Professional Documents
Culture Documents
ينتقل الطفل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد عبر فترة المراهقة ،و تستغرق هذه الفترة حوالي ثماني
سنوات من عمر النسان ) 18 – 11سنة تقريبا ( و يحدث خلل هذه الفترة تغيرات نمائية ل تقتصر وقائعها
و مظاهرها على الجانب الجسمي فقط ،بل تمتد هذه التغيرات و يتسع نطاقها بحيث تتناول الجوانب النفسية و
الجتماعية أيضا.
و ينبغي التمييز بين البلوغ Pubertyو المراهقة Adolescenceلما يحدث عادة من الخلط بينهما في
استعمال أحدهما موضع الخر ،و الحقيقة أن البلوغ و النضج شيئان مختلفان ،لفظا و معنى ،ففي النجليزية
Pubertyاشتقاق من اللفظ Pubesبمعنى الشعر ،إشارة لول ظهور شعر الجسم فوق العانة بالمنطقة
التناسلية من الجسم ،و دليل على بداية النضج الجنسي ،أما المراهقة فهي الفترة التي تمتد ما بين البلوغ و
تحقيق النضج التناسلي الكامل ،فإنها اشتقاق من الفعل اللتيني Adolesceneبمعنى ينمو و يكبر ،أي ينمو
و على ضوء ما سبق ،ينظر إلى البلوغ كجزء من المراهقة و ليس مرادفا لها ،أو بمعنى آخر فإن البلوغ
هو بمثابة الخطوة الولى من جملة مراحل النضج و ليس مجرد نضج الجسم فحسب.
هذا ،و تشهد فترة المراهقة طفرة في معدلت النمو لكل من الطول و الوزن من ناحية الزيادة أو زيادة
السرعة ،و تحدث هذه الطفرة للنمو مبكرا للبنات بحوالي سنتين مقارنة بالبنين في المتوسط .و بينما يتوقف
نمو الطول لدى البنات عند عمر 16سنة في المتوسط ،فإنه يستمر لدى البنين حتى 18سنة.
و تجدر الشارة إلى أن بعض الطفال لديهم طفرة نمو صغيرة ) زيادة في سرعة النمو ( في كل من
الطول و الوزن خلل السنوات التي تسبق طفرة نمو المراهقة ،و تحدث عادة هذه الطفرة أثناء الطفولة بين
عمر 6 ,5و 8 ,5سنوات و يطلق عليها طفرة النمو المتوسطة ،Midgrowth Spurtو هذه الطفرة للنمو ل
تحدث لجميع الطفال ،و أن هناك فروقا فردية كبيرة في ذلك الشأن ،و بصفة عامة إذا حدثت تكون لدى
البنات في عمر مبكر عن البنين ،و لكنها أكثر لدى البنين مقارنة بالبنات.
محيط الرأس:
إن نمو محيط الرأس من الميلد حتى 18سنة يتميز بفروق صغيرة و لكنها مستقرة بين البنين و البنات خلل
جميع مراحل العمر .و يشهد محيط الرأس نموا سريعا بين الميلد و عمر سنتين ثم نموا بطيئا بعد ذلك ..هذا ،و
تحدث طفرة صغيرة و لكن واضحة أثناء المراهقة لنمو محيط الرأس و التي يتوقع أن تحدث لدى البنات مبكرا عن
البنين.
بالملمح الخاصة ،و يعرف البعض نمط الجسم Somatotypeبأنه محاولة لتقويم البناء البيولوجي الداخلي
لقد اهتم الباحثون بالتعرف على تطور البنيان الجسمي خلل مرحلة الطفولة و المراهقة باستخدام طريقة
التقدير الكمي لنمط الجسم التي اقترحها شيلدون Sheldonو تعتمد على مقياس النقاط السبعة لتقدير نمط
الجسم ،حيث يتم تقدير النمط في ضوء ثلثة أرقام تعبر عن المكونات الثلثة الولية للنمط )سمين ،عضلي،
نحيف( بحيث يشير الرقم الول )شمال( إلى المكون السمين ،و يشير الرقم الثاني )في المنتصف( إلى المكون
هذا ،و يتم تقويم كل مكون من هذه المكونات الثلثة )سمين ،عضلي ،نحيف( في ضوء مقياس النقاط
السبعة بحيث تمثل الدرجة ) (1الحد الدنى المطلق للمكون ،و تمثل الدرجة ) (7أكبر قدر ممكن من المكون.
فإذا كان تقدير النمط ) (1-7-1أو 171فمعنى ذلك أن مكون العضلة في أعلى قيمة له في حين أن المكونين
و إذا كان تصنيف النماط الجسمية في ضوء أحد القطاب الثلثة الولية )سمين ،عضلي ،نحيف( فإن
مسمى النمط يأخذ اسم المكون الغالب و المسيطر ،فمثل النمط ) (361يعتبر نمطا عضليا و النمط )(632
يعتبر نمطا سمينا ،و النمط ) (135يعتبر نمطا نحيفا ،و لتحقيق مسمى أدق يسمى النمط في ضوء المكونين
الغالبين أو المستقرين ،فالنمط ) (361يعتبر نمطا )عضليا -سمينا( و النمط ) (632يعتبر نمطا )سمينا-
هذا ،ويجب أن يؤخذ في العتبار أن قراءة النمط تكون من اليسار إلي اليمين ،فمثل النمط ) (344يقرا
يتميز أصحاب هذا النمط الجسمي باستدارة الجسم ،وكثرة الدهن ،وكبر الرأس واستدارته ،وقصر الرقبة
وسمكها ،واستمرار نمو الثديين نتيجة لترسيب الدهن ،و الرداف تامة الستدارة ،والجلد رخو وناعم،
والرجل ثقيلة وقصيرة ،و الكتاف ضعيفة والحوض عريض ،ويتميز بالشكل الكمثري.
والرقبة طويلة وقوية ،و الكتاف عريضة ،وعضلت الكتاف ظاهرة وقوية مع كبر اليدين وطول الصابع
وتكتل عضل ت منطقة الجذع ،كما يكون الخصر نحيفا والحوض ضيقا والرداف ثقيلة وقوية ،وبشكل عام
يتميز أصحاب هذا النمط بنحافة الوجه و بنيان جسماني رقيق وهزيل ،والعظام صغيرة و بارزة،
والرأس كبير نوعا ما ،مع رقبة طويلة ورقيقة ،والصدر طويل وضيق مع استدارة الكتفين وطول ملحوظ في
الذراعين ،و الرجل طويلة ورقيقة ،ويبدو الجلد كما لو كان فوق العظم مباشرة إل من بعض عضلت قليلة.
لقد أظهرت نتائج الدراسات التي اهتمت بالتعرف علي تطور البنيان الجسمي باستخدام المنهج التتبعي
)الطريقة الطولية ( أن هناك تغيرات في نمط الجسم تحدث في الفترة العمرية 8-3سنوات ،وتتخذ عدة مظاهر
هامة ،مثل إعادة توزيع الدهون المخزونة ،تطور النسيج العضلي ،زيادة طول الرجل نسبة إلي طول الجسم
كما تشير دلئل تطور البنيان الجسمي إلي حدوث تغيرات أثناء فترة المراهقة تتضح في تغير العلقة
بين الكتفين والحوض ،زيادة تراكم الدهون لدي البنات مقابل نمو الكتلة العضلية للبنين.
كذلك يتوقع حدوث تغيرات في بعض المكونات الخاصة لنمط الجسم وخاصة أثناء النتقال من مرحلة
هذا ،وبالرغم من حدوث التغيرات السابقة في نمط الجسم خلل مرحلة الطفولة و المراهقة فإنه بشكل
عام النمط الجسمي بالثبات النسبي ،بمعني أنه يمكن التنبؤ بالنمط الجسمي الذي يكون عليه الشباب من خلل
و تجدر الشارة هنا إلى أنه إذا كان انتقاء الموهوبين رياضيا يعتمد على اختيار الطفال الذين يتمتعون
بمقومات النجاح في نشاط رياضي معين اعتمادا على المتغيرات الثابتة أو ذات الثبات النسبي ،أي أن الصفة
أو القدرة المختارة لها صفة الستمرارية دون أن تفقد تمايزها النسبي فإن نمط الجسم يعتبر أكثر المحددات
سبق و أوضحنا – مرتبطة كما تؤثر في بعضها البعض .إن إمكانيات الطفل الجسمية حتى في أبسط صورها
سواء كان لديه القدرة على الزحف أو المشي أو ركوب الدراجة ،أو لم يكن لديه هذه المهارات ،تمثل حدودا
فعلى سبيل المثال ،الطفل الذي ل يستطيع الزحف ،يمكنه ممارسة و اكتشاف الشياء المحيطة به فقط ،أو
التي بجواره و التي يمكن الوصول إليها في مكان ثابت .بينما عندما يتعلم هذا الطفل مهارة الزحف فإن ذلك
يساعده على اكتشاف عالمه المحيط به و يمكنه الذهاب إلى الشياء و اكتشافها.
كما يلعب النمو الجسمي دورا هاما كذلك من حيث تأثير هذا النمو و التغير الذي يطرأ على شكل الجسم ،و
على مفهوم الذات و تصورها ،كذلك علقات الطفل بالخرين و خاصة أقرانه ،فالخبرات و التفاعلت للطفال
القل من العاديين في نموهم ،تختلف تماما عن تلك التي يواجهها الطفال سريعو النمو ذوو الجسام النامية،
و تشير الدلئل إلى أن المظهر الجسمي يعد بمثابة الشغل الشاغل لدى معظم المراهقين ،و يبدو ذلك
واضحا لدى صغار المراهقين بدرجة أكبر مما هو عليه لدى كبارهم .و يميل المراهق في كثير من الحيان
إلى الوقوف أما المرآة و يطيل النظر إليها ،و قد يتمنى في وقفته أن يرى لديه شيئا مختلفا عما يراه ،و تهتم
الفتاة المراهقة أيضا بمظهرها الجسمي و تتطلع إلى أن تتطابق مقاييسه مع مقاييس نمط مثالي تحرص على
التوحد معه .و من ثم ،فهي دائمة التفكير في حجم صدرها ،و خصرها ،و أردافها ،و قد تحزن الفتاة لي
اختلف أو تعارض يبعدها أو يفرق بينها و بين أبعاد ذلك النمط المثالي المنشود.
هذا ،و يعتمد المراهق أثناء تعوده على وجهه و جسمه بصورتيهما الجديدة وتكيفه معهما إلى مقارنة ما
لديه بما لدى أقرانه .و قد ل تقتصر المقارنة على القران ،بل تمتد بحيث تتضمن الشخصيات المشهورة و
خاتمة
يوجد تشابه كبير بين الفراد في النمط العام للنمو الجسمي بعد الميلد و خلل مراحل النمو و لكن هناك
فروقا فردية في حجم الجسم و معدل النمو للعمار المختلفة سواء للجسم ككل أو أجزاء معينة.
و يبدو أن كل الجنسين )الذكور و الناث( يملكان نفس نمط النمو و أن الفروق بين الجنسين قبل فترة
المراهقة تكون محدودة حيث يسجل الذكور في المتوسط زيادة قليلة في كل من الطول و الوزن عن البنات
نتيجة أنهن يصلن إلى فترة البلوغ قبل الذكور ثم سرعان ما يلحق بهن الذكور و يتفوقون عليهن في حجم
الجسم و بالرغم من ذلك يوجد تداخل بين الجنسين حيث يمكن ملحظة أن بعض البنات يتفوقن على الذكور
هناك أسباب هامة تدعو إلى الهتمام بدراسة النمو الحركي و الجسمي ذلك لن الفرد المراهق يكون
انطباعات هامة عن نفسه من خلل هذا الجانب )جوانب شخصية( إنه يشكل جزء أساسيا في مفهوم الذات و
تقديرها ،و تهدف برامج النمو و العمل على كمالها و تظهر نتائج ذلك في وضوح النواحي التي تتوافر فيها
الخبرات ،و تعتمد منها مناهج التربية البدنية على النمو الحركي و أنماط الميول و الفروق الفردية لنشاء جيل
فعال منتج .و يتأثر النشاط الحركي في أنماط السلوك التي يمارسها الجميع بتطور النمو و ارتقائه كما أن
ترتيب مراحل التعاقب الحركي يغلب عليه الثبات غير أن ميقات ظهور كل واقعة قد يختلف باختلف الفراد
و أن ما يحدث من تطور في السلوك البشري ابتداء من التلقيح إلى نهاية العمر و تحديد مراحل الحمل و العمر
ن}ُ {13ثّم
طَفًة ِفي َقَراٍر ّمِكي ٍ
جَعْلَناُه ُن ْ
ن}ُ {12ثّم َ
طي ٍ
سلَلٍة ّمن ِ
ن ِمن ُ
سا َ " َوَلَقْد َ
خَلْقَنا الن َ
حمًا ُثّم
ظاَم َل ْ
سْوَنا اْلِع َ
ظامًا َفَك َ
عَ
ضَغَة ِ
خَلْقَنا اْلُم ْ
ضَغًة َف َ
خَلْقَنا اْلَعَلَقَة ُم ْ
عَلَقًة َف َ
طَفَة َ
خَلْقَنا الّن ْ
َ