Professional Documents
Culture Documents
:
كانت علقة النسان في فجر تاريخه متوازنة مع بيئته ،لن أعداده ومعدلت
إستهلكه و ما يستخدمه من وسائل تقنية كانت في حدود قدرة البيئة على
العطاء ،فلما انتصف القرن العشرون مفصلة التارخ البيئي للنسان كانت
أعداد الناس قد زادت ،و أصبحت معدلت هذه الزيادة بالغة حتى وصفت بأنها
إنفجار سكاني < ،كذلك تعاظمت معدلت استهلكهم لنواتج التنمية من <
سلع و خدمات ،وتعاظمت تطلعاتهم للمزيد ،و تعاظمت كمية النفايات التي
تخرج عن نشاطاتهم إلى حيز البيئة ،بذلك اختلت العلقة المتوازنة بين
النسان والبيئة ،وتوجس الناس خوفا من خطر ذاك على مستقبلهم ،وتنادوا في
ختام القرن العشرين بفكرة التنمية المتواصلة أو المستدامة ،التي تبلورت
في تقرير اللجنة العالمية للبيئة و التنمية الذي نشر تحت عنوان مستقبلنا
.المشترك
تقع التنمية المستديمة عند نقطة اللتقاء بين البيئة والقتصاد والمجتمع
لذلك كان على الحكومات أن تعمل على جعل سكان العالم أكثر وعيا و إهتماما،
بالبيئة و بالمشاكل المتعلقة بها ،ليمتلكو المعرفة والمهارة والسبل و
الحوافز و اللتزام للعمل كأفراد ،أومجموعات ،من أجل إيجاد الحلول
للمشاكل النية والحيلولة دون نشوء مشاكل جديدة " تصريح بلغراد ، 1976إن
علينا أن نهتم بأن تبقى على الكرة الرضية بعد مغادرتنا لها موارد كافية
تستجيب لحتياجات الجيال القادمة ،ليس هذا فحسب ،بل يقع علينا واجب
تعليم الطفال أن يولو التقدير و الحترام للكنوز الطبيعية رغبة في
حمايتها ،وهكذا فقد تزايد الهتمام بالتنمية المستديمة وأصبح ل يوجد شيء
.على وجه الرض إل وله مفهوم أو مدلول في التنمية المستدامة
تبرز أهمية البحث في كونه يتناول فكرة التنمية المستدامة التي أصبحت هاجس
جميع الدول ،و<لك من أجل المحافظة على بقائها ،حيث إتخذت عدة إجراءات
و سياسات من شأنها التمهيد لتحقيق التنمية المتواصلة
فماهي إذا هذه السياسات التي تساعد على التنمية المستدامة في الجزائر ؟
الهدف من دراسة هذا الموضوع هو إبراز السياسات التي تساعد على تجسيد التنمية المستدامة ،وهذا مايجرنا إلى طرح
:التساؤلت التالية
مامفهوم التنمية المستدامة ؟
ماهي أبعادها ؟
ماهي المتغيرات المؤثرة فيها -
ماهي المعوقات والتحديات الرئيسية للتنميةالمستدامة ؟ -
ماهو واقع التنمية المستدامة في الجزائر ؟ -
:الفرضيات -
التنمية المستدامة هي استخدام الموارد الطبيعية بالشكل الذي يضمن المحافظة على حقوق الجيال القادمة -
تتطلب التنمية المستدامة ترشيد المناهج القتصادية و الجتماعية والتكنولوجية -
أهم المؤثرات في التنمية المستدامة هو النسان وسعيه نحو التقدم التكنولوجي و الذي انعكس على البيئة -
...لقد اصطدمت خطط وبرامج التنمية المستدامة بالعديد من المعوقات من أهمها الفقر ،النمو الديموغرافي ،المديونية -
بدأت الجزائر مؤخرا في اتخاذ العديد من الجراءات و السياسات سعيا نها وراء تحقيق التنمية المستدامة -
:حدود الدراسة -
تطرقنا في هذا البحث إلى التنمية المستدامة من جانب ،المفهوم ،البعاد ،المعوقات ،والسياسات الكفيلة بتجسيد التنمية -
المستدامة
وبناءا على هذه الشكالية و الفرضيات والتساؤلت فقد إستعملنا في هذا -
البحث المنهج الستقرائي والذي إستخدمنا فيه بعض الدوات كالدراسة
.التاريخية و الحصاء
:ولهذا الغرض قمنا بمعالجة بحثنا هذا في خطة مكونة من فصلين -
الفصل 1:مدخل عام للتنية المستدامة -
و تناولنا من خلله ماهية التنمية المستدامة ،ظهور فكرة التنمية -
المستدامة ،المتغيرات المؤثرة فيها ،أبعادها ،ثم وأخيرا المعوقات و
التحديات الرئيسية للتنمية المستديمة
الفصل 2:التنمية المستدامة في الجزائر -
وتعرضنا من خلله إلى التجربة العربية في التنمية المستديمة كمدخل -
تمهيدي لواقع التمية المستدامة في الجزائر بإعتبارها من ضمن الدول العربية
ثم وأخيرا قدمنا بعض الفاق للتنمية المستدامة في الجزائر ،
الفصل : 1مدخل عام للتنمية المستدامة
:تمهيد
إن مشاكل البيئة لتعرف الحدود،و هذا العصر يشهد تحديات بيئية مختلفة أخذت
تهدد الجيال بسبب قيم و مثل وأعراف و أخلقيات تؤصل في النفس أهمية
التقدم القتصادي و الثراء المادي على حساب الستغلل السليم لموارد
الطبيعة ،إن التحسين في مستويات المعيشة الذي تجلبه التنمية قد يضيع بسبب
التكاليف التي قد يفرضها التردي البيئي على الصحة و نوعية الحياة.فمن واجب
كل فرد المحافظة على البيئة وتحسينها لمصلحة عامة الناس و في إطار التنمية
.المستدامةحتى يتحقق له العيش في بيئة تتفق مع حقوقه و كرامته النسانية
وقد حاولنا من خلل هذا الفصل أن نتطرق إلى ماهية التنمية المستدامة ،ثم
إلى أبعادها الرئيسية ،وفي الخير تناولنا معوقات وتحديات التنمية
.المستدامة
المبحث : 1ماهية التنمية المستديمة
من خلل هذا المبحث تناولنا ظهور فكرة التنمية المستدامة ،مفهومها ،و
:المتغيرات الساسية المؤثرة في التنمية المستدامة على النحو التالي
المطلب : 1ظهور فكرة التنمية المستدامة
بين عام 1972و عام 2002إستكملت المم المتحدة عقد ثلثة مؤتمرات دولية
ذات أهمية خاصة ،الول عقد في استوكهولم ) السويد ( عام 1972تحت اسم
( مؤتمر المم المتحدة حول بيئة النسان ،و الثاني عقد في ريو دي جانيرو
البرازيل ( عام 1992تحت اسم مؤتمر المم المتحدة حول البيئة والتنمية ،و
الثالث إنعقد في جوهانسبورغ) جنوب إفريقيا ( في سبتمبر 2002تحت إسم مؤتمر
المم المتحدة حول التنمية المستدامة .تغير السماء يعبر عن تطور مفاهيم
العالم واستعاب العلقة بين النسان و المحيط الحيوي الذي يعيش فيه و
يمارس نشاطات الحياة .في عام 1972أصدر نادي رذوماذ 1تقريره الفريد )حدود
النمو (الذي شرح فكرة محدودية الموارد الطبيعية ،و أنه إذا استمر تزايد
معدلت الستهلك فإنالموارد الطبيعية لن تفي بإحتياجات المستقبل ،و أن
استنزاف الموارد البيئية المتجددة ) المزارع ،المراعي ،الغابات ،مصايد
السماك ( و الموارد غير المتجددة ) رواسب المعادن ،حقول النفط و الغاز
الطبيعي ،طبقات الفحم ( يهدد المستقبل .و في عام 1973هزت أزمة البترول
العالم و نبهت إلى أن الموارد محددودة الحجم .وفي عام 1980صدرت وثيقة
الستراتيجية العالمية للصون،نبهت هذه الوثيقة الذهان إلى أهمية تحقيق
التوازن بين مايحصده النسان من موارد البيئة و قدرة النظم البيئية على
(العطاء .وفي عام 1987أصدرت اللجنة العالمية للتنمية والبيئة تقرير
مستقبلنا المشترك ( ،كانت رسالة هذا التقرير الدعوة إلى أن تراعي تنمية
الموارد البيئية تلبية الحاجات المشروعة للناس في حاضرهم من دون الخلل
بقدرة النظم البيئية على العطاء الموصول لتلبية حاجات الجيال المستقبلية
ولما انعقد مؤتمر المم المتحدة عن البيئة و التنمية عام ، 1992برزت .
فكرة التنمية المستدامة أو المتواصلة كواحدة من قواعد العمل الوطني و
العالمي .ووضع المؤتمر وثيقة مفصلة ) برنامج العمل في القرن الحادي و
العشرين :أجندة ) (21(1تضمنت أربعين فصل تناولت ماينبغي السترشاد به في
مجالت التنمية القتصادية ) الزراعة ،الصناعة ،الموارد الطبيعية ( و
التنمية الجتماعية ) الصحة ،التعليم ( ،و في مشاركة قطاعات المجتمع في
.مساعي التنمية وفي الحصول على نصيب عادل من ثمارها
في 2002انعقد مؤتمر المم المتحدة حول التنمية المستدامة ، ،ليراجع حصيلة
إستجابة العالم لفكرة التنمية المتواصلة ،إذا فالتطور من فكرة بيئة
النسان 1972إلى فكرة البيئة و التنمية 1992إلى فكرة التنمية المتواصلة
ينطوي على تقدم ناضج .ذلك أن العلقة بين النسان و البيئة لتقتصر 2002،
على أثار حالة البيئة على صحة النسانكما كان الظن ،1972إنما للعلقة وجه
آخر هو أن البيئة هي خزانة المواردالتي يحولها النسان بجهده و بما حصله
من المعارف العلمية و الوسائل التقنية إلى ثروات ،تحويل الموارد إلى
ثروات هو جوهر التنمية ،فكرة التنمية المتواصلة تتقدم بنا خطوة إلى
المام إذ تضيف أبعاد إجتماعية و
انتهت اللجنة في تقريرها المعنون " بمستقبلنا المشترك " إلى" أن هناك حاجة
إلى طريق جديد للتنمية ،طريق يستديم التقدم البشري ل في مجرد أماكن
قليلة أو لبضع سنين قليلة ،بل للكرة الرضية بأسرها وصول إلى المستقبل
البعيد " .و التنمية المستدامة حسب تعريف وضعته هذه اللجنة عام 1987تعمل
على " تلبية إحتياجات الحاضر دون أن تؤدي إلى تدمير قدرة الجيال المقبلة
" .على تلبية إحتياجاتها الخاصة
المطلب : 3المتغيرات الساسية المؤثرة في التنمية المستدامة
كما أفاض بعض المؤلفين في توسيع تعريف التنمية المستدامة لتشمل تحقيق
التحول السريع في القاعدة التكنولوجية للحضارة الصناعية ،وأشاروا إلى أن
هناك حاجة إلى تكنولوجيا جديدة تكون أنظف وأكفأ وأقدر على إنقاذ الموارد
،الطبيعية ،حتى يتسنى الحد من التلوث ،والمساعدة على تحقيق استقرار المناخ
.واستيعاب النمو في عدد السكان وفي النشاط القتصادي
ويشكل النسان محور التعاريف المقدمة بشأن التنمية المستدامة حيث تتضمن
تنمية بشرية تؤدي إلى تحسين مستوى الرعاية الصحية والتعليم والرفاهية
الجتماعي .وهناك اعتراف اليوم بهذه التنمية البشرية على اعتبار أنها
حاسمة بالنسبة للتنمية القتصادية وبالنسبة للتثبيت المبكر للسكان .وحسب
تعبير تقرير
والعنصر الهام الذي تشير إليه مختلف تعريفات التنمية المستدامة هو عنصر
النصاف أو العدالة .فهناك نوعان من النصاف هما إنصاف الجيال البشرية
التي لم تولد بعد ،وهي التي ل تؤخذ مصالحها في العتبار عند وضع
التحليلت القتصادية و ل تراعي قوى السوق المتوحشة هذه المصالح .أما
النصاف الثاني فيتعلق بمن يعيشون اليوم والذين ل يجدون فرصا متساوية
.للحصول على الموارد الطبيعية أو على "الخيرات" الجتماعية والقتصادية
فالعالم يعيش منذ أواسط عقد السبعينات تحت هيمنة مطلقة للرأسمال المالي
العالمي الذي يكرس تفاوتا صارخا بين دول الجنوب ودول الشمال كما يكرس هذا
التفاوت داخل نفس الدول .لذلك فإن التنمية المستدامة يجب أن تأخذ بعين
.العتبار هذين النوعين من النصاف
لكن تحقق هذين النوعين من النصاف لن يتأتى في ظل الهيمنة المطلقة
للرأسمال المالي العالمي ،وإنما يتحقق تحت ضغط قوى شعبية عمالية أممية
يمكن من استعادة التوازن للعلقات الجتماعية الكونية
المبحث : 2أبعاد التنمية المستدامة
،تبنى مؤتمر ) 1992ريو دي جانيرو – قمة الرض ( فكرة التنمية المتواصلة
و جعلها محور خطة العمل التي وضعها للقرن الحادي و العشرين ،و أصبحت
الفكرة محور الحديث في كامل المجتمع ،و برزت لها أبعاد جديدة تتصل
بالوسائل التقنية التي يعتمد عليها الناس في جهدهم التنموي ،في الصناعة
والزراعة و غيرها ،و تتصل بالمناهج القتصادية التي يجري عليها حساب
.المأخوذ و المردود
:المطلب : 1البعاد القتصادية
تتطلب التنمية المتواصلة ترشيد المناهج القتصادية ،على رأس ذلك تأتي
فكرة " المحاسبة البيئية للموارد الطبيعية " ،فقد جرى المر على عدم
إدراج قيمة ما يؤخذ من عناصر البيئة المختزنة في حقول النفط و الغاز و
رواسب الفحم و مناجم التعدين و غيرها في حساب الكلفة ،كذلك جرى المر على
عدم إدراج قيمة مايحصد من ثروة سمكية في قيمة المخزون السمكي ،و مايحصد
من حقول الزراعة في قيمة النقص في خصوبة الرض ،و في كثير من الحوال ل
يحسب لمياه الري قيمة مالية في عمليات الحساب الزراعي ،في هذا وغيره نجد
أن الحسابات القتصادية تنقصها عناصر جوهرية .كذلك نلحظ أن أوجها من
الحساب تحتاج إلى تعديل :حساب الناتج الزراعي ) المحصول (من وحدة المياه
حساب الناتج الصناعي من وحدة الطاقة ،ومن أدوات الحساب القتصادي ،
الضرائب و الحوافز المالية ،و ينبغي أن توظف هذه الدوات لتعظيم كفاءة
.النتاج و خدمة أغراض التنميةالمتواصلة
وتقع على البلدان الصناعية مسؤولية خاصة في قيادة التنمية المستدامة ،لن
-استهلكها المتراكم في الماضي من الموارد الطبيعية مثل المحروقات
.وبالتالي إسهامها في مشكلت التلوث العالمي -كان كبيرا بدرجة غير متناسبة
يضاف إلى هذا أن البلدان الغنية لديها الموارد المالية والتقنية والبشرية
الكفيلة بأن تضطلع بالصدارة في استخدام تكنولوجيات أنظف وتستخدم الموارد
بكثافة أقل ،وفي القيام بتحويل اقتصادياتها نحو حماية النظم الطبيعية
والعمل معها ،وفي تهيئة أسباب ترمي إلى تحقيق نوع من المساواة والشتراكية
.للوصول إلى الفرص القتصادية والخدمات الجتماعية داخل مجتمعاتها
والصدارة تعني أيضا توفير الموارد التقنية والمالية لتعزيز للتنمية
المستدامة في البلدان الخرى -باعتبار أن ذلك استثمار في مستقبل الكرة
الرضية
إن الوسيلة الناجعة للتخفيف من عبء الفقر وتحسين مستويات المعيشة أصبحت
مسؤولية كل من البلدان الغنية والفقيرة ،وتعتبر هذه الوسيلة ،غاية في حد
ذاتها ،وتتمثل في جعل فرص الحصول على الموارد والمنتجات والخدمات فيما بين
جميع الفراد داخل المجتمع أقرب إلى المساواة .فالفرص غير المتساوية في
الحصول على التعليم والخدمات الجتماعية وعلى الراضي والموارد الطبيعية
الخرى وعلى حرية الختيار وغير ذلك من الحقوق السياسية ،تشكل حاجزا هاما
أمام التنمية .فهذه المساواة تساعد على تنشيط التنمية والنمو القتصادي
الضروريين لتحسين مستويات المعيشة
فالتنمية المستدامة تعني إذن الحد من التفاوت المتنامي في الدخل وفي فرص
الحصول على الرعاية الصحية في البلدان الصناعية مثل الوليات المتحدة
وإتاحة حيازات الراضي الواسعة وغير المنتجة للفقراء الذين ل يملكون أرضا
في مناطق مثل أمريكا الجنوبية أو للمهندسين الزراعيين العاطلين كما هو
الشأن بالنسبة لبلدنا؛ وكذا تقديم القروض إلى القطاعات القتصادية غير
الرسمية وإكسابها الشرعية؛ وتحسين فرص التعليم والرعاية الصحية بالنسبة
للمرأة في كل مكان .وتجب الشارة إلى أن سياسة تحسين فرص الحصول على
الراضي والتعليم وغير ذلك من الخدمات الجتماعية لعبت دورا حاسما في
تحفيز التنمية السريعة والنمو في اقتصاديات النمور السيوية مثل ماليزيا
.وكوريا الجنوبية وتايوان
تقليص النفاق العسكري .6
كما أن التنمية المستدامة يجب أن تعني في جميع البلدان تحويل الموال من
النفاق على الغراض العسكرية وأمن الدولة إلى النفاق على احتياجات
التنمية .ومن شأن إعادة تخصيص ولو جزء صغير من الموارد المكرسة الن
.للغراض العسكرية السراع بالتنمية بشكل ملحوظ
المطلب : 2البعاد الجتماعية
في مجال الوسائل الجتماعية تبرز فكرة التنمية المستدامة ركيزة أساسية في
رفض الفقر والبطالة و التفرقة التي تظلم المرأة ،والتفاوت البالغ بين
الغنياء والمدقعين .العدل الجتماعي أساس الستدامة ،يقتضي هذا عدة
:أمور ينبغي أن يجد المجتمع سبله إليها
كثيرا ما تؤدي المرافق الصناعية إلى تلويث ما يحيط بها من هواء ومياه
وأرض .وفي البلدان المتقدمة النمو ،يتم الحد من تدفق النفايات وتنظيف
التلوث بنفقات كبيرة؛ أما في البلدان النامية ،فإن النفايات المتدفقة في
كثير منها ل يخضع للرقابة إلى حد كبير .ومع هذا فليس التلوث نتيجة ل مفر
منها من نتائج النشاط الصناعي .وأمثال هذه النفايات المتدفقة تكون نتيجة
لتكنولوجيات تفتقر إلى الكفاءة أو لعمليات التبديد ،وتكون نتيجة أيضا
.للهمال والفتقار إلى فرض العقوبات القتصادية
(6)-HTTP://.ISLAMONLINE.NET/ARABIC/Doc/INDEX.SHTML
وتعني التنمية المستدامة هنا التحول إلى تكنولوجيات أنظف وأكفأ وتقلص من
استهلك الطاقة وغيرها من الموارد الطبيعية إلى أدنى حد .وينبغي أن يتمثل
الهدف في عمليات أو نظم تكنولوجية تتسبب في نفايات أو ملوثات أقل في
المقام الول ،وتعيد تدوير النفايات داخليا ،وتعمل مع النظم الطبيعية أو
تساندها .وفي بعض الحالت التي تفي التكنولوجيات التقليدية بهذه المعايير
.فينبغي المحافظة عليها
كما أن استخدام المحروقات يستدعي اهتماما خاصا لنه مثال واضح على
العمليات الصناعية غير المغلقة .فالمحروقات يجري استخراجها وإحراقها وطرح
نفاياتها داخل البيئة ،فتصبح بسبب ذلك مصدرا رئيسيا لتلوت الهواء في
المناطق العمرانية ،وللمطار الحمضية التي تصيب مناطق كبيرة ،والحتباس
الحراري الذي يهدد بتغير المناخ .والمستويات الحالية لنبعاث الغازات
الحرارية من أنشطة البشر تتجاوز قدرة الرض على امتصاصها؛ وإذا كانت
الثار قد أصبحت خلل العقد الخير من القرن العشرين واضحة المعالم ،فإن
معظم العلماء متفقون على أن أمثال هذه النبعاثات ل يمكن لها أن تستمر
إلى ما ل نهاية سواء بالمستويات الحالية أو بمستويات متزايدة ،دون أن
تتسبب في احترار عالمي للمناخ .وسيكون للتغييرات التي تترتب عن ذلك في
درجات الحرارة وأنماط سقوط المطار ومستويات سطح البحر فيما بعد -ولسيما
إذا جرت التغييرات سريعا -آثار مدمرة على النظم اليكولوجية وعلى رفاه
الناس ومعاشهم ،ولسيما بالنسبة لمن يعتمدون اعتمادا مباشرا على النظم
.الطبيعية
وترمي التنمية المستدامة في هذا المجال إلى الحد من المعدل العالمي لزيادة
انبعاث الغازات الحرارية .وذلك عبر الحد بصورة كبيرة من استخدام
المحروقات ،وإيجاد مصادر أخرى للطاقة لمداد المجتمعات الصناعية .وسيكون
من المتعين على البلدان الصناعية أن تتخذ الخطوات الولى للحد من انبعاثات
ثاني أكسيد الكربون واستحداث تكنولوجيات جديدة لستخدام الطاقة الحرارية
بكفاءة أكبر ،وتوفير إمدادات من الطاقة غير الحرارية تكون مأمونة وتكون
نفقتها محتملة .على أنه حتى تتوافر أمثال هذه التكنولوجيات ،فالتنمية
.المستدامة تعني استخدام المحروقات بأكفأ ما يستطاع في جميع البلدان
الحيلولة دون تدهور طبقة الزون -5
والتنمية المستدامة تعني أيضا الحيلولة دون تدهور طبقة الوزون الحامية
:للرض .وتمثل الجراءات التي اتخذت لمعالجة هذه المشكلة سابقة مشجعة
فاتفاقية كيوتو جاءت للمطالبة بالتخلص تدريجيا من المواد الكيميائية
المهددة للزون ،وتوضح بأن التعاون الدولي لمعالجة مخاطر البيئة العالمية
هو أمر مستطاع .لكن تعنت الوليات المتحدة المريكية واعتدادها بأن قوتها
أصبحت فوق إرادة المجتمع الدولي جعلها ترفض التوقيع على هذه التفاقية ما
.دام أن ل أحدا يستطيع إجبارها على ذلك
المبحث :3المعوقات و التحديات الرئيسية للتنمية المستدامة
المطلب : 1المعوقات
على الرغم من التقدم الكبير الذي حصل خلل الفترة التي أعقبت إعلن ريو في
مجال العمل البيئي ومسيرة التنمية المستدامة في الدول السلمية ،فإن هناك
بعض المعوقات التي واجهت العديد من هذه الدول في تبّني خطط وبرامج التنمية
:المستدامة ،كان من أهمها ما يلي
أ( الفقر الذي هو أساس لكثير من المعضلت الصحية والجتماعية والزمات
النفسية والخلقية ،وعلى المجتمعات المحلية والوطنية والدولية أن تضع من
السياسات التنموية وخطط الصلح القتصادي ،ما يقضي على هذه المشاكل
بإيجاد فرص العمل ،والتنمية الطبيعية والبشرية والقتصادية والتعليمية
.للمناطق الكثر فقرًا ،والشّد تخلفًا ،والعمل على مكافحة المية
ب( الديون التي تمّثل -إضافة إلى الكوارث الطبيعية بما فيها مشكلت الجفاف
والتصحر والتخلف الجتماعي الناجم عن الجهل والمرض والفقر -أهّم
المعّوقات التي تحول دون نجاح خطط التنمية المستدامة وتؤثر سلبًا في
المجتمعات الفقيرة بخاصة والسرة الدولية بعامة ،ومن واجب الجميع التضامن
للتغلب على هذه الصعوبات حماية للنسانية من مخاطرها وتأثيراتها السلبية
.على المجتمع
ج( الحروب والمنازعات المسلحة والحتلل الجنبي التي تؤثر بشكل مضر على
البيئة وسلمتها ،وضرورة تنفيذ قرارات المم المتحدة الداعية إلى إنهاء
الحتلل الجنبي ووضع تشريعات والتزامات تحّرم وتجّرم تلويث البيئة أو
قطع أشجارها أو إبادة حيواناتها ،ومراعاة الكرامة في معاملة السرى طبقًا
للقوانين الدولية وعدم التمثيل بالموتى ومنع تخريب المنازل والمنشآت
.المدنية ومصادر المياه
د( التضخم السكاني غير الرشيد وخاصة في مدن الدول النامية وتدهور الحوال
المعيشية في المناطق العشوائية وتزايد الطلب على الموارد والخدمات الصحية
.والجتماعية
هـ( تدهور قاعدة الموارد الطبيعية واستمرار استنزافها لدعم أنماط النتاج
والستهلك الحالية مما يزيد في نضوب قاعدة الموارد الطبيعية وإعاقة تحقيق
.التنمية المستدامة في الدول النامية
.و( عدم توفر التقنيات الحديثة والخبرات الفنية اللزمة لتنفيذ برامج التنمية المستدامة وخططها
ي( نقص الخبرات اللزمة لدى الدول السلمية لتتمكن من اليفاء
باللتزامات حيال قضايا البيئة العالمية ومشاركة المجتمع الدولي في الجهود
.الرامية لوضع الحلول لهذه القضايا
المطلب : 2التحديات
أ( إيجاد مصادر التمويل اللزم لتحقيق التنمية المستدامة في الدول النامية
والتزام الدول الصناعية بزيادة الدعم المقدم منها للدول النامية ليصبح
).من الناتج الوطني (1,5%
،ب( إعداد البرامج التنموية والصحية والتعليمية للشعوب القل نموًا
،فالدولة والمجتمعات المحلية والقليمية والوطنية والمنظمات ذات الختصاص
تشترك في المسؤولية -على تفاوت بينها -وهي مطالبة بالمساهمة في رعاية
الطفولة والمومة ،وتأسيس البنى التحتية والمرافق ،وذلك بتمويل برامج
التنمية المستدامة ،ووضع الخطط والسياسات الفاعلة في هذا المجال ،وتقاس
أهلية هذه الطراف جميعًا وكفاءتها ،بمقدار ما تقدمه من خدمات في هذه
المجالت الحيوية ،وبمقدار عنايتها بتطوير برامج العمل التنموي على
.المستويين الحكومي والشعبي ومؤسساته
ج( تحقيق التكامل وتشجيع الستثمار الداخلي والجنبي من خلل إيجاد شراكة
حقيقية بين الدول الصناعية والدول النامية وتحقيق فرص أفضل لمنتجاتها
.للمنافسة في السواق المحلية والعالمية من خلل منظمة التجارة العالمية
.د( إيجاد وسائل تمويل جديدة لدعم جهود التنمية للدول النامية
هـ( نقل وتطويع التقنيات الحديثة الملئمة للبيئة وتشجيع الباحثين ،وتوفير
إمكانيات العمل العلمي لهم باعتباره من أسباب تطوير العمل التنموي
واستمراره ،ويرتبط بذلك نشر الوعي بأهمية التفكير العلمي والبحث في مجالت
التنمية المستدامة ،وتطوير وسائل العمل في هذا المجال ،ونقل المجتمع بذلك
.إلى مراحل متقدمة من الرقي والتنمية في وقت أسرع وبتكلفة أقل
س في عنصر التنمية و( حماية التراث الحضاري :للتراث الحضاري دوٌر أسا ٌ
،المستدامة لكونه يسهم في تأكيد الذاتية الثقافية ،ويحافظ على خصوصياتها
ويحمي هويتها من الذوبان ،ويساعد على بناء الشخصية المستقلة للفراد
والجماعات ،ويمنح العمل التنموي دفعًة ذاتية أقوى في الدفاع عن الشخصية
الوطنية والدينية ،وصيانة المستقبل المشترك ،ولذا فإن التأكيد على البعاد
الروحية والخلقية التي تدعو إليها الديان السماوية يؤثر إيجابيا في
.الدفع بالتنمية نحو الخير والعمل الصالح والتكافل الجتماعي
ز( التضّرر من الجراءات التي يتخذها المجتمع الدولي لمجابهة قضايا البيئة
.العالمية ومسؤولية المجتمع الدولي في مساعدة الدول السلمية المتضررة
ح( تأمين مشاركة كاملة وفعالة للدول النامية داخل مراكز اتخاذ القرار
والمؤسسات القتصادية الدولية وتعزيز الجهود التي تهدف إلى جعل دواليب
القتصاد العالمي أكثر شفافية وإنصافًا واحترامًا للقوانين المعمول بها
على نحو يمكن الدول النامية من رفع التحديات التي تواجهها بسبب العولمة
:خلصة الفصل 1
إن التنمية المستدامة تتمثل في عمارة الرض و إصلحها ،بما ليخل
بالتوازن و عدم إستنفاذ العناصر الضرورية للحفاظ على سلمة البيئة ،و
الحد من تعريض الرض و ما عليها لمختلف أنواع التلوث ،و تأكيد عدالة
توزيع الموارد و عوائد التنمية ،و الحد من أنماط النتاج والستهلك غير
الرشيدة و توجيهها نحو الستدامة .فالمعادلة بسيطة " إدارة التنمية على
مستوى العالم بما يحقق التوازن البيئي " لكن المعضلة الكبرى تبقى في
التطبيق ،فالعالم يمشي ،والفقراء يزدادون فقرا ،والحاجة اليوم أكثر من
إي وقت مضى إلى عقد عالمي جديد قائم على العدالة .فالتنمية المستدامة
القائمة على الدارة العادلة لموارد العالم والتوزيع العادل للثروات و
ضمان الحقوق النسانية للشعوب ،هي الطريق القصر لتحقيق السلم و المن
العالمي
فكرة تنمية البشر وسعت معنى التعليم ومراميه ،في كل عام يصدر برنامج 3.
المم المتحدة النمائي تقريرا عن " التنمية البشرية " التي تقاس بمعايير
تنموية وإقتصادية وإجتماعية ،و يصنف التقرير دول العالم درجات حسب نجاحها
في تحقيق التنمية البشرية ،و المؤسف أن الدول العربية تقع في ذيل الدرجات
و السؤال المطروح :هل تخرج مؤسسات التعليم أفراد قادرين على السهام
اليجابي في التنمية والتقدم الجتماعي ،أم تخرج أعباء إجتماعية تذهب إلى
ساحات البطالة ل إلى سوق العمل ،فالتنمية المتواصلة تطلب منا أن نعيد
.النظر في نهج التعليم و أساليبه و مؤسساته
تستكمل الوسائل الجتماعية بضط السلوك الستهلكي للناس ،و قبول حدود 5.
رشيدة تبعد عن حد السراف و ل تحرم من الغذاء الراشد ،الوضاع الحالية و
خاصة في مجتمعات الوفرة ،أقرب إلى حدود السراف غير الرشيد ،حيث الزيادة
في قدر الستهلك و ما يتبعها من زيادة في كمية المخلفات و المطلب 3
البعاد التكنولوجية:
من الركائز الجوهرية لنجاح التنمية المتواصلة مشاركة الناس ،المشاركة 4.
الفاعلة في مراحل التخطيط و التنفيذ للتنمية الوطنية ،و تعتمد هذه
المشاركة على القبول الجتماعي ،وهي جوهر الديمقراطية ،فغياب هذه
الخيرة يحرم الناس من المشاركة و كأنما يعفيها من المسؤولية ،وفي هذا
مايعطل قدرتهم على الداء ،المنظمات الهلية و المؤسسات غير الحكومية من
أدوات المشاركة الجماهيرية ،برامج العلم و الرشاد الصحيحة تبصر الناس
بأدوارهم وترشدهم إلى مناط الفعل النافع و السهام اليجابي في تحقيق
.التنمية المتواصلة
استعمال تكنولوجيات أنظف في المرافق الصناعية 1 -