Professional Documents
Culture Documents
www.ahlalhdeeth.com
فقه السنة
السيد سابق رحه ال
الزء الول
1
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بسم ال الرحن الرحيم المد ل رب العالي .والصلة والسلم على سيدنا ممد سيد
الولي والخرين ،وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بديه إل يوم الدين ) .أما بعد :فهذا
الكتاب يتناول مسائل من الفقه السلمي مقرونة بأدلتها من صريح الكتاب وصحيح
السنة ،وما أجعت عليه المة .وقد عرضت ف يسر وسهولة ،وبسط واستيعاب لكثي
ما يتاج إليه السلم ،مع تنب ذكر اللف إل إذا وجد ما يسوغ ذكره فنشي إليه .
وهو بذا يعطي صورة صحيحة للفقه السلمي الذي بعث ال به ممدا صلى ال عليه
وسلم ،ويفتح للناس باب ألفهم عن ال ورسوله ،ويمعهم على الكتاب والسنة ،
ويقضي على اللف وبدعة التعصب للمذاهب ،كما يقضي على الرافة القائلة :بأن
باب الجتهاد قد سد .وهذه ماولت أردنا با خدمة ديننا ،ومنفعة إخواننا نسأل ال
أن ينفع با ،وأن يعل عملنا خالصا لوجهه الكري ،وهو حسبنا ونعم الوكيل .السيد
السابق
/صفحة / 8
تهيد
رسالة السلم وعمومها والغاية منها
2
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أرسل ال ممدا صلى ال عليه وسلم بالنيفية السمحة ،والشريعة الامعة الت تكفل
للناس الياة الكرية الهذبة والت تصل بم إل أعلى درجات الرقي والكمال .وف مدى
ثلثة وعشرين عاما تقريبا ،قضاها رسول ال صلى ال عليه وسلم ف دعوة الناس إل
ال ،ت له ما أراد من تبليغ الدين وجع الناس عليه .عموم الرسالة ول تكن رسالة
السلم رسالة موضعية مددة ،يتص با جيل من الناس دون جيل ،أو قبيل دون قبيل ،
شأن الرسالت الت تقدمتها ،بل كانت رسالة عامة للناس جيعا إل أن يرث الرض
ومن عليها ،ل يتص با مصر دون مصر ،ول عصر دون عصر .قال ال تعال :
( تبارك ال الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالي نذيرا ( ) 1الية 1من سورة الفرقان) )
وقال تعال ( :وما أرسلناك إل كافة للناس بشيا ونذيرا ) ( ) 2الية 28من سورة سبأ ) وقال
تعال ( :قل يا أيها الناس إن رسول ال إليكم جيعا ،الذي له ملك السموات
والرض ،ل إله إل هو ييي وييت فآمنوا بال ورسوله النب المي الذي يؤمن بال
وكلماته واتبعوه لعلكم تتدون ) ( ) 3الية 158من سورة العراف ) وف الديث الصحيح ( :كان
كل نب يبعث ف قومه خاصة ،وبعثت إل كل أحر وأسود )
3
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
/صفحة / 9
وما يؤكد عموم هذه الرسالة وشولا ما يأت :
- 1أنه ليس فيها ما يصعب على الناس اعتقاده ،أو يشق عليهم العمل به قال ال تعال
( :ل يكلف ال نفسا إل وسعها ) ( ) 2 ، 1 (1من سورة البقرة ) وقال تعال ( :يريد ال بكم
اليسر ول يريد بكم العسر ) ( ) 2وقال تعال ( :وما جعل عليكم ف الدين من حرج
) ( 3بعض من آية 78من سورة الج) وف البخاري من حديث أب سعيد القبي أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم قال ( :إن هذا الدين يسر ،ولن يشاد الدين أحد إل غلبه ) .
وف مسلم مرفوعا ( :أحب الدين إل ال النيفية السمحة ) .
- 3أن كل ما فيها من تعاليم إنا يقصد به حفظ الدين ،وحفظ النفس وحفظ العقل ،
وحفظ النسل ،وحفظ الال ،وبدهي أن هذا يناسب الفطر وبساير العقول ،وياري
التطور ويصلح لكل زمان ومكان .قال ال تعال ( :قل من حرم زينة ال الت أخرج
لعباده والطيبات من الرزق ،قل هي للذين آمنوا ف الياة الدنيا ،خالصة يوم
القيامة ،كذلك نفصل اليات لقوم يعلمون .قل إنا حرم رب الفواحش ما ظهر منها
وما بطن ،والث والبغي بغي الق ،وأن تشركوا بال ما ل ينل به سلطانا ،وأن
تقولوا على ال ما ل تعلمون ( 4سورة العراف آية ) )33 - 32وقال جل شأنه ( :ورحت
وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ،ويؤت ون الزكاة ،والذين هم بآياتنا
يؤمنون .الذين يتبعون الرسول النب المي الذي يدونه مكتوبا عندهم
4
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
/صفحة / 10
ف التوراة والنيل ،يأمرهم بالعروف وينهاهم عن النكر ،ويل لم الطيبات ،
ويرم عليهم البائث ،ويضع عنهم إصرهم والغلل الت كانت عليهم ،فالذين
آمنوا به وعزروه ونصروه ،واتبعوا النور الذي أنزل معه ،وأولئك هم الفلحون )
(سورة العراف .بعض آية 156وآية . ) 1 157
الغاية منها
والغاية الت ترمي إليها رسالة السلم ،تزكية النفس وتطهيها عن طريق العرفة بال
وعبادته ،وتدعيم الروابط النسانية وإقامتها على أساس الب والرحة والخاء والساواة
والعدل ،وبذلك يسعد النسان ف الدنيا والخرة ،قال ال سبحانه ( هو الذي بعث ف
الميي رسول منهم ،يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والكمة ،وإن
) وقال تعال ( :وما أرسلناك إل سورة المعة الية 2 كانوا من قبل لفي ضلل مبي ) ( 2
رحة للعالي ( 3سورة النبياء الية . ) )107وف الديث ( :أنا رحة مهداة )
5
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والقواعد العامة الت وضعها السلم ،ليسي على ضوئها السلمون هي :
- 1النهي عن البحث فيما ل يقع من الوادث حت يقع ،قال ال تعال ( :يا أيها
الذين آمنوا ل تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم ،وإن تسألوا عنها حي ينل
القرآن تبدلكم عفا ال عنها ،وال غفور حكيم ) ( 1سورة الائدة آية )101 :وف الديث :
أن النب صلى ال عليه وسلم ،نى عن الغلوطات ،وهي السائل الت ل تقع .
- 2تنب كثرة السؤال وعضل السائل ،ففي الديث ( :إن ال كره لكم قيل وقال
وكثرة السؤال ،وإضاعة الال ) وعنه صلى ال عليه وسلم ( :إن ال فرض فرائض فل
تضيعوها وحد حدودا فل تعتدوها ،وحرم أشياء فل تنتهكوها ،وسكت عن أشياء رحة
بكم من غي نسيان فل تبحثوا عنها ) وعنه أيضا ( :أعظم الناس جرما ،من سأل عن
شئ ل يرم فحرم من أجل مسألته ) .
- 3البعد عن الختلف والتفرق ف الدين ،قال ال تعال ( :وأن هذه أمتكم أمة
) وقال تعال ( واعتصموا ببل ال جيعا ول تفرقوا ( 3 سورة الؤمنون آية 52 : واحدة ) ( 2
سورة النفال ) ) .وقال تعال ( :ول تنازعوا فتفشلوا وتذهب ذيكم ) ( سورة آل عمران آية 103 :
آية ) 4 46 :وقال تعال ( :إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم ف شئ ( 5
) وقال تعال ( :وكانوا شيعا ) ( 1سورة الروم آية ) 32 :وقال تعال ( :ول سورة النعام آية 159 :
6
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
)105وبذلك ت أمره ،ووضحت معاله ،قال ال تعال ( :اليوم أكملت لكم دينكم
وأتمت عليكم نعمت ،ورضيت لكم السلم دينا ) ( 9سورة الائدة آية . ) 3 :
وما دامت السائل الدينية قد بينت على هذا النحو ،وما دام الصل الذي يرجع إليه عند
التحاكم معلوما ،فل معن للختلف ول مال له ،قال ال تعال ( :وإن الذين اختلفوا
) وقال تعال ( :فل وربك ل سورة النساء آية 105 : ف الكتاب لفي شقاق بعيد ) ( 10
يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم ،ث ل يدوا ف أنفسهم حرجا ما قضيت
) على ضوء هذه القواعد ،سار الصحابة ومن 11سورة النساء آية 66 : ويسلموا تسليما ) (
بعدهم من القرون الشهود
لا بالي ،ول يقع بينهم اختلف ،إل ف مسائل معدودة ،كان مرجعه التفاوت ف فهم
النصوص وأن بعضهم كان يعلم منها ما يفي على البعض الخر .
فلما جاء أئمة الذاهب الربعة تبعوا سنن من قبلهم ،إل أن بعضهم كان أقرب إل
السنة ،كالجازيي الذين كثر فيهم حلة السنة ورواة الثار ،والبعض الخر كان أقرب
إل الرأي كالعراقيي الذين قل فيهم حفظة الديث لتنائي ديارهم عن منل الوحي .
بذل هؤلء الئمة أقصى ما ف وسعهم ف تعريف الناس بذا الدين وهدايتهم به ،وكانوا
ينهون عن تقليدهم ويقولون :ل يوز لحد أن يقول قولنا من غي أن يعرف دليلنا ،
صرحوا أن مذهبهم هو الديث الصحيح ،لنم ل يكونوا يقصدون أن يقلدوا كالعصوم
صلى ال عليه وسلم ،بل كان كل قصدهم أن يعينوا الناس على فهم أحكام ال .إل أن
الناس بعدهم قد فترت همهم ،وضعفت عزائمهم وتركت فيهم غريزة الحاكاة والتقليد
،فاكتفى كل جاعة منهم بذهب معي ينظر فيه ،ويعول عليه ،ويتعصب له ،ويبذل
كل ما أوت من قوة ف نصرته ،وينل قول إمامه منلة قول الشارع ،ول يستجيز لنفسه
أن يفت ف مسألة با يالف ما استنبطه إمامه ،وقد بلغ الغلو ف الثقة بؤلء الئمة حت
قال الكرخي :كل آية أو حديث يالف ما عليه أصحابنا فهو مؤول أو منسوخ .
وبالتقليد والتعصب للمذاهب فقدت المة الداية بالكتابة والسنة ،وحدث القول بانسداد
باب الجتهاد ،وصارت الشريعة هي أقوال الفقهاء ،وأقوال الفقهاء هي الشريعة ،
واعتب كل ما يرج عن أقوال الفقهاء مبتدعا ل يوثق بأقواله ،ول يعتد بفتاويه .وكان
7
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ما ساعد على انتشار هذه الروح الرجعية ،ما قام به الكام والغنياء من إنشاء الدارس ،
وقصر التدريس فيها على مذهب أو مذاهب معينة ،فكان ذلك من أسباب القبال على
تلك الذاهب ،والنصراف عن الجتهاد ،مافظة على الرزاق الت رتبت لم ! سأل أبو
زرعة شيخه البلقين قائل :ما تقصي الشيخ تفي الدين السبكي عن الجتهاد وقد
استكمل آلته ؟ فسكت البلقين ،فقال أبو زرعة :فما عندي أن المتناع عن ذلك إل
للوظائف الت قدرت للفقهاء على الذاهب الربعة وأن من خرج عن ذلك ل ينله شئ من
ذلك ،وحرم ولية القضاء ،وامتنع الناس عن إفتائه ،ونسبت إليه البدعة فابتسم البلقين
ووافقه على ذلك .وبالعكوف على التقليد ،وفقد الداية بالكتاب والسنة ،والقول
بانسداد باب الجتهاد وقعت المة ف شر وبلء ودخلت ف جحر الضب الذي حذرها
رسول ال صلى ال عليه وسلم .كان من آثار ذلك أن اختلف المة شيعا وأحزابا ،حت
إنم اختلفوا ف حكم تزوج النفية بالشافعي ،فقال بعضهم :ل يصح ،لنا تشك ( 1
لن الشافعية يوزون أن يقول السلم :أنا مؤمن إن شاء ال ) ف إيانا ،وقال آخرون ،يصح قياسا على الذمية ،
كما كان من آثار ذلك انتشار البدع ،واختفاء معال السنن ،وخود الركة العقلية ،
ووقف النشاط الفكري ،وضياع الستقلل العلمي ،المر الذي أدى إل ضعف
شخصية المة ،وأفقدها الياة النتجة ،وقعد با عن السي والنهوض ،ووجد الدخلء
بذلك ثغرات ينفذون منها إل صميم السلم .مرت السنون ،وانقضت القرون ،وف
كل حي يبعث ال لذه المة من يدد لا دينها ،ويوقظها من سباتا ،ويوجهها الوجهة
الصالة ،إل أنا ل تكاد تستيقظ حت تعود إل ما كانت عليه ،أو أشد ما كانت .
وأخيا انتهى المر بالتشريع السلمي ،الذي نظم ال به حياة الناس جيعا ،وجعله
سلحا لعاشهم ومعادهم ،إل دركة ل يسبق لا مثيل ،ونزل إل هوة سحيقة ،وأصبح
الشتغال به مفسدة للعقل والقلب ،ومضيعة للزمن ،ل يفيد ف دين ال ،ول ينظم من
حياة الناس .وهذا مثال لا كتبه بعض الفقهاء التأخرين :عرف ابن عرفة الجارة فقال ،
بيع منفعة ما أمكن نقله ،غي سفينة ول حيوان ،ل يعقل بعوض غي ناشئ عنها ،بعضه
يتبعض بتبعيضها .فاعترض عليه أحد تلميذه ،بأن كلمة بعض تناف الختصار ،وأنه ل
ضرورة لذكرها ،فتوقف الشيخ يومي ،ث أجاب با ل طائل تته .وقف التشريع عند
8
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
هذا الد ووقف العلماء ل يستظهرون غي التون ،ول يعرفون غي الواشي وما فيها من
إيرادات واعتراضات وألغاز ،وما كتب عليها من تقريرات ،حت وثبت أو رويا على
الشرق تصفعه بيدها ،وتركله رجلها .فكان أن تيقظ على هذه الضربات ،وتلفت ذات
اليمي وذات الشمال .
إذا هو متخلف عن ركب الياة الزاحف ،وقاعد بينما القافلة تسي .وإذا هو مام عال
جديد ،كله الياة والقوة والنتاج ،فراعه ما رأى ،وبره ما شاهد ،فصاح الذين
تنكروا لتاريهم وعقوا آباءهم ،ونسوا دينهم وتقاليدهم :أن ها هي ذي أوروبا يا معشر
الشرقيي ،فاسلكوا سبيلها ،وقلدوها ف خيها وشرها ،وإيانا وكفرها ،وحلوها
ومرها ،ووقف الامدون موقفا سلبيا ،يكثرون من الوقلة والترجيع ،وانطووا على
أنفسهم ،ولزموا بيوتم ،فكان هذا برهانا آخر على أن شريعة السلم لدى الغرورين ل
تاري التطور ،ول تتمشى مع الزمن .ث كانت النتيجة التمية ،أن كان التشريع
الجنب الدخيل هو الذي يهيمن على الياة الشرقية ،مع منافاته لدينها وعاداتا وتقاليدها
وأن كانت الوضاع الوروبية هي الت تغزو البيوت والشوارع والنتديات والدارس
والعاهد ،وأخذت موجتها تقوى وتتغلب على كل ناحية م ن النواحي حت كاد الشرق
ينسى دينه وتقاليده ويقطع الصلة بي حاضره وماضيه ،إل أن الرض ل تلو من قائم ل
بجة ،فهب دعاة الصلح يهيبون بؤلء الخدوعي بالغربيي ،أن :خذدوا حذركم ،
وكفوا عن دعايتكم ،فإن ما عليه الغربيون من فساد الخلق لبد وأن ينتهي بم إل
العاقبة السوآى ،وأنم ما ل يصلحوا فطرهم باليان الصحيح ويعدلوا طباعهم بالثل
العليا من الخلق ،فسوف تنقلب علومهم أداة تريب وتدمي ،وتتحول مدنيتهم إل
نار تلتهمهم وتقضي عليهم القضاء الخي ( أل تر كيف فعل ربك بعاد ؟ إرم ذات
العماد ،الت ل يلق مثلها ف البلد ،وثود الذين جابوا الصخر بالواد ،وفرعون ذي
الوتاد .الذين طغوا ف البلد ،فأكثروا فيها الفساد .فصب عليهم ربك سوط
عذاب ،إن ربك لبالرصاد ) ( 1سورة الفجر من آية . )14 - 6 :ويصيحون بؤلء الامدين
دونكم لنبع الصاف ،والدى الكري :لنبع الكتاب وهدى السنة ،خذوا منهما دينكم
وبشروا بما غيكم ،فعند ذلك تتدي بكم هذه الدنيا الائرة ،وتسعد بكم هذه
9
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
النسانية العذبة ( لقد كان لكم ف رسول ال أسوة حسنة لن كان يرجو ال واليوم
) .وكان من فضل ال أن استجاب لذه سورة الحزاب آية 21 : الخر وذكر ال كثيا ) ( 1
الدعوة رجال بررة ،وتلقتها قلوب ملصة ،واعتنقها شباب وهبها أعز ما يلك من
الموال والنفس .فهل أذن ال لنوره أن يشرق على الرض من جديد ؟ وهل أراد
للنسان أن ييا حياة طيبة ،يسودها اليان والب والحسان والعدل ؟ هذا ما تشهد به
اليات ( :هو الذي أرسل رسوله بالدى ودين الق ليظهره على الدين كله وكفى
) ( .سنريهم آياتنا ف الفاق وف أنفسهم حت يتبي لم 2سورة الفتح آية 28 : بال شهيدا ) (
أنه الق ،أو ل يكف بربك أنه على كل شئ شهيد ؟ ) ( ) 3سورة فصلت آية . )53 :
وهي اما حقيقية كالطهارة بالاء أو حكمية كالطهارة بالتراب ف التيمم الطهارة
الياه وأقسامها
القسم الول من الياه :الاء الطلق وحكمه أنه طهور :أي أنه طاهر ف نفسه مطهر
لغيه ويندرج تته من النواع ما يأت :
- 1ماء الطر والثلج والبد لقول ال تعال ( :وينل عليكم من السماء ماء ليطهركم
سورة الفرقان آية به ) ( 1سورة النقال آية )11 :وقوله تعال ( وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) ( 2
)48ولديث أب هريرة رضي ال عنه قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا كب
ف الصلة سكت هنيهة قبل القراءة ،فقلت :يا رسول ال -بأب أنت وأمي -أرأيت
سكوتك بي التكبي والقراءة ما تقول ؟ قال ( :أقول اللهم باعد بين وبي خطاياي كما
باعدت بي الشرق والغرب ،اللهم نقن من خطاياي كما ينقى الثوب البيض من
الدنس ،اللهم اغسلن من خطاياي بالثلج والاء والبد ) رواه الماعة إل الترمذي .
- 2ماء البحر ،لديث أب هريرة رضي ال عنه قال :سأل رجل رسول ال صلى ال
عليه وسلم فقال يا رسول ال ،إنا نركب البحر ،ونمل معنا القليل من الاء فإن توضأنا
به عطينا ،أفنتوضأ باء البحر ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :هو الطهور ( 3
10
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
) ماؤه ،الل ميتته ) رواه المسة ( .هامش ) ( ) 3ل يقل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف جوابه ( نعم ) ليقرن الكم
بعلته ،وهو الطهورية التناهية ف بابا ،وزاده حكما ل يسأل عنه ،وهو حل اليتة ،إتاما للفائدة ،وإفادة لكم آخر غي السؤول عنه ،ويتأكد عند ظهور
- 3ماء زمزم ،لا روي من حديث علي رضي ال عنه ( أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم دعا بسجل ( ) 1من ماء زمزم فشرب منه وتوضأ ) رواه أحد .
( هامش ) ( السجل ) الدلو الملوء ) . ( .
- 4الاء التغي بطول الكث ،أو بسبب مقره ،أو بخالطة ما ل ينفك عنه غالبا ،
كالطحلب وورق الشجر ،فإن اسم الاء الطلق يتناوله باتفاق العلماء .والصل ف هذا
الباب أن كل ما يصدق عليه اسم الاء مطلقا عن التقييد يصح التطهر به ،قال ال تعال :
( فلم تدوا ماء فتيمموا ) ( ( . ) 2هامش ) ( ) 2سورة الائدة بعض الية ) . ( . 6
القسم الثان :الاء الستعمل وهو النفصل من أعضاء التوضئ والغتسل ،وحكمه أنه
طهور كالاء الطلق ،سواء بسواء ،اعتبارا بالصل ،حيث كان طهورا ،ول يوجد دليل
يرجه عن طهوريته ،والديث لربيع بنت معوذ ف وصف وضوء رسول ال صلى ال
عليه وسلم قالت ( :ومسح رأسه با بقي من وضوء ف يديه ) رواه أحد وأبو داود ،
ولفظ أب داود ( أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مسح رأسه من فضل ماء كان بيده )
وعن أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم لقيه ف بعض طرق الدينة وهو
جنب ،فاننس منه فذهب فاغتسل ث جاء فقال ( :أين كنت يا أبا هريرة ؟ ) فقال :
كنت جنبا ،فكرهت أن أجالسك وأنا على غي طهارة ،فقال :سبحان ال إن الؤمن ل
ينجس ) رواه الماعة :ووجه دللة الديث ،أن الؤمن إذا كان ل ينجس ،فل وجه
لعل الاء فاقدا للطهورية بجرد ماسته له ،إذ غايته التقاء طاهر بطاهر وهو ل يؤثر .قال
ابن النذر :روي عن علي وابن عمر وأب أمامة وعطاء والسن ومكحول والنخعي :
11
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أنم قالوا فيمن نسي مسح رأسه فوجد بلل ف ليته :يكفيه مسحه بذلك ،قال :وهذا
يدل على أنم يرون الستعمل مطهرا ،وبه أقول :وهذا الذهب إحدى الروايات عن
مالك والشافعي ،ونسبه ابن حزم إل سفيان الثوري وأب ثور وجيع أهل الظاهر .
القسم الثالث :الاء الذي خالطه طاهر كالصابون والزعفران والدقيق وغيها من
الشياء الت تنفك عنها غالبا .وحكمه أنه طهور مادام حافظا لطلقه ،فإن خرج عن
إطلقه بيث صار ل يتناوله اسم الاء الطلق كان طاهرا ف نفسه ،غي مطهر لغيه ،فعن
أم عطة قالت :دخل علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم حي توفيت ابنته ( زينب )
فقال ( :إغسلنها ثلثا أو خسا أو أكثر من ذلك -إن رأيت -باء وسدر واجعلن ف
الخية كافورا أو شيئا من كافور ،فإذا فرغت فآذنن فلما فرغن آذناه ،فأعطانا حقوه
فقال ( :أشعر نا إياه ) تعن :إزاره ،رواه الماعة .واليت ل يغسل إل با يصح به
التطهي للحي ،وعند أحد والنسائي وابن خزية من حديث أم هانئ :أن النب صلى ال
عليه وسلم اغتسل هو وميمونة من إناء واحد :قصعة فيها أثر العجي ،ففي الديثي
وجد الختلط ،إل أنه ل يبلغ بيث يسلب عنه إطلق اسم الاء عليه .
12
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وأبو هريرة والسن البصري ،وابن السيب وعكرمة وابن أب ليلى والثوري وداود
الظاهري والنخعي ومالك وغيهم ،وقال الغزال :وددت لو أن مذهب الشافعي ف الياه
كان كمذهب مالك .وأما حديث عبد ال بن عمر رضي ال عنهما :أن النب صلى ال
عليه وسلم قال ( :إذا كان الاء قلتي ل يمل البث ) رواه المسة ،فهو مضطرب
سندا ،ومتنا .قال ابن عبد الب ف التمهيد :ما ذهب إليه الشافعي من حديث القلتي ،
مذهب ضعيف من جهة النظر ،غي ثابت من جهة الثر ( .هامش ) ( ) 1السجل أو الذنوب :وعاء به ماء .
( ( ) 2بئر بضاعة ) بضم أوله :بئر الدينة .قال أبو داود .وسعت قتيبة بن سعيد قال :سألت قيم بئر
بضاعة عن عمقها ؟ قال :أكثر ما يكون فيها الاء ال العانة ،قلت :فإذا نقص ؟ قال :
دون العورة قال أبو داود :وقدرت أنا بئر بضاعة بردائي مددته عليها ث ذرعته فإذا
عرضها ستة أذرع ،وسألت الذي فتح ل باب البستان فأدخلن إليه .هل غي بناؤها عما
كانت عليه ؟ قال :ل ،ورأيت فيها ماء متغي اللون ( ،ذرعته ) ،قسته بالذراع ) . ( .
السؤر
السؤر هو :ما بقي ف الناء بعد الشرب وهو أنواع :
( ) 1سؤر الدمي :وهو طاهر من السلم والكافر والنب والائض .وأما قول ال
تعال ( :إنا الشركون نس ) فالراد به ناستهم العنوية ،من جهة اعتقادهم الباطل ،
وعدم ترزهم من القذار والنجاسات ،ل أن أعيانم وأبدانم نسة ،وقد كانوا يالطون
السلمي ،وترد رسلهم ووفودهم على النب صلى ال عليه وسلم ويدخلون مسجده ،ول
يأمر بغسل شئ ما أصابته أبدانم ،وعن عائشة رضي ال عنها قالت ( :كنت أشرب
وأنا حائض ،فأناوله النب صلى ال عليه وسلم ،فيضع فاه على موضع ف ) ( ) 1رواه
مسلم ( .هامش ) ( ) 1الراد أنه صلى ال عليه وسلم كان يشرب من الكان الذي شربت منه ) . ( .
( ) 2سؤر ما يؤكل لمه :وهو طاهر ،لن لعابه متولد من لم طاهر فأخذ حكمه .
قال أبو بكر بن النذر .أجع أهل العلم على أن سؤر ما أكل لمه يوز شربه والوضوء
به .
13
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( ) 3سؤر البغل والمار والسباع وجوارح الطي :وهو طاهر ،لديث جابر رضي ال
عنه عن النب صلى ال عليه وسلم سئل :أنتوضأ با أفضلت المر ؟ قال نعم .وبا
أفضلت السباع كلها ) أخرجه الشافعي والدارقطن والبيهقي ،وقال :له أسانيد إذا ضم
بعضها إل بعض كانت قوية ،وعن ابن عمر رضي ال عنهما قال ،خرج رسول ال
صلى ال عليه وسلم ف بعض أسفاره ليل فمروا على رجل جالس عند مقراة له ( ) 2
فقال عمر رضي ال عنه :أولغت السباع عليك الليلة ف متكلف ! ،لا ما حلت ف
بطونا ،ولنا ما قي شراب وطهور ) رواه الدار قطن ،وعن يي بن سعيد ( أن عمر
خرج ف ركب فيهم عمرو بن العاص حت وردوا حوضا فقال عمرو يا صاحب الوض
هل ترد حوضك السباع ؟ فقال عمر :ل تبنا ،فإنا نرد على السباع وترد علينا ) رواه
مالك ف الوطأ ( .هامش ) ( ( ) 2القراة ) :الوض الذي يتمع فيه الاء ) . ( .
( ) 4سؤر الرة :وهو طاهر ،لديث كبشة بنت كعب ،وكانت تت أب قتادة ،أن
أبا قتادة دخل عليها فسكبت له . .فجاءت هرة تشرب منه فأصغى ( ) 3لا الناء حت
شربت منه ،قالت كبشة :فرآن أنظر فقال :أتعجبي يا ابنة أخي ؟ فقالت :نعم .فقال
:إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :إنا ليست ( هامش ) ( ( ) 3أصغى ) أي أمال ) . ( .بنجس
،إنا من الطوافي عليكم والطوافات ) رواه المسة ،وقال الترمذي :حديث حسن
صحيح ،وصححه البخاري وغيه .
( ) 5سؤر الكلب والنير :وهو نس يب اجتنابه .أما سؤر الكلب ،فلما رواه
البخاري ومسلم عن أب هريرة رضي ال عنه :أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا
شرب الكلب ف إناء أحدكم فليغسله سبعا ) ولحد ومسلم ( طهور إناء أحدكم إذا ولغ
فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولهن بالتراب ) ،وأما سؤر النير فلخبثه وقذارته .
النجاسة
14
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
النجاسة هي القذارة الت يب على السلم أن ينتزه عنها ويغسل ما أصابه منها .قال ال
تعال ( :وثيابك فطهر ) وقال تعال ( :إن ال يب التوابي ويب التطهرين ) وقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :الطهور شطر اليان ) .
ولا مباحث نذكرها فيما يلي :
15
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عظام الوتى نو الفيل وغيه :أدركت ناسا من سلف العلماء يتشطون با ويدهنون فيها
،ل يرون به بأسا ،رواه البخاري ،وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال :تصدق على
مولة ليمونة بشاة فماتت ،فمر با رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ( :وهل أخذت
إهابا فدبغتموه فانتفعم به ؟ .فقالوا :إنا ميتة ،فقال ( :إنا حرم أكلها ) رواه الماعة
إل أن ابن ماجة قال فيه :عن ميمونة ،وليس ف البخاري ول النسائي ذكر الدباغ ،
وعن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قرأ هذه الية ( :قل ل أجد فيما أوحي إل مرما
على طاعم يطعمه إل أن يكون ميتة ( ) ) 1إل آخر الية ،وقال :إنا حرم ما يؤكل
منها وهو اللحم ،فأما اللد والقد ( ) 2والسن والعظم والشعر والصوف فهو حلل ) ،
رواه ابن النذر وابن حات .وكذلك أنفحة اليتة ولبنها طاهر ،لن الصحابة لا فتحوا
بلد العراق أكلوا من جب الجوس ،وهو يعمل بالنفحة ،مع أن ذبائحهم تعتب
كاليتة ،وقد ثبت عن سلمان الفارسي رضي ال عنه أنه سئل عن شئ من الب والسمن
والفراء ،فقال :اللل ما أحله ال ف كتابه ،والرام ما حرم ال ف كتابه ،وما سكت
عنه فهو ما عفا عنه .ومن العلوم أن السؤال كان عن جب الجوس ،حينما كان سلمان
ائب عمر بن الطاب على الدائن ( .هامش ) ( ) 1سورة النعام ( ) 2 ( . 145 :القد ) بكسر القاف :إناء من جلد ا ه .
قاموس ) . ( .
( ) 2الدم :سواء كان دما مسفوحا -أي مصبوبا -كالدم الذي يري من الذبوح ،
أم دم حيض ،إل أنه يعفى عن اليسي منه ،فعن ابن جريج ف قوله تعال ( :أو دما
مسفوحا ) قال :السفوح الذي يهراق .ول بأس با كان ف العروق منها ،أخرجه ابن
النذر ،وعن أب ملز ف الدم ،يكون ف مذبح الشاة أو الدم يكون ف أعلى القدر ؟ قال
:ل بأس ،إنا نى عن الدم السفوح ،أخرجه عبد بن حيد وأبو الشيخ ،وعن عائشة
رضي ال عنها قالت :كنا نأكل اللحم والدم خطوط على القدر ،وقال السن :ما زال
السلمون يصلون ف جراحاتم ،ذكره البخاري ،وقد صح أن عمر رضي ال عنه صلى
وجرحه ينعب دما ( ، ) 1قاله الافظ ف الفتح :وكان أبو هريرة رضي ال عنه ل يرى
بأسا بالقطرة والقطرتي ف الصلة .وأما دم الباغيث وما يتشرح من الدمامل فإنه يعفى
عنه لذه الثار وسئل أبو ملز عن القيح يصيب البدن والثوب ؟ فقال :ليس بشئ ،وإنا
16
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ذكر ال الدم ول يذكر القيح .وقال ابن تيمية :ويب غسل الثوب من الدة والقيح .
والصديد ،قال :ول يقم دليل على ناسته ،انتهى والول أن يتقيه النسان بقدر
المكان .
( ) 3لم النير :قال ال تعال ( :قل ل أجد فيما أوحي إل مرما على طاعم
يطعمه إل أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لم خنير فإنه رجس ( : ) ) 2أي فإن
ذلك كله خبيث تعافه الطباع السليمة ،فالضمي راجع إل النواع الثلثة ،ويوز الرز
بشعر النير ف أظهر قول العلماء .
( ) 6 ، 5 ، 4قئ الدمي وبوله ورجيعه :وناسة هذه الشياء متفق عليها ،إل أنه
يعفى عن يسي القئ ويفف ف بول الصب الذي ل يأكل الطعام فيكتفى ف تطهيه بالرش
لديث أم قيس رضي ال عنها ( أنا أتت النب صلى ال عليه وسلم بابن لا ل يبلغ أن
يأكل الطعام ،وأن ابنها ذاك بال ف حجر النب صلى ال عليه وسلم ،فدعا رسول ال
صلى ال عليه وسلم باء فنضحه ( ) 1على ثوبه ول يغسله غسل ) متفق عليه ( هامش ) ( ) 1
( ينعب ) أي يري ( ) 2 ( .الرجس ) النجس الية بعض من آية 145من سورة النعام ، .وعن علي رضي ال عنه قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم ( بول الغلم ينضح عليه ،وبول الارية يغسل ) قال قتادة
:وهذا ما ل يطعما فإن طعما غسل بولما ،ورواه أحد -وهذا لفظه -وأصحاب
السنن إل النسائي .قال الافظ ف الفتح :وإسناده صحيح ،ث أن النضح إنا يزئ مادام
الصب يقتصر على الرضاع .أما إذا أكل الطعام على جهة التغذية فإنه يب الغسل بل
خلف .ولعل سبب الرخصة ف الكتفاء بنضحه ولوع الناس بمله الفضي إل كثرة
بوله عليهم ،ومشقة غسل ثيابم ،فخفف فيه ذلك ( .هامش ) ( ) 1والنضح :أن يغمر ويكاثر بالاء مكاثرة ل
تبلغ جريان الاء ،وتردده تقاطره ،وهو الراد بالرش ف الروايات الخرى ) . ( .
( ) 7الودي :وهو ماء أبيض ثخي يرج بعد البول وهو نس من غي خلف .قالت
عائشة :وأما الودي فإنه يكون بعد البول فيغسل ذكره وأنثييه ويتوضأ ول يغتسل ،
ورواه ابن النذر .وعن ابن عباس رضي ال عنهما :الن والودي والذي ،أما الن ففيه
17
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الغسل ،وأما الذي والودي فيهما إسباغ الطهور ) رواه الثرم والبيهقي ولفظه ( :وأما
الودي والذي فقال :اغسل ذكرك أو مذاكيك وتوضأ وضوءك ف الصلة ) .
( ) 8الذي :وهو ماء أبيض لزج يرج عند التفكي ف الماع أو عند اللعبة ،وقد ل
يشعر النسان بروجه ،ويكون من الرجل والرأة إل أنه من الرأة أكثر ،وهو نس
باتفاق العلماء ،إل أنه إذا أصاب البدن وجب غسله وإذا أصاب الثوب اكتفي فيه بالرش
بالاء ،لن هذه ناسة يشق الحتراز عنها ،لكثرة ما يصيب ثياب الشاب العزب ،فهي
أول بالتخفيف من بول الغلم .وعن علي رضي ال عنه قال ( :كنت رجل مذاء
فأمرت رجل أن يسأل النب صلى ال عليه وسلم ،لكان ابنته فسأل ،فقال :توضأ
واغسل ذكرك ) رواه البخاري وغيه ،
وعن سهل بن حنيف رضي ال عنه قال ( :كنت ألقى من الذي شدة وعناء ،وكنت
أكثر منه الغتسال ،فذكرت ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ( :إنا يزيك
من ذلك الوضوء فقلت يا رسول ال ،كيف با يصيب ثوب منه ؟ قال ( يكفيك أن
تأخذ كفا من ماء فتنضح به ثوبك حيث أنه قد أصاب منه ) رواه أبو داود وابن ماجة
والترمذي وقال حديث حسن صحيح وف الديث ممد بن إسحاق ،وهو ضعيف إذا
عنعن ،لكونه مدلسا ،لكنه هنا صرح بالتحديث .ورواه الثرم رضي ال عنه بلفظ :
( كنت ألقى من الذي عناء فأتيت النب صلى ال عليه وسلم فذكرت له ذلك .فقال :
يزئك أن تأخذ حفنة من ماء فترش عليه ) .
( ) 9الن :ذهب بعض العلماء إل القول بنجاسته والظاهر أنه طاهر ،ولكن يستحب
غسله إذا كان رطبا ،وفركه إن كان يابسا .قالت عائشة رضي ال عنها ( :كنت أفرك
الن من ثوب رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا كان يابسا وأغسله إذا كان رطبا ) رواه
الدار قطن وأبو عوانة والبزار
وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال :سئل النب صلى ال عليه وسلم عن الن يصيب
الثوب ؟ فقال :إنا هو بنلة الخاط والبصاق ،وإنا يكفيك أن تسحه برقة أو
بإذخرة ) رواه الدار قطن والبيهقي والطحاوي ،والديث قد اختلف ف رفعه ووقفه .
18
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( ) 10بول وروث ما ل يؤكل لمه :وها نسان ،لديث ابن مسعود رضي ال عنه
قال :أتى النب صلى ال عليه وسلم الغائط ،فأمرن أن آتيه بثلثة أحجار ،فوجدت
حجرين ،والتمست الثالث فلم أجده ،فأخذت روثة فأتيته با ،فأخذ الجرين وألقى
الروثة وقال ( :هذا رجس ) رواه البخاري وابن ماجة وابن خزية ،وزاد ف رواية ( إنا
ركس ( ) 1إنا روثة حار ) ويعفى عن اليسي منه ،لشقة الحتراز عنه .قال الوليد بن
مسلم :قلت للوزاعي :فأبوال الدواب ما ل يؤكل لمه كالبغل ،والمار ( هامش ) ( ) 1
( انا ركس ) :الركس النجس ) . ( .والفرس ؟ فقال :قد كانوا يبتلون بذلك ف مغازيهم فل
يغسلونه من جسد أو ثوب .وأما بول وروث ما يؤكل لمه ،فقد ذهب إل القول
بطهارته مالك وأحد وجاعة من الشافعية .قال ابن تيمية :ل يذهب أحد من الصحابة
إل القول بنجاسته ،بل القول بنجاسته قول مدث ل سلف له من الصحابة .انتهى .
قال أنس رضي ال عنه ( :قدم أناس من عكل أو عريته ( ) 1فاجتووا الدينة فأمرهم
النب صلى ال عليه وسلم بلقاح وأن يشربوا من أبوالا وألبانا ) رواه أحد والشيخان دل
هذا الديث على طهارة بول البل .وغيها من مأكول اللحم يقاس عليه .قال ابن
النذر :ومن زعم أن هذا خاص بأولئك القوام ل يصب ،إذ الصائص ل تثبت إل
بدليل قال :وف ترك أهل العلم بيع بعار الغنم ف أسواقهم ،واستعمال أبوال البل ف
أدويتهم قديا وحديثا من غي نكي ،دليل على طهارتا .وقال الشوكان :الظاهر طهارة
البوال والزبال من كل حيوان يؤكل لمه ،تسكا بالصل ،واستصحابا للباءة
الصلية ،والنجاسة حكم شرعي ناقل عن الكم الذي يقتضيه الصل والباءة ،فل يقبل
قول مدعيها إل بدليل يصلح للنقل عنهما ،ول ند للقائلي بالنجاسة دليل لذلك .
( هامش ) ( ( ) 1عكل وعرينة ) بالتصغي :قبليتان ( .اجتووا ) :أصابم الوى ،وهو مرض داء البطن إذا تطاول ( .لقاح ) :جع لقحة ،بكسر
فسكون ،هي الناقة :ذات اللب ) . ( .
( ) 11الللة :ورد النهي عن ركوب الللة وأكل لمها وشرب لبنها .فعن ابن
عباس رضي ال عنهما قال ( :نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن شرب لب
الللة ) رواه المسة إل ابن ماجة ،وصححه الترمذي وف رواية ( :منهي عن ركوب
الللة ) رواه أبو داود .وعن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده
19
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رضي ال عنهم قال ( :نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن لوم المر الهلية ،
وعن الللة :عن ركوبا وأكل لومها ،رواه أحد والنسائي وأبو داود .
والللة :هي الت تأكل العذرة ،من البل والبقر والغنم والدجاج والوز وغيها ،حت
يتغي ريها .فإن حبست بعيدة عن العذرة زمنا ،عفلت طاهرا فطاب لمها وذهب اسم
الللة عنها حلت ،لن علة النهي والتغيي ،وقد زالت .
( ) 12المر :وهي نسة عند جهور العلماء ،لقول ال تعال ( إنا المر واليسر
والنصاب والزلم رجس ( ) 1من عمل الشيطان ) وذهبت طائفة إل القول بطهارتا
،وحلوا الرجس ف الية على الرجس العنوي ،لن لفظ ( رجس ) خب عن المر ،
وما عطف عليها ،وهو ل يوصف بالنجاسة السية قطعا ،قال تعال ( :فاجتنبوا
الرجس من الوثان ) فالوثان رجس معنوي ،ل تنجس من مسها :ولتفسيه ف الية
بأنه من عمل الشيطان ،يوقع العداوة والبغضاء ويصد عن ذكر ال وعن الصلة ،وف
سبل السلم ( :والق أن الصل ف العيان الطهارة ،وأن التحري ل يلزم النجاسة ،
فإن الشيشة مرمة وهي طاهرة ،وأما النجاسة فيلزمها التحري ،فكل نس مرم ول
عكس ،وذلك لن الكم ف النجاسة هو النع عن ملمستها على كل حال ،فالكم
بنجاسة العي حكم بتحريها ،بلف الكم بالتحري ،فإنه يرم لبس الرير والذهب
وها طاهران ضرورة وإجاعا ) إذا عرفت هذا فتحري المر والمر الذي دلت عليه
النصوص ل يلزم منه ناسهما ،بل لبد من دليل آخر عليه ،وإل بقيا على الصول التفق
عليها من الطهارة ،فمن ادعى خلفه فالدليل عليه ( .هامش ) ( ( ) 1الرجس ) معناه :النجس .
( ) 13الكلب :وهو نس ويب غسل ما ولغ فيه سبع مرات ،أولهن بالتراب ،
حديث أب هريرة رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :طهور إناء
أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولهن بالتراب ( ) ) 2رواه مسلم
وأحد وأبو داود والبيهقي :ولو ولغ ف إناء فيه طعام جامد ألقي ما أصابه وما حوله ،
وانتفع بالباقي على طهارته السابقة .أما شعر الكلب فالظهر أنه طاهر ،ول تثبت
ناسته ( .هامش ) ( ) 2معن الغسل بالتراب ،أن يلط ف الاء حت يتكدر ) . ( .
20
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
تطهي الرض
تطهر الرض إذا أصابتها ناسة بصب الاء عليها ،لديث أب هريرة رضي ال عنه قال :
قام أعراب فبال ف السجد فقام إليه الناس ليقعوا به ،فقال النب صلى ال عليه وسلم :
( دعوه وأريقوا على بوله سجل من ماء أو ذنوبا من ماء ،فإنا بعثتم ميسرين ول تبعثوا
معسرين ) رواه الماعة إل مسلما .
وتطهر أيضا بالفاف هي وما يتصل با اتصال قرار ،كالشجر والبناء .قال أبو قلبة :
جفاف الرض طهورها ،وقالت عائشة رضي ال عنها ( :زكاة الرض يبسها ) رواه
ابن أب شيبة .هذا إذا كانت النجاسة مائعة ،أما إذا كان لا جرم فل تطهر إل بزوال
عينها أو بتحولا .
21
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الافظ :نقل ابن عبد الب التفاق على أن الامد إذا وقعت فيه ميتة طرحت وما حولا
منه ،إذا تقق أن شيئا من أجزائها ل يصل إل غي ذلك منه ،وأما الائع فاختلفوا فيه
فذهب المهور إل أنه ينجس كله بلقاته النجاسة ،وخالف فريق منهم الزهري
والوزاعي ( ) 1 ( .هامش ) مذهبهما أن حكم الائع مثل حكم الاء ،ف أنه ل ينجس إل إذا تغي بالنجاسة ،فان ل يتغي فهو طاهر ،وهو
مذهب ابن عباس وابن مسعود والبخاري ،وهو الصحيح ) . ( .
تطهي النعل
يطهر النعل التنجس والف بالدلك بالرض إذا ذهب أثر النجاسة ،لديث أب هريرة
رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :إذا وطئ أحدكم بنعله الذى فإن
التراب له طهور ) رواه أبو داود .وف رواية ( .إذا وطئ الذى بفيه فطهورها
التراب ) وعن أب سعيد أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا جاء أحدكم السجد
فليقلب نعليه فلينظر فيهما ،فإن رأى خبثا فليمسحه بالرض ث ليصل فيهما ) رواه أحد
وأبو داود ،ولنه مل تتكرر ملقاته للنجاسة غالبا ،فأجزأ مسحه بالامد كمحل
الستنجاء بل هو أول ،فإن مل الستنجاء يلقي النجاسة مرتي أو ثلثا .
22
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
- 1حبل الغسيل ينشر عليه الثوب النجس ث تففه الشمس أو الريح ،ل بأس بنشر
الثوب الطاهر عليه بعد ذلك .
- 2لو سقط شئ على الرء ل يدري هل هو ماء أو بول ل يب عليه أن يسأل ،فلو
سأل ل يب على السئول أن ييبه ولو علم أنه نس ،ول يب عليه غسل ذلك .
- 3إذا أصاب الرجل أو الذيل بالليل شئ رطب .ل يعلم ما هو ،ل يب عليه أن
يشمه ويتعرف ما هو ،لا روى :أن عمر رضي ال عنه مر يوما ،فسقط عليه شئ من
ميزاب ،ومعه صاحب له فقال :يا صحب اليزاب ماؤك طاهرا أو نس فقال عمر :يا
صاحب اليزاب ل تبنا ،ومضى .
- 4ل يب غسل ما أصابه طي الشوارع .قال كميل بن زياد .رأيت عليا رضي ال
عنه يوض طي الطر ،ث دخل السجد فصلى ول يغسل رجليه .
- 5إذا انصرف الرجل من صلة رأى على ثوبه أو بدنه ناسة ل يكن عالا با ،أو كان
يعلمها ولكنه نسيها أو ل ينسها ولكنه عجز عن إزالتها فصلته صحيحة ول إعادة عليه ،
لقوله تعال ( .ليس عليكم جناح فيما أخطأت به ( . ) 1وهذا ما أفت به كثي من
الصحابة والتابعي ( .هامش ) ( ) 1سورة الحزاب آية ) . ( . 5 :
- 6من خفي عليه موضع النجاسة من الثوب وجب عليه غسله كله ،لنه ل سبيل إل
العلم بتيقن الطهارة إل بغسله جيعه ،فهو من باب ( ما ل يتم الواجب إل به فهو واجب
).
قضاء الاجة
لقاضي الاجة آداب تتلخص فيما يلي :
- 1أن ل يستصحب ما فيه اسم ال إل إن خيف عليه .الضياع أو كان حرزا ،
لديث أنس رضي ال عنه ( :أن النب صلى ال عليه وسلم لبس خاتا نقشه ممد رسول
ال ،فكان إذا دخل اللء ( ) 1وضعه ،رواه الربعة .قال الافظ ف الديث إنه
معلول ،وقال أبو داود :إنه منكر ،والزء الول من الديث صحيح ( .هامش ) ( ( ) 1اللء )
:الرحاض ) . ( .
23
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
- 2البعد والستار عن الناس ل سيما عند الغائط ،لئل يسمع له صوت أو تشم له
رائحة ،لديث جابر رضي ال عنه قال ( :خرجنا مع النب صلى ال عليه وسلم ف سفر
فكان ل يأت الباز ( ) 2حت يغيب فل يرى ) رواه ابن ماجة ،ولب داود ( كان إذا
أرك الباز انطلق حت ل يراه أحد ) وله ( :أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا ذهب
الذهب أبعد ) ( .هامش ) ( ( ) 2الباز ) :مكان قضاء الاجة ) . ( .
- 3الهر بالتسمية والستعاذة عند الدخول ف البنيان وعند تشمي الثياب ف الفضاء .
لديث أنس رضي ال عنه قال :كان النب صلى ال عليه وسلم إذا أراد أن يدخل اللء
قال ( :بسم ال ،اللهم إن أعوذ بك من البث ( ) 3والبائث ) رواه الماعة .
( هامش ) ( البث ) بضم الباء جع خبيث ،و ( البائث ) جع خبيثة ،والراد ذكران
الشياطي وإناثهم ) . ( .
- 4أن يكف عن الكلم مطلقا ،سواء كان ذكرا أو غيه ،فل يرد سلما ول ييب
مؤذنا إل لا ل بد منه ،كإرشاد أعمى يشى عليه من التردي ،فإن عطس أثناء ذلك
حد ال ف نفسه ول يرك به لسانه ،لديث ابن عمر رضي ال عنهما ( أن رجل مر
على النب صلى ال عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه ) رواه الماعة إل
البخاري ،وحديث أب سعيد رضي ال عنه قال :سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول
( :ل يرج الرجلن يضربان الغائط ( ) 4كاشفي عن عورتيهما يتحدثان فإن ال يقت
على ذلك ) رواه أحد وأبو داود وابن ماجة والديث بظاهره يقيد حرمة الكلم ،إل أن
الجاع صرف النهي عن التحري إل الكراهة ( .هامش ) ( يضربان الغائط ) أي يشيان إليه ) . ( .
- 5أن يعظم القبلة فل يستقبلها ول يستدبرها ،لديث أب هريرة رضي ال عنه أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا جلس أحدكم لاجته فل يستقبل القبلة ول
يستدبرها ) رواه أحد ومسلم ،
وهذا النهي ممول على الكراهة ،لديث ابن عمر رضي ال عنهما قال ( :رقيت يوما
بيت حفصة فرأيت النب صلى ال عليه وسلم على حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة )
رواه الماعة ،أو يقال ف المع بينهما :أن التحري ف الصحراء والباحة ف البنيان ( 1
) فعن مروان الصغر قال :رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل القبلة يبول إليها ،فقلت
24
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
:أبا عبد الرحن . . .أليس قد ني عن ذلك ؟ قال :بلى . . .إنا ني عن هذا ف
الفضاء .فإذا كان بينك وبي القبلة شئ يسترك فل بأس ) رواه أبو داود وابن خزية
والاكم ،وإسناده حسن ،كما ف الفتح ( .هامش ) ( ) 1وهذا الوجه أصح من سابقه ) . ( .
- 6أن يطلب مكانا لينا منخفضا ليحترز فيه من إصابة النجاسة ،لديث أب موسى
رضي ال عنه قال :أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم إل مكان دمث ( ) 2إل جنب
حائط فبال .وقال :إذا بال أحدكم فليتد ( ) 3لبوله ) رواه أحد وأبو داود والديث
وإن كان فيه مهول ،إل أن معناه صحيح ( .هامش ) ( ( ) 2دمث ) كسهل وزنا ومعن ( ) 3 ( .فليتد ) أي فليختر .
().
- 7أن يتقي الحر لئل يكون فيه شئ يؤذيه من الوام ،لديث قتادة عن عبد ال بن
سرجس قال ( :نى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يبال ف الحر ،قالوا لقتادة :ما
يكره من البول ف الحر ؟ قال :إنا مساكن الن ) رواه أحد والنسائي وأبو داود
والاكم والبيهقي ،وصححه ابن خزية وابن السكن .
- 8أن يتجنب ظل الناس وطريقهم ومتحدثهم ،لديث أب هريرة رضي ال عنه أن
النب صلى ال عليه وسلم قال ( :اتقوا اللعني ( ) ! ) 4قالوا :وما اللعنان يا رسول
ال ؟ قال ( :الذي يتخلى ف طريق الناس أو ظلتهم ) رواه أحد ومسلم وأبو داود .
( هامش ) ( ) 4الراد ( باللعني ) :ما يلب لعنة الناس ) . ( .
- 9أن ل يبول ف مستحمه ،ول ف الاء الراد أو الاري ،لديث عبد ال بن مغفل
رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ل يبولن أحدكم ف مستحمه ث
يتوضأ فيه ،فإن عامة الوسواس منه ) رواه المسة ،لكن قوله ( ث يتوضأ فيه ) لحد
وأب داود فقط ،
وعن جابر رضي ال عنه ( أن النب صلى ال عليه وسلم نى أن يبال ف الاء الراكد )
رواه أحد والنسائي وابن ماجة ،وعنه رضي ال عنه ( :أن النب صلى ال عليه وسلم
نى أن يبال ف الاء الارى ) ،قال ف ممع الزوائد :رواه الطبان ورجاله ثقات فإن
كان ف الغتسل نو بالوعة فل يكره البول فيه .
- 10أن ل يبول قائما ،لنافاته الوقار وماسن العادات ولنه قد يتطاير عليه رشاشة ،
فإذا أمن من الرشاش جاز .قالت عائشة رضي ال عنها ( :من حدثكم أن رسول ال
25
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صلى ال عليه وسلم بال قائما فل تصدقوه ،ما كان يبول إل جالسا ) رواه المسة إل
أبا داود .قال الترمذي ( :هو أحسن شئ ف هذا الباب وأصح ) انتهى ،وكلم عائشة
مبن على ما علمت ،فل يناف ما روي عن حذيفة رضي ال عنه ،أن النب صلى ال عليه
وسلم انتهى إل سباطة قوم ( ) 1فبال قائما فتنحيت فقال ( :أدنه ) فدنوت حت قمت
عند عقبيه فتوضأ ومسح على خفيه ) رواه الماعة ،قال النووي :البول جالسا أحب
إل ،وقائما مباح ،وكل ذلك ثابت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ( .هامش ) ( السباطة )
بالضم ( ،ملقى التراب والقامة ) ) . ( .
- 11أن يزيل ما على السبيلي من النجاسة وجوبا بالجر وما ف معناه من كل جامد
طاهر قالع للنجاسة ليس له حرمة أو يزيلها بالاء فقط ،أو بما معا ،لديث عائشة
رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا ذهب أحدكم إل الغائط
فليستطب ( ) 2بثلثة أحجار فإنا تزئ عنه ) رواه أحد والنسائي وأبو داود والدار
قطن .وعن أنس رضي ال عنه قال ( :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يدخل
اللء فأحل أنا وغلم نوي إداوة ( ) 3من ( هامش ) ( ( ) 2الستطابة ) :الستنجاء ،وسي استطابة لا فيه من إزالة
النجاسة وتطهي موضعها من البدن ( ) 3 ( .الداوة ) :إناء صغي كالبريق ( ،عنة ) :حربه ) . ( .ماء وعنه فيستنجي بالاء )
متفق عليه .
وعن ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم مر بقبين فقال ( :إنما
يعذبان ،وما يعذبان ف كبي ( ) 1أما أحدها فكان ل يستنه من البول ( ) 2وأما
الخر فكان يشي بالنميمة رواه الماعة .وعن أنس رضي ال عنه مرفوعا ( :تنهوا من
البول فإن عامة عذاب القب منه ) ( .هامش ) ( ( ) 1وما يعذبان ف كبي ) :أي يكب
ويشق عليهما فعله لو أرادا أن يفعله ( ) 2 ( .ل يستنه ) :أي ل يستبئ ول يتطهر
ول يستبعد منه - 12 ) . ( .أن ل يستنجي بيمينه تنيها لا عن مباشرة القذار لديث
عبد
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 36
الرحن بن زيد قال ( :قيل لسلمان :قد علمكم نبيكم كل شئ حت الراءة ( . ) 3
فقال سلمان :أجل . . .نانا أن نستقبل القبلة بغائط أو ببول ،أو نستنجي باليمي ( 4
26
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
) ،أو يستنجي أحدنا بأقل من ثلثة أحجار ،وأن ل يستنجي برجيع ( ) 5أو بعظم )
رواه مسلم وأبو داود والترمذي .وعن فحصة رضي ال عنها ( أن النب صلى ال عليه
وسلم كان يعل يينه لكله وشربه وثيابه وأخذه وعطائه ،وشاله لا سوى ذلك ) ،رواه
أحد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان والاكم والبيهقي ( .هامش ) ( ( ) 3الراءة ) :
العذرة ) 4 ( .هذا ني تأديب وتنيه ( ) 5 ( .الرجيع ) النجس - 13 ) . ( .أن
يدلك يده بعد الستنجاء بالرض ،أو يغسلها بصابون ونوه ليزول ما علق با من
الرائحة الكريهة ،لديث ،أب هريرة رضي ال عنه قال ( :كان النب صلى ال عليه
وسلم إذا أتى اللء أتيته باء ف تور أو ركوة ( ) 6فاستنجى ث مسح يده على
الرض ) رواه أبو داود والنسائي والبيهقي وابن ماجة ( .هامش ) ( ( ) 6التور ) إناء
من ناس ( ،والركوة ) إناء من جلد - 14 ) . ( .أن ينضح فرجه وسراويله بالاء إذا
بال ليدفع عن نفسه الوسوسة ،فمت وجد بلل قال :هذا أثر النضح ،لديث الكم بن
سفيان ،أو سفيان بن الكم رضي ال عنه قال ( :كان النب صلى ال عليه وسلم إذا
بال توضأ وينتضح ) وف رواية ( :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم بال ث نضح /
صفحة / 37فرجه ) وكان ابن عمر ينضح فرجه حت يبل سراويله - 15 .أن يقدم
رجله اليسرى ف الدخول ،فإذا خرج فليقدم رجله اليمن ث ليقل :غفرانك .فعن عائشة
رضي ال عنها ( أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا خرج من اللء قال ( :غفرانك
( ) ) 1رواه المسة إل النسائي .وحديث عائشة أصح ما ورد ف هذا الباب كما قال
أبو حات وروي من طرق ضعيفة انه صلى ال عليه وسلم كان يقول ( :المد ل الذي
أذهب عن الذى وعافان ) ،وقوله ( :المد ل الذي أذاقن لذته ،وأبقى ف قوته ،
وأذهب عن أذاه ) ( .هامش ) ( ( ) 1غفرانك ) :أي أسألك غفرانك ) . ( .سنن
الفطرة قد اختار ال سننا للنبياء عليهم السلم ،وأمرنا بالقتداء بم فيها ،وجعلها من
قبيل الشعائر الت يكثر وقوعها ليعرف با أتباعهم ،ويتميزوا با عن غيهم .وهذه
الصال تسمى سنن الفطرة وبيانا فيما يلي - 1 :التان :وهو قطع اللدة الت تغطي
الشفة ،لئل يتمع فيها الوسخ ،وليتمكن من الستباء من البول ،ولئل تنقص لذة
الماع ،هذا بالنسبة إل الرجل .وأما الرأة فيقطع الزء العلى من الفرج بالنسبة لا (
27
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
) 2وهو سنة قدية .فعن أب هريرة رضي ال عنه قال ،قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم ( :اختت إبراهيم خليل الرحن بعدما أتت عليه ثانون سنة ،واختت بالقدوم (
) ) 3رواه البخاري ،ومذهب المهور أنه واجب ،ويرى الشافعية استحبابه يوم
السابع .وقال الشوكان :ل يرد تديد وقت له ول ما يفيد وجوبه ( .هامش )
أحاديث المر بتان الرأة ضعيفة ل يصح منها شئ ( ) 2 ( .القدوم ) آلة النجار ،أو
موضع بالشام : 3 ، 2 ) . ( .الستحداد ( ، ) 4ونتف البط ،وها سنتان يزئ
فيهما اللق والقص والنتف والبؤرة / .صفحة : 5 ، 4 / 38تقليم الظافر وقص
الشارب أو إحفاؤه ،وبكل منهما وردت روايات صحيحة ،ففي حديث ابن عمر رضي
ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :خالفوا الشركي :وفسروا اللحى ،
وأحفوا الشوارب ) رواه الشيخان ،وف حديث أب هريرة رضي ال عنه قال :قال النب
صلى ال عليه وسلم ( خس من الفطرة ( :الستحداد ،والتان ،وقص الشارب ،
ونتف البط ،وتقليم الظافر ) رواه الماعة فل يتعي منهما شئ وبأيهما تتحقق السنة ،
فإن القصود أن ل يطول الشارب حت يتعلق به الطعام والشراب ول يتمع فيه الوساخ .
وعن زيد بن أرقم رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من ل يأخذ من
شاربه فليس منا ) رواه أحد والنسائي ،والترمذي وصححه ،ويستحب الستحداد
ونتف البط وتقليم الظافر وقص الشارب أو إحفاءه كل اسبوع استكمال للنظافة
واسترواحا للنفس ،فإن بقاء بعض الشعور ف السم يولد فيها ضيقا وكآبة ،وقد رخص
ترك هذه الشياء إل الربعي ،ول عذر لتركه بعد ذلك ،لديث أنس رضي ال عنه
قال ( :وقت لنا النب صلى ال عليه وسلم ف قص الشارب ،وتقليم الظافر ،ونتف
البط ،وحلق العانة ،أل يترك أكثر من أربعي ليلة ) ،رواه أحد وأبو داود وغيها .
- 6إعفاء اللحية وتركها حت تكثر ،بيث تكون مظهرا من مظاهر الوقار ،فل تقصر
تقصيا يكون قريبا من اللق ول تترك حت تفحش ،بل يسن التوسط فإنه ف كل شئ
حسن ،ث إنا من تام الرجولة ،وكمال الفحولة
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 38
28
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فعن ابن عمر رضي ال عنهما قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :خالفوا
الشركي :وفروا اللحى ( ، ) 1وأحفوا الشوارب ) ،متفق عليه ،وزاد البخاري
( وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على ليته فما فضل أخذه ) ( .هامش ) ( ) 1
حل الفقهاء هذا المر على الوجوب وقالوا برمة حلق اللحية بناء على هذا المر ) . ( .
- 7إكرام الشعر إذا وفر وترك بأن يدهن ويسرح ،لديث أب هريرة رضي ال عنه أن
النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من كان له شعر فليكرمه ) رواه أبو داود ،وعن عطاء
بن يسار رضي ال عنه قال :أتى رجل النب /صفحة / 39صلى ال عليه وسلم ثائر
الرأس ( ) 1واللحية فأشار إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم كأنه يأمره بإصلح شعره
وليته ،ففعل ث رجع ،فقال صلى ال عليه وسلم ( :أليس هذا خيا من أن يأت
أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان ) رواه مالك .وعن أب قتادة رضي ال عنه ( أنه كان له
جة ضخمة .فسأل النب صلى ال عليه وسلم فأمره أن يسن إليها ،وأن يترجل كل يوم
) .رواه النسائي ،ورواه مالك ف الوطأ بلفظ ( :قلت :يا رسول ال إن ل جة ( ) 2
أفأرجلها ؟ قال ( نعم . . .وأكرمها ) فكان أبو قتادة ربا دهنها ف اليوم مرتي من أجل
قوله صلى ال عليه وسلم ( وأكرمها ) .وحلق شعر الرأس مباح وكذا توفيه لن
يكرمه ،لديث ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :احلقوا
كله أو ذروا كله ) رواه أحد ومسلم وأبو داود والنسائي وأما حلق بعضه وترك بعضه
فيكره تنيها ،لديث نافع عن ابن عمر رضي ال عنهما قال ( :نى رسول ال صلى ال
عليه وسلم عن القزع ،فقيل لنافع :ما القزع ؟ قال :أن يلق بعض رأس الصب ويترك
بعضه ) ،متفق عليه ،ولديث ابن عمر رضي ال عنهما السابق ( .هامش ) ( ) 1
( ثائر الرأس ) :أي شعث غي مدهون ول مرجل ( ) 2 ( .المة ) الشعر إذا بلغ
النكبي - 8 ) . ( .ترك الشيب وإبقاؤه سواء كان ف اللحية أو ف الرأس ،والرأة
والرجل ف ذلك سواء ،لديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي ال عنه أن النب
صلى ال عليه وسلم قال ( :ل تنتف الشيب فإنه نور السلم ،ما من مسلم يشيب شيبة
ف السلم إل كتب ال له با حسنة ،ورفعه با درجة ،وحط عنه با خطيئة ) ،رواه
أحد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة .وعن أنس رضي ال عنه قال ( :كنا
29
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
نكره أن ينتف الرجل الشعرة البيضاء من رأسه وليته ) رواه مسلم - 9 .تغيي الشيب
بالناء والمرة والصفرة ونوها ،لديث أب هريرة رضي ال عنه قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم ( :إن اليهود والنصارى ل يصبغون فخالفوهم ) رواه الماعة ،
ولديث أب ذر رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :إن أحسن ما
غيت به هذا الشيب الناء /صفحة / 40والكتم ( ) ) 1رواه المسة .وقد ورد ما
يفيد كراهة الضاب ،ويظهر أن هذا ما يتلف باختلف السن والعرف والعادة .فقد
روي عن بعض الصحابة أن ترك الضاب أفضل ،وروي عن بعضهم أن فعله أفضل ،
وكان بعضهم يضب بالصفرة ،وبعضهم بالناء والكتم وبعضهم بالزعفران ،وخضب
جاعة منهم بالسواد .ذكر الافظ ف الفتح عن ابن شهاب الزهري أنه قال :كنا نضب
بالسواد إذا كان الوجه حديدا ،فلما نفض الوجه والسنان تركناه .وأما حديث جابر
رضي ال عنه قال :جئ بأب قحافة ( والد أب بكر ) يوم الفتح إل رسول ال صلى ال
عليه وسلم :وكأن رأسه ثغامة ( ) 2فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( اذهبوا به
إل بعض نسائه فلتغيه بشئ وجنبوه السواد ) رواه الماعة إل البخاري والترمذي ،فإنه
واقعة عي ،ووقائع العيان ل عموم لا .ث أنه ل يستحسن لرجل كأب قحافة ،وقد
اشتعل رأسه شيبا ،أن يصبغ بالسواد ،فهذا ما ل يليق بثله ( .هامش ) ( ) 1
( الكتم ) نبات يرج الصبغة أسود مائل ال المرة ( ) 2 ( .الثغامة ) نبت يشبه بياضه
بياض الشعر ( ) 3 ( .اللوة ) العمود الذي يتبخر به ( ،غي مطرأة ) غي ملوطة بغيها
من الطيب - 10 ) . ( .التطيب بالسك وغيه من الطيب الذي يسر النفس ،ويشرح
الصدر ،وينبه الروح ،ويبعث ف البدن نشاطا وقوة ،لديث أنس رضي ال عنه قال ،
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :حبب إل من الدنيا النساء الطيب وجعلت قرة
عين ف الصلة ) رواه أحد والنسائي ،ولديث أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلى
ال عليه وسلم قال ( :من عرض عليه طيب فل يرده ،فإنه خفيف الحمل طيب الرائحة
) رواه مسلم والنسائي وأبو داود ،وعن أب سعيد رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه
وسلم قال ف السك ( :هو أطيب الطيب ) رواه الماعة إل البخاري وابن ماجة ،وعن
............................................................
30
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 40
نافع قال :كان ابن عمر يستجمر باللوة ( ) 3غي مطراة ،وبكافور يطرحه مع اللوة
ويقول :هكذا كان يستجمر رسول ال صلى ال عليه وسلم .رواه مسلم والنسائي / .
صفحة / 41الوضوء الوضوء معروف من أنه :طهارة مائية تتعلق بالوجه واليدين
والرأس والرجلي ،ومباحثه ما يأت ) 1 ( :دليل مشروعيته :ثبتت مشروعيته بأدلة ثلثة
( :الدليل الول ) الكتاب الكري ،قال ال تعال ( :يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إل
الصلة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إل الرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إل الكعبي
) ( ( . ) 1الدليل الثان ) السنة ،روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه
وسلم قال ( :ل يقبل ال صلة أحدكم إذا أحدث حت يتوضأ ) رواه الشيخان وأبو
داود والترمذي ( .الدليل الثالث ) الجاع ،انعقد إجاع السلمي على مشروعية
الوضوء من لدن رسول ال صلى ال عليه وسلم إل يومنا هذا ،فصار معلوما من الدين
بالضرورة ( .هامش ) ( ) 1سورة الائدة آية ) 2 ( ) . ( . 6فضله :ورد ف فضل
الوضوء أحاديث كثية نكتفي بالشارة إل بعضها ( :أ ) عن عبد ال الصنابي رضي ال
عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم :قال إذا توضأ العبد فمضمض خرجت الطايا
من فيه ،فإذا استنشر خرجت الطايا من أنفه ،فإذا غسل وجهه خرجت الطايا من
وجهه حت ترج من تت أشفار عينيه ،فإذا غسل يديه خرجت الطايا من يديه حت
ترج من تت أظافر يديه .فإذا مسح برأسه خرجت الطايا من رأسه حت ترج من
أذنيه ،فإذا غسل رجليه خرجت الطايا من رجليه حت ترج من تت أظافر رجليه .ث
كان مشيه إل السجد وصلته نافلة ) رواه مالك والنسائي وابن ماجه والاكم / .
صفحة ( / 42ب ) وعن أنس رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :
إن الصلة الصالة تكون ف الرجل يصلح ال با عمله كله ،وطهور الرجل لصلته يكفر
ال بطهوره ذنوبه وتبقى صلته له نافلة ) رواه أبو يعلى والبزار والطبان ف الوسط .
( ج ) وعن أب هريرة رضي ال عنه أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال ( :أل أدلكم
على ما يحو ال به الطايا ،ويرفع به الدرجات .قالوا :بلى يا رسول ال ،قال :
( إسباغ الوضوء على الكاره ،وكثرة الطا إل الساجد ،وانتظار الصلة بعد الصلة ،
31
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فذلكم الرباط ( ) 1فذلكم الرباط فذلكم الرباط ) رواه مالك ومسلم والترمذي
والنسائي ( .د ) وعنه رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتى القبة فقال
( :السلم عليكم دار قوم مؤمني ،وإنا إن شاء ال بكم عن قريب لحقون ،وددت لو
أنا قد رأينا إخواننا ) قالوا :أو لسنا إخوانك يا رسول ال ؟ قال ( أنتم أصحاب وإخواننا
الذين ل يأتوا بعد ) قالوا :كيف تعرف من ل يأت بعد من أمتك يا رسول ال ؟ قال ( :
أرأيت لو أن رجل له خيل غر مجلة بي ظهري خيل دهم بم ( ) 2أل يعرف خيله ؟ )
قالوا :بلى يا رسول ال ،قال ( :فإنم يأتون غرا مجلي من الوضوء وأنا فرطهم على
الوض ،أل ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعي الضال أناديهم :أل هلم ،فيقال
( :إنم بدلوا بعدك ) فأقول :سحقا سحقا ) رواه مسلم ( .هامش ) ( ( ) 1الرباط )
:الرابطة والهاد ف سبيل ال ،أي إن الواظبة على الطهارة والعبادة تعدل الهاد ف
سبيل ال ( ) 2 ( .دهم بم ) :سود ( ،فرطهم على الوض ) :أتقدمهم عليه ،
( سحقا ) :بعدا ) 3 ( ) . ( .فرائضه :للوضوء فرائض وأركان تتركب منها حقيقته ،
إذا تلف فرض منها ل يتحقق ول يعتد به شرعا ،وإليك بيانا ( :الفرض الول ) :النية
،وحقيقتها الرادة التوجهة نو الفعل ،ابتغاء رضا ال تعال وامتثال حكمه ،وهي عمل
قلب مض ل دخل للسان فيه / ،صفحة / 43والتلفظ با غي مشروع ،ودليل فرضيتها
حديث عمر رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :إنا العمال
بالنيات ( ) 1وإنا لكل امرئ ما نوى ) . . .الديث رواه الماعة ( .الفرض الثان )
غسل الوجه مرة واحدة :أي إسالة الاء عليه ،لن معن الغسل السالة .وحد الوجه من
أعلى تسطيح البهة إل أسفل اللحيي طول ،ومن شحمة الذن إل شحمة الذن عرضا
( .الفرض الثالث ) غسل اليدين إل الرفقي ،والرفق هو الفصل الذي بي العضد
والساعد ،ويدخل الرفقان فيما يب غسله وهذا هو الضطرد من هدي النب صلى ال
عليه وسلم ،ول يرد عنه صلى ال عليه وسلم أنه ترك غسلهما ( :الفرض الرابع ) مسح
الرأس ،والسح معناه الصابة بالبلل ،ول يتحقق إل بركة العضو الاسح ملصقا
بالمسوح فوضع اليد أو الصبع على الرأس أو غيه ل يسمى مسحا ،ث إن ظاهر قوله
تعال ( :وامسحوا برءوسكم )
32
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 43
ل يقتضي وجوب تعميم الرأس بالسح ،بل يفهم منه أن مسح بعض الرأس يكفي ف
المتثال ،والحفوظ عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ذاك طرق ثلث ( :ا ) مسح
جيع رأسه :ففي حديث عبد ال بن زيد ( أن النب صلى ال عليه وسلم مسح رأسه
بيديه فأقبل بما وأدبر ،بدأ بقدم رأسه ث ذهب بما إل قفاه ث ردها إل الكان الذي
بدأ منه ) رواه الماعة ( .ب ) مسحه على العمامة وحدها :ففي حديث عمرو بن أمية
رضي ال عنه قال :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يسح على عمامته وخفيه ) ،
رواه أحد والبخاري وابن ماجة .وعن بلل :أن النب صلى ال عليه وسلم قال :
( امسحوا على الفي والمار ( ) ) 2رواه أحد .وقال عمر رضي ال عنه ( :من ل
يطهره السح على العمامة ل طهره ال ) ( ،هامش ) ( ( ) 1إنا العمال بالنيات ) :
أي إنا صحتها بالنيات ،فالعمل بدونا ل يعتد به شرعا ( ) 2 ( .المار ) الثوب الذي
يوضع على الرأس كالعمامة وغيها / ) . ( .صفحة / 44وقد ورد ف ذلك أحاديث
رواها البخاري ومسلم وغيها من الئمة .كما ورد العمل به عن كثي من أهل العلم .
( ج ) مسحه على الناصية والعمامة ،ففي حديث الغية بن شعبة رضي ال عنه ( أن
النب صلى ال عليه وسلم توضأ فمسح بناصيته وعلى العمامة والفي ) رواه مسلم .هذا
هو الحفوظ عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ول يفظ عنه القتصار على مسح بعض
الرأس ،وإن كان ظاهر الية يقتضيه كما تقدم ،ث إنه ل يكفي مسح الشعر الارج عن
ماذاة الرأس كالضفية ( .الفرض الامس ) :غسل الرجلي مع الكعبي ،وهذا هو
الثابت التواتر من فعل الرسول صلى ال عليه وسلم وقوله .قال ابن عمر رضي ال عنهما
:تلف عنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سفرة فأدركنا وقد أرهقنا ( ) 1العصر ،
فجعلنا نتوضأ ونسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته ( :ويل للعقاب ( ) 2من النار )
مرتي أو ثلثا ،متفق عليه ،وقال عبد الرحن بن أب ليلى :أجع أصحاب رسول ال
صلى ال عليه وسلم على غسل العقبي .وما تقدم من الفرائض هو النصوص عليه ف
قول ال تعال ( :يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إل الصلة فاغسلوا وجوهكم إل الرافق
33
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إل الكعبي ) ( ( . ) 3هامش ) ( ( ) 1أرهقنا ) أخرنا
( ) 2 ( .العقب ) العظم الناتئ عند مفصل الساق والقدم ) 3 ( .سورة الائدة آية . 6
( ( ) .الفرض السادس ) :الترتيب ،لن ال تعال قد ذكر ف الية فرائض الوضوء
مرتبة مع فصل الرجلي عن اليدين -وفريضة كل منهما الغسل -بالرأس الذي فريضته
السح ،والعرب ل تقطع النظي عن نظيه إل لفائدة .وهي هنا الترتيب ،والية ما
سبقت إل لبيان الواجب ،ولعموم قوله صلى ال عليه وسلم ف الديث الصحيح :
( ابدأوا با بدأ ال به ) ومضت السنة العملية على هذا الترتيب بي الركان فلم ينقل عن
رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه /صفحة / 45توضأ إل مرتبا ،والوضوء عبادة
ومدار المر ف العبادات على التباع ،فليس لحد أن يالف الأثور ف كيفية وضوئه
صلى ال عليه وسلم ،خصوصا ما كان مضطردا منها .سنن الوضوء أي ما ثبت عن
رسول ال صلى ال عليه وسلم من قول أو فعل من غي لزوم ول إنكار على من تركها .
وبيانا ما يأت ) 1 ( :التسمية ف أوله :ورد ف التسمية للوضوء أحاديث ضعيفة لكن
مموعها يزيدها قوة تدل على أن لا أصل ،وهي بعد ذلك أمر حسن ف نفسه ،
ومشروع ف الملة ) 2 ( .السواك :ويطلق على العود الذي يستاك به وعلى الستياك
نفسه ،وهو دلك السنان بذلك العود أو نوه من كل خشن تنظف به السنان ،وخي
ما يستاك به عود الراك الذي يؤت به من الجاز ،لن من خواصه أن يشد اللثة ،
ويول دون مرض السنان ،ويقوي على الضم ،ويدر البول ،وإن كانت السنة تصل
بكل ما يزيل صفرة السنان وينظف الفم كالفرشة ونوها .وعن أب هريرة رضي ال
عنه :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :لول أن أشق على أمت لمرتم بالسواك
عند كل وضوء ) ،رواه مالك والشافعي والبيهقي والاكم .وعن عائشة رضي ال عنها
:أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :السواك مطهرة للفم ،مرضاة للرب ) رواه
أحد والنسائي والترمذي .وهو مستحب ف جيع الوقات ولكن ف خسة أوقات أشد
استحبابا ( ) 1عند الوضوء ) 2 ( .وعند الصلة ) 3 ( .وعند قراءة القرآن ( ) 4
وعند الستيقاظ من النوم ( ) 5وعند تغي الفم .والصائم والفطر ف استعماله أول النهار
وآخره سواء ،لديث عامر بن ربيعة رضي ال عنه قال ( :رأيت رسول ال صلى ال
34
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عليه وسلم ما ل أحصي ،يتسوك وهو صائم ) رواه أحد وأبو داود والترمذي .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 45
وإذا استعمل السواك ،فالسنة غسله بعد الستعمال تنظيفا له ،لديث عائشة /صفحة
/ 46رضي ال عنها قالت ( :كان النب صلى ال عليه وسلم يستاك فيعطين السواك ،
لغسله فأبدأ به فأستاك ث أغسله وأدفعه إليه ) رواه أبو داود والبيهقي .ويسن لن ل
أسنان له أن يستاك بإصبعه ،لديث عائشة رضي ال عنها قالت :يا رسول ال الرجل
يذهب فوه أيستاك ؟ قال ( :نعم ) قلت :كيف يصنع ؟ قال ( :يدخل إصبعه ف فيه )
رواه الطبان ) 3 ( .غسل الكفي ثلثا ف أول الوضوء :لديث أوس بن أوس الثقفي
رضي ال عنه قال ( :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم توضأ فاستوكف ثلثا ) ( 1
) رواه أحد والنسائي ،وعن أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال :
( إذا استيقظ أحدكم من نومه فل يغمس يده ف إناء حت يغسلها ثلثا ،فإنه ل يدري
أين باتت يده ) رواه الماعة .إل أن البخاري ل يذكر العدد ( .هامش ) ( ) 1
( فاستوكف ) :أي غسل كفيه ) 4 ( ) . ( .الضمضة ثلثا :لديث لقيط بن صبة
رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا توضأت فمضمض ( ) ) 2رواه
أبو داود والبيهقي ( .هامش ) ( الضمضة ) :إدارة الاء وتريكه ف الفم ) 5 ( ) . ( .
الستنشاق والستنثار ثلثا :لديث أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه
وسلم قال ( :إذا توضأ أحدكم فليجعل ف أنفه ماء ث ليستنثر ) رواه الشيخان وأبو داود
.والسنة أن يكون الستنشاق باليمن والستنثار باليسرى ،لديث علي رضي ال عنه
( أنه دعا بوضوء ( ) 3فتمضمض واستنشق ( ) 4ونثر بيده اليسرى ،ففعل هذا ثلثا ،
ث قال :هذا طهور نب ال صلى ال عليه وسلم ) رواه أحد والنسائي .وتتحقق
الضمضة والستنشاق إذا وصل الاء إل الفم والنف بأي صفة ،إل أن الصحيح الثابت
عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه كان يصل ( هامش ) ( ) 3الوضوء بفتح الواو :
اسم الاء الذي يتوضأ به ( ) 4 ( .الستنشاق ) :إدخال الاء ف النف و ( الستنثار )
اخراجه منه بالنفس ( / ) .صفحة / 47بينهما ،فعن عبد ال بن زيد ( أن رسول ال
35
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صلى ال عليه وسلم تضمض واستنشق من كف واحد ،فعل ذلك ثلثا ) وف رواية
( تضمض واستنثر بثلث غرفات ) متفق عليه ،ويسن البالغة فيهما لغي الصائم ،
لديث لقيط رضي ال عنه قال :قلت يا رسول ال أخبن عن الوضوء ؟ قال ( :أسبغ
الوضوء وخلل بي الصابع ،وبالغ ف الستنشاق إل أن تكون صائما ) رواه المسة ،
وصححه الترمذي ) 6 ( .تليل اللحية :لديث عثمان رضي ال عنه ( :أن النب صلى
ال عليه وسلم كان يلل ليته ) رواه ابن ماجة والترمذي وصححه .وعن أنس رضي
ال عنه :أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء ،فأدخله تت
حنكه فخلل به ،وقال ( :هكذا أمرن رب عزوجل ) رواه أبو داود والبيهقي والاكم .
( ) 7تليل الصابع :لديث ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم
قال ( :إذا توضأت فخلل أصابع يديك ورجليك ) رواه أحد والترمذي وابن ماجة ،
وعن الستورد بن شداد رضي ال عنه قال ( :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يلل
أصابع رجليه بنصره ) رواه المسة إل أحد .وقد ورد ما يفيد استحباب تريك الات
ونوه كالساور ،إل أنه ل يصل إل درجة الصحيح ،لكن ينبغي العمل به لدخوله تت
عموم المر بالسباغ ) 8 ( .تثليث الغسل :وهو السنة الت جرى عليها العمل غالبا وما
ورد مالفا لا فهو لبيان الواز .فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي ال عنهم
قال :جاء أعراب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم يسأله عن الوضوء ،فأراه ثلثا ثلثا
وقال ( :هذا الوضوء ،فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم ) رواه أحد والنسائي
وابن ماجة .وعن عثمان رضي ال عنه ( أن النب صلى ال عليه وسلم توضأ ثلثا ثلثا )
رواه أحد ومسلم والترمذي ،وصح أنه صلى ال عليه وسلم /صفحة / 48توضأ مرة
مرة ومرتي مرتي ،أما مسح الرأس مرة واحدة فهو الكثر رواية ) 9 ( .التيامن ( :أي
البدء بغسل اليمي قبل غسل اليسار من اليدين والرجلي ،فعن عائشة رضي ال عنها
قالت ( :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يب التيامن ف تنعله ( ) 1وترجله
وطهوره ،وف شأنه كله ) متفق عليه ،وعن أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال
عليه وسلم قال ( :إذا لبستم وإذا توضأت فأبدءوا بأيانكم ( . ، ) 2رواه أحد وأبو
داود والترمذي والنسائي ( .هامش ) ( ( ) 1التنعل :ليس النعل .والترجل :تسريح
36
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الشعر .والطهور :يشمل الوضوء والغسل ) 2 ( .ايانكم جع يي ،والراد اليد اليمن
أو الرجل اليمن ) 10 ( ) . ( .الدلك :وهو إمرار اليد على العضو مع الاء أو بعده ،
فعن عبد ال بن زيد رضي
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 48
ال عنه ( أن النب صلى ال عليه وسلم أتى بثلث مد فتوضأ فجعل يدلك ذراعيه ) رواه
ابن خزية ،وعنه رضي ال عنه ( ،أن النب صلى ال عليه وسلم توضأ فجعل يقول هكذا
:يدلك ،رواه أبو داود الطيالسي وأحد وابن حبان وأبو يعلى ) 11 ( .الوالة ( :اي
تتابع غسل العضاء بعضها إثر بعض ) بأل يقطع التوضئ وضوءه بعمل أجنب ،يعد ف
العرف انصرافا عنه وعلى هذا مضت السنة ،وعليها عمل السلمي سلفا وخلفا ( .
) 12مسح الذني :والسنة مسح باطنهما بالسبابتي وظاهرها بالبامي باء الرأس
لنما منه .فعن القدام بن معد يكرب رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
( مسح ف وضوئه رأسه وأذنيه ظاهرها وباطنهما ،وأدخل أصبعه ف صماخي أذنيه )
رواه أبو داود والطحاوي ،وعن ابن عامر رضي ال عنهما ف وصفه /صفحة / 49
وضوء النب صلى ال عليه وسلم ( ومسح برأسه وأذنيه مسحة واحدة ) ،رواه أحد وأبو
داود .وف رواية ( مسح رأسه وأذنيه وباطنهما بالسبحتي ) ( ) 1وظاهرها بإباميه ( .
هامش ) ( ( ) 1بالسبحتي ) أي السبابتي ) 13 ( ) . ( .إطالة الغرة والتحجيل :أما
إطالة الغرة فبأن يغسل جزءا من مقدم الرأس ،زائدا عن الفروض ف غسل الوجه وأما
اطالة التحجيل ،فبأن يغسل ما فوق الرفقي والكعبي لديث أب هريرة رضي ال عنه :
أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إن أمت يأتون يوم القيامة غرا مجلي ( ) 2من
آثار الوضوء ) فقال أبو هريرة :فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل .رواه أحد
والشيخان ،وعن أب زرعة ( أن أبا هريرة رضي ال عنه دعا بوضوء فتوضأ وغسل
ذراعيه حت جاوز الرفقي ،فلما غسل رجليه جاوز الكعبي إل الساقي ،فقلت :ما
هذا ؟ فقال :هذا مبلغ اللية ) رواه أحد واللفظ له ،وإسناده صحيح على شرط
الشيخي ( .هامش ) ( ) 2أصل الغرة :بياض ف جبهة الفرس و ( التحجيل ،بياض ف
37
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رجله والراد من كونم يأتون غرا مجلي ،أن النور يعلو وجوههم وأيديهم وأرجلهم
يوم القيامة وها من خصائص هذه المة ) 14 ( ) . ( .القتصاد ف الاء وإن كان
الغتراف من البحر :لديث أنس رضي ال عنه قال ( :كان النب صلى ال عليه وسلم
يغتسل بالصاع ( ) 3إل خسة أمداد ويتوضأ بالد ) ،متفق عليه ،وعن عبيدال بن أب
يزيد أن رجل قال لبن عباس رضي ال عنهما ( :كم يكفين من الوضوء ؟ قال مد ،
قال كم يكفين للغسل ؟ قال صاع ،فقال الرجل :ل يكفين ،فقال :ل أم لك قد
كفى من هو خي منك :رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ،رواه أحد والبزار والطبان
ف الكبي بسند رجاله ثقات ،وروي عن عبد ال ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى
ال عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ ( هامش ) ( ( ) 3الصاع ) :أربعة أمداد و ( الد )
128درها وأربعة أسباع الدرهم 404سم / ) . ( . 3صفحة / 50فقال ( .ما هذا
السرف يا سعد ؟ ! فقال :وهل ف الاء من سرف ؟ قال ( :نعم وإن كنت على نر
جار ) رواه أحد وابن ماجة وف سنده ضعف ،والسراف يتحقق باستعمال الاء لغي
فائدة شرعية ،كأن يزيد ف الغسل على الثلث ،ففي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه
عن جده رضي ال عنهم قال ( :جاء أعراب إل النب صلى ال عليه وسلم يسأله عن
الوضوء فأراه ثلثا ثلثا ،قال ( :هذا الوضوء ،من زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم
) رواه أحد والنسائي وابن ماجة وابن خزية بأسانيد صحيحة ،وعن عبد ال بن مغفل
رضي ال عنه قال :سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول ( :إنه سيكون ف هذه المة
قوم يعتدون ف الطهور والدعاء ) رواه أحد وأبو داود وابن ماجة .قال البخاري :كره
أهل العلم ف ماء الوضوء أن يتجاوز فعل النب صلى ال عليه وسلم ) 15 ( .الدعاء أثناء
:ل يثبت من أدعية الوضوء شئ عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ،غي حديث أب
موسى الشعري رضي ال عنه قال :أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم بوضوء فتوضأ
فسمعته يقول يدعو ( :اللهم اغفر ل ذنب ،ووسع ل ف داري ،وبارك ل ف رزقي )
فقلت :يا نب ال سعتك تدعو بكذا وكذا قال ( :وهل تركن من شئ ؟ ) رواه النسائي
وابن السن بإسناد صحيح ،لكن النسائي أدخله ف ( باب ما يقول بعد الفراغ من
الوضوء ) وابن السن ترجم له ( باب ما يقول بي ظهران وضوئه ) ،قال النووي
38
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وكلها متمل ) 16 ( .الدعاء بعده :لديث عمر رضي ال عنه قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم ( :ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ث يقول :أشهد أن ل
إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا عبده ورسوله إل فتحت له أبواب النة
الثمانية يدخل من أيها شاء ) رواه مسلم ،وعن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال ،
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :من توضأ فقال :سبحانك اللهم
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 50
وبمدك ،أشهد أن ل إله إل أنت ،أستغفرك وأتوب إليك كتب ف رق ث /صفحة 51
/جعل ف طابع فلم يكسر إل يوم القيامة ) رواه الطبان ف الوسط ،ورواته رواة
الصحيح ،واللفظ له ورواه النسائي وقال ف آخره ( :ختم عليها بات فوضعت تت
العرش فلم تكسر إل يوم القيامة ) وصوب وقفه .وأما دعاء ( :أللهم اجعلن من التوابي
،واجعلن من التطهرين ،فهي ف رواية الترمذي ،وقد قال ف الديث وف إسناده
اضطراب ،ول يصح فيه شئ كبي ) 17 ( .صلة ركعتي بعده :لديث أب هريرة
رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لبلل ( :يا بلل حدثن بأرجى
عمل عملته ف السلم إن سعت دف نعليك ( ) 1بي يدي ف النة .قال :ما عملت
عمل أرجى عندي من ان ل أتطهر طهورا ف ساعة من ليل أو نار إل صليت بذلك
الطهور ما كتب ل أن أصلي ) .متفق عليه ،وعن عقبة بن عامر رضي ال عنه قال :
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :ما أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتي
يقبل بقلبه ووجهه عليهما إل وجبت له النة ) رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة وابن
خزية ف صحيحه ،وعن خران مول عثمان :أنه رأى عثمان بن عفان رضي ال عنه
دعا بوضوء فأفرغ عى يينه من إنائه فغسلها ثلث مرات ،ث أدخل يينه ف الوضوء ث
تضمض واستنشق واستنثر ،ث غسل وجهه ثلثا ،ويديه إل الرفقي ثلثا ،ث غسل
رجليه ثلثا ،قال :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا ) ،ث
صلى ركعتي ل يدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري ومسلم
وغيها .وما بقي من تعاهد موقي العيني وغضون الوجه ،ومن تريك الات ،ومن
39
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
مسح العنق ،ل نتعرض لذكره ،لن الحاديث فيها ل تبلغ درجة الصحيح ،وإن كان
يعمل با تتميما للنظافة ( .هامش ) ( ( ) 1الدف ) بالضم :صوت النعل حال الشي .
( / ) .صفحة / 52مكروهاته يكره للمتوضئ أن يترك سنة من السنن التقدم ذكرها ،
حت ل يرم نوابا ،لن فعل الكروه يوجب حرمان الثواب ،وتتحقق الكراهية بترك
السنة .نواقض الوضوء للوضوء نواقض تبطلة وترجه عن إفادة القصود منه ،نذكرها
فيما يلي - 1 :كل ما خرج من السبيلي ( :القبل والدبر ) .ويشمل ذلك ما يأت ( :
) 1البول ( ) 2والغائط ،لقول ال تعال . . . ( :أو جاء أحد منكم من الغائط ) . .
وهو كناية عن قضاء الاجة من بول وغائط ) 3 ( .ريح الدبر :لديث أب هريرة
رضي ال عنه ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :ل يقبل ال صلة أحدكم
إذا أحدث حت يتوضأ ) فقال رجل من حضرموت :ما الدث يا أبا هريرة ؟ قال :
( فساء أو ضراط ) .متفق عليه ،وعنه رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم ( :إذا وجد أحدكم ف بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شئ أم ل ؟ فل يرجن
من السجد حت يسمع صوتا أو يد ريا ) رواه مسلم .وليس السمع أو وجدان الرائحة
شرطا ف ذلك ،بل الراد حصول اليقي وبروج شئ منه ) 6 ، 5 ، 4 ( .الن والذي
والودي ،لقول رسول ال ف الذي ( :فيه الوضوء ) ولقول ابن عباس رضي ال عنهما :
( أما الن فهو الذي منه الغسل ،وأما الذي والودي فقال ( :أغسل ذكرك أو
مذاكيك ،وتوضأ وضوءك للصلة ) ،رواه البيهقي ف السنن - 2 .النوم الستغرق
الذي ل يبقى معه إدراك مع عدم تكن القعدة من الرض ،لديث صفوان بن عسال
رضي ال عنه قال ( :كان رسول ال صلى /صفحة / 53ال عليه وسلم يأمرنا إذا كنا
سفرا أل ننع خفافنا ثلثة أيام ولياليهن إل من جنابة ،لكن من غائط وبول ونوم ) رواه
أحد والنسائي والترمذي وصححه .فإذا كان النائم جالسا مكنا مقعدته من الرض ل
ينتقض وضوءه ،وعلى هذا يمل حديث أنس رضي ال عنه قال ( :كان أصحاب
رسول ال صلى ال عليه وسلم ينتظرون العشاء الخرة حت تفق رؤوسهم ث يصلون ول
يتوضئون ) .رواه الشافعي ومسلم وأبو داود والترمذي ،ولفظ الترمذي من طريق شعبة
( :لقد رأيت أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يوقظون للصلة حت لسع
40
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
لحدهم غطيطا ،ث يقومون فيصلون ول يتوضئون ) قال ابن البارك :هذا عندنا وهم
جلوس - 3 .زوال العقل ،سواء كان النون أو بالغماء أو بالكسر أو بالدواء .
وسواء قل أو كثر ،وسواء كانت القعدة مكنة من الرض أم ل ،لن الذهول عند هذه
السباب أبلغ من النوم ،وعلى هذا اتفقت كلمة العلماء - 4 .مس الفرج بدون حائل ،
لديث يسرة بنت صفوان رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من مس
ذكره فل يصل حت يتوضأ ) رواه المسة وصححه الترمذي وقال البخاري وهو أصح
شئ ف هذا الباب ،ورواه أيضا مالك والشافعي وأحد وغيهم ،وقال أبو داود :قلت
لحد :حديث يسرة ليس بصحيح ؟ فقال :بل هو صحيح ،وف رواية لحد
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 53
والنسائي عن يسرة :أنا سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ( :ويتوضأ من
مس الذكر ) وهذا يشمل ذكر نفسه وذكر غيه ،وعن أب هريرة رضي ال عنه أن النب
صلى ال عليه وسلم قال ( :من أفضى بيده إل ذكر ليس دونه ستر ،فقد وجب عليه
الوضوء ) رواه أحد وابن حبان والاكم وصححه هو وابن عبد الب ،وقال ابن السكن :
هذا الديث من أجود ما روي ف هذا الباب ،وف لفظ الشافعي ( إذا أفضى أحدكم
بيده إل ذكره ،ليس بينها وبينه شئ فليتوضأ ) ،وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
رضي ال عنهم ( :أيا رجل مس فرجه فليتوضأ ،وأيا امرأة مست فرجها فلتتوضأ ) .
رواه أحد ،قال ابن القيم :قال الازمي :هذا إسناد صحيح ،ويرى الحناف أن مس
الذكر ل ينقض الوضوء لديث طلق ( :أن رجل سأل النب عن رجل /صفحة / 54
يس ذكره ،هل عليه الوضوء ؟ فقال ( :ل ،إنا هو بضعة منك ) رواه المسة ،
وصححه ابن حبان ،قال ابن الدين :هو أحسن من حديث يسرة .ما ل ينقض الوضوء
أحببنا أن نشي إل ما ظن أنه ناقض للوضوء وليس بناقض ،لعدم ورود دليل صحيح
يكن أن يعول عليه ف ذلك ،وبيانه فيما يلي ) 1 ( :لس الرأة بدون حائل :فعن
عائشة رضي ال عنها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قبلها وهو صائم وقال ( :إن
القبلة ل تنقض الوضوء ول تفطر الصائم ) أخرجه إسحاق ابن راهويه ،وأخرجه أيضا
41
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
البزار بسند جيد .قال عبد الق :ل أعلم له علة توجب تركه .وعنها رضي ال عنها
قالت :فقدت رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات ليلة من الفراض فالتمسته ،فوضعت
يدي على بطن قدميه وهو ف السجد ،وها منصوبتان ،وهو يقول ( :اللهم ان أعوذ
برضاك من سخطك ،وأعوذ بعافاتك من عقوبتك ،وأعوذ بك منك ،ل أحصي ثناء
عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) رواه مسلم والترمذي وصححه ،وعنها رضي ال
عنها ( أن النب صلى ال عليه وسلم قبل بعض نسائه ث خرج إل الصلة ول يتوضأ ) ،
رواه أحد والربعة ،بسند رجاله ثقات ،وعنها رضي ال عنها قالت ( :كنت أنام بي
يدي النب صلى ال عليه وسلم ورجلي ف قبلته فإذا سجد غمزن فقبضت رجلي ) وف
لفظ ( فإذا أراد أن يسجد غمز رجلي ) متفق عليه ) 2 ( .خروج الدم من غي الخرج
العتاد ،سواء كان برح أو حجامة أو رعاف ،وسواء كان قليل أو كثيا :قال السن
رضي ال عنه ( :ما زال السلمون يصلون ف جراحاتم ) ( رواه البخاري ،وقال :
وعصر ابن عمر رضي ال عنهما بثرة وخرج منها الدم فلم يتوضأ .وبصق ابن أب أوقى
دما ومضى ف صلته ،وصلى عمر /صفحة / 55ابن الطاب رضي ال عنه وجرحه
يثعب دما ( . ) 1وقد أصيب عباد بن بشر بسهام وهو يصلي فاستمر ف صلته ،رواه
أبو داود وابن خزية والبخاري تعليقا ( .هامش ) ( ( ) 1يثعب دما ) :أي يري . ( .
) ( ) 3القئ :سواء أكان مل ء الفم أو دونه ،ول يرد ف نقضه حديث يتج به ( .
) 4أكل لم البل :وهو رأي اللفاء الربعة وكثي من الصحابة والتابعي ،إل أنه صح
الديث بالمر بالوضوء منه .فعن جابر بن سرة رضي ال عنه أن رجل سأل رسول ال
صلى ال عليه وسلم :أنتوضأ من لوم الغنم ؟ . .قال ( :إن شئت توضأ وإن شئت فل
تتوضأ ) ،قال :أنتوضأ من لوم البل ؟ قال ( :نعم توضأ من لوم البل ) ،قال :
أصلي ف مرابض الغنم ؟ قال ( :ل ) رواه أحد ومسلم ،وعن الباء ابن عازب رضي
ال عنه ،قال :سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الوضوء من لوم البل ؟ فقال :
( توضئوا منها ) وسئل عن لوم الغنم ؟ فقال ( :ل تتوضئوا منها ) وسئل عن الصلة ف
مبارك البل ؟ فقال ( :ل تصلوا فيها ،فإنا من الشياطي ) وسئل عن الصلة ف مرابض
الغنم ؟ فقال ( :صلوا فيها فإنا بركة ) رواه أحد وأبو داود وابن حبان ،وقال ابن
42
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
خزية :ل أر خلفا بي علماء الديث ف أن هذا الب صحيح من جهة النقل ،لعدالة
ناقليه ،وقال النووي :هذا الذهب أقوى دليل ،وإن كان المهور على خلفه ،إنتهى
) 5 ( .شك التوضئ ف الدث :إذا شك التطهر ،هل أحدث أم ل ؟ ل يضره الشك
ول ينتقض وضوءه سواء كان ف الصلة أو خارجها ،حت يتيقن أنه أحدث .فعن عباد
بن تيم عن عمه /صفحة / 56رضي ال عنه قال :شكى إل النب صلى ال عليه وسلم
الرجل ييل إليه أنه يد الشئ ف الصلة ؟ قال ( :ل ينصرف حت يسمع صوتا أو يد
ريا ) رواه الماعة إل الترمذي ،وعن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه
وسلم قال ( :إذا وجد أحدكم ف نفسه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شئ أم ل ؟ فل
يرج من السجد حت يسمع صوتا أو يد ريا ) رواه مسلم وأبو داود والترمذي ،
وليس الراد خصوص ساع الصوت ووجدان الريح ،بل العمدة اليقي بأنه خرج منه شئ
،قال ابن البارك :إذا شك ف الدث فإنه ل يب عليه
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 56
الوضوء حت يستيقن استيقانا يقدر أن يلف عليه ،أما إذا تيقن الدث وشك ف الطهارة
فإنه يلزمه الوضوء بإجاع السلمي ) 6 ( .القهقهة ف الصلة ل تنقض الوضوء ،لعدم
صحة ما ورد ف ذلك ) 7 ( .تغسيل اليت ل يب منه الوضوء لضعف دليل النقض .ما
يب له الوضوء يب الوضوء لمور ثلثة ( :الول ) الصلة مطلقا ،فرضا أو نفل ،
ولو صلة جنازة لقول ال تعال ( :يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إل الصلة فاغسلوا
وجوهكم وأيديكم إل الرافق وامسحوا برءوسكم ،وأرجلكم إل الكعبي ) :أي إذا
أردت القيام إل الصلة وأنتم مدثون فاغسلوا ،وقول الرسول صلى ال عليه وسلم ( :ل
يقبل ال صلة بغي طهور ،ول صدقة من غلول ( ) ) 1رواه الماعة إل البخاري .
( هامش ) ( ( ) 1الغلول ) :السرقة من الغنيمة قبل قسمتها ( ) . ( .الثان ) الطواف
بالبيت ،لا رواه ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :الطواف
صلة إل أن ال تعال أحل فيه الكلم ،فمن تكلم فل يتكلم إل بي ) رواه الترمذي
والدار قطن وصححه الاكم ،وابن السكن وابن خزية ( .الثالث ) مس الصحف ،لا
43
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رواه أبو بكر بن ممد بن عمرو بن حزم /صفحة / 57عن أبيه عن جده رضي ال
عنهم أن النب صلى ال عليه وسلم كتب إل أهله اليمن ك تابا وكان فيه ( :ل يس
القرآن إل طاهر ) .رواه النسائي والدار قطن والبيهقي والثرم ،قال ابن عبد الب ف هذا
الديث :إنه أشبه بالتواتر ،لتلقي الناس له بالقبول ،وعن عبد ال بن عمر رضي ال
عنهما قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :ل يس القرآن إل طاهر ) ذكره
اليثمي ف ممع الزوائد وقال ( :رجاله موثقون ) فالديث يدل على أنه ل يوز مس
الصحف ،إل لن كان طاهرا ولكن ( الطاهر ) لفظ مشترك ،يطلق على الطاهر من
الدث الكب ،والطاهر من الدث الصغر ،ويطلق على الؤمن ،وعلى من ليس على
بدنه ناسة ،ولبد لمله على معي من قرينة .فل يكون الديث نصا ف منع الحدث
حدثا أصغر من مس الصحف ،وأما قول ال سبحانه ( :ل يسه إل الطهرون ) ( ) 1
فالظاهر رجوع الضمي إل الكتاب الكنون ،وهو وهو اللوح الحفوظ ،لنه القرب ،
والطهرون اللئكة ،فهو كقوله تعال ( :ف صحف مكرمة ،مرفوعة مطهرة ،بأيدي
سفرة ،كرام بررة ) ( ) 2وذهب ابن عباس والشعب والضحاك وزيد بن علي والؤيد
بال وداود وابن حزم وحاد بن أب سليمان :إل أنه يوز للمحدث حدثا أصغر من
الصحف وأما القراءة له بدون مس فهي جائزة اتفاقا ( .هامش ) ( ) 1سورة الواقعة
آية ) 2 ( . 29 :سورة عبس آية ) . ( . 16 - 13ما يستحب له يستحب الوضوء
ويندب ف الحوال التية ) 1 ( :عند ذكر ال عزوجل :لديث الهاجر بن قنفذ رضي
ال عنه ( أنه سلم على النب صلى ال عليه وسلم وهو يتوضأ فلم يرد عليه حت توضأ فرد
عليه ،وقال ( :إنه ل ينعن أن أرد عليك إل أن كرهت أن أذكر ال إل على
الطهارة ) ،قال قتادة ( فكان السن من أجل هذا يكره أن يقرأ أو يذكر ال عزوجل
حت يطهر ) رواه أحد وأبو داود والنسائي وابن ماجه ،وعن أب جهيم بن الارث رضي
ال عنه /صفحة / 58قال ( :أقبل النب صلى ال عليه وسلم من نو بئر جل ( ) 1
فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد عليه حت أقبل على جدار فمسح بوجهه ويديه ،ث رد
عليه السلم ) رواه أحد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي ،وهذا على سبيل
الفضلية والندب .وإل فذكر ال عزوجل يوز للمتطهر والحدث والنب والقائم
44
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والقاعد ،والاشي والضطجع بدون كراهة ،لديث عائشة رضي ال عنها قالت :
( كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يذكر ال على كل أحيانه ) رواه المسة إل
النسائي ،وذكره البخاري بغي إسناد ،وعن علي كرم ال وجهه قال ( :كان رسول ال
صلى ال عليه وسلم يرج من اللء فيقرئنا ويأكل معنا اللحم ،ول يكن يجزه عن
القرآن شئ ليس النابة ) رواه المسة وصححه الترمذي وابن السكن ( .هامش ) (
) 1بئر جل :موضع يقرب من الدينة ) 2 ( ) . ( .عند النوم :لا رواه الباء بن
عازب رضي ال عنه قال :قال النب صلى ال عليه وسلم ( :إذا أتيت مضجعك فتوضأ
وضوءك للصلة ث اضطجع على شقك الين ،ث قل اللهم أسلمت نفسي إليك ،
ووجهت وجهي إليك ،وفوضت أمري إليك ،وألأت ظهري إليك ،رغبة ورهبة إليك
،ل ملجأ ول منجى منك إل إليك ،اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ،ونبيك الذي
أرسلت ،فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة ،واجعلهن آخر ما تتكلم به ) ،قال
فرددتا على النب صلى ال عليه وسلم فلما بلغت ( :اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت :
ورسولت ،قال :ل . . .ونبيك الذي أرسلت ) رواه أحد والبخاري والترمذي ،
ويتأكد ذلك ف حق النب ،لا رواه ابن عمر رضي ال عنهما
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 58
قال يا رسول ال أينام أحدنا جنبا ؟ قال ( :نعم إذا توضأ ) .وعن عائشة رضي ال عنها
قالت :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب ،غسل فرجه
وتوضأ وضوءه للصلة ) رواه الماعة ) 3 ( .يستحب الوضوء للجنب :إذا أراد أن
يأكل أو يشرب أو يعاود الماع ،لديث عائشة رضي /صفحة / 59ال عنها قالت :
( كان النب صلى ال عليه وسلم إذا كان جنبا فأراد أن يأكل أو ينام توضأ ) ،وعن
عمار بن ياسر ( أن النب صلى ال عليه وسلم رخص للجنب إذا أراد أن يأكل أو يشرب
أو ينام ،أن يتوضأ وضوءه للصلة ) ،رواه أحد والترمذي وصححه ،وعن أب سعيد
عن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا أتى أحدكم أهله ث أراد أن يعود فليتوضأ )
رواه الماعة إل البخاري ،ورواه ابن خزية وابن حبان والاكم .وزادوا ( فإنه أنشط
45
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
للعود ) ) 4 ( .يندب قبل الغسل ،سواء كان واجبا أو مستحبا :لديث عائشة رضي
ال عنها قالت ( :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا اغتسل من النابة ،يبدأ
فيغسل يديه ،ث يفرغ بيمينه على شاله فيغسل فرجه ،ث يتوضأ وضوءه للصلة ) ،
الديث رواه الماعة ) 5 ( .يندب من أكل ما مسته النار :لديث إبراهيم بن عبد ال
بن قارظ قال :مررت بأب هريرة وهو يتوضأ فقال :أتدري مم أتوضأ ؟ من أثوار أقط (
) 1أكلتها ،لن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ( :توضئوا ما مست النار
) ،رواه أحد ومسلم والربعة ،وعن عائشة رضي ال عنها عن النب صلى ال عليه
وسلم قال ( :توضئوا ما مست النار ) ،رواه أحد ومسلم والنسائي وابن ماجة .والمر
بالوضوء ممول على الندب لديث عمرو بن أمية الضمري رضي ال عنه قال ( :رأيت
النب صلى ال عليه وسلم يتز من كتف شاة فاكل منها فأكل منها فدعى إل الصلة فقام
وطرح السكي وصلى ول يتوضأ ) متفق عليه ،قال النووي :فيه جواز قطع اللحم
بالسكي ( .هامش ) ( ( ) 1من أثوار أقط ) :هي قطع من اللب الامد ) 6 ( ) . ( .
تديد الوضوء لكل صلة :لديث بريدة رضي ال عنه قال ( :كان النب صلى ال عليه
وسلم يتوضأ عند كل صلة ،فلما كان يوم الفتح توضأ ومسح على خفيه وصلى
الصلوات بوضوء واحد ،فقال له عمر .يا رسول ال إنك فعلت شيئا ل تكن تفعله ! /
صفحة / 60فقال ( :عمدا فعلته يا عمر ) رواه أحد ومسلم وغيها ،وابن عمرو بن
عامر النصاري رضي ال عنه قال ،كان أنس بن مالك يقول ( :كان صلى ال عليه
وسلم يتوضأ عند كل صلة ،قال :قلت :فأنتم كيف كنتم تصنعون ؟ قال :كنا نصلي
الصلوات بوضوء واحد ما ل ندث ) ،رواه أحد والبخاري .وعن أب هريرة رضي ال
عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :لول أن أشق على أمت لمرتم عند كل
صلة بوضوء ،ومع كل وضوء بسواك ) رواه أحد بسند حسن ،وروى عن ابن عمر
رضي ال عنهما قال ( :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ( :من توضأ على
طهر كتب له عشر حسنات ) .رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة .فوائد يتاج
التوضئ إليها - 1الكلم الباح أثناء الوضوء مباح ،ول يرد ف السنة ما يدل على منعه
- 2 .الدعاء عند غسل العضاء باطل ل أصل له .والطلوب القتصار على الدعية الت
46
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
تقدم ذكرها ف سنن الوضوء - 3 .لو شك التوضئ ف عدد الغسلت يبن على اليقي
وهو القل - 4 .وجود الائل مثل الشمع على أي عضو من أعضاء الوضوء يبطله ،أما
اللون وحده ،كالضاب بالناء مثل ،فإنه ل يؤثر ف صحة الوضوء ،لنه ل يول بي
البشرة وبي وصول الاء إليها - 5 .الستحاضة ،ومن به سلس بول أو انفلت ريح ،
أو غي ذلك من العذار يتوضئون لكل صلة ،إذا كان العذر يستغرق جيع الوقت ،أو
كان ل يكن ضبطه ،وتعتب صلتم صحيحة مع قيام العذر - 6 .يوز الستعانة بالغي
ف الوضوء - 7 .يباح للمتوضئ أن ينشف أعضاءه بنديل ونوه صيفا وشتاء .السح
على الفي ( ) 1دليل مشروعيته :ثبت السح على الفي بالسنة الصحيحة الثابتة عن
رسول ال صلى ال عليه /صفحة / 61وسلم ،قال النووي :أجع من يعتد به ف
الجاع على جواز السح على الفي -ف السفر والضر ،سواء كان لاجة أو غيها
-حت للمرأة اللزمة والزمن الذي ل يشي ،وإنا أنكرته الشيعة والوارج ،ول يعتد
بلفهم ،وقال الافظ بن حجر ف الفتح :وقد صرح جع من الفاظ ،بأن السح على
الفي متواتر ،وجع بعضهم رواته فجاوزوا الثماني ،منهم العشرة .انتهى ،وأقوى
الحاديث حجة ف السح ،ما رواه أحد والشيخان وأبو داود والترمذي عن هام النخعي
رضي ال عنه ،قال ( :بال جرير بن عبد ال ث توضأ ومسح على خفيه ،فقيل :تفعل
هذا وقد بلت ؟ قال :نعم رأيت رسول
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 61
ال صلى ال عليه وسلم بال ث توضأ ومسح على خفيه ) ،قال إبراهيم :فكان يعجبهم
هذا الديث لن إسلم جرير كان بعد نزول الائدة ،أي أن جريرا أسلم ف السنة
العاشرة بعد نزول آية الوضوء الت تفيد وجوب غسل الرجلي ،فيكون حديثه مبينا أي
الراد بالية إياب الغسل لغي صاحب الف ،وأم ا صاحب الف ففرضه السح فتكون
السنة مصصة للية ) 2 ( .مشروعية السح على الوربي :يوز السح على الوربي ،
وقد روي ذلك عن كثي من الصحابة .قال أبو داود :ومسح على الوربي علي بن أب
طالب وابن مسعود والباء ابن عازب وأنس بن مالك وأبو امامة وسهل بن سعد وعمرو
47
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بن حريث ،وروي أيضا عن عمر بن الطاب وابن عباس ،انتهى ،وروي أيضا عن
عمار وبلل بن عبد ال بن أب أوف وابن عمر ،وف تذيب السنن لبن القيم عن ابن
الندر :أن أحد نص على جواز السح على الوربي ،وهذا من إنصافه وعدله ،وإنا
عمدته هؤلء الصحابة رضي ال عنهم وصريح القياس ،فإنه ل يظهر بي الوربي
والفي فرق مؤثر ،يصح أن يال الكم عليه ،والسح عليهما قول أكثر أهل العلم ،
انتهى .ومن أجاز السح عليهما سفيان الثوري وابن البارك وعطاء والسن وسعيد بن
السيب ،وقال أبو يوسف وممد :يوز السح عليهما إذا كانا ثخيني ل يشفان عما
تتهما ،وكان أبو حنيفة ل يوز السح على الورب الثخي ث رجع إل الواز قبل موته
بثلثة أيام أو بسبعة ،ومسح على جوربيه الثخيني ف مرضه وقال لعواده :فعلت ما
كنت /صفحة / 62أنى عنه ،وعن الغية بن شعبة :أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم توضأ ومسح على الوربي والنعلي ( ) 1رواه أحد والطحاوي وابن ماجة
والترمذي وقال :حديث حسن صحيح ( ،وضعفه أبو داود ) .والسح على الوربي
كان هو القصود ،وجاء السح على النعلي تبعا ( .هامش ) ( ( ) 1النعل ) ما وقيت
به القدم من الرض وهو يغاير الف ،ولقد كان لنعل رسول ال صلى ال عليه وسلم
سيان يضع أحدها بي ابام رجله والت تليها ويضع الخر بي الوسطى والت تليها ويمع
السيين ال السي الذي على وجه قدمه وهو العروف بالشراك ( ،والورب ) :لفافة
الرجل وهو السمى بالشراب ) . ( .وكما يوز السح على الوربي يوز السح على
كل ما يستر الرجلي كاللفائف ونوها ،وهي ما يلف على الرجل من البد أو خوف
الفاء أؤ لراح بما ونو ذلك ،قال ابن تيمية :والصواب أنه يسح على اللفائف ،
وهي بالسح أول من الف والورب ،فإن اللفائف إنا تستعمل للحاجة ف العادة ،وف
نزعها ضرر :إما إصابة البد ،وإما التأذي بالفاء ،وإما التاذي بالرح ،فإذا جاز
السح على الفي والوربي ،فعلى اللفائف بطريق الول ،ومن ادعى ف شئ من ذلك
إجاعا فليس معه إل عدم العلم ،ول يكنه أن ينقل النع عن عشرة من العلماء الشهورين
،فضل عن الجاع ،إل أن قال :فمن تدبر ألفاظ الرسول صلى ال عليه وسلم وأعطى
القياس حقه علم أن الرخصة منه ف هذا الباب واسعة ،وأن ذلك من ماسن الشريعة ،
48
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ومن النيفية السمحة الت بعث با ،انتهى .وإذا كان بالف أو الورب خروق فل بأس
بالسح عليه ،مادام يلبس ف العادة ،قال الثوري :كانت خفاف الهاجرين والنصار ل
تسلم من الروق كخفاف الناس ،فلو كان ف ذلك حظر لورد ونقل عنهم ) 3 ( .
شروط السح على الف وما ف معناه :يشترط لواز السح أن يلبس الف وما ف معناه
من كل ساتر على وضوء ،لديث الغية بن شعبة قال ( :كنت مع النب صلى ال عليه
وسلم ذات ليلة ف مسي فأفرغت عليه من الداوة فغسل وجهه وذراعيه ومسح برأسه ث
أهويت لنزع خفيه فقال ( :دعهما فإن أدخلتهما طاهرتي ) فمسح عليهما ) رواه /
صفحة / 63أحد والبخاري ومسلم .وروى الميدي ف مسنده عنه قال :قلنا يا
رسول ال أيسح أحدنا على الفي ؟ قال ( :نعم إذا أدخلهما وها طاهرتان ) وما
اشترطه بعض الفقهاء من أن الف ل بد أن يكون ساترا لحل الفرض ،وأن يثبت بنفسه
من غي شد مع إمكان متابعة الشي فيه .قد بي شيخ السلم ابن تيمية ضعفه ف الفتاوي
) 4 ( .مل السح :الحل الشروع ف السح ظهر الف ،لديث الغية رضي ال عنه
قال :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يسح على ظاهر الفي ،رواه أحد وأبو
داود والترمذي وحسنه .وعن علي رضي ال عنه قال ( :لو كان الدين بالرأي لكان
أسفل الف أول بالسح من أعله ،لقد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يسح على
ظاهر خفيه ) رواه أبو داود والدار قطن ،وإسناده حسن أو صحيح ،والواجب ف السح
ما يطلق عليه اسم السح لغة ،من غي تديد ،ول يصح فيه شئ ) 5 ( .توقيت السح :
مدة السح على الفي للمقيم يوم وليلة ،وللمسافر ثلثة أيام ولياليها ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 63
قال صفوان بن عسال رضي ال عنه :أمرنا ( يعن النب صلى ال عليه وسلم ) أن نسح
على الفي إذا نن أدخلناها على طهر ثلثا إذا سافرنا ،ويوما وليلة إذا أقمنا ،ول
نلعهما إل من جنابة ،رواه الشافعي وأحد وابن خزية ،والترمذي والنسائي
وصححاه ،وعن شريح بن هان رضي ال عنه قال :سألت عائشة عن السح على الفي
فقالت :سل عليا ،فإنه أعلم بذا من ،كان يسافر مع رسول ال صلى ال عليه وسلم .
49
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فسألته فقال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :للمسافر ثلثة أيام ولياليهن ،
وللمقيم يوم وليلة ) ،رواه أحد ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ،قال البيهقي :
هو أصح ما روي ف هذا الباب ،والختار أن ابتداء الدة من وقت السح ،وقيل من
وقت الدث بعد اللبس / .صفحة ) 6 ( / 64صفة السح :والتوضئ بعد أن يتم
وضوءه ويلبس الف أو الورب يصح له السح عليه كلما أراد الوضوء ،بدل من غسل
رجليه ،يرخص له ف ذلك يوما وليلة ،إذا كان مقيما ،وثلثة أيام ولياليها إن كان
مسافرا ،إل إذا أجنب فإنه يب عليه نزعه ،لديث صفوان التقدم ) 7 ( .ما يبطل
السح :يبطل السح على الفي ) 1 ( :انقضاء الدة ) 2 ( .النابة ) 3 ( .نزع الف
.فإذا انقضت الدة أو نزع الف وكان متوضئا قبل غسله رجليه فقط .الغسل الغسل
معناه :تعميم البدن بالاء ،وهو مشروع ،لقول ال تعال ( :وإن كنتم جنبا فاطهروا )
وقوله تعال ( :ويسألونك عن الحيض قل هو أذى ،فاعتزلوا النساء ف الحيض ،ول
تقربوهن حت يطهرن ،فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم ال ،إن ال يب التوابي
ويب التطهرين ( . ) ) 1وله مباحث تنحصر فيما يأت ( :هامش ) ( ) 1سورة البقرة
آية ) . ( . 222 :يب الغسل لمور خسة ( :الول ) خروج الن بشهوة ف النوم أو
اليقظة من ذكر أو أنثى وهو قول عامة الفقهاء .لديث أب سعيد قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم ( :الاء من /صفحة / 65الاء ( ) 1رواه مسلم ،وعن أم سلمة
رضي ال عنها :أن أم سليم قالت :يا رسول ال إن ال ل يستحي من الق ،فهل على
الرأة غسل إذا احتلمت ؟ قال ( :نعم ،إذا رأت الاء ) رواه الشيخان وغيها ( .هامش
) ( ) 1الاء من الاء :أي الغتسال من النزال ،فالاء الول الاء الطهر ،والثان الن .
وهنا صور كثيا ما تقع ،أحببنا أن ننبه عليها للحاجة إليها :ا -إذا خرج الن من غي
شهوة ،بل لرض أو برد فل يب الغسل .ففي حديث علي رضي ال عنه :أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم قال له ( :فإذا فضخت الاء ( ) 2فاغتسل ) ،رواه أبو داود .
قال ماهد :بينا نن أصحاب ابن عباس -حلق ف السجد ( - :طاووس ،وسعيد بن
جبي ،وعكرمة -وابن عباس قائم يصلي ) إذا وقف علينا رجل فقال :هل من مفت ؟
فقلنا :سل ،فقال إن كلما بلت تبعه الاء الدافق ؟ قلنا الذي يكون منه الولد ؟ قال :
50
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
نعم ،قلنا :عليك الغسل ،قال :فول الرجل وهو يرجع ،قال :وعجل ابن عباس ف
صلته ،ث قال لعكرمة علي بالرجل ،وأقبل علينا فقال :أرأيتم ما أفتيتم به هذا الرجل ،
عن كتاب ال ؟ قلنا :ل .قال :فعن رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ قلنا :ل ،قال :
فعن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ قلنا ل ،قال :فعمه ؟ قلنا :عن رأينا ،
قال :فلذلك قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :فقيه واحد أشد على الشيطان من
ألف عابد ) قال :وجاء الرجل فأقبل عليه ابن عباس فقال :أرأيت إذا كان ذلك منك ،
أتد شهوة ف قبلك ؟ قال :ل ،قال :فهل تد خدرا ف جسدك ؟ قال :ل ،قال إنا
هذه إبردة ،يزيك منها الوضوء ) ( .هامش ) ( ( ) 2الفضخ ) خروج الن بشدة .
( ) .ب -إذا احتلم ول يد منيا فل غسل عليه ،قال ابن النذر .أجع على هذا كل
من أحفط عنه من أهل العلم ،وف حديث أم سليم التقدم فهل على الرأة غسل إذا
احتلمت ؟ قال ( :نعم إذا رأت الاء ) ما يدل على أنا إذا ل تره فل غسل عليها ،لكن
إذا خرج بعد الستيقاظ وجب عليها الغسل .ح -إذا انتبه من النوم فوجد بلل ول
يذكر احتلما ،فإن تيقن أنه من فعليه الغسل ،لن الظاهر أن خروجه كان لحتلم
نسيه ،فإن شك ول يعلم / ،صفحة / 66هل هو من أو غيه ؟ فعيله الغسل احتياطا .
وقال مادة وقتادة :ل غسل عليه حت يوقن بالاء الدافق ،لن اليقي بقاء الطهارة ،فل
يزول بالشك .د -أحس بانتقال الن عند الشهوة ،فأمسك ذكره فلم يرج فل غسل
عليه ،لا تقدم من أن النب صلى ال عليه وسلم علق الغتسال على رؤية الاء .فل يثبت
الكم بدونه ،لكن إن مشى فخرج منه الن فعليه الغسل .ه -رأى ف ثوبه منيا ،ل
يعلم وقت حصوله ،وكان قد صلى ،يلزمه
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 66
إعادة الصلة من آخر نومة له ،إل أن يرى ما يدل على أنه قبلها ،فيعيد من أدن نومة
يتمل أنه منها ( .الثان ) :إلتقاء الناني :أي تغييب الشفة ف الفرج وإن ل يصل
إنزال ،لقول ال تعال ( :وإن كنتم جنبا فاطهروا ) قال الشافعي :كلم العرب يقتضي
أن النابة تطلق بالقيقة على الماع وإن ل يكن فيه إنزال ،قال :فإن كل من خوطب
51
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بأن فلنا أجنب عن فلنة عقل أنه أصابا وإن ل ينل .قال :ول يتلف أحد أن الزنا
الذي يب به اللد هو الماع ،ولو ل يكن منه إنزال ولديث أب هريرة رضي ال عنه
:أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا جلس بي شعبها الربع ( ) 1ث جهدها
فقد وجب الغسل .أنزل أم ل ينل ) رواه أحد ومسلم ،وعن سعيد ابن السيب :أن
أبا موسى الشعري رضي ال عنه قال لعائشة :إن أريد أن أسألك عن شئ وأنا استحي
منك ،فقالت :سل ول تستحي فإنا أنا أمك ،فسألا عن الرجل يغشى ول ينل فقالت
عن النب صلى ال عليه وسلم ( :إذا أصاب التان التان فقد وجب الغسل ) ،رواه
أحد ومالك بألفاظ متلفة .ول بد من اليلج بالفعل ،أما مرد الس من غي إيلج فل
غسل على واحد منهما إجاعا ( .هامش ) ( ( ) 1الشعب الربع ) :يداها ورجلها .
( والهد ) كناية عن معالة اليلج ( ) . ( .الثالث ) :انقطاع اليض والنفاس :لقول
ال تعال ( ول تقربوهن حت يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث /صفحة / 67
أمركم ال ) ،ولقول رسول ال صلى ال عليه وسلم لفاطمة بنت أب حبيش رضي ال
عنها ( دعي الصلة قدر اليام الت كنت تيضي فيها ،اغتسلي وصلي ) متفق عليه ،
وهذا ،وإن كان واردا ف اليض ،إل أن النفاس كاليض بإجاع الصحابة ،فإن ولدت
ول ير الدم فقيل عليها الغسل ،وقيل ل غسل عليها ،ول يرد نص ف ذلك ( .الرابع )
الوت :إذا مات السلم وجب تغسيله إجاعا ،على تفصيل يأت ف موضعه ( .الامس )
:الكافر إذا أسلم :إذا أسلم الكافر يب عليه الغسل ،لديث أب هريرة رضي ال عنه :
أن ثامة النفي أسر ،وكان النب صلى ال عليه وسلم يغدو إليه فيقول :ما عندك يا ثامة
؟ فيقول :إن تقتل تقتل ذا دم ،وإن تنن تنن على شاكر ،وإن ترد الال نعطك منه ما
شئت ،وكان أصحاب الرسول صلى ال عليه وسلم يبون الفداء ويقولون :ما نصنع
بقتل هذا ؟ فمر عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم فأسلم ،فحله وبعث به إل حائط
أب طلحة ( ) 1وأمره أن يغتسل ،فاغتسل وصلى ركعتي ،فقال النب صلى ال عليه
وسلم ( :لقد حسن إسلم أخيكم ) رواه أحد وأصله عند الشيخي ( .هامش ) ( ) 1
( الائط ) :البستان ) . ( .ما يرم على النب يرم على النب ما يأت - 1 :الصلة
- 2 .الطواف :وقد تقدمت أدلة ذلك ف مبحث ما يب له الوضوء - 3 .مس
52
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الصحف وحله ،وحرمتهما متفق عليها بي الئمة ول يالف ف ذلك أحد من
الصحابة ،وجوز داود ابن حزم للجنب مس الصحف وحله ول يريا بما بأسا ،
واستدلل با جاء ف الصحيحي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث إل هرقل كتابا
فيه ( :بسم ال الرحن الرحيم . . .إل أن قال /صفحة ( / 68يا أهل الكتاب تعالوا
إل كلمة سواء بيننا وبينكم أل نعبد إل ال ،ول نشرك به شيئا ،ول يتخذ بعضنا بعضا
أربابا من دون ال .فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون ) ( ، ) 1قال ابن حزم :
فهذا رسول ال بعث كتابا ،وفيه هذه الية إل النصارى وقد أيقن أنم يسون هذا
الكتاب ،وأجاب المهور عن هذا بأن هذه رسالة ول مانع من مس ما اشتملت عليه
من آيات من القرآن كالرسائل وكتب التفسي والفقه وغيها ،فإن هذه ل تسمى
مصحفا ول تثبت لا حرمته - 4 .قراءة القرآن :يرم على النب أن يقرأ شيئا من
القرآن عند المهور .لديث علي رضي ال عنه ( :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
كان ل يجبه عن القرآن شئ ليس النابة ) رواه أصحاب السنن ،وصححه الترمذي
وغيه .قال الافظ ف الفتح :وضعف بعضهم بعض رواته ،والق أنه من قبيل السن ،
يصلح للحجة ،وعنه رضي ال عنه قال :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم توضأ ث
قرأ شيئا من القرآن ث قال ( :هكذا لن ليس بنب ،فأما النب فل .ول آية ) رواه
أحد وأبو يعلى وهذا لفظه ،قال اليتمي :رجاله موثقون ،قال الشوكان :فإن صح
هذا صلح للستدلل به على التحري .أما الديث الول فليس فيه ما يدل على التحري .
لنه غايته أن النب صلى ال عليه وسلم ترك القراءة حال النابة ،ومثله ل يصلح متمسكا
للكراهة ،فكيف يستدل به على التحري ؟ .انتهى .وذهب البخاري والطبان وداود
وابن حزم إل جواز القراءة للجنب .قال البخاري :قال إبراهيم :ل بأس أن تقرأ
الائض الية ،ول ير
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 68
ابن عباس بالقراءة للجنب بأسا ،وكان النب صلى ال عليه وسلم يذكر ال على كل
أحيانه .قال الافظ تعليقا على هذا ،ل يصح عند الصنف ( يعن البخاري ) شئ من
53
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الحاديث الواردة ف ذلك :أي ف منع النب والائض من القراءة ،وإن كان مموع ما
ورد ف ذلك تقوم به الجة عند غيه لكن أكثرها قابل للتأويل - 5 .الكث ف السجد
:يرم على النب أن يكث ف السجد ،لديث عائشة رضي ال عنها قالت :جاء
رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ووجوه ( هامش ) ( ) 1سورة آل عمران آية . 64 :
( / ) .صفحة / 69بيوت أصحابه شارعة ف السجد فقال ( وجهوا هذه البيوت عن
السجد ) ث دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم ول يصنع القوم شيئا ،رجاء أن ينل
فيهم رخصة ،فخرج إليهم فقال ( :وجهوا هذه البيوت عن السجد فإن ل أحل
السجد لائض ول لنب ) رواه أبو داود ،وعن أم سلمة رضي ال عنها قالت :دخل
رسول ال صلى ال عليه وسلم صرحة هذا السجد ( ) 1فنادى بأعلى صوته ( :ان
السجد ل يل لائض ول لنب ) رواه ابن ماجة والطبان .والديثان يدلن على عدم
حل اللبث ف السجد والكث فيه للحائض والنب ،لكن يرخص لما ف اجتيازه لقول
ال تعال ( :يا أيها الذين آمنوا ل تقربوا الصلة وأنتم سكارى حت تعلموا ما تقولون ،
ول جنبا إل عابري سبيل حت تغتسلوا ) ( ) 2وعن جابر رضي ال عنه قال ( :كان
أحدنا ير ف السجد جنبا متازا ) رواه ابن أب شيبة وسعيد بن منصور ف سننه .وعن
زيد بن أسلم قال :كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يشون ف السجد وهم
جنب ،رواه ابن النذر .وعن يزيد بن حبيب :أن رجال من النصار كانت أبوابم إل
السجد ،فكانت تصيبهم جنابة فل يدون الاء ،ول طريق إليه إل من السجد ،فأنزل
ال تعال ( ول جنبا إل عابري سبيل ) رواه ابن جرير .قال الشوكان عقب هذا .وهذا
من الدللة على الطلوب بحل ل يبقى بعده ريب ،وعن عائشة رضي ال عنها قالت :
قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم :ناولين المرة من السجد ) فقلت :إن
حائض ،فقال ( :إن حيضتك ليست ف يدك ) رواه الماعة إل البخاري ،وعن ميمونة
رضي ال عنها قالت ( :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يدخل على إحدانا وهي
حائض فيضع رأسه ف حجرها فيقرأ القرآن وهي حائض ،ث تقوم إحدانا بمرته فتضعها
ف السجد وهي حائض ) رواه أحد والنسائي وله شواهد ( .هامش ) ( ) 1
( الصرحة ) بفتح وسكون :عرصة الدار والمتد من الرض ) 2 ( .سورة النساء آية :
54
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
) . ( . 43الغسال الستحبة أي الت يدح الكلف على فعلها ويثاب ،وإذا تركها ل
لوم عليه ول عقاب ،وهي ستة نذكرها فيما يلي / :صفحة ) 1 ( / 70غسل المعة
:لا كان يوم المعة يوم اجتماع للعبادة والصلة أمر الشارع بالغسل وأكده ليكون
السلمون ف اجتماعهم على أحسن حال من النظافة والتطهي .فعن أب سعيد رضي ال
عنه :أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :غسل المعة واجب على كل متلم والسواك
وأم يس من الطيب ما يقدر عليه ) رواه البخاري ومسلم .والراد بالحتلم البالغ ،والراد
بالوجوب تأكيد استحبابه ،بدليل ما رواه البخاري عن ابن عمر ( :أن عمر بن الطاب
بينما هو قائم ف الطبة يوم المعة ،إذ دخل رجل من الهاجرين الولي من أصحاب
النب صلى ال عليه وسلم ،وهو عثمان ،فناداه عمر :أية ساعة هذه ؟ قال :إن شغلت
فلم أنقلب إل أهلي حت سعت التأذين فلم أزد أن توضأت ،فقال :والوضوء أيضا وقد
علمت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يأمر بالغسل ؟ ) .قال الشافعي :فلما ل
يترك عثمان الصلة للغسل ،ول يأمره عمر بالروج للغسل ،دل ذلك على أنما قد
علما أن المر بالغسل للختيار .ويدل على استحباب الغسل أيضا ،ما رواه مسلم عن
أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من توضأ فأحسن الوضوء
ث أتى المعة فاستمع وأنصت غفر له ما بي المعة إل المعة وزيادة ثلثة أيام ) .قال
القرطب ف تقرير الستدلل بذا الديث عن الستحباب :ذكر الوضوء وما معه مرتبا
عليه الثواب القتضي للصحة ،يدل على أن الوضوء كاف .وقال الافظ ابن حجر ف
التلخيص :إنه من أقوى ما استدل به على عدم فرضية الغسل للجمعة ،والقول
بالستحباب بناء على أن ترك الغتسال ل يترتب عليه حصول ضرر ،فإن ترتب على
تركه أذى الناس بالعرق والرائحة الكريهة ونو ذلك ما يسئ ،كان الغسل واجبا وتركه
مرما ،وقد ذهب جاعة من العلماء ،إل القول بوجوب الغسل للجمعة وإن ل يصل
أذى بتركه ،مستدلي بقول أب هريرة رضي ال عنه :أن النب صلى ال عليه وسلم قال
( :حق على كل مسلم أن يغتسل ف كل سبعة أيام يوما .يغسل فيه رأسه وجسده )
رواه البخاري ومسلم وحلوا الحاديث الواردة ف هذا
............................................................
55
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 70
الباب على ظاهرا وردوا ما عارضها / .صفحة / 71ووقت الغسل يتد من طلوع
الفجر إل صلة المعة ،وإن كان الستحب أن يتصل الغسل بالذهاب ،وإذا أحدث
بعد الغسل يكفيه الوضوء .قال الثرم :سعت أحد سئل عمن اغتسل ث أحدث ،هل
يكفيه الوضوء ؟ فقال نعم ،ول أسع فيه أعلى من حديث ابن أبزى .انتهى ،يشي أحد
إل ما رواه ابن أب شيبة بإسناد صحيح عن عبد الرحن بن أبزى عن أبيه ،وله صحبة :
أنه كان يغتسل يوم المعة ث يدث فيتوضأ ول يعيد الغسل ويرج وقت الغسل بالفراغ
من الصلة فمن اغتسل بعد الصلة ل يكون غسل للجمعة ،ول يعتب فاعله آتيا با أمر
به ،لديث ابن عمر رضي ال عنهما :أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا جاء
أحدكم إل المعة فليغتسل ) رواه الماعة ،ولسلم ( إذا أراد أحدكم أن يأت المعة
فليغتسل ) وقد حكى ابن عبد الب الجاع على ذلك ) 2 ( .غسل العيدين :استحب
العلماء الغسل للعيدين ،ول يأت ف ذلك حديث صحيح ،قال ف البدر الني :أحاديث
غسل العى 6ين ضعيفة ،وفيها آثار عن الصحابة جيدة ) 3 ( .غسل من غسل ميتا :
يستحب لن غسل ميتا أن يغتسل عند كثي من أهل العلم ،لديث أب هريرة رضي ال
عنه :أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من غسل ميتا فليغتسل ،ومن حله فليتوضأ )
رواه أحد وأصحاب السنن وغيهم .وقد طعن الئمة ف هذا الديث .قال علي بن
الداين وأحد وابن النذر والرافعي وغيهم :ل يصحح علماء الديث ف هذا الباب شيئا
،لكن الافظ ابن حجر قال ف حديثنا هذا :قد حسنه الترمذي وصححه ابن حبان ،
وهو -بكثرة طرقه -أقل أحواله أن يكون حسنا ،فإنكار النووي على الترمذي تسينه
معترض ،وقال الذهب :طرق هذا الديث أقوى من عدة أحاديث احتج با الفقهاء ،
والمر ف الديث ممول على الندب ،لا روي عن عمر رضي ال عنه قال :كنا نغسل
اليت ،فمنا من يغتسل ومنا من ل يغتسل .رواه الطب بإسناد صحيح ،ولا غسلت
أساء بنت عميش زوجها أبا /صفحة / 72بكر الصديق رضي ال عنه حي توف
خرجت فسألت من حضرها من الهاجرين فقالت :إن هذا يوم شديد البد ،وأنا صائمة
،فهل علي من غسل ؟ فقالوا :ل ،رواه مالك ) 4 ( .غسل الحرام :يندب الغسل
56
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
لن أراد أن يرم بج أو عمرة عند المهور ،لديث زيد ابن ثابت ( أنه رأى رسول ال
صلى ال عليه وسلم ترد لهلله واغتسل ،رواه الدار قطن والبيهقي والترمذي
وحسنه ،وضعفه العقيلي ) 5 ( .غسل دخول مكة :يستحب لن أراد دخول مكة أن
يغتسل ،لا روي عن ابن عمر رضي ال عنهما ( :أنه كان ل يقدم مكة إل بات بذى
طوى حت يصبح ث يدخل مكة نارا ) ،ويذكر عن النب صلى ال عليه وسلم أنه فعله ،
رواه البخاري ومسلم ،وهذا لفظ مسلم ،وقال ابن النذر :الغتسال عند دخول مكة
مستحب عند جيع العلماء ،وليس ف تركه عندهم فدية ،وقال أكثرهم :يزئ عنه
الوضوء ) 6 ( .غسل الوقوف بعرفة :يندب الغسل لن أراد الوقوف بعرفة الج ،لا
رواه مالك بن نافع ( :أن عبد ال ابن عمر رضي ال عنهما كان يغتسل لحرامه قبل أن
يرم ،ولدخول مكة ،ولوقوفه عشية عرفة ) .أركان الغسل ل تتم حقيقة الغسل
الشروع إل بأمرين ) 1 ( :النية :إذ هي الميزة للعبادة عن العادة ،وليست النية إل
عمل قلبيا مضا .وأما ما درج عليه كثي من الناس واعتادوه من التلفظ با فهو مدث
غي مشروع ،ينبغي هجره والعراض عنه وقد تقدم الكلم على حقيقة النية ف الوضوء .
/صفحة ) 2 ( / 73غسل جيع العضاء :لقول ال تعال ( :وإن كنتم جنبا
فاطهروا ) أي اغتسلوا ،وقوله ( :يسألونك عن الحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء ف
الحيض ول تقربوهن حت يطهرن ) :أي يغتسلن .والدليل على أن الراد بالتطهر
الغسل ،ما جاء صريا ف قول ال تعال ( :يأيها الذين آمنوا ل تقربوا الصلة وأنتم
سكارى حت تعلموا ما تقولون ،ول جنبا إل عابري سبيل حت تغتسلوا ) وحقيقة
الغتسال ،غسل جيع العضاء .سننه يسن للمغتسل مراعاة فعل الرسول صلى ال عليه
وسلم ف غسله فيبدأ ( ) 1بغسل يديه ثلثا ( ) 2ث يغسل فرجه ( ) 3ث يتوضأ
وضوءا كامل كالوضوء للصلة ،وله تأخي غسل رجليه إل أن يتم غسله ،إذا كان
يغتسل ف طست ونوه ( ) 4ث يفيض الاء على رأسه ثلثا مع تليل الشعر ،ليصل الاء
إل أصوله ( ) 5ث يفيض الاء على سائر البدن بادئا بالشق الين ث اليسر مع تعاهد
البطي وداخل الذني والسرة وأصابع الرجلي وذلك ما يكن دلكه من البدن .وأصل
ذلك كله ما جاء عن عائشة رضي ال عنها ( أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا
57
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
اغتسل من النابة يبدأ فيغسل يديه ،ث يفرغ بيمينه على شاله فيغسل فرجه ث يتوضأ
وضوءه للصلة ،ث يأخذ الاء ويدخل أصابعه ف أصول الشعر
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 73
حت إذا رأى أنه قد استبأ ( ) 1حفن على رأسه ثلث حثيات ،ث أفاض على سائر
جسده ) ،رواه البخاري ومسلم .وف رواية لما ( :ث يلل بيديه شعره ،حت إذا ظن
أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الاء ثلث مرات ) ،ولما عنها أيضا قالت ( :كان
رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا اغتسل من النابة دعا بشئ نو اللب ( ) 2فأخذ
بكفه فبدأ بشق رأسه الين ث اليسر ،ث أخذ بكفيه فقلبهما على رأسه ) وعن ميمونة
رضي ال عنها قالت :وضعت للنب صلى ال عليه وسلم ماء يغتسل به ،فأفرغ على يديه
فغسلهما مرتي أو ثلثا ث أفرغ بيمينه على شاله فغسل مذاكيه ،ث دلك يده بالرض ث
مضمض ( هامش ) ( ( ) 1أنه قد استبأ ) :أي أوصل الاء إل البشرة ) 2 ( .
( اللب ) :الاء / ) . ( .صفحة / 74واستنشق ،ث غسل وجهه ويديه ،ث غسل
رأسه ثلثا ،ث أفرغ على جسده ،ث تنحى من مقامه فغسل قدميه ،قالت :فأتيته برقة
فلم يردها ( ) 1وجعل ينفض الاء بيده رواه الماعة ( .هامش ) ( ) 1ل يردها
( بضم الياء وكسر الراء من الرادة ،ل من الرد كما جاء ف رواية البخاري ) ث أتيته
بالنديل فرده ) . ( .غسل الرأة غسل الرأة كغسل الرجل ،إل أن الرأة ل يب عليها
أن تنقض ضفيتا ،إن وصل الاء إل أصل الشعر ،لديث أم سلمة رضي ال عنها ،أن
امرأة قالت يا رسول ال ،إن امرأة أشد ضفر رأسي ،أفأنقضه للجنابة ؟ قال ( :إنا
يكفيك أن تثي عليه ثلث حثيات من ماء ث تفضي على سائر جسدك ،فإذا أنت قد
طهرت ) رواه أحد ومسلم والترمذي وقال :حسن صحيح ،وعن عبيد بن عمي رضي
ال عنه قال :بلغ عائشة رضي ال عنها أن عبد ال ابن عمرو يأمر النساء إذا اغتسلن أن
ينقضن رؤوسهن فقالت ( :يا عجبا لبن عمر ،يأمر النساء إذا اغتسلن بنقض
رؤوسهن ،أفل يأمرهن أن يلقن رؤوسهن لقد كنت اغتسل أنا ورسول ال صلى ال
عليه وسلم من إناء واحد ،وما أزيد على أن أفرغ على رأسي ثلث إفراغات ) رواه
58
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أحد ومسلم ،ويستحب للمرأة إذا اغتسلت من حيض أو نفاس ،أن تأخذ قطعة من
قطن ونوه ،وتضيف إليها مسكا أو طيبا ث تتبع با أثر الدم ،لتطيب الحل وتدفع عنه
رائحة الدم الكريهة .فعن عائشة رضي ال عنها :أن أساء بنت يزيد سألت النب صلى
ال عليه وسلم عن غسل الحيض قال ( :تأخذ إحداكم ماءها وسدرتا فتطهر فتحسن
الطهور ( ) 2ث تصب على رأسها فتدلكه دلكا شديدا حت يبلغ شئون رأسها ،ث
تصب عليها الاء ،ث تأخذ فرصة مسكة فتطهر با ) قالت أساء :وكيف تطهر با ؟ قال
( :سبحان ال ! تطهري با ) فقالت عائشة كأنا تفي ذلك .تتبعي أثر الدم :وسألته
عن غسل النابة فقال ( :تأخذي ماءك ( هامش ) ( ( ) 2تطهر فتحسن الطهور ) أي
تتوضأ فتحسن الوضوء ( .شؤون رأسها ) :أي أصول شعر الرأس ( .فرصة مسكة ) .
بكسر فسكون :أي قطعة قطن أو صوفة مطيبة بالسك ( .تفي ذلك ) :تسر به إليها .
( / ) .صفحة / 75فتطهرين فتحسني الطهور أو أبلغي الطهور ،ث تصب على رأسها
فتدلكه حت يبلغ شئون رأسها ث تفيض عليها الاء ) فقالت عائشة ( :نعم النساء نساء
النصار .ل ينعهن الياء أن يتفقهن ف الدين ) رواه الماعة إل الترمذي .مسائل تتعلق
بالغسل - 1يزئ غسل واحد عن حيض وجنابة ،أو عن جعة وعيد ،أو عن جنابة
وجعة ،وإذا نوى الكل ،لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :وإنا لكل امرئ ما
نوى ) - 2 .إذا اغتسل من النابة ،ول يكن قد توضأ يقوم الغسل عن الوضوء ،قالت
عائشة ( :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يتوضأ بعد الغسل ) .وعن ابن عمر
رضي ال عنهما أنه قال لرجل -قال له :إن أتوضأ بعد الغسل -فقال له :لقد تغمقت
،وقال أبو بكر ابن العرب :ل يتلف العلماء أن الوضوء داخل تت الغسل ،وأن نية
طهارة النابة تأت على طهارة الدث وتقضي عليها ،لن موانع النابة أكثر من موانع
الدث ،فدخل القل ف نية الكثر ،وأجزأت نية الكب عنه - 3 .يوز للجنب
والائض إزالة الشعر ،وقص الظفر والروج إل السوق وغيه من غي كراهية .قال
عطاء يتجم النب ،ويقلم أظافره ،ويلق رأسه ،وإن ل يتوضأ رواه البخاري - 4 .
ل بأس بدخول المام ،إن سلم الداخل من النظر إل العورات ،وسلم من نظر الناس إل
عورته .قال أحد :إن علمت أن كل من ف المام عليه إزار فادخله ،وإل فل تدخل .
59
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وف الديث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :ل ينظر الرجل إل عورة الرجل ،
ول تنظر الرأة إل عورة الرأة ) .وذكر ال ف المام ل حرج فيه ،فإن ذكر ال ف كل
حال حسن ،ما ل يرد ما ينع ،وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم ،يذكر ال على
كل أحيانه - 5 .ل بأس بتنشيف العضاء بنديل ونوه ،ف الغسل والوضوء ،صيفا
وشتاء .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 76
/صفحة - 6 / 76يوز للرجل أن يغتسل ببقية الاء الذي اغتسلت منه الرأة
والعكس ،كما يوز لما أن يغتسل معا من إناء واحد .فعن ابن عباس قال :اغتسل
بعض أزواج النب صلى ال عليه وسلم ف جفنة ،فجاء النب صلى ال عليه وسلم ليتوضأ
منها ،أو يغتسل ،فقالت له يا رسول ال :إن كنت جنبا ! فقال ( :إن الاء ل ينب )
.رواه أحد وأبو داود والنسائي والترمذي ،وقال :حسن صحيح .وكانت عائشة
تغتسل مع رسول ال صلى ال عليه وسلم من إناء واحد ،فيبادرها وتبادره ،حت يقول
لا :دعي ل ،وتقول له :دع ل ( ( . ) 1هامش ) ( ) 1الراد أن الرسول عليه
الصلة والسلم كان يقول لعائشة أبقي ل ماء وهي تقول كذلك - 7 ) . ( .ل يوز
الغتسال عريانا بي الناس ،لن كشف العورة مرم ،فإن استتر بثوب ونوه فل بأس .
فقد كان رسول ال صلى ال عليه وسلم تستره فاطمة بثوب ويغتسل ،أما لو اغتسل
عريانا بعيدا عن أعي الناس فل مانع منه ،فقد اغتسل موسى عليه السلم عريانا ،كما
رواه البخاري فعن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :بينا أيوب عليه السلم
يغتسل عريانا فخر عليه جراد من ذهب ،فجعل أيوب يثي ف ثوبه .فناداه ربه تبارك
وتعال ( :يا أيوب أل أكن أغنيتك عما ترى ؟ قال :بلى وعزتك ،ولكن ل غن ل عن
بركتك ) رواه أحد والبخاري والنسائي .التيمم - 1تعريفه :العن اللغوي للتيمم :
القصد .والشرعي :القصد إل الصعيد ،لسح الوجه واليدين ،بنية استباحة الصلة
ونوها - 1 .دليل مشروعيته :ثبتت مشروعيته بالكتاب والسنة والجاع .أما الكتاب
فلقول ال تعال ( :وإن كنتم مرضى أو على سفر ،أو جاء أحد منكم من الغائط ،أو
60
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
لمستم النساء فلم تدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن ال
كان عفوا غفورا ) ( ( . ) 2هامش ) ( ) 2سورة النساء آية / ) . ( . 43صفحة
/ 77وأما السنة ،فلحديث أب أمامة رضي ال عنه :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال ( :جعلت الرض كلها ل ولمت مسجدا وطهورا ،فأينما أدركت رجل من أمت
الصلة فعنده طهوره ) رواه أحد .وأما الجاع ،فلن السلمي أجعوا على أن التيمم
مشروع ،بدل من الوضوء والغسل ف أحوال خاصة - 3 .اختصاص هذه المة به :
وهو من الصائص الت خص ال با هذه المة .فعن جابر رضي ال عنه ،أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال ( :أعطيت خسا ل يعطهن أحد قبلي .نصرت بالرعب مسية
شهر ،وجعلت ل الرض مسجدا وطهورا ،فأيا رجل من أمت أدركته الصلة فليصل ،
وأحلت ل الغنائم ول تل لحد قبلي ،وأعطيت الشفاعة ،وكان النب يبعث ف قومه
خاصة ،وبعثت إل الناس عامة ) .رواه الشيخان - 4 .سبب مشروعيته :روت عائشة
رضي ال عنها قالت :خرجنا مع النب صلى ال عليه وسلم ف بعض أسفاره حت إذا كنا
بالبيداء انقطع عقد ل .فأقام النب صلى ال عليه وسلم على التماسه ،وأقام الناس معه ،
وليسوا على ماء ،وليس معهم ماء ،فأتى الناس إل أب بكر رضي ال عنه فقالوا :أل
ترى إل ما صنعت عائشة ؟ فجاء أبو بكر ،والنب صلى ال عليه وسلم على فخذي قد
نام ،فعاتبن وقال ما شاء ال أن يقول ،وجعل يطعن بيده خاصرت فما ينعن من التحرك
إل مكان النب صلى ال عليه وسلم على فخذي ،فنام حت أصبح على غي ماء ،فأنزل
ال تعال آية التيمم ( فتيمموا ) قال السيد بن حضي :ما هي أول ( ) 1بركتكم يا آل
أب بكر ! ! فقالت :فبعثنا البعي الذي كنت عليه ،فوجدنا العقد تته ) .رواه الماعة
إل الترمذي ( .هامش ) ( ) 1ما :بعن ليس -أي ليست هذه أول بركة لكم ،فان
بركاتكم كثية - 5 ) . ( .السباب البيحة له :يباح التيمم للمحدث حدثا أصغر أو
أكب ،ف الضر والسفر ،إذا وجد سبب من السباب التية :ا -إذا ل يد الاء ،أو
وجد منه ما ل يكفيه للطهارة ،لديث عمران بن حصي رضي ال عنه قال :كنا مع
رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سفر / ،صفحة / 78فصلى بالناس ،فإذا هو رجل
معتزل فقال ( :ما منعك أن تصلي ؟ ) قال :أصابتن جنابة ،ول ماء .قال ( :عليك
61
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بالصعيد فإنه يكفيك ) رواه الشيخان .وعن أب ذر رضي ال عنه ،عن رسول ال صلى
ال عليه وسلم قال ( :إن الصعيد طهور لن ل يد الاء عشر سني ) رواه أصحاب
السنن ،وقال الترمذي :حديث حسن صحيح .لكن يب عليه -قبل أن يتيمم -أن
يطلب الاء من رجله ،أو من رفقته ،أو ما قرب منه عادة ،فإذا تيقن عدمه ،أو أنه بعيد
عنه ،ل يب عليه الطلب .ب -إذا كان به جراحة أو مرض ،وخاف من استعمال
الاء زيادة الرض أو تأخر الشفاء ،سواء عرف ذلك بالتجربة أو بإخبار الثقة من الطباء ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 78
لديث جابر رضي ال عليه قال ،خرجنا ف سفر ،فأصاب رجل منا حجر ،فشجه ف
رأسه ث احتلم ،فسأل أصحابه :هل تدون ل رخصة ف التيمم ؟ فقالوا :ما ند لك
رخصة وأنت تقدر على الاء ،فاغتسل فمات .فلما قدمنا على رسول ال صلى ال عليه
وسلم أخب بذلك فقال ( :قتلوه قتلهم ال ،أل سألوا إذا ل يعلموا ؟ فإنا شفاء العي
السؤال ( . ) 1إنا كان يكفيه أن يتيمم ويعصر أو يعصب على جرحه خرقة ث يسح
عليه ،ويغسل سائر جسده ) رواه أبو داود وابن ماجة والدار قطن ،وصححه ابن
السكن ( .هامش ) ( ( ) 1العي ) الهل ) . ( .ج -إذا كان الاء شديد البودة ،
وغلب على ظنه حصول ضرر بإستعماله بشرط أن يعجز عن تسخينه ولو بالجر ،أول
يتيسر له دخول المام ،لديث عمرو بن العاص رضي ال عنه ،أنه لا بعث ف غزوة
ذات السلسل قال :احتملت ف ليلة شديدة البودة ،فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك ،
ث صليت بأصحاب صلة الصبح .فلما قدمنا على رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكروا
ذلك له فقال ( :يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب ؟ ) .فقلت :ذكرت قول ال
عزوجل ( :ول تقتلوا أنفسكم إن ال كان بكم رحيما ) ( ) 2فتيممت ث صليت .
فضحك رسول ال ول يقل شيئا .رواه أحد وأبو داود والاكم والدار قطن وابن
حبان ،وعلقه البخاري .وف هذا إقرار ،والقرار حجة لنه صلى ال عليه وسلم ل يقر
على باطل ( .هامش ) ( ) 2سورة النساء آية / ) . ( . 39 :صفحة / 79د -إذا
كان الاء قريبا منه ،إل أنه ياف على نفسه أو عرضه أو ماله أو فوت الرفقة ،أو حال
62
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بينه وبي الاء عدو يشى منه ،سواء كان العدو آدميا أو غيه ،أو كان مسجونا ،أو
عجز عن استخراجه ،لفقد آلة الاء ،كحبل ودلو ،لن وجود الاء ف هذه الحوال
كعدمه ،وكذلك من خاف إن اغتسل أن يرمي با هو برئ منه ويتضرر به ،جاز التيمم
( ( . ) 1هامش ) ( ) 1كالصديق يبيت عند صديقه التزوج فيصبح جنبا ) . ( .ه -
إذا احتاج إل الاء حال أو مآل لشربه أو شرب غيه ،ولو كان كلبا غي عقور ،أو
احتاج له لعجن أو طبخ وإزالة ناسة غي معفو عنها ،فإنه يتيمم ويفظ ما معه من الاء .
قال المام أحد رضي ال عنه :عدة من الصحابة تيمموا وحبسوا لاء لشفاههم .وعن
علي رضي ال عنه أنه قال -ف الرجل يكون ف السفر ،فتصيبه النابة ،ومعه قليل من
الاء ،ياف أن يعطش : -يتيمم ول يغتسل .رواه الدار قطن .قال ابن تيمية :ومن
كان حاقنا عادما للماء ،فالفضل أن يصلي بالتيمم غي حاقن من أن يفظ وضوءه
ويصلي حاقنا .و -إذا كان قادرا على استعمال الاء ،لكنه خشي خروج الوقت
باستعماله ف الوضوء أو الغسل ،فأنه يتيمم ويصلي ،ول اعادة عليه - 6 .الصعيد الذي
يتيمم به :يوز التيمم بالتراب الطاهر وكل ما كان من جنس الرض ،كالرمل والجر
والرجص .لقول ال تعال ( :فتيمموا صعيدا طيبا ) وقد أجع أهل اللغة ،على أن
الصعيد وجه الرض ،ترابا كان أو غيه - 7 .كيفية التيمم :على التيمم أن يقدم النية
( . ) 2وتقدم الكلم عليها ف الوضوء ،ث يسمي ال تعال ،ويضرب بيديه الصعيد
الطاهر ،ويسح بما وجهه ويديه إل الرسغي .ول يرد ف ذلك أصح ول أصرح من
حديث عمار رضي ال عنه قال :اجنبت فلم أصب الاء فتمعكت ف الصعيد ( ) 3
وصليت ،فذكرت ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فقال ( :إنا كان يكفيك هكذا )
وضرب النب صلى ال عليه وسلم بكفيه الرض ( وتنفخ فيهما ) ث مسح بما ( هامش )
( ) 2وهي فرض ف التيمم أيضا ( ) 3 ( .تعكت ) ترغت وزنا ومعن / ) . ( .
صفحة / 80وجهه وكفيه ) .رواه الشيخان .وف لفظ آخر ( :إنا كان يكفيك أن
تضرب بكفيك ف التراب ،ث تنفخ فيهما ،ث تسح بما وجهك وكفيك إل الرسغي )
رواه الدار قطن .ففي هذا الديث ،الكتفاء بضربة واحدة ،والقتصار ف مسح اليدين
على الكفي ،وان من السنة لن تيمم بالتراب ،أن ينفض يديه وينفخهما منه ،ول يعفر
63
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
به وجهه - 8 .ما يباج به التيمم :التيمم بدل من الوضوء والغسل عند عدم الاء فيباح
به ما يباح بما ،من الصلة ومس الصحف وغيها ،ول يشترط لصحته دخول
الوقت ،وللمتيمم أن يصلي بالتيمم الواحد ما شاء من الفرائض والنوافل ،فحكمه
كحكم الوضوء ،سواء بسواء ،فعن أب ذر رضي ال عنه ،أن النب صلى ال عليه وسلم
قال ( :إن الصعيد طهور السلم ،وإن ل يد الاء عشر سني .فإذا وجد الاء فليمسه
بشرته فإن ذلك خي ) رواه أحد والترمذي وصححه - 9 .نواقضه :ينقض التيمم كل
ما ينقض الوضوء ،لنه بدل منه ،كما ينقضه وجود الاء لن فقده ،أو القدرة على
استعماله ،لن عجز عنه .لكن إذا صلى بالتيمم ،ث وجد الاء ،أو قدر على استعماله
بعد الفراغ من
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 80
الصلة ،ل تب عليه العادة ،وإن كان الوقت باقيا ،فعن أب سعيد الدري رضي ال
عنه قال :خرج رجلن ف سفر ،فحضرت الصلة وليس معهما ماء فتيمما صعيدا طيبا
فصليا ،ث وجد الاء ف الوقت ،فأعاد أحدها الوضوء والصلة ،ول يعد الخر ،ث أتيا
رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فذكرا له ذلك ،فقال للذي ل يعد ( :أصبت السنة
وأجزأتك صلتك ) وقال للذي توضأ وأعاد ( :لك الجر مرتي ) رواه أبو داود
والنسائي .أما إذا وجد الاء وقدر على استعماله بعد الدخول ف الصلة ،وقبل الفراغ
منها ،فإن وضوءه ينتقض ،ويب عليه التطهر بالاء ،لديث أب ذر التقدم .وإذا تيمم
النب أو الائض لسبب من السباب البيحة للتيمم وصلى ،ل تب عليه إعادة الصلة .
ويب عليه الغسل مت قدر على استعمال الاء ،لديث عمر رضي ال عنه قال ( :صلى
رسول ال صلى ال عليه وسلم بالناس ،فلما انفتل من صلته إذا هو /صفحة / 81
برجل معتزل ل يصل مع القوم ،قال ( :ما منعك يا فلن أن تصلي مع القوم ؟ ) قال :
أصابتن جنابة ول أجد ماء .قال ( :عليك بالصعيد فإنه يكفيك ) ث ذكر عمران :أنم
بعد أن وجدوا الاء أعطى رسول ال صلى ال عليه وسلم الذي أصابته النابة إناء من ماء
وقال ( :إذهب فأفرغه عليك ) ،رواه البخاري .السح على البية ونوها مشروعية
64
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
السح على البية والعصابة :يشرع السح على البية ونوها ما يربط به العضو الريض
.لحاديث وردت ف ذلك ،وهي وإن كانت ضعيفة ،إل أن لا طرقا يشد بعضها بعضا
.وتعلها صالة للستدلل با على الشروعية .من هذه الحاديث حديث جابر :أن
رجل أصابه حجر ،فشجه ف رأسه ث احتلم ،فسأل أصحابه ،هل تدون ل رخصة ف
التيمم ؟ فقالوا :ل ند لك رخصة وأنت تقدر على الاء ،فاغتسل فمات .فلما قدمنا
على رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وأخب بذلك فقال ( :قتلوه قتلهم ال ،أل سألوا
إذ ل يعلموا فإنا شفاء العي السؤال ،إنا كان يكفيه أن يتمم ويعصر أو يعصب على
جرحه ،ث يسح عليه ويغسل سائر جسده ) ،رواه أبو داود وابن ماجة والدار قطن
وصححه ابن السكن .وصح عن ابن عمر ،أنه مسح على العصابة .حكم السح :
حكم السح على البية الوجوب ،ف الوضوء والغسل ،بدل من غسل العضو الريض أو
مسحه .مت يب السح :من به جراحة أو كسر وأراد الوضوء أو الغسل ،وجب عليه
غسل أعضائه ،ولو اقتضى ذلك تسخي الاء ،فإن خاف الضرر من غسل العضو الريض
،بأن ترتب على غسله حدوث مرض ،أو زيادة أل ،أو تأخر شفاء ،انتقل فرضه إل
مسح العضو الريض بالاء ،فإن خاف الضرر من السح وجب /صفحة / 82عليه أن
يربط على جرح عصابة ،أو يشد على كسره جبية ،بيث ل يتجاوز العضو الريض إل
لضرورة ربطها ،ث يسح عليها مرة تعمها .والبية أو العصابة ل يشترط تقدم الطهارة
على شدها ،ول توقيت فيها بزمن ،بل يسح عليها دائما ف الوضوء والغسل ،ما دام
العذر قائما .مبطلت السح :يبطل السح على البية ،بنعها من مكانا أو سقوطها
عن موضعها عن برء أو براءة موضعها ،وإن ل تسقط .صلة فاقد الطهورين من عدم
الاء والصعيد بكل حال يصلي على حسب حاله ول إعادة عليه .لا رواه مسلم عن
عائشة أنا استعارت من أساء قلدة فهلكت .فأرسل رسول ال صلى ال عليه وسلم
ناسا من أصحابه ف طلبها ،فأدركتهم الصلة فصلوا بغي وضوء ،فلما أتوا النب صلى
ال عليه وسلم شكوا ذلك إليه ،فنلت آية التيمم ،فقال أسيد بن حضي .جزاك ال
خيا ،فو ال ما نزل بك أمر قط ،إل جعل ال لك منه مرجا ،وجعل للمسلمي منه
بركة ،فهؤلء الصحابة صلوا حي عدموا ما جعل لم طهورا ،وشكوا ذلك النب صلى
65
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ال عليه وسلم ،فلم ينكره عليهم ،ول يأمرهم بالعادة :قال النووي :وهو أقوى
القوال دليل .اليض ( ) 1تعريفه :أصل اليض ف اللغة :السيلن ،والراد به هنا :
الدم الارج من قبل الرأة حال صحتها ،من غي سبب ولدة ول افتضاض ) 2 ( .وقته
:وقته يرى كثي من العلماء أن وقته ل يبدأ قبل بلوغ النثى تسع سني ( ) 1فإذا رأت
الدم قبل بلوغها هذا السن ل يكون دم حيض ،بل دم علة ( هامش ) ( ) 1تسع سني :
أي قمرية ،وتقدر السنة القمرية بنحو من 354 :يوما / ) . ( .صفحة / 83وفساد ،
وقد يتد إل آخر العمر ،ول يأت دليل على أن له غاية ينتهي إليها ،فمت رأت العجوز
السنة الدم ،فهو حيض ) 3 ( .لونه :يشترط ف دم اليض أن يكون على لون من
ألوان الدم التية - 1 :السواد ،لديث فاطمة بنت أب حبيش ،أنا كانت تستحاض
فقال لا النب صلى ال عليه وسلم ( :إذا كان دم اليضة أسود يعرف ( ) 1فإذا كان
كذلك فأمسكي عن الصلة فإذا كان الخر فتوضي وصلي فإنا هو
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 83
عرق ) رواه أبو داود والنسائي وابن حبان والدار قطن .وقال :رواته كلهم ثقات ورواه
الاكم وقال :على شرط مسلم .ب -المرة :لنا أصل لون الدم .ح -الصفرة :
وهي ماء تراه الرأة كالصديد يعلوه اصفرار .د -الكدرة :وهي التوسط بي لون البياض
والسواد كالاء الوسخ ،لديث علقمة بن أب علقمة عن أمه مرجانة مولة عائشة رضي
ال عنها قالت ( :كانت النساء يبعثن إل عائشة بالدرجة ( ) 2فيها الكرسف فيه
الصفرة ،فتقول .ل تعجلن حت ترين القصة ( ) 3البيضاء ) رواه مالك وممد بن
السن وعلقه البخاري .وإنا تكون الصفرة والكدرة حيضا ف أيام اليض ،وف غيها
ل تعتب حيضا ،لديث أم عطية رضي ال عنها قالت ( :كنا ل نعد الصفرة والكدرة
بعد الطهر شيئا ) رواه أبو داود والبخاري ول يذكر بعد الطهر ( .هامش ) ( ) 1
( يعرف ) بضم الول وفتح الراء :أي تعرفه النساء ،أو بكسر الراء :أي له عرف
ورائحة ( ) 2 ( .بالدرجة ) بكسر أوله وفتح الراء واليم جع درج بضم فسكون وعاء
تضع الرأة فيه طيبها ومتاعها ،أو بالضم ث السكون تأنيث درج وهو ما تدخله الرأة من
66
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
قطن وغيه ،لتعرف هل بقي من أثر اليض شئ أم ل .والكرسف ،القطن ) 3 ( .
( القصة ) القطنة :أي حت ترج القطنة بيضاء نقية ل يالطها صفرة / ) . ( .صفحة
) 4 ( / 84مدته ( : ) 1ل يتقدر أقل اليض ول أكثره .ول يأت ف تقدير مدته ما
تقوم به الجة .ث إن كانت لا عادة متقررة تعمل عليها ،لديث أم سلمة رضي ال
عنها :أنا استفتت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف امرأة تراق الدم فقال ( :لتنظر
قدر الليال واليام الت كانت تيضهن وقدرهن من الشهر ،فتدع الصلة ث لتغتسل
ولتستثفر ( ) 2ث تصلي ) رواه المسة إل الترمذي ،وإن ل تكن لا عادة متقررة ترجع
إل القرائن الستفادة من الدم لديث فاطمة بنت أب حبيش التقدم ،وفيه قول النب صلى
ال عليه وسلم ( :إذا كان دم اليض فإنه أسود يعرف ) فدل الديث على أن دم اليض
متميز عن غيه ،معروف لدى النساء ( .هامش ) ( ) 1اختلف العلماء ف الدة فقال
بعضهم ل حد لقله وقال آخرون :أقل مدته يوم وليلة ،وقال غيهم ثلثة أيام ،وأما
أكثره فقيل عشرة أيام ،وقيل خسة عشر يوما ( ) 2 ( .ولستثفر ) :أي تشد خرقة
على فرجها - 5 ) . ( .مدة الطهر بي اليضتي :اتفق العلماء على أنه ل حد لكثر
الطهر التخلل بي اليضتي .واختلفوا ف أقله ،فقدره بعضهم بمسة عشر يوما ،
وذهب فريق منهم إل أنه ثلثة عشر .والق أنه ل يأت ف تقدير أقله دليل ينهض
للحتجاج به .النفاس ( ) 1تعريفه :هو الدم الارج من قبل الرأة بسبب الولدة وإن
كان الولود سقطا ) 2 ( .مدته :ل حد لقل النفاس ،فيتحقق بلحظة فإذا ولدت
وانقطع دمها عقب الولدة ،أو ولدت بل دم وانقضى نفاسها ،لزمها ما يلزم الطاهرات
من الصلة والصوم وغيها ،وأما أكثره فأربعون يوما .لديث أم سلمة رضي ال عنها
قالت ( :كانت النفساء تلس على عهد رسول ال صلى ال /صفحة / 85عليه وسلم
أربعي يوما ) .رواه المسة إل النسائي وقال الترمذي -بعد هذا الديث : -قد أجع
أهل العلم من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم والتابعي ومن بعدهم ،على أن النفساء
تدع الصلة أربعي يوما ،إل أن ترى الطهر قبل ذلك ،فإنا تغتسل وتصلي ،فإن رأت
الدم بعد الربعي ،فإن أكثر أهل العلم قالوا :ل تدع الصلة بعد الربعي .ما يرم
على الائض والنفساء تشترك الائض والنفساء مع النب ف جيع ما تقدم ما يرم على
67
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
النب ،وف أن كل واحد من هؤلء الثلث يقال له مدث حدثا أكب ويرم على
الائض والنفساء -زيادة على ما تقدم -أمور ) 1 ( :الصوم :فل يل للحائض
والنفساء أن تصوم ،فإن صامت ل ينعقد صيامها ،ووقع باطل ،ويب عليها قضاء ما
فاتا من أيام اليض والنفاس ف شهر رمضان ،بلف ما فاتا من الصلة ،فإنه ل يب
عليها قضاؤه دفعا للمشقة ،فإن الصلة يكثر تكرارها ،بلف الصوم ،لديث أب
سعيد الدري قال :خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ف أضحى أو فطر إل الصلى
فمر على النساء فقال ( :يا معشر النساء تصدقن فإن أيتكن أكثر أهل النار ) فقلن :ول
يا رسول ال ؟ قال ( :تكترن اللعن وتكفرن العشي .ما رأيت من ناقصات عقل ودين
أذهب للب الرجل الازم من إحداكن ! ) قلن :وما نقصان عقلنا وديننا يا رسول ال ؟
قال ( :أليس شهادة الرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟ قلن :بلى .قال ( فذلك من
نقضان عقلها ،أليس إذا حاضت ل تصل ول تصم ؟ ) قلن :بلى .قال ( .فذلك
نقصان دينها ) رواه البخاري ومسلم .وعن معاذة قالت ( :سألت عائشة رضي ال
عنها ،فقلت :ما بال الائض تقضي الصوم ول تقضي الصلة ؟ قالت :كان يصيبنا
ذلك مع رسول
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 85
ال صلى ال عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ول نؤمر بقضاء الصلة .رواه الماعة ( .
) 2الوطء :وهو حرام بإجاع السلمي ،بنص الكتاب والسنة ،فل يل وطء /صفحة
/ 86الائض والنفساء حت تطهر ،لديث أنس :أن اليهود كانوا إذا حاضت الرأة
منهم ل يؤاكلوها ،ول يامعوها .ولقد سأل أصحاب النب صلى ال عليه وسلم فأنزل
ال عزوجل ( ويسألونك عن الحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء ف الحيض ول
تقربوهن حت يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم ال إن ال يب التوابي ويب
التطهرين ) ( ) 1فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :اصنعوا كل شئ إل النكاح )
،وف لفظ ( إل الماع ) رواه الماعة إل البخاري ، ،قال النووي :ولو اعتقد مسلم
حل جاع الائض ف فرجها صار كافرا مرتدا ،ولو فعله غي معتقد حله ناسيا أو جاهل
68
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الرمة أو وجود اليض ،فل إث عليه ول كفارة ،وإن فعله عامدا عالا باليض والتحري
متارا فقد ارتكب معصية كبية ،يب عليه التوبة منها .وف وجوب الكفارة قولن :
أصحهما أنه ل كفارة عليه ،ث قال :النوع الثان أن يباشرها فيما فوق السرة وتت
الركبة وهذا حلل بالجاع ،والنوع الثالث أن يباشرها فيما بي السرة والركبة ،غي
القبل والدبر .وأكثر العلماء على حرمته .ث اختار النووي الل مع الكراهة ،لنه أقوى
من حيث الدليل ،انتهى ملخصا .والدليل الذي أشار إليه ،ما روي عن أزواج النب
صلى ال عليه وسلم أن النب كان إذا أراد من الائض شيئا ألقى على فرجها شيئا .رواه
أبو داود .قال الافظ :إسناده قوي .وعن مسروق بن الجدع ،قال :سألت عائشة :
ما للرجل من امرأته إذا كانت حائضا ؟ قالت ( :كل شئ إل الفرج ) رواه البخاري ف
تاريه ( .هامش ) ( ) 1سورة البقرة آية ) . ( . 222 :الستحاضة ( ) 1تعريفها
هي استمرار نزول الدم وجريانه ف غي أوانه / .صفحة ) 2 ( / 87أحوال الستحاضة
:الستحاضة لا ثلث حالت :ا -أن تكون مدة اليض معروفة لا قبل الستحاضة ،
وف هذه الالة تعتب هذه الدة العروفة هي مدة اليض ،والباقي استحاضة ،لديث أم
سلمة :أنا استفتت النب صلى ال عليه وسلم ف امرأة تراق الدم فقال ( :لتنظر قدر
الليال واليام الت كانت تيضهن وقدرهن من الشعر ،فتدع الصلة ،ث لتغتسل
ولتستثفر ث تصلي ) رواه مالك والشافعي والمسة إل الترمذي قال النووي :وإسناده
على شرطهما .قال الطاب :هذا حكم الرأة يكون لا من الشهر أيام معلومة تيضها ف
أيام الصحة قبل حدوث العلة ث تستحاض فتهريق الدم ،ويستمر با السيلن أمرها النب
صلى ال عليه وسلم أن تدع الصلة من الشهر قدر اليام الت كانت تيض ،قبل أن
يصيبها ما أصابا ،فإذا استوفت عدد تلك اليام ،اغتسلت مرة واحدة ،وحكمها حكم
الطواهر .ب -أن يستمر با الدم ول يكن لا أيام معروفة ،إما لنا حسبت عادتا ،أو
بلغت مستحاضة ،ول تستطيع تييز دم اليض .وف هذه الالة يكون حيضها ستة أيام
أو سبعة ،على غالب عادة النساء ،لديث جنة بنت جحش قالت :كنت أستحاض
حيضة شديدة كثية ،فجئت رسول ال صلى ال عليه وسلم أستفتيه وأخبه فوجدته ف
بيت أخت زينب بن جحش ،قالت فقلت :يا رسول ال إن أستحاض حيضة كثية
69
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
شديدة ،فما ترى فيها ،وقد منعتن الصلة والصيام ؟ فقال ( :أنعت لك الكرسف ( 1
) فإنه يذهب الدم ) قالت :هو أكثر من ذلك ،قال ( فتلجمي ) قالت :إنا أثج ثجا
فقال ( :سآمرك بآمرين ) أيهما فعلت فقد أجزأ عنك من الخر ،فان قويت عليها فأنت
أعلم ،فقال لا ( :إنا هذه ركضة من ركضات الشيطان ،فتحيضي ستة أيام إل سبعة
ف علم ال ث اغتسلي ،حت إذا رأيت أنك قد ( هامش ) ( ( ) 1أنعت لك الكرسف )
:أصف لك القطن ( .شدي خرقة مكان الدم على هيئة اللجام ( ،والثج ) :شدة
السيلن / ) . ( .صفحة / 88طهرت واستنقيت ،فصلي أربعا وعشرين ليلة ،أو ثلثا
وعشرين ليلة وأيامها ،وصومي ،فإن ذلك يزئك ،وكذلك فافعلي ف كل شهر كما
تيض النساء وكما يطهرن بيقات حيضهن وطهرهن ،وإن قويت على أن تؤخري الظهر
وتعجلي العصر ،فتغسلي ث تصلي الظهر والعصر جيعا ،ث تؤخرين الغرب وتعجلي
العشاء وتمعي الصلتي فافعلي ،وتغتسلي مع الفجر وتصلي ،فكذلك فافعلي وصلي
وصومي إن قدرت على ذلك ) . . .وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :وهذا
أحب المرين إل ) رواه أحد وأبو داود والترمذي قال :هذا حديث حسن صحيح .
قال :وسألت عنه البخاري فقال :حديث حسن .وقال أحد بن حنبل :هو حديث
حسن صحيح .قال الطاب -تعليقا على هذا الديث : -إنا هي امرأة مبتدأة ل يتقدم
لا
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 88
أيام ،ول هي ميزة لدمها ،وقد استمر با الدم حت غلبها ،فرد رسول ال صلى ال عليه
وسلم أمرها إل العرف الظاهر والمر الغالب من أحوال النساء كما حل أمرها ف
تيضها كل شهر مرة واحدة على الغالب من عادتن .ويدل على هذا قوله ( :كما
تيض النساء ويطهرن بيقات حيضهن وطهرهن ) قال :وهذا أصل ف قياس أمر النساء
بعضهن على بعض ،ف باب اليض والمل والبلوغ ،وما أشبه هذا من أمورهن .ح -
أن ل تكون لا عادة ،ولكنها تستطيع تييز دم اليض عن غيه وف هذه الالة تعمل
بالتمييز ،لديث فاطمة بنت أب حبيش :أنا كانت تستحاض ،فقال لا النب صلى ال
70
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عليه وسلم ( :إذا كان دم اليض فإنه أسود يعرف ،فإذا كان كذلك فأمسكي عن
الصلة ،فإذا كان الخر فتوضئي وصلى فإنا هو عرق ) وقد تقدم ) 3 ( .أحكامها :
للمستحاضة أحكام نلخصها فيما يأت :ا -أنه ل يب عليها الغسل لشئ من الصلة ول
ف وقت من الوقات إل مرة واحدة ،حينما ينقطع حيضها .وبذا قال المهور من
السلف واللف .ب -أنه يب عليها الوضوء لكل صلة ،لقوله صلى ال عليه وسلم /
صفحة - / 89ف رواية البخاري ( : -ث توضئي لكل صلة ) .وعند مالك يستحب
لا الوضوء لكل صلة ،ول يب إل بدث آخر .ح -أن تغسل فرجها قبل الوضوء
وتشوه برقة أو قطنة دفعا للنجاسة ،وتقليل لا ،فإذا ل يندفع الدم بذلك شدت مع
ذلك على فرجها وتلجمت واستثفرت ،ول يب هذا ،وإنا هو الول .د -أل تتوضأ
قبل دخول وقت الصلة عند المهور إذ طهارتا ضرورية ،فليس لا تقديها قبل وقت
الاجة .ه -أنه يوز لزوجها أن يطأها ف حال جريان الدم ،عند جاهي العلماء لنه ل
يرد دليل بتحري جاعها .قال ابن عباس :الستحاضة يأتيها زوجها إذا صلت الصلة ،
أعظم رواه البخاري ليعن إذا جاز لا أن تصلي ودمها جار ،وهي أعظم ما يشترط لا
الطهارة ،جاز جاعها .وعن عكرمة بنت حنة ،أنا كانت مستحاضة وكان زوجها
يامعها .رواه أبو داود والبيهقي ،وقال النووي :إسناده حسن .و -أن لا حكم
الطاهرات :تصلي وتصوم وتعتكف وتقرأ القرآن وتس الصحف وتمله وتفعل كل
العبادات .وهذا ممع عليه ( ( . ) 1هامش ) ( ) 1دم اليض دم فساد ،أما دم
الستحاضة فهو دم طبيعي ،لذا منعت من العبادات ف الول دون الثان ) . ( .
71
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
72
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الصلة وآتوا الزكاة ( ) ) 3ومرة بالصب ( واستعينوا بالصب والصلة ( ، ) 4وطورا
بالنسك ( فصل لربك والنحر ( ( ) 5قل إن صلت ونسكي ومياي ومات ل رب
العالي ،ل شريك له وبذلك أمرت وأنا أول السلمي ) ( . ) 6وأحيانا يفتتح با أعمال
الب ويتتمها با ،كما ف سورة ،سأل ( العارج ) وف أول سورة الؤمني ( :قد أفلح
الؤمنون ،الذين هم ف صلتم خاشعون ) إل قوله ( :والذين هم على صلواتم
يافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) ( . ) ) 7وقد بلغ
من عناية السلم بالصلة ،أن أمر بالحافظة عليها ف الضر والسفر ،والمن والوف ،
فقال تعال ( :حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى ،وقوموا ل قانتي ،فإن خفتم
فرجال أو ركبانا ،فإذا أمنتم فاذكروا ال كما علمكم ما ل تكونوا تعلمون ) ( ) 8
وقال مبينا كيفيتها ف السفر والرب والمن ( :وإذا ضربتم ف الرض فليس عليكم
جناح أن تقتصروا من الصلة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم
عدوا مبينا .وإذا كنت فيهم فأقمت لم الصلة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا
أسلحتهم ،فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ،ولتأت طائفة أخرى ل يصلوا فليصلوا
معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ،ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم
فيميلون عليكم ميلة واحدة ،ول جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم
مرضى أن تضعوا أسلحتكم ،وخذوا حذركم ،إن ال أعد للكافرين عذابا مهينا ،فإذا
قضيتم ( هامش ) ( ) 1سورة العلى آية 14و ) 2 ( . 15سورة طه آية ( . 14
) 3سورة البقرة آية ) 4 ( . 110 :سورة البقرة آية ) 5 ( . 45 :سورة الكوثر آية
) 6 ( . 2 :سورة النعام آية ) 7 ( 163 ، 162 :سورة الؤمنون ، 9 ، 2 ، 1 :
) 8 ( . 11 ، 10سورة البقرة آية / ) . ( . 239 ، 238صفحة / 92الصلة
فاذكروا ال قياما وقعودا وعلى جنوبكم ،فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلة إن الصلة كانت
على الؤمني كتابا موقوتا ) ( . ) 1وقد شدد النكي على من يفرط فيها ،وهدد الذين
يضيعونا .فقال جل شأنه ( :فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلة ،واتبعوا
الشهوات ،فسوف يلقون غيا ( ) 2وقال ( :فويل للمصلي ،الذين هم عن صلتم
ساهون ) ( . ) 3ولن الصلة من المور الكبى الت تتاج إل هداية خاصة ،سأل
73
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
إبراهيم عليه السلم ربه أن يعله هو وذريته مقيما لا فقال ( :رب اجعلن مقيم الصلة
ومن ذريت ،ربنا وتقبل دعاء ) ( ( . ) 4هامش ) ( ) 1سورة النساء 103 ، 102 :
) 2 ( .سورة مري آية ) 3 ( . 59 :سورة الاعون آية ) 4 ( . 405 ، 404 :
إبراهيم آية ) . ( . 40 :حكم ترك الصلة ترك الصلة جحودا با وإنكارا لا كفر
وخروج عن ملة السلم ،بإجاع السلمي .أما من تركها مع إيانه با واعتقاده
فرضيتها ،ولكن تركها تكاسل أو تشاغل عنها ،با ل يعد ف الشرع عذرا فقد صرحت
الحاديث بكفره ووجوب قتله .أما الحاديث الصرحة بكفره فهي :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 92
- 1عن جابر قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :بي الرجل وبي الكفر ترك
الصلة ) .رواه أحد ومسلم ،وأبو داود والترمذي وابن ماجة - 2 .وعن بريدة قال :
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :العهد الذي بيننا وبينهم الصلة ،فمن تركها فقد
كفر ) .رواه أحد وأصحاب السنن - 3 .وعن عبد ال بن عمرو بن العاص عن النب
صلى ال عليه وسلم ،أنه ذكر الصلة يوما فقال ( :من حافظ عليها كانت له نورا
وبرهانا وناة يوم /صفحة / 93القيامة ،ومن ل يافظ عليها ل تكن له نورا ول برهانا
ول ناة ،وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأب بن خلف ) رواه أحد
والطبان وابن حبان ،وإسناده جيد .وكون تارك الحافظة على الصلة مع أئمة الكفر
ف الخرة يقتضي كفره .قال ابن القيم :تارك الحافظة على الصلة ،إما أن يشغله ماله
أو ملكه أو رياسته أو تارته .فمن شعله عنها ماله فهو مع قارون ومن شغله عنها ملكه
فهو مع فرعون ،ومن شغله عنها رياسته ووزارته فهو مع هامان ،ومن شغله عنها تارته
فهو مع أب بن خلف - 4 .وعن عبد ال بن شقيق العقيلي قال ( :كان أصحاب ممد
صلى ال عليه وسلم ل يرون شيئا من العمال تركه كفر غي الصلة ) رواه الترمذي
والاكم على شرط الشيخي - 5 .قال ممد بن نصر الروزي :سعت إسحاق يقول :
( صح عن النب صلى ال عليه وسلم :أن تارك الصلة كافر ) كان رأي أهل العلم ،من
لدن ممد صلى ال عليه وسلم أن تارك الصلة عمدا من غي عذر حت يذهب وقتها
74
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
كافر - 6 .وقال ابن حزم :وقد جاء عن عمر ،وعبد الرحن بن عوف ،ومعاذ بن
جبل ،وأب هريرة وغيهم من الصحابة ( أن من ترك صلة فرض واحدة متعمدا حت
يرج وقتها فهو كافر مرتد ) ول نعلم لؤلء الصحابة مالفا .ذكره النذري ف الترغيب
والترهيب .ث قال :قد ذهب جاعة من الصحابة ومن بعدهم إل تكفي من ترك
الصلة ،متعمدا تركها ،حت يرج جيع وقتها ،منهم عمر بن الطاب ،وعبد ال بن
مسعود ،وعبد ال ابن عباس ،ومعاذ بن جبل ،وجابر بن عبد ال ،وأبو الدرداء رضي
ال عنهم .ومن غي الصحابة أحد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ،وعبد ال بن البارك ،
والنخعي ،والكم بن عتيبة وأبو أيوب السختيان ،وأبو داود الطيالسي ،وأبو بكر بن
أب شيبة ،وزهي بن حرب ،وغيهم رحهم ال تعال .أما الحاديث الصرحة بوجوب
قتله فهي / :صفحة - 1 / 94عن ابن عباس عن النب صلى ال عليه وسلم قال :
( عرى السلم وقواعد الدين ثلثة .عليهن أسس السلم ،من ترك واحدة منهن فهو
با كافر حلل الدم .شهادة أن ل إله إل ال ،والصلة الكتوبة ،وصوم رمضان ) رواه
أبو يعلى بإسناد حسن .وف رواية أخرى ( :من ترك منهن واحدة بال كافر ول يقبل
منه صرف ول عدل ) ( . ) 1وقد حل دمه وماله ) - 2 .وعن ابن عمر ،أن النب
صلى ال عليه وسلم قال :أمرت أن أقاتل الناس حت شهدوا أن ل إله إل ال وأن ممدا
رسول ال ،ويقيموا الصلة ،ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا من دماءهم وأموالم
إل بق السلم وحسابم على ال عزوجل ) .رواه البخاري ومسلم - 3 .وعن أم
سلمة ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون
وتنكرون ،فمن كره فقد برئ ،ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع ) قالوا يا
رسول ال :أل نقاتلهم ؟ قال ( :ل ،ما صلوا ) رواه مسلم .جعل الانع من مقاتلة
أمراء الور الصلة - 4 .وعن أب سعيد قال :بعث علي -وهو على اليمن -إل النب
صلى ال عليه وسلم بذهيبة فقسمها بي أربعة ،فقال رجل يا رسول ال :اتق ال .فقال
( :ويلك ! ! أو لست أحق أهل الرض أن يتقي ال ! ) ث ول الرجل فقال خالد بن
الوليد :يا رسول ال أل أضرب عنقه ؟ فقال ل ( :لعله أن يكون يصلي ) فقال خالد :
وكم من رجل يقول بلسانه ما ليس ف قلبه .فقال النب صلى ال عليه وسلم ( :إن ل
75
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أومر أن أنقب عن قلوب الناس ول أشق بطونم ) متصر من حديث للبخاري ومسلم .
وف هذا الديث أيضا ،جعل الصلة هي الانعة من القتل ،ومفهوم هذا ،أن عدم
الصلة يوجب القتل ( .هامش ) ( ) 1ل يقبل منه صرف ول عدل :ل يقبل منه فرض
ول نقل ) . ( .رأي بعض العلماء الحاديث التقدمة ظاهرها يقتضي كفر تارك الصلة
وإباحة دمه ،ولكن كثيا من علماء السلف واللف ،منهم أبو حنيفة ،مالك ،
والشافعي ،على /صفحة / 95أنه ل يكفر ،بل يفسق ويستتاب ،فإن ل يتب قتل حد
أعند مالك والشافعي وغيها .وقال أبو حنيفة :ل يقتل بل يعزر ويبس حت يصلي ،
وحلوا أحاديث التكفي على الاحد أو الستحل للترك ،وعارضوها ببعض النصوص
العامة كقول ال تعال ( :إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 95
لن يشاء ) ) 1 ( .وكحديث أب هريرة عند أحد ومسلم عن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال ( :لكل نب دعوة مستحابة .فتعجل كل نب دعوته وإن اختبأت دعوت
شفاعة لمت يوم القيامة ،فهي نائلة -إن شاء ال -من مات ل يشرك بال شيئا ) وعنه
،عند البخاري :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :أسعد الناس بشفاعت من
قال :ل إله إل ال ،خالصا من قلبه ) ( .هامش ) سورة النساء آية ) . ( 116 :
مناظرة ف تارك الصلة ذكر السبكي ف شبقات الشافعية أن الشافعي وأحد رضي ال
عنهما تناظرا ف تارك الصلة .قال الشافعي :يا أحد أتقول :إنه يكفر ؟ قال :نعم .
قال :إذا كان كافرا فبم يسلم ؟ قال :يقول :ل إله إل ال ممد رسول ال .قال
الشافعي :فالرجل مستدي لذا القول ل يتركه .قال :يسلم بأن يصلي .قال :صلة
الكافر ل تصح ،ول يكم له بالسلم با .فسكت المام أحد ،رحهما ال تعال .
تقيق الشوكان قال الشوكان :والق أنه كافر يقتل .أما كفره ،فلن الحاديث قد
صحت أن الشارع سى تارك الصلة بذلك السم ،وجعل الائل بي الرجل وبي جواز
إطلق هذا السم عليه هو الصلة ،فتركها مقتض لواز الطلق ،ول يلزمنا شئ من
العارضات الت أوردها العارضون ،لنا نقول :ل ينع أن يكون بعض أنواع الكفر غي
76
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
مانع من الغفرة واستحقاق الشفاعة ،ككفر أهل /صفحة / 96القبلة ببعض الذنوب
الت ساها الشارع كفرا ،فل ملجئ إل التأويلت الت وقع الناس ف مضيقها .على من
تب ؟ تب الصلة على السلم العاقل البالغ ،لديث عائشة عن النب صلى ال عليه
وسلم قال ( :رفع القلم عن ثلث ( : ) 1عن النائم حت يستيقظ ،وعن الصب حت
يتلم ( ، ) 2وعن الجنون حت يعقل ) رواه أحد وأصحاب السنن والاكم وقال :
صحيح على شرط الشيخي ،وحسنه الترمذي ( .هامش ) ( ( ) 1رفع القلم ) كناية
عن عدم التكليف ) 2 ( .يتلم .يبلغ ) . ( .صلة الصب والصب وإن كانت الصلة
غي واجبة عليه ،إل أنه ينبغي لوليه أن يأمره با ،إذا بلغ سبع سني ،ويضربه على
تركها ،إذا بلغ عشرا ،ليتمرن عليها ويعتادها بعد البلوغ .فعن عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :مروا أولدكم بالصلة إذا
بلغوا سبعا ،واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا ،وفرقوا بينهم ف الضاجع ) رواه أحد
وأبو داود والاكم ،وقال :صحيح على شرط مسلم .عدد الفرائض الفرائض الت
فرضها ال تعال ف اليوم والليلة خس :فعن ابن مييز ،أن رجل من بن كنانة يدعى
الخدجي ،سع رجل بالشام يدعى أبا ممد ،يقول :الوتر واحد قال :فرحت إل
عبادة بن الصامت فأخبته ،فقال عبادة :كذب أو ممد ،سعت رسول ال صلى ال
عليه وسلم يقول ( :خس صلوات كتبهن ال على العباد ،من أتى بن ل يضيع منهن
شيئا استخفافا بقهن كان له عند ال عهد أن يدخله النة ،ومن ل يأت بن فليس له
عند ال عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ) .رواه أحد وأبو داود والنسائي وابن ماجة
،وقال فيه ( :ومن جاء بن قد انتقص منهن شيئا /صفحة / 97استخفافا بقهن ) .
وعن طلحة بن عبيدال أن اعرابيا جاء إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ثائر الشعر فقال
( :يا رسول ال أخبن ما فرض ال علي من الصلوات ؟ فقال ( :الصلوات المس إل
أن تطوع شيئا ) فقال :أخبن ماذا فرض ال علي من الصيام ؟ .فقال ( :شهر رمضان
إل أن تطوع شيئا ) .فقال :أخبن ماذا فرض ال علي من الزكاة ؟ قال :فأخبه
رسول ال صلى ال عليه وسلم بشرائع السلم كلها .فقال :والذي أكرمك ل أتطوع
شيئا ول أنقص ما فرض ال علي شيئا .فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :أفلح إن
77
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صدق ،أو دخل النة إن صدق ) .رواه البخاري ومسلم .مواقيت الصلة للصلة
أوقات مدودة ل بد أن تؤدى فيها ،لقول ال تعال ( :إن الصلة كانت على الؤمني
كتابا موقوتا ) ( ) 1أي فرضا مؤكدا ثابتا ثبوت الكتاب .وقد أشار القرآن إل هذه
الوقات فقال تعال ( :وأقم الصلة طرف النهار ( ) 2وزلفا من الليل ،إن السنات
يذهب السيئات ،ذلك ذكرى للذاكرين ( . ) ) 3وف سورة السراء ( :أقم الصلة
لدلوك الشمس ( ) 4إل غسق الليل ،وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا (
. ) ) 5وف سورة طه ( :وسبح بمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبا ،ومن آناء
الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ( ( ) ) 6هامش ) ( ( ) 1موقوتا ) أي منجما
ف أوقات مدودة ،سورة النساء ) 2 ( . 103 :قال السن ( :صلة طرف النهار ) :
الفجر والعصر و ( زلف الليل ) قال :ها زلفتان ،صلة الغرب وصلة العشاء ) 3 ( .
سورة هود آية ( ) 4 ( . 114 :دلوك الشمس ) زوالا ،اي أقمها لول وقتها هذا ،
وفيه صلة الظهر ،منتهيا إل
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 97
غسق الليل ،وهو ابتداء ظلمته ،ويدخل فيه صلة العصر والعشاءين ( .وقرآن الفجر )
:أي وأقم قرآن الفجر :أي صلة الفجر ( ،مشهودا ) تشهده ملئكة الليل وملئكة
النهار ) 5 ( .السراء آية ) 6 ( . 18 :سورة طه آية / ) . ( . 12 :صفحة / 98
يعن بالتسبيح قبل طلوع الشمس :صلة الصبح ،وبالتسبيح قبل غروبا :صلة العصر ،
لا جاء ف الصحيحي عن جرير بن عبد ال البجلي قال :كنا جلوسا عند رسول ال
صلى ال عليه وسلم فنظر إل القمر ليلة البدر فقال ( :إنكم سترون ربكم كما ترون
هذا القمر ،ل تضامون ف رؤيته ،فإن استطعتم أل تغلبوا على صلة قبل طلوع الشمس
وقبل غروبا فافعلوا ،ث قرأ هذه الية ) .هذا هو ما أشار إليه القرآن من الوقات :وأما
السنة فقد حددتا وبينت معالها فيما يلي - 1 :عن عبد ال بن عمرو :أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال ( :وقت الظهر إذا زالت الشمس ،وكان ظل الرجل كطوله ما
ل يضر العصر ،ووقت العصر ما ل تصفر الشمس ،ووقت صلة الغرب ما ل يغب
78
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الشفق ،وقت العشاء إل نصف الليل الوسط ،ووقت صلة الصبح من طلوع الفجر
وما ل تطلع الشمس ،فإذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلة ،فإنا تطلع بي قرن
شيطان ) ،رواه مسلم - 2 .وعن جابر بن عبد ال ،أن النب صلى ال عليه وسلم جاءه
جبيل عليه السلم فقال له ( :قم فصله ،فصلى الظهر حي زالت الشمس ،ث جاءه
العصر فقال :قم فصله ،فصلى العصر حي صار ظل كل شئ مثله ،ث جاءه الغرب
فقال :قم فصله ،فصلى العشاء حي غ اب الشفق ،ث جاءه الفجر حي برق الفجر ،
أو قال ( :سطع الفجر ) ث جاءه من الغد للظهر فقال :قم فصله ،فصلى الظهر حي
صار ظل كل شئ مثله ،ث جاءه العصر فقال :قم فصله ،فصلى العصر حي صار ظل
كل شئ مثليه ،ث جاءه العصر فقال :قم فصله ،فصلى العصر حي صار ظل كل شئ
مثليه ،ث جاءه الغرب وقتا واحدا ل يزل عنه ،ث جاءه العشاء حي ذهب نصف الليل ،
أو قال ( :ثلث الليل ) فصلى العشاء .ث جاءه حي أسفر جدا فقال :قم فصله ،فصلى
الفجر ،ث قال ( :ما بي هذين الوقتي وقت ) رواه أحد والنسائي والترمذي .وقال
البخاري :هو أصح شئ ف الواقيت ،يعن إمامة جبيل ( .هامش ) ( ( ) 1وجبت
الشمس ) غربتو سقطت / ) . ( .صفحة / 99وقت الظهر تبي من الديثي
التقدمي ،أن وقت الظهر يبتدئ من زوال الشمس عن وسط السماء ،ويتد إل أن
يصي ظل كل شئ مثله سوى فئ الزوال ،إل أنه يستحب تأخي صلة الظهر عن أول
الوقت عند شدة الر ،حت ل يذهب الشوع ،والتعجيل ف غي ذلك .دليل هذا 1 :
-ما رواه أنس قال ( :كان النب صلى ال عليه وسلم إذا اشتد البد بكر بالصلة ،وإذا
اشتد الر أبرد بالصلة ) رواه البخاري - 2 .وعن أب ذر قال :كنا مع النب صلى ال
عليه وسلم ف سفر فأراد الؤذن أن يؤذن الظهر فقال :أبرد ،ث أراد أن يؤذن فقال :
أبرد ،مرتي أو ثلثا ،حت رأينا ف التلول ( ) 1ث قال ( :إن شدة الر من فيح
جهنم ،فإذا اشتد الر فأبردوا بالصلة ) ،رواه البخاري ومسلم ( .هامش ) ( ) 1
( الفئ ) :الظل الذي بعد الزوال ( .التلول ) جع تل :ما اجتمع على الرض من تراب
أو نو ذلك ) . ( .غاية البراد قال الافظ ف الفتح :واختلف العلماء ف غاية البراد .
فقيل حت يصي الظل ذراعا بعد ظل الزوال .وقيل :ربع قامة ،وقيل :ثلثها .وقيل :
79
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
نصفها ،وقيل غي ذلك .والاري على القواعد ،أنه يتلف باختلف الحوال ولكن
بشرط أن ل يتد إل آخر الوقت .وقت صلة العصر وقت صلة العصر يدخل بصيورة
ظل الشئ مثله بعده فئ الزوال ،ويتد إل غروب الشمس .فعن أب هريرة أن النب صلى
ال عليه وسلم قال ( :من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر
) .رواه الماعة ،ورواه البيهقي بلفظ ( :من صلى من العصر ركعة قبل أن تغرب
الشمس ث صلى ما تبقى بعد غروب الشمس ل يفته العصر ) / .صفحة / 100وقت
الختيار ووقت الكراهة وينتهي وقت الفضيلة والختيار باصفرار الشمس ،وعلى هذا
يمل حديث جابر وحديث عبد ال بن عمر والتقدمي .وأما تأخي الصلة إل ما بعد
الصفرار فهو وإن كان جائزا إل أنه مكروه إذا كان لغي عذر .فعن أنس قال :سعت
رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ( :تلك صلة النافق ،يلس يرقب الشمس حت
إذا كانت بي قرن الشيطان قام فنقرها أربعا .ل يذكر ال إل قليل ) رواه الماعة ،إل
البخاري ،وابن ماجة .قال النووي ف شرح مسلم :قال أصحابنا للعصر خسة أوقات :
( ) 1وقت فضيلة ) 2 ( .واختيار ) 3 ( .وجواز بل كراهة ) 4 ( .وجواز مع
كراهة ) 5 ( .ووقت عذر ،فأما وقت الفضيلة فأول وقتها .ووقت الختيار ،يتد إل
أن يصي ظل الشئ مثليه ،ووقت الواز إل الصفرار ،ووقت
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 100
الواز مع الكراهة حال الصفرار إل الغروب ،ووقت العذر ،وهو وقت الظهر ف حق
من يمع بي العصر والظهر ،لسفر أو مطر ،ويكون العصر ف هذه الوقات المسة
أداء ،فإذا فاتت كلها بغروب الشمس صارت قضاء .تأكيد تعجيلها ف يوم الغيم عن
بريدة السلمي قال :كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف غزوة فقال ( :بكروا
بالصلة ف اليوم الغيم ،فإن من فاتته صلة العصر فقد حبط عمله ) رواه أحد وابن
ماجة .قال ابن القيم :الترك نوعان :ترك كلي ل يصليها أبدا ،فهذا يبط العمل
جيعه ،وترك معي ،ف يوم معي ،فهذا يبط عمل اليوم ) .صلة العصر هي صلة
الوسطى قال ال تعال ( :حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى وقوموا ل قانتي ) .
80
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وقد جاءت الحاديث الصحيحة مصرحة بأن صلة العصر هي الصلة الوسطى / .
صفحة - 1 / 101فعن علي رضي ال عنه :أن النب صلى ال عليه وسلم قال يوم
الحزاب ( :مل ال قبورهم وبيوتم نارا كما شغلونا عن الصلة الوسطى حت غابت
الشمس ) رواه البخاري ومسلم .ولسلم وأحد وأب داود ( :شغلونا عن الصلة
الوسطى ،صلة العصر ) - 2 .وعن ابن مسعود قال :حبس الشركون رسول ال
صلى ال عليه وسلم عن صلة العصر حت احرت الشمس واصفرت فقال رسول ال
صلى ال عليه وسلم ( :شغلونا عن الصلة الوسطى ،صلة العصر ،مل ال أجوافهم
وقبورهم نارا ) ( ،أو حشا أجوافهم وقبورهم نارا ) رواه أحد ومسلم وابن ماجة .
وقت صلة الغرب يدخل وقت صلة الغرب إذا غابت الشمس وتوارت بالجاب ،
ويتد إل مغيب الشفق الحر ،لديث عبد ال بن عمرو أن النب صلى ال عليه وسلم
قال ( :وقت صلة الغرب إذا غابت الشمس ما ل يسقط الشفق ) رواه مسلم .وروي
أيضا عن أب موسى :أن سائل سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن مواقيت
الصلة ،فذكر الديث ،وفيه فأمره فأقام الغرب حي وجبت الشمس ،فلما كان اليوم
الثان .قال :ث أخر حت كان عند سقوط الشفق ( ) 1ث قال :الوقت ما بي هذين .
قال النووي ف شرح مسلم ( :وذهبت الحققون من أصحابنا إل رجيح القول بواز
تأخيها ما ل يغب الشفق ،وأنه يوز ابتداؤها ف كل وقت من ذلك ،ول يأث بتأخيها
عن أول الوقت ) .وهذا هو الصحيح أو الصواب الذي ل يوز غيه .وأما ما تقدم ف
حديث إمامة جبيل :أنه صلى الغرب ف اليومي ف وقت واحد حي غربت الشمس ،
فهو يدل على استحباب التعجيل بصلة الغرب ،وقد جاءت الحاديث مصرحة بذلك .
( هامش ) ( ) 1الشفق كما ف القاموس :هو المرة ف الفق من الغروب إل العشاء أو
إل قريبها ،أو إل قريب العتمة / ) . ( .صفحة - 1 / 102فعن السائب بن يزيد أن
:رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :ل تزال أمت على الفطرة ما صلوا الغرب قبل
طلوع النجوم ) رواه أحد والطبان - 2 .وف السند ان ابن أب أيوب النصاري قال :
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :صلوا الغرب لفطر الصائم وبادروا طلوع
النجوم ) - 3 .وف صحيح مسلم عن رافع بن خديج ( :كنا نصلي الغرب مع رسول
81
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ال صلى ال عليه وسلم فينصرف أحدنا وانه ليبصر مواقع نبله ) - 4 .وفيه عن سلمة
بن الكوع :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يصلي الغرب إذا غربت الشمس
وتوارت بالجاب . .وقت العشاء يدخل وقت صلة العشاء بغيب الشفق الحر ،
ويتد إل نصف الليل .فعن عائشة قالت ( :كانوا يصلون العتمة ( ) 1فيما بي أن
يغيب الشفق إل ثلث الليل الول ) رواه البخاري .وعن أب هريرة قال ،قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم ( :لول أن أشق على أمت لمرتن أن يؤخروا العشاء إل ثلث الليل
أو نصفه ) ،رواه أحد وابن ماجة والترمذي وصححه .وعن أب سعيد قال :انتظرنا
رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة بصلة العشاء حت ذهب نو من شطر الليل قال :
فجاء فصلى بنا ث قال ( :خذوا مقاعدكم فإن الناس قد أخذوا مضاجعهم ،وإنكم لن
تزالوا ف صلة منذ انتظرتوها لول ضعف الضعيف وسقم السقيم وحاجة ذي الاجة ،
لخرت هذه الصلة إل شطر الليل ) رواه أحد وأبو داود وابن ماجة والنسائي وابن
خزية وإسناده صحيح .هذا وقت الختيار .وأما وقت الواز والضطرار فهو متد إل
الفجر ،لديث أب قتادة قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :أما إنه ليس ف
النوم تفريط إنا التفريط على من ل يصل الصلة حت يئ وقت الصلة الخرى ) رواه
مسلم .والديث التقدم ف الواقيت يدل على أن وقت كل صلة متد إل دخول وقت (
هامش ) ( ( ) 1العتمة ) :العشاء / ) . ( .صفحة / 103الصلة الخرى ،إل صلة
الفجر فإنا ل تتد إل الظهر ،فإن العلماء أجعوا أن وقتها ينتهي بطلوع الشمس .
استحباب تأخي صلة العشاء عن أول وقتها والفضل تأخي صلة العشاء إل آخر وقتها
الختار ،وهو نصف الليل ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 103
لديث عائشة قالت :أعتم ( ) 1النب صلى ال عليه وسلم ذات ليلة حت ذهب عامة
الليل ،حت نام أهل السجد ث خرج فصلى فقال ( :إنه لوقتها لول أن أشق على أمت )
رواه مسلم والنسائي .وقد تقدم حديث أب هريرة ،وحديث أب سعيد ،وها ف معن
حديث عائشة ،وكلها تدل على استحباب التأخي وأفضليته ،وأن النب صلى ال عليه
82
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وسلم ترك الواظبة عليه لا فيه من الشقة على الصلي ،وقد كان النب صلى ال عليه
وسلم يلحظ أحوال الؤتي ،فأحيانا يعجل وأحيانا يؤخر .فعن جابر قال ( :كان
رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي الظهر بالاجرة ( ، ) 2والعصر ،والشمس نقية ،
والغرب ،إذا وجبت الشمس ،والعشاء ،أحيانا يؤخرها وأحيانا يعجل ،إذا رآهم
اجتمعوا عجل ،وإذا رآهم أبطأوا أخر ،والصبح كانوا أو كان النب صلى ال عليه وسلم
يصليها بغلس ( ، ) ) 3رواه البخاري ومسلم ( .هامش ) ( ( ) 1أعتم ) :أي أخر
صلة العشاء ( .عامة الليل ) أي كثي منه ،وليس الراد أكثره بدليل قوله :إنه لوقتها .
قال النووي :ول يوز أن يكون الراد بذا القول إل ما بعد نصف الليل ،لنه ل يقل
أحد من العلماء إن تأخيها إل ما بعد نصف الليل أفضل ( ) 2 ( .الاجرة ) شدة الر
نصف النهار عقب الزوال ( ) 3 ( .الغلس ) ظلمة آخر الليل ) . ( .النوم قبلها
والديث بعدها يكره النوم قبل صلة العشاء والديث بعدها ،لديث أب برزة السلمي
أن النب صلى ال عليه وسلم كان يستحب أن يؤخر العشاء الت تدعونا العتمة وكان
يكره النوم قبلها والديث بعدها .ورواه الماعة .وعن ابن مسعود قال / :صفحة
/ 104جدب لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم السمر بعد العشاء ،ورواه ابن ماجة
قال :جدب :يعن زجرنا ونانا عنه .وعلة كراهة النوم قبلها والديث بعدها :أن النوم
قد يفوت على النائم الصلة ف الوقت الستحب أو صلة الماعة ،كما أن السمر بعدها
يؤدي إل السهر الضيع لكثي من الفوائد ،فإن أراد النوم وكان معه من يوقظه أو أو
تدث بي فل كراهة حينئذ .فعن ابن عمر قال ( :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم
يسمر عند أب بكر الليلة كذلك ف أمر من أمور السلمي ،وأنا معه ) رواه أحد
والترمذي وحسنه ،وعن ابن عباس قال ( :رقدت ف بيت ميمونة ليلة كان رسول ال
صلى ال عليه وسلم عندها ،لنظر كيف صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم بالليل ،
فتحدث النب صلى ال عليه وسلم مع أهله ساعة ث رقد ) .رواه مسلم .وقت صلة
الصبح يبتدئ الصبح من طلوع الفجر الصادق ويستمر إل طلوع الشمس ،كما تقدم ف
الديث .استحباب البادرة لا يستحب البادرة بصلة الصبح بأن تصلي ف أول وقتها ،
لديث أب مسعود النصاري ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى صلة الصبح مرة
83
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بغلس ،ث صلى مرة أخرى فأسفر با ،ث كانت صلته بعد ذلك التغليس حت مات ،
ول يعد أن يسفر .رواه أبو داود والبيهقي ،وسنده صحيح .وعن عائشة قالت ( :كن
نساء مؤمنات يشهدن مع النب صلى ال عليه وسلم صلة الفجر متلفعات بروطهن (
) 1ينقلب إل بيوتن حي يقضي الصلة ل يعرفهن أحد من الغلس ) .رواه الماعة .
وأما حديث رافع بن خديج :أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :أصبحوا بالصبح فإنه
أعظم لجوركم ) ،وف رواية ( :أسفروا بالفجر فإنه أعظم للجر ) .رواه المسة
وصححه الترمذي وابن حبان ،فإنه أريد به السفار ( هامش ) ( ( ) 1متلفعات
بروطهن ) :ملتحفات بأكسيتهن / ) . ( .صفحة / 105بالروج منها ،ل الدخول
فيها :أي أطيلوا القراءة فيها ،حت ترجوا منها مسفرين ،كما كان يفعله رسول ال
صلى ال عليه وسلم ،فإنه كان يقرأ فيها الستي آية إل الائة آية ،أو أريد به تقق طلوع
الفجر ،فل يصلي مع غلبة الظن .ادراك ركعة من الوقت من أدرك ركعة من الصلة
قبل خروج الوقت فقد أدرك الصلة ،لديث أب هريرة ،أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال ( :من أدرك ركعة من الصلة فقد أدرك الصلة ) .رواه الماعة .وهذا
يشمل جيع الصلوات ،وللبخاري ( :إذا أدرك أحدكم سجدة من صلة العصر قبل أن
تغرب الشمس فليتم صلته ،وإذا أدرك سجدة من صلة الصبح قبل أن تطلع الشمس
فليتم صلته ) والراد بالسجدة الركعة ،وظاهر الحاديث أن من أدرك الركعة من صلة
الفجر أو العصر ل تكره الصلة ف حقه عند طلوع الشمس وعند غروبا وإن كانا وقت
كراهة ،وأن الصلة تقع أداء بإدراك ركعة كاملة ،وإن كان ل يوز تعمد التأخي إل
هذا الوقت .النوم عن الصلة أو نسيانا من نام عن صلة أو نسيها فوقتها حي
يذكرها ،لديث أب قتادة قال :ذكروا للنب صلى ال عليه وسلم نومهم عن الصلة
فقال ( :إنه ليس ف النوم تفريط إنا التفريط ف اليقظة ،فإذا نسي أحدكم صلة أو نام
عنها فليصلها
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 105
84
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
إذا ذكرها ) ،رواه النسائي والترمذي وصححه .وعن أنس ،أن النب صلى ال عليه
وسلم قال ( :من نسي صلة فليصلها إذا ذكرها ل كفارة لا إل ذلك ) ،رواه البخاري
ومسلم .وعن عمران بن الصي قال :سربنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما
كان من آخر الليل عرسنا فلم نستيقظ حت أيقظنا حر الشمس .فجعل الرجل منا يقوم
دهشا إل طهوره ،قال :فأمرهم النب صلى ال عليه وسلم أن يسكتوا ،ث ارتلنا فسرنا
حت إذا ارتفعت الشمس توضأ ث أمر بلل فأذن ث صلى الركعتي قبل الفجر .ث أقام
فصلينا فقالوا / :صفحة / 106يا رسول ال ،أل نعيدها ف وقتها من الغد ؟ فقال :
( أينهاكم ربكم تعال عن الربا ويقبله منكم ) .رواه أحد وغيه .الوقات النهي عن
الصلة فيها ورد النهي عن صلة بعد صلة الصبح حت تطلع الشمس ،وعند طلوعها
حت ترتفع قدر رمح ،وعند استوائها حت تيل إل الغروب ،وبعد صلة العصر حت
تغرب ،فعن أب سعيد أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ل صلة بعد صلة العصر
حت تغرب الشمس ،ول صلة بعد صلة الفجر حت تطلع الشمس ) .رواه البخاري
ومسلم .وعن عمرو بن عبسة قال :قلت :يا نب ال أخبن عن الصلة ؟ قال ( :صل
صلة الصبح ث أقصر عن الصلة ( ) 1حت تطلع الشمس وترتفع ،فإنا تطلع بي قرن
شيطان ،وحينئذ يسجد لا الكفار ،ث صل فإن الصلة مشهودة مضورة حت يستقل
الظل بالرمح ،ث اقصر عن الصلة فإن ( ) 2حينئذ تسجر جهنم ( ) 3فإذا أقبل الفي
فصل فإن الصلة مشهودة مضورة حت تصلي العصر ،ث أقصر عن الصلة حت تغرب ،
فإنا تغرب بي قرن شيطان وحينئذ يسجد لا الكفار ) ،رواه أحد ومسلم .وعن عقبة
بن عامر قال :ثلث ساعات نانا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نصلي فيهن وأن
نقب فيهن موتانا ( : ) 4حي تطلع الشمس بازغة ( ( ) 5هامش ) ( ( ) 1أقصر ) :
كف ( .تطلع بي قرن شيطان ) قال النووي .يدن رأسه إل الشمس ف هذه الوقات
ليكون الساجدون لا من الكفار كالساجدين له ف الصورة وحينئذ يكون له ولشيعته
تسلط ظاهر وتكن من أن يلبسوا على الصلي صلتم فكرهت الصلة حينئذ صيانة لا
كما كرهت ف الماكن الت مأوى الشياطي ( .مشهودة مضورة ) .تشهدها اللئكة
ويضرونا ( .يستقل الظل بالرمح ) :الراد به أن يكون الظل ف جانب الرمح فل يبقى
85
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
على الرض منه شئ وهذا يكون حي الستواء ( ) 2 ( .فإن ) ،وف رواية فانه ( .
( ) 3تسجر جهنم ) :أي يوقد عليها ) 4 ( .النهي عن الدفن ف هذه الوقات معناه
تعمد تأخي الدفن إل هذه الوقات ،فأما إذا وقع الدفن بل تعمد ف هذه الوقات فل
يكره ( ) 5 ( .بازغة ) :ظاهرة ( .تضيف ) تيل / ) . ( .صفحة / 107حت ترتفع
،وحي يقوم قائم الظهية ،وحي تضيف للغروب حت تغرب .رواه الماعة إل
البخاري .رأي الفقهاء ف الصلة بعد الصبح والعصر يرى جهور العلماء جواز قضاء
الفوائت بعد صلة الصبح والعصر ،لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :من نسي
صلة فليصلها إذا ذكرها ) ،رواه البخاري ومسلم .وأما صلة النافلة فقد كرهها من
الصحابة :علي ،وابن مسعود ،وزيد بن ثابت ،وأبو هريرة ،وابن عمر وكان عمر
يضرب على الركعتي بعد العصر بحضر من الصحابة من غي نكي ،كما كان خالد ابن
الوليد يفعل ذلك .وكرهها من التابعي السن ،وسعيد ابن السيب ،ومن أئمة الذاهب
أبو حنيفة ،ومالك .وذهب الشافعي إل جواز صلة ما له سبب ( ) 1كتحية
السجد ،وسنة الوضوء ف هذين الوقتي ،استدلل بصلة رسول ال صلى ال عليه
وسلم سنة الظهر بعد صلة العصر ،والنابلة ذهبوا إل حرمة التطوع ولو له سبب ف
هذين الوقتي ،إل ركعت الطواف ،لديث جبي بن مطعم :أن النب صلى ال عليه
وسلم قال ( :يا بن عبد مناف ل تنعوا أحدا طاف بذا البيت وصلى أية ساعة شاء ،
من ليل أو نار ) .رواه أصحاب السنن وصححه ابن خزية والترمذي ( .هامش ) (
) 1هذا أقرب الذاهب إل الق ) . ( .رأيهم ف الصلة عند طلوع الشمس وغروبا
واستوائها يرى النفية عدم صحة الصلة مطلقا ف هذه الوقات ،سواء كانت الصلة
مفروضة أو واجبة أو نافلة ،قضاء أو أداء ،واستثنوا عصر اليوم وصلة النازة ( إن
حضرت ف أي وقت من هذه الوقات ،فإنا تصلى فيها بل كراهة ) وكذا سجدة
التلوة ،إذا تليت آياتا ف هذه الوقات ،واستثن أبو يوسف التطوع يوم المعة وقت
الستواء .ويرى الشافعية كراهة النفل الذي ل سبب له ف هذه الوقات .أما الفرض
مطلق ،والنفل الذي له سبب ،والنقل وقت /صفحة / 108الستواء يوم المعة ،
والنفل ف الرم الكي ،فهذا كله مباح ل كراهة فيه .والالكية يرون ف وقت الطلوع
86
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والغروب حرمة النوافل ،ولو لا سبب ،والنذورة وسجدة التلوة ،وصلة النازة ،إل
إذا خيف عليها التغي فتجوز ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 108
وأباحوا الفرائض العينية ،أداء وقضاء ف هذين الوقتي ،كما أباحوا الصلة مطلقا ،
فرضا أو نفل وقت الستواء .قال الباجي ف شرح الوطأ :وف البسوط عن ابن وهب :
سئل مالك عن الصلة نصف النهار فقال :أدركت الناس وهم يصلون يوم المعة نصف
النهار ،وقد جاء ف بعض الحاديث ني عن ذلك ،فأنا ل أنى عنه للذي أدركت الناس
عليه ،ول أحبه للنهي عنه .وأما النابلة فقد ذهبوا إل عدم انعقاد النفل مطلقا ف هذه
الوقات الثلثة سواء كان له سبب أو ل ،وسواء كان بكة أو غيها ،وسواء كان يوم
جعة أو غيه ،إل تية السجد يوم المعة ،فإنم جوزوا فعلها بدون كراهة وقت
الستواء وأثناء الطبة ،وترم عندهم صلة النازة ف هذه الوقات ،إل إن خيف عليها
التغي فتجوز بل كراهة .وأباحوا قضاء الفوائت ،والصلة النذورة ،وركعت الطواف
ولو نفل ف هذه الوقات الثلثة ( ( . ) 1هامش ) ( ) 1ذكرنا آراء الئمة هنا لقوة
دليل كل ) . ( .التطوع بعد طلوع الفجر وقبل صلة الصبح عن يسار مول ابن عمر
قال :رآن ابن عمر وأنا أصلي بعد ما طلع الفجر فقال :إن رسول ال صلى ال عليه
وسلم خرج علينا ونن نصلي هذه الساعة فقال ( :ليبلغ شاهدكم غائبكم أن ل صلة
بعد الصبح إل ركعتي ) .رواه أحد وأبو داود .والديث وإن كان ضعيفا ،إل أن له
طرقا يقوي بعضها بعضا ،فتنهض للحتجاج با على كراهة التطوع بعد طلوع الفجر
بأكثر من ركعت الفجر .أفاده الشوكان ،وذهب السن والشافعي وابن حزم إل جواز
التنفل مطلقا بل كراهة ،وقصر مالك الواز لن فاتته صلة الليل لعذر ،وذكر أنه بلغه :
أن عبد ال بن عباس والقاسم بن ممد وعبد ال بن عامر بن ربيعة أوتروا بعد الفجر ،
وأن عبد ال بن مسعود قال :ما أبال لو أقيمت صلة الصبح وأنا أوتر .وعن يي بن
سعيد أنه قال :كان عبادة بن الصامت يؤم /صفحة / 109قوما فخرج يوما إل الصبح
،فأقام الؤذن صلة الصبح ،فأسكته عبادة حت أوتر ،ث صلى بم الصبح .عن سعيد
87
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بن جبي :أن ابن عباس رقد ث استيقظ ث قال لادمه :انظر ما صنع الناس ،وهو يومئذ
قد ذهب بصره ،فذهب الادم ث رجع فقال :قد انصرف الناس من الصبح .فقام ابن
عباس فأوتر ث صلى الصبح .التطوع أثناء القامة إذا أقيمت الصلة كره الشتغال
بالتطوع .فعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا أقيمت الصلة فل
صلة إل الكتوبة ) ،وف رواية ( :إل الت أقيمت ) .رواه أحد ومسلم وأصحاب
السنن .وعن عبد ال بن سرجس قال :دخل رجل السجد ،ورسول ال صلى ال عليه
وسلم ف صلة الغداة ( ، ) 1فصلى ركعتي ف جانب السجد ،ث دخل مع رسول ال
صلى ال عليه وسلم .فلما سلم رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :يا فلن بأي
الصلتي اعتددت ،بصلتك وحدك أم بصلتك معنا ) ؟ رواه مسلم وأبو داود والنسائي
.وف إنكار الرسول صلى ال عليه وسلم ،مع عدم أمره بإعادة ما صلي ،دليل على
صحة الصلة وإن كانت مكروهة ،وعن ابن عباس قال :كنت أصلي وأخذ الؤذن ف
القامة ،فجذبن نب ال صلى ال عليه وسلم ،وقال ( :أتصلي الصبح أربعا ؟ ) .رواه
البيهقي والطبان وأبو داود الطيالسي وأبو يعلى والاكم ،وقال :إنه على شرط
الشيخي .وعن أب موسى الشعري رضي ال عنه :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
رأى رجل يصلي ركعت الغداة حي أخذ الؤذن يؤذن ،فغمز منكبه وقال ( :أل كان
هذا قبل هذا ) .رواه الطبان .قال العراقي :إسناده جيد ( .هامش ) ( ( ) 1ف
صلة الغداة ) :أي الصبح / ) . ( .صفحة / 110الذان ( ) 1الذان :هو العلم
بدخول وقت الصلة بألفاظ مصوصة .ويصل به الدعاء إل الماعة وإظهار شعائر
السلم ،وهو واجب أو مندوب .قال القرطب وغيه .الذان -على قلة ألفاظه -
مشتمل على مسائل العقيدة ،لنه بدأ بالكبية ،وهي تتضمن وجود ال وكماله ،ث
ثن بالتوحيد ونفي الشريك ،ث بإثبات الرسالة لحمد صلى ال عليه وسلم ،ث دعا إل
الطاعة الخصوصة عقب الشهادة بالرسالة ،لنا ل تعرف إل من جهة الرسول ،ث دعا
إل الفلح ،وهو البقاء الدائم ،وفيه الشارة إل العاد ،ث أعاد ما أعاد توكيدا ( . .
) 2فضله :ورد ف فضل الذان والؤذني أحاديث كثية نذكر بعضها فيما يلي - 1 :
عن أب هريرة :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :لو يعلم الناس ما ف الذان
88
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والصف الول ( ) 1ث ل يدوا إل أن يستهموا عليه لستهموا ولو يعلمون ما ف
التهجي لستبقوا إليه ،ولو يعلمون ما ف العتمة والصبح لتوها ولو حبوا ) رواه
البخاري وغيه - 2 .وعن معاوية :أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إن الؤذني
أطول الناس أعناقا يوم القيامة ) ،رواه أحد ومسلم وابن ماجه .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 110
- 3وعن الباء بن عازب :أن نب ال صلى ال عليه وسلم قال ( :إن ال وملئكته
يصلون على الصف القدم ،والؤذن يغفر له مد صوته ،ويصدقه ( هامش ) ( ) 1أي لو
يعلم ما ف الذان والصف الول من الفضيلة وعظيم الثوبة لكموا القرعة بينهم ،لكثرة
الراغبي فيها ( والتهجي ) التكبي ال صلة الظهر ( .والعتمة ) صلة العشاء .
( وحبوا ) من حبا الصب :إذا مشى على أربع / ) . ( .صفحة / 111من سعه من
رطب ويابس ،وله مثل أجر من صلى معه ) .قال النذري :رواه أحد والنسائي بإسناد
حسن جيد - 4 .وعن أب الدرداء قال ،سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :
( ما من ثلثة ل يؤذنون ،ول تقام فيهم الصلة إل استحوذ عليهم الشيطان ) رواه أحد
- 5 .وعن أب هريرة قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :المام ضامن
والؤذن مؤتن ،اللهم أرشد الئمة واغفر للمؤذني ) - 6 .وعن عقبة بن عامر قال ،
سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول ( :يعجب ربك عزوجل من راعي غنم ف شظية (
) 1ببل يؤذن الصلة ويصلي ،فيقول ال عزوجل :انظروا لعبدي هذا يؤذن ويقيم
الصلة ياف من ! قد غفرت لعبدي وأدخلته النة ) رواه أحد وأبو داود والنسائي .
( هامش ) ( الشظية ) :القطعة تنقطع من البل ول تنفصل عنه ) 3 ( ) . ( .سبب
مشروعيته :شرع الذان ف السنة الول من الجرة .وكان سبب مشروعيته لا بينته
الحاديث التية - 1 :عن نافع :أن ابن عمر كان يقول :كان السلمون يتمعون
فيتحينون الصلة ( ) 2وليس وليس ينادي با أحد ،فتكلموا يوما ف ذلك ،فقال
بعضهم :اتذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى .وقال بعضهم :بل قرنا مثل قرن اليهود ،
فقال عمر :أول تبعثون رجل ينادي بالصلة .فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :
89
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( يا بلل قم فنادي بالصلة ) رواه أحد والبخاري - 2 .وعن عبد ال بن عبد ربه قال
:لا أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بالناقوس ليضرب به الناس ف المع للصلة ،
وف رواية ،وهو كاره لوافقته للنصارى ،طاف ب وأنا نائم رجل يمل ناقوسا ف يده .
فقلت له :يا عبد ال أتبيع الناقوس ؟ قال :ماذا تصنع به ؟ قال :فقلت :ندعو به إل
الصلة /صفحة / 112قال :أفل أدلك على ما هو خي من ذلك ؟ فقلت له :بلى .
قال :تقول ( :ال أكب ال أكب ،ال أكب ال أكب .أشهد أن ل إله إل ال ،أشهد أن
ل إله إل ال ،أشهد أن ممدا رسول ال ،أشهد أن ممدا رسول ال ،حي على الصلة
،حي على الصلة .حي على الفلح حي على الفلح ،ال أكب ال أكب ،ل إله إل ال
) ث استأخر غي بعيد ث قال ( :تقول إذا أقيمت الصلة :ال أكب ال أكب ،أشهد أن
ل إله إل ال ،أشهد أن ممدا رسول ال ،حي على الصلة ،حي على الفلح ،قد
قامت الصلة ،قد قامت الصلة ال أكب ال أكب ،ل إله إل ال ) .فلما أصبحت أتيت
رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبته با رأيت .فقال ( :إنا لرؤيا حق إن شاء ال ،
فقم مع بلل فألق عليه ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى ( ) 1صوتا منك ) قال :فقمت
مع بلل فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به قال :فسمع بذلك عمر وهو ف بيته فخرج ير
رداءه يقول .والذي بعثك بالق لقد رأيت مثل الذي أرى .قال :فقال النب صلى ال
عليه وسلم ( فلله المد ) رواه أحد وأبو داود وابن ماجه وابن خزية والترمذي وقال :
حسن صحيح ( .هامش ) ( أندى صوتا منك ) أي أرفع أو أحسن .فيؤخذ منه
استحباب كون الؤذن رفيع صوت وحسنه .وعن أب مذورة :أن النب صلى ال عليه
وسلم أعجبه صوته فعلمه الذان ،ولو ابن خزية ) 4 ( ) . ( .كيفيته :ورد الذان
بكيفيات ثلث نذكرها فيما يلي :أول :تربيع التكبي الول وتثنية باقي الذان بل
ترجيع ما عدا كلمة التوحيد ،فيكون عدد كلماته خس عشرة كلمة .لديث عبد ال
بن زيد التقدم .ثانيا :تربيع التكبي ،وترجيع كل من الشهادتي ،بعن أن يقول الؤذن
:أشهد أن ل إله إل ال ،أشهد أن ل إله إل ال ،أشهد أن ممدا رسول ال ،أشهد أن
ممدا رسول ال ،يفض با صوته ،ث يعيدها مع الصوت .فعن أب مذورة :أن النب
صلى ال عليه وسلم علمه الذان تسع عشرة كلمة .رواه المسة وقال الترمذي :
90
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
حديث حسن صحيح / .صفحة / 113ثالثا :تثنية التكبي مع ترجيع الشهادتي فيكون
عدد كلماته سبع عشرة كلمة ،لا رواه مسلم عن أب مذورة :أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم علمه هذا الذان ( :ال أكب ال أكب ،أشهد أن ل إله إل ال أشهد أن ل إله
إل ال أشهد أن ممدا رسول ال ،أشهد أن ممدا رسول ال ،ث يعود فيقول :أشهد
أن ل إله إل ال مرتي ،أشهد أن ممدا رسول ال مرتي ،حي على الصلة مرتي ،حي
على الفلح مرتي ،ال أكب ال أكب ،ل إله
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 113
إل ال ) ) 5 ( .التثويب :ويشرع للمؤذن التثويب ،وهو أن يقول ف أذان الصبح -
بعد اليعلتي ( : -الصلة خي من النوم ) قال أبو مذورة :يا رسول ال :علمن سنة
الذان ؟ فعلمه وقال ( فإن كان صلة الصبح قلت :الصلة خي من النوم ،الصلة خي
من النوم ،ال أكب ال أكب ،ل إله إل ال ) رواه أحد وأبو داود .ول يشرع لغي
الصبح ) 6 ( .كيفية القامة :ورد للقامة كيفيات ثلث .وهي :أول :تربيع التكبي
الول مع تثنية جيع كلماتا ،ما عدا الكلمة الخية لديث أب مذورة أن النب صلى ال
عليه وسلم علمه القامة سبع عشرة كلمة :ال أكب أربعا ،أشهد أن ل إله إل ال
مرتي ،أشهد أن ممدا رسول ال مرتي ،حي على الصلة مرتي ،حي على الفلح
مرتي ،قد قامت الصلة ،ال أكب ال أكب ،ل إله إل ال ) .رواه المسة وصححه
الترمذي .ثانيا :تثنية التكبي الول والخي وقد قامت الصلة ،وإفراد سائر كلماتا
فيكون عددها إحدى عشرة كلمة .وف حديث عبد ال زيد التقدم :ث تقول إذا أقمت
:ال أكب ال أكب ،أشهد أن ل إله إل ال ،أشهد أن ممدا رسول ال ،حي على
الصلة حي على الفلح ،قد قامت الصلة قد قامت الصلة ،ال أكب ال أكب ،ل إله
إل ال / .صفحة / 114ثالثا :هذه الكيفي كسابقتها ما عدا ( كلمة قد قامت
الصلة ) فيها ل تثن ،بل تقال مرة واحدة ،فيكون عددها عشر كلمات وبذه الكيفية
أخذ مالك لنا عمل أهل الدينة ،إل أن ابن القيم قال :ل يصح عن رسول ال صلى ال
عليه وسلم إفراد كلمة قد قامت الصلة البتة ،وقال ابن عبد الب :هي مثناه على كل
91
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
حال ) 7 ( .الذكر عند الذان :يستحب لن يسمع الؤذن أن يلتزم الذكر الت - 1 :
يقول مثل ما يقول الؤذن إل ف اليعلتي ،فإنه يقول عقب كل كلمة :ل حول ول قوة
إل بال .فعن أب سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا
سعتم النداء فقولوا مثل ما يقول الوذن ) رواه الماعة .وعن عمر أن النب صلى ال عليه
وسلم قال ( :إذا قال الؤذن :ال أكب ال أكب ) ،فقال أحدكم :ال أكب ال أكب ،
ث قال أشهد أن ل إله إل ال قال :أشهد أن ل إله إل ال ،ث قال أشهد أن ممدا
رسول ال قال :أشهد أن ممدا رسول ال ،ث قال :حي على الصلة ،قال :ل حول
ول قوة إل بال ،ث قال :حي على الفلح ،قال :ل حول ول قوة إل بال ،ث قال :
ال أكب ال أكب ،قال :ال أكب ال أكب ،ث قال :ل إله إل ال ،قال :ل إله إل
ال ،من قبله ،دخل النة ) رواه مسلم وأبو داود .قال النووي :قال أصحابنا :وإنا
استحب للمتابع أن يقول مثل الؤذن ف غي اليعلتي فيدل على رضاه به وموافقته على
ذلك أما اليعلة فدعاء إل الصلة ،وهذا ل يليق بغي الؤذن ،فاستحب للمتابع ذكر
آخر ،فكان ل حول ول قو إل بال ،لنه تفويض مض إل ال تعال .وثبت ف
الصحيحي عن أب موسى الشعري ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :ل حول
ول قوة إل بال ،كن من كنوز النة ) .قال أصحابنا :ويستحب متابعته لكل سامع ،
من طاهر ومدث ،وجنب وحائض ،وكبي وصغي ،لنه ذكر ،وكل هؤلء من أهل
الذكر .ويستثن من هذا الصلي ،ومن هو على اللء ،والماع ،فإذا فرغ من اللء
تابعه فإذا سعه وهو ف قراءة أو ذكر /صفحة / 115أو درس أو نو ذلك ،قطعه وتابع
الؤذن ث عاد إل ما كان عليه إن شاء ،وإن كان ف صلة فرض أو نفل ،قال الشافعي
والصحاب :ل يتابعه ،فإذا فرغ منها قاله ،وف الغن :دخل السجد فسمع الؤذن
استحب له انتظاره ،ليفرغ ويقول مثل ما يقول جعا بي الفضيلتي ،وإن ل يقل كقوله
وافتتح الصلة فل بأس ،نص عليه أحد - 2 .أن يصلي على النب صلى ال عليه وسلم
عقب الذان بإحدى الصيغ الواردة ،ث يسأل ال له الوسيلة ،لا رواه عبد ال بن عمرو
:أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ( :إذا سعتم الؤذن فقولوا مثل ما يقول
ث صلوا علي فإنه من صلى علي صلة صلى ال عليه با عشرا ث سلوا ال ل الوسيلة فإنا
92
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
منلة ف النة ل تنبغي إل لعبد من عباد ال ،وأرجو أن أكون أنا هو ،فمن سأل ال ل
الوسيلة حلت له شفاعت ) رواه مسلم .وعن جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قال :
( من قال حي يسمع النداء :اللهم رب هذه الدعوة التامة ،والصلة القائمة ،آت ممدا
الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما ممودا الذي وعدته حلت له شفاعت يوم القيامة ) رواه
البخاري ) 8 ( .الدعاء بعد الذان :الوقت بي الذان والقامة ،وقت يرجى قبول
الدعاء فيه فيستحب الكثار فيه من الدعاء .فعن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم قال :
( ل يرد الدعاء
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 115
بي الذان والقامة ) رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال :حديث حسن صحيح .
وزاد ( قالوا :ما ذا نقول يا رسول ال ؟ قال ( :سلوا ال العفو والعافية ف الدنيا
والخرة ) ،وعن عبد ال بن عمرو :أن رجل قال :يا رسول ال إن الؤذني يفضلوننا .
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه ) رواه
أحد وأبو داود .وعن سهل بن سعد قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :ثنتان
ل تردان -أو قال ما تردان -الدعاء عند النداء ،وعند البأس ،حي يلحم بعضهم بعضا
) رواه أبو داود بإسناد صحيح .وعن أم سلمة قالت :علمن رسول ال صلى ال عليه
وسلم عند أذان الغرب ( :اللهم إن هذا إقبال ليلك ،وإدبار نارك ،وأصوات دعاتك
فاغفر ل ) / .صفحة ) 9 ( / 116الذكر عند القامة :يستحب لن يسمع القامة أن
يقول مثل ما يقول القيم .إل عند قوله :قد قامت الصلة ،فإنه يستحب أن يقول :
أقامها ال وأدامها ،فعن بعض أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ،أن بلل أخذ ف
القامة ،فلما قال :قد قامت الصلة ،قال النب صلى ال عليه وسلم ( :أقامها ال
وأدامها ) إل اليعلتي ،فإنه يقول :ل حول ول قوة إل بال ) 10 ( .ما ينبغي أن
يكون عليه الؤذن :يستحب للمؤذن أن يتصف بالصفات التية - 1 :أن يبتغي بأذانه
وجه ال فل يأخذ عليه أجرا .فعن عثمان بن أب العاص قال قلت يا رسول ال :اجعلن
إمام قومي ( ) 1قال ( أنت إمامهم ،واقتد بأضعفهم ( ) 2واتذ مؤذنا ل يأخذ على
93
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أذانه أجرا ) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي ،لكن لفظه :إن آخر ما عهد
إل النب صلى ال عليه وسلم ( أن اتذ مؤذنا ل يتخذ على أذانه أجرا ) قال الترمذي
عقب روايته له -حديث حسن ،والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم ،كرهوا أن
يأخذ على الذان أجرا ،واستحبوا للمؤذن أن يتسب ف أذانه - 2 .أن يكون طاهرا
من الدث الصغر والكب ،لديث الهاجر بن قنفذ رضي ال عنه ،أن النب صلى ال
عليه وسلم قال له ( :إنه ل ينعن أن أرد عليه ( ) 3إل أن كرهت أن أذكر ال إل على
طهارة ) ،رواه أحد وأبو داود والنسائي وابن ماجه ،وصححه ابن خزية .فإن أذن
على غي طهر جاز مع الكراهة ،عند الشافعية ،ومذهب أحد والنفية وغيهم عدم
الكراهة - 3 .أن يكونقائما مستقبل القبلة .قال ابن النذر :الجاع على أن القيام ف
الذان من السنة ،لنه أبلغ ف الساع ،وأن من السنة أن يستقبل القبلة بالذان .وذلك
أن مؤذن رسول ( هامش ) ( ) 1فيه جواز سؤال المامة ف الب ( ) 2 ( .واقتد
بأضعفهم ) :أي اجعل صلتك بم خفيفة كصلة أضعفهم ( ) 3 ( .أن أرد عليه ) :
أي أرد عليه السلم / ) . ( .صفحة / 117ال صلى ال عليه وسلم كانوا يؤذنون
مستقبلي القبلة ،فإن أخل باستقبال القبلة كره له ذلك وصح - 4 .أن يلتفت برأسه
وعنقه وصدره يينا ،عند قوله :حي على الصلة ،حي الصلة ،ويسارا عند قوله :حي
على الفلح ،حي على الفلح .قال النووي ف هذه الكيفية :هي أصح الكيفيات .قال
أبو جحيفة :وأذن بلل ،فجعلت أتتبع فاه هاهنا وهاهنا ،يينا وشال ،حي على
الصلة ،حي على الفلح .رواه أحد والشيخان .أما استدارة الؤذن فقد قال البيهقي :
إنا ل ترد من طرق صحيحة ،وف الغن عن أحد :ل يدور إل إن كان على منارة
يقصد إساع أهل الهتي - 5 .أن يدخل أصبعيه ف أذنيه ،قال بلل :فجعلت أصبعي
ف أذن فأذنت .رواه أبو داود وابن حبان ،وقال الترمذي :استحب أهل العلم أن
يدخل الؤذن اصبعيه ف أذنيه ف الذان - 6 .أن يرفع صوته بالنداء ،وإن كان منفردا ف
صحراء .فعن عبد ال ابن عبد الرحن بن أب صعصعة عن أبيه ،أن أبا سعيد الدري
رضي ال عنه قال ( :إن أراك تب الغنم والبادية ،فإذا كنت ف غنمك أو باديتك فارفع
صوتك بالنداء فإنه ل يسمع مدى صوت الؤذن جن ول إنس ول شئ إل شهد له يوم
94
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
القيامة .قال أبو سعيد :سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم رواه أحد والبخاري
والنسائي وابن ماجة - 7 .أن يترسل ف الذان :أي يتمهل ويفصل بي كل كلمتي
بسكتة ،ويذر القامة :أي يسرع فيها .وقد روي ما يدل على استحباب ذلك من
عدة طرق - 8 .أن ل يتكلم أثناء القامة :أما الكلم أثناء الذان فقد كرهه طائفة من
أهل العلم ،ورخص فيه السن وعطاء وقتادة .وقال أبو داود :قلت لحد :الرجل
يتكلم ف أذانه ؟ فقال :نعم .فقيل :يتكلم ف القامة ؟ قال :ل .وذلك لنه يستحب
فيها السراع / .صفحة ) 11 ( / 118الذان ف أول الوقت وقبله :الذان يكون ف
أول الوقت ،من غي تقدي عليه ول تأخي عنه ،إل أذان الفجر فإنه يشرع تقديه على
أول الوقت .إذ أمكن التمييز بي الذان
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 118
الول والثان ،حت ل يقع الشتباه .فعن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما ،أن النب
صلى ال عليه وسلم قال ( :إن بلل يؤذن بليل ،فكلوا واشربوا حت يؤذن ابن أم
مكتوم ) ( ) 1متفق عليه .والكمة ف جواز تقدي أذان الفجر على الوقت ما بينه
الديث الذي رواه أحد وغيه عن ابن مسعود أنه صلى ال عليه وسلم قال ( :ل ينعن
أحدكم أذان بلل من سحوره ،فإنه يؤذن ،أو قال :ينادي ،ليجع قائمكم وينبه
نائمكم ) ول يكن بلل يؤذن بغي ألفاظ الذان .وروى الطحاوي والنسائي :أنه ل
يكن بي أذانه وأذان ابن أم مكتوم إل أن يرقى هذا وينل هذا ( .هامش ) ( ( ) 1ابن
أم مكتوم ) كان أعمى ،ويؤخذ منه جواز أذانه إذا استطاع معرفة الوقت .كما يوز
أذان الصب الميز ) 12 ( ) . ( .الفصل بي الذان والقامة :يطلب الفصل بي الذان
والقامة بوقت يسع التأهب للصلة وحضورها لن الذان إنا شرع لذا .وإل ضاعت
الفائدة منه .والحاديث الواردة ف هذا العن كلها ضعيفة .وقد ترجم البخاري :باب
( كم بي الذان والقامة ،ولكن ل يثبت التقدير .قال ابن بطال :ل حد لذلك غي
تكن دخول الوقت واجتماع الصلي .وعن جابر بن سرة رضي ال عنه قال :كان
مؤذن رسول ال صلى ال عليه وسلم يؤذن ث يهل فل يقيم ،حت إذا رأى رسول ال
95
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صلى ال عليه وسلم قد خرج ،أقام الصلة حي يراه .رواه أحد ومسلم وأبو داود
والترمذي ) 13 ( .من اذن فهو يقيم :يوز أن يقيم الؤذن وغيه باتفاق العلماء ،
ولكن الول أن يتول الؤذن القامة .قال الشافعي :وإذا أذن الرجل أحببت أن يتول
القامة .وقال الترمذي :والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم ،أن من أذن فهو يقيم .
/صفحة ) 14 ( / 119مت يقام إل الصلة :قال مالك ف الوطأ :ل أسع ف قيام
الناس حي تقام الصلة حدا مدودا ،إن أرى ذلك على طافة الناس ،فإن منهم الثقيل
والفيف .وروى ابن النذر عن أنس ،أنه كان يقوم إذا قال الؤذن :قد قامت الصلة .
( ) 15الروج من السجد بعد الذان :ورد النهي عن ترك إجابة الؤذن ،وعن الروج
من السجد بعد الذان إل بعذر ،أو مع العزم على الرجوع ،فعن أب هريرة قال :أمرنا
رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :إذا كنتم ف السجد فنودي بالصلة فل يرج أحدكم
حت يصلي ) رواه أحد وإسناده صحيح .وعن أب الشعثاء عن أبيه عن أب هريرة قال :
خرج رجل من السجد بعدما أذن الؤذن فقال :أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى ال
عليه وسلم .رواه مسلم وأصحاب السنن ،وعن معاذ الهن عن النب صلى ال عليه
وسلم أنه قال ( :الفاء كل الفاء ،والكفر والنفاق ،من سع منادي ال ينادي يدعو
إل الفلح ول ييبه ) رواه أحد والطبان .قال الترمذي :وقد روي عن غي واحد من
أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ،أنم قالوا ( :من سع النداء فلم يب فل صلة له )
.وقال بعض أهل هذا على التغليظ والتشديد ول رخصة لحد ف ترك الماعة إل من
عذر ) 16 ( .الذان والقامة للفائتة :من نام عن صلة أو نسيها فإنه يشرع له أن
يؤذن لا ويقيم حينما يريد صلتا ،ففي رواية أب داود ف القصة الت نام فيها النب صلى
ال عليه وسلم وأصحابه ول يستيقظوا حت طلعت الشمس ،أنه أمر بلل فأذن وأقام
وصلى ،فإن تعددت الفوائت استحب له أن يؤذن ( ) 1ويقيم للول ويقيم لكل صلة
إقامة ،قال الثرم :سعت أبا عبد ال يسأل عن رجل يقضي صلة :كيف يصنع ف
الذان ؟ فذكر حديث هشيم عن أب الزبي عن نافع بن جبي عن أب عبيدة بن عبد ال
عن أبيه :أن الشركي شغلوا النب عن أربع صلوات ( هامش ) ( ( ) 1أن يؤذن ) أي
أذانا ل يشوش على الناس ول يلبس عليهم / ) . ( .صفحة / 120يوم الندق ،حت
96
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ذهب من الليل ما شاء ال .قال :فأمر بلل فأذن وأقام وصلى الظهر ،ث أمره فأقام
فصلى العصر ،ث أمره فأقام فصلى الغرب ،ث أمره فأقام فصلى العشاء ) 17 ( .أذان
النساء واقامتهن :قال ابن عمر رضي ال عنهما :ليس على النساء أذان ول إقامة .رواه
البيهقي بسند صحيح وإل هذا ذهب أنس ،والسن ،وابن سيين ،والنخعي والثوري ،
ومالك ،وأبو ثور ،وأصحاب الرأي .وقال الشافعي وإسحاق :إن أذن وأقمن فل بأس
.وروي عن أحد :إن فعلن فل بأس ،وإن ل يفعلن فجائز .وعن عائشة ( :أنا كانت
تؤذن وتقيم وتؤم النساء ،وتقف وسطهن ) رواه البيهقي ) 18 ( .دخول السجد بعد
الصلة فيه :قال صاحب الغن :ومن دخل مسجدا قد صلي فيه ،فإن شاء أذن وأقام ،
نص عليه أحد لا روى الثرم وسعيد بن منصور عن أنس :أنه دخل مسجدا قد صلوا
فيه فأمر رجل فأذن بم وأقام .فصلى بم ف جاعة .وإن شاء صلى من غي أذان ول
إقامة ،فإن عروة قال :إذا انتهيت إل مسجد قد صلى فيه
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 120
ناس أذنوا وأقاموا ،فإن أذانم وإقامهتم تزئ عمن جاء بعدهم ،وهذا قول السن
والشعب والنخعي ،إل أن السن قال :كان أحب إليهم أن يقيم ،وإذا أذن فالستحب
أن يفي ذلك ول يهر به ،لئل يغر الناس بالذان ف غي مله ) 19 ( .الفصل بي
القامة والصلة :يوز الفصل بي القامة والصلة بالكلم غيه .ول تعاد القامة وإن
طال الفصل .فعن أنس بن مالك قال :أقيمت الصلة والنب صلى ال عليه وسلم يناجي
رجل ف جانب السجد فما قام إل الصلة حت نام القوم .رواه البخاري .وتذكر النب
صلى ال عليه وسلم يوما أنه جنب بعد إقامة الصلة ،فرجع إل بيته فاغتسل ث عاد
وصلى بأصحابه بدون إقامة / .صفحة ) 20 ( / 121أذان غي الؤذن الراتب :ل
يوز أن يؤذن غي الؤذن الراتب إل بإذنه ،أو أن يتخلف فيؤذن غيه مافة فوات وقت
التأذين ) 21 ( .ما أضيف إل الذان وليس منه :الذان عبادة ،ومدار المر ف
العبادات على التباع .فل يوز لنا أن نزيد شيئا ف ديننا أو ننقص منه .وف الديث
الصحيح ( :من أحدث ف أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) :أي باطل .ونن نشي هنا
97
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
إل أشياء غي مشروعة درج عليها الكثي ،حت خيل للبعض أنا من الدين ،وهي ليست
منه ف شئ ،من ذلك - 1 :قول الؤذن حي الذان أو القامة :أشهد أن سيدنا ممدا
رسول ال .رأى الافظ ابن حجر أنه ل يزاد ذلك ف الكلمات الأثورة ،ويوز أن يزاد
ف غيها - 2 .قال الشيخ اساعيل العجلون ف كشف الفاء مسح العيني بباطن أنلت
السبابتي بعد تقبيلهما عند ساع قول الؤذن :أشهد أن ممدا رسول ال ،مع قوله :
أشهد أن ممدا عبده ورسوله ،رضيت بال ربا ،وبالسلم دينا وبحمد صلى ال عليه
وسلم نبيا .رواه الديلمي عن أب بكر ،أنه لا سع قول الؤذن :أشهد أن ممدا رسول
ال ،قاله وقبل باطن أنلت السبابتي ومسح عينيه فقال صلى ال عليه وسلم :من فعل
فعل خليلي فقد حلت له شفاعت .قال ف القاصد :ل يصح وكذا ل يصح ما رواه أبو
العباس بن أب بكز الرداد اليمان التصوف ف كتابه ( موجبات الرحة وعزائم الغفرة )
بسند فيه ماهيل مع انقطاعه ،عن الضر عليه السلم أنه قال :من قال حي يسمع
الؤذن يقول :أشهد أن ممدا رسول ال ،مرحبا ببيب وقرة عين ممد بن عبد ال صلى
ال عليه وسلم ،ث يقبل إباميه ويعلهما على عينيه ل يعم ،ول يرمد أبدا ،ونقل غي
ذلك .ث قال :ول يصح ف الرفوع من كل ذلك - 3 .التغن ف الذان واللحن فيه
بزيادة حرف أو حركة أو مد ،وهذا /صفحة / 122مكروه ،فإن أدى إل تغيي معن
أو إبام مذور فهو مرم .وعن يي البكاء :قال رأيت ابن عمر يقول لرجل إن
لبغضك ف ال ،ث قال لصحابه :إنه يتغن ف أذانه ،ويأخذ عليه أجرا - 4 .التسبيح
قبل الفجر :قال ف القناع وشرحه ،من كتب النابلة :وما سوى التأذين قبل الفجر
من التسبيح والنشيد ورفع الصوت بالدعاء ونو ذلك ف الآذن ،فليس بسنون ،وما من
أحد من العلماء قال إنه يستحب ،بل هو من جلة البدع الكروهة لنه ل يكن ف عهده
صلى ال عليه وسلم ،ول ف عهد أصحابه .وليس له أصل فيما كان على عهدهم يرد
إليه ،فليس لحد أن يأمر به ول ينكر على من تركه ،ول يعلق استحقاق الرزق به لنه
إعانة على بدعة ول يلزم فعله ،ولو شرطه الواقف لخالفته السنة .وف كتاب تلبيس
إبليس لعبد الرحن بن الوزي :وقد رأيت من يقوم بليل كثي ( ) 1على النارة فيعظ
ويذكر ويقرأ سورة من القرآن بصوت مرتفع ،فيمنع الناس من نومهم ويلط على
98
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
التهجدين قراءتم ،وكل ذلك من النكرات ،وقال الافظ ف الفتح :ما أحدث من
التسبيح قبل الصبح وقبل المعة ومن الصلة على النب صلى ال عليه وسلم ،ليس من
الذان ل لغة ول شرعا ( .هامش ) ( ) 1بليل كثي :أي بزء كبي من الليل ) . ( .
- 15الهر بالصلة والسلم على الرسول صلى ال عليه وسلم عقب الذن غي مشروع
،بل هو مدث مكروه ،قال ابن حجر ف الفتاوى الكبى :قد استفت مشاينا وغيهم
ف الصلة والسلم عليه صلى ال عليه وسلم بعد الذن على الكيفية الت يفعلها الؤذنون ،
فأفتوا بأن الصل سنة ،والكيفية بدعة ،وسئل الشيخ ممد عبده مفت الديار الصرية عن
الصلة والسلم على النب صلى ال عليه وسلم عقب الذان ؟ فأجاب ( :أما الذان فقد
جاء ف ( الانية ) أنه ليس لغي الكتوبات ،وأنه خس عشرة كلمة وآخره عندنا ،ل إله
إل ال ،وما يذكر بعده أو قبله كله من الستحدثات البتدعة ،ابتدعت للتلحي ل لشئ
آخر ول يقول أحد بواز هذا التلحي ،ول عبة بقول من قال :إن شيئا من ذلك بدعة
حسنة ،لن كل بدعة ف /صفحة / 123العبادات على هذا النحو فهي سيئة ،ومن
ادعى أن ذلك ليس فيه تلحي فهو كاذب ) .شروط الصلة ( ) 1
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 123
الشروط الت تتقدم الصلة ويب على الصلي أن يأت با بيث لو ترك شيئا منها تكون
صلته باطلة هي ) 1 ( :العلم بدخول الوقت ،ويكفي غلبة الظن ،فمن تيقن أو غلب
على ظنه دخول الوقت أبيحت له الصلة ،سواء كان ذلك باختيار الثقة ،أو أذان الؤذن
الؤتن ،أو الجتهاد الشخصي أو أي سبب من السباب الت يصل با العلم .
( هامش ) ( ) 1الشرط ما يلزم من عدمه العدم ول يلزم من وجوده وجود ول عدم ،
كالوضوء للصلة ،فإنه يلزم من عدمه عدم الصلة ول يلزم من وجوده وجودها ول
عدمها ) 2 ( ) . ( .الطهارة من الدث الصغر والكب لقول ال تعال ( :يأيها الذين
آمنوا إذا قمتم إل الصلة فاغسلوا وجوهكم ،وأيديكم إل الرافق ،وامسحوا برؤوسكم
وأرجلكم إل الكعبي ،وإن كنتم جنبا فاطهروا ) ولديث ابن عمر رضي ال عنهما :
أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ل يقبل ال صلة بغي طهور ،ول صدقة من
99
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
غلول ) ( ) 2رواه الماعة إل البخاري ( .هامش ) ( ( ) 2الغلول ) :السرقة من
الغنيمة قبل قسمتها ) 3 ( ) . ( .طهارة البدن والثوب والكان الذي يصلى فيه من
النجاسة السية ،مت قدر على ذلك ،فإن عجز عن إزالتها صلى معها ،ول إعادة عليه
.أما طهارة البدن فلحديث أنس أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :تنهوا من البول ،
فإن عامة عذاب القب منه ) رواه الدار قطن وحسنه .وعن علي رضي ال عنه قال :
كنت رجل مذاء فأمرت رجل أن يسأل النب صلى ال عليه وسلم لكان ابنته ،فسأل
فقال ( :توضأ واغسل ذكرك ) رواه البخاري وغيه .وروى أيضا عن عائشة ،أنه
صلى ال عليه وسلم قال للمستحاضة / :صفحة ( / 124اغسلي الدم عنك وصلي ) .
وأما طهارة الثوب ،فلقوله تعال ( :وثيابك فطهر ( ) ) 1وعن جابر بن سرة قال :
سعت رجل سأل النب صلى ال عليه وسلم :أصلي ف الثوب الذي آت فيه أهلي ؟ قال :
( نعم إل أن ترى فيه شيئا فتغسله ) رواه أحد وابن ماجة بسند رجاله ثقات ،وعن
معاوية قال ( :قلت لم حبيبة :هل كان النب صلى ال عليه وسلم يصلي ف الثوب
الذي يامع فيه ؟ قالت :نعم إذا ل يكن فيه أذى ) رواه أحد وأصحاب السنن ،إل
الترمذي .وعن أب سعيد أنه صلى ال عليه وسلم صلى فخلع نعليه فخلع الناس نعالم ،
فلما انصرف قال ( :ل خلعتم ) ؟ قالوا رأيناك خلعت فخلعنا ،فقال ( :إن جبيل أتان
فأخبن أن بما خبثا فإذا جاء أحدكم السجد فليقلب نعليه ولينظر فيهما فإن رأى خبثا
فليمسحه بالرض ث ليصل فيهما ) رواه أحد وأبو داود والاكم وابن حبان وابن خزية
وصححه .وف الديث دليل على أن الصلي إذا دخل ف الصلة وهو متلبس بنجاسة غي
عال با أو ناسيا لا ،ث علم با أثناء الصلة ،فإنه يب عليه إزالتها ث يستمر ف صلته
ويبن على ما صلى ،ول إعادة عليه .وأما طهارة الكان الذي يصلي فيه فلحديث أب
هريرة قال :قام أعراب فبال ف السجد فقام إليه الناس ليقعوا به .فقال صلى ال عليه
وسلم ( :دعوه وأريقوا على بوله سجل من ماء ،أو ذنوبا ( ) 1من ماء ،فإنا بعثتم
ميسرين ول تبعثوا معسرين ) رواه الماعة إل مسلما .قال الشوكان -بعد أن ناقض
أدلة القائلي باشتراط طهارة الثوب -إذا تقرر ما سقناه لك من الدلة ،وما فيها ،فاعلم
أنا ل تقصر عن إفادة وجوب تطهي الثياب .فمن صلى وعلى ثوبه ناسة كان تاركا
100
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
لواجب ،وإما أن صلته باطلة -كما هو شأن فقدان شرط الصحة -فل .وف الروضة
الندية :وقد ذهب المهور إل وجوب تطهي الثلثة :البدن ،والثوب ،والكان للصلة
،وذهب جع إل أن ذلك شرط لصحة الصلة ،وذهب آخرون إل أنه سنة .والق
الوجوب ،فمن صلى ملبسا لنجاسة عامدا فقد أخل بواجب ،وصلته صحيحة .
( هامش ) ( ) 1سورة الدثر آية ) 2 ( . 4 :السجل :هو الدلو إذا كان فيه ماء .
والذنوب :الدلو العظيمة المتلئة ماء / ) . ( .صفحة ) 4 ( / 125سترة العورة :
لقول ال تعال ( :يا بن آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) ( ) 1والراد بالزينة ما
يستر العورة ،والسجد :الصلة ،أي استروا عورتكم عند كل صلة .وعن سلمة بن
الكوع رضي ال عنه قال :قلت يا رسول ال .أفأصلي ف القميص ؟ قال ( :نعم زرره
ولو بشوكة ) رواه البخاري ف تاريخ وغيه ( .هامش ) ( ) 1سورة العراف آية :
) . ( . 31حد العورة من الرجل :العورة الت يب على الرجل سترها عند الصلة ،
القبل والدبر ،أما ما عداها من الفخذ والسرة والركبة فقد اختلفت فيها النظار تبعا
لتعارض الثار فمن قائل بأنا ليست ومن ذاهب إل أنا عورة .حجة من يرى أنا عورة
:استدل القائلون بأن السرة والفخذ والركبة ليست بعورة بذه الحاديث - 1 :عن
عائشة رضي ال عنها :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 125
جالسا كاشفا عن فخذه ،فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على حاله ،ث استأذن عمر
فأذن له ،وهو على حاله ث استأذن عثمان فأرخى عليه ثيابه .فلما قاموا قلت :يا
رسول ال استأذن أبو بكر وعمر فأذنت لما .وأنت على حالك ،فلما استأذن عثمان
أرخيت عليك ثيابك ؟ فقال ( :يا عائشة أل أستحي من رجل وال إن اللئكة لتستحي
منه ) رواه أحد ،وذكره البخاري تعليقا - 2 .وعن أنس ( :أن النب صلى ال عليه
وسلم يوخ خيب حسر الزار عن فخذه ،حت إن لنظر إل بياض فخذه ) رواه أحد
والبخاري .قال ابن حزم :فصح أن الفخذ ليست عورة ،ولو كانت عورة لا كشفها
ال عزوجل عن رسول ال صلى ال عليه وسلم الطهر العصوم من الناس ،ف حال النبوة
101
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والرسالة ول أراها أنس بن مالك ول غيه ،وهو تعال قد عصمه من كشف العورة ،ف
حال الصبا وقبل النبوة ،ففي الصحيحي عن جابر ،أن /صفحة / 126رسول ال
صلى ال عليه وسلم كان ينقل معهم الجارة للكعبة وعليه إزاره ،فقال له عمه العباس :
يا ابن أخي لو حللت إزارك فجعلته على منكبك دون الجارة ؟ قال فحله وجعله على
منكبه فسقط مغشيا عليه ،فما رئي بعد ذلك اليوم عريانا - 3 .وعن مسلم عن أب
العالية الباء قال :إن عبد ال ابن الصامت ضرب فخذي وقال :إن سألت أبا ذر
فضرب فخذي كما ضربت فخذك وقال :إن سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم
كما سألتن فضرب فخذي كما ضربت فخذك وقال ( :صل الصلة لوقتها ) إل آخر
الديث .قال ابن حزم :فلو كانت الفخذ عورة لا مسها رسول ال ،من أب ذر أصل
بيده القدسة ؟ ولو كانت الفخذ عورة عند أب ذر ،لا ضرب عليها بيده ،وكذلك عبد
ال بن الصامت وأبو العالية .وما يستحل لسلم أن يضرب بيده على قبل إنسان ،على
الثياب ول على حلقة دبر إنسان على الثياب ،ول على بدن امرأة أجنبية على الثياب ،
البتة - 4 .ث ذكر ابن حزم بإسناده إل حبي بن الويرث ،أنه نظر إل فخذ أب بكر
وقد انكشفت ،وأن أنس بن مالك أتى قس بن شاس ،وقد حسر عن فخذيه .حجة
من يرى أنا عورة :واستدل القائلون بأنا عورة بذين الديثي - 1 :عن ممد بن
جحش قال :مر رسول ال صلى ال عليه وسلم على معمر ،وفخذاه مكشوفتان فقال
( يا معمر غط فخذيك فإن الفخذين عورة ) رواه أحد والاكم والبخاري ف تاريه ،
وعلقه ف صحيحه - 2 .وعن جرهد قال :مر رسول ال صلى ال عليه وسلم وعلي
بردة وقد انكشفت فخذي فقال ( :غط فخذيك فإن الفخذ عورة ) رواه مالك وأحد
وأبو داود والترمذي وقال :حسن :وذكره البخاري ف صحيحه معلقا / .صفحة 127
/هذا هو ما استدل به كل من الفريقي ،وللناظر ف هذا أن يتار أي الرأيي ،وإن كان
الحوط ف الدين أن يستر الصلي ما بي سرته وركبته ما أمكن ذلك .قال البخاري .
حديث أنس أسند ،وحديث جرهد أحوط :أي حديث أنس التقدم أصح إسنادا .حد
العورة من الرأة :بدن الرأة كله عورة يب عليها ستره ،ما عدا الوجه والكفي قال ال
تعال ( ول يبدين زينتهن إل ما ظهر منها ) ،أي ول يظهرن مواضع الزينة ،إل الوجه
102
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والكفي ،كما جاء ذلك صحيحا عن ابن عباس وابن عمر وعائشة ،وعنها :أن النب
صلى ال عليه وسلم قال ( :ل يقبل ال صلة حائض ( ) 1إل بمار ) رواه المسة إل
النسائي ،وصححه ابن خزية والاكم وقال الترمذي :حديث حسن .وعن أم سلمة :
أنا سألت النب صلى ال عليه وسلم :أتصلي الرأة ف درع ( ) 2وخار بغي إزار ؟ قال
( :إذا كان الدرع سابغا يغطي ظهور قدميها ) رواه أبو داود وصحح الئمة وقفه ( ) 3
.وعن عائشة أنا سئلت ( .ف كم تصلي الرأة من الثياب ،فقالت للسائل :سل علي
بن أب طالب ث ارجع إل فأخبن ،فأتى عليا فسأله فقال :ف المار والدرع السابغ .
فرجع إل عائشة فأخبها فقالت :صدق ) ( .هامش ) ( ( ) 1الائض ) :أي
البالغة ،والمار غطاء الرأس ) 2 ( .الدرع القميص ) 3 ( .صحح الئمة وقفه لنه
ليس من كلم أم سلمة ومثل هذا له حكم الرفوع إل النب صلى ال عليه وسلم ) . ( .
ما يب من الثياب وما يستحب منها :الواجب من الثياب ما يستر العورة ،وإن كان
الساتر ضيقا يدد العورة ،فإن كان خفيفا يبي لون اللد من ورائه فيعلم بياضه أو حرته
ل تز الصلة فيه ،ويوز الصلة ف الثوب الواحد ،كما تقدم ف حديث سلمة بن
الكوع ،وعن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن الصلة ف ثوب
واحد فقال ( :أو لكلكم ثوبان ؟ ) رواه مسلم ومالك وغيها / .صفحة / 128
ويستحب أن يصلي ف ثوبي أو أكثر ،وأن يتجمل ويتزين ما أمكن ذلك .فعن ابن عمر
رضي ال عنهما عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا صلى أحدكم ( ) 1
فليلبس ثوبيه ،فإن ال أحق من تزين له ،فإن ل يكن له ثوبان
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 128
فليتزر إذا صلى ،ول يشتمل أحدكم ف صلته اشتمال اليهود ) رواه الطبان والبيهقي .
وروى عبد الرازق ( :أن أب بن كعب وعبد ال بن مسعود اختلفا فقال أب :الصلة ف
الثوب الواحد غي مكروهة وقال ابن مسعود :إنا كان ذلك وف الثياب قلة .فقام عمر
على النب فقال :القول ما قال أب ول يأل ( ) 2ابن مسعود ،إذا وسع ال فأوسعوا :
جع رجل عليه ثيابه ،صلى رجل ف إزار ورداء ،ف إزار وقميص .ف إزار وقباء ،ف
103
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
سراويل ورداء ،ف سراويل وقميص .ف سراويل وقباء ،ف تبان وقباء .ف تبان وقميص
قال وأحسبه قال :ف تبان ورداء ،وهو ف البخاري بدون ذكر السبب .وعن بريدة قال
:نى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يصلي الرجل ف لاف ( ) 3واحد ل يتوشح
به ،ونى أن يصلي الرجل ف سراويل وليس عليه رداء .رواه أبو داود والبيهقي .وعن
السن بن علي رضي ال عنهما :أنه كان إذا قام إل الصلة لبس أجود ثيابه فسئل عن
ذلك فقال :إن ال جيل يب المال فأتمل لرب ،وهو يقول ( :خذوا زينتكم عند
كل مسجد ) ( .هامش ) ( ( ) 1إذا صلى أحدكم ) أي أراد أن يصلي ( ) 2 ( .يأل
) :أي يقصر ( .والقباء ) :القفطان ( .والتبان ) سراويل من جلد ليس له رجلن ،
وهو لبس الصارعي ( ) 3 ( .ف لاف ) أي ف ثوب يلتحف به ) . ( .كشف الرأس
ف الصلة :روى ابن عساكر عن ابن عباس :أن النب صلى ال عليه وسلم كان ربا نزع
قلنسوته فجعلها سترة بي يديه .وعند النفية أن ه ل بأس بصلة الرجل حاسر الرأس ،
واستحبوا ذلك إذا كان للخشوع .ول يرد دليل بأفضلية تغطية الرأس ف الصلة ) 5 ( .
استقبال القبلة :اتفق العلماء على أنه يب على الصلي أن يستقبل السجد الرام عند
الصلة .لقول ال تعال ( :فول وجهك شطر السجد /صفحة / 129الرام وحيثما
كنتم فولوا وجوهكم شطره ) ( ) 1وعن الباء قال :صلينا مع النب صلى ال عليه
وسلم ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا نو بيت القدس ث صرفنا نو الكعبة ) رواه
مسلم ( .هامش ) ( ) 1سورة البقرة آية ) . ( . 144حكم الشاهد للكعبة ،وغي
الشاهد لا :الشاهد للكعبة يب عليه أن يستقبل عينها ،والذي ل يستطيع مشاهدتا
يب عليه أن يستقبل جهتها ،لن هذا هو القدور عليه ،ول يكلف ال نفسا إل وسعها
.وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ما بي الشرق والغرب قبلة ) رواه
ابن ماجه والترمذي وقال :حسن صحيح ،وقرأه البخاري ،هذا بالنسبة لهل الدينة ،
ومن جرى مراهم كأهل الشام والزيرة والعراق .وأما أهل مصر فقبلتهم بي الشرق
والنوب ،وأما اليمن فالشرق يكون عن يي الصلي والغرب عن يساره ،والند يكون
الشرق خلف الصلي والغرب أمامه .وهكذا .ب تعرف القبلة ؟ كل بلد له أدلة تتص
به يعرف با القبلة .ومن ذلك الحاريب الت نصبها السلمون ف الساجد ،وكذلك بيت
104
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
البرة ( البوصلة ) .حكم من خفيت عليه :من خفيت عليه أدلة القبلة ،لغيم أو ظلمة
مثل وجب عليه أن يسأل من يدله عليها ،فإن ل يد من يسأله اجتهد وصلى إل الهة
الت إليها اجتهاده ،وصلته صحيحة ول اعادة عليه ،حت ولو تبي له خطؤة بعد الفراغ
من الصلة ،فإن تبي له الطأ أثناء الصلة استدار إل القبلة ول يقطع صلته .فعن ابن
عمر رضي ال عنهما قال :بينما الناس بقباء ف صلة الصبح ،إذ جاءهم آت فقال :إن
النب صلى ال عليه وسلم قد أنزل عليه ال قرآن ،وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها
.وكانت وجوههم إل الشام فاستداروا إل الكعبة ،متفق عليه .ث إذا صلى بالجتهاد
إل جهة لزمه إعادة الجتهاد إذا أراد /صفحة / 130صلة أخرى ،فإن تغي اجتهاده
عمل بالثان ،ول يعيد ما صلة بالول .مت يسقط الستقبال :استقبال القبلة فريضة ،
ل يسقط إل ف الحوال التية ) 1 ( :صلة النفل للراكب :يوز للراكب أن يتنفل
على راحلته ،يومي بالركوع والسجود ،ويكون سجوده أخفض من ركوعه ،وقبلته
حيث اتهت دابته .فعن عامر بن ربيعة قال :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم
يصلي على راحلته حيث توجهت به .رواه البخاري ومسلم ،وزاد البخاري :يومئ ،
والترمذي :ول يكن يصنعه ف الكتوبة ( . ) 1وعند أحد ومسلم والترمذي :أن النب
صلى ال عليه وسلم كان يصلي على راحلته وهو مقبل من مكة إل الدينة حيثما
توجهت به ،وفيه نزلت ( :فأينما تولوا فثم وجه ال ) .وعن إبراهيم النخعي قال :
كانوا يصلون ف رحالم ودوابم حيثما توجهت ،وقال ابن حزم :وهذه حكاية عن
الصحابة والتابعي ،عموما ف الضر والسفر ( .هامش ) ( ( ) 1الكتوبة ) :الفريضة
.والياء الشارة بالرأس إل السجود ) 2 ( ) . ( .صلة الكره والريض والائف :
الائف والكره والريض يوز لم الصلة لغي القبلة إذا عجزوا عن
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 130
استقبالا ،فإن الرسول صلى ال عليه وسلم يقول ( :إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما
استطعتم ) .وف قول ال تعال ( :فإن خفتم فرجال أو ركبانا ) قال ابن عمر رضي ال
عنهما :مستقبلي القبلة أو غي مستقبليها ،رواه البخاري .كيفية الصلة جاء الحاديث
105
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عن سول ال صلى ال عليه وسلم مبينة كيفية الصلة وصفتها .ونن نكتفي هنا بإيراد
حديثي :الول من فعله صلى ال عليه وسلم ،والثان من قوله / :صفحة - 1 / 131
عن عبد ال بن غنم :أن أبا مالك الشعري جع قومه فقال :يا معشر الشعريي
اجتمعوا واجعوا نساءكم وأبناءكم أعلمكم صلة النب صلى ال عليه وسلم الت كان
يصلي لنا بالدينة فاجتمعوا وجعوا نساءهم وأبناءهم ،فتوضأ وأراهم كيف يتوضأ .
فأحصى الوضوء إل ( ) 1أماكنه حت أفاء الفئ وانكسر الظل قام فأذن .فصف الرجال
ف أدن الصف ،وصف الولدان خلفهم .وصف النساء خلف الولدان ،ث أقام الصلة ،
فتقدم فرفع يديه فكب ،فقرأ بفاتة الكتاب وسورة يسرها .ث كب فركع فقال :سبحان
ال وبمده ثلث مرات ،ث قال :سع ال لن حده واستوى قائما ،ث كب وخر ساجدا
،ث كب فرفع رأسه ،ث كب فسجد ،ث كب فانتهض قائما .فكان تكبية ف أول ركعة
ست تكبيات .وكب حي قام إل الركعة الثانية .فلما قضى صلته ،أقبل إل قومه
بوجهه فقال :احفظوا تكبيي وتعلموا ركوعي وسجودي ،فإنا صلة رسول ال صلى
ال عليه وسلم الت كان يصلي لنا كذا الساعة من النهار ،ث إن رسول ال صلى ال عليه
وسلم لا قضى صلته أقبل إل الناس بوجهه فقال ( يا أيها الناس اسعوا واعقلوا ،واعلموا
أن ال عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ول شهداء ،يغبطهم النبياء والشهداء على مالسهم
وقربم من ال ،فجاء رجل من العراب من قاصية الناس وألوى بيده إل نب ال صلى
ال عليه وسلم فقال :يا نب ال .ناس من الناس ليسوا بأنبياء ول شهداء ،يغبطهم
النبياء والشهداء على مالسهم وقربم من ال ؟ انعتهم لنا ( ) 2فسر وجه النب صلى ال
عليه وسلم لسؤال العراب ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :وهم ناس من أفياء
الناس ونوازع القبائل ،ل تصل بينهم أرحام متقاربة ،تابوا ف ال وتصافوا ،يضع ال
لم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها ،فيجعل وجوههم نورا ،وثيابم نورا ،
يفزع الناس يوم القيامة ول يفزعون ،وهم أولياء ال الذين ل خوف عليهم ول هم
يزنون ) رواه أحد وأبو يعلى بإسناد حسن ،والاكم وقال :صحيح السناد - 2 .
عن أب هريرة قال :دخل رجل السجد فصلى ،ث جاء إل النب ( هامش ) ( ) 1
( فأحصى الوضوء إل أماكنه ) :أي غسل جيع العضاء ( ) 2 ( .انعتهم لنا ) :أي
106
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صفهم لنا / ) . ( .صفحة / 132صلى ال عليه وسلم يسلم .فرد عليه السلم وقال :
( إرجع فصل فإنك ل تصل ) فرجع ،ففعل ذلك ثلث مرات .قال فقال :والذي
بعثك بالق ما أحسن غي هذا فعلمن ،قال ( :إذا قمت إل الصلة فكب ث اقرأ ما تيسر
معك من القرآن ،ث اركع حت تطمئن راكعا ث ارفع حت تعتدل قائما ،ث اسجد حت
تطمئن ساجدا ،ث ارفع حت تطمئن جالسا ،ث اسجد حت تطمئن ساجدا ،ث افعل
ذلك ف صلتك كلها ) رواه أحد والبخاري ومسلم .وهذا الديث يسمى ( حديث
السئ ف صلته ) .هذا جلة ما ورد ف صفة الصلة من فعل رسول ال صلى ال عليه
وسلم وقوله ،ونن نفعل ذلك مع التمييز بي الفرائض والسنن / .صفحة / 133
فرائض الصلة للصلة فرائض وأركان تتركب منها حقيقتها ،حت إذا تلف فرض منها
ل تتحقق ول يعتد با شرعا .وهذا بيانا ) 1 ( :النية ( : ) 1لقول ال تعال ( :وما
أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له الدين ) ( ) 2ولقول رسول ال صلى ال عليه وسلم :
( إنا العمال بالنيات ،وإنا لكل امرئ ما نوى ،فمن كانت هجرته إل ال ورسوله
فهجرته إل ال ورسوله ( . ) 3ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها
فهجرته إل ما هاجر إليه ( ) 4رواه البخاري .وقد تقدمت حقيقتها ف الوضوء .
التلفظ با :قال ابن القيم ف كتابه ( إعانة اللهفان ) ( :النية هي القصد والعزم على
الشئ ،وملها القلب ل تعلق با باللسان أصل ،ولذلك ل ينقل عن النب صلى ال عليه
وسلم ،ول عن الصحابة ف النية لفظ بال ،وهذه العبارات الت أحدثت عند افتتاح
الطهارة والصلة ،قد جعلها الشيطان معتركا لهل الوسواس ( ) 5يبسهم عندها
ويعذبم فيها ،ويوقعهم ف طلب تصحيحها .فترى أحدهم يكررها ،ويهد نفسه ف
التفظ ،وليست من الصلة ف شئ ( ) .هامش ) ( ) 1ويرى البعض أنا شرط ول
ركن ) 2 ( .سورة البينة آية ) 3 ( . 5 :فهجرته إل ال ورسوله :أي هجرته راية .
( ) 4فهجرته إل ما هاجر إليه :أي هجرته خسيسة حقية .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 133
107
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( ( ) 5الوسواس ) :الوسوسة ) 2 ( ) . ( .تكبية الحرام :لديث علي أن النب
صلى ال عليه وسلم قال ( :مفتاح الصلة الطهور ،وتريها التكبي ،وتليلها التسليم )
رواه الشافعي وأحد وأبو داود وابن ماجة والترمذي ،وقال :هذا أصح شئ ف هذا
الباب وأحسن ،وصححه الاكم وابن السكن ،ولا ثبت من فعل الرسول صلى ال عليه
وسلم وقوله ،كما ورد /صفحة / 134ف الديثي التقدمي .ويتعي لفظ ( ال
أكب ) لديث أب حيد :أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا قام إل الصلة اعتدل
قائما ورفع يديه ث قال ( :ال أكب ) ،رواه ابن ماجه ،وصححه ابن خزية وابن حبان
.ومثله ما أخرجه البزار بإسناد صحيح على شرط مسلم ،عن علي أنه صلى ال عليه
وسلم كان إذا قام إل الصلة قال ( :ال أكب ) .وف حديث ( السئ ف صلته ) عند
الطبان ث يقول ( ال أكب ) ) 3 ( .القيام ف القرض :وهو واجب بالكتاب والسنة
والجاع لن قدر عليه قال ال تعال ( :حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى ،
وقوموا ل قانتي ) ( . ) 1وعن عمر بن حصي قال :كانت ب بواسي ،فسألت النب
صلى ال عليه وسلم عن الصلة ؟ فقال ( :صل قائما ،فإن ل تستطع فقاعدا ،فإن ل
تستطع فعل جنب ) رواه البخاري .وعلى هذا اتفقت كلمة العلماء ،كما اتفقوا على
استحباب تفريق القدمي أثناءه ( .هامش ) ( ( ) 1قانتي ) :أي خاشعي منذلي .
والراد بالقيام القيام للصلة ) . ( .القيام ف النفل :أما النفل ،فإنه يوز أن يصلي من
قعود مع القدرة على القيام ،إل أن ثواب القائم أت من ثواب القاعد ،فعن عبد ال بن
عمر رضي ال عنهما قال :حدثت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :صلة
الرجل قاعدا نصف الصلة ) رواه البخاري ومسلم .العجز عن القيام ف الفرض :ومن
عجز عن القيام ف الفرض صل على حسب قدرته ،ول يكلف ال نفسا إل وسعها ،وله
أج ره كامل غي منقوص .فعن أب موسى أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا
مرض العبد أو سافر كتب ال له ما كان يعمله وهو صحيح مقيم ) رواه البخاري / .
صفحة ) 4 ( / 135قراءة الفاتة ف كل ركعة من ركعات الفروض والنفل :قد
صحت الحاديث ف افتراض قراءة الفاتة ف كل ركعة ،وما دامت الحاديث ف ذلك
صحيحة صرية فل مال للخلف ول موضع له ونن نذكرها فيما يلي - 1 :عن عبادة
108
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بن الصامت رضي ال عنه ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ل صلة لن ل يقرأ
بفاتة الكتاب ) ،رواه الماعة - 2 .وعن أب هريرة قال ،قال رسول ال صلى ال
عليه وسلم ( :من صلى صلة ل يقرأ فيها بأم القرآن -وف رواية :بفاتة الكتاب -
فهي خداج ( ) 1هي خداج غي تام ) رواه أحد والشيخان - 3 .وعنه قال ،قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :ل تزئ صلة ل يقرأ فيها بفاتة الكتاب ) رواه ابن
خزية بإسناد صحيح ،ورواه ابن حبان وأبو حات - 4 .وعند الدار قطن بإسناد صحيح
( ل تزئ صلة لن ل يقرأ بفاتة الكتاب ) - 5 .وعن أب سعيد ( أمرنا أن نقرأ بفاتة
الكتاب وما تيسر ) رواه أبو داود ،قال الافظ وابن سيد الناس :إسناده صحيح - 6 .
وف بعض طريق حديث السئ ف صلته ( :ث اقرأ بأم القرآن ) إل أن قال له ( :ث افعل
ذلك ف كل ركعة ) - 7 .ث الثابت أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقرأ الفاتة ف
كل ركعة من ركعات الفرض والنفل ،ول يثبت عنه خلف ذلك ،ومدار المر ف
العبادة على التباع .فقد قال صلى ال عليه وسلم ( :صلوا كما رأيتمون أصلي ) رواه
البخاري ( .هامش ) ( ( ) 1خداج ) :قال الطاب :هي خداج :ناقصة نقص بطلن
وفساد ) . ( .البسملة :اتفق العلماء على أن البسملة بعض آية ف سورة النمل ،
واختلفوا ف البسملة الواقعة ف أول السور إل ثلثة مذاهب مشهورة / .صفحة / 136
الول :أنا آية من الفاتة ومن كل سورة وعلى هذا فقراءتا واجبة ف الفاتة وحكمها
حكم الفاتة ف السر والهر ،وأقوى دليل لذا الذهب حديث نعيم الجمر ،قال :
صليت وراء أب هريرة فقرأ ( بسم ال الرحن الرحيم ،ث قرأ بأم القرآن ) الديث وف
آخره قال :والذي نفسي بيده أن لشبهكم صلة برسول ال صلى ال عليه وسلم .
رواه النسائي وابن خزية وابن حبان .قال الافظ ف الفتح :وهو أصح حديث ورد ف
الهر بالبسملة .الثان :أنا آية مستقلة أنزلت للتيمن والفصل بي السور ،وأن قراءتا
ف الفاتة جائزة بل مستحبة ،ول يسن الهر با .لديث أنس قال ( :صليت خلف
رسول ال صلى ال عليه وسلم وخلف أب بكر وعمر وعثمان ،وكانوا ل يهرون ببسم
ال الرحن الرحيم ) رواه النسائي وابن حبان والطحاوي بإسناد على شرط الصحيحي .
الثالث :أنا ليست بآية من الفاتة ول من غيها ،وأن قراءتا مكروهة
109
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 136
سرا وجهرا ف الفرض دون النافلة ،وهذا الذهب ليس بالقوي .وقد جع ابن القيم بي
الذهب الول والثان فقال :كان النب صلى ال عليه وسلم يهر ( ببسم ال الرحن
الرحيم ) تارة ،ويفيها أكثر ما يهر با ،ول ريب أنه ل يهر با دائما ف كل يوم
وليلة خس مرات أبدا ،حضرا وسفرا ،ويفي ذلك على خلفائه الراشدين وعلى جهور
أصحابه وأهل بلده ف العصار الفاضلة من ل يسن فرض القراءة .من ل يسن فرض
القراءة :قال الطاب :الصل أن الصلة ل تزئ ،إل بقراءة فاتة الكتاب ،ومعقول
أن قراءة فاتة الكتاب على من أحسنها دون من ل يسنها ،فإذا كان الصلي ل يسنها
ويسن غيها من القرآن ،كان عليه أن يقرأ منه قدر سبع آيات ،لن أول الذكر بعد
الفاتة ما كان مثلها من القرآن ،وإن كان ليس ف وسعه أن يتعلم شيئا من القرآن ،
لعجز ف طبعه أو سوء ف حفظه ،أو عجمة ف لسانه .أو عاهة تعرض له ،كان أول
الذكر بعد القرآن ما علمه النب صلى ال عليه وسلم ،من التسبيح والتحميد والتهليل .
وقد روي عنه صلى ال عليه /صفحة / 137وسلم .أنه قال ( :أفضل الذكر بعد
كلم ال ،سبحان ال ،والمد ل ،ول إله إل ال ،وال أكب ) انتهى .ويؤيد ما
ذكره الطاب من حديث رفاعة بن رافع ،أن النب صلى ال عليه وسلم علم رجل الصلة
فقال ( :إن كان معك قرآن فاقرأ وإل فاحده وكبه وهلله ث اركع ) .رواه أبو داود
والترمذي وحسنه .والنسائي والبيهقي ) 5 ( .الركوع :وهو ممع على فرضيته ،لقول
ال تعال ( :يأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا ( ( . ) . . . ) 1هامش ) ( ) 1سورة
الج آية ) . ( . 77ب يتحقق :يتحقق الركوع بجرد النناء ،بيث تصل اليدان إل
الركبتي ،ول بد من الطمأنينة فيه ،لا تقدم ف حديث السئ ف صلته ( ث اركع حت
تطمئن راكعا ) وعن أب قتادة .قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :أسوأ
الناس سرقة الذي يسرق من صلته .فقالوا :يا رسول ال وكيف يسرق من صلته ؟
قال ( :ل يتم ركوعها ول سجودها ) أو قال ( :ل يقيم صلبه ف الركوع والسجود )
رواه أحد والطبان وابن خزية والاكم وقال صحيح السناد .وعن أب مسعود البدري
110
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ل تزئ صلة ل يقيم الرجل فيها صلبه ف الركوع
والسجود ) رواه المسة وابن خزية وابن حبان والطبان والبيهقي ،وقال :إسناده
صحيح .وقال الترمذي :حسن صحيح .والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب
النب صلى ال عليه وسلم ومن بعدهم ،يرون أن يقيم الرجل صلبه ( ) 2ف الركوع
والسجود .وعن حذيفة :أنه رأى رجل ل يتم الركوع والسجود فقال له :ما صليت ،
ولو مت مت على غي الفطرة ( ) 3الت فطر ال عليها ممدا صلى ال عليه وسلم ،رواه
البخاري ) 2 ( .الصلب :الظهر .والراد أن يستوي قائما ( ) 3 ( .الفطرة ) :الدين
/ ) . ( .صفحة ) 6 ( / 138الرفع من الركوع والعتدال قائما مع الطمأنينة :لقول
أب حيد ف صفة صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم ( وإذا رفع رأسه استوى قائما
حت يعود كل فقار ( ) 1إل مكانه ) .رواه البخاري ومسلم .وقالت عائشة عن النب
صلى ال عليه وسلم ( :فكان إذا رفع رأسه من الركوع ل يسجد حت يستوي قائما )
رواه مسلم ،وقال صلى ال عليه وسلم ( :ث ارفع حت تعتدل قائما ) متفق عليه .وعن
أب هريرة قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :ل ينظر إل صلة رجل ل يقيم
صلبه بي ركوعه وسجوده ) رواه أحد ،قال النذري :إسناده جيد ( .هامش )
( الفقار ) .جع فقارة ،وهي عظام الظهر ) 7 ( ) . ( .السجود :وقد تقدم ما يدل
على وجوبه من الكتاب وبينه رسول ال صلى ال عليه وسلم ف قوله للمسئ ف صلته :
( ث اسجد حت تطمئن ساجدا ث ارفع حت تطمئن جالسا ث اسجد حت تطمئن ساجدا )
.فالسجدة الول والرفع منها .ث السجدة الثانية مع الطمأنينة ف ذلك كله فرض ف كل
ركعة من ركعات الفرض والنفل .حد الطمأنينة :الطمأنينة الكث زمنا ما بعد استقرار
العضاء ،قدر أدناها العلماء بقدار تسبيحة .أعضاء السجود :أعضاء السجود :
الوجه ،والكفان ،والركبتان ،والقدمان .فعن العباس ابن عبد الطلب أنه سع النب
صلى ال عليه وسلم يقول ( :إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب ( : ) 2وجهه ،
وكفاه ،وركبتاه ،وقدماه ) رواه الماعة إل البخاري .وعن ابن عباس قال :أمر النب
صلى ال عليه وسلم أن يسجد على سبعة أعضاء ول يكف شعرا ول ثوبا :البهة ،
واليدين والركبتي ( هامش ) ( ( ) 2سبعة آراب ) أي أعضاء ،جع إرب / ) . ( .
111
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صفحة / 139والرجلي .وف لفظ ،قال النب صلى ال عليه وسلم ( :أمرت أن
أسجد على سبعة أعظم :على البهة -وأشار بيده على أنفه -واليدين ،والركبتي ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 139
وأطراف القدمي ) متفق عليه .وف رواية ( :أمرت أن أسجد على سبع ول أكفت
الشعر ( ) 1ول الثياب ،البهة ،والنف ،واليدين ،والركبتي ،والقدمي ) رواه
مسلم والنسائي .وعن أب حيد :أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا سجد أمكن أنفه
وجبهته من الرض ،رواه أبو داود والترمذي وصححه ،وقال :والعمل على هذا عند
أهل العلم :أن يسجد الرجل على جبهته وأنفه .فإن سجد على جبهته دون أنفه ،فقال
قوم من أهل العلم :يزئه ،وقال غيهم :ل يزئه حت يسجد على البهة والنف .
( هامش ) ( ( ) 1الكفت والكف ) .الضم ،والراد أن ل يمع ثيابه ول شعره ول
يضمهما ف حال الصلة عند السجود ) 8 ( ) . ( .القعود الخي وقراءة التشهد فيه :
الثابت العروف من هدى النب صلى ال عليه وسلم أنه كان يقعد القعود الخي يقرأ فيه
التشهد ،وأنه قال للمسئ ف صلته ( :فإذا رفعت رأسك من آخر سجدة وقعدت قدر
التشهد فقد تت صلتك ) .قال ابن قدامة :وقد روي عن ابن عباس أنه قال :كنا
نقول قبل أن يفرض علينا التشهد :السلم على ال قبل عباده ،السلم على جبيل ،
السلم على ميكائيل ،فقال النب صلى ال عليه وسلم ( :ل تقولوا :السلم على ال ،
ولكن قولوا :التحيات ل ) ،وهذا يدل على أنه فرض بعد أن ل يكن مفروضا .أصح
ما ورد ف التشهد :أصح ما ورد ف التشهد تشهد ابن مسعود ،قال ( :كنا إذا جلسنا
مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الصلة قلنا السلم على ال قبل عباده ،السلم
على فلن وفلن .فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :ل تقولوا السلم على ال ،فإن
ال هو السلم ،ولكن إذا جلس أحدكم فليقل :التحيات ل ،والصلوات ،والطيبات ،
السلم عليك أيها النب ورحة ال وبركاته ،السلم علينا وعلى عباد ال الصالي ،
فإنكم إذا قلتم ذلك أصاب كل عبد صال ف السماء والرض .أو بي السماء والرض .
أشهد أن ل إله إل ال ،وأشهد أن /صفحة / 140ممدا عبده ورسوله ،ث ليختر
112
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به ) رواه الماعة .قال مسلم :أجع الناس على
تشهد ابن مسعود ،لن أصحابه ل يالف بعضهم بعضا ،وغيه قد اختلف أصحابه .
وقال الترمذي والطاب وابن عبد الب وابن النذر :تشهد ابن مسعود أصح حديث ف
التشهد ،ويلي تشهد ابن مسعود ف الصحة تشهد ابن عباس قال :كان النب صلى ال
عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا القرآن ،وكان يقول ( التحيات الباركات ،
الصلوات الطيبات ل ،السلم عليك أيها النب ورحة ال وبركاته ،السلم علينا وعلى
عباد ال الصالي ،أشهد أن ل إله إل ال ،وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ) رواه
الشافعي ومسلم وأبو داود والنسائي .قال الشافعي :ورويت أحاديث ف التشهد متلفة ،
وكان هذا أحب إل ،لنه أكملها .قال الافظ :سئل الشافعي عن اختياره وتشهد ابن
عباس فقال :لا رأيته واسعا وسعته عن ابن عباس صحيحا ،وكان عندي أجع وأكثر
لفظا من غيه أخذت به غي معنف لن يأخذ بغيه ما صح .وهناك تشهد آخر اختاره
مالك ،ورواه ف الوطأ عن عبد الرحن بن عبد القاري ،أنه سع عمر بن الطاب وهو
على النب يعلم الناس التشهد يقول :قولوا :التحيات ل ،الزاكيات ل ،الطيبات
والصلوات ل ،السلم عليك أيها النب ورحة ال وبركاته ،السلم علينا وعلى عباد ال
الصالي ،أشهد أن ل إله إل ال ،وأشهد أن ممدا عبده ورسوله .قال النووي :
( هذه الحاديث ف التشهد كلها صحيحة ،وأشدها صحة باتفاق الحدثي حديث ابن
مسعود ث ابن عباس .قال الشافعي :وبأيها تشهد أجزأه ،وقد أجع العلماء على جواز
كل واحد منها ) 9 ( .السلم :ثبتت فرضية السلم من قول رسول ال صلى ال عليه
وسلم وفعله .فعن علي رضي ال عنه ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :مفتاح
الصلة الطهور وتريها التكبي ،وتليلها التسليم ) .رواه أحد والشافعي وأبو داود وابن
ماجة والترمذي .وقال :هذا أصح شئ ف الباب وأحسن .وعن عامر بن سعد عن أبيه
قال ( :كنت أرى النب صلى ال عليه وسلم يسلم عن يينه وعن /صفحة / 141
يساره حت يرى بياض خده ) -ورواه أحد ومسلم والنسائي وابن ماجه .وعن وائل بن
حجر قال :صليت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فكان يسلم عن يينه ( :السلم
عليكم ورحة ال وبركاته ) .وعن شاله ( :السلم عليكم ورحة ال وبركاته ) قال
113
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الافظ ابن حجر ف بلوغ الرام .رواه أبو داود بإسناد صحيح .وجوب التسليمة
الواحدة واستحباب التسليمة الثانية :يرى جهور العلماء أن التسليمة الول هي الفرض ،
وأن الثانية مستحبة .قال ابن النذر :أجع العلماء على أن صلة من اقتصر على تسليمه
واحدة جائزة .وقال ابن قدامة ف الغن ( :وليس نص أحد بصريح ف وجوب
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 141
التسليمتي ،إنا قال ( :التسليمتي أصح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فيجوز أن
يذهب إليه ف الشروعية ل الياب ،كما ذهب إل ذلك غيه ،وقد دل عليه قوله ف
رواية :وأحب إل التسليمتان ،ولن عائشة وسلمة بن الكوع وسهل بن سعد قد رووا
أن النب صلى ال عليه وسلم كان يسلم تسليمة واحدة ،وكان الهاجرون يسلمون
تسليمة واحدة ) وفيما ذكرناه جع بي الخبار وأقوال الصحابة ف أن يكون الشروع
والسنون تسليمتي ،والواجب واحدة ،وقد دل على صحة هذا الجاع الذي ذكره ابن
النذر ،فل معدل عنه .وقال النووي :مذهب الشافعي والمهور من السلف واللف
أن يسن تسليمتان .وقال مالك وطائفة :إنا يسن تسليمة واحدة ،تعلقوا بأحاديث
ضعيفة ل تقاوم هذه الحاديث الصحيحة ،ولو ثبت شئ منها حل على أنه فعل ذلك
لبيان جواز القتصار على تسليمة واحدة .وأجع العلماء الذين يعتد بم على أنه ل يب
إل تسليمة واحدة ،فإن سلم واحدة استحب له أن يسلمها تلقاء وجهه ،وإن سلم
تسليمتي جعل الول عن يينه والثانية عن يساره .ويلتفت ف كل تسليمة ،حت يرى
من عن جانبه خده .هذا هو الصحيح إل أن قال ( :ولو سلم التسليمتي عن يينه أو عن
يساره أو تلقاء وجهه ،أو الول عن يساره والثانية عن يينه ،صحت صلته ،وحصلت
تسليمتان ،ولكن فاتته الفضيلة ف كيفيتهما ) / .صفحة / 142سنن الصلة للصلة
سنن ،يستحب للمصلي أن يافظ عليها لينال ثوابا .نذكرها فيما يلي ) 1 ( :رفع
اليدين :يستحب أن يرفع يديه ف أربع حالت :الول ،عند تكبية الحرام .قال ابن
النذر :ل يتلف أهل العلم ف أنه صلى ال عليه وسلم ،كان يرفع يديه إذا افتتح الصلة
.وقال الافظ ابن حجر :إنه روى رفع اليدين ف أول الصلة خسون صحابيا ،منهم
114
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
العشرة الشهود لم بالنة .وروى البيهقي عن الاكم قال :ل نعلم سنة اتفق على
روايتها عن رسول ال صلى ال عليه وسلم اللفاء الربعة ،ث العشرة الشهود لم بالنة
فمن بعدهم من أصحابه ،مع تفرقهم ف البلد التاسعة ،غي هذه السنة .قال البيهقي :
هو كما قال أستاذنا أبو عبد ال .صفة الرفع :ورد ف صفة رفع اليدين روايات متعددة
.والختار الذي عليه الماهي ،أنه يرفع يديه حذو منكبيه ،بيث تاذي أطراف أصابعه
أعلى أذنيه ،وإباماه شحمت أذكيه ،وراحتاه منكبيه .قال النووي :وبذا جع الشافعي
بي روايات الحاديث فاستحسن الناس ذلك منه .ويستحب أن يد أصابعه وقت الرفع .
فعن أب هريرة قال :كان النب صلى ال عليه وسلم إذا قام إل الصلة رفع يديه مدا .
رواه المسة إل ابن ماجة .وقت الرفع :ينبغي أن يكون رفع اليدين مقارنا لتكبية
الحرام أو متقدما عليها .فعن نافع :أن ابن عمر رضي ال عنهما كان إذا دخل ف
الصلة كب ورفع يديه / ،صفحة / 143ورفع ذلك إل النب صلى ال عليه وسلم .
رواه البخاري والنسائي وأبو داود .وعنه قال :كان النب صلى ال عليه وسلم يرفع يديه
حي يكب حت يكونا حذو منكبيه أو قريبا من ذلك .الديث رواه أحد وغيه .وأما
تقدم رفع اليدين على كبية الحرام فقد جاء عن ابن عمر قال :كان النب صلى ال عليه
وسلم إذا قام إل الصلة رفع يديه حت يكونا بذو منكبيه ث يكب ،رواه البخاري
ومسلم .وقد جاء ف حديث مالك بن الويرث بلفظ ( :كب ث رفع يديه ) رواه مسلم
.وهذا يقيه تقدم التكبية على رفع اليدين ،ولكن الافظ قال :ل أر من قال بتقدي
التكبية على الرفع .الثانية والثالثة :ويستحب رفع اليدين عند الركوع والرفع منه .وقد
روى اثنان وعشرون صحابيا :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يفعله .وعن ابن
عمر رضي ال عنهما قال :كان النب صلى ال عليه وسلم إذا قام إل الصلة رفع يديه
حت يكونا حذو ( ) 1منكبيه ث يكب ،فإذا أراد أن يركع رفعهما مثل ذلك ،وإذا رفع
رأسه من الركوع رفعهما كذلك ،وقال :سع ال لن حده ربنا ولك المد .رواه
البخاري ومسلم والبيهقي .وللبخاري :ول يفعل ذلك حي يسجد ول حي يرفع رأسه
من السجود .ولسلم :ول يفعله حي يرفع رأسه من السجود ،وله أيضا :ولى
رفعهما بي السجدتي :وزاد البيهقي :فما زالت تلك صلته حت لقي ال تعال .قال
115
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ابن الداين :هذا الديث عندي حجة على اللق .كل من سعه فعليه أن يعمل به ،لنه
ليس ف إسناده شئ ،وقد صنف البخاري ف هذه السألة جزءا مفردا ،وحكى فيه عن
السن وحيد بن هلل :أن الصحابة كانوا يفعلون ذلك ،يعن الرفع ف الثلثة الواطن ،
ول يستثن السن أحدا .وأما ما ذهب إليه النفية ،من أن الرفع ل يشرع إل عند
تكبية الحرام استدلل بديث ابن مسعود أنه قال :لصلي لكم صلة رسول ال صلى
ال عليه وسلم ،فصلى فلم يرفع يديه إل مرة واحدة ،فهو مذهب غي
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 143
قوي ،لن هذا قد طعن فيه كثي من أئمة الديث .قال ابن حبان هذا أحسن ( .هامش
) ( ) 1حذو منكبيه أي مساوية لنكبيه تاما / ) . ( .صفحة / 144خب .روى أهل
الكوفة ف نفي رفع اليدين ف الصلة عند الركوع وعند الرفع منه ،وهو ف القيقة
أضعف شئ يعول عليه ،لن له علل تبطله ،وعلى فرض التسليم بصحته ،كما صرح
بذلك الترمذي ،فل يعارض الحاديث الصحيحة الت بلغت حد الشهرة .وجوز
صاحب التنقيح أن يكون ابن مسعود نسي الرفع كما نسي غيه .قال الزيلعي ف نصب
الراية -نقل عن صاحب التنقيح : -ليس ف نسيان ابن مسعود لذلك ما يستغرب :فقد
نسي ابن مسعود من القرآن ما ل يتلف فيه السلمون بعد ،وها العوذتان ،ونسي ما
اتفق العلماء على نسخه ،كالتطبيق ،ونسي كيف قيام الثني خلف المام ،ونسي ما
ل يتلف العلماء فيه ،أن النب صلى ال عليه وسلم صلى الصبح يوم النحر ف وقتها
ونسي كيفية جع النب صلى ال عليه وسلم بعرفة ،ونسي ما ل يتلف العلماء فيه من
وضع الرفق والساعد على الرض ف السجود ،ونسي كيف يقرأ النب صلى ال عليه
وسلم ( وما خلق الذكر والنثى ) وإذا جاز على ابن مسعود أن ينسى مثل هذا ف الصلة
،كيف ل يوز أن ينسى مثله ف رفع اليدين ؟ الرابعة عند القيام إل الركعة الثالثة :فعن
نافع عن ابن عمر رضي ال عنهما :أنه كان إذا قام من الركعتي رفع يديه ورفع ذلك
ابن عمر إل النب صلى ال عليه وسلم .رواه البخاري وأبو داود والنسائي .وعن علي
ف وصف صلة النب صلى ال عليه وسلم ،أنه كان إذا قام من السجدتي رفع يديه حذو
116
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
منكبيه وكب .رواه أبو داود وأحد والترمذي وصححه :والراد بالسجدتي الركعتان .
مساواة الرأة بالرجل ف هذه السنة :قال الشوكان :واعلم أن هذه السنة يشترك فيها
الرجال والنساء ،ول يرد ما يدل على الفرق بينهما فيها ،وكذا ل يرد ما يدل على
الفرق بي الرجل والرأة ف مقدار الرفع ) 2 ( .وضع اليمي على الشمال :يندب وضع
اليد اليمن على اليسرى ف الصلة .وقد ورد ف ذلك عشرون /صفحة / 145حديثا ،
عن ثانية عشر صحابيا وتابعي عن النب صلى ال عليه وسلم ،وعن سهل ابن سعد قال
:كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمن على ذراعه اليسرى ف الصلة ،قال أبو
حازم :ل أعلم أنه ينمى ( ) 1ذلك إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،رواه البخاري
وأحد ومالك ف الوطأ .قال الافظ :وهذا حكمه الرفع ،لنه ممول على أن المر لم
بذلك هو النب صلى ال عليه وسلم .وعنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ( :إنا معشر
النبياء أمرنا بتعجيل فطرنا وتأخي سحورنا ،ووضع أياننا على شائلنا ف الصلة ) .
وعن جابر قال ( :مر رسول ال صلى ال عليه وسلم برجل وهو يصلي ،وقد وضع يده
اليسرى على اليمن فانتزعها ،ووضع اليمن على اليسرى ) رواه أحد وغيه ،قاله
النووي :إسناده صحيح .وقال ابن عبد الب :ل يأت فيه عن النب صلى ال عليه وسلم
خلف ،وهو قول جهور الصحابة والتابعي وذكره مالك ف الوطأ وقال :ل يزل مالك
يقبض حت لقي ال عزوجل ( .هامش ) ( ( ) 1ينمي ) :يرفع ) . ( .موضع وضع
اليدين :قال الكمال بن المام .ول يثبت حديث صحيح يوجب العمل ف كون الوضع
تت الصدر ،وف كونه تت السرة ،والعهود عند النفية هو كونه تت السرة وعند
الشافعية تت الصدر .وعن أحد قولن كالذهبي ،والتحقيق الساواة بينهما .وقال
الترمذي :أن أهل العلم من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم والتابعي ومن بعدهم
يرون أن يضع الرجل يينه على شاله ف الصلة ،ورأى بعضهم فوق السرة ،ورأى
بعضهم أن يضعها تت السرة ،وكل ذلك واقع عندهم .انتهى .ولكن قد جاءت
روايات تفيد أنه صلى ال عليه وسلم ،كان يضع يديه على صدره ،فعن هلب الطائي
قال :رأيت النب صلى ال عليه وسلم يضع اليمن على اليسرى على صدره فوق
الفصل ،رواه أحد ،وحسنه الترمذي .وعن وائل بن حجر قال ( :صليت مع النب
117
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صلى ال عليه وسلم فوضع يده اليمن على يده اليسرى على صدره ) رواه ابن خزية
وصححه ورواه أبو داود والنسائي بلفظ :ث وضع يده اليمن على ظهر كفه /صفحة
/ 146اليسرى والرسغ ( ) 1والساعد .أي أنه وضع يده اليمن على ظهر اليسرى
ورصغها وساعدها ( .هامش ) ( ( ) 1الرسغ ) :الفصل بي الساعد والكف ( ) . ( .
) 3التوجه أو دعاء الستفتاح :يندب للمصلي أن يأت بأي دعاء من الدعية الت كان
يدعو با النب صلى ال عليه وسلم ويستفتح با الصلة ،بعد تكبية الحرام وقبل القراءة
.ونن نذكر بعضها فيما يلي - 1 :عن أب هريرة قال :كان رسول ال صلى ال عليه
وسلم إذا كب ف الصلة سكت هنيهة ( ) 2قبل القراءة فقلت :يا رسول ال ،بأب أنت
وأمي ،أرأيت
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 146
سكوتك بي التكبي والقراءة ما تقول ؟ قال :أقول ( :اللهم باعد بين وبي خطاياي
كما باعدت بي الشرق والغرب ،أللهم نقن من خطاياي كما ينقى الثوب البيض من
الدنس ،أللهم اغسلن من خطاياي بالثلج والاء والبد ) .رواه البخاري ومسلم
وأصحاب السنن .إل الترمذي - 2 .وعن علي قال :كان رسول ال صلى ال عليه
وسلم إذا قام إل الصلة كب ث قال ( :وجهت وجهي للذي فطر السموات والرض
حنيفا مسلما وما أنا من الشركي ،إن صلت ونسكي ومياي ومات ل رب العالي ،ل
شريك له ،وبذلك أمرت وأنا من السلمي :أللهم أنت اللك ل إله إل أنت ،أنت رب
وأنا عبدك ،ظلمت نفسي واعترفت بذنب فاغفر ل ذنوب جيعا ،إنه ل يغفر الذنوب إل
أنت ،واهدن لحسن الخلق ،ل يهدي لحسنها إل أنت ،واصرف عن سيئها ل
يصرف عن سيئها إل أنت ،لبيك وسعديك ( ، ) 3والي كله ف يديك ،والشر ليس
إليك ،وأنا بك وإليك تباركت وتعاليت ،أستغفرك وأتوب إليك ) .رواه أحد ومسلم
( هامش ) ( ) 2وقتا قصيا ( ) 3 ( .لبيك ) :هو من ألب بالكان إذا أقام به ،أي
أجبك إجابة بعد إجابة ،قال النووي قال العلماء :ومعناه أنا مقيم على طاعتك اقامة بعد
إقامة ( سعديك ) قال الزهري وغيه :معناه مساعدة لمرك بعد مساعدة ،ومتابعة
118
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
لدينك بعد متابعة ( ،الشر ليس اليك ) :أي ل يتقرب به اليك أو ل يضاف اليك
تأدبا ،أو ل يصعد إليك ،أو أنه ليس شرا بالنسبة إليك فانا خلقته لكمة بالغة ،وانا
هو شر بالنسبة للمخلوقي / ) . ( .صفحة / 147والترمذي وأبو داود وغيهم - 3 .
وعن عمر :أنه كان يقول بعد تكبية الحرام ( :سبحانك اللهم وبمدك ،وتبارك
اسك وتعال جدك ( ، ) 1ول إله غيك ) رواه مسلم بسند منقطع .والدار قطن
موصول وموقوفا على عمر .قال ابن القيم :صح عن عمر أنه كان يستفتح به ف مقام
النب صلى ال عليه وسلم ،ويهر به ويعلمه الناس ،وهو بذا الوجه ف حكم الرفوع ،
ولذا قال المام أحد :أما أنا فأذهب إل ما روي عن عمر ،ولو أن رجل استفتح ببعض
ما روي كان حسنا - 4 .وعن عاصم بن حيد قال :سألت عائشة بأي شئ كان يفتتح
رسول ال صلى ال عليه وسلم قيام الليل ؟ فقالت لقد سألتن عن شئ ما سألن عنه أحد
قبلك ،كان إذا قام كب عشرا ( ) 2وحد ال عشرا ،وسبح ال عشرا ،وهلل عشرا ،
واستغفر عشرا وقال ( :اللهم اغفر ل واهدن وارزقن وعافن ويتعوذ من ضيق القام يوم
القيامة ) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه - 5 .وعن عبد الرحن بن عوف قال :
سألت عائشة ،بأي شئ كان نب ال صلى ال عليه وسلم يفتتح صلته إذا قام من
الليل ؟ قالت :كان إذا قام من الليل يفتتح صلته ( :أللهم رب جبيل وميكائيل
وإسرافيل ،فاطر السموات والرض عال الغيب والشهادة ،أنت تكم بي عبادك فيما
كانوا فيه يتلفون ،اهدن لا اختلف فيه من الق بإذنك :إنك تدي من تشاء إل صراط
مستقيم ) رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه - 6 .وعن نافع بن جبي
بن مطعم عن أبيه قال ( :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ف التطوع :ال
أكب كبيا ،ثلث مرات ،والمد ل كثيا ،ثلث مرات ،وسبحان ال بكرة وأصيل ،
ثلث مرات .اللهم إن أعوذ بك من الشيطان الرجيم ،من هزه ونفثه ونفخه ) قلت :
يا رسول ال ( هامش ) ( ) 1ومعن ( تعال جدك ) عل جللك وعظمتك ) 2 ( .
كان إذا قام كب عشرا :أي بعد تكبية الحرام / ) . ( .صفحة / 148ما هزه ونفثه
ونفخه ؟ قال :أما هزة فالوتة ( ) 1الت تأخذ بن آدم ،أما نفخه :الكثي ،ونفثه :
الشعر ) رواه أحد وأبو داود وابن ماجه وابن حبان متصرا - 7 .وعن ابن عباس قال :
119
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
كان النب صلى ال عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال ( :اللهم لك المد أنت قيم
السموات والرض ومن فيهن ،ولك المد أنت نور السموات والرض ومن فيهن ،
ولك المد أنت مالك السموات والرض ومن فيهن ،ولك المد ،أنت الق ووعدك
الق ،ولقاؤك حق ،وقولك حق ،والنة حق ،والنار حق ،والنبيون حق وممد حق ،
والساعة حق .أللهم لك أسلمت ،وبك آمنت ،وعليك توكلت وإليك أنبت ،وبك
خاصمت ،وإليك حاكمت فاغفر ل ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ،
أنت القدم وأنت الؤخر ،ل إله إل أنت ،ول إله غيك ،ول حول ول قوة إل بال )
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ومالك .وف أب داود
عن ابن عباس :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ،كان ف التهجد يقوله بعدما يقول
ال أكب ( .هامش ) ( ( ) 1الؤتة ) :الصراع - 8 ) . ( .الستعاذة :يندب للمصلي
بعد دعاء الستفتاح وقبل القراءة ،أن يأت
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 148
بالستعاذة ،لقول ال تعال ( :فإذا قرأت القرآن فاستعذ بال من الشيطان الرجيم ) ( 2
) .وف حديث نافع بن جبي التقدم ،أنه صلى ال عليه وسلم قال ( :اللهم إن أعوذ
بك من الشيطان الرجيم ) إل .وقال ابن النذر :جاء عن النب صلى ال عليه وسلم أنه
كان يقول قبل القراءة ( أعوذ بال من الشيطان الرجيم ) ) 4 ( .السرار با :ويسن
التيان با سرا .قال ف الغن :ويسر الستعاذة ول يهر با ،ل أعلم فيه خلفا .انتهى
:لكن الشافعي يرى التخيي بي الهر با والسرار ف الصلة الهرية ،وروي عن أب
هريرة الهر با عن طريق ضعيف ( .هامش ) ( ) 2أي إذا أردت القراءة فاستعذ :
كقول ال تعال ( إذا قمتم إل الصلة فاغسلوا وجوهكم ) / ) . ( .صفحة / 149
مشروعيتها ف الركعة الول دون سائر الركعات :ول تشرع الستعاذة إل ف الركعة
الول .فعن أب هريرة قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا نض ف الركعة
الثانية ،افتتح القراءة ب المد ل رب العالي ،ول يسكت .رواه مسلم .قال ابن القيم
:اختلف الفقهاء ،هل هذا موضع استعاذة أو ل ؟ بعد اتفاقهم على أنه ليش موضع
120
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
استفتاح ،وف ذلك قولن ،ها رواية عن أحد ،وقد بناها بعض أصحابه على أن قراءة
الصلة هل هي قراءة واحدة ،فيكفي فيها استعاذة واحدة ،أو قراءة كل ركعة مستقلة
برأسها ؟ ول نزاع بينهما ف أن الستفتاح لجموع الصلة .والكتفاء باستعاذة واحدة
أظهر للحديث الصحيح ،وذكر حديث أب هريرة ث قال :وإنا يكفي استفتاح واحد ،
لنه ل يتخلل القراءتي سكوت بل تللهما ذكر ،فهي كالقراءة الواحدة إذا تللها حد
ال ،أو تسبيح أو تليل ،أو صلة على النب صلى ال عليه وسلم ،ونو ذلك .وقال
الشوكان :الحوط القتصار على ما وردت به السنة وهو الستعاذة قبل قراءة الركعة
الول فقط ) 5 ( .التأمي :يسن لكل مصل ،إماما أو مأموما أو منفردا ،أن يقول
آمي ،بعد قراءة الفاتة ،يهر با ف الصلة الهرية ،ويسر با ف السرية .فعن نعيم
الجمر قال :صليت وراء أب هريرة فقال :بسم ال الرحن الرحيم ،ث قرأ بأم القرآن ،
حت إذا بلغ ( ول الضالي ) فقال آمي ،وقال الناس :آمي .ث يقول أبو هريرة بعد
السلم :والذي نفسي بيده إن لشبهكم صلة برسول ال صلى ال عليه وسلم ،ذكره
البخاري تعليقا ( ) 1ورواه النسائي وابن خزية وابن حبان وابن السراج .وف البخاري
قال ابن شهاب :وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :آمي .وقال عطاء ،آمي
دعاء ،أمن ابن الزبي ومن وراء حت إن للمسجد للجة ( ) 2وقال نافع .كان ابن عمر
ل يدعه ويضهم ،وسعت منه ف ذلك خ برا .وعن أب هريرة :كان رسول ال صلى
ال عليه ( هامش ) ( ) 1أي من غي ذكر السند ( ) 2 ( .لة ) :أي صوت مرتفع .
( / ) .صفحة / 150وسلم إذا تل ( :غي الغضوب عليهم ول الضالي ) قال :
آمي ،حت يسمع من يليه من الصف الول ،رواه أبو داود وابن ماجه وقال :حت
يسمعها أهل الصف الول فيتج با السجد .ورواه أيضا الاكم وقال :صحيح على
شرطهما ،والبيهقي وقال حسن صحيح .والدار قطن وقال :إسناده حسن .وعن وائل
بن حجر قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأ ( غي الغضوب عليهم ول
الضالي ) فقال :آمي ،يد با صوته .رواه أحد وأبو داود ،ولفظه ،رفع با صوته .
وحسنه الترمذي وقال :وبه يقول غي واحد من أهل العلم من أصحاب النب صلى ال
عليه وسلم والتابعي ومن بعدهم ،يرون أن يرفع الرجل صوته بالتأمي ول يفيها .وقال
121
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الافظ :سند هذا الديث صحيح .وقال عطاء :أدركت مائتي من الصحابة ف هذا
السجد ،إذا قال المام :ول الضالي ،سعت لم رجة آمي .وعن عائشة أن النب
صلى ال عليه وسلم قال ( :ما حسدتكم اليهود على شئ ،ما حسدتكم على السلم
والتأمي خلف المام ) .رواه أحد وابن ماجة .استحباب موافقة المام فيه :ويستحب
للمأموم أن يوافق المام ،فل يسبقه ف التأمي ول يتأخر عنه فعن أب هريرة :أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا قال المام :غي الغضوب عليهم ول الضالي ،
فقولوا :آمي ،فإن من وافق قوله قول اللئكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري
.وعنه :أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا قال المام ( غي الغضوب عليهم ول
الضالي ) فقولوا آمي ( ) 1فإن اللئكة يقولون :آمي وإن المام يقول :آمي ،فمن
وافق تأمينه تأمي اللئكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه أحد وأبو داود والنسائي .وعنه
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا أمن المام فأمنوا فإن من وافق تأمينه تأمي
اللئكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه الماعة .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 150
( هامش ) ( ) 1قال الطاب :معن قوله صلى ال عليه وسلم ( :إذا قال المام ول
الضالي ) فقولوا ( آمي ) :أي مع المام ،حت يقع تأمينكم وتأمينه معا .وأما قوله ( :
إذا أمن أمنوا ) فانه ل يالفه ول يدل على أنم يؤخرونه عن وقت تأمينه ،وإنا هو
كقول القائل :إذا رحل المي فارحلوا :يعن إذا أخذ المي ف الرحيل فتهيأوا
للرتال ،لتكون رحلتكم مع رحلته .وبيان هذا ف الديث الخر ( أن المام يقول
آمي ) إل آخر الديث / ) . ( .صفحة / 151معن آمي :ولفط ( آمي ) يقصر ألفه
ويد مع تفيف اليم ،وليس من الفاتة ،وإنا دعاه معناه :اللهم استجب ) 6 ( .
القراءة بعد الفاتة :يسن للمصلي أن يقرا سورة أو شيئا من القرآن بعد قراءة الفاتة ف
ركعت الصبح والمعة ،والوليي من الظهر والعصر والغرب والعشاء ،وجيع ركعات
النفل .فعن أب قتادة أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقرأ ف الظهر ،ف الوليي ،بأم
الكتاب وسورتي ،وف الركعتي الخريي ،بأم الكتاب ،ويسمعنا الية أحيانا ،ويطول
122
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ف الركعة الول ما ل يطول ف الثانية .وهكذا ف العصر ،وهكذا ف الصبح .رواه
البخاري ومسلم وأبو داود ،وزاد :قال :فظننا أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة
الول .وقال جابر بن سرة :شكا أهل الكوفة سعدا إل عمر فعزله ،واستعمل عليهم
عمارا فشكوا حت ذكروا أنه ل يسن يصلي ،فأرسل إليه فقال :يا أبا إسحق إن هؤلء
يزعمون أنك تصلي ،قال أبو إسحاق :أما أنا وال فإن كنت أصلي بم صلة رسول
ال صلى ال عليه وسلم ،ما أخرم عنها ( : ) 1أصلي صلة العشاء فأركد ف الوليي (
) 2وأخف ف الخريي قال :ذاك الظن بك يا أبا إسحق ،فأرسل معه رجل أو رجال
إل الكوفة ،فسأل عنه أهل الكوفة ،ول يدع مسجدا إل سأل عنه ،ويثنون معروفا ،
حت دخل مسجدا لبن عبس ،فقام رجل منهم يقال له أسامة بن قتادة ،يكن أبا سعدة
فقال :أما إذا ناشدتنا ال ،فإن سعدا كان ل يسي بالسرية ،ول يقسم بالسوية ،ول
يعدل ف القضية .قال سعد :أما وال لدعون بثلث :اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا
قام رياء وسعة فأطل عمره ،وأطل فقره ،وعرضه للفت ،وكان بعد يقول :شيخ مفتون
أصابتن دعوة سعد .قال عبد اللك :فإنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكب
،وإنه ليتعرض للجواري ف الطريق ( هامش ) ( ( ) 1ما أخرم عنها ) :أي أنقص ( .
( ) 2فأركد ف الوليي ) أي أطول فيهما القراءة / ) . ( .صفحة / 152يغمزهن .
رواه البخاري وقال أبو هريرة :ف كل صلة يقرأ ،فما أسعنا رسول ال صلى ال عليه
وسلم أسعناكم ،وما أخفي عنا أخفينا عنكم ،وإن ل تزد على أم القرآن أجزأت ،وإن
زدت فهو خي ،رواه البخاري .كيفية القراءة بعد الفاتة :والقراءة بعد الفاتة توز
على أي نو من الناء .قال السي ( :غزونا خراسان ومعنا ثلثمائة من الصحابة فكان
الرجل منهم يصلي بنا فيقرأ اليات من السورة ث يركع ) .وعن ابن عباس :أنه قرأ
الفاتة وآية من البقرة ف كل ركعة .رواه الدار قطن بإسناد قوي .وقال البخاري :
( باب المع بي السورتي ف الركعة والقراءة بالواتيم وبسورة قبل سورة وبأول
سورة ) .ويذكر عن عبد ال بن السائب :قرأ النب صلى ال عليه وسلم ( الؤمنون ) ف
الصبح حت إذا ذكر موسى وهارون ،أو ذكر عيسى أخذته سعلة فركع .وقرأ عمر ف
الركعة الول بائة وعشرين آية من البقرة ،وف الثانية بسورة من الثان .وقرأ الحنف
123
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بالكهف ف الول ،وف الثانية بيونس أو يوسف ،وذكر :أنه صلى مع عمر الصبح بما
،وقرأ ابن مسعود بأربعي آية من النفال وف الثانية بسورة من الفصل .وقال قتادة فيمن
قرأ سورة واحدة ف ركعتي ،أو يردد سورة ف ركعتي : -كل كتاب ال .وقال عبد
ال بن ثابت عن أنس :كان رجل من النصار يؤمهم ف مسجد قباء .وكان كلما افتتح
سورة يقرأ با لم ف الصلة ما يقرأ به ،افتتح ب ( قل هو ال أحد ) حت يفرغ منها ،
ث يقرأ سورة أخرى معها ،وكان يصنع ذلك ف كل ركعة .فكلمه أصحابه فقالوا :
إنك تفتتح بذه السورة ث ل ترى أنا تزئك حت تقرأ بأخرى ،فإما أن تقرأ با وإما أن
تدعها وتقرأ بأخرى .فقال :ما أنا بتاركها .إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت وإن
كرهتم تركتكم .وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيه .فلما أتاهم النب
صلى ال عليه وسلم ،أخبوه الب فقال ( :يا فلن ما ينعك أن تفعل ما يأمرك به
أصحابك ،وما يملك على لزوم هذه السورة ف كل ركعة ؟ فقال :إن أحبها .فقال :
( حبك إياها أدخلك النة ) .وعن رجل من جهينة :أنه سع النب صلى ال عليه وسلم
يقرأ ف الصبح ( :إذا زلزلت الرض ) ف الركعتي كلتيهما قال :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 152
/صفحة / 153فل أدري أنسي رسول ال صلى ال عليه وسلم أم قرأ ذلك عمدا ؟
رواه أبو داود ،وليس ف إسناده مطعن .هدي رسول ال صلى ال عليه وسلم ف القراءة
بعد الفاتة :نذكر هنا ما لصه ابن القيم من قراءة رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد
الفاتة ( ) 1قال :فإذا فرغ من الفاتة أخذ ف سورة غيها وكان يطيلها تارة ،ويففها
لعارض من سفر أو غيه ،ويتوسط فيها غالبا ( .هامش ) ( ) 1العناوين ليست لبن
القيم ) . ( .قراءة الفجر :وكان يقرأ ف الفجر بنحو ستي آية إل مائة آية .وصلها
بسورة ( ق ) ،وصلها ب ( الروم ) وصلها ب ( إذا الشمس كورت ) وصلها ب
( إذا زلزلت ) ف الركعتي كلتيهما ،وصلها بالعوذتي وكان ف السفر ،وصلها
فافتتح بسورة ( الؤمنون ) حت بلغ ذكر موسى وهارون ف الركعة الول فأخذته سعلة
فركع ،وكان يصليها يوم المعة ب ( أل تنيل ( السجدة ) وسورة ( هل أتى على
124
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
النسان ) كاملتي ،ول يفعل ما يفعله كثي من الناس اليوم من قراءة بعض هذه وبعض
هذه .وأما ما يظنه كثي من الهال أن صبح يوم المعة فضلت بسجدة ،فجهل عظيم ،
ولذا كره بعض الئمة قراءة سورة ( السجدة ) لجل هذا الظن .وإنا كان صلى ال
عليه وسلم يقرأ هاتي السورتي ،لا اشتملتا عليه من ذكر البدأ والعاد ،وخلق آدم
ودخول النة والنار ،وغي ذلك ،ما كان ويكون ف يوم المعة .فكان يقرا ف
فجرها ،ما كان ويكون ف ذلك اليوم ،تذكيا للمة بوادث هذا اليوم ،كما كان يقرأ
ف الجامع العظام ،كالعياد والمعة ،بسورة ( ق ) و ( اقتربت ) و ( يسبح ) ( ) 2
و ( الغاشية ) ( .هامش ) ( ( ) 2يسبح ) أي سورة العلى البدوءة ( :سبح اسم
ربك العلى ) ) . ( .القراءة ف الظهر فكان يطيل قراءتا أحيانا ،حت قال أبو سعيد :
كانت صلة الظهر تقام فيذهب الذاهب إل البقيع ،فيقضي حاجته ،ث يأت أهله فيتوضأ
ويدرك النب صلى ال عليه وسلم ف الركعة الول ،ما يطيلها ،رواه مسلم / ،صفحة
/ 154وكان يقرأ فيها تارة بقدر ( ال تنيل ) وتارة ( سبح اسم ربك العلى )
( والليل إذا يغشى ) وتارة ب ( والسماء ذات البوح ) ( ،والسماء والطارق ) .القراءة
ف العصر :وأما العصر فعلى النصف من قراءة صلة الظهر إذا طالت .وبقدرها إذا
قصرت .القراءة ف الغرب :وأما الغرب فكان هديه فيها خلف عمل اليوم ،فإنه
صلها مرة ب ( العراف ) ف الركعتي ومرة ب ( الطور ) ومرة ب ( الرسلت ) قال
أبو عمر ابن عبد الب :روي عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قرأ ف الغرب ب ( الص )
( العراف ) وأنه قرأ فيها ب ( الصافات ) وأنه قرأ فيها ب ( حم ) الدخان ،وأنه قرأ
فيها ب ( سبح اسم ربك العلى ) وأنه قرأ فيها ب ( والتي والزيتون ) ،وأنه قرأ فيها
بالعوذتي وأنه قرأ فيها ب ( الرسلت ) ،وأنه كان يقرأ فيها بقصار الفصل .وقال :
وهي كلها آثار صحاح مشهورة ،انتهى كلم ابن عبد الب .وأما الداومة فيها على
قصار الفصل دائما ،فهو فعل مروان بن الكم ،ولذا أنكر عليه زيد بن ثابت وقال
مالك تقرا ف الغرب بقصار الفصل وقد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ ف
الغرب بطول الطوليي ؟ قال قلت :وما طول الطوليي ؟ قال :العراف .وهذا حديث
صحيح ،رواه أهل السنن .وذكر النسائي عن عائشة رضي ال عنها :أن النب صلى ال
125
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عليه وسلم قرأ ف الغرب بسورة ( العراف ) فرقها ف الركعتي .فالحافظة فيها على
الية والسورة من قصار الفصل خلف السنة ،وهو فعل مروان بن الكم ،القراءة ف
العشاء :وأما العشاء الخرة :فقرأ فيها صلى ال عليه وسلم ب ( والتي والزيتون )
ووقت لعاذ فيها ب ( والشمس وضحاها ) ( وسبح اسم ربك العلى ) ( والليل إذا
يغشى ) ونوها .وأنكر عليه قراءته فيها ( البقرة ) بعد ما صلى معه ،ث ذهب إل بن
عمرو ابن عوف فأعادها لم بعد ما مضى من الليل ما شاء ال / ،صفحة / 155وقرأ (
البقرة ) ولذا قال له ( :أفان أنت يا معاذ ؟ ) فتعلق النقادون بذه الكلمة ،وليلتفتوا إل
ما قبلها ول إل ما بعدها .القراءة ف المعة :وأما المعة فكان يقرا فيها بسورة
( المعة ) و ( النافقي ) أو ( الغاشية ) كاملتي وسورة ( سبح ) و ( الغاشية ) .وأما
القتصار على قراءة أواخر السورتي من ( يأيها الذين آمنوا ) إل آخرها ،فلم يفعله قط
.وهو مالف لديه الذي كان يافظ عليه .القراءة ف العيدين :وأما القراءة ف العياد
فتارة يقرأ سورة ( ق ) و ( اقتربت ) كاملتي وتارة سورة ( سبح ) و ( الغاشية ) وهذا
هو الدي الذي استمر عليه إن أن لقي ال عزوجل ،ل ينسخه شئ ،ولذا أخذ به
خلفاؤه الراشدون من بعده .فقرأ
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 155
أبو بكر رضي ال عنه ف الفجر سورة ( البقرة ) حت سلم منها قريبا من طلوع الشمس
فقالوا :يا خليفة رسول ال ،كادت الشمس تطلع ،فقال :لو طلعت ل تدنا غافلي .
وكان عمر رضي ال عنه يقرأ فيها ب ( يوسف ) و ( النحل ) و ( هود ) وبن إسرائيل ،
ونوها من السور .ولو كان تطويله صلى ال عليه وسلم منسوخا ل يف على خلفائه
الراشدين ويطلع عليه النقادون .وأما الديث الذي رواه مسلم ف صحيحه عن جابر بن
سرة :أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقرأ ف الفجر ( ق والقرآن الجيد ) وكانت
صلته بعد تفيفا فالراد بقوله بعد :أي بعد الفجر ،أي أنه كان يطيل قراءة الفجر أكثر
من غيها وصلته بعدها تفيفا .ويدل على ذلك قول أم الفضل وقد سعت ابن عباس
يقرأ ( والرسلت عرفا ) فقالت :يا بن لقد ذكرتن بقراءة هذه السورة ،إنا لخر ما
126
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
سعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم ،يقرأ با ف الغرب ،فهذا ف آخر المر إل
أن قال :وأما قوله صلى ال عليه وسلم ،يقرأ با ف الغرب ،فهذا ف آخر المر إل أن
قال :وأما قوله صلى ال عليه وسلم ( :أيكم أم بالناس فليخفف ) وقول أنس ( :كان
رسول ال صلى ال عليه وسلم أخف الناس صلة ف تام ) فالتخفيف أمر نسي ،يرجع
إل ما فعله /صفحة / 156النب صلى ال عليه وسلم وواظب عليه ،ل إل شهوة
الأمومي ،فإنه صلى ال عليه وسلم ل يكن يأمرهم بأمر ث يالفه وقد علم أن من ورائه
الكبي والضعيف وذا الاجة .فالذي فعله هو التخفيف الذي أمر به ،فأنه كان يكن أن
تكون صلته أطول من ذلك بأضعاف مضاعفة فهي خفيفة بالنسبة إل أطول منها .
وهديه الذي واظب عليه ،هو الاكم على كل ما تنازع عليه التنازعون .ويدل ما رواه
النسائي وغيه عن ابن عمر قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف
ويؤمنا ب ( الصافات ) ،فالقراءة ب ( الصافات ) من التخفيف الذي كان يأمر به .
قراءة سورة بعينها :وكان صلى ال عليه وسلم ل يعي سورة ف الصلة بعينها ،ل يقرأ
إل با ،إل ف المعة والعيدين ،وأما ف سائر الصلوات فقد ذكر أبو داود ،ف حديث
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه قال :ما من الفصل سورة صغية ول كبية إل
وقد سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يؤم الناس با ف الصلة الكتوبة .وكان من
هديه قراءة السور الكاملة ،وربا قرأها ف الركعتي وربا ف أول السورة .وأما قراءة
أواخر السور وأوساطها فلم يفظ عنه .وأما قراءة السورتي ف الركعة فكان يفعله ف
النافلة ،وأما ف الفرض فلم يفظ عنه ،وأما حديث ابن مسعود :إن لعرف النظائر
الت كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرن بينهن السورتي ف الركعة ( .الرحن )
( والنجم ) ف ركعة ( .واقتربت ) و ( الاقة ) ف ركعة ،و ( والطور ) ( والذاريات )
ف ركعة ( ،إذا وقعت ) و ( نون ) ف ركعة .الديث .فهذا حكاية فعل ل يعي مله .
هل كان ف الفرض أو ف النفل ؟ وهو متمل .وأما قراءة سورة واحدة ف ركعتي معا
فقلما كان يفعله .وقد ذكر أبو داود عن رجل من جهينة :أنه سع رسول ال صلى ال
عليه وسلم يقرأ ف الصبح ( إذا زلزلت ) ف الركعتي كلتيهما قال :فل أدري .أنسي
رسول ال صلى ال عليه وسلم أم قرأ ذلك عمدا .إطالة الركعة الول ف الصبح :وكان
127
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صلى ال عليه وسلم يطيل الركعة الول على الثانية من صلة الصبح / ،صفحة / 157
ومن كل صلة وربا كان يطيلها حت ل يسمع وقع قدم ،وكان يطيل صلة الصبح أكثر
من سائر الصلوات .وهذا ،لن قرآن الفجر مشهود ،يشهده ال تعال وملئكته .وقيل
:يشهده ملئكة الليل والنهار .والقولن مبنيان على أن النول اللي ،هل يدوم إل
انقضاء صلة الصبح أو إل طلوع الفجر ؟ وقد ورد فيه هذا وهذا .وأيضا ،فإنا لا
نقص عدد ركعاتا جعل تطويلها عوضا عما نقصته من العدد ،وأيضا فإنا تكون عقيب
النوم والناس مستريون ،وأيضا فإنم ل يأخذوا بعد ف استقبال العاش وأسباب الدنيا ،
وأيضا فإنا تكون ف وقت تواطأ السمع واللسان والقلب ،لفراغه وعدم تكنه من
الشتغال فيه .فيفهم القرآن ويتدبره ،وأيضا فإنا أساس العمل وأوله ،فأعطيت فضل
من الهتمام با وتطويلها ،وهذه أسرار إنا يعرفها من له التفات إل أسرار الشريعة
ومقاصدها وحكمها .صفة قراءته صلى ال عليه وسلم :وكانت قراءته مدا ،يقف عند
كل آية ،ويد با صوته .انتهى كلم ابن القيم .ما يستحب أثناء القراءة :يسن أثناء
القراءة ،تسي الصوت وتزيينه :ففي الديث .أن النب صلى ال عليه وسلم قال :
( زينوا أصواتكم بالقرآن ) وقال ( :ليس منا من ل يتغن بالقرآن ) وقال ( :إن أحسن
الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سعتموه وحسبتموه يشى ال )
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 157
وقال ( :وما أذن ال شئ ( ) 1ما أذن لنب حسن الصوت يتغن بالقرآن ) .قال النووي
:يسن لكل من قرأ ف الصلة أو غيها إذا مر بآية رحة أن يسأل ال تعال من فضله ،
وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ به من النار ،أو من العذاب ،أو من الشر ،أو من الكروه
،أو يقول :اللهم إن أسألك العافية ،أو نو ذلك ،وإذا مر بآية تنيه ل سبحانه وتعال
نزه ال فقال ( :سبحانه ( هامش ) ( ) 1ما أذن ال ( أذن ) :استمع / ) . ( .صفحة
/ 158وتعال ،أو تبارك ال رب العالي ؟ أو جلت عظمة ربنا ،أو نو ذلك .وروينا
عن حذيفة بن اليمان رضي ال عنه قال ( :صليت مع النب صلى ال عليه وسلم ذات
ليلة فاتتح ( البقرة ) فقلت :يركع عند الائة ،ث مضى ،فقلت :يصلي با ف ركعة
128
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فمضى فقلت يركع با ،ث افتتح ( آل عمران ) فقرأها ث افتتح ( النساء فقرأها ،يقرأ
مترسل ،إذا مر بآية تسبيح سبح ،وإذا مر بسؤال سأل ،وإذا مر بتعوذ تعوذ ،رواه
مسلم .قال أصحابنا :يستحب هذا ،والتسبيح السؤال والستعاذة للقارئ ف الصلة
وغيها ،وللمام والأموم والنفرد ،لنه دعاء ،فاستووا فيه ،كالتأمي ،ويستحب لكل
من قرأ ( أليس ال بأحكم الاكمي ) أن يقول :بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ،وإذا
قرأ ( أليس ذلك بقادر على أن ييي الوتى ) قال :بلى أشهد ،وإذا قرأ ( فبأي حديث
بعده يؤمنون ) قال آمنت بال .وإذا قال ( سبح اسم ربك العلى ) قال :سبحان رب
العلى .ويقول هذا ف الصلة وغيها .مواضع الهر والسرار بالقراءة :والسنة أن
يهر الصلي ف ركعت الصبح والمعة ،والوليي من الغرب والعشاء ،والعيدين
والكسوف والستسقاء ،ويسر ف الظهر والعصر ،وثالثة الغرب والخريي من العشاء .
وأما بقية النوافل ،فالنهارية ل جهر فيها ،والليلية يي فيها بي الهر والسرار .
والفضل التوسط :مر رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة بأب بكر وهو يصلي ،يفض
صوته ،ومر بعمر وهو يصلي رافعا صوته ،فلما اجتمعا عنده قال ( :يا أبا بكر مررت
بك وأنت تصلي تفض صوتك ؟ ) فقال :يا رسول ال قد أسعت من ناجيت ،وقال
لعمر ( :مررت بك وأنت تصلي رافعا صوتك ) فقال :يا رسول ال ،أوقظ الوسنان
وأطرد الشيطان .فقال صلى ال عليه وسلم ( :يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئا ) وقال
لعمر ( :اخفض من صوتك شيئا ) رواه أحد وأبو داود .وإن نسي فأسر ف موضع
الهر ،أو جهر ف موضع السرار فلشئ عليه ،وإن تذكر أثناء قراءته بن عليها / .
صفحة / 159القراءة خلف المام :الصل أن الصلة ل تصح إل بقراءة سورة
الفاتة ،ف كل ركعة من ركعات الفرض والنفل كما تقدم ف فرائض الصلة إل أن
الأموم تسقط عنه القراءة ويب عليه الستماع والنصات ف الصلة الهرية ،لقول ال
تعال ( :وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحون ) .ولقول رسول ال
صلى ال عليه وسلم ( :إذا كب المام فكبوا وإذا قرأ فأنصتوا ) صححه مسلم وعلى
هذا يمل حديث ( من كان له إمام فقراءة المام له قراءة ) :أي إن قراءة المام له قراءة
ف الصلة الهرية ،وأما الصلة السرية فالقراءة فيها على الأموم وكذا تب عليه القراءة
129
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ف الصلة الهرية ،إذا كان بيث ل يتمكن من الستماع للمام .قال أبو بكر بن
العرب :والذي نرجحه وجوب القراءة ف السرار .لعموم الخبار ( ، ) 1أما الهر فل
سبيل إل القراءة فيه لثلثة أوجه :أحدها :أنه عمل أهل الدينة ،الثان أنه حكم القرآن
قال ال تعال ( :وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ) وقد عضدته السنة بديثي .
أحدها حديث عمران بن حصي ( قد ( ) 2علمت أن بعضكم خالنيها ( . ) ) 3
الثان :قوله ( :وإذا قرأ فأنصتوا ) .الثالث :الترجيح ،إن القراءة مع المام ل سبيل
إليها ،فمت يقرأ ؟ فإن قيل يقرأ ف سكتة المام قلنا .السكوت ل يلزم المام ،فكيف
يركب فرض على ما ليس بفرض ؟ ل سيما وقد وجدنا وجها للقراءة مع الهر ،وهي
قراءة القلب بالتدبر والتفكر ،وهذا نظام القرآن والديث وحفظ العبادة .ومراعاة
السنة ،وعمل بالترجيح انتهى .وهذا اختيار الزهري وابن البارك ،وقول لالك وأحد
وإسحاق ،ونصره ورجحه ابن تيمية ( .هامش ) ( ) 1أدلة وجوب القراءة الت تقدم
الكلم عليها ف فرائض الصلة ) 2 ( .قال له النب صلى ال عليه وسلم ،لا سع رجل
يقرأ خلفه ( سبح اسم ربك العلى ) ( ) 3 ( .خالنيها ) نازعنيها / ) . ( .صفحة
) 7 ( / 160تكبيات النتقال :يكب ف كل رفع وخفض وقيام وقعود ،إل ف الرفع
من الركوع فإنه يقول :سع ال لن حده ،فعن ابن مسعود قال :رأيت رسول ال صلى
ال عليه وسلم ،يكب ف كل خفض ورفع وقيام وقعود .رواه أحد والنسائي والترمذي
وصححه .ث قال والعمل عليه عند أصحاب النب صلى ال عليه
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 160
وسلم منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيهم ،ومن بعدهم من التابعي ،وعليه عامة
الفقهاء والعلماء ،انتهى ،فعن أب بكر بن عبد الرحن ابن الارث أنه سع أبا هريرة
يقول :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ،إذا قام إل الصلة يكب حي يقوم .ث
يكب حي يركع ث يقول :سع ال لن حده ،حي يرفع صلبه من الركعة ،ث يقول وهو
قائم :ربنا لك المد ،قبل أن يسجد ،ث يقول :ال أكب حي يهوي ساجدا ،ث يكب
حي يرفع رأسه ،ث يكب حي يقوم من اللوس ف اثنتي ،ث يفعل ذلك ف كل ركعة
130
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
حت يفرغ من الصلة ،قال أبو هريرة :كانت هذه صلته حت فارق الدنيا .رواه أحد
والبخاري ومسلم وأبو داود .وعن عكرمة قال قلت لبن عباس :صليت الظهر
بالبطحاء خلف شيخ أحق ،فكب اثنتي وعشرين تكبية ،يكب إذا سجد ،وإذا رفع
رأسه .فقال ابن عباس :تلك صلة أب القاسم صلى ال عليه وسلم رواه أحد والبخاري
.ويستحب أن يكون ابتداء التكبي حي يشرع ف النتقال ) 8 ( .هيئات الركوع :
الواجب ف الركوع مرد النناء ،بيث تصل اليدان إل الركبتي ،ولكن السنة فيه
تسوية الرأس بالعجز ،والعتماد باليدين على الركبتي مع مافاتما على النبي ،وتفريج
الصابع على الركبة والساق ،وبسط الظهر .فعن عقبة بن عامر ( إنه ركع فجاف يديه ،
ووضع يديه على ركبتيه ،وفرج بي أصابعه من وراء ركبتيه وقال :هكذا رأيت رسول
ال صلى ال عليه وسلم يصلي ) رواه أحد وأبو داود والنسائي .وعن أب حيد :أن
النب صلى ال عليه وسلم كان إذا ركع اعتدل ،ول يصوب رأسه ول يقنعه ( ، ) 1
( هامش ) ( ( ) 1يصوب ) ييل به إل أسفل ( .يقنعه ) :يرفعه إل أعلى / ) . ( .
صفحة / 161ووضع يديه على ركبتيه كأنه قابض عليهما ،رواه النسائي .وعند مسلم
عن عائشة رضي ال عنها :كان إذا ركع ل يشخص رأسه ول يصوبه .ولكن بي ذلك
.وعن علي رضي ال عنه قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا ركع ،لو وضع
قدح من ماء على ظهره ل يهرق ( . ) 1رواه أحد وأبو داود ف مراسيله وعن مصعب
بن سعد قال :صليت إل جانب أب ،فطبقت بي كفي ث وضعتهما بي فخذي .فنهان
عن ذلك وقال :كنا نفعل هذا ،فأمرنا أن نضع أيدينا على الركب .رواه الماعة 9 ( .
) الذكر فيه :يستحب الذكر ف الركوع بلفظ ( سبحان رب العظيم ) .فعن عقبة بن
عامر قال :لا نزلت ( فسبح باسم ربك العظيم ) قال لنا النب صلى ال عليه وسلم
( اجعلوها ف ركوعكم ) رواه أحد وأبو داود وغيها بإسناد جيد .وعن حذيفة قال :
صليت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فكان يقول ف ركوعه ( :سبحان رب
العظيم ) رواه مسلم وأصحاب السنن .وأما لفظ ( سبحان رب العظيم وبمده ) فقد
جاء من عدة طرق كلها ضعيفة .قال الشوكان :ولكن هذه الطرق تتعاضد ،ويصح أن
يقتصر الصلي على التسبيح ،أو يضيف إليه أحد الذكار التية - 1 :عن علي رضي ال
131
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عنه :أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا ركع قال ( :أللهم لك ركعت ،وبك آمنت
،ولك أسلمت ،وأنت رب خشع سعي وبصري ومي وعظمي وعصب وما استقلت به
قدمي ل رب العالي ) رواه أحد ومسلم وأبو داود وغيهم - 2 .عن عائشة رضي ال
عنها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقول ف ركوعه وسجوده ( :سبوح قدوس
( ) 2رب اللئكة والروح ) - 3 .وعن عوف بن مالك الشجعي قال :قمت مع
رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة ،فقام فقرأ سورة ( البقرة ) إل أن قال فكان يقول
ف ركوعه ( :هامش ) ( ( ) 1يهرق ) :يصب منه شئ ،لستواء ظهره ) 2 ( .
( سبوح قدوس ) الفصيح منها ،ضم الول ،وها خب لبتدأ مذوف أنت ؟ تقدير
معناها أنت منه ومطهر عن كل ما ل يليق بللك / ) . ( .صفحة / 162وسبحان
ذي البوت واللكوت والكبياء والعظمة ) رواه أبو داود والترمذي والنسائي .وعن
عائشة قالت :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يكثر أن يقول ف ركوعه وسجوده :
( سبحانك اللهم ربنا وبمدك ،اللهم اغفر ل ) يتأول القرآن ( ) 1رواه أحد
والبخاري ومسلم وغيهم ( .هامش ) ( ( ) 1يتأول القرآن ) :أي يعمل بقبول ال
تعال ( فسبح بمد ربك واستغفره ) ) 10 ( ) . ( .أذكار الرفع من الركوع والعتدال
:يستحب للمصلي -إماما أو مأموما أو منفردا -أن يقول عند الرفع من الركوع :سع
ال لن حده ،فإذا استوى قائما فليقل :ربنا ولك المد ،أو :اللهم ربنا ولك المد ،
فعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقول :سع ال لن حده ،حي يرفع
صلبه من الركعة ،ث يقول وهو قائم :ربنا ولك المد ،رواه أحد والشيخان .وف
البخاري من حديث أنس :وإذا
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 162
قال :سع ال لن حده .فقولوا :اللهم ربنا ولك المد .يرى بعض العلماء .أن الأموم
ل يقول ( سع ال لن حده ) بل إذا سعها من المام يقول :اللهم ربنا ولك المد .لذا
الديث .ولديث أب هريرة عند أحد وغيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :
إذا قال المام سع ال لن حده فقولوا اللهم ربنا ولك المد ،فإن من وافق قوله قول
132
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
اللئكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) ولكن قول رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :صلوا
كما رأيتمون أصلي ) يقتضي أن يمع كل مصل بي التسبيح والتحميد ،وإن كان
مأموما وياب عما استدل به القائلون ( بأن الأموم ل يمع بينهما ) بل يأت بالتحميد
فقط ،با ذكره النووي قال :قال أصحابنا ،فمعناه قولوا ( :ربنا لك المد ) مع ما قد
علمتموه من قول سع ال لن حده ،وإنا خص هذا بالذكر ،لنم كانوا يسمعون جهر
النب صلى ال عليه وسلم ( سع ال لن حده ) فإن السنة فيه الهر ول يسمعون قوله :
ربنا لك المد ،لنه يأت به سرا .وكانوا يعلمون قوله صلى ال عليه وسلم ( :صلوا
كما رأيتمون أصلي ) مع قاعدة التأسي به صلى ال عليه وسلم مطلقا ،وكانوا يوافقون
ف ( سع ال لن حده ) فلم /صفحة / 163يتج إل المر به ،ول يعرفون ( ربنا لك
المد ) فأمروا به .هذا أقل ما يقتصر عليه ف التحميد حي العتدال ويستحب الزيادة
على ذلك با جاء ف الحاديث التية - 1 :عن رفاعة بن رافع قال :كنا نصلي يوما
وراء النب صلى ال عليه وسلم ،فلما رفع رسول ال صلى ال عليه وسلم رأسه من
الركعة وقال :سع ال لن حده ،قال رجل وراءه ( :ربنا لك المد حدا كثيا طيبا
مباركا فيه ) فلما انصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :من التكلم آنفا ) ؟
قال الرجل :أنا يا رسول ال ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :لقد رأيت بضعة
( ) 1وثلثي ملكا يبتدرونا ،أيهم يكتبها أول ) رواه أحد والبخاري ومالك وأبو داود
.وعن علي رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان إذا رفع من الركعة قال
( :سع ال لن حده وربنا ولك المد مل ء ( ) 2السموات والرض وما بينهما ،ومل
ء ما شئت من شئ بعد ) رواه أحد ومسلم وأبو داود والترمذي - 3 .وعن عبد ال بن
أب أوف عن النب صلى ال عليه وسلم يقول :وف لفظ :يدعو ،إذا رفع رأسه من
الركوع ( :اللهم لك المد مل ء السماء ومل ء الرض ومل ء ما شئت من شئ بعد :
اللهم طهرن بالثلج والبد والاء البارد ،اللهم طهرن من الذنوب ونقن منها كما ينقى
الثوب البيض من الوسخ ) رواه أحد ومسلم وأبو داود وابن ماجة .ومعن الدعاء :
طلب الطهارة الكاملة - 4 .وعن أب سعيد الدري قال :كان رسول ال صلى ال
عليه وسلم إذا قال ( :سع ال لن حده ) قال ( :اللهم ربنا لك المد مل ء السموات
133
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ومل ء الرض ومل ء ما شئت من شئ بعد أهل الثناء والجد ( ) 3أحق ما قال ( هامش
) ( ( ) 1البضع ) من الثلثة إل العشرة ( ) 2 ( .مل ء ) بفتح المزة ،هذا هو
الشهور أي لو جسم المد لل السموات والرض وما بينهما لعظمه ( ) 3 ( .أهل
الثناء والجد ) أهل منصوب على النداء أو الختصاص ) أي يا أهل الثناء ! أو مدح أهل
الثناء ( .الد ) بفتح اليم على الشهور ! الظ والعظمة .والغن :أي ل ينفعه ذلك ،
وإنا ينفعه العمل الصال ! ( / ) .صفحة / 164العبد ،وكلنا لك عبد :ل مانع لا
أعطيت .ول معطي لا منعت ،ول ينفع ذا الد منك الد ) رواه مسلم وأحد وأبو
داود - 5 .وصح عنه صلى ال عليه وسلم :أنه كان يقول بعد ( سع ال لن حده )
( لرب المد ،لرب المد ) حت يكون اعتداله قدر ركوعه ) 11 ( .كيفية الوي إل
السجود والرفع منه :ذهب المهور إل استحباب وضع الركبتي قبل اليدين ،حكاه ابن
النذر عن عمر النخعي ومسلم بن يسار وسفيان الثوري وأحد وإسحاق وأصحاب الرأي
قال :وبه أقول ،انتهى .وحكاه أبو الطيب عن عامة الفقهاء .وقال ابن القيم :وكان
صلى ال عليه وسلم يضع ركبتيه قبل يديه ث يديه بعدها ث جبهته وأنفه هذا هو الصحيح
الذي رواه شريك عن عاصم بن كليب عن أبيه .عن وائل بن حجر قال :رأيت رسول
ال صلى ال عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه ،وإذا نض رفع يديه قبل ركبتيه
ول يرو ف فعله ما يالف ذلك ،انتهى .وذهب مالك والوزاعي وابن حزم إل
استحباب وضع اليدين قبل الركبتي ،وهو رواية عن أحد .قال الوزاعي :أدركت
الناس يضعون أيديهم قبل ركبهم .وقال ابن أب داود :وهو قول أصحاب الديث .
وأما كيفية الرفع من السجود حي القيام إل الركعة الثانية ،فهو على اللف أيضا ،
فالستحب عند المهور أن يرفع يديه ث ركبتيه ،وعند غيهم يبدأ برفع ركبتيه قبل يديه
) 12 ( .هيئة السجود :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 164
يستحب للساجد أن يراعي ف سجوده ما يأت - 1 :تكي أنفه وجبهته ويديه على
الرض ،مع مافاتما عن جنبيه ،فعن وائل بن حجر :أن النب صلى ال عليه وسلم لا
134
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
سجد وضع جبهته بي كفيه وجاف عن إبطيه .رواه أبو داود .وعن أب حيد :أن النب
صلى ال عليه وسلم كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الرض ،ونى يديه عن /
صفحة / 165جنبيه ،ووضع كفيهحذو منكبيه ،رواه ابن خزية والترمذي وقال :
حسن صحيح - 2 .وضع الكفي حذو الذني أو حذو النكبي ،وقد ورد هذا وذاك ،
وجع بعض العلماء بي الروايتي ،بأن يعل طرف البامي حذو الذني ،وراحتيه حذو
منكبيه - 3 .أن يبسط أصابعه مضمومة ،فعند الاكم وابن حبان :أن النب صلى ال
عليه وسلم كان إذا ركع فرج بي أصابعه .وإذا سجد ضم أصابعه - 4 .أن يستقبل
بأطراف أصابعه القبلة فعند البخاري من حديث أب حيد :أن النب صلى ال عليه وسلم
كان إذا سجد وضع يديه غي مفترشهما ول قابضهما ،واستقبل بأطراف أصابع رجليه
القبلة ) 13 ( .مقدار السجود وأذكاره :يستحب أن يقول الساجد حي سجوده :
( سبحان رب العلى ) .فعن عقبة بن عامر قال :لا نزلت ( سبح اسم ربك العلى )
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :اجعلوها ف سجودكم ) رواه أحد وأبو داود
وابن ماجة والاكم ،وسنده جيد .وعن حذيفة :أن النب صلى ال عليه وسلم كان
يقول ف سجوده ( :سبحان رب العلى ) رواه أحد ومسلم وأصحاب السنن .وقال
الترمذي :حسن صحيح .وينبغي أن ل ينقص التسبيح ف الركوع والسجود عن ثلث
تسبيحات .قال الترمذي :والعمل على هذا عند أهل العلم ،يستحبون أن ل ينقص
الرجل ف الركوع والسجود عن ثلث تسبيحات ،انتهى .وأما أدن ما يزئ فالمهور
على أن أقل ما يزئ ف الركوع والسجود قدر تسبيحة واحدة .وقد تقدم أن الطمأنينة
هي الفرض وهي مقدرة بقدار تسبيحة .وأما كمال التسبيح فقدره بعض العلماء بعشر
تسبيحات لديث سعيد بن جبي عن أنس قال ( :ما رأيت أحدا أشبه صلة برسول ال
صلى ال عليه وسلم من هذا الغلم ،يعن عمر بن عبد العزيز فحزرنا ف الركوع عشر
تسبيحات ( ( ) 1هامش ) ( ( ) 1حزرنا ) :أي قدرنا / ) . ( .صفحة / 166وف
السجود عشر تسبيحات ) .رواه أحد وأبو داود والنسائي بإسناد جيد .قال الشوكان :
قيل :فيه حجة لن قال :إن كمال التسبيح عشر تسبيحات .والصح أن الفرد يزيد ف
التسبيح ما أراد وكلما زاد كان أول .والحاديث الصحيحة ف تطويله صلى ال عليه
135
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وسلم ناطقة بذا .وكذا المام إذا كان الؤتون ل يتأذون بالتطويل .انتهى .وقال ابن
عبد الب :ينبغي لكل إمام أن يفف ،لمره صلى ال عليه وسلم ،وإن علم قوة من
خلفه ،فإنه ل يدري ما يدث لم من حادث ،وشغل عارض وحاجة وحدث وغي
ذلك .وقال ابن البارك :استحب للمام أن يسبح خس تسبيحات ،لكي يدرك من
خلفه ثلث تسبيحات .والستحب أل يقتصر الصلي على التسبيح ،بل يزيد عليه ما
شاء من الدعاء .ففي الديث الصحيح :أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :أقرب ما
يكون أحدكم من ربه وهو ساجد ،فأكثروا فيه من الدعاء ) ،وقال ( :أل إن نيت أن
أقرأ راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب ،وأما السجود فاجتهدوا ف الدعاء
فقمن ( ) 1أن يستجاب لكم ) رواه أحد ومسلم .وقد جاءت أحاديث كثية ف ذلك
نذكرها فيما يلي - 1 :عن علي رضي ال عنه :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
كان إذا سجد يقول ( :اللهم لك سجدت ،وبك آمنت ،ولك أسلمت ،سجد وجهي
للذي خلقه فصوره فأحسن صوره ،فشق سعه وبصره :فتبارك ال أحسن الالقي )
رواه أحد ومسلم - 2 .وعن ابن عباس رضي ال عنهما يصف صلة رسول ال صلى
ال عليه وسلم ف التهجد قال :ث خرج إل الصلة فصلى وجعل يقول ف صلته أو ف
سجوده ( :اللهم اجعل ف قلب نورا ،وف سعي نورا ،وف بصري نورا ،وعن يين
نورا ،وعن يساري نورا ،وأمامي نورا ،وخلفي نورا ،وفوقي نورا ،وتت نورا ،
واجعلن نورا ،قال شعبة :أو قال ( :اجعل ل نورا ) رواه مسلم وأحد وغيها ،وقال
النووي :قال العلماء ( :هامش ) ( ( ) 1قمن ) بفتح أوله وثانية أو كسر ثانيه .أي
حقيق وجدير / ) . ( .صفحة / 167سأل النور ف جيع أعضائه وجهاته ،والراد بيان
الق والداية إليه .فسأل النور ف جيع أعضائه وجسمه ،وتصرفاته وتقلباته وحالته
وجلته ،ف جهاته الست .حت ل يزيغ شئ منها عنه - 3 .وعن عائشة :أنا فقدت
النب صلى ال عليه وسلم من مضجعه فلمسته بيدها ،فوقعت عليه وهو ساجد ،وهو
يقول ( :رب أعط نفسي تقواها ،وزكها ،أنت خي من زكاها ،أنت وليها ومولها )
رواه أحد - 4 .وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقول ف سجوده
............................................................
136
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 167
( اللهم اغفر ل ذنب كله ،دقه وجله ( ) 1وأوله وآخره ،وعلنيته وسره ) رواه مسلم
وأبو داود والاكم - 5 .وعن عائشة قالت :فقدت النب صلى ال عليه وسلم ذات ليلة
فلمسته ف السجد ،فإذا هو ساجد وقدماه منصوبتان ،وهو يقول ( :أللهم إن أعوذ
برضاك من سخطك ،وأعوذ بعافاتك من عقوبتك ،وأعوذ بك منك ل أحصي ثناء
عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) رواه مسلم وأصحاب السنن - 6 .وعنها أنا
فقدته صلى ال عليه وسلم ذات ليلة ،فظنت أنه ذهب إل بعض نسائه ،فتحسسته فإذا
هو راكع أو ساجد يقول ( :سبحانك اللهم وبمدك ،ل إله إل أنت ) فقالت ( :بأب
أنت وأمي ،إن لفي شأن وإنك لفي شأن آخر ) رواه أحد ومسلم والنسائي - 7 .
وكان صلى ال عليه وسلم يقول وهو ساجد ( :اللهم اغفر ل خطيئت وجهلي ،
وإسراف ف أمري ،وما أنت أعلم به من .اللهم اغفر ل جدي وهزل ،وخطئي ،
وعمدي ،وكل ذلك عندي .اللهم اغفر ل ما قدمت وما أخرت ،وما أسررت وما
أعلنت .أنت إلي ل إله إل أنت ) ) 14 ( .صفة اللوس بي السجدتي :السنة ف
اللوس بي السجدتي ،أن يلس مفترشا .وهو أن يثن رجله ( هامش ) ( ) 1دقه
وجله ( :دقه ) بكسر أوله :صغيه ( .جله ) :بضم أوله أو بكسره :أي كبيه .
( / ) .صفحة / 168اليسرى فيبسطها ويلس عليها ،وينصب رجله اليمن ،جاعل
أطراف أصابعها إل القبلة .فعن عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم كان
يفرش رجله اليسرى وينصب اليمن .رواه البخاري ومسلم .وعن ابن عمر :من سنة
الصلة أن ينصب القدم اليمن واستقباله بأصابعها القبلة ،واللوس على اليسرى ،رواه
النسائي .وقال نافع :كان ابن عمر إذا صلى استقبل القبلة بكل شئ حت بنعليه ،رواه
الثرم .وف حديث أب حيد ف صفة صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم :ث ثن
رجله اليسرى وقعد علهيا ،ث اعتدل حت رجع كل عظم موضعه ،ث هوى ساجدا .
رواه أحد وأبو داود والترمذي وصححه .وقد ورد أيضا استحباب الفعاء ،وهو أن
يفرش قدميه ويلس على عقبيه .قال أبو عبيدة :هذا قول أهل الديث .فعن أب الزبي
أنه سع طاووسا يقول :قلنا لبن عباس ف القعاء على القدمي .فقال :هي السنة ،قال
137
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
:فقلنا :إنا لنراه جفاء بالرجل .فقال :هي سنة نبيك صلى ال عليه وسلم .رواه مسلم
.وعن ابن عمر رضي ال عنهما :أنه كان إذا رفع رأسه من السجدة الول يقعد على
أطراف أصابعه ،ويقول :إنه من السنة .وعن طاووس قال :رأيت العبادلة يعن عبد ال
بن عباس وعبد ال بن عمر وعبد ال بن الزبي يقعون رواها البيهقي :قال الافظ :
صحيحة السناد وأما القعاء -بعن وضع الليتي على الرض ونصب الفخذين -فهذا
مكروه ،باتفاق العلماء .فعن أب هريرة قال ( :نان النب صلى ال عليه وسلم عن ثلثة
:عن نقرة كنقرة الديك ،وإقعاء كاقعاء الكلب ،والتفات كالتفات الثعلب ) ،رواه
أحد والبيهقي والطبان وأبو يعلى .وسنده حسن ،ويستحب للجالس بي السجدتي أن
يضع يده اليمن على فخذه اليمن ويده اليسرى على فخذه اليسرى ،بيث تكون
الصابع مبسوطة موجهة جهة القبلة ،مفرجة قليل ،منتهية إل الركبتي .الدعاء بي
السجدتي :يستحب الدعاء ف السجدتي بأحد الدعاءين التيي ويكرر إذا شاء .روى
/صفحة / 169النسائي وابن ماجه عن حذيفة رضي ال عنه ( :أن النب صلى ال عليه
وسلم كان يقول بي السجدتي ( :رب اغفر ل ) وروى أبو داود عن ابن عباس رضي
ال عنهما :أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقول بي السجدتي ( اللهم اغفر ل
وارحن وعافن واهدن وارزقن ( ( . ) 1هامش ) ( ) 1رواه الترمذي ،وفيه :
( واجبن ) بدل وعافن ) 15 ( ) . ( .جلسة الستراحة :هي جلسة خفيفة يلسها
الصلي بعد الفراغ من السجدة الثانية من الركعة الول ،قبل النهوض إل الركعة الثانية ،
وبعد الفراغ من السجدة الثانية ،من الركعة الثالثة ،قبل النهوض إل الركعة الرابعة .
وقد اختلف العلماء ف ذلك حكمها ،تبعا لختلف الحاديث .ونن نورد ما لصه
ابن القيم ف ذلك قال :واختلف الفقهاء فيها ،هل هي من سنن الصلة ،فيستحب لكل
أحد أن يفعلها ،أو ليست من السنن ،وإنا يفعلها من احتاج إليها ؟ على قولي ،ها
روايتان عن أحد رحه ال قال اللل ( :رجع أحد إل حديث مالك ابن الويرث ف
جلسة الستراحة وقال :أخبن يوسف بن موسى :أن أبا أمامة سئل عن النهوض فقال
:على صدور القدمي ،على حديث رفاعة .وف حديث ابن عجلن ما يدل على أنه
كان ينهض على صدور قدميه ،وقد روى عدة من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ،
138
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وسائر من وصف صلته صلى ال عليه وسلم ،ل يذكر هذه اللسة وإنا ذكرت ف
حديث أب حيد
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 169
ومالك بن الويرث .ولو كان هديه صلى ال عليه وسلم فعلها دائما ،لذكرها كل
واصف لصلته صلى ال عليه وسلم ،ومرد فعله دائما ،لذكرها كل واصف لصلته
صلى ال عليه وسلم ،ومرد فعله صلى ال عليه وسلم لا ل يدل على أنا من سنن
الصلة ،إل إذا علم أنه فعلها سنة فيقتدى به فيها وأما إذا قدر أنه فعلها للحاجة :ل يدل
على كونا سنة من سنن الصلة ) 16 ( .صفة اللوس للتشهد :ينبغي ف اللوس
للتشهد مراعاة السنن التية ( :أ ) :أن يضع يدبه على الصفة البينة ف الحاديث التية :
- 1عن ابن عمر رضي ال عنهما :أن النب صلى ال عليه وسلم كان /صفحة / 170
إذا قعد للتشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ،واليمن على اليمن وعقد ثلثا
وخسي ( ) 1وأشار بأصبعه السبابة .وف رواية :وقبض أصابعه كلها .وأشار بالت
تلي البام .رواه مسلم - 2 .وعن وائل بن حجر :أن النب صلى ال عليه وسلم وضع
كفه اليسى على فخذه ،وركبته اليسرى ،وجعل حد مرفقه الين على فخذه الين ،ث
قبض بي أصابعه فحلق حلقة .وف رواية :حلق بالوسطى والبام وأشار بالسبابة ،ث
رفع أصبعه فرأيته يركها يدعو با ،رواه أحد ،قال البيهقي :يتمل أن يكون الراد
بالتحريك الشارة با .ل تكرير تريكها ،ليكون موافقا لرواية ابن الزبي :أن النب
صلى ال عليه وسلم كان يشي بإصبعه إذا دعا ل يركها .رواه أبو داود بإسناد صحيح
.ذكره النووي - 3 .وعن الزبي رضي ال عنه قال ( :كان رسول ال صلى ال عليه
وسلم إذا جلس ف التشهد ،وضع يده اليمن على فخذه اليمن ،ويده اليسرى على
فخذه اليسرى ،وأشار بالسبابة ،ول ياوز بصره إشارته ) رواه أحد ومسلم والنسائي .
ففي هذا الديث الكتفاء بوضع اليمن على الفخذ بدون قبض .والشارة بسبابة اليد
اليمن ،وفيه :أنه من السنة أن ل ياوز بصر الصلي إشارته .فهذه كيفيات ثلث
صحيحة ،والعمل بأي كيفية جائز ( .ب ) :أن يشي بسبابته اليمن مع اننائها قليل
139
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
حت يسلم .فعن ني الزاعي قال :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو قاعد ف
الصلة قد وضع ذراعه اليمن على فخذه اليمن ،رافعا إصبعه السبابة ،وقد حناها شيئا
وهو يدعو .رواه أحد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزية بإسناد جيد :وعن
أنس بن مالك رضي ال عنه قال :مر رسول ال صلى ال عليه وسلم بسعد وهو يدعو
بأصبعي فقال ( :أحد يا سعد ) ( ) 2رواه أحد وأبو داود والنسائي والاكم .وقد
سئل ابن عباس عن الرجل يدعو يشي بإصبعه ؟ فقال :هو الخلص .وقال أنس بن
مالك :ذلك التضرع ،وقال ماهد :مقمعة للشيطان .ورأى الشافعية أن يشي بالصبع
مرة واحدة عند قوله ( إل ال ) من ( هامش ) ( ( ) 1عقد ثلثا وخسي ) :أي قبض
أصابعه ،وجعل البام على الفصل الوسط من تت السبابة ( ) 2 ( .أحد ) :أشر
باصبع واحد / ) . ( .صفحة / 171الشهادة ،وعند النفية يرفع سبابته عند النفي (
. ) 1ويضعها عند الثبات ،وعند الالكية ،يركها يينا وشال إل أن يفرغ من الصلة
،ومذهب النابلة يشي بإصبعه كلما ذكر اسم الللة ،إشارة إل التوحيد ،ل يركها .
( ح ) :أن يفترش ف التشهد الول ( ) 2ويتورك ف التشهد الخي .ففي حديث أب
حيد ف صفة صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :فإذا جلس ف الركعتي ( ) 3
جلس على رجله اليسرى ونصب اليمن ،فإذا جلس ف الركعة الخية قدم رجله
اليسرى ونصب الخرى وقعد على مقعدته ) رواه البخاري ( .هامش ) ( ) 1يرفع
سبابته عد النفي ) :عند قوله ل ( ،ويضعها عند الثبات ) أي عند قوله ( إل ال ) من
الشهادة ) 2 ( .تقدم بيان معناه ف صفة اللوس بي السجدتي ( .والتورك ) أن
ينصب رجله اليمن مواجها أصبعه ال القبلة ،ويثن رجله اليسرى تتها ويلس بقعدته
على الرض ( ) 3 ( .فإذا جلس ف الركعتي ) :أي للتشهد الول ) 17 ( ) . ( .
التشهد الول :يرى جهور العلماء ،أن التشهد الول سنة ،لديث عبد ال ابن بينة
أن النب صلى ال عليه وسلم قام ف صلة الظهر وعليه جلوس ،فلما أت صلته سجد
سجدتي ،يكب ف كل سجدة وهو جالس ،قبل أن يسلم ،وسجدها الناس معه ،
فكان ما نسي من اللوس ،رواه الماعة .وف سبل السلم الديث دليل على أن ترك
التشهد الول سهوا يبه سجود السهو .وقوله صلى ال عليه وسلم ( :صلوا كما
140
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رأيتمون أصلي ) يدل على وجوب التشهد الول ،وجبانه عند تركه ،دل على أنه وإن
كان واجبا فإنه يبه سجود السهو ،والستدلل على عدم وجوبه بذلك ل يتم حت
يقوم الدليل على أن كل واجب ل يزئ عنه سجود السهو إن ترك سهوا .وقال الافظ
ف الفتح .قال ابن بطال :والدليل على أن سجود السهو ل ينوب عن الواجب ،إنه
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 171
لو نسي تكبية الحرام ل تب ،فكذلك التشهد ،ولنه ذكر ل يهر فيه بال فلم
يب ،كدعاء الستفتاح ،واحتج غيه بتقريره صلى ال عليه وسلم الناس على متابعته ،
بعد أن علم أنم تعمدوا تركه ،وفيه نظر .ومن قال بوجوبه ،الليث بن سعد ،
وإسحاق وأحد ف الشهور ،وهو قول الشافعي / ،صفحة / 172وف رواية عند
النفية .واحتج الطبان لوجوبه ،بأن الصلة فرضت أول ركعتي ،وكان التشهد فيها
واجبا ،فلما زيدت ل تكن الزيادة مزيلة لذلك الوجوب .استحباب التخفيف فيه :
ويستحب الفيف فيه .فعن ابن مسعود قال :كان النب صلى ال عليه وسلم إذا جلس
ف الركعتي الوليي كأنه على الرضف ( ) 1رواه أحد وأصحاب السنن :وقال
الترمذي :حسن إل أن عبيدة ( ) 2ل يسمع من أبيه .قال الترمذي :والعمل على هذا
عند أهل العلم يتارون أن ل يطيل الرجل ف القعود ف الركعتي ،ل يزيد على التشهد
شيئا .وقال ابن القيم :ل ينقل أنه صلى ال عليه وسلم صلى عليه وعلى آله ف التشهد
الول ،ول كان يستعيذ فيه من عذاب القب وعذاب النار وفتنة الحيا وفتنة المات وفتنة
السيح الدجال ،ومن استحب ذلك فإنا فهمه من عمومات وإطلقات ،قد صح تبيي
موضعها وتقييدها بالتشهد الخي ( .هامش ) ( ( ) 1الرضف ) .جع رضفة :وهي
الجارة الحماة ،وهو كناية عن تفيف اللوس ) 2 ( .عبيدة بن عبد ال بن مسعود
الذي روى الديث عن أبيه ابن مسعود ) 18 ( ) . ( .الصلة على النب صلى ال عليه
وسلم :يستحب للمصلي أن يصلي على النب صلى ال عليه وسلم ف التشهد الخي ،
بإحدي الصيغ التالية - 1 :عن أب مسعود البدري قال ( :قال بشي بن سعد :يا
رسول ال أمرنا ال أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك ؟ فسكت ث قال ( :قولوا :
141
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
اللهم صل على ممد ( ) 3وعلى آل ممد ( ) 4كما صليت على آل إبراهيم .وبارك
( هامش ) ( ( ) 3اللهم ) :أي يا ال ( .صلة ال على نبيه ) ثناؤه عليه وإظهار فضله
وشرفه وإرادة تكريه وتقريبه ( ) 4 ( .آله ) قيل :هم من حرمت عليهم الصدقة من بن
هاشم وبن الطلب .وقيل هم ذريته وأزواجه ،وقيل هم أمته وأتباعه إل يوم القيامة ،
وقيل :هم التقون من أمته ،قال :ابن القيم :الول هو الصحيح ،ويليه القول الثان
وضعف الثالث والرابع ،وقال النووي :أظهرها ،وهو اختيار الزهري وغيه من
الحققي أنم جيع المة / ) . ( .صفحة / 173على ممد وعلى آل ممد كما
باركت على آل إبراهيم ف العالي إنك حيد ( ) 1ميد ،والسلم كما علمتم ) رواه
مسلم وأحد - 2 .وعن كعب بن عجزة قال :قلنا :يا رسول ال قد علمنا كيف
نسلم عليك ،فكيف نصلي عليك ؟ قال ( :فقولوا اللهم صل على ممد وعلى آل ممد
كما صليت على آل إبراهيم إنك حيد ميد :اللهم بارك على ممد وعلى آل ممد كما
باركت على آل إبراهيم إنك حيد ميد ) رواه الماعة .وإنا كانت الصلة على النب
صلى ال عليه وسلم مندوبة وليست بواجبة ،لا رواه الترمذي وصححه ،وأحد وأبو
داود عن فضالة بن عبيد قال :سع النب صلى ال عليه وسلم رجل يدعو ف صلته ،فلم
يصل على النب صلى ال عليه وسلم ،فقال النب صلى ال عليه وسلم ( وعجل هذا ) ،
ث دعاه فقال له أو لغيه ( :إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ال والثناء عليه ث ليصل على
النب صلى ال عليه وسلم ،ث ليدع با شاء ال ) قال صاحب النتقى :وفيه حجة لن ل
يرى الصلة عليه فرضا ،حيث ل يأمر تاركها بالعادة ويعضده قوله ف خب ابن مسعود
بعد ذكر التشهد ( :ث يتخي من السألة ما شاء ) وقال الشوكان :ل يثبت عندي ما
يدل للقائلي بالوجوب ( .هامش ) ( الميد ) هو الذي له من الصفات وأسباب المد
ما يقتضي أن يكون ممودا ،وإن ل يمده غيه ،فهو حيد ف نفسه ( .والجيد ) من
كمل ف العظمة واللل ) 19 ( ) . ( .الدعاء قبل التشهد الخي وقبل السلم :
يستحب الدعاء بعد التشهد وقبل السلم با شاء من خيي الدنيا والخرة .فعن عبد ال
بن مسعود :أن النب صلى ال عليه وسلم ،علمهم التشهد ث قال ف آخره ( :ث لتختر
من السألة ما تشاء ) رواه مسلم .والدعاء مستحب مطلقا ،سواء كان مأثورا أو غي
142
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
مأثور إل أن الدعاء بالأثور أفضل .ونن نورد بعض ما ورد ف ذلك - 1 .عن أب
هريرة قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :إذا فرغ أحدكم من التشهد الخي
فليتعوذ بال من أربع ،يقول :اللهم إن أعوذ بك من عذاب جهنم ،ومن عذاب القب ،
ومن فتنة الحيا والمات ،ومن /صفحة / 174شر فتنة السيح الدجال ) رواه مسلم .
- 2وعن عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم كان يدعو
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 174
ف الصلة ( :اللهم إن أعوذ بك من عذاب القب ،وأعوذ بك من فتنة الدجال ،وأعوذ
بك من فتنة الحيا والمات :اللهم إن أعوذ بك من الأث والغرم ( ) 1متفق عليه - 3 .
وعن علي رضي ال عنه قال ،كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا قام إل الصلة ،
يكون آخر ما يقول بي التشهد والتسليم ( :اللهم اغفر ل ما قدمت وما أخرت ،وما
أسررت وما أعلنت ،وما أسرفت وما أنت أعلم به من ،أنت القدم وأنت الؤخر :ل
إله إل أنت ) رواه مسلم - 4 .وعن عبد ال بن عمرو ( :أن أبا بكر قال لرسول ال
صلى ال عليه وسلم .علمن دعاء أدعو به ف صلت ؟ قال :قل :اللهم إن ظلمت
نفسي ظلما كثيا ول يغفر الذنوب إل أنت فاغفر ل مغفرة من عندك وارحن إنك أنت
الغفور الرحيم ) متفق عليه - 5 .وعن حنظلة بن علي :أن مجن بن الدرع حدثه قال
( :دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم السجد فإذا هو برجل قد قضى صلته ( ) 2
وهو يتشهد ويقول :اللهم إن أسألك يا ال الواحد الحد الصمد الذي ل يلد ول يولد
ول يكن له كفوا أحد ،أن تغفر ل ذنوب إنك أنت الغفور الرحيم ،فقال النب صلى ال
عه وسلم ( .قد غفر ) ثلثا .رواه أحد وأبو داود - 6 .وعن شداد بن أوس قال :
( كان النب صلى ال عليه وسلم يقول ف صلته :اللهم إن أسألك الثبات ف المر ،
والعزية على الرشد ،وأسألك شكر نعمتك ،وحسن عبادتك ،وأسألك قلبا سليما .
ولسانا صادقا ،وأسألك من خي ما تعلم ،وأعوذ بك من شر ما تعلم ،وأستغفرك لا
تعلم ) رواه النسائي ( .هامش ) ( ) 1الأث :الث ،والغرم :الدين ( ) 2 ( .قد
قضى صلته ) :قارب أن ينتهي منها / ) . ( .صفحة - 7 / 175وعن أب ملز قال :
143
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صلى بنا عمار بن ياسر رضي ال عنهما صلة فأوجز فيها ،فأنكروا ذلك فقال ( :أل
أت الركوع والسجود ؟ . . .قالوا :بلى .قال :أما إن دعوت فيها بدعاء كان رسول
اله صلى ال عليه وسلم يدعو به :اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على اللق أحين ما
علمت الياة خيا ل ،وتوفن إذا كانت الوفاة خيا ل ،أسألك خشيتك ف الغيب
والشهادة وكلمة الق ف الغضب والرضا ،والقصد ف الفقر والغن ،ولذة النظر إل
وجهك ،والشوق إل لقائك ،وأعوذ بك من ضراء مضرة ،ومن فتنة مضلة ،اللهم زينا
بزينة اليان ،واجعلنا هداة مهديي ) رواه أحد والنسائي بإسناد جيد - 8 .وعن أب
صال عن رجل من الصحابة قال :قال النب صلى ال عليه وسلم لرجل ( :كيف تقول
ف الصلة ؟ ) قال :أتشهد ،ث أقول .اللهم إن أسألك النة وأعوذ بك من النار ،أما
إن ل أحسن دندنتك ول دندنة ( ) 1معاذ .فقال النب صلى ال عليه وسلم ( :حولا
ندندن ) .رواه أحد وأبو داود - 9 .وعن ابن مسعود :أن النب صلى ال عليه وسلم
علمه أن يقول هذا الدعاء :اللهم ألف بي قلوبنا ،وأصلح ذات بيننا ،واهدنا سبل
السلم وننا من الظلمات إل النور ،وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ،وبارك لنا
ف أساعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ،
واجعلنا شاكرين لنعمتك ،مثني با وقابليها وأتها علينا ) رواه أحد وأبو داود - 10 .
وعن أنس قال :كنت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم جالسا ورجل قائم يصلي ،
فلما ركع وتشهد قال ف دعائه :اللهم إن أسألك بأن لك المد ل إله إل أنت النان ،
بديع السموات والرض يا ذا اللل والكرام يا حي يا قيوم إن أسألك .فقال النب
صلى ال عليه وسلم لصحابه ( :أتدرون ب دعا ؟ ) قالوا :ال ورسوله أعلم .قال :
( والذي نفس ممد بيده لقد دعا ( هامش ) ( ) 1الدندنة :الكلم الغي الفهوم ) . ( .
/صفحة / 176ال باسه العظيم ،الذي إذا دعي به أجاب ،وإذا سئل به أعطى ) .
رواه النسائي - 11 .عن عمي بن سعد قال :كان ابن مسعود يعلمنا التشهد ف الصلة
ث يقول :إذا فرغ أحدكم من التشهد فليقل اللهم إن أسألك من الي كله ما علمت منه
وما ل أعلم ،وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما ل أعلم ،اللهم إن أسألك من
خي ما سألك منه عبادك الصالون ،وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبادك الصالون
144
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
،ربنا آتنا ف الدنيا حسنة وف الخرة حسنة وقنا عذاب النار .قال :ل يدع نب ول
صال بشئ إل دخل ف هذا الدعاء .رواه ابن أب شيبة وسعيد بن منصور ) 20 ( .
الذكار والدعية بعد السلم :ورد عن النب صلى ال عليه وسلم جلة أذكار وأدعية بعد
السلم ،يسن للمصلي أن يأت با ،ونن نذكرها فيما يلي - 1 :عن ثوبان رضي ال
عنه قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا انصرف من صلته استغفر ال ثلثا
وقال ( :أللهم أنت السلم ومنك السلم
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 176
تباركت يا ذا اللل والكرام ،رواه الماعة إل البخاري .وزاد مسلم :قال الوليد :
فقلت للوزاعي :كيف الستغفار ؟ قال يقول :أستغفر ال ،أستغفر ال ،أستغفر ال .
- 2وعن معاذ بن جبل :أن النب صلى ال عليه وسلم أخذ بيده يوما ث قال ( :يا معاذ
إن لحبك ) فقال له معاذ ( :بأب أنت وأمي يا رسول ال ،وأنا أحبك ) قال :
( أوصيك يا معاذ ،ل تدعن ف دبر كل صلة أن تقول :اللهم أعن على ذكرك وشكرك
وحسن عبادتك ) رواه أحد وأبو داود والنسائي وابن خزية وابن حبان والاكم ،وقال
صحيح على شرط الشيخي .وعن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال :
( أتبون أن تتهدوا ف الدعاء ؟ قولوا :أللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن
عبادتك ) رواه أحد بسند جيد ( .هامش ) ( ( ) 1اللهم أنت السلم ومنك السلم )
السلم الول اسم من أساء ال تعال .ول ثان بعن السلمة ( .تباركت ) كثر خيك .
( / ) .صفحة - 3 / 177وعن عبد ال بن الزبي قال ( :كان رسول ال صلى ال
عليه وسلم إذا سلم ف دبر الصلة يقول ( :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللك
وله المد ،وهو على كل شئ قدير ،ل حول ول قوة إل بال ،ول نعبد إل إياه ،أهل
النعمة والفضل والثناء السن ،ل إله إل ال ملصي له الدين ولو كره الكافرون ) .رواه
أحد ومسلم وأبو داود والنسائي - 4 .وعن الغية بن شعبة :أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم كان يقول دبر كل صلة مكتوبة ( :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له
اللك وله المد وهو على كل شئ قدير :أللهم ل مانع لا أعطيت ،ول معطي لا منعت
145
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ول ينفع ذا الد منك الد ) رواه أحد والبخاري ومسلم - 5 .وعن عقبة بن عامر قال
:أمرن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أقرأ بالعوذتي دبر كل صلة .ولفظ أحد
وأب داود بالعوذات ( ) 1رواه أحد والبخاري ومسلم - 6 .وعن أب أمامة أن النب
صلى ال عليه وسلم قال ( :من قرأ آية الكرسي دبر كل صلة ل ينعه من دخول النة
إل أن يوت ) رواه النسائي والطبان .وعن علي رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه
وسلم قال ( :من قرأ آية الكرسي ف دبر الصلة الكتوبة كان ف ذمة ال ( ) 2إل
الصلة الخرى ) .رواه الطبان بإسناد حسن - 7 .وعن أب هريرة أن النب صلى ال
عليه وسلم قال ( :من سبح ال دبر كل صلة ثلثا وثلثي ،وحد ال ثلثا وثلثي
وكب ال ثلثا وثلثي تلك تسع وتسعون .ث قال تام الائة ل إله إل ال وحده ل شريك
له ،له اللك وله المد وهو على كل شئ قدير ،غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زيد
البحر ( ) ) 3رواه أحد والبخاري ومسلم وأبو داود - 8 .وعن كعب بن عجرة عن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :هامش ) ( ( ) 1قل هو ال أحد ) من العوذات
( ) 2 ( .ذمة ال ) :حفظه ( ) 3 ( .الزبد ) :الرغوة فوق الاء ،والراد بالطايا :
الصغائر / ) . ( .صفحة ( / 178معقبات ل ييب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلة
مكتوبة ثلثا وثلثي تسبيحة ،وثلثا وثلثي تميد وأربعا وثلثي تكبية ) رواه مسلم .
- 9وعن سي عن أب صال عن أب هريرة :أن فقراء الهاجرين أتوا رسول ال صلى ال
عليه وسلم فقالوا :ذهب أهل الثور ( ) 1بالدرجات العل والنعيم القيم قال :وما
ذاك ؟ قالوا :يصلون كما نصلي ،ويصومون كما نصوم ،ويتصدقون ول نتصدق
ويعتقون ول نعتق ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( أفل أعلمكم شيئا تدركون به
من سبقكم ،وتسبقون من بعدكم ،ول يكون أحد أفضل منكم ،إل من صنع مثل ما
صنعتم ؟ قالوا :بلى يا رسول ال ،قال ( :تسبحون ال وتكبون وتمدون دبر كل
صلة ثلثا وثلثي مرة ) فرجع فقراء الهاجرين إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا
:سع اخواننا أهل الموال با فعلنا ففعلوا مثله .فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :
ذلك فضل ال يؤتيه من يشاء ) قال سي :فحدثت بعض أهلي بذا الديث فقال :
وهت ،إنا قال لك تسبح ثلثا وثلثي ،وتمد ثلثا وثلثي ،وتكب أربعا وثلثي .
146
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فرجعت إل أب صال فقلت له ذلك ،فأخذ بيدي فقال :ال أكب ،وسبحان ال ،
والمد ل ،وال أكب ( ،وسبحان ال ،والمد ل ،حت يبلغ من جيعهن ثلثا وثلثي
) متفق عليه - 10 .وصح أيضا ،أن يسبح خسا وعشرين ويمد مثلها ويكب مثلها ،
ويقول :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللك وله المد وهو على كل شئ قدير
مثلها - 11 .عن عبد ال بن عمرو قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
( خصلتان من حافظ عليهما أدخلتاه النة وها يسي ومن يعمل بما قليل ،قالوا :وما
ها يا رسول ال ؟ قال ( :أن تمد ال ،وتكبه وتسبحه ف دبر كل صلة مكتوبة
عشرا عشرا وإذا أتيت إل مضجعك ،تسبح ال
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 178
وتكبه وتمده مائة .فتلك خسون ومائتان باللسان ،وألفان ( ) 2وخسمائة
( هامش ) ( ) 1الدثور :الال الكثي ) 2 ( .لن السنة بعشرة أمثالا / ) . ( .
صفحة / 179ف اليزان .فأيكم يعمل ف اليوم والليلة ألفي وخسمائة سيئة قالوا :
كيف من يعمل با قليل ؟ قال :يئ أحدكم الشيطان ف صلته فيذكره حاجة كذا
وكذا فل يقولا ،ويأتيه عند منامه فينومه فل يقولا ) قال :ورأيت رسول ال صلى ال
عليه وسلم يعقدهن بيده ( ) 1رواه أبو داود والترمذي وقال :حسن صحيح - 12 .
وعن علي -وقد جاء هو وفاطمة -رضي ال عنهما يطلبان خادما يفف عنهما بعض
العمل ،فأب النب صلى ال عليه وسلم عليهما ،ث قال لما ( :أل أخبكما بي ما
سألتمان ؟ قال :بلى .فقال ( :كلمات علمنيهن جبيل عليه السلم :تسبحان ف دبر
كل صلة عشرا ،وتمدان عشرا ،وتكبان عشرا ،وإذا أويتما إل فراشكما ،فسبحا
ثلثي وثلثي :وأحدا ثلثا وثلثي ،وكب أربعا وثلثي ) وقال :فوال ما تركتهن منذ
علمنيهن رسول ال صلى ال عليه وسلم - 13 .وعن عبد الرحن بن غنم أن النب صلى
ال عليه وسلم قال ( :من قال قبل أن ينصرف ويثن رجله من صلة الغرب والصبح :
ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللك وله المد بيده الي ييي وييت وهو على
كل شئ قدير .عشر مرات كتب له بكل واحدة عشر حسنات وميت عنه عشر سيئات
147
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
،ورفع له عشر درجات ،وكانت حرزا من كل مكروه ،وحرزا من الشيطان الرجيم ،
ول يل لذنب يدركه ( ) 2إل الشرك فكان من أفضل الناس عمل إل رجل يفضله .
يقول أفضل ما قال ) رواه أحد وروى الترمذي نوه بدون ذكر ( بيده الي ) - 14 .
وعن مسلم بن الارث عن أبيه قال :قال ل النب صلى ال عليه وسلم ( :إذا صليت
الصبح فقل قبل أن تكلم أحدا من الناس :اللهم أجرن من النار ،سبع مرات ،فإنك إن
مت من يومك كتب ال عزوجل لك جورا من النار ،وإذا صليت الغرب فقل قبل أن
تكلم أحدا من الناس :اللهم إن أسألك النة :أللهم أجرن من النار ،سبع مرات ،
فإنك إن مت من ليلتك ( هامش ) ( ( ) 1يعقدهن بيده ) :أي يعدهن ) 2 ( .
( يدركه ) :أي يهلكه / ) . ( .صفحة / 180كتب ال عزوجل لك جوارا من
النار ) ،رواه أحد وأبو داود - 15 .وروى أبو حات أن النب صلى ال عليه وسلم كان
يقول عند انصرافه من صلته ( :اللهم أصلح ل دين الذي هو عصمة أمري ،وأصلح
دنياي الت جعلت فيها معاشي :اللهم إن أعوذ برضاك من سخطك ،وأعوذ بعفوك من
نقمتك .وأعوذ بك منك ،ل مانع لا أعطيت ،ول معطي لا منعت ،ول ينفع ذا
الد ،منك الد ) - 16 .وروى البخاري والترمذي :أن سعد بن أب وقاص كان
يعلم بنيه هؤلء الكلمات ،كما يعلم العلم الغلمان الكتابة .ويقول :إن رسول ال صلى
ال عليه وسلم كان يتعوذ بن دبر الصلة ( :اللهم إن أعوذ بك من البخل وأعوذ بك
من الب ،وأعوذ بك أن أرد ال أرذل العمر ،وأعوذ بك من فتنة الدنيا ،وأعوذ بك من
عذاب القب ) - 17 .وروى أبو داود والاكم :أن النب صلى ال عليه وسلم كان
يقول دبر كل صلة ( :اللهم عافن ف بدن ،اللهم عافن ف سعي ،اللهم عافن ف
بصري .اللهم إن أعوذ بك من الكفر والفقر ،اللهم إن أعوذ بك من عذاب القب ،ل
إله إل أنت ) - 18 .وروى المام أحد وأبو داود والنسائي ،بسند فيه داوند الطفاوي
،وهو ضعيف ،عن زيد بن أرقم :أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقول دبر صلته :
( اللهم ربنا ورب كل شئ أنا شهيد أنك الرب وحدك ل شريك لك ،اللهم ربنا ورب
كل شئ ،أنا شهيد أن ممدا عبدك رسولك :اللهم ربنا ورب كل شئ ،أنا شهيد أن
العباد كلهم إخوة :اللهم ربنا ورب كل شئ ،اجعلن ملصا لك وأهلي ( ) 1ف كل
148
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ساعة من الدنيا والخرة ،يا ذا اللل والكرام ،اسع واستجب ،ال الكب الكب ،
نور السموات والرض ،ال الكب الكب ،حسب ال ونعم الوكيل .ال الكب
الكب ) - 19 .وروى أحد وابن شيبة وابن ماجه ،بسند فيه مهول ،عن أم سلمة ،
أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقول إذا صلى الصبح حي يسلم ( :اللهم إن أسألك
علما نافعا ،ورزقا واسعا ،وعمل متقبل ) ( .هامش ) ( ( ) 1وأهلي ) :أي وأهلي
ملصي لك / ) . ( .صفحة / 181التطوع ( ) 1مشروعيته :شرع التطوع ليكون
جبا لا عسى أن يكون قد وقع ف الفرائض من نقص ،ولا ف الصلة من فضيلة ليست
لسائر العبادات .فعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إن أول ما ياسب
الناس به يوم القيامة من أعمالم الصلة ،يقول ربنا للئكته ،وهو أعلم أنظروا ف صلة
عبدي أتها أم نقصها ؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة ،وإن كان انتقص منها شيئا قال :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 181
أنظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فإن كان له تطوع قال :أتوا لعبدي فريضته من تطوعه ،
ث تؤخذ العمال على ذلك ) رواه أبو داود .وعن أب أمامة أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال ( :ما أذن ال لعبد ف شئ أفضل من ركعتي يصليهما ،وإن الب ليذر ( ) 1
فوق رأس العبد مادام ف صلته ) الديث رواه أحد والترمذي وصححه السيوطي .
وقال مالك ف الوطأ ،بلغن أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :استقيموا ولن تصوا ،
واعلموا أن خي أعمالكم الصلة ،ولن يافظ على الوضوء إل مؤمن ) وروى مسلم عن
ربيعة ابن مالك السلمي قال ،قال الرسول صلى ال عليه وسلم ( :سل ) فقلت :
أسألك مرافقتك ف النة ،فقال ( :أو غي ذلك ؟ ) قلت :هو ذاك قال ( :فأعن على
نفسك بكثرة السجود ) ( .هامش ) صلة غي واجبة ،والراد با السنة أو النفل ( .
) 1أي ينثر ) 2 ( ) . ( .استحباب صلته ف البيت - 1 :روى أحد ومسلم عن
جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا صلى أحدكم الصلة ف مسجده فليجعل
لبيته نصيبا من صلته فإن ال عز وجل جاعل ف بيته من صلته خيا - 2 .وعند أحد
عن عمر أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال ( :صلة /صفحة / 182الرجل ف بيته
149
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
تطوعا نور ،فمن شاء نور بيته ) - 3 .وعن عبد الرحن بن عمر قال ،قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم ( :اجعلوا من صلتكم ف بيوتكم ول تتخذوا قبورا ( ) ) 1رواه
أحد وأبو داود - 4 .روى أبو داود بإسناد صحيح عن زيد بن ثابت أن النب صلى ال
عليه وسلم قال ( :صلة الرء ف بيته أفضل من صلته ف مسجدي هذا ،إل الكتوبة ) .
وف هذه الحاديث دليل على استحباب صلة التطوع ف البيت ،وأن صلته فيه أفضل
من صلته ف السجد .قال النووي :إنا حث على النافلة ف البيت لكونه أخفى وأبعد
عن الرياء وأصون من مبطات العمال ،وليتبك البيت بذلك وتنل فيه الرحة
واللئكة ،وينفر منه الشيطان ) 3 ( .أفضلية طول القيام على كثرة السجود ف التطوع
:روى الماعة إل أبا داود عن الغية بن شعبة أنه قال :إن كان رسول ال صلى ال
عليه وسلم ليقوم ويصلي حت ترم قدماه أو ساقاه ،فقال له ؟ فيقول ( :أفل أكون عبدا
شكورا ) .وروى أبو داود عن عبد ال بن حبشي الثعمي أن النب صلى ال عليه وسلم
سئل :أي العمال أفضل ؟ قال ( :طول القيام ) قيل :فأي الصدقة أفضل ؟ قال :
( جهد القل ) قيل :فأي الجرة أفضل ؟ قال ( :من هجر ما حرم ال عليه ) قيل :فأي
الهاد أفضل ؟ قال ( :من جاهد الشركي باله ونفسه ) قيل :فأي القتل أشرف ؟ قال
( :من أهريق دمه وعقر جواده ) ) 4 ( .جواز صلة التطوع من جلوس :يصح
التطوع من قعود مع القدرة على القيام كما يصح أداء بعضه من قعود وبعضه من قيام ،
لو كان ذلك ف ركعة واحدة فبعضها يؤدى من قيام وبعضها من قعود سواء تقدي القيام
أو تأخر كل ذلك جائز من غي كراهة ( هامش ) ( ) 1لنل يس ف القبور صلة . ( .
) /صفحة / 183ويلس كيف شاء والفضل التربع .فقد روى مسلم عن علقمة قال
قلت لعائشة :كيف كان يصنع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الركعتي وهو
جالس ؟ قال كان يقرأ فيهما فإذا أراد أن يركع قام فركع .وروى أحد وأصحاب السنن
عنهما قالت :ما رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ ف شئ من صلة الليل
جالسا قط حت دخل ف السن ( ) 1فكان يلس فيها فيقرأ حت إذا بقي أربعون أو
ثلثون آية قام فقرأها ث سجد ( .هامش ) ( ) 1أي كب ) 5 ( ) . ( .أقسام التطوع
:ينقسم التطوع إل تطوع مطلق ،وإل تطوع مقيد .والتطوع الطلق يقتصر فيه على نية
150
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الصلة .قال النووي :فإذا شرع ف تطوع ول ينو عددا فله أن يسلم من ركعة وله أن
يزيد فيجعلها ركعتي أو ثلثا أو مائة أو ألفا أو غي ذلك .ولو صلى عددا ل يعلمه ث
سلم صح بل خلف ،اتفق عليه أصحابنا ونص عليه الشافعي ف الملء .وروى
البيهقي بإسناده أن أبا ذر رضي ال عنه صلى عددا كثيا فلما سلم قال له الحنف بن
قيس رحه ال :هل تدري انصرفت على شفع أم على وتر ؟ قال :إن ل أكن أدري فإن
ال يدري ،إن سعت خليلي أبا القاسم صلى ال عليه وسلم يقول ث بكى .ث قال :إن
سعت خليلي أبا القاسم صلى ال عليه وسلم يقول ( :ما من عبد يسجد ل سجدة إل
رفعه ال با درجة وحط عنه با خطيئة ) رواه الدارمي ف مسنده بسند صحيح إل رجل
اختلفوا ف عدالته .والتطوع القيد ينقسم إل ما شرع تبعا للفرائض ويسمي السنن الراتبة
،ويشمل سنة الفجر والظهر والعصر والغرب والعشاء ،وإل غيه ،وهاك بيان كل .
سنة الفجر ( ) 1فضلها :وردت عدة أحاديث ف فضل الحافظة على سنة الفجر
نذكرها فيما يلي / :صفحة - 1 / 184عن عائشة عن النب صلى ال عليه وعلى آله
وسلم ،ف الركعتي
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 184
قبل صلة الفجر ،قال ( :ها أحب إل من الدنيا جيعا ) رواه أحد ومسلم والترمذي .
- 2وعن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :ل تدعوا ركعت الفجر
وإن طردتكم اليل ) رواه أحد وأبو داود والبيهقي والطحاوي .ومعن الديث ل
تتركوا ركعت الفجر مهما اشتد العذر حت ولو كان مطاردة العدو - 3 .وعن عائشة
قالت ( :ل يكن رسول ال صلى ال عليه وسلم على شئ من النوافل أشد معاهدة ( ) 1
من الركعتي قبل الصبح ) .رواه الشيخان وأحد وأبو داود - 4 .وعنها أن النب صلى
ال عليه وسلم قال ( :ركعتا الفجر خي من الدنيا وما فيها ) رواه أحد ومسلم
والترمذي والنسائي - 5 .ولحد ومسلم عنها ،قالت :ما رأيته إل شئ من الي
أسرع منه إل الركعتي قبل الفجر ( .هامش ) معاهدة :مواظبة ( ) 2 ( .ولتستشفر )
:أي تشد خرقة على فرجها ) 2 ( ) . ( .تفيفها :العروف من هدي النب صلى ال
151
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عليه وسلم أنه كان يفف القراءة ف ركعت الفجر - 1 .فعن حفصة قال :كان رسول
ال صلى ال عليه وسلم يصلي ركعت الفجر قبل الصبح ف بيت يففهما جدا .قال نافع
:وكان عبد ال ( يعن ابن عمر ) يففهما كذلك .رواه أحد والشيخان - 2 .وعن
عائشة قالت :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي الركعتي قبل الغداة فيخففهما
حت إن لشك أقرأ فيهما بفاتة الكتاب أم ل ؟ رواه أحد وغيه - 3 .وعنها قالت :
كان قيام رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الركعتي /صفحة / 185قبل صلة الفجر
قدر ما يقرأ فاتة الكتاب :رواه أحد والنسائي والبيهقي ومالك والطحاوي ) 3 ( .ما
يقرأ فيها :يستحب القراءة ف ركعت الفجر بالوارد عن النب صلى ال عليه وسلم .وقد
ورد عنه فيها ما يأت - 1 :عن عائشة قالت :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ
ف ركعت الفجر ( :قل يأيها الكافرون ) و ( قل هو ال أحد ) وكان يسر با .رواه
أحد والطحاوي .وكان يقرأها بعد الفاتة ،لنه ل صلة بدونا كما تقدم - 2 .
وعنها أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقول ( :نعم السورتان ها ) وكان يقرأ بما ف
الركعتي قبل الفجر ( قل يأيها الكافرون ) و ( قل هو ال أحد ) .رواه أحد وابن ماجه
- 3 .وعن جابر أن رجل قام فركع ركعت الفجر فقرأ ف الول ( :قل يأيها الكافرون
) حت انقضت السورة فقال النب صلى ال عليه وسلم ( :هذا عبد عرف ربه ) وقرأ ف
الخرة ( :هذا عبد آمن بربه ) قال طلحة :فأنا أحب أن أقرأ باتي السورتي ف هاتي
الركعتي ،رواه ابن حبان والطحاوي - 4 .وعن ابن عباس قال :كان رسول ال صلى
ال عليه وسلم يقرأ ف ركعت الفجر ( قولوا آمنا بال وما أنزل إلينا ) والت ف آل عمران
( تعالوا إل كلمة سواء بيننا وبينكم ) رواه مسلم .أي أنه كان يقرأ ف الركعة الول بعد
الفاتة هذه الية ( :قولوا آمنا بال وما أنزل إل إبراهيم وإساعيل وإسحق ويعقوب
والسباط وما أوت موسى وعيسى وما أوت النبيون من ربم ل نفرق بي أحد منهم ونن
له مسلمون ) وف الركعة الثانية ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إل كلمة سواء بيننا وبينكم
أل نعبد إل ال ،ول نشرك به شيئا ،ول يتخذ بعضنا بعضا أربابا من /صفحة / 186
دون ال ،فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) - 5 .وعنه ف رواية أب داود أنه
كان يقرأ ف الركعة الول ( قولوا آمنا بال ) وف الثانية ( فلما أحس عيسى منهم الكفر
152
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
قال :من أنصاري إل ال ؟ قال الواريون :نن أنصار ال ،آمنا بال ،وأشهد بأنا
مسلمون ) - 6 .ويوز القتصار على الفاتة وحدها ،لا تقدم عن عائشة أن قيامه كان
قدر ما يقرأ فاتة الكتاب ) 4 ( .الدعاء بعد الفراغ منها :قال النووي ف الذكار :
روينا ف كتاب ابن السن عن أب الليح واسه عامر بن أسامة عن أبيه أنه صلى ركعت
الفجر وأن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى قريبا منه ركعتي خفيفتي ث سعه يقول
وهو جالس ( :اللهم رب جبيل وإسرافيل وميكائيل وممد النب صلى ال عليه وسلم
أعوذ بك من النار ) ثلث مرات وروينا فيه عن أنس عن النب صلى ال عليه وسلم قال :
( من قال صبيحة يوم المعة قبل صلة الغداة :استغفر ال الذي ل إله إل هو الي القيوم
وأتوب إليه ثلث مرات غفر ال تعال ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ) ) 5 ( .
الضطجاع بعدها :قالت عائشة :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا ركع ركعت
الفجر اضطجع على شقه الين .رواه الماعة .ورووا أيضا عنها قالت :كان رسول
ال صلى ال عليه وسلم إذا صلى ركعت الفجر فإن كنت نائمة اضطجع وإن كنت
مستيقظة حدثن .وقد اختلف ف حكمه اختلفا كثيا ،والذي يظهر أنه مستحب ف
حق من صلى السنة ف بيته دون من صلها ف السجد .قال الافظ :ف الفتح :وذهب
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 186
بعض السلف إل استحبابا ف البيت دون السجد وهو مكي عن ابن عمر ،وقواه بعض
شيوخنا بأنه ل ينقل عن النب صلى ال عليه وسلم أنه فعله ف السجد .وصح عن ابن
عمر أنه كان يصب من يفعله ف السجد .أخرجه ابن أب شيبة .انتهى وسئل عنه المام
أحد فقال :ما أفعله ،وإن فعله رجل فحسن / .صفحة ) 6 ( / 187قضاؤها :عن
أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من ل يصل ركعت الفجر حت تطلع
الشمس فليصلها ) رواه البيهقي ،قال النووي :وإسناده جيد .وعن قيس بن عمر أنه
خرج إل الصبح فوجد النب صلى ال عليه وسلم ف الصبح ،ول يكن ركع ركعت الفجر
،فصلى مع النب صلى ال عليه وسلم ث قام حي فرغ من الصبح فركع ركعت الفجر
فمر به النب صلى ال عليه وسلم فقال ( :ما هذه الصلة ؟ ) فأخبه ،فسكت النب
153
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صلى ال عليه وسلم ول يقل شيئا .رواه أحد وابن خزية وابن حبان وأصحاب السنن
إل النسائي .قال العراقي :إسناده حسن .وروى أحد والشيخان عن عمران بن حصي
أن النب صلى ال عليه وسلم كان ف مسي له فناموا عن صلة الفجر فاستيقظوا بر
الشمس فارتفعوا قليل حت استقلت الشمس ( ) 1ث أمر مؤذنا فأذن .فصلى ركعتي
قبل الفجر ،ث أقام ث صلى الفجر .وظاهر الحاديث أنا تقضى قبل طلوع الشمس
وبعد طلوعها ،سواء كان فواتا لعذر أو لغي عذر وسواء فاتت وحدها أو مع الصبح ( .
هامش ) ( ) 1أي تولوا حت ارتفعت الشمس ) . ( .سنة الظهر ورد ف سنة الظهر
أنا أربع ركعات أو ست أو ثان ،وإليك بيانا مفصل :ما ورد ف أنا أربع ركعات :
- 1عن ابن عمر قال :حفظت من النب صلى ال عليه وسلم عشر ركعات :ركعتي
قبل الظهر ،وركعتي بعدها ،وركعتي بعد الغرب ف بيته ،وركعتي بعد العشاء ف بيته
،وركعتي قبل صلة الصبح .رواه البخاري - 2 .وعن الغية بن سليمان قال :سعت
ابن عمر يقول :كانت صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ل يدع ركعتي قبل
الظهر ،وركعتي بعدها ،وركعتي بعد الغرب وركعتي بعد العشاء ،وركعتي قبل
الصبح .رواه أحد بسند جيد / .صفحة / 188ما ورد ف أنا ست - 1 :عن عبد
ال بن شقيق قال :سألت عائشة عن صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم قالت :كان
يصلي قبل الظهر أربعا واثنتي بعدها .رواه أحد ومسلم وغيها - 2 .وعن أم حبيبة
بنت أب سفيان أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من صلى ف يوم وليلة اثنت عشرة
ركعة بن له بيت ف النة :أربعا قبل الظهر ،وركعتي بعدها ،وركعتي بعد الغرب ،
وركعتي بعد العشاء ،وركعتي قبل صلة الفجر ) رواه الترمذي وقال حسن صحيح ،
ورواه مسلم متصرا .ما ورد ف أنا ثان ركعات - 1 :عن أم حبيبة قالت :قال رسول
ال صلى ال عليه وسلم ( :من صلى أربعا قبل الظهر وأربعا بعدها حرم ال لمه على
النار ،رواه أحد وأصحاب السنن وصححه الترمذي - 2 .عن أب أيوب النصاري ( :
أنه كان يصلي أربع ركعات قبل الظهر ،فقيل له :إنك تدي هذه الصلة فقال :إن
رأيت رسول ال يفعله ،فسألته فقال ( :إنا ساعة تفتح فيها أبواب السماء ،فأحببت أن
يرفع ل فيها عمل صال ) رواه أحد وسنده جيد .فضل الربع قبل الظهر - 1 :عن
154
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عائشة قالت :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يدع أربعا قبل الظهر وركعتي قبل
الفجر على كل حال .رواه أحد والبخاري .وروى عنها أنه كان يصلي قبل الظهر
أربعا يطيل فيهن القيام ويسن فيهن الركوع والسجود .ول تعارض بي ما ف حديث
ابن عمر من أنه صلى ال عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر ركعتي وبي باقي الحاديث
الخرى من أنه كان يصلي أربعا .قال الافظ ف الفتح :والول أن يمل على حالي
فكان تارة يصلي اثنتي وتارة يصلي أربعا .وقيل :هو ممول على أنه كان ف السجد
يقتصر على ركعتي وف بيته يصلي أربعا ،ويتمل أنه كان يصلي إذا كان ف بيته ركعتي
ث يرج إل السجد فيصلي ركعتي فرأى ابن عمر ما ف السجد دون /صفحة / 189
ما ف بيته واطلعت عائشة على المرين .ويقوي الول ما رواه أحد وأبو داود ف حديث
عائشة كان يصلي ف بيته قبل الظهر أربعا ث يرج ،قال أبو جعفر الطبي :الربع
كانت ف كثي من أحواله والركعتان ف قليلها .وإذا صلى أربعا قبلها أو بعدها الفضل
أن يسلم بعد كل ركعتي ،ويوز أن يصليها متصلة بتسليم واحد لقول رسول ال صلى
ال عليه وسلم ( :صلة الليل والنهار مثن مثن ) رواه أبو داود بسند صحيح .قضاء
سنت الظهر :عن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا ل يصل أربعا قبل الظهر
صلهن بعدها .رواه الترمذي وقال :حديث حسن غريب .وروى ابن ماجه عنها
قالت :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا فاتته الربع قبل الظهر
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 189
صلهن بعد الركعتي بعد الظهر ( . ) 1هذا ف قضاء الراتية القبلية أما قضاء الراتبة
البعدية فقد جاء فيه ما رواه أحد عن أم سلمة قالت :صلى رسول ال صلى ال عليه
وسلم الظهر ،وقد أت بال ،فقعد يقسمه حت أتاه الؤذن بالعصر ،فصلى العصر ث
انصرف إل ،وكان يومي ،فركع ركعتي خفيفتي ،فقلنا :ما هاتان الركعتان يا رسول
ال ،أمرت بما ؟ قال ( :ل . .ولكنهما ركعتان كنت أركعهما بعد الظهر فشغلن
قسم هذا الال حت جاء الؤذن بالعصر فكرهت أن أدعهما ( ) ) 2رواه البخاري ومسلم
وأبو داود بلفظ آخر ( .هامش ) ( ) 1السنن القبلية يتد وقتها إل آخر وقت الفريضة .
155
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( ) 2ف بعض الروايات فقلت :يا رسول ال أتضيهما إذا فاتا ؟ قال ( :ل ) قال
البيهقي :هي رواية ضعيفة ) . ( .سنة الغرب يسن بعد صلة الغرب صلة ركعتي لا
تقدم عن ابن عمر أنما من الصلة الت ل يكن يدعها النب صلى ال عليه وسلم / .
صفحة / 190ما يستحب فيها :يستحب ف سنة الغرب أن يقرأ فيها بعد الفاتة ب
( قل يأيها الكافرون ) و ( قل هو ال أحد ) .فعن ابن مسعود أنه قال :ما أحصي ما
سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ ف الركعتي بعد الغرب وف الركعتي قبل
الفجر ب ( قل يأيها الكافرون ) و ( قل هو ال أحد ) رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه
.وكذا يستحب أن تؤدى ف البيت .فعن ممود بن لبيد قال :أتى رسول ال صلى ال
عليه وسلم بن عبد الشهل فصلى بم الغرب ،فلما سلم قال ( اركعوا هاتي الركعتي
ف بيوتكم ) .رواه أحد وأبو داود والترمذي والنسائي .وتقدم أنه صلى ال عليه وسلم
كان يصليهما ف بيته .سنة العشاء تقدم من الحاديث ما يدل على سنية الركعتي بعد
العشاء .السنن غي الؤكدة ما تقدم من السنن والرواتب يتأكد أداؤه وبقيت سنن أخرى
راتبة يندب التيان با من غي تأكيد ،نذكرها فيما يلي ) 1 ( :ركعتان أو أربع قبل
العصر :وقد ورد فيها عدة أحاديث متكلم فيها ولكن لكثرة طرقها يؤيد بعضها بعضا ،
فمنها حديث ابن عمر قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :رحم ال امرأ صلى
قبل العصر أربعا ) رواه أحد وأبو داود والترمذي وحسنه ،وابن حبان وصححه ،وكذا
صححه ابن خزية .ومنها حديث علي أن النب صلى ال عليه وسلم كان يصلي قبل
العصر أربعا يفصل بي كل ركعتي بالتسليم على اللئكة القربي والنبيي ومن تبعهم من
الؤمني والسلمي .رواه أحد والنسائي وابن ماجه والترمذي وحسنه .وأما القتصار
على ركعتي فقط فدليله عموم قوله صلى ال عليه وسلم ( :بي كل أذاني صلة ) / .
صفحة ) 2 ( / 191ركعتان قبل الغرب :روى البخاري عن عبد ال بن مغفل أن النب
صلى ال عليه وسلم قال ( :صلوا قبل الغرب ،صلوا قبل الغرب ) ث قال ف الثالثة :
( لن شاء ) كراهية أن يتخذها الناس سنة .وف رواية لبن حبان :أن النب صلى ال
عليه وسلم صلى قبل الغرب ركعتي .وف مسلم عن ابن عباس قال :كنا نصلي ركعتي
قبل غروب الشمس وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يرانا فلم يأمرنا ول ينهنا .قال
156
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الافظ ف الفتح :ومموع الدلة يرشد إل استحباب تفيفها كما ف ركعت الفجر ( .
) 3ركعتان قبل العشاء :لا رواه الماعة من حديث عبد ال بن مغفل أن النب صلى ال
عليه وسلم قال ( :بي كل أذاني صلة ،بي كل أذاني صلة ) ث قال ف الثالثة ( :لن
شاء ) .ولبن حبان من حديث ابن الزبي أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ما من
صلة مفروضة إل وبي يديها ركعتان ) .استحباب الفصل بي الفريضة والنافلة بقدار
ختم الصلة :عن رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم صلى العصر فقام رجل يصلي فرآه عمر فقال له اجلس فإنا هلك أهل الكتاب
أنه ل يكن لصلتم فصل .فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :أحسن ابن
الطاب ) رواه أحد بسند صحيح .الوتر ( ) 1فضله وحكمه :الوتر سنة مؤكدة حث
عليه الرسول صلى ال عليه وسلم ورغب فيه .فعن علي رضي ال عنه أنه قال :إن الوتر
ليس بتم ( ) 1كصلتكم الكتوبة ،ولكن رسول ال صلى ال عليه وسلم أوتر ،ث
قال ( :يا أهل القرآن أوتروا فإن ال وتر ( ) 2يب الوتر ) ( هامش ) ( ) 1حتم :
أي لزم ) 2 ( .أي أنه تعال واحد يب صلة الوتر ويثيب عليها .قال نافع :وكان
ابن عمر ل يصنع شيئا إل وترا / ) . ( .صفحة / 192رواه أحد وأصحاب السنن
وحسنه الترمذي ورواه الاكم أيضا وصححه .وما ذهب إليه أبو حنيفة من وجوب
الوتر فمذهب ضعيف .قال ابن النذر :ل أعلم أحدا وافق أبا حنيفة ف هذا .وعند أحد
وأب داود والنسائي وابن ماجة أن الخدجي ( رجل من بن كنانة ) أخبه رجل من
النصار يكن أبا ممد أن الوتر واجب ،فراح
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 192
الخدجي إل عبادة بن الصامت فذكر له أن أبا ممد يقول :الوتر واجب .فقال عبادة
بن الصامت :كذب أبو ممد ( ) 1سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ( خس
صلوات كتبهن ال تبارك وتعال على العباد من أتى بن ل يضيع منهن شيئا استخفافا
بقهن كان له عند ال تبارك وتعال عهد أن يدخله النة ،ومن ل يأت بن فليس له عند
ال عهد ،إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ) وعند البخاري ومسلم من حديث طلحة بن
157
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عبيدال أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال صلى ال عليه وسلم ( :خس صلوات
كتبهن ال ف اليوم والليلة ) فقال العراب :هل علي غيها ؟ قال ( :ل .إل أن
تطوع ) ( .هامش ) ( ) 1كذب أبو ممد :أي أخطأ ) 2 ( ) . ( .وقته :أجع
العلماء على أن وقت الوتر ل يدخل إل بعد صلة العشاء وأنه يتد إل الفجر .فعن أب
تيم اليشان رضي ال عنه أن عمرو بن العاص خطب الناس يوم جعة فقال :إن أبا
بصرة حدثن أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إن ال زادكم صلة ،وهي الوتر
فصلوها فيما بي صلة العشاء إل صلة الفجر ) قال أبو تيم :فأخذ بيدي أبو ذر فسار
ف السجد إل أب بصرة رضي ال عنه فقال :أنت سعت رسول ال يقول ما قال
عمرو ؟ قال أبو بصرة :أنا سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم .رواه أحد بإسناد
صحيح .وعن أب مسعود النصاري رضي ال عنه قال :كان رسول ال صلى ال عليه
وسلم يوتر أول الليل وأوسطه وآخره .رواه أحد بسند صحيح .وعن عبد ال بن أب
قيس قال سألت عائشة رضي ال عنها عن وتر رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ فقالت :
ربا أوتر أول الليل وربا أوتر من آخره ،قلت :كيف كانت قراءته ،أكان يسر /
صفحة / 193بالقراءة أم يهر ؟ قالت :كل ذلك كان يفعل ،وربا أسر وربا جهر ،
وربا اغتسل فنام وربا توضأ فنام ( تعن ف النابة ) رواه أبو داود .ورواه أيضا أحد
ومسلم والترمذي ) 3 ( .استحباب تعجيله لن ظن أنه ل يستيقظ آخر الليل ،وتأخيه
لن ظن أنه يستيقظ آخره :يستحب تعجيل الصلة الوتر أول الليل لن خشي أن ل
يستيقظ آخره ،كما يستحب تأخيه إل آخر الليل لن ظن أنه يستيقظ آخره .فعن جابر
رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من ظن منكم أن ل يستيقظ آخره
( أي الليل ) فليوتر أوله ومن ظن منكم أنه يستيقظ آخره فليوتر آخره فإن صلة آخر
الليل مضورة ( ) 1وهي أفضل ) رواه أحد ومسلم والترمذي وابن ماجه .وعنه رضي
ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لب بكر ( :مت توتر ؟ ) .قال :أول
الليل بعد العتمة ( ) 2قال ( :فأنت يا عمر ) قال :آخر الليل .قال ( أما أنت يا أبا
بكر فأخذت بالثقة ( ) 3وأما أنت يا عمر فأخذت بالقوة ) ( ) 4رواه أحد وأبو داود
والاكم وقال :صحيح على شرط مسلم .وانتهى المر برسول ال صلى ال عليه وسلم
158
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
إل أنه كان يوتر وقت السحر لنه الفضل كما تقدم .قالت عائشة رضي ال عنها :من
كل الليل قد أوتر النب صلى ال عليه وسلم من أول الليل وأوسطه وآخره فانتهى وتره إل
السحر .رواه الماعة .ومع هذا فقد وصى بعض أصحابه بأل ينام إل على وتر أخذا
باليطة والزم .وكان سعد بن أب وقاص يصلي العشاء الخرة ف مسجد رسول ال
صلى ال عليه وسلم ث يوتر بواحدة ول يزيد عليها .فقيل له :أتوتر بواحدة ل تزيد
عليها يا أبا اسحق ؟ قال :نعم . .إن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :
( الذي ل ينام حت يوتر حازم ) رواه أحد ورجاله ثقات ( .هامش ) ( ) 1أي تضرها
اللئكة ) 2 ( .أي العشاء ) 3 ( .أي الزم واليطة ) 4 ( .أي العزية على القيام
آخر الليل ) 4 ( ) . ( .عدد ركعات الوتر :قال الترمذي :روي عن النب صلى ال
عليه وسلم الوتر بثلث عشرة ركعة / ،صفحة / 194وتسع ،وسبع ،وخس ،
وثلث ،وواحدة .قال إسحق بن إبراهيم :معن ما روي عن النب صلى ال عليه وسلم
كان يوتر بثلث عشرة ركعة أنه كان يصلي من الليل ثلث عشرة ركعة مع الوتر ،يعن
من جلتها الوتر فنسبت صلة الليل إل الوتر .ويوز أداء الوتر ركعتي ( ، ) 1ث صلة
ركعة بتشهد وسلم ،كما يوز صلة الكل بتشهدين وسلم ،فيصل الركعات بعضها
ببعض من غي أن يتشهد إل ف الركعة الت هي قبل الخية فيتشهد فيها ث يقوم إل
الركعة الخية فيصليها ويتشهد فيها ويسلم ،ويوز أداء الكل بتشهد واحد وسلم ف
الركعة الخية ،كل ذلك جائز وارد عن النب صلى ال عليه وسلم .وقال ابن القيم :
وردت السنة الصحيحة الصرية الحكمة ف الوتر بمس متصلة ،وسبع متصلة .
كحديث أم سلمة :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يوتر بسبع وبمس ل يفصل
بسلم ول بكلم .رواه أحد والنسائي
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 194
وابن ماجه بسند جيد ،وكقول عائشة :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي من
الليل ثلث عشرة ركعة ،يوتر من ذلك بمس ل يلس إل ف آخرهن .متفق عليه ،
وكحديث عائشة :أنه صلى ال عليه وسلم كان يصلي من الليل تسع ركعات ل يلس
159
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فيها إل ف الثامنة فيذكر ال ويمده ويدعوه ث ينهض ول يسلم ث يصلي التاسعة ث يقعد
ويتشهد ث يسلم تسليما يسمعنا ،ث يصلي ركعتي بعد ما يسلم وهو قاعد فتلك إحدى
عشرة ركعة فلما أسن رسول ال صلى ال عليه وسلم وأخذه اللحم أوتر بسبع وصنع ف
الركعتي مثل صنيعه ف الول .وف لفظ عنها :فلما أسن وأخذه اللحم أوتر بسبع
ركعات ل يلس إل ف السادسة والسابعة ،ول يسلم إل ف السابعة .وف لفظ :صلى
سبع ركعات ل قعد إل ف آخرهن .أخرجه الماعة ،وكلها أحاديث صحاح صرية ل
معارض لا سوى قوله صلى ال عليه وسلم ( :صلة الليل مثن مثن ) وهو حديث
صحيح ،لكن الذي قاله هو الذي أوتر بالسبع والمس ،وسننه كلها حت يصدق
بعضها بعضا .فالنب صلى ال عليه وسلم أجاب السائل عن صلة الليل بأنا مثن مثن
ول يسأله عن الوتر .وأما السبع والمس والتسع والواحدة فهي صلة الوتر ،والوتر اسم
للواحدة النفصلة ما قبلها ،وللخمس والسبع والتسع التصلة كالغرب اسم للثلثة التصلة
،فإن ( هامش ) ( ) 1أي يسلم على رأس كل ركعتي / ) . ( .صفحة / 195
انفصلت المس والسبع بسلمي كالحدى عشرة كان الوتر اسا للركعة الفصولة
وحدها .كما قال صلى ال عليه وسلم ( :صلة الليل مثن فإذا خشي الصبح أوتر
بواحدة توتر له ما قد صلى ) فاتق فعله صلى ال عليه وسلم وقوله وصدق بعضه بعضا .
( ) 5القراءة ف الوتر :يوز القراءة ف الوتر بعد الفاتة بأي شئ من القرآن ،قال علي
:ليس من القرآن شئ مهجور فأوتر با شئت .ولكن الستحب إذا أوتر بثلث أن يقرأ
ف الول بعد الفاتة ( سبح اسم ربك العلى ) وف الثانية ( قل يأيها الكافرون ) وف
الثالثة ( قل هو ال أحد ،والعوذتي ) .لا رواه أحد وأبو داود والترمذي وحسنه ،عن
عائشة قالت :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ ف الركعة الول ب ( سبح اسم
ربك العلى ) وف الثانية ب ( قل يأيها الكافرون ) وف الثالثة ب ( قل هو ال أحد ،
العوذتي ) ) 6 ( .القنوت ف الوتر :يشرع القنوت ف الوتر ف جيع السنة ،لا رواه
أحد وأهل السنن وغيهم من حديث السن بن علي رضي ال عنه قال :علمن رسول
ال صلى ال عليه وسلم كلمات أقولن ف الوتر ( :اللهم اهدن فيمن هديت ،وعافن
فيمن عافيت ،وتولن فيمن توليت ،وبارك ل فيما أعطيت وقن شر ما قضيت ،فإنك
160
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
تقضي ول يقضى عليك ،وإنه لى ذل من واليت ،ول يعز من عاديت ،تباركت ربنا
وتعاليت ،وصلى ال على النب ممد ) .قال الترمذي :هذا حديث حسن .قال :ول
يعرف عن النب صلى ال عليه وسلم ف القنوت شئ أحسن من هذا .وقال النووي :
إسناده صحيح ،وتوقف ابن حزم ف صحته ،فقال هذا الديث وإن ل يكن ما يتج به
فإنا ل ند فيه عن النب صلى ال عليه وسلم غيه والضعيف من الديث أحب إلينا من
الرأي ،قال ابن حنبل وهذا مذهب ابن مسعود ،وأب موسى ،وابن عباس ،والباء ،
وأنس ،والسن البصري ،وعمر بن عبد العزيز ،والثوري ،وابن البارك ،والنفية ،
ورواية عن أحد .قال النووي :وهذا الوجه قوي ف الدليل .وذهب الشافعي وغيه إل
أنه ل يقنت ف الوتر إل ف النصف الخي من /صفحة / 196رمضان ،لا رواه أبو
داود أن عمر بن الطاب جع الناس على أب بن كعب وكان يصلي لم عشرين ليلة ول
يقنت إل ف النصف الباقي من رمضان .وروى ممد بن نصر أنه سأل سعيد بن جبي عن
بدء القنوت ف الوتر فقال :بعض عمر بن الطاب جيشا فتورطوا متورطا خاف عليهم ،
فلما كان النصف الخر من رمضان قنت يدعو لم ) 7 ( .مل القنوت :يوز القنوت
قبل الركوع بعد الفراغ من القراءة ،ويوز كذلك بعد الرفع من الركوع ،فعن حيد
قال :سألت أنسا عن القنوت قبل الركوع أو بعد الركوع ؟ فقال كنا نفعل قبل وبعد .
رواه ابن ماجة وممد بن نصر .قال الافظ ف الفتح :إسناده قوي .وإذا قنت قبل
الركوع كب رافعا يديه بعد الفراغ من القراءة وكب كذلك بعد الفراغ من القنوت ،
روي ذلك عن بعض الصحابة .وبعض العلماء استحب رفع يديه عند القنوت وبعضهم
ل يستحب ذلك .وأما مسح الوجه بما فقد قال البيهقي :الول أن ل يفعله ويقتصر
على ما فعله السلف رضي ال عنهم من رفع اليدين دون مسحهما بالوجه ف الصلة ( .
) 8الدعاء بعده :يستحب أن يقول الصلي بعد السلم من الوتر :سبحان اللك
القدوس ثلث مراتى رفع صوته بالثالثة ث يقول :رب اللئكة والروح ،لا رواه
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 196
161
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أبو داود والنسائي من حديث أب بن كعب قال :كانر سول ال صلى ال عليه وسلم
يقرأ ف الوتر ب ( سبح اسم ربك العلى ) و ( قل يأيها الكافرون ) و ( قل هو ال أحد
) .فإذا سلم قال :سبحان اللك القدوس ثلث مرات ،يد با صوته ف الثالثة ويرفع .
وهذا لفظ النسائي .زاد الدار قطن ،ويقول :رب اللئكة والروح ،ث يدعو با رواه
أحد وأصحاب السنن عن علي أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقول ف آخر وتره .
( اللهم إن أعوذ برضاك من سخطك ،وأعوذ بعافاتك من عقوبتك ،وأعوذ بك منك ،
ل أحصي ثناء عليك ،أنت كما أثنيت على نفسك ) / .صفحة ) 9 ( / 197ل
وتران ف ليلة :من صلى الوتر ث بدا له أن يصلي جاز ول يعيد الوتر .لا رواه أبو داود
والنسائي والترمذي وحسنه عن علي قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :
( ل وتران ف ليلة ) .وعن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم كان يسلم تسليما يسمعنا
،ث يصلي ركعتي بعد ما يسلم وهو قاعد ،رواه مسلم .وعن أم سلمة :أنه صلى ال
عليه وسلم كان يركع ركعتي بعد الوتر وهو جالس ،رواه أحد وأبو داود والترمذي
وغيهم ) 10 ( .قضاؤه :ذهب جهور العلماء إل مشروعية قضاء الوتر لا رواه
البيهقي والاكم وصححه على شرط الشيخي عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه
وسلم قال ( :إذا أصبح أحدكم ول يوتر فليوتر ) .وروى أبو داود عن أب سعيد
الدري أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره )
قال العراقي إسناده صحيح .وعند أحد والطبان بسند حسن :كان الرسول صلى ال
عليه وسلم يصبح فيوتر .واختلفوا ف الوقت الذي يقضى فيه ،فعند النفية يقضى ف
غي أوقات النهي ،وعند الشافعية يقضى ف أي وقت من الليل أو من النهار ،وعند
مالك وأحد يقضى بعد الفجر ما ل تصل الصبح .القنوت ف الصلوات المس يشرع
القنوت جهرا ف الصلوات المس عند النوازل ،فعن ابن عباس قال :قنت الرسول صلى
ال عليه وسلم شهرا متتابعا .ف الظهر والعصر ،والغرب ،والعشاء والصبح ف دبر كل
صلة إذا قال سع ال لن حده من الركعة الخية :يدعو عليهم ،على حي من بن
سليم وعل رعل وذكوان وعصية ( ) 1ويؤمن من خلفه .رواه أبو داود وأحد ،وزاد :
أرسل إليهم يدعوهم إل السلم فقتلوهم .قال عكرمة :كان هذا مفتاح القنوت :وعن
162
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أب هريرة ( هامش ) ( ) 1رعل وذكوان وعصية :قبائل من بن سليم زعموا أنم
أسلموا فطلبوا من الرسول أن يدهم من يفقههم فأمدهم بسبعي فقتلوهم ،فكان ذلك
سبب القنوت / ) . ( .صفحة / 198أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا أراد أن
يدعو على أحد أو يدعو لحد قنت بعد الركوع .فربا قال ،إذا قال سع ال لن حده :
ربنا ولك المد ( :اللهم أنج الوليد بن الوليد ،وسلمة بن هشام ،وعياش بن أب
ربيعة ،والستضعفي من الؤمني .اللهم اشدد وطأتك ( ) 1على مضر واجعلها عليهم
سني كسن ( ) 2يوسف ) قال يهر بذلك ويقولا ف بعض صلته ،وف صلة الفجر
( اللهم ألعن فلنا وفلنا ) حيي من أحياء العرب حت أنزل ال تعال ( :ليس لك من
المر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبم فإنم ظالون ) رواه أحد والبخاري ( .هامش ) (
) 1الوطأة :الضغطة والخذة الشديدة ) 2 ( .هي السنن الذكورة ف القرآن ) . ( .
القنوت ف صلة الصبح :القنوت ف صلة الصبح غي مشروع إل ف النوازل ففيها يقنت
فيه وف سائر الصلوات كما تقدم .روى أحد والنسائي وابن ماجة والترمذي وصححه .
عن أب مالك الشجعي قال :كان أب قد صلى خلف رسول ال صلى ال عليه وسلم
وهو ابن ست عشرة سنة ،وأب بكر وعمر وعثمان .فقلت أكانوا يقنتون ؟ قال :ل :
أي بن مدث .وروى ابن حبان والطيب وابن خزية وصححه ،عن أنس أن النب
صلى ال عليه وسلم كان ل يقنت ف صلة الصبح إل إذا دعا لقوم أو دعا على قوم (
. ) 3وروى الزبي واللفاء الثلثة أنم كانوا ل يقنتون ف صلة الفجر .وهو مذهب
النفية والنابلة وابن البارك والثوري وإسحاق .ومذهب الشافعية أن القنوت ف صلة
الصبح بعد الركوع من الركعة الثانية سنة ،لا رواه الماعة إل الترمذي عن ابن سيين
أن أنس بن مالك سئل :هل قنت النب صلى ال عليه وسلم ف صلة الصبح ؟ فقال :
نعم .فقيل له :قبل الركوع أو بعده ؟ قال :بعد الركوع .ولا رواه أحد والبزار والدار
قطن والبيهقي والاكم وصححه عنه قال :ما زال رسول ال صلى ال عليه وسلم يقنت
ف الفجر حت فارق الدنيا ( .هامش ) ( ) 3هذا لفظ ابن حبان ،ولفظ غيه بدون
ذكر ( ف صلة الصبح ) / ) . ( .صفحة / 199وف هذا الستدلل نظر ،لن
القنوت السؤول عنه هو قنوت النوازل كما
163
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 199
جاء ذلك صريا ف رواية البخاري ومسلم .وأما الديث الثان ففي سنده أبو جعفر
الرازي وهو ليس بالقوي ،وحديثه هذا ل ينهض للحتجاج به ،إذ ل يعقل أن يقنت
رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الفجر طول حياته ث يتركه اللفاء من بعده ،بل إن
أنسا نفسه ل يكن يقنت ف الصبح كما ثبت ذلك عنه ،ولو سلم صحة الديث فيحمل
القنوت الذكور فيه على أنه صلى ال عليه وسلم كان يطيل القيام بعد الركوع للدعاء
والثناء إل أن فارق الدنيا ،فإن هذا معن من معان القنوت وهو هنا أنسب .ومهما يكن
من شئ فإن هذا من الختلف الباح الذي يستوي فيه الفعل والترك وإن خي الدي
ممد صلى ال عليه وسلم .قيام الليل ( ) 1فضله - 1 :أمر ال به نبيه صلى ال عليه
وسلم فقال ( :ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما ممودا ) .
وهذا المر وإن كان خاصا برسول ال صلى ال عليه وسلم إل أن عامة السلمي يدخلون
فيه بكم أنم مطالبون بالقتاء به صلى ال عليه وسلم - 2 .بي أن الحافظي على قيامه
هم الحسنون الستحقون ليه ورحته فقال ( :إن التقي ف جنات وعيون آخذين ما
آتاهم ربم إنم كانوا قبل ذلك مسني ،كانوا قليل من الليل ما يهجعون ،وبالسحار
هم يستغفرون ) - 3 .ومدحهم وأثن عليهم ونظمهم ف جلة عباده البرار فقال :
( وعباد الرحن الذين يشون على الرض هونا ،وإذا خاطبهم الاهلون قالوا سلما ،
والذين يبيتون لربم سجدا وقياما ) - 4 .وشهد لم باليان بآياته فقال ( :إنا يؤمن
بآياتنا الذين إذا ( هامش ) ( ) 1يهجعون :أي ينامون / ) . ( .صفحة / 200ذكروا
با خروا سجدا وسبحوا بمد ربم وهم ل يستكبون ،تتجاف جنوبم عن الضاجع
يدعون ربم خوفا وطمعا وما رزقناهم ينفقون ،فل تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي
جزاء با كانوا يعملون ) - 5 .ونفى التسوية بينهم وبي غيهم من ل يتصف بوصفهم
فقال ( :أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يذر الخرة ويرجو رحة ربه .قل هل
يستوي الذين يعلمون والذين ل يعلمون إنا يتذكر أولو اللباب ) .هذا بعض ما جاء ف
كتاب ال ،أما ما جاء ف سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم فهاك بعضه - 1 .قال
164
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عبد ال بن سلم :أول ما قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة انفل الناس إليه ،
فكنت من جاءه ،فلما تأملت وجهه واستبنته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب .قال
:فكان أول ما سعت من كلمه أن قال ( :أيها الناس أفشوا السلم ،وأطعموا الطعام ،
وصلوا الرحام ،وصلوا بالليل والناس نيام ،تدخلوا النة بسلم ) رواه الاكم وابن
ماجه والترمذي وقال :حديث حسن صحيح - 2 .وقال سلمان الفارسي ،قال رسول
ال صلى ال عليه وسلم ( :عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالي قبلكم ،ومقربة لكن
إل ربكم ،ومكفرة للسيئات ،ومنهاة عن الث ،ومطردة للداء عن السد ) - 3 .
وقال سهل بن سعد :جاء جبيل إل النب صلى ال عليه وسلم فقال :يا ممد عش ما
شئت فإنك ميت ،واعمل ما شئت فإنك مزي به ،وأحبب من شئت فإنك مفارقه ،
واعلم أن شرف الؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس ) - 4 .وعن أب الدرداء عن
النب صلى ال عليه وسلم قال ( ثلثة يبهم ال ويضحك إليهم ويستبشر بم :الذي إذا
انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه ل عز وجل .فإما أن يقتل وإما أن ينصره ال عزوجل
ويكفيه فيقول :انظروا إل /صفحة / 201عبدي هذا كيف صب ل بنفسه .والذي له
امرأة حسنة وفراش لي حسن فيقوم من الليل فيقول :يذر شهوته ويذكرن ،ولو شاء
رقد .والذي إذا كان ف سفر وكان معه ركب فسهروا ث هجعوا فقام من السحر ف
ضراء وسراء ) ) 2 ( .آدابه :يسن لن أراد قيام الليل ما يأت - 1 :أن ينوي عند نومه
قيام الليل .فعن أب الدرداء أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من أتى فراشه وهو
ينوي أن يقوم فيصلي من الليل فغلبته عينه حت يصبح كتب له ما نوى ،وكان نومه
صدقة عليه من ربه ) رواه النسائي وابن ماجه بسند صحيح - 2 .أن يسح النوم عن
وجهه عند الستيقاظ ويتسوك وينظر ف السماء ث يدعو با جاء عن رسول ال صلى ال
عليه وسلم فيقول ( :ل إله إل أنت سبحانك ،أستغفرك لذنب وأسألك رحتك ،اللهم
زدن علما ول تزغ قلب بعد إذ هديتن وهب ل من لدنك رحة إنك أنت الوهاب .
المد ل الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ،ث يقرأ اليات العشر من أواخر سورة
آل عمران ( :إن ف خلق السموات والرض واختلف الليل والنهار ليات لول
اللباب ) إل آخر السورة ث يقول ( :اللهم لك المد ،أنت نور السموات والرض
165
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ومن فيهن ،ولك المد ،أنت قيم السموات والرض ومن فيهن ،ولك المد ،أنت
الق ،ووعدك الق ،ولقاؤك حق ،والنة حق ،والنار حق ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 201
والنبيون حق ،وممد حق ،والساعة حق .اللهم لك أسلمت ،وبك آمنت ،وعليك
توكلت ،وإليك أنبت ،وبك خاصمت ،وإليك حاكمت ،فاغفر ل ما قدمت وما
أخرت ،ما أسررت وما أعلنت ،أنت ال ل إله إل أنت ) - 3 .أن يفتتح صلة الليل
بركعتي خفيفتي ث يصلي بعدها ما شاء ،فعن عائشة قالت :كان رسول ال صلى ال
عليه وسلم إذا قام من الليل يصلي افتتح صلته بركعتي خفيفتي .عن أب هريرة أن النب
صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلته بركعتي خفيفتي )
رواها مسلم / .صفحة - 4 / 202أبن يوقظ أهله .فعن أب هريرة أن النب صلى ال
عليه وسلم قال ( :رحم ال امرء قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح ف
وجهها الاء ،رحم ال امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها ،فإن أب نضحت
ف وجهه الاء ) .وعنه أيضا أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا أيقظ الرجل
أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتي جيعا كتب ف الذاكرين والذاكرات ) رواها أبو
داود وغيه بإسناد صحيح .وعن أم سلمة أن النب صلى ال عليه وسلم استيقظ ليلة فقال
( :سبحان ال ،ماذا أنزل الليلة من الفتنة ،ماذا أنزل من الزائن ،من يوقظ صواحب
الجرات ،يا رب كاسية ف الدنيا عارية يوم القيامة ) رواه البخاري .عن علي أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم طرقه وفاطمة ،فقال ( :أل تصليان ؟ ) قال فقالت :يا
رسول ال أنفسنا بيد ال .فإن شاء أن يبعثنا بعثنا ،فانصرف حي قلت ذلك ،ث سعته
وهو مول يضرب فخذه وهو يقول ( :وكان النسان أكثر شئ جدل ) متفق عليه 5 .
-أن يترك الصلة ويرقد إذا غلبه النعاس حت يذهب عنه النوم ،فعن عائشة أن النب
صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم
يدر ما يقول فليضطجع ) رواه مسلم .وقال أنس :دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم
السجد وحبل مدود بي ساريتي فقال ( :ما هذا ؟ ) قالوا :لزينب تصلي ،إذا كسلت
166
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أو فترت أمسكت به .فقال ( :حلوه ،ليصل أحدكم نشاطه فإذا كسل أو فتر فليقد )
متفق عليه - 6 .أن ل يشق على نفسه بل يقوم من الليل بقدر ما تتسع له طاقته ،
ويواظب عليه ول يتركه إل لضرورة .فعن عائشة قالت ،قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم ( :خذوا من العمال ما تطيقون ،فو ال ل يل ال حت تلوا ) ( ) 1رواه
البخاري ومسلم .ورويا عنها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل أي العمل أحب
إل ال تعال ؟ قال ( :أدومه وإن قل ) .وروى مسلم عنها قالت :كان عمل رسول
ال صلى ال عليه وسلم دية .وكان إذا عمل عمل أثبته .وعن عبد ال بن عمر
( هامش ) ( ) 1معن الديث :أن ال ل يقطع الثواب حت تقطعوا العبادة / ) . ( .
صفحة / 203قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :يا عبد ال ل تكن مثل
فلن كان يقوم الليل فترك قيام الليل ) متفق عليه .ورويا عن ابن مسعود قال ( :ذكر
عند النب صلى ال عليه وسلم رجل نام حت أصبح قال ( :ذاك رجل بال الشيطان ف
أذنيه ) أو قال ( ف أذنه ) ورويا عن سال بن عبد ال بن عمر عن أبيه أن النب صلى ال
عليه وسلم قال لبيه ( :نعم الرجل عبد ال لو كان يصلي من الليل ) قال سال :فكان
عبد ال بعد ذلك ل ينام من الليل إل قليل ) 3 ( .وقته :صلة الليل توز ف أول الليل
ووسطه وآخره ما دامت الصلة بعد صلة العشاء .قال أنس رضي ال عنه ف وصف
صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم :ما كنا نشاء أن نراه من الليل مصليا إل رأيناه ،
وما كنا نشاء أن نراه نائما إل رأيناه ،وكان يصوم من الشهر حت نقول ل يفطر منه
شيئا ويفطر حت نقول ل يصوم منه شيئا .رواه أحد والبخاري والنسائي .قال الافظ :
ل يكن لتهجده صلى ال عليه وسلم وقت معي بل بسب ما يتيسر له القيام ) 4 ( .
أفضل أوقاتا :الفضل تأخيها إل الثلث الخي - 1 :فعن أب هريرة رضي ال عنه أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :ينل ربنا عزوجل كل ليلة إل ساء الدنيا حي
يبقى ثلث الليل الخر فيقول :من يدعون فأستجيب له ،من يسألن فعطيه ،من
يستغفرن فأغفر له ) رواه الماعة - 2 .وعن عمرو بن عبسة قال ،سعت رسول ال
صلى ال عليه وسلم يقول ( :أقرب ما يكون العبد من الرب ف جوف الليل الخي فإن
استطعت أن تكون من يذكر ال ف تلك الساعة فكن ) رواه الاكم وقال :على شرط
167
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
مسلم والترمذي وقال :حسن صحيح ،ورواه أيضا النسائي وابن خزية - 3 .وقال أبو
مسلم لب ذر :أي قيام الليل أفضل ؟ قال سألت رسول /صفحة / 204ال صلى ال
عليه وسلم كما سألتن فقال ( :جوف الليل الغابر ( ) 1وقليل فاعله ) رواه أحد
بإسناد جيد - 4 .وعن عبد ال بن عمرو أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :أحب
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 204
الصيام إل ال صيام داود ،وأحب الصلة إل ال صلة داود :كان ينام نصف الليل ،
ويقوم ثلثه ،وينام سدسه ،وكان يصوم يوما ويفطر يوما ) رواه الماعة إل الترمذي ( .
هامش ) ( ) 1الغابر :الباقي أو نصف الليل ) 5 ( ) . ( .عدد ركعاته :ليس لصلة
الليل عدد مصوص ول حد معي ،فهي تتحقق ولو بركعة الوتر بعد صلة العشاء 1 .
-فعن سرة بن جندب رضي ال عنه قال :أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن
نصلي من الليل ما قل أو كثر ونعل آخر ذلك وترا .رواه الطبان والبزار - 2 .وروى
عن أنس رضي ال عنه يرفعه إل النب صلى ال عليه وسلم قال ( :صلة ف مسجدي
تعدل بعشرة آلف صلة ،وصلة ف السجد الرام تعدل بائة ألف صلة .والصلة
بأرض الرباط ( ) 2تعدل بألفي ألف صلة ،وأكثر من ذلك كله الركعتان يصليهما
العبد ف جوف الليل ) رواه أبو الشيخ وابن حبان ف كتابه ( الثواب ) وسكت عليه
النذري ف ( الترغيب والترهيب ) - 3 .وعن إياس بن معاوية الزن رضي ال عنه أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :ل بد من صلة بليل ولو حلب ( ) 3شاة ،وما
كان بعد صلة العشاء فهو من الليل ) رواه الطبان ورواته ثقات إل ممد بن إسحق 4 .
-وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال :ذكرت قيام الليل فقال بعضهم :إن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال ( :نصفه ،ثلثه ،ربعه ( ،هامش ) ( ) 2الكان الذي ينتظر
فيه الجاهدون ) 3 ( .أي قدر الوقت الذي تلب الشاة فيه / ) . ( .صفحة / 205
فواق ( ) 1حلب ناقة ،فواق حلب شاة ) - 5 .وروى عنه أيضا قال :أمرنا رسول
ال صلى ال عليه وسلم بصلة الليل ورغب فيها حت قال ( :عليكم بصلة الليل ولو
ركعة ) رواه الطبان ف الكبي والوسط .والفضل الواظبة على إحدى عشرة ركعة أو
168
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ثلث عشرة ركعة ،وهو مي بي أن يصليها وبي أن يقطعها .قالت عائشة رضي ال
عنها :ما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يزيد ف رمضان ول غيه عن إحدى
عشرة ركعة ،يصلي أربعا فل تسأل عن حسنهن وطولن ،ث يصلي أربعا فل تسأل عن
حسنهن وطولن ،ث يصلي ثلثا ،فقلت :يا رسول ال أتنام قبل أن توتر ؟ فقال ( :يا
عائشة إن عين تنامان ول ينام قلب ) رواه البخاري ومسلم .ورويا أيضا عن القاسم بن
ممد قال :سعت عائشة رضي ال عنها تقول :كانت صلة رسول ال صلى ال عليه
وسلم من الليل عشر ركعات ويوتر بسجدة ( .هامش ) ( ) 1قال النذري :الفواق هنا
:قدر ما بي رفع يديك عن الضرع وقت اللب وضمهما ) 6 ( ) . ( .قضاء قيام الليل
:روى مسلم عن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا فاتته الصلة من الليل من
وجع أو غيه صلى من النهار اثنت عشرة ركعة .وروى الماعة إل البخاري عن عمر أن
النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من نام عن حزبه أو عن شئ منه فقرأه ما بي صلة
الفجر وصلة الظهر كتب كأنا قرأه من الليل ) .قيام رمضان ( ) 1مشروعية قيام
رمضان :قيام رمضان أو صلة التراويح ( ) 2سنة الرجل والنساء ( ) 3تؤدى بعد
( هامش ) ( ) 2جع تروية ،تطلق ف الصل على الستراحة كل أربع ركعات ث
أطلقت على كل أربع ركعات ) 3 ( .عن عرفجة قال :كان علي يأمر بقيام رمضان
ويعل للرجال إماما وللنساء إماما ،فكنت أنا إمام النساء ( / ) .صفحة / 206صلة
العشاء .وقبل الوتر ركعتي ركعتي ،ويوز أن تؤدى بعده ولكنه خلف الفضل ،
ويستمر وقتها إل آخر الليل .روى الماعة عن أب هريرة قال :كان رسول ال صلى
ال عليه وسلم يرغب ف قيام رمضان من غي أن يأمر فيه بعزية ،فيقول ( :من قام
رمضان إيانا واحتسابا ( ) 1غفر له ما تقدم من ذنبه ) ورووا إل الترمذي عن عائشة
قالت :صلى النب صلى ال عليه وسلم ف السجد فصلى بصلته ناس كثي ث صلى من
القابلة فكثروا ،ث اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يرج إليهم ،فلما أصبح قال ( :قد
رأيت صنيعكم فلم ينعن من الروج إليكم إل أن خشيت أن تفرض عليكم ) وذلك ف
رمضان ) 2 ( .عدد ركعاته :روى الماعة عن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم ما
كان يزيد ف رمضان ول ف غيه على إحدى عشرة ركعة .وروى ابن خزية وابن حبان
169
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ف صحيحيهما عن جابر :أنه صلى ال عليه وسلم صلى بم ثان ركعات والوتر ،ث
انتظروه ف القابلة فلم يرج إليهم .وروى أبو يعلى والطبان بسند حسن عنه قال :جاء
أب بن كعب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :يا رسول ال إنه كان من الليلة
شئ ،يعن ف رمضان ،قال ( :وما ذاك يا أب ؟ ) قال :نسوة ف داري قلن :إنا ل
نقرأ القرآن فنصلي بصلتك ؟ فصليت بن ثان ركعات وأوترت ،فكانت سنة الرضا
ول يقل شيئا .هذا هو السنون الوارد عن النب صلى ال عليه وسلم ول يصح عنه شئ
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 206
غي ذلك ،وصح أن الناس كانوا يصلون على عهد عمر وعثمان وعلي عشرين ركعة ،
وهو رأي جهور الفقهاء من النفية والنابلة وداود ،قال الترمذي :وأكثر أهل العلم
على ما روي عن عمر وعلي وغيها من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم عشرين
ركعة ،وهو قول الثوري وابن البارك والشافعي ،وقال :هكذا أدركت الناس بكة
يصلون عشرين ركعة ( ( ) 2هامش ) ( ) 1إيانا :تصديقا .واحتسابا :يريد به وجه
ال ) 2 ( .وذهب مالك ال أن عددها ست وثلثون ركعة غي الوتر .قال الزرقان :
وذكر ابن حبان أن التراويح كانت أول إحدى عشرة ركعة ،وكانوا يطيلون القراءة فثقل
عليهم فخففوا القراءة وزادوا ف عدد الركعات فكانوا يصلون عشرين ركعة غي الشفع
والوتر بقراءة متوسطة ،ث خففوا القراءة وجعلوا الركعات ستا وثلثي غي الشفع
والوتر ،ومضى المر على ذلك / ) . ( .صفحة / 207ويرى بعض العلماء أن
السنون إحدى عشرة ركعة بالوتر والباقي مستحب .قال الكمال ابن المام :الدليل
يقتضي أن تكون السنة من العشرين ما فعله صلى ال عليه وسلم ث تركه خشية أن يكتب
علينا ،والباقي مستحب .وقد ثبت أن ذلك كان إحدى عشرة ركعة بالوتر كما ف
الصحيحي ،فإذن يكون السنون على أصول مشاينا ثانية منها والستحب اثن عشرة .
( ) 3الماعة فيه :قيام رمضان يوز أن يصلى ف جاعة كما يوز أن يصلى على انفراد
،ولكن صلته جاعة ف السجد أفضل عند المهور .وقد تقدم ما يفيد أن الرسول
صلى ال عليه وسلم صلى بالسلمي جاعة ول يداوم على الروج خشية أن يفرض
170
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عليهم ث كان أن جعهم عمر على إمام .قال عبد الرحن ابن عبد القاري :خرجت مع
عمر بن الطاب ليلة ف رمضان إل السجد فإذا الناس أوزاع متفرقون ،يصلي الرجل
لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلته الرهط .فقال عمر :إن أرى لو جعت هؤلء على
قارئ واحد لكان أمثل ( ) 1ث عزم فجمعهم على أب بن كعب ،ث خرجت معه ف
ليلة أخرى والناس يصلون بصلة قارئهم فقال عمر :نعمت البدعة هذه ( ) 2والت
ينامون عنها أفضل من الت يقومون ،يريد آخر الليل ( . ) 3وكان الناس يقومون أوله .
رواه البخاري وابن خزية والبيهقي وغيهم ) 4 ( .القراءة فيه :ليس ف القراءة ف قيام
رمضان شئ مسنون ،وورد عن السلف أنم كانوا يقومون الائتي ويعتمدون على العصي
من طوم القيام ،ول ينصرفون إل قبيل بزوغ الفجر فيستعجلون الدم بالطعام مافة أن
يطلع عليهم .وكانوا يقومون بسورة البقرة ف ثان ركعات فإذا قرئ با ف اثنت عشرة
ركعة عد ذلك تفيفا ( .هامش ) ( ) 1أمثل :أي أفضل ) 2 ( .أي :جعهم على
إمام واحد ) 3 ( .أي :أن صلتا آخر الليل أفضل / ) . ( .صفحة / 208قال ابن
قدامة :قال أحد ( :يقرأ بالقوم ف شهر رمضان ما يفف على الناس ول يشق عليهم ،
ول سيما ف الليال القصار ( ) ) 1وقال القاضي :ل يستحب النقصان من ختمة ف
الشهر ليسمع الناس جيع القرآن ،ول يزيد على ختمة كراهية الشقة على من خلفه ،
والتقدير بال الناس أول ،فإنه لو اتفق جاعة يرضون بالتطويل كان أفضل ،كما قال
أبو ذر ( :قمنا مع النب صلى ال عليه وسلم حت خشينا أن يفوتنا الفلح ،يعن السحور
.وكان القارئ يقرأ بالائتي ) ( .هامش ) ( ) 1كليال الصيف ) . ( .صلة الضحى
( ) 1فضلها :ورد ف فضل صلة الضحى أحاديث كثية ،نذكر منها ما يلي - 1 :
عن أب ذر رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :يصبح على كل
سلمي ( ) 2من أحدكم صدقة ،فكل تسبيحة صدقة ،وكل تمية صدقة ،وكل تليلة
صدقة ،وكل تكبية صدقة ،وأمر بالعروف صدقة ،وني عن النكر صدقة ،ويزي من
( ) 3ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ) رواه أحد ومسلم وأبو داود - 2 .ولحد
وأب داود عن بريدة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :ف النسان ستون
وثلثائة مفصل عليه أن يتصدق عن كل مفصل منها صدقة ) قالوا فمن الذي يطيق ذلك
171
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يا رسول ال ؟ قال ( :النخامة ف السجد يدفنها أو الشئ ينحيه عن الطريق ،فإن ل
يقدر فركعتا الضحى تزئ عنه ) .قال الشوكان ( :والديثان يدلن على عظم فضل
الضحى وكب موقعها وتأكد مشروعيتها وأن ركعتيها تزيان عن ثلثمائة وستي صدقة ،
وما كان كذلك فهو حقيق بالواظبة والداومة .ويدلن أيضا على مشروعية الستكثار
من التسبيح والتحميد والتهليل ،والمر بالعروف ،والنهي عن النكر ،ودفن ( هامش )
( ) 2عظام البدن ومفاصله ) 3 ( .يزي -بفتح أوله -بعن يكفي ،أو بضمنه
ويكون من الجزاء / ) . ( .صفحة / 209النخامة ،وتنحية ما يؤذي الار عن الطريق
وسائر أنواع الطاعات لنسقط بذلك ما على النسان من الصدقات اللزمة ف كل يوم )
.
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 209
- 3وعن النواس بن سعان رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :قال ال
عزوجل :ابن آدم ل تعجزن عن أربع ركعات ف أول النهار أكفك آخره ) رواه الاكم
والطبان ورجاله ثقات .رواه أحد والترمذي وأبو داود والنسائي عن نعيم الغطفان
بسند جيد .ولفظ الترمذي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ال تبارك وتعال :
( إن ال تعال قال ( :ابن آدم اركع ل أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره ) 4 .
-عن عبد ال بن عمرو قال :بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم سرية ( ) 1فغنموا
وأسرعوا الرجعة ،فتحدث الناس بقرب مغزاهم ( ) 2وكثرة غنيمتهم وسرعة رجعتهم
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :أل أدلكم على أقرب منهم مغزى وأكثر غنيمة
وأوشك ( ) 3رجعة ؟ من توضأ ث غدا إل السجد لسبحة الضحى فهو أقرب مغزى
وأكثر غنيمة وأوشك رجعة ) رواه أحد والطبان .وروى أبو يعلى نوه - 5 .وعن
أب هريرة رضي ال عنه ،قال :أوصان خليلي صلى ال عليه وسلم بثلث ( :بصيام
ثلثة أيام ف كل شهر ،وركعت الضحى ،وأن أوتر قبل أن أنام ) .رواه البخاري
ومسلم - 6 .وعن أنس رضي ال عنه قال :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف
سفر صلى سبحة الضحى ثان ركعات فلما انصرف قال ( :إن صليت صلة رغبة
172
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ورهبة ،سألت رب ثلثا فأعطان اثنتي ومنعن واحدة :سألته أل يبتلي أمت بالسني ( 4
) ففعل ،وسألته أل يظهر عليهم عدوهم ففعل ،وسألته أل يلبسهم شيعا فأب علي )
رواه أحد والنسائي والاكم وابن خزية وصححاه ( .هامش ) ( ) 1فرقة من اليش .
( ) 2انتهاء الغزو بسرعة ) 3 ( .قرب ) 4 ( .أل يبتلي أمت بالسني :أي بالقحط .
( / ) .صفحة ) 2 ( / 210حكمها :صلة الضحى عبادة مستحبة فمن شاء ثوابا
فليؤدها وإل فل تثريب عليه ف تركها ،فعن أب سعيد رضي ال عنه قال ( :كان صلى
ال عليه وسلم يصلي الضحى حت نقول ل يدعها ،ويدعها حت نقول ل يصليها ) رواه
الترمذي وحسنه ) 3 ( .وقتها :يبتدى أ وقتها بارتفاع الشمس قدر رمح وينتهي حي
الزوال ولكن الستحب أن تؤخر إل أن ترتفع الشمس ويشتد الر .فعن زيد بن أرقم
رضي ال عنه قال :خرج النب صلى ال عليه وسلم على أهل قباء ( ) 1وهم يصلون
الضحى فقال ( :صلة الوابي ( ) 2إذا رمضت الفصال ( ) 3من الضحى ) .رواه
أحد ومسلم والترمذي ( .هامش ) ( ) 1قباء :مكان بينه وبي الدينة نو من ميلي .
( ) 2الوابي :الراجعي إل ال ) 3 ( .رمضت :احترقت .والفصال جع فصيل وهو
ولد الناقة :أي إذا وجدت الفصال حر الشمس ،ول يكون ذلك إل عند ارتفاعها . ( .
) ( ) 44عدد ركعاتا :أقل ركعاتا اثنتان كما تقدم ف حديث أب ذر وأكثر ما ثبت
من فعل رسول ال صلى ال عليه وسلم ثان ركعات ،وأكثر ما ثبت من قوله اثنتا عشرة
ركعة .وقد ذهب قوم -منهم أبو جعفر الطبي وبه جزم الليمي والرويان من الشافعية
-إل أنه لحد لكثرها .قال العراقي ف شرح الترمذي :ل أر عن أحد من الصحابة
والتابعي أنه حصرها ف اثنت عشرة ركعة .وكذا قال السيوطي .وأخرج سعيد بن
منصور عن السن أنه سئل :هل كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم
يصلونا ؟ فقال :نعم . .كان منهم من يصلي ركعتي ،ومنهم من يصلي أربعا ،ومنهم
من يد إل نصف النهار .وعن إبراهيم النخعي أن رجل سأل السود بن يزيد :كم
أصلي الضحى ؟ قال :كما شئت .وعن أم هانئ أن النب صلى ال عليه وسلم صلى
سبحة الضحى ثان ركعات /صفحة / 211يسلم من كل ركعتي .رواه أبو داود
بإسناد صحيح .وعن عائشة رضي ال عنها قالت ( :كان النب صلى ال عليه وسلم
173
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يصلي الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء ال ) رواه أحد ومسلم وابن ماجة .صلة
الستخارة يسن لن أراد أمرا من المور الباحة ( ) 1والتبس عليه وجه الي فيه أن
يصلي ركعتي من غي الفريضة ولو كانتا من السنن الراتبة أو تية السجد ف أي وقت
من الليل أو النهار يقرأ فيهما با شاء بعد الفاتة ،ث يمد ال ويصلي على نبيه صلى ال
عليه وسلم ث يدعو بالدعاء الذي رواه البخاري من حديث جابر رضي ال عنه قال :
كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعلمنا الستخارة ف المور كلها ( ) 2كما يعلمنا
السورة من القرآن بقول ( :إذا هم أحدكم بالمر فليكع ركعتي من غي الفريضة ث
ليقل ( :اللهم أستخيك ( ) 3بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم
فإنك تقدر ول أقدر ،وتعلم ول أعلم وأنت علم الغيوب .اللهم إن كنت تعلم أن هذا
المر ( ) 4خي ل ف دين ومعاشي وعاقبة أمري ،أو قال :عاجل أمري وآجله ( ) 5
فاقدره ل ويسره ل ث بارك ل فيه .وإن كنت تعلم أن هذا المر شر ل ف دين
ومعاشي
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 211
وعاقبة أمري ،أو قال :عاجل أمري وآجله فاصرفه عن واصرفن عنه واقدر ل الي
حيث كان ،ث أرضن به ) قال :ويسمي حاجته :أي يسمي حاجته عند قوله ( :اللهم
إن كان هذا المر ) .ول يصح ف القراءة فيها شئ مصوص ،كما ل يصح شئ ف
استحباب تكرارها .قال النووي :ينبغي أن يفعل بعد الستخارة ما ينشرح له ،فل
( هامش ) ( ) 1الواجب والندوب مطلوب الفعل ،والحرم والكروه مطلوب الترك ،
ولذا ل ترى الستخارة إل ف أمر مباح ) 2 ( .قال الشوكان :هذا دليل على العموم
وأن الرء ل يتقر أمرا لصغره وعدم الهتمام به فيترك الستخارة فيه ما قرب أمر
يستخف بأمره فيكون ف القدام عليه ضرر عظيم أو ف تركه ،ولذلك قال النب صلى ال
عليه وسلم ( :ليسأل أحدكم ربه حت ف شسع نعله ) ) 3 ( .أستخيك :أي أطلب
منك الية أو الي ) 4 ( .يسمي حاجته هنا ) 5 ( .يمع بينهما / ) . ( .صفحة
/ 212ينبغي أن يعتمد على انشراح كان فيه هوى قبل الستخارة ،بل ينبغي للمستخي
174
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ترك اختياره رأسا وإل فل يكون مستخيا ل ،بل يكون غي صادق ف طلب الية وف
التبي من العلم والقدرة وإثباتما ل تعال ،فإذا صدق ف ذلك تبأ من الول والقوة
ومن اختياره لنفسه .صلة التسبيح عن عكرمة عن ابن عباس قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم للعباس ابن عبد الطلب ( :يا عباس يا عماه ،أل أعطيك ،أل أمنحك ،
أل أحبوك ( ، ) 1أل أفعل بك عشر خصال ( ، ) 2إذا أنت فعلت ذلك غفر ال ذنبك
أوله وآخره ،وقديه وحديثه ،وخطأه وعمده ،وصغيه وكبيه ،وسره وعلنيته .عشر
خصال :أن تصلي أربع ركعات تقرأ ف كل ركعة بفاتة الكتاب وسورة ( ، ) 3فإذا
فرغت من القراءة ف أول ركعة فقل وأنت قائم :سبحان ال ،والمد ل ،ول إله إل
ال ،وال أكب خس عشرة ،ث تركع فتقول وأنت راكع عشرا ( ) 4ث ترفع رأسك
من الركوع .فتقولا عشرا ،ث توي ساجدا فتقول وأنت ساجد عشرا ،ث ترفع رأسك
من السجود فتقولا عشرا ،ث تسجد فتقولا عشرا ث ترفع رأسك من السجود فتقولا
عشرا ( . ) 5فذلك خس وسبعون ف كل ركعة ،تفعل ذلك ف أربع ركعات .وإن
استطعت أن تصليها ف كل يوم مرة فافعل ،فإن ل تستطع ففي كل جعة مرة ،فإن ل
تفعل ففي كل سنة مرة ،فإن ل تفعل ففي عمرك مرة ) .رواه أبو داود وابن ماجة وابن
خزية ف صحيحه والطبان .قال الافظ :وقد روي هذا الديث من طرق كثية ،
وعن جامعة من الصحابة .وأمثلها حديث عكرمة هذا ،وقد صححه جاعة :منهم
الافظ أبو بكر الجري ،وشيخنا أبو ممد عبد الرحيم الصري ،وشيخنا الافظ أبو
السن القدسي رحهم ال .وقال ابن البارك :صلة التسبيح مرغب فيها ،يستحب أن
يعتادها ف كل حي ول يتغافل عنها ( .هامش ) ( ) 1أي أخصك ) 2 ( .أي أعلمك
ما يكفر عشر أنواع من ذنوبك ) 3 ( .أي سورة دون تقييد ) 4 ( .أي بعد ذكر
الركوع ،وكذا ف كل الالت يأت الصلى بالذكر بعد التيان بذكر كل ركن ) 5 ( .
أي ف جلسة الستراحة قبل القيام / ) . ( .صفحة / 213صلة الاجة روى أحد
بسند صحيح عن أب الدرداء أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من توضأ فأسبغ
الوضوء ث صلى ركعتي يتمهما أعطاه ال ما سأل معجل أو مؤخرا ) .صلة التوبة عن
أب بكر رضي ال عنه قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ( :ما من رجل
175
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يذنب ذنبا ث يقوم فيتطهر ث يصلي ( ) 1ث يستغفر ال إل غفر له .ث قرأ هذه الية ( :
والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا ال فاستغفروا لذنوبم ،ومن يغفر
الذنوب إل ال ؟ . . .ول يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من
ربم وجنات تري من تتها النار خالدين فيها ) ( ) 2رواه أبو داود والنسائي وابن
ماجه والبيهقي والترمذي وقال :حديث حسن .وروى الطبان ف الكبي بسند حسن
عن أب الدرداء أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من توضأ فأحسن الوضوء ث قام
فصلى ركعتي أو أربعا مكتوبة أو غي مكتوبة يسن فيهن الركوع والسجود ث استغفر
ال غفر له ) ( .هامش ) ( ) 1أي ركعتي :لرواية ابن حبان والبيهقي وابن خزية ( .
) 2سورة آل عمران :الية ) . ( . 136 ، 135صلة الكسوف ( ) 3اتفق العلماء
على أن صلة الكسوف سنة مؤكدة ف حق الرجال والنساء ،وأن الفضل أن تصلى ف
جاعة وإن كانت الماعة ليست شرطا فيها ،وينادى لا ( :الصلة جامعة ) والمهور
من العلماء على أنا ركعتان ،ف كل ركعة ركوعان ،فعن عائشة قالت :خسفت
الشمس ف حياة النب صلى ال عليه وسلم فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم إل
السجد فقام فكب وصف الناس وراءه ،فاقترأ قراءد طويلة ،ث كب فركع ركوعا طويل
هو أدن من القراءة ( هامش ) ( ) 3أي :كسوف الشمس والقمر ) . ( .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 213
/صفحة / 214الول ،ث رفع رأسه فقال :سع ال لن حده ،ربنا ولك المد .ث
قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدن من القراءة الول ،ث كب فركع ركوعا هو أدن من
الركوع الول ث قال :سع ال لن حده ،ربنا ولك المد .ث سجد ،ث فعل ف
الركعة الخرى مثل ذلك حت استكمل أربع ركعات ( ) 1وأربع سجدات وانلت
الشمس قبل أن ينصرف ،ث قام فخطب ( ) 2الناس فأثن على ال با هو أهله ث قال :
( إن الشمس والقمر آيتان من آيات ال عزوجل ل ينخسفان لوت أحد ول لياته فإذا
رأيتموها فافزعوا إل الصلة ) رواه البخاري ومسلم .ورويا أيضا عن ابن عباس قال :
خسفت الشمس فصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقام قياما طويل نوا من سورة
176
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
البقرة ،ث ركع ركوعا طويل ،ث رفع فقام قياما طويل ،وهو دون القيام الول ،ث
ركع ركوعا طويل ،وهو دون الركوع الول ،ث سجد ،ث قام قياما طويل ،وهو
دون القيام الول ،ث ركع ركوعا طويل ،وهو دون الركوع الول .ث رفع فقام قياما
طويل ،وهو دون القيام الول ،ث ركع ركوعا طويل ،وهو دون الركوع الول ،ث
سجد ،ث انصرف وقد تلت الشمس ،فقال ( :إن الشمس والقمر آيتان من آيات ال
يسفان لوت أحد ول لياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا ال ) .قال ابن عبد الب :هذان
الديثان من أصح ما روي ف هذا الباب .وقال ابن القيم :السنة الصحيحة الصرية
الحكمة ف صلة الكسوف تكرار الركوع ف كل ركعة ،لديث عائشة وابن عباس
وجابر وأب بن كعب وعبد ال بن عمرو بن العاص وأب موسى الشعري .كلهم روى
عن النب صلى ال عليه وسلم تكرار الركوع ف الركعة الواحدة ،والذين رووا تكرار
الركوع أكثر عددا وأجل وأخص برسول ال صلى ال عليه وسلم من الذين ل يذكروه .
وهذا مذهب مالك والشافعي وأحد ،وذهب أبو حنيفة إل أن صلة الكسوف ركعتان
على هيئة صلة العيد والمعة ،لديث النعمان بن بشي قال :صلى ( هامش ) ( ) 1
الركعة الول القصود با الركوع ) 2 ( .استدل الشافعي بذا على أن الطبة من
شروط الصلة .وقال أبو حنيفة ومالك :ل خطبة ف صلة الكسوف ،وإنا خطب
الرسول ليد على من زعم أن الشمس كسفت بسبب موت إبراهيم / ) . ( .صفحة
/ 215بنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الكسوف نو صلتكم ،يركع ويسجد
ركعتي ركعتي ويسأل ال ،حت تلت الشمس .وف حديث قبصة اللل أن النب
صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا رأيتم ذلك فصلوها كأحدث صلة صليتموها من
الكتوبة ) رواه أحد والنسائي .وقراءة الفاتة واجبة ف الركعتي كلتيهما ويتخي الصلي
بعدها ما شاء من القرآن .ويوز الهر بالقراءة والسرار با ،إل أن البخاري قال :إن
الهر أصح .ووقتها من حي الكسوف إل التجلي .وصلة خسوف القمر مثل صلة
كسوف الشمس .قال السن البصري :خسف القمر ،وابن عباس أمي على البصرة ،
فخرج فصلى بنا ركعتي ف كل ركعة ركعتي ( ) 1ث ركب وقال :إنا صليت كما
رأيت النب صلى ال عليه وسلم يصلي .رواه الشافعي ف السند .ويستحب التكبي
177
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( والدعاء والتصدق والستغفار ) لا رواه البخاري ومسلم عن عائشة أن النب صلى ال
عليه وسلم قال ( :إن الشمس والقمر آيتان من آيات ال ل يسفان لوت أحد ول
لياته ،فإذا رأيتم ذلك فادعوا ال وكبوا وتصدقوا وصلوا ) .ورويا عن أب موسى قال
:خسفت الشمس فقام النب صلى ال عليه وسلم فصلى وقال ( :إذا رأيتم شيئا من ذلك
فافزعوا إل ذكر ال ودعائه واستغفاره ) ( .هامش ) ( ) 1ركعتي :أي ركوعي . ( .
) صلة الستسقاء الستسقاء :طلب سقي الاء ،ومعناه هنا طلبه من ال تعال عند
حصول الدب وانقطاع الطر على وجه من الوجه التية - 1 :أن يصلي المام
بالأمومي ( ) 2ركعتي ف أي وقت غي وقت الكراهة :يهر ف الول بالفاتة و
( سبح اسم ربك العلى ) .والثانية بالغاشية بعد الفاتة ،ث خطبة بعد الصلة أو قبلها .
فإذا انتهى من الطبة حول الصلون جيعا أرديتهم بأن يعلوا ما على أيانم على شائلهم
ويعلوا على ما شائلهم على أيانم ويستقبلوا القبلة ،ويدعوا ال عزوجل رافعي أيديهم
مبالغي ف ( هامش ) ( ) 2من غي أذان ول إقامة / ) . ( .صفحة / 216ذلك ،فعن
ابن عباس قال :خرج النب صلى ال عليه وسلم متواضعا ،متبدل متخشعا ،مترسل ( 1
) متضرعا فصلى ركعتي كما يصلي ف العيد ل يطب خطبتكم هذه ) رواه المسة
وصححه الترمذي وأبو عوانة وابن حبان .وعن عائشة قالت :شكا الناس إل رسول ال
صلى ال عليه وسلم قحوط ( ) 2الطر فأمر بنب فوضع له بالصلى ووعد الناس يوما
يرجون فيه ،فخرج حي بدا حاجب ( ) 3الشمس فقعد على النب فكب وحد ال ث
قال ( :إنكم شكوت
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 216
جدب دياركم وقد أمركم ال أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ) ث قال ( :المد
ل رب العالي ،الرحن ،مالك يوم الدين ،ل إله إل ال يفعل ما يريد :اللهم ل إله إل
أنت ،أنت الغن ونن الفقراء ،أنزل علينا الغيث ،واجعل ما أنزلت علينا قوة وبلغا إل
حي ) ث رفع يديه فلم يزل ( يدعو ) حت رؤي بياض إبطيه ث حول إل الناس ظهره
وقلب رداءه وهو رافع يديه ،ث أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتي فأنشأ ال تعال
178
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
سحابة فرعدت وبرقت ث أمطرت بإذن ال تعال فلم يأت مسجده حت سألت السيول ،
فلما رأى سرعتهم إل الكن ( ) 4ضحك حت بدت نواجذه فقال ( :أشهد أن ال على
كل شئ قدير وأن عبد ال ورسوله ) رواه الاكم وصححه وأبو داود وقال .هذا
حديث غريب وإسناده جيد .وعن عباد بن تيم عن عمه عبد ال بن زيد الازن :أن
النب صلى ال عليه وسلم خرج بالناس يستسقي فصلى بم ركعتي جهر بالقراءة فيهما ،
الديث أخرجه الماعة .وقال أبو هريرة ( :خرج نب ال صلى ال عليه وسلم يوما
يستسقي وصلى بنا ركعتي بل أذان ول إقامة ،ث خطبنا ودعا ال وحول وجهه نو
القبلة رافعا يديه ،ث قلب رداءه فجعل الين على اليسر واليسر على الين ) رواه أحد
وابن ماجة والبيهقي - 2 .أن يدعو المام ف خطبة المعة ويؤمن الصلون على دعائه لا
رواه البخاري ومسلم عن شريك عن أنس أن رجل دخل السجد يوم المعة ورسول ال
صلى ال عليه وسلم قائم يطب فقال :يا رسول ال هلكت ( هامش ) ( ) 1متبدل :
لبسا ثياب العمل .مترسل :متأليا ) 2 ( .قحوط الطر :أي احتباسا ) 3 ( .حاجب
الشمس أي ضوءها ) 4 ( .الكن :البيت / ) . ( .صفحة / 217الموال ،وانقطعت
السبل ( ) 1فادع إلينا يغيثنا .فرفع رسول ال صلى ال عليه وسلم يديه ث قال ( :اللهم
أغثنا ،اللهم أغثنا ،اللهم أغثنا ) قال أنس :ول وال ما نرى ف السماء من سحاب ول
قزعة ( . ) 2وما بيننا وبي سلع ( ) 3من بيت ول دار ،فطلعت من ورائه سحابة مثل
الترس ( ، ) 4فلما توسطت السماء انتشرت ث أمطرت ،فل وال ما رأينا الشمس سبتا
( ) 5ث دخل رجل ( ) 6من ذلك الباب ف المعة القبلة ورسول ال صلى ال عليه
وسلم قائم يطب فاستقبله قائما فقال :يا رسول ال هلكت الموال وانقطعت السبل ،
فادع ال يسكها عنا فرفع رسول ال صلى ال عليه وسلم يديه ،ث قال ( :اللهم حوالينا
ول علينا ،اللهم على الكام ( ) 7والظراب ( ، ) 8وبطون الودية ومنابت الشجر )
فأقلعت ( ، ) 9وخرجنا نشي ف الشمس - 3 .أن يدعو دعاء مردا ف غي يوم المعة
وبدون صلة ف السجد أو خارجه ،لا رواه ابن ماجة وأبو عوانة أن ابن عباس قال :
( جاء أعراب إل النب صلى ال عليه وسلم فقال :يا رسول ال لقد جئتك من عند قوم
ل يتزود لم راع ول يطر لم فحل ( ) 10فصعد النب صلى ال عليه وسلم النب فحمد
179
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ال .ث قال ( :اللهم اسقنا غيثا مغيثا ( ) 11مريئا مريعا طبقا غدقا عاجل غي رائث )
ث نزل فما يأتيه أحد من وجه من الوجوه إل قالوا قد أحيينا ) رواه ابن ماجه وأبو عوانة
ورجاله ثقات ،وسكت عليه الافظ ف التلخيص .وعن شرحبيل بن السمط أنه قال
لكعب بن مرة :يا كعب ،حدثنا عن ( هامش ) ( ) 1أي ل يدون ما يملونه إل
السوق ) 2 ( .السحاب التفرق ) 3 ( .سلع :جبل ) 4 ( .أي ف استدارتا ) 5 ( .
أسبوعا ) 6 ( .السائل الذي طلب الدعاء أو ل ،دخل بعد أسبوع يطلب من الرسول
أن يدعو ال أن يسك الطر لكثرته ) 7 ( .الكام :جع أكمة ،وهي ما ارتفع من
الرض ) 8 ( .الظراب :الرواب ) 9 ( .أقلعت :أمسكت عن الطر ) 10 ( .ل يد
الراعي زادا بسبب الدب .ول يرك الفحل ذنبه هزال ) 11 ( .غيثا مغيثا :مطرا
منقذا .مريئا :ممود العاقبة .مريعا :مصبا .طبقا :مطرا عاما .غدقا :كثيا .رائث
:مبطئ .أحيينا :أمطرنا / ) . ( .صفحة / 218رسول ال .قال ( :سعت رسول
ال صلى ال عليه وسلم يقول -وجاءه رجل فقال :استسق ال لضر -فقال ( :إنك
لرئ . .الضر ؟ ) قال يا رسول ال استنصرت ال عزوجل فنصرك ،ودعوت ال
عزوجل فأجابك .فرفع رسول ال صلى ال عليه وسلم يديه يقول ( :اللهم اسقنا غيثا
مغيثا ،مريعا مريئا ،طبقا غدقا ،عاجل غي رائث ،نافعا غي ضار ) ،فأجيبوا فما لبثوا
أن أتوه فشكوا إليه كثرة الطر فقالوا :قد تدمت البيوت ،فرفع يديه وقال ( :اللهم
حوالينا ول علينا ) فجعل السحاب يتقطع يينا وشال .رواه أحد وابن ماجة والبيهقي
وابن شيبة والاكم .وقال :حديث حسن صحيح إسناده على شرط الشيخي .وعن
الشعب قال :خرج عمر يستسقي فلم يزد على الستغفار فقالوا :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 218
ما رأيناك استسقيت ،فقال :لقد طلبت الغيث بجاديح ( ) 1السماء الذي يستنل
مدارا ) ( .واستغفروا ربكم ث توبوا إليه ) الية .رواه سعيد ف سننه وعبد الرزاق
والبيهقي وابن أب شيبة .وهذه بعض الدعية الواردة - 1 .قال الشافعي :وروي عن
سال بن عبد ال عن أبيه يرفعه إل النب صلى ال عليه وسلم أنه كان إذا استسقى قال ( :
180
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا غدقا ملل عاما ،طبقا سحا ،ائما ،اللهم اسقنا الغيث ،ول
تعلنا من القانطي :اللهم إن بالعباد والبلد ،والبهائم ،واللق من اللواء والهد
والضنك ما ل نشكوه إل إليك .اللهم أنبت لنا الزرع .وأدر لنا الضرع ،واسقنا من
بركات السماء وأنبت لنا من بركات الرض :اللهم ارفع عنا الهد ،والوع والعري ،
واكشف عنا من البلء ما ل يكشفه غيك :اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا ،فأرسل
السماء علينا مدرارا ) قال الشافعي .وأحب أن يدعو المام بذا - 2 .وعن سعد أن
النب صلى ال عليه وسلم دعا ف الستسقاء ( اللهم ( هامش ) ( ) 1ماديح السماء :
أنواؤها .والراد بالنواء :النجوم الت يصل عندها الطر عادة ،فشبه الستغفار با . ( .
) /صفحة / 219جللنا ( ) 1سحابا كثيفا ،قصيفا دلوقا ،ضحوكا تطرنا منه
رذاذا ،قطقطا ،سجل ،يا ذا اللل والكرام ) رواه أبو عوانة ف صحيحه - 3 .وعن
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا استسقى
قال ( :اللهم اسق عبادك وبائمك ،وانشر رحتك ،واحي بلدك اليت ) رواه أبو داود
( .هامش ) ( ) 1جللنا :عمنا :كثيفا :متراكما .قصيفا :قويا .دلوقا :مندفعا .
ضحوكا :ذا برق .رذاذا :مطر خفيفا .قطقطا :أقل من الرذاذ ) 2 ( .فيه ويستحب
عند الدعاء ف الستسقاء رفع ظهور الكف .فعند مسلم عن أنس أن النب صلى ال عليه
وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه ال السماء ( . ) 2ويستحب عند رؤية الطر أن يقول
:اللهم صيبا نافعا ( . ) 3ويكشف بعض بدنه ليصيبه ،ويقول إذا زادت الياه وخيف
من كثرة الطر اللهم سقيا رحة ،ول سقيا عذاب ول بلء ول هدم ول غرق .اللهم
على الظراب ومنابت الشجر اللهم حوالينا ول علينا ) فكل ذلك صحيح ثابت عن النب
صلى ال عليه وسلم ( .هامش ) ( ) 2فيه دليل على أنه إذا أريد بالدعاء رفع البلء فإنه
يرفع يديه ويعل ظهر كفيه إل السماء :وإذا دعا بسؤال شئ وتصيله جعل بطن كفيه
إل السماء ) 3 ( .صيبا :مطرا ) . ( .سجود التلوة من قرأ آية سجدة أو سعها
يستحب له أن يكب ويسجد سجدة ث يكب للرفع من السجود ،وهذا يسمى سجود
التلوة ول تشهد فيه ،ول تسليم .فعن نافع عن ابن عمر قال ( :كان رسول ال صلى
ال عليه وسلم يقرا علينا القرآن فإذا مر بالسجدة كب وسجد وسجدنا ) رواه أبو داود
181
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والبيهقي والاكم وقال صحيح على شرط الشيخي .وقال أبو داود :قال عبد الرزاق :
وكان الثوري يعجبه هذا الديث وقال أبو داود :يعجبه لنه كب .وقال عبد ال ابن
مسعود :إذا قرأت سجدة فكب واسجد ،وإذا رفعت رأسك فكب ) 1 ( .فضله :عن
أب هريرة قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :إذا قرأ ابن /صفحة / 220آدم
السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول :يا ويله أمر ( ) 1بالسجود فسجد فله النة
،وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار ) رواه أحد ومسلم وابن ماجه ( .هامش ) ( ) 1
الويل :اللك ،يقصد نفسه :أي يا حزن الشيطان ويا هلكه ) 2 ( ) . ( .حكمه :
ذهب جهور العلماء إل أن سجود التلوة سنة للقارئ والستمع لا رواه البخاري عن
عمر أنه قرأ على النب يوم المعة سورة النحل حت جاء السجدة فنل وسجد الناس حت
إذا كانت المعة القابلة قرأ با حت إذا جاء السجدة قال :يا أيها الناس إنا ل نؤمر
بالسجود فمن سجد فقد أصاب ومن ل يسجد فل إث عليه .وف لفظ إن ال ل يفرض
علينا السجود ال أن نشاء .وروى الماعة إل ابن ماجه عن زيد بن ثابت قال :قرأت
على النب صلى ال عليه وسلم ( والنجم ) فلم يسجدها فيها .رواه الدار قطن وقال :
فلم يسجد منا أحد .ورجح الافظ ف الفتح أن الترك كان لبيان الواز ،وبه جزم
الشافعي .ويؤيده ما رواه البزار والدار قطن عن أب هريرة أنه قال :إن النب صلى ال
عليه وسلم سجد ف سورة ( النجم ) وسجدنا معه .قال الافظ ف الفتح :ورجاله
ثقات .وعن ابن مسعود أن النب صلى ال عليه وسلم قرأ ( والنجم ) فسجد فيها وسجد
من كان معه ،غي أن شيخا من قريش أخذ كفا من حصى أو تراب فرفعه إل جبهته ،
وقال :يكفين هذا .قال عبد ال :فلقد رأيته بعد قتل كافرا ،رواه البخاري ومسلم ( .
) 3مواضع السجود :مواضع السجود ف القرآن خسة عشر موضعا .فعن عمرو بن
العاص
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 220
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أقرأه خسة عشر سجدة ف القرآن ،منهما ثلث ف
الفصل وف الج سجدتان .رواه أبو داود وابن ماجه والاكم والدار قطن وحسنه
182
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
النذري والنووي ،وهي - 1 :إن الذين عند ربك ل يستكبون عن عبادته ويسبحونه
وله يسجدون - 206 ( .العراف ) /صفحة ( - 2 / 221ول يسجد من ف
السموات والرض طوعا وكرها وظللم بالغدو والصال ) - 15 ( .الرعد - 3 .
( ول يسجد ما ف السموات وما ف الرض من دابة واللئكة وهم ل يستكبون ) (
- 49النحل ) ( - 4قل آمنوا به أو ل تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى
عليهم يرون للذقان سجدا ( - 107السراء ) - 5إذا تتلى عليهم آيات الرحن
خروا سجدا وبكيا ) ( - 58مري ) ( - 6أل تر أن ال يسجد له من ف السموات
ومن ف الرض والشمس والقمر والنجوم والبال والشجر والدواب وكثي حق عليه
العذاب ،ومن يهن ال فماله من مكرم ،إن ال يفعل ما يشاء ) - 18 ( .الج ) - 7
( يأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الي لعلكم تفلحون ) ( 77
-الج ) ( - 8وإذا قيل لم اسجدوا للرحن قالوا وما الرحن أنسجد لا تأمرنا ،
وزادهم نفورا ) - 60 ( .الفرقان ) ( - 9أل يسجدوا ل الذي يرج الب ء ف
السموات والرض ويعلم ما تفون وما تعلنون ) - 25 ( .النمل ) ( - 10إنا يؤمن
بآياتنا الذين إذا ذكروا به خروا سجدا وسبحوا بمد ربم وهم ل يستكبون ) ( - 15
السجدة ) ( - 11وظن داود أنا فتناه ،فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب ) ( 24 ( ) 1
-ص ) ( هامش ) ( ) 1عن أب سعيد قال ( :قرأ رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو
على النب ( س ) فلما بلغ السجدة نزل وسجد وسجد الناس معه فلما كان يوم آخر
قرأها ،فلما بلغ السجدة تشزن ( تيأ ) الناس للسجود ،فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم ( :إنا هي توبة نب ،ولكن رأيتكم تشزنتم للسجود ) فنل وسجد وسجدوا .
رواه أبو داود .رجاله رجال الصحيح / ) . ( .صفحة - 12 / 222ومن آياته الليل
والنهار والشمس والقمر ل تسجدوا للشمس ول للقمر واسجدوا ل الذي خلقهن إن
كنتم إياه تعبدون ) - 37 ( .فصلت ) ( - 13فاسجدوا ل واعبدوا ) ( - 62النجم
) ( - 14وإذا قرئ عليهم القرآن ل يسجدون ) ( - 21النشقاق ) ( - 15واسجد
واقترب ) ( - 19العلق ) ) 4 ( .ما يشترط له :اشترط جهور الفقهاء لسجود التلوة
ما اشترطوه للصلة ،من طهارة واستقبال قبلة وستر عورة .قال الشوكان :ليس ف
183
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أحاديث سجود التلوة ما يدل على اعتبار أن يكون الساجد متوضئا ،وقد كان يسجد
معه صلى ال عليه وسلم من حضر تلوته ول ينقل أنه أمر أحدا منهم بالوضوء ،ويبعد
أن يكونوا جيعا متوضئي ،وأيضا قد كان يسجد معه الشركون ،وهم أناس ل يصح
وضوءهم .وقد روى البخاري عن ابن عمر أنه كان يسجد على غي وضوء ،وكذلك
روى عنه ابن أب شيبة ،وأما ما رواه البيهقي عنه بإسناد -قال ف الفتح :إنه صحيح -
أنه قال ( :ل يسجد الرجل إل وهو طاهر ) فيجمع بينهما با قاله الافظ من حله على
الطهارة الكبى .أو على حالة الختيار ،والول على الصرورة ،وهكذا ليس ف
الحاديث ما يدل على اعتبار طهارة الثياب والكان ،وأما ستر العورة والستقبال مع
المكان فقيل :إنه معتب اتفاقا .قال ف الفتح :ل يوافق ابن عمر أحد على جواز
السجود بل وضوء إل الشعب .أخرجه ابن أب شيبة عنه بسند صحيح .وأخرج أيضا
على أب عبد الرحن السلمي أنه كان يقرأ السجدة ث يسجد وهو على غي وضوء إل غي
القبلة وهو يشي ويومئ إياء .ومن الوافقي لبن عمر من أهل البيت /صفحة / 223
( ) 5الدعاء فيه :من سجد سجود التلوة دعا ما شاء ،ول يصح عن رسول ال صلى
ال عليه وسلم ف ذلك إل حديث عائشة قالت ( :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم
يقول ف سجود القرآن ( :سجد وجهي للذي خلقه وشق سعه وبصره بوله وقوته
فتبارك ال أحسن ( ) 1الالقي ) رواه المسة إل ابن ماجة .ورواه الاكم وصححه
الترمذي وابن السكن ،وقال ف آخره ( ثلثا ) على أنه ينبغي أن يقول ف سجوده :
سبحان رب العلى ،إذا سجد سجود التلوة ف الصلة ( .هامش ) ( ) 1هذه الزيادة
من رواية الاكم ) 6 ( ) . ( .السجود ف الصلة :يوز للمام والنفرد ( ) 2أن يقرأ
آية السجدة ف الصلة الهرية والسرية ويسجد مت قرأها .روى البخاري ومسلم عن
أب رافع قال :صليت مع أب هريرة صلة العتمة أو قال صلة العشاء فقرأ ( :إذا السماء
انشقت ) فسجد فيها فقلت يا أبا هريرة ما هذه السجدة ؟ فقال سجدت فيها خلف أب
القاسم صلى ال عليه وسلم فل أزال أسجدها حت ألقاه .وروى الاكم وصححه
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 223
184
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
على شرط الشيخي عن ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم سجد ف الركعة الول من
صلة الظهر فرأى أصحابه أنه قرأ ( ال تنيل ) السجدة .قال النووي :ل يكره قراءة
السجدة عندنا للمام كما ل يكره للمنفرد ،سواء كانت الصلة سرية أو جهرية ،
ويسجد مت قرأها .وقال مالك :يكره مطلقا .وقال أبو حنيفة :يكره ف السرية دون
الهرية .قال صاحب البحر :وعلى مذهبنا يستحب تأخي السجود حت يسلم لئل
يهوش على الأمومي ( .هامش ) ( ) 2وعلى الؤت أن يتابع إمامه ف السجود إذا سجد
وإن ل يسمع إمامه يقرأ آية السجدة فإذا قرأها المام ول يسجد ل يسجد الؤت ،بل
عليه متابعة إمامه ،وكذا لو قرأها الؤت أو سعها من قارئ ليس معه ف الصلة فإنه ل
يسجد ف الصلة ،بل يسجد بعد الفراغ منها ) 7 ( ) . ( .تداخل السجدات :تتداخل
السجدات ويسجد سجدة واحدة إذا قرأ القارئ آية السجدة /صفحة / 224وكررها
أو سعها أكثر من مرة ف السجد الواحد بشرط أن يؤخر السجود عن التلوة الخية ،
فإن سجد عقب التلوة الول فقيل :تكفيه ( ) 1وقيل :يسجد مرة أخرى لتجدد
السبب ( ( . ) 2هامش ) ( ) 1هذا مذهب النفية ) 2 ( .عند أحد ومالك
والشافعي ) 8 ( ) . ( .قضاؤه :يرى المهور أنه يستحب السجود عقب قراءة آية
السجدة أو ساعها .فإن أخر السجود ل يسقط ما ل يطل الفصل .فإن طال فإنه يفوت
ول يقضى .سجدة الشكر ذهب جهور العلماء إل استحباب سجدة الشكر لن تددت
له نعمة تسره أو صرفت عنه نقمة .فعن أب بكرة أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا
أتاه أمر يسره أو بشر به خر ساجدا شكرا ل تعال ،رواه أبو داود وابن ماجة والترمذي
وحسنه .وروى البيهقي بإسناد على شرط البخاري أن عليا رضي ال عنه لا كتب إل
النب صلى ال عليه وسلم بإسلم هذان خر ساجدا ث رفع رأسه فقال ( :السلم على
هذان ،السلم على هذان ) .وعن عبد الرحن ابن عوف أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم خرج فاتبعته حت دخل نل فسجد فأطال السجود حت خفت أن يكون ال قد
توفاه ،فجئت أنظر فرفع رأسه فقال ( :ما لك يا عبد الرحن ؟ ) فذكرت ذلك له فقال
( :إن جبيل عليه السلم قال ل :أل أبشرك ؟ إن ال عزوجل يقول لك :من صلى
عليك صليت عليه ،ومن سلم عليك سلمت عليه ،فسجدت ل عز وجل شكرا ) .
185
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رواه أحد ،ورواه أيضا الاكم وقال :صحيح على شرط الشيخي ول أعلم ف سجدة
الشكر أصح من هذا ،وروى البخاري أن كعب ابن مالك سجد لا جاءته البشرى بتوبة
ال عليه .وذكر أحد أن عليا سجد حي وجد ذا الثدية ( ) 3ف قتلى الوارج .وذكر
سعيد بن منصور أن أبا بكر سجد حي جاءه قتل مسيلمة .وسجود الشكر يفتقر إل
سجود الصلة ،وقيل ل يشترط له ذلك لنه ( هامش ) ( ) 3رجل من الوارج .
( / ) .صفحة / 225ليس بصلة .قال ف فتح العلم :وهو القرب .وقال الشوكان
:وليس ف أحاديث الباب ما يدل على اشتراط الوضوء وطهارة الثياب والكان لسجود
الشكر .وإل ذلك ذهب المام يي وأبو طالب وليس فيه ما يدل على التكبي ف سجود
الشكر .وف البحر أنه يكب .قال المام يي :ول يسجد للشكر ف الصلة قول واحدا
إذ ليس من توابعها .سجود السهو ثبت أن النب صلى ال عليه وسلم كان يسهو ف
الصلة ،وصح عنه أنه قال ( :إنا أنا بشر أنسى كما تنسون ،فإذا نسيت فذكرون ) .
وقد شرع لمته ف ذلك أحكاما نلخصها فيما يلي ) 1 ( :كيفيته :سجود السهو
سجدتان يسجدها الصلي قبل التسليم أو بعده ،وقد صح الكل عن رسول ال صلى ال
عليه وسلم ،ففي الصحيح عن أب سعيد الدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال
( :إذا شك أحدكم ف صلته فلم يدركم صلى ،ثلثا أم أربعا ،فليطرح الشك وليب
على ما استيقن ث يسجد سجدتي قبل أن يسلم ) .وف الصحيحي ف قصة ذي اليدين
أنه صلى ال عليه وسلم سجد بعد ما سلم .والفضل متابعة الوارد ف ذلك فيسجد قبل
التسليم فيما جاء فيه السجود قبله ،ويسجد بعد التسليم فيما ورد فيه السجود بعده ،
ويي فيما عدا ذلك .قال الشوكان :وأحسن ما يقال ف هذا القام أنه يعمل على ما
تقتضيه أقواله وأفعاله صلى ال عليه وسلم من السجود قبل السلم وبعده ،فما كان من
أسباب السجود مقيدا بقبل السلم سجد له قبله ،وما كان مقيدا ببعد السلم سجد له
بعده ،وما ل يرد تقييده بأحدها كان ميا بي السجود قبل السلم وبعده من غي فرق
بي الزيادة والنقص ،لا أخرجه مسلم ف صحيحه عن /صفحة / 226ابن مسعود أن
النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا زاد الرجل أو نقص فليسجد سجدتي ) ) 2 ( .
186
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الحوال الت يشرع فيها :يشرع سجود السهو ف الحوال التية - 1 :إذا سلم قبل
إتام الصلة لديث ابن سيين عن أب هريرة قال :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 226
صلى بنا رسول ال صلى ال عليه وسلم إحدى صلت العشي ( ) 1فصلى ركعتي ث
سلم فقام إل خشبة معروضة ف السجد فاتكأ عليها كأنه غضبان ،ووضع يده اليمن
على اليسرى وشبك بي أصابعه ،ووضع خده على ظهر كفه اليسرى ،وخرجت
السرعان ( ) 2من أبواب السجد فقالوا قصرت الصلة ؟ وف القوم أبو بكر وعمر فهابا
أن يكلماه ،وف القوم رجل يقال له :ذو اليدين ،فقال :يا رسول ال أنسيت أم
قصرت الصلة ؟ فقال ( :ل أنس ول تقصر ) فقال ( :أكما يقول ذو اليدين ؟ ) فقالوا
:نعم . .فقدم فصلى ما ترك ( ) 3ث سلم ،ث كب وسجد مثل سجوده أو أطول ث
رفع رأسه وكب ،ث كب وسجد مثل سجوده أو أطول ث رفع رأسه ) الديث رواه
البخاري ومسلم .وعن عطاء أن ابن الزبي صلى الغرب فسلم ف ركعتي فنهض ليستلم
الجر فسبح القوم فقال ما شأنكم ؟ .قال فصلى ما بقي وسجد سجدتي .قال :فذكر
ذلك لبن عباس فقال ما أماط ( ) 4عن سنة نبيه صلى ال عليه وسلم رواه أحد والبزار
والطبان - 2 .عند الزيادة على الصلة ،لا رواه الماعة عن ابن مسعود أن النب صلى
ال عليه وسلم صلى خسا فقيل له .أزيد ف الصلة ؟ فقال ( :وما ذلك ؟ ) فقالوا :
صليت خسا ،فسجد سجدتي بعد ما سلم .وف هذا الديث دليل على صحة صلة
من زاد ركعة وهو ساه -ول يلس ف الرابعة ( .هامش ) ( ) 1الظهر أو العصر 2 ( .
) جع سريع ،وهم أول الناس خروجا ) 3 ( .ف هذا دليل على جواز البناء على الصلة
الت خرج منها الصلي قبل تامها ناسيا من غي فرق بي من سلم من ركعتي أو أكثر أو
أقل ) 4 ( .أي ما أبعد / ) . ( .صفحة - 3 / 227عند نسيان التشهد الول أو
نسيان سنة من سنن الصلة ،لا رواه الماعة عن ابن بينة أن النب صلى ال عليه وسلم
صلى فقام ف الركعتي فسبحوا به فمضى ،فلما فرغ من صلته سجد سجدتي ث سلم (
. ) 1وف الديث أن من سها عن القعود الول وتذكر قبل أن يستتم قائما عاد إليه ،
187
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فإن أت قيامه ل يعود .ويؤيد ذلك ما رواه أحد وأبو داود وابن ماجه عن الغية بن شعبة
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا قام أحدكم من الركعتي فلم يستتم قائما
فليجلس ،وإن استتم قائما فل يلس وسجد سجدت السهو ) - 4 .السجود عند
الشك ف الصلة ،فعن عبد الرحن بن عوف قال :سعت رسول ال صلى ال عليه
وسلم يقول ( :إذا شك أحدكم ف صلته فلم يدر أواحدة صلى أم ثنتي فليجعلها
واحدة ،وإذا ل يدر ثنتي صلى أم ثلثا فليجعلها ثنتي وإذا ل يدر ثلثا صلى أم أربعا
فليجعلها ثلثا ،ث يسجد إذا فرغ من صلته وهو جالس قبل أن يسلم سجدتي ) رواه
أحد وابن ماجة والترمذي وصححه .وف رواية سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم
يقول ( :من صلى صلة يشك ف النقصان فليصل حت يشك ف الزيادة ) وعن أب سعيد
الدري قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :إذا شك أحدكم ف صلته فلم
يدر كم صلى ثلثا أم أربعا فليطرح الشك وليب على ما استيقن ث يسجد سجدتي قبل
أن يسلم ،فإن كان صلى خسا شفعن له صلته ،وإن كان صلى إتاما لربع كانتا
ترغيما للشيطان ) رواه أحد ومسلم .وف هذين الديثي دليل لا ذهب إليه المهور من
أنه إذا شك الصلي ف عدد الركعات بن على القل التيقن له ث يسجد للسهو ( .هامش
) ( ) 1ف الديث :أن الؤت يسجد مع إمامه لسهو المام ،وعند النفية والشافعية :
أن الؤت يسجد لسهو المام ول يسجد لسهو نفسه ) . ( .صلة الماعة صلة الماعة
سنة مؤكدة ( ) 2ورد ف فضلها أحاديث كثية نذكر بعضها فيما يلي ( :هامش ) ( 2
) هذا ف الفرض ،وأما الماعة ف النفل فهي مباحة سواء قل المع أم كثر .فقد ثبت
أن النب صلى ركعتي تطوعا وصلى معه أنس عن يينه كما صلت أم سليم وأم حرام
خلفه ،وتكرر هذا ووقع أكثر من مرة / ) . ( .صفحة - 1 / 228عن ابن عمر
رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :صلة الماعة أفضل من
صلة الفذ بسبع وعشرين درجة ) متفق عليه - 2 .وعن أب هريرة رضي ال عنه قال ،
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :صلة الرجل ف جاعة تضعف على صلته ف بيته
وسوقه خسا وعشرين ضعفا ،وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ث خرج إل السجد
ل يرجه إل الصلة ل يط خطوة إل رفعت لا درجة وحط عنه با خطيئة ،فإذا صلى
188
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ل تزل اللئكة تصلي عليه ما دام ف مصله ما ل يدث :اللهم صل عليه اللهم ارحه .
ول يزال ف صلة ما انتظر الصلة ) متفق عليه وهذا لفظ البخاري - 3 .وعنه قال :
أتى النب صلى ال عليه وسلم رجل أعمى فقال :يا رسول ال ليس ل قائد يقودن إل
السجد ،فسأل رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يرخص له فيصلي ف بيته ،فرخص له
،فلما ول دعاه فقال له :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 228
( هل تسمع النداء ف الصلة ؟ ) قال :نعم .قال ( :فأجب ) رواه مسلم - 4 .وعنه
رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :والذي نفسي بيده لقد همت
أن آمر بطب فيحتطب ،ث آمر رجل فيؤم الناس ث أخالفه إل رجال فأحرق عليهم
بيوتم ) متفق عليه - 5 .وعن ابن مسعود رضي ال عنه قال ( :من سره أن يلقى ال
تعال غدا مسلما فليحافظ على هؤلء الصلوات حيث ينادى بن فإن ال شرع لنبيكم
صلى ال عليه وسلم سنن الدى ،وإنن من سنن الدى ،ولو أنكم صليتم ف بيوتكم
كما يصلي هذا التخلف ف بيته لتركتم سنة نبيكم ،ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ،
ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إل منافق معلوم النفاق ،ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى
بي الرجلي حت يقام ف الصف ) .رواه مسلم .وف رواية له قال :إن رسول ال صلى
ال عليه وسلم علمنا سنن الدى :الصلة ف السجد الذي يؤذن فيه / .صفحة / 229
- 6وعن أب الدرداء رضي ال عنه قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :
( ما من ثلثة ف قرية ول بدو ل تقام فيهم الصلة إل قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم
بالماعة فإنا يأكل الذئب من الغنم القاصية رواه أبو داود بإسناد حسن ) 1 ( .حضور
النساء الماعة ف الساجد وفضل صلتن ف بيوتن :يوز للنساء الروج إل الساجد
وشهود الماعة بشرط أن يتجنب ما يثي الشهوة ويدعو إل الفتنة من الزينة والطيب ،
فعن ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ل تنعوا النساء أن يرجن إل الساجد
،وبيوتن خي لن ) .وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ل تنعوا إماء
ال ( ) 1مساجد ال ،وليخرجن تفلت ( ) ) 2رواها أحد وأبو داود .وعنه قال
189
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :أيا امرأة أصابت بورا فل تشهد معنا العشاء الخرة
) .رواه مسلم وأبو داود والنسائي بإسناد حسن .والفضل لن الصلة ف بيوتن ،لا
رواه أحد والطبان عن أم حيد الساعدية أنا جاءت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم
فقالت :يا رسول ال إن أحب الصلة معك .فقال صلى ال عليه وسلم ( :قد
علمت ،وصلتك ف حجرتك خي لك من صلتك ف مسجد قومك ،وصلتك ف
مسجد قومك خي لك من صلتك ف مسجد الماعة ( ) .هامش ) ( ) 1إماء ال :
جع أمة ) 2 ( .تفلت :أي غي متطيبات ) 2 ( ) . ( .استحباب الصلة ف السجد
البعد والكثي المع :يستحب الصلة ف السجد البعد الذي يتمع فيه العدد الكثي ،
لا رواه مسلم عن أب موسى قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :إن أعظم
الناس ف الصلة أجرا أبعدهم إليها مشى ) .ولا رواه عن جابر قال :خلت البقاع حول
السجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إل قرب السجد فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه
وسلم فقال ( :إنه بلغن أنكم تريدون أن تنتقلوا /صفحة / 230قرب السجد ) ؟ !
قالوا :نعم يا رسول ال قد أردنا ذلك .فقال ( :يا بن سلمة دياركم تكتب آثاركم ) .
ولا رواه الشيخان وغيها من حديث أب هريرة التقدم .وعن أب بن كعب قال ،قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :صلة الرجل مع الرجل أزكى من صلته وحده (
. ) 1وصلته مع الرجلي أزكى من صلته مع الرجل ،وما كان أكثر فهو أحب إل ال
تعال ) رواه أحد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان وصححه ابن السكن
والعقيلي والاكم ) 3 ( .استحباب السعي ال السجد بالسكينة :يندب الشي إل
السجد مع السكينة والوقار .ويكره السراع والسعي ،لن النسان ف حكم الصلي من
حي خروجه إل الصلة ،فعن أب قتادة قال :بينما نن نصلي مع النب صلى ال عليه
وسلم إذ سع جلبة رجال ،فلما صلى قال ( ما شأنكم ) ؟ قالوا استعجلنا إل الصلة قال
( :فل تفعلوا . .إذا أتيتم الصلة فعليكم السكينة ،فما أدركتم فصلوا وما فاتكم
فأتوا ) ( ) 2رواه الشيخان .وعن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال ( إذا
سعتم القامة فامشوا إل الصلة وعليكم السكينة والوقار ،ول تسرعوا ،فما أدركتم
فصلوا وما فاتكم فأتوا ( ) ) 3رواه الماعة إل الترمذي ) 4 ( .استحباب تفيف
190
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
المام :يندب للمام أن يفف الصلة بالأمومي ،لديث أب هريرة أن النب صلى ال
عليه وسلم قال ( :إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف ،فإن فيهم الضعيف والسقيم
والكبي فإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء ) رواه الماعة .ورووا عن أنس عن النب صلى
ال عليه وسلم قال ( :إن لدخل ف الصلة وأنا أريد إطالتها فأسع بكاء الصب فأتوز
ف صلت ما أعلم من شدة وجد ( هامش ) ( ) 1أزكى من صلته وحده :أي أكثر
أجرا وأبلغ ف تطهي الصلي من ذنوبه .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 230
( ) 2السكينة والوقار بعن واحد .وفرق بينهما النووي :فقال إن السكينة التأن ف
الركات واجتناب العبث ،والوقار ف اليئة بغض البصر وخفض الصوت وعدم اللتفات
) 3 ( .يؤخذ منه أن ما أدركه الؤت مع المام يعتب أول صلته فيبن عليه ف القوال
والفعال / ) . ( .صفحة / 231أمه من بكائه ) .وروى الشيخان عنه قال ما صليت
خلف إمام قط أخف صلة ول أت صلة من النب صلى ال عليه وسلم .قال أبو عمر بن
عبد الب ،التخفيف لكل إمام أمر ممع عليه مندوب عند العلماء إليه إل أن ذلك إنا هو
أقل الكمال ( ) 1وأما الذف والنقصان فل ،فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد
نى عن نقر الغراب .ورأى رجل يصلي فلم يتم ركوعه فقال له ( :ارجع فصل فإنك ل
تصل ) وقال ( :ل ينظر ال إل من ل يقيم صلبه ف ركوعه وسجوده ) ث قال :ل أعلم
خلفا بي أهل العلم ف استحباب التخفيف لكن من أم قوما على ما شرطنا من التام .
فقد روى عمر أنه قال :ل تبغضوا ال إل عباده .يطول أحدكم ف صلته حت يشق
على من خلفه ( .هامش ) ( ) 1أقل الكمال :ثلث تسبيحات ) 5 ( ) . ( .إطالة
المام الركعة الول وانتظار من أحس به داخل ليدرك الماعة :يشرع للمام أن يطول
الركعة الول انتظارا للداخل ليدرك فضيلة الماعة كما يستحب له انتظار من أحس به
داخل وهو راكع ،أو أثناء القعود الخي .ففي حديث أب قتادة أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم كان يطول ف الول .قال فظننا أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الول
.وعن أب سعيد قال :لقد كانت الصلة تقام فيذهب الذاهب إل البقيع فيقضي
191
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
حاجته ،ث يتوضأ ث يأت ورسول ال صلى ال عليه وسلم ف الركعة الول ما يطولا .
رواه أحد ومسلم وابن ماجه والنسائي ) 6 ( .وجوب متابعة المام وحرمة مسابقته :
تب متابعة المام وترم مسابقته ( : ) 2لديث أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال ( :إنا جعل المام ليؤت به ،فل تتلفوا عليه ،فإذا كب فكبوا ،وإذا ركع
فاركعوا ،وإذا قال سع ال لن حده فقولوا :اللهم ربنا لك المد ،وإذا سجد
فاسجدوا ،وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجعون ) رواه الشيخان .وف رواية أحد وأب
داود ( إنا المام ليؤت به ( :هامش ) ( ) 2اتفق العلماء على أن السبق ف تكبية
الحرام أو السلم يبطل الصلة .واختلفوا ف السبق ف غيها فعند أحد يبطلها .قال :
ليس لن يسبق المام صلة .أما الساواة فمكروهة / ) . ( .صفحة / 232فإذا كب
فكبوا ،ول تكبوا حت يكب ،وإذا ركع فاركعوا ،ول تركعوا حت يركع ،وإذا سجد
فاسجدوا ،ول تسجدوا حت يسجد ) .وعن أب هريرة رضي ال عنه قال ،قال رسول
ال صلى ال عليه وسلم ( :أما يشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل المام أن يول ال رأسه
رأس حار أو يول ال صورته صورة حار ) رواه الماعة ،وعن أنس قال ،قال رسول
ال صلى ال عليه وسلم ( :أيها الناس ،إن إمامكم فل تسبقون بالركوع ول بالسجود
ول بالقيام ول بالقعود ول بالنصراف ) ( ) 1رواه أحد ومسلم .وعن الباء ابن
عازب قال :كنا نصلي مع النب صلى ال عليه وسلم فإذا قال سع ال لن حده ل ين
أحد منا ظهره حت يضع النب صلى ال عليه وسلم جبهته على الرض .رواه الماعة ( .
هامش ) ( ) 1ول بالنصراف :أي النصراف من السلم ) 7 ( ) . ( .انعقاد الماعة
بواحد مع المام :تنعقد الماعة بواحد مع المام ولو كان أحدها صبيا أو امرأة .وقد
جاء عن ابن عباس قال :بت عند خالت ميمونة فقام النب صلى ال عليه وسلم يصلي من
الليل فقمت أصلي معه ،فقمت عن يساره ،فأخذ برأسي فأقامن عن يينه ( ) 2رواه
الماعة .وعن أب سعيد وأب هريرة قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :من
استيقظ من الليل فأيقظ أهله فصليا ركعتي جيعا كتبا من الذاكرين ال كثيا
والذاكرات ) رواه أبو داود .وعن أب سعيد أن رجل دخل السجد وقد صلى رسول ال
صلى ال عليه وسلم بأصحابه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :من يتصدق على
192
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ذا فيصلي معه ؟ ) فقام رجل من القوم فصلى معه .رواه أحد وأبو داود والترمذي
وحسنه .وروى ابن أب شيبة :أن أبا بكر الصديق هو الذي يصلي معه وقد استدل
( هامش ) ( ) 2ف الديث دليل على جواز الئتمام بن ل ينو المامة وانتقاله إماما بعد
دخوله منفردا ل فرق ف ذلك بي الفريضة والنافلة .وف البخاري عن عائشة أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم كان يصلي ف حجرته وجدار الجرة قصي فرأى الناس شخص
رسول الصلى ال عليه وسلم فقام ناس يصلون بصلته فأصبحوا فتحدثوا ،فقام رسول
ال صلى ال عليه وسلم يصلي الليلة الثانية فقام ناس يصلون بصلته / ) . ( .صفحة
/ 233الترمذي بذا الديث على جواز أن يصلي القوم جاعة ف مسجد قد صلي فيه .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 233
قال :وبه يقول أحد وإسحاق .وقال آخرون من أه ل العلم يصلون فرادى وبه يقول
سفيان ومالك وابن البارك والشافعي ( ( . ) 1هامش ) ( ) 1وأما تعدد الماعة ف
وقت واحد ومكان واحد فإنه من الجمع على حرمته لنافاته لغرض الشارع من مشروعية
الماعة ولوقوعه على خلف الشروع ) 8 ( ) . ( .جواز انتقال المام مأموما :يوز
للمام أن ينتقل مأموما إذا استخلف فحضر المام الراتب ،لديث الشيخي عن سهل بن
سعد ( :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذهب إل بن عمرو بن عوف ليصلح بينهم ،
فحانت الصلة فجاء الؤذن إل أب بكر فقال :أتصلي بالناس فأقيم ؟ قال :نعم .قال
فصلى أبو بكر فجاء رسول ال صلى ال عليه وسلم والناس ف الصلة فتخلص حت وقف
ف الصف ،فصفق الناس ،وكان أبو بكر ل يلتفت ف الصلة ،فلما أكثر الناس التصفيق
التفت فرأى رسول ال صلى ال عليه وسلم فأشار إليه رسول ال :أن امكث مكانك ،
فرفع أبو بكر يديه فحمد ال على ما أمره به رسول ال صلى ال عليه وسلم من ذلك ،ث
استأخر أبو بكر حت استوى ف الصف وتقدم النب صلى ال عليه وسلم فصلى ث انصرف
،فقال ( :يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك ؟ ) فقال أبو بكر :ما كان لبن أب
قحافة أن يصلي بي يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم ( :مال رأيتكم أكثرت التصفيق ؟ من نابه شئ ف صلته فليسبح فإنه إذا سبح
193
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
التفت إليه وإنا التصفيق للنساء ( ( . ) ) 2هامش ) ( ) 2ف الديث دليل على أن
الشي من صف إل صف يليه ل يبطل الصلة .وأن حد ال تعال لمر يدث والتنبيه
بالتسبيح جائزان ،وأن الستخلف ف الصلة لعذر جائز من طريق الول لن قصاراه
وقوعها بإمامي ،وفيه جواز كون الرء ف بعض صلته إماما وف بعضها مأموما ،وجواز
رفع اليدين ف الصلة عند الدعاء والثناء .وجواز اللتفات للحاجة ،وجواز ماطبة
الصلي بالشارة ،وجواز المد والشكر على الوجاهة ف الدين ،وجواز إمامة الفضول
الفاضل ،وجواز العمل القليل ف الصلة . . .أفاده الشوكان / ) . ( .صفحة / 234
( ) 9إدراك المام :من أدرك المام كب تكبية الحرام ( ) 1قائما ودخل معه على
الالة الت هو عليها ( ، ) 2ول يعتمد بركعة حت يدرك ركوعها سواء أدرك الركوع
بتمامه مع المام أو انن فوصلت يداه إل ركبتيه قبل رفع المام ،فعن أب هريرة قال ،
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :إذا جئتم إل الصلة ونن سجود فاسجدوا ول
تعدوها شيئا ( ) 3ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلة ) رواه أبو داود وابن خزية ف
صحيحه والاكم ف الستدرك ،وقال صحيح .والسبوق يصنع مثل ما يصنع المام
فيقعد معه العقود الخي ،ويدعو ول يقوم حت يسلم ،ويكب إذا قام لتام ما عليه ( . .
هامش ) ( ) 1وأما تكبية النتقال فإن أتى با فحسن وإل كفته تكبية الحرام ) 2 ( .
وتقق له فضيلة الماعة وتوابا بإدراك تكبية الحرام قبل سلم المام ) 3 ( .ول
تعدوها شيئا :أي أن من أدرك المام ساجدا وافقه ف السجود ول يعد ذلك ركعة ،
ومن أدرك الركعة :أي الركوع مع المام ،فقد أدرك الصلة :أي الركعة وحسبت له
) 10 ( ) . ( .أعذار التخلف عن الماعة :يرخص التخلف عن الماعة عند حدوث
حالة من الالت التية 1 :و - 2البد أو الطر ،فعن ابن عمر عن النب صلى ال عليه
وسلم أنه كان يأمر النادي فينادي بالصلة .ينادي ( :صلوا ف رحالكم ،ف الليلة
الباردة الطية ف السفر ) رواه الشيخان .وعن جابر قال :خرجنا مع رسول ال صلى
ال عليه وسلم ف سفر فمطرنا فقال ( ليصل من شاء منكم ف رحله ) ( ) 4رواه أحد
ومسلم وأبو داود والترمذي ،وعن ابن عباس أنه قال لؤذنه ف يوم مطي إذا قلت :أشهد
أن ممدا رسول ال فل تقل حي على الصلة قل :صلوا ف بيوتكم قال :فكأن الناس
194
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
استنكروا ذلك .فقال :أتعجبون من ذا ؟ فقد فعل ذا من هو خي من :النب صلى ال
عليه وسلم .إن الماعة عزمة ،وإن كرهت أن أخرجكم فتمشوا ف الطي والدحض .
رواه الشيخان ،ولسلم :أن ابن عباس أمر مؤذنه ف يوم جعة ف يوم مطي ( .هامش )
( ) 4ف رحله :أي ف منله / ) . ( .صفحة / 235ومثل البد الر الشديد والظلمة
والوف من ظال .قال ابن بطال :أجع العلماء على أن التخلف عن الماعة ف شدة
الطر والظلمة والريح وما أشبه ذلك ،مباح - 3 .حضور الطعام ،لديث ابن عمر قال
،قال النب صلى ال عليه وسلم ( إذا كان أحدكم على الطعام فل يعجل حت يقضي
حاجته منه وإن أقيمت الصلة ) رواه البخاري - 4 .مافعة الخبثي .فعن عائشة قالت
:سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول ( :ل صلة بضرة طعام ،ول وهو يدافع
الخبثي ) ( ) 1رواه أحد
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 235
ومسلم وأبو داود - 5 .وعن أب الدرداء قال ( :من فقه الرجل إقباله على حاجته ،
حت يقبل على صلته وقلبه فارغ ) .رواه البخاري ( .هامش ) ( ) 1وهو يدافع
الخبثي :أي البول والغائط ) 11 ( ) . ( .الحق بالمامة :الحق بالمامة القرأ
لكتاب ال ،فإن استووا ف القراءة فالعلم بالسنة ،فإن استووا ،فالقدم هجرة ،فإن
استووا ،فالقدم هجرة ،فإن استووا ،فالكب سنا - 1 .فعن أب سعيد قال ،قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :إذا كانوا ثلثة فليؤمهم أحدهم ،وأحقهم بالمامة
اقرؤهم ) رواه أحد ومسلم والنسائي .والراد بالقرأ الكثر حفظا لديث عمرو بن
سلمة ،وفيه ( :ليؤمكم أكثركم قرآنا ) - 2 .وعن ابن مسعود قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم :يؤم القوم أقرؤهم لكتاب ال ،فإن كانوا ف القراءة سواء ،
فأعلمهم ،بالسنة ،فإن كانوا ف السنة سواء ،فأقدمهم هجرة ،فإن كانوا ف الجرة
سواء ،فأقدمهم سنا ول يؤمن الرجل الرجل ف سلطانه ،ول يقعد ف بيته على تكرمته (
) 2إل بإذنه ) .وف لفظ ( :ل يؤمن الرجل الرجل ف أهله ول ( هامش ) ( ) 2
التكرمة :ما يفرش لصاحب النل ويبسط له خاصة / ) . ( .صفحة / 236سل 4انه
195
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
) رواه أحد ومسلم ،ورواه سعيد بن منصور ،لكن قال فيه ( :ل يؤم الرجل الرجل ف
سلطانه إل بإذنه ،ول يقعد على تكرمته ف بيته إل بإذنه ،ومعن هذا أن السلطان
وصاحب البيت والجلس وإمام الجلس أحق بالمامة من غيه ،ما ل يأذن واحد منهم .
فعن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ل يل لرجل يؤمن بال واليوم
الخر أن يؤم قوما إل بإذنم ،ول يص نفسه بدعوة دونم فإن فعل فقد خانم ) رواه
أبو داود ) 12 ( .من تصح إمامتهم :تصح إمامة الصب الميز ،والعمى ،والقائم
بالقاعد ،والقاعد بالقائم ،والفترض بالتنفل ،والتنفل بالفترض والتوضئ بالتيمم ،
والتيمم بالتوضئ والسافر بالقيم ،والقيم بالسافر ،والفضول بالفاضل فقد صلى عمرو
بن سلمة بقومه وله من العمر ست أو سبع سني ،واستخلف رسول ال صلى ال عليه
وسلم ابن أم مكتوم على الدينة مرتي يصلي بم ،وهو أعمى ،وصلى رسول ال صلى
ال عليه وسلم خلف أب ي بكر ف مرضه الذي مات فيه قاعدا ،وصلى ف بيته جالسا
وهو مريض وصلى وراءه قوم قياما فأشار إليهم أن اجلسوا فلما انصرف قال ( :إنا
جعل المام ليؤت به :فإذا ركع فاركعوا ،وإذا رفع فارفعوا وإذا صلى جالسا فصلوا
جلوسا وراءه ) ( ) 1وكان معاذ يصلي مع النب صلى ال عليه وسلم الخرة ث يرجع
إل قومه فيصلي بم تلك الصلة ،فكانت صلته له تطوعا ولم فريضة العشاء .وعن
مجن بن الدرع قال :أتيت النب صلى ال عليه وسلم وهو ف السجد فحضرت
الصلة ،فصلى ول أصل فقال ل ( :أل صليت ) ؟ قلت يا رسول ال إن قد صليت ف
الرحل ث أتيتك .قال ( :إذا جئت فصل معهم واجعلها نافلة ) .ورأى رسول ال صلى
ال عليه وسلم رجل يصلي وحده فقال ( :أل رجل يتصدق على هذا فيصلي معه )
وصلى عمرو بن العاص إماما وهو متيمم وأقره الرسول صلى ال عليه وسلم .على
ذلك ،وصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم بالناس بكة زمن الفتح ركعتي ركعتي
( هامش ) ( ) 1مذهب إسحاق والوزاعي وابن النذر والظاهرية أنه ل يوز اقتداء
القادر على القيام بالالس لعذر ،بل عليه أن يلس تبعا له ،لذا الديث .وقيل إنه
منسوخ / ) . ( .صفحة / 237إل الغرب وكان يقول ( :يا أهل مكة قوموا فصلوا
ركعتي أخريي فإنا قوم سفر ) .وإذا صلى السافر خلف القيم أتى الصلة أربعا ولو
196
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أدرك معه أقل من ركعة ،فعن ابن عباس أنه سئل :ما بال السافر يصلي ركعتي إذا
انفرد وأربعا إذا ائتم بقيم ؟ فقال :تلك السنة .وف لفظ أنه قال له موسى بن سلمة :
إنا إذا كنا معكم صلينا أربعا وإذا رجعنا صلينا ركعتي ؟ .فقال تلك سنة أب القاسم
صلى ال عليه وسلم .رواه أحد ) 13 ( .من ل تصح إمامتهم :ل تصح إمامة معذور
( ) 1لصحيح ول لعذور مبتلى بغي عذره ( ) 2عند جهور العلماء .وقالت الالكية
تصح إمامته للصحيح مع الكراهة ( .هامش ) ( ) 1كمن به انطلق البطن أو سلس
البول أو انفلت الريح ) 2 ( .كاقتداء من به سلس بن به انفلت ريح ) 14 ( ) . ( .
إستحباب إمامة الرأة للنساء :فقد كانت عائشة رضي ال عنها تؤم النساء وتقف معهن
ف الصف ،وكانت أم سلمة تفعله ،وجعل رسول ال صلى ال عليه وسلم ورقة مؤذنا
يؤذن لا وأمرها أن تؤم أهل دارها ف الفرائض ) 15 ( .إمامة الرجل النساء فقط :
روى أبو يعلى والطبان ف الوسط بسند حسن أب بن كعب جاء إل
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 237
النب صلى ال عليه وسلم فقال :يا رسول ال عملت الليلة عمل .قال ( :ما هو ) قال
:نسوة معي ف الدار قلن إنك تقرأ ول نقرأ فصل بنا ،فصليت ثانيا والوتر .فسكت
النب صلى ال عليه وسلم قال :فرأينا سكوته رضا ) 16 ( .كراهة إمامة الفاسق
والبتدع :روى البخاري ان ابن عمر كان يصلي خلف الجاج .وروى مسلم أن أبا
سعيد الدري صلى خلف مروان صلة العيد ،وصلى ابن مسعود خلف الوليد ابن عقبة
بن أب معيط -وقد كان يشرب المر ،وصلى بم يوما الصبح أربعا /صفحة / 238
وجلده عثمان بن عفان على ذلك -وكان الصحابة والتابعون يصلون خلف ابن عبيد ،
وكان متهما باللاد وداعيا إل الضلل ،والصل الذي ذهب إليه العلماء أن كل من
صحت صلته لنفسه صحت صلته لغيه ،ولكنهم مع ذلك كرهوا الصلة خلف
الفاسق والبتدع ،لا رواه أبو داود وابن حبان وسكت عنه أبو داود والنذري عن
السائب بن خلد أن رجل أم قوما فبصق ف القبلة ورسول ال صلى ال عليه وسلم ينظر
إليه ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ل يصلي لكم ) ( ) 1فأراد بعد ذلك أن
197
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يصلي بم ،فمنعوه وأخبوه يقول النب صلى ال عليه وسلم فذكر ذلك للنب فقال :
( نعم ،إنك آذيت ال ورسوله ) ( .هامش ) ( ) 1ل يصلي لكم :نفي بعن النهى .
( ) 17 ( ) .جواز مفارقة المام لعذر :يوز لن دخل الصلة مع المام أن يرج منها
بنية الفارقة ويتمها وحده ذا أطال المام الصلة .ويلحق بذه الصورة حدوث مرض أو
خوف ضياع مال أو تلفه أو فوات رفقة أو حصول غلبة نوم ،ونو ذلك .لا رواه
الماعة عن جابر قال :كان معاذ يصلي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة العشاء
ث يرجع إل قومه فيؤمهم ،فأخر النب صلى ال عليه وسلم العشاء فصلى معه ث رجع إل
قومه فقرأ سورة البقرة فتأخر رجل فصلى وحده فقيل له .نافقت يا فلن ،قال :ما
نافقت ،ولكن لتي رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبه :فأتى النب صلى ال عليه
وسلم فذكر له ذلك فقال ( :أفتان أنت يا معاذ ،أفتان أنت يا معاذ ،اقرأ سورة كذا
وكذا ) ) 18 ( .ما جاء ف إعادة الصلة مع الماعة :عن يزيد السود قال :صلينا مع
النب صلى ال عليه وسلم الفجر بن فجاء رجلن حت وقفا على رواحلهما ،فأمر النب
صلى ال عليه وسلم فجئ بما تريد فرائصهما ( ) 2فقال لما ( :ما منعكما أن تصليا
مع الناس . . .ألستما مسلمي ؟ ) قال :بلى يا رسول ال إنا كنا قد صلينا ف رحالنا .
فقال لما ( :إذا صليتما ف حالكما ث أتيتما المام فصليا معه فإنا لكما نافلة ) .
( هامش ) ( ) 2أي يضطرب اللحم الذي بي النب والكتف من الوف / ) . ( .
صفحة / 239رواه أحد وأبو داود .ورواه النسائي والترمذي بلفظ ( :إذا صليتما ف
رحالكما ث أتيتما مسجد جاعة فصليا معهم ،فإنا لكما نافلة ) قال الترمذي :حديث
حسن صحيح وصححه أيضا ابن السكن .ففي هذا الديث دليل على مشروعية إعادة
الصلة بنية التطوع لن صلى الفرض ف جاعة أو منفردا إذا أدرك جاعة أخرى ف السجد
:وقد روى أن حذيفة أعاد الظهر والعصر والغرب ،وقد كان صلها ف جاعة ،كما
روي عن أنس أنه صلى مع أب موسى الصبح ف الربد ( ) 1ث انتهيا إل السجد الامع
فأقيمت الصلة فصليا مع الغية بن شعبة .وأما قول الرسول صلى ال عليه وسلم ف
الديث الصحيح ( :ل تصلوا صلة ف يوم مرتي ) فقد قال ابن عبد الب :اتفق أحد
وإسحاق أن ذلك أن يصلي الرجل صلة مكتوبة عليه ث يقوم بعد الفراغ فيعيدها على
198
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الفرض أيضا .وأما من صلى الثانية مع الماعة على أنا نافلة اقتداء بالنب ف أمره بذلك
فليس ذلك من إعادة الصلة ف اليوم مرتي لن الول فريضة والثانية نافلة ،فل إعادة
حينئذ ( .هامش ) ( ) 1الربد :موضع تفيف البوب والتمر ( الرن ) 19 ( ) . ( .
) استحباب انراف المام عن يينه أو شاله بعد السلم ث انتقاله من مصله ( : ) 2
لديث قبيضة بن وهب عن أبيه قال :كان النب صلى ال عليه وسلم يؤمنا فينصرف على
جانبيه جيعا ،على يينه وعلى شاله .رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وقال :حديث
حسن .وعليه العمل عند أهل العلم أنه ينصرف على أي جانبيه شاء .وقد صح المران
عن النب صلى ال عليه وسلم .وعن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا سلم ل
يقعد ال مقدار ما يقول ( :اللهم أنت السلم ومنك السلم تباركت يا ذا اللل
والكرام ) .رواه أحد ومسلم والترمذي وابن ماجة ،وعند أحد والبخاري عن أم
سلمة قالت ( :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا سلم قام النساء حي يقضي
تسليمه وهو يكث ( هامش ) ( ) 2وبعد الغرب والصبح ل ينتقل حت يقول ( ل إله
إل ال وحده ل شريك له له اللك وله
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 239
المد ييي وييت وهو على كل شئ قدير ) عشرا ،لن الفضيلة الترتبة على الفعل
مقيدة بقولا قبل أن يثن رجله / ) . ( .صفحة / 240ف مكانه يسيا قبل أن يقوم .
قالت :فنرى -وال أعلم -أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال
) 20 ( .علو المام أو الأموم :يكره أن يقف المام أعلى من الأموم ،فعن أب مسعود
النصاري قال ( :نى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يقوم المام فوق شئ والناس
خلفه ) يعن أسفل منه ،رواه الدار قطن وسكت عنه الافظ ف التلخيص .وعن هام
ابن الارث أن حذيفة أم الناس بالدائن على دكان ( ) 1فأخذ أبو مسعود بقميصه
فجبذه ( ) 2فلما فرغ من صلته قال :أل تعلم أنم كانوا ينهون عن ذلك ؟ قال :
بلى ،فذكرت حي جذبتن .رواه أبو داود والشافعي والبيهقي وصححه الاكم وابن
خزية وابن حبان .فإن كان للمام غرض من ارتفاعه على الأموم فإنه ل كراهة حينئذ ،
199
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فعن سهل بن سعد الساعدي قال ( :رأيت النب صلى ال عليه وسلم جلس على النب
أول يوم وضع فكب وهو عليه ث ركع ث نزل القهقهري ( ) 3وسجد ف أصل النب ث
عاد فلما فرغ أقبل عن الناس فقال ( :أيها الناس إنا صنعت هذا لتأتوا ب ولتتعلموا
صلت ) رواه أحد والبخاري ومسلم .وأما ارتفاع الأموم على المام فجائز ،لا رواه
سعيد بن منصور والشافعي والبيهقي وذكره البخاري تعليقا عن أب هريرة أنه صلى على
ظهر السجد بصلة المام .وعن أنس أنه كان يمع ف دار أب نافع عن يي السجد ف
غرفة قدر قامة منها لا باب مشرف على مسجد بالبصرة فكان أنس يمع فيها ويأت
بالمام ،وسكت عليه الصحابة .رواه سعيد بن منصور ف سننه .قال الشوكان :وأما
ارتفاع الؤت فإن كان مفرطا بيث يكون فوق ثلثائة ذراع على وجه ل يكن الؤت
العلم بأفعال المام فهو منوع بالجاع من غي فرق بي السجد وغيه ،وإن كان دون
ذلك القدار فالصل الواز حت يقوم ( هامش ) ( ) 1الدائن :مدينة كانت بالعراق ،
دكان .مكان مرتفع ) 2 ( .جبذه :أخذه بشدة ) 3 ( .القهقرى :الشي إل اللف .
( / ) .صفحة / 241دليل على النع ،ويعضد هذا الصل فعل أب هريرة الذكور ول
ينكر عليه ) 21 ( .اقتداء الأموم بالمام مع الائل بينهما :يوز اقتداء الأموم بالمام
وبينهما حائل إذا علم انتقالته برؤية أو ساع ( . ) 1قال البخاري ،قال السن :ل
بأس أن تصلي وبينك وبينه نر .وقال أبو ملز :يأت بالمام وان كان بينهما طريق أو
جدار إذا سع تكبية الحرام .انتهى .وقد تقدم حديث صلة النب صلى ال عليه وسلم
والناس يأتون به من وراء الجرة يصلون بصلته ) 22 ( .حكم الئتمام بن ترك فرضا
:تصح إمامة من أخل بترك شرط أو ركن إذا أت الأموم وكان غي عال با تركه المام ،
لديث أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :يصلون بكم ،فإن أصابوا فلكم
ولم ،وان أخطأوا فلكم وعليهم ) رواه أحد والبخاري .وعن سهل قال ،سعت
رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ( :المام ضامن فإن أحسن فله ولم ،وإن أساء
فعليه ) يعن ول عليهم ،رواه ابن ماجة .وصح عن عمر أنه صلى بالناس وهو جنب ،
ول يعلم ،فأعاد ول يعيدوا ) 23 ( .الستخلف :إذا عرض للمام وهو ف الصلة
عذر كأن ذكر أنه مدث ،أو سبقه الدث فله أن يستخلف غيه ليكمل الصلة
200
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بالأمومي .فعن عمرو بن ميمون قال :إن لقائم ما بين وبي عمر -غداة أصيب -إل
عبد ال بن عباس فما هو إل أن كب فسمعته يقول :قتلن أو أكلن الكلب حي طعنه
وتناول عمر عبد الرحن بن عوف فقدمه فصلى بم صلة خفيفة .رواه البخاري .وعن
أب رزين قال :صلى علي ذات يوم فرعف فأخذ بيد رجل فقدمه ث انصرف ،رواه
سعيد بن منصور .وقال أحد :ان استخلف المام فقد استخلف عمر وعلي ،وإن صلوا
وحدانا فقد طعن معاوية وصلى الناس وحدانا من حيث طعن ،وأتوا صلتم .
( هامش ) ( ) 1أفت العلماء بعدم الصحة خلف الراديو / ) . ( .صفحة / 242
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 242
( ) 24من أم قوما يكرهونه :جاءت الحاديث تظر أن يؤم رجل جاعة وهم له
كارهون ،والعبة بالكراهة الكراهة الدينية الت لا سبب شرعي ،فعن ابن عباس عن
رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ( :ثلثة ل ترفع صلتم فوق رؤوسهم شبا :
رجل أم قوما وهم له كارهون ،وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط .وأخوان متصارمان
) رواه ابن ماجه ،قال العراقي :إسناده حسن .وعن عبد ال ابن عمرو أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم كان يقول ( :ثلثة ل يقبل ال منهم صلة :من تقدم قوما وهم له
كارهون ،ورجل أتى الصلة دبارا ( ) 1ورجل اعتبد مرره ( ) ) 2رواه أبو داود
وابن ماجه .قال الترمذي :وقد كره قوم أن يؤم الرجل قوما وهم له كارهون ،فإذا
كان المام غي ظال فإنا الث على من كرهه ( .هامش ) ( ) 1الدبار :أن يأتيها بعد
أن تفونه ) 2 ( .اتذ عبده العتق عبدا .موقف المام والأموم ( ) 1استحباب وقوف
الواحد عن يي المام والثني فصاعدا خلفه :لديث جابر ،قال :قام رسول ال صلى
ال عليه وسلم ليصلي فجئت فقمت على يساره فأخذ بيدي فأدارن حت أقامن عن يينه
ث جاء جابر بن صخر فقام عن يسار رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخذ بأيدينا جيعا
فدفعنا حت أقامنا خلفه ،رواه مسلم وأبو داود .وإذا حضرت الرأة الماعة وقفت
وحدها خلف الرجال ول تصف معهم فإن خالفت صحت صلتا عند المهور .قال
أنس :صليت أنا ويتيم ف بيتنا خلف النب صلى ال عليه وسلم وأمي أم سليم خلفنا ،
201
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وف لفظ :فصففت أنا واليتيم خلفه ،والعجوز من ورائنا .رواه البخاري ومسلم ( .
) 2استحباب وقوف المام مقابل لوسط الصف وقرب أول الحلم والنهي منه :
لديث أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :وسطوا المام /صفحة / 243
وسدوا اللل ( ) 1رواه أبو داود وسكت عنه هو والنذري .وعن ابن مسعود أن النب
صلى ال عليه وسلم قال ( :ليلين ( ) 2منكم أولوا الحلم والنهي ،ث الذين يلونم ،
ث الذين يلونم ،وإياكم وهيشات السواق ( ) ) 3رواه أحد ومسلم وأبو داود
والترمذي .وعن أنس قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يب أن يليه الهاجرون
والنصار ليأخذوا عنه .رواه أحد وأبو داود .والكمة ف تقدي هؤلء ليأخذوا عن
المام ويقوموا بتنبيهه إذا أخطأ ويستخلف منهم إذا احتاج إل استخلف ( .هامش ) (
) 1اللل :مابي الثني من التباع ) 2 ( .ليلين :أي ليقرب من .والنهي جع نية
وهي العقل .والحلم والنهي بعن واحد ) 3 ( .هيشات السواق :اختلط الصوات
كما يقع ف السواق ) 3 ( ) . ( .موقف الصبيان والنساء من الرجال :كان رسول ال
صلى ال عليه وسلم يعل الرجال قدام الغلمان ،والغلمان خلفهم ،والنساء خلف
الغلمان ( ) ) 4رواه أحد وأبو داود .وروى الماعة إل البخاري عن أب هريرة أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :خي صفوف الرجال أولا ،وشرها آخرها ،
وخي صفوف النساء آخرها وشرها أولا ) .وإنا كان خي صفوف النساء آخرها لا ف
ذلك من البعد عن مالطة الرجال بلف الوقوف ف الصف الول فإنه مظنة الخالطة لم
( .هامش ) ( ) 4وإذا كان صب واحد دخل مع الرجال ف الصف ) 4 ( ) . ( .
صلة الفرد خلف الصف :من كب للصلة خلف الصف ث دخله وأدرك فيه الركوع مع
المام صحت صلته ،فعن أب بكرة أنه انتهى إل النب صلى ال عليه وسلم وهو راكع ،
فركع قبل أن يصل إل الصف ،فذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فقال ( :زادك ال
حرصا ول تعدد ) ( ) 5رواه أحد والبخاري وأبو داود والنسائي .وأما من صلى
منفردا عن الصف فإن المهور يري صحة صلته ( هامش ) ( ) 5قيل ل تعد ف تأخي
الجئ إل الصلة ،وقيل ل تعد إل دخولك ف الصف وأنت راكع ،وقيل ل تعد إل
التيان إل الصلة مسرعا / ) . ( .صفحة / 244مع الكراهة .وقال أحد وإسحاق
202
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وأحد وابن أب ليلى ووكيع والسن بن صال والنخعي وابن النذر :من صلى ركعة
كاملة خلف الصف بطلت صلته .فعن وابصة :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى
رجل يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد الصلة .رواه المسة إل النسائي .
ولفظ أحد قال :سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن رجل صلى خلف الصف
وحده ؟ فقال ( يعيد الصلة ) وحسن هذا الديث الترمذي ،وإسناد أحد جيد .وعن
علي بن شيبان أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى رجل يصلي خلف الصف فوقف
حت انصرف الرجل فقال له ( :استقبل صلتك فل صلة لفرد خلف الصف ) .رواه
أحد وابن ماجة والبيهقي ،قال أحد :حديث حسن ،وقال ابن سيد الناس :رواته
ثقات معروفون .وتسك المهور بديث أب بكرة قالوا لنه أتى ببعض الصلة خلف
الصف ول يأمره النب صلى ال عليه وسلم بالعادة
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 244
فيحمل المر بالعادة على جهة الندب مبالغة ف الحافظة على ما هو الول .قال
الكمان بن المام :وحل أئمتنا حديث وابصة على الندب وحديث علي بن شيبان على
نفي الكمال ليوافقا حديث أب بكرة ،إذ ظاهره عدم لزوم العادة لعدم أمره با .ومن
حضر ول يد سعة ف الصف ول فرجة فقيل :يقف منفردا ويكره له جذب أحد ،وقيل
يذب واحدا من الصف عالا بالكم بعد أن يكب تكبية الحرام .ويستحب للمجذوب
موافقته ) 5 ( .تسوية الصفوف وسد الفرج :يستحب للمام أن يأمر بتسوية الصفوف
وسد اللل قبل الدخول ف الصلة .فعن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقبل
علينا بوجهه قبل أن يكب فيقول ( :تراصوا واعتدلوا ) رواه البخاري ومسلم .ورويا عنه
أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تام الصلة )
.وعن النعمان بن بشي قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يسوينا ف الصفوف
كما يقوم القدح ( ) 1حت إذا ظن أن قد أخذنا ذلك عنه وفقهنا أقبل ذات يوم بوجهه
إذا رجل منتبذ بصدره ( ) 2فقال ( :لستون ( هامش ) ( ) 1الغرض من ذلك البالغة
ف تسوية الصفوف ) 2 ( .منتبذ :بارز / ) . ( .صفحة / 245صفوفكم أو ليخالفن
203
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ال بي وجوهكم ) ( ) 1رواه المسة وصححه الترمذي ،وروى أحد والطبان بسند
ل بأس به عن أب أمامة قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :سووا صفوفكم ،
وحاذوا بي مناكبكم ( ) 2لينوا ف أيدي إخوانكم وسدوا اللل فإن الشيطان يدخل
فيما بينكم بنلة الذف ) ( ) 3وروى أبو داود والنسائي والبيهقي عن أنس أن النب
صلى ال عليه وسلم قال ( :أتوا الصف القدم ث الذي يليه فما كان من نقص فليكن ف
الصف الؤخر ) وروى البزار بسند حسن عن ابن عمر قال ( :ما من خطوة أعظم أجرا
من خطوة مشاها رجل إل فرجة ف الصف فسدها ،وروى النسائي والاكم وابن خزية
عنه قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :من وصل صفا وصله ال ،ومن قطع
صفا قطعه ال ) وروى الماعة إل البخاري والترمذي عن جابر بن سرة قال :خرج
علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ( :أل تصفون كما تصفت اللئكة عند ربا ؟
) فقلنا :يا رسول ال كيف تصف اللئكة عند ربا ؟ قال ( :يتمون الصف الول
ويتراصون ف الصف ) ( .هامش ) ( ) 1والراد من مالفة الوجوه :حصول العداوة
والتنافر والبغضاء ) 2 ( .أي اجعلوا بعضها حذاء بعض بيث يكون منكب كل واحد
من الصلي ماذيا وموازيا لنكب الخر ) 3 ( .الذف :أولد الضأن الصغار ( ) . ( .
) 6الترغيب ف الصف الول وميامن الصفوف :تقدم قول رسول ال صلى ال عليه
وسلم ( :لو يعلم الناس ما ف النداء والصف الول ث ل يدوا إل أن يستهموا عليهما
لستهموا ) الديث .وعن أب سعيد الدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى ف
أصحابه تأخرا عن الصف الول فقال لم ( :تقدموا فائتموا ب وليأت بكم من وراءكم ،
ول يزال قوم يتأخرون حت يؤخرهم ال عزوجل ) رواه مسلم والنسائي وأبو داود وابن
ماجه ،وروى أبو داود وابن ماجه عن عائشة قالت ،قالت رسول ال صلى ال عليه
وسلم ( :إن ال وملئكته يصلون على الذين يصلون على ميامن الصفوف ) وعند أحد
والطبان بسند صحيح عن أب أمامة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إن ال
وملئكته يصلون على الصف الول ) قالوا :يا رسول ال وعلى /صفحة / 246
الثان ؟ قال ( :إن ال وملئكته يصلون على الصف الول ) قالوا :يا رسول ال وعلى
الثان ؟ قال ( وعلى الثان ) ) 7 ( .التبليغ خلف المام :يستحب التبليغ خلف المام
204
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عند الاجة إليه بأن ل يبلغ صوت المام الأمومي :أما إذا بلغ صوت المام الماعة فهو
حينئذ بدعة مكروهة باتفاق الئمة .الساجد - 1ما اختص ال به هذه المة أن جعل
لا الرض طهورا ومسجدا فأيا رجل من السلمي أدركته الصلة فليصل حيث أدركته .
قال أبو ذر :قلت :يا رسول ال أي مسجد وضع ف الرض أول ؟ قال ( :السجد
الرام ) .قلت :ث أي ؟ قال ( :ث السجد القصى ) قلت :كم بينهما ؟ قال :
( أربعون سنة ) ث قال ( :أينما أدركتك الصلة فصل فهو مسجد ) وف رواية :
( فكلها مسجد ) رواه الماعة ) 2 ( .فضل بنائها - 1 :عن عثمان أن النب صلى ال
عليه وسلم قال ( :من بن ل مسجدا يبتغي به وجه ال بن ال له بيتا ف النة ) متفق
عليه - 2 .وروى أحد وابن حبان والبزار بسند صحيح عن ابن عباس أن النب صلى ال
عليه وسلم قال ( :من بن ل مسجدا ولو كمفحص قطاة لبيضها ( ) 1بن ال له بيتا ف
النة ) ( .هامش ) الفحص :الوضع الذي تبيض فيه القطاة .والقطاة :طائر ( ) 2 ( .
ولتستثفر ) أي تشد خرقة على فرجها ) 3 ( ) . ( .الدعاء عند التوجه إليها :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 246
يسن الدعاء حي التوجه إل السجد با يأت - 1 :قالت أم سلمة :كان رسول ال
صلى ال عليه وسلم إذا خرج من /صفحة / 247بيته قال ( :بسم ال ( ) 1توكلت
على ال ،اللهم إن أعوذ بك أن أضل أو أضل ،أو أزل أو أزل ،أو أظلم أو أظلم أو
أجهل أو يهل علي ) .رواه أصحاب السنن وصححه الترمذي - 2 .وروى أصحاب
السنن الثلثة وحسنه الترمذي عن أنس قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :من
قال إذا خرج من بيته :بسم ال ،توكلت على ال ،ول حول ول قوة إل بال .يقال له
:حسبك ! . .هديت ،وكفيت ،ووفيت ،تنحى عنه الشيطان ) - 3 .روى
البخاري ومسلم عن ابن عباس أن النب صلى ال عليه وسلم خرج إل الصلة وهو يقول
( :اللهم اجعل ف قلب نورا ،وف بصري نورا ،وف سعي نورا ،وعن يين نورا ،
وخلفي نورا وف عصب نورا ،وف لمي نورا ،وف دمي نورا ،وف شعري نورا ،وف
بشري نورا ) .وف رواية لسلم ( :اللهم اجعل ف قلب نورا ،وف لسان نورا ،واجعل
205
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ف سعي نورا ،وف بصري نورا ،واجعل من خلفي نورا ،ومن أمامي نورا ،واجعل من
فوقي نورا ،ومن تت نورا :اللهم أعطن نورا ) - 4 .وروى أحد وابن خزية وابن
ماجه حسنه الافظ عن أب سعيد أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا خرج الرجل
من بيته إل الصلة فقال :أللهم إن أسألك بق السائلي عليك وبق مشاي هذا ،فإن
ل أخرج أشرا ول بطرا ( ) 2ول رياء ول سعة ،خرجت اتقاء سخطك ،وابتغاء
مرضاتك أسألك أن تنقذن من النار ،وأن تغفر ل ذنوب إنه ل يغفر الذنوب إل أنت ،
وكل ال به سبعي ألف ملك يستغفرون له ،وأقبل ال عليه بوجهه حت يقضي صلته )
( .هامش ) ( ) 1يصح الدعاء بذا سواء كان خارجا إل السجد أو إل غي السجد .
( ) 2الشر والبطر :جحود النعم وعدم شكرها ) 4 ( ) . ( .الدعاء عند دخولا وعند
الروج منها :يسن لن أراد دخول السجد أن يدخل برجله اليمن ويقول :أعوذ بال /
صفحة / 248العظيم وبوجهه الكري ،وسلطانه القدي ،من الشيطان الرجيم .بسم ال
:أللهم صل على ممد :اللهم اغفر ل ذنوب وافتح ل أبواب رحتك .وإذا أراد الروج
خرج برجله اليسرى ويقول :بسم ال :اللهم صل على ممد :اللهم اغفر ل ذنوب
وافتح ل أبواب فضلك :اللهم اعصمن من الشيطان الرجيم ) 5 ( .فضل السعي إليها
واللوس فيها - 1 :روى أحد والشيخان عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم
قال ( :من غدا إل السجد وراح أعد ال له النة نزل كلما غدا وراح ) ( - 2 . ) 1
وروى أحد وابن ماجه وابن خزية وابن حبان والترمذي وحسنه والام وصححه ،عن
أب سعيد أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا رأيتم الرجل يعتاد السجد فاشهدوا له
باليان ) قال ال عزوجل ( :إنا يعمر مساجد ال من آمن بال واليوم الخر ) - 3 .
وروى مسلم عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من تطهر ف بيته ث
مشى إل بيت من بيوت ال ليقضي فريضة من فرائض ال كانت خطواته إحداها تط
خطيئته والخرى ترفع درجته ) - 4 .وروى الطبان والبزار بسند صحيح عن أب
الدرداء أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :السجد بيت كل تقي وتكفل ال لن كان
السجد بيته بالروح والرحة والواز على الصراط إل رضوان ال :إل النة ) - 5 .
وتقدم حديث ( :أل أدلكم على ما يحو ال به الطايا ،ويرفع به الدرجات ) .
206
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( هامش ) ( ) 1من غدا إل السجد وراح :أي ذهب ورجع :والنل :ما يعد للضيف
) 6 ( ) . ( .تية السجد :روى الماعة عن أب قتادة أن النب صلى ال عليه وسلم
قال ( :إذا جاء أحدكم السجد فليصل سجدتي من قبل أن يلس ) / .صفحة / 249
( ) 7أفضلها - 1 :روى البيهقي ( ) 1عن جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :
صلة ف السجد الرام مائة ألف صلة ،وصلة ف مسجدي ألف صلة ،وف بيت
القدس خسمائة صلة ) - 2 .وروى أحد أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :صلة
ف مسجدي هذا أفضل من ألف صلة ف ما سواه من الساجد إل السجد الرام ،
وصلة ف السجد الرام أفضل من صلة ف مسجدي هذا بائة صلة ) - 3 .وروى
الماعة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ل تشد الرحال إل إل ثلثة مساجد :
السجد الرام ،ومسجدي هذا ،والسجد القصى ) ( .هامش ) ( ) 1حسنه
السيوطي ) 8 ( ) . ( .زخرفة الساجد - 1 :روى أحد وأبو داود والنسائي وابن
ماجه وصححه ابن حبان عن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ل تقوم الساعة
حت يتباهى الناس بالساجد ) .ولفظ ابن خزية ( :يأت على الناس زمان يتباهون
بالساجد ( ) 2
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 249
ث ل يعمرونا إل قليل ) - 2 .وروى أبو داود وابن حبان وصححه عن ابن عباس أن
النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ما أمرت بتشييد الساجد ( ) ) 3زاد أبو داود :قال
ابن عباس لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى - 3 .وروى ابن خزية وصححه :
أن عمر أمر ببناء الساجد فقال :أكن الناس من الطر ( ، ) 4وإياك أن تمر أو تصرف
فتفت الناس ( . ) 5رواه البخاري معلقا ( .هامش ) ( ) 2يتباهون :يتفاخرون ( .
) 3ما أمرت بتشييد الساجد :أي برفع بنائها زيادة على الاجة ) 4 ( .أكن الناس من
الطر :أي استرهم ) 5 ( .فتفت الناس :أي تلهيهم ) 9 ( ) . ( .تنظيفها وتطييبها :
- 1روى أحد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان بسند جيد /صفحة / 250
............................................................
207
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 250
عن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم أمر ببناء الساجد ف الدور ،وأمر با أن تنظف
وتطيب .ولفظ أب داود ( :كان يأمرنا بالساجد أن نصنعها ف دورنا ونصلح صنعتها
ونطهرها ،وكان عبد ال يمر السجد إذا قعد عمر على النب ) - 2 .وعن أنس قال ،
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :عرضت علي أجور أمت حت القذاة يرجها
الرجل إل السجد ) رواه أبو داود والترمذي وصححه ابن خزية ) 10 ( .صيانتها :
الساجد بيوت العبادة فيجب صيانتها من القذار والروائح الكريهة .فعند مسلم أن النب
صلى ال عليه وسلم ( :إن هذه الساجد ل تصلح لشئ من هذا البول ول القذر ،إنا
هي لذكر ال وقراءة القرآن ) .وعند أحد بسند صحيح أن النب صلى ال عليه وسلم
قال ( :إذا تنخم أحدكم فليغيب نامته أن تصيب جلد مؤمن أو ثوبه فتؤذيه ) وروى هو
والبخاري عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا قام أحدكم ف الصلة
فل يبزقن أمامه فإنه يناجيه ال تبارك وتعال مادام ف مصله ،ول عن يينه فإن عن يينه
ملكا ،وليبصق عن يساره أو تت قدمه فيدفنها ) وف الديث التفق على صحته عن
جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من أكل الثوم والبصل والكراث ( ) 1فل
يقربن مسجدنا فإن اللئكة تتأذى ما يتأذى منه بنو آدم ) .وخطب عمر يوم المعة
فقال :إنكم أيها الناس تأكلون من شجرتي ل أراها إل خبيثتي ( البصل والثوم ) لقد
رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا وجد ريهما من الرجل أمر به فأخرج إل البقيع
،فمن أكلها فليمتهما طبخا .رواه أحد ومسلم والنسائي ( .هامش ) ( ) 1أكل هذه
الشياء مباح إل أنه يتحتم على من أكلها البعد عن السجد ومتمعات الناس حت تذهب
رائحتها .ويلحق با الروائح الكريهة كالدخان والتجشؤ والبخر ) 11 ( ) . ( .كراهة
نشد الضالة ( ) 2والبيع والشراء والشعر :فعن أب هريرة قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وسلم ( :من سع ( هامش ) ( ) 2نشد الضالة :طلب الشئ الضائع / ) . ( .
صفحة / 251رجل ينشد ضالة ف السجد فليقل :ل ردها ال عليك فإن الساجد ل
تب لذا ) رواه مسلم .وعنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا رأيتم من يبيع أو
يبتاع ف السجد فقولوا له :ل أربح ال تارتك ) رواه النسائي والترمذي وحسنه ،وعن
208
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عبد ال بن عمر قال ( :نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الشراء والبيع ف السجد
وأن تنشد فيه الشعار وأن تنشد فيه الضالة ،ونى عن التحلق قبل الصلة يوم المعة )
رواه ل خسة وصححه الترمذي .والشعر النهي عنه ما اشتمل على هجو مسلم أو مح
ظال أو فحش ونو ذلك .أما ما كان حكمة أو مدحا للسلم أو حثا على بر فإنه ل
بأس به ،فعن أب هريرة أن عمر مر بسان ينشد ف السجد فلحظ إليه ( ) 1فقال :قد
كنت أنشد فيه وفيه من هو خي منك ،ث التفت إل أب هريرة فقال :أنشدك بال ( ) 2
أسعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ( :أجب عن ،اللهم أيده بروح القدس (
) 3؟ قال نعم ) متفق عليه ( .هامش ) ( ) 1فلحظ إليه :أي نظر إليه شزرا ) 2 ( .
أنشدك بال :أي أسألك بال ) 3 ( .روح القدس :جبيل ) 12 ( ) . ( .السؤال
فيها :قال شيخ السلم ابن تيمية :أصل السؤال مرم ف السجد وغيه إل لضرورة فإن
كان به ضرورة وسأل ف السجد ول يؤذ أحدا كتخطية الرقاب ول يكذب فيما يرويه
ول يهر جهرا يضر الناس كأن يسأل والطيب يطب أو وهم يسمعون علما يشغلهم به
،جاز ) 13 ( .رفع الصوت فيها :يرم رفع الصوت على وجه يشوش على الصلي
ولو بقراءة القرآن .ويستثن من ذلك درس العلم .فعن ابن عمر أن النب صلى ال عليه
وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتم بالقراءة فقال ( :إن الصلي
يناجي ربه عزوجل فلينظر ب يناجيه ؟ ول يهر بعضكم على بعض القرآن ) رواه أحد
بسند صحيح ،وروى عن أب سعيد الدري أن النب صلى ال عليه وسلم اعتكف ف
السجد فسمعهم يهرون بالقراءة فكشف الستر وقال ( :أل أن /صفحة / 252كلكم
مناج ربه فل يوذين بعضكم بعضا ول يرفع بعضكم على بعض ف القراءة ) ،رواه أبو
داود والنسائي والبيهقي والاكم وقال صحيح على شرط الشيخي ) 14 ( .الكلم ف
السجد :قال النووي :يوز التحدث بالديث الباح ف السجد وبأمور الدنيا وغيها
من الباحات وإن حصل فيه ضحك ونوه ما دام مباحا :لديث جابر ابن سرة قال :
كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يقوم من مصله الذي صلى فيه الصبح حت تطلع
الشمس فإذا طلعت قام .قال :وكانوا يتحدثون فيأخذون ف أمر الاهلية فيضحكون
ويبتسم .أخرجه مسلم ) 15 ( .إباحة الكل والشرب والنوم فيها :
209
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 252
فعن ابن عمر قال :كنا ف زمن رسول ال صلى ال عليه وسلم ننام ف السجد نقيل فيه (
) 1ونن شباب .وقال النووي :ثبت أن أصحاب الصفة والعرنبي وعليا وصفوان بن
أمية وجاعات من الصحابة كانوا ينامون ف السجد .وأن ثامة كان يبيت فيه قبل
إسلمه .كل ذلك ف زمن رسول ال صلى ال عليه وسلم .قال الشافعي ف الم :وإذا
بات الشرك ف السجد فكذا السلم .وقال ف الختصر :ول بأس أن يبيت الشرك ف
كل مسجد إل السجد الرام .وقال عبد ال بن الارث :كنا نأكل على عهد رسول
ال صلى ال عليه وسلم ف السجد البز واللحم ،رواه ابن ماجه بسند حسن ( .هامش
) ( ) 1نقيل فيه :أي ننام وقت القيلولة ) 16 ( ) . ( .تشبيك الصابع :يكره
تشبيك الصابع عند الروج إل الصلة وف السجد عند انتظارها ول يكره فيما عدا
ذلك ولو كان ف السجد .فعن كعب قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :إذا
توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ث خرج عامدا إل السجد فل يشبكن بي أصابعه فإنه ف
صلة ) رواه أحد وأبو داود والترمذي وعن أب سعيد الدري قال :دخلت السجد مع
رسول ال صلى ال عليه /صفحة / 253وسلم إذا رجل جالس وسط السجد متبيا
مشبكا أصابعه بعضها على بعض فأشار إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم فلم يفطن
لشارته .فالتفت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ( :إذا كان أحدكم ف السجد
فل يشبكن فإن التشبيك من الشيطان ،وإن أحدكم ل يزال ف صلة ما كان ف السجد
حت يرج منه ) رواه أحد ) 17 ( .الصلة بي السواري :يوز للمام والنفرد الصلة
بي السواري ،لا رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر ( أن النب صلى ال عليه وسلم لا
دخل الكعبة صلى بي الساريتي ) .وكان سعيد بن جب وإبراهيم التيمي وسويد بن غفلة
يؤمون قومهم بي الساطي .وأما الؤتون فتكره صلتم بينها عند السعة بسبب قطع
الصفوف ول تكره عند الضيق .فعن أنس قال :كنا ننهى عن الصلة بي السواري
ونطرد عنها .رواه الاكم وصححه ،وعن معاوية بن قرة عن أبيه قال :كنا ننهى أن
نصف بي السواري على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ونطرد عنها طردا .رواه
210
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ابن ماجه وف إسناده رجل مهول .وروى سعيد بن منصور ف سننه النهي عن ذلك من
ابن مسعود وابن عباس وحذيفة .قال ابن سيد الناس :ول يعرف لم مالف ف الصحابة
.الواضع النهى عن الصلة فيها ورد النهي عن الصلة ف الواضع التية ) 1 ( :الصلة
ف القبة ( : ) 1فعند الشيخي وأحد والنسائي عن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم
قال ( :لعن ال اليهود والنصارى :اتذوا قبور أنبيائهم مساجد ) .وعند أحد ومسلم
عن أب مرثد الغنوي أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ل تصلوا إل القبور ول تلسوا
عليها ) .وعندها أيضا عن جندب بن عبد ال ( هامش ) ( ) 1النهي عن اتاذ القب
مسجدا من أجل الوف من البالغة ف تعظيم اليت والفتتان به فهو من غاب سد الذريعة
/ ) . ( .صفحة / 254البجلي قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم قبل أن
يوت بمس يقول ( :إن من اكن قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصاليهم مساجد
،أل فل تتخذوا القبور مساجد ،إن أناكم عن ذلك ) .وعن عائشة أن أم سلمة
ذكرت لرسول ال صلى ال عليه وسلم كنيسة رأتا بأرض البشة يقال لا مارية فذكرت
له ما رأته فيها من الصور ،فقال صلى ال عليه وسلم ( أولئك قوم إذا مات فيهم العبد
الصال أو الرجل الصال بنوا على قبه مسجدا وصوروا فيه تلك الصور ،أولئك شرار
اللق عند ال ) رواه البخاري ومسلم والنسائي .وعنه صلى ال عليه وسلم أنه قال :
( لعن ال زائرات القبور والتخذين عليها الساجد والسرج ) .وحل كثي من العلماء
النهي على الكراهة سواء كانت القبة أمام الصلي أم خلفه .وعند الظاهرية النهي ممول
على التحري ،وأن الصلة ف القبة باطلة ( . ) 1وعند النابلة كذلك إذا كانت تتوي
على ثلثة قبور فأكثر ،أما ما فيها قب أو قبان فالصلة فيها صحيحة مع الكراهة إذا
استقبل القب وإل فل كراهة ( .هامش ) ( ) 1هذا هو الظاهر الذي ل ينبغي العدول
عنه بال ،فالحاديث صحيحة وصرية ف تري الصلة عند القب سواء أكان قبا واحدا
أم أكثر ) . ( .وقد صلى أبو موسى الشعري وعمر بن عبد العزيز ف الكنيسة .ول ير
الشعب وعطاء وابن سيين بالصلة فيها بأسا .قال البخاري :كان ابن عباس يصلي ف
بيعة إل بيعة فيها تاثيل .وقد كتب إل عمر من نران أنم ل يدوا مكانا أنظف ول
أجود من بيعة ،فكتب ( :انضحوها باء وسدر وصلوا فيها ) وعند النفية والشافعية
211
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
القول بكراهة الصلة فيهما مطلقا ) 3 ( .الصلة ف الزبلة والجزرة وقارعة الطريق
وأعطان البل والمام
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 254
وفوق ظهر بيت ال :فعن زيد بن جبية عن داود بن حصي عن ابن عمر أن النب صلى
ال عليه وسلم نى أن يصلى ف سبعة مواطن ( :ف الزبلة والجزرة والقبة وقارعة
الطريق وف المام وف أعطان البل وفوق ظهر بيت ال ) .رواه /صفحة / 255ابن
ماجه وعبد بن حيد والترمذي وقال :إسناده ليس بالقوي .وعلة النهي ف الجزرة
والزبلة كونما مل للنجاسة فتحرم الصلة فيهما من غي حائل ومع الائل تكره عند
جهور العلماء ،وترم عند أحد وأهل الظاهر .وعلة النهي عن الصلة ف مبارك البل
كونا خلقت من الن ،وقيل غي ذلك .وحكم الصلة ف مبارك البل كالكم ف
سابقه ،وعلة النهي عن الصلة ف قارعة الطريق ما يقع فيه عادة من مرور الناس وكثرة
اللغط الشاغل للقلب والؤدي إل ذهاب الشوع .وأما ف ظهر الكعبة فلن الصلي ف
هذه الالة يكون مصليا على البيت ل إليه ،وهو خلف المر ،ولذلك يرى الكثي عدم
صحة الصلة فوق الكعبة ،خلفا للحنفية القائلي بالواز مع الكراهة لا فيه من ترك
التعظيم .وأما الكراهة ف المام فقيل لنه مل للنجاسة والقول بالكراهة قول المهور
إذا انتفت النجاسة .وقال أحد والظاهرية وأبو ثور :ل تصح الصلة فيه .الصلة ف
الكعبة الصلة ف الكعبة صحيحة ل فرق بي الفرض والنفل .فعن ابن عمر قال :دخل
رسول ال صلى ال عليه وسلم البيت هو وأسامة بن زيد وبلل وعثمان بن طلحة فأغلقوا
عليهم الباب فلما فتحوا كنت أول من ول فلقيت بلل فسألته :هل صلى رسول ال ؟
قال :نعم بي العمودين اليمانيي .واه أحد والشيخان .السترة أمام الصلي ( ) 1
حكمها :يستحب للمصلي أن يعل بي يديه سترة تنع الرور أمامه وتكف بصره عما
وراءها ،لديث أب سعيد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا صلى أحدكم
فليصل إل سترة وليدن منها ) رواه أبو داود وابن ماجه .وعن ابن عمر أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم كان إذا خرج يوم العيد أمر بالربة فتوضع بي يديه فيصلي إليها
212
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والناس وراءه .وكان يفعل ذلك ف السفر /صفحة / 256ث اتذها المراء .رواه
البخاري ومسلم وأبو داود ،ويرى النفية والالكية أن اتاذ السترة إنا يستحب للمصلي
عند خوف مرور أحد بي يديه فإذا أمن مرور أحد بي يديه فل يستحب ،لديث ابن
عباس أن النب صلى ال عليه وسلم صلى ف فضاء وليس بي يديه شئ .رواه أحد وأبو
داود ورواه البيهقي وقال :وله شاهد بإسناد أصح من هذا عن الفضل بن عباس ) 2 ( .
ب تتحقق :وهي تتحقق بكل شئ ينصبه الصلي تلقاء وجهه ولو كان ناية فرشه .فعن
صبة بن معبد قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( إذا صلى أحدكم فليستتر
لصلته ولو بسهم ) رواه أحد والاكم وقال صحيح على شرط مسلم ،وقال اليثمي :
رجال أحد رجال الصحيح .وعن أب هريرة قال ،قال أبو القاسم صلى ال عليه وسلم :
( إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا ،فإن ل يد شيئا فلينصب عصا ،فإن ل
يكن معه عصا فليخط خطا ول يضره ما مر بي يديه ) رواه أحد وأبو داود وابن حبان
وصححه ،كما صححه أحد وابن الدين ،وقال البيهقي ل بأس بذا الديث ف هذا
الكم إن شاء ال ،وروى عنه صلى ال عليه وسلم أنه صلى إل السطوانة الت ف
مسجده وأنه صلى إل شجرة وأنه صلى إل السرير وعليه عائشة مضطجعة ( ) 1وأنه
صلى إل راحلته كما صلى إل آخرة الرحل ،وعن طلحة قال :كنا نصلي والدواب تر
بي أيدينا فذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فقال ( :مؤخرة الرحل ( ) 2تكون بي
يدي أحدكم ث ل يضره ما مر عليه ) رواه أحد ومسلم وأبو داود وابن ماجه والترمذي
وقال :حسن صحيح ( .هامش ) ( ) 1يؤخذ منه جواز الصلة ال النائم وقد جاء ني
عن الصلة إل النائم والتحدث ،ول يصح ) 2 ( .مؤخرة بضم أوله وكسر الاء
وفتحها :الشبة الت ف آخر الرحل ) 3 ( ) . ( .سترة المام سترة للمأموم :وتعتب
سترة المام سترة لن خلفه ،فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال :هبطنا مع
رسول ال صلى ال عليه وسلم من ثنية أذاخر ( ( ) 3هامش ) ( ) 3الثنية :الطريق
الرتفع .وأذاخر :موضع قرب مكة / ) . ( .صفحة / 257فحضرت الصلة فصلى
إل جدار فاتذه قبلة ونن خلفه فجاءت بمة ( ) 1تر بي يديه فما زال يدارئها ( ) 2
حت لصق بطنه بالدار ومرت من ورائه .رواه أحد وأبو داود ،وعن ابن عباس قال :
213
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أقبلت راكبا على أتان وأنا يومئذ قد ناهزت الحتلم ( ) 3والنب صلى ال عليه وسلم
يصلي بالناس بن فمررت بي يدي بعض الصف فأرسلت التان ترتع ( ) 4ودخلت ف
الصف فلم ينكر ذلك علي أحد .رواه الماعة .ففي هذه الحاديث ما يدل على جواز
الرور بي يدي الأموم وأن السترة إنا تشرع بالنسبة للمام والنفرد .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 257
( هامش ) ( ) 1البهمة :ولد الضأن ) 2 ( .يدارئها :يدافعها ) 3 ( .ناهزت
الحتلم :أي قاربت البلوغ ) 4 ( .الرتع :الرعي ) 4 ( ) . ( .استحباب القرب منها
:قال البغوي :استحب أهل العلم الدنو من السترة بيث يكون بينه وبينها قدر إمكان
السجود ،وكذلك بي الصفوف ،وف الديث التقدم ( :وليدن منها ) .وعن بلل أنه
صلى ال عليه وسلم صلى وبينه وبي الدار نو من ثلثة أذرع .رواه أحد والنسائي .
ومعناه للبخاري .وعن سهل بن سعد قال :كان بي مصلي رسول ال صلى ال عليه
وسلم مر الشاة .رواه البخاري ومسلم ) 5 ( .تري الرور بي يدي الصلي وسترته :
الحاديث تدل على حرمة الرور بي يدي الصلي وسترته وأن ذلك يعتب من الكبائر ،
فعن بسر بن سعيد قال :إن زيد بن خالد أرسله إل أب جهيم يسأله ماذا سع من رسول
ال صلى ال عليه وسلم ،ف الار بي يدي الصلي ؟ فقال أبو جهيم قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم ( :لو يعلم الار بي يدي الصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعي خي له
من أن ير بي يديه ( ) ) 5رواه الماعة .وعن زيد بن خالد أن النب صلى ال عليه
وسلم قال ( :لو يعلم الار ( هامش ) ( ) 5قال أبو النصر عن بسر :ل أدري قال
أربعي يوما أو شهرا أو سنة .وف الفتح :وظاهر الديث يدل على منع الرور مطلقا ولو
ل يد مسلكا بل يقف حت يفرغ الصلي من صلته ،ويؤيده قصة أب سعيد التية .
ومعن الديث أن الار لو علم مقدار الث الذي يلحقه من مروره بي يدي الصلي لختار
أن يقف الدة الذكورة حت ل يلحقه ذلك الث / ) . ( .صفحة / 258بي يدي
الصلي ماذا عليه كان لن يقوم أربعي خريفا خي له من أن ير بي يديه ) رواه البزار
بسند صحيح .قال ابن القيم :قال ابن حبان وغيه :التحري الذكور ف الديث إنا هو
214
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
إذا صلى الرجل إل سترة فأما إذا ل يصل إل سترة فل يرم الرور بي يديه .واحتج أبو
حات ( ) 1على ذلك با رواه ف صحيحه عن الطلب بن أب وداعة قال :رأيت النب
صلى ال عليه وسلم حي فرغ من طوافه أتى حاشية الطاف فصلى ركعتي وليس بينه
وبي الطوافي أحد .قال أبو حات :ف هذا الب دليل على إباحة مرور الرء بي يدي
الصلي إذا صلى إل غي سترة ،وفيه دليل واضح على أن التغليظ الذي روي ف الار بي
يدي الصلي إنا أريد بذلك إذا كان الصلي يصلي إل سترة دون الذي يصلي إل غي
سترة يستتر با .قال أبو حات :ذكر البيان بأن هذه الصلة ل تكن بي الطوافي وبي
النب صلى ال عليه وسلم سترة .ث ساق من حديث الطلب قال :رأيت النب صلى ال
عليه وسلم يصلي حذو الركن السود والرجال والنساء يرون بي يديه ما بينهم وبينه
سترة .وف الروضة لو صلى إل غي سترة أو كانت وتباعد منها ،فالصح أنه ليس له
الدافع لتقصية ول يرم الرور حينئذ بي يديه ولكن الول تركه ( .هامش ) ( ) 1أبو
حات :هو ابن حبان ) 6 ( ) . ( .مشروعية دفع الار بي يدي الصلي :إذا اتذ الصلي
سترة يشرع له أن يدفع الار بي يديه إنسانا كان أو حيوانا أما إذا كان الرور خارج
السترة فل يشرع الدفع ول يضره الرور .فعن حيد بن هلل قال :بينا أنا وصاحب ل
نتذاكر حديثا إذ قال أبو صال السمان :أنا أحدثك ما سعت عن أب سعيد ورأيت منه
قال :بينما أنا مع أب سعيد الدري نصلي يوم المعة إل شئ يستره من الناس إذ دخل
شاب من بن أب معيط أراد أن يتاز بي يديه فدفعه ف نره فنظر فلم يد مساغا ( ) 2
إل بي يدي أب سعيد فعاد ليجتاز فدفعه ف نره أشد من الدفعة الول فمثل قائما ونال
من أب سعيد ( ) 3ث تزاحم الناس فدخل على مروان فشكا إليه ما لقي ،ودخل أبو
سعيد ( ) 3ث تزاحم الناس فدخل على مروان فشكا إليه ما لقي ،ودخل أبو سعيد على
مروان فقال :مالك ولبن أخيك جاء يشكوك ؟ فقال ( هامش ) ( ) 2فلم يد مساغا
:أي مرا ) 3 ( .أي أصاب من عرضه بالشتم / ) . ( .صفحة / 259أبو سعيد :
سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول ( :إذا صلى أحدكم إل شئ يستره من الناس
فأراد أحد أن يتاز بي يديه فليدفعه فإن أب فليقاتله فإنا هو شيطان ) رواه البخاري
ومسلم ) 7 ( .ل يقطع الصلة شئ :ذهب علي وعثمان وابن السيب والشعب ومالك
215
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والشافعي وسفيان الثوري والحناف إل أن الصلة ل يقطعها شئ ،لديث أب داود عن
أب الوداك قال :مر شاب من قريش بي يدي أب سعيد وهو يصلي فدفعه ث عاد فدفعه
ث عاد فدفعه ،ثلث مرات .فلما انصرف قال :إن الصلة ل يقطعها شئ ،ولكن قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :ادرءوا ما استطعتم فإنه شيطان ) ( .ما يباج ف
الصلة ) يباج ف الصلة ما يأت :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 259
- 1البكاء والتأوه والني سواء أكان ذلك من خشية ال أم كان لغي ذلك كالتأوه من
الصائب والوجاع ما دام عن غلبة بيث ل يكن دفعه :لقول ال تعال ( :إذا نتلى
عليهم آيات الرحن خروا سجدا وبكيا ) .والية تشمل الصلي وغيه .وعن عبد ال بن
الشخي قال :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي وف صدره أزيز كأزيز الرجل
من البكاء ( ) 1رواه أحد وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه .وقال علي :ما
كان فينا فارس يوم بدر غي القداد بن السود ،ولقد رأيتنا وما فينا قائم إل رسول ال
صلى ال عليه وسلم تت شجرة يصلي ويبكي حت أصبح .رواه ابن حبان .وعن
عائشة رضي ال عنها ف حديث مرض رسول ال صلى ال عليه وسلم الذي توف فيه أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :مروا أبا بكر أن يصلي بالناس ،قالت عائشة :يا
رسول ال إن أبا بكر رجل رقيق ل يلك دمعه وإنه إذا قرأ القرآن بكى :قالت :وما
قلت ذلك إل كراهية أن ( هامش ) ( ) 1أي أن صدره صلى ال عليه وسلم يغلي من
البكاء من خشية ال فيسمع له صوت كصوت القدر حي يغلي فيه الاء / ) . ( .صفحة
/ 260يتأث الناس بأب بكر ( ) 1أن يكون أول من قام مقام رسول ال صلى ال عليه
وسلم فقال ( :مروا أبا بكر فليصل بالناس ،إنكن صواحب يوسف ) ( ) 2رواه أحد
وأبو داود وابن حبان والترمذي وصححه .وف تصميم الرسول صلى ال عليه وسلم على
صلة أب بكر بالناس مع أنه أخب أنه إذا قرأ غلبه البكاء دليل على الواز .وصلى عمر
صلة الصبح وقرأ سورة يوسف حت بلغ إل قوله تعال ( إنا أشكو بثي وحزن إل ال )
فسمع نشيجه ( ) 3رواه البخاري وسعيد بن منصور وابن النذر .وف رفع عمر صوته
216
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بالبكاء رد على القائلي بأن البكاء ف الصلة مبطل لا إن ظهر منه حرفان سواء أكان من
خشية ال أم ل .وقولم إن البكاء إن ظهر منه حرفان يكون كلما غي مسلم فالبكاء
شئ والكلم شئ آخر ( .هامش ) ( ) 1أن يتشاءم الناس به ويتجنبونه كما يتجنبون
الث ) 2 ( .أي أن عائشة مثل صاحبة يوسف ف كونا أظهرت خلف ما ف الباطن
فكما أن صاحبة يوسف دعت النسوة وأظهرت أنا تريد إكرامهن بالضيافة مع أن قصدها
القيقي هو أن ينظرن إل جال يوسف فيعذرنا ف مبته فكذلك عائشة فإنا أظهرت أن
صرف المامة عن أبيها أنه ل يسمع الأمومي القراءة لبكائه مع أن مرادها القيقي أل
يتشاءم الناس به ) 3 ( .النشيج :رفع الصوت بالبكاء ) 2 ( ) . ( .اللتفات عند
الاجة :فعن ابن عباس رضي ال عنهما قال :كان النب صلى ال عليه وسلم يصلي
يلتفت يينا وشال ول يلوي عنقه خلف ظهره .رواه أحد .وروى أبو داود أن النب
صلى ال عليه وسلم جعل يصلي وهو يلتفت إل الشعب .قال أبو داود :وكان أرسل
فارسا إل الشعب من الليل يرس .وعن أنس بن سيين قال :رأيت أنس بن مالك
يستشرف لشئ ( ) 4وهو ف الصلة ،ينظر إليه .رواه أحد .فإن كان اللتفات لغي
حاجة كره تنيها ،لنافاته الشوع والقبال على ال ،فعن عائشة رضي ال عنها قالت :
سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن التلفت ف الصلة فقال ( :اختلس يتلسه
الشيطان من صلة العبد ) ( ) 5رواه أحد والبخاري والنسائي وأبو داود .وعن أب
الدرداء ( هامش ) ( ) 4يستشرف لشئ :أي يرفع بصره إليه ) 2 ( .الختلس :أخذ
الشئ بسرعة ،أي إن الشيطان يأخذ من الصلة بسبب اللتفات / ) . ( .صفحة 261
/رضي ال عنه مرفوعا ( :يأيها الناس إياكم واللتفات فإنه ل صلة للملتفت ،فإن
غلبتم ف التطوع فل تغلب ف الفرائض ) رواه أحد .وعن أنس قال :قال ل رسول ال
صلى ال عليه وسلم ( :إياك واللتفات ف الصلة فإن اللتفات ف الصلة هلكة فإن
كان ول بد ففي التطوع ل ف الفريضة ) رواه الترمذي وصححه .وف حديث الارث
الشعري أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إن ال أمر يي بن زكريا بمس كلمات
أن يعمل با ويأمر بن إسرائيل أن يعملوا با ،فيه . . ( :وإن ال أمركم بالصلة فإذا
صليتم فل تلتفتوا فإن ال ينصب وجهه لوجه عبده ف صلته ما ل يلتفت ) رواه أحد
217
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والنسائي .وعن أب ذر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ل يزال ال مقبل على العبد
وهو ف صلته ما ل يلتفت فإذا التفت انصرف عنه ) رواه أحد وأبو داود وقال :صحيح
السناد .هذا كله ف اللتفات بالوجه أما اللتفات بميع البدن والتحول به عن القبلة
فهو مبطل للصلة اتفاقا ،للخلل بواجب الستقبال ) 3 ( .قتل الية والعقرب
والزنابي ونو ذلك من كل ما يضر وإن أدى قتلها إل عمل كثي :فعن أب هريرة أن
النب صلى لله عليه وسلم قال ( :اقتلوا السودين ( ) 1ف الصلة :الية والعقرب )
رواه أحد وأصحاب السنن .الديث حسن
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 261
صحيح ( .هامش ) ( ) 1اقتلوا السودين :يطلق على الية والعقرب لفظ السودين
تغليبا ،ول يسمى بالسود ف الصل إل الية ) 4 ( ) . ( .الشي اليسي لاجة :فعن
عائشة قالت :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي ف البيت والباب عليه مغلق
فجئت فاستفتحت فمشى ففتح ل ث رجع ال مصله .ووصفت أن الباب ف القبلة .
رواه أحد وأبو داود والنسائي والترمذي وحسنه .ومعن أن الباب ف القبلة ،أي جهتها
.فهو ل يتحول عن القبلة حينما تقدم لفتح الباب وحينما رجع إل مكانه .ويؤيد هذا ما
جاء عنها أنه كان صلى ال عليه /صفحة / 262وسلم يصلي فإذا استفتح إنسان الباب
فتح الباب ما كان ف القبلة أو عن يينه أو عن يساره ول يستدبر القبلة .رواه الدار قطن
.وعن الزرق بن قيس قال :كان أبو برزة السلمي بالهواز ( ) 1على حرف نر وقد
جعل اللجام ف يده وجعل يصلي ،فجعلت الدابة تنكص ( ) 2وجعل يتأخر معها .
فقال رجل من الوارج :اللهم اخز هذا الشيخ كيف يصلي ؟ قال :فلما صلى قال :قد
سعت مقالكم .غزوت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ستا أو سبعا أو ثانيا فشهدت
أمره وتيسيه فكان رجوعي مع دابت أهون علي من تركها فتنع إل مألفها ( ) 3فيشق
علي .وصلى أبو برزة العصر ركعتي ( . ) 4رواه أحد والبخاري والبيهقي .وأما
الشي الكثي فقد قال الافظ ف الفتح :أجع الفقهاء على أن الشي الكثي ف الصلة
الفروضة يبطلها ،فيحمل حديث أب برزة على القليل ( .هامش ) ( ) 1الهواز :بلدة
218
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بالعراق ) 2 ( .تنكص :أي ترجع ) 3 ( .فتنع :أي تعود إل الكان الذي ألفته ( .
) 4لسفره ) . ( .حل الصب وتعلقه بالصلي :فعن أب قتادة أن النب صلى ال عليه
وسلم صلى وأمامة بنت زينب ( ) 5ابنة النب صلى ال عليه وسلم على رقبته فإذا ركع
وضعها وإذا قام من سجوده أخذها فأعادها على رقبته فقال عامر ول أسأله :أي صلة
هي ؟ قال ابن جريج :وحدثت عن زيد بن أب عتاب عن عمرو بن سليم :أنا صلة
الصبح .قال أبو عبد الرحن ( ) 6جوده ( أي جود ابن جريج إسناد الديث الذي فيه
أنا صلة الصبح ) رواه أحد والنسائي وغيها .قال الفاكهان :وكأن السر ف حله
صلى ال عليه وسلم أمامة ف الصلة دفعا لا كانت العرب تالفه من كراهة البنات بالفعل
قد يكون أقوى من القول .وعن عبد ال بن شداد عن أبيه قال :خرج علينا رسول ال
صلى ال عليه وسلم ف إحدى صلة العشي ( الظهر أو العصر ) وهو حامل ( حسن أو
حسي ) فتقدم النب صلى ال عليه وسلم فوضعه ث كب للصلة فصلى فسجد بي ظهري
صلته سجدة أطالا ،قال ( :هامش ) ( ) 5هي ابنة أب العاص بن الربيع ) 6 ( .هو
عبد ال بن المام أحد / ) . ( .صفحة / 263إن رفعت رأسي فإذا الصب على ظهر
رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ساجد فرجعت ف سجودي .فلما قضى رسول ال
صلى ال عليه وسلم الصلة قال الناس :يا رسول ال إنك سجدت بي ظهري الصلة
سجدة أطلتها حت ظننا أنه قد حدث أمر ،أو أنه يوحى إليك ؟ قال ( :كل ذلك ل
يكن ،ولكن ابن ارتلن فكرهت أن أعجله حت يقضي حاجته ) رواه أحد والنسائي
والاكم .قال النووي :هذا يدل لذهب الشافعي رحه ال تعال ومن وافقه أنه يوز
حل الصب والصبية وغيها من اليوان الطاهر ف صلة الفرض وصلة النفل ،ويوز
ذلك للمام والأموم .وحله أصحاب مالك رضي ال عنه على النافلة ومنعوا جواز ذلك
ف الفريضة .وهذا التأويل فاسد لن قوله يؤم الناس صريح أو كالصريح ف أنه كان ف
الفريضة ،وقد سبق أن ذلك كان ف فريضة الصبح .قال :وادعى بعض الالكية أنه
منسوخ وبعضهم أنه خاص بالنب صلى ال عليه وسلم وبعضهم أنه كان لضرورة .وكل
هذه الدعاوى باطلة ومردودة فإنه ل دليل عليها ول ضرورة إليها ،بل الديث صحيح
صريح ف جواز ذلك وليس فيه ما يالف قواعد الشرع ،لن الدمي طاهر وما ف جوفه
219
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
معفو عنه لكونه ف معدته ،وثياب الطفال تمل على الطهارة ودلئل الشرع متظاهرة
على هذا .والفعال ف الصلة ل تبطلها إذا قلت أو تفرقت ،وفعل النب صلى ال عليه
وسلم هذا بيانا للجواز وتنبيها به على هذه القواعد الت ذكرتا .وهذا يرد ما ادعاه المام
أبو سليمان الطاب أن هذا الفعل يشبه أن يكون كان بغي تعمد فحملها ف الصلة
لكونا كانت تتعلق به صلى ال عليه وسلم فلم يرفعها فإذا قام بقيت معه .قال ( :ول
يتوهم أنه حلها مرة أخرى عمدا لنه عمل كثي ويشغل القلب ،وإذا كان علم الميصة
شغله فكيف ل يشغله هذا ؟ ) هذا كلم الطاب رحه ال تعال ،وهو باطل ودعوى
مردة .وما يردها قوله ف صحيح مسلم :فإذا قام حلها .وقوله :فإذا رفع من السجود
أعادها ،وقوله ف رواية غي مسلم :خرج علينا
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 263
حامل أمامة فصلى فذكر الديث .وأما قضية الميصة فلنا تشغل القلب بل فائدة ،
وحل أمامة ل نسلم أنه يشغل القلب وإن شغله فيترتب عليه فوائد /صفحة / 264
وبيان قواعد ما ذكرناه وغيه ،فأصل ذلك الشغل لذه الفوائد ،بلف الميصة
فالصواب الذي ل معدل عنه أن الديث كان لبيان الواز والتنبيه على هذه الفوائد فهو
جائز لنا وشرع مستمر للمسلمي إل يوم الدين ،وال أعلم ) 6 ( .إلقاء السلم على
الصلي وماطبته وأنه يوز له أن يرد بالشارة على من سلم عليه أو خاطبه :فعن جابر
بن عبد ال قال :أرسلن رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو منطلق إل بن الصطلق
فأتيته وهو يصلي على بعيه فكلمته فقال بيده هكذا ،ث كلمته فقال بيده هكذا ( أشار
با ) وأنا أسعه يقرأ ويومئ برأسه .فلما فرغ قال ( :ما فعلت ف الذي أرسلتك فإنه ل
ينعن من أن أرد عليك إل أن كنت أصلي ؟ ) رواه أحد ومسلم .وعن عبد ال بن عمر
عن صهيب أنه قال :مررت برسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يصلي فسلمت فرد
علي إشارة ،وقال :ل أعلمه إل قال إشارة بإصبعه :كيف كان النب صلى ال عليه
وسلم يرد عليهم حي كانوا يسلمون ف الصلة ؟ قال :كان يشي بيده .رواه أحد
وأصحاب السنن وصححه الترمذي .وعن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم كان يشي
220
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ف الصلة .رواه أحد وأبو داود وابن خزية وهو صحيح السناد .ويستوي ف ذلك
الشارة بالصبع أو باليد جيعها أو بالياء بالرأس فكل ذلك وارد عن رسول ال صلى
ال عليه وسلم ) 7 ( .التسبيح والتصفيق :يوز التسبيح للرجال والتصفيق للنساء إذا
عرض أمر من المور ،كتنبيه المام إذا أخطأ وكالذن للداخل أو الرشاد للعمى أو
نو ذلك .فعن سهل ابن سعد الساعدي عن النب صلى ال عليه وسلم ( :من نابه شئ
ف صلته فليقل :سبحان ال ،إنا التصفيق للنساء ،والتسبيح للرجال ) رواه أحد وأبو
داود والنسائي / .صفحة ) 8 ( / 265الفتح على المام :إذا نسي المام آية يفتح
عليه الؤت فيذكره تلك الية ،سواء كان قرأ القدر الواجب أم ل .فعن ابن عمر أن النب
صلى ال عليه وسلم صلى صلة فقرأ فيها فالتبس عليه فلما فرغ قال لب ( :أشهدت
معنا ؟ ) قال :نعم .قال ( :فما منعك أن تفتح علي ؟ ) رواه أبو داود وغيه ورجاله
ثقات ) 9 ( .حد ال عند العطاس أو عند حدوث نعمة ( : ) 1فعن رفاعة بن رافع
قال :صليت خلف رسول ال صلى ال عليه وسلم فعطست فقلت المد ل حدا كثيا
طيبا مباركا فيه كما يب ربنا ويرضى .فلما صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :
( من التكلم ف الصلة ؟ ) فلم يتكلم أحد ،ث قال الثانية فلم يتكلم أحد ،ث قال الثالثة
فقال رفاعة :أنا يا رسول ال ،فقال ( :والذي نفس ممد بيده لقد ابتدرها بضع
وثلثون ملكا أيهم يصعد با ) رواه النسائي والترمذي ورواه البخاري بلفظ آخر .
( هامش ) ( ) 1أما كظم التثاؤب فإنه مستحب ،ففي البخاري عن أب هريرة أن النب
صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا تثاءب أحدكم ف الصلة فليكظم ما استطاع ول يقل
( ها ) فإن ذلك من الشيطان ،يضحك منه ) ( ) 10 ( ) .السجود على ثياب الصلي
أو عمامته لعذر :فعن ابن عباس أن النب صلى ال عليه وسلم صلى ف ثوب واحد يتقي
بفضوله حر الرض وبردها .رواه أحد بسند صحيح .فإن كان لغي عذر كره ( .
) 11تلخيص بقية العمال الباحة ف الصلة :لص ابن القيم بعض العمال الباحة الت
كان يعملها رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الصلة فقال :وكان صلى ال عليه وسلم
يصلي وعائشة معترضة بينه وبي القبلة فإذا سجد غمزها بيده فقبضت رجلها وإذا قام
بسطتها ،وكان صلى ال عليه وسلم يصلي فجاءه الشيطان ليقطع عليه صلته فأخذه
221
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فخنقه حت /صفحة / 266سأل لعابه على يده ،وكان يصلي على النب ( ) 1ويركع
عليه فإذا جاءت السجدة نزل القهقرى فسجد على الرض ث صعد عليه ،وكان يصلي
إل جدار فجاءت بيمة تر بي يديه فما زال يدارئها ( ) 2حت لصق بطنه بالدار ،
ومرت من ورائه ،وكان يصلي فجاءته جاريتان من بن عبد الطلب قد اقتتلنا فأخذها
بيده فنع إحداها من الخرى وهو ف الصلة .ولفظ أحد فيه :فأخذتا بركبت صلى
ال عليه وسلم فنع بينهما أو فرق بينهما ول ينصرف ،وكان يصلي فمر بي يديه غلم
فقال بيده وهكذا ( ) 3فرجع ،ومرت بي يديه جارية فقال بيده هكذا ،فمضت ،
فلما صلى رسلو ال صلى ال عليه وسلم قال ( :هن أغلب ) ذكره المام أحد وهو ف
السنن .وكان ينفخ ف صلته وأما حديث ( النفخ ف الصلة كلم ) فل أصل له عن
رسول ال صلى ال عليه وسلم وإنا رواه سعيد ف سننه عن ابن عباس رضي ال عنهما
من قوله -إن صح -وكان يبكي
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 266
ف صلته ،وكان يتنحنح ف صلته .قال علي بن أب طالب رضي ال عنه :كان ل من
رسول ال صلى ال عليه وسلم ساعة آتيه فيها ،فإذا أتيته استأذنت فإن وجدته يصلي
تنحنح فدخلت وإن وجدته فارغا أذن ل .ذكره النسائي وأحد ،ولفظ أحد :كان ل
من رسول ال صلى ال عليه وسلم مدخل من الليل والنهار وكنت إذا دخلت عليه وهو
يصلي تنحنح .رواه أحد وعمل به فكان يتنحنح ف صلته ول يرى النحنحة مبطلة
للصلة ،وكان يصلي حافيا تارة ومنتعل أخرى .كذا قال عبد ال بن عمر ،وأمر
بالصلة بالنعل مالفة لليهود ،وكان يصلي ف الثوب الواحد وف الثوبي تارة ،وهو أكثر
( .هامش ) ( ) 1كان لنبه صلى ال عليه وسلم ثلث درجات ،وكان يفعل ذلك
لياه الصلون خلفه فيتعلمون الصلة منه ) 2 ( .يدارئها :أي يدافعها ) 3 ( .فقال
بيده هكذا :أي أشار با ليجع ) 12 ( ) . ( .القراءة من الصحف :فإن ذكوان مول
عائشة كان يؤمها ف رمضان من الصحف ،رواه مالك .وهذا مذهب الشافعية .قال
النووي :ولو قلب أوراقه أحيانا ف صلته ل /صفحة / 267تبطل ،ولو نظر ف
222
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
مكتوب غي القرآن وردد ما فيه ف نفسه ل تبطل صلته وإن طال ،لكن يكره .نص
عليه الشافعي ف الملء ) 13 ( .شغل القلب بغي أعمال الصلة :فعن أب هريرة أن
النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا نودي للصلة أدبر الشيطان وله ضراط حت ل
يسمع الذان ،فإذا قضى الذان أقبل ،فإذا ثوب با ( ) 1أدبر ،فإذا قضى التثويب أقبل
حت يطر بي الرء ونفسه يقول :اذكر كذا ،اذكر كذا لا ل يكن يذكر حت يظن
الرجل ل يدري كم صلى ،فإن ل يدر أحدكم ثلثا صلى أم أربعا فليسجد سجدتي
وهو جالس ) رواه البخاري ومسلم وقال البخاري :قال عمر :إن لجهز جيشي وأنا
ف الصلة .ومع أن الصلة ف هذه الالة صحيحة مزئة ( ) 2فإنه ينبغي للمصلي أن
يقبل بقلبه على ربه ويصرف عنه الشواغل بالتفكي ف معن اليات والتفهم لكمة كل
عمل من أعمال الصلة فإنه ل يكتب للمرء من صلته إل ما عقل منها .فعند أب داود
والنسائي وابن حبان عن عمار بن ياسر قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم
يقول ( :إن الرجل لينصرف وما كتب له إل عشر صلته .تسعها ثنها ،سبعها ،
سدسها ،خسها ،ربعها ،ثلثها ،نصفها ) وروى البزار عن ابن عباس أن النب صلى ال
عليه وسلم قال ( :قال ال عزوجل :إنا أتقبل الصلة من تواضع با لعظمت ( ) 3ول
يستطل با على خلقي ( ، ) 4ول يبت مصرا على معصيت ( ) 5وقطع النهار ف
ذكري ،ورحم السكي وابن السبيل والرملة ،ورحم الصاب ،ذلك نوره كنور
الشمس ،أكلؤه بعزت ( ، ) 6واستحفظه ملئكت ،أجعل له ف الظلمة نورا وف الهالة
حلما ،ومثله ف خلقي كمثل الفردوس ف النة ) .وروى أبو داود عن زيد بن خالد أن
النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من توضأ فأحسن وضوءه ،ث صلى ركعتي ل يسهو
فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه ) .وروى مسلم عن عثمان بن أب العاص قال ،قلت :يا
رسول ال إن الشيطان ( هامش ) ( ) 1فإذا ثوب با :أي أقيمت ) 2 ( .ول ثواب إل
بقدر الشوع ) 3 ( .خفض جناحه للل ) 4 ( .ل يترفع عليهم ) 5 ( .ل يقض
ليلة مصرا على العصية ) 6 ( .أكلؤه بعزت :أي أرعاه وأحفظه / ) . ( .صفحة 268
/قد حال بين وبي صلت وبي قراءت يلبسها علي ،فقال صلى ال عليه وسلم ( :ذاك
شيطان يقال له خنب فإذا أحسسته فتعوذ بال منه واتفل عن يسارك ثلثا ) قال .
223
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ففعلت فأذهبه ال عن .وروى عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :
قال ال عزوجل ( :قسمت الصلة ( ) 1بين وبي عبدي نصفي ولعبدي ما سأل ) فإذا
قال ( المد ل رب العالي ) قال ال عزوجل :حدن عبدي ،وإذا قال ( الرحن
الرحيم ) قال عزوجل :أثن علي عبدي ،وإذا قال ( مالك يوم الدين ) قال مدن عبدي
وفوض إل عبدي ،وإذ قال ( إياك نعبد وإياك نستعي ) قال هذا بين وبي عبدي ،
ولعبدي ما سأل ،فإذا قال ( اهدنا الصراط الستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غي
الغضوب عليهم ول الضالي ) قال :هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) ( .هامش ) ( ) 1
قسمت الصلة :أي الفاتة ) . ( .مكروهات الصلة يكره للمصلي أن يترك سنة من
سنن الصلة التقدم ذكرها ،ويكره له أيضا ما يأت ) 1 ( :العبث بثوبه أو ببدنه إل إذا
دعت إليه الاجة فإنه حينئذ ل يكره :فعن معيقب قال :سألت النب صلى ال عليه
وسلم عن مسح الصى ف الصلة فقال ( :ل تسح الصى وأنت تصلي فإن كنت لبد
فاعل فواحدة :تسوية الصى ) رواه الماعة .وعن أب ذر أن النب صلى ال عليه وسلم
قال ( :إذا قام أحدكم إل الصلة فإن الرحة تواجهه فل يسح الصى ) أخرجه أحد
وأصحاب السنن ،وعن أم سلمة أن النب صلى ال عليه وسلم قال لغلم له
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 268
يقال له يسار ،وكان قد نفخ ف الصلة ( :ترب وجهك ل ) رواه أحد بإسناد جيد .
( ) 2التخصر ف الصلة :فعن أب هريرة قال :نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن
الختصار ف الصلة .رواه أبو داود وقال :يعن يضع يده على خاصرته / .صفحة
) 3 ( / 269رفع البصر إل السماء :فعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم :
( لينتهي أقوام يرفعون أبصارهم إل السماء ف الصلة أون لتخطفن أبصارهم ) رواه أحد
ومسلم والنسائي ) 4 ( .النظر إل ما يلهي :فعن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم
صلى ف حيصة لا أعلم ( ) 1فقال ( :شغلتن أعلم هذه ،اذهبوا با إل أب جهم (
) 2واتون بأنبجانيته ) ( ) 3رواه البخاري ومسلم .وروى البخاري عن أنس قال :
كان قرام لعائشة ( ) 4سترت به جانب بيتها فقال لا النب صلى ال عليه وسلم :
224
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( أميطي قرامك ،فإنه ل تزال تصاويره تعرض ل ف صلت ) .وف هذا الديث دليل
على أن استثبات الط الكتوب ف الصلة ل يفسدها ( .هامش ) ( ) 1الميصة :هي
كساء من خز أو صوف معلم ) 2 ( .أبو جهم :هو عامر بن حذيفة ) 3 ( .النبجانية
:كساء غليظ له وبر ول علم له .وأبو جهم كان قد أهدى النب صلى ال عليه وسلم
الميصة وطلب أنبحانيته بدلا جبا لاطره ) 4 ( .كان قرام لعائشة :أي ستر رقيق ( .
) 5 ( ) .تغميض العيني :كرهه البعض وجوزه البعض بل كراهة ،والديث الروي ف
الكراهة ل يصح .قال ابن القيم :والصواب أن يقال :إن كان تفتيح العي ل يل
بالشوع فهو أفضل وإن كان يول بينه وبي الشوع لا ف قبلته من الزخرفة والتزويق أو
غيه ما يشوش عليه قلبه فهناك ل يكره التغميض قطعا والقول باستحبابه ف هذا الال
أقرب إل أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة ) 6 ( .الشارة باليدين عند
السلم :فعن جابر بن سرة قال :كنا نصلي خلف النب صلى ال عليه وسلم فقال ( :ما
بال هؤلء يسلمون بأيديهم كأنا أذناب خيل شس ( ) 5إنا يكفي أحدكم أن يضع يده
على فخذه ث يقول :السلم عليكم السلم عليكم ) رواه النسائي وغيه وهذا لفظه .
( هامش ) ( ) 5الشمس :جع شوس ،النفور من الدواب / ) . ( .صفحة ( / 270
) 7تغطية الفم والسدل :فعن أب هريرة قال ( :نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن
السدل ف الصلة ،وأن يغطي الرجل فاه ) .رواه المسة والاكم وقال :صحيح على
شرط مسلم .قال الطاب :السدل إرسال الثوب حت يصيب الرض ،وقال الكمال بن
المام :ويصدق أيضا على لبس القباء من غي إدخال اليدين ف كمه ) 8 ( .الصلة
بضرة الطعام :فعن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا وضع العشاء
وأقيمت الصلة فابدءوا بالعشاء ) ( ) 1رواه أحد ومسلم .وعن نافع أن ابن عمر كان
يوضع له الطعام وتقام الصلة فل يأتيها حت يفرغ وإنه يسمع قراءة المام .رواه
البخاري .قال الطاب :إنا أمر النب صلى ال عليه وسلم أن يبدأ بالطعام لتأخذ النفس
حاجتها منه فيدخل الصلي ف صلته وهو ساكن الأش ل تنازعه نفسه شهوة الطعام
فيعجله ذلك عن إتام ركوعها وسجودها وإيفاء حقوقها ( .هامش ) ( ) 1قال
المهور :يندب تقدي تناول الطعام على الصلة إن كان الوقت متسعا وإل لزم تقدي
225
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الصلة .وقال ابن حزم وبعض الشافعية :يطلب تقدي الطعام وإن ضاق الوقت ( ) . ( .
) 9الصلة مع مدافعة الخبثي ونوها ما يشغل القلب :لا رواه أحد وأبو داود
والترمذي وحسنه عن ثوبان أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ثلث ل تل لحد أن
يفعلهن :ل يؤم رجل قوما فيخص نفسه بالدعاء دونم فإن فعل فقد خانم ( ) 2ول
ينظر ف قعر بيت قبل أن يستأذن ،فإن فعل فقد دخل ( ) 3ول يصلي وهو حاقن ( ) 4
حت يتخفف ) .وعند أحد ومسلم وأب داود عن عائشة قالت :سعت رسول ال صلى
ال عليه وسلم يقول ( :ل يصلي أحد بضرة الطعام ،ول هو يدافعه الخبثان ) .
( هامش ) ( ) 2هذا ف الدعاء الذي يهر فيه المام ويشارك فيه الؤتون ،بلف دعاء
السر الذي يص به المام نفسه فإنه ل يكره ) 3 ( .فقد دخل ،أي حكمه حكم
الداخل بل إذن ) 4 ( .وهو حاقن :أي حابس للبول / ) . ( .صفحة ( / 271
) 10الصلة عند مغالبة النوم :عن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا نعس
أحدكم فليقد حت يذهب عنه النوم ،فإنه إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر
فيسب نفسه ) رواه الماعة .وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا
قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه ( ) 1فلم يدر ما يقول فليضطجع )
رواه أحد ومسلم ( .هامش ) ( ) 1فاستعجم القرآن على لسانه :أي اشتد عليه النطق
لغلبة النوم ) 11 ( ) . ( .التزام مكان خاص من السجد للصلة فيه غي المام :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 271
فعن عبد الرحن بن شبل قال ( :نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن نقرة الغراب ،
وافتراش السبع ،وأن يوطن الرجل الاكن ف السجد كما يوطن البعي ) ( ) 2رواه أحد
وابن خزية وابن حبان والاكم وصححه ( .هامش ) ( ) 2يعل له مكانا خاصا
كالبعي ل يبك إل ف مكان خاص اعتاده ) . ( .مبطلت الصلة تبطل الصلة ويفوت
القصود منها بفعل من الفعال التية 1 ( :و ) 2الكل والشرب عمدا :قال ابن النذر
:أجع أهل العلم على أن من أكل أو شرب ف صلة القرض عامدا ( ) 3أن عليه
العادة ،وكذا ف صلة التطوع عند المهور لن ما أبطل الفرض يبطل التطوع ( . ) 4
226
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( هامش ) ( ) 3قالت الشافعية والنابلة :ل تبطل الصلة بالكل أو الشرب ناسيا أو
جاهل ،وكذا لو كان بي السنان دون المصة فابتلعه ) 4 ( .عن طاووس وإسحاق
أنه ل بأس بالشرب لنه عمل يسي .وعن سعيد بن جبي وابن الزبي أنما شربا ف
التطوع ) 3 ( ) . ( .الكلم عمدا ف غي مصلحة الصلة :فعن زيد بن أرقم قال :كنا
نتكلم ف الصلة ،يكلم الرجل منا صاحبه وهو إل جنبه ف الصلة ،حت نزلت
( وقوموا ل قانتي ) فأمرنا بالسكوت /صفحة / 272ونينا عن الكلم ،رواه الماعة
.وعن ابن مسعود قال :كنا نسلم على النب صلى ال عليه وسلم وهو ف الصلة فيد
علينا ،فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا فقلنا :يا رسول ال كنا
نسلم عليك ف الصلة فترد علينا ؟ فقال ( :إن ف الصلة لشغل ) ( ) 1رواه البخاري
ومسلم .فإن تكلم جاهل بالكم أو ناسيا فالصلة صحيحة ،فعن معاوية بن الكم
السلمي قال :بينما أنا أصلي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم
فقلت :يرحك ال ،فرمان القوم بأبصارهم .فقلت :واثكل أماه ،ما شأنكم تنظرون
إل ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونن ،لكن سكت ( ) 2
.فلما صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فبأب وأمي ما رأيت معلما قبله ول بعده
أحسن تعليما منه .فو ال ما كهرن ( ) 3ول ضربن ول شتمن قال ( :إن هذه الصلة
ل يصلح فيها شئ من كلم الناس ،إنا هي التسبيح والتكبي وقراءة القرآن ) رواه أحد
ومسلم وأبو داود والنسائي .فهذا معاوية بن الكم قد تكلم جاهل بالكم فلم يأمره
النب صلى ال عليه وسلم باعادة الصلة .وأما عدم البطلن بكلم الناس فلحديث أب
هريرة قال :صلى بنا رسول ال صلى ال عليه وسلم الظهر أو العصر فسلم فقال له ذو
اليدين ( : ) 4أقصرت الصلة أم نسيت يا رسول ال ؟ فقال له رسول ال صلى ال
عليه وسلم ( :ل تقصر ول أنس ) فقال :بل قد نسيت يا رسول ال ،فقال النب صلى
ال عليه وسلم ( :أحق ما يقول ذو اليدين ؟ ) قالوا :نعم .فصلى ركعتي أخريي ث
سجد سجدتي .رواه البخاري ومسلم .وجوز الالكية الكلم لصلح الصلة بشرط
أل يكثر عرفا وأل يفهم القصود بالتسبيح .وقال الوزاعي :من تكلم ف صلته عامدا
بشئ يريد به إصلح الصلة ل تبطل صلته .وقال ف رجل صلى العصر فجهر بالقرآن (
227
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
هامش ) ( ) 1إن ف الصلة لشغل :مانعا من الكلم ) 2 ( .لكن سكت :أي أرادوا
أن أسكت فأردت أن أكلمهم لكن سكت ) 3 ( .فوال ما كهرن :أي ما انتهرن أو
عبس ف وجهي ) 4 ( .ذو اليدين :صحاب سي بذلك لطول كان ف يديه / ) . ( .
صفحة / 273فقال رجل من ورائه :إنا العصر ،ل تبطل صلته ) 4 ( .العمل الكثي
عمدا :وقد اختلف العلماء ف ضابط القلة والكثرة ،فقيل :الكثي هو ما يكون بيث لو
رآه إنسان من بعد تيقن أنه ليس ف الصلة ،وما عدا ذلك فهو قليل .وقيل :هو ما
ييل للناظر أن فاعله ليس ف الصلة .وقال النووي :إن الفعل الذي ليس من جنس
الصلة إن كان كثيا أبطلها بل خلف وإن كان قليل ل يبطلها بل خلف ،هذا هو
الضابط .ث اختلفوا ف ضبط القليل والكثي على أربعة أوجه ث اختار الوجه الرابع فقال :
( وهو الصحيح الشهور ) وبه قطع الصنف والمهور أن الرجوع فيه إل العادة ،فل
يضر ما يعده الناس قليل كالشارة برد السلم ،وخلع النعل ،ورفع العمامة ،ووضعها
ولبس ثوب خفيف ونزعه ،وحل صغي ووضعه ،ودفع مار ودلك البصاق ف ثوبه
وأشباه خذا ( . ) 1وأما ما عده الناس كثيا كخطوات كثية متوالية وفعلت متتابعة
فتبطل الصلة .قال :ث اتفق الصحاب على أن الكثي إنا يبطل إذا تول فإن تفرق بأن
خطا خطوة ،ث سكت زمنا ،ث خطا أخرى ،أو خطوتي ،ث خطوتي بينهما زمن إذا
قلنا ل يضر الطوتان وتكرر ذلك مرات كثية حت بلغ مائة خطوة فأكثر ،ل يضر بل
خلف .قال :فأما الركات الفيفة كتحريك الصابع ف سبحة أو حكة أو حل أو
عقد فالصحيح الشهور أن الصلة ل تبطل به وإن كثرت متوالية ،لكن يكره .وقد نص
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 273
الشافعي رحه ال :أن لو كان يعد اليات بيده عقدا ل تبطل صلته ،لكن الول تركه
( .هامش ) ( ) 1وقد سبق ف مباحث الصلة ما فعله الرسول صلى ال عليه وسلم ف
صلته أو أمر به كقتل السودين ونو ذلك ) 5 ( ) . ( .ترك ركن أو شرط عمدا
وبدون عذر :لا رواه البخاري ومسلم أن النب صلى ال عليه وسلم قال للعراب الذي
ل يسن صلته ( :ارجع فصل فإنك ل تصل ) ،وقد تقدم .قال ابن رشد :اتفقوا على
228
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أن من صلى بغي طهارة أنه يب عليه العادة / ،صفحة / 274عمدا كان ذلك أو
نسايانا .وكذلك من صلى لغي القبلة عمدا كان ذلك أو نسيانا .وبالملة فكل من أخل
بشرط من شروط صحة الصلة وجبت عليه العادة ( ( . ) 1هامش ) ( ) 1فائدة :
يرم على الصلي أن يفعل ما يفسد صلته بدون عذر ،فإن وجد سبب كإغاثة ملهوف
أو انقاذ غريق ونو ذلك فإنه يب عليه أن يرج من الصلة .ويرى النفية والنابلة أنه
يباح له قطع الصلة لو خاف ضياع مال له ولو كان قليل أو لغيه أو خافت أو تأل
ولدها من البكاء أو فار القدر أو هربت دابته ونو ذلك ) 6 ( ) . ( .التبسم والضحك
ف الصلة :نقل ابن النذر الجاع على بطلن الصلة بالضحك .قال النووي :وهو
ممول على من بان منه حرفان .وقال أكثر العلماء :ل بأس بالتبسم ،وإن غلبه
الضحك ول يقو على دفعه فل تبطل الصلة به إن كان يسيا ،وتبطل به إن كان كثيا ،
وضابط القلة والكثرة والعرف .قضاء الصلة اتفق العلماء على أن قضاء الصلة واجب
على الناسي والنائم لا تقدم من قول رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :إنه ليس ف النوم
تفريط إنا التفريط ف اليقظة ،فإذا نسى أحد صلة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها ) .
والغمى عليه ل قضاء عليه إل إذا أفاق ف وقت يدرك فيه الطهارة والدخول ف الصلة .
فقد روى عبد الرزاق عن نافع :أن ابن عمر اشتكى مرة غلب فيها على عقله حت ترك
الصلة ث أفاق فلم يصل ما ترك من الصلة .وعن ابن جريج عن ابن طاوس عن أبيه إذا
أغمي على الريض ث عقل ل يعد الصلة .قال معمر :سألت الزهري عن الغمى عليه
فقال :ل يقضي .وعن حاد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن السن البصري وممد بن
سيين أنما قال ف الغمى عليه :ل يعيد الصلة الت أفاق عندها .وأما التارك للصلة
عمدا فمذهب المهور أنه يأث وان القضاء عليه واجب .وقال ابن تيمية :تارك الصلة
عمدا ل يشرع له قضاؤها ول تصح منه ،بل يكثر من التطوع وقد وف ابن حزم هذه
السألة حقها من البحث فأوردنا ما ذكره فيها ملخصا ،قال وأما من تعمد ترك الصلة
حت خرج وقتها هذا ل يقدر على قضائها أبدا / ،صفحة / 275فليكثر من فعل الي
وصلة التطوع ليثقل ميزاته يوم القيامة وليتب وليستغفر ال عزوجل .وقال أبو حنيفة
ومالك والشافعي يقضيها بعد خروج الوقت حت إن مالكا وأبا حنيفة قال من تعمد ترك
229
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صلة أو صلوات فإنه يصليها قبل الت حضر وقتها إن كانت الت تعمد تركها خس
صلوات فأقل سواء خرج وقت الاضرة أو ل يرج فإن كانت أكثر من خس صلوات
بدأ بالاضرة ،برهان صحة قولنا ( ) 1قول ال تعال ( :فويل للمصلمي الذين هم عن
صلتم ساهون ) وقوله تعال ( :فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلة ،واتبعوا
الشهوات فسوف يلقون غيا ) .فلو كان العامد لترك الصلة مدركا لا بعد خروج وقتها
لا كان له الويل ول لقي الغي كما ل ويل ول غي لن أخرها إل آخر وقتها الذي يكون
مدركا لا .وأيضا فإن ال تعال جعل لكل صلة فرض وقتا مدود الطرفي يدخل ف
حي مدود ويبطل ي وقت مدود فل فرق بي من صلها قبل وقتها وبي من صلها
بعد وقتها لن كليهما صلى ف غي الوقت .وليس هذا قياسا لحدها على الخر بل ها
سواء ف تعدي حدود ال تعال ،وقد قال ال تعال ( :ومن يتعد حدود ال فقد ظلم
نفسه ) وأيضا فإن القضاء إياب شرع ،والشرع ل يوز لغي ال تعال على لسان رسوله
صلى ال عليه وسلم .فنسأل من أوجب على العامد قضاء ما تعمد تركه من الصلة
أخبنا عن هذه الصلة الت تأمره بفعلها أهي الت أمره ال با أم هي غيها ؟ فإن قالوا :
هي هي قلنا لم :فالعامد لتركها ليس عاصيا :لنه قد فعل ما أمره ال تعال ول إث على
قولكم ول ملمة على من تعمد ترك الصلة حت يرج وقتها وهذا ل يقوله مسلم ) .
وإن قالوا :ليست هي الت أمر ال تعال با قلنا :صدقتم وف هذا كفاية إذ أقروا بأنم
أمروه با يأمره به ال تعال .ث نسألم عمن تعمد ترك الصلة بعد الوقت أطاعة هي أم
معصية ؟ فإن قالوا طاعة خالفوا إجاع أهل السلم كلهم التيقن وخالفوا القرآن والسنن
الثابتة ،وإن قالوا هي معصية صدقوا ومن الباطل أن تنوب العصية عن الطاعة .وأيضا
فإن ال تعال قد حدد أوقات الصلة على لسان رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وجعل
لكل وقت ( هامش ) ( ) 1أي ابن حزم ) . ( .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 275
/صفحة / 276صلة منها أو ل ليس ما قبله وقتا لتأديتها وآخرا ليس ما بعده وقتا
لتأديتها ،هذا ما ل خلف فيه من أحد من المة فلو جاز أداؤها بعد الوقت لا كان
230
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
لتحديده عليه السلم آخر وقتها معن ،ولكان لغوا من الكلم وحاشا ل من هذا .
وأيضا فان كل عمل علق بوقت مدود فإنه ل يصح ف غي وقته ولو صح ف غي ذلك
الوقت لا كان ذلك الوقت وقتا له وهذا بي وبال التوفيق .ث قال بعد كلم طويل :ولو
كان القضاء واجبا على العامد لترك الصلة حت يرج وقتها ،لا أغفل ال تعال ورسوله
صلى ال عليه وسلم ذلك ول نسياه ول تعمدا إعناتنا بترك بيانه ( :وما كان ربك
نسيا ) وكل شريعة ل يأت با القرآن ول السنة فهي باطلة .وقد صح عن رسول ال
صلى ال عليه وسلم ( :من فاتته صلة العصر فكأنا وتر أهله وماله ) فصح أن ما فات
فل سبيل إل ادراكه ولو أدرك أو أمكن أن يدرك لا فات كما ل تفوت النسية أبدا ،
وهذا ل إشكال فيه ،والمة أيضا كلها ممعة على القول والكم بأن الصلة قد فاتت
إذا خرج وقتها فصح فوتا بإجاع متيقن ولو أمكن قضاؤها وتأديتها لكان القول بأنا
فاتت كذبا وباطل فثبت يقينا أنه ل يكن القضاء فيها أبدا ،ومن قال بقولنا ف هذا عمر
بن الطاب وابنه عبد ال وسعد بن أب وقاص وسلمان الفارسي وابن مسعود والقاسم بن
ممد بن أب بكر وبديل العقيلي وممد بن سيين ومطرف بن عبد ال وعمر بن عبد
العزيز وغيهم .قال :وما جعل ال تعال عذرا لن خوطب بالصلة ف تأخيها عن
وقتها بوجه من الوجوه ول ف حالة الطاعنة والقتال والوف وشدة الرض والسفر ،
وقال ال تعال ( :وإذا كنت فيهم فأقمت لم الصلة فتلقم طائفة منكم معك ) الية .
وقال تعال ( :فإن خفتم فرجال أو ركبانا ) .ول يفسح ال ف تأخيها عن وقتها
للمريض الدنف بل أمر إن عجز عن الصلة قائما أنه يصلي قاعدا فان عجز عن القعود
فعلى جنب وبالتيمم إن عجز عن الاء وبغي تيمم إن عجز عن التراب .فمن أين أجاز
من أجاز تعمد تركها حت يرج وقتها ث أمره أن يصليها بعد الوقت وأخبه بأنا تزئه
كذلك من غي قرآن ول سنة ل صحيحة ول سقيمة ول قول لصاحب ول قياس .ث قال
:وأما قولنا أن يتوب من تعمد ترك الصلة حت خرج وقتها ويستغفر ال ويكثر من
التطوع فلقول ال /صفحة / 277تعال ( :فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلة
واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إل من تاب وآمن وعمل صالا فأولئك يدخلون
النة ول يظلمون شيئا ) ولقوله تعال ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا
231
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ال فاستغفروا لذنوبم ) وقال ال تعال ( :فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره ،ومن يعمل
مثقال ذرة شرا يره ) وقال تعال ( :ونضع الوازين القسط كيوم القيامة فل تظلم نفس
شيئا ) وأجعت المة وبه وردت النصوص كلها على أن للتطوع جزءا من الي ال أعلم
بقدرة للفريضة أيضا جزء من الي ال أعلم بقدره .فل بد ضرورة من أن يتمع من جزء
التطوع إذا كثر ما يوازي جزء الفريضة ويزيد عليه وقد أخب ال تعال أنه ل يضيع عمل
عامل وأن السنات يذهب السيئات .صلة الريض من حصل له عذر من مرض ونوه ل
يستطيع معه القيام ف الفرض يوز أن يصلي قاعدا ،فإن ل يستطع القعود صلى على
جنبه يومئ بالركوع والسجود ويعل سجوده أخفض من ركوعه .لقول ال عزوجل ( :
فاذكروا ال قياما ) ( .وقعودا وعلى جنوبكم ) .وعن عمران بن حصي قال :كانت
ب بواسي فسألت النب صلى ال عليه وسلم عن الصلة ؟ فقال ( :صل قائما فإن ل
تستطع فقاعدا ،فإن ل تستطع فعلى جنبك ) رواه الماعة إل مسلما ،وزاد النسائي ،
فإن ل تستطع فمستلقيا ( ل يكلف ال نفسا إل وسعها ) وعن جابر قال :عاد النب
صلى ال عليه وسلم مريضا فرآه يصلي على وسادة فرمى با وقال ( :صل على الرض
إن استطعت ،وإل فأومئ إياء واجعل سجودك أخفض من ركوعك ) رواه البيهقي
وصحح أبو حات وقفه .والعتب ف عدم الستطاعة هو الشقة أو خوف زيادة الرض أو
بطئه أو خوف دوران الرأس .وصفة اللوس الذي هو بدل القيام أن يلس متربعا .فعن
عائشة قالت :رأيت النب صلى ال عليه وسلم يصلي متربعا .رواه النسائي وصححه
الاكم .ويوز أن يلس كجلوس التشهد .وأما صفة صلة من عجز عن القيام /
صفحة / 278والقعود فقيل يصلي على جنبه ،فإن ل يستطع صلى مستلقيا ورجله إل
القبلة على قدر طاقته ،واختار هذا ابن النذر .ورد ف ذلك حديث ضعيف عن علي عن
النب صلى ال عليه وسلم قال ( :يصلي الريض قائما إن استطاع ،فإن ل يستطع صلى
قاعدا ،فإن ل يستطع أن يسجد أومأ برأسه وجعل سجوده أخفض من ركوعه ،فإن ل
يستطع أن يصلي قاعدا صلى على جنبه الين مستقبل القبلة ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 278
232
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فإن ل يستطع أن يصلي على جنبه الين صلى مستلقيا رجله ما يلي القبلة ) رواه الدار
قطن .وقال قوم يصلي كيفما تيسر له .وظاهر الحاديث أنه إذا تعذر الياء من
الستلقي ل يب عليه شئ بعد ذلك .صلة الوف اتفق العلماء على مشروعية صلة
الوف ( ) 1لقول ال تعال ( :وإذ كنت فيهم فأقمت لم الصلة فلتقم طائفة منهم
معك وليأخذوا أسلحتهم ( ) 2فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى ل
يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن
أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ول جناح عليكم إن كان بكم أذى من
مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن ال أعد للكافرين عذابا
مهينا ) قال المام أحد :ثبت ف صلة الوف ستة أحاديث أو سبعة أيها فعل الرء جاز
.وقال ابن القيم :أصولا ست صفات وأبلغها بعضهم أكثر .وهؤلء كلما رأوا
اختلف الرواة ف قصة جعلوا ذلك وجها فصارت سبعة عشر .لكن يكن أن تتداخل
أفعال النب صلى ال عليه وسلم وإنا هو من اختلف الرواة .قال الافظ :وهذا هو
العتمد .وإليك بيانا - 1 :أن يكون العدو ف غي جهة القبلة فيصلي المام ف الثنائية
بطائفة ركعة ث ينتظر حت يتموا لنفسهم ركعة ويذهبوا فيقوموا وجاه العدو .ث
( هامش ) ( ) 1سواء كان الوف من عدو أو حراق أو نوها ،وسواء كانت ف
الضر أو السفر ) 2 ( .المهور على أن حل السلح أثناء الصلة مستحب ،وقال
بعضهم بالوجوب / ) . ( .صفحة / 279تأت الطائفة الخرى فيصلون معه الركعة
الثانية ث ينتظر حت يتموا لنفسهم ركعة ويسلم بم .فعن صال بن نوات عن سهل بن
أب خيثمة أن طائفة صفت مع النب صلى ال عليه وسلم وطائفة وجاه العدو فصلى بالت
معه ركعة ثبت قائما فأتوا لنفسهم ث انصرفوا وجاه العدو وجاءت الطائفة الخرى
فصلى بم الركعة الت بقيت من صلته ث ثبت جالسا فأتوا لنفسهم ث سلم بم .رواه
جاعة إل ابن ماجة - 2 .أن يكون العدو ف غي جهة القبلة فيصلي المام بطائفة ( ) 1
من اليش ركعة والطائفة الخرى تاه العدو ث تنصرف الطائفة الت صلت معه الركعة
وتقوم تاه العدو وتأت الطائفة الخرى فتصلي معه ركعة ث تقضي كل طائفة لنفسها
ركعة ،فعن ابن عمر قال :صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم بإحدى الطائفتي ركعة
233
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والطائفة الخرى مواجهة للعدو ث انصرفوا وقاموا ف مقام أصحابم مقبلي على العدو
وجاء أولئك ث صلى بم النب صلى ال عليه وسلم ركعة ث سلم ث قضى هؤلء ركعة
وهؤلء ركعة .رواه أحد والشيخان .والظاهر أن الطائفة الثانية تتم بعد سلم المام من
غي أن تقطع صلتا بالراسة فتكون ركعتاها متصلتي وأن الول ل تصلي الركعة الثانية
إل بعد أن تنصرف الطائفة الثانية من صلتا إل مواجهة العدو ،فعن ابن مسعود قال :
ث سلم وقام هؤلء ( ) 2فصلوا لنفسهم ركعة ث سلموا - 3 .أن يصلي المام بكل
طائفة ركعتي فتكون الركعتان الوليان له فرضا والركعتان الخريان له نفل .واقتداء
الفترض بالتنفل جائز ،فعن جابر أنه صلى ال عليه وسلم صى بطائفة من أصحابه
ركعتي ث صلى بآخرين ركعتي ث سلم .رواه الشافعي والنسائي .وف رواية لحد
وأب داود والنسائي قال :صلى بنا النب صلى ال عليه وسلم صلة الوف فصلى ببعض
أصحابه ركعتي ث سلم ث تأخروا وجاء الخرون فكانوا ف مقامهم فصلى بم ركعتي
( هامش ) ( ) 1قال ف الفتح :والطائفة تطلق على القليل والكثي حت على الواحد ،
فلو كانوا ثلثة ووقع لم الوف جاز لحدهم أن يصلي بواحد ويرس بواحد ث يصلي
الخر وهو أقل ما يتصور ف صلة الوف جاعة ) 2 ( .الطائفة الثانية / ) . ( .صفحة
/ 280ث سلم فصار للنب صلى ال عليه وسلم أربع ركعات وللقوم ركعتان ركعتان .
وف رواية أحد والشيخي عنه قال :كنا مع النب صلى ال عليه وسلم بذات الرقاع
وأقيمت الصلة فصلى بطائفة ركعتي ث تأخروا وصلى بالطائفة الخرى ركعتي فكان
النب صلى ال عليه وسلم أربع وللقوم ركعتان - 4 .أن يكون العدو ف جهة القبلة
فيصلي المام بالطائفتي جيعا مع اشتراكهم ف الراسة ومتابعتهم له ف جيع أركان
الصلة إل السجود فنسجد معه طائفة وتنتظر الخرى حت تفرغ الطائفة الول ث تسجد
،وإذا فرغوا من الركعة الول تقدمت الطائفة التأخرة مكان الطائفة التقدمة وتأخرت
التقدمة .فعن جبار قال ( :شهدت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة الوف
فصفنا صفي خلفه ،والعدو بيننا وبي القبلة ،فكب النب صلى ال عليه وسلم فكبنا
جيعا ث ركع وركعنا جيعا ث رفع رأسه من الركوع ورفعنا جيعا ث اندر بالسجود
والصف الذي يليه وقام الصف الخر ف نر ( ) 1
234
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 280
العدو ،فلما قضى النب صلى ال عليه وسلم السجود والصف الذي يليه اندر الصف
الؤخر بالسجود وقاموا ،ث تقدم الصف الؤخر وتأخر الصف القدم ،ث ركع النب صلى
ال عليه وسلم وركعنا جيعا ث رفع رأسه ورفعنا جيعا ث اندر بالسجود والصف الذي
كان مؤخرا ف الركعة الول وقام الصف الؤخر ف نر العدو ،فلما قضى النب صلى ال
عليه وسلم النب صلى ال عليه وسلم وسلمنا جيعا ) رواه أحد ومسلم والنسائي وابن
ماجة والبيهقي - 5 .أن تدخل الطائفتان مع المام ف الصلة جيعا ،ث تقوم إحدى
الطائفتي بإزاء العدو وتصلي معه إحدى الطائفتي ركعة ث يذهبون فيقومون ف وجاه
العدو ،ث تأت الطائفة الخرى فتصلي لنفسها ركعة والمام قائم ث يصلي بم الركعة
الثانية ،ث تأت الطائفة القائمة ف وجاه العدو فيصلون لنفسهم ركعة والمام والطائفة
الثانية قاعدون ث يسلم المام ويسلمون جيعا .فعن أب هريرة قال ( :صليت مع رسول
ال صلى ال عليه وسلم صلة الوف عام غزوة ند ( هامش ) ( ) 1تواجه / ) . ( .
صفحة / 281فقام إل صلة العصر فقامت معه طائفة ،وطائفة أخرى مقابل العدو
وظهورهم إل القبلة ،فكب فكبوا جيعا -الذين معه والذين مقابل العدو -ث ركع
ركعة واحدة وركعت الطائفة الت معه ث سجد فسجدت الطائفة الت تليه والخرون قيام
مقابل العدو ث قام وقامت الطائفة الت معه فذهبوا إل العدو فقابلوهم ،وأقبلت الطائفة
الت كانت مقابل العدو فركعوا وسجدوا ورسول ال صلى ال عليه وسلم قائم كما هو ،
ث قاموا فركع ركعة أخرى وركعوا معه وسجد وسجدوا معه ،ث أقبلت الطائفة الت
كانت مقابل العدو فركعوا وسجدوا ورسول ال صلى ال عليه وسلم ومن معه ث كان
السلم فسلم وسلموا جيعا ،فكان لرسول ال صلى ال عليه وسلم ركعتان ولكل طائفة
ركعتان ) .رواه أحد وأبو داود والنسائي - 6 .أن تقتصر كل طائفة على ركعة مع
المام فيكون للمام ركعتان ولكل طائفة ركعة :فعن ابن عباس أن النب صلى ال عليه
وسلم صلى بذي قرد فصف الناس خلفه صفي صفا خلفه وصفا موازي العدو فصلى
الذين خلفه ركعة ث انصرف هؤلء إل مكان هؤلء ،وجاء دور أولئك فصلى بم ركعة
235
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ول يقضوا ركعة .رواه النسائي وابن حبان وصححه .وعنه قال ( :فرض ال الصلة
على نبيكم صلى ال عليه وسلم ف الضر أربعا ،وف السفر ركعتي وف الوف ركعة )
.رواه أحد ومسلم وأبو داود والنسائي .وعن ثعلبة بن زهدم قال ( :كنا مع سعيد بن
العاص بطبستان فقال :أيكم صلى مع رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة الوف ؟
فقال حذيفة :أنا ،فصلى بؤلء ركعة وبؤلء ركعة ول يقضوا ) .رواه أبو داود
والنسائي .صلة الغرب ل يدخلها قصر ول يقع ف شئ من الحاديث الروية ف صلة
الوف تعرض لكيفية صلة الغرب .ولذا اختلف العلماء :فعند النفية والالكية يصلي
المام بالطائفة الول ركعتي ويصلي بالطائفة الثانية ركعة :وأجاز الشافعي وأحد أن
يصلي بالطائفة الول ركعة وبالثانية ركعتي لا روي عن علي كرم ال وجهه أنه فعل
ذلك / .صفحة / 282الصلة أثناء اشتداد الوف :إذا اشتد الوف والتحمت
الصفوف ،صلى كل واحد حسب استطاعته راجل أو راكبا مستقبل القبلة أو غي
مستقبلها يومئ بالركوع والسجود كيفما أمكن ،ويعل السجود أخفض من الركوع
ويسقط عنه من الركان ما عجز عنه .قال ابن عمر :وصف النب صلى ال عليه وسلم
صلة الوف وقال ( :فإن كان خوف أشد من ذلك فرجال وركبانا ) وهو ف البخاري
بلفظ ( :فإن كان خوف أشد من ذلك صلوا رجال قياما على أقدامهم أو ركبانا
مستقبلي القبلة وغي مستقبليها ) وف رواية لسلم أن ابن عمر قال :فإن كان خوف أكثر
من ذلك فصل راكبا أو قائما تومئ إياء .صلة الطالب والطلوب من كان طالبا للعدو
وخاف أن يفوته صلى بالياء ولو ماشيا إل غي القبلة ،والطلوب مثل الطالب ف ذلك
ويلحق بما كل من منعه عدو عن الركوع والسجود أو خاف على نفسه أو أهله أو ماله
من عدو أو لص أو حيوان مفترس فإنه يصلي بالياء إل أي جهة توجه إليها .قال
العراقي :ويوز ذلك ف كل هرب مباح من سيل أو حريق إذا ل يد معدل عنه ،وكذا
الدين العسر إذا كان عاجزا عن بينة العسار ولو ظفر به الستحق لبسه ول يصدقه ،
وكذا إذا كان عليه قصاص يرجو العفو عنه إذا سكن الغضب بتغيبه .وعن عبد ال ابن
أنيس قال :بعثن رسول ال صلى ال عليه وسلم إل خالد بن سفيان الذل وكان نو
عرفات فقال ( :اذهب فاقتله ) قال :فرأيته وقد حضرت صلة العصر فقلت :إن
236
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
لخاف أن يكون بين وبينه ما يؤخر الصلة فانطلقت أمشي وأنا أصلي أومئ إياء نوه
فلما دنوت منه قال ل :من أنت ؟ قلت :رجل
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 282
من العرب ،بلغن أنك تمع لذا الرجل فجئتك ف ذلك .فقال :إن لقي ذلك .
فمشيت معه ساعة حت إذا أمكنن علوته بسيفي حت برد .رواه أحد وأبو داود .
وحسن الافظ إسناده / .صفحة / 283صلة السفر صلة الطالب والطلوب ( ) 1
قصر الصلة الرباعية :قال ال تعال ( :وإذا ضربتم ( ) 1ف الرض فليس عليكم جناح
أن تقصروا من الصلة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ) .والتقييد بالوف غي معمول
به .فعن يعلى بن أمية قال ( :قلت لعمر بن الطاب أرأيت ( ) 2إقصار الناس الصلة
وإنا قال عزوجل ( :إن خفتم أن يقتنكم الذين كفروا ) فقد ذهب ذلك اليوم ؟ فقال
عمر :عجبت ما عجبت منه فذكرت ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :
( صدقة تصدق ال با عليكم فاقبلوا صدقته ) .رواه الماعة .وأخرج ابن جرير عن أب
منيب الرشي أنه قيل لبن عمر قول ال تعال ( وإذا ضربتم ف الرض ) الية ل فنحن
آمنون ل ناف فتقصر الصلة ؟ فقال ( :لقد كان لكم ف رسول ال أسوة حسنة ) .
وعن عائشة قالت :قد فرضت الصلة ركعتي ركعتي بكة فلما قدم رسول ال صلى ال
عليه وسلم الدينة زاد مع كل ركعتي ركعتي إل ف الغرب فإنا وتر النهار ،وصلة
الفجر لطول قراءتا ،وكان إذا سافر صلى الصلة الول ( أي الت فرضت بكة ) .رواه
أحد والبيهقي وابن حبان وابن خزية ورجاله ثقات .قال ابن القيم :وكان صلى ال
عليه وسلم يقصر الصلة الرباعية فيصليها ركعتي من حي يرج مسافرا إل أن يرجع إل
الدينة ول يثبت عنه أنه أت الصلة الرباعية ول يتلف ف ذلك أحد من الئمة وإن كانوا
قد اختلفوا ف حكم القصر فقال بوجوده عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس وابن عمر
وجابر وهو مذهب النفية ( . ) 3وقالت الالكية القصر ( هامش ) ( ) 1الضرب ف
الرض :عبارة عن السفر فيها والبوز عن مل القامة .والناح :الث .وقصر الصلة
:ترك شئ منها ) 2 ( .أي أخبن عن سبب القصر وقد زال الوف الذي هو سببه
237
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
كما هو صريح الية ) 3 ( .يرى النفية أن من صلى الفرض الرباعي أربعا فإن قعد ف
الثانية بعد التشهد صحت صلته مع الكراهة لتأخي السلم وما زاد على الركعتي ،
نفل ،وإن ل يقعد ف الركعة الثانية ل يصح فرضه / ) . ( .صفحة / 284سنة مؤكدة
آكد من الماعة فإذا ل يد السافر مسافرا يقتدي به صلى مفردا على القصر ويكره
اقتداؤه بالقيم .وعند النابلة أن القصر جائز وهو أفضل من التام ،وكذا عند الشافعية
إن بلغ مسافة القصر ) 2 ( .مسافة القصر :التبادر من الية أن أي سفر ف اللغة طال أم
قصر تقصر من أجله الصلة وتمع ويباح فيه الفطر ،ول يرد من السنة ما يقيد هذا
الطلق .وقد نقل ابن النذر وغيه ف هذه السألة أكثر من عشرين قول ونن نذكر هنا
أصح ما ورد ف ذلك :روى أحد ومسلم وأبو داود والبيهقي عن يي بن يزيد قال :
سألت أنس بن مالك عن قصر الصلة فقال أنس :كان النب صلى ال عليه وسلم إذا
خرج مسية ثلثة أميال أو فراسخ يصلي ركعتي .قال الافظ ابن حجر ف الفتح :وهو
أصح حديث ورد ف بيان ذلك وأصرحه .والتردد بي الميال والفراسخ يدفعه ما ذكره
أبو سعيد الدري قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا سافر فرسخا يقصر
الصلة .رواه سعيد بن منصور وذكره الافظ ف التلخيص وأقره بسكوته عنه .ومن
العروف أن الفرسخ ثلثة أميال فيكون حديث أب سعيد رافعا للشك الواقع ف حديث
أنس ومبينا أن أقل مسافة قصر فيها رسول ال صلى ال عليه وسلم الصلة كانت ثلثة
أميال والفرسخ 5541مترا واليل 1748مترا .وأقل ما ورد ف مسافة القصر ميل
واحد رواه ابن أب شيبة بإسناد صحيح عن ابن عمر .وبه أخذ ابن حزم ،وقال متجا
على ترك القصر فيما دون اليل :بأنه صلى ال عليه وسلم خرج إل البقيع لدفن الوتى
وخرج إل الفضاء لقضاء الاجة ول يقصر .وأما ما ذهب إليه الفقهاء من اشتراط السفر
الطويل وأقله مرحلتان عند البعض وثلث مراحل عند البعض الخر فقد كفانا مئونة الرد
عليهم المام أبو القاسم الرقي قال ف الغن :قال الصنف :ول أرى لا صار إليه الئمة
حجة .لن أقوال الصحابة متعارضة متلفة ول حجة فيها مع الختلف .وقد روي عن
ابن عمر وابن عباس خلف ما احتج به أصحابنا ،ث لو ل يوجد /صفحة / 285ذلك
ل يكن ف قولم حجة مع قول النب صلى ال عليه وسلم وفعله .وإذا ل تثبت أقوالم
238
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
امتنع الصي إل التقدير الذي ذكروه لوجهي أحدها أنه مالف لسنة النب صلى ال عليه
وسلم الت رويناها ولظاهر القرآن لن ظاهره إباحة القصر لن ضرب ف الرض لقوله
تعال ( :وإذا ضربتم ف الرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلة ) وقد سقط
شرط الوف بالب
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 285
الذكور عن يعلى بن أمية فبقي ظاهر الية متناول كل ضرب ف الرض ،وقول النب
صلى ال عليه وسلم ( يسح السافر ثلثة أيام ) جاء لبيان مدة السح فل يتج به ههنا ،
وعلى أنه يكن قطع السافة القصية ف ثلثة أيام وقد ساه النب صلى ال عليه وسلم سفرا
فقال ( :ل يل لمرأة تؤمن بال واليوم الخر أن تسافر مسية يوم إل مع ذي مرم ) .
والثان أن التقدير بابه التوقيف فل يوز الصي إليه برأي مرد سيما وليس له أصل يرد إليه
ول نظي يقاس عليه ،والجة مع من أباح القصر لكل مسافر إل أن ينعقد الجاع على
خلفه .ويستوي ف ذلك السفر ف الطائرة أو القاطرة كما يستوي سفر الطاعة وغيه .
ومن كان عمله يقتضي السفر دائما مثل اللح والكاري فإنه يرخص له القصر والفطر
لنه مسافر حقيقة ) 3 ( .الوضع الذي يقصر منه :ذهب جهور العلماء إل أن قصر
الصلة يشرع بفارقة الضر والروج من البلد وأن ذلك شرط ول يتم حت يدخل أو
بيوتا ،قال ابن النذر :ول أعلم أن النب صلى ال عليه وسلم قصر ف سفر من أسفاره
إل بعد خروجه من الدينة .وقال أنس :صليت الظهر مع النب صلى ال عليه وسلم
بالدينة أربعا وبذي الليفة ركعتي .رواه الماعة .ويرى بعض السلف أن من نوى
السفر يقصر ولو ف بيته ) 4 ( .مت يتم السافر :السافر يقصر الصلة ما دام مسافرا
فإن أقام لاجة ينتظر قضاءها قصر الصلة كذلك لنه يعتب مسافرا وإن أقام سني ،فإن
نوى القامة مدة معينة فالذي اختاره ابن القيم أن القامة ل ترج عن حكم السفر سواء
طالت أم /صفحة / 286قصرت ما ل يستوطن الكان الذي أقام فيه .وللعلماء ف
ذلك آراء كثية ،لصها ابن القيم وانتصر لرأيه فقال ( :أقام رسول ال صلى ال عليه
وسلم بتبوك عشرين يوما يقصر الصلة ول يقل للمة ل يقصر الرجل الصلة إذا أقام
239
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أكثر من ذلك ،ولكن اتفق إقامته هذه الدة ) .وهذه القامة ف حال السفر ل ترج عن
حكم السفر سواء طالت أم قصرت إذا كان غي مستوطن ول عازم على القامة بذلك
الوضع ،وقد اختلف السلف واللف ف ذلك اختلفا كثيا .ففي صحيح البخاري عن
ابن عباس قال ( :أقام النب صلى ال عليه وسلم ف بعض أسفاره تسع عشرة يصلي
ركعتي فنحن إذا أقمنا تسع عشرة نصلي ركعتي وإن زدنا على ذلك أتمنا ) .وظاهر
كلم أحد ان ابن عباس أراد مدة مقامه بكة زمن الفتح فإنه قال ( :أقام رسول ال صلى
ال عليه وسلم بكة ثان عشرة يوما من الفتح لنه أراد حنينا ول يكن ث أجع القام )
وهذه إقامته الت رواها ابن عباس .وقال غيه بل أراد ابن عباس مقامه بتبوك كما قال
جابر ابن عبد ال ( :أقام النب صلى ال عليه وسلم بتبوك عشرين يوما يقصر الصلة ) .
رواه المام أحد ف مسنده ز وقال السور بن مرمة ( :أقمنا مع سعد ببعض قرى الشام
أربعي ليلة يقصرها سعد ونتمها ) .وقال نافع ( :أقام ابن عمر بأذربيجان ستة أشهر
يصلي ركعتي وقد حال الثلج بينه وبي الدخول ) .وقال حفص بن عبيدال ( :أقام
أنس بن مالك بالشام سنتي يصلي صلة السافر ) .وقال أنس :أقام أصحاب النب صلى
ال عليه وسلم برام هرمز سبعة أشهر يقصرون الصلة ) .وقال السن ( :أقمت مع عبد
الرحن ابن سرة بكابل سنتي يقصر الصلة ول يمع ) .وقال إبراهيم ( :كانوا يقيمون
بالري السنة وأكثر من ذلك وسجستان السنتي ) .فهذا هدي النب صلى ال عليه وسلم
وأصحابه كما ترى وهو الصواب .وأما مذهب الناس فقال المام أحد :إذا نوى إقامة
أربعة أيام أت وإن نوى دونا قصر .وحل هذه الثار على أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم وأصحابه ل يمعوا ( ) 1القامة ألبتة بل كانوا يقولون اليوم نرج غدا نرج .
وف هذا نظر ل يفى ،فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم فتح مكة ،وهي ما هي ،
وأقام فيها يؤسس قواعد ( هامش ) ( ) 1يعزموا :يقصدوا / ) . ( .صفحة / 287
السلم ويهدم قواعد الشرك ويهد أمر ما حولا من العرب ،ومعلوم قطعا أن هذا يتاج
إقامة أيام ول يتأتى ف يوم واحد ول يومي ،وكذلك إقامته بتبوك فإنه أقام ينتظر العدو ،
ومن العلوم قطعا أنه كان بينه وبينهم عدة مراحل تتاج إل أيام وهو يعلم أنم ل
يوافقون ف أربعة أيام ،وكذلك إقامة عمر بأذربيجان ستة أشهر يقصر الصلة من أجل
240
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الثلج .ومن العلوم أن مثل هذا الثلج ل يتحلل ويذوب ف أربعة أيام بيث تفتح الطريق ،
وكذلك إقامة أنس بالشام سنتي يقصر ،وإقامة الصحابة برام هرمز سبعة أشهر يقصرون
.ومن العلوم أن مثل هذا الصار والهاد ل ينقضي ف أربعة أيام .وقد قال أصحاب
أحد :إنه لو أقام لهاد عدو ،أو حبس سلطان ،أو مرض قصر ،سواء غلب على ظنه
انقضاء الاجة ف مدة يسية أو طويلة .وهذا هو الصواب ،لكن شرطوا فيه
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 287
شرطا ل دليل عليه من كتاب ول سنة ول إجاع ول عمل الصحابة ،فقالوا شرط ذلك
احتمال انقضاء حاجته ف الدة الت ل تقطع حكم السفر وهي ما دون الربعة اليام .
فقال من أين لكم هذا الشرط والنب صلى ال عليه وسلم لا أقام زيادة على أربعة أيام
يقصر الصلة بكة وبتبوك ل يقل لم شيئا ول يبي لم أنه ل يعزم على إقامة أكثر من
أربعة أيام وهو يعلم أنم يقتدون به ف صلته ،ويتأسون به ف قصرها ف مدة إقامته فلم
يقل لم حرفا واحدا ل تقصروا فوق إقامة أربع ليال ،وبيان هذا من أهم الهمات ،
وكذلك اقتداء الصحابة به بعده ول يقولوا لن صلى معهم شيئا من ذلك .وقال مالك
والشافعي :إذا نوى إقامة أكثر من أربعة أيام أت وإن نوى دونا قصر .وقال أبو حنيفة
رضي ال عنه :إن نوى إقامة خسة عشر يوما أت وإن نوى دونا قصر .وهو مذهب
الليث بن سعد .وروى عن ثلثة من الصحابة عمر وابنه وابن عباس .وقال سعيد بن
السيب :إذا أقمت أربعا فصل أربعا ،وعنه كقول أب حنيفة رحه ال .وقال علي بن
أب طالب رضي ال عنه إن أقام عشرا أت وهو رواية عن ابن عباس .وقال السن :يقصر
ما ل يقصر مصرا .وقالت عائشة :يقصر ما ل يضع الزاد والزاد .والئمة الربعة
رضوان ال عليهم متفقون على أنه إذا أقام لاجة ينتظر قضاءها يقول اليوم أخرج فإنه
يقصر أبدا إل الشافعي ف أحد قوليه فإنه يقصر عنده إل سبعة عشر أو ثانية /صفحة
/ 288عشر يوما ول يقصر بعدها .وقد قال ابن النذر ف إشرافه :أجع أهل العلم أن
للمسافر أن يقصر ما ل يمع إقامة وإن أتى عليه سنون ) 5 ( .صلة التطوع ف السفر :
ذهب المهور من العلماء إل عدم كراهة النفل لن يقصر الصلة ف السفر ل فرق بي
241
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
السنن الراتبة وغيها .فعند البخاري ومسلم أن النب صلى ال عليه وسلم اغتسل ف بيت
أم هانئ يوم فتح مكة وصلى ثان ركعات .وعن ابن عمر أنه صلى ال عليه وسلم كان
يسبح على ظهر راحلته حيث كان وجهه يومئ برأسه .وقال السن :كان أصحاب
رسول ال صلى ال عليه وسلم يسافرون فيتطوعون قبل الكتوبة وبعدها إل من جوف
الليل ،ورأى قوما يسبحون ( ) 1بعد الصلة فقال :لو كنت مسبحا لتمت صلت ،
يا ابن أخي صحبت رسول ال صلى ال عليه وسلم فلم يزد على ركعتي حت قبضه ال
تعال ،وصحبت أبا بكر فلم يزد على ركعتي ،وذكر عمر وعثمان وقال ( :لقد كان
لكم ف رسول ال أسوة حسنة ) رواه البخاري .وجع ابن قدامة بي ما ذكره السن
وبي ما ذكره ابن عمر بأن حديث السن يدل على أنه ل بأس بفعلها وحديث ابن عمر
يدل على أنه ل بأس بتركها ( .هامش ) ( ) 1يسبحون :أي يصلون ) 6 ( ) . ( .
السفر يوم المعة :ل بأس بالسفر يوم المعة ما ل تضر الصلة .فقد سع عمر رجل
يقول :لول أن اليوم يوم جعة لرجت .فقال عمر :اخرج فإن المعة ل تبس عن
السفر .وسافر أبو عبيدة يوم المعة ول ينتظر الصلة ،وأراد الزهري السفر ضحوة يوم
المعة فقيل له ف ذلك فقال :إن النب صلى ال عليه وسلم سافر يوم المعة .المع بي
الصلتي يوز للمصلي أن يمع بي الظهر والعصر تقديا وتأخيا ( ) 2وبي الغرب
( هامش ) ( ) 2جع التقدي :أداء الصلتي ف وقت الول منهما ،وجع التأخي
أداؤها ف وقت الثانية / ) . ( .صفحة / 289والعشاء كذلك ( ) 1إذا وجدت حالة
من الالت التية ( :هامش ) ( ) 1ل خلف بي العلماء ف أنه ل جع إل بي الظهر
والعصر أو بي الغرب والعشاء ) 1 ( ) . ( .المع بعرفة والزدلفة :اتفق العلماء على
أن المع بي الظهر والعصر جع تقدي ف وقت الظهر بعرفة ،وبي الغرب والعشاء جع
تأخي ف وقت العشاء بزدلفة سنة لفعل رسول ال صلى ال عليه وسلم ) 2 ( .المع ف
السفر :المع بي الصلتي ف السفر ف وقت إحداها جائز ف قول أكثر أهل العلم ل
فرق بي كونه نازل أو سائرا .فعن معاذ أن النب صلى ال عليه وسلم كان ف غزوة تبوك
إذا زاغت الشمس قبل أن يرتل جع بي الظهر والعصر وإذا ارتل قبل أن تزيغ الشمس
أخر الظهر حت ينل للعصر ،وف الغرب مثل ذلك ،إن غابت الشمس قبل أن يرتل
242
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
جع بي الغرب والعشاء ،وإن ارتل قبل أن تغيب الشمس أخر الغرب حت ينل العشاء
ث نزل فجمع بينهما .رواه أبو داود والترمذي وقال :هذا حديث حسن .وعن كريب
عن ابن عباس أنه قال :أل أخبكم عن صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السفر ؟
قلنا :بلى .قال :كان إذا زاغت له الشمس ف منله جع بي الظهر والعصر نزل فجمع
بي الظهر والعصر ،وإذا حانت له الغرب ف منله جع بينها وبي العشاء ،وإذا ل تن
ف منله ركب حت إذا كانت العشاء نزل فجمع بينهما .رواه أحد والشافعي ف مسنده
بنحوه ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 289
وقال فيه :إذا سار قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر حت يمع بينها وبي العصر ف وقت
العصر .رواه البيهقي بإسناد جيد وقال :المع بي الصلتي بعذر السفر من المور
الشهورة الستعملة فيما بي الصحابة والتابعي .وروى مالك ف الوطأ عن معاذ أن النب
صلى ال عليه وسلم أخر الصلة ف غزوة تبوك يوما ث خرج فصلى الظهر والعصر
جيعا ،ث دخل ث خرج فصلى الغرب /صفحة / 290والعشاء جيعا ،قال الشافعي :
قوله ( ث دخل ث خرج ل يكون إل وهو نازل ) .وقال ابن قدامة ف الغن بعد ذكر هذا
الديث :قال ابن عبد الب :هذا حديث صحيح ثابت السناد .وقال أهل السي إن
غزوة تبوك كانت ف سنة تسع .وف هذا الديث أوضح الدلئل وأقوى الجج ف الرد
على من قال ل يمع بي الصلتي إل إذا جد به السي ،لنه كان يمع وهو نازل غي
سائر ماكث ف خبائه يرج فيصلي الصلتي جعا ث ينصرف إل خبائه .وروى هذا
الديث مسلم ف صحيحه قال :فكان يصلي الظهر والعصر جيعا والغرب والعشاء جيعا
.والخذ بذا الديث متعي لثبوته وكونه صريا ف الكم ول معارض له ،ولن المع
رخصة من رخص السفر فلم يتص بالة السي ،كالقصر والسح ،ولكن الفضل التأخي
.انتهى .ول تشترط النية ف المع والقصر ،قال ابن تيمية :وهو قول المهور من
العلماء ،وقال :والنب صلى ال عليه وسلم لا كان يصلي بأصحابه جعا وقصرا ل يكن
يأمر أحدا منهم بنية المع والقصر ،بل خرج من الدينة إل مكة يصلي ركعتي من غي
243
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
جع ث صلى بم الظهر بعرفة ول يعلمهم أنه يريد أن يصلي العصر بعدها ث صلى بم
العصر ول يكونوا نووا لجع وهذا جع تقدي وكذلك لا خرج من الدينة صلى بم بذي
الليفة العصر ركعتي ول يأمرهم بنية قصر .وأما الوالة بي الصلتي فقد قال :
والصحيح أنه ل يشترط بال ،ل ف وقت الول ول ف وقت الثانية ،فإنه ليس لذلك
حد ف الشرع ،ولن مراعاة ذلك يسقط مقصود الرخصة ،وقال الشافعي :لو صلى
الغرب ف بيته بنية المع ث أتى السجد فصلى العشاء جاز .وروي مثل ذلك عن أحد .
( ) 3المع ف الطر :روى الثرم ف سننه عن أب سلمة ابن عبد الرحن أنه قال :من
السنة إذا كان يوم مطي أن يمع بي الغرب والعشاء .وروى البخاري أن النب صلى ال
عليه وسلم جع بي الغرب والعشاء ف ليلة مطية .وخلصة الذاهب ف ذلك أن
الشافعية توز للمقيم المع بي الظهر والعصر وبي الغرب والعشاء جع تقدي فقط
بشرط وجود الطر عند الحرام بالول والفراغ منها وافتتاح الثانية / .صفحة / 291
وعند مالك أنه يوز جع التقدي ف السجد بي الغرب والعشاء لطر واقع أو متوقع ،
وللطي مع الظلمة إذا كان الطي كثيا ينع أواسط الناس من لبس النعل ،وكره المع
بي الظهر والعصر للمطر .وعند النابلة يوز المع بي الغرب والعشاء فقط تقديا
وتأخيا بسبب الثلج والليد والوحل والبد الشديد والطر الذي يبل الثياب ،وهذه
الرخصة تتص بن يصلي جاعة بسجد يقصد من بعيد يتأذى بالطر ف طريقه فأما من
هو بالسجد أو يصلي ف بيته جاعة أو يشي إل السجد مستترا بشئ أو كان السجد ف
باب داره فإنه ل يوز له المع ) 4 ( .المع بسبب الرض أو العذر :ذهب المام
أحد والقاضي حسي والطاب والتول من الشافعية إل جواز المع تقديا وتأخيا بعذر
الرض لن الشقة فيه أشد من الطر .قال النووي :وهو قوي ف الدليل .وف الغن :
والرض البيح للجمع هو ما يلحقه به بتأدية كل صلة ف وقتها مشقة وضعف .وتوسع
النابلة فأجازوا المع تقديا وتأخيا لصحاب العذار وللخائف .فأجازوه للمرضع الت
يشق عليها غسل الثوب ف وقت كل صلة ،وللمستحاضة ولن به سلس بول ،وللعاجز
عن الطهارة ولن خاف على نفسه أو ماله أو عرضه قال ابن تيمية :وأوسع الذاهب ف
المع مذهب أحد فإنه جوز المع إذا كان شغل كما روى النسائي ذلك مرفوعا إل
244
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
النب صلى ال عليه وسلم إل أن قال :يوز المع أيضا للطباخ والباز ونوها من
يشى فساد ماله ) 5 ( .المع للحاجة :قال النووي ف شرح مسلم :ذهب جاعة من
الئمة إل جواز المع ف الضر للحاجة لن يتخذه عادة .وهو قول ابن سيين وأشهب
من أصحاب مالك ،وحكاه الطاب عن القفال والشاشي الكبي من أصحاب الشافعي
وعن أب إسحاق الروزي وعن جاعة من أصحاب الديث واختاره ابن النذر / ،صفحة
/ 292ويؤيده ظاهر قول ابن عباس :أراد أن ل يرج أمته فلم يعلله برض ول غيه .
اه وحديث ابن عباس الذي يشي إليه ما رواه مسلم عنه قال :جع رسول ال صلى ال
عليه وسلم بي الظهر والعصر ،والغرب والعشاء بالدينة ف غي خوف ول مطر .قيل
لبن عباس :ماذا أراد بذلك ؟ قال :أراد أل يرج
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 292
أمته .وروى البخاري ومسلم عنه أن النب صلى ال عليه وسلم صلى بالدينة سبعا ( ) 1
وثانيا :الظهر والعصر والغرب والعشاء .وعند مسلم عن عبد ال بن شقيق قال :خطبنا
ابن عباس يوما بعد العصر حت غربت الشمس وبدت النجوم وجعل الناس يقولون :
الصلة الصلة قال :فجاءه رجل من بن تيم ل يفتر ول ينثن :الصلة الصلة ،فقال
ابن عباس :أتعلمن بالسنة ل أم لك ! ث قال :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم
جع بي الظهر والعصر ،والغرب والعشاء .قال عبد ال بن شقيق :فحاك ف صدري
من ذلك شئ ،فأتيت أبا هريرة فسألته فصدق مقالته ( .هامش ) ( ) 1أي سبعا جعا ،
وثانيا جعا كما ف رواية البخاري ) . ( .فائدة قال ف الغن :وإذا أت الصلتي ف
وقت الول ث زال العذر بعد فراغه منهما قبل دخول وقت الثانية أجزأته ول تلزمه الثانية
ف وقتها ،لن الصلة وقعت صحيحة مزئة عما ف ذمته وبرئت ذمته منها فلم تشتغل
الذمة با بعد ذلك ،ولنه أدى فرضه حال العذر فلم يبطل بزواله بعد ذلك ،كالتيمم إذا
وجد الاء بعد فراغه من الصلة .الصلة ف السفينة والقاطرة والطائرة تصح الصلة ف
السفينة والقاطرة والطائرة بدون كراهية حسبما تيسر للمصلي .فعن ابن عمر قال :سئل
النب صلى ال عليه وسلم عن الصلة ف السفينة ؟ قال ( :صل فيها قائما إل أن تاف
245
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الغرق ) رواه الدار قطن والاكم على شرط الشيخي ،وعن عبد ال بن أب عتبة قال :
صحبت جابر بن عبد ال وأبا سعيد الدري وأبا هريرة ف سفينة فصلوا قياما ف جاعة ،
أمهم بعضهم وهم يقدرون على الد ( ، ) 2رواه سعيد بن منصور ( .هامش ) ( ) 2
الد :الشاطئ / ) . ( .صفحة / 293أدعية السفر يستحب للمسافر أن يقول إذا
خرج من بيته :بسم ال توكلت على ال ول حول ول قوة إل بال :اللهم إن أعوذ بك
أن أضل أو أضل ،أو أزل أو أزل ،أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يهل علي .ث يتخي
من الدعية الأثورة ما يشاء ،وهاك بعضها - 1 :عن علي بن ربيعة قال :رأيت عليا
رضي ال عنه أتى بدابة ليكبها فلما وضع رجله ف الركاب قال :بسم ال :فلما استوى
عليها قال :المد ل ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرني ( ) 1وإنا إل ربنا
لنقلبون ) ث حد ال ثلثا وكب ثلثا .ث قال سبحانك ل إله إل أنت ،قد ظلمت
نفسي فاغفر ل ،إنه ل يغفر الذنوب إل أنت ،ث ضحك .فقلت :مم ضحكت يا أمي
الؤمني ؟ قال :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فعل مثل ما فعلت ث ضحك فقلت
:مم ضحكت يا رسول ال ؟ قال ( :يعجب الرب من عبده إذا قال رب اغفر ل
ويقول :علم عبدي أنه ل يغفر الذنوب غيي ) رواه أحد وابن حبان والاكم وقال :
صحيح على شرط مسلم - 2 .وعن الزدي :أن ابن عمر علمه أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم كان إذا استوى على بعيه خارجا إل سفر كب ثلثا ث قال ( :سبحان الذي
سخر لنا هذا وما كنا له مقرني وإنا إل ربنا لنقلبون :اللهم إنا نسألك ف سفرنا هذا الب
والتقوى ،ومن العمل ما ترضى :اللهم هون علينا سفرنا هذا واطولنا بعده :اللهم أنت
الصاحب ف السفر ،والليفة ف الهل :اللهم إن أعوذ بك من وعثاء السفر ( ) 2
وكآبة النقلب ( ، ) 3وسوء النظر ف الهل والال ( ) 4وإذا ( هامش ) ( ) 1وما
كنا له مقرني :أي مطيقي قهرة ) 2 ( .وعثاء السفر :مشقته ) 3 ( .وكآبة النقلب :
العودة .أي الزن عند الرجوع ) 4 ( .مرضهم مثل / ) . ( .صفحة / 294رجع
قالن وزاد فيهن ( :آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ) أخرجه أحد ومسلم - 3 .
وعن ابن عباس :كان النب صلى ال عليه وسلم إذا أراد أن يرج إل سفر قال ( :اللهم
أنت الصاحب ف السفر ،والليفة ف الهل :اللهم إن أعوذ بك من الضبنة ( ) 1ف
246
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
السفر والكآبة ف النقلب :اللهم اطو لنا الرض ،وهون علينا السفر ) وإذا أراد الرجوع
قال ( :آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ) وإذا دخل على أهله قال ( :توبا توبا (
) 2لربنا أوبا ل يغادر علينا حوبا ) رواه أحد والطبان والبزار بسند رجاله رجال
الصحيح - 4 .وعن عبد ال بن سرجس كان النب صلى ال عليه وسلم إذا خرج ف
سفر قال ( :اللهم إن أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة النقلب .والور بعد الكور ( 3
) ،ودعوة الظلوم ،وسوء النظر ف الال والهل ) وإذا رجع قال مثله إل أنه يقول :
( وسوء النظر ف الهل والال ) فيبدأ بالهل رواه أحد ومسلم - 5 .وعن ابن عمر :
كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا غزا أو سافر فأدركه الليل قال ( :يا أرض رب
وربك ال ،أعوذ بال من شرك وشر ما فيك وشر ما خلق فيك وشر ما دب عليك ،
أعوذ بال من شر كل أسد وأسود ( ، ) 4وحية وعقرب ،ومن شر ساكن البلد ،ومن
شر والد وما ولد ) رواه أحد وأبو داود .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 294
- 6وعن خولة بنت حكيم السليمية أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من نزل منل
ث قال :أعوذ بكلمات ال التامات كلها من شر ما خلق ل يضره شئ حت يرتل من
منله ذلك ) رواه الماعة إل البخاري وأبو داود - 7 .وعن عطاء بن أب مروان عن
أبيه أن كعبا حلف له بالذي فلق ( هامش ) ( ) 1الضبنة :الرفاق الذين ل كفاية لم .
أي أعوذ بك من سبهم ف السفر ) 2 ( .توبا مصدر تاب .وأوبا مصدر آب ،وها
بعن رجع .والوب :الذنب ) 3 ( .والور بعد الكور :أي أعوذ بك من الفساد بعد
الصلح ) 4 ( .السود :العظيم من اليات / ) . ( .صفحة / 295البحر لوسى أن
صهيبا حدثه أن النب صلى ال عليه وسلم ل ير قرية يريد دخولا إل قال حي يراها :
( اللهم رب السموات السبع وما أظللن ،ورب الرضي السبع وما أقللن ،ورب
الشياطي وما أضللن ،ورب الرياح وما ذرين ،أسألك خي هذه القرية وخي أهلها وخي
ما فيها ،ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها ) رواه النسائي وابن حبان
والاكم وصححاه - 8 .وعن ابن عمر قال :كنا نسافر مع رسول ال صلى ال عليه
247
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وسلم فإذا رأى قرية يريد أن يدخلها قال ( :اللهم بارك لنا فيها ( ثلث مرات ) :اللهم
ارزقنا جناها ،وحببنا إل أهلها وحبب صالي أهلها إلينا ) رواه الطبان ف الوسط
بسند جيد - 9 .وعن عائشة قالت :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أشرف
على أرض يريد دخولا قال ( :اللهم إن أسألك من خي هذه وخي ما جعت فيها ،
اللهم ارزقنا جناها ( ) 1وأعذنا من وباها ،وحببنا إل أهلها ،وحبب صالي أهلها إلينا
) رواه ابن السن - 10 .وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم إذا كان ف سفر
وأسحر يقول ( :سع سامع ( ) 2بمد ال وحسن بلئه علينا ،ربنا صاحبنا وأفضل
علينا ،عائذا بال من النار ) ( ) 3رواه مسلم .المعة ( ) 1فضل يوم المعة :ورد
أن يوم المعة خي أيام السبوع :فعن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال ( :خي يوم طلعت فيه الشمس يوم المعة :فيه خلق آدم عليه السلم ،
وفيه أدخل النة وفيه أخرج منها .ول تقوم الساعة ( هامش ) ( ) 1اللهم ارزقنا جناها
:أي ما يتن منها من ثار ) 2 ( .سع سامع بمد ال وحسن بلئه عليان :أي شهد
شاهد بمدنا ل وحدنا لنعمته ولسن فضله علينا .والبلء :الفضل والنعمة ) 3 ( .
هذا دعاء ل أن يكون صاحبا لنا عاصما لنا من النار وأسبابا / ) . ( .صفحة / 296
إل ف يوم المعة ) رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه ،وعن أب لبانة
البدري رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :سيد اليام يوم المعة
وأعظمها عند ال تعال ،وأعظم عند ال تعال من يوم الفطر ويوم الضحى ،وفيه خس
خلل :خلق ال عزوجل فيه آدم عليه السلم ،وأهبط ال تعال فيه آدم إل الرض ،
وفيه توف ال تعال آدم ،وفيه ساعة ل يسأل العبد فيها شيئا إل آتاه ال تعال إياه ما ل
يسأل حراما ،وفيه تقوم الساعة ،ما من ملك مقرب ول ساء ول أرض ،ول رياح ول
جبال ول بر إل هن يشفقن من يوم المعة ) .رواه أحد وابن ماجه ،قال العراقي
إسناده حسن ) 2 ( .الدعاء فيه :ينبغي الجتهاد ف الدعاء عند آخر ساعة من يوم
المعة .فعن عبد ال بن سلم رضي ال عنه قال :قلت -ورسول ال صلى ال عليه
وسلم جالس :إنا لنجد ف كتاب ال تعال ف يوم المعة ساعة ل يوافقها عبد مؤمن
يصلي يسأل ال عزوجل فيها شيئا إل قضى له حاجته .قال عبد ال :فأشار إل رسول
248
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ال صلى ال عليه وسلم ( ،أو بعض ساعة ) .فقلت :صدقت ،أو بعض ساعة .قلت
أي ساعة هي ؟ قال ( :آخر ساعة من ساعات النهار ) قلت :إنا ليست ساعة صلة
قال ( :بلى :إن العبد الؤمن إذا صلى ث جلس ل يلسه إل الصلة فهو ف صلة ) رواه
ابن ماجه .وعن أب سعيد وأب هريرة رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال
( :إن ف المعة ساعة ل يوافقها عبد مسلم يسأل ال عزوجل فيها خبا إل أعطاه إياه ،
وهي بعد العصر ) رواه أحد .قال العراقي :صحيح .وعن جابر رضي ال عنه عن النب
صلى ال عليه وسلم قال ( :يوم المعة اثنتا عشرة ساعة منها ساعة ل يوجد عبد مسلم
يسأل ال تعال شيئا إل آتاه إياه :والتمسوها آخر ساعة بعد العصر ) رواه النسائي وأبو
داود والاكم ف الستدرك وقال صحيح على شرط مسلم ،وحسن الافظ إسناده ف
الفتح .وعن أب سلمة ابن عبد الرحن رضي ال عنه :أن ناسا من أصحاب رسول ال
صلى ال عليه وسلم اجتمعوا فتذكروا الساعة الت ف يوم المعة ،فتفرقوا ول يتلفوا أنا
آخر ساعة
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 296
من يوم المعة .رواه سعيد ف سننه وصححه الافظ ف الفتح .وقال أحد بن حنبل :
أكثر الحاديث ف الساعة الت يرجى فيها إجابة الدعاء أنا بعد صلة /صفحة / 297
العصر ويرجى بعد زوال الشمس .وأما حديث مسلم وأب داود عن أب موسى رضي ال
عنه أنه سع النب صلى ال عليه وسلم يقول ف ساعة المعة ( :هي ما بي أن يلس
المام ) يعن على النب ( إل أن تقضي الصلة ) فقد أعل بالضطراب والنقطاع ( .
) 3استحباب كثرة الصلة والسلم على الرسول صلى ال عليه وسلم ليلة المعة ويومها
:فعن أوس بن أوس رضي ال عنه قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :من
أفضل أيامكم يوم المعة :فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي
من الصلة فيه فإن صلتكم معروضة علي ) قالوا :يا رسول ال وكيف تعرض عليك
صلتنا وقد أرمت ؟ ( ) 1فقال ( :إن ال عزوجل حرم على الرض أن تأكل أجساد
249
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
النبياء ) رواه المسة إل الترمذي .قال ابن القيم :يستحب كثرة الصلة على النب
صلى ال عليه وسلم ف يوم المعة وليلته لقوله ( .أكثروا من الصلة علي يوم المعة
وليلة المعة ) ورسول ال صلى ال عليه وسلم سيد النام ويوم المعة سيد اليام
فللصلة عليه ف هذا اليوم مزية ليست لغيه ،مع حكمة أخرى وهي أن كل خي نالته
أمته ف الدنيا والخرة فإنا نالته على يده فجمع ال لمته بي خيي الدنيا والخرة فأعظم
كرامة تصل لم فإنا تصل يوم المعة .فإن فيه بعثهم إل منازلم وقصورهم ف النة
وهو يوم الزيد لم إذا دخلوا النة .وهو عيد لم ف الدنيا ،ويوم يسعفهم ال تعال
بطلباتم وحوائجهم ول يرد سائلهم ،وهذا كله إنا عرفوه وحصل لم بسببه وعلى يده
فمن شكره وحده ،وأداء القليل من حقه صلى ال عليه وسلم أن يكثروا من الصلة عليه
ف هذا اليوم وليلته ( .هامش ) ( ) 1وقد أرمت :أي بليت ) 4 ( ) . ( .استحباب
قراءة سورة الكهف يوم المعة وليلته :فعن أب سعيد الدري أن النب صلى ال عليه
وسلم قال ( :من قرأ سورة الكهف ف يوم المعة أضاء له من النور ما بي المعتي )
رواه النسائي والبيهقي
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 297
/صفحة / 298والاكم .وعن ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من قرأ
سورة الكهف ف يوم المعة سطع له نور من تت قدمه إل عنان السماء يضئ له يوم
القيامة وغفر له ما بي المعتي ) رواه ابن مردويه بسند ل بأس به .كراهة رفع الصوت
با ف الساجد :أصدر الشيخ ممد عبده فتوى جاء فيها :وقراءة سورة الكهف يوم
المعة جاء ف عبارة الشباه عند تعداد الكروهات ما نصه :ويكره إفراده بالصوم ( ) 1
وإفراد ليلته بالقيام ،وقراءة الكهف فيه خصوصا وهي ل تقرأ إل بالتلحي ،وأهل
السجد يلغون ويتحدثون ول ينصتون ،ث إن القارئ كثيا ما يشوش على الصلي
فقراءتا على هذا الوجه مظورة ( .هامش ) ويكره إفراده بالصوم :يعن يوم المعة .
( ) 5 ( ) .الغسل والتجمل والسواك والتطيب للمجتمعات ول سيما المعة :يستحب
لكل من أراد حضور صلة المعة ( ) 2أو ممع من مامع الناس سواء كان رجل أو
250
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
امرأة ،أو كان كبيا أو صغيا ،مقيما أو مسافرا ،أن يكون على أحسن حال من
النظافة والزينة :فيغتسل ويلبس أحسن الثياب ويتطيب بالطيب ويتنظف بالسواك وقد
جاء ف ذلك - 1 :عن أب سعيد رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال :
( على كل مسلم الغسل يوم المعة ويلبس من صال ثيابه ،وإن كان له طيب مس منه )
رواه أحد والشيخان - 2 .وعن ابن سلم رضي ال عنه أنه سع النب صلى ال عليه
وسلم يقول على النب يوم المعة ( :ما على أحدكم لو اشترى ثوبي ليوم المعة سوى
ثوب مهنته ) ( ) 3رواه أبو داود وابن ماجه - 3 .وعن سلمان الفارسي رضي ال عنه
قال ،قال النب صلى ال عليه ( هامش ) ( ) 2أما من ل يرد الضور فل يسن الغسل
بالنسبة له ،لديث ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من أتى المعة من
الرجال والنساء فليغتسل ،ومن ل يأتا فليس عليه غسل من الرجال والنساء ) قال
النووي رواه البيهقي بذا اللفظ بإسناد صحيح ) 3 ( .الهنة :الدمة ،روى البيهقي
عن جابر أنه كان للنب صلى ال عليه وسلم برد يلبسه ف العيدين والمعة .وف الديث
استحباب تصيص يوم المعة بلبوس غي ملبوس سائر اليام / ) . ( .صفحة / 299
وسلم ( :ل يغتسل رجل يوم المعة ،ويتطهر با استطاع من طهر ،ويدهن ( ) 1من
دهنه أو يس من طيب بيته ث يروح إل السجد ول يفرق بي اثني ث يصلي ما كتب له
ث ينصت للمام إذا تكلم إل غفر له من المعة إل المعة الخرى ) رواه أحد
والبخاري .وكان أبو هريرة يقول ( :وثلثة أيام زيادة ،إن ال جعل السنة بعشرة
أمثالا ) .وغفران الذنوب خاص بالصغار .لا رواه ابن ماجة عن أب هريرة ( ما ل يغش
الكبائر ) - 4 .وعند أحد بسند صحيح أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :حق على
كل مسلم الغسل والطيب والسواك يوم المعة ) - 5 .وعند الطبان ف الوسط
والكبي بسند رجاله ثقات عن اب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ف جعة من
المع ( :يا معشر السلمي هذا يوم جعله ال لكم عيدا فاغتسلوا وعليكم بالسواك ) ( .
هامش ) ( ) 1يزيل شعث الرأس ويتزين ) 6 ( ) . ( .التبكي إل المعة :يندب
التبكي إل صلة المعة لغي المام .قال علقمة :خرجت مع عبد ال ابن مسعود إل
المعة فوجد ثلثة قد سبقوه فقال :رابع أربعة وما رابع أربعة من ال ببعيد ،إن سعت
251
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ( :إن الناس يلسون يوم القيامة على قدر ترواحهم
إل المعات الول ث الثان ث الثالث ث الرابع ،وما رابع أربعة من ال ببعيد ) رواه ابن
ماجه والنذري .وعن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :من اغتسل
يوم المعة غسل النابة ( ) 2ث راح فكأنا قرب بدنة ( ، ) 3ومن راح ف الساعة
الثانية فكأنا قرب بقرة ،ومن راح ف الساعة الثالثة فكأنا قرب كبشا أقرن ( ) 4ومن
راح ف الساعة الرابعة فكأنا قرب دجاجه ،ومن راح ف الساعة الامسة فكأنا قرب
بيضة .فإذا خرج المام حضرت اللئكة يستعمون الذكر ) رواه الماعة إل ابن ماجه .
وذهب الشافعي وجاعة من العلماء إل أن هذه الساعات هي ساعات ( هامش ) ( ) 2
غسل النابة :أي كغسل النابة ) 3 ( .ناقة ) 4 ( .فكأنا قرب كبشا أقرن :أي له
قرون / ) . ( .صفحة / 300النهار فندبوا إل الرواح من أول النهار ( ) 1وذهب
مالك إل أنا أجزاء ساعة واحدة قبل الزوال وبعده ،وقال قوم هي أجزاء ساعة قبل
الزوال .وقال ابن رشد :وهو الظهر لوجوب السعي بعد الزوال ( .هامش ) ( ) 1
فندبوا إل الرواح من أول النهار :أي من طلوع :أي من طلوع الفجر ) 7 ( ) . ( .
تطي الرقاب :حكى الترمذي عن أهل العلم أنم كرهوا تطي الرقاب يوم المعة
وشددوا
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 300
ف ذلك ،فعن عبد ال بن بسر رضي ال عنه قال :جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم
المعة والنب صلى ال عليه وسلم يطب فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم :
( اجلس فقد آذيت وآنيت ) ( ) 2رواه أبو داود والنسائي وأحد وصححه ابن خزية
وغيه .ويستثن من ذلك المام أو من كان بي يديه فرجة ل يصل إليها إل بالتخطي
ومن يريد الرجوع إل موضعه الذي قام منه لضرورة بشرط أن يتجنب أذى الناس .فعن
عقبة بن الارث رضي ال عنه قال :صليت وراء رسول ال صلى ال عليه وسلم بالدينة
العصر ث قام مسرعا فتخطى رقاب الناس إل بعض حجر نسائه ففزع الناس من سرعته ،
فخرج عليهم فرأى أنم قد عجبوا من سرعته فقال ( :ذكرت شيئا من تب ( ) 3كان
252
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عندنا فكرهت أن يبسن فأمرت بقسمته ) رواه البخاري والنسائي ( .هامش ) ( ) 2
وآنيت :أي أبطأت وتأخرت ) 3 ( .التب :الذهب الذي ل يضرب ) 8 ( ) . ( .
مشروعية التنفل قبلها :يسن التنفل قبل المعة ما ل يرج المام فيكف عنه بعد خروجه
إل تية السجد فإنا تصلى أثناء الطبة مع تفيفها إل إذا دخل ف أواخر الطبة بيث
ضاق عنها الوقت فإنا ل تصلى - 1 .فعن ابن عمر رضي ال عنهما أنه كان يطيل
الصلة قبل المعة ويصلي بعدها ركعتي ويدث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان
يفعل ذلك .رواه أبو داود / .صفحة - 2 / 301وعن أب هريرة رضي ال عنه عن
النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من اغتسل يوم المعة ث أتى المعة فصلى ما قدر له .
ث أنصت حت يفرغ المام من خطبته ،ث يصلي معه ،غفر له ما بينه وبي المعة
الخرى وفضل ثلثة أيام ) رواه مسلم - 3 .وعن جابر رضي ال عنه قال :دخل رجل
يوم المعة ورسول ال صلى ال عليه وسلم يطب فقال ( :صليت ؟ ) قال ل قال :
( فصل ركعتي ) رواه الماعة .وف رواية ( إذا جاء أحدكم يوم المعة والمام يطب
فليكع ركعتي وليتجوز فيهما ) رواه أحد ومسلم وأبو داود .وف رواية ( :إذا جاء
أحدكم يوم المعة وقد خرج المام فليصل ركعتي ) متفق عليه ) 9 ( .تول من غلبه
النعاس عن مكانه :يندب لن بالسجد أن يتحول عن مكانه إل مكان آخر إذا غلبه
النعاس :لن الركة قد تذهب بالنعاس وتكون باعثا على اليقظة ،ويستوى ف ذلك يوم
المعة وغيه .فعن ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا نعس أحدكم وهو
ف السجد فليتحول من ملسه ذلك إل غيه ) رواه أحد وأبو داود والبيهقي والترمذي
وقال :حديث حسن صحيح .وجوب صلة المعة أجع العلماء على أن صلة المعة
فرض عي ،وأنا ركعتان لقول ل تعال ( :يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلة من يوم
المعة فاسعوا إل ذكر ال ( ) 1وذروا البيع ذلكم خي لكم إن كنتم تعلمون ) - 1 .
ولا رواه البخاري ومسلم عن أب هريرة رضي ال عنه أنه سع رسول ال صلى ال عليه
وسلم يقول ( :نن الخرون ( ) 2السابقون يوم القيامة ،بيد ( ) 3أنم أوتوا الكتاب
من قبلنا وأوتيناه من بعدهم ،ث هذا يومهم الذي ( هامش ) ( ) 1فاسعوا إل ذكر ال :
امضوا .وذروا :اتركوا ) 2 ( .نن الخرون :أي زمنا :السابقون :أي الذين يقضى
253
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
لم يوم القيامة قبل اللئق ) 3 ( .بيد أنم أوتوا الكتاب :أي التوراة والنيل / ) . ( .
صفحة / 302فرض عليهم ( ) 1فاختلفوا فيه فهدانا ال .فالناس لنا فيه تبع :اليهود
غدا والنصارى بعد غد ) ( - 2 . ) 2وعن ابن مسعود رضي ال عنه أن النب صلى ال
عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن المعة ( :لقد همت أن آمر رجل يصلي بالناس ث
أحرق على رجال يتخلفون عن المعة بيوتم ) رواه أحد ومسلم - 3 .وعن أب هريرة
وابن عمر أنما سعا النب صلى ال عليه وسلم يقول على أعواد منبه ( :لينتهي أقوام عن
ودعهم المعات ( ) 3أو ليختمن ال على قلوبم ث ليكونن من الغافلي ) رواه مسلم
ورواه أحد والنسائي من حديث ابن عمر وابن عباس - 4 .وعن أب العد الضمري ،
وله صحبة ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :من ترك ثلثا جع تاونا طبع ال
على قلبه ) رواه المسة ولحد وابن ماجه من حديث جابر نوه ،وصححه ابن السكن
( .هامش ) ( ) 1الذي فرض عليهم :أي فرض عليهم تعظيمه ) 2 ( .اليهود غدا
والنصارى بعد غد :أي أن اليهود يعظمون غدا يوم السبت ،والنصارى بعد غد يعن
يعظمون يوم الحد ) 3 ( .ودعهم :أي تركهم .يتم على قلوبم :أي يطبع على
قلوبم ويول بينهم وبي الدى والي ) . ( .من تب عليه ومن ل تب عليه :تب
صلة المعة على السلم الر العاقل البالغ القيم القادر على السعي إليها الال من
العذار البيحة للتخلف عنها وأما من ل تب عليهم فهم :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 302
1و - 2الرأة والصب ،وهذا متفق عليه - 3 .الريض الذي يشق عليه الذهاب ال
المعة أو ياف زيادة الرض أو بطأه وتأخيه .ويلحق به من يقوم بتمريضه إذا كان ل
يكن الستغناء عنه ،فعن طارق بن شهاب رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم
قال ( :المعة حق واجب على كل مسلم ف جاعة إل أربعة :عبد ملوك أو امرأة /
صفحة / 303أو صب أو مريض ) قال النووي :إسناده صحيح على شرط البخاري
ومسلم .وقال الافظ :صححه غي واحد - 4 .السافر وإذا كان نازل وقت إقامتها
فإن أكثر أهل العلم يرون أنه ل جعة عليه :لن النب صلى ال عليه وسلم كان يسافر فل
254
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يصلي المعة فصلى الظهر والعصر جع تقدي ول يصل جعته ،وكذلك فعل اللفاء
وغيهم 5 .و - 6الدين العسر الذي ياف البس ،والختفي من الاكم الظال ،فعن
ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من سع النداء فلم يبه
فل صلة له إل من عذر ) قالوا :يا رسول ال وما العذر ؟ قال ( :خوف أو مرض )
رواه أبو داود بإسناد صحيح - 7 .كل معذور مرخص له ف ترك الماعة ،كعذر الطر
والوحل والبد ونو ذلك .فعن ابن عباس أنه قال لؤذنه ف يوم مطي :إذا قلت :أشهد
أن ممدا رسول ال فل تقل :حي على الصلة .قل صلوا ف بيوتكم ،فكأن الناس
استنكروا فقال :فعله من هو خي من ،إن المعة عزمة ،وإن كرهت أن أخرجكم
فتمشون ف الطي والدحض ( . ) 1وعن أب مليح عن أبيه أنه شهد النب صلى ال عليه
وسلم ف يوم جعة وأصابم مطر ل تبتل أسفل نعالم فأمرهم أن يصلوا ف رحالم .رواه
أبو داود وابن ماجة .وكل هؤلء ل جعة عليهم وإنا يب عليهم أن يصلوا الظهر ،
ومن صلى منهم المعة صحت منه وسقطت عنه فريضة الظهر ( ) 2وكانت النساء
تضر السجد على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وتصلى معه المعة ( .هامش )
( ) 1إن المعة عزمة :أي فريضة .والدحض :الزلق ) 2 ( .ل توز اتفاقا لن
المعة بدل الظهر فهي تقوم مقامه وال ل يفرض علينا ست صلوات ،ومن أجاز الظهر
بعد المعة فإنه ليس له مستند من عقل أو نقل ل عن كتاب ول عن سنة ول عن أحد
من الئمة ) . ( .وقتها :ذهب المهور من الصحابة والتابعي إل أن وقت المعة هو
وقت الظهر .لا رواه أحد والبخاري وأبو داود والترمذي والبيهقي عن أنس رضي ال
عنه /صفحة / 304أن النب صلى ال عليه وسلم كان يصلي المعة إذا مالت الشمس
.وعند أحد ومسلم أن سلمة بن الكوع قال :كنا نصلي مع رسول ال صلى ال عليه
وسلم المعة إذا زالت الشمس ث نرجع نتتبع الفئ ( . ) 1وقال البخاري :وقت المعة
إذا زالت الشمس .وكذلك يروى عن عمر وعن علي والنعمان بن بشي وعمر بن
حريث رضي ال عنهم .وقال الشافعي صلى النب صلى ال عليه وسلم وأبو بكر وعمر
وعثمان والئمة بعدهم كل جعة بعد الزوال .وذهبت النابلة وإسحاق إل أن وقت
المعة من أول وقت صلة العيد إل آخر وقت الظهر ،مستدلي با رواه أحد ومسلم
255
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والنسائي عن جابر قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي المعة ث نذهب إل
جالنا فنريها حي تزول الشمس .وف هذا تصريح بأنم صلوها قبل زوال الشمس .
واستدلوا أيضا بديث عبد ال بن سيدان السلمي رضي ال عنه قال :شهدت المعة مع
أب بكر فكانت خطبته وصلته قبل نصف النهار ،ث شهدتا مع عمر فكانت صلته
وخطبته إل أن أقول انتصف النهار ،ث شهدتا مع عثمان فكانت صلته وخطبته إل أن
أقول زوال النهار فما رأيت أحدا عاب ذلك ول أنكره ،رواه الدار قطن والمام أحد ف
رواية ابنه عبد ال واحتج به ،وقال :وكذلك روي عن ابن مسعود وجابر وسعيد
ومعاوية أنم صلوها قبل الزوال فلم ينكر عليهم .فكان الجاع .وأجاب المهور عن
حديث جابر بأنه ممول على البالغة ف تعجيل الصلة بعد الزوال من غي إبراد ،أي
انتظار لسكون شدة الر ،وأن الصلة وإراحة المال كانتا تقعان عقب الزوال .كما
أجابوا عن أثر عبد ال بن سيدان بأنه ضعيف ،قال الافظ ابن حجر :تابعي كبي غي
معروف العدالة .وقال ابن عدي :يشبه الجهول .وقال البخاري :ل يتابع على حديثه
وقد عارضه ما هو أقوى منه .فروى ابن أب شيبة عن سويد بن غفلة أنه صلى مع أب
بكر وعمر حي زالت الشمس ،وإسناده قوي .ل خلف بي العلماء ف أن الماعة
شرط من شروط صحة المعة ( ،هامش ) ( ) 1الفئ :الظل / .صفحة / 305
لديث طارق بن شهاب أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :المعة حق واجب على
كل مسلم ف جاعة ) .واختلفوا ف العدد الذي تنعقد به المعة إل خسة عشر مذهبا
ذكرها الافظ ف الفتح .والرأي الراجح أنا تصح باثني فأكثر لقول رسول ال صلى ال
عليه وسلم ( :الثنان فما فوقهما جاعة ) ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 305
قال الشوكان :وقد انعقدت سائر الصلوات بما بالجاع ،والمعة صلة فل تتص
بكم يالف غيها إل بدليل ،ول دليل على اعتبار عدد فيها زائد على العتب ف غيها .
وقد قال عبد الق :إنه ل يثبت ف عدد المعة حديث ،وكذلك قال السيوطي :ل
يثبت ف شئ من الحاديث تعيي عدد مصوص .اه ومن ذهب إل هذا الطبي وداود
256
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والنخعي وابن حزم .مكان المعة :المعة يصح أداؤها ف الصر والقرية والسجد وأبنية
البلد والفضاء التابع لا ،كما يصح أداؤها ف أكثر من موضع .فقد كتب عمر رضي ال
عنه إل أهل البحرين ( :أن جعوا حيثما كنتم ) .رواه ابن أب شيبة ،وقال أحد :
إسناده جيد .وهذا يشمل الدن والقرى .وقال ابن عباس ( :إن أول جعة جعت ف
السلم بعد جعة جعت ف مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم بالدينة لمعة جعت
ب ( جوائى ) :قرية من قرى البحرين ) .رواه البخاري وأبو داود .وعن الليث بن
سعد أن أهل مصر وسواحلها كانوا يمعون على عهد عمر وعثمان بأمرها وفيها رجال
من الصحابة .وعن ابن عمر أنه كان يرى أهل الياه بي مكة والدينة يمعون فل يعتب
عليهم .رواه عبد الرزاق بسند صحيح .مناقشة الشروط الت اشترطها الفقهاء تقدم
الكلم على أن شروط وجوب المعة :الذكورة والرية والصحة والقامة وعدم العذر
الوجب للتخلف عنها ،كما تقدم أن الماعة شرط لصحتها .هذا هو القدر الذي
جاءت به السنة والذي كلفنا ال به .وأما ما وراء ذلك من الشروط الت اشترطها بعض
الفقهاء فليس له أصل يرجع إليه ول مستند يعول /صفحة / 306عليه .ونكتفي هنا
بنقل ما قاله الروضة الندية قال ( :هي كسائر الصلوات ل تالفها لكونه ل يأت ما يدل
على أنا تالفها .وف هذا الكلم إشارة إل رد ما قيل من أنه يشترط ف وجوبا المام
العظم والصر الامع والعدد الخصوص ،فإن هذه الشروط ل يدل عليها دليل يفيد
استحبابا فضل عن وجوبا فضل عن كونا شروطا ،بل إذا صلى رجلن المعة ف
مكان ل يكن فيه غيها جاعة فقد فعل ما يب عليهما ،فإن خطب أحدها فقد عمل
بالسنة وإن تركا الطبة فهي سنة فقط .ولول حديث طارق بن شهاب القيد للوجوب
على كل مسلم بكونه ف جاعة ومن عدم إقامتها ف زمنه صلى ال عليه وسلم ف غي
جاعة لكان فعلها فرادى مزئا كغيها من الصلوات .وأما ما يروى ( من أربعة إل الولة
) فهذا قد صرح أئمة الشأن بأنه ليس من كلم النبوة ول من كلم من كان ف عصرها
من الصحابة حت يتاج إل بيان معناه أو تأويله ) وإنا هو من كلم السن البصري .
ومن تأمل فيما وقع ف هذه العبادة الفاضلة -الت افترضها ال عليهم ف السبوع وجعلها
شعارا من شعائر السلم ،وهي صلة المعة -من القوال الساقطة والذاهب الزائفة
257
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والجتهادات الداحضة ( ) 1قضى من ذلك العجب فقائل يقول الطبة كركعتي وإن
من فاتته ل تصح جعته وكأنه ل يبلغه ما ورد عن رسول ال صلى ال عليه وسلم من
طرق متعددة يقوي بعضها بعضا ،ويشد بعضها عضد بعض :أن من فاتته ركعة من
ركعت المعة فليضف إليها أخرى وقد تت صلته ،ول بلغه غي هذا الديث من الدلة
.وقائل يقول :ل تنعقد المعة إل بثلثة مع المام ،وقائل يقول بأربعة ،وقائل يقول
بسبعة ،وقائل يقول بتسعة ،وقائل يقول باثن عشر ،وقائل يقول بعشرين ،وقائل يقول
بثلثي ،وقائل يقول ل تنعقد إل بأربعي ،وقائل يقول بمسي ،وقائل يقول ل تنعقد
إل بسبعي وقائل يقول فيما بي ذلك ،وقائل يقول بمع كثي من غي تقييد وقائل يقول
إن المعة ل تصح إل ف مصر جامع .وحده بعضهم بأن يكون الساكنون فيه كذا وكذا
من اللف .وآخر قال أن يكون فيه جامع وحام ،وآخر قال أن يكون فيه كذا وكذا
وآخر قال إنا ل تب إل مع المام العظم فإن ل يوجد ( هامش ) ( ) 1الداحضة :
الباطلة / ) . ( .صفحة / 307أو كان متل العدالة بوجه من الوجوه ل تب المعة
ول تشرع ،ونو هذه القوال الت ليس عليها أثارة من علم ول يوجد ف كتاب ال تعال
ول ف سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم حرف واحد يدل على ما ادعوه من كون هذه
المور الذكورة شروطا لصحة المعة أو فرضا من فرائضها أو ركنا من أركانا .فيا ل
للعجب ماى فعل الرأي بأهله ،وما يرج من رؤوسهم من الزعبلت الشبيهة با
يتحدث الناس به ف مامعهم وما يبونه ف أسارهم من القصص والحاديث اللفقة وهي
عن الشريعة الطهرة بعزل ،يعرف هذا كل عارف بالكتاب والسنة وكل متصف بصفة
النصاف وكل من ثبت قدمه ول يتزلزل عن طريق الق بالقيل والقال ،ومن جاء بالغلط
فغلطه رد عليه مردود ف وجهه .والكم بي العباد هو كتاب ال تعال وسنة رسوله
صلى ال عليه وسلم كما قال سبحانه ( :فإن تنازعتم ف شئ فردوه إل ال
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 307
والرسول ) ( إنا كان قول الؤمني إذا دعوا إل ال ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سعنا
وأطعنا ) ( فل وربك ل يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم ث ل يدوا ف أنفسهم
258
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
حرجا ما قضيت ويسلموا تسليما ) .فهذه اليات ونوها تدل أبلغ دللة وتفيد أعظم
فائدة أن الرجع مع الختلف هو حكم ال ورسوله .وحكم ال هو كتابه ،وحكم
رسوله بعد أن قبضه ال تعال هو سنته ليس غي ذلك ،ول يعل ال تعال لحد من
العباد وإن بلغ ف العلم أعلى مبلغ وجع منه ما ل يمع غيه أن يقول ف هذه الشريعة
بشئ ل دليل عليه من كتاب ول سنة .والجتهد ،وإن جاءت الرخصة له بالعمل برأيه
عند عدم الدليل ،فل رخصة لغيه أن يأخذ بذلك الرأي كائنا من كان .وإن ،كما
علم ال ،ل أزال أكثر التعجب من وقوع مثل هذا للمصنفي وتصديره ف كتب الداية
وأمر العوام والقصرين باعتقاده والعمل به وهو على شفا جرف هار ،ول يتص بذهب
من الذاهب ول بقطر من القطار ول بعصر من العصور :بل تبع فيه الخر الول كأنه
أخذه من أم الكتاب وهو حديث خرافة .وقد كثرت التعيينات ف هذه العبادة كما
سبقت الشارة إليها بل برهان ول قرآن ول شرع ول عقل / .صفحة / 308خطبة
المعة حكمها :ذهب جهور أهل العلم إل وجوب خطبة المعة واستدلوا على
الوجوب با ثبت عنه صلى ال عليه وسلم بالحاديث الصحيحة ثبوتا مستمرا أنه كان
يطب ف كل جعة ،واستدلوا أيضا بقوله صلى ال عليه وسلم ( :صلوا كما رأيتمون
أصلي ) وقول ال عزوجل ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلة من يوم المعة فاسعوا
إل ذكر ال ) وهذا أمر بالعي إل الذكر فيكون واجبا لنه ل يب السعي لغي الواجب
وفسروا الذكر بالطبة لشتمالا عليه .وناقش الشوكان هذه الدلة فأجاب عن الدليل
الول بأن مرد الفعل ل يفيد الوجوب ،وعن الدليل الثان بأنه ليس فيه إل المر بإيقاع
الصلة على الصفة الت كان يوقعها عليها والطبة ليست بصلة ،وعن الثالث بأن الذكر
الأمور بالسعي إليه هو الصلة ،غاية المر أنه متردد بينها وبي الطبة وقد وقع التفاق
على وجوب الصلة ،والناع ف وجوب الطبة فل ينتهض هذا الدليل للوجوب ث قال :
فالظاهر ما ذهب إليه السن البصري وداود الظاهري والوين ( ) 1من أن الطبة
مندوبة فقط ( .هامش ) ( ) 1وكذا عبد اللك بن حبيب وابن الاجشون من الالكية .
( ) .استحباب تسليم المام إذا رقي النب والتأذين إذا جلس عليه واستقبال الأمومي له :
فعن جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا صعد النب سلم .رواه ابن
259
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ماجه وف إسناده ابن ليعة وهو للثرم ف سننه عن الشعب عن النب صلى ال عليه وسلم
مرسل ،وف مراسيل عطاء وغيه أنه صلى ال عليه وسلم كان إذا صعد النب أقبل بوجهه
على الناس ،ث قال ( :السلم عليكم ) .قال الشعب :كان أبو بكر وعمر يفعلن ذلك
.وعن السائب بن يزيد رضي ال عنه قال :النداء يوم المعة أوله إذا جلس المام على
النب ،على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وأب بكر وعمر فلما كان عثمان وكثر
الناس زاد النداء الثالث على الزوراء ول يكن للنب صلى ال عليه وسلم مؤذن غي واحد .
رواه /صفحة / 309البخاري والنسائي وأبو داود .وف رواية لم :فلما كانت خلفة
عثمان وكثروا أمر عثمان يوم المعة بالذان الثالث وأذن به على الزوراء فثبت المر على
ذلك .ولحد والنسائي :كان بلل يؤذن إذا جلس النب صلى ال عليه وسلم على النب
ويقيم إذا نزل .وعن عدي بن ثابت عن أبيه عن جده قال :كان النب صلى ال عليه
وسلم إذا قام على النب استقبله أصحابه بوجوههم ،رواه بان ماجه .والديث وإن كان
فيه مقال إل أن الترمذي قال :العمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النب صلى ال
عليه وسلم وغيهم يستحبون استقبال المام إذا خطب .استحباب اشتمال الطبة على
حد ال تعال والثناء على رسول ال صلى ال عليه وسلم والوعظة والقراءة :فعن أب
هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :كل كلم ل يبدأ فيه بالمد
ل فهو أجذم ( ) ) 1رواه أبو داود وأحد بعناه .وف رواية ( الطبة الت ليس فيها
شهادة ( ) 2كاليد الذماء ) رواه أحد وأبو داود والترمذي ،وقال ( تشهد ) بدل
( شهادة ) .وعن ابن مسعود رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا تشهد
قال ( :المد ل نستعينه ونستغفره ونعوذ بال من شرور أنفسنا .من يهد ال فل مضل
له ،ومن يضلل فل هادي له .وأشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن ممدا عبده ورسوله
أرسله بالق بشيا بي يدي الساعة .من يطع ال تعال ورسوله فقد رشد ،ومن يعصهما
فإنه ل يضر إل نفسه ول يضر ال تعال شيئا ) .عن ابن شهاب
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 309
260
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رضي ال عنه أنه سئل عن تشهد النب صلى الل عليه وسلم يوم المعة فذكر نوه وقال :
ومن يعصهما فقد غوى .رواها أبو داود .وعن جابر بن سرة رضي ال عنه قال :كان
رسول ال صلى ال عليه وسلم يطب دائما ويلس بي الطبتي .ويقرأ آيات ويذكر
الناس .رواه الماعة إل البخاري والترمذي .وعنه أيضا رضي ال عنه عن النب صلى ال
عليه وسلم أنه كان ل يطيل الوعظة ( هامش ) ( ) 1الذام :الداء العروف ،شبه
الكلم الذي ل يبتدأ فيه بمد ال تعال بإنسان مذوم تنفيا عنه وارشادا إل استفتاح
الكلم بالمد ) 2 ( .ليس فيها شهادة :أي شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول
ال / ) . ( .صفحة / 310يوم المعة إنا هي كلمات يسيات .رواه أبو داود .وعن
أم هشام بنت حارثة بن النعمان رضي ال عنهما قالت :ما أخذت ( ق والقرآن الجيد )
إل عن لسان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرؤها كل جعة على النب إذا خطب الناس
.رواه أحد ومسلم والنسائي وأبو داود ،وعن يعلى بن أمية قال سعت رسول ال صلى
ال عليه وسلم يقرأ على النب ( :ونادوا يا مالك ) متفق عليه .وعن ابن ماجه عن أب
أن الرسول قرأ يوم المعة ( تبارك ) وهو قائم يذكر بأيام ال .وف الروضة الندية :ث
اعلم أن الطبة الشروعة هي ما كان يعتاده صلى ال عليه وسلم من ترغيب الناس
وترهيبهم ،فهذا ف القيقة روح الطبة الذي لجله شرعت .وأما اشتراط المد ل أو
الصلة على رسوله أو قراءة شئ من القرآن فجميعه خارج عن معظم القصود من شرعية
الطبة ،واتفاق مثل ذلك ف خطبته صلى ال عليه وسلم ل يدل على أنه مقصود متحتم
وشرط لزم ،ول يشك منصف أن معظم القصود هو الوعظ دون ما يقع قبله من المد
ل والصلة والسلم على رسول ال .وقد كان عرف العرب الستمر أن أحدهم إذا أراد
أن يقوم مقاما ويقول مقال شرع بالثناء على ال وعلى رسوله صلى ال عليه وسلم وما
أحسن هذا وأوله ،ولكن ليس هو القصود ،بل القصود ما بعد ،ولو قال :إن من قام
ف مفل من الحافل خطيبا ليس له باعث على ذلك إل أن يصدر منه المد والصلة لا
كان هذا مقبول ،بل كان طبع سليم يجه ويرده .إذا تقرر هذا عرفت أن الوعظ ف
خطبة المعة هو الذي يساق إليه الديث فإذا فعله الطيب فقد فعل المر الشروع إل
أنه إذا قدم الثناء على ال وعلى رسوله أو استطرد ف وعظه القوارع القرآنية كان أت
261
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وأحسن ) .مشروعية القيام للخطبتي واللوس بينهما جلسة خفيفة :فعن ابن عمر
رضي ال عنهما قال :كان النب صلى ال عليه وسلم يطب يوم المعة قائما ث يلس ث
يقوم كما يفعلون اليوم .رواه الماعة .وعن جابر ابن سرة رضي ال عنه قال :كان
النب صلى ال عليه وسلم يطب قائما ث يلس ث يقوم فيخطب قائما ،فمن قال انه
يطب جالسا فقد كذب ،فقد وال صليت معه أكثر من ألفي صلة ( ) 1رواه أحد
ومسلم وأبو داود .وروى ابن ( هامش ) ( ) 1الراد با الصلوات المس / ) . ( .
صفحة / 311أب شيبة عن طاوس قال :خطب رسول ال صلى ال عليه وسلم قائما
وأبو بكر وعمر وعثمان ،وأول من جلس على النب معاوية .وروى أيضا عن الشعب أن
معاوية إنا خطب قاعدا لا كثر شحم بطنه ولمه .وبعض الئمة أخذ وجوب القيام أثناء
الطبة ووجوب اللوس بي الطبتي استنادا إل فعل الرسول صلى ال عليه وسلم
وصحابته ،ولكن الفعل بجرده ل يفيد الوجوب .استحباب رفع الصوت بالطبة
وتقصيها والهتمام با :فعن عمار بن ياسر رضي ال عنه قال :سعت رسول ال صلى
ال عليه وسلم يقول ( :إن طول صلة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقه ( ) 1فأطيلوا
الصلة وأقصروا الطبة ) ( ) 2رواه أحد ومسلم ( .وإنا كان قصر الطبة وطول
الصلة دليل على فقه الرجل لن الفقيه يعرف جوامع الكلم فيكتفي بالقليل من اللفظ
على الكثي من العن ) وعن جابر بن سرة رضي ال عنه قال :كان رسول ال صلى ال
عليه وسلم يطيل الصلة ويقصر الطبة .رواه النسائي بإسناد صحيح .وعن جابر رضي
ال عنه قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا خطب احرت عيناه وعل صوته
واشتد غضبه حت كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ( ) 4رواه مسلم وابن ماجه
.قال النووي :يستحب كون الطبة فصيحة بليغة مرتبة مبينة من غي تطيط ول تقعي ،
ول تكون ألفاظا مبتذلة ملفقة فإنا ل تقع ف النفوس موقعا كامل ،ول تكون وحشية
لنه ل يصل مقصودها ،بل يتار ألفاظا جزلة مفهمة .وقال ابن القيم ( :وكذلك
كانت خطبه صلى ال عليه وسلم إنا هي تقرير الصول ( هامش ) ( ) 1الئنة :العلمة
والظنة ) 2 ( .المر بإطالة الصلة بالنسبة للخطبة ل التطويل الذي يشق على الصلي .
............................................................
262
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 311
( ) 3القصد :التوسط والعتدال ) 4 ( .صبحكم ومساكم :أي أتاكم العدو وقت
الصباح أو وقت الساء / ) . ( .صفحة / 312اليان بال وملئكته وكتبه ورسله
ولقائه ،وذكر النة والنار وما أعد ال لوليائه وأهل طاعته وما أعد لعدائه وأهل
معصيته فيمل القلوب من خطبته إيانا وتوحيدا ومعرفة بال وأيامه ،ل كخطب غيه الت
إنا تفيد أمورا مشتركة بي اللئق ،وهي النوح على الياة والتخويف بالوت فإن هذا
أمر ل يصل ف القلب إيانا بال ول توحيدا له ول معرفة خاصة ول تذكيا بأيامه ول
بعثا للنفوس على مبته والشوق إل لقائه ،فيخرج السامعون ول يستفيدوا فائدة غي أنم
يوتون وتقسم أموالم ويبلي التراب أجسامهم ،فيا ليت شعري أي إيان حصل بذا وأي
توحيد وعلم نافع يصل به ؟ ! ومن تأمل خطب النب صلى ال عليه وسلم وخطب
أصحابه وجدها كفيلة ببيان الدى والتوحيد وذكر صفات الرب جل جلله وأصول
اليان الكلية والدعوة إل ال وذكر آلئه تعال الت تببه إل خلقه ،وأيامه الت توفهم
من بأسه والمر بذكره ،وشكره الذي يببهم إليه فيذكرون من عظمة ال وصفاته
وأسائه ما يببه إل خلقه ،ويأمرون من طاعته وشكره وذكره ما يببهم إليه فينصرف
السامعون قد أحبوه وأحبهم .ث طال العهد وخفي نور النبوة وصارت الشرائع والوامر
رسوما تقوم من غي مراعاة حقائقها ومقاصدها ،فأعطوها صورها وزينوها با ،زينوها
به فجعلوا الرسوم والوضاع سننا ل ينبغي الخلل با وأخلوا بالقاصد الت ل ينبغي
الخلل با فرصعوا الطب بالتسجيع والفقر وعلم البديع ،فنقص ،بل عدم حظ
القلوب منها وفات القصود با .قطع المام الطبة للمر يدث :وعن أب بريدة رضي
ال عنه قال ( :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يطبنا فجاء السن والسي عليهما
قميصان أحران يشيان ويعثران فنل رسول ال صلى ال عليه وسلم من النب فحملهما
ووضعهما بي يديه ث قال ( صدق ال ورسوله ،إنا أموالكم وأولدكم فتنة ،نظرت
هذين الصبيي يشيان ويعثران ،فلم أصب حت قطعت حديثي ورفعتهما ) رواه المسة .
وعن أب رفاعة العدوي رضي ال عنه قال ( :انتهيت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم
وهو يطب فقلت :يا رسول ال :رجل غريب يسأل عن دينه ل يدري ما دينه ؟ فأقبل
263
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
علي وترك خطبته حت انتهى إل فأتى بكرسي من خشب /صفحة / 313قوائمه حديد
فقعد عليه ،وجعل يعلمن ما علمه ال تعال ،ث أتى الطبة فأت آخرها ) .رواه مسلم
والنسائي .قال ابن القيم :وكان صلى ال عليه وسلم يقطع خطبته للحاجة تعرض
والسؤال لحد من أصحابه فيجيبه ،وربا نزل للحاجة ث يعود فيتمها كما نزل لخذ
السن والسي ،وأخذها ث رقي بما النب فأت خطبته ،وكان يدعو الرجل ف خطبته
تعال اجلس يا فلن ،صل يا فلن ،وكان يامرهم بقتضى الال ف خطبته .حرمة
الكلم أثناء الطبة :ذهب المهور إل وجوب النصات وحرمة الكلم أثناء الطبة ولو
كان أمرا بعروف أو نيا عن منكر سواء كان يسمع الطبة أم ل ،فعن ابن عباس أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :من تكلم يوم المعة والمام يطب فهو كالمار
يمل أسفارا ،والذي يقول له أنصت ل جعة له ( : ) 1رواه أحد وابن أب شيبة
والبزار والطبان .قال الافظ ف بلوغ الرام :إسناده ل بأس به .وعن عبد ال بن عمرو
أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :يضر لمعة ثلثة نفر :فرجل حضرها يلغو فهو
حظه منها ،ورجل حضرها يدعو ،فهو رجل ال دعا إن شاء أعطاه وإن شاء منعه ،
ورجل حضرها بإنصات وسكوت ول يتخط رقبة مسلم ول يؤذ أحدا فهي كفارة إل
المعة الت تليها وزيادة ثلثة أيام ،وذلك أن ال عزوجل يقول ( :من جاء بالسنة فله
عشر أمثالا ) رواه أحد وأبو داود بإسناد جيد .وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه
وسلم قال ( :إذا قلت لصاحبك يوم المعة والمام يطب أنصت فقد لغوت ) ( ) 2
رواه الماعة إل ابن ماجه .وعن أب الدرداء قال :جلس النب صلى ال عليه وسلم على
النب وخطب الناس وتل آية وإل جنب أب بن كعب فقلت له :يا أب مت أنزلت هذه
الية ؟ فأب أن يكلمن ،ث سألته فأب أن يكلمن ،حت نزل رسول ال صلى ال عليه
وسلم فقال ل أب ( :هامش ) ( ) 1ل جعة له :أي كاملة للجاع على إسقاط فرض
الوقت وأن جعته تعتب ظهرا ) 2 ( .فقد لغوت :اللغو :السقط وما ل يعتد به من
كلم وغيه / ) . ( .صفحة / 314مالك بن جعتك إل ما لغوت .فلما انصرف
رسول ال صلى ال عليه وسلم جئته فأخبته فقال ( :صدق أب ،إذا سعت إمامك
يتكلم فانصت حت يفرغ ) رواه أحد والطبان .وروي عن الشافعي وأحد انما فرقا
264
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بي
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 314
من يكنه السماع ومن ل يكنه فاعتبا تري الكلم ف الول دون الثان وإن كان
النصات مستحبا .وحكى الترمذي عن أحد وإسحق الترخيص ف رد السلم وتشميت
العاطس والمام يطب .وقال الشافعي :لو عطس رجل يوم المعة فشمته رجل
رجوت أن يسعه لن التشميت سنة ،ولو سلم رجل على رجل كرهت ذلك ورأيت أن
يرد عليه ،لن السلم سنة ورده فرض . .أما الكلم ف غي وقت الطبة فإنه جائز .
فعن ثعلبة بن أب مالك قال :كانوا يتحدثون يوم المعة وعمر جالس على النب فإذا
سكت الؤذن قام عمر فلم يتكلم أحد حت يقضي الطبتي كلتيهما ،فإذا قامت الصلة
ونزل عمر تكلموا .رواه الشافعي ف مسنده .وروى أحد بإسناد صحيح أن عثمان ابن
عفان كان وهو على النب والؤذن يقيم يستخب الناس عن أخبارهم وأسعارهم .ادراك
ركعة من المعة أو دونا :يرى أكثر أهل العلم أن من أدرك ركعة من المعة مع المام
فهو مدرك لا وعليه أن يضيف إليها أخرى ،فعن ابن عمر عن النب صلى ال عليه وسلم
قال ( :من أدرك ركعة من صلة المعة فليضف إليها أخرى وقد تت صلته ) .رواه
النسائي وابن ماجه والدار قطن .قال الافظ ف بلوغ الرام :إسناده صحيح لكن قوى
أبو حات إرساله .وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من أدرك من
الصلة ركعة فقد أدركها كلها ) رواه الماعة .وأما من أدرك أقل من ركعة فإنه ل
يكون مدركا للجمعة ويصلي ظهرا أربعا ( ) 1ف قول أكثر العلماء .قال ابن مسعود :
من أدرك من المعة ركعة فليضف إليها أخرى ،ومن فاتته الركعتان فليصل أربعا .رواه
الطبان بسند حسن .وقال ابن عمر :إذا أدركت من المعة ركعة فأضف إليها
أخرى ،وإن أدركتهم جلوسا فصل أربعا .رواه البيهقي ( .هامش ) ( ) 1ينوي
المعة ويتمها ظهرا / ) . ( .صفحة / 315وهذا مذهب الشافعية والالكية والنابلة
وممد بن السن .وقال أبو حنيفة وأبو يوسف :من أدرك التشهد مع المام فقد أدرك
المعة فيصلي ركعتي بعد سلم المام وتت جعته .الصلة ف الزحام :روى أحد
265
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والبيهقي عن سيار قال :سعت عمر وهو يطب يقول :إن رسول ال صلى ال عليه
وسلم بن هذا السجد ونن معه ،الهاجرون والنصار ،فإذا اشتد الزحام فليسجد
الرجل منكم على ظهر أخيه .ورأى قوما يصلون ف الطريق فقال :صلوا ف السجد .
التطوع قبل المعة وبعدها :يسن صلة أربع ركعات أو صلة ركعتي بعد صلة المعة
،فعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من كان مصليا بعد المعة فليصل
أربعا ) رواه مسلم وأبو داود والترمذي .وعن ابن عمر قال :كان رسول ال صلى ال
عليه وسلم يصلي يوم المعة ركعتي ف بيته .رواه الماعة .قال ابن القيم ( :وكان
صلى ال عليه وسلم إذا صلى المعة دخل منله فصلى ركعتي وأمر من صلها أن يصلي
بعدها أربعا .قال شيخنا ابن تيمية :إن صلى ف السجد صلى أربعا وإن صلى ف بيته
صلى ركعتي .قلت :وعلى هذا تدل الحاديث .وقد ذكر أبو داود عن ابن عمر أنه
إذا صلى ف السجد صلى أربعا ،وإذا صلى ف بيته صلى ركعتي .وف الصحيحي عن
ابن عمر أنه صلى ال عليه وسلم كان يصلي بعد المعة ركعتي ف بيته ) .انتهى .وإذا
صلى أربع ركعات قبل يصليها موصولة وقيل يصلي ركعتي ويسلم ث يصلي ركعتي ،
والفضل صلتا بالبيت .وإن صلها بالسجد تول عن مكانه الذي صلى فيه الفرض .
أما صلة السنة قبل المعة فقد قال شيخ السلم ابن تيمية ( :أما النب صلى ال عليه
وسلم فلم يكن يصلي قبل المعة بعد الذان شيئا ول نقل هذا عنه أحد ،فإن النب صلى
ال عليه وسلم كان ل يؤذن على عهده إل إذا قعد على /صفحة / 316النب ،ويؤذن
بلل ث يطب النب صلى ال عليه وسلم الطبتي ،ث يقيم بلل فيصلي بالناس فما كان
يكن أن يصلي بعد الذان ل هو ول أحد من السلمي الذين يصلون معه صلى ال عليه
وسلم ،ول نقل عنه أحد أنه صلى ف بيته قبل الروج يوم المعة ،ول وقت بقوله
صلة مقدرة قبل المعة ،بل ألفاظه صلى ال عليه وسلم فيها الترغيب ف الصلة إذا قدم
الرجل السجد يوم المعة من غي توقيت كقوله ( :من بكر وابتكر ومشى ول يركب
وصلى ما كتب له ) وهذا هو الأثور عن الصحابة . .كانوا إذا أتوا السجد يوم المعة
يصلون من حي يدخلون ما تيسر .فمنهم من يصلي عشر ركعات ومنهم من يصلي اثنت
عشرة ركعة ومنهم من يصلي ثان ركعات ومنهم من يصلي أقل من ذلك ،ولذا كان
266
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
جاهي الئمة متفقي على أنه ليس قبل المعة سنة مؤقتة بوقت ،مقدرة بعدد لن ذلك
إنا يثبت بقول النب صلى ال عليه وسلم أو فعله ،وهو ل يسن ف ذلك شيئا ،ل بقوله
ول فعله .اجتماع المعة والعيد ف يوم واحد إذا اجتمع المعة والعيد ف يوم واحد
سقطت المعة عمن صلى العيد ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 316
فعن زيد بن أرقم قال :صلى النب صلى ال عليه وسلم ث رخص ف المعة فقال ( :من
شاء أن يصلي فليصل ) رواه المسة وصححه ابن خزية والاكم .وعن أب هريرة أنه
صلى ال عليه وسلم قال ( :قد اجتمع ف يومكم هذا عيدان ،فمن شاء أجزأه من
المعة وإنا ممعون ) رواه أبو داود .ويستحب للمام أن يقيم المعة ليشهدها من شاء
شهودها ،ومن ل يشهد العيد لقوله صلى ال عليه وسلم ( :وإنا ممعون ) .وتب
صلة الظهر على من تلف عن المعة لضوره العيد عند النابلة .والظاهر عدم
الوجوب ،لا رواه أبو داود عن ابن الزبي أنه قال :عيدان اجتمعا ف يوم واحد ،
فجمعهما فصلها ركعتي بكرة ،ل يزد عليهما حت صلى العصر / .صفحة / 317
صلة العيدين شرعت صلة العيدين ف السنة الول من الجرة ،وهي سنة مؤكدة
واظب النب صلى ال عليه وسلم عليها وأمر الرجال والنساء أن يرجوا لا .ولا أباث
نوجزها فيما يلي ) 1 ( :استحباب الغسل والتطيب ،ولبس أجل الثياب :فعن جعفر
بن ممد عن أبيه عن جده أن النب صلى ال عليه وسلم كان يلبس برد حبة ( ) 1ف
كل عيد .رواه الشافعي والبغوي .وعن السن السبط قال :أمرنا رسول ال صلى ال
عليه وسلم ف العيدين أن نلبس أجود ما ند وأن نتطيب بأجود ما ند وأن نضحي بأثن
ما ند .الديث رواه الاكم وفيه إسحاق ابن برزخ ،ضعفه الزدي ووثقه ابن حبان .
وقال ابن القيم :وكان صلى ال عليه وسلم يلبس لما أجل ثيابه وكان له حلة يلبسها
للعيدين والمعة ( .هامش ) ( ) 1برد حبة :نوع من برود اليمن ) 2 ( ) . ( .
الكل قبل الروج ف الفطر دون الضحى :يسن أكل ترات وترا قبل الروج إل
الصلة ف عيد الفطر وتأخي ذلك ف عيد الضحى حت يرجع من الصلى فيأكل من
267
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أضحيته إن كان له أضحية .قال أنس :كان النب صلى ال عليه وسلم ل يغدو يوم
الفطر حت يأكل ترات ويأكلهن وترا ( ) 2رواه .أحد والبخاري .وعن بريدة قال :
كان النب صلى ال عليه وسلم ل يغدو يوم الفطر حت يأكل ،ول يأكل يوم الضحى
حت يرجع .رواه الترمذي وابن ماجه وأحد ،وزاد :فيأكل من أضحيته .وف الوطأ
عن سعيد بن السيب :أن الناس كانوا يؤمرون بالكل قبل الغدو يوم الفطر .وقال ابن
قدامة :ل نعلم ف استحباب تعجيل الكل يوم الفطر اختلفا ( .هامش ) ( ) 2
ويأكلهن وترا :أي ثلثا أو خسا أو سبعا ،وهكذا / ) . ( .صفحة ) 3 ( / 318
الروج إل الصلى :صلة العيد يوز أن تؤدى ف السجد ،ولكن أداءها ف الصلى
خارج البلد أفضل ( ) 1ما ل يكن هناك عذر كمطر ونوه لن رسول ال صلى ال
عليه وسلم كان يصلي العيدين ف الصلى ( ) 2ول يصل العيد بسجده إل مرة لعذر
الطر .فعن أب هريرة أنم أصابم مطر ف يوم عيد فصلى بم النب صلى ال عليه وسلم
صلة العيد ف السجد .رواه أبو داود وابن ماجه والاكم ،وف إسناده مهول .قال
الافظ ف التلخيص :إسناده ضعيف .وقال الذهب :هذا حديث منكر ( .هامش ) (
) 1خارج البلد أفضل ما عدا مكة فإن صلة العيد ف السجد الرام أفضل ) 2 ( .
الصلى :موضع بباب الدينة الشرقي ) 4 ( ) . ( .خروج النساء والصبيان :يشرع
خروج الصبيان والنساء ف العيدين للمصلى من غي فرق بي البكر والثيب والشابة
والعجوز والائض ،لديث أم عطية قالت :أمرنا أن نرج العواتق ( ) 3واليض ف
العيدين يشهدن الي ودعوة السلمي ويعتزل اليض الصلى .متفق عليه .وعن ابن
عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يرج نساءه وبناته ف العيدين .رواه ابن
ماجه والبيهقي .وعن ابن عباس قال :خرجت مع النب ( ) 4صلى ال عليه وسلم يوم
فطر أو أضحى فصلى ث خطب ث أتى النساء فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة .رواه
البخاري ( .هامش ) ( ) 3العواتق :البنات البكار ) 4 ( .خرجت مع النب صلى ال
عليه وسلم :وكان يومئذ صغيا ) 5 ( ) . ( .مالفة الطريق :ذهب أكثر أهل العلم إل
استحباب الذهاب إل صلة العيد ف طريق والرجوع ف طريق آخر سواء كان إماما أو
مأموما ،فعن جابر رضي ال عنه قال :كان النب صلى ال عليه وسلم إذا كان يوم عيد
268
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
خالف الطريق .رواه البخاري .وعن أب هريرة قال :كان النب صلى ال عليه وسلم إذا
خرج إل العيد يرجع ف غي الطريق الذي خرج فيه .رواه أحد ومسلم والترمذي / .
صفحة / 319ويوز الرجوع ف الطريق الذي ذهب فيه ،فعند أب داود والاكم
والبخاري ف التاريخ عن بكر بن مبشر .قال :كنت أغدو مع أصحاب رسول ال صلى
ال عليه وسلم إل الصلى يوم الفطر ويوم الضحى فنسلك بطن بطحان ( ) 1حت نأت
الصلى فنصلي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ث نرجع من بطن بطحان
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 319
إل بيوتنا .قال ابن السكن :إسناده صال ( .هامش ) ( ) 1بطحان :واد بالدينة .
( ) 6 ( ) .وقت صلة العيد :وقت صلة العيد من ارتفاع الشمس قدر ثلثة أمتار إل
الزوال ،لا أخرجه أحد بن السن البناء من حديث جندب قال :كان النب صلى ال
عليه وسلم يصلي بنا الفطر والشمس على قيد رمي ( ) 2والضحى على قيد رمح .
قال الشوكان ،ف هذا الديث :إنه أحسن ما ورد من الباث ف تعيي وقت صلة
العيدين .وف الديث استحباب تعجيل صلة عيد الضحى وتأخي صلة الفطر .قال
ابن قدامة :ويسن تقدي الضحى ليتسع وقت الضحية وتأخي الفطر ليتسع وقت إخراج
صدقة الفطر ،ول أعلم فيه خلفا ( .هامش ) ( ) 2قيد رمي :أي قدر رمي .
والرمح يقدر بثلثة أمتار ) 7 ( ) . ( .الذان والقامة للعيدين :قال ابن القيم :كان
صلى ال عليه وسلم إذا انتهى إل الصلى أخذ ف الصلة من غي أذان ول إقامة ول قول
:الصلة جامعة .والسنة أن ل يفعل شئ من ذلك .انتهى .وعن ابن عباس وجابر قال
:ل يكن يؤذن يوم الفطر ول يوم الضحى .متفق عليه .ولسلم عن عطاء قال :أخبن
جابر أن ل أذان الصلة يوم الفطر حي يرج المام ول بعدما يرج ول إقامة ول نداء
ول شئ ،ل نداء يومئذ ول إقامة .وعن سعد بن أب وقاص أن النب صلى ال عليه وسلم
صلى العيد بغي أذان ول إقامة ،وكان يطب خطبتي قائما يفصل بينهما بلسة .رواه
البزار / .صفحة ) 8 ( / 320التكبي ف صلة العيدين :صلة العيد ركعتان يسن
فيهما أن يكب الصلي قبل القراءة ف الركعة الول سبع تكبيات بعد تكبية الحرام ،
269
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وف الثانية خس تكبيات غي تكبية القيام ،مع رفت اليدين مع كل تكبية ( . ) 1فعن
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النب صلى ال عليه وسلم كب ف عيد اثنت عشرة
تكبية ،سبعا ف الول وخسا ف الخرة .ول يصل قبلها ول بعدها .رواه أحد وابن
ماجه .وقال أحد :وأنا أذهب إل هذا .وف رواية أب داود والدار قطن قال :قال النب
صلى ال عليه وسلم ( :التكبي ف الفطر سبع ف الول وخس ف الخرة ،والقراءة
بعدها كلتيهما ) .وهذا القول هو أرجح القوال وإليه ذهب أكثر أهل العلم من
الصحابة والتابعي والئمة .قال ابن عبد الب ( :روي عن النب صلى ال عليه وسلم من
طرق حسان أنه كب ف العيدين سبعا ف الول وخسا ف الثانية من حديث عبد ال بن
عمرو وابن عمر وجابر وعائشة وأب واقد وعمرو بن عوف الزن .ول يرو عنه من وجه
قوي ول ضعيف خلف هذا ،وهو أول ما عمل به ( ) ) 2انتهى .وقد كان صلى ال
عليه وسلم يسكت بي كل تكبيتي سكنة يسية ول يفظ عنه ذكر معي بي التكبيات
،ولكن روى الطبان والبيهقي بسند قوي عن ابن مسعود من قوله وفعله أنه كان يمد
ال ويثن عليه ويصلي على النب صلى ال عليه وسلم ( . ) 3وروي كذلك عن حذيفة
وأب موسى .والتكبي سنة ل تبطل الصلة بتركه عمدا ول سهوا .وقال ابن قدامة :ول
أعلم فيه خلفا ،ورجح الشوكان أنه إذا تركه سهوا ل يسجد للسهو ( .هامش ) (
) 1رفع اليدين مع كل تكبية :روى ذلك عن عمر وابنه عبد ال ) 2 ( .وعند النفية
يكب ف الول ثلثا بعد تكبية الحرام قبل القراءة وف الثانية ثلثا بعد القراءة ) 3 ( .
استحب أحد والشافعي الفصل بي كل تكبيتي بذكر ال مثل أن يقول سبحان ال
والمد ل ول إله إل ال وال أكب .وقال أبو حنيفة ومالك يكب متواليا من غي فصل
بي التكبي بذكر / ) . ( .صفحة ) 9 ( / 321الصلة قبل صلة العيد وبعدها :ل
يثبت أن لصلة العيد سنة قبلها ول بعدها ،ول يكن النب صلى ال عليه وسلم ،ول
أصحابه يصلوم إذا انتهوا إل الصلي شيئا قبل الصلة ول بعدها .قال ابن عباس :خرج
رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم عيد فصلى ركعتي ل يصل قبلهما ول بعدها .رواه
الماعة .وعن ابن عمر أنه خرج يوم عيد فلم يصل قبلها ول بعدها وذكر أن النب صلى
ال عليه وسلم فعله ،وذكر البخاري عن ابن عباس أنه كره الصلة قبل العيد .أما مطلق
270
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
النفل فقد قال الافظ ابن حجر ف الفتح إنه لى ثبت فيه منع بدليل خاص إل إن كان
ذلك ف وقت الكراهة ف جيع اليام ) 10 ( .من تصح منهم صلة العيد :تصح صلة
العيد من الرجال والنساء مسافرين كانوا أو مقيمي جاعة أو منفردين ،ف البيت أو ف
السجد أو ف الصلى .ومن فاتته الصلة مع الماعة صلى ركعتي ،قال البخاري :
( باب ) إذا فاته العيد يصلي ركعتي وكذلك النساء ومن ف البيوت والقرى ،لقول النب
صلى ال عليه وسلم ( هذا عيدنا أهل السلم ) .وأمر أنس بن مالك مولهم ابن أب
عتبة بالزاوية فجمع أهله وبنيه وصلى كصلة أهل الصر وتكبيهم .وقال عكرمة :أهل
السواد يتمعون ف العيد يصلون ركعتي كام يصنع المام .وقال عطاء :إذا
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 321
فاته العيد صلى ركعتي ) 11 ( .خطبة العيد :الطبة بعد صلة العيد سنة والستماع
إليها كذلك .فعن أب سعيد قال :كان النب صلى ال عليه وسلم يرج يوم الفطر
والضحى إل الصلى ) 1 ( .وأول شئ يبدأ به الصلة ث ينصرف فيقوم مقابل الناس ،
والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم ،وإن كان يريد أن يقطع بعثا (
) 2أن يأمر بشئ أمر به ث ينصرف .قال أبو سعيد :فلم يزل الناس على ذلك
( هامش ) ( ) 1الصلى :موضع بينه وبي السجد ألف ذراع ) 2 ( .أن يقطع بعثا :
أي يرج طائفة من اليش إل جهة / ) . ( .صفحة / 322حت خرجت مع مروان
وهو أمي الدينة ف أضحى أو فطر ،فلما أتينا الصلى إذا منب بناه كثي بن الصلت ،فإذا
مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي فجبذت بثوبه فجبذن فارتفع فخطب قبل الصلة .
فقلت له :غيت وال .فقال :أبا سعيد ! . . .قد ذهب ما تعلم .فقلت :ما أعلم وال
خي ما ل أعلم .فقال :إن الناس ل يكونوا يلسون لنا بعد الصلة فجعلتها قبل الصلة
.متفق عليه .وعن عبد ال بن السائب قال :شهدت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم
العيد فلما قضى الصلة قال ( :إنا نطب فمن أحب أن يلس للخطبة فليجلس ومن
أحب أن يذهب فليهذب ) رواه النسائي وأبو داود وابن ماجه .وكل ما ورد ف أن للعيد
خطبتي يفصل بينهما المام بلوس فهو ضعيف .قال النووي :ل يثبت ف تكرير الطبة
271
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
شئ .ويستحب افتتاح الطبة بمد ال تعال ،ول يفظ عن رسول ال صلى ال عليه
وسلم غي هذا .قال ابن القيم :كان صلى ال عليه وسلم يفتتح خطبه كلها بالمد ل
ول يفظ عنه ف حديث واحد أنه كان يفتتح خطبت العيد بالتكبي ،وإنا روى ابن ماجه
ف سننه عن سعيد ،مؤذن النب صلى ال عليه وسلم ،أنه كان يكب بي أضعاف الطبة
ويكثر التكبي ف خطبة العيدين .وهذا ل يدل على أنه يفتتحها به .وقد اختلف الناس ف
افتتاح خطبة العيدين والستسقاء فقيل :يفتتحان بالتكبي ،وقيل تفتتح خطبة الستسقاء
بالستغفار ،وقيل يفتتحان بالمد .قال شيخ السلم تقي الدين :هو الصواب ،لن
النب صلى ال عليه وسلم قال ( :كل أمر ذي بال ل يبدأ فيه بالمد فهو أجذم ) ( ) 1
وكان صلى ال عليه وسلم يفتتح خطبه كلها بالمد ل ،وأما قول كثي من الفقهاء :أنه
يفتتح خطب الستسقاء بالستغفار وخطبة العيدين بالتكبي فليس معهم فيها سنة عن النب
صلى ال عليه وسلم البتة ،والسنة تقضي خلفه ،وهو افتتاح جيع الطب بالمد ل .
( هامش ) ( ) 1فهو أجذم :أي ناقص ) 12 ( ) . ( .قضاء صلة العيد :قال أبو
عمي بن أنس :حدثن عمومت من النصار من أصحاب رسول /صفحة / 323ال
صلى ال عليه وسلم قالوا :أغمي علينا هلل شوال وأصبحنا صياما فجاء ركب من آخر
النهار فشهدوا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم أنم رأوا اللل بالمس فأمرهم
رسول ال أن يفطروا وأن يرجوا إل عيدهم من الغد .رواه أحد والنسائي وابن ماجه
بسند صحيح .وف هذا الديث حجة للقائلي بأن الماعة إذا فاتتها صلة العيد بسبب
عذر من العذار أنا ترج من الغد فتصلي العيد ) 13 ( .اللعب واللهو والغناء والكل
ف العياد :اللعب الباح ،واللهو البئ ،والغناء السن ،ذلك من شعائر الدين الت
شرعها ال ف يوم العيد ،رياضة للبدن وترويا عن النفس ،قال أنس :قدم النب صلى
ال عليه وسلم الدينة ولم يومان يلعبون فيهما قال ( :قد أبدلكم ال تعال بما خيا
منهما يوم الفطر والضحى ) رواه النسائي وابن حبان بسند صحيح .وقالت عائشة :إن
البشة كانوا يلعبون عند رسول ال صلى ال عليه وسلم ف يوم عيد فاطلعت من فوق
عاتقه فطأطأ ل منكبيه فجعلت أنظر إليهم من فوق عاتقه حت شبعت ث انصرفت رواه
أحد والشيخان .ورووا أيضا عنها قالت :دخل علينا أبو بكر ف يوم عيد وعندنا
272
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
جاريتان تذكران يوم بعاث ( ) 1يوما قتل فيه صناديد الوس والزرج ،فقال أبو بكر :
عباد ال أمزمور الشيطان ( قالا ثلثا ) فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( يا أبا بكر
إن لكل قوم عيدا وإن اليوم عيدنا ) :ولفظ البخاري قالت عائشة :دخل علي رسول ال
صلى ال عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول
وجهه ،ودخل أبو بكر فانتهرن وقال :مزمارة الشيطان عند النب صلى ال عليه وسلم !
فأقبل عليه النب صلى ال عليه وسلم فقال ( :دعهما ) فلما غفل غمزتما فخرجتا ،
وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق ( ) 2والراب فإما سألت النب صلى ال عليه
وسلم وإما قال ( :تشتهي تنظرين ؟ ) فقلت :نعم ،فأقامن وراءه ،خدي على خده
( هامش ) ( ) 1بعاث :اسم حصن للوس ويوم بعاث يوم مشهور من أيام العرب
كانت فيه مقتلة عظيمة للوس على الزرج ) 2 ( .الدرق :التروس ) . ( .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 323
/صفحة / 324وهو يقول ( :دونكم يا بن أرفدة ) ( ) 1حت إذا ملك قال
( حسبك ؟ ) قلت :نعم .قال ( :فاذهب ) قال الافظ ف الفتح وروى ابن السراج من
طريق أب الزناد عن عروة عن عائشة أنه صلى ال عليه وسلم قال يومئذ ( :لتعلم يهود
الدينة أن ف ديننا فسحة ،إن بعثت بنيفية سحة ) .وعند أحد ومسلم عن نبيشة أن
النب صلى ال عليه وسلم قال ( :أيام التشريق أيام أكل وشرب ،وذكر ل عزوجل ) .
( ) 14فضل العمل الصال ف أيام العشر من ذي الجة :عن ابن عباس أن النب صلى
ال عليه وسلم قال ( :ما من أيام العمل الصال أحب إل ال عزوجل من هذه اليام )
( يعن أيام العشر ) :قالوا :يا رسول ال ول الهاد ف سبيل ال ؟ قال ( :ول الهاد ف
سبيل ال إل رجل خرج بنفسه وماله ث ل يرجع بشئ من ذلك ) رواه الماعة إل مسلما
والنسائي .وعند أحد والطبان عن ابن عمر قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :
( ما من أيام أعظم عند ال سبحانه ول أحب إل ال العمل فيهن من هذه اليام العشر
فأكثروا فيهن من التهليل والتكبي والتحميد ) وقال ابن عباس ف قوله تعال ( ويذكروا
اسم ال ف أيام معلومات ) هي أيام العشر .وكان ابن عمر وأبو هريرة يرجان إل
273
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
السوق ف أيام العشر يكبان ويكب الناس بتكبيها .رواه البخاري .وكان سعيد ابن
جبي إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حت ما يكاد يقدر عليه .وقال الوزاعي
:بلغن أن العمل ف اليوم من أيام العشر كقدر غزوة ف سبيل ال يصام نارها ويرس
ليلها إل أن يتص امرؤ بشهادة .قال الوزاعي :حدثن بذا الديث رجل من بن مزوم
عن النب صلى ال عليه وسلم .وروى عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال :
( ما من أيام أحب إل ال أن يتعبد له فيها من عشر ذي الجة يعدل صيام كل يوم منها
بصيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر ) .رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي .
( هامش ) ( ) 1أرفده :لقب البشة / ) . ( .صفحة ) 15 ( / 325استحباب
التهنئة بالعيد :عن جبي بن نفي قال :كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا
التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض ( :تقبل منا ومنك ) .قال الافظ إسناده حسن ( .
) 16التكبي ف أيام العيدين :التكبي ف أيام العيدين سنة .ففي عيد الفطر قال ال تعال
( :ولتكملوا العدة ولتكبوا ال على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) وف عيد الضحى
قال ( :واذكروا ال ف أيام معدودات ) ( . ) 1وقال ( :كذلك سخرها لكم لتكبوا
ال على ما هداكم ) ،وجهور العلماء على أن التكبي ف عيد الفطر من وقت الروج إل
الصلة إل ابتداء الطبة .وقد روي ف ذلك أحاديث ضعيفة وإن كانت الرواية صحت
بذلك عن ابن عمر وغيه من الصحابة .قال الاكم :هذه سنة تداولا أهل الديث .
وبه قال مالك وأحد وإسحق وأبو ثور .وقال قوم التكبي من ليلة الفطر إذا رأوا اللل
حت يغدوا إل الصلى وحت يرج المام .ووقته ف عيد الضحى من صحيح يوم عرفة
إل عصر أيام التشريق وهي اليوم الادي عشر ،والثان عشر ،والثالث عشر من ذي
الجة .قال الافظ ف الفتح :ول يثبت ف شئ من ذلك عن النب صلى ال عليه وسلم
حديث ،وأصح ما ورد فيه عن الصحابة قول علي وابن مسعود إنه من صبح يوم عرفة
إل عصر آخر أيام من .أخرجه ابن النذر وغيه .وبذا أخذ الشافعي وأحد وأبو
يوسف وممد وهو مذهب عمر وابن عباس .والتكبي ف أيام التشريق ل يتص استحبابه
بوقت دون وقت ،بل هو مستحب ف كل وقت من تلك اليام .قال البخاري :وكان
عمر رضي ال عنه يكب ف قبته بن فيسمعه أهل السجد فيكبون ويكب أهل السوق حت
274
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يرتج من تكبيا .وكان ابن عمر يكب بن تلك اليام وخلف الصلوات وعلى فراشه وف
فسطاطه وملسه ومشاه تلك اليام جيعا ،وكانت ميمونة تكب يوم ( هامش ) ( ) 1
قال ابن عباس :هي أيام التشريق ،رواه البخاري / ) . ( .صفحة / 326النحر ،
وكان النساء يكبن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليال التشريق مع الرجال
ف السجد ،قال الافظ :وقد اشتملت هذه الثار على وجود التكبي ف تلك اليام
عقب الصلوات وغي ذلك من الحوال وفيه اختلف بي العلماء ف مواضع ،فمنهم من
قصر التكبي على أعقاب الصلوات ومنهم من خص ذلك بالكتوبات دون النوافل ومنهم
من خصه بالرجال دون النساء وبالماعة دون النفرد وبالؤداة دون القتضية وبالقيم دون
السافر وبساكن الدن دون القرية :وظاهر اختيار البخاري شول ذلك للجميع والثار
الت ذكرها تساعده .وأما صيغة التكبي فالمر فيها واسع .وأصح ما ورد فيها ما رواه
عبد الرزاق عن سلمان بسند صحيح قال :كبوا :ال أكب ،ال أكب ،ال
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 326
أكب كيا .وجاء عن عمر وابن مسعود :ال أكب ال أكب ل إله إل ال ،وال أكب ال
أكب ول المد / .صفحة / 327الزكاة ( ) 1تعريفها :الزكاة اسم لا يرجه النسان
من حق ال تعال إل الفقراء .وسيت زكاة لا يكون فيها من رجاء البكة ،وتزكية
النفس وتنميتها باليات .فإنا مأخوذة من الزكاة ،وهو النماء والطهارة والبكة .قال
ال تعال ( :خذ من أموالم صدقة تطهرهم وتزكيهم با ) ( . ) 1وهي أحد أركان
السلم المسة ،وقرنت بالصلة ف اثنتي وثاني آية .وقد فرضها ال تعال بكتابه ،
وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم ،وإجاع أمته - 1 .روى الماعة عن ابن عباس
رضي ال عنهما ،أن النب صلى ال عليه وسلم لا بعث معاذ بن جبل رضي ال عنه إل
اليمن ( ) 2قال ( :إنك تأت قوما أهل كتاب ،فادعهم إل شهادة أن ل إله إل ال وأن
رسول ال ،فإن هم أطاعوا لذلك ،فأعلمهم أن ال عزوجل افترض عليهم خس صلوات
ف كل يوم وليلة ،فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن ال تعال افترض عليهم صدقة ف
أموالم ،تؤخذ من أغنيائهم وترد إل فقرائهم ،فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم (
275
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
) 3أموالم ،واتق دعوة الظلوم ،فإنه ليس بينها وبي ال حجاب ) - 2 .وروى
الطبان ف الوسط والصغي ،عن علي كرم ال وجهه ،أن النب صلى ال عليه وسلم
قال ( :إن ال فرض على أغنياء السلمي ف أموالم بقدر الذي يسع فقراءهم ،ولن يهد
الفقراء إذا جاعوا أو عروا ( هامش ) ( ) 1سورة التوبة ) 2 ( .أي واليا وقاضيا سنة
عشر من الجرة ( ) 3 ( .كرائم ) نفائس / ) . ( .صفحة / 328إل با يصنع
أغنياؤهم ( ، ) 1أل وإن ال ياسبهم حسابا شديدا ،ويعذبم عذابا أليما ) قال الطبان
:تفرد به ثابت بن ممد الزاهد .قال الافظ :وثابت :ثقة صدوق .روى عنه البخاري
وغيه ،وبقية رواته ل بأس بم .وكانت فريضة الزكاة بكة ف أول السلم مطلقة ،ل
يدد فيها الال الذي تب فيه ،ول مقدار ما ينفق منه ،وإنا ترك ذلك لشعور السلمي
وكرمهم .وف السنة الثانية من الجرة -على الشهور -فرض مقدارها من كل نوع من
أنواع الال ،وبينت بيانا مفصل - 1 .قال ال تعال ( :خذ من أموالم صدقة تطهرهم
وتزكيهم با ) .أي خذ -أيها الرسول -من أموال الؤمني صدقة معينة كالزكاة
الفروضة ،أو غي معينة ،وهي التطوع ( تطهرهم وتزكيهم با ) أي تطهرهم با من
دنس البخل والطمع ،والدناءة والقسوة على الفقراء والبائسي ،وما يتصل بذلك من
الرذائل ،وتزكي أنفسهم با .أي تنميها وترفعها باليات والبكات اللقية والعملية ،
حت تكون با أهل للسعادة الدنيوية والخروية - 2 .وقال ال تعال ( :إن التقي ف
جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربم إنم كانوا قبل ذلك مسني ،كانوا قليل من الليل
ما يهجعون ،وبالسحار هم يستغفرون وف أموالم حق للسائل والحروم ) .جعل ال
أخص صفات البرار الحسان ،وأن مظهر إحسانم يتجلى ف القيام من الليل ،
والستغفار ف السحر تعبدا ل وتقربا إليه .كما يتجلى ف إعطاء الفقي حقه ،رحة
وحنوا عليه - 3 .وقال ال تعال ( :والؤمنون والؤمنات بعضهم أولياء بعض
( هامش ) ( ) 1أي إن الهد والشقة من الوع والعري ل يصيب الفقراء إل ببخل
الغنياء / ) . ( .صفحة / 329يأمرون بالعروف وينهون عن النكر ويقيمون الصلة
ويؤتون الزكاة ويطيعون ال ورسوله أولئك سيحهم ال ) .أي إن الماعة الت يباركها
ال ويشملها برحته ،هي الماعة الت تؤمن بال ،ويتول بعضها بعضا بالنصر والب ،
276
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وتأمر بالعروف ،وتنهى عن النكر ،وتصل ما بينها وبي ال بالصلة ،وتقوي صلتا
ببعضها ،بإيتاء الزكاة - 4 .وقال ال تعال ( :الذين إن مكناهم ف الرض أقاموا
الصلة وآتوا الزكاة وأمروا بالعروف ونوا عن النكر ول عاقبة المور ) .جعل ال إيتاء
الزكاة غاية من غايات التمكي ف الرض - 1 .وروى الترمذي عن أب كبشة
الناري ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ثلثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا
فاحفظوه :ما نقص مال من صدقة ،ول ظلم عبد مظلمة فصب عليها إل زاده ال با عزا
،ول فتح عبد باب مسألة ،إل فتح ال عليه باب فقر ) - 2 .وروى أحد والترمذي ،
وصححه ،عن أب هريرة :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :إن ال عزوجل
يقبل الصدقات ويأخذها بيمينه فيبيها لحدكم كما يرب أحدكم مهرة أو فلوه ،أو
فصيله ( ) 1حت أن اللقمة لتصي مثل جبل أحد ) .قال وكيع :وتصديق ذلك ف
كتاب ال قوله ( :وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ) ( .يحق ال الربا
ويرب الصدقات ) - 3 .وروى أحد -بسند صحيح -عن أنس رضي ال عنه قال :
أتى
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 329
رجل من تيم رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :يا رسول ال :إن ذو مال كثي ،
وذو أهل ومال وحاضرة ( . ) 2فأخبن كيف أصنع وكيف أنفق ؟ فقال رسول ال
صلى ال عليه وسلم ( ترج الزكاة من مالك فإنا طهرة تطهرك ،وتصل أقرباءك وتعرف
حق السكي والار والسائل ) ( .هامش ) ( ( ) 1الهر والفلو والفصيل ) :ولد الفرس
) 2 ( .الماعة تنل عنده للضيافة / ) . ( .صفحة / 330
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 330
- 4وروى أيضا عن عائشة رضي ال عنها ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :
ثلث أحلف عليهن ،ل يعل ال من له سهم ف السلم كمن ل سهم له ،وأسهم
السلم ثلثة :الصلة ،والصوم ،والزكاة ،ول يتول ال عبدا ف الدنيا فيوليه غيه يوم
277
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
القيامة ،ول يب رجل قوما إل جعله ال معهم .والرابعة لو حلفت عليها رجوت أن ل
آث ل يستر ال عبدا ف الدنيا إل ستره يوم القيامة ) - 5 .وروى الطبان ف الوسط ،
عن جابر رضي ال عنه قال ،قال رجل يا رسول ال :أرأيت إن أدى الرجل زكاة
ماله ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :من أدى زكاة ماله ذهب عنه شره ) 6 .
-وروى البخاري ،ومسلم عن جابر بن عبد ال قال :بايعت رسول ال صلى ال عليه
وسلم على إقام الصلة ،وإيتاء الزكاة ،والنصح لكل مسلم ) 3 ( .الترهيب من منعها
- 1 :قال ال تعال ( :والذين يكنون الذهب والفضة ول ينفقونا ف سبيل ال
فبشرهم بعذاب أليم ،يوم يمى عليها ف نار جهنم فتكوى با جباههم وجنوبم
وظهورهم هذا ما كنت لنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنون ) - 2 .وقال ( :ل يسب
الذين يبخلون با آتاهم ال من فضله هو خيا لم بل هو شر لم سيطوقون ( ) 1ما
بلوا به يوم القيامة ) - 1 .وروى أحد والشيخان عن أب هريرة قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم ( :ما من صاحب كن ( ) 2ل يؤدي زكاته إل أحي عليه ف نار
جهنم فيجعل صفائح فتكوى با جنباه وجبهته حت يكم ال بي عباده ف يوم كان
مقداره خسي ألف سنة ،ث يرى سبيله ( ،هامش ) ( ) 1يعل ما بلوا به من مال
طوقا من نار ف أعناقهم ( ) 2 ( .الكن ) مال وجبت فيه الزكاة فلم تؤد ،وأما ما
أخرجت زكاته فليس بكن مهما كثر / ) . ( .صفحة / 331إما إل النة ،وإما إل
النار ،وما من صاحب إبل ل يؤدي زكاتا إل بطح ( ) 1لا بقاع قرقر ( ) 2كأوفر (
) 3ما كانت ،تسنن ( ) 4عليه ،كلما مضى ( ) 5عليه أخراها ردت عليه أولها ،
حت يكم ال بي عباده ،ف يوم كان مقداره خسي ألف سنة ،ث يرى سبيله إما إل
النة وإما إل النار ،وما من صاحب غنم ل يؤدي زكاتا إل بطح لا بقاع قرقر كأوفر
ما كانت فتطؤه بأظلفها ( ، ) 6وتنطحه بقرونا ليس فيها عقصاء ( ) 7ول جلحاء (
، ) 8كلما مضى عليه أخراها ردت عليه أولها ،حت يكم ال بي عباده ف يوم كان
مقداره خسي ألف سنة ما تعدون ،ث يرى سبيله ،إما إل النة ،وإما إل النار ) .
قالوا :فاليل يا رسول ال ؟ قال ( :اليل ف نواصيها ) ،أو قال ( :اليل معقود ف
نواصيها الي إل يوم القيامة ،اليل ثلثة :هي لرجل أجر ،ولرجل ستر ،ولرجل
278
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وزر ،فأما الت هي له أجر فالرجل يتخذها ف سبيل ال ويعدها له فل تغيب شيئا ف
بطونا إل كتب ال له أجرا ،ولو رعاها ف مرج ( ) 9فما أكلت من شئ إل كتب ال
له با أجرا ،ولو سقاها من نر كان له بكل قطرة تغيبها ف بطونا أجر ،حت ذكر
الجر ف أبوالا وأرواثها ولو استنت شرفا ( ) 10أو شرفي كتب له بكل خطوة
يطوها أجر .وأما الت هي له ستر ،فالرجل يتخذها تكرما وتمل ،ل ينسى حت
ظهورها وبطونا ف عسرها ويسرها .وأما الت هي عليه وزر ،فالذي يتخذها أشرا (
) 11وبطرا ( ) 12وبذخا ( ، ) 13ورياء الناس فذلك الذي عليه الوزر ) قالوا :
فالمر يا رسول ال ؟ قال ( :ما أنزل ال علي فيها شيئا إل هذه الية الامعة ( ) 14
الفاذة ( ( : ) 15فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره ،ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) ) .
( هامش ) ( ( ) 1بطح ) أي بسط ومد ( ) 2 ( .القرقر ) الستوي الواسع من الرض
) 3 ( .كأوفر ال ) أي كأعظم ما كانت ( ) 4 ( .تست ) أي تري ( ) 5 ( .مضى
) أي مر ) 6 ( .الظلف للغنم كالافر للفرس ( ) 7 ( .عقصاء ) أي ملتوية القرني ( .
( ) 8جلحاء ) أي الت ل قرن لا ( ) 9 ( .الرج ) أي الرعى ( ) 10 ( .الشرف )
أي العال من الرض ( ) 11 ( .الشر ) أي البطر ( ) 12 ( .البطر ) شدة الرح ( .
( ) 13وبذخا ) أي تكبا ( ) 14 ( .الامعة ) أي التناولة لكل خي وبر ) 15 ( .
( الفاذة ) أي القليلة النظي / ) . ( .صفحة - 2 / 332وروى الشيخان عن أب هريرة
عن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من آتاه ال مال فلم يؤد زكاته مثل له ( ) 1يوم
القيامة شجاعا أقرع ( ) 2له زبيبتان ( ) 3يطوقه يوم القيامة ،ث يأخذ بلهزمتيه -يعن
شدقيه -ث يقول :أنا كنك ،أنا مالك ) .ث تل هذه الية ( :ول يسب الذين
يبخلون با آتاهم ال من فضله الية - 3 ) .وروى ابن ماجه ،والبزار ،والبيهقي -
واللفظ له -عن ابن عمر رضي ال عنهما ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :
( يا معشر الهاجرين
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 332
279
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
خصال خس -إن ابتليتم بن ونزلن بكم أعوذ بال أن تدركوهن : -ل تظهر الفاحشة
( ) 4ف قوم قط حت يعلنوا با إل فشا فيهم الوجاع ( ) 5الت ل تكن ف أسلفهم ،
ول ينقصوا الكيال واليزان ،إل أخذوا بالسني ( ) 6وشدة الؤنة وجور السلطان .ول
ينعوا زكاة أموالم ،إل منعوا القطر ( ) 7من السماء ،ولول البهائم ل يطروا ،ول
ينقضوا عهد ال وعهد رسوله ،إل سلط عليهم عدو من غيهم فيأخذ بعض ما ف
أيديهم ،وما ل تكم أئمتهم بكتاب ال ،إل جعل بأسهم ( ) 8بينهم ) - 4 .وروى
الشيخان عن الحنف بن قيس قال ( :جلست إل مل من قريش فجاء رجل ( ) 9
خشن الشعر والثياب واليئة حت قام عليهم فسلم ث قال :بشر الكانزين برضف ( ) 10
يمى عليه ف نار جهنم ،ث يوضع على حلمة ثدي أحدهم حت يرج من نغض ( ) 11
كتفه ،ويوضع على نغض كتفه حت يرج من حلمة ثدية فيتزلزل ) .ث ول فجلس إل
سارية .وتبعته وجلست إليه وأنا ل أدري من هو -فقلت :ل أرى القوم إل قد كرهوا
الذي قلت ( .هامش ) ( ( ) 1مثل ) صور ( ) 2 ( .الشجاع ) الذكر من اليات و (
القرع ) الذي ذهب شعره من كثرة السم ( ) 3 ( .زبيبتان ) أي نكتتان سوداوان فوق
عينه ( ) 4 ( .الفاحشة ) أي الزنا ( ) 5 ( .الوجاع ) أي المراض ( ) 6 ( .السني
) أي الفقر ( ) 7 ( .القطر ) أي الطر ( ) 8 ( .بأسهم ) أي حربم ) 9 ( .هو أبو
ذر رضي ال عنه ( ) 10 ( .الرضف ) أي الجارة الحماة ( ) 11 ( .نغض ) أي
أعلى الكتف / ) . ( .صفحة / 333قال :إنم ل يعقلون شيئا ،قال ل خليلي ،قلت
:من خليلك ؟ قال :النب صلى ال عليه وسلم .أتبصر أحدا ؟ قال :فنظرت إل
الشمس ما بقي من النهار ،وأنا أرى أن رسول ال صلى ال عليه وسلم يرسلن ف حاجة
له ،قلت :نعم :قال :ما أحب أن ل مثل أحد ذهبا أنفقه كله إل ثلثة دناني ،وإن
هؤلء ل يعقلون ،إنا يمعون الدنيا ،ل وال ل أسألم دنيا ول أستفتيهم عن دين حت
ألقى ال عزوجل ) 4 ( .حكم مانعها :الزكاة من الفرائض الت أجعت عليها المة
واشتهرت شهرة جعلتها من ضروريات الدين ،بيث لو أنكر وجوبا أحد خرج عن
السلم ،وقتل كفرا ،إل إذا كان حديث عهد بالسلم ،فإنه يعذر لهله بأحكامه .
أما من امتنع عن أدائها -مع اعتقاده وجوبا -فإنه يأث بامتناعه دون أن يرجه ذلك عن
280
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
السلم ،وعلى الاكم أن يأخذها منه قهرا ويعزره ،ول يأخذ من ماله أزيد منها ،إل
عند أحد والشافعي ف القدي ،فإنه يأخذها منه ،ونصف ماله ،عقوبة له ( ) 1لا رواه
أحد ،والنسائي ،وأبو داود ،والاكم ،والبيهقي عن بز بن حكيم عن أبيه عن جده
قال ،سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ( :ف كل إبل سائمة ،ف كل أربعي
ابنة لبون ل يفرق إبل عن حسابا من أعطاها مؤترا ( ) 2فله أجرها ،ومن منعها فإنا
آخذوها وشطر ماله عزمة ( ) 3من عزمات ربنا تبارك وتعال ل يل لل ممد منها شئ
) .وسئل أحد عن إسناده فقال :صال السناد .وقال الاكم ف بز :حديثه صحيح (
. ) 4ولو امتنع قوم عن أدائها -مع اعتقادهم وجوبا ،وكانت لم قوة ومنعة فإنم
يقاتلون عليها حت يعطوها .لا رواه البخاري ،ومسلم عن ابن عمر رضي ال عنهما أن
النب صلى ال عليه وسلم قال ( :أمرت أن أقاتل الناس ( هامش ) ( ) 1ويلحق به من
أخفى ماله ومنع الزكاة ث انكشف أمره للحاكم ( ) 2 ( .مؤترا ) أي طالبا الجر ( .
( ) 3عزمة ) أي حقا من القوق الواجبة ) 4 ( .روى البيهقي أن الشافعي قال :هذا
الديث ل يثبته أهل العلم بالديث ،ولو ثبت قلنا به / ) . ( .صفحة / 334حت
يشهدوا أن ل إله إل ال ،وأن ممدا رسول ال ،ويقيموا الصلة ،ويؤتوا الزكاة ،فإذا
فعلوا ذلك عصموا من دماءهم وأموالم إل بق السلم وحسابم على ال ) .ولا رواه
الماعة عن أب هريرة قال :لا توف رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وكان أبو بكر ،
وكفر من كفر من العرب ،فقال عمر :كيف تقاتل الناس ( ) 1؟ وقد قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم :أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال ،فمن قالا فقد
عصم من ماله ونفسه إل بقه وحسابه على ال تعال ؟ فقال :والل لقاتلن من فرق بي
الصلة والزكاة ،فإن الزكاة حق الال ،وال لو منعون عناقا ( ) 2كانوا يؤدونا إل
رسول ال صلى ال عليه وسلم لقاتلتهم على منعها .فقال عمر :فو ال ما هو إل أن قد
شرح ال صدر أب بكر للقتال فعرفت أنه الق .ولفظ مسلم ،وأب داود ،والترمذي :
لو منعون عقال ( ) 3بدل ( عناقا ) ) 5 ( .على من تب ؟ :تب الزكاة على السلم
الر الالك للنصاب ،من أي نوع من أنواع الال
............................................................
281
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 334
الذي تب فيه الزكاة .ويشترط ف النصاب - 1 :أن يكون فاضل عن الاجات
الضرورية الت ل غن للمرء عنها ،كالطعم ،واللبس ،والسكن ،والركب ،وآلت
الرفة - 2 .وأن يول عليه الول الجري ،ويعتب ابتداؤه من يوم ملك النصاب ،
ولبد من كماله ف الول كله .فلو نقص أثناء الول ث كمل اعتب ابتداء الول من يوم
كماله ( .هامش ) ( ) 1الراد بم بنو يربوع وكانوا جعوا الزكاة وأرادوا أن يبعثوا با
إل أب بكر فمنعهم مالك بن نويرة من ذلك وفرقها فيهم .فهؤلء هم الذين عرض
اللف ف أمرهم ووقعت الشبهة لعمر ف شأنم ما اقتضى مناظرته لب بكر واحتجاجه
على قتالم بالديث .وكان قتاله لم ف أول خلفته سنة إحدى عشرة من الجرة 2 ( .
) ( عناقا ) أي أنثى العز الت ل تبلغ سنة ) 3 ( .التحقيق أنه البل الذي يعقل به العبي ،
وأن الكلم وارد على وجه البالغة / ) . ( .صفحة / 335قال النووي :مذهبنا ،
ومذهب مالك ،وأحد ،والمهور :أنه يشترط ف الال الذي يب الزكاة ف عينه -
ويعتب فيه الول ،كالذهب ،والفضة والاشية -وجود النصاب ف جيع الول ،فإن
نقص النصاب ف لظة من الول انقطع الول .فإن كمل بعد ذلك استؤنف الول من
حي يكمل النصاب .وقال أبو حنيفة :العتب وجود النصاب ف أول الول وآخره ،ول
يضر نقصه بينهما ،حت لو كان معه مائتا درهم ،فتلفت كلها ف أثناء الول إل درها ،
أو أربعون شاة ،فتلفت ف أثناء الول إل شاة ،ث ملك ف آخر الول تام الائتي وتام
الربعي ،وجبت الزكاة الميع ( . ) 1وهذا الشرط ل يتناول زكاة الزروع والثمار
فإنا تب يوم الصاد قال ال تعال ( وآتوا حقه يوم حصاده ( . ) ) 2وقال العبدري :
أموال الزكاة ضربان ،أحدها ما هو ناء ف نفسه ،كالبوب ،والثمار ،فهذا تب
الزكاة فيه ،لوجوده .والثان ما يرصد للنماء كالدراهم ،والدناني ،وعروض التجارة ،
والاشية ،فهذا يعتب فيه الول ،فل زكاة ف نصابه حت يول عليه الول ،وبه قال
الفقهاء كافة ،انتهى ،من الجموع للنووي ( .هامش ) ( ) 1لو باع النصاب ف أثناء
الول أو أبدله بغي جنسه انقطع حول الزكاة واستأنف حول آخر ) 2 ( .سورة النعام
) 6 ( ) . ( .الزكاة ف مال الصب والجنون :يب على ول الصب والجنون أن يؤدي
282
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الزكاة عنهما من مالما ،إذا بلغ نصابا .فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن عبد
ال بن عمرو ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :من ول يتيما له مال فليتجر له
ول يتركه حت تأكله الصدقة ( ) ) 3وإسناده ضعيف ،قال الافظ :وله شاهد مرسل
عند الشافعي .وأكده الشافعي بعموم الحاديث الصحيحة ف إياب الزكاة مطلقا .
وكانت عائشة رضي ال عنها ترج زكاة أيتام كانوا ف حجرها ( .هامش ) ( ) 3أي
الزكاة / ) . ( .صفحة / 336قال الترمذي :اختلف أهل العلم ف هذا :فرأى غي
واحد من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ف مال اليتيم زكاة ،منهم عمر ،وعلي ،
وعائشة ،وابن عمر ،وبه يقول مالك ،والشافعي وأحد ،وإسحق .وقالت طائفة :
ليس ف مال اليتيم زكاة ،وبه يقول سفيان وابن البارك ) 7 ( .الالك الدين :من كان
ف يده مال تب الزكاة فيه -وهو مدين أخرج منه ما يفي بدينه وزكى الباقي ،إن بلغ
نصابا ،وإن ل يبلغ النصاب فل زكاة فيه ،لنه ف هذه الالة فقي والرسول صلى ال
عليه وسلم يقول ( :ل صدقة إل عن ظهر غن ) رواه أحد .وذكره البخاري معلقا .
وقال الرسول صلى ال عليه وسلم ( :تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم ) .ويستوي
ف ذلك الدين الذي عليه ل ،أو للعباد ،ففي الديث ( :فدين ال أحق بالقضاء )
وسيأت ) 8 ( .من مات وعليه الزكاة :من مات وعليه الزكاة ،فإنا تب ف ماله (
) 1وتقدم على الغرماء ( ) 2والوصية والورثة ،لقول ال تعال ف الواريث ( :من بعد
وصية يوصي با أو دين ) والزكاة دين قائم ل تعال .فعن ابن عباس رضي ال عنهما :
أن رجل جاء إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :إن أمي ماتت وعليها صوم شهر
،أفأقضيه عنها ؟ فقال ( لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها ؟ ! ) قال :نعم .قال
( :فدين ال أحق أن يقضى ) .رواه الشيخان ( .هامش ) ( ) 1هذا مذهب الشافعي
وأحد وإسحاق وأب ثور ( ) 2 ( .الغرماء ) أي الدائنون ) 9 ( ) . ( .شرط النية ف
أداء الزكاة :الزكاة عبادة ،فيشترط لصحتها النية ،وذلك أن يقصد الزكي عند أدائها /
صفحة / 337وجه ال ،ويطلب با ثوابه ويزم بقلبه أنا الزكاة الفروضة عليه .قال
ال تعال ( :وما أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له الدين ) .وف الصحيح :أن النب صلى
ال عليه وسلم قال ( :إنا العمال بالنيات وإنا لكل امرئ ما نوى ) .
283
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 337
واشترط مالك والشافعي :النية عند الداء .وعند أب حنيفة :أن النية تب عند الداء أو
عند عزل الواجب .وجوز أحد تقديها على الداء زمنا يسيا ) 10 ( .أداؤها وقت
الوجوب :يب إخراج الزكاة فورا عند وجوبا ،ويرم تأخي أدائها عن وقت
الوجوب ،إل إذا ل يتمكن من أدائها فيجوز له التأخي حت يتمكن .لا رواه أحد
والبخاري عن عقبة بن الارث قال :صليت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم العصر ،
فلما سلم ،قام سريعا فدخل على بعض نسائه .ث خرج ،ورأى ما ف وجوه القوم من
تعاجبهم لسرعته ،قال ( :ذكرت وأنا ف الصلة تبأ ( ) 1عندنا ،فكرهت أن يسى
أو يبيت عندنا ،فأمرت بقسمته ) ( . ) 2وروى الشافعي ،والبخاري ف التاريخ عن
عائشة ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ما خالطت الصدقة مال قط إل أهلكته ) .
رواه الميدي وزاد ،قال ( :يكون قد وجب عليك ف مالك صدقة فل ترجها ،
فيهلك الرام اللل ) ( .هامش ) ( ) 1التب :قال الوهري :ل يقال إل للذهب وقد
قاله بعضهم ف الفضة ) 2 ( .قال ابن بطال :فيه أن الي ينبغي أن يبادر به فإن الفات
تعرض والوانع تنع ،والوت ل يؤمن ،والتسويف غي ممود ) 11 ( ) . ( .التعجيل
بأدائها :يوز تعجيل الزكاة وأداؤها قبل الول ولو لعامي .فعن الزهري :أنه كان ل
يرى بأسا أن يعجل زكاته قبل الول .وسئل السن عن رجل أخرج ثلث سني ،يزيه
؟ قال :يزيه / .صفحة / 338قال الشوكان :وإل ذلك ذهب الشافعي وأحد وأبو
حنيفة وبه قال الادي ،والقاسم ،قال الؤيد بال :وهو أفضل .وقال مالك ،وربيعة ،
وسفيان الثوري ،وداود ،وأبو عبيد بن الارث ،ومن أهل البيت ،الناصر :إنه ل
يزئ حت يول الول .واستدلوا بالحاديث الت فيها تعلق الوجوب بالول وقد
تقدمت ،وتسليم ذلك ل يضر من قال بصحة التعجيل لن الوجوب متعلق بالول فل
نزاع ،وإنا الناع ف الجزاء قبله .انتهى .قال ابن رشد :وسبب اللف ،هل هي
عبادة أو حق واجب للمساكي ؟ فمن قال :إنا عبادة ،وشبهها بالصلة ،ل يز
إخراجها قبل الوقت ،ومن شبهها بالقوق الواجبة الؤجلة ،أجاز إخراجها قبل الجل
284
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
على جهة التطوع .وقد احتج الشافعي لرأيه بديث علي رضي ال عنه :أن النب صلى
ال عليه ومسلم استسلف صدقة العباس قبل ملها ،انتهى ) 12 ( .الدعاء للمزكي :
يستحب الدعاء للمزكي عند أخذ الزكاة منه .لقول ال تعال ( :خذ من أموالم صدقة
تطهرهم وتزكيهم با وصل ( ) 1عليهم إن صلتك سكن لم ) .وعن عبد ال بن أب
أوف أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان إذا أت بصدقة قال ( :اللهم صل عليهم ) .
وأن أب أتاه بصدقة فقال ( اللهم صل على آل أب أوف ) .رواه أحد وغيه .وروى
النسائي عن وائل بن حجر قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم -ف رجل بعث
بناقة حسنة ف الزكاة ( : -اللهم بارك فيه وف إبله ) .قال الشافعي :السنة للمام -إذا
أخذ الصدقة -أن يدعو للمتصدق ،ويقول :آجرك ال فيما أعطيت ،وبارك لك فيما
أبقيت ( .هامش ) ( ( ) 1وصل عليهم ) أي أدع لم / ) . ( .صفحة / 339
الموال الت تب فيها الزكاة أوجب السلم الزكاة ف الذهب ،والفضة ،والزروع ،
والثمار وعروض التجارة .والسوائم ،والعدن ،والركاز .زكاة النقدين :الذهب ،
والفضة وجوبا :جاء ف زكاة الذهب والفضة ،قول ال تعال ( :والذين يكنون
الذهب والفضة ول ينفقونا ف سبيل ال فبشرهم بعذاب أليم ،يوم يمى عليها ف نار
جهنم فتكوى با جباهم وجنوبم وظهورهم هذا ما كنت لنفسكم فذوقوا ما كنتم
تكنون ) .والزكاة واجبة فيهما ،سواء أكانا نقودا ،أم سبائك ،أم تبأ ،مت بلغ
مقدار الملوك من كل منهما نصابا ،وحال عليه الول ،وكان فارغا عن الدين ،
والاجات الصلية .نصاب الذهب ومقدار الواجب :ل شئ ف الذهب حت يبلغ
عشرين دينارا ،فإذا بلغ عشرين دينارا ،وحال عليها الول ،ففيها ربع العشر ،أو
نصف دينار ،وما زاد على العشرين دينارا يؤخذ ربع عشره كذلك ،فعن علي رضي ال
عنه :أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ليس عليك شئ -يعن ف الذهب -حت
يكون لك عشرون دينارا ،فإذا كانت لك عشرون دينارا وحال عليها الول ،ففيها
نصف دينار .فما زاد فبحساب ذلك ،وليس ف مال زكاة حت يول عليه الول ) .
رواه أحد ،وأبو داود ،والبيهقي ،وصححه البخاري ،وحسنه الافظ .وعن زريق
مول بن فزارة :أن عمر بن عبدالعزز كتب إليه -حي استخلف : -خذ من مر بك
285
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
من تار السلمي -فيما يديرون من أموالم -من كل أربعي دينارا :دينارا ،فما نقص
فبحساب ما نقص حت يبلغ عشرين ،فإن نقصت ثلث دينار فدعها ،ل تأخذ منها
شيئا ،واكتب لم براءة با تأخذ
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 339
/صفحة / 340منهم ،إل مثلها من الول ،رواه ابن أب شيبة .قال مالك ف الوطأ :
السنة الت ل اختلف فيها عندنا أن الزكاة تب ف عشرين دينارا كما تب ف مائت
درهم .والعشرون دينارا تساوي 28درها وزنا بالدرهم الصري .نصاب الفضة
ومقدار الواجب :وأما الفضة ،فل شئ فيها حت تبلغ مائت درهم ،فإذا بلغت مائت
درهم ففيها ربع العشر ،وما زاد فبحسابه ،قل أم كثر ،فإنه ل عفو ف زكاة النقد بعد
بلوغ النصاب .فعن علي رضي ال عنه ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :قد
عفوت لكم عن اليل والرقيق ،فهاتوا صدقة الرقة ( الفضة ) من كل أربعي درها :
درهم ،وليس ف تسعي ومائة شئ ،فإذا بلغت مائتي ففيها خسة دراهم ) .رواه
أصحاب السنن .قال الترمذي :سألت البخاري عن هذا الديث فقال :صحيح .قال :
والعمل عند أهل العلم ،ليس فيما دون خسة أوراق صدقة ،والوقية أربعون درها ،
وخس أوراق مائتا درهم .والائتا درهم 7 27 / 9ريال و 555 / 5قرشا مصريا .
ضم النقدين :من ملك من الذهب أقل من نصاب ،ومن الفضة كذلك ل يضم أحدها
إل الخر ،ليكمل منهما نصابا ،لنما جنسان :ل يضم أحدها إل الثان ،كالال ف
البقر والغنم ،فلو كان ف يده 199درها وتسعة عشر دينارا ،ل زكاة عليه .زكاة
الدين :للدين حالتان - 1 :الدين إما أن يكون على معترف به ،باذل له ،وللعلماء ف
ذلك عدة آراء / :صفحة ( / 341الرأي الول ) أن على صاحبه زكاته ،إل أنه ل
يلزمه إخراجها حت يقبضه فيؤدي لا مضى ،وهذا مذهب علي ،والثوري ،وأب ثور ،
والحناف والنابلة ( .الرأي الثان ) أنه يلزمه إخراج الزكاة ف الال ،وإن ل يقبضه ،
لنه قادر على أخذه والتصرف فيه ،فلزمه إخراج زكاته كالوديعة ،وهذا مذهب
عثمان ،وابن عمر ،وجابر ،وطاووس ،والنخعي ،والسن ،والزهري ،وقتادة ،
286
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والشافعي ( .الرأي الثالث ) أنه ل زكاة فيه ،لنه غي نام فلم تب زكاته ،كعروض
القنية ،وهذا مذهب عكرمة ،ويروى عن عائشة ،وابن عمر ( .الرأي الرابع ) أنه
يزكيه إذا قبضه لسنة واحدة .وهذا مذهب سعيد بن السيب وعطاء بن أب رباح - 2 .
وإما أن يكون الدين على معسر ،أو جاحد ،أو ماطل به .فإن كان كذلك ،فقيل :إنه
ل تب فيه الزكاة وهذا قول قتادة ،وإسحاق وأب ثور ،والنفية ،لنه غي مقدور على
النتقاع به .وقيل :يزكيه إذا قبضه لا مضى .وهو قول الثوري وأب عبيد ،لنه ملوك
يوز التصرف فيه ،فوجبت زكاته لا مضى كالدين على اللئ ،وروي عن الشافعي
الرأيان .وعن عمر بن عبد العزيز ،والسن ،والليث ،والوزاعي ،ومالك :يزكيه إذا
قبضه ،لعام واحد .زكاة أوراق البنكنوت والسندات :أوراق البنكنوت والسندات :
هي وثائق بديون مضمونة تب فيها الزكاة ،إذا بلغت أول النصاب 27ريال مصريا
لنه يكن دفع قيمتها فضة فورا .زكاة اللى :اتفق العلماء على أنه ل زكاة ف الاس ،
والدر ،والياقوت ،واللؤلؤ / ،صفحة / 342والرجان ،والزبرجد ،ونو ذلك من
الحجار الكرية إل إذا اتذت للتجارة ففيها زكاة .واختلفوا ف حلي الرأة ،من الذهب
والفضة .فذهب إل وجوب الزكاة فيه ،أبو حنيفة ،وابن حزم ،إذا بلغ نصابا ،
استدلل با رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال :أتت النب صلى ال عليه وسلم
امرأتان ف أيديهما أساور من ذهب :فقال لما رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :أتبان
أن يسوركما ( ) 1ال يوم القيامة أساور من نار ؟ ) قالتا :ل ،قال ( :فأديا حق (
) 2هذا الذي ف أيديكما ) .وعن أساء بنت يزيد قالت :دخلت أنا وخالت على النب
صلى ال عليه وسلم ،وعلينا أسورة من ذهب ،فقال لنا ( :أتعطيان زكاته ؟ ) قالت :
فقلنا :ل .قال ( :أما تافان أن يسور كما ال أسورة من نار ؟ أديا زكاته ) قال
اليثمي رواه أحد وإسناده حسن .وعن عائشة قالت :دخل علي رسول ال صلى ال
عليه وسلم فرأى ف يدي فتخات ( ) 3من ورق ( ، ) 4فقال ل :ما ( هذا يا
عائشة ؟ ) فقلت :صنعتهن أتزين لك يا رسول ال ؟ فقال ( :اتؤدين زكاتن ؟ ) قلت :
ل ،أو ما شاء ال ،قال ( :هو حسبك من النار ) ( ) 5رواه أبو داود ،والدار قطن ،
والبيهقي وذهب الئمة الثلثة إل أنه ل زكاة ف حلى الرأة ،بالغا ما بلغ .فقد روى
287
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
البيهقي أن جابر بن عبد ال سئل عن اللي :أفيه زكاة ؟ قال جابر :ل .فقيل :وإن
كان يبلغ ألف دينار ؟ فقال جابر :أكثر .وروى البيهقي :أن أساء بنت أب بكر كانت
تلي بناتا بالذهب ،ول تزكيه ،نوا من خسي ألفا .وف الوطأ ،عن عبد الرحن بن
القاسم عن أبيه :أن عائشة كانت تلي بنات أخيها ،يتامى ف حجرها ،لن اللي فل
ترج من حليهن الزكاة ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 342
( هامش ) ( ( ) 1أن يسوركما ) أي أن يلبسكما ( ) 2 ( .حق هذا ) أي زكاته ( .
( ) 3فتخات ) أي خوات ( ) 4 ( .ورق ) أي فضة ) 5 ( .يعن لو ل تعذب ف النار
إل من أجل عدم زكاته لكفاها / ) . ( .صفحة / 343وفيه أن عبد ال بن عمر كان
يلي بناته وجواريه الذهب ث ل يرج من حليهن الزكاة .قال الطاب :الظاهر من
الكتاب ( ) 1يشهد لقول من أوجبها ،والثر يؤيده ،ومن أسقطها ذهب ال النظر ،
ومعه طرف من الثر .والحتياط أداؤها .هذا اللف بالنسبة للحلي الباح ،فإذا
اتذت الرأة حليا ليس لا اتاذه -كما إذا اتذت حلية الرجل ،كحلية السيف -فهو
مرم ،وعليها الزكاة ،وكذا الكم ف اتاذ أوان الذهب والفضة .زكاة صدقة الرأة :
ذهب أبو حنيفة إل أن صداق الرأة ل زكاة فيه ،إل إذا قبضته ،لنه بدل عما ليس بال
،فل تب فيه الزكاة قبل القبض ،كدين الكتابة .ويشترط بعد قبضه أن يبلغ نصابا ،
ويول عليه الول ،إل إذا كان عنها نصاب آخر سوى الهر ،فإنا إذا قبضت من
الصداق شيئا ضمته إل النصاب ،وزكته بوله .وذهب الشافعي إل أن الرأة يلزمها
زكاة الصداق ،إذا حال عليه الول ،ويلزمها الخراج عن جيعه آخر الول ،وإن كان
قبل الدخول ول يؤثر كونه معرضا للسقوط بالفسخ ،بردة أو غيها ،أو نصفه بالطلق
.وعند النابلة :أن الصداق ف الذمة دين للمرأة ،حكمه حكم الديون عندهم ،فإن
كان على ملئ ( ) 2به فالزكاة واجبة فيه ،إذا قبضته أدت لا مضى ،وإن كان على
معسر أو جاحد ،فاختيار الرقي وجوب الزكاة فيه .ول فرق بي ما قبل الدخول أو
بعده .فإن سقط نصفه بطلق الرأة قبل الدخول ،وأخذت النصف ،فعليها زكاة ما
288
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
قبضته ،دون ما ل تقبضه .وكذلك لو سقط كل الصداق قبل قبضه ،لنفساخ النكاح
بأمر من جهتها ،فليس عليها زكاته ( .هامش ) ( ) 1يشي إل عموم قول ال تعال :
( والذين يكنون الذهب والفضة ) الية ( ) 2 ( .ملئ ) أي غن / ) . ( .صفحة
/ 344زكاة أجرة الدور الؤجرة :ذهب أبو حنيفة ومالك ،إل أن الؤجر ل يستحق
الجرة بالعقد ،وإنا يستحقها بانقضاء مدة الجارة .وبناء على هذا ،فمن أجر دارا ل
تب عليه زكاة أجرتا حت يقبضها ،ويول عليها الول ،وتبلغ نصابا .وذهبت النابلة
إل أن الؤجر يلك الجرة من حي العقد ،وبناء عليه ،فإن من أجر داره تب الزكاة ف
أجرتا إذا بلغت نصابا وحال عليها الول ،فإن الؤجر يلك التصرف ف الجرة بأنواع
التصرفات ،وكون الجارة عرضة للفسخ ل ينع وجوب الزكاة ،كالصداق قبل الدخول
،ث إن كان قد قبض الجرة أخرج الزكاة منها ،وإن كانت دينا فهي كالدين ،معجل
كان أو مؤجل ( . ) 1وف الجموع للنووي :وأما إذا أجر داره أو غيها بأجرة حالة ،
وقبضها ،فيجب عليه زكاتا بل خلف ( .هامش ) ( ) 1أي أنه يؤدي زكاتا حي
يقبضها لا مضى من حي العقد إن اكن مضى عليها حول أو أكثر ) . ( .زكاة التجارة
حكمها :ذهب جاهي العلماء من الصحابة ،والتابعي ومن بعدهم من الفقهاء إل
وجوب الزكاة ف عروض ( ) 2التجارة .لا رواه أبو داود البيهقي عن سرة بن جندب
قال :أما بعد ،فإن النب صلى ال عليه وسلم كان يأمرنا أن نرج الصدقة من الذي نعده
للبيع .وروى الدار قطن والبيهقي عن أب ذر :أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ف
البل صدقتها ،وف الغنم صدقتها وف البقر صدقتها ،وف البز ( ) 3صدقته ) وروى
الشافعي ،وأحد وأبو عبيد ،والدار قطن والبيهقي وعبد الرزاق ( هامش ) ( ) 2
( العروض ) جع عرض :وهو غي الثان من الال ( ) 3 ( .البز ) متاع البيت ) . ( .
/صفحة / 345عن أب عمرو بن حاس عن أبيه قال :كنت أبيع الدم والعاب ( ) 1
فمر ب عمر بن الطاب رضي ال عنه فقال :أد صدقه مالك ،فقلت يا أمي الؤمني ،
إنا هو الدم .قال :قومه ،ث أخرج صدقته .قال ف الغن وهذه قصة يشتهر مثلها ،
ول تنكر ،فيكون إجاعا .وقالت الظاهرية :ل زكاة ف مال التجارة .قال ابن رشد :
والسبب ف اختلفهم ف وجوب الزكاة بالقياس .واختلفهم ف تصحيح حديث سرة ،
289
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وحديث أب ذر .أما القياس الذي اعتمده المهور ،فهو أن العروض التخذة للتجارة
مال مقصود به التنمية ،فأشبه الجناس الثلثة الت فيها الزكاة باتفاق -أعن الرث ،
والاشية ،والذهب ،والفضة .وف النار :جهور علماء اللة يقولون بوجوب زكاة
عروض التجارة ،وليس فيها نص قطعي من الكتاب أو السنة وإنا ورد فيها روايات ،
يقوي بعضها بعضا ،مع العتبار الستند إل النصوص ،وهو أن عروض التجارة التداولة
للستغلل نقود ،ل فرق بينها وبي الدراهم والدناني الت هي أثانا إل ف كون النصاب
يتقلب ويتردد بي الثمن وهو النقد ،والثمن وهو
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 345
العروض ،فلو ل تب الزكاة ف التجارة لمكن لميع الغنياء ،أو أكثرهم أن يتجروا
بنقودهم ،ويتحروا أن ل يول على نصاب من النقدين أبدا ،وبذلك تبطل الزكاة فيهما
عندهم .ورأس العتبار ف السألة :أن ال تعال فرض ف أموال الغنياء صدقة لواساة
الفقراء ومن ف معناهم ،وإقامة الصال العامة ،وأن الفائدة ف ذلك للغنياء ،تطهي
أنفسهم من رذيلة البخل ،وتزكيتها بفضائل الرحة بالفقراء وسائر أصناف الستحقي ،
ومساعدة الدولة والمة ف إقامة الصال العامة ،والفائدة للفقراء وغيهم ،إعانتهم على
نوائب الدهر ،مع ما ف ذلك من سد ذريعة الفاسد ،ف تضخم الموال ،وحصرها ف
أناس معدودين ،وهو الشار إليه بقوله تعال ف حكمة قسمة الفئ ( كي ل يكون دولة
بي /صفحة / 346الغنياء منكم ) فهل يعقل أن يرج من هذه القاصد الشرعية كلها
،التجار الذين ربا تكون معظم ثروة المة ف أيديهم ؟ مت تصي العروض للتجارة ؟ :
قال صاحب الغن ( ( : ) 1ول يصي العرض للتجارة ،إل بشرطي :الول :أن
يلكهب فعله كالبيع ،والنكاح ،واللع ،وقبول البة ،والوصية ،والغنيمة ،واكتساب
الباحات ،لن ما ل يثبت له حكم الزكاة بدخوله ف ملكه ،ل يثبت بجرد النية ،
كالصوم ،ول فرق بي أن يلكه بعوض أم بغي عوض ،لنه ملكه بفعله ،فأشبه
الوروث .والثان :أن ينوي عند تلكه ،أنه للتجارة ،فإن ل ينو عند تلكه أنه للتجارة
ل يصر للتجارة ،وإن نواه بعد ذلك .وإن ملكه بإرث ،وقصد أنه للتجارة ،ل يصر
290
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
للتجارة ،لن الصل القنية ،والتجارة عارض ،فل يصي إليها بجرد النية ،كما لو نوى
الاضر السفر ،ل يثبت له حكم السفر بدون الفعل ،وإن اشترى عرضا للتجارة فنوى
به القتناء صار للقنية ،وسقطت الزكاة منه ( .هامش ) ( ) 1وما ف الهذب ل يرج
عن معناه ) . ( .كيفية تزكية مال التجارة :من ملك من عروض التجارة قدر نصاب ،
وحال عليه الول قومه آخر الول ،وأخرج زكاته ،وهو ربع عشر قيمته .وهكذا
يفعل التاجر ف تارته كل حول ،ول ينعقد الول حت يكون القدر الذي يلكه نصابا (
، ) 2فلو ملك عرضا ،قيمته دون النصاب ،فمضى جزء من الول ،وهو كذلك ،ث
زادت قيمة النماء به ،أو تغيت السعار ،فبلغ نصابا ،أو باعه بنصاب ،أو ملك ف
أثناء الول عرضا آخر ،أو أثانا ،ت با النصاب ،ابتدأ الول من حينئذ ول يتسب با
مضى ( .هامش ) ( ) 2يرى المام مالك أن الول ينعقد على ما دون النصاب ،فإذا
بلغ ف آخره نصابا زكاه / ) . ( .صفحة / 347وهذا قول الثوري والحناف ،
والشافعي ،وإسحاق ،وأب عبيد ،وأب ثور ،وابن النذر .ث إذا نقص النصاب أثناء
الول ،وكمل ف طرفيه ،ل ينقطع الول عند أب حنيفة ،لنه يتاج إل أن تعرف
قيمته ف كل وقت ،ليعلم أن قيمته فيه تبلغ نصابا ،وذلك يشق .وعند النابلة :أنه إذا
نقص أثناء الول ،ث زاد حت بلغا نصابا ،استأنف الول عليه ،لكونه انقطع بنقصه ف
أثنائه .زكاة الزروع والثمار وجوبا :أوجب ال تعال زكاة الزروع والثمار فقال :
( يأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم وما أخرجنا لكم من الرض ) والزكاة
تسمى نفقة ،قال تعال ( :وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغي معروشات والنخل
والزرع متلفا أكله والزيتون والرمان متشابا وغي متشابه كلوا من ثره إذا أمثر وءاتوا
حقه يوم حصاده ) .قال ابن عباس :حقه ،الزكاة الفروضة .وقال :العشر ،ونصف
العشر .الصناف الت كانت تؤخذ منها الزكاة على عهد الرسول :وقد كانت الزكاة
على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم تؤخذ من النطة والشعي والتمر والزبيب .فعن
أب بردة عن أب موسى ومعاذ رضي ال عنهما ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
بعثهما إل اليمن يعلمان الناس أمر دينهم ،فأمرهم أن ل يأخذوا الصدقة إل من هذه
الربعة :النطة ،والشعي ،والتمر ،والزبيب / .صفحة / 348رواه الدار قطن ،
291
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والاكم ،والطبان ،والبيهقي ،وقال :رواته ثقات وهو متصل .قال ابن النذر وابن
عبد الب :وأجع العلماء :على أن الصدقة واجبة ف النطة ،والشعي ،والتمر ،والزبيب
.وجاء ف رواية ابن ماجه :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم إنا سن الزكاة ف النطة
والشعي والتمر والزبيب والذرة .وف إسناد هذه الرواية ،ممد بن عبيدال العرزمي وهو
متروك . .الصناف الت ل تكن تؤخذ منها :ول تكن تؤخذ الزكاة من الضروات ،
ول من غيها من الفواكه إل العنب والرطب .فعن عطاء بن السائب :ان عبد ال بن
الغية أراد أن يأخذ صدقة
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 348
من أرض موسى بن طلحة من الضروات فقال له موسى بن طلحة :ليس لك ذلك ،إن
رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقول ( :ليس ف ذلك صدقة ) .رواه الدار قطن ،
والاكم ،والثرم ف سننه .وهو مرسل قوي .وقال موسى بن طلحة :جاء الثر عن
رسول ال صلى ال عليه وسلم ف خسة أشياء :الشعي ،والنطة ،والسلت ( ) 1
والزبيب ،والتمر ،وما سوى ذلك ما أخرجت الرض فل عشر فيه .وقال :إن معاذا
ل يأخذ من الضر صدقة .قال البيهقي :هذه الحاديث كلها مراسيل ،إل أنا من
طرق متلفة ،فيؤكد بعضها بعضا ،ومعها من أقوال الصحابة عمر وعلي وعائشة .
وروى الثرم :أن عامل عمر كتب إليه ف كروم فيها من الفرسك ( ) 2والرمان ما هو
أكثر غلة من الكروم أضعافا ؟ فكتب إليه :إنه ليس عليها عشر ،هي من العضاه .قال
الترمذي :والعمل على هذا عند أهل ( ) 3العلم :أنه ليس ف الضروات صدقة .وقال
القرطب :إن الزكاة تتعلق بالقتات ،دون الضروات وقد ( هامش ) ( ( ) 1السلت )
نوع من الشعي ( ) 2 ( .الفرسك ) الوخ ) 3 ( .يقصد :أكثرهم / ) . ( .صفحة
/ 349كان بالطائف الرمان والفرسك والترج فما ثبت أن النب صلى ال عليه وسلم
أخذ منها زكاة ،ول أحد من خلفائه .قال ابن القيم :ول يكن من هديه أخذ الزكاة
من اليل والرقيق ،ول البغال ،ول المي ،ول الضروات ،ول الباطخ والقات ،
والفواكه الت ل تكال ول تدخر إل العنب والرطب فإنه يأخذ الزكاة منه جلة ،ول
292
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يفرق بي ما يبس وما ل ييبس .رأي الفقهاء :ل يتلف أحد من العلماء ف وجوب
الزكاة ف الزروع والثمار ،وإنا اختلفوا ف الصناف الت تب فيها ،إل عدة آراء
نملها فيما يلي - 1 :رأي السن البصري والشعب أنه ل زكاة إل ف النصوص عليه ،
وهو النطة ،والشعي والذرة ،والتمر ،والزبيب .لن ما عداه ل نص فيه ،واعتب
الشوكان هذا ،الذهب الق - 2 .رأي أب حنيفة :أن الزكاة واجبة ف كل ما انبته
الرض ،ل فرق بي الضروات وغيها ،واشترط أن يقصد بزراعته استغلل الرض
وناؤها عادة ،واستثن الطب ،والقصب الفارسي ( ) 1والشيش ،والشجر الذي ل
ثر له .واستدل لذلك بعموم قوله صلى ال عليه وسلم ( .فيما سقت السماء العشر )
وهذا عام يتناول جيع أفراده ،ولنه يقصد بزراعته ناء الرض فأشبه الب - 3 .رأي
أب يوسف وممد :أن الزكاة واجبة ف الارج من الرض ،بشرط أن يبقى سنة بل
علج كثي ،سواء أكان مكيل كالبوب ،أو موزونا كالقطن والسكر .فإن كان ل
يبقى سنة ،كالقثاء واليار ،والبطيخ ،والشمام ونوها من الضروات والفواكه ،فل
زكاة فيه ( .هامش ) ( ( ) 1القصب الفارسي ) هو البوص ف اللغة العامية الصرية .
( / ) .صفحة - 4 / 350مذهب مالك :أنه يشترط فيما يرج من الرض أن يكون
ما يبقي وييبس ويستنيته بنو آدم ،سواء أكان مقاتا كالقمح والشعي ،أو غي مقتات ،
كالقرطم والسمسم ،ول زكاة عنده ف الضروات والفواكه ،كالتي ،والرمان والتفاح
- 5 .وذهب الشافعي :إل وجوب الزكاة فيما ترجه الرض .بشرط أن يكون ما
يقتات ويدخر ،ويستنبته الدميون ،كالقمح والشعي .قال النووي :مذهبنا :أنه زكاة
ف غي النخل والعنب من الشجار .ول ف شئ من البوب إل فيما يقتات ويدخر ،ول
زكاة ف الضروات .وذهب أحد :إل وجوب الزكاة ف كل ما أخرجه ال من الرض
،من البوب ،والثمار ،ما ييبس ،ويبقى ،ويكال ويستنبته الدميون ف أراضيهم (
) 1سواء أكان قوتا :كالنطة ،أو من القطنيات ( ، ) 2أو من الباريز ،كالكسبة :
والكراويا ،أو من البذور :كبذر الكتان ،والقثاء ،واليار ،أو حب البقول :كالقرطم
والسمسم .وتب عنده أيضا ،فيما جع هذه الوصاف من الثمار اليابسة كالتمر ،
والزبيب ،والشمش ،والتي واللوز والبندق والفستق .ول زكاة عنده ف سائر الفواكه
293
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
كالوخ ،والكمثرى والتفاح ،والشمش والتي ،اللذين ل يففان ول ف الضروات
كالقثاء ،واليار ،والبطيخ ،والباذنان واللفت والزر ( .هامش ) ( ) 1وإن اشترى
زرعا بعد بدو صلحه أو ثرة بدا صلحها أو ملكها بهة من جهات اللك ل تب فيها
الزكاة ( ) 2 ( .القطنيات ) هي البوب سوى الب والشعي سيت بذلك لنا تقطن ف
البيوت أي تزن وهي كالعدس ،والمص ،والبسلة ،واللبان ،والترمس واللوبيا ،
والفول ) . ( .زكاة الزيتون :قال النووي :وأما الزيتون ،فالصحيح عندنا أنه ل زكاة
فيه :وبه قال السن بن صال ،وابن أب ليلى ،وأبو عبيد .وقال الزهري والوزاعي ،
والليث ،ومالك ،والثوري ،وأبو حنيفة /صفحة / 351وأبو ثور :فيه الزكاة .قال
الزهري ،والليث ،والوزاعي :يرص فتؤخذ زكاته زيتا .وقال مالك :ل يرص ،بل
يؤخذ العشر بعد عصره وبلوغه خسة
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 351
أوسق .انتهى .سبب اللف ومنشؤه :قال ابن رشد :وسبب اللف :أما بي من
قصر الزكاة على الصناف الجمع عليها ،وبي من عداها إل الدخر القتات ،فهو
اختلفهم ف تعلق الزكاة بذه الصناف الربعة ،هل هو لعينها ،أو لعلة فيها ،وهي
القتيات ؟ فمن قال :لعينها ،قصر الوجوب عليها .ومن قال :لعلة القتيات ،عدى
الوجوب لميع القتات .وسبب اللف بي من قصر الوجوب على القتات ،وبي من
عداه إل جيع ما ترجه الرض -إل ما وقع عليه الجاع من الشيش ،والطب ،
والقصب -معارضة القياس لعموم اللفظ :أما اللفظ الذي يقتضي العموم ،فهو قوله
عليه الصلة والسلم ( :فيما سقت السماء العشر ،وفيما سقي بالنضح نصف العشر )
و ( ما ) بعن الذي ،و ( الذي ) من الفاظ العموم .وقوله تعال ( :وهو الذي أنشأ
جنات معروشات ) الية إل قوله ( :وآتوا حقه يوم حصاده ) .وأما القياس فهو أن
الزكاة إنا القصود بن سد اللة ،وذلك ل يكون غالبا إل فيما هو قوت .فمن خصص
العموم بذا القياس ،أسقط الزكاة ما عدا القتات .ومن غلب العموم ،أوجبها فيما عدا
ذلك ،إل ما أخرجه الجاع .والذين اتفقوا على القتات ،اختلفوا ف اشياء ،من قبل
294
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
اختلفهم فيها ،هل هي مقتاتة أم ليست بقتاتة ،وهل يقاس على ما اتفق عليه أو ليس
يقاس ؟ مثل اختلف مالك ،والشافعي ،ف الزيتون ،فإن مالكا ذهب إل وجوب
الزكاة فيه ومنع الشافعي ذلك ف قوله الخي بصر / .صفحة / 352وسبب
اختلفهم ،هل هو قوت ،أو ليس بقوت .نصاب زكاة الزروع والثمار :ذهب أكثر
أهل العلم إل أن الزكاة ل تب ف شئ من الزروع والثمار ،حت تبلغ خسة أوسق بعد
تصفيتها من التب والقشر ،فإن ل تصف ،بأن تركت ف قشرها ( ) 1فيشترط أن تبلغ
عشرة أوسق - 1 .فعن أب هريرة :أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ليس فيما دون
خسة أوسق صدقة ) .رواه أحد ،والبيهقي بسند جيد - 2 .وعن أب سعيد الدري
رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ليس فيما دون خسة أوسق من تر
ول حب صدقة ) .والوسق ،ستون صاعا بالجاع ،وقد جاء ذلك ف حديث أب
سعيد ،وهو حديث منقطع .وذهب أبو حنيفة وماهد إل وجوب الزكاة ف القليل
والكثي ،لعموم قوله صلى ال عليه وسلم ( :فيما سقت السماء العشر ) ،ولنه ل يعتب
له حول ،فل يعتب له نصاب .قال ابن القيم -مناقشا هذا الرأى -وقد وردت السنة
الصحيحة الصرية الحكمة ف تقدير نصاب العشرات بمسة أوسق ،بالتشابه من قوله :
( فيما سقت السماء العشر وما سقي بنضح أو غرب فنصف العشر ) .قالوا .وهذا يعم
القليل والكثي وقد عارضه الاص ،ودللة العام قطعية كالاص وإذا تعارضا قدم الحوط
،وهو الوجوب .فيقال :يب العمل بكل الديثي ،ول يوز معارضة أحدها
بالخر ،وإلغاء أحدها بالكلية ،فإن طاعة الرسول صلى ال عليه وسلم فرض ف هذا ،
وف هذا ،ول تعارض بينهما -بمد ال تعال -بوجه من الوجوه فإن قوله ( فيما
سقت السماء العشر ) إنا أريد به التمييز ،بي ما يب فيه العشر ،وما يب فيه نصفه ،
فذكر النوعي ،مفرقا بينهما ف مقدار الواجب .وأما ( هامش ) ( ) 1كالرز إذا ترك
ف قشره / ) . ( .صفحة / 353مقدار النصاب فسكت عنه ف هذا الديث ،وبينه
نصا ف الديث الخر ،فكيف يوز العدول عن النص الصحيح الصريح الحكم الذي ل
يتمل غي ما أول عليه ألبتة ،إل الجمل التشابه ،الذي غايته أن يتعلق فيه بعموم ل
يقصدوا بيانه بالاص الحكم البي كبيان سائر العمومات با يصصها من النصوصي ؟
295
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
اه وقال ابن قدامة :قول النب صلى ال عليه وسلم ( :ليس فيما دون خسة أوسق صدقة
) متفق عليه :هذا خاص يب تقديه وتصيص عموم ما رووه به كما خصصنا قوله :
( ف كل سائمة من البل الزكاة ) بقوله ( :ليس فيما دون خس ذود صدقة ) وقوله ( :
ف الرقة ربع العشر ) بقوله ( :ليس فيما دون خس أواق صدقة ) ولنه مال تب فيه
الصدقة ،فلم تب ف يسيه ،كسائر الموال الزكوية .وانا ل يعتب الول ،لنه يكمل
ناؤه باستحصاده ،ل ببقائه .واعتب الول ف غيه ،لنه مظنة لكمال النماء ف سائر
الموال .والنصاب اعتب ليبلغ حدا يتمل الواساة منه ،فلهذا اعتب فيه .يققه :أن
الصدقة إنا تب على الغنياء ول يصل الغن بدون النصاب ،كسائر الموال الزكوية .
هذا ،والصاع قدح وثلث .فيكون النصاب خسي كيلة فإن كان الارج ل يكال ،
فقد قال ابن قدامة ( :ونصاب الزعفران والقطن ،وما ألق بما من الوزونات ،ألف
وستمائة رطل بالعراقي ،فيقوم وزنه مقامه ) 1 ( .قال أبو يوسف :إن كان الارج ما
ل يكال ،ل تب فيه الزكاة إل
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 353
إن بلغ قيمة نصاب من أدن ما يكال .فل تب الزكاة ف القطن إل إذا بلغت قيمته
خسة أوسق ،من أقل ما يكال ،كالشعي ونوه .لنه ل يكن اعتباره بنفسه ،فاعتب
بغيه ،كالعروض يقوم بأدن النصابي من الثان ( .هامش ) ( ) 1المسة الوسق
تساوي ألفا وستمائة رطل عراقي والرطل العراقي 130درها تقريبا / ) . ( .صفحة
/ 354وقال ممد :يلزم أن يبلغ خسة أمثال من أعلى ما يقدر به نوعه ،ففي القطن ل
تب فيه الزكاة إن بلغ خسة قناطي ،لن التقدير بالوسق فيما يوسق كان باعتبار أنه
أعلى ما يقدر به نوعه .مقدار الواجب :يتلف القدر الذي يب إخراجه ،باختلف
السقي :فما سقي بدون استعمال آلة -بأن سقي بالراحة -ففيه عشر الارج ،فإن
سقي بآلة أو باء مشترى ،ففيه نصف العشر - 1 .فعن معاذ رضي ال عنه أن النب
صلى ال عليه وسلم قال ( :فيما سقت السماء والبعل ( ، ) 1والسيل العشر ،وفيما
سقي بالنضح نصف العشر ) رواه البيهقي ،والاكم ،وصححه - 2 .وعن ابن عمر
296
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رضي ال عنهما :أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :فيما سقت السماء والعيون ،أو
كان عشريا العشر ،وفيما سقي بالنضح نصف العشر ) رواه البخاري ،وغيه .فإن
كان يسقى تارة بآلة ،وتارة بدونا ،فإن كان ذلك على جهة الستواء ففيه ثلثة أرباع
العشر .قال ابن قدامة :ل نعلم فيه خلفا ،وإن كان أحدها أكثر كان حكم القل تابعا
للكثر ،عند أب حنيفة ،وأحد ،والثوري ،وأحد قول الشافعي ( .هامش ) ( ) 1
البعل والعثري :الذي يشرب بعرقه دون سقي ،والنضح :السقي من ماء بئر أو نر
بساقية ) . ( .وتكاليف الزرع من خصاد وحل ودياسة ،وتصفية ،وحفظ ،وغي ذلك
من خالص مال الالك ،ول يسب منها شئ من مال الزكاة .ومذهب ابن عباس وابن
عمر رضي ال عنهما أنه يسب ما اقترضه من أجل زرعه وثره .عن جابر بن زيد :عن
ابن عباس وابن عمر رضي ال عنهما -ف الرجل /صفحة / 355يستقرض فينفق على
ثرته وعلى أهله -قال :قال ابن عمر :يبدأ با استقرض فيقضيه ويزكي ما بقي .قال (
) 1وقال ابن عباس رضي ال عنهما :يقضي ما أنفق على الثمرة ،ث يزكي ما بقي ( 2
) رواه يي بن آدم ف الراج .وذكر ابن حزم عن عطاء :أنه يسقي ما أصاب النفقة
فإن بقي مقدار ما فيه الزكاة زكي ،وإل فل ( .هامش ) ( ) 1قوله ( :قال ال ) أي
قال جابر ) 2 ( .اتفق ابن عباس وابن عمر على قضاء ما أنفق على الثمرة وزكاة الباقي
واختلفا ف قضاء ما ما أنفق على أهله ) . ( .الزكاة ف الرض الراجية :تنقسم الرض
إل - 1 :عشرية ( ) 3وهي الرض الت أسلم أهلها عليها طوعا ،أو فتحت عنوة
وقسمت بي الفاتي ،أو الت أحياها السلمون - 2 .وخراجية ،وهي الرض الت
فتحت عنوة ،وتركت ف أيدي أهلها ،نظي خراج معلوم .والزكاة كما تب ف أرض
العشر ،تب كذلك ف أرض الراج ،إذا أسلم أهلها ،أو اشتراها السلم ،فيجتمع فيها
العشر والراج ،ول ينع أحدها وجوب الخر .قال ابن النذر :وهو قول أكثر العلماء
.ومن قال به ،عمر بن عبد العزيز ،وربيعة ،والزهري ،ويي النصاري ومالك ،
والوزاعي ،والثوري ،والسن بن صال ،وابن أب ليلى ،والليث ،وابن البارك ،
وأحد ،وإسحاق ،وأبو عبيد ،وداود ،واستدلوا على ذلك بالكتاب والسنة ،والعقول
-أي القياس . -أما الكتاب فقول ال تعال ( :يأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما
297
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
كسبتم وما أخرجنا لكم من الرض ) فأوجب النفاق من الرض ( هامش ) ( ) 3
( عشرية ) أي الت تب فيها زكاة العشر / ) . ( .صفحة / 356مطلقا ،سواء كانت
الرض خراجيه ،أو عشرية .وأما السنة فقوله عليه الصلة والسلم ( :فيما سقت
السماء العشر ) وهو عام يتناول العشرية والراجية .وأما العقول ،فلن الزاكة والراج
حقان بسببي متلفي لستحقي فلم ينع أحدها الخر ،كما لو قتل الحرم صيدا ملوكا
.ولن العشر وجب بالنص ،فل ينعه الراج الواجب بالجتهاد .وذهب أبو حنيفة :
إل أنه ل عشر ف أرض الراجية ،وإنا الواجب فيها الراج فقط كما كانت ،وإن من
شروط وجوب العشر أن ل تكون الرض خراجية .أدلة أب حنيفة ومناقشتها :استدل
المام أبو حنيفة لذهبه - 1 :با رواه ابن مسعود أن النب صلى ال عليه وسلم قال :
( ل يتمع عشر وخراج ف أرض مسلم ) .وهذا الديث ممع على ضعفه ،انفرد به
يي بن عنبسة ،عن أب حنيفة ،عن حاد عن إبراهيم النخعي عن علقمة ،عن ابن
مسعود ،عن النب صلى ال عليه وسلم .قال البيهقي ف معرفة السنن والثار ( :هذا
الذكور إنا يرويه أبو حنيفة عن حاد عن إبراهيم من قوله ،فرواه يي هكذا مرفوعا .
ويي بن عنبسة
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 356
مكشوف المر ف الضعف لروايته عن الثقات ،الوضوعات .قاله أبو أحد ابن عدي
الافظ فيما أخبنا به أبو سعيد الالين عنه ) .وضعفه كذلك الكمال بن المام من أئمة
النفية ( - 2 . ) 1وربا رواه أحد ومسلم وأبو داود عن أب هريرة ،أن النب صلى ال
عليه وسلم قال ( :منعت العراق قفيزها ودرهها ،ومنعت الشام مديها ودينارها ،
ومنعت مصر إردبا ودينارها ،وعدت من حيث بدأت ،قالا ( هامش ) ( ) 1رجح
الكمال مذهب المهور ،وناقش مذهبه با ل يرج عن مضمون هذا النقاش / ) . ( .
صفحة / 357ثلثا ،شهد على ذلك لم أب هريرة ودمه ) ( . ) 1وليس ف هذا
الديث دللة على عدم أخذ الزكاة من الرض الراجية ،فقد أوله العلماء على معن أنم
سيسلمون ،وتسقط الزية عنهم .أو أنه إشارة إل الفت الت تقع آخر الزمان ،الؤدية
298
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
إل منع القوق الواجبة عليهم ،من زكاة ،وجزية ،وغيها .قال النووي -عقب
التأويلي : -لو كان معن الديث ما زعموه ،للزم أن ل تب زكاة الدراهم والدناني
والتجارة ،وهذا ل يقول به أحد - 3 .وروى ( :أن دهقان بر اللك ،لا أسلم ،قال
عمر بن الطاب :سلموا إليه الرض ،وخذوا منه الراج .وهذا صريح ف المر بأخذ
الراج ،دون المر بأخذ العشر ) .وهذه القصة يقصد با أن الراج ل يسقي بإسلمه ،
ول يلزم من ذلك سقوط العشر ،وإنا ذكر الراج ،لنه ربا يتوهم سقوطه بالسلم
كالزية ،وأما العشر ،فمعلوم أنه واجب على الر السلم فلم يتج إل ذكره .كما أنه
ل يذكر أخذ زكاة الاشية منه .وكذك زكاة النقدين ،وغيها ،أؤ لن الدهقان ل يكن
له ما يب فيه العشر ( - 4 .وأن عمل الولة والئمة على عدم المع بي العشر
والراج ) .وهذا منوع با نقله ابن النذر من أن عمر بن عبد العزيز جع بينهما - 5 .
( وأن الراج يباين العشر :فإن الراج وجب عقوبة بينما العشر وجب عبادة ،ول يكن
اجتماعهما ف شخص واحد فيجبا عليه معا .وهذا صحيح ف حالة البتداء ،منوع ف
حالة البقاء وليس كل صور الراج أساسها العنوة والقهر ،بل يكون ف بعض صورة مع
عدم العنوة ،كما ف الرض القريبة من أرض الراج ،أو الت أحياها وسقاها باء النار
الصغار ( - 6 .أن سبب كل من الراج والعشر واحد ،وهو الرض النامية ،
( هامش ) ( ) 1وجه الدللة ف الديث :أنه إخبار عما يكون من منع القوق الواجبة
وبي هذه القوق ،وأنا عبارة عن الراج ،فلو كان العشر واجبا لذكره معه / ) . ( .
صفحة / 358حقيقة ،أو حكما ،بدليل أنا لو كانت سبخة ل منفعة لا ،ل يب
فيها خراج ول عشر ،وإذا كان السبب واحدا ،فل يتمعان معا ف أرض واحدة ،لن
السبب الواحد ل يتعلق به حقان من نوع واحد ،كما إذا ملك نصابا من السائمة
للتجارة سنة ،فإنه ل يلزمه زكاتان ) .والواب :أن المر ليس كذلك ،فإن سبب
العشر الزرع الارج من الرض ،والراج يب على الرض ،سواء زرعها أم أهلها .
وعلى تسليم وحدة السببية ،فل مانع من تعلق الوظيفتي بالسبب الواحد ،الذي هو
الرض .كما قال الكمال ابن المام . .يرى جهور العلماء أن من استأجر أرضا فزرعها
فالزكاة عليه ،دون مالك الرض .وقال أبو حنيفة :الزكاة على صاحب الرض .قال
299
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ابن رشد :والسبب ف اختلفهم ،هل العشر حق الرض أو حق الزرع ؟ فلما كان
عندهم أنه حق لحد المرين ،اختلفوا ف أيهما أول أن ينسب إل موضع النفاق .وهو
كون الزرع والرض لالك واحد .فذهب المهور :إل أنه ما تب فيه الزكاة ،وهو
الب .وذهب أبو حنيفة :إل أنه ما هو أصل الوجوب ،وهو الرض .ورجح ابن
قدامة رأي المهور فقال ( :إنه واجب ف الزرع ،فكان على مالكه ،كزكاة القيمة ،
فيما إذا أعده للتجارة ،وكعشر زرعه ف ملكه ،ول يصح قولم :إنه من مؤنة الرض
لنه لو كان من مؤنتها ،لوجب فيها ،وإن ل تزرع ،كالراج ،ولوجب على الذمي ،
كالراج ،ولتقدر بقدر الرض ل بقدر الزرع ،ولوجب صرفه إل مصارف الفئ ،دون
مصرف الزكاة .تقدير النصاب ف النخيل والعناب بالرص ( ) 1دون الكيل :إذا
أزهى النخيل والعناب ،وبدا صلحها ،اعتب تقدير النصاب فيها ( هامش ) ( ) 1
( الرص ) الزر والتخمي / ) . ( .صفحة / 359بالرص دون الكيل ،وذلك بأن
يصي الارص المي العارف ،ما على النخيل ،والعناب ،من العنب والرطب ،ث
يقدره ترا وزبيبا ،ليعرف مقدار الزكاة فيه ،فإذا جفت الثمار أخذ الزكاة الت سبق
تقديرها منها .فعن أب حيد الساعدي رضي ال عنه قال :غزونا مع النب صلى ال عليه
وسلم غزوة تبوك ،فلما جاء وادي القرى ،إذا امرأة ف حديقة لا ،فقال النب صلى ال
عليه وسلم ( :اخرصوا ،وخرص رسول ال صلى ال عليه وسلم عشرة أوسق ،فقال لا
:أحصي ما يرج منها ) رواه البخاري .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 359
هذه سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وعمل أصحابه من بعده وإليه ذهب أكثر أهل
العلم ( . ) 1وخالف ف ذلك الحناف :لن الرص ظن وتمي ،ل يلزم به حكم .
وسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم أهدى ،فإن الرص ليس من الظن ف شئ ،بل هو
اجتهاد ف معرفة قدر الثمر ،كالجتهاد ف تقوي التلفات .وسبب الرص ،أن العادة
جرت بأكل الثمار رطبا ،فكان من الضروري إحصاء الزكاة قبل أن تؤكل وتصرم (
) 2ومن أجل أن يتصرف أربابا با شاءوا ،ويضمنوا قدر الزكاة .وعلى الارص ،أن
300
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يترك ف الرص الثلث ،أو الربع ،توسعة على أرباب الموال ،لنم يتاجون إل الكل
منه ،هم وأضيافهم وجيانم .وتنتاب الثمرة النوائب من أكل الطي والارة وما تسقطه
الريح ،فلو أحصي الزكاة من الثمر كله ،دون استثناء الثلث ،أو الربع ،لضر بم .
فعن سهل بن أب حثمة ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا خرصتم فخذوا ودعوا
الثلث ،فإن ل تدعوا الثلث فدعوا الربع ( ) ) 3رواه أحد ،وأصحاب السنن ،إل ابن
ماجه .ورواه الاكم ،وابن حبان وصححاه .قال الترمذي :والعمل على حديث سهل
،عند أكثر أهل العلم ( .هامش ) ( ) 1يرى مالك أنه واجب .وعند الشافعي وأحد :
سنة ( ) 2 ( .تصرم ) تقطع ) 3 ( .يتبع ذلك كثرة الكلة وقلتهم فالثلث إذا كثروا ،
والربع إذا قلوا / ) . ( .صفحة / 360وعن بشي بن يسار قال :بعث عمر بن الطاب
رضي ال عنه أبا حثمة النصاري على خرص أموال السلمي ،فقال :إذا وجدت القوم
ف نلهم قد خرفوا ( ) 1فدع لم ما يأكلون ،ل ترصه عليهم .وعن مكحول قال :
كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا بعث الراص قال ( :خففوا على الناس ،فإن ف
الال العرية والواطئة والكلة ) رواه أبو عبيد .وقال :الواطئة ( السابلة ) سوا بذلك ،
لوطئهم بلد الثمار متازين .والكلة :أرباب الثمار ،وأهلوهم ،ومن لصق بم .
( هامش ) ( خرفوا ) اي أقاموا ف نلهم وقت الريف ) . ( .الكل من الزرع :يوز
لصاحب الزرع أن يأكل من زرعه ،ول يسب عليه ما أكل منه قبل الصاد ،لن العادة
جارية به ،وما يؤكل شئ يسي .وهو يشبه ما يأكله أرباب الثمار من ثارهم فإذا حصد
الزرع ،وصفى الب ،أخرج زكاة الوجود .سئل أحد عما يأكل أرباب الزروع من
الفريك ؟ قال :ل بأس أن يأكل منه صاحبه ما يتاج إليه .وكذلك قال الشافعي ،
والليث ،وابن حزم ( ( . ) 2هامش ) ( ) 2قال مالك وأبو حنيفة :يسب على
الرجل ما أكل من زرعه قبل الصاد من النصاب ) . ( .ضم الزروع والثمار اتفق
العلماء على أنه يضم أنواع الثمر بعضه إل بعض ،وإن اختلف ف الودة ،والرداءة
واللون ،وكذا يضم أنواع الزبيب بعضها إل بعض وأنواع النطة ،بعضها إل بعض ،
وكذا أنواع سائر البوب ( . ) 3واتفقوا أيضا على أن عروض التجارة تضم إل الثان
وتضم الثان إليها ،إل أن الشافعي ل يضمها إل إل جنس ما اشتريت به ،لن نصابا
301
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
معتب به .واتفقوا على أنه ل يضم جنس إل جنس آخر ،ف تكميل النصاب ،ف غي
البوب والثمار ( .هامش ) ( ) 3إن ضم اليد إل الردئ أخذت الزكاة بسب قدر
كل واحد منهما ،فإن كان الثمر أصنافا أخذ من وسطه / ) . ( .صفحة / 361
فالاشية ل يضم جنس منها إل جنس آخر .فل يضم البل إل البقر ف تكميل النصاب ،
والثمار ل يضم جنس إل غيه ،فل يضم التمر إل الزبيب .واختلفوا ف ضم البوب
الختلفة ،بعضها إل بعض .وأول الراء وأحقها :أنه ل يضم شئ منها ف حساب
النصاب ،ويعتب النصاب ف كل جنس منها قائما بنفسه ،لنا أجناس متلفة ،وأصناف
كثية ،بسب أسائها فل يضم الشعي إل النطة ،ول هي إليه ،ول التمر إل الزبيب ،
ول هو إليه ،ول الحص إل العدس .وهذا مذهب أب حنيفة ،والشافعي ،وإحدى
الروايات عن أحد ،وإليه ذكب كثي من علماء السلف .قال ابن النذر :وأجعوا على
أنه ل تضم البل إل البقر ،ول إل الغنم ،ول البقر إل الغنم ،ول التمر إل الزبيب ،
فكذا ل ضم ف غيها ،وليس للقائلي بضم الجناس دليل صحيح صريح فيما قالوه .
مت تب الزكاة ف الزروع والثمار :تب الزكاة ف الزروع إذا اشتد الب وصار
فريكا ،وتب ف الثمار إذا بدا صلحها ،ويعرف ذلك باحرار البلح ،وجريان اللوة
ف العنب ( . ) 1ول ترج الزكاة إل بعد تصفية الب وجفاف الثمر .وإذا باع الزارع
زرعه بعد اشتداد الب ،وبدو صلح الثمر فزكاة زرعه وثره عليه ،دون الشتري ،لن
سبب الوجوب العقد ،وهو ف ملكه ( .هامش ) ( ) 1هذا مذهب المهور ،وعند
أب حنيفة ينعقد سبب الوجوب بروج الزروع وظهور الثمر ) . ( .إخراج الطيب ف
الزكاة :أمر ال سبحانه الزكي بإخراج الطيب من ماله ،وناه عن التصدق
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 361
بالردئ ،فقال ( :يأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم وما أخرجنا لكم من
الرض ول تيمموا ( ) 2البيث ( ) 3منه تنفقون ولستم ( هامش ) ( ( ) 2تيمموا )
أي تقصدوا ( ) 3 ( .البيث ) أي الردئ غي اليد / ) . ( .صفحة / 362بأخذيه
إل أن تغمضوا فيه ( ) 1واعملوا أن ال غن حيد ) .روى أبو داود والنسائي ،وغيها
302
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
،عن سهل بن حنيف ،عن أبيه قال ( :نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن لوني
من التمر :العرور ( ، ) 2ولون البيق ( . ) 3وكان الناس يتيممون شرار ثارهم
فيخرجونا ف الصدقة .فنهوا عن ذلك ،ونزلت ( :ول تيمموا البيث منه تنفقون ) .
وعن الباء قال :ف قوله تعال ( :ول تيمموا البيث منه تنفقون ) نزلت فينا معشر
النصار ،كنا أصحاب نل ،فكان الرجل يأت من نله على قدر كثرته وقلته ،وكان
الرجل يأت بالقنو ،والقنوين فيعلقه ف السجد ،وكان أهل الصفة ( ) 4ليس لم
طعام ،فكان أحدهم إذا جاع ،أتى القنو فضربه بعصاه فسقط البسر والتمر ،فيأكل ،
وكان ناس من ل يرغب ف الي ،يأت الرجل بالقنو فيه الشيص ،والشف والقنو قد
انكسر ،فيعلقه ،فأنزل ال تعال ( :ول تيمموا البيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إل أن
تغمضوا فيه ) .قال :لو أن أحدكم أهدى إليه مثل ما أعطى ل يأخذه إل على إغماض
وحياء .قال :فكنا بعد ذلك يأت أحدنا بصال ما عنده .رواه الترمذي وقال :حسن
صحيح غريب .قال الشوكان :فيه دليل على أنه ل يوز للمالك أن يرج الردئ عن
اليد الذي وجبت فيه الزكاة ،نصا ف التمر ،وقياسا ف سائر الجناس الت تب فيها
الزكاة وكذلك ل يوز للمصدق أن يأخذ ذلك ( .هامش ) ( ( ) 1تغمضوا ) أي
تتغاضوا ف أخذه 2 ( .و ( ) 3العرور والبيق ) نوعان رديئان من التمر ) 4 ( .
( أهل الصفة ) أي فقراء الهاجرين ) . ( .ذهب جهور العلماء إل أنه ل زكاة ف العسل
.قال البخاري :ليس ف زكاة العسل شئ يصح ( ) 5 ( .هامش ) ( ) 5أي عن النب
صلى ال عليه وسلم / ) . ( .صفحة / 363وقال الشافعي :واختياري أل يؤخذ منه ،
لن السنن والثار ثابتة فيما يؤخذ منه ،وليست ثابتة فيه ،فكان عفوا .وقال ابن النذر
:ليس ف وجوب الصدقة ف العسل خب يثبت ،ول إجاع ،فل زكاة فيه ،وهو قول
المهور .وذهب النفية ،وأحد :إل أن ف العسل زكاة ،لنه وإن ل يصح ف إيابه
حديث ،إل أنه جاء فيه آثار يقوي بعضها بعضا ،ولنه يتولد من نور الشجر ،والزهر ،
ويكال ويدخر ،فوجبت فيه الزكاة ،كالب والتمر ،ولن الكلفة فيه دون الكلفة ف
الزروع والثمار .واشترط أبو حنيفة ف إياب الزكاة ف العسل ،أن يكون ف أرض
عشرية ول يشترط نصابا له ،فيؤخذ العشر من قليله وكثيه .وعكس المام أحد ،
303
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فاشترط أن يبلغ نصابا ،وهو عشرة أفراق ،والفرق ستة عشر رطل عراقيا ( . ) 1
وسوى بي وجوده ف الرض الراجية ،أو العشرية .وقال أبو يوسف :نصابه عشرة
أرطال .وقال ممد :بل هو خسة أفراق .والفرق ،ستة وثلثون رطل ( .هامش ) (
) 1الرطل العراقي 130درها .وهذا ظاهر كلم أحد ) . ( .زكاة اليوان جاءت
الحاديث الصحيحة ،مصرحة بإياب الزكاة ف البل ،والبقر ،والغنم ،وأجعت المة
على العمل .ويشترط لياب الزكاة فيها ) 1 ( :أن تبلغ نصابا ( ) 2وأن يول عليها
الول ( ) 3وأن تكون سائمة ،أي راعية من الكل الباح أكثر العام ( . ) 2والمهور
على اعتبار هذا الشرط ،ول يالف فيه غي مالك ،والليث فإنما أوجبا الزكاة ف
الواشي مطلقا :سواء أكانت سائمة ،أو معلوفة ( ،هامش ) ( ) 2هذا رأيي أب حنيفة
وأحد .وعند الشافعي :إن علفت قدرا تعيش بدونه وجبت فيها الزكاة وإل فل ،وهي
تصب على العلف يومي ل أكثر / ) . ( .صفحة / 364عاملة ( ) 1أو غي عاملة .
لكن الحاديث جاءت مصرحة بالتقييد بالسائمة ،وهو يفيد بفهومه :أن العلوفة ل
زكاة فيها ،لنه ل بد للكلم عن فائدة ،صونا له عن اللغو .قال ابن عبد الب :ل أعلم
أحدا قال بقول مالك ،والليث ،من فقهاء المصار ( .هامش ) ( ( ) 1عاملة ) أي
معدة للحمل وغيه ) . ( .زكاة البل :ل شئ ف البل حت تبلغ خسا ،فإذا بلغت
خسا ،سائمة ،وحال عليها الول ،ففيها شاة ( . ) 2فإذا بلغت عشرا ،ففيها
شاتان ،وهكذا كلما زادت خسا زادت شاة .فإذا بلغت خسا وعشرين ،ففيها بنت
ماض ( وهي الت لا سنة ودخلت ف الثانية ) أو ابن لبون ( ( ) 3وهو الذي له سنتان
ودخل ف الثالثة ) .فإذا بلغت ستا وثلثي ففيها ابنة لبون .وف ست وأربعي حقه
( وهي الت لا ثلث سني ودخلت ف الرابعة ) .وف إحدى وستي جذعة ( وهي الت
لا أربع سني ودخلت ف الامسة )
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 364
وف ست وسبعي بنتا لبون .وف إحدى وتسعي حقتان ،إل مائة وعشرين .فإذا زادت
،ففي كل أربعي ،ابنة لبون .وف كل خسي حقة .فإذا تباين أسنان البل ف فرائض
304
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الصدقات ،فمن بلغت عنده صدقة الذعة -وليست عنده جذعة ،وعنده حقة -فإنا
تقبل منه ،ويعل معها شاتي إن استيسرتا له ،أو عشرين درها .ومن بلغت عنده
صدقة القة -وليست عنده إل جذعة -فإنا تقبل منه ويعطيه الصدق عشرين درها ،
أو شاتي ( .هامش ) ( ( ) 2شاة ) أي جذع من الضأن ،وهو ما أتى عليه أكثر السنة
.أو ثن من العز ،وهو ما له سنة ) 3 ( .ل يؤخذ الذكور ف الزكاة إذا كان ف
النصاب إناث غي ابن اللبون عند عدم وجود بنت الخاض ،فإذا كانت البل كلها
ذكور جاز أخذ الذكور / ) . ( .صفحة / 365ومن بلغت عنده صدقة القة -
وليست عنده .وعنده ابنة لبون -فنها تقبل منه ،ويعل معها شاتي ،إن استيسرتا له ،
أو عشرين درها .ومن بلغت عنده صدقة ابنة لبون -وليست عنده الحقة -فإنا تقبل
منه ،ويعطيه الصدق عشرين درها أو شاتي .ومن بلغت عنده صدقة ابنة لبون -
وليست عنده ابنة لبون ،وعنده ابنة ماض -فإنا تقبل منه ،ويعل معها شاتي ،إن
استيسرتا له أو عشرين درها .ومن بلغت عنده صدقة ابنة ماض -وليس عنده إل ابن
لبون ذكر -فإنه يقبل منه ،وليس معه شئ .ومن ل تكن معه إل أربع من البل ،فليس
فيها شئ ،إل أن يشاء ربا ( . ) 1هذه فريضة صدقة البل ،الت عمل با الصديق
رضي ال عنه ،بحضر من الصحابة ،ول يالفه أحد .فعن الزهري عن سال عن أبيه
قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم قد كتب الصدقة ،ول يرجها إل عماله حت
توف فأخرجها أبو بكر رضي ال عنه فعمل با حت توف ،ث أخرجها عمر رضي ال عنه
من بعده فعمل با ،قال :فلقد هلك عمر يوم هلك ،وإن ذلك لقرون بوصيته .
( هامش ) ( ) 1قال الشوكان :ذلك ونوه يدل على أن الزكاة واجبة ف العي ولو
كانت القيمة هي الواجبة لكان ذكر ذلك عبثا ،لنا تتلف باختلف الزمنة والمكنة .
( ) .زكاة البقر ( : ) 2وأما البقر فل شئ فيها ،حت تبلغ ثلثي سائمة ،فإذا بلغت
ثلثي سائمة ،وحال عليها الول ففيها تبيع ،أو تبيعة ( وهو ما له سنة ) ول شئ فيها
غي ذلك حت تبلغ أربعي ،فإذا بلغت أربعي ففيها مسنة ( ( ) 3وهي ما لا سنتان )
ول شئ فيها حت تبلغ ستي ،فإذا بلغت ستي ،ففيها تبيعان ( .هامش ) ( ) 2يشمل
الاموس ) 3 ( .مذهب الحناف أنه يوز إخراج السنة والسن .وقال غيهم :يلزم ف
305
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الربعي مسنة أنثى ،فقط إل إذا كانت كلها ذكورا فإنه يوز الخراج منها اتفاقا .
( / ) .صفحة / 366وف السبعي مسنة ،وتبيع ،وف الثماني ،مسنتان ،وف
التسعي ،ثلثة أتباع .وف الائة ،مسنة ،وتبيعان ،وف العشرة والائة ،مسنتان ،وتبيع
.وف العشرين والائة ،ثلث مسنات ،أو أربعة أتباع وهكذا ما زاد ففي كل ثلثي ،
تبيع ،وف كل أربعي مسنة .زكاة الغنم ( : ) 1ل زكاة ف الغنم حت تبلغ أربعي ،
فإذا بلغت أربعي سائمة وحال عليها الول ،ففيها شاة ،إل مائة وعشرين ،فإذا بلغت
مائة وإحدى وعشرين ففيها شاتان ،إل مائتي ،فإذا بلغت مائتي وواحدة ،ففيها ثلث
شياه ،إل ثلثائة ،فإذا زادت على ثلثائة ،ففي كل مائة شاة .ويؤخذ الذع من
الضأن ،والثن من العز .هذا ويوز إخراج الذكور ف الزكاة اتفاقا ،إذا كان نصاب
الغنم كله ذكورا .فإن كان إناثا ،أو ذكورا وإناثا ،جاز إخراج الذكور عند الحناف
وتعينت النثى عند غيهم ( .هامش ) ( ) 1يشمل الضأن والعز ،وها جنس واحد ،
يضم أحدها إل الخر بالجاع ،كما قال ابن النذر ) . ( .حكم الوقاص :الوقاص
:جع وقص ،وهي ما بي الفريضتي ،وهو باتفاق العلماء عفو ل زكاة فيه .فقد ثبت
من كلم النب صلى ال عليه وسلم ف صدقة البل ( :فإذا بلغت خسا وعشرين ،ففيها
بنت ماض أنثى ،فإذا بلغت ستا وثلثي ،إل خس وأربعي ،ففيها بنت لبون أنثى ) .
وف صدقة البقر يقول ( :فإذا بلغت ثلثي ففيها عجل تابع ،جذع أو جذعة ،حت تبلغ
أربعي ،فإذا بلغت أربعي ،ففيها بقرة مسنة ) .وف صدقة الغنم يقول ( :وف سائمة
الغنم ،إذا كانت أربعي ،ففيها شاة ،إل عشرين ومائة ) / .صفحة / 367فما بي
المس والعشرين ،وبي الست والثلثي من البل وقص ،ل شئ فيها .وما بي الثلثي
،وبي الربعي من البقر وقص كذلك .وهكذا ف الغنم .ما ل يؤخذ ف الزكاة :يب
مراعاة حق أرباب الموال عند أخذ الزكاة من أموالم ،فل يؤخذ من كرائمها
وخيارها ،إل إذا سحت أنفسهم بذلك .كما يب مراعاة حق الفقي .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 367
306
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فل يوز أخذ اليوان العيب ،عيبا يعتب نقصا عند ذي البة باليوان ،إل إذا كانت
كلها معيبة وإنا ترج الزكاة من وسط الال - 1 .ففي كتاب أب بكر ( :ول تؤخذ ف
الصدقة هرمة ( ، ) 1ول ذات عوار ( ، ) 2ول تيس ) .وعن سفيان بن عبد ال
الثقفي ( :أن عمر رضي ال عنه نى الصدق أن يأخذ الكولة ( ، ) 3والرب ( ، ) 4
والاخض ( ) 5وفحل الغنم ( - 3 . ) ) 6عن عبد ال بن معاوية الغاضري :أن النب
صلى ال عليه وسلم قال ( :ثلث من فعلهن فقد طعم طعم اليان :من عبد ال
وحده ،وأن ل إله إل هو ،وأعطى زكاة ماله ،طيبة با نفسه .رافدة عليه ( ) 7كل
عام ،ول يعطى الرمة ،ول الدرنة ( ) 8ول الريضة ،ول الشرط ( ) 9ول اللئيمة (
، ) 10ولكن من وسط أموالكم ،فإن ال ل يسألكم خيه ،ول يأمركم بشره ) رواه
أبو داود ،والطبان ،بسند جيد ( .هامش ) ( ( ) 1هرمة ) أي الت سقطت أسنانا .
( ( ) 2ذات عوار ) أي العوراء ( ) 3 ( .الكولة ) أي العاقر من الشاة ) 4 ( .
( الرب ) أي الشاة ترب ف البيت للبنها ( ) 5 ( .الاخض ) أي الت حان ولدها ( .
) 6فحل الغنم ) أي التيس العد للنو ) 7 ( .من الرفد ،وهو العانة ،أي معينة له
على أداء الزكاة ( ) 8 ( .الدرنة ) أي الرباء ( ) 9 ( .الشرط ) أي صغار الال
وشراره ( ) 10 ( .اللئيمة ) أي البخيلة باللب / ) . ( .صفحة / 368زكاة غي
النعام :ل زكاة ف شئ من اليوانات غي النعام .فل زكاة ف اليل والبغال والمي ،
إل إذا كانت للتجارة .فعن علي رضي ال عنه :أن النب صلى ال عليه وسلم قال :
( قد عفوت لكم عن اليل والرقيق ،ول صدقة فيهما ) رواه أحد وأبو داود بسند جيد
.وعن أب هريرة :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن المر ،فيها زكاة ؟ فقال
( :ما جاء فيها شئ إل هذه الية الفذة ( فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره ومن يعمل
مثقال ذرة شرا يره ) ) رواه أحد .وقد تقدم جيعه .وعن حارثة بن مضرب :أنه حج
مع عمر فأتاه أشراف الشام ،فقالوا :يا أمي الؤمني ،إنا أصبنا رقيقا ،ودواب ،فخذ
من أموالنا صدقة تطهرنا با ،وتكون لنا زكاة ،فقال :هذا شئ ل يفعله اللذان قبلي (
) 1ولكن انتظروا حت أسأل السلمي .أورده اليثمي ،وقال :رواه أحد ،والطبان
ف الكبي ،ورجاله ثقات .وروى الزهري عن سلمان بن يسار :أن أهل الشام قالوا لب
307
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عبيدة بن الراح رضي ال عنه ( :خذ من خيلنا ورقيقنا صدقه ،فأب ،ث كتب إل عمر
فأب ،فكلموه أيضا ،فكتب إل عمر .فكتب إليه عمر ( :إن أحبوا فخذها منهم ،
وارددها عليهم ( ) 2وارزق رقيقهم ) رواه مالك والبيهقي ( .هامش ) ( ) 1يقصد
النب عليه الصلة والسلم ،وأبا بكر رضي ال عنه ) 2 ( .أي على الفقراء منهم ) . ( .
زكاة الفصلن والعجول والملن ( : ) 3من ملك نصابا من البل ،أو البقر ،أو الغنم
،فنتجت ف أثناء الول ،وجبت زكاة الميع ،عند تام حول الكبار وأخرج عن
الصل وعن النتاج ،زكاة الال الواحد ،ف قول أكثر أهل العلم ( .هامش ) ( ) 3جع
فصيل وعجل وجل :وهي الصغار الت ل يتم لا سنة / ) . ( .صفحة / 369لا رواه
مالك ،والشافعي ،عن سفيان بن عبد ال الثقفي أن عمر بن الطاب قال :تعد عليهم
السخلة ( ) 1يملها الراعي ،ول تأخذها ،ول تأخذ الكولة ،ول الرب ،ول الاخض
ول فحل الغنم ،وتأخذ الذعة والثنية ،وذلك عدل بي غذاء ( ) 2الال وخياره .
ويرى أبو حنيفة ،والشافعي ،وأبو ثور :أنه ل يسب النتاج ول يعتد به ،إل أن تكون
الكبار نصابا .وقال أبو حنيفة أيضا :تضم الصغار إل النصاب ،سواء كانت متولدة منه
،أم اشتراها ،وتزكى بوله .واشترط الشافعي :أن تكون متولدة من نصاب ،ف ملكه
قبل الول .أما من ملك نصابا من الصغار ،فل زكاة عليه ،عند أب حنيفة ،وممد ،
وداود ،والشعب ،ورواية عن أحد .لا رواه أحد ،وأبو داود ،والنسائي ،والدار قطن
،والبيهقي ،عن سويد بن غفلة قال :أتانا مصدق رسول ال صلى ال عليه وسلم ،
فسمعته يقول ( :إن ف عهدي أن ل تأخذ من راضع لب ) الديث وف إسناده هلل بن
حباب ،وقد وثقه غي واحد ،وتكلم فيه بعضهم .وعند مالك ،ورواية عند أحد :
تب الزكاة ف الصغار كالكبار ،لنا تعد مع غيها ،فتعد منفردة .وعند الشافعي وأب
يوسف :يب ف الصغار واحدة صغية منها ( .هامش ) ( ( ) 1السخلة ) اسم يقع
على الذكر والنثى ،من أولد الغنم ،ساعة ما تضعه الشاة ،ضأنا كانت ،أو معزا .
( ( ) 2 ( ) .غذاء ) جع غذي كفي .وهي الدخان ) . ( .ما جاء ف المع والتفريق
- 1 :عن سويد بن غفلة قال :أتانا مصدق رسول ال صلى ال عليه وسلم
............................................................
308
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 369
فسمعته يقول ( :إنا ل نأخذ من راضع لب ،ول نفرق بي متمع ،ول نمع بي متفرق
.وأتاه رجل بناقة كوماء ( ) 3فأب أن يأخذها ) رواه أحد ،وأبو داود ،والنسائي .
( هامش ) ( ( ) 3ناقة كوماء ) أي عظيمة السنام .وأب أن يأخذها ،لنا من خيار
الاشية / ) . ( .صفحة - 2 / 370وحدث أنس ( أن أبا بكر كتب إليه :هذه فريضة
الصدقة الت فرض رسول ال صلى ال عليه وسلم على السلمي ) وفيه ( :ول يمع بي
متفرق ،ول يفرق بي متمع خشية الصدقة ،وما كان من خليطي ،فإنما يتراجعان
بينهما بالسوية ) ( ) 1رواه البخاري .قال مالك ف الوطأ :معن هذا أن يكون النفر
الثلثة لكل واحد منهم أربعون شاة ،وجبت فيها الزكاة ،فيجمعونا حت ل يب عليهم
كلهم فيها إل شاة واحد ( ) 2أو يكون للخليطي مائتا شاة وشاة ،فيكون عليهما فيها
ثلث شياه ،فيفرقونا ،حت ل يكون على كل واحد منهما إل شاة واحدة ( . ) 3
وقال الشافعي :هو خطاب لرب الال من جهة ،وللساعي من جهة ،فأمر كل منهما أن
ل يدث شيئا ،من المع والتفريق خشية الصدقة .فرب الال يشى أن تكثر الصدقة ،
فيجمع ،أو يفرق لتقل ،والساعي يشى أن تقل الصدقة ،فيجمع أو يفرق لتكثر ( ) 4
فمعن قوله :خشية الصدقة ،أي خشية أن تكثر ،أو تقل ،فلما كان متمل للمرين ،
ل يكن المل على أحدها أول من الخر ،فحمل عليهما معا .وعند الحناف :أن
هذا ني للسعاة أن يفرقوا ملك الرجل الواحد ،تفريقا يوجب عليه كثرة الصدقة ،مثل
رجل له عشرون ومائة شاة ،فتقسم عليه إل أربعي ،ثلث مرات ،لتجب فيها ثلث
شياه ،أو يمعوا ملك رجل واحد إل ملك رجل آخر ،حيث يوجب المع كثرة
الصدقة .مثل أن يكون لواحد مائة شاة وشاة ،ولخر مثلها ،فيجمعها الساعي ليأخذ
ثلث شياه ،بعد أن كان الواجب شاتي ( .هامش ) ( ) 1قال الطاب :معناه ،أن
يكون بينهما أربعون شاة مثل ،لكل واحد منهما عشرون ،قد عرف كل منهما عي
ماله ،فيأخذ الصدق من أحدها فيجع الأخوذ من ماله على شريكه بقيمة نصف شاة .
( ) 2مثال المع بي الفترق ) 3 ( .تثيل للتفريق بي الجتمع ( ) 4كأن يكون لكل
واحد من الليطي أربعون شاة ،فيفرق الساعي بينهما ،ليأخذ منهما شاتي ،بعد أن
309
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
كان عليهما شاة واحدة ،أو يكون لشخص عشرون شاة ،ولخر مثلها ،فيجمع بينهما
،ليأخذ شاة ،بعد أن كان ل يب على واحد منهما / ) . ( .صفحة / 371هل
للخلطة تأثي ؟ :ذهب الحناف :إل أنه ل تأثي للخلطة ،سواء كانت خلطة شيوع (
) 1أو خلطة جوار ( ) 2فل تب الزكاة ف مال مشترك إل إذا كان نصيب كل واحد
يبلغ نصابا على انفراد .فإن الصل الثابت الجمع عليه ،أن الزكاة ل تعتب إل بلك
الشخص الواحد .وقالت الالكية :خلطاء الاشية كمالك واحد ف الزكاة ول أثر
للخلطة ،إل إذا كان كل من الليطي يلك نصابا ،بشرط اتاد الراعي ،والفحل ،
والراح -البيت -ونية اللطة ،وأن يكون مال كل واحد متمايزا عن الخر ،وإل كانا
شريكي ،وأن يكون كل منهما أهل للزكاة .ول تؤثر اللطة إل ف الواشي .وما
يؤخذ من الال يوزع على الشركاء بنسبة ما لكل ،ولو كان لحد الشركاء مال غي
ملوط اعتب كله ملوطا .وعند الشافعية :أن كل واحدة من اللطتي تؤثر ف الزكاة ،
ويصي مال الشخصي ،أو الشخاص كمال واحد .ث قد يكون أثرها ف وجوب الزكاة
،وقد يكون ف تكثيها ،وقد يكون ف تقليلها .مثال أثرها ف الياب :رجلن لكل
واحد عشرون شاة ،يب باللطة شاة ،ولو انفردا ل يب شئ .ومثال التكثي :خلط
مائة شاة وشاة بثلها ،يب على كل واحد شاة ونصف ،ولو انفردا ،وجب على كل
واحد شاة فقط .ومثل التقليل ،ثلثة ،لكل واحد أربعون شاة خلطوها .يب عليهم
جيعا شاة ،أي أنه يب ثلث شاة على الواحد ،ولو انفرد لزمه شاة كاملة .واشترطوا
لذلك - 1 :أن يكون الشركاء من أهل الزكاة - 2 .وأن يكون الال الختلط نصابا .
( هامش ) ( ) 1هي ما كان الال مشتركا ومشاعا بي الشركاء ) 2 ( .هي ما كانت
ماشية كل من اللطاء متميزة ،ولكنها متجاورة متلطة ف الراح والسرح ال / ) . ( .
صفحة - 3 / 372وأن يضي عليه حول كامل - 4 .وأن ل يتميز واحد من الال عن
الخر ف الراح ( ) 1والسرح ( ) 2والشرب والراعي والحلب ( - 5 . ) 3وأن
يتحد الفحل إذا كانت الاشية من نوع واحد .وبثل ما قالت الشافعية ،ذهب أحد ،إل
أنه قصر تأثي اللطة على الواشي ،دون غيها ،من الموال ( .هامش ) ( ( ) 1الراح
) أي مأواها ليل ( ) 2 ( .السرح ) أي الرتع الذي ترعى فيه ( ) 3 ( .الحلب ) أي
310
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الوضع الذي تلب فيه ) . ( .زكاة الركاز والعدن
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 372
معن الركاز :الركاز مشتق من ركز يركز :إذا خفي ،ومنه قول ال تعال ( :أو تسمع
لم ركزا ) أي صوتا خفيا .والراد به هنا :ما كان من دفن الاهلية ( . ) 4قال مالك
:المر الذي ل اختلف فيه عندنا ،والذي سعت أهل العلم يقولون :ان الركاز إنا هو
دفن يوجد من دفن الاهلية ،ما ل يطلب بال ،ول يتكلف فيه نفقة ول كبي عمل ،
ول مؤونة .فأما ما طلب بال ،وتكلف فيه كبي عمل ،فأصيب مرة وأخطئ مرة فليس
بركاز .وقال أبو حنيفة :هو اسم لا ركزه الالق ،أو الخلوق ( .هامش ) ( ) 4
( دفن ) أي الدفون من كنوز الاهلية ،ويعرف ذلك بكتابة أسائهم ،ونقش صورهم
ونو ذلك ،فإن كان عليه علمة السلم فهو لقطة ،وليس بكن وكذلك إذا ل يعرف ،
هل هو من دفن الاهلية أو السلم ) . ( .معن العدن وشرط زكاته عند الفقهاء :
والعدن :مشتق من عدن ف الكان ،يعدن عدونا ،إذا أقام به إقامة ،ومنه قوله تعال
( جنات عدن ) لنا دار إقامة وخلود / .صفحة / 373وقد اختلف العلماء ف العدن
الذي يتعلق به وجوب الزكاة .فذهب أحد :إل أنه كل ما خرج من الرض ما يلق
فيها من غيها ،ما له قيمة ،مثل الذهب ،والفضة ،والديد ،والنحاس ،والرصاص ،
والياقوت ،والزبرجد ،والزمرد ،والفيوزج ،والبلور ،والعقيق ،والكحل والزرنيخ ،
والقار ( ) 1والنفط ( ) 2والكبيت ،والزاج ،ونو ذلك .واشترط فيه ،أن يبلغ
الارج نصابا بنفسه ،أو بقيمته .وذهب أبو حنيفة :إل أن الوجوب يتعلق بكل ما
ينطبع ويذوب بالنار ،كالذهب ،والفضة ،والديد والنحاس .أما الائع ،كالقار ،أو
الامد الذي ل يذوب بالنار ،كالياقوت ،فإن الوجوب ل يتعلق به ،ول يشترط فيه
نصابا ،فأوجب المس ،ف قليله ،وكثيه .وقصر مالك ،والشافعي ،الوجوب على
ما استخرج من الذهب والفضة ،واشترطا -مثل أحد -أن يبلغ الذهب عشرين
مثقال ،والفضة مائت درهم ،واتفقوا على أنه ل يعتب له الول ،وتب زكاته حي
وجوده ،مثل الزرع .ويب فيه ربع العشر عند الثلثة .ومصرفه مصرف الزكاة عندهم
311
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
.وعند أب حنيفة مصرفه مصرف الفئ ( .هامش ) ( ( ) 1القار ) أي الزفت ) 2 ( .
( النفط ) أي البترول ) . ( .مشروعية الزكاة فيهما :الصل ف وجوب الزكاة ف
الركاز ،والعدن :ما رواه الماعة عن أب هريرة ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :
العجماء جرحها جبار ( ) 3والبئر جبار ( ، ) 4والعدن جبار .وف الركاز المس ) .
قال ابن النذر :ل نعلم أحدا خائف هذا الديث ،إل السن ،فإنه فرق بي ما وجد ف
أرض الرب وأرض العرب فقال :فيما يوجد ف أرض الرب المس ،وفيما يوجد ف
أرض العرب الزكاة ( .هامش ) ( ) 3أي إذا انفلتت بيمة فأتلفت شيئا فهو جبار :أي
هدر ( ) 4 ( .والبئر جبار ) :معناه إذا حفر إنسان بئرا فتردى فيه آخر ،فهو هدر .
( / ) .صفحة / 374وقال ابن القيم :وف قوله ( :العدن جبار ) قولن ( :أحدها )
أنه إذا استأجر من يفر له معدنا ،فسقط عليه ،فقتله ،فهو جبار .ويؤيد هذا القول
اقترانه بقوله :البئر جبار ،والعجماء جبار ( .والثان ) أنه ل زكاة فيه .ويؤيد هذا
القول ،اقترانه بقوله ( :وف الزكاة المس ) ففرق بي العدن ،والركاز ،فأوجب
المس ف الركاز ،لنه مال مموع يؤخذ بغي كلفة ول تعب ،وأسقطها عن العدن ،
لنه يتاج إل كلفة ،وتعب ،ف استخراجه .صفة الركاز الذي يتعلق به وجوب الزكاة
:الركاز الذي يب فيه المس ،هو كل ما كان مال ،كالذهب والفضة ،والديد ،
والرصاص ،والصفر ،والنية ،وما أشبه ذلك .وهو مذهب الحناف ،والنابلة ،
وإسحق ،وابن النذر ،ورواية عن مالك ،وأحد قول الشافعي .وله قول آخر :أن
المس ل يب إل ف الثان :الذهب والفضة .مكانه :ل يلو موضعه من القسام
التية - 1 :أن يده ف موات ،أو ف أرض ل يعلم لا مالك ،ولو على وجهها ،أو ف
طريق غي مسلوك ،أو قرية خراب ،ففيه المس بل خلف ،والربعة الخاس له .لا
رواه النسائي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال :سئل رسول ال صلى ال عليه
وسلم عن اللقطة فقال ( :ما كان ف طريق مأت ( : ) 1أو قرية عامرة ،فعرفها سنة ،
فإن جاء صاحبها ،وإل فلك ( ، ) 2وما ل يكن ف طريق مأت ،ول قرية عامرة :ففيه
وف الركاز المس ) ( .هامش ) ( ( ) 1مأت ) :أي مسلوك ) 2 ( .أي إن ل يعرف
صاحبها ،فهي لن وجدها إن كان فقيا ،وإل تصدق با / ) . ( .صفحة 2 / 375
312
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
-أن يده ف ملكه النتقل إليه ،فهو له ،لن الركاز مودع ف الرض ،فل يلك ملكها
وإنا يلك بالظهور عليه فينل منلة الباحات ،من الشيش ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 375
والطب ،والصيد الذي يده ف أرض غيه ،فيكون أحق به إل إذا ادعى الالك الذي
انتقل اللك عنه :أنه له ،فالقول قوله :لن يده كانت عليه ،لكونا على مله .وإن ل
يدعه فهو لواجده ،وهذا رأي أب يوسف والصح عند النابلة .وقال الشافعي :هو
للمالك قبله ،إن اعترف به وإل فهو لن قبله كذلك ،إل أول مالك .وإن انتقلت الدار
بالياث حكم أنه مياث ،فإن اتفقت الورثة على أنه ل يكن لورثهم ،فهو لول مالك
.فإن ل يعرف أول مالك ،فهو كالال الضائع الذي ل يعرف له مالك .وقال أبو حنيفة
وممد :هو لول مالك للرض ،أو لورثته ،إن عرف ،وإل وضع ف بيت الال - 3 .
أن يده ف ملك مسلم ،أو ذمي ،فهو لصاحب اللك عند أب حنيفة وممد ،ورواية
عن أحد .ونقل عن أحد أنه لواجده ،وهو قول السن بن صال وأب ثور واستحسنه
أبو يوسف ،لا تقدم من أن الركاز ل يلك بلك الرض ،إل إن ادعاه الالك ،فالقول
قوله ،لن يده عليه تبعا للملك ،وإن ل يدعه فهو لواجده .وقال الشافعي :هو للمالك
ان اعترف به وإل فهو لول مالك .الواجب ف الركاز :تقدم أن الركاز هو ما كان من
دفن الاهلية ،وأن الواجب فيه المس ،وأما الربعة الخاس الباقية ،فهي لقدم مالك
للرض إن عرف ،وإن كان ميتا فلورثته ،إن عرفوا ،وإل وضع ف بيت الال .وهذا
مذهب أب حنيفة ومالك والشافعي وممد / .صفحة / 376وقال أحد وأبو يوسف :
هو لن وجده ،هذا ما ل يدعه مالك الرض .فإن ادعى أنه ملكه ،فالقول قوله اتفاقا .
ويب المس ف قليله وكثيه ،من غي اعتبار نصاب فيه .عند أب حنيفة ،وأحد ،
وأصح الروايتي عن مالك ،وعند الشافعي ف الديد :يعتب النصاب فيه .وأما الول ،
فإنه ل يشترط بل خلف .على من يب المس :جهور العلماء :على أن المس
واجب على من وجده ،من مسلم ،وذمي ،وكبي ،وصغي ،وعاقل ،ومنون ،إل أن
ول الصغي والجنون هو الذي يتول الخراج عنهما .قال ابن النذر :أجع كل من
313
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
نفظ عنه من أهل العلم على أن الذمي ف الركاز يده :المس ،قاله مالك ،وأهل
الدينة ،والثوري ،والوزاعي وأهل العراق ،وأصحاب الرأي ،وغيهم .وقال الشافعي
:ل يب المس إل على من تب عليه الزكاة لنه زكاة .مصرف المس :مصرف
المس -عند الشافعي -مصرف الزكاة .لا رواه أحد ،والبيهقي عن بشر الثعمي ،
عن رجل من قومه قال :سقطت علي جرة من دير قديبالكوفة ،عند جباية بشر ،فيها
أربعة آلف درهم ،فذهبت با إل علي رضي ال عنه ،فقال :اقسمها خسة أخاس ،
فقسمتها ،فأخذ علي منها خسا ،وأعطان أربعة أخاس ،فلما أدبرت دعان فقال :ف
جيانك فقراء ومساكي ؟ قلت :نعم ،قال :فخذها ،فاقسمها بينهم .ويرى أبو
حنيفة ،ومالك ،وأحد ،أن مصرفه مصرف الفئ ،لا رواه الشعب ( :أن رجل وجد
ألف دينار مدفونة ،خارجا من الدينة فأتى با عمر بن الطاب رضي ال عنه ،فأخذ
منها المس ،مائت دينار ،ودفع إل الرجل بقيتها ،وجعل عمر رضي ال عنه يقسم
الائتي ،بي من حضره /صفحة / 377من السلمي ،إل أن أفضل منها فضلة ،فقال
:أين صاحب الدناني ؟ فقام إليه ،فقال عمر :خذ هذه الدناني فهي لك ) .وف الغن
:ولو كانت زكاة لص با ،أهلها ،ول يرده على واجده ،ولنه يب على الذمي ،
والزكاة ل تب عليه .زكاة الارج من البحر المهور :على أن ه ل تب الزكاة ف
كل ما يرج من البحر ،من لؤلؤ ،ومرجان ،وزبرجد ،وعنب ،وسك ،وغيه إل ف
إحدى الروايتي عن أحد :إذا بلغ ما يرج من ذلك نصابا ،ففيه الزكاة .ووافقه أبو
يوسف ،ف اللؤلؤ ،والعنب .قال ابن عباس رضي ال عنهما :ليس ف العنب زكاة ،
وإنا هو شئ دسره ( ) 1البحر .وقال جابر :ليس ف العنب زكاة ،إنا هو غنيمة لن
أخذه ( .هامش ) ( ( ) 1دسره ) أي قذفه البحر ) . ( .الال الستفاد من استفاد
مال ،ما يعتب فيه الول -ول مال له سواه -وبلغ نصابا ،أو كان له مال من جنسه
ول يبلغ نصابا ،فبلغ بالستفاد نصابا ،انعقد عليه حول الزكاة من حينئذ .فإذا ت حول
وجبت الزكاة فيه .وإن كان عنده نصاب ل يل الستفاد من ثلثة أقسام - 1 .أن
يكون الال الستفاد من نائه ،كربح التجارة ،ونتاج اليوان ،وهذا يتبع الصل ف حوله
،وزكاته .فمن كان عنده من عروض التجارة ،أو اليوان ،ما يبلغ نصابا ،فربت
314
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
العروض ،وتوالد اليوان أثناء الول ،وجب إخراج الزكاة عن الميع :الصل ،
والستفاد .وهذا ل خلف فيه / .صفحة - 2 / 378أن يكون الستفاد من جنس
النصاب ،ول يكن متفرعا عنه أو متولدا منه -بأن استفاده بشراء أو هبة أو مياث -
فقال أبو حنيفة يضم الستفاد إل النصاب ،ويكون تابعا له ف الول ،والزكاة ،وتزكى
الفائدة مع
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 378
الصل .وقال الشافعي وأحد :يتبع الستفاد الصل ف النصاب ،ويستقبل به حول
جديد ،سواء كان الصل نقدا ،أم حيوانا .مثل أن يكون عنده مائتا درهم ،ث استفاد
ف أثناء الول أخرى فإنه يزكي كل منهما ،عند تام حوله .ورأي مالك مثل رأي أب
حنيفة ،ف اليوان ،ومثل رأي الشافعي وأحد ف النقدين - 3 .أن يكون الستفاد من
غي جنس ما عنده .فهذا ل يضم إل ما عنده ف حول ،ول نصاب ،بل إن كان نصابا
استقل به حول ،وزكاه آخر الول ،وإل فل شئ فيه ،وهذا قول جهور العلماء .
وجوب الزكاة ف الذمة ل ف عي الال مذهب الحناف ،ومالك ،ورواية عن الشافعي
وأحد :أن الزكاة واجبة ف عي الال .والقول الثان للشافعي ،وأحد :أنا واجبة ف
ذمة صاحب الال ل ف عي الال .وفائدة اللف تظهر ،فيمن ملك مائت درهم مثل ،
ومضى عليها حولن دون أن تزكى .فمن قال :إن الزكاة واجبة ف العي ،قال :إنا
تزكى لعام واحد فقط ،لنا بعد العام الول ،تكون قد نقصت عن النصاب قدر
الواجب فيها ،وهو خسة دراهم .ومن قال :إنا واجبة ف الذمة ،قال إنا تزكى
زكاتي ،لكل حول زكاة ،لن الزكاة وجبت ف الذمة ،فلم تؤثر ف نقص النصاب .
ورجح ابن حزم وجوبا ف الذمة ،فقال :ل خلف بي أحد من المة -من زمننا إل
زمن رسول ال صلى ال عليه وسلم -ف أن من وجبت /صفحة / 379عليه زكاة
بر ،أو شعي ،أو تر ،أو ذهب ،أو إبل ،أو بقر ،أو غنم ،فأعطى زكاته الواجبة عليه
،من غي ذلك الزرع ،ومن غي ذلك التمر ،ومن غي ذلك الذهب ،ومن غي تلك
الفضة ،ومن غي تلك البل ،ومن غي تلك البقر ،ومن غي تلك الغنم ،فإنه ل ينع
315
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ذلك ،ول يكره ذلك له ،بل سواء أعطى من تلك العي ،أو ما عنده من غيها ،أو ما
يشترى ،أو ما يوهب ،أو ما يستقرض .فصح يقينا :أن الزكاة ف الذمة ،ل ف
العي ،إذ لو كانت ف العي ،ل يل له ألبتة ،أن يعطي من غيها ،ولوجب منعه من
ذلك كما ينع من له شريك ف شئ من كل ذلك أن يعطي شريكه ،من غي العي ،الت
هم فيها شركاء ،إل بتراضيهما ،وعلى حكم البيع .وأيضا فلو كانت الزكاة ف عي
الال ،لكانت ل تلو من أحد وجهي ل ثالث لما .وذلك إما أن تكون الزكاة ف كل
جزء من أجزاء ذلك الال ،أو تكون ف شئ منه بغي عينه .فلو كانت ف كل جزء منه
لرم عليه أن يبيع منه رأسا ،أو حبة فما فوقها ،لن أهل الصدقات ف ذلك الزء
شركاء ولرم عليه أن يأكل منها شيئا لا ذكرناه ،وهذا باطل بل خلف ،وللزمه أيضا
أن ل يرج الشاة إل بقيمة مصححة ما بقي ،كما يفعل ف الشركات ول بد .وإن
كانت الزكاة ف شئ منه بغي عينه فهذا باطل .وكان يلزم أيضا مثل ذلك ،سواء سواء
.لنه كان ل يدري ،لعله يبيع أو يأكل الذي هو حق أهل الصدقة ؟ فصح ما قلنا يقينا
.هلك الال بعد وجوب الزكاة وقبل الداء إذا استقر وجوب الزكاة ف الال ،بأن حال
عليه الول ،أو حان حصاده ،وتلف الال قبل أداء زكاته ،أو تلف بعضه ،فالزكاة
كلها واجبة ف ذمة صاحب الال سواء كان التلف بتفريط منه ،أو بغي تفريط .وهذا
معن ،على أن الزكاة واجبة ف الذمة ،وهو رأي ابن حزم ،ومشهور مذهب أحد / .
صفحة / 380ويرى أبو حنيفة :أنه إذا تلف الال كله ،بدون تعد من صاحبه ،
سقطت الزكاة ،وإن هلك بعضه ،سقطت حصيته ،بناء على تعلق الزكاة بعي الال ،
أما إذا هلك بسبب تعد منه ،فإن الزكاة ل تسقط .وقال الشافعي والسن بن صال ،
وإسحق ،وأبو ثور ،وابن النذر :إن تلف النصاب قبل التمكن من الداء سقطت الزكاة
،وإن تلف بعده ل تسقط .ورجح ابن قدامة هذا الرأي فقال :والصحيح -إن شاء ال
-أن الزكاة تسقط بتلف الال ،إذا ل يفرط ف الداء ،لنا تب على سبيل الواساة ،
فل تب على وجه يب أداؤها مع عدم الال ،وفقر من تب عليه ومعن التفريط ،أن
يتمكن من إخراجها فل يرجها ،وإن ل يتمكن من إخراجها ،فليس بفرط ،سواء كان
ذلك لعدم الستحق ،أو لبعد الال عنه ،أو لكون الفرض ل يوجد ف الال ،ويتاج إل
316
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
شرائه فلم يد ما يشتريه أو كان ف طلب الشراء ،أو نو ذلك .وإن قلنا بوجوبا بعد
تلف الال فأمكن الالك أداؤها أداها ،وإل أنظر با إل ميسرته ،وتكنه من أدائها ،من
غي مضرة عليه ،لنه لزم إنظاره بدين الدمي ،فبالزكاة الت هي حق ال تعال ،أول .
ضياع الزكاة بعد عزلا لو عزل الزكاة ليدفعها إل مستحقيها ،فضاعت كلها ،أو
بعضها ،فعليه إعادتا ،لنا ف ذمته حت يوصلها إل من أمره ال بإيصالا إليه .قال ابن
حزم :وروينا من طريق ابن أب شيبة ،عن حفص بن غياث ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 380
وجرير ،والعتمر بن سليمان التيمي ،وزيد بن الباب ،وعبد الوهاب بن عطاء .قال
حفص :عن هشام بن حسان ،عن السن البصري .وقال جرير :عن الغية عن
أصحابه .وقال العتمر :عن معمر عن حاد ،وقال زيد :عن شعبة عن الكم .وقال
عبد الوهاب :عن ابن أب عروبة ،عن حاد عن إبراهيم النخعي / .صفحة / 381ث
اتفقوا كلهم فيمن أخرج زكاة ماله ،فضاعت :أنا ل تزئ عنه .وعليه إخراجها ثانية
.قال :وروينا عن عطاء :أنا تزئ عنه .تأخي الزكاة ل يسقطها من مضى عليه سنون
،ول يرد ما عليه من زكاة ،لزمه إخراج الزكاة عن جيعها ،سواء علم وجوب الزكاة ،
أم ل يعلم ،وسواء كان ف دار السلم أو ف دار الرب ( . ) 1وقال ابن النذر :لو
غلب أهل البغي على بلد ،ول يؤد أهل ذلك البلد الزكاة أعواما ،ث ظفر بم المام ،
أخذ منهم زكاة الاضي ،ف قول مالك ،والشافعي ،وأب ثور .دفع القيمة بدل العي :
ل يوز دفع القيمة بدل العي النصوص عليها ف الزكوات إل عند عدمها ،وعدم النس
.وذلك لن الزكاة عبادة ،ول يصح أداء العبادة إل على الهة الأمور با شرعا ،
وليشارك الفقراء الغنياء ف أعيان الموال .وف حديث معاذ :أن النب صلى ال عليه
وسلم بعثه إل اليمن ،فقال " :خذ الب من الب ،والشاة من الغنم ،والبعي من
البل ،والبقرة من البقر " .رواه أبو داود ،وابن ماجه ،والبيهقي ،والاكم .وفيه
انقطاع ،فإن عطاء ل يسمع معاذا .قال الشوكان ( :الق أن الزكاة واجبة من العي ،
ل يعدل عنها إل القيمة إل لعذر ) .وجوز أبو حنيفة إخراج القيمة ،سواء قدر على
317
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
العي أم ل يقدر ،فإن الزكاة حق الفقي ،ول فرق بي القيمة والعي عنده .وقد روى
البخاري -معلقا بصيغة الزم -ان معاذا قال لهل اليمن :ايتون بعرض ثياب .
( هامش ) ( ) 1هذا مذهب الشافعي / ) . ( .صفحة / 382خيص ( . ) 1أو
لبيس ف الصدقة مكان الشعي والذرة ،أهون عليكم .وخي لصحاب النب صلى ال
عليه وسلم بالدينة .الزكاة ف الال الشترك إذا كان الال مشتركا بي شريكي ،أو أكثر
،ل تب الزكاة على واحد منهم ،حت يكون لكل واحد منهم نصاب كامل ،ف قول
أكثر أهل العلم .هذا ف غي اللطة ف اليوان الت تقدم الكلم عليها واللف فيها .
الفرار من الزكاة ذهب مالك ،وأحد ،والوزاعي ،وإسحاق ،وأبو عبيد إل أن من
ملك نصابا ،من أي نوع من أنواع الالك ،فباعه قبل الول ،أو وهبه ،أو أتلف جزءا
منه ،بقصد الفرار من الزكاة ل تسقط الزكاة عنه ،وتؤخذ منه ف آخر الول إذا كان
تصرفه هذا ،عند أقرب الوجوب ،ولو فعل ذلك ف أول الول ل تب الزكاة ،لن
ذلك ليس بظنة للفرار .وقال أبو حنيفة والشافعي :تسقط عنه الزكاة ،لنه نقص قبل
تام الول ،ويكون مسيئا وعاصيا ل ،بروبه منها .استدل الولون بقول ال تعال :
( إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب النة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحي ( ) 2ول يستثنون
( ) 3فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصري ) ( ) 4فعاقبهم ال
بذلك ،لفرارهم من الصدقة .ولنه قصد إسقاط نصيب من انعقد سبب استحقاقه فلم
يسقط ،كما لو طلق امرأته ،ف مرض موته .ولنه لا قصد قصدا فاسدا ،اقتضت
الكمة معاقبته بنقيض مقصوده ،كمن قتل مورثه ،لستعجال مياثه ،عاقبه الشارع
بالرمان ( .هامش ) ( " ) 1الميص " الثوب من الز له علمان ( ) 2 ( .ليصر منها
) يقطعون ثارها وقت الصباح ) 3 ( .يقولون :إن شاء ال ( ) 4 ( .الصري ) الليل
الظلم / ) . ( .صفحة / 383مصارف الزكاة مصارف الزكاة ثانية أصناف ،حصرها
ال ف قوله " :إنا الصدقات للفقراء ( ) 1والساكي والعاملي عليها والؤلفة قلوبم وف
الرقاب والغارمي وف سبيل ال وابن السبيل فريضة من ال وال عليم حكيم " .وعن
زياد بن الارث الصدائي قال :أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فبايعته ،فأتى رجل
فقال :أعطن من الصدقة فقال " :إن ال ل يرض بكم نب ،ول غيه ف الصدقات
318
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
حت حكم فيها هو ،فجزأها ثانية أجزاء .فإن كنت من تلك الجزاء أعطيتك " رواه
أبو داود .وفيه عبد الرحن الفريقي متكلم فيه .وهذا هو بيان الصناف الثمانية
الذكورة ف الية 1 ( :و - ) 2الفقراء والساكي :وهم الحتاجون الذين ل يدون
كفايتهم ،ويقابلهم الغنياء الكفيون ما يتاجون إليه .وتقدم أن القدر الذي يصي به
النسان غنيا ،هو قدر النصاب الزائد عن الاجة الصلية ،له ولولده ،من أكل
وشرب ،وملبس ،ومسكن ،ودابة ،وآلة حرفة ،ونو ذلك ،ما ل غن عنه .فكل
من عدم هذا القدر ،فهو فقي ،يستحق الزكاة .ففي حديث معاذ ( :تؤخذ من
أغنيائهم وترد على فقرائهم ) .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 383
فالذي تؤخذ منه ،هو الغن الالك للنصاب .والذي ترد إليه هو القابل له وهو الفقي
الذي ل يلك القدر الذي يلكه الغن ( .هامش ) ( ) 1اللم للملك ،أو الستحقاق ،
أو بتقدير مفروضة ،كمنا يدل عليه آخر الية وهو " فريضة من ال " / ) . ( .صفحة
/ 384وليس هناك فرق بي الفقراء ،وبي والساكي ،من حيث الاجة والفاقة ومن
حيث استحقاقهم الزكاة ،والمع بي الفقراء والساكي ف الية ،مع العطف القتضي
للتغاير ،ل يناقض ما قلناه ،فإن الساكي -وهم قسم من الفقراء -لم وصف خاص
بم ،وهذا كاف ف الغايرة .فقد جاء ف الديث ،ما يدل على أن الساكي هم الفقراء
الذين يتعففون عن السؤال ،ول يتفطن لم الناس فذكرتم الية ،لنه ربا ل يفطن إليهم
،لتجملهم .فعن أب هريرة :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :ليس السكي
الذي ترده التمرة والتمرتان ،ول اللقمة واللقمتان ،إنا السكي الذي يتعفف ،اقرءوا إن
شئتم " :ل يسألون الناس إلافا " وف لفظ " :ليس السكي الذي يطوف على الناس
ترده اللقمة واللقمتان ،والتمرة والتمرتان ،ولكن السكي الذي ل يد غن يغنيه ،ول
يفطن له ،فيصدق عليه ،ول يقوم فيسأل الناس " .رواه البخاري ،ومسلم .مقدار ما
يعطى الفقي من الزكاة :من مقاصد الزكاة كفاية الفقي وسد حاجته ،فيعطى من
الصدقة ،القدر الذي يرجه من الفقر إل الغن ،ومن الاجة إل الكفاية ،على الدوام ،
319
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وذلك يتلف باختلف الحوال والشخاص .قال عمر رضي ال عنه :إذا أعطيتم
فأغنوا .يعن ف الصدقة .وقال القاضي عبد الوهاب :ل يد مالك لذلك حدا ،فإنه
قال :يعطي من له السكن ،والادم ،والدابة الذي ل غن له عنه .وقد جاء ف الديث
ما يدل على أن السألة تل للفقي حت يأخذ ما يقوم بعيشه ،ويستغن به مدى الياة .
فعن قبيصة بن مارق اللل قال :تملت حالة ( ) 1فأتيت رسول ال صلى ال عليه
وسلم أسأله فيها ،فقال " :أقم حت تأتينا الصدقة ،فتأمر لك با " ،ث قال " :يا قبيصة
إن السألة ل تل إل لحد ثلثة :رجل تمل حالة ( هامش ) ( " ) 1حالة " أي دينا
لصلح ذات البي / ) . ( .صفحة / 385فحلت له السألة حت يصيبها ت يسك ،
ورجل أصابته جائحة ( ) 1اجتاحت ماله ،فحلت له السألة حت يصيب قواما من عيش
" أو قال :سدادا ( ) 2من عيش ،ورجل أصابته فاقة ( ) 3حت قول ثلثة من ذوي
الجا ( ) 4من قومه :لقد أصابت فلنا فاقة ،فحلت له السألة ،حت يصيب قواما من
عيش " أو قال سدادا من عيش " ،فما سواهن من السألة -يا قبيصة -فسحت ،
يأكلها صاحبها سحتا ( . " ) 5رواه أحد ،ومسلم ،وأبو داود ،والنسائي .هل يعطى
القوي الكتسب من الزكاة ؟ :القوي الكتسب ل يعطى من الزكاة مثل الغن - 1 .
فعن عبيد ال بن عدي اليار ،قال :أخبن رجلن أنما أتيا النب صلى ال عليه وسلم
ف حجة الوداع وهو يقسم الصدقة فسأله منها ،فرفع فينا البصر وخفضه فرآنا جلدين (
) 6فقال " :إن شئتما أعطيتكما ،ول حظ فيها لغن ،ول لقوي مكتسب ( . " ) 7
رواه أبو داود ،والنسائي .قال الطاب :هذا الديث أصل ،ف أن من ل يعلم له مال
فأمره ممول على العدم .وفيه دليل على :أنه ل يعتب ف أمر الزكاة ظاهر القوة واللد ،
دون أن يضم إليه الكسب ،فقد يكون من الناس من يرجع إل قوة بدنه ،ويكون مع
ذلك أخرق اليد ل يعتمل ،فمن كان هذا سبيله ل ينع من الصدقة ،بدللة الديث 2 .
-وعن ريان بن يزيد ،عن عبد ال بن عمرو ،عن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ل
تل الصدقة لغن ول لذي مرة سوي ( . " ) 8رواه أبو داود والترمذي ،وصححه .
( هامش ) ( " ) 1الائحه " أي ما أتلف الال كالريق " ) 2 ( .سدادا " أي ما تقوم
به حاجته ويستغن به ،وهو بعن السداد ) 3 ( .فاقة " أي الفقر والاجة " ) 4 ( .
320
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الجا " أي العقل " ) 5 ( .السحت " أي الرام " ) 6 ( .جلدين " أي قويي ) 7 ( .
أي يكتسب قدر كفايته ،قاله الشوكان ) 8 ( .الرة :شدة أسر اللق ،وصحة البدن
الت يكون معها احتمال الكد والتعب " .وسوي " :سليم العضاء / .صفحة / 386
وهذا مذهب الشافعي ،وإسحق ،وأب عبيد ،وأحد .وقال الحناف :يوز للقوي أن
يأخذ الصدقة إذا ل يلك مائت ( ) 1درهم فصاعدا .قال النووي :سئل الغزال عن
القوي من أهل البيوتات الذين ل تر عادتم بالتكسب بالبدن ،هل له أخذ الزكاة من
سهم الفقراء ؟ قال :نعم .وهذا صحيح جار على أن العتب حرفة تليق به .الالك الذي
ل يد ما يفي بكفايته :ومن ملك نصابا ،من أي نوع من أنواع الال -وهو ل يقوم
بكفايته ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 386
لكثرة عياله ،أو لغلء السعر -فهو غن ،من حيث إنه يلك نصابا ،فتجب الزكاة ف
ماله ،وفقي من حيث إن ما يلكه ل يقوم بكفايته فيعطى من الزكاة كالفقي .قال
النووي :ومن كان له عقار ،ينقص دخله عن كفايته ،فهو فقي ،يعطي من الزكاة تام
كفايته ،ول يكلف بيعه .وف الغن قال اليمون :ذاكرت أبا عبد ال -أحد بن حنبل
-فقلت :قد يكون للرجل البل والغنم ،تب فيها الزكاة وهو فقي ،وتكون له أربعون
شاة ،وتكون له الضيعة ل تكفيه ،فيعطى الصدقة ؟ قال :نعم ،وذلك ،لنه ل يلك
ما يغنيه ،ول يقدر على كسب ما يكفيه ،فجاز له الخذ من الزكاة ،كما لو كان ما
يلك ،ل تب فيه الزكاة ) 3 ( .العاملون على الزكاة :وهم الذين يوليهم المام أو
نائبه ،العمل على جعها ،من الغنياء ،وهم الباة ،ويدخل فيهم الفطة لا ،والرعاة
للنعام منها ،والكتبة لديوانا .ويب أن يكونوا من السلمي ،وأن ل يكونوا من ترم
عليهم الصدقة ،من آل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وهم :بنو عبد الطلب .
( هامش ) ( ) 1أي أقصاه / ) . ( .صفحة / 387فعن الطلب بن ربيعة بن الارث
بن عبد الطلب :أنه ،والفضل بن العباس انطلقا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم قال
:ث تكلم أحدنا ،فقال :يا رسول ال ،جئناك لتؤمرنا على هذه الصدقات ،فنصيب ما
321
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يصيب الناس من النفعة ،ونؤدي إليك ما يؤدي الناس ،فقال " :إن الصدقة ل تنبغي
لحمد ،ول لل ممد ،إنا هي أوساخ الناس " رواه أحد ،ومسلم .وف لفظ " :ل
تل لحمد ،ول لل ممد " .ويوز أن يكونوا من الغنياء .فعن أب سعيد :أن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :ل تل الصدقة لغن ،إل لمسة :لعامل عليها ،أو رجل
اشتراها باله ،أو غارم ،أو غاز ف سبيل ال ،أو مسكي ،تصدق عليه منها فأهدى
منها لغن " رواه أحد ،وأبو داود ،وابن ماجه ،والاكم ،وقال :صحيح على شرط
الشيخي ،وأن أخذهم من الزكاة ،إنا هو أجر نظي أعمالم .فعن عبد ال بن السعدي
:أنه قدم على عمر بن الطاب رضي ال عنه من الشام ،فقال :أل أخب أنك تعمل على
عمل من أعمال السلمي فتعطى عليه عمالة ( ) 1فل تقبلها ؟ قال :أجل ،إن ل أفراسا
واعبدا ،وأنا بي ،وأريد أن يكون عملي صدقة على السلمي ،فقال عمر :إن أردت
الذي أردت ،وكان النب صلى ال عليه وسلم يعطين الال فأقول :أعطه من هو أفقر إليه
من ،وإنه أعطان مرز مال ،فقلت له :أعطه من هو أحوج إليه من ،فقال " :ما آتاك
ال عزوجل من هذا الال ،من غي مسألة ،ول إشراف فخذه فتموله أو تصدق به ،
ومال ،فل تتبعه نفسك " رواه البخاري والنسائي .وينبغي أن تكون الجرة بقدر
الكفاية .فعن الستورد بن شداد :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من ول لنا عمل
وليس له منل فليتخذ منل ،أو ليست له زوجة فليتزوج ،أو ليس له خادم فليتخذ
خادما ،أو ليست له دابة فليتخذ دابة ،ومن أصاب شيئا سوى ذلك فهو غال " رواه
أحد ،وأبو داود ،وسنده صال .قال الطاب :هذا يتأول على وجهي ( :هامش ) (
) 1رزق العامل على عمله / ) . ( .صفحة / 388أحدها :أنه إنا أباح اكتساب
الادم والسكن ،من عمالته ،الت هي أجر مثله وليس له أن يرتفق بشئ سواها .والوجه
الثان :أن للعامل السكن والدمة ،فإن ل يكن له مسكن ،ول خادم استؤجر له من
يدمه ،فيكفيه مهنة مثله ،ويكترى ( ) 1له مسكن يسكنه ،مدة مقامه ف عمله 4 ( .
) والؤلفة قلوبم ) 2 ( :وهم الماعة الذين يراد تأليف قلوبم وجعها على السلم أو
تثبيتها عليه ،لضعف إسلمهم ،أو كف شرهم عن السلمي ،أو جلب نفعهم ف
الدفاع عنهم .وقد قسمهم الفقهاء إل مسلمي وكفار .اما السلمون فهم اربعة - 1 :
322
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
قوم من سادات السلمي وزعمائهم ،لم نظراء من الكفار ،إذا أعطوا رجي إسلم
نطرائهم ،كما أعطى أبو بكر رضي ال عنه عدي بن حات ،والزبرقان بن بدر ،مع
حسن إسلمهما ،لكانتهما ف قومهما - 2 .زعماء ضعفاء اليان من السلمي ،
مطاعون ف أقوامهم يرجى بإعطائهم تثبيتهم ،وقوة إيانم ،ومناصحتهم ف الهاد وغيه
،كالذين أعطاهم النب صلى ال عليه وسلم العطايا الوافرة من غنائم هوازن .وهم بعض
الطلقاء من أهل مكة ،الذين أسلموا ،فكان منهم النافق ،ومنهم ضعيف اليان ،وقد
ثبت أكثرهم بعد ذلك ،وحسن إسلمه - 3 .قوم من السلمي ف الثغور ،وحدود
بلد العداء يعطون ،لا يرجى من دفاعهم ،عما وراءهم من السلمي إذا هاجهم العدو
.قال صاحب النار :وأقول :إن هذا العمل هو الرابطة وهؤلء الفقهاء يدخلونا ف
سهم سبيل ال ،كالغزو القصود منها :وأول منهم بالتأليف ف
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 388
زماننا ،قوم من السلمي يتألفهم الكفار ليدخلوهم تت حايتهم ،أو ف دينهم .
( هامش ) ( " ) 1يكترى " أي يستأجر ) 2 ( .هذا الكلم منقول من تفسي النار .
( / ) .صفحة / 389فإننا ند دول الستعمار الطامعة ف استعباد جيع السلمي ،وف
ردهم عن دينهم يصصون من أموال دولم سهما ،للمؤلفة قلوبم من السلمي ،فمنهم
من يؤلفونه لجل تنصيه ،وإخراجه من حظية السلم ،ومنهم من يؤلفونه لجل
الدخول ف حايتهم ومشاقة الدول السلمية ،والوحدة السلمية ،أفليس السلمون أول
بذا منهم ؟ - 4قوم من السلمي يتاج إليهم لبابة الزكاة ،وأخذها من ل يعطيها إل
بنفوذهم وتأثيهم -إل أن يقاتلوا ،فيختار بتأليفهم وقيامهم بذه الساعدة للحكومة
أخف الضررين ،أرجح الصلحتي .وأما الكفار فهم قسمان - 1 :من يرجى إيانه
بتأليفه ،مثل صفوان بن أمية ،الذي وهب له النب صلى ال عليه وسلم المان يوم فتح
مكة ،وأمهله أربعة أشهر لينظر ف أمره ويتار لنفسه ،وكان غائبا ،فحضر وشهد مع
السلمي غزوة حني قبل إسلمه .وكان النب صلى ال عليه وسلم استعار سلحه منه لا
خرج إل حني ،وقد أعطاه النب صلى ال عليه وسلم إبل كثية مملة ،كانت ف واد
323
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فقال :هذا عطاء من ل يشى الفقر .وقال :وال لقد أعطان النب صلى ال عليه وسلم
وإنه لبغض الناس إل ،فما زال يعطين حت إنه لحب الناس إل - 2 .من يشى
شره ،فيجى بإعطائه كف شره .قال ابن عباس :إن قوما كانوا يأتون النب صلى ال
عليه وسلم ،فإن أعطاهم ،مدحوا السلم ،وقالوا :هذا دين حسن ،وإن منعهم ،
ذموا ،وعابوا .وكان من هؤلء أبو سفيان بن حرب ،والقرع بن حابس ،وعيينة ابن
حصن ،وقد أعطى النب صلى ال عليه وسلم كل واحد من هؤلء ،مائة من البل .
وذهبت الحناف :إل أن سهم الؤلفة قلوبم قد سقط بإعزاز ال لدينه ،فقد جاء عيينة
بن حصن ،والقرع بن حابس ،وعباس بن مرداس ،وطلبوا من أب بكر نصبهم ،
فكتب لم به ،وجاءوا إل عمر ،وأعطوه الط ،فأب ومزقه ،وقال :هذا شئ كان
النب صلى ال عليه وسلم يعطيكموه / ،صفحة / 390تأليفا لكم على السلم ،والن
قد أعز ال السلم ،وأغن عنكم ،فإن ثبتم على السلم ،وإل فبيننا وبينكم السيف
( وقل الق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) فرجعوا إل أب بكر رضي ال
عنه ،فقالوا :الليفة أنت أم عمر ؟ بذلت لنا الط فمزقه عمر ،فقال :هو إن شاء .
قالوا :إن أبا بكر وافق عمر ،ول ينكر أحد من الصحابة كما أنه ل ينقل عن عثمان
وعلي أنما أعطيا أحدا من هذا الصنف .وياب عن هذا :بأن هذا اجتهاد من عمر ،
وأنه رأى أنه ليس من الصلحة إعطاء هؤلء ،بعد أن ثبت السلم ف أقوامهم ،وأنه ل
ضرر يشى من ارتدادهم عن السلم .وكون عثمان وعلي ل يعطيا أحدا من هذا
الصنف ،ل يدل على ما ذهبوا إليه ،من سقوط سهم الؤلفة قلوبم ،فقد يكون ذلك
لعدم وجود الاجة إل أحد من الكفار ،وهذا ل يناف ثبوته ،لن احتاج إليه من الئمة ،
على أن العمدة ف الستدلل هو الكتاب والسنة فهما الرجع الذي ل يوز العدول عنه
بال .وقد روى أحد ،ومسلم عن أنس :أن النب صلى ال عليه وسلم ل يكن يسأل
شيئا على السلم إل أعطاه ،فأتاه رجل فسأله ،فأمر له بشاء كثي ،بي جبلي ،من
شاء الصدقة ،فرجع إل قومه فقال ،يا قوم أسلموا ،فإن ممدا يعطي عطاء من ل يشى
الفاقة .قال الشوكان :وقد ذهب إل جواز التأليف العترة والبان ،والبلخي ،وابن
مبشر ( . ) 1وقال الشافعي :ل تتألف كافرا ،فأما الفاسق فيعطى من سهم التأليف .
324
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وقال أبو حنيفة وأصحابه :قد سقط بانتشار السلم وغلبته ،واستدلوا على ذلك ،
بامتناع أب بكر من إعطاء أب سفيان ،وعيينة ،والقرع ،وعباس ابن مرداس .والظاهر
جواز التأليف عند الاجة إليه .فإذا كان ف زمن المام قوم ل يطيعونه إل للدنيا ،ول
يقدر على إدخالم تت طاعته إل بالقسر ( ) 2والغلب ( هامش ) ( ) 1وكذا مالك ،
وأحد ،ورواية عن الشافعي ) 2 ( .القهر / ) . ( .صفحة / 391فله أن يتألفهم ،
ول يكون لفشو السلم تأثي ،لنه ل ينفع ف خصوص هذه الواقعة .وف النار " :
وهذا هو الق ف جلته ،وإنا يئ الجتهاد ف تفصيله من حيث الستحقاق ،ومقدار
الذي يعطى من الصدقات ،ومن الغنائم إن وجدت ،وغيها من أموال الصال .
والواجب فيه الخذ برأي أهل الشورى ،كما كان يفعل اللفاء ف المور الجتهادية ،
وف اشتراط العجز عن إدخال المام إياهم تت طاعته بالغلب نظر ،فإن هذا ل يطرد ،
بل الصل فيه ترجيح أخف الضررين .وخي الصلحتي " ) 5 ( .وف الرقاب :ويشمل
الكاتبي ،والرقاء فيعان الكاتبون بال الصدقة لفك رقابم من الرق ،ويشترى به العبيد
،ويعتقون .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 391
فعن الباء قال :جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم فقال ،دلن على عمل يقربن من
النة ،ويبعدن من النار ،فقال " :أعتق النسمة وفك الرقبة " فقال :يا رسول ال ،أو
ليسا واحدا ؟ قال " :ل ،عتق الرقبة ،أن تنفرد بعتقها ،وفك الرقبة أن تعي بثمنها "
رواه أحد ،والدارقطن ورجاله ثقات .وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال
" :ثلثة كلهم حق على ال عونه :الغازي ف سبيل ال ،والكاتب الذي يريد الداء ،
والناكح والتعفف ( " ) 1رواه وأحد ،وأصحاب السنن ،وقال الترمذي :حسن
صحيح .قال الشوكان " :قد اختلف العلماء ف الراد بقوله تعال " :وف الرقاب "
فروي عن علي بن أب طالب ،وسعيد بن جبي ،والليث ،والثوري ،والعترة ،
والنفية ،والشافعية ،وأكثر أهل العلم :أن الراد به الكاتبون ،من الزكاة على الكتابة .
وروي عن ابن عباس ،والسن البصري ،ومالك ،وأحد بن حنبل ( ،هامش ) ( ) 1
325
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الذي يريد العفاف بالزواج ( / ) .صفحة / 392وأب ثور ،وأب عبيد -وإليه مال
البخاري ،وابن النذر : -أن الراد بذلك أنا تشترى رقاب لتعتق .واحتجوا بأنا لو
اختصت بالكاتب لدخل ف حكم الغارمي ،لنه غارم ،وبأن شراء الرقبة لتعتق أول من
إعناة الكاتب ،لنه قد يعان ول يعتق ،لن الكاتب عبد ،ما بقي عليه درهم ،ولن
الشراء يتيسر ف كل وقت ،بلف الكتابة .وقال الزهري :إنه يمع بي المرين ،وإليه
أشار الصنف ( ) 1وهو الظاهر ،لن الية تتمل المرين .وحديث الباء الذكور ،
فيه دليل على أن فك الرقاب غي عتقها ،وعلى أن العتق ،وإعانة الكاتبي على مال
الكتاب ،من العمال القربة إل النة والبعدة من النار ) 6 ( .والغارمون :وهم الذين
تملوا الديون ،وتعذر عليهم أداؤها ،وهم أقسام :فمنهم من تمل حالة ،أو ضمن
دينا فلزمه ،فأجحف باله أو استدان لاجته إل الستدانة ،أو ف معصية تاب منها ،
فهؤلء جيعا يأخذون من الصدقة ما بقي بديونم - 1 .روى أحد ،وأبو داود ،وابن
ماجه ،والترمذي ،وحسنه ،عن أنس رضي ال عنه :أن النب صلى ال عليه وسلم قال
" :ل تل السألة إل لثلث ،لذي فقر مدقع ( ) 2أو لذى غرم ( ) 3مفظع ( ، ) 4
أو لذي دم موجع ( - 2 " ) 5وروى مسلم عن أب سعيد الدري رضي ال عنه ،قال
:أصيب ( هامش ) ( ) 1مؤلف كتاب منتفى الخبار " ) 2 ( .مدقع " أي شديد ،
أي ملصق صاحبه بالدقعاء ،وهي الرض الت ل نبات فيها " ) 3 ( .غرم " أي ما يلزم
أداؤه تكلفا ،ل ف مقابلة عوض " ) 4 ( .مفظع " أي شديد :شنيع ،ماوز للحد ( .
) 5هو الذي يتحمل دية عن قريبه ،أو صديقه القاتل ،يدفعها إل أولياء القتول ،وإن
ل يدفعها قتل قريبه ،أو صديقه القاتل ،الذي يتوجع لقتله وإراقة دمه / ) . ( .صفحة
/ 393رجل ف عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ثار ابتاعها ( ، ) 1فكثر
دينه ،فقال النب صلى ال عليه واله وسلم " :تصدقوا عليه " ،فتصدق الناس عليه ،فلم
يبلغ ذلك وفاء دينه ،فقال النب صلى ال عليه وسلم لغرمائه " .خذوا ما وجدت ،وليس
لكم إل ذلك ( - 3 " ) 2وتقدم حديث قبيصة بن مارق قال :تملت حالة فأتيت
رسول ال صلى ال عليه وسلم أسأله فيها ،فقال " :أقم حت تأتينا الصدقة فتأمر لك با
" الديث .قال العلماء :والمالة ،ما يتحمله النسان ،ويلتزمه ف ذمته بالستدانة ،
326
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ليدفعه ف إصلح ذات البي ،وقد كانت العرب إذا وقعت بينهم فتنة ،اقتضت غرامة ف
دية ،أو غيها :قام أحدها فتبع بالتزام ذلك والقيام به ،حت ترتفع تلك الفتنة الثائرة ،
ول شك أن هذا من مكارم الخلق .وكانوا إذا علموا أن أحدهم تمل حالة بادروا
إل معونته ،وأعطوه ما تبأ به ذمته ،وإذا سأل ف ذلك ل يعد نقصا ف قدره ،بل فخرا
.ول يشترط ف أخذ الزكاة فيها ،أن يكون عاجزا عن الوفاء با ،بل له الخذ ،وإن
كان ف ماله الوفاء ) 7 ( .وف سبيل ال :سبيل ال ،الطريق الوصل إل مرضاته من
العلم ،والعمل .وجهور العلماء ،على أن الراد به هنا الغزو ،وأن سهم ( سبيل ال )
يعطى للمتطوعي من الغزاة ،الذين ليس لم مرتب من الدولة .فهؤلء لم سهم من
الزكاة ،يعطونه ،سواء كانوا من الغنياء أم الفقراء .وقد تقدم حديث رسول ال صلى
ال عليه وسلم " :ل تل الصدقة لغن إل لمسة .الغازي ف سبيل ال . .ال " .
( هامش ) ( ) 1أي من أجل ثار اشتراها ) 2 ( .أي ليس لكم الن إل الوجود وليس
لكم حبسه ما دام معسرا فليس فيه إبطال حق الغرماء فيما بقي / ) . ( .صفحة / 394
والج ليس من سبيل ال .الت تصرف فيها الزكاة ،لنه مفروض على الستطيع ،دون
غيه .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 394
وف تفسي النار " :يوز الصرف من هذا السهم على تأمي طرق الج ،وتوفي الاء ،
والغذاء وأسباب الصحة للحجاج ،إن ل يوجد لذلك مصرف آخر " .وفيه " :وف
سبيل ال " وهو يشتمل سائر الصال الشرعية العامة ،الت هي ملك أمر الدين ،والدولة
:وأولا ،وأولها بالتقدي ،الستعداد للحرب ،بشراء السلح ،وأغذية الند ،
وأدوات النقل ،وتهيز الغزاة .ولكن الذي يهز به الغازي يعود بعد الرب إل بيت
الال ،إن كان ما يبقى ،كالسلح ،واليل ،وغي ذلك ،لنه ل يلكه دائما ،بصفة
الغزو الت قامت به ،بل يستعمله ف سبيل ال ،ويبقى بعد زوال تلك الصفة منه ف سبيل
ال ،بلف الفقي ،والعامل عليها ،والغارم والؤلف ،وابن السبيل ،فإنم ل يردون ما
أخذوا ،بعد فقد الصفة الت أخذوا با .ويدخل ف عمومه إنشاء الستشفيات
327
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
العسكرية ،وكذا اليية العامة ،وإشراع الطرق ،وتعبيدها ،ومد الطوط الديدية
العسكرية ،ل التجارية ،ومنها بناء البوارج الدرعة ،والناطيد ،والطيارات الربية ،
والصون ،والنادق .ومن أهم ما ينفق ف سبيل ال ،ف زماننا هذا ،إعداد الدعاة إل
السلم ،وإرسالم إل بلد الكفار ،من قبل جعيات منظمة تدهم بالال الكاف ،كما
يفعله الكفار ف نشر دينهم .ويدخل فيه النفقة على الدارس ،للعلوم الشرعية ،وغيها
ما تقوم به الصلحة العامة .وف هذه الالة يعطى منها معلمو هذه الدارس ،ما داموا
يؤدون وظائفهم الشروعة ،الت ينقطعون با عن كسب آخر ول يعطى عال غن لجل
علمه ،وإن كان يفيد الناس به .انتهى / .صفحة ) 8 ( / 395وابن السبيل :اتفق
العلماء على أن السافر النقطع عن بلده يعطى من الصدقة ،ما يستعي به على تقيق
مقصده ،إذا ل يتيسر له شئ من ماله ،نظرا لفقره العارض .واشترطوا أن يكون سفره
ف طاعة ،أو ف غي معصية .واختلفوا ف السفر الباح .والختار عند الشافعية :أنه
يأخذ من الصدقة ،حت لو كان السفر للتفرج ،والتنه . .وابن السبيل عند الشافعية
قسمان ) 1 ( :من ينشئ سفرا من بلد مقيم به ،ولو كان وطنه ) 2 ( .غريب
مسافر ،يتاز بالبلد .وكلها له الق ف الخذ من الزكاة ،ولو وجد من يقرضه
كفايته ،وله ببلده ،ما يقتضي به دينه .وعند مالك ،وأحد :ابن السبيل الستحق
للزكاة ،يتص بالجتاز دون النشئ ول يعطى من الزكاة من إذا وجد مقرضا يقرضه
وكان له من الال ببلده ،ما يفي بقرضه .فإن ل يد مقرضا ،أو ل يكن له مال يقضى
منه قرضه ،أعطي من الزكاة .توزيع الزكاة على الستحقي ،كلهم ،أو بعضهم :
الصناف الثمانية ،الستحقون للزكاة ،الذكورون ف الية هم :الفقراء والساكي ،
والعاملون عليها ،والؤلفة قلوبم ،والرقاء ،والغارمون وأبناء السبيل ،والجاهدون .
وقد اختلف الفقهاء ف توزيع الصدقة عليهم :فقال الشافعي واصحابه :إن كان مفرق
الزكاة هو الالك أو وكيله ،سقط نصيب العامل ،ووجب صرفها إل الصناف السبعة
الباقي ،إن وجدوا /صفحة / 396وإل فللموجود منهم ،ول يوز ترك صنف منهم ،
مع وجوده ،فإن تركه ضمن نصيبه .وقال إبراهيم النخعي :إن كان الال كثيا ،يتمل
الجزاء قسمه على الصناف .وإن كان قليل جاز أن يوضع ف صنف واحد .وقال
328
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أحد بن حنبل :تفريقها أول ،ويزئه أن يضعه ف صنف واحد .وقال مالك :يتهد
ويتحرى موضع الاجة منهم ،ويقدم الول فالول ،من أهل اللة ( ) 1والفاعة ،فإن
رأى اللة ف الفقراء ف عام ،أكثر قدمهم ،وإن رآهم ف أبناء السبيل ف عام آخر ،
حولا إليهم .وقالت الحناف .وسفيان الثوري :هو مي يضعها ف أي الصناف شاء
.وهذا مروي عن حذيفة ،وابن عباس ،وقول السن البصري ،وعطاء ابن أب رباح .
وقال أبو حنيفة :وله صرفها إل شخص واحد ،من أحد الصناف .سبب اختلفهم
ومنشؤه :قال ابن رشد " :وسبب اختلفهم معارضة اللفظ للمعن ،فإن اللفظ يقتضي
القسمة بي جيعهم ،والعن يقتضي أن يؤثر با أهل الاجة ،إذ كان القصود با سد
اللة ،فكان تعديدهم ف الية عند هؤلء إنا ورد لتمييز النس -أعن أهل الصدقات -
ل تشريكهم ف الصدقة .فالول أظهر من جهة اللفظ ،وهذا أظهر من جهة العن " .
ومن الجة للشافعي ،ما رواه أبو داود عن الصدائي :أن رجل سأل النب صلى ال عليه
وسلم أن يعطيه من الصدقة ،فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إن ال ل يرض
أن يكم نب ول غيه ف الصدقات ،حت حكم فيها ،فجزأها ثانية أجزاء ،فإن كنت
من تلك الجزاء أعطيتك حقك " ( .هامش ) ( " ) 1اللة " بفتح الاء :الاجة
( / ) .صفحة / 397ترجيح رأي المهور على رأي الشافعي :قال ف الروضة الندية
" :وأما صرف الزكاة كلها ف صنف واحد ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 397
فهذا القام خليق بتحقيق الكلم .والاصل :أن ال سبحانه وتعال جعل الصدقة متصة
بالصناف الثمانية ،غي سائغة لغيهم .واختصاصها بم ل يستلزم أن تكون موزعة
بينهم على السوية ،ول أن يقسط كل ما حصل من قليل أو كثي عليهم .بل العن أن
جنس الصدقات ،لنس هذه الصناف .فمن وجب عليه شئ من جنس الصدقة ،
ووضعه ف جنس الصناف ،فقد فعل ما أمره ال به ،وسقط عنه ما أوجبه ال عليه ،
ولو قيل :إنه يب على الالك -إذا حصل له شئ تب فيه الزكاة -تقسيطه على جيع
الصناف الثمانية ،على فرض وجودهم جيعا ،لكان ذلك -مع ما فيه من الرج
329
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والشقة -مالفا لا فعله السلمون ،سلفهم ،وخلفهم .وقد يكون الاصل شيئا حقيا ،
لو قسط على جيع الصناف لا انتفع كل صنف با حصل له ولو كان نوعا واحدا ،
فضل عن أن يكون عددا .إذا تقرر لك هذا ،لح لك عدم صلحية ما وقع منه ،صلى
ال عليه وسلم من الدفع إل سلمة بن صخر ( ) 1من الصدقات للستدلل با .ول يرد
ما يقتضي إياب توزيع كل صدقة على جيع الصناف .وكذلك ل يصلح للحتجاج
حديث أمره صلى عليه وسلم لعاذ :أن يأخذ الصدقة من أغنياء أهل اليمن ويردها ف
فقرائهم ،لن تلك أيضا صدقة جاعة من السلمي وقد صرفت ف جنس الصناف .
وكذلك حديث زياد بن الارث الصدائي .وذكر الديث التقدم ،ث قال :لن ف
إسناده عبد الرحن بن زياد الفريقي ،وقد تكلم فيه غي واحد ،وعلى فرض صلحيته
للحتجاج ،فالراد بتجزئة مصارفها ،كما هو ظاهر الية الت قصدها صلى ال عليه
وسلم :ولو كان ( هامش ) ( ) 1كان عليه كفارة ل يدها .فأمره الرسول صلى ال
عليه وسلم أن يأخذها من صاحب صدقة بن زريق ويؤدي كفارته منها / ) . ( .صفحة
/ 398الراد تزئة الصدقة نفسها ،وأن كل جزء ل يوز صرفه ف غي الصنف القابل
له ،لا جاز صرف نصيب ما هو مغدوم من الصناف إل غيه ،وهو خلف الجاع
من السلمي .وأيضا لو سلم ذلك ،لكان باعتبار مموع الصدقات الت تتمع عند المام
،ل باعتبار صدقة كل فرد ،فلم يبق ما يدل على وجوب التقسيط بل يوز إعطاء بعض
الستحقي بعض الصدقات ،وإعطاء بعضهم بعضا آخر .نعم إذا جع المام جيع
صدقات أهل قطر من القطار ،وحضر عنده جيع الصناف الثمانية ،كان لكل صنف
حق ف مطالبته با فرضه ال ،وليس عليه تقسيط ذلك بينهم بالسوية ول تعميمهم
بالعطاء ،بل له أن يعطي بعض الصناف أكثر من البعض الخر ،وله أن يعطي بعضهم
دون بعض ،إذا رأى ف ذلك صلحا عائدا على السلم وأهله .مثل إذا جعت لديه
الصدقات ،وحضر الهاد ،وحقت الدافعة عن حوزة السلم من الكفار ،أو البغاة ،
فإن له إيثار صنف الجاهدين بالصرف إليهم ،وإن استغرق جيع الاصل من الصدقات ،
وهكذا إذا اقتضت الصلحة إيثار غي الجاهدين ( " ) 1من يرم عليهم الصدقة ذكرنا
فيما سبق مصارف الزكاة ،وأصناف الستحقي ،وب أن نذكر أصنافا ل تل لم الزكاة
330
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
،ول يستحقونا وهم - 1 :الكفرة واللحدة ،وهذا ما اتفقت عليه كلمة الفقهاء .
ففي الديث " تؤخذ من أغنيائهم ،وترد على فقرائهم " .والقصود بم أغنياء السلمي
وفقراؤهم دون غيهم .قال ابن النذر :أجع كل من نفظ عنه من أهل العلم أن الذمي
ل يعطى من زكاة الموال شيئا .ويستثن من ذلك الؤلفة قلوبم كما تقدم بيانه .
( هامش ) ( ) 1هذا هو أرجح الراء وأحقها / ) . ( .صفحة / 399ويوز أن يعطوا
( ) 1من صدقة التطوع ،ففي القرآن " :ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما
وأسيا " .وف الديث " :صلي أمك " وكانت مشركة - 2 .بنو هاشم :والراد بم
آل علي وآل عقيل ،وآل جعفر ،وآل العباس ،وآل الارث .قال ابن قدامة :ل نعلم
خلفا ف أن بن هاشم ل تل لم الصدقة الفروضة وقد قال النب صلى ال عليه وسلم :
" إن الصدقة ل تنبغي لل ممد ،إنا هي أوساخ الناس " رواه مسلم .وعن أب هريرة
قال :أخذ السن ترة من تر الصدقة ،فقال النب صلى ال عليه وسلم " :كخ كخ ،
لطرحها ،أما شعرت أنا ل نأكل الصدقة " متفق عليه .واختلف العلماء ف بن الطلب ،
فذهب الشافعي :إل أنه ليس لم الخذ من الزكاة ،مثل بن هاشم .لا رواه الشافعي ،
وأحد ،والبخاري ،عن جبي بن مطعم قال :لا كان يوم خيب ،وضع النب صلى ال
عليه وسلم سهم ذوي القرب ف بن هاشم وبن الطلب ،وترك بن نوفل ،وبن عبد
شس ،فأتيت أنا ،وعثمان ابن عفان رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلنا :يا رسول ال
هؤلء بنو هاشم ،ل ننكر فضلهم للموضع الذي وضعك ال به منهم ،فما بال إخواننا
بن الطلب أعطيتهم وتركتنا ،وقرابتنا واحدة .فقال النب صلى ال عليه وسلم " إنا وبن
الطب ل نفترق ف جاهلية ول إسلم ،وإنا نن وهم شئ واحد ،وشبك بي أصابعه .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 399
قال ابن حزم :فصح أنه ل يوز أن يفرق بي حكمهم ،ف شئ أصل ،لنم شئ واحد
بنص كلمه ،عليه الصلة والسلم ،فصح أنم آل ممد ،وإذ هم آل ممد ،فالصدقة
عليهم حرام ( .هامش ) ( ) 1أن يعطوا " ال " أي يوز إعطاء صدقة التطوع للذميي
/ ) . ( .صفحة / 400وعن أب حنيفة ،أن لبن الطلب أن يأخذوا من الزكاة ،
331
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والرأيان روايتان عن أحد .وكما حرم رسول ال صلى ال عليه وسلم الصدقة على بن
هاشم ،حرمها كذلك على مواليهم ( . ) 1فعن أب رافع مول رسول ال صلى ال عليه
وسلم ،أن النب صلى ال عليه وسلم بعث رجل من بن مزوم على الصدقة ،فقال :
أصحبن كيما تصيب منها ،قال :ل ،حت آت رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فأسأله
،وانطلق فسأله فقال " :إن الصدقة ل تل لنا ،وإن موال القوم من أنفسهم " رواه
أحد ،وأبو داود ،والترمذي ،وقال :حسن صحيح .واختلف العلماء ف صدقة
التطوع ،هل تل لم أم ترم عليهم ؟ .قال الشوكان :ملخصا القوال ف ذلك -
واعلم أن ظاهر قوله " :ل تل لنا الصدقة " عدم حل صدقة الفرض والتطوع ،وقد نقل
جاعة ،منهم الطاب ،الجاع على تريهما عليه ،صلى ال عليه وسلم .وتعقب بأنه
قد حكى غي واحد عن الشافعي ف التطوع قول .وكذا ف رواية عن أحد .وقال ابن
قدامة :ليس ما نقل عنه من ذلك بواضح الدللة .وأما آل النب صلى ال عليه وسلم ،
فقد قال أكثر النفية وهو الصحيح عن الشافعية ،والنابلة ،وكثي من الزيدية -إنا
توز لم صدقة التطوع دون الفرض ،قالوا :لن الحرم عليهم إنا هو أوساخ الناس ،
وذلك هو الزكاة ل صدقة التطوع .وقال ف البحر :إنه خصص صدقة التطوع القيلس
على البة ،والدية والوقف .وقال أبو يوسف ،وأبو العباس ،إنا ترم عليهم كصدقة
الفرض ،لن الدليل ل يفصل ( ( . ) 2هامش ) ( " ) 1مواليهم " أي الرقاء الذين
أعتقوهم ) 2 ( .هذا هو الراجح / ) . ( .صفحة 3 ( / 401و ) 4الباء والبناء :
اتفق الفقهاء :على أنه ل يوز إعطاء الزكاة إل الباء والجداد ،والمهات ،
والدات ،والبناء ،وأبناء البناء ،والبنات وأبنائهن ،لنه يب على الزكي أن ينفق
على آبائه وإن علوا ،وأبنائه ،وإن نزلوا ،وإن كانوا فقراء ،فهم أغنياء بغناه ،فإذا دفع
الزكاة إليهم فقد جلب لنفسه نفعا ،بنع وجوب النفقة عليه .واستثن مالك الد ،
والدة ،وبن البني ،فأجاز دفعها إليهم لسقوط نفقتهم ( . ) 1هذا ف حالة ما إذا
كانوا فقراء ،فإن كانوا أغنياء ،وغزوا متطوعي ف سبيل ال ،فله أن يعطيهم من سهم
سبيل ال ،كما له أن يعطيهم من سهم الغارمي ،لنه ل يب عليه أداء ديونم ،
ويعطيهم كذلك من سهم العاملي ،إذا كانوا بذه الصفة ) 5 ( .الزوجة :قال ابن
332
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
النذر :أجع أهل العلم على أن الرجل ل يعطي زوجته من الزكاة .وسبب ذلك ،أن
نفقتها واجبة عليه ،تستغن با عن أخذ الزكاة ،مثل الوالدين ،إل إذا كانت مدينة
فتعطى من سهم الغارمي ،لتؤدي دينها ) 6 ( .صرف الزكاة ف وجوه القرب :ل
يوز صرف الزكاة إل القرب الت يتقرب با إل ال تعال ،غي ما ذكره ف آية " :إنا
الصدقات للفقراء والساكي " فل تدفع لبناء الساجد والقناطر ،وإصلح الطرقات ،
والتوسعة على الضياف ،وتكفي الوتى وأشباه ذلك .قال أبو داود :سعت أحد -
وسئل -يكفن الوتى من الزكاة ؟ ( هامش ) ( ) 1يرى ابن تيمية أنه يوز دفع الزكاة
إل الوالدين ،إذا كان ل يستطيع أن ينفق عليهم وكانوا هم ف حاجة إليها / .صفحة
/ 402قال :ل ،ول يقضى من الزكاة دين اليت ( ) 1وقال :يقضى من الزكاة دين
الى ،ول يقضى منها دين اليت .لن اليت ل يكون غارما .قيل :فانا يعطى أهله .
قال :إن كانت على أهله فنعم .من الذي يقوم بتوزيع الزكاة :كان رسول ال صلى ال
عليه وسلم يبعث نوابه ،ليجمعوا الصدقات ،ويوزعها على الستحقي ،وكان أبو بكر
وعمر يفعلن ذلك .ل فرق بي الموال الظاهرة والباطنة ( ) 2فلما جاء عثمان ،سار
على النهج زمنا ،إل أنه لا رأى كثرة الموال الباطنة ،ووجد أن ف تتبعها حرجا على
المة وف تفتيشها ضررا بأربابا ،فوض أداء زكاتا إل أصحاب الموال .وقد اتفق
الفقهاء على أن اللك هم الذين يتولون تفريق الزكاة بأنفسهم ،إذا كانت الزكاة زكاة
الموال الباطنة .لقول السائب بن يزيد :سعت عثمان بن عفان يطب على منب رسول
ال صلى ال عليه وسلم يقول :هذا شهر زكاتكم ،فمن كان منكم عليه دين فليقض
دينه ،حت تلص أموالكم فتؤدوا منها الزكاة .رواه البيهقي بإسناد صحيح .وقال
النووي :ونقل أصحابنا فيه إجاع السلمي .وإذا كان للملك أن يفرقوا زكاة أموالم
الباطنة فهل هذا هو الفضل ؟
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 402
أم الفضل أن يؤدوها للمام ليقوم بتوزيعها ؟ .الختار عند الشافعية :أن الدفع إل المام
،إذا كان عادل أفضل .وعند النابلة :الفضل أن يوزعها بنفسه ،فإن أعطاها للسلطان
333
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فجائز ( هامش ) ( ) 1لن الغارم هو اليت ،ول يكن الدفع إليه وإن دفعها للغري صار
الدفع إل الغري ،ل إل الغارم ) 2 ( .الموال الظاهرة هي الزروع والثمار والواشي
والعادن ،والباطنة ،هي عروض التجارة والذهب والفضة والركاز / ) . ( .صفحة
/ 403أما إذا كانت الموال ظاهرة ،فإمام السلمي ونوابه هم الذين لم ولية
الطلب ،والخذ ،عند مالك ،والحناف .ورأي الشافعية والنابلة ف الموال الظاهرة
كرأيهم ف الموال الباطنة .براءة رب الال بالدفع إل المام مع العدل والور :إذا كان
للمسلمي إمام يدين بالسلم دفع الزكاة إليه عادل كان أم جائرا ،وتبأ ذمة رب الال
بالدفع إليه .إل انه إذا كان ل يضع الزكاة موضعها ،فالفضل له أن يفرقها بنفسه على
متسحقيها إل إذا طلبها المام أو عامله عليها ( . ) 1فعن أنس قال :أتى رجل من بن
تيم ،رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :حسب يا رسول ال ،إذا أديت الزكاة إل
رسولك فقد برئت منها إل ال ورسوله ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :نعم ،
إذا أديتها إل رسول فقد برئت منها ،فلك أجرها ،وإثها على من بدلا " .رواه أحد .
- 2وعن ابن مسعود رضي ال عنه ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :إنا ستكون
بعدي أثرة ( ، ) 2وأمور تنكرونا .قالوا :يا رسول ال فما تأمرنا ،قال " :تؤدون
الق الذي عليكم ،وتسألون ال الذي لكم " .رواه البخاري ،ومسلم - 3 .وعن
وائل بن حجر قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ورجل يسأله -فقال :
أرأيت ان كان علينا أمراء ينعوننا حقهم ؟ فقال " :اسعوا وأطيعوا ،فإنا عليهم ما حلوا
،وعليكم ما حلتم " رواه مسلم .قال الشوكان :والحاديث الذكورة ف الباب ،
استدل با المهور على جواز دفع الزكاة إل سلطي الور ،وإجزائها .هذا بالنسبة
لمام السلمي ف دار السلم .وأما إعطاء الزكاة للحكومات العاصرة .فقال الشيخ
رشيد رضا ( :هامش ) ( ) 1هذا ،ول يشترط أن يقول العطي للزكاة -سواء أكان
المام أم رب الال -أن يقول للفقي :إنا زكاة ،بل يكفي مرد العطاء " ) 2 ( .
الثرة " استئثار الناسن بالشئ دون إخوانه / ) . ( .صفحة " / 404ولكن أكثر
السلمي ل يبق لم ف هذا العصر حكومات إسلمية ،تقيم السلم بالدعوة إليه ،
والدفاع عنه والهاد الذي يوجبه وجوبا عينيا ،أو كفائيا ،وتقيم حدوده ،وتأخذ
334
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الصدقات الفروضة ،كما فرضها ال ،وتضعها ف مصارفها الت حددها -بل سقط
اكثرهم تت سلطة دول الفرنج ،وبعضهم تت سلطة حكومات مرتدة عنه ،أو ملحدة
فيه .ولبعض الاضعي لدون الفرنج رؤساء من السلمي الغرافيي ،اتذهم الفرنج
آلت لخضاع الشعوب لم ،باسم السلم حت فيما يهدمون به السلم ،ويتصرفون
بنفوذهم وأموالم الاصة بم ،فيما له صفة دينية ،من صدقات الزكاة ،والوقاف
وغيها .فأمثال هذه الكومات ،ل يوز دفع شئ من الزكاة لا ،مهما يكن لقب
رئيسها ،ودينه الرسي .وأما بقايا الكومات السلمية ،الت يدين أئمتها ورؤساؤها
بالسلم ،ول سلطان عليهم للجانب ف بيت مال السلمي ،فهي الت يب أداء الزكاة
الظاهرة لئمتها .وكذا الباطنة ،كالنقدين إذا طلبوها ،وإن كانوا جائرين ف بعض
أحكامهم ،كما قال الفقهاء " .انتهى .استحباب اعطاء الصدقة للصالي الزكاة تعطى
للمسلم ،إذا كان من أهل السهام ،وذوي الستحقاق ،سواء أكان صالا أم فاسقا ( 1
) إل إذا علم أنه سيستعي با على ارتكاب ما حرم ال ،فإنه ينع منها ،سدا للذريعة ،
فإذا ل يعلم عنه شئ ،أو علم أنه سينتفع با ،فإنه يعطى منها .وينبغي أن يص الزكي
بزكاته أهل الصلح والعلم ،وأرباب الروءات ،فعن أب سعيد الدري رضي ال عنه :
أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :مثل الؤمن ،ومثل اليان ،كمثل الفرس ف آخيته
( ) 2يول ،ث يرجع إل ( هامش ) ( ) 1الفاسق :هو الرتكب للكبية ،أو الصر
على الصغية " ) 2 ( .الخية " عروة أو عود يغرز ف الائط لربط الدواب ،يعن العبد
يبعد يترك أعمال اليان ث يعود إل اليان الثابت نادما على تركه متداركا ما فاته ،
كالفرس يبعد عن آخيته ث يعود إليها / ) . ( .صفحة / 405آخيته .وإن الؤمن يسهو
ث يرجع إل اليان .فأطعموا اطعامكم التقياء ،وأولوا معروفكم الؤمني " رواه أحد ،
بسند جيد ،وحسنه السيوطي .وقال ابن تيمية :فمن ل يصلي من أهل الاجات ،ل
يعطى شيئا حت يتوب ،ويلتزم أداء الصلة .وهذا حق ،فإن ترك الصلة إث كبي ،ل
يصح أن يعان مقترفه ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 405
335
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
حت يدث ل توبة .ويلحق بتارك الصلة ،العابثون ،والستهترون الذين ل يتورعون
عن منكر ،ول ينتهون عن غي ،والذين فسدت ضمائر هم ،وانطمست فطرهم ،
وتعطلت حاسة الي فيهم .فهؤلء ل يعطون من الزكاة إل إذا كان العطاء يوجههم
الوجهة الصالة ويعينهم على صلح أنفسهم ،بإيقاظ باعث الي ،واستثارة عاطفة
التدين .ني الزكي أن يشتري صدقته نى رسول ال صلى ال عليه وسلم الزكي ان
يشتري زكاته حت ل يرجع فيما تركه ل عزوجل ،كما نى الهاجرين عن العودة إل
مكة ،بعد أن فارقوها مهاجرين .فعن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما " :أن عمر
رضى ال عنه حل ( ) 1على فرس ف سبيل ال ،فوجده يباع ،فأراد أن يبتاعه ( ، ) 2
فسأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك فقال " :ل تبتعه ،ول تعد ف صدقتك "
رواه الشيخان ،وأبو داود ،والنسائي .قال النووي :هذا ني تنيه ،ل تريك فيكره
لن تصدق بشئ أو أحوجه ف زكاته ،أو فكفارة نذر ،ونو ذلك من القربات أن
يشتريه من دفعه هو إليه .أو يهبه ،أو يتملكه باختياره ،فأما إذا ورثه منه فل كراهة فيه
( .هامش ) ( ) 1أي حل عليه رجل ف سبيل ال .ومعناه أن عمر أعطاه الفرس
وملكه إياه ،ولذلك صح له بيعه ) 2 ( .يبتاعه :أي يشتريه ( / ) .صفحة / 406
وقال ابن بطال :كره أكثر العلماء شراء الرجل صدقته لديث عمر هذا .وقال ابن
النذر :رخص ف شراء الصدقة السن ،وعكرمة وربيعة ،والوزاعي .ورجع هذا
الرأي ابن حزم ،واستدل بديث أب سعيد الدري رضي ال عنه قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم " :ل تل الصدقة لغن ،إل لمسة :لغاز ف سبيل ال ،أو لعامل
عليها ،أو لغارم ،أو لرجل اشتراها باله ،أو لرجل كان له جار مسكي ،فتصدق على
السكي ،فأهداها السكي للغن " .استحباب اعطاء الزكاة للزوج والقارب إذا كان
للزوجة مال ،تب فيه الزكاة ،فلها أن تعطي لزوجها الستحق من زكاتا ،إذا كان من
أهل الستحقاق ،لنه ل يب عليه النفاق عليه .وثوابا ف إعطائه أفضل من ثوابا إذا
أعطت الجنب .فعن أب سعيد الدري رضي ال عنه :أن زينب امرأة ابن مسعود قالت
:يا نب ال ،إنك أمرت اليوم بالصدقة وكان عندي حلى ،فأردت أن أتصدق به ،
فزعم ابن مسعود أنه وولده ،أحق من تصدقت به عليهم ،فقال النب صلى ال عليه واله
336
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وسلم " صدق ابن مسعود ،زوجك ،وولدك أحق من تصدقت به عليهم " رواه
البخاري .وهذا مذهب الشافعي ،وابن النذر ،وأب يوسف ،وممد ،وأهل الظاهر ،
ورواية عن أحد .وذهب أبو حنيفة ،وغيه :إل أنه ل يوز لا أن تدفع له من زكاتا ،
وقالوا :إن حديث زينب ورد ف صدقة التطوع ،ل الفرض .وقال مالك إن كان
يستعي با يأخذه منها على نفقتها فل يوز .وإن كان يصرفه ف غي نفقتها جاز .وأما
سائر القارب كالخوة ،والخوات ،والعمام والخوال / ،صفحة / 407والعمات
.والالت ،فإنه يوز دفع الزكاة إليهم ،إذا كانوا مستحقي ،ف قول أكثر أهل العلم
.لقول الرسول صلى ال عليه وسلم " :الصدقة على السكي صدقة ( ، ) 1وعلى ذي
القرابة اثنتان :صلة ،وصدقة ( " ) 2رواه أحد والنسائي والترمذي وحسنه .اعطاء
طلبة العلم من الزكاة دون العباد قال النووي :ولو قدر على كسب يليق باله ،إل أنه
مشتغل بتحصيل بعض العلوم الشرعية ،بيث لو أقبل على الكسب لنقطع عن التحصيل
،حلت له الزكاة ،لن تصيل العلم فرض كفاية .وأما من ل يتأتى منه التحصيل فل
تل له الزكاة إذا قدر على الكسب ،وإن كان مقيما بالدرسة هذا الذى ذكرناه هو
الصحيح الشهور .قال " :وأما من أقبل على نوافل العبادات -والكسب ينعه منها ،أو
من استغراق الوقت با -فل تل له الزكاة بالتفاق ،لن مصلحة عبادته قاصرة عليه ،
بلف الشتغل بالعلم " .اسقاط الدين عن الزكاة قال النووي ف الجموع " :لو كان
على رجل معسر دين ،فأراد أن يعله عن زكاته وقال له :جعلته عن زكات فوجهان :
أصحهما ،ل يزئه ،وهو مذهب أحد ،وأب حنيفة ،لن الزكاة ف ذمته ،فل يبأ إل
بإقباضها .والثان :يزئه ،وهو مذهب السن البصري .وعطاء ،لنه لو دفعه إليه ،ث
أخذه منه جاز ،فكذا إذا ل يقبضه .كما لو كانت له دراهم وديعة ،ودفعها عن الزكاة
،فإنه يزئه ،سواء قبضها ،أم ل ( .هامش ) ( ) 1أي فيها أجر الصدقة ) 2 ( .أي
فيها أجران ،أجر صلة الرحم ،وأجر الصدقة / ) . ( .صفحة / 408أما إذا دفع
الزكاة ،بشرط أن يردها إليه عن دينه فل يصح الدفع ،ول تسقط الزكاة بالتفاق .ول
يصح قضاء الدين بذلك بالتفاق ،ولو نويا ذلك ،ول يشترطاه ،جاز بالتفاق ،
وأجزأه عن الزكاة ،وإذا رده إليه عن الدين ،برئ .
337
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 408
نقل الزكاة أجع الفقهاء على جواز نقل الزكاة إل من يستحقها ،من بلد إل أخرى إذا
استغن أهل بلد الزكي عنها .أما إذا ل يستغن قوم الزكي عنها ،فقد جاءت الحاديث
مصرحة بأن زكاة كل بلد تصرف ف فقراء أهله ،ول تنقل إل بلد آخر ،لن القصود
من الزكاة ،إغناء الفقراء من كل بلد ،فإذا أبيح نقلها من بلد -مع وجود فقراء با -
أفضى إل بقاء فقراء ذلك البلد متاجي .ففي حديث معاذ التقدم " أخبهم " :أن
عليهم صدقد تؤخذ من أغنيائهم وترد ف فقرائهم " .وعن أب جحيفة قال :قدم علينا
مصدق رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخذ الصدقة من أغنيائنا فجعلها ف فقرائنا ،
فكنت غلمايتيما ،فأعطان قلوصا .رواه الترمذي وحسنه .وعن عمران بن حصي :
أنه أستعمل على الصدقة ،فلما رجع قيل له :أين الال ؟ قال :وللمال أرسلتن ؟ أخذناه
من حيث كنا نأخذه على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ووضعناه حيث كنا
نضعه .رواه أبو داود ،وابن ماجه .وعن طاوس قال :كان ف كتاب معاذ :من خرج
من ملف إل إل ملف ،فإن صدقته وعشره ف ملف عشيته .رواه الثرم ف سننه
.وقد استدل الفقهاء بذه الحاديث :على أنه يشرع صرف زكاة كل بلد ف فقراء أهله
،واختلفوا ف نقلها من بلدة إل بلدة أخرى ،بعد إجاعهم على أنه يوز نقلها إل إل
من يستحقها إذا استغن أهل بلده عنها ،كما تقدم / .صفحة / 409فقال الحناف :
يكره نقلها ،إل أن ينقلها إل قرابة متاجي لا ف ذلك من صلة الرحم ،أو جاعة هم
أمس حاجة من أهل بلده ،أو كان نقلها أصلح للمسلمي ،أو من دار الرب إل دار
السلم ،أو إل طالب علم ،أو كانت الزكاة معجلة قبل تام الول ،فإنه ف هذه
الصور جيعها ،ل يكره النقل .وقالت الشافعية :ل يوز نقل الزكاة ،ويب صرفها ف
بلد الال ،إل إذا فقد من يستحق الزكاة ،ف الوضع الذي وجبت فيه .فعن عمرو بن
شعيب :أن معاذ بن جبل ل يزل بالند -إذ بعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم -حت
مات النب صلى ال عليه وسلم ث قدم على عمر ،فرده على ما كان عليه ،فبعث إليه
بثلث صدقة الناس ،فأنكر ذلك عمر ،وقال :ل أبعثك جابيا ول آخذ جزية ،ولكن
338
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بعثتك لتأخذ من أغنياء الناس ،فترد على فقرائهم ،فقال معاذ :ما بعثت اليك بشئ وأنا
أجد أحدا يأخذه من .فلما كان العام الثان بعث إليه بشطر الصدقة ،فتراجعا بثل
ذلك ،فلما كان العام الثالث بعث إليه با كلها ،فراجعه عمر بثل ما راجعه ،فقال معاذ
:ما وجدت أحدا يأخذ من شيئا .رواه أبو عبيد .وقال مالك :ل يوز نقل الزكاة ،
إل أن يقع بأهل بلد حاجة ،فينقلها المام إليهم ،على سبيل النظر والجتهاد .وقالت
النابلة :ل يوز نقل الصدقة من بلدها إل مسافة القصر .ويب صرفها ف موضع
الوجوب أو قربه ،إل ما دون مسافة القصر .قال أبوداود :سعت أحد ،سئل عن
الزكاة يبعث با من بلد إل بلد ؟ قال :ل .قيل :وإن كان قرابته با ؟ قال :ل .فإن
استغن عنها فقراء أهل بلدها جاز نقلها ،واستدلوا بديث أب عبيد التقدم .قال ابن
قدامة :فإن خالف ونقلها أجزأته ،ف قول أكثر أهل العلم .فإن كان الرجل ف بلد ،
وماله ف بلد آخر ،فالعتب ببلد الال ،لنه سبب الوجوب ويتد إليه نظر الستحقي .
فإن كان بعضه حيث هو ،وبعضه ف بلد أخرى ،أدى زكاة كل مال ،حيث هو / .
صفحة / 410هذا ف زكاة الال ،أما زكاة الفطر ،فإنا تفرق ف البلد الذي وجبت
عليه فيه ،سواء كان ماله فيه ،أم ل يكن لن الزكاة تتعلق بعينه -وهو سبب الوجوب
-ل الال .الطا ف مصرف الزكاة :تقدم الكلم على من تل لم الصدقة ،ومن ترم
عليهم .ث إنه لو أخطأ الزكي ،وأعطى من ترم عليه ،وترك من تل له دون علمه ،ث
تبي له خطؤه ،فهل يزئه ذلك ،وتسقط عنه الزكاة ،أم أن الزكاة ل تزال دينا ف ذمته
،حت يضعها موضعها ؟ اختلفت أنظار الفقهاء ف هذه السألة :فقال أبو حنيفة ،وممد
،والسن ،وأبو عبيدة :يزئه ما دفعه ول يطالب بدفع زكاة أخرى .فعن معن بن يزيد
قال :كان أب أخرج دناني ،يتصدق با فوضعها عند رجل ف السجد ،فجئت فأخذتا
فأتيته با ،فقال :وال ما إياك أردت .فخاصمته إل النب صلى ال عليه وسلم ،فقال :
" لك ما نويت يا يزيد ،ولك ما أخذت يا معن " .رواه أحد ،والبخاري .والديث ،
وإن كان فيه احتمال كون الصدقة نفل ،إل أن لفظ " :ما " ف قوله " :لك ما نويت "
يفيد العموم .ولم أيضا ف الحتجاج حديث أب هريرة أن النب صلى ال عليه واله
وسلم قال " :قال رجل ( : ) 1لتصدقن الليلة بصدقة ،فخرج بصدقته ،فوضعها ف
339
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يد سارق ( ) 2فأصبحوا يتحدثون :تصدق الليلة على سارق فقال :اللهم
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 410
لك المد ( ) 3ل تصدقن بصدقة .فخرج بصدقته فوضعها ف يد زانية ،فأصبحوا
يتحدثون :تصدق الليلة على زانية ،فقال :اللهم لك المد على زانية ،لتصدقن
بصدقة ،فخرج بصدقته ،فوضعها ف يد غن .فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على غن
فقال .اللهم لك المد على زانية ،وعلى سارق ،وعلى ( هامش ) ( ) 1من بن
إسرائيل ) 2 ( .وهو ل يعلم ) 3 ( .حد ال على تلك الال ،لنه ل يمد على
مكروه سواه / ) . ( .صفحة / 411غن ،فأت ( ) 1فقيل له :أما صدقتك على
سارق فلعله أن يستعف عن سرقته .وأما الزانية ،فلعلها أن تستعف به عن زناها .وأما
الغن ،فلعله أن يعتب ،فينفق ما آتاه ال عزوجل " .رواه أحد ،والبخاري ،ومسلم .
ولن النب صلى ال عليه وسلم قال للرجل الذي سأله الصدقة " :إن كنت من تلك
الجزاء أعطيتك حقك " وأعطى الرجلي اللدين ،وقال " :إن شئتما أعطيتكما منها ،
ولحظ فيها لغن ،ول لقوي مكتسب " .قال ف الغن ،ولو اعتب حقيقة الغن ،لا
اكتفى بقولم .وذهب مالك ،والشافعي ،وأبو يوسف ،والثوري ،وابن النذر :إل
أنه ل يزئه دفع الزكاة ،إل من ل يستحقها ،إذا تبي له خطؤه وأن عليه أن يدفعها مرة
أخرى إل أهلها ،لنه دفع الواجب إل من ل يستحقه فلم يرج من عهدته ،كديون
الدميي .ومذهب أحد :إذا أعطى الزكاة من يظنه فقيا ،فبان غنيا ،ففيه روايتان :
رواية بالجزاء ،ورواية بعدمه .فأما إن بان الخذ عبدا ،أو كافرا ،أو هاشيا ،أو ذا
قرابة للمعطي ،من ل يوز الدفع إليه ل يزئه الدفع إليه ،رواية واحدة ،لنه يتعذر
معرفة الفقي من الغن دون غيه " يسبهم الاهل أغنياء من التعفف " .اظهار الصدقة
يوز للمتصدق أن يظهر صدقته ،سواء أكانت الصدقة صدقة فرض ،أم نافلة ،دون أن
يرائي بصدقته ،وإخفاؤها أفضل .قال ال تعال " :إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن
تفوها وتؤتوها الفقراء فهو خي لكم " .وعند أحد ،والشيخي ،عن أب هريرة :أن
النب صلى ال عليه وسلم قال " :سبعة يظلهم ال ف ظله وم لظل إل ظله :المام
340
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
العادل ،وشاب نشأ ف عبادة ال ،ورجل قلبه معلق بالساجد ،ورجلن تابا ف ال
عزوجل ،اجتمعا عليه ،وتفرقا عليه ،ورجل تصدق بصدقة فأخفاها ( ،هامش ) ( ) 1
" فأتى " أي رأى ف منامه / ) . ( .صفحة / 412حت ل تعلم شاله ما تنفق يينه ،
ورجل ذكر ال خاليا ففاضت عيناه .ورجل دعته امرأة ذات منصب ،وجال ،إل
نفسها ،فقال :إن أخاف ال عزوجل .زكاة الفطر زكاة الفطر :أي الزكاة الت تب
بالفطر من رمضان .وهي واجبة على كل فرد من السلمي ،صغي أو كبي ،ذكر أو
أنثى ،حر أو عبد .روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي ال عنهما قال :فرض
رسول ال صلى ال عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعا من تر ،أو صاعا من شعي
،على العبد ،والر ،والذكر ،والنثى ،والصغي ،والكبي .من السلمي .حكمتها :
شرعت زكاة الفطر ف شعبان ،من السنة الثانية من الجرة لتكون طهرة للصائم ،ما
عسى أن يكون وقع فيه ،من اللغو ،والرفث ،ولتكون عونا للفقراء ،والعوزين .روى
أبو داود ،وابن ماجه ،والدارقطن ،عن ابن عباس رضي ال عنهما ،قال " :فرض
رسول ال صلى ال عليه وسلم زكاة الفطر طهرة ( ) 1للصائم ،من اللغو ( ) 2
والرفث ( ) 3وطعمة ( ) 4للمساكي ،من أداها قبل الصلة ،فهي زكاة مقبولة ،
ومن أداها بعد الصلة ،فهي صدقة من الصدقات " .على من تب ؟ :تب على الر
السلم ،الالك لقدار صاع ،يزيد عن قوته وقوت عياله ،يوما ( ) 5وليلة ( .هامش )
( " ) 1طهرة " تطهيا " ) 2 ( .اللغو " هوما ل فائدة فيه من القول أو الفعل ) 3 ( .
" الرفث " فاحش الكلم " ) 4 ( .طعمة " طعام ) 5 ( .هذا مذهب مالك والشافعي
وأحد ،قال الشوكان :وهذا هو الق .وعند الحناف لبد من ملك النصاب ) . ( .
/صفحة / 413وتب عليه ،عن نفسه ،وعمن تلزمه نفقته ،كزوجته ،وأبنائه ،
وخدمه الذين يتول أمورهم ،ويقوم بالنفاق عليهم .قدرها :الواجب ف صدقة الفطر
صاع ( ) 1من القمح ،أو الشعي ،التمر ،أو الزبيب ،أو القط ( ، ) 2أو الرز ،أو
الذرة أو نو ذلك ما يعتب قوتا .وجوز أبو حنيفة إخراج القيمة .وقال :إذا أخرج
الزكي من القمح ،فإنه يزئ نصف صاع .قال أبو سعيد الدري " :كنا ،إذ كان
فينا رسول ال صلى ال عليه وسلم نرج زكاة الفطر عن كل صغي ،وكبي ،حر ،
341
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وملوك ،صاعا من من طعام ،أو صاعا من أقط ،أو صاعا من شعي ،أو صاعا من تر ،
أو صاعا من زبيب ،فلم نزل نرجه حت قدم معاوية حاجا ،أو معتمرا ،فكلم
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 413
الناس على النب ،فكان فيما كلم به الناس ،أن قال :إن أرى أن مدين ( ) 3من سراء
( ) 4الشام ،تعدل صاعا من تر ،فأخذ الناس بذلك .قال أبو سعيد :فأما أنا ،فل
أزال أخرجه أبدا ما عشت " رواه الماعة .قال الترمذي :والعمل على هذا عند بعض
أهل العلم يرون من كل شئ صاعا ،وهو قول الشافعي ،وإسحاق .وقال بعض أهل
العلم :من كل شئ صاع إل الب فإنه يزئ نصف صاع وهو قول سفيان ،وابن
البارك ،وأهل الكوفة .مت تب ؟ :اتفق الفقهاء على أنا تب ف آخر رمضان ،
واختلفوا ف تديد الوقت ،الذي تب فيه ( .هامش ) ( ) 1الصاع أربعة أمداد .والد
حفنة بكفي الرجل العتدل الكفي ويساوي قدحا وثلث قدح أو قدحي " ) 2 ( .القط
" لب مفف ل تنع زبدته ) 3 ( .الدان :نصف صاع " ) 4 ( .سراء " أي قمح .
( / ) .صفحة / 414فقال الثوري ،وأحد ،وإسحاق ،والشافعي ف الديد ،
وإحدى الروايتي عن مالك :إن وقت وجوبا ،غروب الشمس ،ليلة الفطر ،لنه وقت
الفطر من رمضان .وقال أبو حنيفة ،والليث ،والشافعي ،ف القدي ،والرواية الثانية عن
مالك :إن وقت وجوبا طلوع الفجر من يوم العيد .وفائدة هذا الختلف ،ف الولود
يولد قبل الفجر ،من يوم العيد ،وبعد مغيب الشمس ،هل تب عليه أم ل تب ؟ فعلى
القول الول ل تب ،لنه ولد بعد وقت الوجوب ،وعلى الثان :تب ،لنه ولد قبل
وقت الوجوب .تعجيلها عن وقت الوجوب :جهور الفقهاء على أنه يوز تعجيل صدقة
الفطر قبل العيد بيوم ،أو بيومي .قال ابن عمر رضي ال عنهما :أمرنا رسول ال صلى
ال عليه وسلم بزكاة الفطر ،أن تؤدى قبل خروج الناس إل الصلة .قال نافع :وكان
ابن عمر يؤديها ،قبل ذلك ،باليوم ،أو اليومي .واختلفوا فيما زاد على ذلك .فعند
أب حنيفة :يوز تقديها على شهر رمضان .وقال الشافعي :يوز التقدي من أول الشهر
.وقال مالك ومشهور مذهب أحد :يوز تقديها يوما أو يومي .واتفقت الئمة على
342
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أن زكاة الفطر ل تسقط بالتأخي بعد الوجوب ،بل تصي دينا ف ذمة من لزمته ،حت
تؤدى ،ولو ف آخر العمر .واتفقوا :على أنه ل يوز نأخيها عن يوم العيد ( ) 1إل
ما نقل عن ابن سيين ،والنخعي ،أنما قال :يوز تأخيها عن يوم العيد ( ،هامش )
( ) 1وجزموا بأنا تزئ إل آخر يوم الفطر / ) . ( .صفحة / 415وقال أحد :
أرجو أن ل يكون به بأس .وقال ابن رسلن :إنه حرام بالتفاق ،لنا زكاة ،فوجب
أن يكون ف تأخيها إث ،كما ف إخراج الصلة عن وقتها .وقد تقدم ف الديث " :
من أداها قبل الصلة ،فهي زكاة مقبولة ،ومن أداها بعد الصلة ،فهي صدقة من
الصدقات ( " ) 1مصرفها :مصرف الزكاة ،أي أنا توزع على الصناف الثمانية
الذكورة ف آية " :إنا الصدقات للفقراء " .والفقراء هم أول الصناف با ،لا تقدم ف
الديث :فرض رسول ال صلى ال عليه وسلم زكاة الفطر ،طهرة للصائم ،من اللغو
والرفث ،وطعمة للمساكي .ولا رواه البيهقي ،والدارقطن عن ابن عمر رضي ال
عنهما قال :فرض رسول ال صلى ال عليه وسلم زكاة الفطر وقال " :أغنوهم ف هذا
اليوم " وف رواية للبيهقي " :أغنوهم عن طواف هذا اليوم " .وتقدم الكلم على الكان
الذي تؤدى فيه ،عند الكلم على نقل الزكاة .إعطاؤها للذمي :أجاز الزهري ،وأبو
حنيفة ،وممد ،وابن شبمة ،إعطاء الذمي من زكاة الفطر لقول ال تعال ( :ل ينهاكم
ال عن الذين ل يقاتلوكم ف الدين ول يرجوكم من دياركم أن تبوهم وتقسطوا إليهم
إن ال يب القسطي ) .هل ف الال حق سوى الزكاة ؟ ينظر السلم إل الال نظرة
واقعية ،فهو ف نظرة عصب الياة ،وقوام نظام الفراد والماعات .قال ال تعال :
( ول تؤتوا السفهاء أموالكم الت جعل ال لكم قياما ) ( هامش ) ( ) 1أي الت يتصدق
با ف سائر الوقات / ) . ( .صفحة / 416وهذا يقتضي أن يوزع توزيعا يكفل لكل
فرد كفايته من الغذاء ،والكساء ،والسكن ،وسائر الاجات الصلية ،الت لغن
عنها ،حت ل يبقى فرد مضيع ،لقوام له .وأمثل وسيلة ،وأفضلها لتوزيع الال ،
وللحصول على الكفاية ،وسيلة الزكاة ،فهي ف الوقت الذي ل يضيق با الغن ،ترفع
مستوى الفقي إل حد الكفاية ،وتنبه شظف العيش ،وأل الرمان .والزكاة ليست منة
يهبها الغن للفقي ،وإنا هي حق استودعه ال يد الغن ،ليؤديه لهله ،وليوزعه على
343
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
مستحقيه ومن ث تتقرر هذه القيقة الكبى وهي :أن الال ليس وقفا على الغنياء دون
غيهم ،وإنا الال للجميع :أي للغنياء ،والفقراء ،على السواء يوضح هذا قول ال
تعال -ف حكمه تقسيم الفئ ( كى ل يكون دولة بي الغنياء منكم ) أي هذا
التقسيم ،لئل يكون الال متداولبي الغنياء ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 416
بل يب توزيعه على الغنياء والفقراء .والزكاة ،هي الق الواجب ف الال ،مت قامت
باجة الفقراء وسدت خلة العوزين ،وكفت البائسي ،وأطعمتهم من جوع وأمنتهم من
خوف .فإذا ل تكف الزكاة ،ول تف باجة الحتاجي ،وجب ف الال حق آخر سوى
الزكاة وهذا الق ل يتقيد ول يتحدد إل بالكفاية ،فيؤخذ من مال الغنياء القدر الذي
يقوم بكفاية الفقراء .قال القرطب :قوله تعال " :وآتى الال على حبه " استدل به من
قال :إن ف الال حقا ،سوى الزكاة ،وبا كمال الب ،وقيل :الراد الزكاة الفروضة ،
والول أصح .قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إن ف الال حقا سوى الزكاة " ت
تل هذه الية " ليس الب أن تولوا وجوهكم قبل الشرق والغرب " إل آخرها .وأخرجه
ابن ماجه ،ف سننه ،والترمذي ف جامعه ،وقال :هذا حديث /صفحة / 417ليس
إسناده بذاك ،وأبو حزة ،ميمون العور ،يضعف .وروى بيان ،وإساعيل بن سال
هذا الديث ،عن الشعب من قوله ،وهو أصح .قلت :والديث ،وإن كان فيه
مقال ،فقد دل على صحته معن ما ف هذه الية نفسها ،من قوله تعال ( :وأقام الصلة
وآتى الزكاة ) مع الصلة ،وذلك دليل .على أن الراد بقوله ( :وآتى الال على حبه )
ليس الزكاة الفروضة فإن ذلك يكون تكرارا ،وال أعلم .واتفق العلماء على أنه إذا
نزلت بالسلمي حاجة ،بعد أداء الزكاة ،فإنه يب صرف الال إليها .قال مالك رحه
ال :يب على الناس فداء اسراهم ،وإن استغرق ذلك أموالم ،وهذا إجال أيضا ،وهو
يقوي ما اخترناه ،وبال التوفيق .وف تفسي النار ،ف قوله تعال " :وآتى الال على
حبه " قال :أي وأعطى الال لجل حبه تعال ،أو على حبه إياه أي الال .قال الستاذ
المام ( " : ) 1وهذا اليتاء ،غي إيتاء الزكاة الت ،وهو ركن من أركان الب ،
344
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وواجب كالزكاة وذلك حيث تعرض الاجة إل البذل ،ف غي وقت أداء الزكاة ،بأن
يرى الواجد مضطرا ،بعد أداء الزكاة ،أو قبل تام الول .وهو ل يشترط فيه نصاب
معي ،بل هو على حسب الستطاعة .فإذا كان ل يلك إل رغيفا ،ورأى مضطرا إليه ،
ف حال استغنائه عنه ،بأن ل يكن متاجا إليه لنفسه ،أو لن تب عليه نفقته ،وجب
عليه بذله .وليس الضطر وحده ،هو الذي له الق ف ذلك ،بل أمر ال تعال الؤمن أن
يعطي من غي الزكاة " ذوي القرب " وهم أحق الناس بالب ،والصلة ،فإن النسان إذا
احتاج -وف أقاربه غن -فإن نفسه تتوجه إليه بعاطفة الرحم .ومن الغروز ف الفطرة
أن النسان يأل لفاقة ذوي رحه وعدمهم ( ،هامش ) ( ) 1الشيخ ممد عبده ) . ( .
/صفحة / 418أشد ما يأل لفاقة غيهم ،فإنه يهون بوانم ،ويعتز بعزتم ،فمن قطع
الرحم ورضي بأن ينعم وذو وقرباه بائسون ،فهو برئ من الفطرة والدين ،وبعيد من
الي والب ،ومن كان أقرب رحا ،كان حقه آكد ،وصلته أفضل " .واليتامى " فإنه
لوت كافلهم تتعلق كفايتهم بأهل الوجد واليسار من السلمي ،كيل تسوء حالم ،
وتفسد تربيتهم ،فيكونوا مصابا على أنفسهم وعلى الناس " .والساكي " فإنم لا قعد
بم العجز عن كسب ما يكفيهم ،وسكنت نفوسهم للرضا بالقليل عن مد كف الذليل
وجبت مساعدتم ،ومواساتم على الستطيع " .وابن السبيل " النقطع ف السفر ،ل
يتصل بأهل ول قرابة كأن السبيل أبوه ،وأمه ،ورحه ،وأهله .وهذا التعبي بكان من
اللطف ،ل يرتقي إليه سواه .وف المر بواساته ،وإعانته ف سفره ،ترغيب من الشرع
ف السياحة ،والضرب ف الرض " .والسائلي " الذين تدفعهم الاجة العارضة ،إل
تكفف الناس .وأخرهم لنم يسألون ،فيعطيهم هذا ،وهذا .وقد يسأل النسان
لواساة غيه -والسؤل مرم شرعا ،إل لضرورة ،يب على السائل أن ل يتعداها " .
وف الرقاب " أي ف تريرها ،وعتقها ،وهو يشمل ابتياع الرقاء ،وعتقهم وإعانة
الكاتبي على أداء نومهم ( ) 1ومساعدة السرى على الفتداء .وف جعل هذا النوع
من البذل ،حقا واجبا ف أموال السلمي ،دليل على رغبة الشريعة ف فك الرقاب ،
واعتبارها أن النسان خلق ليكون حرا ،إل ف أحوال عارضة ،تقضي الصلحة العامة
فيها ،أن يكون السي رقيقا ،وأخر هذا عن كل ما سبقه ،لن الاجة ف تلك
345
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الصناف ،قد تكون لفظ الياة ،وحاجة الرقيق ال الرية حاجة إل الكمال .
ومشروعية البذل لذه الصناف ،من غي مال الزكاة ،ل تتقيد بزمن ( .هامش ) ( ) 1
" بومهم " أي القساط / ) . ( .صفحة / 419ول بامتلك نصاب مدود ،وليكون
البذول مقدارا معينا بالنسبة ال ما يلك ،ككونه عشرا ،أو ربع عشر ،أو عشر العشر
مثل ،وإنا هو أمر مطلق بالحسان موكول إل أريية العطي وحالة العطى .ووقاية
النسان الحترم من اللك ،والتلف ،واجبة على من قدر عليها ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 419
وما زاد على ذلك ،فل تقدير له .وقد أغفل الناس أكثر هذه القوق العامة ،الت حث
عليها الكتاب العزيز لا فيها من الياة الشتراكية العتدلة الشريفة فل يكادون يبذلون شيئا
لؤلء الحتاجي إل القليل النادر لبعض السائلي ،وهم ف هذا الزمان أقل الناس استحقاقا
،لنم اتذوا السؤال حرفة ،وأكثرهم واجدون .انتهى .وقال ابن حزم :وفرض على
الغنياء من أهل كل بلد ،أن يقوموا بفقرائهم ،ويبهم السلطان على ذلك ،إن ل تقم
الزكوات بم ،ول ف سائر أموال السلمي بم ،فيقام لم با يأكلون من القوت الذي
لبد منه ،ومن اللباس للشتاء والصيف ،والشمس ،وعيون الارة .برهان ذلك :قول
ال تعال " :وآت ذا القرب حقه والسكي وابن السبيل " وقال تعال " :وبالوالدين
إحسانا وبذي القرب واليتامى والساكي والار ذي القرب والار النب ( ، ) 1
والصاحب بالنب ( ، ) 2وابن السبيل ،وما ملكت أيانكم " .فأوجب تعال حق
السكي ،وابن السبيل ،وما ملكت اليمي من حق ذي القرب ،وافترض الحسان إل
البوين ،وذي القرب والساكي ،والار وما ملكت اليمي ،والحسان يقتضي كل ما
ذكرنا ،ومنعه إساءة بل شك .وقال تعال ( :ما سلككم ف سقر ؟ قالوا :ل نك من
الصلي ول نك نطعم السكي ) .فقرن ال تعال إطعام السكي بوجوب الصلة .وعن
رسول ال صلى ال عليه وسلم -من طرق كثية ،ف غاية الصحة أنه قال " :من ل
يرحم الناس ل يرحه ال " ( .هامش ) ( " ) 1الار النب " أي الار البعيد ) 2 ( .
" الصاحب بالنب " أي الزوجة / ) . ( .صفحة / 420ومن كان على فضلة ( ) 1
346
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ورأى السلم أخاه جائعا عريان ضائعا فلم يغثه .فما رحه بلشك .وعن عثمان النهدي
:أن عبد الرحن بن أب بكر الصديق حدثه " :أن أصحاب الصفة ،كانوا ناسا فقراء ،
وأن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :من كان عنده طعام اثني فليذهب بثالث ،
ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بامس أو سادس " .وعن ابن عمر رضي ال عنهما
:أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :السلم أخو السلم ل يظلمه ول يسلمه " .
ومن تركه يوع ،ويعرى -وهو قادر على إطعامه وكسوته -فقد أسلمه .وعن أب
سعيد الدري رضي ال عنه :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :من كان معه
فضل ظهر ،فليعد به على من ل ظهر له ،ومن كان له فضل من زاد ،فليعد به على من
زاد له .قال :فذكر من أصناف الال ما ذكر ،حت رأينا أنه لحق لحد منا ف فضل "
.وهذا إجاع الصحابة رضي ال عنهم يب بذلك أبو سعيد الدري رضي رضي ال
عنه ،وبكل ما ف هذا الب نقول :ومن طريق أب موسى الشعري رضى ال عنه عن
النب صلى ال عليه وسلم قال " :أطعموا الائع ،وعودوا الريض ،وفكوا العان ( ) 2
" .والنصوص من القرآن ،والحاديث الصحاح ف هذا كثية جدا .وقال عمر رضي
ال عنه " :لو استقبلت من أمري ما استدبرت لخذت فضول أموال الغنياء ،فقسمتها
على فقراء الهاجرين " وهذا إسناد ف غاية الصحة ،والللة .وقال علي رضي ال عنه :
" إن ال تعال فرض على الغنياء ف أموالم بقدر ما يكفي فقراءهم ،فإن جاعوا ،أو
عروا ،وجهدوا فبمنع الغيناء ،وحق على ال تعال أن ياسبهم ( هامش ) ( " ) 1
فضلة " أي زيادة عن الاجة " ) 2 ( .العان " أي السي / ) . ( .صفحة / 421يوم
القيامة ،ويعذبم عليه ( . " ) 1وعن ابن عمر رضي ال عنهما :أنه قال " :ف مالك
حق سوى الزكاة " .وعن عائشة أم الؤمني ،والسن بن علي ،وابن عمر رضي ال
عنهم ،أنم قالوا كلهم لن سألم " :إن كنت تسأل ف دم موجع ،أو غرم مفظع ،أو
فقر مدقع ،فقد وجب حقك " .وصح عن أب عبيدة بن الراح وثلثمائة من الصحابة
رضي ال عنهم أن زادهم فن ،فأمرهم أبو عبيدة .فجمعوا أزوادهم ف مزودين ،وجعل
يقوتم إياها على السواء .فهذا إجاع مقطوع به من الصحابة رضي ال عنهم ،ول
مالف لم منهم .وصح عن الشعب ،وماهد ،وطاوس ،وغيهم ،كلهم يقول :ف
347
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الال حق ،سوى الزكاة .ث قال :ول يل لسلم اضطر أن يأكل ميتة ،أو لم خنير
وهو يد طعاما ،فيه فضل عن صاحبه لسلم ،أو لذمي ،لنه يب فرضا على صاحب
الطعام إطعام الائع .فإذا كان ذلك كذلك فليس بضطر إل اليتة ،ول إل لم النير ،
وله أن يقاتل على ذلك ،فإن قتل ،فعلى قاتله القود ( ، ) 2وإن قتل الانع فإل لعنة
ال ،لنه منع حقا ،وهو من الطائفة الباغية ،قال تعال " :فإن بغت إحداها على
الخرى فقاتلوا الت تبغي حت تفئ إل أمر ال " .ومانع الق باغ على أخيه ،الذي له
الق .وبذا قاتل أبو بكر الصديق رضي ال عنه ،مانع الزكاة .وبال تعال
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 421
التوفيق .انتهى وإنا سردنا هذه النصوص ،وأكثرنا القول ف هذه السألة لنبي مدى ما
ف السلم من رحة ،وحنان ،وأنه سبق الذاهب الديثة سبقا بعيدا ،وأنا ف جانبه
كالشمعة الضطربة أمام الضوء الباهر ،والشمس الادية ( .هامش ) ( ) 1تقدم الديث
ف أول الكتاب مرفوعا إل النب صلى ال عليه وسلم " ) 2 ( .فعلى قاتله القود " أي
يقتل به / ) . ( .صفحة / 422صدقة التطوع دعا السلم إل البذل ،وحض عليه ف
أسلوب يستهوي الفئدة ،ويبعث ف النفس الريية ،ويثي فيها معان الي والب ،
والحسان - 1 .قال ال تعال ( :مثل الذين ينفقون أموالم ف سبيل ال كمثل حبة
أنبتت سبع سنابل ف كل سنبلة مائة حبة وال يضاعف لن يشاء وال واسع عليم ) 2 .
-وقال ( :لن تنالوا الب حت تنفقوا ما تبون وما تنفقوا من شئ فإن ال به عليم ) 3 .
-وقال ( وأنفقوا ما جعلكم مستخلفي فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لم أجر كبي ) .
- 1وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إن الصدقة تطفئ غضب الرب ،وتدفع
ميتة السوء " رواه الترمذي ،وحسنه - 2 .وروى كذلك أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال " :إن صدقة السلم تزيد ف العمر وتنع ميتة السوء ( ) 1ويذهب ال با
الكب والفخر " - 3 .وقال صلى ال عليه وسلم " :ما من يوم يصبح العباد فيه ،إل
وملكان ينلن فيقول أحدها :اللهم أعط منفقا خلفا ،ويقول الخر :ال أعط مسكا
تلفا " رواه مسلم - 4 .وقال صلى ال عليه وسلم " صنائع العروف تقي مصارع السوء
348
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
،والصدقة حفيا تطفئ غضب الرب ،وصلة الرحم تزيد ف العمر ،وكل معروف
صدقة ،وأهل العروف ف الدنيا هم أهل العروف ف الخرة ،وأهل النكر ف الدنيا هم
أهل النكر ف الخرة ،وأول من يدخل النة أهل العروف " رواه الطبان ف الوسط ،
وسكت عليه النذري .أنواع الصدقات :وليست الصدقة قاصرة على نوع معي من
أعمال الب بل القاعدة العامة ( ،هامش ) ( " ) 1ميتة السوء " أي سوء العاقبة / ) . ( .
صفحة / 423أن كل معروف صدقة .وإليك بعض ما جاء ف ذلك - 1 :قال رسول
ال صلى ال عليه وسلم " :على كل مسلم صدقة " فقالوا :يا نب ال فمن ل يد ؟ قال
" :يعمل بيده فينفع نفسه ،ويتصدق " .قالوا :فإن ل يد ؟ قال " :يعي ذا الاجة
اللهوف ( . " ) 1قالوا :فإن ل جيد ؟ قال :فليعمل بالعروف وليمسك عن الشر ،
فإنا ( ) 2له صدقة " رواه البخاري ،وغيه - 2 .وقال صلى ال عليه وسلم " :كل
نفس كتب عليها الصدقة كل يوم طلعت فيه الشمس ،فمن ذلك أن يعدل ( ) 3بي
الثني صدقة ،وأن يعي الرجل على دابته فيحمله عليها صدقة ،ويرفع متاعه عليها
صدقة ،وييط الذى عن الطريق صدقة ،والكلمة الطيبة صدقة ،وكل خطوة يشي إل
الصلة صدقة " رواه أحد وغيه - 3 .وعن أب ذر الغفاري رضي ال عنه قال ( ، ) 4
( قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) " :على كل نفس ف كل يوم طلعت فيه الشمس
صدقة منه على نفسه " .قلت :يا رسول ال من أين أتصدق ،وليس لنا أموال ؟ قال :
" لن من أبواب الصدقة :التكبي ،وسبحان ال والمد ل ،ول إله إل ال ،وأستغفر
ال ،وتأمر بالعروف ،وتنهى عن النكر ،وتعزل الشوك عن طريق الناس ،والعظم ،
والجر ،وتدي العمى وتسمع الصم والبكم ،حت يفقه ،الستدل على حاجة له قد
علمت مكانا ،وتسعى بشدة ساقيك إل اللهفان الستغيث ،وترفع بشدة ذراعيك مع
الضعيف ،كل ذلك من أبواب الصدقة ،منك على نفسك ،ولك ف جاع زوجتك أجر
" الديث ،رواه أحد واللفظ له ،ومعناه أيضا ف مسلم .وعند مسلم قالوا يا رسول ال
أيأت أحدنا شهوته ،ويكون له فيها أجر ؟ قال " :أرأيتم لو وضعها ف حرام أكان عليه
فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها ف اللل كان له أجر " ( .هامش ) ( " ) 1اللهوف "
أي الستغيث سواء أكان مظلوما أم عاجزا ) 2 ( .أي إن هذه الصلة " ) 3 ( .يعدل
349
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
" أي يصلح بي متخاصمي بالعدل ) 4 ( .ما بي القوسي ليس ف مسند المام أحد
وإنا آثرنا إثباته هنا لن ما بعده إل قوله " على نفسه " ف حكم الرفوع إل النب صلى
ال عليه وسلم / ) . ( .صفحة - 3 / 424وعن أب ذر رضي ال عنه أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال " :ليس من نفس ابن آدم عليها صدقة .ف كل يوم طلعت فيه
الشمس " .قيل :يا رسول ال .من أين لنا صدقة نتصدق با كل يوم ؟ فقال " :إن
أبواب الي لكثية .التسبيح والتحميد ،والتكبي ،والتهليل ،والمر بالعروف ،والنهي
عن النكر ،وتيط الذى عن الطريق ،وتسمع الصم ،وتدي العمى ،وتدل الستدل
على حاجاته ،وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان الستغيث ،وتمل
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 424
بشدة ذراعيك مع الضعيف .فهذا كله صدقة منك على نفسك " رواه ابن حبان ف
صحيحه ،والبيهقي متصر اوزاد ف رواية " :وتبسمك ف وجه أخيك صدقة وإماطتك
الجر ،والشوكة والعظم عن طريق الناس صدقة ،وهديك الرجل ف أرض الضالة صدقة
" - 5 .وقال " :من استطاع منكم أن يتقي النار فليتصدق ولو بشق ترة فمن ل يد
فبكلمة طيبة " رواه أحد ،ومسلم - 6 .وقال " :إن ال عزوجل ،يقول يوم القيامة :
يا ابن آدم :مرضت فلم تعدن ،قال :يا رب ،كيف أعودك وأنت رب العالي ؟ قال
أما علمت ،أن عبدى فلنا مرض فلم تعده ؟ " .أما لوعدته لوجدتن عنده .يا ابن آدم
:استطعمتك فلم تطعمن ،قال :يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالي ،قال :أما
علمت أنه استطعمك عبدي فلن فلم تطعمه ،أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك
عندي .يا ابن آدم :استسقيتك فلم تسقن .قال :يا رب كيف أسقيك وانت رب
العالي ؟ قال :استسقاك عبدي فلن فلم تسقه .أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي
" .رواه مسلم - 7 .وقال صلى ال عليه وسلم " :ل يغرس مسلم غرسا ول يزرع
زرعا فيأكل منه إنسان ول دابة ول شئ إل كانت له صدقة " رواه البخاري - 8 .وقال
عليه الصلة والسلم " :كل معروف صدقة ،ومن العروف ( هامش ) ( " ) 1شق ترة
" أي نصف ترة ،وهذا يفيد أنه ل ينبغي أن يستقل النسان الصدقة / ) . ( .صفحة
350
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
/ 425أن تلقى أخاك بوجه طلق ،وان تفرغ من دلوك ف إنائه " رواه أحد والترمذي
وصححه .أول الناس بالصدقة :أول الناس بالصدقة أولد التصدق وأهله وأقاربه .ول
يوز التصدق على أجنب وهو متاج إل ما يتصدق به لنفقته ونفقة عياله - 1 .فعن
جابر رضى ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :إذا كان احدكم فقيا
فليبدأ بنفسه ،وإن كان فضل فعلى عياله ،وإن كان فضل فعلى ذوي قرابته ،أو قال :
ذوي رحه ،وان كان فضل فهاهنا وهاهنا " رواه أحد ومسلم - 2 .وقال صلى ال
عليه وسلم " :تصدقوا " :قال رجل .عندي دينار .قال " تصدق به على نفسك " .
قال :عندي دينار آخر .قال :تصدق به على زوجتك " .قال :عندي دينار آخر .
قال " :تصدق به على ولدك " .قال :عندي دينار آخر .قال " :تصدق به على
خادمتك " .قال :عندي دينار آخر .قال " :أنت به أبصر " .رواه أبو داود والنسائي
والاكم ،وصححه - 3 .وقال عليه الصلة والسلم " :كفى بالرء إثا أن يضيع من
يقوت " .رواه مسلم وابو داود - 4 .وقال صلى ال عليه وسلم " :أفضل الصدقة
الصدقة على ذي الرحم الكاشح " .رواه الطبان ،والاكم وصححه .إبطال الصدقة :
لقول ال تعال ( :يأيها الذين آمنوا ل تبطلوا صدقاتكم بالن والذى كالذي ينفق ماله
رئاء الناس ) .وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ثلثة ل يكلمهم ال يوم القيامة ،
ول ينظر إليهم ،ول يزكيهم ،ولم عذاب أليم " .قال أبو ذر رضى ال عنه :
( هامش ) ( " ) 1الكاشح " أي الذي يضمر العداوة / ) . ( .صفحة / 426خابوا
وخسروا ،من هم يا رسول ال ؟ قال " :السبل ( ) 1والنان ( ، ) 2والنفق سلعته
باللف الكاذب " .التصدق بالرام :ل يقبل ال الصدقة ،إذا كانت من حرام - 1 .
قال رسول ال صلى عليه وسلم " :أيها الناس ،إن ال طيب ل يقبل إل طيبا ،وإن ال
تعال أمر الؤمني با أمر به الرسلي ،فقال عز وجل ( ،يا أيها الرسل كلوا من الطيبات
واعملوا صالا إن با تعملون عليم ) وقال ( يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما
رزقناكم ) ث ذكر الرجل يطيل السفر ،أشعث أغب ،يد يديه إل السماء :يا رب ،يا
رب ،ومطعمه حرام ،ومشربه حرام ،وملبسه حرام ،وغذي بالرام فأن يستجاب له "
رواه مسلم - 2 .وقال صلى ال عليه وسلم " :من تصدق بعدل ( ) 3ترة ،من
351
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
كسب طيب -ول يقبل ال إل الطيب -فإن ال تعال يتقبلها بيمينه ث يربيها لصاحبها
كما يرب أحدكم فلوه حت تكون مثل البل " رواه البخاري .صدقة الرأة من مال
زوجها :يوز للمرأة تتصدق من بيت زوجها ،إذا علمت رصاه ،ويرم عليها إذا ل
تعلم .فعن عائشة قالت :قال النب صلى ال عليه وسلم " :إذا أنفقت الرأة من طعام
بيتها -غي مفسدة -كان لا أجرها با أنفقت ،ولزوجها أجره با كسب ،وللخازن
مثل ذلك ،ل ينقص بعضهم أجر بعض شيئا " .رواه البخاري ( .هامش ) ( " ) 1
السبل " أي الذي ير ثوبه خيلء ) 2 ( .الن ذكر الصدقة والتحدث با ،أو استخدام
التصدق عليه ،أو التكب عليه لجل إعطائه .والذى إظهار الصدقة ،قصد إيلم
التصدق عليه ،أو توبيخه " ) 3 ( .العدل " بكسر العي ،معناه ف اللغة :الثل .
والراد به هنا ما يساوي قيمة ترة ) . ( .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 426
/صفحة / 427وعن أب أمامة قال :سعت رسول اله صلى ال عليه وسلم يقول -ف
خطبة عام حجة الوداع " -ل تنفق الرأة شيئا من بيت زوجها إل بإذن زوجها " قيل :
يا رسول ال ،ول الطعام ؟ قال " :ذلك أفضل أموالنا " رواه الترمذي ،وحسنه .
ويستثن من ذلك النر اليسي ،الذي جرى به العرف فإنه يوز لا أن تتصدق به ،دون
أن تستأذنه .فعن أساء بنت أب بكر أنا سألت النب صلى ال عليه وسلم ،فقالت :إن
الزبي رجل شديد ،ويأتين السكي فأتصدق عليه من بيته ،بغي إذنه ،فقال رسول ال
صلى ال عليه وسلم " :ارضخي ( ) 1ول توعي ( ) 2فيوعي ال عليك " .رواه أحد
،والبخاري ،ومسلم .جواز التصدق بكل الال :يوز للقوي الكتسب أن يتصدق
بميع ماله ( . ) 3قال عمر " :أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نتصدق ،فوافق
ذلك مال عندي ،فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن ( ) 4سبقته يوما ،فجئت بنصف مال ،
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ما أبقيت لهلك ؟ " فقلت :مثله .وأتى أبو
بكر بكل ماله ،فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ما أبقيت لهلك ؟ " فقال :
أبقيت لم ال ورسوله .فقلت :ل أسابقك إل شئ أبدا " رواه أبو داود ،والترمذي ،
352
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وصححه .وقد اشترط العلماء لواز التصدق بميع الال أن يكون التصدق قويا مكتسبا
صابرا غي مدين ،ليس عنده من يب النفاق عليه ،فإذا ل تتوفر هذه الشروط ،فإنه
حينئذ يكره .فعن جابر رضي ال عنه قال :بينما نن عند رسول ال صلى ال عليه .
( هامش ) ( " ) 1ارضخي " أي أعطي القليل ،الذي جرت به العادة " ) 2 ( .
لتوعي " أي ل تدخري الال ف الوعاء فيمنعه ال عنك ) 3 ( .قال أبو جعفر الطبي :
ومع جوازه فالستحب ان ل يفعل وأن يقتصر على الثلث " ) 4 ( .إن " حرف نفي :
أي ما سبقته / ) . ( .صفحة / 428وسلم .إذ جاء رجل بثل بيضة من ذهب ،فقال
يا رسول ال :أصبت هذه من معدن فخذها ،فهي صدقة ،ما أملك غيها ،فأعرض
عنه رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ث أتاه من قبل ركنه الين فقال مثل ذلك ،
فأعرض عنه ،ث أتاه من قبل ركنه اليسر ( ) 1فأعرض رسول ال صلى ال عليه وسلم
ث أتاه من خلفه ،فأخذها رسول ال صلى ال عليه وسلم فحذفه ( ) 2با ،فلو أصابته
لوجعته ،أو عقرته ( ) 3الناس ،إنا الصدقة عن ظهر غن " رواه أبو داود ،والاكم ،
وقال :صحيح على شرط مسلم .وفيه ممد بن إسحق .جواز الصدقة على الذمي
والرب :توز الصدقة على الذمي والرب ويثاب السلم على ذلك ،وقد أثن ال على
قوم فقال ( :ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيا ) والسي حرب .وقال
تعال ( :ل ينهاكم ال عن الذين ل يقاتلوكم ف الدين ول يرجوكم من دياركم أن
تبوهم وتقسطوا إليهم إن ال يب القسطي ) .وعن أساء بنت أب بكر قالت :قدمت
علي أمي وهي مشركة ،فقلت :يا رسول ال ،إن أمي قدمت علي وهي راغبة
أفأصلها ؟ قال " :نعم ،صلي أمك " .الصدقة على اليوان - 1 :روى البخاري
ومسلم :أن رسول ال عليه وسلم قال " :بينما رجل يشى بطريق اشتد عليه العطش ،
فوجد بئرا فنل فيها ،فشرب ،ث خرج ،فإذا كلب يلهث الثرى من العطش ،فقال
الرجل :لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ من ،فنل البئر ،فمل
خفه ( هامش ) ( " ) 1ركنه " أي جانبه " ) 2 ( .فحذفه " أي رماه با " ) 3 ( .
عقرته " أي جرحته " ) 4 ( .يتكفف " أي يد كفه / ) . ( .صفحة / 429ماء .ث
أمسكه بفيه حت رقي ( ) 1فسقى الكلب ،فشكر ال له ،فغفر له " .قالوا :يا رسول
353
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ال ،إن لنا ف البهائم أجرا ؟ فقال " :ف كل كبد رطبة أجر " - 2 .ورويا :أنه صلى
ال عليه وسلم قال " :بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش ،إذ رأته بغي من
بغايا بن اسرائيل فنعت موقها ( ، ) 2فاستقت له به ،فسقته فغفر لا به " .الصدقة
الارية :روى أحد ومسلم أن رسول ال صلى عليه وسلم قال " :إذا مات النسان
انقطع عمله إل من ثلثة ،صدقة جارية ،أو علم ينتفع به ،أو ولد صال يدعو له " .
شكر العروف - 1 :روى أبو داود والنسائي بسند صحيح عن عبد ال بن عمر رضي
ال عنهما :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :من استعاذ بال فأعيذوه ،ومن
سألكم بال فأعطوه ومن استجار بال فأجيوه ،ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه ،فإن ل
تدوا ،فادعوا له حت تعلموا أن قد كافأتوه " - 2 .وروى أحد عن الشعث بن قيس
-بسند رواته ثقات : -أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :ل يشكر ال من ل
يشكر الناس " - 3 .وروى الترمذي -وحسنه -عن أسامة بن زيد رضي ال عنهما :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 429
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :من صنع معه معروف ،فقال لفاعله :جزاك
ال خيا فقد أبلغ ف الثناء " ( .هامش ) ( " ) 1رقي " أي صعد " ) 2 ( .الوق " أي
الف / ) . ( .صفحة / 431الصيام الصيام ،يطلق على المساك .قال ال تعال :
( إن نذرت للرحن صوما ) أي إمساكا عن الكلم .والقصود به هنا ،المساك عن
الفطرات ،من طلوع الفجر إل غروب الشمس ،مع النية فضله - 1 :عن أب هريرة أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :قال ال عزوجل :كل عمل ابن آدم له إل الصيام
،فإنه ل ( ، ) 1وأنا أجزي به ( ، ) 2والصيام جنة ( ، ) 3فإذا كان يوم صوم
أحدكم فل يرفث ( ، ) 4ول يصخب ( ، ) 5ول يهل ( ، ) 6فإن شاته أحد ،أو
قاتله ،فليقل :إن صائم ،مرتي ،والذي نفس ممد بيده للوف ( ) 7فم الصائم ،
أطيب عند ال يوم القيامة من ريح السك ،وللصائم فرحتان يفرحهما :إذا أفطر فرح
بفطره ،وإذا لقي ربه فرح بصومه " .رواه أحد ،ومسلم ،والنسائي - 2 .ورواية
البخاري ،وأب داود " :الصيام جنة ،فإذا كان أحدكم صائما ،فل يرفث ،ول
354
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يهل ،فإن امرؤ قاتله ،أو شاته فليقل ،إن صائم ،مرتي ،والذي نفس ممد بيده ،
للوف فم الصائم أطيب عند ال من ريح السك ،يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي
.الصيام ل ،وأنا أجزي به ،والسنة بعشرة أمثالا " ( .هامش ) ( ) 1إضافته إل ال
إضافة تشريف ) 2 ( .هذا الديث بعضه قدسي وبعضه نبوي .فالنبوي .من قوله :
والصيام جنة إل آخر الديث " ) 3 ( .جنة " أي مانع من العاصي " ) 4 ( .الرفث "
أي الفحش ف القول " ) 5 ( .ل يصخب " أي ل يصيح " ) 6 ( .ل يهل " أي ل
يسفه " ) 7 ( .اللوف " تغي رائحة الفم بسبب الصوم / ) . ( .صفحة - 3 / 432
وعن عبد ال بن عمرو .أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :الصيام والقرآن يشفعان
للعبد يوم القيامة ،يقول الصيام أي ( ) 1رب منعته الطعام والشهوات ،بالنهار ،
فشفعن به .ويقول القرآن :منعته النوم بالليل ،فشفعن فيه فيشفعان ( " ) 2رواه أحد
بسند صحيح - 4 .وعن أب أمامة قال :أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقلت
:مرن بعمل يدخلن النة ،قال " :عليك بالصوم فإنه ل عدل له " ( ) 3ث أتيته الثانية
،فقال " :عليك بالصيام " .رواه أحد ،والنسائي ،والاكم ،وصححة - 5 .وعن
أب سعيد الدري رضي ال عنه :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ل يصوم عبد
يوما ف سبيل ال ال باعد ال بذلك اليوم النار عن وجهه ،سبعي خريفا " رواه
الماعة ،إل أبا داود - 6 .وعن سهل بن سعد أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :
إن للجنة بابا ،يقال له :الريان ،يقال يوم القيامة :أين الصائمون ؟ فإذا دخل آخرهم
أغلق ذلك الباب " .رواه البخاري ومسلم .أقسامه :الصيام قسمان :فرض ،وتطوع .
والفرض ينقسم ثلثة أقسام - 1 :صوم رمضان - 2 .صوم الكفارات - 3 .صوم
النذر .والكلم هنا ينحصر ف صوم رمضان ،وف صوم التطوع .أما بقية القسام ،
فتأت ف مواضعها .صوم رمضان حكمه :صوم رمضان ،واجب بالكتاب ،والسنة
والجاع ( .هامش ) ( " ) 1أي " حرف نداء بعن " يا " أي :يا رب ) 2 ( .أي
تقبل شفاعتهما " ) 3 ( .ل عدل له " أي ل مثل له / ) . ( .صفحة / 433فأما
الكتاب :فقول ال تعال ( :يا أيها الذين آمنوا كتب ( ) 1عليكم الصيام كما كتب
على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) وقال ( :شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى
355
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
للناس وبينات من الدى والفرقان فمن شهد ( ) 2منكم الشهر فليصمه ) .وأما السنة :
فقول النب صلى ال عليه وسلم " :بن السلم على خس :شهادة أن ل إله إل ال ،
وأن ممدا رسول ال ،وإقام الصلة ،وإيتاء الزكاة ،وصيام رمضان وحج البيت " .
وف حديث طلحة بن عبيد ال " ،أن رجل سأل النب صلى ال عليه وسلم فقال :يا
رسول ال .أخبن عما فرض ال علي من الصيام ؟ قال " :شهر رمضان " .قال :هل
علي غيه ؟ قال " :ل .إل أن تطوع " .وأجعت المة :على وجوب صيام رمضان .
وأنه أحد أركان السلم ،الت علمت من الدين بالضرورة ،وأن منكره كافر مرتد عن
السلم .وكانت فرضيته يوم الثني ،لليلتي خلتا من شعبان ،من السنة الثانية من
الجرة .فضل شهر رمضان ،وفضل العمل فيه - 1 :عن أب هريرة أن النب صلى ال
عليه وسلم قال لا حضر رمضان " قد جاءكم شهر مبارك ،افترض ال عليكم صيامه ،
تفتح فيه أبواب النة وتغلق فيه أبواب الحيم ،وتغل فيه الشياطي ،فيه ليلة خي من
ألف شهر من حرم خيها فقد حرم " رواه أحد ،والنسائي ،والبيهقي - 2 .وعن
عرفجة قال :كنت عند عتبة بن فرقد وهو يدث عن رمضان
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 433
قال :فدخل علينا رجل من أصحاب ممد صلى ال عليه وسلم ،فلما رآه عتبة هابه ،
فسكت ،قال :فحدث عن رمضان قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول
ف رمضان " ،تغلق أبواب النار وتفتح أبواب النة ،وتصفد فيه الشياطي ،قال :
وينادي فيه ملك :يا باغي الي أبشر ،ويا ( هامش ) ( " ) 1كتب " أي فرض ( .
) 2شهد :حضر / ) . ( .صفحة / 434باغي الشر أقصر ،حت ينقضي رمضان " .
رواه أحد ،والنسائي وسنده جيد - 3 .وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم
قال " :والصلوات المس ،والمعة إل المعة ،ورمضان إل رمضان مكفرات لا
بينهن ،إذا اجتنبت الكبائر " .رواه مسلم - 4 .وعن أب سعيد الدري رضي ال عنه
أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من صام رمضان وعرف حدوده ،وتفظ ما كان
ينبغي أن يتحفظ منه كفر ما قبله " رواه أحد ،والبيهقي ،بسند جيد - 5 .وعن أب
356
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
هريرة قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :من صام رمضان إيانا واحتسابا ( 1
) غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه أحد ،وأصحاب السنن .الترهيب من الفطر ف
رمضان - 1 :عن ابن عباس رضي ال عنهما :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :
" عرى السلم ،وقواعد الدين ثلثة ،عليهن أسس السلم ،من ترك واحدة منهن ،
فهو با كافر حلل الدم :شهادة أن ل إله إل ال ،والصلة الكتوبة ،وصوم رمضان "
رواه أبو يعلى ،والديلمي ،وصححه الذهب - 2 .وعن أب هريرة ،أن النب صلى ال
عليه وسلم قال " :من أفطر يوما من رمضان ،ف غي رخصة رخصها ال له ل يقض
عنه صيام الدهر كله ،وإن صامه " رواه أبو داود ،وابن ماجه ،والترمذي ،وقال
البخاري :ويذكر عن أب هريرة رفعه " :من أفطر يوما من رمضان ،من غي عذر ،ول
مرض ،ل يقضه صوم الدهر ،وإن صامه " .وبه قال ابن مسعود .قال الذهب :وعند
الؤمني مقرر :أن من ترك صوم رمضان بل مرض ،أنه شر من الزان ،ومدمن المر ،
بل يشكون ف إسلمه ،ويظنون به الزندقة ،والنلل ( .هامش ) ( " ) 1احتسابا "
أي طالبا وجه ال وثوابه / ) . ( .صفحة / 435ب يثبت الشهر :يثبت شهر رمضان
برؤية اللل ،ولو من واحد عدل أو إكمال عدة شعبان ثلثي يوما - 1 .فعن ابن عمر
رضي ال عنهما قال :تراءى الناس اللل ،فأخبت رسول ال صلى ال عليه وسلم أن
رأيته ،فصام ،وأمر الناس بصيامه .رواه أبو داود ،والاكم ،وابن حبان ،وصححاه .
- 2وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :صوموا لرؤيته ( ) 1وأفطروا
لرؤيته ،فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلثي يوما " .رواه البخاري ومسلم . .
قال الترمذي :والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم ،قالوا :تقبل شهادة رجل واحد ،
ف الصيام ،وبه يقول ابن البارك والشافعي ،وأحد .وقال النووي :وهو الصح .وأما
هلل شوال ،فيثبت بإكمال عدة رمضان ثلثي يوماو ل تقبل فيه شهادة العدل
الواحد ،عند عامة الفقهاء .واشترطوا أن يشهد على رؤيته ،اثنان ذوا عدل ،إل أبا ثور
فإنه ل يفرق ف ذلك بي هلل شوال ،وهلل رمضان ،وقال :يقبل فيهما شهادة
الواحد العدل .قال ابن رشد " :ومذهب أب بكر بن النذر ،هو مذهب أب ثور ،
وأحسبه مذهب أهل الظاهر .وقد احتج أبو بكربن النذر ،بانعقاد الجاع على وجوب
357
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الفطر ،والمساك عن الكل ،بقول واحد ،فوجب أن يكون المر كذلك ،ف دخول
الشهر وخروجه ،إذ كلها علمة ،تفصل زمان الفطر من زمان الصوم " .وقال
الشوكان :وإذا ل يرد ما يدل على اعتبار الثني ف شهادة الفطار من الدلة
الصحيحة ،فالظاهر أنه يكفي فيه قياسا على الكتفاء به ف الصوم ( .هامش ) ( ) 1
الراد بالرؤية :الرؤية الليلية / ) . ( .صفحة / 436وأيضا ،التعبد بقبول خب الواحد ،
يدل على قبوله ف كل موضع ،إل ما ورد الدليل بتخصيصه ،بعدم التعبد فيه بب الواحد
،كالشهادة على الموال ونوها ،فالظاهر ما ذهب إليه أبو ثور .اختلف الطالع :
ذهب المهور :إل أنه ل عبة باختلف الطالع .فمت رأى اللل أهل بلد ،وجب
الصوم على جيع البلد لقول الرسول صلى ال عليه وسلم " صوموا لرؤيته ،وافطروا
لرؤيته " .وهو خطاب عام لميع المة فمن رآه منهم ف أي مكان كان ذلك رؤية لم
جيعا .وذهب عكرمة ،والقاسم بن ممد ،وسال ،وإسحاق ،والصحيح عند
الحناف ،والختار عند الشافعية :أنه يعتب لهل كل بلد رؤيتهم ،ول يلزمهم رؤية
غيهم .لا رواه كريب قال :قدمت الشام ،واستهل علي هلل رمضان وأنا بالشام ،
فرأيت اللل ليلة المعة .ث قدمت الدينة ف آخر الشهر ،فسألن ابن عباس -ث ذكر
اللل -فقال :مت رأيتهم اللل ؟ فقلت :رأيناه ليلة المعة فقال :أنت رأيته ؟ فقلت
:نعم ،ورآه الناس ،وصاموا ،وصام
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 436
معاوية ،فقال :لكنا رأيناه ليلة السبت ،فل نزال نصوم حت نكمل ثلثي ،أو نراه ،
فقلت :أل تكتفي برؤية معاوية وصيامه ؟ فقال :ل . . .هكذا أمر رسول ال صلى ال
عليه وسلم .رواه أحد ،ومسلم والترمذي .وقال الترمذي :حسن ،صحيح ،
غريب ،والعمل على هذا الديث ،عند أهل العلم ،أن لكل بلد رؤيتهم .وف فتح
العلم شرح بلوغ الرام :القرب لزوم أهل بلد الرؤية ،وما يتصل با من الهات الت
على ستها ( ( . ) 1هامش ) ( ) 1هذا هو الشاهد ،ويتفق مع الواقع / ) . ( .
صفحة / 437من رأى اللل وحده :اتفقت أئمة الفقه على أن من أبصر هلل الصوم
358
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وحده أن يصوم .وخالف عطاء فقال :ل يصوم إل برؤية غيه معه .واختلفوا ف رؤيته
هلل شوال ،والق أنه يفطر كما قال الشافعي ،وأبو ثور .فإن النب صلى ال عليه
وسلم قد أوجب الصوم والفطر للرؤية ،والرؤية حاصلة له يقينا ،وهذا أمر مداره
الس ،فل يتاج إل مشاركة .أركان الصوم :للصيام ركنان تتركب منهما حقيقته :
- 1المساك عن الفطرات ،من طلوع الفجر إل غروب الشمس .لقول ال تعال :
( فالن باشروهن وابتغوا ما كتب ال لكم وكلوا واشربوا حت يتبي لكم اليط البيض
من اليط السود من الفجر ث أتوا الصيام إل الليل ) .والراد باليط البيض ،واليط
السود بياض النهار وسواد الليل .لا رواه البخاري ومسلم :أن عدي بن حات قال :لا
نزلت ( حت يتبي لكم اليط البيض من اليط السود ) عمدت إل عقال أسود ،وإل
عقال أبيض ،فجعلتهما تت وسادت ،فجعلت أنظر ف الليل ،فل يستبي ل ،فغدوت
على رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال " :إنا ذلك سواد الليل ،
وبياض النهار " - 2 .النية :لقول ال تعال " :وما أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له
الدين " .وقوله صلى ال عليه وسلم " :إنا العمال بالنيات ،وإنا لكل امرئ ما نوى "
.ولبد أن تكون قبل الفجر ،من كل ليلة من ليال شهر رمضان .لديث حفصة قالت
:قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :من ل يمع ( ( ) 1هامش ) ( " ) 1يمع "
من الجاع ،وهو إحكام النية والعزية / ) . ( .صفحة / 438الصيام قبل الفجر ،
فلصيام له " .رواه أحد وأصحاب السنن ،وصححه ابن خزية ،وابن حبان .وتصح
ف أي جزء من أجزاء الليل ،ول يشترط التلفظ با فإنا عمل قلب ،لدخل للسان فيه ،
فإن حقيقتها القصد إل الفعل امتثاللمر ال تعال ،وطلبا لوجهه الكري .فمن تسحر
بالليل ،قاصدا الصيام ،تقربا إل ال بذا المساك ،فهو ناو .ومن عزم على الكف عن
الفطرات ،أثناء النهار ،ملصا ل ،فهو ناو كذلك وإن ل يتسحر .وقال كثي من
الفقهاء :إن نية صيام التطوع تزئ من النهار ،إن ل يكن قد طعم .قالت عائشة :
دخل علي النب صلى ال عليه وسلم ذات يوم فقال " :هل عندكم شئ ؟ قلنا :ل .قال
" :فإن صائم " .رواه مسلم ،وأبو داود .واشترط الحناف أن تقع النية قبل الزوال
وهذا هو الشهور من قول الشافعي .وظاهر قول ابن مسعود ،وأحد :أنا تزئ قبل
359
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الزوال ،وبعده ،على السواء .على من يب :أجع العلماء :على أنه يب الصيام على
السلم العاقل البالغ ،الصحيح القيم ،ويب أن تكون الرأة طاهرة من اليض ،والنفاس
.فل صيام على كافر ،ول منون ،ولصب ول مريض ،ول مسافر ،ول حائض ،
ولنفساء ،ولشيخ كبي ،ول حامل ،ول مرضع .وبعض هؤلء ل صيام عليهم مطلقا
،كالكافر ،والجنون ،وبعضهم يطلب من وليه أن يأمره بالصيام ،وبعضهم يب عليه
الفطر والقضاء ،وبعضهم يرخص لم ف الفطر وتب عليه الفدية ،وهذا بيان كل على
حدة / .صفحة / 439صيام الكافر ،والجنون :الصيام عبادة إسلمية ،فلتب على
غي السلمي ،والنون غي مكلف لنه مسلوب العقل الذي هو مناط التكاليف ،وف
حديث علي رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :رفع القلم عن ثلثة :عن
الجنون حت يفيق ،وعن النائم حت يستيقظ ،وعن الصب حت يتلم " .رواه أحد ،
وأبو داود ،والترمذي .صيام الصب :والصب -وإن كان الصيام غي واجب عليه -إل
أنه ينبغي لول أمره أن يأمره به ،ليعتاده من الصغر ،مادام مستطيعا له ،وقادرا عليه .
فعن الربيع بنت معوذ قالت :أرسل رسول ال صلى ال عليه وسلم -صبيحة عاشوراء
-إل قرى النصار :من كان أصبح صائما فليتم صومه ،ومن كان أصبح مفطرا فليصم
بقية يومه ،فكنا نصومه بعد ذلك ،ونصوم صبياننا الصغار منهم ،ونذهب إل السجد
فنجعل لم اللعبة من العهن ( ) 1فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه إياه ،حت يكون
عند الفطار رواه البخاري ،ومسلم .من يرخص لم ف الفطر ،وتب عليهم الفدية :
يرخص الفطر للشيخ الكبي ،والرأة العجوز ،والريض الذي ل يرجى
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 439
برؤه ،وأصحاب العمال الشاقة ،الذين ل يدون متسعا من الرزق ،غي ما يزاولونه
من أعمال .هؤلء جيعا يرخص لم ف الفطر ،إذا كان الصيام يهدهم ،ويشف عليهم
مشقة شديدة ف جيع فصول السنة .وعليهم أن يطعموا عن كل يوم مسكينا ،وقدر
ذلك بنحو صاع ( ) 2أو نصف صاع ،أو مد ،على خلف ف ذلك ،ول يأت من
السنة ما يدل على التقدير ( .هامش ) ( ) 1العهن :الصوف " ) 2 ( .الصاع " قدح
360
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وثلث / ) . ( .صفحة / 440قال ابن عباس :رخص للشيخ الكبي أن يفطر :ويطعم
عن كل يوم مسكينا ول قضاء عليه .رواه الدارقطن والاكم وصححاه .وروى
البخاري عن عطاء :أنه سع ابن عباس رضي ال عنهما يقرأ " :وعلى الذين يطيقونه
فدية طعام مسكي " قال ابن عباس ليست بنسوخة ،هي للشيخ الكبي ،والرأة الكبية ،
ل يتسطيعان أن يصوما ،فيطعمان ( ) 1مكان كل يوم مسكينا .والريض الذي ل
يرجى برؤه ،ويهده الصوم ،مثل الشيخ الكبي ،ولفرق .وكذلك العمال الذين
يضطلعون بشاق العمال .قال الشيخ ممد عبده :فالراد بن " يطيقونه " ف الية ،
الشيوخ الضعفاء والزمن ( ) 2ونوهم كالفعلة الذين جعل ال معاشهم الدائم بالشغال
الشاقة كاستخراج الفحم الجري من مناجه .ومنهم الجرمون الذين يكم عليهم
بالشغال الشاقة الؤبدة إذا شق الصيام عليهم ،بالفعل ،وكانوا يلكون الفدية .
والبلى ،والرضع -إذا خافتا على أنفسهما ،أو أولدها ( ) 3أفطرتا -وعليهما
الفدية ،ولقضاء عليهما ،عند ابن عمر ،وابن عباس .روى أبو داود عن عكرمة ،أن
ابن عباس قال ،ف قوله تعال ( :وعلى الذين يطيقونه ) ،كانت رخصة للشيخ الكبي ،
والرأة الكبية ،وها يطيقان الصيام ،أن يفطرا ،ويطعما مكان كل يوم مسكينا ،
والبلى ،والرضع -إذا خافتا ( يعن على أولدها ) -أفطرتا ،وأطعمتا .رواه البزار .
وزاد ف آخره :وكان ابن عباس يقول لم ولد له حبلى :أنت بنلة الذي ل يطيقه ،
فعليك الفداء ،ولقضاء عليك .وصحح الدارقطن إسناده .وعن نافع أن ابن عمر سئل
عن الرأة الامل إذا خافت على ولدها فقال :تفطر ،وتطعم مكان كل يوم مسكينا مدا
( ) 4من حنطة .رواه مالك ،والبيهقي ( .هامش ) ( ) 1مذهب مالك وابن حزم أنه
لقضاء ول فدية ) 2 ( .الرضى مرضا مزمناليبأ ) 3 ( .معرفة ذلك بالتجربة أو
بإخبار الطبيب الثقة أو بغلبة الظن " ) 4 ( .الد " ربع قدح من قمح / ) . ( .صفحة
/ 441وف الديث " :إن ال وضع عن السافر الصوم وشطر الصلة ،وعن البلى
والرضع الصوم " .وعند الحناف وأب عبيد وأب ثور :أنما يقضيان فقط ،ول إطعام
عليهما .وعند أحد ،والشافعي :أنما -إن خافتا على الولد فقط وأفطرتا -فعليهما
القضاء والفدية ،وإن خافتا على أنفسهما فقط ،أو على أنفسهما وعلى ولدها ،فعليهما
361
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
القضاء ،ل غي .من يرخص لم ف الفطر ،ويب عليهم القضاء :يباح الفطر للمريض
الذي يرجى برؤه ،والسافر ،ويب عليهما القضاء .قال ال تعال ( :ومن كان منكم
مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) .وروى أحد ،وأبو داود ،والبيهقي ،بسند
صحيح ،من حديث معاذ ،قال " :إن ال تعال فرض على النب صلى ال عليه وسلم
الصيام ،فأنزل ( :يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم
) إل قوله ( :وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكي ) فكان من شاء صام .ومن شام
أطعم مسكينا .فأجزأ ذلك عنه .ث إن ال تعال أنزل الية الخرى ( :شهر رمضان
الذي أنزل فيه القرآن ) إل قوله ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) فأثبت صيامه على
القيم الصحيح ،ورخص فيه للمريض والسافر ،وأثبت الطعام للكبي الذي ليستطيع
الصيام " .والرض البيح للفطر ،هو الرض الشديد الذي يزيد بالصوم ،أو يشى تأخر
برئه ( . ) 1قال ف الغن " :وحكى عن بعض السلف :أنه أباح الفطر بكل مرض ،
حت من وجع الصبع والضرس ،لعموم الية فيه ،ولن السافر يباح له الفطر ،وإن ل
يتج إليه ،فكذلك الريض " وهذا مذهب البخاري ،وعطاء ،وأهل الظاهر .
( هامش ) ( ) 1يعرف ذلك ،إما بالتجربة أو بإخبار الطبيب الثقة أو بغلبة الظن ) . ( .
/صفحة / 442والصحيح الذي ياف الرض بالصيام ،يفطر ،مثل الريض وكذلك
من غلبه الوع أو العطش ،فخاف اللك ،لزمه الفطر وإن كان صحيحا مقيما وعليه
القضاء .قال ال تعال ( :ول تقتلوا أنفسكم إن ال كان بكم رحيما ) .وقال تعال
( وما جعل عليكم ف الدين من حرج ) .وإذا صام الريض ،وتمل الشقة ،صح صومه
،إل أنه يكره له ذلك لعراضه عن الرخصة الت يبها ال ،وقد يلحقه بذلك ضرر .
وقد كان بعض الصحابة يصوم على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 442
وبعضهم يفطر ،متابعي ف ذلك فتوى الرسول صلى ال عليه وسلم .قال حزة السلمي
:يا رسول ال ،أجد من قوة على الصوم ف السفر ،فهل علي جناح ؟ فقال :هي "
رخصة من ال تعال فمن أخذ با ،فحسن ،ومن أحب أن يصوم فل جناح عليه " رواه
362
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
مسلم ،وعن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال :سافرنا مع رسول ال صلى ال عليه
وسلم إل مكة -ونن صيام -قال :فنلنا منل ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم
" :إنكم قد دنوت من عدوكم والفطر أقوى لكم " فكانت رخصة ،فمنا من صام ،ومنا
من أفطر ،ث نزلنا منل آخر ،فقال " :إنكم مصبحو عدوكم ،والفطر أقوى لكم "
فأفطروا ،فكانت عزمة ،فأفطرنا ،ث رأيتنا نصوم بعد ذلك مع رسول ال صلى ال عليه
وسلم ،ف السفر " رواه أحد ومسلم وأبو داود .وعن أب سعيد الدري رضي ال عنه
قال :كنا نغزو مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف رمضان فمنا الصائم ،ومنا الفطر ،
فل يد الصائم على الفطر ( ) 1ول الفطر على الصائم ث يرون أن من وجد قوة فصام
فإن ذلك حسن ،ويرون أن من وجد ضعفا فأفطر ،فإن ذلك حسن .رواه أحد ومسلم
.وقد اختلف الفقهاء ف أيهما أفضل ؟ .فرأى أبو حنيفة ،والشافعي ،ومالك :أن
الصيام أفضل ،لن قوي ( هامش ) ( " ) 1فل يد الصائم على الفطر " أي ل يعيب
عليه / ) . ( .صفحة / 443عليه ،والفطر أفضل لن ل يقوى على الصيام .وقال
أحد :الفطر أفضل .وقال عمر بن عبد العزيز :أفضلهما أيسرها ،فمن يسهل عليه
حينئذ ،ويشق عليه قضاؤه بعد ذلك ،فالصوم ف حقه أفضل .وحقق الشوكان ،فرأى
أن من كان يشق عليه الصوم ،ويضره ،وكذلك من كان معرضا عن قبول الرخصة ،
فالفطر أفضل وكذلك من خاف على نفسه العجب أو الرياء -إذا صام ف السفر -
فالفطر ف حقه أفضل .وما كان من الصيام خاليا عن هذه المور ،فهو أفضل من
الفطار .وإذا نوى السافر الصيام بالليل ،وشرع فيه ،جاز له الفطر أثناء النهار .فعن
جابر بن عبد ال رضي ال عنه :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج إل مكة عام
الفتح فصام حت بلغ كراع الغميم ( ، ) 1وصام الناس معه ،فقيل له :إن الناس قد شق
عليهم الصيام ،وإن الناس ينظرون فيما فعلت ،فدعا بقدح من ماء بعد العصر ،
فشرب ،والناس ينظرون إليه ،فأفطر بعضهم وصام بعضهم ،فبلغه :أن ناسا صاموا ،
فقال " :أولئك العصاة " ( ) 2رواه مسلم والنسائي ،والترمذي وصححه .وإذا ما
نوى الصوم -وهو مقيم -ث سافر ف أثناء النهار فقد ذهب جهور العلماء إل عدم
جواز الفطر له ،وأجازه أحد وإسحاق .لا رواه الترمذي -وحسنه -عن ممد بن
363
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
كعب قال :أتيت ف رمضان أنس بن مالك ،وهو يريد سفرا ،وقد رحلت له راحلته ،
ولبس ثياب السفر ،فدعا بطعام فأكل فقلت له :سنة ؟ فقال :سنة ،ث ركب ( . ) 3
وعن عبيد بن جبي قال :ركبت مع أب بصرة الغفاري ف سفينة من الفسطاط ( ) 4ف
رمضان ،فدفع ،ث قرب غداءه ث قال :اقترب ،فقلت ( هامش ) ( " ) 1الغميم "
اسم واد أمام عسفان ) 2 ( .لنه عزم عليهم ،فأبوا ،وخالفوا الرخصة ) 3 ( .ف
سنده عبيد بن جعفر وهو ضعيف " ) 4 ( .الفسطاط " :مصر القدية / ) . ( .صفحة
/ 444ألست بي البيوت فقال أبو بصرة :أرغبت عن سنة رسول ال صلى ال عليه
وسلم ( ) 1؟ .رواه أحد ،وأبو داود ،ورجاله ثقات .قال الشوكان :والديثان
يدلن على أن للمسافر أن يفطر قبل خروجه ،من الوضع الذي أراد السفر منه .وقال :
قال ابن العرب :وأما حديث أنس ،فصحيح ،يقتضي جواز الفطر ،مع أهبة السفر .
وقال :وهذا هو الق .والسفر البيح للفطر ،هو السفر الذي تقصر الصلة بسببه ،
ومدة القامة الت يوز للمسافر أن يفطر فيها ،هي الدة الت يوز له أن يقصر الصلة
فيها .وتقدم جيع ذلك ف مبحث قصر الصلة ومذاهب العلماء وتقيق ابن القيم .وقد
روى أحد ،وأبو داود ،والبيهقي ،والطحاوي .عن منصور الكلب :أن دحية بن
خليفة خرج من قرية ،من دمشق مرة ،إل قدر عقبة ( ) 2من الفسطاط ،ف رمضان ،
ث إنه أفطر ،وأفطر معه ناس .وكره آخرون أن يفطروا ،فلما رجع إل قريته ،قال :
وال لقد رأيت اليوم أمرا ما كنت أظن أن أراه ،إن قوما رغبوا عن هدي رسول ال
صلى ال عليه وسلم وأصحابه ،يقول ذلك للذين صاموا ،ث قال عند ذلك :اللهم
اقبضن إليك .من يب عليه الفطر والقضاء معا :وجيع رواة الديث ثقات ،إل
منصور الكلب ،وقد وثقه العجلي .اتفق الفقهاء على أنه يب الفطر على الائض ،
النفساء ويرم عليهما الصيام ،وإذا صاتا ل يصح صومهما ،ويقع باطل ،وعليهما قضاء
ما فاتما .روى البخاري ،ومسلم ،عن عائشة ،قالت :كنا نيض على عهد رسول
ال صلى ال عليه وسلم ،فنؤمر بقضاء الصوم ،ول نؤمر بقضاء
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 444
364
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الصلة ( .هامش ) ( ) 1استفهام إنكاري ) 2 ( .أي أن السافة الت قطعها من القرية
الت خرج منها تعدل السافة الت بي مصر القدية وميت عقبة الجاورة ل مبالغة ،
وقدرت هذه السافة بفرسخ / ) . ( .صفحة / 445اليام النهي عن صيامها جاءت
الحاديث مصرحة بالنهي عن صيام أيام نبينها فيما يلي ) 1 ( :النهي عن صيام يومي
العيدين :أجع العلماء على تري صوم يومي العيدين ،سواء أكان الصوم فرضا ،أم
تطوعا .لقول عمر رضي ال عنه :إن رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عن صيام
هذين اليومي .أما يوم الفطر ،ففطركم من صومكم ( ، ) 1وأما يوم الضحى ،فكلوا
من نسككم ( . " ) 2رواه أحد ،والربعة ) 2 ( .النهي عن صوم أيام التشريق :ل
يوز صيام اليام الثلثة ،الت تلي عيد النحر .لا رواه أبو هريرة أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم بعث عبد ال بن حذاقة يطوف ف من " :أن ل تصوموا هذه اليام ،فإنا
أيام أكل وشرب وذكر ال عزوجل .رواه أحد بإسناد جيد .وروى الطبان ف الوسط
،عن ابن عباس رضي ال عنهما :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أرسل صائحا
يصيح :أن ل تصوموا هذه اليام فإنا أيام أكل ،وشرب ،وبعال ( " ) 3وأجاز
أصحاب الشافعي ،صيام أيام التشريق ،فيما له سبب ،من نذر ،أو كفارة ،أو قضاء .
أمامال سبب له ،فل يوز فيها بل خلف .وجعلوا هذا نظي الصلة الت لا سبب ف
الوقات النهي فيها عن الصلة ) 3 ( .النهي عن صوم يوم المعة منفردا :يوم المعة
عيد أسبوعي للمسلمي ،ولذلك نى الشارع عن صيامه .وذهب المهور :إل أن
النهي للكراهة ( ) 4ل للتحري إل إذا صام يوما ( هامش ) ( ) 1أي الفطر من صيام
رمضان " ) 2 ( .النسك " الضاحي " ) 3 ( .بعال " أي جاع الرجل زوجته ) 4 ( .
وعن أب حنيفة ومالك :ل يكره ،والدلة الذكورة عليهما / ) . ( .صفحة / 446
قبله ،أو يوما بعده ،أو وافق عادة له ،أو كان يوم عرفة ،أو عاشوراء .فإنه حينئذ ل
يكره صيامه .فعن عبد ال بن عمرو :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم دخل على
جويرية بنت الارث وهي صائمة ،ف يوم جعة فقال لا " :أصمت أمس " ؟ فقالت .
ل ،قال " :أتريدين أن تصومي غدا " ؟ قالت :ل .قال " :فأفطري إذن " رواه
أحد ،والنسائي ،بسند جيد .وعن عامر الشعري قال ،سعت رسول ال صلى ال
365
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عليه وسلم يقول " :إن يوم المعة عيدكم فل تصوموه .إل أن تصوموا قبله أو بعده "
رواه البزار بسند حسن .وقال علي رضي ال عنه :من كان منكم متطوعا ،فليصم يوم
الميس ،ول يصم يوم المعة ،فإنه يوم طعام ،وشراب وذكر رواه ابن أب شيبة بسند
حسن .وف الصحيحي من حديث جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال
" :لتصوموا يوم المعة ،إل وقبله يوم ،أو بعده يوم " .وف لفظ لسلم " :ولتصوا
ليلة المعة ،بقيام من بي الليال ،ول تصوا يوم المعة ،بصيام من بي اليام ،إل أن
يكون ف صوم ،يصومه أحدكم " ) 4 ( .النهي عن إفراد يوم السبت بصيام :عن بسر
السلمي ،عن أخته الصماء :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :ل تصوموا يوم
السبت إل فيما افترض عليكم ( ) 1وإن ل يد أحدكم إل لا ( ) 2عنب ،أو عود
شجرة فليمضغه " .رواه أحد ،وأصحاب السنن ،والاكم ،وقال :صحيح على شرط
مسلم وحسنه الترمذي ،وقال :ومعن الكراهة ف هذا ،أن يتص الرجل يوم السبت
بصيام ،لن اليهود يعظمون يوم السبت ( .هامش ) ( ) 1ويشتمل القضاء والنذور
والنفل ،إذا وافق عادته ،أو كان يوم عرفة ،ونو ذلك " ) 2 ( . . .لاء " أي قشر .
( / ) .صفحة / 447وقالت أم سلمة " :كان النب صلى ال عليه وسلم يصوم يوم
السبت ،ويوم الحد ،أكثر ما يصوم من اليام ،ويقول :إنما عيد الشركي ،فأنا
أحب ان أخالفهم " .رواه أحد والبيهقي ،والاكم وابن خزية ،وصححاه .ومذهب
الحناف ،والشافعية والنابلة ،كراهة الصوم يوم السبت ،منفردا ،لذه الدلة .
وخالف ف ذلك مالك ،فجوز صيامه منفردا ،بل كراهة ،والديث حجة عليه ) 5 ( .
النهي عن صوم يوم الشك :قال عمار بن ياسر رضي ال عنه :من صام اليوم الذي شك
فيه فقد عصى أبا القاسم ،صلى ال عليه وسلم ،رواه أصحاب السنن .وقال الترمذي :
حديث حسن صحيح ،والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم ،وبه يقول سفيان
الثوري ،ومالك بن أنس ،وعبد ال بن البارك ،والشافعي ،وأحد ،وإسحاق ،كرهوا
أن يصوم الرجل اليوم الذي يشك فيه .ورأى أكثر هم إن صامه وكان من شهر
رمضان ،أن يقضي يوما مكانه ( ) 1فإن صامه لوافقته عادة له جاز له الصيام حينئذ
بدون كراهة .فعن أب هريرة :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ل تقدموا ( ) 2
366
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 447
صوم رمضان ،بيوم ،ول يومي ،إل أن يكون صوم يصومه رجل ،فليصم ذلك اليوم "
رواه الماعة .وقال الترمذي :حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم ،كرهوا
أن يتعجل الرجل ،بصيام قبل دخول رمضان لعن رمضان .وإن كان رجل يصوم صوما
،فوافق صيامه ذلك ،فل بأس به عندهم ( .هامش ) ( ) 1وعند النفية :إن ظهر أنه
من رمضان وصامه أجزأه عنه " ) 2 ( .تقدموا " أي تتقدموا / ) . ( .صفحة / 448
( ) 6النهي عن صوم الدهر :يرم صيام السنة كلها ،با فيها اليام الت نى الشارع عن
صيامها .لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم " :لصام ،من صام البد " رواه أحد ،
والبخاري ،ومسلم .فأن أفطر يومي العيد ،وأيام التشريق ،وصام بقية اليام انتفت
الكراهة ،إذا كان من يقوى على صيامها .قال الترمذي :وقدكره قوم من أهل العلم
صيام الدهر .إذا ل يفطر يوم الفطر ،ويوم الضحى ،وأيام التشريق .فمن أفطر ف هذه
اليام ،فقد خرج من حد الكراهة ،وليكون قد صام الدهر كله .هكذا روي عن
مالك ،والشافعي ،وأحد ،وإسحق .وقد أقر النب صلى ال عليه وسلم حزة السلمي
على سرد الصيام ،وقال له " :صم إن شئت وأفطر إن شئت " .وقد تقدم .والفضل
أن يصوم يوما ،ويفطر يوما ،فإن ذلك أحب الصيام إل ال ،وسيأت ) 7 ( .النهي عن
صيام الرأة ،وزوجها حاضر ،إل بإذنه :نى رسول ال صلى ال عليه وسلم الرأة أن
تصوم ،وزوجها حاضر حت تستأذنه .فعن أب هريرة :أن النب صلى ال عليه وسلم قال
" :ل تصم الرأة يوما واحدا ،وزوجها شاهد إل بإذنه ،إل رمضان " رواه أحد ،
والبخاري ومسلم .وقد حل العلماء هذا النهي على التحري ،وأجازوا للزوج أن يفسد
صيام زوجته لو صامت ،دون أن يأذن لا ،لفتياتا ( ) 1على حقه ،وهذا ف غي
رمضان كما جاء ف الديث ،فإنه ل يتاج إل إذن من الزوج ( :هامش ) ( " ) 1
لفتياتا " أي لتعديها على حقه / ) . ( .صفحة / 449وكذلك لا أن تصوم من غي
إذنه ،إذا كان غائبا ،فإذا قدم ،له أن يفسد صيامها .وجعلوا مرض الزوج ،وعجزه
من مباشرتا ،مثل غيبته عنها .ف جواز صومها ،دون أن تستأذنه .النهي عن وصال
367
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الصوم ( - 1 : ) 1عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :إياكم والوصال
" -قالا ثلث مرات -قالوا :فإنك تواصل يا رسول ال ؟ قال " :إنكم لستم ف ذلك
مثلي ،إن أبيت يطعمن ( ) 2رب ويسقين ،فاكلفوا من العمال ما تطيقون " رواه
البخاري ومسلم .وقد حل الفقهاء النهي على الكراهة .وجوز أحد ،وإسحق وابن
النذر ،الوصال إل السحر ،ما ل تكن مثقة على الصائم .لا رواه البخاري عن أب
سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ل تواصلوا ،فأيكم
أراد أن يواصل ،فليواصل حت السحر " .صيام التطوع رغب رسول ال صلى ال عليه
وسلم ف صيام هذه اليام التية :صيام ستة أيام من شوال :روى الماعة -إل
البخاري والنسائي -عن أب أيوب النصاري ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من
صام رمضان ث أتبعه ستا من شوال فكأنا صام الدهر ( ( . " ) 3هامش ) ( ) 1وصل
الصوم متابعة بعضه بعضا دون فطر أو سحور " ) 2 ( .يطعمن ال " أي يعل ال له
قوة الطاعم والشارب ) 3 ( .هذا لن صام رمضان كل سنة ،قال العلماء :السنة
بعشر أمثالا ورمضان بعشرة شهور .واليام الستة بشهرين / ) . ( .صفحة / 450
وعند أحد :أنا تؤدى متتابعة وغي متتابعه ،ول فضل لحدها على الخر .وعند
النفية ،والشافعية ،الفضل صومها متتابعة ،عقب العيد .صوم عشر ذي الجة
وتأكيد يوم عرفة لغي الاج - 1 :عن أب قتادة رضي ال عنه قال ،قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم " :صوم يوم عرفة ،يكفر سنتي ،ماضية ،ومستقبلة ،وصوم يوم
عاشوراء يكفر سنة ماضية " .رواه الماعة إل البخاري ،والترمذي - 2 .عن حفصة
قال :أربع ل يكن يدعهن رسول ال صلى ال عليه وسلم :صيام عاشوراء والعشر (
، ) 1وثلثة أيام من كل شهر ،والركعتي قبل الغداة .رواه أحد ،والنسائي - 3 .
عن عقبة بن عامر قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :يوم عرفة ،ويوم النحر ،
وأيام التشريق ،عيدنا -أهل السلم -وهي أيام أكل وشرب " .رواه المسة ،إل
ابن ماجه .وصححه الترمذي - 4 .عن أب هريرة قال :نى رسول ال صلى ال عليه
وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات .رواه أحد وأبو داود والنسائي ،وابن ماجه .قال
الترمذي ،قد استحب أهل العلم ،صيام يوم عرفة إل بعرفة - 5 .عن أم الفضل :أنم
368
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
شكوا ف صوم رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم عرفة ،فأرسلت إليه بلب ،فشرب ،
وهو يطب الناس بعرفة .متفق عليه .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 450
صيام مرم ،وتأكيد صوم عاشوراء ويوما قبلها ،ويوما بعدها - 1 :عن أب هريرة
قال ،سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،أي الصلة أفضل بعد الكتوبة ؟ قال " :
الصلة ف جوف الليل " .قيل :ث أي الصيام أفضل بعد رمضان ؟ قال " :شهر ال ( 2
) الذي تدعونه الحرم " رواه أحد ،ومسلم ،وأبو داود ( .هامش ) ( ) 1أي من ذي
الجة ) 2 ( .الضافة للتشريف / ) . ( .صفحة - 2 / 451عن معاوية بن أب
سفيان قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :إن هذا يوم عاشوراء ،ول
يكتب عليكم صيامه ،وأنا صائم ،فمن شاء صام ،ومن شاء فليفطر " متفق عليه - 3 .
عن عائشة رضي ال عنها قالت :كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش ،ف الاهلية ،
وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصومه ،فلما قدم الدينة صامه ،وأمر الناس
بصيامه .فلما فرض رمضان قال " :من شاء صامه ومن شاء تركه " .متفق عليه - 4 .
عن ابن عباس رضي ال عنهما قال :قدم النب صلى ال عليه وسلم الدينة فرأى اليهود
تصوم عاشوراء .فقال " :ما هذا ؟ " قالوا :يوم صال ،نى ال فيه موسى .وبن
السرائيل من عدوهم ،فصامه موسى فقال صلى ال عليه وسلم " :أنا أحق بوسى منكم
" فصامه ،وأمر بصيامه .متفق عليه - 5 .عن أب موسى الشعري رضي ال عنه قال :
كان يوم عاشوراء ،تعظمه اليهود ،وتتخذه عيدا ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم
" :صوموه أنتم " متفق عليه - 6 .عن ابن عباس رضي ال عنهما قال :لا صام رسول
ال صلى ال عليه وسلم يوم عاشوراء ،وأمر بصيامه ،قالوا يا رسول ال :إنه يوم تعظمه
اليهود والنصارى . .فقال " :إذا كان العام القبل -إن شاء ال -صمنا اليوم التاسع
" ،قال :فلم يأت العام القبل ،حت توف رسول ال صلى ال عليه وسلم .رواه مسلم ،
وأبو داود .وف لفظ ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :لئن بقيت إل قابل
لصومن التاسع " :يعن مع يوم عاشوراء .رواه أحد ومسلم .وقد ذكر العلماء :أن
369
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صيام يوم عاشوراء على ثلث مراتب :الرتبة الول :صوم ثلثة أيام :التاسع ،والعاشر
،والادي عشر .الرتبة الثانية :صوم التاسع ،والعاشر .الرتبة الثالثة :صوم العاشر
وحده / .صفحة / 452التوسعة يوم عاشوراء :عن جابر بن عبد ال رضي ال عنه ،
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :من وسع على نفسه ،وأهله يوم عاشوراء ،
وسع ال عليه سائر سنته " .رواه البيهقي ف الشعب ،وابن عبد الب .وللحديث طرق
أخرى ،كلها ضعيفة .ولكن إذا ضم بعضها إل بعض ،ازدادت قوة :كما قال
السخاوي .صيام أكثر شعبان :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصوم أكثر شعبان
.قالت عائشة :ما رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم استكمل صيام شهر قط ،إل
شهر رمضان ،وما رأيته ف شهر أكثر منه صياما ف شعبان .رواه البخاري ،ومسلم .
وعن أسامة بن زيد رضي ال عنهما قال :قلت :يا رسول ال ،ل أرك تصوم من شهر
من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال " :ذلك شهر يغفل الناس عنه ،بي رجب
ورمضان ،وهو شهر ترفع فيه العمال إل رب العالي فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم
" .رواه أبو داود ،والنسائي وصححه ابن خزية .وتصيص صوم يوم النصف منه ظنا
أن له فضيلة على غيه ،ما ل يأت به دليل صحيح .صوم الشهر الرم :الشهر الرم
ذو القعدة ،وذو الجة ،والحرم ،ورجب ويستحب الكثار من الصيام فيها .فعن
رجل من باهلة أنه أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال :يا رسول ال .أنا الرجل الذي
جئتك عام الول ،فقال " :فما غيك ،وقد كنت حسن اليئة ؟ " قال :ما أكلت
طعاما إل بليل منذ فارقتك .فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " .ل عذبت نفسك ؟
" ث قال " :صم شهر الصب / ،صفحة / 453ويوما من كل شهر " .قال :زدن ،
فإن ب قوة .قال " :صم يومي " .قال :زدن .قال " :صم من الرم واترك .صم
من الرم واترك .صم من الرم واترك " وقال بأصابعه الثلثة ،فضمها ،ث أرسلها (
. ) 1رواه أحد ،وأبو داود ،وابن ماجه والبيهقي ،بسند جيد .وصيام رجب ،ليس
له فضل زائد على غيه من الشهور ،إل أنه من الشهر الرم .ول يرد ف السنة
الصحيحة :أن للصيام فيه فضيلة بصوصه ،وأن ما جاء ف ذلك ما ل ينتهض
للحتجاج به .قال ابن حجر .ل يرد ف فضله ،ول ف صيامه ،ول ف صيام شئ منه
370
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
معي ،ول ف قيام ليلة مصوصة منه ،حديث صحيح يصلح للحجة .صوم يومي الثني
والميس :عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم كان أكثر ما يصوم الثني ،
والميس ،فقيل له ( ) 2فقال " :إن العمال تعرض كل اثني وخيس ،فيغفر ال
لكل مسلم ،أو لكل مؤمن ،إل التهاجرين ،فيقول :أخرها " رواه أحد ،بسند
صحيح .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 453
وف صحيح مسلم :أنه صلى ال عليه وسلم سئل عن صوم يوم الثني ؟ فقال " :ذاك
يوم ولدت فيه ،وأنزل علي فيه " أي نزل الوحي علي فيه صيام ثلثة أيام ،من كل شهر
:قال أبو ذر الغفاري رضي ال عنه :أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نصوم من
الشهر ثلثة أيام ،البيض :ثلث عشرة ،وأربع عشرة ،وخس عشرة .وقال :هي "
كصوم الدهر " رواه النسائي ،وصححه ابن حبان .وجاء عنه صلى ال عليه وسلم :أنه
كان يصوم من الشهر ،السبت ( هامش ) ( " ) 1أرسلها " أي أشار إليه بصيام ثلثة
أيام وفط ثلثة أخرى " ) 2 ( .فقيل له " " أي سئل عن الباعث على صوم يومي
الميس ،والثني / ) . ( .صفحة / 454والحد ،والثني ،ومن الشهر الخر ،
الثلثاء ،والربعاء ،والميس ،وأنه كان يصوم من غرة كل هلل ،ثلثة أيام ،وأنه
كان يصوم .الميس ،من أول الشهر ،والثني الذي يليه ،والثني الذي يليه .صيام
يوم وفطر يوم ،عن أب سلمة بن عبد الرحن ،عن عبد ال بن عمرو قال ،قال ل
رسول ال صلى ال عليه وسلم " :لقد أخبت أنك تقوم الليل وتصوم النهار " قال :
قلت :يا رسول ال نعم ،قال " :فصم ،وافطر ،وصل ،ون ،فإن لسدك عليك حقا
،وإن لزوجك عليك حقا ،وإن لزورك ( ) 1عليك حقا ،وإن بسبك أن تصوم من
كل شهر ثلثة أيام " .قال :فشددت فشدد علي .قال :فقلت ،يا رسول ال إن
أجده قوة .قال " :فصم من كل جعة ثلثة أيام " .قال فشددت فشدد علي .قال
فقلت :يا رسول ال إن أجد قوة .قال " :صم صوم نب ال داود ،ول تزد عليه " .
قلت :يا رسول ال .وما كان صيام داود عليه الصلة والسلم ؟ قال :كان يصوم
371
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يوما ،ويفطر يوما " .رواه أحد ،وغيه .وروى أيضا عن عبد ال بن عمرو وقال :
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :أحب الصيام إل ال صيام داود ،وأحب الصلة
إل ال صلة داود ،كان ينام نصفه ،ويقوم ثلثه ،وينام سدسه ،وكان يصوم يوما ،
ويفطر يوما " .جواز فطر الصائم التطوع - 1عن أم هانئ رضي ال عنها :أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم دخل عليها يوم الفتح ،فأت بشراب ،فشرب ،ث ناولن ،
فقلت .إن صائمة فقال " :إن التطوع أمي على نفسه ،فإن شئت فصومي ،وإن شئت
فأفطري " .رواه أحد والدارقطن ،والبيهقي .ورواه الاكم وقال صحيح السناد .
ولفظه " :الصائم التطوع أمي نفسه إن شاء صام ،وإن شاء أفطر ( " .هامش ) ( ) 1
" زورك " أي ضيفك / ) . ( .صفحة / 455وعن أب جحيفة قال :آخى النب صلى
ال عليه وسلم ،بي سلمان ،وأب الدرداء ،فزار سلمان أبا الدرداء ،فرأى أم الدرداء
متبذلة ،فقال لا :ما شأنك ؟ قالت :أخوك أبو الدرداء ،ليس له حاجة ف الدنيا ،
فجاء أبو الدرداء ،فصنع له طعاما ،فقال :كل فإن صائم ،فقال :ما أنا بآكل حت
تأكل ،فأكل ،فلما كان الليل ،وذهب أبو الدرداء يقوم قال :ن ،فنام ،ث ذهب .
فقال :ن ،فلما كان ف آخر الليل ،قال :قم الن ،فصليا ،فقال له سلمان :إن لربك
عليك حقا ،ولنفسك عليك حقا ،ولهلك عليك حقا ،فأعط كل ذي حق حقه .
فأتى النب صلى ال عليه وسلم فذكر له ذلك ،فقال النب صلى ال عليه وسلم :صدق
سلمان .رواه البخاري ،والترمذي - 3 .وعن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال :
صنعت لرسول ال صلى ال عليه وسلم طعاما ،فأتان هو وأصحابه ،فلما وضع الطعام ،
قال رجل من القوم :إن صائم ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :دعاكم
أخوكم وتكلف لكم " ث قال " :أفطر ،وصم يوما مكانه ،إن شئت " .رواه البيهقي
بإسناد حسن ،كما قال الافظ .وقد ذهب أكثر أهل العلم إل جواز الفطر ،لن صام
متطوعا ،واسحبوا له قضاء ذلك اليوم ،استدلل بذه الحاديث الصحيحة الصرية .
آداب الصيام يستحب للصائم أن يراعي ف صيامه الداب التية ) 1 ( :السحور :وقد
أجعت المة على استحبابه ،وأنه ل إث على من تركه ،فعن أنس رضي ال عنه :أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :تسحروا فإن ف السحور ( ) 1بركة " .رواه
372
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
البخاري ،ومسلم .وعن القدام بن معد يكرب ،عن النب صلى ال عليه وسلم قال " :
عليكم ( هامش ) ( ) 1السحور بالفتح الأكول ،وبالضم الصدر والفعل / ) . ( .
صفحة / 456بذا السحور ،فإنه هو الغذاء البارك " .رواه النسائي ،بسند جيد .
وسبب البكة :أنه يقوي الصائم ،وينشطه ،ويهون عليه الصيام .ب يتحقق :ويتحقق
السحور بكثي الطعام وقليله ،ولو برعة ماء .فعن أب سعيد الدري رضي ال عنه أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :السحور بركة ،فل تدعوه ولو أن يرع أحدكم
جرعة ماء ،فإن ال وملئكته يصلون على التسحرين " .رواه أحد .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 456
وقته :وقت السحور من منتصف الليل إل طلوع الفجر ،والستحب تأخيه .فعن زيد
بن ثابت رضي ال عنه قال :تسحرنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ث قمنا إل
الصلة ،قلت :كم كان قدر ما بينهما :؟ قال :خسي آية .رواه البخاري ،ومسلم
.وعن عمرو بن ميمون قال :كان أصحاب ممد صلى ال عليه وسلم أعجل الناس
إفطارا وأبطأهم سحورا .رواه البيهقي بسند صحيح .وعن أب ذر الغفاري رضي ال
مرفوعا " :ل تزال أمت بي ،ما عجلوا الفطر ،وأخروا السحور " .وف سنده سليمان
بن أب عثمان ،وهو مهول .الشك ف طلوع الفجر :ولو شك ف طلوع الفجر ،فله
أن يأكل ،ويشرب ،حت يستيقن طلوعه ،ول يعمل بالشك ،فإن ال عزوجل جعل
ناية الكل والشرب التبي نفسه ،ل الشك ،فقال " :وكلوا واشربوا حت يتبي لكم
اليط البيض من اليط السود من الفجر " .وقال رجل لبن عباس رضي ال عنهما :
إن أتسحر فإذا شككت أمسكت ،فقال ابن عباس :كل ،ما شككت حت ل تشك .
/صفحة / 457وقال أبو داود ،قال أبو عبد ال ( " : ) 1إذا شك ف الفجر يأكل
حى يستيقن طلوعه " .وهذا مذهب ابن عباس ،وعطاء ،والوزاعي ،وأحد .وقال
النووي :وقد اتفق أصحاب الشافعي على جواز الكل للشاك ف طلوع الفجر ) 2 ( .
تعجيل الفطر :ويستحب للصائم أن يعجل الفطر ،مت تقق غروب الشمس .فعن
سهل بن سعد :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ل يزال الناس بي ،ما عجلوا
373
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الفطر " .رواه البخاري ومسلم .وينبغي أن يكون الفطر على رطبات وترا ،فإن ل يد
فعلى الاء .فعن أنس رضي ال عنه ،قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يفطر
على رطبات قبل أن يصلي ،فإن ل تكن فعلى ترات ،فإن ل تكن ،حسا حسوات ( 2
) من ماء " .رواه أبو داود ،والاكم وصححه ،والترمذي وحسنه .وعن سليمان بن
عامر :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :إذا كان أحدكم صائما ،فليفطر على
التمر ،فإن ل يد التمر فعلى الاء ،فإن الاء طهور " .رواه أحد ،والترمذي ،وقال :
حسن صحيح .وف الديث دليل على أنه يستحب الفطر قبل صلة الغرب بذه
الكيفية ،فإذا صلى تناول حاجته من الطعام بد ذلك ،إل إذا كان الطعام موجودا ،فإنه
يبدأ به ،قال أنس :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إذا قدم العشاء فابدءوا به
قبل صلة الغرب ،ول تعجلوا عن عشائكم " .رواه الشيخان ) 3 ( .الدعاء عند
الفطر وأثناء الصيام :روى ابن ماجه عن عبد ال بن عمرو بن العاص أن النب صلى ال
عليه وسلم قال " :إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد " .وكان عبد ال إذا أفطر
( هامش ) ( ) 1هو أحد بن حنبل " ) 2 ( .حسا " أي شرب / ) . ( .صفحة 458
/يقول " :اللهم إن أسألك -برحتك الت وسعت كل شئ -أن تغفر ل " .وثبت أنه
صلى ال عليه وسلم كان يقول " :ذهب الظمأ ،وابتلت العروق ،وثبت الجر إن شاء
ال تعال " .وروي مرسل :أنه صلى ال عليه وسلم كان يقول " :اللهم لك صمت ،
وعلى رزقك أفطرت " .وروى الترمذي -بسند حسن -أنه صلى ال عليه وسلم قال :
" ثلثة ل ترد دعوتم :الصائم حت يفطر ( ، ) 1والمام العادل ،والظلوم " ) 4 ( .
الكف عما يتناف مع الصيام :الصيام عبادة من أفضل القربات ،شرعه ال تعال ليهذب
النفس ،ويعودها الي .فينبغي أن يتحفظ الصائم من العمال الت تدش صومه ،حت
ينتفع بالصيام ،وتصل له التقوى الت ذكرها ال ف قوله " :يأيها الذين آمنوا كتب
عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " .وليس الصيام مرد
إمساك عن الكل والشرب ،وإنا هو إمساك عن الكل ،والشرب ،وسائر ما نى ال
عنه .فعن أب هريرة :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ليس الصيام من الكل
والشرب ،إنا الصيام من اللغو ،والرفث ،فإن سابك أحد ،أو جهل عليك ،فقل إن
374
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صائم ،إن صائم " .رواه ابن خزية ،وابن حبان ،والاكم ،وقال :صحيح على
شرط مسلم .وروى الماعة -إل مسلما -عن أب هريرة ،أن النب صلى ال عليه
وسلم قال " :من ل يدع ( ) 2قول الزور والعمل به فليس ل حاجة ف أن يدع طعامه
وشرابه ( ( . " ) 3هامش ) ( ) 1يستفاد منه استحباب الدعاء طول مدة الصيام 2 ( .
) " يدع " أي يترك ) 3 ( .أي ليس ل إرادة ف قبول صيامه ،أي إن ال ل يقبل صيامه
/ ) . ( .صفحة / 459وعنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :رب صائم ليس له
من صيامه إل الوع ،ورب قائم ليس له من قيامه إل السهر " .رواه النسائي ،وابن
ماجه والاكم ،وقال :صحيح على شرط البخاري ) 5 ( .السواك :ويستحب للصائم
أن يتسوك أثناء الصيام ،ول فرق بي أول النهار
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 459
وآخره .قال الترمذي " :ول ير الشافعي بالسواك ،أول النهار وآخره بأسا " .وكان
النب صلى ال عليه وسلم يتسوك ،وهو صائم .وتقدم ذلك ف هذا الكتاب فليجع إليه
) 6 ( .الود ومدارسة القرآن :الود ومدارسة القرآن مستحبان ف كل وقت ،إل
أنما آكد ف رمضان .روى البخاري عن ابن عباس رضي ال عنهما قال :كان رسول
ال صلى ال عليه وسلم أجود الناس ،وكان أجود ما يكون ف رمضان حي يلقاه جبيل
،وكان يلقاه ف كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول ال صلى ال عليه وسلم
أجود بالي من الريح الرسلة ( ) 7 ( . ) 1الجتهاد ف العبادة ف العشر الواخر من
رمضان - 1 :روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه
وسلم " :كان إذا دخل العشر الواخر أحي الليل ،وأيقظ أهله ،وشد الئزر " .وف
رواية لسلم " :كان يتهد ف العشر الواخر ما ل يتهد ف غيه " - 2 .وروى
الترمذي وصححه ،عن علي رضي ال عنه قال " :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم
يوقظ أهله ف العشر الواخر ،ويرفع الئزر " ( .هامش ) ( ) 1أي ف السراع والعموم
/ ) . ( .صفحة / 460مباحات الصيام يباح ف الصيام ما يأت - 1 :نزول الاء
والنغماس فيه :لا رواه أبو بكر بن عبد الرحن ،عن بعض أصحاب النب صلى ال عليه
375
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وسلم :أنه حدثه فقال :ولقد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يصب على رأسه
الاء وهو صائم ،من العطش أو من الر .رواه أحد ،ومالك ،وأبو داود ،بإسناد
صحيح .وف الصحيحي عن عائشة رضي ال عنها ،أن النب صلى ال عليه وسلم "
كان يصبح جنبا ،وهو صائم ،ث يغتسل " .فإن دخل الاء ف جوف الصائم من غي
قصد قصومه صحيح - 2 .الكتحال :والقطرة ونوها ما يدخل العي ،سواء أوجد
طعمه ف حلقه أم ل يده ،لن العي ليست بنفذ إل الوف .وعن أنس " :أنه كان
يكتحل وهو صائم " .وإل هذا ذهبت الشافعية ،وحكاه ابن النذر ،عن عطاء ،
والسن ،والنخعي ،والوزاعي ،وأب حنيفة ،وأب ثور .وروي عن ابن عمر ،وأنس
وابن أب أوف من الصحابة .وهو مذهب داود .ول يصح ف هذا الباب شئ عن النب
صلى ال عليه وسلم ،كما قال الترمذي - 3 .القبلة :لن قدر على ضبط نفسه .فقد
ثبت عن عائشة رضي ال عنها قالت " :كان النب صلى ال عليه وسلم يقبل وهو
صائم ،ويباشر وهو صائم ( ، ) 1وكان أملككم لربه " .وعن عمر رضي ال عنه أنه
قال " :هششت ( ) 2يوما ،فقبلت وأنا صائم ،فأتيت النب صلى ال عليه وسلم فقلت
:صنعت اليوم أمرا عظيما ،قبلت وأنا صائم ،فقال رسول ال عليه وسلم " :أرأيت لو
تضمضت باء وأنت ( هامش ) ( ) 1والقصود الداعبة ( " ) 2هششت " أي نشطت
/ ) . ( .صفحة / 461صائم ؟ " قلت :ل بأس بذلك ؟ ،قال " :ففيم ( . " ) 1
قال ابن النذر رخص ف القبلة عمر وابن عباس وأبو هريرة وعائشة ،وعطاء ،والشعب ،
والسن ،وأحد ،وإسحاق .ومذهب الحناف والشافعية :أنا تكره على من حركت
شهوته ،ول تكره لغيه ،لكن الول تركها .ول فرق بي الشيخ والشاب ف ذلك ،
والعتبار بتحريك الشهوة ،وخوف النزال ،فإن حركت شهوة شاب ،أو شيخ قوي ،
كرهت .وإن ل تركها لشيخ أو شاب ضعيف ،ل تكره ،والول تركها .وسواء قبل
الد أو الفم أو غيها .وهكذا الباشرة باليد والعانقة لما حكم القبلة - 4 .القنة :
مطلقا ،سواء أكانت للتغذية ،أم لغيها ،وسواء أكانت ف العروق ،أم تت اللد ،
فإنا وإن وصلت إل الوف ،فإنا تصل إليه من غي النفذ العتاد - 5 .الجامة ( ) 2
:فقد احتجم النب صلى ال عليه وسلم وهو صائم ( ، ) 3إل إذا كانت تضعف الصائم
376
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فإنا تكره له ،قال ثابت البنان لنس :أكنتم تكرهون الجامة للصائم على عهد رسول
ال صلى ال عليه وسلم ؟ قال :ل ،إل من أجل الضعف .رواه البخاري وغيه .
والفصد ( ) 4مثل الجامة ف الكم - 6 .الضمضة والستنشاق :إل أنه ل تكره
البالغة فيهما ،فعن لقيط ابن صبة أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :فإذا استنشقت
فأبلغ ،إل أن تكون صائما " .رواه أصحاب السنن .وقال الترمذي :حسن صحيح .
وقد كره أهل العلم السعوط ( ) 5للصائم ،ورأوه :أن ذلك يفطر ،وف الديث ما
يقوي قولم ( .هامش ) ( " ) 1ففيم " أي ففيم السؤال " ) 2 ( .الجامة " أخد الدم
من الرأس ) 3 ( .رواه البخاري " ) 4 ( .الفصد " أي أخذ الدم من أي عضو ) 5 ( .
" السعوط " أي وضع الدواء ف النف ( / ) .صفحة / 462قال ابن قدامة :وإن
تضمض ،أو استنشق ف الطهارة فسبق الاء إل حلقه ،من غي قصد ول إسراف فل
شئ عليه ،وبه قال الوزاعي وإسحاق والشافعي ف أحد قوليه ،وروي ذلك عن ابن
عباس .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 462
وقال مالك ،وأبو حنيفة :يفطر ،لنه أوصل الاء إل جوفه ،ذاكرا لصومه ،فأفطر ،
كما لو تعمد شربه .قال ابن قدامة -مرجحا الرأي الول -ولنا أنه وصل الاء إل حلقه
،من غي إسراف ول قصد ،فأشبه ما لو طارت ذبابة إل حلقه ( ) 1وبذا فارق التعمد
- 7 .وكذا يباح له ما ل يكن الحتراز عنه كبلع الريق وغبار الطريق ،وغربلة الدقيق
والنخالة ونو ذلك .وقال ابن عباس :ل بأس أن يذوق الطعام الل ،والشئ يريد
شراءه .وكان السن يضغ الوز لبن ابنه وهو صائم ،ورخص فيه إبراهيم .وأما مضغ
العلك ( ) 2فإنه مكروه ،إذا كان ل يتفتت منه أجزاء .ومن قال بكراهته :الشعب ،
والنخعي ،والحناف ،الشافعي ،والنابلة .ورخصت عائشة وعطاء ف مضغه ،لنه ل
يضل إل الوف ،فهو كالصاة ،يضعها ف فمه .هذا إذا ل تتحلل منه أجزاء ،فإن
تللت منه أجزاء ونزلت إل الوف ،أفطر .قال ابن تيمية :وشم الروائح الطيبة ل بأس
به للصائم .وقال :أما الكحل ،والقنة ،وما يقطر ف إحليله ،ومداواة الأمومة
377
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والائفة ،فهذا ما تنازع فيه أهل العلم ،فمنهم من ل يفطر بشئ من ذلك ،ومنهم من
فطر بالمع ل بالكحل ،ومنهم من فطر بالميع ،ل بالتقطي ،ومنهم من ل يفطر
بالكحل ،ول بالتقطي ،ويفطر با سوى ذلك ( .هامش ) ( ) 1قال ابن عباس :
دخول الذباب ف حلق الصائم ل يفطر " ) 2 ( .العلك " أي اللبان / ) . ( .صفحة
/ 463فإن الصيام من دين السلم ،الذي يتاج إل معرفته الاص ،والعام .فلو
كانت هذه المور ما حرمها ال ورسوله ف الصيام ،ويفسد الصوم با ،لكان هذا ما
يب على الرسول بيانه ،ولو ذكر ذلك لعلمه الصحابة ،وبلغوه المة ،كما بلغوا سائر
شرعه .فلما ل ينقل أحد من أهل العلم ،عن النب صلى ال عليه وسلم ف ذلك ،ل
حديثا صحيحا ،ول ضعيفا ،ول مسندا ،ول مرسل علم أنه ل ينكر شيئا من ذلك .
قال :فإذا كانت الحكام الت تعم با البلوى ،لبد ان يبينها الرسول صلى ال عليه
وسلم بيانا عاما ،ولبد أن تنقل المة ذلك .فمعلوم أن الكحل ،ونوه لما تعم به
البلوى ،كماتعم بالدهن ،والغتسال ،والبخور ،والطيب .فلو كان هذا ما يفطر ،
لبينه النب صلى ال عليه وسلم ،كما بي الفطار بغيه ،فلما ل يبي ذلك ،علم أنه من
جنس الطيب ،والبخور ،والدهن .والبخور قد يتصاعد إل النف ويدخل ف الدماغ ،
وينعقد أجساما .والدهن يشربه البدن ،ويدخل إل داخله ويتقوى به النسان ،وكذلك
يتقوى بالطيب قوة جيدة .فلما ل ينه الصائم عن ذلك دل على جواز تطيبه ،وتبخره ،
وادهانه ،وكذلك اكتحاله .وقد كان السلمون ف عهده صلى ال عليه وسلم يرح
أحدهم ،إما ف الهاد ،وإما ف غيه ،مأمومة ،وجائفة ،فلو كان هذا يفطر ،لبي لم
ذلك .فلما ل ينه الصائم عن ذلك ،علم أنه ل يعله مفطرا .ث قال :فإن الكحل ل
يغذي البتة ،ول يدخل أحد كحل إل جوفه ،لمن أنفه ،ول من فمه .وكذلك القنة
( ) 1لتغذي ،بل تستفرغ ما ف البدن ،كما لوشم شيئا من ( هامش ) ( ) 1يقصد
القنة الشرجية ،فإنا ل تفطر الصائم / ) . ( .صفحة / 464السهلت ،أو فزع
فزعا ،أوجب استطلق جوفه ،وهي ل تصل إل العدة .والدواء الذي يصل إل العدة ،
ف مداواة الائفة ( ) 1والأمومة ل يشبه ما يصل إليها من غذائه .وال سبحانه قال :
( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ) .وقال صلى ال عليه وسلم ( :
378
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الصوم جنة ) ،وقال ( :إن الشيطان يري من ابن آدم مرى الدم فضيقوا ماريه بالوع
والصوم ) .فالصائم ني عن الكل والشرب ،لن ذلك سبب التقوى ،فترك الكل
والشراب الذي يولد الدم الكثي ،الذي يري فيه الشيطان ،إنا يتولد من الغذاء ،لعن
حقنة ،ول كحل ،ول ما يقطر ف الذكر ،ول ما يداوى به الأمومة والائفة " انتهى .
- 8ويباح للصائم ،أن يأكل ،ويشرب ،ويامع ،حت يطلع الفجر ،فإذا طلع
الفجر ،وف فمه طعام ،وجب عليه أن يلفظه ،أو كان مامعا وجب عليه أن ينع .فإن
لفظ أو نزع ،صح صومه ،وإن ابتلع ما ف فمه من طعام ،متارا ،أو استدام الماع ،
أفطر .روى البخاري ،ومسلم ،عن عائشة رضي ال عنها :أن النب صلى ال عليه
وسلم قال " :إن بلل يؤذن بليل ،فكلوا ،واشربوا ،حت يؤذن ابن أم مكتوم " - 9 .
ويباح للصائم أن يصبح جنبا ،وتقدم حديث عائشة ف ذلك - 10 .والائض والنفساء
إذا انقطع الدم من الليل ،جاز لما تأخي الغسل إل الصبح ،وأصبحتا صائمتي ،ث
عليهما أن تتطهرا للصلة ( .هامش ) ( " ) 1الائفة " أي الراحة الت تصل إل
الوف " والأمومة " أي الشجة ف الرأس تصل إل أم الدماغ ومداواتما ليست تغذية ( .
/ ) .صفحة / 465ما يبطل الصيام ما يبطل الصيام قسمان :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 465
- 1ما يبطله ،ويوجب القضاء - 2 .وما يبطله ،ويوجب القضاء ،والكفارة .فأماما
يبطله ،ويوجب القضاء فقط فهو ما يأت 1 ( :و ) 2الكل ،والشرب عمدا :فإن
أكل أو شرب ناسيا ،أو مطئا ،أو مكرها ،فل قضاء عليه ول كفارة .فعن أب هريرة
أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من نسي -وهو صائم -فأكل أو شرب ،فليتم
صومه ،فإنا أطعمه ال وسقاه " .رواه الماعة .وقال الترمذي :والعمل على هذا عند
أكثر أهل العلم .وبه يقول سفيان الثوري والشافعي وأحد وإسحاق .وروى الدارقطن
والبيهقي والاكم وقال -صحيح على شرط مسلم .عن أب هريرة أن النب صلى ال
عليه وسلم قال " :من أفطر ف رمضان -ناسيا -فل قضاء عليه ،ول كفارة " .قال
الافظ ابن حجر :اسناده صحيح .وعن ابن عباس رضي ال عنهما :أن النب صلى ال
379
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عليه وسلم قال " :إن ال وضع عن أمت الطأ والنسيان ،وما استكرهوا عليه " .رواه
ابن ماجه والطبان والاكم ) 3 ( .القئ عمدا :فإن غلبه القئ ،فل قضاء عليه ول
كفارة .فعن أب هريرة :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من ذرعه ( ) 1القئ
( هامش ) ( " ) 1ذرعه " أي غلبه / ) . ( .صفحة / 466فليس عليه قضاء ،ومن
استقاء ( ) 1عمدا فليقض " .رواه أحد وأبو داود ،والترمذي ،وابن ماجه ،وابن
حبان ،والدارقطن ،والاكم ،وصححه .قال الطاب :ل أعلم خلفا بي أهل العلم ،
ف أن من ذرعه القئ ،فإنه ل قضاء عليه ،ول ف أن من استقاء عامدا ،فعليه القضاء ( .
) 5 ، 4اليض ،والنفاس ،ولو ف اللحظة الخية ،قبل غروب الشمس ،وهذا ما
أجع العلماء عليه ) 6 ( .الستمناء ( ، ) 2سواء ،أكان سببه تقبيل الرجل لزوجته أو
ضمها إليه ،أو كان باليد ،فهذا يبطل الصوم ،ويوجب القضاء .فإن كان سببه مرد
النظر ،أو الفكر ،فإنه مثل الحتلم نارا ف الصيام ل يبطل الصوم ،ول يب فيه شئ .
وكذلك الذي ،ل يؤثر ف الصوم ،قل ،أو كثر ) 7 ( .تناول ما ل يتغذى به ،من
النفذ العتاد ،إل الوف ،مثل تعاطي اللح الكثي ،فهذا يفطر ف قول عامة أهل العلم .
( ) 8ومن نوى الفطر -وهو صائم -بطل صومه ،وإن ل يتناول مفطرا .فإن النية
ركن من أركان الصيام ،فإذا نقضها -قاصدا الفطر ومعتمدا له -انتقض صيامه ل مالة
) 9 ( .إذا أكل ،أو شرب ،أو جامع -ظانا غروب الشمس أو عدم طلوع الفجر ،
فظهر خلف ذلك -فعليه القضاء ،عند جهور العلماء ،ومنهم الئمة الربعة .وذهب
إسحاق ،وداود ،وابن حزم ،وعطاء ،وعروة ،والسن البصري ،وماهد :إل أن
صومه صحيح ،ولقضاء عليه .لقول ال تعال ( :ليس عليكم جناح فيما أخطأت به
ولكن ما تعمدت قلوبكم ) .ولقول رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إن ال وضع عن
أمت الطأ ال . " . . .وتقدم ( .هامش ) ( " ) 1استقاء " أي تعمد القئ
واستخرجه ،بثم ما يقيئه ،أو بإدخال يده " ) 2 ( .الستمناء " أي تعمد إخراج الن
بأي سبب من السباب / ) . ( .صفحة / 467وروى عبد الرزاق قال :حدثنا معمر
عن العمش ،عن زيد بن وهب قال " :أفطر الناس ف زمن عمر بن الطاب ،فرأيت
عساسا ( ) 1أخرجت من بيت حفصة فشربوا ث طلعت الشمس من سحاب فكأن ذلك
380
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
شق على الناس ،فقالوا :نقضي هذا اليوم ،فقال عمر :ل ؟ وال ما تانفنا لث " (
. ) 2وروى البخاري عن أساء بنت أب بكر رضي ال عنها قالت :أفطرنا يوما من
رمضان ،ف غيم ،على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ث طلعت الشمس .قال
ابن تيمية :وهذا يدل على شيئي ( :الول ) :يدل على أنه ل يستحب مع الغيم التأخي
إل أن يتيقن الغروب ،فإنم ل يفعلوا ذلك ،ول يأمرهم النب صلى ال عليه وسلم ،
والصحابة -مع نبيهم -أعلم وأطوع ل ولرسوله ،من جاء بعدهم ( .والثان ) :يدل
على أنه ل يب القضاء ،فإن النب صلى ال عليه وسلم لو أمرهم بالقضاء ،لشاع ذلك
كما نقل فطرهم فلما ل ينقل دل على أنه ل يأمرهم به .وأماما يبطله ويوجب القضاء ،
والكفارة ،فهو الماع ،لغي ،عند المهور .فعن أب هريرة قال :جاء رجل إل النب
صلى ال عليه وسلم ،فقال :هلكت يا رسول ال ،قال " :وما أهلكك ؟ " قال :
وقعت على امرأت ف رمضان .فقال " :هل تد ما تعتق رقبة ؟ " قال :ل ،قال " :
فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعي " ؟ قال :ل .قال " :فهل تد ما تطعم ستي
مسكينا " ؟ قال :ل .قال :ث جلس فأتى النب صلى ال عليه وسلم بعرق ( ) 3فيه تر
،فقال " :تصدق بذا " .قال :فهل على أفقر منا ؟ فما بي لبتيها ( ( ) 4هامش ) (
" ) 1عساسا " أي أقداحا ضخاما ،قيل :إن القدح نو ثانية أرطال " ) 2 ( .ما
تانفنا " التجانف :اليل .أي ل نل لرتكاب الث .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 467
( " ) 3العرق " مكيال يسع 15صاعا " ) 4 ( .لبتيها " جع لية .وهي الرض الت
فيها حجارة سود .والراد ما بي أطراف الدينة أفقر منا / ) . ( .صفحة / 468أهل
بيت أحوج إليه منا ،فضحك النب صلى ال عليه وسلم ،حت بدت نواجذه ،وقال " :
اذهب فأطعمه أهلك ( . " ) 1رواه الماعة .ومذهب المهور :أن الرأة ،والرجل
سواء ،ف وجوب الكفارة عليهما ما داما قد تعمدا الماع ،متارين ،ف نار رمضان (
) 2ناويي الصيام .فإن وقع الماع نسيانا ،أو ل يكونا متارين ،بان أكرها عليه ،أو
ل يكونا ناويي الصيام ،فل كفارة على واحد منهما .فإن أكرهت الرأة من الرجل ،أو
381
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
كانت مفطرة لعذر وجبت الكفارة عليه دونا .ومذهب الشافعي :أنه ل كفارة على
الرأة مطلقا ،لف حالة الختيار ،ولف حالة الكراه .وإنا يلزمها القضاء فقط .قال
النووي :والصح -على الملة -وجوب كفارة واحدة عليه خاصة ،عن نفسه فقط ،
وأنه لشئ على الرأة ،ول يلقيها الوجوب ،لفه حت مال متص بالماع ،فاختص به
الرجل ،دون الرأة ،كالهر .قال أبو داود :سنل أحد ( ) 3عمن أتى أهله ف رمضان
،أعليها كفارة ؟ قال :ما سعنا أن على امرأة كفارة .قال ف الغن :ووجه ذلك :أن
النب صلى ال عليه وسلم أمر الواطئ ف رمضان أن يعتق رقبة ،ول يأمر ف الرأة بشئ ،
مع علمه بوجود ذلك منها " اه .والكفارة على الترتيب الذكور ف الديث ،ف قول
جهور العلماء .فيجب العتق أول ،فإن عجز عنه صام شهرين متتابعي ( ، ) 4فإن
عجز ( هامش ) ( ) 1إستدل بذا ،من ذهب إل سقوط الكفارة بالعسار ،وهو أحد
قول الشافعي ،ومشهور مذهب أحد ،وجزم به بعض الالكية والمهور على أن
الكفارة ل تسقط بالعسار ) 2 ( .فإن كان الصيام قضاء رمضان ،أو نذرا وأفطر
بالماع ،فل كفارة ف ذلك ) 3 ( .هذه إحدى الروايتي ،عن أحد ) 4 ( .ليس
فيهما رمضان ول أيام العيدين والتشريق / ) . ( .صفحة / 469عنه ،أطعم ستي
مسكينا من أوسط ما يطعم منه أهله ( ، ) 1وانه ل يصح النتقال من حالة إل أخرى ،
إل إذا عجز عنها .ويذهب الالكية ،ورواية لحد :أنه مي بي هذه الثلث فأيها فعل
أجزأ عنه .لا روى مالك ،وابن جريج ،عن حيد بن عبد الرحن ،عن أب هريرة أن
رجل أفطر ف رمضان ،فأمره رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يكفر بعتق رقبة ،أو
صيام شهرين متتابعي ،أو إطعام ستي مسكينا .رواه مسلم و " أو " تفيد التخيي .
ولن الكفارة بسبب الخالفة ،فكانت على التخيي ،ككفارة اليمي .قال الشوكان :
وقد وقع ف الروايات ،ما يدل على الترتيب والتخيي ،والذين رووا الترتيب أكثر ،
ومعهم الزيادة .وجع الهلب ،والقرطب ،بي الروايات ،بتعدد الواقعة .قال الافظ :
وهو بعيد ،لن القصة واحدة ،والخرج متحد ،والصل عدم التعدد .وجع بعضهم
بمل الترتيب على الولوية ،والتخيي على الواز .وعكسه بعضهم .انتهى .ومن
جامع عامدا ف نار رمضان ول يكفر ،ث جامع ف يوم آخر منه فعليه كفارة واحدة ،
382
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عند الحناف ،ورواية عن أحد لنا جزاء عن جناية تكرر سببها ،قبل استيفائها ،
فتتداخل .وقال مالك والشافعي ،ورواية عن أحد :عليه كفارتان ،لن كل يوم عبادة
مستقلة ،فإذا وجبت الكفارة بإفساده ل تتداخل كرمضاني .وقد أجعوا على أن من
جامع ف نار رمضان ،عامدا وكفر ،ث جامع ف يوم آخر ،فعليه كفارة أخرى .
( هامش ) ( ) 1مذهب أحد لكل مسكي مدمن قمح ،أو نصف صاع من تر أو شعي
ونوها .وقال أبو حنيفة :من القمح نصف صاع ومن غيه صاع .وقال الشافعي
ومالك :يطعم مدا من أي النواع شاء .وهذا رأي أب هريرة وعطاء والوزاعي ،وهو
أظهر .فإن العرق الذي أعطي للعراب يسع 15صاعا / ) . ( .صفحة / 470
وكذلك أجعوا ،على أن من جامع مرتي ،ف يوم واحد ول يكفر عن الول ،أن عليه
كفارة واحدة .فإن كفر عن الماع الول ل يكفر ثانيا ،عند جهور الئمة .وقال
أحد :عليه كفارة ثانية .قضاء رمضان قضاء رمضان ل يب على الفور ،بل يب
وجوبا موسعا ف أي وقت ،وكذلك الكفارة .فقد صح عن عائشة :أنا كانت تقضي
ما عليها من رمضان ف شعبان ( ) 1ول تكن تقضيه فورا عند قدرتا على القضاء .
والقضاء مثل الداء ،بعن أن من ترك أياما ،يقضيها دون أن يزيد عليها .ويفارق
القضاء الداء ،ف أنه ل يلزم فيه التتابع ،لقول ال تعال " :ومن كان مريضا أو على
سفر فعدة من أيام أخر " .أي ومن كان مريضا ،أو مسافرا فأفطر ،فليصم عدة اليام ،
الت أفطر فيها ،ف أيام أخر ،متتابعات أو غي متتابعات ،فإن ال أطلق الصيام ول يقيده
.
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 470
وروى الدارقطن عن ابن عمر رضي ال عنهما :أن النب صلى ال عليه وسلم قال -ف
قضاء رمضان " : -إن شاء فرق ،وإن شاء تابع " .وإن أخر القضاء حت دخل رمضان
آخر ،صام رمضان الاضر ،ث يقضي بعده ما عليه ،ول فدية عليه ،سواء كان التأخي
لعذر ،أم لغي عذر .وهذا مذهب الحناف ،والسن البصري .ووافق مالك والشافعي
،وأحد ،وإسحق ،والحناف :ف أنه لفدية عليه ،إذا كان التأخي بسبب العذر .
383
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وخالفوهم فيما إذا ل يكن له عذر ف التأخي ،فقالوا :عليه أن يصوم رمضان الاضر .
ث يقضي ما عليه بعده ويفدي عما فاته عن كل يوم مدا من طعام ( .هامش ) ( ) 1
رواه أحد ومسلم / ) . ( .صفحة / 471وليس لم ف ذلك دليل يكن الحتجاج به .
فالظاهر ما ذهب إليه الحناف ،فانه لشرع إل بنص صحيح .من مات وعليه صيام
أجع العلماء :على أن من مات -وعليه فوائت من الصلة -فإن وليه ل يصلي عنه ،
هو ول غيه ،وكذلك من عجز عن الصيام ل يصوم عنه أحد أثناء حياته .فإن مات
وعليه صيام وكان قد تكن من صيامه قبل موته فقد اختلف الفقهاء ف حكمه .فذهب
جهور العلماء ،منهم أبو حنيفة ،ومالك ،والشهور عن الشافعي إل أن وليه ل يصوم
عنه ويطعم عنه مدا ،عن كل يوم ( . ) 1والذهب الختار عند الشافعية :أنه يستحب
لوليه أن يصوم عنه ،ويبأ به اليت ،ول يتاج إل طعام عنه .والراد بالول ،القريب ،
سواء كان عصبة ،أو وارثا ،أو غيها .ولو صام أجنب عنه ،صح ،إن كان بإذن
الول ،وإل فإنه ل يصح .واستدلوا با رواه أحد ،والشيخان ،عن عائشة :أن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :من مات وعليه صيام صام عنه وليه " زاد البزار لفظ :إن
شاء ( . ) 2وروى أحد .وأصحاب السنن :عن ابن عباس رضى ال عنهما أن رجل
جاء إل النب صلى ال عليه وسلم :فقال :يا رسول ال ،إن أمي ماتت وعليها صيام
شهر أفأقضيه عنها ؟ فقال :يا رسول ال ،إن أمي ماتت وعليها صيام شهر أفأقضيه عنها
؟ فقال " :لو كان على أمك دين أكنت قاضيه ؟ " قال :نعم .قال " :فدين ال أحق
أن يقضى " قال النووي :وهذا القول هو الصحيح الختار الذي نعتقده وهو الذي
صححه مققو أصحابنا الامعون بي الفقه والديث لذه الحاديث الصحيحة الصرية .
( هامش ) ( ) 1يرى النيفة أن الواجب نصف صاع من قمح ،وصاعا من غيه 2 ( .
) سندها حسن / ) . ( .صفحة / 472التقدير ف البلد الت يطول نارها ويقصر ليلها
:اختلف الفقهاء ف التقدير ،ف البلد الت يطول نارها ،ويقصر ليلها ،والبلد الت
يقصر نارها ،ويطول ليلها ،على أي البلد يكون ؟ فقيل :يكون التقدير على البلد
العتدلة الت وقع فيها التشريع ،كمكة والدينة ،وقيل :على أقرب بلد معتدلة إليهم ليلة
القدر فضلها :ليلة القدر أفضل ليال السنة لقوله تعال ( :إنا أنزلناه ( ) 1ف ليلة القدر
384
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
.وما أدراك ماليلة القدر .ليلة القدر خي من ألف شهر ) أي العمل فيها ،من الصلة
والتلوة ،والذكر .خي من العمل ف ألف شهر ،ليس فيها ليلة القدر .استحباب طلبها
:ويستحب طلبها ف الوتر من العشر الواخر من رمضان فقد كان النب صلى ال عليه
وسلم يتهد ف طلبها ف العشر الواخر من رمضان .وتقدم ،أنه كان إذا دخل العشر
الواخر أحي الليل وأيقظ أهله ،وشد الئزر ( ) 2أي الليال هي ؟ :للعلماء آراء ف
تعيي هذه الليلة ،فمنهم من يرى أنا ليلة الادي والعشرين ،ومنهم من يرى أنا ليلة
الثالث والعشرين ومنهم من يرى أنا ليلة الامس والعشرين ،ومنهم من ذهب إل أنا
ليلة التاسع والعشرين ،ومنهم من قال :إنا تنتقل ف ليال الوتر من العشر الواخر .
وأكثرهم على أنا ليلة السابع والعشرين .روى أحد -بإسناد صحيح -عن ابن عمر
رضي ال عنهما قال :قال ( هامش ) ( ) 1أي القرآن " :شهر رمضان " الذي أنزل
فيه القرآن ) 2 ( .أي اعتزل النساء واشتد ف العبادة / ) . ( .صفحة / 473رسول
ال صلى ال عليه وسلم " :من كان متحريها فليتحرها ليلة السابع والعشرين " .وروى
مسلم ،وأحد ،وأبو داود ،والترمذي -وصححه عن أب ابن كعب أنه قال :وال
الذي ل إله إل هو ،إنا لفي رمضان -يلف ما يستثن -ووال إن لعلم أي ليلة هي ،
هي الليلة الت أمرنا رسول ال صلى صلى ال عليه وسلم بقيامها ،هي ليلة سبع
وعشرين ،وأمارتا أن تطلع الشمس ف صبيحة يومها ،بيضاء ،لشعاع لا .قيامها
والدعاء فيها - 1 :روى البخاري ومسلم ،عن أب هريرة ،أن النب صلى ال عليه
وسلم قال " :من قام ليلة القدر إيانا واحتسابا ،غفر له ما تقدم من ذنبه " - 2 .
وروى أحد ،وابن ماجه ،والترمذي -وصححه -عن
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 473
عائشة رضي ال عنها قالت :قلت :يا رسول ال .أرأيت إن علمت ،أي ليلة ليلة
القدر ،ما أقول فيها ؟ قال :قول " :اللهم إنك عفو تب العفو فاعف عن " / .
صفحة / 475العتكاف ( ) 1معناه :العتكاف لزوم الشئ وحبس النفس عليه ،
خيا كان أم شرا .قال ال تعال ( :ما هذه التماثيل الت أنتم لا عاكفون ) أي مقيمون
385
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
متعبدون لا .والقصود به هنا لزوم السجد والقامة فيه بنية التقرب إل ال عزوجل ( .
) 2مشروعيته :وقد أجع العلماء على أنه مشروع ،فقد كان النب صلى ال عليه وسلم
يعتكف ف كل رمضان عشرة أيام ،فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما
.رواه البخاري وأبو داود وابن ماجه ،وقد اعتكف أصحابه وأزواجه معه وبعده ،وهو
إن كان قربة ،إل أنه ل يرد ف فضله حديث صحيح .قال أبوداود :قلت لحد رحه
ال :تعرف ف فضل العتكاف شيئا ؟ قال :ل ،إل شيئا ضعيفا ) 3 ( .أقسامه :
العتكاف ينقسم إل مسنون وإل واجب ،فالسنون ما تطوع به السلم تقربا إل ال ،
وطلبا لثوابه ،واقتداء بالرسول صلوات ال وسلمه عليه ،ويتأكد ذلك ف العشر الواخر
من رمضان لا تقدم ،والعتكاف الواجب ما أوجبه الرء على نفسه ،إما بالنذر الطلق ،
مثل أن يقول :ل علي أن أعتكف كذا ،أو بالنذر العلق كقوله :إن شفا ال مريضي
لعتكفن كذا .وف صحيح البخاري أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من نذر أن
يطيع ال فليطعه " وفيه :أن عمر رضي ال عنه قال :يا رسول ال إن نذرت أن أعتكف
ليلة ف السجد الرام ،فقال " :أوف بنذرك " / .صفحة ) 4 ( / 476زمانه :
العتكاف الواجب يؤدى حسب ما نذره وساه الناذر ،فإن نذر العتكاف يوما أو أكثر
وجب الوفاء با نذره .والعتكاف الستحب ليس له وقت مدد ،فهو يتحقق بالكث ف
السجد مع نية العتكاف طال الوقت أم قصر .ويثاب ما بقي ف السجد ،فإذا خرج
منه ث عاد إليه جدد النية إن قصد العتكاف ،فعن يعلى بن أمية قال :إن لمكث ف
السجد ساعة ما أمكث إل لعتكف .وقال عطاء :هو اعتكاف ما مكث فيه ،وإن
جلس ف السجد احتساب الي فهو معتكف .وإل فل .وللمعتكف أن يقطع اعتكافه
الستحب مت شاء ،قبل قضاء الدة الت نواها .فعن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم
كان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ث دخل معتكفه .وأنه أراد مرة أن يعتكف ف
العشر الواخر من رمضان فأمر ببنائه ( ) 1فضرب .قالت عائشة :فلما رأيت ذلك
أمرت ببنائي فضرب ،وأمر غيي من أزواج النب صلى ال عليه وسلم ببنائه فضرب .
فلما صلى الفجر نظر إل البنية ،فقال :ما هذه ؟ " آلبتردن " ( ) 2قالت :فأمر ببنائه
فقوض ( ، ) 3وأمر أزواجه بأبنيتهن فقوضت ث أخر العتكاف إل العشر الول " يعن
386
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
من شوال " فأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم نساءه بتقويض أبنيتهن وترك العتكاف
بعد نيته منهن دليل على قطعه بعد الشروع فيه .وف الديث أن للرجل أن ينع زوجته
من العتكاف ( هامش ) ( ) 1ف هذا دليل على جواز اتاذ العتكف لنفسه موضعا من
السجد ينفرد فيه مدة اعتكافه ما ل يضيق على الناس ،وإذا اتذه يكون ف آخر السجد
ورحابه لئل يضيق على غيه وليكون أخلى له وأكمل لنفراده " ) 2 ( .الب " الطاعة ،
ف شرح مسلم سبب إنكاره أنه خاف أن يكن غي ملصات ف العتكاف بل أردن
القرب منه لغيتن عليه أو غيته عليهن فكره ملزمتهن السجد مع أنه يمع الناس
ويضره العراب والنافقون .وهن متاجات إل الروج والدخول لا يعرض لن فيبتذلن
بذلك .أو لنه صلى ال عليه وسلم رآهن عنده ف السجد وهو ف السجد فصار كأنه
ف منله بضوره مع أزواجه وذهب الهم من مقصود العتكاف ،وهو التخلي عن
الزواج ومتعلقات الدنيا وشبه ذلك ،أو لنن ضيقن السجد بأبنيتهن .انتهى ) 3 ( .
أزيل وهدم / ) . ( .صفحة / 477بغي إذنه ،وإليه ذهب عامة العلماء ،واختلفوا فيما
لو أذن لا ،هل له منعها بعد ذلك ؟ فعند الشافعي وأحد وداود :له منعها وإخراجها من
اعتكاف التطوع ) 5 ( .شروطه :ويشترط ف العتكف أن يكون مسلما ،ميزا طاهرا
من النابة واليض والنفاس ،فل يصح من كافر ول صب غي ميز ولجنب ولحائض
ول نفساء ) 6 ( .أركانه :حقيقة العتكاف الكث ف السجد بنية التقرب إل ال تعال
،فلو ل يقع الكث ف السجد أو ل تدث نية الطاعة ل ينعقد العتكاف .أما وجوب
النية فلقول ال تعال ( :وما أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له الدين ) ولقول الرسول صلى
ال عليه وسلم " إنا العمال بالنيات ،وإنا لكل امرئ ما نوى " وأما أن السجد ل بد
منه فلقول ال تعال ( :ول تباشروهن وأنتم
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 477
عاكفون ف الساجد ) ووجه الستدلل ،أنه لو صح العتكاف ف غي السجد ل يص
تري الباشرة بالعتكاف ف السجد لنا منافية للعتكاف ،فعلم أن العن بيان أن
387
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
العتكاف إنا يكون ف الساجد ) 7 ( .رأي الفقهاء ف السجد الذي ينعقد فيه
العتكاف :اختلف الفقهاء ف السجد يصح العتكاف فيه فذهب أبو حنيفة واحد
وإسحاق وأبو ثور إل أنه يصح ف كل مسجد يصلى فيها الصلوات المس وتقام فيه
الماعة ،لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :كل مسجد له مؤذن وإمام
فالعتكاف فيه يصلح " رواه الدارقطن .وهذا حديث مرسل ضعيف ل يتج به .
وذهب مالك والشافعي وداود ،إل أنه يصح ف كل مسجد لنه ل يصح ف تصيص
بعض الساجد شئ صريح .وقالت الشافعية الفضل أن يكون العتكاف ف السجد
الامع ،لن /صفحة / 478الرسول صلى ال عليه وسلم اعتكف ف السجد الامع ،
ولن الماعة ف ف صلواته اكتر ،ول يعتكف ف غيه إذا تلل وقت العتكاف صلة
جعة حت ل تفوته .وللمعتكف أن يؤذن ف الئذنة إن كان بابا ف السجد أو ف صحنه
.ويصعد على ظهر السجد لن كل ذلك من السجد ،فإن كان باب الئدنة خارج
السجد بطل اعتكافه إن تعمد ذلك ،ورحبة السجد منه عند النفية والشافعية ،ورواية
عن أحد .وعن مالك ورواية عن أحد ،أنا ليست منه ،فليس للمعتكف أن يرج إليها
.وجهور العلماء على أن الرأة ل يصح لا أن تعتكف ف مسجد بيتها ،لن مسجد
البيت ل يطلق عليه اسم مسجد ،ول خلف ف جواز بيعه ،وقد صح أن أزواج النب
صلى ال عليه وسلم اعتكفن ف السجد لنبوي .صوم العتكف العتكف إن صام
فحسن ،وإن ل يصم فل شئ عليه .روى البخاري عن ابن عمر رضي ال عنهما أن
عمر قال :يا رسول ال إن نذرت ف الاهلية أن أعتكف ليلة ف السجد الرام .فقال :
" أوف بنذرك " ففي أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم له بالوفاء بالنذر دليل على ان
الصوم ليس شرطا ف صحة العتكاف ،إذ أنه ل يصح الصيام ف الليل .وروى سعيد بن
منصور عن أب سهل .قال ،كان على امرأة من أهلي اعتكاف .فسألت عمر بن عبد
العزيز ،فقال ليس عليها صيام ،إل أن تعله على نفسها .فقال الزهري :ل اعتكاف
إل بصوم .فقال له عمر :عن النب صلى ال عليه وسلم ؟ قال :ل .قال :فعن أب بكر
؟ قال :ل .قال :فعن عمر ؟ قال :ل .قال :واظنه قال عن عثمان ؟ قال :ل .
فخرجت من عنده فلقيت عطاء وطاووسا فسألتهما ؟ فقال طاووس :كان فلن ل يرى
388
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عليها صياما إل أن تعله على نفسها .وقال عطاء :ليس عليها صيام إل أن تعله على
نفسها .قال الطاب ،وقد اختلف الناس ف هذا ،فقال السن البصري :إن اعتكف من
غي صيام أجزأه ،وإليه ذهب الشافعي .وروي عن علي وابن مسعود أنما قال :إن شاء
صام /صفحة / 479وإن شاء أفطر .وقال الوزاعي ومالك :ل اعتكاف إل بصوم ،
وهو مذهب أهل الرأي وروى ذلك عن ابن عمر وابن عباس وعائشة ،وهو قول سعيد
ابن السيب وعروة بن الزبي والزهري وقت دخول العتكف والروج منه تقدم أن
العتكاف الندوب ليس له وقت مدد .فمت دخل العتكف السجد ونوى التقرب إل
ال بالكث فيه صار متعكفا حت يرج ،فإن نوى اعتكاف العشر الواخر من رمضان ،
فإنه يدخل معتكفه قبل غروب الشمس .فعند البخاري عن أب سعيد :أن النب صلى ال
عليه وسلم قال " من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الواخر " .والعشر اسم لعدد
الليال ،أول الليال العشر ليلة إحدى وعشرين أو ليلة العشرين .وما روي أنه صلى ال
عليه وسلم :كان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ث دخل معتكفه .فمعناه أنه كان
يدخل الكان الذي أعده للعتكاف ف السجد .أما وقت دخول السجد للعتكاف فقد
كان أول الليل .ومن اعتكف العشر الواخر من رمضان فإنه يرج بعد غروب الشمس
آخر يوم من الشهر عند أب حنيفة والشافعي .وقال مالك وأحد :إن خرج بعد غروب
الشمس أجزأه ،والستحب عندها أن يبقى ف السجد حت يرج إل صلة العيد .
وروى الثرم بإسناده عن أب أيوب عن أب قلبة :أنه كان يبيت ف السجد ليلة الفطر ،
ث يغدو كما هو إل العيد ،وكان -يعن ف اعتكافه -ل يلقى له حصي ول مصلى
يلس عليه ،كان يلس كأنه بعض القوم ،قال :فأتيته ف يوم الفطر فإذا ف حجره
جويرية مزينة ،ما ظننتها إل بعض بناته ،فإذا هي أمة له ،فأعتقها ،وغدا كما هو إل
العيد .وقال إبراهيم .كانوا يبون لن اعتكف الشعر الواخر من رمضان أن يبيت ليلة
الفطر ف السجد ،ث يغدو إل الصلى من السجد ومن نذر اعتكاف يوم أو أيام مسماة ،
أو أراد ذلك تطوعا فإنه يدخل ف اعتكافه قبل أن يتبي له طلوع الفجر ،ويرج إذا غاب
جيع قرص الشمس
............................................................
389
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 479
/صفحة / 480سواء أكان ذلك ف رمضان أم ف غيه ،ومن نذر اعتكاف ليلة أو ليال
مسماة ،أو أراد تطوعا ،فإنه يدخل قبل أن يتم غروب جيع قرص الشمس ويرج إذا
تبي له طلوع الفجر .قال ابن حزم :لن مبدأ الليل إثر غروب الشمس ،وتامه بطلوع
الفجر ،ومبدأ اليوم بطلوع الفجر ،واتامه بغروب الشمس ،وليس على أحد إل ما التزم
أو نوى .فإن نذر اعتكاف شهر أو أراده تطوعا بدأ الشهر من أول ليلة منه .فيدخل قبل
أن يتم غروب جيع قرص الشمس ،ويرج إذا غابت الشمس كلها من آخر الشهر سواء
رمضان وغيه .ما يستحب للمعتكف وما يكره له يستحب للمعتكف أن يكثر من نوافل
العبادات ،ويشغل نفسه بالصلة وتلوة القرآن والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبي
والستغفار والصلة والسلم على النب صلوات ال وسلمه عليه والدعاء ،ونو ذلك من
الطاعات الت تقرب إل ال تعال وتصل الرء بالقه جل ذكره .وما يدخل ف هذا الباب
دراسة العلم واستذكار كتب التفسي والديث ،وقراءة سي النبياء والصالي وغيها
من كتب الفقه والدين ،ويستحب له أن يتخذ خباء ف صحن السجد انتساء بالنب صلى
ال عليه وسلم .ويكره له أن يشغل نفسه با ل يعنيه من قول أو عمل ،لا رواه الترمذي
وابن ماجه عن أب بسرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من حسن إسلم الرء تركه
ما ل يعنيه " ويكره له المساك عن الكلم ظنا منه أن ذلك ما يقرب إل ال عزوجل ،
فقد روى البخاري وأبو داود وابن ماجة عن ابن عباس قال :بينا النب صلى ال عليه
وسلم يطب ،إذا هو برجل قائم فسأل عنه ؟ فقالوا :أبو اسرائيل .نذر أن يقوم ول
يقعد ول يتكلم ويصوم .فقال النب صلى ال عليه وسلم " :مره فليتكلم وليستظل
وليقعد وليتم صومه " .وروى أبو داود عن على رضي ال عنه :أن النب صلى ال عليه
وسلم قال " ل يتم بعد احتلم ،ول صمات يوم إل الليل " ( ( ) 1هامش ) ( ) 1أي
ل يسمى من فقد أباه يتيما بعد بلوغه ،والصمات :السكوت / ) . ( .صفحة / 481
ما يباح للمعتكف يباح للمعتكف ما يأت - 1 :خروجه من معتكفه لتوديع أهله ،قالت
صفية ،كان رسول ال صلى ال عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليل ،فحدثته ث قمت
فانقلبت ،فقام معي ليقلبن ( ، ) 1وكان مسكنها ف دار أسامة بن زيد .فمر رجلن
390
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
من النصار ،فلما رأيا النب صلى ال عليه وسلم أسرعا .فقال النب صلى ال عليه وسلم
" :على رسلكما ،إنا صفية بنت حيي " ،قال :سبحان ال يا رسول ال ،قال " :إن
الشيطان يري من النسان مرجى الدم ،فخشيت أن يقذف ف قلوبكما شيئا " أو قال "
شرا ( " ) 2رواه البخاري ومسلم وأبو داود - 2 .ترجيل شعره وحلق رأسه ،وتقليم
أظفاره وتنظيف البدن من الشعث والدرن ولبس أحسن الثيات والتطيب بالطيب .قالت
عائشة :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يكون معتكفا ف السجد فيناولن رأسه من
خلل الجرة ،فأغسل رأسه " -وقال مسدد فأرجله ( " ) 3وأنا حائض .رواه
البخاري ومسلم وأبو داود - 3 .الروج للحاجة الت ل بد منها ،قالت عائشة :كان
رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا اعتكف يدن إل رأسه فأرجله ،وكان ل يدخل البيت
إل لاجة النسان .رواه البخاري ومسلم وغيها .وقال ابن النذر :أجع العلماء على
أن للمعتكف أن يرج من معتكفه للغائط والبول ،لن هذا ما ل بد منه .ول يكن فعله
ف السجد ،وف معناه الاجة إل الأكول والشروب إذا ل يكن له من يأتيه به فله
الروج إليه ،وإن بغته القئ فله أن يرج ليقئ ( هامش ) ( ) 1يردها لبيتها قال
الطامي وفيه انه خرج من السجد معها ليبلغها منلا ،وف هذا حجة لن رأى أن
العتكاف ل يفسد إذا خرج ف واجب وأنه ل ينع العتكف من اتيان معروف ) 2 ( .
حكي عن الشافعي :ان ذلك كان منه شفقة عليهما ،لنما لو ظنا به ظن سوء كفرا
فبادر إل إعلمهما ذلك لئل يهلكا .وف تاريخ ابن عساكر عن ابراهيم بن ممد قال كنا
ف ملس ابن عيينة والشافعي حاضر حدث بذا الديث .وقال للشافعي :ما فقهه ؟
فقال :إذا كنتم هكذا فافعلوا هكذا حت ل يظن بكم ظن السوء ،ل أن النب صلى ال
عليه وسلم اكهمهم ،وهو أمي ال ف أرضه .فقال ابن عيينة جزاك ال خيا يا أبا عبد
ال ما ييئنا منك إل كلم تبه ) 3 ( .تصليحه بالشط / ) . ( .صفحة / 482خارج
السجد ،وكل ما ل بد منه ول يكن فعله ف السجد فله خروجه إليه ،ول يفسد
اعتكافه ما ل يطل .انتهى .ومثل هذا الروج للغسل من النابة وتطهي البدن والثوب
من النجاسة .روى سعيد بن منصور قال :قال علي بن أب طالب :إذا اعتكف الرجل
فليشهد المعة ،وليحضر النازة ،وليعد الريض وليأت أهله يأمرهم باجته
391
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 482
وهو قائم .وأعان رضي ال عنه ابن أخته بسبعمائة درهم من عطائه أن يشتري با خادما
،فقال :إن كنت معتكفا ،فقال له علي :وما عليك لو خرجت إل السوق فابتعت ؟
وعن قتادة :أنه كان يرخص للمعتكف أن يتبع النازة ويعود الريض ول يلس .وقال
إبراهيم النخعي كانوا يستحبون للمعتكف أين يشترط هذه الصال -وهن له وإن ل
يشترط -عيادة الريض ،ول يدخل سقفا ،ويأت المعة :ويشهد النازة ،ويرج إل
الاجة .قال :ول يدخل العتكف سقيفة إل لاجة .قال الطاب :وقالت طائفة
للمعتكف أن يشهد المعة ويعود الريض ،ويشهد النازة .روي ذلك عن علي رضي
ال عنه ،وهو قول سعيد بن جبي والسن البصري والنخعي .وروى أبو داود عن
عائشة :أن النب صلى ال عليه وسلم كان ير بالريض وهو معتكف ،فيمر كما هو ول
يعرج يسأل عنه وما روي عنها من أن السنة على العتكف أن ل يعود مريضا فمعناه أن
ل يرج من معتكفه ،قاصدا عيادته ،وأنه ،ل يضيق عليه أن ير به فيسأل غي معرج
عليه - 4 .وله أن يأكل ويشرب ف السجد وينام فيه ،مع الحافظة على نظافته وصيانته
،وله أن يعقد العقود فيه كعقد النكاح وعقد البيع والشراء ،ونو ذلك .ما يبطل
العتكاف يبطل العتكاف بفعل شئ ما يأت - 1 :الروج من السجد لغي حاجة
عمدا وإن قل ،فإنه يفوت الكث فيه ،وهو ركن من أركانه / .صفحة - 2 / 483
الرده .لنافاتا للعبادة ،ولقول ال تعال ( :لئن أشركت ليحبطن عملك ) ، 4 ، 3 .
- 5ذهاب العقل بنون أو سكر .واليض والنفاس ،لفوات شرط التمييز والطهارة من
اليض والنفاس - 6 .الوطء لقول ال تعال ( :ول تقربوهن وأنتم عاكفون ف الساجد
،تلك حدود ال فل تقربوها ) ول بأس باللمس بدون شهوة ،فقد كانت إحدى نسائه
صلى ال عليه وسلم ترجله وهو معتكف ،أما القبلة واللمس بشهوة فقد قال أبو حنيفة
وأحد أنه قد أساء ،لنه قد أتى با يرم عليه ،ول يفسد اعتكافه إل أن ينل ،وقال
مالك :يفسد اعتكافه لنا مباشرة مرمة فتفسد كما لو أنزل ،وعن الشافعي روايتان
كالذهبي .قال ابن رشد :وسبب اختلفهم ،هل السم الشترك ،بي القيقة والجاز
392
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
له عموم أم ل وهو أحد أنواع السم الشترك .فمن ذهب إل أن له عموما قال :إن
الباشرة ف قوله تعال ( :ول تباشروهن وأنتم عاكفون ف الساجد ) ،يطلق على الماع
وعلى ما دونه ،ومن ل ير له عموما -وهو الشهر الكثر -قال :يدل إما على الماع
،وإما على ما دون الماع ،فإذا قلنا :إنه يدل على الماع بإجاع ،بطل أن يدل على
غي الماع ،لن السم الواحد ل يدل على القيقة والجاز معا .ومن أجرى النزال
بنلة الوقاع ،فلنه ف معناه ،ومن خالف فلنه يطلق عليه السم حقيقة .قضاء
العتكاف من شرع ف العتكاف متطوعا ث قطعه استحب له قضاءه وقيل :يب .قال
الترمذي :واختلف أهل العلم ف العتكف إذا قطع اعتكافه قبل أن يتمه على ما نوى .
فقال مالك :إذا انقضى اعتكافه وجب عليه القضاء ،واحتجوا بالديث أن النب صلى
ال عليه وسلم خرج من اعتكافه فاعتكف عشرا من شوال .وقال الشافعي :إن ل يكن
عليه نذر اعتكاف أو شئ أوجبه على نفسه وكان متطوعا ،فخرج فليس عليه قضاء ،إل
أن يب ذلك اختيارا منه / .صفحة / 484قال الشافعي :وكأن علم لك أن ل تدخل
فيه ،فإذا دخلت فيه وخرجت منه فليس عليك أن تقضي إل الج والعمرة .أما من نذر
أن يعتكف يوما أو أياما ث شرع فيه وأفسده وجب عليه قضاؤه مت قدر عليه باتفاق
الئمة ،فإن مات قبل أن يقضيه ل يقضى عنه .وعن أحد :أنه يب على وليه أن
يقضي ذلك عنه .روى عبد الرزاق عن عبد الكري بن أمية قال :سعت عبد ال بن عبد
ال بن عتبة يقول :إن أمنا ماتت وعليها اعتكاف ،فسألت ابن عباس فقال :اعتكف
عنها وصم .وروى سعيد ابن منصور :ان عائشة اعتكفت عن أخيها بعد ما مات .
العتكف يلزم مكانا من السجد ،وينصب فيه اليمة - 1 :روى ابن ماجة عن ابن عمر
رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يعتكف العشر الواخر من
رمضان .قال نافع :وقد أران عبد ال بن عمر الكان الذي كان يعتكف فيه رسول ال
صلى ال عليه وسلم - 2 .وروي عنه أنه صلى ال عليه وسلم كان إذا اعتكف طرح له
فراش ،أو يوضع له سرير وراء اسطوانة التوبة ( - 3 . ) 1وروى عن أب سعيد
الدري أن النب صلى ال عليه وسلم اعتكف ف قبة تركية على سدتا ( ) 2قطعة حصي
.نذر العتكاف ف مسجد معي من نذر العتكاف ف السجد الرام أو السجد النبوي
393
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أو السجد القصى وجب عليه الوفاء بنذره ف السجد الذي عينه ،لقول رسول ال صلى
ال عليه وسلم " :ل تشد الرجال إل إل ثلثة مساجد :السجد الرام والسجد القصى
ومسجدي هذا "
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 484
أما إذا نذر العتكاف ف غي هذه الساجد الثلثة فل يب عليه العتكاف ( هامش ) (
) 1هي أسطوانة ربط با رجل من الصحابة نفسه حت تاب ال عليه " ) 2 ( .سدتا "
أي بابا وإنا وضع الصي على بابا حت ل ينظر فيها أحد / ) . ( .صفحة / 485ف
السجد الذي عينه ،وعليه أن يعتكف ف أي مسجد شاء ،لن ال تعال ل يعل لعبادته
مكانا معينا ولنه ل فضل لسجد من الساجد على مسجد آخر إل الساجد الثلثة ،فقد
ثبت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " صلة ف مسجدي هذا أفضل من ألف
صلة فيما سواه من الساجد إل السجد الرام ،وصلة ف السجد الرام أفضل من
صلز ف مسجدي هذا بائة صلة " .وإن نذر العتكاف ف السجد النبوي جاز له أن
يعتكف ف السجد الرام لنه أفضل منه / .صفحة / 487النائز ( ) 1أدب السنة ف
الرض والطب الرض :جاءت الحاديث مصرحة بأن الرض يكفر السيئات ويحو
الذنوب .نذكر بعضها فيما يلي - 1 :روي البخاري ومسلم عن أب هريرة :أن النب
صلى ال عليه وسلم قال " من يرد ال به خيا يصب منه " - 2 .ورويا عنه أنه صلى ال
عليه وسلم قال " :ما يصيب السلم من نصب ول وصب ول هم ول حزن ول أذى ،
حت الشوكة يشاكها إل كفر ال با من خطاياه " - 3 .روى البخاري عن ابن
مسعود ،قال :دخلت على رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يوعك ،فقلت يا
رسول ال إنك توعك وعكا شديدا ،قال أجل " :إن أوعك كما يوعك ( ) 2رجلن
منكم " .قلت :ذلك أن لك أجرين ؟ قال " :أجل ذلك كذلك ،ما من مسلم يصيبه
أذى شوكة فما فوقها إل كفر ال با سيئاته كما تط الشجرة ورقها " - 4 .وروى
عن أب هريرة قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :مثل الؤمن كمثل الامة من
الزرع من حيث أتتها الريح كفأتا ،فإذا اعتدلت تكفا بالبلء ،والفاجر كالرزة صماء
394
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
معتدلة حت يقصمها ال إذا شاء " .الصب عند الرض على الريض أن يصب على ما ينل
به من ضر ،فما أعطى العبد عطاء خيا وأوسع له من الصب ( .هامش ) ( ) 1النائز :
جع جنازة .من جنه إذا ستره ) 2 ( .الوعك :حرارة المى وألها .يقال :وعكه
الرض وعكا ووعكة فهو موعوك ،أي اشتد به / ) . ( .صفحة - 1 / 488روى
مسلم عن صهيب بن سنان أن النب صلى ال عليه وسلم قال " عجبا لمر الؤمن إن أمره
كله خي -وليس ذلك لحد إل للمؤمن -إن أصابته سراء شكر فكان خيا له وإن
أصابته ضراء صب فكان خيا له " - 2 .وروى البخاري عن أنس قال :سعت رسول
ال صلى ال عليه وسلم يقول " :إن ال تعال قال :إذا ابتليت عبدي ببيبتيه فصب
عوضته منهما النة " يريد عينيه - 3 .وروى البخاري ومسلم عن عطاء بن رباح عن
ابن عباس قال :أل أريك امرأة من أهل النة فقلت :بلى ،فقال هذه الرأة السوداء ،
أتت النب صلى ال عليه وسلم فقالت :إن أصرع ،وإن أتكشف ،فادع ال تعال ل .
فقال " :إن شئت صبت ولك النة ،وإن شئت دعوت ال تعال أن يعافيك ؟ " فقالت
:أصب ،ث قالت ،إن أتكشف فادع ال ل أن ل أتكشف ،فدعا لا .شكوى الريض
يوز للمريض أن يشكو للطبيب والصديق ما يده من الل والرض ما ل يكن ذلك على
سبيل التسخط وإظهار الزع .وقد تقدم قول الرسول صلى ال عليه وسلم " ،إن
أوعك كما يوعك رجلن منكم " وشكت عائشة فقالت لرسول ال صلى ال عليه وسلم
:وارأساه ،فقال " :بل أنا ،وارأساه " وقال عبد ال بن الزبي لساء -وهي وجعة -
كيف تدينك ؟ قالت :وجعة .وينبغي أن يمد الريض ربه قبل ذكر ما به .قال ابن
مسعود :إذا كان الشكر قبل الشكوى فليس بشاك والشكوى إل ال مشروعة ،قال
يعقوب ( :إنا أشكو بثي وحزن إل ال ) وقال الرسول " :اللهم إليك أشكو ضعف
قوت " ال .الريض يكتب له ما كان يعمل وهو صحيح :وروى البخاري عن أب
موسى الشعري أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :إذا مرض العبد أو سافر كتب له
مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا " / .صفحة / 489عيادة الريض من أدب السلم
أن يعود السلم الريض ويتفقد حاله تطبيبا لنفسه ووفاء بقه ،قال ابن عباس :عيادة
الريض أول يوم سنة وبعد ذلك تطوع .وروى البخاري عن أب موسى أن النب صلى ال
395
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عليه وسلم قال " :أطعموا الائع وعودوا الريض :وفكوا العان ( . " ) 1وروى
البخاري ومسلم " حق السلم على السلم ست ،قيل :ما هن يا رسول ال ؟ قال إذا
لقيته فسلم عليه ،وإذا دعاك فأجبه ،وإذا استنصحك فانصح له ،وإذا عطس فحمد ال
فشمته ،وإذا مرض فعده .وإذا مات فاتبعه " .فضلها - 1 :روى ابن ماجه عن أب
هريرة قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :من عاد مريضا نادى مناد من السماء
طبت وطاب مشاك وتبوأت
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 489
من النة منل " - 2 .وروى مسلم عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال " :إن ال عز وجل يقول يوم القيامة :يا ابن آدم مرضت فلم تعدن قال :يا رب
كيف أعودك وأنت رب العالي ؟ قال أما علمت ان عبدي فلنا مرض فلم تعده ،أما
علمت أنك لو عدته لوجدتن عنده ؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمن قال :يا رب
كيف أطعمك وأنت رب العالي ؟ ! قال :أما علمت أنه استطعمك عبدي فلن فلم
تطعمه ،أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ؟ يا ابن آدم استسقيتك فلم
تسقن ؟ قال :يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالي ؟ قال :استسقاك عبدي فلن
فلم تسقه ،أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي " - 3 .وعن ثوبان أن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :إن السلم إذا عاد أخاه السلم ل يزل ف خرفة النة حت
يرجع " .قيل يا رسول ال :وما خرفة النة ؟ قال " :جناها ( - 4 . " ) 2وعن علي
رضي ال عنه قال :سعت رسول ال صلى ال عليه ( هامش ) ( ) 1العان :السي ( .
" ) 2الن " ما ين من الثمر / ) . ( .صفحة / 490وسلم يقول " :ما من مسلم
يعود مسلما غدوة إل صلى عليه سبعون ألف ملك حت يسي ،وإن عاده عشية صلى
عليه سبعون ألف ملك حت يصبح ،وكان له خريف ( ) 1ف النة " رواه الترمذي
وقال :حديث حسن .آداب العيادة :يستحب ف العيادة أن يدعو العائد للمريض
بالشفاء والعافية وأن يوصيه بالصب والحتمال ،وأن يقول له الكلمات الطيبة الت تطيب
نفسه ،وتقوي روحه ،فقد روي عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال " :إذا دخلتم على
396
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الريض فنفسوا له ( ) 2ف الجل ،فإن ذلك ل يرد شيئا ،وهو يطيب نفس الريض " .
وكان صلوات ال وسلمه عليه إذا دخل على من يعود قال " :ل بأس طهور إن شاء ال
" .ويستحب تفيف العيادة وتقليلها من أمكن حت ل يثقل على الريض إل إذا رغب ف
ذلك .عيادة النساء الرجال قال البخاري :باب :عيادة النساء الرجال " وعادت أم
الدرداء رجل من أهل السجد من النصار .وروى عن عائشة أنا قالت :لا قدم رسول
ال صلى ال عليه وسلم الدينة وعك أبو بكر ،وبلل رضي ال عنهما .قالت :فدخلت
عليهما فقلت :يا أبت كيف تدك ؟ ويا بلل كيف تدك ؟ قالت :وكان أبو بكر إذا
اخذته المى يقول :كل امرئ مصبح ف أهله والوت أدن من شراك نعله وكان بلل إذا
أقلعت عنه يقول :أل ليت شعري هل أبيت ليلة بواد وحول إذخر وجليل وهل أردن
يوما مياه منة وهل يبدون ل شامة وطفيل قالت عائشة :فجئت ال رسول ال صلى ال
عليه وسلم فأخبته ،فقال ( :هامش ) ( " ) 1الريف " الثمر الخروف أي الجتن .
( " ) 2فنفسوا له " أي طمعوه ف طول أجله / ) . ( .صفحة " / 491اللهم حبب
إلينا الدينة كحبنا مكة أو أشد .اللهم وصححها وبارك ف مدها وصاعها ،وانقل حاها
فاجعلها بالحفة " .عيادة السلم الكافر ل بأس بعيادة السلم الكافر .قال البخاري " :
باب عيادة الشرك " وروي عن أنس رضي ال عنه أن غلما ليهود كان يدم النب صلى
ال عليه وسلم ،فمرض فأتاه النب صلى ال عليه وسلم يعوده .فقال " :أسلم " ،فأسلم
.وقال سعيد بن السيب عن أبيه ،لا حضر أبو طالب جاءه النب صلى ال عليه وسلم .
العيادة ف الرمد روى أبو داود عن زيد بن أرقم .قال :عادن رسول ال صلى ال عليه
وسلم من وجع كان بعين .طلب الدعاء من الريض روى ابن ماجة عن عمر رضي ال
عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إذا دخلت على مريض فمره فليدع لك
.فان دعاءه كدعاء اللئكة " ( ) 1قال ف الزوائد :واسناده صحيح ورجاله ثقات ،
إل أنه منقطع .التداوي أمر الشارع بالتداوي ف أكثر من حديث - 1 .روى أحد
وأصحاب السنن وصححه الترمذي عن أسامة بن شريك .قال :أتيت النب صلى ال
عليه وسلم وأصحابه كأن على رؤوسهم الطي ( ) 2فسلمت ث قعدت فجاء العراب
من ههنا وههنا .فقالوا :يا رسول ال أنتداوى ؟ فقال " تداووا فان ال ل يضع داء إل
397
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وضع له دواء غي داء واحد ،الرم ( " . .هامش ) ( ) 1أي ف قرب الستجابة 2 ( .
) من السكون والوقار / ) . ( .صفحة - 2 / 492روى النسائي وابن ماجة والاكم
وصححه عن ابن مسعود :ان النب صلى ال عليه وسلم قال " :إن ال ل ينل داء إل
أنزل له شفاء فتداووا - 3 " .وروى مسلم عن جابر :ان رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال " :لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ باذن ال " .التداوي بالحرم :
ذهب جهور العلماء إل حرمة التداوي بالمر وغيها من الحرمات ،واستدلوا
بالحاديث التية - 1 :روى مسلم وابو داود والترمذي عن وائل بن حجر الضرمي ،
أن طارق بن سويد سأل النب صلى ال عليه وسلم عن المر يصنعها للدواء ؟ .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 492
فقال " :إنا ليست بدواء ،ولكنها داء " .فأفاد الديث حرمة التداوي با ،وأخب بأنا
داء - 2 .وروى البيهقي وصححه ابن حبان ،عن أم سلمة ،أن النب صلى ال عليه
وسلم قال " :إن ال ل يعل شفاءكم فيما حرم عليكم " وذكره البخاري عن ابن
مسعود - 3 .وروى أبو داود عن أب الدرداء ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :إن
ال أنزل الداء والدواء .وجعل لكل داء دواء ، .فتداووا ،ول تتداووا برام " .وف
سنده إساعيل بن عياش .وهو ثقة ف الشاميي ،ضعيف ف الجازيي - 4 .وروى
أحد ومسلم والترمذي وابن ماجة عن أب هريرة قال :نى رسول ال صلى ال عليه
وسلم عن الدواء البيث -يعن السم .والقطرات القليلة غي الظاهرة ،والت ل يكون
من شأنا السكار ،إذا اختلطت بالدواء الركب ل ترم ،مثل القليل من الرير ف
الثوب ،أفاده ف النار .الطبيب الكافر وف كتاب الداب الشرعية لبن مفلح :وقال
الشيخ تقي الدين :إذا كان اليهودي أو النصران خبيا بالطب ثقة عند النسان جاز له
ان يستطب ( ) 1كما ( هامش ) ( ) 1يعل طبيبا / ) . ( .صفحة / 493يوز له
أن يودعه الال وأن يعامله ،كما قال ال تعال :ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار
يؤده اليك ومنهم من إن تأمنه بدينار ل يؤده إليك إل ما دمت عليه قائما ) .وف
الصحيح :أن النب صلى ال عليه وسلم لا هاجر استأجر رجل مشركا هاديا خريتا (
398
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
) 1وائتمنه على نفسه وماله .وكانت خزاعة عينا لرسول ال صلى ال عليه وسلم ،
مسلمهم وكافرهم ،وقد روى :ان النب صلى ال عليه وسلم أمر ان يستطب الارث بن
كلدة ،وكان كافرا ،وإذا أمكنه أن يستطب مسلما ،فهو كما لو أمكنه أن يودعه أو
يعامله ،فل ينبغي ان يعدل عنه ،وأما إذا احتاج إل ائتمان الكتاب ،أو أستطبابه فلم
ذلك ،ول يكن من ولية اليهود والنصارى النهي عنها ،وإذا خاطبه بالت هي أحسن
كان حسنا ،فان ال تعال يقول " :ول تادلوا أهل الكتاب إل بالت هي أحسن " .اه
وذكر أبو الطاب ف حديث صلح الديبية وبعث النب صلى ال عليه وسلم عينا له من
خزاعه وقبوله خبه :أن فيه دليل على جواز قبول التطبب الكافر فيما يب به من صفة
العلة ووجه العلج إذا كان غي متهم فيما يصفه .وكان غي مظنون به الريبة .جواز
استطباب الرأة يوز للرجل أن يداوي الرأة ،ويوز للمرأة أن تداوي الرجل عند
الضرورة .قال البخاري :هل يداوي الرجل الرأة والرأة الرجل .ث روى عن ربيع بنت
معوذ بن عفراء .قالت :كنا نغزو مع رسول ال صلى ال عليه وسلم نسقي القوم ،
وندمهم ونرد القتلى والرحى إل الدينة .وقال الافظ ف الفتح :يوز مداواة الجانب
عند الضرورة ،وتقدر بقدرها فيما يتعلق بالنظر والس باليد وغي ذلك .وقال ابن مفلح
ف كتاب الداب الشرعية :فإن مرضت امرأة ول يوجد من يطبها غي رجل ،جاز له
منها نظر ما تدعو الاجة إل نظره منها حت الفرجي ،وكذا الرجل مع الرجل .قال ابن
حدان :وان ل يوجد من يطبه سوى امرأة ،فلها نظر ما تدعو الاجة إل نظرها منه
حت فرجيه .قال القاضي :يوز للطيب ( هامش ) ( ) 1الريت :الاهر بالداية .
( / ) .صفحة / 494أن ينظر من الرأة إل العورة عند الاجة ،وكذلك يوز للمرأة
والرجل ،أن ينظرا إل عورة الرجل عند الضرورة .انتهى .العلج بالرقي ( ) 1
والدعية يشرع العلج بالرقى والدعية إذا كانت مشتملة على ذكر ال ،وكانت باللفظ
العرب الفهوم لن مال يفهم ،ل يؤمن أن يكون فيه شئ من الشرك فعن عوف بن مالك
.قال :كنا نرقى ف الاهلية فقلنا :يا رسول ال كيف ترى ف ذلك ؟ فقال اعرضوا
علي رقاكم .ل بأس بالرقى ما ل يكن فيه شرك " رواه مسلم وأبو داود ،وقال الربيع :
سألت الشافعي عن الرقية فقال :ل بأس أن ترقى بكتاب ال ،وبا تعرف من ذكر ال
399
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
قلت :أيرقى أهل الكتاب السلمي ؟ قال نعم ،إذا رقوا با يعرف من كتاب ال وبذكر
ال .بعض الدعية الواردة ف ذلك - 1روى البخاري ومسلم عن عائشة :أن النب
صلى ال عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله ،يسح بيده اليمن ويقول " :اللهم رب الناس
أذهب البأس ( ) 2أشف وأنت الشاف ،لشفاء إل شفاؤك شفاء ل يغادر سقما " 2 .
-وروى مسلم عن عثمان بن أب العاص أنه شكا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم
وجعا بدة ف جسده .فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ضع يدك على الذي
يأل من جسدك وقل :باسم ال ،وقل :سبع مرات :أعوذ بعزة ال وقدرته من شر ما
أجد وأحاذر " قال ففعلت ذلك مرارا فأذهب ال ما كان ب فلم أزل آمر به أهلى
وغيهم - 3 .وروى الترمذي عن ممد بن سال قال :قال ل ثابت البنان :يا ممد
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 494
إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ،ث قل :بسم ال أعوذ بعزة ال من شر ما أجد
من وجعي هذا ،ث ارفع يدك ،ث أعد ذلك وترا ،فان أنس بن مالك حدثن :ان رسول
ال صلى ال عليه وسلم حدثه بذلك ( .هامش ) ( ) 1الرق :جع رقية ،مثل مدى
جع مدية :وهي الدعية الت يدعى با للمريض ) 2 ( .البأس :الشدة / ) . ( .صفحة
- 4 / 495وعن ابن عباس :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من عاد مريضا ل
يضر أجله فقال عنده سبع مرات :أسأل ال العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك .إل
عافاه ال من ذلك الرض " .رواه أبو داود والترمذي وقال :حسن .وقال الاكم :
صحيح على شرط البخاري - 5 .وروى البخاري عن ابن عباس قال :كان النب صلى
ال عليه وسلم يعوذ السن والسي " :أعيذ كما بكلمات ال التامة من كل شيطان
وهامة .ومن كل عي لمة ( ) 1ويقول " :إن أباكما ( ) 2كان يعوذ بما إساعيل و
اسحاق " - 6 .وروى مسلم عن سعد بن أب وقاص ،ان رسول ال صلى ال عليه
وسلم عاده ف مرضه فقال " :اللهم اشف سعدا ،اللهم اشف سعدا ،اللهم اشف سعدا
" .النهي عن التمائم نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن التمائم - 1 .فعن عقبة بن
عامر ،ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :من علق تيمة فل أت ال له .ومن علق
400
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ودعة فل أودع ال له " رواه أحد والاكم .وقال :صحيح السناد .والتميمة :هي
الرزة الت كان العرب يعلقونا على أولدهم ينعون با العي ف زعمهم ،فأبطله السلم
ونى عنه .ودعا رسول ال على من علق تيمة بعدم التمام ،لا قصده من التعليق - 1 .
وعن ابن مسعود رضي ال عنه :أنه دخل على امرأته ،وف عنقها شئ معقود ،فجذبه
فقطعه .ث قال :لقد أصبح آل عبد ال أغنياء أن يشركوا بال ما ل ينل به سلطانا .ث
قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :إن الرقى والتمائم والتولة شرك "
قالوا :يا أبا عبد ال هذه التمائم والرقى قد ( هامش ) ( " ) 1الامة " :كل ذات سم
قاتل تمع على هوام ،وقد تطلق على ما يدب من اليوان ،كالق " .واللمة " :الت
تصيب بسوء ) 2 ( .يقصد إبراهيم عليه السلم / ) . ( .صفحة / 496عرفناها ،فما
التولة ؟ قال :شئ يصنعه النساء يتحبب ال أزواجهن ( . ) 1رواه الاكم وابن حبان
وصححاه - 3 .وعن عمران بن حصي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أبصر على
عضد رجل حلقة أراه قال " :من صفر " ( ، ) 2فقال " :ويك ما هذه ؟ " قال :من
الواهنة .قال " أما إنا ل تزيد إل وهنا ،انبذها عنك ،فانك لومت وهي عليك ما
أفلحت ابدا " رواه أحد .والواهنة :عرق يأخذ ف النكب وف اليد كلها ،وقيل :
مرض يأخذ ف العضد .وقد علق الرجل حلقة من ناس ،ظنا منه أنا تعصمه من الل ،
فنهاه الرسول عنها ،وعدها من التمائم - 4 .وروى أبو داوود عن عيسى بن حزة قال
:دخلت على عبد ال بن حكيم وبه حرة ،فقلت أل تعلق تيمة ؟ فقال :نعوذ بال من
ذلك ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :من علق شيئا وكل إليه " .هل يوز
تعليق الدعية الواردة ف الكتاب والسنة ؟ روى عمر بن شعيب عن أبيه عن جده عبد ال
بن عمرو بن العاص ان النب صلى ال عليه وسلم قال " :إذا فزع أحدكم ف النوم فليقل
:اعوذ بكلمات ال التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ،من هزات الشياطي وأن
يضرون فانا لن تضره " وكان عبد ال بن عمرو يعلمهن من عقل من بنيه ،ومن ل
يعقل كتبها ف صك ث علقها ف عنقه .رواه أبو داود والنسائي والترمذي ،وقال :
حسن غريب ،والاكم وقال :صحيح السناد .وإل هذا ذهبت عائشة ومالك وأكثر
الشافعية ورواية عن أحد .وذهب ابن عباس وابن مسعود ،وحذيفة والحناف وبعض
401
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الشافعية ورواية عن أحد :إل أنه ل يوز تعليق شئ من ذلك لا تقدم من النهي العام ف
الحاديث السابقة .منع الريض من السكن بي الصحاء ومن كان مبتلى بأمراض
معدية ،يوز منعه من السكن بي الصحاء ول ( هامش ) ( ) 1قيل :هي خيط يقرأ
فيه من السحر أو قرطاس فيه شئ يتحبب به النساء إل قلوب الرجال ،أو الرجال إل
قلوب النساء " ) 2 ( .صفر " ناس / ) . ( .صفحة / 497ياور الصحاء ،فان
النب صلى ال عليه وسلم قال " :ل يوردن مرض على مصح " فنهى صاحب البل
الراض أن يوردها على صاحب البل الصحاح مع قوله " ل عدوى ول طية " وكذلك
روي انه لا قدم رجل مذوم ليبايعه ،أرسل إليه بالبيعة ،ول يأذن له ف دخول الدينة .
النهي عن الروج من الطاعون أو الدخول ف أرض هو با :نى رسول ال صلى ال عليه
وسلم عن الروج من الرض الت وقع با الطاعون أو الدخول فيها ،لا ف ذلك من
التعرض للبلء .وحت يكن حصر
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 497
الرض ف دائرة مددة ،ومنعا لنتشار الوباء .وهوما يعب عنه بالجر الصحي .روى
الترمذي وقال :حسن صحيح .عن أسامة بن زيد :أن النب صلى ال عليه وسلم ذكر
الطاعون فقال " :بقية رجز أو عذاب أرسل على طائفة من بن إسرائيل ،فإذا وقع
بأرض وأنتم با فل ترجوا منها ،وإذا وقع بأرض ولستم با فل تبطوا عليها " وروى
البخاري عن ابن عباس :أن عمر بن الطاب خرج إل الشام حت إذا كان بسرغ لقيه
أمراء الجناد ،أبو عبيدة ابن الراح وأصحابه .فأخبوه أن الوباء قد وقع بأرض الشام .
قال ابن عباس فقال عمر :ادع ل الهاجرين الولي ،فدعاهم فاستشارهم ،وأخبهم
أن الوباء قد وقع بالشام ،فاختلفوا .فقال بعضهم قد خرجنا لمر ول نرى أن نرجع عنه
،وقال بعضهم :معك بقية الناس وأصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ول نرى
أن تقدمهم على هذا الوباء فقال :ارتفعوا عن .ث قال :ادع ل النصار .فدعوتم فلم
يتلف منهم عليه رجلن ،فقالوا نرى أن ترجع بالناس ،ول تقدمهم على هذا الوباء .
فنادى عمر ف الناس :إن مصبح على ظهر ،فأصبحوا عليه .قال أبو عبيدة بن الراح :
402
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أفرارا من قدر ال ؟ فقال عمر :لو غيك قالا يا أبا عبيدة ؟ نعم نفر من قدر الإل قدر
ال .أرأيت لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان إحداها خصبة ،والخرى جدبة ،
أليس إن رعيت الصبة رعيتها بقدر ال وإن رعيت الدبة رعيتها بقدر ال ؟ قال فجاء
عبد الرحن بن عوف وكان متغيبا ف بعض حاجاته ،فقال :إن عندي ف هذا علما .
سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :إذا سعتم به ف أرض فل تقدموا عليها ،
وإذا وقع بأرض وأنتم با فل ترجوا فرارا منه " قال فحمد ال عمر ث انصرف / .
صفحة / 498استحباب ذكر الوت والستعداد له بالعمل :رغب الشارع ف تذكر
الوت والستعداد له بالعمل الصال ،وعدذلك من دلئل الي .فعن ابن عمر رضي ال
عنهما قال :أتيت النب صلى ال عليه وسلم عاشر عشرة ،فقام رجل من النصار فقال :
يا نب ال من أكيس الناس وأحزم الناس ؟ قال " :أكثرهم ذكرا للموت ،وأكثرهم
استعدادا للموت ،أولئك الكياس .ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الخرة " .وعنه قال ،
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :أكثروا من ذكر هاذم ( ) 1اللذات " رواها
الطبان بإسناد حسن .وعن ابن مسعود رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه
وسلم ف قول ال تعال " فمن يرد ال أن يهديه يشرح صدره للسلم " .قال " :إذا
دخل النور القلب انفسح وانشرح قالوا :هل لذلك من علمة يعرف با ؟ قال " :النابة
إل دار اللود ،والتنحي عن دار الغرور ،والستعداد للموت قبل لقاء الوت " .رواه
ابن جرير ،وله طرق مرسلة ومتصلة يشد بعضها بعضا .كراهة تن الوت يكره للمرء
أن يتمن الوت أو يدعو به ،لفقر أو مرض أو منة أو نو ذلك ،لا رواه الماعة عن
أنس ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ل يتمني أحدكم الوت لضر نزل به ،فإن
كان لبد متمنيا للموت فليقل :اللهم أحين ما كانت الياة خيال ،وتوفن إذا كانت
الوفاة خيا ل " .وحكمة النهي عن تن الوت ما جاء من حديث أم الفضل أن النب
صلى ال عليه وسلم دخل على العباس ،وهو يشتكي فتمن الوت فقال " :يا عباس يا
عم رسول ال لتتمن الوت إن كنت مسنا تزداد إحسانا إل إحسانك خي لك ،وإن
كنت مسيئا فإن تؤخر تستعتب ( ) 2خي لك .فل تن ( هامش ) ( ) 1هاذم :قاطع
والراد به الوت ) 2 ( .تستعتب :تسترضي ال بالقلع عن الساءة والستغفار منها .
403
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
" والستعتاب " طلب إزالة العتاب / ) . ( .صفحة / 499الوت " رواه أحد والاكم
وقال :صحيح على شرط مسلم .فإن خاف أن يفت ف دينه يوز له تن الوت دون
كراهة ،فمما حفظ عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قوله ف دعائه " :اللهم إن
أسألك فعل اليات .وترك النكرات وحب الساكي ،وأن تغفر ل وترحن ،وإذا
أردت فتنة ف قومي فتوفن غي مفتون ،وأسألك حبك وحب من يبك وحب عمل
يقرب إل حبك " رواه الترمذي وقال :حسن صحيح .وف الوطأ عن عمر رضي ال
عنه دعا .فقال " :اللهم كبت سن وضعفت قوت ،وانتشرت رعيت ،فاقبضن إليك
غي مضيع ول مفرط " فضل طول العمر مع حسن العمل - 1عن عبد الرحن بن أب
بكرة عن أبيه أن رجل قال :يا رسول ال أي الناس خي ؟ قال " :من طال عمره
وحسن عمله " .قال :فأي الناس شر .قال " :من طال عمره وساء عمله " رواه أحد
والترمذي وقال :حسن صحيح - 2 .وعن أب هريرة :أن النب صلى ال عليه وسلم
قال " :أل أنبئكم بيكم ؟ " قالوا :نعم يا رسول ال قال " :خياركم أطولكم أعمارا
وأحسنكم أعمال " رواه أحد وغيه بسند صحيح .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 499
العمل الصال قبل الوت دليل على حسن التام :روى أحد والترمذي والاكم وابن
حبان عن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :إذا أراد ال بعبد خيا استعمله " قيل
:كيف يستعمله ؟ قال " يوفقه لعمل صال قبل الوت ث يقبضه عليه " .استحباب حسن
الظن بال ينبغي أن يذكر الريض سعة رحة ال ويسن ظنه بربه ،لا رواه مسلم عن
جابر قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول قبل موته بثلث ( : ) 1
( هامش ) ( ) 1أي بثلث ليال / ) . ( .صفحة " / 500ل يوتن أحدكم إل وهو
يسن الظن بال " .وف الديث استحباب تغليب الرجاء وتأميل العفو ليلقى ال تعال
على حالة هي أحب الحوال إل ال سبحانه إذ هو الرحن الرحيم ،والواد الكري ،
يب العفو والرجاء .وف الديث " يبعث كل أحد على ما مات عليه " .وروى ابن
ماجة والترمذي بسند جيد عن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم دخل على شاب وهوف
404
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الوت فقال " :كيف تدك ؟ " قال :أرجو ال وأخاف ذنوب .فقال صلى ال عليه
وسلم " :ل يتمعان ف قلب عبد ف مثل هذا الوطن إل أعطاه ال ما يرجوه وأمنه ما
ياف " .استحباب الدعاء والذكر لن حضر عند اليت :يستحب أن يضر الصالون
من أشرف على الوت فيذكروا ال - 1 .روى أحد ومسلم وأصحاب السنن عن أم
سلمة قالت ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إذا حضرت الريض أو اليت فقولوا
خيا ،فإن اللئكة يؤمنون على ما تقولون " .قالت :فلما مات أبو سلمة ،أتيت النب
صلى ال عليه وسلم فقلت :يا رسول ال ،إن أبا سلمة قد مات ،قال " :قول :اللهم
اغفر ل وله ،وأعقبن منه عقب حسنة " فقلت :فأعقبن ال من هو خي منه " ممدا
صلى ال عليه وسلم " - 2 .وف صحيح مسلم عنها قالت :دخل رسول ال صلى ال
عليه وسلم على أب سلمة وقد شق بصره فأغمضه ،ث قال " :إن الروح إذا قبض تبعه
البصر " فضج ناس من أهله فقال " :ل تدعوا على أنفسكم إل بي ،فإن اللئكة
يؤمنون على ما تقولون " ،ث قال " :اللهم اغفر لب سلمة وارفع درجته ف الهديي ،
وأخلفه ف عقبة الغابرين ( ) 1واغفر لنا وله يا رب العالي .وأفسح له ف قبه ،ونور
له فيه " ( .هامش ) ( ) 1الغابرين :الباقي :أي كن خليفة له ف إصلح من يعقبه من
ذريته حال كونم ف الباقي من الناس / ) . ( .صفحة / 501ما يسن عند الحتضار
يسن عند الحتضار مراعاة السنن التية - 1 :تلقي الحتصر " ل إله إل ال " لا رواه
مسلم وأبو داود والترمذي عن أب سعيد الدري رضي ال عنه :أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال " :لقنوا موتاكم ( : ) 1ل إله إل ال " وروى أبو داود ،وصححه
الاكم عن معاذ بن جبل رضي ال عنه قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :من
كان آخر كلمه لإله إل ال دخل النة " .والتلقي إنا يكون ف حالة ما إذا كان ل
ينطق بلفظ الشهادة .فإن كان ينطق با فل معن لتلقينه .والتلقي إنا يكون ف الاضر
العقل القادر على الكلم فإن شارد اللب ل يكن تلقينه ،والعاجز عن الكلم يردد
الشهادة ف نفسه .قال العلماء :وينبغي أن ل يلح عليه ف ذلك .ول يقول له :قل ل
إله إل ال ،خشية أن يضجر ،فيتكلم بكلم غي لئق ،ولكن يقولا بيث يسمعه
معرضا له ،ليفطن له فيقولا .وإذا أتى بالشهادة مرة ل يعاود التلقي ما ل يتكلم بعدها
405
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بكلم آخر فيعاد التعريض له به ليكون آخر كلمه .وجهور العلماء على أن الحتضر
يقتصر ف تلقينه على لفظ " ل إله إل ال " لظاهر الديث ،ويرى جاعة أنه يلقن
الشهادتي لن القصود تذكر التوحيد وهو يتوقف عليهما - 2 .توجيهه إل القبلة
مضطجعا على شقه الين ،لا رواه البيهقي والاكم وصححه عن أب قتادة :أن النب
صلى ال عليه وسلم لا قدم الدينة ،سأل عن الباء بن معرور ؟ فقالوا :توف ،وأوصى
بثلث ماله لك ،وأن يوجه للقبلة لا احتضر .فقال النب صلى ال عليه وسلم " :أصاب
الفطرة ،وقد رددت ثلث ماله على ولده " .ث ذهب فصلى عليه وقال " :اللهم اغفر له
وارحه وأدخله جنتك وقد فعلت ( " ) 2قال الاكم :ول أعلم ف توجيه الحتضر إل
القبلة غيه ( .هامش ) ( ) 1أي الحتضرين الذين هم ف سياق الوت من السلمي ،
أما غيهم فيعرض عليهم السلم ) 2 ( .فعلت :أي استجبت الدعاء ( / ) .صفحة
/ 502وروى أحد :أن فاطمة بنت النب صلى ال عليه وسلم عند موتا استقبلت القبلة
ث توسدت يينها .وهذه الصفة الت أمر الرسول صلى ال عليه وسلم النائم أن ينام
عليها ،والت يكون عليها اليت ف قبه .وف رواية عن الشافعي :أن الحتضر يستلقي
على قفاه وقدماه إل القبلة وترفع رأسه قليل ليصي وجهه إليها والول الذي ذهب إليه
المهور أول .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 502
- 3قراءة سورة يس ،لا رواه أحدو أبو داود والنسائي والاكم وابن حبان
وصححاه ،عن معقل بن يسار رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :
يس قلب القرآن ،ل يقرؤها رجل يريد ال والدار الخرة إل غفر له .واقرؤوها على
موتاكم ( . " ) 1قال ابن حبان :أراد به من حضرته النية ،ل أن اليت يقرأ عليه ،
ويؤيد هذا العن ما رواه أحد ف مسنده عن صفوان قال :كانت الشيخة ( ) 2يقولون
:إذا قرئت " يس " عند الوت خفف عنه با ،وأسنده صاحب مسند الفردوس إل أب
الدرداء وأب ذر قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :مامن ميت يوت فتقرأ
عنده يس إل هون ال عليه " - 4 .تغميض عينيه إذا مات ،لا رواه مسلم :أن النب
406
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صلى ال عليه وسلم دخل على أب سلمة ،وقد شق بصره فأغمضه ث قال " :إن الروح
إذا قبض تبعه البصر " - 5 .تسجيته صيانة له عن النكشاف وسترا لصورته التغية عن
العي .فعن عائشة رضي ال عنها :أن النب صلى ال عليه وسلم حي توف سجي ببد
حبه ( ) 3رواه البخاري ومسلم .ويوز تقبيل اليت إجاعا فقد قبل رسول ال صلى
ال عليه وسلم عثمان ابن مظعون وهو ميت ،وأكب أبو بكر على رسول ال صلى ال
عليه وسلم بعد موته فقبله بي عينيه وقال :يا نبياه ،يا صفياه ( .هامش ) ( ) 1أعل
هذا الديث ابن القطان بالضطراب والوقف وجهالة بعض الرواة .ونقل عن الدارقطن
أنه قال :هذا حديث مضطرب السناد مهول الت ول يصح ) 2 ( .جع شيخ ) 3 ( .
سجي :غطي " .حبة " :ثوب فيه أعلم / ) . ( .صفحة - 6 / 503البادرة
بتجهيزه مت تقق ( ) 1موته ،فيسرع وليه بغسله ودفنه مافة أن يتغي ،والصلة عليه ،
لا رواه أبو داود وسكت عنه .عن الصي بن وحوح أن طلحة بن الباء مرض فأتاه
النب صلى ال عليه وسلم يعوده ،فقال " :إن ل أرى طلحة إل قد حدث فيه الوت ،
فأذنوب به ( ) 2وعجلوا ،فإنه ل ينبغي ليفة مسلم أن تبس بي ظهري أهله " .ول
ينتظر به قدوم أحد إل الول :فإنه ينتظر ما ل يش عليه التغي .روى أحد والترمذي
عن علي رضي ال عنه :أن النب قال له " ،يا علي :ثلث ل تؤخرها الصلة :إذا
أتت ،والنازة إذا حضرت ،والي ( ) 3إذا وجدت كفئا " - 7 .قضاء دينه ،لا
رواه أحد وابن ماجه والترمذي .وحسنه ،عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم
قال " :نفس الؤمن معلقة بدينه حت يقضى عنه " أي أمرها موقوف ل يكم لا بنجاة
ول بلك أو مبوسة عن النة ،وهذا فيمن مات وترك ما ل يقضى منه دينه .أما من
لمال له ومات عازما على القضاء ،فقد ثبت أن ال تعال يقضي عنه ،ومثله من مات
وله مال وكان مبا للقضاء ول يقض من ماله ورثته فعند البخاري من حديث أب هريرة
أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى ال عنه ،
ومن أخذها يريد إتلفها أتلفه ال " .وروى أحد وأبو نعيم والبزار والطبان عن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :يدعى بصاحب الدين يوم القيامة حت يوقف بي يدي ال
عزوجل فيقول :يا ابن آدم فيم أخذت هذا الدين ،وفيم ضيعت حقوق الناس ؟ فيقول :
407
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يا رب إنك تعلم أن أخذته فلم آكل ول أشرب ول أضيع ،ولكن أتى علي إما حرق
وإما سرق ،وإما وضيعة ،فيقول ال صدق عبدي ،وأنا أحق من قضى عنك ،فيدعو
ال بشئ فيضعه ف كفة ميزانه ،فترجح حسناته على سيئاته ،فيدخل النة بفضل رحته
" ( .هامش ) ( ) 1لبد من تقق الوت بواسطة الطباء وغيهم من العارفي الشهود
لم ف العرفة ،ول سيما من توقع أن يغمى عليه ) 2 ( .آذونون :أعلمون ) 3 ( .
الي :من ل زوج لا / ) . ( .صفحة / 504وقد كان النب صلى ال عليه وسلم ،
يتنع عن الصلة على الديون ،فلما فتح ال عليه البلد ،وكثرت الموال صلى على من
مات مديونا وقضى عنه ،وقال ف حديث البخاري " :أنا أول بالؤمني من أنفسهم ،
فمن مات وعليه دين ،ول يترك وفاء ،فعلينا قضاؤه .ومن ترك ما ل فلورثته " .وف
هذا ما يدل على أن من مات مدينا استحق أن يقضى عنه من بيت مال السلمي ،
ويؤخذ من سهم الغارمي " أحد مصارف الزكاة " وأن حقه ل يسقط بالوت .
استحباب الدعاء والسترجاع ( ) 1عند الوت :يستحب أن يسترجع الؤمن ويدعو ال
عند موت أحد أقاربه بالت - 1 .روى أحد ومسلم عن أم سلمة رضي ال عنها قالت
:سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول :إنا ل
وإنا إليه راجعون .اللهم أجرن ف مصيبت وأخلف ل خيا منها ،إل آجره ال تعال ف
مصيبته ،وأخلف له خيا منها " قالت :فلما توف أبو سلمة قلت كما أمرن رسول ال
صلى ال عليه وسلم ،فأخلف ال ل خيا منه " رسول ال
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 504
صلى ال عليه وسلم " - 2 .وف الترمذي عن أب موسى الشعري رضي ال عنه أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :إذا مات ولد العبد قال ال تعال للئكته :قبضتم
ولد عبدي ؟ فيقولون :نعم ،فيقول :قبضتم ثرة فؤاده ؟ فيقولون :نعم .فيقول :
فماذا قال عبدي ؟ فيقولون :حدك واسترجع .فيقول ال تعال :ابنوا لعبدي بيتا ف
النة وسوه بيت المد " قال :حديث حسن - 3 .وف البخاري عن أب هريرة :أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :يقول ال تعال :ما لعبدي الؤمن عندي جزاء إذا
408
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
قبضت صفيه من أهل الدنيا ث احتسبه إل النة " - 4 .وعن ابن عباس ف قول ال تعال
( :الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا ل وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربم
( هامش ) ( ) 1السترجاع قول " :إنا ل وإنا إليه راجعون " / ) . ( .صفحة 505
/ورحة .وأولئك هم الهتدون " قال :أخب ال عزوجل :أن الؤمن إذا سلم لم ال
ورجع واسترجع عند الصيبة كتب له ثلث خصال من الي :الصلة من ال ،والرحة ،
وتقيق سبيل الدى .استحباب اعلم قرابته وأصحابه بوته استحب العلماء إعلم أهل
اليت وقرابته وأصدقائه وأهل الصلح بوته ليكون لم أجر الشاركة ف تهيزه ،لا رواه
الماعة .عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم نعى للناس النجاشي ف اليوم الذي
مات فيه ،وخرج بم إل الصلى ،فصف أصحابه ،وكب عليه أربعا .وروى أحد
والبخاري عن أنس :أن النب صلى ال عليه وسلم نعى زيدا ،وجعفرا وابن رواحة ،قبل
أن يأتيهم خبهم ،قال الترمذي :ل بأس بأن يعلم الرجل قرابته وإخوانه بوت الشخص
.وقال البيهقي :وبلغن عن مالك بن أنس أنه قال :لأحب الصياح لوت الرجل على
أبواب الساجد ،ولو وقف على حلق الساجد فأعلم الناس بوته ل يكن به بأس .وأما
ما رواه أحد والترمذي وحسنه عن حذيفة ،قال :إذا مت فل تؤذن ب أحدا ،فإن
أخاف أن يكون نعيا .وإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ينهى عن النعي ( ) 1
فإنه ممول على النعي الذي كانت الاهلية تفعله .وكانت عادتم إذا مات منهم شريف
بعثوا راكبا إل القبائل ،يقول :نعاء فلنا أي هلكت العرب بهلك فلن ،ويصحب
ذلك ضجيج وبكاء .البكاء على اليت أجع العلماء ،على أنه ل يوز البكاء على
اليت ،إذا خل من الصراخ والنوح ،ففي الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال " :إن ال ل يعذب بدمع العي ول بزن القلب ،ولكن يعذب بذا أو يرحم "
وأشار إل لسانه .وبكى لوت ابنه إبراهيم وقال " :إن العي تدمع ،والقلب يزن .ول
نقول إل ما يرضي ربنا ،وإنا بفراقك يا إبراهيم لحزونون " وبكى لوت ( هامش ) ( 1
) النعي :الخبار بوت الشخص / ) . ( .صفحة / 506أميمة بنت ابنته زينب ،فقال
له سعد بن عبادة يا رسول ال أتبكي ؟ أو ل تنه زينب ،فقال " :إنا هي رحة فجعلها
ال ف قلوب عباده ،وإنا يرحم ال من عباده الرحاء " وروى الطبان عن عبد ال بن
409
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
زيد قال :رخص ف البكاء من غي نوح .فإن كان البكاء بصوت ونياحة ،كان ذلك
من أسباب أل اليت وتعذيبه .فعن ابن عمر قال :لا طعن عمر أغمي عليه ،فصيح عليه
فلما أفاق قال :أما علمتم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :إن اليت ليعذب
ببكاء الي " .وعن أب موسى قال :لا أصيب عمر جعل صهيب يقول :واأخاه ،فقال
له عمر :يا صهيب أما علمت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :إن اليت
ليعذب ببكاء الي " وعن الغية بن شعبة قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم
يقول " :من نيح عليه فإنه يعذب با نيح عليه " روى هذه الحاديث البخاري ومسلم .
ومعن الديث ،أن اليت يتأل ويسوءه نوح أهله عليه ،فإنه يسمع بكاءهم وتعرض
أعمالم عليه ،وليس معن الديث أنه يعذب ويعاقب بسبب بكاء أهله عليه ،فإنه لتزر
وازرة وزر أخرى .فقد روى ابن جرير عن أب هريرة قال :إن أعمالكم تعرض على
أقربائكم من موتاكم فإن رأوا خيا فرحوا به .وإذا رأوا شرا كرهوا .وروى أحد
والترمذي عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :إن أعمالكم تعرض على
أقاربكم وعشائركم من الموات ،فإن كان خيا استبشروا به ،وإن كان غي ذلك قالوا
:اللهم ل تتهم حت تديهم كما هديتنا " .وعن النعمان بن بشي قال :أغمي على عبد
ال بن رواحة ،فجعلت أخته عمرة تبكي :واحبله ،واكذا ،واكذا ،تعدد عليه فقال
حي أفاق :ما قلت شيئا إل قيل ل :أأنت كذلك .رواه البخاري .النياحة النياحة
مأخوذة من النوح ،وهو رفع الصوت بالبكاء .وقد جاءت الحاديث مصرخة
بتحريها ،فعن أب مالك الشعري :أن النب صلى ال عليه /صفحة / 507وسلم قال
" :أربع ف أمت من أمر الاهلية ل يتركونن :الفخر ف
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 507
الحساب ( ، ) 1والطعن ف النساب ،والستسقاء بالنجوم ،والنياحة " وقال " :
النائحة إذا ل تتب قبل موتا تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ،ودرع من جرب
( " ) 2رواه أحد ومسلم .وعن أم عطية قالت :أخذ علينا رسول ال صلى ال عليه
وسلم أن لننوح .رواه البخاري ومسلم .وروى البزار بسند رواته ثقات أن رسول ال
410
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صلى ال عليه وسلم قال " :صوتان ملعونان ف الدنيا والخرة :مزمار عند نعمة ،وزنة
عند مصيبة " وف الصحيحي عن أب موسى أنه قال " :أنا برئ من برئ منه رسول ال
صلى ال عليه وسلم ،إن رسول ال صلى ال عليه وسلم برئ من الصالقة ،والالقة
والشاقة ( . " ) 3وروى أحد عن أنس قال :أخذ النب صلى ال عليه وسلم على النساء
حي بايعهن ،أن ل ينحن ،فقلن :يا رسول ال إن نساء أسعدننا ف الاهلية .
افنسعدهن ف السلم ؟ فقال " :ل إسعاد ( ) 4ف السلم " .الحداد على اليت
يوز للمرأة أن تد ( ) 5على قريبها اليت ثلثة أيام ما ل ينعها زوجها ،ويرم عليها
أن تد عليه فوق ذلك ،إل إذا كان اليت زوجها ،فيجب عليها أن تد عليه مدة العدة
.وهي أربعة أشهر وعشر .لا رواه الماعة إل الترمذي عن أم عطية ،أن النب صلى ال
عليه وسلم قال " :لتد امرأة على ميت فوق ثلث إل على زوج فإنا تد عليه أربعة
أشهر وعشرا .ول تلبس ثوبا مصبوغا ،إل ثوب عصب ( ، ) 6ول تكتحل ،ول تس
طيبا ،ول تتضب ،ول تتشط ( هامش ) ( ) 1الفخر ف الحساب :التعاظم بناقب
الباء " .الطعن ف النساب " نسبة الرجل الرء لغي أبيه " .الستسقاء بالنجوم " :
اعتقاد أنا الؤثرة ف نزول الطر ) 2 ( .السربال :القميص .والرب :تقرح اللد ،
والقطران :يقوي شعلة النار ،فيكون عذاب النائحة بالنار بسبب هذين القميصي أشد
عذاب ) 3 ( .الصالقة :الت ترفع صوتا بالندب والنياحة -الالقة :الت تلق رأسها
عند الصيبة -الشاقة :أي الت تشق ) 4 ( .السعاد :الساعدة ف النياحة ) 5 ( .تد
:من باب نصر وضرب ) 6 ( .عصب :برود يانية / ) . ( .صفحة / 508إل إذا
ظهرت ،تس نبذة من قسط ،أو اظفار ( . " ) 1والحداد ترك ما تتزين به الرأة من
اللي والكحل والرير والطيب والضاب .وإنا وجب على الزوجة ذلك مدة العدة ،
من أجل الوفاء للزوج ،ومراعاة لقه .استحباب صنع الطعام لهل اليت عن عبد ال بن
جعفر قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :اصنعوا لل جعفر طعاما ،فإنه قد
أتاهم أمر يشغلهم " رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي .وقال :حسن صحيح .
واستحب الشارع هذا العمل ،لنه من الب والتقرب إل الهل واليان .قال الشافعي :
وأحب لقرابة اليت أن يعملوا لهل اليت ف يومهم وليلتهم طعاما يشبعهم ،فإنه سنة
411
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وفعل أهل الي .واستحب العلماء اللاح عليهم ليأكلوا ،لئل يضعفوا بتركه استحياء
أو لفرط جزع .وقالوا :ل يوز اتاذ الطعام للنساء إذا كن ينحن لنه إعانة لن على
معصية .واتفق الئمة على كراهة صنع أهل اليت طعاما للناس يتمعون عليه ،لا ف
ذلك من زيادة الصيبة عليهم وشغل لم إل شغلهم وتشبها بصنع أهل الاهلية لديث
جرير قال :كنا نعد الجتماع إل أهل اليت ،وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة .
وذهب بعض العلماء إل التحري .قال ابن قدامه :فإن دعت الاجة إل ذلك جاز ،فإنه
ربا جاءهم من يضر ميتهم من القرى والماكن البعيدة .ويبيت عندهم ،ول يكنهم إل
أن يضيفوه " ( .هامش ) ( ) 1القسط والظفار :نوعان من العود الذي يتطيب به .و
" النبذة " القطعة :أي يوز لا وضع الطيب عند الغسل من اليض لزالة الرائحة
الكريهة / ) . ( .صفحة / 509جواز اعداد الكفن والقب قبل الوت قال البخاري :
باب من استعد الكفن ف زمن النب صلى ال عليه وسلم فلم ينكر عليه ،وروى عن سهل
رضي ال عنه أن امرأة جاءت النب صلى ال عليه وسلم ببدة منسوجة ،فيها حاشيتها (
) 1أتدرون ما البدة ( ) 2؟ قالوا :الشملة .قال :نعم .قالت :نسجتها بيدي ،
فجئت لكسوها ،فأخذها النب صلى ال عليه وسلم متاجا إليها فخرج إلينا ،وإنا إزارة
،فحسنها فلن فقال :اكسنيها .ما أحسنها .قال القوم :ما أحسنت ،لبسها النب
صلى ال عليه وسلم متاجا إليها ،ث سألته ،وعلمت أنه ليرد ،قال :إن وال ما سألته
للبسها ،إنا سألته لتكون كفن ،قال سهل فكانت كفنه .قال الافظ معلقا على
الترجة :وإنا قيد " أي البخاري " الترجة بذلك .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 509
أي بقوله " :فلم ينكر ليشي إل أن النكار وقع من الصحابة ،كان على الصحاب ف
طلب البدة ،فلما أخبهم بعذره ل ينكروا ذلك عليه ،فيستفاد منه جواز تصيل ما لبد
منه للميت من كفن ونوه ف حال حياته ،وهل يلتحق بذلك حفر القب ؟ ث قال :قال
ابن بطال :فيه جواز إعداد الشئ قبل وقت الاجة إليه .قال :وقد حفر جاعة من
الصالي قبورهم قبل الوت ،وتعقبه الزين بن الني :بأن ذلك ل يقع من أحد من
412
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الصحابة ،قال :ولو كان مستحبا لكثر فيهم .وقال العين :ل يلزم من عدم وقوعه من
أحد من الصحابة عدم جوازه .لن ما رأه السلمون حسنا فهو عند ال حسن ،ولسيما
إذا فعله قوم من العلماء الخيار .قال أحد :ل بأس أن يشتري الرجل موضع قبه ،
ويوصي أن يدفن فيه .وروي عن عثمان وعائشة وعمر بن عبد العزيز رضيا ل عنهم أنم
فعلوا ذلك ( .هامش ) ( ) 1حاشيتا الثوب :ناحيتاه اللتان ف طرفهما الدب ) 2 ( .
مقول سهل / ) . ( .صفحة / 510استحباب طلب الوت ف أحد الرمي يستحب
طلب الوت ف أحد الرمي :الرم الكي ،والرم الدن ،لا رواه البخاري عن حفصة
رضي ال عنها أن عمر رضي ال عنه قال :اللهم ارزقن شهادة ف سبيلك واجعل موت
ف بلد رسولك صلى ال عليه وسلم .فقلت :أن هذا ؟ فقال :يأتين به ال إن شاء ال
.وروى الطبان عن جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من مات ف أحد الرمي
بعث آمنا يوم القيامة " وفيه موسى بن عبد الرحن ،ذكره ابن حبان ف الثقات وعبد ال
ابن الؤمل ضعفه أحد ووثقه ابن حبان .موت الفجأة ( ) 1روى أبو داود عن عبيد بن
خالد السلمي -رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم -قال مرة عن النب صلى
ال عليه وسلم ،ث قال مرة :عن عبيد .قال " :موت الفجأة أخذة آسف ( . " ) 2
وقد روي هذا الديث من حديث عبد ال بن مسعود وأنس بن مالك وأب هريرة وعائشة
،وف كل منها مقال .وقال الزدي :ولذا الديث طرق ،وليس فيها صحيح عن النب
صلى ال عليه وسلم .وحديث عبيد هذا الذي أخرجه أبوداود ،رجال إسناده ثقات .
والوقف فيه ل يؤثر ،فإن مثله ل يؤخذ بالرأي ،فكيف وقد أسنده الراوي مرة .ثواب
من مات له ولد - 1روى البخاري عن أنس عن النب صلى ال عليه وسلم قال " :
مامن الناس من مسلم يتوف له ثلثة ل يبلغوا النث ( ) 3إل أدخله ال النة بفضل
رحته إياهم " ( .هامش ) ( ) 1أي الوت بغتة ) 2 ( .آسف :غضبان وإنا كان
موت الفجأة يكرهه الناس لنه يفوت ثواب الرض الذي يكفر الذنوب والستعداد بالتوبة
والعمل الصال ) 3 ( .النث :الث :أي ل يبلغوا سن التكليف فيكتب عليهم الث ( .
/ ) .صفحة - 2 / 511وروى البخاري ومسلم عن أب سعيد الدري رضي ال عنه
أن النساء قلن للنب صلى ال عليه وسلم :اجعل لنا يوما .فوعظهن وقال " :أيا امرأة
413
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
مات لا ثلثة من الولد كانوا لا حجابا من النار " ،قالت امرأة :واثنان قال " :واثنان "
.أعمار هذه المة روى الترمذي عن أب هريرة :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :
أعمار أمت ما بي الستي إل السبعي ( ) 1وأقلهم من يوز ( ) 2ذلك " .الوت راحة
روى البخاري ومسلم عن أب قتادة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر
عليه بنازة ،فقال " :مستريح ومستراح منه ( ، " ) 3فقالوا :يا رسول ال ،ما
الستريح وما الستراح منه ؟ فقال " :العبد الؤمن يستريح من نصب ( ) 4الدنيا ،
والعبد الفاجر يستريح منه العباد ( ) 5والبلد والشجر والدواب " .تهيز اليت يب
تهيز اليت فيغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن ،وتفصيل ذلك فيما يلي :غسل اليت
يرى جهور العلماء أن غسل اليت السلم فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن جيع
الكلفي ،لمر رسول ال صلى ال عليه وسلم به ،ولحافظة السلمي عليه ( .هامش )
( ) 1السبعي :أي السبعي سنة ) 2 ( .يوز :أي يتجاوز ) 3 ( .أي هذا البيت إما
مستريح وإما مستراح منه ) 4 ( .نصب الدنيا :تعبها ) 5 ( .من أذاه / ) . ( .صفحة
) 2 ( / 512من يب غسله ومن ل يب :يب غسل اليت السلم الذي ل يقتل ف
معركة بأيدي الكفار ) 3 ( .غسل بعض اليت :واختلف الفقهاء ف غسل بعض اليت
السلم .فذهب الشافعي وأحد وابن حزم إل أنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ،وقال
الشافعي :بلغنا أن طائرا ألقى يدا بكة ف وقعة المل ( ، ) 1فعرفوها بالات ،فغسلوها
وصلوا عليها ،وكان ذلك بحضر من الصحابة .وقال أحد :صلى أبو أيوب على رجل
،وصلى عمر على عظام .وقال ابن حزم :ويصلى على ما وجد من اليت السلم ،
ويغسل ويكفن إل أن يكون من شهيد .قال :وينوى بالصلة على ما وجد منه ،الصلة
على جيعه :جسده وروحه .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 512
وقال أبو حنيفة ومالك :إن وجد أكثر من نصفه غسل وصلي عليه ،وإل فل غسل ول
صلة ) 4 ( .الشهيد ل يغسل :الشهيد الذي قتل بأيدي الكفرة ف العركة ل يغسل
ولو كان جنبا ( ، ) 2ويكفن ف ثيابه الصالة للكفن ،ويكمل ما نقص منها ،وينقص
414
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
منها ما زاد على كفن السنة ،ويدفن ف دمائه ،ول يغسل شئ منها .روى أحد :أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :ل تغسلوهم فإن كل جرح ،أو كل دم يفوح
مسكا يوم القيامة " ،وأمر صلوات ال وسلمه عليه بدفن شهداء أحد ف دمائهم ول
يغسلوا ول يصل عليهم .قال الشافعي :لعل ترك الغسل والصلة لن يلقوا ال بكلومهم
( ) 3لا جاء أن ريح دمهم ريح السك ،واستغنوا بإكرام ال لم عن الصلة عليهم ،
مع التخفيف على من بقي من السلمي ،لا يكون فيمن قاتل من جراحات وخوف
( هامش ) ( ) 1كانت عبد الرحن بن عتاب بن أسيد ) 2 ( .الشهيد النب :ل
يغسل عند الالكية والصح من مذهب الشافعية .ورأي ممد وأب يوسف ،ويشهد
لذا ،أن حنظلة استشهد جنبا فلم يغسله النب صلى ال عليه وسلم " ) 3 ( .كلومهم "
جروحهم / ) . ( .صفحة / 513عبودة العدو ،رجاء طلبهم وههم بأهلهم ،وهم
أهلهم بم .وقيل :الكمة ف ترك الصلة عليهم :أن الصلة على اليت ،والشهيد حي
،أو أن الصلة شفاعة ،والشهداء ف غن عنها لنم يشفعون لغيهم ) 5 ( .الشهداء
الذين يغسلون ويصلى عليهم :أما القتلى الذين ل يقتلوا ف العركة بأيدي الكفار ،فقد
أطلق الشارع عليهم لفظ الشهداء ،وهؤلء يغسلون ،ويصلى عليهم ،فقد غسل رسول
ال صلى ال عليه وسلم من مات منهم ف حياته .وغسل السلمون بعده عمر وعثمان
وعليا ،وهم جيعا شهداء ،ونن نذكر هؤلء الشهداء فيما يلي - 1 :عن جابر بن
عتيك أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :الشهادة سبع سوى القتل ف سبيل ال :
الطعون ( ) 1شهيد ،والغرق ( ) 2شهيد ،وصاحب ذات النب ( ) 3شهيد ،
والبطون ( ) 4شهيد ،وصاحب الرق شهيد ،والذي يوت تت الدم شهيد ،والرأة
توت بمع ( ) 5شهيدة " .رواه أحد وأبو داود والنسائي بسند صحيح - 2 .وعن
أب هريرة ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ما تعدون الشهيد فيكم ؟ " قالوا :يا
رسول ال من قتل ف سبيل ال فهو شهيد .قال " :إن شهداء أمت إذا لقليل " ،قالوا :
فمن هم يا رسول ال ؟ قال " :من قتل ف سبيل ال فهو شهيد ،ومن مات ف سبيل ال
( ) 6فهو شهيد ،ومن مات ف الطاعون فهو شهيد ،ومن مات ف البطن فهو شهيد ،
والغريق شهيد " .رواه مسلم - 3 .وعن سعيد بن زيد :أن النب صلى ال عليه وسلم
415
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
قال " :من قتل دون ماله فهو شهيد ،ومن قتل دون دمه فهو شهيد ،ومن قتل دون دينه
فهو شهيد ،ومن قتل دون أهله فهو شهيد " .رواه أحد والترمذي وصححه .
( هامش ) ( ) 1الطعون :من مات بالطاعون ( ) 2الغرق :الغريق ) 3 ( .ذات
النب :القروح تصيب النسان داخل جنبه وتنشأ عنها المى والسعال ) 4 ( .البطون
:من مات بوت البطن ) 5 ( .بمع :أي الت توت عند الولدة ( ) 6ف سبيل ال :
أي ف طاعة ال / ) . ( .صفحة ) 6 ( / 514الكافر ل يغسل :ول يب على السلم
أن يغسل الكافر ،وجوزه بعضهم .وعند الالكية والنابلة :أنه ليس للمسلم أن يغسل
قريبه الكافر ول يكفنه ،ول يدفنه ،إل أن ياف عليه الضياع فيجب عليه أن يواريه ،لا
رواه أحد وأبو داود والنسائي والبيهقي ،أن عليا رضي ال عنه قال :قلت للنب صلى ال
عليه وسلم :إن عمك الشيخ الضال قد مات .قال " :اذهب فوار أباك ،ول تدثن
شيئا حت تأتين " .قال :فذهبت ،فواريته ،وجئته ،فأمرن فاغتسلت فدعا ل .قال
ابن النذر :ليس ف غسل اليت سنة تتبع .صفة الغسل الواجب ف غسل اليت أن يعمم
بدنه بالاء مرة واحدة ولو كان جنبا أو حائضا ،والستحب ف ذلك أن يوضع اليت فوق
مكان مرتفع ويرد من ثيابه ( ) 1ويوضع عليه ساتر يستر عورته ما ل يكن صبيا ،ول
يضر عند غسله إل من تدعوا الاجة إل حضوره .وينبغي أن يكون الغاسل ثقة أمينا
صالا ،لينشر ما يراه من الي ،ويستر ما يظهر له من الشر .فعند ابن ماجه :أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :ليغسل موتاكم الأمونون " .وتب النية عليه ،
لنه هو الخاطب بالغسل ،ث يبدأ فيعصر بطن اليت عصرا رفيقا ،لخراج ما عسى أن
يكون با ،ويزيل ما على بدنه من ناسة ،على أن يلف على يده خرقة يسح با عورته
فإن لس العورة حرام ،ث يوضئه وضوء الصلة لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم " :
ابدأن بيامنها ومواضع الوضوء منها " ولتجديد سة الؤمني ف ظهور أثر الغرة
والتحجيل ،ث يغسله ثلثا بالاء والصابون ،أو الاء القراح ،مبتدئا باليمي ،فإن رأى
الزيادة على الثلث بعدم
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 514
416
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
حصول النقاء با أولشئ آخر غسله خسا ،أو سبعا ،ففي الصحيح ( :هامش ) ( ) 1
رأى الشافعي أن يغسل ف قميصه أفضل إذا كان رقيقا لينع وصول الاء إل البدن لن
النب صلى ال عليه وسلم غسل ف قميصه .والظهر أن هذا خاص به صلوات ال
وسلمه عليه فان تريد اليت فيما عدا العورة كان مشهورا / ) . ( .صفحة / 515أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :اغسلنها وترا :ثلثا أو خسا أو سبعا ،أو أكثر
من ذلك إن رأيت ( . " ) 1قال ابن النذر :إنا فرض الرأي اليهن بالشرط الذكور وهو
اليثار ،فإذا كان اليت امرأة ندب نقض شعرها وغسل وأعيد تضفيه وأرسل خلفها ،
ففي حديث أم عطية :أنن جعلن رأس ابنة النب صلى ال عليه وسلم ثلثة قرون .قلت
:نقضنه وجعلنه ثلثة قرون ( ) 2قالت :نعم .وعند مسلم :فضفرنا شعرها ثلثة
قرون :قرنيها وناصيتها .وف صحيح ابن حبان المر بتضفيها من قوله صلى ال عليه
وسلم " :واجعلن لا ثلثة قرون " .فإذا فرغ من غسل اليت جفف بدنه بثوب نظيف ،
لئل تبتل أكفانه ،ووضع عليه الطيب ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إذا أجرت
( ) 3اليت فأوتروا " .رواه البيهقي والاكم وابن حبان وصححاه .وقال أبو وائل :
كان عند علي رضي ال عنه مسك ،فأوصى أن ينط به ،وقال :هو فضل حنوط
رسول ال صلى ال عليه وسلم .وجهور العلماء على كراهة تقليم أظفار اليت وأخذ
شئ من شعر شاربه ،أو إبطه أو عانته ،وجوز لك ابن حزم .واتفقوا فيما إذا خرج من
بطنه حدث بعد الغسل وقبل التكفي ،على أنه يب غسل ما أصابه من ناسة ،
واختلفوا ف إعادة طهارته فقيل :ل يب ( . ) 4وقيل :يب الوضوء .وقيل :يب
إعادة الغسل .والصل الذي بن عليه العلماء أكثر اجتهادهم ف كيفية الغسل ما رواه
الماعة عن أم عطية ،قالت " :دخل علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم حي توفيت
ابنته فقال :اغسلنها ثلثا ،أو خسا ،أو أكثر من ذلك -إن رأيت -باء وسدر
واجعلن ف الخية كافورا ،أو شيئا من كافور ،فإذا ( هامش ) ( ) 1قال ابن عبد الب
:ل أعلم أحدا قال بجاوزة السبع ،وكره الجاوزة أحد وابن النذر ) 2 ( .قرون :أي
ضفائر ) 3 ( .أجرت :برت ) 4 ( .هذا مذهب الحناف والشافعية ومالك / ) . ( .
صفحة / 516فرغت فآذنن ( " ) 1فلما فرغن آذناه ،فأعطانا حقوه فقال " :أشعرنا
417
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( ) 2إياه " .يعن إزاره .وحكمة وضع الكافور ما ذكره العلماء من كونه طيب
الرائحة ،وذلك وقت تضر فيه اللئكة .وفيه أيضا تبيد ،وقوة نفود ،وخاصة ف
تصلب بدن اليت ،وطرد الوام عنه ومنع إسراع الفساد إليه ،وإذا عدم قام غيه مقامه
ما فيه هذه الواص أو بعضها .التيمم للميت عند العجز عن الاء ان عدم الاء يم اليت ،
لقوله تعال ( :فإن ل تدوا ماء فتيمموا ) ،ولقول رسول ال صلى ال عليه وسلم " :
جعلت ل الرض مسجدا وطهورا " .وكذلك لو كان السم بيث لو غسل لتهرى .
وكذلك الرأة توت بي الرجال الجانب عنها ،والرجل يوت بي النساء الجنبيات عنه
.روى أبو داود ف مراسيله والبيهقي عن مكحول أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :
إذا ماتت الرأة مع الرجال ،ليس معهم امرأة غيها ،والرجل مع النساء ،ليس معهن
رجل غيه ،فإنما ييممان ويدفنان ،وها بنلة من ل يد الاء " .وييمم الرأة ذو رحم
مرم منها بيده ،فإن ل يوجد يمها أجنب برقة يلفها على يده .هذا مذهب أب حنيفة
وأحد ،وعند مالك والشافعي :إن كان بي الرجال ذو رحم مرم منها غسلها ،لنا
كالرجل بالنسبة إليه ف العورة واللوة .قال ف الروي عن المام مالك :إنه سع أهل
العلم يقولون :إذا ماتت الرأة وليس معها نساء يغسلنها ول من ذوي الحرم أحد يلي
ذلك منها ،ول زوج يلي ذلك ،يمت ،يسح بوجهها وكفيها من الصعيد ( .هامش )
( ) 1آذنن :أي أخبنن ) 2 ( .أشعرنا :اجعلنه شعارا " والشعار " الثوب الذي يلي
السد " .والقو " الزار .وهوف الصل :معقد الزار / ) . ( .صفحة / 517قال
:وإذا هلك الرجل ،وليس معه أحد إل نساء يمنه أيضا ( . ) 1غسل أحد الزوجي
الخر اتفق الفقهاء على جواز غسل الرأة زوجها ،قالت عائشة :لو استقبلت من أمري
ما استدبرت ما غسل النب صلى ال عليه وسلم إل نساؤه .رواه أحد وأبو داود والاكم
وصححه .واختلفوا ف جواز غسل الزوج امرأته فأجازه المهور .لا روي من غسل
علي فاطمة رضي ال عنها .رواه الدارقطن والبيهقي ،ولقول رسول ال صلى ال عليه
وسلم لعائشة رضي ال عنها " :لو مت قبلي لغسلتك وكفنتك " .رواه ابن ماجه .
وقال الحناف :ل يوز للزوج غسل زوجته ،فإن ل يكن إل الزوج يمها ،والحاديث
حجة عليهم .
418
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 517
غسل الرأة الصب قال ابن النذر :أجع كل من يفظ عنه من أهل العلم على أن الرأة
تغسل الصب الصغي .الكفن ( ) 1حكمه :تكفي اليت با يستره ولو كان ثوبا واحدا
فرض كفاية .روى البخاري عن خباب رضي ال عنه قال :هاجرنا مع رسول ال صلى
ال عليه وسلم ،نلتمس وجه ال ،فوقع أجرنا على ال ،فمنا من مات ل يأكل من أجره
شيئا ،منهم مصعب بن عمي ،قتل يوم أحد ،فلم ند ما نكفنه إلبردة ،إذا ( هامش )
( ) 1يرى ابن حزم أنه إذا مات رجل بي نساء لرجل معهن ،أو امرأة بي رجال ل
نساء معهم غسل النساء الرجل وغسل الرجال الرأة على ثوب كثيف .يصب الء على
جيع السد دون مباشرة اليد ،ول يوز أن يعوض التيمم عن الغسل عند فقد الاء .
( / ) .صفحة / 518غطينا با رأسه خرجت رجله ،وإذا غطينا رجليه خرج رأسه ،
فأمرنا النب صلى ال عليه وسلم أن نغطي رأسه وأن نعل على رجليه من الذخر ( . ) 1
( ) 2ما يستحب فيه :يستحب ف الكفن ما يأت - 1 :أن يكون حسنا ،نظيفا ،
ساترا للبدن .لا رواه ابن ماجة والترمذي وحسنه عن أب قتادة أن النب صلى ال عليه
وسلم قال " :إذا ول أحدكم أخاه فليحسن كفنه " - 2 .وأن يكون أبيض ،لا رواه
أحد وأبو داود والترمذي وصححه عن ابن عباس :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :
البسوا من ثيابكم البيض فإنا من خي ثيابكم ،وكفنوا فيها موتاكم " - 3 .وأن يمر ،
ويبخر ،ويطيب ،لا رواه أحد والاكم وصححه عن جابر ،أن النب صلى ال عليه
وسلم قال " :إذا أجرت اليت فأجروه ثلثا " .وأوصى أبو سعيد وابن عمر وابن عباس
رضي ال عنهم :أن تمر أكفانم بالعود - 4 .أن يكون ثلث لفائف للرجل ،وخس
لفائف للمرأة ،لا رواه الماعة عن عائشة ،قالت :كفن رسول ال صلى ال عليه
وسلم ف ثلثة أثواب بيض سحولية جدد ليس فيها قميص ولعمامة .قال الترمذي :
والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم وغيهم .
قال :وقال سفيان الثوري :يكفن الرجل ف ثلثة أثواب ،إن شئت ف قميص ولفافتي ،
وإن شئت ف ثلث لفائف .ويزئ ثوب واحد إن ل يدوا ثوبي .والثوبان يزيان ،
419
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والثلثة لن وجد أحب إليهم ،وهو قول الشافعي وأحد وإسحق .وقالوا :تكفن الرأة
ف خسة أثواب ( .هامش ) ( ) 1الذخر :حشيشة طيبة الرائحة ،تسقف با البيوت
فوق الشب / ) . ( .صفحة / 519وعن أم عطية أن النب صلى ال عليه وسلم ناولا
إزارا ،ودرعا ( ، ) 1وخارا ( ) 2وثوبي ( . ) 3وقال ابن النذر :أكثر من نفظ
عنه من أهل العلم يرى أن تكفن الرأة ف خسة أثواب ) 3 ( .تكفي الحرم :إذا مات
الحرم غسل كما يغسل غيه من ليس مرما وكفن ف ثياب إحرامه ،ول تغطى رأسه
ول يطيب لبقاء حكم الحرام ،لا رواه الماعة عن ابن عباس قال :بينما رجل واقف
مع رسول ال صلى ال عليه وسلم يعرفه إذ وقع عن راحلته فوقصته ( ) 4فذكر ذلك
للنب صلى ال عليه وسلم ،فقال " :اغسلوه باء وسدر ،وكفنوه ف ثوبيه ( ، ) 5ول
تنطوه ( ) 6ول تمروا ( ) 7رأسه فإن ال تعال يبعثه يوم القيامة ملبيا " .وذهبت
النفية والالكية إل أن الحرم إذا مات انقطع إحرامه ،وبانقطاع إحرامه يكفن
كاللل ،فيخاط كفنه ويغطى رأسه ويطيب .وقالوا :إن قصة هذا الرجل واقعة عي ل
عموم لا فتختص به ،ولكن التعليل بأنه يبعث يوم القيامة ملبيا ظاهر أن هذا عام ف كل
مرم .والصل أن ما ثبت لحد الفراد من الحكام يثبت لغيه ،ما ل يقم دليل على
التخصيص ) 4 ( .كراهة الغالة ف الكفن :ينبغي أن يكون الكفن حسنا دون مغالة
ف ثنه ،أو أن يتكلف النسان ف ذلك ما ليس من عادته .قال الشافعي :إن عليا كرم
ال وجهه قال :لتغال ل ف كفن ،فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :
" لتغالوا ف الكفن فإنه يسلب ( هامش ) ( ) 1الدرع :القميص ) 2 ( .المار :
غطاء الرأس ) 3 ( .تلف فيهما ) 4 ( .وقصته :أي دقت عنقه - ) 5 ( .ف ثوبيه :
إزاره ورداءه ) 6 ( .تنطوه :تطيبوه بالنوط :وهو الطيب الذي يوضع اليت ) 7 ( .
تمروه :تستروه / ) . ( .صفحة / 520سلبا سريعا " .رواه أبو داود وف إسناده أبو
مالك ،وفيه مقال :وعن حذيفة ،قال :لتغالوا ف الكفن ،اشتروا ل ثوبي نقيي .
وقال أبو بكر :اغسلوا ثوب هذا وزيدوا عليه ثوبي فكفنون فيهم .قالت عائشة :إن
هذا خلق ( . ) 1قال :إن الي أول بالديد من اليت .إنا هو للمهلة ( ) 5 ( . ) 2
الكفن من الرير :ل يل للرجل أن يكفن ف الرير ويل للمرأة ،لقول رسول ال صلى
420
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ال عليه وسلم ف الرير والذهب " :إنما حرام على ذكور ،أمت حل لناثها " .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 520
وكره كثي من أهل العلم للمرأة أن تكفن ف الرير لا فيه من السرف ،وإضاعة الال ،
والغالة النهي عنها ،وفرقوا بي كونه زينة لا ف حياتا ،وكونه كفنا لا بعد موتا .
قال أحد :ل يعجبن أن تكفن الرأة ف شئ من الرير .وكره ذلك السن وابن البارك
وإسحق .قال ابن النذر :ول أحفظ عن غيهم خلفهم ) 6 ( .الكفن من رأس الال :
إذا مات اليت وترك مال ،فتكفينه من ماله ،فإن ل يكن له مال فعلى من تلزمه نفقته ،
فإن ل يكن له من ينفق عليه ،فكفنه من بيت مال السلمي ،وإل فعلى السلمي أنفسهم
.والرأة مثل الرجل ف ذلك .وقال ابن حزم :وكفن الرأة وحفر قبها من رأس مالا ،
ول يلزم ذلك زوجها ،لن أموال السلمي مظورة إل بنص قرآن أو سنة .قال رسول
ال صلى ال عليه وسلم " :إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام " ،وإنا أوجب ال تعال
على الزوج النفقة والكسوة والسكان ،ول يسمى ف اللغة الت خاطبنا ال تعال با
الكفن كسوة ،ول القب إسكانا ( .هامش ) ( ) 1اللق :غي الديد " ) 2 ( .الهلة
" القيح السائل من اليت / ) . ( .صفحة / 521الصلة على اليت ( ) 1حكمها :
من التفق عليه بي أئمة الفقه ،أن الصلة على اليت ،فرض كفاية ،لمر رسول ال
صلى ال عليه وسلم با ،ولحافظة السلمي عليها .روى البخاري ومسلم عن أب هريرة
:أن النب صلى ال عليه وسلم كان يؤتى بالرجل التوف عليه الدين فيسأل هل ترك لدينه
فضل ؟ فإن حدث أنه ترك وفاء صلى ،وإل
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 521
،قال للمسلمي " :صلوا على صاحبكم " ) 2 ( .فضلها - 1 :روى الماعة عن أب
هريرة :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من تبع جنازة وصلى عليها ،فله قياط (
. ) 1ومن تبعها حت يفرغ منها فله قياطان ،أصغرها مثل أحد " أو ( " ) 2أحدها
مثل أحد " - 2 .وروى مسلم عن خباب رضي ال عنه ،قال :يا عبد ال بن عمر ،
421
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أل تسمع ما يقول أبو هريرة ؟ إنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :من
خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها ث تبعها حت تدفن كان له قياطان من أجر ،كل
قياط مثل أحد .ومن صلى عليها ث رجع ( ) 3كان له مثل أحد " .فأرسل ابن عمر
رضي ال عنهما خبابا إل عائشة يسألا عن قول أب هريرة ث يرجع إليه فيخبه ما قالت ،
فقال :قالت عائشة :صدق أبو هريرة فقال ابن عمر رضي ال عنهما :لقد فرطنا ف
قراريط كثية ) 3 ( .شروطها :صلة النازة يتناولا لفظ الصلة ،فيشترط فيها
الشروط الت تفر ض ف سائر الصلوات الكتوبة من الطهارة القيقية والطهارة من الدث
الكب والصغر واستقبال القبلة وستر العورة ( .هامش ) ( ) 1القياط 1 / 16من
الدرهم .وقيل ف معناه :إن العمل يتجسم على قدر جرم البل الذكور تثقيل للميزان .
( ) 2أو :للشك ) 3 ( .ف هذا دليل على أنه ل استئذان عند النصراف من صاحب
النازة / ) . ( .صفحة / 522روى مالك عن نافع :أن عبد ال بن عمر رضي ال
عنهما كان يقول :ل يصلي الرجل على النازة إل وهو طاهر .وتتلف عن سائر
الصلوات الفروضة ،ف أنه ل يشترط فيها الوقت ،بل تؤدى ف جيع الوقات مت
حضرت ،ولو ف أوقات النهي ( . ) 1عند الحناف والشافعية .وكره أحد وابن
البارك وإسحاق الصلة على النازة وقت الطلوع والستواء والغروب ،إل إن خيف
عليها التغي ) 4 ( .أركانا :صلة النازة لا أركان تتركب منها حقيقتها ولو ترك منها
ركن بطلت ووقعت غي معتد با شرعا ،نذكرها فيما يلي - 1 :النية لقول ال تعال :
( وما أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له الدين ) وقول رسول ال صلى ال عليه وسلم " :
إنا العمال بالنيات ،وإنا لكل امرئ ما نوى " .وتقدم حقيقة النية وأن ملها القلب
وأن التلفظ با غي مشروع - 2 .القيام للقادر عليه :وهو ركن عند جهور العلماء ،
فل تصح الصلة على اليت لن صلى عليه راكبا أو قاعدا من غي عذر .قال ف الغن :
ل يوز أن يصلي على النائز وهو راكب لنه يفوت القيام الواجب ،وهذا قول أب
حنيفة والشافعي وأب ثور :ول أعلم فيه خلفا ،ويستحب أن يقبض بيمينه على شاله
أثناء القيام كما يفعل ف الصلة ،وقيل :ل .والول أول - 3 .التكبيات الربع .لا
رواه البخاري ومسلم عن جابر :أن النب صلى ال عليه وسلم صلى على النجاشي فكب
422
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أربعا .قال الترمذي :والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النب صلى ال
عليه وسلم وغيهم يرون التكبي على النازة أربع تكبيات ،وهو قول سفيان ومالك
وابن البارك والشافعي وأحد وإسحاق .رفع اليدين عند التكبي :والسنة عدم رفع اليدين
ف صلة النازة ،إل ف أول تكبية فقط ،لنه ( هامش ) ( ) 1يراجع " فقه السنة "
بصدد " أوقات النهي " / ) . ( .صفحة / 523ل يأت عن النب صلى ال عليه وسلم
أنه رفع ف شئ من تكبيات النازة إل ف أول تكبية فقط .قال الشوكان :بعد ذكر
اللف ومناقشة أدلة كل :والاصل أنه ل يثبت ف غي التكبية الول شئ يصلح
للحتجاج به عن النب صلى ال عليه وسلم .وأفعال الصحابة وأقوالم لحجة فيها ،
فينبغي أن يقتصر على الرفع عند تكبية الحرام لنه ل يشرع ف غيها ،إل عند النتقال
من ركن إل ركن كما ف سائر الصلوات ،ول انتقال ف صلة النازة 4 .و - 5قراءة
الفاتة سرا والصلة والسلم على الرسول ( ، ) 1لا رواه الشافعي ف مسنده عن أب
أمامة بن سهل أنه أخبه رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم أن السنة ف الصلة
على النازة أن يكب المام ،ث يقرأ بفاتة الكتاب بعد التكبية الول سرا ف نفسه ،ث
يصلي على النب صلى ال عليه وسلم ،ويلص الدعاء ف النازة ف التكبيات ،ول يقرأ
ف شئ منهن ،ث يسلم سرا ف نفسه ( . ) 2قال ف الفتح :وإسناده صحيح .وروى
البخاري عن طلحة بن عبد ال قال :صليت مع ابن عباس على جنازة فقرأ بفاتة الكتاب
،فقال :إنا من السنة .ورواه الترمذي وقال :والعمل على هذا عند بعض أهل العلم
من الصحابة وغيهم يتارون أن يقرأ بفاتة الكتاب بعد التكبية الول .وهو قول
الشافعي وأحد وإسحق .وقال بعضهم :ليقرأ ف الصلة على النازة ،إنا هو الثناء
على ال تعال ،والصلة على نبيه صلى
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 523
ال عليه وسلم ،والدعاء للميت ،وهو قول الثوري وغيه من أهل الكوفة .ومن حجج
القائلي بفرضية القراءة :أن الرسول صلى ال عليه وسلم ساها صلة بقوله " :صلوا
على صاحبكم " ،وقال " :لصلة لن ليقرأ بأم القرآن " .صيغة الصلة والسلم على
423
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رسول ال وموضعها :وتؤدى الصلة والسلم على رسول ال بأي صيغة ،ولو قال اللهم
صل ( هامش ) ( ) 1مذهب أب حنيفة ومالك أنا لا ركني وسيأت كلم الترمذي ف
ذلك ) 2 ( .رأي المهور أن القراءة والصلة على النب والدعاء والسلم يسن السرار
با إل بالنسبة للمام فانه يسن له الهر بالتكبي والتسليم للعلم / ) . ( .صفحة 524
/على ممد ،لكفى .واتباع الأثور أفضل مثل :اللهم صل على ممد وعلى آل ممد
كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ،وبارك على ممد وعلى آل ممد كمال
باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ف العالي إنك حيد ميد .ويؤتى با بعد التكبية
الثانية كما هو الظاهر ،وإن ل يرد ما يدل على تعيي موضعها - 6 .الدعاء :وهو
ركن باتفاق الفقهاء ،لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إذا صليتم على اليت
فأخلصوا له الدعاء " .رواه أبو داود والبيهقي وابن حبان وصححه .ويتحقق بأي دعاء
مهما قل ،والستحب فيه أن يدعو بأية دعوة من الدعوات الأثورة التية - 1 :قال أبو
هريرة :دعا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الصلة على النازة فقال " :اللهم أنت
ربا ،وأنت خلقتها ،وأنت رزقتها ،وأنت هديتها للسلم ،وأنت قبضت روحها ،
وأنت أعلم بسرها وعلنيتها ،جئنا شفعاء له ،فاغفر له ذنبه " - 2 .وعن وائلة بن
السقع قال :صلى بنا النب صلى ال عليه وسلم على رجل من السلمي فسمعته يقول :
" اللهم إن فلن بن فلن ف ذمتك ،وحبل ( ) 1جوارك .فقه من فتنة القب وعذاب
النار ،وأنت أهل الوفاء والق .اللهم فاغفر له وارحه فإنك أنت الغفور الرحيم " .
رواها أحد وأبو داود - 3 .عن عوف بن مالك قال :سعت رسول ال صلى ال عليه
وسلم -وقد صلى على جنازة -يقول " :اللهم اغفر له وارحه واعف عنه وعافه وأكرم
نزله ،ووسع مدخله ،واغسله باء وثلج وبرد ،ونقه من الطايا كما ينقى الثوب
البيض من الدنس ،وأبدله دارا خيا من داره وأهل خيا من أهله وزوجا خيا من زوجه
،وقه فتنة القب وعذاب النار " .رواه مسلم - 4 .عن أب هريرة قال :صلى رسول ال
صلى ال عليه وسلم على جنازة ( هامش ) ( ) 1الذمة :الفظ ،والبل :العهد .
( / ) .صفحة / 525فقال " :اللهم اغفر لينا وميتنا ،وصغينا وكبينا وذكرنا
وأنثانا وشاهدنا وغائبنا ،اللهم من أحييته منا فأحيه على السلم ،ومن توفيته منا فتوفه
424
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
على اليان ،اللهم ل ترمنا أجره ،ول تضلنا بعده " .رواه أحد وأصحاب السنن .
فإذا كان الصلى عليه طفل استحب أن يقول الصلي :اللهم اجعله لنا سلفا وفرطا وذخرا
.رواه البخاري والبيهقي من كلم السن .قال النووي :وإن كان صبيا أو صبية اقتصر
على ما ف حديث " :اللهم اغفر لينا وميتنا . .ال " ،وضم اليه " :اللهم اجعله فرطا
لبويه وسلفا وذخرا وعظة واعتبارا وشفيعا وثقل به موازينهما وأفرغ الصب على قلوبما
ول تفتنهما بعده ،ولترمهما أجره " .موضع هذه الدعية :قال الشوكان :وأعلم أنه
ل يرد تعيي موضع هذه الدعية فإذا شاء الصلي جاء با يتار منها دفعة ،إما بعد فراغه
من التكبي أو بعد التكبية الول أو الثانية أو الثالثة ،أو يفرقه بي كل تكبيتي ،أو
يدعو بي كل تكبيتي بواحد من هذه الدعية ،ليكون مؤديا لميع ما روي عنه صلى
ال عليه وسلم .قال :والظاهر أنه يدعو بذه اللفاظ الواردة ف هذه الحاديث ،سواء
كان اليت ذكرا ،أو أنثى ،ول يول الضمائر الذكرة إل صيغة التأنيث ،إذا كان اليت
أنثى ،لن مرجعها اليت ،وهو يقال عن الذكر والنثى ) 7 ( .الدعاء بعد التكبية
الرابعة :يستحب الدعاء بعد التكبية الرابعة ،وإن كان الصلي دعا بعد التكبية الثالثة ،
لا رواه أحد عن عبد ال بن أب أوف أنه ماتت له ابنة فكب عليها أربعا ،ث قام بعد
الرابعة قدر ما بي التكبيتي يدعو .ث قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصنع
ف النازة هكذا .وقال الشافعي :يقول بعدها :اللهم ل ترمنا أجره ،ولتفتنا بعده .
وقال ابن أب هريرة :كان التقدمون يقولون بعد الرابعة :اللهم ربنا آتنا ف الدنيا حسنة
وف الخرة حسنة وقنا عذاب النار / .صفحة ) 8 ( / 526السلم :وهو متفق على
فرضيته بي الفقهاء ما عدا أبا حنيفة القائل بأن التسليمتي يينا وشال واجبتان وليستا
ركني ،استدلوا على الفرضية بأن صلة النازة صلة ،وتليل الصلة التسليم .وقال
ابن مسعود :التسليم على النازة مثل التسليم ف الصلة .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 526
وأقله :السلم عليكم ،أو سلم عليكم .وذهب أحد إل أن التسليمة الواحدة هي السنة
،يسلمها عن يينه ،ول بأس إن سلم تلقاء وجهه ،استدلل بفعل رسول ال صلى ال
425
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عليه وسلم وبفعل الصحاب الذين كانون يسلمون تسليمة واحدة ،ول يعرف لم
مالف ف عصرهم .واستحب الشافعي تسليمتي ،يبدأ بالول ملتفتا إل يينه ويتم
بالخرى ملتفتا إل يساره ،قال ابن حزم :والتسليمة الثانية ذكر وفعل خي .كيفية
الصلة على النازة أن يقف الصلي بعد استكمال شروط الصلة ناويا الصلة على من
حضر من الوتى رافعا يديه مع تكبية الحرام ،ث يضع يده اليمن على اليسرى ويشرع
ف قراءة الفاتة ،ث يكب و يصلي على النب ،ث يكب ويدعو للميت ،ث يكب ويدعو ،
ث يسلم .موقف المام من الرجل والرأة من السنة أن يقوم المام حذاء رأس الرجل ،
ووسط الرأة لديث أنس ،أنه صلى على جنازة رجل ،فقام عند رأسه فلما رفعت ،أت
بنازة امرأة ،فصلى عليها فقام وسطها ( ، ) 1فسئل عن ذلك وقيل له :هكذا كان
رسول ال صلى ال عليه وسلم يقوم من الرجل حيث قمت ،ومن الرأة حيث قمت ؟
قال :نعم .رواه أحد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وحسنه .قال الطحاوي وهذا
أحب إلينا فقد قوته الثار الت رويناها عن النب صلى ال عليه وسلم ( .هامش ) ( ) 1
روي أنه كان يقوم عند عجيزتا ول منافاة بي الروايتي لن العجيزة يصدق عليه أنا
وسط / ) . ( .صفحة / 527الصلة على أكثر من واحد إذا اجتمع أكثر من ميت
وكانوا ذكورا أو إناثا صفوا واحدا بعد واحد بي المام والقبلة ليكونوا جيعا بي يدي
المام ووضع الفضل ما يلي المام ،وصلى عليهم جيعا صلة واحدة .وإن كانوا
رجال ونساء جاز أن يصلي على الرجال وحدهم والنساء وحدهن ،وجاز أن يصلي
عليهم جيعا ،وصفت الرجال أمام المام ،وجعلت النساء ما يلي القبلة .وعن نافع عن
ابن عمر رضي ال عنهما أنه صلى على تسع جنائز رجال ونساء فجعل الرجال ما يلي
المام ،وجعل النساء ما يلي القبلة ،وصفهم صفا واحدا .ووضعت جنازة أم كلثوم
بنت علي امرأة عمر ،وابن لا -يقال له زيد -والمام يومئذ سعيد بن العاص ،وف
الناس يومئذ ابن عباس وأبو هريرة وأبو سعيد وأبو قتادة .فوضع الغلم ما يلي المام قال
رجل :فأنكرت ذلك ،فنظرت إل ابن عباس وأب هريرة ،وأب سعيد وأب قتادة .
فقلت :ما هذا ؟ .قالوا :هي السنة .رواه النسائي والبيهقي .قال الافظ :وإسناده
صحيح .وف الديث :أن الصب إذا صلي عليه مع امرأة كان الصب ما يلي المام ،
426
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والرأة ما يلي القبلة .وإن كان فيه رجال ونساء وصبيان كان الصبيان ما يلي الرجال .
استحباب الصفوف الثلثة وتسويتها يستحب أن يصف الصلون على النازة ثلثة
صفوف ( ) 1وأن تكون مستوية ،لا رواه مالك بن هبية قال ،قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم " :ما من مؤمن يوت فيصلي عليه أمة من السلمي يبلغون أن يكونوا
ثلثة صفوف إل غفر له " فكان مالك ابن هبية يتحرى إذا قل أهل النازة أن يعلهم
ثلثة صفوف .رواه أحد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وحسنه ،والاكم وصححه .
( هامش ) ( ) 1أقل صف اثنان / ) . ( .صفحة / 528قال أحد :أحب إذا كان
فيهم قلة أن يعلهم ثلثة صفوف .قالوا :فإن كان وراءه أربعة كيف يعلهم ؟ قال :
يعلهم صفي ،ف كل صف رجلي ،وكره أن يكونوا ثلثة فيكون ف صف رجل واحد
.استحباب المع الكثي ويستحب تكثي جاعة النازة لا جاء عن عائشة :أن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :ما من ميت يصلي عليه أمة من السلمي يبلغون مائة .كلهم
يشفعون ( ) 1له إل شفعوا " ( ) 2رواه أحد ومسلم والترمذي .وعن ابن عباس قال
:سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :ما من رجل مسلم يوت فيقوم على
جنازته أربعون رجل ،ل يشركون بال شيئا إل شفعهم ال فيه " .رواه أحد ومسلم
وأبو داود .السبوق ف صلة النازة من سبق ف صلة النازة بشئ من التكبي استحب
له أن يقضيه متتابعا فإن ل يقض فل بأس .وقال ابن عمر والسن وأيوب السختيان
والوزاعي :ل يقضي ما فات من تكبي النازة ،ويسلم مع المام .وقال أحد :إذا ل
يقض ل يبال .ورجح صاحب الغن هذا الذهب فقال :ولنا قول ابن عمر ،ول يعرف
له ف الصحابة مالف .وقد روي عن عائشة أنا قالت " :يا رسول ال إن أصلي على
النازة ويفى علي بعض التكبي .قال " :ما سعت فكبي ،وما فاتك فل قضاء عليك
" وهذا صريح .ولنا تكبيات متواليات فل يب ما فاته منها كتكبيات العيدين .من
يصلى عليهم ومن ل يصلى عليهم اتفق الفقهاء على أن يصلى على السلم ذكرا كان أم
أنثى ،صغيا كان أم كبيا قال ابن النذر :أجع أهل العلم على أن الطفل إذا عرفت
حياته
............................................................
427
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 528
( هامش ) ( ) 1يلصون له الدعاء ويسألون له الغفرة ) 2 ( .قبلت شفاعتهم ) . ( .
/صفحة / 529واستهل يصل عليه ( . ) 1فعن الغية بن شعبة عن النب صلى ال عليه
وسلم قال " :الراكب خلف النازة ،والاشي أمامها قريبا منها عن يينها أو عن يسارها
،والسقط يصلى عليه ويدعى لوالديه بالغفرة والرحة " رواه أحد وأبو داود .وقال فيه :
" والاشي يشي خلفها وأمامها ،وعن يينها ويسارها قريبا منها " .وف رواية " :
الراكب خلف النازة والاشي حيث شاء منها ،والطفل يصلى عليه " رواه أحد
والنسائي والترمذي وصححه .الصلة على السقط ( ) 2السقط إذا ل يأت عليه أربعة
أشهر فإنه ل يغسل .ول يصلى عليه ،ويلف ف خرقة ،ويدفن من غي خلف بي
جهور الفقهاء .فإن أتى عليه أربعة أشهر فصاعدا واستهل غسل وصلي عليه باتفاق .
فإذا ل يستهل فإنه ل يصلى عليه عند الحناف ومالك والوزاعي والسن ،لا رواه
الترمذي ،والنسائي ،وابن ماجه والبيهقي عن جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :
إذا استهل السقط صلي عليه وورث " ففي الديث اشتراط الستهلل ف الصلة عليه .
وذهب أحد وسعيد وابن سيين وإسحاق إل أنه يغسل ويصلى عليه للحديث التقدم .
وفيه " :والسقط يصلى عليه " ولنه نسمة نفخ فيه الروح ،فيصلى عليه كالستهل .فإن
النب صلى ال عليه وسلم أخب أنه ينفخ فيه الروح لربعة أشهر ،وأجابوا عما استدل به
الولون بأن الديث مضطرب .وبأنه معارض با هو أقوى منه ،فل يصلح للحتجاج به
.الصلة على الشهيد الشهيد هو الذي قتل ف العركة بأيدي الكفار .وقد جاءت
الحاديث الصحيحة الصرحة بأنه ل يصلى عليه - 1 .روى البخاري عن جابر أن النب
صلى ال عليه وسلم أمر بدفن ( هامش ) ( ) 1الستهلل :الصياح أو العطاس أو
حركة يعلم با حياة الطفل ) 2 ( .السقط :الولد ينل من بطن أمه قبل مدة المل
وبعد تبي خلقه / ) . ( .صفحة / 530شهداء أحد ف دمائهم ،ول يغسلهم ول يصل
عليهم - 2 .وروى أحد وأبو داود والترمذي عن أنس :أن شهداء أحد ل يغسلوا ،
ودفنوا بدمائهم ،ول يصل عليهم .وجاءت أحاديث أخرى صحيحة مصرحة بأنه يصلى
عليه - 1 :روى البخاري عن عقبة بن عامر ،أن النب صلى ال عليه وسلم خرج يوما
428
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فصلى على أهل أحد صلته على اليت بعد ثان سني كالودع للحياء والموات - 2 .
وعن أب مالك الغفاري قال :كان قتلى أحد يؤتى منهم بتسعة وعاشرهم حزة ،فيصلي
عليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ث يملون ،ث يؤتى بتسعة فيصلي عليهم ،
وحزة مكانه حت صلى عليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم .رواه البيهقي وقال :هو
أصح ما ف الباب .وهو مرسل .وقد اختلفت آراء الفقهاء تبعا لختلف هذه الحاديث
،فأخذ بعضهم با جيعا ،ورجح بعضهم بعض الروايات على بعض .فممن ذهب
مذهب الخذ با كلها " ابن حزم " فجوز الفعل والترك قال :فإن صلي عليه فحسن .
وإن ل يصل عليه فحسن .وهو إحدى الروايات عن أحد ،واستصوب هذا الرأي ابن
القيم فقال :والصواب ف السألة انه مي بي الصلة عليهم وتركها لجئ الثار بكل
واحد من المرين ،وهذه إحدى الروايات عن أحد ،وهو الليق بأصول مذهبه .قال :
والذي يظهر من أمر شهداء أحد :أنه ل يصل عليهم عند الدفن .وقد قتل معه بأحد
سبعون نفسا ،فل يوز أن تفى الصلة عليهم .وحديث جابر بن عبد ال ف ترك
الصلة عليهم صحيح صريح وأبوه عبد ال أحد القتلى يومئذ .فله من البة ما ليس
لغيه ،ويرجح أبو حنيفة والثوري والسن وابن السيب روايات الفعل .فقالوا بوجوب
الصلة على الشهيد .ورجح مالك والشافعي وإسحاق وإحدى الروايات عن أحد
العكس وقالوا بأنه ل يصلى عليه .قال الشافعي ف " الم " مرجحا ما ذهب إليه :
جاءت الخبار كأنا عيان من وجوه متواترة أن النب صلى ال عليه وسلم ل يصل على
قتلى أحد ،وما روي أنه صلى عليهم وكب على حزة سبعي تكبية /صفحة / 531ل
يصح ،وقد كان ينبغي لن عارض بذلك هذه الحاديث الصحيحة أن يستحي على نفسه
.قال :وأما حديث عقبة بن عامر فقد وقع ف نفس الديث :أن ذلك كان بعد ثان
ستي .قال :وكأنه صلى ال عليه وسلم دعا لم واستغفر لم حي علم قرب أجله
مودعا لم ،بذلك ،ول يدل على نسخ الكم الثابت .من جرح ف العركة وعاش حياة
مستقرة من جرح ف العركة وعاش حياة مستقرة ث مات ،يغسل ويصلى عليه .وإن
كان يعتب شهيدا ،فإن النب صلى ال عليه وسلم غسل سعد بن معاذ ،وصلى عليه بعد
أن مات بسبب إصابته بسهم قطع أكحله ( ) 1فحمل إل السجد فلبث فيه أياما ث
429
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
انفتح جرحه فمات شهيدا رحه ال .فإن عاش عيشة غي مستقرة فتكلم أو شرب ث
مات ،فإنه ل يغسل ول
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 531
يصلى عليه .قال ف الغن .وف فتوح الشام :إن رجل قال :أخذت ماء لعلي أسقي به
ابن عمي إن وجدت به حياة .فوجدت الارث بن هشام .فأردت أن أسقيه .فإذا
رجل ينظر إليه ،فأومأ ل أن أسقيه ،فذهبت إليه لسقيه ،فإذا رجل ينظر إليه ،فأومأ
ل أن أسقيه ،فذهبت إليه لسقيه ،فإذا آخر ينظر إليه .فأومأ ل أن أسقيه حت ماتوا
كلهم .ول يفرد أحد منهم بغسل ول صلة ،وقد ماتوا بعد انقضاء الرب .الصلة
على من قتل ف حد من قتل ف حد غسل وصلي عليه ،لا رواه البخاري عن جابر :أن
رجل من أسلم جاء إل النب صلى ال عليه وسلم فاعترف بالزنا ،فأعرض عنه حت شهد
على نفسه أربع مرات ،فقال " :أبك جنون ؟ " قال :ل .قال " :أحصنت ( ) 2؟ "
قال :نعم .فأمر به فرجم بالصلى ( ) 3فلما أذلقته الجارة فر فأدرك فرجم حت مات
.فقال له -أي عنه -النب صلى ال عليه وسلم خيا ( هامش ) ( ) 1الكحل :عرق
ف اليد ) 2 ( .أحصنت :أي تزوجت ) 3 ( .الصلى :الكان الذي كان يصلى فيه
العيد / ) . ( .صفحة / 532وصلى عليه .وقال أحد :ما نعلم أن النب صلى ال عليه
وسلم ترك الصلة على أحد إل على الغال وقاتل نفسه .الصلة على الغال وقاتل نفسه
وسائر العصاة ذهب جهور العلماء إل أنه يصلى على الغال ( ) 1وقاتل نفسه وسائر
العصاة قال النووي :قال القاضي " مذهب العلماء كافة :الصلة على كل مسلم ومدود
ومرجوم وقاتل نفسه وولد الزنا " وما روي أنه صلى ال عليه وسلم ل يصل على الغال
وقاتل نفسه .فلعله للزجر عن هذا الفعل كما امتنع عن الصلة على الدين وأمرهم
بالصلة عليه .قال ابن حزم :ويصلى على كل مسلم ،بر ،أو فاجر ،مقتول ف حد أو
حرابة أو ف بغي ،ويصلي عليهم المام وغيه ،وكذلك على البتدع ما ل يبلغ الكفر
وعلى من قتل نفسه وعلى من قتل غيه .ولو أنه شر من على ظهر الرض ،إذا مات
مسلما ،لعموم أمر النب صلى ال عليه وسلم بقوله " :صلوا على صاحبكم " والسلم
430
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صاحب لنا ،قال تعال ( :إنا الؤمنون إخوة ) وقال تعال ( :والؤمنون والؤمنات
بعضهم اولياء بعض ) فمن منع الصلة على مسلم ،فقد قال قول عظيما ،وإن الفاسق
لحوج إل دعاء إخوانه الؤمني من الفاضل الرحوم ! ! وصح أن رجل مات بيب ،
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :صلوا على صاحبكم إنه قد غل ف سبيل ال "
قال :ففتشنا متاعه ،فوجدنا خرزا ل يساوي درهي .وصح عن عطاء أنه يصلى على
ولد الزنا ،وعلى أمه ،وعلى التلعني ،وعلى الذي يقاد منه ( ، ) 2وعلى الرجوم ،
وعلى الذي يفر من الزحف فيقتل .قال عطاء :ل أدع الصلة على من قال " :ل إله
إل ال " قال تعال ( :من بعد ما تبي لم أنم أصحاب الحيم ) .وصح عن إبراهيم
النخعي أنه قال :ل يكونوا يجبون الصلة عن أحد ( هامش ) ( ) 1الغال :الذي
سرق من الغنيمة قبل القسمة ) 2 ( .يقاد منه :أي يقتص منه / ) . ( .صفحة / 533
من أهل القبلة ،والذي قتل نفسه يصلى عليه ،وأنه قال :السنة أن يصلى على الرجوم .
وصح عن قتادة أنه قال :ما أعلم أحدا من أهل العلم اجتنب الصلة عمن قال " ل إله إل
ال " ،وصح عن ابن سيين :ما أدركت أحدا يتأث من الصلة على أحد من أهل القبلة
.وعن أب غالب :قلت لب أمامة الباهلي :الرجل يشرب المر ،أيصلى عليه ؟ قال :
نعم .لعله اضطجع مرة على فراش فقال " ل إله إل ال " فغفر له .وصح عن السن أنه
قال :يصلى على من قال " :ل إل إل ال " وصلى إل القبلة .إنا هي شفاعة .الصلة
على الكافر ل يوز لسلم أن يصلي على كافر ،لقول ال تعال ( :ول تصل على أحد
منهم مات أبدا ،ول تقم على قبه ،إنم كفروا بال ورسوله ) وقال ( :ما كان للنب
والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركي ولو كانوا أول قرب من بعد ما تبي لم أنم
أصحاب الحيم .وما كان استغفار إبراهيم لبيه إل عن موعدة وعدها إياه فلما تبي له
أنه عدو ال تبأ منه ) .وكذلك ل يصلى على أطفالم لن لم حكم آبائهم إل من
حكمنا بإسلمه بأن يسلم أحد أبويه أو يوت أو يسب منفردا من أبويه أو من أحدها .
فإنه يصلى عليه .الصلة على القب توز الصلة على اليت بعد الدفن ف أي وقت ،ولو
صلي عليه قبل دفنه ،وقد تقدم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى على شهداء أحد
بعد ثان سني .وعن زيد بن ثابت قال :خرجنا مع النب صلى ال عليه وسلم ،فلما
431
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وردنا البقيع إذا هو بقب جديد ،فسأل عنه ؟ فقيل :فلنة ،فعرفها ،فقال " :أل
آذنتمون ( ) 1با ؟ " قالوا :يارسول ال ،كنت قائل ( ) 2صائما ،فكرهنا أن
( هامش ) ( ) 1آذنتمون :أي أعلمتمون .ف هذا دليل على جواز إعادة الصلة على
اليت لن فاتته الصلة عليه .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 533
( ) 2قائل :من القيلولة وهو النوم وقت الظهية / ) . ( .صفحة / 534نؤذيك .
فقال " :ل تفعلوا ،ل يوتن فيكم ميت ما كنت بي أظهركم إل آذنتمون به فإن صلت
عليه رحة " .ث أتى القب فصفنا خلفه وكب عليه أربعا .رواه أحد والنسائي والبيهقي
والاكم وابن حبان وصححاه .قال الترمذي :والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من
أصحاب النب وغيهم ،وهو قول الشافعي وأحد وإسحق ،وف الديث :أن الرسول
صلى ال عليه وسلم صلى على القب بعد ما صلى عليها أصحابه قبل الدفن ،لنم ما
كانوا ليدفنوها قبل الصلة عليها .وف صلة الصحاب معه على القب ما يدل على أن
ذلك ليس خاصا به صلوات ال عليه .قال ابن القيم :ردت هذه السنن الحكمة بالتشابه
من قوله " :ل تلسوا على القبور ،ول تصلوا إليها " وهذا حديث صحيح ،والذي قاله
هو الذي صلى على القب فهذا قوله وهذا فعله ،ول يناقض أحدها الخر ،فإن الصلة
النهي عنها إل القب غي الصلة الت على القب ،فهذه صلة النازة على اليت الت ل
تتص بكان ،بل فعلها ف غي السجد أفضل من فعلها فيه ،فالصلة عليه على قبه من
جنس الصلة عليه على نعشه ،فإنه القصود بالصلة ف الوضعي ،ول فرق بي كونه
على النعش ،وعلى الرض وبي كونه ف بطنها بلف سائر الصلوات ،فإنا ل تشرع
ف القبور ،ول إليها لنا ذريعة إل اتاذها مساجد ،وقد لعن رسول ال صلى ال عليه
وسلم من فعل ذلك ،فأين ما لعن فاعله وحذر منه ؟ وأخب أن أهله شرار اللق كما قال
" :إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ،والذين يتخذون القبور مساجد "
إل ما فعله صلى ال عليه وسلم مرارا متكررة .الصلة على الغائب توز الصلة على
الغائب ف بلد آخر ،سواء أكان البلد قريبا أم بعيدا ،فيستقبل الصلي القبلة ،وإن ل
432
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يكن البلد الذي به الغائب جهة القبلة ،ينوي الصلة عليه ،ويكب ويفعل مثل ما يفعل ف
الصلة على الاضر ،لا رواه الماعة عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم نعى
للناس النجاشي ف اليوم الذي مات فيه ،وخرج بم إل الصلى ،فصف أصحابه وكب
أربع تكبيات /صفحة / 535قال ابن حزم :ويصلى على اليت الغائب بإمام وجاعة ،
وقد صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم على " النجاشي " رضي ال عنه ،ومات
بأرض البشة ،وصلى معه أصحابه صفوفا ،وهذا إجاع منهم ل يوز تعديه .وخالف
ف ذلك أبو حنيفة ومالك ،وليس لما حجة يكن أن يعتد با .الصلة على اليت ف
السجد ل بأس بالصلة على اليت ف السجد ،إذا ل يش تلويثه ،لا رواه مسلم عن
عائشة قالت :ما صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم على سهيل بن بيضاء إل ف
السجد .وصلى الصحابة على أب بكر وعمر ف السجد بدون إنكار من أحد لنا صلة
كسائر الصلوات .وأما كراهة ذلك عند مالك وأب حنيفة استدلل بقول رسول ال
صلى ال عليه وسلم " :من صلى على جنازة ف السجد فل شئ له ( " ) 1فهي
معارضة بفعل رسول ال صلى ال عليه وسلم وفعل أصحابه من جهة ،ولضعف الديث
من جهة أخرى .قال أحد بن حنبل :هذا حديث ضعيف ،تفرد به صال مول التوأمة ،
وهو ضعيف .وصحح العلماء هذا الديث فقالوا :إن الذي ف النسخ الصحيحة
الشهورة من سنن أب داود يلفظ " :فل شئ عليه " أي من الوزر .قال ابن القيم :ول
يكن من هدي رسول ال صلى ال عليه وسلم الراتب الصلة على اليت ف السجد .
وإنا كان يصلي على النازة خارج السجد ،إل لعذر ،وربا صلى أحيانا على اليت
كما صلى على ابن بيضاء ،وكل المرين جائز ،والفضل الصلة عليها خارج السجد
.الصلة على النازة وسط القبور كره المهور الصلة على النازة ف القبة بي القبور
.روي ذلك عن علي وعبد ال بن عمرو وابن عباس .وإليه ذهب عطاء والنخعي
والشافعي وإسحق وابن النذر ،لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم " :الرض كلها
مسجد ،إل القبة والمام " ( .هامش ) ( ) 1أي ل شئ له من الثواب / ) . ( .
صفحة / 536وف رواية لحد :أنه ل بأس با ،لن النب صلى ال عليه وسلم صلى
على قب وهو ف القبة .وصلى أبو هريرة على عائشة وسط قبور البقيع .وحضر ذلك
433
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ابن عمر وفعله عمر بن عبد العزيز .جواز صلة النساء على النازة يوز للمرأة أن تصلي
على النازة مثل الرجل ،سواء أصلت منفردة أو صلت مع الماعة :فقد انتظر عمر أم
عبد ال حت صلت على عتبة .وأمرت عائشة أن يؤتى بسعد بن أب وقاص لتصلي عليه .
وقال النووي :وينبغي أن تسن لن الماعة كما ف غيها ،وبه قال السن بن صال
وسفيان الثوري وأحد والحناف ،وقال مالك :يصلي فرادى .أول الناس بالصلة
على اليت اختلف الفقهاء فيمن هو أول وأحق بالمامة ف صلة النازة .فقيل :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 536
أحق الناس الوصي ،ث المي ،ث الب وإن عل ،ث البن وإن سفل ،ث أقرب
العصبة ،وإل هذا ذهبت الالكية والنابلة ،وقيل :الول الب ،ث الد ،ث ابن ث ابن
البن ،ث الخ ،ث ابن الخ ،ث العم ،ث ابن العم على ترتيب العصبات .وهذا مذهب
الشافعي وأب يوسف .ومذهب أب حنيفة وممد بن السن أن الول :الوال إن
حضر ،ث القاضي ،ث إمام الهة ،ث ول الرأة اليت ،ث القرب فالقرب على ترتيب
العصبة ،إل الب فإنه يقدم على البن إذا اجتمعا .حل النازة والسي با يشرع ف حل
النازة والسي با أمور نذكرها فيما يلي - 1 :يشرع تشييع النازة وحلها ،والسنة أن
يدور على النعش ،حت يدور على جيع الوانب .روى ابن ماجة والبيهقي وأبو داود
الطيالسي عن ابن مسعود .قال :من اتبع جنازة فليحمل بوانب السرير كلها فإنه من /
صفحة / 537السنة ( ) 1ث إن شاء فليتطوع وإن شاء فليدع .وعن أب سعيد :أن
النب قال " :عودوا الريض ،وامشوا مع النازة تذكركم الخرة " رواه أحد ورجاله
ثقات - 2 .السراع با ،لا رواه الماعة عن أب هريرة قال ،قال رسول ال صلى ال
عليه وسلم " :أسرعوا بالنازة فإن تك صالة فخي تقدمونا إليه ،وإن تك سوى ذلك
فشر تضعونه عن رقابكم " .وروى أحد والنسائي وغيها عن أب بكرة قال :لقد رأيتنا
مع رسول ال صلى ال عليه وسلم وإنا لنكاد نرمل بالنازة رمل ( . ) 2وروى
البخاري ف التاريخ :أن النب صلى ال عليه وسلم أسرع حت تقطعت نعالنا يوم مات
سعد بن معاذ .قال ف الفتح :والاصل أنه يستحب السراع با ،لكن بيث ل ينتهي
434
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
إل شدة ياف معها حدوث مفسدة اليت أو مشقة على الامل أو الشيع لئل يتناف
القصود من النظافة وإدخال الشقة على السلم .وقال القرطب :مقصود الديث أن ل
يتباطأ باليت عن الدفن .لن التباطؤ ربا أدى إل التباهي والختيال - 3 .الشي أمامها
أو خلفها أو عن يينها أو شالا قريبا منها ،وقد اختلف العلماء ف أيهما .فاختار
المهور وأكثر هل العلم الشي أمامها وقالوا :إنه الفضل ،لن الرسول صلى ال عليه
وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يشون أمامها .رواه أحد وأصحاب السنن .ويرى الحناف
أن الفضل للمشيع أن يشي خلفها ،لن ذلك هو الفهوم من أمر رسول ال صلى ال
عليه وسلم باتباع النازة ،والتبع هو الذي يشي خلف .ويرى أنس بن مالك أن ذلك
كله سواء .لا تقدم من قول رسول ال صلى ال عليه وسلم " :الراكب يسي خلف
النازة ،والاشي يشي خلفها وأمامها وعن يينها وعن يسارها قريبا منها " .والظاهر ان
الكل واسع ،وأنه من اللف الباح الذي ينبغي التساهل فيه .فعن عبد الرحن بن أبزى
:أن أبا بكر وعمر كانا يشيان أمام النازة وكان ( هامش ) ( ) 1قول الصحاب :من
السنة كذا يعطي حكم الرفوع إل النب صلى ال عليه وسلم ) 2 ( .الرمل :الشي
السريع مع هز الكتفي / ) . ( .صفحة / 538علي يشي خلفها ،فقيل لعلي :إنما
يشيان أمامها .فقال :إنما يعلمان أن الشي خلفها أفضل من الشي أمامها ،كفضل
صلة الرجل ف جاعة على صلته فذا ،ولكنهما سهلن يسهلن للناس .رواه البيهقي
وابن أب شيبة .قال الافظ :وسنده حسن .وأما الركوب عند تشييع النازة فقد كرهه
المهور إل لعذر ،وأجازوه بعد النصراف بدون كراهة .لديث ثوبان :أن النب صلى
ال عليه وسلم أت بدابة وهو مع جنازة فأب أن يركبها ،فلما انصرف أت بدابة فركب ،
فقيل له ،فقال " :إن اللئكة كانت تشي ،فلم أكن لركب وهم يشون ،فلما ذهبوا
ركبت " رواه أبو داود والبيهقي والاكم ،وقال :صحيح على شرط الشيخي .وخرج
رسول ال صلى ال عليه وسلم مع جنازة ابن الدحداح ماشيا ورجع على فرس .رواه
الترمذي ،وقال :حسن صحيح .ول يعارض القول بالكراهة ما تقدم من قوله صلى ال
عليه وسلم " الراكب يشي خلفها " فإنه يكن أن يكون لبيان الواز مع الكراهة .ويرى
الحناف أنه ل بأس بالركوب ،وإن كان الفضل الشي إل من عذر ،والسنة للراكب
435
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أن يكون خلف النازة للحديث التقدم .قال الطاب ف الراكب :ل أعلمهم اختلفوا ف
أنه يكون خلفها .ما يكره مع النازة يكره ف النازة التيان بفعل من الفعال التية 1 :
-رفع الصوت بذكر أو قراءة أو غي ذلك .قال ابن النذر :روينا عن قيس بن عباد أنه
قال :كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يكرهون رفع الصوت عند ثلث :
عند النائز ،وعند الذكر ،وعند القتال .وكره سعيد بن السيب وسعيد بن جبي
والسن والنخعي وأحد وإسحاق قول القائل خلف النازة :استغفروا له .قال الوزاعي
:بدعة .قال فضيل بن عمرو :بينا ابن عمر ف جنازة إذ سع قائل يقول :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 538
استغفروا له غفر ال له .فقال ابن عمر :ل غفر ال لك .وقال النووي :واعلم ان
الصواب ما كان عليه السلف من السكوت حال /صفحة / 539السي مع النازة ،فل
يرفع صوت بقراءة ،ول ذكر ول غيها ،لنه أسكن لاطره وأجع لفكره فيما يتعلق
بالنازة ،وهو الطلوب ف هذا الال .فهذا هو الق ول تغتر بكثرة ما يالفه ،وأما ما
يفعله الهلة من القراءة على النازة بالتمطيط وإخراج الكلم عن موضعه فحرام بالجاع
.وللشيخ ممد عبده فتوى ف رفع الصوت بالذكر قال فيها :وأما الذكر جهرا أمام
النازة ففي " الفتح " ف باب النائز يكره للماشي أمام النازة رفع الصوت بالذكر ،فإن
أراد أن يذكر ال فليذكره ف نفسه .وهذا أمر مدث ل يكن ف عهد النب صلى ال عليه
وسلم ول أصحابه ول التابعي ول تابعيهم ،فهو ما يلزم منعه - 2 .أن تتبع بنار ،لن
ذلك من أفعال الاهلية .قال ابن النذر :يكره ذلك كل من يفظ عنه من أهل العلم .
قال البيهقي :وف وصية عائشة وعبادة بن الصامت وأب هريرة ،وأب سعيد الدري
وأساء بنت أب بكر رضي ال عنهم :أن ل تتبعون بنار .وروى ابن ماجه :أن أبا
موسى الشعري حي حضره الوت قال :ل تتبعون بجمر ( . ) 1قالوا :أو سعت فيه
شيئا ؟ قال :نعم من رسول ال صلى ال عليه وسلم ( . ) 2فإن كان الدفن ليل
واحتاجوا إل ضوء فل بأس به ،وقد روى الترمذي عن ابن عباس :أن النب صلى ال
عليه وسلم دخل قبا ليل فأسرج له سراج .وقال :حديث ابن عباس حديث حسن 3 .
436
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
-قعود التبع لا قبل أن توضع على الرض .قال البخاري :من تبع جنازة فل يقعد حت
توضع عن مناكب الرجال .فإن قعد أمر بالقيام .ث روى عن أب سعيد الدري عن النب
صلى ال عليه وسلم .قال " :إذا رأيتم النازة فقوموا .فمن تبعها فل يقعد حت توضع
" .وروى عن سعيد القبي عن أبيه قال :كنا ف جنازة .فأخذ أبو هريرة رضي ال عنه
بيد مروان فجلسا قبل أن توضع ،فجاء أبو سعيد رضي ال عنه فأخذ بيد مروان ( هامش
) ( ) 1الجمر :على وزن متب :ما يوضع فيه المر والبخور ) 2 ( .ف اسناده أبو
حريز مول معاوية وهو مهول / ) . ( .صفحة / 540فقال :قم .فوال لقد علم هذا
أن النب صلى ال عليه وسلم نانا عن ذلك ،فقال أبو هريرة :صدق .رواه الاكم .
وزاد :أن مروان لا قال له أبو سعيد :قم ،قام .ث قال له :ل أقمتن ؟ فذكر له
الديث .فقال لب هريرة :فما منعك أن تبن ؟ فقال :كنت إماما فجلست فجلست
.وهذا مذهب أكثر الصحابة والتابعي والحناف والنابلة والوزاعي وإسحاق .وقالت
الشافعية :ل يكره اللوس لشيعها قبل وضعها على الرض .واتفقوا على أن من تقدم
النازة فل بأس أن يلس قبل أن تنتهي إليه .قال الترمذي :روي عن بعض أهل العلم
من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم وغيهم أنم كانوا يتقدمون النازة ويقعدون قبل
أن تنتهي إليهم ،وهو قول الشافعي .فإذا جاءت وهو جالس ل يقم لا .وعن أحد قال
:إن قام ل أعبه ،وإن قعد فل بأس - 4 .القيام لا عندما تر :لا رواه أحد عن واقد
بن عمرو بن سعد بن معاذ .قال :شهدت جنازة ف بن سلمة ،فقمت فقال ل نافع بن
جبي :اجلس فإن سأخبك ف هذا بثبت ( . ) 1حدثن مسعود بن الاكم الزرقي أنه
سع علي بن أب طالب رضي ال عنه يقول :كان النب صلى ال عليه وسلم أمرنا بالقيام
ف النازة .ث جلس بعد ذلك :وأمرنا باللوس .ورواه مسلم بلفظ :رأينا النب صلى
ال عليه وسلم قام فقمنا ،فقعد فقعدنا .يعن ف النازة ،قال الترمذي :حديث علي
حسن صحيح وفيه أربعة من التابعي بعضهم عن بعض ،والعمل على هذا عند بعض أهل
العلم .قال الشافعي :وهذا أصح شئ ف هذا الباب .وهذا الديث ناسخ للحديث
الول " :إذا رأيتم النازة فقوموا " .وقال أحد :إن شاء قام وإن شاء ل يقم ،واحتج
بان النب صلى ال عليه وسلم قد روي عنه أنه قام ث قعد .وهكذا قال إسحق بن إبراهيم
437
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
.ووافق أحد وإسحق ابن حبيب وابن الاجشون من الالكية .قال النووي :والختار :
إن القيام مستحب ،وبه قال التول وصاحب الذهب ( .هامش ) ( ) 1ثبت :حجة .
( / ) .صفحة / 541قال ابن حزم :ويستحب القيام للجنازة إذا رآها الرء .وإن
كانت جنازة كافر حت توضع أو تلفه ،فإن ل يقم فل حرج .استدل القائلون
بالستحباب با رواه الماعة عن ابن عمر عن عامر بن ربيعة عن النب صلى ال عليه
وسلم قال " :إذا رأيتم النازة فقوموا لا حت تلفكم أو توضع " ولحد :وكان ابن
عمر إذا رأى جنازة قام حت تاوزه .وروى البخاري ومسلم عن سهل بن حنيف وقيس
بن سعد أنما كانا قاعدين بالقادسية ،فمروا عليهما
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 541
بنازة فقاما .فقيل لما :إنا من أهل الرض -أي من أهل الذمة -فقال :إن رسول
ال صلى ال عليه وسلم مرت به جنازة فقام .فقيل له :إنا جنازة يهودي .فقال " :أو
ليست نفسا " .وللبخاري عن أب ليلى قال :كان ابن مسعود وقيس يقومان للجنازة .
والكمة ف القيام ،ما جاء ف رواية أحد وابن حبان والاكم من حديث عبد ال بن
عمرو مرفوعا " إنا تقومون إعظاما للذي يقبض النفوس " ،ولفظ ابن حبان " إعظاما ل
تعال الذي يقبض الرواح " .وجلة القول :إن العلماء اختلفوا ف هذه السألة فمنهم من
ذهب إل القول بكراهة القيام للجنازة ،ومنهم من ذهب إل استحبابه ،ومنهم من رأى
التخيي بي الفعل والترك ،ولكل حجته ودليله .والكلف إزاء هذه الراء له أن يتخي
منها ما يطمئن له قلبه .وال أعلم - 5 .اتباع النساء لا :لديث أم عطية قالت :نينا
أن نتبع النائز ،ول يعزم ( ) 1علينا .رواه أحد والبخاري ومسلم وابن ماجه .وعن
عبد ال ابن عمرو قال :بينما نن نشي مع النب صلى ال عليه وسلم إذ بصر بامرأة
( هامش ) ( ) 1أي ل يوجب علينا .قال الافظ ف الفتح " :ول يعزم علينا " أي ل
يؤكد علينا ف النع كما أكد علينا ف غيه من النهيات ،فكأنا قالت كره لنا اتباع
النائز من غي تري .وقال القرطب :ظاهر سياق أم عطية أن النهي ني تنيه ،وبه قال
جهور أهل العلم ،ومال مالك إل الواز ،وهو قول أهل الدينة ،ويدل على الواز ما
438
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رواه ابن أب شيبة من طريق ممد بن عمرو بن عطاء عن أب هريرة " أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم كان ف جنازة ،ورأى عمر امرأة فصاح با ،فقال " :دعها يا عمر " . .
الديث :وأخرجه ابن ماجه والنسائي من هذا الوجه ومن طريق أخرى عن ممد بن
عمرو بن عطاء عن سلمة بن الزرق عن أب هريرة .ورجاله ثقات .وقال الهلب :ف
حديث أم عطية دللة على أن النهي من الشارع على درجات .ا .ه / ) . ( .صفحة
/ 542ل نظن أنه عرفها ،فلما توجهنا إل الطريق وقف حت انتهت إليه ،فإذا فاطمة
رضي ال عنها .فقال " :ما أخرجك من بيتك يا فاطمة ؟ " قالت :أتيت أهل هذا
البيت ،فرحت إليهم ميتهم ،وعزيتهم .فقال " :لعلك بلغت معهم الكدى ( ) 1؟ "
قالت :معاذ ال أن أكون قد بلغتها معهم وقد سعتك تذكر ف ذلك ما تذكر .قال :لو
بلغتها ما رأيت النة حت يراها جد أبيك " رواه أحد والاكم والنسائي والبيهقي ،وقد
طعن العلماء ف هذا الديث وقالوا إنه غي صحيح لن ف سنده ربيعة بن سيف وهو
ضعيف الديث ،عنده مناكي .وروى ابن ماجه والاكم عن ممد بن النفية عن علي
رضى ال عنه .قال :خرج النب صلى ال عليه وسلم فإذا نسوة جلوس ،فقال " :ما
يلسكن ؟ " قلن :ننتظر النازة قال " :هل تغلسن ؟ " قلن :ل .قال " :هل تملن ؟
" قلن :ل .قال " :هل تدلي ( ) 2فيمن يدل ؟ " قلن :ل .قال " :فارجعن
مأزورات ( ) 3غي مأجورات " .وف إسناده دينار بن عمر ،قال أبو حات :ليس
بالشهور .وقال الزدي :متروك .وقال الليلي ف الرشاد :كذاب .وهذا مذهب ابن
مسعود وابن عمر وأبو أمامة وعائشة ومسروق والسن والنخعي والوزاعي وإسحاق
والنفية والشافعية والنابلة .وعند مالك :أنه ل يكره خروج عجوز لنازة مطلقا ،ول
خروج شابة ف جنازة من عظمت مصيبته عليها بشرط أن تكون مستترة ول يترتب على
خروجها فتنة .ويرى ابن حزم أن ما استدل به المهور غي صحيح ،وأنه يصح للنساء
اتباع النازة .فيقول :ول نكره اتباع النساء النازة ،ول ننعهن من ذلك .جاءت ف
النهي عن ذلك آثار ليس شئ منها يصح ،لنا إما مرسلة ،وإما عن مهول .وإما عمن
ل يتج به .ث ذكر حديث أم عطية التقدم وقال فيه :لو صح مسندا ل يكن فيه حجة ،
بل كان يكون كراهة فقط ،بل قد صح خلفه كما روينا من طريق ( هامش ) ( ) 1
439
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الكدى :القبور ) 2 ( .تنلن اليت ف القب ) 3 ( .مأزورات :آثات / ) . ( .
صفحة / 543شعبة :عن وكيع عن هشام بن عروة ،عن وهب بن كيسان عن ممد
بن عمرو ابن عطاء عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ف جنازة ،
فرأى عمر امرأة ،فصاح با .فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :دعها يا عمر .
فإن العي دامعة ،والنفس مصابة ،والعهد قريب ( . " ) 1قال :وقد صح عن ابن
عباس أنه ل يكره ذلك .ترك النازة من أجل النكر قال صاحب الغن :فإن كان مع
النازة منكر يراه أو يسمعه ،فإن قدر على إنكاره وإزالته أزاله ،وإن ل يقدر على إزالته
ففيه وجهان :أحدها ينكره ويتبعها فيسقط فرضه بالنكارو ل يترك حقا لبالطل .
والثان يرجع لنه يؤدي إل استماع مظور ورؤيته مع قدرته على ترك ذلك .الدفن (
) 1حكمه :أجع السلمون على أن دفن اليت ومواراة بدنه فرض كفاية ،قال ال
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 543
تعال ( :أل نعل الرض كفاتا أحياء وأمواتا ) .يرى جهور العلماء أن الدفن بالليل
كالدفن بالنهار سواء بسواء .فقد دفن رسول ال صلى ال عليه وسلم الرجل الذي كان
يرفع صوته بالذكر ليل ،ودفن علي فاطمة رضي ال عنها ليل ،وكذلك دفن أبو بكر
وعثمان وعائشة وابن مسعود .وعن ابن عباس " :أن النب صلى ال عليه وسلم دخل
قبا ليل فأسرج له بسراج فأخذه من قبل القبلة وقال " :رحك ال .إن كنت لواها
تلء للقرآن " وكب عليه أربعا .رواه الترمذي وقال :حديث حسن قال :ورخص أكثر
أهل العلم ف الدفن بالليل .وإنا يوز ذلك إذا كان ل يفوت بالدفن ليل شئ من حقوق
اليت ( هامش ) ( ) 1إسناد هذا الديث صحيح / ) . ( .صفحة / 544والصلة
عليه .فإذا كان يفوت به حقوقه والصلة عليه وتام القيام بأمره ،فقد نى الشارع عن
الدفن بالليل وكرهه ،روى مسلم :أن النب صلى ال عليه وسلم خطب يوما فذكر
رجل من أصحابه قبض فكفن ف كفن غي طائل ودفن ليل ،فزجر النب صلى ال عليه
وسلم أن يقب الرجل بالليل إل أن يضطر إنسان إل ذلك .وروى ابن ماجه عن جابر قال
:قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ل تدفنوا موتاكم بالليل إل أن تضطروا " ( .
440
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
) 3الدفن وقت الطلوع والستواء والغروب :اتفق العلماء على أنه إذا خيف تغي اليت
فإنه يدفن ف هذه الوقات الثلثة بدون كراهة .أما إذا ل يش عليه من التغي ،فإنه
يوز دفنه ف هذه الوقات عند المهور ما ل يتعمددفنه فيها فإنه حينئذ يكون مكروها ،
لا رواه أحد ومسلم وأصحاب السنن عن عقبة قال " :ثلث ساعات كان النب صلى
ال عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيها أو نقب فيها موتانا :حي تطلع الشمس بازغة حت
ترتفع ،وحي يقوم قائم الظهية حت تيل الشمس ،وحي تضيف ( ) 1الشمس
للغروب حت تغرب " .وقالت النابلة يكره الدفن ف هذه الوقات مطلقا للحديث
الذكور ) 4 ( .استحباب إعماق القب :القصد من الدفن أن يوارى اليت ف حفرة
تجب رائحته ،وتنع السباع والطيور عنه ،وعلى أي وجه تقق هذا القصود تأدى به
الفرض وت به الواجب ،إل أنه ينبغي تعميق القب قدر قامة ،لا رواه النسائي والترمذي
وصححه عن هشام بن عامر .قال :شكونا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم أحد
.فقلنا :يا رسول ال ،الفر علينا لكل إنسان شديد ،فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم " :احفروا ،وأعمقوا ،وأحسنوا ،وادفنوا الثني والثلثة ف قب واحد " فقالوا :
فمن نقدم يا رسول ال ؟ قال " :قدموا أكثرهم قرآنا " وكان أب ثالث ثلثة ف قب
واحد ( . .هامش ) ( ) 1تضيف :تيل وتنح / ) . ( .صفحة / 545وروى ابن
أب شيبة وابن النذر عن عمر أنه قال :أعمقوا إل قدر قامة وبسطة .وعند أب حنيفة
وأحد يعمق قدر نصف القامة .وإن زاد فحسن ) 5 ( .تفضيل اللحد على الشق :
اللحد هو الشق ف جانب القب جهة القبلة ،ينصب عليه اللب ( ) 1فيكون كالبيت
السقف .والشق حفرة ف وسط القب تبن جوانبها باللب يوضع فيه اليت ويسقف عليه
بشئ ،وكلها جائز ،إل أن اللحد أول ،لا رواه أحد وابن ماجه عن أنس قال " :لا
توف رسول ال صلى ال عليه وسلم كان رجل يلحد ،وآخر يضرح ،فقالوا :نستخي
ربنا ونبعث إليهما ،فأيا سبق تركناه ،فأرسلوا إليهما ،فسبق صاحب اللحد ،فلحدوا
له " .وهذا يدل على الواز .أما ما يدل على أولوية اللحد ،فما رواه أحد وأصحاب
السنن وحسنه الترمذي عن ابن عباس :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :اللحد لنا ،
والشق لغينا " ) 6 ( .صفة إدخال اليت القب :من السنة ف إدخال اليت القبان يدخل
441
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
من مؤخره إذا تيسر ،لا رواه أبو داود وابن أب شيبة والبيهقي من حديث عبد ال بن
زيد :أنه أدخل ميتا من قبل رجليه القب وقال :هذا من السنة .فان ل يتسر فكيفما
أمكن .قال ابن حزم :ويدخل اليت القب كيف أمكن ،إما من القبلة ،وامامن دبر
القبلة ،واما من قبل رأسه .واما من قبل رجليه ،إذ لنص ف شئ من ذلك ) 7 ( .
استحباب توجيه اليت ف قبه ال القبلة والدعاء له وحل أربطة الكفن :السنة الت جرى
عليها العلم ،ان يعل اليت ف قبه على جنبه الين ووجهه تاه القبلة .ويقول واضعه :
" بسم ال وعلى ملة رسول ال ،أو وعلى سنة رسول ال " ويل أربطة الكفن .فعن
ابن عمر -عن النب صلى ال عليه وسلم قال :كان إذا وضع اليت ف القب ،قال " :
بسم ال وعلى ملة رسول ال ،أو ،وعلى سنة رسول ال " رواه أحد وأبو داود
والترمذي وابن ماجه ( ،هامش ) ( ) 1اللب :الطوب النئ / ) . ( .صفحة / 546
ورواه النسائي مسندا وموقوفا ) 8 ( .كراهة الثوب ف القب :كره جهور الفقهاء وضع
ثوب أو وسادة أو نو ذلك للميت ف القب .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 546
ويرى ابن حزم أنه ل بأس ببسط ثوب ف القب تت اليت ،لا رواه مسلم عن ابن
عباس ،قال :بسط ف قب رسول ال صلى ال عليه وسلم قطيفة حراء ،قال وقد ترك
ال هذا العمل ف دفن رسوله العصوم من الناس ول ينع منه ،وفعله خية أهل الرض ف
ذلك الوقت باجاع منهم ،ل ينكره احد منهم .واستحب العلماء أن يوسد رأس اليت
بلبنة أو حجر أو تراب ،ويفضى بده الين إل اللبنة ونوها ،بعد ان ينحى الكفن عن
خده ،ويوضع على التراب ،قال عمر :إذا انزلتمون ال اللحد فأفضوا بدي ال التراب
.واوصى الضحاك ان تل عنه العقد ويبز خده من الكفن ،واستحبوا ان يوضع شئ
خلفه من لب أو تراب يسنده ،ل يستلقى على قفاه .واستحب أبو حنيفة ومالك
واحد ،أن يد ثوب على الرأة عند إدخالا ف القب دون الرجل ،واستحب الشافعية
ذلك ف الرجل والرأة على السواء ) 9 ( .استحباب ثلث حثيات على القب :
ويستحب أن يثو من شهد الدفن ثلث حثيات بيديه على القب من جهة رأس اليت ،لا
442
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رواه ابن ماجه " :ان النب صلى ال عليه وسلم صلى على جنازة ،ث أتى قب اليت فحثى
عليه من قبل رأسه ثلثا " واستحب الئمة الثلثة أن يقول ف الثية الول " :منها
خلقناكم " وف الثانية " :وفيها نعيدكم " وف الثالثة " :ومنها نرجكم تارة أخرى " لا
روي :أن النب صلى ال عليه وسلم قال ذلك لا وضعت أم كلثوم بنته ف القب .وقال
أحد :ل يطلب قراءة شئ عند حثو التراب لضعف الديث ) 10 ( .استحباب الدعاء
للميت بعد الفراغ من الدفن :يستحب الستغفار للميت عند الفراغ من دفنه وسؤال
التثبيت له ،لنه يسأل ف هذه الالة .فعن عثمان قال :كان النب صلى ال عليه وسلم
إذا فرغ من دفن اليت وقف عليه ،فقال " :استغفر والخيكم وسلواله التثبيت فانه الن
يسأل " رواه أبو داود والاكم وصححه ،والبزار وقال :ل يروى عن النب صلى ال /
صفحة / 547عليه وسلم إل من هذا الوجه .وروى رزين عن علي :أنه كان إذا فرغ
من دفن اليت قال :اللهم هذا عبدك نزل بك واتت خي منول به فاغفر له ووسع
مدخله .واستحب ابن عمر قراءة أول سورة البقرة و خاتتها على القب بعد الدفن .رواه
البيهقي بسند حسن ) 11 ( .حكم التلقي بعد الدفن :استحب بعض أهل العلم
والشافعي ان يلقن اليت ( ) 1بعد الدفن ،لا رواه سعيد بن منصور عن راشد بن
سعد ،وضمرة بن حبيب ،وحكيم بن عمي ( ) 2قالوا :إذا سوي على اليت قبه ،
وانصرف الناس عنه كانوا يستحبون ان يقال للميت عند قبه :يا فلن قل :لإله إل
ال ،أشهد ان ل إله إل ال " ثلث مرات " يا فلن قل :رب ال ،ودين السلم ،
ونبيي ممد صلى ال عليه وسلم .ث ينصرف .وقد ذكر هذا الثر الافظ ف التلخيص
وسكت عنه .وروى الطبان من حديث أب أمامة أنه قال " :إذا مات أحد من
إخوانكم فسويتم التراب على قبه فليقم أحدكم على رأس قبه ث ليقل :يا فلن بن
فلنة ،فإنه يسمعه ول ييب ،ث يقول :يا فلن بن فلنة ،فانه يستوي قاعدا .ث يقول
:يا فلن بن فلنة .فانه يقول :ارشدنا يرحك ال ،ولكن ل تشعرون .فليقل :اذكر
ما خرجت عليه من الدنيا :شهادة ان ل إله إل ال وأن ممدا عبده ورسوله ،وأنك
رضيت بال ربا ،وبالسلم دينا ،وبحمد نبيا ،وبالقرآن إماما ،فان منكرا ونكيا
يأخذ كل واحد بيد صاحبه ،ويقول :انطلق بنا ما يقعدنا عند من لقن حجته " فقال
443
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رجل :يا رسول ال فان ل يعرف أمه ؟ قال " :ينسبه إل أمه حواء :يا فلن ابن حواء
" .قال الافظ ف التلخيص :واسناده صال ،وقد قواه الضياء ف أحكامه .وف إسناده
عاصم بن عبد ال ،وهو ضعيف .وقال اليثمي بعد أن ساقه :ف إسناده جاعة ل
أعرفهم .قال النووي :هذا الديث وان كان ضعيفا فيستأنس به ،وقد اتفق علماء
( هامش ) ( ) 1اليت :أي الكلف .أما الصغي فل يلقن ) 2 ( .هؤلء تابعيون . ( .
) /صفحة / 548الحدثي وغيهم على السامة ف أحاديث الفضائل والترغيب
والترهيب ،وقد اعتضد بشواهد كحديث " واسألوا له التثبيت " ووصية عمرو بن العاص
وها صحيحان ،ول يزل أهل الشام على العمل بذا ف زمن من يقتدى به وال الن .
وذهبت الالكية ف الشهور عنهم ،وبعض النابلة ال ان التلقي مكروه .وقال الثرم :
قلت لحد :هذا الذي يصنعونه ،إذا دفن اليت ،يقف الرجل ويقول :يا فلن بن فلنة
. . .قال :ما رأيت أحدا يفعله إل أهل الشام حي مات أبو الغية .يروى فيه عن أب
بكر بن أب مري ،عن أشياخهم :أنم كانوا يفعلونه ،وكان إساعيل بن عياش يرويه ،
يشي إل حديث أب أمامة .السنة ف بناء القابر من السنة ان يرفع القب عن الرض قدر
شب ،ليعرف أنه قب ،ويرم رفعه زيادة
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 548
على ذلك .لا رواه مسلم وغيه عن هرون :أن ثامة بن شفى حدثه .قال :كنا مع
فضالة بن عبيد بأرض الروم " برودس " فتوف صاحب لنا فأمر فضالة بن عبيد بقبه
فسوي .ث قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يأمر بتسويتها .وروي عن اب
الياج السدي .قال :قال ل علي بن أب طالب :ال أبعثك على ما بعثن عليه رسول
ال صلى ال عليه وسلم :ال تدع تثال إل طمسته ،ول قبا مشرفا إل سويته .قال
الترمذي " :والعمل على هذا عند بعض أهل العلم يكرهون ان يرفع القب فوق الرض إل
بقدر ما يعرف أنه قب لكيل يوطأ ول يلس عليه " .وقد كان الولة يهدمون ما بن ف
القابر -ما زاد على الشروع -عمل بالسنة الصحيحة .قال الشافعي " :وأحب ال
يزاد ف القب تراب من غيه ،وإنا أحب ان يشخص على وجه الرض شبا أو نوه
444
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وأحب أن ليبن وليصص ،فان ذلك يشبه الزينة واليلء .وليس الوت موضع واحد
منهما ،ول أر قبور الهاجرين والنصار مصصة .وقد رأيت من الولة من يهدم ما بن
ف القابر ،ول أر الفقهاء يعيبون عليه ذلك " .قال الشوكان :والظاهر أن رفع القبور
زيادة على القدر الأذون فيه مرم ،وقد صرح بذلك اصحاب أحد وجاعة من أصحاب
الشافعي ومالك ،والقول بأنه غي مظور لوقوعه من السلف واللف بلنكي -كما قال
المام يي والهدي ف الغيث -ل يصح ،لن غاية ما فيه أنم سكتوا عن ذلك
والسكوت /صفحة / 549ل يكون دليل إذا كان ف المور الظنية ،وتري رفع القبور
ظن .ومن رفع القبور الداخل تت الديث دخول أوليا القباب والشاهد العمورة على
القبور ،وايضا هو من اتاذ القبور مساجد ،وقد لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم
فاعل ذلك . .وكم قد سرى عن تشييد أبنية القبور وتسينها مفاسد يبكي لا السلم .
منها اعتقاد الهلة فيها كاعتقاد الكفار ف الصنام ،وعظموا ذلك فظنوا أنا قادرة على
جلب النفع ودفع الضر فجعلوها مقصدا لطلب قضاء الوائج وملجأ لنجاح الطالب ،
وسألوا منها ما يسأل العباد من ربم ،وشدوا إليها الرحال وتسحوا با واستغاثوا .
وبالملة :إنم ل يدعوا شيئا ما كانت الاهلية تفعله بالصنام إل فعلوه .فانا ل وإنا
إليه راجعون . . . .ومع هذا النكر الشنيع ،والكفر الفظيع ،لتد من يغضب ل ويغار
حية للدين النيف لعالا ،ول متعلما ،ول أميا ولوزيرا ولملكا .وقد توارد إلينا من
الخبار ما ل يشك معه أن كثيا من هؤلء القبوريي أو أكثرهم إذا توجهت عليه يي
من جهة خصمه ،حلف بال فاجرا ،فإذا قيل له بعد ذلك :بشيخك ومعتقدك الول
الفلن تلعثم وتلكأ وأب واعترف بالق ،وهذا من أبي الدلة الدالة على ان شركهم قد
بلغ فوق شرك من قال :إنه تعال ثان اثني ،أو ثالث ثلثة .فيا علماء الدين ويا ملوك
السلم أي رزء للسلم أشد من الكفر ،وأي بلء لذا الدين أضر عليه من عبادة غي
ال ،وأي مصيبة يصاب با السلمون تعدل هذه الصيبة وأي منكر يب إنكاره إن ل
يكن إنكار هذا الشرك البي واجبا ؟ .لقد أسعت لو ناديت حيا ولكن ل حياة لن تنادي
ولو نارا نفخت با أضاءت ولكن أنت تنفخ ف رماد وقد أفت العلماء بدم الساجد
والقباب الت بنيت على القابر .قال ابن حجر ف الزواجر ( : ) 1وتب البادرة لدم
445
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الساجد والقباب الت على القبور إذ هي أضر من مسجد الضرار ،لنا أسست على
معصية رسول ال ( هامش ) ( ) 1كانت هذه الفتوى ف عهد اللك الظاهر حي عزم
على هدم كل ما ف القرافة ف البناء ،فاتفق علماء عصره على أنه يب على ول المر
هدم ذلك كله / ) . ( .صفحة / 550صلى ال عليه وسلم ،لنه نى عن ذلك وأمر
بدم القبور الشرفة .وتب إزالة كل قنديل أو سراج على قب ،ول يصح وقفه ونذره .
تسنيم القب وتسطيحه اتفق الفقهاء على جواز تسنيم القب وتسطيحه .قال الطبي :
لأحب أن يتعدى ف القبور أحد العنيي من تسويتها بالرض ،أو رفعها مسنمة قدر شب
على ما عليه عمل السلمي ،وتسوية القبور ليست بتسطيح .وقد اختلف الفقهاء ف
الفضل منها ،فنقل القاضي عياض عن أكثر أهل العلم :ان الفضل تسنيمها ،لن
سفيان النمار حدثه أنه رأى قب النب صلى ال عليه وسلم مسنما ،رواه البخاري .وهذا
رأي أب حنيفة ومالك واحد والزن وكثي من الشافعية .وذهب الشافعي إل أن
التسطيح أفضل لمر الرسول ال صلى ال عليه وسلم بالتسوية .تعليم القب بعلمة يوز
أن يوضع على القب علمة ،من حجرة أو خشب يعرف با ،لا رواه ابن ماجة عن أنس
أن النب صلى ال عليه وسلم " أعلم قب عثمان بن مظعون بصخرة " أي وضع عليه
الصخرة ليتبي به .وف الزوائد :هذا إسناد حسن رواه أبو داود من حديث الطلب بن
أب وداعة .وفيه :أنه حل الصخرة فوضعها
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 550
عند رأسه وقال " :أتعلم با قب أخي ،وادفن إليه من مات من أهلي " .وف الديث
استحباب جع الوتى القارب ف أماكن متجاورة لنه أيسر لزيارتم وأكثر للترحم عليهم
.خلع النعال ف القابر ذهب أكثر أهل العلم إل أنه ل بأس بالشي ف القابر بالنعال .
قال جرير بن حازم :رأيت السن وابن سيين يشيان بي القبور بنعالم .وروى
البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أنس عن النب صلى ال عليه وسلم .أنه قال " :
إن العبد إذا وضع ف قبه وتول عنه اصحابه .إنه ليسمع قرع نعالم " وقد استدل
العلماء بذا الديث على جواز الشي ف القابر بالنعل :إذ ل يسمع قرع /صفحة 551
446
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
/النعل إل إذا مشوا با .وكره المام أحد الشي بالنعال السبتية ( ) 1ف القابر ،لا
رواه أبو داودو النسائي وابن ماجة عن بشي مول رسول ال صلى ال عليه وسلم :أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم نظر إل رجل يشي ف القبور عليه نعلن .فقال " :يا
صاحب السبتيتي ويك ألق سبتيتيك " فنظر الرجل ،فلما عرف رسول ال صلى ال
عليه وسلم خلعهما فرمى بما .قال الطاب :يشبه أن يكون إنا كره ذلك لا فيه من
اليلء ،وذلك أن نعال السبت من لباس أهل الترفه والتنعم .ث قال :فأحب صلى ال
عليه وسلم أن يكون دخوله القابر على زي التواضع ولباس اهل الشوع .والكراهة عند
أحد عند عدم العذر .فإذا كان هناك عذر ينع الاشي من اللع كالشوكة أو النجاسة
انتفت الكراهة .النهي عن ستر القبور ل يل ستر الضرحة ،لا فيه من العبث وصرف
الال ف غي غرض شرعي ،وتضليل العامة ،روى البخاري ومسلم عن عائشة أن النب
صلى ال عليه وسلم خرج ف غزاة ،فأخذت نطا ( ) 2فسترته على الباب ،فلما قدم
رأى النمط ،فجذبه حت هتكه ،ث قال " :إن ال ل يأمرنا ان نكسو الجارة والطي "
.تري الساجد والسرج على القابر جاءت الحاديث الصحيحة الصرية بتحري بناء
الساجد ف القابر واتاذ السرج عليها - 1 .روى البخاري ومسلم عن أب هريرة :ان
النب صلى ال عليه وسلم قال " :قاتل ال اليهود اتذوا قبور أنبيائهم مساجد " - 2
روى أحد واصحاب السنن إل ابن ماجه ،وحسنه الترمذي ،عن ابن عباس قال :لعن
رسول ال صلى ال عليه وسلم زائرات القبور والتخذين عليها الساجد والسرج - 3 .
وف صحيح مسلم عن عبد ال البجلي قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم قبل
أن يوت بمس ،وهو يقول " :إن أبرأ إل ال أن يكون ( هامش ) ( ) 1السبتية :أي
النعال الدبوغة بالقرظ " ) 2 ( .النمط " ضرب من البسط له خل رقيق / ) . ( .
صفحة / 552ل منكم خليل ،فان ال عزوجل قد اتذن خليل ،كما اتذ إبراهيم
خليل ولو كنت متخذا خليل لتذت أبا بكر خليل ،وان من كان قبلكم كانوا
يتخذون قبور انبيائهم وصاليهم مساجد ،أل فل تتخذوا القبور مساجد ،إن أناكم
عن ذلك - 4 " .وفيه عن أب هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :لعن
ال اليهود والنصارى اتذوا قبور أنبيائهم مساجد " - 5 .وروى البخاري ومسلم عن
447
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عائشة ،أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة -رأتاها بالبشة فيها تصاوير -لرسول ال
صلى ال عليه وسلم ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إن أولئك إذا كان فيهم
الرجل الصال فمات بنوا على قبه مسجدا وصوروا فيه تلك الصور ،أولئك شرار اللق
عند ال يوم القيامة " .قال صاحب الغن :وليوز اتاذ الساجد على القبور لقول النب
صلى ال عليه وسلم " :لعن ال زوارات القبور والتخذات عليهن الساجد والسرج "
رواه أبو داود والنسائي ولفظه " :لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم . . .ال " ولو
أبيح ل يلعن النب صلى ال عليه وسلم من فعله ،ولن فيه تضييعا للمال ف غي فائدة
وافراطا ف تعظيم القبور اشبه تعظيم الصنام ،وليوز اتاذ الساجد على القبور لذا
الب ،ولن النب صلى ال عليه وسلم قال " :لعن ال اليهود اتذوا قبور أنبيائهم
مساجد " يذر مثل ما صنعوا .متفق عليه .وقالت عائشة :إنا ل يبز قب رسول ال
صلى ال عليه وسلم لئل يتخذ مسجدا ،ولن تصيص القبور بالصلة عندها يشبه تعظيم
الصنام لا والتقرب إليها ،وقد روينا أن ابتداء عبادة الصنام تعظيم الموات باتاذ
صورهم ومسحها والصلة عليها ( ( . ) 1هامش ) ( ) 1قال معلقه :يشي إل ما رواه
البخاري عن ابن عباس من سبب اتاذ قوم نوح للصنام :ود وسواع ويغوث ويعوق
ونسر ،وحاصله أن هذه أساء رجال صالي اتذ الناس لم صورا بعد موتم ليتذكروا
با فيقتدوابم ،فلما ذهب العلم زين لم الشيطان عبادة صورهم وتاثيلهم بتعظيمها
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 552
والتمسح با والتقرب إليها ،ومسحها :إمرار اليد عليها تبكا وتوسل با ،وكذلك فعل
الناس بقبور الصالي ،وسرى ذلك من الوثنيي إل أهل الكتاب فالسلمي ،فالصنام ف
ذلك سواء / ) . ( .صفحة / 553كراهية الذبح عند القب نى الشارع عن الذبح عند
القب تنبا لا كانت تفعله الاهلية ،وبعدا عن التفاخر والباهاة .فقد روى أبو داود عن
أنس قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " لعقر ف السلم " قال عبد الرزاق :
كانوا يعقرون عند القب بقرة أو شاة .قال الطاب :كان أهل الاهلية يعقرون البل على
قب الرجل الواد ،يقولون :نازيه على فعله ،لنه كان يعقرها ف حياته ،فيطعمها
448
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الضياف ،فنحن نعقرها عند قبه لتأكلها السباع والطي :فيكون مطعما بعد ماته كما
كان مطعما ف حياته قال الشاعر :عقرت على قب النجاشي ناقت بأبيض عضب أخلصته
صياقله على قب من لو أنن مت قبله لانت عليه عند قبي رواحله ومنهم من كان يذهب
ف ذلك إل أنه إذا عقرت راحلته عند قبه حشر ف القيامة راكبا ،ومن ل يعقر عنه
حشر راجل ،وكان على مذهب من يرى البعث منهم بعد الوت .النهي عن اللوس
على القب والستناد إليه والشي عليه :ل يل القعود على القب ول الستناد إليه ،ول
الشي عليه ،لا رواه عمرو بن حزم قال :رآن رسول ال صلى ال عليه وسلم متكثا
على قب .فقال " :ل تؤذ صاحب هذا القب " .أو " لتؤذه " ،رواه أحد بإسناد
صحيح .وعن أب هريرة قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :لن يلس
أحدكم على جرة فتحرق ثيابه فتخلص إل جلده خي له من أن يلس على قب " .رواه
أحد ،ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه .والقول بالرمة مذهب ابن حزم ،لا
ورد فيه من الوعيد ،قال :وهو قول جاعة من السلف ،منهم أبو هريرة .ومذهب
المهور :أن ذلك مكروه .قال النووي :عبارة الشافعي ف الم ،وجهور الصحاب
ف الطرق كلها :أنه يكره اللوس ،وأرادوا به كراهة التنيه ،كما هو الشهور ف
استعمال الفقهاء ،وصرح به كثي منهم ،قال :وبه قال جهور العلماء منهم /صفحة
/ 554النخعي والليث وأحد وداود ،قال :ومثله ف الكراهة التكاء عليه والستناد
إليه .وذهب ابن عمر من الصحابة وأبو حنيفة ومالك إل جواز القعود على القب .قال
ف الوطأ :إنا نى عن القعود على القبور فيما نرى " نظن " للذاهب يقصد لقضاء حاجة
النسان من البول أو الغائط .وذكر ف ذلك حديثا ضعيفا .وضعف أحد هذا التأويل .
وقال :ليس هذا بشئ .وقال النووي :هذا تأويل ضعيف أو باطل ،وأبطله كذلك ابن
حزم من عدة وجوه .وهذا اللف ف غي اللو س لقضاء الاجة ،فاما إذا كان
اللوس لا ،فقد اتفق الفقهاء على حرمته ،كما اتفقوا على جواز الشي على القبور إذا
كان هناك ضرورة تدعو إليه ،كما إذا ل يصل إل قب ميته إل بذلك .النهي عن
تصيص القب والكتابة عليه عن جابر قال :نى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن
يصص القب وأن يقعد عليه وأن يبن عليه .رواه أحد ومسلم والنسائي وأبو داود
449
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والترمذي وصححه .ولفظه " :نى أن تصص القبور ،وأن يكتب عليها وأن يبن عليها
وأن توطأ ( " ) 1وف لفظ النسائي " :أن يبن على القب أو يزاد عليه أو يصص أو
يكتب عليه " .والتجصيص معناه الطلء بالص ،وهو الي العروف .وقد حل
المهور النهي على الكراهة ،وحله ابن حزم على التحري ،وقيل :الكمة ف ذلك إن
القب للبلى ل للبقاء ،وإن تصيصه من زينة الدنيا ،ول حاجة للميت إليها .وذكر
بعضهم أن الكمة ف النهي عن تصيص القبور كون الص أحرق بالنار ،ويؤيده ما
جاء عن زيد بن أرقم أنه قال لن أراد أن يبن قب ابنه ويصصه :جفوت ولغوت ،ل
يقربه شئ مسته النار .ول بأس بتطيي القب .قال الترمذي :وقد رخص بعض أهل
العلم -منهم السن البصري -ف تطيي القبور .وقال الشافعي :ل بأس به أن يطي
القب ( .هامش ) ( ) 1توطأ :تداس / ) . ( .صفحة / 555وعن جعفر بن ممد
عن أبيه :أن النب صلى ال عليه وسلم رفع قبه من الرض شبا وطي بطي أحر من
العرصة وجعل عليه الصباء .رواه أبو بكر النجاد وسكت الافظ عليه ف التلخيص .
وكما كره العلماء تصيص القب ،كرهوا بناءه بالجر أو الشب أو دفن اليت ف تابوت
إذا ل تكن الرض رخوة أو ندية ،فإن كانت كذلك جاز بناء القب بالجر ونوه وجاز
دفن اليت ف تابوت من غي كراهة .فعن مغية عن إبراهيم قال :كانوا يستحبون اللب
ويكرهون الجر ،ويستحبون القصب ويكرهون الشب .وف الديث النهي عن الكتابة
على القبور ،وظاهره عدم الفرق بي كتابة اسم اليت على القب وغيها .قال الاكم
بعد تريج هذا الديث :السناد صحيح وليس العمل عليه .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 555
فإن أئمة السلمي من الشرق والغرب يكتبون على قبورهم ،وهو شئ أخذه اللف عن
السلف .وتعقبه الذهب :بأنه مدث ول يبلغهم النهي .ومذهب النابلة :أن النهي عن
الكتابة الكراهة سواء أكانت قرآنا ،أم كانت اسم اليت .ووافقهم الشافعية إل أنم قالوا
:إذا كان القب لعال أو صال ندب كتابة اسه عليه وما ييزه ليعرف .ويرى الالكية :أن
الكتابة إن كانت قرآنا حرمت .وإن كانت لبيان اسه أو تاريخ موته فهي مكروهة
450
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وقالت الحناف :إنه يكره تريا الكتابة على القب إل إذا خيف ذهاب أثره فل يكره .
وقال ابن حزم :لو نقش اسه ف حجر ل نكره ذلك .وف الديث :النهي عن زيادة
تراب القب على ما يرج منه ،وقد بوب على هذه الزيادة البيهقي فقال " :باب ل يزاد
على القب أكثر من ترابه لئل يرتفع " .قال الشوكان :وظاهره أن الراد بالزيادة عليه ،
الزيادة على ترابه .وقيل :الراد بالزيادة عليه أن يقب على قب ميت آخر .ورجح
الشافعي العن الول فقال :يستحب أن ل يزاد القب على التراب الذي أخرج منه .وإنا
استحب ذلك لئل يرتفع القب ارتفاعا كثيا قال :فإن زاد فل بأس / .صفحة / 556
دفن أكثر من واحد ف قب هدي السلف الذي جرى عليه العمل أن يدفن كل واحد ف
قب ،فإن دفن أكثر من واحد كره ذلك إل إذا تعسر إفراد كل ميت بقب لكثرة الوتى
وقلة الدافني أو ضعفهم .فإنه ف هذه الالة يوز دفن أكثر من واحد ف قب واحد .لا
رواه أحد والترمذي وصححه :أن النصار جاءوا إل النب صلى ال عليه وسلم يوم أحد
.فقالوا :يا رسول ال أصابنا جرح وجهد .فكيف تأمرنا ؟ فقال " :احفروا وأوسعوا
وأعمقوا واجعلوا الرجلي والثلثة ف القب " .قالوا :فأيهم نقدم ؟ قال " :أكثرهم قرآنا
" .وروى عبد الرزاق بسند حسن عن واثلة بن السقع أنه كان يدفن الرجل والرأة ف
القب الواحد ،فيقدم الرجل وتعل الرأة وراءه .اليت ف البحر قال ف الغن :إذا مات
ف سفينة ف البحر ،فقال أحد رحه ال :ينتظر به إن كانوا يرجون أن يدوا له موضعا
يدفنونه فيه حبسوه يوما أو يومي ما ل يافوا عليه الفساد .فإن ل يدوا غسل ،وكفن ،
وحنط ،ويصلى عليه ،ويثقل بشئ ويلقى ف الاء .وهذا قول عطاء والسن .قال
السن :يترك ف زنبيل .ويلقى ف البحر .وقال الشافعي :يربط بي لوحي ليحمله
البحر إل الساحل ،فربا وقع إل قوم يدفنونه ،وإن ألقوه ف البحر ل يأثوا ،والول
أول ،لنه يصل به الستر القصود من دفنه ،وإلقاؤه بي لوحي تعريض له للتغي والتك
.وربا بقي على الساحل مهتوكا عريانا وربا وقع إل قوم من الشركي ،فكان ما
ذكرناه أول .وضع الريدة على القب ليشرع وضع الريد ول الزهور فوق القب ،وأما
ما رواه البخاري وغيه عن ابن عباس أن النب صلى ال عليه وسلم مر على قبين فقال :
" إنما يعذبان ،وما يعذبان ف كبي ،أما هذا فكان ل يستنه من البول ،وأما هذا /
451
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صفحة / 557فكان يشي بالنميمة ،ث دعا بعسيب رطب فشقه باثني ،ث غرس على
هذا واحدا ،وعلى هذا واحدا ،وقال " :لعله يفف عنهما ما ل ييبسا " فقد أجاب عنه
الطاب بقوله :وأما غرسه شق العسيب على القب ،وقوله " :لعله يفف عنهما ما ل
ييبسا " فإنه من ناحية التبك بأثر النب صلى ال عليه وسلم ودعائه بالتخفيف عنهما ،
وكأنه صلى ال عليه وسلم جعل مدة بقاء النداوة فيهما حدا لا وقعت به السألة من
تفيف العذاب عنهما ،وليس ذلك من أجل أن ف الريد الرطب معن ليس ف اليابس .
والعامة ف كثي من البلدان تفرش الوص ف قبور موتاهم ،وأراهم ذهبوا إل هذا وليس
لا تعاطوه وجه .وما قاله الطاب صحيح ،وهذا هو الذي فهمه أصحاب رسول ال
صلى ال عليه وسلم ،إذ ل ينقل عن أحد منهم أنه وضع جريدا ول أزهارا على قب
سوى بريدة السلمي ،فإنه أوصى أن يعل ف قبه جريدتان .رواه البخاري .ويبعد أن
يكون وضع الريد مشروعا ويفى على جيع الصحابة ما عدا بريدة .قال الافظ ف
الفتح :وكأن بريدة حل الديث على عمومه ،ول يره خاصا بذينك الرجلي .قال ابن
رشيد :ويظهر من تصرف البخاري أن ذلك خاص بما ،فلذلك عقبه بقول ابن عمر
حي رأى فسطاطا على قب عبد الرحن :انزعه يا غلم فإنا يظله عمله .وف كلم ابن
عمر ما يشعر بأنه ل تأثي لا يوضع على القب ،بل التأثي للعمل الصال .الرأة توت وف
بطنها جني حي إذا ماتت الرأة وف بطنها جني حي وجب شق بطنها لخراج الني إذا
كانت حياته مرجوة ،ويعرف ذلك بواسطة الطباء الثقات .الرأة الكتابية توت وهي
حامل من مسلم تدفن وحدها روى البيهقي عن واثلة بن السقع :أنه دفن امرأة نصرانية
ف بطنها ولد مسلم ف مقبة ليست بقبة النصارى ول السلمي ،واختار هذا المام
أحد
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 557
/صفحة / 558لنا كافرة ل تدفن ف مقبة السلمي ،فيتأذوا بعذابا ،ولف مقبة
الكفار لن ولدها مسلم فيتأذى بعذابم .تفضيل الدفن ف القابر قال ابن قدامة :والدفن
ف مقابر السلمي أحب إل أب عبد ال من الدفن ف البيوت ،لنه أقل ضررا على
452
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الحياء من ورثته ،وأشبه بساكن الخرة وأكثر للدعاء له والترحم عليه ،ول يزل
الصحابة والتابعون ومن بعدهم يقبون ف الصحارى .فإن قيل :فالنب صلى ال عليه
وسلم قب ف بيته ،وقب صاحباه معه .قلنا :قالت عائشة :إنا فعل ذلك لئل يتخذ قبه
مسجدا .رواه البخاري .ولن النب صلى ال عليه وسلم كان يدفن أصحابه بالبقيع ،
وفعله أول من فعل غيه ،وإنا أصحابه رأوا تصيصه بذلك .ولنه روى " يدفن النبياء
حيث يوتون " وصيانة له عن كثرة الطراق ،وتييزا له عن غيه .وسئل أحد عن الرجل
يوصي أن يدفن ف داره ؟ قال يدفن ف القابر مع السلمي .النهي عن سب الموات ل
يل سب أموات السلمي ولذكر مساويهم ،لا رواه البخاري عن عائشة رضي ال عنها
،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :لتسبوا الموات فإنم قد أفضوا إل ما
قدموا " وروى أبو داود والترمذي بسند ضعيف عن ابن عمر رضي ال عنهما أن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :اذكروا ماسن موتاكم وكفوا عن مساويهم " ،أما
السلمون العلنون بفسق أو بدعة ،أو عمل فاسد فإنه يباح ذكر مساويهم إذا كان فيه
مصلحة تدعو إليه ،كالتحذير من حالم والتنفي من قولم وترك القتداء بم ،وإن ل
تكن فيه مصلحة فل يوز .وقد روى البخاري ومسلم عن أنس رضي ال عنه قال " :
مروا بنازة فأثنوا عليها خيا .فقال النب صلى ال عليه وسلم " :وجبت " .ث مروا
بأخرى فأثنوا عليها شرا ،فقال " :وجبت " ،فقال عمر /صفحة / 559رضي ال
عنه :ما وجبت ؟ قال " :هذا أثنيتم عليه خيا فوجبت له النة ،وهذا أثنيتم عليه شرا
فوجبت له النار .أنتم شهداء ال ف الرض " .ويوز سب أموات الكفار ولعنهم .قال
ال تعال ( :لعن الذين كفروا من بن إسرائيل " . . .وقال " :تبت يدا أب لب وتب )
ولعن فرعون وأمثاله ،وسبه مشهور ف كتاب ال .وفيه ( :أل لعنة ال على الظالي ) .
قراءة القرآن عند القب اختلف الفقهاء ف حكم قراءة القرآن عند القب ،فذهب إل
استحبابا الشافعي وممد بن السن لتحصيل للميت بركة الجاورة ،ووافقهما القاضي
عياض والقراف من الالكية ،ويرى أحد :أنه ل بأس با .وكرهها مالك وأبو حنيفة
لنا ل ترد با السنة .نبش القب اتفق العلماء على أن الوضع الذي يدفن السلم فيه وقف
عليه ما بقي شئ منه من لم أو عظم ،فإن بقي شئ منه فالرمة باقية لميعه ،فإن بلي
453
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وصار ترابا جار الدفن ف موضعه وجاز النتفاع بأرضه ف الغرس والزرع والبناء وسائر
وجوه النتفاع به ،ولو حفر القب فوجد فيه عظام اليت باقية ليتم الافر حفره .ولو
فرغ من الفر ،وظهر شئ من العظم جعل ف جنب القب وجاز دفن غيه معه .ومن
دفن من غي أن يصلى عليه أخرج من القب -إن كان ل يهل عليه التراب -وصلي
عليه ،ث أعيد دفنه .وإن كان أهيل عليه التراب حرم نبش قبه وإخراجه منه عند
الحناف والشافعية ورواية عن أحد ،وصلي عليه وهو ف القب ،وف رواية عن أحد أنه
ينبش ،ويصلى عليه .وجوز الئمة الثلثة نبش القب لغرض صحيح مثل إخراج مال ترك
ف القب ،وتوجيه من دفن إل غي القبلة إليها ،وتغسيل من دفن بغي غسل ،وتسي
الكفن ،إل أن يشى عليه أن يتفسخ فيترك .وخالف الحناف ف النبش من أجل هذه
المور واعتبوه مثلة ،والثلة /صفحة / 560منهى عنها .قال ابن قدامة :إنا هو مثلة
ف حق من تغي وهول ينبش .قال :وإن دفن بغي كفن ففيه وجهان :أحدها يترك ،
لن القصد بالكفن ستره وقد حصل ستره بالتراب ،والثان ينبش ويكفن ،لن التكفي
واجب ،فأشبه الغسل .قال أحد :إذا نسي الفار مسحاته ف القب جاز أن ينبش عنها
.وقال ف الشئ يسقط ف القب -مثل الفأس والدراهم -ينبش .قال :إذا كان له قيمة
-يعن ينبش -قيل :فإن أعطاه أولياء اليت ؟ قال :إن أعطوه حقه أي شئ يريد .وقد
ورد ف ذلك ما رواه البخاري عن جابر .قال :أتى النب صلى ال عليه وسلم عبد ال بن
أب بعد ما أدخل ف حفرته فأمر به فأخرج ،فوضعه على ركبتيه ونفث عليه من ريقه
وألبسه قميصا ،وروى عنه أيضا .قال :دفن مع أب رجل فلم تطب نفسي حت أخرجته
( ) 1فجعلته ف قب على حدة .وقد بوب البخاري لذين الديثي .فقال " :باب :
هل يرج اليت من القب واللحد لعلة ؟ " .وروى أبو داود عن عبد ال بن عمرو قال :
سعت
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 560
رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول حي خرجنا إل الطائف ،فمررنا بقب .فقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم " :هذا قب أب رغال ،وكان بذا الرم يدفع عنه ،فلما
454
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
خرج أصابته النقمة الت أصابت قومه بذا الكان فدفن فيه وآية ذلك :أنه دفن معه غصن
من ذهب إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه معه ،فابتدره الناس ،فاستخرجوا الغصن " .قال
الطاب :فيه دليل على جواز نبش قبور الشركي إذا كان فيه أرب أو نفع للمسلمي .
وأنه ليست حرمتهم ف ذلك كحرمة السلمي .نقل اليت يرم عند الشافعية نقل اليت
من بلد إل بلد إل أن يكون بقرب مكة أو الدينة أو بيت القدس ،فإنه يوز النقل إل
إحدى هذه البلد لشرفها وفضلها ( .هامش ) ( ) 1كان إخراجه له بعد مضي ستة
أشهر على وفاته ( / ) .صفحة / 561ولو أوصى بنقله إل غي هذه الماكن الفاضلة ل
تنفذ وصيته لا ف ذلك من تأخي دفنه وتعرضه للتغي .ويرم كذلك نقله من القب إل
لغرض صحيح ،كأن دفن من غي غسل ،أو إل غي القبلة ،أو لق القب سيل أو ندوة .
قال ف النهاج :ونبشه بعد دفنه للنقل وغيه حرام إل لضرورة ،كأن دفن بل غسل أو
ف أرض ،أو ثوب مغصوبي ،أو وقع مال ،أو دفن لغي القبلة .وعند الالكية :يوز
نقله من مكان إل مكان آخر ،قبل الدفن وبعده لصلحة ،كأن ياف عليه أن يغرقه
البحر أو يأكله السبع ،أو لزيارة أهله له ،أو لدفنه بينهم ،أو رجاء بركته للمكان
النقول إليه ونو ذلك .فالنقل حينئذ جائز ما ل تنتهك حرمة اليت بانفجاره أو تغيه أو
كسر عظمه .وعند الحناف :يكره النقل من بلد إل بلد ،ويستحب أن يدفن كل ف
مقبة البلد الت مات با ،ول بأس بنقله قبل الدفن نو ميل أو ميلي لن السافة إل
القابر قد تبلغ هذا القدار ،ويرم النقل بعد الدفن إل لعذر كما تقدم .ولو مات ابن
لمرأة ودفن ف غي بلدها وهي غائبة ول تصب ،وأرادت نقله ،لتاب إل ذلك .
وقالت النابلة :يستحب دفن الشهيد حيث قتل .قال أحد :أما القتلى ،فعلى حديث
جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ادفنوا القتلى ف مصارعهم " وروى ابن
ماجه ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم :أمر بقتلى أحد أن يردوا إل مصارعهم .فأما
غيهم فل ينقل اليت من بلد إل بلد آخر إل لغرض صحيح ،وهذا مذهب الوزاعي
وابن النذر .قال عبد ال بن ملكيه :توف عبد الرحن بن أب بكر بالبش فحمل إل
مكة فدفن ،فلما قدمت عائشة أتت قبه .ث قالت :وال لو حضرتك ما دفنت إل
حيث مت ،ولو شهدتك ما زرتك .لن ذلك أخف لؤنته وأسلم له من التغي ،فأما إن
455
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
كان فيه غرض صحيح جاز .قال أحد :ما أعلم بنقل الرجل يوت ف بلده إل بلد
أخرى بأسا .وسئل الزهري عن ذلك ؟ فقال :قد حل سعد بن أب وقاص وسعيد بن
زيد من العقيق إل الدينة / .صفحة / 562التعزية العزاء :الصب .والتعزية التصبي
والمل على الصب بذكر ما يسلي الصاب ويفف حزنه ويهون عليه مصيبته .حكمها :
التعزية مستحبة ولو كان ذميا ،لا رواه ابن ماجة والبيهقي بسند حسن عن عمرو بن
حزم عن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ما من مؤمن يعزي أخاه بصيبة إل كساه ال
عزوجل من حلل الكرامة يوم القيامة " وهي ل تستحب إل مرة واحدة .وينبغي أن
تكون التعزية لميع أهل اليت وأقاربه الكبار والصغار والرجال والنساء ( . ) 1سواء
أكان ذلك قبل الدفن أم بعده ،إل ثلثة أيام ،إل إذا كان العزي أو العزى غائبا ،فل
بأس بالتعزية بعد الثلث .ألفاظها :والتعزية تؤدى بأي لفظ يفف الصيبة ويمل الصب
والسلوان ،فإن اقتصر على اللفظ الوارد كان أفضل .روى البخاري عن أسامة بن زيد
رضي ال عنهما .قال :أرسلت ابنة النب صلى ال عليه وسلم إليه إن ابنا ل قبض فأتنا .
فأرسل يقرئ السلم ويقول " :إن ل ما أخذ ،وله ما أعطى ،وكل شئ عنده بأجل
مسمى ،فلتصب ،ولتحتسب ( " ) 2وروى الطبان والاكم وابن مردويه بسند فيه
رجل ضعيف عن معاذ ( هامش ) ( ) 1استثن العلماء الشابة الفاتنة .فقالوا :لمعز با
ال مارمها ) 2 ( .قال النووي :هذا الديث من أعظم قواعد السلم الشتملة على
مهمات كثية من أصول الدين وفروعه وآدابه والصب على النوازل كلها والموم
والسقام ،وغي ذلك من العراض .ومعن أن ل تعال ما أخذ :أن العال كله ملك ل
تعال ،فلم يأخذ ما هو لكم ،بل أخذ ما هو له عندكم ف معن العارية .ومعن له ما
أعطى ،أن ما وهبه لكم ليس خارجا عن ملكه ،بل هو له سبحانه يفعل فيه ما يشاء ،
وكل شئ عنده بأجل مسمى ،فل تزعوا ،فان من قبضه قد انقضى أجله السمى ،
فمحال تأخره أو تقدمه ،فإذا علمتم هذا كله ،فاصبوا ،واحتسبوا ما نزل بكم ( ) .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 562
456
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
/صفحة / 563ابن جبل رضي ال عنه ،أنه مات ابن له فكتب إليه رسول ال صلى
ال عليه وسلم يعزيه بابنه ،فكتب إليه " :بسم ال الرحن الرحيم .من ممد رسول ال
إل معاذ بن جبل .سلم عليك ،فإن أحد إليك ال الذي ل إله إل هو ،أما بعد :
فأعظم ال لك الجر وألمك الصب ،ورزقنا وإياك الشكر فإن أنفسنا وأموالنا وأهلنا من
مواهب ال النيئة وعواريه الستودعة ،متعك ال به ف غبطة وسرور وقبضه منك بأجر
كثي ،الصلة والرحة والدى ،إن احتسبته فاصب ،ول يبط جزعك أجرك فتندم ،
واعلم أن الزع ل يرد ميتا ،ول يدفع حزنا ،وما هو نازل فكأن قد ( . ) 1والسلم "
.وروى الشافعي ف مسنده عن جعفر بن ممد عن أبيه عن جده .قال :لا توف رسول
ال صلى ال عليه وسلم ،وجاءت التعزية سعوا قائل يقول :إن ف ال عزاء من كل
مصيبة وخلفا من كل هالك ،ودركا من كل فائت ،فبال فثقوا وإياه فارجوا ،فإن
الصاب من حرم الثواب .وإسناده ضعيف .قال العلماء فإن عزى مسلما بسلم قال :
أعظم ال أجرك وأحسن عزاءك ،وغفر ليتك .وإن عزى مسلما بكافر قال :أعظم ال
أجرك ،وأحسن عزاءك .وإن عزى كافرا بسلم قال :أحسن ال عزاءك وغفر ليتك .
وإن عزى كافرا بكافر قال :أخلف ال عليك .وأما جواب التعزية فيؤمن العزى ويقول
للمعزي :آجرك ال .وعند أحد إن شاء صافح العزي وإن شاء ل يصافح ،وإذا رأى
الرجل شق ثوبه على الصيبة عزاه ول يترك حقا لباطل .وإن ناه فحسن .اللوس لا
السنة أن يعزى أهل اليت وأقاربه ث ينصرف كل ف حوائجه دون أن يلس أحد سواء
أكان معزى أو معزيا .وهذا هو هدي السلف الصال .قال الشافعي ف الم :أكره الات
وهي الماعة وإن ل يكن لم بكاء ،فإن ذلك ( هامش ) ( ) 1هذه رواية ضعيفة ل
تثبت فان ابن معاذ مات بعد وفاة النب صلى ال عليه وسلم بعامي " .فكأن قد " أي
فكأن قد وقع ما هو نازل ( / ) .صفحة / 564يدد الزن ويكلف الؤنة مع ما مضى
فيه من الثر .قال النووي :قال الشافعي وأصحابه رحهم ال :يكره اللوس للتعزية .
قالوا :ويعن باللوس أن يتمع أهل اليت ف بيت ليقصدهم من أراد التعزية ،بل ينبغي
أن ينصرفوا ف حوائجهم .ولفرق بي الرجال والنساء ف كراهة اللوس لا .صرح به
الحاملي ونقله عن نص الشافعي رضي ال عنه .وهذه كراهة تنيه إذا ل يكن معها
457
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
مدث آخر ،فإن ضم إليها أمر آخر من البدع الحرمة -كما هو الغالب منها ف العادة
-كان ذلك حراما من قبائح الحرمات ،فإنه مدث وثبت ف الديث الصحيح " أن كل
مدثة بدعة ،وكل بدعة ضللة " .وذهب أحد وكثي من علماء الحناف إل هذا الرأي
.وذهب التقدمون من الحناف إل أنه ل بأس باللوس ف غي السجد ثلثة أيام
للتعزية ،من غي ارتكاب مظور .وما يفعله بعض الناس اليوم من الجتماع للتعزية ،
وإقامة السرادقات ،وفرش البسط ،وصرف الموال الطائلة من أجل الباهاة والفاخرة
من المور الحدثة والبدع النكرة الت يب على السلمي اجتنابا ،ويرم عليهم فعلها ،
لسيما وأنه يقع فيها كثي ما يالف هدي الكتاب ويناقض تعاليم السنة ،ويسي وفق
عادات الاهلية ،كالتغن بالقرآن وعدم التزام آداب التلوة ،وترك النصات والتشاغل
عنه بشرب الدخان وغيه .ول يقف المر عند هذا الد ،بل تاوزه عند كثي من ذوي
الهواء فلم يكتفوا باليام الول :جعلوا يوم الربعي يوم تدد لذه النكرات وإعادة لذه
البدع .وجعلوا ذكرى أول بناسبة مرور عام على الوفاة وذكرى ثانية ،وهكذا ما ل
يتفق مع عقل ولنقل .زيارة القبور زيارة القبور مستحبة للرجال .لا رواه أحد ومسلم
وأصحاب السنن عن عبد ال بن بريدة عن أبيه :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :
كنت نيتكم عن زيارة القبور ،فزوروها .فإنا تذكركم الخرة " وكان النهي ابتداء
لقرب عهدهم بالاهلية ،وف الوقت الذي ل يكونوا يتورعون فيه عن /صفحة / 565
هجر الكلم وفحشه ،فلما دخلوا ف السلم واطمأنوا به وعرفوا أحكامه ،أذن لم
الشارع بزيارتا :وعن أب هريرة :أن النب صلى ال عليه وسلم زار قب أمه فبكى وأبكى
من حوله ،فقال النب صلى ال عليه وسلم " :استأذنت رب أن استغفر لا ،فلم يؤذن ل
،واستأذنته أن أزور قبها فأذن ل .فزوروها ،فإنا تذكر الوت " رواه احد ومسلم
وأهل السنن إل الترمذي .ولا كان القصود من الزيارة التذكر والعتبار ،جاز زيارة
قبور الكفرة لذا العن نفسه ،فإن كانوا ظالي وأخذهم ال بظلمهم ،استحب البكاء
واظهار الفتقار إل ال عند الرور بقبورهم وبصارعهم ،لا رواه البخاري عن ابن عمر
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لصحابه -يعن لا وصلوا
............................................................
458
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 565
الجر -ديار لثمود " -ل تدخلوا على هؤلء العذبي إل أن تكونوا باكي ،فإن ل
تكونوا باكي فل تدخلوا عليهم ل يصيبكم ما أصابم " .صفة الزيارة إذا وصل الزائر إل
القب استقبل وجه اليت وسلم عليه ودعا له ،وقد جاء ف ذلك - 1 :عن بريدة قال :
كان النب صلى ال عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إل القابر أن يقول قائلهم " :السلم
عليكم أهل ( ) 1الديار من الؤمني والسلمي وإنا إن شاء ال بكم لحقون ،أنتم
فرطنا ونن لكم تبع ،ونسأل ال لنما ولكم العافية " .رواه احد ومسلم وغيها - 2 .
وعن ابن عباس :ان النب صلى ال عليه وسلم مر بقبور الدينة ،فأقبل عليهم بوجهه فقال
" :السلم عليكم يا أهل القبور .يغفر ال لنا ولكم ،أنتم سلفنا ونن بالثر " رواه
الترمذي - 3 .وعن عائشة قالت :كان النب صلى ال عليه وسلم كلما كان ليلتها ،
يرج من آخر الليل إل البقيع فيقول :السلم عليكم دار قوم مؤمني ،وأتاكم
( هامش ) ( " ) 1أهل " منصوب على الختصاص أو النداء ( / ) .صفحة / 566ما
توعدون غدا مؤجلون ،وإنا إن شاء ال بكم لحقون .اللهم اغفر لهل بقيع الغرقد "
رواه مسلم - 4 .وروى عنها قالت :قلت :كيف أقول لم يا رسول ال ؟ قال " :
قول :السلم على أهل الديار من الؤمني والسلمي ،ويرحم ال الستقدمي منا
والستأخرين ،وإنا إن شاء ال بكم لحقون " .وأما ما يفعله بعض من لعلم لم ،من
التمسح بالضرحة وتقبيلها والطواف حولا ،فهو من البدع النكرة ،الت يب اجتنابا
ويرم فعلها ،فإن ذلك بالكعبة زادها ال شرفا .ول يقاس عليها قب نب ول ضريح ول
والي كله ف التباع ،والشر كله ف البتداع .قال ابن القيم :كان النب صلى ال عليه
وسلم إذا زار القبور يزورها للدعاء لهلها والترحم عليهم والستغفار لم .فأب
الشركون إل دعاء اليت والقسام على ال به وسؤاله الوائج والستعانة به ،والتوجه
إليه ،بعكس هديه صلى ال عليه وسلم ،فإنه هدي توحيد وإحسان إل اليت ،وهدي
هؤلء شرك وإساءة إل نفوسهم وإل اليت ،وهم ثلثة أقسام إما أن يدعوا للميت ،أو
يدعوا به ،أو عنده ،ويرون الدعاء عنده أول من الدعاء ف الساجد ،ومن تأمل هدي
رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه تبي له الفرق بي المرين .زيارة النساء رخص
459
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
مالك وبعض الحناف ورواية عن أحد وأكثر العلماء ،ف زيارة النساء للقبور ،لديث
عائشة :كيف أقول لم يارسول ال -أي عند زيارتا للقبور . -وقد تقدم عن عبد ال
بن أب مليكة ،أن عائشة أقبلت ذات يوم من القابر ،فقلت :يا أم الؤمني من أين
أقبلت ؟ قالت :من قب أخي عبد الرحن فقلت لا :أليس كان نى رسول ال صلى ال
عليه وسلم عن زيارة القبور ؟ قالت نعم .كان نى عن زيارة القبور ،ث أمر بزيارتا .
رواه الاكم والبيهقي وقال :تفرد به بسطام بن مسلم البصري .وقال الذهب :صحيح .
/صفحة / 567وف الصحيحي عن أنس :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر بامرأة
عند قب تبكي على صب لا ،فقال لا " :اتقي ال ،واصبي " ،فقالت :وما تبال
بصيبت .فلما ذهب قيل لا :إنه رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخذها مثل الوت ،
فأتت بابه ،فلم تد على بابه بوابي ،فقالت :يارسول ال ،ل أعرفك .فقال " :إنا
الصب عند الصدمة الول " .ووجهة الستدلل أن الرسول صلى ال عليه وسلم رآها
عند القب فلم ينكر عليها ذلك .ولن الزيارة من أجل التذكي بالخرة ،وهو أمر يشترك
فيه الرجال والنساء ،وليس الرجال بأحوج إليه منهن .وكره قوم الزيارة لن لقلة صبهن
وكثرة جزعهن ،ولقول رسول ال صلى ال عليه وسلم " :لعن ال زوارات القبور "
رواه أحد وابن ماجه والترمذي وصححه .قال القرطب :اللعن الذكور ف الديث إنا
هو للمكثرات من الزيارة لا تقتضيه الصيغة من البالغة .ولعل السبب ما يفضي إليه ذلك
من تضييع حق الزوج والتبج .وما ينشأ من الصياح ،ونو ذلك .وقد يقال :إذا أمن
جيع ذلك فل مانع من الذن لن ،لن تذكر الوت يتاج إليه الرجال والنساء .قال
الشوكان -تعليقا على كلم القرطب : -وهذا الكلم هو الذي ينبغي اعتماده ف المع
بي أحاديث الباب التعارضة ف الظاهر .العمال الت تنفع اليت وهل يوز إهداء الثواب
إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ من التفق عليه :أن اليت ينتفع با كان سببا فيه من
أعمال الب ف حياته ،لا رواه مسلم وأصحاب السنن عن أب هريرة أن النب صلى ال
عليه وسلم قال " :إذا مات ابن آدم انقطع عمله إل من ثلث :صدقة جارية ،أو علم
ينتفع به ،أو ولد صال يدعو له " وروى ابن ماجة عنه :أنه صلى ال عليه
............................................................
460
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 567
وسلم قال " :إن ما يلحق الؤمن من عمله وحسناته بعد موته ،علما علمه ونشره ،أو
ولدا صالا تركه أو مصحفا ورثه .أو مسجدا بناه ،أو بيتا بناه /صفحة / 568لبن
السبيل أو نرا أكراه أو صدقة أخرجها من ماله ف صحته وحياته ،تلخه من بعد موته " .
وروى مسلم عن جرير بن عبد ال :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من سن ف
السلم سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل با من بعده من غي أن ينقص من
أجورهم ،ومن سن ف السلم سنة سيئة كان عليه وزرها ،ووزر من يعمل با من بعده
من غي أن ينقص من أوزارهم شئ " أما ما ينتفع به من أعمال الب الصادرة عن غيه
فبيانا فيما يلي - 1 :الدعاء والستغفار له ،وهذا ممع عليه لقول ال تعال ( :والذين
جاؤا من بعدهم يقولون :ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين سبقونا باليان ،ول تعل ف
قلوبنا غل للذين آمنوا ،ربنا إنك رؤوف رحيم ) ،وتقدم قول الرسول صلى ال عليه
وسلم " :إذا صليتم على اليت فأخلصوا له الدعاء " وحفظ من دعاء رسول ال صلى ال
عليه وسلم " :اللهم اغفر لينا وميتنا " ول زال السلف واللف يدعون للموات
ويسألون لم الرحة والغفران دون إنكار من أحد - 2 .الصدقة :وقد حكى النووي
الجاع على أنا تقع عن اليت ويصله ثوابا سواء كانت من ولد أو غيه ،لا رواه أحد
ومسلم وغيها عن أب هريرة :أن رجل قال للنب صلى ال عليه وسلم :إن أب مات
وترك مال ول يوص ،فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه ؟ قال " :نعم " .وعن السن عن
سعد ابن عبادة .أن امه ماتت .فقال :يارسول ال :إن أمي ماتت ،أفأتصدق عنها ؟
قال " :نعم " .قلت :فأي الصدقة أفضل ؟ قال " :سقي الاء " قال السن :فتلك
سقاية آل سعد بالدينة .رواه أحد والنسائي وغيها .ول يشرع إخراجها عند القابر ،
ويكره إخراجها مع النازة - 3 .الصوم :لا رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس قال :
جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم فقال :يا رسول ال إن أمي ماتت وعليها صوم
شهر أفأقضيه عنها ؟ قال " :لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها " ؟ قال :نعم .
قال " :فدين ال أحق أن يقضى " - 4 .الج :لا رواه البخاري عن ابن عباس :أن
امرأة من جهينة جاءت /صفحة / 569إل النب صلى ال عليه وسلم فقالت :إن أمي
461
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
نذرت أن تج فلم تج حت ماتت أفأحج عنها ؟ قال " :حجي عنها ،أرأيت لو كان
على أمك دين ،أكنت قاضيته ؟ اقضوا فال أحق بالقضاء " - 5 .الصلة :لا رواه
الدار قطن أن رجل قال :يارسول ال ،إنه كان ل أبوان أبرها ف حال حياتما فكيف
ل ببها بعد موتما ؟ فقال صلى ال عليه وسلم " :إن من الب بعد الوت أن تصلي لما
مع صلتك ،وأن تصوم لما مع صيامك " - 6 .قراءة القرآن :وهذا رأي المهور من
أهل السنة .قال النووي :الشهور من مذهب الشافعي :أنه ل يصل .وذهب أحد بن
حنبل وجاعة من أصحاب الشافعي إل أنه يصل .فالختيار أن يقول القارئ بعد فراغه :
اللهم أوصل مثل ثواب ما قرأته إل فلن .وف الغن لبن قدامة :قال أحد بن حنبل ،
اليت يصل إليه كل شئ من الي ،للنصوص الواردة فيه ،ولن السلمي يتمعون ف
كل مصر ويقرءون ويهدون لوتاهم من غي نكي ،فكان إجاعا .والقائلون بوصول
ثواب القراءة إل اليت ،يشترطون أن ل يأخذ القارئ على قراءته أجرا .فإن أخذ
القارئ أجرا على قراءته حرم على العطي والخذ ول ثواب له على قراءته ،لا رواه أحد
والطبان والبيهقي عن عبد الرحن ابن شبل :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :اقرءوا
القرآن ،واعملوا . . .ول تفوا عنه ول تغفلوا فيه ،ول تأكلوا به ول تستكثروا به " .
قال ابن القيم :والعبادات قسمان :مالية وبدنية ،وقد نبه الشارع بوصول ثواب الصدقة
على وصول سائر العبادات الالية ،ونبه بوصول ثواب الصوم على وصول سائر العبادات
البدنية ،وأخب بوصول ثواب الج الركب من الالية والبدنية ،فالنواع الثلثة ثابتة
بالنص والعتبار .اشتراط النية ولبد من نية الفعل على اليت .قال ابن عقيل :إذا فعل
طاعة من /صفحة / 570صلة صيام وقراءة قرآن وأهداها ،بأن جعل ثوابا للميت
السلم ،فإنه يصل إليه ذلك وينفعه ،بشرط أن تتقدم نية الدية على الطاعة وتقارنا .
ورجح هذا ابن القيم .أفضل ما يهدى للميت قال ابن القيم :قيل الفضل ما كان أنفع
ف أنفسه ،فالعتق عنه ،والصدقة أفضل من الصيام عنه ،وأفضل الصدقة ما صادفت
حاجة من التصدق عليه وكانت دائمة مستمرة ،ومنه قول النب صلى ال عليه وسلم " :
أفضل الصدقة سقي الاء " وهذا ف موضع يقل فيه الاء ويكثر فيه العطش ،وإل فسقي
الاء على النار والقن ل يكون أفضل من إطعام الطعام عند الاجة ،وكذلك الدعاء
462
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 570
والستغفار له إذا كان بصدق من الداعي وإخلص وتضرع ،فهو ف موضعه أفضل من
الصدقة عنه كالصلة على النازة ،والوقوف للدعاء على قبه .وبالملة :فأفضل ما
يهدى إل اليت العتق والصدقة والستغفار والدعاء له والج عنه .اهداء الثواب ال
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ابن القيم :قيل :من الفقهاء التأخرين من استحبه ،
ومنهم من ل يستحبه ورآه بدعة ،فإن الصحابة ل يكونوا يفعلونه ،وأن النب صلى ال
عليه وسلم له أجر كل من عمل خيا من أمته من غي أن ينقص من أجر العامل شئ لنه
الذي دل أمته على كل خي وأرشدهم ودعاهم إليه ،ومن دعا إل هدي فله من الجر
مثل أجور من تبعه من غي أن ينقص من أجورهم ،وكل هدي وعلم ،فإنا نالته أمته
على يده ،فله مثل أجر من اتبعه ،أهداه إليه أو ل يهده .أولد السلمي وأولد
الشركي من مات من أولد السلمي الذين ل يبلغوا اللم فهو ف النة ،لا رواه
البخاري عن عدي بن ثابت :أنه سع الباء رضي ال عنه قال :لا توف /صفحة 571
/ابراهيم عليه السلم ( ، ) 1قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إن له مرضعا ف
النة " قال الافظ ف الفتح :وإيراد البخاري له ف هذا الباب ،يشعر باختيار القول " :
إل أنم ف النة " .وروى عن أنس بن مالك قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
" :ما من الناس مسلم يوت له ثلثة من الولد ل يبلغوا النث إل أدخله ال النة بفضل
رحته إياهم " .ووجه الستدلل بذا الديث أن من يكون سببا ف دخول النة أول ،
بأن يدخلها هو ،لنه أصل الرحة وسببها .وأما أولد الشركي فهم مثل أولد السلمي
،ف دخولم النة .قال النووي :وهو الذهب الصحيح الختار الذي صار إليه الحققون
لقوله تعال ( :وما كنا معذبي حت نبعث رسول ) وإذا كان ل يعذب العاقل لكونه ل
تبلغه الدعوة فلن ل يعذب غي العاقل من باب أول .ولا رواه أحد عن خنساء بنت
معاوية بن صري عن عمتها قالت :قلت يا رسول ال ،من ف النة ؟ قال " :النب ف
النة ،والشهيد ف النة ،والولود ف النة " قال الافظ :إسناده حسن .سؤال القب
اتفق أهل السنة والماعة على أن كل إنسان يسأل بعد موته ،قب أم ل يقب ،فلو أكلته
463
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
السباع أو احرق حت صار رمادا ونسف ف الواء أو غرق ف البحر لسئل عن أعماله ،
وجوزي بالي خيا وبالشر شرا ،وأن النعيم أو العذاب على النفس والبدن معا .قال ابن
القيم :مذهب سلف المة وائمتها ان اليت إذا مات ،يكون ف نعيم أو عذاب ،وأن
ذلك يصل لروحه وبدنه ،وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن ،منعمة أو معذبة ،وأنا
تتصل بالبدن أحيانا ويصل له معها النعيم أو العذاب ،ث إذا كان يوم القيامة الكبى
أعيدت الرواح إل الجساد ،وقاموا من قبورهم لرب العالي .ومعاد البدان متفق عليه
بي السلمي واليهود والنصارى ( .هامش ) ( ) 1ابن النب عليه السلم ( / ) .صفحة
/ 572وقال الروزي :قال أبو عبد ال يعن المام أحد : -عذاب القب حق ل ينكره
إل ضال مضل .وقال حنبل :قلت لب عبد ال ف عذاب القب .فقال :هذه أحاديث
صحاح نؤمن با ونقر با ،وكل ما جاء عن النب صلى ال عليه وسلم بإسناد جيد أقررنا
به ،فإنا إذا ل نقر با جاء به رسول ال صلى ال عليه وسلم .ودفعناه ورددناه ،رددنا
على ال أمره قال ال تعال ( :وما آتاكم الرسول فخذوه ) .قلت له :وعذاب القب
حق ؟ قال :حق .يعذبون ف القبور .قال :وسعت أبا عبد ال يقول :نؤمن بعذاب
القب ،وبنكر ونكي ،وأن العبد يسأل ف قبه :ف ( يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت
ف الياة الدنيا وف الخرة ) ف القب .وقال أحد بن القاسم :قلت :يا أبا عبد ال ،تقر
بنكر ونكي ،وما يروى ف عذاب القب ؟ فقال :سبحان ال . . .نعم نقر بذلك ونقوله
.قلت هذه اللفظة تقول :منكر ونكي هكذا .أو تقول :ملكي ؟ قال منكر ونكي .
قلت :يقولون :ليس ف حديث منكر ونكي .قال :هو هكذا يعن أنما منكر ونكي .
قال الافظ ف الفتح :وذهب أحد بن حزم وابن هبية إل أن السؤال يقع على الروح
فقط ،من غي عود إل السد .وخالفهم المهور فقالوا :تعاد الروح إل السد أو
بعضه كما ثبت ف الديث ،ولو كان على الروح فقط ل يكن للبدن بذلك اختصاص ،
ول ينع من ذلك كون اليت قد تتفرق أجزاؤه .لن ال قادر أن يعيد الياة إل جزء من
السد ويقع عليه السؤال .كما هو قادر على أن يمع أجزاءه .والامل للقائلي بأن
السؤال يقع على الروح فقط ،أن اليت قد يشاهد ف قبه حال السألة ل أثر فيه ،من
إقعاد ولغيه ولضيق ف قبه ولسعة ،وكذلك غي القبور كالصلوب .وجوابم أن
464
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 572
ذلك غي متنع ف القدرة :بل له نظي ف العادة .وهو النائم .فإنه يد لذة ،وألا ل
يدركه جليسه ،بل اليقظان قد يدرك ألا ولذة لا يسمعه أو يفكر فيه ،ول يدرك ذلك
جليسه وإنا أتى الغلط من قياس الغائب على الشاهد ،وأحوال ما بعد الوت على ما قبله
.والظاهر أن ال تعال صرف أبصار العباد وأساعهم /صفحة / 573عن مشاهدة ذلك
وستره عنهم ،إبقاء عليهم لئل يتدافنوا ،وليست للجوارح الدنيوية قدرة على إدراك
أمور اللكوت إل من شاء ال .وقد ثبتت الحاديث با ذهب إليه المهور ،كقوله " :
إنه ليسمع خفق نعالم " وقوله " :تتلف أضلعه لضمة القب ،وقوله " :يسمع صوته
إذا ضربه بالطراق " وقوله " :يضرب بي أذنيه " وقوله " :فيقعدانه " وكل ذلك من
صفات الجساد ونن نذكر بعض ما ورد ف ذلك من الحاديث الصحيحة - 1 :روى
مسلم عن زيد بن ثابت قال :بينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حائط ( ) 1لبن
النجار على بغلته ونن معه إذ حادت ( ) 2به فكادت تلقيه فإذا قب ستة ،أو خسة ،أو
أربعة ،فقال " :من يعرف أصحاب هذه القبور ؟ " فقال رجل :أنا .قال " :فمت
مات هؤلء " ؟ قال :ماتوا ف الشراط .فقال " :ان هذه المة تبتلى ف قبورها .فلول
أن ل تدافنوا لدعوت ال أن يسمعكم من عذاب القب الذي أسع منه " ث أقبل علينا
بوجهه .فقال " :تعوذوا بال من عذاب النار " .قالوا :نعوذ بال من عذاب النار ،قال
" :تعوذوا بال من عذاب القب " .قالوا :نعوذ بال من عذاب القب ،قال " :تعوذوا
بال من الفت ما ظهر منها وما بطن " .قالوا :نعوذ بال من الفت ما ظهر منها وما بطن
.قال " :تعوذوا بال من فتنة الدجال " .قالوا :نعوذ بال من فتنة الدجال - 2 .
وروى البخاري ومسلم عن قتادة عن أنس :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :إن
العبد إذا وضع ف قبه وتول عنه أصحابه ،وإنه ليسمع قرع نعالم ،أتاد ملكان فيقعدانه
،فيقولن له :ما كنت تقول ف هذا الرجل ؟ -لحمد -فأما الؤمن فيقول :أشهد أنه
عبد ال ورسوله .قال :فيقولن :أنظر إل مقعدك من النار قد أبدلك ال به مقعدا من
النة ،فياها جيعا .وأما الكافر ،والنافق ،فيقال له ما كنت تقول ف هذا الرجل ؟
465
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فيقول :ل أدري ،كنت أقول ما يقول الناس .فيقولن .لدريت ولتليت ( ، ) 3
ويضرب بطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة فيسمعها فيسمعها من يليه ،غي الثقلي
( " .هامش ) ( " ) 1الائط " :البستان " ) 2 ( .حادت " :مالت ) 3 ( .لدريت
ولتليت :دعاء عليه :أي ل كنت داريا ول تاليا ،أو إخبار باله فانه ل يكن قد علم
بنفسه ول سأل غيه من العلماء ( / ) .صفحة - 3 / 574وروى البخاري ومسلم
وأصحاب السنن عن الباء بن عازب أن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم قال " :
السلم إذا سئل ف قبه فشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ،فذلك قول ال :
( يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت ف الياة الدنيا وف الخرة ) وف لفظ :نزلت ف
عذاب القب .يقال له :من ربك ؟ فيقول :ال رب ،وممد نبيي ،فذلك قول ال :
( يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت ف الياة الدنيا وف الخرة ) " - 4 .وف مسند
المام أحد وصحيح أب حات أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :إن اليت إذا وضع ف
قبه إنه يسمع خفق نعالم حي يولون عنه .فإن كان مؤمنا كانت الصلة عند رأسه ،
والصيام عن يينه ،والزكاة عن شاله ،وكان فعل اليات من الصدقة ،والصلة ،
والعروف والحسان ،عند رجليه ،فيؤتى من قبل رأسه ،فتقول الصلة :ما قبلي
مدخل ث يؤتى من يينه ،فيقول الصيام :ما قبلي مدخل ،ث يؤتى من يسارد ،فتقول
الزكاة :ما قبلي مدخل .ث يؤتى من قبل رجليه ،فيقول فعل اليات من الصدقة
والصلة والعروف والحسان :ما قبلي مدخل فيقال له :اجلس فيجلس ،قد مثلت له
الشمس وقد أخذت للغروب ،فيقال له :هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه ؟
وماذا تشهد به عليه ؟ فيقول :دعون حت أصلي ،فيقولن :إنك ستصلي ،أخبنا عما
نسألك عنه ؟ أرأيتك ( ) 1هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه ؟ وما تشهد به عليه
؟ فيقول :ممد .أشهد أنه رسول ال جاء بالق من عند ال ،فيقال له :على ذلك
حييت ،وعلى ذلك مت ،وعلى ذلك تبعث إن شاء ال ،ث يفتح له باب إل النة .
فيقال له :هذا مقعدك وما أعد ال لك فيها .فيزداد غبطة وسرورا .ث يفسح له ف قبه
سبعون ذراعا وينور له فيه ،ويعاد السد لا بدئ منه ،وتعل نسمته ( ) 2ف النسيم
الطيب ،وهي طي معلق ف شجر النة ،قال :فذلك قول ال تعال ( :يثبت ال الذين
466
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
آمنوا
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 574
بالقول الثابت ف الياة الدنيا وف الخرة ) .وذكر ف الكافر ضد ذلك إل أن ( هامش )
( ) 1أرأيتك :أخبنا ) 2 ( .نسمته :روحه ( / ) .صفحة / 575قال " :ث يضيق
عليه ف قبه إل أن تتلف فيه أضلعه ،فتلك العيشة الضنك الت قال ال تعال ( :فإن
له معيشة ضنكا ونشره يوم القيامة أعمى ) " - 5 .وف صحيح البخاري عن سرة بن
جندب قال :كان النب صلى ال عليه وسلم إذا صلى صلة أقبل علينا بوجهه فقال " :
من رأى منكم الليلة رؤيا ؟ " قال :فإن رأى أحد رؤيا قصها ،فيقول " :ما شاء ال "
فسألنا يوما ،فقال " :هل رأى أحد منكم رؤيا ؟ " قلنا :ل .قال " :لكن رأيت الليلة
رجلي أتيان فأخذا بيدي ،وأخرجان إل الرض القدسة ،فإذا رجل جالس .ورجل
قائم بيده كلوب من حديد ،يدخله ف شدقه حت يبلغ قفاه ،ث يفعل بشدقه الخر مثل
ذلك ويلتئم شدقه هذا فيعود فيصنع مثله ،قلت :ما هذا ؟ قال :انطلق ،فانطلقنا حت
أتينا على رجل مضطجع على قفاه ورجل قائم على رأسه بصخرة أو فهر ( ) 1فيشدخ
با رأسه .فإذا ضربه تدهده ( ) 2الجر فانطلق إليه ليأخذه فل يرجع إل هذا حت يلتئم
رأسه ،وعاد رأسه كما هو ،فعاد إليه فضربه .قلت :ماهذا ؟ قال :انطلق .فانطلقنا
إل نقب مثل التنور ،أعله ضيق ،وأسفله واسع ،يوقد تته نار .فإذا فيه رجال ونساء
عراة فيأتيهم اللهب من تتهم فإذا اقترب ارتفعوا حت كادوا يرجوا فإذا خدت رجعوا .
فقلت :ماهذا ؟ قال :انطلق .فانطلقنا حت أتينا على نر من دم ،فيه رجل قائم وعلى
وسط النهر رجل بي يديه حجارة ،فأقبل الرجل الذي ف النهر ،فإذا أراد أن يرج رمى
الرجل بجر ف فيه فرده حيث كان ،فجعل كلما جاء ليخرج رمى ف فيه بجر ،فرجع
كما كان .فقلت :ما هذا ؟ قال :انطلق .فانطلقنا وأدخلن دارا ل أر قط أحسن منها
.فيها شيوخ وشبان ،ث صعدان ،فأدخلن دارا هي أحسن وأفضل ،قلت :طوفتمان
الليلة فأخبان عما رأيت ؟ قال :نعم ،الذي رأيته يشق شدقه كذاب يدث بالكذبة .
فتحمل عنه حت تبلغ الفاق فيصنع به إل يوم القيامة ،والذي رأيته يشدخ رأسه ،فرجل
467
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
علمه ال القرآن فنام عنه بالليل ،ول يعمل به بالنهار ،يفعل به إل يوم القيامة .وأما
الذي رأيته ف النقب فهم الزناة ،والذي رأيته ف النهر فآكل الربا ( ،هامش ) ( ) 1
الفهر :حجر مل ء الكف " ) 2 ( .تدهده " تدحرج ( / ) .صفحة / 576وأما
الشيخ الذي ف أصل الشجرة فإبراهيم ،وأما الصبيان حوله فأولد الناس ،والذي يوقد
النار ،فمالك خازن النار ،والدار الول دار عامة الؤمني ،وأما هذه الدار فدار الشهداء
،وأنا جبيل وهذا ميكائيل ،فارفع رأسك ،فرفعت رأسي فإذا قصر مثل السحابة ،قال
:ذلك منلك ،قلت دعان أدخل منل ،قال :إنه بقي لك عمر ل تستكمله ،فلو
استكملته أتيت منلك " قال ابن القيم :وهذا نص ف عذاب البزخ ،فإن رؤيا النبياء
وحي مطابق لا ف نفس المر - 6 .وروى الطحاوي عن ابن مسعود أن النب صلى ال
عليه وسلم قال " :أمر بعبد من عباد ال أن يضرب ف قبه مائة جلدة ،فلم يزل يسأل
ال ويدعوه حت صارت واحدة ،فامتل قبه عليه نارا فلما ارتفع عنه أفاق ،قال :علم
جلدتون ؟ قالوا إنك صليت صلة بغي طهور ،ومررت على مظلوم فلم تنصره " - 7 .
وعن أنس :أن النب صلى ال عليه وسلم سع صوتا من قب ،فقال " :مت مات هذا ؟ "
فقالوا :مات ف الاهلية فسر بذلك وقال " :لول أن لتدافنوا لدعوت ال أن يسمعكم
عذاب القب " رواه النسائي ومسلم - 8 .وعن ابن عمر رضي عنهما عن النب صلى ال
عليه وسلم قال " :هذا الذي ترك له العرش ( ) 1وفتحت له أبواب السماء ،وشهده
سبعون ألفا من اللئكة ،لقد ضم ضمة ( ، ) 2ث فرج عنه " رواه البخاري ومسلم
والنسائي .مستقر الرواح عقد ابن القيم فصل ذكر فيه أقوال العلماء ف مستقر الرواح
ث ذكر القول الراجح فقال :قيل :الرواح متفاوتة ف مستقرها ف البزخ أعظم التفاوت
.فمنها :أرواح ف أعلى عليي ف الل العلى ،وهي أرواح النبياء ( هامش ) ( ) 1
هو سعد بن معاذ ( ) 2ضمه القب ( / ) .صفحة / 577صلوات ال وسلمه عليهم ،
وهم متفاوتون ف منازلم ،كما رآهم النب صلى ال عليه وسلم ليلة السراء .ومنها :
أرواح ف حواصل طي خضر تسرح ف النة حيث شاءت ( . ) 1وهي أرواح بعض
الشهداء لجيعهم ،بل من الشهداء من تبس روحه عن دخول النة لدين عليه أو غيه
كما ف السند عن ممد بن عبد ال بن جحش أن رجل جاء إل النب صلى ال عليه
468
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وسلم فقال :يارسول ال ،مال إن قتلت ف سبيل ال ؟ قال " :النة " فلما ول ،قال
" :إل الدين ،سارن به جبيل آنفا " .ومنهم من يكون مبوسا على باب النة ،كما
ف الديث الخر " :رأيت
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 577
صاحبكم مبوسا على باب النة " .ومنهم من يكون مبوسا ف قبه كحديث صاحب
الشملة الت غلها ( ) 2ث استشهد ،فقال الناس :هنيئا له النة ،فقال النب صلى ال
عليه وسلم " والذي نفسي بيده إن الشملة الت غلها لتشتعل عليه نارا ف قبه " .ومنهم
من يكون مقره باب النة كما ف حديث ابن عباس " الشهداء على بارق نر بباب النة
ف قبة خضراء يرج عليهم رزقهم من النة بكرة وعشيا " رواه أحد وهذا بلف جعفر
بن أب طالب ،حيث أبدله ال من يديه جناحي يطي بما ،ف النة حيث شاء .ومنهم
من يكون مبوسا ف الرض ،ل تعل روحه إل الل العلى ،فإنا كانت روحا سفلية
أرضية ،فإن النفس الرضية ل تامع النفس السماوية ،كما ل تامعها ف الدنيا ،
والنفس الت ل تكتسب ف الدنيا معرفة ربا ومبته وذكره والنس به والتقرب إليه ،بل
هي أرضية سفلية ،ول تكون بعد الفارقة لبدنا إل هناك ،كما أن النفس العلوية الت
كانت ف الدنيا عاكفة على مبة ال وذكره ،والتقرب إليه ،والنس به ،تكون بعد
الفارقة مع الرواح العلوية الناسبة لا ،فالرء مع من أحب ف البزخ ويوم القيامة ،وال
تعال يزوج النفوس بعضها ببعض ف البزخ ويوم العاد ويعل روحه " يعن الؤمن
" ( هامش ) ( ) 1هذا نص الديث " ) 2 ( .غلها " أي سرقها من الغنيمة قبل
القسمة ( / ) .صفحة / 578مع القسم الطيب " يعن الرواح الطيبة الشاكلة لروحه "
فالروح بعد الفارقة تلحق بأشكالا وإخوانا وأصحاب عملها فتكون معهم هناك .ومنها
أرواح تكون ف تنور الزناة والزوان ،وأرواح ف نر الدم ،تسبح فيه ،وتلقم الجارة ،
فليس للرواح -سعيدها وشقيها -مستقر واحد ،بل روح ف أعلى عليي ،وروح
أرضية سفلية ل تصعد عن الرض .وأنت إذا تأملت السنن والثار ف هذا الباب ،وكان
لك با فضل اعتناء عرفت حجة ذلك .ول تظن أن بي الثار الصحيحة ف هذا الباب
469
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
تعارضا ،فإنا كلها حق يصدق بعضها بعضا ،لكن الشأن ف فهمها ومعرفة النفس
وأحكامها وأن لا شأنا غي شأن البدن ،وأنا مع كونا ف النة فهي ف السماء وتتصل
بفناء القب وبالبدن فيه ،وهي أسرع شئ حركة وانتقال وصعودا وهبوطا ،وأنا تنقسم
إل مرسلة ومبوسة وعلوية وسفلية ،ولا بعد الفارقة صحة ومرض ،ولذة ونعيم وأل
أعظم ما كان لا حال اتصالا بالبدن بكثي ،فهنالك البس والل والعذاب والرض
والسرة ،وهنالك اللذة والراحة والنعيم والنطلق ،وما أشبه حالا ف هذا البدن بال
البدن ف بطن أمه ! وحالتها بعد الفارقة باله بعد خروجه من البطن إل هذه الدار ،
فلهذه النفس أربع دور ،كل دار أعظم من الت قبلها .الدار الول :ف بطن الم ،
وذلك الصر والضيق والغم والظلمات الثلث .والدار الثانية :هي الدار الت نشأت فيها
وألفتها واكتسبت فيها الي والشر وأسباب السعادة والشقاوة .والدار الثالثة :دار
البزخ ،وهي أوسع من هذه الدار وأعظم ،بل نسبتها إليها كنسبة هذه الدار إل الول
.والدار الرابعة :دار القرار وهي النة والنار فل دار بعدها .وال ينقلها ف هذه الدور
طبقا بعد طبق حت يبلغها الدار الت ل يصلح لا غيها ول يليق با سواها وهي الت
خلقت لا وهيئت للعمل الوصل لا إليها / .صفحة / 579ولا ف كل دار من هذه
الدور حكم وشأن غي شأن الدار الخرى ،فتبارك ال فاطرها ومنشئها وميتها ومييها
ومسعدها ومشقيها ،الذي فاوت بينها ف درجات سعادتا وشقاوتا كما فاوت بينها ف
مراتب علومها وأعمالا وقواها وأخلقها ،فمن عرفها كما ينبغي ،شهد أن ل إله إل ال
وحده ل شريك له ،له اللك كله ،وله المد كله ،وبيده الي كله ،وإليه يرجع المر
كله ،وله القوة كلها ،والقدرة كلها والعز كله ،والكمة كلها ،والكمال الطلق من
جيع الوجوه ،وعرف بعرفة نفسه صدق أنبيائه ورسله ،وأن الذي جاءوا به هو الق
الذي تشهد به العقول وتقر به الفطر وما خالفه فهو الباطل . . .وبال التوفيق .الذكر
الذكر :هو ما يري على اللسان والقلب ،من تسبيح ال تعال وتنيهه وحده والثناء
عليه ووصفه بصفات الكمال ونعوت اللل والمال - 1 .وقد أمر ال بالكثار منه
فقال ( :يأيها الذين آمنوا اذكروا ال ذكرا كثيا ،وسبحوه بكرة وأصيل ) - 2 .
وأخب أنه يذكر من يذكره فقال ( :فاذكرون أذكركم ) وقال ف الديث القدسي الذي
470
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رواه البخاري ومسلم " :أنا عند ظن عبدي ب ( ) 1وأنا معه حي يذكرن ،فإن
ذكرن ف نفسه ذكرته ف نفسي وإن ذكرن ف مل ذكرته ف مل خي منه ،وإن اقترب
إل شبا تقربت إليه ذراعا ،وإن اقترب إل ذراعا اقتربت إليه باعا وإن أتان يشي أتيته
هرولة - 3 ) 2 ( " .وأنه سبحانه اختص أهل الذكر بالتفرد والسبق فقال رسول ال
صلى
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 579
ال عليه وسلم " :سبق الفردون " .قالوا :وما الفردون يا رسول ال قال " :الذاكرون
ال كثيا والذاكرات " رواه مسلم - 4 .وأنم هم الحياء على القيقة ،فعن أب موسى
،أن النب صلى ال ( هامش ) ( ) 1أي إن ظن أن ال يقبل دعاءه وهو يدعوه قبله ،
ومن استغفره وظن أن ال يغفر له وهكذا ) 2 ( .أي أنه كلما زاد إقبال العبد على ربه
كان ال له بكل خي أسرع / ) . ( .صفحة / 580عليه وسلم قال " :مثل الذي
يذكر ربه والذي ل يذكر مثل الي واليت " رواه البخاري - 5 .والذكر رأس العمال
الصالة ،من وفق له فقد أعطي منشور الولية ،ولذا كان رسول ال صلى ال عليه
وسلم يذكر ال على كل أحيانه .ويوصي الرجل الذي قال له :إن شرائع السلم قد
كثرت علي .فأخبن بشئ أتشبث ( ) 1به ؟ فيقول له " :ل يزال فوك رطبا من ذكر
ال " ويقول لصحابه " أل انبئكم بي أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها ف
درجاتكم وخي لكم من إنفاق الذهب والورق ( ) 2وخي لكم من أن تلقوا عدوكم
فتضربوا أعناقهم ،ويضربوا أعناقكم ؟ " قالوا :بلى يا رسول ال قال " :ذكر ال " .
رواه الترمذي وأحد والاكم وقال :صحيح السناد - 6 .وأنه سبيل النجاة ،فعن
معاذرضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ما عمل آدمي قط أنى له من
عذاب ال ،من ذكر ال عز وجل " .رواه أحد - 7 .وعند أحد ،أنه صلى ال عليه
وسلم قال " :إن ما تذكرون من جلل ال عزوجل من التهليل والتكبي والتحميد
يتعاطفن حول العرش ،لن دوي كدوي النحل يذكرن بصاحبهن ،أفل يب أحدكم أن
يكون له ما يذكر به ؟ " .حد الذكر الكثي أمر ال جل ذكره ،بأن يذكر ذكرا كثيا ،
471
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ووصف أول اللباب الذين ينتفعون بالنظر ف آياته بأنم ( :الذين يذكرون ال قياما
وقعودا وعلى جنوبم ) ( .والذاكرين ال كثيا والذاكرات أعد ال لم مغفرة وأجرا
عظيما ) .وقال ماهد :ل يكون من الذاكرين ال كثيا والذاكرات حت يذكر ال قائما
وقاعدا ومضطجعا .وسئل ابن الصلح عن القدر الذي يصي به من الذاكرين ال كثيا (
هامش ) ( ) 1أتشبث :أي أتسك به ) 2 ( .الورق :الفضة ( / ) .صفحة / 581
والذاكرات فقال :إذا واظب على الذكار الأثورة الثبتة صباحا ومساء ف الوقات
والحوال الختلفة ليل ونارا كان من الذاكرين ال كثيا والذاكرات .وقال علي بن أب
طلحة عن ابن عباس رضي ال عنهما ف هذه اليات ،قال :إن ال تعال ل يفرض على
عباده فريضة إل جعل لا حدا معلوما وعذر أهلها ف حال العذر ،غي الذكر ،فإن ال ل
يعل له حدا ينتهي إليه .ول يعذر أحدا ف تركه إل مغلوبا على تركه فقال ( :اذكروا
ال قياما وقعودا وعلى جنوبكم ) بالليل والنهار ،ف الب والبحر ،وف السفر والضر
والغن والفقر ،والسقم والصحة ،والسرو العلنية ،وعلى كل حال .شول الذكر كل
الطاعات قال سعيد بن جبي :كل عامل ل بطاعة ل فهو ذاكر ل ،وأراد بعض السلف
أن يصص هذا العام ،فقصر الذكر على بعض أنواعه ،منهم عطاء حيث يقول :مالس
الذكر هي مالس اللل والرام ،كيف تشتري وتبيع ،وتصلي وتصوم ،وتنكح وتطلق
وتج وأشباه ذلك .وقال القرطب :ملس ذكر يعن ملس علم و تذكي ،وهي الجالس
الت يذكر فيها كلم ال وسنة رسوله ،وأخبار السلف الصالي ،وكلم الئمة الزهاد
التقدمي البأة عن التصنع والبدع والنهة عن القاصد الردية والطمع .أدب الذكر
القصود من الذكر تزكية النفس وتطهي القلوب ،وإيقاظ الضمائر .وإل هذا تشي الية
الكرية ( :وأقم الصلة إن الصلة تنهى عن الفحشاء والنكر ،ولذكر ال أكب ) أي أن
ذكر ال ف النهي عن الفحشاء والنكر أكب من الصلة ،وذلك أن الذاكر حي ينفتح
لربه جنانه ويلهج بذكره لسانه يده ال بنوره فيزداد إيانا إل إيانه ،ويقينا إل يقينه ،
فيسكن قلبه للحق ويطمئن به " الذين آمنوا وتطمئن قلوبم بذكر ال ،أل بذكر ال
تطمئن القلوب " .وإذا اطمأن القلب للحق اته نو الثل العلى ،وأخذ سبيله إليه ،
دون أن /صفحة / 582تلفته عنه نوازع الوى ،ولدوافع الشهوة ،ومن ث عظم أمر
472
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الذكر ،وجل خطره ف حياة النسان ،ومن غي العقول أن تتحقق هذه النتائج بجرد
لفظ يلفظه اللسان ،فإن حركة اللسان قليلة الدوى ما ل تكن مواطئة للقلب ،وموافقة
له ،وقد أرشد ال إل الدب الذي ينبغي أن يكون عليه الرء أثناء الذكر .فقال :
( واذكر ربك ف نفسك تضرعا وخيفة ودون الهر من القول بالغد والصال ،ول تكن
من الغافلي ) .والية تشي إل أنه يستحب أن يكون الذكر سرا ،ل ترتفع به
الصوات ،وقد سع رسول ال صلى ال عليه وسلم جاعة من الناس رفعوا أصواتم
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 582
بالدعاء ف بعض السفار ،فقال " :يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم ،فإنكم ل تدعون
أصم ول غائبا ،إن الذي تدعونه سيع قريب ،أقرب إل أحدكم من عنق راحلته " .
كما تشي إل حالة الرغبة والرهبة الت يسن بالنسان أن يتصف با عند الذكر .ومن
الدب أن يكون الذاكر نظيف الثوب طاهر البدن طيب الرائحة ،فإن ذلك ما يزيد
النفس نشاطا ،ويستقبل القبلة ما أمكن ،فإن خي الجالس ما استقبل به القبلة .
استحباب الجتماع ف مالس الذكر يستحب اللوس ف حلق الذكر .وقد جاء ف ذلك
ما يأت - 1 :عن ابن عمر رضي ال عنهما ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :
إذا مررت برياض النة فارتعوا " قالوا :وما رياض النة يا رسول ال ؟ قال " :حلق
الذكر ،فإن ل تعال سيارات من اللئكة يطلبون حلق الذكر .فإذا أتوا عليهم حفوا بم
" - 2 .وروى مسلم عن معاوية أنه قال :خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم على
حلقة من أصحابه فقال " :ما أجلسكم ؟ " قالوا جلسنا نذكر ال تعال ونمده على ما
هدانا للسلم ومن به علينا .قال " :ال .ما أجلسكم إل ذاك ،أما إن ل استحلفكم
تمة لكم ،ولكنه أتان فأخبن أن ال تعال يباهي بكم اللئكة " / .صفحة 3 / 583
-وروى أيضا عن أب سعيد الدري وأب هريرة رضي ال عنهما أنما شهدا على رسول
ال صلى ال عليه وسلم أنه قال " :ل يقعد قوم يذكرون ال تعال إل حفتهم اللئكة
وغشيتهم الرحة ،ونزلت عليهم السكينة ،وذكرهم ال فيمن عنده " .فضل من قال :
ل اله ال ال ملصا - 1عن أب هريرة ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ما قال
473
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عبد ل إله إل ال قط ملصا إل فتحت له أبواب السماء حت يفضي إل العرش ( ) 1ما
اجتنبت الكبائر " .رواه الترمذي ،وقال :حديث حسن غريب - 2 .وعنه أنه صلى
ال عليه وسلم قال " :جددوا إيانكم " .قيل :يا رسول ال ،وكيف ندد إياننا ؟ قال
" :أكثروا من قول :ل إله إل ال " .رواه أحد بإسناد حسن - 3 .وعن جابر :أن
النب صلى ال عليه وسلم قال " :أفضل الذكر ل إله إل ال ،وأفضل الدعاء :المد ل
" .رواه النسائي وابن ماجة والاكم .وقال :صحيح السناد .فضل التسبيح والتحميد
والتهليل والتكبي وغي ذلك - 1عن أب هريرة رضي ال عنه ،أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال " :كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان ف اليزان حبيبتان إل الرحن ،
سبحان ال وبمده ،سبحان ال العظيم " .رواه الشيخان والترمذي - 2 .عن أب
هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال " :لن أقول سبحان ال ،والمد
ل ،ول إله إل ال ،وال أكب ،أحب إل ما طلعت عليه الشمس " .رواه مسلم
والترمذي - 3 .عن أب ذررضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " أل
أخبك بأحب الكلم إل ال ؟ " قلت :أخبن يا رسول ال .قال " :إن ( هامش ) (
) 1يفضي إل العرش :أي يصل هذا القول إليه ،وهذا كقول ال تعال " :إليه يصعد
الكلم الطيب " / ) . ( .صفحة / 584أحب الكلم إل ال :سبحان ال وبمده " .
رواه مسلم والترمذي .ولفظه " أحب الكلم إل ال عزوجل ما اصطفى ال للئكته :
سبحان رب وبمده ،سبحان رب وبمده " - 4 .عن جابر رضي ال عنه عن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :من قال سبحان ال العظيم وبمده غرست له نلة ف النة "
.رواه الترمذي وحسنه - 5 .وعن أب سعيد ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :
استكثروا من الباقيات الصالات " .قيل :وما هن يا رسول ال ؟ قال " :التكبي ،
والتهليل ،والتسبيح ،والمد ل ،ولحول ولقوة إل بال " .رواه النسائي والاكم
وقال :صحيح السناد - 6 .عن عبد ال رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم
قال " :لقيت إبراهيم ليلة أسري ب فقال " :يا ممد أقرئ أمتك من السلم ،وأخبهم
أن النة طيبة التربة ،عذبة الاء ،وأنا قيعان ( ، ) 1وأن غراسها سبحان ال ،والمد
ل ،ول إله إل ال ،وال أكب " .رواه الترمذي والطبان ،وزاد " ول حول ولقوة إل
474
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بال " - 7 .وعند مسلم ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :أحب الكلم إل ال
أربع -ل يضرك بأيهن بدأت : -سبحان ال ،والمد ل ،ول إله إل ال ،وال أكب "
- 8 .وعن ابن مسعود رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من قرأ
باليتي من آخر سورة البقرة ف ليلة كفتاه " .رواه البخاري ومسلم .أي " أجزأتاه عن
قيام تلك الليلة " .وقيل :كفتاه ما يكون من الفات تلك الليلة .وقال ابن خزية ف
صحيحه " باب ذكر أقل ما يزئ من القراءة ف قيام الليل " .ث ذكره ( .هامش ) ( 1
) قيعان :جع قاع أي مستوية منبسطة واسعة ) . ( .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 584
/صفحة - 9 / 585وعن أب سعيد رضي ال عنه قال :قال النب صلى ال عليه وسلم
" أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن ف ليلة " ؟ فشق ذلك عليهم وقالوا :أينا يطيق ذلك
يا رسول ال ؟ فقال صلى ال عليه وسلم " :ال الواحد ( ) 1الصمد ثلث القرآن " .
رواه البخاري ومسلم والنسائي - 10 .وعن أب هريرة ،أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال " :من قال :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللك وله المد وهو على
كل شئ قدير ،ف يوم مائة مرة ،كانت له عدل عشر رقاب ،وكتبت له مائة حسنة ،
وميت عنه مائة سيئة ،وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حت يسي ،ول يأت
أحد بافضل ما جاء به ،إل أحد عمل أكثر من ذلك " .رواه البخاري ومسلم والترمذي
والنسائي ،وابن ماجه .وزاد مسلم والترمذي والنسائي " :ومن قال سبحان ال وبمده
،ف يوم مائة مرة ،حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر " .فضل الستغفار عن
أنس رضي ال عنه ،قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :يا ابن آدم ،
إنك ما دعوتن ورجوتن إل غفرت لك -على ماكان منك -ول أبال ،يا ابن آدم لو
بلغت ذنوبك عنان ( ) 2السماء ث استغفرتن غفرت لك ول أبال ،يا ابن آدم إنك لو
أتيتن بقراب ( ) 3الرض خطايا ث لقيتن ل تشرك ب شيئا لتيتك بقرابا مغفرة " .
رواه الترمذي وقال :حديث حسن غريب .وعن عبد ال بن عباس رضي ال عنهما قال
" :من لزم الستغفار جعل ال له من كل هم فرجا ،ومن كل ضيق مرجا ،ورزقه من
475
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
حيث ل يتسب " .رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والاكم ،وقال :صحيح
السناد ( .هامش ) ( ) 1يقصد سورة الخلص ) 2 ( .العنان :السحاب ( ) 3
القراب :ما يقارب ملها / ) . ( .صفحة / 586الذكر الضاعف وجوامعه - 1عن
جويرة رضي ال عنها :أن النب صلى ال عليه وسلم خرج من عندها ،ث رجع بعد أن
أضحى وهي جالسة ،فقال " :ما زلت على الال الت فارقتك عليها ؟ " قالت :نعم .
قال النب صلى ال عليه وسلم " :لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلث مرات ،لووزنت با
قلت منذ اليوم لوزنتهن :سبحان ال وبمده ،عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه
ومداد كلماته " .رواه مسلم وأبو داود - 2 .ودخل رسول ال صلى ال عليه وسلم
على امرأة وبي يديها نوى أو حصى ،تسبح ال به فقال " :أخبك با هو أيسر عليك
من هذا ،أو أفضل " فقال " :سبحان ال عدد ما خلق ف السماء ،وسبحان ال عدد ما
خلق ف الرض ،وسبحان ال عدد ما خلق بي ذلك ،وسبحان ال عدد ما هو خالق ،
وال أكب مثل ذلك ،والمد ل مثل ذلك ،ول إله إل ال مثل ذلك ول حول ول قوة
إل بال مثل ذلك " .رواه أصحاب السنن والاكم وقال :صحيح على شرط مسلم 3 .
-وعن ابن عمر رضي ال عنهما :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حدثهم " أن عبدا
من عباد ال قال :يا رب لك المد كما ينبغي للل وجهك ،ولعظيم سلطانك
فعضلت ( ) 1باللكي ،فلم يدريا كيف يكتبانا " ،فصعدا إل السماء فقال :يا ربنا
إن عبدك قد قال مقالة ل ندري كيف نكبتها ؟ قال ال -وهو أعلم با قال عبده -ماذا
قال عبدي ؟ قال :يا رب ،إنه قد قال :يا رب لك المد كما ينبغي للل وجهك
ولعظيم سلطانك .فقال ال لما :اكتباها كما قال عبدي حت يلقان فأجزيه با " .
رواه أحد وابن ماجه .عد الذكر بالصابع وأنه أفضل من السبحة - 1عن بسية رضي
ال عنها ،قالت :قال رسول ال صلى ال عليه ( هامش ) ( ) 1فعضلت :اشتدت
وعظمت / ) . ( .صفحة / 587وسلم " :عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ،ول
تغفلن فتنسي الرحة ،واعقدن بالنامل فإنن مسئولت ،ومستنطقات ( . " ) 1رواه
أصحاب السنن والاكم بسند صحيح - 2 .وقال عبد ال بن عمر رضي ال عنهما :
رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه .رواه أصحاب السنن .
476
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الترهيب من أن يلس النسان ملسا ل يذكر ال فيه ول يصلي عن نبيه صلى ال عليه
وسلم عن أب هريرة :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :ما قعد قوم مقعدا ل
يذكروا ال فيه ول يصلوا على النب صلى ال عليه وسلم إل كان عليهم حسرة يوم
القيامة .رواه الترمذي وقال :حسن ،ورواه أحد بلفظ " :ما جلس قوم ملسا ل
يذكروا ال فيه إل كان عليهم ترة ( ) 2وما من رجل يشي طريقا فلم يذكر ال تعال
إل كان عليه ترة ،وما من رجل آوى إل فراشه فلم يذكر ال عزوجل إل كان عليه ترة
" .وف رواية " إل كان عليهم حسرة ،وإن دخلوا النة للثواب " .وف فتح العلم :
الديث دليل على وجوب الذكر والصلة على النب صلى ال عليه وسلم ف الجلس ،
لسيما مع تفسي الترة بالنار أو العذاب ،فقد فسرت بما ،فإن التعذيب ل يكون إل
لترك واجب أو فعل مظور ،وظاهره
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 587
أن الواجب هو الذكر والصلة عليه صلى ال عليه وسلم معا " .ذكر كفارة الجلس 1
-عن أب هريرة قال ،فال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :من جلس ملسا فكثر فيه
لغطه ( ) 3فقال قبل أن يقوم من ملسه :سبحانك ( هامش ) ( ) 1ف هذا دليل على
أن التسبيح على الصابع أفضل من السبحة وإن كان يوز العد عليها ) 2 ( .الترة :
معناها السرة أو النقص ،أو التبعة ) 3 ( .لغط :من باب نقع .واللغط :كلم فيه
جلبة واختلط / ) . ( .صفحة / 588اللهم وبمدك ،أشهد أن ل إله إل أنت ،
أستغفرك وأتوب اليك ،إل كفر ( ) 1ال له ما كان ف ملسه ذلك " .ما يقوله من
اغتاب أخاه السلم روي عن النب صلى ال عليه وسلم ،أنه قال " :إن كفارة الغيبة أن
تستغفر لن اغتبته ،تقول اللهم اغفر لنا وله " .والذهب الختار أن الستغفار لن اغتيب
وذكر مامده يكفر الغيبة ول يتاج أل إعلمه أو استسماحه .الدعاء ( ) 1المر به :
أمر ال الناس أن يدعوه ويضرعوا إليه ،ووعدهم أن يستجيب لم ويقق لم سؤلم 1 .
-فقد روى أحد وأصحاب السنن عن النعمان بن بشي أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال " :إن الدعاء هو العبادة ،ث قرأ ( :ادعون أستجب لكم ،إن الذين
477
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يستكبون عن عبادت سيدخلون جهنم داخرين ) - 2 .وروى عبد الرازق عن السن :
أن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم سألوه :أين ربنا ؟ فأنزل ال " :وإذا سألك
عبادي عن فإن قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " - 3 .وروى الترمذي وابن ماجه
عن أب هريرة :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ليس شئ أكرم على ال من الدعاء
" - 4 .وروى الترمذي عنه :أنه صلوات ال عليه وسلمه قال " :من سره أن
يستجيب ال تعال له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء ف الرخاء " - 5 .وروى أبو
يعلى عن أنس بن النب صلى ال عليه وسلم فيما يرويه ( هامش ) ( ) 1كفر :أي ستر
/ ) . ( .صفحة / 589عن ربه عزوجل ،قال " :أربع خصال :واحدة منهن ل ،
وواحدة لك ،وواحدة فيما بين وبينك ،وواحدة فيما بينك وبي عبادي .فأما الت ل ،
ل تشرك ب شيئا ،وأما الت لك ،فما عملت من خي جزيتك عليه ،وأما الت بين
وبينك ،فمنك الدعاء وعلي الجابة .وأما الت بينك وبي عبادي ،فارض لم ما ترضى
لنفسك " - 6 .وثبت عنه صلى ال عليه وسلم قوله " :من ل يسأل ال يغضب عليه "
- 7 .عن عائشة رضي ال عنها قالت :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ل يغن
حذر من قدر ،والدعاء ينفع ما نزل وما ل ينل ،وإن البلء لينل فيلقاه الدعاء
فيعتلجان ( ) 1إل يوم القيامة " .رواه البزار والطبان والاكم وقال :صحيح السناد
- 8 .وعن سلمان الفارسي رضي ال عنه ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :
ليرد القضاء إل الدعاء .ول يزيد ف العمر إل الب " .رواه الترمذي وقال :حديث
حسن غريب - 9 .وروى أبو عوانة وابن حبان :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال " :إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة ،فإنه ل يتعاظم عن ال شئ " ) 3 ( .آدابه
للدعاء آداب ينبغي مراعاتا ،نذكرها فيما يلي - 1 :تري اللل :أخرج الافظ بن
مردويه عن ابن عباس ،وقال :تليت هذه الية عند النب صلى ال عليه وسلم ( :يا أيها
الناس كلوا ما ف الرض حلل طيبا ) ،فقام سعد بن أب وقاص فقال :يارسول ال :
ادع ال أن يعلن مستجاب الدعوة ،فقال " :يا سعد ،أطب مطعمك تكن مستجاب
الدعوة ،والذي نفس ممد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الرام ف جوفه ما يتقبل منه
أربعي يوما ،وأيا عبد نبت لمه من السحت والربا فالنار أول به " ( .هامش ) ( ) 1
478
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يعتلجان :يتصارعان ويتدافعان / ) . ( .صفحة / 590وف مسند المام أحدو صحيح
مسلم عن أب هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :يا أيها الناس ،إن ال
طيب ل يقبل إل طيبا ،وإن ال أمر الؤمني با أمر به الرسلي .فقال ( :يا أيها الرسل
كلوا من الطيبات واعملوا صالا .إن با تعملون عليم ) .وقال ( :يا أيها الذين آمنوا
كلوا من طيبات ما رزقناكم ) .ث ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغب ،ومطعمه
حرام ،وملبسه حرام ،وغذي بالرام ،يد يديه إل السماء :يا رب ،يا رب ،فأن
يستجاب لذلك - 2 " .استقبال القبلة إن أمكن :فقد خرج النب يستسقي ،فدا
واستسقى واستقبل القبلة - 3 .ملحظة الوقات الفاضلة والالت الشريفة :كيوم
عرفة ،وشهر رمضان ،ويوم المعة ،والثلث الخي من الليل ،ووقت السحر ،وأثناء
السجود ،ونزول الغيث ،وبي الذان والقامة ،والتقاء اليوش ،وعند الوجل ،ورقة
القلب ( .ا ) فعن أب أمامة قال :قيل :يارسول ،أي الدعاء أسع ؟ قال " جوف الليل
الخر ،ودبر الصلوات الكتوبات " .رواه الترمذي بسند
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 590
صحيح ( .ب ) وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :أقرب ما يكون
العبد من ربه وهو ساجد ،فأكثروا الدعاء فقمن أن يستجاب لكم " .رواه مسلم .وقد
جاء ف ذلك أحاديث كثية منثورة ف ثنايا الكتب - 4 .رفع اليدين حذو النكبي :لا
رواه أبو داود عن ابن عباس قال :السألة أن ترفع يديك حذو منكبيك ،أو نوها ،
والستغفار أن تشي بإصبع واحدة ،والبتهال أن تد يديك جيعا .وروي عن مالك بن
يسار أنه صلى ال عليه وسلم قال " :إذا سألتم ال فاسألوه ببطون أكفكم ،ول تسألوه
بظهورها " .وروي عن سلمان ،أنه صلى ال عليه وسلم قال " :إن ربكم تبارك /
صفحة / 591وتعال حيي كري ،يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردها صفرا "
- 5 .أن يبدأ بمد ال تعال وتجيده والثناء عليه ،ويصلي على النب ،لا رواه أبو
داودو النسائي والترمذي وصححه عن فضالة بن عبيد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
سع رجل يدعو ف صلته ل يجد ال تعال ،ول يصل على النب ،فقال " :عجل هذا "
479
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ث دعاه ،فقال له -أو لغيه " -إذا صلى ( ) 1أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه جل وعز ،
والثناء عليه ،ث يصلي على النب صلى ال عليه وسلم ،ث يدعو بعد با يشاء " - 6 .
حضور القلب وإظهار الفاقة والضراعة إل ال جل شأنه وخفض الصوت بي الخافته
والهر :قال ال تعال ( :ول تهر بصلتك ( ) 2ول تافت با وابتغ بي ذلك
سبيل ) .وقال ( :ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه ل يب العتدين ) .قال ابن جرير :
تضرعا :تذلل واستكانة لطاعته ،وخفية :أي بشوع قلوبكم وصحة اليقي بوحدانيته
وربوبيته فيما بينكم وبينه ،ل جهار مراءاة .وف الصحيحي عن أب موسى الشعري ،
قال :رفع الناس أصواتم بالدعاء ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :أيها الناس
اربعوا على أنفسكم فإنكم ل تدعون أصم ول غائبا ،إنا تدعون سيعا بصيا ،إن الذي
تدعون أقرب إل أحدكم من عنق راحلته ،يا عبد ال بن قيس أل أعلمك كلمة من
كنوز النة ؟ لحول ولقوة إل بال " .وروى أحد عن عبد ال بن عمر أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال " القلوب أوعية ،وبعضها أوعى من بعض ،فإذا سألتم ال -
أيها الناس -فاسألوه وأنتم موقنون بالجابة ،فإنه ل يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب
غافل " - 7 .الدعاء بغي إث أو قطيعة رحم :لا رواه أحد عن أب سعيد أن النب صلى
ال عليه وسلم قال " :ما من مسلم يدعو ال عزوجل بدعوة ليس ( هامش ) ( ) 1
صلى :أي دعا ) 2 ( .صلتك :أي بدعائك / ) . ( .صفحة / 592فيها إث ول
قطيعة رحم إل أعطاه ال با إحدى ثلث خصال :إما أن يعجل له دعوته ،وإما أن
يدخرها له ف الخرة ،وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها " .قالوا :إذا نكثر ؟ قال :
" ال اكب " - 8 .عدم استبطاء الجابة :لا رواه مالك عن أب هريرة أن النب صلى ال
عليه وسلم قال " :يستجاب لحدكم ما ل يعجل يقول :دعوت فلم يستجب ل " 9 .
-الدعاء مع الزم بالجابة :لا رواه أبو داود عن أب هريرة ،أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال " :ل يقولن أحدكم :اللهم اغفر ل إن شئت ،اللهم ارحن إن شئت ،
ليعزم السألة فإنه ل مكره له " - 10 .اختيار جوامع الكلم :مثل ( :ربنا آتنا ف الدنيا
حسنة ،وف الخرة حسنة ،وقنا عذاب النار " ،فقد كان النب صلى ال عليه وسلم
يستحب الوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك .وف سنن ابن ماجة :أن رجل أتى
480
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
النب صلى ال عليه وسلم فقال :يا رسول ال أي الدعاء أفضل ؟ قال " :سل ربك العفو
والعافية ف الدنيا والخرة " ث أتاه ف اليوم الثان ،والثالث ،فسأله هذا السؤال ،وأجيب
بذلك الواب .ث قال صلى ال عليه وسلم " :فإذا أعطيت العفو والعافية ف الدنيا
والخرة فقد أفلحت " .وفيه :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :ما من دعوة
يدعو با العبد أفضل من " :اللهم إن أسألك العافاة ف الدنيا الخرة " - 11 .تنب
الدعاء على نفسه وأهله وماله :فعن جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :ل
تدعو ا على أنفسكم ،ول تدعوا على أولدكم ،ول تدعوا على خدمكم ،ول تدعوا
على أموالكم .ل توافقوا من ال تبارك وتعال ساعة نيل عطاء فيستجاب لكم " - 12 .
تكرار الدعاء ثلثا :فعن عبد ال بن مسعود أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان
يعجبه أن يدعو ثلثا ويستغفر ثلثا .رواه أبو داود - 13 .إذا دعا لغيه أن يبدأ بنفسه
:قال ال تعال ( :ربنا اغفر لنا /صفحة / 593ولخواننا الذين سبقونا باليان ) .
وعن أب بن كعب قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ
بنفسه .رواه الترمذي بإسناد صحيح - 14 .مسح الوجه باليدين عقب الدعاء وحد
ال وتجيده والصلة
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 593
والسلم على رسوله صلى ال عليه وسلم .وقد روي مسح الوجه باليدين من عدة طرق
كلها ضعيفة ،وأشار الافظ إل أن مموعها تبلغ به درجة السن .دعاء الوالد والصائم
والسافر والظلوم روى أحد وأبو داود والترمذي بسند حسن ،أن النب صلى ال عليه
وسلم قال " :ثلث دعوات مستجابات ل شك فيهن :دعوة الوالد ،ودعوة السافر ،
ودعوة الظلوم " .وروى الترمذي بسند حسن ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :
ثلثة ل ترد دعوتم :الصائم حي يفطر ،والمام العادل ،ودعوة الظلوم يرفعها ال فوق
الغمام ويفتح لا أبواب السماء ،ويقول الرب :وعزت لنصرنك ولو بعد حي " .دعاء
الخ لخيه بظهر الغيب - 1روى مسلم وأبو داود عن صفوان بن عبد ال رضي ال
عنه قال :قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء ف منله فلم أجده ،ووجدت أم الدرداء ،
481
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فقالت :أتريد الج العام ؟ قلت :نعم .قالت :فادع ال لنا بي ،فإن النب صلى ال
عليه وسلم كان يقول " :دعوة السلم لخيه بظهر الغيب مستجابة ،عند رأسه ملك
موكل ،كلما دعا لخيه بي ،قال اللك الوكل به :آمي ولك بثل ( . " ) 1قال
فخرجت إل السوق فلقيت أبا الدرداء ،فقال ل مثل ذلك ( هامش ) ( ) 1بثل :أي
أدعو لك بثل ذلك / ) . ( .صفحة / 594عن النب صلى ال عليه وسلم - 2 .ولب
داود والترمذي :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب
لغائب - 3 " .ورويا عن عمر قال :استأذنت النب صلى ال عليه وسلم ف العمرة فأذن
ل ،وقال " :ل تنسنا يا أخي من دعائك " .فقال عمر :كلمة ما يسرن أن ل با
الدنيا .بعض ما ورد فيما ينبغي أن يستفتح به الدعاء رجاء أن يقبل - 1عن بريدة ،أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم سع رجل يقول :اللهم إن أسألك بأن أشهد أنك أنت
ال لإله إل أنت الحد الصمد ( ) 1الذي ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا ( ) 2أحد
،فقال " :لقد سألت ال بالسم العظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب " .
رواه أبو داود والترمذي وحسنه .قال النذري :قال شيخنا أبو السن القدسي :إسناده
ل مطعن فيه ،ول يرد ف هذا الباب حديث أجود إسنادا منه - 2 .وعن معاذ بن جبل
:أن النب صلى ال عليه وسلم سع رجل ،وهو يقول :يا ذا اللل ( ) 3والكرام ،
فقال " :قد استجيب لك فسل " .رواه الترمذي وقال :حسن - 3 .وعن أنس قال :
مر رسول ال صلى ال عليه وسلم بأب عياش زيد بن الصامت الزرقي ،وهو يصلي
ويقول " :اللهم إن أسألك بأن لك المد ،ل إله إل أنت ،يا حنان يا منان ،يا بديع
السموات والرض ،يا ذا اللل والكرام ،يا حي يا قيوم ،فقال رسوال ال صلى ال
عليه وسلم " :لقد سألت ال باسه العظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى "
.رواه أحد وغيه ،وقال الاكم :صحيح على شرط مسلم - 4 .وعن معاوية قال :
سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ( :هامش ) ( ) 1الصمد :الذي يقصد ف
الوائج ) 2 ( .كفوا :شبيها ) 3 ( .الامع لصفات العظمة / ) . ( .صفحة / 595
" من دعا بؤلء الكلمات المس ،ل يسأل ال شيئا إل أعطاه :ل إله ال ال وال
أكب ،ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللك وله المد وهو على كل شئ قدير ،ل
482
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
إله إل ال ول حول ول قوة إل بال " .رواه الطبان بإسناد حسن .أذكار الصباح
والساء أذكار الصباح يبتدئ وقتها من الفجر إل طلوع الشمس ،وأذكار الساء ما بي
العصر والغروب - 1 .روى مسلم عن أب هريرة ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :
من قال حي يصبح ،وحي يسي :سبحان ال وبمده مائة مرة ،ل يأت أحد يوم
القيامة بأفضل ما جاء به إل أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه " - 2 .وروى أيضا عن
ابن مسعود قال :كان نب ال صلى ال عليه وسلم إذا أمسى قال " :أمسينا وأمسى
اللك ل ،والمد ل ،ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللك وله المد وهو على
كل شئ قدير ،رب أسألك خي ما ف هذه الليلة وخي ما بعدها وأعوذ بك من شر ما ف
هذه الليلة وشر ما بعدها ،رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكب ،رب أعوذ بك من
عذاب ف النار وعذاب ف القب " وإذا أصبح قال ذلك أيضا " :أصبحنا وأصبح اللك ل
" - 3 .وروى أبو داود عن عبد ال بن حبيب قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم " :قل " .قلت :يارسول ال ما أقول ؟ قال " :قل هو ال أحد ،والعوذتي
حي تسي وحي تصبح ثلث مرات تكفيك من كل شئ " .قال الترمذي حديث حسن
صحيح - 4 .وروى أيضا عن أب هريرة ،أن النب صلى ال عليه وسلم كان يعلم
أصحابه ،يقول " :إذا أصبح أحدكم فليقل :اللهم بك أصبحنا وبك
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 595
أمسينا ،وبك نيا وبك نوت ،وإليك النشور .وإذا أمسى فليقل :اللهم بك أمسينا
وربك أصبحنا ،وبك نيا وبك نوت وإليك الصي " .قال الترمذي حديث حسن
صحيح / .صفحة - 5 / 596وف صحيح البخاري عن شداد بن أوس عن النب صلى
ال عليه وسلم قال " :سيد الستغفار :اللهم أنت رب ل إله إل أنت ،خلقتن وأنا
عبدك ،وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ،أعوذ بك من شر ما صنعت ،أبوء لك (
) 1بنعمتك علي ،وأبوء بذنب فاغفر ل .فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت .من قالا حي
يسي فمات من ليلته دخل النة ،ومن قالا حي يصبح فمات من يومه دخل النة " 6 .
-وف الترمذي عن أب هريرة أن أبا بكر الصديق قال لرسول ال صلى ال عليه وسلم :
483
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
مرن بشئ أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت .قال " :قل :اللهم عال الغيب والشهادة
فاطر السموات والرض ،رب كل شئ ومليكه ،أشهد أن ل إله إل أنت ،أعوذ بك
من شر نفسي وشر الشيطان وشركه ،وأن نقترف سوءا على أنفسنا أو نره إل مسلم .
قله إذا أصبحت وإذا أمسيت ،وإذا أخذت مضجعك " .قال الترمذي :حديث حسن
صحيح - 7 .وف الترمذي أيضا عن عثمان بن عفان قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وسلم " :ما من عبد يقول ف صباح كل يوم ومساء كل ليلة :بسم ال الذي ل
يضر مع اسه شئ ف الرض ول ف السماء وهو السميع العليم ثلث مرات فيضره شئ "
.قال الترمذي :حديث حسن صحيح - 8 .وفيه أيضا عن ثوبان وغيه أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال " :من قال حي يسي وإذا أصبح :رضيت بال ربا ،
وبالسلم دينا ،وبحمد صلى ال عليه وسلم نبيا ،كان حقا على ال أن يرضيه " .
وقال :حديث حسن صحيح - 9 .وف الترمذي أيضا عن أنس :أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم قال " :من قال حي يصبح أو يسي :اللهم ان أصبحت أشهدك وأشهد
حلة عرشك وملئكتك وجيع خلقك أنك أنت ال ل إله إل أنت وحدك ل شريك
لك ،وأن ممدا عبدك ورسولك ،أعتق ال ربعه من النار ،فمن ( هامش ) ( ) 1أبوء
:أي اعترف / ) . ( .صفحة / 597قالا مرتي أعتق ال نصفه من النار ،ومن قالا
ثلثا أعتق ال ثلثة أرباعه من النار ،ومن قالا أربعا أعتقه ال من النار " - 10 .وف
سنن أب داود عن عبد ال بن غنام ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :من قال
حي يصبح :اللهم ما أصبح ب من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك ل شريك لك
،لك المد ولك الشكر ،فقد أدى شكر يومه ،ومن قال مثل ذلك حي يسي ،فقد
أدى شكر ليلته " - 11 .وف السنن وصحيح الاكم عن عبد ال بن عمر قال :ل يكن
النب صلى ال عليه وسلم يدع هؤلء الكلمات حي يسي وحي يصبح " :اللهم إن
أسألك العافية ف الدنيا والخرة ،اللهم إن أسألك العفو والعافية ف دين ودنياي وأهلي
ومال ،اللهم استر عورات وآمن روعات ،اللهم احفظن من بي يدي ومن خلفي وعن
يين وعن شال ومن فوقي ،وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تت " .قال وكيع :يعن
السف - 12 .وعن عبد الرحن بن أب بكرة ،أنه قال لبيه :يا أبت إن أسعك تدعو
484
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
كل غداة " :اللهم عافن ف بدن ،اللهم عافن ف سعي ،اللهم عافن ف بصري .ل إله
إل أنت " تعيدها ثلثا حي تصبح ،وثلثا حي تسي فقال :إن سعت رسول ال صلى
ال عليه وسلم يدعو بن ،فأنا أحب أن أست بسنته .رواه أبو داود .وروى ابن السن
عن ابن عباس ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :من قال إذا أصبح :اللهم إن
أصبحت منك ف نعمة وعافية وستر ،فأت نعمتك علي وعافيتك وسترك ف الدنيا
والخرة ،ثلث مرات إذا أصبح وإذا أمسى ،كان حقا على ال أن يتم عليه " .وروى
عن أنس ،أنه صلى ال عليه وسلم قال " :أيعجز أحدكم أن يكون كأب ضمضم " ؟
قالوا :ومن أبو ضمضم يا رسول ال ؟ قال " :كان إذا أصبح قال :اللهم وهبت نفسي
وعرضي لك .فل يشتم من شتمه ول يظلم من ظلمه ول يضرب من ضربه " .وروي
عن أب الدرداء رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال / :صفحة " / 598من
قال ف كل يوم حي يصبح وحي يسي :حسب ال ل إله إل هو عليه توكلت ،وهو
رب العرش العظيم ،سبع مرات ،كفاه ال تعال ما أهه من أمر الدنيا والخرة " .
وروى عن طلق بن حبيب قال :جاء رجل إل أب الدرداء فقال :يا أبا الدرداء قد
احترق بيتك .فقال :ما احترق -ل يكن ال عزوجل ليفعل ذلك -بكلمات سعتهن
من رسول ال صلى ال عليه وسلم ،من قالا أول ناره ل تصبه مصيبة حت يسي ،ومن
قالا آخر النهار ل تصبه مصيبة حت يصبح " :اللهم أنت رب ،ل إله إل أنت ،عليك
توكلت وأنت رب العرش
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 598
العظيم ،ما شاء ال كان ،وما ل يشأ ل يكن ،ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم ،
أعلم أن ال على كل شئ قدير ،وأن ال قد أحاط بكل شئ علما ،اللهم إن أعوذ بك
من شر نفسي ،ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ،إن رب على صراط مستقيم " .
وف بعض الروايات أنه قال :انضوا بنا ،فقام ،وقاموا معه ،فانتهوا إل داره ،وقد
احترق ما حولا ،ول يصبها شئ .أذكار النوم - 1روى البخاري عن حذيفة وأب ذر
رضي ال عنهما ،قال :كان النب صلى ال عليه وسلم إذا أوى إل فراشه قال " :
485
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
باسك اللهم أحياء وأموت " وإذا استيقظ قال " :المدل الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه
النشور " .وكان من هديه أن يضع يده اليمن تت خده ويقول " :اللهم قن عذابك
يوم تبعث عبادك " ثلثا ،ويقول " :اللهم رب السموات ورب الرض ورب العرش
العظيم ،ربنا ورب كل شئ ،فالق الب والنوى ،منل التوراة والنيل والقرآن ،أعوذ
بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ،أنت الول فليس قبلك شئ ،وأنت الخر
فليس بعدك شئ ،وأنت الظاهر فليس فوقك شئ ،وأنت الباطن فليس دونك شئ ،
اقض عنا الدين وأغننا من الفقر " .وكان يقول " :المدل الذي أطعمنا وسقانا
وكفانا ،وآوانا ،فكم من /صفحة / 599ل كاف ول مؤوي " .وكان إذا أوى إل
فراشه كل ليلة جع كفيه ث نفث ( ) 1فيهما فقرأ فيهما " :قل هو ال أحد " و " قل
أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " ث مسح بما ما استطاع من جسده ،يبدأ
بما على رأسه ووجهه ،وما أقبل من جسده ،يفعل ذلك ثلث مرات .وأمر أن يقول
الضطجع :باسك رب وضعت جنب ،وبك أرفعه ،إن أمسكت نفسي فارحها ،وإن
أرسلتها فاحفظها با تفظ به عبادك الصالي .وقال لفاطمة " :سبحي ال ثلثا وثلثي
،واحديه ثلثا وثلثي ،وكبيه أربعا وثلثي .وأوصى بقراءة الدعاء التقدم ذكره " :
اللهم فاطر السموات والرض . . .أل " ،كما أوصى بقراءة آية الكرسي ،وأخب بأن
من يقرأها ل يزال عليه من ال حافظ .وقال للباء " :إذا أتيت مضجعك فتوضأ
وضوءك للصلة ث اضطجع على شقك الين ،وقل :اللهم أسلمت نفسي إليك
ووجهت وجهي إليك ،وفوضت أمري إليك ،وألأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك .
ل ملجأ ول منجا منك إل إليك ،آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت ث
قال :فإن مت ،مت على الفطرة ،واجعلهن آخر ما تقول " ( ) 2دعاء النتباه من
النوم أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم الستيقظ من نومه أن يقول " :المد ل الذي
رد علي روحي .وعافان ف جسدي ،وأذن ل بذكره " .وكان إذا استيقظ قال " :ل
إله إل أنت سبحانك ،اللهم أستغفرك لذنب ،وأسألك رحتك ،اللهم زدن علما ،ول
تزغ قلب بعد إذ هديتن ،وهب ل من لدنك رحة إنك أنت الوهاب ( .هامش ) ( ) 1
النفث :نفخ لطيف بل ريق ) 2 ( .ذكرنا الحاديث التقدمة بدون تريج اختصارا ،
486
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وكلها صحيحة / ) . ( .صفحة / 600وصح أنه قال " :من تعار ( ) 1من الليل
فقال :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللك ،وله المد وهو على كل شئ قدير ،
المد ل ،وسبحان ال ،ول إله إل ال ،وال أكب ،ول حول ول قوة إل بال ،ث قال
:اللهم اغفر ل ،أو دعا .استجيب له ،فإن توضأ وصلى قبلت صلته " .الذكر عند
الفزع والرق والوحشة عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده ،أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال " :إذا فزع أحدكم ف النوم فليقل :أعوذ بكلمات ال التامات من غضبه
وعقابه وشر عباده ،ومن هزات الشياطي ،وأن يضرون ،فإنا لن تضره " .قال :
وكان ابن عمر يعلمها من بلغ من ولده ،ومن ل يبلغ منهم كتبها ف صك وعلقها ف
عنقه .وإسناده حسن .عن خالد بن الوليد رضي ال عنه :أنه أصابه أرق فقال رسول
ال صلى ال عليه وسلم " :أل أعلمك كلمات إذا قلتهن نت ،قل :اللهم رب
السموات السبع وما أظلت ورب الرضي وما أقلت .ورب الشياطي وما أضلت ،كن
ل جارا من شر خلقك كلهم جيعا .أن يفرط علي أحد منهم أو أن يبغي علي عز
جارك ،وجل ثناؤك ،ول إله غيك " .أو " ل إله إل أنت " .رواه الطبان ف الكبي
والوسط ،وإسناده جيد .إل أن عبد الرحن ابن سابط ل يسمع من خالد ،ذكره
الافظ النذري .روى الطبان وابن السن عن الباء بن عازب :أن رجل اشتكى إل
رسول ال صلى ال عليه وسلم الوحشة فقال " :قل :سبحان ال اللك القدوس رب
اللئكة والروح ،جللت السموات والرض بالعزة والبوت " فقالا الرجل ،فأذهب
ال عنه الوحشة .ما يقوله ويفعله من رأى ف منامه ما يكره - 1عن جابر رضي ال عنه
عن رسول ال أنه قال " :إذا رأى أحدكم
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 600
( هامش ) ( " ) 1التعار " السهر والتقلب على الفراش ليل مع كلم .ا ه قاموس
والراد :من استيقظ بالليل ول يستطيع العود إل النوم / ) . ( .صفحة / 601الرؤيا
يكرهها فليبصق عن يساره ثلثا ،وليستعذ بال من الشيطان الرجيم ،وليتحول عن جنبه
الذي كان عليه " .رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه - 2 .وعن أب سعيد
487
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الدري أنه سع النب صلى ال عليه وسلم يقول " :إذا رأى أحدكم الرؤيا يبها فإنا هي
من ال ،فليحمد ال عليها ،وليحدث با رأى ،وإذا رأى غي ذلك ما يكره فإنا هي
من الشيطان ،فليستعذ بال من شرها ول يذكرها لحد فإنا ل تضره " .رواه الترمذي
وقال :حديث حسن صحيح .الذكر عند لبس الثوب - 1وروى ابن السن :أن النب
صلى ال عليه وسلم كان إذا لبس ثوبا ،أو قميصا ،أو رداء ،أو عمامة يقول " :اللهم
إن أسألك من خيه وخي ما هو له ،وأعوذ بك من شره وشر ما هو له - 2 " .روي
عن معاذ بن أنس ،أنه صلى ال عليه وسلم قال " :من لبس ثوبا جديدا فقال :المد ل
الذي كسان هذا ،ورزقنيه من غي حول من ول قوة ،غفر ال له ما تقدم من ذنبه "
وتستحب التسمية كذلك ،فإن كل شئ ل يبدأ فيه ببسم ال فهو ناقص .الذكر إذا لبس
ثوبا جديدا - 1عن أب سعيد الدري قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا
استجد ثوبا ساه باسه -عمامة أو قميصا أو رداء -ث يقول :اللهم لك المد أنت
كسوتنيه ،أسألك خيه وخي ما صنع له ،وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له " رواه
أبو داود والترمذي وحسنه - 2 .وروى الترمذي عن عمر قال :سعت رسول ال صلى
ال عليه وسلم يقول " :من لبس ثوبا جديدا فقال :المد ل الذي كسان ما أواري (
) 1به عورت ،وأتمل به ف حيات .ث عمد إل الثوب الذي أخلق فتصدق به ( هامش
) ( ) 1أواري :أي أستر / ) . ( .صفحة / 602كان ف حفظ ال وف كنف ال
عزوجل ،وف سبيل ال حيا وميتا " .ما يقول لصاحبه إذا رأى عليه ثوبا جديدا - 1 :
صح أنه صلى ال عليه وسلم قال لم خالد -بعد أن ألبسها خيصة " :أبلي وأخلفي "
وكانت الصحابة تقول :تبلي ويلف ال - 2 .ورأى على عمر رضي ال عنه ثوبا فقال
" :البس جديدا وعش حيدا ،ومت شهيدا سعيدا " رواه ابن ماجه وابن السن .الذكر
عند طرح الثوب روى ابن السن عن أنس قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :
ستر ما بي أعي الن وعورات بن آدم ،أن يقول الرجل السلم إذا أراد أن يطرح ثيابه :
بسم ال الذي ل إله إل هو " .أذكار الروج من النل - 1روى أبو داود عن أنس أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :من قال -يعن إذا خرج من بيته : -بسم ال
توكلت على ال ،ول حول ول قوة إل بال .يقال له كفيت ووقيت وهديت ،وتنحى
488
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عنه الشيطان فيقول لشيطان آخر :كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي - 2 " .وف
مسند أحد عن أنس " :بسم ال آمنت بال ،اعتصمت بال ،توكلت على ال ،ل
حول ول قوة إل بال " حديث حسن - 3 .وروى أهل السنن عن أم سلمة قالت :ما
خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم من بيت إل رفع طرفه إل السماء فقال " :اللهم إن
أعوذ بك أن أضل أو أضل ،أو أزل أو أزل ،أو أظلم أو أظلم ،أو أجهل ،أو يهل
علي " قال الترمذي :حديث حسن صحيح .أذكار دخول النل - 1ف صحيح مسلم
عن جابر قال :سعت رسول ال صلى ال /صفحة / 603عليه وسلم يقول " :إذا
دخل الرجل بيته فذكر ال تعال عند دخوله ،وعند طعامه قال الشيطان :ل مبيت لكم
ول عشاء .وإذا دخل فلم يذكر ال تعال عند دخوله ،قال الشيطان :أدركتم البيت ،
فإذا ل يذكر ال تعال عند طعامه قال :أدركتم البيت والعشاء - 2 " .وف سنن أب
داود عن أب مالك الشعري قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إذا ول الرجل
بيته فليقل اللهم إن أسألك خي الول ( ) 1وخي الخرج ،بسم ال ولنا وبسم ال
خرجنا ،وعلى ال ربنا توكلنا ،ث ليسلم على أهله - 3 .وف الترمذي عن أنس قال ،
قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم " :يا بن إذا دخلت على أهلك فسلم تكن بركة
عليك وعلى أهل بيتك " قال الترمذي :حديث حسن صحيح .الذكر عند رؤية ما
يعجبه من ماله ينبغي للمرء إذا رأى ما يعجبه من أهله أو ماله أو يقول " :ما شاء ال ل
قوة إل بال " فإنه ل يرى با سوءا .فإن رأى ما يسوءه فليقل :المد ل على كل حال
قال ال تعال " ولول إذ دخلت جنتك قلت ما شاء ال ل قوة إل بال " .وروى ابن
السن عن أنس قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ما أنعم ال على عبد نعمة
ف أهل ومال وولد فقال :ما شاء ال ل قوة إل بال
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 603
فيى فيها آفة دون الوت " .وعنه صلى ال عليه وسلم أنه كان إذا رأى ما يسره قال :
" المد ل الذي بنعمته تتم الصالات " وإذا رأى ما يسوءه قال " :المد ل على كل
حال " رواه ابن ماجه .وقال الاكم :هذا حديث صحيح السناد .الذكر عند النظر ف
489
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الرآة - 1روى ابن السن عن علي رضي ال عنه ،أن النب صلى ال عليه ( هامش ) (
) 1الول :كموعد الدخول / ) . ( .صفحة / 604وسلم كان إذا نظر ف الرآة قال
" :المد ل .اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي " .وروى عن أنس قال :كان
النب صلى ال عليه وسلم إذا نظر وجهه ف الرآة قال " :المد ل الذي سوى خلقي
فعدله ،وكرم صورة وجهي فحسنها ،وجعلن من السلمي " .ما يقال عند رؤية أهل
البلء روى الترمذي وحسنه عن أب هريرة ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من
رأى مبتلى فقال المد ل الذي عافان ما ابتلك به ،وفضلن على كثي من خلق تفضيل
،ل يصبه ذلك البلء " .قال النووي :قال العلماء :ينبغي أن يقول هذا الذكر سرا
بيث يسمع نفسه ،ول يسمعه البتلى ،لئل يتأل قلبه بذلك .إل أن تكون بليته
معصية ،فل بأس أن يسمعه ذلك إن ل يف من ذلك مفسدة .الذكر عند صياح الديكة
والنهيق والنباح روى البخاري ومسلم عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال
عليه وسلم قال " :إذا سعتم نيق المي فتعوذوا بال من الشيطان ،فإنا رأت شيطانا ،
وإذا سعتم صياح الديكة فسلوا ال من فضله ،فإنا رأت ملكا " .وعند أب داود " إذا
سعتم نباح الكلب ونيق المي بالليل فتعوذوا بال منهن ،فإنن يرين مال ترون " .
الذكر عند الريح إذا هاجت روى أبو داود باسناد حسن عن أب هريرة قال :سعت
رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :الريح من روح ( ) 1ال تعال تأت بالرحة
وتأت بالعذب ،فإذا رأيتموها فل تسبوها ،وسلوا ال خيها ،واستعيذوا بال من شرها
" ( .هامش ) ( ) 1روح :رحة / ) . ( .صفحة / 605وف صحيح مسلم عن
عائشة قالت :كان النب صلى ال عليه وسلم إذا عصفت الريح قال " :اللهم إن أسألك
خيها وخي ما فيها وخي ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به " .ما
يقول عند ساع الرعد روى الترمذي عن ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا
سع صوت الرعد والصواعق قال " :اللهم ل تقتلنا بغضبك ،ول تلكنا بعذابك ،وعافنا
قبل ذلك " وسنده ضعيف .الذكر عند رؤية اللل - 1روى الطبان عن عبد ال بن
عمر قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا رأى اللل قال " :ال أكب ،اللهم
أهله علينا بالمن واليان ،والسلمة والسلم ،والتوفيق لا تب وترضى ،ربنا وربك
490
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ال " - 2 .عند أب داود مرسل عن قتادة :أن نب ال صلى ال عليه وسلم كان إذا
رأى اللل قال " :هلل خي ورشد ،هلل خي ورشد ،آمنت بال الذي خلقك "
ثلث مرات ،ث يقول " :المد ل الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا " .اذكار
الكرب والزن - 1روى البخاري ومسلم عن ابن عباس ،أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم كان يقول عند الكرب " :ل إله إل ال العظيم الليم ،ل إله إل ال رب العرش
العظيم ،ل إله إل ال رب السموات ورب الرض ،ورب العرش الكري " - 2 .وف
الترمذي عن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا حزبه أمر ( ) 1قال " :يا حي
يا قيوم برحتك أستغيث " ( .هامش ) ( ) 1حزبه :نزل به أمر مهم / ) . ( .صفحة
- 3 / 606وفيه عن أب هريرة :أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا أهه المر رفع
رأسه إل السماء فقال " :سبحان ال العظيم " وإذا اجتهد ف الدعاء قال " :يا حي يا
قيوم " - 4 .وف سنن أب داود عن أب بكرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :
دعوات الكروب :اللهم رحتك أرجو ،فل تكلن إل نفسي طرفة عي ،وأصلح ل
شأن كله ،ل إله إل أنت " - 5 .وفيه أيضا عن أساء بنت عميس قالت :قال ل
رسول ال صلى ال عليه وسلم " أل أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو ف الكرب
:ال ال رب ل أشرك به شيئا " وف رواية :أنا تقال سبع مرات - 6 .وف الترمذي
عن سعد بن أب وقاص قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :دعوة ذي النون إذ
دعا وهو ف بطن الوت " ل إله إل أنت ،سبحانك إن كنت من الظالي " ل يدع با
رجل مسلم ف شئ قط إل استجيب له " .وف رواية له " :إن لعلم كلمة ل يقولا
مكروب إل فرج ال عنه ،كلمة أخي يونس عليه السلم - 7 " .وعند أحد وابن حبان
عن مسعود عن النب صلى ال عليه وسلم قال " ما أصاب عبدا هم ول حزن فقال :
اللهم إن عبدك ابن عبدك ابن امتك ،ناصيت بيدك ،ماض ف حكمك ،عدل ف قضاؤك
،أسألك بكل اسم هو لك
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 606
491
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
سيت به نفسك ،أو أنزلته ف كتابك ،أو علمته أحدا من خلقك ،أو استأثرت به ف
علم الغيب عندك ،أن تعل القرآن ربيع قلب ،ونور صدري ،وجلء حزن ،وذهاب
هي ،إل أذهب ال هه وحزنه ،وأبدله مكانه فرحا " .الذكر عند لقاء العدو وعند
الوف من الاكم روى أبو داود والنسائي عن أب موسى ،أن النب صلى ال عليه وسلم
كان إذا خاف قوما قال " :اللهم إنا نعلك ف نورهم ،ونعوذ بك من شرورهم " .
وروى ابن السن :ان النب صلى ال عليه وسلم كان ف غزوة فقال " :يا مالك يوم /
صفحة / 607
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 607
الدين إياك أعبد وإياك أستعي " قال أنس :فلقد رأيت الرجال تصرعها اللئكة من بي
يديها ومن خلفها .وروى أيضا عن ابن عمر رضي ال عنهما قال ،قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم " :إذا خفت سلطانا أو غيه فقل ل إله إل ال الكيم الكري سبحان ال
رب ،سبحان ال رب السموات السبع ورب العرش العظيم ،ل إله إل أنت عز جارك ،
وجل ثناؤك " .وروى البخاري عن ابن عباس قال " :حسبنا ال ونعم الوكيل " قالا
إبراهيم عليه السلم حي ألقي ف النار ،وقالا ممد صلى ال عليه وسلم حي قال له
الناس " :إن الناس قد جعوا لكم " .وعن عوف بن مالك :أن النب صلى ال عليه
وسلم قضى بي رجلي .فقال القضي عليه لا أدبر :حسبنا ال ونعم الوكيل .فقال النب
صلى ال عليه وسلم " :إن ال يلوم على العجز ،ولكن عليك بالكيس ( ) 1فإذا غلبك
أمر فقل :حسب ال ونعم الوكيل " .ما يقول إذا استصعب عليه أمر روى ابن السن عن
أنس ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :اللهم ل سهل إل ما جعلته سهل .
وانت تعل الزن ( ) 2سهل " .ما يقول إذا تعسرت معيشته روى ابن السن عن ابن
عمر عن النب صلى ال عليه وسلم " ما ينع أحدكم إذا عسر عليه أمر معيشته أن يقول
إذا خرج من بيته :بسم ال على نفسي ومال ودين ،اللهم رضن بقضائك ،وبارك ل
فيما قدر حت ل أحب تعجيل ما أخرت ،ول تأخي ما عجلت " ( .هامش ) ( ) 1
الكيس :العمل ) 2 ( .الزن :غليظ الرض وخشنها / ) . ( .صفحة / 608الذكر
عند الدين - 1روى الترمذي وحسنه عن علي رضي ال عنه ،أن مكاتبا جاءه .فقال :
492
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
إن عجزت عن كتابت فأعن .فقال :أل أعلمك كلمات علمنيهن رسول ال صلى ال
عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صب ( ) 1دينا إل أداه ال عنك ،قل " :اللهم
اكفن بللك عن حرامك ،وأغنن بفضلك عمن سواك " - 2 .وقال أبو سعيد :دخل
رسول ال صلى ال عليه وسلم السجد ذات يوم ،فإذا هو برجل من النصار ،يقال له
أبو أمامة ،فقال " :يا أبا أمامة مال أراك جالسا ف السجد ف غي وقت صلة ؟ " قال
:هوم لزمتن وديون يا رسول ال .قال " :أفل أعلمك كلما إذا قلته أذهب ال هك
وقضى عنك دينك ؟ " قلت :بلى يا رسول ال .قال " :قل إذا أصبحت وأذا أمسيت :
اللهم إن أعوذ بك من الم والزن ،واعوذ بك من العجز والكسل ،واعوذ بك من
الب والبخل ،واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " .قال ،ففعلت ذلك فأذهب
ال هي وقضى عن دين .ما يقول إذا نزل به ما يكره أو غلب على أمره روى ابن السن
عن أب هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ليسترجع احدكم ف كل
شئ حت ف شسع نعله فانا من الصائب " .يسترجع :يقول إذا نزل به ما يسوءه حت
ولو انقطع الشسع " :إنا ل وإنا إليه راجعون " .والشسع :أحد سيور النعل الت تشد
إل زمامها .وروى مسلم عن أب هريرة :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :الؤمن
القوي خي وأحب إل ال من الؤمن الضعيف ،وف كل خي ،احرص على ما ينفعك ،
واستعن بال ول تعجز ،وإذا أصابك شئ ،فل تقل :لو أن فعلت كذا كان كذا
وكذا ،ولكن قل :قدر ال ،وما شاء فعل ،فإن لو تفتح عمل الشيطان " ( .هامش )
( ) 1جبل صب :جبل لطي / ) . ( .صفحة / 609ما يقول له من نزل به الشك 1
-روى البخاري ومسلم عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال " يأت الشيطان
أحدكم فيقول :من خلق كذا ،من خلق كذا ،حت يقول :من خلق ربك ،فإذا بلغ
ذلك فليستعذ بال ولينته " - 2 .وف الصحيح :أنه صلى ال عليه وسلم قال " :ل
يزال الناس يتساءلون حت يقال :خلق ال اللق فمن خلق ال ؟ فمن وجد من ذلك شيئا
فليقل :آمنت بال ورسله .ما يقول عند الغضب روى البخاري ومسلم عن سليمان بن
صرد قال :كنت جالسا مع النب صلى ال عليه وسلم ،ورجلن يستبان :أحدها قد
احر وجهه وانتفخت أوداجه فقال النب صلى ال عليه وسلم " :إن لعلم كلمة لو قالا
493
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ذهب عنه ما يد ،لو قال :أعوذ بال من الشيطان الرجيم ،ذهب عنه " .من جوامع
أدعية الرسول صلى ال عليه وسلم - 1قالت عائشة :كان النب صلى ال عليه وسلم
يب الوامع من الدعاء ويدع ما بي ذلك .ونن نذكر من هذه الدعية مال غن للمرء
عنه . . .عن أنس رضي ال عنه قال ،كان أكثر دعاء النب صلى ال عليه وسلم " :
اللهم ،ربنا آتنا ف الدنيا حسنة وف الخرة حسنة وقنا عذا ب النار " - 2 .وروى
مسلم :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم عاد رجل من السلمي قد خفت ( ) 1فصار
مثل الفرخ ،فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم " :هل كنت تدعو بشئ أو تسأله
إياه ؟ " قال نعم .كنت أقول :اللهم ما كنت
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 609
معاقب به ف الخرة فعجله ل ف الدنيا .فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :
( هامش ) ( ) 1خفت :ضعف وهزل حت صار مثل ولد الطائر / ) . ( .صفحة
/ 610سبحان ال ،ل تطيقه أو ل تستطيعه ،أفل قلت :اللهم آتنا ف الدنيا حسنة وف
الخرة حسنة وقنا عذاب النار " - 3 .وروى أحد والنسائي ،أن سعدا سع ابنا له
يقول :اللهم إن أسألك النة وغرفها وكذا وكذا ،واعوذ بك من النار وأغللا
وسلسلها .فقال سعد لقد سألت ال خيا كثيا ،وتعوذت به من شر كثي .وإن
سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :سيكون قوم يعتدون ف الدعاء .بسبك
أن تقول :اللهم إن أسألك من الي كله ما علمت منه وما ل اعلم ،واعوذ بك من
الشر كله ما علمت منه وما ل أعلم " .ورويا عن ابن عباس قال :كان من دعاء النب
صلى ال عليه وسلم " :رب اعن ول تعن علي ،وانصرن ول تنصر علي ،وامكر ل
ول تكر علي ،واهدن ويسر الدى ل وانصري على من بغى علي ،رب اجعلن لك
شكارا ،لك ذكارا ،لك رهابا ( ) 1لك مطواعا ،لك ( ، ) 2مبتا أواها ( ) 3إليك
منيبا ،رب تقبل توبت ،واغسل حوبت ، ) 4 ( ،وأجب دعوت ،وثبت حجت ،وسدد
لسان واهد قلب ،واسلل سخيمة ( ) 5صدري " وروى مسلم عن زيد بن أرقم قال :
ل أقول لكم إل كما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ،كان يقول " :اللهم
494
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
إن أعوذ بك من العجز والكسل ،والب والبخل والرم ،وعذاب القب ،اللهم آت
نفسي تقواها ،زكها انت خي من زكاها ،إنك وليها ومولها ،اللهم إن أعوذ بك من
علم ل ينفع ،ومن قلب ل يشع ،ومن نفس ل تشبع ومن دعوة ل يستجاب لا " .
وف صحيح الاكم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :أتبون أيها الناس أن
تتهدوا ف الدعاء ؟ " قالوا :نعم يا رسول ال قال " :قولوا :اللهم اعنا على ذكرك
وشكرك وحسن عبادتك " ( .هامش ) ( ) 1رهابا :كثي الرهبة والوف ) 2 ( .
الخبات :الشوع ) 3 ( .التأوه :شدة الرقة " والنيب " :كثي الرجوع إل ال ( .
) 4الوبة :الث ) 5 ( .السخيمة :الغلل والقد / ) . ( .صفحة / 611وعند أحد
،قال النب صلى ال عليه وسلم " :ألظوا ( ) 1بيا ذا اللل والكرام " .وعنده أيضا :
كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :يا مقلب القلوب ثبت قلب على دينك "
واليزان بيد الرحن عزوجل ،يرفع أقواما ويضع آخرين .وعن ابن عمر رضى ال
عنهما ،كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :اللهم إن أعوذ بك من زوال
نعمتك ،وتول عافيتك ،وفجأة نقمتك وجيع سخطك " .وروى الترمذي ،أن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :اللهم انفعن با علمتن ،وعلمن ما ينفعن ،وزدن علما ،
والمد ل على كل حال ،واعوذ بال من حال أهل النار " .روى مسلم :ان فاطمة
جاءت إل النب صلى ال عليه وسلم تسأله خادما .فقال لا " :قول :اللهم رب
السموات السبع ورب العرش العظيم ،ربنا ورب كل شي ،منل التوراة والنيل
والقرآن ،فالق الب والنوى ،أعوذ بك من شر كل شئ أنت آخذ بناصيته ،أنت الول
فليس قبلك شئ وأنت الخر فليس بعدك شئ ،وأنت الظاهر فليس فوقك شئ ،وأنت
الباطن فليس دونك شئ اقض عن الدين وأغنن من الفقر " .وروى أيضا :أنه صلى ال
عليه وسلم كان يقول " :اللهم إن أسألك الدى والتقى والعفاف والغن " .روى
الترمذي ،وحسنه ،والاكم عن ابن عمر قال :قلما كان رسول ال صلى ال عليه
وسلم يقوم من ملس حت يدعو بؤلء الكلمات لصحابه " اللهم اقسم لنا من خشيتك
ما تول به بيننا وبي معصيتك ،ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ،ومن اليقي ما تون به
علينا مصائب الدنيا ،ومتعنا بأساعنا وأبصارنا ،وقوتنا ما أحييتنا ،واجعله الوارث منا ،
495
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
واجعل تأرنا على من ظلمنا ،وانصرنا على من عادانا ،ول تعل مصيبتنا ف ديننا ،ول
تعل الدنيا أكب هنا ،ول مبلغ علمنا ،ول تسلط علينا من ل يرحنا " ( .هامش ) ( 1
) ألظوا :أي الزموا هذه الدعوة وداوموا عليها / ) . ( .صفحة / 612الصلة والسلم
على رسول ال قال ال تعال " :إن ال وملئكته يصلون على النب ،يا أيها الذين آمنوا
صلوا عليه وسلموا تسليما " .معن الصلة على رسول ال صلى ال عليه وسلم قال
البخاري :قال أبو العالية " :صلة ال تعال ثناؤه عليه عند اللئكة ،وصلة اللئكة
الدعاء " .وقال أبو عيسى الترمذي ،وروى عن سفيان الثوري وغي واحد من أهل
العلم قالوا " :صلة الرب الرحة ،وصلة اللئكة الستغفار " .قال ابن كثي :
والقصود من هذه الية ،أن ال سبحانه وتعال أخب عباده بنلة عبده ونبيه عنده ف الل
العلى ،بأنه يثن عليه عند اللئكة القربي ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 612
وان اللئكة تصلي عليه ،ث أمر تعال أهل العال السفلي بالصلة والتسليم عليه ليجتمع
الثناء عليه من أهل العالي ،العلوي والسفلي جيعا .وقد جاء ف ذلك أحاديث كثية ،
ونذكر بعضها فيما يلى - 1 .روى مسلم عن عبد ال بن عمرو بن العاص رضى ال
عنهما أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :من صلى علي صلة صلى ال
عليه با عشرا " - 2 .وروى الترمذي عن ابن مسعود رضي ال عنه أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم قال " :أول الناس ب يوم القيامة أكثرهم علي صلة " قال الترمذي " :
حديث حسن " اي أحقهم بشفاعته واقربم ملسا منه - 2 .وروى أبو داود باسناد
صحيح عن أب هريرة ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :ل تعلوا قبي عيدا ،
وصلوا علي فان صلتكم تبلغن حيث كنتم " - 4 .وروى أبو داود والنسائي عن أوس
رضي ال عنه ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :إن أفضل أيامكم يوم المعة ،
فأكثروا علي من /صفحة / 613الصلة فيه ،فان صلتكم معروضة علي " .فقالوا
يارسول ال وكيف تعرض صلتنا عليك ،وقد أرمت :أي :بليت ؟ .قال " :إن ال
حرم على الرض أن تأكل أجساد النبياء " - 5 .وف سنن أب داود عن أب هريرة
496
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رضي ال عنه باسناد صحيح - :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :مامن أحد
يسلم علي إل رد ال علي روحي حت أرد عليه السلم " - 6 .روى المام أحد عن أب
طلحة النصاري قال " :أصبح رسول ال صلى ال عليه وسلم يوما طيب النفس يرى ف
وجهه البشر " قالوا :يا رسول ال أصبحت اليوم طيب النفس يرى ف وجهك البشر .
قال " :أجل :أتان آت من رب عزوجل فقال :من صلى عليك من أمتك صلة كتب
ال له با عشر حسنات ،وما عنه عشر سيئات ،ورفع له عشر درجات ،ورد عليه
مثلها " قال ابن كثي :وهذا إسناد جيد - 7 .عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :من سره أن يكال له بالكيال الوف -إذا صلى علينا أهل
البيت -فليقل :اللهم صل على ممد النب وأزواجه أمهات الؤمني وذريته وأهل بيته
كما صليت على آل إبراهيم إنك حيد ميد " .رواه أبو داود والنسائي - 8 .عن أب
بن كعب رضي ال عنه قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام
فقال " :يا ايها الناس اذكروا ال .اذكروا ال .جاءت الراجفة ( ) 1تتبعها الرادفة ( 2
) جاء الوت با فيه ،جاء الوت با فيه " قلت :يارسول ال إن أكثر الصلة عليك ،
فكم أجعل لك من صلت ؟ قال " :ما شئت " .قلت :الربع ؟ قال " :ما شئت ،فان
زدت فهو خي لك " قلت :النصف ؟ قال " :ما شئت ،فان زدت فهو خي لك " .
قلت :فالثلثي ؟ قال " :ما شئت ،فان زدت فهو خي لك " .قلت :أجعل لك صلت
كلها ( ) 3قال " :إذن تكفي هك ويغفر لك ذنبك " رواه الترمذي ( .هامش ) (
) 1الراجفة :النفخة الول ) 2 ( .الرادفة :النفخة الثانية ) 3 ( .أي :أجعل مالسي
كلها ف الصلة والسلم عليك / ) . ( .صفحة / 614هل تب الصلة والسلم عليه
كلما ذكر اسه ذهب إل وجوب الصلة على النب صلى ال عليه وسلم كلما ذكر طائفة
من العلماء ،منهم الطحاوي والليمي واستدلوا على ذلك با رواه الترمذي وحسنه عن
أب هريرة ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم
يصل علي ،ورغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ث انسلخ قبل ان يغفر له ،ورغم
أنف رجل ادرك عنده أبواه الكب فلم يدخله النة " .ولديث أب ذر :أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال " :إن أبل الناس من ذكرت عنده فلم يصل علي " .وذهب
497
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
آخرون إل وجوب الصلة عليه ف الجلس مرة واحدة ،ث ل تب ف بقية ذلك
الجلس ،بل تستحب .لديث أب هريرة ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :
ما جلس قوم ملسا ل يذكروا ال فيه ول يصلوا على نبيهم إل كان عليهم ترة ( ) 1يوم
القيامة ،فان شاء عذبم ،وان شاء غفر لم " رواه الترمذي وقال :حسن .استحباب
كتابة الصلة والسلم عليه كلما ذكر اسه استحب العلماء الصلة والسلم عليه -
صلوات ال وسلمه عليه -كلما كتب اسه ،إل أنه ل يرد ف ذلك حديث يصح
الحتجاج به .وذكر الطيب البغدادي قال :رأيت بط المام أحد بن حنبل رحه ال
كثيا ما يكتب اسم النب صلى ال عليه وسلم من غي ذكر الصلة عليه كتابة .قال :
وبلغن أنه كان يصلي عليه لفظا .المع بي الصلة والتسليم قال النووي :إذا صلى على
النب صلى ال عليه وسلم فليجمع بي الصلة والتسليم ،ول يقتصر على احدها فل يقل
:صلى ال عليه فقط ،ول عليه السلم فقط ( .هامش ) ( ) 1الترة :النقص / ) . ( .
صفحة / 615الصلة على النبياء تستحب الصلة على النبياء واللئكة استقلل .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 615
واما غي النبياء فانه يوز الصلة عليهم تبعا باتفاق العلماء وقد تقدم قوله صلى ال عليه
وسلم " :اللهم صل على ممد النب وازواجه أمهات الؤمني إل " .وتكره الصلة
عليهم استقلل ،فل يقال :عمر صلى عليه وسلم .صيغة الصلة والسلم عليه ( ) 1
وروى مسلم عن أب مسعود النصاري أن بشي بن سعد قال :أمرنا ال أن نصلي عليك
يارسول ال .كيف نصلي عليك ؟ قال :فسكت رسول ال صلى ال عليه وسلم حت
تنينا أنه ل يسأله ،ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :قولوا :اللهم صل على
ممد وعلى آل ممد كما صليت على آل إبراهيم ،وبارك على ممد وعلى آل ممد
كما باركت على آل إبراهيم ف العالي إنك حيد ميد .والسلم كما قد علمتم " .
وروى ابن ماجة عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه قال :إذا صليتم على رسول ال
صلى ال عليه وسلم فأحسنوا الصلة فانكم ل تدرون لعل ذلك يعرض عليه .قالوا له
فعلمنا قال :قولوا ،اللهم اجعل صلواتك ورحتك وبركاتك على سيد الرسلي ،وإمام
498
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
التقدمي ،وخات النبيي ممد عبدك ورسولك إمام الي ،وقائد الي ،ورسول الرحة .
اللهم ابعثه مقاما يغبطه به الولون .اللهم صل على ممد وعلى آل ممد كما صليت
على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حيد ميد ،اللهم بارك على ممد وعلى آل ممد كما
باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ،إنك حيد ميد .ما جاء ف السفر عن أب هريرة
رضي ال عنه ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :سافروا تصحوا ،واغزوا تستغنوا "
رواه أحد ،وصححه الناوي ( .هامش ) ( ) 1تقدم بعض الصيغ الواردة ف ذلك .
( / ) .صفحة / 616الروج لا يبه ال :عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم
قال " :ما من خارج يرج من بيته إل ببابه رايتان :راية بيد ملك ،وراية بيد شيطان ،
فإن خرج لا يب ال عزوجل اتبعه اللك برايته ،فلم يزل تت راية اللك ،حت يرجع
إل بيته ،وإن خرج لا يسخط ال ،اتبعه الشيطان برايته ،فلم يزل تت راية الشيطان ،
حت يرجع إل بيته " رواه أحد والطبان ،وسنده جيد .الستشارة والستخارة قبل
الروج :ينبغي للمسافر أن يستشي أهل الي والصلح ف سفره قبل خروجه .لقوله
تعال " وشاورهم ف المر " .وقوله تعال ف وصف الؤمني " :وأمرهم شورى بينهم "
.قال قتادة :ما شاور قوم يبتغون وجه ال إل هدوا إل أرشد أمرهم .وأن يستخي ال
تعال :فعند أحد ،عن سعد بن أب وقاص رضي ال عنه :أن النب صلى ال عليه وسلم
قال " :من سعادة ابن آدم استخارة ال ،ومن سعادة ابن آدم رضاه با قضى ال ،ومن
شقوة ابن آدم تركه استخارة ال ،ومن شقوة ابن آدم سخطه با قضى ال " .قال ابن
تيمية " :ما ندم من استخار اللق وشاور الخلوقي " .وصفة الستخارة :أن يصلي
ركعتي من غي الفريضة ،ولو كانتا من السنن الراتبة ،أو تية السجد ،ف أي وقت من
الليل أو النهار ،يقرأ فيهما با شاء بعد الفاتة ،ث يمد ال ويصلي على نبيه صلى ال
عليه وسلم ،ث يدعو بالدعاء الذي رواه البخاري ،من حديث جابر رضي ال عنه ،قال
:كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعلمنا الستخارة ف المور كلها ( ) 1كما
( هامش ) ( ) 1قال الشوكان :هذا دليل على العموم ،وأن الرء ل يتقر أمرا لصغره
وعدم الهتمام به فيترك الستخارة فيه ،فرب أمر يستخف بأمره فيكون ف القدام عليه
أو ف تركه ضرر عظيم ،ولذلك قال النب صلى ال عليه وسلم " .ليسأل أحدكم ربه ،
499
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
حت شسع نعله " / ) . ( .صفحة / 617يعلمنا السورة من القرآن يقول " :إذا هم
أحدكم بالمر ،فليكع ركعتي من غي الفريضة ث ليقل :اللهم إن استخيك ( ) 1
بعلمك ،وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم ،فإنك تقدر ول أقدر ،وتعلم
ول أعلم ،وأنت علم الغيوب ،اللهم إن كنت تعلم أن هذا المر ( ) 2خي ل ف دين
ومعاشي وعاقبة أمري ،أو قال :عاجل أمري وآجله ) 3 ( ،فاقدره ل ،ويسره ل ،ث
بارك ل فيه ،وإن كنت تعلم أن هذا المر شر ل ،ف دين ومعاشي وعاقبة أمري ،أو
قال -عاجل أمري وآجله -فاصرفه عن واصرفن عنه ،واقدر ل الي حيث كان ،ث
أرضن به " قال :ويسمي حاجته -أي يسمى حاجته عند قوله " :أللهم ان كان هذا
المر " .ول يصح ف القراءة فيها شئ مصوص ،كما ل يصح شئ ف استحباب
تكرارها .قال النووي :ينبغي أن يفعل بعد الستخارة ما ينشرح له ،فل ينبغي أن يعتمد
على انشراح كان فيه هوى قبل الستخارة ،بل ينبغي للمستخي ترك اختياره رأسا ،وإل
فل يكون مستخيا ل ،بل يكون غي صادق ف طلب الية ،وف التبي من العلم
والقدرة ،وإثباتما ل تعال ،فإذا صدق ف ذلك تبأ من الول والقوة ،ومن اختياره
لنفسه " .استحباب السفر يوم الميس :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 617
روى البخاري :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قلما كان يرج ،إذا أراد سفرا ،إل
يوم الميس .استحباب الصلة قبل الروج :عن الطعم بن القدام رضي ال عنه ،أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :ما خلف أحد عند أهله أفضل من ركعتي
يركعهما عندهم حي يريد سفرا " رواه الطبان وابن عساكر وسنده معضل ،أو مرسل
( .هامش ) ( ) 1أستخيك :أي أطلب منك الية أو الي ) 2 ( .يسمى حاجته هنا
) 3 ( .يمع بينهما / ) . ( .صفحة / 618استحباب اتاذ الصحاب والرفقاء 1 :
-روى أحد عن ابن عمر رضي ال عنهما :أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن
الوحدة :أن يبيت الرجل وحده ،أو يسافر وحده - 2 .وعن عمر بن شعيب عن أبيه
عن جده :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :الراكب شيطان ،والراكبان شيطانان ،
500
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والثلثة ركب " .استحباب توديع أهله وأقاربه وطلب الدعاء منهم ،ودعائه لم - 1 :
روى ابن السن ،وأحد ،عن أب هريرة ،أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال " :من
أراد أن يسافر فليقل لن يلف :أستودعكم ال الذي ل تضيع ودائعه " - 2 .وروى
أحد عن عمر رضي ال عنه ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :إن ال إذا استودع
شيئا حفظه " - 3 .ويروى عن أب هريرة :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :
إذا أراد أحدكم سفرا فليودع إخوانه ،فإن ال تعال جاعل ف دعائهم خيا " - 4 .
والسنة أن يدعو الهل والصحاب والودعون للمسافر بذا الدعاء الأثور .قال سال :
كان ابن عمر رضي ال عنهما يقول للرجل -إذا أراد سفرا -أدن من اودعك ،كما
كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يودعنا ،فيقول " :استودع ال دينك ،وأمانتك (
) 1وخواتيم عملك " .وف رواية :أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا ودع رجل ،
أخذ بيده ،فل يدعها حت يكون الرجل هو الذي يدع يد رسول ال صلى ال عليه
وسلم ،ويذكر الديث التقدم .قال الترمذي :حسن صحيح ( .هامش ) ( ) 1قال
الطاب :المانة -هنا -أهله ،ومن يلفه ،وماله الذي عند أمينه ،وذكر الدين هنا ،
لن السفر مظنة الشقة ،فربا كان سببا لهال بعض أمور الدين / ) . ( .صفحة 619
- /وعن أنس قال :جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم ،فقال :يا رسول ال أريد
سفرا فزودن ،فقال " :زودك ال التقوى " قال :زدن ،قال " :وغفر ذنبك " .قال :
زدن ،قال " :ويسر لك الي حيثما كنت " .قال الترمذي :حديث حسن - 6 .
وعن أب هريرة ،أن رجل قال :يا رسول ال صلى إن أريد أن أسافر فأوصن ،قال " :
عليك بتقوى ال عز وجل ،والتكبي على كل شرف ( " ) 1فلما ول الرجل قال " :
اللهم اطو ( ) 2له البعد وهون عليه السفر " .قال الترمذي :حديث حسن .طلب
الدعاء :من السافر ف موطن الي :قال عمر رضي ال عنه :استأذنت النب صلى ال
عليه وسلم ف العمرة ،فأذن ل ،وقال " :ل تنسنا يا أخي من دعائك " فقال :كلمة ما
يسرن أن ل با الدنيا .رواه أبو داود ،والترمذي وقال :حديث حسن صحيح .أدعية
السفر يستحب للمسافر أن يقول -إذا خرج من بيته " . -بسم ال ،توكلت على
ال ،ول حول ول قوز إل بال ،اللهم إن أعوذ بك أن أضل أو أضل ،أو أزل أو أزل ،
501
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أو أظلم أو أظلم ،أو أجهل أو يهل علي " .ث يتخي من الدعية المأثورة ما يشاء .
وهاك بعضها - 1 :عن ابن عباس رضي ال عنهما قال :كان النب صلى ال عليه وسلم
إذا أراد أن يرج إل سفر قال " :اللهم أنت الصاحب ف السفر ،والليفة ف الهل ،
اللهم إن أعوذ بك من الضبنة ( ) 3ف السفر ،والبة ف النقلب ،اللهم اطولنا الرض ،
وهون علينا السفر " .وإذا أراد الرجوع قال " :آيبون تائبون ( هامش ) ( ) 1الشرف
:الكان الرتفع ) 2 ( .الطو :قرب " ) 3 ( .الضبنة " مثلثة الضاد :الرفاق الذين ل
كفاية لم :أي أعوذ بك من صحبتهم ف السفر / ) . ( .صفحة / 620عابدون لربنا
حامدون " .وإذا دخل على أهله قال " :توبا توبا ( ) 1لربنا أوبا ،ل يغادر علينا حوبا
" رواه أحد ،والطبان ،والبزار ،بسند رجاله رجال الصحيح - 2 .وعن عبد ال بن
سرجس قال :كان النب صلى ال عليه وسلم إذا خرج ف سفر قال :اللهم إن أعوذ بك
من وعثاء السفر وكآبة النقلب .والور بعد الكور ( ، ) 2ودعوة الظلوم ،وسوء
النظر ف الال والهل " .وإذا رجع قال مثلها ،إل أنه يقول " :وسوء النظر ف الهل
والال " .فيبدأ بالهل .رواه أحد ،ومسلم .ما يقول السافر عند الركوب :عن علي
بن ربيعة قال :رأيت عليا رضي ال عنه أت بدابة ليكبها ،فلما وضع رجله ف الركاب
قال :بسم ال ،فلما استوى عليها قال :المد
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 620
ل سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا مقرني ( ) 3وإنا إل ربنا لنقلبون ث حد ال
ثلث ،وكب ثلثا ،ث قال :سبحانك ،ل إله إل أنت قد ظلمت نفسي فاغفر ل ،إنه
ل يغفر الذنوب إل أنت ،ث ضحك .فقلت :مم ضحكت يا أمي الؤمني ؟ قال :
رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فعل مثل ما فعلت ،ث ضحك ،فقلت :مم
ضحكت يا رسول ال ؟ قال :يعجب الرب من عبده إذا قال رب اغفر ل ،ويقول :
علم عبدي أنه ل يغفر الذنوب غيي .رواه أحد وابن حبان ،والاكم ،وقال :صحيح
على شرط مسلم .وعن الزدي :ان ابن عمر رضى ال عنهما علمه أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم كان إذا استوى على بعيه خارجا إل سفر كب ثلثا ث قال " ،سبحان
502
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الذي سخر لنا هذا ،وما كنا له مقرني ،وإنا إل ربنا لنقلبون ،اللهم إنا نسألك ف
سفرنا هذا الب والتقوى ،ومن العمل ما ترضى ،اللهم ( هامش ) ( " ) 1توبا " مصدر
تاب .و " أوبا " مصدر آب ،وها بعن رجع " .والوب " :الذنب " ) 2 ( .
والور بعد الكور " :أي أعوذ بك من الفساد بعد الصلح " ) 3 ( .وما كنا له مقرني
" :أي مطيقي قهره / ) . ( .صفحة / 621هون علينا سفرنا هذا ،واطوعنا بعده ،
اللهم أنت الصاحب ف السفر ،والليفة ف الهل ،اللهم إن أعوذ بك من وعثاء السفر
( ، ) 1وكآبة النقلب ( ، ) 2وسوء النظر ف الهل والال ( " ) 3وإذا رجع قالن ،
وزاد فيهن " :آيبون تائبون عابدون ،لربنا حامدون " أخرجه أحد ،ومسلم .ما يقوله
السافر إذا أدركه الليل :عن ابن عمر رضي ال عنهما :كان رسول ال صلى ال عليه
وسلم إذا غزا أو سافر فأدركه الليل قال " :يا أرض ،رب وربك ال ،أعوذ بال من
شرك ،وشر ما فيك ،وشر ما خلق فيك ،وشر ما دب عليك ،أعوذ بال من شر كل
أسد وأسود ( ، ) 4وحية وعقرب ،ومن شر ساكن البلد ،ومن شر والد وما ولد "
رواه أحد وأبو داود .ما يقوله السافر إذا نزل منل :عن خولة بنت حكيم السلمية :
أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من نزل منل ث قال :أعوذ بكلمات ال التامات (
) 5كلها من شر ما خلق ،ل يضره شئ حت يرتل من منله ذلك " رواه الماعة إل
البخاري ،وأبا داود .ما يقوله السافر إذا أشرف على قرية أو مكان وأراد أن يدخله :
عن عطاء بن أب مروان عن أبيه :أن كعبا حلف له بالذي فلق البحر لوسى :أن صهيبا
حدثه :أن النب صلى ال عليه وسلم ل ير قرية يريد دخولا إل قال حي يراها " :اللهم
رب السموات السبع وما أظللن ،ورب الرضي السبع وما أقللن ،ورب الشياطي وما
أضللن ،ورب الرياح ( هامش ) ( " ) 1وعثاء السفر " :مشقته " ) 2 ( .كآبة " أي
حزن " .النقلب " العودة :والعن أي أعوذ بك من الزن عند الرجوع ) 3 ( .وسوء
النظر ف الهل والال " أي مرضهم " مثل " ) 4 ( .السود " :العظيم من اليات ( .
" ) 5التامات " أي الكاملت ،والراد بالكلمات ال :القرآن / ) . ( .صفحة / 622
وما ذرين ،أسألك خي هذه القرية وخي أهلها وخي ما فيها ،ونعوذ بك ما شرها وشر
أهلها وشر ما فيها " .رواه النسائي وابن حبان ،والاكم وصححاه .وعن ابن عمر
503
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رضى ال عنهما قال :كنا نسافر مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فإذا رأى قرية
يريد أن يدخلها قال " :اللهم بارك لنا فيها -ثلث مرات -اللهم ارزقنا جناها ( ) 1
وحببنا إل أهلها وحبب صالي أهلها إلينا " رواه الطبان ف الوسط بسند جيد .وعن
عائشة رضي ال عنها قالت :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أشرف على أرض
يريد دخولا قال " ،اللهم إن أسألك من خي هذه وخي ما جعت فيها ،وأعوذ بك من
شرها وشر ما جعت فيها اللهم ارزقنا جناها وأعذنا من وباها ،وحببنا إل أهلها ،
وحبب صالي أهلها إلينا " رواه ابن السن .ما يقوله السافر وقت السحر :عن أب
هريرة :أن النب صلى ال عليه وسلم إذا كان ف سفر وسحر ( ) 2يقول " :سع سامع
( ) 3بمد ل وحسن بلئه علينا ،ربنا صاحبنا وأفضل علينا ،عائذا بال من النار (
" ) 4رواه السلم .ما يقول السافر إذا عل شرفا ،أو هبط واديا أو رجع - 1 :روى
البخاري عن جابر رضى ال عنه قال :كنا إذا صعدنا كبنا ،وإذا نزلنا سبحنا - 2 .
وروى البخاري عن ابن عمر رضي ال عنهما :أن النب صلى ال ( هامش ) ( " ) 1
اللهم ارزقنا جناها " :أي ما يتن منها من ثار " ) 2 ( .أسحر " أي انتهى ف سيه إل
السحر ،وهو آخر الليل " ) 3 ( .سع سامع بمد ال وحسن بلئه علينا " :أي شهد
شاهد لناا بمدنا ال ،وحدنا لنعمته ،ولسن فضله علينا " والبلء " :الفضل والنعمة .
( ) 4هذا دعاء ل أن يكون صاحبا لنا ،وعاصما لنا من النار ومن أسبابا ) . ( .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 622
/صفحة / 623عليه وسلم كان إذا قفل ( ) 1من الج أو العمرة " ول أعلمه إل قال
:الغزو " كلما أوف ( ) 2على ثنية ( ) 3أو " فدفد ( ) 4كر ثلثا " ث قال " :ل إله
إل ال وحده ل شريك له له اللك وله المد وهو على كل شئ قدير ،آيبون تائبون ،
عابدون ساجدون ،لربنا حامدون ،صدق ال وعده ،ونصر عبده ،وهزم الحزاب
وحده " .ما يقوله السافر إذا ركب سفينة - 1 :رسو ابن السن عن السي بن علي
رضي ال عنهما قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :أمان أمت من الغرق -إذا
ركبوا -أن يقولوا " :بسم ال مريها ومرساها إن رب لغفور رحيم " " ،وما قدروا ال
504
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
حق قدره ،والرض جيعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعال
عما يشركون " .ركوب البحر عند اضطرابه :ل يوز ركوب البحر عند اضطرابه .
لديث أب عمران الون قال :حدثن بعض أصحاب النب صلى ال عليه وسلم قال " :
من بات فوق بيت ليس له إجار ( ) 5فوقع فمات فقد برئت منه الذمة ( ) 6ومن
ركب البحر عند ارتاجه ( ) 7فمات فقد برئت منه الذمة " رواه أحد ،بسند صحيح
( .هامش ) ( " ) 1قف " :أي عاد " ) 2 ( .أوف " :أي أشرف " ) 3 ( .الثنية "
:الطريق العال ف البل " ) 4 ( .الفدفد " :أي الوضع الذي فيه اغلظ وارتفاع .
والراد الطريق الوعر " ) 5 ( .أجار " :سور ) 6 ( .الذمة " :حفظ ال له ،والراد :
أن ال يتخلى عن حفظه " ) 7 ( .ارتاجه " :اضطرابه ( / ) .صفحة / 625الج
قال ال تعال ( :إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة ( ) 1مباركا وهدى للعالي -
فيه آيات بينات مقام إبراهيم ،ومن دخله كان آمنا -ول على الناس حج البيت من
استطاع إليه سبيل ،ومن كفر فزن ال غن عن العالي " .تعريفه :هو قصد مكة ،لن
عبادة الطواف ،والسعي والوقوف بعرفة ،وسائر الناسك ،استجابة لمر ال ،وابتغاء
مرضاته .وهو أحد أركان المسة ،وفرض من الفرائض الت علمت من الدين بالضرورة
.فلو أنكر وجوبه منكر كفر وارتد عن السلم .والختار لدى جهور العلماء ،أن
إيابه كان سنة ست بعد الجرة ،لنه نزل فيها قوله تعال ( :وأتوا الج والعمرة ل ) .
وهذا مبن على أن التام يراد به ابتداء الفرض .ويؤيد هذا قراءة علقمة ،ومسروق ،
وإبراهيم النخعي " :وأقيموا " رواه الطبان بسند صحيح .ورجح ابن القيم ،أن
افتراض الج كان سنة تسع أو عشر .فضله :رغب الشارع ف أداء فريضة الج ،
وإليك بعض ما ورد ف ذلك ( :هامش ) ( " ) 1ببكة " أي بكة / ) . ( .صفحة
/ 626ما جاء ف أنه من أفضل العمال :عن أب هريرة قال :سئل رسول ال صلى ال
عليه وسلم ،أي العمال أفضل ؟ قال " :إيان بال ورسوله " قيل :ث ماذا ؟ قال " :ث
جهاد ف سبيل ال " قيل :ث ماذا ؟ قال " :ث حج مبور " .والج البور هو الج
الذي ل يالطه إث .وقال السن :أن يرجع زاهدا ف الدنيا ،راغبا ف الخرة .وروي
مرفوعا -بسند حسن -إن بره إطعام الطعام ،ولي الكلم .ما جاء ف أنه جهاد 1 :
505
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
-عن السن بن علي رضي ال عنهما أن رجل جاء إل النب صلى ال عليه وسلم فقال :
إن جبان ،وإن ضعيف ،فقال " :هلم إل جهاد ل شوكة فيه :الج " رواه عبد
الرزاق ،والطبان ،ورواته ثقات - 2 .وعن أب هريرة ،أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال " :جهاد الكبي ،والضعيف ،والرأة ،الج " رواه النسائي بإسناد حسن .
وعن عائشة رضي ال عنها أنا قالت :يا رسول ال ،ترى الهاد أفضل العمل ،أفل
ناهد ؟ قال " :لكن أفضل الهاد :حج مبور " رواه البخاري ،ومسلم - 4 .ورويا
عنها أنا قالت :قلت :يا رسول ال أل نغزو وناهد معكم ؟ قال " :لكن أحسن
الهاد وأجله :الج ،حج مبور " قالت عائشة :فل أدع الج بعد إذ سعت هذا من
رسول ال صلى ال عليه وسلم .ما جاء ف أنه يحق الذنوب - 1 :عن أب هريرة قال ،
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :من حج فلم يرفث ( ) 1ول يفسق رجع كيوم
ولدته أمه " رواه البخاري ،ومسلم - 2 .وعن عمرو بن العاص قال :لا جعل ال
السلم ف قلب أتيت ( هامش ) ( " ) 1يرفث " :يامع " .يفسق " يعصى " .كيوم
ولدته أمه " :أي بل ذنب / ) . ( .صفحة / 627رسول ال صلى ال عليه وسلم ،
فقلت :ابسط يدك فل بايعك .قال :فبسط فقبضت يدي فقال " :مالك يا عمرو ؟ "
قلت :أشترط ،قال " :تشترط ماذا ؟ " قلت :أن يغفر ل ؟ قال " :أما علمت أن
السلم يهدم ما قبله .وأن الجرة تدم ما قبلها ،وأن الج يهدم ما قبله " رواه مسلم .
- 3وعن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :
تابعوا ( ) 1بي الج والعمرة ،فإنما ينفيان الفقر والذنوب .كما
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 627
ينفي الكي خبث ( ) 2الديد ،والذهب ،والفضلة ،وليس للحجة البورة ثواب إل
النة " رواه النسائي ،والترمذي وصححه .ما جاء ف أن الجاج وفد ال :عن أب
هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " " :الجاج ،والعمار ،وفد ال ،إن
دعوه أجابم ،وإن استغفروه غفر لم " ،رواه النسائي ،وابن ماجه ،وابن خزية ،وابن
حبان ف صحيحيهما ،ولفظهما " :وفد ال ثلثة ،الجاج والعتمر ،والغازي " .ما
506
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
جاء ف أن الج ثوابه النة - 1 :روى البخاري ومسلم ،عن أب هريرة قال ،قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم " :العمرة إل العمرة كفارة لا بينهما ،والج البور
ليس له جزاء ال النة " - 2 .وروى ابن جريج -بإسناد حسن -عن جابر رضي ال
عنه :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :هذا البيت دعامة السلم ،فمن خرج
يؤم ( ) 3هذا البيت من حاج أو معتمر ،كان مضمونا على ال ،إن قبضه أن يدخله
النة " وإن رده ،رده بأجر وغنيمة " .فضل النفقة ف الج :عن بريدة قال ،قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم " :النفقة ف الج ( هامش ) ( " ) 1تابعوا " أي والوا
بينهما وأتبعوا أحد النسكي الخر ،بيث يظهرا " ) 2 ( .خبث " :وسخ " الكي " :
اللة الت ينفخ با الداد والصائغ النار " ) 3 ( .يؤم " أي يقصد / ) . ( .صفحة
/ 628كالنفقة ف سبيل ال :الدرهم بسبعمائة ضعف " رواه ابن أب شيبة ،وأحد ،
والطبان ،والبيهقي ،وإسناده حسن .الج يب مرة واحدة :أجع العلماء على أن
الج ل يتكرر ،وأنه ل يب ف العمر إل مرة واحدة -إل أن ينذره فيجب الوفاء بالنذر
-وما زاد فهو تذوع .فعن أب هريرة قال :خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ،
فقال " :يا أيها الناس ،إن ال كتب ( ) 1عليكم الج فحجوا " ،فقال رجل :أكل
عام يا رسول ال ؟ فسكت حت قالا ثلثا ث قال صلى ال عليه وسلم " لو قلت :نعم ،
لوجبت ،ولا استطعتم " ث قال " :ذرون ما تركتكم ،فإنا أهلك من كان قبلكم كثرة
سؤالم ،واختلفهم على أنبيائهم ،فزذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم ،وإذا نيتكم
عن شئ فدعوه " رواه البخاري ومسلم .وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال :خطبنا
رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقال " :يا أيها الناس كتب عليكم الج " فقام القرع
بن حابس ،فقال :أف كل عام يا رسول ال " فقال " :لو قلتها لوجبت ،ولو وجبت
ل تعملوا با ،ول تستطيعوا ،الج مرة ،فمن زاد فهو تطوع " .رواه أحد ،وأبو داود
،والنسائي ،والاكم ،وصححه .وجوبه على الفور أو التراخي :ذهب الشافعي ،
والثوري ،والوزاعي ،وممد بن السن إل أن الج واجب على التراخي ،فيؤدى ف
أي وقت من العمر ،ول يأث من وجب عليه بتأخيه مت أداه قبل الوفاة ،لن رسول ال
صلى ال عليه وسلم أخر الج إل سنة عشرة ،وكان معه أزواجه وكثي من أصحابه ،
507
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
مع أن إيابه كان سنة ست فلو كان واجبا على الفور لا أخره صلى ال عليه وسلم .قال
الشافعي :فاستدللنا على أن الج فرضه مرز ف العمر ،أوله البلوغ ( ،هامش ) ( ) "
كتب " أي فرض / ) . ( .صفحة / 629وآخره أن يأت به قبل موته .وذهب أبو
حنيفة ،ومالك ،وأحد ،وبعض أصحاب الشافعي ،وأبو يوسف إل أن الج واجب
على الفور .لديث ابن عباس رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :
من أراد الج فليعجل ،فإنه قد يرض الريض ،وتضل الراحلة ،وتكون الاجة " .رواه
أحد ،والبيهقي ،والطحاوي ،وابن ماجه .وعنه أنه صلى ال عليه وسلم قال " :
تعجلوا الج -يعن الفريضة -فإن أحدكم ل يدري ما يعرض له " رواه أحد ،
والبيهقي ،وقال ما يعرض له من مرض أو حاجة .وحل الولون هذه الحاديث على
الندب ،وأنه يستحب تعجيله والبادرة به مت استطاع الكلف أداءه .شروط وجوب
الج اتفق الفقهاء على أنه يشتررط لوجوب الج ،الشرط التية - 1 :السلم - 2 .
البلوغ - 3 .العقل - 4 .الرية - 5 .الستطاعة .فمن ل تتحقق فيه هذه الشروط ،
فل يب عليه الج .وذلك أن السلم ،والبلوغ ،والعقل ،شرط التكليف ف أية عبادة
من العبادات .وف الديث :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :رفع القلم عن ثلث ،
عن النائم حت يستيقظ ،وعن الصب حت يشب ،وعن العتوه حت يعقل ( . ) 1
والرية شرط لوجوب الج ،لنه عبادة تقتضي وقتا ،ويشترط فيها ( هامش ) ( ! )
تقدم الديث ف الجزاء السابقة / ) . ( .صفحة / 630الستطاعة ،بينما العبد
مشغول بقوق سيده وغي مستطيع .وأما الستطاعة ،فلقول ال تعال ( :ول على
الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل ( ) . ) 1
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 630
ب تتحقق الستطاعة ؟ تتحقق الستطاعة الت هي شرط من شروط الوجوب با يأت 1 :
-أن يكون الكلف صحيح البدن ،فإن عجز عن الج لشيخوخته ،أو زمانة ،أو مرض
ل يرجى شفاؤه ،لزمه إحجاج غيه عنه إن كان له مال ،وسيأت ف " مبحث الج عن
الغي " - 2أن تكون الطريق آمنة ،بيث يأمن الاج على نفسه وماله .فلو خاف على
508
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
نفسه من قطاع الطريق ،أو وباء ،أو خاف على ماله من أن يسلب منه ،فهو من ل
يستطع إليه سبيل .وقد اختلف العلماء فيما يؤخذ ف الطريق ،من الكس والكوشان ،
هل يعد عذرا مسقطا للحج أم ل ؟ .ذهب الشافعي وغيه ،إل اعتباره عذرا مسقطا
للحج ،وإن قل الأخوذ .وعند الالكية :ل يعد عذر ،إل إذا أجحف بصاحبه أو تكرر
أخذه - 4 ، 3 .أن يكون مالكا للزاد ،والراحلة .والعتب ف الزاد :أن يلك ما يكفيه
ما يصح به بدنه ،ويكفي من يعوله كفايز فاضلة عن حوائجه الصلية ،من ملبس
ومسك ،ومركب ،وآلة حرفة ( ) 2حت يؤدي الفريضة ويعود .والعتب ف الراحلة أن
تكنه من الذهاب والياب ،سواء أكان ذلك عن طريق الب ،أو البحر ،أو الو .وهذا
بالنسبة لا ل يكنه الشي لبعده عن مكة ( .هامش ) ( ) 1أي فرض ال على الناس حج
البيت من استطاع منهم إليه سبيل ) 2 ( .ل تباع الثياب الت يلبسها ،ول التاع الذي
يتاجه ،ول الدار الت يسكنها ،وإن كانت كبية ،تفضل عنه ،من أجل الج ) . ( .
/صفحة / 631فأما القريب الذي يكنه الشي ،فل يعتب وجود الراحلة ف حقه ،لنا
مسافة قريبة يكنه الشي إليها .وقد جاء ف بعض روايات الديث :أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم ،فسر السبيل بالزاد والراحلة .فعن أنس رضي ال عنه ،قال :قيل يا
رسول ال ما السبيل ( ) 1؟ قال " :الزاد والراحلة " رواه الدارقطن وصححه .قال
الافظ :والراجح إرساله :وأخرجه الترمذي من حديث ابن عمر أيضا ،وف إسناده
ضعف .وقال عبد الق :طرقه كلها ضعيفة .وقال ابن النذر :ل يثبت الديث ف
ذلك مسندا ،والصيح رواية السن الرسلة .وعن علي رضي ال عنه :أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال " :من ملك زادا وراحلة تبلغه إل بيت ال ول يج ،فل عليه
أن يوت إن شاء يهوديا ،وإن شاء نصرانيا ،وذلك أن ال تعال يقول ( :ول على
الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل ) رواه الترمذي ،وف إسناده " هلل " ابن عبد
ال ،وهو مهول ،و " الارث " وكذبه الشعب وغيه .والحاديث ،وإن كانت كلها
ضعيفة ،إل أن أكثر العلماء يشترط لياب الج الزاد والراحلة لن نأت داره فمن ل يد
زادا ول راحلة فل حج عليه .قال ابن تيمية :فهذه الحاديث -مسندة من طرق حسان
،ومرسلة ،وموقوفة -تدل على أن مناط الوجوب الزاد والراحلة ،مع علم النب صلى
509
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ال عليه وسلم أن كثيا من الناس يقدرون على الشي .وأيضا فإن ال قال :ف ال " :
من استطاع إليه سبيل " إما أن يعن القدرة العتبز ف جيع العبادات -وهو مطلق الكنة
-أو قدرا زائدا على ذلك ،فإن كان العتب الول ل تتج إل هذا التقييد ،كما ل يتج
إليه ف آية الصوم والصلة فعلم أن العتب قدر زائدا على ذلك ،وليس هو إل الال .
( هامش ) ( ) 1أي ما معن " السبيل " الذكور ف الية / ) . ( .صفحة / 632
وأيضا فإن الج عبادة مفتقرة إل مسفاة فافتقر وجوبا إل ملك الزاد والراحلة ،كالهاد
.ودليل الصل ( ) 1قوله تعال ( :ول على الذين ل يدون ما ينفقون حرج ) إل قوله
( :ول على الذين إذا ما أتوك لتحملهم ،قلت ل أجد ما أحلكم عليه ) .وف الهذب :
وإن وجد ما يشتري به الزاد والراحلة وهو متاج إليه لدين عليه ،ل يلزمه ،حال كان
الدين ومؤجل ،لن الدين الال على الفور ،والج على التراخي ،فقدم عليه ،والؤجل
يل عليه ،فإذا صرف ما معه ف الج ل يد ما يقضي به الدين .قال :وإن احتاج إليه
لسكن ل بد من مثله ،أو خادك يتاج إل خدمته .ل يلزمه .وإن احتاج إل النكاح -
وهو ياج العنت -قدم النكاح ،لن الاجة إل ذلك على الفور .وإن احتاج إليه ف
بضاعة يتجر فيها ،ليحصل منها ما يتاج إليه للنفقة ،فقد قال أبو العباس ،ابن صريح :
ل يلزمه الج ،لنه متاج إليه ،فهو كالسكن والادم .وف الغن :إن كان دين على
ملئ باذل له يكفيه للحج لزمه ،لنه قادر ،وإن كان على معسر ،أو تعذر استيفاؤه عليه
ل يلزمه .وعند الشافعية :أنه إذا بذل رجل لخر راحلة من غي عوض ل يلزمه قبولا ،
لن عليه ف قبول ذلك منة ،وف تمل النة مشقة ،إل إذا بذل له ولده ما يتمكن به من
الج لزمه ،لنه أمكنه الج من غيه منة تلزمه .وقالت النابلة :ل يلزمه الج ببذل
غيه له ،ول يصي مستطيعا بذلك ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 632
سواء كان الباذل قريبا أو أجنبيا .وسواء بذل له الركوب والزاد ،أو بذل له مال - 5 .
أن ل يوجد ما ينع الناس من الذهاب إل الج كالبس والوف من سلطان جائر ينع
الناس منه ( .هامش ) ( " ) 1الصل " أي الهاد القيس عليه ،فإنه أصل يقاس عليه
510
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الفرع .وهو الج / ) . ( .صفحة / 633حج الصب والعبد ل يب عليهما الج ،
لكنهما إذا حجا صح منهما ،ول يزئهما عن حجة السلم :قال ابن عباس رضي ال
عنهما ،قال النب صلى ال عليه وسلم " :أيا صب حج ث بلغ النث ( ) 1فعليه أن
يج حجة أخرى .أيا عبد حج ث أعتق ،فعليه أن يج حجة أخرى " رواه الطبان
بسند صحيح .وقال السائب بن يزيد :حج أب مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف
حجة الوداع ،وأنا ابن سبع سني .رواه أحد والبخاري ،والترمذي ،وقال :قد أجع
أهل العلم :على أن الصب إذا حج قبل أن يدرك فعليه الج إذا أدرك ،وكذلك الملوك
إذا حج ف رقه ث أعتق فعليه الج إذا وجد إل ذلك سبيل .وعن ابن عباس رضي ال
عنهما :أن امرأة رفعت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم صبيا .فقالت :ألذا حج ؟
قال " :نعم ( ) 2ولك أجرا ( . " ) 3وعن جابر رضي ال عنه :قال :حججنا مع
رسول ال صلى ال عليه وسلم ومعنا النساء والصبيان ،فلبينا عن الصبيان ،ورمينا عنهم
.رواه أحد ،وابن ماجه .ث إن كان الصب ميزا أحرم بنفسه وأدى مناسك الج ،وإل
أحرم عنه وليه ( ) 4ولب عنه وطاف به وسعى ،ووقف بعرفة ،ورمى عنه .ولو بلغ
قبل الوقوف بعرفة ،أو فيها :أجزأ عن حجة السلم ،كذلك العبد إذا أعتق ( .هامش
) ( ) 1النث :الث ،أي بلغ أن يكتب عليه إثه ) 2 ( .أكثر أهل العلم على أن
الصب يثاب على طاعته وتكتب له حسناته دون سيئاته ،وهو مروي عن عمر ) 3 ( .
أي فيما تتكلفي من أمره بالج ،وتعليمه إياه ) 4 ( .قال النووي :الول الذي يرم
عنه إذا كان غي ميز هو ول ماله وهو أبوه أو جده أو الوصي من جهة الاكم .اما الم
فل يصح احرامها ال إذا كانت وصيز أو منصوبة من جهة الاكم .وقيل :يصح
إحرامها وإحرام الوصية وإن ل يكن لما ولية / ) . ( .صفحة / 634وقال مالك ،
وابن النذر :ليزئهما ،لن الحرام العقد تطوعا ،فل ينقلب فرضا .حج الرأة يب
على الرأة الج ،كما يب على الرجل ،سواء بسواء ،إذا استوفت شرائط الوجوب
الت تقدم ذكرها ،ويزاد عليها بالنسبة للمرأة أن يصحبها زوج أو مرم ( . ) 1فعن ابن
عباس رضي ال عنهما قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :ل يلون
رجل بامرأة إل ومعها ذو مرم ،ول تسافر الرأة إل مع ذي مرم فقام رجل ،فقال :يا
511
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رسول ال إن امرأت خرجت حاجة ،وإن اكتتبت ف غزوة وكذا وكذا فقال " :انطلق
فحج ( ) 2مع امرأتك " رواه البخاري ومسلم ،واللفظ لسلم .وعن يي بن عباد قال
:كتبت امرأة من أهل الري إل إبراهيم النخعي :إن ل أحج حجة السلم ،وأنا موسرة
،ليس ل ذو مرم ،فكتب إليها " :إنك من ل يعل ال له سبيل " .وإل اشتراط هذا
الشرط ،وجعله من جلة الستطاعة ،ذهب أبو حنيفة وأصحابه ،والنخعي ،والسن ،
والثوري ،وأحد ،وإسحق .قال الافظ :والشهور عند الشافعية اشتراط الزوج أو
الحرم أو النسوة الثقات ،وف قول :تكفي امرأة واحدة ثقة ،وف قول -نقله
الكرابيسي وصححه ف الهذب -تسافر وحدها ،إذا كان الطريق آمنا .وهذا كله ف
الواجب من حج أو عمرة ( .هامش ) ( ) 1قال الافظ ف الفتح :وضابط الحرم عند
العلماء :من حرم عليه نكاحها على التأبيد بسبب مباح لرمتها ،فخرج بالتأبيد :أخت
الزوجة وعمتها ،وبالباح :أم الوطوءة بشبهة وبنتها ،وبرمتها :اللعنة ) 2 ( .هذا
المر للندب ،فإنه ل يلزم الزوج أو الحرم السفر مع الرأة ،إذا ل يوجد غيه ،لا ف
الج من الشقة ،ولنه ل يب على أحد بذل منافع نفسه ،ليحصل غيه ما يب عليه .
( / ) .صفحة / 635وف " سبل السلم " :قال جاعة من الئمة :يوز للعجوز
السفر من غي مرم .وقد استدل الجيزون لسفر الرأة من غي مرم ولزوج -إذا
وجدت رفقة مأمونة ،أو كان الطريق آمنا -باروه البخاري عن عدي بن حات قال " :
بينا أنا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ،ث أتاه آخر
فشكا إليه قطع السبيل ،فقال " :يا عدي هل رأيت الية ( " ) 1قال :قلت :ل أرها
،وقد أنبئت عنها .قال " :فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ( ) 2ترتل من الية
حت تطوف بالكعبة ،ل تاف إل ال " .واستدلوا أيضا بأن نساء النب صلى ال عليه
وسلم حججن بعد أن أذن لن عمر ف آخر حجة حجها ،وبعث معهن عثمان بن
عفان ،وعبد الرحن
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 635
512
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ابن عوف .وكان عثمان ينادي :أل ل يدنو أحد منهن ،ول ينظر إليهن ،وهن ف
الوادج على البل .وإذا خالفت الرأة وحجت ،دون أن يكون معها زوج أو مرم ،
صح حجها .وف سبل السلم قال ابن تيمية :إنه يصح الج من الرأة بغي مرم ،ومن
غي الستطيع .وحاصله :أن من ل يب عليه الج لعدم الستطاعة ،مثل الريض ،
والفقي ،والعضوب ،والقطوع طريقه ،والرأة بغي مرم ،وغي ذلك ،إذا تكلفوا
شهود الشاهد ،أجزأهم الج .ث منهم من هو مسن ف ذلك ،كالذي يج ماشيا ،
ومنهم من هو مسئ ف ذلك ،كالذي يج بالسألة ،والرأة تج بغي مرم .وإنا أجزأهم
،لن الهلية تامة ،والعصية إن وقعت ،ف الطريق ،ل ف نفس القصود ( .هامش ) (
" ) 1الية " قرية قريبة من الكوفة " ) 2 ( .الظعينة " أي الودج فيه امرأة أم ل -اه
.قاموس / ) . ( .صفحة / 636وف الغن :لو تشم غي الستطيع الشقة ،سار بغي
زاد وراحلة فحج ،كان حجه صحيحا مزئا .استئذان الرأة زوجها :يستحب للمرأة أن
تستأذن زوجها ف الروج إل الج الفرض ،فإن أذن لا خرجت ،وإن ل يأذن لا
خرجت بغي إذنه ،لنه ليس للرجل منع امرأته من حج الفريضة ،لنا عبادة وجبت
عليها ،ول طاعة لخلوق ف معصية الالق ولا أن تعجل به لتبئ ذمتها ،كمالا أن
تصلي أول الوقت ،وليس له منعها ،ويليق به الج النذور ،لنه واجب عليه كحجة
السلم .وأما حج التطوع فله منعها منه .لا رواه الدارقطن عن ابن عمر رضي ال
عنهما ،عن رسول ال صلى ال عليه وسلم -ف امرأة كان لا زوج ولا مال ،فل يأذن
لا ف الج -قال " :ليس لا أن تنطلق إل بإذن زوجها " .من مات وعليه حج من
مات وعليه حجة السلم ،أو حجة كان قد نذرها وجب على وليه أن يهز من يج عنه
من ماله ،كما أن عليه قضاء ديونه .فعن ابن عباس رضي ال عنهما ان امرأة من جهينة
جاءت إل النب صلى ال عليه وسلم فقالت :ان أمي نذرت أن تج ول تج حت
ماتت ،أفأحج عنها ؟ قال " :نعم ،حجي عنها .أرأيت لو كان على أمك دين أكنت
قاضيته ؟ اقضوا ال ،فال أحق بالوفاء " رواه البخاري .وف الديث دليل على وجوب
الج عن اليت ،سواء أوصى أم ل يوص ،لن الدين يب قضاؤه مطلقا ،وكذا سائر
القوق الالية من كفارة ،أو زكاة ،أو نذر .وإل هذا ذهب ابن عباس ،وزيد بن ثابت
513
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
،وأبو هريرة ،والشافعي ،ويب إخراج الجرة من رأس الال عندهم .وظاهر أنه يقدم
على دين الدمي إذا كانت التركة ل تتسع للحج والدين / ،صفحة / 637لقوله صلى
ال عليه وسلم " :فال أحق بالوفاء " .وقال مالك :إنا يج عنه إذا أوصى .أما إذا ل
يوص فل يج عنه ،لن الج عبادة غلب فيه جانب البدنية ،فل يقبل النيابة .وإذا
أوصى حج من الثلث .لج عن الغي من استطاع السبيل إل الج ث عجز عنه ،برض
أو شيخوخة ،لزمه إحجاج غيه عنه ،لنه أيس من الج بنفسه لعجزه ،فصار كاليت
فينوب عنه غيه .ولديث الفضل بن عباس :أن امرأة من خثعم قالت :يا رسول ال ،
إن فريضة ال على عباده ف الج ،أدركت أب شيخا كبيا ليستطيع أن يثبت على
الراحلة ،أفأحج عنه ؟ قال " :نعم " وذلك ف حجة الوداع :رواه الماعة ،وقال
الترمذي :حسن صحيح .وقال الترمذي أيضا :وقد صح عن النب صلى ال عليه وسلم
ف هذا الباب غي حديث ،والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النب صلى ال
عليه وسلم وغيهم ،يرون أن يج عن اليت .وبه يقول الثوري ،وابن البارك ،
والشافعي ،وأحد ،وإسحق .وقال مالك :إذا أوصى أن يج عنه ،حج عنه .وقد
رخص بعضهم أن يج عن الي إذا كان كبيا وبال ل يقدر أن يج ،وهو قول ابن
البارك والشافعي ) 1 ( .وف الديث دليل على أن الرأة يوز لا أن تج عن الرجل
والرأة ،والرجل يوز له أن يج عن الرجل والرأة ،ول يأت نص يالف ذلك .إذا
عوف العضوب ( ) 2إذا عوف الريض بعد أن حج عنه نائبه فإنهيسقط الفرض عنه ول
تلزمه ( هامش ) ( ) 1وهذا قول أحد والحناف " ) 1 ( .العضوب " الزمن الذي
لحراك له / ) . ( .صفحة / 638العادة ،لئل تقضي إل إياب حجتي ،وهذا
مذهب أحد .وقال المهور :ليزئه ،لنه تبي أنه ل يكن ميئوسا منه ،وأن العبة
بالنتهاء .ورجح ابن حزم الرأي الول ،فقال :إذا أمر النب صلى ال عليه وسلم بالج
عمن ليستطيع الج ،راكبا ،ول ماشيا ،وأخب أن دين ال يقضى عنه ،فقد تأدى
الدين بلشك وأجزأ عنه .وبل شك إن ما سقط وتأدى فل يوز أن يعود فرضه بذلك
إل بنص .ول نص ههنا أصل بعودته .ولو كان ذلك عائدا لبي عليه الصلة والسلم
ذلك .إذ قد يقوى الشيخ فيطيق الركوب .
514
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 638
فإذا ل يب النب صلى ال عليه وسلم بذلك فل يوز عودة الفرض عليه بعد صحة تأديته
عنه .شرط الج عن الغي يشترط فيمن يج عن غيه ،أن يكون قد سبق له الج عن
نفسه .لا رواه ابن عباس رضي ال عنهما :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سع رجل
يقول :لبيك عن شبمة ،فقال :أحججت عن نفسك ؟ قال :ل .قال " :فحج عن
نفسك ،ث حج عن شبمة " رواه أبو داود ،وابن ماجه .قال البيهقي :هذا إسناد
صحيح ليس ف الباب أصح منه .قال ابن تيمية :إن أحد حكم -ف رواية ابنه صال
عنه -أنه مرفوع على أنه وإن كان موقوفا فليس لبن عباس فيه مالف .وهذا قول أكثر
أهل العلم :أنه ل يصح أن يج عن غيه من ل يج عن نفسه مطلقا ،مستطيعا كان
أول ،لن ترك الستفصال ،والتفريق ف حكاية الحوال ،دال على العموم / .صفحة
/ 639من حج لنذر وعليه حجة السلم أفت ابن عباس وعكرمة ،بأن من حج لوفاء
نذر عليه ول يكن حج حجة السلم أنه يزئ عنهما .وأفت ابن عمر ،وعطاء :بأنه
يبدأ بفريضة الج ،ث يفي بنذره .لصرورة ف السلم عن ابن عباس رضي ال عنهما
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :لصرورة ف السلم " رواه أحد وأبو
داود .قال الطاب :الصرورة تفسي تفسيين ( .أحدها ) أن الصرورة ،هو الرجل
الذي قد انقطع عن النكاح وتبتل ،على مذهب رهبانية النصارى ،ومنه قول النابغة :لو
أنا عرضت الشط راهب -عبد الله صرورة متعبد أدنا لبهجتها وحسن حديثها -
ولالا رشدا وإن ل يرشد ( والوجه الخر ) أن الصرورة هو الرجل الذي ل يج .
فمعناه على هذا :أن سنة الدين أن ل يبقى أحد من الناس يستطيع الج فل يج ،فل
يكون صرورة ف السلم .وقد يستدل به من يزعم أن الصرورة ل يوز له أن يج عن
غيه .وتقدير الكلم عنده أن الصرورة إذا شرع ف الج عن غيه صار الج عنه ،
وانقلب عن فرضه ليحصل معن النفي ،فل يكون صرورة .وهذا مذهب الوزاعي ،
والشافعي ،وأحد ،وإسحاق .وقال مالك والثوري :حجه على مانواه .وإليه ذهب
أصحاب الرأي .وقد روي ذلك عن السن البصري ،وعطاء ،والنخعي .القتراض
515
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
للحج عن عبد ال بن أب أوف قال :سألت رسول ال صلى العليه وسلم /صفحة
/ 640عن الرجل ل يج ،أو يستقرض للحج ؟ قال " :ل " ،رواه البيهقي .الج من
مال حرام ويزئ الج وإن كان الال حراما ويأث عند الكثر من العلماء .وقال المام
أحد :ليزئ ،وهو الصح لا جاء ف الديث الصحيح " :إن ال طيب ل يقبل إل
طيبا " .وروى عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :إذا خرج الاج حاجا
بنفقة طيبة ( ، ) 1ووضع رجله ف الغرز ( ) 2فنادى :لبيك اللهم ناداه مناد من
السماء :لبيك وسعديك ( ) 3زادك حلل ،وراحلتك حلل وحجك مبور غي مأزور
( ) 4وإذاخرج بالنفقة البيثة فوضع رجله ف الغرز ،فنادى :لبيك ،ناداه مناد من
السماء :للبيك ولسعد يك ،زادك حرام ،ونفقتك حرام ،وحجك مأزور غي مأجور
" .قال النذري :رواه الطبان ف الوسط ،ورواه الصبهان من حديث أسلم مول
عمر بن الطاب مرسل متصرا .أيهما أفضل ف الج :الركوب أم الشي ؟ قال الافظ
ف الفتح :قال ابن النذر :اختلف ف الركوب والشي للحجاج أيهما أفضل ؟ قال
المهور :الركوب أفضل ،لفعل النب صلى ال عليه وسلم ،ولكونه أعون على الدعاء
والبتهال ،ولا فيه من النفعة .وقال إسحق بن راهويه :الشي أفضل لا فيه من التعب .
ويتمل أن يقال :يتلف باختلف الحوال والشخاص .روى البخاري عن أنس رضي
ال عنه :أن النب صلى ال عليه وسلم رأى شيخا يهادى ( ) 5بي ابنيه فقال " :ما بال
هذا ؟ قالوا :نذر أن يشي ،قال ) 1 ( :طيبة :حلل ) 2 ( .الغرز .ركاب من جلد
يعتمد عليه الراكب حي يركب ) 3 ( .لبيك :أجاب ال حجك إجابة بعد إجابة ( .
) 4مبور :مقبول ،ل يالطه وزر .مأزور :جالب للوزر والث ) 5 ( .يهادى :
يعتمد عليهما ف الشي / ) . ( .صفحة / 641إن ال عزوجل عن تعذيب هذا نفسه
لغن ،وأمره أن يركب " .التكسب والكاري ف الج ل بأس للحاج أن يتاجر ،
ويؤاجر ويتكسب ،وهو يؤدي أعمال الج والعمرة .قال ابن عباس :إن الناس ف أول
الج ( ) 1كانوا يتبايعون بن وعرفة ،وسوق ذي الجاز ( ) 2ومواسم الج ،فخافوا
البيع وهم حرم .فأنزل ال تعال ( :ليس عليكم جناح ( ) 3أن تبتغوا فضل من ربكم
ف مواسم الج ) رواه البخاري ،ومسلم ،والنسائي .وعن ابن عباس أيضا ،ف قوله
516
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
تعال ( :ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضل من ربكم ) قال :كانوا ل يتجرون بن
فأمروا أن يتجروا إذا أفاضوا من " عرفات " رواه أبو داود :وعن أب أمامة التيمي :أنه
قال ل بن عمر :إن رجل أكري ( ) 4ف هذا
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 641
الوجه وإن ناسا يقولون ل :أنه ليس لك حج فقال ابن عمر :أليس ترم وتلب ،
وتطوف بالبيت ،وتفيض من عرفات ،وترمي الار ،قال :قلت :بلى ،قال :فإن لك
حجا ،جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم فسأله عن مثل ما سألتن ،فسكت عنه
حت نزلت هذه الية ( :ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضل من ربكم ) ،فأرسل إليه
وقرأ عليه هذه الية ،وقال " :لك حج " رواه أبو داود ،وسعيد بن منصور .وقال
الافظ النذري أبو أمامة ليعرف اسه .وعن ابن عباس رضي ال عنهما :أن رجل سأله
فقال :أؤجر نفسي من هؤلء القوم فأنسك معهم الناسك ،أل أجر ؟ قال ابن عباس :
نعم ( هامش ) ( ) 1أي ف السلم " ) 2 ( .ذو الجاز " موضع بوار عرفة ) 3 ( .
أي ل إث عليكم ،وإن تبتغوا فضل من ربكم مع سفركم لتأدية ما افترضه ال عليكم من
الج ،فالذن ف التجارة رخصة ،والفضل تركها " ) 4 ( .أكري " أي أؤجر
الرواحل للركوب / ) . ( .صفحة / 642أولئك لم نصيب ما كسبوا ،وال سريع
الساب " .رواه البيهقي ،والدراقطن .حجة رسول ال صلى ال عليه وسلم روى
مسلم قال :حدثنا أبو بكر بن أب شيبة ،وإسحق بن إبراهيم جيعا ،وعن حات ،قال
أبو بكر :حدثنا حات بن إسعيل الدن ،عن جعفر بن ممد ،عن أبيه ،قال " :دخلنا
على جابر بن عبد ال رضي ال عنه فسأل عن القوم حت انتهى إل ؟ فقلت :أنا ممد بن
علي بن حسي ،فأهوى بيده إل رأسي ،فنع زري العلى ،ث نزع زري السفل ،ث
وضع كفه بي ثديي ،وأنا يومئذ غلم شاب ،فقال :مرحبا بك يا بن أخي ،سل عما
شئت ؟ فسألته -وهو أعمى -وحضر وقت الصلة ،فقام ف نساجة ملتحفا با (
، ) 1كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها ،ورداؤه إل جنبه على
الشجب ( . ) 2فصلى بنا ،فقلت :أخبن عن حجة رسول ال صلى ال عليه وسلم ،
517
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فقال بيده :فعقد تسعا .فقال :إن رسول ال صلى ال عليه وسلم مكث تسع ( ) 3
سني ل يج ،ث أذن ف الناس ف العاشرة :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حاج
فقدم الدينة بشر كثي كلهم يلتمس أن يأت برسول ال صلى ال عليه وسلم ،ويعمل مثل
عمله .فخرجنا معه حت أتينا ذا الليفة :فولدت " أساء " بنت عميس ممد بن أب بكر
،فأرسلت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم :كيف أصنع ،قال " :اغتسلي
واستثفري ( ) 4بثوب وأحرمي " .فصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السجد ث
ركب " القصواء " ( ( ) 5هامش ) ( ) 1نساجة :ثوب كالطيلسان ) 2 ( .مشجب
:اسم لعواد يوضع عليها الثياب ومتاع البدن " الشماعة " " ) 3 ( .مكث تسع سني
" .أي بالدينة " ) 4 ( .الستثفار " .أن تشد ف وسطها شيئا ،وتأخذ خرقة عريضة
تعلها على مل الدم وتشد طرفيها من قدامها ومن ورائها ف ذلك الشدود ف وسطها لنع
سيلن الدم " ) 5 ( .القصواء " اسم لناقة النب صلى ال عليه وسلم / ) . ( .صفحة
/ 643حت إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إل مد بصري بي يديه من راكب
وماش ،وعن يينه مثل ذلك ،وعن يساره مثل ذلك ،ومن خلفه مثل ذلك ،ورسول ال
صلى ال عليه وسلم بي أظهرنا ،وعليه ينل القرآن ،وهو يعرف تأويله ،وما عمل به
من شئ عملنا به .فأهل ( ) 1بالتوحيد " :لبيك اللهم لبيك ،لبيك ل شريك لك
لبيك ،إن المد والنعمة لك واللك ،ل شريك لك " وأهل الناس بذا الذي يهلون به ،
فلم يرد رسول ال صلى ال عليه وسلم عليهم شيئا منه ،ولزم رسول ال صلى ال عليه
وسلم تلبيته .قال جابر رضي ال عنه :لسنا ننوي إل الج :لسنا نعرف العمرة ،حت
إذا أتينا البيت معه ،استلم الركن ،فرمل ثلثا ،ومشى أربعا ،ث نفذ إل مقام إبراهيم
عليه السلم ،فقرأ " واتذوا من مقام إبراهيم مصلى " .فجعل القام بينه وبي البيت .
فكان يقرأ ف الركعتي " قل هو ال أحد " و " قل يأيها الكافرون " ث رجع إل الركن
فاستلمه ،ث خرج من الباب إل الصفا .فلما دنا من الصفا قرأ " :إن الصفا والروة من
شعائر ال " أبدأ با بدأ ال به ،فبدأ بالصفا ،فرقي عليه حت رأى البيت ،فاستقبل القبلة
،فوحد ال وكبه وقال " :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللك وله المد ،وهو
على كل شئ قدير ،ل إله إل ال وحده ،أنز وعده ،ونصر عبده ،وهزم الحزاب
518
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وحده ( ، " ، ) 2ث دعا بي ذلك ،قال مثل هذا ثلث مرات ،ث نزل إل الروة ،حت
إذا انصبت قدماه ف بطن الوادي ،سعى حت إذا صعدنا مشى ،حت أتى الروة ،ففعل
على الروة كما فعل على الصفا .حت إذا كان آخر طوافه على الروة ،فقال " .لو أن
استقبلت من أمري ما استدبرت ل أسق الدي ،وجعلتها عمرة ،فمن كان منكم ليس
معه ( هامش ) ( " ) 1أهل " من الهلل :وهو رفع الصوت بالتلبية .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 643
( ) 2هزم الحزاب وحده :معناه :هزمهم بغي قتال من الدميي ول بسبب من
جهتهم .والراد بالحزاب :الذين تزبوا على رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم
الندق / ) . ( .صفحة / 644هدي فليحل ،وليجعلها عمرة " .فقام سراقة بن مالك
بن جعثم ،فقال :يا رسول ال ألعامنا هذا أم لبد ؟ فشبك رسول ال صلى ال عليه
وسلم أصابعه ،واحدة ف الخرى ،وقال " :دخلت العمرة ف الج مرتي ،لبل لبد
أبد " .وقدم علي من اليمن ببدن للنب صلى ال عليه وسلم ،فوجد فاطمة رضي ال
عنها من حل ،ولبست ثيابا صبيغا ،واكتحلت ،فأنكر ذلك عليها ،فقالت :إن أب
أمرن بذا .قال :فكان علي يقول بالعراق :فذهبت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم
مرشا ( ) 1على فاطمة للذي صنعت ،مستفتيا لرسول ال صلى ال عليه وسلم فيما
ذكرت عنه ،فأخبته أن أنكرت ذلك عليها ،فقال " :صدقت صدقت ،ماذا قلت
حي فرضت الج ؟ " .قال :قلت " :اللهم إن أهل با أهل به رسولك " .قال " :
فإن معي الدي فلنل " .قال :فكان جاعة الدي الذي قدم به علي من اليمن ؟
والذي أتى به النب صلى ال عليه وسلم ،مائة .قال :فحل الناس كلهم وقصروا ،إل
النب صلى ال عليه وسلم ،ومن كان معه هدي .فلما كان يوم التروية ( ، ) 2توجهوا
إل من فأهلوا بالج ،وركب رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فصلى با الظهر
والعصر ،والغرب ،والعشاء ،والفجر .ث مكث قليل حت طلعت الشمس ،وأمر بقبة
من شععر تضرب له بنمرة .فسار رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ول تشك قريش أل
أنه واقف ( هامش ) ( " ) 1التحريش " الغراء .والراد هنا أن يذكر له ما يقضي عتابا
519
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
" ) 2 ( .يوم التروية " هو اليوم الثامن من ذي الجة / ) . ( .صفحة / 645عند
الشعر الرام ،كما كانت قريش تصنع ف الاهلية ( . ) 1فأجاز ( ) 2رسول ال
صلى ال عليه وسلم حت أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة ،فنل با حت إذا
زاغت الشمس ،أمر بالقصواء فرحلت ( ) 3له .فأتى بطن الوادي ( ) 4فخطب الناس
،وقال " :إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم ،كحرمة يومكم هذا ،ف شهركم هذا ،
ف بلدكم هذا ،أل كل شئ من أمر الاهلية تت قدمي موضوع ،ودماء الاهلية
موضوعة ،وإن أول دم أضع من دمائنا ،دم ابن ربيعة بن الارث -كان مسترضعا ف
بن سعد ،فقتلته هذيل -وربا الاهلية موضوع ( ) 5وأول ربا أضع ربانا ،ربا عباس
بن عبد الطلب ،فإنه موضوع كله ،فاتقوا ال ف النساء فإنكم أخذتوهن بأمان ال ،
واستحللتم فروجهن بكلمة ال ،ولكم عليهن أن ل يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ،فإن
فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غي مبح ،ولن عليكم رزقهن وكسوتن بالعروف ،وقد
تركت فيكم ما لن تضلوا بعده ،إن اعتصمتم به :كتاب ال ،وأنتم تسألون عن ،فما
أنتم قائلون ؟ قالوا :نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ،فقال :بإصبعه السبابة (
) 6يرفعها إل السماء ينكتها إل الناس ،اللهم اشهد ،اللهم فاشهد ثلث مرات .ت
أذن ،ث أقام فصلى الظهر ،ث أقام فصلى العصر ،ول يصل بينهما ( هامش ) ( ) 1
كانت قريش ف الاهلية تقف بالشعر الرام ،وهو جبل بالزدلفة يقال له فرح .وقيل :
إن الشعر الرام كل الزدلفة ،وكان سائر العرب يتجاوزون الزدلفة ويقفون بعرفات ،
فظنت قريش أن النب صلى ال عليه وسلم يقف ف الشعر الرام على عادتم ول يتجاوزه
.فتجاوزه النب صلى ال عليه وسلم إل عرفات ،لن ال تعال أمره بذلك ف قوله تعال
" :ث أفيضوا من حيث أفاض الناس " أي سائر الناس العرب ،غي قريش وإنا كانت
قريش تقف بالزدلفة لنا من الرم ،وكانوا يقولون :نن أهل حرم ال ،فل نرج منه
) 2 ( .فأجاز :أي جاوز الزدلفة ول يقف با ،بل توجه إل عرفات " ) 3 ( .
فرحلت " أي جعل عليها الرحل " ) 4 ( .بطن الوادي " هو وادي عرفة " ) 5 ( .
موضوع " أي باطل " ) 6 ( .فقال بإصبعه السبابة " أي يقلبها و يرددها إل الناس
مشيا إليهم / ) . ( .صفحة / 646شيئا ( ) 1ث ركب رسول ال صلى ال عليه
520
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وسلم حت أتى الوقف فجعل بطن ناقته القصواء إل الصخرات ،وجعل جبل الشاة (
) 2بي يديه واستقبل القبلة .فلم يزل واقفا حت غربت الشمس ،وذهبت الصفرة قليل
حت غاب القرص ،وأردف أسامة خلفه .ودفع رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وقد
شنق ( ) 3للقصواء الزمام حت إن رأسها ليصيب مورك رجله ( ) 4ويقول بيده اليمن
( " : ) 5أيها الناس ،السكينة السكينة " كلما أتى جبل من البال أرخى لا قليل حت
تصعد ،حت أتى الزدلفة فصلى با الغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتي ،ول يسبح
بينهما شيئا .ث اضطجع رسول ال صلى ال عليه وسلم حت طلع الفجر وصلى الفجر
حي تبي له الصبح بأذان وإقامة .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 646
ث ركب القصواء ،حت أتى الشعر الرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبه وهلله ووحده ،
فلم يزل واقفا حت أسفر جدا .فدفع قبل أن تطلع الشمس ،وأردف الفضل بن عباس
وكان رجل حسن الشعر أبيض وسيما ( ) 6فلما دفع رسول ال صلى ال عليه وسلم
مرت به ظعن ( ) 7يرين فطفق الفضل ينظر إليهن ،فوضع رسول ال صلى ال عليه
وسلم يده على وجه الفضل فحول الفضل وجهه إل الشق الخر ينظر ،فحول رسول ال
صلى ال عليه وسلم يده من الشق الخر على وجه الفضل ،يصرف وجهه من الشق
الخر ينظر ،حت أتى بطن مسر .فحرك قليل ،ث سلك الطريق ( هامش ) ( " ) 1
فصلى الظهر ث قام فصلى العصر ول يصل بينهما ال " :فيه دليل على أنه يشرع المع
بي الظهر والعصر هناك ف ذلك اليوم ،وقد أجعت المة عليه ،واختلفوا ف سببه :
فقيل :بسبب النسك وهو مذهب أب حنيفة وبعض أصحاب الشافعي ،وقال أكثر
أصحاب الشافعي :هو بسبب السفر " ) 2 ( .جبل الشاة " أي متمعهم " ) 3 ( .
شنق " أي ضم وضيق " ) 4 ( .الورك " الوضع الذي يثن الراكب رجله عليه .قدام
واسطة الرحل ،إذا مل من الركوب " ) 5 ( .يقول بيده " أي يشي با قائل :الزموا
السكينة .وهي الرفق والطمأنينة " ) 6 ( .وسيما " أي جيل " ) 7 ( .الظعن " جع
ظعينة -وهي البعي الذي عليه امرأة ،ث سيت به الرأة مازا للبسها البعي / ) . ( .
521
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صفحة / 647الوسطى ( ) 1الت ترج على المرة الكبى ،حت أتى المرة الت عند
الشجرة فرماها بسبع حصيات يكب مع كل حصاة منها مثل حصى الذف ،رمى من
بطن الوادي ( . ) 2ث انصرف إل النحر فنحر ثلثا وستي بيده ث أعطى عليا فنحر ما
غب ( ) 3وأشركه ف هديه ،ث أمر من كل بدنة ببضعة ( ) 4فجعلت ف قدر ،
فطبخت فأكل من لمها وشربا من مرقها .ث ركب رسول ال صلى ال عليه وسلم ،
فأفاض إل البيت ( ) 5فصلى بكة الظهر .فأتى بن عبد اللك يسقون على زمزم ،فقال
" :انزعوا ( ) 6بن عبد الطلب ،فلول أن يغلبكم الناس على سقايتكم ( ) 7لنعت
معكم " .فناولوه دلوا فشرب منه .قال العلماء :واعلم أن هذا حديث عظيم مشتمل
على جل من الفوائد ،ونفائس من مهمات القواعد ،قال القاضي عياض :قد تكلم
الناس على ما فيه من الفقه .وأكثروا ،وصنف فيه أبو بكر بن النذر جزءا كبيا أخرج
فيه من الفقه مائة ونيفا وخسي نوعا .قال :ولو تقصى لزيد على هذا العدد قريب منه .
قالوا :وفيه دللة على أن غسل الحرام سنة للنفساء والائض ولغيزها ( ) 1قوله " ث
سلك الطريق الوسطى " فيه دليل على أن سلوك هذا الطريق ف الرجوع من عرفات سنة
.وهو غي الطريق الذي ذهب به إل عرفات .وكان قد ذهب إل عرفات من طريق "
ضب " ليخالف الطريق كما كان يعمل ف الروج إل العيدين ف مالفته طريق الذهاب
والياب ) 2 ( .قوله " :رمى من بطن الوادي " أي بيث تكون " من " و " عرفات "
و " الزدلفة " عن يينه و " مكة " عن يساره ) 3 ( .قوله " :فنحر ثلثا وستي ال "
فيه دليل على استحباب تكثي الدي وكان هدي النب صلى ال عليه وسلم ف تلك السنة
مائة بدنة و " غب " أي بقي ) 4 ( .البضعة :أي القطعة من اللحم " ) 5 ( .فأفاض
إل البيت " أي طاف بالبيت طواف الفاضة ،ث صلى الظهر " ) 6 ( .انزعوا " أي
استقوا بالدلء وانزعوها بالرشاء ( البال ) " ) 7 ( .فلول أن يغلبكم الناس على ال .
معناه لول خوف أن يعتقد الناس ذلك من مناسك الج ويزدحون عليه بيث يغلبونكم
ويدفعونكم عن الستقاء لستقيت معكم لكثرة فضيلة هذا الستقاء / ) . ( .صفحة
/ 648بالول .على استثفار الائض والنفساء وعلى صحة إحرامهما ،وأن يكون
الحرام عقب صلة فرض أو نفل ،وأن يرفع الحرم صوته بالتلبية ،ويستحب القتصار
522
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
على تلبية النب صلى ال عليه وسلم .فإذا زاد فل بأس ،فقد زاد عمر :لبيك ذا النعماء
والفضل السن ،لبيك مرهوبا منك ومرغوبا إليك .وأنه ينبغي للحاج القدوم أول إل
مكة ليطوف طواف القدوم وأن يستلم الركن -الجر السود -قبل طوافه ويرمل ف
الثلثة الشواط الول ،والرمل أسرع الشي مع تقارب الطا وهو البب ،وهذا الرمل
يفعله ما عدا الركني اليمانيي .ث يشي أربعا على عادته وأنه يأت بعد تام طوافه مقام
إبراهيم ويتلو " واتذوا من مقام إبراهيم مصلى " .ث يعل القام بينه وبي البيت ويصلي
ركعتي .ويقرأ فيهما ف الول -بعد الفاتة -سورة " الكافرون " وف الثانية -بعد
الفاتة -سورة " الخلص " .ودل الديث أنه يشرع له الستلم عند الروج من
السجد كما فعله عند الدخول .واتفق العلماء :على أن الستلم سنة .وأنه يسعى بعد
الطواف ويبدأ من الصفا ويرقى إل أعله ويقف عليه مستقبل القبلة ويذكر ال تعال بذا
الذكر
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 648
ويدعو ثلث مرات ويرمل ف بطن الوادي وهو الذي يقال له " بي اليلي " وهو -أي
الرمل -مشروع ف كل مرة من السبعة الشواط ل ف الثلثة الول كما ف طواف
القدوم بالبيت ،وأنه يرقى أيضا على الروة كما رقي على الصفا ويذكر ويدعو .وبتمام
ذلك تتم عمرته .فإن حلق أو قصر صار حلل .وهكذا فعل الصحابة الذين أمرهم
صلى ال عليه وسلم بفسخ الج إل العمرة .وأما من كان قارنا ،فإنه ل يلق ول يقصر
،ويبقى على إحرامه ث ف /صفحة / 649يوم التروية -وهو الثامن من ذي الجة -
يرم من أراد الج من حل من عمرته ويذهب هو ومن كان قارنا إل من ،والسنة أن
يصلي بن الصلوات المس ،وأن يبيت با هذه الليلة -وهي ليلة التاسع من ذي الجة
.ومن السنة كذلك أن ل يرج يوم عرفة من من إل بعد طلوع الشمس ،ول يدخل "
عرفات " إل بعد زوال الشمس .وبعد صلة الظهر والعصر جيعا ب " عرفات " فإنه صلى
ال عليه وسلم نزل بنمرة وليست من عرفات .ول يدخل صلى ال عليه وسلم الوقف
إل بعد الصلتي .ومن السنة أن يصلي بينهما شيئا ،وأن يطب المام الناس قبل الصلة
523
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
،وهذه إحدى الطب السنونة ف الج .والثانية -أي من الطب السنونة -يوم
السابع من ذي الجة يطب عند الكعبة بعد صلة الظهر .والثالثة -أي من الطب
السنونة -يوم النحر .والرابعة -يوم النفر الول .وف الديث سنن وآداب منها :أن
يعل الذهاب إل الوقف عند فراغه من الصلتي .وأن يقف -ف عرفات -راكبا
أفضل .وأن يقف عند الصخرات ،عند موقف النب صلى ال عليه وسلم ،أو قريبا منه .
وأن يقف مستقبل القبلة .وأن يبقي ف الوقف حت تغرب الشمس .ويكون ف وقوفه
داعيا ل عزوجل ،رافعا يديه إل صدره ،وأن يدفع بعد تقق غروب الشمس بالسكينة ،
ويأمر الناس با إن كان مطاعا .فإذا أتى الزدلفة نزل وصلى الغرب والعشاء جعا بأذان
واحد وإقامتي ،دون أن يتطوع بينهما شيئا من الصلوات .وهذا المع متفق عليه بي
العلماء .وإنا اختلفوا ف سببه .فقيل :أنه نسك ،وقيل :لنم مسافرون ،أي السفر
هو العلة لشروعية المع / .صفحة / 650ومن السنن :البيت بزدلفة ،وهو ممع
على أنه نسك وإنا اختلفوا ف كونه -أي البيت -واجبا أو سنة .ومن السنة ،أن
يصلي الصبح ف الزدلفة ث يدفع عنها بعد ذلك .فيأت الشعر الرام فيقف به ،ويدعو .
والوقوف عنده من الناسك :ث يدفع منه عند إسفار الفجر إسفارا بليغا ،فيأت بطن
مسر فيسرع السي فيه ،لنه مل غضب ال فيه على أصحاب الفيل .فلينبغي الناة فيه
.ول البقاء فيه .فإذا أتى المرة -وهي جرة العقبة -نزل ببطن الوادي رماها بسبع
حصيات ،كل حصاة كحبة الباقلء -أي الفول -يكب مع كل حصاة .ث ينصرف
بعد ذلك إل النحر فينحر -إن كان عنده هدى ث يلق بعد نره .ث يرجع إل مكة
فيطوف طواف الفاضة -وهو الذي يقال له طواف الزيارة .ومن بعده يل له كل ما
حرم عليه بالحرام ،حت وطء النساء .وأما إذا رمى جرة العقبة .ول يطف هذا
الطواف فإنه يل له كل شئ ماعد النساء .هذا هو هدي رسول ال صلى ال عليه وسلم
ف حجه والت به مقتد به ،صلى ال عليه وسلم ،ومتثل لقوله " :خذوا عن مناسككم
" وحجه صحيح .وإليك تفصيل هذه العمال وبيان آراء العلماء ،ومذهب كل منهم ،
ف كل عمل من أعمال الج .الواقيت الواقيت جع ميقات .كمواعيد وميعاد ،وهي
مواقيت زمانية ومواقيت مكانية / .صفحة / 651الواقيت الزمانية هي الوقات الت ل
524
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يصح شئ من أعمال الج إل فيها ،وقد بينها ال تعال ف قوله ( :يسألونك عن الهلة
قل هي مواقيت للناس والج ) وقال ( :الج أشهر معلومات ) أي وقت أعمال الج
أشهر معلومات .والعلماء ممعون :على أن الراد بأشهر الج شوال ،وذو القعدة .
واختلفوا ف ذي الجة .هل هو بكماله من أشهر الج ،أو عشر منه ؟ فذهب ابن
عمر ،وابن عباس ،وابن مسعود ،والحناف والشافعي ،وأحد ،إل الثان .وذهب
مالك إل الول .ورجحه ابن حزم فقال :قال تعال ( :الج أشهر معلومات ) .ول
يطلق على شهرين ،وبعض آخر أشهر .وأيضا ،فإن رمي المار -وهومن أعمال الج
-يعمل يوم الثالث عشر من ذي الجة ،وطواف الفاضة -وهو من فرائض الج -
يعمل ف ذي الجة كله بل خلف منهم ،فصح أنا ثلثة أشهر .وثرة اللف تظهر ،
فيما وقع من أعمال الج بعد النحر .فمن قال :إن ذا الجة كله من الوقت ،قال ل
يلزمه دم التأخي .ومن قال :ليس إل العشر منه قال :يلزمه من التأخي .الحرام بالج
قبل أشهره :ذهب ابن عباس ،وابن عمر ،وجابر ،والشافعي :إل أنه ل يصح الحرام
بالج إل ف أشهره ( . ) 1قال البخاري :وقال ابن عمر رضي ال عنهما :أشهر الج
شوال ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 651
وذو القعدة ،وعشر من ذي الجة .وقال ابن عباس رضي ال عنهما :من السنة ( ) 2
أن ل يرم بالج إل ف أشهر الج .وروى ابن جرير عن ابن عباس رضي ال عنهما قال
:ل يصح أن يرم أحد بالج ،إل ف أشهر الج ( .هامش ) ( ) 1وقالوا فيمن أحرم
قبلها أحل بعمرة ول يزئه عن إحرام الج ) 2 ( .قول الصحاب :من السنة كذا .
يعطي حكم الرفوع إل النب صلى ال عليه وسلم / ) . ( .صفحة / 652ويرى
الحناف ،ومالك ،وأحد :أن الحرام بالج قبل أشهره يصح مع الكراهة .ورجح
الشوكان الرأي الول ،فقال :إل أنه يقوي النع من الحرام قبل أشهر الج ،أن ال -
سبحانه -ضرب لعمال الج أشهرأ معلومة .والحرام عمل من أعمال الج .فمن
ادعى أنه يصح قبلها فعليه الدليل .الواقيت الكانية الواقيت الكانية :هي الماكن الت
525
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يرم منها من يريد الج أو العمرة .ول يوز لاج أو معتمر أن يتجاوزها ،دون أن يرم
.وقد بينها رسول ال صلى ال عليه وسلم :فجعل ميقات أهل الدينة " ذا الليفة "
( موضع بينه وبي مكة 450كيلومتر يقع ف شالا ) .ووقت ( ) 1لهل الشام "
الحفة " ( موضع ف الشمال الغرب من مكة بينه وبينها 187كيلومتر ،وهي قريبة من
" رابغ " و " رابغ " بينها وبي " مكة " 204كيلومتر :وقد صارت " رابغ " ميقات
أهل مصر والشام ،ومن ير عليها بعد ذهاب معال " جحفة " ) .وميقات أهل ند "
قرن النازل " ( جبل شرقي مكة يطل على عرفات ،بينه وبي مكة 94كيلومتر ) .
وميقات أهل اليمن " يلملم " ( جبل يقع جنوب مكة ،بينه وبينها 54كيلومتر ) .
وميقات أهل العراق " ذات عرق " ( موضع ف الشمال الشرقي لكة ،بينه وبينها 94
كيلومتر ) .وقد نظمها بعضهم فقال :وقد نظمها بعضهم فقال :عرق العراق يلملم
اليمن -وبذي الليفة يرم الدن ( هامش ) ( " ) 1وقت " :أي حدد / ) . ( .
صفحة / 653والشام جحفة إن مررت با -ولهل ند قرن فاستب هذه هي الواقيت
الت عينها رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وهي مواقيت لكل من مر با ،سواء كان من
أهل تلك الهات أم كان من جهة أخرى ( . ) 1وقد جاء ف كلمه صلى ال عليه
وسلم قوله " :هن لن ولن أتى عليهن من غيهن لن أراد الج أو العمرة " .أي إن
هذه الواقيت لهل البلد الذكورة ولن مربا .وإن ل يكن من أهل تلك الفاق العينة
فإنه يرم منها إذا أتى مكة قاصدا النسك .ومن كان بكة وأراد الج ،فميقاته منازل
مكة .وإن أراد العمرة ،فميقاته الل ،فيخرج إليه ويرم منه وأدن ذلك " التنعيم " .
ومن كان بي اليقات وبي مكة ،فميقاته من منله .قال ابن حزم :ومن كان طريقه
لتر بشئ من هذه الواقيت فليحرم من حيث شاء ،برا أو برا .الحرام قبل اليقات :
قال ابن النذر :أجع أهل العلم على أن من أحرم قبل اليقات أنه مرم ،وهل يكره ؟ قيل
:نعم ،لن قول الصحابة " وقت رسول ال صلى ال عليه وسلم لهل الدينة ذا الليفة
" يقضي بالهلل من هذه الواقيت ،ويقضي بنفي النقص والزيادة ،فإن ل تكن الزيادة
مرمة ،فل أقل من أن يكون تركها أفضل .الحرام تعريفه :هونية أحد النسكي :الج
،أو العمرة ،أو نيتهما معا :وهو ركن ( ،هامش ) ( ) 1فإذا أراد الشامي الج فدخل
526
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الدينة فميقاته ،ذو الليفة ،لجتيازه عليها ول يؤخر حت يأت " رابغ " الت هي ميقاته
الصلي ،فإن أخرأساء ولزمه دم عند المهور / ) . ( .صفحة / 654لقول ال تعال
( :وما أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له الدين ) وقول الرسول صلى ال عليه وسلم " :
إنا العمال بالنيات ،وإنا لكل امرئ ما نوى " .وقد سبق الكلم على حقيقة النية ( 1
) وأن ملها القلب :قال الكمال ابن المام :ول نعلم الرواة لنسكه صلى ال عليه وسلم
.روى واحد منهم :أنه سعه صلى ال عليه وسلم يقول " :نويت العمرة ،أو نويت
الج " .آدابه :للحرام آداب ينبغي مراعاتا ،نذكرها فيما يلي ) 1 ( :النظافة :
وتتحقق بتقليم الظافر ،وقص الشارب ونتف البط ،وحلق العانة ،والوضوء ،أو
الغتسال ،وهو أفضل ،وتسريح اللحية ،وشعر الرأس .قال ابن عمر رضي ال عنهما
:من السنة أن يغتسل ( ) 2إذا أراد الحرام ،وإذا أراد دخول مكة .رواه البزار ،
والدارقطن ،والاكم ،وصححه .وعن ابن عباس رضي ال عنهما :أن النب صلى ال
عليه وسلم قال " :إن النفساء والائض تغتسل ( ) 3وترم ،وتقضي الناسك كلها ،
غي أنا ل تطوف بالبيت حت تطهر " .رواه أحد ،وأبو داود ،والترمذي .وحسنه ( .
) 2التجرد :من الثياب الخيطة ولبس ثوب الحرام ،وها رداء يلف النصف العلى من
البدن ،دون الرأس ،وإزار يلف به النصف السفل منه ( .هامش ) ( " ) 1باب
الوضوء " من هذا الكتاب .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 654
( ) 2أي يغتسل بنية غسل الحرام ) 3 ( .قال الطاب :ف أمره عليه الصلة والسلم
الائض والنفساء بالغتسال :دليل على أن الظاهر أول بذلك .وفيه دليل على أن
الحدث إذا أحرم ،أجزأه أحرامه / ) . ( .صفحة / 655وينبغي أن يكونا أبيضي ،
فإن البيض أحب الثياب إل ال تعال .قال ابن عباس رضي ال عنهما :انطلق رسول
ال صلى ال عليه وسلم من الدينة بعد ما ترجل ،وادهن ،ولبس إزاره ورداءه ،هو
وأصحابه .الديث رواه البخاري ) 3 ( .التطيب :ف البدن والثياب ،وإن بقي أثره
عليه بعد الحرام ( . ) 1فعن عائشة رضي ال عنها قالت :كأن أنظر إل وبيض ( ) 2
527
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الطيب ف مفرق رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو مرم .رواه البخاري ،ومسلم .
ورويا عنها أنا قالت :كنت أطيب رسول ال صلى ال عليه وسلم لحرامه قبل أن
يرم ،ولله ( ) 3قبل أن يطوف بالبيت .وقالت " :كنا نرج مع رسول ال صلى ال
عليه وسلم إل مكة ،فننضح جباهنا بالسك عند الحرام ،فإذا عرقت إحدانا ،سال
على وجهها فياه النب صلى ال عليه وسلم فل ينهانا ،رواه أحد ،وأبو داود ) 4 ( .
صلة ركعتي :ينوي بما سنة الحرام ،يقرأ ف الول منهما بعد الفاتة سورة "
الكافرون " وف الثانية سورة " الخلص " .قال ابن عمر رضي ال عنهما :كان النب
صلى ال عليه وسلم يركع بذي الليفة ( ) 4ركعتي .رواه مسلم .وتزئ الكتوبة
عنهما ،كما أن الكتوبة تغن عن تية السجد .أنواع الحرام الحرام أنواع ثلثة 1 :
-قران - 2 .وتتع - 3 .وإفراد ( .هامش ) ( ) 1كرهه بعض العلماء ،والديث
حجة عليهم " ) 2 ( .وبيض " أي بريق " ) 3 ( .الراد بالحلل ،بعد الرمى " الذي
يل به الطيب وغيه ول ينع بعده ال من النساء كما سيأت " ) 4 ( .ذو الليفة " أي
الكان الذي أحرم منه النب صلى ال عليه وسلم / ) . ( .صفحة / 656وقد أجع
العلماء :على جواز كل واحد من هذه النواع الثلثة .فعن عائشة رضي ال عنها قالت
:خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم عام حجة الوداع .فمنا من أهل بعمرة ،
ومنامن أهل بج وعمرة ،ومنا من أهل بالج .وأهل رسول ال صلى ال عليه وسلم
بالج .فأما من أهل بعمرة ،فحل عند قدومه ،وأما من أهل بج ،أو جع بي الج
والعمرة ،فلم يل ،حت كان يوم النحر ،رواه أحد ،والبخاري ،ومسلم ،ومالك .
معن القران ( : ) 1أن يرم من عند اليقات بالج والعمرة معا .ويقول عند التلبية " :
لبيك بج وعمرة " .وهذا يقتضي بقاء الحرم على صفة الحرام إل أن يفرغ من أعمال
العمرة والج جيعا .أو يرم بالعمرة ،ويدخل عليها الج قبل الطواف ( ) 2معن
التمتع :والتمتع :هو العتمار ف أشهر الج ،ث يج من عامه الذي اعتمر فيه .وسي
تتعا ،للنتفاع بأداء النسكي ف أشهر الج ،ف عام واحد ،من غي أن يرجع إل بلده
.ولن التمتع يتمتع بعد التحلل من إحرامه با يتمتع به غي الحرم من لبس الثياب ،
والطيب ،وغي ذلك .وصفة التمتع :أن يرم من اليقات بالعمرة وحدها ،ويقول عند
528
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
التلبية " لبيك بعمرة " .وهذا يقتضي البقاء على صفة الحرام حت يصل الاج إل مكة ،
فيطوف بالبيت ،ويسعى بي الصفا والروة ،ويلق شعره أو يقصره ،ويتحلل فيخلع
( هامش ) ( ) 1سي بذلك ،لا فيه من القران والمع بي والعمرة ،بإحرام واحد ( .
) 2يطلق على هذا لفظ " تتع " ف الكتاب والسنة / ) . ( .صفحة / 657ثياب
الحرام ويلبس ثيابه العتادة ويأت كل ما كان قد حرم عليه بالحرام ،إل أن يئ يوم
التروية ،فيحرم من مكة بالج .قال ف الفتح :والذي ذهب إليه المهور :أن التمتع
أن يمع الشخص الواحد بي الج والعمرة ف سفر واحد ف أشهر الج ،ف عام
واحد ،وأن يقدم العمرة وأن يكون مكيا .فمت اختل شرط من هذه الشروط ل يكن
متمتعا .معن الفراد :والفراد أن يرم من يريد الج من اليقات بالج وحده ،ويقول
ف التلبية " :لبيك بج " ويبقى مرما حت تنتهي أعمال الج ،ث يعتمر بعد أن شاء .
أي أنواع النسك أفضل ؟ اختلف الفقهاء ف الفضل من هذه النواع ( . ) 1فذهبت
الشافعية إل أن الفراد والتمتع أفضل من القران ،إذ أن الفرد ،أو التمتع يأت بكل واحد
من النسكي بكمال أفعاله .والقارن يقتصر على عمل الج وحده .وقالوا -ف التمتع
والفراد -قولن :أحدها أن التمتع أفضل ،والثان أن الفراد أفضل .وقالت النفية :
القران أفضل من التمتع والفراد والتمتع ،أفضل من الفراد .وذهبت الالكية إل أن
الفراد أفضل من التمتع والقران .وذهبت النابلة إل أن التمتع أفضل من القران ،ومن
الفراد .وهذا هو القرب إل اليسر ،والسهل على الناس ( . ) 2
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 657
( هامش ) ( ) 1هذا الختلف مبن على اختلفهم ف حج رسول ال صلى ال عليه
وسلم .والصحيح أنه كان قارنا لنه كان قد ساق الدي ) 2 ( .ل سيما نن -
الصريي -وأمثالنا من ل يسوق معه هديا ،فإن ساق الدي كان القران أفضل / .
صفحة / 658وهو الذي تناه رسول ال صلى ال عليه وسلم لنفسه وأمر به أصحابه .
روى مسلم عن عطاء قال :سعت جابر بن عبد ال رضي ال عنه قال :أهللنا -
أصحاب ممد -صلى ال عليه وسلم بالج خالصا وحده ،فقدم النب صلى ال عليه
529
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وسلم صبح رابعة مضت من ذي الجة فأمرنا أن نل .قال " :حلوا وأصيبوا النساء "
ول يعزم عليهم ( ، ) 1ولكن أحلهن لم .فقلنا :لا ل يكن بيننا وبي عرفة إل خس
أمرنا نفضي إل نسائنا ،فنأت عرفة ،تقطر مذاكينا الن ؟ .فقام النب صلى ال عليه
وسلم فينا ،فقال " :قد علمتم أن أتقاكم ل ،وأصدقكم ،وأبركم ولو ل هديي لللت
كما تلون ،ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ل أسق الدي ،فحلوا " فحللنا ،
وسعنا ،وأطعنا .جواز اطلق الحرام من أحرم إحراما مطلقا ،قاصدا أداء ما فرض ال
عليه ،من غي أن يعي نوعا من هذه النواع الثلثة ،لعدم معرفته بذا التفصيل ،جاز
وصح إحرامه .قال العلماء :ولو أهل ولب -كما يفعل الناس -قصدا للنسك ،ول
يسم شيئا بلفظه ،ول قصد بقلبه ،لتتعا ولإفرادا ،ولقرانا ،صح حجه أيضا .وفعل
واحدا من الثلثة .طواف القارن والتمتع وسعيهما وانه ليس لهل الرم ال الفراد عن
ابن عباس أنه سئل عن متعة الج ؟ فقال :أهل الهاجرون ،والنصار ،وأزواج النب
صلى ال عليه وسلم ف حجة الوداع ،واهل لنا ،فلما قدمنا مكة ،قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم " :اجعلوا إهللكم عمرة إل من قلد الدي " فطفنا بالبيت وبالصفا
والروة ،وأتينا النساء ولبسنا الثياب .وقال " :من قلد الدي فإنه ل يل له حت يبلغ
الدي مله " ،ث ( هامش ) ( " ) 1ل يعزم عليهم " :أي ل يوجبه / ) . ( .صفحة
/ 659أمرنا عشية التروية أن نل بالج ،فإذا فرغنا من الناسك جئنا فطفنا بالبيت ،
وبالصفا والروة ،فقدت حجنا وعلينا الدي كما قال ال تعال ( :فمن تتع بالعمرة إل
الج فما استيسر من الدي فمن ل يد فصيام ثلثة أيام ف الج وسبعة إذا رجعتم ) إل
أمصاركم ( ) 1الشاة تزي .فجمعوا نسكي ف عام ،بي الج والعمرة ،فإن ال أنزله
ف كتابه وسنة نبيه صلى ال عليه وسلم ،وأباحه للناس غي أهل مكة ،قال ال تعال ( :
ذلك لن ل يكن أهله حاضري السجد الرام ) .وأشهر الج الت ذكر ال تعال :شوال
،وذو القعدة وذو الجة .فمن تتع ف هذه الشهر فعليه دم أو صوم .رواه البخاري .
- 1وف هذا الديث دليل على أن أهل الرم ل متعة لم ول قران ( ، ) 2وأنم
يجون حجا مفردا ويعتمرون عمرة مفردة .وهذا مذهب ابن عباس وأب حنيفة لقول ال
تعال ( :ذلك لن ل يكن أهله حاضري السجد الرام ) .واختلفوا ف من هم حاضر
530
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والسجد الرام .فقال مالك :هم أهل مكة بعينها ،وهو قول العرج واختاره
الطحاوي ،ورجحه .وقال ابن عباس وطاوس وطائفة :هم أهل الرم .قال الافظ :
وهو الظاهر .وقال الشافعي :من كان أهله على أقل مسافة تقصر فيها الصلة .واختاره
ابن جرير .وقالت الحناف من كان أهله باليقات أو دونه .والعبة بالقام ل بالنشأ .
- 2وفيه :أن على التمتع أن يطوف ويسعى للعمرة أول :ويغن هذا عن طواف القدوم
الذي هو طواف التحية ث يطوف طواف الفاضة بعد الوقوف بعرفة ،ويسعى كذلك
بعده ( .هامش ) ( " ) 1أمصاركم " أي أوطانكم ) 2 ( .يرى مالك ،والشافعي ،
وأحد :أن للمكي أن يتمتع ويقرن ،بدون كراهة ،ولشئ عليه / ) . ( .صفحة
/ 660أما القارن فقد ذهب المهور من العلماء :إل أنه يكفيه عمل الج ،فيطوف
طوافا واحدا ( ) 1ويسعى سعيا واحدا للحج والعمرة ،مثل الفرد ( - 1 . ) 2فعن
جابر رضي ال عنه ،قال :قرن رسول ال صلى ال عليه وسلم الج والعمرة .وطاف
لما طوافا واحدا .رواه الترمذي وقال :حديث حسن - 2 .وعن ابن عمر أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم قال " :من أهل بالج والعمرة ،أجزأه طواف واحد وسعي
واحد " .رواه الترمذي .وقال :حسن صحيح غريب ،وخرجه الدارقطن وزاد " :ول
يل منهما حت يل منهما جيعا " - 3 .وروى مسلم :أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال لعائشة " طوافك بالبيت ،وبي الصفا والروة يكفيك لجك وعمرتك " .
وذهب أبو حنيفة :إل أنه لبد من طوافي وسعيي .والول أول لقوة أدلته - 4 .وف
الديث :أن على التمتع والقارن هديا ،وأقله شاة ،فمن ل يد هديا فليصم ثلثة أيام
ف الج ،وسبعة إذا رجع إل أهله
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 660
والول أن يصوم اليام الثلثة ف العشر من ذي الجة قبل يوم عرفة .ومن العلماء من
جوز صيامها من أول شوال .منهم :طاوس ،وماهد .ويرى ابن عمر رضي ال عنهما
أن يصوم قبل يوم التروية ويوم التروية ،ويوم عرفة .فلول يصمها ،أو يصم بعضه قبل
العيد ،فله أن يصومها ف أيام التشريق لقول عائشة وابن عمر رضي ال عنهما :ل
531
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يرخص ف أيام التشريق أن يصمن ،إل لن ل يد الدي .رواه البخاري .وإذا فاته
صيام اليام الثلثة ف الج ،لزمه قضاؤها ( .هامش ) ( ) 1أي طواف الفاضة بعد
الوقوف بعرفة ) 2 ( .والفرق بينهما أنه ف حالة القرن يقرن بينهما ف نيته عند الحرام
/ ) . ( .صفحة / 661وأما السبعة اليام .فقيل :يصومها إذا رجع إل وطنه .وقيل
إذا رجع إل رحله .وعلى الرأي الخي يصح صومها ف الطريق .هو مذهب ماهد ،
وعطاء .ول يب التتابع ف صيام هذه اليام العشرة .وإذا نوى وأحرم شرع له أن يلب
.التلبية ( ) 1حكمها :أجع العلماء على :أن التلبية مشروعة .فعن أم سلمة رضي ال
عنها قالت :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :يا آل ممد ،من حج منكم
فليهل ( ) 2ف حجه " أو ( " ) 3حجته " رواه أحد ،وابن حبان .وقد اختلفوا ف
حكمها ،وف وقتها ،وف حكم من أخرها .فذهب الشافعي ،وأحد :إل أنا سنة ،
وأنه يستحب اتصالا بالحرام .فلو نوى النسك ول يلب ،صح نسكه ،دون أن يلزمه
شئ لن الحرام عندها ينعقد بجرد النية .ويرى الحناف :أن التلبية ،أو ما يقوم
مقامها -ما هو ف معناها كالتسبيح ،وسوق الدي -شرط من شروط الحرام ،فلو
أحرم ،ول يلب أو ل يسبح ،أو ل يسق الدي فل إحرام له .وهذا مبن :على أن
الحرام عندهم مركب من النية وعمل من أعمال الج .فإذا نوى الحرام وعمل عمل
من أعمال النسك ،فسبح ،أو هلل ،أو ساق الدي ول يلب ،فإن إحرامه ينعقد ،
ويلزمه بترك التلبية دم ( .هامش ) ( ) 1التلبية :من " لبيك " بنلة التهليل من " ل إله
إل ال " ( " ) 2فليهل " أي ليفع صوته بالتلبية ) 3 ( .أو ( للشك ) ( / ) .صفحة
/ 662ومشهور مذهب مالك :انا واجبة ،يلزم يتركها أو ترك اتصالا بالحرام مع
الطول دم .لفظها :روى مالك عن نافع عن ابن عمر رضي ال عنهما :أن تلبية رسول
ال صلى ال عليه وسلم " :لبيك ( ) 1اللهم لبيك ،لبيك ل شريك لك لبيك ،إن
المد لك والنعمة لك واللك ،ل شريك لك " .قال نافع :وكان عبد ال بن عمر
رضي ال عنهما يزيد فيها " لبيك ،لبيك ،لبيك وسعديك ( ) 2والي بيديك ،لبيك
والرغباء ( ) 3إليك ،والعمل " ،وقد استحب العلماء القتصار على تلبية رسول ال
صلى ال عليه وسلم واختلفوا ف الزيادة عليها .فذهب المهور :إل أنه ل بأس بالزيادة
532
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عليها ،كما زاد ابن عمروكما زاد الصحابة والنب صلى ال عليه وسلم يسمع ول يقول
لم شيئا ،رواه أبو داود ،والبيهقي .وكره مالك ،وأبو يوسف :الزيادة على تلبية
رسول ال صلى ال عليه وسلم .فضلها - 1 :روى ابن ماجة عن جابر رضي ال عنه
قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :مامن مرم يضحي يومه ( ) 4يلب حت
تغيب الشمس ،إل غابت ذنوبه فعاد كما ولدته أمه " - 2 .وعن أب هريرة قال ،قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم " :منا ( هامش ) ( ) 1قال الزمشري :معن لبيك :
أي دواما على طاعتك ،وإقامة عليها مرة بعد أخرى ،من " لب " بالكان ،و " ألب "
.إذا أقام به ) 2 ( .وسعديك :أي إسعاد بعد إسعاد ،من الساعدة والوافقة على الشئ
" ) 3 ( .الرغباء " أي الطلب والسألة .والعن الرغبة إل من بيده الي .وهو القصود
بالعمل " ) 4 ( .يضحي " أي يظل يومه ( / ) .صفحة / 663أهل مهل قط ،إل
بشر ،ولكب مكب قط إل بشر " .قيل :يا نب ال :بالنة ؟ قال " :نعم " .رواه
الطبان ،وسعد بن منصور - 3 .وعن سهل بن سعد ،أن النب صلى ال عليه وسلم
قال " :ما من مسلم يلب إل لب من عن يينه وشاله ،من حجر ،أو شجر ،أو مدر (
) 1حت تنقطع الرض من هاهنا وهاهنا " .رواه ابن ماجه ،والبيهقي ،والترمذي
والاكم ،وصححه .استحباب الهر با - 1 :عن زيد بن خالد ،أن النب صلى ال
عليه وسلم قال " :جاءن جبيل عليه السلم فقال :مر أصحابك فليفعوا أصواتم
بالتلبية ،فإنا من شعائر الج " .رواه ابن ماجة ،وأحد ،وابن خزية ،والاكم ،وقال
:صحيح السناد - 2 .وعن أب بكر رضي ال عنه ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
سئل :أي الج أفضل ؟ فقال " :العح ( ) 2والثج ( . " ) 3رواه الترمذي ،وابن
ماجه - 3 .وعن أب حازم قال :كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 663
إذا أحرموا ،ل يبلغوا الروحاء حت تبح ( ) 4أصواتم .وقد استحب المهور رفع
الصوت بالتلبية ،لذه الحاديث :وقال مالك :ل يرفع ( اللب ) الصوت ف مسجد
الماعات بل يسمع نفسه ومن يليه ،إل ف مسجد من والسجد الرام ،فإنه يرفع صوته
533
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فيهما .وهذا بالنسبة للرجال :أما الرأة فتسمع نفسها ومن يليها ،ويكره لا أن ترفع
صوتا أكثر من ذلك ( .هامش ) ( " ) 1الدر " أي الصى " ) 2 ( .العج " رفع
الصوت بالتلبية " ) 3 ( .الثج " نر الدي " ) 4 ( .تبح " أي تغلظ وتش ( / ) .
صفحة / 664وقال عطاء :يرفع الرجال أصواتم .وأما الرأة فتسمع نفسها ،ول ترفع
صوتا .الواطن الت تستحب التلبية فيها :تستحب التلبية ف مواطن :عند الركوب ،أو
النول ،وكلما عل شرفا ( ) 1أو هبط واديا ( ، ) 2أو لفي ركبا ،وف دبر كل صلة
،وبالسحار .قال الشافعي :ونن نستحبها على كل حال .وقتها :يبدأ الحرم بالتلبية
من وقت الحرام ،إل رمي جرة العقبة يوم النحر ،باول حصاة ث يقطعها .فإن رسول
ال صلى ال عليه وسلم ،ل يزل يلب حت بلغ المرة .رواه الماعة .وهذا مذهب
الثوري ،والحناف ،والشافعي وجهور العلماء .وقال أحد ،وإسحاق :يلب حت
يرمي المرات جيعها ،ث يقطعها .وقال مالك :يلب حت تزول الشمس من يوم عرفة
ث يقطعها .هذا بالنسبة للحج .وأما العتمر فيلب حت يستلم الجر السود .فعن ابن
عباس رضي ال عنهما :أن النب صلى ال عليه وسلم كان يسك عن التلبية ف العمرة إذا
استلم الجر .رواه الترمذي ،وقال :حديث حسن صحيح والعمل عليه عند أكثر أهل
العلم ( . ) 3استحباب الصلة على النب صلى ال عليه وسلم والدعاء بعدها :عن
القاسم بن ممد بن أب بكر ،قال :يستحب للرجل -إذا فرغ من تلبينه -أن يصلي
على النب صلى ال عليه وسلم .وكان النب صلى ال عليه وسلم إذا فرغ من تلبيته سأل
ال مغفرته ورضوانه ،واستعقه من الناس .رواه الطبان وغيه ( .هامش ) ( " ) 1
الشرف " الكان الرتفع " ) 2 ( .الوادي " الكان النخفض ) 3 ( .قال إذا أحرم من
اليقات قطع التلبية بدخول الرم .وإن أحرم من العرانة أو التنعيم قطعها إذا دخل بيوت
مكة ( / ) .صفحة / 665ما يباح للمحرم ) 1 ( .الغتسال وتغيي الرداء والزار :
فعن إبراهيم النخعي قال :كان أصحابنا إذا أتوا بئرا ميمون اغتسلوا ،ولبسوا أحسن
ثيابم .وعن ابن عباس رضي ال عنهما :أنه دخل حام الحفة وهو مرم .قيل له :
أتدخل المام وأنت مرم ؟ فقال :إن ال ما يعبأ ( ) 1بأوساخنا شيئا .وعن جابر
رضي ال عنه قال :يغتسل الحرم ،ويغسل ثوبه .وعن عبد ال بن حني :أن ابن عباس
534
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
،والسور بن مرمة اختلفا بالبواء ( ) 2فقال ابن عباس :يغسل الحرم رأسه .وقال
السور :ل يغسل الحرم رأسه ،قال :فأرسلن ابن عباس إل أب أيوب النصاري ،
فوجدته يغتسل بي القرني ( ، ) 3وهو يستر بثوب ،فسلمت عليه ،فقال :من هذا ؟
فقلت :أنا عبد ال بن حني .أرسلن اليك ابن عباس يسألك :كيف كان رسول ال
صلى ال عليه وسلم يغتسل ،وهو مرم ؟ قال :فوضع أبو أيوب يده على الثوب فطأطأه
( ) 4حت بدا ل رأسه ث قال :النسان يصب عليه الاء :أصبب ،فصب على رأسه ،
ث حرك رأسه بيده ،فأقبل بما ،وأدبر فقال :هكذا رأيته صلى ال عليه وسلم يفعل .
رواه الماعة ،إل الترمذي .وزاد البخاري ف رواية :فرجعت اليهما فأخبتما ،فقال
السور لبن عباس :ل أماريك ( ) 5أبدا .قال الشوكان :والديث يدل على جواز
الغتسال للمحرم ،وتغطية الرأس باليد حاله -أي حال الغتسال .قال ابن النذر :
أجعوا :على أن للمحرم أن يغتسل من النابة ،واختلفوا فيما عدا ذلك ( .هامش ) (
" ) 1ما يعبأ " :أي ل يصنع " ) 2 ( .البواء " :اسم مكان " ) 3 ( .القرني " قرن
البئر " ) 4 ( .طأطأ " :أي أزاله عن رأسه " ) 5 ( .أماريك " أي أجادلك ( / ) .
صفحة / 666وروى مالك ف الوطأ عن نافع :أن ابن عمر رضي ال عنهما كان ل
يغسل رأسه وهو مرم ،إل من الحتلم .وروي عن مالك :أنه كره للمحرم أن يغطي
رأسه ف الاء .ويوز استعمال الصابون وغيه من كل ما يزيل الوساخ ،كالشنان
والسدر ( ) 1والطمي .وعند الشافعية والنابلة ،يوز أن يغتسل بصابون له رائحة ،
وكذلك يوز نقض الشعر وامتشاطه ،وقد أمر النب صلى ال عليه وسلم عائشة فقال " :
انقضي رأسك وامتشطي " .رواه مسلم .قال النووي :نقض الشعر والمتشاط جائزان
عندنا ف الحرام بيث ل ينتف شعرا ،ولكن يكره المتشاط إل لعذر ،ول بأس بمل
متاعه على رأسه ) 2 ( .لبس التبان :وروى البخاري ،وسعيد بن منصور عن عائشة :
أنا كانت ل ترى بالتبان بأسا للمحرم ( ) 2
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 666
535
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( ) 3تغطية وجهه :روى الشافعي ،وسعيد بن منصور ،عن القاسم ،قال :كان
عثمان بن عفان ،وزيد بن ثابت ،ومروان بن الكم يمرون ( ) 3وجوههم وهم
مرمون .وعن طاوس :يغطي الحرم وجهه من غبار ،أو رماد .وعن ماهد قال :
كانوا إذا هاجت الريح غطوا وجوههم ،وهم مرمون ( .هامش ) ( " ) 1السدر " :
ورق النبق " ) 2 ( .التبان " سروال قصي ،قال الافظ :هذا رأي رأته عائشة ،
والكثرون على أنه ل فرق بي التبان والسراويل ،ف منعه للمحرم " ) 3 ( .يمرون "
أي يسترون ( / ) .صفحة ) 4 ( / 667لبس الفي للمرأة :لا رواه أبو داود ،
والشافعي عن عائشة :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد كان رخص للنساء ف
الفي ) 5 ( .تغطية رأسه ناسيا :قالت الشافعية :ل شئ على من غطى رأسه ناسيا ،
أو لبس قميصه ناسيا .وقال عطاء :لشئ عليه ،ويستغفر ال تعال .وقالت الحناف :
عليه الفدية .وكذلك اللف فيما إذا تطيب ناسيا ،أو جاهل .وقاعدة الشافعية :أن
الهل والنسيان ،عذر ينع وجوب الفدية ف كل مظور ،ما ل يكن إتلفا كالصيد ،
وكذلك الق والقلم ( ، ) 1على الصح عندهم .وسيأت ذلك ف موضعه ) 6 ( .
الجامة ،وفق ء الدمل ،ونزع الضرس ،وقطع العرق :قد ثبت أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم احتجم وهو مرم وسط رأسه ( ) 2وقال مالك :ل بأس للمحرم أن يفقأ
الدمل ،ويربط الرح ،ويقطع العرق إذا احتاج .وقال ابن عباس رضي ال عنهما :
الحرم ينع ضرسه ،ويفقأ القرحة .قال النووي :إذا أراد الحرم الجامة لغي حاجة ،
فإن تضمنت قطع شعر فهي حرام ،لقطع الشعر ،وإن ل تتضمنه جازت عند المهور ،
وكرهها مالك .وعن السن :فيها الفدية ،وإن ل يقطع شعرا .وإن كان لضرورة جاز
قطع الشعر وتب الفدية .وخص أهل الظاهر الفدية بشعر الرأس ( .هامش ) ( " ) 1
القلم " :أي قص الظافر ) 2 ( .قال ابن تيمية :ل يكن ذلك إل مع حلق بعض الشعر
( / ) .صفحة ) 7 ( / 668حك الرأس والسد :فعن عائشة رضي ال عنها :أنا
سئلت عن الحرم يك جسده ؟ قالت :نعم ،فليحككه وليشدد .رواه البخاري ،
ومسلم ،ومالك .وزاد :ولو ربطت يداي ول أجد إل رجلي لككت .وروي مثل
ذلك عن ابن عباس ،وجابر وسعيد بن جبي ،وعطاء ،وإبراهيم النخعي ) 9 ، 8 ( .
536
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
النظر ف الرآة وشم الريان :روى البخاري عن ابن عباس رضي ال عنهما قال :الحرم
يشم الريان وينظر ف الرآة ،ويتداوى بأكل الزيت والسمن .وعن عمربن عبد العزيز :
أنه كان ينظر فيها وهو مرم ،ويتسوك وهو مرم .وقال ابن النذر :أجع العلماء على
أن للمحرم أن يأكل الزيت والشحم والسمن ،وعلى أن الحرم منوع من استعمال
الطيب ف جيع بدنه .وكره الحناف والالكية الكث ف مكان فيه روائح عطرية ،سواء
أقصد شها أم ل يقصد .وعند النابلة والشافعية :إن قصد حرم عليه ،وإل فل .وقال
الشافعية :ويوز أن يلس عند العطار ف موضع يبخر ،لن ف النع من ذلك مشقة ،
ولن ذلك ليس بطيب مقصود .والستحب أن يتوقى ذلك إل أن يكون ف موضع قربة ،
كاللوس عند الكعبة وهي تمر ،فل يكره ذلك ،لن اللوس عندها قربة ،فل
يستحب تركها لمر مباح .وله أن يمل الطيب ف خرقة أو قارورة ول فدية عليه ( .
) 11 ، 10شد الميان ف وسط الحرم ليحفظ فيه نقوده ونقود غيه ولبس الات .قال
ابن عباس :ل بأس بالميان ،والات ،للمحرم / .صفحة ) 12 ( / 669الكتحال :
قال ابن عباس رضي ال عنهما :يكتحل الحرم بأي كحل إذا رمد ،ما ل يكتحل بطيب
،ومن غي رمد .وأجع العلماء على جوازه للتداوي لللزينة ) 13 ( .تظلل الحرم
بظلة أو خيمة أو سقف ونو ذلك :قال عبد ال بن عامر :خرجت مع عمر رضي ال
عنه فكان يطرح النطع على الشجرة ،فيستظل به وهو مرم ،أخرجه ابن أب شيبة .
وعن أم الصي رضي ال عنها قالت :حججت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم
حجة الوداع ،فرأيت أسامة بن زيد ،وبلل ،وأحدها آخذ بطام ناقة النب صلى ال
عليه وسلم ،والخر رافع ثوبه يستره من الر ،حت رمى جرة العقبة .أخرجه أحد ،
ومسلم .وقال عطاء :يستظل الحرم من الشمس ،ويستكن من الريح والطر .وعن
ابراهيم النخعي :أن السود بن يزيد ،طرح على رأسه كساء يستكن ،به من الطر ،
وهو مرم ) 14 ( .الضاب بالناء :ذهبت النابلة إل أنه ل يرم على الحرم ،ذكرا
كان أو انثى ،الختضاب بالناء ،ف أي جزء من البدن ما عدا الرأس .وقالت الشافعية
:يوز للرجل الضاب بالناء حال الحرام ف جيع أجزاء جسده ،ما عدا اليدين
537
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والرجلي ،فيحرم خضبهما بغي حاجة ،وكذا ل يغطي رأسه بناء ثخينة .وكرهوا
للمرأة الضاب بالناء حال الحرام إل إذا كانت معتدة من
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 669
وفاة ،فيحرم عليها ذلك ،كما يرم عليها الضاب إذا كان نقشا ،ولو كانت معتدة .
/صفحة / 670وقالت الحناف والالكية :ل يوز للمحرم أن يتضب بالناء ف أي
جزء من البدن سواء أكان رجل أم امرأة ،لنه طيب ،والحرم منوع من التطيب .وعن
خولة بنت حكيم عن أمها ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال لم سلمة " ل تطيب وأنت
مرمة ،ول تسي الناء فإنه طيب " .رواه الطبان ف الكبي ،والبيهقي ف العرفة ،
وابن عبد الب ف التمهيد ) 15 ( .ضرب الادم للتأديب :فعن أساء بنت أب بكر قالت
" :خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم حجاجا ،حت إذا كنا بالعرج ( ، ) 1
فنل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ونزلنا ،فجلست عائشة إل جنب رسول ال صلى
ال عليه وسلم وجلست إل جنب أب بكر ،وكانت زمالة ( ) 2رسول ال صلى ال
عليه وسلم وزمالة أب بكر واحدة ،مع غلم لب بكر ،فجلس أبو بكر ينتظر أن يطلع
الغلم ،فطلع ،وليس مع بعيه ،فقال :أين بعيك ؟ قال :أضللته البارحة .فقال ابو
بكر :بعي واحد تضلله ؟ فطفق يضربه ،ورسول ال صلى ال عليه وسلم يبتسم ،
ويقول " :انظروا لذا الحرم ما يصنع " ؟ فما يزيد رسول ال صلى ال عليه وسلم على
أن يقول " :انظروا لذا الحرم ما يصنع " .ويبتسم .رواه أحد ،وأبو داود ،وابن
ماجه ) 16 ( .قتل الذباب والقراد والنمل :فعن عطاء :أن رجل سأله عن القرادة
والنملة تدب عليه وهو مرم ،فقال :ألق عنك ما ليس منك .وقال ابن عباس رضي ال
عنهما :ل بأس أن يقتل الحرم القرادة واللمة ( . ) 3ويوز نزع القراد من البعي
للمحرم ( .هامش ) ( " ) 1العرج " :اسم موضع بي مكة والدينة " ) 2 ( .الزمالة "
:أداة السافر وما يكون معه من السفر " ) 3 ( .اللمة " أكب القراد ( / ) .صفحة
/ 671فعن عكرمة :أن ابن عباس أمره أن يقرد ( ) 1بعيا وهو مرم ،فكره ذلك
عكرمة ،قال :قم فانره ،فنحره ،قال :ل أم لك ( ، ) 2كم قتلت فيها من قرادة ،
538
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وحلمة ،وحنانة ( ) 17 ( ) 3قتل الفواسق المس وكل ما يؤذي :فعن عائشة
قالت ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :خس من الدواب كلهن فاسق ( ) 4
يقتلن ف الرم ( : ) 5الغراب ،والدأة ،والعقرب .والفأرة ،والكلب العقور " .
رواه مسلم ،والبخاري ،وزاد " الية " .وقد اتفق العلماء على إخراج غراب الزرع ،
وهو الغراب الصغي الذي يأكل الب .ومعن الكلب العقور :كل ما عقر الناس
وأخافهم ،وعدا عليهم ،مثل السد ،والنمر ،والفهد والذئب .لقول ال تعال " :
يسألونك ماذا أحل لم قل أحل لكم الطيبات ،وما علمتم من الوارح ( ) 6مكلبي (
) 7تعلمونن ما علمكم ال " فاشقها من الكلب .وقالت الحناف :لفظ " الكلب "
قاصر عليه ،ل يلحق به غيه ف هل الكم سوى الذئب .قال ابن تيمية :وللمحرم أن
يقتل ما يؤذي -بعادته -الناس ،كالية ،والعقرب ،والفأرة ،والغراب ،والكلب
العقور ( .هامش ) ( " ) 1يقرد " أي ينع " ) 2 ( .ل أم لك :سب وذم ،وقد
يكثر على اللسنة ول يقصد به الذم " ) 3 ( .المنانة " :أقل من اللمة ) 4 ( .سيت
بذا السم لروجها عن حكم غيها من اليوانات ،ف تري قتل الحرم لا ،فإن الفسق
معناه الروج .وقيل :إنا وصفت بذا الوصف لروجها عن غيها من اليوانات ،ف
حل أكله ،أو لروجها عن حكم غيها باليذاء ،والفساد ،وعدم النتفاع ) 5 ( .
والل أيضا .وهو رواية مسلم " ) 6 ( .الوارح " :الكواسب الت تصاد ،وهي سباع
البهائم والطي كالكب ،والصقر " ) 7 ( .مكلبي " :أي معلمي / .صفحة / 672
وله أن يدفع ما يؤذيه من الدميي ،والبهائم ،حت ولو صال عليه أحد ول يندفع إل
بالقتال قاتله .فأن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من قتل دون ماله فهو شهيد ،ومن
قتل دون دمه فهو شهيد ،ومن قتل دون دينه فهو شهيد ،ومن قتل دون حرمته فهو
شهيد " .قال :وأذا قرصته الباغيث والقمل ،فله إلقاؤها عنه ،وله قتلها ،ول شئ
عليه ،وإلقاؤها أهون من قتلها .وكذلك ما يتعرض له من الدواب فينهى عن قتله ،وإن
كان ف نفسه مرما ،كالسد ،والفهد ،فإذا قتله فل جزاء عليه ف أظهر قول العلماء .
وأما التفلي بدون التأذي ،فهو من الترفه فل يفعله ،ولو فعله فل شئ عليه .مظورات
الحرام حظر الشارع على الحرم أشياء ،وحرمها عليه ،نذكرها فيما يلي - 1 :
539
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الماع ودواعيه ،كالتقبيل ،واللمس لشهوة ،وخطاب الرجل الرأة فيما يتعلق بالوطء .
- 2اكتساب السيئات ،واقتراف العاصي الت ترج الرء عن طاعة ال - 3 .الخاصمة
مع الرفقاء والدم وغيهم .والصل ف تري هذه الشياء ،قول ال تعال ( :فمن فرض
فيهن
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 672
الج فل رفث ول فسوق ول جدال ( ) 1ف الج ) .وروى البخاري ،ومسلم ،عن
أب هريرة :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من حج ول يرفث ،ول يفسق ،رجع
من ذنوبه كيوم ولدته أمه " ( .هامش ) ( ) 1الدال النهي عنه هنا :هو الدال بغي
علم ،أو الدال ف باطل ،أما الدال ف طلب الق فهو مستحب أو واجب ( وجادلم
بالت هي أحسن / ) .صفحة - 4 / 673لبس الخيط ( ) 1كالقميص والبنس
والقباء ( ) 2والبة والسراويل ،أو لبس الحيط كالعمامة ،والطربوش ونو ذلك ما
يوضع على الرأس .وكذلك يرم لبس الثوب الصبوغ با له رائحة طيبة ،كما يرم لبس
الف والذاء ( . ) 3فعن ابن عمر رضي ال عنهما :أن النب صلى ال عليه وسلم قال
" :ل يلبس الحرم القميص ،ول العمامة ،ول البنس ( ) 4ول السراويل ،ول ثوبا
مسه ورس ( ، ) 5ول زعفران ،ول الفي ،إل أل يد نعلي فليقطعهما حت يكونا
أسفل من الكعبي " .رواه البخاري ،ومسلم .وقد أجع العلماء على أن هذا متص
بالرجل .أما الرأة فل تلحق به ،ولا أن تلبس جيع ذلك ،ول يرم عليها إل الثوب
الذي مسه الطيب والنقاب ( ) 6والقفازان ( . ) 7لقول ابن عمر رضي ال عنهما :
نى النب صلى ال عليه وسلم النساء ف إحرامهن عن القفازين والنقاب ،وما مس الورس
،والزعفران من الثياب ،ولتلبس بعد ذلك ما أحبت من ألوان الثياب ،من معصفر (
) 8أو خز ( ، ) 9أو حلي ( ، ) 10أو سراويل أو قميص ،أو خف .رواه أبوه داود
،والبيهقي ،والاكم ورجاله رجال الصحيح .قال البخاري :ولبست عائشة الثياب
العصفرة وهي مرمة ،وقالت :ل تلثم ،ول تتبقع ،ول تلبس ثوبا بورس ول زعفران .
وقال جابر :ل أرى العصفر طيبا .ول تر عائشة بأسا باللي ،والثوب السود ،والورد
540
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
،والف للمرأة وعند البخاري ،وأحد عنه :أن النب صلى ال عليه وسلم قال :
( هامش ) ( ) 1الخيط :ما لبس على قدر العضو " ) 2 ( .القباء " :القفطان ( .
" ) 3الذاء " ف اللغة العامية الصرية :الزمة ،أو الكندرة " ) 4 ( .البنس " :كل
ثواب رأسه منه " ) 5 ( .الورس " :نبت أصفر طيب الريح يصبغ به " ) 6 ( .النقاب
" :ما يستر الوجه كالبقع " ) 7 ( .القفازان " :الوانت " ) 8 ( .العصفر " :
الصبوغ بالعصفر " ) 9 ( .الز " :نوع من الرير " ) 10 ( .حلي " ما تتزين به
الرأة ( / . ) .صفحة " / 674ل تنتقب الرأة الحرمة ،ول تلبس القفازين " .وف
هذا دليل على أن إحرام الرأة ف وجهها وكفيها :قال العلماء :فإن سترت وجهها بشئ
فل باس ( . ) 1ويوز ستره عن الرجل بظلة ونوها ،ويب ستره إذا خيفت الفتنة من
النظر .قالت عائشة :كان الركبان يرون بنا ،ونن مع رسول ال صلى ال عليه وسلم
مرمات ،فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبانا ( ) 2على وجهها ،فإذا جاوزوا بنا
كشفناه .رواه أبو داود ،وابن ماجه .ومن قال بواز سدل الثوب :عطاء ،ومالك ،
والثوري ،والشافعي ،وأحد ،وإسحاق .الرجل الذي ل يد الزار ول الرداء ول
النعلي :من ل يد الزار والرداء ،أو النعلي لبس ما وجده .فعن ابن عباس رضي ال
عنهما :أن النب صلى ال عليه وسلم خطب بعرفات وقال " :إذا ل يد السلم إزارا
فليلبس السراويل ،وإذا ل يد النعلي فليلبس الفي ( . " ) 3رواه أحد ،والبخاري ،
ومسلم .وف رواية لحد ،عن عمرو بن دينار :أن أبا الشعثاء أخبه عن ابن عباس
رضي ال عنهما أنه سع النب صلى ال عليه وسلم -وهو يطب -يقول " :من ل يد
إزارا ووجد سراويل فليلبسها ،ومن ل يد نعلي ووجد خفي فليلبسهما " .قلت :ول
يقل ليقطعهما ؟ قال :ل .وإل هذا ذهب أحد فأجاز للمحرم لبس الف والسراويل ،
للذي ل يد النعلي والزار ،على حالما ،استدلل بديث ابن عباس وأنه لفدية ( ) 4
عليه ( .هامش ) ( ) 1اشتراط الجافاة عن الوجه ضعيف ل أصل له ،أفاده ابن القيم .
كذلك حديث :إحرام الرجل ف رأسه وإحرام الرأة ف وجهها " ) 2 ( .اللباب "
اللحفة ) 3 ( .أي إذا ل يد هذه الشياء تباع ،أو وجدها ،ولكن ليس معه ثن فاضل
عن حوائجه الصلية ) 4 ( .رجح هذا ابن القيم ( / ) .صفحة / 675وذهب جهور
541
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
العلماء :إل اشتراط قطع الف دون الكعبي لن ل يد النعلي ،لن الف يصي بالقطع
كالنعلي .لديث ابن عمر التقدم ،وفيه " إل أل يد نعلي فليقطعهما حت يكونا أسفل
من الكعبي " .ويرى الحناف شق السراويل وفتقها لن ل يد الزار ،فإذا لبسها على
حالا لزمته الفدية .وقال مالك والشافعي :ل يفتق السراويل ،ويلبسها على حالا ،ول
فدية عليه ،لا رواه جابر بن زيد عن ابن عباس رضي ال عنهما ،أن النب صلى ال
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 675
عليه وسلم قال " :إذا ل يد إزارا فليلبس السراويل ،وإذا ل يد النعلي ،فليلبس الفي
وليقطعهما أسفل من الكعبي " .رواه النسائي بسند صحيح .فإذا لبس السراويل ،
ووجد الزار لزمه خلعه .فإذا ل يد رداء ل يلبس القميص ،لنه يرتدي به ول يكنه أن
يتزر بالسراويل - 5 .عقد النكاح لنفسه أو لغيه ،بولية ،أو وكالة .ويقع العقد
باطل ،ل تترتب عليه آثاره الشرعية .لا رواه مسلم وغيه ،عن عثمان بن عفان :أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :ل ينكح الحرم ،ول ينكح ،ول يطب " .
رواه الترمذي وليس فيه " ول يطب " .وقال :حديث حسن صحيح ،والعمل على
هذا عند بعض أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ،وبه يقول مالك ،والشافعي ،وأحد
،وإسحق ،ول يرون أن يتزوج الحرم ،وإن نكح فنكاحه باطل .وما ورد من أن النب
صلى ال عليه وسلم " :تزوج ميمونة وهو مرم " فهو معارض بارواه مسلم " أنه
تزوجها وهو حلل " .قال الترمذي :اختلفوا ف تزوج النب صلى ال عليه وسلم ميمونة
،لنه صلى ال عليه وسلم تزوجها ف طريق مكة ،فقال بعضهم :تزوجها وهو حلل ،
وظهر أمر تزويها وهو مرم ،ث بن با وهو حلل بسرف ،ف طريق مكة / .صفحة
/ 676وذهب الحناف إل جواز عقد النكاح للمحرم ،لن الحرام ل ينع صلحية
الرأة للعقد عليها ،وإنا ينع الماع ،لصحة العقد ) 7 ، 6 ( .تقليم الظفار وإزالة
الشعر باللق ،أو القص أو بأية طريقة ،سواء أكان شعر الرأس أم غيه لقول ال تعال :
" ول تلقوا رؤوسكم حت يبلغ الدي مله " .وأجع العلماء :على حرمة قلم الظفر
للمحرم ،بل عذر ،فإن انكسر ،فله إزالته من غي فدية .ويوز إزالة الشعر ،إذا تأذى
542
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ببقائه ،وفيه الفدية إل ف إزالة شعر العي إذا تأذى به الحرم فإنه لفدية فيه ( . ) 1قال
ال تعال " :فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو
نسك " .وسيأت بيان ذلك ) 8 ( .التطيب ف الثوب أو البدن ،سواء أكان رجل أم
امرأة :فعن ابن عمر رضي ال عنهما أن عمر وجد ريح طيب من معاوية ،وهو مرم .
فقال له :ارجع فاغسله ،فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :الاج
الشعث التفل " .رواه البزار بسند صحيح .ولقول رسول ال صلى ال عليه وسلم " :
أما الطيب الذي بك فاغسله عنك ،ثلث مرات " .وإذا مات الحرم ل يوضع الطيب
ف غسله ولف كفنه ( ) 2لقوله صلى ال عليه وسلم -فيمن مات مرما " : -ل
تمروا رأسه ،ول تسوه طيبا ،فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا " .وما بقي من الطيب الذي
وضعه ف بدنه ،أو ثوبه ،قبل الحرام ،فإنه ل بأس به ( .هامش ) ( ) 1قالت الالكية
:فيه الفدية ) 2 ( .جوز ذلك أبو حنيفة ( / ) .صفحة / 677ويباح شم ما ل ينبت
للطيب ،كالتفاح والسفرجل ،فإنه يشبه سائر النبات ،ف أنه ل يقصد للطيب ول يتخذ
منه .وأما حكم ما يصيب الحرم من طيب الكعبة فقد روى سعيد بن منصور ،عن
صال بن كيسان ،قال :رأيت أنس بن مالك ،وأصاب ثوبه -وهو مرم -من خلوق
الكعبة ،فلم يغسله .وروى عن عطاء ،قال :ل يغسله ول شئ عليه .وعند الشافعية
من تعمد إصابة شئ من ذلك ،أو أصابه ،وأمكنه غسله ،ول يبادر إليه فقد أساء ،
وعليه الفدية ) 9 ( .لبس الثوب مصبوغا باله رائحة طيبة :اتفق العلماء على حرمة لبس
الثوب الصبوغ با له رائحة طيبة ،إل أن يغسل ،بيث ل تظهر له رائحة .فعن نافع عن
ابن عمر رضي ال عنهما :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ل تلبسوا ثوبا مسه
ورس ،أو زعفران ،إل أن يكون غسيل " يعن ف الحرام ،رواه ابن عبد الب ،
والطحاوي .ويكره لبسه لن كان قدوة لغيه ،لئل يكون وسيلة لن يلبس العوام ما
يرم ،وهو الطيب .لا رواه مالك عن نافع :أنه سع أسلم -مول عمر بن الطاب -
يدث عبد ال بن عمر :أن عمربن الطاب رأى على طلحة بن عبيد ال ثوبا مصبوغا
وهو مرم ،فقال عمر :ماهذا الثوب الصبوغ يا طلحة ؟ فقال طلحة :يا أمي الؤمني
إنا هو مدر ( . ) 1فقال عمر :إنكم -أيها الرهط -أئمة يقتدي بكم الناس ،فلو أن
543
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رجل جاهل رأى هذا الثوب لقال :إن طلحة بن عبيد ال كان يلبس الثياب الصبغة ف
الحرام ،فل تلبسوا -أيها الرهط -شيئا من هذه الثياب الصبغة .وأما وضع الطيب ف
مطبوغ ،أو مشروب ،بيث ل يبق له طعم ول لون ولريح ،إذا تناوله الحرم فل فدية
عليه ( .هامش ) ( " ) 1مدر " :أي مصبوغة بالغرة .وهو الدر الحر الذي تصبغ به
الثياب ( / ) .صفحة / 678وإن بقيت رائحته ،وجبت الفدية بأكله عند الشافعية .
وقالت الحناف :لفدية عليه ،لنه ل يقصد به الترفه بالطيب ) 10 ( .التعرض للصيد
:يوز للمحرم أن يصيد صيد البحر ،وأن يتعرض له ،وأن يشي إليه ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 678
وأن يأكل منه .وأنه يرم عليه التعرض لصيد الب ( ) 1بالقتل أو الذبح ،أو الشارة إليه
،وإن كان مرئيا ،أو الدللة عليه ،إن كان غي مرئي ،أو تنفيه .وأنه يرم عليه إفساد
بيض اليوان البي ،كما يرم عليه بيعه وشراؤه وحلب لبنه .الدليل على هذا قول ال
تعال " :أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة ( ) 2وحرم عليكم صيد الب
ما دمتم حرما " ) 11 ( .الكل من الصيد :يرم على الحرم الكل من صيد الب الذي
صيد من أجله أو صيد بإشارته إليه ،أو بأعانته عليه .لا رواه البخاري ومسلم عن عن
أب قتادة :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج حاجا ،فخرجوا معه ،فصرف
طائفة منهم -فيهم أبو قتادة -فقال " :خذوا ساحل البحر حت نلتقي " فأخذوا ساحل
البحر .فلما انصرفوا ،أحرموا كلهم إل أبا قتادة ل يرم ،فبينما هم يسيون ،إذا رأوا
حر وحش ( ،هامش ) ( " ) 1البي " :هو ما يكون توالده وتناسله ف الب ،وإن
كان يعيش ف الاء " والبحري " بلفه عند المهور .وعند الشافعية :البي ما يعيش ف
الب فقط ،أو ف الب والبحر .و " البحري " ما ل يعيش إل ف البحر ) 2 ( .قصر
الشافعية والنابلة :الرمة على الصيد الأكول من الوحش والطي ،فقالوا برمة قتله دون
غيه من حيوانات الب ،فإنه يوز قتلها عندهم .والمهور يرى تري قتلها جيعا ،سواء
أكانت مأكولة أم غي مأكولة إل ما استثناء الديث :خس يقتلن ف الل والرام . .ال
/ ) . ( .صفحة / 679فحمل أبو قتادة على المر فعقر منها أتانا ( ، ) 1فنلوا
544
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فأكلوا من لمها ،وقالوا :أنأكل لم صيد ،ونن مرمون ؟ فحملنا ما بقي من لم
التان فلما أتوا رسول ال صلى ال عليه وسلم قالوا ،يارسول ال :إنا كنا أحرمنا وقد
كان أبو قتادة ل يرم فرأينا حر وحش فحمل عليها أبو قتادة ،فعقر منها أتانا فنلنا ،
فأكلنا من لمها ث قلنا :أنأكل لم صيد ونن مرمون ؟ فحملنا ما بقي من لمها ،
قال " :أمنكم أحد أمره أن يمل عليها ،أو أشار إليها ؟ " قالوا :ل .قال " :فكلوا ما
بقي من لمها " .ويوز له أن يأكل من لم الصيد الذي ل يصده هو ،أو ل يصد من
أجله ،أو ل يشر إليه ،أو يعي عليه .لا رواه الطلب عن جابر رضي ال عنه أن النب
صلى ال عليه وسلم قال " صيد الب لكم حلل وأنتم حرم ما ل تصيدوه أو يصد لكم "
رواه أحد والترمذي وقال :حديث جابر مفسر ،والطلب ل نعرف له ساعا من جابر .
والعمل على هذا عند بعض أهل العلم ،ل يرون بأكل الصيد للمحرم بأسا إذا ل يصده
أو يصد من أجله .قال الشافعي :هذا أحسن حديث روي ف هذا الباب .وأقيس .
وهو قول أحد وإسحق وبقتضاه قال مالك أيضا والمهور .فإن صاده أو صيد له فهو
حرام ،سواء ،صيد له بإذنه أم بغي إذنه .أما إن صاده حلل لنفسه ول يقصد الحرم ،
ث أهدى من لمه للمحرم ،أو باعه ،ل يرم عليه .وعن عبد الرحن بن عثمان التيمي
قال :خرجنا مع طلحة بن عبيد ال ،ونن حرم ،فأهدي له طي ،وطلحة راقد ،فمنا
من أكل ،ومنا من تورع .فلما استيقظ طلحة وفق ( ) 2من أكل ،وقال :أكلناه مع
رسول ال صلى ال عليه وسلم .رواه أحد ومسلم .وما جاء من الحاديث الانعة من
أكل لم الصيد كحديث الصعب بن ( هامش ) ( " ) 1التان " :النثى من المي
الوحشية " ) 2 ( .وفق " :صوب ،أو دعا له بالتوفيق / ) . ( .صفحة / 680جثامة
الليثي أنه أهدى إل رسول ال صلى ال عليه وسلم حارا وحشيا -بالبواء أو بودان -
فرده إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم ،قال :فلما رأى رسول ال صلى ال عليه
وسلم ما ف وجهه ،قال " :إنا ل نرده عليك إل أنا حرم " .فهي ممولة على ما صاده
اللل من أجل الحرم ،جعا بي الحاديث .قال ابن عبد الب :وحجة من ذهب هذا
الذهب ،أنه عليه تصح الحاديث ف هذا الباب .وإذا حلت على ذلك ل تضاد ،ول
تتلف ،ول تتدافع .وعلى هذا يب تمل السنن ،ول يعارض بعضها بعض ما وجد
545
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
إل استعمالا سبيل .ورجح ابن القيم هذا الذهب وقال :آثار الصحابة كلها ف هذا إنا
تدل على هذا التفصيل .حكم من ارتكب مظورا من مظورات الحرام :من كان له
عذر ،واحتاج إل ارتكاب مظور من مظورات الحرام ،غي الوطء ( ، ) 1كحلق
الشعر ،ولبس الخيط اتقاء لر ،أو برد ،ونو ذلك ،لزمه أن يذبح شاة ،أو يطعم سنة
مساكي ،كل مسكي نصف صاع ،أو يصوم ثلثة أيام .وهو مي بي هذه المور ال
ثلثة .ول يبطل الج أو العمرة بارتكاب شئ من الحظورات سوى الماع .عن عبد
الرحن بن أب ليلى ،عن كعب بن عجرة ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر به زمن
الديبية فقال " :قد آذاك هوام رأسك " قال :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 680
:نعم .فقال النب صلى ال عليه وسلم " :احلق ،ث اذبح شاة نسكا ،أو صم ثلثة أيام
،أو أطعم ثلثة آصع من تر على ستة مساكي " .رواه البخاري ،ومسلم ،وأبو داود
( .هامش ) ( ) 1سيأت حكمه / ) . ( .صفحة / 681وعنه ف رواية أخرى ،قال :
أصابن هوام ف رأسي ،وأنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم عام الديبية حت توفت
على بصري ،فأنزل ال سبحانه وتعال " :فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه
ففدية من صيام أو صدقة أو نسك " .فدعان رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ل :
" احلق رأسك ،وصم ثلثة أيام ،أو أطعم ستة مساكي فرقا ( ) 1من زبيب .أو
انسك شاة ،فحلقت رأسي ث نسكت " .وقال الشافعي غي العذور على العذور ف
وجوب الفدية ،وأوجب أبو حنيفة ،الدم ،على غي العذور إن قدر عليه ل غي ،كما
تقدم .ما جاء ف قص بعض الشعر :عن عطاء قال :إذا نتف الحرم ثلث شعرات
فصاعدا ،فعليه دم ( . ) 2رواه سعيد بن منصور .وروى الشافعي عنه :أنه قال ف
الشعرة مد ،وف الشعرتي مدان .وف الثلثة فصاعدا دم .حكم الدهان :قال ف
السوى :ان الدهان إذا كانت بزيت خالص ،أو خل خالص ،يب الدم عند أب حنيفة
ف أي عضو كان .وعند الشافعية :ف دهن شعر الرأس واللحية بدهن غي مطيب ،
الفدية ،ول فدية ف استعماله ف سائر البدن .ل حرج على من لبس ،أو تطيب ناسيا ،
546
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أو جاهل :إذا لبس الحرم أو تطيب -جاهل بالتحري ،أو ناسيا الحرام -ل تلزمه
الفدية .فعن يعلى بن أمية قال :أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم رجل ( هامش ) (
" ) 1الفرق " :مكيال يسع ستة عشر رطل عراقيا ) 2 ( .والراد بالدم -هنا -شاة ،
وإليه ذهب الشافعي / ) . ( .صفحة / 682بالعرانة ،وعليه جبة ،وهو مصفر ليته
ورأسه .فقال :يارسول ال ،أحرمت بعمرة ،وأنا كما ترى فقال " :غسل عنك
الصفرة ،وانزع عنك البة ،وما كنت صانعا ف حجك فاصنع ف عمرتك " .رواه
الماعة إل ابن ماجه .وقال عطاء :إذا تطيب ،أو لبس -جاهل أو ناسيا -فل كفارة
عليه .رواه البخاري .وهذا بلف ما إذا قتل صيدا -ناسيا أو جاهل بالتحري -فإنه
يب عليه الزاء ،لن ضمانه ضمان الال .وضمان الال يستوي فيه العلم والهل ،
السهو والعمد ،مثل ضمان مال الدميي .بطلن الج بالماع أفت علي ،وعمر ،وأبو
هريرة رضي ال عنهم رجل أصاب أهله وهو مرم بالج ،فقالوا :ينفذان لوجههما ،
حت يقضيا حجمها ،ث عليهما حج قابل ،والدي .وقال أبو العباس الطبي : -إذا
جامع الحرم قبل التحلل الول فسد حجه ،سواء أكان ذلك قبل الوقوف بعرفة أو بعده
.ويب عليه أن يضي ف فاسده ،ويب عليه بدنة ،والقضاء من قابل .فإن كانت
الرأة مرمة مطاوعة فعليها الضي ف الج والقضاء من قابل .وكذا الدي عند أكثر أهل
العلم .وذهب بعضهم إل أن الواجب عليهما هدي واحد ،وهو قول عطاء .قال
البغوي ف شرح السنة :وهو أشهر قول الشافعي ،ويكون على الرجل كما قال ف
كفارة الماع ،ف نار رمضان .وإذا خرجا ف القضاء تفرقا ( ) 1حيث وقع الماع
حذرا من مثل وقوع الول .وإذا عجز عن البدنة وجب عليه بقرة ،فإن عجز فسبع من
الغنم ،فإن ( هامش ) ( ) 1وجوبا عند أحد ومالك ،وندبا عند النفية والشافعية .
( / ) .صفحة / 683عجز قوم البدنة بالدراهم ،والدراهم طعاما ،وتصدق به ،لكل
مسكي مد ،فإن ل يستطع صام عن كل مد يوما .وقال أصحاب الرأي :إن جامع قبل
الوقوف فسد حجه ،وعليه شاة ،أو سبع بدنة ،وإن جامع بعده ل يفسد حجه ،وعليه
بدنة .والقارن إذا أفسد حجه ،يب عليه ما يب على الفرد ،ويقضي -قارنا -ول
يسقط عنه هدي القران .قال :والماع الواقع بعد التحلل الول ل يفسد الج .ول
547
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
قضاء عليه ،عند أكثر أهل العلم .وذهب بعضهم إل وجوب القضاء ،وهو قول ابن
عمر ،وقول السن ،وإبراهيم ،ويب به الفدية .وتلك الفدية بدنة أو شاة ؟ اختلف
فيه .فذهب ابن عباس وعطاء إل وجوب البدنة وهو قول عكرمة ،وأحد قول الشافعي
( . ) 1والقول الخر :يب عليه شاة .وهو مذهب مالك .وإذا احتلم الحرم ،أو
فكر ،أو نظر فأنزل :فل شئ عليه عند الشافعية .وقالوا :فيمن لس بشهوة أو قبل :
يلزمه شاة ،سواء أنزل ،أم ل ينل .وعند ابن عباس رضي ال عنهما :أن عليه دما .
قال ماهد :جاء رجل إل ابن عباس فقال :إن أحرمت ،فأتتن فلنة ف زينتها ،فما
ملكت نفسي أن سبقتن شهوت ؟ فضحك ابن عباس حت استلقى ،وقال :إنك لشبق (
، ) 2ل بأس عليك . . .أهرق دما ،وقد ت حجك .رواه سعيد بن منصور ( .هامش
) ( ) 1واختاره صاحب البسوط ،والبدائع من الحناف " ) 2 ( .الشبق " :شدة
الغلمة والرغبة ف النكاح / ) . ( .صفحة / 684
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 684
جزاء قتل الصيد قال ال تعال ( :يأيها الذين آمنوا ل تقتلوا الصيد وأنتم حرم ،ومن قتله
منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم ،يكم به ذوا عدل منكم ،هديا بالغ الكعبة أو
كفارة طعام مساكي أو عدل ذلك صياما ،ليذوق وبال أمره ،عفا ال عما سلف ،ومن
عاد فينتقم ال منه ،وال عزيز ذو انتقام ) .قال ابن كثي :الذي عليه المهور :أن
العامد والناسي سواء ف وجوب الزاء عليه .وقال الزهري :دل الكتاب على العامد ،
وجرت السنة على الناسي .ومعن هذا :أن القرآن دل على وجوب الزاء على التعمد
وعلى تأثيمه ،بقوله تعال ( :ليذوق وبال أمره ) الية .وجاءت السنة من أحكام النب
صلى ال عليه وسلم وأحكام أصحابه بوجوب الزاء ف الطأ ،كما دل الكتاب عليه ف
العمد وأيضا ،فإن قتل الصيد إتلف ،والتلف مضمون ف العمد وف النسيان .لكن
التعمد مأثوم ،والخطئ غي ماوم .وقال ف السوى ( :فجزاء مثل ما قتل من النعم ) .
معناه -على قول أب حنيفة -يب على من قتل الصيد جزاء هو مثل ما قتل ( أي ماثله
ف القيمة ) بكم -بكونه ماثل ف القيمة ،ذوا عدل :إما كائن من النعم ،حال كونه
548
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
هديا بالغ الكعبة ،وإما كفارة طعام مساكي .ومعناه -على قول الشافعي -يب على
من قتل الصيد جزاء .إما ذلك الزاء مثل ما قتل ف الصورة والشكل ،يكون هذا الماثل
من جنس النعم يتم بثليته ذوا عدل ،يكون جزاء حال كونه هديا .وإما ذلك الزاء
كفارة ،وإما عدل ذلك صياما / .صفحة / 685حكومة عمر وما قضى به السلف عن
عبد اللك بن قرير عن ممد بن سيين :أن رجل جاء إل عمر ابن الطاب رضي ال
عنه قال :إن أجريت أنا وصاحب ل فرسي إل ثغرة ثنية ( ) 1فأصبنا ظبيا ونن
مرمان فما ترى ؟ فقال عمر لرجل إل جنبه :تعال حت أحكم أنا وأنت .قال :فحكما
عليه بعن ،فول الرجل وهو يقول :هذا أمي الؤمني ل يستطيع أن يكم ف ظب ،حت
دعا رجل يكم معه ،فسمع عمر قول الرجل ،فدعاه فسأله :هل تقرأ سورة الائدة ؟ .
قال :ل ،قال ،فهل تعرف هذا الرجل الذي حكم معي ؟ ،قال :ل .فقال عمر :لو
أخبتن أنك تقرأ سورة الائدة لوجعتك ضربا .ث قال :إن ال تبارك وتعال يقول ف
كتابه ( :يكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة ) .وهذا عبد الرحن بن عوف .وقد
قضى السلف ف النعامة ببدنة ،وف حار الوحش ،وبقر الوحش ،واليل ( ) 2
والروى ( ) 3ف كل واحد من ذلك ببقرة ،وف الوبر والمامة والقمري والجل ( 4
) والدبسي ( ) 5ف كل واحدة من هذه بشاة .وف الضبع بكبش ،وف الغزال بعن ،
وف الرنب بعناق ( ) 6وف الثعلب بدي ،وف اليبوع ( ) 7بفرة ( . ) 8العمل
عند عدم الزاء روى سعيد بن منصور عن ابن عباس رضي ال عنهما ف قوله تعال :
( هامش ) ( " ) 1ثغرة ثنية " :أي ثغرة ف الطريق " ) 2 ( .اليل " :ذكر الوعول .
( " ) 3الروى " :أنثى الوعل " ) 4 ( .الجل " :الدجاج الوحشي " ) 5 ( .
الدبسي " :نوع من الطيور " ) 6 ( .عناق " :العن الت زاد ت على أربعة أشهر 7 ( .
) " اليبوع " :حيوان على شكل الفأر " ) 8 ( .جفرة " :العن الت بلغت أربعة أشهر
/ ) . ( .صفحة ( / 686فجزاء مثل ما قتل من النعم ) قال :إذا أصاب الحرم صيدا
حكم عليه بزائه .فإن كان عنده جزاء ذبه وتصدق بلحمه .وإن ل يكن عنده جزاؤه
قوم جزاؤه دراهم ث قومت الدراهم طعاما ،فصام عن كل نصف صاع يوما .فإذا قتل
الحرم شيئا من الصيد ،حكم عليه فيه .فإن قتل ظبيا أو نوه ،فعليه شاة ،تذبح بكة ،
549
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فإن ل يد فإطعام ستة مساكي ،فإن ل يد ،فصيام ثلثة أيام .فإن قتل أيل أو نوه ،
فعليه بقرة ،فإن ل يد ،أطعم عشرين مسكينا ،فإن ل يد ،صام عشرين يوما .وإن
قتل نعامة أو حار وحش ،أو نوه ،فعليه بدنة من البل .فإن ل يد ،أطعم ثلثي
مسكينا ،فإن ل يد صام ثلثي يوما .رواه ابن أب حات ،وابن جرير .وزادوا :الطعام
مد . . .مد يشبعهم .كيفية الطعام والصيام قال مالك :أحسن ما سعت -ف الذي
يقتل الصيد ،فيحكم عليه فيه -أن يقوم الصيد الذي أصاب ،فينظر :كم ثنه من
الطعام ؟ فيطعم كل مسكي مدا ،أو يصوم مكان كل مد يوما وينظر :كم عدة
الساكي ؟ فإن كانوا عشرة ،صام عشرة أيام ،وإن كانوا عشرين مسكينا ،صام
عشرين يوما ،عددهم ما كانوا .وإن كانوا أكثر من ستي مسكينا .الشتراك ف قتل
الصيد إذا اشترك جاعة ف قتل صيد عامدين لذلك جيعا ،فليس عليهم إل جزاء واحد .
لقول ال تعال ( :فجزاء مثل ما قتل من النعم ) .وسئل ابن عمر رضي ال عنهما عن
جاعة قتلوا ضبعا ،وهم مرمون ؟ /صفحة / 687فقال :اذبوا كبشا .فقالوا عن
كل إنسان منا ؟ فقال :بل كبشا واحدا عن
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 687
جيعكم .صيد الرم وقطع شجره يرم على الحرم واللل ( ) 1صيد الرم ،وتنفيه
وقطع شجره الذي ل يستنبته الدميون ف العادة ،وقطع الرطب من النبات ،حت الشوك
إل إلذخر ( ) 2والسنا ،فإنه يباح التعرض لما بالقطع ،والقلع ،والتلف ونو ذلك
.لا رواه البخاري ،عن ابن عباس رضي ال عنهما ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم -يوم فتح مكة " -إن هذا البلد حرام ،ل يعضد شوكه ،ول يتلى خله ( ) 3
ول ينفر صيده ،ول تلتقط لقطته إل لعرف " فقال العباس :إل الذخر ،فإنه ل بد لم
منه ،فإنه للقيون ( ) 4والبيوت ! فقال " :إل الذخر " .قال الشوكان :قال القرطب
:خص الفقهاء الشجر النهي عنه با ينبته ال تعال ،من غي صنيع آدمي .فأما ما ينبت
بعالة آدمي فاختلف فيه :فالمهور على الواز .وقال الشافعي :ف الميع الزاء ،
ورجحه ابن قدامة .واختلفوا ف جزاء ما قطع من النوع الول .فقال مالك :ل جزاء
550
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فيه ،بل يأث .وقال عطاء :يستغفر .وقال أبو حنيفة :يؤخذ بقيمته هدي .وقال
الشافعي :ف العظيمة ( ) 5بقرة ،وفيما دونا شاة ( .هامش ) ( " ) 1اللل " :غي
الحرم " ) 2 ( .الذخر " :نبت طيب الرائحة .و " السنا " :السنامكي " ) 3 ( .ل
يتلي خله " أي ل يقطع الرطب من النبات " ) 4 ( .القيون " جع قي ،وهو الداد .
( ) 5العظيمة :أي الشجرة العظيمة / ) . ( .صفحة / 688واستثن العلماء النتفاع
با انكسر من الغصان .وانقطع من الشجر من غي صنيع الدمي ،وبا يسقط من
الورق .قال ابن قدامة :وأجعوا على إباحة أخذ ما استنبته الناس ف الرم ،من بقل ،
وزرع ،ومشموم ،وأنه ل بأس برعيه واختلئه .وف الروضة الندية :ول يب على
اللل ف صيد حرم مكة ول شجره شئ ،إل مرد الث .وأما من كان مرما فعليه
الزاء الذي ذكره ال عزوجل ،إذا قتل صيدا .وليس عليه شئ ف شجر مكة ،لعدم
ورود دليل تقوم به الجة .وما يروى عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال " :ف الدوحة
الكبية إذا قطعت من أصلها بقرة " ل يصح .وما روي عن بعض السلف ل حجة فيه .
ث قال :والاصل أنه ل ملزمة بي النهي عن قتل الصيد ،وقطع الشجر ،وبي وجوب
الزاء ،أو القيمة .بل النهي يفيد بقيقته التحري .والزاء والقيمة ،ل يبان إل بدليل .
ول يرد دليل إل قول ال تعال ( ،ل تقتلوا الصيد وأنتم حرم ) الية .وليس فيها إل
ذكر الزاء فقط ،فل يب غيه .حدود الرم الكي للحرم الكي حدود تيط بكة ،
وقد نصبت عليها أعلم ف جهات خس .وهذه العلم أحجار مرتفعة قدر متر ،
منصوبة على جانب كل طريق .فحده -من جهة الشمال " التنعيم " وبينه وبي مكة 6
كيلو مترات .وحده من جهة النوب " أضاه " بينها وبي مكة 12كيلومترا .وحده
من جهة الشرق " العرانة " بينها وبي مكة 16كيلو مترا .وحده من جهة الشمال
الشرقي " وادي نلة " بينه وبي مكة 14كيلو مترا / .صفحة / 689وحده من جهة
الغرب " الشميسي " ( ) 1بينها وبي مكة 15كيلو مترا .قال مب الدين الطبي :
عن الزهري عن عبيدال بن عبد ال بن عتبة قال :نصب إبراهيم أنصاب الرم يريه
جبيل عليه السلم .ث ل ترك حت كان قصي ،فجددها .ث ل ترك حت كان النب
صلى ال عليه وسلم .فبعث عام الفتح تيم بن أسيد الزاعي فجددها .ث ل ترك حت
551
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
كان عمر ،فبعث أربعة من قريش .مرمة بن نوفل ،وسعيد بن يربوع ،وحويطب بن
عبد العزى ،وأزهر ابن عبد عوف .فجد دوها ث جددها معاوية .ث أمر عبد اللك
بتجديدها .حرمة الدينة وكما يرم صيد حرم مكة وشجره ،كذلك يرم صيد حرم
الدينة وشجره .فعن جابر بن عبد ال رضي ال عنه :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال " :إن إبراهيم حرم مكة ،وإن حرمت الدينة ،ما بي لبتيها ،ل يقطع عضاهها (
) 2ول يصاد صيدها " .رواه مسلم .وروى أحد ،وأبو داود ،عن علي رضي ال
عنه عن النب صلى ال عليه وسلم ف الدينة " :ل يتلى خلها ول ينفر صيدها ،ول
تلتقط لقطتها ،إل لن أشاد با ( ، ) 3ول يصلح لرجل أن يمل فيها السلح لقتال ،
ول يصلح أن تقطع فيها شجرة ،إل أن يعلف رجل بعيه " .وف الديث التفق عليه :
" الدينة حرم ،ما بي عي إل ثور " .وفيه عن أب هريرة :حرم رسول ال صلى ال
عليه وسلم ما بي لبت الدينة ،وجعل اثن عشر ميل حول الدينة حى " .واللبتان "
مثن لبة .و " اللبة " الرة ،وهي الجارة السود ( .هامش ) ( ) 1كانت تسمى
الديبية ،وهي الت وقعت عندها بيعة الرضوان .فسميت الغزوة باسها " ) 2 ( .
عضاهها " العضاه :واحدتا عضاهة :وهي الفجوة الت فيها الشوك الكثي " ) 3 ( .
أشاد با " :رفع صوته بتعريفها ) . ( .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 689
/صفحة / 690والدينة تقع بي اللبتي :الشرقية ،والغربية .وقدر الرم باثن عشر
ميل ،يتد من عي إل ثور و " عي " جبل عند اليقات ،و " ثور " جبل عند أحد ،من
جهة الشمال .ورخص رسول ال صلى ال عليه وسلم لهل الدينة قطع الشجر لتاذه
آلة للحرث ،والركوب ،ونو ذلك ما ل غن لم عنه ،وأن يقطعوا من الشيش ما
يتاجون إليه لعلف دوابم .روى أحد ،عن جابر بن عبد ال رضي ال عنه أن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :حرام ما بي حرتيها ،وحاها كلها ،ل يقطع شجرة إل أن
يعلف منها " .وهذا بلف حرم مكة ،إذ يد أهله ما يكفيهم .وحرم الدينة ل يد
أهله ما يستغنون به عنه .وليس ف قتل صيد الرم الدن ،ول قطع شجره جزاء ،وفيه
552
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الث .روى البخاري عن أنس رضي ال عنه ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :
الدينة حرم ،من كذا إل كذا ،ل يقطع شجرها ،ول يدث فيها حدث ،من أحدث
فيها حدثا فعليه لعنة ال واللئكة والناس أجعي " .ومن وجد شيئا ف شجره مقطوعا
حل له أن يأخذه .فعن سعد بن أب وقاص رضي ال عنه :أنه ركب إل قصره بالعقيق ،
فوجد عبدا يقطع شجرا أو يبطه ،فسلبه .فلما رجع سعد جاءه أهل العبد فكلموه أن
يرد على غلمهم ما أخذ منه .فقال :معاذ ال ،أن أرد شيئا نفلنيه رسول ال صلى ال
عليه وسلم ،وأب أن يرد عليهم .رواه مسلم .وروى أبو داود ،والاكم ،وصححه :
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :من رأيتموه يصيد فيه شيئا فلكم سلبه " .هل
فيه حرم آخر ؟ قال ابن تيمية :وليس ف الدنيا حرم ،ل بيت القدس ،ول غيه ،إل
هذان الرمان ،ول يسمى غيها " حرما " كما يسمي الهال فيقولون / :صفحة
/ 691حرم القدس ،وحرم الليل ،فإن هذين وغيها ،ليسا برم ،باتفاق السلمي
.والرم الجمع عليه :حرم مكة .وأما الدينة فلها حرم أيضا عند المهور كما
استفاضت بذلك الحاديث عن النب صلى ال عليه وسلم .ول يتنازع السلمون ف حرم
ثالث ،إل وجاء ،وهو واد بالطائف .وهو عند بعضهم ( ) 1حرم ،وعند المهور
ليس برم .تفضيل مكة على الدينة ذهب جهور العلماء :إل أن مكة أفضل من الدينة .
لا رواه أحد ،وابن ماجه والترمذي ،وصححه ،عن عبد ال بن عدي ابن المراء ،أنه
سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :وال إنك لي أرض ال وأحب أرض ال
إل ال ،ولول أن أخرجت منك ما خرجت " .وروى الترمذي ،وصححه عن ابن
عباس رضي ال عنهما ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لكة " :ما أطيبك من
بلد ،وأحبك إل ،ولول أن قومي أخرجون منك ما سكنت غيك " .دخول مكة بغي
احرام يوز دخول مكة بغي إحرام ،لن ل يرد حجا ول عمرة ،سواء أكان دخوله
لاجة تتكرر -كالطاب والشاش والسقاء والصياد وغيهم -أم ل تتكرر ،كالتاجر
والزائر ،وغيها ،وسواء أكان آمنا أم خائفا .وهذا أصح القولي للشافعي ،وبه يفت
أصحابه .وف حديث مسلم :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة
سوداء ،بغي إحرام ( .هامش ) ( ) 1وهو الشافعي وقد رجح الشوكان رأيه / ) . ( .
553
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صفحة / 692وعن ابن عمر رضي ال عنهما :أنه رجع من بعض الطريق فدخل مكة
غي مرم .وعن ابن شهاب قال :ل بأس بدخول مكة بغي إحرام .وقال ابن حزم :
دخول مكة بل إحرام جائز .لن النب صلى ال عليه وسلم إنا جعل الواقيت لن مر
بن ،يريد حجا أو عمرة .ول يعلها لن ل يرد حجا ول عمرة .فلم يأمر ال تعال قط
،ول رسوله عليه الصلة والسلم ،بأن ل يدخل مكة إل بإحرام .فهذا إلزام ما ل يأت
ف الشرع إلزامه .ما يستحب لدخول مكة والبيت الرام يستحب لدخول مكة ما يأت :
- 1الغتسال :فعن ابن عمر رضى ال عنهما أنه كان يغتسل لدخول مكة - 2 .
البيت بذي طوى ف جهة الزاهر .فقد بات رسول ال صلى ال عليه وسلم با .قال
نافع :وكان ابن عمر يفعله ،رواه البخاري ،ومسلم - 3 .أن يدخلها من الثنية العليا (
ثنية كداء ) .فقد دخلها النب صلى ال عليه وسلم من جهة العلة .فمن تيسر له ذلك
فعله ،وإل فعل ما يلئم حالته ،ول شئ عليه - 4 .أن يبادر إل البيت بعد أن يدع
أمتعته ف مكان أمي ،ويدخل من باب بن شيبة -باب السلم -ويقول ف خشوع
وضراعة " :أعوذ بال العظيم ،وبوجهه الكري ،وسلطانه القدي من الشيطان الرجيم ،
بسم ال ،اللهم صل على ممد وآله وسلم ،اللهم اغفر ل ذنوب وافتح ل أبواب
رحتك " / .صفحة - 5 / 693إذا وقع نظره على البيت ،رفع يديه وقال " :اللهم
زد هذا البيت تشريفا ،وتعظيما ،وتكريا ،ومهابة ،وزد من شرفه وكرمه من حجه ،
أو
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 693
اعتمره ،تشريفا وتكريا وتعظيما ،وبرا " ( " . ) 1اللهم أنت السلم ،ومنك السلم ،
فحينا ربنا بالسلم " - 6 .ث يقصد إل الجر السود ،فيقبله بدون صوت .فإن ل
يتمكن استلمه بيده وقبله .فإن عجز عن ذلك ،أشار إليه بيده - 7 .ث يقف بذائه
ويشرع ف الطواف - 8 .ول يصلي تية السجد ،فإن تيته الطواف به ،إل إذا كانت
الصلة الكتوبة مقامة ،فيصليها مع المام .لقوله صلى ال عليه وسلم " :إذا أقيمت
الصلة فل صلة إل الكتوبة " .وكذلك إذا خاف فوات الوقت ،يبدأ به فيصليه .
554
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الطواف كيفيته - 1 :يبدأ الطائف طوافه مضطبعا ماذيا الجر السود مقبل له أو
مستلما أو مشيا إليه ،كيفما أمكنه ،جاعل البيت عن يساره ،قائل " :بسم ال ،وال
أكب ،اللهم إيانا بك ،وتصديقا بكتابك ،ووفاء بعهدك ،واتباعا لسنة النب صلى ال
عليه وسلم " - 2 .فإذا أخذ ف الطواف ،استحب له أن يرمل ف الشواط الثلثة
الول ،فيسرع ف الشي .ويقارب الطا ،مقتربا من الكعبة .ويشي مشيا عاديا ف
الشواط الربعة الباقية .فإذا ل يكنه الرمل ،أو ل يستطع القرب من البيت لكثرة
الطائفي ،ومزاحة الناس له ،طاف حسبما تيسر له ( .هامش ) ( ) 1رواه الشافعي
مرفوعا إل النب صلى ال عليه وسلم ،قاله عمر / ) . ( .صفحة / 694ويستحب أن
يستلم الركن اليمان .ويقبل الجر السود أو يستلمه ف كل شوط من الشواط السبعة
- 3 .ويستحب له أن يكثر من الذكر والدعاء ،ويتخي منهما ما ينشرح له صدره ،
دون أن يتقيد بشئ أو يردد ما يقوله الطوفون .فليس ف ذلك ذكر مدود ،الزنا الشارع
به .وما يقوله الناس :من أذكار وأدعية ف الشوط الول والثان ،وهكذا ،فليس له
أصل .ول يفظ عن رسول ال صلى ال عليه وسلم شئ من ذلك ،فللطائف أن يدعو
لنفسه ،ولخوانه با شاء ،من خيي الدنيا والخرة .واليك بيان ما جاء ف ذلك من
الدعية - 1 :إذا استقبل الجر قال " :اللهم إيانا بك ،وتصديقا بكتابك ،ووفاء
بعهدك ،واتباعا لسنة نبيك ،بسم ال وال أكب " ( - 2 . ) 1فإذا أخذ ف الطواف
قال " :سبحان ال ،والمد ل ،ول إله إل ال ،وال أكب ،ول حول ول قوة إل بال
" .رواه ابن ماجه - 3 .فإذا انتهى إل الركن اليمان دعا فقال " :ربنا آتنا ف الدنيا
حسنة وف الخرة حسنة وقنا عذاب النار " .رواه أبو داود ،والشافعي عن النب صلى
ال عليه وسلم - 4 .قال الشافعي :وأحب -كلما حاذى الجر السود -أن يكب ،
وأن يقول ف رمله " :اللهم اجعله حجا مبورا ،وذنبا مغفورا ،وسعيا مشكورا " .
ويقول ف الطواف عند كل شوط " :رب اغفر وارحم ،واعف عما تعلم وأنت العز
الكرم ،اللهم آتنا ف الدنيا حسنة ،وف الخرة حسنة ،وقنا عذاب النار " .وعن ابن
عباس رضي ال عنهما :أنه كان يقول بي الركني " :اللهم قنعن با رزقتن ،وبارك ل
فيه ،واخلف علي كل غائبة بي " ( . ) 2رواه سعيد بن منصور ،والاكم .
555
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( هامش ) ( ) 1هذا الدعاء روي مرفوعا إل النب صلى ال عليه وسلم " ) 2 ( .
أخلف علي " اي اجعل ل عوضا حاضرا عما فاتن / ) . ( .صفحة / 695قراءة
القرآن للطائف :ل بأس للطائف بقراءة القرآن أثناء طوافه .لن الطواف إنا شرع من
أجل ذكر ال تعال ،والقرآن ذكر .فعن عائشة رضي ال عنها :أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال " :إنا جعل الطواف بالبيت ،وبي الصفا والروة ورمي المار ،لقامة
ذكر ال عزوجل " .رواه أبو داود والترمذي .وقال :حسن صحيح .فضل الطواف
روى البيهقي -بإسناد حسن -عن ابن عباس رضي ال عنهما :أن النب صلى ال عليه
وسلم قال " :ينل ال كل يوم على حجاج بيته الرام ،عشرين ومائة رحة :ستي
للطائفي وأربعي للمصلي ،وعشرين للناظرين " - 5فإذا فرغ من الشواط السبعة
صلى ركعتي عند مقام إبراهيم ،تاليا قول ال تعال " :واتذوا من مقام ابراهيم مصلى "
.وبذا ينتهي الطواف .ث إن كان الطائف مفردا سى هذا الطواف طواف القدوم .
وطواف التحية ،وطواف الدخول .وهو ليس بركن .ول واجب .وإن كان قارنا ،أو
متمتعا ،كان هذا الطواف طواف العمرة ،ويزئ عن طواف التحية والقدوم .وعليه أن
يضي ف استكمال عمرته .فيسعى بي الصفا والروة .أنواع الطواف ( ) 1طواف
القدوم ( ) 2وطواف الفاضة ( ) 3وطواف الوداع ،وسيأت الكلم عليها ف مواضعها
( ) 4وطواف التطوع .وينبغي للحاج أن يغتنم فرصة وجوده بكة ويكثر من طواف
التطوع ،والصلة ف السجد الرام / .صفحة / 696فإن الصلة فيه خي من مائة الف
،فيما سواه من الساجد .وليس ف طواف التطوع رمل ول اضطباع .والسنة أن ييي
السجد الرام بالطواف حوله كلما دخله ،بلف الساجد
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 696
الخرى ،فإن تيتها الصلة فيها .وللطواف شروط وسنن وآداب نذكرها فيما يلي :
شروط الطواف - 1الطهارة من الدث الصغر والكب والنجاسة ( ) 1لا رواه ابن
عباس رضي ال عنهما ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :الطواف صلة . . .إل أن
ال تعال أحل فيه الكلم فمن تكلم فل يتكلم إل بي " .رواه الترمذي والدار قطن ،
556
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وصححه الاكم وابن خزية وابن السكن .وعن عائشة رضي ال عنها :أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم دخل عليها وهي تبكي ،فقال " :أنفست ؟ ( - " ) 2يعن
اليضة -قالت ،نعم .قال " :إن هذا شئ كتبه ال على بنات آدم ،فاقضي ما يقضي
الاج ،غي أن ل تطوف بالبيت حت تغتسلي " .رواه مسلم .وعنها قالت :إن أول
شئ بدأ به النب صلى ال عليه وسلم -حي قدم مكة -أنه توضأ ث طاف بالبيت .رواه
الشيخان .ومن كان به ناسة ،ل يكن إزالتها ،كمن به سلس بول وكالستحاضة الت
ل يرقا دمها ،فإنه يطوف ول شئ عليه باتفاق .روى مالك :ان عبد ال بن عمر جاءته
امرأة تستفتيه ،فقالت :إن أقبلت أريد أن أطوف بالبيت ،حت إذا كنت عند باب
السجد هرقت الدماء ( ،هامش ) ( ) 1يرى النفية أن الطهارة من الدث ليست
شرطا وإنا هي واجب يب بالدم .فلو كان مدثا حدثا أصغر وطاف صح طوافه ولزمه
شاة .وإن طاف جنبا أو حائضا ،صح ولزمه بدنة ،ويعيده ما دام بكة .وأما الطهارة
من النجاسة ف الثوب أو البدن ،فهي سنة عندهم فقط " ) 2 ( .أنفست " أي أحضت
/ ) . ( .صفحة / 697فرجعت ،حت ذهب ذلك عن ،ث أقبلت ،حت إذا كنت
عند باب السجد هرقت الدماء ،فرجعت ،حت ذهب ذلك عن ،ث أقبلت ،حت إذا
كنت عند باب السجد ،هرقت الدماء .فقال عبد ال بن عمر :إنا ذلك ركضة من
الشيطان ،فاغتسلي ،ث استثفري بثوب ،ث طوف - 2 .ستر العورة ) 1 ( :لديث
أب هريرة قال :بعثن أبو بكر الصديق ف الجة الت أمره عليها رسول ال صلى ال عليه
وسلم قبل حجة الوداع ،ف رهط يؤذنون ف الناس يوم النحر " :ل يج بعد العام
مشرك ،ول يطوف بالبيت عريان " .رواه الشيخان - 3 .أن يكون سبعة أشواط
كاملة .فلو ترك خطوة واحدة ،ف أي شوط ،ل يسب طوافه .فإن شك بن على
القل ،حت يتقن السبع .وإن شك بعد الفراغ من الطواف فل يلزمه شئ - 4 .أن يبدأ
الطواف من الجر السود ،وينتهي إليه - 5 .أن يكون البيت عن يسار الطائف .فلو
طاف ،وكان البيت عن يينه ،ل يصح الطواف .لقول جابر رضي ال عنه :لا قدم
رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة أتى الجر السود فاستلمه ،ت مشى عن يينه فرمل
( ) 2ثلثا ومشى أربعا ( . ) 3رواه مسلم - 6 .أن يكون الطواف خارج البيت .
557
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فلو طاف ف الجر ل يصح طوافه ،فإن الجر ( ، ) 4والشاذ روان ( ) 5من البيت .
( هامش ) ( ) 1عند الحناف واجب ،فمن طاف عريانا صح طوافه وعليه العادة إل
خرج من مكة ،فإنه يلزم دم " ) 2 ( .الرمل " :ال سراع مع هز الكتفي ) 3 ( .عند
الحناف أن ركن الطواف أربعة أشواط ،والثلثة الباقية واجب يب بالدم ) 4 ( .
الجر :هو حجر إساعيل ،ويقع شال الكعبة ،يوطه سور على شكل نصف دائرة
وليس الجر كله من البيت ،بل الزء الذي هو من البيت قدره ستة أذرع :نو ثلثة
أمتار " ) 5 ( .الشاذروان " البناء اللصق لساس الكعبة الذي توضع به حلق الكسوة .
( / ) .صفحة / 698وال أمر بالطواف بالبيت ،ل ف البيت ،فقال ( :وليطوفوا
بالبيت العتيق ) .ويستحب القرب من البيت ،إن تيسر - 7 .موالة السعي :عند
مالك وأحد .ول يضر التفريق اليسي ،لغي عذر ،ول التفريق الكثي ،لعذر .وذهبت
النفية ،والشافعية :إل أن الوالة سنة .فلو فرق بي أجزاء الطواف تفريقا كثيا ،بغي
عذر ،ل يبطل .ويبن على ما مضى من طوافه .روى سعيد بن منصور ،عن حيد بن
زيد قال :رأيت عبد ال بن عمر رضي ال عنهما ،طاف بالبيت ثلثة أطواف أو أربعة ،
ث جلس يستريح ،وغلم له يروح عليه ،فقام فبن على ما مضى من طوافه .وعند
الشافعية والنفية :لو أحدث ف الطواف ،توضأ وبن ول يب الستئناف ،وإن طال
الفصل .وعن ابن عمر رضي ال عنهما :أنه كان يطوف بالبيت ،فأقيمت الصلة
فصلى مع القوم ،ث قام ،فبن على ما مضى من طوافه .وعن عطاء :أنه كان يقول -
ف الرجل يطوف بعض طوافه ،ث تضر النازة -قال :يرج يصلي عليها ،ث يرجع
فيقضي ما بقي من طوافه .سنن الطواف للطواف سنن نذكرها فيما يلي - 1 :استقبال
الجر السود ،عند بدء الطواف مع التكبي والتهليل ،ورفع اليدين :كرفعهما ف
الصلة ،واستلمه بما بوضعهما عليه ،وتقبيله بدون صوت ،ووضع الد عليه ،إن
أمكن ذلك ،وإل مسه بيده وقبلها أو
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 698
558
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
مسه بشئ معه وقبله ،أو أشار إليه بعصا ونوها .وقد جاء ف ذلك أحاديث ،واليك
بعضها :قال ابن عمر رضي ال عنهما :استقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم الجر
واستلمه ،ث وضع شفيته يبكي طويل ،فإذا عمر يبكي طويل / .صفحة / 699فقال
" :يا عمر ،هنا تسكب العبات ( . " ) 1رواه الاكم ،وقال :صحيح السناد .
وعن ابن عباس :ان عمر أكب على الركن ( ) 2فقال :إن لعمل أنك حجر ،ولو ل
أر حبيب صلى ال عليه وسلم قبلك واستلمك ما استلمتك ول قبلتك ( :لقد كان لكم
ف رسول ال أسوة حسنة ) .رواه أحد ،وغيه ،بألفاظ متلفة متقاربة .وقال نافع :
رأيت ابن عمر رضي ال عنهما استلم الجر بيده ث قبل يده وقال :ما تركته منذ رأيت
رسول ال صلى ال عليه وسلم يفعله .رواه البخاري ومسلم .وقال سويد بن غفلة :
رأيت عمر رضي ال عنه قبل الجر ،والتزمه وقال :رأيت رسول ال صلى ال عليه
وسلم بك حفيا ( " ) 3رواه مسلم .وعن ابن عمر رضي ال عنهما ،أن النب صلى ال
عليه وسلم كان يأت البيت ،فيستلم الجر ويقول " :بسم ال وال أكب " .رواه أحد
.وروى مسلم عن أب الطفيل قال :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يطوف بالبيت
ويستلم بحجن معه ويقبل الحجن .وروى البخاري ،ومسلم ،وأبو داود عن عمر
رضي ال عنه أنه جاء إل الجر فقبله .فقال :إن أعلم أنك حجر ل تضر ،ول تنفع ،
ولول أن رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبلك ما قبلتك .قال الطاب :فيه من
العلم ،أن متابعة السنن واجبة وإن ل يوقف لا على علل معلومة ،وأسباب معقولة .وأن
أعيانا حجة على من بلغته وإن ل يفقه معانيها .إل أنه معلوم ف الملة أن تقبيله
الجر ،إنا هو إكرام له ،وإعظام لقه ،وتبك به .وقد فضل ال بعض الحجار على
بعض ،كما فضل بعض البقاع والبلدان ،وكما فضل بعض الليال واليام والشهور .
( هامش ) ( " ) 1العبات " :أي الدموع " ) 2 ( .الركن " :الراد به هنا الجر
السود " ) 3 ( .حفيا " :أي مهتما ومعنيا / ) . ( .صفحة / 700وباب هذا كله
التسليم .وهذا وقد روى أمر سائغ ف العقول جار فيها ،غي متنع ول مستنكر .ف
بعض الحاديث " :الجر يي ال ف الرض " .والعن أن من صافحه ف الرض كان
له عند ال عهد .فكان كالعهد الذي تعقده اللوك بالصافحة ،لن يريد موالته ،
559
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والختصاص به .وكما يصفق على أيدي اللوك للبيعة .وكذلك تقبيل اليد من الدم
للسادة والكباء .فهذا كالتمثيل بذلك والتشبيه به .وقال الهلب :حديث عمر يرد على
من قال :إن الجر يي ال ف الرض ،يصافح با عباده .ومعاذ ال ،أن تكون ل
جارحة ،وإنا شرع تقبيله اختبارا ،ليعلم -بالشاهدة -طاعة من يطيع .وذلك شبيه
بقصة إبليس حيث أمر بالسجود لدم .هذا ،ول يعلم -على وجه اليقي -أنه بقي
حجر من أحجار الكعبة .من وضع إبراهيم إل الجر السود .الزاحة على الجر ول
بأس ف الزاحة على الجر على أن ل يؤذي أحدا .فقد كان ابن عمر رضي ال عنهما
يزاحم حت يدمى أنفه .وقد قال الرسول صلى ال عليه وسلم لعمر رضي ال عنه " :يا
أبا حفص إنك رجل قوي ،فل تزاحم على الركن ،فإنك تؤذي الضعيف ،ولكن إن
وجدت خلوة فاستلم ،وإل فكب وامض " .رواه الشافعي ف سننه ) 1 ( .الضطباع :
فعن ابن عباس رضي ال عنهما :أن النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه اعتمروا من
العرانة فاضطبعوا أرديتهم تت آباطهم ،وقذفوها على عواتقهم اليسرى .رواه أحد
وأبو داود ( .هامش ) ( " ) 1الضطباع " هو جعل وسط الرداء تت البط الين ،
وطرفيه على الكتف اليسر / ) . ( .صفحة / 701وهذا مذهب المهور .وقالوا ف
حكمته :إنه يعي على الرمل ف الطواف .وقال مالك :ل يستحب ،لنه ل يعرف ول
ير أحدا يفعله ول يستحب ف صلة الطواف اتفاقا - 2 .الرمل ( ) 1فعن ابن عمر
رضي ال عنهما :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رمل من الجر السود إل الجر
السود ثلثا ،ومشى أربعا .رواه أحد ،ومسلم .ولو تركه ف الثلث الول ل يقضه
ف الربعة الخية .والضطباع والرمل خاص بالرجال ف طواف العمرة ،وف كل
طواف يعقبه سعي ف الج .وعند الشافعية :إذا اضطبع ورمل ف طواف القدوم ث سعى
بعده ،ل يعد الضطباع والرمل ف طواف الفاضة .وإن ل يسع بعده ،وأخر السعي إل
ما بعد طواف الزيارة اضطبع ورمل ف طواف الزيارة .أما النساء ،فل اضطباع عليهن -
لوجوب ستزهن -ول رمل ،لقول ابن عمر رضي ال عنهما :ليس على النساء سعي (
) 2بالبيت ،ول بي الصفا والروة .رواه البيهقي .حكمة الرمل :والكمة فيه ما رواه
ابن عباس رضي ال عنهما ،قال :قدم رسول ال
560
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 701
صلى ال عليه وسلم مكة وقد وهنتهم ( ) 3حى يثرب ( ) 4فقال الشركون :إنه
يقدم عليكم قوم قد وهنتهم المى ،ولقوا منها شرا ،فأطلع ال سبحانه نبيه ( هامش )
( " ) 1الرمل " :السراع ف الشي مع هز الكتفي وتقارب الطا .وقد شرع إظهارا
للقوة والنشاط ) 2 ( .أي رمل " ) 3 ( .وهنتهم " :أي أضعفتهم " ) 4 ( .يثرب "
أي الدينة النورة / ) . ( .صفحة / 702صلى ال عليه وسلم على ما قالوه ،فأمرهم
أن يرملوا الشواط الثلثة ،وأن يشوا بي الركني ،فلما رأوهم رملوا ،قالوا :هؤلء
الذين ذكرت أن المى قد وهنتهم ؟ هؤلء أجلد منا ( . ) 1قال ابن عباس رضي ال
عنهما :ول يأمرهم أن يرملوا الشواط كلها إل إبقاء ( ) 2عليهم .رواه البخاري ،
ومسلم ،وأبو داود ،واللفظ له .ولقد بدا لعمر رضي ال عنه أن يدع الرمل بعد ما
انتهت الكمة منه ،ومكن ال للمسلمي ف الرض ،إل أنه رأى إبقاءه على ما كان
عليه ف العهد النبوي .لتبقى هذه الصورة ماثلة للجيال بعده .قال مب الدين الطبي :
وقد يدث شئ من أمر الدين لسبب ث يزول السبب ول يزول حكمه .فعن زيد بن
أسلم .عن أبيه قال :سعت عمر بن الطاب رضي ال عنه يقول :فيم الرملن اليوم ،
والكشف عن الناكب ؟ وقد أطأ ( ) 3ال السلم ،ونفى الكفر وأهله ،ومع ذلك ل
ندع شيئا كنا نفعله على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم - 3 .استلم ( ) 4
الركن اليمان :لقول ابن عمر رضي ال عنهما :ل أر النب صلى ال عليه وسلم يس من
الركان إل اليمانيي .وقال :ما تركت استلم هذين الركني -اليمان ،والجر
السود -منذ رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يستلمهما ،ف شدة ،ول ف رخاء
.رواها البخاري ،ومسلم .وإنا يستلم الطائف هذين الركني ،لا فيهما من فضيلة ،
ليست لغيها .ففي الركن السود ميزتان ،إحداها :أنه عل قواعد إبراهيم عليه السلم
( .هامش ) ( " ) 1أجلد " أي أقوى وأشد " ) 2 ( .إبقاء عليهم " :هذا تعليل الرمل
ف جيع الشواط حت ل يهدوا أو يصابوا بضرر " ) 3 ( .أطأ " :أي ثبت " ) 4 ( .
الستلم " :السح باليد / ) . ( .صفحة / 703وثانيتهما :أن فيه الجر السود الذي
561
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
جعل مبدءا للطواف ومنتهى له .وأما الركن اليمان القابل له ،فقد وضع أيضا على
قواعد إبراهيم عليه السلم .روى أبو داود عن ابن عمر رضى ال عنهما أنه أخب بقول
عائشة رضي ال عنها " :إن الجر بعضه من البيت " .فقال ابن عمر :وال إن لظن
عائشة إن كانت سعت هذا من رسول ال صلى ال عليه وسلم ،إن لظن رسول ال
صلى ال عليه وسلم ل يترك استلمهما ،إل أنما ليسا على قواعد البيت ،ول طاف
الناس وراء الجر إل لذلك .والمة متفقة على استحباب استلم الركني اليمانيي ،
وعلى أنه ل يستلم الطائف الركني الخرين .وروى ابن حبان ف صحيحه :أن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :الجر والركن اليمان يط الطايا حطا " .صلة ركعتي
بعد الطواف ( ) 1يسن للطائف صلة ركعتي بعد كل طواف ( ، ) 2عند مقام
إبراهيم ،أو ف مكان من السجد .فعن جابر رضي ال عنه :أن النب صلى ال عليه
وسلم حي قدم مكة ،طاف بالبيت سبعا ،وأتى القام فقرأ ( :واتذوا من مقام إبراهيم
مصلى ) .فصلى خلف القام ث أتى الجر فاستلمه .رواه الترمذي وقال :حديث
حسن صحيح .والسنة فيهما قراءة سورة " الكافرون " بعد " الفاتة " ف الركعة
الول ،وسورة " الخلص " ف الركعة الثانية .فقد ثبت ذلك عن رسول ال صلى ال
عليه وسلم ،كما رواه مسلم ،وغيه .وتؤديان ف جيع الوقات ،حت أوقات النهي .
( هامش ) ( ) 1وهي واجبة عند أب حنيفة ) 2 ( .أي سواء كان الطواف فرضا أو
نقل / ) . ( .صفحة / 704فعن جبي بن مطعم :أن النب صلى ال عليه وسلم قال :
" يا بن عبد مناف ل تنعوا أحدا طاف بذا البيت ،وصلى أية ساعة شاء ،من ليل ،أو
نار " .رواه أحد ،وأبو داود ،والترمذي ،وصححه .وهذا مذهب الشافعي ،وأحد
.وكما أن الصلة بعد الطواف تسن ف السجد ،فإنا توز خارجه .فقد روى البخاري
عن أم سلمة رضي ال عنها :أنا طافت راكبة ،فلم تصل حت خرجت .وروى مالك
عن عمر رضي ال عنه ،أنه صلها بذي طوى .وقال البخاري :وصلى عمر رضي ال
عنه خارج الرم .ولو صلى الكتوبة بعد الطواف أجزأته عن الركعتي ،وهو الصحيح
عند الشافعية والشهور من مذهب أحد .وقال مالك والحناف :ل يقوم غي الركعتي
مقامهما .الرور أمام الصلي ف الرم الكي يوز أن يصلي الصلي ف السجد الرام ،
562
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والناس يرون أمامه ،رجال ونساء ،بدون كراهة ،وهذا من خصائص السجد الرام .
فعن كثي بن كثي بن الطلب بن وداعة ،عن بعض أهله ،عن جده :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 704
أنه رأى النب صلى ال عليه وسلم يصلي ما يلي بن سهم ،والناس يرون بي يديه وليس
بينهما سترة .قال سفيان بن عيينة " :ليس بينه وبي الكعبة سترة " .رواه أبو داود ،
والنسائي ،وابن ماجه .طواف الرجال مع النساء روى البخاري عن ابن جريج قال :
أخبن عطاء إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال ،قال :كيف تنعهن ،وقد
طاف نساء النب صلى ال عليه وسلم مع الرجال ؟ قال :قلت :أبعد الجاب أقبله ؟ /
صفحة / 705قال :أي لعمري لقد أدركته بعد الجاب .قلت :كيف يالطن
الرجال ؟ قال :ل يكن يالطن الرجال ،كانت عائشة رضي ال عنها تطوف حجرة (
) 1من الرجال ل تالطهم .فقالت امرأة :انطلقي نستلم يا أم الؤمني .قالت :انطلقي
. . .عنك ،وأبت .فكن يرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال ،ولكنهن كن إذا
دخلن البيت ،قمن ،حت يدخلن وأخرج الرجال .وللمرأة أن تستلم الجر عند
اللوة ،والبعد عن الرجال .فعن عائشة رضي ال عنها :أنا قالت لمرأة :ل تزاحي
على الجر ،إن رأيت خلوة فاستلمي ،وإن رأيت زحاما فكبي وهللي إذا حاذيت به ،
ول تؤذي أحدا .ركوب الطائف يوز للطائف الركوب ،وإن كان قادرا على الشي ،
إذا وجد سبب يدعو إل الركوب .فعن ابن عباس رضي ال عنهما :أن النب صلى ال
عليه وسلم طاف ف حجة الوداع على بعي يستلم الركن بحجن ( . ) 2رواه
البخاري ،ومسلم .وعن جابر رضي ال عنه قال :طاف النب صلى ال عليه وسلم ف
حجة الوداع على راحلته بالبيت ،وبالصفا والروة ،لياه الناس ،وليشرف ،وليسألوه ،
فإن الناس غشوه ( . ) 3كراهة طواف الجذوم مع الطائفي روى مالك عن ابن أب
مليكة :أن عمر بن الطاب رضي ال عنه رأى امرأة مذومة ،تطوف بالبيت ،فقال لا
:يا أمة ال ،ل تؤذى الناس ،لو ( هامش ) ( " ) 1حجرة " أي ناحية منفردة ) 2 ( .
" الحجن " :عود معقود الرأس يكون مع الراكب يرك به راحلته " ) 3 ( .غشوه " :
563
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ازدحوا عليه / ) . ( .صفحة / 706جلست ف بيتك ! ؟ ففعلت .ومر با رجل بعد
ذلك فقال لا :إن الذي ناك قد مات ،فاخرجي .فقالت :ما كنت لطيعه حيا
وأعصيه ميتا .استحباب الشرب من ماء زمزم :وإذا فرغ الطائف من طوافه ،وصلى
ركعتيه عند القام ،استحب له أن يشرب من ماء زمزم .ثبت ف الصحيحي :أن رسول
صلى ال عليه وسلم ،شرب من ماء زمزم ،وأنه قال " :إنا مباركة .إنا طعام طعم
وشفاء سقم ( . " ) 1وأن جبيل عليه السلم غسل قلب رسول ال صلى ال عليه
وسلم بائها ليلة السراء .وروى الطبان ف الكبي ،وابن حبان عن ابن عباس رضي ال
عنهما :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :خي ماء على وجه الرض ماء زمزم ،فيه
طعام الطعم ،وشفاء السقم " .الديث .قال النذري :ورواته ثقات .آداب الشرب
منه :يسن أن ينوي الشارب عند شربه الشفاء ونوه ،ما هو خي ف الدين والدنيا .فإن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :ماء زمزم لا شرب له " .وعن سويد بن سعيد
قال :رأيت عبد ال بن البارك بكة أتى ماء زمزم واستسقى منه شربة ،ث استقبل الكعبة
،فقال :اللهم إن ابن أب الوال حدثنا عن ممد بن النكدر ،عن جابر ،أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال " :ماء زمزم لا شرب له ،وهذا أشربه لعطش يوم القيامة ،ث
شرب " .رواه أحد بسند صحيح ،والبيهقي .وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال ،
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ماء زمزم لا شرب له ،إن شرته تستشفي شفاك
ال ،وإن شربته لشبعك ،ال ( هامش ) ( ) 1الزيادة لب داود الطيالسي .وقيل هي
ف إحدى نسخ مسلم .ومعن " طعام طعم " :أي أنه يشبع من شربه / ) . ( .صفحة
/ 707أشبعك ال ،وإن شربته لقطع ظمئك قطعه ال ،وهي هزمة ( ) 1جبائيل
وسقيا ( ) 2ال إساعيل " .رواه الدار قطن ،والكم ،وزاد " :وإن شربته مستعيذا ،
أعاذك ال " .ويستحب أن يكون الشرب على ثلثة أنفاس ،وأن يستقبل به القبلة ،
ويتضلع منه ( ، ) 3ويمد ال ،ويدعو با دعا به ابن عباس .فعن أب مليكة قال :جاء
رجل إل ابن عباس فقال :من أين جئت ؟ . .قال :شربت من ماء زمزم .قال ابن
عباس :أشربت منها كما ينبغي ؟ قال :وكيف ذاك يا ابن عباس ؟ قال :إذا شربت
منها فاستقبل القبلة ،واذكر ال ،وتنفس ثلثا ،وتضلع منها ،فإذا فرغت فاحد ال .
564
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :آية ما بيننا وبي النافقي أنم ل يتضلعون من
زمزم " .رواه ابن ماجه ،والدار قطن والاكم .وكان ابن عباس رضي ال عنهما إذا
شربت من ماء زمزم قال :اللهم إن أسألك علما نافعا ،ورزقا واسعا ،وشفاء من كل
داء .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 707
أصل بئر زمزم :روى البخاري عن ابن عباس رضي ال عنهما :أن " هاجر " لا أشرفت
على على الروة حي أصابا وولدها العطش سعت صوتا ،فقالت :صه -تريد نفسها -
ث تسمعت ،فسمعت أيضا ،فقالت :قد اسعت ،إن كان عندك غواث ،فإذا هي
باللك عند موضع زمزم فبحث بعقبه ،أو قال :بناحه ،حت ظهر الاء ،فجعلت
توضه ،وتقول بيدها هكذا -تغترف من الاء ف سقائها -وهو يفور بعد ما تغترف .
قال ابن عباس رضي ال عنهما ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :رحم ال أم
إساعيل ،لو تركت زمزم -أو قال :لو ل تغترف من الاء -لكانت زمزم عينا معينا " .
قال :فشربت ،وأرضعت ولدها ،فقال لا اللك ( :هامش ) ( " ) 1هزمة " :أي
حفرة ) 2 ( .أي أخرجه ال لسقي إساعيل ف اول المر " ) 3 ( .تضلع " :أي امتل
شبعا وريا حت بلغ الاء أضلعه / ) . ( .صفحة / 708ل تافوا الضيعة ،فإن هاهنا
بيت ال ،يبتن هذا الغلم وأبوه ،وإن ال ل يضيع أهله ،وكان البيت مثل الرابية ،تأتيه
السيول ،فتأخذ عن يينه وشاله .استحباب الدعاء عند اللتزم :وبعد الشرب من ماء
زمزم ،يستحب الدعاء عند اللتزم .فقد روى البيهقي عن ابن عباس ،أنه كان يلزم ما
بي الركن والباب ،وكان يقول :ما بي الركن والباب يدعى اللتزم ،ل يلزم ما بينهما
أحد يسأل ال شيئا إل أعطاه ال إياه .وروي عن عمرو بن شعيب ،عن أبيه ،عن جده
،قال :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يلزق وجهه وصدره باللتزم .وقيل :إن
الطيم هواللتزم .ويرى البخاري أن الطيم الجر نفسه .واحتج عليه بديث السراء
فقال :بينا أنا نائم ف الطيم ،وربا قال ف الجر .قال :وهو حطيم :بعن مطوم ،
كفتيل ،بعن مقتول .استحباب دخول الكعبة وحجر إساعيل :روى البخاري ،
565
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ومسلم ،عن ابن عمر رضي ال عنهما قال :دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم الكعبة
( ، ) 1هو وأسامة بن زيد ،وعثمان ابن طلحة ،فأغلقوا عليهم ،فلما فتحوا ،أخبن
بلل :ان رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى ف جوف الكعبة ،بي العمودين اليمانيي
.وقد استدل العلماء بذا على أن دخول الكعبة ،والصلة فيها سنة .وقالوا :وهو وإن
كان سنة ،إل أنه ليس من مناسك الج ،لقول ابن عباس رضي ال عنهما :أيها الناس
إن دخولكم البيت ليس من حجكم ف شئ .رواه الاكم بسند صحيح ( .هامش ) (
) 1كان ذلك عام الفتح / ) . ( .صفحة / 709ومن ل يتمكن من دخول الكعبة ،
يستحب له الدخول ف حجر إساعيل والصلة فيه فإن جزءا منه من الكعبة .روى أحد
بسند جيد ،عن سعيد بن جبي ،عن عائشة قالت :يا رسول ال ،كل أهلك قد دخل
البيت غيي ! فقال " :أرسلي إل شيبة ( ) 1فيفتح لك الباب " ،فأرسلت إليه .فقال
شيبة :ما استطعنا فتحه ف جاهلية ،ول إسلم ،بليل .فقال النب صلى ال عليه وسلم :
" صلي ف الجر فإن قومك استقصروا ( ) 2عن بناء البيت ،حي بنوه " .السعي بي
الصفا والروة أصل مشروعيته :روى البخاري عن ابن عباس رضي ال عنهما قال :جاء
إبراهيم عليه السلم ب " هاجر " وبابنها " إساعيل " عليه السلم ،وهي ترضعه ،حت
وضعهما عند البيت ،عند دوحة فوق زمزم ،فوضعهما تتها وليس بكة يومئذ من
أحد ،وليس با ماء ،ووضع عندها جرابا فيه تر ،وسقاء فيه ماء ،ث قفى إبراهيم
منطلقا ،فتبعته أم إساعيل ،فقالت :يا إبراهيم ،أين تذهب وتتركنا بذا الوادي الذي
ليس به أنيس ول شئ ؟ فقالت له ذلك مرارا ،فجعل ل يلتفت إليها ،فقالت :ال أمرك
بذا ؟ . .قال :نعم .قالت :إذن ل يضيعنا .وف رواية :فقالت له :إل من تتركنا ؟
قال :إل ال .فقالت :قد رضيت .ث رجعت .فانطلق إبراهيم حت إذا كان عند الثنية
حيث ل يرونه استقبل بوجهه البيت ث دعا بؤلء الدعوات ،رفع يديه وقال ( :ربنا إن
أسكنت من ذريت بواد غي ذي زرع عند بيتك الحرم ( ،هامش ) ( ) 1ابن عثمان بن
طلحة كان بيده مفتاح الكعبة " ) 2 ( .استقصروا " :أي تركوا منه جزءا وهو الجر .
( / ) .صفحة / 710ربنا ليقيموا لصلة فاجعل أفئدة من الناس توي إليهم ،وارزقهم
من الثمرات لعلهم يشكرون ) .وقعدت أم إساعيل تت الدوحة ،ووضعت ابنها إل
566
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
جنبها وعلقت شنها تشرب منه ،وترضع ابنها ،حت فن ما ف شنها ،فانقطع درها ،
واشتد جوع ابنها حت نظرت إليه يتشحط ،فانطلقت كراهية أن تنظر إليه ،فقامت على
الصفا -وهو أقرب جبل يليها -ث استقبلت الوادي تنظر ،هل ترى أحدا ؟ . .فلم تر
أحدا ،فهبطت من الصفا .حت إذا بلغت الوادي ،رفعت طرف درعها ،ث سعت سعي
إنسان مهود ،حت جاوزت الوادي ،ث أتت الروة ،فقامت عليها ونظرت ،هل ترى
أحدا ؟ فلم تر أحدا ،ففعلت ذلك سبع مرات .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 710
قال ابن عباس رضي ال عنهما :قال النب صلى ال عليه وسلم " :فلذلك سعى الناس
بينهما " .حكمه :اختلف العلماء ف حكم السعي بي الصفا والروة ،إل آراء ثلثة ( :
أ ) فذهب ابن عمر ،وجابر ،وعائشة من الصحابة رضي ال عنهم ،ومالك ،والشافعي
،وأحد -ف إحدى الروايتي عنه -إل أن السعي ركن من أركان الج .بيث لو ترك
الاج السعي بي الصفا والروة ،بطل حجه ول يب بدم ،ول غيه .واستدلوا لذهبهم
بذه الدلة - 1 :روى البخاري عن الزهري قال عروة :سألت عائشة رضي ال عنها
فقلت لا :أرأيت قول ال تعال ( :إن الصفا والروة من شعائر ال فمن حج أو اعتمر
فل جناح عليه أن يطوف بما ) فوال ما على أحد جناح أن ل يطوف بالصفا والروة .
قالت :بئسما قلت يا ابن أخي :إن هذه لو كانت كما أولتها عليه ،كانت ل جناح
عليه أن ل يطوف بما .ولكنها أنزلت ف النصار :كانوا قبل أن يسلموا يهلون لناة
الطاغية الت كانوا يعبدونا عند الشلل / ،صفحة / 711فكان من أهل يتحرج أن
يطوف بالصفا والروة .فلما أسلموا ،سألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك .
قالوا :يا رسول ال إنا كنا نتحرج أن نطوف ب الصفا والروة ،فأنزل ال تعال ( :إن
الصفا والروة من شعائر ال ) الية .قالت عائشة رضي ال عنها :وقد سن رسول ال
صلى ال عليه وسلم الطواف بينهما ،فليس لحد أن يترك الطواف بينهما - 2 .وروى
مسلم عن عائشة رضي ال عنها قالت :طاف رسول ال صلى ال عليه وسلم وطاف
السلمون -يعن بي الصفا والروة -فكانت سنة ،ولعمري ما أت ال حج من ل يطف
567
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بي الصفا والروة - 3 .وعن حبيبة بنت أب تراه -إحد نساء بن عبدالدار -قالت :
دخلت مع نسوة من قريش دارآل أب حسي ننظر إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،
وهو يسعى بي الصفا والروة وإن مئزره ليدور ف وسطه من شدة سعيه ،حت إن لقول
:إن لرى ركبتيه ،وسعته يقول " :اسعوا ،فإن ال كتب عليكم السعي " ( . ) 1
رواه ابن ماجه ،وأحد ،والشافعي - 4 .ولنه نسك ف الج والعمرة ،فكان ركنا
فيهما ،كالطواف بالبيت ( .ب ) وذهب ابن عباس ،وأنس ،وابن الزبي ،وابن سيين
،ورواية عن أحد :أنه سنة ،ل يب بتركه شئ - 1 .استدلوا بقوله تعال ( :فل
جناح عليه أن يطوف بما ) .ونفى الرج عن فاعله :دليل على عدم وجوبه ،فإن هذا
رتبة الباح .وإنا تثبت سنيته بقوله " :من شعائر ال " .وروى ف مصحف أب ،وابن
مسعود " :فل جناح عليه أن ل يطوف بما " .وهذا ،وإن ل يكن قرآنا ،فل ينحط
عن رتبة الب ،فيكون تفسيا - 2 .ولنه نسك ذو عدد ،ل يتعلق بالبيت ،فلم يكن
ركنا ،كالرمي ( .ج ) وذهب أبو حنيفة ،والثوري ،والسن :إل أنه واجب ،وليس
( هامش ) ( ) 1ف إسناه عبد ال بن الؤمل ،وهو ضعيف كما سيأت بعد .إل أن طرقا
أخرى إذا انضمت إل بعضها قويت كما ف الفتح / ) . ( .صفحة / 712بركن ،ل
يبطل الج أو العمرة بتركه ،وأنه إذا تركه وجب عليه دم .ورجح صاحب الغن هذا
الرأي فقال - 1 :وهو أول ،لن دليل من أوجبه ،دل على مطلق الوجوب ،لعلى
كونه ل يتم الواجب إل به - 2 .وقول عائشة رضي ال عنها ف ذلك معارض بقول من
خالفها من الصحابة - 3 .وحديث بنت أب تراه ،قال ابن النذر يرويه عبد ال بن
الؤمل ،وقد تكلموا ف حديثه .وهو يدل على أنه مكتوب ،وهو الواجب - 4 .وأما
الية فإنا نزلت لا ترج ناس من السعي ف السلم ،لا كانوا يطوفون بينهما ف الاهلية
،لجل صنمي ،كانا على الصفا والروة .شروطه :يشترط لصحة السعي أمور - 1 :
أن يكون بعد طواف - 2 .وأن يكون سبعة أشواط - 3 .وأن يبدأ بالصفا ويتم
بالروة ( - 4 . ) 1وأن يكون السعي ف السعى ،وهو الطريق المتد بي الصفا والروة
( . ) 2لفعل رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك ،مع قوله " :خذوا عن مناسككم "
.فلو سعى قبل الطواف ،أو بدأ بالروة وختم بالصفا ،أو سعى ف غي السعى ،بطل
568
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
سعيه .الصعود على الصفا :ول يشترط لصحة السعي أن يرقى على الصفا والروة .
ولكن يب عليه ( هامش ) ( ) 1يقدر طوله 420مترا ) 2 ( .مذهب الحناف :
أنما واجبان ل شرطان ،فإذا سعى قبل الطواف ،أو بدأ بالروة وختم بالصفا ،صح
سعيه ،ووجب عليه دم / ) . ( .صفحة / 713أن يستوعب ما بينهما ،فليصق قدمه
بما ف الذهاب والياب ،فإن ترك شيئا ل يستوعبه ،ل يزئه حت يأت .الوالة ف
السعي :ول تشترط الوالة ف السعي ( . ) 1فلو عرض له عارض ينعه من مواصلة
الشواط ،أو أقيمت الصلة ،فله أن يقطع السعي لذلك ،فإذا فرغ ما عرض له ،بن
عليه وأكمله .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 713
فعن ابن عمر رضي ال عنهما :أنه كان يطوف بي الصفا والروة ،فأعجله البول ،
فتنحى ودعا باء فتوضأ ،ث قام ،فأت على ما مضى .رواه سعيد بن منصور .كما ل
تشترط الوالة بي الطواف والسعي .قال ف الغن :قال أحد :ل بأس أن يؤخر السعي
حت يستريح ،أو إل العشي .وكان عطاء والسن ل يريان بأسا -لن طاف بالبيت
أول النهار -أن يؤخر الصفا والروة إل العشي .وفعله القاسم وسعيد بن جبي ،لن
الوالة إذا ل تب ف نفس السعي ،ففيما بينه وبي الطواف أول .وروى سعيد بن
منصور :أن سودة زوج عروة بن الزبي سعت بي الصفا والروة ،فقضت طوافها ف
ثلثة أيام ،وكانت ضخمة .الطهارة للسعي :ذهب أكثر أهل العلم :إل أنه ل تشترط
الطهارة للسعي بي الصفا والروة لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم لعائشة -حي
حاضت " : -فاقضي ما يقضي الاج ،غي أن ل تطوف بالبيت حت تغتسلي " .رواه
مسلم .وقالت عائشة وأم سلمة :إذا طافت الرأة بالبيت وصلت ركعتي ،ث حاضت ،
فلتطف بالصفا والروة .رواه سعيد بن منصور .وإن كان الستحب أن يكون الرء على
طهارة ف جيع مناسكه فإن الطهارة أمر مرغوب شرعا ( .هامش ) ( ) 1عند مالك
موالة السعي -بلد تفريق كثي -شرط ( / ) .صفحة / 714الشي والركوب فيه :
يوز السعي راكبا وماشيا ،والشي أفضل .وف حديث ابن عباس رضي ال عنهما ما
569
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يفيد أنه صلى ال عليه وسلم مشى ،فلما كثر عليه الناس وغشوه ركب ليوه ويسألوه .
قال أبو الطفيل لبن عباس رضي ال عنهما :أخبن عن الطواف بي الصفا والروة راكبا
،أسنة هو ؟ فإن قومك يزعمون أنه سنة .قال :صدقوا وكذبوا .قال :قلت :وما
قولك :صدقوا وكذبوا ؟ . . .قال :إن رسول ال صلى ال عليه وسلم كثر عليه الناس
يقولون هذا ممد ،هذا ممد ،حت خرج العواتق ( ) 1من البيوت قال :وكان رسول
ال صلى ال عليه وسلم ل يضرب الناس بي يديه ،فلما كثر عليه الناس ركب .والشي
والسعي ( ) 2أفضل .رواه مسلم ،وغيه .والركوب ،وإن كان جائزا ،إل أنه
مكروه .قال الترمذي :وقدكره قوم من أهل العلم أن يطوف الرجل بالبيت وبي الصفا
والروة راكبا إل من عذر ،وهو قول الشافعي .وعند الالكية :أن من سعى راكبا من
غي عذر أعاد ،إن ل يفت الوقت ،وإن فات فعليه دم ،لن الشي عند القدرة عليه
واجب .وكذا يقول أبو حنيفة .وعللوا ركوب رسول ال صلى ال عليه وسلم ،بكثرة
الناس وازدحامهم عليه ،وغشيانم له .وهذا عذر يقتضي الركوب .استحباب السعي
بي اليلي :يندب الشي بي الصفا والروة ،فيما عدا ما بي اليلي ،فإنه يندب الرمل
بينهما ،وقد تقدم حديث بنت أب تراه وفيه :ان النب صلى ال عليه وسلم سعى ،حت
إن مئزره ليدور من شدة السعي ( .هامش ) ( " ) 1العواتق " :جع عائق وهي البكر
البالغة ،سيت بذلك لنا عتقت من البتذال والتصرف الذي تفعله الطفلة ) 2 ( .
السعي يكون ف بطن الوادي بي اليلي .والشي فيما سواه / ) . ( .صفحة / 715
وف حديث ابن عباس التقدم :والشي والسعي أفضل .أي السعي ف بطن الوادي بي
اليلي ،والشي فيما سواه .فإن مشى دون أن يسعى جاز .فعن سعيد بن جبي رضي
ال عنه قال :رأيت ابن عمر رضي ال عنهما يشي بي الصفا والروة .ث قال :إن
مشيت ،فقد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يشي .وإن سعيت ،فقد رأيت
رسول ال صلى ال عليه وسلم يسعى ،فأنا شيخ كبي .رواه أبو داود الترمذي .وهذا
الندب ف حق الرجل .أما الرأة فإنه ل يندب لا السعي ،بل تشي مشيا عاديا .روى
الشافعي عن عائشة رضي ال عنها أنا قالت -وقد رأت نساء يسعي : -أما لكن فينا
أسوة ؟ . . .ليس عليكن سعي ( ) 1استحباب الرقي على الصفا والروة والدعاء
570
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عليهما مع استقبال البيت يستحب الرقي على الصفا والروة ،والدعاء عليهما با شاء من
أمر الدين والدنيا ،مع استقبال البيت .فالعروف من فعل النب صلى ال عليه وسلم :أنه
خرج من باب الصفا .فلما دنا من الصفا قرأ ( " :إن الصفا والروة من شعائر ال ) .
أبدأ با بدأ ال به " فبدأ بالصفا فرقي عليه ،حت رأى البيت .فاستقبل القبلة فوحد ال
وكبه ثلثا ،وحده و قال " :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللك وله المد
ييي وييت وهو على كل شئ قدير ،ل إله إل ال وحده أنز وعده ،ونصر عبده ،
وهزم الحزاب وحده " ث دعا بي ذلك ،وقال مثل هذا ،ثلث مرات .ث نزل ما شيا
إل الروة ،حت أتاها ،فرقي عليها ،حت نظر إل البيت ،ففعل على الروة ،كما فعل
على الصفا .وعن نافع قال :سعت عبد ال بن عمر رضي ال عنهما -وهو على
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 715
الصفا يدعو -يقول :اللهم إنك قلت ( :ادعون أستحب لكم ) وإنك ( هامش ) (
) 1أي إنن يشي ول يسعي ،إذ ل خلف ف وجوب السعي عليهن / ) . ( .صفحة
/ 716لتلف اليعاد ،وإن أسألك -كما هديتن للسلم -أن ل تنعه من حت
تتوفان وأنا مسلم .الدعاء بي الصفا والروة :يستحب الدعاء بي الصفا والروة ،وذكر
ال تعال ،وقراءة القرآن .وقد روي أنه صلى ال عليه وسلم كان يقول ف سعيه " رب
اغفر وارحم واهدن السبيل القوم " .وروي عنه :رب اغفر وارحم ،إنك أنت العز
الكرم " .وبالطواف والسعي تنتهي أعمال العمرة .ويل الحرم من إحرامه باللق أو
التقصي إن كان متمتعا ،ويبقى على إحرامه إن كان قارنا .ول يل إل يوم النحر ،
ويكفيه هذا السعي عن السعي بعد طواف الفرض ،إن كان قارنا .ويسعى مرة أخرى ،
بعد طواف الفاضة إن كان متمتعا .ويبقى بكة حت يوم التروية .التوجه ال من من
السنة التوجه إل من يوم التروية ( . ) 1فإن كان الاج قارنا ،أو مفردا ،توجه إليها
بإحرامه .وإن كان متمتعا ،أحرم بالج ،وفعل كما فعل عند اليقات .والسنة :أن
يرم من الوضع الذي هو نازل فيه .فإن كان ف مكة :أحرم منها ،وإن كان خارجها
:أحرم حيث هو .ففي الديث " :من كان منله دون مكة فمهله من أهله ،حت أهل
571
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
مكة يهلون من مكة " .ويستحب الكثار من الدعاء والتلبية عند التوجه إل من وصلة
الظهر ( هامش ) ( " ) 1يوم التروية " هو اليوم الثامن من ذي الجة .وسي بذلك ،
لنه مشتق من الرواية ،لن المام يروي للناس مناسكهم .وقيل من الرتواء لنم
يرتوون الاء ف ذلك اليوم ،ويمعونه بن / ) . ( .صفحة / 717والعصر ،والغرب
والعشاء ،والبيت با .وأن ل يرج الاج منها حت تطلع شس يوم التاسع ،اقتداء بالنب
صلى ال عليه وسلم .فإن ترك ذلك أو شيئا منه فقد ترك السنة ،ولشئ عليه ،فإن
عائشة ل ترج من مكة يوم التروية ،حت دخل الليل ،وذهب ثلثه .روى ذلك ابن
النذر .جواز الروج قبل يوم التروية :روى سعيد بن منصور عن السن :أنه كان
يرج إل من من مكة قبل التروية بيوم أو يومي .وكرهه مالك ،وكره القامة بكة يوم
التروية حت يسي ،إل إن أدركه وقت المعة بكة ،فعليه أن يصليها قبل أن يرج .
التوجه ال عرفات يسن التوجه إل عرفات بعد طلوع شس يوم التاسع ،عن طريق
ضب ،مع التكبي والتهليل والتلبية .قال ممد بن أب بكر الثقفي :سألت أنس بن مالك
-ونن غاديان من من إل عرفات -عن التلبية ،كيف كنتم تصنعون مع النب صلى ال
عليه وسلم ؟ قال " :كان يلب اللب فل ينكر عليه ،وينكر الكب ،فل ينكر عليه ويهلل
الهلل ،فل ينكر عليه .رواه البخاري وغيه .ويستحب النول بنمرة والغتسال عندها
للوقوف بعرفة ،ويستحب أن ل يدخل عرفة إل وقت الوقوف بعد الزوال .الوقوف
بعرفة فضل يوم عرفة :عن جابررضي ال عنه :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :
مامن أيام عند ال أفضل من عشر ذي الجة " .فقال رجل :هن أفضل ،أم من عدتن
جهادا ف سبيل ال ؟ قال " :هن أفضل من عدتن جهادا ف سبيل /صفحة / 718ال
.وما من يوم أفضل عند ال من يوم عرفة ،ينل ال تبارك وتعال إل السماء الدنيا ،
فيباهي بأهل الرض أهل السماء فيقول :انظروا إل عبادي ،جاءون شعثا غبا ضاحي
.جاءوا من كل فج عميق ،يرجون رحت ول يروا عذاب ،فلم ير يوم أكثر عتيقا من
النار من يوم عرفة " .قال النذري :رواه أبو يعلى والبزار ،وابن خزية ،وابن حبان ،
واللفظ له .وروى ابن البارك عن سفيان الثوري ،عن الزبي بن علي ،عن أنس ابن
مالك رضي ال عنه ،قال :وقف النب صلى ال عليه وسلم بعرفات ،وقد كادت
572
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الشمس أن تثوب .فقال " :يا بلل :أنصت ل الناس " ،فقام بلل فقال :أنصتوا
لرسول ال صلى ال عليه وسلم ،فأنصت الناس .فقال " :معشر الناس :أتان جبيل
عليه السلم آنفا ،فأقرأن من رب السلم ،وقال :إن ال عزوجل غفر لهل عرفات ،
وأهل الشعر الرام ،وضمن عنهم التبعات " .فقام عمر بن الطاب رضي ال عنه فقال
:يا رسول ال هذا لنا خاصة ؟ قال " :هذا لكم ولن أتى من بعدكم إل يوم القيامة " .
فقال عمر رضي ال عنه :كثر خي ال وطاب .روى مسلم وغيه ،عن عائشة رضي
ال عنها :أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ما من يوم أكثر من أن يعتق ال فيه عبدا
من النار من يوم عرفة ،وإنه ليدنو عزوجل ث يباهي بم اللئكة فيقول :ما أراد هؤلء ؟
" وعن أب الدرداء رضي ال عنه ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ما رؤي الشيطان
يوما هو فيه أصغر ،ول أدحر ( ) 1ول أغيظ منه ف يوم عرفة " .وما ذك إللا رأى
من تنل الرحة ،وتاوز ال عن الذنوب العظام ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 718
إل ما أري من يوم بدر ( .هامش ) ( " ) 1أدحر " الدحر :الدفع بعنف على سبيل
الذلل والهانة / ) . ( .صفحة / 719قيل :وما رأى يوم بدر يا رسول ال ؟ قال :
" أما إنه رأى جبيل يزع ( ) 1اللئكة " .رواه مالك مرسل ،والاكم موصول .
حكم الوقوف :أجع العلماء :على أن الوقوف بعرفة هو ركن الج العظم ،لا رواه
أحد ،وأصحاب السنن ،عبد الرحن بن يعمر :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر
مناديا ينادي " :الج عرفة ( ، ) 2من جاء ليلة جع ( ) 3قبل طلوع الفجر فقد أدرك
" .وقت الوقوف :يرى جهور العلماءأن وقت الوقوف يبتدئ من زوال اليوم التاسع (
) 4إل طلوع فجر يوم العاشر ،وأنه يكفي الوقوف ف أي جزء من هذا الوقت ليل أو
نارا .إل أنه إن وقف بالنهار وجب عليه مد الوقوف إل ما بعد الغروب .أما إذا وقف
بالليل فل يب عليه شئ .ومذهب الشافعي :أن مد الوقوف إل الليل سنة .القصود
بالوقوف :القصود بالوقوف :الضور والوجود ،ف أي جزء من عرفة ولو كان نائما ،
أو يقظان ،أو راكبا ،أو قاعدا ،أو مضطجعا أو ماشيا .وسواء أكان طاهرا أم غي
573
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
طاهر كالائض والنفساء والنب .واختلفوا ف وقوف الغمى عليه ول يفق حت خرج
من عرفات .فقال أبو حنيفة ومالك :يصح ( .هامش ) ( " ) 1يزع " أي يقود 2 ( .
) " الج عرفة " :أي الج الصحيح حج من أدرك الوقوف يوم عرفة " ) ) 3 ( .ليلة
جع " :ليلة البيت بزدلفة ،وهي ليلة النحر .وظاهره أنه يكفي الوقوف ف أي جزء من
عرفة ولو لظة ) 4 ( .مذهب النابلة :أن الوقوف يبتدئ من فجر يوم التاسع إل فجر
يوم النحر / ) . ( .صفحة / 720وقال الشافعي وأحد ،والسن ،وأبو ثور ،
وإسحاق ،وابن النذر :ل يصح ،لنه ركن من أركان الج .فلم يصح من الغمى عليه
،كغيه من الركان .قال الترمذي عقب تريه لديث ابن يعمر التقدم ،قال سفيان
الثوري :والعمل على حديث عبد الرحن بن يعمر عند أهل العلم من أصحاب النب صلى
ال عليه وسلم وغيهم :أن من ل يقف بعرفات قبل الفجر ،فقد فاته الج ،وليزئ
عنه إن جاء بعد طلوع الفجر ،ويعلها عمرة وعليه الج من قابل ،وهو قول الشافعي
وأحد وغيها .استحباب الوقوف عند الصخرات :يزئ الوقوف ف أي مكان من
عرفة ،لن عرفة كلها موقف إل بطن عرفة ( ، ) 1فإن الوقوف به ليزئ بالجاع .
ويستحب أن يكون الوقوف عند الصخرات ،أو قريبا منها حسب المكان .فإن رسول
ال صلى ال عليه وسلم وقف ف هذا الكان وقال " :وقفت هاهنا ،وعرفة كلها موقف
" رواه أحد ،ومسلم ،وأبو داود ،من حديث جابر .والصعود إل جبل الرحة واعتقاد
أن الوقوف به أفضل خطأ ،وليس بسنة .استحباب الغسل :يندب الغتسال للوقوف
بعرفة .وقد كان ابن عمر رضي ال عنهما يغتسل لوقوفه عشية عرفة .رواه مالك .
واغتسل عمر رضي ال عنه بعرفات وهو مهل .آداب الوقوف والدعاء :ينبغي الحافظة
على الطهارة الكاملة ،واستقبال القبلة والكثار من الستغفار والذكر والدعاء لنفسه ،
ولغيه ،با شاء من أمر الدين والدنيا مع الشية ،وحضور القلب ،ورفع اليدين .
( هامش ) ( " ) 1بطن عرفة " واد يقع ف الهة الغربية من عرفة / ) . ( .صفحة
/ 721قال أسامة بن زيد :كنت ردف النب صلى ال عليه وسلم بعرفات ،فرفع يديه
يدعو .رواه النسائي .وعن عمرو بن شعيب ،عن أبيه عن جده قال :كان أكثر دعاء
النب صلى ال عليه وسلم يوم عرفة " ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللك وله
574
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
المد ،بيده الي وهو على كل شئ قدير " .رواه أحد والترمذي ،ولفظه :إن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :خي الدعاء ،دعاء يوم عرفة ،وخي ما قلت أنا والنبيون من
قبلي .ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللك وله المد ،وهو على كل شئ قدير "
.ويروى عن السي بن السن الروزي قال :سألت سفيان بن عيينة عن أفضل الدعاء
يوم عرفة .فقال :ل إله إل ال وحده ل شريك له .فقلت له :هذا ثناء وليس بدعاء .
فقال :أنا تعرف حديث مالك بن الارث ؟ هو تفسيه .فقلت :حدثنيه أنت ،فقال :
حدثنا منصور ،عن مالك بن الارث قال :يقول ال عزوجل " :إذا شغل عبدي ثناؤه
علي عن مسألت أعطيته أفضل ما أعطي السائلي " .قال :وهذا تفسي قول النب صلى
ال عليه وسلم .ث قال سفيان :أما علمت ما قال أمية بن أب الصلت حي أتى عبد ال
ابن جدعان يطلب نائله ؟ فقلت :ل .فقال :قال أمية :أأذكر حاجت أم قد كفان -
حياؤك إن شيمتك الياء وعلمك بالقوق وأنت فرع -لك السب الهذب والسناء إذا
أثن عليك الرء يوما -كفاه من تعرضه الثناء ث قال :يا حسي ،هذا ملوق يكتفى
بالثناء عليه دون مسألة ،فكيف بالالق ؟ /صفحة / 722
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 722
روى البيهقي ( ) 1عن علي رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه ال وسلم
" :إن أكثر دعاء من كان قبلي من النبياء ،ودعائي يوم عرفة ،أن أقول :ل إله إل ال
وحده ل شريك له ،له اللك وله المد ،وهو على كل شئ قدير ،اللهم اجعل ف
بصري نورا ،وف سعي نورا ،وف قلب نورا .اللهم اشرح ل صدري ،ويسر ل
أمري ،اللهم أعوذ بك من وسواس الصدر ،وشتات المر ،وشر فتنة القب .وشر ما
يلج ف الليل وشر ما يلج ف النهار ،وشر ما تب به الرياح ،وشر بوائق ( ) 2الدهر "
.وروى الترمذي عنه قال :أكثر دعاء النب صلى ال عليه وسلم يوم عرفة ف الوقف " :
اللهم لك المد كالذي نقول ،وخيا ما نقول ،اللهم لك صلت ونسكي ومياي
ومات ،وإليك مآب ،ولك رب تراثي ،اللهم إن أعوذ بك من عذاب القب ،ووسوسة
الصدر ،وشتات المر ،اللهم إن أعوذ بك من شر ما تب به الريح " .الوقوف سنة
575
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ابراهيم عليه السلم :وعن مربع النصاري قال :إن رسول ال صلى ال عليه وسلم
يقول " :كونوا على مشاعركم ( ) 3فإنكم على إرث من إرث إبراهيم ( " ) 4رواه
الترمذي وقال :حديث ابن مربع ،حديث حسن .صيام عرفة ثبت أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم أفطر يوم عرفة وأنه قال " :إن يوم عرفة ،ويوم النحر ،وأيام التشريق
عيدنا -أهل السلم -وهي أيام أكل وشرب " .ثبت عنه أنه نى عن صوم يوم عرفة
بعرفات .وقد استدل أكثر أهل العلم بذا الحاديث :على استحباب الفطار يوم عرفة
للحاج ،ليتقوى على الدعاء والذكر ( .هامش ) ( ) 1سنده ضعيف " ) 2 ( .بوائق
الدهر " أي مهلكاته " ) 3 ( .مشاعر " جع مشعر ،مواضع النسك :سيت بذلك لنا
معال العبادات ) 4 ( .أي أن موقفهم موقف إبراهيم ورثوه منه ،ول يطئوا ف الوقوف
فيه عن سنته / ) . ( .صفحة / 723وما جاء من الترغيب ف صوم يوم عرفة ،فهو
ممول على من ل يكن حاجا بعرفة .المع بي الظهر والعصر :ف الديث الصحيح :
أن النب صلى ال عليه وسلم ،جع بي الظهر والعصر بعرفة .أذن ث أقام فصلى الظهر ،
ث أقام فصلى العصر .وعن السود ،وعلقمة ،أنما قال :من تام الج أن يصلي الظهر
والعصر مع المام بعرفة .وقال ابن النذر " :أجع أهل العلم :على أن المام يمع بي
الظهر العصر بعرفة ،وكذلك من صلى مع المام " فإن ل يمع مع المام يمع ومنفردا
.وعن ابن عمر رضي ال عنهما :أنه كان يقيم بكة ،فإذا خرج إل من ،قصر الصلة
.وعن عمرو بن دينار قال :قال ل جابر بن زيد :أقصر الصلة بعرفة .روى ذلك
سعيد بن منصور .الفاضة من عرفة يسن الفاضة ( ) 1من عرفة بعد غروب الشمس ،
بالسكينة ،وقد أفاض صلى ال عليه وسلم بالسكينة ،وضم إليه زمام ناقته ،حت إن
رأسها ليصيب طرف رحله ،وهو يقول " :أيها الناس عليكم بالسكينة ،فإن الب ليس
بالبضاع " -أي السراع -رواه البخاري ومسلم .وكان -صلوات ال وسلمه عليه
-يسي العنق فإذا وجد فجوة نص .رواه الشيخان .أي أنه كان يسي سيا رفيقا من
أجل الرفق بالناس فإذا وجد فجوة ( هامش ) ( " ) 1الفاضة " :الدفع ،يقال :أفاض
من الكان ،إذا أسرع منه إل الكان الخر ،وأصله ،الدفع ،سي به لنم إذا انصرفوا
ازدحوا .ودفع بعضهم بعضا / ) . ( .صفحة - / 724أي مكانا متسعا ،ليس به
576
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
زحام -سار سيا ،فيه سرعة .ويستحب التلبية والذكر .فإن رسول ال صلى ال عليه
وسلم ل يزل يلب ،حت رمى جرة العقبة .وعن أشعث بن سليم ،عن أبيه قال :أقبلت
مع ابن عمر رضي ال عنهما من عرفات إل مزدلفة ،فلم يكن يفتر من التكبي والتهليل
حت أتينا الزدلفة .رواه أبو داود .المع بي الغرب والعشاء ف الزدلفة :فإذا أتى
الزدلفة ،صلى الغرب والعشاء ركعتي بأذان وإقامتي ،ومن غي تطوع بينهما .ففي
حديث مسلم :أنه صلى ال عليه وسلم أتى الزدلفة ،فجمع بي الغرب والعشاء ،بأذان
واحد ،وإقامتي ،ول يسبح ( ) 1بينهما شيئا .وهذا المع سنة بإجاع العلماء .
واختلفوا فيما لو صلى كل صلة ف وقتها .فجوزه أكثر العلماء ،وحلوا فعله صلى ال
عليه وسلم على الولوية .وقال الثوري وأصحاب الرأي :إن صلى الغرب دون
مزدلفة ،فعليه العادة .وجوزوا ف الظهر والعصر أن يصلي كل واحدة ف وقتها مع
الكراهية .البيت بالزدلفة والوقوف با :ف حديث جابر رضي ال عنه :أنه صلى ال
عليه وسلم لا أتى الزدلفة ،صلى الغرب والعشاء ،ث اضطجع حت طلع الفجر فصلى
الفجر ،ث ركب القصواء ،حت أتى الشعر الرام ،ول يزل واقفا ،حت أسفر جدا ،ث
دفع قبل طلوع الشمس .ول يثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه أحيا هذه الليلة .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 724
وهذه هي السنة الثابتة ف البيت بالزدلفة ،والوقوف با .وقد أوجب أحد البيت
بالزدلفة على غي الرعاة والسقاة .أما هم فل يب عليهم البيت با .أما سائر أئمة
الذاهب ،فقد أوجبوا الوقوف با دون البيات ( .هامش ) ( " ) 1يسبح " أي يصلي .
( / ) .صفحة / 725والقصود بالوقوف الوجود على أية صورة .سواء أكان واقفا أم
قاعدا ،أم سائرا أم نائما .وقالت الحناف :الواجب هو الضور الزدلفة قبل فجر يوم
النحر .فلو ترك الضور لزمه دم .إل إذا كان له عذر ،فإن ل يب عليه الضور ول
شئ عليه حينئذ .وقالت الالكية :الواجب هو النول بالزدلفة ليل ،قبل الفجر ،بقدار
ما يط رحله وهو سائر من عرفة إل من ،ما ل يكن له عذر .فإن كان له عذر ،فل
يب عليه النول .وقالت الشافعية :الواجب هو الوجود بالزدلفة ،ف النصف الثان من
577
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ليلة يوم النحر ،بعد الوقوف بعرفة .ول يشترط الكث با ،ول العلم بأنا الزدلفة ،بل
يكفي الرور با .سواء أعلم أن هذا الكان هو الزدلفة ،أم ل يعلم .والسنة أن يصلي
الفجر ف أول الوقت ث يقف بالشعر الرام إل أن يطلع الفجر ،ويسفر جدا قبل طلوع
الشمس .ويكثر من الذكر والدعاء .قال تعال " :فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا ال
عند الشعر الرام ،واذكروه كما هداكم ،وإن كنتم من قبله لن الضالي .ث أفيضوا
من حيث أفاض الناس ،واستغفروا ال إن ال غفور رحيم " .فإذا كان قبل طلوع
الشمس أفاض من مزدلفة إل من فإذا أتى مسرا أسرع قدر رمية بجر .مكان الوقوف
:الزدلفة كلها مكان للوقوف إل وادي مسر ( . ) 1فعن جبي بن مطعم :أن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :كل مزدلفة موقف ،وارفعوا عن مسر " رواه أحد ،
ورجاله موثقون .والوقوف عند قزح أفضل .ففي حديث علي رضي ال عنه ،أن النب
صلى ال عليه وسلم لا أصبح ( هامش ) ( " ) 1وادي مسر " وهو بي الزدلفة ومن .
( / ) .صفحة / 726بمع أتى قزح ( ) 1فوقف عليه ،وقال " :هذا قزح وهو
الوقف ،وجع كلها موقف " .رواه أبو داود ،والترمذي وقال :حسن صحيح .
أعمال يوم النحر أعمال يوم النحر تؤدى مرتبة هكذا :يبدأ بالرمي ،ث الذبح ،ث
اللق ،ث الطواف بالبيت .وهذا الترتيب سنة .فلو قدم منها نسكا على نسك فل شئ
عليه ،عند أكثر أهل العلم .وهذا مذهب الشافعي ،لديث عبد ال بن عمرو أنه قال :
وقف رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حجة الوداع للناس بن ،والناس يسألونه ،
فجاءه رجل ،فقال :يا رسول ال .إن ل أشعر ( ) 2فحلقت قبل أن أنر .فقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم " :اذبح ول حرج " .ث جاء آخر ،فقال يا رسول ال
إن ل أشعر فنحرت قبل أن أرمي ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ارم ول
حرج " .قال فما سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن شئ قدم ول أخر إل قال " :
افعل ول حرج " .وذهب أبو حنيفة :إل أنه إن ل يراع الترتيب ،فقدم نسكا على
نسك فعليه دم .وتأول قوله " ول حرج " على رفع الث دون الفدية .التحلل الول
والثان وبرمي المرة يوم النحر وحلق الشعر أو تقصيه ،يل للمحرم كل ما كان مرما
عليه بالحرام .فله أن يس الطيب ويلبس الثياب وغي ذلك ما عدا النساء ( .هامش ) (
578
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
" ) 1قزح " :موضع من الزدلفة ،وهو موقف قريش ف الاهلية إذ كانت ل تقف
بعرفة .وقال الوهري :اسم جبل بالزدلفة ،ويقال إنه الشعر الرام عند كثي من
الفقهاء " ) 2 ( .ل أشعر " :أي ل انتبه ول أدر / ) . ( .صفحة / 727وهذا هو
التحلل الول .فإذا طاف طواف الفاضة -وهو طواف الركن -حل له كل شئ ،حت
النساء .وهذا هو التحلل الثان ،والخي .رمي المار ( ) 1أصل مشروعيته :روى
البيهقي ،عن سال بن أب العد ،عن ابن عباس رضي ال عنهما :أن النب صلى ال عليه
وسلم قال " :لا أتى إبراهيم عليه السلم الناسك عرض له الشيطان عند جرة العقبة
فرماه بسبع حصيات حت ساخ ف الرض .ث عرض له عند المرة الثانية فرماه بسبع
حصيات حت ساخ ف الرض .ث عرض له عند المرة الثالثة فرماه بسبع حصيات حت
ساخ ف الرض " .قال ابن عباس رضي ال عنهما :الشيطان ترجون ،وملة أبيكم
تتبعون .قاله النذري :ورواه ابن خزية ف صحيحه ،والاكم وقاله صحيح على
شرطهما .حكمته :قال أبو حامد الغزال رحه ال ف الحياء :وأما رمي المار
فليقصد الرامي به النقياد للمر ،وإظهارا للرق والعبودية ،وانتهاضا لجرد المتثال ،من
غي حظ للنفس والعقل ف ذلك .ث ليقصد به التشبه بإبراهيم عليه السلم ،حيث عرض
له إبليس -لعنه ال تعال -ف ذلك الوضع ليدخل على حجه شبهة ،أو يفتنه بعصية .
فأمره
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 727
ال عز وجل أن يرميه بالجارة طردا له ،وقطعا لمله ( .هامش ) ( " ) 1المار " :
هي الجارة الصغية .والمار الت ترمى ثلث ،كلها بن ،وهي " - 1 :جرة العقبة
" على يسار الداخل إل من - 2 .الوسطى بعدها وبينهما 77 :و 116مترا - 3 .
والصغرى وهي الت تلي مسجد اليف وبي الصغر والوسطى 4و 156مترا ( / ) .
صفحة / 728فإن خطر لك :أن الشيطان عرض له وشاهده فلذلك رماه ،وأما أنا
فليس يعرض ل الشيطان .فاعلم أن هذا الاطر من الشيطان ،وأنه هو الذي ألقاه ف
قلبك ليفتر عزمك ف الرمي .وييل إليك أنه ل فائدة فيه ،وأنه يضاهي اللعب فلم
579
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
تشتغل به ؟ فاطرده عن نفسك بالد والتشمي والرمي ،فبذلك ترغم أنف الشيطان .
واعلم أنك ف الظاهر ترمي الصى ف العقبة ،وف القيقة ترمى به وجه الشيطان وتقصم
به ظهره .إذا ل يصل إرغام أنفه إل بامتثالك أمر ال سبحانه وتعال تعظيما له بجرد
المر من غي حظ للنفس فيه .حكمه :ذهب جهور العلماء :إل أن رمي المار
واجب ،وليس بركن ،وأن تركه يب بدم .لا رواه أحد ومسلم ،والنسائي ،عن جابر
رضي ال عنه قال :رأيت النب صلى ال عليه وسلم يرمي المرة على راحلته يوم
النحر ،ويقول " :لتأخذوا عن مناسككم ،فإن لأدرى لعلي ل أحج بعد حجت هذه "
.وعن عبد الرحن التيمي قال :أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نرمي المار
بثل حصى الذف ( ) 1ف حجة الوداع .رواه الطبان ف الكبي بسند ،ورجاله
رجال الصحيح .قدر كم تكون الصاة ،وما جنسها ؟ ف الديث التقدم :أن الصى
الذي يرمى به مثل حصى الذف .ولذا ذهب أهل العلم إل استحباب ذلك .فإن
تاوزه ورمى بجر كبي فقد قال المهور :يزئه ويكره .وقال أحد :ل يزئه حت
يأت بالصى ،على ما فعل النب صلى ال ( هامش ) ( " ) 1الذف " ،الرمي .والراد
هنا الرمي بالصى الصغار مثل حب الباقلء ،وهو الفول .قال الثرم :يكون أكب من
المص ،ودون البندق / ) . ( .صفحة / 729عليه وسلم ،ولنهيه صلى ال عليه
وسلم عن ذلك .فعن سليمان بن عمرو بن الحوص الزدي ،عن أمه قالت :سعت
النب صلى ال عليه وسلم -وهو ف بطن الوادي -وهو يقول " :يا أيها الناس ل يقتل
بعضكم بعضا ،إذا رميتم المرة فارموا بثل حصى الذف " رواه أبو داود .وعن ابن
عباس رضي ال عنهما قال :قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم " :هات ،القط ل
" فلقطت له حصيات هي حصى الذف ،فلما وضعتهن ف يده قال " :بأمثال هؤلء
وإياكم والغلو ف الدين ،فإنا أهلك الذين من قبلكم الغلو ف الدين " .رواه أحد ،
والنسائي ،وسنده حسن .وحل المهور هذه الحاديث على الولوية والندب .واتفقوا
:على أنه ل يوز الرمي إل بالجر ،وأنه ل يوز بالديد ،أو الرصاص ،ونوها .
وخالف ف ذلك الحناف ،فجوزوا الرمي بكل ما كان من جنس الرض حجرا ،أو
طينا ،أو آجرا ،أو ترابا ،أو خزفا .لن الحاديث الواردة ف الرمي مطلقة .وفعل
580
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رسول ال صلى ال عليه وسلم وصحابته ممول على الفضلية ،ل على التخصيص .
ورجح الول بأن النب صلى ال عليه وسلم رمى الصى ،وأمر بالرمي بثل حصى
الذف ،فل يتناول غي الصى ،ويتناول جيع أنواعه .من أين يؤخذ الصى :كان ابن
عمر رضي ال عنهما يأخذ الصى من الزدلفة ،وفعله سعيد ابن جبي وقال :كانوا
يتزودون الصى منها واستحبه الشافعي .وقال أحد :خذ الصى من حيث شئت .
وهو قول عطاء وابن النذر .لديث ابن عباس التقدم وفيه " :القط ل " ول يعي مكان
اللتقاط .ويوز الرمي بصى أخذ من الرمى مع الكراهة ،عند النفية ،والشافعي /
صفحة / 730وأحد .وذهب ابن حزم إل الواز بدون كراهة . .فقال :ورمي
المار بصى قد رمي به قبل ذلك جائز ،وكذلك رميها راكبا .أما رميها بصى قد
رمي به ،فلنه ل ينه عن ذلك قرآن ول سنة .ث قال :فإن قيل :قد روي عن ابن
عباس رضي ال عنهما أن حصى المار ،ما تقبل منه رفع ،وما ل يتقبل منه ترك ولو ل
ذلك لكان ( ) 1هضابا تسد الطريق ؟ قلنا :نعم ،فكان ماذا ؟ وإن ل يتقبل رمي هذه
الصاة من عمرو فسيتقبل من زيد وقد يتصدق الرء بصدقة فل يتقبلها ال منه ،ث يلك
تلك العي آخر فيتصدق با فتقبل منه .وأما رميها راكبا فلحديث قدامة بن عبد ال قال
:رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يرمي جرة العقبة يوم النحر على ناقة له صهباء ،
ل ضرب ،ول طرد ،ول إليك ،إليك ( . ) 2عدد الصى :عدد الصى الذي يرمى
به ،سبعون حصاة ،أو تسع وأربعون .سبع يرمى با يوم النحر عند جرة العقبة .
وإحدى وعشرون ف اليوم الادي عشر ،موزعة على المرات الثلث ،ترمى كل جرة
منها بسبع .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 730
وإحدى وعشرون يرمي با كذلك ف اليوم الثان عشر " " " " " " " .الثالث عشر .
فيكون عدد الصى سبعي حصاة .فإن اقتصر على الرمي ف اليام الثلثة ،ول يرم ف
اليوم الثالث عشر جاز .ويكون الصى الذي يرميه الاج تسعا وأربعي .ومذهب أحد
:إن رمى الاج بمس حصيات أجزأه .وقال عطاء :إن رمى بمس أجزأه .وقال
581
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ماهد إن رمى بست ،فل شئ عليه ( .هامش ) ( " ) 1الضاب " جع هضبة :البل
النبسط على وجه الرض " ) 2 ( .إليك " اسم فعل :أي ابتعد وتنح / ) . ( .صفحة
/ 731وعن سعيد بن مالك قال :رجعنا ف الجة مع النب صلى ال عليه وسلم ،
وبعضنا يقول رميت ست حصيات ،وبعضنا يقول رميت سبع حصيات ،فلم يعب
بعضنا على بعض .أيام الرمي :أيام الرمي ثلثة أو أربعة :يوم النحر ،ويومان ،أو ثلثة
من أيام التشريق .قال ال تعال " :واذكروا ال ف أيام معدودات ،فمن تعجل ف يومي
فل إث عليه ومن تأخر فل إث عليه لن اتقى ( . " ) 1الرمي يوم النحر :الوقت الختار
للرمي ،يوم النحر ،وقت الضحى بعد طلوع الشمس ،فإن رسول ال صلى ال عليه
وسلم إنا رماها ضحى ذلك اليوم .وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال :قدم النب
صلى ال عليه وسلم ضعفة أهله ،وقال " ل ترموا جرة العقبة حت تطلع الشمس " .
رواه الترمذي ،وصححه .فإن أخره إل آخر النهار ،جاز .قال ابن عبد الب :أجع
أهل العلم أن من رماها يوم النحر قبل الغيب فقد رماها ف وقت لا ،وإن ل يكن ذلك
مستحبا لا .وقال ابن عباس رضي ال عنهما :كان النب صلى ال عليه وسلم يسأل يوم
النحر بن فقال رجل :رميت بعد ما أمسيت ،فقال " :ل حرج " .رواه البخاري .
هل يوز تأخي الرمي إل الليل :إذا كان فيه عذر بنع الرمي نارا ،جاز تأخي الرمي إل
الليل .لا رواه مالك عن نافع :أن ابنة لصفية امرأة ابن عمر نفست بالزدلفة ،فتخلفت
هي صفية ،حت أتتا من بعد أن غربت الشمس من يوم النحر ،فأمرها ابن ( هامش ) (
) 1أي ل إث على من تعجل ،فنفر ف اليوم الثان عشر ،ول على من أخر النفر ،إل
اليوم الثالث عشر / ) . ( .صفحة / 732عمر أن تريا المرة حي قدمتا ،ول ير
عليهما شيئا .أما إذا ل يكن فيه عذر فإنه يكره التأخي ،ويرمي بالليل ،ول دم عليه عند
الحناف والشافعية ،ورواية عن مالك ،لديث ابن عباس التقدم .وعند أحد :إن أخر
الرمي حت انتهى يوما النحر فل يرمي ليل ،وإنا يرميها ف الغد بعد زوال الشمس .
الترخيص للضعفة وذوي العذار بالرمي بعد منتصف ليلة النحر ل يوز لحد أن يرمي
قبل نصف الليل الخي بالجاع ويرخص للنساء ،والصبيان ،والضعفة ،وذوي العذار
،ورعاة البل :أن يرموا جرة العقبة ،من نصف ليلة النحر فعن عائشة رضي ال عنها :
582
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أن النب صلى ال عليه وسلم أرسل أم سلمة ليلة النحر ،فرمت قبل الفجر ث أفاضت .
رواه أبو داود ،والبيهقي ،وقال :إسناده صحيح ل غبار عليه .وعن ابن عباس رضي
ال عنهما :أن النب صلى ال عليه وسلم رخص لرعاة البل أن يرموا . . .بالليل رواه
البزار .وفيه مسلم بن خالد الزني ،وهو ضعيف .وعن عروة قال :دار النب صلى ال
عليه وسلم إل أم سلمة يوم النحر ،فأمرها أن تعجل الفاضة من جع ،حت تأت مكة ،
فتصلي با الصبح ،وكان يوما ،فأحب أن ترافقه .رواه الشافعي ،والبيهقي .عن عطاء
قال :أخبن مب عن أساء :أنا رمت المرة ،قلت :إنا رمينا المرة بليل ،قالت :
إنا كنا نصنع هذا على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ،رواه أبو داود .قال الطبي
:استدل الشافعي بديث أم سلمة ،وحديث أساء ،على ما ذهب إليه من جواز الفاضة
بعد نصف الليل .وذكر ابن حزم أن الذن ف الرمي بالليل مصوص بالنساء دون الرجال
،ضعفاؤهم وأقوياؤهم ف عدم الذن سواء / .صفحة / 733والذي دل عليه الديث
:أن من كان ذا عذر جاز أن يتقدم ليل ويرمي ليل .وقال ابن النذر :السنة أل يرمي
إل بعد طلوع الشمس ،كما فعل النب صلى ال عليه وسلم .ول يوز الرمي قبل طلوع
الفجر :لن فاعله مالف للسنة .ومن رماها حينئذ فل إعادة عليه ،إل ل أعلم أحدا
قال :ل يزئه .رمي المرة من فوقها :رمي السود قال :رأيت عمر رضي ال عنه
رمى جرة العقبة من فوقها .وسئل عطاء عن الرمي من فوقها فقال :ل بأس .رواها
سعيد ابن منصور .الرمي ف اليام الثلثة :الوقت الختار للرمي ف اليام الثلثة يبتدئ
من الزوال إل الغروب .فعن ابن عباس رضي ال عنهما :أن النب صلى ال عليه وسلم
رمى المار عند زوال الشمس ،أو بعد زوال الشمس .رواه أحد ،وابن ماجه ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 733
والترمذي ،وحسنه .وروى البيهقي عن نافع :أن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما كان
يقول :ل نرم ف اليام الثلثة ،حت تزول الشمس .فإن أخر الرمي إل الليل ،كره له
ذلك ،ورمى ف الليل إل طلوع شس الغد .وهذا متفق عليه بي أئمة الذاهب ،سوى
أب حنيفة ،فإنه أجاز الرمي ف اليوم الثالث قبل الزوال .لديث ضعيف عن ابن عباس
583
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رضي ال عنهما قال :إذا انتفخ النهار من يوم النفر الخر ،حل الرمي ،والصدر ( ) 1
.الوقوف والدعاء بعد الرمي ف أيام التشريق :يستحب الوقوف بعد الرمي مستقبل
القبلة ،داعيا ال ،وحامدا له مستغفرا لنفسه ولخوانه الؤمني ( .هامش ) ( " ) 1
النتفاخ " :الرتفاع " ،الصدر " النصراف من من / ) . ( .صفحة / 734لا رواه
أحد ،والبخاري ،عن سال بن عبد ال بن عمر ،عن أبيه :أن رسول صلى ال عليه
وسلم ،كان إذا رمى المرة الول ،الت تلي السجد ،رماها بسبع حصيات ،يكب مع
كل حصاة ،ث ينصرف ،ذات اليسار إل بطن الوادي فيقف ويستقبل القبلة ،رافعا يديه
يدعو ،وكان يطيل الوقوف ،ث يرمي الثانية بسبع حصيات يكب مع كل حصاة ،ث
ينصرف ذات اليسار إل بطن الوادي ،فيقف ،ويستقبل القبلة ،رافعا يديه ث يضي حت
يأت المرة الت عند العقبة فيميها بسبع حصيات ،يكب عند كل حصاة ث ينصرف ول
يقف .وف الديث أنه ل يقف بعد رمي جرة العقبة ،وإنا يقف بعد رمي المرتي
الخريي .وقد وضع العلماء لذلك أصل فقالوا :إن كل رمي ليس بعده رمي ف ذلك
اليوم ل يقف عنده ،وكل رمي بعده رمي ف اليوم نفسه يقف عنده .وروى ابن ماجه ،
عن ابن عباس رضي ال عنهما :أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا رمى جرة العقبة ،
مضى ول يقف .الترتيب ف الرمي :الثابت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم :أنه بدأ
رمي المرة الول الت تلي من ،ث المرة الوسطى الت تليها ،ث رمى جرة العقبة .
وثبت عنه أنه قال " :خذوا عن مناسككم " .فاستدل بذا الئمة الثلثة على اشتراط
الترتيب بي المرات وأنا ترمى هكذا ،مرتبة ،كما فعل رسول ال صلى ال عليه وسلم
،والختار عند الحناف :أن الترتيب سنة .استحباب التكبي والدعاء مع كل حصاة
ووضعها بي أصابعه عن عبد ال بن مسعود ،وابن عمر رضي ال عنهما :أنما كانا
يقولن -عند رمي جرة العقبة -اللهم اجعله حجا مبورا وذنبا مغفورا / .صفحة
/ 735وعن إبراهيم أنه قال :كانوا يبون للرجل -إذا رمى جرة العقبة -أن يقول :
اللهم اجعله حجا مبورا وذنبا مغفورا .فقيل له :تقول ذلك عند كل جرة ؟ قال :نعم
.وعن عطاء قال :إذا رميت فكب ،وأتبع الرمي التكبية .روى ذلك سعيد بن منصور
.وف حديث جابر رضي ال عنه عند مسلم :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان
584
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يكب مع كل حصاة .قال ف الفتح :وأجعوا :على أن من ل يكب ل شئ عليه .وعن
سلمان بن الحوص عن أمه ،قالت :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم عند جرة
العقبة راكبا ،ورأيت بي أصابعه حجرا فرمى ،ورمى الناس معه .رواه أبو داود .النيابة
ف الرمي :من كان عنده عذر ينعه من مباشرة الرمي ،كالرض ونوه ،استناب من
يرمي عنه .قال جابر رضي ال عنه :حججنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ومعنا
النساء والصبيان ،فلبينا عن الصبيان ،ورمينا عنهم .رواه ابن ماجه .البيت بن البيات
بن واجب ف الليال الثلث ،أو ليلت الادي عشر ،والثان عشر ،عند الئمة الثلثة .
ويرى الحناف أن البيات سنة .وقال ابن عباس رضي ال عنهما :إذا رميت المار فبت
حيث شئت .رواه ابن أب شيبة .وعن ماهد :ل بأس بأن يكون أول الليل بكة ،
وآخره بن .أو أول الليل بن ،وآخره بكة .وقال ابن حزم :ومن ل يبت ليال من
بن فقد أساء ،ول شئ عليه /صفحة / 736واتفقوا على أنه يسقط عن ذوي العذار
كالسقاة ورعاة البل فل يلزمهم بتركه شئ .وقد استأذن العباس النب صلى ال عليه
وسلم أن يبيت بكة ليال من من أجل سقايته ،فأذن له .رواه البخاري وغيه .وعن
عاصم بن عدي أنه صلى ال عليه وسلم رخص للرعاء أن يتركوا البيت بن .رواه
أصحاب السنن ،وصححه الترمذي .مت يرجع من من ؟ يرجع من " من " إل مكة
قبل غروب الشمس ،من اليوم الثان عشر بعد الرمي ،عند الئمة الثلثة .وعند
الحناف :يرجع إل مكة ما ل يطلع الفجر من اليوم الثالث عشر من ذي الجة .لكن
يكره النفر بعد الغروب ،لخالفة السنة ول شئ عليه .الدي الدي هو ما يهدى من
النعم إل الرم تقربا إل ال عزوجل ،قال ال تعال " والبدن ( ) 1جعلناها لكم من
شعائر ( ) 2ال ،لكم فيها خي ،فاذكروا اسم ال عليها صواف ،فإذا وجبت جنوبا
فكلوا منها وأطعموا القانع ( ) 3
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 736
والعتر ( ) 4كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون .لن ينال ال لومها ولدماؤها ،
ولكن يناله التقوى منكم " .وقال عمر رضي ال عنه :أهدوا ،فإن ال يب الدي .
585
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وأهدى رسول ال عليه وسلم مائة من البل ،وكان هديه تطوعا ( .هامش ) ( " ) 1
البان " :البل " ) 2 ( .الشعائر " أعمال الج ،وكل ما جعل علما لطاعة ال ) 3 ( .
" القانع " أي السائل " ) 4 ( .العتر " الذي يتعرض لكل اللحم / ) . ( .صفحة
/ 737الفضل فيه :أجع العلماء على أن الدي ل يكون إل من النعم ( ، ) 1واتفقوا
:على أن الفضل البل ،ث البقر ،ث الغنم .على هذا الترتيب .لن البل أنفع
للفقراء ،لعظمها ،والبقر أنفع من الشاة كذلك .واختلفوا ف الفضل للشخص الواحد
:هل يهدي سبع بدنة ،أو سبع بقرة أو يهدي شاة ؟ والظاهر أن العتبار با هو أنفع
للفقراء .أقل ما يزئ ف الدي :للمرء أن يهدي للحرم ما يشاء من النعم .وقد أهدى
رسول ال صلى ال عليه وسلم مائة من البل وكان هديه هدي تطوع .وأقل ما يزئ
عن الواحد شاة ،أو سبع بدنة ،أو سبع بقرة ،فإن البقرة أو البدنة تزئ عن سبعة .قال
جابر رضي ال عنه :حججنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فنحرنا البعي عن
سبعة ،والبقرة عن سبعة .رواه أحد ،ومسلم .ول يشترط ف الشركاء أن يكونوا جيعا
من يريدون القربة إل ال تعال .بل لو أراد بعضهم التقرب ،وأراد البعض اللحم جاز .
خلفا للحناف الذين يشترطون التقرب إل ال ،من جيع الشركاء .مت تب البدنة ؟
ول تب البدنة إل إذا طاف للزيارة جنبا ،أو حائضا ،أو نفساء ،أو جامع بعد الوقوف
بعرفة وقبل اللق ،أو نذر بدنة أو جزورا ،ومن ل يد بدنة فعليه أن يشتري سبع شياه .
فعن ابن عباس رضي ال عنهما :أن النب صلى ال عليه وسلم أتاه رجل فقال :إن علي
بدنة ،وأنا موسر با ،ول أجدها فأشتريها ،فأمره صلى ال عليه وسلم أن يبتاع سبع
شياه فيذبهن .رواه أحد ،وابن ماجه بسند صحيح ( .هامش ) ( " ) 1والنعم " هي
البل ،والبقر ،والغنم ،والذكر ،أو النثى ،سواء ف جواز الهداء / .صفحة / 738
أقسامه :ينقسم الدي إل مستحب ،وواجب .فالدي الستحب :للحاج الفرد ،
والعتمر الفرد .والدي الواجب :أقسامه كالت 1 :و - 2واجب على القارن .
والتمتع - 3 .واجب على من ترك واجبا من واجبات الج ،كرمي المار والحرام
من اليقات والمع بي الليل والنهار ف الوقوف بعرفة ،والبيت بالزدلفة ،أو من ،أو
ترك طواف الوداع - 4 .واجب على من ارتكب مظورا من مظورات الحرام ،غي
586
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الوطء ،كالتطيب واللق - 5 .واجب بالنابة على الرم ،كالتعرض لصيده ،أو قطع
شجره ،وكل ذلك مبي ف موضعه كما تقدم .شروط الدي :يشترط ف الدي
الشروط التية - 1 :أن يكون ثنيا ،إذا كان من غي الضأن ،أما الضأن فإنه يزئ منه
الذع فما فوقه .وهوما له ستة أشهر ،وكان سينا .والثن من البل :ماله خس
سني ،ومن البقر :ما له سنتان ،ومن العز ما له سنة تامة ،فهذه يزئ منها الثن فما
فوقه - 2 .أن يكون سليما ،فل تزئ فيه العوراء ول العرجاء ول الرباء ،ولالعجفاء
( . ) 1وعن السن :أنم قالوا :إذا اشترى الرجل البدنة ،أو الضحية ،وهي وافية ،
فأصابا عور ،أو عرج ،أو عجف قبل يوم النحر فليذبها وقد أجزأته .رواه سعيد بن
منصور ( .هامش ) ( ) 1العجفاء :الزيلة / ) . ( .صفحة / 739استحباب اختيار
الدي :روى مالك عن هشام بن عروة ،عن أبيه .أنه كان يقول لبنيه :يا بن ليهد
أحدكم ل تعال من البدن شيئا .يستحيي أن يهديه لكريه ( ، ) 1فإن ال أكرم الكرماء
،وأحق من اختي له .وروى سعيد بن منصور ان ابن عمر رضي ال عنهما سار فيما بي
مكة على ناقة بتية ( ، ) 2فقال لا :بخ بخ ( ، ) 3فأعجبته فنل عنها ،وأشعرها ،
وأهداها .إشعار الدي وتقليده :الشعار :هو أن يشق أحد جنب سنام البدنة أو
البقرة ،إن كان لا سنام حت يسيل دمها ويعل ذلك علمة لكونا هديا فل يتعرض لا .
والتقليد :هو أن يعل ف عنق الدي قطعة جلد ونوها ليعرف با أنه هدي .وقد أهدى
رسول ال صلى ال عليه وسلم غنما ،وقلدها ،وقد بعث با مع أب بكر رضي ال عنه
عندما حج سنة تسع .وثبت عنه :أنه صلى ال عليه وسلم ،قلد الدي ،وأشعره وأحرم
بالعمرة وقت الديبية .وقد استحب الشعار عامة العلماء ،ما عدا أبا حنيفة .الكمة
ف الشعار والتقليد :والكمة فيهما تعظيم شعائر ال ،وإظهارها ،وإعلم الناس بأنا
قرابي تساق إل بيته ،تذبح له ويتقرب با إليه .ركوب الدى :يوز ركوب البدن ،
والنتفاع با ( .هامش ) ( " ) 1لكريه " أي لبيبه الكرم العزيز لديه .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 739
587
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( ) 2البختية :النثى من المال ) 3 ( .بخ بخ :كلمة تقال عند الدح والرضا
بالشئ ،وتكرر للمبالغة ،وببخت الرجل :إذا قلت له ذلك / ) . ( .صفحة / 740
لقول ال تعال ( :لكم فيها منافع إل أجل مسمى ث ملها إل البيت العتيق ) .قال
الضحاك ،وعطاء :النافع فيها الركوب عليها إذا احتاج ،وف أوبارها وألبانا .والجل
السمى :أن تقلد فتصي هديا .وملها إل البيت العتيق ،قال :يوم النحر ينحر بن .
وعن أب هريرة :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى رجل يسوق بدنة ،فقال " :
اركبها " .قال :إنا بدنة .فقال " :اركبها ويلك " :ف الثانية ،أو الثالثة .رواه
البخاري ،ومسلم ،وأبو داود ،والنسائي .وهذا مذهب أحد ،وإسحاق ،ومشهور
مذهب مالك .وقال الشافعي :يركبها إذا اضطر إليها .وقت الذبح :اختلف العلماء ف
وقت ذبح الدي .فعند الشافعي :أن وقت ذبه يوم النحر ،وأيام التشريق لقوله صلى
ال عليه وسلم " :وكل أيام التشريق ذبح " رواه أحد .فإن فات وقته ،ذبح الدي
الواجب قضاء .وعند مالك وأحد ،وقت ذبح الدي -سواء أكان ذبح الدي واجبا ،
أم تطوعا -أيام النحر .وهذا رأي الحناف بالنسبة لدي التمتع والقران .وأمادم
النذر ،والكفارات ،والتطوع فيذبح ف أي وقت .وحكي عن أب سلمة بن عبد الرحن
،والنخعي :وقتها من يوم النحر ،إل آخر ذي الجة .مكان الذبح :الدي -سواء
أكان واجبا ،أم تطوعا -ل يذبح إل ف الرم وللمهدي أن يذبح ف أي موضع منه .
فعن جابر رضي ال عنه :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :كل /صفحة 741
/من منحر ،وكل الزدلفة موقف ،وكل فجاج مكة طرق ،ومنحر " .رواه أبو داود ،
وابن ماجه .والول بالنسبة للحاج ،أن يذبح بن ،وبالنسبة للمعتمر أن يذبح عند
الروة ،لنا موضع تلل كل منهما .فعن مالك أنه بلغه :أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال -بن " -هذا النحر ،وكل من منحر " وف العمرة :هذا النحر -يعن
الروة -وكل فجاج مكة وطرقها منحر .استحباب نر البل ،وذبح غيها :يستحب
أن تنحر البل ،وهي قائمة ،معقولة اليد اليسرى وذلك للحاديث التية - 1 :لا رواه
مسلم ،عن زياد بن جبي :أن ابن عمر رضي ال عنهما أتى على رجل ،وهو ينحر
بدنته باركة ،فقال :ابعثها قياما مقيدة ،سنة نبيكم صلى ال عليه وسلم - 2 .وعن
588
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
جابر رضي ال عنه :أن النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه ،كانوا ينحرون البدنة
معقولة اليسرى ،قائمة على ما بقي منها .رواه أبو داود - 3 .وعن ابن عباس رضي
ال عنهما ،ف قوله تعال ( :فاذكروا اسم ال عليها صواف ) أي قياما على ثلث .
رواه الاكم .أما البقر والغنم ،فيستحب ذبها مضطجعة .فإن ذبح ما ينحر ،ونر ما
يذبح ،قيل :يكره ،وقيل :ل يكره .ويستحب أن يذبها بنفسه ،إن كان يسن
الذبح ،وإل فيندب له أن يشهده .ل يعطى الزار الجرة من الدي :ل يوز أن يعطى
الزار الجرة من الدي ،ول بأس بالتصدق عليه منه .لقول علي رضي ال عنه :أمرن
رسول ل صلى ال عليه وسلم أن أقوم /صفحة / 742على بدنه ،و أقسم جلودها
وجللا ،وأمرن أل أعطي الزار منها شيئا ،وقال " :نن نعطيه من عندنا " رواه
الماعة .وف الديث ما يدل على أنه يوز أنه ينيب عنه من يقوم بذبح هديه ،وتقسيم
لمه ،وجلده وجلله ( . ) 1وأنه ل يوز أن يعطى الزار منه شيئا ،على معن الجرة
،ولكن يعطى أجرة عمله ،بدليل قوله " :نعطيه من عندنا " .وروي عن السن أنه قال
ل بأس أن يعطى الازر اللد .الكل من لوم الدي :أمر ال بالكل من لوم الدي
فقال " :فكلوا منها وأطعموا البائس الفقي " .وهذا المر يتناول -بظاهره -هدي
الواجب ،وهدي التطوع .وقد اختلف فقهاء المصار ف ذلك .فذهب أبو حنيفة
وأحد :إل جواز الكل من هدي التعة ،وهدي القران ،وهدي التطوع ،ول يأكل ما
سواها .وقال مالك :يأكل من الدي الذي ساقه لفساد حجه ،ولفوات الج .ومن
هدي التمتع ،ومن الدي كله ،إل فدية الذى ،وجزاء الصيد .وما نذره للمساكي ،
وهدي التطوع ،إذا عطب قبل مله .وعند الشافعي :ليوز الكل من الدي الواجب
مثل الدم الواجب ،ف جزاء الصيد ،وإفساد الج وهدي التمتع والقران ،وكذلك ما
كان نذرا أوجبه على نفسه .أماماكان تطوعا ،فله أن يأكل منه ويهدي ،ويتصدق .
مقدار ما يأكله من الدي :للمهدي أن يأكل من هديه الذي يباح له الكل منه أي
مقدار يشاء أن يأكله ،بل تديد ،وله كذلك أن يهدي أو يتصدق با يراه .وقيل :
يأكل النصف ،ويتصدق بالنصف ( .هامش ) ( ) 1اتفق الئمة :على عدم جواز بيع
جلد الدي ولشئ من اجزائه / ) . ( .صفحة / 743
589
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 743
وقيل :يقسمه أثلثا ،فيأكل الثلث ،ويهدي الثلث ،ويتصدق بالثلث .اللق أو
التقصي ثبت اللق والتقصي بالكتاب ،والسنة والجاع .قال ال تعال ( :لقد صدق
ال رسوله الرؤيا بالق لتدخلن السجد الرام إن شاء ال آمني ملقي رؤوسكم
ومقصرين ل تافون ) .وروى البخاري ومسلم أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :
رحم ال الحلقي " .قالوا :والقصرين يا رسول ال ؟ قال " :رحم ال الحلقي " قالوا
:والقصرين يا رسول ال ؟ قال " :رحم ال الحلقي " .قالوا :والقصرين يا رسول ال
؟ قال " :والقصرين ( . " ) 1ورويا عنه :أن النب صلى ال عليه وسلم حلق ،وحلق
طائفة من أصحابه وقصر بعضهم .والقصود باللق إزالة شعر الرأس بالوسى ونوه ،أو
بالنتف ،ولو اقتصر على ثلث شعرات جاز .والراد بالتقصي أن يأخذ من شعر الرأس
قدر النلة ( . ) 2وقد اختلف جهور الفقهاء ف حكمه .فذهب أكثرهم :إل أنه
واجب ،يب تركه بدم .وذهبت الشافعية :إل أنه ركن من أركان الج .وقته :وقته
للحاج بعد رمي جرة العقبة يوم النحر ،فإذا كان معه هدي حلق بعد الذبح ( .هامش )
( ) 1قيل :ف سبب تكرار الدعاء للمحلقي هو الث عليه ،والتأكيد لندبته ،لنه أبلغ
ف العبادة ،وأدل على صدق النية ف التذلل ل ،لن القصر مبق لنفسه من الزينة ،ث
جعل للمقصرين نصيبا لئل ييب أحد من أمته من صال دعوته ) 2 ( .واختار ابن النذر
:أنه يزئه ما يقع عليه اسم التقصي ،لتناول اللفظ له / ) . ( .صفحة / 744ف
حديث معمر بن عبد ال :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا نر هديه بن قال " :
أمرن أن أحلقه " .رواه أحد والطبان .ووقته ف العمرة بعد أن يفرغ من السعي ،بي
الصفا والروة ،ولن معه هدي بعد ذبه .ويب أن يكون ف الرم ،وف أيام النحر عند
أب حنيفة ومالك ،ورواية عن أحد ،للحديث التقدم .وعند الشافعي وممد بن السن
،والشهور من مذهب أحد :يب أن يكون اللق أو التقصي بالرم دون أيام النحر ،
فإن أخر اللق عن أيام النحر جاز ول شئ عليه .ما يستحب فيه :يستحب ف اللق أن
يبدأ بالشق الين ،ث اليسر ويستقبل القبلة ،ويكب ويصلي بعد الفراغ منه .قال وكيع
590
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
:قال ل أبو حنيفة :أخطأت ،ف خسة أبواب من الناسك ،فعلمنيها حجام ،وذلك
أن حي أردت أن أحلق رأسي وقفت على حجام ،فقلت له بكم تلق رأسي ؟ فقال
أعراقي أنت ؟ قلت :نعم .قال :النسك ل يشارط عليه .اجلس ،فجلست منحرفا عن
القبلة ،فقال ل :حرك وجهك إل القبلة .وأردت أن أحلق رأسي من الانب اليسر ،
فقال :أدر الشق الين من رأسك ،فأدرته ،وجعل يلق وأنا ساكت ،فقال ل :كب ،
فجعلت أكب حت قمت ل ذهب ،فقال ل :أين تريد ؟ فقلت :رحلي .قال صل
ركعتي ث امض ،فقلت :ما ينبغي أن يكون ما رأيت من عقل هذا الجام ،فقلت له :
من أين لك ما أمرتن به ،قال :رأيت عطاء بن أب رباح يفعل هذا .ذكره الحب
الطبي .استحباب امرار الوسى على رأس الصلع :ذهب جهور العلماء :إل أنه
يستحب للصلع الذي لشعر على رأسه أن ير الوسى على رأسه .قال ابن النذر :أجع
كل من نفظ عنه من أهل العلم :على أن /صفحة / 745الصلع ير الوسى على
رأسه .وقال أبو حنيفة :إن إمرار الوسى على رأسه واجب .استحباب تقليم الظفار
والخذ من الشارب :يستحب لن حلق شعره أو قصره أن يأخذ من شاربه ويقلم أظافره
،فقد كان ابن عمر رضي ال عنهما ،إذا حلق ف حج أو عمرة ،أخذ من ليته وشاربه
.وقال ابن النذر :ثبت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ،لا حلق رأسه قلم أظفاره .
أمر الرأة بالتقصي ونيها عن اللق :روى أبو داود وغيه عن ابن عباس رضي ال عنهما
قال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ليس على النساء حلق وإنا على النساء
التقصي " .حسنه الافظ .قال ابن النذر :أجع على هذا أهل العلم ،وذلك لن اللق
ف حقهن مثلة .القدر الذي تأخذه الرأة من رأسها :عن ابن عمر رضي ال عنهما قال :
الرأة إذا أرادت أن تقصر جعت شعرها إل مقدم رأسها ث أخذت منه أنلة .وقال عطاء
:إذا قصرت الرأة شعرها تأخذ من أطرافه ،من طويله وقصيه .رواها سعيد بن منصور
.وقيل :ل حد لا تأخذه الرأة من شعرها .وقال الشافعية :أقل ما يزئ ،ثلث
شعرات .طواف الفاضة أجع السلمون على أن طواف الفاضة ركن من أركان الج ،
وأن الاج إذا ل يفعله بضل حجه .لقول ال تعال ( :وليطوفوا بالبيت العتيق ) .ولبد
من تعيي النية له ،عند أحد / .صفحة / 746والئمة الثلثة :يرون أن نية الج
591
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
تسري عليه ،وأنه يصح من الاج ويزئه ،وإن ل ينوه نفسه .وجهور العلماء :يرى
أنه سبعة أشواط .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 746
ويرى أبو حنيفة :أن ركن الج من ذلك أربعة أشواط لو تركها الاج بطل حجه .وأما
الثلثة الباقية فهي واجبة ،وليست بركن .ولو ترك الاج هذه الثلثة ،أو واحدا منها ،
فقد ترك واجبا ،ول يبطل حجه .وعليه دم .وقته :وأول وقته نصف الليل ،من ليلة
النحر ،عند الشافعي ،وأحد ،ول حد لخره ،ولكن ل تل له النساء حت يطوف ،
ول يب تأخيه -عن أيام التشريق -دم ،وإن كان يكره له ذلك .وأفضل وقت يؤدى
فيه ،ضحوة النهار ،يوم النحر .وعند أب حنيفة ومالك :أن وقته يدخل بطلوع فجر
يوم النحر ،واختلفا ف آخر وقته .فعند أب حنيفة :يب فعله ف أي يوم من أيام
النحر ،فإن أخره لزمه دم .وقال مالك :ل بأس بتأخيه إل آخر أيام التشريق ،
وتعجيله أفضل .ويتد وقته إل آخر شهر ذي الجة ،فإن أخره عن ذلك لزمه دم ،
وصح حجه ،لن جيع ذي الجة عنده من أشهر الج .تعجيل الفاضة للنساء :
يستحب تعجيل الفاضة للنساء يوم النحر ،إذا كن يفن مبادرة اليض .وكانت عائشة
تأمر النساء بتعجيل الفاضة يوم النحر ،مافة اليض .وقال عطاء :إذا خافت الرأة
اليضة فلتزر البيت قبل أن ترمي المرة ،وقبل أن تذبح / .صفحة / 747ول بأس من
استعمال الدواء ،ليتفع حيضها حت تستطيع الطواف .روى سعيد بن منصور عن ابن
عمر رضي ال عنهما :أنه سئل عن الرأة تشري الدواء ،ليتفع حيضها ،لتنفر ،فلم ير
به بأسا ونعت لن ماء الراك .قال مب الدين الطبي :وإذا اعتد بارتفاعه ف هذه
الصورة ،اعتد بارتفاعه ف انقضاء العدة وسائر الصور .وكذلك ف شرب دواء يلب
اليض ،إلاقا به .النول بالحصب ( ) 1ثبت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حي
نفر من من إل مكة نزل بالحصب ،وصلى الظهر والعصر والغرب والعشاء ،ورقد به
رقدة .وأن ابن عمر كان يفعل ذلك .وقد اختلف العلماء ف استحبابه .فقالت عائشة :
إنا نزل رسول ال صلى ال عليه وسلم الحصب ،ليكون أسح ( ) 2لروجه ،وليس
592
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بسنة ،فمن شاء نزله ،ومن شاء ل ينله .وقال الطاب :وكان هذا شيئا يفعل ،ث
ترك .وقال الترمذي :وقد استحب بعض أهل العلم نزول البطح ،من غي أن يروا
ذلك واجبا ،إلمن أحب ذلك .والكمة ف النول ف هذا الكان ،شكر ال تعال ،
على ما منح نبيه صلى ال عليه وسلم من الظهور فيه على أعدائه الذين تقاسوا فيه على
بن هاشم بن الطلب ،ان ل يناكحوهم ل يبايعوهم حت يسلموا إليهم النب صلى ال
عليه وسلم .قال ابن القيم :فقصد النب صلى ال عليه وسلم إظهار شعائر السلم ف
الكان الذي أظهروا فيه شعائر الكفر ،والعداوة ل ورسوله .وهذه كانت عادته ،
صلوات ال وسلمه عليه ،أن يقيم شعائر التوحيد ف مواضع شعائر الكفر والشرك .كما
أمر النب صلى ال عليه وسلم :أن يبن مسجد الطائف ،موضع اللت والعزى .
( هامش ) ( ) 1الحصب :هو البطح ،أو البطحاء ،وادبي جبل النور ،والجون .
( ) 2أسح :أي أسهل / ) . ( .صفحة / 748العمرة /صفحة / 749العمرة :
مأخوذ من العتمار ،وهو الزيارة ،والقصود با هنا زيارة الكعبة والطواف حولا ،
والسعي بي الصفا والروة ،واللق ،أو التقصي .وقد أجع العلماء :على أنا مشروعة
.وعن ابن عباس رضي ال عنهما .أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :عمرة ف
رمضان تعدل حجة ( " ) 1رواه أحد ،وابن ماجه .وعن أب هريرة أنه صلى ال عليه
وسلم قال " :العمرة إل العمرة كفارة لا بينهما ،والج البور ليس له جزاء إل النة "
رواه أحد ،والبخاري ،ومسلم .وتقدم حديث " :تابعوا بي الج والعمرة " .
تكرارها - 1 :قال نافع :اعتمر عبد ال بن عمر رضي ال عنهما أعواما ف عهد ابن
الزبي ،عمرتي ف كل عام - 2 .وقال القاسم :إن عائشة رضي ال عنها اعتمرت ف
سنة ثلث مرات .فسئل :هل عاب ذلك عليها أحد ؟ قال :سبحان ال .أم
الؤمني ؟ ! ! وإل هذا :ذهب أكثر أهل العلم .وكره مالك تكرارها ف العام أكثر من
مرة .جوازها قبل الج وف أشهره :ويوز للمعتمر أن يعتمر ف أشهر الج ،من غي أن
يج ،فقد اعتمر ( هامش ) ( ) 1أي أن ثواب أدائها ف رمضان يعدل ثواب حجة غي
مفروضة وأداؤها ل يسقط الج الفروض / ) . ( .صفحة / 750عمر ف شوال ،
ورجع إل الدينة ،دون أن يج .كما يوز له العتمار قبل أن يج ،كما فعل عمر
593
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رضي ال عنه .قال طاوس :كان أهل الاهلية يرون العمرة ف أشهر الج أفجر
الفجور ،ويقولون :إذا انفسخ صفر ،و برأ الدبر ( ) 1وعفا الثر ( ) 2حلت العمرة
لن اعتمر .فلما كان السلم أمر الناس أن يعتمروا ف أشهر الج ،فدخلت العمرة ف
أشهر الج إل يوم القيامة .عدد عمره صلى ال عليه وسلم :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 750
وعن ابن عباس رضي ال عنهما :أن النب صلى ال عليه وسلم اعتمر أربع عمر :عمرة
الديبية ،وعمرة القضاء ،والثالثة من العرانة ،والرابعة مع حجته .رواه أحد ،وأبو
داود ،وابن ماجه ،بسند رجاله ثقات .حكمها :ذهب الحناف ،ومالك :إل أن
العمرة سنة .لديث جابر رضي ال عنه ،أن النب صلى ال عليه وسلم سئل عن العمرة
أواجبة هي ؟ قال " :ل ،وأن تعتمروا هو أفضل " رواه أحد ،والترمذي ،وقال :
حديث حسن صحيح .وعند الشافعية ،وأحد :أنا فرض .لقول ال تعال ( :وأتوا
الج والعمرة ل ) .وقد عطفت على الج ،وهو فرض ،فهي فرض كذلك ،والول
أرجح .قال ف " فتح العلم " :وف الباب أحاديث ل تقوم با حجة .ونقل الترمذي
عن الشافعي أنه قال :ليس ف العمرة شئ ثابت .إنا تطوع ( .هامش ) ( " ) 1الدبر
" :تقرح خف البعي .وقيل :القرح يكون ف ظهر الدابة " ) 2 ( .عفا الثر " :أي
زال أثر الج من الطريق ،وانحى بعد رجوعهم / ) . ( .صفحة / 751وقتها :ذهب
جهور العلماء إل أن وقت العمرة جيع أيام السنة .فيجوز أداؤها ف يوم من أيامها .
وذهب أبو حنيفة إل كراهتها ف خسة أيام :يوم عرفة ،ويوم النحر ،وأيام التشريق
الثلثة .وذهب أبو يوسف إل كراهتها ف يوم عرفة ،وثلثة أيام بعده ،واتفقوا على
جوازها ف أشهر الج - 1 .روى البخاري عن عكرمة بن خالد قال :سألت عبد ال
بن عمر رضيا ل عنهما ،عن العمرة قبل الج فقال :ل بأس على أحد أن يعتمر قبل
الج ،فقد اعتمر النب صلى ال عليه وسلم قبل أن يج - 2 .وروي عن جابر رضي
ال عنه أن عائشة حاضت فنسكت الناسك كلها ،غي أنا ل تطف بالبيت .فلما
طهرت وطافت قالت :يا رسول ال ،أتنطلقون بج وعمرة ،وأنطلق بالج ؟ فأمر عبد
594
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الرحن بن أب بكر أن يرج معها إل التنعيم ،فاعتمرت بعد الج ف ذي الجة .
وأفضل أوقاتا رمضان لا تقدم .ميقاتا :الذي يريد العمرة إما أن يكون خارج مواقيت
الج التقدمة ،أو يكون داخلها ،فإن كان خارجها ،فل يل له ماوزتا بل إحرام .لا
رواه البخاري :أن زيد بن جبي أتى عبد ال بن عمر ،فسأله :من أين يوز أن أعتمر ؟
قال :فرضها رسول ال صلى ال عليه وسلم لهل ند " قرنا " ولهل الدينة " ذا الليفة
" ولهل الشام " الحفة " .وإن كان داخل الواقيت ،فميقاته ف العمرة الل ،ولو
كان بالرم ،لديث البخاري التقدم ،وفيه :أن عائشة خرجت إل التنيعم وأحرمت
فيه ،وأن ذلك كان أمرا من رسول ال صلى ال عليه وسلم .طواف الوداع /صفحة
/ 752طواف الوداع ،سي بذا السم ،لنه لتوديع البيت ،ويطلق عليه طواف الصدر
،لنه عند صدور الناس من مكة ،وهو طواف ل رمل فيه ،وهو آخر ما يفعله الاج
الغي الكي ( ) 1عند إرادة السفر من مكة .روى مالك ف الوطأ عن عمر رضي ال
عنه أنه قال :آخر النسك الطواف بالبيت ( . ) 2أما الكي والائض ،فإنه ل يشرع ف
حقهما ،ول يلزم بتركهما له شئ فعن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال :رخص
للحائض أن تنفر إذا حاضت .رواه البخاري ،ومسلم .وف رواية قال :أمر الناس أن
يكون آخر عهدهم بالبيت ،إل أنه خفف عن الرأة الائض .ورويا عن صفية زوج النب
صلى ال عليه وسلم :أنا حاضت فذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فقال " :
أحابستنا هي ؟ " فقالوا :إنا قد أفاضت .قال " :فل إذا " .حكمه :اتفق العلماء :
على أنه مشروع .لا رواه مسلم وأبو داود ،عن ابن عباس رضي ال عنهما قال :كان
الناس ينصرفون ف كل وجه ،فقال النب صلى ال عليه وسلم " :ل ينفر أحدكم حت
يكون آخر عهده بالبيت " .واختلفوا ف حكمه :فقال مالك ،وداود ،و ابن النذر :
إنه سنة ،ل يب بتركه شئ .وهو قول الشافعي .وقالت الحناف ،والنابلة ،ورواية
عن الشافعي :إنه واجب ،يلزم بتركه دم ( .هامش ) ( ) 1أما الكي فإنه مقيم بكة ،
وملزم لا ،فل وداع بالنسبة له ) 2 ( .قال ف الروضة الندية :قال ف الجة ،
والسرفيه تعظيم البيت ،فيكون هو الول وهو الخر ،تصويرا لكونه هو القصود من
السفر / ) . ( .صفحة / 753وقته :وقت طواف الوداع ،بعد أن يفرغ الرء من جيع
595
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أعماله ،ويريد السفر ،ليكون آخر عهده بالبيت .كما تقدم ف الديث .فإذا طاف
الاج سافر توا ( ) 1دون أن يشتغل ببيع أو بشراء ول يقيم زمنا ،فإن فعل شيئا من
ذلك ،أعاده .اللهم إل إذا قضى حاجة ف طريقه ،أو اشترى شيئا ل غن له عنه من
طعام ،فل يعيد لذلك .لن هذا ل يرجه عن أن يكون آخر عهده بالبيت .ويستحب
للمودع أن يدعو بالأثور عن ابن عباس رضي ال عنهما
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 753
وهو " :اللهم إن عبدك ،وابن عبدك ،وابن أمتك حلتن على ما سخرت ل من خلقك
،وسترتن ف بلدك حت بلغتن -بنعمتك -إل بيتك ،وأعنتن على أداء نسكي ،فإن
كنت رضيت عن فازدد عن رضا ،وإل فمن الن فارض عن قبل أن تنأى عن بيتك
داري .فهذا أو ان انصراف إن أذنت ل غي مستبدل بك ولببيتك ،ول راغب عنك ،
ول عن بيتك .اللهم فأصحبن العافية ف بدن ،والصحة ف جسمي ،والعصمة ف
دين ،وأحسن منقلب ،وارزقن طاعتك ما أبقيتن ،واجع ل بي خيي الدنيا والخرة ،
إنك على كل شئ قدير " .قال الشافعي :أحب ،إذا ودع البيت -أن يقف ف اللتزم .
وهوما بي الركن والباب .ث ذكر الديث .كيفية أداء الج إذا قارب الاج اليقات
استحب له أن يأخذ من شاربه ويقص شعره ،وأظافره ،ويغتسل ،أو يتوضأ ،
ويتطيب ،ويلبس لباس الحرام .فإذا بلغ اليقات صلى ركعتي وأحرم -أي نوى
الج ،إن كان مفردا ،أو العمرة إن كان متمتعا ،أوها معا ،إن كان قارنا .
( هامش ) ( " ) 1توا " :أي فورا / ) . ( .صفحة / 754وهذا الحرام ركن ،ل
يصح النسك بدونه .أما تعيي نوع النسك ،من إفراد ،أو تتع ،أن قران فليس فرضا .
ولو أطلق النية ول يعي نوعا خاصا صح إحرامه .وله أن يفعل أحد النواع الثلثة .
بجرد الحرام تشرع له التلبية بصوت مرتفع ،كلما عل شرفا ،أو هبط واديا ،أو لقي
ركبا ،أو أحدا ،وف السحار ،وف دبر كل صلة .وعلى الحرم أن يتجنب الماع
ودواعيه ،وماصمة الرفاق وغيهم ،والدل فيما ل فائدة فيه ،وأن ل يتزوج ،ول
يزوج غيه .ويتجنب أيضا لبس الخيط والحيط ،والذاء الذي يستر ما فوق الكعبي .
596
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ول يستر رأسه ول يس طيبا ،ول يلق شعرا .ول يقص ظفرا ول يتعرض لصيد الب
مطلقا ،ول لشجر الرم وحشيشه .فإذا دخل مكة الكرمة استحب له أن يدخلها من
أعلها بعد أن يغتسل من بئر ذي طوى ،بالزاهر ،إن تيسر له .ث يتجه إل الكعبة
فيدخلها من " باب السلم " ذاكرا أدعية دخول السجد ،ومراعيا آداب الدخول ،
وملتزما الشوع ،والتواضع ،والتلبية .فإذا وقع بصره على الكعبة ،رفع يديه وسأل ال
من فضله ،وذكر الدعاء الستحب ف ذلك .ويقصد رأسا إل الجر السود ،فيقبله
بغي صوت أو يستلمه بيده ويقبلها ،فإن ل يستطع ذلك أشار إليه .ث يقف بذائه ،
ملتزما الذكر السنون ،والدعية الأثورة ،ث يشرع ف الطواف .ويستحب له أن يضطبع
ويرمل ف الشواط الثلثة الول .ويشي على هينته ف الشواط الربعة الباقية .ويسن له
استلم الركن اليمان ،وتقبيل الجر السود ف كل شوط .فإذا فرغ من طوافه .توجه
إل مقام إبراهيم تاليا قول ال تعال ( :واتذوا من مقام إبراهيم مصلى ) .فيصلي ركعت
الطواف / .صفحة / 755ث يأت " زمزم " فيشرب من مائها ويتضلع منه .وبعد ذلك
يأت " اللتزم " فيدعو ال عزوجل با شاء من خيي الدنيا والخرة ،ث يستلم الجر
ويقبله ويرج من باب " الصفا " إل " الصفا " تاليا قول ال تعال ( :إن الصفا والروة
من شعائر ال ) الية .ويصعد عليه ،ويتجه إل الكعبة ،فيدعو بالدعاء الأثور ث ينل
فيمشي ف السعي ،ذاكرا داعيا با شاء .فإذا بلغ " ما بي اليلي " هرول ،ث يعود ما
شيا على رسله حت يبلغ الروة ،فيصعد السلم ويتجه إل الكعبة ،داعيا ،ذاكرا .وهذا
هو الشوط الول .وعليه أن يفعل ذلك حت يستكمل سبعة أشواط .وهذا السعي
واجب على الرجح ،وعلى تاركه -كله أو بعضه -دم .فإذا كان الحرم متمتعا حلق
رأسه أو قصر .وبذا تتم عمرته ،ويل له ما كان مظورا من مرمات الحرام ،حت
النساء .أما القارن والفرد فيبقيان على إحرامهما .وف اليوم الثامن من ذي الجة ،يرم
التمتع من منله .ويرج -هو وغيه من بقي على إحرامه -إل من ،فيبيت با .فإذا
طلعت الشمس ذهب إل " عرفات " ونزل عند مسجد " نرة .واغتسل ،وصلى الظهر
والعصر جع تقدي مع المام ،يقصر فيهما الصلة " هذا إذا تيسر له أن يصلي مع المام
:وإل صلى جعا وقصرا ،حسب استطاعته .وليبدأ الوقوف بعرفة إل بعد الزوال .
597
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فيقف بعرفة عند الصخرات ،أو قريبا منها .فإن هذا موضع وقوف النب صلى ال عليه
وسلم .والوقوف ب " عرفة " هو ركن الج العظم .وليسن ول ينبغي صعود جبل
الرحة / .صفحة / 756ويستقبل القبلة ،ويأخذ ف الدعاء ،والذكر ،والبتهال حت
يدخل الليل .فإذا دخل الليل أفاض إل " الزدلفة " فيصلي با الغرب والعشاء جع تأخي
.ويبيت با .فإذا طلع الفجر وقف بالشعر الرام .وذكر ال كثيا حت يسفر الصبح ،
فينصرف بعد أن يستحضر المرات ،ويعود إل " من " .والوقوف بالشعر الرام
واجب ،يلزم بتركه دم .وبعد طلوع الشمس
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 756
يرمي جرة العقبة بسبع حصيات .ث يذبح هديه -إن أمكنه -ويلق شعره أو يقصره .
وباللق يل له كل ما كان مرما عليه ،ما عدا النساء .ث يعود إل مكة ،فيطوف با
طواف الفاضة ،وهو طواف الركن ،فيطوف -كما طاف -طواف القدوم .ويسمى
هذا الطواف أيضا طواف الزيارة ،وإن كان متمتعا سعى بعد الطواف .وإن كان
مفردا ،أو قارنا ،وكان قد سعى عند القدوم ،فل يلزمه سعي آخر .وبعد هذا الطواف
يل له كل شئ ،حت النساء .ث يعود إل " من " فيبيت با .والبيت با واجب ،يلزم
بتركه دم .وإذا زالت الشمس من اليوم الادي عشر من ذي الجة رمى المرات
الثلث ،مبتدئا بالمرة الت تلي " من " ث يرمي المرة الوسطى .ويقف بعد الرمي ،
داعيا ذاكرا ،ث يرمي جرة العقبة ول يقف عندها .وينبغي أن يرمي كل جرة بسبع
حصيات قبل الغروب .ويفعل ف اليوم الثان عشر مثل ذلك .ث هو مي بي أن ينل إل
مكة قبل غروب اليوم الثان عشر ،وبي أن يبيت ويرمي ،ف اليوم الثالث عشر .ورمي
المار واجب يب تركه بالدم / .صفحة / 757فإذا عاد إل مكة وأراد العودة إل
بلده طاف طواف الوداع ،وهذا الطواف واجب .وعلى تاركه أن يعود إل مكة
ليطوف طواف الوداع إن أمكنه الرجوع ،ول يكن قد تاوز اليقات ،وإل ذبح شاة .
ويؤخذ من كل ما تقدم أن أعمال الج والعمرة ،هي الحرام من اليقات ،والطواف
والسعي ،واللق ،وبذا تنتهي أعمال العمرة .ويزيد عليها الج الوقوف بعرفة ،ورمي
598
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
المار ،وطواف الفاضة ،والبيت ب " من " ،والذبح ،واللق أو التقصي .هذه هي
خلصة أعمال الج والعمرة .استحباب تعجيل العودة عن أب هريرة ،أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال " :السفر قطعة من العذاب ،ينع أحدكم طعامه وشرابه ،فإذا
قضى أحدكم نمته ( ) 1فليعجل إل أهله " رواه البخاري ،ومسلم .وعن عائشة ،أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :إذا قضى أحدكم حجه فليتعجل إل أهله ،فإنه
أعظم لجره " .رواه الدارقطن .وروى مسلم عن العلء بن الضرمي :أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال " :يقيم الهاجر بعد قضاء نسكه ثلثا " .الحصار الحصار :
هو النع والبس ،قال ال تعال ( :فإن أحصرت فما استيسر من الدي ) .وقد نزلت
هذه الية ف حصر النب صلى ال عليه وسلم ،ومنعه هو وأصحابه ف الديبية عن
السجد الرام .والراد به :النع عن الطواف ف العمرة ،وعن الوقوف بعرفة ،أو طواف
الفاضة ف الج ( .هامش ) ( " ) 1نمته " بلوغ النهمة :شدة الشهوة ف الصول
على الشئ / ) . ( .صفحة / 758وقد اختلف العلماء ف السبب الذي يكون به
الحصار .قال مالك ،والشافعي :الحصار ل يكون إل بالعدو .لن الية نزلت ف
إحصار النب صلى ال عليه وسلم به .وقال ابن عباس :ل حصر إل حصر العدو .
وذهب أكثر العلماء -منهم الحناف ،وأحد -إل أن الحصار يكون من كل حابس
يبس الاج عن البيت من عدو ( ) 1أو مرض يزيد بالنتقال والركة ،أو خوف ،أو
ضياع النفقة أو موت مرم الزوجة ف الطريق ،وغي ذلك من العذار الانعة ،حت أفن
ابن مسعود رجل لدغ ،بأنه مصر .واستدلوا بعموم قوله تعال ( :فإن أحصرت ) وأن
سبب نزول الية إحصار النب صلى ال عليه وسلم بالعدو فإن العام ل يقصر على سببه .
وهذا أقوى من غيه ،من الذاهب .على الحصر شاة فما فوقها :الية صرية ف أن
على الحصر أن يذبح ما استيسر من الدي .وعن ابن عباس رضي ال عنهما :أن النب
صلى ال عليه وسلم قد أحصر فحلق وجامع نساءه ونر هديه ،حت اعتمر عاما قابل .
رواه البخاري .وقد استدل بذا المهور من العلماء على أن الحصر يب عليه ذبح شاة
أو بقرة أو نر بدنة .وقال مالك :ل يب .قال ف " فتح العلم " :والق معه ،فإنه ل
يكن مع كل الحصرين هدي ،وهذا الدي الذي كان معه صلى ال عليه وسلم ساقه من
599
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الدينة متنفلبه .وهو الذي أراده ال تعال بقوله ( :والدي معكوفا أن يبلغ مله ) .
والية لتدل على الياب ( .هامش ) ( ) 1كافرا كان أو باغيا / ) . ( .صفحة
/ 759موضع ذبح هدي الحصار :قال ف " فتح العلم " :اختلف العلماء -هل نره
يوم الديبية ف الل أو ف الرم ؟ وظاهر قوله تعال ( :والدي معكوفا أن يبلغ مله )
أنم نروه ف الل .وف مل نر الدي للمحصر أقوال :الول للجمهور :أنه يذبح
هديه حيث يل ف حرم أو حل .الثان للحنفية :أنه ل ينحره إل ف الرم .الثالث لبن
عباس وجاعة :أنه إن كان يستطيع البعث به إل الرم وجب عليه ،ول يل حت ينحر
ف مله .وإن كان ل يستطيع البعث به إل الرم نر ف مل إحصاره .ل قضاء على
الحصر إل أن يكون عليه فرض الج :عن ابن عباس رضي ال عنهما ،ف قوله تعال :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 759
فإن أحصرت فما استيسر من الدي ) يقول :من أحرم بج أو بعمرة ث حبس عن
البيت ،فعليه ذبح ما استيسر من الدي :شاة فما فوقها ،يذبح عنه .فإن كان حجة
السلم ،فعليه قضاؤها .وإن كان حجة بعد حج الفريضة فل قضاء عليه .وقال مالك
:إنه بلغه أن النب صلى ال عليه وسلم جاء هو وأصحابه الديبية فنحروا الدي ،وحلقوا
رؤوسهم ،وحلتوا من كل شئ ،قبل الطواف بالبيت ،ومن قبل أن يصل الدي إل
البيت .ث ل يذكر أن النب صلى ال عليه وسلم أمر أحدا من أصحابه ،ولمن كان معه
أن يقضوا شيئا ،ول يعودوا له .والديبية خارج من الرم .رواه البخاري .قال
الشافعي :فحيث أحصر ذبح ،وحل ،ولقضاء عليه من قبل أن ال ل يذكر قضاء .ث
قال :لنا علمنا -من تواطئ حديثهم -أنه كان معه ف عام الديبية /صفحة / 760
رجال معروفون ،ث اعتمروا عمرة القضاء فتخلف بعضهم ف الدينة ،من غي ضرورة ف
نفس ول مال ،ولو لزم القضاء لمرهم بأل يتخلفوا عنه .وقال :وإنا سيت عمرة
القضاء ،والقضية ،للمقاضاة الت وقعت بي النب صلى ال عليه وسلم ،وبي قريش ،ل
على أنه واجب قضاء تلك العمرة .جواز اشتراط الحرم التحلل بعذر الرض ونوه :
ذهب كثي من العلماء ،إل جواز أن يشترط الحرم عند إحرامه ،أنه إن مرض تلل .
600
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فقد روى مسلم عن ابن عباس رضي ال عنهما ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال
لضباعة " :حجي ،واشترطي أن ملي حيث تبسن " .فإذا أحصر بسبب من
السباب ،من مرض ،أو غيه ،إذا اشترطه ف إحرامه فله أن يتحلل وليس عليه دم ،
ولصوم .كسوة الكعبة كان الناس على عهد الاهلية يكسون الكعبة ،حت جاء
السلم فأقر كسوتا .فقد ذكر الواقدي عن إساعيل بن إبراهيم بن أب حبيبة عن أبيه
قال :كسي البيت ف الاهلية النطاع ( ) 1ث كساه رسول ال صلى ال عليه وسلم
الثياب اليمانية .وكساه عمر وعثمان القباطي ( ) 2ث كساه الجاج الديباج .وروي :
أن أول من كساها أسعد الميي وهو " تبع " .وكان ابن عمر رضيا ل عنهما يلل
بدنه القباطي والناط ( ) 3واللل ،ث يبعث با إل الكعبة يكسوها إياها ،رواه مالك
.وأخرج الواقدي أيضا إسحاق بن أب عبد بن أب جعفر ممد بن علي قال ( :هامش )
( " ) 1النطاع " جع نطع وهوما يفرش على الرض كالبساط ،ويصنع من اللد
الحر " ) 2 ( .القباطي " جع قبطية .وهو الثوب من ثياب مصر ،رقيق أبيض لنه
منسوب إل القبط ،وهم أهل مصر " ) 3 ( .الناط " جع نط ،نوع من البسط . ( .
) /صفحة / 761كان الناس يهدون إل الكعبة كسوة ،ويهدون إليها البدن عليها
البات ( ) 1فيبعث بالبات إل البيت كسوة .فلما كان يزيد بن معاوية كساها
الديباج .فلما كان ابن الزبي اتبع أثره .وكان يبعث إل مصعب بن الزبي ،ليبعث
بالكسوة كل سنة فكان يكسوها يوم عاشوراء .وأخرج سعيد بن منصور :أن عمر بن
الطاب رضي ال عنه ،كان ينع ثياب الكعبة ف كل سنة ،فيقسمها على الاج
فيستظلون با على السمر ( ) 2بكة .تطييب الكعبة عن عائشة رضي ال عنها قالت :
طيبوا البيت ،فإن ذلك من تطهيه .وطيب ابن الزبي جوف الكعبة كله .وكان يمر
الكعبة كل يوم برطل من ممر ( ) 3ويمرها كل جعة برطلي .النهي عن اللاد ف
الرم قال ال تعال ( :ومن يرد فيه بالاد ( ) 4بظلم نذقه من عذاب أليم ) .وروى
أبو داود عن موسى بن باذان قال :أتيت يعلى بن أمية فقال :إن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال " :احتكار الطعام ف الرم إلاد فيه " .وروى البخاري ف التاريخ
الكبي ،عن يعلى بن أمية أنه سع عمرو ابن الطاب رضي ال عنه يقول " :احتكار "
601
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الطعام إلاد " ( .هامش ) ( " ) 1البات " جع حبة ،وهو ما كان مططا من البود
من ثياب اليمن " ) 2 ( .السمر " نوع من الشجر " ) 3 ( .الجمر " العود الذي
يتطيب به " ) 4 ( .اللاد " أي العصيان / ) . ( .صفحة / 762وروى أحد عن ابن
عمر رضي ال عنهما :أنه أتى ابن الزبي وهو جالس ف الجر فقال :يا ابن الزبي ،إياك
واللاد ف حرم ال عز وجل ،فإن أشهد لسمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول
" :يلها رجل من قريش " .وف رواية " سيلحد فيه رجل من قريش ،له وزنت ذنوبه
وذنوب الثقلي لوزنتها " فانظر أن ل تكون هو .قال ماهد :تضاعف السيئات بكة ،
كما تضاعف السنات .وسئل المام أحد :هل تكتب السيئة أكثر من واحدة ؟ فقال :
ل ،إل بكة ،لتعظيم البلد .غزو الكعبة روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي ال
عنها قالت ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :يغزو جيش الكعبة ،فإذا كانوا
ببيداء ( ) 1من الرض يسف بأولم وآخرهم " قلت :يا رسول ال ،كيف وفيهم
أسواقهم ( ) 2
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 762
ومن ليس منهم ؟ قال " :يسف بأولم وآخرهم ث يبعثون على نياتم " .استحباب شد
الرحال ال الساجد الثلثة عن سعيد بن السيب عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه
وسلم قال " :لتشد الرحال ،إل إل ثلثة مساجد :السجد الرام ،ومسجدي هذا ،
والسجد القصى " .رواه البخاري ،ومسلم وأبو داود .وف لفظ " :انا يسافر إل
ثلثة مساجد :مسجد الكعبة ومسجدي ،ومسجد إيليا ( . " ) 3وعن أب ذر رضي
ال عنه قال ،قلت :يا رسول ال ،أي مسجد وضع ف الرض أول ؟ قال " :السجد
الرام " .قلت :ث أي ؟ قال " :السجد القصى ( " .هامش ) ( " ) 1بيداء " فلة
وصحراء ) 2 ( .أسواق :جع سوق .وقد يكون ف السوق الصالون لقضاء مصالهم
" ) 3 ( .إيليا " :القدس / ) . ( .صفحة / 763قلت :كم بينهما ؟ قال " :أربعون
سنة ،ث أين أدركتك الصلة بعد فصل ،فإن الفضل فيه " .وإنا شرع السفر إل هذه
الساجد الثلثة ،لا فيها من فضائل وميزات ليست ف غيها .فعن جابر رضي ال عنه .
602
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :صلة ف مسجدي أفضل من ألف صلة فيما
سواه .إل السجد الرام .وصلة ف السجد الرام أفضل من مائة ألف صلة فيما سواه
" .رواه أحد بسند صحيح .وعن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال
" :من صلى ف مسجدي أربعي صلة ،ل تفوته صلة كتبت له براءة من النار ،وبراءة
من العذاب ،وبرئ من النفاق " .رواه أحد ،والطبان ،بسند صحيح .وقد جاء ف
الحاديث :أن فضل الصلة ف مسجد بيت القدس أفضل ما سواه من الساجد -غي
السجد الرام والسجد النبوي -بمسمائة صلة .آداب دخول السجد النبوي وآداب
الزيارة - 1 :يستحب إتيان مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم بالسكينة والوقار ،
وأن يكون متطيبا بالطيب ،ومتجمل بسن الثياب .وأن يدخل بالرجل اليمن .ويقول
:أعوذ بال العظيم ،وبوجهه الكري ،وسلطانه القدي ،من الشيطان الرجيم .بسم ال ،
اللهم صلي على ممد وآله وسلم ،اللهم اغفر ل ذنوب ،وافتح ل أبواب رحتك - 2 .
ويستحب أن يأت الروضة الشريفة أول ،فيصلي با تية السجد ،ف أدب وخشوع 3 .
-فإذا فرغ من الصلة -أي تية السجد -اته إل القب الشريف مستقبل له ومستدبرا
القبلة ،فيسلم على رسول ال صلى ال عليه وسلم قائل " :السلم عليك يا رسول ال .
السلم عليك يا نب ال .السلم عليك يا خية خلق ال من خلقه .السلم عليك يا خي
خلق ال .السلم عليك يا حبيب ال .السلم عليك يا سيد الرسلي .السلم عليك يا
رسول ال رب /صفحة / 764العالي .السلم عليك يا قائد الغر الحجلي .أشهد
أن ل إله إل ال ،وأشهد أنك عبده ورسوله وأمينه وخيته من خلقه .وأشهد أنك قد
بلغت الرسالة ،وأديت المانة ،ونصحت المة ،وجاهدت ف ال حق جهاده " - 4 .
ث يتأخر نو ذراع إل الهة اليمن .فيسلم على أب بكر الصديق ،ث يتأخر أيضا نور
ذراع .فيسلم على عمر الفاروق رضي ال عنهما - 5 .ث يستقبل القبلة ،فيدعو لنفسه
،ولحبابه ،وإخوانه وسائر السلمي .ث ينصرف - 6 .وعلى الزائر أن ل يرفع صوته
إل بقدر ما يسمع نفسه وعلى ول المر أن ينع ذلك برفق .فقد ثبت أن عمر بن
الطاب رضي ال عنه رأى رجلي يرفعان أصواتما ف السجد النبوي فقال :لو أعلم
أنكما من البلد ،لوجعتكما ضربا - 7 .وأن يتجنب التمسح بالجرة -أي القب -
603
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والتقبيل لا ،فإن لك ما نى عنه الرسول عليه الصلة والسلم .روى أبو داود عن أب
هريرة رضي ال عنه :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :ل تعلوا بيوتكم
قبورا ،ول تعلوا قبي عيدا .وصلوا علي فإن صلتكم تبلغن حيث كنتم " .وقد رأى
عبد ال بن حسن رجل ينتاب قب رسول ال صلى ال عليه وسلم بالدعاء عنده فقال :يا
هذا ،إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :ل تتخذوا قبي عيدا .وصلوا علي
حيثما كنتم ،فإن صلتكم تبلغن " ،فما أنت -يا رجل -ومن بالندلس إلسواء .
استحباب كثرة التعبد ف الروضة الباركة :روى البخاري عن أب هريرة ،أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال / :صفحة " / 765ما بي بيت ومنبي روضة من رياض النة
( ، ) 1ومنبي على حوضي " .استحباب إتيان مسجد " قبا " والصلة فيه :فقد كان
رسول ال صلى ال عليه وسلم يأتيه كل سبت ،راكبا وماشيا ويصلي فيه ركعتي .
وكان عليه الصلة والسلم يرغب ف ذلك فيقول " :من تطهر ف بيته ،ث أتى مسجد
قباء ،فصلى فيه صلة ،كان له كأجر عمرة " .رواه أحد ،والنسائي ،وابن ماجه ،
والاكم ،وقال :صحيح السناد .فضائل الدينة روى البخاري عن أب هريرة رضي ال
عنه :أن رسول ال صلى ال
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 1ص : 765
عليه وسلم قال " :إن اليان ليأرز ( ) 2إل الدينة كما تأرز الية إل جحرها " .
وروى الطبان عن أب هريرة -بإسناد ل بأس به -أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال " :الدينة قبة السلم ،ودار اليان ،وأرض الجرة ،ومثوى اللل والرام " .
وعن عمر رضي ال عنه قال :غل السعر بالدينة فاشتد الهد ،فقال رسول ال صلى ال
عليه وسلم " :اصبوا ،وأبشروا فإن قد باركت على صاعكم ومدكم ،وكلوا ول
تنفرقوا ،فإن طعام الواحد يكفي الثني ،وطعام الثني يكفي لربعة ،وطعام الربعة
يكفي المسة والستة ،وإن البكة ف الماعة ،من صب على لوائها وشدتا ،كنت له
شفيعا وشهيدا يوم القيامة ،ومن خرج عنها ،رغبة عما فيها أبدل ال به من هو خي منه
فيها ،ومن أرادها بسوء أذابه ال كما يذوب اللح ف الاء " .رواه البزار بسند جيد .
604
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( هامش ) ( ) 1قيل ف معن " روضة من رياض النة " :أن ما يدث فيها من العبادة
والعلم يشبه أن يكون روضة من رياض النة .ويكون هذا كقوله عليه الصلة والسلم "
إذا مررت برياض النة .فارتعوا " .قالوا يا رسول ال ،وما رياض النة ! قال " :حلق
الذكر " " ) 2 ( .يأرز " أي ينضم ويتجمع / ) . ( .صفحة / 766فضل الوت ف
الدينة روى الطبان بإسناد حسن عن امرأة يتيمة كانت عند رسول ال صلى ال عليه
وسلم من ثقيف ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :من استطاع منكم أن يوت
بالدينة فليمت ،فإنه من مات با كنت له شهيدا ،أو شفيعا يوم القيامة " .ولذا سأل
عمر -رضي ال عنه -ربه أن يوت ف الدينة .فقدروى البخاري عن زيد بن أسلم عن
أبيه ،أن عمر قال :اللهم ارزقن شهادة ف سيبلك واجعل موت ف حرم رسولك صلى
ال عليه وسلم .
ويليه الجلد الثان متويا على :الزواج وأحكامه الولية على الزواج والهر والنفقة
الطلق وأحكامه الدود وأحكامها النايات ( القصاص والديات ) نسأل ال سبحانه
وتعال أن يتقبله وينفع به آمي
605