You are on page 1of 8

‫الثنمية المستدامة‬

‫‪:‬‬
‫كانت علقة النسان في فجر تاريخه متوازنة مع بيئته ‪ ،‬لن أعداده ومعدلت‬
‫إستهلكه و ما يستخدمه من وسائل تقنية كانت في حدود قدرة البيئة على‬
‫العطاء ‪ ،‬فلما انتصف القرن العشرون مفصلة التارخ البيئي للنسان كانت‬
‫أعداد الناس قد زادت ‪ ،‬و أصبحت معدلت هذه الزيادة بالغة حتى وصفت بأنها‬
‫إنفجار سكاني < ‪ ،‬كذلك تعاظمت معدلت استهلكهم لنواتج التنمية من <‬
‫سلع و خدمات ‪ ،‬وتعاظمت تطلعاتهم للمزيد ‪ ،‬و تعاظمت كمية النفايات التي‬
‫تخرج عن نشاطاتهم إلى حيز البيئة ‪ ،‬بذلك اختلت العلقة المتوازنة بين‬
‫النسان والبيئة ‪ ،‬وتوجس الناس خوفا من خطر ذاك على مستقبلهم ‪ ،‬وتنادوا في‬
‫ختام القرن العشرين بفكرة التنمية المتواصلة أو المستدامة ‪ ،‬التي تبلورت‬
‫في تقرير اللجنة العالمية للبيئة و التنمية الذي نشر تحت عنوان مستقبلنا‬
‫‪.‬المشترك‬
‫تقع التنمية المستديمة عند نقطة اللتقاء بين البيئة والقتصاد والمجتمع‬
‫لذلك كان على الحكومات أن تعمل على جعل سكان العالم أكثر وعيا و إهتماما‪،‬‬
‫بالبيئة و بالمشاكل المتعلقة بها ‪ ،‬ليمتلكو المعرفة والمهارة والسبل و‬
‫الحوافز و اللتزام للعمل كأفراد ‪ ،‬أومجموعات ‪ ،‬من أجل إيجاد الحلول‬
‫للمشاكل النية والحيلولة دون نشوء مشاكل جديدة " تصريح بلغراد ‪ ، 1976‬إن‬
‫علينا أن نهتم بأن تبقى على الكرة الرضية بعد مغادرتنا لها موارد كافية‬
‫تستجيب لحتياجات الجيال القادمة ‪ ،‬ليس هذا فحسب ‪ ،‬بل يقع علينا واجب‬
‫تعليم الطفال أن يولو التقدير و الحترام للكنوز الطبيعية رغبة في‬
‫حمايتها‪ ،‬وهكذا فقد تزايد الهتمام بالتنمية المستديمة وأصبح ل يوجد شيء‬
‫‪ .‬على وجه الرض إل وله مفهوم أو مدلول في التنمية المستدامة‬
‫تبرز أهمية البحث في كونه يتناول فكرة التنمية المستدامة التي أصبحت هاجس‬
‫جميع الدول ‪ ،‬و<لك من أجل المحافظة على بقائها ‪ ،‬حيث إتخذت عدة إجراءات‬
‫و سياسات من شأنها التمهيد لتحقيق التنمية المتواصلة‬
‫فماهي إذا هذه السياسات التي تساعد على التنمية المستدامة في الجزائر ؟‬

‫الهدف من دراسة هذا الموضوع هو إبراز السياسات التي تساعد على تجسيد التنمية المستدامة ‪ ،‬وهذا مايجرنا إلى طرح‬
‫‪ :‬التساؤلت التالية‬
‫مامفهوم التنمية المستدامة ؟‬
‫ماهي أبعادها ؟‬
‫ماهي المتغيرات المؤثرة فيها ‪-‬‬
‫ماهي المعوقات والتحديات الرئيسية للتنميةالمستدامة ؟ ‪-‬‬
‫ماهو واقع التنمية المستدامة في الجزائر ؟ ‪-‬‬
‫‪ :‬الفرضيات ‪-‬‬
‫التنمية المستدامة هي استخدام الموارد الطبيعية بالشكل الذي يضمن المحافظة على حقوق الجيال القادمة ‪-‬‬
‫تتطلب التنمية المستدامة ترشيد المناهج القتصادية و الجتماعية والتكنولوجية ‪-‬‬
‫أهم المؤثرات في التنمية المستدامة هو النسان وسعيه نحو التقدم التكنولوجي و الذي انعكس على البيئة ‪-‬‬
‫‪ ...‬لقد اصطدمت خطط وبرامج التنمية المستدامة بالعديد من المعوقات من أهمها الفقر ‪ ،‬النمو الديموغرافي ‪ ،‬المديونية ‪-‬‬
‫بدأت الجزائر مؤخرا في اتخاذ العديد من الجراءات و السياسات سعيا نها وراء تحقيق التنمية المستدامة ‪-‬‬
‫‪ :‬حدود الدراسة ‪-‬‬
‫تطرقنا في هذا البحث إلى التنمية المستدامة من جانب ‪ ،‬المفهوم ‪ ،‬البعاد ‪ ،‬المعوقات ‪ ،‬والسياسات الكفيلة بتجسيد التنمية ‪-‬‬
‫المستدامة‬
‫وبناءا على هذه الشكالية و الفرضيات والتساؤلت فقد إستعملنا في هذا ‪-‬‬
‫البحث المنهج الستقرائي والذي إستخدمنا فيه بعض الدوات كالدراسة‬
‫‪ .‬التاريخية و الحصاء‬
‫‪ :‬ولهذا الغرض قمنا بمعالجة بحثنا هذا في خطة مكونة من فصلين ‪-‬‬
‫الفصل ‪ 1:‬مدخل عام للتنية المستدامة ‪-‬‬
‫و تناولنا من خلله ماهية التنمية المستدامة ‪ ،‬ظهور فكرة التنمية ‪-‬‬
‫المستدامة ‪ ،‬المتغيرات المؤثرة فيها ‪ ،‬أبعادها ‪ ،‬ثم وأخيرا المعوقات و‬
‫التحديات الرئيسية للتنمية المستديمة‬
‫الفصل ‪ 2:‬التنمية المستدامة في الجزائر ‪-‬‬
‫وتعرضنا من خلله إلى التجربة العربية في التنمية المستديمة كمدخل ‪-‬‬
‫تمهيدي لواقع التمية المستدامة في الجزائر بإعتبارها من ضمن الدول العربية‬
‫ثم وأخيرا قدمنا بعض الفاق للتنمية المستدامة في الجزائر ‪،‬‬
‫الفصل ‪ : 1‬مدخل عام للتنمية المستدامة‬
‫‪ :‬تمهيد‬
‫إن مشاكل البيئة لتعرف الحدود‪،‬و هذا العصر يشهد تحديات بيئية مختلفة أخذت‬
‫تهدد الجيال بسبب قيم و مثل وأعراف و أخلقيات تؤصل في النفس أهمية‬
‫التقدم القتصادي و الثراء المادي على حساب الستغلل السليم لموارد‬
‫الطبيعة ‪ ،‬إن التحسين في مستويات المعيشة الذي تجلبه التنمية قد يضيع بسبب‬
‫التكاليف التي قد يفرضها التردي البيئي على الصحة و نوعية الحياة‪.‬فمن واجب‬
‫كل فرد المحافظة على البيئة وتحسينها لمصلحة عامة الناس و في إطار التنمية‬
‫‪.‬المستدامةحتى يتحقق له العيش في بيئة تتفق مع حقوقه و كرامته النسانية‬
‫وقد حاولنا من خلل هذا الفصل أن نتطرق إلى ماهية التنمية المستدامة ‪ ،‬ثم‬
‫إلى أبعادها الرئيسية ‪ ،‬وفي الخير تناولنا معوقات وتحديات التنمية‬
‫‪.‬المستدامة‬
‫المبحث ‪ : 1‬ماهية التنمية المستديمة‬
‫من خلل هذا المبحث تناولنا ظهور فكرة التنمية المستدامة ‪ ،‬مفهومها ‪ ،‬و‬
‫‪ :‬المتغيرات الساسية المؤثرة في التنمية المستدامة على النحو التالي‬
‫المطلب ‪ : 1‬ظهور فكرة التنمية المستدامة‬
‫بين عام ‪ 1972‬و عام ‪ 2002‬إستكملت المم المتحدة عقد ثلثة مؤتمرات دولية‬
‫ذات أهمية خاصة ‪،‬الول عقد في استوكهولم ) السويد ( عام ‪ 1972‬تحت اسم‬
‫( مؤتمر المم المتحدة حول بيئة النسان‪ ،‬و الثاني عقد في ريو دي جانيرو‬
‫البرازيل ( عام ‪ 1992‬تحت اسم مؤتمر المم المتحدة حول البيئة والتنمية‪ ،‬و‬
‫الثالث إنعقد في جوهانسبورغ) جنوب إفريقيا ( في سبتمبر ‪2002‬تحت إسم مؤتمر‬
‫المم المتحدة حول التنمية المستدامة ‪ .‬تغير السماء يعبر عن تطور مفاهيم‬
‫العالم واستعاب العلقة بين النسان و المحيط الحيوي الذي يعيش فيه و‬
‫يمارس نشاطات الحياة ‪ .‬في عام ‪ 1972‬أصدر نادي رذوماذ ‪ 1‬تقريره الفريد )حدود‬
‫النمو (الذي شرح فكرة محدودية الموارد الطبيعية ‪ ،‬و أنه إذا استمر تزايد‬
‫معدلت الستهلك فإنالموارد الطبيعية لن تفي بإحتياجات المستقبل ‪ ،‬و أن‬
‫استنزاف الموارد البيئية المتجددة ) المزارع ‪ ،‬المراعي ‪ ،‬الغابات ‪ ،‬مصايد‬
‫السماك ( و الموارد غير المتجددة ) رواسب المعادن ‪ ،‬حقول النفط و الغاز‬
‫الطبيعي ‪ ،‬طبقات الفحم ( يهدد المستقبل ‪.‬و في عام ‪ 1973‬هزت أزمة البترول‬
‫العالم و نبهت إلى أن الموارد محددودة الحجم ‪ .‬وفي عام ‪1980‬صدرت وثيقة‬
‫الستراتيجية العالمية للصون‪،‬نبهت هذه الوثيقة الذهان إلى أهمية تحقيق‬
‫التوازن بين مايحصده النسان من موارد البيئة و قدرة النظم البيئية على‬
‫(العطاء ‪ .‬وفي عام ‪ 1987‬أصدرت اللجنة العالمية للتنمية والبيئة تقرير‬
‫مستقبلنا المشترك ( ‪،‬كانت رسالة هذا التقرير الدعوة إلى أن تراعي تنمية‬
‫الموارد البيئية تلبية الحاجات المشروعة للناس في حاضرهم من دون الخلل‬
‫بقدرة النظم البيئية على العطاء الموصول لتلبية حاجات الجيال المستقبلية‬
‫ولما انعقد مؤتمر المم المتحدة عن البيئة و التنمية عام ‪ ، 1992‬برزت ‪.‬‬
‫فكرة التنمية المستدامة أو المتواصلة كواحدة من قواعد العمل الوطني و‬
‫العالمي ‪.‬ووضع المؤتمر وثيقة مفصلة ) برنامج العمل في القرن الحادي و‬
‫العشرين ‪ :‬أجندة )‪ (21(1‬تضمنت أربعين فصل تناولت ماينبغي السترشاد به في‬
‫مجالت التنمية القتصادية ) الزراعة ‪ ،‬الصناعة ‪ ،‬الموارد الطبيعية ( و‬
‫التنمية الجتماعية ) الصحة ‪ ،‬التعليم (‪ ،‬و في مشاركة قطاعات المجتمع في‬
‫‪.‬مساعي التنمية وفي الحصول على نصيب عادل من ثمارها‬
‫في ‪2002‬انعقد مؤتمر المم المتحدة حول التنمية المستدامة ‪ ، ،‬ليراجع حصيلة‬
‫إستجابة العالم لفكرة التنمية المتواصلة ‪،‬إذا فالتطور من فكرة بيئة‬
‫النسان ‪ 1972‬إلى فكرة البيئة و التنمية ‪ 1992‬إلى فكرة التنمية المتواصلة‬
‫ينطوي على تقدم ناضج ‪.‬ذلك أن العلقة بين النسان و البيئة لتقتصر ‪2002،‬‬
‫على أثار حالة البيئة على صحة النسانكما كان الظن ‪ ،1972‬إنما للعلقة وجه‬
‫آخر هو أن البيئة هي خزانة المواردالتي يحولها النسان بجهده و بما حصله‬
‫من المعارف العلمية و الوسائل التقنية إلى ثروات ‪ ،‬تحويل الموارد إلى‬
‫ثروات هو جوهر التنمية ‪ ،‬فكرة التنمية المتواصلة تتقدم بنا خطوة إلى‬
‫المام إذ تضيف أبعاد إجتماعية و‬

‫مجلة البيئة و التنمية ‪ ،‬مجلد خاص العددان ‪ 53-52‬ص ص ‪(1)-23-22:‬‬


‫أخلقية لعلقة النسان بالبيئة ‪ ،‬و تضع التنية على ثلث ركائز ‪ :‬الكفاءة‬
‫القتصادية ‪ ،‬صون البيئة و عناصرها و قدرتها على العطاء‪ ،‬العدل الجتماعي‬
‫‪.‬بين الناس جميعا في حاضرهم ومستقبل أبنائهم‬
‫المطلب ‪: 2‬مفهوم التنمية المستدامة‬
‫( التنمية في أصلها هي ناتج عمل النسان على تحويل عناصر فطرية في البيئة‬
‫تراكيب و بنيات جيولوجية ‪ (...‬إلى ثروات ‪ ،‬أي إلى سلع و خدمات تقابل حاجات‬
‫النسان ‪ ،‬هذا التحويل يعتمد على جهد النسانو ما يوظفه من معارف علمية و‬
‫مايستعين به من أدوات ووسائل تقنية ‪ ،‬التنمية هي تغيير في البيئة يهدد‬
‫توازنها الفطري ‪ ،‬و يصل إلى درجة الضرار إذا تجاوز قدرة الفطرة البيئية‬
‫على الحتمال و قدرتها على إستعادة التوازن و رأب التصدعات ‪ .‬ومن هنا ظهرت‬
‫أهمية التنمية المستدامة كمفهوم جديد‬
‫رغبة من بعض المؤلفين في جعل مفهوم التنمية المستدامة أقرب من التحديد‬
‫‪ ،‬وضعوا تعريفا ضيقا لها ينصب على الجوانب المادية للتنمية المستدامة‬

‫تركز بعض التعريفات القتصادية للتنمية المستدامة على الدارة المثلى‬


‫ااموارد الطبيعية ‪ ،‬و ذلك بالتركيز على " الحصول عاى الحد القصى من منافع‬
‫التنمية القتصادية ‪ ،‬بشرط المحافظة على خدمات الموارد الطبيعية و نوعيتها‬
‫‪".‬‬
‫كما انصبت تعريفات أخرى على الفكرة العريضة القائلة بأن " إستخدام الموارد‬
‫اليوم ينبغي أن ليقلل من الدخل الحقيقي في المستقبل " ‪.‬و تقف و راء هذا‬
‫المفهوم الفكرة القائلة بأن القرارات الحالية ينبغي أل تضر بإمكانيات‬
‫المحافظة على مستويات المعيشة في المستقبل أو تحسينها و هو مايعني أن‬
‫نظمنا القتصادية ينبغي أن تدار بحيث نعيش على أرباح مواردنا و نحتفظ‬
‫‪ .‬بقاعدة الصول المادية و نحسنها‬

‫انتهت اللجنة في تقريرها المعنون " بمستقبلنا المشترك " إلى" أن هناك حاجة‬
‫إلى طريق جديد للتنمية ‪ ،‬طريق يستديم التقدم البشري ل في مجرد أماكن‬
‫قليلة أو لبضع سنين قليلة ‪ ،‬بل للكرة الرضية بأسرها وصول إلى المستقبل‬
‫البعيد " ‪ .‬و التنمية المستدامة حسب تعريف وضعته هذه اللجنة عام ‪ 1987‬تعمل‬
‫على " تلبية إحتياجات الحاضر دون أن تؤدي إلى تدمير قدرة الجيال المقبلة‬
‫‪ " .‬على تلبية إحتياجاتها الخاصة‬
‫المطلب ‪ : 3‬المتغيرات الساسية المؤثرة في التنمية المستدامة‬

‫كما أفاض بعض المؤلفين في توسيع تعريف التنمية المستدامة لتشمل تحقيق‬
‫التحول السريع في القاعدة التكنولوجية للحضارة الصناعية‪ ،‬وأشاروا إلى أن‬
‫هناك حاجة إلى تكنولوجيا جديدة تكون أنظف وأكفأ وأقدر على إنقاذ الموارد‬
‫‪،‬الطبيعية‪ ،‬حتى يتسنى الحد من التلوث‪ ،‬والمساعدة على تحقيق استقرار المناخ‬
‫‪.‬واستيعاب النمو في عدد السكان وفي النشاط القتصادي‬

‫ويشكل النسان محور التعاريف المقدمة بشأن التنمية المستدامة حيث تتضمن‬
‫تنمية بشرية تؤدي إلى تحسين مستوى الرعاية الصحية والتعليم والرفاهية‬
‫الجتماعي‪ .‬وهناك اعتراف اليوم بهذه التنمية البشرية على اعتبار أنها‬
‫حاسمة بالنسبة للتنمية القتصادية وبالنسبة للتثبيت المبكر للسكان‪ .‬وحسب‬
‫تعبير تقرير‬

‫نفس المرجع السابق ‪(3)-‬‬


‫‪(4)-HTTP://WWW.ALJAMAHIRIA.COM/INDEX.HTML‬‬

‫التنمية البشرية الصادر عن برنامج المم المتحدة النمائي فإن "الرجال‬


‫والنساء والطفال ينبغي أن يكونوا محور الهتمام ‪ -‬فيتم نسج التنمية حول‬
‫الناس وليس الناس حول التنمية"‪ .‬وتؤكد تعريفات التنمية المستدامة بصورة‬
‫متزايدة على أن التنمية ينبغي أن تكون بالمشاركة‪ ،‬بحيث يشارك الناس‬
‫ديموقراطيا في صنع القرارات التي تؤثر في حياتهم سياسيا واقتصاديا‬
‫‪ .‬واجتماعيا وبيئيا‬

‫والعنصر الهام الذي تشير إليه مختلف تعريفات التنمية المستدامة هو عنصر‬
‫النصاف أو العدالة‪ .‬فهناك نوعان من النصاف هما إنصاف الجيال البشرية‬
‫التي لم تولد بعد‪ ،‬وهي التي ل تؤخذ مصالحها في العتبار عند وضع‬
‫التحليلت القتصادية و ل تراعي قوى السوق المتوحشة هذه المصالح‪ .‬أما‬
‫النصاف الثاني فيتعلق بمن يعيشون اليوم والذين ل يجدون فرصا متساوية‬
‫‪.‬للحصول على الموارد الطبيعية أو على "الخيرات" الجتماعية والقتصادية‬
‫فالعالم يعيش منذ أواسط عقد السبعينات تحت هيمنة مطلقة للرأسمال المالي‬
‫العالمي الذي يكرس تفاوتا صارخا بين دول الجنوب ودول الشمال كما يكرس هذا‬
‫التفاوت داخل نفس الدول‪ .‬لذلك فإن التنمية المستدامة يجب أن تأخذ بعين‬
‫‪.‬العتبار هذين النوعين من النصاف‬
‫لكن تحقق هذين النوعين من النصاف لن يتأتى في ظل الهيمنة المطلقة‬
‫للرأسمال المالي العالمي‪ ،‬وإنما يتحقق تحت ضغط قوى شعبية عمالية أممية‬
‫يمكن من استعادة التوازن للعلقات الجتماعية الكونية‬
‫المبحث ‪ : 2‬أبعاد التنمية المستدامة‬
‫‪ ،‬تبنى مؤتمر ‪ ) 1992‬ريو دي جانيرو – قمة الرض ( فكرة التنمية المتواصلة‬
‫و جعلها محور خطة العمل التي وضعها للقرن الحادي و العشرين ‪ ،‬و أصبحت‬
‫الفكرة محور الحديث في كامل المجتمع ‪ ،‬و برزت لها أبعاد جديدة تتصل‬
‫بالوسائل التقنية التي يعتمد عليها الناس في جهدهم التنموي ‪ ،‬في الصناعة‬
‫والزراعة و غيرها ‪ ،‬و تتصل بالمناهج القتصادية التي يجري عليها حساب‬
‫‪ .‬المأخوذ و المردود‬
‫‪ :‬المطلب ‪ : 1‬البعاد القتصادية‬
‫تتطلب التنمية المتواصلة ترشيد المناهج القتصادية ‪ ،‬على رأس ذلك تأتي‬
‫فكرة " المحاسبة البيئية للموارد الطبيعية " ‪ ،‬فقد جرى المر على عدم‬
‫إدراج قيمة ما يؤخذ من عناصر البيئة المختزنة في حقول النفط و الغاز و‬
‫رواسب الفحم و مناجم التعدين و غيرها في حساب الكلفة ‪ ،‬كذلك جرى المر على‬
‫عدم إدراج قيمة مايحصد من ثروة سمكية في قيمة المخزون السمكي ‪ ،‬و مايحصد‬
‫من حقول الزراعة في قيمة النقص في خصوبة الرض ‪ ،‬و في كثير من الحوال ل‬
‫يحسب لمياه الري قيمة مالية في عمليات الحساب الزراعي ‪ ،‬في هذا وغيره نجد‬
‫أن الحسابات القتصادية تنقصها عناصر جوهرية ‪ .‬كذلك نلحظ أن أوجها من‬
‫الحساب تحتاج إلى تعديل ‪ :‬حساب الناتج الزراعي ) المحصول (من وحدة المياه‬
‫حساب الناتج الصناعي من وحدة الطاقة ‪ ،‬ومن أدوات الحساب القتصادي ‪،‬‬
‫الضرائب و الحوافز المالية ‪ ،‬و ينبغي أن توظف هذه الدوات لتعظيم كفاءة‬
‫‪.‬النتاج و خدمة أغراض التنميةالمتواصلة‬

‫فبالنسبة للبعاد القتصادية للتنمية المستدامة نلحظ أن سكان البلدان‬


‫الصناعية يستغلون قياسا على مستوى نصيب الفرد من الموارد الطبيعية في‬
‫العالم‪ ،‬أضعاف ما يستخدمه سكان البلدان النامية‪ .‬ومن ذلك مثل أن استهلك‬
‫الطاقة الناجمة عن النفط والغاز والفحم هو في الوليات المتحدة أعلى منه‬
‫في الهند ب ‪ 33‬مرة‪ ،‬وهو في بلدان منظمة التعاون والتنمية القتصادية ال‬
‫‪.‬أعلى بعشر مرات في المتوسط منه في البلدان النامية مجتمعة "‪"OCDE‬‬

‫فالتنمية المستدامة بالنسبة للبلدان الغنية تتلخص في إجراء تخفيضات‬


‫متواصلة من مستويات الستهلك المبددة للطاقة والموارد الطبيعية وذلك عبر‬
‫تحسين مستوى الكفاءة وإحداث تغيير جذري في أسلوب الحياة‪ .‬ول بد في هذه‬
‫‪.‬العملية من التأكد من عدم تصدير الضغوط البيئية إلى البلدان النامية‬
‫وتعني التنمية المستدامة أيضا تغيير أنماط الستهلك التي تهدد التنوع‬
‫البيولوجي في البلدان الخرى دون ضرورة‪ ،‬كاستهلك الدول المتقدمة للمنتجات‬
‫‪.‬الحيوانية المهددة بالنقراض‬

‫وتقع على البلدان الصناعية مسؤولية خاصة في قيادة التنمية المستدامة‪ ،‬لن‬
‫‪ -‬استهلكها المتراكم في الماضي من الموارد الطبيعية مثل المحروقات‬
‫‪.‬وبالتالي إسهامها في مشكلت التلوث العالمي‪ -‬كان كبيرا بدرجة غير متناسبة‬
‫يضاف إلى هذا أن البلدان الغنية لديها الموارد المالية والتقنية والبشرية‬
‫الكفيلة بأن تضطلع بالصدارة في استخدام تكنولوجيات أنظف وتستخدم الموارد‬
‫بكثافة أقل‪ ،‬وفي القيام بتحويل اقتصادياتها نحو حماية النظم الطبيعية‬
‫والعمل معها‪ ،‬وفي تهيئة أسباب ترمي إلى تحقيق نوع من المساواة والشتراكية‬
‫‪.‬للوصول إلى الفرص القتصادية والخدمات الجتماعية داخل مجتمعاتها‬
‫والصدارة تعني أيضا توفير الموارد التقنية والمالية لتعزيز للتنمية‬
‫المستدامة في البلدان الخرى ‪ -‬باعتبار أن ذلك استثمار في مستقبل الكرة‬
‫الرضية‬

‫إن الوسيلة الناجعة للتخفيف من عبء الفقر وتحسين مستويات المعيشة أصبحت‬
‫مسؤولية كل من البلدان الغنية والفقيرة‪ ،‬وتعتبر هذه الوسيلة‪ ،‬غاية في حد‬
‫ذاتها‪ ،‬وتتمثل في جعل فرص الحصول على الموارد والمنتجات والخدمات فيما بين‬
‫جميع الفراد داخل المجتمع أقرب إلى المساواة‪ .‬فالفرص غير المتساوية في‬
‫الحصول على التعليم والخدمات الجتماعية وعلى الراضي والموارد الطبيعية‬
‫الخرى وعلى حرية الختيار وغير ذلك من الحقوق السياسية‪ ،‬تشكل حاجزا هاما‬
‫أمام التنمية‪ .‬فهذه المساواة تساعد على تنشيط التنمية والنمو القتصادي‬
‫الضروريين لتحسين مستويات المعيشة‬

‫فالتنمية المستدامة تعني إذن الحد من التفاوت المتنامي في الدخل وفي فرص‬
‫الحصول على الرعاية الصحية في البلدان الصناعية مثل الوليات المتحدة‬
‫وإتاحة حيازات الراضي الواسعة وغير المنتجة للفقراء الذين ل يملكون أرضا‬
‫في مناطق مثل أمريكا الجنوبية أو للمهندسين الزراعيين العاطلين كما هو‬
‫الشأن بالنسبة لبلدنا؛ وكذا تقديم القروض إلى القطاعات القتصادية غير‬
‫الرسمية وإكسابها الشرعية؛ وتحسين فرص التعليم والرعاية الصحية بالنسبة‬
‫للمرأة في كل مكان‪ .‬وتجب الشارة إلى أن سياسة تحسين فرص الحصول على‬
‫الراضي والتعليم وغير ذلك من الخدمات الجتماعية لعبت دورا حاسما في‬
‫تحفيز التنمية السريعة والنمو في اقتصاديات النمور السيوية مثل ماليزيا‬
‫‪.‬وكوريا الجنوبية وتايوان‬
‫تقليص النفاق العسكري ‪.6‬‬
‫كما أن التنمية المستدامة يجب أن تعني في جميع البلدان تحويل الموال من‬
‫النفاق على الغراض العسكرية وأمن الدولة إلى النفاق على احتياجات‬
‫التنمية‪ .‬ومن شأن إعادة تخصيص ولو جزء صغير من الموارد المكرسة الن‬
‫‪.‬للغراض العسكرية السراع بالتنمية بشكل ملحوظ‬
‫المطلب ‪ : 2‬البعاد الجتماعية‬
‫في مجال الوسائل الجتماعية تبرز فكرة التنمية المستدامة ركيزة أساسية في‬
‫رفض الفقر والبطالة و التفرقة التي تظلم المرأة ‪ ،‬والتفاوت البالغ بين‬
‫الغنياء والمدقعين ‪ .‬العدل الجتماعي أساس الستدامة ‪ ،‬يقتضي هذا عدة‬
‫‪ :‬أمور ينبغي أن يجد المجتمع سبله إليها‬

‫مجلة البيئة و التنمية مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪(5)-23‬‬

‫كثيرا ما تؤدي المرافق الصناعية إلى تلويث ما يحيط بها من هواء ومياه‬
‫وأرض‪ .‬وفي البلدان المتقدمة النمو‪ ،‬يتم الحد من تدفق النفايات وتنظيف‬
‫التلوث بنفقات كبيرة؛ أما في البلدان النامية‪ ،‬فإن النفايات المتدفقة في‬
‫كثير منها ل يخضع للرقابة إلى حد كبير‪ .‬ومع هذا فليس التلوث نتيجة ل مفر‬
‫منها من نتائج النشاط الصناعي‪ .‬وأمثال هذه النفايات المتدفقة تكون نتيجة‬
‫لتكنولوجيات تفتقر إلى الكفاءة أو لعمليات التبديد‪ ،‬وتكون نتيجة أيضا‬
‫‪.‬للهمال والفتقار إلى فرض العقوبات القتصادية‬

‫‪(6)-HTTP://.ISLAMONLINE.NET/ARABIC/Doc/INDEX.SHTML‬‬
‫وتعني التنمية المستدامة هنا التحول إلى تكنولوجيات أنظف وأكفأ وتقلص من‬
‫استهلك الطاقة وغيرها من الموارد الطبيعية إلى أدنى حد‪ .‬وينبغي أن يتمثل‬
‫الهدف في عمليات أو نظم تكنولوجية تتسبب في نفايات أو ملوثات أقل في‬
‫المقام الول‪ ،‬وتعيد تدوير النفايات داخليا‪ ،‬وتعمل مع النظم الطبيعية أو‬
‫تساندها‪ .‬وفي بعض الحالت التي تفي التكنولوجيات التقليدية بهذه المعايير‬
‫‪.‬فينبغي المحافظة عليها‬

‫والتكنولوجيات المستخدمة الن في البلدان النامية كثيرا ما تكون أقل كفاءة‬


‫‪.‬وأكثر تسببا في التلوث من التكنولوجيات المتاحة في البلدان الصناعية‬
‫والتنمية المستدامة تعني السراع بالخذ بالتكنولوجيات المحسنة‪ ،‬وكذلك‬
‫بالنصوص القانونية الخاصة بفرض العقوبات في هذا المجال وتطبيقها‪ .‬ومن شأن‬
‫التعاون التكنولوجي ‪ -‬سواء بالستحداث أو التطويع لتكنولوجيات أنظف وأكفأ‬
‫تناسب الحتياجات المحلية ‪-‬الذي يهدف إلى سد الفجوة بين البلدان الصناعية‬
‫والنامية أن يزيد من النتاجية القتصادية‪ ،‬وأن يحول أيضا دون مزيد من‬
‫التدهور في نوعية البيئة‪ .‬وحتى تنجح هذه الجهود‪ ،‬فهي تحتاج أيضا إلى‬
‫استثمارات كبيرة في التعليم والتنمية البشرية‪ ،‬ولسيما في البلدان الشد‬
‫فقرا‪ .‬والتعاون التكنولوجي يوضح التفاعل بين البعاد القتصادية والبشرية‬
‫‪.‬والبيئية والتكنولوجية في سبيل تحقيق التنمية المستدامة‬

‫كما أن استخدام المحروقات يستدعي اهتماما خاصا لنه مثال واضح على‬
‫العمليات الصناعية غير المغلقة‪ .‬فالمحروقات يجري استخراجها وإحراقها وطرح‬
‫نفاياتها داخل البيئة‪ ،‬فتصبح بسبب ذلك مصدرا رئيسيا لتلوت الهواء في‬
‫المناطق العمرانية‪ ،‬وللمطار الحمضية التي تصيب مناطق كبيرة‪ ،‬والحتباس‬
‫الحراري الذي يهدد بتغير المناخ‪ .‬والمستويات الحالية لنبعاث الغازات‬
‫الحرارية من أنشطة البشر تتجاوز قدرة الرض على امتصاصها؛ وإذا كانت‬
‫الثار قد أصبحت خلل العقد الخير من القرن العشرين واضحة المعالم‪ ،‬فإن‬
‫معظم العلماء متفقون على أن أمثال هذه النبعاثات ل يمكن لها أن تستمر‬
‫إلى ما ل نهاية سواء بالمستويات الحالية أو بمستويات متزايدة‪ ،‬دون أن‬
‫تتسبب في احترار عالمي للمناخ‪ .‬وسيكون للتغييرات التي تترتب عن ذلك في‬
‫درجات الحرارة وأنماط سقوط المطار ومستويات سطح البحر فيما بعد ‪ -‬ولسيما‬
‫إذا جرت التغييرات سريعا‪ -‬آثار مدمرة على النظم اليكولوجية وعلى رفاه‬
‫الناس ومعاشهم‪ ،‬ولسيما بالنسبة لمن يعتمدون اعتمادا مباشرا على النظم‬
‫‪.‬الطبيعية‬

‫وترمي التنمية المستدامة في هذا المجال إلى الحد من المعدل العالمي لزيادة‬
‫انبعاث الغازات الحرارية‪ .‬وذلك عبر الحد بصورة كبيرة من استخدام‬
‫المحروقات‪ ،‬وإيجاد مصادر أخرى للطاقة لمداد المجتمعات الصناعية‪ .‬وسيكون‬
‫من المتعين على البلدان الصناعية أن تتخذ الخطوات الولى للحد من انبعاثات‬
‫ثاني أكسيد الكربون واستحداث تكنولوجيات جديدة لستخدام الطاقة الحرارية‬
‫بكفاءة أكبر‪ ،‬وتوفير إمدادات من الطاقة غير الحرارية تكون مأمونة وتكون‬
‫نفقتها محتملة‪ .‬على أنه حتى تتوافر أمثال هذه التكنولوجيات‪ ،‬فالتنمية‬
‫‪.‬المستدامة تعني استخدام المحروقات بأكفأ ما يستطاع في جميع البلدان‬
‫الحيلولة دون تدهور طبقة الزون ‪-5‬‬
‫والتنمية المستدامة تعني أيضا الحيلولة دون تدهور طبقة الوزون الحامية‬
‫‪ :‬للرض‪ .‬وتمثل الجراءات التي اتخذت لمعالجة هذه المشكلة سابقة مشجعة‬
‫فاتفاقية كيوتو جاءت للمطالبة بالتخلص تدريجيا من المواد الكيميائية‬
‫المهددة للزون‪ ،‬وتوضح بأن التعاون الدولي لمعالجة مخاطر البيئة العالمية‬
‫هو أمر مستطاع‪ .‬لكن تعنت الوليات المتحدة المريكية واعتدادها بأن قوتها‬
‫أصبحت فوق إرادة المجتمع الدولي جعلها ترفض التوقيع على هذه التفاقية ما‬
‫‪.‬دام أن ل أحدا يستطيع إجبارها على ذلك‬
‫المبحث ‪ :3‬المعوقات و التحديات الرئيسية للتنمية المستدامة‬
‫المطلب ‪ : 1‬المعوقات‬
‫على الرغم من التقدم الكبير الذي حصل خلل الفترة التي أعقبت إعلن ريو في‬
‫مجال العمل البيئي ومسيرة التنمية المستدامة في الدول السلمية‪ ،‬فإن هناك‬
‫بعض المعوقات التي واجهت العديد من هذه الدول في تبّني خطط وبرامج التنمية‬
‫‪:‬المستدامة‪ ،‬كان من أهمها ما يلي‬
‫أ( الفقر الذي هو أساس لكثير من المعضلت الصحية والجتماعية والزمات‬
‫النفسية والخلقية‪ ،‬وعلى المجتمعات المحلية والوطنية والدولية أن تضع من‬
‫السياسات التنموية وخطط الصلح القتصادي‪ ،‬ما يقضي على هذه المشاكل‬
‫بإيجاد فرص العمل‪ ،‬والتنمية الطبيعية والبشرية والقتصادية والتعليمية‬
‫‪.‬للمناطق الكثر فقرًا‪ ،‬والشّد تخلفًا‪ ،‬والعمل على مكافحة المية‬
‫ب( الديون التي تمّثل ‪-‬إضافة إلى الكوارث الطبيعية بما فيها مشكلت الجفاف‬
‫والتصحر والتخلف الجتماعي الناجم عن الجهل والمرض والفقر‪ -‬أهّم‬
‫المعّوقات التي تحول دون نجاح خطط التنمية المستدامة وتؤثر سلبًا في‬
‫المجتمعات الفقيرة بخاصة والسرة الدولية بعامة‪ ،‬ومن واجب الجميع التضامن‬
‫للتغلب على هذه الصعوبات حماية للنسانية من مخاطرها وتأثيراتها السلبية‬
‫‪.‬على المجتمع‬
‫ج( الحروب والمنازعات المسلحة والحتلل الجنبي التي تؤثر بشكل مضر على‬
‫البيئة وسلمتها‪ ،‬وضرورة تنفيذ قرارات المم المتحدة الداعية إلى إنهاء‬
‫الحتلل الجنبي ووضع تشريعات والتزامات تحّرم وتجّرم تلويث البيئة أو‬
‫قطع أشجارها أو إبادة حيواناتها‪ ،‬ومراعاة الكرامة في معاملة السرى طبقًا‬
‫للقوانين الدولية وعدم التمثيل بالموتى ومنع تخريب المنازل والمنشآت‬
‫‪.‬المدنية ومصادر المياه‬
‫د( التضخم السكاني غير الرشيد وخاصة في مدن الدول النامية وتدهور الحوال‬
‫المعيشية في المناطق العشوائية وتزايد الطلب على الموارد والخدمات الصحية‬
‫‪.‬والجتماعية‬
‫هـ( تدهور قاعدة الموارد الطبيعية واستمرار استنزافها لدعم أنماط النتاج‬
‫والستهلك الحالية مما يزيد في نضوب قاعدة الموارد الطبيعية وإعاقة تحقيق‬
‫‪.‬التنمية المستدامة في الدول النامية‬
‫‪.‬و( عدم توفر التقنيات الحديثة والخبرات الفنية اللزمة لتنفيذ برامج التنمية المستدامة وخططها‬
‫ي( نقص الخبرات اللزمة لدى الدول السلمية لتتمكن من اليفاء‬
‫باللتزامات حيال قضايا البيئة العالمية ومشاركة المجتمع الدولي في الجهود‬
‫‪.‬الرامية لوضع الحلول لهذه القضايا‬
‫المطلب ‪: 2‬التحديات‬
‫أ( إيجاد مصادر التمويل اللزم لتحقيق التنمية المستدامة في الدول النامية‬
‫والتزام الدول الصناعية بزيادة الدعم المقدم منها للدول النامية ليصبح‬
‫‪).‬من الناتج الوطني ‪(1,5%‬‬
‫‪،‬ب( إعداد البرامج التنموية والصحية والتعليمية للشعوب القل نموًا‬
‫‪،‬فالدولة والمجتمعات المحلية والقليمية والوطنية والمنظمات ذات الختصاص‬
‫تشترك في المسؤولية ‪-‬على تفاوت بينها‪ -‬وهي مطالبة بالمساهمة في رعاية‬
‫الطفولة والمومة‪ ،‬وتأسيس البنى التحتية والمرافق‪ ،‬وذلك بتمويل برامج‬
‫التنمية المستدامة‪ ،‬ووضع الخطط والسياسات الفاعلة في هذا المجال‪ ،‬وتقاس‬
‫أهلية هذه الطراف جميعًا وكفاءتها‪ ،‬بمقدار ما تقدمه من خدمات في هذه‬
‫المجالت الحيوية‪ ،‬وبمقدار عنايتها بتطوير برامج العمل التنموي على‬
‫‪.‬المستويين الحكومي والشعبي ومؤسساته‬
‫ج( تحقيق التكامل وتشجيع الستثمار الداخلي والجنبي من خلل إيجاد شراكة‬
‫حقيقية بين الدول الصناعية والدول النامية وتحقيق فرص أفضل لمنتجاتها‬
‫‪.‬للمنافسة في السواق المحلية والعالمية من خلل منظمة التجارة العالمية‬
‫‪.‬د( إيجاد وسائل تمويل جديدة لدعم جهود التنمية للدول النامية‬
‫هـ( نقل وتطويع التقنيات الحديثة الملئمة للبيئة وتشجيع الباحثين‪ ،‬وتوفير‬
‫إمكانيات العمل العلمي لهم باعتباره من أسباب تطوير العمل التنموي‬
‫واستمراره‪ ،‬ويرتبط بذلك نشر الوعي بأهمية التفكير العلمي والبحث في مجالت‬
‫التنمية المستدامة‪ ،‬وتطوير وسائل العمل في هذا المجال‪ ،‬ونقل المجتمع بذلك‬
‫‪.‬إلى مراحل متقدمة من الرقي والتنمية في وقت أسرع وبتكلفة أقل‬
‫س في عنصر التنمية‬ ‫و( حماية التراث الحضاري‪ :‬للتراث الحضاري دوٌر أسا ٌ‬
‫‪،‬المستدامة لكونه يسهم في تأكيد الذاتية الثقافية‪ ،‬ويحافظ على خصوصياتها‬
‫ويحمي هويتها من الذوبان‪ ،‬ويساعد على بناء الشخصية المستقلة للفراد‬
‫والجماعات‪ ،‬ويمنح العمل التنموي دفعًة ذاتية أقوى في الدفاع عن الشخصية‬
‫الوطنية والدينية‪ ،‬وصيانة المستقبل المشترك‪ ،‬ولذا فإن التأكيد على البعاد‬
‫الروحية والخلقية التي تدعو إليها الديان السماوية يؤثر إيجابيا في‬
‫‪.‬الدفع بالتنمية نحو الخير والعمل الصالح والتكافل الجتماعي‬
‫ز( التضّرر من الجراءات التي يتخذها المجتمع الدولي لمجابهة قضايا البيئة‬
‫‪.‬العالمية ومسؤولية المجتمع الدولي في مساعدة الدول السلمية المتضررة‬
‫ح( تأمين مشاركة كاملة وفعالة للدول النامية داخل مراكز اتخاذ القرار‬
‫والمؤسسات القتصادية الدولية وتعزيز الجهود التي تهدف إلى جعل دواليب‬
‫القتصاد العالمي أكثر شفافية وإنصافًا واحترامًا للقوانين المعمول بها‬
‫على نحو يمكن الدول النامية من رفع التحديات التي تواجهها بسبب العولمة‬
‫‪ :‬خلصة الفصل ‪1‬‬
‫إن التنمية المستدامة تتمثل في عمارة الرض و إصلحها ‪ ،‬بما ليخل‬
‫بالتوازن و عدم إستنفاذ العناصر الضرورية للحفاظ على سلمة البيئة ‪ ،‬و‬
‫الحد من تعريض الرض و ما عليها لمختلف أنواع التلوث ‪ ،‬و تأكيد عدالة‬
‫توزيع الموارد و عوائد التنمية ‪ ،‬و الحد من أنماط النتاج والستهلك غير‬
‫الرشيدة و توجيهها نحو الستدامة ‪ .‬فالمعادلة بسيطة " إدارة التنمية على‬
‫مستوى العالم بما يحقق التوازن البيئي " لكن المعضلة الكبرى تبقى في‬
‫التطبيق ‪ ،‬فالعالم يمشي ‪ ،‬والفقراء يزدادون فقرا ‪ ،‬والحاجة اليوم أكثر من‬
‫إي وقت مضى إلى عقد عالمي جديد قائم على العدالة ‪ .‬فالتنمية المستدامة‬
‫القائمة على الدارة العادلة لموارد العالم والتوزيع العادل للثروات و‬
‫ضمان الحقوق النسانية للشعوب ‪ ،‬هي الطريق القصر لتحقيق السلم و المن‬
‫العالمي‬

‫التعريف القتصادي للتنمية المستدامة ‪1 -‬‬


‫‪ :‬مكانة النسان ضمن التعاريف المقدمة بشأن التنمية المستدامة ‪2.‬‬

‫فكرة تنمية البشر وسعت معنى التعليم ومراميه ‪ ،‬في كل عام يصدر برنامج ‪3.‬‬
‫المم المتحدة النمائي تقريرا عن " التنمية البشرية " التي تقاس بمعايير‬
‫تنموية وإقتصادية وإجتماعية ‪ ،‬و يصنف التقرير دول العالم درجات حسب نجاحها‬
‫في تحقيق التنمية البشرية ‪،‬و المؤسف أن الدول العربية تقع في ذيل الدرجات‬
‫و السؤال المطروح ‪ :‬هل تخرج مؤسسات التعليم أفراد قادرين على السهام‬
‫اليجابي في التنمية والتقدم الجتماعي ‪ ،‬أم تخرج أعباء إجتماعية تذهب إلى‬
‫ساحات البطالة ل إلى سوق العمل ‪ ،‬فالتنمية المتواصلة تطلب منا أن نعيد‬
‫‪.‬النظر في نهج التعليم و أساليبه و مؤسساته‬
‫تستكمل الوسائل الجتماعية بضط السلوك الستهلكي للناس ‪ ،‬و قبول حدود ‪5.‬‬
‫رشيدة تبعد عن حد السراف و ل تحرم من الغذاء الراشد ‪ ،‬الوضاع الحالية و‬
‫خاصة في مجتمعات الوفرة ‪ ،‬أقرب إلى حدود السراف غير الرشيد ‪ ،‬حيث الزيادة‬
‫في قدر الستهلك و ما يتبعها من زيادة في كمية المخلفات و المطلب ‪3‬‬
‫البعاد التكنولوجية‪:‬‬

‫تعريفها من طرف اللجنة العالمية للتنمية المستدامة – ‪2‬‬


‫‪:‬مكانة التكنولوجيا في تعريف التنمية المستدامة ‪1.‬‬

‫مكانة العدالة في تعريف التنمية المستدامة ‪3.‬‬


‫حصة الستهلك الفردي من الموارد الطبيعية ‪1 -‬‬

‫إيقاف تبديد الموارد الطبيعية‪2 -‬‬


‫مسؤولية البلدان المتقدمة عن التلوث وعن معالجته ‪3 -‬‬
‫المساواة في توزيع الموارد ‪4.‬‬
‫الحد من التفاوت في المداخيل‪5.‬‬
‫ضبط السكان ‪ ،‬فالزيادة السكانية تبلغ نحو ‪80‬مليون نسمة كل علم ‪ ،‬وهي‪1.‬‬
‫زيادة لتتسع لها الوضاع القتصادية و الجتماعية السائدة و أغلب الزيادة‬
‫‪ ،‬في دول العالم الثالث الموسوم بالكتظاظ و الفقر و التخلف ) ‪( 85%‬‬
‫إستمرار هذا الحال يزيد الفقراء فقرا ‪ ،‬و هذا باب من أبواب الخطر على‬
‫العالم جميعا‬
‫فكرة العدالة الجتماعية تتضمن العدالة بين الناس و الخذ بيد الفآت ‪2.‬‬
‫المستضعفة ‪ ،‬و العدالة بين الجيال حتى يقال أن مابين أيدينا من ثروات‬
‫طبيعية هو ملك البناء و الحفاد و ينبغي أن نصونه ليرثوه سليما خصب‬
‫‪ .‬العطاء‬

‫من الركائز الجوهرية لنجاح التنمية المتواصلة مشاركة الناس ‪ ،‬المشاركة ‪4.‬‬
‫الفاعلة في مراحل التخطيط و التنفيذ للتنمية الوطنية ‪ ،‬و تعتمد هذه‬
‫المشاركة على القبول الجتماعي ‪ ،‬وهي جوهر الديمقراطية ‪ ،‬فغياب هذه‬
‫الخيرة يحرم الناس من المشاركة و كأنما يعفيها من المسؤولية ‪ ،‬وفي هذا‬
‫مايعطل قدرتهم على الداء ‪ ،‬المنظمات الهلية و المؤسسات غير الحكومية من‬
‫أدوات المشاركة الجماهيرية ‪ ،‬برامج العلم و الرشاد الصحيحة تبصر الناس‬
‫بأدوارهم وترشدهم إلى مناط الفعل النافع و السهام اليجابي في تحقيق‬
‫‪ .‬التنمية المتواصلة‬
‫استعمال تكنولوجيات أنظف في المرافق الصناعية ‪1 -‬‬

‫الخذ بالتكنولوجيات المحسنة وبالنصوص القانونية الزاجرة ‪2 -‬‬


‫المحروقات والحتباس الحراري‪3 -‬‬
‫الحد من انبعاث الغازات ‪4 -‬‬

You might also like