You are on page 1of 264

‫ملتقى أهل الحديث‬

‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫فقه السنة‬
‫السيد سابق‬

‫الجلد الثالث‬

‫مُلتقى أهل الديث‬


‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 3‬‬


‫صفحة ‪/ 3‬‬
‫فقه السنة تأليف السيد السابق الجلد الثالث‬

‫‪1‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الجزاء الثان عشر والثالث عشر والرابع عشر العاملت‬
‫الناشر دار الكتاب العرب‬
‫بيوت – لبنان‬
‫‪ /‬صفحة ‪/ 4‬‬
‫الطبعة الول رمضان ‪ 1391‬ه‍ ‪ -‬نوفمب ‪ 1971‬م‬
‫حقوق الطبع مفوظ‬
‫‪ /‬صفحة ‪/ 5‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬


‫( وما آتاكم الرسول فخذوه وما ناكم عنه فانتهوا قرآن كري ‪ /‬صفحة ‪/ 7‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم المد ل رب العالي ‪ ،‬والصلة والسلم على سيد الولي‬
‫والخرين ‪ ،‬سيدنا ( ممد ) وعلى آله ومن اهتدى بديه إل يوم الدين ‪ .‬أما بعد ‪ :‬فهذا‬
‫هو الزء الثان عشر من كتاب ( فقه السنة ) نقدمه للقراء الكرام ‪ ،‬سائلي ال سبحانه أن‬
‫ينفع به ‪ ،‬وأن يعله خالصا لوجهه الكري ‪ .‬وهو حسبنا ونعم الوكيل ‪ .‬السيد سابق ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 9‬بسم ال الرحن الرحيم اليان تعريفها ‪ :‬اليان ‪ :‬جع يي ‪ ،‬وهو اليد القابلة‬
‫لليد اليسرى ‪ ،‬وسي با اللف لنم كانوا إذا تالفوا أخذ كل بيمي صاحبه ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫لنا تفظ الشئ كما تفظه اليمي ‪ .‬ومعن اليمي ف الشرع ‪ :‬تقيق المر أو توكيده‬
‫بذكر اسم ال تعال أو صفة من صفاته ‪ .‬أو هو عقد يقوي به الالف عزمه على الفعل أو‬
‫الترك ‪ .‬واليمي واللف والبلء والقسم بعن واحد ‪ .‬اليمي ل تكون إل بذكر ال أو‬
‫صفة من صفاته ‪ :‬ول يكون اللف إل بذكر اسم ال أو صفة من صفاته سواء أكانت‬
‫صفات ذات أم صفات أفعال ‪ ،‬كقوله ‪ :‬وال وعزة ال وعظمته وكبيائه وقدرته وإرادته‬
‫وعلمه ‪ . . .‬وكذا ‪ /‬صفحة ‪ / 10‬اللف بالصحف أو القرآن أو سورة أو آية منه ‪ .‬وف‬
‫القرآن الكري يقول ال سبحانه ‪ ( :‬وف السماء رزقكم وما توعدون ‪ .‬فورب السماء‬
‫والرض إنه لق مثل ما أنكم تنطقون ) ( ‪ . ) 1‬ويقول ‪ ( :‬فل أقسم برب الشارق‬
‫والغارب إنا لقادرون على أن نبدل خيا منهم وما نن بسبوقي ) ( ‪ . ) 2‬وعن ابن عمر‬

‫‪2‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ ،‬رضي ال عنهما قال ‪ :‬كانت يي النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ل ‪ ،‬ومقلب القلوب )‬
‫‪ .‬وعن أب سعيد الدري ‪ ،‬رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كان رسول ال ‪ ،‬صلى ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬إذا اجتهد ( ‪ ) 3‬ف الدعاء قال ‪ ( :‬والذي نفس أب القاسم بيده ) رواه أبو‬
‫داود ‪ ( .‬أي ال وعمر ال وأقسمت عليك ) قسم ‪ ( :‬أي ال يي ‪ ،‬لنا بعن ‪ :‬وال ‪-‬‬
‫أو ‪ :‬وحق ال ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الذاريات آية رقم ‪ ) 2 ( . 23 ، 22‬سورة‬
‫العارج آية رقم ‪ ) 3 ( . 41 ، 40‬اجتهد ‪ :‬بالغ ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 11‬ويي ال ‪،‬‬
‫يي عند الحناف والالكية ‪ ،‬لن معناها ‪ :‬أحلف بال ‪ .‬وقالت الشافعية ‪ :‬ل تكون يينا‬
‫إل بالنية ‪ ،‬فإن نوى الالف اليمي انعقدت ‪ ،‬وإن ل ينو ل تنعقد ‪ .‬وعند أحد ‪:‬‬
‫روايتان ‪ ،‬أصحهما أنا تنعقد ‪ .‬وعمر ال يي عند الحناف والالكية ‪ ،‬لنا بعن ‪:‬‬
‫وحياة ال وبقائه ‪ .‬وقال الشافعي ‪ ،‬رضي ال عنه وأحد وإسحاق ‪ :‬ل يكون يينا إل‬
‫بالنية ‪ .‬وكلمة أقسمت عليك ‪ -‬وأقسمت بال ‪ ،‬يرى بعض العلماء أنه يكون يينا‬
‫مطلقا ‪ ،‬ويرى أكثرهم أنه ل يكون يينا إل بالنية ‪ .‬وذهبت الشافعية إل أن ما ذكر فيه‬
‫اسم ال يكون يينا ‪ .‬وأن ما ل يذكر فيه اسم ال ل يكون يينا ‪ ،‬وإن نوى اليمي ‪ .‬وقال‬
‫مالك ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ :‬إن قال الالف ‪ :‬أقسمت بال كان يينا ‪ ،‬وإن قال ‪ :‬أقسمت أو‬
‫أقسمت عليك ‪ ،‬فإنه ف هذه الصورة ل يكون يينا إل بالنية ‪ / .‬صفحة ‪ / 12‬اللف‬
‫بأيان السلمي ‪ :‬سبق أن قلنا ف الزء الثامن من فقه السنة إن اللف بأيان السلمي ل‬
‫يلزم به شئ ‪ ،‬ومن حلف فقال ‪ :‬إن فعلت كذا فعلي صيام شهر أو الج إل بيت ال‬
‫الرام ‪ .‬أو قال ‪ :‬إن فعلت كذا فاللل علي حرام ‪ .‬أو قال ‪ :‬إن فعلت كذا فكل ما‬
‫أملكه صدقة ‪ .‬فهذا وأمثاله فيه كفارة يي مت حنث ‪ ،‬وهو أظهر أقوال العلماء ‪ -‬وقيل ‪:‬‬
‫ل شئ فيه ‪ .‬وقيل ‪ :‬إذا حنث لزمه ما علقه وحلف به ‪ .‬اللف بأنه غي مسلم ‪ -‬أو‬
‫اللف بالباءة من السلم ‪ :‬من حلف أنه يهودي أو نصران أو أنه برئ من ال أو من‬
‫رسوله صلى ال عليه وسلم إن فعل كذا ففعله ‪ .‬فقال جاعة من العلماء منهم الشافعي ‪:‬‬
‫ليس هذا بيمي ول كفارة عليه ‪ ،‬لن النصوص اقتصرت على التهديد والزجر الشديد ‪.‬‬
‫وروى أبو داود والنسائي عن بريدة عن أبيه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من‬
‫حلف فقال ‪ :‬إن برئ من السلم فإن كان كاذبا فهو كما قال ( ‪ . ) 1‬وإن كان صادقا‬

‫‪3‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي هو كما قال عقوبة له على كذبه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 13‬فلن‬
‫يرجع إل السلم سالا ) ( ‪ . ) 1‬وعن ثابت بن الضحاك أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ ( :‬من حلف بغي ملة السلم فهو كما قال ) ‪ .‬وذهب الحناف وأحد وإسحاق‬
‫وسفيان والوزاعي ‪ :‬إل أنه يي ‪ ،‬وعليه الكفارة إن حنث ‪ .‬اللف بغي ال مظور ‪:‬‬
‫وإذا كانت اليمي ل تكون إذا بذكر اسم ال أو ذكر‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 13‬‬
‫صفة من صفاته ‪ ،‬فإنه يرم اللف بغي ذلك ‪ ،‬لن اللف يقتضي تعظيم الحلوف به ‪،‬‬
‫وال وحده هو الختص بالتعظيم ‪ .‬فمن حلف بغي ال فأقسم بالنب أو الول أو الب أو‬
‫الكعبة أو ما شابه ذلك ‪ ،‬فإن يينه ل تنعقد ‪ ،‬ول كفارة عليه إذا حنث ‪ .‬وأث بتعظيمه‬
‫غي ال ‪ - 1 .‬عن ابن عمر ‪ ،‬رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم أدرك عمر‬
‫رضي ال عنه ف ركب وهو يلف ( هامش ) ( ‪ ) 1‬إن قصد بذلك إبعاد نفسه ل يكفر‬
‫‪ .‬وليقل ‪ :‬ل إله إل ال ممد رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ويستغفر ال ويتوب إليه ‪.‬‬
‫وإن أراد الكفر إذا فعل الحلوف عليه كفر والعياذ بال ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 14‬بأبيه ‪،‬‬
‫فناداهم الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أل إن ال عز وجل ينهاكم أن تلفوا بآبائكم ‪.‬‬
‫فمن كان حالفا فليحلف بال أو ليصمت ‪ .‬قال عمر ‪ :‬فوال ما حلفت با منذ سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عنها ‪ .‬ذاكرا ول آثرا ) ( ‪ - 2 . ) 1‬وسع ابن‬
‫عمر ‪ ،‬رضي ال عنهما رجل يلف ‪ :‬ل ‪ ،‬والكعبة ‪ ،‬فقال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول ‪ ( :‬من حلف بغي ال فقد أشرك ) ‪ - 3 .‬وعن أب هريرة ‪ ،‬رضي ال‬
‫عنه قال ‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من حلف منكم فقال ف حلفه ‪ :‬باللت‬
‫والعزى ‪ :‬فليقل ‪ :‬ل إله إل ال ‪ .‬ومن قال لصاحبه ‪ :‬تعال أقامرك فليتصدق ) ( ‪4 . ) 2‬‬
‫‪ -‬وعند أب داود ( من حلف بالمانة فليس منا ) أي ليس على طريقتنا ‪ ( .‬هامش ) ( ‪1‬‬
‫) أي ل يلف بأبيه من قبل نفسه ول حاكيا عن غيه ‪ ) 2 ( .‬اللت والعزى ‪ :‬صنمان‬
‫لهل مكة كانوا يلفون بما ف الاهلية ‪ ،‬فمن حلف بما ‪ ،‬فليكفر بقوله ‪ :‬ل إله إل ال‬
‫‪ .‬كما يتصدق إذا طلب لعب القمار من صاحبه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ - / 15‬وقال صلى‬

‫‪4‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال عليه وسلم ‪ ( :‬ل تلفوا بآبائكم ول بأمهاتكم ول بالنداد ‪ -‬أي الصنام ‪ -‬ول‬
‫تلفوا إل بال ول تلفوا إل وأنتم صادقون ) رواه أبو داود والنسائي عن أب هريرة ‪.‬‬
‫اللف بغي ال دون تعظيم الحلوف به ‪ :‬جاء النهي عن اللف بغي ال إذا كان يقصد‬
‫بذكره التعظيم ‪ ،‬كالالف بال يقصد بذكره تعظيمه ‪ .‬أما إذا ل يقصد التعظيم ‪ ،‬بل قصد‬
‫تأكيد الكلم فهو مكروه من أجل الشابة ‪ ،‬ولنه يشعر بتعظيم غي ال ‪ .‬وقد قال‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم للعراب ‪ ( :‬أفلح وأبيه ) ‪ .‬قال البيهقي ‪ :‬إن ذلك كان يقع‬
‫من العرب ويري على ألسنتهم من دون قصد ‪ .‬وأيد النووي هذا الرأي وقال ‪ :‬إنه هو‬
‫الواب الرضي ‪ .‬قسم ال بالخلوقات ‪ :‬كان العرب يهتمون بالكلم البدوء بالقسم‬
‫فيلقون إليه السمع مصغي ‪ ،‬لنم يرون أن قسم التكلم دليل على عظم الهتمام با يريد‬
‫أن يتكلم به ‪ ،‬وأنه أقسم ليؤكد كلمه ‪ / .‬صفحة ‪ / 16‬وعلى هذا جاء القرآن يقسم‬
‫بأشياء كثية ‪ ،‬منها القرآن ‪ ،‬كقوله تعال ‪ ( :‬والقرآن الجيد ) ‪ .‬ومنها بعض الخلوقات‬
‫مثل ‪ ( :‬والشمس وضحاها ) ( والليل إذا يغشى ‪ .‬والنهار إذا تلى ) ‪ .‬وإنا كان ذلك‬
‫لكم كثية ف القسم به والقسم عليه ‪ .‬من هذه الكم ‪ :‬لفت النظر إل مواضع العبة‬
‫ف هذه الشياء بالقسم با ‪ ،‬والث على تأملها ‪ ،‬حت يصلوا إل وجه الصواب فيها ‪.‬‬
‫فقد أقسم سبحانه وتعال بالقرآن لبيان أنه كلم ال حقا وبه كل أسباب السعادة ‪.‬‬
‫وأقسم باللئكة لبيان أنم عباد ال خاضعون له ‪ ،‬وليسوا بآلة يعبدون ‪ .‬وأقسم بالشمس‬
‫والقمر والنجوم لا فيها من الفوائد والنافع ‪ ،‬وأن تغيها من حال إل حال يدل على‬
‫حدوثها ‪ ،‬وأن لا خالقا وصانعا حكيما ‪ ،‬فل يصح الغفلة عن شكره والتوجه إليه ‪.‬‬
‫وأقسم بالريح ‪ .‬والطور ‪ .‬والقلم ‪ .‬والسماء ذات البوج ‪ / .‬صفحة ‪ / 17‬إذ أن ذلك‬
‫كله من آيات ال الت يب التوجه إليها بالفكر والنظر ‪ .‬أما القسم عليه فأهه ‪ :‬وحدانية‬
‫ال ‪ ،‬ورسالة النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وبعث الجساد مرة أخرى ‪ ،‬ويوم القيامة ‪ .‬لن‬
‫هذه هي أسس الدين الت يب أن تعمق جذورها ف النفس ‪ .‬والقسم بالخلوقات ما‬
‫اختص ال به ‪ .‬أما نن البشر فل يصح لنا أن نقسم إل بال أو بصفة من صفاته على‬
‫النحو التقدم ذكره ‪ .‬شرط اليمي وركنها ‪ :‬ويشترط ف اليمي ‪ :‬العقل ‪ .‬والبلوغ ‪.‬‬
‫والسلم ‪ .‬وإمكان الب ‪ .‬والختيار ‪ .‬فإن حلف مكرها ل تنعقد يينه ‪ .‬وركنها ‪ :‬اللفظ‬

‫‪5‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الستعمل فيها ‪ .‬حكم اليمي ‪ :‬وحكم اليمي أن يفعل الالف الحلوف به فيكون بارا ‪.‬‬
‫أو ل يفعله فيحنث ‪ ،‬وتب الكفارة ‪ .‬أقسام اليمي تنقسم اليان أقساما ثلثة ‪ / :‬صفحة‬
‫‪ - 1 / 18‬اليمي اللغو ‪ ) 2 ( .‬اليمي النعقدة ‪ - 3 .‬اليمي الغموس ‪ .‬اليمي اللغو‬
‫وحكمها ‪ :‬ويي اللغو ‪ :‬هي اللف من غي قصد اليمي ‪ ،‬كان يقول الرء ‪ :‬وال‬
‫لتأكلن ‪ ،‬أو لتشربن ‪ ،‬أو لتحضرن ‪ .‬ونو ذلك ‪ .‬ل يريد به يينا ول يقصد به قسما ‪،‬‬
‫فهو من سقط القول ‪ .‬فعن السيدة عائشة أم الؤمني رضي ال عنها ‪ ،‬قالت ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 18‬‬
‫أنزلت هذه الية ‪ ( :‬ل يؤاخذكم ال باللغو ف أيانكم ) ‪ .‬ف قول الرجل ‪ :‬ل وال ‪.‬‬
‫وبلى وال ‪ .‬وكل وال ‪ .‬رواه البخاري مسلم وغيها ‪ .‬وقال مالك ‪ ،‬رضي ال عنه ‪،‬‬
‫والحناف ‪ ،‬والليث ‪ ،‬والوزاعي ‪ :‬لغو اليمي أن يلف على شئ يظن صدقه ‪ ،‬فيظهر‬
‫خلفه ‪ ،‬فهو من باب الطأ ‪ .‬وعند أحد ‪ ،‬رضي ال عنه روايتان كالذهبي ‪ .‬وحكم‬
‫هذا اليمي ‪ :‬أنه ل كفارة فيه ‪ ،‬ول مؤاخذة عليه ‪ / .‬صفحة ‪ / 19‬اليمي النعقدة‬
‫وحكمها ‪ :‬واليمي النعقدة هي اليمي الت يقصدها الالف ويصمم عليها ‪ ،‬فهي يي‬
‫متعمدة مقصودة ‪ ،‬وليست لغوا يري على اللسان بقتضى العرف والعادة ‪ .‬وقيل ‪:‬‬
‫اليمي النعقدة هي أن يلف على أمر من الستقبل أن يفعله أو ل يفعله ‪ .‬وحكمها ‪:‬‬
‫وجوب الكفارة فيها عند النث ‪ .‬يقول ال تعال ‪ ( :‬ل يؤاخذكم ال باللغو ف أيانكم‬
‫ولكن يؤاخذكم با كسبت قلوبكم وال غفور حليم ) ( ‪ . ) 1‬ويقول ‪ ( :‬ل يؤاخذكم‬
‫ال باللغو ف أيانكم ولكن يؤاخذكم با عقدت اليان ‪ ،‬فكفارته إطعام عشرة مساكي‬
‫من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتم أو ترير رقبة ‪ ،‬فمن ل يد فصيام ثلثة أيام‬
‫ذلك كفارة أيانكم إذا حلفتم واحفظوا أيانكم كذلك يبي ال لكم آياته لعلكم‬
‫تشكرون ) ‪ ( ) 2 ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة آية رقم ‪ ) 2 ( . 225‬سورة الائدة‬
‫آية رقم ‪ / ) . ( . 89‬صفحة ‪ / 20‬اليمي الغموس وحكمها ‪ :‬واليمي الغموس وتسمى‬
‫أيضا ‪ :‬الصابرة ‪ -‬وهي اليمي الكاذبة الت تضم با القوق ‪ ،‬أو الت يقصد با الغش‬
‫واليانة ‪ .‬وهي كبية من كبائر الث ‪ -‬ول كفارة فيها ( ‪ - ) 1‬لنا أعظم من أن‬

‫‪6‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تكفر ‪ ،‬وسيت غموسا لنا تغمس صاحبها ف نار جهنم ‪ .‬وتب التوبة منها ‪ .‬ورد‬
‫القوق إل أصحابا إذا ترتب عليها ضياع هذه القوق ‪ .‬يقول ال سبحانه ‪ ( :‬ول‬
‫تتخذوا أيانكم دخل بينكم ‪ .‬فتزل قدم بعد ثبوتا وتذوقوا السوء با صددت عن سبيل ال‬
‫ولكم عذاب عظيم ) ( ‪ - 1 . ) 2‬وروى أحد ‪ ،‬رضي ال عنه وأبو الشيخ عن أب‬
‫هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬خس ليس لن كفارة ‪ :‬الشرك‬
‫بال ‪ ،‬وقتل النفس بغي حق ‪ ،‬وبت مؤمن ‪ ،‬ويي صابرة يقطع با مال ( هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫وقال الشافعي ورواية عن أحد رضي ال عنهما ‪ -‬فيها الكفارة ‪ ) 2 ( .‬سورة النحل آية‬
‫رقم ‪ / ) . ( . 94‬صفحة ‪ / 21‬بغي حق ) ‪ - 2 .‬وروى البخاري عن عبد ال بن عمر‬
‫‪ ،‬رضي ال عنهما ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬الكبائر ‪ :‬الشراك بال ‪،‬‬
‫وعقوق الوالدين ‪ ،‬وقتل النفس ‪ ،‬واليمي الغموس ) ‪ - 3 .‬وروى أبو داود عن عمران‬
‫بن حصي أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من حلف على يي مصبورة ( ‪ ) 1‬كاذبا‬
‫فليتبوأ بوجهه مقعده من النار ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬مصبورة ‪ :‬أي ألزم با وحبس عليها‬
‫‪ -‬وكانت لزمة من جهة الكم ‪ ) . ( .‬مبن اليان على العرف والنية ‪ :‬أمر اليان مبن‬
‫على العرف الذي درج عليه الناس ل على دللت اللغة ول على اصطلحات الشرع ‪،‬‬
‫فمن حلف أن ل يأكل لما ‪ ،‬فأكل سكا فإنه ل ينث وإن كان ال ساه لما ‪ ،‬إل إذا‬
‫نواه ‪ ،‬أو كان يدخل ف عموم اللحم ف عرف قومه ‪ .‬ومن حلف على شئ وورى بغيه‬
‫فالعبة بنيته ل بلفظه ‪ ،‬إل إذا حلفه غيه على شئ ‪ ،‬فالعبة بنية الحلف ل الالف ‪ ،‬وإل‬
‫ل يكن لليان فائدة ف ‪ /‬صفحة ‪ / 22‬التقاضي ‪ .‬قال النووي ‪ :‬إن اليمي على نية‬
‫الالف ف كل الحوال ‪ ،‬إل إذا استحلفه القاضي أو نائبه ف دعوى توجهت عليه فهي‬
‫على نية القاضي أو نائبه ‪ ،‬ول تصح التورية هنا وتصح ف كل حال ‪ ،‬ول ينث با وإن‬
‫كانت للباطل حراما ‪ .‬والدليل على أن العبة بنية الالف إل إذا حلفه غيه ‪ ،‬ما رواه أبو‬
‫داود وابن ماجه عن سويد بن حنظلة قال ‪ :‬خرجنا نريد النب صلى ال عليه وسلم ومعنا‬
‫وائل ابن حجر ‪ ،‬فأخذه عدو له ‪ ،‬فتحرج القوم أن يلفوا ‪ ،‬وحلفت أنه أخي ‪ ،‬فخلى‬
‫سبيله ‪ ،‬فأتينا النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فأخبته أن القوم ترجوا أن يلفوا ‪ ،‬وحلفت‬
‫أنه أخي ‪ .‬قال ‪ ( :‬صدقت ‪ ،‬السلم أخو السلم ) ‪ .‬والدليل على أن العبة بنية الستحلف‬

‫‪7‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إذا استحلف على شئ ‪ ،‬ما رواه مسلم وأبو داود والترمذي عن أب هريرة أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬اليمي على نية الستحلف ) ‪ .‬وف رواية ‪ ( :‬يينك على ما‬
‫يصدقك عليه صاحبك ) ‪ .‬والصاحب هو الستحلف ‪ ،‬وها طالبا اليمي ‪ / .‬صفحة ‪23‬‬
‫‪ /‬ل حنث مع النسيان أو الطأ ‪ :‬من حلف أن ل يفعل شيئا ففعله ناسيا أو خطأ فإنه ل‬
‫ينث لقول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ( - :‬إن ال تاوز ل عن أمت ‪ :‬الطأ‬
‫والنسيان وما استكرهوا عليه ) ‪ .‬وال يقول ‪ ( :‬وليس عليكم جناح فيما أخطأت به ) (‬
‫‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الحزاب آية رقم ‪ ) . ( . 5‬يي الكره غي لزمة ‪ :‬ل‬
‫يلزم الوفاء باليمي الت يكره الرء عليها ‪ ،‬ول‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 23‬‬
‫يأث إذا حنث ( ‪ ) 2‬فيها للحديث التقدم ‪ ،‬ولن الكره مسلوب الرادة ‪ ،‬وسلب الرادة‬
‫يسقط التكليف ‪ .‬ولذا ذهب الئمة الثلثة إل أن يي الكره ل تنعقد ‪ ،‬خلفا لب حنيفة‬
‫‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 2‬النث ف اليمي يكون بفعل ما حلف على تركه أو ترك ما حلف‬
‫على فعله ‪ ) . ( .‬الستثناء ف اليمي ‪ :‬من حلف فقال ‪ :‬إن شاء ال فقد استثن ول حنث‬
‫عليه ‪ .‬فعن ابن عمر أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من حلف على يي فقال ‪:‬‬
‫إن شاء ال ‪ .‬فل حنث عليه ) ‪ / .‬صفحة ‪ / 24‬رواه أحد وغيه ‪ ،‬وصححه ابن حبان ‪.‬‬
‫تكرار اليمي ‪ :‬إذا كرر اليمي على شئ واحد أو على أشياء وحنث فقال أبو حنيفة‬
‫ومالك وإحدى الروايتي عن أحد ‪ :‬يلزم بكل يي كفارة ‪ .‬وعند النابلة ‪ ،‬أن من لزمته‬
‫أيان قبل التكفي موجبها واحد فعليه كفارة واحدة ‪ ،‬لنا كفارات من جنس واحد ‪.‬‬
‫وإن اختلف موجب اليان ‪ ،‬وهو الكفارة ‪ ،‬كظهار ويي بال لزمته الكفارتان ول‬
‫تتداخل ‪ .‬كفارة اليمي تعريف الكفارة ‪ :‬الكفارة صيغة مبالغة من الكفر ‪ ،‬وهو الستر ‪،‬‬
‫والقصود با هنا العمال الت تكفر بعض الذنوب وتسترها حت ل يكون لا أثر يؤاخذ به‬
‫ف الدنيا ول ف الخرة ‪ .‬والذي يكفر اليمي النعقدة إذا حنث فيها الالف ‪- 1 :‬‬
‫الطعام ‪ - 2‬الكسوة ‪ - 3‬العتق ‪ /‬صفحة ‪ / 25‬على التخيي ‪ .‬فمن ل يستطع فليصم‬
‫ثلثة أيام ‪ .‬وهذه الثلثة مرتبة ترتيبا تصاعديا ‪ -‬أي تبدأ من الدن للعلى ‪ ،‬فالطعام‬

‫‪8‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أدناها ‪ ،‬والكسوة أوسطها ‪ ،‬والعتق أعلها ‪ .‬يقول ال تعال ‪ ( :‬فكفارته إطعام عشرة‬
‫مساكي من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتم أو ترير رقبة فمن ل يد فصيام ثلثة‬
‫أيام ذلك كفارة أيانكم إذا حلفتم واحفظوا أيانكم ‪ ،‬كذلك يبي ال لكم آياته لعلكم‬
‫تشكرون ) ( ‪ ) 1‬حكمة الكفارة ‪ :‬النث خلف وعدم وفاء ‪ ،‬فتجب الكفارة جبا لذا‬
‫‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الائدة آية رقم ‪ ) . ( . 89‬الطعام ‪ :‬ل يرد نص شرعي ف‬
‫مقدار الطعام ونوعه ‪ ،‬وكل ما كان كذلك يرجع فيه إل التقدير بالعرف ‪ ،‬فيكون الطعام‬
‫مقدرا بقدر ما يطعم منه النسان أهل بيته غالبا ‪ -‬ل من العلى الذي يتوسع به ف‬
‫الواسم والناسبات ‪ ،‬ول من الدن الذي يطعمه ف بعض الحيان ‪ / .‬صفحة ‪ / 26‬فلو‬
‫كانت عادة النسان الغالبة ف بيته أكل اللحم والضروات وخبز الب فل يزئ ما دونه ‪،‬‬
‫وإنا يزئ ما كان مثله وأعلى منه ‪ ،‬لن الثل وسط ‪ ،‬والعلى فيه الوسط وزيادة ‪ .‬وهذا‬
‫ما يتلف باختلف الفراد والبلد ‪ .‬وقد كان المام مالك ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬يرى أن الد‬
‫يزئ ف الدينة ‪ ،‬قال ‪ :‬وأما البلدان فلهم عيش غي عيشنا ‪ ،‬فأرى أن يكفروا بالوسط من‬
‫عيشهم ‪ ،‬لقوله تعال ‪ ( :‬من أوسط ما تطعمون أهليكم ) ‪ .‬وهذا مذهب داود وأصحابه‬
‫‪ .‬واشترط الفقهاء أن يكون العشرة الساكي من السلمي إل أبا حنيفة ‪ ،‬فإنه جوز دفعها‬
‫إل فقراء أهل الذمة ‪ .‬ولو أطعم مسكينا عشرة أيام ‪ ،‬فإنه يزئ عن عشرة مساكي عند‬
‫أب حنيفة ‪ .‬وقال غيه ‪ :‬يزئ عن مسكي واحد ‪ .‬وإنا تب كفارة الطعام على‬
‫الستطيع ‪ ،‬وهو من يد ذلك فاضل عن نفقته ونفقة من يعول ‪ .‬وقدر بعض العلماء‬
‫الستطاعة بوجود خسي درها ‪ /‬صفحة ‪ / 27‬عنده كما قال قتادة ‪ ،‬أو عشرين كما‬
‫قاله النخعي ‪ .‬الكسوة ‪ :‬وهي اللباس ‪ .‬ويزئ منها ما يسمى كسوة ‪ .‬وأقل ذلك ما‬
‫يلبسه الساكي عادة ‪ -‬لن الية ل تقيدها بالوسط ‪ ،‬أو با يلبسه الهل ‪ ،‬فيكفي‬
‫القميص السابغ ( جلبية ) مع السراويل ‪ .‬كما تكفي العباءة أو الزار والرداء ‪ .‬ول‬
‫يزئ فيها القلنسوة أو العمامة أو الذاء أو النديل أو النشفة ‪ .‬وعن السن وابن سيين ‪:‬‬
‫أن الواجب ثوبان ‪ ،‬ثوبان ‪ .‬وعن سعيد بن السيب ‪ :‬عمامة يلف با رأسه ‪ ،‬وعباءة‬
‫يلتحف با ‪ .‬وعن عطاء ‪ ،‬وطاووس ‪ ،‬والنخعي ‪ :‬ثوب جامع كاللحفة والرداء ‪ .‬وعن‬
‫ابن عباس ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ :‬عباءة لكل مسكي أو شلة ‪ .‬وقال مالك وأحد ‪ ،‬رضي ال‬

‫‪9‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عنهما ‪ :‬يدفع لكل مسكي ما يصح أن يصلي فيه إن كان رجل أو امرأة ‪ ،‬كل بسبه ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 28‬ترير الرقبة ‪ :‬أي إعتاق الرقيق وتريره من العبودية ‪ ،‬ولو كان كافرا ‪،‬‬
‫عمل بإطلق الية عند أب حنيفة وأب ثور وابن النذر ‪ .‬واشترط المهور اليان ‪ ،‬حل‬
‫للمطلق هنا على القيد ف كفارة القتل والظهار ‪ ،‬إذ تقول الية ‪ ( :‬فتحرير رقبة مؤمنة ) (‬
‫‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النساء آية رقم ‪ ) . ( . 92‬الصيام عند عدم الستطاعة ‪:‬‬
‫فمن ل يستطع واحدة من هذه الثلث ‪ ،‬وجب عليه أن يصوم ثلثة أيام ‪ .‬فإن ل يستطع‬
‫لرض أو نوه ‪ -‬ينوي الصيام عند الستطاعة ‪ ،‬فإن ل يقدر ‪ ،‬فإن عفو ال يسعه ‪ .‬ول‬
‫يشترط التتابع ف الصوم ‪ .‬فيجوز صيامها متتابعة ‪ ،‬كما يوز صيامها متفرقة ‪ .‬وما ذكره‬
‫النفية ‪ ،‬والنابلة ‪ -‬من اشتراط التتابع ‪ -‬غي صحيح ‪ .‬فقد استدلوا بقراءة جاء فيها‬
‫كلمة ( متتابعات ) وهي اءة‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 28‬‬
‫شاذة ول يستدل بالقراءة الشاذة ‪ ،‬لنا ليست قرآنا ‪ -‬ول تصح هنا حديثا حت تكون‬
‫تفسيا من النب ‪ /‬صفحة ‪ / 29‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬للية ‪ .‬إخراج القيمة ‪ :‬اتفق الئمة‬
‫الثلثة على أن كفارة اليمي ل يزئ فيها إخراج القيمة عن الطعام والكسوة ‪ .‬وأجاز‬
‫ذلك أبو حنيفة ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ .‬الكفارة قبل النث وبعده ‪ :‬اتفق العلماء على أن‬
‫الكفارة ل تب إل بالنث ‪ ،‬واختلفوا ف جواز تقديها عليه ‪ .‬فجمهور الفقهاء يرى أنه‬
‫يوز تقدي الكفارة على النث ‪ ،‬وتأخيها عنه ‪ ،‬ففي الديث عند مسلم وأب داود‬
‫والترمذي ‪ ( :‬من حلف على يي فرأى غيها خيا منها فليكفر عن يينه وليفعل ) ‪1 ( .‬‬
‫) ففي هذا الديث جواز تقدي الكفارة على النث ‪ .‬وإذا تقدمت الكفارة على النث‬
‫كان الشروع ف النث غي شروع ف الث ‪ ،‬إذ تقدي الكفارة يعل الشئ الحلوف عليه‬
‫مباحا ‪ .‬وعند مسلم أيضا ما يفيد جواز تأخي الكفارة لقول الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ ( :‬من حلف على يي فرأى ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي يفعل ما فيه الي ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 30‬غيها خيا منها فليأتا ‪ ،‬وليكفر عن يينه ) ‪ .‬قال هؤلء ‪ :‬ومن قدم النث كان‬
‫شارعا ف معصية ‪ ،‬وقد يوت قبل أن يتمكن من الكفارة ‪ ،‬ولعل هذه هي حكمة إرشاد‬

‫‪10‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم إل تقدي الكفارة ‪ .‬ويرى أبو حنيفة أن الكفارة ل تصح إل‬
‫بعد النث ‪ ،‬لتحقق موجبها حينئذ ‪ .‬وقوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬فليكفر عن يينه ‪،‬‬
‫وليفعل الذي هو خي ) ‪ .‬معناه عنده ‪ :‬فليقصد أداء الكفارة ‪ ،‬كقوله تعال ‪ ( :‬فإذا قرأت‬
‫القرآن فاستعذ ) ( ‪ ) 1‬أي إذا أردت ‪ .‬والول أرجح ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النجل‬
‫آية رقم ‪ ) . ( . 98‬جواز النث للمصلحة ‪ :‬الصل أن يفي الالف باليمي ‪ .‬ويوز له‬
‫العدول عن الوفاء ‪ ،‬إذا رأى ف ذلك مصلحة راجحة ‪ .‬يقول ال تعال ‪ ( :‬ول تعلوا ال‬
‫عرضة ليانكم أن تبوا وتتقوا ‪ /‬صفحة ‪ / 31‬وتصلحوا بي الناس ) ( ‪ . ) 1‬أي ل‬
‫تعلوا اللف بال مانعا لكم من الب والتقوى والصلح ‪ .‬ويقول عزوجل ‪ ( :‬قد فرض‬
‫ال لكم تلة ايانكم ) ( ‪ . ) 2‬أي شرع ال لكم تليل اليان بعمل الكفارة ‪ .‬روى‬
‫أحد والبخاري ومسلم ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا حلفت على يي‬
‫فرأيت غيها خيا منها فأت الذي هو خي ‪ ،‬وكفر عن يينك ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫سورة البقرة آية رقم ‪ ) 2 ( . 224‬سورة التحري آية رقم ‪ ) . ( . 2‬أقسام اليمي‬
‫باعتبار الحلوف عليه ‪ :‬وعلى هذا يكن تقسيم اليمي باعتبار الحلوف عليه إل القسام‬
‫التية ‪ - 1 :‬أن يلف على فعل واجب أو ترك مرم ‪ ،‬فهذا يرم النث فيه ‪ ،‬لنه تأكيد‬
‫لا كلفه ال به من عبادة ‪ - 2 .‬أن يلف على ترك واجب أو فعل مرم ‪ .‬فهذا ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 32‬يب النث فيه لنه حلف على معصية ‪ ،‬كما تب الكفارة ‪ - 3 .‬أن يلف على‬
‫فعل مباح ‪ ،‬أو تركه ‪ .‬فهذا يكره فيه النث ويندب الب ‪ - 4 .‬أن يلف على ترك‬
‫مندوب أو فعل مكروه ‪ .‬فالنث مندوب ‪ ،‬ويكره التمادي فيه ‪ .‬وتب الكفارة ‪- 5 .‬‬
‫أن يلف على فعل مندوب ‪ .‬أو ترك مكروه ‪ ،‬فهذا طاعة ل ‪ .‬فيندب له الوفاء ‪ ،‬ويكره‬
‫النث ‪ / .‬صفحة ‪ / 33‬النذر معناه ‪ :‬النذر هو التزام قربة غي لزمة ف أصل الشرع‬
‫بلفظ يشعر بذلك ‪ ،‬مثل أن يقول الرء ‪ :‬ل علي أن أتصدق ببلغ كذا ‪ ،‬أو إن شفى ال‬
‫مريضي فعلي صيام ثلثة أيام ونو ذلك ‪ .‬ول يصح إل من بالغ عاقل متار ولو كان‬
‫كافرا ‪ .‬النذر عبادة قدية ‪ :‬ذكر ال سبحانه عن أم مري أنا نذرت ما ف بطنها ل فقال ‪:‬‬
‫‪ ( -‬إذ قالت امرأة عمران رب إن نذرت لك ما ف بطن مررا فتقبل من إنك أنت‬
‫السميع العليم ) ( ‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة آل عمران آية ‪ / ) . ( . 35‬صفحة‬

‫‪11‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ / 34‬وأمر ال مري به فقال ‪ ( :‬فإما ترين من البشر أحدا فقول إن نذرت للرحن صوما‬
‫فلن أكلم اليوم إنسيا ) ( ‪ . ) 1‬النذر ف الاهلية ‪ :‬وذكر ال عن أهل الاهلية ما كانوا‬
‫يتقربون به إل آلتهم من نذور ‪ ،‬طلبا لشفاعتهم عند ال ‪ ،‬وليقربوهم إليه زلفى فقال ‪( :‬‬
‫وجعلوا ل ما ذرأ من الرث والنعام نصيبا فقالوا هذا ل بزعمهم وهذا لشركائنا فما‬
‫كان لشركائهم فل يصل إل ال وما كان ل فهو يصل إل شركائهم ‪ .‬ساء ما يكمون )‬
‫( ‪ . ) 2‬مشرعيته ف السلم ‪ :‬وهو مشروع بالكتاب والسنة ‪ ،‬ففي الكتاب يقول ال‬
‫سبحانه ‪ ( :‬وما أنفقتم مننفقة أو نذرت من نذر فإن ال يعلمه ) ( ‪ ( . ) 3‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬سورة مري آية رقم ‪ ) 2 ( . 26‬سورة النعام آية رقم ‪ ) 3 ( . 136‬سورة البقرة‬
‫آية رقم ‪ / ) . ( . 270‬صفحة ‪ / 35‬ويقول ‪ ( :‬ث ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم‬
‫وليطوفوا بالبيت العتيق ) ( ‪ . ) 1‬ويقول ‪ ( :‬يوفون ( ‪ ) 2‬بالنذر ويافون يوما كان شره‬
‫مستطيا ) ( ‪ ) 3‬وف السنة يقول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من نذر أن يطيع ال‬
‫فليطعه ‪ ،‬ومن نذر أن يعصيه فل صه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 35‬‬
‫رواه البخاري ومسلم عن عائشة ‪ .‬والسلم وإن كان قد شرعه إل أنه ل يستحبه ‪ ،‬فعن‬
‫ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن النذر ‪ ،‬وقال ‪ :‬إنه ل يأت بي ‪ ،‬وإنا‬
‫يستخرج به من البخيل ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الج آية رقم‬
‫‪ ) 2 ( . 29‬سورة الدهر آية رقم ‪ ) 3 ( . 7‬عن قتادة ف هذه الية ‪ :‬قال ‪ :‬كانوا‬
‫ينذرون طاعة ال من الصلة والصيام والزكاة والج والعمرة وما افترض عليهم فسماهم‬
‫ال أبرارا ‪ .‬أخرجه الطبان بسند صحيح ‪ ) . ( .‬مت يصح ومت ل يصح ‪ :‬يصح النذر‬
‫وينعقد إذا كان قربة يتقرب با إل ال ‪ /‬صفحة ‪ / 36‬سبحانه ‪ .‬ويب الوفاء به ‪ .‬ول‬
‫يصح إل نذر أن يعصي ال ‪ ،‬ول ينعقد ‪ .‬كالنذر على القبور وعلى أهل العاصي ‪ ،‬وكأن‬
‫ينذر أن يشرب المر أو يقتل أو يترك الصلة أو يؤذي والديه ‪ .‬فإن نذر ذلك ل يب‬
‫الوفاء به بل يرم عليه أن يفعل شيئا من ذلك ول كفارة عليه ( ‪ ) 1‬لن النذر ل ينعقد‬
‫بقول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ل نذر ف معصية ) ( ‪ ) 2‬وقيل ‪ ) 3 ( :‬تب‬

‫‪12‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الكفارة زجرا له وتغليظا عليه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا مذهب الحناف وأحد ‪) 2 ( .‬‬
‫رواه مسلم من حديث عمران بن حصي ‪ ) 3 ( .‬جهور الفقهاء ومنهم الالكية والشافعية‬
‫‪ ) . ( .‬النذر الباح ‪ :‬سبق أن ذكرنا أنه يصح النذر إذا كان قربة ‪ ،‬ول يصح إذا كان‬
‫معصية ‪ .‬وأما النذر مباح مثل أن يقول ‪ :‬ل علي أن أركب هذا القطار أو ألبس هذا‬
‫الثوب ‪ ،‬فقد قال جهور العلماء ‪ :‬ليس هذا بنذر ول يلزم به شئ ‪ .‬روى أحد أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم نظر وهو يطب إل أعراب قائم ف الشمس فقال ‪ :‬ما شأنك ؟ قال‬
‫‪ :‬نذرت أن ل أزال ف الشمس ‪ /‬صفحة ‪ / 37‬حت يفرغ رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم من الطبة ‪ .‬فقال الرسول ‪ ( :‬ليس هذا بنذر ‪ ،‬إنا النذر فيما ابتغي به وجه ال ) ‪.‬‬
‫وقال أحد ‪ :‬ينعقد ‪ ،‬والناذر يي بي الوفاء وبي تركه ‪ ،‬وتلزمه الكفارة إذا تركه ‪.‬‬
‫ورجح هذا صاحب الروضة الندية فقال ‪ :‬النذر الباح يصدق عليه مسمى النذر ‪ ،‬فيدخل‬
‫تت العمومات التضمنة للمر بالوفاء به ‪ ،‬ويؤيد ذلك ما أخرجه أبو داود ‪ ( :‬أن امرأة‬
‫قالت ‪ :‬يا رسول ال إن نذرت إذا انصرفت من غزوتك سالا أن أضرب على رأسك‬
‫بالدف ‪ ،‬فقال لا ‪ :‬أوف بنذرك ) وضرب الدف إذا ل يكن مباحا فهو إما مكروه أو أشد‬
‫من الكروه ‪ ،‬ول يكون قربة أبدا ‪ .‬فإن كان مباحا فهو دليل على وجوب الوفاء بالباح ‪،‬‬
‫وإن كان مكروها فالذن بالوفاء به يدل على الوفاء بالباح بالول ‪ .‬النذر الشروط وغي‬
‫الشروط ‪ :‬والنذر قد يكون مشروطا ‪ ،‬وقد يكون غي مشروط ‪ .‬فالول ‪ :‬هو التزام قربة‬
‫عند حدوث نعمة أو دفع نقمة ‪ .‬مثل ‪ :‬إن شفى ال مريضي فعلي إطعام ثلثة مساكي ‪،‬‬
‫أو ‪ :‬إن حقق ال أملي ف كذا فعلي كذا ‪ .‬فهذا يلزم الوفاء به عند ‪ /‬صفحة ‪/ 38‬‬
‫حصول الطلوب ‪ .‬والثان ‪ :‬النذر الطلق ‪ ،‬وهو أن يلتزم ابتداء بدون تعليق على شئ ‪،‬‬
‫مثل ‪ :‬ل علي أن أصلي ركعتي ‪ .‬فهذا يلزم الوفاء به ‪ ،‬لدخوله تت قوله صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ( :‬من نذر أن يطيع ال فليطعه ) ‪ .‬النذر للموات ‪ :‬وف كتب الحناف ‪ :‬أن‬
‫النذر الذي يقع للموات من أكثر العوام وما يؤخذ من الدراهم والشمع والزيت ونوها‬
‫إل ضرائح الولياء الكرام تقربا إليهم ‪ ،‬كأن يقول ‪ :‬يا سيدي فلن ‪ ،‬إن رد غائب أو‬
‫عوف مريضي أو قضيت حاجت فلك من النقد أو الطعام أو الشمع أو الزيت كذا ‪ ،‬فهو‬
‫بالجاع باطل وحرام لوجوه ‪ ،‬منها ‪ - 1 :‬أنه نذر لخلوق ‪ ،‬والنذر للمخلوق ل يوز ‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لنه عبادة ‪ ،‬وهي ل تكون إل ل ‪ - 2 .‬أن النذور له ميت ‪ ،‬واليت ل يلك ‪ - 3 .‬أنه‬
‫إن ظن أن اليت يتصرف ف المور دون ال تعال فاعتقاده ذلك كفر والعياذ بال ‪ .‬اللهم‬
‫إل أن يقول ‪ :‬يا أل ‪ ،‬إن نذرت لك إن شفيت مريضي أو رددت غائب أو قضيت‬
‫حاجت أن أطعم الفقراء ‪ /‬صفحة ‪ / 39‬الذين بباب الول الفلن ‪ ،‬أو أشتري حصرا‬
‫لسجد أو زيتا لوقوده أو دارهم لن يقوم بشعائره ‪ . . .‬إل غي ذلك ما فيه نفع للفقراء‬
‫والنذر ل عزوجل ‪ .‬وذكر الول إنا هو مل لصرف النذر لستحقيه القاطني برباطه أو‬
‫مسجده ‪ .‬فيجوز بذا العتبار ‪ .‬ول يوز أن يصرف ذلك لغن ول لشريف ول لذي‬
‫منصب أو ذي نسب أو علم ما ل يكن فقيا ‪ .‬ول يثبت ف الشرع جواز الصرف‬
‫للغنياء ‪ .‬نذر العبادة بكان معي ‪ :‬ولو نذر صلة أو صياما أو قراءة أو اعتكافا ف مكان‬
‫بعينه ‪ ،‬فإن كان للمكان التعي مزية ف الشرع كالصلة ف الساجد الثلثة ‪ :‬لزم الوفاء به‬
‫‪ ،‬وإل ل يتعي بالنذر الذي أمر ال بالوفاء به ‪ .‬وهذا مذهب الشافعية ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وإذا نذر‬
‫إنسان التصدق بشئ على أهل بلد معي لزمه ذلك وفاء بالتزامه ‪ ،‬ولو نذر صوما ف بلد‬
‫لزمه الصوم لنه قربة ول يتعي مكان الصوم ف ذلك البلد ‪ ،‬فله الصوم ف غيه ‪ .‬ولو نذر‬
‫صلة ف بلدة ل يتعي لا ويصلي ف غيها ‪ /‬صفحة ‪/ 40‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 40‬‬
‫لنا ل تتلف باختلف المكنة إل السجد الرام أي الرم كله ومسجد الدينة ومسجد‬
‫القصى ‪ ،‬إذا نذر الصلة ف أحد هذه الساجد ‪ ،‬فيتعي لعظم فضلها ‪ ،‬إذا نذر الصلة ف‬
‫أحد هذه الساجد ‪ ،‬فيتعي لعظم فضلها ‪ ،‬لقوله عليه الصلة والسلم ‪ ( :‬ل تشد الرحال‬
‫إل إل ثلثة مساجد ‪ :‬السجد الرام ومسجدي هذا والسجد القصى ) ‪ .‬واستدلوا‬
‫بدليل نقلي على تعيي مكان التصدق بالنذر ‪ .‬وهو ما روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن‬
‫جده ‪ :‬أن امرأة أتت النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إن نذرت أن‬
‫أذبح كذا وكذا ‪ ،‬لكان يذبح فيه أهل الاهلية ‪ .‬قال ‪ :‬لصنم ؟ قالت ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫لوثن ؟ قالت ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬أوف بنذرك ) ‪ .‬وقال الحناف ‪ :‬من قال ‪ ( :‬ل علي أن أصلي‬
‫ركعتي ف موضع كذا أو أتصدق على فقراء بلد كذا ) يوز أداؤه ف غي ذلك الكان‬

‫‪14‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عند أب حنيفة وصاحبيه ‪ ،‬لن القصود من النذر هو التقرب إل ال عزوجل ‪ ،‬وليس‬
‫لذات الكان دخل ف القرية ‪ .‬وإن نذر صلة ركعتي ف السجد الرام فأداها ف مكان‬
‫أقل منه شرفا أو فيما ل شرف له أجزأه عندهم ‪ ،‬لن القصود هو القربة إل ال تعال ‪،‬‬
‫وذلك يتحقق ف أي مكان ‪ / .‬صفحة ‪ / 41‬النذر لشيخ معي ‪ :‬ومن نذر لشيخ معي‬
‫فإن كان حيا وقصد الناذر الصدقة عليه لفقره وحاجته أثناء حياته كان ذلك النذر‬
‫صحيحا ‪ ،‬وهذا من باب الحسان الذي حبب فيه السلم ‪ .‬ولو كان ميتا وقصد الناذر‬
‫الستغاثة به وطلب قضاء الاجات منه ‪ ،‬فإن هذا نذر معصية ل يوز الوفاء به ‪ .‬من نذر‬
‫صوما وعجز عنه ‪ :‬من نذر صوما مشروعا وعجز عن الوفاء به لكب سن أو لوجود مرض‬
‫ل يرجى برؤه ‪ . . .‬كان له أن يفطر ويكفر كفارة يي أو يطعم عن كل يوم مسكينا ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬يمع بينهما احتياطا ‪ .‬اللف بالصدقة بالال ‪ :‬من حلف بأن يتصدق باله كله أو‬
‫قال ‪ :‬مال ف سبيل ال ‪ .‬فهو من نذر اللجاج وفيه كفارة يي ‪ ،‬وعليه الشافعي ‪ ،‬وقال‬
‫مالك ‪ :‬يرج ثلث ماله ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬ينصرف ذلك إل كل ما تب فيه الزكاة من‬
‫عينه من الال ‪ ،‬دون ما ل زكاة فيه من العقار والدواب ونوها ‪ / .‬صفحة ‪ / 42‬كفارة‬
‫النذر ‪ :‬إذا حنث الناذر أو رجع عن نذره لزمته كفارة يي ‪ .‬روى عقبة بن عامر أن‬
‫النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ ( :‬كفارة النذر إذا ل يسم كفارة يي ) ‪ .‬رواه ابن‬
‫ماجه والترمذي وقال ‪ :‬حسن صحيح غريب ‪ .‬من مات وعليه نذر صيام ‪ :‬روى ابن‬
‫ماجه أن امرأة سألت النب صلى ال عليه وسلم فقالت ‪ :‬إن أمي توفيت وعليها نذر صيام‬
‫‪ ،‬فتوفيت قبل أن تقضيه ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬ليصم عنها الول ) ‪ / .‬صفحة ‪ / 43‬البيع التبكي ف‬
‫طلب الرزق ‪ :‬روي الترمذي عن صخر الغامدي أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( اللهم بارك لمت ف بكورها ) ( ‪ . ) 1‬قال ‪ ( :‬وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم‬
‫أول النهار ‪ ،‬وكان صخر رجل تاجرا ‪ ،‬وكان إذا بعث تارة بعث أول النهار ‪ ،‬فأثرى‬
‫وكثر ماله ) ‪ .‬الكسب اللل ‪ :‬عن علي ‪ ،‬كرم ال وجهه ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ ( :‬إن ال تعال يب أن يرى عبده ‪ .‬يعن ف طلب اللل ) ‪ ،‬رواه الطبان‬
‫والديلمي ‪ .‬وعن مالك بن أنس ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬أن رسول ال ( هامش ) ( ‪ ) 1‬البكور‬
‫‪ :‬السعي مبكرا أول النهار ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 44‬صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬طلب‬

‫‪15‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اللل واجب على كل مسلم ) ‪ .‬رواه الطبان ‪ .‬قال النذري ‪ :‬وإسناده حسن إن شاء‬
‫ال ‪ .‬وعن رافع بن خديج أنه قيل ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أي الكسب أطيب ؟ ( ‪ ) 1‬قال ‪:‬‬
‫( عمل الرء بيده ‪ ،‬وكل بيع مبور ) ( ‪ . ) 2‬رواه أحد والبزاز ‪ .‬ورواه الطبان عن ابن‬
‫عمر بسند رواته ثقات ‪ .‬وجوب العلم بأحكام البيع والشراء ‪ :‬يب على كل من تصدى‬
‫للكسب أن يكون عالا با يصححه ويفسده لتقع معاملته صحيحة ‪ ،‬وتصرفاته بعيدة عن‬
‫الفساد ‪ .‬فقد روي أن عمر ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬كان يطوف بالسوق ويضرب بعض التجار‬
‫بالدرة ‪ ،‬ويقول ‪ ( :‬ل يبع ف سوقنا إل من يفقه ‪ ،‬وإل أكل الربا ‪ ،‬شاء أم أب ) ‪ .‬وقد‬
‫أهل كثي من السلمي الن تعلم العاملة وأغفلوا ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي ‪ :‬أحل وأبرك ‪( .‬‬
‫‪ ) 2‬ماخل من الرام والغش ‪ :‬أصول الكاسب ‪ :‬الزراعة ‪ ،‬والتجارة ‪ ،‬والصنعة ‪.‬‬
‫وأطيبها ما كان بعمل اليد ‪ ،‬وما يكتسب من الغنائم الت تغنم بالهاد ‪ ،‬وقيل ‪ :‬التجارة ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 45‬هذه الناحية وأصبحوا ل يبالون بأكل الرام مهما زاد الربح‬
‫وتضاعف الكسب ‪ .‬وهذا خطأ كبي يب أن يسعى ف درئه كل من يزاول التجارة ‪،‬‬
‫ليتميز له الباح من الحظور ‪ ،‬ويطيب له كسبه ويبعد عن الشبهات بقدر المكان ‪ .‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) ‪ .‬فليتنبه‬
‫لذا من يريد أن يأكل حلل ويكسب طيبا ويفوز بثقة الناس ورضي ال ‪ .‬عن النعمان بن‬
‫بشي أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ ( :‬حلل‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 45‬‬
‫اللل بي ( ‪ ) 1‬والرام بي ( ‪ ) 2‬وبينهما أمور مشتبهة ( ‪ ، ) 3‬فمن ترك ما يشتبه‬
‫عليه من الث كان لا استبان أترك ‪ ،‬ومن اجترأ على ما يشك فيه من الث أوشك أن‬
‫يواقع ما استبان ‪ .‬والعاصي حى ال ‪ .‬من يرتع حول المى يوشك أن يواقعه ) ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬اللل البي ‪ :‬هو ما طلب الشارع فعله ‪ ) 2 ( .‬الرام البي ‪ :‬هو ما‬
‫طلب الشارع تركه طلبا جازما ‪ ) 3 ( .‬المور الشتبهة ‪ :‬هي ما تعارضت فيها الدلة‬
‫واختلف فيه العلماء ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 46‬رواه البخاري ومسلم ‪ .‬معن البيع ‪ :‬البيع‬
‫معناه لغة ‪ :‬مطلق البادلة ‪ .‬ولفظ البيع والشراء يطلق كل منهما على ما يطلق عليه‬

‫‪16‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الخر ‪ ،‬فهما من اللفاظ الشتركة بي العان التضادة ‪ .‬ويراد بالبيع شرعا مبادلة مال‬
‫بال ( ‪ ) 1‬على سبيل التراضي أو نقل ملك ( ‪ ) 2‬بعوض ( ‪ ) 3‬على الوجه الأذون ( ‪4‬‬
‫) فيه ‪ .‬مشروعيته ‪ :‬البيع مشروع بالكتاب والسنة وإجاع المة ‪ .‬أما الكتاب فيقول ال‬
‫تعال ‪ ( :‬وأحل ال البيع وحرم الربا ) ( ‪ . ) 5‬وأما السنة ‪ :‬فلقول رسول ال ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ( :‬أفضل الكسب عمل الرجل بيده ‪ ،‬وكل بيع مبور ) ( ‪ ( ) 6‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬الال ‪ :‬كل ما يلك وينتفع به ‪ ،‬وسي مال ليل الطبع إليه ‪ ) 2 ( .‬احتراز عن ما ل‬
‫يلك ‪ ) 3 ( .‬احتراز عن البات وما ل يوز أن يكون عوضا ‪ ) 4 ( .‬احتراز عن البيوع‬
‫النهي عنها ‪ ) 5 ( .‬سورة البقرة آية رقم ‪ ) 6 ( . 275‬البيع البور ‪ :‬هو الذي ل غش‬
‫فيه ول خيانة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 47‬وقد أجعت المة على جواز البيع والتعامل به من‬
‫عهد رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬إل يومنا هذا ‪ .‬حكمته ‪ :‬شرع ال البيع توسعة‬
‫منه على عباده ‪ ،‬فإن لكل فرد من أفراد النوع النسان ضرورات من الغذاء والكساء‬
‫وغيها ما ل غن للنسان عنه ما دام حيا ‪ ،‬وهو ل يستطيع وحده أو يوفرها لنفسه لنه‬
‫مضطر إل جلبها من غيه ‪ .‬وليس ثة طريقة أكمل من البادلة ‪ ،‬فيعطي ما عنده ما يكنه‬
‫الستغناء عنه بدل ما يأخذه من غيه ما هو ف حاجة إليه ‪ .‬أثره ‪ :‬إذا ت عقد ( ‪ ) 1‬البيع‬
‫واستوف أركانه وشروطه ترتب عليه نقل ملكية البائع للسلعة إل الشتري ‪ ،‬ونقل ملكية‬
‫الشتري للثمن إل البائع ‪ ،‬وحل لكل منهما التصرف فيما انتقل ملكه إليه بكل نوع من‬
‫أنواع التصرف الشروع ‪ .‬أركانه وينعقد بالياب ( ‪ ) 2‬والقبول ‪ ،‬و يستثن من ذلك‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬العقد معناه ‪ :‬الربط والتفاق ‪ ) 2 ( .‬البيع وغيه من العاملت بي‬
‫العباد أمور مبنية على الرضى النفسي ‪ :‬وهذا ل يعلم لفائه فأقام الشارع القول العب عما‬
‫ف النفس من رضى مقامه ‪ ،‬وناط به الحكام ‪ .‬والياب ما صدر أول من أحد الطرفي‬
‫‪ .‬والقبول ما صدر ثانيا ‪ .‬ول فرق بي أن يكون الوجب هو البائع والقابل هو الشتري‬
‫أو يكون المر بالعكس ‪ .‬فيكون الوجب هو الشتري والقابل هو البائع ‪ / .‬صفحة ‪/ 48‬‬
‫الشئ القي ‪ ،‬فل يلزم فيه إياب وقبول ‪ ،‬وإنا يكتفى فيه بالعاطاة ‪ ،‬ويرجع ف ذلك إل‬
‫العرف وما جرت به عادات الناس غالبا ‪ .‬ول يلزم ف الياب والقبول ألفاظ معينة ‪ ،‬لن‬
‫العبة ف العقود بالقاصد والعان ل باللفاظ والبان ‪ .‬والعبة ف ذلك بالرضى ( ‪) 1‬‬

‫‪17‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالبادلة ‪ ،‬والدللة على الخذ والعطاء ‪ ،‬أو أي قرينة دالة على الرضى ومنبئة عن معن‬
‫التملك والتمليك ‪ ،‬كقول البائع ‪ :‬بعت أو أعطيت أو ملكت ‪ ،‬أو هو لك ‪ ،‬أو هات‬
‫الثمن ‪ .‬وكقول الشتري ‪ :‬اشتريت أو أخذت أو قبلت أو رضيت أو ‪ ،‬خذ الثمن ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬سيأت حكم لبيع الكره ‪ ) . ( .‬شروط الصيغة ‪ :‬ويشترط ف الياب‬
‫والقبول ‪ ،‬وها صيغة العقد ‪ :‬أول ‪ :‬أن يتصل كل منهما بالخر ف الجلس دون أن‬
‫يدث بينهما مضر ‪ / .‬صفحة ‪ / 49‬ثانيا ‪ :‬وأن يتوافق الياب والقبول فيما يب‬
‫التراضي عليه من مبيع وثن ‪ ،‬فلو اختلفا ل ينعقد البيع ‪ .‬فلو قال البائع ‪ :‬بعتك هذا الثوب‬
‫بمسة جنيهات ‪ ،‬فقال الشتري ‪ :‬قبلته بأربعة ‪ ،‬فإن البيع ل ينعقد بينهما لختلف‬
‫الياب عن القبول ‪ .‬ثالثا ‪ :‬وأن يكون بلفظ الاضي مثل أن يقول البائع ‪ :‬بعت ‪ ،‬ويقول‬
‫الشتري ‪ :‬قبلت ‪ .‬أو بلفظ الضارع إن أريد به الال ‪ ،‬مثل ‪ :‬أبيع وأشتري ‪ ،‬مع إرادة‬
‫الال ‪ .‬فإذا أراد به الستقبل أو دخل عليه ما يحضه للمستقبل كالسي وسوف ونوها‬
‫كان ذلك وعدا بالعقد ‪ .‬والوعد بالعقد ل يعتب عقدا شرعيا ‪ .‬ولذا ل يصح العقد ‪.‬‬
‫العقد بالكتابة ‪ :‬وكما ينعقد البيع بالياب والقبول ينعقد بالكتابة بشرط أن يكون كل‬
‫من التعاقدين بعيدا عن الخر ‪ ،‬أو يكون العاقد بالكتابة أخرس ل يستطيع الكلم ‪ ،‬فإن‬
‫كانا ف ملس واحد ‪ ،‬وليس هناك عذر ينع من الكلم فل ينعقد بالكتابة ‪ ،‬لنه ل يعدل‬
‫عنا لكلم ‪ ،‬وهو أظهر أنواع الدللت ‪ ،‬إل غيه إل حينما يوجد سبب حقيقي ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 50‬يقتضي العدول عن اللفاظ إل غيها ‪ .‬ويشترط لتمام العقد أن يقبل من‬
‫كتب إليه ف ملس‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 50‬‬
‫قراءة الطاب ‪ .‬عقد بواسطة رسول ‪ :‬وكما ينعقد العقد باللفاظ والكتابة ينعقد بواسطة‬
‫رسول من أحد التعاقدين إل الخر بشرط أن يقبل الرسل إليه عقب الخبار ‪ .‬ومت‬
‫حصل القبول ف هاتي الصورتي ت العقد ‪ ،‬ول يتوقف على علم الوجب بالقبول ‪ .‬عقد‬
‫الخرس ‪ :‬وكذلك ينعقد بالشارة العروفة من الخرس ‪ ،‬لن إشارته العبة عما ف نفسه‬
‫كالنطق باللسان سواء بسواء ‪ .‬ويوز للخرس أن يعقد بالكتابة بدل عن الشارة إذا كان‬

‫‪18‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يعرف الكتابة ‪ .‬وما اشترطه بعض الفقهاء من التزام ألفاظ معينة ل يئ با قالوا فيه كتاب‬
‫ول سنة ‪ .‬شروط البيع لبد من أن يتوافر ف البيع شروط حت يقع صحيحا ‪ ،‬وهذه‬
‫الشروط ‪ :‬منها ما يتصل بالعاقد ‪ ،‬ومنها ما يتصل بالعقود عليه ‪ / ،‬صفحة ‪ / 51‬أو مل‬
‫التعاقد ‪ ،‬أي الال القصود نقله من أحد العاقدين إل الخر ‪ ،‬ثنا أو مثمنا ‪ ،‬أي مبيعا ( ‪1‬‬
‫) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الثمن ‪ :‬ما ل يبطل العقد بتلفه ويصح إبداله والتصرف فيه قبل‬
‫القبض وهو التصل بالباء ف الغالب ‪ .‬البيع ‪ :‬هو ما ل يبطل العقد بتلفه واستحقاقه‬
‫ويفسخ معيبه ول يبدل إذ يصي بيع ما ليس عنده ‪ ) . ( .‬شروط العاقد ‪ :‬أما العاقد‬
‫فيشترط فيه العقل والتمييز فل يصح عقد الجنون ول السكران ول الصب غي الميز ‪.‬‬
‫فإذا كان الجنون يفيق أحيانا وين أحيانا كان ما عقده عند الفاقة صحيحا وما عقده‬
‫حال النون غي صحيح ‪ .‬والصب الميز عقده صحيح ‪ ،‬ويتوقف على إذن الول ‪ ،‬فإن‬
‫أجازه كان معتدا به شرعا ‪ .‬شروط العقود عليه ‪ :‬وأما العقود عليه فيشترط ف ستة‬
‫شروط ‪ - 1 :‬طهارة العي ‪ - 2 .‬النتفاع به ‪ - 3 .‬ملكية العاقد له ‪ - 4 .‬القدرة على‬
‫تسليمه ‪ - 5 .‬العلم به ‪ - 6 .‬كون البيع مقبوضا ‪ / .‬صفحة ‪ / 52‬وتفصيل ذلك فيما‬
‫يأت ‪ - 1 :‬الول ‪ :‬أن يكون طاهر العي ‪ ،‬لديث جابر أنه سع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول ‪ ( :‬إن ال حرم بيع المر واليتة والنير والصنام ‪ .‬فقيل ‪ :‬يا رسول‬
‫ال ‪ :‬أرأيت شحوم اليتة ‪ ،‬فإنه يطلى با السفن ‪ ،‬ويدهن با اللود ‪ ،‬ويتصبح با الناس ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬ل ‪ ،‬هو حرام ‪ .‬والضمي يعود إل البيع ‪ ،‬بدليل أن البيع هو الذي نعاه الرسول‬
‫على اليهودي ف الديث نفسه ‪ .‬وعلى هذا يوز النتفاع بشحم اليتة بغي البيع فيدهن‬
‫با اللود ويستضاء با وغي ذلك ما ل يكون أكل أو يدخل ف بدن الدمي ‪ .‬قال ابن‬
‫القيم ف أعلم الوقعي ‪ ( :‬ف قوله صلى ال عليه وسلم ( حرام ) قولن ‪ :‬أحدها ‪ :‬أن‬
‫هذه الفعال حرام ‪ .‬والثان ‪ :‬أن البيع حرام ‪ .‬وإن كان الشتري يشتريه لذلك ‪ / .‬صفحة‬
‫‪ / 53‬والقولن مبنيان على أن السؤال ‪ :‬هل وقع عن البيع لذا النتفاع الذكور ‪ ،‬أو عن‬
‫النتفاع الذكور ؟ والول اختاره شيخنا ‪ .‬وهو الظهر ‪ .‬لنه ل يبهم أول عن تري‬
‫هذا النتفاع حت يذكروا له حاجتهم إليه ‪ ،‬وإنا أخبهم عن تري البيع فأخبوه أنم‬
‫يبيعونه لذا النتفاع فلم يرخص لم ف البيع ول ينههم عن النتفاع الذكور ‪ ،‬ول تلزم‬

‫‪19‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بي عدم جواز البيع وحل النفعة ) اه‍ ‪ .‬ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد ذلك ‪:‬‬
‫( قاتل ال اليهود ‪ ،‬إن ال لا حرم شحومها جلوه ( ‪ ) 1‬ث باعوه وأكلوا ثنه ) ‪ .‬والعلة‬
‫ف تري بيع الثلثة الول ‪ ،‬هي النجاسة عند جهور العلماء ‪ ) 2 ( ،‬فيتعدى ذلك إل‬
‫كل نس ‪ ) 1 ( .‬جلوه ‪ ،‬أي ‪ :‬أذابوه ‪ ) 2 ( .‬يراجع التحقيق ف ناسة المر ف الزء‬
‫الول من فقه السنة ‪ .‬والظاهر أن تري بيعها لنا تسلب النسان أعظم مواهب ال له‬
‫وهو العقل فضل عن أضرارها الخرى الت أشرنا إليها ف الزء التاسع ‪ .‬وأما النير فمع‬
‫كونه نسا إل أن به ميكروبات ضارة ل توت بالغلي وهو يمل الدودة الشريطية الت‬
‫تتص الغذاء النافع من جسم النسان ‪ .‬وأما تري بيع اليتة فلنا غالبا ما يكون موتا‬
‫نتيجة أمراض فيكون تعاطيها مضرا بالصحة ‪ ،‬فضل عن كونا ما تعافه النفوس ‪ .‬وما‬
‫يوت فجأة من اليوانات فإن الفساد يتسارع إليه لحتباس الدم فيه ‪ .‬والدم أصلح بيئة‬
‫لنمو اليكروبات الت قد ل توت بالغلي ‪ .‬ولذلك حرم الدم السفوح أكله وبيعه لنفس‬
‫السباب ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 54‬واستثن الحناف والظاهرية كل ما فيه منفعة تل شرعا‬
‫فجوزوا بيعه ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يوز بيع الرواث والزبال النجسة الت تدعو الضرورة إل‬
‫استعمالا ف البساتي ‪ ،‬وينتفع با وقودا وسادا ‪ .‬وكذلك يوز بيع كل نس ينتفع به ف‬
‫غي الكل والشرب كالزيت النجس يستصبح به ويطلى به ‪ .‬والصبغ يتنجس فيباع ليصبغ‬
‫به ونو ذلك ‪ ،‬مادام النتفاع به ف غي الكل ‪ .‬روى البيهقي بسند صحيح أن ابن عمر‬
‫سئل عن زيت وقعت فيه فأرة فقال ‪ ( :‬استصبحوا به وادهنوا به وأدمكم ) ‪ .‬ومر رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم على شاة ليمونة فوجدها ميتة ملقاة فقال ‪ :‬هل أخذت إهابا‬
‫فدبغتموه وانتفعتم به ‪ .‬فقالوا ‪ :‬يا رسول ال إنا ميتة ‪ .‬فقال ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 54‬‬
‫إنا حرم أكلها ‪ .‬ومعن هذا أنه يوز النتفاع ف غي الكل ‪ .‬وما دام النتفاع با جائزا‬
‫فإنه يوز بيعها مادام القصد بالبيع النفعة الباحة ( ‪ / . ) 1‬صفحة ‪ - 2 / 55‬الثان ‪ :‬أن‬
‫يكون منتفعا به ‪ ،‬فل يوز بيع الشرات ول الية والفأرة إل إذا كان ينتفع با ‪ .‬ويوز‬
‫بيع الرة والنحل وبيع الفهد والسد وما يصلح للصيد أو ينتفع بلده ‪ ،‬ويوز بيع الفيل‬

‫‪20‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للحمل ويوز بيع الببغاء والطاووس والطيور الليحة الصورة ‪ ،‬وإن كانت ل تؤكل ‪ ،‬فإن‬
‫التفرج بأصواتا والنظر إليها غرض مقصود مباح ‪ ،‬وإنا ل يوز بيع الكلب لنهي رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك ‪ ،‬وهذا ف غي الكلب العلم وما يوز اقتناؤه ككلب‬
‫الراسة وككلب الزرع ‪ ،‬فقد قال أبو حنيفة بواز بيعه ‪ ،‬وقال عطاء والنخعي ‪ :‬يوز بيع‬
‫كلب الصيد دون غيه لنهي رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ثن الكلب إل كلب‬
‫صيد ‪ .‬رواه النسائي عن جابر ‪ .‬قال الافظ ‪ :‬ورجال إسناده ثقات ‪ .‬وهل تب القيمة‬
‫على متلفه ؟ قال الشوكان ‪ :‬فمن قال بتحري بيعه قال بعدم الوجوب ‪ .‬ومن قال بوازه‬
‫قال بالوجوب ‪ .‬ومن فصل ف البيع فصل ف لزوم القيمة ‪ / .‬صفحة ‪ / 56‬وروي عن‬
‫مالك أنه ل يوز بيعه وتب القيمة ‪ .‬وروي عنه أن بيعه مكروه فقط ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪:‬‬
‫يوز بيعه ويضمن متلفه ‪ .‬بيع آلت الغناء ‪ :‬ويدخل ف هذا الباب بيع آلت الغناء ‪ .‬فإن‬
‫الغناء ف مواضعه جائز والذي يقصد به فائذة مباحة حلل ‪ ،‬وساعه مباح ‪ ،‬وبذا يكون‬
‫منفعة شرعية يوز بيع آلته وشراؤها لنا متقومه ‪ .‬ومثال الغناء اللل ‪ - 1 :‬تغن النساء‬
‫لطفالن وتسليتهن ‪ - 2 .‬تغن أصحاب العمال وأرباب الهن أثناء العمل للتخفيف عن‬
‫متاعبهم والتعاون بينهم ‪ - 3 .‬والتغن ف الفرح إشهارا له ‪ - 4 .‬والتغن ف العياد‬
‫إظهارا للسرور ‪ - 5 .‬والتغن للتنشيط للجهاد ‪ .‬وهكذا ف كل عمل طاعة حت تنشط‬
‫النفس وتنهض بملها ‪ .‬والغناء ما هو إل كلم حسنه حسن وقبيحه قبيح ‪ ،‬فإذا عرض له‬
‫ما يرجه عن دائرة اللل كأن يهيج ‪ /‬صفحة ‪ / 57‬الشهوة أو يدعو إل فسق أو ينبه‬
‫إل الشر أو اتذ ملهاة عن الطاعات ‪ ،‬كان غي حلل ‪ .‬فهو حلل ف ذاته وإنا عرض ما‬
‫يرجه عن دائرة اللل ‪ .‬وعلى هذا تمل أحاديث النهي عنه ‪ .‬والدليل على حله ‪- 1 :‬‬
‫ما رواه البخاري ومسلم وغيها عن عائشة ‪ ،‬رضي ال عنها ‪ ،‬أن أبا بكر دخل عليها‬
‫وعندها جاريتان تغنيان وتضربان بالدف ‪ ،‬ورسول ال صلى ال عليه وسلم مسجى بثوبه‬
‫فانتهرها أبو بكر ‪ ،‬فكشف رسول ال صلى ال عليه وسلم وجهه وقال ‪ ( :‬دعهما يا أبا‬
‫بكر فإنا أيام عيد ) ‪ - 2 .‬ما رواه المام أحد والترمذي بإسناد صحيح أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم خرج ف بعض مغازيه فلما انصرف جاءته جارية سوداء فقالت ‪ :‬يا‬
‫رسول ال إن كنت نذرت إن ردك ال سالا أن أضرب بي يديك بالدف وأتغن ‪ .‬قال ‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( إن كنت نذرت فاضرب ) ‪ .‬فجعلت تضرب ‪ - 3 .‬ما صح عن جاعة كثيين من‬
‫الصحابة والتابعي أنم كانوا يسمعون الغناء والضرب على العازف ‪ / .‬صفحة ‪/ 58‬‬
‫فمن الصحابة ‪ :‬عبد ال بن الزبي ‪ ،‬وعبد ال بن جعفر وغيها ‪ .‬ومن التابعي ‪ :‬عمر بن‬
‫عبد العزيز ‪ ،‬وشريح القاضي ‪ ،‬وعبد العزيز بن مسلمة ‪ ،‬مفت الدينة وغيهم ‪- 3 .‬‬
‫الثالث ‪ :‬أن يكون التصرف فيه ملوكا للتعاقد ‪ ،‬أو مأذونا فيه من جهة الالك ‪ ،‬فإن وقع‬
‫البيع أو الشراء قبل إذنه فإن هذا يعتب من تصرفات الفضول ‪ .‬بيع الفضول ‪ :‬والفضول‬
‫هو الذي يعقد لغيه دون إذنه ‪ ،‬كأن يبيع الزوج ما تلكه الزوجة دون إذنا ‪ ،‬أو يشتري‬
‫لا ملكا دون إذنا له بالشراء ‪ .‬ومثل أن يبيع إنسان ملكا لغيه وهو غائب ‪ ،‬أو يشتري ‪-‬‬
‫دون إذن منه ‪ -‬كما يدث عادة ‪ .‬وعقد الفضول يعتب عقدا صحيحا ‪ ،‬إل أن لزومه‬
‫يتوقف على إجازة الالك أو وليه ( ‪ ، ) 1‬فإن أجازه نفذ وإن ل يزه بطل ‪ ( .‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬هذا مذهب الالكية وإسحاق بن راهويه وإحدى الروايتي عند الشافعية والنابلة ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 59‬ودليل ذلك ما رواه البخاري عن عروة البازقي أنه قال ‪ ( :‬بعثن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بدينار لشتري له به شاة ‪ ،‬فاشتريت له به شاتي ‪ .‬بعت‬
‫إحداها بدينار وجئته بدينار وشاة ‪ ،‬فقال ل ‪ ( :‬بارك ال ف صفقة يينك ) ‪ .‬وروى أبو‬
‫داود والترمذي ‪ ،‬عن حكيم بن حزام ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم بعثه ليشتري له‬
‫أضحية بدينار ‪ ،‬فاشتري أضحية فأربح فيها دينارا فباعها بدينارين ‪ ،‬ث اشترى شاة أخرى‬
‫مكانا بدينار ‪ ،‬وجاء با وبالدينار إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال له ‪ ( :‬بارك‬
‫ال لك ف صفقتك ) ‪ .‬ففي الديث الول أن عروة اشترى الشاة الثانية وباعها دون إذن‬
‫مالكها ‪ ،‬وهو النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فلما رجع إليه وأخبه أقره ودعا له ‪ ،‬فدل ذلك‬
‫على صحة شراء الشاة الثانية وبيعه إياها ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 59‬‬
‫وهذا دليل على صحة بيع النسان ملك غيه وشرائه له دون إذن ‪ .‬وإنا يتوقف على‬
‫الذن مافة أن يلحقه من هذا ‪ /‬صفحة ‪ / 60‬التصرف ضرر ‪ .‬وف الديث الثان أن‬
‫حكيما باع الشاة بعدما اشتراها وأصبحت ملوكة لرسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬ث‬

‫‪22‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اشترى له الشاة الثانية ول يستأذنه ‪ ،‬وقد أقره الرسول صلى ال عليه وسلم على تصرفه‬
‫وأمره أن يضحي بالشاة الت أتاه با ودعا له ‪ ،‬فدل ذلك على أن بيعة الشاة الول‬
‫وشراءه الثانية صحيح ‪ .‬ولو ل يكن صحيحا ل نكره عليه وأمره برد صفقته ‪ - 4 .‬الرابع‬
‫‪ :‬أن يكون العقود عليه مقدورا على تسليمه شرعا وحسا ‪ ،‬فما ل يقدر على تسليمه‬
‫حسا ل يصح بيعه كالسمك ف الاء ‪ .‬وقد روى أحد عن ابن مسعود رضي ال عنه قال‬
‫‪ ( :‬ل تشتروا السمك ف الاء فإنه غرر ) ‪ .‬وقد روي عن عمران بن الصي مرفوعا إل‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وقد روي النهي عن ضربة الغائض ‪ .‬والراد به أن يقول من‬
‫يعتاد الغوص ف البحر لغيه ‪ :‬ما أخرجته ف هذه الغوصة فهو لك بكذا من الثمن ‪ .‬ومثله‬
‫الني ف بطن أمه ‪ .‬ويدخل ف هذا بيع الطي النفلت الذي ل يعتاد رجوعه ‪ /‬صفحة ‪61‬‬
‫‪ /‬إل مله ‪ ،‬فإن اعتاد الطائر رجوعه إل مله ‪ ،‬ولو كيل ‪ ،‬ل يصح أيضا عند أكثر العلماء‬
‫إل النحل ( ‪ ، ) 1‬لن الرسول صلى ال عليه وسلم نى أن يبيع النسان ما ليس عنده ‪.‬‬
‫ويصح عند الحناف لنه مقدور على تسليمه إل النحل ‪ .‬ويدخل ف هذا الباب عسب‬
‫الفحل ‪ ،‬وهو ماؤه ‪ ،‬والفحل الذكر من كل حيوان ‪ :‬فرسا ‪ ،‬أو جل أو ت يسا ‪ ،‬وقد‬
‫نى عنه الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ .‬كما رواه البخاري وغيه ‪ ،‬لنه غي متقوم ول‬
‫معلوم ول مقدور على تسليمه ‪ .‬وقد ذهب المهور إل تريه بيعا وإجازة ‪ ،‬ول بأس‬
‫بالكرامة ‪ ،‬وهي ما يعطى على عسب الفحل من غي اشتراط شئ عليه ‪ .‬وقيل ‪ :‬يوز‬
‫إجارة الفحل للضراب مدة معلومة وبه قال ‪ :‬السن وابن سيين ‪ ،‬وهو مروي عن‬
‫مالك ‪ ،‬ووجه للشافعية والنابلة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬يرى الئمة الثلثة جواز بيع دود‬
‫القز والنحل منفردة عن اللية إذا كانت مبوسة ف بيوتا ورآها التبايعان ‪ ،‬خلفا لب‬
‫حنيفة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 62‬وكذلك بيع اللب ف الضرع ‪ -‬أي قبل انفصاله ‪ -‬لا فيه‬
‫من الغرر والهالة ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬إل أن يبيع منه كيل ‪ ،‬نو أن يقول ‪ :‬بعت منك‬
‫صاعا من حليب بقرت ‪ .‬فإن الديث يدل على جوازه لرتفاع الغرر والهالة ‪ .‬ويستثن‬
‫أيضا لب الظئر فيجوز بيعه لوضع الاجة ‪ .‬وكذا ل يوز بيع الصوف على ظهر اليوان ‪،‬‬
‫فإنه يتعذر تسليمه لختلط غي البيع بالبيع ‪ .‬فعن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬نى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يباع تر حت يطعم ‪ ،‬أو صوف على ظهر ( ‪ ) 1‬أو‬

‫‪23‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لب ف ضرع ‪ ،‬أو سن ف اللب ‪ .‬رواه الدار قطن ‪ :‬والعجوز عن تسليمه شرعا كالرهون‬
‫والوقوف ‪ ،‬فل ينعقد بيعهما ‪ .‬ويلحق بذا التفريق بالبيع بي البهيمة وولدها لنهي‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم عن تعذيب اليوان ‪ .‬ويرى بعض العلماء جواز ذلك قياسا‬
‫على الذبح ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أما بيع الصوف على الظهر بشرط الز ‪ ،‬فقد أجازه النابلة‬
‫ف رواية عندهم لنه معلوم ويكن تسليمه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 63‬وهو الول ‪ .‬وأما بيع‬
‫الدين ‪ :‬فقد ذهب جهور الفقهاء إل جواز بيع الدين من عليه الدين ‪ -‬أي الدين ‪ .‬وأما‬
‫بيعه إل غي الدين ‪ ،‬فقد ذهب الحناف والنابلة والظاهرية إل عدم صحته لن البائع ل‬
‫يقدر على التسليم ‪ .‬ولو شرط التسليم على الدين فإنه ل يصح أيضا لنه شرط التسليم‬
‫على غي البائع ‪ ،‬فيكون شرطا فاسدا يفسد به البيع ‪ - 5 .‬الامس ‪ :‬أن يكون كل من‬
‫البيع والثمن معلوما ‪ .‬فإذا كانا مهولي أو كان أحدها مهول فإن البيع ل يصح لا فيه‬
‫من غرر ‪ ،‬والعلم بالبيع يكتفى فيه بالشاهدة ف العي ولو ل يعلم قدره كما ف بيع‬
‫الزاف ‪ .‬أما ما كان ف الذمة فل بد من معرفة قدره وصفته بالنسبة للمتعاقدين ‪ .‬والثمن‬
‫يب أن يكون معلوم الصفة والقدر والجل ‪ .‬أما بيع ما غاب عن ملس العقد ‪ ،‬وبيع ما‬
‫ف رؤيته مشقة أو ضرر ‪ ،‬وبيع الزاف ‪ ،‬فلكل واحد من هذه ‪ /‬صفحة ‪ / 64‬البيوع‬
‫أحكام نذكرها فيما يلي ‪ :‬بيع ما غاب عن ملس العقد بشرط أن يوصف وصفا يؤدي‬
‫إل العلم به ‪ ،‬ث إن ظهر موافقا للوصف لزم البيع وإن ظهر مالفا ثبت لن ل يره من‬
‫التعاقدين اليار ف إمضاء العقد أو رده ‪ ،‬يستوي ف ذلك البائع والشتري ‪ .‬روى‬
‫البخاري وغيه عن ابن عمر رضي ال عنهما أنه قال ‪ :‬بعت من أمي الؤمني عثمان مال‬
‫بالوادي بال له بيب ‪ .‬وروى أبو هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من اشترى‬
‫شيئا ل يره فله اليار إذا رآه ) ‪ .‬أخرجه الدار قطن والبيهقي ( ‪ ( ) 1‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫وف إسناده عمر بن إبراهيم الكروي وهو ضعيف ‪ ) . ( .‬بيع ما ف رؤيته مشقة أو ضرر‬
‫‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 64‬‬

‫‪24‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وكذا يوز بيع الغيبات إذا وصفت أو علمت أوصافها بالعادة والعرف ‪ .‬وذلك‬
‫كالطعمة الحفوظة والدوية العبأة ف القوارير وأنابيب الكسوجي وصفائح البنين‬
‫والغاز ونو ذلك ما ل يفتتح إل عند الستعمال لا يترتب على فتحه من ‪ /‬صفحة ‪/ 65‬‬
‫ضرر أو مشقة ‪ .‬ويدخل ف هذا الباب ما غيبت ثارة ف باطن الرض مثل الزر واللفت‬
‫والبطاطس والقلقاس والبصل ‪ ،‬وما كان من هذا القبيل ‪ .‬فإن هذه ل يكن بيعها بإخراج‬
‫البيع دفعة واحدة لا ف ذلك من الشقة على أربابا ‪ ،‬ول يكن بيعها شيئا فشيئا لا ف‬
‫ذلك من الرج والعسر ‪ ،‬وربا أدى ذلك إل فساد الموال أو تعطيها ‪ .‬وإنا تباع عادة‬
‫بواسطة التعاقد على القول الواسعة الت ل يكن بيع ما فيها من الزروع الغيبة إل على‬
‫حالا ‪ .‬وإذا ظهر أن البيع يتلف عن أمثاله اختلفا فاحشا يوقع الضرر بأحد التعاقدين‬
‫ثبت اليار ‪ ،‬فإن شاء أمضاه وإن شاء فسخه ‪ ،‬كما ف صورة ما إذا اشترى بيضا فوجده‬
‫فاسدا فله اليار ف إمساكه أو رده دفعا للضرر عنه ( ‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬مذهب‬
‫المهور بطلن البيع ف هذه الصورة لا فيها من الغرر والهالة النهي عنها والحناف‬
‫جوزوا البيع وأثبتوا اليار عند الرؤية ‪ ) . ( .‬بيع الزاف ‪ :‬الزاف ‪ :‬هو الذي ل يعلم‬
‫قدره على التفصيل ‪ .‬وهذا النوع من البيع كان متعارفا عليه بي الصحابة ‪ /‬صفحة ‪/ 66‬‬
‫على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقد كان التبايعان يعقدان العقد على سلعة‬
‫مشاهدة ل يعلم مقدارها إل بالرز والتخمي من الباء وأهل العرفة الذين يعهد فيهم‬
‫صحة التقدير ‪ ،‬فقلما يطئون فيه ‪ ،‬ولو قدر أن ثة غررا فإنه يكون يسيا يتسامح فيه‬
‫عادة لقلته ‪ .‬قال ابن عمر رضي ال عنه ‪ :‬كانوا يتبايعون الطعام جزافا بأعلى السوق ‪،‬‬
‫فنهاهم الرسول صلى ال عليه وسلم أن يبيعوه حت ينقلوه ‪ .‬فالرسول أقرهم على بيع‬
‫الزاف ‪ ،‬ونى عن البيع قبل النقل فقط ‪ .‬قال ابن قدامة ‪ :‬يوز بيع الصية جزافا ‪ ،‬ل‬
‫نعلم فيه خلفا ‪ ،‬إذا جهل البائع والشتري قدرها ‪ - 6 .‬السادس ‪ :‬أن يكون البيع‬
‫مقبوضا إن كان قد استفاده بعاوضة وف هذا تفصيل نذكره فيما يلي ‪ :‬يوز بيع الياث‬
‫والوصية والوديعة وما ل يكن اللك حاصل فيه بعاوضة قبل القبض وبعده ‪ .‬وكذلك‬
‫يوز لن اشترى شيئا أن يبيعه أو يهبه أو يتصرف فيه التصرفات الشروعة بعد قبضه ‪ .‬أما‬
‫إذا ل يكن ‪ /‬صفحة ‪ / 67‬قبضه فإنه يصح له التصرف فيه بكل نوع من أنواع‬

‫‪25‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫التصرفات الشروعة ‪ ،‬ما عدا التصرف بالبيع ‪ .‬أما صحة التصرف فيما عدا البيع فلن‬
‫الشتري ملك البيع بجرد العقد ‪ ،‬ومن حقه أن يتصرف ف ملكه كما يشاء ‪ .‬قال ابن‬
‫عمر ‪ :‬مضت السنة أن ما أدركته الصفقة حبا مموعا فهو من مال الشتري ‪ .‬رواه‬
‫البخاري ‪ .‬أما التصرف بالبيع قبل القبض فإنه ل يوز ‪ ،‬إذ يتمل أن يكون هلك عند‬
‫البائع الول فيكون بيع غرر ‪ ،‬وبيع الغرر غي صحيح سواء أكان عقارا ( ‪ ) 1‬أم منقول‬
‫وسواء أكان مقدرا أم جزافا ‪ .‬لا رواه أحد والبيهقي وابن حبان بإسناد حسن أن حكيم‬
‫بن حزام قال ‪ :‬يا رسول ال إن أشتري بيوعا فما يل ل منها وما يرم ؟ قال ‪ ( :‬إذا‬
‫اشتريت شيئا فل تبعه حت تقبضه ) ‪ .‬وروى البخاري ومسلم ‪ :‬أن الناس كانوا يضربون‬
‫على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا اشتروا طعاما جزافا أن يبيعوه ف مكانه حت‬
‫يؤدوه إل رحالم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬مثل الرض والنازل والدائق والشجر ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 68‬ويستثن من هذه القاعدة جواز بيع أحد النقدين بالخر قبل القبض ‪ .‬فقد‬
‫سأل ابن عمر الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عن بيع البل بالدناني وأخذ الدراهم بدل‬
‫منها فأذن له ‪ .‬معن القبض ‪ :‬والقبض ف العقار يكون بالتخلية بينه وبي من انتقل ملكه‬
‫إليه على وجه يتمكن معه من النتفاع به فيما يقصد منه ‪ ،‬كزرع الرض وسكن النل‬
‫والستظلل بالشجر أو جن ثاره ونو ذلك ‪ .‬والقبض فيما يكن نقله كالطعام والثياب‬
‫واليوان ونو ذلك يكون على النحو الت ‪ :‬أول ‪ :‬باستيفاء القدر كيل أو وزنا إن كان‬
‫مقدرا ‪ .‬ثانيا ‪ :‬بنقله من مكانه إل كان جزافا ‪ .‬ثالثا ‪ :‬يرجع إل العرف فيما عدا ذلك ‪.‬‬
‫والدليل على أن القبض ف النقول يكون باستيفاء القدر ما رواه البخاري أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال لعثمان بن عفان رضي ال عنه ‪ ( :‬إذا سيت الكيل فكل ) ‪ .‬فهذا‬
‫دليل على وجوب الكتيال عند اشتراط التقدير بالكيل ‪ .‬ومثله الوزن لشتراكهما ف أن‬
‫كل منهما معيار ‪ /‬صفحة ‪ / 69‬لتقدير الشياء ‪ ،‬فوجب أن يكون كل شئ يلك مقدرا‬
‫يري القبض فيه باستيفاء قدره سواء أكان طعاما أم كان غي طعام ‪ .‬ودليل وجوب النقل‬
‫من مكانه من رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي ال عنهما أنه قال ‪ ( :‬كنا نشتري‬
‫الطعام من الركبان جزافا ‪ ،‬فنهانا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نبيعه حت ننقله من‬
‫مكانه ) ‪ .‬وليس ا‬

‫‪26‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 69‬‬
‫هذا خاصا بالطعام بل يشمل الطعام وغيه كالقطن والكتان وأمثالما إذا بيعت جزافا ‪،‬‬
‫لنه ل فرق بينهما ‪ .‬أما ما عدا هذا ما ل يرد فيه نص فيجع فيه إل عرف الناس وما‬
‫جرى عليه التعامل بينهم ‪ ،‬وبذا نكون قد أخذنا بالنص ورجعنا إل العرف فيما ل نص‬
‫فيه ‪ .‬حكمته ‪ :‬وحكمة النهي عن بيع السلع قبل قبضها زيادة على ما تقدم ‪ :‬أن البائع إذا‬
‫باعها ول يقبضها الشتري فإنا تبقى ف ضمانه ‪ ،‬فإذا هلكت كانت خسارتا عليه دون‬
‫الشتري ‪ .‬فإذا باعها الشتري ف هذه الال وربح فيها كان رابا لشئ ل يتحمل فيه تبعة‬
‫السارة ‪ ،‬وف هذا يروي أصحاب السنن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عن ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 70‬بيع ربح ما ل يضمن ‪ .‬وأن الشتري الذي باع ما اشتراه قبل قبضه ياثل‬
‫من دفع مبلغا من الال إل آخر ليأخذ ف نظيه مبلغا أكثر منه ‪ ،‬إل أن هذا أراد أن يتال‬
‫على تقيق قصده بإدخال السلعة بي العقدين ‪ ،‬فيكون ذلك أشبه بالربا ‪ .‬وقد فطن إل‬
‫هذا ابن عباس ‪ ،‬رضي ال عنهما ‪ ،‬وقد سئل عن سبب النهي عن بيع ما ل يقبض ‪ ،‬فقال‬
‫‪ ( :‬ذاك دراهم بدراهم والطعام مرجأ ) ‪ .‬الشهاد على عقد البيع أمر ال بالشهاد على‬
‫عقد البيع فقال ‪ ( :‬وأشهدوا إذا تبايعتم ول يضار كاتب ول شهيد ) ( ‪ . ) 1‬والمر‬
‫بالشهاد للندب والرشاد إل ما فيه الصلحة والي ‪ .‬وليس للوجوب كما ذهب إليه‬
‫البعض ( ‪ . ) 2‬قال الصاص ف كتاب أحكام القرآن ‪ ( :‬ول خلف بي فقهاء المصار‬
‫أن المر بالكتابة ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة آية رقم ‪ ) 2 ( . 282‬من ذهب إل أن‬
‫الشهاد واجب ف كل شئ ولو كان شيئا تافها ‪ :‬عطاء ‪ ،‬والنخعي ‪ ،‬ورجحه أبو جعفر‬
‫الطبي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 71‬والشهاد والرهن الذكور جيعه ف هذه الية ‪ ،‬ندب‬
‫وإرشاد إل ما لنا فيه الظ والصلح والحتياط للدين والدنيا ‪ ،‬وأن شيئا منه غي‬
‫واجب ) ‪ .‬وقد نقلت المة خلفا عن سلف عقود الداينات والشرية والبياعات ف‬
‫أمصارهم من غي إشهاد ‪ ،‬مع علم فقهائهم بذلك من غي نكي منهم عليهم ‪ ،‬ولو كان‬
‫الشهاد واجبا لا تركوا النكي على تاركه مع علمهم به ‪ .‬وف ذلك دليل على أنم رأوه‬
‫ندبا ‪ ،‬وذلك منقول من عصر النب صلى ال عليه وسلم إل يومنا هذا ‪ .‬ولو كانت‬

‫‪27‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصحابة والتابعون تشهد على بياعاتا وأشريتها لورد النقل به متواتر مستفيضا ‪،‬‬
‫ولنكرت على فاعله ترك الشهاد ‪ .‬فلما ل ينقل عنهم الشهاد بالنقل الستفيض ول‬
‫إظهار النكي على تاركه من العامة ‪ ،‬ثبت بذلك أن الكتاب والشهاد ف الديوان‬
‫والبياعات غي واجبي ‪ .‬اه‍ ‪ .‬البيع على البيع يرم البيع على البيع لا رواه ابن عمر عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ل بيع أحدكم على بيع أخيه ) ‪ .‬رواه أحد والنسائي ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 72‬وف الصحيحي عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل يبيع‬
‫الرجل على بيع أخيه ) ‪ .‬وعند أحد والنسائي وأب داود والترمذي وحسنه ‪ :‬أن من باع‬
‫من رجلي فهو للول منهما ) ‪ .‬وصورته كما قال النووي ‪ - :‬أن يبيع أحد الناس سلعة‬
‫من السلع بشرط اليار للمشتري ‪ ،‬فيجئ آخر يعرض على هذا أن يفسخ العقد ليبيعه مثل‬
‫ما اشتراه بثمن أقل ‪ .‬وصورة الشراء على شراء الخر أن يكون اليار للبائع ‪ ،‬فيعرض‬
‫عليه بعض الناس فسخ العقد على أن يشتري منه ما باعه بثمن أعلى ‪ .‬وهذا الصنيع ف‬
‫حالة البيع أو الشراء ‪ ،‬صنيع آث ‪ ،‬منهي عنه ‪ .‬ولكن لو أقدم عليه بعض الناس وباع أو‬
‫اشترى ينعقد البيع والشراء عند الشافعية وأب حنيفة وآخرين من الفقهاء ‪ .‬ول ينعقد عند‬
‫داود بن علي ‪ ،‬شيخ أهل الظاهر ‪ ،‬وروي عن مالك ف ذلك روايتان ) اه‍ ‪ .‬وهذا بلف‬
‫الزايدة ف البيع فإنا جائزة ‪ ،‬لن العقد ل يستقر بعد ‪ ،‬وقد ثبت أن الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم عرض بعض السلع ‪ ،‬وكان يقول ‪ :‬من يزيد ‪ / .‬صفحة ‪ / 73‬من باع من‬
‫رجلي فهو للول منهما من باع شيئا من رجل ث باعه من آخر ل يكن للبيع الخر حكم‬
‫بل هو باطل لنه باع غي ما يلك إذ قد صار ف ملك الشتري الول ‪ ،‬ول فرق بي أن‬
‫يكون البيع الثان وقع ف مدة اليار أو بعد انقضائها لن البيع قد خرج من ملكه بجرد‬
‫البيع ‪ .‬فعن سرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬أيا امرأة زوجها وليان فهي للول‬
‫منهما ‪ .‬وأيا رجل باع بيعا من رجلي فهو للول منهما ‪ .‬زيادة الثمن نظي زيادة الجل‬
‫يوز البيع بثمن حال كما يوز بثمن مؤجل ‪ ،‬وكما يوز أن يكون بعضه معجل وبعضه‬
‫مؤخرا ‪ ،‬مت كان ثة تراض بي التبايعي ‪ .‬وإذا كان الثمن مؤجل وزاد البائع فيه من‬
‫أجل التأجيل جاز ‪ ،‬لن للجل حصة من الثمن ‪ .‬وإل هذا ذهب الحناف والشافعية‬
‫وزيد بن علي والؤيد بال وجهور الفقهاء ‪ ،‬لعموم الدلة القاضية بوازه ‪ .‬ورجحه‬

‫‪28‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشوكان ‪ / .‬صفحة ‪ / 74‬جواز السمسرة قال المام البخاري ‪ :‬ل ير ابن سيين‬
‫وعطاء وإبراهيم والسن بأجر السمسار بأسا ( ‪. ) 1‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 74‬‬
‫وقال ابن عباس ‪ :‬ل بأس بأن يقول ‪ :‬بع هذا الثوب فما زاد على كذا وكذا فهو لك ‪.‬‬
‫وقال ابن سيين ‪ :‬إذا قال بعه بكذا فما كان من ربح فهو لك أو بين وبينك فل بأس به‬
‫‪ .‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬السلمون على شروطهم ) ‪ .‬رواه أحد وأبو‬
‫داود والاكم عن أب هريرة ‪ .‬وذكره البخاري تعليقا ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬السمسار ‪ :‬هو‬
‫الذي يتوسط بي البائع والشتري لتسهيل عملية البيع ‪ ) . ( .‬بيع الكره اشترط جهور‬
‫الفقهاء أن يكون العاقد متارا ف بيع متاعه ‪ ،‬فإذا أكره على بيع ماله بغي حق فإن البيع ل‬
‫ينعقد لقول ال سبحانه ‪ ( :‬إل أن تكون تارة ( ‪ ) 2‬عن تراض منكم ) ‪ ( .‬هامش ) (‬
‫‪ ) 2‬سورة النساء آية رقم ‪ . 29‬والتجارة كل عقد يقصد به الربح مثل عقد البيع وعقد‬
‫الجارة وعقد البة بشرط العوض ‪ ،‬لن البتغى ف جيع ذلك ف عادات الناس تصيل‬
‫العواض ل غي ‪ ،‬وعلى هذا فالتجارة أعم من البيع ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 75‬ولقول‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إنا البيع عن تراض ) ‪ .‬وقوله ‪ ( :‬رفع عن أمت الطأ‬
‫والنسيان ‪ ،‬وما استكرهوا عليه ‪ .‬رواه ابن ماجه ابن حبان والدار قطن والطبان والبيهقي‬
‫والاكم ‪ .‬وقد اختلف ف حسنه وضعفه ‪ .‬أما إذا أكره على بيع ماله بق فإن البيع يقع‬
‫صحيحا ‪ .‬كما إذا أجب على بيع الدار لتوسعة الطريق أو السجد أو القبة ‪ .‬أو أجب على‬
‫بيع سلعة ليفي ما عليه من دين ( ‪ ) 1‬أو لنفقة الزوجة أو البوين ‪ .‬ففي هذه الالت‬
‫وأمثالا يصح البيع إقامة لرضا الشرع مقام رضاه ‪ .‬قال عبد الرحن بن كعب ‪ :‬كان معاذ‬
‫بن جبل شابا سخيا ‪ .‬وكان ل يسك شيئا ‪ ،‬فلم يزل يدان حت أغرق ماله كله ف‬
‫الدين ‪ ،‬فأتى النب صلى ال عليه وسلم فكلمه ليكلم غرماءه ‪ ،‬فلو تركوا لحد لتركوا‬
‫لعاذ لجل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فباع رسول ال صلى ال عليه وسلم ماله ‪،‬‬
‫حت قام معاذ بغي شئ ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬من غي تفرقة بي دين ودين ول بي مال‬
‫ومال ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 76‬بيع الضطر قد يضطر النسان لبيع ما ف يده لدين عليه ‪،‬‬

‫‪29‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أو لضرورة من الضرورات العاشية ‪ ،‬فيبيع ما يلكه بأقل من قيمته من أجل الضرورة ‪،‬‬
‫فيكون البيع على هذا النحو جائزا مع الكراهة ول يفسخ ‪ .‬والذي يشرع ف مثل هذه‬
‫الال أن يعان الضطر ويقرض حت يتحرر من الضيق الذي أل به ‪ .‬وقد روي ف ذلك‬
‫حديث رجل مهول ‪ .‬فعند أب داود عن شيخ من بن تيم قال ‪ :‬خطبنا علي بن أب‬
‫طالب فقال ‪ ( :‬سيأت على الناس زمان عضوض ‪ ،‬يعض الوسر على ما ف يديه ول يؤمر‬
‫بذلك ‪ .‬قال ال تعال ‪ ( :‬ول تنسوا الفضل بينكم ) ( ‪ ، ) 1‬ويبايع الضطرون ‪ ،‬وقد نى‬
‫النب صلى ال عليه وسلم عن بيع الضطر ‪ ،‬وبيع الغرر ‪ ،‬وبيع الثمرة قبل أن تدرك )‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة آية رقم ‪ ) . ( . 237‬بيع التلجئة إذا خاف إنسان اعتداء‬
‫ظال على ماله فتظاهر ببيعه ‪ /‬صفحة ‪ / 77‬فرارا من هذا الظال وعقد عقد البيع مستوفيا‬
‫شروطه وأركانه فإن هذا العقد ل يصح ‪ ،‬لن العاقدين ل يقصدوا البيع فهما كالازلي ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬هو عقد صحيح ‪ ،‬لنه استوف أركانه وشروطه ‪ .‬قال ابن قدامة ‪ :‬بيع التلجئة‬
‫باطل ‪ .‬وقال أبو حنيفة والشافعي ‪ :‬هو صحيح لن البيع ت بأركانه وشروطه خاليا من‬
‫مفسد فصح به ‪ ،‬كما لو اتفقا على شرط فاسد ث عقد البيع بل شرط ‪ ،‬ولنا أنما ما‬
‫قصدا البيع فلم يصح كالازلي ) اه‍ ‪ .‬البيع مع استثناء شئ معلوم يوز أن يبيع الرء سلعة‬
‫ويستثن منها شيئا معلوما ‪ ،‬كأن يبيع الشجر ويستثن منها واحدة ‪ ،‬أو يبيع أكثر من منل‬
‫ويستثن منل ‪ ،‬أؤ قطعة من الرض ويستثن منها جزءا معلوما ‪ .‬فعن جابر ‪ ،‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم نى عن الحاقلة والزابنة والثنيا ( ‪ ) 1‬إل أن تعلم ‪ ( .‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬الثنيا ‪ :‬الستثناء ف البيع ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 78‬فإن استثن شيئا مهول غي معلوم‬
‫ل يصح البيع ‪ ،‬لا يتضمنه من الهالة والغرر ‪ .‬ايفاء الكيل واليزان يأمر ال ‪ ،‬سبحانه ‪،‬‬
‫بإيفاء الكيل واليزان فيقول ‪ ( :‬وأوفوا الكيل واليزان بالقسط ) ( ‪ . ) 1‬ويقول ‪:‬‬
‫( وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس الستقيم ‪ ،‬ذلك خي وأحسن تأويل ) ( ‪. ) 2‬‬
‫وينهى عن التلعب بالكيل والوزن وتطفيفهما فيقول ‪ ( :‬ويل للمطففي ‪ ،‬الذين إذا‬
‫اكتالوا على الناس يستوفون ‪ ،‬وإذا كالوهم أو وزنوهم يسرون ‪ ،‬أل يظن أولئك أنم‬
‫مبعوثون ‪ ،‬ليوم عظيم ‪ ،‬يوم يقوم الناس لرب العالي ) ( ‪ ( . ) 3‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة‬
‫النعام آية رقم ‪ ) 2 ( . 152‬سورة السراء آية رقم ‪ ) 3 ( . 35‬سورة الطففي آيات‬

‫‪30‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رقم ‪ ) . ( . 6 ، 5 ، 4 ، 3 ، 2 ، 1‬ويندب ترجيح اليزان ‪ :‬عن سويد بن قيس قال ‪:‬‬
‫جلبت أنا ومرفة العبدي بزا من هجر فأتينا به مكة ‪ ،‬فجاءنا رسول ال صلى ال ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 79‬عليه وسلم يشي فساومنا سراويل فبعناه ‪ ،‬وث رجل يزن بالجر‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 79‬‬
‫فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬زن وأرجح ) ‪ .‬أخرجه الترمذي والنسائي‬
‫وابن ماجه ‪ .‬وقال الترمذي حسن صحيح ‪ .‬السماحة ف البيع والشراء ‪ :‬روى البخاري‬
‫والترمذي عن جابر ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬رحم ال رجل سحا (‬
‫‪ ) 1‬إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى ) ( ‪ ( . ) 2‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سحا ‪ :‬سهل ‪) 2 ( .‬‬
‫اقتضى ‪ :‬طلب حقه ‪ ) . ( .‬بيع الغرر بيع الغرر ( ‪ ) 3‬هو كل بيع احتوى جهالة أو‬
‫تضمن ماطرة أو قمارا ‪ ،‬وقد نى عنه الشارع ومنع منه ‪ ،‬قال النووي ‪ :‬النهي عن بيع‬
‫الغرر أصل من أصول الشرع يدخل تته مسائل كثية جدا ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 3‬الغرر ‪:‬‬
‫أي الغرور وهو الداع الذي هو مظنة عدم الرضا به عند تققه ‪ ،‬فيكون من باب أكل‬
‫أموال الناس بالباطل ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 80‬ويستثن من بيع الغرر أمران ‪ :‬أحدها ‪ :‬ما‬
‫يدخل ف البيع تبعا ‪ ،‬بيث لو أفرد ل يصح بيعه ‪ ،‬كبيع أساس البناء تبعا للبناء واللب ف‬
‫الضرع تبعا للدابة ‪ .‬والثان ‪ :‬ما يتسامح بثله عادة ‪ ،‬إما لقارته أو للمشقة ف تييزه أو‬
‫تعيينه ‪ ،‬كدخول المام بالجر مع اختلف الناس ف الزمان ‪ ،‬ومقدار الاء الستعمل ‪،‬‬
‫وكالشرب من الاء الحرز ‪ ،‬وكالبة الحشوة قطنا ‪ .‬وقد أفاض الشارع ف الواضع الت‬
‫يكون فيها ‪ .‬وإليك بعضها حسب ما كانوا يتعاملون به ف الاهلية ‪ - 1 .‬النهي عن بيع‬
‫الصاة ‪ :‬فقد كان أهل الاهلية يعقدون على الرض الت ل تتعي مساحتها ث يقذفون‬
‫الصاة حت إذا استقرت كان ما وصلت إليه هو منتهى مساحة البيع ‪ .‬أو يبتاعون الشئ‬
‫ل يعلم عينه ‪ ،‬ث يقذفون بالصاة فما وقعت عليه كان هو البيع ‪ .‬ويسمى هذا بيع‬
‫الصاة ‪ - 2 .‬النهي عن ضربة الغواص ‪ :‬فقد كانوا يبتاعون من الغواص ما قد يعثر عليه‬
‫من لقطات البحر حي غوصه ‪ ،‬ويلزمون التبايعي بالعقد ‪ /‬صفحة ‪ / 81‬فيدفع الشتري‬
‫الثمن ولو ل يصل على شئ ‪ ،‬ويدفع البائع ما عثر عليه ولو أبلغ أضعاف ما أخذ من‬

‫‪31‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الثمن ‪ .‬ويسمى هذا ضربة الغواص ‪ - 3 .‬بيع النتاج ‪ :‬وهو العقد على نتاج الاشية قبل‬
‫أن تنتج ‪ ،‬ومنه بيع ما ف ضروعها من لب ‪ - 4 .‬بيع اللمسة ‪ :‬وهو أن يلمس كل‬
‫منهما ثوب صاحبه أو سلعته فيجب البيع بذلك دون علم باله أو تراض عنها ‪ - 5 .‬بيع‬
‫النابذة ‪ :‬وهو أن ينبذ كل من التعاقدين ما معه ‪ ،‬ويعلن ذلك موجبا للبيع دون تراض‬
‫منهما ‪ - 6 .‬ومنه بيع الحاقلة ‪ :‬والحاقلة بيع الزرع بكيل من الطعام معلوم ‪ - 7 .‬ومنه‬
‫بيع الزابنة ‪ :‬والزابنة بيع ثر النخل بأوساق من التمر ‪ - 8 .‬ومنع بيع الخاضرة ‪:‬‬
‫والخاضرة بيع الثمرة الضراء قبل بدو صلحها ‪ / .‬صفحة ‪ - 9 / 82‬ومنه بيع الصوف‬
‫ف الظهر ‪ - 10‬ومنه بيع السمن ف اللب ‪ - 11 .‬ومنع بيع حبل البلة ‪ :‬ففي‬
‫الصحيحي ‪ :‬كان أهل الاهلية يتبايعون لوم الزور إل حبل البلة ‪ ،‬وحبل البلة ‪ :‬أن‬
‫تنتج الناقة ما ف بطنها ث تمل الت نتجت ‪ ،‬فنهاهم النب صلى ال عليه وسلم عن ذلك ‪.‬‬
‫فهذه البيوع وأمثالا نى عنها الشارع لا فيها من غرور وجهالة بالعقود عليه ‪ .‬حرمة‬
‫شراء الغصوب والسروق يرم على السلم أن يشتري شيئا وهو يعلم أنه أخذ من صاحبه‬
‫بغي حق ‪ ،‬لن أخذه بغي حق ينقل اللكية من يد مالكه ‪ ،‬فيكون شراؤه له شراء من ل‬
‫يلك ‪ ،‬مع ما فيه من التعاون على الث والعدوان ‪ .‬روى البيهقي أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ ( :‬من اشتري سرقة وهو يعلم أنا سرقة فقد اشترك ف إثها وعارها ) ‪.‬‬
‫بيع العنب لن يتخذه خرا وبيع السلح ف الفتنة ل يوز بيع العنب لن يتخذه خرا ‪ ،‬ول‬
‫السلح ف ‪ /‬صفحة ‪ / 83‬الفتنة ول لهل الرب ‪ ،‬ول ما يقصد به الرام ‪ .‬وإذا وقع‬
‫العقد فإنه يقع باطل ( ‪ : ) 1‬لن القصود من العقد هو انتفاع كل واحد من التبايعي‬
‫بالبدل ‪ ،‬فينتفع البائع بالثمن وينتفع الشتري بالسلعة ‪ .‬وهنا ل يصل القصود من النتفاع‬
‫لا يترتب عليه من ارتكاب الحظور ‪ ،‬ولا فيه من التعاون على الث والعدوان النهي‬
‫عنهما شرعا ‪ ،‬قال ال تعال ‪ ( :‬وتعاونوا على الب والتقوى ول تعاونوا على الث‬
‫والعدوان ) ( ‪ . ) 2‬عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬لعن ال‬
‫المر وشاربا وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والحمولة إليه )‬
‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من حبس العنب أبام القطاف حت يبيعه من‬
‫يتخذه خرا ‪ ،‬فقد تقحم النار على بصية ) ‪ .‬وعن عمر بن الصي قال ‪ ( :‬هامش ) ( ‪1‬‬

‫‪32‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫) يرى أبو حنيفة والشافعي صحة العقد لتحقق ركنه وتوفر شروطه ‪ ،‬لن الغرض غي‬
‫الباح أمر مستتر ويترك فيه المر ل يعاقب عليه ‪ ) 2 ( .‬سورة الائدة آية رقم ‪) . ( . 2‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ ( / 84‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن بيع السلح ف الفتنة ) أخرجه‬
‫البيهقي ‪ .‬قال ابن قدامة ‪ ( :‬إن بيع العصي لن يعتقد أن يتخذه خرا مرم ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 84‬‬
‫إذا ثبت هذا فإنا يرم البيع ويبطل إذا علم قصد الشتري بذلك ‪ ،‬إما بقوله وإما بقرائن‬
‫متصة به ‪ .‬فإن كان متمل مثل أن يشتريها من ل يعلم حاله ‪ ،‬أو من يعمل المر والل‬
‫معا ‪ ،‬ول يلفظ با يدل على إرادة المر فالبيع جائز ‪ .‬وهذا الكم ف كل ما يقصد به‬
‫الرام ‪ ،‬كبيع السلح لهل الرب ‪ ،‬أو لقطاع الطريق أو ف الفتنة ‪ . . .‬أو إجارة داره‬
‫لبيع المر فيها وأشباه ذلك ‪ .‬فهذا حرام ‪ ،‬والعقد باطل ‪ .‬اه‍ ‪ .‬بيع ما اختلط بحرم إذا‬
‫اشتملت الصفقة على مباح ومرم ‪ .‬فقيل ‪ :‬يصح العقد ف الباح ‪ ،‬ويبطل ف الحظور ‪.‬‬
‫وهو أظهر القولي للشافعي ‪ ،‬ومذهب مالك ‪ .‬وقيل ‪ :‬يبطل العقد فيهما ‪ / .‬صفحة ‪85‬‬
‫‪ /‬النهي عن كثرة اللف ‪ - 1‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن كثرة اللف فقال‬
‫‪ ( :‬اللف منفقة للسلعة ( ‪ ، ) 1‬محقة للبكة ) ‪ .‬رواه البخاري وغيه عن أب هريرة ‪.‬‬
‫لا يترتب على ذلك من قلة التعظيم ل ‪ ،‬وقد يكون سببا من أسباب التغرير ‪ - 2 .‬وعند‬
‫مسلم ‪ ( :‬إياكم وكثرة اللف ف البيع ‪ ،‬فإنه ينفق ( ‪ ) 2‬ث يحق ) ‪ - 3 .‬وقال رسول‬
‫ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن التجارهم الفجار ‪ ،‬فقيل ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أليس قد أحل‬
‫ال البيع ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬ولكنهم يلفون فيأثون ‪ ،‬ويدثون فيكذبون ) ‪ .‬رواه أحد وغيه‬
‫بإسناد صحيح ‪ - 4 .‬عن ابن مسعود ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬السلعة ‪ :‬البيع ‪ .‬ينفق ‪ :‬يروج وزنا ومعن ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 86‬‬
‫( من حلف على مال امرئ مسلم بغي حقه لقي ال وهو عليه غضبان ) ‪ .‬قال ‪ :‬ث قرأ‬
‫علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم مصداقه من كتاب ال عزوجل ‪ ( :‬إن الذين يشترون‬
‫بعهد ال وأيانم ثنا قليل أولئك لخلق لم ف الخرة ول يكلمهم ال ول ينظر إليهم‬
‫يوم القيامة ول يزكيهم ولم عذاب أليم ) ( ‪ . ) 1‬متفق عليه ‪ - 5 .‬روى البخاري أن‬

‫‪33‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اعرابيا جاء إل النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬ما الكبائر ؟ قال ‪:‬‬
‫الشراك بال ‪ .‬قال ‪ :‬ث ماذا ؟ قال ‪ :‬اليمي الغموس ‪ ،‬قال ‪ :‬وما اليمي الغموس ؟ قال ‪:‬‬
‫الذ يقتطع مال امرئ مسلم ‪ ،‬يعن بيمي هو فيها كاذب ‪ .‬وسيت غموسا لنا تغمس‬
‫صاحبها ف نار جهنم ‪ ،‬ول كفارة لا عند بعض الفقهاء ‪ ،‬لنا لشدة فحشها وكب إثها‬
‫ل يكن تداركها بالكفارة ‪ - 6 .‬وعن أب أمامة إياس بن ثعلبة الارثي ‪ ،‬رضي ال عنه ‪،‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة آل عمران آية رقم ‪77‬‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ ( / 87‬من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب ال له النار وحرم‬
‫عليه النة ‪ .‬فقال له رجل ‪ :‬وإن كان شيئا يسيا يا رسول ال ؟ قال ‪ :‬وإن كان قضيبا‬
‫من أراك ) ‪ .‬رواه مسلم ‪ .‬البيع والشراء ف السجد أجاز أبو حنيفة البيع ف السجد ‪،‬‬
‫وكره إحضار السلع وقت البيع ف السجد تنيها له ‪ .‬وأجاز مالك والشافعي مع الكراهة‬
‫‪ .‬ومنع صحة جوازه أحد وحرمه ‪ .‬يقول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا رأيتم من‬
‫يبيع أو يبتاع ف السجد فقولوا ‪ :‬ل أربح ال تارتك ) ‪ .‬البيع عند أذان المعة البيع عند‬
‫ضيق وقت الكتوبة وعند أذان المعة حرام ‪ ،‬ول يصح عند أحد ( ‪ ) 1‬لقول ال تعال ‪:‬‬
‫( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلة من يوم المعة فاسعوا إل ذكر ال وذروا البيع‬
‫ذلكم خي لكم ( هامش ) ( ‪ ) 1‬وجوزه غيه مع الكراهة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 88‬إن‬
‫كنتم تعلمون ) ( ‪ . ) 1‬والنهي يقتضي الفساد بالنسبة للجمعة ‪ ،‬ويقاس عليها غيها من‬
‫سائر الصلوات ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة المعة آية رقم ‪ ) . ( . 9‬جواز التولية والرابة‬
‫والوضيعة ‪ :‬توز التولية والرابة والوضيعة ‪ .‬ويشترط أن يعرف كل من البائع والشتري‬
‫الثمن الذي اشتريت به السلعة ‪ .‬والتولية ‪ ،‬هي البيع برأس الال دون زيادة أو نقص ‪.‬‬
‫والرابة ‪ ،‬هي البيع بالثمن الذي اشتريت به السلعة مع ربح معلوم ‪ .‬والوضيعة ‪ ،‬هي البيع‬
‫بأقل من الثمن الول ‪ .‬بيع الصحف وشراؤه ‪ :‬اتفق الفقهاء على جواز شراء الصحف‬
‫واختلفوا ف بيعه ‪ .‬فأباحه الئمة الثلثة ‪ ،‬وحرمته النابلة ‪ ،‬وقال أحد ‪ :‬ل أعلم ف بيع‬
‫الصاحف رخصة ‪ .‬بيع بيوت مكة وإجارتا ‪ :‬أجاز كثي من الفقهاء ‪ ،‬منهم الوزاعي‬
‫والثوري ومالك والشافعي ‪ .‬وقول لب حنيفة ‪ / .‬صفحة ‪ / 89‬بيع الاء ‪ :‬مياه البحار‬
‫والنار وما يشابها مباحة للناس جيعا ل يتص با أحد دون أحد ‪ ،‬ول يوز بيعها ما‬

‫‪34‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫دامت ف مقارها ‪ .‬وف الديث ‪ :‬يقول الرسول الكري صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬الناس‬
‫شركاء ف الاء والكل والنار ) فإذا أحرزها إنسان أو حفر بئرا ف ملكه أو وضع آلة‬
‫يستخرج با الاء أصبحت ملكا له ويوز له حينئذ بيع الاء ‪ ،‬ويكون ف هذه الال مثل‬
‫الطب الباح أخذه ‪ ،‬الذي يل بيعه بعد إحرازه ‪ .‬وف الديث يقول الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ( :‬لئن‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 89‬‬
‫يتطب أحدكم حزمة من حطب فيبيعها خي له من أن يسأل الناس ‪ ،‬أعطوه أو منعوه ) ‪.‬‬
‫وثبت أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قدم الدينة وفيها بئر تسمى بئر رومة ‪ ،‬يلكها‬
‫يهودي ويبيع الاء منها للناس ‪ ،‬فأقره على بيعه وأقر السلمي على شرائهم منه ‪ ،‬واستمر‬
‫المر على هذا حت اشتراها عثمان رضي ال عنه وحبسها على السلمي ‪ .‬وبيع الاء‬
‫يري حسب ما يري عليه العرف ‪ ،‬إل إذا كان هناك مثل العداد فإنه يتسب به القدر‬
‫البيع ‪ / .‬صفحة ‪ / 90‬بيع الوفاء ‪ :‬بيع الوفاء هو أن يبيع الحتاج إل النقد عقارا على أنه‬
‫مت وف الثمن استرد العقار ‪ . . .‬وحكمه حكم الرهن ف أرجح القوال عندنا ‪ .‬بيع‬
‫الستصناع ‪ :‬والستصناع هو شراء ما يصنع وفقا للطلب ‪ ،‬وهو معروف قبل السلم ‪.‬‬
‫وقد أجعت المة على مشروعيته ‪ .‬وركنه الياب والقبول ‪ .‬وهو جائز ف كل ما جرى‬
‫التعامل باستصناعه ‪ .‬وحكمه ‪ :‬إفادة اللك ف الثمن والبيع ‪ .‬وشروط صحته ‪ :‬بيان جنس‬
‫الستصنع ونوعه وصفته وقدره بيانا تنتفي معه الهالة ويرتفع الناع ‪ .‬والشتري عند رؤية‬
‫البيع مي بي أن يأخذه بكل الثمن وبي أن يفسخ العقد بيار الرؤية ‪ ،‬سواء وجده على‬
‫الالة الت وصفها أم ل ‪ ،‬عند أب حنيفة وممد رضي ال عنهما ‪ .‬وقال أبو يوسف ‪ :‬إن‬
‫وجده على ما وصف فل خيار له دفعا للضرر عن الصانع ‪ ،‬إذ قد ل يشتري غيه‬
‫الصنوع ‪ /‬صفحة ‪ / 91‬با يشتريه به هو ‪ .‬بيع الثمار والزروع بيع الثمار قبل بدو‬
‫الصلح وبيع الزرع قبل اشتداد الب ل يصح ‪ ،‬مافة التلف وحدوث العاهة قبل أخذها‬
‫‪ - 1 .‬روى البخاري ومسلم عن ابن عمر ‪ :‬أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ( ،‬ني عن‬
‫بيع الثمار حت يبدو صلحها ‪ :‬نى البائع والبتاع ) ‪ - 2 .‬وروى مسلم عنه أن النب‬

‫‪35‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ( نى عن بيع النخل حت يزهو ‪ ،‬وعن بيع السنبل حت يبيض ويأمن‬
‫العاهة ‪ .‬نى البائع والشتري ) ‪ - 3 .‬وروى البخاري عن أنس ‪ :‬أن النب ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ ( :‬أرأيت إن منع ال الثمرة ‪ ،‬ب يأخذ أحدكم مال أخيه ؟ ) ‪ .‬فإن‬
‫بيعت الثمار قبل بدو الصلح ‪ ،‬والزروع قبل اشتداد الب بشرط القطع ف الال ‪ ،‬صح‬
‫إن كان يكن النتفاع با ول تكن مشاعة ‪ ،‬لنه ل خوف ف هذه الال من التلف ول‬
‫خوف من حدوث العاهة ‪ .‬فإن بيعت بشرط القطع ث تركها الشتري حت بدا ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 92‬صلحها ‪ ،‬قيل إن البيع يبطل ‪ ،‬وقيل ل يبطل ويشتركان ف الزيادة ‪ .‬بيعها لالك‬
‫الصل أو لالك الرض ‪ :‬هذا هو الكم بالنسبة لغي مالك الصل ولغي مالك الرض ‪،‬‬
‫فإن بيعت الثمار قبل بدو صلحها لالك الصل صح البيع ‪ ،‬كما لو بيعت الثمرة قبل بدو‬
‫الصلح مع الصل ‪ .‬وكذلك يصح بيع الزروع قبل بدو الصلح لالك الرض ‪ ،‬لصول‬
‫التسليم بالنسبة للمشتري على وجه الكمال ‪ .‬ب يعرف الصلح ؟ ‪ :‬ويعرف صلح البلح‬
‫بالحرار والصفرار ‪ .‬أخرج البخاري ومسلم عن أنس أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫‪ ( :‬نى عن بيع الثمرة حت تزهو ) ‪ .‬قيل لنس ‪ :‬وما زهوها ؟ قال ‪ :‬تمار وتصفار ‪.‬‬
‫ويعرف صلح العنب بظهور الاء اللو واللي والصفرار ( ‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وما‬
‫ورد من النهي عن بيع العنب حت يسود فإنه بالنسبة للعنب السود ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪93‬‬
‫‪ /‬ويعرف صلح سائر الفواكه بطيب الكل وظهور النضج ‪ .‬روى البخاري ومسلم عن‬
‫جابر أن النب صلى ال عليه وسلم ( نى عن بيع الثمرة حت تطيب ) ‪ .‬ويعرف صلح‬
‫البوب والزروع بالشتداد ( ‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وعند الحناف أن بدو الصلح‬
‫يكون بأن تؤمن العاهة والفساد ‪ ،‬أي أن العتب ظهور الثمرة ‪ ) . ( .‬بيع الثمار الت تظهر‬
‫بالتدريج ‪ :‬إذا بدأ صلح بعض الثمر أو الزرع جاز بيعه جيعا صفقة واحدة ‪ ،‬ما بدا‬
‫صلحه وما ل يبد منه ‪ ،‬مت كان العقد واردا على بطن واحدة ‪ .‬وكذلك يوز البيع إذا‬
‫كان العقد على أكثر من بطن وأريد بيعه بعد ظهور الصلح ف البطن الول ‪ .‬ويتصور‬
‫هذا ف حالة ما إذا كان الشجر ما ينتج بطونا متعددة كالوز من الفواكه ‪ ،‬والقثاء من‬
‫الضروات ‪ ،‬والورد من الزهار ‪ ،‬ونو ذلك ما تتلحق بطونا ‪ ،‬وإل هذا ذهب فقهاء‬
‫الالكية وبعض فقهاء النفية والنابلة ‪ ،‬واستدلوا على هذا با يأت ‪ - 1 :‬أنه ثبت عن‬

‫‪36‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشارع جواز بيع الثمر إذا بدا ‪ /‬صفحة ‪ / 94‬صلح بعضه فيكون ما ل يبد صلحه‬
‫تابعا لا بدا منه ‪ ،‬فكذلك ما هنا ‪ :‬يقع العقد فيه على الوجود ويكون العدوم تبعا له ( ‪1‬‬
‫) ‪ - 2 .‬أن عدم جواز هذا البيع يؤدي إل مظورين ‪ ( :‬أ ) وقوع التنازع ‪ ( .‬ب )‬
‫وتعطيل الموال ‪ .‬أما وقوع التنازع ‪ ،‬فإن العقد كثيا ما يقع على الزاع الواسعة ‪ ،‬ول‬
‫يتمكن الشتري من قبض البطن الول من ثارها إل ف وقت قد يطول ويتسع لظهور شئ‬
‫من البطن الثان ‪ ،‬ول يكن تيزه من البطن الول ‪ ،‬فيقع الناع بي التعاقدين ويأكل‬
‫أحدها مال الخر ‪ .‬أما الحظور الثان ‪ ،‬فإن البائع قلما يتيسر له ف كل وقت من‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 94‬‬
‫يشتري منه ما يظهر من ثره أول فأول ‪ ،‬فيؤدي ذلك إل ضياع ماله ‪ .‬وإذا كان ذلك‬
‫كذلك فإنه يوز البيع ف هذه الصورة ‪ ،‬والقول بعدم الواز يوقع ف الرج والشقة ‪،‬‬
‫وها مرفوعان بقوله تعال ( ‪ ( : ) 2‬هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا إذا اشترى جيع الثمار ‪ ،‬أما إذا‬
‫اشترى بعضها فلكل شجرة حكم بنفسها ‪ ) 2 ( .‬سورة الج آية رقم ‪/ ) . ( . 78‬‬
‫صفحة ‪ ( / 95‬وما جعل عليكم ف الدين من حرج ) ( ‪ . ) 1‬وقد رجح ابن عابدين‬
‫هذا القول ‪ ،‬وأخذت به ملة الحكام الشرعية ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬يرى جهور الفقهاء‬
‫عدم جواز العقد ف هذه الصورة وقالوا ‪ :‬يب أن يباع كل بطن على حدة ‪ ) . ( .‬بيع‬
‫النطة ف سنبلها ‪ :‬يوز بيع النطة ف سنبلها والباقلء ف قشره والرز والسمسم والوز‬
‫واللوز ‪ ،‬لنه حب منتفع به ‪ ،‬فيجوز بيعه ف سنبله كالشعي ‪ ،‬والنب ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬نى عن بيع السنبل حت يبيض ويأمن العاهة ‪ ،‬ولن الضرورة تدعو إليه فيغتفر ما‬
‫فيه من غ رر ‪ ،‬وهذا مذهب الحناف والالكية ‪ .‬وضع الوائح الوائح جع جائحة ‪،‬‬
‫وهي الفة الت تصيب الزروع أو الثمار فتهلكها دون أن يكون لدمي صنع فيها ‪ ،‬مثل‬
‫القحط والبد والعطش ‪ .‬وللجوائح حكم يتص با ‪ .‬فإذا بيعت الثمرة بعد ظهور‬
‫صلحها وسلمها البائع للمشتري بالتخلية ث تلفت بالائحة قبل أوان الذاذ ‪ / ،‬صفحة‬
‫‪ / 96‬فهي من ضمان البائع وليس على الشتري أن يدفع ثنها ‪ ،‬لن الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم ( أمر بوضع الوائح ) ‪ .‬رواه مسلم عن جابر ‪ .‬وف لفظ قال ‪ ( :‬إن بعت من‬

‫‪37‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخيك ثرا فأصابته جائحة فل يل لك أن تأخذ من ثنه شيئا ‪ ،‬ب تأخذ مال أخيك بغي‬
‫حق ؟ ) ‪ .‬وهذا الكم ف حالة ما إذا ل يبعها البائع مع أصلها أو ل يبعها لالك أصلها أو‬
‫يؤخر الشتري أخذها عن عادته ‪ ،‬ففي هذه الالت تكون من ضمان الشتري ‪ .‬فإن ل‬
‫يكن التلف بسبب الائحة بل كان من عمل الدمي ‪ ،‬فللمشتري اليار بي الفسخ‬
‫والرجوع بالثمن على البائع وبي المساك ومطالبة التلف بالقيمة ‪ .‬وقد ذهب إل هذا‬
‫أحد بن حنبل وأبو عبيد وجاعة من أصحاب الديث ‪ .‬ورجحه ابن القيم قال ف تذيب‬
‫سنن أب داود ‪ :‬وذهب جهور العلماء إل أن المر بوضع الوائح أمر ندب واستحباب ‪،‬‬
‫عن طريق العروف والحسان ‪ ،‬ل على سبيل الوجوب واللزام ‪ .‬وقال مالك بوضع‬
‫الثلث فصاعدا ‪ ،‬ول يوضع فيما هو أقل من الثلث ‪ / .‬صفحة ‪ / 97‬قال أصحابه ‪:‬‬
‫ومعن هذا الكلم أن الائحة إذا كانت دون الثلث كان من مال الشتري ‪ ،‬وما كان‬
‫أكثر من الثلث فهو من مال البائع ‪ .‬واستدل من تأول الديث على معن الندب‬
‫والستحباب دون الياب ‪ :‬بأنه أمر حدث بعد استقرار ملك الشتري عليها ‪ ،‬فلو أراد‬
‫أن يبيعها أو يهبها لصح ذلك منه فيها ‪ .‬وقد نى رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عن‬
‫ربح ما ل يضمن ‪ .‬فإذا صح بيعها ثبت أنا من ضمانه ‪ .‬وقد نى رسول ال ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬عن بيع الثمرة قبل بدو صلحها ‪ .‬فلو كانت الائحة بعد بدو الصلح من‬
‫مال البائع ل يكن لذا النهي فائة ‪ .‬اه‍ الشروط ف البيع الشروط ف البيع قسمان ‪ :‬القسم‬
‫الول ‪ :‬صحيح لزم ‪ .‬القسم الثان ‪ :‬مبطل للعقد ‪ .‬فالول ‪ :‬ما وافق مقتضى العقد ‪،‬‬
‫وهو ثلثة أنواع ‪ / :‬صفحة ‪ - 1 / 98‬شرط يقتضيه البيع ‪ ،‬كشرط التقابض وحلول‬
‫الثمن ‪ - 2 .‬شرط ما كان من مصلحة العقد ‪ ،‬مثل شرط تأجيل الثمن ‪ ،‬أو تأجيل بعضه‬
‫‪ ،‬أو شرط صفة معينة ف البيع ‪ ،‬كأن تكون الدابة لبونا أو حامل ‪ ،‬وكأن يكون البازي‬
‫صيودا فإذا وجد الشرط لزم البيع ‪ .‬وإن ل يوجد الشرط كان للمشتري فسخ العقد‬
‫لفوات الشرط ‪ .‬يقول الرسول صلوات ال وسلمه عليه ‪ ( :‬السلمون على شروطهم ) ‪.‬‬
‫وكان له أيضا أن ينقص من قيمة السلعة بقدر فقد الصفة الشروطة ‪ - 3 .‬شرط ما فيه‬
‫نفع معلوم للبائع أو الشتري ‪ ،‬كما لو باع دارا واشترى منفعتها مدة معلومة كأن يسكنها‬
‫شهرا أو شهرين ‪ .‬وكذلك لو باع دابة واشترط أن تمله إل موضع معي ‪ .‬لا رواه‬

‫‪38‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البخاري ومسلم ‪ ،‬أن جابرا باع النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬جل ‪ ،‬واشترط ظهره إل‬
‫الدينة ‪ .‬متفق عليه ‪ .‬وكذلك يصح أن يشترط الشتري على البائع نفعا معلو ما ‪ ،‬كحمل‬
‫ما باعه إل موضع معلوم ( ‪ ) 1‬أو تكسيه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬فإن ل يكن معلوما ل يصح‬
‫الشرط ‪ :‬فلو شرط المل إل منله ‪ ،‬والبائع ل يعرفه ل يصح الشرط ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 99‬أو خياطته أؤ تفصيله ‪ .‬وقد اشترى ممد بن مسلمة حزمة حطب من نبطي‬
‫وشارطه على حلها ‪ ،‬واشتهر ذلك فلم ينكر ‪ .‬وهذا مذهب أحد والوزاعي وأب ثور‬
‫وإسحاق وابن النذر ‪ .‬وذهب الشافعي والحناف إل عدم صحة هذا البيع ‪ ،‬لن النب ‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬نى عن بيع وشرط ‪ .‬ولكن هذا النهي ل يصح ‪ .‬وإنا نى عن‬
‫شرطي ف بيع ‪ .‬القسم الثان من الشروط ‪ :‬الشرط الفاسد ‪ ،‬وهو أنواع ‪ - 1 :‬ما يبطل‬
‫العقد من أصله ‪ ،‬كأن يشترط على صاحبه قدا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 99‬‬
‫آخر ‪ ،‬مثل قول البائع للمشتري ‪ :‬أبيعك هذا على أن تبيعن كذا أو تقرضن ‪ .‬ودليل‬
‫ذلك قول الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل يل سلف وبيع ‪ ،‬ول شرطان ف بيع " ‪.‬‬
‫رواه الترمذي وصححه ‪ .‬قال أحد ‪ :‬وكذلك كل ما ف معن ذلك ‪ ،‬مثل أن يقول ‪:‬‬
‫بعتك على أن تزوجن ابنتك أو على أن أزوجك ابنت ‪ ،‬فهذا كله ل يصح ‪ ،‬وهو قول أب‬
‫حنيفة والشافعي ‪ /‬صفحة ‪ / 100‬وجهور الفقهاء ‪ .‬وجوزه مالك وجعل العوض‬
‫الذكور ف الشرط فاسدا ‪ ،‬قال ‪ :‬ول ألتفت ال اللفظ الفاسد إذا كان معلوما حلل ‪2 .‬‬
‫‪ -‬ما يصح معه البيع ويبطل الشرط ‪ ،‬وهو الشرط الناف لقتضى العقد ‪ ،‬مثل اشتراط‬
‫البائع على الشتري أل يبيع البيع أو ل يهبه ‪ ،‬لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬كل شرط‬
‫ليس ف كتاب ال فهو باطل ‪ ،‬وإن كان مائة شرط " ‪ .‬متفق عليه ‪ .‬وإل هذا ذهب أحد‬
‫والسن والشعب والنخعي وابن أب ليلى وأبو ثور ‪ .‬وقال أبو حنيفة والشافعي ‪ :‬البيع‬
‫فاسد ‪ - 3 .‬ما ل ينعقد معه بيع ‪ ،‬مثل ‪ :‬بعتك إن رضي فلن ‪ ،‬أو إن جئتن بكذا ‪.‬‬
‫وكذلك كل بيع علق على شرط مستقبل ‪ .‬بيع العربون صفة بيع العربون أن يشتري شيئا‬
‫ويدفع جزءا من ثنه إل البائع ‪ .‬فإن نفذ البيع احتسب من الثمن ‪ ،‬وإن ل ينفذ أخذه‬

‫‪39‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البائع على أنه هبة له من الشتري ‪ .‬وقد ذهب جهور الفقهاء إل عدم صحة هذا البيع ‪،‬‬
‫لا ‪ /‬صفحة ‪ / 101‬رواه ابن ماجه أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬نى عن بيع العربون‬
‫‪ .‬وضعف المام أحد هذا الديث ‪ ،‬وأجاز بيع العربون لا رواه عن نافع بن عبد الارث‬
‫أنه اشترى لعمر دار السجن من صفوان بن أمية بأربعة آلف درهم ‪ ،‬فإن رضي عمر‬
‫كان البيع نافذا ‪ ،‬وإن ل يرض فلصفوان أربعمائة درهم ‪ .‬وقال ابن سيين وابن السيب ‪:‬‬
‫ل بأس إذا كره السلعة أن يردها ويرد معها شيئا ‪ ،‬وأجازه أيضا ابن عمر ‪ .‬البيع بشرط‬
‫الباءة من العيوب ومن باع شيئا بشرط الباءة من كل عيب مهول ‪ ،‬ل يبأ البائع ‪-‬‬
‫ومت وجد الشتري عيبا بالبيع فله اليار لنه إنا يثبت بعد البيع ‪ ،‬فل يسقط قبله ‪ .‬فإن‬
‫سي العيب أو أبرأه الشتري بعد العقد برئ ‪ .‬وقد ثبت أن عبد ال بن عمر باع زيد بن‬
‫ثابت عبدا بشرط الباءة بثمانائة درهم ‪ ،‬فأصاب به زيد عيبا ‪ ،‬فأراد رده على ابن عمر ‪،‬‬
‫فلم يقبله ‪ ،‬فترافعا إل عثمان فقال عثمان لبن عمر ‪ :‬تلف أنك ل تعلم بذا العيب ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬ل ‪ .‬فرده عليه ‪ ،‬فباعه ابن عمر بألف درهم ‪ / .‬صفحة ‪ / 102‬ذكره المام أحد‬
‫وغيه ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬وهذا اتفاق منهم على صحة البيع وجواز شرط الباءة ‪ ،‬واتفاق‬
‫من عثمان وزيد على أن البائع إذا علم بالعيب ل ينفعه شرط الباءة ‪ .‬الختلف بي‬
‫البائع والشتري إذا اختلف البائع والشتري ف الثمن وليس بينهما بينة فالقول قول البائع‬
‫مع يينه ‪ ،‬والشتري مي بي أن يأخذ السلعة بالثمن الذي قال به البائع وبي أن يلف‬
‫بأنه ما اشتراها بثمن أقل ‪ .‬فإن حلف برئ منها ‪ ،‬وردت السلعة على البائع ‪ ،‬وسواء‬
‫أكانت السلعة قائمة أم تالفة ‪ .‬وأصل ذلك ما رواه أبو داود عن عبد الرحن بن قيس ابن‬
‫الشعث عن أبيه عن جده قال ‪ :‬اشترى الشعث رقيقا من رقيق المس من عبد ال‬
‫بعشرين ألفا ‪ ،‬فأرسل عبد ال إليه ف ثنهم ‪ .‬فقال ‪ :‬إنا أخذتم بعشرة آلف ‪ .‬فقال عبد‬
‫ال ‪ :‬فاختر رجل يكون بين وبينك ‪ .‬قال الشعث ‪ :‬أنت بين وبي نفسك ‪ .‬قال عبد‬
‫ال ‪ :‬فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬إذا اختلف البيعان ليس بينهما‬
‫بينة فهو ما يقول ‪ /‬صفحة ‪ / 103‬رب السلعة أو يتتاركان " ( ‪ . ) 1‬وقد تلقى العلماء‬
‫هذا الديث بالقبول ‪ .‬وقال بعمومه المام الشافعي ‪ ،‬وأن البائع والشتري كما يتحالفان‬
‫إذا اختلفا ف الثمن فإنما يتحالفان إذا اختلفا ف الجل أو ف خيار الشرط أو ف الرهن أو‬

‫‪40‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف الضمي ‪ .‬حكم البيع الفاسد ‪ :‬البيع الصحيح ما وافق أمر الشارع باستيفاء أركانه‬
‫وشروطه ‪ ،‬فحل به ملك البيع والثمن والنتفاع بما ‪ .‬فإذا خالف أمر الشارع ل يكن‬
‫صحيحا بل يقع فاسدا باطل ‪ .‬فالبيع الفاسد هو البيع الذي ل يشرعه السلم ‪ ،‬وهو لذا‬
‫ينعقد ول يفيد حكما شرعيا ول يترتب عليه اللك ولو قبض الشتري البيع ‪ ،‬لن‬
‫الحظور ل يكون طريقا إل اللك ‪ .‬قال القرطب ‪ " :‬كل ما كان من حرام بي ففسخ‬
‫فعلى البتاع رد السلعة بعينها ‪ ،‬فإن تلفت بيده رد القيمة فيما له قيمة ‪ ،‬وذلك كالعقار‬
‫والعروض واليوان ‪ ،‬والثل فيما له مثل من موزون أو مكيل من طعام أو عرض ) ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬يفسخان العقد ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 104‬الربح ف البيع الفاسد ‪ :‬ذهب‬
‫الحناف إل أن البيع بيعا فاسدا إذا قبض البائع الثمن وتصرفه فيه فربح فعليه فسخ البيع‬
‫ورد الثمن للمشتري والتصدق بالربح لصوله له من وجه منهي عنه ومظور عليه بنص‬
‫الكتاب ‪ .‬التسعي معناه ‪ :‬التسعي معناه وضع ثن مدد للسلع الت يراد بيعها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 104‬‬
‫بيث ل يظلم الالك ول يرهق الشتري ‪ .‬النهي عنه ‪ :‬روى أصحاب السنن بسند صحيح‬
‫عن أنس رضي ال عنه قال ‪ :‬قال الناس ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬غل السعر فسعر لنا ‪ ،‬فقال‬
‫رسول ال ‪ " :‬إن ال هو السعر ‪ ،‬القابض الباسط الرازق ‪ .‬وإن لزجو أن ألقى ال وليس‬
‫أحد منكم يطالبن مظلمة ف دم ول مال ‪ .‬وقد استنبط العلماء من هذا الديث حرمة‬
‫تدخل الاكم ف تديد سعر السلع لن ذلك مظنة الظلم ‪ ،‬والناس أحرار ف التصرفات‬
‫الالية ‪ ،‬والجر عليهم مناف ‪ /‬صفحة ‪ / 105‬لذه الرية ‪ .‬ومراعاة مصلحة الشتري‬
‫ليست أول من مراعاة مصلحة البائع ‪ .‬فإذا تقابل المران وجب تكي الطرفي من‬
‫الجتهاد ف مصلحتهما ‪ .‬قال الشوكان ‪ " :‬إن الناس مسلطون على أموالم والتسعي‬
‫حجر عليهم والمام مأمور برعاية مصلحة السلمي ‪ ،‬وليس نظره ف مصلحة الشتري‬
‫برخص الثمن أول من نظره ف مصلحة البائع بتوفي الثمن ‪ ،‬وإذا تقابل المران وجب‬
‫تكي الفريقي من الجتهاد لنفسهم ‪ .‬وإلزام صاحب السلعة أن يبيع با ل يرضى به‬
‫مناف لقول ال تعال ‪ ( :‬إل أن تكون تارة عن تراض منكم ) ( ‪ . ) 1‬اه‍ ‪ .‬ث إن‬

‫‪41‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫التسعي يؤدي إل اختفاء السلع ‪ ،‬وذلك يؤدي إل ارتفاع السعار ‪ ،‬وارتفاع السعار‬
‫يضر بالفقراء ‪ ،‬فل يستطيعون شراءها ‪ ،‬بينما يقوى الغنياء على شرائها من السوق الفية‬
‫بغب فاحش ‪ ،‬فيقع كل منهما ف الضيق والرج ول تتحقق لما مصلحة ‪ ( .‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬سورة النساء آية رقم ‪ / ) . ( . 29‬صفحة ‪ / 106‬الترخيص فيه عند الاجة إليه ‪:‬‬
‫على أن التجار إذ ظلموا وتعدوا تعديا فاحشا يضر بالسوق وجب على الاكم أن يتدخل‬
‫ويدد السعر صيانة لقوق الناس ‪ ،‬ومنعا للحتكار ‪ ،‬ودفعا للظلم الواقع عليهم من جشع‬
‫التجار ‪ .‬ولذلك يرى المام مالك جواز التسعي ‪ ،‬كما يرى بعض الشافعية جوازه أيضا‬
‫ف حالة الغلء ‪ .‬كما ذهب إل إجازته أيضا ف السلع جاعة من أئمة الزيدية ومنهم ‪:‬‬
‫سعيد بن السيب ‪ ،‬وربيعة بن عبد الرحن ‪ ،‬ويي بن سعد النصاري ‪ ،‬كلهم يرون جواز‬
‫التسعي إذا دعت مصلحة الماعة لذلك ‪ . . .‬قال صاحب الداية ‪ ( :‬ول ينبغي للسلطان‬
‫أن يسعر على الناس ‪ ،‬فإن كان أرباب الطعام يتحكمون ويتعدون ف القيمة تعديا‬
‫فاحشا ‪ ،‬وعجز القاضي عن صيانة حقوق السلمي إل بالتسعي ‪ ،‬فحينئذ ل بأس به‬
‫بشورة من أهل الرأي والبصر ) ‪ .‬الحتكار تعريفه ‪ :‬الحتكار هو شراء الشئ وحبسه‬
‫ليقل بي ‪ /‬صفحة ‪ / 107‬الناس فيغلو سعره ( ‪ ) 1‬ويصيبهم بسبب ذلك الضرر ‪.‬‬
‫حكمه ‪ :‬والحتكار حرمه الشارع ونى عنه لا فيه من الشع والطمع وسوء اللق‬
‫والتضييق على الناس ‪ - 1 .‬روى أبو داود والترمذي ومسلم عن معمر أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ ( :‬من احتكر فهو خاطئ ) ‪ - 2 .‬وروى أحد والاكم وابن أب شيبة‬
‫والبزار أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من احتكر الطعام أربعي ليلة فقد برئ من‬
‫ال وبرئ ال منه " ‪ - 3 .‬وذكر رزين ف جامعه أنه صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬بئس‬
‫العبد الحتكر ‪ :‬إن سع برخص ساءه ‪ ،‬وإن سع بغلء فرح " ‪ - 4 .‬وروى ابن ماجة‬
‫والاكم عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬بعض‬
‫العلماء ضيق الواد الت يكون فيهها الحتكار ‪ :‬فيى الشافعي وأحد أن الحتكار ل‬
‫يكون إل ف طعام لنه قوت الناس ‪ ،‬ومنهم من وسعها ‪ .‬فيى أن الحتكار ف أي شئ‬
‫حرام لضرره حيث ل يكون الثمن متعادل مع السلعة الحتكرة ‪ ،‬ويرى بعضهم أنه إذا‬
‫احتكر زرعه أو صنعة يده فل بأس ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ " / 108‬الالب مرزوق ‪،‬‬

‫‪42‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والحتكر ملعون " ‪ .‬والالب هو الذي يلب السلع ويبيعها بربح يسي ‪ - 5 .‬وروى‬
‫أحد والطبان عن معقل بن يسار أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من دخل ف شئ‬
‫من أسعار السلمي ليغليه عليهم كان حقا على ال تبارك وتعال أن يقعده " بعظم من‬
‫النار يوم القيامة " ‪ .‬مت يرم الحتكار ‪ :‬ذهب كثي من الفقهاء إل أن الحتكار الحرم‬
‫هو الحتكار الذي توفر فيه شروط ثلثة ‪ - 1 :‬أن يكون الشئ الحتكر فاضل عن‬
‫حاجته وحاجة من يعولم سنة كاملة ‪ ،‬لنه يوز أن يدخر النسان نفقته ونفقة أهله هذه‬
‫الدة ‪ ،‬كما كان يفعله الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ - 2 .‬أن يكون قد انتظر الوقت‬
‫الذي تغلو فيه السلع ليبيع بالثمن الفاحش لشدة الاجة إليه ‪ - 3 .‬أن يكون الحتكار ف‬
‫الوقت الذي يتاج الناس فيه إل الواد الحتكرة من الطعام والثياب ونوها ‪ .‬فلو كانت‬
‫هذه الواد لدى عدد من التجار ‪ -‬ولكن ل يتاج ‪ /‬صفحة ‪ / 109‬الناس إليها ‪ -‬فإن‬
‫ذلك ل يعد احتكارا ‪ ،‬حيث ل ضرر يقع بالناس ‪ .‬اليار هو طلب خي المرين من‬
‫المضاء أو اللغاء ‪ ،‬وهو أقسام نذكرها فيما يلي ‪ :‬خيار الجلس إذا حصل الياب‬
‫والقبول من البائع والشتري وت العقد فلكل واحد منهما حق إبقاء العقد أو إلغائه ماداما‬
‫ف الجلس‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 109‬‬
‫( أي مل العقد ) ‪ ،‬ما ل يتبايعا على أنه ل خيار ‪ .‬فقد يدث أن يتسرع أحد التعاقدين‬
‫ف الياب أو القبول ‪ ،‬ث يبدو له أن مصلحته تقتضي عدم إنفاذ العقد ‪ ،‬فجعل له الشارع‬
‫هذا الق لتدارك ما عسى أن يكون قد فاته بالتسرع ‪ .‬روى البخاري ومسلم عن حكيم‬
‫بن حزام أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬البيعان باليار ما ل يتفرقا ‪ ،‬فإن‬
‫صدقا وبينا بورك لما ف بيعهما ‪ ،‬وإن كتما وكذبا مقت بركة بيعهما " ‪ / .‬صفحة‬
‫‪ / 110‬أي أن لكل من التبايعي حق إمضاء العقد أو إلغائه ماداما ل يتفرقا بالبدان ‪،‬‬
‫والتفرق يقدر ف كل حالة بسبها ‪ ،‬ففي النل الصغي بروج أحدها ‪ ،‬وف الكبي‬
‫بالتحول من ملسه إل آخر بطوتي أو ثلث ‪ ،‬فإن قاما معا أو ذهبا معا فاليار باق ‪.‬‬
‫والراجح أن التفرق موكول إل العرف ‪ ،‬فما اعتب ف العرف تفرقا حكم به وما ل فل ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫روى البيهقي عن عبد ال ابن عمر قال ‪ :‬بعت من أمي الؤمني عثمان رضي ال عنه مال‬
‫بالوادي بال له بيب ‪ ،‬فلما تبايعنا رجعت على عقب حت خرجت من بيته خشية أن‬
‫يردن البيع ‪ ،‬وكانت السنة أن التبايعي باليار حت يتفرقا ‪ .‬وإل هذا ذهب جاهي‬
‫العلماء من الصحابة والتابعي ‪ .‬وأخذ به الشافعي وأحد من الئمة وقال ‪ :‬إن خيار‬
‫الجلس ثابت ف البيع والصلح والوالة والجارة وف كل عقود العاوضات اللزمة الت‬
‫يقصد منها الال ( ‪ . ) 1‬أما العقود اللزمة الت ل يقصد منها العوض مثل عقد‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬خالف ذلك أبو حنيفة ومالك وقال ‪ :‬إن خيار الجلس باطل ‪ .‬والعقد‬
‫بالقول كاف لزم ‪ ،‬وإذا وجب البيع فليس لحدها اليار وإن كانا ف الجلس ‪ .‬وحل‬
‫التفرق ف الديث على التفرق ف القوال ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 111‬الزواج واللع فإنه ل‬
‫يثبت فيها خيار الجلس ‪ .‬وكذلك العقود غي اللزمة كالضاربة والشركة والوكالة ‪ .‬مت‬
‫يسقط ‪ :‬ويسقط خيار الشرط بإسقاطهما له بعد العقد وإن أسقطه أحدها بقي خيار‬
‫الخر ‪ .‬وينقطع بوت أحدها ‪ .‬خيار الشرط خيار الشرط هو أن يشتري أحد التبايعي‬
‫شيئا على أن له اليار مدة معلومة وإن طالت ( ‪ ) 1‬إن شاء أنفذ البيع ف هذه الدة وإن‬
‫شاء ألغاه ‪ ،‬ويوز هذا الشرط للمتعاقدين معا ولحدها إذا اشترطه ‪ .‬والصل ف‬
‫مشروعيته ‪ - 1 :‬ما جاء عن ابن عمر أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬كل‬
‫بيعي ل بيع بينهما حت يتفرقا إل بيع اليار " ‪ .‬أي ل يلزم البيع بينهما حت يتفرقا ‪ ،‬إل‬
‫إذا اشترط أحدها أو كلها شرط اليار مدة معلومة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا مذهب‬
‫أحد ‪ :‬وذهب أبو حنيفة والشافعي إل أن مدة اليار ثلثة أيام فما دونا ‪ .‬وقال مالك ‪:‬‬
‫الدة مقدرة بقدر الاجة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ - 2 / 112‬وعنه أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا تبايع الرجلن فكل واحد منهما باليار ما ل يتفرقا وكانا جيعا ‪ ،‬أو‬
‫يب أحدها الخر فيتبايعا على ذلك فقد وجب البيع " ‪ .‬رواه الثلثة ‪ .‬ومت انقضت الدة‬
‫العلومة ول يفسخ العقد لزم البيع ‪ .‬ويسقط اليار بالقول كما يسقط بتصرف الشتري‬
‫ف السلعة الت اشتراها بوقف أو هبة أو سوم لن ذلك دليل رضاه ‪ .‬ومت كان اليار له‬
‫فقد نفذ تصرفه ‪ .‬خيار العيب حرمه كتمان العيب عند البيع ‪ :‬يرم على النسان أن يبيع‬
‫سلعة با عيب دون بيانه للمشتري ‪ - 1 .‬فعن عقبة بن عامر قال ‪ :‬سعت رسول ال ‪،‬‬

‫‪44‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يقول ‪ " :‬السلم أخو السلم ‪ ،‬ل يل لسلم باع من أخيه بيعا وفيه‬
‫عيب إل بينه " ‪ .‬رواه أحد وابن ماجه والدار قطن والاكم والطبان ‪ / .‬صفحة ‪113‬‬
‫‪ - 2 /‬وقال العداء بن خالد ‪ :‬كتب ل النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ : ،‬هذا ما اشتراه‬
‫العداء بن خالد بن هوذه من ممد رسول ال اشترى منه عبدا أو أمة ‪ ،‬ل داء ‪ ،‬ول‬
‫غائلة ‪ ،‬ول خبثة ‪ ،‬بيع السلم من السلم " ‪ - 3 .‬ويقول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" من غشنا فليس منا " ‪ .‬حكم البيع مع وجود العيب ‪ :‬ومت ت العقد وقد كان الشتري‬
‫عالا بالعيب فإن العقد يكون لزما ول خيار له لنه رضي به ‪ .‬أما إذا ل يكن الشتري‬
‫عالا به ث علمه بعد العقد فإن العقد يقع صحيحا ‪ ،‬ولكن ل يكون لزما ‪ ،‬وله اليار بي‬
‫أن يرد البيع ويأخذ الثمن الذي دفعه إل البائع وبي أن يسكه ويأخذ من البائع من الثمن‬
‫بقدر ما يقابل النقص الاصل بسبب العيب ‪ ،‬إل إذا رضي به أو وجد منه ما يدل على‬
‫رضاه ‪ ،‬كأن يعرض ما اشتراه للبيع أو يستغله أو يتصرف فيه ‪ .‬قال ابن النذر ‪ :‬إن السن‬
‫وشريا وعبد ال بن السن وابن أب ليلى والثوري وأصحاب الرأي يقولون ‪ / :‬صفحة‬
‫‪ " / 114‬إذا اشترى سعلة فعرضها للبيع بعد علمه بالعيب بطل خياره " ‪ .‬وهذا قول‬
‫الشافعي ‪ .‬الختلف بي التبايعي ‪ :‬إذا اختلف التبايعان فيمن حدث عنده العيب مع‬
‫الحتمال ول بينة لحدها فالقول قول البائع مع يينه ‪ ،‬وقد قضى به عثمان ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 114‬‬
‫وقيل ‪ :‬القول قول الشتري مع يينه ويرده على البائع ‪ .‬شراء البيض الفاسد ‪ :‬من اشترى‬
‫بيض الدجاج فكسره فوجده فاسدا رجع بكل الثمن على البائع إذا شاء ‪ ،‬لن العقد ف‬
‫هذه الال يكون فاسدا لعدم مالية البيع ‪ ،‬وليس عليه أن يرده إل البائع لعدم الفائدة فيه ‪.‬‬
‫الراج بالضمان ‪ :‬وإذا انفسخ العقد وقد كان للمبيع فائدة حدثت ف الدة الت بقي فيها‬
‫عند الشتري فإن هذه الفائدة يستحقها ‪ .‬فعن عائشة ‪ ،‬رضي ال عنها ‪ ،‬أن النب ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ / :‬صفحة ‪ " / 115‬الراج بالضمان " ‪ .‬رواه أحد وأصحاب‬
‫السنن وصححه الترمذي ‪ .‬أي أن النفعة الت تأت من البيع تكون من حق الشتري بسبب‬
‫ضمانه له لو تلف عنده ‪ .‬فلو اشترى بيمة واستغلها أياما ث ظهر با عيب سابق على‬

‫‪45‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البيع بقول أهل البة فله حق الفسخ ‪ ،‬وله الق ف هذا الستغلل دون أن يرجع عليه‬
‫البائع بشئ ‪ .‬وجاء ف بعض الروايات ‪ :‬أن رجل ابتاع غلما فاستغله ث وجد به عيبا‬
‫فرده بالعيب ‪ .‬فقال البائع ‪ :‬غلة عبدي ‪ .‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬الغلة‬
‫بالضمان " ‪ .‬رواه أبو داود وقال فيه ‪ :‬هذا إسناد ليس بذاك ‪ .‬خيار التدليس ف البيع ‪ :‬إذا‬
‫دلس البائع على الشتري ما يزيد به الثمن حرم عليه ذلك ‪ .‬وللمشتري خيار الرد ثلثة‬
‫أيام ‪ ،‬وقيل إن اليار يثبت له على الفور ‪ .‬أما الرمة فللغش والتغرير ‪ ،‬والرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول ‪ / :‬صفحة ‪ " / 116‬من غشنا فليس منا " ‪ .‬وأما ثبوت خيار الرد‬
‫فلقوله صلوات ال وسلمه عليه فيما رواه عنه أبو هريرة ‪ " :‬ل تصروا البل والغنم ( ‪) 1‬‬
‫فمن ابتاعها فهو بي النظرين بعد أن يلبها ‪ ،‬إن شاء أمسك وإن شاء ردها وصاعا من‬
‫تر " ( ‪ ) 2‬رواه البخاري ومسلم ‪ .‬قال ابن عبد الب ‪ :‬هذا الديث أصل ف النهي عن‬
‫الغش وأصل ف أنه ( أي التدليس ) ل يفسد أصل البيع ‪ ،‬وأصل ف أن مدة اليار ثلثة‬
‫أيام ‪ ،‬وأصل ف تري التصرية وثبوت اليار با ‪ .‬فإذا كان التدليس من البائع بدون قصد‬
‫انتفت الرمة مع ثبوت اليار للمشتري دفعا للضرر عنه ‪ .‬خيار الغب ( ‪ ) 3‬ف البيع‬
‫والشراء ‪ :‬الغب قد يكون بالنسبة للبائع ‪ ،‬كأن يبيع ما يساوي خسة بثلثة ‪ ( .‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬أي ل تتركوا لبنها ف ضرعها أياما حت يعظم فتشتد الرغبة فيها ‪ ) 2 ( .‬أي يرد‬
‫معها صاعا من تر أو شيئا من غالب قوتم بدل من اللب الزائد عن نفقتها إذا كانت‬
‫تعلف ‪ ،‬أو ما يرتضيه التعاقدان من قوت وغيه ‪ ) 3 ( .‬ويسمى بالسترسل ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 117‬وقد يكون بالنسبة للمشتري ‪ ،‬كأن يشتري ما قيمته ثلثة بمسة ‪ .‬فإذا‬
‫باع النسان أو اشترى وغب كان له اليار ف الرجوع ف البيع وفسخ العقد ‪ ،‬بشرط أن‬
‫يكون جاهل ثن السلعة ول يسن الماكسة ‪ ،‬لنه يكون حينئذ مشتمل على الداع‬
‫الذي يب أن يتنه عنه السلم ‪ .‬فإذا حدث هذا كان له اليار بي إمضاء العقد أو إلغائه‬
‫‪ .‬ولكن هل يثبت اليار بجرد الغب ؟ قيده بعض العلماء بالغب الفاحش ‪ ،‬وقيده بعضهم‬
‫بأن يبلغ ثلث القيمة ‪ ،‬وقيده البعض بجرد الغب ‪ .‬وإنا ذهبوا إل هذا التقييد لن البيع ل‬
‫يكاد يسلم من مطلق الغب ‪ ،‬ولن القليل يكن أن يتسامح به ف العادة ‪ .‬وأول هذه‬
‫الراء أن الغب يقيد بالعرف والعادة ‪ .‬فما اعتبه العرف والعادة غبنا ثبت فيه اليار ‪ ،‬وما‬

‫‪46‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل يعتباه ل يثبت فيه ‪ .‬وهذا مذهب أحد ومالك ‪ ،‬وقد استدل عليه با رواه البخاري‬
‫ومسلم عن ابن عمر ‪ ،‬رضي ال عنهما ‪ ،‬قال ‪ / :‬صفحة ‪ / 118‬ذكر رجل ‪ -‬اسه‬
‫حبان بن منقذ ‪ -‬للنب صلى ال ال عليه وسلم أنه يدع ف البيوع ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إذا بايعت‬
‫فقل ‪ :‬ل خلبة " ( ‪ . ) 1‬زاد ابن اسحاق ف رواية يونس بن بكي وعبد العلى عنه ‪" :‬‬
‫ث أنت باليار ف كل سلعة ابتعتها ثلث ليال ‪ ،‬فإن رضيت فأمسك ‪ ،‬وإن سخطت‬
‫فاردد " ‪ .‬فبقي ذلك الرجل حت أدرك عثمان وهو ابن مائة وثلثي سنة ‪ ،‬فكثر الناس ف‬
‫زمن عثمان ‪ ،‬فكان إذا اشترى شيئا ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬إنك غبنت فيه ‪ ،‬رجع ‪ ،‬فيشهد له رجل‬
‫من الصحابة بأن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قد جعله باليار ثلثا ‪ ،‬فترد له دراهه ‪.‬‬
‫وذهب المهور من العلماء إل أنه ل يثبت اليار بالغب لعموم أدلة البيع ونفوذه من غي‬
‫تفرقة بي ما فيه غب وغيه ‪ .‬وأجابوا عن الديث الذكور ‪ :‬بأن الرجل كان ضعيف‬
‫العقل ‪ ،‬وإن كان ضعفه ل يرج به عن حد التمييز ‪ ،‬فيكون تصرفه مثل تصرف الصغي‬
‫الميز ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي ل خديعة ‪ .‬وظاهر هذا أن من قال ذلك ثبت له اليار سواء‬
‫غب أم ل يغب ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 119‬الأذون له بالتجارة ‪ ،‬فيثبت له اليار مع الغب ‪،‬‬
‫ولن الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬لقنه أن يقول ‪ :‬ل خلبة ‪ ،‬أي عدم الداع ‪،‬‬
‫فكان بيعه وشراؤه مشروطي بعدم الداع ‪ ،‬فيكون من باب خيار الشرط ‪ .‬تلقي اللب‬
‫‪ :‬ومن صور الغب تلقي اللب ‪ ،‬وهو أن يقدم ركب‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 119‬‬
‫التجارة بتجارة فيتلقاه رجل قبل دخولم البلد وقبل معرفتهم السعر ‪ ،‬فيشتري منهم‬
‫بأرخص من سعر البلد ‪ ،‬فإذا تبي لم ذلك كان لم اليار دفعا للضرر ‪ ،‬لا رواه مسلم‬
‫عن أب هريرة أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬نى عن تلقي اللب ‪ ،‬وقال ‪ " :‬ل تلقوا‬
‫اللب ‪ ،‬فمن تلقاه فاشترى منه فإذا أتى السوق فهو باليار " ‪ .‬وهذا النهي للتحري ف‬
‫قول أكثر العلماء ‪ .‬التناجش ‪ :‬ومنه أيضا التناجش ‪ ،‬وهو الزيادة ف ثن السلعة عن‬
‫مواطأة لرفع سعرها ول يريد شراءها ليغر غيه بالشراء بذا السعر الزائد ‪ .‬وف البخاري‬
‫ومسلم عن ابن عمر ‪ :‬نى رسول ال ‪ /‬صفحة ‪ / 120‬صلى ال عليه وسلم عن‬

‫‪47‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النجش ‪ ،‬وهو مرم باتفاق العلماء ‪ .‬قال الافظ بن حجر ف فتح الباري ‪ " :‬واختلفوا ف‬
‫البيع إذا وقع على ذلك ‪ ،‬ونقل ابن النذر عن طائفة من أهل الديث فساد ذلك البيع ‪،‬‬
‫وهو قول أهل الظاهر ورواية عن مالك ‪ ،‬وهو الشهور عند النابلة إذا كان ذلك بواطأة‬
‫الالك أو صنعه ‪ .‬والشهور عند الالكية ف مثل ذلك ثبوت اليار ‪ ،‬وهو وجه للشافعية‬
‫قياسا على الصراة ‪ ،‬والصح عندهم صحة البيع مع الث ‪ ،‬وهو قول النفية " ‪ .‬ا ه‍ ‪.‬‬
‫القالة من اشترى شيئا ث ظهر له عدم حاجته إليه ‪ .‬أو باع شيئا بدا له أنه متاج إليه ‪.‬‬
‫فلكل منهما أن يطلب القالة وفسخ العقد ( ‪ . ) 1‬وقد رغب السلم فيها ودعا إليها ‪.‬‬
‫روى أبو داود وابن ماجه عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬كما تصح من الضارب والشريك ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ " / 121‬من أقال مسلما أقال‬
‫ال عثرته " ‪ .‬وهي فسخ ل بيع ‪ .‬وتوز قبل قبض البيع ‪ ،‬ول يثبت فيها خيار الجلس ول‬
‫خيار الشرط ول شفعة فيها لنا ليست بيعا ‪ .‬وإذا انفسخ العقد رجع كل من التعاقدين‬
‫با كان له ‪ ،‬فيأخذ الشتري الثمن ويأخذ البائع العي البيعة ‪ .‬وإذا تلفت العي البيعة أو‬
‫مات العاقد أو زاد الثمن أو نقص فإنا ل تصح ‪ .‬السلم تعريفه ‪ :‬السلم ويسمى السلف (‬
‫‪ ) 1‬وهو بيع شئ موصوف ف الذمة بثمن معجل ‪ ،‬والفقهاء تسميه ‪ :‬بيع الحاويج ‪ ،‬لنه‬
‫بيع غائب تدعو إليه ضرورة كل واحد من التبايعي ‪ ،‬فإن صاحب رأس الال متاج إل‬
‫أن يشتري السلعة ‪ ،‬وصاحب السلعة متاج إل ثنها قبل حصولا عنده لينفقها على نفسه‬
‫وعلى زرعه حت ينضج فهو من الصال الاجية ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬مأخوذ من التسليف‬
‫وهو التقدي لن الثمن هنا مقدم على البيع ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 122‬ويسمي الشتري ‪:‬‬
‫السلم ‪ ،‬أو رب السلم ‪ .‬ويسمى البائع ‪ :‬السلم إليه ‪ .‬والبيع ‪ :‬السلم فيه ‪ ،‬والثمن ‪ :‬رأس‬
‫مال السلم ‪ .‬مشروعيته ‪ :‬وقد ثبتت مشروعيته بالكتاب والسنة والجاع ‪ - 1 .‬قال ابن‬
‫عباس ‪ ،‬رضي ال عنهما ‪ " : ،‬أشهد أن السلف الضمون إل أجل قد أحله ال ف كتابه‬
‫وأذن فيه " ‪ .‬ث قرأ قوله تعال ‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتهم بدين إل أجل مسمى‬
‫فاكتبوه ( ‪ - 2 . " ) 1‬وروى البخاري ومسلم ‪ :‬أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قدم‬
‫الدينة وهم يسلفون ف الثمار السنة والسنتي فقال ‪ " :‬من أسلف فليسلف ف كيل معلوم‬
‫ووزن معلوم إل أجل معلوم " ‪ .‬وقال ابن النذر ‪ :‬أجع كل من نفظ عنه من أهل العلم‬

‫‪48‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على أن السلم جائز ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة آية رقم ‪ / ) . ( . 282‬صفحة‬
‫‪ / 123‬مطابقته لقواعد الشريعة ‪ :‬ومشروعية السلم مطابقة لقتضى الشريعة ومتفقة مع‬
‫قواعدها وليست فيها مالفة للقياس ‪ ،‬لنه كما يوز تأجيل الثمن ف البيع يوز تأجيل‬
‫البيع ف السلم ‪ ،‬من غي تفرقة بينهما وال سبحانه وتعال يقول ‪ " :‬إذا تداينتم بدين إل‬
‫أجل مسمى فاكتبوه " ‪ .‬والدين هو الؤجل من الموال الضمونة ف الذمة ‪ ،‬ومت كان‬
‫البيع موصوفا ومعلوما ومضمونا ف الذمة ‪ ،‬وكان الشتري على ثقة من توفية البائع البيع‬
‫عند حلول الجل ‪ ،‬كان البيع دينا من الديون الت يوز تأجيلها والت تشملها الية كما‬
‫قال ابن عباس ‪ ،‬رضي ال عنهما ‪ .‬ول يدخل هذا ف ني رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أن يبيع الرء ما ليس عنده ‪ ،‬كما جاء ف قوله لكيم بن حزام ‪ " :‬ل تبع ل ليس عندك (‬
‫‪ . " ) 1‬فإن القصود من هذا النهي أن يبيع الرء مال قدرة له على تسليمه ‪ ،‬لن مال‬
‫قدرة له على تسليمه ليس عنده حقيقة فيكون بيعه غررا ومغامرة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫أخرجه أحد وأصحاب السنن وصححه الترمذي وابن حبان ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 124‬‬
‫أما بيع الوصوف الضمون ف الذمة مع غلبة الظن بإمكان توفيته ف وقته ‪ ،‬فليس من هذا‬
‫الباب ف شئ ‪ .‬شروطه ‪ :‬للسلم شروط ل بد من أن تتوفر فيه حت يكون صحيحا ‪.‬‬
‫وهذه الشروط منها ما يكون ف رأس الال ‪ .‬ومنها ما يكون ف السلم فيه ‪ .‬شروط رأس‬
‫الال ‪ :‬أما شروط رأس الال فهي ‪ - 1 :‬أن يكون معلوم النس ‪ - 2 .‬أن يكون معلوم‬
‫القدر ‪ ) 3 ( .‬أن يسلم ف الجلس ‪ .‬شروط السلم فيه ‪ :‬ويشترط ف السلم فيه ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 124‬‬
‫‪ - 1‬أن يكون ف الذمة ‪ - 2 .‬وأن يكون موصوفا با يؤدي إل العلم بقداره وأوصافه‬
‫الت تيزه عن غيه ‪ ،‬كي ينت الغرر وينقطع الناع ‪ - 3 .‬وأن يكون الجل معلوما ‪.‬‬
‫وهل يوز إل الصاد والذاذ وقدوم الاج إل العطاء ؟ ‪ /‬صفحة ‪ / 125‬فقال مالك ‪:‬‬
‫يوز مت كانت معلومة كالشهور والسني ‪ .‬اشتراط الجل ‪ :‬ذهب المهور إل اعتبار‬
‫الجل ف السلم ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬ل يوز السلم حال ‪ .‬وقالت الشافعية ‪ :‬يوز ‪ ،‬لنه إذ جار‬
‫مؤجل مع الغرر فجوازه حال أول ‪ .‬وليس ذكر الجل ف الديث لجل الشتراط بل‬

‫‪49‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫معناه إن كان لجل فليكن معلوما ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬والق ما ذهبت إليه الشافعية من‬
‫عدم اعتبار الجل لعدم ورود دليل يدل عليه ‪ ،‬فل يلزم التقيد بكم بدون دليل ‪ .‬وأما ما‬
‫يقال ‪ :‬من أنه يلزم مع عدم الجل أن يكون بيعا للمعدوم ‪ ،‬ول يرخص فيه إل ف‬
‫السلم ‪ ،‬ول فارق بينه وبي البيع إل الجل ‪ :‬فيجاب عنه بأن الصيغة فارقة ‪ ،‬وذلك كاف‬
‫‪ .‬ل يشترط ف السلم فيه أن يكون عند السلم إليه ‪ :‬ل يشترط ف السلم أن يكون السلم‬
‫إليه مالكا للمسلم فيه بل يراعى وجوده عند الجل ‪ .‬ومت انقطع البيع عند ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 126‬مل الجل انفسخ العقد ‪ ،‬ول يضر انقطاعه قبل حلوله ‪ .‬روى البخاري عن‬
‫ممد بن الجالد قال ‪ :‬بعثن عبد ال بن شداد وأبو بردة إل عبد ال بن أب أوف فقال ‪:‬‬
‫سله هل كان أصحاب النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ف عهد النب ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬يسلفون ف النطة ؟ فقال عبد ال ‪ :‬كنا نسلف نبيط ( ‪ ) 1‬أهل الشام ف النطة‬
‫والشعي والزيت ف كيل معلوم إل أجل معلوم ‪ .‬قلت ‪ :‬إل من كان أصله عنده ؟ قال ‪:‬‬
‫ما كنا نسألم عن ذلك ‪ .‬ث بعثان إل عبد الرحن بن أبزي ‪ ،‬فسألته فقال ‪ :‬كان‬
‫أصحاب النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يسلفون على عهد النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫ول نسألم ألم حرث أم ل ‪ .‬ل يفسد العقد بالسكوت عن موضع القبض ‪ :‬لو سكت‬
‫التعاقدان عن تعيي موضع القبض فالسلم صحيح ولو ل يتعي الوضع لنه ل يبي ف‬
‫الديث ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أهل الزراعة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬نصارى الشام ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪127‬‬
‫‪ /‬ولو كان شرطا لذكره الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬كما ذكر الكيل والوزن‬
‫والجل ‪ .‬السلم ف اللب والرطب ‪ :‬قال القرطب ‪ " :‬وأما السلم ف اللب والرطب مع‬
‫الشروع ف أخذه فهي مسألة مدنية اجتمع عليها أهل الدينة ‪ .‬وهي مبنية على قاعدة‬
‫الصلحة ‪ ،‬لن الرء يتاج إل أخذ اللب والرطب مياومة ويشق أن يأخذ كل يوم ابتداء ‪،‬‬
‫لن النقد قد ل يضره ‪ ،‬ولن السعر قد يتلف عليه ‪ ،‬وصاحب النخل واللب متاج إل‬
‫النقد لن الذي عنده عروض ل ينصرف له ‪ ،‬فلما اشتركا ف الاجة رخص لما ف هذه‬
‫العاملة قياسا على العرايا وغيها من أصول الاجات والصال " ‪ .‬اه‍ ‪ .‬جواز أخذ غي‬
‫السلم فيه عوضا عنه ‪ :‬ذهب جهور الفقهاء إل عدم جواز أخذ غي السلم فيه عوضا عنه‬
‫مع بقاء عقد السلم ‪ ،‬لنه يكون قد باع دين السلم فيه قبل قبضه ‪ .‬ولقول الرسول صلى‬

‫‪50‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال عليه وسلم ‪ / :‬صفحة ‪ " / 128‬من أسلف ف شئ فل يصرفه إل غيه " ( ‪. ) 1‬‬
‫وأجازه المام مالك وأحد ‪ .‬قال ابن النذر ‪ :‬ثبت عن ابن عباس أنه قال ‪ " :‬إذا أسلفت‬
‫ف شئ إل أجل ‪ ،‬فإن أخذت ما أسلفت فيه وإل فخذ عوضا أنقص منه ‪ ،‬ول تربح‬
‫مرتي " ‪ .‬رواه شعبة وهو قول الصحاب ‪ ،‬وقول الصحاب حجة ما ل يالف ‪ .‬وأما‬
‫الديث ففيه عطية بن سعد وهو ل يتج بديثه ‪ .‬ورجح هذا ابن القيم فقال ‪ -‬بعد أن‬
‫ناقش أدلة كل من الفريقي ‪ : -‬فثبت أنه ل نص ف التحري ول إجاع ول قياس ‪ ،‬وأن‬
‫النص والقياس يقتضيان الباحة ‪ .‬والواجب عند التنازع الرد إل ال وإل الرسول ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ .‬وأما إذا انفسخ عقد السلم بإقالة ونوها ‪ .‬فقيل ‪ :‬ل يوز أن يأخذ عن‬
‫دين السلم عوضا من غي جنسه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه الدار قطن عن ابن عمر ‪) . ( .‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 129‬وقيل ‪ :‬يوز أخذ العوض عنه ‪ ،‬وهو مذهب الشافعي واختيار القاضي‬
‫أب يعلى وابن تيمية ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬وهو الصحيح ‪ ،‬لن هذا عوض مستقر ف الذمة‬
‫فحازت العاوضة كسائر الديون من القرض وغيه ‪ / .‬صفحة ‪ / 130‬الربا تعريفه ‪- :‬‬
‫الربا ف اللغة ‪ :‬الزيادة ‪ ،‬والقصود به هنا ‪ :‬الزيادة على رأس الال ‪ ،‬قلت أو كثرت ‪.‬‬
‫يقول ال سبحانه ‪ " :‬وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم ل تظلمون ول تظلمون " ( ‪. ) 1‬‬
‫حكمه ‪ - :‬وهو مرم ف جيع الديان السماوية ‪ ،‬ومظور ف اليهودية والسيحية‬
‫والسلم ‪ .‬جاء ف العهد القدي ‪ ( :‬إذا أقرضت مال لحد من أبناء شعب ‪ ،‬فل تقف منه‬
‫موقف الدائن ‪ .‬ل تطلب منه ربا لالك ) ‪ .‬آية ‪ ، 25‬فصل ‪ ، 22‬من سفر الروج ‪.‬‬
‫وجاء فيه أيضا ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة آية رقم ‪ / ) . ( . 279‬صفحة ‪/ 131‬‬
‫( إذا افتقر أخوك فاحله ‪ . . .‬ل تطلب منه ربا ول منفعة ) ‪ .‬آية ‪، 35‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 131‬‬
‫فصل ‪ ، 25‬من سفر اللويي ‪ .‬إل أن اليهود ل يرون مانعا من أخذ الربا من غي‬
‫اليهودي ‪ ،‬كما جاء ف آية ‪ ، 20‬من الفصل ‪ ، 23‬من سفر التثنية ‪ .‬وقد رد عليهم‬
‫القرآن ‪ ،‬ففي سورة النساء ( ‪ ( : ) 1‬وأخذهم الربا وقد نوا عنه ) ‪ .‬وف كتاب العهد‬
‫الديد ‪ ( :‬إذا أقرضتم لن تنتظرون منه الكافأة ‪ ،‬فأي فضل يعرف لكم ؟ ولكن افعلوا‬

‫‪51‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اليات ‪ ،‬وأقرضوا غي منتظرين عائدتا ‪ .‬وإذن يكون ثوابكم جزيل ) ‪ .‬آية ‪ 34‬وآية‬
‫‪ ، 35‬من الفصل ‪ ، 6‬من إنيل لوقا ‪ .‬واتفقت كلمة رجال الكنيسة على تري الربا‬
‫تريا قاطعا استنادا إل هذه النصوص ‪ .‬قال سكوبار ‪ ( :‬إن من يقول إن الربا ليس‬
‫معصية يعد ملحدا ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النساء آية رقم ‪ / ) . ( . 269‬صفحة ‪132‬‬
‫‪ /‬خارجا عن الدين ) ‪ .‬وقال الب بون ‪ ( :‬إن الرابي يفقدون شرفهم ف الياة الدنيا ‪،‬‬
‫وليسوا أهل للتكفي بعد موتم ) ‪ .‬وف القرآن الكري تدث عن الربا ف عدة مواضع‬
‫مرتبة ترتيبا زمنيا ‪ ،‬ففي العهد الكي نزل قول ال سبحانه ‪ " :‬وما آتيتم من ربا ليبوا ف‬
‫أموال الناس فل يربوا عند ال ‪ ،‬وما آتيتم من زكاة تريدون وجه ال فأولئك هم‬
‫الضعفون ( ‪ . " ) 1‬وف العهد الدن نزل تري الربا صراحة ف قول ال سبحانه ‪ " :‬يا‬
‫أيها الذين آمنوا ل تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا ال لعلكم ترحون ( ‪ . " ) 2‬وآخر‬
‫ما ختم به التشريع قول ال سبحانه ‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وذروا ما بقي من الربا‬
‫إن كنتم مؤمني ‪ ،‬فإن ل تفعلوا فأذنوا برب من ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الروم آية رقم‬
‫‪ ) 2 ( . 39‬سورة آل عمران آية رقم ‪ / ) . ( . 130‬صفحة ‪ / 133‬ال ورسوله ‪،‬‬
‫وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم ل تظلمون ول تظلمون ( ‪ . " ) 1‬وف هذه الية رد قاطع‬
‫على من يقول ‪ :‬إن الربا ل يرم إل إذا كان أضعافا مضاعفة ‪ ،‬لن ال ل يبح إل رد‬
‫رءوس الموال دون الزيادة عليها ‪ .‬وهذا آخر ما نزل ف هذا المر ‪ .‬وهو من كبائر‬
‫الث ‪ ،‬روى البخاري ومسلم عن أب هريرة أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫اجتنبوا السبع الوبقات " ‪ .‬قالوا ‪ :‬وما هن يا رسول ال ؟ قال ‪ :‬الشرك بال ‪ ،‬والسحر ‪،‬‬
‫وقتل النفس الت حرم ال إل بالق ‪ ،‬وأكل الربا ‪ ،‬وأكل مال اليتيم ‪ ،‬والتول يوم الزحف‬
‫‪ ،‬وقذف الحصنات الغافلت الؤمنات " ‪ .‬وقد لعن ال كل من اشترك ف عقد الربا ‪،‬‬
‫فلعن الدائن الذي يأخذه ‪ ،‬والستدين الذي يعطيه ‪ ،‬والكاتب الذي يكتبه ‪ ،‬والشاهدين‬
‫عليه ‪ .‬روى البخاري ومسلم وأحد وأبو داود ‪ ،‬والترمذي وصححه ‪ ،‬عن جابر بن عبد‬
‫ال ‪ ،‬أن رسول ال ‪ ،‬صلى ال ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة آية رقم ‪ ، 278‬وآية رقم‬
‫‪ / ) . ( . 279‬صفحة ‪ / 134‬عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ ( :‬لعن ال آكل الربا ‪ ،‬ومؤكله ‪،‬‬
‫وشاهديه ‪ ،‬وكاتبه ) روى الدار قطن عن عبد ال بن حنظلة أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه‬

‫‪52‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬الدرهم ربا أشد عند ال تعال من ست وثلثي زنية ف الطيئة " ‪ .‬وقال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬الربا تسعة وتسعون بابا ‪ ،‬أدناها كأن يأت الرجل بأمه " ‪.‬‬
‫الكمة ف تري الربا ‪ :‬الربا مرم ف جيع الديان السماوية ‪ ،‬والسبب ف تريه ما فيه من‬
‫ضرر عظيم ‪ - 1 :‬أنه يسبب العداوة بي الفراد ‪ ،‬ويقصي على روح التعاون بينهم ‪.‬‬
‫والدبان كلها ‪ ،‬ول سيما السلم ‪ ،‬تدعو إل التعاون واليثار وتبغض الثرة والنانية‬
‫واستغلل جهد الخرين ‪ - 2 .‬وأنه يؤدي إل حلق طبقة مترفة ل تعمل شيئا ‪ ،‬كما‬
‫يؤدي إل تضخيم الموال ف أيديها دون جهد مبذول ‪ ،‬فتكون كالنباتات الطفيلية تنمو‬
‫على حساب غيها ‪ .‬والسلم يجد العمل ويكرم العاملي ويعله أفضل وسيلة من‬
‫وسائل الكسب ‪ ،‬لنه يؤدي إل الهارة ‪ ،‬ويرفع ‪ /‬صفحة ‪ / 135‬الروح العنوية ف الفرد‬
‫‪ - 3 .‬وهو وسيلة الستعمار ‪ ،‬ولذلك قيل ‪ :‬الستعمار يسي وراء تاجر أو قسيس ‪.‬‬
‫ونن قد عرفنا الربا وآثاره ف استعمار بلدنا ‪ - 4 .‬والسلم بعد هذا يدعو إل أن‬
‫يقرض النسان أخاه قرضا حسنا إذا احتاج إل الال ويثيب عليه أعظم مثوبة ‪ " :‬وما‬
‫آتيتم من ربا ليبوا ف أموال الناس فل يربوا عند ال وما آتيتم من زكاة تريدون وجه ال‬
‫فأولئك هم الضعفون " ( ‪ . ) 1‬أقسامه ‪ :‬والربا قسمان ‪ ) 1 ( :‬ربا النسيئة ( ‪ ) 2‬وربا‬
‫الفضل ‪ .‬ربا النسيئة ‪ :‬وربا النسيئة ( ‪ ) 2‬هو الزيادة الشروطة الت يأخذها الدائن من‬
‫الدين نظي التأجيل ‪ .‬وهذا النوع مرم بالكتاب والسنة وإجاع الئمة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫سورة الروم آية رقم ‪ ) 2 ( . 39‬النسيئة ‪ :‬التأجيل والتأخي أي الربا الذي يكون بسبب‬
‫التأجيل ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 136‬ربا الفضل ‪ :‬وربا الفضل وهو بيع النقود بالنقود أو‬
‫الطعام بالطعام مع الزيادة وهو مرم بالسنة والجاع لنه ذريعة إل ربا النسيئة ‪ .‬وأطلق‬
‫عليه اسم الربا توزا ‪ .‬كما يطلق اسم السبب‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 136‬‬
‫يطلق اسم السبب على السبب ‪ .‬روى أبو سعيد الدري أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل تبيعوا الدرهم بالدرهي ‪ ،‬فإن أخاف عليكم الرماء " أي ‪ :‬الربا ‪.‬‬
‫فنهى عن ربا الفضل لا يشاه عليهم من ربا النسيئة ‪ .‬وقد نص الديث على تري الربا‬

‫‪53‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف ستة أعيان ‪ :‬الذهب والفضة والقمح والشعي والتمر واللح ‪ .‬فعن أب سعيد قال ‪ :‬قال‬
‫رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ " : ،‬الذهب بالذهب والفضة بالفضة والب بالب واللح‬
‫باللح مثل بثل يدا بيد ‪ ،‬فمن زاد أو استزاد فقد أرب ‪ ،‬الخذ والعطي سواء " ‪ .‬رواه‬
‫أحد والبخاري ‪ / .‬صفحة ‪ / 137‬علة التحري ‪ :‬هذه العيان الستة الت خصها الديث‬
‫بالذكر تنتظم الشياء الساسية الت يتاج الناس إليها والت ل غن لم عنها ‪ .‬فالذهب‬
‫والفضة ها العنصران الساسيان للنقود تنضبط با العاملة والبادلة ‪ ،‬فهما معيار الثان‬
‫الذي يرجع إليه ف تقوي السلع ‪ .‬وأما بقية العيان الربعة فهي عناصر الغذية وأصول‬
‫القوت الذي به قوام الياة ‪ .‬فإذا جرى الربا ف هذه الشياء كان ضارا بالناس ومفضيا إل‬
‫الفساد ف العاملة ‪ ،‬فمنع الشارع منه رحة بالناس ورعاية لصالهم ‪ .‬ويظهر من هذا أن‬
‫علة التحري بالنسبة للذهب والفضة كونما ثنا ‪ ،‬وأن علة التحري بالنسبة لبقية الجناس‬
‫كونا طعاما ‪ .‬فإذا وجدت هذه العلة ف نقد آخر غي الذهب والفضة أخذ حكمه ‪ ،‬فل‬
‫يباع إل مثل بثل يدا بيد ‪ .‬وكذلك إذا وجدت هذه العلة ف طعام آخر غي القمح‬
‫والشعي والتمر واللح ‪ ،‬فإنه ل يباع إل مثل بثل يدا بيد ‪ .‬روى مسلم عن معمر بن عبد‬
‫ال عن النب أنه نى ‪ /‬صفحة ‪ / 138‬عن بيع الطعام إل مثل بثل ‪ ،‬فكل ما يقوم مقام‬
‫هذه الجناس الستة يقاس عليها ويأخذ حكمها ‪ ،‬فإذا اتفق البدلن ف النس والعلة حرم‬
‫التفاضل وحرم النساء أي التأجيل ‪ .‬فإذا بيع ذهب بذهب أو قمح بقمح فإنه يشترط‬
‫لصحة هذا التبادل شرطان ‪ - 1 :‬التساوي ف الكمية بقطع النظر عن الودة والرداءة‬
‫للحديث الذكور ‪ ،‬ولا رواه مسلم أن رجل جاء إل رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫بشئ من التمر ‪ ،‬فقال له النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ : ،‬ما هذا من ترنا ؟ فقال الرجل ‪:‬‬
‫يارسول ال ‪ ،‬بعنا ترنا صاعي بصاع ‪ .‬فقال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ذلك الربا ‪ ،‬ردوه ث‬
‫بيعوا ترنا ث اشتروا لنا من هذا ‪ .‬وروى أبو داود عن فضالة قال ‪ :‬أت النب ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬بقلدة فيها ذهب وخرز اشتراها رجل بتسعة دناني أو سبعة ‪ ،‬فقال النب ‪:‬‬
‫ل ‪ ،‬حت تيز بينهما ‪ .‬قال ‪ :‬فرده حت ميز بينهما ‪ .‬ولسلم ‪ " :‬أمر بالذهب الذي ف‬
‫القلدة فنع وحده ‪ ،‬ث قال ‪ :‬الذهب بالذهب وزنا بوزن " ( ‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫أفاد ابن القيم يل بيع الصوغات الباحة بأكثر من وزنا ذهبا ‪ ،‬والصوغات ( ‪/ ) .‬‬

‫‪54‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صفحة ‪ - 2 / 139‬عدم تأجيل أحد البدلي ‪ ،‬بل ل بد من التبادل الفوري ‪ ،‬لقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إذا كان يدا بيد " ‪ .‬وف هذا يقول الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " ،‬ل تبيعوا الذهب بالذهب إل مثل بثل ‪ ،‬ول تشفوا ( ‪ ) 1‬بعضها على بعض ‪،‬‬
‫ول تبيعوا الورق بالورق إل مثل بثل ‪ ،‬ول تشفوا بعضها على بعض ‪ ،‬ول تبيعوا غائبا‬
‫منها بناجز " ‪ .‬رواه البخاري ومسلم عن أب سعيد ‪ .‬وإذا اختلف البدلن ف النس‬
‫واتدا ف العلة حل التفاضل وحرم النساء ‪ .‬فإذا بيع ذهب بفضة أو قمح بشعي فهنا‬
‫يشترط شرط واحد وهو الفورية ‪ ،‬ول يشترط التساوي ف الكم بل يوز التفاضل ‪ .‬روى‬
‫أبو داود أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل بأس ببيع الب بالشعي ‪ ،‬والشعي‬
‫أكثرها ‪ ،‬يدا بيد " ‪ .‬وف حديث عبادة عند أحد ومسلم ‪ " :‬فإذا اختلفت هذه الصناف‬
‫فبيعوا كيف شئتم إذا ( هامش ) الفضية الباحة بأكثر من وزنا فضة ‪ ) 1 ( .‬تشفوا ‪:‬‬
‫تفضلوا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 140‬كان يدا بيد " ‪ .‬وإذا اختلف البدلن ف النس والعلة‬
‫فإنه ل يشترط شئ فيحل التفاضل والنساء ‪ .‬فإذا بيع الطعام بالفضة حل التفاضل‬
‫والتأجيل ‪ ،‬وكذا إذا بيع ثوب بثوبي أو إناء بإناءين ‪ .‬واللصة أن كل ما سوى الذهب‬
‫والفضة والأكول والشروب ل يرم فيه الربا ‪ ،‬فيجوز بيع بعضه ببعض متفاضل ونسيئة ‪،‬‬
‫ويوز فيه التفرق قبل التقابض ‪ ،‬فيجوز بيع شاة بشاتي نسيئة ‪ ،‬ونقدا ‪ ،‬وكذلك شاة‬
‫بشاة لديث عمرو بن العاص ( أن رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أمره أن يأخذ ف‬
‫قلئص الصدقة البعي بالبعيين إل الصدقة ) ‪ .‬أخرجه أحد وأبو داود والاكم وقال ‪:‬‬
‫صحيح على شرط مسلم ‪ .‬ورواه البيهقي ‪ ،‬وقوى الافظ بن حجر إسناده ‪ .‬وقال ابن‬
‫النذر ‪ :‬ثبت أن رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬اشترى عبدا بعبدين أسودين ‪،‬‬
‫واشترى جارية بسبعة أرؤس ‪ ،‬وإل هذا ذهب الشافعي ‪ .‬بيع اليوان بلحم ‪ :‬قال جهور‬
‫الئمة ‪ :‬ل يوز بيع حيوان يؤكل بلحم ‪ /‬صفحة ‪ / 141‬من جنسه ( ‪ ، ) 1‬فل يوز‬
‫بيع بقرة مذبوحة ببقرة حيه يقصد منها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 141‬‬

‫‪55‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫منها الكل ‪ ،‬لا رواه سعيد بن السيب أن رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬نى عن بيع‬
‫اليوان باللحم ‪ .‬رواه مالك ف الطإ عن سعيد مرسل وله شواهد ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬ول‬
‫يفى أن الديث ينتهض للحتجاج بجموع طرقه ‪ ،‬وروى البيهقي عن أهل الدينة أن‬
‫النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬نى أن يباح حي بيت ‪ ،‬ث قال ‪ ،‬أي البيهقي ‪ :‬وهذا مرسل‬
‫يؤكد مرسل ابن السيب ‪ .‬بيع الرطب باليابس ‪ :‬ول يوز بيع الرطب با كان يابسا إل‬
‫لهل العرايا ‪ ،‬وهم الفقراء الذين لنل لم ‪ ،‬فلهم أن يشتروه من أهل‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 141‬‬
‫رطبا يأكلونه ف شجره برصه ثرا ‪ .‬روى مالك وأبو داود عن سعد بن أب وقاص أن‬
‫النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬سئل عن بيع الرطب بالتمر ‪ ،‬فقال ‪ :‬أينقص الرطب إذا‬
‫يبس ؟ قالوا ‪ :‬نعم ‪ .‬فنهى عن ذلك ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬عند النابلة يصح بيع اللحم‬
‫بيوان من غي جنسه ‪ ،‬كقطعة من لم البل بشاة ‪ ،‬لنه ليس أصله ول جنسه ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 142‬روى البخاري ومسلم عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬نى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عن الزابنة ‪ .‬أي يبيع الرجل ثر حائطه ( بستانه ) إن كان نل بتمر كيل ‪ .‬وإن‬
‫كان كرما أن يبيعه بزبيب كيل ‪ .‬وإن كان زرعا أن يبيع بكيل طعام ‪ .‬نى عن ذلك كله‬
‫‪ .‬وروى البخاري عن زيد بن ثابت ‪ :‬أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬رخص ف بيع‬
‫العرايا أن تباع برصها كيل ‪ .‬بيع العينة ‪ :‬بيع العينة نى عنه الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫لنه ربا وإن كان ف صورة بيع وشراء ‪ .‬ذلك أن النسان الحتاج إل النقود يشتري سلعة‬
‫بثمن معي إل أجل ‪ ،‬ث يبيعها من اشتراها منه بثمن حال أقل فيكون الفرق هو فائدة‬
‫البلغ الذي أخذه عاجل ‪ .‬وهذا البيع حرام ويقع باطل ( ‪ - 1 . ) 1‬روى ابن عمر أن‬
‫النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وهذا مذهب أب حنيفة ومالك‬
‫وأحد ‪ ،‬ويرى غيهم جوازه ومنهم الشافعي لتحقق ركنه ‪ ،‬ول عبة بالنية الت ل يكن‬
‫تققها يقينا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ " / 143‬إذا ضن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة‬
‫واتبعوا أذناب البقر وتركوا الهاد ف سبيل ال أنزل ال بم بلء فل يرفعه حت يراجعوا‬
‫دينهم " ‪ .‬أخرجه أحد وأبو داود والطبان وابن القطان وصححه ‪ .‬وقال الافظ بن‬

‫‪56‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حجر ‪ :‬رجاله ثقات ‪ - 2 .‬وقالت العالية ( ‪ ) 1‬بنت أيفع بن شرحبيل ‪ " :‬دخلت أنا‬
‫وأم ولد زيد بن أرقم وامرأته على عائشة رضي ال عنها ‪ ،‬فقالت أم ولد زيد بن أرقم ‪:‬‬
‫إن بعت غلما من زيد بن أرقم بثمانائة درهم نسيئة ‪ ،‬ث اشتريته بستمائة درهم نقدا ‪،‬‬
‫فقالت ‪ :‬بئس ما شريت وبئس ما اشتريت ‪ ،‬أبلغي زيد بن أرقم ‪ :‬أنه قد أبطل جهاده مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أن يتوب " ‪ .‬أخرجه مالك والدار قطن ‪ ( .‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬هي زوج أب إسحاق المدان الكوف البيعي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 144‬القرض معناه‬
‫‪ :‬القرض هو الال الذي يعطيه القرض للمقترض ليد مثله إليه عند قدرته عليه ‪ ،‬وهو ف‬
‫أصل اللغة ‪ :‬القطع ‪ .‬وسي الال الذي يأخذه القترض بالقرض لن القرض يقطعه قطعة‬
‫من ماله ‪ .‬مشروعيته ‪ :‬وهو قربة يتقرب با إل ال سبحانه ‪ ،‬لا فيه من الرفق بالناس ‪،‬‬
‫والرحة بم ‪ ،‬وتيسي أمورهم ‪ ،‬وتفريج كربم ‪ .‬وإذا كان السلم ندب إليه وحبب فيه‬
‫بالنسبة للمقترض فإنه أباحه للمقترض ‪ ،‬ول يعله من باب السألة الكروهة لنه يأخذ‬
‫الال لينتفع به ف قضاء حوائجه ث يرد مثله ‪ - 1 .‬روى أبو هريرة أن النب ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ / ،‬صفحة ‪ " / 145‬من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس ال عنه‬
‫كربة من كرب يوم القيامة ‪ ،‬ومن يسر على معسر يسر ال عليه ف الدنيا والخرة ‪ .‬وال‬
‫ف عون العبد ما دام العبد ف عون أخيه " ‪ .‬رواه مسلم وأبو داود والترمذي ‪ - 2 .‬وعن‬
‫ابن مسعود ‪ :‬أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما من مسلم يقرض مسلما قرضا‬
‫مرتي إل كان كصدقة مرة " ‪ .‬رواه ابن ماجه وابن حبان ‪ - 3 .‬وعن أنس قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬رأيت ليلة أسري ب على باب النة مكتوبا ‪ :‬الصدقة بعشر‬
‫أمثالا ‪ ،‬والقرض بثمانية عشر ‪ .‬فقلت ‪ :‬يا جبيل ‪ .‬ما بال القرض أفضل من الصدقة ؟‬
‫قال ‪ :‬لن السائل يسأل وعنده ‪ .‬والستقرض ل يستقرض إلمن حاجة " ‪ .‬عقد القرض ‪:‬‬
‫وعقد القرض عقد تليك فل يتم إل من يوز له التصرف ‪ ،‬ول يتحقق إل بالياب‬
‫والقبول فقه السنة ‪ / 10 -‬صفحة ‪ / 146‬كعقد البيع والبة ‪ .‬وينعقد بلفظ القرض و‬
‫السلف ‪ ،‬وبكل لفظ يؤدي إل معناه ‪ .‬وعند الالكية أن اللك يثبت بالعقد ولو ل يقبض‬
‫الال ‪ .‬ويوز للمقترض أن يرد مثله أو عينه ‪ ،‬سواء أكان مثليا أم غي مثلي ‪ ،‬ما ل يتغي‬
‫بزيادة أو نقص ‪ .‬فإن تغي وجب رد الثل ‪ .‬اشتراط الجل فيه ‪ :‬ذهب جهور الفقهاء إل‬

‫‪57‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أنه ل يوز اشتراط الجل ف القرض ‪ ،‬لنه تبع مض ‪ .‬وللمقرض أن يطالب ببذله ف‬
‫الال ‪ .‬فإذا أجل القرض إل أجل معلوم ل يتأجل وكان حال ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬يوز‬
‫اشتراط الجل ‪ ،‬ويلزم الشرط ‪ .‬فإذا أجل القرض إل أجل معلوم تأجل ‪ ،‬ول يكن له حق‬
‫الطالبة قبل حلول الجل ‪ ،‬لقول ال تعال ‪ " :‬إذا تداينتم بدين إل أجل مسمى " ( ‪. ) 1‬‬
‫ولا رواه عمر وبن عوف الزن عن أبيه عن جده أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫السلمون عند شروطهم " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة آية ‪ / ) . ( . 282‬صفحة‬
‫‪ / 147‬رواه أبو داود وأحد والترمذي والدارقطن ‪ .‬ما يصح فيه القرض ‪ :‬يوز قرض‬
‫الثياب واليوان ‪ ،‬فقد ثبت أن الرسول‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 147‬‬
‫صلى ال عليه وسلم استلف بكرا ( ‪ . ) 1‬كما يوز قرض ما كان مكيل أو موزونا ‪ ،‬أو‬
‫ما كان من عروض التجارة ‪ .‬كما يوز قرض البز والمي ‪ ،‬لديث عائشة ‪ " :‬قلت‬
‫يارسول ال ‪ ،‬إن اليان يستقرضون البز والمي ‪ ،‬ويردون زيادة ونقصانا ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل‬
‫بأس ‪ .‬إنا ذلك من مرافق الناس ‪ ،‬ل يراد به الفضل " ‪ .‬وعن معاذ أنه سئل عن اقتراض‬
‫البز والمي فقال ‪ " :‬سبحان ال ‪ ،‬إنا هذا من مكارم الخلق ‪ ،‬فخذ الكبي وأعط‬
‫الصغي ‪ ،‬وخذ الصغي وأعط الكبي ‪ ،‬خيكم أحسنكم قضاء ‪ .‬سعت رسول ال ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬يقول ذلك " ‪ .‬كل قرض جرنفعا فهو ربا ‪ :‬إن عقد القرض يقصد به‬
‫الرفق بالناس ومعاونتهم على شئون العيش وتيسي وسائل الياة ‪ ،‬وليس هو وسيلة من‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬البكر ‪ :‬الثن من البل ‪ ،‬وهو بنلة الفت من الناس ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 148‬وسائل الكسب ‪ ،‬ول أسلوبا من أساليب الستغلل ‪ .‬ولذا ل يوز أن يرد‬
‫القترض إل القرض إل ما اقترضه منه أو مثله ‪ ،‬تبعا للقاعدة الفقهية القائلة ‪ :‬كل قرض‬
‫جر نفعا فهو ربا ( ‪ . ) 1‬والرمة مقيدة هنا با إذا كان نفع القرض مشروطا أو متعارفا‬
‫عليه ‪ .‬فإن ل يكن مشروطا ولمتعارفا عليه ‪ ،‬فللمقترض أن يقضي خيا من القرض ف‬
‫الصفة أو يزيد عليه ف القدار ‪ ،‬أو يبيع منه داره إن كان قد شرط أن يبيعها منه ‪،‬‬
‫وللمقرض حق الخذ دون كراهة ‪ ،‬لا رواه أحد ومسلم وأصحاب السنن ‪ .‬عن أب رافع‬

‫‪58‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ‪ :‬استلف رسول ال صلى ال عليه وسلم من رجل بكرا ‪ ،‬فجاءته إبل الصدقة ‪،‬‬
‫فأمرن أن أقضي الرجل بكرا ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ل أجد ف البل إل جل خيارا رباعيا ( ‪، ) 2‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬هذه القاعدة صحيحة شرعا ‪ ،‬وإن كان ل يثبت فيها حديث ‪:‬‬
‫والديث الذي جاء فيها عن علي إسناه ساقط ‪ .‬قال الافظ ‪ :‬وله شاهد ضعيف عن‬
‫فضالة بن عبيد عند البيهقي ‪ ،‬وآخر موقوف عن عبد ال بن سلم عند البخاري ‪) 2 ( .‬‬
‫البار ‪ :‬الختار ‪ .‬والرباعي ‪ :‬الذي استكمل ست سني ‪ ،‬ودخل ف السابعة ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 149‬فقال النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ " : ،‬أعطه إياه ‪ ،‬فإن خيكم أحسنكم‬
‫قضاء " ‪ .‬وقال جابر بن عبد ال ‪ " :‬كان ل على رسول ال حق فقضان وزادن " ‪ .‬رواه‬
‫أحد والبخاري ومسلم ‪ .‬التعجيل بقضاء الدين قبل الوت ‪ - 1 :‬روى المام أحد أن‬
‫رجل سأل رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عن أخيه ‪ ،‬مات وعليه دين ‪ ،‬فقال ‪ " :‬هو‬
‫مبوس بدينه ‪ ،‬فاقض عنه " ‪ .‬فقال يا رسول ال ‪ " :‬قد أديت عنه إل دينارين ادعتهما‬
‫امرأة وليس لا بينة " ‪ .‬فقال ‪ " :‬أعطها فإنا مقة " ‪ - 2 .‬وروي أن رجل قال ‪ :‬يا‬
‫رسول ال ‪ ،‬أرأيت إن جاهدت بنفسي ومال فقتلت صابرا متسبا مقبل غي مدبر ‪،‬‬
‫أدخل النة ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬فقال ذلك مرتي أو ثلثا ‪ .‬قال ‪ " :‬إل ان مت وعليك دين‬
‫وليس عندك وفاء " ‪ / .‬صفحة ‪ / 150‬وأخبهم ( ‪ ) 1‬بتشديد أنزل ‪ ،‬فسألوه عنه فقال‬
‫‪ " :‬الدين ‪ .‬والذي نفسي بيده ‪ ،‬لو أن رجل قتل ف سبيل ال ث عاش ‪ ،‬ث قتل ف سبيل‬
‫ال ث عاش ‪ ،‬ث قتل ف سبيل ال ما دخل النة حت يقضي دينه " ‪ - 3 .‬وعن أب سلمة‬
‫بن عبد الرحن عن جابر بن عبد ال قال ‪ :‬كان رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ل‬
‫يصلي على رجل مات وعليه دين ‪ .‬فأت بيت ‪ ،‬فقال ‪ :‬أعليه دين ؟ قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬ديناران‬
‫‪ .‬فقال ‪ :‬صلوا على صاحبكم ‪ .‬فقال أبو قتادة النصاري ‪ :‬ها علي يا رسول ال ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫فصلى عليه رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ .‬فلما فتح ال على رسوله ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬أنا أول بكل مؤمن من نفسه ‪ ،‬فمن ترك دينا فعلي قضاؤه ومن ترك مال‬
‫فلورثته " ‪ .‬أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث أب سلمة‬
‫بن عبد الرحن عن أب هريرة ‪ - 4 .‬وحديث البخاري عن أب هريرة عن النب ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬من أخذ أموال الناس يريد ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي الرسول صلى ال‬

‫‪59‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه وسلم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 151‬أداءها أدى ال عنه ‪ ،‬ومن أخذها يريد إتلفها أتلفه‬
‫ال " ‪ .‬مطل الغن ظلم ‪ :‬عن أب هريرة أن رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫مطل الغن ظلم ‪ ،‬وإذا أتبع أحدكم على ملئ فليتبع " ( ‪ . ) 1‬رواه أبو داودو غيه ‪.‬‬
‫استحباب إنظار العسر ‪ :‬يقول ال سبحانه ‪ " :‬وإن كان ذو عسرة فنظرة إل ميسرة وأن‬
‫تصدقوا خي لكم إن كنتم تعلمون " ( ‪ - 1 . ) 2‬وروي عن أب قتادة أنه طلب غريا له‬
‫فتوارى ث وجده ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن معسر ‪ ،‬فقال ‪ :‬ال ( ‪ ) 3‬؟ قال ‪ :‬فإن سعت رسول ال ‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يقول ‪ " :‬من سره أن ينجيه ال من كرب يوم القيامة فلينفس‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي إذا أحيل على غن فليقبل الحالة ‪ ) 2 ( .‬سورة البقرة آية رقم‬
‫‪ ) 3 ( . 280‬المزة الول مدودة على الستفهام والثانية من غي مدوالاء فيهما‬
‫مكسورة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 152‬عن معسر أو يضع عنه "‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 152‬‬
‫وعن كعب بن عمر قال ‪ :‬سعت رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يقول ‪ " :‬من أنظر‬
‫معسرا أو وضع عنه أظله ف ظله " ‪ .‬ضع وتعجل ‪ :‬ذهب جهور الفقهاء إل تري وضع‬
‫قدر من الدين نظي التعجيل بالقضاء قبل الجل التفق عليه ‪ .‬فمن أقرض غيه قرضا إل‬
‫أجل ‪ ،‬ث قال القرض للمقترض ‪ :‬أضع عنك بعض الدين نظي أن ترد الباقي قبل الجل‬
‫فإنه يرم ‪ .‬ويروي ابن عباس وزفر جواز ذلك ‪ ،‬لا رواه ابن عباس أن النب ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬لا أمر بإخراج بن النضي ‪ ،‬جاءه ناس منهم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا نب ال ‪ ،‬إنك‬
‫أمرت بإخراجنا ‪ ،‬ولنا على الناس ديون ل تل ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫ضعوا وتعجلوا " ‪ / .‬صفحة ‪ / 153‬الرهن تعريفه ‪ :‬يطلق الرهن ف اللغة على الثبوت‬
‫والدوام ‪ ،‬كما يطلق على البس ‪ .‬فمن الول قولم ‪ :‬نعمة راهنة ‪ ،‬أي ثابتة ودائمة ‪.‬‬
‫ومن الثان قوله تعال ‪ " :‬كل نفس با كسبت رهينة " ( ‪ . ) 1‬أي مبوسة بكسبها‬
‫وعملها ‪ .‬وأما معناه ف الشرع ‪ :‬فقد عرفه العلماء بأنه جعل عي لا قيمة مالية ف نظر‬
‫الشرع وثيقة بدين ( ‪ ، ) 2‬بيث يكن أخذ ذلك الدين ‪ ،‬أو أخذ بعضه من تلك العي ‪.‬‬
‫فإذا استدان شخص دينا من شخص آخر وجعل له ف ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الدثر آية‬

‫‪60‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رقم ‪ ) 2 ( . 38‬شيئا مستوثقا به ‪ ،‬وذلك لن الدين أصبح ببس هذه العي مكما لبد‬
‫من أدائه أو تضيع على الدين العي الرهونة كلها أو بعضها بسب ذلك الدين ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 154‬ف نظي ذلك الدين عقارا أو حيوانا مبوسا تت يده حت يقضيه دينه ‪،‬‬
‫كان ذلك هو الرهن شرعا ‪ .‬ويقال لالك العي الدين ‪ " :‬راهن " ‪ ،‬ولصاحب الدين‬
‫الذي يأخذ العي ويبسها تت يده نظي دينه ‪ " :‬مرتن " كما يقال للعي الرهونة نفسها‬
‫‪ " :‬رهن " ‪ .‬مشروعيته ‪ :‬الرهن جائز ‪ ،‬وقد ثبت بالكتاب والسنة والجاع ‪ .‬أما الكتاب‬
‫‪ :‬فلقول ال تعال ‪ " :‬وإن كنتم على سفر ول تدوا كاتبا فرهان مقبوضة ‪ ،‬فإن أمن‬
‫بعضكم بعضا فليؤد الذي أوتن أمانته وليتق ال ربه ( ‪ . " ) 1‬وأما السنة ‪ :‬فقد رهن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم درعه عند يهودي ‪ .‬طلب منه سلف الشعي ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنا يريد‬
‫ممد أن يذهب بال ‪ .‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬كذب ‪ ،‬إن لمي ف الرض ‪،‬‬
‫أمي ف السماء ‪ ،‬ولو ائتمنن لديت ‪ ،‬اذهبوا إليه بدرعي " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة‬
‫البقرة آية رقم ‪ / ) . ( . 283‬صفحة ‪ / 155‬وروى البخاري وغيه عن أم الؤمني‬
‫عائشة ‪ ،‬رضي ال عنها ‪ ،‬قالت ‪ " :‬اشترى رسول ال صلى ال عليه وسلم من يهودي‬
‫طعاما ورهنه درعه " ‪ .‬وقد أجع العلماء على ذلك ‪ ،‬ول يتلف ف جوازه ول مشروعيته‬
‫أحد ‪ ،‬وإن كانوا قد اختلفوا ف مشروعيته ف الضر ‪ .‬فقال المهور ‪ :‬يشرع ف‬
‫الضر ‪ ،‬كما يشرع ف السفر ‪ ،‬لفعل الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬له وهو مقيم‬
‫بالدينة ‪ ،‬وأما تقيده بالسفر ف الية فإنه خرج مرج الغالب ‪ ،‬فإن الرهن غالبا يكون ف‬
‫السفر ‪ .‬وقال ماهد والضحاك ‪ ،‬والظاهرية ‪ :‬ليشرع الرهن إل ف السفر استدلل بالية‬
‫‪ .‬والديث حجة عليهم ‪ .‬شروط صحته ‪ :‬يشترط لصحة عقد الرهن الشروط التية ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬العقل ‪ .‬ثانيا ‪ :‬البلوغ ‪ .‬ثالثا ‪ :‬أن تكون العي الرهونة ( ‪ ) 1‬موجودة وقت‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬قال القرطب ‪ :‬لا قال ال تعال " فرهان مقبوضة " قال علماؤنا ‪ :‬فيه ما‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 156‬العقد ‪ ،‬ولو كانت مشاعة ‪ .‬رابعا ‪ :‬أن يقبضها الرتن أو وكيله ‪.‬‬
‫قال الشافعي ‪ :‬ل يعل ال الكم إل برهن موصوف بالقبض ‪ ،‬فإذا عدمت الصفة وجب‬
‫أن يعدم الكم ‪ .‬وقالت الالكية ‪ :‬يلزم الرهن بالعقد ويب الراهن على دفع الرهن ليحوزه‬
‫الرتن ‪ ،‬ومت قبضه الرتن فإن الراهن يلك النتفاع به ‪ ،‬خلفا للشافعي الذي قال ‪ :‬بأن‬

‫‪61‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫له حق النتفاع ما ل يضر بالرتن ‪ .‬انتفاع الرتن بالرهن ‪ :‬عقد الرهن عقد يقصد به‬
‫الستيثاق وضمان الدين وليس القصود منه الستثمار والربح ‪ ،‬وما دام ذلك كذلك فإنه‬
‫ل يل للمرتن أن ينتفع بالعي الرهونة ‪ ،‬ولو أذن له الراهن ‪ ،‬لنه قرض جر نفعا ‪ ،‬وكل‬
‫قرض جر نفعا فهو ربا ‪ .‬وهذا ف حالة ما إذا ل يكن الرهن دابة تركب أو بيمة تلب ‪،‬‬
‫فإن كان دابة أو بيمة فله أن ينتفع با ( هامش ) يقتضي بظاهره ومطلقه جواز رهن‬
‫الشاع خلفا لب حنيفة وأصحابه ‪ .‬قال ابن النذر ‪ :‬رهن الشاع جائز كما يوز بيعه‬
‫وقال الحناف ‪ :‬يب أن تكون العي الرهونة متميزة فل يصح رهن الشاع سواء أكان‬
‫عقارا أم حيوانا أم عروض تارة أم غيذلك ‪ .‬وخالف ف ذلك الئمة الثلثة ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 157‬نظي النفقة عليها فإن قام بالنفقة عليها كان له حق النتفاع ‪ ،‬فيكب ما‬
‫أعد للركوب كالبل واليل والبغال ونوها ويمل عليها ‪ ،‬ويأخذ لب البهيمة كالبقر‬
‫والغنم ونوها ( ‪ . ) 1‬والدلة على ذلك ما يأت ‪ ( :‬أ ) عن الشعب ‪ ،‬عن أب هريرة ‪،‬‬
‫عن النب ‪ ،‬صلى‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 157‬‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬لب الدر يلب بنفقته إذا كان مرهونا ‪ ،‬والظهر يركب ( ‪) 2‬‬
‫بنفقته إذا كان مرهونا ‪ ،‬وعلى الذي يركب ويلب النفقة " ‪ .‬قال أبو داود ‪ :‬وهو عندنا‬
‫صحيح ‪ ،‬وقد أخرجه آخرون منهم البخاري والترمذي وابن ماجه ‪ ( .‬ب ) وعن أب‬
‫هريرة أيضا ‪ ،‬عن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أنه كان يقول ‪ " :‬الظهر يركب بنفقته إذا‬
‫كان مرهونا ‪ ،‬ولب الدر يشرب بنفقته إذا كان مرهونا ‪ ،‬وعلى الذي يركب ويشرب‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا مذهب أحد وإسحاق ‪ ،‬وخالف ف ذلك المهور من العلماء‬
‫وقالوا ‪ :‬ل ينتفع الرتن بشئ ‪ .‬والديث التال حجة عليهم ‪ ) 2 ( .‬فاعل يركب‬
‫ويشرب الرتن بقرينة العوض وهو الركوب ‪ ،‬واحتمال أنه الراهن بعيد ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 158‬النفقة " ‪ .‬رواه الماعة إل مسلما والنسائي ‪ .‬وف لفظ ‪ " :‬إذا كانت الدابة‬
‫مرهونة فعلى الرتن علفها ‪ ،‬ولب الدر يشرب وعلى الذي يشرب نفقته " ‪ .‬رواه أحد ‪،‬‬
‫رضي ال عنه ‪ ( .‬ج‍ ) وعن أب صال عن أب هريرة أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال‬

‫‪62‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ " :‬الرهن ملوب مركوب " أو " مر كوب ملوب " كما جاء ف رواية أخرى ‪ .‬مؤونة‬
‫الرهن ومنافعه ‪ :‬مؤونة الرهن وأجرة حفظه وأجرة رده على مالكه ‪ .‬ومنافع الرهن للراهن‬
‫‪ ،‬وناؤه يدخل ف الرهن ‪ ،‬ويكون رهنا مع الصل ‪ ،‬فيدخل فيه الولدوالصوف والثمرة‬
‫واللب ‪ ،‬لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬له غنمه ‪ ،‬وعليه غرمه " ‪ .‬وقال الشافعي ‪:‬‬
‫ليدخل شئ من ذلك ف الرهن ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬ليدخل إل الولد وفسيل النخل ‪ .‬فإذا‬
‫أنفق الرتن على الرهن بإذن الاكم مع غيبة الراهن وامتناعه كان دينا للمنفق على الراهن‬
‫‪ / .‬صفحة ‪ / 159‬الرهن أمانة ‪ :‬والرهن امانة ف يد الرتن ‪ ،‬ل يضمن إل بالتعدي عند‬
‫أحد والشافعي ‪ .‬بقاء الرهن حت يؤدى الدين ‪ :‬قال ابن النذر ‪ :‬أجع كل من أحفظ عنه‬
‫من أهل العلم أن من رهن شيئا بال فأدى بعضه وأراد إخراج بعض الرهن فإن ذلك ليس‬
‫له حت يوفيه آخر حقه أو يبئه ‪ .‬غلق الرهن ‪ :‬كان من عادة العرب أن الراهن إذا عجز‬
‫عن أداء ما عليه من دين خرج الرهن عن ملكه ‪ ،‬واستول عليه الرتن ‪ ،‬فأبطله السلم‬
‫ونى عنه ‪ .‬ومت حل الجل لزم الراهن اليفاء وأداء ما عليه من دين ‪ ،‬فإن امتنع من‬
‫وفائه ول يكن أذن له ببيع الرهن أجبه الاكم على وفائه أو بيع الرهن ‪ ،‬فإن باعه وفضل‬
‫من ثنه شئ فلمالكه ‪ ،‬وإن بقي شئ فعلى الراهن ‪ .‬ففي حديث معاوية بن عبد ال بن‬
‫جعفر ‪ :‬أن رجل رهن دارا بالدينة إل أجل مسمى ‪ ،‬فمضى الجل ‪ ،‬فقال الذي ارتن ‪:‬‬
‫منل ‪ .‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ / :‬صفحة ‪ " / 160‬ل يغلق الرهن ( ‪ ) 1‬من‬
‫صاحبه الذي رهنه ‪ ،‬له غنمه وعليه غرمه " ‪ .‬رواه الشافعي والثرم والدارقطن ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫إسناده حسن متصل ‪ .‬قال الافظ بن حجر ف بلوغ الرام ‪ :‬ورجاله ثقات ‪ ،‬إل أن‬
‫الحفوظ عند أب داود وغيه إرساله ‪ .‬اشتراط بيع الرهن عند حلول الجل ‪ :‬فإذا اشترط‬
‫بيع الرهن عند حلول الجل جاز هذا الشرط وكان من حق الرتن أن يبيعه ‪ ،‬خلفا‬
‫للمام الشافعي الذي يرى بطلن الشرط ‪ .‬بطلن الرهن ‪ :‬ومت رجع الرهن إل الراهن‬
‫باختيار الرتن بطل الرهن ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬غلق الرهن ‪ :‬أي ل يستحقه الرتن إذا‬
‫عجز صاحبه عن فكه ‪ ،‬وهومن باب فرح ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 161‬الزارعة فضل‬
‫الزارعة ‪ :‬قال القرطب ‪ :‬الزراعة من فروض الكفاية ‪ ،‬فيجب على المام أن يب الناس‬
‫عليها وما كان ف معناها من غرس الشجار ‪ - 1 .‬روى البخاري ومسلم عن أنس ‪،‬‬

‫‪63‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما من مسلم يغرس غرسا أو‬
‫يزرع زرعا ( ‪ ) 1‬فيأكل منه طي أو إنسان أو بيمة إل كان له به صدقة " ‪- 2 .‬‬
‫وأخرج الترمذي عن عائشة قالت ‪ :‬قال رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ " : ،‬التمسوا‬
‫الرزق من خبايا الرض " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الغرس ‪ :‬ماله ساق كالنخل والعنب ‪،‬‬
‫والزرع ‪ :‬مالساق له مثل القمح والشعي ‪ ) . ( .‬فقه السنة ‪ / 11 -‬صفحة ‪/ 162‬‬
‫تعريفها ‪ :‬معن الزارعة ف اللغة ‪ :‬العاملة على الرض ببعض مايرج منها ‪ .‬ومعناها هنا ‪:‬‬
‫إعطاء الرض لن يزرعها على أن يكون له نصيب ما يرج منها كالنصف أو الثلث أو‬
‫الكثر من ذلك أو الدن حسب ما يتفقان عليه ‪ .‬مشروعيتها ‪ :‬الزراعة نوع من التعاون‬
‫بي العامل وصاحب الرض ‪ ،‬فربا يكون العامل ماهرا ف الزراعة وهو ل يلك أرضا ‪.‬‬
‫ورباكان مالك الرض عاجزا عن الزراعة ‪ .‬فشرعها السلم رفقا بالطرفي ‪ .‬الزارعة‬
‫عمل با رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وعمل با أصحابه من بعده ‪ .‬روى البخاري‬
‫ومسلم عن ابن عباس أن رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عامل أهل خيب بشطر‬
‫مايرج منها من زرع أو ثر ‪ .‬وقال ممد الباقر بن علي بن السي رضي ال عنهم ‪ :‬ما‬
‫بالدينة أهل بيت هجرة ( ‪ ) 1‬إل يزرعون على الثلث ( هامش ) ( ‪ ) 1‬يقصد الهاجرين‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 163‬‬
‫صفحة ‪ / 163‬والربع ‪ ،‬وزارع علي ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬وسعد بن مالك وعبد ال بن‬
‫مسعود وعمر بن عبد العزيز والقاسم وعروة وآل أب بكر وآل عمر وآل علي وابن‬
‫سيين ‪ .‬رواه البخاري ‪ .‬قال ف الغن ‪ " :‬هذا أمر مشهور ‪ ،‬عمل به رسول ال ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬حت مات ‪ ،‬ث خلفاؤه الراشدون حت ماتوا ‪ ،‬ث أهلوهم من بعدهم ‪.‬‬
‫ول يبق من الدينة من أهل بيت إل عمل به ‪ ،‬وعمل به أزواج النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ ،‬من بعده ‪ .‬ومثل هذا ما ل يوز أن ينسخ ‪ ،‬لن النسخ إنا يكون ف حياة رسول ال ‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فأما شئ عمل به إل أن مات ‪ ،‬ث عمل به خلفاؤه من بعده ‪،‬‬
‫وأجعت الصحابة رضوان ال عليهم عليه ‪ ،‬وعملوا به ول يالف فيه منهم أحد ‪ ،‬فكيف‬

‫‪64‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يوز نسخه ؟ فإن كان نسخه ف حياة رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فكيف عمل به‬
‫بعد نسخه ‪ ،‬وكيف خفي نسخه فلم يبلغ خلفاءه مع اشتهار قصة خيب وعملهم فيها ‪،‬‬
‫فأين كان راوي النسخ حت ل يذكروه ول يبهم به ؟ ‪ /‬صفحة ‪ / 164‬رد ما ورد من‬
‫النهي عنها ‪ :‬وأما ما ذكره رافع بن خديج أن الرسول صلى ال عليه وسلم نى عنها ‪،‬‬
‫فقدرده زيد بن ثابت رضي ال عنه ‪ ،‬وأخب أن النهي كان لفض الناع ‪ ،‬فقال ‪ :‬يغفر ال‬
‫لرافع بن خديج ‪ ،‬أنا وال أعلم بالديث منه ‪ .‬إنا جاء للنب صلى ال عليه وسلم رجلن‬
‫من النصار قد اقتتل ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن كان هذا شأنكم فل تكروا الزارع ‪ ،‬فسمع رافع قوله‬
‫‪ :‬فل تكروا الزارع ‪ .‬رواه أبو داود والنسائي ‪ .‬كما رده ابن عباس رضيا ل عنه ‪ ،‬وبي‬
‫أن النهي إنا كان من أجل إرشادهم إل ما هو خي لم ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن رسول ال ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬ل يرم الزارعة ‪ ،‬ولكن أمر أن يرفق الناس بعضهم ببعض ‪ ،‬بقوله ‪" :‬‬
‫من كانت له أرض فليزرعها أو ينحها أخاه ‪ ،‬فإن أب فليمسك أرضه " ‪ .‬وعن عمرو بن‬
‫دينار ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬سعت ابن عمر يقول ‪ / :‬صفحة ‪ / 165‬ما كنا نرى‬
‫بالزارعة بأسا حت سعت رافع بن خديج يقول ‪ :‬إن رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫نى عنها ‪ .‬فذكرته لطاووس فقال ‪ :‬قال ل أعلمهم " يقصد ابن عباس " ‪ :‬إن رسول‬
‫ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ل ينه عنها ‪ ،‬ولكن قال ‪ " :‬لن ينح أحدكم أرضه خي من‬
‫أن يأخذ عليها خراجا معلوما " ‪ .‬رواه المسة ‪ .‬كراء الرض بالنقد ‪ :‬توز الزارعة‬
‫بالنقد وبالطعام وبغيها ما يعد مال ‪ ،‬فعن حنظلة بن قيس ‪ ،‬رضيا ل عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت‬
‫رافع ابن خديج عن كراء الرض فقال ‪ :‬نى رسول ال ‪ ،‬صلى عليه وسلم ‪ ،‬عنه فقلت ‪:‬‬
‫بالذهب والورق ؟ فقال ‪ :‬أما بالذهب والورق فل بأس به ‪ .‬رواه المسة إل الترمذي ‪،‬‬
‫وهذا مذهب أحد وبعض الالكية والشافعية ‪ .‬قال النووي ‪ :‬وهذا هو الراجح الختار من‬
‫جيع القوال ‪ .‬الزارعة الفاسدة ‪ :‬سبق أن قلنا إن الزارعة الصحيحة هي إعطاء الرض ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 166‬لن يزرعها على أن يكون له نصيب ما يرج منها ‪ ،‬كالثلث والربع ونو‬
‫ذلك ‪ ،‬أي أن يكون نصيبه غي معي ‪ .‬فإذا كان نصيبه معينا بأن يدد مقدارا معينا ما‬
‫ترج الرض ‪ ،‬أو يدد قدرا معينا من مساحة الرض تكون غلتهاله ‪ ،‬والباقي يكون‬
‫للعامل أو يشتر كان فيه ‪ :‬فإن الزارعة ف هذه الال تكون فاسدة ‪ ،‬لا فيها من الغرر‬

‫‪65‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ولنا تفضي إل الناع ‪ .‬روى البخاري عن رافع بن خديج قال ‪ " :‬كنا أكثر أهل‬
‫الرض ( أي الدينة ) مزروعا ‪ .‬كنا نكري الرض بالناحية منها تسمى لسيد الرض ‪،‬‬
‫فربا يصاب ذلك وتسلم الرض ‪ ،‬وربا تصاب الرض ويسلم ذلك ‪ ،‬فنهينا " ‪ .‬وروي‬
‫أيضا عنه ‪ :‬أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما تصنعون بحاقلكم " ‪ -‬الزارع ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬نؤجرها على الربع ‪ ،‬وعلى الوسق من التمر والشعي ‪ .‬قال ‪ " :‬ل تفعلوا " ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 167‬وروى مسلم عنه قال ‪ :‬وإنا كان الناس يؤجرون على عهد رسول ال ‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬با على الاديانات ‪ -‬ما ينبت على حافة النهر ومسايل الاء وأقيال‬
‫الداول ‪ -‬أوائل السواقي ‪ -‬وأشياء من الزرع ‪ ،‬فيهلك هذا ويسلم هذا ‪ ،‬ويسلم هذا‬
‫ويهلك هذا ‪ ،‬ول يكن للناس كري إل هذا ‪ ،‬فلذلك زجر عنه ‪ / .‬صفحة ‪ / 168‬احياء‬
‫الوات معناه ‪ :‬إحياء الوات معناه إعداد الرض اليتة الت ل يسبق تعميها وتيئتها‬
‫وجعلها صالة للنتفاع با ف السكن والزرع ونو ذلك ‪ .‬الدعوة إليه ‪ :‬والسلم يب‬
‫أن يتوسع الناس ف العمران وينشروا ف الرض وييوا مواتا فتكثر ثرواتم ويتوفر لم‬
‫الثراء والرخاء ‪ ،‬وبذلك تتحقق لم الثروة والقوة ‪ .‬وهو لذلك يبب إل أهله أن يعمدوا‬
‫إل الرض اليتة ليحيوا مواتا ويستثمروا خياتا وينتفعوا ببكاتا ‪ - 1 .‬فيقول الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من أحيا أرضا ميتة فهي له " ‪ .‬رواه أبو داودو النسائي والترمذي‬
‫وقال ‪ :‬إنه حسن ‪ / .‬صفحة ‪ - 2 / 169‬وقال عروة ‪ :‬إن الرض أرض ال والعباد عباد‬
‫له‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 169‬‬
‫‪ ،‬ومن أحيا مواتا فهو أحق با ‪ .‬جاءنا بذا عن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬الذين‬
‫جاؤوا بالصلوات عنه ‪ - 3 .‬وقال ‪ " :‬من أحيا أرضا ميتة فله فيها أجر ‪ ،‬وما أكله‬
‫العواف ( ‪ ) 1‬فهو له صدقة " ‪ .‬رواه النسائي وصححه ابن حبان ‪ - 4 .‬وعن السن بن‬
‫سرة عن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬من أحاط حائطا على أرض فهي له " ‪.‬‬
‫رواه أبو داود ‪ - 5 .‬وعن أسر بن مضرس قال ‪ :‬أتيت النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫فبايعته ‪ ،‬فقال ‪ " :‬من سبق إل ما ل يسبقه إليه مسلم فهو له " ‪ .‬فخرج الناس يتعادون‬

‫‪66‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يتحاطون ( ‪ . ) 2‬شروط إحياء الوات ‪ :‬يشترط لعتبار الرض مواتا أن تكون بعيدة عن‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬العواف ‪ :‬الطي والسباع ‪ ) 2 ( .‬يتحاطون ‪ :‬أي ييطون ما أحرزوه با‬
‫يفيد إحرازهم له ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 170‬العمران ‪ ،‬حت ل تكون مرفقا من مرافقه ‪،‬‬
‫ول يتوقع أن تكون من مرافقه ‪ .‬ويرجع إل العرف ف معرفة مدى البعد عن العمران ‪.‬‬
‫إذن الاكم ‪ :‬اتفق الفقهاء على أن الحياء سبب للملكية ‪ .‬واختلفوا ف اشتراط إذن‬
‫الاكم ف الحياء ‪ .‬فقال أكثر العلماء ‪ :‬إن الحياء سبب للملكية من غي اشتراط إذن‬
‫الاكم ‪ ،‬فمت أحياها أصبح مالكا لا من غي إذن من الاكم ‪ .‬وعلى الاكم أن يسلم‬
‫بقه إذا رفع إليه المر عند الناع ‪ ،‬لا رواه أبو داود عن سعيد بن زيد أن النب ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬من أحيا أرضا ميتة فهي له " ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬الحياء سبب‬
‫للملكية ‪ ،‬ولكن شرطها إذن المام وإقراره ‪ .‬وفرق مالك بي الراضي الجاورة للعمران‬
‫والرض البعيدة عنه ‪ .‬فإن كانت ماورة فل بد فيها من إذن الاكم ‪ .‬وإن كانت بعيدة‬
‫فل يشترط فيها إذنه ‪ ،‬وتصبح ملكا لن أحياها ‪ / .‬صفحة ‪ / 171‬مت يسقط الق ‪ :‬من‬
‫أمسك أرضا وعلمها بعلم أو أحاطها بائط ث ل يعمرها بعمل سقط حقه بعد ثلث‬
‫سني ‪ .‬عن سال بن عبد ال أن عمر بن الطاب ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬قال على النب ‪ :‬من‬
‫أحيا أرضا ميتة فهي له ‪ ،‬وليس لحتجر حق بعد ثلث سني ‪ .‬وذلك أن رجال كانوا‬
‫يتجرون من الرض ما ل يعملون ( ‪ . ) 1‬وعن طاووس قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " : ،‬عادي الرض ل وللرسول ‪ ،‬ث لكم من بعد ‪ ،‬فمن أحيا أرضا ميتة‬
‫فهي له ‪ ،‬وليس لحتجر بعد ثلث سني " ( ‪ . ) 2‬من أحيا أرض غيه دون علمه ‪ :‬إن‬
‫ما جرى عليه عمل عمر بن الطاب وعمر بن عبد العزيز ‪ :‬أنه إذا عمر الرء أرضا من‬
‫الراضي ظانا إياها من الراضي الساقطة ‪ ،‬أي غي الملوكة لحد ‪ ،‬ث جاء رجل‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي ل يستثمرونه ‪ ) 2 ( .‬رواه أبو عبيد ف الموال وقال ‪ :‬عادي‬
‫الرض الت با مساكن ف آباد الدهر فانقرضوا ‪ .‬نسبهم إل عاد لنم مع تقدمهم ذوو‬
‫قوة وآثار كثية ‪ .‬فنسب كل أثر قدي إليهم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 172‬آخر وأثبت أنا له‬
‫‪ ،‬خي ف أمره ‪ :‬إما أن يسترد من العامر أرضه بعد أن يؤدي إليه أجرة عمله ‪ ،‬أو ييل‬
‫إليه حق اللكية بعد أخذ الثمن ‪ .‬وف هذا يقول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من أحيا‬

‫‪67‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أرضا ميتة فهي له ‪ ،‬وليس لعرق ظال حق " ( ‪ . ) 1‬إقطاع الرض والعادن والياه ‪:‬‬
‫يوز للحاكم العادل أن يقطع بعض الفراد من الرض اليتة والعادن والياه ما دامت هناك‬
‫مصلحة ( ‪ . ) 2‬وقد فعل ذلك الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬كما فعله اللفاء من‬
‫بعده ‪ ،‬كما يتضح من الحاديث التية ‪ - 1 :‬عن عروة بن الزبي أن عبد الرحن بن‬
‫عوف قال ‪ :‬أقطعن رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه سلم ‪ ،‬وعمر بن الطاب أرض كذا وكذا‬
‫‪ ،‬فذهب الزبي إل آل عمر فاشترى نصيبه منهم فأتى عثمان فقال ‪ :‬إن عبد الرحن ابن‬
‫عوف زعم أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أقطعه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬كتاب ملكية‬
‫الرض ‪ ) 2 ( .‬إذا ل تكن هناك مصلحة من القطاع كما يفعل الكام الظالون من‬
‫إعطاء بعض الفراد ماباة له بغي حق فإنه ل يوز ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 173‬وعمر بن‬
‫الطاب أرض كذا وكذا ‪ ،‬وإن اشتريت نصيب آل عمر ‪ ،‬فقال عثمان ‪ :‬عبد الرحن‬
‫جائز الشهادة له وعليه ‪ .‬رواه أحد ‪ - 2 .‬وعن علقمة بن وائل عن أبيه أن النب ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬أقطعه أرضا ف حضر موت ‪ - 3 .‬وعن عمر بن دينار قال ‪ :‬لا قدم‬
‫النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬الدينة أقطع أبا بكر وأقطع عمر بن الطاب رضي ال‬
‫عنهما ‪ - 4 .‬وعن ابن عباس قال ‪ :‬أقطع النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬بلل بن الارث‬
‫الزن معادن القبلية جلسيها ( ‪ ) 1‬وغوريها ‪ .‬أخرجه أحد وأبو داود ‪ .‬قال أبو يوسف ‪:‬‬
‫" فقد جاءت هذه الثار بأن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أقطع أقواما ‪ ،‬وأن اللفاء من‬
‫بعده أقطعوا ‪ .‬ورأى رسول ال صلى ال عليه وسلم الصلح فيما فعل من ذلك ‪ ،‬إذ كان‬
‫فيه تأليف على السلم وعمارة الرض ‪ .‬وكذلك اللفاء إنا أقطعوا من رأوا أن له غناء‬
‫ف السلم ونكاية‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 173‬‬
‫هامش ) ( ‪ ) 1‬القبلية ‪ :‬نسبة إل قبل مكان بساحل البحر ‪ .‬واللس ‪ :‬الرتفع من الرض‬
‫‪ ،‬والغور ‪ :‬النخفض منها ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 174‬للعدو ‪ ،‬ورأوا أن الفضل ما فعلوا ‪،‬‬
‫ولو ل ذلك ل يأتوه ‪ ،‬ول يقطعوا حق مسلم ول معاهد " ‪ .‬نزع الرض من ل يعمرها ‪:‬‬
‫وإنا يقطع الاكم من أجل الصلحة ‪ ،‬فإذا ل تتحقق بأن ل يعمرها من أقطع له ول‬

‫‪68‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يستثمرها فإنا تنع منه ‪ - 1 .‬عن عمرو بن شعيب عن أبيه أن رسول ال ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬أقطع لناس من مزينة أو جهينة أرضا فلم يعمروها فجاء قوم فعمروها ‪،‬‬
‫فخاصمهم الهنيون أو الزنيون إل عمر بن الطاب فقال ‪ :‬لو كانت من أو من أب بكر‬
‫لرددتا ‪ ،‬ولكنها قطيعة من رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬ث قال ‪ :‬من كانت له أرض‬
‫ث تركها ثلث سني فلم يعمرها فعمرها قوم آخرون فهم أحق با ‪ - 2 .‬وعن الارث‬
‫بن بلل بن الارث الزن عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أقطعه العقيق أجع ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فلما كان زمان عمر قال لبلل ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يقطعك‬
‫لتحتجره عن الناس ‪ ،‬إنا أقطعك لتعمل فخذ منها ما قدرت على عمارته ورد الباقي ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 175‬هلك البيع قبل القبض وبعده ‪ - 1‬إذا هلك البيع كله أو بعضه قبل‬
‫القبض بفعل الشتري ‪ ،‬فإن البيع ل ينفسخ ‪ ،‬ويبقى العقد كما هو ‪ ،‬وعليه أن يدفع الثمن‬
‫كله لنه هو التسبب ف اللك ‪ - 2 .‬وإذا هلك بفعل أجنب فإن الشتري باليار بي‬
‫الرجوع على هذا الجنب وبي فسخ العقد ‪ - 3 .‬ويفسخ البيع إذا هلك البيع كله قبل‬
‫القبض بفعل البائع أو بفعل البيع نفسه أو بآفة ساوية ‪ - 4 .‬فإذا هلك بعض البيع بفعل‬
‫البائع سقط عن الشتري من الثمن بقدر الزء الالك ‪ .‬ويي ف الباقي بأخذه بصته من‬
‫الثمن ‪ - 5 .‬أما إذا كان هلك بعض البيع بفعل نفسه فإنه ل يسقط شئ من ثنه ‪،‬‬
‫والشتري مي بي فسخ العقد وبي أن يأخذ ما بقي بميع الثمن ‪ / .‬صفحة ‪6 / 176‬‬
‫‪ -‬وإذا كان اللك بآفة ساوية ترتب عليها نقصان قدره ‪ ،‬فيسقط من الثمن بقدر‬
‫النقصان الادث ‪ ،‬ث يكون الشتري باليار بي فسخ العقد وبي أخذ الباقي بصته من‬
‫الثمن ‪ .‬هلك البيع بعد القبض ‪ :‬إذا هلك البيع بعد القبض كان من ضمان الشتري ‪.‬‬
‫ويلزم بثمنه إن ل يكن فيه خيار للبائع ‪ ،‬وإل فيلزم بالقيمة أو الثل ‪ /‬صفحة ‪/ 177‬‬
‫الجارة تعريفها ‪ :‬الجارة مشتقة من الجر وهو العوض ‪ ،‬ومنه سي الثواب أجرا ‪ .‬وف‬
‫الشرع ‪ :‬عقد على النافع بعوض ‪ ،‬فل يصح استئجار الشجر من أجل النتفاع بالثمر ‪،‬‬
‫لن الشجر ليس منفعة ‪ ،‬ول استئجار النقدين ‪ ،‬ول الطعام للكل ‪ ،‬ول الكيل والوزون‬
‫لنه ل ينتفع با إل باستهلك أعيانا ‪ .‬وكذلك ل يصح استئجار بقرة أو شاة أو ناقة‬
‫للب لبنها لن الجارة تلك النافع ‪ ،‬وف هذه الال تلك اللب وهو عي ‪ .‬والعقد يرد‬

‫‪69‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على النفعة ل للعي ‪ . . .‬والنفعة قد تكون منفعة عي ‪ ،‬كسكن الدار ‪ ،‬أو ركوب‬
‫السيارة ‪ . . .‬فقه السنة ‪ / 12 -‬صفحة ‪ / 178‬وقد تكون منفعة عمل ‪ ،‬مثل عمل‬
‫الهندس والبناء والنساج والصباغ والياط والكواء ‪ ،‬وقد تكون منفعة الشخص الذي‬
‫يبذل جهده ‪ ،‬مثل الدم والعمال ‪ . . .‬والالك الذي يؤجر النفعة يسمى ‪ :‬مؤجرا ‪.‬‬
‫والطرف الخز الذي يبذل الجر يسمى ‪ :‬مستأجرا ‪ .‬والشئ العقود عليه النفعة يسمى ‪:‬‬
‫مأجورا ‪ .‬والبذل البذول ف مقابل النفعة يسمى ‪ :‬أجرا وأجرة ‪ .‬ومت صح عقد الجارة‬
‫ثبت للمستأجر ملك النفعة ‪ .‬وثبت للمؤجر ملك الجرة ‪ ،‬لنا عقد معاوضة ‪.‬‬
‫مشروعيتها ‪ :‬الجارة مشروعة بالكتاب والسنة والجاع ‪ .‬يقول ال سبحانه وتعال ‪1 :‬‬
‫‪ -‬أهم يقسمون رحت ربك نن قسمنا بينهم معيشتهم ف الياة الدنيا ورفعنا بعضهم‬
‫فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحت ربك خي ما يمعون " ( ‪. ) 1‬‬
‫ويقول جل شأنه ‪ " - 2 :‬وإن أردت أن تسترضعوا أولدكم فل جناح ( هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫سورة الزخرف آية رقم ‪ / ) . ( . 32‬صفحة ‪ / 179‬عليكم إذا سلمتم ما آتيتم‬
‫بالعروف واتقوا ال واعلموا أن ال با تعملون بصي " ( ‪ . ) 1‬ويقول عزوجل ‪" - 3 :‬‬
‫قالت إحداها يا أبت استأجره إن خي من استأجرت القوي المي ‪ .‬قال إن أريد أن‬
‫أنكحك إحدى ابنت هاتي على أن تأجر ن ثان حجج فإن أتمت عشرا فمن عندك وما‬
‫أريد أن أشق عليك ستجدن إن شاء ال من الصالي " ( ‪ . ) 2‬وجاء ف السنة ما يأت ‪:‬‬
‫‪ - 1‬روى البخاري أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬استأجر رجل من بن الديل ( ‪) 3‬‬
‫يقال له ‪ :‬عبد ال بن الريقط وكان هاديا خريتا أي ماهرا ‪ - 2 .‬وروى ابن ماجه أن‬
‫النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬أعطوا الجي أجره قبل أن يف عرقه " ‪- 3 .‬‬
‫وروى أحد وأبو داود والنسائي عن سعد بن ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة آية رقم‬
‫‪ ) 2 ( . 233‬سورة القصص الية رقم ‪ 26‬و ‪ ) 3 ( . 27‬حي من عبد قيس ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪/ 180‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 180‬‬

‫‪70‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أب وقاص ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ " :‬كنا نكري الرض با على السواقي من الزرع " ‪.‬‬
‫فنهى رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عن ذلك وأمرنا أن نكريها يذهب أو ورق ‪4 .‬‬
‫‪ -‬وروى البخاري ومسلم عن ابن عباس أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ " : ،‬احتجم‬
‫وأعطى الجام أجره " ‪ .‬وعلى مشروعية الجارة أجعت المة ‪ ،‬ول عبة بن خالف هذا‬
‫الجاع من العلماء ‪ .‬حكمة مشروعيتها ‪ :‬وقد شرعت الجارة لاجة الناس إليها ‪ ،‬فهم‬
‫يتاجون إل الدور للسكن ‪ ،‬ويتاج بعضهم لدمة بعض ‪ ،‬ويتاجون إل الدواب‬
‫للركوب والمل ‪ ،‬ويتاجون إل الرض للزراعة ‪ ،‬وإل اللت ل ستعمالا ف حوائجهم‬
‫العاشية ‪ .‬ركنها ‪ :‬والجارة تنعقد بالياب والقبول بلفظ الجارة والكراء وما اشتق‬
‫منهما ‪ ،‬وبكل لفظ يدل عليها ‪ .‬شروط العاقدين ‪ :‬ويشترط ف كل من العاقدين الهلية‬
‫بأن يكون كل منهما عاقل ميزا ‪ ،‬فلو كان أحدها منونا أو صبيا غي ميز فإن العقد ل‬
‫يصح ‪/ .‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 181‬‬
‫صفحة ‪ / 181‬ويضيف الشافعية والنابلة شرطا آخر وهو البلوغ ‪ .‬فل يصح عندهم‬
‫عقد الصب ولو كان ميزا ‪ .‬شروط صحة الجارة ‪ :‬ويشترط لصحة الجارة الشروط‬
‫التية ‪ - 1 :‬رضا العاقدين ‪ .‬فلو أكره أحدها على الجارة فإنا ل تصح لقول ال‬
‫سبحانه ‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا ل تأكلوا أموالكم بينكم بالبا ؟ ل إل أن تكون تارة عن‬
‫تراض منكم ‪ .‬ول تقتلوا أنفسكم إن ال كان بكم رحيما " ( ‪ - 2 . ) 1‬معرفة النفعة‬
‫العقود عليها معرفة تامة تنع من النازعة ‪ .‬والعرفة الت تنع النازعة ت بشاهدة العي الت‬
‫يراد استئجارها أو بوصفها إن انضبطت بالوصف ‪ ،‬وبيان مدة الجارة كشهر أو سنة أو‬
‫أكثر أو أقل ‪ ،‬وبيان العمل الطلوب ‪ - 3 .‬أن يكون العقود عليه القدور الستيفاء‬
‫حقيقة وشرعا ‪ ،‬فمن العلماء من اشترط هذا الشرط فرأى أنه ل يوز إجارة الشاع من‬
‫غي الشريك ‪ ،‬وذلك لن منفعة ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النساء الية رقم ‪/ ) . ( . 29‬‬
‫صفحة ‪ / 182‬الشاع غي مقدورة الستيفاء ‪ .‬وهذا مذهب أب حنيفة وزفر ‪ .‬وقال‬
‫جهور الفقهاء ‪ :‬يوز إجارة الشاع مطلقا من الشريك وغيه ‪ .‬لن للمشاع منفعة‬
‫والتسليم مكن بالتخلية أو الهايأة بالتهيؤ ( ‪ . ) 1‬كما يوز ذلك ف البيع ‪ .‬والجارة‬

‫‪71‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أحد نوعي البيع ‪ .‬فإن ل تكن النفعة معلومة كانت الجارة فاسدة ‪ - 4 .‬القدرة على‬
‫تسليم العي الستأجرة مع اشتمالا على النفعة ‪ ،‬فل يصح تأجي دابة شاردة ‪ ،‬ول‬
‫مغصوب ل يقدر على انتزاعه لعدم القدرة على التسليم ‪ .‬ول أرض للزرع ل تنبت ‪ ،‬أو‬
‫دابة للحمل وهي زمنة ‪ :‬لعدم النفعة الت هي موضوع العقد ‪ - 5 .‬أن تكون النفعة‬
‫مباحة ل مرمة ول واجبة ‪ .‬فل تصح الجارة على العاصي ‪ ،‬لن العصية يب اجتنابا ‪.‬‬
‫فمن استأجر رجل ليقتل رجل ظلما أو رجل ليحمل له المر أو أجر داره لن يبيع با‬
‫المر أو ليلعب فيها القمار أو ليجعلها كنيسة فإنا تكون إجارة فاسدة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪1‬‬
‫) أي تقسيم النافع ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 183‬وكذلك ل يل حلوان الكاهن ( ‪) 1‬‬
‫والعراف ( ‪ ) 2‬وهو ما يعطاه على كهانته وعرافته ‪ ،‬إذ أنه عوض عن مرم وأكل لموال‬
‫الناس بالباطل ‪ .‬ول تصح الجارة على الصلة والصوم ‪ ،‬لن هذه فرائض عينية يب‬
‫أداؤها على من فرضت عليه ‪ .‬الجرة على الطاعات ‪ :‬أما الجرة على الطاعات فقد‬
‫اختلف العلماء ف حكمها ‪ ،‬ونذكر بيان مذاهبهم فيما يلي ‪ :‬قالت الحناف ‪ :‬الجارة‬
‫على الطاعات كاستئجار شخص آخر ليصلي أو يصوم أو يج عنه أو يقرأ القرآن ويهدي‬
‫ثوابه إليه أو يؤذن أو يؤم بالناس أو ما أشبه ذلك ل يوز ‪ ،‬ويرم أخذ الجرة عليه ‪،‬‬
‫لقوله عليه الصلة والسلم ‪ " :‬اقرءوا القرآن ول تأكلوا به " ‪ .‬وقوله ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬لعمرو بن العاص ‪ :‬وان اتذت مؤذنا فل تأخذ على الذان أجرا " ولن القربة‬
‫مت حصلت وقعت عن العامل فل يوز أخذ الجرة ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الكاهن ‪ :‬هو الذي‬
‫يتعاطى الخبار عن الكائنات ف مستقبل الزمان ويدعي معرفة السرار ‪ ) 2 ( .‬العراف ‪:‬‬
‫هو الذي يدعي معرفة الشياء السروقة ومكان الضالة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 184‬عليها من‬
‫غيه ‪ ،‬وما هو شائع من ذلك ف بلدنا الصرية الوصايا بالتمات والتسابيح بأجر معلوم‬
‫ليهدي ثوابا إل روح الوصي ‪ ،‬وكل ذلك غي جائز شرعا ‪ ،‬لن القارئ إذا قرأ لجل‬
‫الال فل ثواب له ‪ ،‬فأي شئ يهديه إل اليت ؟ ‪ . . .‬وقد نص الفقهاء على أن الجرة‬
‫الأخوذة ف نظي عمل الطاعات حرام على الخذ ‪ ،‬ولكن التأخرين منهم استثنوا من هذا‬
‫الصل تعليم القرآن والعلوم الشرعية ‪ ،‬فأفتوا بواز أخذ الجرة عليه استحسانا ‪ ،‬بعد أن‬
‫انقطعت الصلت والعطايا الت كانت ترى على هؤلء العلمي ‪ ،‬ف الصدر الول ‪ ،‬من‬

‫‪72‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوسرين وبيت الال ‪ ،‬دفعا للحرج والشقة ‪ ،‬لنم يتاجون إل ما به قوام حياتم هم‬
‫ومن يعولونم ‪ . . . .‬وف اشتغالم بالصول عليه من زراعة أو تارة أو صناعة إضاعة‬
‫للقرآن الكري والشرع الشريف بانقراض حلته ‪ ،‬فجاز إعطاؤهم أجرا على هذا التعليم ‪.‬‬
‫‪ . . .‬وقالت النابلة ‪ :‬ل تصح الجارة لذان وإقامة وتعليم قرآن وفقه وحديث ونيابة ف‬
‫حج وقضاء ‪ ،‬ول يقع إل قربة لفاعله ‪ /‬صفحة ‪ / 185‬ويرم أخذ الجرة عليه ‪ ،‬وقالوا‬
‫‪ :‬ويوز أخذ رزق من بيت الال أو من وقف على عمل يتعدى نفعه ‪ ،‬كقضاء وتعليم‬
‫قرآن وحديث وفقه ونيابة ف حج وتمل شهادة وأدائها وأذان ونوها ‪ ،‬لنا من‬
‫الصال ‪ ،‬وليس بعوض بل رزق للعانة على الطاعة ‪ ،‬ول يرجه ذلك عن كونه قربة ول‬
‫يقدح ف الخلص ‪ ،‬وإل ما استحقت الغنائم وسلب القاتل ‪ . . .‬وذهبت الالكية‬
‫والشافعية وابن حزم ‪ :‬إل جواز أخذ الجرة على تعليم القرآن والعلم لنه استئجار لعمل‬
‫معلوم ببذل معلوم ‪ .‬قال ابن حزم ‪ " :‬والجارة جائزة على تعليم القرآن وعلى تعليم العلم‬
‫مشاهرة وجلة ‪ ،‬كل ذلك جائز وعلى الرقى وعلى نسخ‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 185‬‬
‫الصاحف ونسخ كتب العلم لنه ل يأت ف النهي عن ذلك نص ‪ ،‬بل قد جاءت الباحة‬
‫" ‪ .‬ويقوي هذا الذهب ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي ال عنهما ‪ " :‬أن نفرا من‬
‫أصحاب النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬مروا باء فيه لديغ أو سليم ‪ .‬فعرض لم رجل من‬
‫أهل الاء ‪ ،‬فقال ‪ :‬هل فيكم من راق ‪ ،‬فإن ف الاء رجل ‪ /‬صفحة ‪ / 186‬لديغا أو‬
‫سليما ‪ . . .‬فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتة الكتاب على شاء ( ‪ ، ) 1‬فجاء بالشاء إل‬
‫أصحابه فكرهوا ذلك وقالوا ‪ :‬أخذت على كتاب ال أجرا ‪ .‬حت قدموا الدينة فقالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول ال ‪ ،‬أخذ على كتاب ال أجرا ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن أحق‬
‫ما أخذت عليه أجرا كتاب ال " ‪ .‬وكما اختلف الفقهاء ف أخذ الجرة على تلوة القرآن‬
‫وتعليمه ‪ ،‬فقد اختلفوا أيضا ف أخذ الجرة على الج والذان والمامة ‪ .‬فقال أبو حنيفة‬
‫وأحد ‪ :‬ل يوز ذلك جريا على أصله ف عدم أخذ الجرة على الطاعات ‪ .‬وقال مالك ‪:‬‬
‫كما يوز أخذ الجرة على تعليم القرآن يوز أخذها على الج والذان ‪ .‬فأما المامة‬

‫‪73‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فإنه ل يوز أخذ الجرة عليها إن أفردها وحدها ‪ .‬فإن جعها مع الذان جازت الجرة ‪،‬‬
‫وكانت على الذان والقيام بالسجد ل على الصلة ‪ .‬وقال الشافعي ‪ :‬توز الجرة على‬
‫الج ول توز على المامة ف صلة الفرائض ‪ ،‬ويوز بالتفاق الستئجار ( هامش ) ( ‪1‬‬
‫) شياه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 187‬على تعليم الساب والط واللغة والدب والديث‬
‫وبناء الساجد والدارس ‪ .‬وعند الشافعية ‪ :‬توز الجارة على غسل اليت وتلقينه ودفنه ‪.‬‬
‫وأبو حنيفة قال ‪ :‬ل يوز الستئجار على غسل اليت ‪ ،‬ويوز على حفر القبور وحل‬
‫النائز ‪ .‬كسب الجام ‪ :‬كسب الجام غي حرام ‪ ،‬لن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫احتجم وأعطى الجام أجره ‪ ،‬كما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس ‪ .‬ولو كان‬
‫حراما ل يعطه ‪ .‬قال النووي ‪ " :‬وحلوا الحاديث الت وردت ف النهي عنه على التنيه‬
‫والرتفاع عن دنئ الكسب والث على مكارم الخلق ومعال المور " ‪ - 5 .‬أن‬
‫تكون الجرة مال متقوما معلوما ( ‪ ) 1‬بالشاهدة أو الوصف ‪ ،‬لنا ثن النفعة ‪ ،‬وشرط‬
‫الثمن أن يكون معلوما ‪ ،‬لقول رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ " : ،‬من استأجر أجيا‬
‫فليعلمه أجره " ( ‪ ( . ) 2‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وخالف ف ذلك الظاهرية ‪ ) 2 ( .‬رواه عبد‬
‫الرازق عن أب سعيد ‪ -‬قال أبو زرعة ‪ -‬الصحيح وقفه على أب سعيد ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 188‬ويصح تقدير الجرة بالعرف ‪ . . .‬أخرج أحد وأصحاب السنن وصححه‬
‫الترمذي أن سويد بن قيس قال ‪ " :‬جلبت أنا ومرمة العبدي برا من هجر فأتينا به مكة‬
‫فجاءنا رسول ال صلى ال عليه وسلم يشي فساومنا سراويل فبعناه ‪ .‬وث رجل يزن‬
‫بالجر فقال له ‪ " :‬زن وأرجح " ‪ . . .‬فهنا ل يسم له الجرة بل أعطاه ما اعتاده الناس ‪.‬‬
‫قال ابن تيمية ‪ " :‬إذا ركب دابة الكاري أو دخل حام المامي أو دفع ثيابه أو طعامه إل‬
‫من يغسل ويطبخ فإن له الجر العروف " ‪ .‬وقد دل على ثبوت عوض الجارة بالعروف‬
‫قوله تعال ‪ " :‬فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن " ( ‪ . ) 1‬فأمر بإيفائهن أجورهن بجرد‬
‫الرضاع ‪ .‬والرجع ف الجور إل العرف ‪ . . .‬اشتراط تعجيل الجرة وتأجيلها ‪ :‬الجرة‬
‫ل تلك بالعقد عند الحناف ‪ ،‬ويصح اشتراط ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الطلق الية رقم‬
‫‪ / ) . ( . 6‬صفحة ‪ / 189‬تعجيل الجرة وتأجيلها كما يصح تعجيل البعض وتأجيل‬
‫البعض الخر ‪ ،‬حسب ما يتفق عليه التعاقدان لقول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪" : ،‬‬

‫‪74‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السلمون عند شروطهم " ‪ .‬فإذا ل يكن هناك اتفاق على التعجيل أو التأجيل فإن كانت‬
‫الجرة مؤقتة بوقت معي فإنه يلزم إيفاؤها بعد انقضاء ذلك الوقت ‪ .‬فمن أجر دارا شهرا‬
‫مثل ث مضى الشهر فإنه تب الجرة بانقضائه ‪ . . .‬وإن كان عقد الجارة على عمل‬
‫فإنه يلزم إيفاؤها عند الناء من العمل ‪ .‬وإذا أطلق العقد ول يشترط قبض الجرة ول‬
‫ينص على تأجيلها ‪ :‬قال أبو حنيفة ومالك رضي ال عنهما ‪ :‬إنا تب جزءا جزءا بسب‬
‫ما يقبض من النافع ‪ .‬وقال الشافعي وأحد ‪ :‬إنا تستحق بنفس العقد ‪ ،‬فإذا سلم الؤجر‬
‫العي الستأجرة إل الستأجر استحق جيع الجرة ‪ ،‬لنه قد ملك النفعة بعقد الجارة‬
‫ووجب تسليم الجرة ليلزم تسليم العي إليه ‪ .‬استحقاق الجرة ‪ :‬وتستحق الجرة با‬
‫يأت ‪ / :‬صفحة ‪ - 1 / 190‬الفراغ من العمل ‪ ،‬لا رواه ابن ماجه أن النب ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬أعطوا الجي أجره قبل أن يف عرقه " ‪ - 2 .‬استيفاء النفعة إذا‬
‫كانت الجارة على عي مستأجرة ‪ ،‬فإذا تلفت العي قبل النتفاع ول يض شئ من الدة‬
‫بطلت الجارة ‪ - 3 .‬التمكن من استيفاء النفعة ‪ ،‬إذا مضت مدة يكن استيفاء النفعة‬
‫فيها ولو ل تستوف بالفعل ‪ - 4 .‬تعجيلها بالفعل أو اتفاق التعاقدين على اشتراط‬
‫التعجيل ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 190‬‬
‫هل تسقط الجرة بلك العي ف عقد إجارة العمال ؟ إذا عمل الجي ف ملك الستأجر‬
‫أو بضرته استحق الجرة لنه تت يده ‪ ،‬فكلما عمل شيئا صار مسلما له ‪ .‬وإن كان‬
‫العمل ف يد الجي ل يستحق الجرة بلك الشئ ف يده لنه ل يسلم العمل ‪ .‬وهذا‬
‫مذهب الشافعية والنابلة ‪ .‬استئجار الظئر ( ‪ : ) 1‬استئجار الرجل زوجته على رضاع‬
‫ولده منها ل يوز ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الظئر ‪ :‬الرضع ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 191‬لن ذلك‬
‫أمر واجب عليها فيما بينها وبي ال تعال ( ‪ . ) 1‬أما استئجار الرضع غي الم فإنه يوز‬
‫بأجر معلوم ‪ ،‬ويوز أيضا بطعامها وكسوتا ‪ ،‬وجهالة الجرة ف هذه الال ل يفضي إل‬
‫النازعة ‪ .‬والعادة جرت بالسامة مع الراضع والتوسعة عليهن رفقا بالولد ‪ .‬ويشترط‬
‫العلم بدة الرضاع ومعرفة الطفل بالشاهدة وموضع الرضاع ‪ .‬يقول ال سبحانه ‪ " :‬وإن‬

‫‪75‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أردت أن تسترضعوا أولكم فل جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتم بالعروف ‪ .‬واتقوا ال‬
‫واعلموا أن ال با تعملون بصي " ( ‪ . ) 2‬وهي بنلة الجي الاص ‪ ،‬فل يوز لا أن‬
‫ترضع صبيا آخر ‪ . . .‬وعلى الظئر القيام بالرضاع وبا يتاج إليه الصب من غسله‬
‫وغسل ثيابه وطبخ طعامه ‪ ،‬وعلى الب نفقات الطعام وما يتاج إليه الصب من الريان‬
‫والدهن ‪ ،‬وإذا ( هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا مذهب الئمة الثلثة ‪ .‬وزاد مالك ‪ :‬تب على ذلك‬
‫إل أن تكون شريفة ول يرضع مثلها ‪ ،‬وقال أحد ‪ :‬يصح ‪ ) 2 ( .‬سورة البقرة الية رقم‬
‫‪ / ) . ( . 233‬صفحة ‪ / 192‬مات الصب أو الرضع انفسخت الجارة ‪ .‬لن النفعة ف‬
‫حالة موت الرضع تكون قد فاتت بلك ملها ‪ . . . .‬وف حالة موت الطفل يتعذر‬
‫استيفاء العقود عليه ‪ .‬الستئجار بالطعام والكسوة ‪ :‬اختلف العلماء ف حكم الستئجار‬
‫بالطعام والكسوة فأجازه قوم ومنعه آخرون ‪ ،‬وحجة الجيزين ما رواه أحد وابن ماجه‬
‫عن عتبة بن الندر قال ‪ " :‬كنا عند النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقرأ " طسم " حت بلغ‬
‫قصة موسى عليه السلم فقال ‪ " :‬إن موسى أجر نفسه ثان سني أو عشر سني على عفة‬
‫فرجه وطعام بطنه " وهو مروي عن أب بكر وعمر وأب موسى ‪ .‬وإل هذا ذهب مالك‬
‫والنابلة ‪ ،‬وجوزه أبو حنيفة ف الظئر دون الادم ‪ . . .‬وقال الشافعي وأبو يوسف وممد‬
‫والادوية والنصور بال ل يصح للجهالة ‪ . . .‬ويرى الالكية الذين أجازوا استئجار الجي‬
‫بطعامه وكسوته ‪ :‬أن ذلك يكون على حسب التعارف ‪ .‬قالوا ‪ :‬ولو قال ‪ :‬احصد زرعي‬
‫ولك نصفه ‪ ،‬أو اطحنه أو ‪ /‬صفحة ‪ / 193‬اعصر الزيت ‪ ،‬فإن ملكه نصفه الن جاز ‪،‬‬
‫وإن أراد نصف ما يرج منه ل يز ‪ ،‬للجهالة ‪ .‬إجارة الرض ( ‪ : ) 1‬ويصح استئجار‬
‫الرض ‪ ،‬ويشترط فيه بيان ما تستأجر له من زرع أو غرس أو بناء ‪ .‬وإذا كانت للزراعة‬
‫فل بد من بيان ما يزرع فيها ‪ ،‬إل أن يأذن له الؤجر بأن يزرع فيها ما يشاء ‪ .‬فإذا ل‬
‫تتحقق هذه الشروط فإن الجارة تقع فاسدة ‪ ،‬لن منافع الرض تتلف باختلف البناء‬
‫والزرع كما يتلف تأخي الزروعات ف الرض ‪ ،‬وله أن يزرعها زرعا آخر غي الزرع‬
‫التفق عليه بشرط أن يكون ضرره مثل ضرر الزرع التفق عليه أو أقل منه ‪ .‬وقال داود ‪:‬‬
‫ليس له ذلك ‪ .‬استئجار الدواب ‪ :‬ويصح استئجار الدواب ‪ .‬ويشترط فيه بيان الدة أو‬
‫الكان ‪ ،‬كما يشترط بيان ما تستأجر له الدابة من المل أو الركوب ‪ ،‬وبيان ما يمل‬

‫‪76‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليها ومن يركبها ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬يرجع إل الزء السابق ( ‪ ) 12‬ف باب الزارعة ‪.‬‬
‫( ‪ ) .‬فقه السنة ‪ / 13 -‬صفحة ‪ / 194‬وإذا هلكت الدواب الؤجرة للحمل والركوب‬
‫فإن كانت مؤجرة معيبة فهلكت انقضت الجارة ‪ ،‬وإن كانت غي معيبة فهلكت ل‬
‫تبطل الجارة ‪ .‬وعلى الؤجر أن يأت بغيها وليس له أن يفسخ العقد لن الجارة وقعت‬
‫على منافع ف الذمة ول يعجز الؤجر عن وفاء ما التزمه بالعقد ‪ .‬وهذا متفق عليه بي‬
‫فقهاء الذاهب الربعة ‪ .‬استئجار الدور للسكن ‪ :‬واستئجار الدور للسكن يبيح النتفاع‬
‫بسكناها سواء سكن فيها الستأجر أو أسكنها غيه بالعارة أو الجارة على أن ل يكن‬
‫من سكناها من يضر بالبناء أو يوهنه مثل الداد وأمثاله ‪ .‬وعلى الؤجر إتام ما يتمكن به‬
‫الستأجر من النتفاع حسب ما جرت به العادة ‪ .‬تأجي العي الستأجرة ‪ :‬ويوز‬
‫للمستأجر أن يؤجر العي الستأجرة ‪ .‬فإذا كانت دابة وجب عليه أن يكون العمل مساويا‬
‫أو قريبا للعمل الذي استؤجرت من أجله أول ‪ ،‬حت ل تضار الدابة ‪ / .‬صفحة ‪/ 195‬‬
‫ويوز له أن يؤجر العي الستأجرة إذا قبضها بثل ما أجرها به أو أزيد أو أقل ‪ ،‬وله أن‬
‫يأخذ ما يسمى باللو ‪ .‬هلك العي الستأجرة ‪ :‬العي الستأجرة أمانة ف يد الستأجر لنه‬
‫قبضها ليستوف منها منفعة يستحقها ‪ ،‬فإذا هلكت ل يضمن إل بالتعدي أو التقصي ف‬
‫الفظ ‪ .‬ومن استأجر دابة ليكبها فكبحها بلجامها كما جرت به العادة فل ضمان عليه‬
‫‪ / .‬صفحة ‪ / 196‬الجي الجي ‪ :‬خاص وعام ‪. . .‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 196‬‬
‫فالجي الاص ‪ :‬هو الشخص الذي يستأجر مدة معلومة ليعمل فيها ‪ ،‬فإن ل تكن الدة‬
‫معلومة كانت الجارة فاسدة ‪ .‬ولكل واحد من الجي والستأجر فسخها مت أراد ‪. . .‬‬
‫وف الجارة ‪ :‬إذا كان الجي سلم نفسه للمستأجر زمنا ما فليس له ف هذه الال إل‬
‫أجر الثل ( ‪ ) 1‬عن الدة الت عمل فيها ‪ . . .‬والجي الاص ل يوز له أثناء الدة التعاقد‬
‫عليها أن يعمل لغي مستأجره ‪ .‬فإن عمل لغيه ف الدة نقص من أجره بقدر عمله ‪( . . .‬‬
‫هامش ) ( ‪ ) 1‬الجر الذي يتساوى فيه مع أمثاله ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 197‬وهو يستحق‬
‫الجرة مت سلم نفسه ول يتنع عن العمل الذي استؤجر من أجله ‪ .‬وكذلك يستحق‬

‫‪77‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الجرة كاملة لو فسخ الستأجر الجارة قبل الدة التفق عليها ف العقد ما ل يكن هناك‬
‫عذر يقتضي الفسخ ‪ .‬كأن يعجز الجي عن العمل أو يرض مرضا ل يكنه من القيام به ‪.‬‬
‫فإن وجد عذر من عيب أو عجز ففسخ الستأجر الجارة ل يكن للجي إل أجرة الدة‬
‫الت عمل فيها ‪ -‬ول تب على الستأجر الجرة الكاملة ‪ .‬والجي الاص مثل الوكيل ف‬
‫أنه أمي على ما بيده من عمل ‪ ،‬فل يضمن منه ما تلف إل بالتعدي أو التفريط ‪ .‬فإن‬
‫فرط أو تعدي ضمن كغيه من المناء ‪ .‬الجي الشترك ‪ :‬والجي الشترك هو الذي يعمل‬
‫لكثر من واحد فيشتركون جيعا ف نفعه كالصباغ ‪ ،‬والياط ‪ ،‬والداد ‪ ،‬والنجار ‪،‬‬
‫والكواء ‪ .‬وليس لن استأجره أن ينعه من العمل لغيه ‪ ،‬ول يستحق الجرة إل بالعمل ‪.‬‬
‫وهل يده يد ضمان أو يد أمانة ؟ ؟ ‪ .‬ذهب المام علي وعمر ‪ ،‬رضي ال عنهما ‪،‬‬
‫وشريح ‪ /‬صفحة ‪ / 198‬القاضي وأبو يوسف وممد والالكية إل أن يد الجي الشترك‬
‫يد ضمان ‪ ،‬وأنه يضمن الشئ التالف ولو بغي تعذ أو تقصي منه صيانة لموال الناس‬
‫وحفاظا على مصالهم ‪ .‬روي البيهقي عن علي ‪ -‬كرم ال وجهه ‪ -‬أنه كان يضمن‬
‫الصباغ والصانع وقال ‪ " :‬ل يصلح الناس إل ذاك " ‪ .‬وروى أيضا ‪ :‬أن الشافعي ‪ ،‬رضي‬
‫ال عنه ‪ ،‬ذكر أن شريا ذهب إل تضمي القصار ( ‪ ، ) 1‬فضمن قصارا احترق بيته‬
‫فقال ‪ :‬تضمنن وقد احترق بيت ؟ فقال شريح ‪ :‬أرأيت لو احترق بيته كنت تترك له‬
‫أجرك ؟ وذهب أبو حنيفة وابن حزم إل أن يده يد أمانة فل يضمن إل بالتعدي أو‬
‫التقصي وهذا هو الصحيح من مذهب النابلة والصحيح من أقوال الشافعي رضي ال عنه‬
‫‪ .‬وقال ابن حزم ‪ :‬ل ضمان على أجي مشترك أو غي مشترك ولعلى صانع أصل ‪ ،‬إل‬
‫ما ثبت أنه تعدى فيه أو أضاعه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬القصار ‪ :‬الصباغ ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 199‬فسخ الجارة وانتهاؤها ‪ :‬الجارة عقد لزم ل يلك أحد التعاقدين فسخه لنه‬
‫عقد معاوضة ‪ ،‬إل إذا وجد ما يوجب الفسخ كوجود عيب ‪ ،‬كما سيأت ‪ . . .‬فل‬
‫تفسخ الجارة بوت أحد التعاقدين مع سلمة العقود عليه ويقوم الوارث مقام مورثه‬
‫سواء أكان مؤجرا أو مستأجرا ‪ . . .‬خلفا للحنفية والظاهرية والشعب والثوري والليث‬
‫بن سعد ‪ .‬ول تفسخ ببيع العي الستأجرة للمستأجر أو لغيه ‪ ،‬ويتسلمها الشتري إذا‬
‫كان غي الستأجر بعد انقضاء مدة الجارة ( ‪ . ) 1‬وتفسخ با يأت ‪ - 1 :‬طروء العيب‬

‫‪78‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الادث على الأجور وهوف يد الستأجر أو ظهور العيب القدي فيه ‪ - 2 .‬هلك العي‬
‫الؤجرة العينة كالدار العينة والدابة العينة ‪ ( . . .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا مذهب مالك‬
‫وأحد ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬لتباع إل برضا الستأجر أو يكون عليه دين يبسه الاكم‬
‫بسببه فيبيعها ف دينه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ - 3 / 200‬هلك الؤجر عليه كالثوب الؤجر‬
‫للخياطة ‪ ،‬لنه ل يكن استيفاء العقود عليه بعد هلكه ‪ - 4 . . .‬استيفاء النفعة العقود‬
‫عليها أو إتام العمل أو انتهاء الدة إل إذا كان هناك عذر ينع الفسخ ‪ ،‬كما لو انتهت‬
‫مدة إجارة الرض الزراعية قبل أن يستحصد الزرع فتبقى ف يد الستأجر بأجر الثل حت‬
‫يستحصد ‪ ،‬ولو جبا على الؤجر منعا لضرر الستأجر بقلع الزرع قبل أو انه ‪ - 5 .‬وقال‬
‫الحناف ‪ :‬يوز فسخ الجارة لعذر يصل ولو من جهته ‪ ،‬مثل أن يكتري حانوتا ليتجر‬
‫فيه فيحترق ماله أو يسرق أو يغصب أو يفلس فيكون له فسخ الجارة ‪ . . .‬رد العي‬
‫الستأجرة ‪ :‬ومت انتهت الجارة وجب على الستأجر رد العي الستأجرة ‪ .‬فإن كانت‬
‫من النقولت سلمها لصاحبها ‪ . . .‬وإن كانت من العقارات البينة سلمها لصاحبها‬
‫خالية من متاعه ‪ .‬وإن كانت من الراضي الزراعية سلمها خالية من الزرع ‪ ،‬إل إذا كان‬
‫هناك عذر كما سبق ‪ ،‬فإنا تبقى بيد الستأجر حت يصد الزرع بأجر الثل ‪ / .‬صفحة‬
‫‪ / 201‬وقالت النابلة ‪ :‬مت انقضت الجارة رفع الستأجر يده ول يلزمه الرد ول‬
‫مؤونته مثل الودع ‪ ،‬لنه عقد ل يقتضي الضمان ‪ ،‬فل يقتضي رده ومؤونته ‪ .‬قالوا ‪:‬‬
‫وتكون بعد انقضاء الدة بيد الستأجر أمانة إن تلفت بغي تفريط فلضمان عليه ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 202‬الضاربة تعريفها ‪ :‬الضاربة مأخوذة من الضرب ف الرض وهو السفر‬
‫للتجارة ‪ ،‬يقول ال سبحانه ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 202‬‬
‫" وآخرون يضربون ف الرض يبتغون من فضل ال " ( ‪ . ) 1‬وتسمى قراضا ‪ ،‬وهو‬
‫مشتق من القرض ‪ ،‬وهو القطع ‪ ،‬لن الالك قطع قطعة من ماله ليتجر فيها وقطعة من‬
‫ربه ‪ .‬وتسمى أيضا ‪ :‬معاملة ‪ .‬والقصود باهنا ‪ :‬عقد بي طرفي على أن يدفع أحدها‬
‫نقدا إل الخر ليتجر فيه ‪ ،‬على أن يكون الربح بينهما حسب ما يتفقان عليه ‪ .‬حكمها ‪:‬‬

‫‪79‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وهي جائزة بالجاع ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الزمل الية رقم ‪ / ) . ( . 20‬صفحة‬
‫‪ / 203‬وقد ضارب رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬لدية ‪ -‬رضي ال عنها ‪ -‬بالا‬
‫‪ ،‬وسافر به إل الشام قبل أن يبعث ‪ ،‬وقد كان معمول با ف الاهلية ‪ ،‬ولا جاء السلم‬
‫أقرها ‪ .‬قال الافظ بن حجر ‪ " :‬والذي نقطع به أنا كانت ثابتة ف عصر النب ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬يعلم با وأقرها ‪ ،‬ولو ل ذلك لا جازت ألبتة ‪ . . .‬وروى أن عبد ال‬
‫وعبيدال اب عمر بن الطاب رضي ال عنهم خرجا ف جيش العراق فلما قفل ( ‪ ) 1‬مرا‬
‫على عامل لعمر ‪ :‬وهو أبو موسى الشعري وهو أمي البصرة فرحب بما وسهل ‪ ،‬وقال‬
‫‪ :‬لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به لفعلت ‪ ،‬ث قال ‪ :‬بلى ‪ ،‬ههنا مال من مال ال أريد‬
‫أن أبعث به إل أمي الؤمني فأسلفكما فتبتاعان به متاعا من متاع العراق ث تبيعانه ف‬
‫الدينة وتوفران رأس الال إل أمي الؤمني ويكون لكما ربه ‪ ،‬فقال ‪ :‬وددنا ‪ ،‬ففعل ‪.‬‬
‫فكتب إل عمر أن يأخذ منهما الال ‪ ،‬فلما قدما وباعا وربا قال عمر ‪ :‬أكل اليش قد‬
‫أسلف كما أسلفكما ؟ فقال ‪ :‬ل ‪ .‬فقال عمر ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي رجعا ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 204‬ابنا أمي الؤمني فأسلفكما ‪ ،‬أديا الال وربه ‪ .‬فأما عبد ال فسكت ‪،‬‬
‫وأما عبيدال فقال ‪ :‬يا أمي الؤمني لو هلك الال ضمناه ‪ ،‬فقال ‪ :‬أدياه ‪ ،‬فسكت عبد ال‬
‫وراجعه عبيدال ‪ ،‬فقال رجل من جلساء عمر ‪ :‬يا أمي الؤمني لو جعلته قراضا ( ‪، ) 1‬‬
‫فرضي عمر وأخذ رأس الال ونصف ربه ‪ ،‬وأخذ عبد ال وعبيدال نصف ربح الال ‪.‬‬
‫حكمتها ‪ :‬وقد شرعها السلم وأباحها تيسيا على الناس ‪ .‬فقد يكون بعض منهم مالكا‬
‫للمال ‪ ،‬ولكنه غي قادر على استثماره ‪ .‬وقد يكون هناك من ل يلك الال ‪ ،‬لكنه يلك‬
‫القدرة على استثماره ‪ .‬فأجاز الشارع هذه العاملة لينتفع كل واحد منهما ‪ ،‬فرب الال‬
‫ينتفع ببة الضارب ‪ ،‬والضارب ينتفع بالال ‪ .‬ويتحقق بذا تعاول الال والعمل ‪ .‬وال ما‬
‫شرع العقود إل لتحقيق الصال ودفع الوائح ‪ .‬ركنها ‪ :‬وركنها الياب والقبول‬
‫الصادران من لما أهلية التعاقد ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي لو عملت بكم الضاربة ‪ ،‬وهو‬
‫أن يعل لما النصف ولبيت الال النصف ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 205‬ول يشترط لفظ‬
‫معي ‪ ،‬بل يتم العقد بكل ما يؤدي إل معن الضاربة ‪ ،‬لن العبة ف العقود للمقاصد‬
‫والعان ‪ ،‬ل لللفاظ والبان ‪ .‬شروطها ‪ :‬ويشترط ف الضاربة الشروط التية ‪ - 1 :‬أن‬

‫‪80‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يكون رأس الال نقدا ‪ .‬فإن كان تبا أو حليا أو عروضا فإنا ل تصح ‪ .‬قال ابن النذر ‪" :‬‬
‫أجع كل من نفظ عنه أنه ل يوز أن يعل الرجل دينا له على رجل مضاربة " انتهى ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن يكون معلوما ‪ ،‬كي يتميز رأس الال الذي يتجر فيه من الربح الذي يوزع بينهما‬
‫حسب التفاق ‪ - 3 .‬أن يكون الربح بي العامل وصاحب رأس الال معلوما بالنسبة ‪،‬‬
‫كالنصف والثلث والربع ‪ ،‬لن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عامل أهل خيب بشطر ما‬
‫يرج منها ‪ .‬وقال ابن النذر ‪ " :‬أجع كل من نفظ عنه على إبطال القراض إذا جعل‬
‫أحدها أو كلها لنفسه دراهم معلومة " انتهى ‪ .‬وعلة ذلك أنه لو اشترط قدر معي‬
‫لحدها فقد ل يكون الربح إل هذا القدر ‪ ،‬فيأخذه من اشترط له ول يأخذ الخر شيئا ‪.‬‬
‫وهذا مالف القصود من عقد الضاربة الذي ‪ /‬صفحة ‪ / 206‬راد به نفع كل من‬
‫التعاقدين ‪ - 4 .‬أن تكون الضاربة مطلقة ‪ ،‬فل يقيد رب الال العامل بالتار ف بلد‬
‫معي أوف سلعة معينة ‪ ،‬أو يتجر ف وقت دون وقت ‪ ،‬أو ل يتعامل إل مع شخص بعينه ‪،‬‬
‫ونو ذلك من الشروط ‪ ،‬لن اشتراط التقييد كثيا ما يفوت القصود من العقد ‪ ،‬وهو‬
‫الربح ‪ .‬فلبد من عدم اشتراطه ‪ ،‬وإل فسدت الضاربة ‪ .‬وهذا مذهب مالك والشافعي ‪.‬‬
‫وأما أبو حنيفة وأحد فلم يشترطا هذا الشرط وقال ‪ " :‬إن الضاربة كما تصح مطلقة‬
‫فإنا توز كذلك مقيدة " ‪ ) 1 ( .‬وف حالة التقييد ل يوز للعامل أن يتجاوز الشروط‬
‫الت شرطها ‪ ،‬فإن تعداها ضمن ‪ .‬روي عن حكيم بن حزام ‪ :‬أنه كان يشترط على الرجل‬
‫إذا أعطاه مال مقارضة يضرب له به ‪ " :‬أن ل يعل مال ف كبد رطبة ‪ ،‬ول يمله ف بر‬
‫‪ ،‬ول ينل به بطن مسيل ‪ ،‬فإن فعلت شيئا من ذلك فقد ضمنت مال " ‪ .‬وليس من‬
‫شروط الضاربة بيان مدتا ‪ ،‬فإنا عقد جائز يكن فسخه ف أي وقت ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫الفصاح ص ‪ / ) . ( . 258‬صفحة ‪ / 207‬وليس من شروطها أن تكون بي مسلم‬
‫ومسلم ‪ ،‬بل يصح أن تكون بي مسلم وذمي ‪ .‬العامل أمي ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 207‬‬
‫ومت ت عقد الضاربة وقبض العامل الال كانت يد العامل ف الال يد أمانة ‪ ،‬فل يضمن‬
‫إل بالتعدي ‪ .‬فإذا تلف الال بدون تعد منه فلشئ عليه ‪ ،‬والقول قوله مع يينه إذا ادعى‬

‫‪81‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ضياع الال أو هلكه ‪ ،‬لن الصل عدم اليانة ‪ .‬العامل يضارب بال الضاربة ‪ :‬وليس‬
‫للعامل أن يضارب بال الضاربة ويعتب ذلك تعديا منه ‪ .‬قال ف بداية الجتهد ‪ " :‬ول‬
‫يتلف هؤلء الشاهي من فقهاء المصار أنه إن دفع العامل رأس مال القراض إل مقارض‬
‫آخر فإنه ضامن إن كان خسران ‪ ،‬وإن كان ربح فذلك على شرطه ‪ ،‬ث يكون للذي‬
‫عمر شرطه على الذي دفع إليه فيوفيه حظه ما بقي من الال " ( ‪ . ) 1‬نفقة العامل ‪ :‬نفقة‬
‫العامل ف مال الضاربة من ماله مادام مقيما ‪ ،‬وكذلك إذا سافر للمضاربة ‪ .‬لن النفقة‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬يرى أبو قلبة ونافع وأحد و إسحاق ‪ :‬أن الضارب إذا خالف فهو‬
‫ضامن والربح لرب الال ‪ .‬وقال أصحاب الرأي ‪ :‬الربح للمضارب ويتصدق به ‪،‬‬
‫والوضيعة عليه وهو ضامن لرأس الال ف الوجهي معا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 208‬قد‬
‫تكون قدر الربح فيأخذه كله دون رب الال ولن له نصيبا من الربح مشروطا له فل‬
‫يستحق معه شيئا آخر ‪ .‬لكن إذا أذن رب الال للعامل بأن ينفق على نفسه من مال‬
‫الضاربة أثناء سفره أو كان ذلك ما جرى به العرف فإنه يوز له حينئذ أن ينفق من مال‬
‫الضاربة ‪ .‬ويرى المام مالك أن للعامل أن ينفق من مال الضاربة مت كان الال كثيا‬
‫يتسع للنفاق منه ‪ .‬فسخ الضاربة ‪ :‬وتنفسخ الضاربة با يأت ‪ - 1 :‬أن تفقد شرطا من‬
‫شروط الصحة ‪ .‬فإذا فقدت شرطا من شروط الصحة وكان العامل قد قبض الال واتر‬
‫فيه فإنه يكون له ف هذه الال أجرة مثله ‪ ،‬لن تصرفه كان بإذن من رب الال وقام‬
‫بعمل يستحق عليه الجرة ‪ .‬وما كان من ربح فهو للمالك وما كان من خسارة فهي‬
‫عليه ‪ ،‬لن العامل ل يكون إل أجيا ‪ ،‬والجي ل يضمن إل بالتعدي ‪ - 2 .‬أن يتعدى‬
‫العامل أو يقصر ف حفظ الال ‪ ،‬أو يفعل شيئا يتناف مع مقصود العقد ‪ ،‬فإن الضاربة ف‬
‫هذه الال تبطل ‪ ،‬ويضمن الال إذا تلف ‪ ،‬لنه هو التسبب ف ‪ /‬صفحة ‪ / 209‬التلف ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أن يوت العامل أو رب الال ‪ .‬فإذا مات أحدها انفسخت الضاربة ‪ .‬تصرف‬
‫العامل بعد موت رب الال ‪ :‬إذا مات رب الال انفسخت الضاربة بوته ‪ ،‬ومت انفسخت‬
‫الضاربة فإن العامل ل حق له ف التصرف ف الال ‪ ،‬فإذا تصرف بعد علمه بالوت وبغي‬
‫إذن الورثة فهو غاصب ‪ ،‬وعليه ضمان ‪ .‬ث إذا ربح الال فالربح بينهما ‪ ،‬قال ابن تيمية ‪:‬‬
‫" وبه حكم أمي الؤمني عمر بن الطاب ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬فيما أخذ ابناه من بيت‬

‫‪82‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الال ‪ ،‬فاترا فيه بغي استحقاق فجعله مضاربة " انتهى ‪ .‬وإذا انفسخت الضاربة ورأس‬
‫الال عروض ‪ ،‬فلرب الال وللعامل أن يبيعاه أو يقتسماه لن ذلك حق لما ‪ .‬وإن رضي‬
‫العامل بالبيع وأب رب الال أجب رب الال على البيع لن للعامل حقا ف الربح ول يصل‬
‫عليه إل بالبيع ‪ .‬وهذا مذهب الشافعية والنابلة ‪ .‬اشتراط حضور رب الال عند القسمة ‪:‬‬
‫قال ابن رشد ‪ .‬فقه السنة ‪ / 14 -‬صفحة ‪ " / 210‬أجع علماء المصار على أنه ل‬
‫يوز للعامل أن يأخذ نصيبه من الربح إل بضرة رب الال ‪ ،‬وأن حضور رب الال شرط‬
‫ف قسمة الال و أخذ العامل حصته ‪ ،‬وأنه ليس يكفي ف ذلك أن يقسمه ف حضور بينة‬
‫أو غيها " ‪ .‬انتهى ‪ /‬صفحة ‪ / 211‬الوالة تعريفها ‪ :‬الوالة ( ‪ ) 1 ( ) 1‬مأخوذة من‬
‫التحويل بعن النتقال ‪ ،‬والقصود با هنا نقل الدين من ذمة الحيل ال ذمة الحال عليه ‪.‬‬
‫وهي تقتضي وجود ميل ‪ ،‬ومال ‪ ،‬ومال عليه ‪ .‬فالحيل هو الدين ‪ ،‬والحال هو‬
‫الدائن ‪ ،‬والحال عليه هو الذي يقوم بقضاء الدين ‪ .‬والوالة تصرف من التصرفات الت ل‬
‫تتاج ال اياب وقبول ‪ ،‬وتصح بكل ما يدل عليها ‪ :‬كأحلتك وأتبعتك بدينك على فلن‬
‫‪ . . .‬ونو ذلك ‪ .‬مشروعيتها ‪ :‬وقد شرعها السلم وأجازها للحاجة إليها ‪ .‬روى المام‬
‫البخاري ومسلم عن أب هريرة أن رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬مطل الغن‬
‫ظلم ‪ ،‬وإذا أتبع أحدكم ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الوالة بفتح الاء وقد تكسر ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 212‬على ملئ فليتبع " ( ‪ . ) 1‬ففي هذا الديث أمر الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬الدائن إذا أحاله الدين على غن ملئ قادر أن يقبل الحالة ‪ ،‬وأن يتبع الذي أحيل‬
‫عليه بالطالبة حت يستوف حقه ‪ .‬هل المر للوجوب أو الندب ؟ ‪ :‬ذهب الكثي من‬
‫النابلة وابن جرير وأبو ثور والظاهرية ‪ :‬إل أنه يب على الدائن قبول الحالة على اللئ‬
‫عمل بذا المر ‪ .‬وقال المهور ‪ :‬إن المر للستحباب ‪ .‬شروط صحتها ‪ :‬ويشترط‬
‫لصحة الوالة الشروط التية ‪ - 1 :‬رضا الحيل والحال دون الحال عليه استدلل‬
‫بالديث التقدم ‪ ،‬فقد ذكرها الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ .‬ولن الحيل له أن يقضي‬
‫الدين الذي عليه من أي جهة أراد ‪ .‬ولن الحال حقه ف ذمة الحيل فل ينتقل إل برضاه‬
‫‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬

‫‪83‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 212‬‬
‫وقيل ‪ :‬ل يشترط رضاه لن الحال يب عليه قبولا ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الطل ف الصل‬
‫الد ‪ .‬والراد به هنا تأخي ما استحق أداؤه بغي عذر والغن هنا ‪ :‬القادر على الداء ولو‬
‫كان فقيا ‪ .‬واللئ ‪ :‬الغن القتدر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 213‬لقوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫إذا أحيل أحدكم على ملئ فليتبع ‪ .‬ولن له أن يستوف حقه سواء أكان من الحيل نفسه‬
‫أو من قام مقامه ‪ .‬وأما عدم اشتراط رضا الحال عليه فلن الرسول ل يذكره ف‬
‫الديث ‪ ،‬ولن الدائن أقام الحال مقام نفسه ف استيفاء حقه فل يتاج إل رضا من عليه‬
‫الق ‪ .‬وعند النفية والصطخري من الشافعية اشتراط رضاه أيضا ‪ - 2 .‬تاثل القي ف‬
‫النس والقدر واللول والتأجيل والودة والرداءة ‪ ،‬فل تصح الوالة إذا كان الدين ذهبا‬
‫وأحاله ليأخذ بدله فضة ‪ .‬وكذلك إذا كان الدين حال وأحاله ليقبضه مؤجل أو العكس‬
‫‪ .‬وكذلك ل تصح الوالة إذا اختلف القان من حيث الودة والرداءة أو كان أحدها‬
‫أكثر من الخر ‪ - 3 .‬استقرار الدين ‪ ،‬فلو أحاله على موظف ل يستوف أجره بعد فإن‬
‫الوالة ل تصح ‪ - 4 .‬أن يكون كل من القي معلوما ‪ .‬هل تبأ ذمة الحيل بالوالة ؟ ‪:‬‬
‫إذا صحت الوالة برئت ذمة الحيل ‪ ،‬فإذا أفلس ‪ /‬صفحة ‪ / 214‬الال عليه أو جحد‬
‫الوالة أو مات ل يرجع الحال على الحيل بشئ ‪ .‬وهذا هو ما ذهب إليه جاهي العلماء‬
‫‪ .‬إل أن الالكية قالوا ‪ :‬إل أن يكون الحيل غر الحال فأحاله على عدي ‪ ،‬قال مالك ف‬
‫الوطأ ‪ " :‬المر عندنا ف الرجل ييل الرجل على الرجل بدين له عليه ‪ ،‬إن أفلس الذي‬
‫أحيل عليه أو مات ول يدع وفاء فليس للمحال على الذي أحاله شئ ‪ ،‬وأنه ل يرجع‬
‫على صاحبه الول ‪ .‬قال ‪ " :‬وهذا المر الذي لاختلف فيه عندنا " ‪ .‬وقال أبو حنيفة‬
‫وشريح وعثمان البت وغيهم ‪ :‬يرجع صاحب الدين إذا مات الحال عليه مفلسا أو جحد‬
‫الوالة ‪ / .‬صفحة ‪ / 215‬الشفعة تعريفها ‪ :‬الشفعة مأخوذة من الشفع وهو الضم ‪ ،‬وقد‬
‫كانت معروفة عند العرب ‪ .‬فان الرجل ف الاهلية إذا أراد بيع منل أو حائط أتاه الار‬
‫والشريك والصاحب يشفع إليه فيما باع فيشفعه ويعله أول به من بعد منه ‪ ،‬فسميت‬
‫شفعة ‪ ،‬وسي طالبها شفيعا ‪ .‬والقصود با ف الشرع ‪ :‬تلك الشفوع فيه جبا عن‬
‫الشتري با قام عليه من الثمن والنفقات ‪ .‬مشروعيتها ‪ :‬والشفعة ثابتة بالسنة ‪ ،‬واتفق‬

‫‪84‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السلمون على أنا مشروعة ‪ " .‬روى البخاري عن جابر بن عبد ال أن الرسول ‪/ ،‬‬
‫صفحة ‪ / 216‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قضى ف الشفعة فيما ل يقسم ‪ ،‬فإذا وقعت‬
‫الدود وصرفت الطريق فل شفعة " ‪ .‬حكمتها ‪ :‬وقد شرع السلم الشفعة ليمنع الضرر‬
‫ويدفع الصومة ‪ ،‬لن حق تلك الشفيع للمبيع الذي اشتراه أجنب يدفع عنه ما قد يدث‬
‫له من ضرر ينل به من هذا الجنب الطارئ ‪ .‬واختار الشافعي أن الضرر هو ضرر مؤونة‬
‫القسمة واستحداث الرافق وغيها ‪ .‬وقيل ‪ :‬ضرر سوء الشاركة ‪ .‬الشفعة للذمي ‪ :‬وكما‬
‫تثبت الشفعة للمسلم فإنا للذمي عند جهور الفقهاء ‪ .‬وقال أحد والسن والشعب ‪ :‬ل‬
‫تثبت للذمي ‪ ،‬لا رواه الدارقطن عن أنس أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫لشفعة لنصران " ‪ .‬استئذان الشريك ف البيع ‪ :‬ويب على الشريك أن يستأذن شريكه‬
‫قبل البيع فإن باع ول يؤذنه فهو أحق به ‪ ،‬وإن أذن ف البيع وقال ‪ :‬لغرض ل فيه ‪ ،‬ل‬
‫يكن له الطلب بعد البيع ‪ .‬هذا مقتضى حكم رسول ال ‪ ،‬ول معارض له بوجه ‪- 1 .‬‬
‫وروى مسلم عن جابر قال ‪ / :‬صفحة ‪ " / 217‬قضى رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ ،‬بالشفعة ف كل شركة ل تقسم ‪ :‬ربعة ( ‪ ) 1‬أو حائط ( ‪ . ) 2‬ل يل له أن يبيع حت‬
‫يؤذن شريكه ‪ ،‬فإن شاء أخذ وإن شاء ترك ‪ ،‬فإذا باع ول يؤذنه فهو أحق به " ‪- 2 .‬‬
‫وعن جابر قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من كان له شرك ف نل أو‬
‫ربعة فليس له أن يبيع حت يؤذن شريكه ‪ ،‬فإن رضي أخذ وإن كره ترك " ‪ .‬رواه يي بن‬
‫آدم عن زهي عن أب الزبي وإسناده على شرط مسلم ‪ .‬قال ابن حزم ‪ " :‬ل يل لن له‬
‫ذلك أن يبيعه حت يعرضه على شريكه أو شركائه فيه ‪ ،‬فإن أراد من يشركه فيه الخذ له‬
‫با أعطى فيه غيه فالشريك أحق به ‪ ،‬وإن ل يرد فقد سقط حقه ‪ ،‬ولقيام له بعد ذلك‬
‫إذا باعه من باعه ‪ .‬فإن ل يعرض عليه ‪ ،‬كما ذكرنا ‪ ،‬حت باعه من غي من يشركه فيه‬
‫فمن يشركه مي بي أن يضي ذلك البيع وبي أن يبطله ويأخذ ذلك الزء لنفسه با بيع‬
‫به " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الربعة ‪ :‬النل ‪ ) 2 ( .‬الائط ‪ :‬البستان ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪218‬‬
‫‪ /‬وقال ابن القيم ‪ " :‬وهذا مقتضى حكم رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ول معارض‬
‫له بوجه ‪ ،‬وهو الصواب القطوع به ‪ .‬وذهب بعض العلماء ومنهم الشافعية إل أن المر‬
‫ممول على الستحباب ‪ .‬قال النووي ‪ :‬هو ممول عند أصحابنا على الندب إل إعلمه‬

‫‪85‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وكراهة بيعه قبل إعلمه وليس برام ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 218‬‬
‫الحتيال لسقاط الشفعة ‪ :‬ول يوز الحتيال لسقاط الشفعة ‪ ،‬لن ف ذلك إبطال حق‬
‫السلم ‪ ،‬لا روي عن أب هريرة مرفوعا ‪ " :‬ل ترتكبوا ما ارتكب اليهود فتستحلوا مارم‬
‫ال بأدن اليل " ‪ .‬وهذا مذهب مالك وأحد ‪ ،‬ويرى أبو حنيفة والشافعي أنه يوز‬
‫الحتيال ‪ .‬والحتيال لسقاط الشفعة مثل أن يقر له ببعض الالك فيصبح بذا القرار‬
‫شريكا له ‪ ،‬ث يبيعه الباقي أو يهبه له " ‪ .‬شروط الشفعة يشترط للخذ بالشفعة الشروط‬
‫التية ‪ :‬أول ‪ :‬أن يكون الشفوع فيه عقارا كالرض والدور وما يتصل با اتصال قرار ‪،‬‬
‫كالغراس والبناء والبواب ‪ /‬صفحة ‪ / 219‬والرفوف ‪ ،‬وكل ما يدخل ف البيع عند‬
‫الطلق ‪ ،‬لا تقدم عن جابر رضي ال عنه قال ‪ :‬قضى رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬بالشفعة ف كل شركة ل تقسم ‪ :‬ربعة أو حائط ‪ .‬وهذا مذهب المهور من‬
‫الفقهاء ‪ ،‬وخالف ف ذلك أهل مكة والظاهرية ‪ ،‬ورواية عن أحد ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬إن الشفعة ف‬
‫كل شئ ‪ ،‬لن الضرر الذي قد يدث للشريك ف العقار قد يدث أيضا للشريك ف‬
‫النقول ‪ ،‬ولا قاله جابر قال ‪ " :‬قضى رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬بالشفعة ف كل‬
‫شئ " ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬ورواة هذا الديث ثقات ‪ ،‬ولديث ابن عباس ‪ ،‬أن النب ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬الشفعة ف كل شئ " ورجاله ثقات إل أنه أعل بالرسال ‪،‬‬
‫وأخرج الطحاوي له شاهدا من حديث جابر بإسناد ل بأس به ‪ ،‬وقد انتصر لذا ابن حزم‬
‫فقال ‪ " :‬الشفعة واجبة ف كل جزء بيع مشاعا غي مقسوم ‪ ،‬ب اثني فصاعدا ‪ ،‬من أي‬
‫شئ كان ما ينقسم أول ‪ :‬من أرض أو شجرة واحدة فأكثر ‪ ،‬أو عبد أو أمة ‪ ،‬أم من‬
‫سيف أو من طعام أو من حيوان أو من أي شئ بيع " ‪ .‬ثانيا ‪ :‬أن يكون الشفيع شريكا‬
‫ف الشفوع فيه ‪ ،‬وأن ‪ /‬صفحة ‪ / 220‬تكون الشركة متقدمة على البيع ‪ ،‬وأن ل يتميز‬
‫نصيب كل واحد من الشريكي ‪ ،‬بل تكون الشركة على الشيوع ‪ .‬فعن جابر رضي ال‬
‫عنه قال ‪ " :‬قضى رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬بالشفعة ف كل ما ل يقسم ‪ ،‬فإذا‬
‫وقعت الدود وصرفت الطرق فل شفعة " ‪ .‬رواه المسة ‪ .‬أي أن الشفعة ثابتة ف كل‬

‫‪86‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مشترك مشاع قابل للقسمة ‪ ،‬فإذا قسم وظهرت الدود ورست الطرق بينهما فلشفعة ‪.‬‬
‫وإذا كانت الشفعة تثبت للشريك فإنا تثبت فيما يقبل القسمة ‪ ،‬ويب الشريك فيها على‬
‫القسمة بشرط أن ينتفع بالقسوم على الوجه الذي كان ينتفع به قبل القسمة ‪ ،‬ولذا ل‬
‫تثبت الشفعة ف الشئ الذي لو قسم لبطلت منفعته ‪ ،‬قال ف النهاج ‪ " :‬وكل ما لو قسم‬
‫بطلت منفعته القصودة كحمام ورحى لشفعة فيه على الصح " ‪ .‬وروى مالك عن ابن‬
‫شهاب عن أب سلمة بن عبد الرحن وسعيد بن السيب " أن رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬قضى بالشفعة فيما ل يقسم بي الشركاء ‪ ،‬فإذا وقعت الدود بينهم فلشفعة " ‪.‬‬
‫وهذا مذهب علي وعثمان وعمر وسعيد بن السيب ‪ /‬صفحة ‪ / 221‬وسليمان بن يسار‬
‫وعمر بن عبد العزيز وربيعة ومالك والشافعي والوزاعي وأحد وإسحاق وعبيد ال بن‬
‫السن والمامية ‪ .‬قال ف شرح السنة ‪ " :‬اتفق أهل العلم على ثبوت الشفعة للشريك ف‬
‫الربع النقسم إذا باع أحد الشركاء نصيبه قبل القسمة ‪ ،‬فللباقي أخذه بالشفعة بثل الثمن‬
‫الذي وقع عليه البيع ‪ .‬وإن باع بثئ متقوم من ثوب فيأخذ بقيمته " انتهى ‪ .‬وأما الار‬
‫فإنه لحق له ف الشفعة عندهم ‪ .‬وخالف ف ذلك الحناف فقالوا ‪ :‬إن الشفعة مرتبة ‪:‬‬
‫فهي تثبت للشريك الذي ل يقاسم أول ‪ ،‬ث يليه الشريك القاسم إذا بقيت ف الطرق أو‬
‫ف الصحن شركة ‪ ،‬ث الار اللصق ‪ .‬ومن العلماء من توسط فأثبتها عند الشتراك ف‬
‫حق من حقوق اللك ‪ ،‬كالطريق والاء ونوه ‪ ،‬ونفاها عند تيز كل ملك بطريق حيث ل‬
‫يكون بي اللك اشتراك ‪ ،‬واستدل لذا با رواه أصحاب السنن بإسناده صحيح عن جابر‬
‫عن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬الار أحق بشفعة جاره ‪ ،‬ينتظر با وإن كان‬
‫غائبا إذا كان طريقهما واحدا " ‪ / .‬صفحة ‪ / 222‬قال ابن القيم ‪ " :‬وعلى هذا القول‬
‫تدل أحاديث جابر منطوقها ومفهومها ويزول عنها القضاء والختلف " ‪ .‬قال ‪" :‬‬
‫والقوال الثلثة ف مذهب أحد ‪ ،‬وأعدلا واحسنها هذا القول الثالث " انتهى ‪ .‬ثالثا ‪ :‬أن‬
‫يرج الشفوع فيه من ملك صاحبه بعوض مال ‪ ،‬بأن يكون مبيعا ( ‪ ) 1‬أو يكون ف‬
‫معن البيع ‪ ،‬كصلح عن إقرار بال ‪ ،‬أو عن جناية توجبه أو هبة ببيع بعوض معلوم لنه‬
‫بيع ف القيقة ‪ .‬فلشفعة فيما انتقل عنه ملكه بغي بيع كمر هوب بغي عوض وموصى به‬
‫وموروث ‪ .‬وف بداية الجتهد ‪ " :‬واختلف ف الشفعة ف الساقاة ‪ ،‬وهي تبديل أرض‬

‫‪87‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بأرض ‪ ،‬فعن مالك ف ذلك ثلث روايات ‪ :‬الواز والنع والثالث أن تكون الناقلة بي‬
‫الشراك أو الجانب ‪ ،‬فلم يرها ف الشراك ورآها ف الجانب ‪ .‬رابعا ‪ :‬أن يطلب‬
‫الشفيع على الفور ‪ ،‬أي أن الشفيع إذا علم بالبيع فإنه يب عليه أن يطلب الشفعة حي‬
‫يعلم مت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 222‬‬
‫كان ذلك مكنا ‪ ،‬فإن علم ث أخر الطلب من غي عذر سقط حقه فيها ‪ ( .‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬الحناف يرون أن الشفعة ل تكون إل ف البيع فقط ‪ ،‬أخذا بظاهر الحاديث ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 223‬والسبب ف ذلك أنه لو ل يطلبها الشفيع على الفور وبقي حقه‬
‫ف الطلب متراخيا لكان ف ذلك ضرر بالشتري ‪ ،‬لن ملكه ل يستقر ف البيع ول يتمكن‬
‫من التصرف فيه بالعمارة خوفا من ضياع جهده وأخذه بالشفعة ‪ .‬وإل هذا ذهب أبو‬
‫حنيفة ‪ ،‬وهو الراجح من مذهب الشافعي وإحدى الروايات عن أحد ( ‪ ، ) 1‬وهذا ما ل‬
‫يكن الشفيع غائبا ‪ ،‬أو ل يعلم بالبيع ‪ ،‬أو كان يهل الكم ‪ .‬فإن كان غائبا أو ل يعلم‬
‫بالبيع أو كان يهل أن تأخي الطلب يسقط الشفعة فإنا ل تسقط ‪ .‬ويرى ابن حزم وغيه‬
‫أن الشفعة تثبت حقا له بإياب ال فل تسقط بترك الطلب ولو ثاني سنة أو أكثر ‪ ،‬إل‬
‫إذا أسقطه بنفسه ‪ .‬ويرى أن القول بأن الشفعة لن واثبها لفظ فاسد ‪ ،‬ل يل أن يضاف‬
‫مثله إل رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬ل تب على الفور بل وقت‬
‫وجوبا متسع ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أصح الروايتي عن أب حنيفة ‪ :‬أن الطلب ل يب أن‬
‫يكون فور العلم بالبيع ‪ ،‬لن الشفيع قد يتاج إل التروي ف المر ‪ ،‬فيجب أن يكن من‬
‫ذلك ‪ .‬وهذا يكون بعل اليار له طول ملس علمه بالبيع ‪ .‬فل تبطل شفعته إل إذا قام‬
‫عن الجلس أو تشاغل عن الطلب بأمر آخر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 224‬قال ابن رشد ‪:‬‬
‫واختلف قوله ف هذا الوقت ‪ ،‬هل هو مدود أم ل ؟ فمرة قال ‪ :‬هو غي مدود ‪ ،‬وإنا ل‬
‫تنقطع أبدا إل أن يدث البتاع بناء أو تغيا كثيا بعرفته وهو حاضر عال ساكت ‪ .‬ومرة‬
‫حدد هذا الوقت ‪ ،‬فروي عنه السنة ‪ ،‬وهو الشهر ‪ ،‬وقيل أكثر من سنة ‪ .‬وقد قيل عنه ‪:‬‬
‫إن المسة أعوام ل تنقطع فيها الشفعة ‪ .‬خامسا ‪ :‬أن يدفع الشفيع للمشتري قدر الثمن‬

‫‪88‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الذي وقع عليه العقد فيأخذ الشفيع الشفعة بثل الثمن إن كان مثليا أو بقيمته إن كان‬
‫متقوما ‪ .‬ففي حديث جابر مرفوعا " هو أحق به بالثمن " رواه الوزجان ‪ .‬فإن عجز عن‬
‫دفع الثمن كله سقطت الشفعة ‪ .‬ويرى مالك والنابلة أن الثمن إذا كان مؤجل كله أو‬
‫بعضه فإن للشفيع تأجيله أو دفعه منجما " مقسطا " حسب النصوص عليه ف العقد ‪،‬‬
‫بشرط أن يكون موسرا أو يئ بضامن له موسر ‪ ،‬وإل وجب أن يدفع الثمن حال رعاية‬
‫للمشتري ‪ / .‬صفحة ‪ / 225‬والشافعي والحناف يرون أن الشفيع مي ‪ ،‬فإن عجل‬
‫تعجلت الشفعة ‪ ،‬وإل تتاخر إل وقت الجل ‪ .‬سادسا ‪ :‬أن يأخذ الشفيع جيع الصفقة ‪،‬‬
‫فإن طلب الشفيع أخذ البعض سقط حقه ف الكل ‪ .‬وإذا كانت الشفعة بي أكثر من‬
‫شفيع فتركها بعضهم فليس للباقي إل أخذ الميع حت ل تتفرق الصفقة على الشتري ‪.‬‬
‫الشفعة بي الشفعاء ‪ :‬إذا كانت الشفعة بي أكثر من شفيع وهم أصحاب سهام متفاوتة‬
‫فإن كل واحد منهم يأخذ من البيع بقدر سهمه عند مالك ‪ ،‬والصح من قول الشافعي‬
‫وأحد ‪ ،‬لنا حق يستفاد بسبب اللك فكانت على قدر الملك ‪ .‬وقال الحناف وابن‬
‫حزم ‪ :‬إنا على عدد الرؤوس لستوائهم جيعا ف سبب استحقاقها ‪ .‬وراثة الشفعة ‪ :‬يرى‬
‫مالك والشافعي ( ‪ ) 1‬أي الشفعة تورث ول تبطل بالوت ‪ ،‬فإذا أوجبت له الشفعة‬
‫فمات ول يعلم با ‪ ،‬أو علم با ومات قبل التمكن من الخذ انتقل الق إل الوارث قياسا‬
‫على الموال ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وأهل الجاز ‪ ) . ( .‬فقه السنة ‪ / 15 -‬صفحة ‪226‬‬
‫‪ /‬وقال أحد ‪ :‬ل تورث إل أن يكون اليت طالب با ‪ .‬وقالت الحناف ‪ :‬إن هذا الق‬
‫ل يورث كما أنه ل يباع وإن كان اليت طالب بالشفعة إل أن يكون الاكم حكم له با‬
‫ث مات ‪ .‬تصرف الشتري ‪ :‬تصرف الشتري ف البيع قبل أخذ الشفيع بالشفعة صحيح‬
‫لنه تصرف ف ملكه ‪ ،‬فإن باعه فللشفيع أخذه بأحذ البيعي ‪ .‬وإن وهبه أو وقفه أو‬
‫تصدق به أو جعله صداقا ونوه فلشفعة ‪ ،‬لن فيه إضرارا بالأخوذ منه لن ملكه يزول‬
‫عنه بغي عوض والضرر ل يزال بالضرر ‪ ،‬أما تصرف الشتري بعد أخذ الشفيع بالشفعة‬
‫فهو باطل ‪ ،‬لنتقال اللك للشفيع بالطلب ‪ .‬الشتري يبن قبل الستحقاق بالشفعة ‪ :‬إذا‬
‫بن الشتري أو غرس ف الزء الشفوع فيه قبل قيام الشفعة ث استحق عليه بالشفعة ‪.‬‬
‫فقال الشافعي وأبو حنيفة ‪ :‬للشفيع أن يعطيه قيمة البناء منقوضا ‪ ،‬وكذلك قيمة العرش‬

‫‪89‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مقلوعا أو يكلفه بنقضه ‪ / .‬صفحة ‪ / 227‬وقال مالك ‪ :‬لشفعة إل أن يعطى الشتري‬
‫قيمة ما بن وما غرس ‪ .‬الصالة عن إسقاط الشفعة ‪ :‬إذا صال عن حقه ف الشفعة أو‬
‫باعه من الشتري كان عمله باطل ومسقطا لقه ف الشفعة ‪ ،‬وعليه رد ما أخذه عوضا‬
‫عنه من الشتري ‪ .‬وهذا عند الشافعي ‪ .‬وعند الئمة الثلثة يوز له ذلك ‪ ،‬وله أن يتملك‬
‫ما بذله له الشتري ‪ / .‬صفحة ‪ / 228‬الوكالة تعريفها ‪ :‬الوكالة ( ‪ : ) 1‬معناها‬
‫التفويض ‪ ،‬تقول ‪ :‬وكلت أمري إل ال ‪ ،‬أي فوضته إليه ‪ -‬وتطلق على الفظ ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 228‬‬
‫‪ ،‬ومنه قول ال سبحانه ‪ " :‬حسبنا ال ونعم الوكيل ( ‪ . " ) 2‬والراد با هنا استنابة‬
‫النسان غيه فيما يقبل النيابة ‪ .‬مشروعيتها ‪ :‬وقد شرعها السلم للحاجة إليها ‪ ،‬فليس‬
‫كل إنسان قادرا على مباشرة أموره بنفسه فيحتاج إل توكيل غيه ليقوم با بالنيابة عنه ‪،‬‬
‫جاء ف القرآن الكري قول ال سبحانه ف قصة أهل الكهف ‪ " :‬وكذلك بعثناهم ليتساءلوا‬
‫بينهم ‪ .‬قال قائل منهم ‪ :‬كم لبثتم ؟ قالوا ‪ :‬لبثنا يوما أو بعض يوم ‪ .‬قالوا ‪ :‬ربكم أعلم‬
‫با ( هامش ) ( ‪ ) 1‬بفتح الواو وكسرها ‪ ) 2 ( .‬أي الافظ ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 229‬‬
‫لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إل الدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه ‪،‬‬
‫وليتلطف ول يشعرن بكم أحدا " ( ‪ . ) 1‬وذكر ال عن يوسف أنه قال للملك ‪" :‬‬
‫اجعلن على خزائن الرض إن حفيظ عليم " ‪ .‬وجاءت الحاديث الكثية تفيد جواز‬
‫الوكالة ‪ ،‬منها أنه ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وكل أبا رافع ورجل من النصار فزوجاه‬
‫ميمونة رضي ال عنها ‪ -‬وثبت عنه ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬التوكيل ف قضاء الدين ‪،‬‬
‫والتوكيل ف إثبات الدود واستيفائها ‪ ،‬والتوكيل ف القيام على بدنه وتقسيم جللا (‬
‫‪ ) 2‬وجلودها ‪ ،‬وغي ذلك ‪ .‬وأجع السلمون على جوازها بل على استحبابا ‪ ،‬لنا نوع‬
‫من التعاون على الب والتقوى الذي دعا إليه القرآن الكري وحببت فيه السنة ‪ ،‬يقول ال‬
‫سبحانه ‪ " :‬وتعاونوا على الب والتقوى ول تعاونوا على الث والعدوان " ‪ .‬ويقول الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬وال ف عون العبد ماكان العبد ف عون أخيه " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪1‬‬
‫) سورة الكهف الية ( ‪ ) 2 ( . ) 19‬البدن ‪ ،‬اليوان البدين من ناقة أو بقر ‪ .‬واللة ‪،‬‬

‫‪90‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البعرة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 230‬وقد حكى صاحب البحر الجاع على كونا مشروعة ‪.‬‬
‫وف كونا نيابة أو ولية وجهان ‪ :‬فقيل ‪ :‬نيابة ‪ ،‬لتحري الخالفة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ولية لواز‬
‫الخالفة إل الصلح ‪ ،‬كالبيع بعجل وقد أمر بؤجل ‪ .‬أركانا ‪ :‬الوكالة عقد من العقود ‪،‬‬
‫فل تصح إل باستيفاء أركانا من الياب والقبول ‪ ،‬ول يشترط فيهما لفظ معي بل تصح‬
‫بكل ما يدل عليهما من القول أو الفعل ‪ .‬ولكل واحد من التعاقدين أن يرجع ف الوكالة‬
‫ويفسخ العقد ف أي حال ‪ .‬لنا من العقود الائزة أي غي اللزمة ‪ .‬التنجيز والتعليق ‪:‬‬
‫وعقد الوكالة يصح منجزا ومعلقا ومضافا إل الستقبل كما يصح مؤقتا بوقت ‪ ،‬أو بعمل‬
‫معي ‪ ،‬فالنجز مثل ‪ :‬وكلتك ف شراء كذا ‪ .‬والتعليق مثل ‪ :‬إن ت كذا فأنت وكيلي ‪،‬‬
‫والضافة إل الستقبل مثل ‪ :‬إن جاء شهر رمضان فقد وكلتك عن ‪ ،‬والتوقيت مثل ‪:‬‬
‫وكلتك مدة سنة أو لتعمل كذا ‪ .‬وهذا مذهب النفية والنابلة ‪ ،‬ورأى الشافعية أنه ل‬
‫يوز تعليقها بالشرط ‪ .‬والوكالة قد تكون تبعا من الوكيل وقد تكون بأجر لنه تصرف‬
‫لغيه ل يلزمه فجاز أخذ العوض عليه ‪ ،‬وحينئذ للموكل أن يشترط عليه أن ل يرج‬
‫نفسه منها إل بعد ‪ /‬صفحة ‪ / 231‬أجل مدود وإل كان عليه التعويض ( ‪ . ) 1‬وإن‬
‫نص ف العقد على أجرة للوكيل اعتب أجيا وسرت عليه أحكام الجي ‪ .‬شروطها ‪:‬‬
‫والوكالة ل تصح إل إذا استكملت شروطها ‪ ،‬وهذه الشروط منها شروط خاصة بالوكل‬
‫ومنها شروط خاصة بالوكيل ‪ ،‬ومنها شروط خاصة بالوكل فيه ‪ ،‬أي مل الوكالة ‪.‬‬
‫شروط الوكل ‪ :‬ويشترط ف الوكل أن يكون مالكا للتصرف فيما يوكل فيه ‪ ،‬فإن ل‬
‫يكن مالكا للتصرف فل يصح توكيله ‪ :‬كالجنون والصب غي الميز ‪ ،‬فإنه ل يصح أن‬
‫يوكل واحد منهما غيه ‪ ،‬لن كل منهما فاقد الهلية ‪ ،‬فل يلك التصرف ابتداء ‪ .‬أما‬
‫الصب الميز فإنه يصح توكيله ف التصرفات النافعة له نفعا مضا ‪ ،‬مثل التوكيل بقبول البة‬
‫والصدقة والوصية ‪ .‬فإن كانت التصرفات ضارة به ضررا مضا مثل الطلق والبة‬
‫والصدقة فإن توكيله ل يصح ‪ .‬شروط الوكيل ‪ :‬ويشترط ف الوكيل أن يكون عاقل ‪،‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬قالت النابلة ‪ :‬إن قال بع هذا بعشرة فما زاد فهو لك صح البيع وله‬
‫الزيادة ‪ ،‬وهو قول إسحاق وغيزه ‪ ،‬وكان ابن عباس ل يرى بذلك بأسا لنه مثل الضاربة‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 232‬فلو كان منونا أو معتوها أو صبيا غي ميز فإنه ل يصح توكيله‬

‫‪91‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ .‬أما الصب الميز فإنه يوز توكيله عند الحناف لنه مثل البالغ ف الحاطة بأمور الدنيا ‪،‬‬
‫ولن عمرو ابن السيدة أم سلمة زوج أمه من رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وكان‬
‫صبيا ل يبلغ اللم بعد ‪ .‬شروط الوكل فيه ‪ :‬ويشترط ف الوكل فيه أن يكون معلوما‬
‫للوكيل أو مهول جهالة غي فاحشة ‪ ،‬إل إذا أطلق الوكل كأن يقول له ‪ :‬اشتر ل ما‬
‫شئت ‪ ،‬كما يشترط فيه أن يكون قابل للنيابة ‪ .‬ويري ذلك ف كل العقود الت يوز‬
‫للنسان أن يعقدها لنفسه ‪ :‬كالبيع والشراء والجارة وإثبات الدين والعي والصومة‬
‫والتقاضي والصلح وطلب الشفعة والبة والصدقة والرهن والرتان والعارة والستعارة‬
‫والزواج‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 232‬‬
‫والطلق وإدارة الموال ‪ ،‬سواء أكان الوكل حاضرا أم غائبا وسواء أكان رجل أم امرأة‬
‫‪ .‬روي البخاري عن أب هريرة قال ‪ :‬كان لرجل على النب صلى ال عليه وسلم سن من‬
‫البل فجاء يتقاضاه فقال ‪ :‬أعطوه ‪ ،‬فطلبواله سنه فلم يدوا إل سنا فوقها ‪ .‬فقال ‪:‬‬
‫أعطوه ‪ .‬فقال ‪ :‬أوفيتن أوف ال لك ‪ .‬قال النب صلى ال ‪ /‬صفحة ‪ / 233‬عليه وسلم ‪:‬‬
‫" إن خيكم أحسنكم قضاء " ‪ .‬قال القرطب ‪ :‬فدل هذا الديث مع صحته على جواز‬
‫توكيل الاضر الصحيح البدن ‪ ،‬فإن النب صلى ال عليه وسلم أمر أصحابه أن يعطوا عنه‬
‫السن الت كانت عليه ‪ .‬وذلك توكيل منه لم على ذلك ‪ ،‬ول يكن النب ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬مريضا ول مسافرا ‪ ،‬وهذا يرد قول أب حنيفة وسحنون ف قولما " ‪ :‬إنه ل يوز‬
‫توكيل الاضر الصحيح البدن إل برضاء الصم " ‪ ،‬وهذا الديث خلف قولما ‪ .‬صابط‬
‫ما توز فيه الوكالة ‪ :‬وقد وضع الفقهاء ضابطا لا توز فيه الوكالة فقالوا ‪ :‬كل عقد جاز‬
‫أن يعقده النسان لنفسه جاز أن يوكل به غيه ‪ ،‬أما ما ل توز فيه الوكالة ‪ ،‬فكل عمل‬
‫ل تدخله النيابة ‪ ،‬مثل الصلة واللف والطهارة ‪ ،‬فإنه ل يوز ف هذه الالت أن يوكل‬
‫النسان غيه فيها لن الغرض منها البتلء والختبار وهو ل يصل بفعل الغي ‪ .‬الوكيل‬
‫أمي ‪ :‬ومت تت الوكالة كان الوكيل أمينا فيما وكل فيه فل يضمن إل بالتعدي أو‬
‫التفريط ‪ ،‬ويقبل قوله ف التلف كغيه من المناء ( ‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬ومن صور‬

‫‪92‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫التفريط أن يبيع السلعة ويسلمها قبل قبض الثمن أو أن يستعمل العي استعمال خاصا أو‬
‫أن يضعها ف غي حرز ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 234‬التوكيل بالصومة ‪ :‬ويصح التوكيل‬
‫بالصومة ف إثبات الديون والعيان وسائر حقوق العباد ‪ ،‬سواء أكان الوكل مدعيا أم‬
‫مدعى عليه ‪ ،‬وسواء أكان رجل أم امرأة ‪ ،‬وسواء رضي الصم أم ل يرض ‪ ،‬لن‬
‫الخاصمة حق خالص للموكل ‪ ،‬فله‌أن يتوله بنفسه وله أن يوكل عنه غيه فيه ‪ ،‬وهل‬
‫يلك الوكيل بالصومة القرار على موكله ؟ وهل له الق ف قبض الال الذي يكم به له‬
‫؟ والواب عن ذلك نذكره فيما يلي ‪ :‬إقرار الوكيل على موكله ‪ :‬إقرار الوكيل على‬
‫موكله ف الدود والقصاص ل يقبل مطلقا ‪ ،‬سواء أكان بجلس القضاء أم بغيه ‪ .‬وأما‬
‫إقراره ف غي الدود والقصاص ‪ ،‬فإن الئمة اتفقوا على أنه ل يقبل ف غي ملس‬
‫القضاء ‪ ،‬واختلفوا فيما إذا أقر عليه بجلس القضاء فقال الئمة الثلثة ‪ :‬ل يصح ‪ ،‬لنه‬
‫إقرار فيما ل يلكه ‪ ،‬وقال أبو حنيفة ‪ " :‬يصح إل إن شرط عليه أل يقر عليه " ‪ .‬الوكيل‬
‫بالصومة ليس وكيل بالقبض ‪ :‬والوكيل بالصومة ليس وكيل بالقبض ‪ ،‬لنه قد يكون‬
‫كفئا للتقاضي والخاصمة وليكون أمينا ف قبض القوق ‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 235‬الئمة الثلثة ‪ ،‬خلفا للحناف الذين يرون أن له قبض الال الذي يكم به‬
‫لوكله ‪ ،‬لن هذا من تام الصومة ول تنتهي إل به ‪ ،‬فيعتب موكل فيه ‪ .‬التوكيل باستيفاء‬
‫القصاص ‪ :‬وما اختلف العلماء فيه التوكيل باستيفاء القصاص ‪ ،‬فقال أبو حنيفة ‪ :‬ل يوز‬
‫إل إذا كان الوكل حاضرا ‪ ،‬فإذا كان غائبا فإنه ل يوز لنه صاحب الق ‪ ،‬وقد يعفو لو‬
‫كان حاضرا فل يوز استيفاء القصاص مع وجود هذه الشبهة ‪ ،‬وقال مالك ‪ :‬يوز ولو ل‬
‫يكن الوكل حاضرا ‪ .‬وهذا أصح قول الشافعي ‪ ،‬وأظهر الروايتي عن أحد ‪ .‬الوكيل‬
‫بالبيع ‪ :‬ومن وكل غيه ليبيع له شيئا وأطلق الوكالة فلم يقيده بثمن معي ول أن يبيعه‬
‫معجل أن مؤجل فليس له أن يبيعه إل بثمن الثل ول أن يبيعه مؤجل ‪ ،‬فلو باعه با ل‬
‫يتغابن الناس بثله أو باعه مؤجل ل يز هذا البيع إل برضا الوكل ‪ ،‬لن هذا يتناف مع‬
‫مصلحته فيجع فيه إليه ‪ ،‬وليس معن الطلق أن يفعل الوكيل ما يشاء ‪ ،‬بل معناه‬
‫النصراف إل البيع التعارف لدى التجار وبا هو أنفع للموكل ‪ ،‬قال أبو حنيفة ‪ :‬يوز‬
‫أن يبيع كيف شاء نقداأو نسيئة ‪ ،‬وبدون ثن الثل وبا ل يتغابن ‪ /‬صفحة ‪ / 236‬الناس‬

‫‪93‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بثله وبنقد البلد وبغي نقده ‪ ،‬لن هذا هو معن الطلق ‪ .‬وقد يرغب النسان ف‬
‫التخلص من بعض ما يلك ببيعه ولو بغب فاحش ‪ .‬هذا إذا كانت الوكالة مطلقة ‪ ،‬فإذا‬
‫كانت مقيدة فإنه يب على الوكيل أن يتقيد با قيده به الوكل ‪ ،‬وليوز مالفته إل إذا‬
‫خالفه إل ما هو خي للموكل ‪ ،‬فإذا قيده بثمن معي فباعه بأزيد ‪ ،‬أو قال بعه مؤجل‬
‫فباعه حال صح هذا البيع ‪ .‬فإذا ل تكن الخالفة إل ما هو خي للموكل كان تصرفه‬
‫باطل عند الشافعي ‪ ،‬ويرى الحناف أن هذا التصرف يتوقف على رضا الوكل فإن‬
‫أجازه صح وإل فل ( ‪ . ) 1‬شراء الوكيل من نفسه لنفسه ‪ :‬وإذا وكل ف بيع شئ هل‬
‫يوز له أن يشتريه لنفسه ؟ ‪ .‬قال مالك ‪ :‬للوكيل أن يشتري من نفسه لنفسه بزيادة ف‬
‫الثمن ‪ .‬وقال أبو حنيفة والشافعي وأحد ف أظهر روايتيه ‪ :‬ل يصح شراء ( هامش ) ( ‪1‬‬
‫) وعند النابلة ‪ ،‬أن الوكيل إذا اشترى بأكثر من ثن الثل أو الثمن الذي‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 236‬‬
‫قدره له الوكل با ل يتغابن الناس فيه عادة صح الشراء للموكل وضمن الوكيل الزيادة ‪.‬‬
‫والبيع كالشراء ف صحته ‪ ،‬وضمان الوكيل النقص ف الثمن أماما يتغابن فيه الناس عادة‬
‫فعفو ل يضمنه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 237‬الوكيل من نفسه لنفسه ‪ ،‬لن النسان حريص‬
‫بطبعه على أن يشتري لنفسه رخيصا ‪ ،‬وغرض الوكل الجتهاد ف الزيادة ‪ ،‬وبي‬
‫الغرضي مضادة ‪ .‬التوكيل بالشراء ‪ :‬الوكيل بالشراء إن كان مقيدا بشروط اشترطها‬
‫الوكل وجب مراعاة تلك الشروط ‪ ،‬سواء أكانت راجعة إل ما يشترى أو إل الثمن ‪،‬‬
‫فإن خالف فاشترى غي ما طلب منه شراؤه ‪ ،‬أو اشترى بثمن أزيد ما عينه الوكل كان‬
‫الشراء له دون الوكل ‪ ،‬فإن خالف إل ما هو أفضل جاز ‪ ،‬فعن عروة البارقي ‪ ،‬رضي ال‬
‫عنه ‪ ،‬أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أعطاه دينارا يشتري به ضحية أو شاة ‪ ،‬فاشترى‬
‫شاتي فباع إحداها بدينار فأتاه بشاة ودينار ‪ ،‬فدعا له بالبكة ف بيعه ‪ ،‬فكان لو اشترى‬
‫ترابا لربح فيه ‪ .‬رواه البخاري وأبو داود والترمذي ‪ .‬وف هذا دليل على أنه يوز للوكيل‬
‫إذا قال له الالك ‪ :‬اشتر بذا الدينار شاة ووصفها أن يشتري به شاتي بالصفة الذكورة ‪،‬‬
‫لن مقصود الوكل قد حصل ‪ ،‬وزاد الوكيل خيا ‪ ،‬ومثل هذا لو أمره أن يبيع شاة‬

‫‪94‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بدرهم فباعها ‪ .‬بدرهي أو أن يشتريها بدرهم فاشتراها بنصف درهم ‪ .‬وهو الصحيح‬
‫عند الشافعية كما نقله النووي ف زيادة ‪ /‬صفحة ‪ / 238‬الروضة ‪ . . . .‬وإن كانت‬
‫الوكالة مطلقة فليس للوكيل أن يشتري بأكثر من ثن الثل أو بغب فاحش ‪ ،‬وإذا خالف‬
‫كان تصرفه غي نافذ على الوكل ووقع الشراء للوكيل نفسه ‪ .‬انتهاء عقد الوكالة ‪ :‬ينتهي‬
‫عقد الوكالة با يأت ‪ - 1 :‬موت أحد التعاقدين أو جنونه ‪ ،‬لن من شروط الوكالة‬
‫الياة والعقل ‪ ،‬فإذا حدث الوت أو النون فقد فقدت ما يتوقف عليه صحتها ‪- 2 .‬‬
‫إناء العمل القصود من الوكالة ‪ ،‬لن العمل القصود إذا كان قد انتهى فإن الوكالة ف‬
‫هذه الال تصبح ل معن لا ‪ - 3 . . .‬عزل الوكل للوكيل ولو ل يعلم ( ‪ . ) 1‬ويرى‬
‫الحناف ‪ :‬أنه يب أن يعلم الوكيل بالعزل ‪ ،‬وقبل العلم تكون تصرفاته كتصرفاته قبل‬
‫العزل ف جيع الحكام ‪ - 4 .‬عزل الوكيل نفسه ‪ .‬ول يشترط علم الوكل بعزل نفسه‬
‫أو حضوره ‪ ،‬والحناف يشترطون ذلك حت ل يضار ‪ - 5 .‬خروج الوكل فيه عن ملك‬
‫الوكل ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وهذا عند الشافعي والنابلة ‪ ،‬ويكون ما بيده بعد العزل أمانة‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 239‬العارية تعريفها ‪ :‬العارية ( ‪ ) 1‬عمل من أعمال الب الت ندب‬
‫إليها السلم ورغب فيها ‪ .‬يقول ال سبحانه ‪ " :‬وتعاونوا على الب والتقوي ول تعاونوا‬
‫على الث والعدوان " ( ‪ . ) 2‬وقال أنس ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ :‬كان فزع بالدينة فاستعار‬
‫النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فرسا من أب طلحة يقال له ‪ :‬الندوب ‪ ،‬فركبه فلما رجع‬
‫قال ‪ " :‬ما رأينا من شئ وإن وجدناه لبحرا " ‪ .‬وقد عرفها الفقهاء بأنا إباحة الالك منافع‬
‫ملكه لغيه بل عوض ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬عارية أو عارية بالتخفيف والتشديد ‪) 2 ( .‬‬
‫سورة الائدة الية رقم ‪ / ) . ( . 2‬صفحة ‪ / 240‬ب تنعقد ‪ :‬وتنعقد بكل ما يدل عليها‬
‫من القوال والفعال ‪ .‬شروطها ‪ :‬ويشترط لا الشروط التية ‪ - 1 :‬أن يكون العي أهل‬
‫للتبع ‪ - 2 .‬أن تكون العي منتفعا با مع بقائها ‪ - 3 .‬أن يكون النفع مباحا ‪ .‬إعارة‬
‫العارة وإجارتا ‪ :‬ذهب أبو حنيفة ومالك إل أن الستعي له إعارة العارية وإن ل يأذن‬
‫الالك إذا كان ما ل يتلف باختلف الستعمل ‪ .‬وعند النابلة أنه مت تت العارية جاز‬
‫للمستعي أن ينتفع با بنفسه أو بن يقوم مقامه ‪ ،‬إل أنه ل يؤجرها ول يعيها إل بإذن‬
‫الالك ‪ .‬فإن أعارها بدون إذنه فتلفت عند الثان فللمالك أن يضمن أيهما شاء ‪ ،‬ويستقر‬

‫‪95‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الضمان على الثان لنه قبضها على أنه ضامن لا وتلفت ف يده ‪ ،‬فاستقر الضمان عليه ‪،‬‬
‫كالغاصب من الاصب ‪ .‬مت يرجع العي ‪ :‬وللمعي أن يسترد العارية مت شاء ‪ ،‬ما ل‬
‫يسبب ضررا للسمتعي ‪ / .‬صفحة ‪ / 241‬فإن كان ف استردادها ضرر بالستعي أجل‬
‫حت يتقي ما يتعرض له من ضرر ‪ .‬وجوب ردها ‪ :‬ويب على الستعي أن يرد العارية الت‬
‫استعارها بعد استيفاء نفعها لقول ال سبحانه ‪ " :‬إن ال يأمركم أن تؤدوا المانات إل‬
‫أهلها " ( ‪ . ) 1‬وعن أب هريرة أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬أد المانة إل‬
‫من أئتمنك ول تن من خانك " ‪ .‬أخرجه أبو داود ‪ ،‬والترمذي وصححه ‪ ،‬والاكم‬
‫وحسنه ‪ .‬وروى أبو داود والترمذي وصححه عن أب أمامة أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬العارية مؤداة " ( ‪ . ) 2‬إعارة ما ل يضر العي وينفع الستعي ‪ :‬نى رسول ال ‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أن ينع النسان جاره من غرز خشبة ف جداره ما ل يكن ف ذلك‬
‫ضرر ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النساء الية رقم ‪ ) 2 ( . 58‬أي تعاد لصاحبها ‪) . ( .‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 241‬‬
‫فقه السنة ‪ / 16 -‬صفحة ‪ / 242‬يصيب الدار ‪ .‬فعن أب هريرة أن رسول ال ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬لينع أحدكم جاره أن يغرز خشبة ف جداره " ‪ .‬قال أبو هريرة‬
‫‪ :‬مال أراكم عنها معرضي ‪ ،‬وال لرمي با بي أكتافكم ‪ .‬رواه مالك ‪ .‬واختلف‬
‫العلماء ف معن الديث ‪ ،‬هل هو على الندب إل تكي الار من وضع الشب على‬
‫جدار جاره أم على الياب ‪ .‬وفيه قولن للشافعي وأصحاب مالك ‪ ،‬أصحهما ف‬
‫الذهبي الندب ‪ ،‬وبه قال أبو حنيفة والكوفيون ‪ ،‬والثان الياب وبه قال أحد وأبو ثور‬
‫وأصحاب الديث وهو ظاهر الديث ‪ ،‬ومن قال بالندب قال ‪ :‬ظاهر الديث أنما‬
‫توقفوا عن العمل ‪ ،‬فلهذا قال ‪ :‬مال أراكم عنها معرضي ‪ .‬وهذا يدل على أنم فهموا‬
‫منه الندب ل الياب ‪ ،‬ولو كان واجبا لا أطبقوا على العراض عنه ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬
‫ويدخل ف هذا كل ما ينتفع به الستعي ولضرر فيه على العي ‪ ،‬فإنه ل يل منعه وإذا‬
‫منعه صاحبه قضى الاكم به ‪ .‬لا رواه مالك عن عمر بن الطاب أن الضحاك ابن قيس‬
‫ساق خليجا له من العريض فأراد أن ير ف أرض ‪ /‬صفحة ‪ / 243‬ممد بن مسلمة ‪،‬‬

‫‪96‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فأب ممد ‪ -‬فقال له الضحاك ‪ :‬أنت تنعن وهو لك منفعة ‪ -‬تسقي منه أول وآخرا ول‬
‫يضرك ؟ فأب ممد ‪ .‬فكلم فيه الضحاك عمر بن الطاب ‪ ،‬فدعا عمر ممد بن مسلمة ‪،‬‬
‫فأمره أن يلي سبيله ‪ ،‬قال ممد ‪ :‬ل ‪ ،‬فقال عمر ‪ :‬ل تنع أخاك ما ينفعه ول يضرك ‪،‬‬
‫فقال ممد ‪ :‬ل ‪ -‬فقال عمر ‪ :‬وال ليمرن به ولو على بطنك ‪ ،‬فأمره عمر أن ير به ‪-‬‬
‫ففعل الضحاك ‪ .‬ولديث عمرو بن يي الازن عن أبيه أنه قال ‪ :‬كان ف حائط جدي‬
‫ربيع لعبد الرحن بن عوف فأراد أن يوله إل ناحية من الائط فمنعه صاحب الائط ‪.‬‬
‫فكلم عمر بن الطاب ‪ -‬فقضى لعبد الرحن بن عوف بتحويله ‪ .‬وهذا مذهب الشافعي‬
‫وأحد وأب ثور وداود وجاعة أهل الديث ‪ .‬ويرى أبو حنيفة ومالك ‪ :‬أنه ل يقضي بثل‬
‫هذا ‪ ،‬لن العارية ل يقضى با ‪ .‬والحاديث التقدمة ترجح الرأي الول ‪ .‬ضمان الستعي‬
‫‪ :‬ومت قبض الستعي العارية فتلفت ضمنها ‪ ،‬سواء فرط أم ل يفرط ‪ / .‬صفحة ‪/ 244‬‬
‫وإل هذا ذهب ابن عباس وعائشة وأبو هريرة والشافعي وإسحاق ‪ .‬ففي حديث سرة ‪،‬‬
‫رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬على اليد ما أخذت حت تودي‬
‫" ( ‪ . ) 1‬وذهب الحناف والالكية إل أن الستعي ل يضمن إل بتفريط منه ‪ ،‬لقول‬
‫الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ليس على الستعي غي الغل ( ‪ ) 2‬ضمان ‪ ،‬ول‬
‫الستودع غي الغل ضمان " ‪ .‬أخرجه الدارقطن ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي اليد ضمان ما‬
‫أخذت حت ترده إل مالكه ‪ ) 2 ( .‬الغل ‪ :‬الائن ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 245‬الوديعة‬
‫تعريفها ‪ :‬الوديعة مأخوذة من ودع الشئ بعن تركه ‪ .‬وسي الشئ الذي يدعه النسان‬
‫عند غيه ليحفظه له بالوديعة ‪ ،‬لنه يتركه عند الودع ‪ .‬حكمها ‪ :‬واليداع والستيداع‬
‫جائزان ‪ ،‬ويستحب قبولا لن يعلم عن نفسه القدرة على حفظها ‪ ،‬ويب على الودع أن‬
‫يفظها ف حرز مثلها ‪ .‬والوديعة أمانة عند الودع يب ردها عندما يطلبها صاحبها ‪،‬‬
‫يقول ال سبحانه ‪ " :‬فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اوتن أمانته وليتق ال ربه " (‬
‫‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة الية رقم ‪ / ) . ( . 283‬صفحة ‪ / 246‬وقد‬
‫تقدم حديث " أد المانة إل من ائتمنك ‪ . . .‬ال " ضمانا ‪ :‬ول يضمن الودع إل‬
‫بالتقصي أو الناية منه على الوديعة ‪ ،‬للحديث التقدم الذي رواه الدارقطن ف الباب‬
‫التقدم ‪ .‬وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال‬

‫‪97‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ " :‬من أودع وديعة فلضمان عليه " ‪ .‬رواه ابن ماجه ‪ .‬وف حديث رواه البيهقي ‪ " :‬ل‬
‫ضمان على مؤتن " ‪ .‬وقضى أبو بكر رضي ال عنه ف وديعة كانت ف جراب فضاعت‬
‫من خرق الراب أن ل ضمان فيها ‪ .‬وقد استودع عروة بن الزبي أبا بكر بن عبد الرحن‬
‫ابن الارث بن هشام ما ل من مال بن مصعب ‪ ،‬قال ‪ :‬فأصيب الال عند أب بكر ‪ ،‬أو‬
‫بعضه ‪ ،‬فأرسل إليه عروة ‪ :‬أن ل ضمان عليك ‪ ،‬إنا أنت مؤتن ‪ .‬فقال أبو بكر ‪ :‬قد‬
‫علمت أن ل ضمان علي ‪ .‬ولكن ل تكن لتحدث قريشا أن أمانت قد خربت ‪ .‬ث إنه باع‬
‫مال له فقضاه ‪ .‬قبول قول الودع مع يينه ‪ :‬وإذا ادعى الودع تلف الوديعة دون تعد منه‬
‫فإنه يقبل ‪ /‬صفحة ‪ / 247‬قوله مع يينه ‪ .‬قال ابن النذر ‪ :‬أجع كل من نفظ عنه ‪ :‬أن‬
‫الودع إذا أحرزها ث ذكر أنا ضاعت أن القول قوله ‪ .‬ادعاء سرقة الوديعة ‪ :‬وف متصر‬
‫الفتاوى لبن تيمية ‪ " :‬من ادعى أنه حفظ الوديعة مع ماله فسرقت دون ماله كان ضامنا‬
‫لا " ‪ .‬وقد ضمن عمر ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬أنس بن مالك ‪ ،‬رضيا ل عنه ‪ ،‬وديعة ادعى أنا‬
‫ذهبت دون ماله ‪ .‬من مات وعنده وديعة لغيه ‪ :‬من مات وثبت أن عنده وديعة لغيه ول‬
‫توجد فهي دين عليه تقضى من تركته ‪ .‬وإذا وجدت كتابة بطه وفيها إقرار بوديعة ما‬
‫فإنه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 247‬‬
‫يؤخذ با ويعتمد عليها ‪ ،‬فإن الكتابة تعتب كالقرار سواء بسواء مت عرف خطه ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 248‬الغصب تعريفه ‪ :‬جاء ف القرآن الكري ‪ " :‬أما السفينة فكانت لساكي‬
‫يعملون ف البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا " ( ‪. ) 1‬‬
‫والغصب هو أخذ شخص حق غيه والستيلء عليه عدوانا وقهرا عنه ( ‪ . ) 2‬حكمه ‪:‬‬
‫وهو حرام يأث فاعله ‪ ،‬يقول ال سبحانه ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الكهف آية رقم ‪79‬‬
‫‪ ) 2 ( .‬إن أخذ الال سرا من حرز مثله كان سرقه ‪ ،‬وإن أخذ مكابرة كان ماربة ‪ ،‬وإن‬
‫أخذ استيلء كان اختلسا ‪ ،‬وإن أخذ من كان له مؤتنا عليه كان خيانة ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ " / 249‬ول تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل " ( ‪ - 1 . ) 1‬وف خطبة الوداع‬
‫الت رواها البخاري ومسلم قال الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن دماءكم وأموالكم‬

‫‪98‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ‪ ،‬ف شهركم هذا ‪ ،‬ف بلدكم هذا " ‪- 2 .‬‬
‫وروى البخاري ومسلم عن أب هريرة أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل يزن‬
‫الزان حي يزن وهو مؤمن ‪ ،‬ول يشرب الشارب حي يشرب وهو مؤمن ‪ ،‬ول يسرق‬
‫السارق حي يسرق وهو مؤمن ‪ ،‬ول ينتهب نبة ( ‪ ) 2‬يرفع الناس إليه فيها أبصارهم‬
‫حي ينتهبها وهو مؤمن " ‪ - 3 .‬وعن السائب بن يزيد عن أبيه ‪ ،‬أن النب ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل يأخذن أحدكم متاع أخيه جادا وللعبا ‪ ،‬وإذا أخذ أحدكم‬
‫عصا أخيه فليدها عليه " ‪ .‬أخرجه أحد وأبو داود ‪ ،‬والترمذي وحسنه ‪ - 4 .‬وعند‬
‫الدارقطن من طريق أنس مرفوعا إل النب ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة آية رقم ‪. 188‬‬
‫( ‪ ) 2‬النهبة وزن غرفة ‪ :‬الشئ النهوب ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 250‬صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" ل يل مال امرئ مسلم إل بطيبة من نفسه " ‪ - 5 .‬وف الديث ‪ " :‬من أخذ مال‬
‫أخيه بيمينه أوجب ال له النار وحرم عليه النة ‪ . . .‬فقال رجل ‪ :‬يا رسول ال وإن كان‬
‫شيئا يسيا ؟ قال ‪ :‬وإن كان عودا من أراك " ‪ - 6 .‬وروى البخاري ومسلم عن عائشة‬
‫أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬من ظلم شبا من الرض طوقه ال من سبع‬
‫أرضي " ‪ .‬زرع الرض أو غرسها أو البناء عليها غصبا ‪ :‬ومن زرع ف أرض مغصوبة‬
‫فالزرع لصاحب الرض وللغاصب النفقة ‪ ،‬هذا إذا ل يكن الزرع قد حصد ‪ ،‬فإذا كان‬
‫قد حصد فليس لصاحب الرض بعد الصد إل الجرة ‪ .‬أما إذا كان غرس فيها فإنه‬
‫يب قلع ما غرسه وكذلك إذا بن عليها فإنه يب هدم ما بناه ‪ .‬ففي حديث رافع بن‬
‫خديج ‪ ،‬أن رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬من زرع ف أرض قوم بغي إذنم‬
‫فليس له من الزرع شئ ‪ ،‬وله نفقته " ‪ / .‬صفحة ‪ / 251‬رواه أبو داود وابن ماجه ‪،‬‬
‫والترمذي وحسنه ‪ ،‬وأحد وقال ‪ :‬إنا أذهب إل هذا الكم استحسانا على خلف‬
‫القياس ‪ .‬وأخرج أبو داود والدارقطن من حديث عروة بن الزبي أن رسول ال ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬من أحيا أرضا فهي له وليس لعرق ظال حق " ‪ .‬قال ‪ :‬ولقد أخبن‬
‫الذي حدثن هذا الديث أن رجلي اختصما إل رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫غرس أحدها نل ف أرض الخر ‪ .‬فقضى لصاحب الرض بأرضه ‪ .‬وأمر صاحب النخل‬
‫أن يرج نله منها ‪ ،‬قال ‪ :‬فلقد رأيتها وإنا لتضرب أصولا بالفئوس وإنا لنخل عم " ‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫چحرمة النتفاع بالغصوب ‪ :‬وما دام الغصب حراما فإنه ل يل النتفاع بالغصوب بأي‬
‫وجه من وجوه النتفاع ‪ ،‬ويب رده إن كان قائما بنمائه ( ‪ ) 1‬سواء أكان متصل أم‬
‫منفصل ‪ .‬ففي حديث سرة عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬على اليد ( ‪ ) 2‬ما‬
‫أخذت حت تؤديه " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬فإن كان النتاج مستولدا من الغاصب فمن‬
‫العلماء من يعل النماء مقاسة بي الالك والغاصب كالضاربة ‪ ) 2 ( .‬أي على اليد‬
‫ضمان ما أخذت ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 252‬أخرجه أحد وأبو داود ‪ ،‬والاكم‬
‫وصححه ‪ ،‬وابن ماجه ‪ .‬فإن هلك وجب على الغاصب رد مثله أو قيمته سواء أكان‬
‫التلف بفعله أو بآفة ساوية ‪ .‬وذهبت الالكية إل أن العروض واليوان وغيها ‪ ،‬ما ل‬
‫يكال ول يوزن ‪ ،‬يضمن بقيمته إذا غصب وتلف ‪ .‬وعند الحناف والشافعية أن على من‬
‫استهلكه أو أفسده ضمان الثل ‪ ،‬ول يعدل عنه إل عند عدم الثل ‪ .‬واتفقوا على أن الكيل‬
‫والوزون إذا غصبا وحدث التلف ضمن مثله إذا وجد مثله ‪ ،‬لقوله تعال ‪ " :‬فمن اعتدي‬
‫عليكم فاعتدوا عليه بثل ما اعتدى عليكم ( ‪ . " ) 1‬ومؤونة الرد وتكاليفه على الغاصب‬
‫بالغة ما بلغت ‪ .‬وإذانقص الغصوب وجب رد قيمة النقص ‪ ،‬سواء أكان النقص ف العي‬
‫أو الصفة ‪ .‬الدفاع عن الال ‪ :‬ويب على النسان أن يدفع عن ماله مت أراد غيه أن‬
‫ينتهبه ‪ ،‬ويكون الدفع بالخف ‪ ،‬فإن ل ينفع الخف دفع ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة‬
‫آية رقم ‪ / ) . ( . 194‬صفحة ‪ / 253‬بالشد ‪ ،‬ولو أدى ذلك إل القاتلة ‪ .‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 253‬‬
‫" من قتل دون ماله فهو شهيد ‪ ،‬ومن قتل دون دمه فهو شهيد ‪ ،‬ومن قتل دون دينه فهو‬
‫شهيد ‪ ،‬ومن قتل دون أهله فهو شهيد " ‪ .‬رواه البخاري ومسلم والترمذي ‪ .‬من وجد‬
‫ماله عند غيه فهو أحق به ‪ :‬ومت وجد الغصوب منه ماله عند غيه كان أحق به ولو‬
‫كان الغاصب باعه لذا الغي ‪ ،‬لن الغاصب حي باعه ل يكن مالكاله ‪ ،‬فعقد البيع ل يقع‬
‫صحيحا ‪ .‬وف هذه الال يرجع الشتري على الغاصب بالثمن الذي أخذه منه ‪ .‬روى أبو‬
‫داود والنسائي عن سرة ‪ ،‬رضيا ل عنه ‪ ،‬أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬من‬

‫‪100‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وجد عي ماله عند رجل فهو أحق به ‪ ،‬ويتبع البيع من باعه ‪ -‬أي يرجع الشتري على‬
‫البائع ‪ .‬فتح باب القفص ‪ :‬من فتح باب قفص فيه طي ونفره ضمن ‪ .‬واختلفوا فيما إذا‬
‫فتح القفص عن الطائر فطار ‪ ،‬أو ‪ /‬صفحة ‪ / 254‬حل عقال البعي فشرد ‪ .‬فقال أبو‬
‫حنيفة ‪ :‬ل ضمان عليه على كل وجه ‪ .‬وقال مالك و أحد ‪ :‬عليه الضمان سواء خرج‬
‫عقيبه أو متراخيا ‪ .‬وعن الشافعي قولن ‪ :‬ف القدي ‪ :‬ل ضمان عليه مطلقا ‪ .‬وف الديد‬
‫‪ :‬إن طار عقيب الفتح وجب الضمان ‪ ،‬وإن وقف ث طار ل يضمن ‪ / .‬صفحة ‪/ 255‬‬
‫اللقيط تعريفه ‪ :‬اللقيط هو الطفل غي البالغ الذي يوجد ف الشارع أو ضال الطريق‬
‫وليعرف نسبه ‪ .‬حكم التقاطه ‪ :‬والتقاطه فرض من فروض الكفاية ‪ ،‬كغيه من كل شئ‬
‫ضائع ل كافل له ‪ ،‬لن ف تركه ضياعه ‪ .‬ويكم بإسلمه مت وجد ف بلد السلمي ‪.‬‬
‫من الول باللقيط ‪ :‬والذي يده هو الول بضانته إذا كان حرا عدل أمينا رشيدا ‪،‬‬
‫وعليه أن يقوم بتربيته وتعليمه روى سعيد بن منصور ف سننه ‪ ،‬أن سني بن جيلة قال ‪:‬‬
‫وجدت ملقوطا فأتيت به عمر بن الطاب ‪ ،‬فقال عريفي ‪ :‬يا أمي الؤمني ‪ ،‬إنه رجل‬
‫صال ‪ .‬فقال عمر ‪ :‬أكذلك هو ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬اذهب به ‪ ،‬وهو ‪ /‬صفحة ‪/ 256‬‬
‫حر ولك ولؤه ( ‪ ، ) 1‬وعلينا نفقته ‪ ،‬وف لفظ ‪ :‬وعلينا رضاعه ‪ .‬فإن كان ف يد فاسق‬
‫أو مبذر أخذ منه وتول الاكم أمر تربيته ‪ .‬النفقة عليه ‪ :‬وينفق عليه من ماله إن وجد معه‬
‫مال ‪ ،‬فإن ل يوجد معه مال ‪ ،‬فنفقته من بيت الال لن بيت الال معد لوائج السلمي ‪،‬‬
‫فإن ل يتيسر فعلى من علم باله أن ينفق عليه ‪ ،‬لن ذلك إنقاذ له من اللك ‪ ،‬ول يرجع‬
‫على بيت الال إل إذا كان القاضي أذن له بالنقة عليه ‪ ،‬فإن ل يكن أذن له كانت نفقته‬
‫تبعا ‪ .‬مياث اللقيط ‪ :‬وإذا مات اللقيط وترك مياثا ول يلف وارثا كان مياثه لبيت‬
‫الال ‪ ،‬وكذلك ديته تكون لبيت الال إذاقتل ‪ ،‬وليس للتقطه حق مياثه ‪ .‬ادعاء نسبه ‪:‬‬
‫ومن ادعى نسبه من ذكر أو أنثى ألق به مت كان وجوده منه مكنا ‪ ،‬لا فيه من مصلحة‬
‫اللقيط دون ضرر يلحق بغيه ‪ ،‬وحينئذ يثبت نسبه وإرثه لدعيه ‪ .‬فإن ادعاه أكثر من‬
‫واحد ثبت نسبه لن أقام البينة على دعواه فإن ل يكن لم بينة أو أقامها كل واحد منهم‬
‫عرض على القافة الذين يعرفون النساب بالشبه ‪ ،‬ومت ( هامش ) ( ‪ ) 1‬ولك ولؤه ‪:‬‬
‫أي وليته وحضانته ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 257‬حكم ينسبه قائف واحد أخذ بكمه مت‬

‫‪101‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كان مكلفا ذكرا عدل مربا ف الصابة ‪ .‬فعن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ " :‬دخل علي‬
‫النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬مسرور اتبق أسارير وجهه فقال ‪ :‬أل تري أن مززا‬
‫الدلي نظر آنفا إل زيد وأسامة وقد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن هذه‬
‫القدام بعضها من بعض " رواه البخاري ومسلم ‪ .‬فإن ل يتيسر ذلك اقترعوا بينهم ‪ ،‬فمن‬
‫خرجت قرعته كان له ‪ .‬وقال النفية ‪ :‬ل يعمل بالقائف ول بالقرعة ‪ ،‬بل لو تساوي‬
‫جاعة ف ولد وكان مشتركا بينهم ورث كل منهم كابن كامل ‪ ،‬وورثوه جيعا كأب‬
‫واحد ‪ .‬فقه السنة ‪ / 17 -‬صفحة ‪ / 258‬اللقطة تعريفها ‪ :‬اللقطة هي كل مال معصوم‬
‫معرض للضياع ليعرف مالكه ‪ .‬وكثيا ما تطلق على ما ليس بيوان ‪ ،‬أما اليوان فيقال‬
‫له ‪ :‬ضالة ‪ .‬حكمها ‪ :‬أخذ اللقطة مستحب ‪ .‬وقيل ‪ :‬يب ‪ .‬وقيل ‪ :‬إن كانت ف موضع‬
‫يأمن عليها اللتقط إذ تركها استحب له الخذ ‪ .‬فإن كانت ف موضع ل يأمن عليها فيه‬
‫إذا تركها وجب عليه التقاطها ‪ ،‬وإذا علم من نفسه الطمع فيها حرم عليه أخذها ‪ .‬وهذا‬
‫الختلف بالنسبة للحر البالغ العاقل ‪ ،‬ولو ل يكن مسلما ‪ / .‬صفحة ‪ / 259‬أما غي‬
‫الر والصب وغي العاقل فليس مكلفا بالتقاط اللقطة ‪ .‬والصل ف هذا الباب ما جاء عن‬
‫زيد بن خالد ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء رجل إل رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫فسأله عن اللقطة فقال ‪ " :‬اعرف عفاصها ( ‪ ، ) 1‬ووكاءها ( ‪ ، ) 2‬ث عرفها سنة ‪ ،‬فإن‬
‫جاء صاحبها ‪ ،‬وإل شأنك با ( ‪ ) 3‬قال ‪ :‬فضالة الغنم ؟ قال ‪ :‬هي لك أو لخيك (‬
‫‪ ) 4‬أو للذئب ( ‪ . ) 5‬قال ‪ :‬فضالة البل ؟ قال ‪ :‬مالك ولا ( ‪ ) 6‬معها سقاؤها ( ‪) 7‬‬
‫وحذاؤها ( ‪ ( ) 8‬هامش ) ( ‪ ) 1‬العفاص ‪ :‬الوعاء الذي يكون فيه الشئ من جلد أو‬
‫نسيج أو خشب أو غيه ‪ ) 2 ( .‬الوكاء ‪ .‬اليط الذي يشد به على رأس الكيس والصرة‬
‫‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 259‬‬
‫والقصود من معرفة العفاص والوكاء تييزها عن غيها حت ل تتلط اللقطة بال‬
‫اللتقط ‪ ،‬وحت يستطيع إذا جاءه صاحبها أن يستوصفه العلمات الت تيزها عن غيها‬
‫ليتبي صدقه من كذبه ‪ ) 3 ( .‬تصرف فيها ‪ ) 4 ( .‬أي صاحبها أو ملتقط آخر ‪) 5 ( .‬‬

‫‪102‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كل حيوان مفترس ‪ ) 6 ( .‬دعها وشأنا ‪ ) 7 ( .‬السقاء ‪ ،‬وعاء الاء ‪ ،‬والراد به هنا‬
‫كرشها الذي تتزن فيه الاء ‪ ) 8 ( .‬أخفافها ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 260‬وترد الاء وتأكل‬
‫الشجر حت يلقاها ربا " ‪ .‬رواه البخاري وغيه بألفاظ متلفة ‪ .‬لقطة الرم ‪ :‬وهذه ف‬
‫غي لقطة الرم ‪ .‬أما لقطته فيحرم أخذها إل لتعريفها ‪ ،‬لقوله ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫ول يلتقط لقطتها ( ‪ ) 1‬إل من عرفها " ‪ .‬وقوله ‪ " :‬ل يرفع لقطتها إل منشد " أي‬
‫العرف با ( ‪ . ) 2‬التعريف با ‪ :‬يب على ملتقطها أن يتبي علماتا الت تيزها عن‬
‫غيها من وعاء ورباط ‪ ،‬وكذا كل ما اختصت به من نوع وجنس ومقدار ( ‪. ) 3‬‬
‫ويفظها كما يفظ ماله ويستوي ف ذلك القي والطي ‪ .‬وتبقى وديعة عنده ل يضمنها‬
‫إذا هلكت إل بالتعدي ‪ ،‬ث ينشر نبأها ف متمع الناس بكل وسيلة ف السواق وف غيها‬
‫من الماكن حيث يظن أن ربا هناك ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي مكة ‪ ) 2 ( .‬ويصح إعطاء‬
‫اللقطة للحكومة إذا كانت ف الهة الت وجدت فيها حكومة أمينة فيها مل لفظها‬
‫ومشهور بي الناس لن ذلك أحفظ لا وأيسر على الناس ‪ ) 3 ( .‬أي كيل أو وزن أو‬
‫ذرع ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 261‬فإن جاء صاحبها وعرف علماتا والمارات الت تيزها عما‬
‫عداها حل للملتقط أن يدفعها إليه وإن ل يقم البينة ‪ .‬وإن ل يئ عرفها اللتقط مدة سنة‬
‫‪ .‬فإن ل يظهر بعد سنة حل له أن يتصدق با أو النتفاع با ‪ ،‬سواء أكان غنيا أم فقيا ‪،‬‬
‫ول يضمن ‪ .‬لا رواه البخاري والترمذي عن سويد بن غفلة قال ‪ :‬لقيت أوس بن كعب‬
‫فقال ‪ :‬وجدت صرة فيها مائة دينار ‪ ،‬فأتيت النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬عرفها‬
‫حول ‪ .‬فعرفتها فلم أجد ‪ ،‬ث أتيته ثلثا فقال ‪ :‬احفظ وعاءها ووكاءها فإن جاء صاحبها‬
‫وإل فاستمتع با ‪ .‬وسئل رسول ال ف اللقطة توجد ف سبيل العامرة ‪ ،‬قال ‪ :‬عرفها حول‬
‫‪ ،‬فإن وجدت باغيها فأدها إليه ‪ ،‬وإل فهي لك ‪ .‬قال ‪ :‬ما يوجد ف الراب ؟ قال ‪ :‬فيه‬
‫وف الركاز المس " ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬والفتاء با فيه متعي ‪ ،‬وإن خالفه من خالفه فإنه‬
‫ل يعارضه ما يوجب تركه ‪ .‬استثناء الأكول والقي من الشياء ‪ :‬وهذا بالنسبة لغي‬
‫الأكول وغي القي من الشياء ‪ .‬فأن الأكول ل يب ‪ /‬صفحة ‪ / 262‬التعريف به‬
‫ويوز أكله ‪ ،‬فعن أنس أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬مر بثمرة ف الطريق فقال ‪" :‬‬
‫لول أن أخاف أن تكون من الصدقة لكلتها " رواه البخاري ومسلم ‪ .‬وكذلك الشئ‬

‫‪103‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القي ليعرف سنة بل يعرف زمنا يظن أن صاحبه ل يطلبه بعده ‪ ،‬وللملتقط أن ينتفع به‬
‫إذا ل يعرف صاحبه ‪ .‬فعن جابر ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ " :‬رخص لنا رسول ال ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬ف العصا والسوط والبل وأشباهه يلتقطه الرجل ينتفع به " أخرجه أحد‬
‫وأبو داود ‪ .‬وعن علي ‪ ،‬كرم ال وجهه ‪ ،‬أنه جاء إل النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫بدينار وجده ف السوق ‪ ،‬فقال النب صلى عليه وسلم ‪ :‬عرفه ثلثا ففعل فلم يد أحدا‬
‫يعرفه ‪ ،‬فقال ‪ :‬كله " ‪ .‬أخرجه عبد الرزاق عن أب سعيد ‪ .‬ضالة الغنم ‪ :‬ضالة الغنم‬
‫ونوها يوز أخذها لنا ضعيفة ومعرضة للهلك وافتراس الوحوش ‪ .‬ويب تعريفها ‪،‬‬
‫فإن ل يطلبها صاحبها كان للملتقط أن يأخذها وغرم لصاحبها ‪ .‬وقالت الالكية ‪ :‬إنه‬
‫يلكها بجرد الخذ ولضمان عليه ‪ ،‬ولو جاء صاحبها ‪ ،‬لن الديث سوى بي الذئب ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 263‬واللتقط ‪ ،‬والذئب لغرامة عليه فكذلك اللتقط ‪ .‬وهذا اللف ف حالة‬
‫ما إذا جاء صاحبها بعد أكلها ‪ .‬أما إذا جاء قبل أن يأكلها اللتقط ردت إليه بإجاع‬
‫العلماء ‪ .‬ضالة البل والبقر واليل والبغال والمي ‪ :‬اتفق العلماء على أن ضالة البل ل‬
‫تلتقط ‪ ،‬ففي البخاري ومسلم عن زيد بن خالد أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬سئل‬
‫عن ضالة البل ‪ ،‬فقال ‪ " :‬مالك ولا ‪ ،‬دعها فإن معها حذاءها وسقاءها ‪ ،‬ترد الاء‬
‫وتأكل الشجر حت يدها ربا " ‪ .‬أي أن ضالة البل مستغنية عن اللتقط وحفظه ‪ ،‬ففي‬
‫طبيعتها الصب على العطش والقدرة على تناول الأكول من الشجر بغي مشقة لطول عنقها‬
‫فلتتاج إل ملتقط ‪ ،‬ث إن بقاءها حيث ضلت يسهل على صاحبها العثور عليه بدل أن‬
‫يتفقدها ف إبل الناس ‪ .‬وقد كان المر على هذا حت عهد عثمان ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬فلما‬
‫كان عثمان رأى التقاطها وبيعها ‪ ،‬فإن جاء صاحبها أخذ ثنها ‪ .‬قال ابن شهاب الزهري‬
‫‪ " :‬كانت ضوال البل ف زمان ‪ /‬صفحة ‪ / 264‬عمر بن الطاب إبل مؤيلة ( ‪ ) 1‬حت‬
‫إذا كان زمان عثمان بن عفان أمر بتعريفها ث تباع ‪ ،‬فإذا جاء صاحبها أعطي ثنها " ‪.‬‬
‫رواه مالك ف الوطأ ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 264‬‬

‫‪104‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على أن المام عليا كرم ال وجهه أمر بعد عثمان أن يبن لا بيت يفظها فيه ويعلفها‬
‫علفا ل يسمنها ول يهزلا ‪ ،‬ث من يقيم البينة على أنه صاحب شئ منها تعطى له ‪ ،‬وإل‬
‫بقيت على حالا ل يبيعها ‪ .‬واستحسن ذلك ابن السيب ‪ .‬وأما البقر واليل والبغال‬
‫والمي فهي مثل البل عند الشافعي ( ‪ ) 2‬وأحد ‪ .‬وروى البيهقي أن النذر بن جرير‬
‫قال ‪ :‬كنت مع أب بالبوازيج ( ‪ ) 3‬بالسواد ‪ ،‬فراحت البقر فرأى بقرة أنكرها فقال ‪ :‬ما‬
‫هذه البقرة ؟ قالوا ‪ :‬بقرة لقت بالبقر فأمر با فطردت حت توارت ‪ ،‬ث قال ‪ :‬سعت‬
‫رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يقول ‪ " :‬ل يأوي الضالة إل ضال " ( ‪. ) 4‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬كثية متخذ للقنية ‪ ) 2 ( .‬واستثن الشافعي الصغار منها وقال ‪ :‬يوز‬
‫التقاطها ‪ ) 3 ( .‬بلد قدي على دجلة فوق بغداد ‪ ) 4 ( .‬أي ل يأوي الضالة من البل‬
‫والبقر الت تستطيع حاية نفسها وتقدر على التنقل ف طلب الكل والاء إل ضال ‪) . ( .‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 265‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬يوز التقاطها ‪ .‬وقال مالك ‪ " :‬يلتقطها إن خاف‬
‫عليها من السباع وإل فل " ‪ .‬النفقة على اللقطة ‪ :‬وما أنفقه اللتقط على اللقطة فإنه‬
‫يسترده من صاحبها ‪ ،‬اللهم إل إذا كانت النفقة نظي النتفاع بالركوب أو الدر ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 266‬الطعمة تعريفها ‪ :‬الطعمة جع طعام ‪ ،‬وهي ما يأكله النسان ويتغذى‬
‫به من القوات وغيها ‪ .‬وف القرآن الكري يقول ال تعال ‪ " :‬قل ل أجد فيما أوحي إل‬
‫مرما على طاعم يطعمه " ( ‪ ) 1‬أي على آكل يأكله ‪ .‬ول يل منها إل ما كان طيبا‬
‫تتوقه النفس ‪ .‬يقول ال تعال ‪ " :‬يسألونك ماذا أحل لم قل أحل لكم الطيبات " ( ‪) 2‬‬
‫‪ .‬والقصود بالطيب هنا ما تستطيبه النفس وتشتهيه وهذا مثل قول ال تعال ‪ ( :‬هامش )‬
‫( ‪ ) 1‬سورة النعام آية رقم ‪ ) 2 ( . 145‬سورة الائدة آية رقم ‪ / ) . ( . 4‬صفحة‬
‫‪ " / 267‬ويل لم الطيبات ويرم عليهم البائث " ( ‪ . ) 1‬والطعام ‪ ،‬منه ما هو جاد ‪،‬‬
‫ومنه ما هو حيوان ‪ .‬فالماد حلل كله ما عدا النجس والتنجس والضار والسكر وما‬
‫تعلق به حق الغي ‪ .‬فالنجس مثل الدم والتنجس ( ‪ ) 2‬كالسمن الذي ماتت فيه فأرة ‪،‬‬
‫لديث الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬الذي رواه البخاري عن ميمونة أنه سئل عن‬
‫سن وقعت فيه فأرة فقال ‪ " :‬القوها ‪ ،‬وما حولا فاطرحوه ‪ ،‬وكلوا سنكم " ‪ .‬وقد أخذ‬
‫من هذا الديث أن الامد إذا وقعت فيه ميتة طرحت وما حولا منه إذا تقق أن شيئا من‬

‫‪105‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أجزائها ل يصل إل غي ذلك منه ‪ .‬وأما الائع فإنه ينجس بلقاة النجاسة ( ‪ . ) 3‬والضار‬
‫من السموم وغيها ‪ .‬فالسموم مثل السموم الستخرجة من العقارب والنحل واليات‬
‫السامة وما يستخرج ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة العراف آية رقم ‪ ) 2 ( . 157‬الختلط‬
‫بالنجاسة ‪ ) 3 ( .‬روى الزهري والوزاعي وابن عباس وابن مسعود والبخاري أن الائع‬
‫إذا وقعت فيه النجاسة فإنه ل ينجس إل إذا تغي بالنجاسة ‪ .‬فإن ل يتغي فهو طاهر ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 268‬من النبات السام والماد كالزرنيخ ‪ ،‬لقول ال تعال ‪ " :‬ول‬
‫تقتلوا أنفسكم إن ال كان بكم رحيما " ( ‪ . ) 1‬وقوله جل شأنه ‪ " :‬ول تلقوا بأيديكم‬
‫إل التهلكة " ( ‪ . ) 2‬وقول الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ف الديث الذي رواه أبو‬
‫هريرة ‪ " :‬من تردى من جبل فقتل نفسه فهو ف نار جهنم يتردى فيها خالدا ملدا فيها‬
‫أبدا ‪ " .‬ومن تسى سا فقتل نفسه فسمه ف يده يتحساه ف نار جهنم خالدا ملدا فيها‬
‫أبدا ‪ ،‬ومن قتل نفسه بديدة فحديدته ف يده يتوجأ ف نار جهنم خالدا ملدا فيها أبدا "‬
‫رواه البخاري ‪ .‬وإنا يرم من السموم القدر الذي يضر ‪ .‬وأما ما يرم للضرر من غي‬
‫السموم مثل الطي والتراب والجر والفحم بالنسبة لن يضره تناولا فلقول الرسول ‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " : ،‬ل ضر ول ضرار " رواه أحد وابن ماجه ‪ .‬ويدخل ف هذا‬
‫الباب " الدخان " فإنه ضار بالصحة وفيه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النساء آية رقم ‪( . 29‬‬
‫‪ ) 2‬سورة البقرة آية رقم ‪ / ) . ( . 195‬صفحة ‪ / 269‬تبذير وضياع للمال ‪ ،‬والسكر‬
‫مثل المر وغيها من الخدرات ‪ .‬وما تعلق به حق الغي مثل السروق والغصوب فإنه ل‬
‫يل شئ من ذلك كله ‪ .‬واليوان منه ما هو بري ( ‪ ) 1‬ومنه ما هو بري ( ‪ . ) 2‬فأما‬
‫البحري فهو حلل كله ‪ .‬واليوان البي ‪ :‬منه ما هو حلل أكله ومنه ما هو حرام ‪ .‬وقد‬
‫فصل السلم ذلك كله وبينه بيانا وافيا ‪ ،‬مصداقا لقول ال عزوجل ‪ " :‬وقد فصل لكم ما‬
‫حرم عليكم إل ما اضطررت إليه " ( ‪ . ) 3‬وقد جاء هذا التفصيل مشتمل على أمور ثلثة‬
‫‪ :‬المر الول ‪ :‬النص على الباح ‪ .‬المر الثان ‪ :‬النص على الرام ‪ .‬المر الثالث ‪ :‬ما‬
‫سكت عنه الشارع ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬اليوان البحري ما كان ساكنا ف البحر بالفعل ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬اليوان البي ما يعيش ف الب من الدواب والطيور ‪ ) 3 ( .‬سورة النعام آية رقم‬
‫‪ / ) . ( . 119‬صفحة ‪/ 270‬‬

‫‪106‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 270‬‬
‫ما نص الشارع على أنه مباح ‪ :‬وما نص الشارع على أنه مباح نذكره فيما يلي ‪ :‬اليوان‬
‫البحري ‪ :‬اليوان البحري حلل كله ‪ -‬ول يرم منه إل ما فيه سم للضرر ‪ ،‬سواء أكان‬
‫سكا أم كان من غيه وسواء اصطيد أم وجد ميتا ‪ ،‬وسواء أصاده مسلم أم كتاب أم وثن‬
‫‪ ،‬وسواء أكان ما له شبه ف الب أم ل يكن له شبه ‪ .‬واليوان البحري ل يتاج إل تزكية‬
‫‪ .‬والصل ف ذلك قول ال عزوجل ‪ " :‬أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم‬
‫وللسيارة " ( ‪ ) 1‬قال ابن عباس ‪ " :‬صيد البحر وطعامه ‪ :‬ما لفظ البحر " رواه الدار‬
‫قطن ‪ .‬وروى عنه ف معن طعامه " ميتته " لديث أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬سأل‬
‫رجل رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬يارسول ال ‪ ،‬إنا نركب البحر ونمل‬
‫معنا القليل من الاء ‪ ،‬فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ باء البحر ؟ فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬هو الطهور ماؤه والل ميتته " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الائدة آية رقم‬
‫‪ / ) . ( . 96‬صفحة ‪ / 271‬رواه المسة ‪ .‬وقال الترمذي ‪ :‬هذا الديث حسن‬
‫صحيح ‪ .‬وسألت ممد بن إساعيل البخاري عن هذا الديث فقال ‪ :‬حديث صحيح ‪.‬‬
‫السمك الملح ‪ :‬كثيا ما يلط السمك باللح ليبقى مدة طويلة بعيدا عن الفساد ويتخذ‬
‫من أصنافه الختلفة ‪ :‬السردين ‪ ،‬والفسيخ ‪ ،‬والرنة ‪ ،‬واللوحة ‪ .‬وكل هذه طاهرة ويل‬
‫أكلها ما ل يكن فيه ضرر فإنه يرم لضرره بالصحة حينئذ ‪ .‬قال الدرديري ‪ -‬رضي ال‬
‫عنه ‪ -‬من شيوخ الالكية ‪ " :‬الذي أدين ال به أن الفسيخ طاهر لنه ل يلح ول يرضخ‬
‫إل بعد الوت ‪ ،‬والدم السفوح ل يكم بنجاسته إل بعد خروجه ‪ ،‬وبعد موت السمك‬
‫إن وجد فيه دم يكون كالباقي ف العروق بعد الذكاة الشرعية ‪ ،‬فالرطوبات الارجة منه‬
‫بعد ذلك طاهرة ل شك ف ذلك " ‪ .‬وإل هذا ذهب الحناف والنابلة وبعض علماء‬
‫الالية ‪ .‬اليوان يكون ف الب والبحر ‪ :‬قال ابن العرب ‪ :‬الصحيح ف اليوان الذي يكون‬
‫ف الب والبحر منعه ‪ ،‬لنه تعارض فيه دليلن ‪ :‬دليل تليل ‪ ،‬ودليل تري ‪ ،‬فنغلب دليل‬
‫التحري احتياطا ‪ / .‬صفحة ‪ / 272‬أما غيه من العلماء فيى أن جيع ما يكون ف البحر‬
‫بالفعل تل ميتته ‪ ،‬ولو كان يكن أن يعيش ف الب ‪ ،‬إل الضفدع للنهي عن قتلها ‪ .‬فعن‬

‫‪107‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عبد الرحن بن عثمان رضي ال عنه أن طبيبا سأل النب صلى ال عليه وسلم عن ضفدع‬
‫يعلها ف دواء فنهاه عن قتلها ‪ .‬رواه أبو داود والنسائي وأحد وصححه الاكم ( ‪. ) 1‬‬
‫اللل من اليوان البي ‪ :‬واللل من اليوان البي النصوص عليه نذكره فيما يلي ‪:‬‬
‫بيمة النعام ‪ ،‬بقول ال تعال ‪ " :‬والنعام خلقها لكم فيها دف ء ومنافع ومنها تأكلون "‬
‫( ‪ . ) 2‬ويقول جل شأنه ‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بيمة النعام‬
‫إل ما يتلى عليكم " ( ‪ . ) 3‬وبيمة النعام هي ‪ :‬البل والبقر ومنه الاموس والغنم‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬القول بتحري الضفدع فيه نظر وسيأت تقيق ذلك ف هذا الباب ‪2 ( .‬‬
‫) سورة النحل آية رقم ‪ ) 3 ( . 5‬سورة الائدة آية رقم ‪ / ) . ( . 1‬صفحة ‪/ 273‬‬
‫ويشمل الضأن والعز ويلحق با بقر الوحش وإبل الوحش والظباء ‪ ،‬فهذه كلها حلل‬
‫بالجاع ‪ ،‬وثبت ف السنة الترخيص ف ‪ :‬الدجاج ( ‪ ) 1‬واليل ( ‪ ) 2‬وحار الوحش (‬
‫‪ ) 3‬والضب والرنب ( ‪ ) 4‬والضبع ( ‪ ) 5‬والراد ( ‪ ) 6‬والعصافي ‪ " .‬عن عمر بن‬
‫الطاب ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬فيما رواه مسلم ف صحيحه ‪ ،‬عن أب الزبي قال ‪ :‬سألت‬
‫جابرا عن الضب فقال ‪ :‬ل تطعموه وقذره ‪ .‬وقال ‪ :‬قال عمر بن الطاب ‪ ،‬إن النب ‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ل يرمه ‪ ،‬إن ال ينفع به غي واحد ‪ ،‬وإنا طعام عامة الرعاة منه ‪،‬‬
‫ولو كان عندي طعمته " ‪ .‬وقال ابن عباس ‪ ،‬رواية عن خالد بن الوليد ‪ ،‬رضي ال عنهما‬
‫‪ ،‬أنه دخل مع رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه البخاري ‪،‬‬
‫ومسلم الترمذي والنسائي ‪ ،‬ومثله الوز والبط والرومي ‪ ) 2 ( .‬رواه البخاري ‪ ،‬ويرى‬
‫مالك وأبو حنيفة أنا مكروهة لن ال تعال ذكرها وبي أنا معدة للركوب والزينة ول‬
‫يذكر الكل ‪ ) 3 ( .‬رواه البخاري ومسلم ‪ ) 4 ( .‬رواه البخاري ومسلم ‪ ) 5 ( .‬رواه‬
‫الترمذي ‪ ) 6 ( .‬رواه البخاري ومسلم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 274‬على خالته ميمونة بنت‬
‫الارث فقدمت إل رسول ال لم ضب جاءها مع قريبة لا من ند ‪ ،‬وكان رسول ال ‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ل يأكل شيئا حت يعلم ما هو ‪ -‬فاتفق النسوة أل يبنه حت يرين‬
‫كيف يتذوقه ويعرفه إن ذاقه ‪ ،‬فلما أن سأل عنه وعلم به تركه وعافه ‪ ،‬فسأله خالد ‪:‬‬
‫أحرام هو ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬ولكنه طعام ليس ف قومي فأجدن أعافه ‪ ،‬قال خالد ‪ :‬فاجتررته‬
‫إل فأكلته ورسول ال ينظر ‪ .‬وروي عن عبد الرحن بن عمار قال ‪ :‬سألت جابر بن عبد‬

‫‪108‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال عن الضبع ‪ ،‬آكلها ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قلت ‪ :‬أصيد هي ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قلت ‪ :‬فأنت‬
‫سعت ذلك من رسول ال ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 274‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬رواه الترمذي بسند صحيح ‪ .‬ومن ذهب إل جواز‬
‫أكله الشافعي وأبو يوسف وممد وابن حزم ‪ .‬وقال الشافعي فيه ‪ :‬إن العرب تستطيبه‬
‫وتدحه ول يزال يباع ويشترى بي الفا والروة من غي نكي ‪ .‬ويري بعض العلماء أنه‬
‫حرام لنه سبع ‪ ،‬ولكن الديث حجة عليهم ‪ .‬وذكر أبو داود وأحد أن ابن عمر سئل‬
‫عن القنفذ ‪ /‬صفحة ‪ / 275‬فتل ‪ " :‬قل ل أجد فيما أوحي إل مرما على طاعم يطعمه‬
‫" ‪ .‬فقال شيخ عنده ‪ :‬سعت أبا هريرة يقول ‪ :‬ذكر عند النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪:‬‬
‫" خبيثة من البائث " ‪ .‬فقال ابن عمر ‪ :‬إن كان قال رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫هذا فهو كما قال ‪ .‬وهذا الديث من رواية عيسى ابن نيلة وهو ضعيف ‪ ،‬قال الشوكان‬
‫‪ :‬فل يصلح الديث لتخصيص القنفذ من أدلة الل العامه ‪ ،‬وبناء على ما قاله الشوكان‬
‫يكون أكله حلل ‪ .‬وقال مالك وأبو ثور ويكى عن الشافعي والليث أنه ل بأس بأكله ‪،‬‬
‫لن العرب تستطيبه ولن حديثه ضعيف ‪ .‬وكرهه الحناف ‪ .‬وقالت عائشة ف الفأرة ‪:‬‬
‫ما هي برام ‪ ،‬وقرأت ‪ " :‬قل ل أجد فيما أوحي إل مرما على طاعم يطعمه " ‪ .‬وعند‬
‫مالك ل بأس بأكل خشاش الرض وعقاربا ودودها ‪ ،‬ول بأس بأكل فراخ النحل ودود‬
‫الب والتمر ونوه ‪ .‬قال القرطب ‪ :‬وحجته قول ابن عباس وأب الدرداء ‪ " :‬ما أحل ال‬
‫فهو حلل ‪ ،‬وما حرم فهو حرام ‪ ،‬وما ‪ /‬صفحة ‪ / 276‬سكت عنه فهو عفو " ‪ .‬قال‬
‫أحد ف الباقلء الدود ‪ :‬تنبه أحب إل ‪ ،‬وإن ل يستقذر فأرجو ( أي أنه ل يكون ف‬
‫أكله بأس ) ‪ .‬وقال عن تفتيش التمر الدود ‪ :‬ل بأس به ‪ ،‬وقد روي عن النب ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬أنه أت بتمر عتيق فجعل يفتشه ويرج السوس منه وينقيه ‪ .‬قال ابن قدامة ‪:‬‬
‫وهو أحسن ‪ .‬ويرى ابن شهاب وعروة والشافعي والحناف وبعض علماء أهل الدينة أنه‬
‫ل يوز أكل شئ من خشاش الرض وهو امها مثل اليات والفأرة وما أشبه ذلك وكل‬
‫ما يوز قتله فل يوز عند هؤلء أكله ‪ ،‬ول تعمل الذكاة عندهم فيه ‪ .‬وقال الشافعي ‪ :‬ل‬

‫‪109‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بأس بالوبر واليبوع ‪ .‬وف أكل العصافي يقول الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ما من‬
‫إنسان قتل عصفورا فما فوقها بغي حقها إل سأله ال تعال عنها ‪ .‬قيل ‪ :‬يا ‪ :‬رسول ال ‪،‬‬
‫وما حقها ؟ قال ‪ :‬يذبها فيأكلها ول يقطع رأسها يرمي با " رواه النسائي ‪ .‬وأكل بعض‬
‫الصحابة مع النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬لم الباري " طائر " ‪ / .‬صفحة ‪/ 277‬‬
‫رواه أبو داود والترمذي ‪ .‬ما نص الشارع على حرمته ‪ :‬والحرمات من الطعام ف كتاب‬
‫ال تعال مصورة ف عشرة أشياء منصوص عليها ف قوله سبحانه ‪ " ) 1 ( :‬حرمت‬
‫عليكم اليتة ( ‪ ) 2‬والدم ( ‪ ) 3‬ولم النير ( ‪ ) 4‬وما أهل لغي ( ‪ ) 5‬ال به والنخنقة‬
‫( ‪ ) 6‬والوقوذة ( ‪ ) 7‬والتردية ( ‪ ) 8‬والنطيحة ( ‪ ) 9‬وما أكل السبع ( ‪ ) 10‬إل ما‬
‫ذكيتم وما ذبح على ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الائدة آية رقم ‪ " ) 2 ( . 3‬اليتة " ما مات‬
‫حتف أنفه ‪ .‬وإنا حرم ال اليتة لضررها إذ أنا ل تت إل بسبب المراض الت لقتها ‪( .‬‬
‫‪ " ) 3‬والدم " أي الدم السفوح ‪ .‬وحرم الدم لضرره وهو أصلح بيئة لنمو اليكروبات ‪.‬‬
‫( ‪ " ) 4‬ولم النير " كما قال ف النار ‪ :‬لنه قذر وأشهى غذاء له القاذورات‬
‫والنجاسات ‪ .‬وهو ضار ف جيع القاليم ول سيما الارة كما ثبت بالتجربة ‪ .‬وأكل‬
‫لمه من أسباب الدودة القتالة ‪ :‬ويقال إن له تأثيا سيئا ف العفة ‪ " ) 5 ( .‬وما أهل لغي‬
‫ال به " أي ذكر غي اسم ال عند ذبه ‪ .‬وهذا تري دين من أجل الحافظة على التوحيد‬
‫‪ " ) 6 ( .‬والنخنقة " أي الت تنق فتموت ‪ " ) 7 ( .‬والوقوذة " أي الت ضربت بعصى‬
‫فقتلت ‪ " ) 8 ( .‬والتردية " هي الت تتردى من مكان عال فتموت ‪ ) 9 ( .‬النطيحة "‬
‫هي الت تنطحها أخرى فتقتلها ‪ " ) 10 ( .‬وما أكل السبع إل ما ذكيتم " أي وما جرحه‬
‫اليوان الفترس إل إذا أدركتموه وفيه حياة فذبتموه فإنه يل حينئذ ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 278‬النصب ( ‪ ) 1‬وأن تستقسموا بالزلم ذلكم فسق " ‪ .‬وهذا تفصيل للجال‬
‫الذكور ف قوله سبحانه ‪ " :‬قل ل أجد فيما أوحي إل مرما على طاعم يطعمه إل أن‬
‫يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لم خنير فإنه رجس أو فسقا أهل لغي ال به " ( ‪. ) 2‬‬
‫فإنه ذكر هنا أربعة أشياء مملة ‪ ،‬وذكر ف الية السابقة تفصيلها فل تناف بي اليتي ‪ .‬ما‬
‫قطع من الي ‪ :‬ويلحق بذه الحرمات ما قطع من الي ‪ .‬لديث أب واقد الليثي قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة " ‪ .‬رواه‬

‫‪110‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أبو داود والترمذي وحسنه ‪ ،‬قال ‪ :‬والعمل على هذا عند أهل العلم ‪ .‬ويستثن من ذلك ‪:‬‬
‫( أ ) ‪ :‬ميتة السمك والراد فإنا طاهرة لديث ابن ( هامش ) ( ‪ " ) 1‬وما ذبح على‬
‫النصب " أي ما ذبح وقصد به تعظيم الطاغوت ‪ .‬والطاغوت ‪ :‬كل ما عبد من دون ال ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬سورة النعام آية رقم ‪) . ( . 145‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 279‬‬
‫صفحة ‪ / 279‬عمر رضي ال عنهما قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫أحل لنا ميتتان ودمان ‪ .‬أما اليتتان فالوت ( ‪ ) 1‬والراد ‪ ،‬واما الدمان ‪ :‬فالكبد‬
‫والطحال " ‪ .‬رواه أحد والشافعي وابن ماجه والبيهقي والدار قطن ‪ .‬والديث ضعيف ‪،‬‬
‫لكن المام أحد صحح وقفه ‪ ،‬كما قاله أبو زرعة وأبو حات ‪ ،‬ومثل هذا له حكم الرفع ‪،‬‬
‫لن قول الصحاب ‪ :‬أحل لنا كذا وحرم علينا كذا ‪ ،‬مثل قوله ‪ :‬أمرنا ونينا ‪ -‬وقد تقدم‬
‫ما يؤكد هذا الديث ‪ .‬وإذا كانت اليتة مرمة فالقصود بالتحري أكل اللحم ‪ ،‬أما ما‬
‫عداه فهو طاهر يل النتفاع به ‪ ( .‬ب ) ‪ :‬فعظم اليتة وقرنا وظفرها وشعرها وريشها‬
‫وجلده وكل ما هو من جنس ذلك طاهر ‪ .‬لن الصل ف هذه كلها الطهارة ‪ ،‬ول دليل‬
‫على النجاسة ‪ .‬قال الزهري ف عظام الوتى ‪ ،‬نو الفيل وغيه ‪ " :‬أدركت ناسا من سلف‬
‫العلماء يتشطون با ويدهنون فيها ‪ ،‬ل يرون به بأسا " ‪ .‬رواه البخاري ‪ ( .‬هامش ) ( ‪1‬‬
‫) الوت ‪ :‬السمك ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 280‬وعن ابن عباس ‪ ،‬رضي ال عنهما ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" تصدق على مولة ليمونة بشاة فماتت ‪ ،‬فمر با رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪:‬‬
‫" هل أخذت إهابا فدبغتموه فانتفعتم به ؟ فقالوا ‪ :‬إنا ميتة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إنا حرم أكلها " ‪.‬‬
‫رواه الماعة إل ابن ماجه ‪ ،‬قال فيه عن ميمونة ‪ .‬وليس ف البخاري ول النسائي ذكر‬
‫الدباغ ‪ .‬وعن ابن عباس ‪ ،‬رضي ال عنهما ‪ ،‬أنه قرأ هذه الية ‪ " :‬قل ل أجد فيما أوحي‬
‫إل مرما " وقال ‪ " :‬إنا حرم ما يؤكل منها وهو اللحم ‪ ،‬فأما اللد والقد ( ‪ ) 1‬والسن‬
‫والعظم والشعر والصوف فهو حلل " ‪ .‬رواه ابن النذر وابن حات ‪ .‬وكذلك إنفحة اليتة‬
‫وليتها طاهر لن الصحابة لا فتحوا بلد العراق أكلوا من جب الجوس وهو يعمل‬
‫بالنفحة مع أن ذبائحهم تعتب كاليتة ‪ .‬وقد ثبت عن سلمان الفارسي ‪ ،‬رضي ال عنه ‪،‬‬

‫‪111‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أنه سئل عن شئ من الب والسمن والفراء ‪ ،‬فقال ‪ :‬اللل ما أحله ال ف كتابه ‪،‬‬
‫والرام ما حرم ال ف كتابه ‪ ،‬وما ( هامش ) ( ‪ ) 1‬القد ‪ :‬بكسر القاف الناء من اللد‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 281‬سكت عنه فهو ما عفا عنه ‪ ،‬ومن العلوم أن السؤال كان عن‬
‫جب الجوس حينما كان سلمان نائب عمر بن الطاب عن الدائن ‪ ( .‬ج ) ‪ :‬والدم ‪:‬‬
‫يعفى عن اليسي منه ‪ ،‬فعن ابن جريج ف قوله تعال ‪ " :‬أو دما مسفوحا " قال ‪ :‬السفوح‬
‫الذي يهراق ‪ .‬ول بأس با كان ف العروق منها ‪ .‬أخرجه ابن النذر ‪ .‬وعن أب ملز ف‬
‫الدم يكون ف مذبح الشاة أو الدم يكون ف أعلى القدر قال ‪ :‬ل بأس ‪ ،‬إنا نى عن الدم‬
‫السفوح ‪ .‬أخرجه ابن حيد وأبو الشيخ ‪ .‬وعن عائشة ‪ ،‬رضي ال عنها ‪ ،‬قالت ‪ :‬كنا‬
‫نأكل اللحم والدم خطوط على القدر ‪ .‬حرمة المر والبغال ‪ :‬وما يدخل ف دائرة التحري‬
‫المر الهلية ( ‪ ) 1‬والبغال ( هامش ) ( ‪ ) 1‬ل يقال إن آية تري الطعام تفيد الصر فل‬
‫يرم غيها فقد أجاب القرطب عن هذا فقال ‪ :‬إن هذه الية مكية وكل مرم حرمه‬
‫رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أو جاء ف الكتاب مضموم إليها فهو زيادة حكم من‬
‫ال عز وجل عن لسان نبيه عليه الصلة والسلم ‪ .‬قال ‪ :‬على هذا أكثر أهل العلم من‬
‫النظر وأهل الفقه والثر ‪ ،‬ونظيه نكاح الرأة على عمتها وعلى خالتها مع قوله ‪ " :‬وأحل‬
‫لكم ما وراء ذلكم " ‪ ،‬وكحكمه باليمي مع الشاهد مع قوله " فإن ل يكونا رجلي‬
‫فرجل وامرأتان " ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 282‬بقول ال سبحانه ‪ " :‬واليل والبغال والمي‬
‫لتركبوها وزينة ( ‪ - 1 . " ) 1‬روى أبو داود والترمذي بسند حسن عن القداد ابن معد‬
‫يكرب ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬أل إن أوتيت الكتاب‬
‫ومثله معه أل يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بذا القرآن فما وجدت فيه من‬
‫حلل فأحلوه وما وجدت فيه من حرام فحرموه ‪ ،‬أل ل يل لكم المار الهلي ول كل‬
‫ذي ناب من السبع ول لقطة معاهد إل أن يستغن عنها صاحبها ‪ ،‬ومن نزل بقوم فعليهم‬
‫أن يقروه فإن ل يقروه فله أن يعقبهم بثل قراه " ( ‪ - 2 . ) 2‬وعن أنس ‪ ،‬رضي ال عنه‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬لا فتح النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬خيب أصبنا من القرية حرا ‪ ،‬فطبخنا منها ‪،‬‬
‫فنادى النب ‪ :‬أل إن ال ورسوله ينهاكم عنها ‪ ،‬فإنا رجس من عمل الشيطان ‪ ،‬فأكفئت‬
‫القدور وإنا لتفور با فيها ‪ .‬رواه المسة ‪ - 3 .‬وعن جابر ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬نانا‬

‫‪112‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النب ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النحل آية رقم ‪ ) 2 ( . 8‬أي يأخذ كفايته ولو بالقوته ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 283‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يوم خيب عن البغال والمي ول ينهنا عن‬
‫اليل ‪ .‬والروي عن ابن عباس أنه أباح المر الهلية ‪ ،‬والصحيح أنه توقف فيها وقال ‪:‬‬
‫ل أدري أنى عنها رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬من أجل أنا كانت حولة الناس‬
‫فكره أن تذهب حولتهم ‪ ،‬أو حرم يوم خيب لم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 283‬‬
‫المر الهلية ‪ -‬كما رواه البخاري ‪ . . .‬تري سباع البهائم والطي ‪ :‬وما حرمه السلم‬
‫السباع من البهائم والطي ‪ .‬روى مسلم عن ابن عباس قال ‪ :‬نى رسول ال ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬عن كل ذي ناب من السباع وكل ذي ملب من الطي ‪ .‬والسباع جع سبع‬
‫وهو الفترس من اليوان ‪ ،‬والراد بذي الناب ما يعدو بنابه على الناس وأموالم مثل‬
‫الذئب والسد والكلب والفهد والنمر والر ‪ ،‬فهذه كلها مرمة عند جهور العلماء ‪.‬‬
‫ويرى أبو حنيفة أن كل ما أكل اللحم فهو سبع وأن من السباع الفيل والضبع واليبوع‬
‫والر ‪ ،‬فهي كلها مرمة عنده ‪ .‬ويرى الشافعي أن السباع الحرمة هي الت تعدو على ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 284‬الناس كالسد والنمر والذئب ‪ .‬وروى مالك ف الوطإ عن أب هريرة عن‬
‫النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬أكل كل ذي ناب من السباع حرام " ‪ .‬وقال‬
‫مالك بعد هذا الديث ‪ :‬وعلى ذلك المر عندنا ‪ .‬وروى ابن القاسم عنه أنا مكروهة ‪،‬‬
‫وبه أخذ جهور أصحابه ‪ .‬وأجاز أكل الثعلب الشافعي وأصحاب أب حنيفة ‪ .‬وأجاز ابن‬
‫حزم الفيل والسمور ‪ .‬ويرم أكل القرد ‪ ،‬قال أبو عمر ‪ :‬أجع السلمون على أنه ل يوز‬
‫أكل القرد لنهي الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عن أكله ‪ .‬وأما ذو الخلب من الطي‬
‫فالقصود به الطيور الت تعدو بخالبها مثل الصقر والشاهي والعقاب والنسر والباشق ونو‬
‫ذلك ‪ ،‬فهي مرمة عند جهور العلماء ‪ .‬ويرى مالك أنا مباحة ‪ ،‬ولو كانت جللة ‪.‬‬
‫تري الللة ‪ :‬والللة هي الت تأكل العذرة ( ‪ ) 1‬من البل والبقر ( هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫العذرة ‪ :‬الغائط ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 285‬والغنم والدجاج والوز وغيها حت يتغي‬
‫ريها ‪ .‬وقد ورد النهي عن ركوبا وأكل لمها وشرب لبنها ‪ - 1 .‬فعن ابن عباس‬

‫‪113‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رضي ال عنهما قال ‪ " :‬نى رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عن شرب لب الللة "‬
‫‪ .‬رواه المسة إل ابن ماجه ‪ .‬وصححه الترمذي ‪ .‬وف رواية " نى عن ركوب الللة "‬
‫رواه أبو داود ‪ - 2 .‬وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي ال عنهم قال ‪" :‬‬
‫نى رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عن لوم المر الهلية وعن الللة ‪ :‬عن ركوبا‬
‫وأكل لومها " رواه أحد والنسائي وأبو داود ‪ .‬فإن حبست بعيدة عن العذرة زمنا‬
‫وعلفت طاهر فطاب لمها وذهب اسم الللة عنها حلت ‪ .‬لن علة النهي التغيي وقد‬
‫زالت ‪ .‬تري البائث ‪ :‬وبانب هذا التفصيل وضع القرآن الكري قاعدة عامة لكل ما هو‬
‫مرم ‪ .‬بقول ال تعال ‪ " :‬ويل لم الطيبات ويرم عليهم البائث " ( ‪ ( . ) 1‬هامش )‬
‫( ‪ ) 1‬سورة العراف آية رقم ‪ / ) . ( . 157‬صفحة ‪ / 286‬والطيبات ما تستطيبه‬
‫الناس وتستلذه من غي ورود نص بتحريه فإن استخبثته فهو حرام ‪ .‬ويرى الشافعي‬
‫والنابلة أن الطيبات ما تستطيبه العرب وتستلذه ل غيهم ‪ .‬والقصود بالعرب هم سكان‬
‫البلد والقرى ‪ ،‬دون أجلف البوادي ‪ .‬وف كتاب الدراري الضية يرجح القول باستطابة‬
‫الناس ل العرب وحدهم ‪ ،‬فيقول ‪ " :‬ما استخبثه الناس من اليوانات ل لعلة ول لعدم‬
‫اعتياد بل لجرد استخباث فهو حرام ‪ ،‬وإن استخبثه البعض دون البعض كان العتبار‬
‫بالكثر كحشرات الرض وكثي من اليوانات الت ترك الناس أكلها ول ينهض على‬
‫تريها دليل يصها ‪ ،‬فإن تركها ل يكون ف الغالب إل لكونا مستخبثة فتندرج تت‬
‫قوله سبحانه ‪ " :‬ويرم عليهم البائث " ‪ .‬ويدخل ف البائث كل مستقذر مثل البصاق‬
‫والخاط والعرق والن والروث والقمل والباغيث ونو ذلك ‪ .‬تري ما أمر الشارع بقتله‬
‫‪ :‬ويرى بعض العلماء تري ما أمر الرسول ‪ ،‬صلى ال ‪ /‬صفحة ‪ / 287‬عليه وسلم ‪،‬‬
‫بقتله وتري ما نى عن قتله ‪ .‬فما أمر الرسول صلى ال عليه وسلم بقتله خس من‬
‫الدواب ‪ ،‬وهي ‪ :‬الغراب ( ‪ ) 1‬والدأة والعقرب والفأر والكلب العقور ‪ .‬روى البخاري‬
‫ومسلم والترمذي والنسائي عن عائشة ‪ ،‬رضي ال عنها ‪ ،‬أن الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬قال " خس من الدواب كلهن فواسق يقتلن ف الرم ‪ :‬الغراب والدأة والعقرب‬
‫والفأر والكلب العقور " ‪ .‬وما نى عن قتله من الدواب ‪ :‬النملة والنحلة والدهد والصرد‬
‫‪ .‬روى أبو داود بإسناد صحيح عن ابن عباس أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن قتل‬

‫‪114‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أربع من الدواب ‪ :‬النملة والنحلة والدهد والصرد " ‪ .‬وقد ناقش الشوكان هذا الرأي‬
‫ونقده فقال ‪ " :‬وقد قيل إن من أسباب التحري المر بقتل الشئ كالمس الفواسق‬
‫والوزغ ونو ذلك ‪ ،‬والنهي عن قتله كالنملة والنحلة والدهد والصرد والضفدع ونو‬
‫ذلك ‪ ،‬ول يأت الشارع ما يفيد تري أكل ما أمر بقتله أو نى عن قتله حت يكون المر‬
‫والنهي دليلي على ذلك ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 1‬يرى الالكية حل جيع الغربان من غي كراهة‬
‫تبعا لرأيهم ف جيع الطيور ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 288‬ول ملزمة عقلية ول عرفية ‪ ،‬فل‬
‫وجه لعل ذلك أصل من أصول التحري ‪ ،‬بل إن كان الأمور بقتله أو النهى عن‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 288‬‬
‫قتله ما يدخل ف البائث كان تريه بالية الكرية ‪ .‬وإن ل يكن من ذلك كان حلل ‪،‬‬
‫عمل با أسلفنا من أصالة الل وقيام الدلة الكلية على ذلك " ‪ .‬السكوت عنه ‪ :‬أما ما‬
‫سكت الشارع عنه ول يرد نص بتحريه فهو حلل تبعا للقاعدة التفق عليها ‪ ،‬وهي أن‬
‫الصل ف الشياء الباحة ‪ ،‬وهذه القاعدة أصل من أصول السلم ‪ .‬وقد جاءت‬
‫النصوص الكثية تقررها ‪ ،‬فمن ذلك قول ال سبحانه ‪ " - 1 :‬هو الذي خلق لكم ما ف‬
‫الرض جيعا " ( ‪ - 2 . ) 1‬وروى الدار قطن عن أب ثعلبة أن رسول ال ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬إن ال فرض فرائض فل تضيعوها ‪ ،‬وحد حدودا فل تعتدوها ‪،‬‬
‫وسكت عن أشياء رحة لكم غي نسيان فل تبحثوا عنها " ‪ - 3 .‬وعن سلمان الفارسي‬
‫أن الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة آية رقم ‪ / ) . ( . 29‬صفحة‬
‫‪ / 289‬وسلم ‪ ،‬سئل عن السمن والب والفراء فقال ‪ " :‬اللل ما أحله ال ف كتابه ‪،‬‬
‫والرام ما حرمه ال ف كتابه ‪ ،‬وما سكت عنه فهو ما عفا لكم " ‪ .‬أخرجه ابن ماجه‬
‫والترمذي وقال ‪ :‬هذا حديث غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه ‪ ،‬ورواه أيضا الاكم ف‬
‫الستدرك شاهدا ‪ - 4 .‬وروى البخاري ومسلم عن سعد بن أب وقاص أن رسول ال ‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬إن أعظم السلمي ف السلمي جرما ‪ ،‬من سأل عن شئ‬
‫ل يرم على الناس فحرم من أجل مسألته " ‪ - 5 .‬وعن أب الدرداء أن رسول ال ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما أحل ال ف كتابه فهو حلل ‪ ،‬وما حرم فهو حرام وما‬

‫‪115‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سكت عنه فهو عفو ‪ ،‬فاقبلوا من ال عافيته فإن ال ل يكن لينسى شيئا " ‪ .‬وتل ‪ " :‬وما‬
‫كان ربك نسيا ( ‪ . " ) 1‬أخرجه البزار وقال ‪ :‬سنده صحيح ‪ ،‬والاكم وصححه ‪.‬‬
‫اللحوم الستوردة ‪ :‬اللحوم الستوردة من خارج البلد السلمية يل أكلها ( هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬سورة مري آية رقم ‪ ) . ( . 64‬فقه السنة ‪ / 19 -‬صفحة ‪ / 290‬بشرطي ‪- 1 :‬‬
‫أن تكون من اللحوم الت أحلها ال ‪ - 2 .‬أن تكون قد ذكيت ذكاة شرعية ‪ .‬فإن ل‬
‫يتوفر فيها هذا الشرطان بأن كانت من اللحوم الحرمة مثل النير أو كانت ذكاتا غي‬
‫شرعية فإنا ف هذه الال تكون مظورة ل يل أكلها ‪ .‬وقد أصبح من اليسور معرفة‬
‫هذين الشرطي بواسطة الوسائل العلمية الت وفرها العلم الديث ‪ .‬وكثيا ما تكون‬
‫العلب الت تتوي على هذه اللحوم مكتوبا عليها ما يعرف با وبأنواعها ‪ ،‬ويكن الكتفاء‬
‫بذه العلومات ‪ ،‬إذ الصل فيها غالبا الصدق ‪ .‬وقد أفت الفقهاء من قبل ف مثل هذا ‪،‬‬
‫فجاء ف القناع من كتب الشافعية للخطيب الشربين ‪ " :‬لو أخب فاسق أو كتاب أنه ذبح‬
‫هذه الشاة مثل حل أكلها ‪ ،‬لنه من أهل الذبح ‪ ،‬فإذا كان ف البلد موس ومسلمون‬
‫وجهل ذابح اليوان هل هو مسلم أو موسي ؟ ل يل أكله للشك ف الذبح البيح‬
‫والصل عدمه ‪ .‬نعم إن كان السلمون أغلب كما ف بلد السلم فينبغي أن يل ‪ .‬وف‬
‫معن الجوس كل من ل تل ذبيحته " ‪ / .‬صفحة ‪ / 291‬إباحة أكل ما حرم عند‬
‫الضطرار ‪ :‬وللمضطر أن يأكل من اليتة ولم النير وما ل يل من اليوانات ( ‪) 1‬‬
‫الت ل تؤكل وغيها ما حرمه ال ‪ ،‬مافظة على الياة وصيانة للنفس من الوت ‪.‬‬
‫والقصود بالباحة هنا وجوب الكل لقوله تعال ‪ " :‬ول تقتلوا أنفسكم إن ال كان بكم‬
‫رحيما " ( ‪ . ) 2‬حد الضطرار ‪ :‬وإنا يكون النسان مضطرا إذا وصل به الوع إل حد‬
‫اللك أو إل مرض يفضي به إليه سواء أكان طائعا أو عاصيا ‪ .‬يقول ال سبحانه ‪ " :‬فمن‬
‫اضطر غي باغ ( ‪ ) 3‬ول عاد ( ‪ ) 4‬فل إث عليه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬حت إن الشافعية‬
‫والزيدية أجازوا اللحم الدمي عند عدم غيه بشروط اشترطوها ‪ .‬وخالف ف ذلك‬
‫الحناف والظاهرية وقالوا ‪ :‬ل يباح لم الدمي ولو كان ميتا ‪ ) 2 ( .‬سورة النساء آية‬
‫رقم ‪ ) 3 ( . 29‬الباغي ‪ :‬هو الذي يبغي على غيه عند تناول اليتة فينفرد با فيهلك‬
‫غيه من الوع ‪ ) 4 ( .‬العادي ‪ :‬الذي يتجاوز حد الشبع وقيل ‪ :‬الذي يتجاوز القدر‬

‫‪116‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الذي يسد الرمق ويدفع عن نفسه الضرر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 292‬إن ال غفور رحيم‬
‫" ( ‪ . ) 1‬وروى أبو داود عن الفجيع العامري أنه أتى النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬ما يل لنا من اليتة ؟ قال ‪ :‬ما طعامكم ؟ قلنا ‪ :‬نغتبق ( ‪ ) 2‬ونصطبح ( ‪. ) 3‬‬
‫قال ‪ " :‬ذاك ‪ -‬وأب ( ‪ - ) 4‬الوع " ‪ .‬فأحل لم اليتة على هذه الال ‪ .‬وقال ابن حزم‬
‫‪ " :‬حد الضرورة أن يبقى يوما وليلة ل يد فيهما ما يأكل أو يشرب ‪ ،‬فإن خشي‬
‫الضعف الؤذي الذي إن تادى به أدى إل الوت أو قطع به عن طريقه وشغله ‪ ،‬جل له‬
‫من الكل والشرب ما يدفع به عن نفسه الوت بالوع أو العطش ‪ .‬أما تديدنا ذلك‬
‫ببقاء يوم وليلة بل أكل فلتحري النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬الوصال يوما وليلة ‪ -‬أي‬
‫وصل الصيام ‪ ( . -‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة آية رقم ‪ ) 2 ( . 173‬الغبوق ‪:‬‬
‫الشرب مساء ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 292‬‬
‫( ‪ ) 3‬الصبوح ‪ :‬الشرب صباحا ‪ ) 4 ( .‬قسم ‪ .‬أي وحق أب إن هذا هو الوع ‪) . ( .‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 293‬وأما قولنا إن خاف الوت قبل ذلك فلنه مضطر " ‪ .‬والالكية يرون أنه‬
‫إذا ل يأكل شيئا ثلثة أيام فله أن يأكل ما حرم ال عليه ما يتيسر له ولو من مال غيه ‪.‬‬
‫القدر الذي يؤخذ ‪ :‬ويتناول الضطر من اليتة القدر الذي يفظ حياته ويقيم أوده ‪ ،‬وله‬
‫أن يتزود حسب حاجته ويدفع ضرورته ‪ .‬وف رواية عن مالك وأحد ‪ :‬يوز له الشبع ‪،‬‬
‫لا رواه أبو داود عن جابر بن سرة أن رجل نزل الرة فنفقت عنده ناقة فقالت له امرأته‬
‫‪ :‬اسلخها حت نقد شحمها ولمها ونأكله ‪ ،‬فقال ‪ :‬حت أسأل رسول ال ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ .‬فسأله فقال ‪ :‬هل عندك غناء يغنيك ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬فكلوها " ‪ .‬وقال‬
‫أصحاب أب حنيفة ل يشبع منه ‪ .‬وعن الشافعي قولن ‪ .‬ل يكون مضطرا من وجد بكان‬
‫به طعام ولو كان للغي ‪ :‬وإنا يكون النسان مضطرا إذا ل يد طعاما يأكله ولو كان‬
‫ملوكا للغي ‪ .‬فإن كان مضطرا ووجد طعاما ملوكا للغي فله أن يأكل منه ولو ل يأذن‬
‫صاحبه به ول يتلف ف ذلك العلماء ‪ / .‬صفحة ‪ / 294‬وإنا اختلفوا ف الضمان ‪.‬‬
‫فذهب المهور منهم إل أنه إن اضطر ف ممصة ومالك الطعام غي حاضر فله أن يأخذ‬

‫‪117‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫منه ويضمن له ‪ ،‬لن الضطرار ل يبطل حق الغي ‪ .‬وقال الشافعي ‪ :‬ل يضمن ‪ ،‬لن‬
‫السئولية تسقط بالضطرار لوجود الذن من الشارع ‪ ،‬ول يتمع إذن وضمان ‪ .‬فإن كان‬
‫الطعام موجودا ومنعه صاحبه فللمضطر أن يأخذه بالقوة مت كان قادرا على ذلك ‪.‬‬
‫وقالت الالكية ‪ :‬يوز ف هذه الال مقاتلة صاحب الطعام بالسلح بعد النذار بأن يعلمه‬
‫الضطر بأنه مضطر وإنه إن ل يعطه قاتله ‪ ،‬فإن قتله بعد ذلك فدمه هدر ‪ ،‬لوجوب بذل‬
‫طعامه للمضطر ‪ .‬وإن قتله الخر فعليه القصاص ‪ .‬وقال ابن حزم ‪ :‬من اضطر إل شئ من‬
‫الحرمات ول يد مال مسلم ول ذمي فله أن يأكل حت يشبع ويتزود حت يد حلل ‪،‬‬
‫فإذا وجده عاد ذلك الحرم حراما كما كان ‪ .‬فإن وجد مال مسلم أو ذمي فقد وجد ما‬
‫أمر رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬بإطعامه منه لقوله " أطعموا الائع " فحقه فيه ‪،‬‬
‫فهو غي مضطر إل اليتة فإن منع ذلك ‪ /‬صفحة ‪ / 295‬ظلما كان حينئذ مضطرا ‪ .‬هل‬
‫يباح المر للعلج ؟ وقد اتفق العلماء على إباحة الرام للمضطر ول يتلف منهم أحد ‪.‬‬
‫وإنا اختلفوا ف التداوي بالمر ‪ ،‬فمنهم من منعه ومنهم من أباحه ‪ ،‬والظاهر أن النع هو‬
‫الراجح ‪ ،‬فقد كان الناس ف الاهلية قبل السلم يتناولون المر للعلج ‪ .‬فلما جاء‬
‫السلم ناهم عن التداوي به وحرمه ‪ ،‬فقد روى المام أحد ومسلم وأبو داود و‬
‫الترمذي عن طارق بن سويد العفي أنه سأل رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عن‬
‫المر فنهاه عنها فقال ‪ :‬إنا أصنعها للدواء ‪ .‬فقال ‪ " :‬إنه ليس بدواء ‪ ،‬ولكنه داء " ‪.‬‬
‫وروى أبو داود عن أب الدرداء أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬إن ال أنزل‬
‫الداء والدواء ‪ ،‬فجعل لكل داء دواء ‪ ،‬فتداووا ول تتداووا برام " ‪ .‬وكانوا يتعاطون‬
‫المر ف بعض الحيان قبل السلم اتقاء لبودة الو ‪ ،‬فنهاهم السلم عن ذلك أيضا ‪.‬‬
‫فقد روى أبو داود أن ديلم الميي سأل النب ‪ / ،‬صفحة ‪ / 296‬صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إنا بأرض باردة ‪ ،‬نعال فيها عمل شديدا ‪ ،‬وإنانتخذ شرابا من هذا‬
‫القمح نتقوى به على أعمالنا وعلى برد بلدنا ‪ .‬قال رسول ال ‪ :‬هل يسكر ؟ قال ‪ :‬نعم‬
‫‪ .‬قال ‪ :‬فاجتنبوه ‪ ،‬قال ‪ :‬إن الناس غي تاركيه ‪ .‬قال ‪ :‬فإن ل يتركوه فقاتلوهم " ‪.‬‬
‫وبعض أهل العلم أجاز التداوي بالمر بشرط عدم وجود دواء من اللل يقوم مقام‬
‫الرام ‪ ،‬وأن ل يقصد التداوي به اللذة والنشوة ‪ ،‬ول يتجاوز مقدار ما يدده الطبيب ‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كما أجازوا تناول المر ف حال الضطرار ‪ ،‬ومثل الفقهاء لذلك بن غص بلقمة فكاد‬
‫يتنق ول يد ما يسيغها به سوى المر ‪ .‬أو من أشرف على اللك من البد ‪ ،‬ول يد ما‬
‫يدفع به هذا اللك غي كوب أو جرعة من خر ‪ ،‬أو من أصابته أزمة قلبية وكاد يوت ‪.‬‬
‫فعلم أو أخبه الطبيب بأنه ل يد ما يدفع به الطر سوى شرب مقدار معي من المر ‪.‬‬
‫فهذا من باب الضرورات الت تبيح الحظورات ‪ / .‬صفحة ‪ / 297‬الذكاة الشرعية‬
‫تعريفها ‪ :‬الذكاة ف الصل معناه التطيب ‪ ،‬ومنه ‪ :‬رائحة ذكية ‪ ،‬أي طيبة ‪ ،‬وسي با‬
‫الذبح لن الباحة الشرعية جعلته طيبا ‪ .‬وقيل ‪ :‬الذكاة معناها ‪ :‬التتميم ‪ ،‬ومنه ‪ :‬فلن‬
‫ذكي ‪ ،‬أي ‪ :‬تام الفهم ‪ .‬والقصود با هنا ذبح اليوان أو نره بقطع حلقومه ( ‪ ) 1‬أو‬
‫مريئه ( ‪ ، ) 2‬فإن اليوان الذي يل أكله ل يوز أكل شئ منه إل بالتذكية ما عدا‬
‫السمك والراد ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬اللقوم ‪ :‬مرى النفس ‪ ) 2 ( .‬الرئ ‪ :‬مرى الطعام‬
‫والشراب من اللق ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 298‬ما يب فيها ‪ :‬يب ف الذكاة الشرعية ما‬
‫يأت ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 298‬‬
‫‪ - 1‬أن يكون الذابح عاقل سواء أكان ذكرا أم أنثى مسلما أو كتابيا ‪ .‬فإذا فقد الهلية‬
‫بأن كان سكران أو منونا أو صبيا غي ميز فإن ذبيحته ل تل ‪ .‬وكذلك ل تل ذبيحة‬
‫الشرك من عبدة الوثان والزنديق والرتد عن السلم ‪ .‬ذبائح أهل الكتاب ‪ :‬قال القرطب‬
‫‪ :‬قال ابن عباس ‪ :‬قال ال تعال ‪ " :‬ول تأكلوا ما ل يذكر اسم ال عليه وإنه لفسق " ‪( .‬‬
‫‪ ) 1‬ث استثن فقال ‪ " :‬وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لم " ( ‪. ) 2‬‬
‫يعن ذبيحة اليهودي والنصران ‪ .‬وإن كان النصران يقول عند الذبح ‪ :‬باسم السيح ‪،‬‬
‫واليهودي يقول ‪ :‬باسم عزيز ‪ ،‬وذلك أنم يذبون على اللة ‪ .‬وقال عطاء ‪ :‬كل من‬
‫ذبيحة النصران وإن قال ‪ :‬باسم ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الية رقم ‪ 121‬من سورة النعام ‪( .‬‬
‫‪ ) 2‬سورة الائدة الية رقم ‪ / ) . ( . 5‬صفحة ‪ / 299‬السيح ‪ ،‬لن ال عزوجل أباح‬
‫ذبائحهم وقد علم ما يقولون ‪ .‬وقال القاسم بن ميمرة ‪ :‬كل من ذبيحته وإن قال ‪ :‬باسم‬
‫سرجس ( اسم كنيسة لم ) ‪ .‬وهو قول الزهري وربيعة والشعب ومكحول ‪ .‬وروي عن‬

‫‪119‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صحابيي ‪ :‬عن أب الدرداء وعبادة بن الصامت ‪ .‬وقالت طائفة ‪ :‬إذا سعت الكتاب يسمي‬
‫غي اسم ال عزوجل ‪ ،‬فل تأكل ‪ .‬وقال بذا من الصحابة ‪ :‬علي وعائشة وابن عمر ‪،‬‬
‫وهو قول طاوس والسن ‪ ،‬متمسكي بقول ال تعال ‪ " :‬ول تأكلوا ما ل يذكر اسم ال‬
‫عليه وإنه لفسق " ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬أكره ذلك ‪ .‬ول يرمه ‪ .‬ذبائح الجوس والصابئي ‪:‬‬
‫اختلف الفقهاء ف ذبيحة الجوس بناء على اختلفهم ف أصل دينهم ‪ ،‬فمنهم من رأى أنم‬
‫كانوا أصحاب كتاب فرفع ‪ ،‬كما روي عن علي ‪ ،‬كرم ال وجهه ‪ ،‬ومنهم من يرى أنم‬
‫مشركون ‪ .‬والذين رأوا أنم كانوا أصحاب كتاب قالوا بل ‪ /‬صفحة ‪ / 300‬ذبائحهم‬
‫وأنم داخلون ف قول ال سبحانه ‪ " :‬وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل‬
‫لم " ‪ .‬ويقول الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬سنوا بم سنة أهل الكتاب " قال ابن‬
‫حزم ف الجوس ‪ :‬إنم أهل كتاب فحكمهم كحكم أهل الكتاب ف كل ذلك ‪ .‬وإل‬
‫هذا ذهب أبو ثور والظاهرية ‪ .‬أما جهور الفقهاء فإنم حرموها لنم مشركون ف‬
‫نظرهم ‪ .‬والصابئون ( ‪ : ) 1‬قيل ل توز ذبائحهم ‪ .‬وقيل بالواز ‪ - 2 .‬أن تكون اللة‬
‫الت يذبح با مددة يكن أن تنهر الدم وتقطع اللقوم ‪ ،‬مثل السكي والجر والشب‬
‫والسيف والزجاج والقصب الذي له حد يقطع كما تقطع السكي والعظم ‪ ،‬إل السن‬
‫والظفر ‪ ( .‬أ ) ‪ :‬روى مالك أن امرأة كانت ترعى غنما فأصيبت شاة منها ‪ ،‬فأدركتها‬
‫فذكتها بجر ‪ ،‬فسئل رسول ال ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 1‬ودينهم ب الجوسية والنصرانية‬
‫ويعتقدون بتأثي النجوم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 301‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عن ذلك فقال ‪:‬‬
‫" ل بأس با " ‪ ( .‬ب ) ‪ :‬وروي عن الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أنه قيل له ‪ :‬أنذبح‬
‫بالروة وشقة العصا ؟ قال ‪ :‬أعجل وأرن ‪ ،‬وما أنر الدم وذكر اسم ال عليه فكل ‪ ،‬ليس‬
‫السن والظفر ‪ .‬رواه مسلم ‪ ( .‬ج‍ ) ‪ :‬ونى رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عن‬
‫شريطة الشيطان ‪ " :‬وهي الت تذبح فتقطع اللد ول تفري الوداج " ( ‪ . ) 1‬أخرجه أبو‬
‫داود عن ابن عباس ‪ ،‬وف إسناده عمرو ابن عبد ال الصنعان وهو ضعيف ‪ - 3 .‬قطع‬
‫اللقوم والرئ ول يشترط إبانتهما ول قطع الودجي ( ‪ ) 2‬لنما مرى الطعام والشراب‬
‫الذي ل يكون معهما حياة وهو الغرض من الوت ‪ ،‬ولو أبان الرأس ل يرم ذلك الذبوح‬
‫‪ .‬وكذلك لو ذبه من قفاه مت أتت اللة على مل الذبح ‪ - 4 .‬التسمية ‪ :‬قال مالك ‪:‬‬

‫‪120‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كل ما ذبح ول يذكر عليه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬ث تترك حت توت ‪ ) 2 ( .‬الودجي ‪:‬‬
‫عرقان غليظان ف جانب ثغرة النحر ‪ .‬وهذا مذهب الشافعي وأحد ‪ .‬وقال مالك وأبو‬
‫حنيفة ‪ :‬ل تصح الذكاة إل بقطع الودجي واللقوم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 302‬اسم ال‬
‫فهو حرام ‪ ،‬سواء ترك ذلك الذكر عمدا أو نسيانا ‪ .‬وهو قول ابن سيين وطائفة من‬
‫التكلمي ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬إن ترك الذكر عمدا حرم ‪ ،‬وإن ترك نسيانا حل ‪ .‬وقال‬
‫الشافعي ‪ :‬يل متروك التسمية سواء كان عمدا أم خطأ إذا كان الذابح أهل للذبح ‪ .‬عن‬
‫عائشة أن قوما قالوا ‪ :‬يارسول ال ‪ ،‬إن قوما يأتوننا باللحم ل ندري أذكر اسم ال عليه‬
‫أم ل ؟ قال ‪ :‬سوا عليه أنتم وكلوا ‪ ،‬قالت ‪ " :‬وكانوا حديثي عهد بالكفر " أخرجه‬
‫البخاري وغيه ‪ .‬ما يكره فيها ‪ :‬ويكره ف الذكاة ما يأت ‪ - 1 :‬أن يكون الذبح بآلة‬
‫كالة ‪ ،‬لا رواه مسلم عن شداد بن أوس أن رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫إن ال كتب الحسان على كل شئ ‪ ،‬فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ‪ ،‬وإذا ذبتم فأحسنوا‬
‫الذبة ‪ ،‬وليحد أحدكم شفرته وابرح ذبيحته " ‪ - 2 .‬وعن ابن عمر ‪ ،‬أن الرسول ‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أمر أن تد الشفار وأن توارى عن البهائم ‪ / .‬صفحة ‪ / 303‬رواه‬
‫أحد ‪ - 3 .‬كسر عنق اليوان أو سلخه قبل زهوق روحه ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 303‬‬
‫لا رواه الدارقطن عن أب هريرة أن الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل تعجلوا‬
‫النفس قبل أن تزهق " ‪ .‬وأما استقبال القبلة عند الذبح فلم يرد ف استحبابه شئ ‪ .‬ذبح‬
‫اليوان وفيه رمق أو به مرض ‪ :‬إذا ذبح اليوان وفيه حياة أثناء الذبح حل أكله ‪ ،‬ولو ل‬
‫تكن هذه الياة مستقرة يعيش اليوان بثلها ‪ .‬وكذلك الريضة الت ل يرجى حياتا إذا‬
‫ذبت وفيها الياة ‪ .‬وتعرف الياة بركة يدها أو رجلها أو ذنبها أو جريان نفسها أو نو‬
‫ذلك ‪ ،‬فإذا صارت ف حال النع ول ترك يداو ل رجل فإنا ف هذه الال تعتب ميتة‬
‫ول تفيد فيها الذكاة ‪ ،‬لقول ال سبحانه ‪ " :‬حرمت عليكم اليتة والدم ولم النير وما‬
‫أهل لغي ال به النخنقة والوقوذة والتردية والنطيحة وما أكل السبع إلما ذكيتم " ( ‪) 1‬‬
‫‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الائدة آية رقم ‪ / ) . ( . 3‬صفحة ‪ / 304‬أي أن هذه الشياء‬

‫‪121‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مرمة عليكم ‪ ،‬إل ما أدركتموه ‪ ،‬فإن ذكاته تله ‪ .‬وقد سئل ابن عباس عن ذئب عداعلى‬
‫شاة فشق بطنها ث انتثر قصبها ( ‪ ) 1‬فذبت فقال ‪ :‬كل ‪ ،‬وما انتثر من قصبها فل تأكل‬
‫‪ .‬رفع اليد قبل تام الذكاة ‪ :‬وإذارفع الذكي يده قبل تام الذكاة ث رجع فورا وأكمل‬
‫الذكاة فإن هذا جائز لنه جرحها ث ذكاها بعد وفيها الياة فهي داخلة ف وقول ال تعال‬
‫" إل ما ذكيتم " ‪ .‬جرح اليوان عند تعذر الذكاة ‪ :‬اليوان الذي يل بالذكاة إن قدر‬
‫على ذكاته ذكي ف مل الذبح ‪ ،‬وإن ل يقدر عليها كانت ذكاته برح جزء منه ف أي‬
‫موضع من بدنه‌بشرط أن يكون الرح مدميا يوز وقوع القتل به ‪ .‬قال رافع بن خديج ‪:‬‬
‫كنا مع رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ف سفر فند ( ‪ ) 2‬بعي من إبل القوم ول يكن‬
‫معهم خيل ‪ ،‬فرماه رجل بسهم فحبسه ‪ ،‬فقال رسول ال ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 1‬القصب ‪:‬‬
‫المعاء ‪ ) 2 ( .‬ند ‪ ،‬بعن شردوذهب على وجهه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 305‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " : ،‬إن لذه البهائم أوابد ( ‪ ) 1‬كأوابد الوحش ‪ ،‬فما فعل منها هذا فافعلوا‬
‫به هكذا " ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪ .‬وروى أحد وأصحاب السنن عن أب العشراء عن‬
‫أبيه أنه قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أما تكون الذكاة إل ف اللق واللبة ؟ قال ‪ " :‬لو طعنت ف‬
‫فخذها أجزأ عنك " ‪ .‬قال أبو داود ‪ :‬وهذا ل يصح إل ف التردية والتوحش ‪ .‬قال‬
‫الترمذي ‪ :‬وهذا ف حال الضرورة كاليوان الذي ترد أو شرد فلم نقدر عليه أو وقع ف‬
‫بر وخفنا غرقه فنضربه بسكي أو بسهم فيسيل دمه فيموت فهو حلل ‪ .‬وروى‬
‫البخاري عن علي وابن عباس وابن عمرو عائشة ‪ :‬ما أعجزك من البهائم ما ف يدك فهو‬
‫كالصيد ‪ ،‬وما تردى ف بئر فذكاته حيث قدرت عليه ‪ .‬ذكاة الني ‪ :‬إذا خرج الني‬
‫من بطن أمه وفيه حياة مستقرة وجب أن يذكى ‪ .‬فإن ذكيت أمه وهو ف بطنها فذكاته‬
‫ذكاة أمه إن خرج ميتا أو به رمق ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الوابد الت تأبدت أي توحشت‬
‫جع آبدة ‪ ) . ( .‬فقه السنة ‪ / 20 -‬صفحة ‪ / 306‬لقول رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف الني ‪ " :‬ذكاته ذكاة أمه " ‪ .‬رواه عن أب سعيد ‪ :‬أحد ‪ ،‬وابن ماجه ‪ ،‬وأبو‬
‫داود ‪ ،‬والترمذي ‪ ،‬والدارقطن ‪ ،‬وابن حبان وصححه ‪ .‬وقال ابن النذر ‪ :‬ومن قال ‪" :‬‬
‫ذكاته ذكاة أمه ول يذكر أشعر أو ل يشعر " ‪ :‬علي بن أب طالب ‪ ،‬وسعيد بن السيب ‪،‬‬
‫وأحد ‪ ،‬وإسحاق ‪ ،‬والشافعي وقال ‪ :‬إنه ل يرد عن أحد من الصحابة ولمن العلماء أن‬

‫‪122‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الني ل يؤكل إل باستئناف الذكاة فيه ‪ ،‬إلما روي عن أب حنيفة رحه ال ‪ .‬وقال ابن‬
‫القيم ‪ :‬وردت السنة الصحيحة الصرية الحكمة بأن ذكاة الني ذكاة أمه ‪ ،‬خلف‬
‫الصول ‪ ،‬وهو تري اليتة ‪ .‬فيقال ‪ :‬الذي جاء على لسانه تري اليتة استثن السمك‬
‫والراد من اليتة ‪ ،‬فكيف وليست بيتة فإنا جزء من أجزاء الم والذكاة قد أتت على‬
‫جيع أعضائها ‪ ،‬فل يتاج أن يفرد كل جزء منها بذكاة ‪ / .‬صفحة ‪ / 307‬والني تابع‬
‫للم ‪ ،‬جزء منها ‪ ،‬فهذا مقتضى الصول الصحيحة ‪ ،‬ولو ل ترد السنة بالباحة ‪ ،‬فكيف‬
‫وقد وردت بالباحة الوافقة للقياس والصول ‪ .‬وقد اتفق النص والصل والقياس ‪ ،‬ول‬
‫المد ‪ / .‬صفحة ‪ / 308‬الصيد تعريفه ‪ :‬الصيد هو اقتناص اليوان اللل التوحش‬
‫بالطبع ‪ ،‬الذي ل يقدر عليه ‪ .‬حكمه ‪ :‬وهو مباح ‪ ،‬أباحه ال سبحانه بقوله ‪ " :‬وإذا‬
‫حللتم فاصطادوا ( ‪ . " ) 1‬والصيد مباح كله ‪ ،‬ما عدا صيد الرم ‪ ،‬فقد تقدم الكلم‬
‫عليه ف باب الج ‪ .‬وصيد البحر جائز ف كل حال ‪ ،‬وكذلك صيد الب ‪ ،‬إل ف حالة‬
‫الحرام ‪ .‬يقول ال تعال ‪ " :‬أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم‬
‫صيد الب ما دمتم حرما " ( ‪ ( . ) 2‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الائدة الية رقم ‪) 2 ( . 2‬‬
‫سورة الائدة الية رقم ‪ / ) . ( . 96‬صفحة ‪ / 309‬الصيد الرام ‪ :‬والصيد الباح هو‬
‫الصيد الذي يقصد به التذكية ‪ ،‬فإن ل يقصد به التذكية فإنه يكون حراما‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 309‬‬
‫لنه من باب الفساد وإتلف اليوان لغي منفعة ‪ :‬وقد نى رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬عن قتل اليوان إل لأكله ‪ .‬روى النسائي وابن حبان أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬من قتل عصفورا عبثا عج ( ‪ ) 1‬إل ال يوم القيامة يقول ‪ :‬يا رب ‪ ،‬إن‬
‫فلنا قتلن عبثا ول يقتلن منفعة " ‪ .‬وروى مسلم عن ابن عباس أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا " ( ‪ . ) 2‬ومر صلوات ال وسلمه‬
‫عليه على طائر قد اتذه بعض الناس هدفا يصوبون إليه ضرباتم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬لعن ال من‬
‫فعل هذا " ‪ .‬شروط الصائد ‪ :‬ويشترط ف الصائد الذي يل أكل ( هامش ) ( ‪ ) 1‬عج‬
‫‪ -‬رفع صوته بالشكوى ‪ ) 2 ( .‬الدف يصوب إليه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 310‬صيده ما‬

‫‪123‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يشترط ف الذابح بأن يكون مسلما أو كتابيا ‪ .‬فصيد اليهودي والنصران كذبيحته ‪،‬‬
‫وكذلك ما ألق بما كما هو موضح ف باب الذكاة الشرعية ‪ .‬الصيد بالسلح الارح‬
‫وباليوان ‪ :‬والصيد قد يكون بالسلح الارح كالرماح والسيوف والسهام ونوها ‪ .‬وف‬
‫هذا يقول ال سبحانه ‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم ال بشئ من الصيد تناله أيديكم‬
‫ورماحكم " ( ‪ . ) 1‬وقد يكون بواسطة اليوان ‪ ،‬وفيه يقول ال سبحانه ‪ " :‬يسألونك‬
‫ماذا أحل لم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الوارح مكلبي تعلمونن ما علمكم‬
‫ال فكلوا ما أمسكن عليكم واذكروا اسم ال واتقوا ال إن ال سريع الساب " ( ‪. ) 2‬‬
‫وعن أب ثعلبة الشن قال ‪ :‬قلت يا رسول ال ‪ ،‬إنا بأرض صيد ‪ ،‬أصيد بقوسي وبكلب‬
‫العلم وبكلب الذي ليس بعلم فما يصلح ل ؟ فقال ‪ " :‬ما صدت بقوسك فذكرت اسم‬
‫ال عليه فكل ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الائدة آية رقم ‪ ) 2 ( . 94‬سورة الائدة آية رقم‬
‫‪ / ) . ( . 4‬صفحة ‪ / 311‬وما صدت بكلبك غي العلم فأدركت ذكاته فكل " ‪ .‬رواه‬
‫البخاري ومسلم ‪ .‬شروط الصيد بالسلح ‪ :‬ويشترط ف الصيد بالسلح ما يأت ‪- 1 :‬‬
‫أن يزق السلح جسم الصيد وينفذ فيه ‪ ،‬ففي حديث عدي بن حات قال ‪ :‬يارسول‬
‫ال ‪ ،‬إنا قوم نرمي فما يل لنا ؟ قال ‪ " :‬يل لكم كل ما ذكيتم وما ذكرت اسم ال عليه‬
‫فخزقتم ( ‪ ) 1‬فكلوا " ‪ .‬قال الشوكان ‪ " :‬فدل على أن العتب مرد الزق وإن كان‬
‫القتل بثقل ‪ .‬فيحل ما صاده من يرمي بذه البنادق الديدة الت يرمى با بالبارود‬
‫والرصاص ‪ ،‬لن الرصاص تزق خزقا زائدا على السلح فلها حكمه ‪ ،‬وإن ل يدرك‬
‫الصائد با ذكاة الصيد إذا ذكر اسم ال على ذلك " ‪ .‬وأما النهي من الكل ما أصابته‬
‫البندقية ول يذك واعتباره موقوذة كما جاء ف الديث ‪ ،‬فإن القصود من البندقية هنا ما‬
‫يصنع من الطي ث ييبس ويرمى به ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 1‬فخزقتم أي خرقتم وجرحتم ‪. ( .‬‬
‫) ‪ /‬صفحة ‪ / 312‬فليست مثل البندقية الت يرمى با البارود والرصاص ‪ .‬وكما نى‬
‫السلم عن الكل من البندقية هذه ‪ ( :‬أي الصنوعة من الطي ) ‪ :‬نى عن الرمي بالصاة‬
‫وما ياثلها ‪ .‬يقول الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬معلل ذلك ‪ " :‬إنا لتصيد صيدا ول‬
‫تنكأ عدوا ‪ ،‬لكنها تكسر السن وتفقأ العي " ‪ .‬ويرم كذلك ما قتل بثقل كالعصا‬
‫ونوها ‪ ،‬إل إذا أدرك حيا وذبح ‪ .‬ففي حديث عدي قال قلت ‪ :‬فإن أرمي بالعارض‬

‫‪124‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصيد فأصيد ‪ .‬قال ‪ " :‬إذا رميت بالعارض فخزق ( ‪ ) 1‬فكل ‪ .‬وإن أصابه بعرضه فل‬
‫تأكل " ‪ - 2 .‬أن يذكر الصائد اسم ال عند رمي الصيد ‪ ،‬ول تتلف الئمة على أن‬
‫التسمية مشروعة لديث أب ثعلبة التقدم ذكره ولغيه من الحاديث ‪ ،‬وإنا اختلفوا ف‬
‫حكمها ‪ .‬فذهب أبو ثور والشعب وداود والظاهري وجاعة أهل ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي‬
‫نفذ ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 313‬الديث إل أن التسمية شرط ف الباحة بكل حال ‪ ،‬فإن‬
‫تركها عامدا أو ساهيا ل تل ‪ . . .‬وهذا أظهر الروايات عن أحد ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪:‬‬
‫هي شرط ف حال الذكر فإن تركها ناسيا حل الصيد ‪ ،‬وإن تركها عامدا ل يل ‪.‬‬
‫وكذلك قال مالك ف الشهور عنه ‪ .‬وقال الشافعي وجاعة من الالكية التسمية سنة ‪ ،‬فإن‬
‫تركها ولو عامدا ل يرم الصيد ويل أكله ‪ ،‬وحلوا المر بالتسمية على الندب ‪ .‬شروط‬
‫الصيد بالوارح ‪ :‬والصيد بالوارح مثل الصقر والبازي والفهد والكلب غيها ما يقبل‬
‫التعليم جائز بالشروط التية ‪ - 1 :‬تعليم اليوان الصيد ‪ ،‬ويعرف ذلك بأن يأتر إذا‬
‫أمر ‪ ،‬وينجر إذا زجر ‪ - 2 .‬أن يسك على صاحبه بترك الكل من الصيد ‪ ،‬فإن أكل‬
‫فقد أمسك على نفسه فل يل صيده ‪ ،‬ففي حديث عدي بن حات قال الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم له ‪ " :‬إذا أرسلت كلبك العلمة وذكرت اسم ال عليها فكل ما أمسكن‬
‫عليك ‪ ،‬وإن أكل الكلب فل تأكل ‪ ،‬فإن ‪ /‬صفحة ‪ / 314‬أخاف أن يكون ما أمسك‬
‫على نفسه " ‪ - 3 .‬أن يرسله ويذكر اسم ال ‪ ،‬أما ذكر التسمية فقد تقدم حكمها ‪،‬‬
‫وأما قصد إرسال اليوان فإنه شرط من‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 314‬‬
‫شروط الصيد ‪ ،‬فإذا انبعث اليوان الارح من تلقاء نفسه من غي إرسال ولإغراء من‬
‫الصائد فل يوز صيده ‪ ،‬ول يل أكله عند مالك والشافعي وأب ثور وأصحاب الرأي ‪،‬‬
‫لنه صاد لنفسه من غي إرسال وإمسك عليها ول صنع للصائد فيه فل ينسب إليه ‪ ،‬لنه‬
‫ل يصدق عليه الديث التقدم " إذا أرسلت كلبك العلمة ‪ . . .‬إل " فمفهوم الشرط أن‬
‫غي الرسل ل يكون كذلك ‪ .‬وقال عطاء والوزاعي ‪ :‬يؤكل صيده إذا كان أخرج للصيد‬
‫وكان معلما ‪ .‬اشتراك جارحي ف صيد ‪ :‬إذا اشترك جارحان ف صيد فهو حلل إذا كان‬

‫‪125‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كل واحد منهما أرسله صاحبه للصيد ‪ ،‬أما إذا كان أحدها مرسل دون الخر فإنه ل‬
‫يؤكل لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬فإنا سيت على كلبك ول تسم على غيه " ‪ .‬الصيد‬
‫بكلب اليهودي والنصران ‪ :‬ويوز الصطياد بكلب اليهودي والنصران وبازه ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 315‬وصقره إذا كان الصائد مسلما ‪ ،‬وذلك مثل شفرته ‪ .‬إدراك الصيد حيا ‪ :‬إذا‬
‫أدرك الصائد الصيد وهو حي وكان قد قطع حلقومه ومريئه ان تزقت أمعاؤه وخرج‬
‫حشوه فإنه ف هذه الال يل بدون زكاة ‪ .‬أما إذا أدركه وفيه حياة مستقرة ‪ ،‬فإنه يب‬
‫ف هذه الال ذكاته ‪ ،‬ول يل بدونا ‪ .‬وجود الصيد ميتا بعد إصابته ‪ :‬إذا رمى الصائد‬
‫الصيد فأصابه ث غاب عنه ث وجده بعد ذلك ميتا ‪ ،‬فإنه يكون حلل بشروط ثلثة ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن ل يكون قد تردى من جبل أو وجده ف الاء لحتمال أن يكون موته بالتردي‬
‫أو الغرق ‪ .‬روى البخاري ومسلم عن عدي بن حات قال ‪ :‬سألت رسول ال ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا رميت بسهمك فاذكر ال ‪ ،‬فإن وجدته قد قتل فكل إل أن تده‬
‫قد وقع ف ماء ‪ ،‬فإنك ل تدري الاء قتله أو سهمك " ‪ / .‬صفحة ‪ / 316‬الثان ‪ :‬أن‬
‫يعلم أن رميته هي الت قتلته وليس به أثر من رمي غيه أو حيوان آخر ‪ .‬فعن عدي قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أرمي الصيد فأجد فيه سهمي من الغد قال ‪ " :‬إذا علمت أن‬
‫سهمك قتله ول تر فيه أثر سبع فكل " ‪ .‬وف رواية للبخاري ‪ " :‬إنا نرمي الصيد فتقتفي‬
‫أثره اليومي والثلثة ث نده ميتا وفيه سهمه ‪ .‬قال ‪ :‬يأكل إن شاء " ‪ .‬الثالث ‪ :‬أن ل‬
‫يفسد فسادا يبلغ درجة النت ‪ ،‬فإنه حينئذ يكون من الستقذرات الضارة الت تجها الطباع‬
‫‪ .‬فعن أب ثعلبة الشن أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا رميت بسهمك‬
‫فغاب ثلثة أيام وأدركته فكله ما ل ينت " ‪ .‬أخرجه مسلم ‪ / .‬صفحة ‪ / 317‬الضحية‬
‫تعريفها ‪ :‬الضحية والضحية اسم لا يذبح من البل والبقر والغنم يوم النحر وأيام التشريق‬
‫تقربا إل ال تعال ‪ .‬مشروعيتها ‪ :‬وقد شرع ال الضحية بقوله سبحانه ‪ " :‬إنا أعطيناك‬
‫الكوثر ‪ .‬فصل لربك وانر إن شانئك هو البتر " ‪ .‬وقوله ‪ " :‬والبدن جعلناها لكم من‬
‫شعائر ال لكم فيها خي " ( ‪ . ) 1‬والنحر هنا هو ذبح الضحية ‪ .‬وثبت أن النب ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬ضحى وضحى السلمون وأجعوا على ذلك ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة‬
‫الج آية رقم ‪ / ) . ( . 36‬صفحة ‪ / 318‬فضلها ‪ :‬روى الترمذي عن عائشة أن النب ‪،‬‬

‫‪126‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إل ال من إهراق‬
‫الدم ( ‪ . ) 1‬إنا لتأت يوم القيامة بقرونا وأشعارها وأظللفها ‪ ،‬وإن الدم ليقع من ال‬
‫بكان ( ‪ ) 2‬قبل أن يقع على الرض ‪ ،‬فطيبوا با نفسا " ‪ .‬حكمها ‪ :‬الضحية سنة‬
‫مؤكدة ‪ ،‬ويكره تركها مع القدرة عليها لديث أنس الذي رواه البخاري ومسلم أن النب‬
‫‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ضحى بكبشي أملحي ( ‪ ) 3‬أقرني ( ‪ ) 4‬ذبهما بيده وسى‬
‫وكب ‪ .‬وروى مسلم عن أم سلمة أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا رأيتم‬
‫هلل ذي الجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره " ‪ .‬فقوله أراد أن‬
‫يضحي دليل على السنة ل على الوجوب ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬إسالته أي ذبح الضحية ‪( .‬‬
‫‪ ) 2‬كناية عن سرعة قبولا ‪ ) 3 ( .‬الملح ما يالط بباضه سواد ‪ ) 4 ( .‬ما له قرن ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 319‬وروي عن أب بكر وعمر أنما كانا ل يضحيان عن أهلهما ‪،‬‬
‫مافة أن يرى ذلك واجبا ( ‪ . ) 1‬مت تب ‪ :‬ول تب إل بأحد أمرين ‪ - 1 :‬أن ينذرها‬
‫لقول الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من نذر أن يطيع ال فليطعه " وحت لو مات‬
‫الناذر فإنه توز النيابة فيما عينه بنذره قبل موته " ‪ - 2 .‬أن يقول ‪ :‬هذه ل ‪ ،‬أو ‪ :‬هذه‬
‫أضحية ‪ .‬وعند مالك إذا اشتراها نيته الضحية وجبت ‪ .‬حكمتها ‪ :‬والضحية شرعها ال‬
‫إحياء لذكرى إبراهيم وتوسعة على الناس يوم العيد ‪ ،‬كما قال الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ :‬إنا هي أيام أكل وشرب وذكر ل عز وجل ‪ .‬مم تكون ‪ :‬ول تكون إل من‬
‫البل والبقر والغنم ‪ ،‬ول تزئ من غي هذه الثلثة ‪ .‬يقول ال سبحانه ‪ ( :‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬وقال ابن حزم ‪ :‬ل يصح عن أحد من الصحابة أنا واجبة ويرى أبو حنيفة أنا واجبة‬
‫على ذوي اليسار من يلكون نصابا من القيمي غي السافرين ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 319‬‬
‫لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ : :‬من وجد سعة فلم يضح فل يقربن مصلنا " رواه أحد‬
‫وابن ماجه وصححه الاكم ورجح الئمة وقفه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ " / 320‬ليذكروا اسم‬
‫ال على ما رزقهم من بيمة النعام " ( ‪ ) 1‬ويزئ من الضأن ما له نصف سنة ‪ ،‬ومن‬
‫العز ما له سنة ‪ ،‬ومن البقر ما له سنتان ‪ ،‬ومن البل ما له خس سني ‪ ،‬يستوي ف ذلك‬

‫‪127‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الذكر والنثى ‪ - 1 .‬روى أحد والترمذي عن أب هريرة قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬نعمت الضحية الذع ( ‪ ) 2‬من الضأن " ‪ - 2 .‬وقال عقبة بن‬
‫عامر ‪ :‬قلت يا رسول ال ‪ ،‬أصابن جذع قال ‪ :‬ضح به ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪- 3 .‬‬
‫وروى مسلم عن جابر أن الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل تذبوا إل مسنة ‪،‬‬
‫فإن تعسر عليكم فاذبوا جدعة من الضأن " ‪ .‬والسنة الكبية هي من البل ما لا خس‬
‫سني ‪ ،‬ومن البقر ما له سنتان ‪ .‬ومن العز ما له سنة ‪ ،‬ومن الضأن ما له سنة وستة‬
‫أشهر ‪ ،‬على اللف الذكور من الئمة ‪ .‬وتسمى السنة بالثنية ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة‬
‫الج آية رقم ‪ ) 2 ( . 34‬ما له ستة أشهر عند النفية ‪ .‬وما له سنة ف الصح عند‬
‫الشافعية ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 321‬الضحية بالصي ‪ :‬ول بأس بالضحية بالصي ‪.‬‬
‫روى أحد عن أب رافع قال ‪ :‬ضحى رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬بكبشي أملحي‬
‫موجوءين خصيي ‪ ،‬ولن لمه أطيب وألذ ‪ .‬ما ل يوز أن يضحى به ‪ :‬ومن شروط‬
‫الضحية السلمة من العيوب ‪ ،‬فل توز الضحية بالعيبة ( ‪ ) 1‬مثل ‪ - 1 :‬الريضة البي‬
‫مرضها ‪ - 2‬العوراء البي عورها ‪ - 3‬العرجاء البي ظلعها ‪ - 4‬العجفاء ( ‪ ) 2‬الت ل‬
‫تنفي رواه الترمذي وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ - 5 .‬العضباء الت ذهب أكثر أذنا أو قرنا ‪.‬‬
‫يقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أربعة ل تزئ ف الضاحي ‪ :‬العوراء البي‬
‫عورها والريضة البي مرضها والعرجاء البي ظلعها والعجفاء الت ل تنقي " ‪ ( .‬هامش )‬
‫( ‪ ) 1‬العيبة ‪ :‬القصود بالعيب الظاهر الذي ينقص اللحم ‪ ،‬فإذا كان العيب يسيا فإنه ل‬
‫يضر ‪ ) 2 ( .‬العجفاء الت ذهب مها من شدة الزال ‪ .‬فقه السنة ‪ / 21 -‬صفحة ‪322‬‬
‫‪ /‬ويلحق بذه ‪ :‬التماء ( ‪ ) 1‬والعصماء ( ‪ ) 2‬والعمياء والتولء ( ‪ ) 3‬والرباء الت كثر‬
‫جربا ‪ .‬ول بأس بالعجماء والبتراء والامل وما خلق بغي أذن أو ذهب نصف أذنه أو‬
‫أليته والصح عند الشافعية ل تزئ مقطوعة اللية والضرع لفوات جزء مأكول وكذا‬
‫مقطوعة الذنب ‪ .‬قال الشافعي ‪ :‬ل نفظ عن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ف السنان‬
‫شيئا ‪ .‬وقت الذبح ‪ :‬ويشترط ف الضحية أل تذبح إل بعد طلوع الشمس من يوم العيد‬
‫وير من الوقت قدر ما يصلى العيد ‪ ،‬ويصح ذبها بعد ذلك ف أي يوم من اليام الثلثة‬
‫ف ليل أو نار ‪ ،‬ويرج الوقت بانقضاء هذه اليام ‪ .‬فعن الباء ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬عن النب‬

‫‪128‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬إن أول ما نبدأ به ف يومنا ( ‪ ) 4‬هذا أن نصلي‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬التماء هي الت ذهب ثناياها من أصلها ‪ ) 2 ( .‬العصماء ما انكسر‬
‫غلف قرنا ‪ ) 3 ( .‬التولء الت تدور ف الرعى ول ترعى ‪ ) 4 ( .‬أي يوم العيد ‪) . ( .‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 323‬ث نرجع فننحر ‪ ،‬فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ‪ ،‬ومن ذبح قبل فإنا‬
‫هو لم قدمه لهله ليس من النسك ف شئ " ‪ .‬وقال أبو بردة ‪ :‬خطبنا رسول ال ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬يوم النحر فقال ‪ " :‬من صلى صلتنا ووجه قبلتنا ونسك نسكنا فل‬
‫يذبح حت يصلي ‪ ،‬روى الشيخان عن الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬من ذبح قبل الصلة‬
‫‪ ،‬فإنا يذبح لنفسه ‪ ،‬ومن ذبح بعد الصلة والطبتي فقد أت نسكه وأصاب سنة السلمي‬
‫" ‪ .‬كفاية أضحية واحدة عن البيت الواحد ‪ :‬إذا ضحى النسان بشاة من الضأن أو العز‬
‫أجزأت عنه وعن أهل بيته ‪ .‬فقد كان الرجل من الصحابة ‪ ،‬رضي ال عنهم ‪ ،‬يضحي‬
‫بالشاة عن نفسه وعن أهل بيته ‪ ،‬فهي سنة كفاية ‪ .‬روى ابن ماجه والترمذي وصححه‬
‫أن أبا أيوب قال ‪ " :‬كان الرجل ف عهد رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يضحي‬
‫بالشاة عنه وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون حت تباهى الناس فصار كما ترى " ‪ .‬جواز‬
‫الشاركة ف الضحية ‪ :‬توز الشاركة ف الضحية إذا كانت من البل أو البقر ‪ ،‬وتزئ‬
‫البقرة أو المل ‪ /‬صفحة ‪ / 324‬عن سبعة أشخاص إذا كانوا قاصدين الضحية‬
‫والتقرب إل ال ‪ ،‬فعن جابر قال ‪ " :‬نرنا مع النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬بالديبية‬
‫البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة " ‪ .‬رواه مسلم وأبو داود والترمذي ‪ .‬توزيع لم‬
‫الضحية ‪ :‬يسن للمضحي أن يأكل من أضحيته ويهدي القارب ويتصدق منها على‬
‫الفقراء ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬كلوا وأطعموا وادخروا " وقد قال‬
‫العلماء ‪ :‬الفضل أن يأكل الثلث ويتصدق بالثلث ويدخر الثلث ‪ .‬ويوز نقلها ولو إل‬
‫بلد آخر ‪ ،‬ول يوز بيعها ول بيع جلدها ‪ [ .‬ول يعطى الزار من لمها شيئا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 324‬‬
‫كأجر ‪ ،‬وله أن يكافئه نظي عمله ] وإنا يتصدق به الضحي أو يتخذ منه ما ينتفع به ‪.‬‬
‫وعند أب حنيفة أنه يوز بيع جلدها ويتصدق بثمنه وأن يشتري بعينه ما ينتفع به ف البيت‬

‫‪129‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ .‬الضحي يذبح بنفسه ‪ :‬يسن لن يسن الذبح أن يذبح أضحيته بيده ويقول ‪ :‬بسم ال‬
‫وال أكب ‪ ،‬اللهم هذا عن فلن ‪ -‬ويسمي نفسه ‪ -‬فإن رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ ،‬ذبح كبشا وقال ‪ :‬بسم ال وال أكب ‪ ،‬اللهم هذا عن وعن من ل يضح من أمت " ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 325‬رواه أبو داود والترمذي ‪ .‬فإن كان ل يسن الذبح فليشهده ويضره ‪،‬‬
‫فإن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال لفاطمة ‪ :‬يا فاطمة ‪ ،‬قومي فاشهدي أضحيتك فإنه‬
‫يغفر لك عند أول قطرة من دمها كل ذنب عملته ‪ ،‬وقول ‪ " :‬إن صلت ونسكي ( ‪) 1‬‬
‫ومياي ومات ل رب العالي ‪ ،‬ل شريك له ‪ ،‬وبذلك أمرت وأنا أول السلمي " ‪ .‬فقال‬
‫أحد الصحابة ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬هذا لك ولهل بيتك خاصة أو للمسلمي عامة ؟ قال‬
‫رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ :‬بل للمسلمي عامة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬النسك ‪:‬‬
‫الذبح ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 326‬العقيقة تعريفها ‪ :‬العقيقة هي الذبيحة الت تذبح عن‬
‫الولود ‪ .‬قال صاحب متار الصحاح ‪ :‬العقيقة والعقة بالكسر ‪ ،‬الشعر الذي يولد عليه‬
‫كل مولود من الناس والبهائم ‪ ،‬ومنه سيت الشاة الت تذبح عن الولود يوم أسبوعه ‪.‬‬
‫حكمها ‪ :‬والعقيقة سنة مؤكدة ولو كان الب معسرا ‪ ،‬فعلها الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وفعلها أصحابه ‪ ،‬روى أصحاب السنن أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عق عن‬
‫السن والسي كبشا كبشا ‪ ،‬ويرى وجوبا الليث وداود الظاهري ‪ .‬ويري فيها ما‬
‫يري ف الضحية من الحكام ‪ ،‬إل ‪ /‬صفحة ‪ / 327‬أن العقيقة ل توز فيها الشاركة ‪.‬‬
‫فضلها ‪ :‬روى أصحاب السنن عن سرة عن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪" - 1 :‬‬
‫كل مولود رهينة ( ‪ ) 1‬بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويلق ويسمى " ‪ - 2 .‬وعن سلمان‬
‫بن عامر الضب ‪ ،‬أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬مع الغلم عقيقته ‪ ،‬فأهريقوا‬
‫علهى دما ‪ ،‬وأميطوا عنه الذى ( ‪ " ) 2‬رواه المسة ‪ .‬ما يذبح عن الغلم وللبنت ‪:‬‬
‫ومن الفضل أن يذح عن الولد شاتان متقاربتان شبها وسنا ‪ .‬وعن البنت شاة ‪ .‬فعن أم‬
‫كرز الكعبية قالت ‪ :‬سعت رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يقول ‪ " :‬عن الغلم‬
‫شاتان متكافئتان ( ‪ ) 3‬وعن الارية شاة " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي تنشئته تنشئة صالة‬
‫وحفظه حفظا كامل مرهون بالذبح عنه ‪ ) 2 ( .‬أي أزيلوا عنه القذارة والنجاسة ‪( .‬‬
‫‪ ) 3‬أي شاتان متقاربتان شبها وسنا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 328‬ويوز ذبح شاة واحدة‬

‫‪130‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن الغلم لفعل الرسول صلى ال عليه وسلم ذلك مع السن والسي ‪ -‬رضي ال عنهما‬
‫‪ -‬كما تقدم ف الديث ‪ .‬وقت الذبح ‪ :‬والذبح يكون يوم السابع بعد الولدة إن تيسر ‪،‬‬
‫وإل ففي اليوم الرابع عشر وإل ففي اليوم الواحد والعشرين من يوم ولدته ‪ ،‬فإن ل يتيسر‬
‫ففي أي يوم من اليام ‪ .‬ففي حديث البيهقي ‪ :‬تذبح لسبع ‪ ،‬ولربع عشر ‪ ،‬ولحدي‬
‫وعشرين ‪ .‬اجتماع الضحية والعقيقة ‪ :‬قالت النابلة ‪ :‬وإذا اجتمع يوم النحر مع يوم‬
‫العقيقة فإنه يكن الكتفاء بذبيحة واحدة عنهما ‪ ،‬كما إذا اجتمع يوم عيد ويوم جعة‬
‫واغتسل لحدها ‪ .‬التسمية واللق ‪ :‬ومن السنة أن يتار للمولود اسم حسن ويلق شعره‬
‫ويتصدق بوزنه فضة إن تيسر ذلك ‪ ،‬لا رواه أحد والترمذي عن ابن عباس ‪ ،‬أن النب ‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عق عن السن بشاة ‪ ،‬وقال ‪ :‬يا فاطمة ‪ ،‬احلقي رأسه وتصدقي‬
‫بوزنه فضة على الساكي ‪ ،‬فوزناه فكان وزنه درها أو بعض درهم ‪ / .‬صفحة ‪/ 329‬‬
‫أحب الساء ‪ :‬وأحب الساء عبد ال وعبد الرحن ‪ ،‬لديث مسلم ‪ ،‬وأصدقها هام‬
‫وحارث كما ثبت ف الديث الصحيح ‪ .‬ويصح التسمية بأساء اللئكة والنبياء وطه‬
‫ويس ‪ .‬وقال ابن حزم ‪ :‬اتفقوا على تري كل اسم معبد لغي ال كعبد العزى ‪ ،‬وعبد‬
‫هبل ‪ ،‬وعبد عمر ‪ ،‬وعبد الكعبة ‪ ،‬حاشا عبد الطلب ‪ .‬كراهة بعض الساء ‪ :‬نى رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم عن التسمي بالساء التية ‪ :‬يسار ‪ ،‬ورباح ‪ ،‬ونيح ‪ ،‬وأفلح ‪،‬‬
‫لن ذلك ربا يكون وسيلة من وسائل التشات ‪ ،‬ففي حديث سرة أن النب ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل تسم غلمك يسارا ول رباحا ول نيحا ول أفلح فإنك تقول ‪:‬‬
‫أث هو ‪ -‬فل يكون ‪ -‬فيقول ‪ :‬ل " ‪ .‬رواه مسلم ‪ .‬الذان ف أذن الولود ‪ :‬ومن السنة أن‬
‫يؤذن ف أذن الولود اليمن ‪ ،‬ويقيم ف الذن اليسرى ‪ ،‬ليكون أول ما يطرق سعه اسم ال‬
‫‪ / .‬صفحة ‪ / 330‬روى أحد وأبو داود والترمذي وصححه ‪ ،‬عن أب رافع رضي ال‬
‫عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أذن بالصلة ف أذن السن بن علي حي‬
‫ولدته فاطمة رضي ال عنهم ‪ .‬وروى ابن السن عن السن بن علي أن النب ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬من ولد له ولد فأذن ف أذنه اليمن وأقام ف اليسرى‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 330‬‬

‫‪131‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل تضره أم الصبيان " ( ‪ . ) 1‬ل فرع ول عتية ‪ :‬الفرع ‪ :‬ذبح أول ولد الناقة ‪ ،‬كانت‬
‫العرب تذبه لصنامهم ‪ .‬العتية ‪ :‬ذبيحة رجب تعظيما له ‪ .‬وقد نى السلم عن الذبح‬
‫تعظيما للصنام ‪ ،‬وغي معال الاهلية ‪ .‬وأباح الذبح باسم ال برا وتوسعا ‪ .‬روى أبو‬
‫هريرة أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل فرع ول عتية " ( ‪ . ) 2‬رواه‬
‫البخاري ومسلم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬يقال إنا القرينة ‪ ) 2 ( .‬بالعن الذي كان عليه ف‬
‫الاهلية ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 331‬وقال نبيشة ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ :‬نادى رجل رسول ال ‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إنا كنا نعتر عتية ف الاهلية ف رجب ‪ ،‬فما تأمرنا ؟ قال ‪ :‬اذبوا‬
‫ل ف أي شهر كان ‪ ،‬وبروا ل وأطعموا ‪ .‬قال ‪ :‬إنا كنا نفرع فرعا ف الاهلية ‪ ،‬فما‬
‫تأمرنا ؟ قال ‪ :‬ف كل سائمة فرع تغذوه ماشيتك حت إذا استجمل ( ‪ ) 1‬ذبته ‪،‬‬
‫فتصدقت بلحمه على ابن السبيل ‪ ،‬فذلك خي " ‪ .‬رواه أبو داود والنسائي ‪ .‬وعن أب‬
‫رزين قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬كنا نذبح ف رجب فنأكل ونطعم من جاءنا ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل‬
‫بأس به " ‪ .‬وروى أحد والنسائي عن عمر بن الارث أنه لقي النب ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬ف حجة الوداع ‪ ،‬فقال رجل ‪ :‬يا رسول ال الفرائع والعتائر ؟ قال ‪ :‬من شاء‬
‫فرع ومن شاء ل يفرع ‪ ،‬ومن شاء عتر ومن شاء ل يعتر ف الغنم الضحية " ‪ ( .‬هامش )‬
‫( ‪ ) 1‬أي صار جل ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 332‬ثقب أذن الصغي ‪ :‬ف كتب النابلة ‪ :‬إن‬
‫تثقيب آذان الصبية للحلية جائز ويكره للصبيان ‪ .‬وف فتاوي قاصي خان ‪ ،‬من النفية ‪:‬‬
‫ل بأس بتثقيب آذان الصبية ‪ ،‬لنم كانوا ف الاهلية يفعلونه ‪ ،‬ول ينكره عليهم النب ‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ / .‬صفحة ‪ / 333‬الكفالة تعريفها ‪ :‬الكفالة معناها ف اللغة ‪ :‬الضم‬
‫‪ ،‬ومنه قول ال ‪ ،‬عز وجل ‪ " :‬وكفلها زكريا ( ‪ . " ) 1‬وف الشرع عبارة عن ضم ذمة‬
‫الكفيل إل ذمة الصيل ف الطالبة بنفس أو دين أو عي أو عمل ‪ ،‬وهذا التعريف لفقهاء‬
‫الحناف ‪ .‬وعند غيهم من الئمة يعرفونا بأنا ضم الذمتي ف الطالبة والدين ‪ .‬والكفالة‬
‫تسمي ‪ :‬حالة وضمانة وزعامة ‪ .‬وهي تقتضي كفيل وأصيل ومكفول له ومكفول به ‪( .‬‬
‫هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة آل عمران الية رقم ‪ / ) . ( . 37‬صفحة ‪ / 334‬فالكفيل هو‬
‫الذي يلتزم بأداء الكفول به ‪ ،‬ويب أن يكون بالغا عاقل مطلق التصرف ف ماله رضايا‬
‫بالكفالة ( ‪ ) 1‬فل يكون الجنون ول الصب ولو كان ميزا كفيل ‪ .‬ويسمى الكفيل‬

‫‪132‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالضامن والزعيم والميل والقبيل ‪ .‬والصيل هو الدين وهو الكفول عنه ‪ ،‬ول يشترط‬
‫بلوغه ول عقله ول حضوره ول رضاه بالكفالة ‪ .‬بل توز الكفالة عن الصب والجنون‬
‫والغائب ‪ .‬ولكن الفيل ل يرجع على أحد من هؤلء إذا أدى عنه ‪ ،‬بل يعتب متبعا إل ف‬
‫حالة ما إذا كانت الكفالة عن الصب الأذون له ف التجارة وكانت بأمره ‪ .‬والكفول له‬
‫هو الدائن ‪ .‬ويشترط أن يعرفه الضامن ‪ ،‬لن الناس يتفاوتون ف الطالبة تسهيل وتشديدا‬
‫‪ .‬والغراض تتلف بذلك ‪ ،‬فيكون الضمان بدونه غررا ‪ .‬ول تشترط معرفة الضمون عنه‬
‫‪ .‬والكفول به هو النفس أو الدين أو العي أو العمل الذي وجب أداؤه على الكفول‬
‫عنه ‪ ،‬وله شروط ستأت ف موضعها ‪ .‬مشروعيتها ‪ :‬والكفالة مشروعة بالكتاب والسنة‬
‫والجاع ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬لنه ل يلزمه الق ابتداء إل برضاه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪335‬‬
‫‪ /‬ففي الكتاب يقول ال تعال ‪ " :‬قال لن أرسله معكم حت تؤتون موثقا من ال لتأتنن به‬
‫( ‪ ، " ) 1‬وقوله ‪ ،‬جل شأنه ‪ " :‬ولن جاء به حل بعي وأنا به زعيم " ( ‪ . ) 2‬وجاء ف‬
‫السنة عن أب أمامة أن الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬الزعيم غارم " ‪ .‬رواه أبو‬
‫داود والترمذي وحسنه ‪ ،‬وصححه ابن حبان ‪ .‬ومعن الزعيم ‪ :‬الكفيل ‪ .‬والغارم ‪:‬‬
‫الضامن ‪ .‬وقد أجع العلماء على جوازها ‪ .‬ول يزال السلمون يكفل بعضهم بعضا من‬
‫عصر النبوة إل وقتنا هذا ‪ ،‬دون تكب من أحد من العلماء ‪ .‬التنجيز والتعليق والتوقيت ‪:‬‬
‫وتصح الكفالة منجزة ‪ ،‬ومعلقة ‪ ،‬ومؤقتة ‪ .‬فالنجزة مثل قول الكفيل ‪ :‬أنا أضمن فلنا‬
‫الن ‪ ،‬وأكفله ‪ .‬قال العلماء ‪ :‬إذا قال الرجل ‪ :‬تملت أو تكفلت أو ضمنت ‪ ،‬أو‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة يوسف الية رقم ‪ ) 2 ( . 66‬سورة يوسف الية رقم ‪. 72‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 336‬أنا حيل لك ‪ ،‬أو زعيم أو كفيل أو ضامن أو قبيل ‪ ،‬أو هو لك‬
‫عندي أو علي أو إل أو قبلي ‪ ،‬فذلك كله كفالة ‪ .‬ومت انعقدت الكفالة كانت تابعة‬
‫للدين ف اللول والتأجيل والتقسيط ‪ ،‬إل إذا كان الدين حال واشترط الكفيل تأجيل‬
‫الطالبة إل أجل معلوم ‪ ،‬فإنه يصح ‪ ،‬لا رواه ابن ماجه عن ابن عباس أن النب ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬تمل عشرة دناني عن رجل قد لزمه غريه إل شهر ‪ ،‬وقضاها عنه ‪ .‬وف‬
‫هذا دليل على أن الدين إذا كان حال وضمنه الكفيل إل أجل معلوم صح ‪ ،‬ول يطالب به‬
‫الضامن قبل مضي الجل ‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 336‬‬
‫والعلقة مثل ‪ :‬إن أقرضت فلنا فأنا ضامن لك ‪ ،‬وكما جاء ف الية الكرية قول ال تعال‬
‫‪ :‬ولن جاء به حل بعي " ( ‪ . ) 1‬والؤقتة مثل ‪ :‬إذا جاء شهر رمضان فأنا ضامن لك ‪.‬‬
‫وهذا مذهب أب حنيفة وبعض النابلة ‪ .‬وقال الشافعي ‪ :‬ل يصح التعليق ف الكفالة ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة يوسف الية ‪ / ) . ( . 72‬صفحة ‪ / 337‬مطالبة الكفيل‬
‫والصيل معا ‪ :‬ومت انعقدت الكفالة جاز لصاحب الق أن يطالب الضامن والضمون‬
‫معا ‪ ،‬كما جاز له أن يطالب أيهما شاء بناء على تعدد مل الق ‪ ،‬كما يرى جهور‬
‫العلماء ‪ .‬أنواع الكفالة ‪ :‬والكفالة نوعان ‪ :‬الول ‪ :‬كفالة بالنفس ‪ .‬الثان ‪ :‬كفالة بالال ‪.‬‬
‫الكفالة بالنفس ‪ :‬وتعرف بضمان الوجه ‪ ،‬وهي التزام الكفيل بإحضار الشخص الكفول‬
‫إل الكفول له ‪ .‬وتصح بقوله ‪ :‬أنا كفيل بفلن أو ببدنه أو وجهه ‪ ،‬أو ‪ :‬أنا ضامن أو‬
‫زعيم ونو ذلك ‪ ،‬وهي جائزة إذا كان على الكفول به حق لدمي ‪ ،‬ول يشترط العلم‬
‫بقدر ما على الكفول لنه تكفل بالبدن ل بالال ‪ .‬أما إذا كانت الكفالة ف حدود ال ‪،‬‬
‫فإنا ل تصح ‪ ،‬سواء أكان الد حقا ل تعال كحد المر ‪ ،‬أو كان حقا لدمي كحد‬
‫القذف ‪ .‬وهذا مذهب أكثر العلماء ‪ ،‬لديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن النب ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل كفالة ف حد " ‪ .‬فقه السنة ‪ / 22 -‬صفحة ‪ / 338‬رواه‬
‫البيهقي بإسناد ضعيف وقال ‪ :‬إنه منكر ‪ .‬ولن مبناه على السقاط والدرء بالشبهة ‪ ،‬فل‬
‫يدخله الستيثاق ‪ ،‬ول يكن استيفاؤه من غي الان ‪ .‬وعند أصحاب الشافعي تصح‬
‫الكفالة بإحضار من عليه عقوبة لدمي كقصاص وحد قذف ‪ ،‬لنه حق لزم ‪ ،‬أما إذا‬
‫كان حدا ل فل تصح فيه الكفالة ‪ .‬ومنعها ابن حزم فقال ‪ " :‬ل توز الضمانة بالوجه‬
‫أصل ل ف مال ول حد ‪ ،‬ول ف شئ من الشياء ‪ ،‬لن كل شرط ليس ف كتاب ال فهو‬
‫باطل ‪ .‬ومن طريق النظر أن نسأل من قال بصحته عمن تكفل بالوجه فقط فغاب الكفول‬
‫عنه ماذا تصنعون بالضامن بوجهه ؟ أتلزمونه غرامة ما على الضمون ؟ فهذا جور وأكل‬
‫مال بالباطل ‪ ،‬لنه ل يلتزمه قط ‪ .‬أم تتركونه ؟ فقد أبطلتم الضمان بالوجه ‪ ،‬أم تكلفونه‬
‫طلبه ؟ فهذا تكليف الرج وما ل طاقة له به وما ل يكلفه ال إياه قط ‪ .‬وأجاز الكفالة‬

‫‪134‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالوجه جاعة من العلماء ‪ .‬واستدلوا بأنه ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬كفل ف تمة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫وهو خب باطل ‪ ،‬لنه من رواية إبراهيم بن خيثم بن عراك ‪ ،‬وهو وأبوه ف غاية الضعف‬
‫ل توز الرواية عنهما ‪ / .‬صفحة ‪ / 339‬ث ذكر آثارا عن عمر بن عبد العزيز وردها‬
‫كلها بأنا ل حجة فيها ‪ " ،‬إذا الجة ف كلم ال ورسوله ل غي " ‪ .‬ومت تكفل‬
‫بإحضاره لزمه إحضاره فإن تعذر عليه إحضاره مع حياته أن امتنع الكفيل عن إحضاره‬
‫غرم ما عليه ‪ ،‬لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬الزعيم غارم " ‪ .‬إل إذا اشترط إحضاره دون‬
‫الال ‪ ،‬وصرح بالشرط لنه يكون ألزم ضد ما اشترط ‪ ،‬وهذا مذهب الالكية وأهل الدينة‬
‫‪ .‬وقالت الحناف ‪ :‬يبس الكفيل إل أن يأت به أو يعلم موته ‪ ،‬ول يغرم الال إل إذا‬
‫شرطه على نفسه ‪ .‬وقالوا ‪ :‬إذا مات الصيل فإنه ل يلزم الكفيل الق الذي عليه ‪ ،‬لنه‬
‫إنا تكفل بالنفس ول يكفل بالال ‪ ،‬فل يلزمه ما ل يتكفل به ‪ .‬وهذا هو الشهور من قول‬
‫الشافعي ‪ .‬وكذلك يبأ الكفيل إذا سلم الكفول نفسه ‪ .‬ول يبأ الكفيل بوت الكفول له‬
‫بل تقوم ورثته مقامه ف الطالبة بإحضار الكفول ‪ / .‬صفحة ‪ / 340‬الكفالة بالال ‪:‬‬
‫والكفالة بالال ‪ :‬هي الت يلتزم فيها الكفيل التزاما ماليا ‪ ،‬وهي أنواع ثلثة ‪ - 1 :‬الكفالة‬
‫بالدين ‪ :‬وهي التزام أداء دين ف ذمة الغي ‪ .‬ففي حديث سلمة بن الكوع ‪ ،‬أن النب ‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬امتنع من الصلة على من عليه الدين ‪ ،‬فقال أبو قتادة ‪ :‬صل عليه‬
‫يا رسول ال وعلي دينه ‪ .‬فصلى عليه ( ‪ ) 1‬ويشترط ف الدين ‪ ( :‬أ ) أن يكون ثابتا‬
‫وقت الضمان كدين القرض والثمن والجرة والهر ‪ ،‬فإذا ل يكن ثابتا فإنه ل يصح ‪،‬‬
‫فضمان ما ل يب غي صحيح ‪ ،‬كما إذا قال ‪ :‬بع لفلن وعلي أن أضمن الثمن ‪ ،‬أو ‪:‬‬
‫أقرضه ‪ ،‬وعلي أن أضمن بدله ‪ .‬وهذا مذهب الشافعي وممد بن السن والظاهرية ‪.‬‬
‫وأجاز ذلك أبو حنيفة ومالك وأبو يوسف ‪ ،‬وقالوا بصحة ضمان ما ل يب ‪ ( .‬ب ) أن‬
‫يكون معلوما ‪ ،‬فل يصح ضمان الجهول ‪ ،‬لنه غرر ‪ ،‬فلو قال ‪ :‬ضمنت لك ما ف ذمة‬
‫فلن ‪ ،‬وها ل ( هامش ) ( ‪ ) 1‬ذهب المهور إل صحة الكفالة عن اليت ول رجوع‬
‫له ف مال اليت ‪ .‬والديث من رواية البخاري وأحد ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 341‬يعلمان‬
‫مقداره فإنه ل يصح ‪ .‬وهذا مذهب الشافعي وابن حزم ‪ .‬وقال أبو حنيفة ومالك وأحد ‪:‬‬
‫يصح ضمان الجهول ‪ - 2 .‬كفالة بالعي أو كفالة بالتسليم ‪ :‬وهي التزام تسليم عي‬

‫‪135‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫معينة موجودة بيد الغي مثل ‪ :‬رد الغصوب إل الغاصب وتسليم البيع إل الشتري ‪.‬‬
‫ويشترط فيها أن تكون العي مضمونة على الصيل كما ف‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 341‬‬
‫الغصوب ‪ .‬فإذا ل تكن مضمونة كالعارية والوديعة فإن الكفالة ل تصح ‪ - 3 .‬كفالة‬
‫بالدرك ‪ :‬أي با يدرك الال البيع ويلحق به من خطر بسبب سابق على البيع ‪ ،‬أي أنا‬
‫كفالة ‪ .‬وضمانة لق الشتري تاه البائع إذا ظهر للمبيع مستحق ‪ ،‬كما لو تبي أن البيع‬
‫ملوك لغي البائع أو مرهون ‪ .‬رجوع الكفيل على الضمون عنه ‪ :‬وإذا أدى الضامن عن‬
‫الضمون عنه ما عليه من دين رجع عليه مت كان الضمان والداء بإذنه ‪ ،‬لنه أنفق ماله‬
‫فميا ينفعه بإذنه ‪ .‬وهذا ما اتفق الئمة الربعة عليه ‪ .‬واختلفوا فيما إذا ضمن عن غيه‬
‫حقا بغي أمره وأداه ‪ .‬وقال الشافعي وأبو حنيفة ‪ :‬هو متطوع ‪ ،‬وليس له ‪ /‬صفحة ‪342‬‬
‫‪ /‬الرجوع عليه ‪ .‬والشهور عن مالك ‪ :‬أن له الرجوع به ‪ .‬وعن أحد ‪ :‬روايتان ‪ .‬قال‬
‫ابن حزم ‪ " :‬ل يرجع الضامن با أدى سواء بأمره أو بغيه أمره إل أن يكون الضمون عنه‬
‫استقرضه ‪ .‬قال ‪ :‬وقال ابن أب ليلى وابن شبمة وأبو ثور وأبو سليمان بثل قولنا " ‪ .‬ا ه‍‬
‫‪ .‬من أحكان الكفالة ‪ - 1 :‬ومت عدم الضمون أو غاب ‪ ،‬ضمن الكفيل ‪ ،‬ول يرج عن‬
‫الكفالة إل بأداء الدين منه أو من الصيل ‪ ،‬أو بإبراء الدائن نفسه من الدين أو نزوله عن‬
‫الكفالة ‪ ،‬وله هذا النول لنه من حقه ‪ - 2 .‬من حق الكفول له ( أي صاحب الدين )‬
‫فسخ عقد الكفالة من ناحية ‪ ،‬ولو ل يرض الدين الكفول عنه أو الكفيل ‪ .‬وليس هذا‬
‫الفسخ للمكفول عنه ول للكفيل ‪ / .‬صفحة ‪ / 343‬الساقاة تعريفها ‪ :‬الساقاة مفاعلة‬
‫من السقي ‪ ،‬وهذه الفاعلة على غي بابا ‪ .‬وسيت بذه التسمية لن شجر أهل الجاز‬
‫أكثر حاجة إل السقي لنا تسقى من البار ‪ ،‬فسميت بذه التسمية ‪ .‬وهي ف الشرع‬
‫دفع الشجر لن يقوم بسقيه ويتعهده حت يبلغ تام نضجه نظي جزء معلوم من ثره ‪ .‬فهي‬
‫شركة زراعية على استثمار الشجر يكون فيها الشجر من جانب ‪ ،‬والعمل ف الشجر من‬
‫جانب ‪ ،‬والثمرة الاصلة مشتركة بينهما بنسبة يتفق عليها التعاقدان كالنصف والثلث‬
‫ونو ذلك ‪ .‬ويسمى العامل بالساقي ‪ ،‬والطرف الخر يسمى برب الشجر ‪ / .‬صفحة‬

‫‪136‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ / 344‬والشجر يطلق على كل ما غرس ليبقى ف الرض سنة فأكثر من كل ما ليس‬
‫لقطعه مدة وناية معلومة ‪ ،‬سواء أكان مثمرا أم غي مثمر ‪ .‬وتكون الساقاة على غي‬
‫الثمر نظي ما يأخذه الساقي من السعف والطب ونوها ‪ .‬مشروعيتها ‪ :‬والساقاة‬
‫مشروعة بالسنة ‪ ،‬وقد اتفق الفقهاء على جوازها للحاجة إليها ‪ ،‬ما عدا أبا حنيفة الذي‬
‫رأى أنا ل توز ‪ .‬وقد استدل المهور من العلماء على جوازها با يأت ‪ - 1 :‬روى‬
‫مسلم عن ابن عمر أن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬عامل أهل خيب بشطر ما يرج منها‬
‫من ثر أو زرع ‪ - 2 .‬وروى البخاري أن النصار قالت للنب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫اقسم بيننا وبي إخواننا النخيل ‪ .‬قال ‪ :‬ل ‪ .‬فقالوا ‪ :‬تكفونا الؤونة ونشرككم ف الثمرة ؟‬
‫قالوا ‪ :‬سعنا وأطعنا ‪ .‬أي أن النصار أرادوا أن يشركوا معهم الهاجرين ف النخيل‬
‫فعرضوا ذلك على الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فأب ‪ ،‬فعرضوا أن يتولوا أمره ولم‬
‫الشطر فأجابم ‪ / .‬صفحة ‪ / 345‬وف نيل الوطار ‪ :‬قال الازمي ‪ :‬روي عن علي بن‬
‫أب طالب ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬وعبد ال بن مسعود وعمار بن ياسر وسعيد بن السيب‬
‫وممد بن سيين وعمر بن عبد العزيز وابن أب ليلى وابن شهاب الزهري ‪ ،‬ومن أهل‬
‫الرأي أبو يوسف القاضي ‪ ،‬وممد بن السن ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬توز الزارعة والساقاة بزء من‬
‫الثمر أو الزرع قالوا ‪ :‬ويوز العقد على الزارعة والساقاة متمعي ‪ ،‬فتساقيه على النخل‬
‫وتزارعه على الرض كما جري ف خيب ‪ .‬ويوز العقد على كل واحدة منها منفردة ‪.‬‬
‫أركانا ‪ :‬والساقاة لا ركنان ‪ - 1 :‬الياب ‪ - 2 .‬القبول ‪ .‬وتنعقد بكل ما يدل عليها‬
‫من القول أو الكتابة أو الشارة ما دام ذلك صادرا من يوز تصرفهم ‪ .‬شروطها ‪:‬‬
‫ويشترط ف الساقاة الشروط التية ‪ - 1 :‬أن يكون الشجر الساقى عليه معلوما بالرؤية‬
‫أو بالصفة الت ل يتلف معها ‪ ،‬لنه ل يصح العقد على مهول ‪ - 2 .‬أن تكون مدتا‬
‫معلومة ‪ ،‬لنا عقد لزم يشبه ‪ /‬صفحة ‪ / 346‬عقد اليار ‪ ،‬وحت ينتفي الغرر ‪ .‬وقال‬
‫أبو يوسف وممد ‪ :‬إن بيان الدة ليس بشرط ف الساقاة استحسانا ‪ ،‬لن وقت إدراك‬
‫الثمر معلوم غالبا ول يتفاوت تفاوتا يعتد به ‪ .‬ومن قال بعدم اشتراط هذا الشرط‬
‫الظاهرية ‪ ،‬واستدلوا با رواه مالك مرسل ‪ ،‬أن الرسول ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال‬
‫لليهود ‪ " :‬أقركم ما أقركم ال " ‪ .‬وعند الحناف أنه مت انتهت مدة الساقاة قبل نضج‬

‫‪137‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الثمر تترك الشجار للعامل ليعمل فيها بل أجر إل أن ينضج ‪ - 3 .‬أن يكون عقد‬
‫الساقاة قبل بدو الصلح ‪ ،‬لنا ف هذه الال تفتقر إل عمل ‪ .‬أما بعد بدو الصلح ‪،‬‬
‫فمن الفقهاء من رأى أن الساقاة ل توز ‪ ،‬لنه ل ضرورة تدعو إليها ‪ .‬ولو وقعت ‪،‬‬
‫لكانت إجارة ل مساقاة ‪ .‬ومنهم من جوزها ف هذه الال ‪ ،‬لنا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 346‬‬
‫إذا جازت قبل أن يلق ال الثمر فهي بعد بدو الثمر أول ‪ - 4 .‬أن يكون للعامل جزء‬
‫مشاع معلوم من الثمرة ‪ ،‬أي يكون نصيبه معلوما بالزئية ‪ :‬كالنصف والثلث ‪ ،‬فلو شرط‬
‫له أو لصاحب الشجر نلت معينة أو قدرا معينا بطلت ‪ / .‬صفحة ‪ / 347‬وقال ف‬
‫بداية الجتهد ‪ :‬واتفق القائلون بالساقاة على أنه إن كانت النفقة كلها على رب الائط (‬
‫‪ ) 1‬وليس على العامل إل ما يعمل بيده أن ذلك ل يوز ‪ ،‬لنا إجارة با ل يلق ‪ .‬ومت‬
‫فقد شرط من هذه الشروط انفسخ العقد وفسدت الساقاة ‪ ،‬فإن كان قد مضى فيها‬
‫الساقي ونا الشجر أو الزرع بعمله فله أجر مثله ‪ ،‬وناء الشجر أو الزرع لالكه ‪ .‬ما توز‬
‫فيه الساقاة ‪ :‬اختلف الفقهاء فيما توز عليه الساقاة ‪ .‬فمنهم من قصرها على النخل‬
‫كداود ‪ ،‬ومنه من زاد على النخل العنب كالشافعي ‪ ،‬ومنهم من توسع ف هذا كالحناف‬
‫‪ ،‬فعندهم تصح على الشجر والكروم والبقول وكل ما له أصول ف الرض ليس لقلعها‬
‫ناية معلومة ‪ ،‬بل كلما جزت نبتت ‪ ،‬وذلك كالكراث والقصب الفارسي ‪ .‬وإذا ل تبي‬
‫الدة وقع العقد على أول جز يصل بعد العقد ‪ .‬وتصح أيضا على ما تتلحق آحاده‬
‫وتظهر شيئا فشيئا كالباذنان ‪ .‬ولو دفع شخص لخر رطبة انتهى جذاذها على أن يقوم (‬
‫هامش ) ( ‪ ) 1‬الائط ‪ :‬البستان ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 348‬بدمتها وسقيها حت يرج‬
‫بذرها ويكون بينهما أنصافا جاز ذلك بل بيان الدة ‪ .‬وعند مالك أنا توز ف كل أصل‬
‫ثابت ‪ ،‬كالرمان والتي والزيتون وما أشبه ذلك من غي ضرورة ‪ ،‬وتكون ف الصول غي‬
‫النابتة كالقاثي والبطيخ مع عجز صاحبها عنها ‪ ،‬وكذلك الزرع ‪ .‬وعند النابلة توز‬
‫الساقاة ف كل ثر مأكول ‪ .‬قال ف الغن ‪ :‬وتصح الساقاة على البعلي من الشجر ‪ ،‬كما‬
‫توز فيما يتاج إل سقي ‪ ،‬وبذا قال مالك ‪ .‬قال ‪ :‬ول نعلم فيه خلفا ‪ .‬وظيفة الساقي‬

‫‪138‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ :‬ووظيفة عامل الساقاة ‪ -‬كما قال النووي ‪ :‬أن عليه كل ما يتاج إليه ف إصلح‬
‫الثمر ‪ ،‬واستزادته ما يتكرر كل سنة ‪ :‬كالسقي وتنقية النار وإصلح منابت الشجر‬
‫وتلقيحه وتنحية الشيش والقضبان عنه وحفظ الثمرة وجذاذها ونو ذلك ‪ .‬وأما ما‬
‫يقصد به حفظ الصل ول يتكرر كل سنة ‪ .‬كبناء اليطان وحفر النار فعلى الالك ‪.‬‬
‫عجر العامل عن العمل ‪ :‬إذا وجد عذر ينع العامل من العمل ‪ ،‬كأن يرض أو ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 349‬تصيبه عاهة أو يسافر سفرا اضطراريا فإن الساقاة تفسخ ‪ .‬وهذا ف حالة ما إذا‬
‫كان الطرف الخر قد اشترط عليه أن يعمل بنفسه ‪ .‬فإذا ل يكن قد اشترط عليه هذا‬
‫الشرط فإن الساقاة ل تنفسخ بل على العامل أن يقيم غيه مقامه ‪ .‬وهذا عند الحناف ‪.‬‬
‫وقال مالك ‪ :‬إذا عجز العامل وقد حل بيع الثمر ل يكن له أن يساقي غيه ‪ ،‬ووجب عليه‬
‫أن يستأجر من يعمل ‪ .‬وإن ل يكن له شئ استؤجر من نصيبه من الثمر ‪ .‬وقال الشافعي ‪:‬‬
‫تنفسخ الساقاة بالعجز ‪ .‬موت أحد التعاقدين ‪ :‬إذا مات أحد التعاقدين فإن كان ف‬
‫الشجر ثر ل يبد صلحه فلرعاية مصلحة الطرفي يستمر العامل أو ورثته على العمل حت‬
‫ينضج الثمر ‪ ،‬ولو جبا على صاحب الشجر أو ورثته ‪ ،‬لنه ل ضرر على أحد ف ذلك ‪،‬‬
‫وليس للعامل أجرة ف الدة الت بي انفساخ العقد ونضج الثمر ‪ .‬وإذا امتنع العامل أو‬
‫ورثته عن العمل بعد انتهاء الدة أو انفساخ العقد ل يبون عليه ‪ ،‬ولكنهم إذا أرادوا قطع‬
‫الثمر قبل نضجه فل يكنون منه ‪ ،‬وإنا يكون الق للمالك أو ورثته ف أحد ثلثة أشياء ‪:‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ - 1 / 350‬الوافقة على قطع الثمر وقسمته حسب التفاق ‪ - 2 .‬إعطاء‬
‫العامل أو ورثته من النقود قيمة ما يص نصيبهم وهو مستحق القطع ‪ - 3 .‬النفاق على‬
‫الشجر حت ينضج الثمر ث الرجوع على الساقي أو ورثته با أنفق أو يأخذ به ثارا من‬
‫نصيبه ‪ .‬وهذا مذهب الحناف ‪ / .‬صفحة ‪ / 351‬العالة ( ) تعريفها ‪ :‬العالة عقد‬
‫على منفعة يظن حصولا ‪ ،‬كمن يلتزم بعل ( ‪ ) 1‬معي لن يرد عليه متاعه الضائع ‪ ،‬أو‬
‫دابته الشاردة ‪ ،‬أو يبن له هذا الائط ‪ ،‬أو يفر له هذه البئر حت يصل إل الاء ‪ ،‬أو يفظ‬
‫ابنه القرآن ‪ ،‬أو يعال الريض حت يبأ ‪ ،‬أو يفوز ف مسابقة كذا ‪ . . .‬ال ‪ .‬مشروعيتها ‪:‬‬
‫والصل ف مشروعيتها قول ال سبحانه ‪ ( ) 2 ( :‬هامش ) العالة مثلثة اليم ‪) 1 ( .‬‬
‫العل ‪ .‬ما يعطى مقابل عمل ‪ ) 2 ( .‬سورة يوسف الية رقم ‪ / ) . ( . 72‬صفحة‬

‫‪139‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ / 352‬ولن جاء به حل بعي ( ‪ ) 1‬وأنا به زعيم " ( ‪ . ) 2‬ولن الرسول ‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬أجاز أخذ العل على الرقية بام القرآن كما تقدم ف باب الجارة ‪ .‬وقد‬
‫أجيزت للضرورة ‪ ،‬ولذا جاز فيها من الهالة ما ل يز ف غيها ‪ ،‬فإنه يوز أن يكون‬
‫العمل مهول ‪ .‬ول يشترط ف عقد العالة حضور التعاقدين كغيه من العقود ‪ ،‬لقول ال‬
‫تعال ‪ " :‬ولن جاء به حل بعي " ‪ .‬والعالة عقد من العقود الائزة الت يوز لحد‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 352‬‬
‫التعاقدين فسخه ‪ .‬ومن حق الجعول له أن يفسخه قبل الشروع ف العمل كما أن له أن‬
‫يفسخه بعد الشروع إذا رضي بإسقاط حقه ‪ .‬أما الاعل فليس له أن يفسخه إذا شرع‬
‫الجعول له ف العمل ‪ .‬وقد منعها بعض الفقهاء منهم ابن حزم ‪ ،‬قال ف الحلى ‪ " :‬ل‬
‫يوز الكم بالعل على أحد ‪ .‬فمن قال لخر ‪ :‬إن جئتن بعبدي البق فلك علي دينار ‪،‬‬
‫أو قال ‪ :‬إن فعلت ( هامش ) ( ‪ ) 1‬البعي ‪ :‬المل ‪ ) 2 ( .‬الزعيم ‪ :‬الكفيل ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 353‬كذا وكذا فلك درهم ‪ ،‬أو ما أشبه ذلك ‪ ،‬فجاءه بذلك ‪ .‬أو هتف‬
‫وأشهد على نفسه ‪ :‬من جاءن بكذا فله كذا فجاءه به ‪ ،‬ل يقض عليه بشئ ‪ ،‬ويستحب‬
‫لو وف بوعده ‪ .‬وكذلك من جاء بآبق فل يقضى له بشئ ‪ ،‬سواء عرف بالجئ بالباق أو‬
‫ل يعرف بذلك ‪ ،‬إل أن يستأجره على طلبه مدة معروفة أو ليأتيه به من مكان معروف ‪،‬‬
‫فيجب له ما استأجره به ‪ .‬وأوجب قوم العل وألزموه الاعل واحتجوا بقول ال تعال ‪:‬‬
‫" يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود " ( ‪ . ) 1‬وبقول يوسف عليه السلم ‪ " :‬قالوا نفقد‬
‫صواع اللك ولن جاء به حل بعي وأنا به زعيم " ‪ ،‬وبديث الذي رقى على قطيع من‬
‫الغنم " ‪ .‬انتهى ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الائدة الية رقم ‪ ) . ( . 1‬فقه السنة ‪/ 23 -‬‬
‫صفحة ‪ / 354‬الشركة تعريفها ‪ :‬الشركة هي الختلط ‪ .‬ويعرفها الفقهاء بأنا عقد بي‬
‫التشاركي ف رأس الال والربح ( ‪ . ) 1‬مشروعيتها ‪ :‬وهي مشروعة بالكتاب والسنة‬
‫والجاع ‪ .‬ففي الكتاب يقول ال سبحانه ‪ " :‬فهم شركاء ف الثلث " ( ‪ . ) 2‬وقوله‬
‫سبحانه ‪ " :‬وإن كثيا من اللطاء ليبغي بعضهم على بعض إل الذين آمنوا وعملوا‬
‫الصالات ( هامش ) ( ‪ ) 1‬التعريف عند الحناف ‪ ) 2 ( .‬سورة النساء الية رقم ‪12‬‬

‫‪140‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 355‬وقليل ما هم " ( ‪ ، ) 1‬واللطاء هم الشركاء ‪ .‬وف السنة‬
‫يقول الرسول ‪ ،‬صلوات ال وسلمه عليه ‪ :‬إن ال تعال يقول ‪ " :‬أنا ثالث الشريكي ما‬
‫ل ين أحدها صاحبه ‪ .‬فإن خان أحدها صاحبه خرجت من بينهما " ( ‪ . ) 2‬رواه أبو‬
‫داود عن أب هريرة ‪ .‬وقال زيد ‪ :‬كنت أنا والباء شريكي ‪ .‬رواه البخاري ‪ .‬وأجع‬
‫العلماء على هذا ‪ .‬ذكر ذلك ابن النذر ‪ .‬أقسامها ‪ :‬والشركة قسمان ‪ :‬القسم الول ‪:‬‬
‫شركة أملك ‪ .‬والقسم الثان ‪ :‬شركة عقود ‪ .‬شركة الملك ‪ :‬وهي أن يتملك أكثر من‬
‫شخص عينا من غي عقد ‪ .‬وهي إما أن تكون اختيارية أو جبية ‪ :‬فالختيارية ‪ ،‬مثل أن‬
‫يوهب هبة أو يوصى لما بشئ فيقبل فيكون الوهوب والوصى به ملكا لما على‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة " ص " ‪ ،‬الية رقم ‪ ) 2 ( . 24‬أي أن ال يبارك للشريكي ف‬
‫الال ويفظه لما ما ل تكن خيانة بينهما ‪ .‬فإذا خان أحدها نزع البكة من الال ‪) . ( .‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 356‬سبيل الشاركة ‪ .‬وكذلك إذا اشتريا شيئا لسابما فيكون الشترى‬
‫شركة بينهما شركة ملك ‪ .‬والبية ‪ :‬هي الت تثبت لكثر من شخص جبا دون أن‬
‫يكون فعل ف إحداث اللكية كما ف الياث ‪ .‬فإن الشركة تثبت للورثة دون اختيار منهم‬
‫‪ ،‬وتكون شركة بينهم شركة ملك ‪ .‬حكم هذه الشركة ‪ :‬وحكم هذه الشركة أنه ل‬
‫يوز لي شريك أن يتصرف ف نصيب صاحبه بغي إذنه ‪ ،‬لنه ل ولية لحدها ف‬
‫نصيب الخر ‪ ،‬فكأنه أجنب ‪ .‬شركة العقود ‪ :‬هي أن يعقد اثنان فأكثر عقدا على‬
‫الشتراك ف الال وما نتج عنه من ربح ‪ .‬أنواعها ‪ :‬وأنواعها كما يلي ‪ - 1 :‬شركة‬
‫العنان ‪ - 2 .‬شركة الفاوضة ‪ - 3 .‬شركة البدان ‪ - 4 .‬شركة الوجوه ‪ .‬ركنها ‪:‬‬
‫وركنها الياب والقبول ‪ ،‬فيقول أحد الطرفي ‪ :‬شاركتك ف كذا وكذا ‪ ،‬ويقول الثان‬
‫‪ :‬قبلت ‪ / .‬صفحة ‪ / 357‬حكمها ‪ :‬أجاز الحناف كل نوع من أنواع الشركات‬
‫السابقة مت توفر فيها الشروط الت ذكروها ‪ .‬والالكية أجازوا كل الشركات ‪ ،‬ما عدا‬
‫شركة الوجوه ‪ .‬والشافعية أبطلوها كلها ما عدا شركة العنان ‪ .‬والنابلة أجازوها كلها‬
‫ما عدا شركة الفاوضة ‪ .‬شركة العنان ‪ ) 1 ( :‬وهي أن يشترك اثنان ف مال لما على أن‬
‫يتجرا فيه والربح بينهما ‪ ،‬ول يشترط فيها الساواة ف الال ول ف التصرف ول ف الربح‬
‫‪ .‬فيجوز أن يكون مال أحدها أكثر من الخر ‪ .‬ويوز أن يكون أحدها مسئول دون‬

‫‪141‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شريكه ‪ .‬ويوز أن يتساويا ف الربح ‪ .‬كما يوز أن يتلفا حسب التفاق بينهما ‪ .‬فإذا‬
‫كان ثة خسارة فتكون بنسبة رأس الال ‪ .‬شركة الفاوضة ‪ ) 2 ( :‬هي التعاقد بي اثني‬
‫أو أكثر على الشتراك ف عمل بالشروط التية ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬العنان بكسر العي‬
‫وتفتح قال الفراء ‪ :‬اشتقاقها من عن الشئ إذا عرض ‪ ،‬فالشريكان كل واحد منها تعن‬
‫شركة الخر ‪ .‬وقيل هي مشتقة عنان الفرسي ف التساوي ‪ ) 2 ( .‬الفاوضة ‪ :‬أي‬
‫الساواة وسيت بذه التسمية لعتبار الساواة ف رأس الال والربح والتصرف ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هي‬
‫من التفويض لن كل واحد يفوض شريكه ف التصرف ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 358‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 358‬‬
‫‪ - 1‬التساوي ف الال ‪ ،‬فلو كان أحد الشركاء أكثر مال فإن الشركة ل تصح ( ‪. ) 1‬‬
‫‪ - 2‬التساوي ف التصرف ‪ ،‬فل تصح الشركة بي الصب والبالغ ‪ - 3 .‬التساوي ف‬
‫الدين ‪ ،‬فل تنعقد بي مسلم وكافر ‪ - 4 .‬أن يكون كل واحد من الشركاء كفيل عن‬
‫الخر فيما يب عليه من شراء وبيع كما أنه وكيل عنه ‪ ،‬فل يصح أن يكون تصرف أحد‬
‫الشركاء أكثر من تصرف الخر ‪ .‬فإذا تققت الساواة ف هذه النواحي كلها انعقدت‬
‫الشركة وصار كل شريك وكيل عن صاحبه وكفيل عنه يطالب بعقده صاحبه ‪ ،‬ويسأل‬
‫عن جيع تصرفاته ‪ .‬وقد أجازها النفية والالكية ول يزها الشافعي ‪ ،‬وقال ‪ " :‬إذا ل‬
‫تكن شركة الفاوضة باطلة فل باطل أعرفه ف الدنيا " لنا عقد ل يرد الشرع بثله ‪.‬‬
‫وتقق الساواة ف هذه الشركة أمر عسي لا فيها من غرر وجهالة ‪ .‬وما ورد من ( هامش‬
‫) ( ‪ ) 1‬فلو كان أحد الشركاء يلك ‪ 100‬والخر يلك دون ذلك فإن الشركة ل تصح‬
‫ولو ل يكن ذلك مستعمل ف التجارة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 359‬الديث ‪ " :‬فاوضوا فإنه‬
‫أعظم للبكة " وقوله ‪ " :‬إذا تفاوضتم فأحسنوا الفاوضة " فإنه ل يصح شئ من ذلك ‪.‬‬
‫وصفتها عند المام مالك ‪ :‬هي أن يفوض كل واحد منهما إل الخر التصرف مع‬
‫حضوره وغيبته ‪ ،‬وتكون يده كيده ‪ .‬ول يكون شريكه إل با يعقدان الشركة عليه ‪ .‬ول‬
‫يشترط الفاوضة أن يتساوي الال ول أن ل يبقي أحدها مال إل ويدخله ف الشركة ‪.‬‬
‫شركة الوجوه ‪ :‬هي أن يشتري اثنان فاكثر من الناس دون أن يكون لم رأس مال اعتمادا‬

‫‪142‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على جاههم وثقة التجار بم ‪ ،‬على أن تكون الشركة بينهما ف الربح ‪ ،‬فهي شركة على‬
‫الذمم من غي صنعة ول مال ‪ .‬وهي جائزة ‪ .‬عند النفية والنابلة لنا عمل من العمال‬
‫فيجوز أن تنعقد عليه الشركة ويصح تفاوت ملكيتهما ف الشئ الشترى ‪ .‬وأما الربح‬
‫فيكون بينهما على قدر نصيب كل منهما ف اللك ‪ .‬وأبطلها الشافعية والالكية ‪ ،‬لن‬
‫الشركة إنا تتعلق بالال أو العمل ‪ ،‬وها هنا غي موجودين ‪ .‬شركة البدان ‪ :‬هي أن يتفق‬
‫اثنان على أن يتقبل عمل من العمال على أن تكون أجرة هذا العمل بينهما حسب‬
‫التفاق ‪ / .‬صفحة ‪ / 360‬وكثيا ما يدث هذا بي النجارين والدادين والمالي‬
‫والياطي والصاغة وغيهم من الحترفي ‪ .‬وتصح هذه الشركة سواء اتدث حرفتها أم‬
‫اختلفت " كنجار مع نار أو نار مع حداد " ‪ .‬وسواء عمل جيعا أو عمل أحدها دون‬
‫الخر ‪ ،‬منفردين ومتمعي ‪ .‬وتسمى هذه الشركة بشركة العمال أو البدان أو الصنائع‬
‫أو التقبل ‪ .‬ودليل جواز هذه الشركة ما رواه أبو عبيدة عن عبد ال قال ‪ " :‬اشتركت أنا‬
‫وعمار وسعد فيما نصيب يوم بدر ‪ ،‬قال ‪ :‬فجاء سعد بأسيين ول أجئ أنا وعمار بشئ‬
‫" ‪ .‬رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه ‪ .‬ويرى الشافعي أن هذه الشركة باطلة ‪ ،‬لن‬
‫الشركة عنده تتص بالموال ل بالعمال ‪ .‬وف كتاب الروضة الندية كلم حسن ف هذا‬
‫الوضوع نورده فيما يلي ‪ " :‬واعلم أن هذه السامي الت وقعت ف كتب الفروع لنواع‬
‫من الشركة ‪ :‬كالفاوضة ‪ ،‬والعنان ‪ ،‬والوجوه ‪ ،‬والبدان ‪ ،‬ل تكن أساء شرعية ول لغوية‬
‫‪ ،‬بل اصطلحات ‪ /‬صفحة ‪ / 361‬حادثة متجددة ‪ ،‬ول مانع للرجلي أن يلطا ماليهما‬
‫ويتجرا كما هو معن الفاوضة الصطلح عليها ‪ ،‬لن للمالك أن يتصرف ف ملكه كيف‬
‫يشاء ما ل يستلزم ذلك التصرف مرما ما ورد الشرع بتحريه ‪ ،‬وإنا الشأن ف اشتراط‬
‫استواء الالي وكونما نقدا واشتراط العقد ‪ ،‬فهذا ل يرد ما يدل على اعتباره بل مرد‬
‫التراضي بمع الالي والتار بما كاف ‪ .‬وكذلك ل مانع من أن يشترك الرجلن ف‬
‫شراء شئ بيث يكون لكل واحد منهما نصيب منه بقدر نصيبه من الثمن ‪ ،‬كما هو‬
‫معن شركة العنان اصطلحا ‪ ،‬وقد كانت هذه الشركة ثابتة ف أيام النبوة ودخل فيها‬
‫جاعة من الصحابة فكانوا يشتركون ف شراء شئ من الشياء ويدفع كل واحد منهم‬
‫نصيبا من قيمته يتول الشراء أحدها أو كلها ‪ .‬وأما اشتراط العقد واللط فلم يرد ما‬

‫‪143‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يدل على اعتباره ‪ .‬وكذلك ل بأس أن يوكل أحد الرجلي الخر أن يستدين له مال‬
‫ويتجر فيه ويشتركا ف الربح كما هو معن شركة الوجوه اصطلحا ‪ .‬ولكن ل وجه لا‬
‫ذكروه من الشروط ‪ .‬وكذلك ل بأس بأن يوكل أحد الرجلي الخر ف أن يعمل عنه‬
‫عمل استؤجر عليه كما هو معن شركة البدان اصطلحا ‪ .‬ول معن ل شتراط ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 362‬شروط ف ذلك ‪ .‬والاصل أن جيع هذه النواع يكفي ف الدخول فيها مرد‬
‫التراضي ‪ ،‬لن ما كان منها من التصرف ف اللك فمناطه التراضي ول يتحتم اعتبار غيه‬
‫‪ .‬وما كان منها من باب الوكالة أو الجارة فيكفي فيه ما يكفي فيهما ‪ ،‬فما هذه النواع‬
‫الت نوعوها والشروط الت اشترطوها ؟ وأي دليل عقلي أو نقلي ألأهم إل ذلك ؟ فإن‬
‫المر أيسر من هذا التهويل والتطويل ‪ ،‬لن حاصل ما يستفاد من شركة ‪ :‬الفاوضة ‪،‬‬
‫والعنان ‪ ،‬والوجوه ‪ ،‬أنه يوز للرجل أن يشترك هو وآخر ف شراء شئ وبيعه ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 362‬‬
‫ويكون الربح بينهما على مقدار نصيب كل واحد منهما من الثمن ‪ ،‬وهذا شئ واحد‬
‫واضح العن يفهمه العامي فضل عن ‪ .‬العال ‪ ،‬ويفت بوازه القصر فضل عن الكامل ‪،‬‬
‫وهو أعم من أن يستوي ما يدفعه كل واحد منهما من الثمن أو يتلف ‪ ،‬وأعم من أن‬
‫يكون الدفوع نقدا أو عرضا ‪ ،‬وأعم من أن يكون ما اترا به جيع مال كل واحد منهما‬
‫أو بعضه ‪ ،‬وأعم من أن يكون التول للبيع والشراء أحدها أو كل واحد منهما ‪ .‬وهب‬
‫أنم جعلوا لكل قسم من هذا القسام ‪ -‬الت هي ف الصل شئ واحد ‪ -‬اسا يصه ‪ ،‬فل‬
‫مشاحة ف الصطلحات ‪ ،‬لكن ما معن اعتبارهم لتلك العبارات ‪ / ،‬صفحة ‪/ 363‬‬
‫وتكلفهم لتلك الشروط ‪ ،‬وتطويل السافة على طالب العلم وإتعابه بتدوين ما ل طائل‬
‫تته ؟ وأنت لو سألت حراثا أو بقال عن ‪ :‬جواز الشتراك ف شراء الشئ وف ربه ‪ ،‬ل‬
‫يصعب عليه أن يقول ‪ :‬نعم ‪ .‬ولو قلت له ‪ :‬هل يوز العنان أو الوجوه أو البدان ؟ لار‬
‫ف فهم معان هذه اللفاظ ‪ .‬بل قد شاهدنا كثيا من التبحرين ف علم الفروع يلتبس عليه‬
‫الكثي من تفاصيل هذه النواع ويتلعثم إن أراد تييز بعضها من بعض ‪ .‬اللهم إل أن يكون‬
‫قريب عهد بفظ متصر من متصرات الفقه ‪ ،‬فربا يسهل عليه ما يهتدى به إل ذلك ‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وليس الجتهد من وسع دائرة الراء العاطلة عن الدليل ‪ ،‬وقبل كل ما يقف عليه من قال‬
‫وقيل ‪ ،‬فإن ذلك هو دأب أسراء التقليد ‪ ،‬بل الجتهد من قرر الصواب ‪ ،‬وأبطل الباطل ‪،‬‬
‫وفحص ف كل مسألة عن وجوه الدلئل ‪ ،‬ول يل بينه وبي الصدع بالق مالفة من‬
‫يالفه من يعظم ف صدور القصرين ‪ ،‬فالق ل يعرف بالرجال ‪ .‬ولذا القصد سلكنا ف‬
‫هذه الباث مسالك ل يعرف قدرها إل من صفى فهمه عن التعصبات ‪ ،‬وأخلص ذهنه‬
‫عن العتقادات الألوفات ‪ .‬وال الستعان " ‪ .‬ا ه‍ ‪ / .‬صفحة ‪ / 364‬شركة اليوان ‪:‬‬
‫ويرى ابن القيم جواز الشاركة ف اليوان بأن تكون العي ملوكة لشخص ويقوم الخر‬
‫على تربيتها على أن يكون الربح بينهما حسب التفاق ‪ .‬قال ف إعلم الوقعي ‪ :‬توز‬
‫الغارسة عندنا على شجر الوز وغيه ‪ ،‬بأن يدفع إليه أرضه ويقول ‪ :‬اغرسها من‬
‫الشجار كذا وكذا ‪ ،‬والغرس بيننا نصفان ‪ ،‬وهذا كما يوز أن يدفع إليه ماله يتجر فيه‬
‫والربح بينهما نصفان ‪ ،‬وكما يدفع إليه أرضه يزرعها والزرع بينهما ‪ ،‬وكما يدفع إليه‬
‫شجره يقوم عليه والثمر بينهما ‪ ،‬وكما يدفع إليه بقره أو غنمه أو إبله يقوم عليها والدر‬
‫والنسل بينهما ‪ ،‬وكما يدفع إليه زيتونه يعصره والزيت بينهما ‪ ،‬وكما يدفع إليه دابته‬
‫يعمل عليها والجرة بينهما ‪ ،‬وكما يدفع إليه فرسه يغزو عليها وسهمها بينهما ‪ ،‬وكما‬
‫يدفع إليه قناة يستنبط ماءها والاء بينهما ‪ ،‬ونظائر ذلك ‪ ،‬فكل ذلك شركة صحيحة قد‬
‫دل على جوازها النص والقياس واتفاق الصحابة ومصال الناس ‪ ،‬وليس فيها ما يوجب‬
‫تريها من كتاب ول سنة ول إجاع ول قياس ‪ ،‬ول مصلحة ول معن صحيح يوجب‬
‫فسادها ‪ ،‬والذين منعوا ذلك عذرهم أنم ظنوا ذلك كله من باب ‪ /‬صفحة ‪/ 365‬‬
‫الجارة ‪ ،‬فالعوض مهول فيفسد ‪ .‬ث منهم من أجاز الساقاة والزارعة للنص الوارد فيها‬
‫والضاربة للجاع دون ما عدا ذلك ‪ ،‬ومنه من خص الواز بالضاربة ‪ ،‬ومنهم من جوز‬
‫بعض أنواع الساقاة والزارعة ‪ ،‬ومنه من منع الواز فيما إذا كان بعض الصل يرجع إل‬
‫العامل كقفيز الطحان وجوزه فيما إذا رجعت إليه الثمرة مع بقاء الصل كالدر والنسل ‪،‬‬
‫والصواب جواز ذلك كله ‪ ،‬وهو مقتضى أصول الشريعة وقواعدها ‪ ،‬فإنه من باب‬
‫الشاركة الت يكون العامل فيها شريك الالك ‪ :‬هذا باله وهذا بعمله ‪ ،‬وما رزق ال فهو‬
‫بينهما ‪ ،‬وهذا عند طائفة من أصحابنا أول بالواز من الجارة ‪ ،‬حت قال شيخ السلم ‪:‬‬

‫‪145‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هذه الشاركات أحل من الجارة ‪ .‬قال ‪ :‬لن الستاجر يدفع ماله وقد يصل له مقصوده‬
‫وقد ل يصل ‪ ،‬فيفوز الؤجر بالال والستأجر على الطر ‪ ،‬إذا قد يكمل الزرع وقد ل‬
‫يكمل ‪ ،‬بلف الشاركة ‪ ،‬فإن الشريكي ف الفوز وعدمه على السواء ‪ ،‬إن رزق ال‬
‫الفائدة كانت بينهما ‪ ،‬وإن منعها استويا ف الرمان ‪ ،‬وهذا غاية العدل ‪ ،‬فل تات الشريعة‬
‫بل الجارة وتري هذه الشاركات ‪ / .‬صفحة ‪ / 366‬وقد أقر النب ‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬الضاربة على ما كانت عليه قبل السلم ‪ ،‬فضارب أصحابه ف حياته وبعد‬
‫موته ‪ ،‬وأجعت عليها المة ‪ ،‬ودفع خيب إل اليهود يقومون عليها ويعمرونا من أموالم‬
‫بشطر ما يرج منها من ثر أو زرع ‪ ،‬وهذا كانه رأي عي ‪ ،‬ث ل ينسخه ول ينه عنه ول‬
‫امتنع منه خلفاؤه الراشدون وأصحابه بعده ‪ ،‬بل كانوا يفعلون ذلك بأراضيهم وأموالم ‪،‬‬
‫يدفعونا إل من يقوم عليها بزء ما يرج منها ‪ ،‬وهم مشغولون بالهاد وغيه ‪ ،‬ول ينقل‬
‫عن رجل واحد منهم النع ‪ ،‬إل فيما منع منه النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ث قال ‪ :‬فل‬
‫حرام إل ما حرمه ال ورسوله ‪ ،‬وال ورسوله‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 366‬‬
‫ل يرم شيئا من ذلك ‪ ،‬وكثي من الفقهاء ينعون ذلك ‪ ،‬فإذا بلي الرجل بن يتج ف‬
‫التحري بأنه هكذا ف الكتاب وهكذا قالوا ‪ ،‬ول يدله من فعل ذلك ‪ ،‬إذ ل تقوم مصلحة‬
‫المة إل به ‪ ،‬فله أن يتال على ذلك بكل حيلة تؤدي إليه ‪ ،‬فإنا حيل تؤدي إل فعل ما‬
‫أباحه ال ورسوله ول يرمه على المة ‪ .‬بعض صور من الشركات الائزة ‪ :‬أورد ابن‬
‫قدامة بعض صور من الشركات الائزة ‪ ،‬فقال ف الغن ‪ / :‬صفحة ‪ " / 367‬فإن كان‬
‫لقصار أداة ولخر بيت ‪ ،‬فاشتركا على أن يعمل بأداة هذا ف بيت هذا والكسب‬
‫بينهما ‪ ،‬جاز ‪ ،‬والجرة على ما شرطاه ‪ ،‬لن الشركة وقعت على عملهما والعمل‬
‫يستحق به الربح ف الشركة ‪ ،‬واللة والبيت ل يستحق بما شئ لنما يستعملن ف‬
‫العمل الشترك ‪ ،‬فصارا كالدابتي اللتي أجراها لمل الشئ الذي تقبل حل ‪ .‬وإن‬
‫فسدت الشركة قسم ما حصل لما على قدر أجر عملهما وأجر الدار واللة ‪ ،‬وإن كانت‬
‫لحدها آلة وليس للخر شئ ‪ ،‬أو لحدها بيت وليس للخر شئ ‪ ،‬فاتفقا على أن‬

‫‪146‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يعمل باللة أو ف البيت والجرة بينهما ‪ ،‬جاز لا ذكرناه ‪ .‬قال ‪ :‬وإن دفع رجل دابته إل‬
‫آخر ليعمل عليها وما يرزق ال بينهما نصفي أو أثلثا أو كيفما شرطا ‪ ،‬صح ‪ ،‬نص عليه‬
‫ف رواية الثرم وممد بن أب حرب وأحد بن سعيد ‪ ،‬ونقل عن الوزاعي ما يدل على‬
‫هذا ‪ .‬وكره ذلك السن والنخعي ‪ .‬وقال الشافعي وأبو ثور وابن النذر وأصحاب الرأي‬
‫‪ :‬ل يصح ‪ ،‬والربح كله لرب الدابة لن المل الذي يستحق به العوض منها وللعامل أجر‬
‫مثله ‪ ،‬لن هذا ليس من أقسام الشركة ‪ ،‬إل أن تكون ‪ /‬صفحة ‪ / 368‬الضاربة ‪ ،‬ول‬
‫تصح الضاربة بالعروض ‪ ،‬ولن الضاربة تكون بالتجارة ف العيان وهذه ل يوز بيعها‬
‫ول إخراجها عن ملك مالكها ‪ .‬وقال القاضي ‪ :‬يتخرج أن ل يصح ‪ ،‬بناء على أن‬
‫الضاربة بالعروض ل تصح ‪ ،‬فعلى هذا ‪ :‬إن كان أجر الدابة بعينها فالجر لالكها ‪ ،‬وإن‬
‫تقبل حل شئ فحمله عليها أو حل عليها شيئا مباحا فباعه ‪ ،‬فالجرة والثمن له ‪ ،‬وعليه‬
‫أجرة مثلها لالكها ‪ .‬ولنا انا عي تنمى بالعمل عليها فصح العقد عليها ببعض نائها ‪،‬‬
‫كالدراهم والدناني ‪ ،‬وكالشجر ف الساقاة والرض ف الزارعة ‪ .‬وقولم إنه ليس من‬
‫أقسام الشركة ول هو مضاربة ‪ ،‬قلنا ‪ :‬نعم ‪ ،‬لكنه يشبه الساقاة والزارعة ‪ ،‬فإنه دفع لعي‬
‫الال إل من يعمل عليها ببعض نائها مع بقاء عينها ‪ .‬وبذا يتبي أن تريها على الضاربة‬
‫بالعرض فاسد ‪ ،‬فإن الضاربة إنا تكون بالتجارة والتصرف ف رقبة الال ‪ ،‬وهذا بلفه ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ونقل أبو داود عن أحد فيمن يعطي فرسه على النصف من الغنيمة ‪ :‬أرجو أل‬
‫يكون به بأس ‪ .‬قال إسحاق ابن إبراهيم قال أبو عبد ال ‪ :‬إذا كان على النصف والربع‬
‫فهو جائز ‪ ،‬وبه قال الوزاعي ‪ / .‬صفحة ‪ / 369‬قال ‪ :‬وقالوا ( ‪ ) 1‬لو دفع شبكة إل‬
‫الصياد ليصيد با السمك بينهما نصفي فالصيد كله للصياد ولصاحب الشبكة أجر مثلها‬
‫‪ .‬وقياس ما نقل عن أحد صحة الشركة وما رزق بينهما على ما شرطا ‪ ،‬لنا عي تنمى‬
‫بالعمل فيها فصح دفعها ببعض نائها كالرض " ( انتهى ) ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي بعض‬
‫أئمة الفقه ‪ ) . ( .‬فقه السنة ‪ / 24 -‬صفحة ‪ / 370‬شركات التأمي ‪ :‬أفت فضيلة‬
‫الشيخ أحد ابراهيم بعدم جواز عقود التأمي على الياة ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن حقيقة المر ف‬
‫عقود التأمي على الياة هو عدم صحتها ‪ ،‬ولبيان ذلك أقول ‪ :‬إن عاقد التأمي مع‬
‫الشركة إذا أوف القساط حال حياته كان له أن يسترد من الشركة كل البلغ الذي دفعه‬

‫‪147‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مقسطا مع الربح الذي اتفق عليه مع الشركة ‪ .‬فأين هذا من عقد الضاربة الائزة شرعا ؟‬
‫‪ .‬فعقد الضاربة ‪ :‬أن يعطي زيد بكرا مائة جنيه ( مثل ) ليتجر با بكر على أن يكون‬
‫الربح بينهما مشتركا بنسبة كذا على حسب ما يتفقان ‪ ،‬لرب الال النصف وللمضارب‬
‫الذي هو العامل النصف ‪ .‬الول ف مقابلة ماله ‪ ،‬والثان ‪ /‬صفحة ‪ / 371‬ف مقابلة عمله‬
‫‪ .‬أو يكون للول الثلثان وللثان الثلث أو العكس ‪ .‬وهكذا ‪ .‬فشرط صحة الضاربة‬
‫الساسي أن يأخذ رب الال حقه ما تربه التجارة باله بعمل الضارب ‪ .‬فإذا ل تكسب‬
‫التجارة ول تسر سلم لرب الال رأس ماله ول شئ له ول للمضارب بعد ذلك لعدم‬
‫الربح ‪ ،‬عمل بكم الضاربة ‪ .‬وإذا خسرت التجارة كانت السارة على رب الال من‬
‫رأس ماله دون الضارب ‪ ،‬ولشئ للمضارب ف مقابل عمله لنه ف هذه الالة شريك‬
‫وليس بأجي ‪ .‬أما إذا شرط رب الال على الضارب أن يأخذ رب الال مقدارا معينا فوق‬
‫رأس ماله بصرف النظر عن كون التجارة كسبت أو خسرت ‪ ،‬فهذا شرط فاسد ‪ ،‬لنه‬
‫يؤدي إل قطع الشركة ف الربح ‪ ،‬وهذا مالف لكم الضاربة ‪ ،‬أو إل التزام الضارب‬
‫بدفع مبلغ من ماله الاص لرب الال ‪ .‬وهذا من باب أكل أموال الناس بالباطل ‪ .‬ث إذا‬
‫فسدت الضاربة بالشرط الذي ذكرته آنفا وهو‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 371‬‬
‫الوجود ف عقد التأمي ‪ ،‬وربت التجارة ‪ ،‬كان الربح كله لرب الال ‪ .‬وأما الضارب فاء‬
‫على رب الال أجر مثل ‪ /‬صفحة ‪ / 372‬عمله بالغا ما بلغ ‪ ،‬على رواية الصل لحمد (‬
‫رحه ال ) لنه انقلب أجيا بفساد الضاربة وخرج عن كونه شريكا ‪ .‬وعلى قول أب‬
‫يوسف الفت به يكون للعامل أجر مثل ( ‪ ) 1‬عمله دون أن يتجاوز التفق عليه ف العقد ‪.‬‬
‫وذلك لن الضاربة إذا كانت صحيحة ل يكن للعامل إل التفق عليه مع الربح ‪ .‬فإذا فسد‬
‫العقد فل ينبغي أن يستفيد الضارب من العقد الفاسد أكثر ما يستفيده من العقد الصحيح‬
‫‪ .‬وقول ممد ف الصل هو القياس ‪ .‬وقول أب يوسف استحسان ‪ ،‬للمعن الذي قلنا ‪.‬‬
‫هذه هي الضاربة الشرعية ‪ ،‬وهذه هي أحكامها ‪ . . .‬فهل يندرج عقد التأمي تت‬
‫الضاربة الصحيحة ؟ ‪ .‬الواب ‪ :‬ل ‪ .‬وإذن هو يندرج تت الضاربة الفاسدة ‪ .‬وحكمها‬

‫‪148‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شرعا هو ما أسعتك هنا ‪ ،‬وهو مالف لكم عقد التأمي قانونا ‪ .‬ول يكن أن يقال إن‬
‫الشركة تتبع للمؤمن با ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أجر الثل ‪ :‬هو الجر الذي قدره أهل البة‬
‫النهي عن الوى والتحيز ‪ ،‬ويكون اختيارهم بوافقة التعاقدين أو باختيار الاكم ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 373‬التزمته ‪ .‬لن طبيعة عقد التأمي قانونا أنه من عقود العاوضة‬
‫الحتمالية ‪ .‬وإذا قيل إن ما يدفعه الؤمن للشركة يعتب قرضا يسترده مع أرباحه إذا كان‬
‫حيا ‪ ،‬فهذا قرض جر نفعا ‪ .‬وهو حرام ‪ .‬وهذا هو الرب النهي عنه ‪ .‬وبالملة فالوضوع‬
‫على أي وجه قلبته وجدته ل ينطبق على عقد يصححه الشرع السلمي ‪ .‬وهذا الذي‬
‫قدمناه هو فيما إذا بقي الؤمن على حياته حيا بعد توفيته ما التزمه على نفسه من القساط‬
‫‪ ،‬أما إذا مات قبل إيفاء جيع القساط ‪ ،‬وقد يوت بعد دفع قسط واحد فقط ‪ ،‬وقد‬
‫يكون الباقي مبلغا عظيما جدا ‪ ،‬لن مبلغ التأمي على الياة موكول تقديره إل طرف‬
‫العقد على ما هو معلوم ‪ ،‬فإذا أدت الشركة التفق عليه كامل لورثته أو لن جعل له‬
‫الؤمن ولية قبض ما التزمت به الشركة بعد موته ‪ ،‬ففي مقابل أي شئ دفعت الشركة‬
‫هذا البلغ ؟ ‪ .‬أليست هذه ماطرة ومغامرة ؟ وإذا ل يكن هذا من صميم الغامرة ‪ ،‬ففي‬
‫أي شئ الغامرة إذن ‪ . . .‬؟ وهل يتصور أن ييز شرع يرم أكل أموال الناس ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 374‬بالباطل أن يكون موت شخص مصدرا لن ين ورثته أو من يقوم مقامه بعد‬
‫موته ربا اتفق عليه قبل موته مع آخر مازف يؤديه بعد موت الول إل هؤلء ؟ مع العلم‬
‫بأنه يوز التفاق على أي مبلغ ‪ ،‬بالغا قدره ما بلغ ؟ ومت كانت حياة النسان وموته‬
‫مل للتجارة ‪ ،‬ومن الشياء الت تقوم بالال غي الواقف مقداره عند أي حد ‪ ،‬بل يوكل‬
‫ذلك إل تقدير العاقدين ؟ على أن الغامرة حاصلة أيضا من ناحية أخرى ‪ .‬فإن الؤمن‬
‫له ‪ ،‬بعد أن يوف جيع ما التزمه من القساط يكون له كذا ‪ .‬وإن مات قبل أن يوفيها‬
‫كلها يكون لورثته كذا ‪ .‬أليس هذا قمارا وماطرة ؟ حيث ل علم له ول للشركة با‬
‫سيكون من المرين على التعيي ‪ / . . .‬صفحة ‪ / 375‬الصلح تعريفه ‪ :‬الصلح ف اللغة‬
‫‪ :‬قطع النازعة ‪ .‬وف الشرع ‪ :‬عقد ينهي الصومة بي التخاصمي ‪ .‬ويسمى كل واحد‬
‫من التعاقدين مصالا ‪ .‬ويسمى الق التنازع فيه ‪ ،‬مصالا عنه ‪ .‬وما يسمى يؤديه‬
‫أحدها لصمه قطعا للناع ‪ :‬مصالا عليه أو بدل الصلح ‪ .‬مشروعيته ‪ .‬والصلح مشروع‬

‫‪149‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالكتاب والسنة والجاع من أجل أن يل الوفاق مل الشقاق ‪ ،‬ولكي يقضي على‬
‫البغضاء بي التنازعي ‪ .‬ففي الكتاب يقول ال سبحانه وتعال ‪ / :‬صفحة ‪ " / 376‬وإن‬
‫طائفتان من الؤمني اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداها على الخرى فقاتلوا الت‬
‫تبغي حت تفئ إل أمر ال فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن ال يب‬
‫القسطي ( ‪ . " ) 1‬وف السنة يروي أبو داود والترمذي وابن ماجه والاكم وابن حيان‬
‫عن عمرو بن عوف أن رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬الصلح جائز بي‬
‫السلمي ‪ ،‬إل صلحا حرم حلل أو أحل حراما " ‪ .‬وزاد الترمذي ‪ " :‬والسلمون على‬
‫شروطهم " ث قال ‪ :‬هذا حديث حسن صحيح ‪ .‬وقال عمر ‪ ، ،‬رضي ال عنه ‪ " :‬ردوا‬
‫الصوم حت يصطلحوا ‪ ،‬فإن فصل القضاء يورث بينهم الضغائن " ‪ .‬وقد أجع السلمون‬
‫على مشروعية الصلح بي الصوم ‪ .‬أركانه ‪ :‬وأركان الصلح ‪ :‬الياب والقبول بكل‬
‫لفظ ينبئ عن الصالة ‪ ،‬كأن يقول الدعى عليه ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الجرات الية‬
‫رقم ‪ / ) . ( . 9‬صفحة ‪ " / 377‬صالتك على الائة الت لك عندي على خسي " ‪.‬‬
‫ويقول الخر ‪ " :‬قبلت " ‪ .‬ونو ذلك ‪ .‬ومت ت الصلح أصبح عقدا لزما للمتعاقدين ‪،‬‬
‫فل يصح لحدها أن يستقل بفسخه بدون رضا الخر ‪ ،‬وبقتضى العقد يلك الدعي بدل‬
‫الصلح ول يلك الدعى عليه استرداده وتسقط دعوى الدعي فل تسمع منه مرة أخرى ‪.‬‬
‫شروطه ‪ :‬من شروط الصلح ما يرجع إل الصال ‪ ،‬ومنها ما يرجع‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 377‬‬
‫إل الصال به ‪ ،‬ومنها ما يرجع إل الصال عنه ‪ .‬شروط الصال ‪ :‬يشترط ف الصال أن‬
‫يكون من يصح تبعه ‪ ،‬فلو كان الصال من ل يصح تبعه مثل ‪ :‬الجنون أو الصب أو‬
‫ول اليتيم أو ناظر الوقف ‪ ،‬فإن صلحه ل يصح لنه تبع ‪ ،‬وهم ل يلكونه ‪ .‬ويصح‬
‫صلح الصب الميز وول اليتيم وناظر الوقف إذا كان فيه نفع للصب أو لليتيم أو للوقف ‪،‬‬
‫مثل أن يكون هناك دين على آخر وليس ثة أدلة على ثبوت هذا الدين ‪ / ،‬صفحة ‪378‬‬
‫‪ /‬فيصال الدين على أخذ بعض دينه وترك البعض الخر ‪ .‬شروط الصال به ‪ - 1 :‬أن‬
‫يكون مال متقوما مقدور التسليم ‪ ،‬أو يكون منفعة ‪ - 2 .‬أن يكون معلوما علما نافيا‬

‫‪150‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للجهالة الفاحشة الؤدية إل الناع إن كان يتاج إل التسلم والتسليم ‪ .‬قال الحناف ‪:‬‬
‫فإن كان ل يتاج إل التسليم والتسلم فإنه ل يشترط العلم به ‪ ،‬كما إذا ادعى كل من‬
‫رجلي على صاحبه شيئا ‪ ،‬ث تصالا على أن يعل كل منهما حقه بدل صلح عما للخر‬
‫‪ .‬ورجح الشوكان جواز الصلح بالجهول عن العلوم ‪ .‬فعن أم سلمة ‪ ،‬رضي ال عنها ‪،‬‬
‫قالت ‪ " :‬جاء رجلن يتصمان إل رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وآله وسلم ‪ ،‬فإ مواريث‬
‫بينهما قد درست ( ‪ ) 1‬ليس بينهما بينة ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم ‪:‬‬
‫إنكم تتصمون إل رسول ال ‪ ،‬وإنا أنا بشر ( ‪ ( ) 2‬هامش ) ( ‪ ) 1‬درست ‪ :‬أي قدم‬
‫عليها العهد حت ذهبت معالها ‪ ) 2 ( .‬بشر ‪ :‬يطلق على الواحد وعلى المع ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 379‬ولعل بعضكم ألن ( ‪ ) 1‬بجته من بعض ‪ .‬وإنا أقضي بينكم على نو‬
‫ما أسع ‪ ،‬فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فل يأخذه ‪ ،‬فإنا أقطع له قطعة من النار يأت‬
‫با إسطاما ( ‪ ) 2‬ف عنقه يوم القيامة ‪ .‬فبكى الرجلن وقال كل واحد منهما ‪ :‬حقي‬
‫لخي ‪ .‬فقال رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وآله وسلم ‪ :‬أما إذا قلتما فاذهبا فاقتسما ث‬
‫توخيا ( ‪ ) 3‬الق ‪ .‬ث استهما ( ‪ ) 4‬ث ليحلل ( ‪ ) 5‬كل واحد منكما صاحبه " ‪ .‬رواه‬
‫أحد وأبو داود وابن ماجه ‪ .‬وف رواية لب داود ‪ " :‬وإنا أقضي بينكم برأيي فيما ل ينل‬
‫علي فيه " ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬وفيه دليل على أنه يصح البراء عن الجهول ‪ ،‬لن‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬ألن ‪ :‬أبلغ ‪ ) 2 ( .‬إسطاما ‪ :‬الديدة الت ترك با النار ‪) 3 ( .‬‬
‫توخيا ‪ :‬اقصدا ‪ ) 4 ( .‬استهما ‪ :‬أي ليأخذ كل واحد منكما ما ترجه القرعة بعد‬
‫القسمة ‪ ) 5 ( .‬ث ليحلل ‪ :‬أي ليسأل كل واحد صاحبه أن يعله ف حل من قبله بإبراء‬
‫ذمته ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 380‬الذي ف ذمة كل واحد ههنا غي معلوم ‪ .‬وفيه أيضا صحة‬
‫الصلح بعلوم عن الجهول ‪ .‬ولكن ل بد مع ذلك من التحليل ( ‪ . ) 1‬وحكي ف البحر‬
‫عن الناصر والشافعي أنه ل يصح الصلح بعلوم عن مهول ‪ .‬انتهى ‪ .‬شروط الصال عنه "‬
‫الق التنازع فيه " ‪ .‬ويشترط ف الصال عنه الشروط التية ‪ - 1 :‬أن يكون مال متقوما‬
‫أو يكون منفعة ‪ ،‬ول يشترط العلم به لنه ل يتاج فيه إل التسليم ‪ " .‬فعن جابر أن أباه‬
‫قتل يوم أحد شهيدا وعليه دين ‪ ،‬فاشتد الغرماء ف حقوقهم ‪ ،‬قال ‪ :‬فأتيت النب ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬فسألم أن يقبلوا ثرة حائطي ( ‪ ) 2‬ويلوا أب ‪ ،‬فأبوا ‪ ،‬فلم يعطهم النب‬

‫‪151‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ ،‬صلى ال عليه وسلم حائطي ‪ ،‬وقال ‪ :‬سنغدو عليك ‪ ،‬فغدا علينا حي أصبح ‪ ،‬فطاف‬
‫ف النخل ودعا ف ثرها بالبكة ‪ .‬فجذذتا ( ‪ ) 3‬فقضيتهم وبقي لنا من ثرها " ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي بشرط أن يل كل من التصالي صاحبه ‪ ) 2 ( .‬الائط ‪ :‬البستان‬
‫‪ ) 3 ( .‬قطعتها ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 381‬وف لفظ " أن أباه توف وترك عليه ثلثي‬
‫وسقا لرجل من اليهود ‪ .‬فاستنظره جابر فأب أن ينظره ‪ ،‬فكلم جابر رسول ال ‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬يشفع له إليه ‪ ،‬فجاء رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وكلم اليهودي‬
‫ليأخذ ثرة نله بالذي له فأب ‪ ،‬فدخل النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬النخل فمشى فيها ث‬
‫قال لابر ‪ :‬جذ له فأوف له الذي له ‪ ،‬فجذه بعد ما رجع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فأوفاه ثلثي وسقا وفضلت سبعة عشر وسقا " رواه البخاري ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬وفيه‬
‫جواز الصلح عن معلوم بجهول ‪ - 2 .‬أن يكون حقا من حقوق العباد يوز العتياض‬
‫عنه ولو كان غي مال كالقصاص ‪ .‬أما حقوق ال فل صلح عنها ‪ .‬فلو صال الزان أو‬
‫السارق أو شارب المر من أمسكه ليفع أمر إل الاكم على مال ليطلق سراحه فإن‬
‫الصلح ل يوز ‪ ،‬لنه ل يصح أخذ العوض ف مقابلته ‪ .‬ويعتب أخذ العوض ف هذه الال‬
‫رشوة ‪ .‬وكذلك ل يصح الصلح عن حد القذف لنه شرع للزجر وردع الناس عن‬
‫الوقوع ف العراض ‪ ،‬فهو وإن كان فيه حق للعبد ولكن حق ال فيه أغلب ‪ / .‬صفحة‬
‫‪ / 382‬ولو صال الشاهد على مال ليكتم الشهادة عليه بق ل تعال أو بق لدمي فإن‬
‫الصلح غي صحيح لرمة كتمان الشهادة ‪ .‬قال تعال ‪ " :‬ول تكتموا الشهادة ومن‬
‫يكتمها فإنه آث قلبه " ( ‪ . ) 1‬وقال ‪ ،‬جل شأنه ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 382‬‬
‫" وأقيموا الشهادة ل " ( ‪ . ) 2‬ول يصح الصلح على ترك الشفعة ‪ .‬كما إذا صال‬
‫الشتري الشفيع على شئ ليترك الشفعة فالصلح باطل ‪ ،‬لن الشفعة شرعت لزالة ضرر‬
‫الشركة ول تشرع من أجل استفادة الال ‪ ،‬وكذلك ل يصح الصلح على دعوى الزوجية‬
‫‪ .‬أقسام الصلح ‪ :‬الصلح إما أن يكون صلحا عن إقرار ‪ ،‬أو صلحا عن إنكار ‪ ،‬أو صلحا‬
‫عن سكوت ‪ .‬الصلح عن إقرار ‪ :‬والصلح عن إقرار ‪ :‬هو أن يدعي إنسان على غيه دينا‬

‫‪152‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أو عينا أو منفعة فيقر الدعى عليه بالدعوى ث يتصالا ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة الية‬
‫رقم ‪ ) 2 ( . 283‬سورة الطلق الية رقم ‪ / ) . ( . 2‬صفحة ‪ / 383‬على أن يأخذ‬
‫الدعي من الدعى عليه شيئا لن النسان ل ينع من إسقاط حقه أو بعضه ‪ .‬قال أحد‬
‫رضي ال عنه ‪ ،‬ولو شفع فيه شافع ل يأث ‪ ،‬لن النب ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم كلم غرماء‬
‫جابر فوضعوا عنه الشطر ‪ .‬وكلم كعب بن مالك فوضع عن غريه الشطر ‪ .‬يشي المام‬
‫أحد إل ما رواه النسائي وغيه عن كعب بن مالك أنه تقاضى ابن أب حدرد دينا كان له‬
‫عليه ف السجد فارتفعت أصواتما حت سعها رسول ال ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وهو ف‬
‫بيته ‪ ،‬فخرج إليهما وكشف سجف حجرته فنادى ‪ :‬يا كعب ‪ .‬قال ‪ :‬لبيك يا رسول ال‬
‫‪ .‬قال ‪ :‬ضع من دينك هذا ‪ .‬وأومأ إل الشطر ‪ .‬قال ‪ :‬لقد فعلت يا رسول ال ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫قم فاقضه " ‪ .‬ث إن الدعى عليه إن اعترف بنقد وصال على نقد فإن هذا يعتب صرفا‬
‫ويعتب فيه شروطه ‪ ،‬وإن اعترف بنقد وصال على عروض أو بالعكس فهذا بيع يثبت فيه‬
‫أحكامه كلها ‪ .‬وإن اعترف بنقد أو عرض وصال على منفعة كسكن دار وخدمة فهذه‬
‫إجارة تثبت فيها أحكامها ‪ ،‬وإذا استحق الصال عنه ‪ ،‬الق التنازع فيه ‪ ،‬كان من حق‬
‫الدعى عليه ‪ /‬صفحة ‪ / 384‬أن يسترد بدل الصلح لنه ما دفعه إل ليسلم له ما ف يده ‪.‬‬
‫وإذا استحق البدل رجع الدعي على الدعى عليه لنه ما ترك الدعى إل ليسلم له البدل ‪.‬‬
‫الصلح عن إنكار ‪ :‬والصلح عن إنكار ‪ :‬هو أن يدعي شخص على آخر عينا أو دينا أو‬
‫منفعة فينكر ما ادعاه ث يتصالا ‪ .‬الصلح عن سكوت ‪ :‬والصلح عن سكوت ‪ :‬هو أن‬
‫يدعي شخص على آخر ما ذكر فيسكت الدعى عليه ‪ ،‬فل يقر ول ينكر ‪ .‬حكم الصلح‬
‫عن إنكار وسكوت ‪ :‬وقد ذهب المهور من العلماء إل جواز الصلح عن النكار‬
‫والسكوت ‪ .‬وقال المام الشافعي وابن حزم ‪ :‬ل يوز إل الصلح عن إقرار ‪ .‬لن الصلح‬
‫يستدعي حقا ثابتا ول يوجد ف حال النكار والسكوت ‪ .‬أما ف حال النكار فلن الق‬
‫ل يثبت إل بالدعوى وهي معارضة بالنكار ‪ ،‬ومع التعارض ل يثبت الق ‪ .‬وأما ف حال‬
‫السكوت فلن الساكت يعتب منكرا حكما حت تسمع عليه البينة ‪ .‬وبذل كل منهما الال‬
‫لدفع الصومة ‪ /‬صفحة ‪ / 385‬غي صحيح ‪ .‬لن الصومة باطلة ‪ ،‬فيكون البذل ف‬
‫معن الرشوة ‪ ،‬وهي منوعة شرعا لقول ال تعال ‪ " :‬ول تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل‬

‫‪153‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وتدلوا با إل الكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالث وأنتم تعلمون " ( ‪ . ) 1‬وقد‬
‫توسط بعض العلماء فلم ينعه بإطلق ول يبحه بإطلق ‪ .‬فقال ‪ :‬والول أن يقال ‪ :‬إن‬
‫كان الدعي يعلم أن له حقا عند خصمه جاز له قبض ما صول عليه ‪ .‬وإن كان خصمه‬
‫منكرا وإن كان يدعي باطل فإنه يرم عليه الدعوى ‪ ،‬وأخذ ما صول به ‪ .‬والدعى عليه‬
‫إن كان عنده حق يعلمه ‪ ،‬وإنا ينكر لغرض وجب عليه تسليم ما صول عليه ‪ .‬وإن كان‬
‫يعلم أنه ليس عنده حق جاز له إعطاء جزء من ماله ف دفع شجار غريه وأذيته ‪ .‬وحرم‬
‫على الدعي أخذه ‪ .‬وبذا تتمع الدلة ‪ :‬فل يقال الصلح على النكار ل يصح ‪ ،‬ول أنه‬
‫يصح على الطلق ‪ .‬بل يفصل فيه ( ‪ ( . ) 2‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة الية رقم‬
‫‪ ) 2 ( . 188‬من كتاب " فتح العلم شرح بلوغ الرام " ( ‪ / ) .‬صفحة ‪/ 386‬‬
‫والذين أجازوا الصلح عن إنكار أو سكوت قالوا ‪ :‬إن حكمه يكون ف حق الدعي‬
‫معاوضة عن حقه ‪ .‬وف حق الدعى عليه افتداء ليمينه وقطعا للخصومة عن نفسه ‪.‬‬
‫ويترتب على هذا أن بدل الصلح إذا كان عينا كان ف معن البيع ‪ ،‬فتجري عليه جيع‬
‫أحكامه ‪ .‬وإن كان منفعة كان ف معن الجارة فتجري عليه أحكامها ‪ .‬وأما الصال عنه‬
‫فإنه ل يكون كذلك لنه ف مقابلة انقطاع الصومة وليس عوضا عن مال ‪ ،‬ومت استحق‬
‫بدل الصلح رجع الدعي بالصومة على الدعى عليه ‪ ،‬لنه ل يترك الدعوى إل ليسلم له‬
‫البدل ‪ .‬ومت استحق الصال عنه رجع الدعى عليه على الدعي لنه ل يدفع البدل إل‬
‫ليسلم له الدعى ‪ ،‬فإذا استحق ل يتم مقصوده ‪ ،‬فيجع على الدعي ‪ .‬الصلح عن دين‬
‫الؤجل ببعضه حال ‪ :‬ولو صال عن الدين الؤجل ببعضه حال ل يصح عند النابلة وابن‬
‫حزم ‪ .‬قال ابن حزم ف الحلي ‪ " :‬ول يوز ف الصلح الذي يكون فيه إبراء من البعض ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 387‬شرط تأجيل أصل ‪ ،‬لنه شرط ليس ف كتاب ال ‪ .‬فهو باطل ‪ .‬ولكنه‬
‫يكون حال ف الذمة ينظره به ما شاء بل شرط ‪ ،‬لنه فعل خي " ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 387‬‬
‫وكرهه ابن السيب والقاسم ومالك والشافعي وأبو حنيفة ‪ .‬وروي عن ابن عباس ‪ ،‬وابن‬
‫سيين والنخعي ‪ :‬أنه ل باس به ‪ / .‬صفحة ‪ / 389‬بسم ال الرحن الرحيم القضاء العدل‬

‫‪154‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هو الغاية من رسالت ال ‪ :‬إن العدل قيمة من القيم السلمية العليا ‪ .‬ذلك أن إقامة الق‬
‫والعدل هي الت تشيع الطمأنينة ‪ ،‬وتنشر المن ‪ ،‬وتشد علقات الفراد بعضهم ببعض ‪،‬‬
‫وتقوي الثقة بي الاكم والحكوم ‪ ،‬وتنمي الثروة ‪ ،‬وتزيد ف الرخاء ‪ ،‬وتدعم الوضاع ‪،‬‬
‫فل تتعرض للخلة أو اضطراب ‪ ،‬ويضي كل من الاكم والحكوم إل غايته ف العمل ‪،‬‬
‫والنتاج ‪ ،‬وخدمة البلد ‪ ،‬دون أن يقف ف طريقه ما يعطل نشاطه ‪ ،‬أو يعوقه عن‬
‫النهوض ‪ .‬وإنا يتحقق العدل بإيصال كل حق إل مستحقه والكم بقتضى ما شرع ال‬
‫من أحكام ويتجنب الوى بالقسمة بي الناس بالسوية ‪ / .‬صفحة ‪ / 390‬وما كانت‬
‫مهمة رسل ال إل القيام بذا المر وانفاذه ‪ .‬وما كانت وظيفة أتباع الرسل إل السي على‬
‫هذا النهج كي تبقى النبوة تد الناس بظلها الظليل " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا‬
‫معهم الكتاب واليزان ليقوم الناس بالقسط " ( ‪ . ) 1‬القضاء ( ‪ ) 2‬ف السلم ‪ :‬ومن‬
‫أهم الوسائل الت يتحقق با القسط وتفظ القوق وتصان الدماء والعراض والموال هي‬
‫إقامة النظام القضائي الذي فرضه السلم وجعله جزءا من تعاليمه وركيزة من ركائزه الت‬
‫لبد منها ولغن عنها ‪ .‬وكان أول من تول هذه الوظيفة ف السلم الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم فقد جاء ف العاهدة الت تت بعد الجرة بي السلمي واليهود وغيهم ‪ " :‬إنه‬
‫ما كان بي أهل هذه الصحيفة من حدث أو شجار ياف فساده فإن مرده إل ال‬
‫عزوجل وإل ممد رسول ال " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الديد الية رقم ‪) 2 ( . 24‬‬
‫القضاء ف اللغة ‪ :‬إتام الشئ قول وفعل ‪ .‬وف الشرع ‪ :‬الفصل بي الناس ف الصومات‬
‫حسما للخلف وقطعا للناع بقتضى الحكام الت شرعها ال ( ‪ / ) .‬صفحة ‪/ 391‬‬
‫وقد أمره ال عزوجل أن يكم با أنزل فقال ‪ " :‬إنا أنزلنا إليك الكتاب بالق لتحكم بي‬
‫الناس با أراك ال ول تكن للخائني خصيما ‪ .‬واستغفر ال إن ال كان غفورا رحيما " ‪.‬‬
‫‪ . .‬ال ( ‪ . ) 1‬وتول قضاء مكة على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم عتاب بن‬
‫أسيد كما تول علي بن أب طالب ‪ -‬كرم ال وجهه ‪ -‬قضاء اليمن ‪ .‬روى أهل السنن‬
‫وغيهم أن عليا لا بعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم إل اليمن قاضيا قال ‪ :‬يارسول ال‬
‫‪ ،‬بعثتن بينهم وأنا شاب ل أدري ما القضاء ‪ .‬قال ‪ :‬فضرب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف صدري وقال ‪ " :‬اللهم أهده وثبت لسانه " ‪ .‬قال علي ‪ :‬فوالذي فلق البة ما‬

‫‪155‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شككت ف قضاء بي اثني " ‪ .‬وعن علي كرم ال وجهه أن الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬يا علي إذا جلس إليك الصمان فل تقض بينهما حت تسمع من الخر ‪ ،‬كما‬
‫سعت من الول فإنك إذا ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النساء اليات من ‪113 - 105‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 392‬فعلت ذلك تبي لك القضاء " ( ‪ ) 1‬فيم يكون القضاء ‪:‬‬
‫والقضاء يكون ف جيع القوق سواء أكانت حقوقا ل أم حقوقا للدميي ‪ .‬وقد أفاد ابن‬
‫خلدون " أن منصب القضاء استقر آخر المر على أن يمع مع الفصل بي الصوم‬
‫استيفاء بعض القوق العامة للمسلمي بالنظر ف أحوال الحجور عليهم من الجاني‬
‫واليتام والفلسي وأهل السفه ‪ .‬وف وصايا السلمي وأوقافهم وتزويج اليامى عند فقد‬
‫أوليائهن على رأي من يراه ‪ .‬والنظر ف مصال الطرقات والبنية وتصفح الشهود والمناء‬
‫والنواب واستيفاء العلم والبة فيهم بالعدالة والراح ليحصل له الوثوق بم ‪ .‬وصارت‬
‫هذه كلها من متعلقات وظيفته وتوابع وليته " ا ‪ .‬ه‍ ‪ .‬منلة القضاء ‪ :‬والقضاء فرض‬
‫كفاية لدفع التظال وفصل التخاصم ويب على الاكم أن ينصب للناس قاضيا ومن أب‬
‫أجبه عليه ‪ .‬وإذا كان النسان ف جهة ل يصلح للقضاء غيه تعي ( هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫رواه أحد وأبو داود والترمذي ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 393‬عليه ووجب عليه الدخول فيه ‪.‬‬
‫وقد رغب السلم ف الكم بي الناس بالق وجعله من الغبطة ‪ :‬روى البخاري عن عبد‬
‫ال بن عمر أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬لحسد ( ‪ ) 1‬إل ف اثنتي ‪ :‬رجل‬
‫آتاه ال مال فسلطه على هلكته ف الق ‪ .‬ورجل آتاه ال الكمة فهو يقضي با ويعلمها‬
‫الناس " ‪ .‬ووعد القاضي العادل بالنة ‪ :‬فعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫‪ " :‬من طلب قضاء السلمي حت يناله ث غلب عدله جوره فله النة ‪ ،‬ومن غلب جوره‬
‫عدله فله النار " ( ‪ . ) 2‬وعن عبد ال بن أب أوف أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫إن ال مع القاضي ما ل ير فإذا جار تلى ال عنه ولزمه الشيطان " ( ‪ ( . ) 3‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬القصود بالسد هنا الغبطة ‪ .‬وهي أن يتمى النسان أن يكون له مثل ما لغيه ‪2 ( .‬‬
‫) رواه أبو داود‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 393‬‬

‫‪156‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( ‪ ) 3‬رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 394‬أما ما جاء من الحاديث‬
‫ف التحذير من الدخول ف القضاء مثل ما رواه سعيد الغبي أن الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬من ول القضاء فقد ذبح بغي سكي " ( ‪ ( . ) 1‬أي فقد تعرض لذبح‬
‫نفسه وإهلكها بتوليه القضاء ) ‪ .‬فإنا ترجع إل الشخاص الذين لعلم لم بالق ول‬
‫قدرة لم على الصدع به ول يتمكنون من ضبط أنفسهم ول كبح جاحها ومنعها من‬
‫اليل إل الوى ‪ .‬والذي يرشد إل هذا حديث أب ذر ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬قال ‪ :‬قلت يا‬
‫رسول ال ‪ :‬أل تستعملن ؟ قال ‪ :‬فضرب بيده على منكب ث قال ‪ :‬يا أبا ذر إنك ضعيف‬
‫‪ .‬وإنا أمانة ( ‪ ) 2‬وإنا يوم القيامة خزي وندامة إل من أخذها بقها ‪ ،‬وأدى الذي عليه‬
‫فيها " ( ‪ . ) 3‬وعن أب موسى الشعري قال ‪ :‬دخلت على النب ( هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه‬
‫أبو داود والترمذي وقال حسن غريب من هذا الوجه ‪ ) 2 ( .‬أي أنا تكليف شاق‬
‫يستلزم القيام بقوق الناس على الوجه الذي يقق كل مطالبهم ‪ ) 3 ( .‬رواه مسلم ( ‪) .‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 395‬صلى ال عليه وسلم أنا ورجلن من بن عمي فقال أحدها ‪ :‬يارسول‬
‫ال أمرنا على بعض ما ولك ال عزوجل ‪ .‬وقال الخر مثل ذلك فقال ‪ :‬إنا وال لنول‬
‫هذا العمل أحدا يسأله أو أحدا يرص عليه " ‪ .‬وعن أنس ( ‪ ) 1‬رضي ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من ابتغى القضاء ‪ ،‬وسأل فيه شفعاء وكل إل نفسه ‪ ،‬ومن‬
‫أكره عليه أنزل ال عليه ملكا يسدده " ( ‪ . ) 2‬والوف من العجز عن القيام بالقضاء‬
‫على الوجه الكمل هو السبب ف امتناع بعض الئمة عن الدخول ف القضاء ‪ .‬ومن‬
‫طريف ما يروى ف هذا ‪ :‬أن حياة بن شريح دعي إل أن يتول قضاء مصر ‪ .‬فلما عرض‬
‫عليه المي امتنع فدعا له بالسيف ‪ .‬فلما رأى ذلك أخرج مفتاحا كان معه وقال ‪ :‬هذا‬
‫مفتاح بيت ولقد اشتقت إل لقاء رب ‪ .‬فلما رأى المي عزيته تركه ‪ .‬من يصلح للقضاء ‪:‬‬
‫ول يقضي بي الناس إل من كان عالا بالكتاب ( هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه الترمذي وأبو داود‬
‫‪ ) 2 ( .‬أي يرشده إل الق والصواب ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 396‬والسنة فقيها ف دين ال‬
‫قادرا على التفرقة بي الصواب والطأ ‪ .‬بريئا من الور بعيدا عن الوى ‪ .‬وقد اشترط‬
‫الفقهاء ف القاضي أن يبلغ درجة الجتهاد ( ‪ ) 1‬فيكون عالا بآيات الحكام وأحاديثها ‪،‬‬
‫عالا بأقوال السلف ما أجعوا عليه وما اختلفوا فيه ‪ ،‬عالا باللغة وعالا بالقياس ‪ ،‬وأن‬

‫‪157‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يكون مكلفا ذكرا عدل سيعا بصيا ناطقا ‪ .‬وهذه الشروط تعتب حسب المكان ويب‬
‫تولية المثل فالمثل ‪ .‬فل يصح قضاء القلد ول الكافر ول الصغي ول الجنون ول‬
‫الفاسق ول الرأة ( ‪ ) 2‬لديث أب بكرة قال ‪ :‬لا بلغ رسول ال صلى ال عليه وسلم أن‬
‫أهل فارس ملكوا عليهم بنت كسرى قال ‪ " :‬لن يفلح ( هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا هو الذي‬
‫ذهب إليه الشافعي وهو قول عند الالكية والقول الخر أنه مستحب ‪ .‬ول يشترط أبو‬
‫حنيفة هذا الشرط ‪ ) 2 ( .‬جوز أبو حنيفة للمرأة أن تكون قاضية ف الموال ‪ .‬وقال‬
‫الطبي ‪ :‬يوز للمرأة أن تكون قاضيا ف كل شئ ‪ .‬قال ف نيل الوطار ‪ -‬قال ف الفتح ‪:‬‬
‫" وقد اتفقوا على اشتراط الذكورة ف القاضي العند النفية ‪ .‬واستثنوا الدود ‪ .‬وأطلق‬
‫ابن جرير ‪ .‬ويؤيد ما قاله المهور أن القضاء يتاج إل كمال الرأي ورأي الرأة ناقص‬
‫ولسيما ف مافل الرجال " ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 397‬قوم ولوا أمرهم امرأة " ( ‪ . ) 1‬وقد‬
‫اشترط الفقهاء أيضا مع هذه الشروط تولية الاكم للقاضي فانا شرط ف صحة قضائه‬
‫وهذا بلف التداعيي إذا ارتضيا حكما يقضي بينهما من ليس له ولية القضاء ‪ ،‬فقد‬
‫أجازه مالك وأحد ( ‪ ) 2‬ول يوزه أبو حنيفة إل بشرط أن يوافق حكمه حكم قاضي‬
‫البلد ‪ .‬وقد ذكر ال لنا الثل العلى ف القضاء فقال جل شأنه ‪ " :‬يا داود إنا جعلناك‬
‫خليفة ف الرض فاحكم بي الناس بالق ول تتبع الوى فيضلك عن سبيل ال إن الذين‬
‫يضلون عن سبيل ال لم عذاب شديد با نسوا يوم الساب " ( ‪ ) 3‬وإذا كان هذا‬
‫الطاب موجها إل داود عليه السلم فهو ف الواقع موجه إل ولة المور لن ال ل‬
‫يذكر ذلك إل ليبي لنا الثل العلى ف ( هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه احد والبخاري والنسائي‬
‫والترمذي وصححه ‪ ) 2 ( .‬ومت رضي التداعيان حكمه وحكماه ث حكم لزمهما‬
‫حكمه ول يعتب رضاها بالكم وليوز للحاكم نقضه ‪ .‬وللشافعي قولن ‪ :‬أحدها‬
‫يلزمه حكمه ‪ .‬والثان ل يلزم إل بتراضيهما بل يكون ذلك كالفتوى ‪ .‬وهذا التحكيم ف‬
‫قضايا الموال ‪ .‬أما الدود واللعان والنكاح فل يوز فيها التحكيم بالجاع ‪) 3 ( .‬‬
‫سورة ص آية ‪ / ) . ( 26‬صفحة ‪ / 398‬الكم وأن داود وهو نب معصوم ياطبه ال‬
‫بقوله ‪ " :‬ول تتبع الوى فيضلك عن سبيل ال " ‪ .‬فإذا كان النب وهو معصوم يشى عليه‬
‫من اتباع الوى فأول بأن يشى على غيه من غي العصومي ‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 398‬‬
‫وعن أب بريدة عن أبيه عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬القضاة ثلثة ‪ :‬واحد ف‬
‫النة ‪ ،‬واثنان ف النار ‪ .‬فأما الذي ف النة فرجل عرف الق فقضى به ‪ .‬ورجل عرف‬
‫الق فجار ف الكم فهو ف النار ‪ .‬ورجل قضى للناس على جهل فهو ف النار " ( ‪. ) 1‬‬
‫ومع الكتاب والسنة كان بعض القضاة يرجع ف قضائه إل أقوال الئمة واختيار الرأي‬
‫القوي الذي يتفق مع الق بعد انتهاء عصر الجتهاد ‪ .‬ذكر ممد بن يوسف الكندي ان‬
‫ابراهيم بن الراح تول القضاء ف سنة ‪ . 204‬وقد قال عمربن خالد ‪ :‬ما صحبت أحدا‬
‫من القضاة كابراهيم بن الراح ‪ .‬كنت إذا عملت له الحضر وقرأته عليه أقام عنده ما‬
‫شاء ال أن يقيم ويرى فيه رأيه ‪ ،‬فإذا أراد أن يقضي به دفعه إل لنشى ( هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والاكم وصححه ( ‪ / ) .‬صفحة ‪/ 399‬‬
‫منه سجل فأجد ف ظهره ‪ :‬قال أبو حنيفة كذا ‪ .‬وف سطر ‪ :‬قال ابن أب ليلى كذا ‪ .‬وف‬
‫سطر آخر ‪ :‬قال أبو يوسف وقال مالك كذا ‪ .‬ث أجد على سطر منها علمة كالط‬
‫فأعلم أن اختياره وقع على ذلك القول فأنشئ السجل عليه ‪ .‬وقد رأى بعض العلماء إلزام‬
‫القضاة بالقضاء بذهب معي منعا للضطراب وبلبلة الفكار ‪ .‬قال الدهلوي ‪ :‬إن بعض‬
‫القضاة لا جاروا ف أحكامهم صار أولياء المور يلزمون القضاة بأن يكموا بذهب معي‬
‫ل يعدونه ‪ ،‬ول يقبل منهم إل ما ل يريب العامة وتكون شيئا قد قيل من قبل ‪ .‬قضاء من‬
‫ليس بأهل للقضاء ‪ :‬قال العلماء ‪ :‬كل من ليس بأهل للحكم فل يل له الكم ‪ ،‬فإن‬
‫حكم فهو آث ول ينفذ حكمه وسواء وافق الق أم ل ‪ ،‬لن اصابة الق اتفاقية ليست‬
‫صادرة عن أصل شرعي فهو عاص ف جيع أحكامه سواء وافق الصواب أم ل ‪ .‬وأحكامه‬
‫مردودة كلها ‪ .‬ول يعذر ف شئ من ذلك ‪ .‬النهج القضائي ‪ :‬وقد بي لنا الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم النهج الذي ينبغي ‪ /‬صفحة ‪ / 400‬أن يسلكه القاضي ف قضائه لا بعث‬
‫معاذا إل اليمن فقال له ‪ " :‬ب تقضي ؟ قال ‪ :‬بكتاب ال ‪ .‬قال ‪ :‬فإن ل تد ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫فبسنة رسول ال ‪ .‬قال ‪ :‬فإن ل تد ‪ .‬قال ‪ :‬فبأيي " ( ‪ . ) 1‬وعلى القاضي أن يتحرى‬
‫الق فيبتعد عن كل ما من شأنه أن يشوش فكره فل يقضي أثناء الغضب الشديد أو‬

‫‪159‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوع الفرط أ و الم القلق أو الوف الزعج أو النعاس الغالب أو الر الشديد أو البد‬
‫الشديد أو شغل القلب شغل يصرف عن العرفة الصحيحة والفهم الدقيق ‪ .‬ففي حديث‬
‫أب بكرة ف الصحيحي وغيها قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬ل‬
‫يقضي حاكم بي اثني وهو غضبان " ‪ .‬فإذا حكم القاضي أثناء حالة من هذه الالت‬
‫صح حكمه إن وافق الق عند جهور الفقهاء ‪ .‬الجتهد مأجور ‪ :‬ومهما اجتهد القاضي‬
‫ف معرفة الق وإصابة الصواب فهو مأجور ولو ل يصب الق ‪ .‬فعن عمرو بن العاص أن‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا اجتهد الاكم فأصاب فله أجران ‪ .‬وان اجتهد (‬
‫هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 401‬فأخطأ‬
‫فله أجر " ( ‪ . ) 1‬قال الطاب ‪ :‬إنا يؤجر الخطئ على اجتهاده ف طلب الق لن‬
‫اجتهاده عبادة ‪ .‬ول يؤجر على الطأ بل يوضع عنه الث فقط ‪ .‬وهذا فيمن كان من‬
‫الجتهدين جامعا للة الجتهاد عارفا بالصول وبوجوه القياس ‪ .‬وأما من ل يكن مل‬
‫للجتهاد فهو متكلف ول يعذر بالطأ ف الكم بل ياف عليه أعظم الوزر ‪ .‬وعن أم‬
‫سلمة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إنا أنا بشر وانكم تتصمون إل ‪ .‬ولعل‬
‫بعضكم أن يكون ألن بجته من بعض فأقضي بنحو ما أسع ‪ .‬فمن قضيت له من حق‬
‫أخيه شيئا فل يأخذه فإنا أقطع له قطعة من النار " ( ‪ . ) 2‬وعن أب هريرة أنه سع رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬كانت امرأتان معهما ابناها ‪ ،‬جاء الذئب فذهب بابن‬
‫أحدها ‪ ،‬فقالت صاحبتها ‪ :‬إنا ذهب بابنك ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 402‬وقالت الخرى ‪:‬‬
‫إنا ذهب بابنك ‪ .‬فتحا كما إل داود فقضى للكبى ‪ .‬فخرجتا على سليمان بن داود‬
‫عليهما السلم فأخبتاه فقال ‪ :‬ائتون بالسكي أشقه بينهما ‪ .‬فقالت الصغرى ‪ :‬ل تفعل‬
‫يرحك ال هو ابنها ‪ .‬فقضى به للصغرى " ‪ .‬وهذا من فقه سليمان ‪ .‬فقد عمد إل هذا‬
‫السلوب لعرفة الم القيقية فلما قال ‪ :‬ائتون بالسكي أشقه ‪ ،‬تركت عاطفة الم‬
‫القيقية ورفضت أن يقتل ابنها وآثرت أن يبقى حيا بعيدا عنها على قتله ‪ .‬فاستدل‬
‫سليمان بذه القرينة على أنه ابنها ‪ .‬وقد ذكر ال سبحانه وتعال قصة داود وسليمان فقال‬
‫جل شأنه ‪ " :‬وداود وسليمان إذ يكمان ف الرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا‬

‫‪160‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لكمهم شاهدين ‪ .‬ففهمناها سليمان ‪ ،‬وكل آتينا حكما وعلما ‪ . ) 1 ( " . . .‬ذكر‬
‫الفسرون ‪ :‬أن الغنم انتشرت ف الزرع فأفسدته ‪ ،‬وأن أصحاب الزرع اختصموا معهم‬
‫فرفعت القضية إل داود ليحكم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 402‬‬
‫فيها فحكم داود بالغنم لصحاب الزرع ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النبياء الية رقم ‪78‬‬
‫‪ / ) . ( 79 -‬صفحة ‪ / 403‬فخرجا من عنده ومرا بسليمان فقال ‪ :‬كيف قضى‬
‫بينكما ؟ فأخباه ‪ .‬فقال سليمان ‪ :‬لو وليت أمركما لقضيت با هو أرفق بالفريقي ‪ .‬فبلغ‬
‫ذلك داود فدعاه وقال ‪ :‬كيف تقضي ؟ قال ‪ :‬أدفع الغنم إل صاحب الرث ينتفع بدرها‬
‫ونسلها وصوفها ومنافعها ويزرع صاحب الغنم لصاحب الرث مثل حرقه فإذا صار‬
‫الرث كهيئته يوم أكل دفع إل صاحبه وأخذ صاحب الغنم غنمه ‪ .‬فقال داود ‪ :‬القضاء‬
‫ما قضيت وحكم بذلك ‪ .‬الواجب على القاضي ‪ :‬وعلى القاضي أن يسوي بي الصمي‬
‫ف خسة أشياء ( ‪ - 1 : ) 1‬ف الدخول عليه ‪ - 2‬واللوس بي يديه ‪ - 3‬والقبال‬
‫عليهما ‪ - 4‬والستماع لما ‪ - 5‬والكم عليهما والطلوب منه التسوية بينهما ف‬
‫الفعال دون القلب ‪ ،‬فإن كان ييل قلبه إل أحدها ويب أن يغلب بجته ( هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬نقل الرازي عن الشافعي ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 404‬على الخر فل شئ عليه ‪ ،‬لنه ل‬
‫يكنه التحرز عنه ‪ .‬ول ينبغي أن يلقن واحدا منهما حجته ‪ ،‬ول شاهدا شهادته ‪ ،‬لن‬
‫ذلك يضر بأحد الصمي ‪ ،‬ول يلقن الدعي الدعوى والستحلف ‪ ،‬ول يلقن الدعى‬
‫عليه النكار والقرار ‪ ،‬ول يلقن الشهود أن يشهدوا أول يشهدوا ‪ ،‬ول أن يضيف أحد‬
‫الصمي دون الخر ‪ ،‬لن ذلك يكسر قلب الخر ‪ ،‬ول ييب هو إل ضيافة أحدها ‪،‬‬
‫ول إل ضيافتهما ما داما متخاصمي ‪ .‬وروي أن النب صلى ال عليه وسلم كان ل‬
‫يضيف الصم إل وخصمه معه ‪ ،‬ول يقبل الدية من أحد إل إذا كانت من جرت عادته‬
‫بأن يهديه قبل تول منصب القضاء ‪ ،‬فإن الدية إل القاضي من ل تر عادته بإهدائه تعتب‬
‫من الرشوة ‪ .‬عن بريدة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من استعملناه على عمل‬
‫فرزقناه رزقا فما أخذه بعد ذلك فهو غلول " ( ‪ . ) 1‬وقال عليه الصلة والسلم ‪ " :‬لعنة‬

‫‪161‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال على الراشي والرتشي ف الكم " ( ‪ ( . ) 2‬هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه أبو داود ‪) 2 ( .‬‬
‫رواه أحد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وصححه ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 405‬قال الطاب‬
‫‪ :‬وانا يلحقهما العقوبة معا إذا استويا ف القصد والرادة ‪ ،‬فرشا العطي لينال به باطل‬
‫ويتوصل به إل ظلم ‪ ،‬فأما إذا أعطى ليتوصل به إل حق أو يدفع عن نفسه ظلما فإنه غي‬
‫داخل ف هذا الوعيد ‪ .‬روي أن ابن مسعود أخذ ف سب وهو بأرض البشة ‪ ،‬فأعطى‬
‫دينارين حت خلي سبيله ‪ .‬وروي عن السن والشعب وجابربن زيد وعطاء أنم قالوا ‪ :‬ل‬
‫بأس أن يصانع الرجل عن نفسه وماله إذا خاف الظلم ‪ .‬وكذلك الخذ انا يستحق‬
‫الوعيد إذا كان ما يأخذه على حق يلزمه أداؤه ‪ ،‬فل يفعل ذلك حت يرشى ‪ .‬أو عمل‬
‫باطل يب عليه تركه فل يتركه حت يصانع ويرشى ‪ .‬ا ‪ .‬ه‍ قال ف فتح العلم ‪" :‬‬
‫وحاصل ما يأخذه القضاة من الموال على أربعة أقسام ‪ :‬رشوة ‪ ،‬وهدية ‪ ،‬وأجرة ‪،‬‬
‫ورزق ‪ / .‬صفحة ‪ / 406‬فالول الرشوة إن كانت ليحكم له الاكم بغي حق فهي‬
‫حرام على الخذ والعطي ‪ ،‬وإن كانت ليحكم له بالق على غريه فهي حرام على‬
‫الاكم دون العطي ‪ .‬لنا لستيفاء حقه ‪ ،‬فهي كجعل البق وأجرة الوكالة على‬
‫الصومة ‪ .‬وقيل ‪ :‬ترم لنا توقع الاكم ف الث ‪ .‬وأما الدية وهي الثان ‪ :‬فإن كان من‬
‫يهاديه قبل الولية فل يرم استدامتها ‪ .‬وإن كان ل يهدي إليه إل بعد الولية ‪ :‬فان‬
‫كانت من ل خصومة بينه وبي أحد عنده ‪ ،‬جازت وكرهت ‪ .‬وإن كانت من بينه وبي‬
‫غريه خصومة عنده فهي حرام على الاكم والهدي ‪ .‬وأما الجرة وهي الثالث ‪ :‬فإن‬
‫كان للحاكم جراية من بيت الال ورزق منه حرمت بالتفاق ‪ ،‬لنه إنا أجري له الرزق‬
‫لجل الشتغال بالكم فل وجه للجرة ‪ .‬وإن كان ل جراية له من بيت الال جاز له‬
‫أخذ الجرة على قدر عمله غي حاكم ‪ ،‬فإن أخذ أكثر ما يستحقه حرم عليه ‪ .‬لنه إنا‬
‫يعطى الجرة لكونه عمل عملل لجل كونه حاكما ‪ .‬فأخذه لا زاد على أجر مثله غي‬
‫حاكم إنا أخذها لف مقابلة شئ بل ف مقابلة كونه حاكما ‪ / .‬صفحة ‪ / 407‬ول‬
‫استحق لجل كونه حاكما شيئا من أموال الناس اتفاقا ‪ .‬فأجرة العمل أجرة مثله ‪ ،‬فأخذ‬
‫الزيادة على أجرة مثله حرام ‪ .‬ولذا قيل إن تولية القضاء من كان غنيا أول من توليته من‬
‫كان فقيا ‪ .‬وذلك لنه لفقره يصي متعرضا لتناول ما ل يوز له تناوله إذا ل يكن له رزق‬

‫‪162‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من بيت الال " ا ‪ .‬ه‍ ‪ .‬رسالة عمربن الطاب ف القضاء ‪ :‬ولقد وضع عمربن الطاب‬
‫الدستور الحكم للقضاء ف الرسالة الت أرسلها إل أب موسى الشعري نذكرها فيما يلي‬
‫‪ .‬بسم ال الرحن الرحيم ‪ .‬من عبد ال عمربن الطاب أمي الؤمني إل عبد ال بن قيس‬
‫‪ .‬سلم عليك ‪ .‬أما بعد ‪ :‬فإن القضاء فريضة مكمة وسنة متبعة ‪ ،‬فافهم إذا أدل إليك‬
‫فإنه ل ينفع تكلم بق لنفاذ له ‪ ،‬آس ( ‪ ) 1‬بي الناس ف وجهك وعدلك وملسك حت‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬آس بي الناس ‪ :‬سوبينهم ( ‪ / ) .‬صفحة ‪/ 408‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 408‬‬
‫ل يطمع شريف ف حيفك ( ‪ ) 1‬ول ييأس ضعيف من عدلك ‪ .‬البينة على من ادعى‬
‫واليمي على من أنكر ‪ ،‬والصلح جائز بي السلمي إل صلحا أحل حراما أو حرم حلل‬
‫‪ .‬ل ينعك قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه عقلك وهديت فيه لرشدك أن ترجع إل الق ‪.‬‬
‫فإن الق قدي ومراجعة الق خي من التمادي ف الباطل ‪ .‬الفهم الفهم فيما تلجلج ( ‪) 2‬‬
‫ف صدرك ما ليس ف كتاب ول سنة ‪ ،‬ث اعرف الشباه والمثال فقس المور عند‬
‫ذلك ‪ ،‬واعمد إل أقربا إل ال وأشبهها بالق ‪ ،‬واجعل لن ادعى حقا غائبا أو بينة أمدا‬
‫ينتهي إليه ‪ ،‬فإن أحضر بينته أخذت له بقه ‪ ،‬وإل استحللت عليه القضية فإنه أنفى للشك‬
‫وأجلى للعمى ‪ .‬السلمون عدول بعضهم على بعض إل ملودا ف حد أو مربا عليه شهادة‬
‫زور ‪ ،‬أو ظنينا ( ‪ ) 3‬ف ولء أو نسب ‪ ،‬فإن ال تول منكم السرائر ودرأ ( ‪ ) 4‬بالبينات‬
‫واليان ‪ ،‬وإياك والقلق والضجر ( ‪ ( ) 5‬هامش ) ( ‪ ) 1‬حيفك ‪ :‬أي ميلك معه لشرفه‬
‫‪ ) 2 ( .‬تلجلج ‪ :‬تردد ‪ ) 3 ( .‬ظني ‪ :‬متهم ‪ ) 4 ( .‬درأ ‪ :‬دفع ‪ ) 5 ( .‬القلق والضجر‬
‫‪ :‬ضيق الصدر وقلة الصب ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 409‬والتأذي بالصوم والتنكر عند‬
‫الصومات ‪ ،‬فان الق ف مواطن الق يعظم ال به الجر ويسن به الذخر ‪ ،‬فمن صحت‬
‫نيته وأقبل على نفسه كفاه ال ما بينه وبي الناس ‪ ،‬ومن تلق ( ‪ ) 1‬للناس با يعلم ال أنه‬
‫ليس من نفسه شانه ال ‪ ،‬فما ظنك بثواب غي ال عزوجل ف عاجل رزقه وخزائن رحته‬
‫‪ .‬والسلم ‪ .‬شفاعة القاضي ‪ :‬وللقاضي أن يشفع الشفاعة السنة فيطلب من الصوم أن‬
‫يصطلحوا أو يتنازل أحدهم عن بعض حقه ‪ .‬عن كعب بن مالك ‪ :‬أنه تقاضى ابن أب‬

‫‪163‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدرد دينا له عليه ف عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السجد ‪ ،‬فارتفعت‬
‫أصواتما ‪ ،‬حت سعها رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ف بيته ‪ ،‬فخرج إليهما رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم حت كشف سجف ( ‪ ) 2‬حجرته ‪ ،‬ونادى كعب بن مالك ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬يا كعب ‪ ،‬فقال ‪ : ،‬لبيك يارسول ال ‪ ،‬فأشار له بيده ‪ ،‬أن ضع الشطر من‬
‫دينك ‪ ،‬قال كعب ‪ :‬قد فعلت يا رسول ال ‪ .‬قال ( هامش ) ( ‪ ) 1‬تلق الناس ‪ :‬أظهر‬
‫لم ف خلقه خلف نيته ‪ ) 2 ( .‬ستر ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 410‬النب صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ :‬قم فاقضه " ( ‪ . ) 1‬نفاذ الكم ظاهرا ‪ :‬حكم القاضي ل يل حلل ول يرم حراما‬
‫لديث السيدة أم سلمة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إنا أنا بشر وإنكم‬
‫تتصمون إل ‪ .‬ولعل بعضكم أن يكون ألن بجته من بعض فأقضي بنحو ما أسع ‪.‬‬
‫فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فل يأخذه ‪ .‬فإنا أقطع له قطعة من النار " ( ‪ . ) 2‬وقد‬
‫حكى الشافعي الجاع على أن حكم الاكم ل يلل الرام ‪ .‬فإذا ادعى إنسان على آخر‬
‫حقا وأقام الشهود على ذلك وحكم القاضي للمدعي فإنه يل له أن يأخذ هذا الق مت‬
‫كانت البينة بينة صادقة ‪ .‬فإذا كانت البينة الت أقامها الدعي كاذبة كأن كان الشهود‬
‫شهود زور فحكم له بقتضى هذه الشهادة فإن الكم ل يغي الواقع ول يبيح للمدعي أن‬
‫يأخذ الق الدعى لنه على ملك صاحبه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أخرجه البخاري ومسلم‬
‫والنسائي وابن ماجه ‪ ) 2 ( .‬رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن ( ‪ / ) .‬صفحة‬
‫‪ / 411‬ول يتلف أحد من الفقهاء ف هذا ‪ ،‬إل أن أبا حنيفة قال ‪ :‬إن القضاء ف العقود‬
‫والفسوخ ينفذ ظاهرا وباطنا ‪ . .‬فإذا شهد شاهد زور عند القاضي على طلق امرأة‬
‫فحكم القاضي بالطلق طلقت من زوجها بقضائه ‪ ،‬وجاز لا أن تتزوج من آخر ‪ .‬كما‬
‫يوز أن يتزوجها من شهد بطلقها زورا ‪ .‬وكذلك لو شهد شهادة زور على أجنبية أنا‬
‫زوجة لرجل أجنب ليست له بزوجة فحكم القاضي بقتضى هذه الشهادة فإنا تل له‬
‫بقتضى هذا الكم ‪ .‬وما ذهب إليه أبو حنيفة من التفرقة بي قضايا الدماء والملك‬
‫وقضايا العقود والفسوخ غي صحيح لنه لفرق بي هذا وذاك ‪ .‬وخالفه ف ذلك أصحابه‬
‫‪ .‬القضاء على الغائب الذي ل وكيل له ‪ :‬يوز للمدعي أن يدعي على الغائب الذي ل‬
‫وكيل له ‪ .‬ويوز للحاكم أن يكم عليه مت ثبتت الدعوى ‪ .‬ودليل ذلك ‪ - 1 :‬أن ال‬

‫‪164‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سبحانه وتعال يقول ‪ / :‬صفحة ‪ " / 412‬فاحكم بي الناس بالق " ( ‪ ) 1‬والذي ثبت‬
‫بالبينة حق فيجب الكم به ‪ - 2 .‬ذكرت هند لرسول ال صلى ال عليه وسلم أن أبا‬
‫سفيان رجل شحيح هل لا أن تأخذ من ماله بغي إذنه ؟ فقال لا الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬خذي ما يكفيك وولدك بالعروف " ‪ .‬وهذا قضاء على غائب ‪ - 3 .‬وروى‬
‫مالك ف الوطا أن عمر قال ‪ - 3 :‬من كان له دين فليأتنا غدا فإنا بايعو ماله وقاسوه بي‬
‫غرمائه ‪ .‬وكان الشخص الذي قضى عليه ببيع ماله غائبا ‪ - 4 .‬ولن المتناع عن‬
‫القضاء عليه اضاعة القوق إذ ل يعجز المتنع عن الوفاء من الغيبة ‪ ،‬وإل هذا ذهب مالك‬
‫والشافعي وأحد وقالوا ‪ :‬ان الغائب ل يفوت عليه حق فانه إذا حضر كانت حجته قائمة‬
‫وتسمع ويعمل بقتضاها ولو أدى إل نقض‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 412‬‬
‫الكم لنه ف حكم الشروط ‪ .‬وقال شريح وعمر بن عبد العزيز وابن أب ليلى ( هامش )‬
‫( ‪ ) 1‬سورة " ص " الية رقم ‪ / ) . ( 26‬صفحة ‪ / 413‬وأبو حنيفة ‪ :‬إن القاضي ل‬
‫يقضي على غائب إل أن يضر من يقوم مقامه كوكيل أو وصي لنه يكن أن يكون معه‬
‫حجة تبطل دعوى الدعي ‪ ،‬ولن الرسول صلى ال عليه وسلم قال لعلي ف الديث‬
‫التقدم ‪ " :‬يا علي ‪ ،‬إذا جلس إليك الصمان فل تقض بينهما حت تسمع من الخر كما‬
‫سعت من الول ‪ ،‬فإنك إذا فعلت ذلك تبي لك القضاء " ( ‪ . ) 1‬قال الطاب ‪ :‬وقد‬
‫حكم أصحاب الرأي على الغائب ف مواضع ‪ :‬منها الكم على اليت والطفل ‪ .‬وقالوا ‪:‬‬
‫ف الرجل يودع وديعة ث يغيب فإذا ادعت امرأته النفقة وقدمت الودع إل الاكم قضى‬
‫لا عليه با ‪ .‬وقالوا ‪ :‬إذا ادعى الشفيع على الغائب أنه باع عقاره وسلم واستوف الثمن‬
‫فإنه يقضي له بالشفعة ‪ .‬وكل هذا حكم على الغائب ‪ .‬القضاء بي الذميي ‪ - :‬وإذا‬
‫تاكم الذميون إل قضاة السلمي جازذلك ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه أحد وأبو داود‬
‫والترمذي ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 414‬ويقضى بينهم با أنزل ال وبا يقضى به بي السلمي ‪.‬‬
‫يقول ال تعال ‪ " :‬فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن‬
‫يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن ال يب القسطي " ( ‪ . ) 1‬هل‬

‫‪165‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لصاحب الق أن يأخذه من الماطل بدون تقاض ‪ :‬قالت الشافعية ‪ :‬من ‌لهعند شخص‬
‫حق وليس له بينة ‪ ،‬وهو منكر ‪ ،‬فله أن يأخذ جنس حقه من ماله إن قدر ول يأخذ غي‬
‫النس مع قدرته على النس ‪ .‬قالوا ‪ :‬فإن ل يد إل غي النس جاز له الخذ ‪ .‬ولو‬
‫أمكن تصيل الق بالقاضي ‪ ،‬بأن كان من عليه الق مقرا ماطل أو منكرا وعليه البينة ‪،‬‬
‫أو كان يرجو إقراره لو حضر عند القاضي وعرض عليه اليمي فهل يستقل بالخذ أم‬
‫يب الرفع إل القاضي ؟ فيه خلف ‪ .‬الراجح جواز الخذ ويشهد له قضية هند زوجة‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الائدة الية رقم ‪ / ) . ( . 42‬صفحة ‪ / 415‬أب سفيان ‪.‬‬
‫ولن ف الرافعة مشقة ومؤونة وتضييع زمان ‪ .‬قالوا ‪ :‬ث مت جاز له الخذ فلم يصل إل‬
‫حقه إل بكسر الباب وثقب الدار جاز له ذلك ول يضمن ما أتلف كمن ل يقدر على‬
‫دفع الصائل إل بإتلف ماله فأتلفه ل يضمن ‪ .‬وما ذهبوا إليه ل يتناف مع قول الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أد المانة إل من ائتمنك ول تن من خانك " قال الطاب ‪" :‬‬
‫وذلك لن الائن هو الذي يأخذ ما ليس له أخذه ظلما وعدوانا ‪ .‬فأما من كان مأذونا له‬
‫ف أخذ حقه من مال خصمه واستدراك ظلمته منه ‪ ،‬فليس بائن ‪ ،‬وإنا معناه ‪ :‬ل تن‬
‫من خانك بأن تقابله بيانة مثل خيانته ‪ ،‬وهذا ل ينه ‪ ،‬لنه يقبض حقا لنفسه ‪ ،‬والول‬
‫يغتصب حقا لغيه " ا ‪ .‬ه‍ ‪ .‬ظهور حكم جديد القاضي ‪ :‬إذا حكم القاضي ف قضية‬
‫باجتهاده ث ظهر له حكم آخر يالف الكم الول فإنه ل ينقضه وكذلك إذا ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 416‬رفع إليه حكم قاض آخر فلم يره فإنه ل ينقضه وأصل ذلك ما رواه عبد الرزاق‬
‫ف قضاء عمر بن الطاب رضي ال عنه ف امرأة توفيت وتركت زوجها وأمها وأخويها‬
‫لبيها وأمها وأخويها لمها فأشرك عمر بي الخوة للم والب والخوة للم ف الثلث‬
‫فقال له رجل ‪ :‬إنك ل تشرك بينهم عام كذا وكذا قال عمر ‪ :‬تلك على ما قضينا يومئذ‬
‫وهذه على ما قضينا اليوم ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬فأخذ أمي الؤمني ف كل الجتهادين با ظهر‬
‫له أنه الق ‪ .‬ناذج من القضاء ف صدر السلم ‪ :‬أخرج أبو نعيم ف اللية قال ‪ :‬وجد‬
‫علي بن أب طالب ‪ -‬كرم ال وجهه ‪ -‬درعا له عند يهودي التقطها فعرفها فقال ‪ :‬درعي‬
‫سقطت عن جل له أورق ‪ .‬فقال اليهودي ‪ :‬درعي وف يدي ‪ .‬ث قال اليهودي بين‬
‫وبينك قاضي السلمي ‪ ،‬فأتوا شريا ‪ .‬فلما رأى عليا قد أقبل ترف عن موضعه ‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وجلس علي فيه ‪ .‬ث قال علي ‪ :‬لو كان خصمي من السلمي لساويته ف الجلس لكن‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬ل تساووهم ف الجلس ‪ ،‬وساق الديث ‪.‬‬
‫قال شريح ‪ :‬ما تشاء يا أمي الؤمني ‪ .‬قال درعي ‪ /‬صفحة ‪ / 417‬سقطت عن جل ل‬
‫أورق فالتقطها هذا اليهودي ‪ .‬قال شريح ‪ :‬ما تقول يايهوي ‪ .‬قال ‪ :‬درعي وف يدي ‪.‬‬
‫قال شريح ‪ :‬صدقت وال يا أمي الؤمني إنا لدرعك ولكن ل بد من شاهدين ‪ .‬فدعا‬
‫قنب والسن بن علي وشهدا أنا درعه ‪ .‬فقال شريح ‪ :‬أما شهادة مولك فقد أجزناها ‪،‬‬
‫وأما شهادة ابنك لك فل نيزها ‪ .‬فقال علي ‪ :‬ثكلتك أمك ‪ ،‬أما سعت عمر بن الطاب‬
‫يقول ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬السن والسي سيدا شباب أهل النة "‬
‫‪ .‬قال ‪ :‬اللهم نعم ‪ .‬قال ‪ :‬أفل تيز شهادة سيد شباب أهل النة ؟ ث قال اليهودي ‪ :‬خذ‬
‫الدرع ‪ .‬فقال اليهودي ‪ :‬أمي الؤمني جاء معي إل قاضي السلمي فقضى ل ورضي ‪.‬‬
‫صدقت وال ياأمي الؤمني إنا لدرعك سقطت عن جل لك التقطتها ‪ .‬أشهد أن ل إله‬
‫إل ال وأن ممدا رسول ال ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 417‬‬
‫فوهبها له علي ‪ .‬كرم ال وجهه ‪ .‬وأجازه بتسعمائة ‪ .‬وقتل معه يوم صفي " ا ‪ .‬ه‍ ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 418‬الدعاوى والبينات تعريف الدعاوى ‪ :‬الدعاوى جع دعوى وهي ف اللغة‬
‫الطلب ‪ ،‬يقول ال سبحانه ‪ " :‬ولكم فيها ما تدعون " ( ‪ ) 1‬أي تطلبون ‪ .‬وف الشرع ‪:‬‬
‫هي إضافة النسان إل نفسه استحقاق شئ ف يد غيه أو ف ذمته ‪ .‬والدعي ‪ :‬هو الذي‬
‫يطالب بالق ‪ .‬وإذا سكت عن الطالبة ترك ‪ .‬والدعى عليه ‪ :‬هو الطالب بالق ‪ .‬وإذا‬
‫سكت ل يترك ‪ .‬من تصح الدعوى ‪ :‬والدعوى ل تصح إل من الر العاقل البالغ الرشيد‬
‫‪ .‬فالعبد والجنون والعتوه والصب والسفيه ل تقبل دعواهم ‪ .‬وكما تب هذه الشروط‬
‫بالنسبة للمدعي فإنا تب أيضا بالنسبة للمنكر للدعوى ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة حم‬
‫فصلت الية رقم ‪ / ) . ( . 31‬صفحة ‪ / 419‬ل دعوى إل ببينة ‪ :‬ول تثبت دعوى إل‬
‫بدليل يستبي به الق ويظهر ‪ .‬فعن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫لو يعطى الناس بدعواهم لدعى ناس دماء رجال وأموالم ولكن اليمي على الدعى عليه‬

‫‪167‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫" ‪ .‬رواه أحد ومسلم ‪ .‬الدعي هو الذي يكلف بالدليل ‪ :‬والدعي هو الذي يكلف بإقامة‬
‫الدليل على صدق دعواه وصحتها ‪ ،‬لن الصل ف الدعى عليه براءة ذمته ‪ .‬وعلى الدعي‬
‫أن يثبت العكس ‪ .‬فقد روى البيهقي والطبان بإسناد صحيح أن الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬البينة على الدعي واليمي على من أنكر " ‪ .‬اشتراط قطعية الدليل ‪:‬‬
‫ويشترط ف الدليل أن يكون قطعيا لن الدليل الظن ل يفيد اليقي " وإن الظن ل يغن من‬
‫الق شيئا " ( ‪ . ) 1‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫لرجل ‪ :‬ترى الشمس ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النجم الية رقم ‪28‬‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 420‬على مثلها فاشهد أو دع " رواه اللل ف جامعه وابن عدي‬
‫وهو ضعيف لن ف إسناده ممد بن سليمان ‪ ،‬ضعفه النسائي ‪ ،‬وقال البيهقي ل يرد من‬
‫وجه يعتمد عليه ‪ .‬طرق إثبات الدعوى ‪ :‬وطرق إثبات الدعوى هي ‪ ) 1 ( :‬القرار ( ‪2‬‬
‫) الشهادة ( ‪ ) 3‬اليمي ( ‪ ) 4‬الوثائق الرسية الثابتة ‪ .‬ولكل طرق من هذه الطرق أحكام‬
‫نذكرها فيما يلي ‪ / :‬صفحة ‪ / 421‬القرار تعريفه ‪ :‬القرار ف اللغة ‪ :‬الثبات من قر‬
‫الشئ يقر ‪ ،‬وف الشرع ‪ :‬العتراف بالدعى به ‪ ،‬وهو أقوى الدلة لثبات دعوى الدعى‬
‫عليه ولذا يقولون ‪ :‬إنه سبد الدلة ويسمى بالشهادة على النفس ‪ .‬مشروعيته ‪ :‬أجع‬
‫العلماء على أن القرار مشروع بالكتاب والسنة ‪ ،‬يقول ال سبحانه ‪ " :‬يأيها الذين آمنوا‬
‫كونوا قوامي بالقسط شهداء ل ولو على أنفسكم " ( ‪ . ) 1‬ويقول الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجها " ‪ .‬ويقول " صل من‬
‫قطعتك ‪ .‬وأحسن إل من أساء إليك ‪ .‬وقل الق ولو على ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النساء‬
‫الية رقم ‪ / ) . ( . 135‬صفحة ‪ / 422‬نفسك " ‪ ) 1 ( .‬وعن أب ذر رضي ال عنه‬
‫قال ‪ :‬أوصان خليلي رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أنظر إل من هو أسفل من ‪ ،‬ول‬
‫أنظر إل من هو فوقي ‪ ،‬وأن أحب الساكي ‪ ،‬وأن أدنو منهم ‪ ،‬وأن أصل رحي ‪ ،‬وإن‬
‫قطعون وجفون ‪ .‬وأن أقول الق وإن كان مرا ‪ ،‬وأن ل أخاف ف ال لومة لئم ‪ ،‬وأن‬
‫ل أسأل أحدا شيئا ‪ ،‬وأن استكثر من " ل حول ول قوة إل بال " ‪ ،‬فإنا من كنوز النة‬
‫‪ .‬وكان الرسول صلى ال عليه وسلم يقضي به ف الدماء والدود والموال ‪ .‬شروط‬
‫صحته ‪ :‬ويشترط لصحة القرار ما يأت ‪ :‬العقل والبلوغ والرضا وجواز التصرف ‪ .‬وأن‬

‫‪168‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل يكون القر هازل ‪ .‬وان ل يكون أقر بحال عقل أو عادة ‪ .‬فل يصح إقرار الجنون ول‬
‫الصغي ول الكره ول الحجور عليه ول الازل ول با ييله العقل أو العادة لن كذبه ف‬
‫هذه الحوال معلوم ول يل الكم بالكذب ‪ .‬الرجوع عن القرار ‪ :‬ومت صح القرار‬
‫كان ملزما للمقر ول يصح له ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الامع الصغي ‪ / ) . ( . 5004‬صفحة‬
‫‪ / 423‬رجوعه عنه مت كان القرار متعلقا بق من حقوق الناس ‪ .‬أما إذا كان القرار‬
‫متعلقا بق من حقوق ال كما ف حد الزنا والمر فإنه يصح فيه الرجوع ‪ :‬لقوله صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬ادرأوا الدود بالشبهات " ‪ .‬ولا تقدم ف حديث ما عز ف باب‬
‫الدود ‪ .‬وخالف الظاهرية ومنعوا صحة الرجوع عن القرار سواء أكان ف حق من‬
‫حقوق ال أو حق من حقوق العباد ‪ .‬القرار حجة قاصرة ‪ :‬والقرار حجة قاصرة ل‬
‫تتعدى غي القر ‪ .‬فلو أقر على الغي فإن إقراره عليه ل يوز بلف البينة فإنا حجة‬
‫متعدية إل الغي ‪ .‬فلو ادعى مدع على آخرين دينا وأقر به بعضهم وأنكر البعض الخر‬
‫فإن القرار ل يلزم إل من أقر ‪ .‬ولو ادعى هذه الدعوى وأثبتها بالبينة فإنا تلزم الميع ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 424‬القرار ل يتجزأ ‪ :‬القرار كلم واحد ل يؤخذ بعضه ويترك البعض الخر‬
‫‪ .‬القرار بالدين ‪ :‬إذا أقر إنسان لحد ورثته بدين فإن كان ف مرض‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 424‬‬
‫موته ل يصح ل ما ل يصدقه باقي الورثة ‪ ،‬وذلك لن احتمال كون الريض قصد بذا‬
‫القرار حرمان الورثة مستندا إل كونه ف الرض ‪ ،‬أما إذا كان القرار ف حال الصحة‬
‫فإنه جائز ‪ ،‬واحتمال إرادة حرمان سائر الورثة حينئذ من حيث إنه احتمال مرد ونوع‬
‫من التوهم ل ينع حجة القرار ‪ .‬وعند الشافعية أن إقرار الصحيح صحيح حيث ‪ .‬ل مانع‬
‫لوجود شروط الصحة ‪ .‬أما إقرار الريض ف مرض الوت فإن أقر لجنب فإقراره صحيح‬
‫سواء أكان القر به دينا أو عينا ‪ ،‬وقيل هو مسوب من الثلث ‪ .‬وإن كان إقراره لوارث‬
‫فالراجح عندهم صحة القرار لن القر انتهى إل حالة يصدق فيها الكاذب ‪ ،‬ويتوب فيها‬
‫الفاجر ‪ ،‬والظاهر ف مثل هذه الال أنه ل يقر إل عن تقيق ول يقصد الرمان ‪ .‬وفيه‬
‫قول ‪ /‬صفحة ‪ / 425‬آخر عندهم ‪ ،‬وهو عدم الصحة ‪ ،‬لنه قد يقصد حرمان بعض‬

‫‪169‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الورثة ‪ .‬وعندهم أنه إذا أقر ف صحته بدين ث أقر لخر ف مرضه ‪ ،‬تقاسا ‪ ،‬ول يقدم‬
‫الول ‪ .‬وقال أحد ‪ :‬ل يوز إقرار الريض لوارثه مطلقا ‪ ،‬واحتج بأنه ل يؤمن بعد النع‬
‫من الوصية أن يعلها إقرارا ‪ .‬على أن الوزاعي وجاعة من العلماء أجازوا إقرار الريض‬
‫بشئ من ماله للوارث ‪ ،‬لن التهمة ف حق الحتضر بعيدة ‪ ،‬وأن مدار الحكام على‬
‫الظاهر ‪ ،‬فل يترك إقراره للظن الحتمل ‪ ،‬فإن أمره إل ال ‪ / .‬صفحة ‪ / 426‬الشهادة‬
‫تعريفها ‪ :‬الشهادة مشتقة من الشاهدة ‪ ،‬وهي العاينة لن الشاهد يب عما شاهده‬
‫وعاينه ‪ ،‬ومعناها الخبار عما علمه بلفظ أشهد أو شهدت ‪ .‬وقيل الشهادة مأخوذة من‬
‫العلم من قوله تعال ‪ - :‬شهد ال أنه ل إل إل هو " ( ‪ ) 1‬أي علم ‪ .‬والشاهد حامل‬
‫الشهادة ومؤديها لنه شاهد لا غاب عن غيه ‪ .‬ل شهادة إل بعلم ‪ :‬ول يل لحد أن‬
‫يشهد إل بعلم ‪ .‬والعلم يصل بالرؤية أو بالسماع أو باستفاضة فيما يتعذر علمه غالبا‬
‫بدونا والستفاضة هي الشهرة الت تثمر الظن أو العلم ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة آل‬
‫عمران الية رقم ‪ / ) . ( . 18‬صفحة ‪ / 427‬وتصح الشهادة بالستفاضة عند الشافعية‬
‫ف النسب والولدة والوت والعتق والولء والولية والوقف والعزل والنكاح وتوابعه‬
‫والتعديل والتجريح والوصية والرشد والسفه واللك ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬توز ف خسة‬
‫أشياء ‪ :‬النكاح والدخول والنسب والوت وولية القضاء ‪ .‬وقال أحد وبعض الشافعية ‪:‬‬
‫تصح ف سبعة ‪ :‬النكاح والنسب والوت والعتق والولء والوقف واللك الطلق ‪ .‬حكمها‬
‫‪ :‬وهي فرض عي على من تملها مت دعي إليها وخيف من ضياع الق ‪ ،‬بل تب إذا‬
‫خيف من ضياعه ولو ل يدع لا لقول ال تعال ‪ " :‬ول تكتموا الشهادة " ( ‪ " ) 1‬ومن‬
‫يكتمها فإنه آث قلبه " ‪ .‬وقوله " وأقيموا الشهادة ل " ( ‪ . ) 2‬وف الديث الصحيح ‪:‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة الية رقم ‪ ) 2 ( . 283‬سورة الطلق الية رقم ‪. 2‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ " / 428‬انصر أخاك ظالا أو مظلوما " وف أداء الشهادة نصره ‪ .‬وعن‬
‫زيد بن خالد أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬أل أخبكم بي الشهداء ؟ ‪. . .‬‬
‫الذي يأت بشهادته قبل أن يسألا ! " ‪ .‬وإنا تب مت قدر على أدائها بل ضرر يلحقه ف‬
‫بدنه أو عرضه أو ماله أو أهله لقول ال تعال ‪ " - :‬ول يضار كاتب ول شهيد " ( ‪) 1‬‬
‫‪ .‬ومت كثر الشهود ول يش على الق ان يضيع كانت الشهادة ف هذه الالة مندوبة‬

‫‪170‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فإن تلف عنها لغي عذر ل يأث ‪ .‬ومت تعينت فانه يرم أخذ الجرة عليها إل إذا تأذى‬
‫بالشي فله أجر ما يركبه ‪ ،‬أما إذا ل تتعي فإنه يوز أخذ الجرة ‪ .‬شروط قبول الشهادة‬
‫‪ :‬يشترط ف قبول الشهادة الشروط التية ‪ - 1 :‬السلم ‪ :‬فل توز شهادة الكافر على‬
‫السلم إل ف الوصية أثناء السفر عند المام أب حنيفة فإنه جوزها ف هذه الال هو‬
‫وشريح وإبراهيم النخعي وهو ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة الية رقم ‪/ ) . ( . 282‬‬
‫صفحة ‪ / 429‬قول الوزاعي لقول ال تعال ‪ " - :‬يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا‬
‫حضر أحدكم الوت حي الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيكم إن أنتم‬
‫ضربتم ف الرض فأصابتكم مصيبة الوت تبسونما من بعد الصلة فيقسمان بال إن‬
‫ارتبتم ل نشتري به ثنا ولو كان ذا قرب ول نكتم شهادة ال إنا إذا لن الثي ‪ .‬فإن عثر‬
‫على أنما استحقا إثا فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الوليان فيقسمان‬
‫بال لشهادتنا أحق من شهادتما وما اعتدينا إنا إذا لن الظالي " ( ‪ ) 1‬وكذلك أجاز‬
‫الحناف شهادة الكفار بعضهم على بعض لن النب صلى ال عليه وسلم رجم يهوديي‬
‫بشهادة اليهود عليهما بالزن ‪ .‬وعن الشعب ‪ :‬أن رجل من السلمي حضرته الوفاة‬
‫بدقوقاء هذه ول يد أحدا من السلمي يشهده على وصيته فأشهد رجلي من أهل‬
‫الكتاب ‪ ،‬فقدما الكوفة وأتيا الشعري ‪ -‬هو أبو موسى ‪ -‬فأخباه ‪ ،‬وقدما بتركته‬
‫ووصيته ‪ .‬فقال الشعري ‪ :‬هذا أمر ل يكن بعد الذي كان على عهد رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 429‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الائدة الية رقم ‪ / ) . ( . 107 ، 106‬صفحة ‪/ 430‬‬
‫فأحلفهما بعد العصر بال ما خانا ول كذبا ول بدل ول كتما ول غيا ‪ ،‬وانا لوصية‬
‫الرجل وتركته فأمضى شهادتما ‪ .‬قال الطاب فيه دليل على أن شهادة أهل الذمة مقبولة‬
‫على وصية السلم ف السفر خاصة ‪ .‬وقال أحد ‪ :‬ل تقبل شهادتم ال ف مثل هذا‬
‫الوضوع للضرورة ‪ .‬ا ‪ .‬ه‍ وقال الشافعي ومالك ‪ :‬ل توز شهادة الكافر على السلم ل‬
‫ف الوصية أثناء السفر ول ف غيها ‪ .‬والية منسوخة عندهم ‪ .‬شهادة الذمي للذمي ‪ :‬أما‬

‫‪171‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شهادة الذمي للذمي فهي موضع اختلف عند الفقهاء ‪ .‬قال الشافعي ومالك ‪ :‬ل تقبل‬
‫شهادة الذمي ل على مسلم ول على كافر ‪ .‬قال أحد ‪ :‬ل توز شهادة أهل الكتاب‬
‫بعضهم على بعض ‪ .‬وقال الحناف ‪ :‬شهادة بعضهم على بعض جائزة والكفر كله ملة‬
‫واحدة ‪ .‬وقال الشعب وابن أب ليلى واسحاق ‪ :‬شهادة اليهودي على اليهودي جائزة ‪-‬‬
‫ول توز على النصران والجوسي لنا ملل متلفة ‪ .‬ول توز شهادة أهل ملة على ملة‬
‫اخرى ‪ / .‬صفحة ‪ - 2 / 431‬والعدالة ‪ :‬صفة زائدة عن السلم ويب توافرها ف‬
‫الشهود بيث يغلب خيهم شرهم ‪ ،‬ول يرب عليهم اعتياد الكذب لقول ال تعال ‪" :‬‬
‫وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة ل " ( ‪ . ) 1‬وقوله تعال ‪ " :‬من ترضون من‬
‫الشهداء " ( ‪ . ) 2‬وقوله تعال ‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا " (‬
‫‪ ) 3‬وقول الرسول صلى ال عليه وسلم ف رواية أب داود ‪ :‬ل توز شهادة خائن‬
‫ولخائنة ولزان ولزانية " فل تقبل شهادة الفاسق ول من اشتهر بالكذب أو بسوء الال‬
‫وفساد الخلق هذا هو الختار ف معن العدالة ( ‪ ( . ) 4‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الطلق‬
‫الية رقم ‪ ) 2 ( . 2‬سورة البقرة الية رقم ‪ ) 3 ( . 282‬سورة الجرات الية رقم ‪6‬‬
‫‪ ) 4 ( .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬يكفي ف العدالة ظاهر السلم وأل تعلم منه ما يرح شرفه‬
‫وسعته وهذا ف الموال دون الدود ‪ .‬وأجاز ف الزواج شهادة الفسقة وقال ينعقد‬
‫بشهادة فاسقي ‪ .‬وبعض الالكية جوز القضاء بشهادة غي العدول للضرورة وشهادة من‬
‫ل تعرف عدالته ف المور اليسية ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 432‬أما الفقهاء فقالوا ‪ :‬إنا‬
‫مقيدة بالصلح ف الدين وبالتصاف بالروءة ‪ .‬أما الصلح ف الدين فيتم بأداء الفرائض‬
‫والنوافل واجتناب الحرمات والكروهات وعدم ارتكاب كبية أو إصرار على صغية ‪.‬‬
‫أما الروءة فهي أن يفعل النسان ما يزينه ويترك ما يشينه من القوال والفعال ‪ .‬وهل‬
‫تقبل شهادة الفاسق إذا تاب ؟ اتفق الفقهاء على قبول شهادة الفاسق إذا تاب ‪ .‬إل أن‬
‫المام أبا حنيفة قال ‪ :‬إذا كان فسقه بسبب القذف ف حق الغي فإن شهادته لتقبل ‪،‬‬
‫لقول ال تعال ‪ " :‬والذين يرمون الحصنات ث ل يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثاني‬
‫جلدة ول تقبلوا لم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون " ( ‪ - 4 ، 3 . ) 1‬البلوغ والعقل‬
‫‪ :‬ولا كانت العدالة شرطا ف قبول الشهادة فإن البلوغ والعقل شرط ف العدالة ‪ .‬فل تقبل‬

‫‪172‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شهادة الصغي ‪ -‬ولو شهد على صب مثله ‪ -‬ول الجنون ول العتوه لن شهادتم ل تفيد‬
‫( هامش ) سورة النور الية رقم ‪ / . ) . ( 4‬صفحة ‪ / 433‬اليقي الذي يكم بقتضاه‬
‫‪ .‬وأجاز المام مالك شهادة الصبيان ف الراح ما ل يتلفوا ول يتفرقوا كما أجازها عبد‬
‫ال بن الزبي ‪ .‬وكذلك عمل الصحابة وفقهاء الدينة بشهادة الصبيان على تارح بعضهم‬
‫بعضا ‪ ،‬وهذا هو الراجح ‪ .‬فإن الرجال ل يضرون معهم ف لعبهم ‪ ،‬ولو ل تقبل شهادتم‬
‫وشهادة النساء منفردات لضاعت القوق وتعطلت وأهلت مع غلبة الظن أو القطع‬
‫بصدقهم ‪ ،‬ولسيما إذا جاءوا متمعي قبل تفرقهم ورجوعهم إل بيوتم وتواطأوا على‬
‫خب واحد ‪ ،‬وفرقوا وقت الداء واتفقت كلمتهم ‪ ،‬فان الظن الاصل حينئذ من شهادتم‬
‫أقوى بكثي من الظن الاصل من شهادة رجلي ‪ ،‬وهذا ما ل يكن دفعه وجحده ‪ ،‬فل‬
‫نظن بالشريعة الكاملة ‪ ،‬الفاضلة النتظمة لصال العباد ف العاش والعاد أنا تمل مثل هذا‬
‫الق وتضيعه مع ظهور أدلته وقوتا ‪ ،‬وتقبله مع الدليل الذي هو دون ذلك ‪ - 5 .‬الكلم‬
‫‪ :‬ول بد أن يكون الشاهد قادرا على الكلم ‪ ،‬فإذا كان أخرس ليستطيع النطق فان‬
‫شهادته لتقبل ‪ ،‬ولو كان يعب بالشارة وفهمت اشارته إل إذا فقه السنة ‪ / 28 -‬صفحة‬
‫‪ / 434‬كتب الشهادة بطه ‪ ،‬وهذا عند أب حنيفة وأحد والصحيح من مذهب الشافعي‬
‫‪ - 6 .‬الفظ والضبط ‪ :‬فل تقبل شهادة من عرف بسوء الفظ وكثرة السهو والغلط‬
‫لفقد الثقة بكلمه ‪ ،‬ويلحق به الغفل ومن على شاكلته ‪ - 7 .‬نفي التهمة ‪ :‬ولتقبل‬
‫شهادة التهم بسبب الحبة أو العداوة ‪ .‬وخالف ف ذلك عمر بن الطاب وشريح وعمر‬
‫بن عبد العزيز والعترة وأبو ثور وابن النذر والشافعي ف أحد قوليه وقالوا ‪ :‬تقبل شهادة‬
‫الولد لوالده و الوالد لولده ما دام كل منهما عدل مقبول الشهادة ‪ :‬أفاده الشوكان وابن‬
‫رشد ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 434‬‬
‫فل تقبل شهادة العدو على عدوه إذا كانت العداوة بينهما عداوة دنيوية لوجود التهمة ‪.‬‬
‫أما إذا كانت العداوة دينية فإنا ل توجب التهمة لن الدين ينهي عن شهادة الزور ‪ .‬فل‬
‫توجد التهمة ف هذه الالة ‪ .‬وكذلك ل تقبل شهادة الصل كالولد يشهد الوالده‬

‫‪173‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وشهادة الفرع كالوالد يشهد لولده ولكن توز الشهادة عليهما ‪ .‬ومثل ذلك الم تشهد‬
‫لبنها والبن يشهد لمه ‪ .‬والادم الذي ‪ /‬صفحة ‪ / 435‬ينفق عليه صاحب البيت ‪،‬‬
‫فإن الشهادة ف هذه الال ل تقبل لوجود التهمة ولا روته السيدة عائشة أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ " :‬لتقبل شهادة خائن ول خائنة ولذي غمر ( ‪ ) 1‬على أخيه‬
‫السلم ‪ .‬ول شهادة الولد لوالده ول شهادة الوالد لولده " ‪ .‬وروى عمرو بن شعيب عن‬
‫أبيه عن جده قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " " :‬ل توز شهادة خائن ول‬
‫خائنة ولذي غمر على أخيه ول توز شهادة القانع لهل البيت ‪ .‬والقانع الذي ينفق عليه‬
‫أهل البيت " ‪ ،‬رواه أحد وأبو داود قال ف التلخيص لبن حجر ‪ :‬وسنده قوي ‪ .‬وقال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل تقبل شهادة خصم على خصمه " اعتمد الشافعي هذا الب ‪.‬‬
‫قال الافظ ‪ :‬ليس له إسناد صحيح لكن له ( هامش ) ( ‪ ) 1‬صاحب القد ‪ :‬والعداوة‬
‫تظهر ف القوال أو الفعال ومن مظاهرها أن يفرح با يصيب عدوه من ضي ويزن لا‬
‫يصيبه من خي ويتمن له كل شر ‪ .‬وذكر الفقهاء من أسباب العداوة القذف والغضب‬
‫والسرقة والقتل وقطع الطريق فل تقبل شهادة الغضوب منه على الغاضب ول شهادة‬
‫القذوف على القاذف ول السروق على السارق ول ول القتول على القاتل ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 436‬طرق يتقوى بعضها ببعض ‪ .‬أفاده الشوكان ‪ .‬ويدخل ف هذا الباب‬
‫شهادة الزوج لزوجته والزوجة لزوجها لن الزوجية مظنة للتهمة إذ الغالب فيها الحاباة ‪.‬‬
‫وف بعض روايات الديث ‪ " :‬لتقبل شهادة الرأة لزوجها ول شهادة الزوج لمرأته " ‪.‬‬
‫وأخذ بذا مالك وأحد وأبو حنيفة ‪ .‬وأجازها الشافعي وأبو ثور والسن ‪ .‬أما شهادة‬
‫القرباء من غي هؤلء كالخ لخيه فإنا توز ‪ .‬وما ورد ف بعض الحاديث من عدم‬
‫صحة شهادة القريب لقريبه فقد قال الترمذي ‪ :‬ليعرف هذا من حديث الزهري إل من‬
‫هذا الوجه ول يصح عندنا إسناده وكذلك توز شهادة الصديق لصديقه ‪ .‬وقال مالك ‪:‬‬
‫لتقبل شهادة الخ النقطع إل أخيه والصديق اللطف ‪ .‬شهادة مهول الال ‪ :‬والظاهر‬
‫أن شهادة مهول الال غي مقبولة ‪ .‬فقد شهد عند عمر رضي ال عنه رجل فقال له عمر‬
‫‪ - :‬لست أعرفك ‪ ،‬ول يضرك أن ل أعرفك ‪ ،‬ائت بن يعرفك ‪ / .‬صفحة ‪ / 437‬فقال‬
‫رجل من القوم ‪ :‬أنا أعرفه ‪ .‬قال ‪ :‬بأي شئ تعرفه ؟ قال ‪ :‬بالعدالة والفضل ‪ .‬قال ‪ :‬هو‬

‫‪174‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جارك الدن الذي تعرف ليله وناره ومدخله ومرجه ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬فعاملته بالدينار‬
‫والدرهم اللذين يستدل بما على الورع ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬فرافقك ف السفر الذي‬
‫يستدل به على مكارم الخلق ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬لست تعرفه ‪ .‬ث قال للرجل ‪ :‬ائت‬
‫بن يعرفك ‪ .‬قال ابن كثي ‪ .‬رواه البغوي بإسناد حسن ‪ .‬شهادة البدوي ‪ :‬ذهب أحد‬
‫وجاعة من أصحابه وأبو عبيد وف رواية عن مالك إل عدم قبول شهادة البدوي على‬
‫القروي لديث أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ / :‬صفحة ‪ " / 438‬ل توز‬
‫شهادة بدوي على صاحب قرية " ‪ .‬روه أبو داود وابن ماجه ‪ .‬ورجال إسناده احتج بم‬
‫مسلم ف صحيحه ‪ .‬والبدوي هو ساكن البادية الذي يرتل من مكان إل مكان ‪.‬‬
‫والقروي الضري الذي يسكن القرية وهي الصر الامع ‪ .‬والنع من شهادته من أجل‬
‫جفائه وجهله وقلة شهوده ما يقع ف الصر فل تكون شهادته موضع الثقة ‪ .‬والصحيح‬
‫جواز شهادته إذا كان عدل مرضيا وهو من رجالنا وأهل ديننا ‪ ،‬والعمومات ف القرآن‬
‫الدالة على قبول شهادة العدول تسوي بي البدوي والقروي ‪ .‬وكونه بدويا ككونه من‬
‫بلد آخر ‪ .‬وإل هذا ذهب الشافعي وجهور الفقهاء ‪ .‬وأما الديث التقدم فيحمل على‬
‫الاهل ول يشمل كل بدوي بدليل أن الرسول صلى ال عليه وسلم قبل شهادة البدوي‬
‫ف ثبوت اللل ‪ .‬شهادة العمى ‪ :‬شهادة العمى جائزة عند مالك وأحد فيما طريقه ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 439‬السماع إذا عرف الصوت ‪ ،‬فتجوز شهادته ف النكاح والطلق والبيع‬
‫والجارة والنسب والوقف واللك الطلق والقرار ونو ذلك ‪ ،‬سواء كان تمله وهو‬
‫أعمى أو كان بصيا أثناء التحمل ث عمي ‪ .‬قال ابن القاسم ‪ :‬قلت لالك ‪ " :‬فالرجل‬
‫يسمع جاره من وراء الائط ‪ -‬ول يراه ‪ -‬يسمعه يطلق امرأته فيشهد عليه وقد عرف‬
‫الصوت ‪ .‬قال مالك ‪ :‬شهادته جائزة ‪ .‬وقالت الشافعية ‪ :‬ل تقبل شهادة العمى إل ف‬
‫خسة مواضع ‪ :‬النسب ‪ ،‬والوت ‪ ،‬واللك الطلق والترجة وعلى الضبوط وما تمله قبل‬
‫العمى ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬لتقبل شهادته أصل ‪ .‬نصاب الشهادة ‪ :‬الشهادة إما أن تكون‬
‫ف القوق الالية أو البدنية أو الدود والقصاص ‪ ،‬ولكل حالة من هذه الالت عدد‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 439‬‬

‫‪175‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من الشهداء لبد منه حت تثبت الدعوى ‪ ،‬وفيما يلي بيان ذلك كله ‪ / :‬صفحة ‪/ 440‬‬
‫شهادة الربعة ‪ :‬نصاب الشهادة ف حد الزنا أربعة ( ‪ ) 1‬رجال ‪ ،‬لقول ال تعال ‪" - :‬‬
‫واللت يأتي الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم " ( ‪ . ) 2‬وقوله تعال‬
‫‪ " :‬والذين يرمون الحصنات ث ل يأتوا بأربعة شهداء " ( ‪ . ) 3‬وقوله تعال ‪ " :‬لول‬
‫جاءوا عليه بأربعة شهداء " ( ‪ . ) 4‬شهادة الثلثة ‪ :‬قالت النابلة ‪ :‬إن من عرف غناه إذا‬
‫ادعى أنه فقي ليأخذ من الزكاة ل يقبل منه إل ثلثة شهود من الرجال على ادعائه ‪،‬‬
‫واستدل على كلمه هذا بديث قبيصة بن مارق ‪ :‬عن قبيصة بن مارق اللل رضي ال‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬جوز الظاهرية شهادة امرأتي مكان كل رجل فإذا شهد ثان نسوة‬
‫وحدهن قيلت شهادتن ( وجوز عطاء شهادة ثلثة رجال وامرأتي ) ‪ ) 2 ( .‬سورة‬
‫النساء الية رقم ‪ ) 3 ( . 15‬سورة النور الية رقم ‪ ) 4 ( . 4‬سورة النور الية رقم ‪13‬‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 441‬عنه قال ‪ :‬تملت حالة فأتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أسأله فيها ‪ ،‬فقالت ‪ :‬أقم حت تأتينا الصدقة فنأمر لك با ‪ .‬ث قال ‪ :‬يا قبيصة ‪ ،‬إن السألة‬
‫ل تل إل لحد ثلثة رجل تمل حالة فحلت له السألة حت يصيبها ث يسك ‪ ،‬ورجل‬
‫أصابته جائحة اجتاحت ‪ ،‬ماله فحلت له السألة حت يصيب قواما من عيش أو سدادا من‬
‫عيش ‪ ،‬ورجل أصابته فاقة حت يقول ثلثة من ذوي الجا من قومه ‪ :‬لقد أصابت فلنا‬
‫فاقة ‪ ،‬فحلت له السألة حت يصيب قواما أو سدادا من عيش فما سواهن من السألة يا‬
‫قبيصة سحتا يأكلها صاحبها سحتا ‪ .‬رواه مسلم وأبو داود والنسائي ‪ .‬شهادة الرجلي‬
‫دون النساء ‪ :‬تقبل شهادة الرجلي دون النساء ف جيع القوق وف الدود ما عدا الزنا‬
‫الذي يشترط فيه أربعة شهود ‪ .‬فإن شهادة النساء ف الدود غي جائزة عند عامة الفقهاء‬
‫خلفا للظاهرية ‪ .‬يقول ال تعال ف الطلق والرجعة ‪ " :‬وأشهدوا ذوي عدل منكم " (‬
‫‪ . ) 1‬وروى البخاري ومسلم أن الرسول صلى ال عليه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الطلق‬
‫الية رقم ‪ / ) . ( . 2‬صفحة ‪ / 442‬وسلم قال للشعث بن قيس ‪ " :‬شاهداك أو يينه‬
‫" ‪ .‬شهادة الرجلي أو الرجل وامرأتي ‪ :‬قال ال تعال ‪ " :‬واستشهدوا شهيدين من‬
‫رجالكم فإن ل يكونا رجلي فرجل وامرأتان من ترضون من الشهداء أن تضل ( ‪) 1‬‬
‫إحداها فتذكر إحداها الخرى " ( ‪ . ) 2‬أي اطلبوا الشهادة من رجلي فإن ل يكونا‬

‫‪176‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رجلي فرجل وامرأتان ‪ ،‬وهذا ف قضايا الموال كالبيع والقروض والديون كلها والجارة‬
‫والرهن والقرار والغصب ‪ .‬وقالت الحناف ‪ :‬شهادة النساء مع الرجال جائزة ف الموال‬
‫والنكاح والرجعة والطلق وكل شئ إل ف الدود والقصاص ‪ ،‬ورجح هذا ابن القيم‬
‫وقال ‪ :‬إذا جوز الشارع استشهاد النساء ف وثائق الديون الت تكتبها الرجال مع أنا إنا‬
‫تكتب غالبا ف مامع الرجال فلن يسوغ ذلك فيما تشهده النساء كثيا كالوصية‬
‫والرجعة أول ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬ان تضل إحداها ‪ :‬أي تنسى جزءا من الشهادة فتذكر‬
‫وتنبه أختها إذا غفلت ونسيت ‪ ) 2 ( .‬سورة البقرة الية رقم ‪ / ) . ( . 282‬صفحة‬
‫‪ / 443‬وعند مالك والشافعية وكثي من الفقهاء توز ف الموال وتوابعها خاصة ول‬
‫تقبل ف أحكام البدان ‪ ،‬مثل الدود والقصاص والنكاح والطلق والرجعة ‪ ،‬واختلفوا ف‬
‫قبولا ف حقوق البدان التعلقة بالال فقط ‪ ،‬مثل الوكالت والوصية الت ل تتعلق إل‬
‫بالال فقيل ‪ :‬يقبل فيه شاهد وامرأتان ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ل يقبل إل رجلن ‪ .‬وعلل القرطب قبول‬
‫الشهادة ف الموال دون غيها فقال ‪ " :‬لن الموال كثر ال أسباب توثيقها لكثرة‬
‫جهات تصيلها وعموم البلوي با وتكررها ‪ .‬فجعل فيها التوثق تارة بالكنبة وتارة‬
‫بالشهاد وتارة بالرهن وتارة بالضمان وأدخل ف جيع ذلك النساء مع الرجال ‪ .‬شهادة‬
‫الرجل الواحد ‪ :‬تقبل شهادة الرجل الواحد العدل ف العبادات كالذان والصلة والصوم ‪.‬‬
‫قال ابن عمر ‪ " :‬أخبت النب صلى ال عليه وسلم أن رأيت اللل فصام وأمر الناس‬
‫بصيامه " أي صيام رمضان ‪ .‬وأجاز الحناف شهادة الرجل الواحد ف بعض الالت‬
‫الستثنائية مثل ‪ :‬شهادته على الولدة وشهادة العلم ‪ /‬صفحة ‪ / 444‬وحده ف قضايا‬
‫الصبيان ‪ ،‬وشهادة البي ف تقوي الثلثات ‪ .‬وشهادة الواحد ف تزكية الشهود وجرحهم‬
‫وف إخبار عزل الوكيل وف إخبار عيب البيع ‪ .‬وقد اختلف الفقهاء ف ترجة الترجم‬
‫الواحد العدل ‪ .‬فذهب مالك وأبو حنيفة وأبو يوسف إل قبول ترجته ‪ .‬وقال بقية الئمة‬
‫وممد بن السن ‪ :‬الترجة كالشهادة ل يقبل فيها الترجم الواحد ‪ .‬ومن الفقهاء من قبل‬
‫شهادة الرجل الواحد ‪ .‬الصادق مثل ابن القيم قال ‪ :‬والصواب ان كل ما بي الق فهو‬
‫بينة ول يعطل ال ول رسوله حقا بعد ما تبي بطريق من الطرق أصل ‪ ،‬بل حكم ال‬

‫‪177‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ورسوله الذي ل حكم له سواه أنه مت ظهر الق ووضح بأي طريق كان ‪ ،‬وجب تنفيذه‬
‫ونصره‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 444‬‬
‫وحرم تعطيله وإبطاله " ا ‪ .‬ه‍ ‪ .‬وقال ‪ " :‬يوز للحاكم الكم بشهادة الرجل الواحد ‪ ،‬إذا‬
‫عرف صدقة ‪ ،‬ف غي الدود ‪ .‬ول يوجب ال على الكام أن ل يكموا إل بشاهدين‬
‫أصل ‪ ،‬وإنا أمر صاحب الق أن يفظ حقه بشاهدين أو بشاهد وامرأتي ‪ ،‬وهذا ل يدل‬
‫على أن الاكم ل يكم بأقل من ‪ /‬صفحة ‪ / 445‬ذلك ‪ ،‬بان قد حكم النب صلى ال‬
‫عليه وسلم بالشاهد واليمي وبالشاهد فقط " ‪ .‬فالطرق الت يكم با الاكم أوسع من‬
‫الطرق الت أرشد ال صاحب الق إل أن يفظ حقه با ‪ :‬أجاز الرسول ف شهادة‬
‫العراب وحده على رؤية اللل ‪ ،‬وأجاز شهادة الشاهد ف قضية سلب ‪ ،‬وقبل شهادة‬
‫الرأة الواحدة إذا كانت ثقة فيما ل يطلع عليه إل النساء ‪ .‬وجعل شهادة خزية كشهادة‬
‫رجلي وقال ‪ " :‬من شهد له خزية فحسبه " ‪ .‬وليس هذا مصوصا بزية دون من هو‬
‫خي منه أو مثله من الصحابة ‪ ،‬فلو شهد أبو بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو أب بن‬
‫كعب لكان أول بالكم بشهادته وحده ‪ .‬قال أبو داود ‪ :‬باب إذا علم الاكم صدق‬
‫الشاهد الواحد يوز له أن يكم به " ا ‪ .‬ه‍ الشهادة على الرضاع ‪ :‬ذهب ابن عباس‬
‫وأحد إل أن شهادة الرضعة وحدها تقبل لا أخرجه البخاري أن عقبة بن الارث تزوج‬
‫أم يي بنت أب إهاب فجاءت امرأة فقالت ‪ :‬قد أرضعتكما ‪ .‬فسأل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال ‪ / :‬صفحة ‪ / 446‬كيف ؟ وقد قيل ؟ ففارقها عقبة فنكحت زوجا غيه ‪.‬‬
‫وقالت الحناف ‪ :‬الرضاع كغيه لبد من شهادة رجلي أو رجل وامرأتي ول تكفي‬
‫شهادة الرضعة لنا تقرر فعلها ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬لبد من شهادة امرأتي ‪ .‬وقال الشافعي ‪:‬‬
‫تقبل شهادة الرضعة مع ثلث نسوة بشرط أن ل تعرض بطلب أجرة ‪ .‬وأجابوا عن‬
‫حديث عقبة بأنه ممول على الستحباب والتحرز عن مظان الشتباه ‪ .‬الشهادة على‬
‫الستهلل ( ‪ : ) 1‬أجاز ابن عباس شهاده القابلة وحدها ف الستهلل ‪ ،‬وقد روي عن‬
‫الشعب والنخعي وروي عن علي وشريح أنما قضيا بذا ‪ .‬وذهب مالك إل أنه لبد من‬

‫‪178‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شهادة امرأتي مثل الرضاع ‪ .‬وجرى الشافعي على قبول شهادة النساء ف الستهلل‬
‫ولكنه اشترط شهادة أربع منهن ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬يثبت الستهلل بشهادة رجلي أو‬
‫رجل وامرأتي لنه ثبوت إرث ‪ .‬فأما ف حق الصلة عليه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الستهلل ‪:‬‬
‫صراخ الطفل عند الولدة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 447‬والغسل فيقبل فيه شهادة امرأة‬
‫واحدة ‪ .‬وعند النابلة ‪ :‬أن مال يطلع عليه الرجال غالبا يقبل فيه شهادة امرأة عدل كما‬
‫روي عن حذيفة ان النب صلى ال عليه وسلم أجاز شهادة القابلة وحدها ‪ .‬ذكره الفقهاء‬
‫ف كتبهم ‪ .‬والذي ل يطلع عليه الرجال غالبا مثل عيوب النساء تت الثياب والبكارة‬
‫والثيوبة واليض والولدة والستهلل والرضاع والرقق والقرن والصقل وكذلك جراحه‬
‫وغيها من حام وعرس ونوها ما ل يضره الرجال ‪ .‬قالوا ‪ :‬والرجل ف هذا كالرأة‬
‫وأول لكماله ‪ / .‬صفحة ‪ / 448‬اليمي اليمي عند العجز عن الشهادة ‪ :‬إذا عجز الدعي‬
‫بق على آخر عن تقدي البينة وأنكر الدعى عليه هذا الق فليس له إل يي الدعى عليه ‪،‬‬
‫وهذا خاص بالموال والعروض وليوز ف دعاوى العقوبات والدود وف الديث الذي‬
‫رواه البيهقي والطبان بإسناد صحيح ‪ " :‬البينة على الدعي واليمي على من أنكر " ‪ .‬ولا‬
‫رواه البخاري ومسلم عن الشعث بن قيس قال ‪ " :‬كان بين وبي رجل خصومة ف‬
‫بئر ‪ ،‬فاختصمنا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ " :‬شاهداك أو يينه " ‪ .‬فقلت ‪:‬‬
‫إنه يلف وليبال ‪ ،‬فقال ‪ " :‬من حلف على يي يقتطع با مال امرئ مسلم لقي ال وهو‬
‫عليه غضبان " ‪ ،‬وأخرج مسلم من حديث وائل بن ‪ /‬صفحة ‪ / 449‬حجر ‪ :‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال للكندي ‪ :‬ألك بينة ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬فلك يينه ‪ .‬فقال ‪ :‬يا‬
‫رسول ال ‪ ،‬الرجل فاجر ل يبال على ما حلف ‪ ،‬وليس يتورع من شئ ‪ .‬فقال ‪ :‬ليس‬
‫لك منه إل ذلك " ‪ .‬واليمي ل تكون إل بال أو باسم من أسائه ‪ ،‬وف الديث " من‬
‫كان حالفا فليحلف بال أو ليصمت " ‪ .‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ :‬لرجل حلفه ‪ :‬احلف بال الذي لإله إل هو ما له عندك شئ " رواه‬
‫أبو داود والنسائي ‪ .‬هل تقبل البينة بعد اليمي ؟ ‪ :‬ومت حلف الدعى عليه اليمي ردت‬
‫دعوى الدعي بل خلف ‪ .‬فإذا عاد الدعي بعد يي الدعى عليه وعرض البينة فهل تقبل‬
‫دعواه ؟ اختلف العلماء ف هذه السألة على ثلثة أقوال ‪ :‬فمنهم من قال ‪ :‬لتقبل ‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ومنهم من قال ‪ :‬تقبل ‪ .‬ومنهم من فصل ‪ .‬فالذين رأوا أنا ل تقبل هم الظاهرية وابن أب‬
‫فقه السنة ‪ / 29 -‬صفحة ‪ / 450‬ليلى وأبو عبيد ‪ ،‬ورجح الشوكان هذا الرأي فقال ‪:‬‬
‫" وأما كونا لتقبل البينة بعد اليمي فلما يفيده قوله صلى ال عليه وسلم " شاهداك أو‬
‫يينه " ‪ .‬فاليمي إذا كانت تطلب من الدعى عليه فهي مستند للحكم الصحيح ‪ ،‬ول يقبل‬
‫الستند التخالف لا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 450‬‬
‫بعد فعلها ‪ ،‬لنه ل يصل لكل واحد منهما إل مرد ظن ‪ .‬ول ينقض الظن بالظن ‪.‬‬
‫والذين رأوا أنا تقبل هم النفية والشافعية والنابلة وطاوس وابراهيم النخعي وشريح فقد‬
‫قالوا ‪ " :‬البينة العادلة أحق من اليمي الفاجرة " وهو رأي عمر ابن الطاب ‪ ،‬وحجتهم‬
‫أن اليمي حجة ضعيفة ل تقطع الناع فتقبل البينة بعدها ‪ ،‬لنا هي الصل واليمي هي‬
‫اللف ومت جاء الصل انتهى حكم اللف ‪ .‬وأما مالك والغزال من الشافعية فقد قالوا ‪:‬‬
‫بواز تقدي الدعي البينة على صدق دعواه بعد يي الدعى عليه مت كان جاهل وجود‬
‫البينة قبل عرض اليمي ‪ .‬أما إذا فقد هذا الشرط بأن كان عالا بأن له بينة واختار تليف‬
‫الدعى عليه اليمي ‪ ،‬ث رأى بعد حلفها تقدي بينته ‪ ،‬فل يقبل منه ذلك ‪ ،‬لن حكم بينته‬
‫قد ‪ /‬صفحة ‪ / 451‬سقط بالتحليف ‪ .‬النكول عن اليمي ‪ :‬إذا عرضت اليمي على‬
‫الدعى عليه لعدم وجود بينة الدعي فنكل ول يلفها اعتب نكوله هذا مثل إقراره بالدعوى‬
‫‪ ،‬لنه لو كان صادقا ف إنكاره لا امتنع عن اللف ‪ .‬والنكول يكون صراحة أو دللة‬
‫بالسكوت ‪ .‬وف هذه الال لترد اليمي على الدعي فل يلف على صدق الدعوى الت‬
‫يدعيها ‪ ،‬لن اليمي تكون على النفي دائما ‪ ،‬ودليل ذلك قوله صلى ال عليه وسلم "‬
‫البينة على الدعي واليمي على من أنكر " ‪ .‬وهذا مذهب الحناف واحدى الروايتي عن‬
‫أحد ‪ .‬وعند مالك والشافعي والرواية الثانية عن أحد ‪ :‬أن النكول وحده ل يكفي‬
‫للحكم على الدعى عليه ‪ ،‬لنه حجة ضعيفة يب تقويتها بيمي الدعي على أنه صادق‬
‫ف دعواه وإن ل يطلب الدعى عليه ذلك ‪ ،‬فإذا حلف حكم له بالدعوى وال ردت ‪.‬‬
‫ودليل ذلك أن النب صلى ال عليه وسلم رد اليمي على طالب الق ‪ .‬ولكن ف اسناد‬

‫‪180‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هذا الديث مسروق وهو غي معروف ‪ .‬وف ‪ /‬صفحة ‪ / 452‬اسناده اسحاق بن‬
‫الفرات وفيه مقال ‪ .‬وقد قصر مالك هذا الكم على دعوى الال خاصة ‪ .‬وقال الشافعي‬
‫‪ :‬هو عام ف جيع الدعاوى ‪ .‬وذهب أهل الظاهر وابن أب ليلى إل عدم العتداد بالنكول‬
‫وأنه ل يقضى به ف شئ قط ‪ ،‬وأن اليمي لترد على الدعي وأن الدعى عليه إما أن يقر‬
‫بق الدعي وإما أن ينكر ويلف على براءة ذمته ‪ .‬ورجح هذا الشوكان فقال ‪ " :‬وأما‬
‫النكول فل يوز الكم به ‪ ،‬لن غاية ما فيه أن من عليه اليمي بكم الشرع ل يقبلها‬
‫ويفعلها ‪ ،‬وعدم فعله لا ليس بإقرار بالق ‪ ،‬بل ترك لا جعله الشارع عليه بقوله ‪ .‬ولكن‬
‫اليمي على الدعى عليه فعلى القاضي أن يلزمه بعد النكول عن اليمي بأحد أمرين ‪ :‬إما‬
‫اليمي الت نكل عنها أو القرار با ادعاه الدعي ‪ ،‬وأيهما وقع كان صالا للحكم به " ا ‪.‬‬
‫ه‍ ‪ .‬اليمي على نية الستحلف ‪ :‬اذا حلف أحد التقاضي كانت اليمي على نية القاضي‬
‫وعلى نية الستحلف الذي تعلق حقه فيها ل على نية الالف لا تقدم ف باب اليان قول‬
‫الرسول ‪ /‬صفحة ‪ / 453‬صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬اليمي على نية الستحلف " ‪ .‬فإذا‬
‫ورى الالف بأن أضمر تأويل يتلف عن اللفظ الظاهر كان ذلك غي جائز ‪ .‬وقيل ‪:‬‬
‫توز التورية إذا اضطر إليها بأن كان مظلوما ‪ .‬الكم بالشاهد مع اليمي ‪ :‬إذا ل تكن‬
‫للمدعي بينة سوى شاهد واحد فإنه يكم ف الدعوى بشهادة هذا الشاهد ويي الدعي‬
‫لا رواه الدارقطن من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قضى ف الق بشاهدين فإن جاء بشاهدين أخذ حقه ‪ .‬وإن جاء بشاهد واحد‬
‫حلف مع شاهده ‪ ،‬وإنا يكم بالشاهد مع اليمي ف جيع القضايا إل الدود والقصاص ‪.‬‬
‫وقصر بعض العلماء الكم بالشاهد واليمي ف الموال وما يتعلق با ‪ ،‬وأحاديث القضاء‬
‫بالشاهد واليمي رواها عن رسول ال صلى ال عليه وسلم نيف وعشرون شخصا ‪ .‬قال‬
‫الشافعي ‪ :‬القضاء بشاهد ويي ل يالف ظاهر القرآن لنه لينع أن يوز أقل ما نص‬
‫عليه ‪ / .‬صفحة ‪ / 454‬وبذا قضى أبو بكر وعلي وعمر بن عبد العزيز وجهور السلف‬
‫واللف ومنهم مالك وأصحابه والشافعي وأتباعه وأحد وأسحاق وأبو عبيد وأبو ثور‬
‫وداود ‪ .‬وهو الذي ل يوز خلفه ‪ .‬ومنع من ذلك الحناف والوزاعي وزيد بن علي‬
‫والزهري والنخعي وابن شبمة وقالوا ‪ :‬ل يكم بشاهد ويي أبدا ‪ .‬والحاديث الت‬

‫‪181‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وردت ف هذا حجة عليهم ‪ .‬القرينة القاطعة ‪ :‬القرينة هي المارة الت بلغت حد اليقي ‪،‬‬
‫ومثالا فيما إذا خرج أحد من دار خالية خائفا مدهوشا وف يده سكي ملوثة بالدم ‪،‬‬
‫فدخل ف الدار ورؤي فيها شخص مذبوح ف ذلك الوقت ‪ ،‬فل يشتبه ف كونه قاتل هذا‬
‫الشخص ‪ ،‬ول يلتفت إل الحتمالت الوهية الصرفة كأن يكون الشخص الذكور قتل‬
‫نفسه ‪ .‬ويؤخذ با مت اقتنع القاضي بأنا الواقع اليقي ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬ول يقف ظهور‬
‫الق على أمر معي ل فائدة ف تصيصه به مع مساواة غيه ف ظهور الق أو رجحانه ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 455‬عليه ترجيحا ل يكن جحده ودفعه ‪ ،‬كترجيح شاهد‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 455‬‬
‫الال على مرد اليد ف صورة من على رأسه عمامة وبيده عمامة وآخر خلفه مكشوف‬
‫الرأس يعدو إثره ‪ ،‬ول عادة له بكشف رأسه ‪ ،‬فبينة الال ودللته هنا تفيد من ظهور‬
‫صدق الدعي أضعاف ما يفيد مرد اليد عند كل أحد ‪ ،‬فالشارع ل يهمل مثل هذه البينة‬
‫والدللة ‪ ،‬ويضيع حقا يعلم كل أحد ظهوره وحجته ‪ .‬وذكر الحناف من أمثلتها أيضا ‪:‬‬
‫إذا اختلف رجلن ف سفينة فيها دقيق ‪ ،‬وكان أحدها تاجرا والخر سفانا ‪ ،‬وليس‬
‫لحدها بينة ‪ ،‬فالدقيق يكون للول والسفينة للثان وكذلك يعد منها ثبوت نسب الولد‬
‫من الزوج عمل بالديث الشريف " الولد للفراش " ‪ .‬اختلف الرجل والرأة ف متاع‬
‫البيت ‪ :‬وعند النابلة انه إذا اختلف شخصان ووجد ظاهر لحدها عمل به ‪ ،‬فلو تنازع‬
‫الزوجان ف قماش البيت فما يصلح للرجل فهو له وما يصلح للمرأة فهو لا وما يصلح‬
‫لما يقسم بينهما مناصفة ‪ ،‬وإن كان بايديهما تالفا وتناصفا فإن قويت يد أحدها مثل‬
‫حيوان يسوقه ‪ /‬صفحة ‪ / 456‬شخص ويركبه شخص آخر فهو للراكب لقوة يده ‪.‬‬
‫البينة الطية والوثائق الوثوق با ‪ :‬لا اعتاد الناس التعامل بالصكوك واعتمدوا عليها أفت‬
‫بعض العلماء من التأخرين بقبول الط والعمل به ‪ ،‬وأخذت بذلك ملة الحكام العدلية‬
‫وقبلت الثبات بصكوك الدين وقيود التجار وغيها ‪ ،‬إذا كانت سالة من شبهة التزوير‬
‫والتصنيع ‪ ،‬واعتبت القرار بالكناية كالقرار باللسان ‪ .‬وكذلك يعمل بالوراق الرسية‬
‫إذا كانت خالية من التزوير والفساد ‪ / .‬صفحة ‪ / 457‬التناقض التناقض قسمان ‪) 1 ( :‬‬

‫‪182‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تناقض الشهود ‪ ) 2 ( .‬تناقض الدعي ‪ .‬تناقض الشهود أو رجوعهم عن الشهادة ‪ :‬إذا‬
‫أدى الشهود الشهادة ث رجعوا عنها ف حضور القاضي قبل إصدار الكم تكون شهادتم‬
‫كأن ل تكن ويعزرون ‪ .‬وهذا رأي جهور الفقهاء ‪ ،‬أما إذا رجع الشهود عن الشهادة‬
‫بعد الكم ف حضور القاضي فل ينقض الكم الذي حكم به ويضمن الشهود الحكوم‬
‫به ‪ .‬وقد روي أن رجلي شهدا عند المام علي ‪ -‬كرم ال وجهه ‪ -‬على آخر بالسرقة‬
‫فقطع يده ث عادا بعد ذلك برجل غيه قائلي ‪ :‬إنا السارق هذا ‪ .‬فقال علي ‪ " :‬ل‬
‫أصدقكما على هذا الخر وأضمنكما دية يد الول ولو أن أعلمكما فعلتما ذلك عمدا‬
‫قطعت أيديكما " ‪ .‬وعلل شهاب الدين القراف رأي المهور هذا بقوله ‪ " :‬إن الكم‬
‫ثبت بقول عدول وسبب شرعي ‪ /‬صفحة ‪ / 458‬ودعوى الشهود بعد ذلك الكذب‬
‫اعتراف منهم أنم فسقة ‪ ،‬والفاسق ل ينقض الكم بقوله فيبقى الكم على ماكان عليه "‬
‫‪ .‬وذهب ابن السيب والوزاعي وأهل الظاهر إل نقض الكم عند الرجوع عن الشهادة‬
‫ف كل الحوال لن الكم ثبت بالشهادة فإذا رجع الشهود زال ما يثبت به الكم ‪،‬‬
‫وكذلك سائر الدود والقصاص عند بعض الفقهاء ل ينفذ الكم إذا رجع الشهود قبل‬
‫التنفيذ لن الدود تدرأ بالشبهات ‪ .‬تناقض الدعي ‪ :‬إذا سبق كلم من الدعي مناقض‬
‫لدعواه بطلت الدعوى ‪ ،‬فإذا أقر بال لغيه ث ادعى أنه له ‪ ،‬فهذا الدعاء الناقض لقراره‬
‫مبطل لدعواه ومانع من قبولا ‪ .‬وإذا أبرأ أحد آخر من جيع الدعاوى فل يصح له أن‬
‫يدعي عليه بعد ذلك مال لنفسه ‪ .‬نقض بينة الدعي ‪ :‬يوز للمدعى عليه أن يقدم البينة‬
‫الت يدفع با دعوى الدعي ليثبت براءة ذمته إذا كانت لديه هذه البينة ‪ .‬فإذا ل تكن له‬
‫مثل هذه البينة جاز له أن يقدم ‪ /‬صفحة ‪ / 459‬بينة تشهد بالطعن ف عدالة الشهود‬
‫وتريح بينة الدعي ‪ .‬تعارض البينتي ‪ :‬وإذا تعارضت البينتان ول يوجد ما يرجح إحداها‬
‫قسم الدعى بي الدعي والدعى عليه ‪ :‬فعن أب موسى أن رجلي ادعيا بعيا على عهد‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فبعث كل واحد منهما بشاهدين فقسمه النب صلى ال‬
‫عليه وسلم بينهما نصفي " رواه أبو داود والاكم والبيهقي ‪ .‬وأخرج أحد وأبو داود‬
‫وابن ماجه والنسائي من حديث أب موسى ‪ " :‬أن رجلي اختصما إل رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ف دابة ليس لواحد منهما بينة فجعلها بينهما نصفي " ‪ .‬وإل هذا ذهب‬

‫‪183‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أبو حنيفة ‪ ،‬فإن كان الدعى ف يد أحدها فعلى خصمه البينة ‪ ،‬فإن ل يأت با فالقول‬
‫لصاحب اليد مع يينه ‪ ،‬وكذلك لو أقام كل واحد منهما البينة كانت اليد مرجحة‬
‫للشهادة ‪ .‬فعن جابر ‪ ،‬أن رجلي اختصما ف ناقة ‪ ،‬فقال كل واحد منهما ‪ :‬نتجت‬
‫عندي ‪ ،‬وأقام بينة ‪ .‬فقضى با رسول ال صلى ال عليه وسلم لن هي ف يده ‪ .‬أخرجه‬
‫البيهقي ول يضعف اسناده ‪ / ،‬صفحة ‪ / 460‬وأخرج الشافعي نوه ‪ .‬تليف الشاهد‬
‫اليمي ‪ :‬إن عدالة الشهود ف هذا الزمن قد أصبحت غي معلومة فوجب تقويتها باليمي ‪.‬‬
‫وقد جاء ف ملة الحكام العدلية ‪ " :‬إذا أل الشهود عليه على الاكم قبل الكم بتحليف‬
‫الشهود ‪ :‬أنم ل يكونوا ف شهادتم كاذبي وكان هناك لزوم لتقوية الشهادة باليمي ‪،‬‬
‫كان للحاكم أن يلف الشهود وأن يقول لم ‪ :‬إن حلفتم قبلت شهادتكم وإل فل " ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 460‬‬
‫وقد ذهب إل هذا ابن أب ليلى وابن القيم وممد بن بشي قاضي قرطبة ‪ ،‬ورجحه ابن‬
‫نيم النفي ‪ ،‬وعند الحناف ‪ :‬أن الشاهد ل يي عليه لن لفظ الشهادة يتضمن معن‬
‫اليمي ‪ .‬وعند النابلة ‪ :‬ل يستحلف شاهد أنكر تمل الشهادة ول حاكم أنكر الكم‬
‫ول وصي على نفي دين على موص ‪ .‬ول يستحلف منكر النكاح والطلق والرجعة‬
‫واليلء والنسب والقود والقذف لنا ليست مال ول يقصد به ‪ /‬صفحة ‪ / 461‬الال‬
‫ول يقضى فيها بالنكول ‪ .‬شهادة الزور ( ‪ : ) 1‬شهادة الزور هي من أكب الكبائر وأعظم‬
‫الرائر لنا مناصرة للظال وهضم لق الظلوم وتضليل للقضاء وإيغار للصدور وتأريث‬
‫للشحناء بي الناس ‪ .‬يقول ال سبحانه ‪ " :‬فاجتنبوا الرجس من الوثان واجتنبوا قول‬
‫الزور " ( ‪ ) 2‬وعن ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬لن تزول قدم شاهد‬
‫الزور حت يوجب ال له النار " رواه ابن ماجه بسند صحيح ‪ .‬وروى البخاري ومسلم‬
‫عن أنس قال ‪ :‬ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم أو سئل عن الكبائر فقال ‪ :‬الشرك‬
‫بال ‪ ،‬وقتل النفس ‪ ،‬وعقوق الوالدين ‪ ،‬وقال ‪ :‬أل أنبئكم بأكب الكبائر ؟ قول الزور ‪ .‬أو‬
‫قال ‪ :‬شهادة الزور ‪ .‬وروي عن أب بكرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬قال الثعلب ‪ :‬الزور تسي الشئ ووصفه بلف صفته حت ييل إل من‬

‫‪184‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سعه أو رآه أنه بلف ما هو به ‪ ،‬فهو تويه الباطل با يوهم أنه حق ‪ ) 2 ( .‬سورة الج‬
‫الية رقم ‪ / ) . ( 30‬صفحة ‪ " / 462‬أل أنبئكم بأكب الكبائر ؟ قلنا ‪ :‬بلى يا رسول‬
‫ال ‪ .‬قال ‪ :‬الشراك بال ‪ ،‬وعقوق الوالدين ‪ -‬وكان متكئا قجلس وقال ‪ :‬ال وقول‬
‫الزور وشهادة الزور ‪ . . .‬فما زال يكررها حت قلنا ‪ :‬ليته سكت ( ‪ " ) 1‬عقوبة شاهد‬
‫الزور ‪ :‬رأي المام مالك والشافعي وأحد أن شاهد الزور يعزر ويعرف بأنه شاهد زور ‪.‬‬
‫وزاد المام مالك فقال ‪ :‬يشهر به ف الوامع والسواق ومتمعات الناس العامة عقوبة له‬
‫وزجرا لغيه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬شهادة الزور أكب من جرية الزنا أو السرقة ‪ .‬ولذا اهتم‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم بالتحذير منها لكونا أسهل على اللسان والتهاون با أكثر‬
‫والدوافع لا وفية من القد والعداوة وغي ذلك ‪ ،‬فاحتاجت ال الهتمام بشأنا ( ‪/ ) .‬‬
‫صفحة ‪ / 463‬السجن السجن قدي وقد جاء ف القرآن الكري أن يوسف عليه السلم‬
‫قال ‪ " :‬قال رب السجن أحب إل ما يدعونن إليه " ( ‪ . ) 1‬وذكر أنه دخل السجن‬
‫ولبث فيه بضع سني ‪ .‬وقد كان السجن على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وعلى‬
‫عهد الصحابة ومن بعدهم إل يومنا هذا ‪ .‬قال ابن القيم ‪ " :‬البس الشرعي ليس هو‬
‫البس ف مكان ضيق ‪ .‬وإنا هو تعويق الشخص ومنعه من التصرف بنفسه ‪ ،‬سواء كان‬
‫ف بيت أو مسجد أو كان بتوكيل الصم أو وكيله عليه وملزمته له ‪ .‬ولذا ساه النب‬
‫أسيا كما روى أبو داود وابن ماجه عنا لرماس بن حبيب عن ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة‬
‫يوسف الية رقم ‪ / ) . ( 33‬صفحة ‪ / 464‬أبيه قال ‪ :‬أتيت النب صلى ال عليه وسلم‬
‫بغري ل فقال ل ‪ :‬الزمه ‪ .‬ث قال ‪ :‬يا أخا بن تيم ‪ ،‬ما تريد أن تفعل بأسيك ؟ وف رواية‬
‫ابن ماجه ‪ :‬ث مرب ف آخر النهار فقال ‪ :‬ما فعل أسيك يا أخا بن تيم ؟ ث قال ابن القيم‬
‫‪ :‬وكان هذا هو البس على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وأب بكر رضي ال عنه‬
‫‪ .‬ول يكن مبس معد لبس الصوم ‪ .‬ولكن لا انتشرت الرعية ف زمن عمر بن الطاب‬
‫ابتاع بكة دارا وجعلها سجنا يبس فيها ‪ ،‬ولذا تنازع العلماء من أصحاب أحد وغيهم‬
‫‪ :‬هل يتخذ المام حبسا ‪ ،‬على قولي ‪ :‬فمن قال ‪ :‬ل يتخذ حبسا ‪ ،‬قال ‪ :‬ل يكن‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم ول لليفة بعده حبس ‪ ،‬ولكن يقومه ( أي الصم )‬
‫بكان من المكنة أو يقام عليه حافظ ‪ ،‬وهو الذي يسمى الترسيم ‪ .‬أو يأمر خصمه‬

‫‪185‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بلزمته كما فعل النب صلى ال عليه وسلم ومن قال ‪ :‬له " أي للمام " أن يتخذ حبسا‬
‫قال ‪ :‬قد اشترى عمربن الطاب من صفوان بن أمية دارا بأيعه آلف وجعلها حبسا " ا ‪.‬‬
‫ه‍ ‪ /‬صفحة ‪ / 465‬ف السجن المن والصلحة ‪ :‬قال الشوكان ‪ :‬إن البس وقع ف زمن‬
‫النبوة وف أيام الصحابة والتابعي فمن بعدهم إل الن ف جيع العصار والمصار من‬
‫دون إنكار ‪ ،‬وفيه من الصال مال يفى لو ل يكن منها إل حفظ أهل الرائم النتهكي‬
‫للمحارم الذين يسعون ف الضرار بالسلمي ويعتادون ذلك ويعرف من أخلقهم ول‬
‫يرتكبوا ما يوجب حدا ول قصاصا حت يقام ذلك عليهم فياح منهم العباد والبلد ‪،‬‬
‫فهؤلء إن تركوا وخلي بينهم وبي السلمي بلغوا من الضرار بم إل كل غاية ‪ .‬وإن‬
‫قتلوا كان سفك دمائهم بدون حقها ‪ ،‬فلم يبق إل حفظهم ف السجن واليلولة بينهم‬
‫وبي الناس بذلك حت تصح منهم التوبة ‪ ،‬أو يقضي ال ف شأنم ما يتاره ‪ .‬وقد أمرنا‬
‫ال تعال بالمر بالعروف والنهي عن‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 465‬‬
‫النكر والقيام بما ف حق من كان كذلك ل يكن بدن اليلولة بينه وبي الناس بالبس ‪،‬‬
‫كما يعرف ذلك من عرف أحوال كثي من هذا النس " ا ‪ .‬ه‍ ‪ / .‬صفحة ‪ / 466‬أنواع‬
‫البس ‪ :‬قال الطاب ‪ :‬البس على ضربي ‪ :‬حبس عقوبة ‪ ،‬وحبس استظهار فالعقوبة ل‬
‫تكون إل ف واجب ‪ .‬وأما ما كان ف تمة ‪ :‬فإنا يستظهر بذلك ليستكشف به عما‬
‫وراءه ‪ .‬وقد روي أنه صلى ال عليه وسلم حبس رجل ف تمة ساعة من نار ث خلى‬
‫سبيله ‪ .‬وهذا الديث رواه بزبن حكيم عن أبيه عن جده ‪ .‬ضرب التهم ‪ :‬ول يل حبس‬
‫أحد بدون حق ‪ .‬ومت حبس بق يب السارعة بالنظر ف أمره ‪ .‬فإن كان مذنبا أخذ‬
‫بذنبه ‪ .‬وإن كان بريئا أطلق سراحه ‪ .‬ويرم ضرب التهم لا فيه من إذلله وإهدار كرامته‬
‫‪ .‬وقد نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ضرب الصلي ‪ :‬أي السلمي ‪ .‬وهل‬
‫يضرب إذا اتم بالسرقة ؟ فيه رأيان ‪ :‬فالرأي الختار عند الحناف وعند الغزال من ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 467‬الشافعية أن التهم بالسرقة ل يضرب لحتمال كونه بريئا ‪ .‬فترك الضرب‬
‫ف مذنب أهون من ضرب برئ ‪ .‬وف الديث ‪ " :‬لن يطئ المام ف العفو خي من أن‬

‫‪186‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يطئ ف العقوبة " ‪ .‬وأجاز المام مالك سجن التهم بالسرقة ‪ .‬وأجاز أصحابه أيضا‬
‫ضربه ‪ ،‬لظهار الال السروق من جهته ‪ ،‬وجعل السارق عبة لغيه من جهة أخري ‪.‬‬
‫ومت أقر ف هذه الال فإنه لقيمة لقراره لنه يشترط ف القرار الختيار ‪ .‬وهنا إنا أقر‬
‫تت ضغط التعذيب ‪ .‬ما ينبغي أن يكون عليه البس ‪ :‬وينبغي أن يكون البس واسعا ‪.‬‬
‫وأن ينفق على من ف السجن من بيت الال وأن يعطى كل واحد كفايته من الطعام‬
‫واللباس ‪ .‬ومنع الساجي ما يتاجون إليه من الغذاء والكساء والسكن الصحي جور‬
‫يعاقب ال عليه ‪ .‬فعن ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪/ :‬‬
‫صفحة ‪ " / 468‬عذبت امرأة ف هرة سجنتها حت ماتت فدخلت فيها النار ‪ ،‬لهي‬
‫أطعمتها وسقتها ‪ ،‬إذ حبستها ‪ ،‬ولهي تركتها تأكل من خشاش الرض " ( ‪. ) 1‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه البخاري ومسلم ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 469‬الكراه تعريفه ‪ :‬الكراه‬
‫ف اللغة ‪ :‬حل النسان على أمر ل يريده طبعا أو شرعا ‪ ،‬والسم منه الكره ‪ .‬وف الشرع‬
‫‪ :‬حل الغي على ما يكره بالوعيد بالقتل أو التهديد بالضرب أو السجن أو إتلف الال أو‬
‫الذي الشديد أو اليلم القوي ‪ .‬ويشترط فيه أن يغلب على ظن الكره انفاذ ما توعد به‬
‫الكره ‪ .‬ولفرق بي إكراه الاكم أو اللصوص أو غيهم ‪ .‬قال عمر ‪ :‬ليس الرجل آمن‬
‫على نفسه إذا أخفته أو أوثقته أو ضربته ‪ .‬وقال ابن مسعود ‪ :‬ما من ذي سلطان يريد أن‬
‫يكلفن كلما يدرأ عن سوطا أو سوطي إل كنت متكلما به ‪ .‬وقال ابن حزم ‪ :‬ول‬
‫يعرف له من الصحابة مالف ‪ / .‬صفحة ‪ / 470‬اقسام الكراه ‪ :‬الكراه ينقسم إل‬
‫قسمي ‪ - 1 :‬إكراه على كلم ‪ - 2 .‬إكراه على فعل ‪ .‬الكراه على الكلم ‪ :‬والكراه‬
‫على الكلم ل يب به شئ لن الكره غي مكلف ‪ .‬فإذا نطق بكلمة الكفر فإنه ل يؤاخذ‬
‫‪ .‬وإذا قذف غيه فل يقام عليه الد ‪ .‬وإذا أقر فل يؤخذ بإقراره ‪ .‬وإذا عقد عقد زواج‬
‫أو هبة أو بيع فإن عقده ل ينعقد ‪ .‬وإذا حلف أو نذر فإنه ل يلزم بشئ ‪ .‬وإذا طلق‬
‫زوجته أو راجعها فإن طلقه ل يقع ورجعته ل تصح والصل ف هذا قول ال سبحانه ‪" :‬‬
‫من كفر بال من بعد إيانه إل من أكره وقلبه مطمئن باليان ولكن من شرح ( ‪) 1‬‬
‫بالكفر صدرا فعليهم غضب من ال ولم عذاب عظيم " ( ‪ ( . ) 2‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي‬
‫طاب به نفسا واعتقده إيثار اللدنيا الفانية على الخرة الباقية ‪ ) 2 ( .‬سورة النحل الية‬

‫‪187‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رقم ‪ / ) . ( 106‬صفحة ‪ / 471‬سبب نزول الية ‪ :‬والسبب ف نزول هذه الية ما‬
‫ذكره ابن كثي ف التفسي عن أب عبيدة ممد بن عمار بن ياسر قال ‪ :‬أخذ الشركون‬
‫عمار بن ياسر فعذبوه حت قاربم ( ‪ ) 1‬ف بعض ما أرادوا فشكا ذلك إل النب صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬كيف تد قلبك ؟ قال ‪ :‬مطمئنا باليان ‪.‬‬
‫قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن عادوا فعد " ‪ .‬ورواه البيهقي بأبسط من ذلك وفيه‬
‫أنه سب النب صلى ال عليه وسلم وذكر آلتهم بي ‪ ،‬فشكا إل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال ‪ :‬يارسول ال ‪ :‬ما تركت حت سببتك وذكرت آلتهم بي ‪ .‬قال ‪ :‬كيف‬
‫تد قلبك ؟ قال ‪ :‬مطمئنا باليان ‪ .‬فقال ‪ " :‬إن عادوا فعد " ‪ .‬وف ذلك أنزل ال تعال "‬
‫إل من أكره وقلبه مطمئن باليان " ‪ .‬شول الية الكفر وغيه ‪ :‬والية وإن كانت خاصة‬
‫بالتلفظ بكلمة الكفر إل انا تعم غيه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي اقترب من موافقتهم ( ‪/ ) .‬‬
‫صفحة ‪ / 472‬قال القرطب ‪ :‬لا سع ال عزوجل بالكفر به وهو أصل الشريعة عند‬
‫الكراه ول يؤاخذ به حل العلماء عليه فروع الشريعة كلها ‪ .‬فإذا وقع الكراه عليها ل‬
‫يؤاخذ به ول يترتب عليه حكم ‪ ،‬وبه جاء الثر الشهور عن النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 472‬‬
‫" رفع عن أمت الطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " ‪ .‬والب وإن ل يصح سنده فإن‬
‫معناه صحيح باتفاق العلماء ‪ .‬قاله القاضي أبو بكر بن العرب وذكر أبو ممد عبد الق ان‬
‫اسناده صحيح قال ‪ :‬وقد ذكره أبو بكر الصيلي ف الفوائد وابن النذر ف كتاب القناع‬
‫ا ‪ .‬ه‍ ‪ .‬العزية عند الكراه على الكفر أفضل ‪ :‬وإذا كان النطق بكلمة الكفر عند الكراه‬
‫رخصة فإن الفضل الخذ بالعزية والصب على التعذيب ولو أدى ذلك إل القتل إعزازا‬
‫للدين كما فعل ياسر وسية ‪ .‬وليس ذلك من إلقاء النفس إل التهلكة بل هو كالقتل ف‬
‫الغزو كما صرح به العلماء ‪ .‬وقد أخرج ابن أب شيبة عن السن وعبد الرازق ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 473‬ف تفسيه عن معمر أن مسيلمة أخذ رجلي فقال لحدها ‪ :‬ما تقول ف ممد ؟‬
‫قال ‪ :‬رسول ال ‪ .‬قال ‪ :‬فما تقول ف ؟ فقال ‪ :‬أنت أيضا ‪ ،‬فخله ‪ .‬وقال للخر ‪ :‬ما‬
‫تقول ف ممد ؟ قال ‪ :‬رسول ال ‪ .‬قال ‪ :‬فما تقول ف ؟ فقال ‪ :‬أنا أصم ‪ .‬فأعاد عليه‬

‫‪188‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ثلثا ‪ .‬فأعاد ذلك ف جوابه فقتله ‪ .‬فبلغ رسول ال صلى ال عليه وسلم خبها فقال ‪:‬‬
‫أما الول فقد أخذ برخصة ال تعال ‪ .‬وأما الثان فقد صدع بالق فهنيئا له " ‪ .‬الكراه‬
‫على الفعل ‪ :‬والقسم الثان الكراه على الفعل وهو ينقسم إل قسمي ‪ - 1 :‬ما تبيحه‬
‫الضرورة ‪ - 2 .‬ما ل تبيحه الضرورة ‪ .‬فالول ‪ :‬مثل الكراه على شرب المر أو أكل‬
‫اليتة أو أكل لم النير أو أكل مال الغي أو ما حرم ال ‪ :‬فإنه ف هذه الال يباح تناول‬
‫هذه الشياء ‪ .‬بل من العلماء من يرى وجوب التناول حيث ل يكن له خلص إل به ‪.‬‬
‫ول ضرر فيه لحد ‪ .‬ول تفريط فيه ف حق من حقوق ال وال تعال يقول " ول تلقوا‬
‫بأيديكم إل التهلكة " ‪ / .‬صفحة ‪ / 474‬وكذلك من أكره على إفطار رمضان أو‬
‫الصلة لغي القبلة أو السجود لصنم أو صليب فيحل له أن يفطر ويصلي إل أي جهة‬
‫ويسجد ناويا السجود ل جل شأنه ‪ .‬والثان ‪ :‬مثل الكراه على القتل والراح والضرب‬
‫والزنا وإفساد الال ‪ .‬قال القرطب ‪ " :‬أجع العلماء على أن من أكره على قتل غيه أنه ل‬
‫يوز له القدام على قتله ول انتهاك حرمته بلد أو غيه ويصب على البلء الذي نزل به‬
‫ول يل له أن يفدي نفسه بغيه ‪ ،‬ويسأل ال العافية ف الدنيا والخرة " ‪ .‬لحد على‬
‫مكره ‪ :‬ولو قدر أن رجل استكره على الزنا فزن فإنه ل يقام عليه الد ‪ .‬وكذلك الرأة‬
‫إذا أكرهت على الزنا فانه لحد عليها لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن ال‬
‫تاوز عن امت الطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " ‪ .‬ويرى مالك والشافعي وأحد‬
‫واسحاق وأبو ثور وعطاء والزهري ‪ :‬أنه يب لا صداق مثلها ‪ / .‬صفحة ‪ / 475‬اللباس‬
‫اللباس من النعم الت أنعم ال با على عباده ‪ .‬يقول ال تعال ‪ " - :‬يا بن آدم قد أنزلنا‬
‫عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خي ذلك من آيات ال لعلهم‬
‫يذكرون " ( ‪ . ) 1‬وينبغي أن تكون حسنة جيلة نظيفة وال تعال يقول ‪ " - :‬يا بن آدم‬
‫خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ول تسرفوا إنه ل يب السرفي " ‪ " .‬قل‬
‫من حرم زينة ال الت أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا ف الياة الدنيا‬
‫خالصة ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة العراف الية رقم ‪ / ) . ( 26‬صفحة ‪ / 476‬يوم‬
‫القيامة كذلك نفصل اليات لقوم يعلمون " ( ‪ . ) 1‬وعن عبد ال بن مسعود عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ليدخل النة من كان ف قلبه مثقال ذرة من كب ‪ .‬فقال‬

‫‪189‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رجل ‪ :‬إن الرجل يب أن يكون ثويه حسنا ونعله حسنة ‪ .‬قال ‪ :‬إن ال جيل يب‬
‫المال ‪ .‬الكب بطر الق وغمط الناس " ( أي انكار الق واحتقار الناس ) ( ‪ . ) 2‬روى‬
‫الترمذي أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬إن ال الطيب يب الطيب ‪ ،‬نظيف يب‬
‫النطافة ‪ ،‬كري يب الكرم جواد يب الود فنظفوا افنيتكم ول تشبهوا باليهود ‪ .‬حكمه‬
‫‪ :‬واللباس منه ما هو واجب ومنه ما هو مندوب ومنه ما هو حرام ‪ .‬اللباس الواجب ‪:‬‬
‫فالواجب من اللباس ما يستر العورة وما يقي الر والبد وما يستدفع به الضرر ‪ .‬فعن‬
‫حكيم بن حزام عن أبيه قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة العراف الية رقم‬
‫‪ ، 31‬رقم ‪ ) 2 ( . 32‬رواه مسلم والترمذي ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 477‬رسول ال ‪،‬‬
‫عوراتنا ‪ :‬ما نأت منها وما نذر ؟ قال ‪ :‬احفظ عورتك إل من زوجتك أو ما ملكت يينك‬
‫‪ .‬قلت ‪ :‬يارسول ال ‪ ،‬فإذا كان القوم بعضهم ف بعض ؟ قال ‪ :‬إن استطعت أن ل يراها‬
‫أحد فل يرينها ‪ .‬فقلت ‪ :‬فإن كان أحدنا خاليا ؟ قال ‪ :‬فال تبارك وتعال أحق أن‬
‫يستحيا منه " ( ‪ . ) 1‬اللباس الندوب ‪ :‬والندوب من اللباس ما فيه جال وزينة ‪ .‬فعن أب‬
‫الدرداء رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إنكم قادمون على‬
‫إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم حت تكونوا كأنكم شامة ف الناس فإن ال‬
‫ل يب الفحش ول التفحش " ( ‪) 2‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 477‬‬
‫وعن أب الحوص عن أبيه قال ‪ :‬أتيت النب صلى ال عليه وسلم ف ثوب دون ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ألك مال ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬من أي الال ؟ قال ‪ :‬قد آتان ال من البل والغنم واليل‬
‫والرقيق ‪ .‬قال ‪ :‬فإذا آتاك ال مال فلي أثر نعمته عليك وكرامته " ( ‪ ( . ) 3‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬رواه أحد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وحسنه والاكم وصححه ‪ ) 2 ( .‬رواه‬
‫أبو داود ‪ ) 3 ( .‬رواه أبو داود ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 478‬ويتأكد ذلك عند العبادة وف‬
‫المعة والعيدين وف الجتمعات العامة ‪ .‬فعن ممد بن يي بن حبان أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ما على أحدكم إن وجد ( ‪ ) 1‬أن يتخذ ثوبي ليوم المعة سوي‬
‫ثوب مهنته " ( ‪ . ) 2‬اللباس الرام ‪ :‬أما اللباس الرام فهو لباس الرير والذهب‬

‫‪190‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للرجال ‪ ،‬ولبس الرجل ما يتص بالنساء من ملبس ‪ .‬ولبس النساء ما يتص بالرجال من‬
‫ملبس ‪ .‬ولبس ثياب الشهرة والختيال وكل ما فيه إسراف ‪ .‬لبس الرير واللوس عليه‬
‫‪ :‬جاءت الحاديث مصرحة بتحري لبس الرير واللوس عليه بالنسبة للرجال ‪ ،‬نذكرها‬
‫فيما يلي ‪ - 1 :‬فعن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تلبسوا الرير فإن من‬
‫لبسه ف الدنيا ل يلبسه ف الخرة " ( ‪ ( . ) 3‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي ‪ :‬إذا وسعه ‪) 2 ( .‬‬
‫رواه أبو داود ‪ ) 3 ( .‬رواه البخاري ومسلم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ - 2 / 479‬وعن عبد‬
‫ال بن عمر ‪ :‬أن عمر رأى حلة من إستبق تباع ‪ .‬فأتى با النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال ‪ :‬يارسول ال ابتع هذه ‪ ،‬فتجمل با للعيد وللوفود ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ :‬إنا هذه لباس من ل خلق له ‪ .‬ث لبث عمر ما شاء ال أن يلبث فأرسل صلى‬
‫ال عليه وسلم إليه ببة ديباج ‪ .‬فأتى عمر النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول‬
‫ال ‪ ،‬قلت ‪ :‬إنا هذه لباس من لخلق له ‪ .‬ث أرسلت إل بذه ‪ .‬فقال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬إن ل أرسلها إليك لتلبسها ولكن لتبيعها وتصيب با حاجتك " ( ‪3 . ) 1‬‬
‫‪ -‬وعن حذيفة قال ‪ :‬نانا النب صلى ال عليه وسلم أن نشرب ف آنية الذهب والفضة‬
‫وأن نأكل فيها ‪ .‬وعن لبس الرير والديباج وأن نلس عليه وقال ‪ " :‬هو لم ف الدنيا‬
‫ولنا ف الخرة " ( ‪ . ) 2‬بقتضى هذه الحاديث ذهب المهور من العلماء إل تري‬
‫لبس الرير وافتراشه ( ‪ ) 3‬بل ذكر الهدي ( هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه البخاري ومسلم وأبو‬
‫داود والنسائي وابن ماجه ‪ ) 2 ( .‬رواه البخاري ‪ ) 3 ( .‬يرى أبو حنيفة وابن الاجشون‬
‫من الالكية وبعض الشافعية جواز افتراش الرير واللوس عليه لن النهي عن اللبس فقط‬
‫‪ .‬وهذا مالف للحاديث الصحيحة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 480‬ف البحر أنه ممع عليه ‪.‬‬
‫وحكى القاضي عياض عن جاعة أباحته منهم ابن عليه ‪ .‬واستدلوا على قولم هذا‬
‫بالحاديث التية ‪ - 1 - :‬عن عقبة قال ‪ :‬أهدي إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فروج حرير ( ‪ ) 1‬فلبسه ث صلى فيه ث انصرف فنعه نزعا عنيفا شديدا كالكاره له ث‬
‫قال ‪ :‬ل ينبغي هذا للمتقي " ( ‪ - 2 . ) 2‬وعن السور بن مرمة أنه قدمت للنب صلى‬
‫ال عليه وسلم أقبية فذهب هو وأبوه للنب صلى ال عليه وسلم لشئ منها ‪ .‬فخرج النب‬
‫صلى ال عليه وسلم وعليه قباء من ديباج مزردة ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا مرمة خبأنا لك هذا وجعل‬

‫‪191‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يريه ماسنه وقال ‪ :‬أرضي مرمة ؟ ( ‪ - 3 ) 3‬وعن أنس أنه صلى ال عليه وسلم لبس‬
‫مستقة ( ‪ ) 4‬من سندس ( ‪ ) 5‬أهداها له ملك الروم ث بعث ( هامش ) ( ‪ ) 1‬قباء‬
‫مفتوح من اللف ‪ ) 2 ( .‬رواه البخاري ومسلم ‪ ) 3 ( .‬رواه البخاري ومسلم ‪) 4 ( .‬‬
‫فرو طويل الكمي ‪ ) 5 ( .‬رفيع الرير ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 481‬با إل جعفر فلبسها ث‬
‫جاءه فقال ‪ :‬إن ل أعطكها لتلبسها ‪ .‬قال ‪ :‬فما أصنع ؟ قال ‪ :‬أرسل با إل أخيك‬
‫النجاشي " ( ‪ - 4 . ) 1‬ولبس الرير أكثر من عشرين صحابيا منهم أنس والباء من‬
‫عازب " ( ‪ . ) 2‬وأجاب المهور عن أدلة القائلي بالواز بالدلة الدالة على التحري الت‬
‫ذكرناها أول وقالوا ‪ :‬إن حديث عقبة فيه ‪ " :‬أنه ل ينبغي هذا للمتقي " ‪ .‬فإذا كان لبسه‬
‫ل يلئم التقي فهو بالتحري أجدر ‪ .‬وقالوا ‪ :‬ف حديث السورو حديث أنس إنما من‬
‫قبيل الفعال فل تقاوم القوال الدالة على التحري ‪ .‬على أنه ل نزاع أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم كان يلبس الرير ث كان التحري آخر المرين كما يشعر بذلك حديث جابر‬
‫‪ :‬قال ‪ :‬لبس النب صلى ال عليه وسلم قباء له من ديباج أهدي إليه ث أوشك ( هامش )‬
‫( ‪ ) 1‬رواه أبو داود ‪ ) 2 ( .‬رواه أبو داود ‪ ) . ( .‬فقه السنة ‪ / 31 -‬صفحة ‪/ 482‬‬
‫أن نزعه وأرسل به إل عمر بن الطاب ‪ .‬فقيل ‪ :‬قد أوشكت ما نزعته يا رسول ال !‬
‫قال ‪ :‬نان عنه جبيل عليه السلم ‪ .‬فجاءه عمر يبكي فقال ‪ :‬يارسول ال ‪ ،‬كرهت أمرا‬
‫وأعطيتنيه ‪ ،‬فمال ؟ قال ‪ :‬ما أعطيتك لتلبسه وانا أعطيتك تبيعه ‪ .‬فباعه بألفي درهم " (‬
‫‪.)1‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 482‬‬
‫وقالوا أيضا ‪ :‬حديث أنس ف سنده علي بن زيد بن جدعان ل يتج بديثه ‪ .‬وقالوا ‪ :‬إن‬
‫ما لبسه الصحابة كان خزا ‪ ،‬وهو ما نسج من صوف وابريسم ‪ .‬وقال الطاب ‪ :‬يشبه أن‬
‫تكون الستقة مكففة بالسندس ‪ .‬رأي الشوكان ‪ :‬وقال الشوكان ‪ " :‬إن أحاديث النهي‬
‫تدل على الكراهية جعا بينها وبي أدلة الواز قال ف نيل الوطار ‪ :‬ويكن أن يقال إن‬
‫لبسه صلى ال عليه وسلم لقباء الديباج وتقسيمه للقبية بي أصحابه وليس فيه ما يدل‬
‫على أنه متقدم على أحاديث النهي ‪ ،‬كما أنه ليس فيها ما يدل على أنا متأخرة عنه‬

‫‪192‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فيكون قرينة صارفة للنهي إل الكراهة ويكون ذلك جعا بي الدلة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫رواه أحد وروى مسلم نوه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 483‬ومن مقويات هذا ما تقدم أنه‬
‫لبسه عشرون صحابيا ويبعد كل البعد أن يقدموا على ما هو مرم ف الشريعة ‪ ،‬ويبعد‬
‫أيضا أن يسكت عنهم سائر الصحابة وهم يعلمون تريه ‪ ،‬فقد كان ينكر بعضهم على‬
‫بعض ما هو أخف من هذا " ‪ .‬اباحة الرير للنساء وعند العذار واليسي عنه ‪ :‬هذا‬
‫الكم بالنسبة للرجال ‪ .‬أما النساء فإنه يل لن لبس الرير وافتراشه ‪ .‬كما يل للرجال‬
‫عند وجود عذر ‪ .‬وقد جاء ف ذلك من النصوص ما يلي ‪ - 1 - :‬فعن علي قال ‪:‬‬
‫أهديت للنب صلى ال عليه وسلم حلة سياء ( ‪ ) 1‬فبعث با إل فلبستها فعرفت الغضب‬
‫ف وجهه فقال ‪ :‬إن ل أبعث با إليك لتلبسها إنا بعثت با إليك لتشقها خرا بي النساء‬
‫" ( ‪ - 2 . ) 2‬وعن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم رخص لعبد الرحن بن عوف‬
‫والزبي ف لبس الرير لكة ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الت فيها خطوط كالسيور وهي برود من‬
‫الرير أو الغالب فيها الرير ‪ .‬وفسرت بغي ذلك ‪ ) 2 ( .‬رواه البخاري ومسلم ‪) . ( .‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 484‬كانت بما " ( ‪ . ) 1‬قال ف الجة البالغة ‪ :‬لنه ل يقصد به حينئذ‬
‫الرفاه وإنا قصد به الستشفاء ‪ - 3 .‬وعن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن‬
‫لبس الرير إل موضع اصبعي أو ثلثة أو أربعة ( ‪ " ) 2‬قال ف الجة البالغة ‪ :‬لنه ليس‬
‫من باب اللباس وربا تقع الاجة إل ذلك ‪ .‬الرير الخلوط بغيه ‪ :‬كل ما تقدم خاص‬
‫بالرير الالص ‪ .‬أما الرير الخلوط بغيه فعند الشافعية أن الثوب إذا كان أكثره من‬
‫الرير فهو حرام وإن كان نصفه فما دونه من الرير فليس برام ‪ .‬فهم يرون أن للكثر‬
‫حكم الكل ‪ .‬قال النووي ‪ :‬أما الختلط من حرير وغيه فل يرم إل أن يكون الرير‬
‫أكثر وزنا ‪ .‬جواز لبس الصبيان للحرير ‪ :‬وأما الصبيان ( ‪ ) 3‬من الذكور فيحرم عليهم‬
‫أيضا ( هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه البخاري ومسلم ‪ ) 2 ( .‬رواه مسلم وأصحاب السنن ‪( .‬‬
‫‪ ) 3‬الرمة على الولياء لعلى الصبيان لنم غي مكلفي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 485‬عند‬
‫أكثر الفقهاء لعموم النهي عن الليس ‪ .‬وأجازه الشافعية ‪ .‬قال النووي ‪ :‬وأما الصبيان فقال‬
‫أصحابنا يوز إلباسهم اللي والرير ف يوم العيد لنه ل تكليف عليهم ‪ .‬وف جواز‬
‫إلباسهم ذلك ف باقي السنة ثلثة أوجه أصحها جوازه والثان تريه والثالث يرم بعد‬

‫‪193‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سن التمييز ‪ / .‬صفحة ‪ / 486‬التختم بالذهب والفضة ذهب المهور من العلماء إل‬
‫حرمة التختم بالذهب ( ‪ ) 1‬للرجال دون النساء ‪ .‬واستدلوا بالحاديث التية ‪ - 1 :‬عن‬
‫الباء بن عازب ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬أمرنا رسول ال بسبع ونانا عن سبع ‪ .‬أمرنا‬
‫باتباع النائز ‪ ،‬وعيادة الريض ‪ ،‬وإجابة الداعي ‪ ،‬ونصر الظلوم ‪ ،‬وابرار القسم أو القسم‬
‫‪ ،‬ورد السلم ‪ .‬وف رواية ‪ :‬وإفشاء السلم ‪ ،‬وتشميت العاطس ‪ .‬ونانا عن آنية الفضة‬
‫وخات الذهب والرير ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أما اتاذ الات من غي الذهب فيجوز للرجال‬
‫والنساء ولو كان أعلى قيمة من الذهب ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 487‬والديباج ( ‪) 1‬‬
‫والقسي ( ‪ ) 2‬والستبق ( ‪ ) 3‬والثية المراء ( ‪ - 2 . ) 4‬وعن عبد ال بن عمر‬
‫رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم اتذ خاتا من ذهب أو فضة وجعل فصه ما‬
‫يلي كفه ونقش فيه " ممد رسول ال " فاتذ الناس مثله ‪ ،‬فلما رآهم قد اتذوها رمى به‬
‫وقال ‪ :‬ل ألبسه أبدا ‪ ،‬ث اتذ خاتا من فضة ‪ ،‬فاتذ الناس خواتيم الفضة ‪ .‬قال ابن عمر‬
‫‪ :‬فلبس الات بعد النب صلى ال عليه وسلم أبو بكر ‪ ،‬ث عمر ‪ ،‬ث عثمان حت وقع من‬
‫عثمان ف بئر أريس ( ‪ - 3 . ) 5‬ورأى رسول ال صلى ال عليه وسلم خاتا من ذهب‬
‫ف يد رجل فنعه وطرحه وقال ‪ :‬يعمد أحدكم إل جرة من نار فيطرحها ف يده ‪ .‬فقيل‬
‫للرجل بعدما ذهب رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬خذ خاتك انتفع به ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫لوال ‪ ،‬ل آخذ ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الديباج ‪ :‬الثوب الذي سداه ولمته من حرير ‪) 2 ( .‬‬
‫القسي ‪ :‬ثياب من كتاب ملوط برير ‪ ) 3 ( .‬الستبق ‪ :‬غليظ الديباج ‪ ) 4 ( .‬الثية‬
‫المراء ‪ :‬غطاء للسرج من الرير ‪ ) 5 ( .‬أريس ‪ :‬بئر ماورة لسجد قباء بالدينة ‪) . ( .‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪/ 488‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 488‬‬
‫وقد طرحه رسول ال صلى ال عليه وسلم " ( ‪ - 4 . ) 1‬وعن أب موسى أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ " :‬أحل الذهب والرير للناث من أمت وحرم على ذكورها " ( ‪) 2‬‬
‫‪ .‬وقال الحدثون ‪ :‬إن هذا الديث معلول لن ف سنده سعيد بن أب هند عن أب‬
‫موسى ‪ ،‬وسعيد ل يلق أبا موسى ول يسمع منه ‪ - 5 .‬وأخرج مسلم وغيه من حديث‬

‫‪194‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫علي قال ‪ " :‬نان رسول ال صلى ال عليه وسلم عن التختم بالذهب وعن لباس القسي‬
‫وعن القراءة ف الركوع والسجود وعن لباس العصفر " ( ‪ . ) 3‬هذه أدلة المهور‬
‫لتحري خات الذهب ‪ .‬قال النووي ‪ :‬وكذا لو ان بعضه ذهبا وبعضه فضة ‪ .‬وذهب جاعة‬
‫من العلماء إل كراهة التختم بالذهب للرجال كراهة تنيه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه مسلم‬
‫‪ ) 2 ( .‬رواه أحد والنسائي والترمذي وصححه ‪ ) 3 ( .‬العصفر ‪ :‬يصبغ الثوب صبغا‬
‫أحر على هيئة مصوصة وقد ذهب جاهي الصحابة والتابعي والفقهاء ال جواز لبس‬
‫العصفر إل المام أحد فانه قال ‪ :‬بكراهة لبسه تنيها ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 489‬ولقد‬
‫لبسه جاعة من الصحابة منهم ‪ :‬سعد بن أب وقاص ‪ ،‬وطلحة بن عبيدال ‪ ،‬وصهيب ‪،‬‬
‫وحذيفة ‪ ،‬وجابر بن سرة ‪ ،‬والباء بن عازب ‪ ،‬ولعلهم حسبوا أن النهي للتنيه ‪ .‬آنية‬
‫الذهب والفضة يرم الكل والشرب ف أوان الذهب والفضة ل فرق ف ذلك بي الرجال‬
‫والنساء ( ‪ . ) 1‬وانا يل للنساء التحلي بما تزينا وتملكما تقدم ‪ .‬وليس الكل‬
‫والشرب من هذه الوان ما أحله ال لن ‪ .‬ودليل ذلك الحاديث التية ‪ - 1 :‬عن‬
‫حذيفة رضي ال عنه قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬ل تلبسوا‬
‫الرير ول الديباج ول تشربوا ف آنية الذهب والفضة ‪ ،‬ول تأكلوا ف صحافها ( ‪) 2‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬وكذا يرم الكل والشرب ف الوان الطلية بالذهب والفضة إن كان‬
‫يكن فصل الذهب أو الفضة عن الناء فإن ل يكن الفصل بينهما كأن كان مرد طلء‬
‫فقط فإنه ل يرم ‪ ) 2 ( .‬واحدتا صحفة وهي إناء يسع ما يشبع المسة ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 490‬فإنا لم ف الدنيا ولكم ف الخرة " ( ‪ - 2 . ) 1‬وعن أم سلمة أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إن الذي يشرب ف آنية الفضة إنا يرجر ( ‪ ) 2‬ف بطنه نار‬
‫جهنم ( ‪ . " ) 3‬وف رواية لسلم ‪ " :‬إن الذي يأكل أو يشرب ف إناء الذهب أو الفضة‬
‫‪ . " . . .‬ويرى بعض الفقهاء الكراهة دون التحري وقالوا ‪ :‬إن الحاديث الت وردت ف‬
‫هذا لجرد التزهيد ‪ .‬ورد ذلك بالوعيد عليه ف حديث أم سلمة الذكور ‪ .‬وألق جاعة‬
‫من الفقهاء أنواع الستعمال الخرى كالتطيب والتكحل من أوان الذهب والفضة‬
‫بالكل والشرب ‪ .‬ول يسلم بذلك الحققون ‪ .‬وف حديث أحد وأب داود ‪ " :‬عليكم‬
‫بالفضة فالعبوا با لعبا " ما يؤكد ما ذهب إليه الحققون ‪ ،‬وف فتح العلم ‪ :‬الق عدم‬

‫‪195‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تري غي ( هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه البخاري ومسلم ‪ ) 2 ( .‬يصب ‪ ) 3 ( .‬رواه البخاري‬
‫ومسلم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 491‬الكل والشرب ‪ ،‬ودعوى الجاع غي صحيحة ‪،‬‬
‫وهذا من شؤم تبديل اللفظ النبوي بغيه ‪ ،‬لنه ورد بتحري الكل والشرب فعدلوا عنه إل‬
‫الستعمال وهجروا العبارة النبوية وجاؤوا بلفظ عام من تلقاء أنفسهم ‪ -‬انتهى ‪ .‬وجهور‬
‫الفقهاء على منع اتاذ الوان منهما بدون استعمال ‪ .‬ورخصت فيه طائفة ‪ .‬النية من غي‬
‫الذهب والفضة ‪ :‬أما اتاذ الوان من الواهر النفيسة وإن كانت أعلى قيمة من الذهب‬
‫والفضة فيجوز ‪ ،‬لن الصل ف الشياء الل ‪ .‬ول يرد دليل يدل على التحري ‪ .‬جواز‬
‫اتاذ السن والنف من الذهب ‪ :‬يوز للشخص أن يتخذ سنا من الذهب وأنفا منه إذا‬
‫احتاج إل شئ من ذلك ‪ .‬روى الترمذي عن عرفجة ابن أسعد قال ‪ " :‬أصيب أنفي يوم‬
‫الكلب فاتذت أنفا من ورق فأنت علي فأمرن النب صلى ال عليه وسلم أن أتذ أنفا‬
‫من ذهب " ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬روي عن غي واحد من أهل العلم أنم شدوا أسنانم‬
‫بالذهب ‪ .‬وروى النسائي قال معاوية ‪ /‬صفحة ‪ / 492‬وحوله ناس من الهاجرين‬
‫والنصار ‪ :‬أتعلمون أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن لبس الرير ؟ قالوا ‪ :‬اللهم نعم‬
‫‪ .‬قال ‪ :‬ونى عن لبس الذهب إل مقطعا ( ‪ ) 1‬؟ قالوا ‪ :‬اللهم نعم ‪ .‬تشبه النساء‬
‫بالرجال ‪ :‬أراد السلم أن تكون طبيعة الرأة متميزة ‪ ،‬وأن يكون مظهرها صورة صادقة‬
‫لذه الطبيعة ‪ .‬كما أراد ذلك للرجل ‪ .‬فنهى كل منهما أن يتشبه بالخر ‪ ،‬وحرم عليه‬
‫ذلك ‪ .‬وسواء أكان التشبه ف اللباس أم الكلم أم الركة أم غي ذلك ‪ .‬عن ابن عباس‬
‫رضي ال عنهما قال ‪ " :‬لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم الخنثي ( ‪ ) 2‬من الرجال‬
‫والترجلت ( ‪ ) 3‬من النساء " ( ‪ . ) 4‬وف رواية ‪ " :‬لعن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم التشبهي من الرجال بالنساء والتشبهات من النساء بالرجال " ( ‪ ( . ) 5‬هامش )‬
‫( ‪ ) 1‬أي قطعا صغية كالسن ‪ ) 2 ( .‬الخنث ‪ :‬من فيه انناث وهو التكسر والتثن كما‬
‫تفعل النساء ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 492‬‬

‫‪196‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( ‪ ) 3‬الترجلة ‪ :‬هي الت تتشبه بالرجل ف اليئة والقول والفعل والحوال ‪ ) 4 ( .‬رواه‬
‫البخاري ‪ ) 5 ( .‬رواه البخاري ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 493‬وعن أب هريرة قال ‪ " :‬لعن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم الرجل يلبس لبسة الرأة ‪ .‬والرأة تلبس لبسة الرجل " ( ‪1‬‬
‫) ‪ .‬لباس الشهرة ‪ :‬وهو الثوب الذي يشهر لبسه بي الناس ‪ ،‬ويلحق بالثوب غيه من‬
‫اللبوس ما يشتهر به اللبس له وهو حرام ‪ - 1 .‬لديث ابن عمر ‪ ،‬قول الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬من لبس ثوب شهرة ف الدنيا ألبسه ال ثوب مذلة يوم القيامة " ( ‪) 2‬‬
‫‪ - 2 .‬وعنه أيضا قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل ينظر ال إل من جر‬
‫ثوبه خيلء " ( ‪ - 3 . ) 3‬وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال ‪ ( :‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان والاكم وقال ‪ :‬صحيح على شرط‬
‫مسلم ‪ ) 2 ( .‬أخرجه أحدو أبو داود والنسائي وابن ماجه ورجال اسناده ثقات ‪) 3 ( .‬‬
‫رواه البخاري ومسلم ‪ :‬اليلء ‪ :‬الكب والبطر ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 494‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬كل واشرب والبس وتصدق ف غي سوف ول ميلة " ( ‪) 1‬‬
‫النهي عن أن تصل الرأة شعرها بشعر غيها ‪ - 1 :‬عن أب هريرة أن امرأة جاءت إل‬
‫النب صلى ال عليه وسلم فقالت ‪ :‬يا رسول ال إن ل ابنة عروسا وقد تزق شعرها من‬
‫حصبة أفأصله ؟ فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لعن ال الواصلة ( ‪ ) 2‬والستوصلة‬
‫والواشة والستوشة " ‪ - 2 .‬وعن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه قال ‪ " :‬لعن ال‬
‫الواشات ( ‪ ) 3‬والستوشات والنامصات ( ‪ ) 4‬والتنمصات ( ‪ ، ) 5‬والتفلجات ( ‪) 6‬‬
‫للحسن الغيات خلق ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أخرجه أبو داودو أحد وذكره البخاري تعليقا ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬الوصل ‪ :‬وصل الشعر بشعر آخر ‪ ) 3 ( .‬الوشم ‪ :‬غرز ابرة ونوها ف اللد حت‬
‫يسيل الدم ويذر عليه كحل ونوه حت يضر ‪ ) 4 ( .‬النامصة ‪ :‬الت تنتف شعرها‬
‫بالنماص " اللقاط " من وجهها ‪ ) 5 ( .‬التنمصة ‪ :‬الطالبة لذلك ‪ ) 6 ( .‬التفلجات ‪:‬‬
‫اللئي يفرقن ما بي الثنايا والرباعيات أو ترقيق السنان بالبد رغبة ف المال ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 495‬فبلغ ذلك امرأة من بن أسيد تقرأ القرآن اسها أم يعقوب فأتته فكلمته‬
‫فقال ‪ :‬ومال ل ألعن من لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم وهوف كتاب ال ‪ .‬فقالت‬
‫الرأة ‪ :‬لقد قرأت مابي لوحي الصحف فما وجدته ‪ .‬قال ‪ :‬لو قرأته لوجدته ‪ :‬قال ال‬

‫‪197‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعال ‪ " :‬وما آتاكم الرسول فخذوه وما ناكم عنه فانتهوا " ( ‪ - 3 . ) 1‬وعنه قال ‪" :‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ينهى عن النامصة والواشرة والواصلة والواشة إل‬
‫من داء " ‪ .‬وف نيل الوطار قال ‪ :‬والوصل حرام لن اللعن ل يكون على أمر غي مرم ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ :‬وهذا هو الظاهر الختار ‪ .‬قال ‪ :‬وقد فصله أصحابنا فقالوا ‪ :‬إن وصلت‬
‫شعرها بشعر آدمي فهو حرام بل خلف ‪ .‬وسواء كان شعر رجل أو امرأة وسواء شعر‬
‫الحرم والزوج وغيها بل خلف لعموم الدلة ‪ .‬ولنه يرم النتفاع بشعر الدمي وسائر‬
‫أجزائه لكرامته ‪ .‬بل يدفن شعره وظفره وسائر أجزائه ‪ .‬وان وصلته بشعر آدمي ‪ :‬فإن‬
‫كان شعرا ( هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه المسة إل الترمذي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 496‬بسا‬
‫وهو شعر اليتة وشعر ما ل يؤكل لمه إذا انفصل ف حياته فهو حرام أيضا للحديث ‪.‬‬
‫ولنه حل ناسة ف صلتا وغيها عمدا ‪ .‬وسواء ف هذين النوعي الزوجة وغيها من‬
‫النساء والرجال ‪ ،‬وأما الشعر الطاهر من غي الدمي فإن ل يكن لا زوج ولسيد فهو‬
‫حرام أيضا ‪ .‬وان كان فثلثة أوجه ‪ :‬أحدها ‪ :‬ل يوز لظاهر الحاديث ‪ .‬والثان ‪ :‬يوز‬
‫‪ .‬وأصحها عندهم ان فعلته باذن الزوج أو السيد جاز وال فهو حرام " انتهى ‪ .‬أما وصل‬
‫الشعر بغي شعر آدمي كالرير والصوف والكتاب أو نوها فقد أجازه سعيد بن جبي‬
‫وأحد والليث ‪ .‬قال القاضي عياض ‪ :‬فأما ربط خيوط الرير اللونة ونوها ما ل يشبه‬
‫الشعر فليس بنهي عنه لنه ليس بوصل ولهو ف معن مقصود الوصل ‪ ،‬وانا هو للتجمل‬
‫والتحسي ‪ .‬وكما يرم وصل الشعر على النحو التقدم ذكره فإنه يرم إزالة الشعر أي‬
‫شعر الرأة ونتفه من الوجه إلأذا نبتت لا لية أو شوارب فإنه ل يرم إزالته بل يستحب‬
‫‪ .‬كما ذكره النووي وغيه ‪ / .‬صفحة ‪ / 497‬والتفلج ويقال له الوشر ‪ :‬قال النووي ‪:‬‬
‫وهذا الفعل حرام على الفاعل والفعول با ‪ .‬قال ف نيل الوطار ‪ :‬ظاهره أن التحري‬
‫الذكور انا هو فيما إذا كان لقصد التحسي ل لداء وعلة فإنه ليس بحرم ‪ .‬وظاهر قوله‬
‫" الغيات خلق ال " أنه ل يوز تغيي شئ من اللقة عن الصفة الت هي عليها ‪ .‬قال أبو‬
‫جعفر الطبي ‪ :‬ف هذا الديث دليل على أنه ل يوز تغيي شئ ما خلق ال الرأة عليه‬
‫بزيادة أو نقص التماسا للتحسي لزوج أو غيه ‪ ،‬كما لو كان لا سن زائدة أو عضو زائد‬
‫فل يوز لا قطعه ولنزعه لنه من‬

‫‪198‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 497‬‬
‫تغيي خلق ال ‪ .‬وهكذا لو كان لا أسنان طوال فأرادت تقطيع أطرافها ‪ .‬وهكذا قال‬
‫القاضي عياض وزاد ‪ :‬إل أن تكون هذه الزوائد مؤلة وتتضرر با فل بأس بنعها " ا ‪ .‬ه‍‬
‫فقه السنة ‪ / 32 -‬صفحة ‪ / 498‬التصوير حرمة التصوير وصناعة التماثيل ‪ :‬جاءت‬
‫الحاديث الصحيحة الصرية بالنهي عن صناعة التماثيل وعن تصوير ما فيه روح سواء‬
‫أكان إنسانا أم حيوانا أم طيا ‪ .‬أماما لروح فيه كالشجار والزهار ونوها فإنه يوز‬
‫تصويره ‪ - 1 .‬فعن ابن عباس قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من صور‬
‫صورة ف الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ " ( ‪ - 2 . ) 1‬وعن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين ( هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬أخرجه البخاري ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 499‬يصورون هذه الصور " ‪ - 3 .‬وروي‬
‫مسلم أن رجل جاء ابن عباس فقال ‪ :‬إن أصور هذه الصور فأفت فيها ‪ .‬فقال له ‪ :‬ادن‬
‫من ‪ .‬فدنا منه ‪ .‬ث أعادها ‪ ،‬فدنا منه ‪ .‬فوضع يده على رأسه فقال ‪ :‬أنبئك با سعت ‪.‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬كل مصور ف النار يعل له بكل صورة‬
‫صورها نفس فتعذبه ف جهنم " ‪ .‬وقال ‪ :‬إن كنت لبد فاعل فاصنع الشجر وما ل نفس‬
‫له ‪ - 4 .‬وعن علي قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ف جنازة ‪ ،‬فقال ‪ :‬أيكم‬
‫ينطلق إل الدينة فل يدع با وثنا إل كسره ول قبا إل سواه ول صورة إل لطخها ؟‬
‫فقال رجل ‪ :‬أنا يارسول ال ‪ .‬قال ‪ :‬فهاب أهل الدينة وانطلق الرجل ث رجع فقال ‪:‬‬
‫يارسول ال ‪ ،‬ل ادع با وثنا إل كسرته ول قبا إل سويته ول صورة إل لطختها ‪ .‬ث‬
‫قال الرسول ‪ :‬من عاد إل صنعة شئ من هذا فقد كفر با أنزل على ممد صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ .‬رواه أحد بإسناد حسن ‪ / .‬صفحة ‪ / 500‬إباحة صور لعب الطفال ‪ :‬ويستثن‬
‫من هذا لعب الطفال كالعرائس ونوها فإنه يوز صنعها وبيعها للحاديث التية ‪1 - :‬‬
‫‪ -‬عن عائشة قالت ‪ :‬كنت ألعب بالبنات ( ‪ ) 1‬فربا دخل علي رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وعندي الواري ( ‪ ) 2‬فإذا دخل خرجن وإذا خرج دخلن " ( ‪ - 2 . ) 3‬وعنها‬
‫‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قدم عليها من غزوة تبوك أو خيب ‪ ،‬وف سهوتا ( ‪) 4‬‬

‫‪199‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ستر ‪ .‬فهبت الريح فكشفته عن بنات لعائشة لعب ‪ .‬فقال ‪ :‬ما هذا يا عائشة ؟ قالت ‪:‬‬
‫بنات ‪ .‬ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع فقال ‪ :‬ما هذا الذي أرى وسطهن ؟ ‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬فرس ‪ .‬قال ‪ :‬وما هذا الذي عليه ؟ قالت ‪ :‬جناحان ‪ .‬قال ‪ :‬فرس له جناحان ؟‬
‫قالت ‪ :‬أما سعت أن لسليمان خيل لا أجنحة ‪ .‬قالت ‪ :‬فضحك رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم حت بدت نواجذه " ( ‪ ( . ) 5‬هامش ) ( ‪ ) 1‬البنات ‪ :‬صور للبنات كانت‬
‫تلعب با ‪ ) 2 ( .‬الواري ‪ :‬جع جارية وهي الشابة الصغية ‪ ) 3 ( .‬رواه البخاري وأبو‬
‫داود ‪ ) 4 ( .‬الرف ‪ ) 5 ( .‬رواه أبو داود والنسائي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 501‬النهي عن‬
‫وضع الصور ف البيت ‪ :‬وكما يرم صنع التماثيل والصور يرم اقتناءها ووضعها ف البيت‬
‫‪ ،‬ومن الواجب كسرها حت ل تبقى على صورة التمثال ‪ - 1 .‬روى البخاري أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ل يكن يترك ف بيته شيئا فيه تصاليب ( ‪ ) 1‬إل نفضه " ‪- 2 .‬‬
‫وروي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إن اللئكة ل تدخل بيتا فيه تاثيل " (‬
‫‪ . ) 2‬الصور الت لظل لا ‪ :‬كل ما سبق ذكره خاص بالصور الجسدة الت لا ظل ‪ .‬أما‬
‫الصور الت ل ظل لا ‪ ،‬كالنقوش ف الوائط وعلى الورق والصور الت توجد ف اللبس‬
‫والستور والصور الفوتر غرافية فهذه كلها جائزة ‪ .‬وكانت منوعة ف أول المر ث رخص‬
‫فيها بعد ‪ .‬والذي يدل على النع ما ذكرته السيدة عائشة رضي ال عنها قالت ‪ ( :‬هامش‬
‫) ( ‪ ) 1‬صور الصليب ‪ ) 2 ( .‬رواه البخاري ومسلم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 502‬دخل‬
‫علي رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد سترت سهوة ( ‪ ) 1‬ل بقرام ( ‪ ) 2‬فيه تاثيل ‪.‬‬
‫فلما رآه هتكه وتلون وجهه وقال ‪ :‬يا عائشة ‪ :‬أشد الناس عذابا عند ال يوم القيامة الذين‬
‫يضاهون بلق ال ‪ .‬قالت عائشة فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتي ‪ .‬والذي يدل‬
‫على الترخيص ما رواه يسربن سعيد ‪ :‬عن زيد بن خالد عن ‪ - 1‬أب طلحة عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إن اللئكة ل تدخل بيتا فيه الصور ‪ .‬قال يسر ‪ :‬ث اشتكى‬
‫زيد فعدناه فإذا على بابه ستر فيه صور ‪ ،‬فقلت لعبيد ال ‪ ،‬ربيب ميمونة زوج النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ :‬أل يبنا زيد عن الصور يوم الول ؟ فقال عبيدال ‪ :‬أل تسمعه حي‬
‫قال ‪ :‬إل رقما ف ثوب " ( ‪ - 2 ) 3‬وعن عائشة قالت ‪ :‬كان لنا ستر فيه تثال طائر ‪،‬‬
‫وكان الداخل إذا دخل استقبله ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬هامش ) (‬

‫‪200‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ ) 1‬الطاق يوضع فيه الشئ ‪ ) 2 ( .‬الستر الرقيق ‪ ) 3 ( .‬رواه المسة ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ " / 503‬حول هذا ‪ ،‬فإن كلما دخلت قرأيته ذكرت الدنيا " ( ‪. ) 1‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 503‬‬
‫فهذا الديث دليل على أنه ليس برام لنه لو كان حراما ف آخر المر لمر بتكه ولا‬
‫اكتفى بجرد تويل وجهه ‪ .‬ث ذكر أن علة تويل وجهه هو تذكيه بالدنيا ‪ ،‬وأيد هذا‬
‫الطحاوي من أئمة الحناف فقال ‪ " :‬إنا نى الشارع أول عن الصور كلها ‪ ،‬وإن كانت‬
‫رقما ‪ ،‬لنم كانوا حديثي عهد بعبادة الصور فنهى عن ذلك جلة ‪ ،‬ث لا تقرر نيه عن‬
‫ذلك أباح ما كان رقما ف ثوب للضرورة إل اتاذ الثياب وأباح ما يتهن ‪ ،‬لنه يأمن‬
‫على الاهل تعظيم ما يتهن ‪ .‬وبقي النهي فيما ل يتهن ‪ .‬ا ‪ .‬ه‍ وقال ابن حزم ‪ :‬وجائز‬
‫للصبايا خاصة اللعب بالصور ول يل لغيهن ‪ .‬والصور مرمة إل هذا وإل ما كان رقما‬
‫ف ثوب ‪ .‬ث ذكر حديث زيد بن خالد عن أب طلحة النصاري ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه‬
‫مسلم ‪ / ) . ( . .‬صفحة ‪ / 504‬السابقة السابقة مشروعة وهي من الرياضة الحمودة‬
‫وقد تكون مستحبة أو مباحة حسب النية والقصد ‪ .‬وتكون بالعدو ( ‪ ) 1‬بي الشخاص‬
‫كما تكون بالسهام والسلحة وباليل والبغال والمي ‪ .‬ففي السابقة بالعدو بي‬
‫الشخاص ثبت أن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ " :‬سابقت النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فسبقته فلما حلت اللحم سابقته فسبقن ‪ :‬قلت ‪ :‬هذه بتلك " ( ‪ . ) 2‬والسابقة بالسهام‬
‫والرماح وكل سلح يكن أن يرمى به يقول ال تعال ‪ " - :‬وأعدوا لم ما استطعتم من‬
‫قوة ومن رباط اليل ‪ . . .‬ال " ( ‪ ( . ) 3‬هامش ) ( ‪ ) 1‬العدو ‪ :‬الري ‪ ) 2 ( .‬رواه‬
‫البخاري ‪ ) 3 ( .‬سورة النفال الية رقم ‪ / ) . ( 60‬صفحة ‪ - 1 / 505‬وعن عقبة‬
‫بن عامر قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو على النب يقرأ ‪ :‬وأعدوا لم ما‬
‫استطعتم من قوة ‪ .‬أل إن القوة الرمي ‪ .‬أل إن القوة الرمي ‪ .‬أل إن القوة الرمي " ( ‪. ) 1‬‬
‫‪ - 2‬ويقول عليه الصلة والسلم ‪ " :‬عليكم بالرمي فإنه من خي لوكم " ( ‪- 3 . ) 2‬‬
‫وبقول صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬كل لعب حرام إل ثلثة ‪ :‬ملعبة الرجل أهله ‪ ،‬ورميه‬
‫عن قوسه ‪ ،‬وتأديبه فرسه " ‪ .‬ويرم أثناء الرمي أن يتخذ ما فيه الروح غرضا ‪ ،‬فقد رأى‬

‫‪201‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عبد ال بن عمر جاعة اتذوا دجاجة هدفا لم فقال ‪ " :‬إن النب صلى ال عليه وسلم لعن‬
‫من اتذ شيئا فيه الروح غرضا " ( ‪ . ) 3‬والسابقة بي اليوانات ثبتت ف الحاديث ‪1 .‬‬
‫‪ -‬فعن أب هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل سبق ال ف خف (‬
‫‪ ) 4‬أو نصل ( ‪ ) 5‬أو ( هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه مسلم ‪ ) 2 ( .‬رواه البزار والطبان بإسناد‬
‫صحيح ‪ ) 3 ( .‬رواه البخاري ومسلم ‪ ) 4 ( .‬الف ‪ :‬البل ‪ ) 5 ( .‬النصل ‪ :‬السهم ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 506‬حافر ( ‪ - 2 . ) 2 ( " ) 1‬وعن ابن عمر قال ‪ " :‬سابق النب‬
‫صلى ال عليه وسلم باليل الت قد ضمرت ( ‪ ) 3‬من الفياء وكان أمدها ثنية الوداع ‪،‬‬
‫وسابق بي اليل الت ل تضمر من الثنية إل مسجد بن زريق وكان ابن عمر فيمن سابق‬
‫" متفق عليه ‪ .‬زاد البخاري ‪ ،‬قال سفيان ‪ :‬من الفياء ( ‪ ) 4‬إل ثنية الوداع خسة أميال‬
‫أو ستة ومن الثنية إل مسجد بن زريق ميل ‪ .‬جواز الراهنة ‪ :‬السابقة دون رهان جائزة‬
‫بإجاع العلماء كما سبق ‪ ،‬أما السابقة برهان فإنا توز ف الصور التية ‪ - 1 :‬يوز أخذ‬
‫الال ف السابقة إذا كان من الاكم أو من غيه ‪ ،‬كأن يقول للمتسابقي ‪ :‬من سبق منكم‬
‫فله هذا القدر من الال ‪ - 2 .‬أو يرج أحد التسابقي مال فيقول لصاحبه ‪ ( :‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬الافر ‪ :‬اليل ‪ ) 2 ( .‬رواه أحد والثلثة وصححه ابن حبان ‪ ) 3 ( .‬تضمي اليل‬
‫‪ :‬اعطاؤها العلف حت تسمن ث ل تعلف إل قوتا لتخف ويكون ذلك ف مدة أربعي‬
‫يوما ‪ ) 4 ( .‬الفياء ‪ :‬مكان خارج الدينة النورة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 507‬إن سبقتن‬
‫فهو لك ‪ .‬وإن سبقتك فل شئ لك علي ول شئ ل عليك ‪ - 3 .‬إن كان الال من‬
‫الثني التسابقي أو من الماعة التسابقي ومعهم ملل بأخذ هذا الال إن سبق ‪ .‬ول‬
‫يغرم إن سبق ‪ .‬قيل لنس ‪ :‬أكنتم تراهنون على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟‬
‫أكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يراهن ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬وال لقد راهن على فرس يقال‬
‫له سبحة فسبق الناس فهش لذلك وأعجبه " ( ‪ . ) 1‬الصور الت يرم فيها الرهان ‪ :‬ول‬
‫يوز الرهان ف حالة ما إذا كان من كل واحد على أنه إن سبق فله الرهان وإن سبق‬
‫فيغرم لصاحبه مثله ‪ ،‬لن هذا من باب القمار الحرم ‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ :‬اليل ثلثة ‪ :‬فرس للرحن وفرس للنسان وفرس للشيطان ‪ .‬فأما فرس الرحن‬
‫فالذي يرتبط ف سبيل ال ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه أحد ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 508‬فعلفه‬

‫‪202‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وروثه وبوله ‪ ( ،‬وذكر ‪ ) . . .‬ما شاء ال ( ‪ . ) 1‬وأما فرس الشيطان ‪ :‬فالذي يقامر أو‬
‫يراهن عليه ‪ .‬وأما فرس النسان ‪ :‬فالذي يرتبطه النسان يلتمس بطنها ( ‪ ) 2‬فهي ستر‬
‫من الفقر ‪ .‬ل جلب ول جنب ف الرهان ‪ :‬روى أصحاب السنن عن عمران بن حصي‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 508‬‬
‫" ل جلب ول جنب ف الرهان " اللب ‪ :‬هو أن يتبع فرسه بن يثه على سرعة الري ‪.‬‬
‫والنب ‪ :‬هو أن ينب فرسا إل فرسه إذا فترت تول إل الجنوب ‪ .‬قال ابن أويس ‪:‬‬
‫اللب ‪ :‬أن يلب حول الفرس من خلفه ف اليدان ليحرز السبق ‪ .‬والنب ‪ :‬أن يكون‬
‫الفرس به اعتراض جنوب فيعترض له الرجل بفرسه يقومه فيحوز الغاية ‪ .‬وقال أبو عبيد ‪:‬‬
‫النب ‪ :‬أن ينب الرجل فرسه الذي سابق عليه فرسا عريا ليس عليه أحد ‪ ،‬فإذا بلغ‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬يعن أن كل ذلك له حسنات ‪ ) 2 ( .‬أي للنتاج ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 509‬قريبا من الغاية ركب فرسه العري فسبق عليه ‪ ،‬لنه أقل عياء أو كلل من الذي‬
‫عليه الراكب ‪ .‬حرمة إيذاء اليوان ‪ :‬ويرم إيذاء اليوان وتميله فوق طاقته ‪ .‬فإن حله‬
‫إنسان ما يعجز عنه كان للحاكم أن ينعه من حل ما ل يطيق ‪ .‬وإذا كان اليوان حلوبا‬
‫وله ولد فل يوز الخذ من اللب إل بالقدر الذي ل يضر ولده ‪ ،‬لنه ل ضرر ول ضرار‬
‫ف السلم ل ليوان ول لنسان ‪ .‬وسم ( ‪ ) 1‬البهائم وخصاؤها ‪ :‬يوز وسم البهائم ف‬
‫أي جزء من بدنا ما عدا الوجه ‪ .‬فقد رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم حارا قد وسم‬
‫ف وجهه فقال ‪ " :‬أما بلغكم أن لعنت من وسم البهيمة ف وجهها أو ضربا ف وجهها "‬
‫( ‪ . ) 2‬وعن جابر رضي ال عنه قال ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الوسم ‪ :‬الكي ‪ ) 2 ( .‬رواه‬
‫أبو داود ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ " / 510‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الضرب ف‬
‫الوجه وعن الوسم فيه " ( ‪ . ) 1‬وقد استنبط العلماء من هذا النهي حرمة ضرب الوجه‬
‫ووسه من غي تفرقة بي إنسان وحيوان ‪ .‬لن الوجه أكرمه ال ‪ .‬وهو ممع الحاسن ‪.‬‬
‫وأما وسم غي الوجه من اليوان فهو جائز بل يستحب لنه قد يتاج إليه ف التمييز بي‬
‫اليوانات ‪ .‬وقد كان النب صلى ال عليه وسلم يسم باليسم ( ‪ ) 2‬إبل الصدقة ‪ .‬كما‬

‫‪203‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رواه مسلم ‪ .‬وقال أبو حنيفة بكراهته لنه تعذيب ومثلة ‪ ،‬وقد نى الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم عنهما ‪ ،‬ويرد على كلم أب حنيفة ‪ :‬أن هذا عام مصوص ‪ .‬وأن التخصيص ثابت‬
‫بفعل الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ .‬أي أن التعذيب والثلة حرام ف كل حال إل ف حالة‬
‫وسم اليوان فإنه يوز ‪ .‬أما خصاء البهائم ‪ :‬فرخص فيه جاعة من أهل العلم إذا قصد به‬
‫النفعة إما لسمن أو لغيه ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه مسلم والترمذي ‪ ) 2 ( .‬اليسم ‪ :‬آلة‬
‫الكي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 511‬وخصى عروة بن الزبي بغل له ‪ .‬ورخص ف خصاء اليل‬
‫عمر بن عبد العزيز ‪ .‬ورخص مالك ف خصاء ذكور الغنم ‪ .‬خصاء الدمي ‪ :‬وهذا‬
‫بلف الدمي فإنه ل يوز لنه مثلة وتغيي للق ال وقطع للنسل وربا أفضى إل اللك‬
‫‪ .‬التحريش بي البهائم ‪ :‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن التحريش بي البهائم‬
‫وإغراء بعضها ببعض لتتصارع ‪ ،‬فعن ابن عباس قال ‪ " :‬نى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عن التحريش بي البهائم " ( ‪ . ) 1‬كما نى عن اتاذ شئ منها غرضا ‪- 1 .‬‬
‫ودخل أنس بن مالك دار الكم بن أيوب فإذا قوم قد نصبوا دجاجة يرمونا فقال لم ‪" :‬‬
‫نى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن تصب ( ‪ ) 2‬البهائم " ( ‪ ( . ) 3‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫رواه أبو داود والترمذي ‪ ) 3 ( .‬صب البهائم ‪ :‬حبسها وهي حية ث ترمى حت تقتل ‪( .‬‬
‫‪ ) 3‬رواه مسلم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ - 2 / 512‬وعن جابر قال ‪ " :‬نى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أن يقتل شئ من الدواب صبا " ( ‪ - 3 . ) 1‬وعن ابن عباس أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا " ‪ .‬وانا نى عن ذلك لنه‬
‫تعذيب للحيوان واتلف لنفسه وتضييع لاليته وتفويت لذكاته إن كان مذكى ولنفعته إن‬
‫ل يكن مذكى ‪ .‬اللعب بالنرد ‪ :‬ذهب جهور العلماء إل حرمة اللعب بالنرد ( ‪) 2‬‬
‫واستدلوا على الرمة با يأت ‪ - 1 :‬روى بريدة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫‪ " :‬من لعب بالنردشي فكأنا صبغ يده ف لم خنير ودمه " ( ‪ - 2 . ) 3‬وعن أب‬
‫موسى أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه مسلم ‪ ) 2 ( .‬النرد ‪:‬‬
‫" الطاولة " ‪ ) 3 ( .‬رواه مسلم وأحد وأبو داود ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ " / 513‬من لعب‬
‫بالنرد فقد عصى ال ورسوله " ( ‪ . ) 1‬وكان سعيد بن جبي إذا مر على أصحاب‬
‫النردشي ل يسلم عليهم ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬روي أنه رخص ف النرد ابن غفل وابن السيب‬

‫‪204‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على غي قمار ‪ .‬ويبدو أنما حل الديث على من لعب بقمار ‪ .‬اللعب بالشطرنج ‪ :‬ورد‬
‫ف الحاديث تري لعب الشطرنج ‪ .‬ولكن هذه الحاديث ل يثبت منها شئ ‪ .‬قال‬
‫الافظ بن حجر العسقلن ‪ " :‬ل يثبت ف تريه حديث صحيح ول حسن " ‪ .‬ولذا‬
‫اختلف الفقهاء ف حكمه ‪ .‬فمنهم من حرمه ‪ .‬ومنهم من أباحه ‪ .‬فمن حرمه ‪ :‬أبو حنيفة‬
‫ومالك وأحد ‪ .‬وقال الشافعي وبعض التابعي بكره ول يرم ‪ :‬فقد لعبه جاعة من‬
‫الصحابة ومن ل يصى من التابعي ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 513‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه أحد وأبو داود وابن ماجه ومالك ‪ ) . ( .‬فقه السنة ‪/ 33 -‬‬
‫صفحة ‪ / 514‬قال ابن قدامة ف " الغن " ‪ " :‬فأما الشطرنج فهو كالنرد ف التحري ‪ .‬إل‬
‫أن النرد آكد منه ف التحري لورود النص ف تريه لكن هذا ف معناه فيثبت فيه حكمه‬
‫قياسا عليه " ‪ .‬وروي عن أب هريرة وسعيد بن السيب وسعيد بن جبي اباحته ‪ .‬واحتجوا‬
‫بأن الصل الباحة ‪ .‬ول يرد بتحريها نص ول هي ف معن النصوص عليه فتبقى على‬
‫الباحة ‪ .‬اه‍ ‪ .‬والذين أباحوه اشترطوا لباحته الشروط التية ‪ ) 1 ( :‬أن ل يشغل عن‬
‫واجب من واجبات الدين ‪ ) 2 ( .‬أن ل يالطه قمار ( ‪ ) 3‬أن ل يصدر أثناء اللعب ما‬
‫يالف شرع ال ‪ / .‬صفحة ‪ / 515‬الوقف تعريفه ‪ :‬الوقف ف اللغة ‪ :‬البس ‪ .‬يقال ‪:‬‬
‫وقف يقف وقفا أي حبس يبس حبسا ( ‪ . ) 1‬وف الشرع ‪ :‬حبس الصل وتسبيل‬
‫الثمرة ‪ .‬أي حبس الال وصرف منافعه ف سبيل ال ‪ .‬أنواعه ‪ :‬والوقف أحيانا يكون‬
‫الوقف على الحفاد أو القارب ومن بعدهم إل الفقراء ‪ ،‬ويسمى هذا بالوقف الهلي أو‬
‫الذري ‪ .‬وأحيانا يكون الوقف على أبواب الي ابتداء ويسمى بالوقف اليي ‪.‬‬
‫مشروعيته ‪ :‬وقد شرع ال الوقف وندب إليه وجعله قربة ( ‪ ( ) 2‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وأما‬
‫أوقفت فهي لغة شاذة ‪ ) 2 ( .‬القربة ‪ :‬هي ما جعل الشارع له ثوابا ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 516‬من القرب الت يتقرب با إليه ‪ ،‬ول يكن أهل الاهلية يعرفون الوقف وانا‬
‫استنبطه الرسول صلى ال عليه وسلم ودعا إليه وحبب فيه برا بالفقراء وعطفا على‬
‫الحتاجي ‪ .‬فعن أب هريرة أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا مات النسان‬

‫‪205‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫انقطع عمله إل من ثلثة أشياء ‪ :‬صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صال يدعو له " (‬
‫‪ . ) 1‬والقصود بالصدقة الارية " الوقف " ‪ .‬ومعن الديث ‪ :‬أن عمل اليت ينقطع‬
‫تدد الثواب له إل ف هذا الشياء الثلثة لنا من كسبه ‪ :‬فولده ‪ ،‬وما يتركه من علم ‪،‬‬
‫وكذا الصدقة الارية ‪ ،‬كلها من سعيه ‪ .‬وأخرج ابن ماجه أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬إن ما يلحق الؤمن من عمله وحسناته بعد موته ‪ :‬علما نشره أو ولدا‬
‫صالا تركه أو مصحفا ورثه أو مسجدا بناه أو بيتا لبن السبيل بناه أو نرا أجراه‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 517‬أو‬
‫صدقة أخرجها من ماله ف صحته وحياته تلحقه من بعد موته " ‪ .‬ووردت خصال أخرى‬
‫بالضافة إل هذا فيكون مموعها عشرا ‪ .‬نظمها السيوطي فقال ‪ :‬إذا مات ابن آدم ليس‬
‫يري عليه من فعال غي عشر علوم بثها ودعاء نل وغرس النخل والصدقات تري وراثة‬
‫مصحف ورباط ثغر وحفر البئر أو إجراء نر وبيت للغريب بناه يأوي إليه أو بناء مل‬
‫ذكر وقد وقف رسول ال صلى ال عليه وسلم ووقف أصحابه الساجد والرض والبار‬
‫والدائق واليل ‪ .‬ول يزال الناس يقفون من أموالم إل يومنا هذا ‪ .‬وهذا بعض أمثلة‬
‫للوقاف ف عهد الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ - 1 :‬عن أنس رضي ال عنه قال ‪ :‬لا‬
‫قدم رسول ال ‪ /‬صفحة ‪ / 518‬صلى ال عليه وسلم الدينة الدينة وأمر ببناء السجد قال‬
‫‪ :‬يا بن النجار ‪ :‬تأمنون ( ‪ ) 1‬بائطكم ( ‪ ) 2‬هذا ؟ فقالوا ‪ :‬وال ل نطلب ثنه إل إل‬
‫ال تعال ‪ .‬أي فأخذه فبناه مسجدا " ( ‪ - 2 . ) 3‬وعن عثمان رضي ال عنه أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من حفر بئر رومة فله النة ‪ .‬قال ‪ :‬فحفرتا " ( ‪. ) 4‬‬
‫وف رواية للبغوي ‪ " :‬أنا كانت لرجل من بن غفار عي يقال لا رومة ‪ ،‬وكان يبيع منها‬
‫القربة بد ‪ ،‬فقال له النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬تبيعنيها بعي ف النة ؟ فقال ‪ :‬يا رسول‬
‫ال ‪ ،‬ليس ل ول لعيال غيها ‪ .‬فبلغ ذلك عثمان ‪ .‬فاشتراها بمسة وثلثي ألف درهم ‪.‬‬
‫ث أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬أتعل ل ما جعلت له ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬قد‬
‫جعلتها للمسلمي ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي طلب منهم أن يدفع ثنه ‪ ) 2 ( .‬الائط ‪:‬‬
‫البستان ‪ ) 3 ( .‬رواه الثلثة ‪ ) 4 ( .‬رواه البخاري والترمذي والنسائي ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ - 3 / 519‬وعن سعد بن عبادة رضي ال عنه أنه قال ‪ :‬يا رسول ال إن أم سعد ماتت‬

‫‪206‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فأي الصدفة أفضل ( ‪ ) 1‬؟ قال ‪ :‬الاء ‪ .‬فحفر بئرا وقال ‪ :‬هذه لم سعد ‪ - 4‬وعن أنس‬
‫رضي ال عنه قال ‪ " :‬كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالدينة مال ‪ ،‬وكان أحب أمواله إليه‬
‫بيحاء ( ‪ . ) 2‬وكانت مستقبلة السجد ‪ ،‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يدخلها‬
‫ويشرب من ماء فيها طيب ‪ .‬فلما نزلت هذه الية الكرية " لن تنالوا الب حت تنفقوا ما‬
‫تبون " ( ‪ ) 3‬قام أبو طلحة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬إن ال تعال‬
‫يقول ف كتابه ‪ " :‬لن تنالوا الب حت تنفقوا ما تبون " وإن أحب أموال إل بيحاء ‪.‬‬
‫وإنا صدقة ل أرجو برها وذخرها عند ال فضعها يا رسول ال حيث‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 519‬‬
‫شئت ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬بخ ( ‪ ) 4‬ذلك مال رابح ‪ ،‬ذلك مال‬
‫رابح ‪ ،‬قد سعت ما قلت فيها ‪ ،‬وإن أرى أن تعلها ف القربي ‪ ،‬فقسمها أبو ( هامش )‬
‫( ‪ ) 1‬أي أكثر ثوابا ‪ ) 2 ( .‬بستان من نل بوار السجد النبوي ‪ ) 3 ( .‬سورة آل‬
‫عمران الية رقم ‪ ) 4 ( . 92‬كلمة يقصد با العجاب والتفخيم لعمله ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 520‬طلحة ف أقاربه ( ‪ ) 1‬وبن عمه " ( ‪ - 5 . ) 2‬وعن ابن عمر رضي ال عنهما‬
‫قال ‪ " :‬أصاب عمر أرضا بيب فأتى النب صلى ال عليه وسلم يستأمره ( ‪ ) 3‬فيها فقال‬
‫‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إن أصبت أرضا بيب ل أصب مال قط هو أنفس عندي منه فما تأمرن‬
‫به ؟ فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن شئت حبست أصلها ( ‪) 4‬‬
‫وتصدقت با " ‪ .‬فتصدق با عمر ‪ :‬أنا لتباع ول توهب ول تورث ‪ ،‬وتصدق با ف‬
‫الفقراء وف القرب وف الرقاب وف سبيل ال وابن السبيل والضيف ‪ ،‬ل جناح على من‬
‫وليها أن يأكل منها بالعروف ويطعم غي متمول " ( ‪ ) 5‬قال الترمذي ‪ :‬العمل على هذا‬
‫الديث عند أهل العلم من أصحاب ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي جعلها وقفا على أقاربه ‪. . .‬‬
‫وهذا هو أصل الوقف الهلي ‪ ) 2 ( .‬رواه البخاري ومسلم والترمذي ‪ .‬قال الشوكان ‪:‬‬
‫يوز التصدق من الي ف غي مرض الوت بأكثر من ثلث الال لنه صلى ال عليه وسلم‬
‫ل يستفصل أبا طلحة عن قدر ما تصدق به وقال لسعد بن أب وقاص ف مرضه " والثلث‬
‫كثي " ‪ ) 3 ( .‬يستشيه ويطلب أمره ‪ ) 4 ( .‬وقفت الصل وتصدقت بالريع ‪) 5 ( .‬‬

‫‪207‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أي غي متخذ منها ملكا لنفسه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 521‬النب صلى ال عليه وسلم‬
‫وغيهم ‪ ،‬ل نعلم بي أحد من التقدمي منهم ف ذلك اختلفا ‪ .‬وكان هذا أول وقف ف‬
‫السلم ‪ - 6 .‬وروى أحد والبخاري عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬من احتبس فرسا ف سبيل ال إيانا واحتسابا فإن شبعه وروثه وبوله ف ميزانه يوم‬
‫القيامة حسنات " ‪ - 7 .‬وف حديث خالد بن الوليد أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال‬
‫‪ " :‬أما خالد فقد احتبس أدراعه وأعتاده ( ‪ ) 1‬ف سبيل ال " ‪ .‬انعقاد الوقف ‪ :‬ويصح‬
‫الوقف وينعقد بأحد أمرين ‪ - 1 :‬الفعل ( ‪ ) 2‬الدال عليه ‪ :‬كأن يبن مسجدا ويؤذن‬
‫للصلة فيه ول يتاج إل حكم حاكم ‪ - 2 .‬القول ‪ :‬وهو ينقسم إل صريح وكناية ‪.‬‬
‫فالصريح ‪ :‬مثل قول الواقف ‪ :‬وقفت وحبست ( هامش ) ( ‪ ) 1‬ما أعده النسان من‬
‫السلح والدواب وآلة الرب ‪ ) 2 ( .‬ويرى الشافعي أن الفعل ل يكفي بل ل يصي وقفا‬
‫إل بالقول ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 522‬وسبلت وأبدت ‪ .‬والكناية ‪ :‬كأن يقول ‪ :‬تصدقت‬
‫ناويا به الوقف ‪ .‬أما الوقف العلق بالوت مثل أن يقول ‪ " :‬داري أو فرسي وقف بعد‬
‫موت " ‪ ،‬فإنه جائز ذلك ف ظاهر مذهب أحد ‪ ،‬كما ذكره الرقي وغيه ‪ ،‬لن هذا كله‬
‫من الوصايا ‪ ،‬فحينئذ يكون التعليق بعد الوت جائزا لنه وصية ‪ .‬لزومه ‪ :‬ومت فعل‬
‫الواقف ما يدل على الوقف أو نطق بالصيغة لزم الوقف بشرط أن يكون الواقف من يصح‬
‫تصرفه ‪ ،‬بأن يكون كامل الهلية من العقل والبلوغ والرية والختيار ‪ ،‬ول يتاج ف‬
‫انعقاده إل قبول الوقوف عليه ‪ .‬وإذا لزم الوقف فإنه ل يوز بيعه ول هبته ول التصرف‬
‫فيه بأي شئ يزيل وقفيته ‪ .‬وإذا مات الواقف ل يورث عنه لن هذا هو مقتضى الوقف ‪.‬‬
‫ولقول الرسول صلى ال عليه وسلم كما تقدم ف حديث ابن عمر ‪ " :‬ل يباع ول يوهب‬
‫ول يورث " ‪ .‬ويرى أبو حنيفة أنه يوز بيع الوقف ‪ / .‬صفحة ‪ / 523‬قال أبو يوسف ‪:‬‬
‫لو بلغ أبا حنيفة هذا الديث لقال به ‪ .‬والراجح من مذهب الشافعية أن اللك ف رقبة‬
‫الوقوف ينتقل إل ال عز وجل فل يكون ملكا للواقف ول ملكا للموقوف عليه ‪ .‬وقال‬
‫مالك وأحد ‪ :‬ينتقل اللك إل الوقوف عليه ‪ ) 1 ( .‬ما يصح وقفه وما ل يصح ‪ :‬يصح‬
‫وقف العقار والنقول من الثاث والصاحف والكتب والسلح واليوان ( ‪ ، ) 2‬وكذلك‬
‫يصح وقف كل ما يوز بيعه ويوز النتفاع به مع بقاء عينه ‪ .‬وقد تقدم ما يفيد ذلك ول‬

‫‪208‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يصح وقف ما يتلف بالنتفاع به مثل النقود والشمع والأكول والشروب ‪ ،‬ول ما يسرع‬
‫إليه الفساد من الشمومات والرياحي لنا تتلف سريعا ‪ ،‬ول ما ل يوز بيعه كالرهون ‪.‬‬
‫والكلب والنير وسائر سباع البهائم الت ل تصلح للصيد وجوارح الطي الت ل يصاد با‬
‫‪ .‬ل يصح الوقف إل على معي أو جهة بر ‪ :‬ول يصح الوقف إل على من يعرف كولده‬
‫وأقاربه ( هامش ) ( ‪ ) 1‬ويترتب على الكم بانتقال اللك لزوم مراعاته والصومة فيه ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬هذا مذهب المهور ‪ .‬وقال أبو حنيفة وأبو يوسف ورواية عن مالك ‪ :‬ل يصح‬
‫وقف اليوان ‪ .‬والديث حجة عليهم ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 524‬ورجل معي ‪ ،‬أو على‬
‫بر كبناء الساجد والقناطر وكتب الفقه والعلم والقرآن ‪ .‬فإذا وقف على غي معي كرجل‬
‫وامرأة ‪ .‬أو على معصية مثل الوقف على الكنائس والبيع فإنه ل يصح ‪ .‬الوقف على الولد‬
‫يدخل فيه أولد الولد ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 524‬‬
‫من وقف على أولده دخل ف ذلك أولد الولد ما تناسلوا ‪ .‬وكذلك أولد البنات ‪.‬‬
‫فعن أب موسى الشعري قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ابن أخت القوم‬
‫منهم " ( ‪ . ) 1‬الوقف على أهل الذمة ‪ :‬ويصح الوقف على أهل الذمة مثل السيحيي‬
‫كما يوز التصدق عليهم ‪ .‬ووقفت صفية بنت حيي النب صلى ال عليه وسلم على أخ‬
‫لا يهودي ‪ .‬الوقف الشاع ‪ :‬يوز وقف الشاع لن عمر رضي ال عنه وقف مائة سهم‬
‫بيب ول تكن مقسومة وحكاه ف " البحر " عن ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أخرجه البخاري‬
‫ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 525‬الادي والقاسم والناصر‬
‫والشافعي وأب يوسف ومالك ‪ .‬وبعض العلماء يري عدم صحة وقف الشاع لن من‬
‫شرطه التعيي ‪ .‬وبذا قال ممد بن السن ‪ .‬الوقف على النفس ‪ :‬من العلماء من رأى‬
‫صحة الوقف على النفس استدلل بقول الرسول صلى ال عليه وسلم للرجل الذي قال ‪:‬‬
‫عندي دينار ‪ .‬فقال له ‪ " :‬تصدق به على نفسك " ( ‪ . ) 1‬ولن القصود من الوقف‬
‫التقرب إل ال ‪ ،‬والصرف على النفس فيه قربة إليه سبحانه ‪ ،‬وهذا قول أب حنيفة وابن‬
‫أب ليلى وأب يوسف وأحد ‪ ،‬ف الرجح عنه ‪ ،‬وابن شعبان من الالكية وابن سريج من‬

‫‪209‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشافعية وابن شبمة وابن الصباع والعترة بل إن بعضهم جوز وقف الحجور عليه للسفه‬
‫إذا وقف على نفسه ت على أولده ‪ ،‬لن الجر إنا هو للمحافظة على أمواله ووقفه بذه‬
‫الطريقة يقق هذه الحافظة ‪ .‬ومنهم من منع ذلك لن الوقف على النفس تليك ول يصح‬
‫أن يتملكه من نفسه لنفسه كالبيع والبة ‪ .‬ولقول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬هامش‬
‫) ( ‪ ) 1‬رواه أبو داود والنسائي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ " / 526‬سبل الثمرة " وتسبيلها‬
‫تليكها للغي ‪ .‬وإل هذا ذهب الشافعي وجهور الالكية والنابلة وممد والناصر ‪ .‬الوقف‬
‫الطلق ‪ :‬إذا وقف الواقف وقفا مطلقا فلم يعي مصرفا للوقف بأن قال ‪ :‬هذه الدار وقف‬
‫‪ .‬فإن ذلك يصح عند مالك ‪ .‬والراجح عند الشافعية أنه ل يصح مع عدم بيان الصرف ‪.‬‬
‫الوقف ف مرض الوت ‪ :‬إذا وقف الريض مرض الوت لجنب فإنه يعتب من الثلث مثل‬
‫الوصية ول يتوقف على رضا الورثة إل إذا زاد على الثلث فإنه ل يصح وقف هذا الزائد‬
‫إل بإجازتم ‪ .‬الوقف ف الرض على بعض الورثة ‪ :‬أما الوقف لبعض الورثة ف مرض‬
‫الوت ‪ :‬فقد ذهب الشافعي وأحد ف احدى الروايتي عنه إل أنه ل يوز الوقف على‬
‫بعض الورثة أثناء الرض ‪ .‬وذهب غي الشافعي وأحد ف الرواية الخرى إل ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 527‬جواز وقف الثلث على الورثة ف الرض مثل الجانب ‪ .‬ولا قيل للمام أحد ‪:‬‬
‫أليس تذهب إل أنه ل وصية لوارث ؟ فقال ‪ :‬نعم ‪ .‬والوقف غي الوصية لنه ل يباع ول‬
‫يوهب ول يورث ول يصي ملكا للورثة ينتفعون بغلته ‪ .‬الوقف على الغنياء ‪ :‬الوقف‬
‫قربة يتقرب به إل ال عز وجل ‪ .‬فإذا شرط الواقف ما ليس بقربة ‪ .‬كما لو شرط أن ل‬
‫يعطى إل الغنياء ‪ .‬فقد اختلف العلماء ف هذه الصورة ‪ .‬فمنهم من أجازها لنا ليست‬
‫بعصية ‪ .‬ومنهم من منعها لن هذا شرط باطل ولنه صرف له فيما ل ينفع الواقف ل ف‬
‫دينه ول ف دنياه ‪ .‬ورجح ابن تيمية هذا فقال ‪ " :‬وهذا من السرف والتبذير الذي ينع‬
‫منه ‪ ،‬ولن ال سبحانه وتعال كره أن يكون الال دولة بي الغنياء لقوله ‪ " :‬كي ل‬
‫يكون دولة بي الغنياء منكم " ( ‪ ( . ) 1‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الشر من الية رقم ‪7‬‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 528‬فمن شرط ف وقفه أو وصيته أن يكون دولة بي الغنياء فقد‬
‫شرط شرطا يالف كتاب ال ‪ .‬ومن شرط شرطا يالف كتاب ال فهو باطل ‪ .‬وان‬
‫شرط مائة شرط ‪ " :‬كتاب ال أحق وشرط ال أوثق " ‪ .‬ومن هذا الباب ‪ :‬إذا اشترط‬

‫‪210‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الواقف أو الوصي أعمال ليست ف الشريعة ل واجبة ول مستحبة فهذه شروط باطلة‬
‫مالفة لكتاب ال لن إلزام النسان للناس ما ليس بواجب ول مستحب من غي منفعة له‬
‫بذلك سفه وتبذير ينع منه " ا ‪ .‬ه‍ جواز أكل العامل من مال الوقف ‪ :‬يوز للمتول أمر‬
‫الوقف أن يأكل منه لديث ابن عمر " السابق " وفيه ‪ " :‬ل جناح على من وليها أن‬
‫يأكل منها بالعروف " ‪ .‬والراد بالعروف القدر الذي جرت به العادة ‪ .‬قال القرطب ‪" :‬‬
‫جرت العادة بأن العامل يأكل من ثرة الوقف حت لو اشترط الواقف أن العامل ل يأكل‬
‫لستقبح ذلك منه ‪ / " .‬صفحة ‪ / 529‬فاضل ريع الوقف يصرف ف مثله ‪ :‬قال ابن‬
‫تيمية ‪ " :‬وما فضل من ريع الوقف واستغن عنه فإنه يصرف ف نظي تلك الهة ‪،‬‬
‫كالسجد إذا فضلت غلة وقفه عن مصاله صرف ف مسجد آخر ‪ ،‬لن الواقف غرضه ف‬
‫النس ‪ .‬والنس واحد ‪ .‬فلو قدر أن السجد الول خرب ‪ ،‬ول ينتفع به أحد ‪ .‬صرف‬
‫ريعه ف مسجد آخر ‪ .‬وكذلك إذا فضل عن مصلحته شئ ‪ ،‬فإن هذا الفاضل ل سبيل إل‬
‫صرفه إليه ‪ .‬ول إل تعطيله ‪ ،‬فصرفه ف جنس القصود أول ‪ .‬وهو أقرب الطرق إل‬
‫مقصود الواقف " ‪ .‬إبدال النذور والوقوف بي منه ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 529‬‬
‫وقال ابن تيمية أيضا ‪ :‬وأما إبدال النذور والوقوف بي منه ‪ .‬كما ف إبدال الدي ‪ .‬فهذا‬
‫نوعان ‪ :‬أحدها ‪ :‬أن يكون البدال للحاجة ‪ ،‬مثل أن يتعطل فيباع ويشترى بثمنه ما‬
‫يقوم مقامه ‪ ،‬كالفرس البيس للغزو ‪ ،‬إذا ل يكن النتفاع به ف الغزو فقه السنة ‪/ 34 -‬‬
‫صفحة ‪ / 530‬فإنه يباع ويشترى بثمنه ما يقوم مقامه ‪ ،‬والسجد إذا ترب ما حوله ‪،‬‬
‫فينقل إل مكان آخر ‪ ،‬أو يباع ويشترى بثمنه ما يقوم مقامه ‪ ،‬وإذا ل يكن النتفاع‬
‫بالوقوف عليه من مقصود الواقف ‪ ،‬فيباع ويشترى بثمنه ما يقوم مقامه ‪ ،‬وإذا خرب ول‬
‫يكن عمارته فتباع العرصة ‪ ،‬ويشترى بثمنها ما يقوم مقامها ‪ ،‬فهذا كله جائز ‪ ،‬فإن‬
‫الصل إذا ل يصل به القصود قام بدله مقامه ‪ .‬والثان ‪ :‬البدال لصلحة راجحة ‪ ،‬مثل‬
‫أن يبدل الدي بي منه ‪ ،‬ومثل السجد إذا بن بدله مسجد آخر أصلح لهل البلد منه ‪،‬‬
‫وبيع الول ‪ ،‬فهذا ونوه جائز عند أحد وغيه من العلماء ‪ .‬واحتج أحد بأن عمر بن‬

‫‪211‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الطاب رضي ال تعال عنه ‪ ،‬نقل مسجد الكوفة القدي إل مكان آخر ‪ ،‬وصار الول‬
‫سوقا للتمارين ( ‪ ، ) 1‬فهذا إبدال لعرصة السجد وأما إبدال بنائه ببناء آخر ‪ ،‬فإن عمر‬
‫وعثمان ( هامش ) ( ‪ ) 1‬يشي ال ما كتبه عمر ال سعد رضي ال عنهما ‪ .‬لا بلغه أنه‬
‫نقب بيت الال الذي بالكوفة ‪ :‬انقل السجد الذي بالتمارين واجعل بيت الال ف قبلة‬
‫السجد فإنه لن يزال ف السجد مصل ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 531‬رضي ال عنهما ‪ .‬بنيا‬
‫مسجد النب صلى ال عليه وسلم على غي بنائه الول وزادا فيه ‪ ،‬وكذلك السجد الرام‬
‫وقد ثبت ف " الصحيحي " أن النب صلى ال عليه وسلم قال لعائشة ‪ " :‬لول أن قومك‬
‫حديثو عهد باهلية لنقضت الكعبة ‪ ،‬وللصقتها بالرض ولعلت لا بابي ‪ ،‬بابا يدخل‬
‫الناس منه ‪ ،‬وبابا يرج منه الناس ‪ ،‬فلو ل العارض الراجح ‪ ،‬لكان النب صلى ال عليه‬
‫وسلم غي بناء الكعبة ‪ ،‬فيجوز تغيي بناء الوقف من صورة إل صورة ‪ ،‬لجل الصلحة‬
‫الراجحة ‪ ،‬أما إبدال العرصة بعرصة أخرى ‪ ،‬فهذا قد نص أحد وغيه على جوازه ‪،‬‬
‫اتباعا لصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم حيث فعل ذلك عمر رضي ال تعال‬
‫عنه ‪ ،‬واشتهرت القضية ول تنكر ‪ .‬وأما ما وقف للغلة ‪ ،‬إذا أبدل بي منه ‪ ،‬مثل أن يقف‬
‫دارا أو حانوتا أو بستانا أو قرية مغلها قليل ‪ ،‬فيبدل با ما هو أنفع للوقف ‪ .‬فقد أجاز‬
‫ذلك أبو ثور وغيه من العلماء ‪ ،‬مثل أب عبيد بن حربويه قاضي مصرو حكم بذلك ‪،‬‬
‫وهو قياس قول أحد ف تبديل السجد من عرصة إل ‪ /‬صفحة ‪ / 532‬عرصة‬
‫للمصلحة ‪ ،‬بل إذا جاز أن يبدل السجد با ليس بسجد للمصلحة ‪ ،‬بيث يصي السجد‬
‫سوقا ‪ ،‬فلن يوز إبدال الستغل بستغل آخر ‪ ،‬أول وأحرى ‪ ،‬وهو قياس قوله ف إبدال‬
‫الدي بي منه ‪ ،‬وقد نص على أن السجد اللصق بالرض إذا رفعوه وبنوا تته سقاية ‪،‬‬
‫واختار ذلك اليان فعل ذلك ‪ .‬لكن من أصحابه من منع إبدال السجد ‪ ،‬والدي ‪،‬‬
‫والرض الوقوفة ‪ ،‬وهو قول الشافعي وغيه ( ‪ ، ) 1‬لكن النصوص والثار ‪ ،‬والقياس‬
‫تقتضي جواز البدال للمصلحة ‪ ،‬وال أعلم ‪ .‬حرمة الضرار بالورثة ‪ :‬يرم أن يقف‬
‫الشخص وقفا يضار به الورثة لديث الرسول ( ص ) ( لضرر ولضرار ف السلم )‬
‫فإن وقف بطل وقفه ‪ .‬قال ف الروضة الندية ‪ " :‬والاصل أن الوقاف الت يراد با قطع‬
‫ما أمر ال به أن يوصل ومالفة فرائض ال عزوجل فهي باطلة من أصلها ل تنعقد بال ‪،‬‬

‫‪212‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وذلك كمن يقف على ( هامش ) ( ‪ ) 1‬وهو قول مالك أيضا ‪ .‬وقد استدلوا بقول‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل يباع أصلها ول تبتاع ول توهب ول تورث " ‪) . ( .‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 533‬ذكور أولده دون إناثهم وما أشبه ذلك ‪ ،‬فإن هذا ل يرد التقرب إل‬
‫ال تعال بل أراد الخالفة لحكام ال عزوجل والعاندة لا شرعه لعباده وجعل هذا الوقف‬
‫الطاغوت ذريعة إل ذلك القصد الشيطان ‪ ،‬فليكن هذا منك على ذكر ‪ ،‬فما أكثر وقوعه‬
‫ف هذه الزمنة ‪ .‬وهكذا وقف من ل يمله على الوقوف إل مبة بقاء الال ف ذريته‬
‫وعدم خروجه عن أملكهم فيقفه على ذريته ‪ ،‬فإن هذا إنا أراد الخالفة لكم ال‬
‫عزوجل ‪ ،‬وهو انتقال اللك بالياث وتفويض الوارث ف مياثه يتصرف فيه كيف يشاء ‪،‬‬
‫وليس أمر غن الورثة أو فقرهم إل هذا الواقف بل هو إل ال عزوجل ‪ .‬وقد توجد القربة‬
‫ف مثل هذا الوقف على الذرية نادرا بسب اختلف الشخاص فعلى الناظر أن يعن‬
‫النظر ف السباب القتضية لذلك ‪ .‬ومن هذا النادر أن يقف على من تسك بالصلح من‬
‫ذريته أو اشتغل بطلب العلم ‪ ،‬فإن هذا الوقف ربا يكون القصد فيه خالصا والقربة‬
‫متحققة والعمال بالنيات ‪ ،‬ولكن تفويض المر إل ما حكم ال به بي عباده وارتضاه‬
‫لم أول وأحق " ا ‪ .‬ه‍ ‪ /‬صفحة ‪ / 534‬البة تعريفها ‪ :‬جاء ف القرآن الكري قول ال‬
‫عزوجل ‪ " :‬قال ‪ :‬رب هب ل من لدنك ذرية طيبة إنك سيع الدعاء " ( ‪. ) 1‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 534‬‬
‫وهي مأخوذة من هبوب الريح أي مرورها ‪ .‬وتطلق البة ويراد با التبع والتفضل على‬
‫الغي سواء أكان بال أم بغيه ‪ .‬والبة ف الشرع ‪ :‬عقد موضوعه تليك النسان ماله لغيه‬
‫ف الياة بل عوض ‪ ،‬فإذا أباح النسان ماله لغيه لينتفع به ول يلكه إياه كان إعارة ‪.‬‬
‫وكذلك إذا أهدى ما ليس بال كخمرأ وميتة فإنه ل يكون مهديا وليكون هذا العطاء‬
‫هدية ‪ ،‬وإذا ل يكن التمليك ف الياة بل كان مضافا إل ما بعد الوفاة ( هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫سورة آل عمران الية رقم ‪ / ) . ( . 38‬صفحة ‪ / 535‬كان ذلك وصية ‪ .‬وإذا كانت‬
‫بعوض ( ‪ ) 1‬كانت بيعا ويري فيها حكم البيع ‪ ،‬أي أنا تلك بجرد تام العقد ول تنفذ‬
‫فيها تصرفات الواهب إل بإجازة الوهوب له ‪ .‬ويثبت فيها اليار والشفعة ‪ .‬ويشترط أن‬

‫‪213‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يكون العوض معلوما فإذا ل يكن العوض معلوما بطلت البة ‪ .‬والبة الطلقة ل تقتضي‬
‫عوضا سواء أكانت لثله أو دونه أو أعلى منه ‪ .‬هذا هو معن البة بالعن الخص ‪ .‬أما‬
‫معناها بالعن العم فيشمل ما يأت ‪ - 1 - :‬البراء ‪ :‬وهو هبة الدين من هو عليه ‪- 2 .‬‬
‫الصدقة ‪ :‬وهي هبة ما يراد به ثواب الخرة ‪ - 3 .‬الدية ‪ :‬وهي ما يلزم الوهوب له أن‬
‫يعوضه ‪ .‬مشروعيتها ‪ :‬وقد شرع ال البة لا فيها من تأليف القلوب وتوثيق عرى الحبة‬
‫بي الناس ‪ .‬وعن أب هريرة ‪ ،‬رضي ( هامش ) ( ‪ ) 1‬يرى أبو حنيفة أن البة بشرط‬
‫العوض هبة ابتداء بيع انتهاء ‪ .‬وعلى هذا فهي قبل تسليم العوض ل تلك إل بالقبض ول‬
‫ينفذ فيها تصرفات الوهوب له قبل القبض ‪ .‬ويوز للواهب التصرف فيها ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 536‬ال عنه ‪ ،‬يقول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬تادوا تابوا " ( ‪. ) 1‬‬
‫وقد كان النب صلى ال عليه وسلم يقبل الدية ويثيب عليها ‪ .‬وكان يدعو إل قبولا‬
‫ويرغب فيها ‪ ،‬فعند أحد من حديث خالد بن عدي أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫من جاءه من أخيه معروف من غي إشراف ( ‪ ) 2‬ول مسألة فليقبله ول يرده فإنا هو‬
‫رزق ساقه ال إليه " ‪ .‬وقد حض الرسول صلى ال عليه وسلم على قبول الدية ولو‬
‫كانت شيئا حقيا ‪ ،‬ومن ث رأى العلماء كراهية ردها حيث ل يوجد مانع شرعي ‪ .‬فعن‬
‫أنس قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لو أهدي إل كراع ( ‪ ) 3‬لقبلت ‪.‬‬
‫ولو دعيت عليه لجبت " ( ‪ . ) 4‬وعن عائشة قالت ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إن ل‬
‫جارين ‪ ،‬فإل أيهما أهدي ؟ قال ‪ " :‬إل أقربما منك بابا " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أخرجه‬
‫البخاري ف الدب الفرد ‪ .‬والبيهقي ‪ .‬قال الافظ ‪ :‬سناده حسن ‪ ) 2 ( .‬تطلع ‪) 3 ( .‬‬
‫وهو ما دون الكعب من الدابة ‪ ) 4 ( .‬رواه أحد والترمذي وصححه ‪ / ) . ( .‬صفحة‬
‫‪ / 537‬وعن أب هريرة قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬تادوا فإن الدية تذهب وحر (‬
‫‪ ) 1‬الصدر ول تقرن جارة لارتا ولو شق فرسن ( ‪ ) 2‬شاه " ‪ .‬وقد قبل رسول ال‬
‫صلى ال‌عليه وسلم هدية الكفار ‪ .‬فقبل هدية كسري ‪ .‬وهدية قيصر ‪ .‬وهدية القوقس ‪.‬‬
‫كما أهدى هوالكفار الدايا والبات ‪ .‬أما ما رواه أحد و أبو داود والترمذي أن عياضا‬
‫أهدى إل النب صلى ال عليه وسلم هدية فقال له النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أسلمت ؟‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ " :‬ان نيت عن زبد ( ‪ ) 3‬الشركي " ‪ .‬فقد قال فيه الطاب ‪ " :‬يشبه‬

‫‪214‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن يكون هذا الديث منسوخا لنه صلى ال عليه وسلم قد قبل هدية غي واحد من‬
‫الشركي " ‪ .‬قال الشوكان ‪ " :‬وقد أورد البخاري ف صحيحه حديثا استنبط منه جواز‬
‫قبول هدية الوثن ‪ ،‬ذكره ف باب قبول الدية من ( هامش ) ( ‪ ) 1‬القد ‪ ) 2 ( .‬الافر‬
‫‪ ) 3 ( .‬رفد وعطاء ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 538‬الشركي من كتاب البة والدية ‪ .‬قال‬
‫الافظ ف الفتح ‪ " :‬وفيه فساد من حل رد الدية على الوثن دون الكتاب وذلك لن‬
‫الواهب الذكور ف ذلك الديث وثن " ا ‪ .‬ه‍ أركانا ‪ :‬وتصح البة بالياب والقبول‬
‫بأي صيغة تفيد تليك الال بل عوض بأن يقول الواهب ‪ :‬وهبتك أو أهديتك أو أعطيتك‬
‫ونو ذلك ‪ .‬ويقول الخر ‪ :‬قبلت ‪ .‬ويرى مالك والشافعي اعتبار القبول ف البة ‪.‬‬
‫وذهب بعض الحناف إل أن الياب كاف وهو أصح ‪ .‬وقالت النابلة ‪ :‬تصح بالعاطاة‬
‫الت تدل عليها ‪ ،‬فقد كان النب صلى ال عليه وسلم يهدي ويهدى إليه ‪ ،‬وكذلك كان‬
‫أصحابه يفعلون ‪ .‬ول ينقل عنهم أنم كانوا يشترطون إيابا وقبول ونو ذلك ‪ .‬شروطها‬
‫‪ :‬البة تقتضي واهبا وموهوبا له وموهوبا ‪ .‬ولكل شروط نذكرها فيما يلي ‪ / :‬صفحة‬
‫‪ / 539‬شروط الواهب ‪ :‬يشترط ف الواهب الشروط التية ‪ - 1 :‬أن يكون مالكا‬
‫للموهوب ‪ - 2 .‬أن ل يكون مجورا عليه لسبب من أسباب الجر ‪ - 3 .‬أن يكون‬
‫بالغا ‪ .‬لن الصغي ناقص الهلية ‪ - 4 .‬أن يكون متارا ‪ .‬لن البة عقد يشترط ف صحته‬
‫الرضا ‪ .‬شروط الوهوب له ‪ :‬ويشترط ف الوهوب له ‪ - 1 :‬وأن يكون موجودا حقيقة‬
‫وقت البة فإن ل‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 539‬‬
‫يكن موجودا أصل أو كان موجودا تقديرا بأن كان جنينا فإن البة ل تصح ‪ .‬ومت كان‬
‫الوهوب له موجودا أثناء البة وكان صغيا أو منونا فإن وليه أو وصيه أو من يقوم بتربيته‬
‫ولو كان أجنبيا يقبضها له ‪ .‬شروط الوهوب ‪ :‬ويشترط ف الوهوب ‪ - 1 :‬أن يكون‬
‫موجودا حقيقة ‪ / .‬صفحة ‪ - 2 / 540‬أن يكون مال متقوما ( ‪ - 3 . ) 1‬أن يكون‬
‫ملوكا ف نفسه أي يكون الرهوب ما ترد عليه اللكية ويقبل التداول وانتقال ملكيته من‬
‫يد إل يد فل تصح هبة الاء ف النهر ول السمك ف البحر ول الطي ف الواء ول الساجد‬

‫‪215‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والزوايا ‪ - 4 .‬أن ل يكون متصل بلك الواهب اتصال قرار كالزرع والشجر والبناء‬
‫دون الرض بل يب فصله وتسليمه حت يلك للموهوب له ‪ - 5 .‬أن يكون مفرزا أي‬
‫غي مشاع لن القبض فيه ل يصح إلمفرزا كالرهن ‪ ،‬ويرى مالك والشافعي وأحد وأبو‬
‫ثور عدم اشتراط هذا الشرط وقالوا ‪ :‬ان هبة الشاع غي القسوم تصح ‪ .‬وعند الالكية‬
‫يوز هبة ما ل يصح بيعه مثل البعي الشارد والثمرة قبل بدو صلحها والغصوب ‪ .‬هبة‬
‫الريض مرض الوت ‪ ) 2 ( :‬إذا كان شخص مريض مرض الوت ووهب غيه هبة‬
‫فحكم هبته كحكم الوصية ‪ ،‬فإذا وهب هبة لحد ( هامش ) ( ‪ ) 1‬يرى النابلة صحة‬
‫هبة الكلب الذي يقتن ‪ .‬والنجاسة الت يباح نفعها ‪ ) 2 ( .‬مرض الوت ‪ :‬هو الذي‬
‫يعجز الريض عن مارسة العمل وينتهي به إل الوت ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 541‬ورثته ث‬
‫مات ‪ ،‬وادعى باقي الورثة أنه وهبه ف مرض موته وادعى الوهوب له أنه وهبه ف حال‬
‫صحته ‪ ،‬فإن على الوهوب له أن يثبت قوله ‪ ،‬وإن ل يفعل اعتبت البة أنا حصلت ف‬
‫مرض الوت وجرى حكمها على مقتضى ذلك أي أنا ل تصح إل إذا أجازها الورثة ‪.‬‬
‫وإذا وهب وهو مريض مرض الوت ث صح من مرضه فالبة صحيحة ‪ .‬قبض البة ‪ :‬من‬
‫العلماء من يرى أن البة تستحق للموهوب له بجرد العقد ول يشترط قبضها أصل لن‬
‫الصل ف العقود أنا تصح بدون اشتراط القبض مثل البيع كما سبقت الشارة إليه ‪ ،‬وإل‬
‫هذا ذهب أحد ومالك وأبو ثور وأهل الظاهر ‪ .‬وبناء على هذا إذا مات الواهب أو‬
‫الوهوب له قبل التسليم فإن البة ل تبطل لنا بجرد العقد أصبحت ملكا للموهوب له ‪.‬‬
‫وقال أبو حنيفة والشافعي والثوري إن القبض شرط من شروط صحتها ‪ ،‬وما ل يتم‬
‫القبض ل يلزم الواهب ‪ .‬فإذا مات الوهوب له أو الواهب قبل التسليم بطلت البة ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 542‬التبع بكل الال ‪ :‬مذهب المهور من العلماء أن للنسان أن يهب جيع‬
‫ما يلكه لغيه ‪ .‬وقال ممد بن السن وبعض مققي الذهب النفي ‪ :‬ل يصح التبع‬
‫بكل الال ولو ف وجوه الي ‪ ،‬وعدوا من يفعل ذلك سفيها يب الجر عليه ‪ .‬وحقق‬
‫هذه القضية صاحب الروضة الندية فقال ‪ " :‬من كان له صب على الفاقة وقلة ذات اليد‬
‫فل بأس بالتصدق بأكثر ماله أو بكله ‪ ،‬ومن كان يتكفف الناس إذا احتاج ل يل له أن‬
‫يتصدق بميع ماله ول بأكثره ‪ .‬وهذا هو وجه المع بي الحاديث الدالة على أن ماوزة‬

‫‪216‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الثلث غي مشروعة وبي الدلة الت دلت على مشروعية التصدق بزيادة على الثلث " ا ‪.‬‬
‫ه‍ الثواب على الدية ‪ :‬ويستحب الكافأة على الدية وإن كانت من أعلى لدن ‪ .‬لا رواه‬
‫أحد والبخاري وأبو داود والترمذي عن عائشة قالت ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقبل ‪ /‬صفحة ‪ / 543‬الدية ويثيب عليها " ( ‪ . ) 1‬ولفظ ابن أب شيبة ‪" :‬‬
‫ويثيب ما هو خي منها " ‪ .‬وانا كان يفعل ذلك ليقابل الميل بثله وحت ل يكون‬
‫لحدعليه منة ‪ .‬قال الطاب ‪ " :‬من العلماء من جعل أمر الناس ف الادية على ثلث‬
‫طبقات ‪ - 1 :‬هبة الرجل من دونه كالادم ونوه اكرام له وإلطاف ‪ .‬وذلك غي مقتض‬
‫ثوابا ‪ - 2 .‬هبة الصغي للكبي ‪ :‬طلب رفد ومنفعة ‪ .‬والثواب فيها واجب ‪ - 3 .‬هبة‬
‫النظي لنظيه ‪ :‬الغالب فيها معن التودد والتقرب ‪ .‬وقد قيل إن فيها ثوابا ‪ .‬فأما إذا وهب‬
‫هبة واشترط فيها الثواب فهو لزم " ا ‪ .‬ه‍ ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي يعطي الهدي ‪ .‬بدلا‬
‫وأقله ما يساوي قيمة الدية ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 544‬حرمة تفضيل بعض البناء ف‬
‫العطاء والب ‪ :‬ل يل لي شخص أن يفضل بعض أبنائه على بعض ف العطاء لا ف ذلك‬
‫من زرع العداوة وقطع الصلت الت أمر ال با أن توصل ‪ .‬وقد ذهب إل هذا المام‬
‫أحد ( ‪ ) 1‬واسحاق والثوري وطاوس وبعض الالكية وقالوا ‪ " :‬إن التفضيل بي الولد‬
‫باطل وجور ويب على فاعله إبطاله ‪ ،‬وقد صرح البخاري بذا ‪ ،‬واستدلوا على هذا با‬
‫روي عن ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬سووا بي‬
‫أولدكم ف العطية ‪ .‬ولو كنت مفضل أحدا لفضلت النساء " ( ‪ . ) 2‬عن الشعب ‪ ،‬عن‬
‫النعمان بن بشي ‪ ،‬قال ‪ :‬أنلن ( هامش ) ( ‪ ) 1‬مذهب المام أحد حرمة التفضيل بي‬
‫الولد ما ل يكن هناك داع ‪ ،‬فإذا كان هناك داع أو مقتض للتفضيل فإنه ل مانع منه ‪.‬‬
‫قال ف الغن ‪ :‬فإن‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 544‬‬
‫خص بعضهم لعن يقتضي تصيصه مثل اختصاصه باجة أو زمانة أو عمى أو كثرة عائلة‬
‫أو اشتغاله بالعلم أو نوه من الفضائل أو صرف عطية عن بعض ولده لفسقه أو بدعته أو‬
‫لكونه يستعي با يأخذه على معصية ال أو ينفقه فيها فقد روي عن أحد ما يدل على‬

‫‪217‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جواز ذلك لقوله ف تصيص بعضهم بالوقوف ‪ :‬ل بأس به إذا كان لاجة وأكرهه على‬
‫سبيل الثرة والعطية ف معناه " ‪ . 1‬ه‍ ( ‪ ) 2‬أخرجه الطبان والبيهقي وسعيد بن منصور‬
‫وقد حسن الافظ بن حجر اسناده ف الفتح ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 545‬أب نل ( ‪- ) 1‬‬
‫قال اساعيل بن سال من بي القوم ‪ :‬نله غلما له ‪ .‬قال ‪ :‬فقالت له أمي عمرة بنت‬
‫رواحة ‪ -‬إيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فأشهده ‪ ،‬فأتى النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فذكر ذلك له ‪ .‬فقال ‪ :‬إن نلت ابن النعمان نل ‪ ،‬وإن عمرة سألتن أن أشهدك على‬
‫ذلك ‪ .‬قال ‪ :‬فقال ‪ :‬ألك ولد سواه ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فكلهم أعطيت مثل ما‬
‫أعطيت النعمان ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬فقال بعض هؤلء الحدثي ‪ :‬هذا جور وقال بعضهم‬
‫‪ :‬هذا تلجئة ‪ .‬فأشهد على هذا غيي ‪ .‬قال مغية ف حديثه ‪ :‬أليس يسرك أن يكونوا لك‬
‫ف الب واللطف سواء ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬فأشهد على هذا غيي ‪ -‬وذكر ماهد ف‬
‫حديثه ‪ :‬إن لم عليك من الق أن تعدل بينهم ‪ .‬كما أن لك عليهم من الق أن يبوك "‬
‫‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬هذا الديث هو من تفاصيل العدل الذي أمر ال ( هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫النحل ‪ :‬بضم النون وسكون الاء الهملة ‪ .‬مصدر نلته ‪ ،‬من العطية ‪ ،‬أنله بضم الاء‬
‫واللم ‪ .‬نل ‪ .‬والنحلى ‪ :‬العطية ‪ .‬على فعلى ‪ .‬قاله الوهري ‪ .‬وقال غيه ‪ :‬النحل‬
‫والنحلة ‪ :‬العطية والبة ابتداء من غي عوض ول استحقاق ‪ ) . ( .‬فقه السنة ‪/ 35 -‬‬
‫صفحة ‪ / 546‬به ف كتابه وقامت به السموات والرض وأثبتت عليه الشريعة فهو أشد‬
‫موافقة للقرآن من كل قياس على وجه الرض ‪ ،‬وهو مكم الدللة غاية الحكام ‪ ،‬فرد‬
‫بالتشابه من قوله ‪ " :‬كل أحد أحق باله من ولده والناس أجعي " ‪ .‬فكونه أحق به‬
‫يقتضي جواز تصرفه فيه كما يشاء ويقاس متشابه على إعطاء الجانب ‪ .‬ومن العلوم‬
‫بالضرورة أن هذا التشابه من العموم والقياس ل يقاوم هذا الكم البي غاية البيان " ا ‪ .‬ه‍‬
‫وذهب الحناف والشافعي ومالك والمهور من العلماء إل أن التسوية بي البناء‬
‫مستحبة والتفضيل مكروه وان فعل ذلك نفذ ‪ .‬وأجابوا عن حديث النعمان بأجوبة عشرة‬
‫‪ ،‬كما ذكر الافظ ف الفتح ‪ ،‬كلها مردودة ‪ ،‬وقد أوردها الشوكان ف نيل الوطار ‪،‬‬
‫نوردها متصرة مع زيادات مفيدة قال ‪ :‬أحدها ‪ :‬أن الوهوب النعمان كان جيع مال‬
‫والده ‪ ،‬حكاه ابن عبد الب ‪ ،‬وتعقب بأن كثيا من طرق الديث مصرحة بالبعضية كما‬

‫‪218‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف حديث الباب ان الوهوب ‪ /‬صفحة ‪ / 547‬كان غلما وكما ف لفظ مسلم الذكور‬
‫قال ‪ " :‬تصدق علي أب ببعض ماله " ‪ .‬الواب الثان ‪ :‬أن العطية الذكورة ل تنجز ‪،‬‬
‫وإنا جاء بشي يستشي النب صلى ال عليه وسلم ف ذلك ‪ .‬فأشار عليه بأن ل يفعل فترك‬
‫‪ .‬حكاه الطبي ‪ .‬وياب عنه بأن أمره صلى ال عليه وسلم له بالرتاع يشعر بالتنجيز ‪.‬‬
‫وكذلك قول عمرة " ل أرضى حت تشهد ‪ . . .‬ال " ‪ .‬الواب الثالث ‪ :‬أن النعمان كان‬
‫كبياول يكن قبض الوهوب فجاز لبيه الرجوع ‪ .‬ذكره الطحاوي قال الافظ ‪ :‬وهو‬
‫خلف ما ف أكثر طرق الديث خصوصا قوله " أرجعه " فإنه يدل على تقدم وقوع‬
‫القبض ‪ .‬والذي تضافرت عليه الروايات أنه كان صغيا وكان أبوه قابضا له لصغره ‪.‬‬
‫فأمره برد العطية الذكورة بعدما كانت ف حك القبوض ‪ .‬الواب الرابع ‪ :‬إن قوله "‬
‫أرجعه " دليل الصحة ‪ ،‬ولو ل تصح ‪ /‬صفحة ‪ / 548‬البة ل يصح الرجوع ‪ ،‬وإنا أمره‬
‫بالرجوع لن للوالد أن يرجع فيما وهب لولده ‪ ،‬وإن كان الفضل خلف ذلك ‪ .‬لكن‬
‫استحباب التسوية رجح على ذلك فلذلك أمره به ‪ .‬قال ف الفتح ‪ :‬وف الحتجاج بذلك‬
‫نظر ‪ ،‬والذي يظهر أن معن قوله ‪ " :‬أرجعه " أي ل تض البة الذكورة ‪ ،‬ول يلزم من‬
‫ذلك تقدم صحة البة ‪ .‬الواب الامس ‪ :‬إن قوله " أشهد على هذا غيي " إذن‬
‫بالشهاد على ذلك ‪ ،‬وانا امتنع من ذلك لكونه المام وكأنه قال ‪ :‬ل أشهد لن المام‬
‫ليس من شأنه أن يشهد ‪ .‬وإنا من شأنه أن يكم ‪ .‬حكاه الطحاوي وارتضاه ابن القصار‬
‫‪ .‬وتعقب بأنه ل يلزم من كون المام ليس من شأنه أن يشهد أن يتنع من تمل الشهادة‬
‫ولمن أدائها إذا تعينت عليه ‪ ،‬والذن الذكور مراد به التوبيخ لا تدل عليه بقية ألفاظ‬
‫الديث ‪ .‬قال الافظ ‪ :‬وبذلك صرح المهور ف هذا الوضع ‪ .‬وقال ابن حبان ‪ :‬قوله "‬
‫أشهد " صيغة أمر والراد به نفي الواز ‪ ،‬وهي كقوله لعائشة " اشترطي لم الولء " ا ‪ .‬ه‍‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 549‬ويؤيد هذا تسميته صلى ال عليه وسلم لذلك جورا ‪ ،‬كما ف الرواية‬
‫الذكورة ف الباب ‪ .‬الواب السادس ‪ :‬التمسك بقوله " أل سويت بينهم ؟ على أن الراد‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 549‬‬

‫‪219‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالمر الستحباب وبالنهي التنيه ‪ .‬قال الافظ ‪ :‬وهذا جيد لول ورود تلك اللفاظ‬
‫الزائدة على هذه اللفظة ‪ .‬ولسيما رواية " سو بينهم " ‪ .‬الواب السابع ‪ :‬قالوا ‪:‬‬
‫الحفوظ ف حديث النعمان " قاربوا بي أولدكم " لسووا ‪ ،‬وتعقب بأنكم ل توجبون‬
‫القاربة كما ل توجبون التسوية ‪ .‬الواب الثامن ‪ :‬ف التشبيه الواقع بينهم ف التسوية‬
‫بينهم بالتسوية منهم ف الب قرينة تدل على أن المر للندب ‪ .‬ورد بأن إطلق الور على‬
‫عدم التسوية والنهي عن التفضيل يدلن على الوجوب فل تصلح تلك القرينة لصرفها ‪.‬‬
‫وان صلحت لصرف المر ‪ .‬الواب التاسع ‪ :‬ما تقدم عن أب بكر من نلته لعائشة وقوله‬
‫لا ‪ /‬صفحة ‪ " / 550‬فلو كنت احترثته " وكذلك ما رواه الطحاوي عن عمر أنه تل‬
‫ابنه عاصما دون سائر ولده ‪ ،‬ولو كان التفضيل غي جائز لا وقع من الليفتي ‪ .‬قال ف‬
‫الفتح " ‪ :‬وقد أجاب عروة عن قصة عائشة بأن اخوتا كانوا راضي ‪ .‬وياب بثل ذلك‬
‫عن قصة عاصم " ا ‪ .‬ه‍ على أنه لحجة ف فعلهما لسيما إذا عارض الرفوع ‪ .‬الواب‬
‫العاشر ‪ :‬إن الجاع انعقد على جواز عطية الرجل ماله لغي ولده ‪ .‬فإذا جاز له أن يرج‬
‫جيع ولده من ماله لتمليك الغي جاز له أن يرج بعض أولده بالتمليك لبعضهم ‪ .‬ذكره‬
‫ابن عبد الب ‪ .‬قال الافظ ‪ :‬ول يفى ضعفه لنه قياس مع وجود النص ‪ .‬ا ‪ .‬ه فالق أن‬
‫التسوية واجبة وأن التفضيل مرم ‪ .‬واختلف الوجبون ف كيفية التسوية ‪ .‬فقال ممد ابن‬
‫السن واحد واسحاق وبعض الشافعية والالكية ‪ :‬العدل أن يعطى الذكر حظي كالياث‬
‫‪ .‬واحتجوا بأن ذلك حظه من الال لو مات عند الواهب ‪ /‬صفحة ‪ / 551‬وقال غيهم ‪:‬‬
‫لفرق بي الذكر والنثى ‪ .‬وظاهر المر بالتسوية " ا ‪ .‬ه‍ الرجوع ف البة ‪ :‬ذهب جهور‬
‫العلماء إل حرمة الرجوع ف البة ولو كانت بي الخوة أو الزوجي ‪ ،‬إل إذا كانت هبة‬
‫الوالد لولده ( ‪ ) 1‬فإن له الرجوع فيها لا رواه أصحاب السنن عن ابن عباس وابن عمر‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل يل لرجل أن يعطي عطية أو يهب هبة فيجع‬
‫فيها ال الوالد ( ‪ ) 2‬فيما يعطي ولده ( ‪ . ) 3‬ومثل الذي يعطي العطية ث يرجع فيها‬
‫كمثل الكلب يأكل فإذا شبع قاء ث عاد ف قيئه " رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه‬
‫والترمذي وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ ،‬وهذا أبلغ ف الدللة على التحري ‪ ( .‬هامش ) ( ‪) 1‬‬
‫وقال مالك ‪ :‬له الرجوع فيما وهب له إل أن يكون الشئ قد تغي عن حاله فإن تغي ل‬

‫‪220‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يكن له أن يرتعه ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬ليس له الرجوع فيما وهب لبنه ولكل ذي رحم‬
‫من ذوي أرحامه وله الرجوع فيما وهب للجانب ‪ .‬وهذا الذهب غي قوي لخالفته‬
‫الحاديث ‪ ) 2 ( .‬حكم الم مثل الب عند أكثر العلماء ‪ ) 3 ( .‬سواء أكان الولد كبيا‬
‫أم صغيا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 552‬وف احدى الروايات عن ابن عباس ‪ " :‬ليس لنا مثل‬
‫السوء الذي يعود ف هبته كالكلب يرجع ف قيئه " ‪ .‬وكذلك يوز الرجوع ف البة ف‬
‫حالة ما إذا وهب ليتعوض من هبته ويثاب عليها فلم يفعل الوهوب له ‪ :‬لا رواه سال عن‬
‫أبيه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من وهب هبة فهو أحق با ما ل يثب‬
‫منها " أي يعوض عنها وهذا هو ما رجحه ابن القيم ف " اعلم الوقعي " قال ‪ " :‬ويكون‬
‫الواهب الذي ل يل له الرجوع هو من وهب تبعا مضا ل لجل العوض ‪ ،‬والواهب‬
‫الذي له الرجوع هومن وهب ليتعوض من هبته ويثاب منها فلم يفعل الوهوب له ‪،‬‬
‫وتستعمل سنة رسول ال كلها ول يضرب بعضها ببعض " ‪ .‬ما ليرد من الدايا والبات‬
‫‪ - 1 :‬عن ابن عمر قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ / :‬صفحة ‪" / 553‬‬
‫ثلث لترد ‪ :‬الوسائد والدهن ( ‪ ) 1‬واللب ( ‪ - 2 . " ) 2‬وعن أب هريرة قال ‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من عرض عليه ريان فل يرده لنه خفيف الحمل‬
‫طيب الريح " ( ‪ - 3 . ) 3‬وعن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم كان كان ليرد‬
‫الطيب ‪ .‬الثناء على الهدي والدعاء له ‪ - 1 :‬عن أب هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬من ل يشكر الناس ل يشكر ال " ( ‪ - 2 . ) 4‬وعن جابر عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من أعطي عطاء فوجد ( ‪ ) 5‬فليجزيه ‪ ،‬ومن ل يد فليثن ‪،‬‬
‫فإن من أثن فقد شكر ‪ ،‬ومن كتم فقد كفر ‪ ،‬ومن تلى با ل يعط كان كلبس ثوب‬
‫زور " ( ‪ ( . ) 6‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الدهن ‪ :‬الطيب ‪ ) 2 ( .‬رواه الترمذي وقال هذا‬
‫حديث غريب ‪ ) 3 ( .‬رواه مسلم ‪ ) 4 ( .‬رواه أحدو الترمذي بإسناد صحيح ‪) 5 ( .‬‬
‫فوجد ‪ :‬أي سعة من الال ‪ ) 6 ( .‬رواه أبو داود والترمذي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪3 / 554‬‬
‫‪ -‬وعن أسامة بن زيد قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من صنع إليه‬
‫معروف فقال لفاعله ‪ :‬جزاك ال اخيا فقد أبلغ ف الثناء " ( ‪ - 4 . ) 1‬وعن أنس قال ‪:‬‬
‫لا قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة أتاه الهاجرون فقالوا ‪ :‬يا رسول ال‬

‫‪221‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 554‬‬
‫ما رأينا قوما أبذل من كثي ( ‪ . ) 2‬ول أحسن مواساة من قليل من قوم نزلنا بي‬
‫أظهرهم ‪ ،‬لقد كفونا الؤونة ‪ ،‬وأشر كونا ف الهنأ ( ‪ ) 3‬حت خفنا أن يذهبوا بالجر‬
‫كله ؟ فقال ‪ :‬ل ‪ .‬ما دعوت لم وأثنيتم عليهم " ( ‪ ( . ) 4‬هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه الترمذي‬
‫بإسناد جيد ‪ ) 2 ( .‬أبذل من كثي ‪ :‬أي من مال ‪ ) 3 ( .‬الهنأ ‪ :‬ما يقوم بالكفاية‬
‫وإصلح العيشة ‪ ) 4 ( .‬رواه الترمذي بإسناد صحيح ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 555‬العمرى‬
‫تعريفها ‪ :‬العمرى ‪ :‬هي نوع من البة ‪ :‬وهي أن يهب إنسان آخر شيئا مدى عمره ‪ .‬أي‬
‫على أنه إذا مات الوهوب له عاد الشئ للواهب ‪ .‬ويكون ذلك بلفظ ‪ :‬أعمرتك هذا‬
‫الشئ أو هذه الدار ‪ ،‬أي جعلتها لك مدة عمرك ‪ ،‬ونو هذا من العبارات ‪ .‬ويسمى‬
‫القائل معمرا ‪ .‬والقول له معمرا ‪ .‬وقد اعتب النب صلى ال عليه وسلم فكرة السترداد‬
‫بعد وفاة العمر له باطلة فأثبت ف العمرى ملك اليمي الدائم للمعمر له مادام حيا ث من‬
‫بعده لورثته الذين يرثون أملكه ‪ ،‬إن كان له ورثة ‪ .‬فإن ل يكن له ورثة كانت لبيت‬
‫الال ‪ ،‬ول يعود إل العمر شئ منها قط ‪ .‬فعن عروة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫‪ " - 1‬من أعمر عمرى فهي له ولعقبه يرثها من ‪ /‬صفحة ‪ / 556‬يرثه من عقبه من بعده‬
‫‪ " - 2 .‬وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬العمرى جائزة " أخرجه‬
‫البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي ‪ - 3 .‬وعن أب سلمة عن جابر أن نب ال صلى ال‬
‫عليه وسلم كان يقول ‪ " :‬العمرى لن وهبت له " ‪ .‬أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود‬
‫والنسائي ‪ - 4 .‬وعنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬أيا رجل أعمر عمرى‬
‫له ولعقبه فإنا للذي يعطاها ل ترجع للذي أعطاها لنه أعطى عطاء وقعت فيه الواريث "‬
‫‪ .‬أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ‪ - 5 .‬وروى أبو داود عن‬
‫طارق الكي أن جابر بن عبد ال قال ‪ :‬قضى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف امرأة من‬
‫النصار أعطاها ابنها حديقة من نل فماتت ‪ .‬فقال ابنها ‪ :‬انا أعطيتها حياتا ‪ .‬وله إخوة‬
‫‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ / :‬صفحة ‪ " / 557‬هي لا حياتا وموتا " ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬كنت تصدقت با عليها ‪ .‬قال ‪ " :‬ذاك أبعد لك " ‪ .‬وإل هذا ذهبت الحناف‬

‫‪222‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والشافعي وأحد ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬العمرى ‪ :‬تليك النفعة دون الرقبة ‪ .‬فإن جعلها عمرى‬
‫له فهي له مدة عمره ل تورث ‪ .‬فإن جعلها له ولعقبه بعده كانت مياثا لهله والديث‬
‫حجة عليه ‪ / .‬صفحة ‪ / 558‬الرقب تعريفها ‪ :‬هي أن يقول أحد الشخاص لصاحبه ‪:‬‬
‫‪ -‬أرقبتك داري وجعلتها لك ف حياتك فإن مت قبلي رجعت إل وإن مت قبلك فهي‬
‫لك ولعقبك ‪ .‬فكل واحد منهما يرقب موت صاحبه فتكون الدار الت جعلها رقب لخر‬
‫من بقي منهما ‪ .‬قال ماهد ‪ :‬العمرى ‪ :‬أن يقول الرجل للرجل ‪ :‬هو لك ما عشت فإذا‬
‫قال ذلك فهو له ولورثته ‪ .‬والرقب ‪ :‬أن يقول النسان هو للخر من ومنك ‪ .‬مشروعيتها‬
‫‪ :‬وهي مشروعة ‪ .‬فعن جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ / :‬صفحة‬
‫‪ " / 559‬العمرى جائزة لهلها ‪ .‬والرقب جائزة لهلها " ‪ .‬أخرجه أبو داود والنسائي‬
‫وابن ماجه ‪ .‬وقال الترمذي حسن ‪ .‬حكمها ‪ :‬حكمها حكم العمرى عند الشافعي وأحد‬
‫وهو حكم ظاهر الديث ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬العمرى موروثة ‪ .‬والرقب عارية ‪ / .‬صفحة‬
‫‪ / 560‬النفقة سبق أن ذكرنا وجوب نفقة الزوجة على زوجها ‪ ،‬وبقي أن نذكر نفقة‬
‫الوالدين على ابنهما ونفقة البن على أبيه ونفقة القارب ونفقة اليوان ‪ .‬نفقة الوالدين‬
‫وأخذها من مال ابنهما ‪ :‬نفقة الوالدين العسرين واجبة على الولد مت كان واجدا لا ‪.‬‬
‫فعن عمارة بن عمي عن عمته أنا سألت عائشة قالت ‪ :‬ف حجري يتيم أفآكل من ماله ؟‬
‫فقالت ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه‬
‫وولده من كسبه " ( ‪ . ) 1‬وأما أخذ الوالدين من مال ابنهما فإنه يوز لما ( هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي وقال حسن ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪561‬‬
‫‪ /‬أن يأخذا منه سواء أذن الولد أم ل يأذن ‪ .‬ويوز لما أن يتصرفا فيه ما ل يكن ذلك‬
‫على وجه السرف والسفه ‪ ،‬للحديث التقدم ولديث جابر أن رجل قال ‪ :‬يا رسول‬
‫ال ‪ ،‬إن ل مال وولده وإن أب يريد أن يتاح مال ‪ .‬فقال ‪ " :‬أنت ومالك لبيك " (‬
‫‪ . ) 1‬وذهب الئمة الثلثة إل أنه ل يأخذ من مال ابنه إل بقدر الاجة ‪ .‬وقال أحد ‪ :‬له‬
‫أن يأخذ من مال ولده ما شاء عند الاجة وغيها ‪ .‬وجوب النفقة على الوالد الوسر‬
‫لولده العسر ‪ :‬وكما تب النفقة على الولد الوسر لوالده العسر فإنا تب للولد العسر‬
‫على والده الوسر ‪ ،‬لقوله صلى ال عليه وسلم لند " خذي من ماله ما يكفيك وولدك‬

‫‪223‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالعروف " ‪ .‬قال أحد ‪ :‬إذا بلغ الولد معسرا أو ل حرفة له ل تسقط نفقته عن أبيه إذا ل‬
‫يكن له كسب ول مال ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 561‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬رواه ابن ماجه ‪ . .‬واللم للباحة لللتمليك فإن مال الولد له وزكاته‬
‫عليه وهو موروث عنه ‪ ) . ( .‬فقه السنة ‪ / 36 -‬صفحة ‪ / 562‬النفقة للقرباء ‪ :‬أما‬
‫النفقة للقرباء العسرين على أقربائهم الوسرين فقد اختلف فيها الفقهاء اختلفا كبيا ‪.‬‬
‫فمنهم من قال بعدم وجوبا إل من باب الب وصلة الرحم ‪ .‬قال الشوكان ‪ :‬ول تب‬
‫على القريب لقريبه إل من باب صلة الرحم ‪ .‬قال ‪ :‬وأما كونا ل تب نفقة سائر القرابة‬
‫إل من باب صلة الرحم فلعدم ورود دليل يص ذلك ‪ ،‬بل جاءت أحاديث صلة الرحم‬
‫وهي عامة ‪ ،‬والرحم الحتاج إل النفقة أحق الرحام بالصلة وقد قال تعال ‪ " :‬لينفق ذو‬
‫سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق ما آتاه ال ل يكلف ال نفسا إل ما آتاه‬
‫سيجعل ال بعد عسر يسرا " ( ‪ " . ) 1‬على الوسع قدره وعلى القتر قدره " ( ‪. ) 2‬‬
‫وقالت الشافعية ‪ :‬تب النفقة على الوسر سواء أكان ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة الطلق‬
‫الية رقم ‪ ) 2 ( . 7‬سورة البقرة الية رقم ‪ / ) . ( . 236‬صفحة ‪ / 563‬مسلما أم‬
‫غي مسلم للصول من الباء والجداد وإن علوا ‪ .‬وللفروع من البناء وأبناء البناء وأن‬
‫نزلوا ول تب لغي هؤلء ‪ .‬وقالت الالكية ‪ :‬ل تب النفقة إل للب والم والبن والبنت‬
‫ول تب للجداد ول للحفاد ول لغيها من القارب ول ينع اختلف الدين من‬
‫وجوبا ‪ .‬والنابلة ‪ :‬يوجبون النفقة على القريب الوسر الذي يرث القريب الحتاج إذا‬
‫مات وترك مال فهي تسي مع الياث سيا مطردا لن الغرم بالغنم والقوق متبادلة ‪ .‬وهم‬
‫يوجبونا للوالدين وإن علوا والولد وان نزل ‪ ،‬وعندهم ل تب النفقة لذوي الرحام وهم‬
‫من ليسوا بذوي فروض وليسوا بعصبات فل نفقة لم ول علهيم إن ل يكونوا من جهة‬
‫الصول والفروع وذلك لضعف قرابتهم وعدم النص ف شأنم من قران وسنة ‪ ،‬وقد‬
‫توسع ابن حزم فقال ‪ :‬إنه يب القادر على النفقة على الحتاج من أبويه وأجداده وإن علوا‬
‫‪ ،‬وعلى البني والبنات وبنيهم وإن سفلوا ‪ .‬وعلى الخوة والخوات والزوجات ‪ .‬كل‬

‫‪224‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هؤلء يسوي بينهم ف إياب النفقة ول يقدم منهم ‪ /‬صفحة ‪ / 564‬أحد على أحد ‪.‬‬
‫فإن فضل هؤلء عن هؤلء بعد كسوتم ونفقتهم شئ أجب على النفقة على ذوي رحه‬
‫الحرمة ومورثيه ( ‪ ) 1‬إن كان من ذكرنا ل شئ لم ول عمل بأيديهم تقوم مؤونتهم منه‬
‫‪ .‬وهم العمام والعمات وإن علوا والخوال والالت وان علوا وبنو الخوة وان سفلوا‬
‫ومن قدر من كل هؤلء على معاش وتكسب وان كان خسيسا فل نفقة له إل البوين‬
‫والجداد والدات والزوجات فانه يكلف أن يصونم عن خسيس الكسب وإن قدر على‬
‫ذلك ‪ .‬ويباع عليه ف كل ما ذكرنا ما به عنه غن من عقاره وعروضه وحيوانه ‪ .‬نفقة‬
‫اليوان ‪ :‬يب على الشخص أن ينفق على بائمه وحيوانه ويقدم لا ما يقيم حياتا من‬
‫طعام وشراب ‪ .‬فإن ل يفعل أجبه الاكم على النفقة عليها أو على بيعها أو على ذبها ‪.‬‬
‫فإن ل يفعل تصرف الاكم با هو أصلح ‪ - 1 .‬عن ابن عمر رضي ال عنهما أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي من يرثهم لو ماتوا عن مال يورث عنهم‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ " / 565‬عذبت امرأة ف هرة سجنتها حت ماتت فدخلت فيها النار ‪،‬‬
‫ل هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها ول هي تركتها تأكل من خشاش الرض " ‪- 2 .‬‬
‫عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬بينما رجل يشي‬
‫بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنل فيها فشرب ث خرج فإذا كلب يلهث يأكل‬
‫الثرى من العطش فقال الرجل ‪ :‬لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ من ‪،‬‬
‫فنل البئر فمل خفه ماء ث أمسكه بفيه حت رقي فسقى الكلب فشكر ال له فغفر له " ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬يا رسول ال ‪ :‬وإن لنا ف البهائم أجرا ؟ فقال ‪ " :‬ف كل كبد رطبة أجر " ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ / 566‬الجر تعريفه ‪ :‬الجر ف اللغة ‪ :‬التضييق والنع ومنه قول الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم لن قال ‪ " :‬اللهم ارحن وارحم ممدا ول ترحم معنا أحدا ‪ " :‬لقد‬
‫حجرت واسعا يا أعراب " ‪ .‬ومعناه ف الشرع ‪ :‬منع النسان من التصرف ف ماله ‪.‬‬
‫أقسامه ‪ :‬والجر ينقسم قسمي ‪ :‬الول ‪ :‬الجر لق الغي مثل ‪ :‬الجر على الفلس فإنه‬
‫ينع من التصرف ف ماله مافظة على حقوق الغرماء ‪ .‬فقد حجر الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم على معاذ وباع ماله ف دينه ‪ -‬رواه سعيد بن منصور ‪ .‬والثان ‪ :‬الجر لفظ‬
‫النفس مثل ‪ :‬الجر على الصغي والسفيه والجنون فإن ف الجر على هؤلء مصلحة تعود‬

‫‪225‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليهم بلف الفلس ‪ / .‬صفحة ‪ / 567‬الجر على القاس الفلس هو الذي ل يلك‬
‫مال ول يلك ما يدفع به حاجته وبلغ به الفقر إل الالة الت يقال عنه فيها ليس معه فلس‬
‫‪ .‬وسي مفلسا وإن كان ذا مال لن ماله مستحق للغرماء ‪ ،‬فكأنه معدوم ل وجود له‬
‫ويعرف الفقهاء ‪ :‬بأنه الشخص الذي كثر دينه ول يد وفاء له فحكم الاكم بإفلسه ‪.‬‬
‫ما طلة القادر على الوفاء ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 567‬‬
‫القادر على الوفاء إن ماطل ول يف بالدين الذي حل أجله يعتب ظالا لقول الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬مطل الغن ظلم " وبذا الديث استدل جهور العلماء على ان الطل‬
‫مع الغن كبية ‪ ،‬ويب على الاكم أن يأمره بالوفاء ‪ ،‬فإن أب حبسه مت طلب الدائن‬
‫ذلك ‪ :‬لقول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل الواجد يل عرضه ( ‪ ) 1‬وعقوبته (‬
‫‪ . " ) 2‬قال ابن النذر ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬عرضه ‪ :‬شكواه ‪ ) 2 ( .‬عقوبته ‪ :‬حبسه ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ " / 568‬أكثر من نفظ عنه من علماء المصار وقضاتم يرون البس ف‬
‫الدين ‪ .‬وكان عمر بن عبد العزيز يقسم ماله بي الغرماء ول يبس ‪ .‬وبه قال الليث ‪ :‬فإن‬
‫أصر على عدم قضاء الدين ول يبع ماله باعه الاكم وقضى رب الال دفعا للضرر عنه ‪.‬‬
‫الجر على الفلس وبيع ماله ‪ :‬ومن له مال ولكنه ل يفي بديونه فإنه يب على الاكم أن‬
‫يجر عليه مت طلب الغرماء أو بعضهم ذلك منه حت ل يضر بم ‪ .‬وله أن يبيع ماله إذا‬
‫امتنع عن بيعه ويقع بيعه صحيحا لنه يقوم مقامه ‪ .‬وأصل هذا ما رواه سعيد بن منصور‬
‫وأبو داود وعبد الرزاق من حديث عبد الرحن بن كعب بن مالك ‪ ،‬مرسل ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫كان معاذ بن جبل شابا سخيا وكان ل يسك شيئا ‪ .‬فلم يزل يدان حت أغرق ماله كله‬
‫ف الدين ‪ .‬فأتى النب صلى ال عليه وسلم فكلمه ليكلم غرماءه ‪ .‬فلو تركوا لحد لتركوا‬
‫لعاذ لجل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬فباع رسول ال صلى ال عليه وسلم لم‬
‫ماله ‪ /‬صفحة ‪ / 569‬حت قام معاذ بغي شئ " ‪ .‬وف نيل الوطار ‪ " :‬استدل بالجر‬
‫على معاذ على أنه يوز الجر على كل مدين ‪ .‬وعلى أنه يوز للحاكم بيع مال الدين‬
‫لقضاء دينه من غي فرق بي من كان ماله مستغرقا بالدين ومن ل يكن ماله كذلك " ا ‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ه‍ ومت ت الجر عليه فإن تصرفه ل ينفذ ف أعيان ماله لن هذا هو مقتضى الجر ‪ ،‬وهو‬
‫قول مالك وأظهر قول الشافعي ‪ .‬ويقسم الال بالصص على الغرماء الاضرين الطالبي‬
‫الذين حلت آجال حقوقهم فقط ل يدخل فيهم حاضر ل يطلب ول غائب ل يوكل ‪.‬‬
‫ول حاضر أو غائب ل يل أجل حقه طلب أو ل يطلب ‪ .‬وهذا ما ذهب إليه أحد وهو‬
‫أصح قول الشافعي ‪ .‬وعند مالك يل الدين بالجر إذا كان مؤجل ‪ .‬أما اليت الفلس‬
‫فإنه يقضي لكل من حضر أو غاب ‪ ،‬طلب أو ل يطلب ‪ ،‬ولكل ذي دين سواء أكان‬
‫الدين حال أم مؤجل ‪ .‬ويقدم حق ال كالزكاة والكفارات على حق العباد ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 570‬لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم " فإن دين ال أحق بالقضاء " ‪ .‬وذهب أبو‬
‫حنيفة إل أنه ل يوز الجر على الدين ول بيع ماله بل يبسه الاكم حت يقضي ‪.‬‬
‫والرأي الول أرجح لوافقته للحديث ‪ .‬الرجل يد ماله عند الفلس ‪ :‬إذا وجد الرجل ماله‬
‫عند الفلس فله عدة صور نذكرها فيما يلي ‪ - 1 :‬من وجد ماله بعينه عند الفلس فانه‬
‫أحق به من سائر الغرماء ‪ ،‬لقول الرسول صلى ال عليه وسلم " من أدرك ماله بعينه (‬
‫‪ ) 1‬عند رجل قد أفلس فهو أحق به من غيه " رواه البخاري ومسلم ‪ - 2 .‬إذا تغي‬
‫الال بالزيادة أو النقص فإنه ليس صاحبه أول به بل يكون أسوة الغرماء ( أي مثل الغرماء‬
‫) ‪ - 3 .‬إذا باع الال وقبض بعض الثمن فإنه يكون أسوة الغرماء وليس له حق ف‬
‫استرجاع البيع عند المهور ‪ .‬والراجح من قول الشافعي أن البائع أول به ‪ - 4 .‬إذا‬
‫مات الشتري ول يكن البائع قبض الثمن ث ( هامش ) ( ‪ ) 1‬ل يتغي بزيادة أو نقصان ‪.‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 571‬وجد البائع ما باعه فهو أول به للحديث التقدم ‪ .‬ولنه ل فرق‬
‫بي الوت والفلس ‪ .‬هذا عند الشافعي ‪ .‬وقال أبو هريرة " لقضي فيكم بقضاء رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬من أفلس أو مات فوجد رجل متاعه بعينه فهو أحق به " وهذا‬
‫الديث صححه الاكم ‪ .‬ل حجر على معسر ‪ :‬وإنا يكون الجر على الفلس ف حالة‬
‫ما إذا ل يتبي إعساره ‪ .‬فإن تبي إعساره ل يبس ول يجر عليه ول يلزمه الغرماء بل‬
‫ينظر إل ميسرة لقول ال سبحانه ‪ " :‬وإن كان ذو عسرة فنظرة إل ميسرة " ( ‪. ) 1‬‬
‫وروى مسلم أن رجل مدينا أصيب ف ثار ابتاعها فتصدقوا عليه ‪ .‬فلم يبلغ ذلك وفاء‬
‫دينه ‪ ،‬فقال الرسول صلى ال عليه وسلم للغرماء ‪ :‬خذوا ما وجدت وليس لكم ل ذلك "‬

‫‪227‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ .‬وإنظار العسر ثوابه مضاعف ‪ ،‬فعن بريدة أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من‬
‫أنظر معسرا فله بكل يوم مثليه صدقة " ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة البقرة الية رقم ‪280‬‬
‫‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 572‬ترك ما يقوم به معاشه ‪ :‬وإذا باع الاكم مال الفلس من أجل‬
‫الغرماء فيجب أن يترك له ما يقوم به معاشه من مسكن فل تباع داره ( ‪ ) 1‬الت ل غن‬
‫له عنها ‪ .‬ويترك له من الال ما يستأجر به خادما يصلح لدمة مثله ‪ .‬وإن كان تاجرا‬
‫يترك له ما يتجر به ‪ .‬وإن كان مترفا يترك له آلة الرفة ‪ .‬ويب له ولن تلزمه نفقتهم‬
‫أدن نفقة مثلهم من الطعام والكسوة ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 572‬‬
‫قال الشوكان ‪ :‬يوز لهل الدين أن يأخذوا جيع ما يدونه معه إل ما كان ل يستغن‬
‫عنه وهو النل وستر العورة وما يقيه البد وسد رمقه ومن يعول ‪ .‬وف شرحه لذا الكلم‬
‫ذكر حديث معاذ ث قال ‪ :‬لكنه ل يثبت أنم أخذوا ثيابه الت عليه أو أخرجوه من منله‬
‫أو تركه هو ومن يعول ل يدون ما ل بد لم منه ‪ ،‬ولذا ذكرنا أنه يستثن له ذلك ‪. 1 .‬‬
‫ه‍ الجر على السفيه ويجر على السفيه البالغ لسفهه وسوء تصرفه ‪ .‬قال ال تعال ‪:‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬هذا مذهب أب حنيفة وأحد ‪ .‬وذهب الشافعي ومالك إل أن داره‬
‫تباع ف هذه الالة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ " / 573‬ول تؤتوا السفهاء أموالكم الت جعل ال‬
‫لكم قياما " ( ‪ . ) 1‬دلت الية على جواز الجر على السفيه ‪ .‬قال ابن النذر ‪ " :‬أكثر‬
‫علماء المصار يرون الجر على كل مضيع لاله صغيا كان أم كبيا " ( ‪ . ) 2‬وف نيل‬
‫الوطار ‪ :‬قال ف البحر ‪ " :‬والسفه القتضي للحجر عند من أثبته هو صرف الال ف‬
‫الفسق أو فيما ل مصلحة فيه ول غرض دين ول دنيوي كشراء ما يساوي درها ‪ ،‬بائة‬
‫ل صرفه ف أكل ؟ يب ولبس نفيس وفاخر الشموم لقول ال تعال ‪ " :‬قل من حرم زينة‬
‫ال الت أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا ف الياة الدنيا خالصة يوم‬
‫القيامة كذلك نفصل اليات لقوم يعلمون " ( ‪ ( . ) 3‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النساء الية‬
‫رقم ‪ ) 2 ( . 5‬قال أبو حنيفة ‪ :‬ل يجر على من بلغ عاقل إل أن يكون مفسدا لا له ‪:‬‬
‫فإذا كان كذلك منع من تسليم الال إليه حت يبلغ خسا وعشرين سنة ‪ .‬فإذا بلغها سلم‬

‫‪228‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الال إليه بكل حال ‪ ،‬سواء أكان مفسدا أم غي مفسد ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬إن ل يرشد بعد‬
‫بلوغ اللم ل يزول الجر عنه وإن شاخ ‪ ) 3 ( .‬سورة العراف الية رقم ‪) . ( . 32‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 574‬وكذا لو أنفقه ف القرب " ا ‪ .‬ه‍ تصرفات السفيه ‪ :‬أفعال السفيه قيل‬
‫الجر عليه جائزة حت يصدر الكم عليه بالجر ‪ .‬فإذا صدر الكم عليه بالجر فإن‬
‫تصرفه ل يصح لن هذا هو مقتضى الجر ‪ .‬فل ينعقد له بيع ول شراء ول وقف ‪ ،‬ول‬
‫يصح له إقرار ‪ .‬إقرار السفيه على نفسه ‪ :‬قال ابن النذر ‪ " :‬أجع كل من نفظ عنه من‬
‫أهل العلم على أن إقرار الحجور عليه على نفسه جائز إذا كان بزن أو سرقة أو شرب‬
‫خر أو قذف أو قتل ‪ .‬وأن الدود تقام عليه وإن طلق نفذ ف قول الكثر ‪ .‬وإن أقر بال‬
‫صح إل أنه ل يؤخذ به إل بعد فك الجر عنه ‪ .‬إظهار الجر على السفيه والفلس ‪ :‬من‬
‫الستحب إظهار الجر على السفيه والفلس ليعلمهما الناس فل يدعوا بما ويتعاملوا‬
‫معهما على بصية ‪ / .‬صفحة ‪ / 575‬الجر على الصغي وكما يجر على السفيه لسفهه‬
‫فإنه يجر على الصغي وينع من تصرفه ف ماله صيانة له من الضياع ‪ ،‬ول يكن منه إل‬
‫بشرطي ‪ :‬الول ‪ :‬أن يبلغ اللم ‪ .‬الثان ‪ :‬أن يؤنس منه الرشد ‪ .‬يقول ال سبحانه وتعال‬
‫‪ - :‬وابتلوا اليتامى حت إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالم ‪. .‬‬
‫‪ . ) 1 ( " .‬نزلت هذه الية ف ثابت بن رفاعة وف عمه ‪ .‬وذلك أن رفاعة توف وترك‬
‫ابنه وهو صغي فأتى عم ثابت إل النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬إن ابن أخي يتيم ف‬
‫حجري فما يل ل من ماله ومت أدفع إليه ماله ؟ فأنزل ال تعال هذه إالية ‪ .‬علمات‬
‫البلوغ ‪ :‬والبلوغ يثبت بظهور علمة من العلمات التية ‪ - 1 :‬المناء سواء أكان ذلك‬
‫يقظة أم مناما ‪ ،‬لقول ال سبحانه ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النساء الية رقم ‪/ ) . ( . 6‬‬
‫صفحة ‪ " / 576‬وإذا بلغ الطفال منكم اللم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم‬
‫" ( ‪ ) 1‬روى أبو داود عن علي كرم ال وجهه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬رفع‬
‫القلم عن ثلث ‪ :‬عن الصب حت يتلم ‪ .‬وعن النائم حت يستيقظ ‪ .‬وعن الجنون حت‬
‫يفيق " ‪ .‬وروى المام علي كرم ال وجهه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل‬
‫يتم بعد احتلم " رواه أبو داود ‪ .‬رواه البخاري ‪ - 2 .‬إتام خس عشرة سنة لقول ابن‬
‫عمر رضي ال عنهما ‪ " :‬عرضت على النب صلى ال عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع‬

‫‪229‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عشرة سنة فلم يزن ‪ ،‬وعرضت عليه يوم الندق وأنا ابن خس عشرة سنة فأجازن " ‪.‬‬
‫فلما سع عمر بن عبد العزيز ذلك كتب إل عماله أن ل يتعرضوا إل لن بلغ خس عشرة‬
‫سنة ‪ .‬وقال مالك وأبو حنيفة ‪ :‬ل يكم لن ل يتلم بالبلوغ حت يبلغ سبع عشرة سنة‬
‫وف رواية عند أب حنيفة وهي الشهر ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النور الية رقم ‪. 59‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 577‬تسع عشرة سنة ‪ .‬وقال ف الارية ‪ :‬بلوغها لسبع عشرة سنة ‪.‬‬
‫وقال داود ‪ :‬ل يبلغ بالسن ما ل يتلم ولو بلغ أربعي سنة ‪ - 3 .‬نبات الشعر حول القبل‬
‫‪ .‬والقصود بالشعر الشعر السود التجعد ل مطلق شعر فإنه موجود ف الطفال ‪ .‬ففي‬
‫غزوة بن قريظة كان يعرف الرء بأنه من القاتلة بإنبات الشعر حول قبله ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 577‬‬
‫وقال أبو حنيفة ‪ :‬ل يثبت بالنبات حكم وليس هو ببلوغ ول دللة عليه ‪ - 4 .‬اليض‬
‫والمل ‪ :‬ويثبت البلوغ بذه الشياء التقدمة ‪ .‬بالنسبة للذكر والنثى وتزيد النثى‬
‫باليض والمل لا رواه البخاري وغيه عن عائشة رضي ال عنها ‪ :‬أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬ل يقبل ال صلة حائض إل بمار " ‪ ،‬وأما الرشد فهو القدرة على‬
‫إصلح الال وحفظه من الضياع فل يغب غبنا فاحشا غاليا ول يصرفه ف حرام ‪ .‬وإذا بلغ‬
‫الشخص غي رشيد استمرت الولية الالية عليه حت يؤنس منه الرشد دون تديد سن فقه‬
‫السنة ‪ / 37 -‬صفحة ‪ / 578‬معينة للنتظار وفقا لظاهر النص القرآن خلفا لب حنيفة‬
‫ويعاد الجر عليه إذا ظهر منه سفه بعد الرشد لن ضرر السفيه كما قال الصاص يسري‬
‫إل الكافة ‪ .‬فإنه إذا أفن ماله بالتبذير كان وبال وعيال على الناس وبيت الال ‪ .‬هذا من‬
‫جهة الولية على الال ‪ .‬أما الولية على النفس فإنا تنقطع عن الشخص بجرد بلوغه‬
‫عاقل وصيورته مكلفا ‪ .‬قال ابن عباس وقد سئل ‪ :‬مت ينقضي يتم اليتيم ؟ قال ‪ :‬لعمري‬
‫إن الرجل لتنبت ليته وإنه لضعيف الخذ لنفسه ضعيف العطاء ‪ ،‬فإذا أخذ لنفسه من‬
‫صال ما أخذ الناس فقد ذهب عنه اليتم ‪ .‬وروى سعيد بن منصور عن ماهد ف قوله‬
‫تعال ‪ " - :‬فإن آنستم منهم رشدا " ( ‪ . ) 1‬قال ‪ :‬العقل ل يدفع إل اليتيم ماله وإن‬
‫شط ( ‪ ) 2‬حت يؤنس منه رشد ‪ .‬رفع المر إل الاكم عند رفع الال إل الحجور عليه‬

‫‪230‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ :‬من العلماء من رأى شرط رفع المر إل الاكم واثبات ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النساء‬
‫الية رقم ‪ ) 2 ( . 6‬شط ‪ :‬أي كب سنه ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 579‬رشده عنده ث يدفع‬
‫إليه ماله ‪ .‬ومنهم من رأى أن ذلك متروك إل اجتهاد الوصي ‪ .‬والرأي الول أول ف‬
‫زماننا هذا ‪ .‬الولية على الصغي والسفيه والجنون ‪ .‬لن تكون الولية ؟ ‪ :‬والولية على‬
‫الصغي والسفيه والجنون تكون للب ‪ .‬فإن ل يكن الب موجودا انتقلت الولية إل‬
‫الوصي لنه نائبه ‪ .‬فإن ل يكن وصي انتقلت إل الاكم والد والم وسائر العصبات ل‬
‫ولية لم إل بالوصية ‪ .‬الوصي وشروطه ‪ :‬الوصي هو الذي وكل إليه أمر الحجور عليه‬
‫سواء أكان التوكيل من القارب أو من الاكم ‪ ،‬ويب أن يكون مشهورا بالدين والعدالة‬
‫والرشد سواء أكان رجل أم امرأة ‪ ،‬فقد أوصى عمر إل حفصة رضي ال عنهما ‪.‬‬
‫والواجب على الوصي ‪ :‬أن يعمل ف مال اليتيم والحجور عليه ما ينميه ويزيد فيه ‪.‬‬
‫ويوز عند المام مالك للوصي وللب أن يشتريا من مال اليتيم لنفسهما وأن يبيعا مال‬
‫أنفسهما بال اليتيم إذا ل يابيا أنفسهما ‪ / .‬صفحة ‪ / 580‬التنه عن الولية عند‬
‫الضعف ‪ :‬عن أب ذر أن النب صلى ال عليه وسلم قال له ‪ :‬يا أبا ذر ‪ ،‬إن أراك ضعيفا‬
‫وإن أحب لك ما أحب لنفسي فل تأمرن على اثني ول تولي مال يتيم ‪ .‬الول يأكل من‬
‫مال اليتيم ‪ :‬يقول ال سبحانه ‪ " :‬ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيا فليأكل‬
‫بالعروف " ( ‪ . ) 1‬أفادت هذه الية أن الول الغن ل حق له ف مال اليتيم وأن أجر‬
‫وليته مثوبة له من ال ‪ .‬فإن فرض له الاكم شيئا حل له أكله ‪ .‬أما إذا كان فقيا فله أن‬
‫يأخذ من ماله بالعروف ‪ ،‬أي العروف ف أجرة مثله لثل العمل الذي يقوم به ‪ .‬قالت‬
‫السيدة عائشة ‪ -‬رضي ال عنها ‪ -‬ف هذه الية ‪ :‬نزلت ف وال اليتيم الذي يقوم عليه‬
‫ويصلح ماله إن كان فقيا أكل بالعروف ‪ .‬وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن‬
‫رجل أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬إن فقي ليس ل شئ ول يتيم ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النساء الية رقم ‪ / ) . ( . 6‬صفحة ‪ / 581‬كل من مال‬
‫يتيمك غي مسرف ول مبادر ( ‪ ) 1‬ول متأثل ( ‪ . " ) 2‬والراد النهي عن أخذ أكثر من‬
‫أجرة مثله ‪ .‬النفقة على الصغي ‪ :‬قال ال تعال ‪ " :‬ول تؤتوا السفهاء أموالكم الت جعل‬
‫ال لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لم قول معروفا " ( ‪ ) 3‬قال القرطب ‪" :‬‬

‫‪231‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوصي ينفق على اليتيم على قدر ماله وحاله ‪ .‬فإن كان صغيا وماله كثي اتذ له ظئرا‬
‫وحواضن ووسع عليه ف النفقة ‪ .‬وإن كان كبيا قدر له ناعم اللباس وشهي الطعام‬
‫والدم ‪ .‬وإن كان دون ذلك فبحسبه ‪ .‬وإن كان دون ذلك فخشن الطعام واللباس قدر‬
‫الاجة ‪ .‬فإن كان اليتيم فقيا ل مال له وجب على المام ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أي مبادر‬
‫كب اليتام وبلوغهم اللم ‪ ) 2 ( .‬أي جامع للمال ‪ ) 3 ( .‬سورة النساء الية رقم ‪. 5‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 582‬القيام به من بيت الال ‪ .‬فإن ل يفعل المام وجب ذلك على‬
‫السلمي الخص به فالخص ‪ .‬وأمه أخص به فيجب عليها إرضاعه والقيام به ول ترجع‬
‫عليه ول على أحد " ا ‪ .‬ه‍ هل للوصي والزوجة والازن أن يتصدقوا بدون إذن ‪ :‬وليس‬
‫للوصي ول للزوجة ول للخازن أن يتصدقوا من الال إل بإذن صاحب الال إل أن يكون‬
‫شيئا ل يضر الال ‪ .‬عن عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 582‬‬
‫" إذا أنفقت الرأة من طعام زوجها غي مفسدة كان لا أجرها با أنفقت ولزوجها أجر ما‬
‫كسب ‪ .‬وللخازن مثل ذلك ل ينقص بعضهم من أجر بعض شيئا " ‪ /‬صفحة ‪/ 583‬‬
‫الوصية تعريفها ‪ :‬الوصية مأخوذة من وصيت الشئ أوصيه إذا أوصلته ‪ .‬فالوصي وصل ما‬
‫كان ف حياته بعد موته ‪ .‬وهي ف الشرع ‪ :‬هبة النسان غيه عينا أو دينا أو منفعة على‬
‫أن يلك الوصى له البة بعد موت الوصي ‪ .‬وعرفها بعضهم ‪ :‬بأنا تليك مضاف إل ما‬
‫بعد الوت بطريق التبع ‪ ،‬ومن هذا التعريف يتبي الفرق بي البة والوصية ‪ .‬فالتمليك‬
‫الستفاد من البة يثبت ف الال ‪ .‬أما التمليك الستفاد من الوصية فل يكون إل بعد الوت‬
‫‪ .‬هذا من جهة ومن جهة اخرى ‪ ،‬فالبة ل تكون إل بالعي ‪ .‬والوصية تكون بالعي‬
‫وبالدين وبالنفعة ‪ .‬مشروعيتها ‪ :‬وهي مشروعة بالكتاب والسنة والجاع ‪ / .‬صفحة‬
‫‪ / 584‬ففي الكتاب يقول ال سبحانه ‪ " :‬كتب ( ‪ ) 1‬عليكم إذا حضر ( ‪ ) 2‬أحدكم‬
‫الوت إن ترك خيا ( ‪ ) 3‬الوصية للوالدين والقربي بالعروف ( ‪ ) 4‬حقا على التقي‬
‫" ( ‪ . ) 5‬ويقول جل شأنه ‪ . . . " :‬من بعد وصية يوصي با أو دين ‪. ) 6 ( " . . .‬‬
‫ويقول عز وجل ‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الوت حي‬

‫‪232‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوصية إثنان ذوا عدل منكم ‪ ) 7 ( " . . .‬وجاء ف السنة الحاديث التية ‪ - 1 :‬روى‬
‫البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫" ما حق امرئ مسلم له شئ يوصي فيه ‪ ،‬يبيت ليلتي ( ‪ ( ) 8‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي فرض‬
‫‪ ) 2 ( .‬أي وجدت أسبابه ‪ ) 3 ( .‬الال ‪ ) 4 ( .‬العروف ‪ :‬الذي ل ظلم فيه للورثة ‪( .‬‬
‫‪ ) 5‬سورة البقرة الية رقم ‪ ) 6 ( . 180‬سورة النساء الية رقم ‪ ) 7 ( . 11‬سورة‬
‫الائدة الية رقم ‪ ) 8 ( . 106‬للتقريب ل للتحديد ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 585‬إل‬
‫ووصيته مكتوبة عنده " ‪ .‬قال ابن عمر ‪ :‬ما مرت علي ليلة منذ سعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول ذلك إل وعندي وصيت ‪ .‬ومعن الديث أن الزم هو هذا فقد‬
‫يفاجئه الوت ‪ .‬قال الشافعي ‪ :‬ما الزم والحتياط للمسلم إل أن تكون وصيته مكتوبة‬
‫عنده ‪ ،‬إذا كان له شئ يريد أن يوصي فيه لنه ل يدري مت تأتيه منيته فتحول بينه وبي‬
‫ما يريد من ذلك ‪ - 2 .‬وروى أحد والترمذي وأبو داود وابن ماجه ‪ ،‬عن أب هريرة ‪،‬‬
‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إن الرجل ليعمل والرأة بطاعة ال ستي سنة‬
‫ث يضرها الوت فيضاران ف الوصية فتجب لما الثار ث قرأ أبو هريرة ‪ " .‬من بعد وصية‬
‫يوصى با أو دين غي مضاروصية من ال وال عليه حليم " ( ‪ - 3 . ) 1‬وروى ابن‬
‫ماجه عن جابر قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة‬
‫النساء الية رقم ‪ / ) . ( . 12‬صفحة ‪ " / 586‬من مات على وصية مات على سبيل‬
‫وسنة ومات على تقى وشهادة ومات مغفورا له " ‪ .‬وقد أجعت المة على مشروعية‬
‫الوصية ‪ .‬وصية الصحابة ‪ .‬لقد انتقل الرسول صلى ال عليه وسلم إل الرفيق العلى ول‬
‫يوص لنه ل يترك مال يوصى به ‪ .‬روى البخاري عن ابن أب أوف أنه صلى ال عليه‬
‫وسلم ل يوص ‪ .‬قال العلماء ف تعليل ذلك ‪ :‬لنه ل يترك بعده مال ‪ .‬وأما الرض فقد‬
‫كان سبلها ‪ ،‬وأما السلح والبغلة فقد أخب أنا ل تورث ‪ .‬ذكره النووي ‪ .‬أما الصحابة‬
‫فقد كانوا يوصون ببعض أموالم تقربا إل ال ‪ .‬وكانت لم وصية مكتوبة لن بعدهم من‬
‫الورثة ‪ .‬أخرج عبد الرازق بسند صحيح أن أنسا رضي ال عنه قال ‪ :‬كانوا ( ‪) 1‬‬
‫يكتبون ف صدور وصاياهم ‪ ( :‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أي الصحابة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 587‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم ‪ :‬هذا ما أوصى به فلن بن فلن أن يشهد أن ل إله إل ال وحده‬

‫‪233‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل شريك له ويشهد أن ممدا عبده ورسوله وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن ال يبعث‬
‫من ف القبور وأوصى من ترك من أهله أن يتقوا ال ويصلحوا ذات بينهم ويطيعوا ال‬
‫ورسوله إن كانوا مؤمني وأوصاهم با أوصى به ابرهيم بنيه ويعقوب ‪ " :‬إن ال اصطفى‬
‫لكم الدين فل توتن إل وأنتم مسلمون " ‪ .‬حكمتها ‪ :‬جاء ف الديث عن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إن ال تصدق عليكم بثلث أموالكم زيادة ف أعمالكم‬
‫فضعوها حيث شئتم أو حيث أحببتم " ‪ .‬والديث ضعيف ‪ .‬أفاد هذا الديث أن الوصية‬
‫قربة يتقرب با النسان إل ال عز وجل ف آخر حياته كي تزداد حسناته أو يتدارك با ما‬
‫فاته ‪ ،‬ولا فيها من الب بالناس والواساة لم ‪ .‬حكمها ‪ :‬أما حكمها أي وصفها الشرعي‬
‫من حيث كونا ‪ /‬صفحة ‪ / 588‬مطلوبة الفعل أو الترك ( ‪ ) 1‬فقد اختلف العلماء فيه‬
‫إل عدة آراء نملها فيما يلي ‪ :‬الرأي الول ‪ :‬يرى أن الوصية واجبة على كل من ترك‬
‫مال سواء أكان الال قليل أم كثيا ‪ ،‬قاله الزهري وأبو ملز ‪ .‬وهذا رأي ابن حزم وروى‬
‫الوجوب عن ابن عمر وطلحة والزبي وعبد ل بن أب أوف وطلحة بن مطرف‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 588‬‬
‫وطاوس والشعب قال ‪ :‬وهو قول أب سليمان وجيع أصحابنا ‪ .‬واستدلوا بقول ال تعال ‪:‬‬
‫" كتب عليكم إذا حضر أحدكم الوت إن ترك خيا الوصية للوالدين والقربي بالعروف‬
‫حقا على التقي " ( ‪ . ) 2‬الرأي الثان ‪ :‬يرى أنا تب للوالدين والقربي الذين ل يرثون‬
‫اليت ‪ .‬وهذا مذهب مسروق وإياس وقتادة وابن جرير والزهري ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬أما‬
‫حكمها من حيث أثرها الترتب عليها فهو اللك للموصى له للموصى به مت مات‬
‫الوصي ‪ ) 2 ( .‬سورة البقرة الية رقم ‪ / ) . ( . 180‬صفحة ‪ / 589‬الرأي الثالث ‪:‬‬
‫وهو قول الئمة الربعة والزيدية أنا ليست فرضا على كل من ترك مال كما ف الرأي‬
‫الول ‪ .‬ول فرضا للوالدين والقربي غي الوارثي كما هو الرأي الثان وإنا يتلف‬
‫حكمها باختلف الحوال ‪ .‬فقد تكون واجبة أو مندوبة أو مرمة أو مكروهة أو مباحة ‪.‬‬
‫وجوبا ‪ :‬فتجب ف حالة ما إذا كان على النسان حق شرعي يشى أن يضيع إن ل‬
‫يوص به ‪ :‬كوديعة ودين ل أو لدمي ‪ ،‬مثل أن يكون عليه زكاة ل يؤدها أو حج ل يقم‬

‫‪234‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫به أو تكون عنده أمانة تب عليه أن يرج منها أو يكون عليه دين ل يعلمه غيه أو‬
‫يكون عنده وديعة بغي إشهاد ‪ .‬استحبابا ‪ :‬وتندب ف القربات وللقرباء الفقراء‬
‫وللصالي من الناس ‪ .‬حرمتها ‪ :‬وترم إذا كان فيها اضرار بالورثة ‪ .‬روى عبد الرازق‬
‫عن أب هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن الرجل ليعمل بعمل أهل الي‬
‫سبعي سنة فإذا ‪ /‬صفحة ‪ / 590‬أوصى جاف ( ‪ ) 1‬ف وصيته فيختم له بشر عمله‬
‫فيدخل النار ‪ .‬وان الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعي سنة فيعدل ف وصيته فيختم له‬
‫بي عمله فيدخل النة ‪ .‬قال أبو هريرة اقرأوا إن شئتم ‪ " :‬تلك حدود ال فل تعتدوها‬
‫" ( ‪ . ) 2‬روى سعيد بن منصور بإسناد صحيح قال ابن عباس ‪ " :‬الضرار ف الوصية‬
‫من الكبائر " ‪ .‬ورواه النسائي مرفوعا ورجاله ثقات ‪ [ .‬ومثل هذه الوصية الت يقصد با‬
‫الضرار باطلة ولو كانت دون الثلث ] ‪ .‬وترم كذلك إذا أوصى بمر أو ببناء كنيسة أو‬
‫دار للهو ‪ .‬كراهتها ‪ :‬وتكره إذا كان الوصي قليل الال وله وارث أو ورثة يتاجون إليه ‪،‬‬
‫كما تكره لهل الفسق مت علم أو غلب على ظنه أنم سيستعينون با على الفسق‬
‫والفجور ‪ .‬فإذا علم الوصي أو غلب على ظنه أن الوصى له سيستعي با على الطاعة‬
‫فإنا تكون مندوبة ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬جاف ‪ :‬جار ‪ ) 2 ( .‬سورة البقرة الية رقم‬
‫‪ / ) . ( . 229‬صفحة ‪ / 591‬إباحتها ‪ :‬وتباح إذا كانت لغن سواء أكان الوصى له‬
‫قريبا أم بعيدا ‪ .‬ركنها ‪ :‬وركنها الياب من الوصي ‪ .‬والياب يكون بكل لفظ يصدر‬
‫منه مت كان هذا اللفظ دال على التمليك الضاف إل ما بعد الوت بغي عوض مثل ‪:‬‬
‫أوصيت لفلن بكذا بعد موت أو وهبت له ذلك أو ملكته بعدي ‪ .‬وكما تنعقد الوصية‬
‫بالعبارة تنعقد كذلك بالشارة الفهمة مت كان الوصي عاجزا عن النطق كما يصح‬
‫عقدها بالكتابة ‪ .‬ومت كانت الوصية غي معينة بأن كانت للمساجد أو اللجئ أو‬
‫الدارس أو الستشفيات فإنا ل تتاج إل قبول بل تتم بالياب وحده لنا ف هذه الال‬
‫تكون صدقة ‪ ،‬أما إذا كانت الوصية لعي بالشخص فإنا تفتقر إل قبول الوصى له بعد‬
‫الوت أو قبول وليه إن كان الوصى له غي رشيد ‪ .‬فإن قبلها تت وإن ردها بعد الوت‬
‫بطلت الوصية وبقيت على ملك ورثة الوصي ‪ .‬والوصية من العقود الائزة الت يصح فيها‬
‫للموصي أن يغيها أو يرجع عما شاء منها أو يرجع عما أوصى به ‪ / .‬صفحة ‪/ 592‬‬

‫‪235‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والرجوع يكون صراحة بالقول كأن يقول ‪ :‬رجعت عن الوصية ‪ .‬ويكون دللة بالفعل‬
‫مثل تصرفه ف الوصى به تصرفا يرجه عن ملكه مثل أن يبيعه ‪ .‬مت تستحق الوصية ‪ :‬ول‬
‫تستحق الوصية للموصى له إل بعد موت الوصي وبعد سداد الديون ‪ .‬فإذا استغرقت‬
‫الديون التركة كلها فليس للموصى له شئ لقول ال تعال ‪ " :‬من بعد وصية يوصى با أو‬
‫دين " ‪ .‬الوصية الضافة أو العلقة بالشرط ‪ :‬وتصح الوصية الضافة أو العلقة بالشرط أو‬
‫القترنة به مت كان الشرط صحيحا ‪ .‬والشرط الصحيح ‪ :‬هو ما كان فيه مصلحة‬
‫للموصي أو الوصى له أو لغيها ول يكن منهيا عنه ول منافيا لقاصد الشريعة ‪ .‬ومت‬
‫كان الشرط صحيحا وجبت مراعاته ما دامت الصلحة منه قائمة ‪ .‬فإن زالت الصلحة‬
‫القصودة منه أو كان غي صحيح ل تب مراعاته ‪ / .‬صفحة ‪ / 593‬شروطها ‪ :‬الوصية‬
‫تقتضي موصيا وموصى له وموصى به ‪ ،‬ولكل شروط نذكرها فيما يلي ‪ :‬شروطالوصي ‪:‬‬
‫يشترط ف الوصي أن يكون أهل للتبع بأن يكون كامل الهلية ‪ .‬وكمال الهلية بالعقل‬
‫والبلوغ والرية والختيار وعدم الجر لسفه أو غفلة ‪ ،‬فإن كان الوصي ناقص الهلية‬
‫بأن كان صغيا أو منونا أو عبدا أو مكرها أو مجورا عليه فإن وصيته ل تصح ‪ .‬ويستثن‬
‫من ذلك أمران ‪ - 1 :‬وصية الصغي الميز الاصة بأمر تهيزه ودفنه مادامت ف حدود‬
‫الصلحة ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 593‬‬
‫‪ - 2‬وصية الحجور عليه للسفه ف وجه من وجوه الي مثل تعليم القرآن وبناء الساجد‬
‫وإقامة الستشفيات ‪ .‬ث إن كان له وارث وأجازها الورثة نفذت من كل ماله ‪ .‬وكذا إذا‬
‫ل يكن له وارث أصل ‪ .‬وأما إن كان له ورثة ول ييزوا هذه الوصية فإنا ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 594‬تنفذ من ثلث ماله فقط ‪ ،‬وهذا مذهب الحناف ‪ .‬وخالف ف ذلك المام مالك‬
‫فأجاز وصية ضعيف العقل والصغي الذي يعقل معن التقرب إل ال تعال قال ‪ " :‬المر‬
‫الجمع عليه عندنا أن الضعيف ف عقله والسفيه والصاب الذي يفيق أحيانا توز‬
‫وصاياهم إذا كان معهم من عقولم ما يعرفون ما يوصون به ‪ .‬وكذلك الصب الصغي إذا‬
‫كان يعقل ما أوصى به ول يأت بنكر من القول فوصيته جائة ماضية " ‪ .‬وقد أجاز‬

‫‪236‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القانون ف مصر وصية السفيه وذوي الغفلة إذا أذنت با الهة القضائية الختصة ‪ .‬يشروط‬
‫الوصى له ‪ :‬يشترط ف الوصى له الشروط التية ‪ - 1 :‬ان ل يكون وارثا للموصي ‪.‬‬
‫روى أصحاب الغازي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال عام الفتح ‪ " :‬ل وصية‬
‫لوارث " ‪ .‬رواه أحد وأبو داود والترمذي وحسنه ‪ .‬وهذا الديث وان كان خب آحاد‬
‫إل أن العلماء تلقته بالقبول وأجعت العامة على القول به ‪ / .‬صفحة ‪ / 595‬وف رواية ‪:‬‬
‫" إن ال أعطى كل ذي حق حقه ‪ ،‬أل ل وصية لوارث ‪ .‬وأما آية " كتب عليكم إذا‬
‫حضر أحدكم الوت إن ترك خيا الوصية للوالدين والقربي بالعروف حقا على التقي "‬
‫‪ .‬فقد قال المهور من العلماء بنسخها ‪ .‬وقال الشافعي ‪ :‬إن ال تعال أنزل آية الوصية‬
‫وأنزل آية الواريث فاحتمل أن تكون آية الوصية باقية مع الياث ‪ .‬واحتمل أن تكون‬
‫الواريث ناسخة للوصايا ‪ .‬وقد طلب العلماء ما يرجح أحد الحتمالي فوجدوه ف سنة‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقد روى عنه أصحاب الغازي أنه قال عام الفتح ‪ " :‬ل‬
‫وصية لوارث " ا ‪ .‬ه‍ واتفقوا على اعتبار كون الوصى له وارثا يوم الوت حت لو أوصى‬
‫لخيه الوارث حيث ل يكون للموصي ابن ث ولد له ابن قبل موته صحت الوصية للخ‬
‫الذكور ولو أوصى لخيه وله ابن فمات البن قبل موت الوصي فهي وصية لوارث ‪/ .‬‬
‫صفحة ‪ - / 596‬ومذهب الحناف أن الوصى له إذا كان معينا يشترط لصحة الوصية‬
‫له أن يكون موجودا وقت الوصية تقيقا أو تقديرا ‪ .‬أي يكون موجودا بالفعل وقت‬
‫الوصية أو يكون مقدرا وجوده أثناءها ‪ .‬كما إذا أوصى لمل فلنة ‪ .‬وكان المل‬
‫موجودا وقت اياب الوصية ‪ .‬أما إذا ل يكن الوصى له معينا بالشخص فيشترط أن‬
‫يكون موجودا وقت موت الوصي تقيقا أو تقديرا ‪ .‬فإذا قال الوصي ‪ :‬أوصيت بداري‬
‫لولد فلن ول يعي هؤلء الولد ‪ ،‬ث مات ول يرجع عن الوصية ‪ .‬فإن الدار تكون‬
‫ملوكة للولد الوجودين وقت موت الوصي سواء منهم الوجود حقيقة أو تقديرا‬
‫كالمل ‪ ،‬ولو ل يكونوا موجودين وقت إياب الوصية ‪ .‬ويتحقق من وجود المل وقت‬
‫الوصية أو وقت موت الوصي مت ولد لقل من ستة أشهر من وقت الوصية أو من وقت‬
‫موت الوصي ‪ .‬وقال المهور من العلماء ‪ :‬إن من أوصى أن يفرق ثلث ماله حيث أرى‬
‫ال الوصي انا تصح وصيته ويفرقه الوصي ف سبيل الي ول يأكل منه شيئا ول يعطي‬

‫‪237‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫منه ‪ /‬صفحة ‪ / 597‬وارثا للميت " ‪ .‬وخالف ف ذلك أبو ثور ‪ ،‬أفاده الشوكان ف نيل‬
‫الوطار ‪ - 3 .‬ويشترط أن ل يقتل الوصى له الوصي قتل مرما مباشرا ‪ .‬فإذا قتل‬
‫الوصى له الوصي قتل مرما مباشرا بطلت الوصية له لن من تعجل الشئ قبل أوانه‬
‫عوقب برمانه ‪ .‬وهذا مذهب أب يوسف ‪ .‬وقال أبو حنيفة وممد ل تبطل الوصية‬
‫وتتوقف على إجازة الورثة ‪ .‬شروط الوصى به ‪ :‬يشترط ف الوصى به أن يكون بعد‬
‫موت الوصي قابل للتمليك بأي سبب من أسباب اللك ‪ ،‬فتصح الوصية بكل مال متقوم‬
‫من العيان ومن النافع ‪ .‬وتصح الوصية با يثمره شجره وبا ف بطن بقرته لنه يلك‬
‫بالرث فما دام وجوده مققا وقت موت الوصي استحقه الوصى له ‪ .‬وهذا بلف ما‬
‫إذا أوصى بعدوم ‪ .‬وتصح الوصية بالدين وبالنافع كالسكن وبالوصية باللو ‪ .‬ول تصح‬
‫با ليس بال كاليتة ‪ .‬وما ليس متقوما ف ‪ /‬صفحة ‪ / 598‬حق العاقدين كالمر‬
‫للمسلمي ‪ .‬مقدار الال الذي تستحب الوصية فيه ‪ :‬قال ابن عبد الب ‪ " :‬اختلف السلف‬
‫ف مقدار الال الذي يستحب فيه الوصية أو يب عند من أوجبها ‪ .‬فروي عن علي أنه‬
‫قال ‪ :‬ستمائة درهم أو سبعمائة درهم ليس بال فيه وصية وروي عنه ألف درهم مال فيه‬
‫وصية ‪ .‬وقال ابن عباس ‪ :‬ل وصية ف ثانائة درهم وقالت عائشة ‪ :‬ف امرأة لا أربعة من‬
‫الولد ولا ثلثة آلف درهم ل وصية ف مالا ‪ .‬وقال ابراهيم النخعي ‪ :‬ألف درهم إل‬
‫خسمائة درهم ‪ .‬وقال قتادة ف قوله " إن ترك خيا " ألفا فما فوقها وعن علي ‪ :‬من ترك‬
‫مال يسيا فليدعه لورثته فهو أفضل وعن عائشة فيمن ترك ثانائة درهم ل يترك خيا فل‬
‫يوصي " ا ‪ .‬ه‍ الوصية بالثلث ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 598‬‬
‫وتوز الوصية بالثلث ول توز الزيادة عليه ‪ ،‬والول أن ينقص عنه ‪ ،‬وقد استقر الجاع‬
‫على ذلك ‪ / .‬صفحة ‪ / 599‬روى البخاري ومسلم وأصحاب السنن عن سعد بن أب‬
‫وقاص رضي ال عنه قال ‪ :‬جاء النب صلى ال عليه وسلم يعودن ‪ ،‬وأنا بكة ‪ -‬وهو‬
‫يكره أن يوت بالرض الت هاجر منها ‪ -‬قال ‪ :‬يرحم ال ابن عفراء ‪ -‬قلت ‪ :‬يا رسول‬
‫ال أوصي بال كله ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قلت ‪ :‬فالشطر ( ‪ ) 1‬؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قلت ‪ :‬الثلث ؟ قال‬

‫‪238‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ :‬فالثلث والثلث كثي ‪ ،‬إنك إن تدع ( ‪ ) 2‬ورثتك أغنياء خي من أن تدعهم عالة ( ‪) 3‬‬
‫يتكففون ( ‪ ) 4‬الناس ف ايديهم ‪ ،‬وانك مهما أنفقت من نفقة فإنا صدقة حت اللقمة‬
‫ترفعها إل ف ( ‪ ) 5‬ف امرتك ‪ ،‬وعسى ال أن يرفعك فينتفع بك أناس ويضر بك آخرون‬
‫‪ ،‬ول يكن له يومئذ إل ابنة " ( ‪ ) 6‬الثلث يسب من جيع الال ‪ :‬ذهب جهور العلماء‬
‫إل أن الثلث يسب من جيع ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الشطر ‪ :‬النصف ‪ ) 2 ( .‬تدع ‪ :‬تترك ‪.‬‬
‫( ‪ ) 3‬عالة ‪ :‬فقراء ‪ ) 4 ( .‬يتكففون الناس ‪ :‬يبسطون للسؤال أكفهم ‪ ) 5 ( .‬ف ‪ :‬الفم‬
‫‪ ) 6 ( .‬كان هذا قبل أن يولد له الذكور ‪ .‬وقد ولد له بعد ذلك أربعة بني ‪ -‬ذكره‬
‫الواقدي ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أكثر من عشرة ومن البنات ثنتا عشرة بنتا ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪/ 600‬‬
‫الال الذي تركه الوصي وقال مالك ‪ :‬يسب الثلث ما علمه الوصي دون ما خفي عليه‬
‫أو تدد له ول يعلم به ‪ .‬وهل العتب الثلث حال الوصية أو عند الوت ؟ ذهب مالك‬
‫والنخعي وعمر بن عبد العزيز أو العتب ثلث التركة عند الوصية ‪ .‬وذهب أبو حنيفة وأحد‬
‫والصح من قول الشافعية إل اعتبار الثلث حال الوت ‪ .‬وهو قول علي وبعض التابعي ‪.‬‬
‫الوصية بأكثر من الثلث ‪ :‬الوصي إما أن يكون له وارث أو ل ‪ .‬فإن كان له وارث فإنه‬
‫ل يوز له الوصية بأكثر من الثلث كما تقدم ‪ ،‬فإن أوصى بالزيادة على الثلث فإن وصيته‬
‫ل تنفذ إل بإذن الورثة ‪ ،‬ويشترط لنفاذها شرطان ‪ - 1 :‬ان تكون بعد موت الوصي لنه‬
‫قبل موته ل يثبت للمجيز حق فل تعتب إجازته ‪ ،‬وإذا أجازها أثناء الياة كان له الرجوع‬
‫عنها مت شاء ‪ .‬وإن أجازها بعد الياة نفذت الوصية ‪ .‬وقال الزهري وربيعة ‪ :‬ليس له‬
‫الرجوع مطلقا ‪ - 2 .‬أن يكون الجيز وقت الجازة كامل الهلية غي مجور عليه لسفه‬
‫أو غفلة ‪ / .‬صفحة ‪ / 601‬وإن ل يكن له وارث فليس له أن يزيد على الثلث أيضا ‪.‬‬
‫وهذا عند جهور العلماء ‪ .‬وذهب الحناف واسحاق وشريك وأحد ف رواية ‪ ،‬وهو‬
‫قول علي وابن مسعود ‪ ،‬إل جواز الزيادة على الثلث ‪ .‬لن الوصي ل يترك ف هذه الال‬
‫من يشى عليه الفقر ‪ ،‬ولن الوصية جاءت ف الية مطلقة ‪ .‬وقيدتا السنة بن له وارث‬
‫فبقي من ل وارث له على إطلقه ‪ .‬وبطلن الوصية ‪ :‬وتبطل الوصية بفقد شرط من‬
‫الشروط التقدمة كما تبطل با يأت ‪ - 1 :‬إذا جن الوصي جنونا مطبقا واتصل النون‬
‫بالوت ( ‪ - 2 . ) 1‬إذا مات الوصى له قبل موت الوصي ‪ - 3 .‬إذا كان الوصى به‬

‫‪239‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫معينا وهلك قبل قبول الوصى له ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬النون الطبق هو النون الذي‬
‫يستمر سنة عنه ممد ‪ ،‬وقال أبو يوسف ‪ :‬هو الذي يستمر شهرا وعليه الفتوى ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 602‬الفرائض تعريفها ‪ :‬الفرائض جع فريضة ‪ ،‬والفريضة مأخوذة من الفرض‬
‫بعن التقرير ‪ ،‬يقول ال سبحانه ‪ " :‬فنصف ما فرضتم " أي قدرت ‪ .‬والفرض ف الشرع‬
‫هو النصيب القدر للوارث ويسمى العلم با علم الياث وعلم الفرائض ‪ .‬مشروعيتها ‪:‬‬
‫كان العرب ف الاهلية قبل السلم يورثون الرجال دون النساء ‪ .‬والكبار دون الصغار‬
‫وكان هناك توارث باللف ‪ .‬فأبطل ال ذلك كله وأنزل ‪ " :‬يوصيكم ال ف أولدكم‬
‫للذكر مثل حظ النثيي فإن كن نساء فوق اثنتي فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة‬
‫فلها النصف ولبويه لكل واحد منهما السدس ما ترك إن كان له ولد فإن ل يكن له ولد‬
‫وورثه أبواه فلمه الثلث فإن كان له إخوة فلمه السدس من بعد وصية ‪ /‬صفحة ‪/ 603‬‬
‫يوصي با أو دين آباؤكم وأبناؤكم ل تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضا من ال إن ال‬
‫كان عليما حكيما " سورة النساء ‪ ،‬الية رقم ‪ . 11‬سبب نزول الية ‪ :‬وسبب نزول‬
‫هذه الية ما جاء عن جابر قال ‪ :‬جاءت امرأة سعد بن الربيع إل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم بابنتيها من سعد فقالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬هاتان ابنتا سعد ابن الربيع قتل أبوها‬
‫معك ف أحد شهيدا ‪ .‬وان عمهما أخذ مالما فلم يدع لما مال ‪ ،‬ول ينكحان إل بال ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬يقضي ال ف ذلك ‪ .‬فنلت آية الواريث ‪ .‬فأرسل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫إل عمهما فقال ‪ :‬اعط ابنت سعد الثلثي وأمهما الثمن وما بقي فهو لك " رواه المسة‬
‫إل النسائي ‪ .‬فضل العلم بالفرائض ‪ - 1 :‬عن ابن مسعود قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " - 1 :‬تعلموا القرآن وعلموه الناس ‪ .‬وتعلموا الفرائض وعلموها فإن امرئ‬
‫مقبوض والعلم مرفوع ويوشك ان‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 603‬‬
‫يتلف اسان ف الفريضة والسألة فل يدان أحدا يبها " ‪ /‬صفحة ‪ / 604‬ذكره أحد‬
‫‪ - 2 .‬وعن عبد ال بن عمرو أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬العلم ثلثة وما‬
‫سوى ذلك فضل ‪ :‬آية مكمة أو سنة قائمة أو فريضة عادلة " رواه أبو داود وابن ماجه ‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ - 3‬وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬تعلموا الفرائض وعلموها فإنا‬
‫نصف العلم وهو ينسى وهو أول شئ ينع من امت " رواه ابن ماجه والدارقطن ‪ .‬التركة‬
‫تعريفها ‪ :‬التركة هي ما يتركه اليت من الموال مطلقا ( ‪ - ) 1‬ويقرر هذا ابن حزم‬
‫فيقول ‪ " :‬إن ال أوجب الياث فيما يلفه النسان بعد موته من مال ل فيما ليس بال ‪،‬‬
‫وأما القوق فل يورث منها إل ما كان تابعا للمال أو ف معن الال ‪ ،‬مثل حقوق‬
‫لرتفاق والتعلي وحق البقاء ف الرض الحتكرة للبناء الغرس وهي عند الالكية والشافعية‬
‫والنابلة تشمل جيع يتركه اليت من أموال وحقوق سواء أكانت القوق ( هامش ) ( ‪1‬‬
‫) هذا تعريف الحناف ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 605‬مالية أم غي مالية ‪ .‬القوق التعلقة‬
‫بالتركة ‪ :‬القوق التعلقة بالتركة أربعة ‪ :‬وهي كلها ليست بنلة واحدة بل بعضها أقوى‬
‫من بعض فيقدم على غيه ف الخراج من التركة على الترتيب الت ‪ - 1 :‬الق الول ‪:‬‬
‫يبدأ من تركة اليت بتكفينه وتهيزه على النحو الذي سبق ذكره ف باب النائز ‪- 2 .‬‬
‫الق الثان ‪ :‬قضاء ديونه ‪ .‬فابن حزم والشافعي يقدمون ديون ال كالزكاة والكفارات‬
‫على ديون العباد ‪ .‬والنفية يسقطون ديون ال بالوت فل يلزم الورثة اداؤها إل إذا تبعوا‬
‫با أو أوصى اليت بأدائها ‪ .‬وف حالة اليصاء با تصي كالوصية لجنب يرجها الوارث‬
‫أو الوصي من ثلث الفاضل بعد التجهيز وبعد دين العباد ‪ .‬هذا إذا كان له وارث فإذا ل‬
‫يكن له وارث فتخرج من الكل ‪ .‬والنابلة يسوون بينها ‪ ،‬كما ند أنم جيعا اتفقوا على‬
‫أن ديون العباد العينية ( ‪ ) 1‬مقدمة على ديونم الطلقة ‪ - 3 .‬الق الثالث ‪ - :‬تنفيذ‬
‫وصيته من ثلث الباقي ( هامش ) ( ‪ ) 1‬الدين العين هو الذي تعلق بعي الال ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ / 606‬بعد قضاء الدين ‪ - 4 .‬الق الرابع ‪ - :‬تقسيم ما بقي من ماله بي الورثة‬
‫‪ .‬أركان الياث الياث يقتضي وجود ثلثة أشياء ‪ - 1 :‬الوارث ‪ :‬وهو الذي ينتمي إل‬
‫اليت بسبب من أسباب الياث ‪ - 2 .‬الورث ‪ :‬وهو اليت حقيقة أو حكما مثل الفقود‬
‫الذي حكم بوته ‪ - 3 .‬الوروث ‪ :‬ويسمى تركة ومياثا ‪ .‬وهو الال أو الق النقول من‬
‫الورث إل الوارث ‪ .‬أسباب الرث ‪ :‬يستحق الرث بأسباب ثلثة ‪ - 1 :‬النسب‬
‫القيقي ( ‪ - : ) 1‬لقول ال سبحانه " وأولو الرحام بعضهم أول ببعض ف كتاب ال "‬
‫سورة النفال ‪ - 2 .‬النسب الكمي ( ‪ - : ) 2‬لقول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬

‫‪241‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬القرابة القيقية ‪ ) 2 ( .‬هو الولء وهو القرابة الاصلة بسبب العتق‬
‫ويسمى ولء العتاق أو القرابة الاصلة بسبب الوالة ‪ .‬ويسمى ولء الولة ‪ .‬وهو عقد‬
‫بي شخصي أحدها ليس له وارث نسب فيقول للخر ‪ :‬أنت مولي أو أنت وليي ترثن‬
‫إذا مت وتعقل عن إذا جنيت أي تدفع عن الدية الشرعية إذا وقع من جناية خطأ من قتل‬
‫فما دونه ‪ ،‬فهذا العقد يثبت الولء بي التعاقدين وولء الولة يعتب سببا ف الرث عند‬
‫أب حنيفة ول يعتب سببا عند جهور العلماء وإل رأي المهور جنح القانون ‪/ ) . ( .‬‬
‫صفحة ‪ " / 607‬الولء لمة كلحمة النسب " رواه ابن حبان والاكم وصححه ‪- 3 .‬‬
‫الزواج الصحيح ‪ - :‬لقول ال سبحانه ‪ " :‬ولكم نصف ما ترك أزواجكم " ‪ .‬شروط‬
‫الياث ‪ - :‬يشترط للرث شروط ثلثة ‪ - 1 :‬موت الورث حقيقة أموته حكما كأن‬
‫يكم القاضي بوت الفقود فهذا الكم يعله كمن مات حقيقة ‪ ،‬أو موته تقديرا ‪ ،‬كأن‬
‫يعتدي شخص على امرأة حامل بالضرب فتسقط جنينا ميتا فتقدر حياة هذا السقط وان‬
‫ل تتحقق بعد ‪ - 2 .‬حياة الوارث بعد موت الورث ولو حكما ‪ ،‬كالمل ‪ ،‬فإنه حي ف‬
‫الكم ليس إل لواز أن يكون الروح ل ينفخ فيه بعد ‪ .‬فإذا ل تعلم حياة الوارث بعد‬
‫موت الورث كالغرقى والرقى والدمي فإنه ل توارث بينهم إذا كانوا من يرث بعضهم‬
‫بعضا ويقسم مال كل منهم على ورثته الحياء ‪ - 3 .‬أل يوجد مانع من موانع الرث‬
‫التية ‪ :‬موانع الرث ‪ - :‬المنوع من الرث هو الشخص الذي توفر له سبب الرث‬
‫ولكنه اتصف بصفة سلبت عنه ‪ /‬صفحة ‪ / 608‬أهلية الرث ‪ .‬ويسمى هذا الشخص‬
‫مروما ‪ .‬والوانع أربعة ‪ - 1 :‬الرق ‪ :‬سواء أكان تاما أم ناقصا ‪ - 2 .‬القتل العمد الحرم‬
‫‪ :‬فإذا قتل الوارث مورثه ظلما فإنه ل يرثه اتفاقا لا رواه النسائي أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال " ليس للقاتل شئ " ‪ .‬وما عدا القتل العمد العدوان فقد اختلف العلماء فيه ‪،‬‬
‫فقال الشافعي ‪ :‬كل قتل ينع من الياث ولو من صغي أو منون ولو كان بق كحد أو‬
‫قصاص ‪ .‬وقالت الالكية ‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 608‬‬

‫‪242‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إن القتل الانع من الياث هو القتل العمد العدوان سواء أكان مباشرة أم سببا وأخذ‬
‫القانون بذا الذهب ف الادة الامسة منه ونصها ‪ " :‬من موانع الرث قتل الورث عمدا‬
‫سواء أكان القاتل فاعل أصليا أم شريكا أم كان شاهد زور أدت شهادته إل الكم‬
‫بالقتل وتنفيذه إذا كان القتل بل حق ولعذر ‪ ،‬وكان القاتل عاقل بالغا من العمر خس‬
‫عشرة سنة ويعد من العذار تاوز حق الدفاع الشرعي ‪ - 3 .‬اختلف الدين ‪ :‬فل يرث‬
‫السلم الكافر ول يرث الكافر السلم لا رواه الربعة عن أسامة بن زيد أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال " ل يرث السلم الكافر ول يرث ‪ /‬صفحة ‪ / 609‬الكافر السلم " ‪.‬‬
‫وحكي عن معاذ ومعاوية وابن السيب ومسروق والنخعي ‪ :‬أن السلم يرث الكافر‬
‫ولعكس ‪ ،‬كما يتزوج السلم الكافرة ول يتزوج الكافر السلمة ‪ .‬أما غي السلمي فإن‬
‫بعضهم يرث بعضا ‪ .‬لنم يعتبون أهل ملة واحدة ‪ - 4 .‬اختلف الدارين ‪ ( :‬أي‬
‫الوطن ) الراد باختلف الدارين اختلف النسية واختلف الدارين ل يكون مانعا من‬
‫التوارث بي السلمي فالسلم يرث السلم مهما نأت الديار وتعددت القطار ‪ ،‬وأما‬
‫اختلف الدارين بي غي السلمي فقد اختلف فيه ‪ :‬هل هو مانع من التوارث بينهم أم‬
‫ل ؟ فالمهور من العلماء على أنه لينع من التوارث بي غي السلمي ‪ ،‬كما لينع‬
‫التوارث بي السلمي ‪ .‬قال ف الغن ‪ :‬وقياس الذهب عندي أن اللة الواحدة يتوارثون‬
‫وان اختلفت ديارهم لن العمومات من النصوص تقتضي توريثهم ول يرد بتخصيصهم‬
‫نص ول اجاع ‪ ،‬ول يصح قياس فيجب العمل بعمومها ‪ .‬وقد أخذ القانون بذ الف‬
‫صورة واحدة أخذ فيها برأي أب حنيفة وهي ما إذا كانت شريعة الدولة الجنبية تنع‬
‫توريث غي رعاياها فمنع ‪ /‬صفحة ‪ / 610‬القانون توريث رعايا هذه الدولة الجنبية‬
‫الانعة ‪ ،‬فعامله بالثل ف التوريث ‪ ،‬ففي الادة السادسة من القانون النص الت ‪:‬‬
‫( واختلف الدارين لينع من الرث بي السلمي ول ينع بي غي السلمي إل إذا كانت‬
‫شريعة الدار الجنبية تنع من توريث الجنب عنها " ‪ / .‬صفحة ‪ / 611‬الستحقون‬
‫للتركة الستحقون للتركة يرتبون على النحو التال ف الذهب النفي ‪ - 1 :‬أصحاب‬
‫الفروض ‪ - 2‬العصبة النسبية ‪ - 3‬العصبة السببية ‪ - 4‬الرد على ذوي الفروض ‪- 5‬‬
‫ذوو الرحام ‪ - 6‬مول الوالة ‪ - 7‬القر له بالنسب على الغي ‪ - 8‬الوصى له باكثر من‬

‫‪243‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الثلث ‪ - 9‬بيت الال أما ترتيب الستحق للتركة ف قانون الواريث العمول به ف مصر‬
‫فعلى النحو التال ‪ - 1 - :‬أصحاب الفروض ‪ /‬صفحة ‪ - 2 / 612‬العصبة النسبية ‪3‬‬
‫‪ -‬الرد على ذوي الفروض ‪ - 4‬ذوو الرحام ‪ - 5‬الرد على أحد الزوجي ‪ - 6‬العصبة‬
‫السببية ‪ - 7‬القر له بالنسب على الغي ‪ - 8‬الوصى له بميع الال ‪ - 9‬بيت الال ‪- 1‬‬
‫اصحاب الفروض أصحاب الفروض هم الذين لم فرض ‪ -‬أي نصيب ‪ -‬من الفروض‬
‫الستة العينة لم وهي ‪. 1 / 6 ، 1 / 3 ، 2 / 3 ، 1 / 8 ، 1 / 4 ، 1 / 2‬‬
‫وأصحاب الفروض اثنا عشر ‪ :‬أربعة من الذكور وهم الب والد الصحيح وإن عل‬
‫والخ لم والزوج ‪ .‬وثان من الناث وهن الزوجة والبنت والخت الشقيقة والخت‬
‫والخت لم البن والم والدة الصحيحة وإن علت ‪ .‬وفيما يلي بيان نصيب كل منهم‬
‫مفصل ‪ :‬أحوال الب يقول ال سبحانه وتعال " ولبويه لكل واحد منهما ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 613‬السدسد ما ترك إن كان له ولد ( ‪ ) 1‬فإن ل يكن ولد وورثه أبواه فلمه الثلث‬
‫" ‪ .‬للب ثلثة أحوال ‪ :‬حالة يرث فيها بطريق الفرض وحالة يرث فيها بالتعصيب ‪.‬‬
‫وحالة يرث فيها بالفرض والتعصيب معا ‪ .‬الالة الول ‪ :‬يرث فيها بطريق الفرض إذا‬
‫كان معه فرع وارث مذكر منفردا أو مع غيه ‪ ،‬وف هذه الالة فرضه السدس ‪ .‬الالة‬
‫الثانية ‪ :‬يرث فيها بطريق التعصيب إذا ل يكن مع اليت فرع وارث مذكرا كان أم مؤنثا‬
‫فيأخذ كل التركة إذا انفرد أو الباقي من أصحاب الفروض إن كان معه أحد منهم ‪.‬‬
‫الالة الثالثة ‪ :‬يرث فيها بطريق الفرض والتعصيب معا ‪ ،‬وذلك إذا كان معه فرع وارث‬
‫مؤنث ‪ .‬وف هذه الال يأخذ السدس فرضا ث يأخذ الباقي من أصحاب الفروض تعصيبا‬
‫‪ .‬أحوال الد الصحيح الد منه صحيح ومنه جد فاسد ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الراد بالولد‬
‫الفرع الوارث مذكرا كان أم مؤنثا ‪ ،‬ويفهم من النص على نصيب الم والسكوت عن‬
‫الب عند عدم الفرع الوارث أن للب الباقي ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 614‬فالد الصحيح هو‬
‫الذي يكن نسبته إل اليت بدون دخول انثى مثل أب الب ‪ .‬والد الفاسد هو الذي ل‬
‫ينسب إل اليت ال بدخول النثى كأب الم ‪ .‬والد الصحيح ارثه ثابت بالجاع ‪ ،‬فعن‬
‫عمران ابن حصي أن رجل أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬إن ابن ابن مات فما ل‬

‫‪244‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من مياثه ؟ فقال ‪ :‬لك السدس ‪ .‬فلما أدبر دعاه فقال ‪ :‬لك السدس فلما أدبر دعاه فقال‬
‫‪ :‬لك سدس آخر ‪ .‬فلما أدبر دعاه فقال ‪ :‬إن السدس الخر‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 614‬‬
‫طعمة " رواه أحد وأبو داود والترمذي وصححه ‪ .‬ويسقط إرث الد الصحيح بالب‬
‫عند وجوده ‪ ،‬ويقوم مقامه عند فقده إل ف أربعة مسائل ‪ - 1 :‬أم الب ل ترث مع‬
‫وجود الب لنا تدل به وترث مع وجود الد ‪ - 2 :‬إذا ترك اليت أبوين وأحد‬
‫الزوجي فللم ثلث ما يبقى بعد فرض أحد الزوجي ‪ ،‬أما إذا وجد مكان الب جد فللم‬
‫ثلث الميع ‪ ،‬وهذه تسمى بالسألة العمرية لقضاء عمر فيها ‪ ،‬وتسمى أيضا بالغرائية‬
‫لشهرتا كالكوكب الغر ‪ .‬وخالف ف ذلك ابن عباس فقال ‪ :‬إن الم تأخذ ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 615‬ثلث الكل لقوله تعال " فلمه الثلث " ‪ - 3 .‬إذا وجد الب حجب الخوة‬
‫والخوات الشقاء والخوة والخوات لب ‪ ،‬أما الد فإنم ل يجبون به ‪ .‬وهذا‬
‫مذهب الشافعي وأب يوسف وممد ومالك ‪ ،‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬يجبون بالد كما‬
‫يجبون بالب ل فرق بينهما ‪ .‬وقد أخذ قانون الواريث بالرأي الول ففي مادة ( ‪) 22‬‬
‫النص الت ‪ " :‬إذا اجتمع الد مع الخوة والخوات لبوين أو لب كانت له حالتان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن يقاسهم كأخ ان كانوا ذكورا فقط ‪ ،‬أو ذكورا وإناثا أو إناثا عصب مع‬
‫الفرع الوارث من الناث ‪ .‬الثانية ‪ :‬أن يأخذ الباقي بعد أصحاب الفروض بطريق‬
‫التعصيب إذا كان مع أخوات ل يعصب بالذكور أو مع الفرع من الناث ‪ .‬على أنه إذا‬
‫كانت القاسة أو الرث التعصيب على الوجه التقدم ترم الد من الرث أو تنقصه إعتب‬
‫صاحب فرض بالسدس ول يعتب ف القاسة من كان مجوبا من الخوة أو الخوات لب‬
‫‪ .‬حالت الخ لم قال تعال " وان كان رجل يورث كللة أو امرأة وله ‪ /‬صفحة ‪616‬‬
‫‪ /‬أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء ف الثلث‬
‫" ( ‪ . ) 1‬فالكللة من ل والد له ول ولد ذكرا أو أنثى والقصود بالخ أو الخت هنا‬
‫الخوة لم ويتبي من الية أن لم أحوال ثلثة ‪ - 1 :‬أن السدس للشخص الواحد سواء‬
‫أكان ذكرا أم أنثى ‪ - 2 .‬أن الثلث للثني فأكثر يستوي فيه الذكور والناث ‪ - 3 .‬ل‬

‫‪245‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يرثون شيئا مع الفرع الوارث كالولد وولد البن ول مع الصل الوارث الذكر كالب‬
‫والد فل يجبون بالم أو الدة ‪ .‬حالت الزوج قال ال سبحانه ‪ " :‬ولكم نصف ما‬
‫ترك أزواجكم ان ل يكن لن ولد فإن كان لن ولد فلكم الربع ما تركن " ‪ .‬ذكرت هذه‬
‫الية أن للزوج حالتي ‪ :‬الالة الول ‪ :‬يرث فيها النصف وذلك عند عدم وجود الفرع‬
‫الوارث ‪ ،‬وهو البن وان نزل ‪ .‬والبنت ‪ .‬وبنت ( هامش ) ( ‪ ) 1‬سورة النساء ‪ .‬آية ‪12‬‬
‫( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 617‬البن وإن نزل أبوها ‪ ،‬سواء أكان منه أم من غيه ‪ .‬الالة الثانية‬
‫‪ :‬يرث فيها الربع عند وجود الفرع الوارث ( ‪ . ) 1‬أحوال الزوجة قال ال تعال ‪" :‬‬
‫ولن الربع ما تركتم إن ل يكن لكم ولد فإن كان لكم وله فلهن الثمن ما تركتم " ‪.‬‬
‫بينت الية أن للزوجة حالتي ‪ :‬الالة الول ‪ :‬استحقاق الربع عند عدم وجود الفرع‬
‫الوارث سواء أكان منها أم من غيها ‪ .‬الالة الثانية ‪ :‬استحقاق الثمن عند وجود الفرع‬
‫الوارث وإذا تعددت الزوجات اقتسمن الربع أو الثمن بينهن بالسوية ‪ .‬الزوجة الطلقة ‪- :‬‬
‫الزوجة الطلقة طلقا رجعيا ترث من زوجها إذا مات قبل انتهاء عدتا ‪ ،‬ويرى النابلة‬
‫توريث الطلقة قبل الدخول واللوة من مطلقها ف مرض الوت إذا مات ف مرضه ما ل‬
‫تتزوج ‪ ،‬وكذلك بعد اللوة ما ل تتزوج وعليها عدة الوفاة ‪ .‬والقانون الديد يعتب‬
‫الطلقة بائنا ف مرض الوت ( هامش ) ( ‪ ) 1‬أما الفرع غي الوارث كبنت البنت فإنا ل‬
‫تنقض الزوج ول الزوجة ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ / 618‬ف حكم الزوجة إذا ل ترض بالطلق‬
‫ومات الطلق ف ذلك الرض وهي ف عدته ‪ .‬أحوال البنت الصلبية يقول ال سبحانه ‪" :‬‬
‫يوصيكم ال ف أولدكم ( ‪ ) 1‬للذكر مثل حظ النثيي فإن كن نساء فوق اثنتي فلهن‬
‫ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف " ‪ .‬أفادت الية أن للبنت الصلبية ثلثة أحوال‬
‫‪ :‬الالة الول ‪ :‬أن لا النصف إذا كانت واحدة ‪ .‬الالة الثانية ‪ :‬أن الثلثي للثنتي فأكثر‬
‫إذا ل يكن معهن ابن أو أكثر ‪ .‬قال ابن قدامة ‪ :‬أجع أهل العلم على ان فرض البنتي‬
‫الثلثان إل رواية شاذة عن ابن عباس ‪ .‬وقال ابن رشد ‪ :‬وقد قيل ‪ :‬إن الشهور عن ابن‬
‫عباس مثل قول المهور ‪ .‬الالة الثالثة ‪ :‬أن ترث بالتعصيب إذا كان معها ابن أو أكثر‬
‫فيكون الرث بالتعصيب ويكون للذكر مثل حظ النثيي ‪ .‬وكذلك الال عند تعددها أو‬
‫تعدده ‪ .‬حالت الخت الشقيقة يقول ال سبحانه ‪ " :‬يستفتونك قل ال يفتيكم ف‬

‫‪246‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬الولد يتناول الذكر والنثى لنه مشتق من التولد ( ‪ / ) .‬صفحة ‪619‬‬
‫‪ /‬الكللة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن ل يكن‬
‫لا ولد فإن كانتا اثنتي فلهما الثلثان ما ترك وإن كانوا إخوة رجال ونساء فللذكر مثل‬
‫حظ الثنيي " سورة النساء ‪ -‬آخر آية ‪ .‬ويقول الرسول صلى ال عليه وسلم " اجعلوا‬
‫الخوات مع البنات عصبة " ( ‪. ) 1‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 619‬‬
‫اللخت الشقيقة ( ‪ ) 2‬خسة أحوال ‪ - 1 :‬النصف للواحدة النفردة إذا ل يكن معها‬
‫ولد ولولد ابن ول أب ول جد ول أخ شقيق ‪ - 2 .‬الثلثان للثنتي فصاعدا عند عدم‬
‫من ذكر ‪ - 3 .‬إذا وجد معهن أخ شقيق مع عدم من تقدم ذكره فإنه يعصبهن ويكون‬
‫للذكر مثل حظ النثيي ‪ - 4 .‬يصرن عصبة مع البنات أو بنات البن فيأخذن الباقي بعد‬
‫نصيب البنات أو بنات البن ‪ - 5 .‬يسقطن بالفرع الوارث الذكر كالبن وابنه ( هامش‬
‫) ( ‪ ) 1‬الخوة والخوات الشقاء يسمون بن العيان أي من أعيان هذا الصنف‬
‫والخوة والخوات لم يسمون بن العلت ‪ ،‬لنم من نسوة ضرائر ‪ ،‬كل منهن علة ‪،‬‬
‫أي ضرة للخرى ‪ ،‬والخوة والخوات لم يسمون بن الخياف لنم من أصلي متلفي‬
‫‪ ) 2 ( .‬الخت الشقيقة كل أخت شاركت التوف ف الب والم ( ‪ / ) .‬صفحة ‪620‬‬
‫‪ /‬وبالصل الوارث الذكر كالب اتفاقا وبالد عند أب حنيفة خلفا لب يوسف وممد‬
‫وقد تقدم بيان اللف ف ذلك ‪ .‬أحوال الخوات لب الخوات لب لن أجوال ستة ‪:‬‬
‫‪ - 1 -‬النصف للواحدة النفردة عن مثلها وعن الخ لب وعن الخت الشقيقة ‪- 2 .‬‬
‫الثلثان لثنتي فصاعدا ‪ - 3 .‬السدس مع الخت الشقيقة النفردة تكملة للثلثي ‪- 4 .‬‬
‫ان يرثن بالتعصيب بالغي إذا كان مع الواحدة أو الكثر أخ لب فيكون للذكر مثل حظ‬
‫الثنيي ‪ - 5 .‬يرثن بالتعصيب مع الغي إذا كان مع الواحدة أو الكثر بنت أو بنت ابن‬
‫ويكون لن الباقي بعد فرض البنت أو بنت البن ‪ - 6 .‬سقوطهن بن يأت ‪- 1 - :‬‬
‫بالصل أو الفرع الوارث الذكر ‪ - 2 .‬بالخ الشقيق ‪ - 3 .‬بالخت الشقيقة إذا‬
‫صارت عصبة مع البنت أو بنت البن لنا ف هذه الال تقوم مقام الخ الشقيق ‪/ ،‬‬

‫‪247‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صفحة ‪ / 621‬ولذا تقدم على الخ لب والخت لب عندما تصي عصبة بالغي ‪4 .‬‬
‫‪ -‬بالختي الشقيقتي ‪ :‬إل إذا كان معهن ف درجتهن أخ لب فيعصبهن فيكون الباقي‬
‫للذكر مثل حظ النثيي ‪ .‬فإذا ترك الييت اختي شقيقتي وأخوات لب وأخ لب‬
‫فللشقيقتي الثلثان والباقي يقسم بي الخوات لب والخ لب للذكر مثل حظ النثيي ‪.‬‬
‫أحوال بنات البن بنات البن لن خسة أحوال ‪ - 1 :‬النصف للواحدة عند عدم ولد‬
‫الصلب ‪ - 2 .‬الثلثان للثنتي فصاعدا عند عدم ولد الصلب ‪ - 3 .‬السدس للواحدة‬
‫فأكثر مع الواحدة الصلبية تكملة للثلثي إل إذا كان معهن ابن ف درجتهن فيعصبهن‬
‫ويكون الباقي بعد نصيب البنت للذكر مثل حظ النثيي ‪ - 4 .‬ليرثن مع وجود البن ‪.‬‬
‫‪ - 5‬ل يرثن مع وجود البنتي الصلبيتي فأكثر إل ‪ /‬صفحة ‪ / 622‬إذا وجد معهن ابن‬
‫ابن ( ‪ ) 1‬بذائهن أو أسفل منهن ف الدرجة فيعصبهن ‪ .‬أحوال الم يقول ال سبحانه "‬
‫ولبويه لكل واحد منهما السدس ما ترك إن كان له ولد فإن ل يكن له ولد وورثه أبواه‬
‫فلمه الثلث فإن كان له إخوة فلمه السدس " ‪ .‬سورة النساء ‪ -‬الية ‪ . 10‬للم ثلثة‬
‫أحوال ‪ - 1 :‬تأخذ السدس إذا كان معها ولد أو ولد ابن أو اثنان من الخوة أو‬
‫الخوات مطلقا سواء كانوا من جهة الب والم أو من جهة الب فقط أو من جهة الم‬
‫فقط ‪ - 2 .‬تأخذ ثلث جيع الال إذا ل يوجد أحد من تقدم ذكرهم ‪ - 3 .‬تأخذ ثلث‬
‫الباقي عند عدم من ذكر بعد فرض أحد الزوجي وذلك ف مسألتي تسميان بالغرائية ‪.‬‬
‫الول ‪ :‬ف حالة ما إذا تركت زوجا وأبوين ‪ .‬والثانية ‪ :‬ما إذا ترك زوجة وأبوين ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬ابن البن يعصب من ف درجته سواء كانت أخته أو بنت عمه ‪،‬‬
‫ويعصب من فوقه إل إذا كانت صاحبه فرض ‪ .‬ويسقط من تكون أسفل منه ( ‪/ ) .‬‬
‫صفحة ‪ / 623‬الدات ( ‪ ) 1‬عن قبيصة بن ذؤيب قال ‪ :‬جاءت الدة إل أب بكر‬
‫فسألته مياثها فقال ‪ :‬ما لك ف كتاب ال شئ ‪ .‬وما علمت لك ف سنة رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم شيئا ‪ ،‬فارجعي حت أسأل الناس ‪ .‬فسأل الناس ‪ .‬فقال الغية بن شعبة ‪:‬‬
‫حضرت رسول ال صلى ال عليه وسلم أعطاها السدس ‪ .‬فقال ‪ :‬هل معك غيك ؟ فقام‬
‫ممد بن مسلمة النصاري ‪ ،‬فقال مثل ما قال الغية بن شعبة ‪ .‬فأنفذه لا أبو بكر ‪ .‬قال‬
‫‪ :‬ث جاءت الدة الخرى إل عمر ‪ .‬فسألته مياثها ‪ .‬فقال ‪ :‬مالك ف كتاب ال شئ ‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ولكن هو ذاك السدس فإن اجتمعتما فهو بينكما وايتكما خلت به فهو لا " رواه المسة‬
‫إل النسائي ‪ .‬وصححه الترمذي ‪ .‬للجدات الصحيحات ( ‪ ) 1‬ثلث حالت ‪ - 1 :‬لن‬
‫السدس تستقل به الواحدة ويشترك فيه الكثر بشرط التساوي ف الدرجة كأم الم وأم‬
‫الب ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬الدة الصحيحة هي الت ل يتخلل ف نسبتها إل اليت جد‬
‫فاسد والد الفاسد هو من تلل ف نسبته إل الشخص أنثى كأب الم ( ‪ / ) .‬صفحة‬
‫‪ - 2 / 624‬القريبة من الدات من أي جهة تجب البعيدة كأم الم تجب أم أم الم‬
‫وتجب أيضا أم أب الب ‪ - 3 .‬الدات من أي جهة كانت يسقطن بالم وتسقط من‬
‫كانت من جهة الب بالب أيضا ول تسقط به من كانت من جهة الم ويجب الد أمه‬
‫أيضا لنا تدل به ( ‪ / ) .‬صفحة ‪ - 3 ، 2 / 625‬العصبة‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 625‬‬
‫تعريفها ‪ :‬العصبة جع عاصب كطالب وطلبة ‪ ،‬وهم بنو الرجل وقرابته لبيه ‪ ،‬وسوا‬
‫بذلك لشد بعضهم أزر بعض ‪ .‬وهذا اللفظ مأخوذ من قولم ‪ :‬عصب القوم بفلن إذا‬
‫أحاطوا به ‪ ،‬فالبن طرف والب طرف آخر والخ جانب والعلم جانب آخر والقصود‬
‫بم هنا الذين يصرف لم الباقي بعد أن يأخذ أصحاب الفروض أنصباءهم القدرة لم ‪،‬‬
‫فإذا ل يفضل شئ منهم ل يأخذوا شيئا إل إذا كان العاصب ابنا فإنه ل يرم بال ‪.‬‬
‫والعصبة كذلك هم الذين يستحقون التركة كلها إذا ل يوجد من أصحاب الفروض‬
‫أحد ‪ ،‬لا رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪/ :‬‬
‫صفحة ‪ " / 626‬ألقوا الفرائض بأهلها ( ‪ ) 1‬فما بقي فلول رجل ذكر ( ‪ . " ) 2‬عن‬
‫أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ما من مؤمن إل أنا أول به‬
‫ف الدنيا والخرة ‪ .‬اقرأوا ان شئتم ‪ :‬النب أول بالؤمني من أنفسهم ‪ .‬فأيا مؤمن مات‬
‫وترك مال فليثه عصبته من كانوا ومن ترك دينا أو ضياعا ( ‪ ) 3‬فليأتن فأنا موله " ‪.‬‬
‫أقسامها ‪ - :‬تنقسم العصبة إل قسمي ‪ - 1 :‬عصبة نسبية ‪ - 2 .‬عصبة سببية ‪ .‬العصبة‬
‫النسبية ‪ :‬العصبة النسبية أصناف ثلثة ‪ - 1 :‬عصبة بنفسه ‪ - 2 .‬عصبة بغيه ‪- 3 .‬‬
‫عصبة مع غيه ‪ .‬العصبة بنفسه ‪ :‬هي كل ذكر ليدخل ف نسبته إل ( هامش ) ( ‪) 1‬‬

‫‪249‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أي اعطوا السهام القدرة لهلها الستحقي لا بالنص وما بقي فلقرب ذكر من العصبة‬
‫إل اليت ‪ ) 2 ( .‬يرى ابن عباس أن اليت إذا ترك بنتا وأختا وأخا يكون للبنت النصف‬
‫والباقي للخ ولشئ للخت ‪ ) 3 ( .‬من يلفه اليت ول شئ له ( ‪ / ) .‬صفحة ‪/ 627‬‬
‫اليت انثى وتنحصر ف أصناف أربعة ‪ - 1 :‬البنوة وتسمى جزء اليت ‪ - 2 .‬البوة‬
‫وتسمى بأصل اليت ‪ - 3 .‬الخوة وتسمى جزء أبيه ‪ - 4 .‬العمومة وتسمى جزء الد‬
‫العصبة بغيه ‪ :‬والعصبة بغيه هي النثى الت يكون فرضها النصف ف حالة النفراد‬
‫والثلثي إذا كانت معها اخت لا فأكثر ‪ ،‬فإذا كان معها أو معهن أخ صار الميع حينئذ‬
‫عصبة به وهن أربع ‪ - 1 :‬البنت أو البنات ‪ - 2 .‬بنت أو بنات البن ‪ - 3 .‬الخت أو‬
‫الخوات الشقيقات ‪ - 4 .‬الخت أو الخوات لب ‪ .‬فكل صنف من هذه الصناف‬
‫الربعة يكون عصبة بغيه وهو الخ ويكون الرث بينهم للذكر مثل حظ النثيي ( ‪) 1‬‬
‫‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬من لفرض له من النساء عند عدم أخيها العاصب ل تصي عصبة به‬
‫عند وجوده فلو مات شخص عن عم أو عمة فالال كله للعم دون العمة ول تصي العمة‬
‫عصبة بأخيها لنا عند فقده لفرض لا ‪ .‬ومثل هذا ابن الخ مع بنت الخت ( ‪/ ) .‬‬
‫صفحة ‪ / 628‬العصبة مع الغي ‪ - :‬العصبة مع الغي هي كل انثى تتاج ف كونا عاصبة‬
‫‪ ،‬إل انثى اخرى وتنحصر العصبة مع الغي ف اثنتي فقط من الناث وهي ‪- 1 - :‬‬
‫الخت الشقيقة أو الخوات الشقيقات مع البنت أو بنت البن ‪ - 2 .‬الخت لب أو‬
‫الخوات لب مع البنت أو بنت البن ‪ ،‬ويكون لن الباقي من التركة بعد الفروض ‪.‬‬
‫كيفية توريث العصبة بالنفس ‪ :‬تقدم ف الفصل السابق كيفية توريث العصبة بالغي‬
‫وتوريث العصبة مع الغي ‪ .‬أما كيفية توريث العصبة بالنفس فنذكرها فيما يلي ‪ :‬العصبة‬
‫بالنفس أصناف أربعة وترث حسب الترتيب الت ‪ - 1 :‬البنوة وتشمل البناء وأبناء‬
‫البن وإن نزل ‪ - 2 .‬فإن ل توجد جهة البنوة انتقلت التركة أو ما يتبقى منها إل جهة‬
‫البوة وتشمل الب والد الصحيح وان عل ‪ - 3 .‬فإن ل يكن أحد من جهة البوة حيا‬
‫استحق التركة أو ما بقي منها الخوة وتشمل الخوة لبوين والخوة لب وأبناء الخ‬
‫لبوين وأبناء الخ لب وان نزل كل منهما ‪ / .‬صفحة ‪ - 4 / 629‬فإذا ل يكن أحد‬
‫من هذه الهة حيا انتقلت التركة أو الباقي منها إل جهة العمومة من غي فرق بي عمومة‬

‫‪250‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اليت نفسه أو عمومة أبيه أو جده ‪ ،‬إل أن عمومة اليت نفسه تقدم على عمومة أبيه‬
‫وعمومة أبيه تقدم على عمومة جده وهكذا ‪ .‬فإن وجد أشخاص متعددون من مرتبة‬
‫واحدة كان أحقهم بالرث أقربم إل اليت ‪ .‬وان وجد أشخاص متعددون تساوت‬
‫نسبتهم إل اليت من حيث الهة والدرجة كان أحقهم بالرث أقواهم قرابة ‪ .‬فإذا ترك‬
‫اليت أشخاصا متساوين ف نسبتهم إليه من حيث الهة والدرجة والقوة استحقوا على‬
‫السواء بسب رؤوسهم ‪ .‬وهذا هو معن ما يقول الفقهاء ‪ :‬إن التقدي ف العصبات‬
‫بالنفس يكون بالهة فإن اتدت فبالدرجة فإن تساوت فبالقوة فإن اتدت ف الدرجة‬
‫والهة والقوة استحقوا على السواء ووزعت التركة بينهم على عددهم ‪ .‬العصبة السببية ‪:‬‬
‫العاصب السبب هو الول العتق ذكرا كان أم أنثى ‪ .‬فإذا ل يوجد العتق فالياث لعصبته‬
‫الذكور ‪ / .‬صفحة ‪ / 630‬الجب والرمان معن الجب ‪ :‬الجب لغة النع والقصود‬
‫به منع شخص معي من مياثه كله أو بعضه لوجود شخص آخر ‪ .‬الرمان ‪ :‬أما الرمان‬
‫فالقصود به منع شخص معي من مياثه بسبب تقق مانع من موانع الرث كالقتل ونوه‬
‫من الوانع ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 630‬‬
‫أقسام الجب ‪ :‬الجب نوعان ‪ - 1 :‬حجب نقصان ‪ - 2 .‬حجب حرمان ‪ .‬فحجب‬
‫النقصان هو نقص مياث أحد الورثة لوجود غيه ويكون لمسة أشخاص ‪ - 1 :‬الزوج‬
‫يجب من النصف إل الربع عند وجود الولد ‪ - 2 .‬الزوجة تجب من الربع إل الثمن‬
‫عند وجود ‪ /‬صفحة ‪ / 631‬الولد ‪ .‬الم تجب من الثلث إل السدس عند وجود الفراع‬
‫الوارث ‪ - 4‬بنت البن ‪ - 5 .‬الخت لب ‪ .‬وأما حجب الرمان ‪ :‬فهو منع جيع‬
‫الياث عن شخص لوجود غيه كمنع مياث الخ عنه عند وجود البن ‪ ،‬وهذا النوع ل‬
‫يدخل ف مياث ستة من الوارثي ‪ ،‬وإن جاز أن يجبوا حجب نقصان ‪ ،‬وهم ‪2 ، 1 :‬‬
‫‪ -‬البوان ‪ -‬الب والم ‪ - 4 ، 3 .‬الولدان ‪ -‬البن والبنت ‪ - 6 ، 5 .‬الزوجان ‪.‬‬
‫ويدخل حجب الرمان فيما عدا هؤل ء من الورثة ‪ .‬وحجب الرمان قائم على أساسي‬
‫‪ - 1 :‬أن كل من ينتمي إل اليت بشخص ل يرث مع وجود ذلك الشخص كابن البن‬

‫‪251‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فإنه ل يرث مع وجود البن سوى أولد الم فإنم يرثون معها مع أنم ينتمون إل اليت‬
‫با ‪ - 2 .‬يقدم القرب على البعد فالبن يجب ابن أخيه ‪ /‬صفحة ‪ / 632‬فإن تساووا‬
‫ف الدرجة يرجح بقوة القرابة كالخ الشقيق يجب الخ الب ‪ .‬الفرق بي الحروم‬
‫والحجوب ‪ :‬يظهر الفرق بي الحروم والحجوب المرين التيي ‪ - 1 :‬الحروم ليس‬
‫أهل للرث أصل كالقاتل ‪ ،‬بلف الحجوب فإنه أهل للرث ولكن حجب لوجود‬
‫شخص آخر أول منه بالياث ‪ - 2 .‬الحروم من الياث ل يؤثر ف غيه فل يجبه أصل‬
‫بل يعل كالعدوم ‪ ،‬فإذا مات شخص عن ابن كافر وأخ مسلم ‪ ،‬فالياث كله للخ‬
‫ولشئ للبن ‪ .‬أما الحجوب فإنه قد يؤثر ف غيه فيحجبه سواء أكان حجب حرمان أم‬
‫حجب نقصان ‪ ،‬فالثنان فأكثر من الخوة مع وجود الب والم ل يرثان لوجود الب‬
‫ولكنهما يجبان الم من الثلث إل السدس ‪ / .‬صفحة ‪ / 633‬العول تعريفه ‪ - :‬العول‬
‫لغة الرتفاع ‪ .‬يقال ‪ :‬عال اليزان إذا ارتفع ‪ ،‬ويأت أيضا بعن اليل إل الور ومنه قول‬
‫ال سبحانه ‪ " :‬وذلك أدن أل تعولوا " ( ‪ . ) 1‬وعند الفقهاء زيادة ف سهام ذوي‬
‫الفروض ونقصان من مقادير أنصبتهم ف الرث ‪ .‬وروي أن أول فريضة عالت ف السلم‬
‫عرضت على عمر رضي ال عنه فحكم بالعول ف زوج وأختي فقال لن معه من‬
‫الصحابة ‪ :‬إن بدأت بالزوج أو بالختي ل يبق للخر حقه فأشيوا علي ‪ ،‬فأشار عليه‬
‫العباس بن عبد الطلب بالعول وقيل ‪ :‬علي ‪ ،‬وقيل ‪ :‬زيد بن ثابت ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬ان‬
‫تيلوا إل الور ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 634‬من مسائل العول ‪ - 1 :‬توفيت امرأة عن زوج‬
‫وأختي شقيقتي وأختي لم وأم ‪ .‬تسمى هذه بالسألة الشريية لن الزوج شنع على‬
‫شريح القاضي الشهور حيث أعطاه بدل النصف ثلثة من عشرة فأخذ يدور ف القبائل‬
‫قائل ‪ :‬ل يعطن شريح النصف ول الثلث فلما علم بذلك شريح جاء به وعزره وقال له ‪:‬‬
‫أسأت القول وكتمت العول ‪ - 2 .‬توف رجل عن زوجة وبنتي وأب وام ‪ .‬تسمى هذه‬
‫السألة النبية لن سيدنا عليا رضي ال عنه كان على منب الكوفة يقول ف خطبته " المد‬
‫ل الذي يكم بالق قطعا ‪ .‬ويزي كل نفس با تسعى ‪ .‬وإليه الآب والرجعى ‪ .‬فسئل‬
‫عنها فأجاب على قافية الطبة ‪ -‬والرأة صار ثنها تسعا ‪ -‬ث مضى ف خطبته ‪ .‬والسائل‬
‫الت قد يدخلها العول هي السائل الت يكون أصلها ‪ . 24 - 12 - 6 :‬فالستة قد تعول‬

‫‪252‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل سبعة أو ثانية أو تسعة أو عشرة والثنا عشر قد تعول إل ثلثة عشر أو خسة عشر أو‬
‫سبعة عشر ‪ .‬والربعة والعشرون ل تعول إل إل سبعة وعشرين ‪ / .‬صفحة ‪/ 635‬‬
‫والسائل الت ل يدخلها العول أصل هي السائل الت تكون أصولا ‪. 8 - 4 - 3 - 2‬‬
‫وأخذ بالعول قانون الواريث ف الادة ( ‪ ) 15‬ونصها " إذا زادت انصباء أصحاب‬
‫الفروض على التركة قسمت بينهم بنسبة أنصبائهم ف الرث " ‪ .‬طريقة حل مسائل العول‬
‫‪ - :‬هي أن تعرف أصل السألة ‪ ،‬أي مرجها وتعرف سهام كل ذي فرض وتمل الصل‬
‫ث تمع فروضهم وتعل الجموع أصل فتقسم التركة عليه وبذلك يدخل النقص عل كل‬
‫واحد بنسبة سهامه ‪ .‬فل ظلم ول حيف وذلك نو زوج وشقيقتي ‪ ،‬فأصل السألة من‬
‫ستة للزوج النصف وهو ثلثة وللختي الثلثان وهو أربعة فالجموع سبعة وهو الذي‬
‫تقسم عليه التركة ‪ / .‬صفحة ‪ - 4 / 636‬الرد تعريفه ‪ :‬يأت الرد بعن العادة ‪ .‬يقال ‪:‬‬
‫رد عليه حقه أي أعاده إليه ‪ ،‬ويأتى بعن الصرف ‪ ،‬يقال ‪ :‬رد عنه كيد عدوه أي صرفه‬
‫عنه ‪ .‬والقصود به عند الفقهاء ‪ :‬دفع ما فضل من فروض ذوي الفروض النسبية إليهم‬
‫بنسبة فروضهم عند عدم استحقاق الغي ‪ .‬أركانه ‪ :‬الرد ل يتحقق إل بوجود أركانه‬
‫الثلثة ‪ - 1 :‬وجود صاحب فرض ‪ - 2 .‬بقاء فائض من التركة ‪ - 3 .‬عدم العاصب ‪.‬‬
‫رأي العلماء ف الرد ‪ :‬ل يرد ف الرد نص يرجع إليه ولذا اختلف العلماء فيه ‪ .‬فمنهم من‬
‫رأى عدم الرد على أحد من أصحاب ‪ /‬صفحة ‪ / 637‬الفروض ‪ ،‬ويكون الباقي بعد‬
‫أخذ أصحاب الفروض فروضهم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 637‬‬
‫لبيت الال حيث ل يوجد عاصب ( ‪ . ) 1‬ومنه من قال بالرد على أصحاب الفروض‬
‫حت الزوجي بنسبة فروضهم ( ‪ . ) 2‬ومنه من قال بالرد على جيع أصحاب الفروض ما‬
‫عدا الزوجي والب والد ‪ ،‬فيكون الرد على الثمانية الصناف التية ‪ - 1 :‬البنت ‪- 2‬‬
‫بنت البن ‪ - 3‬الخت الشقيقة ‪ - 4‬الخت لب ‪ - 5‬الم ‪ - 6‬الدة ‪ - 7‬الخ لم‬
‫‪ - 8‬الخت لم ‪ .‬وهذا هو الرأي الختار وهو مذهب عمر وعلي وجهور الصحابة‬
‫والتابعي ‪ ،‬وهو مذهب أب حنيفة وأحد والعتمد عند الشافعية وبعض أصحاب مالك‬

‫‪253‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عند فساد بيت الال ‪ .‬قالوا ‪ :‬وإنا ل يرد على الزوجي لن الرد إنا يستحق بالرحم ول‬
‫رحم لما من حيث الزوجية ‪ ،‬ول يرد على الب والد لن الرد ل يكون إل عند عدم‬
‫وجود عاصب وكل من الب والد عاصب فيأخذ الباقي بالتعصيب ل بالرد ‪.‬‬
‫( هامش ) ( ‪ ) 1‬من ذهب إل هذا زيد بن ثابت وتابعه عروة والزهري ومالك والشافعي‬
‫‪ ) 2 ( .‬هذ مذهب عثمان ‪ / .‬صفحة ‪ / 638‬وقد أخذ القانون بذا الرأي إل ف مسألة‬
‫واحدة أخذ فيها بذهب عثمان ‪ ،‬فحكم بالرد على أحد الزوجي وهي ما إذا مات أحد‬
‫الزوجي ول يترك وارثا سواه ‪ ،‬فإن الزوج الي يأخذ التركة كلها بطريق الفرض والرد ‪،‬‬
‫فالرد على احد الزوجي ف القانون مؤخر عن ذوي الرحام فجاء نص الادة ‪ 30‬من‬
‫القانون هكذا ‪ " :‬إذا ل تستغرق الفروض التركة ول توجد عصبة من النسب رد الباقي‬
‫على غي الزوجي من أصحاب الفروض بنسبة فروضهم ‪ ،‬ويرد باقي التركة إل أحد‬
‫الزوجي إذا ل يوجد عصبة من النسب أو أحد الفروض النسبية أو أحد ذوي الرحام " ‪.‬‬
‫طريقة حل مسائل الرد ‪ :‬هي أنه إذا وجد مع أصحاب الفروض من ل يرد عليه من أحد‬
‫الزوجي فإنه يأخذ فرضه منسوبا إل أصل التركة والباقي بعد فرض يكون لصحاب‬
‫الفروض بسب رؤوسهم إن كانوا صنفا واحدا سواء أكان الوجود منهم واحدا كبنت‬
‫أو متعددا كثلث بنات ‪ .‬وإن كانوا أكثر من صنف واحد كأم وبنت فإن الباقي يقسم‬
‫عليهم بنسبة فروضهم ويرد عليهم بنسبتها أيضا ‪ / .‬صفحة ‪ / 639‬وأما إذا ل يكن مع‬
‫أصحاب الفروض أحد الزوجي فإن الباقي بعد فروضهم يرد عليهم بسب رؤوسهم إن‬
‫كانوا صنفا واحدا ‪ ،‬سواء أكان الوجود منهم واحدا أو متعددا ‪ .‬وإن كانوا أكثر من‬
‫صنف واحد فإن الباقي يرد عليهم بنسبة فروضهم ‪ ،‬وبذلك يكون نصيب كلى صاحب‬
‫فرض قد زاد بنسبة فرضه واستحق جلته فرضا وردا ‪ / .‬صفحة ‪ - 5 / 640‬ذوو‬
‫الرحام ذوو الرحام هم كل قريب ليس بذي فرض ول عصبة ‪ .‬وقد اختلف الفقهاء ف‬
‫توريثهم ‪ .‬فقال مالك والشافعي بعدم توريثهم ‪ ،‬ويكون الال لبيت الال ‪ :‬وهو قول أب‬
‫بكر وعمر وعثمان وزيد والزهري والوزاعي وداود ‪ ،‬وذهب أبو حنيفة وأحد إل‬
‫توريثهم ‪ .‬وحكي ذلك عن علي وابن عباس وابن مسعود ‪ ،‬وذلك عند عدم وجود‬
‫أصحاب الفروض والعصبات وعن سعيد بن السيب ‪ :‬أن الال يرث مع البنت ‪ .‬وقد‬

‫‪254‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخذ القانون بذا الرأي فجاء ف الواد من ‪ 31‬إل ‪ 38‬كيفية توريثهم كما هو مبي فيما‬
‫يلي ‪ :‬الادة ‪ - 31‬إذا ل يوجد أحد من العصبة بالنسب ول أحد من ذوي الفروض‬
‫النسبية كانت التركة أو الباقي منها لذوي الرحام ‪ / .‬صفحة ‪ / 641‬وذوو الرحام‬
‫أربعة أصناف مقدم بعضها على بعض ف الرث على الترتيب الت ‪ :‬الصنف الول ‪:‬‬
‫أولد البنات وإن نزلوا ‪ ،‬وأولد بنات البن وإن نزل ‪ .‬الصنف الثان ‪ :‬الد غي الصحيح‬
‫وإن عل ‪ ،‬والدة غي الصحيحة وإن علت ‪ .‬الصنف الثالث ‪ :‬أبناء الخوة لم وأولدهم‬
‫وإن نزلوا ‪ ،‬وأولد الخوات لبوين أو لحدها وإن نزلوا ‪ ،‬وبنات الخوة لبوين ‪ ،‬أو‬
‫لحدها وأولدهن وإن نزلوا ‪ ،‬وبنات أبناء الخوة لبوين أو لب وإن نزلوا ‪ ،‬وأولدهن‬
‫وإن نزلوا ‪ .‬الصنف الرابع ‪ :‬يشمل ست طوائف مقدم بعضها على بعض ف الرث على‬
‫الترتيب الت ‪ - 1 :‬أعمام اليت لم وعماته وأخواله وخالته لبوين أو لحدها ‪- 2 .‬‬
‫أولد من ذكروا ف الفقرة السابقة وإن نزلوا ‪ ،‬وبنات أعمام اليت لبوين أو لب ‪،‬‬
‫وبنات أبنائهم وإن نزلوا ‪ ،‬وأولد من ذكرن وإن نزلوا ‪ - 3 .‬أعمام أب اليت لم وعماته‬
‫وأخواله وخالته فقه السنة ‪ / 41 -‬صفحة ‪ / 642‬لبوين أو لحدها ‪ ،‬وأعمام أم‬
‫اليت وعماتا وأخوالا وخالتا لبوين أو لحدها ‪ - 4 .‬أولد من ذكروا ف الفقرة‬
‫السابقة وان نزلوا ‪ .‬وبنات أعمام أب اليت لبوين أو لب وبنات أبنائهم وان نزلوا ‪،‬‬
‫وأولد من ذكرن وإن نزلوا ‪ - 5 .‬أعمام أب أب اليت لم ‪ ،‬وأعمام أب أم اليت‬
‫وعماتما وأخوالما وخالتما لبوين أو لحدها ‪ .‬وأعمام أم أم اليت وأم أبيه وعماتما‬
‫وأخوالما وخالتما لبوين أو لحدها ‪ - 6 .‬أولد من ذكروا ف الفقرة السابقة وإن‬
‫نزلوا ‪ .‬وبنات أعمام أب أب اليت لبوين أو لب وبنات أبنائهم وإن نزلوا ‪ ،‬وأولد من‬
‫ذكرن وإن نزلوا ‪ .‬وهكذا ‪ .‬الادة ‪ - 32‬الصنف الول من ذوي الرحام أولهم بالياث‬
‫أقربم إل اليت درجة ‪ .‬فإن استووا ف الدرجة فولد‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 642‬‬
‫صاحب الفرض أول من ولد ذوي الرحم ‪ .‬فإن استووا ف الدرجة ول يكن فيهم ولد‬
‫صاحب قرض ‪ .‬أو كانوا كلهم يدلون بصاحب فرض اشتركوا ف الرث ‪ .‬لادة ‪- 33‬‬

‫‪255‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصنف الثان من ذوي الرحام أولهم بالياث أقربم إل اليت درجة ‪ .‬فإن استووا ف‬
‫الدرجة قدم من ‪ /‬صفحة ‪ / 643‬كان يدل بصاحب فرض ‪ ،‬وإن استووا ف الدرجة‬
‫وليس فيهم من يدل بصاحب فرض أو كانوا كلهم يدلون بصاحب فرض ‪ :‬فإن اتدوا‬
‫ف حيز القرابة اشتركوا ف الرث ‪ ،‬وان اختلفوا ف اليز فالثلثان لقرابة الب ‪ .‬والثلث‬
‫لقرابة الم ‪ .‬الادة ‪ - 34‬الصنف الثالث من ذوي الرحام أولهم بالياث أقربم إل‬
‫اليت درجة ‪ .‬فإن استووا ف الدرجة وكان فيهم ولد عاصب فهو أول من ولد ذوي‬
‫الرحم ‪ .‬وإل قدم أقواهم قرابة للميت ‪ ،‬فمن كان أصله لبوين فهو أول بن كان أصله‬
‫لب ‪ ،‬ومن كان أصله لب فهو أول من كان أصله لم ‪ .‬فإن اتدوا ف الدرجة وقوة‬
‫القرابة اشتركوا ف الرث ‪ .‬الادة ‪ - 35‬ف الطائفة الول من طوائف الصنف الرابع‬
‫البينة بالادة ( ‪ ) 31‬إذا انفرد فريق الب وهم أعمام اليت لم وعماته أو فريق الم وهم‬
‫أخواله وخالته ‪ ،‬قدم أقواهم قرابة ‪ :‬فمن كان لبوين فهو أول من كان لب ‪ .‬ومن‬
‫كان لب فهو أول من كان لم ‪ ،‬وإن تساووا ف القرابة اشتركوا ف الرث ‪ ،‬وعند‬
‫اجتما الفريقي يكون الثلثان لقرابة الب والثلث لقرابة الم ‪ .‬ويقسم نصيب ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 644‬كل فريق على النحو التقدم وتطبق أحكام الفقرتي السابقتي على الطائفتي‬
‫الثالثة والامسة ‪ .‬الادة ‪ - 36‬ف الطائفة الثانية يقدم القرب منهم درجة على البعد ولو‬
‫من غي حيزه ‪ ،‬وعند الستواء واتاد اليز يقدم القوى ف القرابة إن كانوا أولد عاصب‬
‫أو أولد ذوي رحم ‪ ،‬فإن كانوا متلفي قدم ولد العاصب على ولد ذوي الرحم ‪ ،‬وعند‬
‫اختلف اليز يكون الثلثان لقرابة الب ‪ ،‬والثلث لقرابة الم ‪ ،‬وما أصاب كل فريق‬
‫يقسم عليه بالطريقة التقدمة وتطبق أحكام الفقرتي السابقتي على الطائفتي الرابعة‬
‫والسادسة ‪ .‬الادة ‪ - 37‬ل اعتبار لتعدد جهات القرابة ف وارث من ذوي الرحام إل‬
‫عند اختلف اليز ‪ .‬الادة ‪ - 38‬ف إرث ذوي الرحام يكون للذكر مثل حظ النثيي ‪.‬‬
‫‪ /‬صفحة ‪ / 645‬المل المل هو ما يمل ف البطن من الولد ‪ .‬ونن نتكلم عنه هنا من‬
‫حيث الياث ومن حيث مدة المل ‪ .‬حكمه ف الياث ‪ :‬المل إما ينفصل عن أمه وإما‬
‫أن يبقى ف بطنها ‪ ،‬وهو ف كل من المرين له أحكام نذكرها فيما يلي ‪ :‬المل إذا‬
‫انفصل عن أمه ‪ :‬إذا انفصل المل عن أمه ‪ ،‬فإما أن ينفصل حيا أو ينفصل ميتا ‪ ،‬وإن‬

‫‪256‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫انفصل ميتا ‪ ،‬فإما أن يكون انفصاله بغي جناية ول اعتداء على أمه أو بسبب الناية عليها‬
‫‪ ،‬فإن انفصل كله حيا ورث من غيه وورثه غيه لا روي عن أب هريرة أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا استهل الولود ورث " ‪ / .‬صفحة ‪ / 646‬الستهلل رفع الصوت‬
‫‪ ،‬والراد إذا ظهرت حياة الولود ورث ‪ .‬وعلمة الياة صوت أو تنفس أو عطاس ونو‬
‫ذلك ‪ .‬وهذا رأي الثوري والوزاعي والشافعي وأصحاب أب حنيفة ‪ .‬وإن انفصل ميتا‬
‫بغي جناية على أمه فإنه ل يرث ول يورث اتفاقا ‪ .‬وإن انفصل ميتا بسب الناية على أمه‬
‫فإنه ف هذه الال يرث ويورث عند الحناف ‪ .‬وقالت الشافعية والنابلة ومالك ‪ :‬ل‬
‫يرث شيئا ويلك الغرة فقط ضرورة ول يورث عنه سواها ويرثها كل من يتصور إرثه منه‬
‫‪ .‬وذهب الليث بن سعد وربيعة بن عبد الرحن إل أن الني إذا انفصل ميتا بناية على‬
‫أمه ل يرث ول يورث ‪ .‬وإنا تلك أمه الغرة وتتص با لن الناية على جزء منها وهو‬
‫الني ‪ ،‬ومت كانت الناية عليها وحدها كان الزاء لا وحدها ‪ .‬وقد أخذ القانون بذا‬
‫‪ .‬المل ف بطن أمه ‪ - 1 :‬المل الذي يبقى ف بطن أمه ل يوقف له شئ ‪ /‬صفحة‬
‫‪ / 647‬من التركة مت كان غي وارث أو كان مجوبا بغيه على جيع العتبارات ‪ .‬فإذا‬
‫مات شخص وترك زوجة وأبا وأما حامل من غي أبيه ‪ .‬فإن المل ف هذه الصورة ل‬
‫مياث له لنه ل يرج عن كونه أخا أو أختا لم ‪ .‬والخوة لم ل يرثون مع الصل‬
‫الوارث وهو هنا الب ‪ - 2 .‬وتوقف التركة كلها إل أن يولد المد إذا كان وارثا ول‬
‫يكن مع وارث أصل أو كان معه وارث مجوب به باتفاق الفقهاء وتوقف كذلك إذا‬
‫وجد معه ورثة غي مجوبي به ورضوا جيعا صراحة أو ضمنا بعدم قسمتها بأن سكتوا‬
‫أو ل يطالبوا با ‪ - 3 .‬كل وارث ل يتغي فرضه بتغي المل يعطى له نصيبه كامل‬
‫ويوقف الباقي ‪ .‬كما إذا ترك اليت جدة وامرأة حامل فإنه يعطى للجدة السدس لنه‬
‫فرضها ل يتغي سواء ولد المل ذكرا أم أنثى ‪ - 4 .‬الوارث الذي يسقط ف احدى‬
‫حالت المل ول يسقط ف الخرى ل يعطى شيئا للشك ف استحقاقه ‪ ،‬فمن مات ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 648‬وترك زوجة حامل وأخا فل شئ للخ لواز كون الم ذكرا ‪ .‬وهذا‬
‫مذهب المهور ‪ - 5 .‬من يتلف نصيبه من أصحاب الفروض باختلف‬
‫‪............................................................‬‬

‫‪257‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 648‬‬
‫ذكورة المل وأنوثته يعطى أقل النصيبي ويوثف للحمل أوفر النصيبي ‪ .‬فإن ولد المل‬
‫حيا وكان يستحق النصيب الوفر أخذه ‪ ،‬وإن ل يكن يستحقه بل يستحق النصيب القل‬
‫أخذه ورد الباقي إل الورثة ‪ ،‬وإن نزل ميتا ل يستحق شيئا ووزعت التركة كلها على‬
‫الورثة دون اعتبار للحمل ‪ .‬أقل مدة المل وأكثرها ‪ :‬وأقل مدة يتكون فيها الني ويولد‬
‫حيا ستة أشهر لقول ال سبحانه ‪ " :‬وحله وفصاله ثلثون شهرا " ( ‪ . ) 1‬مع قوله "‬
‫وفصاله ف عامي " ( ‪ . ) 2‬فإذا كان الفصال عامي ل يبق إل ستة أشهر للحمل ‪ .‬وإل‬
‫هذا ذهب المهور من الفقهاء ‪ .‬وقال الكمال بن المام من أئمة الحناف ‪ :‬إن العادة‬
‫الستمرة كون المل أكثر من ستة أشهر وربا يضي ( هامش ) ( ‪ ) 1‬صورة الحناف‬
‫الية رقم ‪ ) 2 ( . 15‬سورة لقمان الية رقم ‪ / ) . ( . 14‬صفحة ‪ / 649‬دهور ول‬
‫يسمع فيها بولدة لستة أشهر ‪ .‬وف قول لبعض النابلة ‪ :‬أقل مدة المل تسعة أشهر ‪.‬‬
‫وقد خالف القانون قول جاهي العلماء وأخذ بقول بعض النابلة وبا قال به الطباء‬
‫الشرعيون ‪ :‬وهو أن أقل مدة المل تسعة أشهر هللية ( أي ‪ 270‬يوما ) لن هذا يتفق‬
‫والكثي الغالب ‪ .‬وكما اختلفوا ف أقل مدة المل فقد اختلفوا ف أكثرها ‪ ،‬فمنهم من‬
‫قال ‪ :‬إنا سنتان ( ‪ . ) 1‬ومنهم من قال تسعة أشهر ومنهم من قال ‪ :‬سنة هللية " ‪354‬‬
‫يوما " ‪ .‬وأخذ القانون با ارتآه الطب الشرعي ‪ .‬فذكر أن أكثر مدة المل سنة شسية (‬
‫‪ 365 " ) 2‬يوما " واعتب ذلك ف ثبوت النسب والرث والوقف والوصية ‪ .‬أما القانون‬
‫فقد أخذ برأي أب يوسف الذي عليه الفتوى ف الذهب النفي ف أن المل يوقت له‬
‫أوفر النصي وأخذ برأي الئمة الثلثة ف اشتراط ولدته كله حيا ف استحقاقه الياث ‪( .‬‬
‫هامش ) ( ‪ ) 1‬وهذا رأي الحناف ‪ ) 2 ( .‬وهذا رأي ممد بن الكم أحد فقهاء‬
‫الذهب الالكي ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 650‬وأخذ برأي ممد بن الكم ف أنه ل يرث إل‬
‫إذا ولد لسنة من تاريخ الوفاة أو الفرقة بي أبيه وأمه ‪ .‬فجاء ف الواد ‪- 43 - 42 -‬‬
‫‪ - 44‬ما يلي ‪ - :‬الادة ‪ - 42 -‬يوقف للحمل من تركة التوف أوفر النصيبي على‬
‫تقدير أنه ذكر أو أنثى ‪ .‬الادة ‪ - 43‬إذا توف الرجل عن زوجته أو عن معتدته فل يرثه‬
‫حلها إل إذا ولد حيا لمسة وستي وثلثمائة يوم على الكثر من تاريخ الوفاة أو الفرقة ‪،‬‬

‫‪258‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ول يرث المل غي أبيه إل ف الالتي اليتي ‪ - 1 :‬أن يولد حيا لمسة وستي وثلثمائة‬
‫يوم على الكثر من تاريخ الوت أو الفرقة إن كانت أمه معتدة موت أو فرقة ‪ ،‬ومات‬
‫الورث أثناء العدة ‪ - 2 .‬أن يولد حيا لسبعي ومائت يوم على الكثر من تاريخ وفاة‬
‫الورث إن كان من زوجية قائمة وقت الوفاة ‪ .‬الادة ‪ - 44‬إذا نقص الوقوف للحمل‬
‫عما يستحقه يرجع بالباقي على من دخلت الزيادة ف نصيبه من الورثة ‪ ،‬وإذا زاد الوقوف‬
‫للحمل عما يستحقه رد الزائد على من يستحقه من الورثة ‪ / .‬صفحة ‪ / 651‬الفقود‬
‫الفقود ‪ :‬إذا غاب الشخص وانقطع خبه ول يدر مكانه ول يعرف أحي هو أم ميت ؟‬
‫وحكم القضاء بوته قيل إنه مفقود ‪ .‬وحكم القاضي ‪ :‬إما أن يكون مبينا على الدليل ‪،‬‬
‫كشهادة العدول ‪ ،‬أو يكون مبينا على أمارات ل تصلح أن تكون دليل وذلك بضي الدة‬
‫‪ .‬ففي الالة الول يكون موته مققا ثابتا من الوقت الذي قام فيه الدليل على الوت ‪،‬‬
‫وف الالة الثانية الت يكم فيها القاضي بوت الفقود بقتضى مضي الدة يكون موته‬
‫حكميا لحتمال أن يكون حيا ‪ .‬الدة الت يكم بعدها بوت الفقود ‪ :‬اختلف الفقهاء ف‬
‫الدة الت يكم بعدها بوت الفقود ‪ ،‬فروي عن مالك أنه قال ‪ :‬أربع سني ‪ ،‬لن عمر ‪/‬‬
‫صفحة ‪ / 652‬رضي ال عنه قال " أيا امرأة فقدت زوجها فلم تدر أين هو ؟ فإنا تنتظر‬
‫أربع سني ث تعتد أربعة أشهر وعشرا ث تل " أخرجه البخاري والشافعي ‪ .‬والشهور عن‬
‫أب حنيفة والشافعي ومالك عدم تقدير الدة بل ذلك مفوض إل اجتهاد القاضي ف كل‬
‫عصر ‪ .‬قال صاحب الغن ف احدى الروايتي ف الفقود الذي ل يغلب هلكه " ل يقسم‬
‫ماله ول تتزوج امرأته حت يتيقن موته ‪ ،‬أو يضي عليه مدة ل يعيش ف مثلها ‪ .‬وذلك‬
‫مردود إل اجتهاد الاكم ‪ .‬وهذا قول الشافعي رضي ال عنه وممد بن السن وهو‬
‫الشهور عن مالك وأب حنيفة وأب يوسف ‪ ،‬لن الصل حياته والتقدير ل يصار ل يه إل‬
‫بتوقيف ‪ ،‬ول توقيف هنا ‪ .‬فوجب التوقف " ‪ .‬وير المام أحد أنه إن كان ف غيبة يغلب‬
‫فيها اللك ( ‪ ) 1‬فإنه بعد التحري الدقيق عنه يكم بوته بضي أربع سني لن الغالب‬
‫هلكه ‪ ،‬فأشبه ما لو مضت مدة ل يعيش ف مثلها ‪ ،‬وإن كان ف غيبة يغلب معها‬
‫السلمة ( ‪ ) 2‬يفوض أمره إل القاضي يكم بوته بعد أي ( هامش ) ( ‪ ) 1‬كمن يفقد‬
‫ف ميدان الرب أو بعد الغارات أو يفقد بي أهله كمن خرج إل صلة العشاء ول يعد‬

‫‪259‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أو لاجة قريبة ول يرجع ول يعلم خبه ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 652‬‬
‫( ‪ ) 2‬مثل السافر إل الج أو لطلب العلم أو التجارة ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 653‬مدة‬
‫يراها وبعد التحري عنه بكل الوسائل المكنة الت توصل إل بيان حقيقة كونه حيا أم ميتا‬
‫‪ .‬وأخذ القانون برأي المام أحد فيما إذا كان الفقود ف حالة يغلب معها اللك فقدر‬
‫الدة بأربع سني وأخذ برأيه ورأي غيه ف تفويض المر إل القاضي ف الالت الخرى‬
‫‪ .‬ففي الادة " ‪ " 21‬من القانون رقم ‪ 15‬سنة ‪ 1929‬النص الت ‪ :‬يكم بوت الفقود‬
‫الذي يغلب عليه اللك بعد أربع سني من تاريخ فقده ‪ .‬وأما ف جيع الحوال الخرى‬
‫فيفوض أمر الدة الت يكم بوت الفقود بعد ما إل القاضي ‪ .‬وذلك كله بعد التحري‬
‫عنه بميع الطرق المكنة الوصلة إل معرفة إن كان الفقود حيا أو ميتا ‪ .‬مياثه ‪ :‬مياث‬
‫الفقود يتعلق به أمران ‪ :‬لنه إما أن يكون مورثا أو وارثا ‪ ،‬ففي حالة ما إذا كان مورثا‬
‫فإن ماله يبقى على مكله ول يقسم بي ورثته إل أن يتحقق موته أو يكم القاضي بالوت‬
‫‪ .‬فإن ظهر حيا أخذ ماله وإن تقق موته أو حكم القاضي بوته ورثه من كان وارثا له‬
‫وقت الوت أو وقت الكم بالوت ‪ ،‬ول يرثه من مات ‪ /‬صفحة ‪ / 654‬قبل ذلك ‪ ،‬أو‬
‫حدث إرثه بعد ذلك بزوال مانع عنه كإسلم وارث له ‪ .‬هذا إذا ل يسند الكم بالوت‬
‫إل وقت سابق على صدور وإل ورثه من كان وارثا ف الوقت الذي أسند الكم الوت‬
‫إليه ‪ .‬أما الالة الثانية وهي إذا ما كان وارثا لغيه فإنه يوقف له نصيبه من تكرة الورث‬
‫وبعد الكم بوته يرد ذلك الوقوف إل وارث مورثه ‪ ،‬وبذا أخذ القانون ‪ ،‬فقد جاء ف‬
‫مادة " ‪ " 45‬النص الت ‪ :‬يوقف نصيب الفقود من تركة الورث حت يتبي أمره ‪ ،‬فإن‬
‫ظهر حيا أخذه وإن حكم بوته رد نصيبه إل من يستحقه من الورثة وقت موت مورثه ‪،‬‬
‫فإن ظهر حيا بعد الكم بوته أخذ ما بقي من نصيبه بأيدي الورثة ( ‪ ( . ) 1‬هامش ) (‬
‫‪ ) 1‬هذا الكم بالنسبة للمياث أما الكم بالنسبة للزوجة فقد جاء ف مادة ( ‪ ) 22‬من‬
‫القانون رقم ‪ 25‬سنة ‪ ( - : 1929‬بعد الكم بوت الفقود بالصفة البينة ف الادة‬
‫السابقة تعتد زوجته عدة الوفاة وتقسم تركته بي ورثته الوجودين وقت الكم ) ‪ -‬مادة‬

‫‪260‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫( ‪ ) 7‬من القانون رقم ‪ 25‬لسنة ‪ ( 1920‬إذا جاء الفقود أو ل يئ وتبي أنه حي‬
‫فزوجته له ما ل يتمتع با الثان غي عال بياة الول فإن تتع با الثان غي عال باية الول‬
‫كانت للثان ما ل يكن عقده ف عدة وفاة الول ) ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 655‬النثى (‬
‫‪ ) 1‬تعريفه ‪ :‬النثى شخص اشتبه ف أمره ول يدر أذكر هو أم أنثى ؟ إما لن له ذكره‬
‫وفرجا معا أو لنه ليس له شئ منهما أصل ‪ .‬كيف يرث ‪ :‬إن تبينأنه ذكر ورث مياث‬
‫الذكر وإن تبي أنه أنثى ورث مياثها ‪ .‬وتتبي الذكورة والنوثة بظهور علمات كل‬
‫منهما ‪ .‬وهي قبل البلوغ تعرف بالبول فإن بال بالعضو الخصوص بالذكر فهو ذكر وان‬
‫بال بالعضو الخصوص بالنثى فهو أنثى ‪ ،‬وإن بال منهما كان الكم للسبق ‪ .‬وبعد‬
‫البلوغ إن نبتت له لية أو أتى النساء أو احتلم كما يتلم الرجال فهو ذكر ‪ ،‬وإن ظهر له‬
‫ثدي كثدي الرأة أو در له لب أو حاض أو حبل فهو أنثى ‪ ،‬وهو ف هاتي الالتي يقال‬
‫له خنثى غي مشكل ‪ ( .‬هامش ) ( ‪ ) 1‬النثى مأخوذ من النث وهو اللي والتكسر ‪( .‬‬
‫‪ / ) .‬صفحة ‪ / 656‬فإن ل يعرف أذكر هو أم أنثى ؟ بأن ل تظهر علمة من العلمات‬
‫أو ظهرت وتعاضت فهو النثى الشكل ‪ .‬وقد اختلف الفقهاء ف حكمه من حيث الياث‬
‫فقال أبو حنيفة إنه يفرض أنه ذكر ث يفرض أنه أنثى ويعامل بعد ذلك بأسوإ الالي ‪،‬‬
‫حت لو كان يرث على اعتبار ول يرث على اعتبار آخر ل يعط شيئا ‪ .‬وإن ورث على‬
‫كل الفرضي ‪ ،‬واختلف نصيبه أعطي أقل النصيبي ‪ .‬وقال مالك وأبو يوسف والشيعة‬
‫المامية ‪ :‬يأخذ التوسط بي نصيب الذكر والنثى ‪ .‬وقال الشافعي ‪ :‬يعامل كل من الورثة‬
‫والنثى بأقل النصيبي لنه التبقي إل كل منهما ‪ ،‬وقال أحد ‪ :‬إن كان يرجى ظهور‬
‫حاله يعامل كل منه ومن الورثة بالقل ويوقف الباقي ‪ ،‬وإن ل يرج ظهور المر يأخذ‬
‫التوسط بي نصيب الذكر والنثى وهذا الرأي الخي هو الرجح ولكن القانون أخذ‬
‫برأي أب حنيفة ‪ ،‬ففي الادة " ‪ " 46‬منه " للخنثى الشكل وهو الذي ل يعرف أذكر هو‬
‫أم أنثى أقل النصيبي وما بقي من التركة يعطى لباقي الورثة " ‪ / .‬صفحة ‪ / 657‬مياث‬
‫الرتد الرتد ل يرث من غيه ول يرثه غيه وإنا مياثه يكون لبيت مال السلمي ‪ ،‬وهذا‬
‫رأي الشافعي ومالك والشهور عن أحد ‪ .‬وقالت الحناف ‪ :‬ما اكتسبه قبل الردة ورثه‬
‫أقاربه السلمون وما اكتسبه بعدها فهو لبيت الال ‪ ،‬وقد سبق الكلم عليه مفصل ف باب‬

‫‪261‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الدود ‪ .‬ابن الزنا وابن اللعنة ابن الزنا هو الولود من غي زواج شرعي وابن اللعنة هو‬
‫الذي نفى الزوج الشرعي نسبه منه ‪ .‬وابن الزنا وابن اللعنة ل توارث بينهما وبي‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 657‬‬
‫أبويهما باجاع السلمي لنتفاء النسب الشرعي ‪ .‬وإنا التوارث بينهما وبي أميهما ‪ .‬فعن‬
‫ابن عمر أن رجل لعن امرأته ف زمن النب صلى ال عليه وسلم وانتفى من ولدها ففرق‬
‫النب بينهما وألق الولد بالرأة ‪ .‬رواه البخاري وأبو داود ‪ .‬ولفظه " جعل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم مياث ابن اللعنة لمه ولورثتها من بعدها " ونص مادة " ‪ " 47‬من‬
‫قانون الياث " يرث ولد الزنا وولد اللعان من الم وقرابتها وترثهما الم وقرابتها ‪/ " .‬‬
‫صفحة ‪ / 658‬التخارج تعريفه ‪ :‬التخارج هو أن يتصال الورثة على إخراج بعضهم عن‬
‫نصيبه ف الياث نظي شئ معي من التركة أو من غيها ‪ .‬وقد يكون التخارج بي اثني‬
‫من الورثة على أن يل أحدهم مل الخر ف نصيبيه ف مقابل مبلغ من الال يقدمه له ‪.‬‬
‫حكمه ‪ :‬والتخارج جائز مت كان عن تراض ‪ .‬وقد طلق عب الرحن بن عوف زوجته‬
‫تاضر بنت الصبغ الكلبية ف مرض موته ‪ ،‬ث مات وهى ف العدة فورثها عثمان مع ثلث‬
‫نسوة أخر فصالوها عن ربع ثنها على ثلثة وثاني ألفا ‪ -‬قيل هي دناني وقيل هي‬
‫دارهم ‪ .‬جاء ف القانون مادة " ‪ : " 48‬التخارج هو أن يتصال الورثة على اخراج‬
‫بعضهم من الياث على شئ معلوم ‪ ،‬فإذا تارج أحد الورثة مع ‪ /‬صفحة ‪ / 659‬آخر‬
‫منهم استحق نصيبه وحل مله ف التركة ‪ ،‬وإذا تارج أحد الورثة مع باقيهم ‪ ،‬فإن كان‬
‫الدفوع له من التركة قسم نصيبه بينهم بنسبة أنصبائهم فيها ‪ .‬وإن كان الدفوع من مالم‬
‫ول ينص ف عقد التخارج على طريقة قسمة نصيب الارج قسم عليهم بالسوية بينهم ‪.‬‬
‫‪ - 8 ، 7 ، 6‬الستحقاق بغي الرث جاء ف قانون الواريث ف الادة ‪ : 4‬إذا ل توجد‬
‫ورثة قضي من التركة بالترتيب الت ‪ :‬أول ‪ :‬استحقاق من أقر له اليت بنسب على غيه‬
‫‪ .‬ثانيا ‪ :‬ما أوصى به فيما زاد على الد الذي تنفذ فيه الوصية ‪ .‬فإذا ل يوجد أحد من‬
‫هؤلء آلت التركة أو ما بقي منها إل الزانة العامة ‪ .‬ومعن هذا أن اليت إذا مات ول‬
‫يكن له ورثة استحق التركة ثلثة ‪ - 1 :‬القر له بالنسب على الغي ‪ - 2 .‬الوصية با زاد‬

‫‪262‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على الثلث ‪ - 3 .‬بيت الال ‪ -‬الزانة العامة ‪ .‬وسنتكلم على كل من هذه الثلثة فيما‬
‫يلي ‪ / :‬صفحة ‪ / 660‬القر له بالنسب القانون الذي جرى عليه العمل ف مصر أنه ‪ :‬إذا‬
‫أقر اليت بالنسب على غيه استحق القر له التركة إذا كان مهول النسب ول يثبت نسبه‬
‫من الغي ول يرجع القر عن إقراره ويشترط ف هذه الال أن يكون القر له حيا وقت‬
‫موت القر أو وقت الكم باعتباره ميتا ‪ ،‬وأن ل يقوم به مانع من موانع الرث ‪ .‬وجاء‬
‫ف الذكرة اليضاحية ما يأت ‪ :‬والقر له بالنسب غي وارث ‪ ،‬لن الرث يعتمد على‬
‫ثبوت النسب وهو غي ثابت بالقرار وحده ‪ ،‬غي أن الفقهاء أجروا عليه حكم الوارث ف‬
‫بعض الحوال كتقديه على الوصى له با زاد على الثلث بالنسبة للزائد ‪ ،‬وكاعتباره خلفا‬
‫عن الورث ف اللك فله أن يرد بالعيب وكمنعه من الرث بأي مانع من موانعه فرئي من‬
‫الصلحة اعتباره مستحقا للتركة بغي الرث إيثارا للحقيقة والواقع ‪ .‬الوصى له با زاد‬
‫على الثلث إذا مات اليت ول يكن له وارث ول مقر له بنسب على غيه جازت الوصية‬
‫للجنب بالتركة كلها أو بأي جزء منها ‪ ،‬لن التقييد بالثلث من أجل الورثة وليس منهم‬
‫أحد ‪ /‬صفحة ‪ - 9 / 661‬بيت الال إذا مات اليت ول يترك ورثة ول يوجد مقر له‬
‫بالنسب على الغي ول موصى له بأكثر من الثلث فإن الال يوضع ف بيت مال السلمي‬
‫ليصرف ف مصال المة العامة ‪ / .‬صفحة ‪ / 662‬الوصية الواجبة صدر قانون الوصية‬
‫الواجبة رقم ‪ 71‬لسنة ‪ 1365‬هجرية وسنة ‪ 1946‬م وقد تضمن الحكام التية ‪- 1 :‬‬
‫إذا ل يوص اليت لفرع ولده الذي مات ف حياته أو مات معه ولو حكما بثل ما كان‬
‫يستحقه هذا الولد مياثا ف تركته لو كان حيا عند موته ‪ ،‬وجبت للفرع وصية ف التركة‬
‫بقدر هذا النصيب ف حدود الثلث ‪ ،‬بشرط أن يكون غي وارث ‪ ،‬وأل يكون اليت قد‬
‫أعطاه بغي عوض من طريق تصرف آخر قدر ما يب له ‪ ،‬وإن كان ما أعطاه ما أقل منه‬
‫وجبت له وصية بقدر ما يكمله ‪ .‬وتكون هذه الوصية لهل الطبقة الول من أولد‬
‫البنات ‪ ،‬ولولد البناء من أولد الظهور ( ‪ ) 1‬وإن نزلوا ‪ ( ،‬هامش ) ( ‪ ) 1‬وهم من‬
‫ل ينتسبون إل اليت بأنثى ‪ / ) . ( .‬صفحة ‪ / 663‬على أن يجب كل أصل فرعه دون‬
‫فرع غيه ‪ ،‬وأن يقسم نصيب كل أصل على فرعه وإن نزل قسمة الياث كما لو كان‬
‫أصله أو أصوله الذين يدل بم إل اليت ماتوا بعده وكان موتم مرتبا كترتيب الطبقات ‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ - 2‬إذا أوصى اليت لن وجبت له الوصية بأكثر من نصيبه كانت الزيادة وصية‬
‫اختيارية ‪ ،‬وإن أوصى له بأقل من نصيبه وجب له ما يكمله ‪ ،‬وإن أوصى لبعض من‬
‫وجبت لم الوصية دون البعض الخر وجب لن ل يوص له قدر نصيبه ‪ ،‬ويؤخذ نصيب‬
‫من ل يوص له ويوف نصيب من أوصى له بأقل ما وجب من باقي الثلث ‪،‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪ -‬فقه السنة ‪ -‬الشيخ سيد سابق ج ‪ 3‬ص ‪: 663‬‬
‫فإن ضاق عن ذلك فمنه وما هو مشغول بالوصية الختيارية ‪ - 3 .‬الوصية الواجبة‬
‫مقدمة على غيها من الوصايا ‪ ،‬فإذا ل يوص اليت لن وجبت لم الوصية وأوصى لغيهم‬
‫استحور كل من وجبت له الوصية قدر نصيبه من باقي ثلث التركة إن وف وإل فمنه وما‬
‫أوصى به لغيهم ‪ .‬طريقة حل السائل الت تشتمل على الوصية الواجبة ‪ ) 1 :‬يفرض‬
‫الولد الذي مات ف حياة أحد أبويه حيا وارثا ويقدر نصيبه كما لو كان موجودا ‪) 2 .‬‬
‫يرج من التركة نصيب التوف ويعطى لفرعه ‪ /‬صفحة ‪ / 664‬الستحق للوصية الواجبة‬
‫إن كان يساوي الثلث فأقل ‪ ،‬فإن زاد على الثلث رد إل الثلث ث يقسم على الولد‬
‫للذكر مثل حظ النثيي ‪ ) 3 .‬يقسم باقي التركة بي الورثة القيقيي على حسب‬
‫فرائضهم الشرعية ‪.‬‬

‫انتهى كتاب " فقه السنة "‬


‫والمد ل الذي بنعمته تتم الصالات رمضان ‪ 1391‬ه‬
‫‍ الشيخ سيد سابق‬
‫نوفمب ‪ 1971‬م‬

‫‪264‬‬

You might also like