي ذهب إليه‬
‫المهور أول ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 502‬‬
‫‪ - 3‬قراءة سورة يس ‪ ،‬لا رواه أحدو أبو داود والنسائي والاكم وابن حبان‬
‫وصححاه ‪ ،‬عن معقل بن يسار رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫يس قلب القرآن ‪ ،‬ل يقرؤها رجل يريد ال والدار الخرة إل غفر له ‪ .‬واقرؤوها على‬
‫موتاكم ( ‪ . " ) 1‬قال ابن حبان ‪ :‬أراد به من حضرته النية ‪ ،‬ل أن اليت يقرأ عليه ‪،‬‬
‫ويؤيد هذا العن ما رواه أحد ف مسنده عن صفوان قال ‪ :‬كانت الشيخة ( ‪ ) 2‬يقولون‬
‫‪ :‬إذا قرئت " يس " عند الوت خفف عنه با ‪ ،‬وأسنده صاحب مسند الفردوس إل أب‬
‫الدرداء وأب ذر قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬مامن ميت يوت فتقرأ‬
‫عنده يس إل هون ال عليه " ‪ - 4 .‬تغميض عينيه إذا مات ‪ ،‬لا رواه مسلم ‪ :‬أن النب‬

‫‪406‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم دخل على أب سلمة ‪ ،‬وقد شق بصره فأغمضه ث قال ‪ " :‬إن الروح‬
‫إذا قبض تبعه البصر " ‪ - 5 .‬تسجيته صيانة له عن النكشاف وسترا لصورته التغية عن‬
‫العي ‪ .‬فعن عائشة رضي ال عنها ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم حي توف سجي ببد‬
‫حبه ( ‪ ) 3‬رواه البخاري ومسلم ‪ .‬ويوز تقبيل اليت إجاعا فقد قبل رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم عثمان ابن مظعون وهو ميت ‪ ،‬وأكب أبو بكر على رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم بعد موته فقبله بي عينيه وقال ‪ :‬يا نبياه ‪ ،‬يا صفياه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أعل‬
‫هذا الديث ابن القطان بالضطراب والوقف وجهالة بعض الرواة ‪ .‬ونقل عن الدارقطن‬
‫أنه قال ‪ :‬هذا حديث مضطرب السناد مهول الت ول يصح ‪ ) 2 ( .‬جع شيخ ‪) 3 ( .‬‬
‫سجي ‪ :‬غطي ‪ " .‬حبة " ‪ :‬ثوب فيه أعلم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ - 6 / 503‬البادرة‬
‫بتجهيزه مت تقق ( ‪ ) 1‬موته ‪ ،‬فيسرع وليه بغسله ودفنه مافة أن يتغي ‪ ،‬والصلة عليه ‪،‬‬
‫لا رواه أبو داود وسكت عنه ‪ .‬عن الصي بن وحوح أن طلحة بن الباء مرض فأتاه‬
‫النب صلى ال عليه وسلم يعوده ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن ل أرى طلحة إل قد حدث فيه الوت ‪،‬‬
‫فأذنوب به ( ‪ ) 2‬وعجلوا ‪ ،‬فإنه ل ينبغي ليفة مسلم أن تبس بي ظهري أهله " ‪ .‬ول‬
‫ينتظر به قدوم أحد إل الول ‪ :‬فإنه ينتظر ما ل يش عليه التغي ‪ .‬روى أحد والترمذي‬
‫عن علي رضي ال عنه ‪ :‬أن النب قال له ‪ " ،‬يا علي ‪ :‬ثلث ل تؤخرها الصلة ‪ :‬إذا‬
‫أتت ‪ ،‬والنازة إذا حضرت ‪ ،‬والي ( ‪ ) 3‬إذا وجدت كفئا " ‪ - 7 .‬قضاء دينه ‪ ،‬لا‬
‫رواه أحد وابن ماجه والترمذي ‪ .‬وحسنه ‪ ،‬عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬نفس الؤمن معلقة بدينه حت يقضى عنه " أي أمرها موقوف ل يكم لا بنجاة‬
‫ول بلك أو مبوسة عن النة ‪ ،‬وهذا فيمن مات وترك ما ل يقضى منه دينه ‪ .‬أما من‬
‫لمال له ومات عازما على القضاء ‪ ،‬فقد ثبت أن ال تعال يقضي عنه ‪ ،‬ومثله من مات‬
‫وله مال وكان مبا للقضاء ول يقض من ماله ورثته فعند البخاري من حديث أب هريرة‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى ال عنه ‪،‬‬
‫ومن أخذها يريد إتلفها أتلفه ال " ‪ .‬وروى أحد وأبو نعيم والبزار والطبان عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬يدعى بصاحب الدين يوم القيامة حت يوقف بي يدي ال‬
‫عزوجل فيقول ‪ :‬يا ابن آدم فيم أخذت هذا الدين ‪ ،‬وفيم ضيعت حقوق الناس ؟ فيقول ‪:‬‬

‫‪407‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يا رب إنك تعلم أن أخذته فلم آكل ول أشرب ول أضيع ‪ ،‬ولكن أتى علي إما حرق‬
‫وإما سرق ‪ ،‬وإما وضيعة ‪ ،‬فيقول ال صدق عبدي ‪ ،‬وأنا أحق من قضى عنك ‪ ،‬فيدعو‬
‫ال بشئ فيضعه ف كفة ميزانه ‪ ،‬فترجح حسناته على سيئاته ‪ ،‬فيدخل النة بفضل رحته‬
‫" ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬لبد من تقق الوت بواسطة الطباء وغيهم من العارفي الشهود‬
‫لم ف العرفة ‪ ،‬ول سيما من توقع أن يغمى عليه ‪ ) 2 ( .‬آذونون ‪ :‬أعلمون ‪) 3 ( .‬‬
‫الي ‪ :‬من ل زوج لا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 504‬وقد كان النب صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫يتنع عن الصلة على الديون ‪ ،‬فلما فتح ال عليه البلد ‪ ،‬وكثرت الموال صلى على من‬
‫مات مديونا وقضى عنه ‪ ،‬وقال ف حديث البخاري ‪ " :‬أنا أول بالؤمني من أنفسهم ‪،‬‬
‫فمن مات وعليه دين ‪ ،‬ول يترك وفاء ‪ ،‬فعلينا قضاؤه ‪ .‬ومن ترك ما ل فلورثته " ‪ .‬وف‬
‫هذا ما يدل على أن من مات مدينا استحق أن يقضى عنه من بيت مال السلمي ‪،‬‬
‫ويؤخذ من سهم الغارمي " أحد مصارف الزكاة " وأن حقه ل يسقط بالوت ‪.‬‬
‫استحباب الدعاء والسترجاع ( ‪ ) 1‬عند الوت ‪ :‬يستحب أن يسترجع الؤمن ويدعو ال‬
‫عند موت أحد أقاربه بالت ‪ - 1 .‬روى أحد ومسلم عن أم سلمة رضي ال عنها قالت‬
‫‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول ‪ :‬إنا ل‬
‫وإنا إليه راجعون ‪ .‬اللهم أجرن ف مصيبت وأخلف ل خيا منها ‪ ،‬إل آجره ال تعال ف‬
‫مصيبته ‪ ،‬وأخلف له خيا منها " قالت ‪ :‬فلما توف أبو سلمة قلت كما أمرن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فأخلف ال ل خيا منه " رسول ال‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 504‬‬
‫صلى ال عليه وسلم " ‪ - 2 .‬وف الترمذي عن أب موسى الشعري رضي ال عنه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا مات ولد العبد قال ال تعال للئكته ‪ :‬قبضتم‬
‫ولد عبدي ؟ فيقولون ‪ :‬نعم ‪ ،‬فيقول ‪ :‬قبضتم ثرة فؤاده ؟ فيقولون ‪ :‬نعم ‪ .‬فيقول ‪:‬‬
‫فماذا قال عبدي ؟ فيقولون ‪ :‬حدك واسترجع ‪ .‬فيقول ال تعال ‪ :‬ابنوا لعبدي بيتا ف‬
‫النة وسوه بيت المد " قال ‪ :‬حديث حسن ‪ - 3 .‬وف البخاري عن أب هريرة ‪ :‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬يقول ال تعال ‪ :‬ما لعبدي الؤمن عندي جزاء إذا‬

‫‪408‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قبضت صفيه من أهل الدنيا ث احتسبه إل النة " ‪ - 4 .‬وعن ابن عباس ف قول ال تعال‬
‫‪ ( :‬الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا ل وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربم‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬السترجاع قول ‪ " :‬إنا ل وإنا إليه راجعون " ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪505‬‬
‫‪ /‬ورحة ‪ .‬وأولئك هم الهتدون " قال ‪ :‬أخب ال عزوجل ‪ :‬أن الؤمن إذا سلم لم ال‬
‫ورجع واسترجع عند الصيبة كتب له ثلث خصال من الي ‪ :‬الصلة من ال ‪ ،‬والرحة ‪،‬‬
‫وتقيق سبيل الدى ‪ .‬استحباب اعلم قرابته وأصحابه بوته استحب العلماء إعلم أهل‬
‫اليت وقرابته وأصدقائه وأهل الصلح بوته ليكون لم أجر الشاركة ف تهيزه ‪ ،‬لا رواه‬
‫الماعة ‪ .‬عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم نعى للناس النجاشي ف اليوم الذي‬
‫مات فيه ‪ ،‬وخرج بم إل الصلى ‪ ،‬فصف أصحابه ‪ ،‬وكب عليه أربعا ‪ .‬وروى أحد‬
‫والبخاري عن أنس ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم نعى زيدا ‪ ،‬وجعفرا وابن رواحة ‪ ،‬قبل‬
‫أن يأتيهم خبهم ‪ ،‬قال الترمذي ‪ :‬ل بأس بأن يعلم الرجل قرابته وإخوانه بوت الشخص‬
‫‪ .‬وقال البيهقي ‪ :‬وبلغن عن مالك بن أنس أنه قال ‪ :‬لأحب الصياح لوت الرجل على‬
‫أبواب الساجد ‪ ،‬ولو وقف على حلق الساجد فأعلم الناس بوته ل يكن به بأس ‪ .‬وأما‬
‫ما رواه أحد والترمذي وحسنه عن حذيفة ‪ ،‬قال ‪ :‬إذا مت فل تؤذن ب أحدا ‪ ،‬فإن‬
‫أخاف أن يكون نعيا ‪ .‬وإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ينهى عن النعي ( ‪) 1‬‬
‫فإنه ممول على النعي الذي كانت الاهلية تفعله ‪ .‬وكانت عادتم إذا مات منهم شريف‬
‫بعثوا راكبا إل القبائل ‪ ،‬يقول ‪ :‬نعاء فلنا أي هلكت العرب بهلك فلن ‪ ،‬ويصحب‬
‫ذلك ضجيج وبكاء ‪ .‬البكاء على اليت أجع العلماء ‪ ،‬على أنه ل يوز البكاء على‬
‫اليت ‪ ،‬إذا خل من الصراخ والنوح ‪ ،‬ففي الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬إن ال ل يعذب بدمع العي ول بزن القلب ‪ ،‬ولكن يعذب بذا أو يرحم "‬
‫وأشار إل لسانه ‪ .‬وبكى لوت ابنه إبراهيم وقال ‪ " :‬إن العي تدمع ‪ ،‬والقلب يزن ‪ .‬ول‬
‫نقول إل ما يرضي ربنا ‪ ،‬وإنا بفراقك يا إبراهيم لحزونون " وبكى لوت ( هامش ) ( ‪1‬‬
‫) النعي ‪ :‬الخبار بوت الشخص ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 506‬أميمة بنت ابنته زينب ‪ ،‬فقال‬
‫له سعد بن عبادة يا رسول ال أتبكي ؟ أو ل تنه زينب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إنا هي رحة فجعلها‬
‫ال ف قلوب عباده ‪ ،‬وإنا يرحم ال من عباده الرحاء " وروى الطبان عن عبد ال بن‬

‫‪409‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫زيد قال ‪ :‬رخص ف البكاء من غي نوح ‪ .‬فإن كان البكاء بصوت ونياحة ‪ ،‬كان ذلك‬
‫من أسباب أل اليت وتعذيبه ‪ .‬فعن ابن عمر قال ‪ :‬لا طعن عمر أغمي عليه ‪ ،‬فصيح عليه‬
‫فلما أفاق قال ‪ :‬أما علمتم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إن اليت ليعذب‬
‫ببكاء الي " ‪ .‬وعن أب موسى قال ‪ :‬لا أصيب عمر جعل صهيب يقول ‪ :‬واأخاه ‪ ،‬فقال‬
‫له عمر ‪ :‬يا صهيب أما علمت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إن اليت‬
‫ليعذب ببكاء الي " وعن الغية بن شعبة قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول ‪ " :‬من نيح عليه فإنه يعذب با نيح عليه " روى هذه الحاديث البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫ومعن الديث ‪ ،‬أن اليت يتأل ويسوءه نوح أهله عليه ‪ ،‬فإنه يسمع بكاءهم وتعرض‬
‫أعمالم عليه ‪ ،‬وليس معن الديث أنه يعذب ويعاقب بسبب بكاء أهله عليه ‪ ،‬فإنه لتزر‬
‫وازرة وزر أخرى ‪ .‬فقد روى ابن جرير عن أب هريرة قال ‪ :‬إن أعمالكم تعرض على‬
‫أقربائكم من موتاكم فإن رأوا خيا فرحوا به ‪ .‬وإذا رأوا شرا كرهوا ‪ .‬وروى أحد‬
‫والترمذي عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إن أعمالكم تعرض على‬
‫أقاربكم وعشائركم من الموات ‪ ،‬فإن كان خيا استبشروا به ‪ ،‬وإن كان غي ذلك قالوا‬
‫‪ :‬اللهم ل تتهم حت تديهم كما هديتنا ‪ " .‬وعن النعمان بن بشي قال ‪ :‬أغمي على عبد‬
‫ال بن رواحة ‪ ،‬فجعلت أخته عمرة تبكي ‪ :‬واحبله ‪ ،‬واكذا ‪ ،‬واكذا ‪ ،‬تعدد عليه فقال‬
‫حي أفاق ‪ :‬ما قلت شيئا إل قيل ل ‪ :‬أأنت كذلك ‪ .‬رواه البخاري ‪ .‬النياحة النياحة‬
‫مأخوذة من النوح ‪ ،‬وهو رفع الصوت بالبكاء ‪ .‬وقد جاءت الحاديث مصرخة‬
‫بتحريها ‪ ،‬فعن أب مالك الشعري ‪ :‬أن النب صلى ال عليه ‪ /‬صفحة ‪ / 507‬وسلم قال‬
‫‪ " :‬أربع ف أمت من أمر الاهلية ل يتركونن ‪ :‬الفخر ف‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 507‬‬
‫الحساب ( ‪ ، ) 1‬والطعن ف النساب ‪ ،‬والستسقاء بالنجوم ‪ ،‬والنياحة " وقال ‪" :‬‬
‫النائحة إذا ل تتب قبل موتا تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ‪ ،‬ودرع من جرب‬
‫( ‪ " ) 2‬رواه أحد ومسلم ‪ .‬وعن أم عطية قالت ‪ :‬أخذ علينا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أن لننوح ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪ .‬وروى البزار بسند رواته ثقات أن رسول ال‬

‫‪410‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬صوتان ملعونان ف الدنيا والخرة ‪ :‬مزمار عند نعمة ‪ ،‬وزنة‬
‫عند مصيبة " وف الصحيحي عن أب موسى أنه قال ‪ " :‬أنا برئ من برئ منه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم برئ من الصالقة ‪ ،‬والالقة‬
‫والشاقة ( ‪ . " ) 3‬وروى أحد عن أنس قال ‪ :‬أخذ النب صلى ال عليه وسلم على النساء‬
‫حي بايعهن ‪ ،‬أن ل ينحن ‪ ،‬فقلن ‪ :‬يا رسول ال إن نساء أسعدننا ف الاهلية ‪.‬‬
‫افنسعدهن ف السلم ؟ فقال ‪ " :‬ل إسعاد ( ‪ ) 4‬ف السلم " ‪ .‬الحداد على اليت‬
‫يوز للمرأة أن تد ( ‪ ) 5‬على قريبها اليت ثلثة أيام ما ل ينعها زوجها ‪ ،‬ويرم عليها‬
‫أن تد عليه فوق ذلك ‪ ،‬إل إذا كان اليت زوجها ‪ ،‬فيجب عليها أن تد عليه مدة العدة‬
‫‪ .‬وهي أربعة أشهر وعشر ‪ .‬لا رواه الماعة إل الترمذي عن أم عطية ‪ ،‬أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬لتد امرأة على ميت فوق ثلث إل على زوج فإنا تد عليه أربعة‬
‫أشهر وعشرا ‪ .‬ول تلبس ثوبا مصبوغا ‪ ،‬إل ثوب عصب ( ‪ ، ) 6‬ول تكتحل ‪ ،‬ول تس‬
‫طيبا ‪ ،‬ول تتضب ‪ ،‬ول تتشط ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الفخر ف الحساب ‪ :‬التعاظم بناقب‬
‫الباء ‪ " .‬الطعن ف النساب " نسبة الرجل الرء لغي أبيه ‪ " .‬الستسقاء بالنجوم " ‪:‬‬
‫اعتقاد أنا الؤثرة ف نزول الطر ‪ ) 2 ( .‬السربال ‪ :‬القميص ‪ .‬والرب ‪ :‬تقرح اللد ‪،‬‬
‫والقطران ‪ :‬يقوي شعلة النار ‪ ،‬فيكون عذاب النائحة بالنار بسبب هذين القميصي أشد‬
‫عذاب ‪ ) 3 ( .‬الصالقة ‪ :‬الت ترفع صوتا بالندب والنياحة ‪ -‬الالقة ‪ :‬الت تلق رأسها‬
‫عند الصيبة ‪ -‬الشاقة ‪ :‬أي الت تشق ‪ ) 4 ( .‬السعاد ‪ :‬الساعدة ف النياحة ‪ ) 5 ( .‬تد‬
‫‪ :‬من باب نصر وضرب ‪ ) 6 ( .‬عصب ‪ :‬برود يانية ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 508‬إل إذا‬
‫ظهرت ‪ ،‬تس نبذة من قسط ‪ ،‬أو اظفار ( ‪ . " ) 1‬والحداد ترك ما تتزين به الرأة من‬
‫اللي والكحل والرير والطيب والضاب ‪ .‬وإنا وجب على الزوجة ذلك مدة العدة ‪،‬‬
‫من أجل الوفاء للزوج ‪ ،‬ومراعاة لقه ‪ .‬استحباب صنع الطعام لهل اليت عن عبد ال بن‬
‫جعفر قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬اصنعوا لل جعفر طعاما ‪ ،‬فإنه قد‬
‫أتاهم أمر يشغلهم " رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي ‪ .‬وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪.‬‬
‫واستحب الشارع هذا العمل ‪ ،‬لنه من الب والتقرب إل الهل واليان ‪ .‬قال الشافعي ‪:‬‬
‫وأحب لقرابة اليت أن يعملوا لهل اليت ف يومهم وليلتهم طعاما يشبعهم ‪ ،‬فإنه سنة‬

‫‪411‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وفعل أهل الي ‪ .‬واستحب العلماء اللاح عليهم ليأكلوا ‪ ،‬لئل يضعفوا بتركه استحياء‬
‫أو لفرط جزع ‪ .‬وقالوا ‪ :‬ل يوز اتاذ الطعام للنساء إذا كن ينحن لنه إعانة لن على‬
‫معصية ‪ .‬واتفق الئمة على كراهة صنع أهل اليت طعاما للناس يتمعون عليه ‪ ،‬لا ف‬
‫ذلك من زيادة الصيبة عليهم وشغل لم إل شغلهم وتشبها بصنع أهل الاهلية لديث‬
‫جرير قال ‪ :‬كنا نعد الجتماع إل أهل اليت ‪ ،‬وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إل التحري ‪ .‬قال ابن قدامه ‪ :‬فإن دعت الاجة إل ذلك جاز ‪ ،‬فإنه‬
‫ربا جاءهم من يضر ميتهم من القرى والماكن البعيدة ‪ .‬ويبيت عندهم ‪ ،‬ول يكنهم إل‬
‫أن يضيفوه " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬القسط والظفار ‪ :‬نوعان من العود الذي يتطيب به ‪ .‬و‬
‫" النبذة " القطعة ‪ :‬أي يوز لا وضع الطيب عند الغسل من اليض لزالة الرائحة‬
‫الكريهة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 509‬جواز اعداد الكفن والقب قبل الوت قال البخاري ‪:‬‬
‫باب من استعد الكفن ف زمن النب صلى ال عليه وسلم فلم ينكر عليه ‪ ،‬وروى عن سهل‬
‫رضي ال عنه أن امرأة جاءت النب صلى ال عليه وسلم ببدة منسوجة ‪ ،‬فيها حاشيتها (‬
‫‪ ) 1‬أتدرون ما البدة ( ‪ ) 2‬؟ قالوا ‪ :‬الشملة ‪ .‬قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قالت ‪ :‬نسجتها بيدي ‪،‬‬
‫فجئت لكسوها ‪ ،‬فأخذها النب صلى ال عليه وسلم متاجا إليها فخرج إلينا ‪ ،‬وإنا إزارة‬
‫‪ ،‬فحسنها فلن فقال ‪ :‬اكسنيها ‪ .‬ما أحسنها ‪ .‬قال القوم ‪ :‬ما أحسنت ‪ ،‬لبسها النب‬
‫صلى ال عليه وسلم متاجا إليها ‪ ،‬ث سألته ‪ ،‬وعلمت أنه ليرد ‪ ،‬قال ‪ :‬إن وال ما سألته‬
‫للبسها ‪ ،‬إنا سألته لتكون كفن ‪ ،‬قال سهل فكانت كفنه ‪ .‬قال الافظ معلقا على‬
‫الترجة ‪ :‬وإنا قيد " أي البخاري " الترجة بذلك ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 509‬‬
‫أي بقوله ‪ " :‬فلم ينكر ليشي إل أن النكار وقع من الصحابة ‪ ،‬كان على الصحاب ف‬
‫طلب البدة ‪ ،‬فلما أخبهم بعذره ل ينكروا ذلك عليه ‪ ،‬فيستفاد منه جواز تصيل ما لبد‬
‫منه للميت من كفن ونوه ف حال حياته ‪ ،‬وهل يلتحق بذلك حفر القب ؟ ث قال ‪ :‬قال‬
‫ابن بطال ‪ :‬فيه جواز إعداد الشئ قبل وقت الاجة إليه ‪ .‬قال ‪ :‬وقد حفر جاعة من‬
‫الصالي قبورهم قبل الوت ‪ ،‬وتعقبه الزين بن الني ‪ :‬بأن ذلك ل يقع من أحد من‬

‫‪412‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصحابة ‪ ،‬قال ‪ :‬ولو كان مستحبا لكثر فيهم ‪ .‬وقال العين ‪ :‬ل يلزم من عدم وقوعه من‬
‫أحد من الصحابة عدم جوازه ‪ .‬لن ما رأه السلمون حسنا فهو عند ال حسن ‪ ،‬ولسيما‬
‫إذا فعله قوم من العلماء الخيار ‪ .‬قال أحد ‪ :‬ل بأس أن يشتري الرجل موضع قبه ‪،‬‬
‫ويوصي أن يدفن فيه ‪ .‬وروي عن عثمان وعائشة وعمر بن عبد العزيز رضيا ل عنهم أنم‬
‫فعلوا ذلك ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬حاشيتا الثوب ‪ :‬ناحيتاه اللتان ف طرفهما الدب ‪) 2 ( .‬‬
‫مقول سهل ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 510‬استحباب طلب الوت ف أحد الرمي يستحب‬
‫طلب الوت ف أحد الرمي ‪ :‬الرم الكي ‪ ،‬والرم الدن ‪ ،‬لا رواه البخاري عن حفصة‬
‫رضي ال عنها أن عمر رضي ال عنه قال ‪ :‬اللهم ارزقن شهادة ف سبيلك واجعل موت‬
‫ف بلد رسولك صلى ال عليه وسلم ‪ .‬فقلت ‪ :‬أن هذا ؟ فقال ‪ :‬يأتين به ال إن شاء ال‬
‫‪ .‬وروى الطبان عن جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من مات ف أحد الرمي‬
‫بعث آمنا يوم القيامة " وفيه موسى بن عبد الرحن ‪ ،‬ذكره ابن حبان ف الثقات وعبد ال‬
‫ابن الؤمل ضعفه أحد ووثقه ابن حبان ‪ .‬موت الفجأة ( ‪ ) 1‬روى أبو داود عن عبيد بن‬
‫خالد السلمي ‪ -‬رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ‪ -‬قال مرة عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬ث قال مرة ‪ :‬عن عبيد ‪ .‬قال ‪ " :‬موت الفجأة أخذة آسف ( ‪. " ) 2‬‬
‫وقد روي هذا الديث من حديث عبد ال بن مسعود وأنس بن مالك وأب هريرة وعائشة‬
‫‪ ،‬وف كل منها مقال ‪ .‬وقال الزدي ‪ :‬ولذا الديث طرق ‪ ،‬وليس فيها صحيح عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وحديث عبيد هذا الذي أخرجه أبوداود ‪ ،‬رجال إسناده ثقات ‪.‬‬
‫والوقف فيه ل يؤثر ‪ ،‬فإن مثله ل يؤخذ بالرأي ‪ ،‬فكيف وقد أسنده الراوي مرة ‪ .‬ثواب‬
‫من مات له ولد ‪ - 1‬روى البخاري عن أنس عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫مامن الناس من مسلم يتوف له ثلثة ل يبلغوا النث ( ‪ ) 3‬إل أدخله ال النة بفضل‬
‫رحته إياهم " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي الوت بغتة ‪ ) 2 ( .‬آسف ‪ :‬غضبان وإنا كان‬
‫موت الفجأة يكرهه الناس لنه يفوت ثواب الرض الذي يكفر الذنوب والستعداد بالتوبة‬
‫والعمل الصال ‪ ) 3 ( .‬النث ‪ :‬الث ‪ :‬أي ل يبلغوا سن التكليف فيكتب عليهم الث ‪( .‬‬
‫‪ / ) .‬صفحة ‪ - 2 / 511‬وروى البخاري ومسلم عن أب سعيد الدري رضي ال عنه‬
‫أن النساء قلن للنب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬اجعل لنا يوما ‪ .‬فوعظهن وقال ‪ " :‬أيا امرأة‬

‫‪413‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مات لا ثلثة من الولد كانوا لا حجابا من النار " ‪ ،‬قالت امرأة ‪ :‬واثنان قال ‪ " :‬واثنان "‬
‫‪ .‬أعمار هذه المة روى الترمذي عن أب هريرة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫أعمار أمت ما بي الستي إل السبعي ( ‪ ) 1‬وأقلهم من يوز ( ‪ ) 2‬ذلك " ‪ .‬الوت راحة‬
‫روى البخاري ومسلم عن أب قتادة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر‬
‫عليه بنازة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬مستريح ومستراح منه ( ‪ ، " ) 3‬فقالوا ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬ما‬
‫الستريح وما الستراح منه ؟ فقال ‪ " :‬العبد الؤمن يستريح من نصب ( ‪ ) 4‬الدنيا ‪،‬‬
‫والعبد الفاجر يستريح منه العباد ( ‪ ) 5‬والبلد والشجر والدواب " ‪ .‬تهيز اليت يب‬
‫تهيز اليت فيغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن ‪ ،‬وتفصيل ذلك فيما يلي ‪ :‬غسل اليت‬
‫يرى جهور العلماء أن غسل اليت السلم فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن جيع‬
‫الكلفي ‪ ،‬لمر رسول ال صلى ال عليه وسلم به ‪ ،‬ولحافظة السلمي عليه ‪ ( .‬هامش )‬
‫( ‪ ) 1‬السبعي ‪ :‬أي السبعي سنة ‪ ) 2 ( .‬يوز ‪ :‬أي يتجاوز ‪ ) 3 ( .‬أي هذا البيت إما‬
‫مستريح وإما مستراح منه ‪ ) 4 ( .‬نصب الدنيا ‪ :‬تعبها ‪ ) 5 ( .‬من أذاه ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ ) 2 ( / 512‬من يب غسله ومن ل يب ‪ :‬يب غسل اليت السلم الذي ل يقتل ف‬
‫معركة بأيدي الكفار ‪ ) 3 ( .‬غسل بعض اليت ‪ :‬واختلف الفقهاء ف غسل بعض اليت‬
‫السلم ‪ .‬فذهب الشافعي وأحد وابن حزم إل أنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ‪ ،‬وقال‬
‫الشافعي ‪ :‬بلغنا أن طائرا ألقى يدا بكة ف وقعة المل ( ‪ ، ) 1‬فعرفوها بالات ‪ ،‬فغسلوها‬
‫وصلوا عليها ‪ ،‬وكان ذلك بحضر من الصحابة ‪ .‬وقال أحد ‪ :‬صلى أبو أيوب على رجل‬
‫‪ ،‬وصلى عمر على عظام ‪ .‬وقال ابن حزم ‪ :‬ويصلى على ما وجد من اليت السلم ‪،‬‬
‫ويغسل ويكفن إل أن يكون من شهيد ‪ .‬قال ‪ :‬وينوى بالصلة على ما وجد منه ‪ ،‬الصلة‬
‫على جيعه ‪ :‬جسده وروحه ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 512‬‬
‫وقال أبو حنيفة ومالك ‪ :‬إن وجد أكثر من نصفه غسل وصلي عليه ‪ ،‬وإل فل غسل ول‬
‫صلة ‪ ) 4 ( .‬الشهيد ل يغسل ‪ :‬الشهيد الذي قتل بأيدي الكفرة ف العركة ل يغسل‬
‫ولو كان جنبا ( ‪ ، ) 2‬ويكفن ف ثيابه الصالة للكفن ‪ ،‬ويكمل ما نقص منها ‪ ،‬وينقص‬

‫‪414‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫منها ما زاد على كفن السنة ‪ ،‬ويدفن ف دمائه ‪ ،‬ول يغسل شئ منها ‪ .‬روى أحد ‪ :‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تغسلوهم فإن كل جرح ‪ ،‬أو كل دم يفوح‬
‫مسكا يوم القيامة " ‪ ،‬وأمر صلوات ال وسلمه عليه بدفن شهداء أحد ف دمائهم ول‬
‫يغسلوا ول يصل عليهم ‪ .‬قال الشافعي ‪ :‬لعل ترك الغسل والصلة لن يلقوا ال بكلومهم‬
‫( ‪ ) 3‬لا جاء أن ريح دمهم ريح السك ‪ ،‬واستغنوا بإكرام ال لم عن الصلة عليهم ‪،‬‬
‫مع التخفيف على من بقي من السلمي ‪ ،‬لا يكون فيمن قاتل من جراحات وخوف‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬كانت عبد الرحن بن عتاب بن أسيد ‪ ) 2 ( .‬الشهيد النب ‪ :‬ل‬
‫يغسل عند الالكية والصح من مذهب الشافعية ‪ .‬ورأي ممد وأب يوسف ‪ ،‬ويشهد‬
‫لذا ‪ ،‬أن حنظلة استشهد جنبا فلم يغسله النب صلى ال عليه وسلم ‪ " ) 3 ( .‬كلومهم "‬
‫جروحهم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 513‬عبودة العدو ‪ ،‬رجاء طلبهم وههم بأهلهم ‪ ،‬وهم‬
‫أهلهم بم ‪ .‬وقيل ‪ :‬الكمة ف ترك الصلة عليهم ‪ :‬أن الصلة على اليت ‪ ،‬والشهيد حي‬
‫‪ ،‬أو أن الصلة شفاعة ‪ ،‬والشهداء ف غن عنها لنم يشفعون لغيهم ‪ ) 5 ( .‬الشهداء‬
‫الذين يغسلون ويصلى عليهم ‪ :‬أما القتلى الذين ل يقتلوا ف العركة بأيدي الكفار ‪ ،‬فقد‬
‫أطلق الشارع عليهم لفظ الشهداء ‪ ،‬وهؤلء يغسلون ‪ ،‬ويصلى عليهم ‪ ،‬فقد غسل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم من مات منهم ف حياته ‪ .‬وغسل السلمون بعده عمر وعثمان‬
‫وعليا ‪ ،‬وهم جيعا شهداء ‪ ،‬ونن نذكر هؤلء الشهداء فيما يلي ‪ - 1 :‬عن جابر بن‬
‫عتيك أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬الشهادة سبع سوى القتل ف سبيل ال ‪:‬‬
‫الطعون ( ‪ ) 1‬شهيد ‪ ،‬والغرق ( ‪ ) 2‬شهيد ‪ ،‬وصاحب ذات النب ( ‪ ) 3‬شهيد ‪،‬‬
‫والبطون ( ‪ ) 4‬شهيد ‪ ،‬وصاحب الرق شهيد ‪ ،‬والذي يوت تت الدم شهيد ‪ ،‬والرأة‬
‫توت بمع ( ‪ ) 5‬شهيدة " ‪ .‬رواه أحد وأبو داود والنسائي بسند صحيح ‪ - 2 .‬وعن‬
‫أب هريرة ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ما تعدون الشهيد فيكم ؟ " قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول ال من قتل ف سبيل ال فهو شهيد ‪ .‬قال ‪ " :‬إن شهداء أمت إذا لقليل " ‪ ،‬قالوا ‪:‬‬
‫فمن هم يا رسول ال ؟ قال ‪ " :‬من قتل ف سبيل ال فهو شهيد ‪ ،‬ومن مات ف سبيل ال‬
‫( ‪ ) 6‬فهو شهيد ‪ ،‬ومن مات ف الطاعون فهو شهيد ‪ ،‬ومن مات ف البطن فهو شهيد ‪،‬‬
‫والغريق شهيد " ‪ .‬رواه مسلم ‪ - 3 .‬وعن سعيد بن زيد ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم‬

‫‪415‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ‪ " :‬من قتل دون ماله فهو شهيد ‪ ،‬ومن قتل دون دمه فهو شهيد ‪ ،‬ومن قتل دون دينه‬
‫فهو شهيد ‪ ،‬ومن قتل دون أهله فهو شهيد " ‪ .‬رواه أحد والترمذي وصححه ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬الطعون ‪ :‬من مات بالطاعون ( ‪ ) 2‬الغرق ‪ :‬الغريق ‪ ) 3 ( .‬ذات‬
‫النب ‪ :‬القروح تصيب النسان داخل جنبه وتنشأ عنها المى والسعال ‪ ) 4 ( .‬البطون‬
‫‪ :‬من مات بوت البطن ‪ ) 5 ( .‬بمع ‪ :‬أي الت توت عند الولدة ( ‪ ) 6‬ف سبيل ال ‪:‬‬
‫أي ف طاعة ال ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ ) 6 ( / 514‬الكافر ل يغسل ‪ :‬ول يب على السلم‬
‫أن يغسل الكافر ‪ ،‬وجوزه بعضهم ‪ .‬وعند الالكية والنابلة ‪ :‬أنه ليس للمسلم أن يغسل‬
‫قريبه الكافر ول يكفنه ‪ ،‬ول يدفنه ‪ ،‬إل أن ياف عليه الضياع فيجب عليه أن يواريه ‪ ،‬لا‬
‫رواه أحد وأبو داود والنسائي والبيهقي ‪ ،‬أن عليا رضي ال عنه قال ‪ :‬قلت للنب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬إن عمك الشيخ الضال قد مات ‪ .‬قال ‪ " :‬اذهب فوار أباك ‪ ،‬ول تدثن‬
‫شيئا حت تأتين " ‪ .‬قال ‪ :‬فذهبت ‪ ،‬فواريته ‪ ،‬وجئته ‪ ،‬فأمرن فاغتسلت فدعا ل ‪ .‬قال‬
‫ابن النذر ‪ :‬ليس ف غسل اليت سنة تتبع ‪ .‬صفة الغسل الواجب ف غسل اليت أن يعمم‬
‫بدنه بالاء مرة واحدة ولو كان جنبا أو حائضا ‪ ،‬والستحب ف ذلك أن يوضع اليت فوق‬
‫مكان مرتفع ويرد من ثيابه ( ‪ ) 1‬ويوضع عليه ساتر يستر عورته ما ل يكن صبيا ‪ ،‬ول‬
‫يضر عند غسله إل من تدعوا الاجة إل حضوره ‪ .‬وينبغي أن يكون الغاسل ثقة أمينا‬
‫صالا ‪ ،‬لينشر ما يراه من الي ‪ ،‬ويستر ما يظهر له من الشر ‪ .‬فعند ابن ماجه ‪ :‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ليغسل موتاكم الأمونون " ‪ .‬وتب النية عليه ‪،‬‬
‫لنه هو الخاطب بالغسل ‪ ،‬ث يبدأ فيعصر بطن اليت عصرا رفيقا ‪ ،‬لخراج ما عسى أن‬
‫يكون با ‪ ،‬ويزيل ما على بدنه من ناسة ‪ ،‬على أن يلف على يده خرقة يسح با عورته‬
‫فإن لس العورة حرام ‪ ،‬ث يوضئه وضوء الصلة لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫ابدأن بيامنها ومواضع الوضوء منها " ولتجديد سة الؤمني ف ظهور أثر الغرة‬
‫والتحجيل ‪ ،‬ث يغسله ثلثا بالاء والصابون ‪ ،‬أو الاء القراح ‪ ،‬مبتدئا باليمي ‪ ،‬فإن رأى‬
‫الزيادة على الثلث بعدم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 514‬‬

‫‪416‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حصول النقاء با أولشئ آخر غسله خسا ‪ ،‬أو سبعا ‪ ،‬ففي الصحيح ‪ ( :‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫رأى الشافعي أن يغسل ف قميصه أفضل إذا كان رقيقا لينع وصول الاء إل البدن لن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم غسل ف قميصه ‪ .‬والظهر أن هذا خاص به صلوات ال‬
‫وسلمه عليه فان تريد اليت فيما عدا العورة كان مشهورا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 515‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬اغسلنها وترا ‪ :‬ثلثا أو خسا أو سبعا ‪ ،‬أو أكثر‬
‫من ذلك إن رأيت ( ‪ . " ) 1‬قال ابن النذر ‪ :‬إنا فرض الرأي اليهن بالشرط الذكور وهو‬
‫اليثار ‪ ،‬فإذا كان اليت امرأة ندب نقض شعرها وغسل وأعيد تضفيه وأرسل خلفها ‪،‬‬
‫ففي حديث أم عطية ‪ :‬أنن جعلن رأس ابنة النب صلى ال عليه وسلم ثلثة قرون ‪ .‬قلت‬
‫‪ :‬نقضنه وجعلنه ثلثة قرون ( ‪ ) 2‬قالت ‪ :‬نعم ‪ .‬وعند مسلم ‪ :‬فضفرنا شعرها ثلثة‬
‫قرون ‪ :‬قرنيها وناصيتها ‪ .‬وف صحيح ابن حبان المر بتضفيها من قوله صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬واجعلن لا ثلثة قرون " ‪ .‬فإذا فرغ من غسل اليت جفف بدنه بثوب نظيف ‪،‬‬
‫لئل تبتل أكفانه ‪ ،‬ووضع عليه الطيب ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إذا أجرت‬
‫( ‪ ) 3‬اليت فأوتروا " ‪ .‬رواه البيهقي والاكم وابن حبان وصححاه ‪ .‬وقال أبو وائل ‪:‬‬
‫كان عند علي رضي ال عنه مسك ‪ ،‬فأوصى أن ينط به ‪ ،‬وقال ‪ :‬هو فضل حنوط‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وجهور العلماء على كراهة تقليم أظفار اليت وأخذ‬
‫شئ من شعر شاربه ‪ ،‬أو إبطه أو عانته ‪ ،‬وجوز لك ابن حزم ‪ .‬واتفقوا فيما إذا خرج من‬
‫بطنه حدث بعد الغسل وقبل التكفي ‪ ،‬على أنه يب غسل ما أصابه من ناسة ‪،‬‬
‫واختلفوا ف إعادة طهارته فقيل ‪ :‬ل يب ( ‪ . ) 4‬وقيل ‪ :‬يب الوضوء ‪ .‬وقيل ‪ :‬يب‬
‫إعادة الغسل ‪ .‬والصل الذي بن عليه العلماء أكثر اجتهادهم ف كيفية الغسل ما رواه‬
‫الماعة عن أم عطية ‪ ،‬قالت ‪ " :‬دخل علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم حي توفيت‬
‫ابنته فقال ‪ :‬اغسلنها ثلثا ‪ ،‬أو خسا ‪ ،‬أو أكثر من ذلك ‪ -‬إن رأيت ‪ -‬باء وسدر‬
‫واجعلن ف الخية كافورا ‪ ،‬أو شيئا من كافور ‪ ،‬فإذا ( هامش ) ( ‪ ) 1‬قال ابن عبد الب‬
‫‪ :‬ل أعلم أحدا قال بجاوزة السبع ‪ ،‬وكره الجاوزة أحد وابن النذر ‪ ) 2 ( .‬قرون ‪ :‬أي‬
‫ضفائر ‪ ) 3 ( .‬أجرت ‪ :‬برت ‪ ) 4 ( .‬هذا مذهب الحناف والشافعية ومالك ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 516‬فرغت فآذنن ( ‪ " ) 1‬فلما فرغن آذناه ‪ ،‬فأعطانا حقوه فقال ‪ " :‬أشعرنا‬

‫‪417‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( ‪ ) 2‬إياه " ‪ .‬يعن إزاره ‪ .‬وحكمة وضع الكافور ما ذكره العلماء من كونه طيب‬
‫الرائحة ‪ ،‬وذلك وقت تضر فيه اللئكة ‪ .‬وفيه أيضا تبيد ‪ ،‬وقوة نفود ‪ ،‬وخاصة ف‬
‫تصلب بدن اليت ‪ ،‬وطرد الوام عنه ومنع إسراع الفساد إليه ‪ ،‬وإذا عدم قام غيه مقامه‬
‫ما فيه هذه الواص أو بعضها ‪ .‬التيمم للميت عند العجز عن الاء ان عدم الاء يم اليت ‪،‬‬
‫لقوله تعال ‪ ( :‬فإن ل تدوا ماء فتيمموا ) ‪ ،‬ولقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫جعلت ل الرض مسجدا وطهورا " ‪ .‬وكذلك لو كان السم بيث لو غسل لتهرى ‪.‬‬
‫وكذلك الرأة توت بي الرجال الجانب عنها ‪ ،‬والرجل يوت بي النساء الجنبيات عنه‬
‫‪ .‬روى أبو داود ف مراسيله والبيهقي عن مكحول أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫إذا ماتت الرأة مع الرجال ‪ ،‬ليس معهم امرأة غيها ‪ ،‬والرجل مع النساء ‪ ،‬ليس معهن‬
‫رجل غيه ‪ ،‬فإنما ييممان ويدفنان ‪ ،‬وها بنلة من ل يد الاء " ‪ .‬وييمم الرأة ذو رحم‬
‫مرم منها بيده ‪ ،‬فإن ل يوجد يمها أجنب برقة يلفها على يده ‪ .‬هذا مذهب أب حنيفة‬
‫وأحد ‪ ،‬وعند مالك والشافعي ‪ :‬إن كان بي الرجال ذو رحم مرم منها غسلها ‪ ،‬لنا‬
‫كالرجل بالنسبة إليه ف العورة واللوة ‪ .‬قال ف الروي عن المام مالك ‪ :‬إنه سع أهل‬
‫العلم يقولون ‪ :‬إذا ماتت الرأة وليس معها نساء يغسلنها ول من ذوي الحرم أحد يلي‬
‫ذلك منها ‪ ،‬ول زوج يلي ذلك ‪ ،‬يمت ‪ ،‬يسح بوجهها وكفيها من الصعيد ‪ ( .‬هامش )‬
‫( ‪ ) 1‬آذنن ‪ :‬أي أخبنن ‪ ) 2 ( .‬أشعرنا ‪ :‬اجعلنه شعارا " والشعار " الثوب الذي يلي‬
‫السد ‪ " .‬والقو " الزار ‪ .‬وهوف الصل ‪ :‬معقد الزار ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 517‬قال‬
‫‪ :‬وإذا هلك الرجل ‪ ،‬وليس معه أحد إل نساء يمنه أيضا ( ‪ . ) 1‬غسل أحد الزوجي‬
‫الخر اتفق الفقهاء على جواز غسل الرأة زوجها ‪ ،‬قالت عائشة ‪ :‬لو استقبلت من أمري‬
‫ما استدبرت ما غسل النب صلى ال عليه وسلم إل نساؤه ‪ .‬رواه أحد وأبو داود والاكم‬
‫وصححه ‪ .‬واختلفوا ف جواز غسل الزوج امرأته فأجازه المهور ‪ .‬لا روي من غسل‬
‫علي فاطمة رضي ال عنها ‪ .‬رواه الدارقطن والبيهقي ‪ ،‬ولقول رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم لعائشة رضي ال عنها ‪ " :‬لو مت قبلي لغسلتك وكفنتك " ‪ .‬رواه ابن ماجه ‪.‬‬
‫وقال الحناف ‪ :‬ل يوز للزوج غسل زوجته ‪ ،‬فإن ل يكن إل الزوج يمها ‪ ،‬والحاديث‬
‫حجة عليهم ‪.‬‬

‫‪418‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 517‬‬
‫غسل الرأة الصب قال ابن النذر ‪ :‬أجع كل من يفظ عنه من أهل العلم على أن الرأة‬
‫تغسل الصب الصغي ‪ .‬الكفن ( ‪ ) 1‬حكمه ‪ :‬تكفي اليت با يستره ولو كان ثوبا واحدا‬
‫فرض كفاية ‪ .‬روى البخاري عن خباب رضي ال عنه قال ‪ :‬هاجرنا مع رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬نلتمس وجه ال ‪ ،‬فوقع أجرنا على ال ‪ ،‬فمنا من مات ل يأكل من أجره‬
‫شيئا ‪ ،‬منهم مصعب بن عمي ‪ ،‬قتل يوم أحد ‪ ،‬فلم ند ما نكفنه إلبردة ‪ ،‬إذا ( هامش )‬
‫( ‪ ) 1‬يرى ابن حزم أنه إذا مات رجل بي نساء لرجل معهن ‪ ،‬أو امرأة بي رجال ل‬
‫نساء معهم غسل النساء الرجل وغسل الرجال الرأة على ثوب كثيف ‪ .‬يصب الء على‬
‫جيع السد دون مباشرة اليد ‪ ،‬ول يوز أن يعوض التيمم عن الغسل عند فقد الاء ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 518‬غطينا با رأسه خرجت رجله ‪ ،‬وإذا غطينا رجليه خرج رأسه ‪،‬‬
‫فأمرنا النب صلى ال عليه وسلم أن نغطي رأسه وأن نعل على رجليه من الذخر ( ‪. ) 1‬‬
‫( ‪ ) 2‬ما يستحب فيه ‪ :‬يستحب ف الكفن ما يأت ‪ - 1 :‬أن يكون حسنا ‪ ،‬نظيفا ‪،‬‬
‫ساترا للبدن ‪ .‬لا رواه ابن ماجة والترمذي وحسنه عن أب قتادة أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬إذا ول أحدكم أخاه فليحسن كفنه " ‪ - 2 .‬وأن يكون أبيض ‪ ،‬لا رواه‬
‫أحد وأبو داود والترمذي وصححه عن ابن عباس ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫البسوا من ثيابكم البيض فإنا من خي ثيابكم ‪ ،‬وكفنوا فيها موتاكم " ‪ - 3 .‬وأن يمر ‪،‬‬
‫ويبخر ‪ ،‬ويطيب ‪ ،‬لا رواه أحد والاكم وصححه عن جابر ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬إذا أجرت اليت فأجروه ثلثا " ‪ .‬وأوصى أبو سعيد وابن عمر وابن عباس‬
‫رضي ال عنهم ‪ :‬أن تمر أكفانم بالعود ‪ - 4 .‬أن يكون ثلث لفائف للرجل ‪ ،‬وخس‬
‫لفائف للمرأة ‪ ،‬لا رواه الماعة عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ :‬كفن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف ثلثة أثواب بيض سحولية جدد ليس فيها قميص ولعمامة ‪ .‬قال الترمذي ‪:‬‬
‫والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم وغيهم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وقال سفيان الثوري ‪ :‬يكفن الرجل ف ثلثة أثواب ‪ ،‬إن شئت ف قميص ولفافتي ‪،‬‬
‫وإن شئت ف ثلث لفائف ‪ .‬ويزئ ثوب واحد إن ل يدوا ثوبي ‪ .‬والثوبان يزيان ‪،‬‬

‫‪419‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والثلثة لن وجد أحب إليهم ‪ ،‬وهو قول الشافعي وأحد وإسحق ‪ .‬وقالوا ‪ :‬تكفن الرأة‬
‫ف خسة أثواب ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الذخر ‪ :‬حشيشة طيبة الرائحة ‪ ،‬تسقف با البيوت‬
‫فوق الشب ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 519‬وعن أم عطية أن النب صلى ال عليه وسلم ناولا‬
‫إزارا ‪ ،‬ودرعا ( ‪ ، ) 1‬وخارا ( ‪ ) 2‬وثوبي ( ‪ . ) 3‬وقال ابن النذر ‪ :‬أكثر من نفظ‬
‫عنه من أهل العلم يرى أن تكفن الرأة ف خسة أثواب ‪ ) 3 ( .‬تكفي الحرم ‪ :‬إذا مات‬
‫الحرم غسل كما يغسل غيه من ليس مرما وكفن ف ثياب إحرامه ‪ ،‬ول تغطى رأسه‬
‫ول يطيب لبقاء حكم الحرام ‪ ،‬لا رواه الماعة عن ابن عباس قال ‪ :‬بينما رجل واقف‬
‫مع رسول ال صلى ال عليه وسلم يعرفه إذ وقع عن راحلته فوقصته ( ‪ ) 4‬فذكر ذلك‬
‫للنب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬اغسلوه باء وسدر ‪ ،‬وكفنوه ف ثوبيه ( ‪ ، ) 5‬ول‬
‫تنطوه ( ‪ ) 6‬ول تمروا ( ‪ ) 7‬رأسه فإن ال تعال يبعثه يوم القيامة ملبيا " ‪ .‬وذهبت‬
‫النفية والالكية إل أن الحرم إذا مات انقطع إحرامه ‪ ،‬وبانقطاع إحرامه يكفن‬
‫كاللل ‪ ،‬فيخاط كفنه ويغطى رأسه ويطيب ‪ .‬وقالوا ‪ :‬إن قصة هذا الرجل واقعة عي ل‬
‫عموم لا فتختص به ‪ ،‬ولكن التعليل بأنه يبعث يوم القيامة ملبيا ظاهر أن هذا عام ف كل‬
‫مرم ‪ .‬والصل أن ما ثبت لحد الفراد من الحكام يثبت لغيه ‪ ،‬ما ل يقم دليل على‬
‫التخصيص ‪ ) 4 ( .‬كراهة الغالة ف الكفن ‪ :‬ينبغي أن يكون الكفن حسنا دون مغالة‬
‫ف ثنه ‪ ،‬أو أن يتكلف النسان ف ذلك ما ليس من عادته ‪ .‬قال الشافعي ‪ :‬إن عليا كرم‬
‫ال وجهه قال ‪ :‬لتغال ل ف كفن ‪ ،‬فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫" لتغالوا ف الكفن فإنه يسلب ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الدرع ‪ :‬القميص ‪ ) 2 ( .‬المار ‪:‬‬
‫غطاء الرأس ‪ ) 3 ( .‬تلف فيهما ‪ ) 4 ( .‬وقصته ‪ :‬أي دقت عنقه ‪ - ) 5 ( .‬ف ثوبيه ‪:‬‬
‫إزاره ورداءه ‪ ) 6 ( .‬تنطوه ‪ :‬تطيبوه بالنوط ‪ :‬وهو الطيب الذي يوضع اليت ‪) 7 ( .‬‬
‫تمروه ‪ :‬تستروه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 520‬سلبا سريعا " ‪ .‬رواه أبو داود وف إسناده أبو‬
‫مالك ‪ ،‬وفيه مقال ‪ :‬وعن حذيفة ‪ ،‬قال ‪ :‬لتغالوا ف الكفن ‪ ،‬اشتروا ل ثوبي نقيي ‪.‬‬
‫وقال أبو بكر ‪ :‬اغسلوا ثوب هذا وزيدوا عليه ثوبي فكفنون فيهم ‪ .‬قالت عائشة ‪ :‬إن‬
‫هذا خلق ( ‪ . ) 1‬قال ‪ :‬إن الي أول بالديد من اليت ‪ .‬إنا هو للمهلة ( ‪) 5 ( . ) 2‬‬
‫الكفن من الرير ‪ :‬ل يل للرجل أن يكفن ف الرير ويل للمرأة ‪ ،‬لقول رسول ال صلى‬

‫‪420‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال عليه وسلم ف الرير والذهب ‪ " :‬إنما حرام على ذكور ‪ ،‬أمت حل لناثها " ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 520‬‬
‫وكره كثي من أهل العلم للمرأة أن تكفن ف الرير لا فيه من السرف ‪ ،‬وإضاعة الال ‪،‬‬
‫والغالة النهي عنها ‪ ،‬وفرقوا بي كونه زينة لا ف حياتا ‪ ،‬وكونه كفنا لا بعد موتا ‪.‬‬
‫قال أحد ‪ :‬ل يعجبن أن تكفن الرأة ف شئ من الرير ‪ .‬وكره ذلك السن وابن البارك‬
‫وإسحق ‪ .‬قال ابن النذر ‪ :‬ول أحفظ عن غيهم خلفهم ‪ ) 6 ( .‬الكفن من رأس الال ‪:‬‬
‫إذا مات اليت وترك مال ‪ ،‬فتكفينه من ماله ‪ ،‬فإن ل يكن له مال فعلى من تلزمه نفقته ‪،‬‬
‫فإن ل يكن له من ينفق عليه ‪ ،‬فكفنه من بيت مال السلمي ‪ ،‬وإل فعلى السلمي أنفسهم‬
‫‪ .‬والرأة مثل الرجل ف ذلك ‪ .‬وقال ابن حزم ‪ :‬وكفن الرأة وحفر قبها من رأس مالا ‪،‬‬
‫ول يلزم ذلك زوجها ‪ ،‬لن أموال السلمي مظورة إل بنص قرآن أو سنة ‪ .‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام " ‪ ،‬وإنا أوجب ال تعال‬
‫على الزوج النفقة والكسوة والسكان ‪ ،‬ول يسمى ف اللغة الت خاطبنا ال تعال با‬
‫الكفن كسوة ‪ ،‬ول القب إسكانا ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬اللق ‪ :‬غي الديد ‪ " ) 2 ( .‬الهلة‬
‫" القيح السائل من اليت ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 521‬الصلة على اليت ( ‪ ) 1‬حكمها ‪:‬‬
‫من التفق عليه بي أئمة الفقه ‪ ،‬أن الصلة على اليت ‪ ،‬فرض كفاية ‪ ،‬لمر رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم با ‪ ،‬ولحافظة السلمي عليها ‪ .‬روى البخاري ومسلم عن أب هريرة‬
‫‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان يؤتى بالرجل التوف عليه الدين فيسأل هل ترك لدينه‬
‫فضل ؟ فإن حدث أنه ترك وفاء صلى ‪ ،‬وإل‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 521‬‬
‫‪ ،‬قال للمسلمي ‪ " :‬صلوا على صاحبكم " ‪ ) 2 ( .‬فضلها ‪ - 1 :‬روى الماعة عن أب‬
‫هريرة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من تبع جنازة وصلى عليها ‪ ،‬فله قياط (‬
‫‪ . ) 1‬ومن تبعها حت يفرغ منها فله قياطان ‪ ،‬أصغرها مثل أحد " أو ( ‪ " ) 2‬أحدها‬
‫مثل أحد " ‪ - 2 .‬وروى مسلم عن خباب رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬يا عبد ال بن عمر ‪،‬‬

‫‪421‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أل تسمع ما يقول أبو هريرة ؟ إنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬من‬
‫خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها ث تبعها حت تدفن كان له قياطان من أجر ‪ ،‬كل‬
‫قياط مثل أحد ‪ .‬ومن صلى عليها ث رجع ( ‪ ) 3‬كان له مثل أحد ‪ " .‬فأرسل ابن عمر‬
‫رضي ال عنهما خبابا إل عائشة يسألا عن قول أب هريرة ث يرجع إليه فيخبه ما قالت ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬قالت عائشة ‪ :‬صدق أبو هريرة فقال ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬لقد فرطنا ف‬
‫قراريط كثية ‪ ) 3 ( .‬شروطها ‪ :‬صلة النازة يتناولا لفظ الصلة ‪ ،‬فيشترط فيها‬
‫الشروط الت تفر ض ف سائر الصلوات الكتوبة من الطهارة القيقية والطهارة من الدث‬
‫الكب والصغر واستقبال القبلة وستر العورة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬القياط ‪ 1 / 16‬من‬
‫الدرهم ‪ .‬وقيل ف معناه ‪ :‬إن العمل يتجسم على قدر جرم البل الذكور تثقيل للميزان ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬أو ‪ :‬للشك ‪ ) 3 ( .‬ف هذا دليل على أنه ل استئذان عند النصراف من صاحب‬
‫النازة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 522‬روى مالك عن نافع ‪ :‬أن عبد ال بن عمر رضي ال‬
‫عنهما كان يقول ‪ :‬ل يصلي الرجل على النازة إل وهو طاهر ‪ .‬وتتلف عن سائر‬
‫الصلوات الفروضة ‪ ،‬ف أنه ل يشترط فيها الوقت ‪ ،‬بل تؤدى ف جيع الوقات مت‬
‫حضرت ‪ ،‬ولو ف أوقات النهي ( ‪ . ) 1‬عند الحناف والشافعية ‪ .‬وكره أحد وابن‬
‫البارك وإسحاق الصلة على النازة وقت الطلوع والستواء والغروب ‪ ،‬إل إن خيف‬
‫عليها التغي ‪ ) 4 ( .‬أركانا ‪ :‬صلة النازة لا أركان تتركب منها حقيقتها ولو ترك منها‬
‫ركن بطلت ووقعت غي معتد با شرعا ‪ ،‬نذكرها فيما يلي ‪ - 1 :‬النية لقول ال تعال ‪:‬‬
‫( وما أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له الدين ) وقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫إنا العمال بالنيات ‪ ،‬وإنا لكل امرئ ما نوى " ‪ .‬وتقدم حقيقة النية وأن ملها القلب‬
‫وأن التلفظ با غي مشروع ‪ - 2 .‬القيام للقادر عليه ‪ :‬وهو ركن عند جهور العلماء ‪،‬‬
‫فل تصح الصلة على اليت لن صلى عليه راكبا أو قاعدا من غي عذر ‪ .‬قال ف الغن ‪:‬‬
‫ل يوز أن يصلي على النائز وهو راكب لنه يفوت القيام الواجب ‪ ،‬وهذا قول أب‬
‫حنيفة والشافعي وأب ثور ‪ :‬ول أعلم فيه خلفا ‪ ،‬ويستحب أن يقبض بيمينه على شاله‬
‫أثناء القيام كما يفعل ف الصلة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ل ‪ .‬والول أول ‪ - 3 .‬التكبيات الربع ‪ .‬لا‬
‫رواه البخاري ومسلم عن جابر ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم صلى على النجاشي فكب‬

‫‪422‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أربعا ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النب صلى ال‬
‫عليه وسلم وغيهم يرون التكبي على النازة أربع تكبيات ‪ ،‬وهو قول سفيان ومالك‬
‫وابن البارك والشافعي وأحد وإسحاق ‪ .‬رفع اليدين عند التكبي ‪ :‬والسنة عدم رفع اليدين‬
‫ف صلة النازة ‪ ،‬إل ف أول تكبية فقط ‪ ،‬لنه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬يراجع " فقه السنة "‬
‫بصدد " أوقات النهي " ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 523‬ل يأت عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫أنه رفع ف شئ من تكبيات النازة إل ف أول تكبية فقط ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬بعد ذكر‬
‫اللف ومناقشة أدلة كل ‪ :‬والاصل أنه ل يثبت ف غي التكبية الول شئ يصلح‬
‫للحتجاج به عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وأفعال الصحابة وأقوالم لحجة فيها ‪،‬‬
‫فينبغي أن يقتصر على الرفع عند تكبية الحرام لنه ل يشرع ف غيها ‪ ،‬إل عند النتقال‬
‫من ركن إل ركن كما ف سائر الصلوات ‪ ،‬ول انتقال ف صلة النازة ‪ 4 .‬و ‪ - 5‬قراءة‬
‫الفاتة سرا والصلة والسلم على الرسول ( ‪ ، ) 1‬لا رواه الشافعي ف مسنده عن أب‬
‫أمامة بن سهل أنه أخبه رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم أن السنة ف الصلة‬
‫على النازة أن يكب المام ‪ ،‬ث يقرأ بفاتة الكتاب بعد التكبية الول سرا ف نفسه ‪ ،‬ث‬
‫يصلي على النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ويلص الدعاء ف النازة ف التكبيات ‪ ،‬ول يقرأ‬
‫ف شئ منهن ‪ ،‬ث يسلم سرا ف نفسه ( ‪ . ) 2‬قال ف الفتح ‪ :‬وإسناده صحيح ‪ .‬وروى‬
‫البخاري عن طلحة بن عبد ال قال ‪ :‬صليت مع ابن عباس على جنازة فقرأ بفاتة الكتاب‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬إنا من السنة ‪ .‬ورواه الترمذي وقال ‪ :‬والعمل على هذا عند بعض أهل العلم‬
‫من الصحابة وغيهم يتارون أن يقرأ بفاتة الكتاب بعد التكبية الول ‪ .‬وهو قول‬
‫الشافعي وأحد وإسحق ‪ .‬وقال بعضهم ‪ :‬ليقرأ ف الصلة على النازة ‪ ،‬إنا هو الثناء‬
‫على ال تعال ‪ ،‬والصلة على نبيه صلى‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 523‬‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬والدعاء للميت ‪ ،‬وهو قول الثوري وغيه من أهل الكوفة ‪ .‬ومن حجج‬
‫القائلي بفرضية القراءة ‪ :‬أن الرسول صلى ال عليه وسلم ساها صلة بقوله ‪ " :‬صلوا‬
‫على صاحبكم " ‪ ،‬وقال ‪ " :‬لصلة لن ليقرأ بأم القرآن " ‪ .‬صيغة الصلة والسلم على‬

‫‪423‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسول ال وموضعها ‪ :‬وتؤدى الصلة والسلم على رسول ال بأي صيغة ‪ ،‬ولو قال اللهم‬
‫صل ( هامش ) ( ‪ ) 1‬مذهب أب حنيفة ومالك أنا لا ركني وسيأت كلم الترمذي ف‬
‫ذلك ‪ ) 2 ( .‬رأي المهور أن القراءة والصلة على النب والدعاء والسلم يسن السرار‬
‫با إل بالنسبة للمام فانه يسن له الهر بالتكبي والتسليم للعلم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪524‬‬
‫‪ /‬على ممد ‪ ،‬لكفى ‪ .‬واتباع الأثور أفضل مثل ‪ :‬اللهم صل على ممد وعلى آل ممد‬
‫كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ‪ ،‬وبارك على ممد وعلى آل ممد كمال‬
‫باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ف العالي إنك حيد ميد ‪ .‬ويؤتى با بعد التكبية‬
‫الثانية كما هو الظاهر ‪ ،‬وإن ل يرد ما يدل على تعيي موضعها ‪ - 6 .‬الدعاء ‪ :‬وهو‬
‫ركن باتفاق الفقهاء ‪ ،‬لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إذا صليتم على اليت‬
‫فأخلصوا له الدعاء " ‪ .‬رواه أبو داود والبيهقي وابن حبان وصححه ‪ .‬ويتحقق بأي دعاء‬
‫مهما قل ‪ ،‬والستحب فيه أن يدعو بأية دعوة من الدعوات الأثورة التية ‪ - 1 :‬قال أبو‬
‫هريرة ‪ :‬دعا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الصلة على النازة فقال ‪ " :‬اللهم أنت‬
‫ربا ‪ ،‬وأنت خلقتها ‪ ،‬وأنت رزقتها ‪ ،‬وأنت هديتها للسلم ‪ ،‬وأنت قبضت روحها ‪،‬‬
‫وأنت أعلم بسرها وعلنيتها ‪ ،‬جئنا شفعاء له ‪ ،‬فاغفر له ذنبه " ‪ - 2 .‬وعن وائلة بن‬
‫السقع قال ‪ :‬صلى بنا النب صلى ال عليه وسلم على رجل من السلمي فسمعته يقول ‪:‬‬
‫" اللهم إن فلن بن فلن ف ذمتك ‪ ،‬وحبل ( ‪ ) 1‬جوارك ‪ .‬فقه من فتنة القب وعذاب‬
‫النار ‪ ،‬وأنت أهل الوفاء والق ‪ .‬اللهم فاغفر له وارحه فإنك أنت الغفور الرحيم " ‪.‬‬
‫رواها أحد وأبو داود ‪ - 3 .‬عن عوف بن مالك قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ -‬وقد صلى على جنازة ‪ -‬يقول ‪ " :‬اللهم اغفر له وارحه واعف عنه وعافه وأكرم‬
‫نزله ‪ ،‬ووسع مدخله ‪ ،‬واغسله باء وثلج وبرد ‪ ،‬ونقه من الطايا كما ينقى الثوب‬
‫البيض من الدنس ‪ ،‬وأبدله دارا خيا من داره وأهل خيا من أهله وزوجا خيا من زوجه‬
‫‪ ،‬وقه فتنة القب وعذاب النار " ‪ .‬رواه مسلم ‪ - 4 .‬عن أب هريرة قال ‪ :‬صلى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم على جنازة ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الذمة ‪ :‬الفظ ‪ ،‬والبل ‪ :‬العهد ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 525‬فقال ‪ " :‬اللهم اغفر لينا وميتنا ‪ ،‬وصغينا وكبينا وذكرنا‬
‫وأنثانا وشاهدنا وغائبنا ‪ ،‬اللهم من أحييته منا فأحيه على السلم ‪ ،‬ومن توفيته منا فتوفه‬

‫‪424‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على اليان ‪ ،‬اللهم ل ترمنا أجره ‪ ،‬ول تضلنا بعده " ‪ .‬رواه أحد وأصحاب السنن ‪.‬‬
‫فإذا كان الصلى عليه طفل استحب أن يقول الصلي ‪ :‬اللهم اجعله لنا سلفا وفرطا وذخرا‬
‫‪ .‬رواه البخاري والبيهقي من كلم السن ‪ .‬قال النووي ‪ :‬وإن كان صبيا أو صبية اقتصر‬
‫على ما ف حديث ‪ " :‬اللهم اغفر لينا وميتنا ‪ . .‬ال " ‪ ،‬وضم اليه ‪ " :‬اللهم اجعله فرطا‬
‫لبويه وسلفا وذخرا وعظة واعتبارا وشفيعا وثقل به موازينهما وأفرغ الصب على قلوبما‬
‫ول تفتنهما بعده ‪ ،‬ولترمهما أجره " ‪ .‬موضع هذه الدعية ‪ :‬قال الشوكان ‪ :‬وأعلم أنه‬
‫ل يرد تعيي موضع هذه الدعية فإذا شاء الصلي جاء با يتار منها دفعة ‪ ،‬إما بعد فراغه‬
‫من التكبي أو بعد التكبية الول أو الثانية أو الثالثة ‪ ،‬أو يفرقه بي كل تكبيتي ‪ ،‬أو‬
‫يدعو بي كل تكبيتي بواحد من هذه الدعية ‪ ،‬ليكون مؤديا لميع ما روي عنه صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ .‬قال ‪ :‬والظاهر أنه يدعو بذه اللفاظ الواردة ف هذه الحاديث ‪ ،‬سواء‬
‫كان اليت ذكرا ‪ ،‬أو أنثى ‪ ،‬ول يول الضمائر الذكرة إل صيغة التأنيث ‪ ،‬إذا كان اليت‬
‫أنثى ‪ ،‬لن مرجعها اليت ‪ ،‬وهو يقال عن الذكر والنثى ‪ ) 7 ( .‬الدعاء بعد التكبية‬
‫الرابعة ‪ :‬يستحب الدعاء بعد التكبية الرابعة ‪ ،‬وإن كان الصلي دعا بعد التكبية الثالثة ‪،‬‬
‫لا رواه أحد عن عبد ال بن أب أوف أنه ماتت له ابنة فكب عليها أربعا ‪ ،‬ث قام بعد‬
‫الرابعة قدر ما بي التكبيتي يدعو ‪ .‬ث قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصنع‬
‫ف النازة هكذا ‪ .‬وقال الشافعي ‪ :‬يقول بعدها ‪ :‬اللهم ل ترمنا أجره ‪ ،‬ولتفتنا بعده ‪.‬‬
‫وقال ابن أب هريرة ‪ :‬كان التقدمون يقولون بعد الرابعة ‪ :‬اللهم ربنا آتنا ف الدنيا حسنة‬
‫وف الخرة حسنة وقنا عذاب النار ‪ / .‬صفحة ‪ ) 8 ( / 526‬السلم ‪ :‬وهو متفق على‬
‫فرضيته بي الفقهاء ما عدا أبا حنيفة القائل بأن التسليمتي يينا وشال واجبتان وليستا‬
‫ركني ‪ ،‬استدلوا على الفرضية بأن صلة النازة صلة ‪ ،‬وتليل الصلة التسليم ‪ .‬وقال‬
‫ابن مسعود ‪ :‬التسليم على النازة مثل التسليم ف الصلة ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 526‬‬
‫وأقله ‪ :‬السلم عليكم ‪ ،‬أو سلم عليكم ‪ .‬وذهب أحد إل أن التسليمة الواحدة هي السنة‬
‫‪ ،‬يسلمها عن يينه ‪ ،‬ول بأس إن سلم تلقاء وجهه ‪ ،‬استدلل بفعل رسول ال صلى ال‬

‫‪425‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه وسلم وبفعل الصحاب الذين كانون يسلمون تسليمة واحدة ‪ ،‬ول يعرف لم‬
‫مالف ف عصرهم ‪ .‬واستحب الشافعي تسليمتي ‪ ،‬يبدأ بالول ملتفتا إل يينه ويتم‬
‫بالخرى ملتفتا إل يساره ‪ ،‬قال ابن حزم ‪ :‬والتسليمة الثانية ذكر وفعل خي ‪ .‬كيفية‬
‫الصلة على النازة أن يقف الصلي بعد استكمال شروط الصلة ناويا الصلة على من‬
‫حضر من الوتى رافعا يديه مع تكبية الحرام ‪ ،‬ث يضع يده اليمن على اليسرى ويشرع‬
‫ف قراءة الفاتة ‪ ،‬ث يكب و يصلي على النب ‪ ،‬ث يكب ويدعو للميت ‪ ،‬ث يكب ويدعو ‪،‬‬
‫ث يسلم ‪ .‬موقف المام من الرجل والرأة من السنة أن يقوم المام حذاء رأس الرجل ‪،‬‬
‫ووسط الرأة لديث أنس ‪ ،‬أنه صلى على جنازة رجل ‪ ،‬فقام عند رأسه فلما رفعت ‪ ،‬أت‬
‫بنازة امرأة ‪ ،‬فصلى عليها فقام وسطها ( ‪ ، ) 1‬فسئل عن ذلك وقيل له ‪ :‬هكذا كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقوم من الرجل حيث قمت ‪ ،‬ومن الرأة حيث قمت ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ .‬رواه أحد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وحسنه ‪ .‬قال الطحاوي وهذا‬
‫أحب إلينا فقد قوته الثار الت رويناها عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫روي أنه كان يقوم عند عجيزتا ول منافاة بي الروايتي لن العجيزة يصدق عليه أنا‬
‫وسط ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 527‬الصلة على أكثر من واحد إذا اجتمع أكثر من ميت‬
‫وكانوا ذكورا أو إناثا صفوا واحدا بعد واحد بي المام والقبلة ليكونوا جيعا بي يدي‬
‫المام ووضع الفضل ما يلي المام ‪ ،‬وصلى عليهم جيعا صلة واحدة ‪ .‬وإن كانوا‬
‫رجال ونساء جاز أن يصلي على الرجال وحدهم والنساء وحدهن ‪ ،‬وجاز أن يصلي‬
‫عليهم جيعا ‪ ،‬وصفت الرجال أمام المام ‪ ،‬وجعلت النساء ما يلي القبلة ‪ .‬وعن نافع عن‬
‫ابن عمر رضي ال عنهما أنه صلى على تسع جنائز رجال ونساء فجعل الرجال ما يلي‬
‫المام ‪ ،‬وجعل النساء ما يلي القبلة ‪ ،‬وصفهم صفا واحدا ‪ .‬ووضعت جنازة أم كلثوم‬
‫بنت علي امرأة عمر ‪ ،‬وابن لا ‪ -‬يقال له زيد ‪ -‬والمام يومئذ سعيد بن العاص ‪ ،‬وف‬
‫الناس يومئذ ابن عباس وأبو هريرة وأبو سعيد وأبو قتادة ‪ .‬فوضع الغلم ما يلي المام قال‬
‫رجل ‪ :‬فأنكرت ذلك ‪ ،‬فنظرت إل ابن عباس وأب هريرة ‪ ،‬وأب سعيد وأب قتادة ‪.‬‬
‫فقلت ‪ :‬ما هذا ؟ ‪ .‬قالوا ‪ :‬هي السنة ‪ .‬رواه النسائي والبيهقي ‪ .‬قال الافظ ‪ :‬وإسناده‬
‫صحيح ‪ .‬وف الديث ‪ :‬أن الصب إذا صلي عليه مع امرأة كان الصب ما يلي المام ‪،‬‬

‫‪426‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والرأة ما يلي القبلة ‪ .‬وإن كان فيه رجال ونساء وصبيان كان الصبيان ما يلي الرجال ‪.‬‬
‫استحباب الصفوف الثلثة وتسويتها يستحب أن يصف الصلون على النازة ثلثة‬
‫صفوف ( ‪ ) 1‬وأن تكون مستوية ‪ ،‬لا رواه مالك بن هبية قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬ما من مؤمن يوت فيصلي عليه أمة من السلمي يبلغون أن يكونوا‬
‫ثلثة صفوف إل غفر له " فكان مالك ابن هبية يتحرى إذا قل أهل النازة أن يعلهم‬
‫ثلثة صفوف ‪ .‬رواه أحد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وحسنه ‪ ،‬والاكم وصححه ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬أقل صف اثنان ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 528‬قال أحد ‪ :‬أحب إذا كان‬
‫فيهم قلة أن يعلهم ثلثة صفوف ‪ .‬قالوا ‪ :‬فإن كان وراءه أربعة كيف يعلهم ؟ قال ‪:‬‬
‫يعلهم صفي ‪ ،‬ف كل صف رجلي ‪ ،‬وكره أن يكونوا ثلثة فيكون ف صف رجل واحد‬
‫‪ .‬استحباب المع الكثي ويستحب تكثي جاعة النازة لا جاء عن عائشة ‪ :‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ما من ميت يصلي عليه أمة من السلمي يبلغون مائة ‪ .‬كلهم‬
‫يشفعون ( ‪ ) 1‬له إل شفعوا " ( ‪ ) 2‬رواه أحد ومسلم والترمذي ‪ .‬وعن ابن عباس قال‬
‫‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬ما من رجل مسلم يوت فيقوم على‬
‫جنازته أربعون رجل ‪ ،‬ل يشركون بال شيئا إل شفعهم ال فيه ‪ " .‬رواه أحد ومسلم‬
‫وأبو داود ‪ .‬السبوق ف صلة النازة من سبق ف صلة النازة بشئ من التكبي استحب‬
‫له أن يقضيه متتابعا فإن ل يقض فل بأس ‪ .‬وقال ابن عمر والسن وأيوب السختيان‬
‫والوزاعي ‪ :‬ل يقضي ما فات من تكبي النازة ‪ ،‬ويسلم مع المام ‪ .‬وقال أحد ‪ :‬إذا ل‬
‫يقض ل يبال ‪ .‬ورجح صاحب الغن هذا الذهب فقال ‪ :‬ولنا قول ابن عمر ‪ ،‬ول يعرف‬
‫له ف الصحابة مالف ‪ .‬وقد روي عن عائشة أنا قالت ‪ " :‬يا رسول ال إن أصلي على‬
‫النازة ويفى علي بعض التكبي ‪ .‬قال ‪ " :‬ما سعت فكبي ‪ ،‬وما فاتك فل قضاء عليك‬
‫" وهذا صريح ‪ .‬ولنا تكبيات متواليات فل يب ما فاته منها كتكبيات العيدين ‪ .‬من‬
‫يصلى عليهم ومن ل يصلى عليهم اتفق الفقهاء على أن يصلى على السلم ذكرا كان أم‬
‫أنثى ‪ ،‬صغيا كان أم كبيا قال ابن النذر ‪ :‬أجع أهل العلم على أن الطفل إذا عرفت‬
‫حياته‬
‫‪............................................................‬‬

‫‪427‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 528‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬يلصون له الدعاء ويسألون له الغفرة ‪ ) 2 ( .‬قبلت شفاعتهم ‪) . ( .‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 529‬واستهل يصل عليه ( ‪ . ) 1‬فعن الغية بن شعبة عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬الراكب خلف النازة ‪ ،‬والاشي أمامها قريبا منها عن يينها أو عن يسارها‬
‫‪ ،‬والسقط يصلى عليه ويدعى لوالديه بالغفرة والرحة " رواه أحد وأبو داود ‪ .‬وقال فيه ‪:‬‬
‫" والاشي يشي خلفها وأمامها ‪ ،‬وعن يينها ويسارها قريبا منها ‪ " .‬وف رواية ‪" :‬‬
‫الراكب خلف النازة والاشي حيث شاء منها ‪ ،‬والطفل يصلى عليه " رواه أحد‬
‫والنسائي والترمذي وصححه ‪ .‬الصلة على السقط ( ‪ ) 2‬السقط إذا ل يأت عليه أربعة‬
‫أشهر فإنه ل يغسل ‪ .‬ول يصلى عليه ‪ ،‬ويلف ف خرقة ‪ ،‬ويدفن من غي خلف بي‬
‫جهور الفقهاء ‪ .‬فإن أتى عليه أربعة أشهر فصاعدا واستهل غسل وصلي عليه باتفاق ‪.‬‬
‫فإذا ل يستهل فإنه ل يصلى عليه عند الحناف ومالك والوزاعي والسن ‪ ،‬لا رواه‬
‫الترمذي ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬وابن ماجه والبيهقي عن جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫إذا استهل السقط صلي عليه وورث " ففي الديث اشتراط الستهلل ف الصلة عليه ‪.‬‬
‫وذهب أحد وسعيد وابن سيين وإسحاق إل أنه يغسل ويصلى عليه للحديث التقدم ‪.‬‬
‫وفيه ‪ " :‬والسقط يصلى عليه " ولنه نسمة نفخ فيه الروح ‪ ،‬فيصلى عليه كالستهل ‪ .‬فإن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم أخب أنه ينفخ فيه الروح لربعة أشهر ‪ ،‬وأجابوا عما استدل به‬
‫الولون بأن الديث مضطرب ‪ .‬وبأنه معارض با هو أقوى منه ‪ ،‬فل يصلح للحتجاج به‬
‫‪ .‬الصلة على الشهيد الشهيد هو الذي قتل ف العركة بأيدي الكفار ‪ .‬وقد جاءت‬
‫الحاديث الصحيحة الصرحة بأنه ل يصلى عليه ‪ - 1 .‬روى البخاري عن جابر أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أمر بدفن ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الستهلل ‪ :‬الصياح أو العطاس أو‬
‫حركة يعلم با حياة الطفل ‪ ) 2 ( .‬السقط ‪ :‬الولد ينل من بطن أمه قبل مدة المل‬
‫وبعد تبي خلقه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 530‬شهداء أحد ف دمائهم ‪ ،‬ول يغسلهم ول يصل‬
‫عليهم ‪ - 2 .‬وروى أحد وأبو داود والترمذي عن أنس ‪ :‬أن شهداء أحد ل يغسلوا ‪،‬‬
‫ودفنوا بدمائهم ‪ ،‬ول يصل عليهم ‪ .‬وجاءت أحاديث أخرى صحيحة مصرحة بأنه يصلى‬
‫عليه ‪ - 1 :‬روى البخاري عن عقبة بن عامر ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم خرج يوما‬

‫‪428‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فصلى على أهل أحد صلته على اليت بعد ثان سني كالودع للحياء والموات ‪- 2 .‬‬
‫وعن أب مالك الغفاري قال ‪ :‬كان قتلى أحد يؤتى منهم بتسعة وعاشرهم حزة ‪ ،‬فيصلي‬
‫عليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ث يملون ‪ ،‬ث يؤتى بتسعة فيصلي عليهم ‪،‬‬
‫وحزة مكانه حت صلى عليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬رواه البيهقي وقال ‪ :‬هو‬
‫أصح ما ف الباب ‪ .‬وهو مرسل ‪ .‬وقد اختلفت آراء الفقهاء تبعا لختلف هذه الحاديث‬
‫‪ ،‬فأخذ بعضهم با جيعا ‪ ،‬ورجح بعضهم بعض الروايات على بعض ‪ .‬فممن ذهب‬
‫مذهب الخذ با كلها " ابن حزم " فجوز الفعل والترك قال ‪ :‬فإن صلي عليه فحسن ‪.‬‬
‫وإن ل يصل عليه فحسن ‪ .‬وهو إحدى الروايات عن أحد ‪ ،‬واستصوب هذا الرأي ابن‬
‫القيم فقال ‪ :‬والصواب ف السألة انه مي بي الصلة عليهم وتركها لجئ الثار بكل‬
‫واحد من المرين ‪ ،‬وهذه إحدى الروايات عن أحد ‪ ،‬وهو الليق بأصول مذهبه ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫والذي يظهر من أمر شهداء أحد ‪ :‬أنه ل يصل عليهم عند الدفن ‪ .‬وقد قتل معه بأحد‬
‫سبعون نفسا ‪ ،‬فل يوز أن تفى الصلة عليهم ‪ .‬وحديث جابر بن عبد ال ف ترك‬
‫الصلة عليهم صحيح صريح وأبوه عبد ال أحد القتلى يومئذ ‪ .‬فله من البة ما ليس‬
‫لغيه ‪ ،‬ويرجح أبو حنيفة والثوري والسن وابن السيب روايات الفعل ‪ .‬فقالوا بوجوب‬
‫الصلة على الشهيد ‪ .‬ورجح مالك والشافعي وإسحاق وإحدى الروايات عن أحد‬
‫العكس وقالوا بأنه ل يصلى عليه ‪ .‬قال الشافعي ف " الم " مرجحا ما ذهب إليه ‪:‬‬
‫جاءت الخبار كأنا عيان من وجوه متواترة أن النب صلى ال عليه وسلم ل يصل على‬
‫قتلى أحد ‪ ،‬وما روي أنه صلى عليهم وكب على حزة سبعي تكبية ‪ /‬صفحة ‪ / 531‬ل‬
‫يصح ‪ ،‬وقد كان ينبغي لن عارض بذلك هذه الحاديث الصحيحة أن يستحي على نفسه‬
‫‪ .‬قال ‪ :‬وأما حديث عقبة بن عامر فقد وقع ف نفس الديث ‪ :‬أن ذلك كان بعد ثان‬
‫ستي ‪ .‬قال ‪ :‬وكأنه صلى ال عليه وسلم دعا لم واستغفر لم حي علم قرب أجله‬
‫مودعا لم ‪ ،‬بذلك ‪ ،‬ول يدل على نسخ الكم الثابت ‪ .‬من جرح ف العركة وعاش حياة‬
‫مستقرة من جرح ف العركة وعاش حياة مستقرة ث مات ‪ ،‬يغسل ويصلى عليه ‪ .‬وإن‬
‫كان يعتب شهيدا ‪ ،‬فإن النب صلى ال عليه وسلم غسل سعد بن معاذ ‪ ،‬وصلى عليه بعد‬
‫أن مات بسبب إصابته بسهم قطع أكحله ( ‪ ) 1‬فحمل إل السجد فلبث فيه أياما ث‬

‫‪429‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫انفتح جرحه فمات شهيدا رحه ال ‪ .‬فإن عاش عيشة غي مستقرة فتكلم أو شرب ث‬
‫مات ‪ ،‬فإنه ل يغسل ول‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 531‬‬
‫يصلى عليه ‪ .‬قال ف الغن ‪ .‬وف فتوح الشام ‪ :‬إن رجل قال ‪ :‬أخذت ماء لعلي أسقي به‬
‫ابن عمي إن وجدت به حياة ‪ .‬فوجدت الارث بن هشام ‪ .‬فأردت أن أسقيه ‪ .‬فإذا‬
‫رجل ينظر إليه ‪ ،‬فأومأ ل أن أسقيه ‪ ،‬فذهبت إليه لسقيه ‪ ،‬فإذا رجل ينظر إليه ‪ ،‬فأومأ‬
‫ل أن أسقيه ‪ ،‬فذهبت إليه لسقيه ‪ ،‬فإذا آخر ينظر إليه ‪ .‬فأومأ ل أن أسقيه حت ماتوا‬
‫كلهم ‪ .‬ول يفرد أحد منهم بغسل ول صلة ‪ ،‬وقد ماتوا بعد انقضاء الرب ‪ .‬الصلة‬
‫على من قتل ف حد من قتل ف حد غسل وصلي عليه ‪ ،‬لا رواه البخاري عن جابر ‪ :‬أن‬
‫رجل من أسلم جاء إل النب صلى ال عليه وسلم فاعترف بالزنا ‪ ،‬فأعرض عنه حت شهد‬
‫على نفسه أربع مرات ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أبك جنون ؟ " قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ " :‬أحصنت ( ‪ ) 2‬؟ "‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ .‬فأمر به فرجم بالصلى ( ‪ ) 3‬فلما أذلقته الجارة فر فأدرك فرجم حت مات‬
‫‪ .‬فقال له ‪ -‬أي عنه ‪ -‬النب صلى ال عليه وسلم خيا ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الكحل ‪ :‬عرق‬
‫ف اليد ‪ ) 2 ( .‬أحصنت ‪ :‬أي تزوجت ‪ ) 3 ( .‬الصلى ‪ :‬الكان الذي كان يصلى فيه‬
‫العيد ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 532‬وصلى عليه ‪ .‬وقال أحد ‪ :‬ما نعلم أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ترك الصلة على أحد إل على الغال وقاتل نفسه ‪ .‬الصلة على الغال وقاتل نفسه‬
‫وسائر العصاة ذهب جهور العلماء إل أنه يصلى على الغال ( ‪ ) 1‬وقاتل نفسه وسائر‬
‫العصاة قال النووي ‪ :‬قال القاضي " مذهب العلماء كافة ‪ :‬الصلة على كل مسلم ومدود‬
‫ومرجوم وقاتل نفسه وولد الزنا " وما روي أنه صلى ال عليه وسلم ل يصل على الغال‬
‫وقاتل نفسه ‪ .‬فلعله للزجر عن هذا الفعل كما امتنع عن الصلة على الدين وأمرهم‬
‫بالصلة عليه ‪ .‬قال ابن حزم ‪ :‬ويصلى على كل مسلم ‪ ،‬بر ‪ ،‬أو فاجر ‪ ،‬مقتول ف حد أو‬
‫حرابة أو ف بغي ‪ ،‬ويصلي عليهم المام وغيه ‪ ،‬وكذلك على البتدع ما ل يبلغ الكفر‬
‫وعلى من قتل نفسه وعلى من قتل غيه ‪ .‬ولو أنه شر من على ظهر الرض ‪ ،‬إذا مات‬
‫مسلما ‪ ،‬لعموم أمر النب صلى ال عليه وسلم بقوله ‪ " :‬صلوا على صاحبكم " والسلم‬

‫‪430‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صاحب لنا ‪ ،‬قال تعال ‪ ( :‬إنا الؤمنون إخوة ) وقال تعال ‪ ( :‬والؤمنون والؤمنات‬
‫بعضهم اولياء بعض ) فمن منع الصلة على مسلم ‪ ،‬فقد قال قول عظيما ‪ ،‬وإن الفاسق‬
‫لحوج إل دعاء إخوانه الؤمني من الفاضل الرحوم ! ! وصح أن رجل مات بيب ‪،‬‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬صلوا على صاحبكم إنه قد غل ف سبيل ال "‬
‫قال ‪ :‬ففتشنا متاعه ‪ ،‬فوجدنا خرزا ل يساوي درهي ‪ .‬وصح عن عطاء أنه يصلى على‬
‫ولد الزنا ‪ ،‬وعلى أمه ‪ ،‬وعلى التلعني ‪ ،‬وعلى الذي يقاد منه ( ‪ ، ) 2‬وعلى الرجوم ‪،‬‬
‫وعلى الذي يفر من الزحف فيقتل ‪ .‬قال عطاء ‪ :‬ل أدع الصلة على من قال ‪ " :‬ل إله‬
‫إل ال " قال تعال ‪ ( :‬من بعد ما تبي لم أنم أصحاب الحيم ) ‪ .‬وصح عن إبراهيم‬
‫النخعي أنه قال ‪ :‬ل يكونوا يجبون الصلة عن أحد ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الغال ‪ :‬الذي‬
‫سرق من الغنيمة قبل القسمة ‪ ) 2 ( .‬يقاد منه ‪ :‬أي يقتص منه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 533‬‬
‫من أهل القبلة ‪ ،‬والذي قتل نفسه يصلى عليه ‪ ،‬وأنه قال ‪ :‬السنة أن يصلى على الرجوم ‪.‬‬
‫وصح عن قتادة أنه قال ‪ :‬ما أعلم أحدا من أهل العلم اجتنب الصلة عمن قال " ل إله إل‬
‫ال " ‪ ،‬وصح عن ابن سيين ‪ :‬ما أدركت أحدا يتأث من الصلة على أحد من أهل القبلة‬
‫‪ .‬وعن أب غالب ‪ :‬قلت لب أمامة الباهلي ‪ :‬الرجل يشرب المر ‪ ،‬أيصلى عليه ؟ قال ‪:‬‬
‫نعم ‪ .‬لعله اضطجع مرة على فراش فقال " ل إله إل ال " فغفر له ‪ .‬وصح عن السن أنه‬
‫قال ‪ :‬يصلى على من قال ‪ " :‬ل إل إل ال " وصلى إل القبلة ‪ .‬إنا هي شفاعة ‪ .‬الصلة‬
‫على الكافر ل يوز لسلم أن يصلي على كافر ‪ ،‬لقول ال تعال ‪ ( :‬ول تصل على أحد‬
‫منهم مات أبدا ‪ ،‬ول تقم على قبه ‪ ،‬إنم كفروا بال ورسوله ) وقال ‪ ( :‬ما كان للنب‬
‫والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركي ولو كانوا أول قرب من بعد ما تبي لم أنم‬
‫أصحاب الحيم ‪ .‬وما كان استغفار إبراهيم لبيه إل عن موعدة وعدها إياه فلما تبي له‬
‫أنه عدو ال تبأ منه ) ‪ .‬وكذلك ل يصلى على أطفالم لن لم حكم آبائهم إل من‬
‫حكمنا بإسلمه بأن يسلم أحد أبويه أو يوت أو يسب منفردا من أبويه أو من أحدها ‪.‬‬
‫فإنه يصلى عليه ‪ .‬الصلة على القب توز الصلة على اليت بعد الدفن ف أي وقت ‪ ،‬ولو‬
‫صلي عليه قبل دفنه ‪ ،‬وقد تقدم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى على شهداء أحد‬
‫بعد ثان سني ‪ .‬وعن زيد بن ثابت قال ‪ :‬خرجنا مع النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فلما‬

‫‪431‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وردنا البقيع إذا هو بقب جديد ‪ ،‬فسأل عنه ؟ فقيل ‪ :‬فلنة ‪ ،‬فعرفها ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أل‬
‫آذنتمون ( ‪ ) 1‬با ؟ " قالوا ‪ :‬يارسول ال ‪ ،‬كنت قائل ( ‪ ) 2‬صائما ‪ ،‬فكرهنا أن‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬آذنتمون ‪ :‬أي أعلمتمون ‪ .‬ف هذا دليل على جواز إعادة الصلة على‬
‫اليت لن فاتته الصلة عليه ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 533‬‬
‫( ‪ ) 2‬قائل ‪ :‬من القيلولة وهو النوم وقت الظهية ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 534‬نؤذيك ‪.‬‬
‫فقال ‪ " :‬ل تفعلوا ‪ ،‬ل يوتن فيكم ميت ما كنت بي أظهركم إل آذنتمون به فإن صلت‬
‫عليه رحة ‪ " .‬ث أتى القب فصفنا خلفه وكب عليه أربعا ‪ .‬رواه أحد والنسائي والبيهقي‬
‫والاكم وابن حبان وصححاه ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من‬
‫أصحاب النب وغيهم ‪ ،‬وهو قول الشافعي وأحد وإسحق ‪ ،‬وف الديث ‪ :‬أن الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم صلى على القب بعد ما صلى عليها أصحابه قبل الدفن ‪ ،‬لنم ما‬
‫كانوا ليدفنوها قبل الصلة عليها ‪ .‬وف صلة الصحاب معه على القب ما يدل على أن‬
‫ذلك ليس خاصا به صلوات ال عليه ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬ردت هذه السنن الحكمة بالتشابه‬
‫من قوله ‪ " :‬ل تلسوا على القبور ‪ ،‬ول تصلوا إليها " وهذا حديث صحيح ‪ ،‬والذي قاله‬
‫هو الذي صلى على القب فهذا قوله وهذا فعله ‪ ،‬ول يناقض أحدها الخر ‪ ،‬فإن الصلة‬
‫النهي عنها إل القب غي الصلة الت على القب ‪ ،‬فهذه صلة النازة على اليت الت ل‬
‫تتص بكان ‪ ،‬بل فعلها ف غي السجد أفضل من فعلها فيه ‪ ،‬فالصلة عليه على قبه من‬
‫جنس الصلة عليه على نعشه ‪ ،‬فإنه القصود بالصلة ف الوضعي ‪ ،‬ول فرق بي كونه‬
‫على النعش ‪ ،‬وعلى الرض وبي كونه ف بطنها بلف سائر الصلوات ‪ ،‬فإنا ل تشرع‬
‫ف القبور ‪ ،‬ول إليها لنا ذريعة إل اتاذها مساجد ‪ ،‬وقد لعن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم من فعل ذلك ‪ ،‬فأين ما لعن فاعله وحذر منه ؟ وأخب أن أهله شرار اللق كما قال‬
‫‪ " :‬إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ‪ ،‬والذين يتخذون القبور مساجد "‬
‫إل ما فعله صلى ال عليه وسلم مرارا متكررة ‪ .‬الصلة على الغائب توز الصلة على‬
‫الغائب ف بلد آخر ‪ ،‬سواء أكان البلد قريبا أم بعيدا ‪ ،‬فيستقبل الصلي القبلة ‪ ،‬وإن ل‬

‫‪432‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يكن البلد الذي به الغائب جهة القبلة ‪ ،‬ينوي الصلة عليه ‪ ،‬ويكب ويفعل مثل ما يفعل ف‬
‫الصلة على الاضر ‪ ،‬لا رواه الماعة عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم نعى‬
‫للناس النجاشي ف اليوم الذي مات فيه ‪ ،‬وخرج بم إل الصلى ‪ ،‬فصف أصحابه وكب‬
‫أربع تكبيات ‪ /‬صفحة ‪ / 535‬قال ابن حزم ‪ :‬ويصلى على اليت الغائب بإمام وجاعة ‪،‬‬
‫وقد صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم على " النجاشي " رضي ال عنه ‪ ،‬ومات‬
‫بأرض البشة ‪ ،‬وصلى معه أصحابه صفوفا ‪ ،‬وهذا إجاع منهم ل يوز تعديه ‪ .‬وخالف‬
‫ف ذلك أبو حنيفة ومالك ‪ ،‬وليس لما حجة يكن أن يعتد با ‪ .‬الصلة على اليت ف‬
‫السجد ل بأس بالصلة على اليت ف السجد ‪ ،‬إذا ل يش تلويثه ‪ ،‬لا رواه مسلم عن‬
‫عائشة قالت ‪ :‬ما صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم على سهيل بن بيضاء إل ف‬
‫السجد ‪ .‬وصلى الصحابة على أب بكر وعمر ف السجد بدون إنكار من أحد لنا صلة‬
‫كسائر الصلوات ‪ .‬وأما كراهة ذلك عند مالك وأب حنيفة استدلل بقول رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من صلى على جنازة ف السجد فل شئ له ( ‪ " ) 1‬فهي‬
‫معارضة بفعل رسول ال صلى ال عليه وسلم وفعل أصحابه من جهة ‪ ،‬ولضعف الديث‬
‫من جهة أخرى ‪ .‬قال أحد بن حنبل ‪ :‬هذا حديث ضعيف ‪ ،‬تفرد به صال مول التوأمة ‪،‬‬
‫وهو ضعيف ‪ .‬وصحح العلماء هذا الديث فقالوا ‪ :‬إن الذي ف النسخ الصحيحة‬
‫الشهورة من سنن أب داود يلفظ ‪ " :‬فل شئ عليه " أي من الوزر ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬ول‬
‫يكن من هدي رسول ال صلى ال عليه وسلم الراتب الصلة على اليت ف السجد ‪.‬‬
‫وإنا كان يصلي على النازة خارج السجد ‪ ،‬إل لعذر ‪ ،‬وربا صلى أحيانا على اليت‬
‫كما صلى على ابن بيضاء ‪ ،‬وكل المرين جائز ‪ ،‬والفضل الصلة عليها خارج السجد‬
‫‪ .‬الصلة على النازة وسط القبور كره المهور الصلة على النازة ف القبة بي القبور‬
‫‪ .‬روي ذلك عن علي وعبد ال بن عمرو وابن عباس ‪ .‬وإليه ذهب عطاء والنخعي‬
‫والشافعي وإسحق وابن النذر ‪ ،‬لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬الرض كلها‬
‫مسجد ‪ ،‬إل القبة والمام " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي ل شئ له من الثواب ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 536‬وف رواية لحد ‪ :‬أنه ل بأس با ‪ ،‬لن النب صلى ال عليه وسلم صلى‬
‫على قب وهو ف القبة ‪ .‬وصلى أبو هريرة على عائشة وسط قبور البقيع ‪ .‬وحضر ذلك‬

‫‪433‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ابن عمر وفعله عمر بن عبد العزيز ‪ .‬جواز صلة النساء على النازة يوز للمرأة أن تصلي‬
‫على النازة مثل الرجل ‪ ،‬سواء أصلت منفردة أو صلت مع الماعة ‪ :‬فقد انتظر عمر أم‬
‫عبد ال حت صلت على عتبة ‪ .‬وأمرت عائشة أن يؤتى بسعد بن أب وقاص لتصلي عليه ‪.‬‬
‫وقال النووي ‪ :‬وينبغي أن تسن لن الماعة كما ف غيها ‪ ،‬وبه قال السن بن صال‬
‫وسفيان الثوري وأحد والحناف ‪ ،‬وقال مالك ‪ :‬يصلي فرادى ‪ .‬أول الناس بالصلة‬
‫على اليت اختلف الفقهاء فيمن هو أول وأحق بالمامة ف صلة النازة ‪ .‬فقيل ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 536‬‬
‫أحق الناس الوصي ‪ ،‬ث المي ‪ ،‬ث الب وإن عل ‪ ،‬ث البن وإن سفل ‪ ،‬ث أقرب‬
‫العصبة ‪ ،‬وإل هذا ذهبت الالكية والنابلة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الول الب ‪ ،‬ث الد ‪ ،‬ث ابن ث ابن‬
‫البن ‪ ،‬ث الخ ‪ ،‬ث ابن الخ ‪ ،‬ث العم ‪ ،‬ث ابن العم على ترتيب العصبات ‪ .‬وهذا مذهب‬
‫الشافعي وأب يوسف ‪ .‬ومذهب أب حنيفة وممد بن السن أن الول ‪ :‬الوال إن‬
‫حضر ‪ ،‬ث القاضي ‪ ،‬ث إمام الهة ‪ ،‬ث ول الرأة اليت ‪ ،‬ث القرب فالقرب على ترتيب‬
‫العصبة ‪ ،‬إل الب فإنه يقدم على البن إذا اجتمعا ‪ .‬حل النازة والسي با يشرع ف حل‬
‫النازة والسي با أمور نذكرها فيما يلي ‪ - 1 :‬يشرع تشييع النازة وحلها ‪ ،‬والسنة أن‬
‫يدور على النعش ‪ ،‬حت يدور على جيع الوانب ‪ .‬روى ابن ماجة والبيهقي وأبو داود‬
‫الطيالسي عن ابن مسعود ‪ .‬قال ‪ :‬من اتبع جنازة فليحمل بوانب السرير كلها فإنه من ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 537‬السنة ( ‪ ) 1‬ث إن شاء فليتطوع وإن شاء فليدع ‪ .‬وعن أب سعيد ‪ :‬أن‬
‫النب قال ‪ " :‬عودوا الريض ‪ ،‬وامشوا مع النازة تذكركم الخرة " رواه أحد ورجاله‬
‫ثقات ‪ - 2 .‬السراع با ‪ ،‬لا رواه الماعة عن أب هريرة قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬أسرعوا بالنازة فإن تك صالة فخي تقدمونا إليه ‪ ،‬وإن تك سوى ذلك‬
‫فشر تضعونه عن رقابكم " ‪ .‬وروى أحد والنسائي وغيها عن أب بكرة قال ‪ :‬لقد رأيتنا‬
‫مع رسول ال صلى ال عليه وسلم وإنا لنكاد نرمل بالنازة رمل ( ‪ . ) 2‬وروى‬
‫البخاري ف التاريخ ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم أسرع حت تقطعت نعالنا يوم مات‬
‫سعد بن معاذ ‪ .‬قال ف الفتح ‪ :‬والاصل أنه يستحب السراع با ‪ ،‬لكن بيث ل ينتهي‬

‫‪434‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل شدة ياف معها حدوث مفسدة اليت أو مشقة على الامل أو الشيع لئل يتناف‬
‫القصود من النظافة وإدخال الشقة على السلم ‪ .‬وقال القرطب ‪ :‬مقصود الديث أن ل‬
‫يتباطأ باليت عن الدفن ‪ .‬لن التباطؤ ربا أدى إل التباهي والختيال ‪ - 3 .‬الشي أمامها‬
‫أو خلفها أو عن يينها أو شالا قريبا منها ‪ ،‬وقد اختلف العلماء ف أيهما ‪ .‬فاختار‬
‫المهور وأكثر هل العلم الشي أمامها وقالوا ‪ :‬إنه الفضل ‪ ،‬لن الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يشون أمامها ‪ .‬رواه أحد وأصحاب السنن ‪ .‬ويرى الحناف‬
‫أن الفضل للمشيع أن يشي خلفها ‪ ،‬لن ذلك هو الفهوم من أمر رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم باتباع النازة ‪ ،‬والتبع هو الذي يشي خلف ‪ .‬ويرى أنس بن مالك أن ذلك‬
‫كله سواء ‪ .‬لا تقدم من قول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬الراكب يسي خلف‬
‫النازة ‪ ،‬والاشي يشي خلفها وأمامها وعن يينها وعن يسارها قريبا منها " ‪ .‬والظاهر ان‬
‫الكل واسع ‪ ،‬وأنه من اللف الباح الذي ينبغي التساهل فيه ‪ .‬فعن عبد الرحن بن أبزى‬
‫‪ :‬أن أبا بكر وعمر كانا يشيان أمام النازة وكان ( هامش ) ( ‪ ) 1‬قول الصحاب ‪ :‬من‬
‫السنة كذا يعطي حكم الرفوع إل النب صلى ال عليه وسلم ‪ ) 2 ( .‬الرمل ‪ :‬الشي‬
‫السريع مع هز الكتفي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 538‬علي يشي خلفها ‪ ،‬فقيل لعلي ‪ :‬إنما‬
‫يشيان أمامها ‪ .‬فقال ‪ :‬إنما يعلمان أن الشي خلفها أفضل من الشي أمامها ‪ ،‬كفضل‬
‫صلة الرجل ف جاعة على صلته فذا ‪ ،‬ولكنهما سهلن يسهلن للناس ‪ .‬رواه البيهقي‬
‫وابن أب شيبة ‪ .‬قال الافظ ‪ :‬وسنده حسن ‪ .‬وأما الركوب عند تشييع النازة فقد كرهه‬
‫المهور إل لعذر ‪ ،‬وأجازوه بعد النصراف بدون كراهة ‪ .‬لديث ثوبان ‪ :‬أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم أت بدابة وهو مع جنازة فأب أن يركبها ‪ ،‬فلما انصرف أت بدابة فركب ‪،‬‬
‫فقيل له ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن اللئكة كانت تشي ‪ ،‬فلم أكن لركب وهم يشون ‪ ،‬فلما ذهبوا‬
‫ركبت " رواه أبو داود والبيهقي والاكم ‪ ،‬وقال ‪ :‬صحيح على شرط الشيخي ‪ .‬وخرج‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم مع جنازة ابن الدحداح ماشيا ورجع على فرس ‪ .‬رواه‬
‫الترمذي ‪ ،‬وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ .‬ول يعارض القول بالكراهة ما تقدم من قوله صلى ال‬
‫عليه وسلم " الراكب يشي خلفها " فإنه يكن أن يكون لبيان الواز مع الكراهة ‪ .‬ويرى‬
‫الحناف أنه ل بأس بالركوب ‪ ،‬وإن كان الفضل الشي إل من عذر ‪ ،‬والسنة للراكب‬

‫‪435‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن يكون خلف النازة للحديث التقدم ‪ .‬قال الطاب ف الراكب ‪ :‬ل أعلمهم اختلفوا ف‬
‫أنه يكون خلفها ‪ .‬ما يكره مع النازة يكره ف النازة التيان بفعل من الفعال التية ‪1 :‬‬
‫‪ -‬رفع الصوت بذكر أو قراءة أو غي ذلك ‪ .‬قال ابن النذر ‪ :‬روينا عن قيس بن عباد أنه‬
‫قال ‪ :‬كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يكرهون رفع الصوت عند ثلث ‪:‬‬
‫عند النائز ‪ ،‬وعند الذكر ‪ ،‬وعند القتال ‪ .‬وكره سعيد بن السيب وسعيد بن جبي‬
‫والسن والنخعي وأحد وإسحاق قول القائل خلف النازة ‪ :‬استغفروا له ‪ .‬قال الوزاعي‬
‫‪ :‬بدعة ‪ .‬قال فضيل بن عمرو ‪ :‬بينا ابن عمر ف جنازة إذ سع قائل يقول ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 538‬‬
‫استغفروا له غفر ال له ‪ .‬فقال ابن عمر ‪ :‬ل غفر ال لك ‪ .‬وقال النووي ‪ :‬واعلم ان‬
‫الصواب ما كان عليه السلف من السكوت حال ‪ /‬صفحة ‪ / 539‬السي مع النازة ‪ ،‬فل‬
‫يرفع صوت بقراءة ‪ ،‬ول ذكر ول غيها ‪ ،‬لنه أسكن لاطره وأجع لفكره فيما يتعلق‬
‫بالنازة ‪ ،‬وهو الطلوب ف هذا الال ‪ .‬فهذا هو الق ول تغتر بكثرة ما يالفه ‪ ،‬وأما ما‬
‫يفعله الهلة من القراءة على النازة بالتمطيط وإخراج الكلم عن موضعه فحرام بالجاع‬
‫‪ .‬وللشيخ ممد عبده فتوى ف رفع الصوت بالذكر قال فيها ‪ :‬وأما الذكر جهرا أمام‬
‫النازة ففي " الفتح " ف باب النائز يكره للماشي أمام النازة رفع الصوت بالذكر ‪ ،‬فإن‬
‫أراد أن يذكر ال فليذكره ف نفسه ‪ .‬وهذا أمر مدث ل يكن ف عهد النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ول أصحابه ول التابعي ول تابعيهم ‪ ،‬فهو ما يلزم منعه ‪ - 2 .‬أن تتبع بنار ‪ ،‬لن‬
‫ذلك من أفعال الاهلية ‪ .‬قال ابن النذر ‪ :‬يكره ذلك كل من يفظ عنه من أهل العلم ‪.‬‬
‫قال البيهقي ‪ :‬وف وصية عائشة وعبادة بن الصامت وأب هريرة ‪ ،‬وأب سعيد الدري‬
‫وأساء بنت أب بكر رضي ال عنهم ‪ :‬أن ل تتبعون بنار ‪ .‬وروى ابن ماجه ‪ :‬أن أبا‬
‫موسى الشعري حي حضره الوت قال ‪ :‬ل تتبعون بجمر ( ‪ . ) 1‬قالوا ‪ :‬أو سعت فيه‬
‫شيئا ؟ قال ‪ :‬نعم من رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ‪ . ) 2‬فإن كان الدفن ليل‬
‫واحتاجوا إل ضوء فل بأس به ‪ ،‬وقد روى الترمذي عن ابن عباس ‪ :‬أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم دخل قبا ليل فأسرج له سراج ‪ .‬وقال ‪ :‬حديث ابن عباس حديث حسن ‪3 .‬‬

‫‪436‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ -‬قعود التبع لا قبل أن توضع على الرض ‪ .‬قال البخاري ‪ :‬من تبع جنازة فل يقعد حت‬
‫توضع عن مناكب الرجال ‪ .‬فإن قعد أمر بالقيام ‪ .‬ث روى عن أب سعيد الدري عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ .‬قال ‪ " :‬إذا رأيتم النازة فقوموا ‪ .‬فمن تبعها فل يقعد حت توضع‬
‫" ‪ .‬وروى عن سعيد القبي عن أبيه قال ‪ :‬كنا ف جنازة ‪ .‬فأخذ أبو هريرة رضي ال عنه‬
‫بيد مروان فجلسا قبل أن توضع ‪ ،‬فجاء أبو سعيد رضي ال عنه فأخذ بيد مروان ( هامش‬
‫) ( ‪ ) 1‬الجمر ‪ :‬على وزن متب ‪ :‬ما يوضع فيه المر والبخور ‪ ) 2 ( .‬ف اسناده أبو‬
‫حريز مول معاوية وهو مهول ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 540‬فقال ‪ :‬قم ‪ .‬فوال لقد علم هذا‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم نانا عن ذلك ‪ ،‬فقال أبو هريرة ‪ :‬صدق ‪ .‬رواه الاكم ‪.‬‬
‫وزاد ‪ :‬أن مروان لا قال له أبو سعيد ‪ :‬قم ‪ ،‬قام ‪ .‬ث قال له ‪ :‬ل أقمتن ؟ فذكر له‬
‫الديث ‪ .‬فقال لب هريرة ‪ :‬فما منعك أن تبن ؟ فقال ‪ :‬كنت إماما فجلست فجلست‬
‫‪ .‬وهذا مذهب أكثر الصحابة والتابعي والحناف والنابلة والوزاعي وإسحاق ‪ .‬وقالت‬
‫الشافعية ‪ :‬ل يكره اللوس لشيعها قبل وضعها على الرض ‪ .‬واتفقوا على أن من تقدم‬
‫النازة فل بأس أن يلس قبل أن تنتهي إليه ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬روي عن بعض أهل العلم‬
‫من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم وغيهم أنم كانوا يتقدمون النازة ويقعدون قبل‬
‫أن تنتهي إليهم ‪ ،‬وهو قول الشافعي ‪ .‬فإذا جاءت وهو جالس ل يقم لا ‪ .‬وعن أحد قال‬
‫‪ :‬إن قام ل أعبه ‪ ،‬وإن قعد فل بأس ‪ - 4 .‬القيام لا عندما تر ‪ :‬لا رواه أحد عن واقد‬
‫بن عمرو بن سعد بن معاذ ‪ .‬قال ‪ :‬شهدت جنازة ف بن سلمة ‪ ،‬فقمت فقال ل نافع بن‬
‫جبي ‪ :‬اجلس فإن سأخبك ف هذا بثبت ( ‪ . ) 1‬حدثن مسعود بن الاكم الزرقي أنه‬
‫سع علي بن أب طالب رضي ال عنه يقول ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم أمرنا بالقيام‬
‫ف النازة ‪ .‬ث جلس بعد ذلك ‪ :‬وأمرنا باللوس ‪ .‬ورواه مسلم بلفظ ‪ :‬رأينا النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قام فقمنا ‪ ،‬فقعد فقعدنا ‪ .‬يعن ف النازة ‪ ،‬قال الترمذي ‪ :‬حديث علي‬
‫حسن صحيح وفيه أربعة من التابعي بعضهم عن بعض ‪ ،‬والعمل على هذا عند بعض أهل‬
‫العلم ‪ .‬قال الشافعي ‪ :‬وهذا أصح شئ ف هذا الباب ‪ .‬وهذا الديث ناسخ للحديث‬
‫الول ‪ " :‬إذا رأيتم النازة فقوموا " ‪ .‬وقال أحد ‪ :‬إن شاء قام وإن شاء ل يقم ‪ ،‬واحتج‬
‫بان النب صلى ال عليه وسلم قد روي عنه أنه قام ث قعد ‪ .‬وهكذا قال إسحق بن إبراهيم‬

‫‪437‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ .‬ووافق أحد وإسحق ابن حبيب وابن الاجشون من الالكية ‪ .‬قال النووي ‪ :‬والختار ‪:‬‬
‫إن القيام مستحب ‪ ،‬وبه قال التول وصاحب الذهب ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬ثبت ‪ :‬حجة ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 541‬قال ابن حزم ‪ :‬ويستحب القيام للجنازة إذا رآها الرء ‪ .‬وإن‬
‫كانت جنازة كافر حت توضع أو تلفه ‪ ،‬فإن ل يقم فل حرج ‪ .‬استدل القائلون‬
‫بالستحباب با رواه الماعة عن ابن عمر عن عامر بن ربيعة عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬إذا رأيتم النازة فقوموا لا حت تلفكم أو توضع " ولحد ‪ :‬وكان ابن‬
‫عمر إذا رأى جنازة قام حت تاوزه ‪ .‬وروى البخاري ومسلم عن سهل بن حنيف وقيس‬
‫بن سعد أنما كانا قاعدين بالقادسية ‪ ،‬فمروا عليهما‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 541‬‬
‫بنازة فقاما ‪ .‬فقيل لما ‪ :‬إنا من أهل الرض ‪ -‬أي من أهل الذمة ‪ -‬فقال ‪ :‬إن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم مرت به جنازة فقام ‪ .‬فقيل له ‪ :‬إنا جنازة يهودي ‪ .‬فقال ‪ " :‬أو‬
‫ليست نفسا " ‪ .‬وللبخاري عن أب ليلى قال ‪ :‬كان ابن مسعود وقيس يقومان للجنازة ‪.‬‬
‫والكمة ف القيام ‪ ،‬ما جاء ف رواية أحد وابن حبان والاكم من حديث عبد ال بن‬
‫عمرو مرفوعا " إنا تقومون إعظاما للذي يقبض النفوس " ‪ ،‬ولفظ ابن حبان " إعظاما ل‬
‫تعال الذي يقبض الرواح " ‪ .‬وجلة القول ‪ :‬إن العلماء اختلفوا ف هذه السألة فمنهم من‬
‫ذهب إل القول بكراهة القيام للجنازة ‪ ،‬ومنهم من ذهب إل استحبابه ‪ ،‬ومنهم من رأى‬
‫التخيي بي الفعل والترك ‪ ،‬ولكل حجته ودليله ‪ .‬والكلف إزاء هذه الراء له أن يتخي‬
‫منها ما يطمئن له قلبه ‪ .‬وال أعلم ‪ - 5 .‬اتباع النساء لا ‪ :‬لديث أم عطية قالت ‪ :‬نينا‬
‫أن نتبع النائز ‪ ،‬ول يعزم ( ‪ ) 1‬علينا ‪ .‬رواه أحد والبخاري ومسلم وابن ماجه ‪ .‬وعن‬
‫عبد ال ابن عمرو قال ‪ :‬بينما نن نشي مع النب صلى ال عليه وسلم إذ بصر بامرأة‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي ل يوجب علينا ‪ .‬قال الافظ ف الفتح ‪ " :‬ول يعزم علينا " أي ل‬
‫يؤكد علينا ف النع كما أكد علينا ف غيه من النهيات ‪ ،‬فكأنا قالت كره لنا اتباع‬
‫النائز من غي تري ‪ .‬وقال القرطب ‪ :‬ظاهر سياق أم عطية أن النهي ني تنيه ‪ ،‬وبه قال‬
‫جهور أهل العلم ‪ ،‬ومال مالك إل الواز ‪ ،‬وهو قول أهل الدينة ‪ ،‬ويدل على الواز ما‬

‫‪438‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رواه ابن أب شيبة من طريق ممد بن عمرو بن عطاء عن أب هريرة " أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم كان ف جنازة ‪ ،‬ورأى عمر امرأة فصاح با ‪ ،‬فقال ‪ " :‬دعها يا عمر ‪" . .‬‬
‫الديث ‪ :‬وأخرجه ابن ماجه والنسائي من هذا الوجه ومن طريق أخرى عن ممد بن‬
‫عمرو بن عطاء عن سلمة بن الزرق عن أب هريرة ‪ .‬ورجاله ثقات ‪ .‬وقال الهلب ‪ :‬ف‬
‫حديث أم عطية دللة على أن النهي من الشارع على درجات ‪ .‬ا ‪ .‬ه‍ ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 542‬ل نظن أنه عرفها ‪ ،‬فلما توجهنا إل الطريق وقف حت انتهت إليه ‪ ،‬فإذا فاطمة‬
‫رضي ال عنها ‪ .‬فقال ‪ " :‬ما أخرجك من بيتك يا فاطمة ؟ " قالت ‪ :‬أتيت أهل هذا‬
‫البيت ‪ ،‬فرحت إليهم ميتهم ‪ ،‬وعزيتهم ‪ .‬فقال ‪ " :‬لعلك بلغت معهم الكدى ( ‪ ) 1‬؟ "‬
‫قالت ‪ :‬معاذ ال أن أكون قد بلغتها معهم وقد سعتك تذكر ف ذلك ما تذكر ‪ .‬قال ‪ :‬لو‬
‫بلغتها ما رأيت النة حت يراها جد أبيك " رواه أحد والاكم والنسائي والبيهقي ‪ ،‬وقد‬
‫طعن العلماء ف هذا الديث وقالوا إنه غي صحيح لن ف سنده ربيعة بن سيف وهو‬
‫ضعيف الديث ‪ ،‬عنده مناكي ‪ .‬وروى ابن ماجه والاكم عن ممد بن النفية عن علي‬
‫رضى ال عنه ‪ .‬قال ‪ :‬خرج النب صلى ال عليه وسلم فإذا نسوة جلوس ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما‬
‫يلسكن ؟ " قلن ‪ :‬ننتظر النازة قال ‪ " :‬هل تغلسن ؟ " قلن ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ " :‬هل تملن ؟‬
‫" قلن ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ " :‬هل تدلي ( ‪ ) 2‬فيمن يدل ؟ " قلن ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ " :‬فارجعن‬
‫مأزورات ( ‪ ) 3‬غي مأجورات " ‪ .‬وف إسناده دينار بن عمر ‪ ،‬قال أبو حات ‪ :‬ليس‬
‫بالشهور ‪ .‬وقال الزدي ‪ :‬متروك ‪ .‬وقال الليلي ف الرشاد ‪ :‬كذاب ‪ .‬وهذا مذهب ابن‬
‫مسعود وابن عمر وأبو أمامة وعائشة ومسروق والسن والنخعي والوزاعي وإسحاق‬
‫والنفية والشافعية والنابلة ‪ .‬وعند مالك ‪ :‬أنه ل يكره خروج عجوز لنازة مطلقا ‪ ،‬ول‬
‫خروج شابة ف جنازة من عظمت مصيبته عليها بشرط أن تكون مستترة ول يترتب على‬
‫خروجها فتنة ‪ .‬ويرى ابن حزم أن ما استدل به المهور غي صحيح ‪ ،‬وأنه يصح للنساء‬
‫اتباع النازة ‪ .‬فيقول ‪ :‬ول نكره اتباع النساء النازة ‪ ،‬ول ننعهن من ذلك ‪ .‬جاءت ف‬
‫النهي عن ذلك آثار ليس شئ منها يصح ‪ ،‬لنا إما مرسلة ‪ ،‬وإما عن مهول ‪ .‬وإما عمن‬
‫ل يتج به ‪ .‬ث ذكر حديث أم عطية التقدم وقال فيه ‪ :‬لو صح مسندا ل يكن فيه حجة ‪،‬‬
‫بل كان يكون كراهة فقط ‪ ،‬بل قد صح خلفه كما روينا من طريق ( هامش ) ( ‪) 1‬‬

‫‪439‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الكدى ‪ :‬القبور ‪ ) 2 ( .‬تنلن اليت ف القب ‪ ) 3 ( .‬مأزورات ‪ :‬آثات ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 543‬شعبة ‪ :‬عن وكيع عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن وهب بن كيسان عن ممد‬
‫بن عمرو ابن عطاء عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ف جنازة ‪،‬‬
‫فرأى عمر امرأة ‪ ،‬فصاح با ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬دعها يا عمر ‪.‬‬
‫فإن العي دامعة ‪ ،‬والنفس مصابة ‪ ،‬والعهد قريب ( ‪ . " ) 1‬قال ‪ :‬وقد صح عن ابن‬
‫عباس أنه ل يكره ذلك ‪ .‬ترك النازة من أجل النكر قال صاحب الغن ‪ :‬فإن كان مع‬
‫النازة منكر يراه أو يسمعه ‪ ،‬فإن قدر على إنكاره وإزالته أزاله ‪ ،‬وإن ل يقدر على إزالته‬
‫ففيه وجهان ‪ :‬أحدها ينكره ويتبعها فيسقط فرضه بالنكارو ل يترك حقا لبالطل ‪.‬‬
‫والثان يرجع لنه يؤدي إل استماع مظور ورؤيته مع قدرته على ترك ذلك ‪ .‬الدفن (‬
‫‪ ) 1‬حكمه ‪ :‬أجع السلمون على أن دفن اليت ومواراة بدنه فرض كفاية ‪ ،‬قال ال‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 543‬‬
‫تعال ‪ ( :‬أل نعل الرض كفاتا أحياء وأمواتا ) ‪ .‬يرى جهور العلماء أن الدفن بالليل‬
‫كالدفن بالنهار سواء بسواء ‪ .‬فقد دفن رسول ال صلى ال عليه وسلم الرجل الذي كان‬
‫يرفع صوته بالذكر ليل ‪ ،‬ودفن علي فاطمة رضي ال عنها ليل ‪ ،‬وكذلك دفن أبو بكر‬
‫وعثمان وعائشة وابن مسعود ‪ .‬وعن ابن عباس ‪ " :‬أن النب صلى ال عليه وسلم دخل‬
‫قبا ليل فأسرج له بسراج فأخذه من قبل القبلة وقال ‪ " :‬رحك ال ‪ .‬إن كنت لواها‬
‫تلء للقرآن " وكب عليه أربعا ‪ .‬رواه الترمذي وقال ‪ :‬حديث حسن قال ‪ :‬ورخص أكثر‬
‫أهل العلم ف الدفن بالليل ‪ .‬وإنا يوز ذلك إذا كان ل يفوت بالدفن ليل شئ من حقوق‬
‫اليت ( هامش ) ( ‪ ) 1‬إسناد هذا الديث صحيح ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 544‬والصلة‬
‫عليه ‪ .‬فإذا كان يفوت به حقوقه والصلة عليه وتام القيام بأمره ‪ ،‬فقد نى الشارع عن‬
‫الدفن بالليل وكرهه ‪ ،‬روى مسلم ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم خطب يوما فذكر‬
‫رجل من أصحابه قبض فكفن ف كفن غي طائل ودفن ليل ‪ ،‬فزجر النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أن يقب الرجل بالليل إل أن يضطر إنسان إل ذلك ‪ .‬وروى ابن ماجه عن جابر قال‬
‫‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل تدفنوا موتاكم بالليل إل أن تضطروا " ‪( .‬‬

‫‪440‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ ) 3‬الدفن وقت الطلوع والستواء والغروب ‪ :‬اتفق العلماء على أنه إذا خيف تغي اليت‬
‫فإنه يدفن ف هذه الوقات الثلثة بدون كراهة ‪ .‬أما إذا ل يش عليه من التغي ‪ ،‬فإنه‬
‫يوز دفنه ف هذه الوقات عند المهور ما ل يتعمددفنه فيها فإنه حينئذ يكون مكروها ‪،‬‬
‫لا رواه أحد ومسلم وأصحاب السنن عن عقبة قال ‪ " :‬ثلث ساعات كان النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيها أو نقب فيها موتانا ‪ :‬حي تطلع الشمس بازغة حت‬
‫ترتفع ‪ ،‬وحي يقوم قائم الظهية حت تيل الشمس ‪ ،‬وحي تضيف ( ‪ ) 1‬الشمس‬
‫للغروب حت تغرب " ‪ .‬وقالت النابلة يكره الدفن ف هذه الوقات مطلقا للحديث‬
‫الذكور ‪ ) 4 ( .‬استحباب إعماق القب ‪ :‬القصد من الدفن أن يوارى اليت ف حفرة‬
‫تجب رائحته ‪ ،‬وتنع السباع والطيور عنه ‪ ،‬وعلى أي وجه تقق هذا القصود تأدى به‬
‫الفرض وت به الواجب ‪ ،‬إل أنه ينبغي تعميق القب قدر قامة ‪ ،‬لا رواه النسائي والترمذي‬
‫وصححه عن هشام بن عامر ‪ .‬قال ‪ :‬شكونا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم أحد‬
‫‪ .‬فقلنا ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬الفر علينا لكل إنسان شديد ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬احفروا ‪ ،‬وأعمقوا ‪ ،‬وأحسنوا ‪ ،‬وادفنوا الثني والثلثة ف قب واحد " فقالوا ‪:‬‬
‫فمن نقدم يا رسول ال ؟ قال ‪ " :‬قدموا أكثرهم قرآنا " وكان أب ثالث ثلثة ف قب‬
‫واحد ‪ ( . .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬تضيف ‪ :‬تيل وتنح ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 545‬وروى ابن‬
‫أب شيبة وابن النذر عن عمر أنه قال ‪ :‬أعمقوا إل قدر قامة وبسطة ‪ .‬وعند أب حنيفة‬
‫وأحد يعمق قدر نصف القامة ‪ .‬وإن زاد فحسن ‪ ) 5 ( .‬تفضيل اللحد على الشق ‪:‬‬
‫اللحد هو الشق ف جانب القب جهة القبلة ‪ ،‬ينصب عليه اللب ( ‪ ) 1‬فيكون كالبيت‬
‫السقف ‪ .‬والشق حفرة ف وسط القب تبن جوانبها باللب يوضع فيه اليت ويسقف عليه‬
‫بشئ ‪ ،‬وكلها جائز ‪ ،‬إل أن اللحد أول ‪ ،‬لا رواه أحد وابن ماجه عن أنس قال ‪ " :‬لا‬
‫توف رسول ال صلى ال عليه وسلم كان رجل يلحد ‪ ،‬وآخر يضرح ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬نستخي‬
‫ربنا ونبعث إليهما ‪ ،‬فأيا سبق تركناه ‪ ،‬فأرسلوا إليهما ‪ ،‬فسبق صاحب اللحد ‪ ،‬فلحدوا‬
‫له " ‪ .‬وهذا يدل على الواز ‪ .‬أما ما يدل على أولوية اللحد ‪ ،‬فما رواه أحد وأصحاب‬
‫السنن وحسنه الترمذي عن ابن عباس ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬اللحد لنا ‪،‬‬
‫والشق لغينا " ‪ ) 6 ( .‬صفة إدخال اليت القب ‪ :‬من السنة ف إدخال اليت القبان يدخل‬

‫‪441‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من مؤخره إذا تيسر ‪ ،‬لا رواه أبو داود وابن أب شيبة والبيهقي من حديث عبد ال بن‬
‫زيد ‪ :‬أنه أدخل ميتا من قبل رجليه القب وقال ‪ :‬هذا من السنة ‪ .‬فان ل يتسر فكيفما‬
‫أمكن ‪ .‬قال ابن حزم ‪ :‬ويدخل اليت القب كيف أمكن ‪ ،‬إما من القبلة ‪ ،‬وامامن دبر‬
‫القبلة ‪ ،‬واما من قبل رأسه ‪ .‬واما من قبل رجليه ‪ ،‬إذ لنص ف شئ من ذلك ‪) 7 ( .‬‬
‫استحباب توجيه اليت ف قبه ال القبلة والدعاء له وحل أربطة الكفن ‪ :‬السنة الت جرى‬
‫عليها العلم ‪ ،‬ان يعل اليت ف قبه على جنبه الين ووجهه تاه القبلة ‪ .‬ويقول واضعه ‪:‬‬
‫" بسم ال وعلى ملة رسول ال ‪ ،‬أو وعلى سنة رسول ال " ويل أربطة الكفن ‪ .‬فعن‬
‫ابن عمر ‪ -‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬كان إذا وضع اليت ف القب ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫بسم ال وعلى ملة رسول ال ‪ ،‬أو ‪ ،‬وعلى سنة رسول ال " رواه أحد وأبو داود‬
‫والترمذي وابن ماجه ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 1‬اللب ‪ :‬الطوب النئ ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 546‬‬
‫ورواه النسائي مسندا وموقوفا ‪ ) 8 ( .‬كراهة الثوب ف القب ‪ :‬كره جهور الفقهاء وضع‬
‫ثوب أو وسادة أو نو ذلك للميت ف القب ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 546‬‬
‫ويرى ابن حزم أنه ل بأس ببسط ثوب ف القب تت اليت ‪ ،‬لا رواه مسلم عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬بسط ف قب رسول ال صلى ال عليه وسلم قطيفة حراء ‪ ،‬قال وقد ترك‬
‫ال هذا العمل ف دفن رسوله العصوم من الناس ول ينع منه ‪ ،‬وفعله خية أهل الرض ف‬
‫ذلك الوقت باجاع منهم ‪ ،‬ل ينكره احد منهم ‪ .‬واستحب العلماء أن يوسد رأس اليت‬
‫بلبنة أو حجر أو تراب ‪ ،‬ويفضى بده الين إل اللبنة ونوها ‪ ،‬بعد ان ينحى الكفن عن‬
‫خده ‪ ،‬ويوضع على التراب ‪ ،‬قال عمر ‪ :‬إذا انزلتمون ال اللحد فأفضوا بدي ال التراب‬
‫‪ .‬واوصى الضحاك ان تل عنه العقد ويبز خده من الكفن ‪ ،‬واستحبوا ان يوضع شئ‬
‫خلفه من لب أو تراب يسنده ‪ ،‬ل يستلقى على قفاه ‪ .‬واستحب أبو حنيفة ومالك‬
‫واحد ‪ ،‬أن يد ثوب على الرأة عند إدخالا ف القب دون الرجل ‪ ،‬واستحب الشافعية‬
‫ذلك ف الرجل والرأة على السواء ‪ ) 9 ( .‬استحباب ثلث حثيات على القب ‪:‬‬
‫ويستحب أن يثو من شهد الدفن ثلث حثيات بيديه على القب من جهة رأس اليت ‪ ،‬لا‬

‫‪442‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رواه ابن ماجه ‪ " :‬ان النب صلى ال عليه وسلم صلى على جنازة ‪ ،‬ث أتى قب اليت فحثى‬
‫عليه من قبل رأسه ثلثا " واستحب الئمة الثلثة أن يقول ف الثية الول ‪ " :‬منها‬
‫خلقناكم " وف الثانية ‪ " :‬وفيها نعيدكم " وف الثالثة ‪ " :‬ومنها نرجكم تارة أخرى " لا‬
‫روي ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ذلك لا وضعت أم كلثوم بنته ف القب ‪ .‬وقال‬
‫أحد ‪ :‬ل يطلب قراءة شئ عند حثو التراب لضعف الديث ‪ ) 10 ( .‬استحباب الدعاء‬
‫للميت بعد الفراغ من الدفن ‪ :‬يستحب الستغفار للميت عند الفراغ من دفنه وسؤال‬
‫التثبيت له ‪ ،‬لنه يسأل ف هذه الالة ‪ .‬فعن عثمان قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم‬
‫إذا فرغ من دفن اليت وقف عليه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬استغفر والخيكم وسلواله التثبيت فانه الن‬
‫يسأل " رواه أبو داود والاكم وصححه ‪ ،‬والبزار وقال ‪ :‬ل يروى عن النب صلى ال ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 547‬عليه وسلم إل من هذا الوجه ‪ .‬وروى رزين عن علي ‪ :‬أنه كان إذا فرغ‬
‫من دفن اليت قال ‪ :‬اللهم هذا عبدك نزل بك واتت خي منول به فاغفر له ووسع‬
‫مدخله ‪ .‬واستحب ابن عمر قراءة أول سورة البقرة و خاتتها على القب بعد الدفن ‪ .‬رواه‬
‫البيهقي بسند حسن ‪ ) 11 ( .‬حكم التلقي بعد الدفن ‪ :‬استحب بعض أهل العلم‬
‫والشافعي ان يلقن اليت ( ‪ ) 1‬بعد الدفن ‪ ،‬لا رواه سعيد بن منصور عن راشد بن‬
‫سعد ‪ ،‬وضمرة بن حبيب ‪ ،‬وحكيم بن عمي ( ‪ ) 2‬قالوا ‪ :‬إذا سوي على اليت قبه ‪،‬‬
‫وانصرف الناس عنه كانوا يستحبون ان يقال للميت عند قبه ‪ :‬يا فلن قل ‪ :‬لإله إل‬
‫ال ‪ ،‬أشهد ان ل إله إل ال " ثلث مرات " يا فلن قل ‪ :‬رب ال ‪ ،‬ودين السلم ‪،‬‬
‫ونبيي ممد صلى ال عليه وسلم ‪ .‬ث ينصرف ‪ .‬وقد ذكر هذا الثر الافظ ف التلخيص‬
‫وسكت عنه ‪ .‬وروى الطبان من حديث أب أمامة أنه قال ‪ " :‬إذا مات أحد من‬
‫إخوانكم فسويتم التراب على قبه فليقم أحدكم على رأس قبه ث ليقل ‪ :‬يا فلن بن‬
‫فلنة ‪ ،‬فإنه يسمعه ول ييب ‪ ،‬ث يقول ‪ :‬يا فلن بن فلنة ‪ ،‬فانه يستوي قاعدا ‪ .‬ث يقول‬
‫‪ :‬يا فلن بن فلنة ‪ .‬فانه يقول ‪ :‬ارشدنا يرحك ال ‪ ،‬ولكن ل تشعرون ‪ .‬فليقل ‪ :‬اذكر‬
‫ما خرجت عليه من الدنيا ‪ :‬شهادة ان ل إله إل ال وأن ممدا عبده ورسوله ‪ ،‬وأنك‬
‫رضيت بال ربا ‪ ،‬وبالسلم دينا ‪ ،‬وبحمد نبيا ‪ ،‬وبالقرآن إماما ‪ ،‬فان منكرا ونكيا‬
‫يأخذ كل واحد بيد صاحبه ‪ ،‬ويقول ‪ :‬انطلق بنا ما يقعدنا عند من لقن حجته " فقال‬

‫‪443‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رجل ‪ :‬يا رسول ال فان ل يعرف أمه ؟ قال ‪ " :‬ينسبه إل أمه حواء ‪ :‬يا فلن ابن حواء‬
‫" ‪ .‬قال الافظ ف التلخيص ‪ :‬واسناده صال ‪ ،‬وقد قواه الضياء ف أحكامه ‪ .‬وف إسناده‬
‫عاصم بن عبد ال ‪ ،‬وهو ضعيف ‪ .‬وقال اليثمي بعد أن ساقه ‪ :‬ف إسناده جاعة ل‬
‫أعرفهم ‪ .‬قال النووي ‪ :‬هذا الديث وان كان ضعيفا فيستأنس به ‪ ،‬وقد اتفق علماء‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬اليت ‪ :‬أي الكلف ‪ .‬أما الصغي فل يلقن ‪ ) 2 ( .‬هؤلء تابعيون ‪. ( .‬‬
‫) ‪ /‬صفحة ‪ / 548‬الحدثي وغيهم على السامة ف أحاديث الفضائل والترغيب‬
‫والترهيب ‪ ،‬وقد اعتضد بشواهد كحديث " واسألوا له التثبيت " ووصية عمرو بن العاص‬
‫وها صحيحان ‪ ،‬ول يزل أهل الشام على العمل بذا ف زمن من يقتدى به وال الن ‪.‬‬
‫وذهبت الالكية ف الشهور عنهم ‪ ،‬وبعض النابلة ال ان التلقي مكروه ‪ .‬وقال الثرم ‪:‬‬
‫قلت لحد ‪ :‬هذا الذي يصنعونه ‪ ،‬إذا دفن اليت ‪ ،‬يقف الرجل ويقول ‪ :‬يا فلن بن فلنة‬
‫‪ . . .‬قال ‪ :‬ما رأيت أحدا يفعله إل أهل الشام حي مات أبو الغية ‪ .‬يروى فيه عن أب‬
‫بكر بن أب مري ‪ ،‬عن أشياخهم ‪ :‬أنم كانوا يفعلونه ‪ ،‬وكان إساعيل بن عياش يرويه ‪،‬‬
‫يشي إل حديث أب أمامة ‪ .‬السنة ف بناء القابر من السنة ان يرفع القب عن الرض قدر‬
‫شب ‪ ،‬ليعرف أنه قب ‪ ،‬ويرم رفعه زيادة‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 548‬‬
‫على ذلك ‪ .‬لا رواه مسلم وغيه عن هرون ‪ :‬أن ثامة بن شفى حدثه ‪ .‬قال ‪ :‬كنا مع‬
‫فضالة بن عبيد بأرض الروم " برودس " فتوف صاحب لنا فأمر فضالة بن عبيد بقبه‬
‫فسوي ‪ .‬ث قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يأمر بتسويتها ‪ .‬وروي عن اب‬
‫الياج السدي ‪ .‬قال ‪ :‬قال ل علي بن أب طالب ‪ :‬ال أبعثك على ما بعثن عليه رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ال تدع تثال إل طمسته ‪ ،‬ول قبا مشرفا إل سويته ‪ .‬قال‬
‫الترمذي ‪ " :‬والعمل على هذا عند بعض أهل العلم يكرهون ان يرفع القب فوق الرض إل‬
‫بقدر ما يعرف أنه قب لكيل يوطأ ول يلس عليه " ‪ .‬وقد كان الولة يهدمون ما بن ف‬
‫القابر ‪ -‬ما زاد على الشروع ‪ -‬عمل بالسنة الصحيحة ‪ .‬قال الشافعي ‪ " :‬وأحب ال‬
‫يزاد ف القب تراب من غيه ‪ ،‬وإنا أحب ان يشخص على وجه الرض شبا أو نوه‬

‫‪444‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأحب أن ليبن وليصص ‪ ،‬فان ذلك يشبه الزينة واليلء ‪ .‬وليس الوت موضع واحد‬
‫منهما ‪ ،‬ول أر قبور الهاجرين والنصار مصصة ‪ .‬وقد رأيت من الولة من يهدم ما بن‬
‫ف القابر ‪ ،‬ول أر الفقهاء يعيبون عليه ذلك ‪ " .‬قال الشوكان ‪ :‬والظاهر أن رفع القبور‬
‫زيادة على القدر الأذون فيه مرم ‪ ،‬وقد صرح بذلك اصحاب أحد وجاعة من أصحاب‬
‫الشافعي ومالك ‪ ،‬والقول بأنه غي مظور لوقوعه من السلف واللف بلنكي ‪ -‬كما قال‬
‫المام يي والهدي ف الغيث ‪ -‬ل يصح ‪ ،‬لن غاية ما فيه أنم سكتوا عن ذلك‬
‫والسكوت ‪ /‬صفحة ‪ / 549‬ل يكون دليل إذا كان ف المور الظنية ‪ ،‬وتري رفع القبور‬
‫ظن ‪ .‬ومن رفع القبور الداخل تت الديث دخول أوليا القباب والشاهد العمورة على‬
‫القبور ‪ ،‬وايضا هو من اتاذ القبور مساجد ‪ ،‬وقد لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فاعل ذلك ‪ . .‬وكم قد سرى عن تشييد أبنية القبور وتسينها مفاسد يبكي لا السلم ‪.‬‬
‫منها اعتقاد الهلة فيها كاعتقاد الكفار ف الصنام ‪ ،‬وعظموا ذلك فظنوا أنا قادرة على‬
‫جلب النفع ودفع الضر فجعلوها مقصدا لطلب قضاء الوائج وملجأ لنجاح الطالب ‪،‬‬
‫وسألوا منها ما يسأل العباد من ربم ‪ ،‬وشدوا إليها الرحال وتسحوا با واستغاثوا ‪.‬‬
‫وبالملة ‪ :‬إنم ل يدعوا شيئا ما كانت الاهلية تفعله بالصنام إل فعلوه ‪ .‬فانا ل وإنا‬
‫إليه راجعون ‪ . . . .‬ومع هذا النكر الشنيع ‪ ،‬والكفر الفظيع ‪ ،‬لتد من يغضب ل ويغار‬
‫حية للدين النيف لعالا ‪ ،‬ول متعلما ‪ ،‬ول أميا ولوزيرا ولملكا ‪ .‬وقد توارد إلينا من‬
‫الخبار ما ل يشك معه أن كثيا من هؤلء القبوريي أو أكثرهم إذا توجهت عليه يي‬
‫من جهة خصمه ‪ ،‬حلف بال فاجرا ‪ ،‬فإذا قيل له بعد ذلك ‪ :‬بشيخك ومعتقدك الول‬
‫الفلن تلعثم وتلكأ وأب واعترف بالق ‪ ،‬وهذا من أبي الدلة الدالة على ان شركهم قد‬
‫بلغ فوق شرك من قال ‪ :‬إنه تعال ثان اثني ‪ ،‬أو ثالث ثلثة ‪ .‬فيا علماء الدين ويا ملوك‬
‫السلم أي رزء للسلم أشد من الكفر ‪ ،‬وأي بلء لذا الدين أضر عليه من عبادة غي‬
‫ال ‪ ،‬وأي مصيبة يصاب با السلمون تعدل هذه الصيبة وأي منكر يب إنكاره إن ل‬
‫يكن إنكار هذا الشرك البي واجبا ؟ ‪ .‬لقد أسعت لو ناديت حيا ولكن ل حياة لن تنادي‬
‫ولو نارا نفخت با أضاءت ولكن أنت تنفخ ف رماد وقد أفت العلماء بدم الساجد‬
‫والقباب الت بنيت على القابر ‪ .‬قال ابن حجر ف الزواجر ( ‪ : ) 1‬وتب البادرة لدم‬

‫‪445‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الساجد والقباب الت على القبور إذ هي أضر من مسجد الضرار ‪ ،‬لنا أسست على‬
‫معصية رسول ال ( هامش ) ( ‪ ) 1‬كانت هذه الفتوى ف عهد اللك الظاهر حي عزم‬
‫على هدم كل ما ف القرافة ف البناء ‪ ،‬فاتفق علماء عصره على أنه يب على ول المر‬
‫هدم ذلك كله ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 550‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬لنه نى عن ذلك وأمر‬
‫بدم القبور الشرفة ‪ .‬وتب إزالة كل قنديل أو سراج على قب ‪ ،‬ول يصح وقفه ونذره ‪.‬‬
‫تسنيم القب وتسطيحه اتفق الفقهاء على جواز تسنيم القب وتسطيحه ‪ .‬قال الطبي ‪:‬‬
‫لأحب أن يتعدى ف القبور أحد العنيي من تسويتها بالرض ‪ ،‬أو رفعها مسنمة قدر شب‬
‫على ما عليه عمل السلمي ‪ ،‬وتسوية القبور ليست بتسطيح ‪ .‬وقد اختلف الفقهاء ف‬
‫الفضل منها ‪ ،‬فنقل القاضي عياض عن أكثر أهل العلم ‪ :‬ان الفضل تسنيمها ‪ ،‬لن‬
‫سفيان النمار حدثه أنه رأى قب النب صلى ال عليه وسلم مسنما ‪ ،‬رواه البخاري ‪ .‬وهذا‬
‫رأي أب حنيفة ومالك واحد والزن وكثي من الشافعية ‪ .‬وذهب الشافعي إل أن‬
‫التسطيح أفضل لمر الرسول ال صلى ال عليه وسلم بالتسوية ‪ .‬تعليم القب بعلمة يوز‬
‫أن يوضع على القب علمة ‪ ،‬من حجرة أو خشب يعرف با ‪ ،‬لا رواه ابن ماجة عن أنس‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم " أعلم قب عثمان بن مظعون بصخرة " أي وضع عليه‬
‫الصخرة ليتبي به ‪ .‬وف الزوائد ‪ :‬هذا إسناد حسن رواه أبو داود من حديث الطلب بن‬
‫أب وداعة ‪ .‬وفيه ‪ :‬أنه حل الصخرة فوضعها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 550‬‬
‫عند رأسه وقال ‪ " :‬أتعلم با قب أخي ‪ ،‬وادفن إليه من مات من أهلي " ‪ .‬وف الديث‬
‫استحباب جع الوتى القارب ف أماكن متجاورة لنه أيسر لزيارتم وأكثر للترحم عليهم‬
‫‪ .‬خلع النعال ف القابر ذهب أكثر أهل العلم إل أنه ل بأس بالشي ف القابر بالنعال ‪.‬‬
‫قال جرير بن حازم ‪ :‬رأيت السن وابن سيين يشيان بي القبور بنعالم ‪ .‬وروى‬
‫البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أنس عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬أنه قال ‪" :‬‬
‫إن العبد إذا وضع ف قبه وتول عنه اصحابه ‪ .‬إنه ليسمع قرع نعالم " وقد استدل‬
‫العلماء بذا الديث على جواز الشي ف القابر بالنعل ‪ :‬إذ ل يسمع قرع ‪ /‬صفحة ‪551‬‬

‫‪446‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ /‬النعل إل إذا مشوا با ‪ .‬وكره المام أحد الشي بالنعال السبتية ( ‪ ) 1‬ف القابر ‪ ،‬لا‬
‫رواه أبو داودو النسائي وابن ماجة عن بشي مول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم نظر إل رجل يشي ف القبور عليه نعلن ‪ .‬فقال ‪ " :‬يا‬
‫صاحب السبتيتي ويك ألق سبتيتيك " فنظر الرجل ‪ ،‬فلما عرف رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم خلعهما فرمى بما ‪ .‬قال الطاب ‪ :‬يشبه أن يكون إنا كره ذلك لا فيه من‬
‫اليلء ‪ ،‬وذلك أن نعال السبت من لباس أهل الترفه والتنعم ‪ .‬ث قال ‪ :‬فأحب صلى ال‬
‫عليه وسلم أن يكون دخوله القابر على زي التواضع ولباس اهل الشوع ‪ .‬والكراهة عند‬
‫أحد عند عدم العذر ‪ .‬فإذا كان هناك عذر ينع الاشي من اللع كالشوكة أو النجاسة‬
‫انتفت الكراهة ‪ .‬النهي عن ستر القبور ل يل ستر الضرحة ‪ ،‬لا فيه من العبث وصرف‬
‫الال ف غي غرض شرعي ‪ ،‬وتضليل العامة ‪ ،‬روى البخاري ومسلم عن عائشة أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم خرج ف غزاة ‪ ،‬فأخذت نطا ( ‪ ) 2‬فسترته على الباب ‪ ،‬فلما قدم‬
‫رأى النمط ‪ ،‬فجذبه حت هتكه ‪ ،‬ث قال ‪ " :‬إن ال ل يأمرنا ان نكسو الجارة والطي "‬
‫‪ .‬تري الساجد والسرج على القابر جاءت الحاديث الصحيحة الصرية بتحري بناء‬
‫الساجد ف القابر واتاذ السرج عليها ‪ - 1 .‬روى البخاري ومسلم عن أب هريرة ‪ :‬ان‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬قاتل ال اليهود اتذوا قبور أنبيائهم مساجد " ‪- 2‬‬
‫روى أحد واصحاب السنن إل ابن ماجه ‪ ،‬وحسنه الترمذي ‪ ،‬عن ابن عباس قال ‪ :‬لعن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم زائرات القبور والتخذين عليها الساجد والسرج ‪- 3 .‬‬
‫وف صحيح مسلم عن عبد ال البجلي قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم قبل‬
‫أن يوت بمس ‪ ،‬وهو يقول ‪ " :‬إن أبرأ إل ال أن يكون ( هامش ) ( ‪ ) 1‬السبتية ‪ :‬أي‬
‫النعال الدبوغة بالقرظ ‪ " ) 2 ( .‬النمط " ضرب من البسط له خل رقيق ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 552‬ل منكم خليل ‪ ،‬فان ال عزوجل قد اتذن خليل ‪ ،‬كما اتذ إبراهيم‬
‫خليل ولو كنت متخذا خليل لتذت أبا بكر خليل ‪ ،‬وان من كان قبلكم كانوا‬
‫يتخذون قبور انبيائهم وصاليهم مساجد ‪ ،‬أل فل تتخذوا القبور مساجد ‪ ،‬إن أناكم‬
‫عن ذلك ‪ - 4 " .‬وفيه عن أب هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لعن‬
‫ال اليهود والنصارى اتذوا قبور أنبيائهم مساجد " ‪ - 5 .‬وروى البخاري ومسلم عن‬

‫‪447‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عائشة ‪ ،‬أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة ‪ -‬رأتاها بالبشة فيها تصاوير ‪ -‬لرسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن أولئك إذا كان فيهم‬
‫الرجل الصال فمات بنوا على قبه مسجدا وصوروا فيه تلك الصور ‪ ،‬أولئك شرار اللق‬
‫عند ال يوم القيامة " ‪ .‬قال صاحب الغن ‪ :‬وليوز اتاذ الساجد على القبور لقول النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لعن ال زوارات القبور والتخذات عليهن الساجد والسرج "‬
‫رواه أبو داود والنسائي ولفظه ‪ " :‬لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ . . .‬ال " ولو‬
‫أبيح ل يلعن النب صلى ال عليه وسلم من فعله ‪ ،‬ولن فيه تضييعا للمال ف غي فائدة‬
‫وافراطا ف تعظيم القبور اشبه تعظيم الصنام ‪ ،‬وليوز اتاذ الساجد على القبور لذا‬
‫الب ‪ ،‬ولن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬لعن ال اليهود اتذوا قبور أنبيائهم‬
‫مساجد " يذر مثل ما صنعوا ‪ .‬متفق عليه ‪ .‬وقالت عائشة ‪ :‬إنا ل يبز قب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم لئل يتخذ مسجدا ‪ ،‬ولن تصيص القبور بالصلة عندها يشبه تعظيم‬
‫الصنام لا والتقرب إليها ‪ ،‬وقد روينا أن ابتداء عبادة الصنام تعظيم الموات باتاذ‬
‫صورهم ومسحها والصلة عليها ( ‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬قال معلقه ‪ :‬يشي إل ما رواه‬
‫البخاري عن ابن عباس من سبب اتاذ قوم نوح للصنام ‪ :‬ود وسواع ويغوث ويعوق‬
‫ونسر ‪ ،‬وحاصله أن هذه أساء رجال صالي اتذ الناس لم صورا بعد موتم ليتذكروا‬
‫با فيقتدوابم ‪ ،‬فلما ذهب العلم زين لم الشيطان عبادة صورهم وتاثيلهم بتعظيمها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 552‬‬
‫والتمسح با والتقرب إليها ‪ ،‬ومسحها ‪ :‬إمرار اليد عليها تبكا وتوسل با ‪ ،‬وكذلك فعل‬
‫الناس بقبور الصالي ‪ ،‬وسرى ذلك من الوثنيي إل أهل الكتاب فالسلمي ‪ ،‬فالصنام ف‬
‫ذلك سواء ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 553‬كراهية الذبح عند القب نى الشارع عن الذبح عند‬
‫القب تنبا لا كانت تفعله الاهلية ‪ ،‬وبعدا عن التفاخر والباهاة ‪ .‬فقد روى أبو داود عن‬
‫أنس قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " لعقر ف السلم " قال عبد الرزاق ‪:‬‬
‫كانوا يعقرون عند القب بقرة أو شاة ‪ .‬قال الطاب ‪ :‬كان أهل الاهلية يعقرون البل على‬
‫قب الرجل الواد ‪ ،‬يقولون ‪ :‬نازيه على فعله ‪ ،‬لنه كان يعقرها ف حياته ‪ ،‬فيطعمها‬

‫‪448‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الضياف ‪ ،‬فنحن نعقرها عند قبه لتأكلها السباع والطي ‪ :‬فيكون مطعما بعد ماته كما‬
‫كان مطعما ف حياته قال الشاعر ‪ :‬عقرت على قب النجاشي ناقت بأبيض عضب أخلصته‬
‫صياقله على قب من لو أنن مت قبله لانت عليه عند قبي رواحله ومنهم من كان يذهب‬
‫ف ذلك إل أنه إذا عقرت راحلته عند قبه حشر ف القيامة راكبا ‪ ،‬ومن ل يعقر عنه‬
‫حشر راجل ‪ ،‬وكان على مذهب من يرى البعث منهم بعد الوت ‪ .‬النهي عن اللوس‬
‫على القب والستناد إليه والشي عليه ‪ :‬ل يل القعود على القب ول الستناد إليه ‪ ،‬ول‬
‫الشي عليه ‪ ،‬لا رواه عمرو بن حزم قال ‪ :‬رآن رسول ال صلى ال عليه وسلم متكثا‬
‫على قب ‪ .‬فقال ‪ " :‬ل تؤذ صاحب هذا القب ‪ " .‬أو " لتؤذه " ‪ ،‬رواه أحد بإسناد‬
‫صحيح ‪ .‬وعن أب هريرة قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لن يلس‬
‫أحدكم على جرة فتحرق ثيابه فتخلص إل جلده خي له من أن يلس على قب ‪ " .‬رواه‬
‫أحد ‪ ،‬ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه ‪ .‬والقول بالرمة مذهب ابن حزم ‪ ،‬لا‬
‫ورد فيه من الوعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬وهو قول جاعة من السلف ‪ ،‬منهم أبو هريرة ‪ .‬ومذهب‬
‫المهور ‪ :‬أن ذلك مكروه ‪ .‬قال النووي ‪ :‬عبارة الشافعي ف الم ‪ ،‬وجهور الصحاب‬
‫ف الطرق كلها ‪ :‬أنه يكره اللوس ‪ ،‬وأرادوا به كراهة التنيه ‪ ،‬كما هو الشهور ف‬
‫استعمال الفقهاء ‪ ،‬وصرح به كثي منهم ‪ ،‬قال ‪ :‬وبه قال جهور العلماء منهم ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 554‬النخعي والليث وأحد وداود ‪ ،‬قال ‪ :‬ومثله ف الكراهة التكاء عليه والستناد‬
‫إليه ‪ .‬وذهب ابن عمر من الصحابة وأبو حنيفة ومالك إل جواز القعود على القب ‪ .‬قال‬
‫ف الوطأ ‪ :‬إنا نى عن القعود على القبور فيما نرى " نظن " للذاهب يقصد لقضاء حاجة‬
‫النسان من البول أو الغائط ‪ .‬وذكر ف ذلك حديثا ضعيفا ‪ .‬وضعف أحد هذا التأويل ‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬ليس هذا بشئ ‪ .‬وقال النووي ‪ :‬هذا تأويل ضعيف أو باطل ‪ ،‬وأبطله كذلك ابن‬
‫حزم من عدة وجوه ‪ .‬وهذا اللف ف غي اللو س لقضاء الاجة ‪ ،‬فاما إذا كان‬
‫اللوس لا ‪ ،‬فقد اتفق الفقهاء على حرمته ‪ ،‬كما اتفقوا على جواز الشي على القبور إذا‬
‫كان هناك ضرورة تدعو إليه ‪ ،‬كما إذا ل يصل إل قب ميته إل بذلك ‪ .‬النهي عن‬
‫تصيص القب والكتابة عليه عن جابر قال ‪ :‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن‬
‫يصص القب وأن يقعد عليه وأن يبن عليه ‪ .‬رواه أحد ومسلم والنسائي وأبو داود‬

‫‪449‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والترمذي وصححه ‪ .‬ولفظه ‪ " :‬نى أن تصص القبور ‪ ،‬وأن يكتب عليها وأن يبن عليها‬
‫وأن توطأ ( ‪ " ) 1‬وف لفظ النسائي ‪ " :‬أن يبن على القب أو يزاد عليه أو يصص أو‬
‫يكتب عليه " ‪ .‬والتجصيص معناه الطلء بالص ‪ ،‬وهو الي العروف ‪ .‬وقد حل‬
‫المهور النهي على الكراهة ‪ ،‬وحله ابن حزم على التحري ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الكمة ف ذلك إن‬
‫القب للبلى ل للبقاء ‪ ،‬وإن تصيصه من زينة الدنيا ‪ ،‬ول حاجة للميت إليها ‪ .‬وذكر‬
‫بعضهم أن الكمة ف النهي عن تصيص القبور كون الص أحرق بالنار ‪ ،‬ويؤيده ما‬
‫جاء عن زيد بن أرقم أنه قال لن أراد أن يبن قب ابنه ويصصه ‪ :‬جفوت ولغوت ‪ ،‬ل‬
‫يقربه شئ مسته النار ‪ .‬ول بأس بتطيي القب ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬وقد رخص بعض أهل‬
‫العلم ‪ -‬منهم السن البصري ‪ -‬ف تطيي القبور ‪ .‬وقال الشافعي ‪ :‬ل بأس به أن يطي‬
‫القب ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬توطأ ‪ :‬تداس ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 555‬وعن جعفر بن ممد‬
‫عن أبيه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم رفع قبه من الرض شبا وطي بطي أحر من‬
‫العرصة وجعل عليه الصباء ‪ .‬رواه أبو بكر النجاد وسكت الافظ عليه ف التلخيص ‪.‬‬
‫وكما كره العلماء تصيص القب ‪ ،‬كرهوا بناءه بالجر أو الشب أو دفن اليت ف تابوت‬
‫إذا ل تكن الرض رخوة أو ندية ‪ ،‬فإن كانت كذلك جاز بناء القب بالجر ونوه وجاز‬
‫دفن اليت ف تابوت من غي كراهة ‪ .‬فعن مغية عن إبراهيم قال ‪ :‬كانوا يستحبون اللب‬
‫ويكرهون الجر ‪ ،‬ويستحبون القصب ويكرهون الشب ‪ .‬وف الديث النهي عن الكتابة‬
‫على القبور ‪ ،‬وظاهره عدم الفرق بي كتابة اسم اليت على القب وغيها ‪ .‬قال الاكم‬
‫بعد تريج هذا الديث ‪ :‬السناد صحيح وليس العمل عليه ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 555‬‬
‫فإن أئمة السلمي من الشرق والغرب يكتبون على قبورهم ‪ ،‬وهو شئ أخذه اللف عن‬
‫السلف ‪ .‬وتعقبه الذهب ‪ :‬بأنه مدث ول يبلغهم النهي ‪ .‬ومذهب النابلة ‪ :‬أن النهي عن‬
‫الكتابة الكراهة سواء أكانت قرآنا ‪ ،‬أم كانت اسم اليت ‪ .‬ووافقهم الشافعية إل أنم قالوا‬
‫‪ :‬إذا كان القب لعال أو صال ندب كتابة اسه عليه وما ييزه ليعرف ‪ .‬ويرى الالكية ‪ :‬أن‬
‫الكتابة إن كانت قرآنا حرمت ‪ .‬وإن كانت لبيان اسه أو تاريخ موته فهي مكروهة‬

‫‪450‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقالت الحناف ‪ :‬إنه يكره تريا الكتابة على القب إل إذا خيف ذهاب أثره فل يكره ‪.‬‬
‫وقال ابن حزم ‪ :‬لو نقش اسه ف حجر ل نكره ذلك ‪ .‬وف الديث ‪ :‬النهي عن زيادة‬
‫تراب القب على ما يرج منه ‪ ،‬وقد بوب على هذه الزيادة البيهقي فقال ‪ " :‬باب ل يزاد‬
‫على القب أكثر من ترابه لئل يرتفع " ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬وظاهره أن الراد بالزيادة عليه ‪،‬‬
‫الزيادة على ترابه ‪ .‬وقيل ‪ :‬الراد بالزيادة عليه أن يقب على قب ميت آخر ‪ .‬ورجح‬
‫الشافعي العن الول فقال ‪ :‬يستحب أن ل يزاد القب على التراب الذي أخرج منه ‪ .‬وإنا‬
‫استحب ذلك لئل يرتفع القب ارتفاعا كثيا قال ‪ :‬فإن زاد فل بأس ‪ / .‬صفحة ‪/ 556‬‬
‫دفن أكثر من واحد ف قب هدي السلف الذي جرى عليه العمل أن يدفن كل واحد ف‬
‫قب ‪ ،‬فإن دفن أكثر من واحد كره ذلك إل إذا تعسر إفراد كل ميت بقب لكثرة الوتى‬
‫وقلة الدافني أو ضعفهم ‪ .‬فإنه ف هذه الالة يوز دفن أكثر من واحد ف قب واحد ‪ .‬لا‬
‫رواه أحد والترمذي وصححه ‪ :‬أن النصار جاءوا إل النب صلى ال عليه وسلم يوم أحد‬
‫‪ .‬فقالوا ‪ :‬يا رسول ال أصابنا جرح وجهد ‪ .‬فكيف تأمرنا ؟ فقال ‪ " :‬احفروا وأوسعوا‬
‫وأعمقوا واجعلوا الرجلي والثلثة ف القب ‪ " .‬قالوا ‪ :‬فأيهم نقدم ؟ قال ‪ " :‬أكثرهم قرآنا‬
‫" ‪ .‬وروى عبد الرزاق بسند حسن عن واثلة بن السقع أنه كان يدفن الرجل والرأة ف‬
‫القب الواحد ‪ ،‬فيقدم الرجل وتعل الرأة وراءه ‪ .‬اليت ف البحر قال ف الغن ‪ :‬إذا مات‬
‫ف سفينة ف البحر ‪ ،‬فقال أحد رحه ال ‪ :‬ينتظر به إن كانوا يرجون أن يدوا له موضعا‬
‫يدفنونه فيه حبسوه يوما أو يومي ما ل يافوا عليه الفساد ‪ .‬فإن ل يدوا غسل ‪ ،‬وكفن ‪،‬‬
‫وحنط ‪ ،‬ويصلى عليه ‪ ،‬ويثقل بشئ ويلقى ف الاء ‪ .‬وهذا قول عطاء والسن ‪ .‬قال‬
‫السن ‪ :‬يترك ف زنبيل ‪ .‬ويلقى ف البحر ‪ .‬وقال الشافعي ‪ :‬يربط بي لوحي ليحمله‬
‫البحر إل الساحل ‪ ،‬فربا وقع إل قوم يدفنونه ‪ ،‬وإن ألقوه ف البحر ل يأثوا ‪ ،‬والول‬
‫أول ‪ ،‬لنه يصل به الستر القصود من دفنه ‪ ،‬وإلقاؤه بي لوحي تعريض له للتغي والتك‬
‫‪ .‬وربا بقي على الساحل مهتوكا عريانا وربا وقع إل قوم من الشركي ‪ ،‬فكان ما‬
‫ذكرناه أول ‪ .‬وضع الريدة على القب ليشرع وضع الريد ول الزهور فوق القب ‪ ،‬وأما‬
‫ما رواه البخاري وغيه عن ابن عباس أن النب صلى ال عليه وسلم مر على قبين فقال ‪:‬‬
‫" إنما يعذبان ‪ ،‬وما يعذبان ف كبي ‪ ،‬أما هذا فكان ل يستنه من البول ‪ ،‬وأما هذا ‪/‬‬

‫‪451‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صفحة ‪ / 557‬فكان يشي بالنميمة ‪ ،‬ث دعا بعسيب رطب فشقه باثني ‪ ،‬ث غرس على‬
‫هذا واحدا ‪ ،‬وعلى هذا واحدا ‪ ،‬وقال ‪ " :‬لعله يفف عنهما ما ل ييبسا " فقد أجاب عنه‬
‫الطاب بقوله ‪ :‬وأما غرسه شق العسيب على القب ‪ ،‬وقوله ‪ " :‬لعله يفف عنهما ما ل‬
‫ييبسا " فإنه من ناحية التبك بأثر النب صلى ال عليه وسلم ودعائه بالتخفيف عنهما ‪،‬‬
‫وكأنه صلى ال عليه وسلم جعل مدة بقاء النداوة فيهما حدا لا وقعت به السألة من‬
‫تفيف العذاب عنهما ‪ ،‬وليس ذلك من أجل أن ف الريد الرطب معن ليس ف اليابس ‪.‬‬
‫والعامة ف كثي من البلدان تفرش الوص ف قبور موتاهم ‪ ،‬وأراهم ذهبوا إل هذا وليس‬
‫لا تعاطوه وجه ‪ .‬وما قاله الطاب صحيح ‪ ،‬وهذا هو الذي فهمه أصحاب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬إذ ل ينقل عن أحد منهم أنه وضع جريدا ول أزهارا على قب‬
‫سوى بريدة السلمي ‪ ،‬فإنه أوصى أن يعل ف قبه جريدتان ‪ .‬رواه البخاري ‪ .‬ويبعد أن‬
‫يكون وضع الريد مشروعا ويفى على جيع الصحابة ما عدا بريدة ‪ .‬قال الافظ ف‬
‫الفتح ‪ :‬وكأن بريدة حل الديث على عمومه ‪ ،‬ول يره خاصا بذينك الرجلي ‪ .‬قال ابن‬
‫رشيد ‪ :‬ويظهر من تصرف البخاري أن ذلك خاص بما ‪ ،‬فلذلك عقبه بقول ابن عمر‬
‫حي رأى فسطاطا على قب عبد الرحن ‪ :‬انزعه يا غلم فإنا يظله عمله ‪ .‬وف كلم ابن‬
‫عمر ما يشعر بأنه ل تأثي لا يوضع على القب ‪ ،‬بل التأثي للعمل الصال ‪ .‬الرأة توت وف‬
‫بطنها جني حي إذا ماتت الرأة وف بطنها جني حي وجب شق بطنها لخراج الني إذا‬
‫كانت حياته مرجوة ‪ ،‬ويعرف ذلك بواسطة الطباء الثقات ‪ .‬الرأة الكتابية توت وهي‬
‫حامل من مسلم تدفن وحدها روى البيهقي عن واثلة بن السقع ‪ :‬أنه دفن امرأة نصرانية‬
‫ف بطنها ولد مسلم ف مقبة ليست بقبة النصارى ول السلمي ‪ ،‬واختار هذا المام‬
‫أحد‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 557‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 558‬لنا كافرة ل تدفن ف مقبة السلمي ‪ ،‬فيتأذوا بعذابا ‪ ،‬ولف مقبة‬
‫الكفار لن ولدها مسلم فيتأذى بعذابم ‪ .‬تفضيل الدفن ف القابر قال ابن قدامة ‪ :‬والدفن‬
‫ف مقابر السلمي أحب إل أب عبد ال من الدفن ف البيوت ‪ ،‬لنه أقل ضررا على‬

‫‪452‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الحياء من ورثته ‪ ،‬وأشبه بساكن الخرة وأكثر للدعاء له والترحم عليه ‪ ،‬ول يزل‬
‫الصحابة والتابعون ومن بعدهم يقبون ف الصحارى ‪ .‬فإن قيل ‪ :‬فالنب صلى ال عليه‬
‫وسلم قب ف بيته ‪ ،‬وقب صاحباه معه ‪ .‬قلنا ‪ :‬قالت عائشة ‪ :‬إنا فعل ذلك لئل يتخذ قبه‬
‫مسجدا ‪ .‬رواه البخاري ‪ .‬ولن النب صلى ال عليه وسلم كان يدفن أصحابه بالبقيع ‪،‬‬
‫وفعله أول من فعل غيه ‪ ،‬وإنا أصحابه رأوا تصيصه بذلك ‪ .‬ولنه روى " يدفن النبياء‬
‫حيث يوتون " وصيانة له عن كثرة الطراق ‪ ،‬وتييزا له عن غيه ‪ .‬وسئل أحد عن الرجل‬
‫يوصي أن يدفن ف داره ؟ قال يدفن ف القابر مع السلمي ‪ .‬النهي عن سب الموات ل‬
‫يل سب أموات السلمي ولذكر مساويهم ‪ ،‬لا رواه البخاري عن عائشة رضي ال عنها‬
‫‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬لتسبوا الموات فإنم قد أفضوا إل ما‬
‫قدموا " وروى أبو داود والترمذي بسند ضعيف عن ابن عمر رضي ال عنهما أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬اذكروا ماسن موتاكم وكفوا عن مساويهم " ‪ ،‬أما‬
‫السلمون العلنون بفسق أو بدعة ‪ ،‬أو عمل فاسد فإنه يباح ذكر مساويهم إذا كان فيه‬
‫مصلحة تدعو إليه ‪ ،‬كالتحذير من حالم والتنفي من قولم وترك القتداء بم ‪ ،‬وإن ل‬
‫تكن فيه مصلحة فل يوز ‪ .‬وقد روى البخاري ومسلم عن أنس رضي ال عنه قال ‪" :‬‬
‫مروا بنازة فأثنوا عليها خيا ‪ .‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬وجبت ‪ " .‬ث مروا‬
‫بأخرى فأثنوا عليها شرا ‪ ،‬فقال ‪ " :‬وجبت " ‪ ،‬فقال عمر ‪ /‬صفحة ‪ / 559‬رضي ال‬
‫عنه ‪ :‬ما وجبت ؟ قال ‪ " :‬هذا أثنيتم عليه خيا فوجبت له النة ‪ ،‬وهذا أثنيتم عليه شرا‬
‫فوجبت له النار ‪ .‬أنتم شهداء ال ف الرض " ‪ .‬ويوز سب أموات الكفار ولعنهم ‪ .‬قال‬
‫ال تعال ‪ ( :‬لعن الذين كفروا من بن إسرائيل ‪ " . . .‬وقال ‪ " :‬تبت يدا أب لب وتب )‬
‫ولعن فرعون وأمثاله ‪ ،‬وسبه مشهور ف كتاب ال ‪ .‬وفيه ‪ ( :‬أل لعنة ال على الظالي ) ‪.‬‬
‫قراءة القرآن عند القب اختلف الفقهاء ف حكم قراءة القرآن عند القب ‪ ،‬فذهب إل‬
‫استحبابا الشافعي وممد بن السن لتحصيل للميت بركة الجاورة ‪ ،‬ووافقهما القاضي‬
‫عياض والقراف من الالكية ‪ ،‬ويرى أحد ‪ :‬أنه ل بأس با ‪ .‬وكرهها مالك وأبو حنيفة‬
‫لنا ل ترد با السنة ‪ .‬نبش القب اتفق العلماء على أن الوضع الذي يدفن السلم فيه وقف‬
‫عليه ما بقي شئ منه من لم أو عظم ‪ ،‬فإن بقي شئ منه فالرمة باقية لميعه ‪ ،‬فإن بلي‬

‫‪453‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وصار ترابا جار الدفن ف موضعه وجاز النتفاع بأرضه ف الغرس والزرع والبناء وسائر‬
‫وجوه النتفاع به ‪ ،‬ولو حفر القب فوجد فيه عظام اليت باقية ليتم الافر حفره ‪ .‬ولو‬
‫فرغ من الفر ‪ ،‬وظهر شئ من العظم جعل ف جنب القب وجاز دفن غيه معه ‪ .‬ومن‬
‫دفن من غي أن يصلى عليه أخرج من القب ‪ -‬إن كان ل يهل عليه التراب ‪ -‬وصلي‬
‫عليه ‪ ،‬ث أعيد دفنه ‪ .‬وإن كان أهيل عليه التراب حرم نبش قبه وإخراجه منه عند‬
‫الحناف والشافعية ورواية عن أحد ‪ ،‬وصلي عليه وهو ف القب ‪ ،‬وف رواية عن أحد أنه‬
‫ينبش ‪ ،‬ويصلى عليه ‪ .‬وجوز الئمة الثلثة نبش القب لغرض صحيح مثل إخراج مال ترك‬
‫ف القب ‪ ،‬وتوجيه من دفن إل غي القبلة إليها ‪ ،‬وتغسيل من دفن بغي غسل ‪ ،‬وتسي‬
‫الكفن ‪ ،‬إل أن يشى عليه أن يتفسخ فيترك ‪ .‬وخالف الحناف ف النبش من أجل هذه‬
‫المور واعتبوه مثلة ‪ ،‬والثلة ‪ /‬صفحة ‪ / 560‬منهى عنها ‪ .‬قال ابن قدامة ‪ :‬إنا هو مثلة‬
‫ف حق من تغي وهول ينبش ‪ .‬قال ‪ :‬وإن دفن بغي كفن ففيه وجهان ‪ :‬أحدها يترك ‪،‬‬
‫لن القصد بالكفن ستره وقد حصل ستره بالتراب ‪ ،‬والثان ينبش ويكفن ‪ ،‬لن التكفي‬
‫واجب ‪ ،‬فأشبه الغسل ‪ .‬قال أحد ‪ :‬إذا نسي الفار مسحاته ف القب جاز أن ينبش عنها‬
‫‪ .‬وقال ف الشئ يسقط ف القب ‪ -‬مثل الفأس والدراهم ‪ -‬ينبش ‪ .‬قال ‪ :‬إذا كان له قيمة‬
‫‪ -‬يعن ينبش ‪ -‬قيل ‪ :‬فإن أعطاه أولياء اليت ؟ قال ‪ :‬إن أعطوه حقه أي شئ يريد ‪ .‬وقد‬
‫ورد ف ذلك ما رواه البخاري عن جابر ‪ .‬قال ‪ :‬أتى النب صلى ال عليه وسلم عبد ال بن‬
‫أب بعد ما أدخل ف حفرته فأمر به فأخرج ‪ ،‬فوضعه على ركبتيه ونفث عليه من ريقه‬
‫وألبسه قميصا ‪ ،‬وروى عنه أيضا ‪ .‬قال ‪ :‬دفن مع أب رجل فلم تطب نفسي حت أخرجته‬
‫( ‪ ) 1‬فجعلته ف قب على حدة ‪ .‬وقد بوب البخاري لذين الديثي ‪ .‬فقال ‪ " :‬باب ‪:‬‬
‫هل يرج اليت من القب واللحد لعلة ؟ " ‪ .‬وروى أبو داود عن عبد ال بن عمرو قال ‪:‬‬
‫سعت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 560‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول حي خرجنا إل الطائف ‪ ،‬فمررنا بقب ‪ .‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬هذا قب أب رغال ‪ ،‬وكان بذا الرم يدفع عنه ‪ ،‬فلما‬

‫‪454‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خرج أصابته النقمة الت أصابت قومه بذا الكان فدفن فيه وآية ذلك ‪ :‬أنه دفن معه غصن‬
‫من ذهب إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه معه ‪ ،‬فابتدره الناس ‪ ،‬فاستخرجوا الغصن " ‪ .‬قال‬
‫الطاب ‪ :‬فيه دليل على جواز نبش قبور الشركي إذا كان فيه أرب أو نفع للمسلمي ‪.‬‬
‫وأنه ليست حرمتهم ف ذلك كحرمة السلمي ‪ .‬نقل اليت يرم عند الشافعية نقل اليت‬
‫من بلد إل بلد إل أن يكون بقرب مكة أو الدينة أو بيت القدس ‪ ،‬فإنه يوز النقل إل‬
‫إحدى هذه البلد لشرفها وفضلها ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬كان إخراجه له بعد مضي ستة‬
‫أشهر على وفاته ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 561‬ولو أوصى بنقله إل غي هذه الماكن الفاضلة ل‬
‫تنفذ وصيته لا ف ذلك من تأخي دفنه وتعرضه للتغي ‪ .‬ويرم كذلك نقله من القب إل‬
‫لغرض صحيح ‪ ،‬كأن دفن من غي غسل ‪ ،‬أو إل غي القبلة ‪ ،‬أو لق القب سيل أو ندوة ‪.‬‬
‫قال ف النهاج ‪ :‬ونبشه بعد دفنه للنقل وغيه حرام إل لضرورة ‪ ،‬كأن دفن بل غسل أو‬
‫ف أرض ‪ ،‬أو ثوب مغصوبي ‪ ،‬أو وقع مال ‪ ،‬أو دفن لغي القبلة ‪ .‬وعند الالكية ‪ :‬يوز‬
‫نقله من مكان إل مكان آخر ‪ ،‬قبل الدفن وبعده لصلحة ‪ ،‬كأن ياف عليه أن يغرقه‬
‫البحر أو يأكله السبع ‪ ،‬أو لزيارة أهله له ‪ ،‬أو لدفنه بينهم ‪ ،‬أو رجاء بركته للمكان‬
‫النقول إليه ونو ذلك ‪ .‬فالنقل حينئذ جائز ما ل تنتهك حرمة اليت بانفجاره أو تغيه أو‬
‫كسر عظمه ‪ .‬وعند الحناف ‪ :‬يكره النقل من بلد إل بلد ‪ ،‬ويستحب أن يدفن كل ف‬
‫مقبة البلد الت مات با ‪ ،‬ول بأس بنقله قبل الدفن نو ميل أو ميلي لن السافة إل‬
‫القابر قد تبلغ هذا القدار ‪ ،‬ويرم النقل بعد الدفن إل لعذر كما تقدم ‪ .‬ولو مات ابن‬
‫لمرأة ودفن ف غي بلدها وهي غائبة ول تصب ‪ ،‬وأرادت نقله ‪ ،‬لتاب إل ذلك ‪.‬‬
‫وقالت النابلة ‪ :‬يستحب دفن الشهيد حيث قتل ‪ .‬قال أحد ‪ :‬أما القتلى ‪ ،‬فعلى حديث‬
‫جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ادفنوا القتلى ف مصارعهم " وروى ابن‬
‫ماجه ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أمر بقتلى أحد أن يردوا إل مصارعهم ‪ .‬فأما‬
‫غيهم فل ينقل اليت من بلد إل بلد آخر إل لغرض صحيح ‪ ،‬وهذا مذهب الوزاعي‬
‫وابن النذر ‪ .‬قال عبد ال بن ملكيه ‪ :‬توف عبد الرحن بن أب بكر بالبش فحمل إل‬
‫مكة فدفن ‪ ،‬فلما قدمت عائشة أتت قبه ‪ .‬ث قالت ‪ :‬وال لو حضرتك ما دفنت إل‬
‫حيث مت ‪ ،‬ولو شهدتك ما زرتك ‪ .‬لن ذلك أخف لؤنته وأسلم له من التغي ‪ ،‬فأما إن‬

‫‪455‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كان فيه غرض صحيح جاز ‪ .‬قال أحد ‪ :‬ما أعلم بنقل الرجل يوت ف بلده إل بلد‬
‫أخرى بأسا ‪ .‬وسئل الزهري عن ذلك ؟ فقال ‪ :‬قد حل سعد بن أب وقاص وسعيد بن‬
‫زيد من العقيق إل الدينة ‪ / .‬صفحة ‪ / 562‬التعزية العزاء ‪ :‬الصب ‪ .‬والتعزية التصبي‬
‫والمل على الصب بذكر ما يسلي الصاب ويفف حزنه ويهون عليه مصيبته ‪ .‬حكمها ‪:‬‬
‫التعزية مستحبة ولو كان ذميا ‪ ،‬لا رواه ابن ماجة والبيهقي بسند حسن عن عمرو بن‬
‫حزم عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ما من مؤمن يعزي أخاه بصيبة إل كساه ال‬
‫عزوجل من حلل الكرامة يوم القيامة " وهي ل تستحب إل مرة واحدة ‪ .‬وينبغي أن‬
‫تكون التعزية لميع أهل اليت وأقاربه الكبار والصغار والرجال والنساء ( ‪ . ) 1‬سواء‬
‫أكان ذلك قبل الدفن أم بعده ‪ ،‬إل ثلثة أيام ‪ ،‬إل إذا كان العزي أو العزى غائبا ‪ ،‬فل‬
‫بأس بالتعزية بعد الثلث ‪ .‬ألفاظها ‪ :‬والتعزية تؤدى بأي لفظ يفف الصيبة ويمل الصب‬
‫والسلوان ‪ ،‬فإن اقتصر على اللفظ الوارد كان أفضل ‪ .‬روى البخاري عن أسامة بن زيد‬
‫رضي ال عنهما ‪ .‬قال ‪ :‬أرسلت ابنة النب صلى ال عليه وسلم إليه إن ابنا ل قبض فأتنا ‪.‬‬
‫فأرسل يقرئ السلم ويقول ‪ " :‬إن ل ما أخذ ‪ ،‬وله ما أعطى ‪ ،‬وكل شئ عنده بأجل‬
‫مسمى ‪ ،‬فلتصب ‪ ،‬ولتحتسب ( ‪ " ) 2‬وروى الطبان والاكم وابن مردويه بسند فيه‬
‫رجل ضعيف عن معاذ ( هامش ) ( ‪ ) 1‬استثن العلماء الشابة الفاتنة ‪ .‬فقالوا ‪ :‬لمعز با‬
‫ال مارمها ‪ ) 2 ( .‬قال النووي ‪ :‬هذا الديث من أعظم قواعد السلم الشتملة على‬
‫مهمات كثية من أصول الدين وفروعه وآدابه والصب على النوازل كلها والموم‬
‫والسقام ‪ ،‬وغي ذلك من العراض ‪ .‬ومعن أن ل تعال ما أخذ ‪ :‬أن العال كله ملك ل‬
‫تعال ‪ ،‬فلم يأخذ ما هو لكم ‪ ،‬بل أخذ ما هو له عندكم ف معن العارية ‪ .‬ومعن له ما‬
‫أعطى ‪ ،‬أن ما وهبه لكم ليس خارجا عن ملكه ‪ ،‬بل هو له سبحانه يفعل فيه ما يشاء ‪،‬‬
‫وكل شئ عنده بأجل مسمى ‪ ،‬فل تزعوا ‪ ،‬فان من قبضه قد انقضى أجله السمى ‪،‬‬
‫فمحال تأخره أو تقدمه ‪ ،‬فإذا علمتم هذا كله ‪ ،‬فاصبوا ‪ ،‬واحتسبوا ما نزل بكم ( ‪) .‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 562‬‬

‫‪456‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 563‬ابن جبل رضي ال عنه ‪ ،‬أنه مات ابن له فكتب إليه رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يعزيه بابنه ‪ ،‬فكتب إليه ‪ " :‬بسم ال الرحن الرحيم ‪ .‬من ممد رسول ال‬
‫إل معاذ بن جبل ‪ .‬سلم عليك ‪ ،‬فإن أحد إليك ال الذي ل إله إل هو ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬
‫فأعظم ال لك الجر وألمك الصب ‪ ،‬ورزقنا وإياك الشكر فإن أنفسنا وأموالنا وأهلنا من‬
‫مواهب ال النيئة وعواريه الستودعة ‪ ،‬متعك ال به ف غبطة وسرور وقبضه منك بأجر‬
‫كثي ‪ ،‬الصلة والرحة والدى ‪ ،‬إن احتسبته فاصب ‪ ،‬ول يبط جزعك أجرك فتندم ‪،‬‬
‫واعلم أن الزع ل يرد ميتا ‪ ،‬ول يدفع حزنا ‪ ،‬وما هو نازل فكأن قد ( ‪ . ) 1‬والسلم "‬
‫‪ .‬وروى الشافعي ف مسنده عن جعفر بن ممد عن أبيه عن جده ‪ .‬قال ‪ :‬لا توف رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وجاءت التعزية سعوا قائل يقول ‪ :‬إن ف ال عزاء من كل‬
‫مصيبة وخلفا من كل هالك ‪ ،‬ودركا من كل فائت ‪ ،‬فبال فثقوا وإياه فارجوا ‪ ،‬فإن‬
‫الصاب من حرم الثواب ‪ .‬وإسناده ضعيف ‪ .‬قال العلماء فإن عزى مسلما بسلم قال ‪:‬‬
‫أعظم ال أجرك وأحسن عزاءك ‪ ،‬وغفر ليتك ‪ .‬وإن عزى مسلما بكافر قال ‪ :‬أعظم ال‬
‫أجرك ‪ ،‬وأحسن عزاءك ‪ .‬وإن عزى كافرا بسلم قال ‪ :‬أحسن ال عزاءك وغفر ليتك ‪.‬‬
‫وإن عزى كافرا بكافر قال ‪ :‬أخلف ال عليك ‪ .‬وأما جواب التعزية فيؤمن العزى ويقول‬
‫للمعزي ‪ :‬آجرك ال ‪ .‬وعند أحد إن شاء صافح العزي وإن شاء ل يصافح ‪ ،‬وإذا رأى‬
‫الرجل شق ثوبه على الصيبة عزاه ول يترك حقا لباطل ‪ .‬وإن ناه فحسن ‪ .‬اللوس لا‬
‫السنة أن يعزى أهل اليت وأقاربه ث ينصرف كل ف حوائجه دون أن يلس أحد سواء‬
‫أكان معزى أو معزيا ‪ .‬وهذا هو هدي السلف الصال ‪ .‬قال الشافعي ف الم ‪ :‬أكره الات‬
‫وهي الماعة وإن ل يكن لم بكاء ‪ ،‬فإن ذلك ( هامش ) ( ‪ ) 1‬هذه رواية ضعيفة ل‬
‫تثبت فان ابن معاذ مات بعد وفاة النب صلى ال عليه وسلم بعامي ‪ " .‬فكأن قد " أي‬
‫فكأن قد وقع ما هو نازل ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 564‬يدد الزن ويكلف الؤنة مع ما مضى‬
‫فيه من الثر ‪ .‬قال النووي ‪ :‬قال الشافعي وأصحابه رحهم ال ‪ :‬يكره اللوس للتعزية ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬ويعن باللوس أن يتمع أهل اليت ف بيت ليقصدهم من أراد التعزية ‪ ،‬بل ينبغي‬
‫أن ينصرفوا ف حوائجهم ‪ .‬ولفرق بي الرجال والنساء ف كراهة اللوس لا ‪ .‬صرح به‬
‫الحاملي ونقله عن نص الشافعي رضي ال عنه ‪ .‬وهذه كراهة تنيه إذا ل يكن معها‬

‫‪457‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مدث آخر ‪ ،‬فإن ضم إليها أمر آخر من البدع الحرمة ‪ -‬كما هو الغالب منها ف العادة‬
‫‪ -‬كان ذلك حراما من قبائح الحرمات ‪ ،‬فإنه مدث وثبت ف الديث الصحيح " أن كل‬
‫مدثة بدعة ‪ ،‬وكل بدعة ضللة " ‪ .‬وذهب أحد وكثي من علماء الحناف إل هذا الرأي‬
‫‪ .‬وذهب التقدمون من الحناف إل أنه ل بأس باللوس ف غي السجد ثلثة أيام‬
‫للتعزية ‪ ،‬من غي ارتكاب مظور ‪ .‬وما يفعله بعض الناس اليوم من الجتماع للتعزية ‪،‬‬
‫وإقامة السرادقات ‪ ،‬وفرش البسط ‪ ،‬وصرف الموال الطائلة من أجل الباهاة والفاخرة‬
‫من المور الحدثة والبدع النكرة الت يب على السلمي اجتنابا ‪ ،‬ويرم عليهم فعلها ‪،‬‬
‫لسيما وأنه يقع فيها كثي ما يالف هدي الكتاب ويناقض تعاليم السنة ‪ ،‬ويسي وفق‬
‫عادات الاهلية ‪ ،‬كالتغن بالقرآن وعدم التزام آداب التلوة ‪ ،‬وترك النصات والتشاغل‬
‫عنه بشرب الدخان وغيه ‪ .‬ول يقف المر عند هذا الد ‪ ،‬بل تاوزه عند كثي من ذوي‬
‫الهواء فلم يكتفوا باليام الول ‪ :‬جعلوا يوم الربعي يوم تدد لذه النكرات وإعادة لذه‬
‫البدع ‪ .‬وجعلوا ذكرى أول بناسبة مرور عام على الوفاة وذكرى ثانية ‪ ،‬وهكذا ما ل‬
‫يتفق مع عقل ولنقل ‪ .‬زيارة القبور زيارة القبور مستحبة للرجال ‪ .‬لا رواه أحد ومسلم‬
‫وأصحاب السنن عن عبد ال بن بريدة عن أبيه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫كنت نيتكم عن زيارة القبور ‪ ،‬فزوروها ‪ .‬فإنا تذكركم الخرة " وكان النهي ابتداء‬
‫لقرب عهدهم بالاهلية ‪ ،‬وف الوقت الذي ل يكونوا يتورعون فيه عن ‪ /‬صفحة ‪/ 565‬‬
‫هجر الكلم وفحشه ‪ ،‬فلما دخلوا ف السلم واطمأنوا به وعرفوا أحكامه ‪ ،‬أذن لم‬
‫الشارع بزيارتا ‪ :‬وعن أب هريرة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم زار قب أمه فبكى وأبكى‬
‫من حوله ‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬استأذنت رب أن استغفر لا ‪ ،‬فلم يؤذن ل‬
‫‪ ،‬واستأذنته أن أزور قبها فأذن ل ‪ .‬فزوروها ‪ ،‬فإنا تذكر الوت " رواه احد ومسلم‬
‫وأهل السنن إل الترمذي ‪ .‬ولا كان القصود من الزيارة التذكر والعتبار ‪ ،‬جاز زيارة‬
‫قبور الكفرة لذا العن نفسه ‪ ،‬فإن كانوا ظالي وأخذهم ال بظلمهم ‪ ،‬استحب البكاء‬
‫واظهار الفتقار إل ال عند الرور بقبورهم وبصارعهم ‪ ،‬لا رواه البخاري عن ابن عمر‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لصحابه ‪ -‬يعن لا وصلوا‬
‫‪............................................................‬‬

‫‪458‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 565‬‬
‫الجر ‪ -‬ديار لثمود ‪ " -‬ل تدخلوا على هؤلء العذبي إل أن تكونوا باكي ‪ ،‬فإن ل‬
‫تكونوا باكي فل تدخلوا عليهم ل يصيبكم ما أصابم " ‪ .‬صفة الزيارة إذا وصل الزائر إل‬
‫القب استقبل وجه اليت وسلم عليه ودعا له ‪ ،‬وقد جاء ف ذلك ‪ - 1 :‬عن بريدة قال ‪:‬‬
‫كان النب صلى ال عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إل القابر أن يقول قائلهم ‪ " :‬السلم‬
‫عليكم أهل ( ‪ ) 1‬الديار من الؤمني والسلمي وإنا إن شاء ال بكم لحقون ‪ ،‬أنتم‬
‫فرطنا ونن لكم تبع ‪ ،‬ونسأل ال لنما ولكم العافية ‪ " .‬رواه احد ومسلم وغيها ‪- 2 .‬‬
‫وعن ابن عباس ‪ :‬ان النب صلى ال عليه وسلم مر بقبور الدينة ‪ ،‬فأقبل عليهم بوجهه فقال‬
‫‪ " :‬السلم عليكم يا أهل القبور ‪ .‬يغفر ال لنا ولكم ‪ ،‬أنتم سلفنا ونن بالثر " رواه‬
‫الترمذي ‪ - 3 .‬وعن عائشة قالت ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم كلما كان ليلتها ‪،‬‬
‫يرج من آخر الليل إل البقيع فيقول ‪ :‬السلم عليكم دار قوم مؤمني ‪ ،‬وأتاكم‬
‫( هامش ) ( ‪ " ) 1‬أهل " منصوب على الختصاص أو النداء ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 566‬ما‬
‫توعدون غدا مؤجلون ‪ ،‬وإنا إن شاء ال بكم لحقون ‪ .‬اللهم اغفر لهل بقيع الغرقد "‬
‫رواه مسلم ‪ - 4 .‬وروى عنها قالت ‪ :‬قلت ‪ :‬كيف أقول لم يا رسول ال ؟ قال ‪" :‬‬
‫قول ‪ :‬السلم على أهل الديار من الؤمني والسلمي ‪ ،‬ويرحم ال الستقدمي منا‬
‫والستأخرين ‪ ،‬وإنا إن شاء ال بكم لحقون " ‪ .‬وأما ما يفعله بعض من لعلم لم ‪ ،‬من‬
‫التمسح بالضرحة وتقبيلها والطواف حولا ‪ ،‬فهو من البدع النكرة ‪ ،‬الت يب اجتنابا‬
‫ويرم فعلها ‪ ،‬فإن ذلك بالكعبة زادها ال شرفا ‪ .‬ول يقاس عليها قب نب ول ضريح ول‬
‫والي كله ف التباع ‪ ،‬والشر كله ف البتداع ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬كان النب صلى ال عليه‬
‫وسلم إذا زار القبور يزورها للدعاء لهلها والترحم عليهم والستغفار لم ‪ .‬فأب‬
‫الشركون إل دعاء اليت والقسام على ال به وسؤاله الوائج والستعانة به ‪ ،‬والتوجه‬
‫إليه ‪ ،‬بعكس هديه صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فإنه هدي توحيد وإحسان إل اليت ‪ ،‬وهدي‬
‫هؤلء شرك وإساءة إل نفوسهم وإل اليت ‪ ،‬وهم ثلثة أقسام إما أن يدعوا للميت ‪ ،‬أو‬
‫يدعوا به ‪ ،‬أو عنده ‪ ،‬ويرون الدعاء عنده أول من الدعاء ف الساجد ‪ ،‬ومن تأمل هدي‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه تبي له الفرق بي المرين ‪ .‬زيارة النساء رخص‬

‫‪459‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مالك وبعض الحناف ورواية عن أحد وأكثر العلماء ‪ ،‬ف زيارة النساء للقبور ‪ ،‬لديث‬
‫عائشة ‪ :‬كيف أقول لم يارسول ال ‪ -‬أي عند زيارتا للقبور ‪ . -‬وقد تقدم عن عبد ال‬
‫بن أب مليكة ‪ ،‬أن عائشة أقبلت ذات يوم من القابر ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا أم الؤمني من أين‬
‫أقبلت ؟ قالت ‪ :‬من قب أخي عبد الرحن فقلت لا ‪ :‬أليس كان نى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم عن زيارة القبور ؟ قالت نعم ‪ .‬كان نى عن زيارة القبور ‪ ،‬ث أمر بزيارتا ‪.‬‬
‫رواه الاكم والبيهقي وقال ‪ :‬تفرد به بسطام بن مسلم البصري ‪ .‬وقال الذهب ‪ :‬صحيح ‪.‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 567‬وف الصحيحي عن أنس ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر بامرأة‬
‫عند قب تبكي على صب لا ‪ ،‬فقال لا ‪ " :‬اتقي ال ‪ ،‬واصبي " ‪ ،‬فقالت ‪ :‬وما تبال‬
‫بصيبت ‪ .‬فلما ذهب قيل لا ‪ :‬إنه رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخذها مثل الوت ‪،‬‬
‫فأتت بابه ‪ ،‬فلم تد على بابه بوابي ‪ ،‬فقالت ‪ :‬يارسول ال ‪ ،‬ل أعرفك ‪ .‬فقال ‪ " :‬إنا‬
‫الصب عند الصدمة الول ‪ " .‬ووجهة الستدلل أن الرسول صلى ال عليه وسلم رآها‬
‫عند القب فلم ينكر عليها ذلك ‪ .‬ولن الزيارة من أجل التذكي بالخرة ‪ ،‬وهو أمر يشترك‬
‫فيه الرجال والنساء ‪ ،‬وليس الرجال بأحوج إليه منهن ‪ .‬وكره قوم الزيارة لن لقلة صبهن‬
‫وكثرة جزعهن ‪ ،‬ولقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لعن ال زوارات القبور "‬
‫رواه أحد وابن ماجه والترمذي وصححه ‪ .‬قال القرطب ‪ :‬اللعن الذكور ف الديث إنا‬
‫هو للمكثرات من الزيارة لا تقتضيه الصيغة من البالغة ‪ .‬ولعل السبب ما يفضي إليه ذلك‬
‫من تضييع حق الزوج والتبج ‪ .‬وما ينشأ من الصياح ‪ ،‬ونو ذلك ‪ .‬وقد يقال ‪ :‬إذا أمن‬
‫جيع ذلك فل مانع من الذن لن ‪ ،‬لن تذكر الوت يتاج إليه الرجال والنساء ‪ .‬قال‬
‫الشوكان ‪ -‬تعليقا على كلم القرطب ‪ : -‬وهذا الكلم هو الذي ينبغي اعتماده ف المع‬
‫بي أحاديث الباب التعارضة ف الظاهر ‪ .‬العمال الت تنفع اليت وهل يوز إهداء الثواب‬
‫إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ من التفق عليه ‪ :‬أن اليت ينتفع با كان سببا فيه من‬
‫أعمال الب ف حياته ‪ ،‬لا رواه مسلم وأصحاب السنن عن أب هريرة أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله إل من ثلث ‪ :‬صدقة جارية ‪ ،‬أو علم‬
‫ينتفع به ‪ ،‬أو ولد صال يدعو له " وروى ابن ماجة عنه ‪ :‬أنه صلى ال عليه‬
‫‪............................................................‬‬

‫‪460‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 567‬‬
‫وسلم قال ‪ " :‬إن ما يلحق الؤمن من عمله وحسناته بعد موته ‪ ،‬علما علمه ونشره ‪ ،‬أو‬
‫ولدا صالا تركه أو مصحفا ورثه ‪ .‬أو مسجدا بناه ‪ ،‬أو بيتا بناه ‪ /‬صفحة ‪ / 568‬لبن‬
‫السبيل أو نرا أكراه أو صدقة أخرجها من ماله ف صحته وحياته ‪ ،‬تلخه من بعد موته ‪" .‬‬
‫وروى مسلم عن جرير بن عبد ال ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من سن ف‬
‫السلم سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل با من بعده من غي أن ينقص من‬
‫أجورهم ‪ ،‬ومن سن ف السلم سنة سيئة كان عليه وزرها ‪ ،‬ووزر من يعمل با من بعده‬
‫من غي أن ينقص من أوزارهم شئ " أما ما ينتفع به من أعمال الب الصادرة عن غيه‬
‫فبيانا فيما يلي ‪ - 1 :‬الدعاء والستغفار له ‪ ،‬وهذا ممع عليه لقول ال تعال ‪ ( :‬والذين‬
‫جاؤا من بعدهم يقولون ‪ :‬ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين سبقونا باليان ‪ ،‬ول تعل ف‬
‫قلوبنا غل للذين آمنوا ‪ ،‬ربنا إنك رؤوف رحيم ) ‪ ،‬وتقدم قول الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬إذا صليتم على اليت فأخلصوا له الدعاء " وحفظ من دعاء رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬اللهم اغفر لينا وميتنا " ول زال السلف واللف يدعون للموات‬
‫ويسألون لم الرحة والغفران دون إنكار من أحد ‪ - 2 .‬الصدقة ‪ :‬وقد حكى النووي‬
‫الجاع على أنا تقع عن اليت ويصله ثوابا سواء كانت من ولد أو غيه ‪ ،‬لا رواه أحد‬
‫ومسلم وغيها عن أب هريرة ‪ :‬أن رجل قال للنب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن أب مات‬
‫وترك مال ول يوص ‪ ،‬فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه ؟ قال ‪ " :‬نعم " ‪ .‬وعن السن عن‬
‫سعد ابن عبادة ‪ .‬أن امه ماتت ‪ .‬فقال ‪ :‬يارسول ال ‪ :‬إن أمي ماتت ‪ ،‬أفأتصدق عنها ؟‬
‫قال ‪ " :‬نعم " ‪ .‬قلت ‪ :‬فأي الصدقة أفضل ؟ قال ‪ " :‬سقي الاء " قال السن ‪ :‬فتلك‬
‫سقاية آل سعد بالدينة ‪ .‬رواه أحد والنسائي وغيها ‪ .‬ول يشرع إخراجها عند القابر ‪،‬‬
‫ويكره إخراجها مع النازة ‪ - 3 .‬الصوم ‪ :‬لا رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس قال ‪:‬‬
‫جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول ال إن أمي ماتت وعليها صوم‬
‫شهر أفأقضيه عنها ؟ قال ‪ " :‬لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها " ؟ قال ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫قال ‪ " :‬فدين ال أحق أن يقضى " ‪ - 4 .‬الج ‪ :‬لا رواه البخاري عن ابن عباس ‪ :‬أن‬
‫امرأة من جهينة جاءت ‪ /‬صفحة ‪ / 569‬إل النب صلى ال عليه وسلم فقالت ‪ :‬إن أمي‬

‫‪461‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نذرت أن تج فلم تج حت ماتت أفأحج عنها ؟ قال ‪ " :‬حجي عنها ‪ ،‬أرأيت لو كان‬
‫على أمك دين ‪ ،‬أكنت قاضيته ؟ اقضوا فال أحق بالقضاء " ‪ - 5 .‬الصلة ‪ :‬لا رواه‬
‫الدار قطن أن رجل قال ‪ :‬يارسول ال ‪ ،‬إنه كان ل أبوان أبرها ف حال حياتما فكيف‬
‫ل ببها بعد موتما ؟ فقال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن من الب بعد الوت أن تصلي لما‬
‫مع صلتك ‪ ،‬وأن تصوم لما مع صيامك " ‪ - 6 .‬قراءة القرآن ‪ :‬وهذا رأي المهور من‬
‫أهل السنة ‪ .‬قال النووي ‪ :‬الشهور من مذهب الشافعي ‪ :‬أنه ل يصل ‪ .‬وذهب أحد بن‬
‫حنبل وجاعة من أصحاب الشافعي إل أنه يصل ‪ .‬فالختيار أن يقول القارئ بعد فراغه ‪:‬‬
‫اللهم أوصل مثل ثواب ما قرأته إل فلن ‪ .‬وف الغن لبن قدامة ‪ :‬قال أحد بن حنبل ‪،‬‬
‫اليت يصل إليه كل شئ من الي ‪ ،‬للنصوص الواردة فيه ‪ ،‬ولن السلمي يتمعون ف‬
‫كل مصر ويقرءون ويهدون لوتاهم من غي نكي ‪ ،‬فكان إجاعا ‪ .‬والقائلون بوصول‬
‫ثواب القراءة إل اليت ‪ ،‬يشترطون أن ل يأخذ القارئ على قراءته أجرا ‪ .‬فإن أخذ‬
‫القارئ أجرا على قراءته حرم على العطي والخذ ول ثواب له على قراءته ‪ ،‬لا رواه أحد‬
‫والطبان والبيهقي عن عبد الرحن ابن شبل ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬اقرءوا‬
‫القرآن ‪ ،‬واعملوا ‪ . . .‬ول تفوا عنه ول تغفلوا فيه ‪ ،‬ول تأكلوا به ول تستكثروا به " ‪.‬‬
‫قال ابن القيم ‪ :‬والعبادات قسمان ‪ :‬مالية وبدنية ‪ ،‬وقد نبه الشارع بوصول ثواب الصدقة‬
‫على وصول سائر العبادات الالية ‪ ،‬ونبه بوصول ثواب الصوم على وصول سائر العبادات‬
‫البدنية ‪ ،‬وأخب بوصول ثواب الج الركب من الالية والبدنية ‪ ،‬فالنواع الثلثة ثابتة‬
‫بالنص والعتبار ‪ .‬اشتراط النية ولبد من نية الفعل على اليت ‪ .‬قال ابن عقيل ‪ :‬إذا فعل‬
‫طاعة من ‪ /‬صفحة ‪ / 570‬صلة صيام وقراءة قرآن وأهداها ‪ ،‬بأن جعل ثوابا للميت‬
‫السلم ‪ ،‬فإنه يصل إليه ذلك وينفعه ‪ ،‬بشرط أن تتقدم نية الدية على الطاعة وتقارنا ‪.‬‬
‫ورجح هذا ابن القيم ‪ .‬أفضل ما يهدى للميت قال ابن القيم ‪ :‬قيل الفضل ما كان أنفع‬
‫ف أنفسه ‪ ،‬فالعتق عنه ‪ ،‬والصدقة أفضل من الصيام عنه ‪ ،‬وأفضل الصدقة ما صادفت‬
‫حاجة من التصدق عليه وكانت دائمة مستمرة ‪ ،‬ومنه قول النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫أفضل الصدقة سقي الاء " وهذا ف موضع يقل فيه الاء ويكثر فيه العطش ‪ ،‬وإل فسقي‬
‫الاء على النار والقن ل يكون أفضل من إطعام الطعام عند الاجة ‪ ،‬وكذلك الدعاء‬

‫‪462‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 570‬‬
‫والستغفار له إذا كان بصدق من الداعي وإخلص وتضرع ‪ ،‬فهو ف موضعه أفضل من‬
‫الصدقة عنه كالصلة على النازة ‪ ،‬والوقوف للدعاء على قبه ‪ .‬وبالملة ‪ :‬فأفضل ما‬
‫يهدى إل اليت العتق والصدقة والستغفار والدعاء له والج عنه ‪ .‬اهداء الثواب ال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ابن القيم ‪ :‬قيل ‪ :‬من الفقهاء التأخرين من استحبه ‪،‬‬
‫ومنهم من ل يستحبه ورآه بدعة ‪ ،‬فإن الصحابة ل يكونوا يفعلونه ‪ ،‬وأن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم له أجر كل من عمل خيا من أمته من غي أن ينقص من أجر العامل شئ لنه‬
‫الذي دل أمته على كل خي وأرشدهم ودعاهم إليه ‪ ،‬ومن دعا إل هدي فله من الجر‬
‫مثل أجور من تبعه من غي أن ينقص من أجورهم ‪ ،‬وكل هدي وعلم ‪ ،‬فإنا نالته أمته‬
‫على يده ‪ ،‬فله مثل أجر من اتبعه ‪ ،‬أهداه إليه أو ل يهده ‪ .‬أولد السلمي وأولد‬
‫الشركي من مات من أولد السلمي الذين ل يبلغوا اللم فهو ف النة ‪ ،‬لا رواه‬
‫البخاري عن عدي بن ثابت ‪ :‬أنه سع الباء رضي ال عنه قال ‪ :‬لا توف ‪ /‬صفحة ‪571‬‬
‫‪ /‬ابراهيم عليه السلم ( ‪ ، ) 1‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن له مرضعا ف‬
‫النة " قال الافظ ف الفتح ‪ :‬وإيراد البخاري له ف هذا الباب ‪ ،‬يشعر باختيار القول ‪" :‬‬
‫إل أنم ف النة " ‪ .‬وروى عن أنس بن مالك قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ " :‬ما من الناس مسلم يوت له ثلثة من الولد ل يبلغوا النث إل أدخله ال النة بفضل‬
‫رحته إياهم " ‪ .‬ووجه الستدلل بذا الديث أن من يكون سببا ف دخول النة أول ‪،‬‬
‫بأن يدخلها هو ‪ ،‬لنه أصل الرحة وسببها ‪ .‬وأما أولد الشركي فهم مثل أولد السلمي‬
‫‪ ،‬ف دخولم النة ‪ .‬قال النووي ‪ :‬وهو الذهب الصحيح الختار الذي صار إليه الحققون‬
‫لقوله تعال ‪ ( :‬وما كنا معذبي حت نبعث رسول ) وإذا كان ل يعذب العاقل لكونه ل‬
‫تبلغه الدعوة فلن ل يعذب غي العاقل من باب أول ‪ .‬ولا رواه أحد عن خنساء بنت‬
‫معاوية بن صري عن عمتها قالت ‪ :‬قلت يا رسول ال ‪ ،‬من ف النة ؟ قال ‪ " :‬النب ف‬
‫النة ‪ ،‬والشهيد ف النة ‪ ،‬والولود ف النة " قال الافظ ‪ :‬إسناده حسن ‪ .‬سؤال القب‬
‫اتفق أهل السنة والماعة على أن كل إنسان يسأل بعد موته ‪ ،‬قب أم ل يقب ‪ ،‬فلو أكلته‬

‫‪463‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السباع أو احرق حت صار رمادا ونسف ف الواء أو غرق ف البحر لسئل عن أعماله ‪،‬‬
‫وجوزي بالي خيا وبالشر شرا ‪ ،‬وأن النعيم أو العذاب على النفس والبدن معا ‪ .‬قال ابن‬
‫القيم ‪ :‬مذهب سلف المة وائمتها ان اليت إذا مات ‪ ،‬يكون ف نعيم أو عذاب ‪ ،‬وأن‬
‫ذلك يصل لروحه وبدنه ‪ ،‬وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن ‪ ،‬منعمة أو معذبة ‪ ،‬وأنا‬
‫تتصل بالبدن أحيانا ويصل له معها النعيم أو العذاب ‪ ،‬ث إذا كان يوم القيامة الكبى‬
‫أعيدت الرواح إل الجساد ‪ ،‬وقاموا من قبورهم لرب العالي ‪ .‬ومعاد البدان متفق عليه‬
‫بي السلمي واليهود والنصارى ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬ابن النب عليه السلم ( ‪ / ) .‬صفحة‬
‫‪ / 572‬وقال الروزي ‪ :‬قال أبو عبد ال يعن المام أحد ‪ : -‬عذاب القب حق ل ينكره‬
‫إل ضال مضل ‪ .‬وقال حنبل ‪ :‬قلت لب عبد ال ف عذاب القب ‪ .‬فقال ‪ :‬هذه أحاديث‬
‫صحاح نؤمن با ونقر با ‪ ،‬وكل ما جاء عن النب صلى ال عليه وسلم بإسناد جيد أقررنا‬
‫به ‪ ،‬فإنا إذا ل نقر با جاء به رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬ودفعناه ورددناه ‪ ،‬رددنا‬
‫على ال أمره قال ال تعال ‪ ( :‬وما آتاكم الرسول فخذوه ) ‪ .‬قلت له ‪ :‬وعذاب القب‬
‫حق ؟ قال ‪ :‬حق ‪ .‬يعذبون ف القبور ‪ .‬قال ‪ :‬وسعت أبا عبد ال يقول ‪ :‬نؤمن بعذاب‬
‫القب ‪ ،‬وبنكر ونكي ‪ ،‬وأن العبد يسأل ف قبه ‪‍ :‬ف ( يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت‬
‫ف الياة الدنيا وف الخرة ) ف القب ‪ .‬وقال أحد بن القاسم ‪ :‬قلت ‪ :‬يا أبا عبد ال ‪ ،‬تقر‬
‫بنكر ونكي ‪ ،‬وما يروى ف عذاب القب ؟ فقال ‪ :‬سبحان ال ‪ . . .‬نعم نقر بذلك ونقوله‬
‫‪ .‬قلت هذه اللفظة تقول ‪ :‬منكر ونكي هكذا ‪ .‬أو تقول ‪ :‬ملكي ؟ قال منكر ونكي ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬يقولون ‪ :‬ليس ف حديث منكر ونكي ‪ .‬قال ‪ :‬هو هكذا يعن أنما منكر ونكي ‪.‬‬
‫قال الافظ ف الفتح ‪ :‬وذهب أحد بن حزم وابن هبية إل أن السؤال يقع على الروح‬
‫فقط ‪ ،‬من غي عود إل السد ‪ .‬وخالفهم المهور فقالوا ‪ :‬تعاد الروح إل السد أو‬
‫بعضه كما ثبت ف الديث ‪ ،‬ولو كان على الروح فقط ل يكن للبدن بذلك اختصاص ‪،‬‬
‫ول ينع من ذلك كون اليت قد تتفرق أجزاؤه ‪ .‬لن ال قادر أن يعيد الياة إل جزء من‬
‫السد ويقع عليه السؤال ‪ .‬كما هو قادر على أن يمع أجزاءه ‪ .‬والامل للقائلي بأن‬
‫السؤال يقع على الروح فقط ‪ ،‬أن اليت قد يشاهد ف قبه حال السألة ل أثر فيه ‪ ،‬من‬
‫إقعاد ولغيه ولضيق ف قبه ولسعة ‪ ،‬وكذلك غي القبور كالصلوب ‪ .‬وجوابم أن‬

‫‪464‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 572‬‬
‫ذلك غي متنع ف القدرة ‪ :‬بل له نظي ف العادة ‪ .‬وهو النائم ‪ .‬فإنه يد لذة ‪ ،‬وألا ل‬
‫يدركه جليسه ‪ ،‬بل اليقظان قد يدرك ألا ولذة لا يسمعه أو يفكر فيه ‪ ،‬ول يدرك ذلك‬
‫جليسه وإنا أتى الغلط من قياس الغائب على الشاهد ‪ ،‬وأحوال ما بعد الوت على ما قبله‬
‫‪ .‬والظاهر أن ال تعال صرف أبصار العباد وأساعهم ‪ /‬صفحة ‪ / 573‬عن مشاهدة ذلك‬
‫وستره عنهم ‪ ،‬إبقاء عليهم لئل يتدافنوا ‪ ،‬وليست للجوارح الدنيوية قدرة على إدراك‬
‫أمور اللكوت إل من شاء ال ‪ .‬وقد ثبتت الحاديث با ذهب إليه المهور ‪ ،‬كقوله ‪" :‬‬
‫إنه ليسمع خفق نعالم " وقوله ‪ " :‬تتلف أضلعه لضمة القب ‪ ،‬وقوله ‪ " :‬يسمع صوته‬
‫إذا ضربه بالطراق " وقوله ‪ " :‬يضرب بي أذنيه " وقوله ‪ " :‬فيقعدانه " وكل ذلك من‬
‫صفات الجساد ونن نذكر بعض ما ورد ف ذلك من الحاديث الصحيحة ‪ - 1 :‬روى‬
‫مسلم عن زيد بن ثابت قال ‪ :‬بينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حائط ( ‪ ) 1‬لبن‬
‫النجار على بغلته ونن معه إذ حادت ( ‪ ) 2‬به فكادت تلقيه فإذا قب ستة ‪ ،‬أو خسة ‪ ،‬أو‬
‫أربعة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬من يعرف أصحاب هذه القبور ؟ " فقال رجل ‪ :‬أنا ‪ .‬قال ‪ " :‬فمت‬
‫مات هؤلء " ؟ قال ‪ :‬ماتوا ف الشراط ‪ .‬فقال ‪ " :‬ان هذه المة تبتلى ف قبورها ‪ .‬فلول‬
‫أن ل تدافنوا لدعوت ال أن يسمعكم من عذاب القب الذي أسع منه " ث أقبل علينا‬
‫بوجهه ‪ .‬فقال ‪ " :‬تعوذوا بال من عذاب النار ‪ " .‬قالوا ‪ :‬نعوذ بال من عذاب النار ‪ ،‬قال‬
‫‪ " :‬تعوذوا بال من عذاب القب " ‪ .‬قالوا ‪ :‬نعوذ بال من عذاب القب ‪ ،‬قال ‪ " :‬تعوذوا‬
‫بال من الفت ما ظهر منها وما بطن " ‪ .‬قالوا ‪ :‬نعوذ بال من الفت ما ظهر منها وما بطن‬
‫‪ .‬قال ‪ " :‬تعوذوا بال من فتنة الدجال ‪ " .‬قالوا ‪ :‬نعوذ بال من فتنة الدجال ‪- 2 .‬‬
‫وروى البخاري ومسلم عن قتادة عن أنس ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إن‬
‫العبد إذا وضع ف قبه وتول عنه أصحابه ‪ ،‬وإنه ليسمع قرع نعالم ‪ ،‬أتاد ملكان فيقعدانه‬
‫‪ ،‬فيقولن له ‪ :‬ما كنت تقول ف هذا الرجل ؟ ‪ -‬لحمد ‪ -‬فأما الؤمن فيقول ‪ :‬أشهد أنه‬
‫عبد ال ورسوله ‪ .‬قال ‪ :‬فيقولن ‪ :‬أنظر إل مقعدك من النار قد أبدلك ال به مقعدا من‬
‫النة ‪ ،‬فياها جيعا ‪ .‬وأما الكافر ‪ ،‬والنافق ‪ ،‬فيقال له ما كنت تقول ف هذا الرجل ؟‬

‫‪465‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فيقول ‪ :‬ل أدري ‪ ،‬كنت أقول ما يقول الناس ‪ .‬فيقولن ‪ .‬لدريت ولتليت ( ‪، ) 3‬‬
‫ويضرب بطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة فيسمعها فيسمعها من يليه ‪ ،‬غي الثقلي‬
‫‪ ( " .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬الائط " ‪ :‬البستان ‪ " ) 2 ( .‬حادت " ‪ :‬مالت ‪ ) 3 ( .‬لدريت‬
‫ولتليت ‪ :‬دعاء عليه ‪ :‬أي ل كنت داريا ول تاليا ‪ ،‬أو إخبار باله فانه ل يكن قد علم‬
‫بنفسه ول سأل غيه من العلماء ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ - 3 / 574‬وروى البخاري ومسلم‬
‫وأصحاب السنن عن الباء بن عازب أن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم قال ‪" :‬‬
‫السلم إذا سئل ف قبه فشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ‪ ،‬فذلك قول ال ‪:‬‬
‫( يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت ف الياة الدنيا وف الخرة ) وف لفظ ‪ :‬نزلت ف‬
‫عذاب القب ‪ .‬يقال له ‪ :‬من ربك ؟ فيقول ‪ :‬ال رب ‪ ،‬وممد نبيي ‪ ،‬فذلك قول ال ‪:‬‬
‫( يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت ف الياة الدنيا وف الخرة ) " ‪ - 4 .‬وف مسند‬
‫المام أحد وصحيح أب حات أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إن اليت إذا وضع ف‬
‫قبه إنه يسمع خفق نعالم حي يولون عنه ‪ .‬فإن كان مؤمنا كانت الصلة عند رأسه ‪،‬‬
‫والصيام عن يينه ‪ ،‬والزكاة عن شاله ‪ ،‬وكان فعل اليات من الصدقة ‪ ،‬والصلة ‪،‬‬
‫والعروف والحسان ‪ ،‬عند رجليه ‪ ،‬فيؤتى من قبل رأسه ‪ ،‬فتقول الصلة ‪ :‬ما قبلي‬
‫مدخل ث يؤتى من يينه ‪ ،‬فيقول الصيام ‪ :‬ما قبلي مدخل ‪ ،‬ث يؤتى من يسارد ‪ ،‬فتقول‬
‫الزكاة ‪ :‬ما قبلي مدخل ‪ .‬ث يؤتى من قبل رجليه ‪ ،‬فيقول فعل اليات من الصدقة‬
‫والصلة والعروف والحسان ‪ :‬ما قبلي مدخل فيقال له ‪ :‬اجلس فيجلس ‪ ،‬قد مثلت له‬
‫الشمس وقد أخذت للغروب ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه ؟‬
‫وماذا تشهد به عليه ؟ فيقول ‪ :‬دعون حت أصلي ‪ ،‬فيقولن ‪ :‬إنك ستصلي ‪ ،‬أخبنا عما‬
‫نسألك عنه ؟ أرأيتك ( ‪ ) 1‬هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه ؟ وما تشهد به عليه‬
‫؟ فيقول ‪ :‬ممد ‪ .‬أشهد أنه رسول ال جاء بالق من عند ال ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬على ذلك‬
‫حييت ‪ ،‬وعلى ذلك مت ‪ ،‬وعلى ذلك تبعث إن شاء ال ‪ ،‬ث يفتح له باب إل النة ‪.‬‬
‫فيقال له ‪ :‬هذا مقعدك وما أعد ال لك فيها ‪ .‬فيزداد غبطة وسرورا ‪ .‬ث يفسح له ف قبه‬
‫سبعون ذراعا وينور له فيه ‪ ،‬ويعاد السد لا بدئ منه ‪ ،‬وتعل نسمته ( ‪ ) 2‬ف النسيم‬
‫الطيب ‪ ،‬وهي طي معلق ف شجر النة ‪ ،‬قال ‪ :‬فذلك قول ال تعال ‪ ( :‬يثبت ال الذين‬

‫‪466‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫آمنوا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 574‬‬
‫بالقول الثابت ف الياة الدنيا وف الخرة ) ‪ .‬وذكر ف الكافر ضد ذلك إل أن ( هامش )‬
‫( ‪ ) 1‬أرأيتك ‪ :‬أخبنا ‪ ) 2 ( .‬نسمته ‪ :‬روحه ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 575‬قال ‪ " :‬ث يضيق‬
‫عليه ف قبه إل أن تتلف فيه أضلعه ‪ ،‬فتلك العيشة الضنك الت قال ال تعال ‪ ( :‬فإن‬
‫له معيشة ضنكا ونشره يوم القيامة أعمى ) " ‪ - 5 .‬وف صحيح البخاري عن سرة بن‬
‫جندب قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا صلى صلة أقبل علينا بوجهه فقال ‪" :‬‬
‫من رأى منكم الليلة رؤيا ؟ " قال ‪ :‬فإن رأى أحد رؤيا قصها ‪ ،‬فيقول ‪ " :‬ما شاء ال "‬
‫فسألنا يوما ‪ ،‬فقال ‪ " :‬هل رأى أحد منكم رؤيا ؟ " قلنا ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ " :‬لكن رأيت الليلة‬
‫رجلي أتيان فأخذا بيدي ‪ ،‬وأخرجان إل الرض القدسة ‪ ،‬فإذا رجل جالس ‪ .‬ورجل‬
‫قائم بيده كلوب من حديد ‪ ،‬يدخله ف شدقه حت يبلغ قفاه ‪ ،‬ث يفعل بشدقه الخر مثل‬
‫ذلك ويلتئم شدقه هذا فيعود فيصنع مثله ‪ ،‬قلت ‪ :‬ما هذا ؟ قال ‪ :‬انطلق ‪ ،‬فانطلقنا حت‬
‫أتينا على رجل مضطجع على قفاه ورجل قائم على رأسه بصخرة أو فهر ( ‪ ) 1‬فيشدخ‬
‫با رأسه ‪ .‬فإذا ضربه تدهده ( ‪ ) 2‬الجر فانطلق إليه ليأخذه فل يرجع إل هذا حت يلتئم‬
‫رأسه ‪ ،‬وعاد رأسه كما هو ‪ ،‬فعاد إليه فضربه ‪ .‬قلت ‪ :‬ماهذا ؟ قال ‪ :‬انطلق ‪ .‬فانطلقنا‬
‫إل نقب مثل التنور ‪ ،‬أعله ضيق ‪ ،‬وأسفله واسع ‪ ،‬يوقد تته نار ‪ .‬فإذا فيه رجال ونساء‬
‫عراة فيأتيهم اللهب من تتهم فإذا اقترب ارتفعوا حت كادوا يرجوا فإذا خدت رجعوا ‪.‬‬
‫فقلت ‪ :‬ماهذا ؟ قال ‪ :‬انطلق ‪ .‬فانطلقنا حت أتينا على نر من دم ‪ ،‬فيه رجل قائم وعلى‬
‫وسط النهر رجل بي يديه حجارة ‪ ،‬فأقبل الرجل الذي ف النهر ‪ ،‬فإذا أراد أن يرج رمى‬
‫الرجل بجر ف فيه فرده حيث كان ‪ ،‬فجعل كلما جاء ليخرج رمى ف فيه بجر ‪ ،‬فرجع‬
‫كما كان ‪ .‬فقلت ‪ :‬ما هذا ؟ قال ‪ :‬انطلق ‪ .‬فانطلقنا وأدخلن دارا ل أر قط أحسن منها‬
‫‪ .‬فيها شيوخ وشبان ‪ ،‬ث صعدان ‪ ،‬فأدخلن دارا هي أحسن وأفضل ‪ ،‬قلت ‪ :‬طوفتمان‬
‫الليلة فأخبان عما رأيت ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬الذي رأيته يشق شدقه كذاب يدث بالكذبة ‪.‬‬
‫فتحمل عنه حت تبلغ الفاق فيصنع به إل يوم القيامة ‪ ،‬والذي رأيته يشدخ رأسه ‪ ،‬فرجل‬

‫‪467‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫علمه ال القرآن فنام عنه بالليل ‪ ،‬ول يعمل به بالنهار ‪ ،‬يفعل به إل يوم القيامة ‪ .‬وأما‬
‫الذي رأيته ف النقب فهم الزناة ‪ ،‬والذي رأيته ف النهر فآكل الربا ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫الفهر ‪ :‬حجر مل ء الكف ‪ " ) 2 ( .‬تدهده " تدحرج ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 576‬وأما‬
‫الشيخ الذي ف أصل الشجرة فإبراهيم ‪ ،‬وأما الصبيان حوله فأولد الناس ‪ ،‬والذي يوقد‬
‫النار ‪ ،‬فمالك خازن النار ‪ ،‬والدار الول دار عامة الؤمني ‪ ،‬وأما هذه الدار فدار الشهداء‬
‫‪ ،‬وأنا جبيل وهذا ميكائيل ‪ ،‬فارفع رأسك ‪ ،‬فرفعت رأسي فإذا قصر مثل السحابة ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬ذلك منلك ‪ ،‬قلت دعان أدخل منل ‪ ،‬قال ‪ :‬إنه بقي لك عمر ل تستكمله ‪ ،‬فلو‬
‫استكملته أتيت منلك " قال ابن القيم ‪ :‬وهذا نص ف عذاب البزخ ‪ ،‬فإن رؤيا النبياء‬
‫وحي مطابق لا ف نفس المر ‪ - 6 .‬وروى الطحاوي عن ابن مسعود أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬أمر بعبد من عباد ال أن يضرب ف قبه مائة جلدة ‪ ،‬فلم يزل يسأل‬
‫ال ويدعوه حت صارت واحدة ‪ ،‬فامتل قبه عليه نارا فلما ارتفع عنه أفاق ‪ ،‬قال ‪ :‬علم‬
‫جلدتون ؟ قالوا إنك صليت صلة بغي طهور ‪ ،‬ومررت على مظلوم فلم تنصره " ‪- 7 .‬‬
‫وعن أنس ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم سع صوتا من قب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬مت مات هذا ؟ "‬
‫فقالوا ‪ :‬مات ف الاهلية فسر بذلك وقال ‪ " :‬لول أن لتدافنوا لدعوت ال أن يسمعكم‬
‫عذاب القب " رواه النسائي ومسلم ‪ - 8 .‬وعن ابن عمر رضي عنهما عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬هذا الذي ترك له العرش ( ‪ ) 1‬وفتحت له أبواب السماء ‪ ،‬وشهده‬
‫سبعون ألفا من اللئكة ‪ ،‬لقد ضم ضمة ( ‪ ، ) 2‬ث فرج عنه " رواه البخاري ومسلم‬
‫والنسائي ‪ .‬مستقر الرواح عقد ابن القيم فصل ذكر فيه أقوال العلماء ف مستقر الرواح‬
‫ث ذكر القول الراجح فقال ‪ :‬قيل ‪ :‬الرواح متفاوتة ف مستقرها ف البزخ أعظم التفاوت‬
‫‪ .‬فمنها ‪ :‬أرواح ف أعلى عليي ف الل العلى ‪ ،‬وهي أرواح النبياء ( هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫هو سعد بن معاذ ( ‪ ) 2‬ضمه القب ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 577‬صلوات ال وسلمه عليهم ‪،‬‬
‫وهم متفاوتون ف منازلم ‪ ،‬كما رآهم النب صلى ال عليه وسلم ليلة السراء ‪ .‬ومنها ‪:‬‬
‫أرواح ف حواصل طي خضر تسرح ف النة حيث شاءت ( ‪ . ) 1‬وهي أرواح بعض‬
‫الشهداء لجيعهم ‪ ،‬بل من الشهداء من تبس روحه عن دخول النة لدين عليه أو غيه‬
‫كما ف السند عن ممد بن عبد ال بن جحش أن رجل جاء إل النب صلى ال عليه‬

‫‪468‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وسلم فقال ‪ :‬يارسول ال ‪ ،‬مال إن قتلت ف سبيل ال ؟ قال ‪ " :‬النة " فلما ول ‪ ،‬قال‬
‫‪ " :‬إل الدين ‪ ،‬سارن به جبيل آنفا ‪ " .‬ومنهم من يكون مبوسا على باب النة ‪ ،‬كما‬
‫ف الديث الخر ‪ " :‬رأيت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 577‬‬
‫صاحبكم مبوسا على باب النة ‪ " .‬ومنهم من يكون مبوسا ف قبه كحديث صاحب‬
‫الشملة الت غلها ( ‪ ) 2‬ث استشهد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هنيئا له النة ‪ ،‬فقال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم " والذي نفسي بيده إن الشملة الت غلها لتشتعل عليه نارا ف قبه " ‪ .‬ومنهم‬
‫من يكون مقره باب النة كما ف حديث ابن عباس " الشهداء على بارق نر بباب النة‬
‫ف قبة خضراء يرج عليهم رزقهم من النة بكرة وعشيا " رواه أحد وهذا بلف جعفر‬
‫بن أب طالب ‪ ،‬حيث أبدله ال من يديه جناحي يطي بما ‪ ،‬ف النة حيث شاء ‪ .‬ومنهم‬
‫من يكون مبوسا ف الرض ‪ ،‬ل تعل روحه إل الل العلى ‪ ،‬فإنا كانت روحا سفلية‬
‫أرضية ‪ ،‬فإن النفس الرضية ل تامع النفس السماوية ‪ ،‬كما ل تامعها ف الدنيا ‪،‬‬
‫والنفس الت ل تكتسب ف الدنيا معرفة ربا ومبته وذكره والنس به والتقرب إليه ‪ ،‬بل‬
‫هي أرضية سفلية ‪ ،‬ول تكون بعد الفارقة لبدنا إل هناك ‪ ،‬كما أن النفس العلوية الت‬
‫كانت ف الدنيا عاكفة على مبة ال وذكره ‪ ،‬والتقرب إليه ‪ ،‬والنس به ‪ ،‬تكون بعد‬
‫الفارقة مع الرواح العلوية الناسبة لا ‪ ،‬فالرء مع من أحب ف البزخ ويوم القيامة ‪ ،‬وال‬
‫تعال يزوج النفوس بعضها ببعض ف البزخ ويوم العاد ويعل روحه " يعن الؤمن‬
‫" ( هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا نص الديث ‪ " ) 2 ( .‬غلها " أي سرقها من الغنيمة قبل‬
‫القسمة ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 578‬مع القسم الطيب " يعن الرواح الطيبة الشاكلة لروحه "‬
‫فالروح بعد الفارقة تلحق بأشكالا وإخوانا وأصحاب عملها فتكون معهم هناك ‪ .‬ومنها‬
‫أرواح تكون ف تنور الزناة والزوان ‪ ،‬وأرواح ف نر الدم ‪ ،‬تسبح فيه ‪ ،‬وتلقم الجارة ‪،‬‬
‫فليس للرواح ‪ -‬سعيدها وشقيها ‪ -‬مستقر واحد ‪ ،‬بل روح ف أعلى عليي ‪ ،‬وروح‬
‫أرضية سفلية ل تصعد عن الرض ‪ .‬وأنت إذا تأملت السنن والثار ف هذا الباب ‪ ،‬وكان‬
‫لك با فضل اعتناء عرفت حجة ذلك ‪ .‬ول تظن أن بي الثار الصحيحة ف هذا الباب‬

‫‪469‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعارضا ‪ ،‬فإنا كلها حق يصدق بعضها بعضا ‪ ،‬لكن الشأن ف فهمها ومعرفة النفس‬
‫وأحكامها وأن لا شأنا غي شأن البدن ‪ ،‬وأنا مع كونا ف النة فهي ف السماء وتتصل‬
‫بفناء القب وبالبدن فيه ‪ ،‬وهي أسرع شئ حركة وانتقال وصعودا وهبوطا ‪ ،‬وأنا تنقسم‬
‫إل مرسلة ومبوسة وعلوية وسفلية ‪ ،‬ولا بعد الفارقة صحة ومرض ‪ ،‬ولذة ونعيم وأل‬
‫أعظم ما كان لا حال اتصالا بالبدن بكثي ‪ ،‬فهنالك البس والل والعذاب والرض‬
‫والسرة ‪ ،‬وهنالك اللذة والراحة والنعيم والنطلق ‪ ،‬وما أشبه حالا ف هذا البدن بال‬
‫البدن ف بطن أمه ! وحالتها بعد الفارقة باله بعد خروجه من البطن إل هذه الدار ‪،‬‬
‫فلهذه النفس أربع دور ‪ ،‬كل دار أعظم من الت قبلها ‪ .‬الدار الول ‪ :‬ف بطن الم ‪،‬‬
‫وذلك الصر والضيق والغم والظلمات الثلث ‪ .‬والدار الثانية ‪ :‬هي الدار الت نشأت فيها‬
‫وألفتها واكتسبت فيها الي والشر وأسباب السعادة والشقاوة ‪ .‬والدار الثالثة ‪ :‬دار‬
‫البزخ ‪ ،‬وهي أوسع من هذه الدار وأعظم ‪ ،‬بل نسبتها إليها كنسبة هذه الدار إل الول‬
‫‪ .‬والدار الرابعة ‪ :‬دار القرار وهي النة والنار فل دار بعدها ‪ .‬وال ينقلها ف هذه الدور‬
‫طبقا بعد طبق حت يبلغها الدار الت ل يصلح لا غيها ول يليق با سواها وهي الت‬
‫خلقت لا وهيئت للعمل الوصل لا إليها ‪ / .‬صفحة ‪ / 579‬ولا ف كل دار من هذه‬
‫الدور حكم وشأن غي شأن الدار الخرى ‪ ،‬فتبارك ال فاطرها ومنشئها وميتها ومييها‬
‫ومسعدها ومشقيها ‪ ،‬الذي فاوت بينها ف درجات سعادتا وشقاوتا كما فاوت بينها ف‬
‫مراتب علومها وأعمالا وقواها وأخلقها ‪ ،‬فمن عرفها كما ينبغي ‪ ،‬شهد أن ل إله إل ال‬
‫وحده ل شريك له ‪ ،‬له اللك كله ‪ ،‬وله المد كله ‪ ،‬وبيده الي كله ‪ ،‬وإليه يرجع المر‬
‫كله ‪ ،‬وله القوة كلها ‪ ،‬والقدرة كلها والعز كله ‪ ،‬والكمة كلها ‪ ،‬والكمال الطلق من‬
‫جيع الوجوه ‪ ،‬وعرف بعرفة نفسه صدق أنبيائه ورسله ‪ ،‬وأن الذي جاءوا به هو الق‬
‫الذي تشهد به العقول وتقر به الفطر وما خالفه فهو الباطل ‪ . . .‬وبال التوفيق ‪ .‬الذكر‬
‫الذكر ‪ :‬هو ما يري على اللسان والقلب ‪ ،‬من تسبيح ال تعال وتنيهه وحده والثناء‬
‫عليه ووصفه بصفات الكمال ونعوت اللل والمال ‪ - 1 .‬وقد أمر ال بالكثار منه‬
‫فقال ‪ ( :‬يأيها الذين آمنوا اذكروا ال ذكرا كثيا ‪ ،‬وسبحوه بكرة وأصيل ) ‪- 2 .‬‬
‫وأخب أنه يذكر من يذكره فقال ‪ ( :‬فاذكرون أذكركم ) وقال ف الديث القدسي الذي‬

‫‪470‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رواه البخاري ومسلم ‪ " :‬أنا عند ظن عبدي ب ( ‪ ) 1‬وأنا معه حي يذكرن ‪ ،‬فإن‬
‫ذكرن ف نفسه ذكرته ف نفسي وإن ذكرن ف مل ذكرته ف مل خي منه ‪ ،‬وإن اقترب‬
‫إل شبا تقربت إليه ذراعا ‪ ،‬وإن اقترب إل ذراعا اقتربت إليه باعا وإن أتان يشي أتيته‬
‫هرولة ‪ - 3 ) 2 ( " .‬وأنه سبحانه اختص أهل الذكر بالتفرد والسبق فقال رسول ال‬
‫صلى‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 579‬‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬سبق الفردون " ‪ .‬قالوا ‪ :‬وما الفردون يا رسول ال قال ‪ " :‬الذاكرون‬
‫ال كثيا والذاكرات " رواه مسلم ‪ - 4 .‬وأنم هم الحياء على القيقة ‪ ،‬فعن أب موسى‬
‫‪ ،‬أن النب صلى ال ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي إن ظن أن ال يقبل دعاءه وهو يدعوه قبله ‪،‬‬
‫ومن استغفره وظن أن ال يغفر له وهكذا ‪ ) 2 ( .‬أي أنه كلما زاد إقبال العبد على ربه‬
‫كان ال له بكل خي أسرع ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 580‬عليه وسلم قال ‪ " :‬مثل الذي‬
‫يذكر ربه والذي ل يذكر مثل الي واليت " رواه البخاري ‪ - 5 .‬والذكر رأس العمال‬
‫الصالة ‪ ،‬من وفق له فقد أعطي منشور الولية ‪ ،‬ولذا كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يذكر ال على كل أحيانه ‪ .‬ويوصي الرجل الذي قال له ‪ :‬إن شرائع السلم قد‬
‫كثرت علي ‪ .‬فأخبن بشئ أتشبث ( ‪ ) 1‬به ؟ فيقول له ‪ " :‬ل يزال فوك رطبا من ذكر‬
‫ال " ويقول لصحابه " أل انبئكم بي أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها ف‬
‫درجاتكم وخي لكم من إنفاق الذهب والورق ( ‪ ) 2‬وخي لكم من أن تلقوا عدوكم‬
‫فتضربوا أعناقهم ‪ ،‬ويضربوا أعناقكم ؟ " قالوا ‪ :‬بلى يا رسول ال قال ‪ " :‬ذكر ال " ‪.‬‬
‫رواه الترمذي وأحد والاكم وقال ‪ :‬صحيح السناد ‪ - 6 .‬وأنه سبيل النجاة ‪ ،‬فعن‬
‫معاذرضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ما عمل آدمي قط أنى له من‬
‫عذاب ال ‪ ،‬من ذكر ال عز وجل ‪ " .‬رواه أحد ‪ - 7 .‬وعند أحد ‪ ،‬أنه صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬إن ما تذكرون من جلل ال عزوجل من التهليل والتكبي والتحميد‬
‫يتعاطفن حول العرش ‪ ،‬لن دوي كدوي النحل يذكرن بصاحبهن ‪ ،‬أفل يب أحدكم أن‬
‫يكون له ما يذكر به ؟ " ‪ .‬حد الذكر الكثي أمر ال جل ذكره ‪ ،‬بأن يذكر ذكرا كثيا ‪،‬‬

‫‪471‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ووصف أول اللباب الذين ينتفعون بالنظر ف آياته بأنم ‪ ( :‬الذين يذكرون ال قياما‬
‫وقعودا وعلى جنوبم ) ‪ ( .‬والذاكرين ال كثيا والذاكرات أعد ال لم مغفرة وأجرا‬
‫عظيما ‪ ) .‬وقال ماهد ‪ :‬ل يكون من الذاكرين ال كثيا والذاكرات حت يذكر ال قائما‬
‫وقاعدا ومضطجعا ‪ .‬وسئل ابن الصلح عن القدر الذي يصي به من الذاكرين ال كثيا (‬
‫هامش ) ( ‪ ) 1‬أتشبث ‪ :‬أي أتسك به ‪ ) 2 ( .‬الورق ‪ :‬الفضة ( ‪ / ) .‬صفحة ‪/ 581‬‬
‫والذاكرات فقال ‪ :‬إذا واظب على الذكار الأثورة الثبتة صباحا ومساء ف الوقات‬
‫والحوال الختلفة ليل ونارا كان من الذاكرين ال كثيا والذاكرات ‪ .‬وقال علي بن أب‬
‫طلحة عن ابن عباس رضي ال عنهما ف هذه اليات ‪ ،‬قال ‪ :‬إن ال تعال ل يفرض على‬
‫عباده فريضة إل جعل لا حدا معلوما وعذر أهلها ف حال العذر ‪ ،‬غي الذكر ‪ ،‬فإن ال ل‬
‫يعل له حدا ينتهي إليه ‪ .‬ول يعذر أحدا ف تركه إل مغلوبا على تركه فقال ‪ ( :‬اذكروا‬
‫ال قياما وقعودا وعلى جنوبكم ) بالليل والنهار ‪ ،‬ف الب والبحر ‪ ،‬وف السفر والضر‬
‫والغن والفقر ‪ ،‬والسقم والصحة ‪ ،‬والسرو العلنية ‪ ،‬وعلى كل حال ‪ .‬شول الذكر كل‬
‫الطاعات قال سعيد بن جبي ‪ :‬كل عامل ل بطاعة ل فهو ذاكر ل ‪ ،‬وأراد بعض السلف‬
‫أن يصص هذا العام ‪ ،‬فقصر الذكر على بعض أنواعه ‪ ،‬منهم عطاء حيث يقول ‪ :‬مالس‬
‫الذكر هي مالس اللل والرام ‪ ،‬كيف تشتري وتبيع ‪ ،‬وتصلي وتصوم ‪ ،‬وتنكح وتطلق‬
‫وتج وأشباه ذلك ‪ .‬وقال القرطب ‪ :‬ملس ذكر يعن ملس علم و تذكي ‪ ،‬وهي الجالس‬
‫الت يذكر فيها كلم ال وسنة رسوله ‪ ،‬وأخبار السلف الصالي ‪ ،‬وكلم الئمة الزهاد‬
‫التقدمي البأة عن التصنع والبدع والنهة عن القاصد الردية والطمع ‪ .‬أدب الذكر‬
‫القصود من الذكر تزكية النفس وتطهي القلوب ‪ ،‬وإيقاظ الضمائر ‪ .‬وإل هذا تشي الية‬
‫الكرية ‪ ( :‬وأقم الصلة إن الصلة تنهى عن الفحشاء والنكر ‪ ،‬ولذكر ال أكب ) أي أن‬
‫ذكر ال ف النهي عن الفحشاء والنكر أكب من الصلة ‪ ،‬وذلك أن الذاكر حي ينفتح‬
‫لربه جنانه ويلهج بذكره لسانه يده ال بنوره فيزداد إيانا إل إيانه ‪ ،‬ويقينا إل يقينه ‪،‬‬
‫فيسكن قلبه للحق ويطمئن به " الذين آمنوا وتطمئن قلوبم بذكر ال ‪ ،‬أل بذكر ال‬
‫تطمئن القلوب " ‪ .‬وإذا اطمأن القلب للحق اته نو الثل العلى ‪ ،‬وأخذ سبيله إليه ‪،‬‬
‫دون أن ‪ /‬صفحة ‪ / 582‬تلفته عنه نوازع الوى ‪ ،‬ولدوافع الشهوة ‪ ،‬ومن ث عظم أمر‬

‫‪472‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الذكر ‪ ،‬وجل خطره ف حياة النسان ‪ ،‬ومن غي العقول أن تتحقق هذه النتائج بجرد‬
‫لفظ يلفظه اللسان ‪ ،‬فإن حركة اللسان قليلة الدوى ما ل تكن مواطئة للقلب ‪ ،‬وموافقة‬
‫له ‪ ،‬وقد أرشد ال إل الدب الذي ينبغي أن يكون عليه الرء أثناء الذكر ‪ .‬فقال ‪:‬‬
‫( واذكر ربك ف نفسك تضرعا وخيفة ودون الهر من القول بالغد والصال ‪ ،‬ول تكن‬
‫من الغافلي ‪ ) .‬والية تشي إل أنه يستحب أن يكون الذكر سرا ‪ ،‬ل ترتفع به‬
‫الصوات ‪ ،‬وقد سع رسول ال صلى ال عليه وسلم جاعة من الناس رفعوا أصواتم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 582‬‬
‫بالدعاء ف بعض السفار ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم ‪ ،‬فإنكم ل تدعون‬
‫أصم ول غائبا ‪ ،‬إن الذي تدعونه سيع قريب ‪ ،‬أقرب إل أحدكم من عنق راحلته " ‪.‬‬
‫كما تشي إل حالة الرغبة والرهبة الت يسن بالنسان أن يتصف با عند الذكر ‪ .‬ومن‬
‫الدب أن يكون الذاكر نظيف الثوب طاهر البدن طيب الرائحة ‪ ،‬فإن ذلك ما يزيد‬
‫النفس نشاطا ‪ ،‬ويستقبل القبلة ما أمكن ‪ ،‬فإن خي الجالس ما استقبل به القبلة ‪.‬‬
‫استحباب الجتماع ف مالس الذكر يستحب اللوس ف حلق الذكر ‪ .‬وقد جاء ف ذلك‬
‫ما يأت ‪ - 1 :‬عن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫إذا مررت برياض النة فارتعوا " قالوا ‪ :‬وما رياض النة يا رسول ال ؟ قال ‪ " :‬حلق‬
‫الذكر ‪ ،‬فإن ل تعال سيارات من اللئكة يطلبون حلق الذكر ‪ .‬فإذا أتوا عليهم حفوا بم‬
‫" ‪ - 2 .‬وروى مسلم عن معاوية أنه قال ‪ :‬خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم على‬
‫حلقة من أصحابه فقال ‪ " :‬ما أجلسكم ؟ " قالوا جلسنا نذكر ال تعال ونمده على ما‬
‫هدانا للسلم ومن به علينا ‪ .‬قال ‪ " :‬ال ‪ .‬ما أجلسكم إل ذاك ‪ ،‬أما إن ل استحلفكم‬
‫تمة لكم ‪ ،‬ولكنه أتان فأخبن أن ال تعال يباهي بكم اللئكة " ‪ / .‬صفحة ‪3 / 583‬‬
‫‪ -‬وروى أيضا عن أب سعيد الدري وأب هريرة رضي ال عنهما أنما شهدا على رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬ل يقعد قوم يذكرون ال تعال إل حفتهم اللئكة‬
‫وغشيتهم الرحة ‪ ،‬ونزلت عليهم السكينة ‪ ،‬وذكرهم ال فيمن عنده " ‪ .‬فضل من قال ‪:‬‬
‫ل اله ال ال ملصا ‪ - 1‬عن أب هريرة ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ما قال‬

‫‪473‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عبد ل إله إل ال قط ملصا إل فتحت له أبواب السماء حت يفضي إل العرش ( ‪ ) 1‬ما‬
‫اجتنبت الكبائر " ‪ .‬رواه الترمذي ‪ ،‬وقال ‪ :‬حديث حسن غريب ‪ - 2 .‬وعنه أنه صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ " :‬جددوا إيانكم " ‪ .‬قيل ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬وكيف ندد إياننا ؟ قال‬
‫‪ " :‬أكثروا من قول ‪ :‬ل إله إل ال " ‪ .‬رواه أحد بإسناد حسن ‪ - 3 .‬وعن جابر ‪ :‬أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬أفضل الذكر ل إله إل ال ‪ ،‬وأفضل الدعاء ‪ :‬المد ل‬
‫" ‪ .‬رواه النسائي وابن ماجة والاكم ‪ .‬وقال ‪ :‬صحيح السناد ‪ .‬فضل التسبيح والتحميد‬
‫والتهليل والتكبي وغي ذلك ‪ - 1‬عن أب هريرة رضي ال عنه ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان ف اليزان حبيبتان إل الرحن ‪،‬‬
‫سبحان ال وبمده ‪ ،‬سبحان ال العظيم " ‪ .‬رواه الشيخان والترمذي ‪ - 2 .‬عن أب‬
‫هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬لن أقول سبحان ال ‪ ،‬والمد‬
‫ل ‪ ،‬ول إله إل ال ‪ ،‬وال أكب ‪ ،‬أحب إل ما طلعت عليه الشمس " ‪ .‬رواه مسلم‬
‫والترمذي ‪ - 3 .‬عن أب ذررضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " أل‬
‫أخبك بأحب الكلم إل ال ؟ " قلت ‪ :‬أخبن يا رسول ال ‪ .‬قال ‪ " :‬إن ( هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬يفضي إل العرش ‪ :‬أي يصل هذا القول إليه ‪ ،‬وهذا كقول ال تعال ‪ " :‬إليه يصعد‬
‫الكلم الطيب " ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 584‬أحب الكلم إل ال ‪ :‬سبحان ال وبمده " ‪.‬‬
‫رواه مسلم والترمذي ‪ .‬ولفظه " أحب الكلم إل ال عزوجل ما اصطفى ال للئكته ‪:‬‬
‫سبحان رب وبمده ‪ ،‬سبحان رب وبمده " ‪ - 4 .‬عن جابر رضي ال عنه عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من قال سبحان ال العظيم وبمده غرست له نلة ف النة "‬
‫‪ .‬رواه الترمذي وحسنه ‪ - 5 .‬وعن أب سعيد ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫استكثروا من الباقيات الصالات " ‪ .‬قيل ‪ :‬وما هن يا رسول ال ؟ قال ‪ " :‬التكبي ‪،‬‬
‫والتهليل ‪ ،‬والتسبيح ‪ ،‬والمد ل ‪ ،‬ولحول ولقوة إل بال " ‪ .‬رواه النسائي والاكم‬
‫وقال ‪ :‬صحيح السناد ‪ - 6 .‬عن عبد ال رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬لقيت إبراهيم ليلة أسري ب فقال ‪ " :‬يا ممد أقرئ أمتك من السلم ‪ ،‬وأخبهم‬
‫أن النة طيبة التربة ‪ ،‬عذبة الاء ‪ ،‬وأنا قيعان ( ‪ ، ) 1‬وأن غراسها سبحان ال ‪ ،‬والمد‬
‫ل ‪ ،‬ول إله إل ال ‪ ،‬وال أكب " ‪ .‬رواه الترمذي والطبان ‪ ،‬وزاد " ول حول ولقوة إل‬

‫‪474‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بال " ‪ - 7 .‬وعند مسلم ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬أحب الكلم إل ال‬
‫أربع ‪ -‬ل يضرك بأيهن بدأت ‪ : -‬سبحان ال ‪ ،‬والمد ل ‪ ،‬ول إله إل ال ‪ ،‬وال أكب "‬
‫‪ - 8 .‬وعن ابن مسعود رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من قرأ‬
‫باليتي من آخر سورة البقرة ف ليلة كفتاه " ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪ .‬أي " أجزأتاه عن‬
‫قيام تلك الليلة " ‪ .‬وقيل ‪ :‬كفتاه ما يكون من الفات تلك الليلة ‪ .‬وقال ابن خزية ف‬
‫صحيحه " باب ذكر أقل ما يزئ من القراءة ف قيام الليل " ‪ .‬ث ذكره ‪ ( .‬هامش ) ( ‪1‬‬
‫) قيعان ‪ :‬جع قاع أي مستوية منبسطة واسعة ‪) . ( .‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 584‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ - 9 / 585‬وعن أب سعيد رضي ال عنه قال ‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫" أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن ف ليلة " ؟ فشق ذلك عليهم وقالوا ‪ :‬أينا يطيق ذلك‬
‫يا رسول ال ؟ فقال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ال الواحد ( ‪ ) 1‬الصمد ثلث القرآن " ‪.‬‬
‫رواه البخاري ومسلم والنسائي ‪ - 10 .‬وعن أب هريرة ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬من قال ‪ :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬له اللك وله المد وهو على‬
‫كل شئ قدير ‪ ،‬ف يوم مائة مرة ‪ ،‬كانت له عدل عشر رقاب ‪ ،‬وكتبت له مائة حسنة ‪،‬‬
‫وميت عنه مائة سيئة ‪ ،‬وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حت يسي ‪ ،‬ول يأت‬
‫أحد بافضل ما جاء به ‪ ،‬إل أحد عمل أكثر من ذلك " ‪ .‬رواه البخاري ومسلم والترمذي‬
‫والنسائي ‪ ،‬وابن ماجه ‪ .‬وزاد مسلم والترمذي والنسائي ‪ " :‬ومن قال سبحان ال وبمده‬
‫‪ ،‬ف يوم مائة مرة ‪ ،‬حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر ‪ " .‬فضل الستغفار عن‬
‫أنس رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬يا ابن آدم ‪،‬‬
‫إنك ما دعوتن ورجوتن إل غفرت لك ‪ -‬على ماكان منك ‪ -‬ول أبال ‪ ،‬يا ابن آدم لو‬
‫بلغت ذنوبك عنان ( ‪ ) 2‬السماء ث استغفرتن غفرت لك ول أبال ‪ ،‬يا ابن آدم إنك لو‬
‫أتيتن بقراب ( ‪ ) 3‬الرض خطايا ث لقيتن ل تشرك ب شيئا لتيتك بقرابا مغفرة " ‪.‬‬
‫رواه الترمذي وقال ‪ :‬حديث حسن غريب ‪ .‬وعن عبد ال بن عباس رضي ال عنهما قال‬
‫‪ " :‬من لزم الستغفار جعل ال له من كل هم فرجا ‪ ،‬ومن كل ضيق مرجا ‪ ،‬ورزقه من‬

‫‪475‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حيث ل يتسب " ‪ .‬رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والاكم ‪ ،‬وقال ‪ :‬صحيح‬
‫السناد ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬يقصد سورة الخلص ‪ ) 2 ( .‬العنان ‪ :‬السحاب ( ‪) 3‬‬
‫القراب ‪ :‬ما يقارب ملها ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 586‬الذكر الضاعف وجوامعه ‪ - 1‬عن‬
‫جويرة رضي ال عنها ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم خرج من عندها ‪ ،‬ث رجع بعد أن‬
‫أضحى وهي جالسة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما زلت على الال الت فارقتك عليها ؟ " قالت ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلث مرات ‪ ،‬لووزنت با‬
‫قلت منذ اليوم لوزنتهن ‪ :‬سبحان ال وبمده ‪ ،‬عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه‬
‫ومداد كلماته " ‪ .‬رواه مسلم وأبو داود ‪ - 2 .‬ودخل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫على امرأة وبي يديها نوى أو حصى ‪ ،‬تسبح ال به فقال ‪ " :‬أخبك با هو أيسر عليك‬
‫من هذا ‪ ،‬أو أفضل " فقال ‪ " :‬سبحان ال عدد ما خلق ف السماء ‪ ،‬وسبحان ال عدد ما‬
‫خلق ف الرض ‪ ،‬وسبحان ال عدد ما خلق بي ذلك ‪ ،‬وسبحان ال عدد ما هو خالق ‪،‬‬
‫وال أكب مثل ذلك ‪ ،‬والمد ل مثل ذلك ‪ ،‬ول إله إل ال مثل ذلك ول حول ول قوة‬
‫إل بال مثل ذلك " ‪ .‬رواه أصحاب السنن والاكم وقال ‪ :‬صحيح على شرط مسلم ‪3 .‬‬
‫‪ -‬وعن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حدثهم " أن عبدا‬
‫من عباد ال قال ‪ :‬يا رب لك المد كما ينبغي للل وجهك ‪ ،‬ولعظيم سلطانك‬
‫فعضلت ( ‪ ) 1‬باللكي ‪ ،‬فلم يدريا كيف يكتبانا " ‪ ،‬فصعدا إل السماء فقال ‪ :‬يا ربنا‬
‫إن عبدك قد قال مقالة ل ندري كيف نكبتها ؟ قال ال ‪ -‬وهو أعلم با قال عبده ‪ -‬ماذا‬
‫قال عبدي ؟ قال ‪ :‬يا رب ‪ ،‬إنه قد قال ‪ :‬يا رب لك المد كما ينبغي للل وجهك‬
‫ولعظيم سلطانك ‪ .‬فقال ال لما ‪ :‬اكتباها كما قال عبدي حت يلقان فأجزيه با " ‪.‬‬
‫رواه أحد وابن ماجه ‪ .‬عد الذكر بالصابع وأنه أفضل من السبحة ‪ - 1‬عن بسية رضي‬
‫ال عنها ‪ ،‬قالت ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬فعضلت ‪ :‬اشتدت‬
‫وعظمت ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 587‬وسلم ‪ " :‬عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ‪ ،‬ول‬
‫تغفلن فتنسي الرحة ‪ ،‬واعقدن بالنامل فإنن مسئولت ‪ ،‬ومستنطقات ( ‪ . " ) 1‬رواه‬
‫أصحاب السنن والاكم بسند صحيح ‪ - 2 .‬وقال عبد ال بن عمر رضي ال عنهما ‪:‬‬
‫رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه ‪ .‬رواه أصحاب السنن ‪.‬‬

‫‪476‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الترهيب من أن يلس النسان ملسا ل يذكر ال فيه ول يصلي عن نبيه صلى ال عليه‬
‫وسلم عن أب هريرة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ما قعد قوم مقعدا ل‬
‫يذكروا ال فيه ول يصلوا على النب صلى ال عليه وسلم إل كان عليهم حسرة يوم‬
‫القيامة ‪ .‬رواه الترمذي وقال ‪ :‬حسن ‪ ،‬ورواه أحد بلفظ ‪ " :‬ما جلس قوم ملسا ل‬
‫يذكروا ال فيه إل كان عليهم ترة ( ‪ ) 2‬وما من رجل يشي طريقا فلم يذكر ال تعال‬
‫إل كان عليه ترة ‪ ،‬وما من رجل آوى إل فراشه فلم يذكر ال عزوجل إل كان عليه ترة‬
‫‪ " .‬وف رواية " إل كان عليهم حسرة ‪ ،‬وإن دخلوا النة للثواب ‪ " .‬وف فتح العلم ‪:‬‬
‫الديث دليل على وجوب الذكر والصلة على النب صلى ال عليه وسلم ف الجلس ‪،‬‬
‫لسيما مع تفسي الترة بالنار أو العذاب ‪ ،‬فقد فسرت بما ‪ ،‬فإن التعذيب ل يكون إل‬
‫لترك واجب أو فعل مظور ‪ ،‬وظاهره‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 587‬‬
‫أن الواجب هو الذكر والصلة عليه صلى ال عليه وسلم معا ‪ " .‬ذكر كفارة الجلس ‪1‬‬
‫‪ -‬عن أب هريرة قال ‪ ،‬فال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من جلس ملسا فكثر فيه‬
‫لغطه ( ‪ ) 3‬فقال قبل أن يقوم من ملسه ‪ :‬سبحانك ( هامش ) ( ‪ ) 1‬ف هذا دليل على‬
‫أن التسبيح على الصابع أفضل من السبحة وإن كان يوز العد عليها ‪ ) 2 ( .‬الترة ‪:‬‬
‫معناها السرة أو النقص ‪ ،‬أو التبعة ‪ ) 3 ( .‬لغط ‪ :‬من باب نقع ‪ .‬واللغط ‪ :‬كلم فيه‬
‫جلبة واختلط ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 588‬اللهم وبمدك ‪ ،‬أشهد أن ل إله إل أنت ‪،‬‬
‫أستغفرك وأتوب اليك ‪ ،‬إل كفر ( ‪ ) 1‬ال له ما كان ف ملسه ذلك " ‪ .‬ما يقوله من‬
‫اغتاب أخاه السلم روي عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬إن كفارة الغيبة أن‬
‫تستغفر لن اغتبته ‪ ،‬تقول اللهم اغفر لنا وله " ‪ .‬والذهب الختار أن الستغفار لن اغتيب‬
‫وذكر مامده يكفر الغيبة ول يتاج أل إعلمه أو استسماحه ‪ .‬الدعاء ( ‪ ) 1‬المر به ‪:‬‬
‫أمر ال الناس أن يدعوه ويضرعوا إليه ‪ ،‬ووعدهم أن يستجيب لم ويقق لم سؤلم ‪1 .‬‬
‫‪ -‬فقد روى أحد وأصحاب السنن عن النعمان بن بشي أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬إن الدعاء هو العبادة ‪ ،‬ث قرأ ‪ ( :‬ادعون أستجب لكم ‪ ،‬إن الذين‬

‫‪477‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يستكبون عن عبادت سيدخلون جهنم داخرين ) ‪ - 2 .‬وروى عبد الرازق عن السن ‪:‬‬
‫أن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم سألوه ‪ :‬أين ربنا ؟ فأنزل ال ‪ " :‬وإذا سألك‬
‫عبادي عن فإن قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " ‪ - 3 .‬وروى الترمذي وابن ماجه‬
‫عن أب هريرة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ليس شئ أكرم على ال من الدعاء‬
‫" ‪ - 4 .‬وروى الترمذي عنه ‪ :‬أنه صلوات ال عليه وسلمه قال ‪ " :‬من سره أن‬
‫يستجيب ال تعال له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء ف الرخاء " ‪ - 5 .‬وروى أبو‬
‫يعلى عن أنس بن النب صلى ال عليه وسلم فيما يرويه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬كفر ‪ :‬أي ستر‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 589‬عن ربه عزوجل ‪ ،‬قال ‪ " :‬أربع خصال ‪ :‬واحدة منهن ل ‪،‬‬
‫وواحدة لك ‪ ،‬وواحدة فيما بين وبينك ‪ ،‬وواحدة فيما بينك وبي عبادي ‪ .‬فأما الت ل ‪،‬‬
‫ل تشرك ب شيئا ‪ ،‬وأما الت لك ‪ ،‬فما عملت من خي جزيتك عليه ‪ ،‬وأما الت بين‬
‫وبينك ‪ ،‬فمنك الدعاء وعلي الجابة ‪ .‬وأما الت بينك وبي عبادي ‪ ،‬فارض لم ما ترضى‬
‫لنفسك " ‪ - 6 .‬وثبت عنه صلى ال عليه وسلم قوله ‪ " :‬من ل يسأل ال يغضب عليه "‬
‫‪ - 7 .‬عن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل يغن‬
‫حذر من قدر ‪ ،‬والدعاء ينفع ما نزل وما ل ينل ‪ ،‬وإن البلء لينل فيلقاه الدعاء‬
‫فيعتلجان ( ‪ ) 1‬إل يوم القيامة " ‪ .‬رواه البزار والطبان والاكم وقال ‪ :‬صحيح السناد‬
‫‪ - 8 .‬وعن سلمان الفارسي رضي ال عنه ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫ليرد القضاء إل الدعاء ‪ .‬ول يزيد ف العمر إل الب " ‪ .‬رواه الترمذي وقال ‪ :‬حديث‬
‫حسن غريب ‪ - 9 .‬وروى أبو عوانة وابن حبان ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة ‪ ،‬فإنه ل يتعاظم عن ال شئ " ‪ ) 3 ( .‬آدابه‬
‫للدعاء آداب ينبغي مراعاتا ‪ ،‬نذكرها فيما يلي ‪ - 1 :‬تري اللل ‪ :‬أخرج الافظ بن‬
‫مردويه عن ابن عباس ‪ ،‬وقال ‪ :‬تليت هذه الية عند النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬يا أيها‬
‫الناس كلوا ما ف الرض حلل طيبا ) ‪ ،‬فقام سعد بن أب وقاص فقال ‪ :‬يارسول ال ‪:‬‬
‫ادع ال أن يعلن مستجاب الدعوة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا سعد ‪ ،‬أطب مطعمك تكن مستجاب‬
‫الدعوة ‪ ،‬والذي نفس ممد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الرام ف جوفه ما يتقبل منه‬
‫أربعي يوما ‪ ،‬وأيا عبد نبت لمه من السحت والربا فالنار أول به " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬

‫‪478‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يعتلجان ‪ :‬يتصارعان ويتدافعان ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 590‬وف مسند المام أحدو صحيح‬
‫مسلم عن أب هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬يا أيها الناس ‪ ،‬إن ال‬
‫طيب ل يقبل إل طيبا ‪ ،‬وإن ال أمر الؤمني با أمر به الرسلي ‪ .‬فقال ‪ ( :‬يا أيها الرسل‬
‫كلوا من الطيبات واعملوا صالا ‪ .‬إن با تعملون عليم ) ‪ .‬وقال ‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا‬
‫كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ‪ .‬ث ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغب ‪ ،‬ومطعمه‬
‫حرام ‪ ،‬وملبسه حرام ‪ ،‬وغذي بالرام ‪ ،‬يد يديه إل السماء ‪ :‬يا رب ‪ ،‬يا رب ‪ ،‬فأن‬
‫يستجاب لذلك ‪ - 2 " .‬استقبال القبلة إن أمكن ‪ :‬فقد خرج النب يستسقي ‪ ،‬فدا‬
‫واستسقى واستقبل القبلة ‪ - 3 .‬ملحظة الوقات الفاضلة والالت الشريفة ‪ :‬كيوم‬
‫عرفة ‪ ،‬وشهر رمضان ‪ ،‬ويوم المعة ‪ ،‬والثلث الخي من الليل ‪ ،‬ووقت السحر ‪ ،‬وأثناء‬
‫السجود ‪ ،‬ونزول الغيث ‪ ،‬وبي الذان والقامة ‪ ،‬والتقاء اليوش ‪ ،‬وعند الوجل ‪ ،‬ورقة‬
‫القلب ‪ ( .‬ا ) فعن أب أمامة قال ‪ :‬قيل ‪ :‬يارسول ‪ ،‬أي الدعاء أسع ؟ قال " جوف الليل‬
‫الخر ‪ ،‬ودبر الصلوات الكتوبات " ‪ .‬رواه الترمذي بسند‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 590‬‬
‫صحيح ‪ ( .‬ب ) وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬أقرب ما يكون‬
‫العبد من ربه وهو ساجد ‪ ،‬فأكثروا الدعاء فقمن أن يستجاب لكم " ‪ .‬رواه مسلم ‪ .‬وقد‬
‫جاء ف ذلك أحاديث كثية منثورة ف ثنايا الكتب ‪ - 4 .‬رفع اليدين حذو النكبي ‪ :‬لا‬
‫رواه أبو داود عن ابن عباس قال ‪ :‬السألة أن ترفع يديك حذو منكبيك ‪ ،‬أو نوها ‪،‬‬
‫والستغفار أن تشي بإصبع واحدة ‪ ،‬والبتهال أن تد يديك جيعا ‪ .‬وروي عن مالك بن‬
‫يسار أنه صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا سألتم ال فاسألوه ببطون أكفكم ‪ ،‬ول تسألوه‬
‫بظهورها " ‪ .‬وروي عن سلمان ‪ ،‬أنه صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إن ربكم تبارك ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 591‬وتعال حيي كري ‪ ،‬يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردها صفرا "‬
‫‪ - 5 .‬أن يبدأ بمد ال تعال وتجيده والثناء عليه ‪ ،‬ويصلي على النب ‪ ،‬لا رواه أبو‬
‫داودو النسائي والترمذي وصححه عن فضالة بن عبيد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫سع رجل يدعو ف صلته ل يجد ال تعال ‪ ،‬ول يصل على النب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬عجل هذا "‬

‫‪479‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث دعاه ‪ ،‬فقال له ‪ -‬أو لغيه ‪ " -‬إذا صلى ( ‪ ) 1‬أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه جل وعز ‪،‬‬
‫والثناء عليه ‪ ،‬ث يصلي على النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ث يدعو بعد با يشاء " ‪- 6 .‬‬
‫حضور القلب وإظهار الفاقة والضراعة إل ال جل شأنه وخفض الصوت بي الخافته‬
‫والهر ‪ :‬قال ال تعال ‪ ( :‬ول تهر بصلتك ( ‪ ) 2‬ول تافت با وابتغ بي ذلك‬
‫سبيل ) ‪ .‬وقال ‪ ( :‬ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه ل يب العتدين ) ‪ .‬قال ابن جرير ‪:‬‬
‫تضرعا ‪ :‬تذلل واستكانة لطاعته ‪ ،‬وخفية ‪ :‬أي بشوع قلوبكم وصحة اليقي بوحدانيته‬
‫وربوبيته فيما بينكم وبينه ‪ ،‬ل جهار مراءاة ‪ .‬وف الصحيحي عن أب موسى الشعري ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬رفع الناس أصواتم بالدعاء ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أيها الناس‬
‫اربعوا على أنفسكم فإنكم ل تدعون أصم ول غائبا ‪ ،‬إنا تدعون سيعا بصيا ‪ ،‬إن الذي‬
‫تدعون أقرب إل أحدكم من عنق راحلته ‪ ،‬يا عبد ال بن قيس أل أعلمك كلمة من‬
‫كنوز النة ؟ لحول ولقوة إل بال " ‪ .‬وروى أحد عن عبد ال بن عمر أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال " القلوب أوعية ‪ ،‬وبعضها أوعى من بعض ‪ ،‬فإذا سألتم ال ‪-‬‬
‫أيها الناس ‪ -‬فاسألوه وأنتم موقنون بالجابة ‪ ،‬فإنه ل يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب‬
‫غافل " ‪ - 7 .‬الدعاء بغي إث أو قطيعة رحم ‪ :‬لا رواه أحد عن أب سعيد أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ما من مسلم يدعو ال عزوجل بدعوة ليس ( هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫صلى ‪ :‬أي دعا ‪ ) 2 ( .‬صلتك ‪ :‬أي بدعائك ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 592‬فيها إث ول‬
‫قطيعة رحم إل أعطاه ال با إحدى ثلث خصال ‪ :‬إما أن يعجل له دعوته ‪ ،‬وإما أن‬
‫يدخرها له ف الخرة ‪ ،‬وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها ‪ " .‬قالوا ‪ :‬إذا نكثر ؟ قال ‪:‬‬
‫" ال اكب " ‪ - 8 .‬عدم استبطاء الجابة ‪ :‬لا رواه مالك عن أب هريرة أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬يستجاب لحدكم ما ل يعجل يقول ‪ :‬دعوت فلم يستجب ل " ‪9 .‬‬
‫‪ -‬الدعاء مع الزم بالجابة ‪ :‬لا رواه أبو داود عن أب هريرة ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬ل يقولن أحدكم ‪ :‬اللهم اغفر ل إن شئت ‪ ،‬اللهم ارحن إن شئت ‪،‬‬
‫ليعزم السألة فإنه ل مكره له " ‪ - 10 .‬اختيار جوامع الكلم ‪ :‬مثل ‪ ( :‬ربنا آتنا ف الدنيا‬
‫حسنة ‪ ،‬وف الخرة حسنة ‪ ،‬وقنا عذاب النار " ‪ ،‬فقد كان النب صلى ال عليه وسلم‬
‫يستحب الوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك ‪ .‬وف سنن ابن ماجة ‪ :‬أن رجل أتى‬

‫‪480‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول ال أي الدعاء أفضل ؟ قال ‪ " :‬سل ربك العفو‬
‫والعافية ف الدنيا والخرة " ث أتاه ف اليوم الثان ‪ ،‬والثالث ‪ ،‬فسأله هذا السؤال ‪ ،‬وأجيب‬
‫بذلك الواب ‪ .‬ث قال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬فإذا أعطيت العفو والعافية ف الدنيا‬
‫والخرة فقد أفلحت " ‪ .‬وفيه ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ما من دعوة‬
‫يدعو با العبد أفضل من ‪ " :‬اللهم إن أسألك العافاة ف الدنيا الخرة " ‪ - 11 .‬تنب‬
‫الدعاء على نفسه وأهله وماله ‪ :‬فعن جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل‬
‫تدعو ا على أنفسكم ‪ ،‬ول تدعوا على أولدكم ‪ ،‬ول تدعوا على خدمكم ‪ ،‬ول تدعوا‬
‫على أموالكم ‪ .‬ل توافقوا من ال تبارك وتعال ساعة نيل عطاء فيستجاب لكم " ‪- 12 .‬‬
‫تكرار الدعاء ثلثا ‪ :‬فعن عبد ال بن مسعود أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان‬
‫يعجبه أن يدعو ثلثا ويستغفر ثلثا ‪ .‬رواه أبو داود ‪ - 13 .‬إذا دعا لغيه أن يبدأ بنفسه‬
‫‪ :‬قال ال تعال ‪ ( :‬ربنا اغفر لنا ‪ /‬صفحة ‪ / 593‬ولخواننا الذين سبقونا باليان ) ‪.‬‬
‫وعن أب بن كعب قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ‬
‫بنفسه ‪ .‬رواه الترمذي بإسناد صحيح ‪ - 14 .‬مسح الوجه باليدين عقب الدعاء وحد‬
‫ال وتجيده والصلة‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 593‬‬
‫والسلم على رسوله صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وقد روي مسح الوجه باليدين من عدة طرق‬
‫كلها ضعيفة ‪ ،‬وأشار الافظ إل أن مموعها تبلغ به درجة السن ‪ .‬دعاء الوالد والصائم‬
‫والسافر والظلوم روى أحد وأبو داود والترمذي بسند حسن ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬ثلث دعوات مستجابات ل شك فيهن ‪ :‬دعوة الوالد ‪ ،‬ودعوة السافر ‪،‬‬
‫ودعوة الظلوم " ‪ .‬وروى الترمذي بسند حسن ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫ثلثة ل ترد دعوتم ‪ :‬الصائم حي يفطر ‪ ،‬والمام العادل ‪ ،‬ودعوة الظلوم يرفعها ال فوق‬
‫الغمام ويفتح لا أبواب السماء ‪ ،‬ويقول الرب ‪ :‬وعزت لنصرنك ولو بعد حي " ‪ .‬دعاء‬
‫الخ لخيه بظهر الغيب ‪ - 1‬روى مسلم وأبو داود عن صفوان بن عبد ال رضي ال‬
‫عنه قال ‪ :‬قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء ف منله فلم أجده ‪ ،‬ووجدت أم الدرداء ‪،‬‬

‫‪481‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقالت ‪ :‬أتريد الج العام ؟ قلت ‪ :‬نعم ‪ .‬قالت ‪ :‬فادع ال لنا بي ‪ ،‬فإن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم كان يقول ‪ " :‬دعوة السلم لخيه بظهر الغيب مستجابة ‪ ،‬عند رأسه ملك‬
‫موكل ‪ ،‬كلما دعا لخيه بي ‪ ،‬قال اللك الوكل به ‪ :‬آمي ولك بثل ( ‪ . " ) 1‬قال‬
‫فخرجت إل السوق فلقيت أبا الدرداء ‪ ،‬فقال ل مثل ذلك ( هامش ) ( ‪ ) 1‬بثل ‪ :‬أي‬
‫أدعو لك بثل ذلك ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 594‬عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ - 2 .‬ولب‬
‫داود والترمذي ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب‬
‫لغائب ‪ - 3 " .‬ورويا عن عمر قال ‪ :‬استأذنت النب صلى ال عليه وسلم ف العمرة فأذن‬
‫ل ‪ ،‬وقال ‪ " :‬ل تنسنا يا أخي من دعائك ‪ " .‬فقال عمر ‪ :‬كلمة ما يسرن أن ل با‬
‫الدنيا ‪ .‬بعض ما ورد فيما ينبغي أن يستفتح به الدعاء رجاء أن يقبل ‪ - 1‬عن بريدة ‪ ،‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم سع رجل يقول ‪ :‬اللهم إن أسألك بأن أشهد أنك أنت‬
‫ال لإله إل أنت الحد الصمد ( ‪ ) 1‬الذي ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا ( ‪ ) 2‬أحد‬
‫‪ ،‬فقال ‪ " :‬لقد سألت ال بالسم العظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب " ‪.‬‬
‫رواه أبو داود والترمذي وحسنه ‪ .‬قال النذري ‪ :‬قال شيخنا أبو السن القدسي ‪ :‬إسناده‬
‫ل مطعن فيه ‪ ،‬ول يرد ف هذا الباب حديث أجود إسنادا منه ‪ - 2 .‬وعن معاذ بن جبل‬
‫‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم سع رجل ‪ ،‬وهو يقول ‪ :‬يا ذا اللل ( ‪ ) 3‬والكرام ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬قد استجيب لك فسل " ‪ .‬رواه الترمذي وقال ‪ :‬حسن ‪ - 3 .‬وعن أنس قال ‪:‬‬
‫مر رسول ال صلى ال عليه وسلم بأب عياش زيد بن الصامت الزرقي ‪ ،‬وهو يصلي‬
‫ويقول ‪ " :‬اللهم إن أسألك بأن لك المد ‪ ،‬ل إله إل أنت ‪ ،‬يا حنان يا منان ‪ ،‬يا بديع‬
‫السموات والرض ‪ ،‬يا ذا اللل والكرام ‪ ،‬يا حي يا قيوم ‪ ،‬فقال رسوال ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬لقد سألت ال باسه العظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى "‬
‫‪ .‬رواه أحد وغيه ‪ ،‬وقال الاكم ‪ :‬صحيح على شرط مسلم ‪ - 4 .‬وعن معاوية قال ‪:‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الصمد ‪ :‬الذي يقصد ف‬
‫الوائج ‪ ) 2 ( .‬كفوا ‪ :‬شبيها ‪ ) 3 ( .‬الامع لصفات العظمة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 595‬‬
‫" من دعا بؤلء الكلمات المس ‪ ،‬ل يسأل ال شيئا إل أعطاه ‪ :‬ل إله ال ال وال‬
‫أكب ‪ ،‬ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬له اللك وله المد وهو على كل شئ قدير ‪ ،‬ل‬

‫‪482‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إله إل ال ول حول ول قوة إل بال " ‪ .‬رواه الطبان بإسناد حسن ‪ .‬أذكار الصباح‬
‫والساء أذكار الصباح يبتدئ وقتها من الفجر إل طلوع الشمس ‪ ،‬وأذكار الساء ما بي‬
‫العصر والغروب ‪ - 1 .‬روى مسلم عن أب هريرة ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫من قال حي يصبح ‪ ،‬وحي يسي ‪ :‬سبحان ال وبمده مائة مرة ‪ ،‬ل يأت أحد يوم‬
‫القيامة بأفضل ما جاء به إل أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه " ‪ - 2 .‬وروى أيضا عن‬
‫ابن مسعود قال ‪ :‬كان نب ال صلى ال عليه وسلم إذا أمسى قال ‪ " :‬أمسينا وأمسى‬
‫اللك ل ‪ ،‬والمد ل ‪ ،‬ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬له اللك وله المد وهو على‬
‫كل شئ قدير ‪ ،‬رب أسألك خي ما ف هذه الليلة وخي ما بعدها وأعوذ بك من شر ما ف‬
‫هذه الليلة وشر ما بعدها ‪ ،‬رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكب ‪ ،‬رب أعوذ بك من‬
‫عذاب ف النار وعذاب ف القب " وإذا أصبح قال ذلك أيضا ‪ " :‬أصبحنا وأصبح اللك ل‬
‫" ‪ - 3 .‬وروى أبو داود عن عبد ال بن حبيب قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬قل " ‪ .‬قلت ‪ :‬يارسول ال ما أقول ؟ قال ‪ " :‬قل هو ال أحد ‪ ،‬والعوذتي‬
‫حي تسي وحي تصبح ثلث مرات تكفيك من كل شئ " ‪ .‬قال الترمذي حديث حسن‬
‫صحيح ‪ - 4 .‬وروى أيضا عن أب هريرة ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان يعلم‬
‫أصحابه ‪ ،‬يقول ‪ " :‬إذا أصبح أحدكم فليقل ‪ :‬اللهم بك أصبحنا وبك‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 595‬‬
‫أمسينا ‪ ،‬وبك نيا وبك نوت ‪ ،‬وإليك النشور ‪ .‬وإذا أمسى فليقل ‪ :‬اللهم بك أمسينا‬
‫وربك أصبحنا ‪ ،‬وبك نيا وبك نوت وإليك الصي " ‪ .‬قال الترمذي حديث حسن‬
‫صحيح ‪ / .‬صفحة ‪ - 5 / 596‬وف صحيح البخاري عن شداد بن أوس عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ " :‬سيد الستغفار ‪ :‬اللهم أنت رب ل إله إل أنت ‪ ،‬خلقتن وأنا‬
‫عبدك ‪ ،‬وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ‪ ،‬أعوذ بك من شر ما صنعت ‪ ،‬أبوء لك (‬
‫‪ ) 1‬بنعمتك علي ‪ ،‬وأبوء بذنب فاغفر ل ‪ .‬فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت ‪ .‬من قالا حي‬
‫يسي فمات من ليلته دخل النة ‪ ،‬ومن قالا حي يصبح فمات من يومه دخل النة " ‪6 .‬‬
‫‪ -‬وف الترمذي عن أب هريرة أن أبا بكر الصديق قال لرسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬

‫‪483‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مرن بشئ أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت ‪ .‬قال ‪ " :‬قل ‪ :‬اللهم عال الغيب والشهادة‬
‫فاطر السموات والرض ‪ ،‬رب كل شئ ومليكه ‪ ،‬أشهد أن ل إله إل أنت ‪ ،‬أعوذ بك‬
‫من شر نفسي وشر الشيطان وشركه ‪ ،‬وأن نقترف سوءا على أنفسنا أو نره إل مسلم ‪.‬‬
‫قله إذا أصبحت وإذا أمسيت ‪ ،‬وإذا أخذت مضجعك " ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬حديث حسن‬
‫صحيح ‪ - 7 .‬وف الترمذي أيضا عن عثمان بن عفان قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬ما من عبد يقول ف صباح كل يوم ومساء كل ليلة ‪ :‬بسم ال الذي ل‬
‫يضر مع اسه شئ ف الرض ول ف السماء وهو السميع العليم ثلث مرات فيضره شئ "‬
‫‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪ - 8 .‬وفيه أيضا عن ثوبان وغيه أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من قال حي يسي وإذا أصبح ‪ :‬رضيت بال ربا ‪،‬‬
‫وبالسلم دينا ‪ ،‬وبحمد صلى ال عليه وسلم نبيا ‪ ،‬كان حقا على ال أن يرضيه " ‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪ - 9 .‬وف الترمذي أيضا عن أنس ‪ :‬أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من قال حي يصبح أو يسي ‪ :‬اللهم ان أصبحت أشهدك وأشهد‬
‫حلة عرشك وملئكتك وجيع خلقك أنك أنت ال ل إله إل أنت وحدك ل شريك‬
‫لك ‪ ،‬وأن ممدا عبدك ورسولك ‪ ،‬أعتق ال ربعه من النار ‪ ،‬فمن ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أبوء‬
‫‪ :‬أي اعترف ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 597‬قالا مرتي أعتق ال نصفه من النار ‪ ،‬ومن قالا‬
‫ثلثا أعتق ال ثلثة أرباعه من النار ‪ ،‬ومن قالا أربعا أعتقه ال من النار " ‪ - 10 .‬وف‬
‫سنن أب داود عن عبد ال بن غنام ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من قال‬
‫حي يصبح ‪ :‬اللهم ما أصبح ب من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك ل شريك لك‬
‫‪ ،‬لك المد ولك الشكر ‪ ،‬فقد أدى شكر يومه ‪ ،‬ومن قال مثل ذلك حي يسي ‪ ،‬فقد‬
‫أدى شكر ليلته " ‪ - 11 .‬وف السنن وصحيح الاكم عن عبد ال بن عمر قال ‪ :‬ل يكن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم يدع هؤلء الكلمات حي يسي وحي يصبح ‪ " :‬اللهم إن‬
‫أسألك العافية ف الدنيا والخرة ‪ ،‬اللهم إن أسألك العفو والعافية ف دين ودنياي وأهلي‬
‫ومال ‪ ،‬اللهم استر عورات وآمن روعات ‪ ،‬اللهم احفظن من بي يدي ومن خلفي وعن‬
‫يين وعن شال ومن فوقي ‪ ،‬وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تت " ‪ .‬قال وكيع ‪ :‬يعن‬
‫السف ‪ - 12 .‬وعن عبد الرحن بن أب بكرة ‪ ،‬أنه قال لبيه ‪ :‬يا أبت إن أسعك تدعو‬

‫‪484‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كل غداة ‪ " :‬اللهم عافن ف بدن ‪ ،‬اللهم عافن ف سعي ‪ ،‬اللهم عافن ف بصري ‪ .‬ل إله‬
‫إل أنت " تعيدها ثلثا حي تصبح ‪ ،‬وثلثا حي تسي فقال ‪ :‬إن سعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يدعو بن ‪ ،‬فأنا أحب أن أست بسنته ‪ .‬رواه أبو داود ‪ .‬وروى ابن السن‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من قال إذا أصبح ‪ :‬اللهم إن‬
‫أصبحت منك ف نعمة وعافية وستر ‪ ،‬فأت نعمتك علي وعافيتك وسترك ف الدنيا‬
‫والخرة ‪ ،‬ثلث مرات إذا أصبح وإذا أمسى ‪ ،‬كان حقا على ال أن يتم عليه " ‪ .‬وروى‬
‫عن أنس ‪ ،‬أنه صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬أيعجز أحدكم أن يكون كأب ضمضم " ؟‬
‫قالوا ‪ :‬ومن أبو ضمضم يا رسول ال ؟ قال ‪ " :‬كان إذا أصبح قال ‪ :‬اللهم وهبت نفسي‬
‫وعرضي لك ‪ .‬فل يشتم من شتمه ول يظلم من ظلمه ول يضرب من ضربه " ‪ .‬وروي‬
‫عن أب الدرداء رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ / :‬صفحة ‪ " / 598‬من‬
‫قال ف كل يوم حي يصبح وحي يسي ‪ :‬حسب ال ل إله إل هو عليه توكلت ‪ ،‬وهو‬
‫رب العرش العظيم ‪ ،‬سبع مرات ‪ ،‬كفاه ال تعال ما أهه من أمر الدنيا والخرة " ‪.‬‬
‫وروى عن طلق بن حبيب قال ‪ :‬جاء رجل إل أب الدرداء فقال ‪ :‬يا أبا الدرداء قد‬
‫احترق بيتك ‪ .‬فقال ‪ :‬ما احترق ‪ -‬ل يكن ال عزوجل ليفعل ذلك ‪ -‬بكلمات سعتهن‬
‫من رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬من قالا أول ناره ل تصبه مصيبة حت يسي ‪ ،‬ومن‬
‫قالا آخر النهار ل تصبه مصيبة حت يصبح ‪ " :‬اللهم أنت رب ‪ ،‬ل إله إل أنت ‪ ،‬عليك‬
‫توكلت وأنت رب العرش‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 598‬‬
‫العظيم ‪ ،‬ما شاء ال كان ‪ ،‬وما ل يشأ ل يكن ‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم ‪،‬‬
‫أعلم أن ال على كل شئ قدير ‪ ،‬وأن ال قد أحاط بكل شئ علما ‪ ،‬اللهم إن أعوذ بك‬
‫من شر نفسي ‪ ،‬ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ‪ ،‬إن رب على صراط مستقيم " ‪.‬‬
‫وف بعض الروايات أنه قال ‪ :‬انضوا بنا ‪ ،‬فقام ‪ ،‬وقاموا معه ‪ ،‬فانتهوا إل داره ‪ ،‬وقد‬
‫احترق ما حولا ‪ ،‬ول يصبها شئ ‪ .‬أذكار النوم ‪ - 1‬روى البخاري عن حذيفة وأب ذر‬
‫رضي ال عنهما ‪ ،‬قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا أوى إل فراشه قال ‪" :‬‬

‫‪485‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫باسك اللهم أحياء وأموت " وإذا استيقظ قال ‪ " :‬المدل الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه‬
‫النشور " ‪ .‬وكان من هديه أن يضع يده اليمن تت خده ويقول ‪ " :‬اللهم قن عذابك‬
‫يوم تبعث عبادك " ثلثا ‪ ،‬ويقول ‪ " :‬اللهم رب السموات ورب الرض ورب العرش‬
‫العظيم ‪ ،‬ربنا ورب كل شئ ‪ ،‬فالق الب والنوى ‪ ،‬منل التوراة والنيل والقرآن ‪ ،‬أعوذ‬
‫بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ‪ ،‬أنت الول فليس قبلك شئ ‪ ،‬وأنت الخر‬
‫فليس بعدك شئ ‪ ،‬وأنت الظاهر فليس فوقك شئ ‪ ،‬وأنت الباطن فليس دونك شئ ‪،‬‬
‫اقض عنا الدين وأغننا من الفقر " ‪ .‬وكان يقول ‪ " :‬المدل الذي أطعمنا وسقانا‬
‫وكفانا ‪ ،‬وآوانا ‪ ،‬فكم من ‪ /‬صفحة ‪ / 599‬ل كاف ول مؤوي " ‪ .‬وكان إذا أوى إل‬
‫فراشه كل ليلة جع كفيه ث نفث ( ‪ ) 1‬فيهما فقرأ فيهما ‪ " :‬قل هو ال أحد " و " قل‬
‫أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " ث مسح بما ما استطاع من جسده ‪ ،‬يبدأ‬
‫بما على رأسه ووجهه ‪ ،‬وما أقبل من جسده ‪ ،‬يفعل ذلك ثلث مرات ‪ .‬وأمر أن يقول‬
‫الضطجع ‪ :‬باسك رب وضعت جنب ‪ ،‬وبك أرفعه ‪ ،‬إن أمسكت نفسي فارحها ‪ ،‬وإن‬
‫أرسلتها فاحفظها با تفظ به عبادك الصالي ‪ .‬وقال لفاطمة ‪ " :‬سبحي ال ثلثا وثلثي‬
‫‪ ،‬واحديه ثلثا وثلثي ‪ ،‬وكبيه أربعا وثلثي ‪ .‬وأوصى بقراءة الدعاء التقدم ذكره ‪" :‬‬
‫اللهم فاطر السموات والرض ‪ . . .‬أل ‪ " ،‬كما أوصى بقراءة آية الكرسي ‪ ،‬وأخب بأن‬
‫من يقرأها ل يزال عليه من ال حافظ ‪ .‬وقال للباء ‪ " :‬إذا أتيت مضجعك فتوضأ‬
‫وضوءك للصلة ث اضطجع على شقك الين ‪ ،‬وقل ‪ :‬اللهم أسلمت نفسي إليك‬
‫ووجهت وجهي إليك ‪ ،‬وفوضت أمري إليك ‪ ،‬وألأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك ‪.‬‬
‫ل ملجأ ول منجا منك إل إليك ‪ ،‬آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت ث‬
‫قال ‪ :‬فإن مت ‪ ،‬مت على الفطرة ‪ ،‬واجعلهن آخر ما تقول " ( ‪ ) 2‬دعاء النتباه من‬
‫النوم أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم الستيقظ من نومه أن يقول ‪ " :‬المد ل الذي‬
‫رد علي روحي ‪ .‬وعافان ف جسدي ‪ ،‬وأذن ل بذكره " ‪ .‬وكان إذا استيقظ قال ‪ " :‬ل‬
‫إله إل أنت سبحانك ‪ ،‬اللهم أستغفرك لذنب ‪ ،‬وأسألك رحتك ‪ ،‬اللهم زدن علما ‪ ،‬ول‬
‫تزغ قلب بعد إذ هديتن ‪ ،‬وهب ل من لدنك رحة إنك أنت الوهاب ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫النفث ‪ :‬نفخ لطيف بل ريق ‪ ) 2 ( .‬ذكرنا الحاديث التقدمة بدون تريج اختصارا ‪،‬‬

‫‪486‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وكلها صحيحة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 600‬وصح أنه قال ‪ " :‬من تعار ( ‪ ) 1‬من الليل‬
‫فقال ‪ :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬له اللك ‪ ،‬وله المد وهو على كل شئ قدير ‪،‬‬
‫المد ل ‪ ،‬وسبحان ال ‪ ،‬ول إله إل ال ‪ ،‬وال أكب ‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال ‪ ،‬ث قال‬
‫‪ :‬اللهم اغفر ل ‪ ،‬أو دعا ‪ .‬استجيب له ‪ ،‬فإن توضأ وصلى قبلت صلته ‪ " .‬الذكر عند‬
‫الفزع والرق والوحشة عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا فزع أحدكم ف النوم فليقل ‪ :‬أعوذ بكلمات ال التامات من غضبه‬
‫وعقابه وشر عباده ‪ ،‬ومن هزات الشياطي ‪ ،‬وأن يضرون ‪ ،‬فإنا لن تضره ‪ " .‬قال ‪:‬‬
‫وكان ابن عمر يعلمها من بلغ من ولده ‪ ،‬ومن ل يبلغ منهم كتبها ف صك وعلقها ف‬
‫عنقه ‪ .‬وإسناده حسن ‪ .‬عن خالد بن الوليد رضي ال عنه ‪ :‬أنه أصابه أرق فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أل أعلمك كلمات إذا قلتهن نت ‪ ،‬قل ‪ :‬اللهم رب‬
‫السموات السبع وما أظلت ورب الرضي وما أقلت ‪ .‬ورب الشياطي وما أضلت ‪ ،‬كن‬
‫ل جارا من شر خلقك كلهم جيعا ‪ .‬أن يفرط علي أحد منهم أو أن يبغي علي عز‬
‫جارك ‪ ،‬وجل ثناؤك ‪ ،‬ول إله غيك " ‪ .‬أو " ل إله إل أنت ‪ " .‬رواه الطبان ف الكبي‬
‫والوسط ‪ ،‬وإسناده جيد ‪ .‬إل أن عبد الرحن ابن سابط ل يسمع من خالد ‪ ،‬ذكره‬
‫الافظ النذري ‪ .‬روى الطبان وابن السن عن الباء بن عازب ‪ :‬أن رجل اشتكى إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم الوحشة فقال ‪ " :‬قل ‪ :‬سبحان ال اللك القدوس رب‬
‫اللئكة والروح ‪ ،‬جللت السموات والرض بالعزة والبوت " فقالا الرجل ‪ ،‬فأذهب‬
‫ال عنه الوحشة ‪ .‬ما يقوله ويفعله من رأى ف منامه ما يكره ‪ - 1‬عن جابر رضي ال عنه‬
‫عن رسول ال أنه قال ‪ " :‬إذا رأى أحدكم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 600‬‬
‫( هامش ) ( ‪ " ) 1‬التعار " السهر والتقلب على الفراش ليل مع كلم ‪ .‬ا ه‍ قاموس‬
‫والراد ‪ :‬من استيقظ بالليل ول يستطيع العود إل النوم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 601‬الرؤيا‬
‫يكرهها فليبصق عن يساره ثلثا ‪ ،‬وليستعذ بال من الشيطان الرجيم ‪ ،‬وليتحول عن جنبه‬
‫الذي كان عليه ‪ " .‬رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه ‪ - 2 .‬وعن أب سعيد‬

‫‪487‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الدري أنه سع النب صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬إذا رأى أحدكم الرؤيا يبها فإنا هي‬
‫من ال ‪ ،‬فليحمد ال عليها ‪ ،‬وليحدث با رأى ‪ ،‬وإذا رأى غي ذلك ما يكره فإنا هي‬
‫من الشيطان ‪ ،‬فليستعذ بال من شرها ول يذكرها لحد فإنا ل تضره ‪ " .‬رواه الترمذي‬
‫وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪ .‬الذكر عند لبس الثوب ‪ - 1‬وروى ابن السن ‪ :‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم كان إذا لبس ثوبا ‪ ،‬أو قميصا ‪ ،‬أو رداء ‪ ،‬أو عمامة يقول ‪ " :‬اللهم‬
‫إن أسألك من خيه وخي ما هو له ‪ ،‬وأعوذ بك من شره وشر ما هو له ‪ - 2 " .‬روي‬
‫عن معاذ بن أنس ‪ ،‬أنه صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من لبس ثوبا جديدا فقال ‪ :‬المد ل‬
‫الذي كسان هذا ‪ ،‬ورزقنيه من غي حول من ول قوة ‪ ،‬غفر ال له ما تقدم من ذنبه "‬
‫وتستحب التسمية كذلك ‪ ،‬فإن كل شئ ل يبدأ فيه ببسم ال فهو ناقص ‪ .‬الذكر إذا لبس‬
‫ثوبا جديدا ‪ - 1‬عن أب سعيد الدري قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا‬
‫استجد ثوبا ساه باسه ‪ -‬عمامة أو قميصا أو رداء ‪ -‬ث يقول ‪ :‬اللهم لك المد أنت‬
‫كسوتنيه ‪ ،‬أسألك خيه وخي ما صنع له ‪ ،‬وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له " رواه‬
‫أبو داود والترمذي وحسنه ‪ - 2 .‬وروى الترمذي عن عمر قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬من لبس ثوبا جديدا فقال ‪ :‬المد ل الذي كسان ما أواري (‬
‫‪ ) 1‬به عورت ‪ ،‬وأتمل به ف حيات ‪ .‬ث عمد إل الثوب الذي أخلق فتصدق به ( هامش‬
‫) ( ‪ ) 1‬أواري ‪ :‬أي أستر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 602‬كان ف حفظ ال وف كنف ال‬
‫عزوجل ‪ ،‬وف سبيل ال حيا وميتا " ‪ .‬ما يقول لصاحبه إذا رأى عليه ثوبا جديدا ‪- 1 :‬‬
‫صح أنه صلى ال عليه وسلم قال لم خالد ‪ -‬بعد أن ألبسها خيصة ‪ " :‬أبلي وأخلفي "‬
‫وكانت الصحابة تقول ‪ :‬تبلي ويلف ال ‪ - 2 .‬ورأى على عمر رضي ال عنه ثوبا فقال‬
‫‪ " :‬البس جديدا وعش حيدا ‪ ،‬ومت شهيدا سعيدا " رواه ابن ماجه وابن السن ‪ .‬الذكر‬
‫عند طرح الثوب روى ابن السن عن أنس قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫ستر ما بي أعي الن وعورات بن آدم ‪ ،‬أن يقول الرجل السلم إذا أراد أن يطرح ثيابه ‪:‬‬
‫بسم ال الذي ل إله إل هو " ‪ .‬أذكار الروج من النل ‪ - 1‬روى أبو داود عن أنس أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من قال ‪ -‬يعن إذا خرج من بيته ‪ : -‬بسم ال‬
‫توكلت على ال ‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال ‪ .‬يقال له كفيت ووقيت وهديت ‪ ،‬وتنحى‬

‫‪488‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عنه الشيطان فيقول لشيطان آخر ‪ :‬كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي ‪ - 2 " .‬وف‬
‫مسند أحد عن أنس ‪ " :‬بسم ال آمنت بال ‪ ،‬اعتصمت بال ‪ ،‬توكلت على ال ‪ ،‬ل‬
‫حول ول قوة إل بال " حديث حسن ‪ - 3 .‬وروى أهل السنن عن أم سلمة قالت ‪ :‬ما‬
‫خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم من بيت إل رفع طرفه إل السماء فقال ‪ " :‬اللهم إن‬
‫أعوذ بك أن أضل أو أضل ‪ ،‬أو أزل أو أزل ‪ ،‬أو أظلم أو أظلم ‪ ،‬أو أجهل ‪ ،‬أو يهل‬
‫علي " قال الترمذي ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪ .‬أذكار دخول النل ‪ - 1‬ف صحيح مسلم‬
‫عن جابر قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال ‪ /‬صفحة ‪ / 603‬عليه وسلم يقول ‪ " :‬إذا‬
‫دخل الرجل بيته فذكر ال تعال عند دخوله ‪ ،‬وعند طعامه قال الشيطان ‪ :‬ل مبيت لكم‬
‫ول عشاء ‪ .‬وإذا دخل فلم يذكر ال تعال عند دخوله ‪ ،‬قال الشيطان ‪ :‬أدركتم البيت ‪،‬‬
‫فإذا ل يذكر ال تعال عند طعامه قال ‪ :‬أدركتم البيت والعشاء ‪ - 2 " .‬وف سنن أب‬
‫داود عن أب مالك الشعري قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إذا ول الرجل‬
‫بيته فليقل اللهم إن أسألك خي الول ( ‪ ) 1‬وخي الخرج ‪ ،‬بسم ال ولنا وبسم ال‬
‫خرجنا ‪ ،‬وعلى ال ربنا توكلنا ‪ ،‬ث ليسلم على أهله ‪ - 3 .‬وف الترمذي عن أنس قال ‪،‬‬
‫قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬يا بن إذا دخلت على أهلك فسلم تكن بركة‬
‫عليك وعلى أهل بيتك " قال الترمذي ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪ .‬الذكر عند رؤية ما‬
‫يعجبه من ماله ينبغي للمرء إذا رأى ما يعجبه من أهله أو ماله أو يقول ‪ " :‬ما شاء ال ل‬
‫قوة إل بال " فإنه ل يرى با سوءا ‪ .‬فإن رأى ما يسوءه فليقل ‪ :‬المد ل على كل حال‬
‫قال ال تعال " ولول إذ دخلت جنتك قلت ما شاء ال ل قوة إل بال " ‪ .‬وروى ابن‬
‫السن عن أنس قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ما أنعم ال على عبد نعمة‬
‫ف أهل ومال وولد فقال ‪ :‬ما شاء ال ل قوة إل بال‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 603‬‬
‫فيى فيها آفة دون الوت ‪ " .‬وعنه صلى ال عليه وسلم أنه كان إذا رأى ما يسره قال ‪:‬‬
‫" المد ل الذي بنعمته تتم الصالات " وإذا رأى ما يسوءه قال ‪ " :‬المد ل على كل‬
‫حال " رواه ابن ماجه ‪ .‬وقال الاكم ‪ :‬هذا حديث صحيح السناد ‪ .‬الذكر عند النظر ف‬

‫‪489‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرآة ‪ - 1‬روى ابن السن عن علي رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه ( هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬الول ‪ :‬كموعد الدخول ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 604‬وسلم كان إذا نظر ف الرآة قال‬
‫‪ " :‬المد ل ‪ .‬اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ‪ " .‬وروى عن أنس قال ‪ :‬كان‬
‫النب صلى ال عليه وسلم إذا نظر وجهه ف الرآة قال ‪ " :‬المد ل الذي سوى خلقي‬
‫فعدله ‪ ،‬وكرم صورة وجهي فحسنها ‪ ،‬وجعلن من السلمي ‪ " .‬ما يقال عند رؤية أهل‬
‫البلء روى الترمذي وحسنه عن أب هريرة ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من‬
‫رأى مبتلى فقال المد ل الذي عافان ما ابتلك به ‪ ،‬وفضلن على كثي من خلق تفضيل‬
‫‪ ،‬ل يصبه ذلك البلء " ‪ .‬قال النووي ‪ :‬قال العلماء ‪ :‬ينبغي أن يقول هذا الذكر سرا‬
‫بيث يسمع نفسه ‪ ،‬ول يسمعه البتلى ‪ ،‬لئل يتأل قلبه بذلك ‪ .‬إل أن تكون بليته‬
‫معصية ‪ ،‬فل بأس أن يسمعه ذلك إن ل يف من ذلك مفسدة ‪ .‬الذكر عند صياح الديكة‬
‫والنهيق والنباح روى البخاري ومسلم عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا سعتم نيق المي فتعوذوا بال من الشيطان ‪ ،‬فإنا رأت شيطانا ‪،‬‬
‫وإذا سعتم صياح الديكة فسلوا ال من فضله ‪ ،‬فإنا رأت ملكا ‪ " .‬وعند أب داود " إذا‬
‫سعتم نباح الكلب ونيق المي بالليل فتعوذوا بال منهن ‪ ،‬فإنن يرين مال ترون " ‪.‬‬
‫الذكر عند الريح إذا هاجت روى أبو داود باسناد حسن عن أب هريرة قال ‪ :‬سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬الريح من روح ( ‪ ) 1‬ال تعال تأت بالرحة‬
‫وتأت بالعذب ‪ ،‬فإذا رأيتموها فل تسبوها ‪ ،‬وسلوا ال خيها ‪ ،‬واستعيذوا بال من شرها‬
‫" ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬روح ‪ :‬رحة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 605‬وف صحيح مسلم عن‬
‫عائشة قالت ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا عصفت الريح قال ‪ " :‬اللهم إن أسألك‬
‫خيها وخي ما فيها وخي ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به " ‪ .‬ما‬
‫يقول عند ساع الرعد روى الترمذي عن ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا‬
‫سع صوت الرعد والصواعق قال ‪ " :‬اللهم ل تقتلنا بغضبك ‪ ،‬ول تلكنا بعذابك ‪ ،‬وعافنا‬
‫قبل ذلك " وسنده ضعيف ‪ .‬الذكر عند رؤية اللل ‪ - 1‬روى الطبان عن عبد ال بن‬
‫عمر قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا رأى اللل قال ‪ " :‬ال أكب ‪ ،‬اللهم‬
‫أهله علينا بالمن واليان ‪ ،‬والسلمة والسلم ‪ ،‬والتوفيق لا تب وترضى ‪ ،‬ربنا وربك‬

‫‪490‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال " ‪ - 2 .‬عند أب داود مرسل عن قتادة ‪ :‬أن نب ال صلى ال عليه وسلم كان إذا‬
‫رأى اللل قال ‪ " :‬هلل خي ورشد ‪ ،‬هلل خي ورشد ‪ ،‬آمنت بال الذي خلقك "‬
‫ثلث مرات ‪ ،‬ث يقول ‪ " :‬المد ل الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا ‪ " .‬اذكار‬
‫الكرب والزن ‪ - 1‬روى البخاري ومسلم عن ابن عباس ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم كان يقول عند الكرب ‪ " :‬ل إله إل ال العظيم الليم ‪ ،‬ل إله إل ال رب العرش‬
‫العظيم ‪ ،‬ل إله إل ال رب السموات ورب الرض ‪ ،‬ورب العرش الكري " ‪ - 2 .‬وف‬
‫الترمذي عن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا حزبه أمر ( ‪ ) 1‬قال ‪ " :‬يا حي‬
‫يا قيوم برحتك أستغيث " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬حزبه ‪ :‬نزل به أمر مهم ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ - 3 / 606‬وفيه عن أب هريرة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا أهه المر رفع‬
‫رأسه إل السماء فقال ‪ " :‬سبحان ال العظيم " وإذا اجتهد ف الدعاء قال ‪ " :‬يا حي يا‬
‫قيوم " ‪ - 4 .‬وف سنن أب داود عن أب بكرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫دعوات الكروب ‪ :‬اللهم رحتك أرجو ‪ ،‬فل تكلن إل نفسي طرفة عي ‪ ،‬وأصلح ل‬
‫شأن كله ‪ ،‬ل إله إل أنت " ‪ - 5 .‬وفيه أيضا عن أساء بنت عميس قالت ‪ :‬قال ل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم " أل أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو ف الكرب‬
‫‪ :‬ال ال رب ل أشرك به شيئا " وف رواية ‪ :‬أنا تقال سبع مرات ‪ - 6 .‬وف الترمذي‬
‫عن سعد بن أب وقاص قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬دعوة ذي النون إذ‬
‫دعا وهو ف بطن الوت " ل إله إل أنت ‪ ،‬سبحانك إن كنت من الظالي " ل يدع با‬
‫رجل مسلم ف شئ قط إل استجيب له ‪ " .‬وف رواية له ‪ " :‬إن لعلم كلمة ل يقولا‬
‫مكروب إل فرج ال عنه ‪ ،‬كلمة أخي يونس عليه السلم ‪ - 7 " .‬وعند أحد وابن حبان‬
‫عن مسعود عن النب صلى ال عليه وسلم قال " ما أصاب عبدا هم ول حزن فقال ‪:‬‬
‫اللهم إن عبدك ابن عبدك ابن امتك ‪ ،‬ناصيت بيدك ‪ ،‬ماض ف حكمك ‪ ،‬عدل ف قضاؤك‬
‫‪ ،‬أسألك بكل اسم هو لك‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 606‬‬

‫‪491‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سيت به نفسك ‪ ،‬أو أنزلته ف كتابك ‪ ،‬أو علمته أحدا من خلقك ‪ ،‬أو استأثرت به ف‬
‫علم الغيب عندك ‪ ،‬أن تعل القرآن ربيع قلب ‪ ،‬ونور صدري ‪ ،‬وجلء حزن ‪ ،‬وذهاب‬
‫هي ‪ ،‬إل أذهب ال هه وحزنه ‪ ،‬وأبدله مكانه فرحا " ‪ .‬الذكر عند لقاء العدو وعند‬
‫الوف من الاكم روى أبو داود والنسائي عن أب موسى ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫كان إذا خاف قوما قال ‪ " :‬اللهم إنا نعلك ف نورهم ‪ ،‬ونعوذ بك من شرورهم ‪" .‬‬
‫وروى ابن السن ‪ :‬ان النب صلى ال عليه وسلم كان ف غزوة فقال ‪ " :‬يا مالك يوم ‪/‬‬
‫صفحة ‪/ 607‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 607‬‬
‫الدين إياك أعبد وإياك أستعي " قال أنس ‪ :‬فلقد رأيت الرجال تصرعها اللئكة من بي‬
‫يديها ومن خلفها ‪ .‬وروى أيضا عن ابن عمر رضي ال عنهما قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬إذا خفت سلطانا أو غيه فقل ل إله إل ال الكيم الكري سبحان ال‬
‫رب ‪ ،‬سبحان ال رب السموات السبع ورب العرش العظيم ‪ ،‬ل إله إل أنت عز جارك ‪،‬‬
‫وجل ثناؤك ‪ " .‬وروى البخاري عن ابن عباس قال ‪ " :‬حسبنا ال ونعم الوكيل " قالا‬
‫إبراهيم عليه السلم حي ألقي ف النار ‪ ،‬وقالا ممد صلى ال عليه وسلم حي قال له‬
‫الناس ‪ " :‬إن الناس قد جعوا لكم " ‪ .‬وعن عوف بن مالك ‪ :‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قضى بي رجلي ‪ .‬فقال القضي عليه لا أدبر ‪ :‬حسبنا ال ونعم الوكيل ‪ .‬فقال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن ال يلوم على العجز ‪ ،‬ولكن عليك بالكيس ( ‪ ) 1‬فإذا غلبك‬
‫أمر فقل ‪ :‬حسب ال ونعم الوكيل ‪ " .‬ما يقول إذا استصعب عليه أمر روى ابن السن عن‬
‫أنس ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬اللهم ل سهل إل ما جعلته سهل ‪.‬‬
‫وانت تعل الزن ( ‪ ) 2‬سهل " ‪ .‬ما يقول إذا تعسرت معيشته روى ابن السن عن ابن‬
‫عمر عن النب صلى ال عليه وسلم " ما ينع أحدكم إذا عسر عليه أمر معيشته أن يقول‬
‫إذا خرج من بيته ‪ :‬بسم ال على نفسي ومال ودين ‪ ،‬اللهم رضن بقضائك ‪ ،‬وبارك ل‬
‫فيما قدر حت ل أحب تعجيل ما أخرت ‪ ،‬ول تأخي ما عجلت " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫الكيس ‪ :‬العمل ‪ ) 2 ( .‬الزن ‪ :‬غليظ الرض وخشنها ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 608‬الذكر‬
‫عند الدين ‪ - 1‬روى الترمذي وحسنه عن علي رضي ال عنه ‪ ،‬أن مكاتبا جاءه ‪ .‬فقال ‪:‬‬

‫‪492‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إن عجزت عن كتابت فأعن ‪ .‬فقال ‪ :‬أل أعلمك كلمات علمنيهن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صب ( ‪ ) 1‬دينا إل أداه ال عنك ‪ ،‬قل ‪ " :‬اللهم‬
‫اكفن بللك عن حرامك ‪ ،‬وأغنن بفضلك عمن سواك " ‪ - 2 .‬وقال أبو سعيد ‪ :‬دخل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم السجد ذات يوم ‪ ،‬فإذا هو برجل من النصار ‪ ،‬يقال له‬
‫أبو أمامة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا أبا أمامة مال أراك جالسا ف السجد ف غي وقت صلة ؟ " قال‬
‫‪ :‬هوم لزمتن وديون يا رسول ال ‪ .‬قال ‪ " :‬أفل أعلمك كلما إذا قلته أذهب ال هك‬
‫وقضى عنك دينك ؟ " قلت ‪ :‬بلى يا رسول ال ‪ .‬قال ‪ " :‬قل إذا أصبحت وأذا أمسيت ‪:‬‬
‫اللهم إن أعوذ بك من الم والزن ‪ ،‬واعوذ بك من العجز والكسل ‪ ،‬واعوذ بك من‬
‫الب والبخل ‪ ،‬واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ‪ " .‬قال ‪ ،‬ففعلت ذلك فأذهب‬
‫ال هي وقضى عن دين ‪ .‬ما يقول إذا نزل به ما يكره أو غلب على أمره روى ابن السن‬
‫عن أب هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ليسترجع احدكم ف كل‬
‫شئ حت ف شسع نعله فانا من الصائب " ‪ .‬يسترجع ‪ :‬يقول إذا نزل به ما يسوءه حت‬
‫ولو انقطع الشسع ‪ " :‬إنا ل وإنا إليه راجعون " ‪ .‬والشسع ‪ :‬أحد سيور النعل الت تشد‬
‫إل زمامها ‪ .‬وروى مسلم عن أب هريرة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬الؤمن‬
‫القوي خي وأحب إل ال من الؤمن الضعيف ‪ ،‬وف كل خي ‪ ،‬احرص على ما ينفعك ‪،‬‬
‫واستعن بال ول تعجز ‪ ،‬وإذا أصابك شئ ‪ ،‬فل تقل ‪ :‬لو أن فعلت كذا كان كذا‬
‫وكذا ‪ ،‬ولكن قل ‪ :‬قدر ال ‪ ،‬وما شاء فعل ‪ ،‬فإن لو تفتح عمل الشيطان " ‪ ( .‬هامش )‬
‫( ‪ ) 1‬جبل صب ‪ :‬جبل لطي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 609‬ما يقول له من نزل به الشك ‪1‬‬
‫‪ -‬روى البخاري ومسلم عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال " يأت الشيطان‬
‫أحدكم فيقول ‪ :‬من خلق كذا ‪ ،‬من خلق كذا ‪ ،‬حت يقول ‪ :‬من خلق ربك ‪ ،‬فإذا بلغ‬
‫ذلك فليستعذ بال ولينته " ‪ - 2 .‬وف الصحيح ‪ :‬أنه صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل‬
‫يزال الناس يتساءلون حت يقال ‪ :‬خلق ال اللق فمن خلق ال ؟ فمن وجد من ذلك شيئا‬
‫فليقل ‪ :‬آمنت بال ورسله ‪ .‬ما يقول عند الغضب روى البخاري ومسلم عن سليمان بن‬
‫صرد قال ‪ :‬كنت جالسا مع النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ورجلن يستبان ‪ :‬أحدها قد‬
‫احر وجهه وانتفخت أوداجه فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن لعلم كلمة لو قالا‬

‫‪493‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذهب عنه ما يد ‪ ،‬لو قال ‪ :‬أعوذ بال من الشيطان الرجيم ‪ ،‬ذهب عنه " ‪ .‬من جوامع‬
‫أدعية الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ - 1‬قالت عائشة ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم‬
‫يب الوامع من الدعاء ويدع ما بي ذلك ‪ .‬ونن نذكر من هذه الدعية مال غن للمرء‬
‫عنه ‪ . . .‬عن أنس رضي ال عنه قال ‪ ،‬كان أكثر دعاء النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫اللهم ‪ ،‬ربنا آتنا ف الدنيا حسنة وف الخرة حسنة وقنا عذا ب النار " ‪ - 2 .‬وروى‬
‫مسلم ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم عاد رجل من السلمي قد خفت ( ‪ ) 1‬فصار‬
‫مثل الفرخ ‪ ،‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬هل كنت تدعو بشئ أو تسأله‬
‫إياه ؟ " قال نعم ‪ .‬كنت أقول ‪ :‬اللهم ما كنت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 609‬‬
‫معاقب به ف الخرة فعجله ل ف الدنيا ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬خفت ‪ :‬ضعف وهزل حت صار مثل ولد الطائر ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 610‬سبحان ال ‪ ،‬ل تطيقه أو ل تستطيعه ‪ ،‬أفل قلت ‪ :‬اللهم آتنا ف الدنيا حسنة وف‬
‫الخرة حسنة وقنا عذاب النار " ‪ - 3 .‬وروى أحد والنسائي ‪ ،‬أن سعدا سع ابنا له‬
‫يقول ‪ :‬اللهم إن أسألك النة وغرفها وكذا وكذا ‪ ،‬واعوذ بك من النار وأغللا‬
‫وسلسلها ‪ .‬فقال سعد لقد سألت ال خيا كثيا ‪ ،‬وتعوذت به من شر كثي ‪ .‬وإن‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬سيكون قوم يعتدون ف الدعاء ‪ .‬بسبك‬
‫أن تقول ‪ :‬اللهم إن أسألك من الي كله ما علمت منه وما ل اعلم ‪ ،‬واعوذ بك من‬
‫الشر كله ما علمت منه وما ل أعلم ‪ " .‬ورويا عن ابن عباس قال ‪ :‬كان من دعاء النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬رب اعن ول تعن علي ‪ ،‬وانصرن ول تنصر علي ‪ ،‬وامكر ل‬
‫ول تكر علي ‪ ،‬واهدن ويسر الدى ل وانصري على من بغى علي ‪ ،‬رب اجعلن لك‬
‫شكارا ‪ ،‬لك ذكارا ‪ ،‬لك رهابا ( ‪ ) 1‬لك مطواعا ‪ ،‬لك ( ‪ ، ) 2‬مبتا أواها ( ‪ ) 3‬إليك‬
‫منيبا ‪ ،‬رب تقبل توبت ‪ ،‬واغسل حوبت ‪ ، ) 4 ( ،‬وأجب دعوت ‪ ،‬وثبت حجت ‪ ،‬وسدد‬
‫لسان واهد قلب ‪ ،‬واسلل سخيمة ( ‪ ) 5‬صدري " وروى مسلم عن زيد بن أرقم قال ‪:‬‬
‫ل أقول لكم إل كما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ،‬كان يقول ‪ " :‬اللهم‬

‫‪494‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إن أعوذ بك من العجز والكسل ‪ ،‬والب والبخل والرم ‪ ،‬وعذاب القب ‪ ،‬اللهم آت‬
‫نفسي تقواها ‪ ،‬زكها انت خي من زكاها ‪ ،‬إنك وليها ومولها ‪ ،‬اللهم إن أعوذ بك من‬
‫علم ل ينفع ‪ ،‬ومن قلب ل يشع ‪ ،‬ومن نفس ل تشبع ومن دعوة ل يستجاب لا ‪" .‬‬
‫وف صحيح الاكم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬أتبون أيها الناس أن‬
‫تتهدوا ف الدعاء ؟ " قالوا ‪ :‬نعم يا رسول ال قال ‪ " :‬قولوا ‪ :‬اللهم اعنا على ذكرك‬
‫وشكرك وحسن عبادتك " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬رهابا ‪ :‬كثي الرهبة والوف ‪) 2 ( .‬‬
‫الخبات ‪ :‬الشوع ‪ ) 3 ( .‬التأوه ‪ :‬شدة الرقة " والنيب " ‪ :‬كثي الرجوع إل ال ‪( .‬‬
‫‪ ) 4‬الوبة ‪ :‬الث ‪ ) 5 ( .‬السخيمة ‪ :‬الغلل والقد ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 611‬وعند أحد‬
‫‪ ،‬قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ألظوا ( ‪ ) 1‬بيا ذا اللل والكرام ‪ " .‬وعنده أيضا ‪:‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬يا مقلب القلوب ثبت قلب على دينك "‬
‫واليزان بيد الرحن عزوجل ‪ ،‬يرفع أقواما ويضع آخرين ‪ .‬وعن ابن عمر رضى ال‬
‫عنهما ‪ ،‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬اللهم إن أعوذ بك من زوال‬
‫نعمتك ‪ ،‬وتول عافيتك ‪ ،‬وفجأة نقمتك وجيع سخطك ‪ " .‬وروى الترمذي ‪ ،‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬اللهم انفعن با علمتن ‪ ،‬وعلمن ما ينفعن ‪ ،‬وزدن علما ‪،‬‬
‫والمد ل على كل حال ‪ ،‬واعوذ بال من حال أهل النار ‪ " .‬روى مسلم ‪ :‬ان فاطمة‬
‫جاءت إل النب صلى ال عليه وسلم تسأله خادما ‪ .‬فقال لا ‪ " :‬قول ‪ :‬اللهم رب‬
‫السموات السبع ورب العرش العظيم ‪ ،‬ربنا ورب كل شي ‪ ،‬منل التوراة والنيل‬
‫والقرآن ‪ ،‬فالق الب والنوى ‪ ،‬أعوذ بك من شر كل شئ أنت آخذ بناصيته ‪ ،‬أنت الول‬
‫فليس قبلك شئ وأنت الخر فليس بعدك شئ ‪ ،‬وأنت الظاهر فليس فوقك شئ ‪ ،‬وأنت‬
‫الباطن فليس دونك شئ اقض عن الدين وأغنن من الفقر ‪ " .‬وروى أيضا ‪ :‬أنه صلى ال‬
‫عليه وسلم كان يقول ‪ " :‬اللهم إن أسألك الدى والتقى والعفاف والغن " ‪ .‬روى‬
‫الترمذي ‪ ،‬وحسنه ‪ ،‬والاكم عن ابن عمر قال ‪ :‬قلما كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقوم من ملس حت يدعو بؤلء الكلمات لصحابه " اللهم اقسم لنا من خشيتك‬
‫ما تول به بيننا وبي معصيتك ‪ ،‬ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ‪ ،‬ومن اليقي ما تون به‬
‫علينا مصائب الدنيا ‪ ،‬ومتعنا بأساعنا وأبصارنا ‪ ،‬وقوتنا ما أحييتنا ‪ ،‬واجعله الوارث منا ‪،‬‬

‫‪495‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫واجعل تأرنا على من ظلمنا ‪ ،‬وانصرنا على من عادانا ‪ ،‬ول تعل مصيبتنا ف ديننا ‪ ،‬ول‬
‫تعل الدنيا أكب هنا ‪ ،‬ول مبلغ علمنا ‪ ،‬ول تسلط علينا من ل يرحنا " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪1‬‬
‫) ألظوا ‪ :‬أي الزموا هذه الدعوة وداوموا عليها ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 612‬الصلة والسلم‬
‫على رسول ال قال ال تعال ‪ " :‬إن ال وملئكته يصلون على النب ‪ ،‬يا أيها الذين آمنوا‬
‫صلوا عليه وسلموا تسليما " ‪ .‬معن الصلة على رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫البخاري ‪ :‬قال أبو العالية ‪ " :‬صلة ال تعال ثناؤه عليه عند اللئكة ‪ ،‬وصلة اللئكة‬
‫الدعاء " ‪ .‬وقال أبو عيسى الترمذي ‪ ،‬وروى عن سفيان الثوري وغي واحد من أهل‬
‫العلم قالوا ‪ " :‬صلة الرب الرحة ‪ ،‬وصلة اللئكة الستغفار " ‪ .‬قال ابن كثي ‪:‬‬
‫والقصود من هذه الية ‪ ،‬أن ال سبحانه وتعال أخب عباده بنلة عبده ونبيه عنده ف الل‬
‫العلى ‪ ،‬بأنه يثن عليه عند اللئكة القربي ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 612‬‬
‫وان اللئكة تصلي عليه ‪ ،‬ث أمر تعال أهل العال السفلي بالصلة والتسليم عليه ليجتمع‬
‫الثناء عليه من أهل العالي ‪ ،‬العلوي والسفلي جيعا ‪ .‬وقد جاء ف ذلك أحاديث كثية ‪،‬‬
‫ونذكر بعضها فيما يلى ‪ - 1 .‬روى مسلم عن عبد ال بن عمرو بن العاص رضى ال‬
‫عنهما أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬من صلى علي صلة صلى ال‬
‫عليه با عشرا " ‪ - 2 .‬وروى الترمذي عن ابن مسعود رضي ال عنه أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ " :‬أول الناس ب يوم القيامة أكثرهم علي صلة " قال الترمذي ‪" :‬‬
‫حديث حسن " اي أحقهم بشفاعته واقربم ملسا منه ‪ - 2 .‬وروى أبو داود باسناد‬
‫صحيح عن أب هريرة ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تعلوا قبي عيدا ‪،‬‬
‫وصلوا علي فان صلتكم تبلغن حيث كنتم " ‪ - 4 .‬وروى أبو داود والنسائي عن أوس‬
‫رضي ال عنه ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إن أفضل أيامكم يوم المعة ‪،‬‬
‫فأكثروا علي من ‪ /‬صفحة ‪ / 613‬الصلة فيه ‪ ،‬فان صلتكم معروضة علي " ‪ .‬فقالوا‬
‫يارسول ال وكيف تعرض صلتنا عليك ‪ ،‬وقد أرمت ‪ :‬أي ‪ :‬بليت ؟ ‪ .‬قال ‪ " :‬إن ال‬
‫حرم على الرض أن تأكل أجساد النبياء " ‪ - 5 .‬وف سنن أب داود عن أب هريرة‬

‫‪496‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رضي ال عنه باسناد صحيح ‪ - :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬مامن أحد‬
‫يسلم علي إل رد ال علي روحي حت أرد عليه السلم " ‪ - 6 .‬روى المام أحد عن أب‬
‫طلحة النصاري قال ‪ " :‬أصبح رسول ال صلى ال عليه وسلم يوما طيب النفس يرى ف‬
‫وجهه البشر " قالوا ‪ :‬يا رسول ال أصبحت اليوم طيب النفس يرى ف وجهك البشر ‪.‬‬
‫قال ‪ " :‬أجل ‪ :‬أتان آت من رب عزوجل فقال ‪ :‬من صلى عليك من أمتك صلة كتب‬
‫ال له با عشر حسنات ‪ ،‬وما عنه عشر سيئات ‪ ،‬ورفع له عشر درجات ‪ ،‬ورد عليه‬
‫مثلها " قال ابن كثي ‪ :‬وهذا إسناد جيد ‪ - 7 .‬عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من سره أن يكال له بالكيال الوف ‪ -‬إذا صلى علينا أهل‬
‫البيت ‪ -‬فليقل ‪ :‬اللهم صل على ممد النب وأزواجه أمهات الؤمني وذريته وأهل بيته‬
‫كما صليت على آل إبراهيم إنك حيد ميد " ‪ .‬رواه أبو داود والنسائي ‪ - 8 .‬عن أب‬
‫بن كعب رضي ال عنه قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام‬
‫فقال ‪ " :‬يا ايها الناس اذكروا ال ‪ .‬اذكروا ال ‪ .‬جاءت الراجفة ( ‪ ) 1‬تتبعها الرادفة ( ‪2‬‬
‫) جاء الوت با فيه ‪ ،‬جاء الوت با فيه " قلت ‪ :‬يارسول ال إن أكثر الصلة عليك ‪،‬‬
‫فكم أجعل لك من صلت ؟ قال ‪ " :‬ما شئت " ‪ .‬قلت ‪ :‬الربع ؟ قال ‪ " :‬ما شئت ‪ ،‬فان‬
‫زدت فهو خي لك " قلت ‪ :‬النصف ؟ قال ‪ " :‬ما شئت ‪ ،‬فان زدت فهو خي لك " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فالثلثي ؟ قال ‪ " :‬ما شئت ‪ ،‬فان زدت فهو خي لك " ‪ .‬قلت ‪ :‬أجعل لك صلت‬
‫كلها ( ‪ ) 3‬قال ‪ " :‬إذن تكفي هك ويغفر لك ذنبك " رواه الترمذي ‪ ( .‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬الراجفة ‪ :‬النفخة الول ‪ ) 2 ( .‬الرادفة ‪ :‬النفخة الثانية ‪ ) 3 ( .‬أي ‪ :‬أجعل مالسي‬
‫كلها ف الصلة والسلم عليك ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 614‬هل تب الصلة والسلم عليه‬
‫كلما ذكر اسه ذهب إل وجوب الصلة على النب صلى ال عليه وسلم كلما ذكر طائفة‬
‫من العلماء ‪ ،‬منهم الطحاوي والليمي واستدلوا على ذلك با رواه الترمذي وحسنه عن‬
‫أب هريرة ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم‬
‫يصل علي ‪ ،‬ورغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ث انسلخ قبل ان يغفر له ‪ ،‬ورغم‬
‫أنف رجل ادرك عنده أبواه الكب فلم يدخله النة " ‪ .‬ولديث أب ذر ‪ :‬أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إن أبل الناس من ذكرت عنده فلم يصل علي " ‪ .‬وذهب‬

‫‪497‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫آخرون إل وجوب الصلة عليه ف الجلس مرة واحدة ‪ ،‬ث ل تب ف بقية ذلك‬
‫الجلس ‪ ،‬بل تستحب ‪ .‬لديث أب هريرة ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫ما جلس قوم ملسا ل يذكروا ال فيه ول يصلوا على نبيهم إل كان عليهم ترة ( ‪ ) 1‬يوم‬
‫القيامة ‪ ،‬فان شاء عذبم ‪ ،‬وان شاء غفر لم " رواه الترمذي وقال ‪ :‬حسن ‪ .‬استحباب‬
‫كتابة الصلة والسلم عليه كلما ذكر اسه استحب العلماء الصلة والسلم عليه ‪-‬‬
‫صلوات ال وسلمه عليه ‪ -‬كلما كتب اسه ‪ ،‬إل أنه ل يرد ف ذلك حديث يصح‬
‫الحتجاج به ‪ .‬وذكر الطيب البغدادي قال ‪ :‬رأيت بط المام أحد بن حنبل رحه ال‬
‫كثيا ما يكتب اسم النب صلى ال عليه وسلم من غي ذكر الصلة عليه كتابة ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫وبلغن أنه كان يصلي عليه لفظا ‪ .‬المع بي الصلة والتسليم قال النووي ‪ :‬إذا صلى على‬
‫النب صلى ال عليه وسلم فليجمع بي الصلة والتسليم ‪ ،‬ول يقتصر على احدها فل يقل‬
‫‪ :‬صلى ال عليه فقط ‪ ،‬ول عليه السلم فقط ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الترة ‪ :‬النقص ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 615‬الصلة على النبياء تستحب الصلة على النبياء واللئكة استقلل ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 615‬‬
‫واما غي النبياء فانه يوز الصلة عليهم تبعا باتفاق العلماء وقد تقدم قوله صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬اللهم صل على ممد النب وازواجه أمهات الؤمني إل " ‪ .‬وتكره الصلة‬
‫عليهم استقلل ‪ ،‬فل يقال ‪ :‬عمر صلى عليه وسلم ‪ .‬صيغة الصلة والسلم عليه ( ‪) 1‬‬
‫وروى مسلم عن أب مسعود النصاري أن بشي بن سعد قال ‪ :‬أمرنا ال أن نصلي عليك‬
‫يارسول ال ‪ .‬كيف نصلي عليك ؟ قال ‪ :‬فسكت رسول ال صلى ال عليه وسلم حت‬
‫تنينا أنه ل يسأله ‪ ،‬ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬قولوا ‪ :‬اللهم صل على‬
‫ممد وعلى آل ممد كما صليت على آل إبراهيم ‪ ،‬وبارك على ممد وعلى آل ممد‬
‫كما باركت على آل إبراهيم ف العالي إنك حيد ميد ‪ .‬والسلم كما قد علمتم ‪" .‬‬
‫وروى ابن ماجة عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه قال ‪ :‬إذا صليتم على رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فأحسنوا الصلة فانكم ل تدرون لعل ذلك يعرض عليه ‪ .‬قالوا له‬
‫فعلمنا قال ‪ :‬قولوا ‪ ،‬اللهم اجعل صلواتك ورحتك وبركاتك على سيد الرسلي ‪ ،‬وإمام‬

‫‪498‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫التقدمي ‪ ،‬وخات النبيي ممد عبدك ورسولك إمام الي ‪ ،‬وقائد الي ‪ ،‬ورسول الرحة ‪.‬‬
‫اللهم ابعثه مقاما يغبطه به الولون ‪ .‬اللهم صل على ممد وعلى آل ممد كما صليت‬
‫على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حيد ميد ‪ ،‬اللهم بارك على ممد وعلى آل ممد كما‬
‫باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ‪ ،‬إنك حيد ميد ‪ .‬ما جاء ف السفر عن أب هريرة‬
‫رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬سافروا تصحوا ‪ ،‬واغزوا تستغنوا "‬
‫رواه أحد ‪ ،‬وصححه الناوي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬تقدم بعض الصيغ الواردة ف ذلك ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 616‬الروج لا يبه ال ‪ :‬عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬ما من خارج يرج من بيته إل ببابه رايتان ‪ :‬راية بيد ملك ‪ ،‬وراية بيد شيطان ‪،‬‬
‫فإن خرج لا يب ال عزوجل اتبعه اللك برايته ‪ ،‬فلم يزل تت راية اللك ‪ ،‬حت يرجع‬
‫إل بيته ‪ ،‬وإن خرج لا يسخط ال ‪ ،‬اتبعه الشيطان برايته ‪ ،‬فلم يزل تت راية الشيطان ‪،‬‬
‫حت يرجع إل بيته " رواه أحد والطبان ‪ ،‬وسنده جيد ‪ .‬الستشارة والستخارة قبل‬
‫الروج ‪ :‬ينبغي للمسافر أن يستشي أهل الي والصلح ف سفره قبل خروجه ‪ .‬لقوله‬
‫تعال " وشاورهم ف المر " ‪ .‬وقوله تعال ف وصف الؤمني ‪ " :‬وأمرهم شورى بينهم "‬
‫‪ .‬قال قتادة ‪ :‬ما شاور قوم يبتغون وجه ال إل هدوا إل أرشد أمرهم ‪ .‬وأن يستخي ال‬
‫تعال ‪ :‬فعند أحد ‪ ،‬عن سعد بن أب وقاص رضي ال عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬من سعادة ابن آدم استخارة ال ‪ ،‬ومن سعادة ابن آدم رضاه با قضى ال ‪ ،‬ومن‬
‫شقوة ابن آدم تركه استخارة ال ‪ ،‬ومن شقوة ابن آدم سخطه با قضى ال " ‪ .‬قال ابن‬
‫تيمية ‪ " :‬ما ندم من استخار اللق وشاور الخلوقي " ‪ .‬وصفة الستخارة ‪ :‬أن يصلي‬
‫ركعتي من غي الفريضة ‪ ،‬ولو كانتا من السنن الراتبة ‪ ،‬أو تية السجد ‪ ،‬ف أي وقت من‬
‫الليل أو النهار ‪ ،‬يقرأ فيهما با شاء بعد الفاتة ‪ ،‬ث يمد ال ويصلي على نبيه صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬ث يدعو بالدعاء الذي رواه البخاري ‪ ،‬من حديث جابر رضي ال عنه ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعلمنا الستخارة ف المور كلها ( ‪ ) 1‬كما‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬قال الشوكان ‪ :‬هذا دليل على العموم ‪ ،‬وأن الرء ل يتقر أمرا لصغره‬
‫وعدم الهتمام به فيترك الستخارة فيه ‪ ،‬فرب أمر يستخف بأمره فيكون ف القدام عليه‬
‫أو ف تركه ضرر عظيم ‪ ،‬ولذلك قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " .‬ليسأل أحدكم ربه ‪،‬‬

‫‪499‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حت شسع نعله " ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 617‬يعلمنا السورة من القرآن يقول ‪ " :‬إذا هم‬
‫أحدكم بالمر ‪ ،‬فليكع ركعتي من غي الفريضة ث ليقل ‪ :‬اللهم إن استخيك ( ‪) 1‬‬
‫بعلمك ‪ ،‬وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم ‪ ،‬فإنك تقدر ول أقدر ‪ ،‬وتعلم‬
‫ول أعلم ‪ ،‬وأنت علم الغيوب ‪ ،‬اللهم إن كنت تعلم أن هذا المر ( ‪ ) 2‬خي ل ف دين‬
‫ومعاشي وعاقبة أمري ‪ ،‬أو قال ‪ :‬عاجل أمري وآجله ‪ ) 3 ( ،‬فاقدره ل ‪ ،‬ويسره ل ‪ ،‬ث‬
‫بارك ل فيه ‪ ،‬وإن كنت تعلم أن هذا المر شر ل ‪ ،‬ف دين ومعاشي وعاقبة أمري ‪ ،‬أو‬
‫قال ‪ -‬عاجل أمري وآجله ‪ -‬فاصرفه عن واصرفن عنه ‪ ،‬واقدر ل الي حيث كان ‪ ،‬ث‬
‫أرضن به " قال ‪ :‬ويسمي حاجته ‪ -‬أي يسمى حاجته عند قوله ‪ " :‬أللهم ان كان هذا‬
‫المر " ‪ .‬ول يصح ف القراءة فيها شئ مصوص ‪ ،‬كما ل يصح شئ ف استحباب‬
‫تكرارها ‪ .‬قال النووي ‪ :‬ينبغي أن يفعل بعد الستخارة ما ينشرح له ‪ ،‬فل ينبغي أن يعتمد‬
‫على انشراح كان فيه هوى قبل الستخارة ‪ ،‬بل ينبغي للمستخي ترك اختياره رأسا ‪ ،‬وإل‬
‫فل يكون مستخيا ل ‪ ،‬بل يكون غي صادق ف طلب الية ‪ ،‬وف التبي من العلم‬
‫والقدرة ‪ ،‬وإثباتما ل تعال ‪ ،‬فإذا صدق ف ذلك تبأ من الول والقوة ‪ ،‬ومن اختياره‬
‫لنفسه " ‪ .‬استحباب السفر يوم الميس ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 617‬‬
‫روى البخاري ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قلما كان يرج ‪ ،‬إذا أراد سفرا ‪ ،‬إل‬
‫يوم الميس ‪ .‬استحباب الصلة قبل الروج ‪ :‬عن الطعم بن القدام رضي ال عنه ‪ ،‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ما خلف أحد عند أهله أفضل من ركعتي‬
‫يركعهما عندهم حي يريد سفرا " رواه الطبان وابن عساكر وسنده معضل ‪ ،‬أو مرسل‬
‫‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أستخيك ‪ :‬أي أطلب منك الية أو الي ‪ ) 2 ( .‬يسمى حاجته هنا‬
‫‪ ) 3 ( .‬يمع بينهما ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 618‬استحباب اتاذ الصحاب والرفقاء ‪1 :‬‬
‫‪ -‬روى أحد عن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن‬
‫الوحدة ‪ :‬أن يبيت الرجل وحده ‪ ،‬أو يسافر وحده ‪ - 2 .‬وعن عمر بن شعيب عن أبيه‬
‫عن جده ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬الراكب شيطان ‪ ،‬والراكبان شيطانان ‪،‬‬

‫‪500‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والثلثة ركب " ‪ .‬استحباب توديع أهله وأقاربه وطلب الدعاء منهم ‪ ،‬ودعائه لم ‪- 1 :‬‬
‫روى ابن السن ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬عن أب هريرة ‪ ،‬أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من‬
‫أراد أن يسافر فليقل لن يلف ‪ :‬أستودعكم ال الذي ل تضيع ودائعه " ‪ - 2 .‬وروى‬
‫أحد عن عمر رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إن ال إذا استودع‬
‫شيئا حفظه " ‪ - 3 .‬ويروى عن أب هريرة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫إذا أراد أحدكم سفرا فليودع إخوانه ‪ ،‬فإن ال تعال جاعل ف دعائهم خيا " ‪- 4 .‬‬
‫والسنة أن يدعو الهل والصحاب والودعون للمسافر بذا الدعاء الأثور ‪ .‬قال سال ‪:‬‬
‫كان ابن عمر رضي ال عنهما يقول للرجل ‪ -‬إذا أراد سفرا ‪ -‬أدن من اودعك ‪ ،‬كما‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يودعنا ‪ ،‬فيقول ‪ " :‬استودع ال دينك ‪ ،‬وأمانتك (‬
‫‪ ) 1‬وخواتيم عملك " ‪ .‬وف رواية ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا ودع رجل ‪،‬‬
‫أخذ بيده ‪ ،‬فل يدعها حت يكون الرجل هو الذي يدع يد رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬ويذكر الديث التقدم ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬حسن صحيح ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬قال‬
‫الطاب ‪ :‬المانة ‪ -‬هنا ‪ -‬أهله ‪ ،‬ومن يلفه ‪ ،‬وماله الذي عند أمينه ‪ ،‬وذكر الدين هنا ‪،‬‬
‫لن السفر مظنة الشقة ‪ ،‬فربا كان سببا لهال بعض أمور الدين ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪619‬‬
‫‪ - /‬وعن أنس قال ‪ :‬جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول ال أريد‬
‫سفرا فزودن ‪ ،‬فقال ‪ " :‬زودك ال التقوى " قال ‪ :‬زدن ‪ ،‬قال ‪ " :‬وغفر ذنبك " ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫زدن ‪ ،‬قال ‪ " :‬ويسر لك الي حيثما كنت " ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬حديث حسن ‪- 6 .‬‬
‫وعن أب هريرة ‪ ،‬أن رجل قال ‪ :‬يا رسول ال صلى إن أريد أن أسافر فأوصن ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫عليك بتقوى ال عز وجل ‪ ،‬والتكبي على كل شرف ( ‪ " ) 1‬فلما ول الرجل قال ‪" :‬‬
‫اللهم اطو ( ‪ ) 2‬له البعد وهون عليه السفر " ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬حديث حسن ‪ .‬طلب‬
‫الدعاء ‪ :‬من السافر ف موطن الي ‪ :‬قال عمر رضي ال عنه ‪ :‬استأذنت النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ف العمرة ‪ ،‬فأذن ل ‪ ،‬وقال ‪ " :‬ل تنسنا يا أخي من دعائك " فقال ‪ :‬كلمة ما‬
‫يسرن أن ل با الدنيا ‪ .‬رواه أبو داود ‪ ،‬والترمذي وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪ .‬أدعية‬
‫السفر يستحب للمسافر أن يقول ‪ -‬إذا خرج من بيته ‪ " . -‬بسم ال ‪ ،‬توكلت على‬
‫ال ‪ ،‬ول حول ول قوز إل بال ‪ ،‬اللهم إن أعوذ بك أن أضل أو أضل ‪ ،‬أو أزل أو أزل ‪،‬‬

‫‪501‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أو أظلم أو أظلم ‪ ،‬أو أجهل أو يهل علي " ‪ .‬ث يتخي من الدعية المأثورة ما يشاء ‪.‬‬
‫وهاك بعضها ‪ - 1 :‬عن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم‬
‫إذا أراد أن يرج إل سفر قال ‪ " :‬اللهم أنت الصاحب ف السفر ‪ ،‬والليفة ف الهل ‪،‬‬
‫اللهم إن أعوذ بك من الضبنة ( ‪ ) 3‬ف السفر ‪ ،‬والبة ف النقلب ‪ ،‬اللهم اطولنا الرض ‪،‬‬
‫وهون علينا السفر ‪ " .‬وإذا أراد الرجوع قال ‪ " :‬آيبون تائبون ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الشرف‬
‫‪ :‬الكان الرتفع ‪ ) 2 ( .‬الطو ‪ :‬قرب ‪ " ) 3 ( .‬الضبنة " مثلثة الضاد ‪ :‬الرفاق الذين ل‬
‫كفاية لم ‪ :‬أي أعوذ بك من صحبتهم ف السفر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 620‬عابدون لربنا‬
‫حامدون ‪ " .‬وإذا دخل على أهله قال ‪ " :‬توبا توبا ( ‪ ) 1‬لربنا أوبا ‪ ،‬ل يغادر علينا حوبا‬
‫" رواه أحد ‪ ،‬والطبان ‪ ،‬والبزار ‪ ،‬بسند رجاله رجال الصحيح ‪ - 2 .‬وعن عبد ال بن‬
‫سرجس قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا خرج ف سفر قال ‪ :‬اللهم إن أعوذ بك‬
‫من وعثاء السفر وكآبة النقلب ‪ .‬والور بعد الكور ( ‪ ، ) 2‬ودعوة الظلوم ‪ ،‬وسوء‬
‫النظر ف الال والهل " ‪ .‬وإذا رجع قال مثلها ‪ ،‬إل أنه يقول ‪ " :‬وسوء النظر ف الهل‬
‫والال " ‪ .‬فيبدأ بالهل ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬ومسلم ‪ .‬ما يقول السافر عند الركوب ‪ :‬عن علي‬
‫بن ربيعة قال ‪ :‬رأيت عليا رضي ال عنه أت بدابة ليكبها ‪ ،‬فلما وضع رجله ف الركاب‬
‫قال ‪ :‬بسم ال ‪ ،‬فلما استوى عليها قال ‪ :‬المد‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 620‬‬
‫ل سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا مقرني ( ‪ ) 3‬وإنا إل ربنا لنقلبون ث حد ال‬
‫ثلث ‪ ،‬وكب ثلثا ‪ ،‬ث قال ‪ :‬سبحانك ‪ ،‬ل إله إل أنت قد ظلمت نفسي فاغفر ل ‪ ،‬إنه‬
‫ل يغفر الذنوب إل أنت ‪ ،‬ث ضحك ‪ .‬فقلت ‪ :‬مم ضحكت يا أمي الؤمني ؟ قال ‪:‬‬
‫رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فعل مثل ما فعلت ‪ ،‬ث ضحك ‪ ،‬فقلت ‪ :‬مم‬
‫ضحكت يا رسول ال ؟ قال ‪ :‬يعجب الرب من عبده إذا قال رب اغفر ل ‪ ،‬ويقول ‪:‬‬
‫علم عبدي أنه ل يغفر الذنوب غيي ‪ .‬رواه أحد وابن حبان ‪ ،‬والاكم ‪ ،‬وقال ‪ :‬صحيح‬
‫على شرط مسلم ‪ .‬وعن الزدي ‪ :‬ان ابن عمر رضى ال عنهما علمه أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم كان إذا استوى على بعيه خارجا إل سفر كب ثلثا ث قال ‪ " ،‬سبحان‬

‫‪502‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الذي سخر لنا هذا ‪ ،‬وما كنا له مقرني ‪ ،‬وإنا إل ربنا لنقلبون ‪ ،‬اللهم إنا نسألك ف‬
‫سفرنا هذا الب والتقوى ‪ ،‬ومن العمل ما ترضى ‪ ،‬اللهم ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬توبا " مصدر‬
‫تاب ‪ .‬و " أوبا " مصدر آب ‪ ،‬وها بعن رجع ‪ " .‬والوب " ‪ :‬الذنب ‪" ) 2 ( .‬‬
‫والور بعد الكور " ‪ :‬أي أعوذ بك من الفساد بعد الصلح ‪ " ) 3 ( .‬وما كنا له مقرني‬
‫" ‪ :‬أي مطيقي قهره ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 621‬هون علينا سفرنا هذا ‪ ،‬واطوعنا بعده ‪،‬‬
‫اللهم أنت الصاحب ف السفر ‪ ،‬والليفة ف الهل ‪ ،‬اللهم إن أعوذ بك من وعثاء السفر‬
‫( ‪ ، ) 1‬وكآبة النقلب ( ‪ ، ) 2‬وسوء النظر ف الهل والال ( ‪ " ) 3‬وإذا رجع قالن ‪،‬‬
‫وزاد فيهن ‪ " :‬آيبون تائبون عابدون ‪ ،‬لربنا حامدون " أخرجه أحد ‪ ،‬ومسلم ‪ .‬ما يقوله‬
‫السافر إذا أدركه الليل ‪ :‬عن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إذا غزا أو سافر فأدركه الليل قال ‪ " :‬يا أرض ‪ ،‬رب وربك ال ‪ ،‬أعوذ بال من‬
‫شرك ‪ ،‬وشر ما فيك ‪ ،‬وشر ما خلق فيك ‪ ،‬وشر ما دب عليك ‪ ،‬أعوذ بال من شر كل‬
‫أسد وأسود ( ‪ ، ) 4‬وحية وعقرب ‪ ،‬ومن شر ساكن البلد ‪ ،‬ومن شر والد وما ولد "‬
‫رواه أحد وأبو داود ‪ .‬ما يقوله السافر إذا نزل منل ‪ :‬عن خولة بنت حكيم السلمية ‪:‬‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من نزل منل ث قال ‪ :‬أعوذ بكلمات ال التامات (‬
‫‪ ) 5‬كلها من شر ما خلق ‪ ،‬ل يضره شئ حت يرتل من منله ذلك " رواه الماعة إل‬
‫البخاري ‪ ،‬وأبا داود ‪ .‬ما يقوله السافر إذا أشرف على قرية أو مكان وأراد أن يدخله ‪:‬‬
‫عن عطاء بن أب مروان عن أبيه ‪ :‬أن كعبا حلف له بالذي فلق البحر لوسى ‪ :‬أن صهيبا‬
‫حدثه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم ل ير قرية يريد دخولا إل قال حي يراها ‪ " :‬اللهم‬
‫رب السموات السبع وما أظللن ‪ ،‬ورب الرضي السبع وما أقللن ‪ ،‬ورب الشياطي وما‬
‫أضللن ‪ ،‬ورب الرياح ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬وعثاء السفر " ‪ :‬مشقته ‪ " ) 2 ( .‬كآبة " أي‬
‫حزن ‪ " .‬النقلب " العودة ‪ :‬والعن أي أعوذ بك من الزن عند الرجوع ‪ ) 3 ( .‬وسوء‬
‫النظر ف الهل والال " أي مرضهم " مثل ‪ " ) 4 ( .‬السود " ‪ :‬العظيم من اليات ‪( .‬‬
‫‪ " ) 5‬التامات " أي الكاملت ‪ ،‬والراد بالكلمات ال ‪ :‬القرآن ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 622‬‬
‫وما ذرين ‪ ،‬أسألك خي هذه القرية وخي أهلها وخي ما فيها ‪ ،‬ونعوذ بك ما شرها وشر‬
‫أهلها وشر ما فيها " ‪ .‬رواه النسائي وابن حبان ‪ ،‬والاكم وصححاه ‪ .‬وعن ابن عمر‬

‫‪503‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رضى ال عنهما قال ‪ :‬كنا نسافر مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فإذا رأى قرية‬
‫يريد أن يدخلها قال ‪ " :‬اللهم بارك لنا فيها ‪ -‬ثلث مرات ‪ -‬اللهم ارزقنا جناها ( ‪) 1‬‬
‫وحببنا إل أهلها وحبب صالي أهلها إلينا " رواه الطبان ف الوسط بسند جيد ‪ .‬وعن‬
‫عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أشرف على أرض‬
‫يريد دخولا قال ‪ " ،‬اللهم إن أسألك من خي هذه وخي ما جعت فيها ‪ ،‬وأعوذ بك من‬
‫شرها وشر ما جعت فيها اللهم ارزقنا جناها وأعذنا من وباها ‪ ،‬وحببنا إل أهلها ‪،‬‬
‫وحبب صالي أهلها إلينا " رواه ابن السن ‪ .‬ما يقوله السافر وقت السحر ‪ :‬عن أب‬
‫هريرة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم إذا كان ف سفر وسحر ( ‪ ) 2‬يقول ‪ " :‬سع سامع‬
‫( ‪ ) 3‬بمد ل وحسن بلئه علينا ‪ ،‬ربنا صاحبنا وأفضل علينا ‪ ،‬عائذا بال من النار (‬
‫‪ " ) 4‬رواه السلم ‪ .‬ما يقول السافر إذا عل شرفا ‪ ،‬أو هبط واديا أو رجع ‪ - 1 :‬روى‬
‫البخاري عن جابر رضى ال عنه قال ‪ :‬كنا إذا صعدنا كبنا ‪ ،‬وإذا نزلنا سبحنا ‪- 2 .‬‬
‫وروى البخاري عن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال ( هامش ) ( ‪" ) 1‬‬
‫اللهم ارزقنا جناها " ‪ :‬أي ما يتن منها من ثار ‪ " ) 2 ( .‬أسحر " أي انتهى ف سيه إل‬
‫السحر ‪ ،‬وهو آخر الليل ‪ " ) 3 ( .‬سع سامع بمد ال وحسن بلئه علينا " ‪ :‬أي شهد‬
‫شاهد لناا بمدنا ال ‪ ،‬وحدنا لنعمته ‪ ،‬ولسن فضله علينا " والبلء " ‪ :‬الفضل والنعمة ‪.‬‬
‫( ‪ ) 4‬هذا دعاء ل أن يكون صاحبا لنا ‪ ،‬وعاصما لنا من النار ومن أسبابا ‪) . ( .‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 622‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 623‬عليه وسلم كان إذا قفل ( ‪ ) 1‬من الج أو العمرة " ول أعلمه إل قال‬
‫‪ :‬الغزو " كلما أوف ( ‪ ) 2‬على ثنية ( ‪ ) 3‬أو " فدفد ( ‪ ) 4‬كر ثلثا " ث قال ‪ " :‬ل إله‬
‫إل ال وحده ل شريك له له اللك وله المد وهو على كل شئ قدير ‪ ،‬آيبون تائبون ‪،‬‬
‫عابدون ساجدون ‪ ،‬لربنا حامدون ‪ ،‬صدق ال وعده ‪ ،‬ونصر عبده ‪ ،‬وهزم الحزاب‬
‫وحده " ‪ .‬ما يقوله السافر إذا ركب سفينة ‪ - 1 :‬رسو ابن السن عن السي بن علي‬
‫رضي ال عنهما قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أمان أمت من الغرق ‪ -‬إذا‬
‫ركبوا ‪ -‬أن يقولوا ‪ " :‬بسم ال مريها ومرساها إن رب لغفور رحيم " ‪ " ،‬وما قدروا ال‬

‫‪504‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حق قدره ‪ ،‬والرض جيعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعال‬
‫عما يشركون " ‪ .‬ركوب البحر عند اضطرابه ‪ :‬ل يوز ركوب البحر عند اضطرابه ‪.‬‬
‫لديث أب عمران الون قال ‪ :‬حدثن بعض أصحاب النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫من بات فوق بيت ليس له إجار ( ‪ ) 5‬فوقع فمات فقد برئت منه الذمة ( ‪ ) 6‬ومن‬
‫ركب البحر عند ارتاجه ( ‪ ) 7‬فمات فقد برئت منه الذمة " رواه أحد ‪ ،‬بسند صحيح‬
‫‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬قف " ‪ :‬أي عاد ‪ " ) 2 ( .‬أوف " ‪ :‬أي أشرف ‪ " ) 3 ( .‬الثنية "‬
‫‪ :‬الطريق العال ف البل ‪ " ) 4 ( .‬الفدفد " ‪ :‬أي الوضع الذي فيه اغلظ وارتفاع ‪.‬‬
‫والراد الطريق الوعر ‪ " ) 5 ( .‬أجار " ‪ :‬سور ‪ ) 6 ( .‬الذمة " ‪ :‬حفظ ال له ‪ ،‬والراد ‪:‬‬
‫أن ال يتخلى عن حفظه ‪ " ) 7 ( .‬ارتاجه " ‪ :‬اضطرابه ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 625‬الج‬
‫قال ال تعال ‪ ( :‬إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة ( ‪ ) 1‬مباركا وهدى للعالي ‪-‬‬
‫فيه آيات بينات مقام إبراهيم ‪ ،‬ومن دخله كان آمنا ‪ -‬ول على الناس حج البيت من‬
‫استطاع إليه سبيل ‪ ،‬ومن كفر فزن ال غن عن العالي " ‪ .‬تعريفه ‪ :‬هو قصد مكة ‪ ،‬لن‬
‫عبادة الطواف ‪ ،‬والسعي والوقوف بعرفة ‪ ،‬وسائر الناسك ‪ ،‬استجابة لمر ال ‪ ،‬وابتغاء‬
‫مرضاته ‪ .‬وهو أحد أركان المسة ‪ ،‬وفرض من الفرائض الت علمت من الدين بالضرورة‬
‫‪ .‬فلو أنكر وجوبه منكر كفر وارتد عن السلم ‪ .‬والختار لدى جهور العلماء ‪ ،‬أن‬
‫إيابه كان سنة ست بعد الجرة ‪ ،‬لنه نزل فيها قوله تعال ‪ ( :‬وأتوا الج والعمرة ل ) ‪.‬‬
‫وهذا مبن على أن التام يراد به ابتداء الفرض ‪ .‬ويؤيد هذا قراءة علقمة ‪ ،‬ومسروق ‪،‬‬
‫وإبراهيم النخعي ‪ " :‬وأقيموا " رواه الطبان بسند صحيح ‪ .‬ورجح ابن القيم ‪ ،‬أن‬
‫افتراض الج كان سنة تسع أو عشر ‪ .‬فضله ‪ :‬رغب الشارع ف أداء فريضة الج ‪،‬‬
‫وإليك بعض ما ورد ف ذلك ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬ببكة " أي بكة ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 626‬ما جاء ف أنه من أفضل العمال ‪ :‬عن أب هريرة قال ‪ :‬سئل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬أي العمال أفضل ؟ قال ‪ " :‬إيان بال ورسوله " قيل ‪ :‬ث ماذا ؟ قال ‪ " :‬ث‬
‫جهاد ف سبيل ال " قيل ‪ :‬ث ماذا ؟ قال ‪ " :‬ث حج مبور " ‪ .‬والج البور هو الج‬
‫الذي ل يالطه إث ‪ .‬وقال السن ‪ :‬أن يرجع زاهدا ف الدنيا ‪ ،‬راغبا ف الخرة ‪ .‬وروي‬
‫مرفوعا ‪ -‬بسند حسن ‪ -‬إن بره إطعام الطعام ‪ ،‬ولي الكلم ‪ .‬ما جاء ف أنه جهاد ‪1 :‬‬

‫‪505‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ -‬عن السن بن علي رضي ال عنهما أن رجل جاء إل النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪:‬‬
‫إن جبان ‪ ،‬وإن ضعيف ‪ ،‬فقال ‪ " :‬هلم إل جهاد ل شوكة فيه ‪ :‬الج " رواه عبد‬
‫الرزاق ‪ ،‬والطبان ‪ ،‬ورواته ثقات ‪ - 2 .‬وعن أب هريرة ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬جهاد الكبي ‪ ،‬والضعيف ‪ ،‬والرأة ‪ ،‬الج " رواه النسائي بإسناد حسن ‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي ال عنها أنا قالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬ترى الهاد أفضل العمل ‪ ،‬أفل‬
‫ناهد ؟ قال ‪ " :‬لكن أفضل الهاد ‪ :‬حج مبور " رواه البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ - 4 .‬ورويا‬
‫عنها أنا قالت ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال أل نغزو وناهد معكم ؟ قال ‪ " :‬لكن أحسن‬
‫الهاد وأجله ‪ :‬الج ‪ ،‬حج مبور " قالت عائشة ‪ :‬فل أدع الج بعد إذ سعت هذا من‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬ما جاء ف أنه يحق الذنوب ‪ - 1 :‬عن أب هريرة قال ‪،‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من حج فلم يرفث ( ‪ ) 1‬ول يفسق رجع كيوم‬
‫ولدته أمه " رواه البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ - 2 .‬وعن عمرو بن العاص قال ‪ :‬لا جعل ال‬
‫السلم ف قلب أتيت ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬يرفث " ‪ :‬يامع ‪ " .‬يفسق " يعصى ‪ " .‬كيوم‬
‫ولدته أمه " ‪ :‬أي بل ذنب ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 627‬رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫فقلت ‪ :‬ابسط يدك فل بايعك ‪ .‬قال ‪ :‬فبسط فقبضت يدي فقال ‪ " :‬مالك يا عمرو ؟ "‬
‫قلت ‪ :‬أشترط ‪ ،‬قال ‪ " :‬تشترط ماذا ؟ " قلت ‪ :‬أن يغفر ل ؟ قال ‪ " :‬أما علمت أن‬
‫السلم يهدم ما قبله ‪ .‬وأن الجرة تدم ما قبلها ‪ ،‬وأن الج يهدم ما قبله " رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪ - 3‬وعن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫تابعوا ( ‪ ) 1‬بي الج والعمرة ‪ ،‬فإنما ينفيان الفقر والذنوب ‪ .‬كما‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 627‬‬
‫ينفي الكي خبث ( ‪ ) 2‬الديد ‪ ،‬والذهب ‪ ،‬والفضلة ‪ ،‬وليس للحجة البورة ثواب إل‬
‫النة " رواه النسائي ‪ ،‬والترمذي وصححه ‪ .‬ما جاء ف أن الجاج وفد ال ‪ :‬عن أب‬
‫هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " " :‬الجاج ‪ ،‬والعمار ‪ ،‬وفد ال ‪ ،‬إن‬
‫دعوه أجابم ‪ ،‬وإن استغفروه غفر لم " ‪ ،‬رواه النسائي ‪ ،‬وابن ماجه ‪ ،‬وابن خزية ‪ ،‬وابن‬
‫حبان ف صحيحيهما ‪ ،‬ولفظهما ‪ " :‬وفد ال ثلثة ‪ ،‬الجاج والعتمر ‪ ،‬والغازي " ‪ .‬ما‬

‫‪506‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جاء ف أن الج ثوابه النة ‪ - 1 :‬روى البخاري ومسلم ‪ ،‬عن أب هريرة قال ‪ ،‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬العمرة إل العمرة كفارة لا بينهما ‪ ،‬والج البور‬
‫ليس له جزاء ال النة " ‪ - 2 .‬وروى ابن جريج ‪ -‬بإسناد حسن ‪ -‬عن جابر رضي ال‬
‫عنه ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬هذا البيت دعامة السلم ‪ ،‬فمن خرج‬
‫يؤم ( ‪ ) 3‬هذا البيت من حاج أو معتمر ‪ ،‬كان مضمونا على ال ‪ ،‬إن قبضه أن يدخله‬
‫النة " وإن رده ‪ ،‬رده بأجر وغنيمة " ‪ .‬فضل النفقة ف الج ‪ :‬عن بريدة قال ‪ ،‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬النفقة ف الج ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬تابعوا " أي والوا‬
‫بينهما وأتبعوا أحد النسكي الخر ‪ ،‬بيث يظهرا ‪ " ) 2 ( .‬خبث " ‪ :‬وسخ " الكي " ‪:‬‬
‫اللة الت ينفخ با الداد والصائغ النار ‪ " ) 3 ( .‬يؤم " أي يقصد ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 628‬كالنفقة ف سبيل ال ‪ :‬الدرهم بسبعمائة ضعف " رواه ابن أب شيبة ‪ ،‬وأحد ‪،‬‬
‫والطبان ‪ ،‬والبيهقي ‪ ،‬وإسناده حسن ‪ .‬الج يب مرة واحدة ‪ :‬أجع العلماء على أن‬
‫الج ل يتكرر ‪ ،‬وأنه ل يب ف العمر إل مرة واحدة ‪ -‬إل أن ينذره فيجب الوفاء بالنذر‬
‫‪ -‬وما زاد فهو تذوع ‪ .‬فعن أب هريرة قال ‪ :‬خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬يا أيها الناس ‪ ،‬إن ال كتب ( ‪ ) 1‬عليكم الج فحجوا " ‪ ،‬فقال رجل ‪ :‬أكل‬
‫عام يا رسول ال ؟ فسكت حت قالا ثلثا ث قال صلى ال عليه وسلم " لو قلت ‪ :‬نعم ‪،‬‬
‫لوجبت ‪ ،‬ولا استطعتم " ث قال ‪ " :‬ذرون ما تركتكم ‪ ،‬فإنا أهلك من كان قبلكم كثرة‬
‫سؤالم ‪ ،‬واختلفهم على أنبيائهم ‪ ،‬فزذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم ‪ ،‬وإذا نيتكم‬
‫عن شئ فدعوه " رواه البخاري ومسلم ‪ .‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬خطبنا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا أيها الناس كتب عليكم الج " فقام القرع‬
‫بن حابس ‪ ،‬فقال ‪ :‬أف كل عام يا رسول ال " فقال ‪ " :‬لو قلتها لوجبت ‪ ،‬ولو وجبت‬
‫ل تعملوا با ‪ ،‬ول تستطيعوا ‪ ،‬الج مرة ‪ ،‬فمن زاد فهو تطوع " ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬وأبو داود‬
‫‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬والاكم ‪ ،‬وصححه ‪ .‬وجوبه على الفور أو التراخي ‪ :‬ذهب الشافعي ‪،‬‬
‫والثوري ‪ ،‬والوزاعي ‪ ،‬وممد بن السن إل أن الج واجب على التراخي ‪ ،‬فيؤدى ف‬
‫أي وقت من العمر ‪ ،‬ول يأث من وجب عليه بتأخيه مت أداه قبل الوفاة ‪ ،‬لن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أخر الج إل سنة عشرة ‪ ،‬وكان معه أزواجه وكثي من أصحابه ‪،‬‬

‫‪507‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مع أن إيابه كان سنة ست فلو كان واجبا على الفور لا أخره صلى ال عليه وسلم ‪ .‬قال‬
‫الشافعي ‪ :‬فاستدللنا على أن الج فرضه مرز ف العمر ‪ ،‬أوله البلوغ ‪ ( ،‬هامش ) ( ) "‬
‫كتب " أي فرض ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 629‬وآخره أن يأت به قبل موته ‪ .‬وذهب أبو‬
‫حنيفة ‪ ،‬ومالك ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬وبعض أصحاب الشافعي ‪ ،‬وأبو يوسف إل أن الج واجب‬
‫على الفور ‪ .‬لديث ابن عباس رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫من أراد الج فليعجل ‪ ،‬فإنه قد يرض الريض ‪ ،‬وتضل الراحلة ‪ ،‬وتكون الاجة " ‪ .‬رواه‬
‫أحد ‪ ،‬والبيهقي ‪ ،‬والطحاوي ‪ ،‬وابن ماجه ‪ .‬وعنه أنه صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫تعجلوا الج ‪ -‬يعن الفريضة ‪ -‬فإن أحدكم ل يدري ما يعرض له " رواه أحد ‪،‬‬
‫والبيهقي ‪ ،‬وقال ما يعرض له من مرض أو حاجة ‪ .‬وحل الولون هذه الحاديث على‬
‫الندب ‪ ،‬وأنه يستحب تعجيله والبادرة به مت استطاع الكلف أداءه ‪ .‬شروط وجوب‬
‫الج اتفق الفقهاء على أنه يشتررط لوجوب الج ‪ ،‬الشرط التية ‪ - 1 :‬السلم ‪- 2 .‬‬
‫البلوغ ‪ - 3 .‬العقل ‪ - 4 .‬الرية ‪ - 5 .‬الستطاعة ‪ .‬فمن ل تتحقق فيه هذه الشروط ‪،‬‬
‫فل يب عليه الج ‪ .‬وذلك أن السلم ‪ ،‬والبلوغ ‪ ،‬والعقل ‪ ،‬شرط التكليف ف أية عبادة‬
‫من العبادات ‪ .‬وف الديث ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬رفع القلم عن ثلث ‪،‬‬
‫عن النائم حت يستيقظ ‪ ،‬وعن الصب حت يشب ‪ ،‬وعن العتوه حت يعقل ( ‪. ) 1‬‬
‫والرية شرط لوجوب الج ‪ ،‬لنه عبادة تقتضي وقتا ‪ ،‬ويشترط فيها ( هامش ) ( ! )‬
‫تقدم الديث ف الجزاء السابقة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 630‬الستطاعة ‪ ،‬بينما العبد‬
‫مشغول بقوق سيده وغي مستطيع ‪ .‬وأما الستطاعة ‪ ،‬فلقول ال تعال ‪ ( :‬ول على‬
‫الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل ( ‪) . ) 1‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 630‬‬
‫ب تتحقق الستطاعة ؟ تتحقق الستطاعة الت هي شرط من شروط الوجوب با يأت ‪1 :‬‬
‫‪ -‬أن يكون الكلف صحيح البدن ‪ ،‬فإن عجز عن الج لشيخوخته ‪ ،‬أو زمانة ‪ ،‬أو مرض‬
‫ل يرجى شفاؤه ‪ ،‬لزمه إحجاج غيه عنه إن كان له مال ‪ ،‬وسيأت ف " مبحث الج عن‬
‫الغي " ‪ - 2‬أن تكون الطريق آمنة ‪ ،‬بيث يأمن الاج على نفسه وماله ‪ .‬فلو خاف على‬

‫‪508‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نفسه من قطاع الطريق ‪ ،‬أو وباء ‪ ،‬أو خاف على ماله من أن يسلب منه ‪ ،‬فهو من ل‬
‫يستطع إليه سبيل ‪ .‬وقد اختلف العلماء فيما يؤخذ ف الطريق ‪ ،‬من الكس والكوشان ‪،‬‬
‫هل يعد عذرا مسقطا للحج أم ل ؟ ‪ .‬ذهب الشافعي وغيه ‪ ،‬إل اعتباره عذرا مسقطا‬
‫للحج ‪ ،‬وإن قل الأخوذ ‪ .‬وعند الالكية ‪ :‬ل يعد عذر ‪ ،‬إل إذا أجحف بصاحبه أو تكرر‬
‫أخذه ‪ - 4 ، 3 .‬أن يكون مالكا للزاد ‪ ،‬والراحلة ‪ .‬والعتب ف الزاد ‪ :‬أن يلك ما يكفيه‬
‫ما يصح به بدنه ‪ ،‬ويكفي من يعوله كفايز فاضلة عن حوائجه الصلية ‪ ،‬من ملبس‬
‫ومسك ‪ ،‬ومركب ‪ ،‬وآلة حرفة ( ‪ ) 2‬حت يؤدي الفريضة ويعود ‪ .‬والعتب ف الراحلة أن‬
‫تكنه من الذهاب والياب ‪ ،‬سواء أكان ذلك عن طريق الب ‪ ،‬أو البحر ‪ ،‬أو الو ‪ .‬وهذا‬
‫بالنسبة لا ل يكنه الشي لبعده عن مكة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي فرض ال على الناس حج‬
‫البيت من استطاع منهم إليه سبيل ‪ ) 2 ( .‬ل تباع الثياب الت يلبسها ‪ ،‬ول التاع الذي‬
‫يتاجه ‪ ،‬ول الدار الت يسكنها ‪ ،‬وإن كانت كبية ‪ ،‬تفضل عنه ‪ ،‬من أجل الج ‪) . ( .‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 631‬فأما القريب الذي يكنه الشي ‪ ،‬فل يعتب وجود الراحلة ف حقه ‪ ،‬لنا‬
‫مسافة قريبة يكنه الشي إليها ‪ .‬وقد جاء ف بعض روايات الديث ‪ :‬أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬فسر السبيل بالزاد والراحلة ‪ .‬فعن أنس رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬قيل يا‬
‫رسول ال ما السبيل ( ‪ ) 1‬؟ قال ‪ " :‬الزاد والراحلة " رواه الدارقطن وصححه ‪ .‬قال‬
‫الافظ ‪ :‬والراجح إرساله ‪ :‬وأخرجه الترمذي من حديث ابن عمر أيضا ‪ ،‬وف إسناده‬
‫ضعف ‪ .‬وقال عبد الق ‪ :‬طرقه كلها ضعيفة ‪ .‬وقال ابن النذر ‪ :‬ل يثبت الديث ف‬
‫ذلك مسندا ‪ ،‬والصيح رواية السن الرسلة ‪ .‬وعن علي رضي ال عنه ‪ :‬أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من ملك زادا وراحلة تبلغه إل بيت ال ول يج ‪ ،‬فل عليه‬
‫أن يوت إن شاء يهوديا ‪ ،‬وإن شاء نصرانيا ‪ ،‬وذلك أن ال تعال يقول ‪ ( :‬ول على‬
‫الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل ) رواه الترمذي ‪ ،‬وف إسناده " هلل " ابن عبد‬
‫ال ‪ ،‬وهو مهول ‪ ،‬و " الارث " وكذبه الشعب وغيه ‪ .‬والحاديث ‪ ،‬وإن كانت كلها‬
‫ضعيفة ‪ ،‬إل أن أكثر العلماء يشترط لياب الج الزاد والراحلة لن نأت داره فمن ل يد‬
‫زادا ول راحلة فل حج عليه ‪ .‬قال ابن تيمية ‪ :‬فهذه الحاديث ‪ -‬مسندة من طرق حسان‬
‫‪ ،‬ومرسلة ‪ ،‬وموقوفة ‪ -‬تدل على أن مناط الوجوب الزاد والراحلة ‪ ،‬مع علم النب صلى‬

‫‪509‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال عليه وسلم أن كثيا من الناس يقدرون على الشي ‪ .‬وأيضا فإن ال قال ‪ :‬ف ال ‪" :‬‬
‫من استطاع إليه سبيل " إما أن يعن القدرة العتبز ف جيع العبادات ‪ -‬وهو مطلق الكنة‬
‫‪ -‬أو قدرا زائدا على ذلك ‪ ،‬فإن كان العتب الول ل تتج إل هذا التقييد ‪ ،‬كما ل يتج‬
‫إليه ف آية الصوم والصلة فعلم أن العتب قدر زائدا على ذلك ‪ ،‬وليس هو إل الال ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي ما معن " السبيل " الذكور ف الية ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 632‬‬
‫وأيضا فإن الج عبادة مفتقرة إل مسفاة فافتقر وجوبا إل ملك الزاد والراحلة ‪ ،‬كالهاد‬
‫‪ .‬ودليل الصل ( ‪ ) 1‬قوله تعال ‪ ( :‬ول على الذين ل يدون ما ينفقون حرج ) إل قوله‬
‫‪ ( :‬ول على الذين إذا ما أتوك لتحملهم ‪ ،‬قلت ل أجد ما أحلكم عليه ) ‪ .‬وف الهذب ‪:‬‬
‫وإن وجد ما يشتري به الزاد والراحلة وهو متاج إليه لدين عليه ‪ ،‬ل يلزمه ‪ ،‬حال كان‬
‫الدين ومؤجل ‪ ،‬لن الدين الال على الفور ‪ ،‬والج على التراخي ‪ ،‬فقدم عليه ‪ ،‬والؤجل‬
‫يل عليه ‪ ،‬فإذا صرف ما معه ف الج ل يد ما يقضي به الدين ‪ .‬قال ‪ :‬وإن احتاج إليه‬
‫لسكن ل بد من مثله ‪ ،‬أو خادك يتاج إل خدمته ‪ .‬ل يلزمه ‪ .‬وإن احتاج إل النكاح ‪-‬‬
‫وهو ياج العنت ‪ -‬قدم النكاح ‪ ،‬لن الاجة إل ذلك على الفور ‪ .‬وإن احتاج إليه ف‬
‫بضاعة يتجر فيها ‪ ،‬ليحصل منها ما يتاج إليه للنفقة ‪ ،‬فقد قال أبو العباس ‪ ،‬ابن صريح ‪:‬‬
‫ل يلزمه الج ‪ ،‬لنه متاج إليه ‪ ،‬فهو كالسكن والادم ‪ .‬وف الغن ‪ :‬إن كان دين على‬
‫ملئ باذل له يكفيه للحج لزمه ‪ ،‬لنه قادر ‪ ،‬وإن كان على معسر ‪ ،‬أو تعذر استيفاؤه عليه‬
‫ل يلزمه ‪ .‬وعند الشافعية ‪ :‬أنه إذا بذل رجل لخر راحلة من غي عوض ل يلزمه قبولا ‪،‬‬
‫لن عليه ف قبول ذلك منة ‪ ،‬وف تمل النة مشقة ‪ ،‬إل إذا بذل له ولده ما يتمكن به من‬
‫الج لزمه ‪ ،‬لنه أمكنه الج من غيه منة تلزمه ‪ .‬وقالت النابلة ‪ :‬ل يلزمه الج ببذل‬
‫غيه له ‪ ،‬ول يصي مستطيعا بذلك ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 632‬‬
‫سواء كان الباذل قريبا أو أجنبيا ‪ .‬وسواء بذل له الركوب والزاد ‪ ،‬أو بذل له مال ‪- 5 .‬‬
‫أن ل يوجد ما ينع الناس من الذهاب إل الج كالبس والوف من سلطان جائر ينع‬
‫الناس منه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬الصل " أي الهاد القيس عليه ‪ ،‬فإنه أصل يقاس عليه‬

‫‪510‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الفرع ‪ .‬وهو الج ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 633‬حج الصب والعبد ل يب عليهما الج ‪،‬‬
‫لكنهما إذا حجا صح منهما ‪ ،‬ول يزئهما عن حجة السلم ‪ :‬قال ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما ‪ ،‬قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أيا صب حج ث بلغ النث ( ‪ ) 1‬فعليه أن‬
‫يج حجة أخرى ‪ .‬أيا عبد حج ث أعتق ‪ ،‬فعليه أن يج حجة أخرى " رواه الطبان‬
‫بسند صحيح ‪ .‬وقال السائب بن يزيد ‪ :‬حج أب مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف‬
‫حجة الوداع ‪ ،‬وأنا ابن سبع سني ‪ .‬رواه أحد والبخاري ‪ ،‬والترمذي ‪ ،‬وقال ‪ :‬قد أجع‬
‫أهل العلم ‪ :‬على أن الصب إذا حج قبل أن يدرك فعليه الج إذا أدرك ‪ ،‬وكذلك الملوك‬
‫إذا حج ف رقه ث أعتق فعليه الج إذا وجد إل ذلك سبيل ‪ .‬وعن ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما ‪ :‬أن امرأة رفعت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم صبيا ‪ .‬فقالت ‪ :‬ألذا حج ؟‬
‫قال ‪ " :‬نعم ( ‪ ) 2‬ولك أجرا ( ‪ . " ) 3‬وعن جابر رضي ال عنه ‪ :‬قال ‪ :‬حججنا مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ومعنا النساء والصبيان ‪ ،‬فلبينا عن الصبيان ‪ ،‬ورمينا عنهم‬
‫‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬وابن ماجه ‪ .‬ث إن كان الصب ميزا أحرم بنفسه وأدى مناسك الج ‪ ،‬وإل‬
‫أحرم عنه وليه ( ‪ ) 4‬ولب عنه وطاف به وسعى ‪ ،‬ووقف بعرفة ‪ ،‬ورمى عنه ‪ .‬ولو بلغ‬
‫قبل الوقوف بعرفة ‪ ،‬أو فيها ‪ :‬أجزأ عن حجة السلم ‪ ،‬كذلك العبد إذا أعتق ‪ ( .‬هامش‬
‫) ( ‪ ) 1‬النث ‪ :‬الث ‪ ،‬أي بلغ أن يكتب عليه إثه ‪ ) 2 ( .‬أكثر أهل العلم على أن‬
‫الصب يثاب على طاعته وتكتب له حسناته دون سيئاته ‪ ،‬وهو مروي عن عمر ‪) 3 ( .‬‬
‫أي فيما تتكلفي من أمره بالج ‪ ،‬وتعليمه إياه ‪ ) 4 ( .‬قال النووي ‪ :‬الول الذي يرم‬
‫عنه إذا كان غي ميز هو ول ماله وهو أبوه أو جده أو الوصي من جهة الاكم ‪ .‬اما الم‬
‫فل يصح احرامها ال إذا كانت وصيز أو منصوبة من جهة الاكم ‪ .‬وقيل ‪ :‬يصح‬
‫إحرامها وإحرام الوصية وإن ل يكن لما ولية ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 634‬وقال مالك ‪،‬‬
‫وابن النذر ‪ :‬ليزئهما ‪ ،‬لن الحرام العقد تطوعا ‪ ،‬فل ينقلب فرضا ‪ .‬حج الرأة يب‬
‫على الرأة الج ‪ ،‬كما يب على الرجل ‪ ،‬سواء بسواء ‪ ،‬إذا استوفت شرائط الوجوب‬
‫الت تقدم ذكرها ‪ ،‬ويزاد عليها بالنسبة للمرأة أن يصحبها زوج أو مرم ( ‪ . ) 1‬فعن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬ل يلون‬
‫رجل بامرأة إل ومعها ذو مرم ‪ ،‬ول تسافر الرأة إل مع ذي مرم فقام رجل ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا‬

‫‪511‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسول ال إن امرأت خرجت حاجة ‪ ،‬وإن اكتتبت ف غزوة وكذا وكذا فقال ‪ " :‬انطلق‬
‫فحج ( ‪ ) 2‬مع امرأتك " رواه البخاري ومسلم ‪ ،‬واللفظ لسلم ‪ .‬وعن يي بن عباد قال‬
‫‪ :‬كتبت امرأة من أهل الري إل إبراهيم النخعي ‪ :‬إن ل أحج حجة السلم ‪ ،‬وأنا موسرة‬
‫‪ ،‬ليس ل ذو مرم ‪ ،‬فكتب إليها ‪ " :‬إنك من ل يعل ال له سبيل " ‪ .‬وإل اشتراط هذا‬
‫الشرط ‪ ،‬وجعله من جلة الستطاعة ‪ ،‬ذهب أبو حنيفة وأصحابه ‪ ،‬والنخعي ‪ ،‬والسن ‪،‬‬
‫والثوري ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬وإسحق ‪ .‬قال الافظ ‪ :‬والشهور عند الشافعية اشتراط الزوج أو‬
‫الحرم أو النسوة الثقات ‪ ،‬وف قول ‪ :‬تكفي امرأة واحدة ثقة ‪ ،‬وف قول ‪ -‬نقله‬
‫الكرابيسي وصححه ف الهذب ‪ -‬تسافر وحدها ‪ ،‬إذا كان الطريق آمنا ‪ .‬وهذا كله ف‬
‫الواجب من حج أو عمرة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬قال الافظ ف الفتح ‪ :‬وضابط الحرم عند‬
‫العلماء ‪ :‬من حرم عليه نكاحها على التأبيد بسبب مباح لرمتها ‪ ،‬فخرج بالتأبيد ‪ :‬أخت‬
‫الزوجة وعمتها ‪ ،‬وبالباح ‪ :‬أم الوطوءة بشبهة وبنتها ‪ ،‬وبرمتها ‪ :‬اللعنة ‪ ) 2 ( .‬هذا‬
‫المر للندب ‪ ،‬فإنه ل يلزم الزوج أو الحرم السفر مع الرأة ‪ ،‬إذا ل يوجد غيه ‪ ،‬لا ف‬
‫الج من الشقة ‪ ،‬ولنه ل يب على أحد بذل منافع نفسه ‪ ،‬ليحصل غيه ما يب عليه ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 635‬وف " سبل السلم " ‪ :‬قال جاعة من الئمة ‪ :‬يوز للعجوز‬
‫السفر من غي مرم ‪ .‬وقد استدل الجيزون لسفر الرأة من غي مرم ولزوج ‪ -‬إذا‬
‫وجدت رفقة مأمونة ‪ ،‬أو كان الطريق آمنا ‪ -‬باروه البخاري عن عدي بن حات قال ‪" :‬‬
‫بينا أنا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ‪ ،‬ث أتاه آخر‬
‫فشكا إليه قطع السبيل ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا عدي هل رأيت الية ( ‪ " ) 1‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ل أرها‬
‫‪ ،‬وقد أنبئت عنها ‪ .‬قال ‪ " :‬فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ( ‪ ) 2‬ترتل من الية‬
‫حت تطوف بالكعبة ‪ ،‬ل تاف إل ال " ‪ .‬واستدلوا أيضا بأن نساء النب صلى ال عليه‬
‫وسلم حججن بعد أن أذن لن عمر ف آخر حجة حجها ‪ ،‬وبعث معهن عثمان بن‬
‫عفان ‪ ،‬وعبد الرحن‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 635‬‬

‫‪512‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ابن عوف ‪ .‬وكان عثمان ينادي ‪ :‬أل ل يدنو أحد منهن ‪ ،‬ول ينظر إليهن ‪ ،‬وهن ف‬
‫الوادج على البل ‪ .‬وإذا خالفت الرأة وحجت ‪ ،‬دون أن يكون معها زوج أو مرم ‪،‬‬
‫صح حجها ‪ .‬وف سبل السلم قال ابن تيمية ‪ :‬إنه يصح الج من الرأة بغي مرم ‪ ،‬ومن‬
‫غي الستطيع ‪ .‬وحاصله ‪ :‬أن من ل يب عليه الج لعدم الستطاعة ‪ ،‬مثل الريض ‪،‬‬
‫والفقي ‪ ،‬والعضوب ‪ ،‬والقطوع طريقه ‪ ،‬والرأة بغي مرم ‪ ،‬وغي ذلك ‪ ،‬إذا تكلفوا‬
‫شهود الشاهد ‪ ،‬أجزأهم الج ‪ .‬ث منهم من هو مسن ف ذلك ‪ ،‬كالذي يج ماشيا ‪،‬‬
‫ومنهم من هو مسئ ف ذلك ‪ ،‬كالذي يج بالسألة ‪ ،‬والرأة تج بغي مرم ‪ .‬وإنا أجزأهم‬
‫‪ ،‬لن الهلية تامة ‪ ،‬والعصية إن وقعت ‪ ،‬ف الطريق ‪ ،‬ل ف نفس القصود ‪ ( .‬هامش ) (‬
‫‪ " ) 1‬الية " قرية قريبة من الكوفة ‪ " ) 2 ( .‬الظعينة " أي الودج فيه امرأة أم ل ‪ -‬اه‍‬
‫‪ .‬قاموس ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 636‬وف الغن ‪ :‬لو تشم غي الستطيع الشقة ‪ ،‬سار بغي‬
‫زاد وراحلة فحج ‪ ،‬كان حجه صحيحا مزئا ‪ .‬استئذان الرأة زوجها ‪ :‬يستحب للمرأة أن‬
‫تستأذن زوجها ف الروج إل الج الفرض ‪ ،‬فإن أذن لا خرجت ‪ ،‬وإن ل يأذن لا‬
‫خرجت بغي إذنه ‪ ،‬لنه ليس للرجل منع امرأته من حج الفريضة ‪ ،‬لنا عبادة وجبت‬
‫عليها ‪ ،‬ول طاعة لخلوق ف معصية الالق ولا أن تعجل به لتبئ ذمتها ‪ ،‬كمالا أن‬
‫تصلي أول الوقت ‪ ،‬وليس له منعها ‪ ،‬ويليق به الج النذور ‪ ،‬لنه واجب عليه كحجة‬
‫السلم ‪ .‬وأما حج التطوع فله منعها منه ‪ .‬لا رواه الدارقطن عن ابن عمر رضي ال‬
‫عنهما ‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ -‬ف امرأة كان لا زوج ولا مال ‪ ،‬فل يأذن‬
‫لا ف الج ‪ -‬قال ‪ " :‬ليس لا أن تنطلق إل بإذن زوجها " ‪ .‬من مات وعليه حج من‬
‫مات وعليه حجة السلم ‪ ،‬أو حجة كان قد نذرها وجب على وليه أن يهز من يج عنه‬
‫من ماله ‪ ،‬كما أن عليه قضاء ديونه ‪ .‬فعن ابن عباس رضي ال عنهما ان امرأة من جهينة‬
‫جاءت إل النب صلى ال عليه وسلم فقالت ‪ :‬ان أمي نذرت أن تج ول تج حت‬
‫ماتت ‪ ،‬أفأحج عنها ؟ قال ‪ " :‬نعم ‪ ،‬حجي عنها ‪ .‬أرأيت لو كان على أمك دين أكنت‬
‫قاضيته ؟ اقضوا ال ‪ ،‬فال أحق بالوفاء " رواه البخاري ‪ .‬وف الديث دليل على وجوب‬
‫الج عن اليت ‪ ،‬سواء أوصى أم ل يوص ‪ ،‬لن الدين يب قضاؤه مطلقا ‪ ،‬وكذا سائر‬
‫القوق الالية من كفارة ‪ ،‬أو زكاة ‪ ،‬أو نذر ‪ .‬وإل هذا ذهب ابن عباس ‪ ،‬وزيد بن ثابت‬

‫‪513‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ ،‬وأبو هريرة ‪ ،‬والشافعي ‪ ،‬ويب إخراج الجرة من رأس الال عندهم ‪ .‬وظاهر أنه يقدم‬
‫على دين الدمي إذا كانت التركة ل تتسع للحج والدين ‪ / ،‬صفحة ‪ / 637‬لقوله صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬فال أحق بالوفاء " ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬إنا يج عنه إذا أوصى ‪ .‬أما إذا ل‬
‫يوص فل يج عنه ‪ ،‬لن الج عبادة غلب فيه جانب البدنية ‪ ،‬فل يقبل النيابة ‪ .‬وإذا‬
‫أوصى حج من الثلث ‪ .‬لج عن الغي من استطاع السبيل إل الج ث عجز عنه ‪ ،‬برض‬
‫أو شيخوخة ‪ ،‬لزمه إحجاج غيه عنه ‪ ،‬لنه أيس من الج بنفسه لعجزه ‪ ،‬فصار كاليت‬
‫فينوب عنه غيه ‪ .‬ولديث الفضل بن عباس ‪ :‬أن امرأة من خثعم قالت ‪ :‬يا رسول ال ‪،‬‬
‫إن فريضة ال على عباده ف الج ‪ ،‬أدركت أب شيخا كبيا ليستطيع أن يثبت على‬
‫الراحلة ‪ ،‬أفأحج عنه ؟ قال ‪ " :‬نعم " وذلك ف حجة الوداع ‪ :‬رواه الماعة ‪ ،‬وقال‬
‫الترمذي ‪ :‬حسن صحيح ‪ .‬وقال الترمذي أيضا ‪ :‬وقد صح عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ف هذا الباب غي حديث ‪ ،‬والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النب صلى ال‬
‫عليه وسلم وغيهم ‪ ،‬يرون أن يج عن اليت ‪ .‬وبه يقول الثوري ‪ ،‬وابن البارك ‪،‬‬
‫والشافعي ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬وإسحق ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬إذا أوصى أن يج عنه ‪ ،‬حج عنه ‪ .‬وقد‬
‫رخص بعضهم أن يج عن الي إذا كان كبيا وبال ل يقدر أن يج ‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫البارك والشافعي ‪ ) 1 ( .‬وف الديث دليل على أن الرأة يوز لا أن تج عن الرجل‬
‫والرأة ‪ ،‬والرجل يوز له أن يج عن الرجل والرأة ‪ ،‬ول يأت نص يالف ذلك ‪ .‬إذا‬
‫عوف العضوب ( ‪ ) 2‬إذا عوف الريض بعد أن حج عنه نائبه فإنه‍يسقط الفرض عنه ول‬
‫تلزمه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬وهذا قول أحد والحناف ‪ " ) 1 ( .‬العضوب " الزمن الذي‬
‫لحراك له ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 638‬العادة ‪ ،‬لئل تقضي إل إياب حجتي ‪ ،‬وهذا‬
‫مذهب أحد ‪ .‬وقال المهور ‪ :‬ليزئه ‪ ،‬لنه تبي أنه ل يكن ميئوسا منه ‪ ،‬وأن العبة‬
‫بالنتهاء ‪ .‬ورجح ابن حزم الرأي الول ‪ ،‬فقال ‪ :‬إذا أمر النب صلى ال عليه وسلم بالج‬
‫عمن ليستطيع الج ‪ ،‬راكبا ‪ ،‬ول ماشيا ‪ ،‬وأخب أن دين ال يقضى عنه ‪ ،‬فقد تأدى‬
‫الدين بلشك وأجزأ عنه ‪ .‬وبل شك إن ما سقط وتأدى فل يوز أن يعود فرضه بذلك‬
‫إل بنص ‪ .‬ول نص ههنا أصل بعودته ‪ .‬ولو كان ذلك عائدا لبي عليه الصلة والسلم‬
‫ذلك ‪ .‬إذ قد يقوى الشيخ فيطيق الركوب ‪.‬‬

‫‪514‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 638‬‬
‫فإذا ل يب النب صلى ال عليه وسلم بذلك فل يوز عودة الفرض عليه بعد صحة تأديته‬
‫عنه ‪ .‬شرط الج عن الغي يشترط فيمن يج عن غيه ‪ ،‬أن يكون قد سبق له الج عن‬
‫نفسه ‪ .‬لا رواه ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سع رجل‬
‫يقول ‪ :‬لبيك عن شبمة ‪ ،‬فقال ‪ :‬أحججت عن نفسك ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ " :‬فحج عن‬
‫نفسك ‪ ،‬ث حج عن شبمة " رواه أبو داود ‪ ،‬وابن ماجه ‪ .‬قال البيهقي ‪ :‬هذا إسناد‬
‫صحيح ليس ف الباب أصح منه ‪ .‬قال ابن تيمية ‪ :‬إن أحد حكم ‪ -‬ف رواية ابنه صال‬
‫عنه ‪ -‬أنه مرفوع على أنه وإن كان موقوفا فليس لبن عباس فيه مالف ‪ .‬وهذا قول أكثر‬
‫أهل العلم ‪ :‬أنه ل يصح أن يج عن غيه من ل يج عن نفسه مطلقا ‪ ،‬مستطيعا كان‬
‫أول ‪ ،‬لن ترك الستفصال ‪ ،‬والتفريق ف حكاية الحوال ‪ ،‬دال على العموم ‪ / .‬صفحة‬
‫‪ / 639‬من حج لنذر وعليه حجة السلم أفت ابن عباس وعكرمة ‪ ،‬بأن من حج لوفاء‬
‫نذر عليه ول يكن حج حجة السلم أنه يزئ عنهما ‪ .‬وأفت ابن عمر ‪ ،‬وعطاء ‪ :‬بأنه‬
‫يبدأ بفريضة الج ‪ ،‬ث يفي بنذره ‪ .‬لصرورة ف السلم عن ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لصرورة ف السلم " رواه أحد وأبو‬
‫داود ‪ .‬قال الطاب ‪ :‬الصرورة تفسي تفسيين ‪ ( .‬أحدها ) أن الصرورة ‪ ،‬هو الرجل‬
‫الذي قد انقطع عن النكاح وتبتل ‪ ،‬على مذهب رهبانية النصارى ‪ ،‬ومنه قول النابغة ‪ :‬لو‬
‫أنا عرضت الشط راهب ‪ -‬عبد الله صرورة متعبد أدنا لبهجتها وحسن حديثها ‪-‬‬
‫ولالا رشدا وإن ل يرشد ( والوجه الخر ) أن الصرورة هو الرجل الذي ل يج ‪.‬‬
‫فمعناه على هذا ‪ :‬أن سنة الدين أن ل يبقى أحد من الناس يستطيع الج فل يج ‪ ،‬فل‬
‫يكون صرورة ف السلم ‪ .‬وقد يستدل به من يزعم أن الصرورة ل يوز له أن يج عن‬
‫غيه ‪ .‬وتقدير الكلم عنده أن الصرورة إذا شرع ف الج عن غيه صار الج عنه ‪،‬‬
‫وانقلب عن فرضه ليحصل معن النفي ‪ ،‬فل يكون صرورة ‪ .‬وهذا مذهب الوزاعي ‪،‬‬
‫والشافعي ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬وإسحاق ‪ .‬وقال مالك والثوري ‪ :‬حجه على مانواه ‪ .‬وإليه ذهب‬
‫أصحاب الرأي ‪ .‬وقد روي ذلك عن السن البصري ‪ ،‬وعطاء ‪ ،‬والنخعي ‪ .‬القتراض‬

‫‪515‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للحج عن عبد ال بن أب أوف قال ‪ :‬سألت رسول ال صلى ال‍عليه وسلم ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 640‬عن الرجل ل يج ‪ ،‬أو يستقرض للحج ؟ قال ‪ " :‬ل " ‪ ،‬رواه البيهقي ‪ .‬الج من‬
‫مال حرام ويزئ الج وإن كان الال حراما ويأث عند الكثر من العلماء ‪ .‬وقال المام‬
‫أحد ‪ :‬ليزئ ‪ ،‬وهو الصح لا جاء ف الديث الصحيح ‪ " :‬إن ال طيب ل يقبل إل‬
‫طيبا " ‪ .‬وروى عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا خرج الاج حاجا‬
‫بنفقة طيبة ( ‪ ، ) 1‬ووضع رجله ف الغرز ( ‪ ) 2‬فنادى ‪ :‬لبيك اللهم ناداه مناد من‬
‫السماء ‪ :‬لبيك وسعديك ( ‪ ) 3‬زادك حلل ‪ ،‬وراحلتك حلل وحجك مبور غي مأزور‬
‫( ‪ ) 4‬وإذاخرج بالنفقة البيثة فوضع رجله ف الغرز ‪ ،‬فنادى ‪ :‬لبيك ‪ ،‬ناداه مناد من‬
‫السماء ‪ :‬للبيك ولسعد يك ‪ ،‬زادك حرام ‪ ،‬ونفقتك حرام ‪ ،‬وحجك مأزور غي مأجور‬
‫" ‪ .‬قال النذري ‪ :‬رواه الطبان ف الوسط ‪ ،‬ورواه الصبهان من حديث أسلم مول‬
‫عمر بن الطاب مرسل متصرا ‪ .‬أيهما أفضل ف الج ‪ :‬الركوب أم الشي ؟ قال الافظ‬
‫ف الفتح ‪ :‬قال ابن النذر ‪ :‬اختلف ف الركوب والشي للحجاج أيهما أفضل ؟ قال‬
‫المهور ‪ :‬الركوب أفضل ‪ ،‬لفعل النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ولكونه أعون على الدعاء‬
‫والبتهال ‪ ،‬ولا فيه من النفعة ‪ .‬وقال إسحق بن راهويه ‪ :‬الشي أفضل لا فيه من التعب ‪.‬‬
‫ويتمل أن يقال ‪ :‬يتلف باختلف الحوال والشخاص ‪ .‬روى البخاري عن أنس رضي‬
‫ال عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم رأى شيخا يهادى ( ‪ ) 5‬بي ابنيه فقال ‪ " :‬ما بال‬
‫هذا ؟ قالوا ‪ :‬نذر أن يشي ‪ ،‬قال ‪ ) 1 ( :‬طيبة ‪ :‬حلل ‪ ) 2 ( .‬الغرز ‪ .‬ركاب من جلد‬
‫يعتمد عليه الراكب حي يركب ‪ ) 3 ( .‬لبيك ‪ :‬أجاب ال حجك إجابة بعد إجابة ‪( .‬‬
‫‪ ) 4‬مبور ‪ :‬مقبول ‪ ،‬ل يالطه وزر ‪ .‬مأزور ‪ :‬جالب للوزر والث ‪ ) 5 ( .‬يهادى ‪:‬‬
‫يعتمد عليهما ف الشي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 641‬إن ال عزوجل عن تعذيب هذا نفسه‬
‫لغن ‪ ،‬وأمره أن يركب " ‪ .‬التكسب والكاري ف الج ل بأس للحاج أن يتاجر ‪،‬‬
‫ويؤاجر ويتكسب ‪ ،‬وهو يؤدي أعمال الج والعمرة ‪ .‬قال ابن عباس ‪ :‬إن الناس ف أول‬
‫الج ( ‪ ) 1‬كانوا يتبايعون بن وعرفة ‪ ،‬وسوق ذي الجاز ( ‪ ) 2‬ومواسم الج ‪ ،‬فخافوا‬
‫البيع وهم حرم ‪ .‬فأنزل ال تعال ‪ ( :‬ليس عليكم جناح ( ‪ ) 3‬أن تبتغوا فضل من ربكم‬
‫ف مواسم الج ) رواه البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ ،‬والنسائي ‪ .‬وعن ابن عباس أيضا ‪ ،‬ف قوله‬

‫‪516‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعال ‪ ( :‬ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضل من ربكم ) قال ‪ :‬كانوا ل يتجرون بن‬
‫فأمروا أن يتجروا إذا أفاضوا من " عرفات " رواه أبو داود ‪ :‬وعن أب أمامة التيمي ‪ :‬أنه‬
‫قال ل بن عمر ‪ :‬إن رجل أكري ( ‪ ) 4‬ف هذا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 641‬‬
‫الوجه وإن ناسا يقولون ل ‪ :‬أنه ليس لك حج فقال ابن عمر ‪ :‬أليس ترم وتلب ‪،‬‬
‫وتطوف بالبيت ‪ ،‬وتفيض من عرفات ‪ ،‬وترمي الار ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬بلى ‪ ،‬قال ‪ :‬فإن لك‬
‫حجا ‪ ،‬جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم فسأله عن مثل ما سألتن ‪ ،‬فسكت عنه‬
‫حت نزلت هذه الية ‪ ( :‬ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضل من ربكم ) ‪ ،‬فأرسل إليه‬
‫وقرأ عليه هذه الية ‪ ،‬وقال ‪ " :‬لك حج " رواه أبو داود ‪ ،‬وسعيد بن منصور ‪ .‬وقال‬
‫الافظ النذري أبو أمامة ليعرف اسه ‪ .‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أن رجل سأله‬
‫فقال ‪ :‬أؤجر نفسي من هؤلء القوم فأنسك معهم الناسك ‪ ،‬أل أجر ؟ قال ابن عباس ‪:‬‬
‫نعم ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي ف السلم ‪ " ) 2 ( .‬ذو الجاز " موضع بوار عرفة ‪) 3 ( .‬‬
‫أي ل إث عليكم ‪ ،‬وإن تبتغوا فضل من ربكم مع سفركم لتأدية ما افترضه ال عليكم من‬
‫الج ‪ ،‬فالذن ف التجارة رخصة ‪ ،‬والفضل تركها ‪ " ) 4 ( .‬أكري " أي أؤجر‬
‫الرواحل للركوب ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 642‬أولئك لم نصيب ما كسبوا ‪ ،‬وال سريع‬
‫الساب " ‪ .‬رواه البيهقي ‪ ،‬والدراقطن ‪ .‬حجة رسول ال صلى ال عليه وسلم روى‬
‫مسلم قال ‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة ‪ ،‬وإسحق بن إبراهيم جيعا ‪ ،‬وعن حات ‪ ،‬قال‬
‫أبو بكر ‪ :‬حدثنا حات بن إسعيل الدن ‪ ،‬عن جعفر بن ممد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ " :‬دخلنا‬
‫على جابر بن عبد ال رضي ال عنه فسأل عن القوم حت انتهى إل ؟ فقلت ‪ :‬أنا ممد بن‬
‫علي بن حسي ‪ ،‬فأهوى بيده إل رأسي ‪ ،‬فنع زري العلى ‪ ،‬ث نزع زري السفل ‪ ،‬ث‬
‫وضع كفه بي ثديي ‪ ،‬وأنا يومئذ غلم شاب ‪ ،‬فقال ‪ :‬مرحبا بك يا بن أخي ‪ ،‬سل عما‬
‫شئت ؟ فسألته ‪ -‬وهو أعمى ‪ -‬وحضر وقت الصلة ‪ ،‬فقام ف نساجة ملتحفا با (‬
‫‪ ، ) 1‬كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها ‪ ،‬ورداؤه إل جنبه على‬
‫الشجب ( ‪ . ) 2‬فصلى بنا ‪ ،‬فقلت ‪ :‬أخبن عن حجة رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬

‫‪517‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقال بيده ‪ :‬فعقد تسعا ‪ .‬فقال ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم مكث تسع ( ‪) 3‬‬
‫سني ل يج ‪ ،‬ث أذن ف الناس ف العاشرة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حاج‬
‫فقدم الدينة بشر كثي كلهم يلتمس أن يأت برسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ويعمل مثل‬
‫عمله ‪ .‬فخرجنا معه حت أتينا ذا الليفة ‪ :‬فولدت " أساء " بنت عميس ممد بن أب بكر‬
‫‪ ،‬فأرسلت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬كيف أصنع ‪ ،‬قال ‪ " :‬اغتسلي‬
‫واستثفري ( ‪ ) 4‬بثوب وأحرمي " ‪ .‬فصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السجد ث‬
‫ركب " القصواء " ( ‪ ( ) 5‬هامش ) ( ‪ ) 1‬نساجة ‪ :‬ثوب كالطيلسان ‪ ) 2 ( .‬مشجب‬
‫‪ :‬اسم لعواد يوضع عليها الثياب ومتاع البدن " الشماعة " ‪ " ) 3 ( .‬مكث تسع سني‬
‫" ‪ .‬أي بالدينة ‪ " ) 4 ( .‬الستثفار " ‪ .‬أن تشد ف وسطها شيئا ‪ ،‬وتأخذ خرقة عريضة‬
‫تعلها على مل الدم وتشد طرفيها من قدامها ومن ورائها ف ذلك الشدود ف وسطها لنع‬
‫سيلن الدم ‪ " ) 5 ( .‬القصواء " اسم لناقة النب صلى ال عليه وسلم ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 643‬حت إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إل مد بصري بي يديه من راكب‬
‫وماش ‪ ،‬وعن يينه مثل ذلك ‪ ،‬وعن يساره مثل ذلك ‪ ،‬ومن خلفه مثل ذلك ‪ ،‬ورسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بي أظهرنا ‪ ،‬وعليه ينل القرآن ‪ ،‬وهو يعرف تأويله ‪ ،‬وما عمل به‬
‫من شئ عملنا به ‪ .‬فأهل ( ‪ ) 1‬بالتوحيد ‪ " :‬لبيك اللهم لبيك ‪ ،‬لبيك ل شريك لك‬
‫لبيك ‪ ،‬إن المد والنعمة لك واللك ‪ ،‬ل شريك لك " وأهل الناس بذا الذي يهلون به ‪،‬‬
‫فلم يرد رسول ال صلى ال عليه وسلم عليهم شيئا منه ‪ ،‬ولزم رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم تلبيته ‪ .‬قال جابر رضي ال عنه ‪ :‬لسنا ننوي إل الج ‪ :‬لسنا نعرف العمرة ‪ ،‬حت‬
‫إذا أتينا البيت معه ‪ ،‬استلم الركن ‪ ،‬فرمل ثلثا ‪ ،‬ومشى أربعا ‪ ،‬ث نفذ إل مقام إبراهيم‬
‫عليه السلم ‪ ،‬فقرأ " واتذوا من مقام إبراهيم مصلى " ‪ .‬فجعل القام بينه وبي البيت ‪.‬‬
‫فكان يقرأ ف الركعتي " قل هو ال أحد " و " قل يأيها الكافرون " ث رجع إل الركن‬
‫فاستلمه ‪ ،‬ث خرج من الباب إل الصفا ‪ .‬فلما دنا من الصفا قرأ ‪ " :‬إن الصفا والروة من‬
‫شعائر ال " أبدأ با بدأ ال به ‪ ،‬فبدأ بالصفا ‪ ،‬فرقي عليه حت رأى البيت ‪ ،‬فاستقبل القبلة‬
‫‪ ،‬فوحد ال وكبه وقال ‪ " :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬له اللك وله المد ‪ ،‬وهو‬
‫على كل شئ قدير ‪ ،‬ل إله إل ال وحده ‪ ،‬أنز وعده ‪ ،‬ونصر عبده ‪ ،‬وهزم الحزاب‬

‫‪518‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وحده ( ‪ ، " ، ) 2‬ث دعا بي ذلك ‪ ،‬قال مثل هذا ثلث مرات ‪ ،‬ث نزل إل الروة ‪ ،‬حت‬
‫إذا انصبت قدماه ف بطن الوادي ‪ ،‬سعى حت إذا صعدنا مشى ‪ ،‬حت أتى الروة ‪ ،‬ففعل‬
‫على الروة كما فعل على الصفا ‪ .‬حت إذا كان آخر طوافه على الروة ‪ ،‬فقال ‪ " .‬لو أن‬
‫استقبلت من أمري ما استدبرت ل أسق الدي ‪ ،‬وجعلتها عمرة ‪ ،‬فمن كان منكم ليس‬
‫معه ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬أهل " من الهلل ‪ :‬وهو رفع الصوت بالتلبية ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 643‬‬
‫( ‪ ) 2‬هزم الحزاب وحده ‪ :‬معناه ‪ :‬هزمهم بغي قتال من الدميي ول بسبب من‬
‫جهتهم ‪ .‬والراد بالحزاب ‪ :‬الذين تزبوا على رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم‬
‫الندق ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 644‬هدي فليحل ‪ ،‬وليجعلها عمرة " ‪ .‬فقام سراقة بن مالك‬
‫بن جعثم ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول ال ألعامنا هذا أم لبد ؟ فشبك رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أصابعه ‪ ،‬واحدة ف الخرى ‪ ،‬وقال ‪ " :‬دخلت العمرة ف الج مرتي ‪ ،‬لبل لبد‬
‫أبد " ‪ .‬وقدم علي من اليمن ببدن للنب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فوجد فاطمة رضي ال‬
‫عنها من حل ‪ ،‬ولبست ثيابا صبيغا ‪ ،‬واكتحلت ‪ ،‬فأنكر ذلك عليها ‪ ،‬فقالت ‪ :‬إن أب‬
‫أمرن بذا ‪ .‬قال ‪ :‬فكان علي يقول بالعراق ‪ :‬فذهبت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫مرشا ( ‪ ) 1‬على فاطمة للذي صنعت ‪ ،‬مستفتيا لرسول ال صلى ال عليه وسلم فيما‬
‫ذكرت عنه ‪ ،‬فأخبته أن أنكرت ذلك عليها ‪ ،‬فقال ‪ " :‬صدقت صدقت ‪ ،‬ماذا قلت‬
‫حي فرضت الج ؟ ‪ " .‬قال ‪ :‬قلت ‪ " :‬اللهم إن أهل با أهل به رسولك " ‪ .‬قال ‪" :‬‬
‫فإن معي الدي فلنل ‪ " .‬قال ‪ :‬فكان جاعة الدي الذي قدم به علي من اليمن ؟‬
‫والذي أتى به النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬مائة ‪ .‬قال ‪ :‬فحل الناس كلهم وقصروا ‪ ،‬إل‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ومن كان معه هدي ‪ .‬فلما كان يوم التروية ( ‪ ، ) 2‬توجهوا‬
‫إل من فأهلوا بالج ‪ ،‬وركب رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فصلى با الظهر‬
‫والعصر ‪ ،‬والغرب ‪ ،‬والعشاء ‪ ،‬والفجر ‪ .‬ث مكث قليل حت طلعت الشمس ‪ ،‬وأمر بقبة‬
‫من شععر تضرب له بنمرة ‪ .‬فسار رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ول تشك قريش أل‬
‫أنه واقف ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬التحريش " الغراء ‪ .‬والراد هنا أن يذكر له ما يقضي عتابا‬

‫‪519‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ " ) 2 ( .‬يوم التروية " هو اليوم الثامن من ذي الجة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 645‬عند‬
‫الشعر الرام ‪ ،‬كما كانت قريش تصنع ف الاهلية ( ‪ . ) 1‬فأجاز ( ‪ ) 2‬رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم حت أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة ‪ ،‬فنل با حت إذا‬
‫زاغت الشمس ‪ ،‬أمر بالقصواء فرحلت ( ‪ ) 3‬له ‪ .‬فأتى بطن الوادي ( ‪ ) 4‬فخطب الناس‬
‫‪ ،‬وقال ‪ " :‬إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم ‪ ،‬كحرمة يومكم هذا ‪ ،‬ف شهركم هذا ‪،‬‬
‫ف بلدكم هذا ‪ ،‬أل كل شئ من أمر الاهلية تت قدمي موضوع ‪ ،‬ودماء الاهلية‬
‫موضوعة ‪ ،‬وإن أول دم أضع من دمائنا ‪ ،‬دم ابن ربيعة بن الارث ‪ -‬كان مسترضعا ف‬
‫بن سعد ‪ ،‬فقتلته هذيل ‪ -‬وربا الاهلية موضوع ( ‪ ) 5‬وأول ربا أضع ربانا ‪ ،‬ربا عباس‬
‫بن عبد الطلب ‪ ،‬فإنه موضوع كله ‪ ،‬فاتقوا ال ف النساء فإنكم أخذتوهن بأمان ال ‪،‬‬
‫واستحللتم فروجهن بكلمة ال ‪ ،‬ولكم عليهن أن ل يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ‪ ،‬فإن‬
‫فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غي مبح ‪ ،‬ولن عليكم رزقهن وكسوتن بالعروف ‪ ،‬وقد‬
‫تركت فيكم ما لن تضلوا بعده ‪ ،‬إن اعتصمتم به ‪ :‬كتاب ال ‪ ،‬وأنتم تسألون عن ‪ ،‬فما‬
‫أنتم قائلون ؟ قالوا ‪ :‬نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ‪ ،‬فقال ‪ :‬بإصبعه السبابة (‬
‫‪ ) 6‬يرفعها إل السماء ينكتها إل الناس ‪ ،‬اللهم اشهد ‪ ،‬اللهم فاشهد ثلث مرات ‪ .‬ت‬
‫أذن ‪ ،‬ث أقام فصلى الظهر ‪ ،‬ث أقام فصلى العصر ‪ ،‬ول يصل بينهما ( هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫كانت قريش ف الاهلية تقف بالشعر الرام ‪ ،‬وهو جبل بالزدلفة يقال له فرح ‪ .‬وقيل ‪:‬‬
‫إن الشعر الرام كل الزدلفة ‪ ،‬وكان سائر العرب يتجاوزون الزدلفة ويقفون بعرفات ‪،‬‬
‫فظنت قريش أن النب صلى ال عليه وسلم يقف ف الشعر الرام على عادتم ول يتجاوزه‬
‫‪ .‬فتجاوزه النب صلى ال عليه وسلم إل عرفات ‪ ،‬لن ال تعال أمره بذلك ف قوله تعال‬
‫‪ " :‬ث أفيضوا من حيث أفاض الناس " أي سائر الناس العرب ‪ ،‬غي قريش وإنا كانت‬
‫قريش تقف بالزدلفة لنا من الرم ‪ ،‬وكانوا يقولون ‪ :‬نن أهل حرم ال ‪ ،‬فل نرج منه‬
‫‪ ) 2 ( .‬فأجاز ‪ :‬أي جاوز الزدلفة ول يقف با ‪ ،‬بل توجه إل عرفات ‪" ) 3 ( .‬‬
‫فرحلت " أي جعل عليها الرحل ‪ " ) 4 ( .‬بطن الوادي " هو وادي عرفة ‪" ) 5 ( .‬‬
‫موضوع " أي باطل ‪ " ) 6 ( .‬فقال بإصبعه السبابة " أي يقلبها و يرددها إل الناس‬
‫مشيا إليهم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 646‬شيئا ( ‪ ) 1‬ث ركب رسول ال صلى ال عليه‬

‫‪520‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وسلم حت أتى الوقف فجعل بطن ناقته القصواء إل الصخرات ‪ ،‬وجعل جبل الشاة (‬
‫‪ ) 2‬بي يديه واستقبل القبلة ‪ .‬فلم يزل واقفا حت غربت الشمس ‪ ،‬وذهبت الصفرة قليل‬
‫حت غاب القرص ‪ ،‬وأردف أسامة خلفه ‪ .‬ودفع رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وقد‬
‫شنق ( ‪ ) 3‬للقصواء الزمام حت إن رأسها ليصيب مورك رجله ( ‪ ) 4‬ويقول بيده اليمن‬
‫( ‪ " : ) 5‬أيها الناس ‪ ،‬السكينة السكينة " كلما أتى جبل من البال أرخى لا قليل حت‬
‫تصعد ‪ ،‬حت أتى الزدلفة فصلى با الغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتي ‪ ،‬ول يسبح‬
‫بينهما شيئا ‪ .‬ث اضطجع رسول ال صلى ال عليه وسلم حت طلع الفجر وصلى الفجر‬
‫حي تبي له الصبح بأذان وإقامة ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 646‬‬
‫ث ركب القصواء ‪ ،‬حت أتى الشعر الرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبه وهلله ووحده ‪،‬‬
‫فلم يزل واقفا حت أسفر جدا ‪ .‬فدفع قبل أن تطلع الشمس ‪ ،‬وأردف الفضل بن عباس‬
‫وكان رجل حسن الشعر أبيض وسيما ( ‪ ) 6‬فلما دفع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫مرت به ظعن ( ‪ ) 7‬يرين فطفق الفضل ينظر إليهن ‪ ،‬فوضع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يده على وجه الفضل فحول الفضل وجهه إل الشق الخر ينظر ‪ ،‬فحول رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يده من الشق الخر على وجه الفضل ‪ ،‬يصرف وجهه من الشق‬
‫الخر ينظر ‪ ،‬حت أتى بطن مسر ‪ .‬فحرك قليل ‪ ،‬ث سلك الطريق ( هامش ) ( ‪" ) 1‬‬
‫فصلى الظهر ث قام فصلى العصر ول يصل بينهما ال " ‪ :‬فيه دليل على أنه يشرع المع‬
‫بي الظهر والعصر هناك ف ذلك اليوم ‪ ،‬وقد أجعت المة عليه ‪ ،‬واختلفوا ف سببه ‪:‬‬
‫فقيل ‪ :‬بسبب النسك وهو مذهب أب حنيفة وبعض أصحاب الشافعي ‪ ،‬وقال أكثر‬
‫أصحاب الشافعي ‪ :‬هو بسبب السفر ‪ " ) 2 ( .‬جبل الشاة " أي متمعهم ‪" ) 3 ( .‬‬
‫شنق " أي ضم وضيق ‪ " ) 4 ( .‬الورك " الوضع الذي يثن الراكب رجله عليه ‪ .‬قدام‬
‫واسطة الرحل ‪ ،‬إذا مل من الركوب ‪ " ) 5 ( .‬يقول بيده " أي يشي با قائل ‪ :‬الزموا‬
‫السكينة ‪ .‬وهي الرفق والطمأنينة ‪ " ) 6 ( .‬وسيما " أي جيل ‪ " ) 7 ( .‬الظعن " جع‬
‫ظعينة ‪ -‬وهي البعي الذي عليه امرأة ‪ ،‬ث سيت به الرأة مازا للبسها البعي ‪/ ) . ( .‬‬

‫‪521‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صفحة ‪ / 647‬الوسطى ( ‪ ) 1‬الت ترج على المرة الكبى ‪ ،‬حت أتى المرة الت عند‬
‫الشجرة فرماها بسبع حصيات يكب مع كل حصاة منها مثل حصى الذف ‪ ،‬رمى من‬
‫بطن الوادي ( ‪ . ) 2‬ث انصرف إل النحر فنحر ثلثا وستي بيده ث أعطى عليا فنحر ما‬
‫غب ( ‪ ) 3‬وأشركه ف هديه ‪ ،‬ث أمر من كل بدنة ببضعة ( ‪ ) 4‬فجعلت ف قدر ‪،‬‬
‫فطبخت فأكل من لمها وشربا من مرقها ‪ .‬ث ركب رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫فأفاض إل البيت ( ‪ ) 5‬فصلى بكة الظهر ‪ .‬فأتى بن عبد اللك يسقون على زمزم ‪ ،‬فقال‬
‫‪ " :‬انزعوا ( ‪ ) 6‬بن عبد الطلب ‪ ،‬فلول أن يغلبكم الناس على سقايتكم ( ‪ ) 7‬لنعت‬
‫معكم " ‪ .‬فناولوه دلوا فشرب منه ‪ .‬قال العلماء ‪ :‬واعلم أن هذا حديث عظيم مشتمل‬
‫على جل من الفوائد ‪ ،‬ونفائس من مهمات القواعد ‪ ،‬قال القاضي عياض ‪ :‬قد تكلم‬
‫الناس على ما فيه من الفقه ‪ .‬وأكثروا ‪ ،‬وصنف فيه أبو بكر بن النذر جزءا كبيا أخرج‬
‫فيه من الفقه مائة ونيفا وخسي نوعا ‪ .‬قال ‪ :‬ولو تقصى لزيد على هذا العدد قريب منه ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬وفيه دللة على أن غسل الحرام سنة للنفساء والائض ولغيزها ( ‪ ) 1‬قوله " ث‬
‫سلك الطريق الوسطى " فيه دليل على أن سلوك هذا الطريق ف الرجوع من عرفات سنة‬
‫‪ .‬وهو غي الطريق الذي ذهب به إل عرفات ‪ .‬وكان قد ذهب إل عرفات من طريق "‬
‫ضب " ليخالف الطريق كما كان يعمل ف الروج إل العيدين ف مالفته طريق الذهاب‬
‫والياب ‪ ) 2 ( .‬قوله ‪ " :‬رمى من بطن الوادي " أي بيث تكون " من " و " عرفات "‬
‫و " الزدلفة " عن يينه و " مكة " عن يساره ‪ ) 3 ( .‬قوله ‪ " :‬فنحر ثلثا وستي ال "‬
‫فيه دليل على استحباب تكثي الدي وكان هدي النب صلى ال عليه وسلم ف تلك السنة‬
‫مائة بدنة و " غب " أي بقي ‪ ) 4 ( .‬البضعة ‪ :‬أي القطعة من اللحم ‪ " ) 5 ( .‬فأفاض‬
‫إل البيت " أي طاف بالبيت طواف الفاضة ‪ ،‬ث صلى الظهر ‪ " ) 6 ( .‬انزعوا " أي‬
‫استقوا بالدلء وانزعوها بالرشاء ( البال ) ‪ " ) 7 ( .‬فلول أن يغلبكم الناس على ال ‪.‬‬
‫معناه لول خوف أن يعتقد الناس ذلك من مناسك الج ويزدحون عليه بيث يغلبونكم‬
‫ويدفعونكم عن الستقاء لستقيت معكم لكثرة فضيلة هذا الستقاء ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 648‬بالول ‪ .‬على استثفار الائض والنفساء وعلى صحة إحرامهما ‪ ،‬وأن يكون‬
‫الحرام عقب صلة فرض أو نفل ‪ ،‬وأن يرفع الحرم صوته بالتلبية ‪ ،‬ويستحب القتصار‬

‫‪522‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على تلبية النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬فإذا زاد فل بأس ‪ ،‬فقد زاد عمر ‪ :‬لبيك ذا النعماء‬
‫والفضل السن ‪ ،‬لبيك مرهوبا منك ومرغوبا إليك ‪ .‬وأنه ينبغي للحاج القدوم أول إل‬
‫مكة ليطوف طواف القدوم وأن يستلم الركن ‪ -‬الجر السود ‪ -‬قبل طوافه ويرمل ف‬
‫الثلثة الشواط الول ‪ ،‬والرمل أسرع الشي مع تقارب الطا وهو البب ‪ ،‬وهذا الرمل‬
‫يفعله ما عدا الركني اليمانيي ‪ .‬ث يشي أربعا على عادته وأنه يأت بعد تام طوافه مقام‬
‫إبراهيم ويتلو " واتذوا من مقام إبراهيم مصلى " ‪ .‬ث يعل القام بينه وبي البيت ويصلي‬
‫ركعتي ‪ .‬ويقرأ فيهما ف الول ‪ -‬بعد الفاتة ‪ -‬سورة " الكافرون " وف الثانية ‪ -‬بعد‬
‫الفاتة ‪ -‬سورة " الخلص " ‪ .‬ودل الديث أنه يشرع له الستلم عند الروج من‬
‫السجد كما فعله عند الدخول ‪ .‬واتفق العلماء ‪ :‬على أن الستلم سنة ‪ .‬وأنه يسعى بعد‬
‫الطواف ويبدأ من الصفا ويرقى إل أعله ويقف عليه مستقبل القبلة ويذكر ال تعال بذا‬
‫الذكر‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 648‬‬
‫ويدعو ثلث مرات ويرمل ف بطن الوادي وهو الذي يقال له " بي اليلي " وهو ‪ -‬أي‬
‫الرمل ‪ -‬مشروع ف كل مرة من السبعة الشواط ل ف الثلثة الول كما ف طواف‬
‫القدوم بالبيت ‪ ،‬وأنه يرقى أيضا على الروة كما رقي على الصفا ويذكر ويدعو ‪ .‬وبتمام‬
‫ذلك تتم عمرته ‪ .‬فإن حلق أو قصر صار حلل ‪ .‬وهكذا فعل الصحابة الذين أمرهم‬
‫صلى ال عليه وسلم بفسخ الج إل العمرة ‪ .‬وأما من كان قارنا ‪ ،‬فإنه ل يلق ول يقصر‬
‫‪ ،‬ويبقى على إحرامه ث ف ‪ /‬صفحة ‪ / 649‬يوم التروية ‪ -‬وهو الثامن من ذي الجة ‪-‬‬
‫يرم من أراد الج من حل من عمرته ويذهب هو ومن كان قارنا إل من ‪ ،‬والسنة أن‬
‫يصلي بن الصلوات المس ‪ ،‬وأن يبيت با هذه الليلة ‪ -‬وهي ليلة التاسع من ذي الجة‬
‫‪ .‬ومن السنة كذلك أن ل يرج يوم عرفة من من إل بعد طلوع الشمس ‪ ،‬ول يدخل "‬
‫عرفات " إل بعد زوال الشمس ‪ .‬وبعد صلة الظهر والعصر جيعا ب‍ " عرفات " فإنه صلى‬
‫ال عليه وسلم نزل بنمرة وليست من عرفات ‪ .‬ول يدخل صلى ال عليه وسلم الوقف‬
‫إل بعد الصلتي ‪ .‬ومن السنة أن يصلي بينهما شيئا ‪ ،‬وأن يطب المام الناس قبل الصلة‬

‫‪523‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ ،‬وهذه إحدى الطب السنونة ف الج ‪ .‬والثانية ‪ -‬أي من الطب السنونة ‪ -‬يوم‬
‫السابع من ذي الجة يطب عند الكعبة بعد صلة الظهر ‪ .‬والثالثة ‪ -‬أي من الطب‬
‫السنونة ‪ -‬يوم النحر ‪ .‬والرابعة ‪ -‬يوم النفر الول ‪ .‬وف الديث سنن وآداب منها ‪ :‬أن‬
‫يعل الذهاب إل الوقف عند فراغه من الصلتي ‪ .‬وأن يقف ‪ -‬ف عرفات ‪ -‬راكبا‬
‫أفضل ‪ .‬وأن يقف عند الصخرات ‪ ،‬عند موقف النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أو قريبا منه ‪.‬‬
‫وأن يقف مستقبل القبلة ‪ .‬وأن يبقي ف الوقف حت تغرب الشمس ‪ .‬ويكون ف وقوفه‬
‫داعيا ل عزوجل ‪ ،‬رافعا يديه إل صدره ‪ ،‬وأن يدفع بعد تقق غروب الشمس بالسكينة ‪،‬‬
‫ويأمر الناس با إن كان مطاعا ‪ .‬فإذا أتى الزدلفة نزل وصلى الغرب والعشاء جعا بأذان‬
‫واحد وإقامتي ‪ ،‬دون أن يتطوع بينهما شيئا من الصلوات ‪ .‬وهذا المع متفق عليه بي‬
‫العلماء ‪ .‬وإنا اختلفوا ف سببه ‪ .‬فقيل ‪ :‬أنه نسك ‪ ،‬وقيل ‪ :‬لنم مسافرون ‪ ،‬أي السفر‬
‫هو العلة لشروعية المع ‪ / .‬صفحة ‪ / 650‬ومن السنن ‪ :‬البيت بزدلفة ‪ ،‬وهو ممع‬
‫على أنه نسك وإنا اختلفوا ف كونه ‪ -‬أي البيت ‪ -‬واجبا أو سنة ‪ .‬ومن السنة ‪ ،‬أن‬
‫يصلي الصبح ف الزدلفة ث يدفع عنها بعد ذلك ‪ .‬فيأت الشعر الرام فيقف به ‪ ،‬ويدعو ‪.‬‬
‫والوقوف عنده من الناسك ‪ :‬ث يدفع منه عند إسفار الفجر إسفارا بليغا ‪ ،‬فيأت بطن‬
‫مسر فيسرع السي فيه ‪ ،‬لنه مل غضب ال فيه على أصحاب الفيل ‪ .‬فلينبغي الناة فيه‬
‫‪ .‬ول البقاء فيه ‪ .‬فإذا أتى المرة ‪ -‬وهي جرة العقبة ‪ -‬نزل ببطن الوادي رماها بسبع‬
‫حصيات ‪ ،‬كل حصاة كحبة الباقلء ‪ -‬أي الفول ‪ -‬يكب مع كل حصاة ‪ .‬ث ينصرف‬
‫بعد ذلك إل النحر فينحر ‪ -‬إن كان عنده هدى ث يلق بعد نره ‪ .‬ث يرجع إل مكة‬
‫فيطوف طواف الفاضة ‪ -‬وهو الذي يقال له طواف الزيارة ‪ .‬ومن بعده يل له كل ما‬
‫حرم عليه بالحرام ‪ ،‬حت وطء النساء ‪ .‬وأما إذا رمى جرة العقبة ‪ .‬ول يطف هذا‬
‫الطواف فإنه يل له كل شئ ماعد النساء ‪ .‬هذا هو هدي رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ف حجه والت به مقتد به ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ومتثل لقوله ‪ " :‬خذوا عن مناسككم‬
‫" وحجه صحيح ‪ .‬وإليك تفصيل هذه العمال وبيان آراء العلماء ‪ ،‬ومذهب كل منهم ‪،‬‬
‫ف كل عمل من أعمال الج ‪ .‬الواقيت الواقيت جع ميقات ‪ .‬كمواعيد وميعاد ‪ ،‬وهي‬
‫مواقيت زمانية ومواقيت مكانية ‪ / .‬صفحة ‪ / 651‬الواقيت الزمانية هي الوقات الت ل‬

‫‪524‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يصح شئ من أعمال الج إل فيها ‪ ،‬وقد بينها ال تعال ف قوله ‪ ( :‬يسألونك عن الهلة‬
‫قل هي مواقيت للناس والج ) وقال ‪ ( :‬الج أشهر معلومات ) أي وقت أعمال الج‬
‫أشهر معلومات ‪ .‬والعلماء ممعون ‪ :‬على أن الراد بأشهر الج شوال ‪ ،‬وذو القعدة ‪.‬‬
‫واختلفوا ف ذي الجة ‪ .‬هل هو بكماله من أشهر الج ‪ ،‬أو عشر منه ؟ فذهب ابن‬
‫عمر ‪ ،‬وابن عباس ‪ ،‬وابن مسعود ‪ ،‬والحناف والشافعي ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬إل الثان ‪ .‬وذهب‬
‫مالك إل الول ‪ .‬ورجحه ابن حزم فقال ‪ :‬قال تعال ‪ ( :‬الج أشهر معلومات ) ‪ .‬ول‬
‫يطلق على شهرين ‪ ،‬وبعض آخر أشهر ‪ .‬وأيضا ‪ ،‬فإن رمي المار ‪ -‬وهومن أعمال الج‬
‫‪ -‬يعمل يوم الثالث عشر من ذي الجة ‪ ،‬وطواف الفاضة ‪ -‬وهو من فرائض الج ‪-‬‬
‫يعمل ف ذي الجة كله بل خلف منهم ‪ ،‬فصح أنا ثلثة أشهر ‪ .‬وثرة اللف تظهر ‪،‬‬
‫فيما وقع من أعمال الج بعد النحر ‪ .‬فمن قال ‪ :‬إن ذا الجة كله من الوقت ‪ ،‬قال ل‬
‫يلزمه دم التأخي ‪ .‬ومن قال ‪ :‬ليس إل العشر منه قال ‪ :‬يلزمه من التأخي ‪ .‬الحرام بالج‬
‫قبل أشهره ‪ :‬ذهب ابن عباس ‪ ،‬وابن عمر ‪ ،‬وجابر ‪ ،‬والشافعي ‪ :‬إل أنه ل يصح الحرام‬
‫بالج إل ف أشهره ( ‪ . ) 1‬قال البخاري ‪ :‬وقال ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أشهر الج‬
‫شوال ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 651‬‬
‫وذو القعدة ‪ ،‬وعشر من ذي الجة ‪ .‬وقال ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬من السنة ( ‪) 2‬‬
‫أن ل يرم بالج إل ف أشهر الج ‪ .‬وروى ابن جرير عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‬
‫‪ :‬ل يصح أن يرم أحد بالج ‪ ،‬إل ف أشهر الج ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وقالوا فيمن أحرم‬
‫قبلها أحل بعمرة ول يزئه عن إحرام الج ‪ ) 2 ( .‬قول الصحاب ‪ :‬من السنة كذا ‪.‬‬
‫يعطي حكم الرفوع إل النب صلى ال عليه وسلم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 652‬ويرى‬
‫الحناف ‪ ،‬ومالك ‪ ،‬وأحد ‪ :‬أن الحرام بالج قبل أشهره يصح مع الكراهة ‪ .‬ورجح‬
‫الشوكان الرأي الول ‪ ،‬فقال ‪ :‬إل أنه يقوي النع من الحرام قبل أشهر الج ‪ ،‬أن ال ‪-‬‬
‫سبحانه ‪ -‬ضرب لعمال الج أشهرأ معلومة ‪ .‬والحرام عمل من أعمال الج ‪ .‬فمن‬
‫ادعى أنه يصح قبلها فعليه الدليل ‪ .‬الواقيت الكانية الواقيت الكانية ‪ :‬هي الماكن الت‬

‫‪525‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يرم منها من يريد الج أو العمرة ‪ .‬ول يوز لاج أو معتمر أن يتجاوزها ‪ ،‬دون أن يرم‬
‫‪ .‬وقد بينها رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فجعل ميقات أهل الدينة " ذا الليفة "‬
‫( موضع بينه وبي مكة ‪ 450‬كيلومتر يقع ف شالا ) ‪ .‬ووقت ( ‪ ) 1‬لهل الشام "‬
‫الحفة " ( موضع ف الشمال الغرب من مكة بينه وبينها ‪ 187‬كيلومتر ‪ ،‬وهي قريبة من‬
‫" رابغ " و " رابغ " بينها وبي " مكة " ‪ 204‬كيلومتر ‪ :‬وقد صارت " رابغ " ميقات‬
‫أهل مصر والشام ‪ ،‬ومن ير عليها بعد ذهاب معال " جحفة " ) ‪ .‬وميقات أهل ند "‬
‫قرن النازل " ( جبل شرقي مكة يطل على عرفات ‪ ،‬بينه وبي مكة ‪ 94‬كيلومتر ) ‪.‬‬
‫وميقات أهل اليمن " يلملم " ( جبل يقع جنوب مكة ‪ ،‬بينه وبينها ‪ 54‬كيلومتر ) ‪.‬‬
‫وميقات أهل العراق " ذات عرق " ( موضع ف الشمال الشرقي لكة ‪ ،‬بينه وبينها ‪94‬‬
‫كيلومتر ) ‪ .‬وقد نظمها بعضهم فقال ‪ :‬وقد نظمها بعضهم فقال ‪ :‬عرق العراق يلملم‬
‫اليمن ‪ -‬وبذي الليفة يرم الدن ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬وقت " ‪ :‬أي حدد ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 653‬والشام جحفة إن مررت با ‪ -‬ولهل ند قرن فاستب هذه هي الواقيت‬
‫الت عينها رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وهي مواقيت لكل من مر با ‪ ،‬سواء كان من‬
‫أهل تلك الهات أم كان من جهة أخرى ( ‪ . ) 1‬وقد جاء ف كلمه صلى ال عليه‬
‫وسلم قوله ‪ " :‬هن لن ولن أتى عليهن من غيهن لن أراد الج أو العمرة " ‪ .‬أي إن‬
‫هذه الواقيت لهل البلد الذكورة ولن مربا ‪ .‬وإن ل يكن من أهل تلك الفاق العينة‬
‫فإنه يرم منها إذا أتى مكة قاصدا النسك ‪ .‬ومن كان بكة وأراد الج ‪ ،‬فميقاته منازل‬
‫مكة ‪ .‬وإن أراد العمرة ‪ ،‬فميقاته الل ‪ ،‬فيخرج إليه ويرم منه وأدن ذلك " التنعيم " ‪.‬‬
‫ومن كان بي اليقات وبي مكة ‪ ،‬فميقاته من منله ‪ .‬قال ابن حزم ‪ :‬ومن كان طريقه‬
‫لتر بشئ من هذه الواقيت فليحرم من حيث شاء ‪ ،‬برا أو برا ‪ .‬الحرام قبل اليقات ‪:‬‬
‫قال ابن النذر ‪ :‬أجع أهل العلم على أن من أحرم قبل اليقات أنه مرم ‪ ،‬وهل يكره ؟ قيل‬
‫‪ :‬نعم ‪ ،‬لن قول الصحابة " وقت رسول ال صلى ال عليه وسلم لهل الدينة ذا الليفة‬
‫" يقضي بالهلل من هذه الواقيت ‪ ،‬ويقضي بنفي النقص والزيادة ‪ ،‬فإن ل تكن الزيادة‬
‫مرمة ‪ ،‬فل أقل من أن يكون تركها أفضل ‪ .‬الحرام تعريفه ‪ :‬هونية أحد النسكي ‪ :‬الج‬
‫‪ ،‬أو العمرة ‪ ،‬أو نيتهما معا ‪ :‬وهو ركن ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 1‬فإذا أراد الشامي الج فدخل‬

‫‪526‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الدينة فميقاته ‪ ،‬ذو الليفة ‪ ،‬لجتيازه عليها ول يؤخر حت يأت " رابغ " الت هي ميقاته‬
‫الصلي ‪ ،‬فإن أخرأساء ولزمه دم عند المهور ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 654‬لقول ال تعال‬
‫‪ ( :‬وما أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له الدين ) وقول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫إنا العمال بالنيات ‪ ،‬وإنا لكل امرئ ما نوى " ‪ .‬وقد سبق الكلم على حقيقة النية ( ‪1‬‬
‫) وأن ملها القلب ‪ :‬قال الكمال ابن المام ‪ :‬ول نعلم الرواة لنسكه صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ .‬روى واحد منهم ‪ :‬أنه سعه صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬نويت العمرة ‪ ،‬أو نويت‬
‫الج " ‪ .‬آدابه ‪ :‬للحرام آداب ينبغي مراعاتا ‪ ،‬نذكرها فيما يلي ‪ ) 1 ( :‬النظافة ‪:‬‬
‫وتتحقق بتقليم الظافر ‪ ،‬وقص الشارب ونتف البط ‪ ،‬وحلق العانة ‪ ،‬والوضوء ‪ ،‬أو‬
‫الغتسال ‪ ،‬وهو أفضل ‪ ،‬وتسريح اللحية ‪ ،‬وشعر الرأس ‪ .‬قال ابن عمر رضي ال عنهما‬
‫‪ :‬من السنة أن يغتسل ( ‪ ) 2‬إذا أراد الحرام ‪ ،‬وإذا أراد دخول مكة ‪ .‬رواه البزار ‪،‬‬
‫والدارقطن ‪ ،‬والاكم ‪ ،‬وصححه ‪ .‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬إن النفساء والائض تغتسل ( ‪ ) 3‬وترم ‪ ،‬وتقضي الناسك كلها ‪،‬‬
‫غي أنا ل تطوف بالبيت حت تطهر " ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬والترمذي ‪ .‬وحسنه ‪( .‬‬
‫‪ ) 2‬التجرد ‪ :‬من الثياب الخيطة ولبس ثوب الحرام ‪ ،‬وها رداء يلف النصف العلى من‬
‫البدن ‪ ،‬دون الرأس ‪ ،‬وإزار يلف به النصف السفل منه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬باب‬
‫الوضوء " من هذا الكتاب ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 654‬‬
‫( ‪ ) 2‬أي يغتسل بنية غسل الحرام ‪ ) 3 ( .‬قال الطاب ‪ :‬ف أمره عليه الصلة والسلم‬
‫الائض والنفساء بالغتسال ‪ :‬دليل على أن الظاهر أول بذلك ‪ .‬وفيه دليل على أن‬
‫الحدث إذا أحرم ‪ ،‬أجزأه أحرامه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 655‬وينبغي أن يكونا أبيضي ‪،‬‬
‫فإن البيض أحب الثياب إل ال تعال ‪ .‬قال ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬انطلق رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم من الدينة بعد ما ترجل ‪ ،‬وادهن ‪ ،‬ولبس إزاره ورداءه ‪ ،‬هو‬
‫وأصحابه ‪ .‬الديث رواه البخاري ‪ ) 3 ( .‬التطيب ‪ :‬ف البدن والثياب ‪ ،‬وإن بقي أثره‬
‫عليه بعد الحرام ( ‪ . ) 1‬فعن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬كأن أنظر إل وبيض ( ‪) 2‬‬

‫‪527‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الطيب ف مفرق رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو مرم ‪ .‬رواه البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪.‬‬
‫ورويا عنها أنا قالت ‪ :‬كنت أطيب رسول ال صلى ال عليه وسلم لحرامه قبل أن‬
‫يرم ‪ ،‬ولله ( ‪ ) 3‬قبل أن يطوف بالبيت ‪ .‬وقالت ‪ " :‬كنا نرج مع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إل مكة ‪ ،‬فننضح جباهنا بالسك عند الحرام ‪ ،‬فإذا عرقت إحدانا ‪ ،‬سال‬
‫على وجهها فياه النب صلى ال عليه وسلم فل ينهانا ‪ ،‬رواه أحد ‪ ،‬وأبو داود ‪) 4 ( .‬‬
‫صلة ركعتي ‪ :‬ينوي بما سنة الحرام ‪ ،‬يقرأ ف الول منهما بعد الفاتة سورة "‬
‫الكافرون " وف الثانية سورة " الخلص " ‪ .‬قال ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬كان النب‬
‫صلى ال عليه وسلم يركع بذي الليفة ( ‪ ) 4‬ركعتي ‪ .‬رواه مسلم ‪ .‬وتزئ الكتوبة‬
‫عنهما ‪ ،‬كما أن الكتوبة تغن عن تية السجد ‪ .‬أنواع الحرام الحرام أنواع ثلثة ‪1 :‬‬
‫‪ -‬قران ‪ - 2 .‬وتتع ‪ - 3 .‬وإفراد ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬كرهه بعض العلماء ‪ ،‬والديث‬
‫حجة عليهم ‪ " ) 2 ( .‬وبيض " أي بريق ‪ " ) 3 ( .‬الراد بالحلل ‪ ،‬بعد الرمى " الذي‬
‫يل به الطيب وغيه ول ينع بعده ال من النساء كما سيأت ‪ " ) 4 ( .‬ذو الليفة " أي‬
‫الكان الذي أحرم منه النب صلى ال عليه وسلم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 656‬وقد أجع‬
‫العلماء ‪ :‬على جواز كل واحد من هذه النواع الثلثة ‪ .‬فعن عائشة رضي ال عنها قالت‬
‫‪ :‬خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم عام حجة الوداع ‪ .‬فمنا من أهل بعمرة ‪،‬‬
‫ومنامن أهل بج وعمرة ‪ ،‬ومنا من أهل بالج ‪ .‬وأهل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بالج ‪ .‬فأما من أهل بعمرة ‪ ،‬فحل عند قدومه ‪ ،‬وأما من أهل بج ‪ ،‬أو جع بي الج‬
‫والعمرة ‪ ،‬فلم يل ‪ ،‬حت كان يوم النحر ‪ ،‬رواه أحد ‪ ،‬والبخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ ،‬ومالك ‪.‬‬
‫معن القران ( ‪ : ) 1‬أن يرم من عند اليقات بالج والعمرة معا ‪ .‬ويقول عند التلبية ‪" :‬‬
‫لبيك بج وعمرة " ‪ .‬وهذا يقتضي بقاء الحرم على صفة الحرام إل أن يفرغ من أعمال‬
‫العمرة والج جيعا ‪ .‬أو يرم بالعمرة ‪ ،‬ويدخل عليها الج قبل الطواف ( ‪ ) 2‬معن‬
‫التمتع ‪ :‬والتمتع ‪ :‬هو العتمار ف أشهر الج ‪ ،‬ث يج من عامه الذي اعتمر فيه ‪ .‬وسي‬
‫تتعا ‪ ،‬للنتفاع بأداء النسكي ف أشهر الج ‪ ،‬ف عام واحد ‪ ،‬من غي أن يرجع إل بلده‬
‫‪ .‬ولن التمتع يتمتع بعد التحلل من إحرامه با يتمتع به غي الحرم من لبس الثياب ‪،‬‬
‫والطيب ‪ ،‬وغي ذلك ‪ .‬وصفة التمتع ‪ :‬أن يرم من اليقات بالعمرة وحدها ‪ ،‬ويقول عند‬

‫‪528‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫التلبية " لبيك بعمرة " ‪ .‬وهذا يقتضي البقاء على صفة الحرام حت يصل الاج إل مكة ‪،‬‬
‫فيطوف بالبيت ‪ ،‬ويسعى بي الصفا والروة ‪ ،‬ويلق شعره أو يقصره ‪ ،‬ويتحلل فيخلع‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬سي بذلك ‪ ،‬لا فيه من القران والمع بي والعمرة ‪ ،‬بإحرام واحد ‪( .‬‬
‫‪ ) 2‬يطلق على هذا لفظ " تتع " ف الكتاب والسنة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 657‬ثياب‬
‫الحرام ويلبس ثيابه العتادة ويأت كل ما كان قد حرم عليه بالحرام ‪ ،‬إل أن يئ يوم‬
‫التروية ‪ ،‬فيحرم من مكة بالج ‪ .‬قال ف الفتح ‪ :‬والذي ذهب إليه المهور ‪ :‬أن التمتع‬
‫أن يمع الشخص الواحد بي الج والعمرة ف سفر واحد ف أشهر الج ‪ ،‬ف عام‬
‫واحد ‪ ،‬وأن يقدم العمرة وأن يكون مكيا ‪ .‬فمت اختل شرط من هذه الشروط ل يكن‬
‫متمتعا ‪ .‬معن الفراد ‪ :‬والفراد أن يرم من يريد الج من اليقات بالج وحده ‪ ،‬ويقول‬
‫ف التلبية ‪ " :‬لبيك بج " ويبقى مرما حت تنتهي أعمال الج ‪ ،‬ث يعتمر بعد أن شاء ‪.‬‬
‫أي أنواع النسك أفضل ؟ اختلف الفقهاء ف الفضل من هذه النواع ( ‪ . ) 1‬فذهبت‬
‫الشافعية إل أن الفراد والتمتع أفضل من القران ‪ ،‬إذ أن الفرد ‪ ،‬أو التمتع يأت بكل واحد‬
‫من النسكي بكمال أفعاله ‪ .‬والقارن يقتصر على عمل الج وحده ‪ .‬وقالوا ‪ -‬ف التمتع‬
‫والفراد ‪ -‬قولن ‪ :‬أحدها أن التمتع أفضل ‪ ،‬والثان أن الفراد أفضل ‪ .‬وقالت النفية ‪:‬‬
‫القران أفضل من التمتع والفراد والتمتع ‪ ،‬أفضل من الفراد ‪ .‬وذهبت الالكية إل أن‬
‫الفراد أفضل من التمتع والقران ‪ .‬وذهبت النابلة إل أن التمتع أفضل من القران ‪ ،‬ومن‬
‫الفراد ‪ .‬وهذا هو القرب إل اليسر ‪ ،‬والسهل على الناس ( ‪. ) 2‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 657‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا الختلف مبن على اختلفهم ف حج رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ .‬والصحيح أنه كان قارنا لنه كان قد ساق الدي ‪ ) 2 ( .‬ل سيما نن ‪-‬‬
‫الصريي ‪ -‬وأمثالنا من ل يسوق معه هديا ‪ ،‬فإن ساق الدي كان القران أفضل ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 658‬وهو الذي تناه رسول ال صلى ال عليه وسلم لنفسه وأمر به أصحابه ‪.‬‬
‫روى مسلم عن عطاء قال ‪ :‬سعت جابر بن عبد ال رضي ال عنه قال ‪ :‬أهللنا ‪-‬‬
‫أصحاب ممد ‪ -‬صلى ال عليه وسلم بالج خالصا وحده ‪ ،‬فقدم النب صلى ال عليه‬

‫‪529‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وسلم صبح رابعة مضت من ذي الجة فأمرنا أن نل ‪ .‬قال ‪ " :‬حلوا وأصيبوا النساء "‬
‫ول يعزم عليهم ( ‪ ، ) 1‬ولكن أحلهن لم ‪ .‬فقلنا ‪ :‬لا ل يكن بيننا وبي عرفة إل خس‬
‫أمرنا نفضي إل نسائنا ‪ ،‬فنأت عرفة ‪ ،‬تقطر مذاكينا الن ؟ ‪ .‬فقام النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فينا ‪ ،‬فقال ‪ " :‬قد علمتم أن أتقاكم ل ‪ ،‬وأصدقكم ‪ ،‬وأبركم ولو ل هديي لللت‬
‫كما تلون ‪ ،‬ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ل أسق الدي ‪ ،‬فحلوا " فحللنا ‪،‬‬
‫وسعنا ‪ ،‬وأطعنا ‪ .‬جواز اطلق الحرام من أحرم إحراما مطلقا ‪ ،‬قاصدا أداء ما فرض ال‬
‫عليه ‪ ،‬من غي أن يعي نوعا من هذه النواع الثلثة ‪ ،‬لعدم معرفته بذا التفصيل ‪ ،‬جاز‬
‫وصح إحرامه ‪ .‬قال العلماء ‪ :‬ولو أهل ولب ‪ -‬كما يفعل الناس ‪ -‬قصدا للنسك ‪ ،‬ول‬
‫يسم شيئا بلفظه ‪ ،‬ول قصد بقلبه ‪ ،‬لتتعا ولإفرادا ‪ ،‬ولقرانا ‪ ،‬صح حجه أيضا ‪ .‬وفعل‬
‫واحدا من الثلثة ‪ .‬طواف القارن والتمتع وسعيهما وانه ليس لهل الرم ال الفراد عن‬
‫ابن عباس أنه سئل عن متعة الج ؟ فقال ‪ :‬أهل الهاجرون ‪ ،‬والنصار ‪ ،‬وأزواج النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ف حجة الوداع ‪ ،‬واهل لنا ‪ ،‬فلما قدمنا مكة ‪ ،‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬اجعلوا إهللكم عمرة إل من قلد الدي " فطفنا بالبيت وبالصفا‬
‫والروة ‪ ،‬وأتينا النساء ولبسنا الثياب ‪ .‬وقال ‪ " :‬من قلد الدي فإنه ل يل له حت يبلغ‬
‫الدي مله " ‪ ،‬ث ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬ل يعزم عليهم " ‪ :‬أي ل يوجبه ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 659‬أمرنا عشية التروية أن نل بالج ‪ ،‬فإذا فرغنا من الناسك جئنا فطفنا بالبيت ‪،‬‬
‫وبالصفا والروة ‪ ،‬فقدت حجنا وعلينا الدي كما قال ال تعال ‪ ( :‬فمن تتع بالعمرة إل‬
‫الج فما استيسر من الدي فمن ل يد فصيام ثلثة أيام ف الج وسبعة إذا رجعتم ) إل‬
‫أمصاركم ( ‪ ) 1‬الشاة تزي ‪ .‬فجمعوا نسكي ف عام ‪ ،‬بي الج والعمرة ‪ ،‬فإن ال أنزله‬
‫ف كتابه وسنة نبيه صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وأباحه للناس غي أهل مكة ‪ ،‬قال ال تعال ‪( :‬‬
‫ذلك لن ل يكن أهله حاضري السجد الرام ) ‪ .‬وأشهر الج الت ذكر ال تعال ‪ :‬شوال‬
‫‪ ،‬وذو القعدة وذو الجة ‪ .‬فمن تتع ف هذه الشهر فعليه دم أو صوم ‪ .‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫‪ - 1‬وف هذا الديث دليل على أن أهل الرم ل متعة لم ول قران ( ‪ ، ) 2‬وأنم‬
‫يجون حجا مفردا ويعتمرون عمرة مفردة ‪ .‬وهذا مذهب ابن عباس وأب حنيفة لقول ال‬
‫تعال ‪ ( :‬ذلك لن ل يكن أهله حاضري السجد الرام ) ‪ .‬واختلفوا ف من هم حاضر‬

‫‪530‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والسجد الرام ‪ .‬فقال مالك ‪ :‬هم أهل مكة بعينها ‪ ،‬وهو قول العرج واختاره‬
‫الطحاوي ‪ ،‬ورجحه ‪ .‬وقال ابن عباس وطاوس وطائفة ‪ :‬هم أهل الرم ‪ .‬قال الافظ ‪:‬‬
‫وهو الظاهر ‪ .‬وقال الشافعي ‪ :‬من كان أهله على أقل مسافة تقصر فيها الصلة ‪ .‬واختاره‬
‫ابن جرير ‪ .‬وقالت الحناف من كان أهله باليقات أو دونه ‪ .‬والعبة بالقام ل بالنشأ ‪.‬‬
‫‪ - 2‬وفيه ‪ :‬أن على التمتع أن يطوف ويسعى للعمرة أول ‪ :‬ويغن هذا عن طواف القدوم‬
‫الذي هو طواف التحية ث يطوف طواف الفاضة بعد الوقوف بعرفة ‪ ،‬ويسعى كذلك‬
‫بعده ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬أمصاركم " أي أوطانكم ‪ ) 2 ( .‬يرى مالك ‪ ،‬والشافعي ‪،‬‬
‫وأحد ‪ :‬أن للمكي أن يتمتع ويقرن ‪ ،‬بدون كراهة ‪ ،‬ولشئ عليه ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 660‬أما القارن فقد ذهب المهور من العلماء ‪ :‬إل أنه يكفيه عمل الج ‪ ،‬فيطوف‬
‫طوافا واحدا ( ‪ ) 1‬ويسعى سعيا واحدا للحج والعمرة ‪ ،‬مثل الفرد ( ‪ - 1 . ) 2‬فعن‬
‫جابر رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬قرن رسول ال صلى ال عليه وسلم الج والعمرة ‪ .‬وطاف‬
‫لما طوافا واحدا ‪ .‬رواه الترمذي وقال ‪ :‬حديث حسن ‪ - 2 .‬وعن ابن عمر أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من أهل بالج والعمرة ‪ ،‬أجزأه طواف واحد وسعي‬
‫واحد " ‪ .‬رواه الترمذي ‪ .‬وقال ‪ :‬حسن صحيح غريب ‪ ،‬وخرجه الدارقطن وزاد ‪ " :‬ول‬
‫يل منهما حت يل منهما جيعا " ‪ - 3 .‬وروى مسلم ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال لعائشة " طوافك بالبيت ‪ ،‬وبي الصفا والروة يكفيك لجك وعمرتك " ‪.‬‬
‫وذهب أبو حنيفة ‪ :‬إل أنه لبد من طوافي وسعيي ‪ .‬والول أول لقوة أدلته ‪ - 4 .‬وف‬
‫الديث ‪ :‬أن على التمتع والقارن هديا ‪ ،‬وأقله شاة ‪ ،‬فمن ل يد هديا فليصم ثلثة أيام‬
‫ف الج ‪ ،‬وسبعة إذا رجع إل أهله‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 660‬‬
‫والول أن يصوم اليام الثلثة ف العشر من ذي الجة قبل يوم عرفة ‪ .‬ومن العلماء من‬
‫جوز صيامها من أول شوال ‪ .‬منهم ‪ :‬طاوس ‪ ،‬وماهد ‪ .‬ويرى ابن عمر رضي ال عنهما‬
‫أن يصوم قبل يوم التروية ويوم التروية ‪ ،‬ويوم عرفة ‪ .‬فلول يصمها ‪ ،‬أو يصم بعضه قبل‬
‫العيد ‪ ،‬فله أن يصومها ف أيام التشريق لقول عائشة وابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬ل‬

‫‪531‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يرخص ف أيام التشريق أن يصمن ‪ ،‬إل لن ل يد الدي ‪ .‬رواه البخاري ‪ .‬وإذا فاته‬
‫صيام اليام الثلثة ف الج ‪ ،‬لزمه قضاؤها ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي طواف الفاضة بعد‬
‫الوقوف بعرفة ‪ ) 2 ( .‬والفرق بينهما أنه ف حالة القرن يقرن بينهما ف نيته عند الحرام‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 661‬وأما السبعة اليام ‪ .‬فقيل ‪ :‬يصومها إذا رجع إل وطنه ‪ .‬وقيل‬
‫إذا رجع إل رحله ‪ .‬وعلى الرأي الخي يصح صومها ف الطريق ‪ .‬هو مذهب ماهد ‪،‬‬
‫وعطاء ‪ .‬ول يب التتابع ف صيام هذه اليام العشرة ‪ .‬وإذا نوى وأحرم شرع له أن يلب‬
‫‪ .‬التلبية ( ‪ ) 1‬حكمها ‪ :‬أجع العلماء على ‪ :‬أن التلبية مشروعة ‪ .‬فعن أم سلمة رضي ال‬
‫عنها قالت ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬يا آل ممد ‪ ،‬من حج منكم‬
‫فليهل ( ‪ ) 2‬ف حجه " أو ( ‪ " ) 3‬حجته " رواه أحد ‪ ،‬وابن حبان ‪ .‬وقد اختلفوا ف‬
‫حكمها ‪ ،‬وف وقتها ‪ ،‬وف حكم من أخرها ‪ .‬فذهب الشافعي ‪ ،‬وأحد ‪ :‬إل أنا سنة ‪،‬‬
‫وأنه يستحب اتصالا بالحرام ‪ .‬فلو نوى النسك ول يلب ‪ ،‬صح نسكه ‪ ،‬دون أن يلزمه‬
‫شئ لن الحرام عندها ينعقد بجرد النية ‪ .‬ويرى الحناف ‪ :‬أن التلبية ‪ ،‬أو ما يقوم‬
‫مقامها ‪ -‬ما هو ف معناها كالتسبيح ‪ ،‬وسوق الدي ‪ -‬شرط من شروط الحرام ‪ ،‬فلو‬
‫أحرم ‪ ،‬ول يلب أو ل يسبح ‪ ،‬أو ل يسق الدي فل إحرام له ‪ .‬وهذا مبن ‪ :‬على أن‬
‫الحرام عندهم مركب من النية وعمل من أعمال الج ‪ .‬فإذا نوى الحرام وعمل عمل‬
‫من أعمال النسك ‪ ،‬فسبح ‪ ،‬أو هلل ‪ ،‬أو ساق الدي ول يلب ‪ ،‬فإن إحرامه ينعقد ‪،‬‬
‫ويلزمه بترك التلبية دم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬التلبية ‪ :‬من " لبيك " بنلة التهليل من " ل إله‬
‫إل ال " ( ‪ " ) 2‬فليهل " أي ليفع صوته بالتلبية ‪ ) 3 ( .‬أو ( للشك ) ( ‪ / ) .‬صفحة‬
‫‪ / 662‬ومشهور مذهب مالك ‪ :‬انا واجبة ‪ ،‬يلزم يتركها أو ترك اتصالا بالحرام مع‬
‫الطول دم ‪ .‬لفظها ‪ :‬روى مالك عن نافع عن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أن تلبية رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لبيك ( ‪ ) 1‬اللهم لبيك ‪ ،‬لبيك ل شريك لك لبيك ‪ ،‬إن‬
‫المد لك والنعمة لك واللك ‪ ،‬ل شريك لك " ‪ .‬قال نافع ‪ :‬وكان عبد ال بن عمر‬
‫رضي ال عنهما يزيد فيها " لبيك ‪ ،‬لبيك ‪ ،‬لبيك وسعديك ( ‪ ) 2‬والي بيديك ‪ ،‬لبيك‬
‫والرغباء ( ‪ ) 3‬إليك ‪ ،‬والعمل " ‪ ،‬وقد استحب العلماء القتصار على تلبية رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم واختلفوا ف الزيادة عليها ‪ .‬فذهب المهور ‪ :‬إل أنه ل بأس بالزيادة‬

‫‪532‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليها ‪ ،‬كما زاد ابن عمروكما زاد الصحابة والنب صلى ال عليه وسلم يسمع ول يقول‬
‫لم شيئا ‪ ،‬رواه أبو داود ‪ ،‬والبيهقي ‪ .‬وكره مالك ‪ ،‬وأبو يوسف ‪ :‬الزيادة على تلبية‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬فضلها ‪ - 1 :‬روى ابن ماجة عن جابر رضي ال عنه‬
‫قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬مامن مرم يضحي يومه ( ‪ ) 4‬يلب حت‬
‫تغيب الشمس ‪ ،‬إل غابت ذنوبه فعاد كما ولدته أمه " ‪ - 2 .‬وعن أب هريرة قال ‪ ،‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬منا ( هامش ) ( ‪ ) 1‬قال الزمشري ‪ :‬معن لبيك ‪:‬‬
‫أي دواما على طاعتك ‪ ،‬وإقامة عليها مرة بعد أخرى ‪ ،‬من " لب " بالكان ‪ ،‬و " ألب "‬
‫‪ .‬إذا أقام به ‪ ) 2 ( .‬وسعديك ‪ :‬أي إسعاد بعد إسعاد ‪ ،‬من الساعدة والوافقة على الشئ‬
‫‪ " ) 3 ( .‬الرغباء " أي الطلب والسألة ‪ .‬والعن الرغبة إل من بيده الي ‪ .‬وهو القصود‬
‫بالعمل ‪ " ) 4 ( .‬يضحي " أي يظل يومه ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 663‬أهل مهل قط ‪ ،‬إل‬
‫بشر ‪ ،‬ولكب مكب قط إل بشر " ‪ .‬قيل ‪ :‬يا نب ال ‪ :‬بالنة ؟ قال ‪ " :‬نعم " ‪ .‬رواه‬
‫الطبان ‪ ،‬وسعد بن منصور ‪ - 3 .‬وعن سهل بن سعد ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬ما من مسلم يلب إل لب من عن يينه وشاله ‪ ،‬من حجر ‪ ،‬أو شجر ‪ ،‬أو مدر (‬
‫‪ ) 1‬حت تنقطع الرض من هاهنا وهاهنا " ‪ .‬رواه ابن ماجه ‪ ،‬والبيهقي ‪ ،‬والترمذي‬
‫والاكم ‪ ،‬وصححه ‪ .‬استحباب الهر با ‪ - 1 :‬عن زيد بن خالد ‪ ،‬أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬جاءن جبيل عليه السلم فقال ‪ :‬مر أصحابك فليفعوا أصواتم‬
‫بالتلبية ‪ ،‬فإنا من شعائر الج " ‪ .‬رواه ابن ماجة ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬وابن خزية ‪ ،‬والاكم ‪ ،‬وقال‬
‫‪ :‬صحيح السناد ‪ - 2 .‬وعن أب بكر رضي ال عنه ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫سئل ‪ :‬أي الج أفضل ؟ فقال ‪ " :‬العح ( ‪ ) 2‬والثج ( ‪ . " ) 3‬رواه الترمذي ‪ ،‬وابن‬
‫ماجه ‪ - 3 .‬وعن أب حازم قال ‪ :‬كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 663‬‬
‫إذا أحرموا ‪ ،‬ل يبلغوا الروحاء حت تبح ( ‪ ) 4‬أصواتم ‪ .‬وقد استحب المهور رفع‬
‫الصوت بالتلبية ‪ ،‬لذه الحاديث ‪ :‬وقال مالك ‪ :‬ل يرفع ( اللب ) الصوت ف مسجد‬
‫الماعات بل يسمع نفسه ومن يليه ‪ ،‬إل ف مسجد من والسجد الرام ‪ ،‬فإنه يرفع صوته‬

‫‪533‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فيهما ‪ .‬وهذا بالنسبة للرجال ‪ :‬أما الرأة فتسمع نفسها ومن يليها ‪ ،‬ويكره لا أن ترفع‬
‫صوتا أكثر من ذلك ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬الدر " أي الصى ‪ " ) 2 ( .‬العج " رفع‬
‫الصوت بالتلبية ‪ " ) 3 ( .‬الثج " نر الدي ‪ " ) 4 ( .‬تبح " أي تغلظ وتش ( ‪/ ) .‬‬
‫صفحة ‪ / 664‬وقال عطاء ‪ :‬يرفع الرجال أصواتم ‪ .‬وأما الرأة فتسمع نفسها ‪ ،‬ول ترفع‬
‫صوتا ‪ .‬الواطن الت تستحب التلبية فيها ‪ :‬تستحب التلبية ف مواطن ‪ :‬عند الركوب ‪ ،‬أو‬
‫النول ‪ ،‬وكلما عل شرفا ( ‪ ) 1‬أو هبط واديا ( ‪ ، ) 2‬أو لفي ركبا ‪ ،‬وف دبر كل صلة‬
‫‪ ،‬وبالسحار ‪ .‬قال الشافعي ‪ :‬ونن نستحبها على كل حال ‪ .‬وقتها ‪ :‬يبدأ الحرم بالتلبية‬
‫من وقت الحرام ‪ ،‬إل رمي جرة العقبة يوم النحر ‪ ،‬باول حصاة ث يقطعها ‪ .‬فإن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ل يزل يلب حت بلغ المرة ‪ .‬رواه الماعة ‪ .‬وهذا مذهب‬
‫الثوري ‪ ،‬والحناف ‪ ،‬والشافعي وجهور العلماء ‪ .‬وقال أحد ‪ ،‬وإسحاق ‪ :‬يلب حت‬
‫يرمي المرات جيعها ‪ ،‬ث يقطعها ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬يلب حت تزول الشمس من يوم عرفة‬
‫ث يقطعها ‪ .‬هذا بالنسبة للحج ‪ .‬وأما العتمر فيلب حت يستلم الجر السود ‪ .‬فعن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان يسك عن التلبية ف العمرة إذا‬
‫استلم الجر ‪ .‬رواه الترمذي ‪ ،‬وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح والعمل عليه عند أكثر أهل‬
‫العلم ( ‪ . ) 3‬استحباب الصلة على النب صلى ال عليه وسلم والدعاء بعدها ‪ :‬عن‬
‫القاسم بن ممد بن أب بكر ‪ ،‬قال ‪ :‬يستحب للرجل ‪ -‬إذا فرغ من تلبينه ‪ -‬أن يصلي‬
‫على النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وكان النب صلى ال عليه وسلم إذا فرغ من تلبيته سأل‬
‫ال مغفرته ورضوانه ‪ ،‬واستعقه من الناس ‪ .‬رواه الطبان وغيه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪" ) 1‬‬
‫الشرف " الكان الرتفع ‪ " ) 2 ( .‬الوادي " الكان النخفض ‪ ) 3 ( .‬قال إذا أحرم من‬
‫اليقات قطع التلبية بدخول الرم ‪ .‬وإن أحرم من العرانة أو التنعيم قطعها إذا دخل بيوت‬
‫مكة ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 665‬ما يباح للمحرم ‪ ) 1 ( .‬الغتسال وتغيي الرداء والزار ‪:‬‬
‫فعن إبراهيم النخعي قال ‪ :‬كان أصحابنا إذا أتوا بئرا ميمون اغتسلوا ‪ ،‬ولبسوا أحسن‬
‫ثيابم ‪ .‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أنه دخل حام الحفة وهو مرم ‪ .‬قيل له ‪:‬‬
‫أتدخل المام وأنت مرم ؟ فقال ‪ :‬إن ال ما يعبأ ( ‪ ) 1‬بأوساخنا شيئا ‪ .‬وعن جابر‬
‫رضي ال عنه قال ‪ :‬يغتسل الحرم ‪ ،‬ويغسل ثوبه ‪ .‬وعن عبد ال بن حني ‪ :‬أن ابن عباس‬

‫‪534‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ ،‬والسور بن مرمة اختلفا بالبواء ( ‪ ) 2‬فقال ابن عباس ‪ :‬يغسل الحرم رأسه ‪ .‬وقال‬
‫السور ‪ :‬ل يغسل الحرم رأسه ‪ ،‬قال ‪ :‬فأرسلن ابن عباس إل أب أيوب النصاري ‪،‬‬
‫فوجدته يغتسل بي القرني ( ‪ ، ) 3‬وهو يستر بثوب ‪ ،‬فسلمت عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬من هذا ؟‬
‫فقلت ‪ :‬أنا عبد ال بن حني ‪ .‬أرسلن اليك ابن عباس يسألك ‪ :‬كيف كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يغتسل ‪ ،‬وهو مرم ؟ قال ‪ :‬فوضع أبو أيوب يده على الثوب فطأطأه‬
‫( ‪ ) 4‬حت بدا ل رأسه ث قال ‪ :‬النسان يصب عليه الاء ‪ :‬أصبب ‪ ،‬فصب على رأسه ‪،‬‬
‫ث حرك رأسه بيده ‪ ،‬فأقبل بما ‪ ،‬وأدبر فقال ‪ :‬هكذا رأيته صلى ال عليه وسلم يفعل ‪.‬‬
‫رواه الماعة ‪ ،‬إل الترمذي ‪ .‬وزاد البخاري ف رواية ‪ :‬فرجعت اليهما فأخبتما ‪ ،‬فقال‬
‫السور لبن عباس ‪ :‬ل أماريك ( ‪ ) 5‬أبدا ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬والديث يدل على جواز‬
‫الغتسال للمحرم ‪ ،‬وتغطية الرأس باليد حاله ‪ -‬أي حال الغتسال ‪ .‬قال ابن النذر ‪:‬‬
‫أجعوا ‪ :‬على أن للمحرم أن يغتسل من النابة ‪ ،‬واختلفوا فيما عدا ذلك ‪ ( .‬هامش ) (‬
‫‪ " ) 1‬ما يعبأ " ‪ :‬أي ل يصنع ‪ " ) 2 ( .‬البواء " ‪ :‬اسم مكان ‪ " ) 3 ( .‬القرني " قرن‬
‫البئر ‪ " ) 4 ( .‬طأطأ " ‪ :‬أي أزاله عن رأسه ‪ " ) 5 ( .‬أماريك " أي أجادلك ( ‪/ ) .‬‬
‫صفحة ‪ / 666‬وروى مالك ف الوطأ عن نافع ‪ :‬أن ابن عمر رضي ال عنهما كان ل‬
‫يغسل رأسه وهو مرم ‪ ،‬إل من الحتلم ‪ .‬وروي عن مالك ‪ :‬أنه كره للمحرم أن يغطي‬
‫رأسه ف الاء ‪ .‬ويوز استعمال الصابون وغيه من كل ما يزيل الوساخ ‪ ،‬كالشنان‬
‫والسدر ( ‪ ) 1‬والطمي ‪ .‬وعند الشافعية والنابلة ‪ ،‬يوز أن يغتسل بصابون له رائحة ‪،‬‬
‫وكذلك يوز نقض الشعر وامتشاطه ‪ ،‬وقد أمر النب صلى ال عليه وسلم عائشة فقال ‪" :‬‬
‫انقضي رأسك وامتشطي " ‪ .‬رواه مسلم ‪ .‬قال النووي ‪ :‬نقض الشعر والمتشاط جائزان‬
‫عندنا ف الحرام بيث ل ينتف شعرا ‪ ،‬ولكن يكره المتشاط إل لعذر ‪ ،‬ول بأس بمل‬
‫متاعه على رأسه ‪ ) 2 ( .‬لبس التبان ‪ :‬وروى البخاري ‪ ،‬وسعيد بن منصور عن عائشة ‪:‬‬
‫أنا كانت ل ترى بالتبان بأسا للمحرم ( ‪) 2‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 666‬‬

‫‪535‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( ‪ ) 3‬تغطية وجهه ‪ :‬روى الشافعي ‪ ،‬وسعيد بن منصور ‪ ،‬عن القاسم ‪ ،‬قال ‪ :‬كان‬
‫عثمان بن عفان ‪ ،‬وزيد بن ثابت ‪ ،‬ومروان بن الكم يمرون ( ‪ ) 3‬وجوههم وهم‬
‫مرمون ‪ .‬وعن طاوس ‪ :‬يغطي الحرم وجهه من غبار ‪ ،‬أو رماد ‪ .‬وعن ماهد قال ‪:‬‬
‫كانوا إذا هاجت الريح غطوا وجوههم ‪ ،‬وهم مرمون ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬السدر " ‪:‬‬
‫ورق النبق ‪ " ) 2 ( .‬التبان " سروال قصي ‪ ،‬قال الافظ ‪ :‬هذا رأي رأته عائشة ‪،‬‬
‫والكثرون على أنه ل فرق بي التبان والسراويل ‪ ،‬ف منعه للمحرم ‪ " ) 3 ( .‬يمرون "‬
‫أي يسترون ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ ) 4 ( / 667‬لبس الفي للمرأة ‪ :‬لا رواه أبو داود ‪،‬‬
‫والشافعي عن عائشة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد كان رخص للنساء ف‬
‫الفي ‪ ) 5 ( .‬تغطية رأسه ناسيا ‪ :‬قالت الشافعية ‪ :‬ل شئ على من غطى رأسه ناسيا ‪،‬‬
‫أو لبس قميصه ناسيا ‪ .‬وقال عطاء ‪ :‬لشئ عليه ‪ ،‬ويستغفر ال تعال ‪ .‬وقالت الحناف ‪:‬‬
‫عليه الفدية ‪ .‬وكذلك اللف فيما إذا تطيب ناسيا ‪ ،‬أو جاهل ‪ .‬وقاعدة الشافعية ‪ :‬أن‬
‫الهل والنسيان ‪ ،‬عذر ينع وجوب الفدية ف كل مظور ‪ ،‬ما ل يكن إتلفا كالصيد ‪،‬‬
‫وكذلك الق والقلم ( ‪ ، ) 1‬على الصح عندهم ‪ .‬وسيأت ذلك ف موضعه ‪) 6 ( .‬‬
‫الجامة ‪ ،‬وفق ء الدمل ‪ ،‬ونزع الضرس ‪ ،‬وقطع العرق ‪ :‬قد ثبت أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم احتجم وهو مرم وسط رأسه ( ‪ ) 2‬وقال مالك ‪ :‬ل بأس للمحرم أن يفقأ‬
‫الدمل ‪ ،‬ويربط الرح ‪ ،‬ويقطع العرق إذا احتاج ‪ .‬وقال ابن عباس رضي ال عنهما ‪:‬‬
‫الحرم ينع ضرسه ‪ ،‬ويفقأ القرحة ‪ .‬قال النووي ‪ :‬إذا أراد الحرم الجامة لغي حاجة ‪،‬‬
‫فإن تضمنت قطع شعر فهي حرام ‪ ،‬لقطع الشعر ‪ ،‬وإن ل تتضمنه جازت عند المهور ‪،‬‬
‫وكرهها مالك ‪ .‬وعن السن ‪ :‬فيها الفدية ‪ ،‬وإن ل يقطع شعرا ‪ .‬وإن كان لضرورة جاز‬
‫قطع الشعر وتب الفدية ‪ .‬وخص أهل الظاهر الفدية بشعر الرأس ‪ ( .‬هامش ) ( ‪" ) 1‬‬
‫القلم " ‪ :‬أي قص الظافر ‪ ) 2 ( .‬قال ابن تيمية ‪ :‬ل يكن ذلك إل مع حلق بعض الشعر‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ ) 7 ( / 668‬حك الرأس والسد ‪ :‬فعن عائشة رضي ال عنها ‪ :‬أنا‬
‫سئلت عن الحرم يك جسده ؟ قالت ‪ :‬نعم ‪ ،‬فليحككه وليشدد ‪ .‬رواه البخاري ‪،‬‬
‫ومسلم ‪ ،‬ومالك ‪ .‬وزاد ‪ :‬ولو ربطت يداي ول أجد إل رجلي لككت ‪ .‬وروي مثل‬
‫ذلك عن ابن عباس ‪ ،‬وجابر وسعيد بن جبي ‪ ،‬وعطاء ‪ ،‬وإبراهيم النخعي ‪) 9 ، 8 ( .‬‬

‫‪536‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النظر ف الرآة وشم الريان ‪ :‬روى البخاري عن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬الحرم‬
‫يشم الريان وينظر ف الرآة ‪ ،‬ويتداوى بأكل الزيت والسمن ‪ .‬وعن عمربن عبد العزيز ‪:‬‬
‫أنه كان ينظر فيها وهو مرم ‪ ،‬ويتسوك وهو مرم ‪ .‬وقال ابن النذر ‪ :‬أجع العلماء على‬
‫أن للمحرم أن يأكل الزيت والشحم والسمن ‪ ،‬وعلى أن الحرم منوع من استعمال‬
‫الطيب ف جيع بدنه ‪ .‬وكره الحناف والالكية الكث ف مكان فيه روائح عطرية ‪ ،‬سواء‬
‫أقصد شها أم ل يقصد ‪ .‬وعند النابلة والشافعية ‪ :‬إن قصد حرم عليه ‪ ،‬وإل فل ‪ .‬وقال‬
‫الشافعية ‪ :‬ويوز أن يلس عند العطار ف موضع يبخر ‪ ،‬لن ف النع من ذلك مشقة ‪،‬‬
‫ولن ذلك ليس بطيب مقصود ‪ .‬والستحب أن يتوقى ذلك إل أن يكون ف موضع قربة ‪،‬‬
‫كاللوس عند الكعبة وهي تمر ‪ ،‬فل يكره ذلك ‪ ،‬لن اللوس عندها قربة ‪ ،‬فل‬
‫يستحب تركها لمر مباح ‪ .‬وله أن يمل الطيب ف خرقة أو قارورة ول فدية عليه ‪( .‬‬
‫‪ ) 11 ، 10‬شد الميان ف وسط الحرم ليحفظ فيه نقوده ونقود غيه ولبس الات ‪ .‬قال‬
‫ابن عباس ‪ :‬ل بأس بالميان ‪ ،‬والات ‪ ،‬للمحرم ‪ / .‬صفحة ‪ ) 12 ( / 669‬الكتحال ‪:‬‬
‫قال ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬يكتحل الحرم بأي كحل إذا رمد ‪ ،‬ما ل يكتحل بطيب‬
‫‪ ،‬ومن غي رمد ‪ .‬وأجع العلماء على جوازه للتداوي لللزينة ‪ ) 13 ( .‬تظلل الحرم‬
‫بظلة أو خيمة أو سقف ونو ذلك ‪ :‬قال عبد ال بن عامر ‪ :‬خرجت مع عمر رضي ال‬
‫عنه فكان يطرح النطع على الشجرة ‪ ،‬فيستظل به وهو مرم ‪ ،‬أخرجه ابن أب شيبة ‪.‬‬
‫وعن أم الصي رضي ال عنها قالت ‪ :‬حججت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫حجة الوداع ‪ ،‬فرأيت أسامة بن زيد ‪ ،‬وبلل ‪ ،‬وأحدها آخذ بطام ناقة النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬والخر رافع ثوبه يستره من الر ‪ ،‬حت رمى جرة العقبة ‪ .‬أخرجه أحد ‪،‬‬
‫ومسلم ‪ .‬وقال عطاء ‪ :‬يستظل الحرم من الشمس ‪ ،‬ويستكن من الريح والطر ‪ .‬وعن‬
‫ابراهيم النخعي ‪ :‬أن السود بن يزيد ‪ ،‬طرح على رأسه كساء يستكن ‪ ،‬به من الطر ‪،‬‬
‫وهو مرم ‪ ) 14 ( .‬الضاب بالناء ‪ :‬ذهبت النابلة إل أنه ل يرم على الحرم ‪ ،‬ذكرا‬
‫كان أو انثى ‪ ،‬الختضاب بالناء ‪ ،‬ف أي جزء من البدن ما عدا الرأس ‪ .‬وقالت الشافعية‬
‫‪ :‬يوز للرجل الضاب بالناء حال الحرام ف جيع أجزاء جسده ‪ ،‬ما عدا اليدين‬

‫‪537‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والرجلي ‪ ،‬فيحرم خضبهما بغي حاجة ‪ ،‬وكذا ل يغطي رأسه بناء ثخينة ‪ .‬وكرهوا‬
‫للمرأة الضاب بالناء حال الحرام إل إذا كانت معتدة من‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 669‬‬
‫وفاة ‪ ،‬فيحرم عليها ذلك ‪ ،‬كما يرم عليها الضاب إذا كان نقشا ‪ ،‬ولو كانت معتدة ‪.‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 670‬وقالت الحناف والالكية ‪ :‬ل يوز للمحرم أن يتضب بالناء ف أي‬
‫جزء من البدن سواء أكان رجل أم امرأة ‪ ،‬لنه طيب ‪ ،‬والحرم منوع من التطيب ‪ .‬وعن‬
‫خولة بنت حكيم عن أمها ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال لم سلمة " ل تطيب وأنت‬
‫مرمة ‪ ،‬ول تسي الناء فإنه طيب " ‪ .‬رواه الطبان ف الكبي ‪ ،‬والبيهقي ف العرفة ‪،‬‬
‫وابن عبد الب ف التمهيد ‪ ) 15 ( .‬ضرب الادم للتأديب ‪ :‬فعن أساء بنت أب بكر قالت‬
‫‪ " :‬خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم حجاجا ‪ ،‬حت إذا كنا بالعرج ( ‪، ) 1‬‬
‫فنل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ونزلنا ‪ ،‬فجلست عائشة إل جنب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وجلست إل جنب أب بكر ‪ ،‬وكانت زمالة ( ‪ ) 2‬رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وزمالة أب بكر واحدة ‪ ،‬مع غلم لب بكر ‪ ،‬فجلس أبو بكر ينتظر أن يطلع‬
‫الغلم ‪ ،‬فطلع ‪ ،‬وليس مع بعيه ‪ ،‬فقال ‪ :‬أين بعيك ؟ قال ‪ :‬أضللته البارحة ‪ .‬فقال ابو‬
‫بكر ‪ :‬بعي واحد تضلله ؟ فطفق يضربه ‪ ،‬ورسول ال صلى ال عليه وسلم يبتسم ‪،‬‬
‫ويقول ‪ " :‬انظروا لذا الحرم ما يصنع " ؟ فما يزيد رسول ال صلى ال عليه وسلم على‬
‫أن يقول ‪ " :‬انظروا لذا الحرم ما يصنع " ‪ .‬ويبتسم ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬وابن‬
‫ماجه ‪ ) 16 ( .‬قتل الذباب والقراد والنمل ‪ :‬فعن عطاء ‪ :‬أن رجل سأله عن القرادة‬
‫والنملة تدب عليه وهو مرم ‪ ،‬فقال ‪ :‬ألق عنك ما ليس منك ‪ .‬وقال ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما ‪ :‬ل بأس أن يقتل الحرم القرادة واللمة ( ‪ . ) 3‬ويوز نزع القراد من البعي‬
‫للمحرم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬العرج " ‪ :‬اسم موضع بي مكة والدينة ‪ " ) 2 ( .‬الزمالة "‬
‫‪ :‬أداة السافر وما يكون معه من السفر ‪ " ) 3 ( .‬اللمة " أكب القراد ( ‪ / ) .‬صفحة‬
‫‪ / 671‬فعن عكرمة ‪ :‬أن ابن عباس أمره أن يقرد ( ‪ ) 1‬بعيا وهو مرم ‪ ،‬فكره ذلك‬
‫عكرمة ‪ ،‬قال ‪ :‬قم فانره ‪ ،‬فنحره ‪ ،‬قال ‪ :‬ل أم لك ( ‪ ، ) 2‬كم قتلت فيها من قرادة ‪،‬‬

‫‪538‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وحلمة ‪ ،‬وحنانة ( ‪ ) 17 ( ) 3‬قتل الفواسق المس وكل ما يؤذي ‪ :‬فعن عائشة‬
‫قالت ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬خس من الدواب كلهن فاسق ( ‪) 4‬‬
‫يقتلن ف الرم ( ‪ : ) 5‬الغراب ‪ ،‬والدأة ‪ ،‬والعقرب ‪ .‬والفأرة ‪ ،‬والكلب العقور " ‪.‬‬
‫رواه مسلم ‪ ،‬والبخاري ‪ ،‬وزاد " الية " ‪ .‬وقد اتفق العلماء على إخراج غراب الزرع ‪،‬‬
‫وهو الغراب الصغي الذي يأكل الب ‪ .‬ومعن الكلب العقور ‪ :‬كل ما عقر الناس‬
‫وأخافهم ‪ ،‬وعدا عليهم ‪ ،‬مثل السد ‪ ،‬والنمر ‪ ،‬والفهد والذئب ‪ .‬لقول ال تعال ‪" :‬‬
‫يسألونك ماذا أحل لم قل أحل لكم الطيبات ‪ ،‬وما علمتم من الوارح ( ‪ ) 6‬مكلبي (‬
‫‪ ) 7‬تعلمونن ما علمكم ال " فاشقها من الكلب ‪ .‬وقالت الحناف ‪ :‬لفظ " الكلب "‬
‫قاصر عليه ‪ ،‬ل يلحق به غيه ف هل الكم سوى الذئب ‪ .‬قال ابن تيمية ‪ :‬وللمحرم أن‬
‫يقتل ما يؤذي ‪ -‬بعادته ‪ -‬الناس ‪ ،‬كالية ‪ ،‬والعقرب ‪ ،‬والفأرة ‪ ،‬والغراب ‪ ،‬والكلب‬
‫العقور ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬يقرد " أي ينع ‪ " ) 2 ( .‬ل أم لك ‪ :‬سب وذم ‪ ،‬وقد‬
‫يكثر على اللسنة ول يقصد به الذم ‪ " ) 3 ( .‬المنانة " ‪ :‬أقل من اللمة ‪ ) 4 ( .‬سيت‬
‫بذا السم لروجها عن حكم غيها من اليوانات ‪ ،‬ف تري قتل الحرم لا ‪ ،‬فإن الفسق‬
‫معناه الروج ‪ .‬وقيل ‪ :‬إنا وصفت بذا الوصف لروجها عن غيها من اليوانات ‪ ،‬ف‬
‫حل أكله ‪ ،‬أو لروجها عن حكم غيها باليذاء ‪ ،‬والفساد ‪ ،‬وعدم النتفاع ‪) 5 ( .‬‬
‫والل أيضا ‪ .‬وهو رواية مسلم ‪ " ) 6 ( .‬الوارح " ‪ :‬الكواسب الت تصاد ‪ ،‬وهي سباع‬
‫البهائم والطي كالكب ‪ ،‬والصقر ‪ " ) 7 ( .‬مكلبي " ‪ :‬أي معلمي ‪ / .‬صفحة ‪/ 672‬‬
‫وله أن يدفع ما يؤذيه من الدميي ‪ ،‬والبهائم ‪ ،‬حت ولو صال عليه أحد ول يندفع إل‬
‫بالقتال قاتله ‪ .‬فأن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من قتل دون ماله فهو شهيد ‪ ،‬ومن‬
‫قتل دون دمه فهو شهيد ‪ ،‬ومن قتل دون دينه فهو شهيد ‪ ،‬ومن قتل دون حرمته فهو‬
‫شهيد " ‪ .‬قال ‪ :‬وأذا قرصته الباغيث والقمل ‪ ،‬فله إلقاؤها عنه ‪ ،‬وله قتلها ‪ ،‬ول شئ‬
‫عليه ‪ ،‬وإلقاؤها أهون من قتلها ‪ .‬وكذلك ما يتعرض له من الدواب فينهى عن قتله ‪ ،‬وإن‬
‫كان ف نفسه مرما ‪ ،‬كالسد ‪ ،‬والفهد ‪ ،‬فإذا قتله فل جزاء عليه ف أظهر قول العلماء ‪.‬‬
‫وأما التفلي بدون التأذي ‪ ،‬فهو من الترفه فل يفعله ‪ ،‬ولو فعله فل شئ عليه ‪ .‬مظورات‬
‫الحرام حظر الشارع على الحرم أشياء ‪ ،‬وحرمها عليه ‪ ،‬نذكرها فيما يلي ‪- 1 :‬‬

‫‪539‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الماع ودواعيه ‪ ،‬كالتقبيل ‪ ،‬واللمس لشهوة ‪ ،‬وخطاب الرجل الرأة فيما يتعلق بالوطء ‪.‬‬
‫‪ - 2‬اكتساب السيئات ‪ ،‬واقتراف العاصي الت ترج الرء عن طاعة ال ‪ - 3 .‬الخاصمة‬
‫مع الرفقاء والدم وغيهم ‪ .‬والصل ف تري هذه الشياء ‪ ،‬قول ال تعال ‪ ( :‬فمن فرض‬
‫فيهن‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 672‬‬
‫الج فل رفث ول فسوق ول جدال ( ‪ ) 1‬ف الج ) ‪ .‬وروى البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ ،‬عن‬
‫أب هريرة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من حج ول يرفث ‪ ،‬ول يفسق ‪ ،‬رجع‬
‫من ذنوبه كيوم ولدته أمه " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الدال النهي عنه هنا ‪ :‬هو الدال بغي‬
‫علم ‪ ،‬أو الدال ف باطل ‪ ،‬أما الدال ف طلب الق فهو مستحب أو واجب ( وجادلم‬
‫بالت هي أحسن ‪ / ) .‬صفحة ‪ - 4 / 673‬لبس الخيط ( ‪ ) 1‬كالقميص والبنس‬
‫والقباء ( ‪ ) 2‬والبة والسراويل ‪ ،‬أو لبس الحيط كالعمامة ‪ ،‬والطربوش ونو ذلك ما‬
‫يوضع على الرأس ‪ .‬وكذلك يرم لبس الثوب الصبوغ با له رائحة طيبة ‪ ،‬كما يرم لبس‬
‫الف والذاء ( ‪ . ) 3‬فعن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫‪ " :‬ل يلبس الحرم القميص ‪ ،‬ول العمامة ‪ ،‬ول البنس ( ‪ ) 4‬ول السراويل ‪ ،‬ول ثوبا‬
‫مسه ورس ( ‪ ، ) 5‬ول زعفران ‪ ،‬ول الفي ‪ ،‬إل أل يد نعلي فليقطعهما حت يكونا‬
‫أسفل من الكعبي " ‪ .‬رواه البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ .‬وقد أجع العلماء على أن هذا متص‬
‫بالرجل ‪ .‬أما الرأة فل تلحق به ‪ ،‬ولا أن تلبس جيع ذلك ‪ ،‬ول يرم عليها إل الثوب‬
‫الذي مسه الطيب والنقاب ( ‪ ) 6‬والقفازان ( ‪ . ) 7‬لقول ابن عمر رضي ال عنهما ‪:‬‬
‫نى النب صلى ال عليه وسلم النساء ف إحرامهن عن القفازين والنقاب ‪ ،‬وما مس الورس‬
‫‪ ،‬والزعفران من الثياب ‪ ،‬ولتلبس بعد ذلك ما أحبت من ألوان الثياب ‪ ،‬من معصفر (‬
‫‪ ) 8‬أو خز ( ‪ ، ) 9‬أو حلي ( ‪ ، ) 10‬أو سراويل أو قميص ‪ ،‬أو خف ‪ .‬رواه أبوه داود‬
‫‪ ،‬والبيهقي ‪ ،‬والاكم ورجاله رجال الصحيح ‪ .‬قال البخاري ‪ :‬ولبست عائشة الثياب‬
‫العصفرة وهي مرمة ‪ ،‬وقالت ‪ :‬ل تلثم ‪ ،‬ول تتبقع ‪ ،‬ول تلبس ثوبا بورس ول زعفران ‪.‬‬
‫وقال جابر ‪ :‬ل أرى العصفر طيبا ‪ .‬ول تر عائشة بأسا باللي ‪ ،‬والثوب السود ‪ ،‬والورد‬

‫‪540‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ ،‬والف للمرأة وعند البخاري ‪ ،‬وأحد عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬الخيط ‪ :‬ما لبس على قدر العضو ‪ " ) 2 ( .‬القباء " ‪ :‬القفطان ‪( .‬‬
‫‪ " ) 3‬الذاء " ف اللغة العامية الصرية ‪ :‬الزمة ‪ ،‬أو الكندرة ‪ " ) 4 ( .‬البنس " ‪ :‬كل‬
‫ثواب رأسه منه ‪ " ) 5 ( .‬الورس " ‪ :‬نبت أصفر طيب الريح يصبغ به ‪ " ) 6 ( .‬النقاب‬
‫" ‪ :‬ما يستر الوجه كالبقع ‪ " ) 7 ( .‬القفازان " ‪ :‬الوانت ‪ " ) 8 ( .‬العصفر " ‪:‬‬
‫الصبوغ بالعصفر ‪ " ) 9 ( .‬الز " ‪ :‬نوع من الرير ‪ " ) 10 ( .‬حلي " ما تتزين به‬
‫الرأة ( ‪ / . ) .‬صفحة ‪ " / 674‬ل تنتقب الرأة الحرمة ‪ ،‬ول تلبس القفازين " ‪ .‬وف‬
‫هذا دليل على أن إحرام الرأة ف وجهها وكفيها ‪ :‬قال العلماء ‪ :‬فإن سترت وجهها بشئ‬
‫فل باس ( ‪ . ) 1‬ويوز ستره عن الرجل بظلة ونوها ‪ ،‬ويب ستره إذا خيفت الفتنة من‬
‫النظر ‪ .‬قالت عائشة ‪ :‬كان الركبان يرون بنا ‪ ،‬ونن مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫مرمات ‪ ،‬فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبانا ( ‪ ) 2‬على وجهها ‪ ،‬فإذا جاوزوا بنا‬
‫كشفناه ‪ .‬رواه أبو داود ‪ ،‬وابن ماجه ‪ .‬ومن قال بواز سدل الثوب ‪ :‬عطاء ‪ ،‬ومالك ‪،‬‬
‫والثوري ‪ ،‬والشافعي ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬وإسحاق ‪ .‬الرجل الذي ل يد الزار ول الرداء ول‬
‫النعلي ‪ :‬من ل يد الزار والرداء ‪ ،‬أو النعلي لبس ما وجده ‪ .‬فعن ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم خطب بعرفات وقال ‪ " :‬إذا ل يد السلم إزارا‬
‫فليلبس السراويل ‪ ،‬وإذا ل يد النعلي فليلبس الفي ( ‪ . " ) 3‬رواه أحد ‪ ،‬والبخاري ‪،‬‬
‫ومسلم ‪ .‬وف رواية لحد ‪ ،‬عن عمرو بن دينار ‪ :‬أن أبا الشعثاء أخبه عن ابن عباس‬
‫رضي ال عنهما أنه سع النب صلى ال عليه وسلم ‪ -‬وهو يطب ‪ -‬يقول ‪ " :‬من ل يد‬
‫إزارا ووجد سراويل فليلبسها ‪ ،‬ومن ل يد نعلي ووجد خفي فليلبسهما " ‪ .‬قلت ‪ :‬ول‬
‫يقل ليقطعهما ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬وإل هذا ذهب أحد فأجاز للمحرم لبس الف والسراويل ‪،‬‬
‫للذي ل يد النعلي والزار ‪ ،‬على حالما ‪ ،‬استدلل بديث ابن عباس وأنه لفدية ( ‪) 4‬‬
‫عليه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬اشتراط الجافاة عن الوجه ضعيف ل أصل له ‪ ،‬أفاده ابن القيم ‪.‬‬
‫كذلك حديث ‪ :‬إحرام الرجل ف رأسه وإحرام الرأة ف وجهها ‪ " ) 2 ( .‬اللباب "‬
‫اللحفة ‪ ) 3 ( .‬أي إذا ل يد هذه الشياء تباع ‪ ،‬أو وجدها ‪ ،‬ولكن ليس معه ثن فاضل‬
‫عن حوائجه الصلية ‪ ) 4 ( .‬رجح هذا ابن القيم ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 675‬وذهب جهور‬

‫‪541‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العلماء ‪ :‬إل اشتراط قطع الف دون الكعبي لن ل يد النعلي ‪ ،‬لن الف يصي بالقطع‬
‫كالنعلي ‪ .‬لديث ابن عمر التقدم ‪ ،‬وفيه " إل أل يد نعلي فليقطعهما حت يكونا أسفل‬
‫من الكعبي " ‪ .‬ويرى الحناف شق السراويل وفتقها لن ل يد الزار ‪ ،‬فإذا لبسها على‬
‫حالا لزمته الفدية ‪ .‬وقال مالك والشافعي ‪ :‬ل يفتق السراويل ‪ ،‬ويلبسها على حالا ‪ ،‬ول‬
‫فدية عليه ‪ ،‬لا رواه جابر بن زيد عن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ ،‬أن النب صلى ال‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 675‬‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا ل يد إزارا فليلبس السراويل ‪ ،‬وإذا ل يد النعلي ‪ ،‬فليلبس الفي‬
‫وليقطعهما أسفل من الكعبي " ‪ .‬رواه النسائي بسند صحيح ‪ .‬فإذا لبس السراويل ‪،‬‬
‫ووجد الزار لزمه خلعه ‪ .‬فإذا ل يد رداء ل يلبس القميص ‪ ،‬لنه يرتدي به ول يكنه أن‬
‫يتزر بالسراويل ‪ - 5 .‬عقد النكاح لنفسه أو لغيه ‪ ،‬بولية ‪ ،‬أو وكالة ‪ .‬ويقع العقد‬
‫باطل ‪ ،‬ل تترتب عليه آثاره الشرعية ‪ .‬لا رواه مسلم وغيه ‪ ،‬عن عثمان بن عفان ‪ :‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل ينكح الحرم ‪ ،‬ول ينكح ‪ ،‬ول يطب " ‪.‬‬
‫رواه الترمذي وليس فيه " ول يطب " ‪ .‬وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪ ،‬والعمل على‬
‫هذا عند بعض أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وبه يقول مالك ‪ ،‬والشافعي ‪ ،‬وأحد‬
‫‪ ،‬وإسحق ‪ ،‬ول يرون أن يتزوج الحرم ‪ ،‬وإن نكح فنكاحه باطل ‪ .‬وما ورد من أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬تزوج ميمونة وهو مرم " فهو معارض بارواه مسلم " أنه‬
‫تزوجها وهو حلل " ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬اختلفوا ف تزوج النب صلى ال عليه وسلم ميمونة‬
‫‪ ،‬لنه صلى ال عليه وسلم تزوجها ف طريق مكة ‪ ،‬فقال بعضهم ‪ :‬تزوجها وهو حلل ‪،‬‬
‫وظهر أمر تزويها وهو مرم ‪ ،‬ث بن با وهو حلل بسرف ‪ ،‬ف طريق مكة ‪ / .‬صفحة‬
‫‪ / 676‬وذهب الحناف إل جواز عقد النكاح للمحرم ‪ ،‬لن الحرام ل ينع صلحية‬
‫الرأة للعقد عليها ‪ ،‬وإنا ينع الماع ‪ ،‬لصحة العقد ‪ ) 7 ، 6 ( .‬تقليم الظفار وإزالة‬
‫الشعر باللق ‪ ،‬أو القص أو بأية طريقة ‪ ،‬سواء أكان شعر الرأس أم غيه لقول ال تعال ‪:‬‬
‫" ول تلقوا رؤوسكم حت يبلغ الدي مله " ‪ .‬وأجع العلماء ‪ :‬على حرمة قلم الظفر‬
‫للمحرم ‪ ،‬بل عذر ‪ ،‬فإن انكسر ‪ ،‬فله إزالته من غي فدية ‪ .‬ويوز إزالة الشعر ‪ ،‬إذا تأذى‬

‫‪542‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ببقائه ‪ ،‬وفيه الفدية إل ف إزالة شعر العي إذا تأذى به الحرم فإنه لفدية فيه ( ‪ . ) 1‬قال‬
‫ال تعال ‪ " :‬فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو‬
‫نسك " ‪ .‬وسيأت بيان ذلك ‪ ) 8 ( .‬التطيب ف الثوب أو البدن ‪ ،‬سواء أكان رجل أم‬
‫امرأة ‪ :‬فعن ابن عمر رضي ال عنهما أن عمر وجد ريح طيب من معاوية ‪ ،‬وهو مرم ‪.‬‬
‫فقال له ‪ :‬ارجع فاغسله ‪ ،‬فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬الاج‬
‫الشعث التفل " ‪ .‬رواه البزار بسند صحيح ‪ .‬ولقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫أما الطيب الذي بك فاغسله عنك ‪ ،‬ثلث مرات " ‪ .‬وإذا مات الحرم ل يوضع الطيب‬
‫ف غسله ولف كفنه ( ‪ ) 2‬لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ -‬فيمن مات مرما ‪ " : -‬ل‬
‫تمروا رأسه ‪ ،‬ول تسوه طيبا ‪ ،‬فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا " ‪ .‬وما بقي من الطيب الذي‬
‫وضعه ف بدنه ‪ ،‬أو ثوبه ‪ ،‬قبل الحرام ‪ ،‬فإنه ل بأس به ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬قالت الالكية‬
‫‪ :‬فيه الفدية ‪ ) 2 ( .‬جوز ذلك أبو حنيفة ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 677‬ويباح شم ما ل ينبت‬
‫للطيب ‪ ،‬كالتفاح والسفرجل ‪ ،‬فإنه يشبه سائر النبات ‪ ،‬ف أنه ل يقصد للطيب ول يتخذ‬
‫منه ‪ .‬وأما حكم ما يصيب الحرم من طيب الكعبة فقد روى سعيد بن منصور ‪ ،‬عن‬
‫صال بن كيسان ‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت أنس بن مالك ‪ ،‬وأصاب ثوبه ‪ -‬وهو مرم ‪ -‬من خلوق‬
‫الكعبة ‪ ،‬فلم يغسله ‪ .‬وروى عن عطاء ‪ ،‬قال ‪ :‬ل يغسله ول شئ عليه ‪ .‬وعند الشافعية‬
‫من تعمد إصابة شئ من ذلك ‪ ،‬أو أصابه ‪ ،‬وأمكنه غسله ‪ ،‬ول يبادر إليه فقد أساء ‪،‬‬
‫وعليه الفدية ‪ ) 9 ( .‬لبس الثوب مصبوغا باله رائحة طيبة ‪ :‬اتفق العلماء على حرمة لبس‬
‫الثوب الصبوغ با له رائحة طيبة ‪ ،‬إل أن يغسل ‪ ،‬بيث ل تظهر له رائحة ‪ .‬فعن نافع عن‬
‫ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تلبسوا ثوبا مسه‬
‫ورس ‪ ،‬أو زعفران ‪ ،‬إل أن يكون غسيل " يعن ف الحرام ‪ ،‬رواه ابن عبد الب ‪،‬‬
‫والطحاوي ‪ .‬ويكره لبسه لن كان قدوة لغيه ‪ ،‬لئل يكون وسيلة لن يلبس العوام ما‬
‫يرم ‪ ،‬وهو الطيب ‪ .‬لا رواه مالك عن نافع ‪ :‬أنه سع أسلم ‪ -‬مول عمر بن الطاب ‪-‬‬
‫يدث عبد ال بن عمر ‪ :‬أن عمربن الطاب رأى على طلحة بن عبيد ال ثوبا مصبوغا‬
‫وهو مرم ‪ ،‬فقال عمر ‪ :‬ماهذا الثوب الصبوغ يا طلحة ؟ فقال طلحة ‪ :‬يا أمي الؤمني‬
‫إنا هو مدر ( ‪ . ) 1‬فقال عمر ‪ :‬إنكم ‪ -‬أيها الرهط ‪ -‬أئمة يقتدي بكم الناس ‪ ،‬فلو أن‬

‫‪543‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رجل جاهل رأى هذا الثوب لقال ‪ :‬إن طلحة بن عبيد ال كان يلبس الثياب الصبغة ف‬
‫الحرام ‪ ،‬فل تلبسوا ‪ -‬أيها الرهط ‪ -‬شيئا من هذه الثياب الصبغة ‪ .‬وأما وضع الطيب ف‬
‫مطبوغ ‪ ،‬أو مشروب ‪ ،‬بيث ل يبق له طعم ول لون ولريح ‪ ،‬إذا تناوله الحرم فل فدية‬
‫عليه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬مدر " ‪ :‬أي مصبوغة بالغرة ‪ .‬وهو الدر الحر الذي تصبغ به‬
‫الثياب ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 678‬وإن بقيت رائحته ‪ ،‬وجبت الفدية بأكله عند الشافعية ‪.‬‬
‫وقالت الحناف ‪ :‬لفدية عليه ‪ ،‬لنه ل يقصد به الترفه بالطيب ‪ ) 10 ( .‬التعرض للصيد‬
‫‪ :‬يوز للمحرم أن يصيد صيد البحر ‪ ،‬وأن يتعرض له ‪ ،‬وأن يشي إليه ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 678‬‬
‫وأن يأكل منه ‪ .‬وأنه يرم عليه التعرض لصيد الب ( ‪ ) 1‬بالقتل أو الذبح ‪ ،‬أو الشارة إليه‬
‫‪ ،‬وإن كان مرئيا ‪ ،‬أو الدللة عليه ‪ ،‬إن كان غي مرئي ‪ ،‬أو تنفيه ‪ .‬وأنه يرم عليه إفساد‬
‫بيض اليوان البي ‪ ،‬كما يرم عليه بيعه وشراؤه وحلب لبنه ‪ .‬الدليل على هذا قول ال‬
‫تعال ‪ " :‬أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة ( ‪ ) 2‬وحرم عليكم صيد الب‬
‫ما دمتم حرما " ‪ ) 11 ( .‬الكل من الصيد ‪ :‬يرم على الحرم الكل من صيد الب الذي‬
‫صيد من أجله أو صيد بإشارته إليه ‪ ،‬أو بأعانته عليه ‪ .‬لا رواه البخاري ومسلم عن عن‬
‫أب قتادة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج حاجا ‪ ،‬فخرجوا معه ‪ ،‬فصرف‬
‫طائفة منهم ‪ -‬فيهم أبو قتادة ‪ -‬فقال ‪ " :‬خذوا ساحل البحر حت نلتقي " فأخذوا ساحل‬
‫البحر ‪ .‬فلما انصرفوا ‪ ،‬أحرموا كلهم إل أبا قتادة ل يرم ‪ ،‬فبينما هم يسيون ‪ ،‬إذا رأوا‬
‫حر وحش ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬البي " ‪ :‬هو ما يكون توالده وتناسله ف الب ‪ ،‬وإن‬
‫كان يعيش ف الاء " والبحري " بلفه عند المهور ‪ .‬وعند الشافعية ‪ :‬البي ما يعيش ف‬
‫الب فقط ‪ ،‬أو ف الب والبحر ‪ .‬و " البحري " ما ل يعيش إل ف البحر ‪ ) 2 ( .‬قصر‬
‫الشافعية والنابلة ‪ :‬الرمة على الصيد الأكول من الوحش والطي ‪ ،‬فقالوا برمة قتله دون‬
‫غيه من حيوانات الب ‪ ،‬فإنه يوز قتلها عندهم ‪ .‬والمهور يرى تري قتلها جيعا ‪ ،‬سواء‬
‫أكانت مأكولة أم غي مأكولة إل ما استثناء الديث ‪ :‬خس يقتلن ف الل والرام ‪ . .‬ال‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 679‬فحمل أبو قتادة على المر فعقر منها أتانا ( ‪ ، ) 1‬فنلوا‬

‫‪544‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فأكلوا من لمها ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬أنأكل لم صيد ‪ ،‬ونن مرمون ؟ فحملنا ما بقي من لم‬
‫التان فلما أتوا رسول ال صلى ال عليه وسلم قالوا ‪ ،‬يارسول ال ‪ :‬إنا كنا أحرمنا وقد‬
‫كان أبو قتادة ل يرم فرأينا حر وحش فحمل عليها أبو قتادة ‪ ،‬فعقر منها أتانا فنلنا ‪،‬‬
‫فأكلنا من لمها ث قلنا ‪ :‬أنأكل لم صيد ونن مرمون ؟ فحملنا ما بقي من لمها ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬أمنكم أحد أمره أن يمل عليها ‪ ،‬أو أشار إليها ؟ " قالوا ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ " :‬فكلوا ما‬
‫بقي من لمها " ‪ .‬ويوز له أن يأكل من لم الصيد الذي ل يصده هو ‪ ،‬أو ل يصد من‬
‫أجله ‪ ،‬أو ل يشر إليه ‪ ،‬أو يعي عليه ‪ .‬لا رواه الطلب عن جابر رضي ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال " صيد الب لكم حلل وأنتم حرم ما ل تصيدوه أو يصد لكم "‬
‫رواه أحد والترمذي وقال ‪ :‬حديث جابر مفسر ‪ ،‬والطلب ل نعرف له ساعا من جابر ‪.‬‬
‫والعمل على هذا عند بعض أهل العلم ‪ ،‬ل يرون بأكل الصيد للمحرم بأسا إذا ل يصده‬
‫أو يصد من أجله ‪ .‬قال الشافعي ‪ :‬هذا أحسن حديث روي ف هذا الباب ‪ .‬وأقيس ‪.‬‬
‫وهو قول أحد وإسحق وبقتضاه قال مالك أيضا والمهور ‪ .‬فإن صاده أو صيد له فهو‬
‫حرام ‪ ،‬سواء ‪ ،‬صيد له بإذنه أم بغي إذنه ‪ .‬أما إن صاده حلل لنفسه ول يقصد الحرم ‪،‬‬
‫ث أهدى من لمه للمحرم ‪ ،‬أو باعه ‪ ،‬ل يرم عليه ‪ .‬وعن عبد الرحن بن عثمان التيمي‬
‫قال ‪ :‬خرجنا مع طلحة بن عبيد ال ‪ ،‬ونن حرم ‪ ،‬فأهدي له طي ‪ ،‬وطلحة راقد ‪ ،‬فمنا‬
‫من أكل ‪ ،‬ومنا من تورع ‪ .‬فلما استيقظ طلحة وفق ( ‪ ) 2‬من أكل ‪ ،‬وقال ‪ :‬أكلناه مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬رواه أحد ومسلم ‪ .‬وما جاء من الحاديث الانعة من‬
‫أكل لم الصيد كحديث الصعب بن ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬التان " ‪ :‬النثى من المي‬
‫الوحشية ‪ " ) 2 ( .‬وفق " ‪ :‬صوب ‪ ،‬أو دعا له بالتوفيق ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 680‬جثامة‬
‫الليثي أنه أهدى إل رسول ال صلى ال عليه وسلم حارا وحشيا ‪ -‬بالبواء أو بودان ‪-‬‬
‫فرده إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬فلما رأى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ما ف وجهه ‪ ،‬قال ‪ " :‬إنا ل نرده عليك إل أنا حرم " ‪ .‬فهي ممولة على ما صاده‬
‫اللل من أجل الحرم ‪ ،‬جعا بي الحاديث ‪ .‬قال ابن عبد الب ‪ :‬وحجة من ذهب هذا‬
‫الذهب ‪ ،‬أنه عليه تصح الحاديث ف هذا الباب ‪ .‬وإذا حلت على ذلك ل تضاد ‪ ،‬ول‬
‫تتلف ‪ ،‬ول تتدافع ‪ .‬وعلى هذا يب تمل السنن ‪ ،‬ول يعارض بعضها بعض ما وجد‬

‫‪545‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل استعمالا سبيل ‪ .‬ورجح ابن القيم هذا الذهب وقال ‪ :‬آثار الصحابة كلها ف هذا إنا‬
‫تدل على هذا التفصيل ‪ .‬حكم من ارتكب مظورا من مظورات الحرام ‪ :‬من كان له‬
‫عذر ‪ ،‬واحتاج إل ارتكاب مظور من مظورات الحرام ‪ ،‬غي الوطء ( ‪ ، ) 1‬كحلق‬
‫الشعر ‪ ،‬ولبس الخيط اتقاء لر ‪ ،‬أو برد ‪ ،‬ونو ذلك ‪ ،‬لزمه أن يذبح شاة ‪ ،‬أو يطعم سنة‬
‫مساكي ‪ ،‬كل مسكي نصف صاع ‪ ،‬أو يصوم ثلثة أيام ‪ .‬وهو مي بي هذه المور ال‬
‫ثلثة ‪ .‬ول يبطل الج أو العمرة بارتكاب شئ من الحظورات سوى الماع ‪ .‬عن عبد‬
‫الرحن بن أب ليلى ‪ ،‬عن كعب بن عجرة ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر به زمن‬
‫الديبية فقال ‪ " :‬قد آذاك هوام رأسك " قال ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 680‬‬
‫‪ :‬نعم ‪ .‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬احلق ‪ ،‬ث اذبح شاة نسكا ‪ ،‬أو صم ثلثة أيام‬
‫‪ ،‬أو أطعم ثلثة آصع من تر على ستة مساكي " ‪ .‬رواه البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ ،‬وأبو داود‬
‫‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سيأت حكمه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 681‬وعنه ف رواية أخرى ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أصابن هوام ف رأسي ‪ ،‬وأنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم عام الديبية حت توفت‬
‫على بصري ‪ ،‬فأنزل ال سبحانه وتعال ‪ " :‬فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه‬
‫ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ‪ " .‬فدعان رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ل ‪:‬‬
‫" احلق رأسك ‪ ،‬وصم ثلثة أيام ‪ ،‬أو أطعم ستة مساكي فرقا ( ‪ ) 1‬من زبيب ‪ .‬أو‬
‫انسك شاة ‪ ،‬فحلقت رأسي ث نسكت " ‪ .‬وقال الشافعي غي العذور على العذور ف‬
‫وجوب الفدية ‪ ،‬وأوجب أبو حنيفة ‪ ،‬الدم ‪ ،‬على غي العذور إن قدر عليه ل غي ‪ ،‬كما‬
‫تقدم ‪ .‬ما جاء ف قص بعض الشعر ‪ :‬عن عطاء قال ‪ :‬إذا نتف الحرم ثلث شعرات‬
‫فصاعدا ‪ ،‬فعليه دم ( ‪ . ) 2‬رواه سعيد بن منصور ‪ .‬وروى الشافعي عنه ‪ :‬أنه قال ف‬
‫الشعرة مد ‪ ،‬وف الشعرتي مدان ‪ .‬وف الثلثة فصاعدا دم ‪ .‬حكم الدهان ‪ :‬قال ف‬
‫السوى ‪ :‬ان الدهان إذا كانت بزيت خالص ‪ ،‬أو خل خالص ‪ ،‬يب الدم عند أب حنيفة‬
‫ف أي عضو كان ‪ .‬وعند الشافعية ‪ :‬ف دهن شعر الرأس واللحية بدهن غي مطيب ‪،‬‬
‫الفدية ‪ ،‬ول فدية ف استعماله ف سائر البدن ‪ .‬ل حرج على من لبس ‪ ،‬أو تطيب ناسيا ‪،‬‬

‫‪546‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أو جاهل ‪ :‬إذا لبس الحرم أو تطيب ‪ -‬جاهل بالتحري ‪ ،‬أو ناسيا الحرام ‪ -‬ل تلزمه‬
‫الفدية ‪ .‬فعن يعلى بن أمية قال ‪ :‬أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم رجل ( هامش ) (‬
‫‪ " ) 1‬الفرق " ‪ :‬مكيال يسع ستة عشر رطل عراقيا ‪ ) 2 ( .‬والراد بالدم ‪ -‬هنا ‪ -‬شاة ‪،‬‬
‫وإليه ذهب الشافعي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 682‬بالعرانة ‪ ،‬وعليه جبة ‪ ،‬وهو مصفر ليته‬
‫ورأسه ‪ .‬فقال ‪ :‬يارسول ال ‪ ،‬أحرمت بعمرة ‪ ،‬وأنا كما ترى فقال ‪ " :‬غسل عنك‬
‫الصفرة ‪ ،‬وانزع عنك البة ‪ ،‬وما كنت صانعا ف حجك فاصنع ف عمرتك ‪ " .‬رواه‬
‫الماعة إل ابن ماجه ‪ .‬وقال عطاء ‪ :‬إذا تطيب ‪ ،‬أو لبس ‪ -‬جاهل أو ناسيا ‪ -‬فل كفارة‬
‫عليه ‪ .‬رواه البخاري ‪ .‬وهذا بلف ما إذا قتل صيدا ‪ -‬ناسيا أو جاهل بالتحري ‪ -‬فإنه‬
‫يب عليه الزاء ‪ ،‬لن ضمانه ضمان الال ‪ .‬وضمان الال يستوي فيه العلم والهل ‪،‬‬
‫السهو والعمد ‪ ،‬مثل ضمان مال الدميي ‪ .‬بطلن الج بالماع أفت علي ‪ ،‬وعمر ‪ ،‬وأبو‬
‫هريرة رضي ال عنهم رجل أصاب أهله وهو مرم بالج ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ينفذان لوجههما ‪،‬‬
‫حت يقضيا حجمها ‪ ،‬ث عليهما حج قابل ‪ ،‬والدي ‪ .‬وقال أبو العباس الطبي ‪ : -‬إذا‬
‫جامع الحرم قبل التحلل الول فسد حجه ‪ ،‬سواء أكان ذلك قبل الوقوف بعرفة أو بعده‬
‫‪ .‬ويب عليه أن يضي ف فاسده ‪ ،‬ويب عليه بدنة ‪ ،‬والقضاء من قابل ‪ .‬فإن كانت‬
‫الرأة مرمة مطاوعة فعليها الضي ف الج والقضاء من قابل ‪ .‬وكذا الدي عند أكثر أهل‬
‫العلم ‪ .‬وذهب بعضهم إل أن الواجب عليهما هدي واحد ‪ ،‬وهو قول عطاء ‪ .‬قال‬
‫البغوي ف شرح السنة ‪ :‬وهو أشهر قول الشافعي ‪ ،‬ويكون على الرجل كما قال ف‬
‫كفارة الماع ‪ ،‬ف نار رمضان ‪ .‬وإذا خرجا ف القضاء تفرقا ( ‪ ) 1‬حيث وقع الماع‬
‫حذرا من مثل وقوع الول ‪ .‬وإذا عجز عن البدنة وجب عليه بقرة ‪ ،‬فإن عجز فسبع من‬
‫الغنم ‪ ،‬فإن ( هامش ) ( ‪ ) 1‬وجوبا عند أحد ومالك ‪ ،‬وندبا عند النفية والشافعية ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 683‬عجز قوم البدنة بالدراهم ‪ ،‬والدراهم طعاما ‪ ،‬وتصدق به ‪ ،‬لكل‬
‫مسكي مد ‪ ،‬فإن ل يستطع صام عن كل مد يوما ‪ .‬وقال أصحاب الرأي ‪ :‬إن جامع قبل‬
‫الوقوف فسد حجه ‪ ،‬وعليه شاة ‪ ،‬أو سبع بدنة ‪ ،‬وإن جامع بعده ل يفسد حجه ‪ ،‬وعليه‬
‫بدنة ‪ .‬والقارن إذا أفسد حجه ‪ ،‬يب عليه ما يب على الفرد ‪ ،‬ويقضي ‪ -‬قارنا ‪ -‬ول‬
‫يسقط عنه هدي القران ‪ .‬قال ‪ :‬والماع الواقع بعد التحلل الول ل يفسد الج ‪ .‬ول‬

‫‪547‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قضاء عليه ‪ ،‬عند أكثر أهل العلم ‪ .‬وذهب بعضهم إل وجوب القضاء ‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫عمر ‪ ،‬وقول السن ‪ ،‬وإبراهيم ‪ ،‬ويب به الفدية ‪ .‬وتلك الفدية بدنة أو شاة ؟ اختلف‬
‫فيه ‪ .‬فذهب ابن عباس وعطاء إل وجوب البدنة وهو قول عكرمة ‪ ،‬وأحد قول الشافعي‬
‫( ‪ . ) 1‬والقول الخر ‪ :‬يب عليه شاة ‪ .‬وهو مذهب مالك ‪ .‬وإذا احتلم الحرم ‪ ،‬أو‬
‫فكر ‪ ،‬أو نظر فأنزل ‪ :‬فل شئ عليه عند الشافعية ‪ .‬وقالوا ‪ :‬فيمن لس بشهوة أو قبل ‪:‬‬
‫يلزمه شاة ‪ ،‬سواء أنزل ‪ ،‬أم ل ينل ‪ .‬وعند ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أن عليه دما ‪.‬‬
‫قال ماهد ‪ :‬جاء رجل إل ابن عباس فقال ‪ :‬إن أحرمت ‪ ،‬فأتتن فلنة ف زينتها ‪ ،‬فما‬
‫ملكت نفسي أن سبقتن شهوت ؟ فضحك ابن عباس حت استلقى ‪ ،‬وقال ‪ :‬إنك لشبق (‬
‫‪ ، ) 2‬ل بأس عليك ‪ . . .‬أهرق دما ‪ ،‬وقد ت حجك ‪ .‬رواه سعيد بن منصور ‪ ( .‬هامش‬
‫) ( ‪ ) 1‬واختاره صاحب البسوط ‪ ،‬والبدائع من الحناف ‪ " ) 2 ( .‬الشبق " ‪ :‬شدة‬
‫الغلمة والرغبة ف النكاح ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 684‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 684‬‬
‫جزاء قتل الصيد قال ال تعال ‪ ( :‬يأيها الذين آمنوا ل تقتلوا الصيد وأنتم حرم ‪ ،‬ومن قتله‬
‫منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم ‪ ،‬يكم به ذوا عدل منكم ‪ ،‬هديا بالغ الكعبة أو‬
‫كفارة طعام مساكي أو عدل ذلك صياما ‪ ،‬ليذوق وبال أمره ‪ ،‬عفا ال عما سلف ‪ ،‬ومن‬
‫عاد فينتقم ال منه ‪ ،‬وال عزيز ذو انتقام ) ‪ .‬قال ابن كثي ‪ :‬الذي عليه المهور ‪ :‬أن‬
‫العامد والناسي سواء ف وجوب الزاء عليه ‪ .‬وقال الزهري ‪ :‬دل الكتاب على العامد ‪،‬‬
‫وجرت السنة على الناسي ‪ .‬ومعن هذا ‪ :‬أن القرآن دل على وجوب الزاء على التعمد‬
‫وعلى تأثيمه ‪ ،‬بقوله تعال ‪ ( :‬ليذوق وبال أمره ) الية ‪ .‬وجاءت السنة من أحكام النب‬
‫صلى ال عليه وسلم وأحكام أصحابه بوجوب الزاء ف الطأ ‪ ،‬كما دل الكتاب عليه ف‬
‫العمد وأيضا ‪ ،‬فإن قتل الصيد إتلف ‪ ،‬والتلف مضمون ف العمد وف النسيان ‪ .‬لكن‬
‫التعمد مأثوم ‪ ،‬والخطئ غي ماوم ‪ .‬وقال ف السوى ‪ ( :‬فجزاء مثل ما قتل من النعم ) ‪.‬‬
‫معناه ‪ -‬على قول أب حنيفة ‪ -‬يب على من قتل الصيد جزاء هو مثل ما قتل ( أي ماثله‬
‫ف القيمة ) بكم ‪ -‬بكونه ماثل ف القيمة ‪ ،‬ذوا عدل ‪ :‬إما كائن من النعم ‪ ،‬حال كونه‬

‫‪548‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هديا بالغ الكعبة ‪ ،‬وإما كفارة طعام مساكي ‪ .‬ومعناه ‪ -‬على قول الشافعي ‪ -‬يب على‬
‫من قتل الصيد جزاء ‪ .‬إما ذلك الزاء مثل ما قتل ف الصورة والشكل ‪ ،‬يكون هذا الماثل‬
‫من جنس النعم يتم بثليته ذوا عدل ‪ ،‬يكون جزاء حال كونه هديا ‪ .‬وإما ذلك الزاء‬
‫كفارة ‪ ،‬وإما عدل ذلك صياما ‪ / .‬صفحة ‪ / 685‬حكومة عمر وما قضى به السلف عن‬
‫عبد اللك بن قرير عن ممد بن سيين ‪ :‬أن رجل جاء إل عمر ابن الطاب رضي ال‬
‫عنه قال ‪ :‬إن أجريت أنا وصاحب ل فرسي إل ثغرة ثنية ( ‪ ) 1‬فأصبنا ظبيا ونن‬
‫مرمان فما ترى ؟ فقال عمر لرجل إل جنبه ‪ :‬تعال حت أحكم أنا وأنت ‪ .‬قال ‪ :‬فحكما‬
‫عليه بعن ‪ ،‬فول الرجل وهو يقول ‪ :‬هذا أمي الؤمني ل يستطيع أن يكم ف ظب ‪ ،‬حت‬
‫دعا رجل يكم معه ‪ ،‬فسمع عمر قول الرجل ‪ ،‬فدعاه فسأله ‪ :‬هل تقرأ سورة الائدة ؟ ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ ،‬فهل تعرف هذا الرجل الذي حكم معي ؟ ‪ ،‬قال ‪ :‬ل ‪ .‬فقال عمر ‪ :‬لو‬
‫أخبتن أنك تقرأ سورة الائدة لوجعتك ضربا ‪ .‬ث قال ‪ :‬إن ال تبارك وتعال يقول ف‬
‫كتابه ‪ ( :‬يكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة ) ‪ .‬وهذا عبد الرحن بن عوف ‪ .‬وقد‬
‫قضى السلف ف النعامة ببدنة ‪ ،‬وف حار الوحش ‪ ،‬وبقر الوحش ‪ ،‬واليل ( ‪) 2‬‬
‫والروى ( ‪ ) 3‬ف كل واحد من ذلك ببقرة ‪ ،‬وف الوبر والمامة والقمري والجل ( ‪4‬‬
‫) والدبسي ( ‪ ) 5‬ف كل واحدة من هذه بشاة ‪ .‬وف الضبع بكبش ‪ ،‬وف الغزال بعن ‪،‬‬
‫وف الرنب بعناق ( ‪ ) 6‬وف الثعلب بدي ‪ ،‬وف اليبوع ( ‪ ) 7‬بفرة ( ‪ . ) 8‬العمل‬
‫عند عدم الزاء روى سعيد بن منصور عن ابن عباس رضي ال عنهما ف قوله تعال ‪:‬‬
‫( هامش ) ( ‪ " ) 1‬ثغرة ثنية " ‪ :‬أي ثغرة ف الطريق ‪ " ) 2 ( .‬اليل " ‪ :‬ذكر الوعول ‪.‬‬
‫( ‪ " ) 3‬الروى " ‪ :‬أنثى الوعل ‪ " ) 4 ( .‬الجل " ‪ :‬الدجاج الوحشي ‪" ) 5 ( .‬‬
‫الدبسي " ‪ :‬نوع من الطيور ‪ " ) 6 ( .‬عناق " ‪ :‬العن الت زاد ت على أربعة أشهر ‪7 ( .‬‬
‫) " اليبوع " ‪ :‬حيوان على شكل الفأر ‪ " ) 8 ( .‬جفرة " ‪ :‬العن الت بلغت أربعة أشهر‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ ( / 686‬فجزاء مثل ما قتل من النعم ) قال ‪ :‬إذا أصاب الحرم صيدا‬
‫حكم عليه بزائه ‪ .‬فإن كان عنده جزاء ذبه وتصدق بلحمه ‪ .‬وإن ل يكن عنده جزاؤه‬
‫قوم جزاؤه دراهم ث قومت الدراهم طعاما ‪ ،‬فصام عن كل نصف صاع يوما ‪ .‬فإذا قتل‬
‫الحرم شيئا من الصيد ‪ ،‬حكم عليه فيه ‪ .‬فإن قتل ظبيا أو نوه ‪ ،‬فعليه شاة ‪ ،‬تذبح بكة ‪،‬‬

‫‪549‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فإن ل يد فإطعام ستة مساكي ‪ ،‬فإن ل يد ‪ ،‬فصيام ثلثة أيام ‪ .‬فإن قتل أيل أو نوه ‪،‬‬
‫فعليه بقرة ‪ ،‬فإن ل يد ‪ ،‬أطعم عشرين مسكينا ‪ ،‬فإن ل يد ‪ ،‬صام عشرين يوما ‪ .‬وإن‬
‫قتل نعامة أو حار وحش ‪ ،‬أو نوه ‪ ،‬فعليه بدنة من البل ‪ .‬فإن ل يد ‪ ،‬أطعم ثلثي‬
‫مسكينا ‪ ،‬فإن ل يد صام ثلثي يوما ‪ .‬رواه ابن أب حات ‪ ،‬وابن جرير ‪ .‬وزادوا ‪ :‬الطعام‬
‫مد ‪ . . .‬مد يشبعهم ‪ .‬كيفية الطعام والصيام قال مالك ‪ :‬أحسن ما سعت ‪ -‬ف الذي‬
‫يقتل الصيد ‪ ،‬فيحكم عليه فيه ‪ -‬أن يقوم الصيد الذي أصاب ‪ ،‬فينظر ‪ :‬كم ثنه من‬
‫الطعام ؟ فيطعم كل مسكي مدا ‪ ،‬أو يصوم مكان كل مد يوما وينظر ‪ :‬كم عدة‬
‫الساكي ؟ فإن كانوا عشرة ‪ ،‬صام عشرة أيام ‪ ،‬وإن كانوا عشرين مسكينا ‪ ،‬صام‬
‫عشرين يوما ‪ ،‬عددهم ما كانوا ‪ .‬وإن كانوا أكثر من ستي مسكينا ‪ .‬الشتراك ف قتل‬
‫الصيد إذا اشترك جاعة ف قتل صيد عامدين لذلك جيعا ‪ ،‬فليس عليهم إل جزاء واحد ‪.‬‬
‫لقول ال تعال ‪ ( :‬فجزاء مثل ما قتل من النعم ) ‪ .‬وسئل ابن عمر رضي ال عنهما عن‬
‫جاعة قتلوا ضبعا ‪ ،‬وهم مرمون ؟ ‪ /‬صفحة ‪ / 687‬فقال ‪ :‬اذبوا كبشا ‪ .‬فقالوا عن‬
‫كل إنسان منا ؟ فقال ‪ :‬بل كبشا واحدا عن‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 687‬‬
‫جيعكم ‪ .‬صيد الرم وقطع شجره يرم على الحرم واللل ( ‪ ) 1‬صيد الرم ‪ ،‬وتنفيه‬
‫وقطع شجره الذي ل يستنبته الدميون ف العادة ‪ ،‬وقطع الرطب من النبات ‪ ،‬حت الشوك‬
‫إل إلذخر ( ‪ ) 2‬والسنا ‪ ،‬فإنه يباح التعرض لما بالقطع ‪ ،‬والقلع ‪ ،‬والتلف ونو ذلك‬
‫‪ .‬لا رواه البخاري ‪ ،‬عن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ -‬يوم فتح مكة ‪ " -‬إن هذا البلد حرام ‪ ،‬ل يعضد شوكه ‪ ،‬ول يتلى خله ( ‪) 3‬‬
‫ول ينفر صيده ‪ ،‬ول تلتقط لقطته إل لعرف " فقال العباس ‪ :‬إل الذخر ‪ ،‬فإنه ل بد لم‬
‫منه ‪ ،‬فإنه للقيون ( ‪ ) 4‬والبيوت ! فقال ‪ " :‬إل الذخر " ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬قال القرطب‬
‫‪ :‬خص الفقهاء الشجر النهي عنه با ينبته ال تعال ‪ ،‬من غي صنيع آدمي ‪ .‬فأما ما ينبت‬
‫بعالة آدمي فاختلف فيه ‪ :‬فالمهور على الواز ‪ .‬وقال الشافعي ‪ :‬ف الميع الزاء ‪،‬‬
‫ورجحه ابن قدامة ‪ .‬واختلفوا ف جزاء ما قطع من النوع الول ‪ .‬فقال مالك ‪ :‬ل جزاء‬

‫‪550‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فيه ‪ ،‬بل يأث ‪ .‬وقال عطاء ‪ :‬يستغفر ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬يؤخذ بقيمته هدي ‪ .‬وقال‬
‫الشافعي ‪ :‬ف العظيمة ( ‪ ) 5‬بقرة ‪ ،‬وفيما دونا شاة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬اللل " ‪ :‬غي‬
‫الحرم ‪ " ) 2 ( .‬الذخر " ‪ :‬نبت طيب الرائحة ‪ .‬و " السنا " ‪ :‬السنامكي ‪ " ) 3 ( .‬ل‬
‫يتلي خله " أي ل يقطع الرطب من النبات ‪ " ) 4 ( .‬القيون " جع قي ‪ ،‬وهو الداد ‪.‬‬
‫( ‪ ) 5‬العظيمة ‪ :‬أي الشجرة العظيمة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 688‬واستثن العلماء النتفاع‬
‫با انكسر من الغصان ‪ .‬وانقطع من الشجر من غي صنيع الدمي ‪ ،‬وبا يسقط من‬
‫الورق ‪ .‬قال ابن قدامة ‪ :‬وأجعوا على إباحة أخذ ما استنبته الناس ف الرم ‪ ،‬من بقل ‪،‬‬
‫وزرع ‪ ،‬ومشموم ‪ ،‬وأنه ل بأس برعيه واختلئه ‪ .‬وف الروضة الندية ‪ :‬ول يب على‬
‫اللل ف صيد حرم مكة ول شجره شئ ‪ ،‬إل مرد الث ‪ .‬وأما من كان مرما فعليه‬
‫الزاء الذي ذكره ال عزوجل ‪ ،‬إذا قتل صيدا ‪ .‬وليس عليه شئ ف شجر مكة ‪ ،‬لعدم‬
‫ورود دليل تقوم به الجة ‪ .‬وما يروى عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬ف الدوحة‬
‫الكبية إذا قطعت من أصلها بقرة " ل يصح ‪ .‬وما روي عن بعض السلف ل حجة فيه ‪.‬‬
‫ث قال ‪ :‬والاصل أنه ل ملزمة بي النهي عن قتل الصيد ‪ ،‬وقطع الشجر ‪ ،‬وبي وجوب‬
‫الزاء ‪ ،‬أو القيمة ‪ .‬بل النهي يفيد بقيقته التحري ‪ .‬والزاء والقيمة ‪ ،‬ل يبان إل بدليل ‪.‬‬
‫ول يرد دليل إل قول ال تعال ‪ ( ،‬ل تقتلوا الصيد وأنتم حرم ) الية ‪ .‬وليس فيها إل‬
‫ذكر الزاء فقط ‪ ،‬فل يب غيه ‪ .‬حدود الرم الكي للحرم الكي حدود تيط بكة ‪،‬‬
‫وقد نصبت عليها أعلم ف جهات خس ‪ .‬وهذه العلم أحجار مرتفعة قدر متر ‪،‬‬
‫منصوبة على جانب كل طريق ‪ .‬فحده ‪ -‬من جهة الشمال " التنعيم " وبينه وبي مكة ‪6‬‬
‫كيلو مترات ‪ .‬وحده من جهة النوب " أضاه " بينها وبي مكة ‪ 12‬كيلومترا ‪ .‬وحده‬
‫من جهة الشرق " العرانة " بينها وبي مكة ‪ 16‬كيلو مترا ‪ .‬وحده من جهة الشمال‬
‫الشرقي " وادي نلة " بينه وبي مكة ‪ 14‬كيلو مترا ‪ / .‬صفحة ‪ / 689‬وحده من جهة‬
‫الغرب " الشميسي " ( ‪ ) 1‬بينها وبي مكة ‪ 15‬كيلو مترا ‪ .‬قال مب الدين الطبي ‪:‬‬
‫عن الزهري عن عبيدال بن عبد ال بن عتبة قال ‪ :‬نصب إبراهيم أنصاب الرم يريه‬
‫جبيل عليه السلم ‪ .‬ث ل ترك حت كان قصي ‪ ،‬فجددها ‪ .‬ث ل ترك حت كان النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ .‬فبعث عام الفتح تيم بن أسيد الزاعي فجددها ‪ .‬ث ل ترك حت‬

‫‪551‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كان عمر ‪ ،‬فبعث أربعة من قريش ‪ .‬مرمة بن نوفل ‪ ،‬وسعيد بن يربوع ‪ ،‬وحويطب بن‬
‫عبد العزى ‪ ،‬وأزهر ابن عبد عوف ‪ .‬فجد دوها ث جددها معاوية ‪ .‬ث أمر عبد اللك‬
‫بتجديدها ‪ .‬حرمة الدينة وكما يرم صيد حرم مكة وشجره ‪ ،‬كذلك يرم صيد حرم‬
‫الدينة وشجره ‪ .‬فعن جابر بن عبد ال رضي ال عنه ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬إن إبراهيم حرم مكة ‪ ،‬وإن حرمت الدينة ‪ ،‬ما بي لبتيها ‪ ،‬ل يقطع عضاهها (‬
‫‪ ) 2‬ول يصاد صيدها " ‪ .‬رواه مسلم ‪ .‬وروى أحد ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬عن علي رضي ال‬
‫عنه عن النب صلى ال عليه وسلم ف الدينة ‪ " :‬ل يتلى خلها ول ينفر صيدها ‪ ،‬ول‬
‫تلتقط لقطتها ‪ ،‬إل لن أشاد با ( ‪ ، ) 3‬ول يصلح لرجل أن يمل فيها السلح لقتال ‪،‬‬
‫ول يصلح أن تقطع فيها شجرة ‪ ،‬إل أن يعلف رجل بعيه " ‪ .‬وف الديث التفق عليه ‪:‬‬
‫" الدينة حرم ‪ ،‬ما بي عي إل ثور " ‪ .‬وفيه عن أب هريرة ‪ :‬حرم رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ما بي لبت الدينة ‪ ،‬وجعل اثن عشر ميل حول الدينة حى ‪ " .‬واللبتان "‬
‫مثن لبة ‪ .‬و " اللبة " الرة ‪ ،‬وهي الجارة السود ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬كانت تسمى‬
‫الديبية ‪ ،‬وهي الت وقعت عندها بيعة الرضوان ‪ .‬فسميت الغزوة باسها ‪" ) 2 ( .‬‬
‫عضاهها " العضاه ‪ :‬واحدتا عضاهة ‪ :‬وهي الفجوة الت فيها الشوك الكثي ‪" ) 3 ( .‬‬
‫أشاد با " ‪ :‬رفع صوته بتعريفها ‪) . ( .‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 689‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 690‬والدينة تقع بي اللبتي ‪ :‬الشرقية ‪ ،‬والغربية ‪ .‬وقدر الرم باثن عشر‬
‫ميل ‪ ،‬يتد من عي إل ثور و " عي " جبل عند اليقات ‪ ،‬و " ثور " جبل عند أحد ‪ ،‬من‬
‫جهة الشمال ‪ .‬ورخص رسول ال صلى ال عليه وسلم لهل الدينة قطع الشجر لتاذه‬
‫آلة للحرث ‪ ،‬والركوب ‪ ،‬ونو ذلك ما ل غن لم عنه ‪ ،‬وأن يقطعوا من الشيش ما‬
‫يتاجون إليه لعلف دوابم ‪ .‬روى أحد ‪ ،‬عن جابر بن عبد ال رضي ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬حرام ما بي حرتيها ‪ ،‬وحاها كلها ‪ ،‬ل يقطع شجرة إل أن‬
‫يعلف منها " ‪ .‬وهذا بلف حرم مكة ‪ ،‬إذ يد أهله ما يكفيهم ‪ .‬وحرم الدينة ل يد‬
‫أهله ما يستغنون به عنه ‪ .‬وليس ف قتل صيد الرم الدن ‪ ،‬ول قطع شجره جزاء ‪ ،‬وفيه‬

‫‪552‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الث ‪ .‬روى البخاري عن أنس رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫الدينة حرم ‪ ،‬من كذا إل كذا ‪ ،‬ل يقطع شجرها ‪ ،‬ول يدث فيها حدث ‪ ،‬من أحدث‬
‫فيها حدثا فعليه لعنة ال واللئكة والناس أجعي " ‪ .‬ومن وجد شيئا ف شجره مقطوعا‬
‫حل له أن يأخذه ‪ .‬فعن سعد بن أب وقاص رضي ال عنه ‪ :‬أنه ركب إل قصره بالعقيق ‪،‬‬
‫فوجد عبدا يقطع شجرا أو يبطه ‪ ،‬فسلبه ‪ .‬فلما رجع سعد جاءه أهل العبد فكلموه أن‬
‫يرد على غلمهم ما أخذ منه ‪ .‬فقال ‪ :‬معاذ ال ‪ ،‬أن أرد شيئا نفلنيه رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وأب أن يرد عليهم ‪ .‬رواه مسلم ‪ .‬وروى أبو داود ‪ ،‬والاكم ‪ ،‬وصححه ‪:‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من رأيتموه يصيد فيه شيئا فلكم سلبه " ‪ .‬هل‬
‫فيه حرم آخر ؟ قال ابن تيمية ‪ :‬وليس ف الدنيا حرم ‪ ،‬ل بيت القدس ‪ ،‬ول غيه ‪ ،‬إل‬
‫هذان الرمان ‪ ،‬ول يسمى غيها " حرما " كما يسمي الهال فيقولون ‪ / :‬صفحة‬
‫‪ / 691‬حرم القدس ‪ ،‬وحرم الليل ‪ ،‬فإن هذين وغيها ‪ ،‬ليسا برم ‪ ،‬باتفاق السلمي‬
‫‪ .‬والرم الجمع عليه ‪ :‬حرم مكة ‪ .‬وأما الدينة فلها حرم أيضا عند المهور كما‬
‫استفاضت بذلك الحاديث عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬ول يتنازع السلمون ف حرم‬
‫ثالث ‪ ،‬إل وجاء ‪ ،‬وهو واد بالطائف ‪ .‬وهو عند بعضهم ( ‪ ) 1‬حرم ‪ ،‬وعند المهور‬
‫ليس برم ‪ .‬تفضيل مكة على الدينة ذهب جهور العلماء ‪ :‬إل أن مكة أفضل من الدينة ‪.‬‬
‫لا رواه أحد ‪ ،‬وابن ماجه والترمذي ‪ ،‬وصححه ‪ ،‬عن عبد ال بن عدي ابن المراء ‪ ،‬أنه‬
‫سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬وال إنك لي أرض ال وأحب أرض ال‬
‫إل ال ‪ ،‬ولول أن أخرجت منك ما خرجت " ‪ .‬وروى الترمذي ‪ ،‬وصححه عن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لكة ‪ " :‬ما أطيبك من‬
‫بلد ‪ ،‬وأحبك إل ‪ ،‬ولول أن قومي أخرجون منك ما سكنت غيك " ‪ .‬دخول مكة بغي‬
‫احرام يوز دخول مكة بغي إحرام ‪ ،‬لن ل يرد حجا ول عمرة ‪ ،‬سواء أكان دخوله‬
‫لاجة تتكرر ‪ -‬كالطاب والشاش والسقاء والصياد وغيهم ‪ -‬أم ل تتكرر ‪ ،‬كالتاجر‬
‫والزائر ‪ ،‬وغيها ‪ ،‬وسواء أكان آمنا أم خائفا ‪ .‬وهذا أصح القولي للشافعي ‪ ،‬وبه يفت‬
‫أصحابه ‪ .‬وف حديث مسلم ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة‬
‫سوداء ‪ ،‬بغي إحرام ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وهو الشافعي وقد رجح الشوكان رأيه ‪/ ) . ( .‬‬

‫‪553‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صفحة ‪ / 692‬وعن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أنه رجع من بعض الطريق فدخل مكة‬
‫غي مرم ‪ .‬وعن ابن شهاب قال ‪ :‬ل بأس بدخول مكة بغي إحرام ‪ .‬وقال ابن حزم ‪:‬‬
‫دخول مكة بل إحرام جائز ‪ .‬لن النب صلى ال عليه وسلم إنا جعل الواقيت لن مر‬
‫بن ‪ ،‬يريد حجا أو عمرة ‪ .‬ول يعلها لن ل يرد حجا ول عمرة ‪ .‬فلم يأمر ال تعال قط‬
‫‪ ،‬ول رسوله عليه الصلة والسلم ‪ ،‬بأن ل يدخل مكة إل بإحرام ‪ .‬فهذا إلزام ما ل يأت‬
‫ف الشرع إلزامه ‪ .‬ما يستحب لدخول مكة والبيت الرام يستحب لدخول مكة ما يأت ‪:‬‬
‫‪ - 1‬الغتسال ‪ :‬فعن ابن عمر رضى ال عنهما أنه كان يغتسل لدخول مكة ‪- 2 .‬‬
‫البيت بذي طوى ف جهة الزاهر ‪ .‬فقد بات رسول ال صلى ال عليه وسلم با ‪ .‬قال‬
‫نافع ‪ :‬وكان ابن عمر يفعله ‪ ،‬رواه البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ - 3 .‬أن يدخلها من الثنية العليا (‬
‫ثنية كداء ) ‪ .‬فقد دخلها النب صلى ال عليه وسلم من جهة العلة ‪ .‬فمن تيسر له ذلك‬
‫فعله ‪ ،‬وإل فعل ما يلئم حالته ‪ ،‬ول شئ عليه ‪ - 4 .‬أن يبادر إل البيت بعد أن يدع‬
‫أمتعته ف مكان أمي ‪ ،‬ويدخل من باب بن شيبة ‪ -‬باب السلم ‪ -‬ويقول ف خشوع‬
‫وضراعة ‪ " :‬أعوذ بال العظيم ‪ ،‬وبوجهه الكري ‪ ،‬وسلطانه القدي من الشيطان الرجيم ‪،‬‬
‫بسم ال ‪ ،‬اللهم صل على ممد وآله وسلم ‪ ،‬اللهم اغفر ل ذنوب وافتح ل أبواب‬
‫رحتك " ‪ / .‬صفحة ‪ - 5 / 693‬إذا وقع نظره على البيت ‪ ،‬رفع يديه وقال ‪ " :‬اللهم‬
‫زد هذا البيت تشريفا ‪ ،‬وتعظيما ‪ ،‬وتكريا ‪ ،‬ومهابة ‪ ،‬وزد من شرفه وكرمه من حجه ‪،‬‬
‫أو‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 693‬‬
‫اعتمره ‪ ،‬تشريفا وتكريا وتعظيما ‪ ،‬وبرا " ( ‪ " . ) 1‬اللهم أنت السلم ‪ ،‬ومنك السلم ‪،‬‬
‫فحينا ربنا بالسلم " ‪ - 6 .‬ث يقصد إل الجر السود ‪ ،‬فيقبله بدون صوت ‪ .‬فإن ل‬
‫يتمكن استلمه بيده وقبله ‪ .‬فإن عجز عن ذلك ‪ ،‬أشار إليه بيده ‪ - 7 .‬ث يقف بذائه‬
‫ويشرع ف الطواف ‪ - 8 .‬ول يصلي تية السجد ‪ ،‬فإن تيته الطواف به ‪ ،‬إل إذا كانت‬
‫الصلة الكتوبة مقامة ‪ ،‬فيصليها مع المام ‪ .‬لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إذا أقيمت‬
‫الصلة فل صلة إل الكتوبة " ‪ .‬وكذلك إذا خاف فوات الوقت ‪ ،‬يبدأ به فيصليه ‪.‬‬

‫‪554‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الطواف كيفيته ‪ - 1 :‬يبدأ الطائف طوافه مضطبعا ماذيا الجر السود مقبل له أو‬
‫مستلما أو مشيا إليه ‪ ،‬كيفما أمكنه ‪ ،‬جاعل البيت عن يساره ‪ ،‬قائل ‪ " :‬بسم ال ‪ ،‬وال‬
‫أكب ‪ ،‬اللهم إيانا بك ‪ ،‬وتصديقا بكتابك ‪ ،‬ووفاء بعهدك ‪ ،‬واتباعا لسنة النب صلى ال‬
‫عليه وسلم " ‪ - 2 .‬فإذا أخذ ف الطواف ‪ ،‬استحب له أن يرمل ف الشواط الثلثة‬
‫الول ‪ ،‬فيسرع ف الشي ‪ .‬ويقارب الطا ‪ ،‬مقتربا من الكعبة ‪ .‬ويشي مشيا عاديا ف‬
‫الشواط الربعة الباقية ‪ .‬فإذا ل يكنه الرمل ‪ ،‬أو ل يستطع القرب من البيت لكثرة‬
‫الطائفي ‪ ،‬ومزاحة الناس له ‪ ،‬طاف حسبما تيسر له ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه الشافعي‬
‫مرفوعا إل النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قاله عمر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 694‬ويستحب أن‬
‫يستلم الركن اليمان ‪ .‬ويقبل الجر السود أو يستلمه ف كل شوط من الشواط السبعة‬
‫‪ - 3 .‬ويستحب له أن يكثر من الذكر والدعاء ‪ ،‬ويتخي منهما ما ينشرح له صدره ‪،‬‬
‫دون أن يتقيد بشئ أو يردد ما يقوله الطوفون ‪ .‬فليس ف ذلك ذكر مدود ‪ ،‬الزنا الشارع‬
‫به ‪ .‬وما يقوله الناس ‪ :‬من أذكار وأدعية ف الشوط الول والثان ‪ ،‬وهكذا ‪ ،‬فليس له‬
‫أصل ‪ .‬ول يفظ عن رسول ال صلى ال عليه وسلم شئ من ذلك ‪ ،‬فللطائف أن يدعو‬
‫لنفسه ‪ ،‬ولخوانه با شاء ‪ ،‬من خيي الدنيا والخرة ‪ .‬واليك بيان ما جاء ف ذلك من‬
‫الدعية ‪ - 1 :‬إذا استقبل الجر قال ‪ " :‬اللهم إيانا بك ‪ ،‬وتصديقا بكتابك ‪ ،‬ووفاء‬
‫بعهدك ‪ ،‬واتباعا لسنة نبيك ‪ ،‬بسم ال وال أكب " ( ‪ - 2 . ) 1‬فإذا أخذ ف الطواف‬
‫قال ‪ " :‬سبحان ال ‪ ،‬والمد ل ‪ ،‬ول إله إل ال ‪ ،‬وال أكب ‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال‬
‫" ‪ .‬رواه ابن ماجه ‪ - 3 .‬فإذا انتهى إل الركن اليمان دعا فقال ‪ " :‬ربنا آتنا ف الدنيا‬
‫حسنة وف الخرة حسنة وقنا عذاب النار " ‪ .‬رواه أبو داود ‪ ،‬والشافعي عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ - 4 .‬قال الشافعي ‪ :‬وأحب ‪ -‬كلما حاذى الجر السود ‪ -‬أن يكب ‪،‬‬
‫وأن يقول ف رمله ‪ " :‬اللهم اجعله حجا مبورا ‪ ،‬وذنبا مغفورا ‪ ،‬وسعيا مشكورا " ‪.‬‬
‫ويقول ف الطواف عند كل شوط ‪ " :‬رب اغفر وارحم ‪ ،‬واعف عما تعلم وأنت العز‬
‫الكرم ‪ ،‬اللهم آتنا ف الدنيا حسنة ‪ ،‬وف الخرة حسنة ‪ ،‬وقنا عذاب النار " ‪ .‬وعن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أنه كان يقول بي الركني ‪ " :‬اللهم قنعن با رزقتن ‪ ،‬وبارك ل‬
‫فيه ‪ ،‬واخلف علي كل غائبة بي " ( ‪ . ) 2‬رواه سعيد بن منصور ‪ ،‬والاكم ‪.‬‬

‫‪555‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا الدعاء روي مرفوعا إل النب صلى ال عليه وسلم ‪" ) 2 ( .‬‬
‫أخلف علي " اي اجعل ل عوضا حاضرا عما فاتن ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 695‬قراءة‬
‫القرآن للطائف ‪ :‬ل بأس للطائف بقراءة القرآن أثناء طوافه ‪ .‬لن الطواف إنا شرع من‬
‫أجل ذكر ال تعال ‪ ،‬والقرآن ذكر ‪ .‬فعن عائشة رضي ال عنها ‪ :‬أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬إنا جعل الطواف بالبيت ‪ ،‬وبي الصفا والروة ورمي المار ‪ ،‬لقامة‬
‫ذكر ال عزوجل " ‪ .‬رواه أبو داود والترمذي ‪ .‬وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ .‬فضل الطواف‬
‫روى البيهقي ‪ -‬بإسناد حسن ‪ -‬عن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬ينل ال كل يوم على حجاج بيته الرام ‪ ،‬عشرين ومائة رحة ‪ :‬ستي‬
‫للطائفي وأربعي للمصلي ‪ ،‬وعشرين للناظرين " ‪ - 5‬فإذا فرغ من الشواط السبعة‬
‫صلى ركعتي عند مقام إبراهيم ‪ ،‬تاليا قول ال تعال ‪ " :‬واتذوا من مقام ابراهيم مصلى "‬
‫‪ .‬وبذا ينتهي الطواف ‪ .‬ث إن كان الطائف مفردا سى هذا الطواف طواف القدوم ‪.‬‬
‫وطواف التحية ‪ ،‬وطواف الدخول ‪ .‬وهو ليس بركن ‪ .‬ول واجب ‪ .‬وإن كان قارنا ‪ ،‬أو‬
‫متمتعا ‪ ،‬كان هذا الطواف طواف العمرة ‪ ،‬ويزئ عن طواف التحية والقدوم ‪ .‬وعليه أن‬
‫يضي ف استكمال عمرته ‪ .‬فيسعى بي الصفا والروة ‪ .‬أنواع الطواف ( ‪ ) 1‬طواف‬
‫القدوم ( ‪ ) 2‬وطواف الفاضة ( ‪ ) 3‬وطواف الوداع ‪ ،‬وسيأت الكلم عليها ف مواضعها‬
‫( ‪ ) 4‬وطواف التطوع ‪ .‬وينبغي للحاج أن يغتنم فرصة وجوده بكة ويكثر من طواف‬
‫التطوع ‪ ،‬والصلة ف السجد الرام ‪ / .‬صفحة ‪ / 696‬فإن الصلة فيه خي من مائة الف‬
‫‪ ،‬فيما سواه من الساجد ‪ .‬وليس ف طواف التطوع رمل ول اضطباع ‪ .‬والسنة أن ييي‬
‫السجد الرام بالطواف حوله كلما دخله ‪ ،‬بلف الساجد‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 696‬‬
‫الخرى ‪ ،‬فإن تيتها الصلة فيها ‪ .‬وللطواف شروط وسنن وآداب نذكرها فيما يلي ‪:‬‬
‫شروط الطواف ‪ - 1‬الطهارة من الدث الصغر والكب والنجاسة ( ‪ ) 1‬لا رواه ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬الطواف صلة ‪ . . .‬إل أن‬
‫ال تعال أحل فيه الكلم فمن تكلم فل يتكلم إل بي " ‪ .‬رواه الترمذي والدار قطن ‪،‬‬

‫‪556‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وصححه الاكم وابن خزية وابن السكن ‪ .‬وعن عائشة رضي ال عنها ‪ :‬أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم دخل عليها وهي تبكي ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أنفست ؟ ( ‪ - " ) 2‬يعن‬
‫اليضة ‪ -‬قالت ‪ ،‬نعم ‪ .‬قال ‪ " :‬إن هذا شئ كتبه ال على بنات آدم ‪ ،‬فاقضي ما يقضي‬
‫الاج ‪ ،‬غي أن ل تطوف بالبيت حت تغتسلي " ‪ .‬رواه مسلم ‪ .‬وعنها قالت ‪ :‬إن أول‬
‫شئ بدأ به النب صلى ال عليه وسلم ‪ -‬حي قدم مكة ‪ -‬أنه توضأ ث طاف بالبيت ‪ .‬رواه‬
‫الشيخان ‪ .‬ومن كان به ناسة ‪ ،‬ل يكن إزالتها ‪ ،‬كمن به سلس بول وكالستحاضة الت‬
‫ل يرقا دمها ‪ ،‬فإنه يطوف ول شئ عليه باتفاق ‪ .‬روى مالك ‪ :‬ان عبد ال بن عمر جاءته‬
‫امرأة تستفتيه ‪ ،‬فقالت ‪ :‬إن أقبلت أريد أن أطوف بالبيت ‪ ،‬حت إذا كنت عند باب‬
‫السجد هرقت الدماء ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 1‬يرى النفية أن الطهارة من الدث ليست‬
‫شرطا وإنا هي واجب يب بالدم ‪ .‬فلو كان مدثا حدثا أصغر وطاف صح طوافه ولزمه‬
‫شاة ‪ .‬وإن طاف جنبا أو حائضا ‪ ،‬صح ولزمه بدنة ‪ ،‬ويعيده ما دام بكة ‪ .‬وأما الطهارة‬
‫من النجاسة ف الثوب أو البدن ‪ ،‬فهي سنة عندهم فقط ‪ " ) 2 ( .‬أنفست " أي أحضت‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 697‬فرجعت ‪ ،‬حت ذهب ذلك عن ‪ ،‬ث أقبلت ‪ ،‬حت إذا كنت‬
‫عند باب السجد هرقت الدماء ‪ ،‬فرجعت ‪ ،‬حت ذهب ذلك عن ‪ ،‬ث أقبلت ‪ ،‬حت إذا‬
‫كنت عند باب السجد ‪ ،‬هرقت الدماء ‪ .‬فقال عبد ال بن عمر ‪ :‬إنا ذلك ركضة من‬
‫الشيطان ‪ ،‬فاغتسلي ‪ ،‬ث استثفري بثوب ‪ ،‬ث طوف ‪ - 2 .‬ستر العورة ‪ ) 1 ( :‬لديث‬
‫أب هريرة قال ‪ :‬بعثن أبو بكر الصديق ف الجة الت أمره عليها رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قبل حجة الوداع ‪ ،‬ف رهط يؤذنون ف الناس يوم النحر ‪ " :‬ل يج بعد العام‬
‫مشرك ‪ ،‬ول يطوف بالبيت عريان " ‪ .‬رواه الشيخان ‪ - 3 .‬أن يكون سبعة أشواط‬
‫كاملة ‪ .‬فلو ترك خطوة واحدة ‪ ،‬ف أي شوط ‪ ،‬ل يسب طوافه ‪ .‬فإن شك بن على‬
‫القل ‪ ،‬حت يتقن السبع ‪ .‬وإن شك بعد الفراغ من الطواف فل يلزمه شئ ‪ - 4 .‬أن يبدأ‬
‫الطواف من الجر السود ‪ ،‬وينتهي إليه ‪ - 5 .‬أن يكون البيت عن يسار الطائف ‪ .‬فلو‬
‫طاف ‪ ،‬وكان البيت عن يينه ‪ ،‬ل يصح الطواف ‪ .‬لقول جابر رضي ال عنه ‪ :‬لا قدم‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة أتى الجر السود فاستلمه ‪ ،‬ت مشى عن يينه فرمل‬
‫( ‪ ) 2‬ثلثا ومشى أربعا ( ‪ . ) 3‬رواه مسلم ‪ - 6 .‬أن يكون الطواف خارج البيت ‪.‬‬

‫‪557‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فلو طاف ف الجر ل يصح طوافه ‪ ،‬فإن الجر ( ‪ ، ) 4‬والشاذ روان ( ‪ ) 5‬من البيت ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬عند الحناف واجب ‪ ،‬فمن طاف عريانا صح طوافه وعليه العادة إل‬
‫خرج من مكة ‪ ،‬فإنه يلزم دم ‪ " ) 2 ( .‬الرمل " ‪ :‬ال سراع مع هز الكتفي ‪ ) 3 ( .‬عند‬
‫الحناف أن ركن الطواف أربعة أشواط ‪ ،‬والثلثة الباقية واجب يب بالدم ‪) 4 ( .‬‬
‫الجر ‪ :‬هو حجر إساعيل ‪ ،‬ويقع شال الكعبة ‪ ،‬يوطه سور على شكل نصف دائرة‬
‫وليس الجر كله من البيت ‪ ،‬بل الزء الذي هو من البيت قدره ستة أذرع ‪ :‬نو ثلثة‬
‫أمتار ‪ " ) 5 ( .‬الشاذروان " البناء اللصق لساس الكعبة الذي توضع به حلق الكسوة ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 698‬وال أمر بالطواف بالبيت ‪ ،‬ل ف البيت ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬وليطوفوا‬
‫بالبيت العتيق ) ‪ .‬ويستحب القرب من البيت ‪ ،‬إن تيسر ‪ - 7 .‬موالة السعي ‪ :‬عند‬
‫مالك وأحد ‪ .‬ول يضر التفريق اليسي ‪ ،‬لغي عذر ‪ ،‬ول التفريق الكثي ‪ ،‬لعذر ‪ .‬وذهبت‬
‫النفية ‪ ،‬والشافعية ‪ :‬إل أن الوالة سنة ‪ .‬فلو فرق بي أجزاء الطواف تفريقا كثيا ‪ ،‬بغي‬
‫عذر ‪ ،‬ل يبطل ‪ .‬ويبن على ما مضى من طوافه ‪ .‬روى سعيد بن منصور ‪ ،‬عن حيد بن‬
‫زيد قال ‪ :‬رأيت عبد ال بن عمر رضي ال عنهما ‪ ،‬طاف بالبيت ثلثة أطواف أو أربعة ‪،‬‬
‫ث جلس يستريح ‪ ،‬وغلم له يروح عليه ‪ ،‬فقام فبن على ما مضى من طوافه ‪ .‬وعند‬
‫الشافعية والنفية ‪ :‬لو أحدث ف الطواف ‪ ،‬توضأ وبن ول يب الستئناف ‪ ،‬وإن طال‬
‫الفصل ‪ .‬وعن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أنه كان يطوف بالبيت ‪ ،‬فأقيمت الصلة‬
‫فصلى مع القوم ‪ ،‬ث قام ‪ ،‬فبن على ما مضى من طوافه ‪ .‬وعن عطاء ‪ :‬أنه كان يقول ‪-‬‬
‫ف الرجل يطوف بعض طوافه ‪ ،‬ث تضر النازة ‪ -‬قال ‪ :‬يرج يصلي عليها ‪ ،‬ث يرجع‬
‫فيقضي ما بقي من طوافه ‪ .‬سنن الطواف للطواف سنن نذكرها فيما يلي ‪ - 1 :‬استقبال‬
‫الجر السود ‪ ،‬عند بدء الطواف مع التكبي والتهليل ‪ ،‬ورفع اليدين ‪ :‬كرفعهما ف‬
‫الصلة ‪ ،‬واستلمه بما بوضعهما عليه ‪ ،‬وتقبيله بدون صوت ‪ ،‬ووضع الد عليه ‪ ،‬إن‬
‫أمكن ذلك ‪ ،‬وإل مسه بيده وقبلها أو‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 698‬‬

‫‪558‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مسه بشئ معه وقبله ‪ ،‬أو أشار إليه بعصا ونوها ‪ .‬وقد جاء ف ذلك أحاديث ‪ ،‬واليك‬
‫بعضها ‪ :‬قال ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬استقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم الجر‬
‫واستلمه ‪ ،‬ث وضع شفيته يبكي طويل ‪ ،‬فإذا عمر يبكي طويل ‪ / .‬صفحة ‪ / 699‬فقال‬
‫‪ " :‬يا عمر ‪ ،‬هنا تسكب العبات ( ‪ . " ) 1‬رواه الاكم ‪ ،‬وقال ‪ :‬صحيح السناد ‪.‬‬
‫وعن ابن عباس ‪ :‬ان عمر أكب على الركن ( ‪ ) 2‬فقال ‪ :‬إن لعمل أنك حجر ‪ ،‬ولو ل‬
‫أر حبيب صلى ال عليه وسلم قبلك واستلمك ما استلمتك ول قبلتك ‪ ( :‬لقد كان لكم‬
‫ف رسول ال أسوة حسنة ) ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬وغيه ‪ ،‬بألفاظ متلفة متقاربة ‪ .‬وقال نافع ‪:‬‬
‫رأيت ابن عمر رضي ال عنهما استلم الجر بيده ث قبل يده وقال ‪ :‬ما تركته منذ رأيت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يفعله ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪ .‬وقال سويد بن غفلة ‪:‬‬
‫رأيت عمر رضي ال عنه قبل الجر ‪ ،‬والتزمه وقال ‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بك حفيا ( ‪ " ) 3‬رواه مسلم ‪ .‬وعن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ ،‬أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم كان يأت البيت ‪ ،‬فيستلم الجر ويقول ‪ " :‬بسم ال وال أكب " ‪ .‬رواه أحد‬
‫‪ .‬وروى مسلم عن أب الطفيل قال ‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يطوف بالبيت‬
‫ويستلم بحجن معه ويقبل الحجن ‪ .‬وروى البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ ،‬وأبو داود عن عمر‬
‫رضي ال عنه أنه جاء إل الجر فقبله ‪ .‬فقال ‪ :‬إن أعلم أنك حجر ل تضر ‪ ،‬ول تنفع ‪،‬‬
‫ولول أن رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ‪ .‬قال الطاب ‪ :‬فيه من‬
‫العلم ‪ ،‬أن متابعة السنن واجبة وإن ل يوقف لا على علل معلومة ‪ ،‬وأسباب معقولة ‪ .‬وأن‬
‫أعيانا حجة على من بلغته وإن ل يفقه معانيها ‪ .‬إل أنه معلوم ف الملة أن تقبيله‬
‫الجر ‪ ،‬إنا هو إكرام له ‪ ،‬وإعظام لقه ‪ ،‬وتبك به ‪ .‬وقد فضل ال بعض الحجار على‬
‫بعض ‪ ،‬كما فضل بعض البقاع والبلدان ‪ ،‬وكما فضل بعض الليال واليام والشهور ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ " ) 1‬العبات " ‪ :‬أي الدموع ‪ " ) 2 ( .‬الركن " ‪ :‬الراد به هنا الجر‬
‫السود ‪ " ) 3 ( .‬حفيا " ‪ :‬أي مهتما ومعنيا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 700‬وباب هذا كله‬
‫التسليم ‪ .‬وهذا وقد روى أمر سائغ ف العقول جار فيها ‪ ،‬غي متنع ول مستنكر ‪ .‬ف‬
‫بعض الحاديث ‪ " :‬الجر يي ال ف الرض " ‪ .‬والعن أن من صافحه ف الرض كان‬
‫له عند ال عهد ‪ .‬فكان كالعهد الذي تعقده اللوك بالصافحة ‪ ،‬لن يريد موالته ‪،‬‬

‫‪559‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والختصاص به ‪ .‬وكما يصفق على أيدي اللوك للبيعة ‪ .‬وكذلك تقبيل اليد من الدم‬
‫للسادة والكباء ‪ .‬فهذا كالتمثيل بذلك والتشبيه به ‪ .‬وقال الهلب ‪ :‬حديث عمر يرد على‬
‫من قال ‪ :‬إن الجر يي ال ف الرض ‪ ،‬يصافح با عباده ‪ .‬ومعاذ ال ‪ ،‬أن تكون ل‬
‫جارحة ‪ ،‬وإنا شرع تقبيله اختبارا ‪ ،‬ليعلم ‪ -‬بالشاهدة ‪ -‬طاعة من يطيع ‪ .‬وذلك شبيه‬
‫بقصة إبليس حيث أمر بالسجود لدم ‪ .‬هذا ‪ ،‬ول يعلم ‪ -‬على وجه اليقي ‪ -‬أنه بقي‬
‫حجر من أحجار الكعبة ‪ .‬من وضع إبراهيم إل الجر السود ‪ .‬الزاحة على الجر ول‬
‫بأس ف الزاحة على الجر على أن ل يؤذي أحدا ‪ .‬فقد كان ابن عمر رضي ال عنهما‬
‫يزاحم حت يدمى أنفه ‪ .‬وقد قال الرسول صلى ال عليه وسلم لعمر رضي ال عنه ‪ " :‬يا‬
‫أبا حفص إنك رجل قوي ‪ ،‬فل تزاحم على الركن ‪ ،‬فإنك تؤذي الضعيف ‪ ،‬ولكن إن‬
‫وجدت خلوة فاستلم ‪ ،‬وإل فكب وامض " ‪ .‬رواه الشافعي ف سننه ‪ ) 1 ( .‬الضطباع ‪:‬‬
‫فعن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه اعتمروا من‬
‫العرانة فاضطبعوا أرديتهم تت آباطهم ‪ ،‬وقذفوها على عواتقهم اليسرى ‪ .‬رواه أحد‬
‫وأبو داود ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬الضطباع " هو جعل وسط الرداء تت البط الين ‪،‬‬
‫وطرفيه على الكتف اليسر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 701‬وهذا مذهب المهور ‪ .‬وقالوا ف‬
‫حكمته ‪ :‬إنه يعي على الرمل ف الطواف ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬ل يستحب ‪ ،‬لنه ل يعرف ول‬
‫ير أحدا يفعله ول يستحب ف صلة الطواف اتفاقا ‪ - 2 .‬الرمل ( ‪ ) 1‬فعن ابن عمر‬
‫رضي ال عنهما ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رمل من الجر السود إل الجر‬
‫السود ثلثا ‪ ،‬ومشى أربعا ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬ومسلم ‪ .‬ولو تركه ف الثلث الول ل يقضه‬
‫ف الربعة الخية ‪ .‬والضطباع والرمل خاص بالرجال ف طواف العمرة ‪ ،‬وف كل‬
‫طواف يعقبه سعي ف الج ‪ .‬وعند الشافعية ‪ :‬إذا اضطبع ورمل ف طواف القدوم ث سعى‬
‫بعده ‪ ،‬ل يعد الضطباع والرمل ف طواف الفاضة ‪ .‬وإن ل يسع بعده ‪ ،‬وأخر السعي إل‬
‫ما بعد طواف الزيارة اضطبع ورمل ف طواف الزيارة ‪ .‬أما النساء ‪ ،‬فل اضطباع عليهن ‪-‬‬
‫لوجوب ستزهن ‪ -‬ول رمل ‪ ،‬لقول ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬ليس على النساء سعي (‬
‫‪ ) 2‬بالبيت ‪ ،‬ول بي الصفا والروة ‪ .‬رواه البيهقي ‪ .‬حكمة الرمل ‪ :‬والكمة فيه ما رواه‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما ‪ ،‬قال ‪ :‬قدم رسول ال‬

‫‪560‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 701‬‬
‫صلى ال عليه وسلم مكة وقد وهنتهم ( ‪ ) 3‬حى يثرب ( ‪ ) 4‬فقال الشركون ‪ :‬إنه‬
‫يقدم عليكم قوم قد وهنتهم المى ‪ ،‬ولقوا منها شرا ‪ ،‬فأطلع ال سبحانه نبيه ( هامش )‬
‫( ‪ " ) 1‬الرمل " ‪ :‬السراع ف الشي مع هز الكتفي وتقارب الطا ‪ .‬وقد شرع إظهارا‬
‫للقوة والنشاط ‪ ) 2 ( .‬أي رمل ‪ " ) 3 ( .‬وهنتهم " ‪ :‬أي أضعفتهم ‪ " ) 4 ( .‬يثرب "‬
‫أي الدينة النورة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 702‬صلى ال عليه وسلم على ما قالوه ‪ ،‬فأمرهم‬
‫أن يرملوا الشواط الثلثة ‪ ،‬وأن يشوا بي الركني ‪ ،‬فلما رأوهم رملوا ‪ ،‬قالوا ‪ :‬هؤلء‬
‫الذين ذكرت أن المى قد وهنتهم ؟ هؤلء أجلد منا ( ‪ . ) 1‬قال ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما ‪ :‬ول يأمرهم أن يرملوا الشواط كلها إل إبقاء ( ‪ ) 2‬عليهم ‪ .‬رواه البخاري ‪،‬‬
‫ومسلم ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬واللفظ له ‪ .‬ولقد بدا لعمر رضي ال عنه أن يدع الرمل بعد ما‬
‫انتهت الكمة منه ‪ ،‬ومكن ال للمسلمي ف الرض ‪ ،‬إل أنه رأى إبقاءه على ما كان‬
‫عليه ف العهد النبوي ‪ .‬لتبقى هذه الصورة ماثلة للجيال بعده ‪ .‬قال مب الدين الطبي ‪:‬‬
‫وقد يدث شئ من أمر الدين لسبب ث يزول السبب ول يزول حكمه ‪ .‬فعن زيد بن‬
‫أسلم ‪ .‬عن أبيه قال ‪ :‬سعت عمر بن الطاب رضي ال عنه يقول ‪ :‬فيم الرملن اليوم ‪،‬‬
‫والكشف عن الناكب ؟ وقد أطأ ( ‪ ) 3‬ال السلم ‪ ،‬ونفى الكفر وأهله ‪ ،‬ومع ذلك ل‬
‫ندع شيئا كنا نفعله على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ - 3 .‬استلم ( ‪) 4‬‬
‫الركن اليمان ‪ :‬لقول ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬ل أر النب صلى ال عليه وسلم يس من‬
‫الركان إل اليمانيي ‪ .‬وقال ‪ :‬ما تركت استلم هذين الركني ‪ -‬اليمان ‪ ،‬والجر‬
‫السود ‪ -‬منذ رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يستلمهما ‪ ،‬ف شدة ‪ ،‬ول ف رخاء‬
‫‪ .‬رواها البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ .‬وإنا يستلم الطائف هذين الركني ‪ ،‬لا فيهما من فضيلة ‪،‬‬
‫ليست لغيها ‪ .‬ففي الركن السود ميزتان ‪ ،‬إحداها ‪ :‬أنه عل قواعد إبراهيم عليه السلم‬
‫‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬أجلد " أي أقوى وأشد ‪ " ) 2 ( .‬إبقاء عليهم " ‪ :‬هذا تعليل الرمل‬
‫ف جيع الشواط حت ل يهدوا أو يصابوا بضرر ‪ " ) 3 ( .‬أطأ " ‪ :‬أي ثبت ‪" ) 4 ( .‬‬
‫الستلم " ‪ :‬السح باليد ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 703‬وثانيتهما ‪ :‬أن فيه الجر السود الذي‬

‫‪561‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جعل مبدءا للطواف ومنتهى له ‪ .‬وأما الركن اليمان القابل له ‪ ،‬فقد وضع أيضا على‬
‫قواعد إبراهيم عليه السلم ‪ .‬روى أبو داود عن ابن عمر رضى ال عنهما أنه أخب بقول‬
‫عائشة رضي ال عنها ‪ " :‬إن الجر بعضه من البيت " ‪ .‬فقال ابن عمر ‪ :‬وال إن لظن‬
‫عائشة إن كانت سعت هذا من رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬إن لظن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ل يترك استلمهما ‪ ،‬إل أنما ليسا على قواعد البيت ‪ ،‬ول طاف‬
‫الناس وراء الجر إل لذلك ‪ .‬والمة متفقة على استحباب استلم الركني اليمانيي ‪،‬‬
‫وعلى أنه ل يستلم الطائف الركني الخرين ‪ .‬وروى ابن حبان ف صحيحه ‪ :‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬الجر والركن اليمان يط الطايا حطا " ‪ .‬صلة ركعتي‬
‫بعد الطواف ( ‪ ) 1‬يسن للطائف صلة ركعتي بعد كل طواف ( ‪ ، ) 2‬عند مقام‬
‫إبراهيم ‪ ،‬أو ف مكان من السجد ‪ .‬فعن جابر رضي ال عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم حي قدم مكة ‪ ،‬طاف بالبيت سبعا ‪ ،‬وأتى القام فقرأ ‪ ( :‬واتذوا من مقام إبراهيم‬
‫مصلى ) ‪ .‬فصلى خلف القام ث أتى الجر فاستلمه ‪ .‬رواه الترمذي وقال ‪ :‬حديث‬
‫حسن صحيح ‪ .‬والسنة فيهما قراءة سورة " الكافرون " بعد " الفاتة " ف الركعة‬
‫الول ‪ ،‬وسورة " الخلص " ف الركعة الثانية ‪ .‬فقد ثبت ذلك عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬كما رواه مسلم ‪ ،‬وغيه ‪ .‬وتؤديان ف جيع الوقات ‪ ،‬حت أوقات النهي ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬وهي واجبة عند أب حنيفة ‪ ) 2 ( .‬أي سواء كان الطواف فرضا أو‬
‫نقل ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 704‬فعن جبي بن مطعم ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫" يا بن عبد مناف ل تنعوا أحدا طاف بذا البيت ‪ ،‬وصلى أية ساعة شاء ‪ ،‬من ليل ‪ ،‬أو‬
‫نار " ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬والترمذي ‪ ،‬وصححه ‪ .‬وهذا مذهب الشافعي ‪ ،‬وأحد‬
‫‪ .‬وكما أن الصلة بعد الطواف تسن ف السجد ‪ ،‬فإنا توز خارجه ‪ .‬فقد روى البخاري‬
‫عن أم سلمة رضي ال عنها ‪ :‬أنا طافت راكبة ‪ ،‬فلم تصل حت خرجت ‪ .‬وروى مالك‬
‫عن عمر رضي ال عنه ‪ ،‬أنه صلها بذي طوى ‪ .‬وقال البخاري ‪ :‬وصلى عمر رضي ال‬
‫عنه خارج الرم ‪ .‬ولو صلى الكتوبة بعد الطواف أجزأته عن الركعتي ‪ ،‬وهو الصحيح‬
‫عند الشافعية والشهور من مذهب أحد ‪ .‬وقال مالك والحناف ‪ :‬ل يقوم غي الركعتي‬
‫مقامهما ‪ .‬الرور أمام الصلي ف الرم الكي يوز أن يصلي الصلي ف السجد الرام ‪،‬‬

‫‪562‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والناس يرون أمامه ‪ ،‬رجال ونساء ‪ ،‬بدون كراهة ‪ ،‬وهذا من خصائص السجد الرام ‪.‬‬
‫فعن كثي بن كثي بن الطلب بن وداعة ‪ ،‬عن بعض أهله ‪ ،‬عن جده ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 704‬‬
‫أنه رأى النب صلى ال عليه وسلم يصلي ما يلي بن سهم ‪ ،‬والناس يرون بي يديه وليس‬
‫بينهما سترة ‪ .‬قال سفيان بن عيينة ‪ " :‬ليس بينه وبي الكعبة سترة " ‪ .‬رواه أبو داود ‪،‬‬
‫والنسائي ‪ ،‬وابن ماجه ‪ .‬طواف الرجال مع النساء روى البخاري عن ابن جريج قال ‪:‬‬
‫أخبن عطاء إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال ‪ ،‬قال ‪ :‬كيف تنعهن ‪ ،‬وقد‬
‫طاف نساء النب صلى ال عليه وسلم مع الرجال ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬أبعد الجاب أقبله ؟ ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 705‬قال ‪ :‬أي لعمري لقد أدركته بعد الجاب ‪ .‬قلت ‪ :‬كيف يالطن‬
‫الرجال ؟ قال ‪ :‬ل يكن يالطن الرجال ‪ ،‬كانت عائشة رضي ال عنها تطوف حجرة (‬
‫‪ ) 1‬من الرجال ل تالطهم ‪ .‬فقالت امرأة ‪ :‬انطلقي نستلم يا أم الؤمني ‪ .‬قالت ‪ :‬انطلقي‬
‫‪ . . .‬عنك ‪ ،‬وأبت ‪ .‬فكن يرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال ‪ ،‬ولكنهن كن إذا‬
‫دخلن البيت ‪ ،‬قمن ‪ ،‬حت يدخلن وأخرج الرجال ‪ .‬وللمرأة أن تستلم الجر عند‬
‫اللوة ‪ ،‬والبعد عن الرجال ‪ .‬فعن عائشة رضي ال عنها ‪ :‬أنا قالت لمرأة ‪ :‬ل تزاحي‬
‫على الجر ‪ ،‬إن رأيت خلوة فاستلمي ‪ ،‬وإن رأيت زحاما فكبي وهللي إذا حاذيت به ‪،‬‬
‫ول تؤذي أحدا ‪ .‬ركوب الطائف يوز للطائف الركوب ‪ ،‬وإن كان قادرا على الشي ‪،‬‬
‫إذا وجد سبب يدعو إل الركوب ‪ .‬فعن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم طاف ف حجة الوداع على بعي يستلم الركن بحجن ( ‪ . ) 2‬رواه‬
‫البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ .‬وعن جابر رضي ال عنه قال ‪ :‬طاف النب صلى ال عليه وسلم ف‬
‫حجة الوداع على راحلته بالبيت ‪ ،‬وبالصفا والروة ‪ ،‬لياه الناس ‪ ،‬وليشرف ‪ ،‬وليسألوه ‪،‬‬
‫فإن الناس غشوه ( ‪ . ) 3‬كراهة طواف الجذوم مع الطائفي روى مالك عن ابن أب‬
‫مليكة ‪ :‬أن عمر بن الطاب رضي ال عنه رأى امرأة مذومة ‪ ،‬تطوف بالبيت ‪ ،‬فقال لا‬
‫‪ :‬يا أمة ال ‪ ،‬ل تؤذى الناس ‪ ،‬لو ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬حجرة " أي ناحية منفردة ‪) 2 ( .‬‬
‫" الحجن " ‪ :‬عود معقود الرأس يكون مع الراكب يرك به راحلته ‪ " ) 3 ( .‬غشوه " ‪:‬‬

‫‪563‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ازدحوا عليه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 706‬جلست ف بيتك ! ؟ ففعلت ‪ .‬ومر با رجل بعد‬
‫ذلك فقال لا ‪ :‬إن الذي ناك قد مات ‪ ،‬فاخرجي ‪ .‬فقالت ‪ :‬ما كنت لطيعه حيا‬
‫وأعصيه ميتا ‪ .‬استحباب الشرب من ماء زمزم ‪ :‬وإذا فرغ الطائف من طوافه ‪ ،‬وصلى‬
‫ركعتيه عند القام ‪ ،‬استحب له أن يشرب من ماء زمزم ‪ .‬ثبت ف الصحيحي ‪ :‬أن رسول‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬شرب من ماء زمزم ‪ ،‬وأنه قال ‪ " :‬إنا مباركة ‪ .‬إنا طعام طعم‬
‫وشفاء سقم ( ‪ . " ) 1‬وأن جبيل عليه السلم غسل قلب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بائها ليلة السراء ‪ .‬وروى الطبان ف الكبي ‪ ،‬وابن حبان عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬خي ماء على وجه الرض ماء زمزم ‪ ،‬فيه‬
‫طعام الطعم ‪ ،‬وشفاء السقم " ‪ .‬الديث ‪ .‬قال النذري ‪ :‬ورواته ثقات ‪ .‬آداب الشرب‬
‫منه ‪ :‬يسن أن ينوي الشارب عند شربه الشفاء ونوه ‪ ،‬ما هو خي ف الدين والدنيا ‪ .‬فإن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ماء زمزم لا شرب له " ‪ .‬وعن سويد بن سعيد‬
‫قال ‪ :‬رأيت عبد ال بن البارك بكة أتى ماء زمزم واستسقى منه شربة ‪ ،‬ث استقبل الكعبة‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬اللهم إن ابن أب الوال حدثنا عن ممد بن النكدر ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ماء زمزم لا شرب له ‪ ،‬وهذا أشربه لعطش يوم القيامة ‪ ،‬ث‬
‫شرب " ‪ .‬رواه أحد بسند صحيح ‪ ،‬والبيهقي ‪ .‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪،‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ماء زمزم لا شرب له ‪ ،‬إن شرته تستشفي شفاك‬
‫ال ‪ ،‬وإن شربته لشبعك ‪ ،‬ال ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الزيادة لب داود الطيالسي ‪ .‬وقيل هي‬
‫ف إحدى نسخ مسلم ‪ .‬ومعن " طعام طعم " ‪ :‬أي أنه يشبع من شربه ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 707‬أشبعك ال ‪ ،‬وإن شربته لقطع ظمئك قطعه ال ‪ ،‬وهي هزمة ( ‪ ) 1‬جبائيل‬
‫وسقيا ( ‪ ) 2‬ال إساعيل " ‪ .‬رواه الدار قطن ‪ ،‬والكم ‪ ،‬وزاد ‪ " :‬وإن شربته مستعيذا ‪،‬‬
‫أعاذك ال " ‪ .‬ويستحب أن يكون الشرب على ثلثة أنفاس ‪ ،‬وأن يستقبل به القبلة ‪،‬‬
‫ويتضلع منه ( ‪ ، ) 3‬ويمد ال ‪ ،‬ويدعو با دعا به ابن عباس ‪ .‬فعن أب مليكة قال ‪ :‬جاء‬
‫رجل إل ابن عباس فقال ‪ :‬من أين جئت ؟ ‪ . .‬قال ‪ :‬شربت من ماء زمزم ‪ .‬قال ابن‬
‫عباس ‪ :‬أشربت منها كما ينبغي ؟ قال ‪ :‬وكيف ذاك يا ابن عباس ؟ قال ‪ :‬إذا شربت‬
‫منها فاستقبل القبلة ‪ ،‬واذكر ال ‪ ،‬وتنفس ثلثا ‪ ،‬وتضلع منها ‪ ،‬فإذا فرغت فاحد ال ‪.‬‬

‫‪564‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬آية ما بيننا وبي النافقي أنم ل يتضلعون من‬
‫زمزم " ‪ .‬رواه ابن ماجه ‪ ،‬والدار قطن والاكم ‪ .‬وكان ابن عباس رضي ال عنهما إذا‬
‫شربت من ماء زمزم قال ‪ :‬اللهم إن أسألك علما نافعا ‪ ،‬ورزقا واسعا ‪ ،‬وشفاء من كل‬
‫داء ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 707‬‬
‫أصل بئر زمزم ‪ :‬روى البخاري عن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أن " هاجر " لا أشرفت‬
‫على على الروة حي أصابا وولدها العطش سعت صوتا ‪ ،‬فقالت ‪ :‬صه ‪ -‬تريد نفسها ‪-‬‬
‫ث تسمعت ‪ ،‬فسمعت أيضا ‪ ،‬فقالت ‪ :‬قد اسعت ‪ ،‬إن كان عندك غواث ‪ ،‬فإذا هي‬
‫باللك عند موضع زمزم فبحث بعقبه ‪ ،‬أو قال ‪ :‬بناحه ‪ ،‬حت ظهر الاء ‪ ،‬فجعلت‬
‫توضه ‪ ،‬وتقول بيدها هكذا ‪ -‬تغترف من الاء ف سقائها ‪ -‬وهو يفور بعد ما تغترف ‪.‬‬
‫قال ابن عباس رضي ال عنهما ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬رحم ال أم‬
‫إساعيل ‪ ،‬لو تركت زمزم ‪ -‬أو قال ‪ :‬لو ل تغترف من الاء ‪ -‬لكانت زمزم عينا معينا " ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فشربت ‪ ،‬وأرضعت ولدها ‪ ،‬فقال لا اللك ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬هزمة " ‪ :‬أي‬
‫حفرة ‪ ) 2 ( .‬أي أخرجه ال لسقي إساعيل ف اول المر ‪ " ) 3 ( .‬تضلع " ‪ :‬أي امتل‬
‫شبعا وريا حت بلغ الاء أضلعه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 708‬ل تافوا الضيعة ‪ ،‬فإن هاهنا‬
‫بيت ال ‪ ،‬يبتن هذا الغلم وأبوه ‪ ،‬وإن ال ل يضيع أهله ‪ ،‬وكان البيت مثل الرابية ‪ ،‬تأتيه‬
‫السيول ‪ ،‬فتأخذ عن يينه وشاله ‪ .‬استحباب الدعاء عند اللتزم ‪ :‬وبعد الشرب من ماء‬
‫زمزم ‪ ،‬يستحب الدعاء عند اللتزم ‪ .‬فقد روى البيهقي عن ابن عباس ‪ ،‬أنه كان يلزم ما‬
‫بي الركن والباب ‪ ،‬وكان يقول ‪ :‬ما بي الركن والباب يدعى اللتزم ‪ ،‬ل يلزم ما بينهما‬
‫أحد يسأل ال شيئا إل أعطاه ال إياه ‪ .‬وروي عن عمرو بن شعيب ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جده‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يلزق وجهه وصدره باللتزم ‪ .‬وقيل ‪ :‬إن‬
‫الطيم هواللتزم ‪ .‬ويرى البخاري أن الطيم الجر نفسه ‪ .‬واحتج عليه بديث السراء‬
‫فقال ‪ :‬بينا أنا نائم ف الطيم ‪ ،‬وربا قال ف الجر ‪ .‬قال ‪ :‬وهو حطيم ‪ :‬بعن مطوم ‪،‬‬
‫كفتيل ‪ ،‬بعن مقتول ‪ .‬استحباب دخول الكعبة وحجر إساعيل ‪ :‬روى البخاري ‪،‬‬

‫‪565‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ومسلم ‪ ،‬عن ابن عمر رضي ال عنهما قال ‪ :‬دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم الكعبة‬
‫( ‪ ، ) 1‬هو وأسامة بن زيد ‪ ،‬وعثمان ابن طلحة ‪ ،‬فأغلقوا عليهم ‪ ،‬فلما فتحوا ‪ ،‬أخبن‬
‫بلل ‪ :‬ان رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى ف جوف الكعبة ‪ ،‬بي العمودين اليمانيي‬
‫‪ .‬وقد استدل العلماء بذا على أن دخول الكعبة ‪ ،‬والصلة فيها سنة ‪ .‬وقالوا ‪ :‬وهو وإن‬
‫كان سنة ‪ ،‬إل أنه ليس من مناسك الج ‪ ،‬لقول ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أيها الناس‬
‫إن دخولكم البيت ليس من حجكم ف شئ ‪ .‬رواه الاكم بسند صحيح ‪ ( .‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬كان ذلك عام الفتح ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 709‬ومن ل يتمكن من دخول الكعبة ‪،‬‬
‫يستحب له الدخول ف حجر إساعيل والصلة فيه فإن جزءا منه من الكعبة ‪ .‬روى أحد‬
‫بسند جيد ‪ ،‬عن سعيد بن جبي ‪ ،‬عن عائشة قالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬كل أهلك قد دخل‬
‫البيت غيي ! فقال ‪ " :‬أرسلي إل شيبة ( ‪ ) 1‬فيفتح لك الباب " ‪ ،‬فأرسلت إليه ‪ .‬فقال‬
‫شيبة ‪ :‬ما استطعنا فتحه ف جاهلية ‪ ،‬ول إسلم ‪ ،‬بليل ‪ .‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" صلي ف الجر فإن قومك استقصروا ( ‪ ) 2‬عن بناء البيت ‪ ،‬حي بنوه " ‪ .‬السعي بي‬
‫الصفا والروة أصل مشروعيته ‪ :‬روى البخاري عن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬جاء‬
‫إبراهيم عليه السلم ب‍ " هاجر " وبابنها " إساعيل " عليه السلم ‪ ،‬وهي ترضعه ‪ ،‬حت‬
‫وضعهما عند البيت ‪ ،‬عند دوحة فوق زمزم ‪ ،‬فوضعهما تتها وليس بكة يومئذ من‬
‫أحد ‪ ،‬وليس با ماء ‪ ،‬ووضع عندها جرابا فيه تر ‪ ،‬وسقاء فيه ماء ‪ ،‬ث قفى إبراهيم‬
‫منطلقا ‪ ،‬فتبعته أم إساعيل ‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا إبراهيم ‪ ،‬أين تذهب وتتركنا بذا الوادي الذي‬
‫ليس به أنيس ول شئ ؟ فقالت له ذلك مرارا ‪ ،‬فجعل ل يلتفت إليها ‪ ،‬فقالت ‪ :‬ال أمرك‬
‫بذا ؟ ‪ . .‬قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قالت ‪ :‬إذن ل يضيعنا ‪ .‬وف رواية ‪ :‬فقالت له ‪ :‬إل من تتركنا ؟‬
‫قال ‪ :‬إل ال ‪ .‬فقالت ‪ :‬قد رضيت ‪ .‬ث رجعت ‪ .‬فانطلق إبراهيم حت إذا كان عند الثنية‬
‫حيث ل يرونه استقبل بوجهه البيت ث دعا بؤلء الدعوات ‪ ،‬رفع يديه وقال ‪ ( :‬ربنا إن‬
‫أسكنت من ذريت بواد غي ذي زرع عند بيتك الحرم ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 1‬ابن عثمان بن‬
‫طلحة كان بيده مفتاح الكعبة ‪ " ) 2 ( .‬استقصروا " ‪ :‬أي تركوا منه جزءا وهو الجر ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 710‬ربنا ليقيموا لصلة فاجعل أفئدة من الناس توي إليهم ‪ ،‬وارزقهم‬
‫من الثمرات لعلهم يشكرون ) ‪ .‬وقعدت أم إساعيل تت الدوحة ‪ ،‬ووضعت ابنها إل‬

‫‪566‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جنبها وعلقت شنها تشرب منه ‪ ،‬وترضع ابنها ‪ ،‬حت فن ما ف شنها ‪ ،‬فانقطع درها ‪،‬‬
‫واشتد جوع ابنها حت نظرت إليه يتشحط ‪ ،‬فانطلقت كراهية أن تنظر إليه ‪ ،‬فقامت على‬
‫الصفا ‪ -‬وهو أقرب جبل يليها ‪ -‬ث استقبلت الوادي تنظر ‪ ،‬هل ترى أحدا ؟ ‪ . .‬فلم تر‬
‫أحدا ‪ ،‬فهبطت من الصفا ‪ .‬حت إذا بلغت الوادي ‪ ،‬رفعت طرف درعها ‪ ،‬ث سعت سعي‬
‫إنسان مهود ‪ ،‬حت جاوزت الوادي ‪ ،‬ث أتت الروة ‪ ،‬فقامت عليها ونظرت ‪ ،‬هل ترى‬
‫أحدا ؟ فلم تر أحدا ‪ ،‬ففعلت ذلك سبع مرات ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 710‬‬
‫قال ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬فلذلك سعى الناس‬
‫بينهما " ‪ .‬حكمه ‪ :‬اختلف العلماء ف حكم السعي بي الصفا والروة ‪ ،‬إل آراء ثلثة ‪( :‬‬
‫أ ) فذهب ابن عمر ‪ ،‬وجابر ‪ ،‬وعائشة من الصحابة رضي ال عنهم ‪ ،‬ومالك ‪ ،‬والشافعي‬
‫‪ ،‬وأحد ‪ -‬ف إحدى الروايتي عنه ‪ -‬إل أن السعي ركن من أركان الج ‪ .‬بيث لو ترك‬
‫الاج السعي بي الصفا والروة ‪ ،‬بطل حجه ول يب بدم ‪ ،‬ول غيه ‪ .‬واستدلوا لذهبهم‬
‫بذه الدلة ‪ - 1 :‬روى البخاري عن الزهري قال عروة ‪ :‬سألت عائشة رضي ال عنها‬
‫فقلت لا ‪ :‬أرأيت قول ال تعال ‪ ( :‬إن الصفا والروة من شعائر ال فمن حج أو اعتمر‬
‫فل جناح عليه أن يطوف بما ) فوال ما على أحد جناح أن ل يطوف بالصفا والروة ‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬بئسما قلت يا ابن أخي ‪ :‬إن هذه لو كانت كما أولتها عليه ‪ ،‬كانت ل جناح‬
‫عليه أن ل يطوف بما ‪ .‬ولكنها أنزلت ف النصار ‪ :‬كانوا قبل أن يسلموا يهلون لناة‬
‫الطاغية الت كانوا يعبدونا عند الشلل ‪ / ،‬صفحة ‪ / 711‬فكان من أهل يتحرج أن‬
‫يطوف بالصفا والروة ‪ .‬فلما أسلموا ‪ ،‬سألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬يا رسول ال إنا كنا نتحرج أن نطوف ب الصفا والروة ‪ ،‬فأنزل ال تعال ‪ ( :‬إن‬
‫الصفا والروة من شعائر ال ) الية ‪ .‬قالت عائشة رضي ال عنها ‪ :‬وقد سن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم الطواف بينهما ‪ ،‬فليس لحد أن يترك الطواف بينهما ‪ - 2 .‬وروى‬
‫مسلم عن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬طاف رسول ال صلى ال عليه وسلم وطاف‬
‫السلمون ‪ -‬يعن بي الصفا والروة ‪ -‬فكانت سنة ‪ ،‬ولعمري ما أت ال حج من ل يطف‬

‫‪567‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بي الصفا والروة ‪ - 3 .‬وعن حبيبة بنت أب تراه ‪ -‬إحد نساء بن عبدالدار ‪ -‬قالت ‪:‬‬
‫دخلت مع نسوة من قريش دارآل أب حسي ننظر إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫وهو يسعى بي الصفا والروة وإن مئزره ليدور ف وسطه من شدة سعيه ‪ ،‬حت إن لقول‬
‫‪ :‬إن لرى ركبتيه ‪ ،‬وسعته يقول ‪ " :‬اسعوا ‪ ،‬فإن ال كتب عليكم السعي " ( ‪. ) 1‬‬
‫رواه ابن ماجه ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬والشافعي ‪ - 4 .‬ولنه نسك ف الج والعمرة ‪ ،‬فكان ركنا‬
‫فيهما ‪ ،‬كالطواف بالبيت ‪ ( .‬ب ) وذهب ابن عباس ‪ ،‬وأنس ‪ ،‬وابن الزبي ‪ ،‬وابن سيين‬
‫‪ ،‬ورواية عن أحد ‪ :‬أنه سنة ‪ ،‬ل يب بتركه شئ ‪ - 1 .‬استدلوا بقوله تعال ‪ ( :‬فل‬
‫جناح عليه أن يطوف بما ) ‪ .‬ونفى الرج عن فاعله ‪ :‬دليل على عدم وجوبه ‪ ،‬فإن هذا‬
‫رتبة الباح ‪ .‬وإنا تثبت سنيته بقوله ‪ " :‬من شعائر ال " ‪ .‬وروى ف مصحف أب ‪ ،‬وابن‬
‫مسعود ‪ " :‬فل جناح عليه أن ل يطوف بما " ‪ .‬وهذا ‪ ،‬وإن ل يكن قرآنا ‪ ،‬فل ينحط‬
‫عن رتبة الب ‪ ،‬فيكون تفسيا ‪ - 2 .‬ولنه نسك ذو عدد ‪ ،‬ل يتعلق بالبيت ‪ ،‬فلم يكن‬
‫ركنا ‪ ،‬كالرمي ‪ ( .‬ج ) وذهب أبو حنيفة ‪ ،‬والثوري ‪ ،‬والسن ‪ :‬إل أنه واجب ‪ ،‬وليس‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬ف إسناه عبد ال بن الؤمل ‪ ،‬وهو ضعيف كما سيأت بعد ‪ .‬إل أن طرقا‬
‫أخرى إذا انضمت إل بعضها قويت كما ف الفتح ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 712‬بركن ‪ ،‬ل‬
‫يبطل الج أو العمرة بتركه ‪ ،‬وأنه إذا تركه وجب عليه دم ‪ .‬ورجح صاحب الغن هذا‬
‫الرأي فقال ‪ - 1 :‬وهو أول ‪ ،‬لن دليل من أوجبه ‪ ،‬دل على مطلق الوجوب ‪ ،‬لعلى‬
‫كونه ل يتم الواجب إل به ‪ - 2 .‬وقول عائشة رضي ال عنها ف ذلك معارض بقول من‬
‫خالفها من الصحابة ‪ - 3 .‬وحديث بنت أب تراه ‪ ،‬قال ابن النذر يرويه عبد ال بن‬
‫الؤمل ‪ ،‬وقد تكلموا ف حديثه ‪ .‬وهو يدل على أنه مكتوب ‪ ،‬وهو الواجب ‪ - 4 .‬وأما‬
‫الية فإنا نزلت لا ترج ناس من السعي ف السلم ‪ ،‬لا كانوا يطوفون بينهما ف الاهلية‬
‫‪ ،‬لجل صنمي ‪ ،‬كانا على الصفا والروة ‪ .‬شروطه ‪ :‬يشترط لصحة السعي أمور ‪- 1 :‬‬
‫أن يكون بعد طواف ‪ - 2 .‬وأن يكون سبعة أشواط ‪ - 3 .‬وأن يبدأ بالصفا ويتم‬
‫بالروة ( ‪ - 4 . ) 1‬وأن يكون السعي ف السعى ‪ ،‬وهو الطريق المتد بي الصفا والروة‬
‫( ‪ . ) 2‬لفعل رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك ‪ ،‬مع قوله ‪ " :‬خذوا عن مناسككم "‬
‫‪ .‬فلو سعى قبل الطواف ‪ ،‬أو بدأ بالروة وختم بالصفا ‪ ،‬أو سعى ف غي السعى ‪ ،‬بطل‬

‫‪568‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سعيه ‪ .‬الصعود على الصفا ‪ :‬ول يشترط لصحة السعي أن يرقى على الصفا والروة ‪.‬‬
‫ولكن يب عليه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬يقدر طوله ‪ 420‬مترا ‪ ) 2 ( .‬مذهب الحناف ‪:‬‬
‫أنما واجبان ل شرطان ‪ ،‬فإذا سعى قبل الطواف ‪ ،‬أو بدأ بالروة وختم بالصفا ‪ ،‬صح‬
‫سعيه ‪ ،‬ووجب عليه دم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 713‬أن يستوعب ما بينهما ‪ ،‬فليصق قدمه‬
‫بما ف الذهاب والياب ‪ ،‬فإن ترك شيئا ل يستوعبه ‪ ،‬ل يزئه حت يأت ‪ .‬الوالة ف‬
‫السعي ‪ :‬ول تشترط الوالة ف السعي ( ‪ . ) 1‬فلو عرض له عارض ينعه من مواصلة‬
‫الشواط ‪ ،‬أو أقيمت الصلة ‪ ،‬فله أن يقطع السعي لذلك ‪ ،‬فإذا فرغ ما عرض له ‪ ،‬بن‬
‫عليه وأكمله ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 713‬‬
‫فعن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أنه كان يطوف بي الصفا والروة ‪ ،‬فأعجله البول ‪،‬‬
‫فتنحى ودعا باء فتوضأ ‪ ،‬ث قام ‪ ،‬فأت على ما مضى ‪ .‬رواه سعيد بن منصور ‪ .‬كما ل‬
‫تشترط الوالة بي الطواف والسعي ‪ .‬قال ف الغن ‪ :‬قال أحد ‪ :‬ل بأس أن يؤخر السعي‬
‫حت يستريح ‪ ،‬أو إل العشي ‪ .‬وكان عطاء والسن ل يريان بأسا ‪ -‬لن طاف بالبيت‬
‫أول النهار ‪ -‬أن يؤخر الصفا والروة إل العشي ‪ .‬وفعله القاسم وسعيد بن جبي ‪ ،‬لن‬
‫الوالة إذا ل تب ف نفس السعي ‪ ،‬ففيما بينه وبي الطواف أول ‪ .‬وروى سعيد بن‬
‫منصور ‪ :‬أن سودة زوج عروة بن الزبي سعت بي الصفا والروة ‪ ،‬فقضت طوافها ف‬
‫ثلثة أيام ‪ ،‬وكانت ضخمة ‪ .‬الطهارة للسعي ‪ :‬ذهب أكثر أهل العلم ‪ :‬إل أنه ل تشترط‬
‫الطهارة للسعي بي الصفا والروة لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم لعائشة ‪ -‬حي‬
‫حاضت ‪ " : -‬فاقضي ما يقضي الاج ‪ ،‬غي أن ل تطوف بالبيت حت تغتسلي " ‪ .‬رواه‬
‫مسلم ‪ .‬وقالت عائشة وأم سلمة ‪ :‬إذا طافت الرأة بالبيت وصلت ركعتي ‪ ،‬ث حاضت ‪،‬‬
‫فلتطف بالصفا والروة ‪ .‬رواه سعيد بن منصور ‪ .‬وإن كان الستحب أن يكون الرء على‬
‫طهارة ف جيع مناسكه فإن الطهارة أمر مرغوب شرعا ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬عند مالك‬
‫موالة السعي ‪ -‬بلد تفريق كثي ‪ -‬شرط ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 714‬الشي والركوب فيه ‪:‬‬
‫يوز السعي راكبا وماشيا ‪ ،‬والشي أفضل ‪ .‬وف حديث ابن عباس رضي ال عنهما ما‬

‫‪569‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يفيد أنه صلى ال عليه وسلم مشى ‪ ،‬فلما كثر عليه الناس وغشوه ركب ليوه ويسألوه ‪.‬‬
‫قال أبو الطفيل لبن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أخبن عن الطواف بي الصفا والروة راكبا‬
‫‪ ،‬أسنة هو ؟ فإن قومك يزعمون أنه سنة ‪ .‬قال ‪ :‬صدقوا وكذبوا ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬وما‬
‫قولك ‪ :‬صدقوا وكذبوا ؟ ‪ . . .‬قال ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم كثر عليه الناس‬
‫يقولون هذا ممد ‪ ،‬هذا ممد ‪ ،‬حت خرج العواتق ( ‪ ) 1‬من البيوت قال ‪ :‬وكان رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ل يضرب الناس بي يديه ‪ ،‬فلما كثر عليه الناس ركب ‪ .‬والشي‬
‫والسعي ( ‪ ) 2‬أفضل ‪ .‬رواه مسلم ‪ ،‬وغيه ‪ .‬والركوب ‪ ،‬وإن كان جائزا ‪ ،‬إل أنه‬
‫مكروه ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬وقدكره قوم من أهل العلم أن يطوف الرجل بالبيت وبي الصفا‬
‫والروة راكبا إل من عذر ‪ ،‬وهو قول الشافعي ‪ .‬وعند الالكية ‪ :‬أن من سعى راكبا من‬
‫غي عذر أعاد ‪ ،‬إن ل يفت الوقت ‪ ،‬وإن فات فعليه دم ‪ ،‬لن الشي عند القدرة عليه‬
‫واجب ‪ .‬وكذا يقول أبو حنيفة ‪ .‬وعللوا ركوب رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬بكثرة‬
‫الناس وازدحامهم عليه ‪ ،‬وغشيانم له ‪ .‬وهذا عذر يقتضي الركوب ‪ .‬استحباب السعي‬
‫بي اليلي ‪ :‬يندب الشي بي الصفا والروة ‪ ،‬فيما عدا ما بي اليلي ‪ ،‬فإنه يندب الرمل‬
‫بينهما ‪ ،‬وقد تقدم حديث بنت أب تراه وفيه ‪ :‬ان النب صلى ال عليه وسلم سعى ‪ ،‬حت‬
‫إن مئزره ليدور من شدة السعي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬العواتق " ‪ :‬جع عائق وهي البكر‬
‫البالغة ‪ ،‬سيت بذلك لنا عتقت من البتذال والتصرف الذي تفعله الطفلة ‪) 2 ( .‬‬
‫السعي يكون ف بطن الوادي بي اليلي ‪ .‬والشي فيما سواه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 715‬‬
‫وف حديث ابن عباس التقدم ‪ :‬والشي والسعي أفضل ‪ .‬أي السعي ف بطن الوادي بي‬
‫اليلي ‪ ،‬والشي فيما سواه ‪ .‬فإن مشى دون أن يسعى جاز ‪ .‬فعن سعيد بن جبي رضي‬
‫ال عنه قال ‪ :‬رأيت ابن عمر رضي ال عنهما يشي بي الصفا والروة ‪ .‬ث قال ‪ :‬إن‬
‫مشيت ‪ ،‬فقد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يشي ‪ .‬وإن سعيت ‪ ،‬فقد رأيت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يسعى ‪ ،‬فأنا شيخ كبي ‪ .‬رواه أبو داود الترمذي ‪ .‬وهذا‬
‫الندب ف حق الرجل ‪ .‬أما الرأة فإنه ل يندب لا السعي ‪ ،‬بل تشي مشيا عاديا ‪ .‬روى‬
‫الشافعي عن عائشة رضي ال عنها أنا قالت ‪ -‬وقد رأت نساء يسعي ‪ : -‬أما لكن فينا‬
‫أسوة ؟ ‪ . . .‬ليس عليكن سعي ( ‪ ) 1‬استحباب الرقي على الصفا والروة والدعاء‬

‫‪570‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليهما مع استقبال البيت يستحب الرقي على الصفا والروة ‪ ،‬والدعاء عليهما با شاء من‬
‫أمر الدين والدنيا ‪ ،‬مع استقبال البيت ‪ .‬فالعروف من فعل النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أنه‬
‫خرج من باب الصفا ‪ .‬فلما دنا من الصفا قرأ ‪ ( " :‬إن الصفا والروة من شعائر ال ) ‪.‬‬
‫أبدأ با بدأ ال به " فبدأ بالصفا فرقي عليه ‪ ،‬حت رأى البيت ‪ .‬فاستقبل القبلة فوحد ال‬
‫وكبه ثلثا ‪ ،‬وحده و قال ‪ " :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬له اللك وله المد‬
‫ييي وييت وهو على كل شئ قدير ‪ ،‬ل إله إل ال وحده أنز وعده ‪ ،‬ونصر عبده ‪،‬‬
‫وهزم الحزاب وحده " ث دعا بي ذلك ‪ ،‬وقال مثل هذا ‪ ،‬ثلث مرات ‪ .‬ث نزل ما شيا‬
‫إل الروة ‪ ،‬حت أتاها ‪ ،‬فرقي عليها ‪ ،‬حت نظر إل البيت ‪ ،‬ففعل على الروة ‪ ،‬كما فعل‬
‫على الصفا ‪ .‬وعن نافع قال ‪ :‬سعت عبد ال بن عمر رضي ال عنهما ‪ -‬وهو على‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 715‬‬
‫الصفا يدعو ‪ -‬يقول ‪ :‬اللهم إنك قلت ‪ ( :‬ادعون أستحب لكم ) وإنك ( هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬أي إنن يشي ول يسعي ‪ ،‬إذ ل خلف ف وجوب السعي عليهن ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 716‬لتلف اليعاد ‪ ،‬وإن أسألك ‪ -‬كما هديتن للسلم ‪ -‬أن ل تنعه من حت‬
‫تتوفان وأنا مسلم ‪ .‬الدعاء بي الصفا والروة ‪ :‬يستحب الدعاء بي الصفا والروة ‪ ،‬وذكر‬
‫ال تعال ‪ ،‬وقراءة القرآن ‪ .‬وقد روي أنه صلى ال عليه وسلم كان يقول ف سعيه " رب‬
‫اغفر وارحم واهدن السبيل القوم " ‪ .‬وروي عنه ‪ :‬رب اغفر وارحم ‪ ،‬إنك أنت العز‬
‫الكرم " ‪ .‬وبالطواف والسعي تنتهي أعمال العمرة ‪ .‬ويل الحرم من إحرامه باللق أو‬
‫التقصي إن كان متمتعا ‪ ،‬ويبقى على إحرامه إن كان قارنا ‪ .‬ول يل إل يوم النحر ‪،‬‬
‫ويكفيه هذا السعي عن السعي بعد طواف الفرض ‪ ،‬إن كان قارنا ‪ .‬ويسعى مرة أخرى ‪،‬‬
‫بعد طواف الفاضة إن كان متمتعا ‪ .‬ويبقى بكة حت يوم التروية ‪ .‬التوجه ال من من‬
‫السنة التوجه إل من يوم التروية ( ‪ . ) 1‬فإن كان الاج قارنا ‪ ،‬أو مفردا ‪ ،‬توجه إليها‬
‫بإحرامه ‪ .‬وإن كان متمتعا ‪ ،‬أحرم بالج ‪ ،‬وفعل كما فعل عند اليقات ‪ .‬والسنة ‪ :‬أن‬
‫يرم من الوضع الذي هو نازل فيه ‪ .‬فإن كان ف مكة ‪ :‬أحرم منها ‪ ،‬وإن كان خارجها‬
‫‪ :‬أحرم حيث هو ‪ .‬ففي الديث ‪ " :‬من كان منله دون مكة فمهله من أهله ‪ ،‬حت أهل‬

‫‪571‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مكة يهلون من مكة " ‪ .‬ويستحب الكثار من الدعاء والتلبية عند التوجه إل من وصلة‬
‫الظهر ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬يوم التروية " هو اليوم الثامن من ذي الجة ‪ .‬وسي بذلك ‪،‬‬
‫لنه مشتق من الرواية ‪ ،‬لن المام يروي للناس مناسكهم ‪ .‬وقيل من الرتواء لنم‬
‫يرتوون الاء ف ذلك اليوم ‪ ،‬ويمعونه بن ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 717‬والعصر ‪ ،‬والغرب‬
‫والعشاء ‪ ،‬والبيت با ‪ .‬وأن ل يرج الاج منها حت تطلع شس يوم التاسع ‪ ،‬اقتداء بالنب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ .‬فإن ترك ذلك أو شيئا منه فقد ترك السنة ‪ ،‬ولشئ عليه ‪ ،‬فإن‬
‫عائشة ل ترج من مكة يوم التروية ‪ ،‬حت دخل الليل ‪ ،‬وذهب ثلثه ‪ .‬روى ذلك ابن‬
‫النذر ‪ .‬جواز الروج قبل يوم التروية ‪ :‬روى سعيد بن منصور عن السن ‪ :‬أنه كان‬
‫يرج إل من من مكة قبل التروية بيوم أو يومي ‪ .‬وكرهه مالك ‪ ،‬وكره القامة بكة يوم‬
‫التروية حت يسي ‪ ،‬إل إن أدركه وقت المعة بكة ‪ ،‬فعليه أن يصليها قبل أن يرج ‪.‬‬
‫التوجه ال عرفات يسن التوجه إل عرفات بعد طلوع شس يوم التاسع ‪ ،‬عن طريق‬
‫ضب ‪ ،‬مع التكبي والتهليل والتلبية ‪ .‬قال ممد بن أب بكر الثقفي ‪ :‬سألت أنس بن مالك‬
‫‪ -‬ونن غاديان من من إل عرفات ‪ -‬عن التلبية ‪ ،‬كيف كنتم تصنعون مع النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ؟ قال ‪ " :‬كان يلب اللب فل ينكر عليه ‪ ،‬وينكر الكب ‪ ،‬فل ينكر عليه ويهلل‬
‫الهلل ‪ ،‬فل ينكر عليه ‪ .‬رواه البخاري وغيه ‪ .‬ويستحب النول بنمرة والغتسال عندها‬
‫للوقوف بعرفة ‪ ،‬ويستحب أن ل يدخل عرفة إل وقت الوقوف بعد الزوال ‪ .‬الوقوف‬
‫بعرفة فضل يوم عرفة ‪ :‬عن جابررضي ال عنه ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫مامن أيام عند ال أفضل من عشر ذي الجة " ‪ .‬فقال رجل ‪ :‬هن أفضل ‪ ،‬أم من عدتن‬
‫جهادا ف سبيل ال ؟ قال ‪ " :‬هن أفضل من عدتن جهادا ف سبيل ‪ /‬صفحة ‪ / 718‬ال‬
‫‪ .‬وما من يوم أفضل عند ال من يوم عرفة ‪ ،‬ينل ال تبارك وتعال إل السماء الدنيا ‪،‬‬
‫فيباهي بأهل الرض أهل السماء فيقول ‪ :‬انظروا إل عبادي ‪ ،‬جاءون شعثا غبا ضاحي‬
‫‪ .‬جاءوا من كل فج عميق ‪ ،‬يرجون رحت ول يروا عذاب ‪ ،‬فلم ير يوم أكثر عتيقا من‬
‫النار من يوم عرفة " ‪ .‬قال النذري ‪ :‬رواه أبو يعلى والبزار ‪ ،‬وابن خزية ‪ ،‬وابن حبان ‪،‬‬
‫واللفظ له ‪ .‬وروى ابن البارك عن سفيان الثوري ‪ ،‬عن الزبي بن علي ‪ ،‬عن أنس ابن‬
‫مالك رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬وقف النب صلى ال عليه وسلم بعرفات ‪ ،‬وقد كادت‬

‫‪572‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشمس أن تثوب ‪ .‬فقال ‪ " :‬يا بلل ‪ :‬أنصت ل الناس " ‪ ،‬فقام بلل فقال ‪ :‬أنصتوا‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فأنصت الناس ‪ .‬فقال ‪ " :‬معشر الناس ‪ :‬أتان جبيل‬
‫عليه السلم آنفا ‪ ،‬فأقرأن من رب السلم ‪ ،‬وقال ‪ :‬إن ال عزوجل غفر لهل عرفات ‪،‬‬
‫وأهل الشعر الرام ‪ ،‬وضمن عنهم التبعات " ‪ .‬فقام عمر بن الطاب رضي ال عنه فقال‬
‫‪ :‬يا رسول ال هذا لنا خاصة ؟ قال ‪ " :‬هذا لكم ولن أتى من بعدكم إل يوم القيامة " ‪.‬‬
‫فقال عمر رضي ال عنه ‪ :‬كثر خي ال وطاب ‪ .‬روى مسلم وغيه ‪ ،‬عن عائشة رضي‬
‫ال عنها ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ما من يوم أكثر من أن يعتق ال فيه عبدا‬
‫من النار من يوم عرفة ‪ ،‬وإنه ليدنو عزوجل ث يباهي بم اللئكة فيقول ‪ :‬ما أراد هؤلء ؟‬
‫" وعن أب الدرداء رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ما رؤي الشيطان‬
‫يوما هو فيه أصغر ‪ ،‬ول أدحر ( ‪ ) 1‬ول أغيظ منه ف يوم عرفة " ‪ .‬وما ذك إللا رأى‬
‫من تنل الرحة ‪ ،‬وتاوز ال عن الذنوب العظام ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 718‬‬
‫إل ما أري من يوم بدر ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬أدحر " الدحر ‪ :‬الدفع بعنف على سبيل‬
‫الذلل والهانة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 719‬قيل ‪ :‬وما رأى يوم بدر يا رسول ال ؟ قال ‪:‬‬
‫" أما إنه رأى جبيل يزع ( ‪ ) 1‬اللئكة " ‪ .‬رواه مالك مرسل ‪ ،‬والاكم موصول ‪.‬‬
‫حكم الوقوف ‪ :‬أجع العلماء ‪ :‬على أن الوقوف بعرفة هو ركن الج العظم ‪ ،‬لا رواه‬
‫أحد ‪ ،‬وأصحاب السنن ‪ ،‬عبد الرحن بن يعمر ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر‬
‫مناديا ينادي ‪ " :‬الج عرفة ( ‪ ، ) 2‬من جاء ليلة جع ( ‪ ) 3‬قبل طلوع الفجر فقد أدرك‬
‫" ‪ .‬وقت الوقوف ‪ :‬يرى جهور العلماءأن وقت الوقوف يبتدئ من زوال اليوم التاسع (‬
‫‪ ) 4‬إل طلوع فجر يوم العاشر ‪ ،‬وأنه يكفي الوقوف ف أي جزء من هذا الوقت ليل أو‬
‫نارا ‪ .‬إل أنه إن وقف بالنهار وجب عليه مد الوقوف إل ما بعد الغروب ‪ .‬أما إذا وقف‬
‫بالليل فل يب عليه شئ ‪ .‬ومذهب الشافعي ‪ :‬أن مد الوقوف إل الليل سنة ‪ .‬القصود‬
‫بالوقوف ‪ :‬القصود بالوقوف ‪ :‬الضور والوجود ‪ ،‬ف أي جزء من عرفة ولو كان نائما ‪،‬‬
‫أو يقظان ‪ ،‬أو راكبا ‪ ،‬أو قاعدا ‪ ،‬أو مضطجعا أو ماشيا ‪ .‬وسواء أكان طاهرا أم غي‬

‫‪573‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫طاهر كالائض والنفساء والنب ‪ .‬واختلفوا ف وقوف الغمى عليه ول يفق حت خرج‬
‫من عرفات ‪ .‬فقال أبو حنيفة ومالك ‪ :‬يصح ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬يزع " أي يقود ‪2 ( .‬‬
‫) " الج عرفة " ‪ :‬أي الج الصحيح حج من أدرك الوقوف يوم عرفة ‪ " ) ) 3 ( .‬ليلة‬
‫جع " ‪ :‬ليلة البيت بزدلفة ‪ ،‬وهي ليلة النحر ‪ .‬وظاهره أنه يكفي الوقوف ف أي جزء من‬
‫عرفة ولو لظة ‪ ) 4 ( .‬مذهب النابلة ‪ :‬أن الوقوف يبتدئ من فجر يوم التاسع إل فجر‬
‫يوم النحر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 720‬وقال الشافعي وأحد ‪ ،‬والسن ‪ ،‬وأبو ثور ‪،‬‬
‫وإسحاق ‪ ،‬وابن النذر ‪ :‬ل يصح ‪ ،‬لنه ركن من أركان الج ‪ .‬فلم يصح من الغمى عليه‬
‫‪ ،‬كغيه من الركان ‪ .‬قال الترمذي عقب تريه لديث ابن يعمر التقدم ‪ ،‬قال سفيان‬
‫الثوري ‪ :‬والعمل على حديث عبد الرحن بن يعمر عند أهل العلم من أصحاب النب صلى‬
‫ال عليه وسلم وغيهم ‪ :‬أن من ل يقف بعرفات قبل الفجر ‪ ،‬فقد فاته الج ‪ ،‬وليزئ‬
‫عنه إن جاء بعد طلوع الفجر ‪ ،‬ويعلها عمرة وعليه الج من قابل ‪ ،‬وهو قول الشافعي‬
‫وأحد وغيها ‪ .‬استحباب الوقوف عند الصخرات ‪ :‬يزئ الوقوف ف أي مكان من‬
‫عرفة ‪ ،‬لن عرفة كلها موقف إل بطن عرفة ( ‪ ، ) 1‬فإن الوقوف به ليزئ بالجاع ‪.‬‬
‫ويستحب أن يكون الوقوف عند الصخرات ‪ ،‬أو قريبا منها حسب المكان ‪ .‬فإن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم وقف ف هذا الكان وقال ‪ " :‬وقفت هاهنا ‪ ،‬وعرفة كلها موقف‬
‫" رواه أحد ‪ ،‬ومسلم ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬من حديث جابر ‪ .‬والصعود إل جبل الرحة واعتقاد‬
‫أن الوقوف به أفضل خطأ ‪ ،‬وليس بسنة ‪ .‬استحباب الغسل ‪ :‬يندب الغتسال للوقوف‬
‫بعرفة ‪ .‬وقد كان ابن عمر رضي ال عنهما يغتسل لوقوفه عشية عرفة ‪ .‬رواه مالك ‪.‬‬
‫واغتسل عمر رضي ال عنه بعرفات وهو مهل ‪ .‬آداب الوقوف والدعاء ‪ :‬ينبغي الحافظة‬
‫على الطهارة الكاملة ‪ ،‬واستقبال القبلة والكثار من الستغفار والذكر والدعاء لنفسه ‪،‬‬
‫ولغيه ‪ ،‬با شاء من أمر الدين والدنيا مع الشية ‪ ،‬وحضور القلب ‪ ،‬ورفع اليدين ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ " ) 1‬بطن عرفة " واد يقع ف الهة الغربية من عرفة ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 721‬قال أسامة بن زيد ‪ :‬كنت ردف النب صلى ال عليه وسلم بعرفات ‪ ،‬فرفع يديه‬
‫يدعو ‪ .‬رواه النسائي ‪ .‬وعن عمرو بن شعيب ‪ ،‬عن أبيه عن جده قال ‪ :‬كان أكثر دعاء‬
‫النب صلى ال عليه وسلم يوم عرفة " ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬له اللك وله‬

‫‪574‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫المد ‪ ،‬بيده الي وهو على كل شئ قدير " ‪ .‬رواه أحد والترمذي ‪ ،‬ولفظه ‪ :‬إن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬خي الدعاء ‪ ،‬دعاء يوم عرفة ‪ ،‬وخي ما قلت أنا والنبيون من‬
‫قبلي ‪ .‬ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬له اللك وله المد ‪ ،‬وهو على كل شئ قدير "‬
‫‪ .‬ويروى عن السي بن السن الروزي قال ‪ :‬سألت سفيان بن عيينة عن أفضل الدعاء‬
‫يوم عرفة ‪ .‬فقال ‪ :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ .‬فقلت له ‪ :‬هذا ثناء وليس بدعاء ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬أنا تعرف حديث مالك بن الارث ؟ هو تفسيه ‪ .‬فقلت ‪ :‬حدثنيه أنت ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫حدثنا منصور ‪ ،‬عن مالك بن الارث قال ‪ :‬يقول ال عزوجل ‪ " :‬إذا شغل عبدي ثناؤه‬
‫علي عن مسألت أعطيته أفضل ما أعطي السائلي " ‪ .‬قال ‪ :‬وهذا تفسي قول النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ .‬ث قال سفيان ‪ :‬أما علمت ما قال أمية بن أب الصلت حي أتى عبد ال‬
‫ابن جدعان يطلب نائله ؟ فقلت ‪ :‬ل ‪ .‬فقال ‪ :‬قال أمية ‪ :‬أأذكر حاجت أم قد كفان ‪-‬‬
‫حياؤك إن شيمتك الياء وعلمك بالقوق وأنت فرع ‪ -‬لك السب الهذب والسناء إذا‬
‫أثن عليك الرء يوما ‪ -‬كفاه من تعرضه الثناء ث قال ‪ :‬يا حسي ‪ ،‬هذا ملوق يكتفى‬
‫بالثناء عليه دون مسألة ‪ ،‬فكيف بالالق ؟ ‪ /‬صفحة ‪/ 722‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 722‬‬
‫روى البيهقي ( ‪ ) 1‬عن علي رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه ال وسلم‬
‫‪ " :‬إن أكثر دعاء من كان قبلي من النبياء ‪ ،‬ودعائي يوم عرفة ‪ ،‬أن أقول ‪ :‬ل إله إل ال‬
‫وحده ل شريك له ‪ ،‬له اللك وله المد ‪ ،‬وهو على كل شئ قدير ‪ ،‬اللهم اجعل ف‬
‫بصري نورا ‪ ،‬وف سعي نورا ‪ ،‬وف قلب نورا ‪ .‬اللهم اشرح ل صدري ‪ ،‬ويسر ل‬
‫أمري ‪ ،‬اللهم أعوذ بك من وسواس الصدر ‪ ،‬وشتات المر ‪ ،‬وشر فتنة القب ‪ .‬وشر ما‬
‫يلج ف الليل وشر ما يلج ف النهار ‪ ،‬وشر ما تب به الرياح ‪ ،‬وشر بوائق ( ‪ ) 2‬الدهر "‬
‫‪ .‬وروى الترمذي عنه قال ‪ :‬أكثر دعاء النب صلى ال عليه وسلم يوم عرفة ف الوقف ‪" :‬‬
‫اللهم لك المد كالذي نقول ‪ ،‬وخيا ما نقول ‪ ،‬اللهم لك صلت ونسكي ومياي‬
‫ومات ‪ ،‬وإليك مآب ‪ ،‬ولك رب تراثي ‪ ،‬اللهم إن أعوذ بك من عذاب القب ‪ ،‬ووسوسة‬
‫الصدر ‪ ،‬وشتات المر ‪ ،‬اللهم إن أعوذ بك من شر ما تب به الريح " ‪ .‬الوقوف سنة‬

‫‪575‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ابراهيم عليه السلم ‪ :‬وعن مربع النصاري قال ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول ‪ " :‬كونوا على مشاعركم ( ‪ ) 3‬فإنكم على إرث من إرث إبراهيم ( ‪ " ) 4‬رواه‬
‫الترمذي وقال ‪ :‬حديث ابن مربع ‪ ،‬حديث حسن ‪ .‬صيام عرفة ثبت أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أفطر يوم عرفة وأنه قال ‪ " :‬إن يوم عرفة ‪ ،‬ويوم النحر ‪ ،‬وأيام التشريق‬
‫عيدنا ‪ -‬أهل السلم ‪ -‬وهي أيام أكل وشرب " ‪ .‬ثبت عنه أنه نى عن صوم يوم عرفة‬
‫بعرفات ‪ .‬وقد استدل أكثر أهل العلم بذا الحاديث ‪ :‬على استحباب الفطار يوم عرفة‬
‫للحاج ‪ ،‬ليتقوى على الدعاء والذكر ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سنده ضعيف ‪ " ) 2 ( .‬بوائق‬
‫الدهر " أي مهلكاته ‪ " ) 3 ( .‬مشاعر " جع مشعر ‪ ،‬مواضع النسك ‪ :‬سيت بذلك لنا‬
‫معال العبادات ‪ ) 4 ( .‬أي أن موقفهم موقف إبراهيم ورثوه منه ‪ ،‬ول يطئوا ف الوقوف‬
‫فيه عن سنته ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 723‬وما جاء من الترغيب ف صوم يوم عرفة ‪ ،‬فهو‬
‫ممول على من ل يكن حاجا بعرفة ‪ .‬المع بي الظهر والعصر ‪ :‬ف الديث الصحيح ‪:‬‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬جع بي الظهر والعصر بعرفة ‪ .‬أذن ث أقام فصلى الظهر ‪،‬‬
‫ث أقام فصلى العصر ‪ .‬وعن السود ‪ ،‬وعلقمة ‪ ،‬أنما قال ‪ :‬من تام الج أن يصلي الظهر‬
‫والعصر مع المام بعرفة ‪ .‬وقال ابن النذر ‪ " :‬أجع أهل العلم ‪ :‬على أن المام يمع بي‬
‫الظهر العصر بعرفة ‪ ،‬وكذلك من صلى مع المام " فإن ل يمع مع المام يمع ومنفردا‬
‫‪ .‬وعن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أنه كان يقيم بكة ‪ ،‬فإذا خرج إل من ‪ ،‬قصر الصلة‬
‫‪ .‬وعن عمرو بن دينار قال ‪ :‬قال ل جابر بن زيد ‪ :‬أقصر الصلة بعرفة ‪ .‬روى ذلك‬
‫سعيد بن منصور ‪ .‬الفاضة من عرفة يسن الفاضة ( ‪ ) 1‬من عرفة بعد غروب الشمس ‪،‬‬
‫بالسكينة ‪ ،‬وقد أفاض صلى ال عليه وسلم بالسكينة ‪ ،‬وضم إليه زمام ناقته ‪ ،‬حت إن‬
‫رأسها ليصيب طرف رحله ‪ ،‬وهو يقول ‪ " :‬أيها الناس عليكم بالسكينة ‪ ،‬فإن الب ليس‬
‫بالبضاع " ‪ -‬أي السراع ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ‪ .‬وكان ‪ -‬صلوات ال وسلمه عليه‬
‫‪ -‬يسي العنق فإذا وجد فجوة نص ‪ .‬رواه الشيخان ‪ .‬أي أنه كان يسي سيا رفيقا من‬
‫أجل الرفق بالناس فإذا وجد فجوة ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬الفاضة " ‪ :‬الدفع ‪ ،‬يقال ‪ :‬أفاض‬
‫من الكان ‪ ،‬إذا أسرع منه إل الكان الخر ‪ ،‬وأصله ‪ ،‬الدفع ‪ ،‬سي به لنم إذا انصرفوا‬
‫ازدحوا ‪ .‬ودفع بعضهم بعضا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ - / 724‬أي مكانا متسعا ‪ ،‬ليس به‬

‫‪576‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫زحام ‪ -‬سار سيا ‪ ،‬فيه سرعة ‪ .‬ويستحب التلبية والذكر ‪ .‬فإن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ل يزل يلب ‪ ،‬حت رمى جرة العقبة ‪ .‬وعن أشعث بن سليم ‪ ،‬عن أبيه قال ‪ :‬أقبلت‬
‫مع ابن عمر رضي ال عنهما من عرفات إل مزدلفة ‪ ،‬فلم يكن يفتر من التكبي والتهليل‬
‫حت أتينا الزدلفة ‪ .‬رواه أبو داود ‪ .‬المع بي الغرب والعشاء ف الزدلفة ‪ :‬فإذا أتى‬
‫الزدلفة ‪ ،‬صلى الغرب والعشاء ركعتي بأذان وإقامتي ‪ ،‬ومن غي تطوع بينهما ‪ .‬ففي‬
‫حديث مسلم ‪ :‬أنه صلى ال عليه وسلم أتى الزدلفة ‪ ،‬فجمع بي الغرب والعشاء ‪ ،‬بأذان‬
‫واحد ‪ ،‬وإقامتي ‪ ،‬ول يسبح ( ‪ ) 1‬بينهما شيئا ‪ .‬وهذا المع سنة بإجاع العلماء ‪.‬‬
‫واختلفوا فيما لو صلى كل صلة ف وقتها ‪ .‬فجوزه أكثر العلماء ‪ ،‬وحلوا فعله صلى ال‬
‫عليه وسلم على الولوية ‪ .‬وقال الثوري وأصحاب الرأي ‪ :‬إن صلى الغرب دون‬
‫مزدلفة ‪ ،‬فعليه العادة ‪ .‬وجوزوا ف الظهر والعصر أن يصلي كل واحدة ف وقتها مع‬
‫الكراهية ‪ .‬البيت بالزدلفة والوقوف با ‪ :‬ف حديث جابر رضي ال عنه ‪ :‬أنه صلى ال‬
‫عليه وسلم لا أتى الزدلفة ‪ ،‬صلى الغرب والعشاء ‪ ،‬ث اضطجع حت طلع الفجر فصلى‬
‫الفجر ‪ ،‬ث ركب القصواء ‪ ،‬حت أتى الشعر الرام ‪ ،‬ول يزل واقفا ‪ ،‬حت أسفر جدا ‪ ،‬ث‬
‫دفع قبل طلوع الشمس ‪ .‬ول يثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه أحيا هذه الليلة ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 724‬‬
‫وهذه هي السنة الثابتة ف البيت بالزدلفة ‪ ،‬والوقوف با ‪ .‬وقد أوجب أحد البيت‬
‫بالزدلفة على غي الرعاة والسقاة ‪ .‬أما هم فل يب عليهم البيت با ‪ .‬أما سائر أئمة‬
‫الذاهب ‪ ،‬فقد أوجبوا الوقوف با دون البيات ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬يسبح " أي يصلي ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 725‬والقصود بالوقوف الوجود على أية صورة ‪ .‬سواء أكان واقفا أم‬
‫قاعدا ‪ ،‬أم سائرا أم نائما ‪ .‬وقالت الحناف ‪ :‬الواجب هو الضور الزدلفة قبل فجر يوم‬
‫النحر ‪ .‬فلو ترك الضور لزمه دم ‪ .‬إل إذا كان له عذر ‪ ،‬فإن ل يب عليه الضور ول‬
‫شئ عليه حينئذ ‪ .‬وقالت الالكية ‪ :‬الواجب هو النول بالزدلفة ليل ‪ ،‬قبل الفجر ‪ ،‬بقدار‬
‫ما يط رحله وهو سائر من عرفة إل من ‪ ،‬ما ل يكن له عذر ‪ .‬فإن كان له عذر ‪ ،‬فل‬
‫يب عليه النول ‪ .‬وقالت الشافعية ‪ :‬الواجب هو الوجود بالزدلفة ‪ ،‬ف النصف الثان من‬

‫‪577‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ليلة يوم النحر ‪ ،‬بعد الوقوف بعرفة ‪ .‬ول يشترط الكث با ‪ ،‬ول العلم بأنا الزدلفة ‪ ،‬بل‬
‫يكفي الرور با ‪ .‬سواء أعلم أن هذا الكان هو الزدلفة ‪ ،‬أم ل يعلم ‪ .‬والسنة أن يصلي‬
‫الفجر ف أول الوقت ث يقف بالشعر الرام إل أن يطلع الفجر ‪ ،‬ويسفر جدا قبل طلوع‬
‫الشمس ‪ .‬ويكثر من الذكر والدعاء ‪ .‬قال تعال ‪ " :‬فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا ال‬
‫عند الشعر الرام ‪ ،‬واذكروه كما هداكم ‪ ،‬وإن كنتم من قبله لن الضالي ‪ .‬ث أفيضوا‬
‫من حيث أفاض الناس ‪ ،‬واستغفروا ال إن ال غفور رحيم " ‪ .‬فإذا كان قبل طلوع‬
‫الشمس أفاض من مزدلفة إل من فإذا أتى مسرا أسرع قدر رمية بجر ‪ .‬مكان الوقوف‬
‫‪ :‬الزدلفة كلها مكان للوقوف إل وادي مسر ( ‪ . ) 1‬فعن جبي بن مطعم ‪ :‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬كل مزدلفة موقف ‪ ،‬وارفعوا عن مسر " رواه أحد ‪،‬‬
‫ورجاله موثقون ‪ .‬والوقوف عند قزح أفضل ‪ .‬ففي حديث علي رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم لا أصبح ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬وادي مسر " وهو بي الزدلفة ومن ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 726‬بمع أتى قزح ( ‪ ) 1‬فوقف عليه ‪ ،‬وقال ‪ " :‬هذا قزح وهو‬
‫الوقف ‪ ،‬وجع كلها موقف " ‪ .‬رواه أبو داود ‪ ،‬والترمذي وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪.‬‬
‫أعمال يوم النحر أعمال يوم النحر تؤدى مرتبة هكذا ‪ :‬يبدأ بالرمي ‪ ،‬ث الذبح ‪ ،‬ث‬
‫اللق ‪ ،‬ث الطواف بالبيت ‪ .‬وهذا الترتيب سنة ‪ .‬فلو قدم منها نسكا على نسك فل شئ‬
‫عليه ‪ ،‬عند أكثر أهل العلم ‪ .‬وهذا مذهب الشافعي ‪ ،‬لديث عبد ال بن عمرو أنه قال ‪:‬‬
‫وقف رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حجة الوداع للناس بن ‪ ،‬والناس يسألونه ‪،‬‬
‫فجاءه رجل ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ .‬إن ل أشعر ( ‪ ) 2‬فحلقت قبل أن أنر ‪ .‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬اذبح ول حرج " ‪ .‬ث جاء آخر ‪ ،‬فقال يا رسول ال‬
‫إن ل أشعر فنحرت قبل أن أرمي ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ارم ول‬
‫حرج " ‪ .‬قال فما سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن شئ قدم ول أخر إل قال ‪" :‬‬
‫افعل ول حرج " ‪ .‬وذهب أبو حنيفة ‪ :‬إل أنه إن ل يراع الترتيب ‪ ،‬فقدم نسكا على‬
‫نسك فعليه دم ‪ .‬وتأول قوله " ول حرج " على رفع الث دون الفدية ‪ .‬التحلل الول‬
‫والثان وبرمي المرة يوم النحر وحلق الشعر أو تقصيه ‪ ،‬يل للمحرم كل ما كان مرما‬
‫عليه بالحرام ‪ .‬فله أن يس الطيب ويلبس الثياب وغي ذلك ما عدا النساء ‪ ( .‬هامش ) (‬

‫‪578‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ " ) 1‬قزح " ‪ :‬موضع من الزدلفة ‪ ،‬وهو موقف قريش ف الاهلية إذ كانت ل تقف‬
‫بعرفة ‪ .‬وقال الوهري ‪ :‬اسم جبل بالزدلفة ‪ ،‬ويقال إنه الشعر الرام عند كثي من‬
‫الفقهاء ‪ " ) 2 ( .‬ل أشعر " ‪ :‬أي ل انتبه ول أدر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 727‬وهذا هو‬
‫التحلل الول ‪ .‬فإذا طاف طواف الفاضة ‪ -‬وهو طواف الركن ‪ -‬حل له كل شئ ‪ ،‬حت‬
‫النساء ‪ .‬وهذا هو التحلل الثان ‪ ،‬والخي ‪ .‬رمي المار ( ‪ ) 1‬أصل مشروعيته ‪ :‬روى‬
‫البيهقي ‪ ،‬عن سال بن أب العد ‪ ،‬عن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬لا أتى إبراهيم عليه السلم الناسك عرض له الشيطان عند جرة العقبة‬
‫فرماه بسبع حصيات حت ساخ ف الرض ‪ .‬ث عرض له عند المرة الثانية فرماه بسبع‬
‫حصيات حت ساخ ف الرض ‪ .‬ث عرض له عند المرة الثالثة فرماه بسبع حصيات حت‬
‫ساخ ف الرض ‪ " .‬قال ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬الشيطان ترجون ‪ ،‬وملة أبيكم‬
‫تتبعون ‪ .‬قاله النذري ‪ :‬ورواه ابن خزية ف صحيحه ‪ ،‬والاكم وقاله صحيح على‬
‫شرطهما ‪ .‬حكمته ‪ :‬قال أبو حامد الغزال رحه ال ف الحياء ‪ :‬وأما رمي المار‬
‫فليقصد الرامي به النقياد للمر ‪ ،‬وإظهارا للرق والعبودية ‪ ،‬وانتهاضا لجرد المتثال ‪ ،‬من‬
‫غي حظ للنفس والعقل ف ذلك ‪ .‬ث ليقصد به التشبه بإبراهيم عليه السلم ‪ ،‬حيث عرض‬
‫له إبليس ‪ -‬لعنه ال تعال ‪ -‬ف ذلك الوضع ليدخل على حجه شبهة ‪ ،‬أو يفتنه بعصية ‪.‬‬
‫فأمره‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 727‬‬
‫ال عز وجل أن يرميه بالجارة طردا له ‪ ،‬وقطعا لمله ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬المار " ‪:‬‬
‫هي الجارة الصغية ‪ .‬والمار الت ترمى ثلث ‪ ،‬كلها بن ‪ ،‬وهي ‪ " - 1 :‬جرة العقبة‬
‫" على يسار الداخل إل من ‪ - 2 .‬الوسطى بعدها وبينهما ‪ 77 :‬و ‪ 116‬مترا ‪- 3 .‬‬
‫والصغرى وهي الت تلي مسجد اليف وبي الصغر والوسطى ‪ 4‬و ‪ 156‬مترا ( ‪/ ) .‬‬
‫صفحة ‪ / 728‬فإن خطر لك ‪ :‬أن الشيطان عرض له وشاهده فلذلك رماه ‪ ،‬وأما أنا‬
‫فليس يعرض ل الشيطان ‪ .‬فاعلم أن هذا الاطر من الشيطان ‪ ،‬وأنه هو الذي ألقاه ف‬
‫قلبك ليفتر عزمك ف الرمي ‪ .‬وييل إليك أنه ل فائدة فيه ‪ ،‬وأنه يضاهي اللعب فلم‬

‫‪579‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تشتغل به ؟ فاطرده عن نفسك بالد والتشمي والرمي ‪ ،‬فبذلك ترغم أنف الشيطان ‪.‬‬
‫واعلم أنك ف الظاهر ترمي الصى ف العقبة ‪ ،‬وف القيقة ترمى به وجه الشيطان وتقصم‬
‫به ظهره ‪ .‬إذا ل يصل إرغام أنفه إل بامتثالك أمر ال سبحانه وتعال تعظيما له بجرد‬
‫المر من غي حظ للنفس فيه ‪ .‬حكمه ‪ :‬ذهب جهور العلماء ‪ :‬إل أن رمي المار‬
‫واجب ‪ ،‬وليس بركن ‪ ،‬وأن تركه يب بدم ‪ .‬لا رواه أحد ومسلم ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬عن جابر‬
‫رضي ال عنه قال ‪ :‬رأيت النب صلى ال عليه وسلم يرمي المرة على راحلته يوم‬
‫النحر ‪ ،‬ويقول ‪ " :‬لتأخذوا عن مناسككم ‪ ،‬فإن لأدرى لعلي ل أحج بعد حجت هذه "‬
‫‪ .‬وعن عبد الرحن التيمي قال ‪ :‬أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نرمي المار‬
‫بثل حصى الذف ( ‪ ) 1‬ف حجة الوداع ‪ .‬رواه الطبان ف الكبي بسند ‪ ،‬ورجاله‬
‫رجال الصحيح ‪ .‬قدر كم تكون الصاة ‪ ،‬وما جنسها ؟ ف الديث التقدم ‪ :‬أن الصى‬
‫الذي يرمى به مثل حصى الذف ‪ .‬ولذا ذهب أهل العلم إل استحباب ذلك ‪ .‬فإن‬
‫تاوزه ورمى بجر كبي فقد قال المهور ‪ :‬يزئه ويكره ‪ .‬وقال أحد ‪ :‬ل يزئه حت‬
‫يأت بالصى ‪ ،‬على ما فعل النب صلى ال ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬الذف " ‪ ،‬الرمي ‪ .‬والراد‬
‫هنا الرمي بالصى الصغار مثل حب الباقلء ‪ ،‬وهو الفول ‪ .‬قال الثرم ‪ :‬يكون أكب من‬
‫المص ‪ ،‬ودون البندق ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 729‬عليه وسلم ‪ ،‬ولنهيه صلى ال عليه‬
‫وسلم عن ذلك ‪ .‬فعن سليمان بن عمرو بن الحوص الزدي ‪ ،‬عن أمه قالت ‪ :‬سعت‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ‪ -‬وهو ف بطن الوادي ‪ -‬وهو يقول ‪ " :‬يا أيها الناس ل يقتل‬
‫بعضكم بعضا ‪ ،‬إذا رميتم المرة فارموا بثل حصى الذف " رواه أبو داود ‪ .‬وعن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬هات ‪ ،‬القط ل‬
‫" فلقطت له حصيات هي حصى الذف ‪ ،‬فلما وضعتهن ف يده قال ‪ " :‬بأمثال هؤلء‬
‫وإياكم والغلو ف الدين ‪ ،‬فإنا أهلك الذين من قبلكم الغلو ف الدين " ‪ .‬رواه أحد ‪،‬‬
‫والنسائي ‪ ،‬وسنده حسن ‪ .‬وحل المهور هذه الحاديث على الولوية والندب ‪ .‬واتفقوا‬
‫‪ :‬على أنه ل يوز الرمي إل بالجر ‪ ،‬وأنه ل يوز بالديد ‪ ،‬أو الرصاص ‪ ،‬ونوها ‪.‬‬
‫وخالف ف ذلك الحناف ‪ ،‬فجوزوا الرمي بكل ما كان من جنس الرض حجرا ‪ ،‬أو‬
‫طينا ‪ ،‬أو آجرا ‪ ،‬أو ترابا ‪ ،‬أو خزفا ‪ .‬لن الحاديث الواردة ف الرمي مطلقة ‪ .‬وفعل‬

‫‪580‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وصحابته ممول على الفضلية ‪ ،‬ل على التخصيص ‪.‬‬
‫ورجح الول بأن النب صلى ال عليه وسلم رمى الصى ‪ ،‬وأمر بالرمي بثل حصى‬
‫الذف ‪ ،‬فل يتناول غي الصى ‪ ،‬ويتناول جيع أنواعه ‪ .‬من أين يؤخذ الصى ‪ :‬كان ابن‬
‫عمر رضي ال عنهما يأخذ الصى من الزدلفة ‪ ،‬وفعله سعيد ابن جبي وقال ‪ :‬كانوا‬
‫يتزودون الصى منها واستحبه الشافعي ‪ .‬وقال أحد ‪ :‬خذ الصى من حيث شئت ‪.‬‬
‫وهو قول عطاء وابن النذر ‪ .‬لديث ابن عباس التقدم وفيه ‪ " :‬القط ل " ول يعي مكان‬
‫اللتقاط ‪ .‬ويوز الرمي بصى أخذ من الرمى مع الكراهة ‪ ،‬عند النفية ‪ ،‬والشافعي ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 730‬وأحد ‪ .‬وذهب ابن حزم إل الواز بدون كراهة ‪ . .‬فقال ‪ :‬ورمي‬
‫المار بصى قد رمي به قبل ذلك جائز ‪ ،‬وكذلك رميها راكبا ‪ .‬أما رميها بصى قد‬
‫رمي به ‪ ،‬فلنه ل ينه عن ذلك قرآن ول سنة ‪ .‬ث قال ‪ :‬فإن قيل ‪ :‬قد روي عن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما أن حصى المار ‪ ،‬ما تقبل منه رفع ‪ ،‬وما ل يتقبل منه ترك ولو ل‬
‫ذلك لكان ( ‪ ) 1‬هضابا تسد الطريق ؟ قلنا ‪ :‬نعم ‪ ،‬فكان ماذا ؟ وإن ل يتقبل رمي هذه‬
‫الصاة من عمرو فسيتقبل من زيد وقد يتصدق الرء بصدقة فل يتقبلها ال منه ‪ ،‬ث يلك‬
‫تلك العي آخر فيتصدق با فتقبل منه ‪ .‬وأما رميها راكبا فلحديث قدامة بن عبد ال قال‬
‫‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يرمي جرة العقبة يوم النحر على ناقة له صهباء ‪،‬‬
‫ل ضرب ‪ ،‬ول طرد ‪ ،‬ول إليك ‪ ،‬إليك ( ‪ . ) 2‬عدد الصى ‪ :‬عدد الصى الذي يرمى‬
‫به ‪ ،‬سبعون حصاة ‪ ،‬أو تسع وأربعون ‪ .‬سبع يرمى با يوم النحر عند جرة العقبة ‪.‬‬
‫وإحدى وعشرون ف اليوم الادي عشر ‪ ،‬موزعة على المرات الثلث ‪ ،‬ترمى كل جرة‬
‫منها بسبع ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 730‬‬
‫وإحدى وعشرون يرمي با كذلك ف اليوم الثان عشر ‪ " " " " " " " .‬الثالث عشر ‪.‬‬
‫فيكون عدد الصى سبعي حصاة ‪ .‬فإن اقتصر على الرمي ف اليام الثلثة ‪ ،‬ول يرم ف‬
‫اليوم الثالث عشر جاز ‪ .‬ويكون الصى الذي يرميه الاج تسعا وأربعي ‪ .‬ومذهب أحد‬
‫‪ :‬إن رمى الاج بمس حصيات أجزأه ‪ .‬وقال عطاء ‪ :‬إن رمى بمس أجزأه ‪ .‬وقال‬

‫‪581‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ماهد إن رمى بست ‪ ،‬فل شئ عليه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬الضاب " جع هضبة ‪ :‬البل‬
‫النبسط على وجه الرض ‪ " ) 2 ( .‬إليك " اسم فعل ‪ :‬أي ابتعد وتنح ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 731‬وعن سعيد بن مالك قال ‪ :‬رجعنا ف الجة مع النب صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫وبعضنا يقول رميت ست حصيات ‪ ،‬وبعضنا يقول رميت سبع حصيات ‪ ،‬فلم يعب‬
‫بعضنا على بعض ‪ .‬أيام الرمي ‪ :‬أيام الرمي ثلثة أو أربعة ‪ :‬يوم النحر ‪ ،‬ويومان ‪ ،‬أو ثلثة‬
‫من أيام التشريق ‪ .‬قال ال تعال ‪ " :‬واذكروا ال ف أيام معدودات ‪ ،‬فمن تعجل ف يومي‬
‫فل إث عليه ومن تأخر فل إث عليه لن اتقى ( ‪ . " ) 1‬الرمي يوم النحر ‪ :‬الوقت الختار‬
‫للرمي ‪ ،‬يوم النحر ‪ ،‬وقت الضحى بعد طلوع الشمس ‪ ،‬فإن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إنا رماها ضحى ذلك اليوم ‪ .‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬قدم النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ضعفة أهله ‪ ،‬وقال " ل ترموا جرة العقبة حت تطلع الشمس " ‪.‬‬
‫رواه الترمذي ‪ ،‬وصححه ‪ .‬فإن أخره إل آخر النهار ‪ ،‬جاز ‪ .‬قال ابن عبد الب ‪ :‬أجع‬
‫أهل العلم أن من رماها يوم النحر قبل الغيب فقد رماها ف وقت لا ‪ ،‬وإن ل يكن ذلك‬
‫مستحبا لا ‪ .‬وقال ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يسأل يوم‬
‫النحر بن فقال رجل ‪ :‬رميت بعد ما أمسيت ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل حرج " ‪ .‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫هل يوز تأخي الرمي إل الليل ‪ :‬إذا كان فيه عذر بنع الرمي نارا ‪ ،‬جاز تأخي الرمي إل‬
‫الليل ‪ .‬لا رواه مالك عن نافع ‪ :‬أن ابنة لصفية امرأة ابن عمر نفست بالزدلفة ‪ ،‬فتخلفت‬
‫هي صفية ‪ ،‬حت أتتا من بعد أن غربت الشمس من يوم النحر ‪ ،‬فأمرها ابن ( هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬أي ل إث على من تعجل ‪ ،‬فنفر ف اليوم الثان عشر ‪ ،‬ول على من أخر النفر ‪ ،‬إل‬
‫اليوم الثالث عشر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 732‬عمر أن تريا المرة حي قدمتا ‪ ،‬ول ير‬
‫عليهما شيئا ‪ .‬أما إذا ل يكن فيه عذر فإنه يكره التأخي ‪ ،‬ويرمي بالليل ‪ ،‬ول دم عليه عند‬
‫الحناف والشافعية ‪ ،‬ورواية عن مالك ‪ ،‬لديث ابن عباس التقدم ‪ .‬وعند أحد ‪ :‬إن أخر‬
‫الرمي حت انتهى يوما النحر فل يرمي ليل ‪ ،‬وإنا يرميها ف الغد بعد زوال الشمس ‪.‬‬
‫الترخيص للضعفة وذوي العذار بالرمي بعد منتصف ليلة النحر ل يوز لحد أن يرمي‬
‫قبل نصف الليل الخي بالجاع ويرخص للنساء ‪ ،‬والصبيان ‪ ،‬والضعفة ‪ ،‬وذوي العذار‬
‫‪ ،‬ورعاة البل ‪ :‬أن يرموا جرة العقبة ‪ ،‬من نصف ليلة النحر فعن عائشة رضي ال عنها ‪:‬‬

‫‪582‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم أرسل أم سلمة ليلة النحر ‪ ،‬فرمت قبل الفجر ث أفاضت ‪.‬‬
‫رواه أبو داود ‪ ،‬والبيهقي ‪ ،‬وقال ‪ :‬إسناده صحيح ل غبار عليه ‪ .‬وعن ابن عباس رضي‬
‫ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم رخص لرعاة البل أن يرموا ‪ . . .‬بالليل رواه‬
‫البزار ‪ .‬وفيه مسلم بن خالد الزني ‪ ،‬وهو ضعيف ‪ .‬وعن عروة قال ‪ :‬دار النب صلى ال‬
‫عليه وسلم إل أم سلمة يوم النحر ‪ ،‬فأمرها أن تعجل الفاضة من جع ‪ ،‬حت تأت مكة ‪،‬‬
‫فتصلي با الصبح ‪ ،‬وكان يوما ‪ ،‬فأحب أن ترافقه ‪ .‬رواه الشافعي ‪ ،‬والبيهقي ‪ .‬عن عطاء‬
‫قال ‪ :‬أخبن مب عن أساء ‪ :‬أنا رمت المرة ‪ ،‬قلت ‪ :‬إنا رمينا المرة بليل ‪ ،‬قالت ‪:‬‬
‫إنا كنا نصنع هذا على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬رواه أبو داود ‪ .‬قال الطبي‬
‫‪ :‬استدل الشافعي بديث أم سلمة ‪ ،‬وحديث أساء ‪ ،‬على ما ذهب إليه من جواز الفاضة‬
‫بعد نصف الليل ‪ .‬وذكر ابن حزم أن الذن ف الرمي بالليل مصوص بالنساء دون الرجال‬
‫‪ ،‬ضعفاؤهم وأقوياؤهم ف عدم الذن سواء ‪ / .‬صفحة ‪ / 733‬والذي دل عليه الديث‬
‫‪ :‬أن من كان ذا عذر جاز أن يتقدم ليل ويرمي ليل ‪ .‬وقال ابن النذر ‪ :‬السنة أل يرمي‬
‫إل بعد طلوع الشمس ‪ ،‬كما فعل النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬ول يوز الرمي قبل طلوع‬
‫الفجر ‪ :‬لن فاعله مالف للسنة ‪ .‬ومن رماها حينئذ فل إعادة عليه ‪ ،‬إل ل أعلم أحدا‬
‫قال ‪ :‬ل يزئه ‪ .‬رمي المرة من فوقها ‪ :‬رمي السود قال ‪ :‬رأيت عمر رضي ال عنه‬
‫رمى جرة العقبة من فوقها ‪ .‬وسئل عطاء عن الرمي من فوقها فقال ‪ :‬ل بأس ‪ .‬رواها‬
‫سعيد ابن منصور ‪ .‬الرمي ف اليام الثلثة ‪ :‬الوقت الختار للرمي ف اليام الثلثة يبتدئ‬
‫من الزوال إل الغروب ‪ .‬فعن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫رمى المار عند زوال الشمس ‪ ،‬أو بعد زوال الشمس ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬وابن ماجه ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 733‬‬
‫والترمذي ‪ ،‬وحسنه ‪ .‬وروى البيهقي عن نافع ‪ :‬أن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما كان‬
‫يقول ‪ :‬ل نرم ف اليام الثلثة ‪ ،‬حت تزول الشمس ‪ .‬فإن أخر الرمي إل الليل ‪ ،‬كره له‬
‫ذلك ‪ ،‬ورمى ف الليل إل طلوع شس الغد ‪ .‬وهذا متفق عليه بي أئمة الذاهب ‪ ،‬سوى‬
‫أب حنيفة ‪ ،‬فإنه أجاز الرمي ف اليوم الثالث قبل الزوال ‪ .‬لديث ضعيف عن ابن عباس‬

‫‪583‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رضي ال عنهما قال ‪ :‬إذا انتفخ النهار من يوم النفر الخر ‪ ،‬حل الرمي ‪ ،‬والصدر ( ‪) 1‬‬
‫‪ .‬الوقوف والدعاء بعد الرمي ف أيام التشريق ‪ :‬يستحب الوقوف بعد الرمي مستقبل‬
‫القبلة ‪ ،‬داعيا ال ‪ ،‬وحامدا له مستغفرا لنفسه ولخوانه الؤمني ‪ ( .‬هامش ) ( ‪" ) 1‬‬
‫النتفاخ " ‪ :‬الرتفاع ‪ " ،‬الصدر " النصراف من من ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 734‬لا رواه‬
‫أحد ‪ ،‬والبخاري ‪ ،‬عن سال بن عبد ال بن عمر ‪ ،‬عن أبيه ‪ :‬أن رسول صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬كان إذا رمى المرة الول ‪ ،‬الت تلي السجد ‪ ،‬رماها بسبع حصيات ‪ ،‬يكب مع‬
‫كل حصاة ‪ ،‬ث ينصرف ‪ ،‬ذات اليسار إل بطن الوادي فيقف ويستقبل القبلة ‪ ،‬رافعا يديه‬
‫يدعو ‪ ،‬وكان يطيل الوقوف ‪ ،‬ث يرمي الثانية بسبع حصيات يكب مع كل حصاة ‪ ،‬ث‬
‫ينصرف ذات اليسار إل بطن الوادي ‪ ،‬فيقف ‪ ،‬ويستقبل القبلة ‪ ،‬رافعا يديه ث يضي حت‬
‫يأت المرة الت عند العقبة فيميها بسبع حصيات ‪ ،‬يكب عند كل حصاة ث ينصرف ول‬
‫يقف ‪ .‬وف الديث أنه ل يقف بعد رمي جرة العقبة ‪ ،‬وإنا يقف بعد رمي المرتي‬
‫الخريي ‪ .‬وقد وضع العلماء لذلك أصل فقالوا ‪ :‬إن كل رمي ليس بعده رمي ف ذلك‬
‫اليوم ل يقف عنده ‪ ،‬وكل رمي بعده رمي ف اليوم نفسه يقف عنده ‪ .‬وروى ابن ماجه ‪،‬‬
‫عن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا رمى جرة العقبة ‪،‬‬
‫مضى ول يقف ‪ .‬الترتيب ف الرمي ‪ :‬الثابت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أنه بدأ‬
‫رمي المرة الول الت تلي من ‪ ،‬ث المرة الوسطى الت تليها ‪ ،‬ث رمى جرة العقبة ‪.‬‬
‫وثبت عنه أنه قال ‪ " :‬خذوا عن مناسككم " ‪ .‬فاستدل بذا الئمة الثلثة على اشتراط‬
‫الترتيب بي المرات وأنا ترمى هكذا ‪ ،‬مرتبة ‪ ،‬كما فعل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ ،‬والختار عند الحناف ‪ :‬أن الترتيب سنة ‪ .‬استحباب التكبي والدعاء مع كل حصاة‬
‫ووضعها بي أصابعه عن عبد ال بن مسعود ‪ ،‬وابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أنما كانا‬
‫يقولن ‪ -‬عند رمي جرة العقبة ‪ -‬اللهم اجعله حجا مبورا وذنبا مغفورا ‪ / .‬صفحة‬
‫‪ / 735‬وعن إبراهيم أنه قال ‪ :‬كانوا يبون للرجل ‪ -‬إذا رمى جرة العقبة ‪ -‬أن يقول ‪:‬‬
‫اللهم اجعله حجا مبورا وذنبا مغفورا ‪ .‬فقيل له ‪ :‬تقول ذلك عند كل جرة ؟ قال ‪ :‬نعم‬
‫‪ .‬وعن عطاء قال ‪ :‬إذا رميت فكب ‪ ،‬وأتبع الرمي التكبية ‪ .‬روى ذلك سعيد بن منصور‬
‫‪ .‬وف حديث جابر رضي ال عنه عند مسلم ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان‬

‫‪584‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يكب مع كل حصاة ‪ .‬قال ف الفتح ‪ :‬وأجعوا ‪ :‬على أن من ل يكب ل شئ عليه ‪ .‬وعن‬
‫سلمان بن الحوص عن أمه ‪ ،‬قالت ‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم عند جرة‬
‫العقبة راكبا ‪ ،‬ورأيت بي أصابعه حجرا فرمى ‪ ،‬ورمى الناس معه ‪ .‬رواه أبو داود ‪ .‬النيابة‬
‫ف الرمي ‪ :‬من كان عنده عذر ينعه من مباشرة الرمي ‪ ،‬كالرض ونوه ‪ ،‬استناب من‬
‫يرمي عنه ‪ .‬قال جابر رضي ال عنه ‪ :‬حججنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ومعنا‬
‫النساء والصبيان ‪ ،‬فلبينا عن الصبيان ‪ ،‬ورمينا عنهم ‪ .‬رواه ابن ماجه ‪ .‬البيت بن البيات‬
‫بن واجب ف الليال الثلث ‪ ،‬أو ليلت الادي عشر ‪ ،‬والثان عشر ‪ ،‬عند الئمة الثلثة ‪.‬‬
‫ويرى الحناف أن البيات سنة ‪ .‬وقال ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬إذا رميت المار فبت‬
‫حيث شئت ‪ .‬رواه ابن أب شيبة ‪ .‬وعن ماهد ‪ :‬ل بأس بأن يكون أول الليل بكة ‪،‬‬
‫وآخره بن ‪ .‬أو أول الليل بن ‪ ،‬وآخره بكة ‪ .‬وقال ابن حزم ‪ :‬ومن ل يبت ليال من‬
‫بن فقد أساء ‪ ،‬ول شئ عليه ‪ /‬صفحة ‪ / 736‬واتفقوا على أنه يسقط عن ذوي العذار‬
‫كالسقاة ورعاة البل فل يلزمهم بتركه شئ ‪ .‬وقد استأذن العباس النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أن يبيت بكة ليال من من أجل سقايته ‪ ،‬فأذن له ‪ .‬رواه البخاري وغيه ‪ .‬وعن‬
‫عاصم بن عدي أنه صلى ال عليه وسلم رخص للرعاء أن يتركوا البيت بن ‪ .‬رواه‬
‫أصحاب السنن ‪ ،‬وصححه الترمذي ‪ .‬مت يرجع من من ؟ يرجع من " من " إل مكة‬
‫قبل غروب الشمس ‪ ،‬من اليوم الثان عشر بعد الرمي ‪ ،‬عند الئمة الثلثة ‪ .‬وعند‬
‫الحناف ‪ :‬يرجع إل مكة ما ل يطلع الفجر من اليوم الثالث عشر من ذي الجة ‪ .‬لكن‬
‫يكره النفر بعد الغروب ‪ ،‬لخالفة السنة ول شئ عليه ‪ .‬الدي الدي هو ما يهدى من‬
‫النعم إل الرم تقربا إل ال عزوجل ‪ ،‬قال ال تعال " والبدن ( ‪ ) 1‬جعلناها لكم من‬
‫شعائر ( ‪ ) 2‬ال ‪ ،‬لكم فيها خي ‪ ،‬فاذكروا اسم ال عليها صواف ‪ ،‬فإذا وجبت جنوبا‬
‫فكلوا منها وأطعموا القانع ( ‪) 3‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 736‬‬
‫والعتر ( ‪ ) 4‬كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون ‪ .‬لن ينال ال لومها ولدماؤها ‪،‬‬
‫ولكن يناله التقوى منكم " ‪ .‬وقال عمر رضي ال عنه ‪ :‬أهدوا ‪ ،‬فإن ال يب الدي ‪.‬‬

‫‪585‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأهدى رسول ال عليه وسلم مائة من البل ‪ ،‬وكان هديه تطوعا ‪ ( .‬هامش ) ( ‪" ) 1‬‬
‫البان " ‪ :‬البل ‪ " ) 2 ( .‬الشعائر " أعمال الج ‪ ،‬وكل ما جعل علما لطاعة ال ‪) 3 ( .‬‬
‫" القانع " أي السائل ‪ " ) 4 ( .‬العتر " الذي يتعرض لكل اللحم ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 737‬الفضل فيه ‪ :‬أجع العلماء على أن الدي ل يكون إل من النعم ( ‪ ، ) 1‬واتفقوا‬
‫‪ :‬على أن الفضل البل ‪ ،‬ث البقر ‪ ،‬ث الغنم ‪ .‬على هذا الترتيب ‪ .‬لن البل أنفع‬
‫للفقراء ‪ ،‬لعظمها ‪ ،‬والبقر أنفع من الشاة كذلك ‪ .‬واختلفوا ف الفضل للشخص الواحد‬
‫‪ :‬هل يهدي سبع بدنة ‪ ،‬أو سبع بقرة أو يهدي شاة ؟ والظاهر أن العتبار با هو أنفع‬
‫للفقراء ‪ .‬أقل ما يزئ ف الدي ‪ :‬للمرء أن يهدي للحرم ما يشاء من النعم ‪ .‬وقد أهدى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم مائة من البل وكان هديه هدي تطوع ‪ .‬وأقل ما يزئ‬
‫عن الواحد شاة ‪ ،‬أو سبع بدنة ‪ ،‬أو سبع بقرة ‪ ،‬فإن البقرة أو البدنة تزئ عن سبعة ‪ .‬قال‬
‫جابر رضي ال عنه ‪ :‬حججنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فنحرنا البعي عن‬
‫سبعة ‪ ،‬والبقرة عن سبعة ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬ومسلم ‪ .‬ول يشترط ف الشركاء أن يكونوا جيعا‬
‫من يريدون القربة إل ال تعال ‪ .‬بل لو أراد بعضهم التقرب ‪ ،‬وأراد البعض اللحم جاز ‪.‬‬
‫خلفا للحناف الذين يشترطون التقرب إل ال ‪ ،‬من جيع الشركاء ‪ .‬مت تب البدنة ؟‬
‫ول تب البدنة إل إذا طاف للزيارة جنبا ‪ ،‬أو حائضا ‪ ،‬أو نفساء ‪ ،‬أو جامع بعد الوقوف‬
‫بعرفة وقبل اللق ‪ ،‬أو نذر بدنة أو جزورا ‪ ،‬ومن ل يد بدنة فعليه أن يشتري سبع شياه ‪.‬‬
‫فعن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم أتاه رجل فقال ‪ :‬إن علي‬
‫بدنة ‪ ،‬وأنا موسر با ‪ ،‬ول أجدها فأشتريها ‪ ،‬فأمره صلى ال عليه وسلم أن يبتاع سبع‬
‫شياه فيذبهن ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬وابن ماجه بسند صحيح ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬والنعم " هي‬
‫البل ‪ ،‬والبقر ‪ ،‬والغنم ‪ ،‬والذكر ‪ ،‬أو النثى ‪ ،‬سواء ف جواز الهداء ‪ / .‬صفحة ‪/ 738‬‬
‫أقسامه ‪ :‬ينقسم الدي إل مستحب ‪ ،‬وواجب ‪ .‬فالدي الستحب ‪ :‬للحاج الفرد ‪،‬‬
‫والعتمر الفرد ‪ .‬والدي الواجب ‪ :‬أقسامه كالت ‪ 1 :‬و ‪ - 2‬واجب على القارن ‪.‬‬
‫والتمتع ‪ - 3 .‬واجب على من ترك واجبا من واجبات الج ‪ ،‬كرمي المار والحرام‬
‫من اليقات والمع بي الليل والنهار ف الوقوف بعرفة ‪ ،‬والبيت بالزدلفة ‪ ،‬أو من ‪ ،‬أو‬
‫ترك طواف الوداع ‪ - 4 .‬واجب على من ارتكب مظورا من مظورات الحرام ‪ ،‬غي‬

‫‪586‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوطء ‪ ،‬كالتطيب واللق ‪ - 5 .‬واجب بالنابة على الرم ‪ ،‬كالتعرض لصيده ‪ ،‬أو قطع‬
‫شجره ‪ ،‬وكل ذلك مبي ف موضعه كما تقدم ‪ .‬شروط الدي ‪ :‬يشترط ف الدي‬
‫الشروط التية ‪ - 1 :‬أن يكون ثنيا ‪ ،‬إذا كان من غي الضأن ‪ ،‬أما الضأن فإنه يزئ منه‬
‫الذع فما فوقه ‪ .‬وهوما له ستة أشهر ‪ ،‬وكان سينا ‪ .‬والثن من البل ‪ :‬ماله خس‬
‫سني ‪ ،‬ومن البقر ‪ :‬ما له سنتان ‪ ،‬ومن العز ما له سنة تامة ‪ ،‬فهذه يزئ منها الثن فما‬
‫فوقه ‪ - 2 .‬أن يكون سليما ‪ ،‬فل تزئ فيه العوراء ول العرجاء ول الرباء ‪ ،‬ولالعجفاء‬
‫( ‪ . ) 1‬وعن السن ‪ :‬أنم قالوا ‪ :‬إذا اشترى الرجل البدنة ‪ ،‬أو الضحية ‪ ،‬وهي وافية ‪،‬‬
‫فأصابا عور ‪ ،‬أو عرج ‪ ،‬أو عجف قبل يوم النحر فليذبها وقد أجزأته ‪ .‬رواه سعيد بن‬
‫منصور ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬العجفاء ‪ :‬الزيلة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 739‬استحباب اختيار‬
‫الدي ‪ :‬روى مالك عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ .‬أنه كان يقول لبنيه ‪ :‬يا بن ليهد‬
‫أحدكم ل تعال من البدن شيئا ‪ .‬يستحيي أن يهديه لكريه ( ‪ ، ) 1‬فإن ال أكرم الكرماء‬
‫‪ ،‬وأحق من اختي له ‪ .‬وروى سعيد بن منصور ان ابن عمر رضي ال عنهما سار فيما بي‬
‫مكة على ناقة بتية ( ‪ ، ) 2‬فقال لا ‪ :‬بخ بخ ( ‪ ، ) 3‬فأعجبته فنل عنها ‪ ،‬وأشعرها ‪،‬‬
‫وأهداها ‪ .‬إشعار الدي وتقليده ‪ :‬الشعار ‪ :‬هو أن يشق أحد جنب سنام البدنة أو‬
‫البقرة ‪ ،‬إن كان لا سنام حت يسيل دمها ويعل ذلك علمة لكونا هديا فل يتعرض لا ‪.‬‬
‫والتقليد ‪ :‬هو أن يعل ف عنق الدي قطعة جلد ونوها ليعرف با أنه هدي ‪ .‬وقد أهدى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم غنما ‪ ،‬وقلدها ‪ ،‬وقد بعث با مع أب بكر رضي ال عنه‬
‫عندما حج سنة تسع ‪ .‬وثبت عنه ‪ :‬أنه صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قلد الدي ‪ ،‬وأشعره وأحرم‬
‫بالعمرة وقت الديبية ‪ .‬وقد استحب الشعار عامة العلماء ‪ ،‬ما عدا أبا حنيفة ‪ .‬الكمة‬
‫ف الشعار والتقليد ‪ :‬والكمة فيهما تعظيم شعائر ال ‪ ،‬وإظهارها ‪ ،‬وإعلم الناس بأنا‬
‫قرابي تساق إل بيته ‪ ،‬تذبح له ويتقرب با إليه ‪ .‬ركوب الدى ‪ :‬يوز ركوب البدن ‪،‬‬
‫والنتفاع با ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬لكريه " أي لبيبه الكرم العزيز لديه ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 739‬‬

‫‪587‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( ‪ ) 2‬البختية ‪ :‬النثى من المال ‪ ) 3 ( .‬بخ بخ ‪ :‬كلمة تقال عند الدح والرضا‬
‫بالشئ ‪ ،‬وتكرر للمبالغة ‪ ،‬وببخت الرجل ‪ :‬إذا قلت له ذلك ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 740‬‬
‫لقول ال تعال ‪ ( :‬لكم فيها منافع إل أجل مسمى ث ملها إل البيت العتيق ) ‪ .‬قال‬
‫الضحاك ‪ ،‬وعطاء ‪ :‬النافع فيها الركوب عليها إذا احتاج ‪ ،‬وف أوبارها وألبانا ‪ .‬والجل‬
‫السمى ‪ :‬أن تقلد فتصي هديا ‪ .‬وملها إل البيت العتيق ‪ ،‬قال ‪ :‬يوم النحر ينحر بن ‪.‬‬
‫وعن أب هريرة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى رجل يسوق بدنة ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫اركبها " ‪ .‬قال ‪ :‬إنا بدنة ‪ .‬فقال ‪ " :‬اركبها ويلك " ‪ :‬ف الثانية ‪ ،‬أو الثالثة ‪ .‬رواه‬
‫البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬والنسائي ‪ .‬وهذا مذهب أحد ‪ ،‬وإسحاق ‪ ،‬ومشهور‬
‫مذهب مالك ‪ .‬وقال الشافعي ‪ :‬يركبها إذا اضطر إليها ‪ .‬وقت الذبح ‪ :‬اختلف العلماء ف‬
‫وقت ذبح الدي ‪ .‬فعند الشافعي ‪ :‬أن وقت ذبه يوم النحر ‪ ،‬وأيام التشريق لقوله صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬وكل أيام التشريق ذبح " رواه أحد ‪ .‬فإن فات وقته ‪ ،‬ذبح الدي‬
‫الواجب قضاء ‪ .‬وعند مالك وأحد ‪ ،‬وقت ذبح الدي ‪ -‬سواء أكان ذبح الدي واجبا ‪،‬‬
‫أم تطوعا ‪ -‬أيام النحر ‪ .‬وهذا رأي الحناف بالنسبة لدي التمتع والقران ‪ .‬وأمادم‬
‫النذر ‪ ،‬والكفارات ‪ ،‬والتطوع فيذبح ف أي وقت ‪ .‬وحكي عن أب سلمة بن عبد الرحن‬
‫‪ ،‬والنخعي ‪ :‬وقتها من يوم النحر ‪ ،‬إل آخر ذي الجة ‪ .‬مكان الذبح ‪ :‬الدي ‪ -‬سواء‬
‫أكان واجبا ‪ ،‬أم تطوعا ‪ -‬ل يذبح إل ف الرم وللمهدي أن يذبح ف أي موضع منه ‪.‬‬
‫فعن جابر رضي ال عنه ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬كل ‪ /‬صفحة ‪741‬‬
‫‪ /‬من منحر ‪ ،‬وكل الزدلفة موقف ‪ ،‬وكل فجاج مكة طرق ‪ ،‬ومنحر " ‪ .‬رواه أبو داود ‪،‬‬
‫وابن ماجه ‪ .‬والول بالنسبة للحاج ‪ ،‬أن يذبح بن ‪ ،‬وبالنسبة للمعتمر أن يذبح عند‬
‫الروة ‪ ،‬لنا موضع تلل كل منهما ‪ .‬فعن مالك أنه بلغه ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ -‬بن ‪ " -‬هذا النحر ‪ ،‬وكل من منحر " وف العمرة ‪ :‬هذا النحر ‪ -‬يعن‬
‫الروة ‪ -‬وكل فجاج مكة وطرقها منحر ‪ .‬استحباب نر البل ‪ ،‬وذبح غيها ‪ :‬يستحب‬
‫أن تنحر البل ‪ ،‬وهي قائمة ‪ ،‬معقولة اليد اليسرى وذلك للحاديث التية ‪ - 1 :‬لا رواه‬
‫مسلم ‪ ،‬عن زياد بن جبي ‪ :‬أن ابن عمر رضي ال عنهما أتى على رجل ‪ ،‬وهو ينحر‬
‫بدنته باركة ‪ ،‬فقال ‪ :‬ابعثها قياما مقيدة ‪ ،‬سنة نبيكم صلى ال عليه وسلم ‪ - 2 .‬وعن‬

‫‪588‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جابر رضي ال عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه ‪ ،‬كانوا ينحرون البدنة‬
‫معقولة اليسرى ‪ ،‬قائمة على ما بقي منها ‪ .‬رواه أبو داود ‪ - 3 .‬وعن ابن عباس رضي‬
‫ال عنهما ‪ ،‬ف قوله تعال ‪ ( :‬فاذكروا اسم ال عليها صواف ) أي قياما على ثلث ‪.‬‬
‫رواه الاكم ‪ .‬أما البقر والغنم ‪ ،‬فيستحب ذبها مضطجعة ‪ .‬فإن ذبح ما ينحر ‪ ،‬ونر ما‬
‫يذبح ‪ ،‬قيل ‪ :‬يكره ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ل يكره ‪ .‬ويستحب أن يذبها بنفسه ‪ ،‬إن كان يسن‬
‫الذبح ‪ ،‬وإل فيندب له أن يشهده ‪ .‬ل يعطى الزار الجرة من الدي ‪ :‬ل يوز أن يعطى‬
‫الزار الجرة من الدي ‪ ،‬ول بأس بالتصدق عليه منه ‪ .‬لقول علي رضي ال عنه ‪ :‬أمرن‬
‫رسول ل صلى ال عليه وسلم أن أقوم ‪ /‬صفحة ‪ / 742‬على بدنه ‪ ،‬و أقسم جلودها‬
‫وجللا ‪ ،‬وأمرن أل أعطي الزار منها شيئا ‪ ،‬وقال ‪ " :‬نن نعطيه من عندنا " رواه‬
‫الماعة ‪ .‬وف الديث ما يدل على أنه يوز أنه ينيب عنه من يقوم بذبح هديه ‪ ،‬وتقسيم‬
‫لمه ‪ ،‬وجلده وجلله ( ‪ . ) 1‬وأنه ل يوز أن يعطى الزار منه شيئا ‪ ،‬على معن الجرة‬
‫‪ ،‬ولكن يعطى أجرة عمله ‪ ،‬بدليل قوله ‪ " :‬نعطيه من عندنا " ‪ .‬وروي عن السن أنه قال‬
‫ل بأس أن يعطى الازر اللد ‪ .‬الكل من لوم الدي ‪ :‬أمر ال بالكل من لوم الدي‬
‫فقال ‪ " :‬فكلوا منها وأطعموا البائس الفقي " ‪ .‬وهذا المر يتناول ‪ -‬بظاهره ‪ -‬هدي‬
‫الواجب ‪ ،‬وهدي التطوع ‪ .‬وقد اختلف فقهاء المصار ف ذلك ‪ .‬فذهب أبو حنيفة‬
‫وأحد ‪ :‬إل جواز الكل من هدي التعة ‪ ،‬وهدي القران ‪ ،‬وهدي التطوع ‪ ،‬ول يأكل ما‬
‫سواها ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬يأكل من الدي الذي ساقه لفساد حجه ‪ ،‬ولفوات الج ‪ .‬ومن‬
‫هدي التمتع ‪ ،‬ومن الدي كله ‪ ،‬إل فدية الذى ‪ ،‬وجزاء الصيد ‪ .‬وما نذره للمساكي ‪،‬‬
‫وهدي التطوع ‪ ،‬إذا عطب قبل مله ‪ .‬وعند الشافعي ‪ :‬ليوز الكل من الدي الواجب‬
‫مثل الدم الواجب ‪ ،‬ف جزاء الصيد ‪ ،‬وإفساد الج وهدي التمتع والقران ‪ ،‬وكذلك ما‬
‫كان نذرا أوجبه على نفسه ‪ .‬أماماكان تطوعا ‪ ،‬فله أن يأكل منه ويهدي ‪ ،‬ويتصدق ‪.‬‬
‫مقدار ما يأكله من الدي ‪ :‬للمهدي أن يأكل من هديه الذي يباح له الكل منه أي‬
‫مقدار يشاء أن يأكله ‪ ،‬بل تديد ‪ ،‬وله كذلك أن يهدي أو يتصدق با يراه ‪ .‬وقيل ‪:‬‬
‫يأكل النصف ‪ ،‬ويتصدق بالنصف ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬اتفق الئمة ‪ :‬على عدم جواز بيع‬
‫جلد الدي ولشئ من اجزائه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 743‬‬

‫‪589‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 743‬‬
‫وقيل ‪ :‬يقسمه أثلثا ‪ ،‬فيأكل الثلث ‪ ،‬ويهدي الثلث ‪ ،‬ويتصدق بالثلث ‪ .‬اللق أو‬
‫التقصي ثبت اللق والتقصي بالكتاب ‪ ،‬والسنة والجاع ‪ .‬قال ال تعال ‪ ( :‬لقد صدق‬
‫ال رسوله الرؤيا بالق لتدخلن السجد الرام إن شاء ال آمني ملقي رؤوسكم‬
‫ومقصرين ل تافون ) ‪ .‬وروى البخاري ومسلم أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫رحم ال الحلقي " ‪ .‬قالوا ‪ :‬والقصرين يا رسول ال ؟ قال ‪ " :‬رحم ال الحلقي " قالوا‬
‫‪ :‬والقصرين يا رسول ال ؟ قال ‪ " :‬رحم ال الحلقي " ‪ .‬قالوا ‪ :‬والقصرين يا رسول ال‬
‫؟ قال ‪ " :‬والقصرين ( ‪ . " ) 1‬ورويا عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم حلق ‪ ،‬وحلق‬
‫طائفة من أصحابه وقصر بعضهم ‪ .‬والقصود باللق إزالة شعر الرأس بالوسى ونوه ‪ ،‬أو‬
‫بالنتف ‪ ،‬ولو اقتصر على ثلث شعرات جاز ‪ .‬والراد بالتقصي أن يأخذ من شعر الرأس‬
‫قدر النلة ( ‪ . ) 2‬وقد اختلف جهور الفقهاء ف حكمه ‪ .‬فذهب أكثرهم ‪ :‬إل أنه‬
‫واجب ‪ ،‬يب تركه بدم ‪ .‬وذهبت الشافعية ‪ :‬إل أنه ركن من أركان الج ‪ .‬وقته ‪ :‬وقته‬
‫للحاج بعد رمي جرة العقبة يوم النحر ‪ ،‬فإذا كان معه هدي حلق بعد الذبح ‪ ( .‬هامش )‬
‫( ‪ ) 1‬قيل ‪ :‬ف سبب تكرار الدعاء للمحلقي هو الث عليه ‪ ،‬والتأكيد لندبته ‪ ،‬لنه أبلغ‬
‫ف العبادة ‪ ،‬وأدل على صدق النية ف التذلل ل ‪ ،‬لن القصر مبق لنفسه من الزينة ‪ ،‬ث‬
‫جعل للمقصرين نصيبا لئل ييب أحد من أمته من صال دعوته ‪ ) 2 ( .‬واختار ابن النذر‬
‫‪ :‬أنه يزئه ما يقع عليه اسم التقصي ‪ ،‬لتناول اللفظ له ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 744‬ف‬
‫حديث معمر بن عبد ال ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا نر هديه بن قال ‪" :‬‬
‫أمرن أن أحلقه " ‪ .‬رواه أحد والطبان ‪ .‬ووقته ف العمرة بعد أن يفرغ من السعي ‪ ،‬بي‬
‫الصفا والروة ‪ ،‬ولن معه هدي بعد ذبه ‪ .‬ويب أن يكون ف الرم ‪ ،‬وف أيام النحر عند‬
‫أب حنيفة ومالك ‪ ،‬ورواية عن أحد ‪ ،‬للحديث التقدم ‪ .‬وعند الشافعي وممد بن السن‬
‫‪ ،‬والشهور من مذهب أحد ‪ :‬يب أن يكون اللق أو التقصي بالرم دون أيام النحر ‪،‬‬
‫فإن أخر اللق عن أيام النحر جاز ول شئ عليه ‪ .‬ما يستحب فيه ‪ :‬يستحب ف اللق أن‬
‫يبدأ بالشق الين ‪ ،‬ث اليسر ويستقبل القبلة ‪ ،‬ويكب ويصلي بعد الفراغ منه ‪ .‬قال وكيع‬

‫‪590‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ :‬قال ل أبو حنيفة ‪ :‬أخطأت ‪ ،‬ف خسة أبواب من الناسك ‪ ،‬فعلمنيها حجام ‪ ،‬وذلك‬
‫أن حي أردت أن أحلق رأسي وقفت على حجام ‪ ،‬فقلت له بكم تلق رأسي ؟ فقال‬
‫أعراقي أنت ؟ قلت ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬النسك ل يشارط عليه ‪ .‬اجلس ‪ ،‬فجلست منحرفا عن‬
‫القبلة ‪ ،‬فقال ل ‪ :‬حرك وجهك إل القبلة ‪ .‬وأردت أن أحلق رأسي من الانب اليسر ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬أدر الشق الين من رأسك ‪ ،‬فأدرته ‪ ،‬وجعل يلق وأنا ساكت ‪ ،‬فقال ل ‪ :‬كب ‪،‬‬
‫فجعلت أكب حت قمت ل ذهب ‪ ،‬فقال ل ‪ :‬أين تريد ؟ فقلت ‪ :‬رحلي ‪ .‬قال صل‬
‫ركعتي ث امض ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ما ينبغي أن يكون ما رأيت من عقل هذا الجام ‪ ،‬فقلت له ‪:‬‬
‫من أين لك ما أمرتن به ‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت عطاء بن أب رباح يفعل هذا ‪ .‬ذكره الحب‬
‫الطبي ‪ .‬استحباب امرار الوسى على رأس الصلع ‪ :‬ذهب جهور العلماء ‪ :‬إل أنه‬
‫يستحب للصلع الذي لشعر على رأسه أن ير الوسى على رأسه ‪ .‬قال ابن النذر ‪ :‬أجع‬
‫كل من نفظ عنه من أهل العلم ‪ :‬على أن ‪ /‬صفحة ‪ / 745‬الصلع ير الوسى على‬
‫رأسه ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬إن إمرار الوسى على رأسه واجب ‪ .‬استحباب تقليم الظفار‬
‫والخذ من الشارب ‪ :‬يستحب لن حلق شعره أو قصره أن يأخذ من شاربه ويقلم أظافره‬
‫‪ ،‬فقد كان ابن عمر رضي ال عنهما ‪ ،‬إذا حلق ف حج أو عمرة ‪ ،‬أخذ من ليته وشاربه‬
‫‪ .‬وقال ابن النذر ‪ :‬ثبت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬لا حلق رأسه قلم أظفاره ‪.‬‬
‫أمر الرأة بالتقصي ونيها عن اللق ‪ :‬روى أبو داود وغيه عن ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫قال ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ليس على النساء حلق وإنا على النساء‬
‫التقصي ‪ " .‬حسنه الافظ ‪ .‬قال ابن النذر ‪ :‬أجع على هذا أهل العلم ‪ ،‬وذلك لن اللق‬
‫ف حقهن مثلة ‪ .‬القدر الذي تأخذه الرأة من رأسها ‪ :‬عن ابن عمر رضي ال عنهما قال ‪:‬‬
‫الرأة إذا أرادت أن تقصر جعت شعرها إل مقدم رأسها ث أخذت منه أنلة ‪ .‬وقال عطاء‬
‫‪ :‬إذا قصرت الرأة شعرها تأخذ من أطرافه ‪ ،‬من طويله وقصيه ‪ .‬رواها سعيد بن منصور‬
‫‪ .‬وقيل ‪ :‬ل حد لا تأخذه الرأة من شعرها ‪ .‬وقال الشافعية ‪ :‬أقل ما يزئ ‪ ،‬ثلث‬
‫شعرات ‪ .‬طواف الفاضة أجع السلمون على أن طواف الفاضة ركن من أركان الج ‪،‬‬
‫وأن الاج إذا ل يفعله بضل حجه ‪ .‬لقول ال تعال ‪ ( :‬وليطوفوا بالبيت العتيق ) ‪ .‬ولبد‬
‫من تعيي النية له ‪ ،‬عند أحد ‪ / .‬صفحة ‪ / 746‬والئمة الثلثة ‪ :‬يرون أن نية الج‬

‫‪591‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تسري عليه ‪ ،‬وأنه يصح من الاج ويزئه ‪ ،‬وإن ل ينوه نفسه ‪ .‬وجهور العلماء ‪ :‬يرى‬
‫أنه سبعة أشواط ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 746‬‬
‫ويرى أبو حنيفة ‪ :‬أن ركن الج من ذلك أربعة أشواط لو تركها الاج بطل حجه ‪ .‬وأما‬
‫الثلثة الباقية فهي واجبة ‪ ،‬وليست بركن ‪ .‬ولو ترك الاج هذه الثلثة ‪ ،‬أو واحدا منها ‪،‬‬
‫فقد ترك واجبا ‪ ،‬ول يبطل حجه ‪ .‬وعليه دم ‪ .‬وقته ‪ :‬وأول وقته نصف الليل ‪ ،‬من ليلة‬
‫النحر ‪ ،‬عند الشافعي ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬ول حد لخره ‪ ،‬ولكن ل تل له النساء حت يطوف ‪،‬‬
‫ول يب تأخيه ‪ -‬عن أيام التشريق ‪ -‬دم ‪ ،‬وإن كان يكره له ذلك ‪ .‬وأفضل وقت يؤدى‬
‫فيه ‪ ،‬ضحوة النهار ‪ ،‬يوم النحر ‪ .‬وعند أب حنيفة ومالك ‪ :‬أن وقته يدخل بطلوع فجر‬
‫يوم النحر ‪ ،‬واختلفا ف آخر وقته ‪ .‬فعند أب حنيفة ‪ :‬يب فعله ف أي يوم من أيام‬
‫النحر ‪ ،‬فإن أخره لزمه دم ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬ل بأس بتأخيه إل آخر أيام التشريق ‪،‬‬
‫وتعجيله أفضل ‪ .‬ويتد وقته إل آخر شهر ذي الجة ‪ ،‬فإن أخره عن ذلك لزمه دم ‪،‬‬
‫وصح حجه ‪ ،‬لن جيع ذي الجة عنده من أشهر الج ‪ .‬تعجيل الفاضة للنساء ‪:‬‬
‫يستحب تعجيل الفاضة للنساء يوم النحر ‪ ،‬إذا كن يفن مبادرة اليض ‪ .‬وكانت عائشة‬
‫تأمر النساء بتعجيل الفاضة يوم النحر ‪ ،‬مافة اليض ‪ .‬وقال عطاء ‪ :‬إذا خافت الرأة‬
‫اليضة فلتزر البيت قبل أن ترمي المرة ‪ ،‬وقبل أن تذبح ‪ / .‬صفحة ‪ / 747‬ول بأس من‬
‫استعمال الدواء ‪ ،‬ليتفع حيضها حت تستطيع الطواف ‪ .‬روى سعيد بن منصور عن ابن‬
‫عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أنه سئل عن الرأة تشري الدواء ‪ ،‬ليتفع حيضها ‪ ،‬لتنفر ‪ ،‬فلم ير‬
‫به بأسا ونعت لن ماء الراك ‪ .‬قال مب الدين الطبي ‪ :‬وإذا اعتد بارتفاعه ف هذه‬
‫الصورة ‪ ،‬اعتد بارتفاعه ف انقضاء العدة وسائر الصور ‪ .‬وكذلك ف شرب دواء يلب‬
‫اليض ‪ ،‬إلاقا به ‪ .‬النول بالحصب ( ‪ ) 1‬ثبت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حي‬
‫نفر من من إل مكة نزل بالحصب ‪ ،‬وصلى الظهر والعصر والغرب والعشاء ‪ ،‬ورقد به‬
‫رقدة ‪ .‬وأن ابن عمر كان يفعل ذلك ‪ .‬وقد اختلف العلماء ف استحبابه ‪ .‬فقالت عائشة ‪:‬‬
‫إنا نزل رسول ال صلى ال عليه وسلم الحصب ‪ ،‬ليكون أسح ( ‪ ) 2‬لروجه ‪ ،‬وليس‬

‫‪592‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بسنة ‪ ،‬فمن شاء نزله ‪ ،‬ومن شاء ل ينله ‪ .‬وقال الطاب ‪ :‬وكان هذا شيئا يفعل ‪ ،‬ث‬
‫ترك ‪ .‬وقال الترمذي ‪ :‬وقد استحب بعض أهل العلم نزول البطح ‪ ،‬من غي أن يروا‬
‫ذلك واجبا ‪ ،‬إلمن أحب ذلك ‪ .‬والكمة ف النول ف هذا الكان ‪ ،‬شكر ال تعال ‪،‬‬
‫على ما منح نبيه صلى ال عليه وسلم من الظهور فيه على أعدائه الذين تقاسوا فيه على‬
‫بن هاشم بن الطلب ‪ ،‬ان ل يناكحوهم ل يبايعوهم حت يسلموا إليهم النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬فقصد النب صلى ال عليه وسلم إظهار شعائر السلم ف‬
‫الكان الذي أظهروا فيه شعائر الكفر ‪ ،‬والعداوة ل ورسوله ‪ .‬وهذه كانت عادته ‪،‬‬
‫صلوات ال وسلمه عليه ‪ ،‬أن يقيم شعائر التوحيد ف مواضع شعائر الكفر والشرك ‪ .‬كما‬
‫أمر النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أن يبن مسجد الطائف ‪ ،‬موضع اللت والعزى ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬الحصب ‪ :‬هو البطح ‪ ،‬أو البطحاء ‪ ،‬وادبي جبل النور ‪ ،‬والجون ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬أسح ‪ :‬أي أسهل ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 748‬العمرة ‪ /‬صفحة ‪ / 749‬العمرة ‪:‬‬
‫مأخوذ من العتمار ‪ ،‬وهو الزيارة ‪ ،‬والقصود با هنا زيارة الكعبة والطواف حولا ‪،‬‬
‫والسعي بي الصفا والروة ‪ ،‬واللق ‪ ،‬أو التقصي ‪ .‬وقد أجع العلماء ‪ :‬على أنا مشروعة‬
‫‪ .‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ .‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬عمرة ف‬
‫رمضان تعدل حجة ( ‪ " ) 1‬رواه أحد ‪ ،‬وابن ماجه ‪ .‬وعن أب هريرة أنه صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬العمرة إل العمرة كفارة لا بينهما ‪ ،‬والج البور ليس له جزاء إل النة "‬
‫رواه أحد ‪ ،‬والبخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ .‬وتقدم حديث ‪ " :‬تابعوا بي الج والعمرة " ‪.‬‬
‫تكرارها ‪ - 1 :‬قال نافع ‪ :‬اعتمر عبد ال بن عمر رضي ال عنهما أعواما ف عهد ابن‬
‫الزبي ‪ ،‬عمرتي ف كل عام ‪ - 2 .‬وقال القاسم ‪ :‬إن عائشة رضي ال عنها اعتمرت ف‬
‫سنة ثلث مرات ‪ .‬فسئل ‪ :‬هل عاب ذلك عليها أحد ؟ قال ‪ :‬سبحان ال ‪ .‬أم‬
‫الؤمني ؟ ! ! وإل هذا ‪ :‬ذهب أكثر أهل العلم ‪ .‬وكره مالك تكرارها ف العام أكثر من‬
‫مرة ‪ .‬جوازها قبل الج وف أشهره ‪ :‬ويوز للمعتمر أن يعتمر ف أشهر الج ‪ ،‬من غي أن‬
‫يج ‪ ،‬فقد اعتمر ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي أن ثواب أدائها ف رمضان يعدل ثواب حجة غي‬
‫مفروضة وأداؤها ل يسقط الج الفروض ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 750‬عمر ف شوال ‪،‬‬
‫ورجع إل الدينة ‪ ،‬دون أن يج ‪ .‬كما يوز له العتمار قبل أن يج ‪ ،‬كما فعل عمر‬

‫‪593‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رضي ال عنه ‪ .‬قال طاوس ‪ :‬كان أهل الاهلية يرون العمرة ف أشهر الج أفجر‬
‫الفجور ‪ ،‬ويقولون ‪ :‬إذا انفسخ صفر ‪ ،‬و برأ الدبر ( ‪ ) 1‬وعفا الثر ( ‪ ) 2‬حلت العمرة‬
‫لن اعتمر ‪ .‬فلما كان السلم أمر الناس أن يعتمروا ف أشهر الج ‪ ،‬فدخلت العمرة ف‬
‫أشهر الج إل يوم القيامة ‪ .‬عدد عمره صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 750‬‬
‫وعن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم اعتمر أربع عمر ‪ :‬عمرة‬
‫الديبية ‪ ،‬وعمرة القضاء ‪ ،‬والثالثة من العرانة ‪ ،‬والرابعة مع حجته ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬وأبو‬
‫داود ‪ ،‬وابن ماجه ‪ ،‬بسند رجاله ثقات ‪ .‬حكمها ‪ :‬ذهب الحناف ‪ ،‬ومالك ‪ :‬إل أن‬
‫العمرة سنة ‪ .‬لديث جابر رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم سئل عن العمرة‬
‫أواجبة هي ؟ قال ‪ " :‬ل ‪ ،‬وأن تعتمروا هو أفضل " رواه أحد ‪ ،‬والترمذي ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫حديث حسن صحيح ‪ .‬وعند الشافعية ‪ ،‬وأحد ‪ :‬أنا فرض ‪ .‬لقول ال تعال ‪ ( :‬وأتوا‬
‫الج والعمرة ل ) ‪ .‬وقد عطفت على الج ‪ ،‬وهو فرض ‪ ،‬فهي فرض كذلك ‪ ،‬والول‬
‫أرجح ‪ .‬قال ف " فتح العلم " ‪ :‬وف الباب أحاديث ل تقوم با حجة ‪ .‬ونقل الترمذي‬
‫عن الشافعي أنه قال ‪ :‬ليس ف العمرة شئ ثابت ‪ .‬إنا تطوع ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬الدبر‬
‫" ‪ :‬تقرح خف البعي ‪ .‬وقيل ‪ :‬القرح يكون ف ظهر الدابة ‪ " ) 2 ( .‬عفا الثر " ‪ :‬أي‬
‫زال أثر الج من الطريق ‪ ،‬وانحى بعد رجوعهم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 751‬وقتها ‪ :‬ذهب‬
‫جهور العلماء إل أن وقت العمرة جيع أيام السنة ‪ .‬فيجوز أداؤها ف يوم من أيامها ‪.‬‬
‫وذهب أبو حنيفة إل كراهتها ف خسة أيام ‪ :‬يوم عرفة ‪ ،‬ويوم النحر ‪ ،‬وأيام التشريق‬
‫الثلثة ‪ .‬وذهب أبو يوسف إل كراهتها ف يوم عرفة ‪ ،‬وثلثة أيام بعده ‪ ،‬واتفقوا على‬
‫جوازها ف أشهر الج ‪ - 1 .‬روى البخاري عن عكرمة بن خالد قال ‪ :‬سألت عبد ال‬
‫بن عمر رضيا ل عنهما ‪ ،‬عن العمرة قبل الج فقال ‪ :‬ل بأس على أحد أن يعتمر قبل‬
‫الج ‪ ،‬فقد اعتمر النب صلى ال عليه وسلم قبل أن يج ‪ - 2 .‬وروي عن جابر رضي‬
‫ال عنه أن عائشة حاضت فنسكت الناسك كلها ‪ ،‬غي أنا ل تطف بالبيت ‪ .‬فلما‬
‫طهرت وطافت قالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أتنطلقون بج وعمرة ‪ ،‬وأنطلق بالج ؟ فأمر عبد‬

‫‪594‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرحن بن أب بكر أن يرج معها إل التنعيم ‪ ،‬فاعتمرت بعد الج ف ذي الجة ‪.‬‬
‫وأفضل أوقاتا رمضان لا تقدم ‪ .‬ميقاتا ‪ :‬الذي يريد العمرة إما أن يكون خارج مواقيت‬
‫الج التقدمة ‪ ،‬أو يكون داخلها ‪ ،‬فإن كان خارجها ‪ ،‬فل يل له ماوزتا بل إحرام ‪ .‬لا‬
‫رواه البخاري ‪ :‬أن زيد بن جبي أتى عبد ال بن عمر ‪ ،‬فسأله ‪ :‬من أين يوز أن أعتمر ؟‬
‫قال ‪ :‬فرضها رسول ال صلى ال عليه وسلم لهل ند " قرنا " ولهل الدينة " ذا الليفة‬
‫" ولهل الشام " الحفة " ‪ .‬وإن كان داخل الواقيت ‪ ،‬فميقاته ف العمرة الل ‪ ،‬ولو‬
‫كان بالرم ‪ ،‬لديث البخاري التقدم ‪ ،‬وفيه ‪ :‬أن عائشة خرجت إل التنيعم وأحرمت‬
‫فيه ‪ ،‬وأن ذلك كان أمرا من رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬طواف الوداع ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 752‬طواف الوداع ‪ ،‬سي بذا السم ‪ ،‬لنه لتوديع البيت ‪ ،‬ويطلق عليه طواف الصدر‬
‫‪ ،‬لنه عند صدور الناس من مكة ‪ ،‬وهو طواف ل رمل فيه ‪ ،‬وهو آخر ما يفعله الاج‬
‫الغي الكي ( ‪ ) 1‬عند إرادة السفر من مكة ‪ .‬روى مالك ف الوطأ عن عمر رضي ال‬
‫عنه أنه قال ‪ :‬آخر النسك الطواف بالبيت ( ‪ . ) 2‬أما الكي والائض ‪ ،‬فإنه ل يشرع ف‬
‫حقهما ‪ ،‬ول يلزم بتركهما له شئ فعن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال ‪ :‬رخص‬
‫للحائض أن تنفر إذا حاضت ‪ .‬رواه البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ .‬وف رواية قال ‪ :‬أمر الناس أن‬
‫يكون آخر عهدهم بالبيت ‪ ،‬إل أنه خفف عن الرأة الائض ‪ .‬ورويا عن صفية زوج النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أنا حاضت فذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فقال ‪" :‬‬
‫أحابستنا هي ؟ " فقالوا ‪ :‬إنا قد أفاضت ‪ .‬قال ‪ " :‬فل إذا " ‪ .‬حكمه ‪ :‬اتفق العلماء ‪:‬‬
‫على أنه مشروع ‪ .‬لا رواه مسلم وأبو داود ‪ ،‬عن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬كان‬
‫الناس ينصرفون ف كل وجه ‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل ينفر أحدكم حت‬
‫يكون آخر عهده بالبيت " ‪ .‬واختلفوا ف حكمه ‪ :‬فقال مالك ‪ ،‬وداود ‪ ،‬و ابن النذر ‪:‬‬
‫إنه سنة ‪ ،‬ل يب بتركه شئ ‪ .‬وهو قول الشافعي ‪ .‬وقالت الحناف ‪ ،‬والنابلة ‪ ،‬ورواية‬
‫عن الشافعي ‪ :‬إنه واجب ‪ ،‬يلزم بتركه دم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أما الكي فإنه مقيم بكة ‪،‬‬
‫وملزم لا ‪ ،‬فل وداع بالنسبة له ‪ ) 2 ( .‬قال ف الروضة الندية ‪ :‬قال ف الجة ‪،‬‬
‫والسرفيه تعظيم البيت ‪ ،‬فيكون هو الول وهو الخر ‪ ،‬تصويرا لكونه هو القصود من‬
‫السفر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 753‬وقته ‪ :‬وقت طواف الوداع ‪ ،‬بعد أن يفرغ الرء من جيع‬

‫‪595‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أعماله ‪ ،‬ويريد السفر ‪ ،‬ليكون آخر عهده بالبيت ‪ .‬كما تقدم ف الديث ‪ .‬فإذا طاف‬
‫الاج سافر توا ( ‪ ) 1‬دون أن يشتغل ببيع أو بشراء ول يقيم زمنا ‪ ،‬فإن فعل شيئا من‬
‫ذلك ‪ ،‬أعاده ‪ .‬اللهم إل إذا قضى حاجة ف طريقه ‪ ،‬أو اشترى شيئا ل غن له عنه من‬
‫طعام ‪ ،‬فل يعيد لذلك ‪ .‬لن هذا ل يرجه عن أن يكون آخر عهده بالبيت ‪ .‬ويستحب‬
‫للمودع أن يدعو بالأثور عن ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 753‬‬
‫وهو ‪ " :‬اللهم إن عبدك ‪ ،‬وابن عبدك ‪ ،‬وابن أمتك حلتن على ما سخرت ل من خلقك‬
‫‪ ،‬وسترتن ف بلدك حت بلغتن ‪ -‬بنعمتك ‪ -‬إل بيتك ‪ ،‬وأعنتن على أداء نسكي ‪ ،‬فإن‬
‫كنت رضيت عن فازدد عن رضا ‪ ،‬وإل فمن الن فارض عن قبل أن تنأى عن بيتك‬
‫داري ‪ .‬فهذا أو ان انصراف إن أذنت ل غي مستبدل بك ولببيتك ‪ ،‬ول راغب عنك ‪،‬‬
‫ول عن بيتك ‪ .‬اللهم فأصحبن العافية ف بدن ‪ ،‬والصحة ف جسمي ‪ ،‬والعصمة ف‬
‫دين ‪ ،‬وأحسن منقلب ‪ ،‬وارزقن طاعتك ما أبقيتن ‪ ،‬واجع ل بي خيي الدنيا والخرة ‪،‬‬
‫إنك على كل شئ قدير " ‪ .‬قال الشافعي ‪ :‬أحب ‪ ،‬إذا ودع البيت ‪ -‬أن يقف ف اللتزم ‪.‬‬
‫وهوما بي الركن والباب ‪ .‬ث ذكر الديث ‪ .‬كيفية أداء الج إذا قارب الاج اليقات‬
‫استحب له أن يأخذ من شاربه ويقص شعره ‪ ،‬وأظافره ‪ ،‬ويغتسل ‪ ،‬أو يتوضأ ‪،‬‬
‫ويتطيب ‪ ،‬ويلبس لباس الحرام ‪ .‬فإذا بلغ اليقات صلى ركعتي وأحرم ‪ -‬أي نوى‬
‫الج ‪ ،‬إن كان مفردا ‪ ،‬أو العمرة إن كان متمتعا ‪ ،‬أوها معا ‪ ،‬إن كان قارنا ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ " ) 1‬توا " ‪ :‬أي فورا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 754‬وهذا الحرام ركن ‪ ،‬ل‬
‫يصح النسك بدونه ‪ .‬أما تعيي نوع النسك ‪ ،‬من إفراد ‪ ،‬أو تتع ‪ ،‬أن قران فليس فرضا ‪.‬‬
‫ولو أطلق النية ول يعي نوعا خاصا صح إحرامه ‪ .‬وله أن يفعل أحد النواع الثلثة ‪.‬‬
‫بجرد الحرام تشرع له التلبية بصوت مرتفع ‪ ،‬كلما عل شرفا ‪ ،‬أو هبط واديا ‪ ،‬أو لقي‬
‫ركبا ‪ ،‬أو أحدا ‪ ،‬وف السحار ‪ ،‬وف دبر كل صلة ‪ .‬وعلى الحرم أن يتجنب الماع‬
‫ودواعيه ‪ ،‬وماصمة الرفاق وغيهم ‪ ،‬والدل فيما ل فائدة فيه ‪ ،‬وأن ل يتزوج ‪ ،‬ول‬
‫يزوج غيه ‪ .‬ويتجنب أيضا لبس الخيط والحيط ‪ ،‬والذاء الذي يستر ما فوق الكعبي ‪.‬‬

‫‪596‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ول يستر رأسه ول يس طيبا ‪ ،‬ول يلق شعرا ‪ .‬ول يقص ظفرا ول يتعرض لصيد الب‬
‫مطلقا ‪ ،‬ول لشجر الرم وحشيشه ‪ .‬فإذا دخل مكة الكرمة استحب له أن يدخلها من‬
‫أعلها بعد أن يغتسل من بئر ذي طوى ‪ ،‬بالزاهر ‪ ،‬إن تيسر له ‪ .‬ث يتجه إل الكعبة‬
‫فيدخلها من " باب السلم " ذاكرا أدعية دخول السجد ‪ ،‬ومراعيا آداب الدخول ‪،‬‬
‫وملتزما الشوع ‪ ،‬والتواضع ‪ ،‬والتلبية ‪ .‬فإذا وقع بصره على الكعبة ‪ ،‬رفع يديه وسأل ال‬
‫من فضله ‪ ،‬وذكر الدعاء الستحب ف ذلك ‪ .‬ويقصد رأسا إل الجر السود ‪ ،‬فيقبله‬
‫بغي صوت أو يستلمه بيده ويقبلها ‪ ،‬فإن ل يستطع ذلك أشار إليه ‪ .‬ث يقف بذائه ‪،‬‬
‫ملتزما الذكر السنون ‪ ،‬والدعية الأثورة ‪ ،‬ث يشرع ف الطواف ‪ .‬ويستحب له أن يضطبع‬
‫ويرمل ف الشواط الثلثة الول ‪ .‬ويشي على هينته ف الشواط الربعة الباقية ‪ .‬ويسن له‬
‫استلم الركن اليمان ‪ ،‬وتقبيل الجر السود ف كل شوط ‪ .‬فإذا فرغ من طوافه ‪ .‬توجه‬
‫إل مقام إبراهيم تاليا قول ال تعال ‪ ( :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى ) ‪ .‬فيصلي ركعت‬
‫الطواف ‪ / .‬صفحة ‪ / 755‬ث يأت " زمزم " فيشرب من مائها ويتضلع منه ‪ .‬وبعد ذلك‬
‫يأت " اللتزم " فيدعو ال عزوجل با شاء من خيي الدنيا والخرة ‪ ،‬ث يستلم الجر‬
‫ويقبله ويرج من باب " الصفا " إل " الصفا " تاليا قول ال تعال ‪ ( :‬إن الصفا والروة‬
‫من شعائر ال ) الية ‪ .‬ويصعد عليه ‪ ،‬ويتجه إل الكعبة ‪ ،‬فيدعو بالدعاء الأثور ث ينل‬
‫فيمشي ف السعي ‪ ،‬ذاكرا داعيا با شاء ‪ .‬فإذا بلغ " ما بي اليلي " هرول ‪ ،‬ث يعود ما‬
‫شيا على رسله حت يبلغ الروة ‪ ،‬فيصعد السلم ويتجه إل الكعبة ‪ ،‬داعيا ‪ ،‬ذاكرا ‪ .‬وهذا‬
‫هو الشوط الول ‪ .‬وعليه أن يفعل ذلك حت يستكمل سبعة أشواط ‪ .‬وهذا السعي‬
‫واجب على الرجح ‪ ،‬وعلى تاركه ‪ -‬كله أو بعضه ‪ -‬دم ‪ .‬فإذا كان الحرم متمتعا حلق‬
‫رأسه أو قصر ‪ .‬وبذا تتم عمرته ‪ ،‬ويل له ما كان مظورا من مرمات الحرام ‪ ،‬حت‬
‫النساء ‪ .‬أما القارن والفرد فيبقيان على إحرامهما ‪ .‬وف اليوم الثامن من ذي الجة ‪ ،‬يرم‬
‫التمتع من منله ‪ .‬ويرج ‪ -‬هو وغيه من بقي على إحرامه ‪ -‬إل من ‪ ،‬فيبيت با ‪ .‬فإذا‬
‫طلعت الشمس ذهب إل " عرفات " ونزل عند مسجد " نرة ‪ .‬واغتسل ‪ ،‬وصلى الظهر‬
‫والعصر جع تقدي مع المام ‪ ،‬يقصر فيهما الصلة " هذا إذا تيسر له أن يصلي مع المام‬
‫‪ :‬وإل صلى جعا وقصرا ‪ ،‬حسب استطاعته ‪ .‬وليبدأ الوقوف بعرفة إل بعد الزوال ‪.‬‬

‫‪597‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فيقف بعرفة عند الصخرات ‪ ،‬أو قريبا منها ‪ .‬فإن هذا موضع وقوف النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ .‬والوقوف ب‍ " عرفة " هو ركن الج العظم ‪ .‬وليسن ول ينبغي صعود جبل‬
‫الرحة ‪ / .‬صفحة ‪ / 756‬ويستقبل القبلة ‪ ،‬ويأخذ ف الدعاء ‪ ،‬والذكر ‪ ،‬والبتهال حت‬
‫يدخل الليل ‪ .‬فإذا دخل الليل أفاض إل " الزدلفة " فيصلي با الغرب والعشاء جع تأخي‬
‫‪ .‬ويبيت با ‪ .‬فإذا طلع الفجر وقف بالشعر الرام ‪ .‬وذكر ال كثيا حت يسفر الصبح ‪،‬‬
‫فينصرف بعد أن يستحضر المرات ‪ ،‬ويعود إل " من " ‪ .‬والوقوف بالشعر الرام‬
‫واجب ‪ ،‬يلزم بتركه دم ‪ .‬وبعد طلوع الشمس‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 756‬‬
‫يرمي جرة العقبة بسبع حصيات ‪ .‬ث يذبح هديه ‪ -‬إن أمكنه ‪ -‬ويلق شعره أو يقصره ‪.‬‬
‫وباللق يل له كل ما كان مرما عليه ‪ ،‬ما عدا النساء ‪ .‬ث يعود إل مكة ‪ ،‬فيطوف با‬
‫طواف الفاضة ‪ ،‬وهو طواف الركن ‪ ،‬فيطوف ‪ -‬كما طاف ‪ -‬طواف القدوم ‪ .‬ويسمى‬
‫هذا الطواف أيضا طواف الزيارة ‪ ،‬وإن كان متمتعا سعى بعد الطواف ‪ .‬وإن كان‬
‫مفردا ‪ ،‬أو قارنا ‪ ،‬وكان قد سعى عند القدوم ‪ ،‬فل يلزمه سعي آخر ‪ .‬وبعد هذا الطواف‬
‫يل له كل شئ ‪ ،‬حت النساء ‪ .‬ث يعود إل " من " فيبيت با ‪ .‬والبيت با واجب ‪ ،‬يلزم‬
‫بتركه دم ‪ .‬وإذا زالت الشمس من اليوم الادي عشر من ذي الجة رمى المرات‬
‫الثلث ‪ ،‬مبتدئا بالمرة الت تلي " من " ث يرمي المرة الوسطى ‪ .‬ويقف بعد الرمي ‪،‬‬
‫داعيا ذاكرا ‪ ،‬ث يرمي جرة العقبة ول يقف عندها ‪ .‬وينبغي أن يرمي كل جرة بسبع‬
‫حصيات قبل الغروب ‪ .‬ويفعل ف اليوم الثان عشر مثل ذلك ‪ .‬ث هو مي بي أن ينل إل‬
‫مكة قبل غروب اليوم الثان عشر ‪ ،‬وبي أن يبيت ويرمي ‪ ،‬ف اليوم الثالث عشر ‪ .‬ورمي‬
‫المار واجب يب تركه بالدم ‪ / .‬صفحة ‪ / 757‬فإذا عاد إل مكة وأراد العودة إل‬
‫بلده طاف طواف الوداع ‪ ،‬وهذا الطواف واجب ‪ .‬وعلى تاركه أن يعود إل مكة‬
‫ليطوف طواف الوداع إن أمكنه الرجوع ‪ ،‬ول يكن قد تاوز اليقات ‪ ،‬وإل ذبح شاة ‪.‬‬
‫ويؤخذ من كل ما تقدم أن أعمال الج والعمرة ‪ ،‬هي الحرام من اليقات ‪ ،‬والطواف‬
‫والسعي ‪ ،‬واللق ‪ ،‬وبذا تنتهي أعمال العمرة ‪ .‬ويزيد عليها الج الوقوف بعرفة ‪ ،‬ورمي‬

‫‪598‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫المار ‪ ،‬وطواف الفاضة ‪ ،‬والبيت ب‍ " من " ‪ ،‬والذبح ‪ ،‬واللق أو التقصي ‪ .‬هذه هي‬
‫خلصة أعمال الج والعمرة ‪ .‬استحباب تعجيل العودة عن أب هريرة ‪ ،‬أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬السفر قطعة من العذاب ‪ ،‬ينع أحدكم طعامه وشرابه ‪ ،‬فإذا‬
‫قضى أحدكم نمته ( ‪ ) 1‬فليعجل إل أهله " رواه البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ .‬وعن عائشة ‪ ،‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا قضى أحدكم حجه فليتعجل إل أهله ‪ ،‬فإنه‬
‫أعظم لجره " ‪ .‬رواه الدارقطن ‪ .‬وروى مسلم عن العلء بن الضرمي ‪ :‬أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬يقيم الهاجر بعد قضاء نسكه ثلثا " ‪ .‬الحصار الحصار ‪:‬‬
‫هو النع والبس ‪ ،‬قال ال تعال ‪ ( :‬فإن أحصرت فما استيسر من الدي ) ‪ .‬وقد نزلت‬
‫هذه الية ف حصر النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ومنعه هو وأصحابه ف الديبية عن‬
‫السجد الرام ‪ .‬والراد به ‪ :‬النع عن الطواف ف العمرة ‪ ،‬وعن الوقوف بعرفة ‪ ،‬أو طواف‬
‫الفاضة ف الج ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬نمته " بلوغ النهمة ‪ :‬شدة الشهوة ف الصول‬
‫على الشئ ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 758‬وقد اختلف العلماء ف السبب الذي يكون به‬
‫الحصار ‪ .‬قال مالك ‪ ،‬والشافعي ‪ :‬الحصار ل يكون إل بالعدو ‪ .‬لن الية نزلت ف‬
‫إحصار النب صلى ال عليه وسلم به ‪ .‬وقال ابن عباس ‪ :‬ل حصر إل حصر العدو ‪.‬‬
‫وذهب أكثر العلماء ‪ -‬منهم الحناف ‪ ،‬وأحد ‪ -‬إل أن الحصار يكون من كل حابس‬
‫يبس الاج عن البيت من عدو ( ‪ ) 1‬أو مرض يزيد بالنتقال والركة ‪ ،‬أو خوف ‪ ،‬أو‬
‫ضياع النفقة أو موت مرم الزوجة ف الطريق ‪ ،‬وغي ذلك من العذار الانعة ‪ ،‬حت أفن‬
‫ابن مسعود رجل لدغ ‪ ،‬بأنه مصر ‪ .‬واستدلوا بعموم قوله تعال ‪ ( :‬فإن أحصرت ) وأن‬
‫سبب نزول الية إحصار النب صلى ال عليه وسلم بالعدو فإن العام ل يقصر على سببه ‪.‬‬
‫وهذا أقوى من غيه ‪ ،‬من الذاهب ‪ .‬على الحصر شاة فما فوقها ‪ :‬الية صرية ف أن‬
‫على الحصر أن يذبح ما استيسر من الدي ‪ .‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قد أحصر فحلق وجامع نساءه ونر هديه ‪ ،‬حت اعتمر عاما قابل ‪.‬‬
‫رواه البخاري ‪ .‬وقد استدل بذا المهور من العلماء على أن الحصر يب عليه ذبح شاة‬
‫أو بقرة أو نر بدنة ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬ل يب ‪ .‬قال ف " فتح العلم " ‪ :‬والق معه ‪ ،‬فإنه ل‬
‫يكن مع كل الحصرين هدي ‪ ،‬وهذا الدي الذي كان معه صلى ال عليه وسلم ساقه من‬

‫‪599‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الدينة متنفلبه ‪ .‬وهو الذي أراده ال تعال بقوله ‪ ( :‬والدي معكوفا أن يبلغ مله ) ‪.‬‬
‫والية لتدل على الياب ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬كافرا كان أو باغيا ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 759‬موضع ذبح هدي الحصار ‪ :‬قال ف " فتح العلم " ‪ :‬اختلف العلماء ‪ -‬هل نره‬
‫يوم الديبية ف الل أو ف الرم ؟ وظاهر قوله تعال ‪ ( :‬والدي معكوفا أن يبلغ مله )‬
‫أنم نروه ف الل ‪ .‬وف مل نر الدي للمحصر أقوال ‪ :‬الول للجمهور ‪ :‬أنه يذبح‬
‫هديه حيث يل ف حرم أو حل ‪ .‬الثان للحنفية ‪ :‬أنه ل ينحره إل ف الرم ‪ .‬الثالث لبن‬
‫عباس وجاعة ‪ :‬أنه إن كان يستطيع البعث به إل الرم وجب عليه ‪ ،‬ول يل حت ينحر‬
‫ف مله ‪ .‬وإن كان ل يستطيع البعث به إل الرم نر ف مل إحصاره ‪ .‬ل قضاء على‬
‫الحصر إل أن يكون عليه فرض الج ‪ :‬عن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ ،‬ف قوله تعال ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 759‬‬
‫فإن أحصرت فما استيسر من الدي ) يقول ‪ :‬من أحرم بج أو بعمرة ث حبس عن‬
‫البيت ‪ ،‬فعليه ذبح ما استيسر من الدي ‪ :‬شاة فما فوقها ‪ ،‬يذبح عنه ‪ .‬فإن كان حجة‬
‫السلم ‪ ،‬فعليه قضاؤها ‪ .‬وإن كان حجة بعد حج الفريضة فل قضاء عليه ‪ .‬وقال مالك‬
‫‪ :‬إنه بلغه أن النب صلى ال عليه وسلم جاء هو وأصحابه الديبية فنحروا الدي ‪ ،‬وحلقوا‬
‫رؤوسهم ‪ ،‬وحلتوا من كل شئ ‪ ،‬قبل الطواف بالبيت ‪ ،‬ومن قبل أن يصل الدي إل‬
‫البيت ‪ .‬ث ل يذكر أن النب صلى ال عليه وسلم أمر أحدا من أصحابه ‪ ،‬ولمن كان معه‬
‫أن يقضوا شيئا ‪ ،‬ول يعودوا له ‪ .‬والديبية خارج من الرم ‪ .‬رواه البخاري ‪ .‬قال‬
‫الشافعي ‪ :‬فحيث أحصر ذبح ‪ ،‬وحل ‪ ،‬ولقضاء عليه من قبل أن ال ل يذكر قضاء ‪ .‬ث‬
‫قال ‪ :‬لنا علمنا ‪ -‬من تواطئ حديثهم ‪ -‬أنه كان معه ف عام الديبية ‪ /‬صفحة ‪/ 760‬‬
‫رجال معروفون ‪ ،‬ث اعتمروا عمرة القضاء فتخلف بعضهم ف الدينة ‪ ،‬من غي ضرورة ف‬
‫نفس ول مال ‪ ،‬ولو لزم القضاء لمرهم بأل يتخلفوا عنه ‪ .‬وقال ‪ :‬وإنا سيت عمرة‬
‫القضاء ‪ ،‬والقضية ‪ ،‬للمقاضاة الت وقعت بي النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وبي قريش ‪ ،‬ل‬
‫على أنه واجب قضاء تلك العمرة ‪ .‬جواز اشتراط الحرم التحلل بعذر الرض ونوه ‪:‬‬
‫ذهب كثي من العلماء ‪ ،‬إل جواز أن يشترط الحرم عند إحرامه ‪ ،‬أنه إن مرض تلل ‪.‬‬

‫‪600‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقد روى مسلم عن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫لضباعة ‪ " :‬حجي ‪ ،‬واشترطي أن ملي حيث تبسن " ‪ .‬فإذا أحصر بسبب من‬
‫السباب ‪ ،‬من مرض ‪ ،‬أو غيه ‪ ،‬إذا اشترطه ف إحرامه فله أن يتحلل وليس عليه دم ‪،‬‬
‫ولصوم ‪ .‬كسوة الكعبة كان الناس على عهد الاهلية يكسون الكعبة ‪ ،‬حت جاء‬
‫السلم فأقر كسوتا ‪ .‬فقد ذكر الواقدي عن إساعيل بن إبراهيم بن أب حبيبة عن أبيه‬
‫قال ‪ :‬كسي البيت ف الاهلية النطاع ( ‪ ) 1‬ث كساه رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫الثياب اليمانية ‪ .‬وكساه عمر وعثمان القباطي ( ‪ ) 2‬ث كساه الجاج الديباج ‪ .‬وروي ‪:‬‬
‫أن أول من كساها أسعد الميي وهو " تبع " ‪ .‬وكان ابن عمر رضيا ل عنهما يلل‬
‫بدنه القباطي والناط ( ‪ ) 3‬واللل ‪ ،‬ث يبعث با إل الكعبة يكسوها إياها ‪ ،‬رواه مالك‬
‫‪ .‬وأخرج الواقدي أيضا إسحاق بن أب عبد بن أب جعفر ممد بن علي قال ‪ ( :‬هامش )‬
‫( ‪ " ) 1‬النطاع " جع نطع وهوما يفرش على الرض كالبساط ‪ ،‬ويصنع من اللد‬
‫الحر ‪ " ) 2 ( .‬القباطي " جع قبطية ‪ .‬وهو الثوب من ثياب مصر ‪ ،‬رقيق أبيض لنه‬
‫منسوب إل القبط ‪ ،‬وهم أهل مصر ‪ " ) 3 ( .‬الناط " جع نط ‪ ،‬نوع من البسط ‪. ( .‬‬
‫) ‪ /‬صفحة ‪ / 761‬كان الناس يهدون إل الكعبة كسوة ‪ ،‬ويهدون إليها البدن عليها‬
‫البات ( ‪ ) 1‬فيبعث بالبات إل البيت كسوة ‪ .‬فلما كان يزيد بن معاوية كساها‬
‫الديباج ‪ .‬فلما كان ابن الزبي اتبع أثره ‪ .‬وكان يبعث إل مصعب بن الزبي ‪ ،‬ليبعث‬
‫بالكسوة كل سنة فكان يكسوها يوم عاشوراء ‪ .‬وأخرج سعيد بن منصور ‪ :‬أن عمر بن‬
‫الطاب رضي ال عنه ‪ ،‬كان ينع ثياب الكعبة ف كل سنة ‪ ،‬فيقسمها على الاج‬
‫فيستظلون با على السمر ( ‪ ) 2‬بكة ‪ .‬تطييب الكعبة عن عائشة رضي ال عنها قالت ‪:‬‬
‫طيبوا البيت ‪ ،‬فإن ذلك من تطهيه ‪ .‬وطيب ابن الزبي جوف الكعبة كله ‪ .‬وكان يمر‬
‫الكعبة كل يوم برطل من ممر ( ‪ ) 3‬ويمرها كل جعة برطلي ‪ .‬النهي عن اللاد ف‬
‫الرم قال ال تعال ‪ ( :‬ومن يرد فيه بالاد ( ‪ ) 4‬بظلم نذقه من عذاب أليم ) ‪ .‬وروى‬
‫أبو داود عن موسى بن باذان قال ‪ :‬أتيت يعلى بن أمية فقال ‪ :‬إن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬احتكار الطعام ف الرم إلاد فيه " ‪ .‬وروى البخاري ف التاريخ‬
‫الكبي ‪ ،‬عن يعلى بن أمية أنه سع عمرو ابن الطاب رضي ال عنه يقول ‪ " :‬احتكار "‬

‫‪601‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الطعام إلاد " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬البات " جع حبة ‪ ،‬وهو ما كان مططا من البود‬
‫من ثياب اليمن ‪ " ) 2 ( .‬السمر " نوع من الشجر ‪ " ) 3 ( .‬الجمر " العود الذي‬
‫يتطيب به ‪ " ) 4 ( .‬اللاد " أي العصيان ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 762‬وروى أحد عن ابن‬
‫عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أنه أتى ابن الزبي وهو جالس ف الجر فقال ‪ :‬يا ابن الزبي ‪ ،‬إياك‬
‫واللاد ف حرم ال عز وجل ‪ ،‬فإن أشهد لسمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫‪ " :‬يلها رجل من قريش ‪ " .‬وف رواية " سيلحد فيه رجل من قريش ‪ ،‬له وزنت ذنوبه‬
‫وذنوب الثقلي لوزنتها " فانظر أن ل تكون هو ‪ .‬قال ماهد ‪ :‬تضاعف السيئات بكة ‪،‬‬
‫كما تضاعف السنات ‪ .‬وسئل المام أحد ‪ :‬هل تكتب السيئة أكثر من واحدة ؟ فقال ‪:‬‬
‫ل ‪ ،‬إل بكة ‪ ،‬لتعظيم البلد ‪ .‬غزو الكعبة روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي ال‬
‫عنها قالت ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬يغزو جيش الكعبة ‪ ،‬فإذا كانوا‬
‫ببيداء ( ‪ ) 1‬من الرض يسف بأولم وآخرهم " قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬كيف وفيهم‬
‫أسواقهم ( ‪) 2‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 762‬‬
‫ومن ليس منهم ؟ قال ‪ " :‬يسف بأولم وآخرهم ث يبعثون على نياتم " ‪ .‬استحباب شد‬
‫الرحال ال الساجد الثلثة عن سعيد بن السيب عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬لتشد الرحال ‪ ،‬إل إل ثلثة مساجد ‪ :‬السجد الرام ‪ ،‬ومسجدي هذا ‪،‬‬
‫والسجد القصى " ‪ .‬رواه البخاري ‪ ،‬ومسلم وأبو داود ‪ .‬وف لفظ ‪ " :‬انا يسافر إل‬
‫ثلثة مساجد ‪ :‬مسجد الكعبة ومسجدي ‪ ،‬ومسجد إيليا ( ‪ . " ) 3‬وعن أب ذر رضي‬
‫ال عنه قال ‪ ،‬قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أي مسجد وضع ف الرض أول ؟ قال ‪ " :‬السجد‬
‫الرام ‪ " .‬قلت ‪ :‬ث أي ؟ قال ‪ " :‬السجد القصى ‪ ( " .‬هامش ) ( ‪ " ) 1‬بيداء " فلة‬
‫وصحراء ‪ ) 2 ( .‬أسواق ‪ :‬جع سوق ‪ .‬وقد يكون ف السوق الصالون لقضاء مصالهم‬
‫‪ " ) 3 ( .‬إيليا " ‪ :‬القدس ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 763‬قلت ‪ :‬كم بينهما ؟ قال ‪ " :‬أربعون‬
‫سنة ‪ ،‬ث أين أدركتك الصلة بعد فصل ‪ ،‬فإن الفضل فيه " ‪ .‬وإنا شرع السفر إل هذه‬
‫الساجد الثلثة ‪ ،‬لا فيها من فضائل وميزات ليست ف غيها ‪ .‬فعن جابر رضي ال عنه ‪.‬‬

‫‪602‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬صلة ف مسجدي أفضل من ألف صلة فيما‬
‫سواه ‪ .‬إل السجد الرام ‪ .‬وصلة ف السجد الرام أفضل من مائة ألف صلة فيما سواه‬
‫" ‪ .‬رواه أحد بسند صحيح ‪ .‬وعن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫‪ " :‬من صلى ف مسجدي أربعي صلة ‪ ،‬ل تفوته صلة كتبت له براءة من النار ‪ ،‬وبراءة‬
‫من العذاب ‪ ،‬وبرئ من النفاق " ‪ .‬رواه أحد ‪ ،‬والطبان ‪ ،‬بسند صحيح ‪ .‬وقد جاء ف‬
‫الحاديث ‪ :‬أن فضل الصلة ف مسجد بيت القدس أفضل ما سواه من الساجد ‪ -‬غي‬
‫السجد الرام والسجد النبوي ‪ -‬بمسمائة صلة ‪ .‬آداب دخول السجد النبوي وآداب‬
‫الزيارة ‪ - 1 :‬يستحب إتيان مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم بالسكينة والوقار ‪،‬‬
‫وأن يكون متطيبا بالطيب ‪ ،‬ومتجمل بسن الثياب ‪ .‬وأن يدخل بالرجل اليمن ‪ .‬ويقول‬
‫‪ :‬أعوذ بال العظيم ‪ ،‬وبوجهه الكري ‪ ،‬وسلطانه القدي ‪ ،‬من الشيطان الرجيم ‪ .‬بسم ال ‪،‬‬
‫اللهم صلي على ممد وآله وسلم ‪ ،‬اللهم اغفر ل ذنوب ‪ ،‬وافتح ل أبواب رحتك ‪- 2 .‬‬
‫ويستحب أن يأت الروضة الشريفة أول ‪ ،‬فيصلي با تية السجد ‪ ،‬ف أدب وخشوع ‪3 .‬‬
‫‪ -‬فإذا فرغ من الصلة ‪ -‬أي تية السجد ‪ -‬اته إل القب الشريف مستقبل له ومستدبرا‬
‫القبلة ‪ ،‬فيسلم على رسول ال صلى ال عليه وسلم قائل ‪ " :‬السلم عليك يا رسول ال ‪.‬‬
‫السلم عليك يا نب ال ‪ .‬السلم عليك يا خية خلق ال من خلقه ‪ .‬السلم عليك يا خي‬
‫خلق ال ‪ .‬السلم عليك يا حبيب ال ‪ .‬السلم عليك يا سيد الرسلي ‪ .‬السلم عليك يا‬
‫رسول ال رب ‪ /‬صفحة ‪ / 764‬العالي ‪ .‬السلم عليك يا قائد الغر الحجلي ‪ .‬أشهد‬
‫أن ل إله إل ال ‪ ،‬وأشهد أنك عبده ورسوله وأمينه وخيته من خلقه ‪ .‬وأشهد أنك قد‬
‫بلغت الرسالة ‪ ،‬وأديت المانة ‪ ،‬ونصحت المة ‪ ،‬وجاهدت ف ال حق جهاده " ‪- 4 .‬‬
‫ث يتأخر نو ذراع إل الهة اليمن ‪ .‬فيسلم على أب بكر الصديق ‪ ،‬ث يتأخر أيضا نور‬
‫ذراع ‪ .‬فيسلم على عمر الفاروق رضي ال عنهما ‪ - 5 .‬ث يستقبل القبلة ‪ ،‬فيدعو لنفسه‬
‫‪ ،‬ولحبابه ‪ ،‬وإخوانه وسائر السلمي ‪ .‬ث ينصرف ‪ - 6 .‬وعلى الزائر أن ل يرفع صوته‬
‫إل بقدر ما يسمع نفسه وعلى ول المر أن ينع ذلك برفق ‪ .‬فقد ثبت أن عمر بن‬
‫الطاب رضي ال عنه رأى رجلي يرفعان أصواتما ف السجد النبوي فقال ‪ :‬لو أعلم‬
‫أنكما من البلد ‪ ،‬لوجعتكما ضربا ‪ - 7 .‬وأن يتجنب التمسح بالجرة ‪ -‬أي القب ‪-‬‬

‫‪603‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والتقبيل لا ‪ ،‬فإن لك ما نى عنه الرسول عليه الصلة والسلم ‪ .‬روى أبو داود عن أب‬
‫هريرة رضي ال عنه ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تعلوا بيوتكم‬
‫قبورا ‪ ،‬ول تعلوا قبي عيدا ‪ .‬وصلوا علي فإن صلتكم تبلغن حيث كنتم " ‪ .‬وقد رأى‬
‫عبد ال بن حسن رجل ينتاب قب رسول ال صلى ال عليه وسلم بالدعاء عنده فقال ‪ :‬يا‬
‫هذا ‪ ،‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تتخذوا قبي عيدا ‪ .‬وصلوا علي‬
‫حيثما كنتم ‪ ،‬فإن صلتكم تبلغن " ‪ ،‬فما أنت ‪ -‬يا رجل ‪ -‬ومن بالندلس إلسواء ‪.‬‬
‫استحباب كثرة التعبد ف الروضة الباركة ‪ :‬روى البخاري عن أب هريرة ‪ ،‬أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ / :‬صفحة ‪ " / 765‬ما بي بيت ومنبي روضة من رياض النة‬
‫( ‪ ، ) 1‬ومنبي على حوضي " ‪ .‬استحباب إتيان مسجد " قبا " والصلة فيه ‪ :‬فقد كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يأتيه كل سبت ‪ ،‬راكبا وماشيا ويصلي فيه ركعتي ‪.‬‬
‫وكان عليه الصلة والسلم يرغب ف ذلك فيقول ‪ " :‬من تطهر ف بيته ‪ ،‬ث أتى مسجد‬
‫قباء ‪ ،‬فصلى فيه صلة ‪ ،‬كان له كأجر عمرة ‪ " .‬رواه أحد ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬وابن ماجه ‪،‬‬
‫والاكم ‪ ،‬وقال ‪ :‬صحيح السناد ‪ .‬فضائل الدينة روى البخاري عن أب هريرة رضي ال‬
‫عنه ‪ :‬أن رسول ال صلى ال‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 1‬ص ‪: 765‬‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬إن اليان ليأرز ( ‪ ) 2‬إل الدينة كما تأرز الية إل جحرها " ‪.‬‬
‫وروى الطبان عن أب هريرة ‪ -‬بإسناد ل بأس به ‪ -‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬الدينة قبة السلم ‪ ،‬ودار اليان ‪ ،‬وأرض الجرة ‪ ،‬ومثوى اللل والرام ‪" .‬‬
‫وعن عمر رضي ال عنه قال ‪ :‬غل السعر بالدينة فاشتد الهد ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬اصبوا ‪ ،‬وأبشروا فإن قد باركت على صاعكم ومدكم ‪ ،‬وكلوا ول‬
‫تنفرقوا ‪ ،‬فإن طعام الواحد يكفي الثني ‪ ،‬وطعام الثني يكفي لربعة ‪ ،‬وطعام الربعة‬
‫يكفي المسة والستة ‪ ،‬وإن البكة ف الماعة ‪ ،‬من صب على لوائها وشدتا ‪ ،‬كنت له‬
‫شفيعا وشهيدا يوم القيامة ‪ ،‬ومن خرج عنها ‪ ،‬رغبة عما فيها أبدل ال به من هو خي منه‬
‫فيها ‪ ،‬ومن أرادها بسوء أذابه ال كما يذوب اللح ف الاء " ‪ .‬رواه البزار بسند جيد ‪.‬‬

‫‪604‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬قيل ف معن " روضة من رياض النة " ‪ :‬أن ما يدث فيها من العبادة‬
‫والعلم يشبه أن يكون روضة من رياض النة ‪ .‬ويكون هذا كقوله عليه الصلة والسلم "‬
‫إذا مررت برياض النة ‪ .‬فارتعوا ‪ " .‬قالوا يا رسول ال ‪ ،‬وما رياض النة ! قال ‪ " :‬حلق‬
‫الذكر " ‪ " ) 2 ( .‬يأرز " أي ينضم ويتجمع ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 766‬فضل الوت ف‬
‫الدينة روى الطبان بإسناد حسن عن امرأة يتيمة كانت عند رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم من ثقيف ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من استطاع منكم أن يوت‬
‫بالدينة فليمت ‪ ،‬فإنه من مات با كنت له شهيدا ‪ ،‬أو شفيعا يوم القيامة " ‪ .‬ولذا سأل‬
‫عمر ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬ربه أن يوت ف الدينة ‪ .‬فقدروى البخاري عن زيد بن أسلم عن‬
‫أبيه ‪ ،‬أن عمر قال ‪ :‬اللهم ارزقن شهادة ف سيبلك واجعل موت ف حرم رسولك صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫ت بعون ال تعال الجلد الول‬

‫ويليه الجلد الثان متويا على ‪ :‬الزواج وأحكامه الولية على الزواج والهر والنفقة‬
‫الطلق وأحكامه الدود وأحكامها النايات ( القصاص والديات ) نسأل ال سبحانه‬
‫وتعال أن يتقبله وينفع به آمي‬

‫‪605‬‬

You might also like