You are on page 1of 255

‫بحار النوار‬

‫العلمة المجلسي ج ‪42‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهخخار تخخأليف العلخخم العلمخخة الحجخخة فخخخر‬
‫المة المخخولى الشخخيخ محمخخد بخخاقر المجلسخخي )قخخدس الخ سخخره( الجخخزء الثخخاني‬
‫والربعخخون دار احيخخاء الخختراث العربخخي بيخخروت ‪ -‬لبنخخان الطبعخخة الثالثخخة‬
‫المصححة ‪‍ 1403‬ه ‪ 1983 -‬م‬

‫]‪[1‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم ‪) .115‬باب( * )ما ظهر في المنامات من كرامخخاته ومقامخخاته‬


‫ودرجاته( * * )صلوات الخ عليخخه‪ ،‬وفيخه بعخض النخوادر( * )‪ (1‬يخخج‪ :‬روي‬
‫عن أبي علي الحسن بن عبد العزيخز الهاشخمي قخال‪ :‬كخانت الفتنخة قائمخة بيخن‬
‫العباسيين والطالبيين بالكوفة‪ ،‬حتى قتل سبعة عشخخر رجل عباسخخيا‪ ،‬وغضخخب‬
‫الخليفة القادر‪ ،‬واستنهض الملك شرف الدولة أبا علي حتى يسير إلى الكوفخخة‬
‫ويستأصل بها )‪ (1‬من الطخخالبيين‪ ،‬ويفعخخل كخخذا وكخخذا بهخخم وبنسخخائهم وبنخخاتهم‪،‬‬
‫وكتب من بغخخداد هخخذا الخخخبر علخخى طيخخور إليهخخم‪ ،‬وعرفخخوهم مخخا قخخال القخخادر‪،‬‬
‫ففزعوا وتعلقوا ببني خفاجة‪ ،‬فرأت امرأة عباسية في منامها كأن فارسا علخى‬
‫فرس أشهب وبيده رمح نزل من السخخماء‪ ،‬فسخخألت عنخخه فقيخخل لهخخا‪ :‬هخخذا أميخخر‬
‫المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم يريخخد أن يقتخخل مخخن عخخزم علخخى قتخخل‬
‫الطالبيين‪ ،‬فأخبرت الناس فشاع منامها في البلخخد‪ ،‬وسخخقط الطخخائر بكتخخاب مخخن‬
‫بغداد بأن الملك شخخرف الدولخخة بخخات عازمخخا علخخى المسخخير إلخخى الكوفخخة‪ ،‬فلمخخا‬
‫انتصف الليل مات فجأة‪ ،‬وتفرقت العساكر وفزع القادر )‪ - 2 .(2‬يج‪ :‬روي‬
‫أبو محمد الصالح قال‪ :‬حدثنا أبو الحسن علي بخن هخارون المنجخم أن الخليفخة‬
‫الراضي كان يجادلني كثيرا على خطأ علي فيمخا دبخر فخي أمخخره مخخع معاويخة‬
‫قال‪ :‬فأوضحت له الحجة أن هذا ل يجوز علخخى علخخي‪ ،‬وأنخخه عليخخه السخخلم لخخم‬
‫يعمل إل الصواب فلم يقبل منخخي هخخذا القخخول‪ ،‬وخخخرج إلينخخا فخخي بعخخض اليخخام‬
‫ينهانا عن الخوض في مثل ذلك‪ ،‬وحدثنا أنه رأى في منامه كخخأنه خخخارج مخخن‬
‫داره يريد بعض متنزهاته‪ ،‬فرفع‬

‫)‪ (1‬من بها‪ .‬ظ )ب( )‪ (2‬لم نجد هذه الرواية واللتين بعدها في الخرائج المطبوع‪.‬‬

‫]‪[2‬‬
‫إليه رجل قصير رأسه رأس كلب‪ ،‬فسأل عنه فقيل له‪ :‬هخخذا الرجخخل كخخان يخطخخئ علخخى‬
‫علي بن أبي طالب عليه السلم قال‪ :‬فعلمت أن ذلك كان عبرة لي ولمثخخالي‪،‬‬
‫فتبت إلى ال‪ - 3 .‬يج‪ :‬روى الشيخ أبو جعفر بن بابويه‪ ،‬عن ابن الوليد‪ ،‬عخخن‬
‫الصفار‪ ،‬عن أحمد بخخن محمخخد السجسخختي )‪ (1‬قخخال‪ :‬خرجخخت فخخي طلخخب العلخخم‬
‫فدخلت البصرة‪ ،‬فصرت إلى محمخخد بخخن عبخخاد صخخاحب عبخخادان‪ ،‬فقلخخت‪ :‬إنخخي‬
‫رجل غريب أتيتك من بلد بعيد لقتبس من علمك شيئا‪ ،‬قال‪ :‬من أنت ؟ قلخخت‪:‬‬
‫من أهل سجستان‪ ،‬قال‪ :‬من بلد الخوارج ؟ قلت لخخو كنخخت خارجيخخا مخخا طلبخخت‬
‫علمك‪ ،‬قال أفل اخبرك بحديث حسن إذا أتيت بلدك تحدث به الناس ؟ قلخخت‪:‬‬
‫بلى‪ ،‬قال‪ :‬كان لي جار من المتعبدين‪ ،‬فرأى فخي منخامه كخأنه قخد مخات وكفخن‬
‫ودفن‪ ،‬قال‪ :‬مررت بحوض النبي صلى ال عليه والخخه وإذا هخخو جخخالس علخخى‬
‫شخخفير الحخخوض والحسخخن والحسخخين عليهمخخا السخخلم يسخخقيان المخخة المخخاء‪،‬‬
‫فاستسقيتهما فأبيا أن يسقياني‪ ،‬فقلت‪ :‬يارسول الخ إنخخي مخخن امتخخك‪ ،‬قخخال‪ :‬وإن‬
‫قصدت عليا ل يسقيك فبكيت وقلت‪ :‬أنا من شيعة علي‪ ،‬قخخال‪ :‬لخخك جخخار يلعخخن‬
‫عليا ولم تنهه‪ ،‬قلت‪ ،‬إني ضعيف ليس لي قوة وهو من حاشية السلطان‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فأخرج النبي سكينا وقال‪ :‬امض واذبحه‪ ،‬فأخذت السكين وصرت إلخخى داره‪،‬‬
‫فوجدت الباب مفتوحا‪ ،‬فدخلت فأصبته نائمخخا فخخذبحته‪ ،‬وانصخخرفت إلخخى النخخبي‬
‫صلى ال عليه واله وقلت‪ :‬قد ذبحته وهذه السكين ملطخة بدمه‪ ،‬قخخال‪ :‬هاتهخخا‪،‬‬
‫ثم قال للحسين عليه السلم‪ :‬اسقه ماء‪ ،‬فلما أضخخاء الصخخبح سخخمعت صخخراخا‪،‬‬
‫فسألت عنه فقيل‪ :‬إن فلنا وجخد علخى فراشخه مخذبوحا‪ ،‬فلمخا كخان بعخد سخاعة‬
‫قبض أمير البلد على جيرانه فدخلت عليه وقلت‪ :‬أيها المير اتق ال إن القوم‬
‫برآء‪ ،‬وقصصت عليه الرؤيا فخلى عنهم‪.‬‬

‫)‪ (1‬في )خ( و )م(‪ :‬السجزى‪.‬أقول‪ " :‬السجز " بالكسر ثم السكون معخخرب " سخخگز "‬
‫الفارسية علخخم لطائفخخة معروفخخة تسخخكن " سجسخختان " )مخفخخف‪ :‬سجزسخختان(‬
‫معرب " سگستان " )مخفف‪ :‬سگزسخختان( وقخخد خفخخف عنخخد الفارسخخيين فخخي‬
‫ألسخخنة العامخخة حخختى صخخارت‪ " :‬سيسخختان " فالسخخجزى نسخخبة إلخخى الطائفخخة‬
‫والسجستى والسجستاني نسبة إلى المحل وكلها بكسر السين وسخخكون الجيخخم‬
‫ل غير‪) .‬ب(‬

‫]‪[3‬‬

‫‪ - 4‬أقول‪ :‬وأخبرني بهذا الخبر شيخي ووالخخدي العلمخخة قخخدس الخ روحخخه عخخن السخخيد‬
‫حسين بن حيدر الحسيني الكركي ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬قال‪ :‬أخخخبرني الشخخيخ الجليخخل‬
‫بهاء الملة والدين العاملي في إصفهان ثاني شهر رمضان سنة ثلث وتسعين‬
‫وتسعمائة وأخبرني أيضا في السخخابع والعشخخرين مخخن شخخهر رجخب سخخنة ألخف‬
‫وثلث فخخي النجخخف الشخخرف تجخخاه الضخخريح المقخخدس قخخراءة وإجخخازة‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫أخبرني والدي الشيخ حسين بن عبد الصمد في يوم الثلثاء ثخخاني شخخهر رجخخب‬
‫سنة إحدى وتسعين وتسعمائة بدارنا في المشهد المقخخدس الرضخخوي صخخلوات‬
‫ال على مشرفه‪ ،‬عن الشيخين الجليلين السيد حسن بن جعفر الكركي والشيخ‬
‫زين الملة والدين قدس ال روحهما‪ ،‬عن الشيخ علي بن عبد العالي الميسخخي‪،‬‬
‫عن الشيخ محمد بن المخؤذن الجزينخي‪ ،‬عخن الشخيخ ضخياء الخدين علخي‪ ،‬عخن‬
‫والده الشهيد السعيد محمد بن مكي‪ ،‬عن السيد عبد المطلب بن محمد بن علي‬
‫بن محمد العرج الحسيني‪ ،‬عن جده علي‪ ،‬عن شيخه عبد الحميخخد بخخن السخخيد‬
‫فخخخار بخخن معخخد بخخن فخخخار الموسخخوي‪ ،‬عخخن يوسخخف بخخن هبخخة ال خ بخخن يحيخخى‬
‫الواسطي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي الحسن البصري‪ ،‬عن سعيد بن ناصر البسختقي‪،‬‬
‫عن القاضي أبي محمد السمندي عخخن علخخي بخخن محمخخد السخخمان السخخكري )‪(1‬‬
‫قال‪ :‬خرجت إلى أرض العراق في طلخخب الحخخديث فوصخخلت عبخخادان فخخدخلت‬
‫على شيخها محمد بن عباد شيخ عبادان ورأس المطوعة‪ ،‬فقلت لخخه‪ :‬يخخا شخخيخ‬
‫أنا رجل غريب أتيت من بلد بعيد ألتمس من علمخخك‪ ،‬فقخخال‪ :‬مخخن أيخخن أتيخخت ؟‬
‫فقلت‪ :‬من جهستان )‪ (2‬فقال‪ :‬مخخن بلخخد الخخخوارج لعلخخك خخخارجي ؟ فقلخخت‪ :‬لخخو‬
‫كنت خارجيا لم أشتر علمك بدانق‪ ،‬فقال‪ :‬أل احدثك حديثا طريفخا إذا مضخيت‬
‫إلى بلدك تحدثت به ؟ فقلت‪ :‬بلى يا شيخ‪ ،‬فقال‪ :‬كان لي جار من المتزهخخدين‬
‫المتنسخخكين‪ ،‬فخخرأى فخخي منخخامه كخخأنه مخخات ونشخخر وحوسخخب وجخخوز الصخخراط‬
‫وأتى ؟ ؟ حوض النبي صلى ال عليه وآله والحسن والحسين عليهمخخا السخخلم‬
‫يسقيان‪ ،‬قال‪ :‬فاستقيت الحسن فلم يسقني واستقيت الحسين فلم يسقني‪ ،‬فقربت‬
‫من رسول ال صلى ال عليه وآله فقلت‪ :‬يا رسول ال أنا رجل من امتك وقد‬
‫استقيت الحسن فلم يسقني واستقيت الحسين فلم يسقني‪ ،‬فصاح‬

‫)‪ (1‬مصحف السكزى )ب( )‪ (2‬مصحف سجستان‪) .‬ب(‬

‫]‪[4‬‬

‫الرسول صلى ال عليه واله بأعلى صوته ل تسقياه ل تسقياه‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول الخ أنخخا‬
‫رجل من امتك ما بدلت ول غيرت‪ ،‬قال‪ :‬بلى لك جار يلعن عليخخا ويستنقصخخه‬
‫لم تنهه‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ال هو رجل يغتر بالدنيا وأنا رجل فقير ل طاقة لي‬
‫به‪ ،‬قال فأخرج الرسخول صخلى الخ عليخه وآلخه سخكينا مسخلولة وقخال‪ :‬اذهخب‬
‫فاذبحه بها‪ ،‬فأتيت باب الرجل فوجدته مفتوحا‪ ،‬فصعدت الدرجة )‪ (1‬فوجدته‬
‫ملقى على سريره‪ ،‬فذبحته وأتيت بالسكين ملطخة بالدم فأعطيتها رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله فأخذها وقال‪ :‬اسقياه‪ ،‬فتناولت الكخخأس فل أدري أشخخربتها‬
‫أم ل‪ ،‬و انتبهت فزعا مرعوبا‪ ،‬ففزعت )‪ (2‬إلى الوضخخوء وصخخليت مخخا شخخاء‬
‫ال‪ ،‬ووضعت رأسي و نمت وسمعت )‪ (3‬الصياح في جواري‪ ،‬فسخخألت عخخن‬
‫الحال فقيل‪ :‬إن فلنا وجد على سريره مذبوحا‪ ،‬فما مكثخخت حخختى أتخخى الميخخر‬
‫والحخخرس فأخخخذوا الجيخخران‪ ،‬فقلخخت‪ :‬أنخخا ذبحخخت الرجخخل ول يسخخعني أن أكتخخم‬
‫فمضيت إلى المير فقلت‪ :‬أنا ذبحت الرجل فقال‪ :‬لست متهما على مثل هخخذا‪،‬‬
‫فقصصت الرؤيا عليه وقلت‪ :‬أيها المير إن صخخححها ال خ فمخخا ذنخخبي و )مخخا(‬
‫ذنب هؤلء ؟ فقال المير‪ .‬أحسخخن الخ جخخزاك أنخخت بخخرئ والقخخوم بخخرآء‪ ،‬قخخال‬
‫الشيخ علي بن محمد السمان فلم أسمع بالعراق أحسخخن مخخن هخخذا الحخخديث‪ .‬مخخا‬
‫ذكر الفضل بن شاذان في كتابه الخخذي نقخخض بخخه علخخى ابخخن كخخرام قخخال‪ :‬روى‬
‫عثمان بن عفان عن محمد بن عبخاد البصخري وذكخر نحخوه )‪ - 5 .(4‬أقخول‪:‬‬
‫ذكر العلمة الحلي قدس ال روحه في إجازته الكبيرة عن تاج‬

‫)‪ (1‬الدرجة ‪ -‬بالفتحات ‪ :-‬السلم والمرقاة‪ (2) .‬بتقديم المعجمة على المهملة أي لجأت‬
‫إلى الوضوء‪ .‬ويمكخخن أن يكخخون بخخالعكس أي قصخخدت‪ (3) .‬فخخي )خ( و )م(‪:‬‬
‫فسمعت‪ (4) .‬لم نجده في المالى المطبوع‪ .‬ول يخفى ان النسخخخ المطبوعخخة‬
‫منه ناقصة‪ .‬وتوجد نسخة مخطوطة كاملة في مكتبة شيخ السلم الزنجانى‬
‫طاب ثراه كما أشار إليه في الذريعخخة ‪ 313 :2‬و ‪.314‬أقخخول‪ :‬وقخخد سخخمعت‬
‫بعض الفضلء أنه سافر وراى تلك النسخة وسبرها فلم يجد فيها شيئا زائدا‬
‫على ما هو المطبوع وعلى أي حال قد نقل تلك القصة فخخي ناسخخخ التواريخخخ‬
‫عن الخرائج والجرائح راجع الجزء الخامس من المجلد الثخخالث فخخي أحخخوال‬
‫مولنا على بن ابي طالب عليه السلم من الطبعة الحديثة ص ‪) 45‬ب(‬

‫]‪[5‬‬

‫الدين الحسن بن الدربي‪ ،‬عن أبي الفائز بن سالم بن معارويه في سنة إحخخدى وتسخخعين‬
‫وخمسمائة‪ ،‬عن أبي البقاء هبة ال بن نما‪ ،‬عن أبي البقاء هبة الخ بخخن ناصخخر‬
‫بن نصر‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخن السخعد‪ ،‬عخخن الرئيخخس أبخي البقخاء أحمخخد بخن علخي‬
‫المزرع‪ ،‬عمن حخخدثه عخخن بعخخض أهخخل الموصخخل قخخال‪ :‬عزمخخت الحخخج فخخأتيت‬
‫المير حسام الدولة المقلد بن المسيب وهو أميرنا يومئذ‪ ،‬فخخودعته وعرضخخت‬
‫الحاجة عليه‪ ،‬فاستخلى بي وأحضر لي مصحفا فحلفني بخخه إل بلغخخت رسخخالته‬
‫وحلف به لو ظهر هذا الخبر لقتلنك‪ ،‬فلما فخرغ قخخال‪ :‬إذا أتيخخت المدينخخة فقخخف‬
‫عند قبر محمد صلى ال عليه وآله وقل‪ :‬يا محمد قلت وصنعت وموهت على‬
‫الناس )‪ (1‬في حياتك لم أمرتهم بزيارتك بعد مماتك ؟ وكلم نحو هذا‪ ،‬فسقط‬
‫في يدي )‪ (2‬لم أتيته ولم أعلم أنه يخخرى رأي الكفخخار‪ ،‬فحججخخت وعخخدت حخختى‬
‫أتيت المدينة وزرت رسول ال صلى ال عليه وآلخخه وهبتخخه )‪ (3‬أن أقخخول مخخا‬
‫قال لي‪ ،‬وبقيت أياما حخختى إذا كخخان ليلخخة مسخخيرنا فخخذكرت يمينخخي بالمصخخحف‬
‫فوقفت أمام القبر وقلت‪ :‬يا رسول ال حاكي الكفر ليس بكافر‪ ،‬قال لي المقلخخد‬
‫بن المسيب كذا وكذا‪ ،‬ثم استعظمت ذلك وفزعت عنه‪ ،‬فأتيت رحلي ورفاقتي‬
‫ورميت بنفسي وتدبرت )‪ (4‬وحرت كالمجهود‪ ،‬فلما أن تهور الليل رأيت في‬
‫منامي رسول ال صلى ال عليه وآله وعليا وبيخخد علخخي سخخيف وبينهمخخا رجخخل‬
‫نائم عليه إزار رقيق أبيض بطراز أحمر‪ ،‬فقخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخه‬
‫وآله‪ :‬يا فلن اكشف عن وجهه‪ ،‬فكشفته فقال‪ :‬تعرفه ؟ قلخخت‪ :‬نعخخم‪ ،‬قخخال‪ :‬مخخن‬
‫هو ؟ قلت‪ :‬المقلد بن المسيب‪ ،‬قال‪ :‬يا علي اذبحه‪ ،‬فخخأمر السخخيف علخخى نحخخره‬
‫وذبحه‪ ،‬ورفعه فمسحه بالزار الخخذي علخخى صخخدره مسخخحتين‪ ،‬فخخأثر الخخدم فيخخه‬
‫خطين‪ ،‬فانتبهت مرعوبا ولم أكن أخخبرت أحخدا‪ ،‬فتخداخلني أمخر عظيخم حختى‬
‫أخبرت رجل من أصحابي‪ ،‬وكتبت شرح المنام وأرخت الليلة‪ ،‬ولخخم نعلخخم بخخه‬
‫ثالثا حتى انتهينا إلى الكوفة سمعنا الخبر أن المير قخخد قتخخل وأصخخبح مخخذبوحا‬
‫في فراشه‪ ،‬فسألنا لما وصلنا إلى الموصل عن خبره‬

‫)‪ (1‬موه عليه المر أو الخبر‪ :‬زوره عليه وزخرفه ولبسه أو بلغه خلف ما هخخو‪(2) .‬‬
‫أي ندمت‪ (3) .‬من هاب يهاب أي خفت‪ (4) .‬وتدثرت ظ‪) .‬ب(‬

‫]‪[6‬‬

‫فلم يزد أحد غير أنه أصبح مذبوحا‪ ،‬فسألنا عن الليلة التي ذبح فيها فإذا هي الليلة التي‬
‫أرخناها بالمدينة مع صاحبي‪ ،‬فكان موافقا‪ ،‬ثم قلنا‪ :‬قد بقخخي شخخئ واحخخد وهخخو‬
‫الزار والدم عليه‪ ،‬فسألنا عمن غسله فارشدنا إليه‪ ،‬فسألناه فأخرج لنا ما أخذ‬
‫من ثيابه حين غسله والزار البيض المطرز بالحمر وفيه الخطخخان بالخخدم )‬
‫‪ .(1‬بيخخان‪ :‬تهخخور الليخخل‪ :‬ذهخخب أو ولخخى أكخخثره‪ - 6 .‬مخخا‪ :‬جماعخخة‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫المفضل‪ ،‬عن أحمد بن جعفخخر البجلخخي‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن عمخخار السخخدي‪ ،‬عخخن‬
‫يحيى بن ثعلبة‪ ،‬عن أبي نعيم محمد بن جعفر الحافظ‪ ،‬عن أحمد بن عبيخخد بخخن‬
‫ناصح‪ ،‬عن هشام بن محمد بن السائب‪ ،‬عن يحيى بن ثعلبة‪ ،‬عن امخخه عائشخخة‬
‫بنت عبد الرحمن بن السائب‪ ،‬عن أبيها قال‪ :‬جمع زياد بخخن أبيخخه شخخيوخ أهخخل‬
‫الكوفخخة و أشخخرافهم فخخي مسخخجد الرحبخخة لسخخب أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫والبراءة منه وكنت فيهخم‪ ،‬و كخان النخخاس مخخن ذلخخك فخي أمخخر عظيخخم‪ ،‬فغلبتنخخي‬
‫عيناي‪ ،‬فنمت فرأيت في النوم شخخيئا طخخويل طويخخل العنخخق أهخخدل أهخخدب )‪،(2‬‬
‫فقلت‪ :‬من أنت ؟ فقال‪ :‬أنا النقاد ذو الرقبة‪ ،‬قلخخت‪ :‬ومخخا النقخاد ؟ قخال‪ :‬طخاعون‬
‫بعثت إلى صاحب هذا القصخخر لجتثخخه )‪ (3‬مخخن جديخخد الرض كمخخا عتخخا )‪(4‬‬
‫وحاول ما ليس له بحق‪ ،‬قال‪ :‬فانتبهت فزعا وأنا في جماعة من قومي فقلخخت‪:‬‬
‫هل رأيتم ما رأيت في المنام ؟ فقال رجلن منهم‪ :‬رأينا كيخخت وكيخخت بالصخخفة‬
‫وقال الباقون‪ :‬ما رأينا شيئا‪ ،‬فمخا كخخان بأسخخرع مخخن أن خخخرج خخارج مخخن دار‬
‫زياد فقال‪ :‬يا هؤلء انصرفوا فإن المير عنكخخم مشخخغول‪ ،‬فسخخألناه عخخن خخخبره‬
‫فخبرنا أنخخه طعخخن فخخي ذلخخك الخخوقت‪ ،‬فمخخا تفرقنخخا حخختى سخخمعنا الواعيخخة عليخخه‪،‬‬
‫فأنشأت أقول في ذلك‪:‬‬

‫)‪ (1‬راجع بحار النوار المجلد الخامس والعشرين ص ‪ 26‬وبين النسختين اختلفخخات‬
‫كابى العامر بدل أبى الفائز وأبى الغنائم أحمد بدل أبخخى البقخخاء أحمخخد وغيخخر‬
‫ذلك‪ .‬وقال في آخره‪ :‬قال أبو البقاء ابن ناصر‪ .‬ورأيت أنخخا بعخخد نسخخخي هخخذا‬
‫الحديث أن ذلك كان فخخي سخخنة تسخخعين وثلثمخخائة‪ (2) .‬الهخخدل‪ :‬المسخخترخى‬
‫المشفر أو الشفة‪ .‬الهدب‪ :‬الذى طال هخخدب عينيخخه وكخخثرت اشخخفارهما‪(3) .‬‬
‫اجتثه‪ :‬قلعه من أصله‪ .‬وفى هامش )ك(‪ :‬لجشه أي أدقه وأكسره‪ (4) .‬عتخخا‬
‫يعتو عتوا‪ :‬استكبر وجاوز الحد‪.‬‬

‫]‪[7‬‬

‫قد جشم الناس أمرا ضاق ذرعهم )‪ * (1‬بحمله حيخخن نخاداهم إلخى الرحبخة يخدعو علخخى‬
‫ناصر السلم حين يرى * له على المشركين الطخخول والغلبخخة ماكخخان منتهيخخا‬
‫عما أراد بنا * حتى تناوله النقاد ذو الرقبة فأسقط الشق منه ضخخربة عجبخخا *‬
‫كما تناول ظلما صاحب الرحبة )‪ - 7 (2‬قب‪ :‬كان بالمدينة رجل ناصبي ثخخم‬
‫نشيع بعد ذلك‪ ،‬فسئل عن السبب في ذلك فقال‪ :‬رأيخخت فخخي منخخامي عليخخا عليخخه‬
‫السلم يقول لي‪ :‬لو حضرت صفين مع من كنت تقاتل ؟ قال‪ :‬فأطرقت افكر‪،‬‬
‫فقال عليه السلم‪ :‬يا خسيس هذه مسألة تحتاج إلى هذا الفكر العظيم ؟ اعطوا‬
‫قفاه‪ ،‬فصفقت )‪ (3‬حتى انتبهت وقد ورم قفاي‪ ،‬فرجعت عما كنت عليخخه )‪.(4‬‬
‫‪ - 8‬فض‪ ،‬يل‪ :‬عن إبراهيم بن مهخخران قخخال‪ :‬كخخان بالكوفخخة رجخخل يكنخخى بخخأبي‬
‫جعفر وكان حسن المعاملة مع ال تعالى‪ ،‬ومن أتاه مخخن العلخخويين يطلخخب منخخه‬
‫شيئا أعطاه و يقول لغلمه‪ :‬يا هذا اكتب " هذا مخخا أخخخذ علخخي بخخن أبخخي طخخالب‬
‫عليه السلم " وبقي على ذلك زمانا‪ ،‬ثم قعد به الوقت وافتقر‪ ،‬فنظر يوما فخخي‬
‫حسابه فجعل كل ما هو عليه اسم حي مخخن غرمخخائه بعخخث إليخخه يطخخالبه‪ ،‬ومخخن‬
‫مات ضرب على اسمه‪ :‬فبينا هو جالس على باب داره إذ مر به رجخل فقخال‪:‬‬
‫ما فعل بمالك علي بن أبي طالب ؟ فاغتم لذلك غما شديدا ودخل منزله‪ ،‬فلمخخا‬
‫جنه الليل رأى النخبي صخلى الخ عليخه وآلخه وكخان الحسخن والحسخين عليهمخا‬
‫السلم يمشيان أمامه‪ ،‬فقال لهما النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬مخخا فعخخل أبوكمخخا ؟‬
‫فأجابه علي عليه السلم من ورائه‪ :‬ها أنا ذا يارسول ال‪ ،‬فقال له‪ :‬لم ل تدفع‬
‫إلى هذا الرجل حقه ؟ فقال علي عليه السلم‪ :‬يا رسول ال هذا حقخخه قخخد جئت‬
‫به‪ ،‬فقال له النبي صلى ال عليه وآلخخه ادفعخخه إليخخه فأعطخخاه كيسخخا مخخن صخخوف‬
‫أبيض فقال‪ :‬إن هذا حقك فخذه‪ ،‬فل تمنع من جاءك من ولدي يطلب شيئا فإنه‬
‫ل فقر عليك بعد هذا‪ ،‬قال الرجل‪ :‬فانتبهت والكيس في‬

‫)‪ (1‬جشخخم المخخر‪ :‬تكلفخخه علخخى مشخخقه‪ (2) .‬لخخم نجخخده فخخي المخخالى المطبخخوع‪ (3) .‬فخخي‬
‫المصدر " فصفقت " على المجهول أي ضرب بقفاى‪ (4) .‬منخخاقب آل أبخخى‬
‫طالب ‪.479 :1‬‬

‫]‪[8‬‬
‫يدي‪ ،‬فناديت زوجتي وقلت لها‪ :‬هاك‪ ،‬فناولتها الكيس فإذا فيه ألف دينخخار‪ ،‬فقخخالت لخخي‪:‬‬
‫يا ذا الرجل اتق ال تعالى ول يحملك الفقر على أخذ ما ل تستحقه‪ ،‬وإن كنت‬
‫خدعت بعض التجار علخخى مخخاله فخاردده إليخخه ! فحخدثتها بالحخخديث فقخالت‪ :‬إن‬
‫كنت صادقا فأرني حساب علي بن أبي طالب عليه السلم فأحضخخر الدسخختور‬
‫وفتحه فلم يجد فيه شيئا مخخن الكتابخخة بقخخدرة ال خ تعخخالى )‪ .(1‬أقخخول‪ :‬روي فخخي‬
‫كتاب صفوة الخبار عن جابر بن عبد ال النصاري مثلخخه )‪ - 9 .(2‬فخخض‪:‬‬
‫من المسموعات بواسط في سنة اثنين وخمسين وست مخخائة عخخن الحسخخن ابخخن‬
‫أبي بكر أن ابخن سخلمة القخزاز حيخث ذهبخت عينخه اليمنخى وكخان عليخه ديخن‬
‫لشخص يعرف بابن حنظلة الفزاري فألح عليه بالمطالبة وهخو معسخر‪ ،‬فشخخكا‬
‫حاله إلى ال سبحانه وتعالى‪ ،‬واستجار بمولنخخا أميخر المخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫فلما كان في بعض الليالي رأى في منامه عز الخخدين أبخخا المعخخالى ابخخن طبيخخبي‬
‫رحمه ال ومعه رجل آخر‪ ،‬فدنا منه وسلم عليه وسأله عن الرجل‪ ،‬فقخخال لخخه‪:‬‬
‫هذا مولنا أمير المؤمنين عليه السلم فدنا من المام و قال له‪ :‬يا مولي هذه‬
‫عيني اليمنى قد ذهبت‪ ،‬فقخال لخه‪ :‬يردهخا الخ عليخك‪ ،‬ومخد يخده الكريمخة إليهخا‬
‫وقال‪ " :‬يحييها الذي أنشأها أول مرة " فرجعت بإذن الخ تعخخالى‪ ،‬وقخخد شخخاهد‬
‫ذلك كل من في واسط والرجل موجود بها )‪ - 10 .(3‬يل‪ ،‬فخخض‪ :‬روى عبخخد‬
‫ال بن مسعود بن عبدالدار‪ ،‬عن عيسى بن عبد ال مولى بني تميم‪ ،‬عن شيخ‬
‫القاروني من قريش من بني هاشم قال‪ :‬رأيخخت رجل بالشخخام قخخد اسخخود وجهخخه‬
‫وهو يغطيه‪ ،‬فسألته عن سبب ذلك قال‪ :‬نعم قد جعلت علخخي ل خ أن ل يسخخألني‬
‫أحد عن ذلك الذى إل أجبته وأخبرته‪ ،‬إني كنت شديد الوقيعة فخخي علخخي ابخخن‬
‫أبي طالب عليه السلم كثير السب له‪ ،‬فبينما أنا ذات ليلة مخخن الليخخالي نخخائم إذ‬
‫أتاني آت في منامي فقال‪ :‬أنت صخخاحب الوقيعخخة فخخي علخخي بخخن أبخخي طخخالب ؟‬
‫قلت‪ :‬بلى‪ ،‬فضرب‬

‫)‪ (1‬الروضخخة‪ .2 :‬الفضخخائل‪ 99 :‬و ‪ (2) .100‬مخطخخوط ولخخم نظفخخر بنسخخخته‪(3) .‬‬
‫الروضة‪ 8 :‬و ‪.9‬‬

‫]‪[9‬‬

‫وجهي وقال‪ :‬سود ال‪ ،‬فاسود كما تخخرى )‪ - 11 .(1‬مخخن كتخخاب صخخفوة الخبخار روى‬
‫العمش قال‪ :‬رأيت جارية سوداء تسقي الماء وهي تقول‪ :‬اشربوا حبخخا لعلخخي‬
‫بن أبي طالب عليه السلم وكانت عمياء‪ ،‬قال‪ :‬ثم أتيتها بمكخخة بصخخيرة تسخخقي‬
‫الماء وهي تقول‪ :‬اشربوا حبا لمن رد ال علي بصري بخخه‪ ،‬فقلخخت‪ :‬يخخا جاريخخة‬
‫رأيتك في المدينة ضريرة تقولين‪ :‬اشربوا حبا لمخخولي علخخي بخخن أبخخي طخخالب‬
‫عليه السلم وأنت اليوم بصيرة فما شأنك ؟ قالت‪ :‬بأبي أنت إني رأيخخت رجل‬
‫قال‪ :‬يا جارية أنت مولة لعلي بن أبخخي طخخالب عليخخه السخخلم ومحبتخخه ؟ فقلخخت‬
‫نعم‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم إن كانت صادقة فرد عليها بصرها‪ ،‬فخخوال لقخخد رد الخ علخخي‬
‫بصري فقلت‪ :‬من أنت ؟ قال‪ :‬أنا الخضر وأنا من شيعة علي بخخن أبخخي طخخالب‬
‫عليه السلم )‪ - 12 .(2‬من كتاب كشف اليقين للعلمة قدس ال خ روحخخه مخخن‬
‫كتاب الربعين عن الربعين قال‪ :‬إن الشخخاعر الببغخخاء )‪ (3‬وفخخد علخخى بعخخض‬
‫الملوك‪ ،‬وكان يفد عليه في كل سنة‪ ،‬فوجده فخخي الصخخيد‪ ،‬فكتخخب وزيخخر الملخخك‬
‫يخبر بقدومه‪ ،‬فأمره بأن يسكنه في بعض دوره‪ ،‬وكان على تلك الخخدار غرفخخة‬
‫كان الببغاء يبيت كل ليلة فيها‪ ،‬ولها مطلع إلى الدرب‪ ،‬وكان كل ليلخخة يخخخرج‬
‫الحارث )‪ (4‬بعد نصف الليل فيصيح بأعلى صوته‪ :‬يا غافلين اذكروا ال‪ ،‬ثم‬
‫يسب عليا‪ ،‬وكان الشاعر الببغاء ينزعج لصوته‪ ،‬فاتفق في بعخخض الليخخالي أن‬
‫الشاعر رأى في منامه أن النبي صلى ال عليه وآله قد جاء هخخو وعلخخي عليخخه‬
‫السلم إلى ذلك الدرب‪ ،‬ووجد الحارث فقال النبي صلى ال عليخخه وآلخخه لعلخخي‬
‫عليه السلم‪ :‬اصفقه )‪ (5‬فله اليوم أربعون سنة يسبك‪ ،‬فضربه أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم بين كتفيه‪ ،‬فانتبه الشاعر منزعجا من المنام‪ ،‬ثم انتظخخر الصخخوت‬
‫الذي كان من الحارث كل وقت فلم يسمعه‪ ،‬فتعجب من ذلك‪ ،‬ثم رأى صخخياحا‬
‫ورجال قد أقبلوا إلى دار الحارث‪ ،‬فسألهم الخبر فقالوا‬

‫)‪ (1‬الروضة‪ .10 :‬ولم نجده في الفضائل المطبوع‪ (2) .‬مخطوط‪ (3) .‬الببغاء ‪ -‬بفتخخح‬
‫الموحدتين وتشديد ثانيهما‪ ،‬أو تخفيفه‪ ،‬وبالفتح فالسكون ‪ :-‬أبخخو الفخخرج عبخخد‬
‫الواحد بن نصر بن محمد المخزومى من أهل نصخخيبين‪ ،‬كخخان اديبخخا شخخاعرا‬
‫لقب به لحسن فصاحته‪ ،‬خدم سخخيف الدولخخة ابخخن حمخخدان‪ ،‬تخخوفى سخخنة ‪.398‬‬
‫)الكنى واللقاب ‪ (4) .(57 :2‬وفي )ت( الحارس في كخخل المواضخخع‪(5) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬اصفعه‪.‬‬

‫]‪[10‬‬

‫له‪ :‬إن الحارث حصل له بين كتفيه ضربة بقدر الكف‪ ،‬وهي تنشق وتمنعه القخخرار فلخخم‬
‫يكن وقت الصباح إل وقد مات‪ ،‬وشاهده بهذه الحال أربعون نفسا ) ‪ .(1‬وكان‬
‫ببلد الموصل شخص يقال له أحمد بن حمدون )‪ (2‬بن الحارث العدوي‪ ،‬كان‬
‫شديد العناد كثير البغض لمولنا أمير المؤمنين عليه السلم فأراد بعض أهخخل‬
‫الموصل الحج‪ ،‬فجاء إليه يودعه‪ ،‬فقال له‪ :‬إني قد عزمت )‪ (3‬على الخخخروج‬
‫إلى الحج فإن كان لك حاجة تعرفني حختى أقضخيها لخك‪ ،‬فقخال‪ :‬إن لخي حاجخة‬
‫مهمة وهي سهلة عليك‪ ،‬فقال له‪ :‬مرنخخي بهخخا حخختى أفعلهخخا‪ ،‬فقخخال‪ :‬إذا قضخخيت‬
‫الحج ووردت المدينة وزرت النبي صلى ال عليه وآله فخاطبه عني وقل‪ :‬يا‬
‫رسول ال ما أعجبك من علي بن أبي طالب حتى تزوجته )‪ (4‬بابنتك ؟ عظم‬
‫بطنه أو دقة ساقه أو صلعة رأسه ؟ وحلفه وعزم عليخخه أن يبلغخخه هخخذا الكلم‪،‬‬
‫فلما ورد المدينة وقضى حوائجه أنسى تلخخك الوصخخية‪ ،‬فخخرأى أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم في منامه فقال له‪ :‬أل تبلغ وصية فلن إليك ؟ فانتبه ومشى لوقته‬
‫إلى القبر المقدس وخخخاطب النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه بمخخا أمخخره )‪ (5‬ذلخخك‬
‫الرجل به ثم نام فرأى أمير ‪ -‬المؤمنين عليه السلم فأخخخذه ومشخخى هخخو وإيخخاه‬
‫إلى منزل ذلك الرجل‪ ،‬وفتح البواب وأخذ مدية )‪ (6‬فذبحه عليه السلم بها‪،‬‬
‫ثم مسح المدية بملحفة كانت عليه‪ ،‬ثم أتى سخقف بخاب الخدار )‪ (7‬فرفعخه بيخده‬
‫ووضع المدية تحته وخرج‪ ،‬فانتبه الحاج منزعجا مخخن ذلخخك‪ ،‬و كتخخب صخخورة‬
‫المنام هو وأصحابه‪ ،‬وانتبه سلطان الموصخخل فخخي تلخخك الليلخخة وأخخخذ الجيخخران‬
‫والمشتبهين ورماهم فخخي السخخجن‪ ،‬وتعجخخب أهخخل الموصخخل مخخن قتلخخه حيخخث ل‬
‫يجدوا )‪ (8‬نقبا ول تسليقا على حائط ول بابا مفتوحا ول قفل‪ ،‬وبقي السلطان‬
‫متحيرا في أمره ما‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬بهخخذا الحخخال اربعخخون نقيبخخا‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬حمخخدويه‪ (3) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬ويقول لخخه‪ :‬اننخخى قخخد آذنخخت‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬زوجتخخه‪ (5) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬كما أمره‪ (6) .‬المديخخة ‪ -‬مثلثخخة الميخخم ‪ :-‬الشخخفرة الكخخبيرة‪ (7) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬ثم جاء إلى باب سقف الدار‪ :" (8) .‬لم يجدوا‪.‬‬

‫]‪[11‬‬

‫يدري ما يصنع في قضيته‪ ،‬فإن ورود واحد من الخارج متعذر مع هذه العلمات ولخخم‬
‫يسرق من الدار شئ البتة‪ ،‬ولم تزل الجيران وغيرهم فخخي السخخجن إلخخى ورود‬
‫الحاج )‪ (1‬من مكة‪ ،‬فلقي الجيران في السجن فسخخأل عخخن ذلخخك فقيخخل‪ :‬إن فخخي‬
‫الليلة الفلنية وجدوا فلنا مذبوحا في داره ولم يعرف قاتله‪ ،‬ففكخخر )‪ (2‬وقخخال‬
‫لصحابه‪ :‬أخرجوا صورة المنام‪ ،‬فإذا هي ليلة القتخخل‪ ،‬ثخخم مشخخى هخخو والنخخاس‬
‫بخخأجمعهم إلخخى دار المقتخخول‪ ،‬فخخأمر بخخإخراج الملحفخخة وأخخخبرهم بالخخدم فيهخخا‪،‬‬
‫فوجدوها كما قال‪ ،‬ثم أمر برفع المردم )‪ (3‬فرفع فوجد السكين تحته‪ ،‬فعرفوا‬
‫صدق منامه‪ ،‬وافرج عن المحبوسين ورجع أهله إلى اليمان‪ ،‬وكان ذلك من‬
‫ألطاف ال تعالى فخخي حخخق بريتخخه‪ .‬وكخخان فخخي الحلخخة شخخخص مخخن أهخخل الخخدين‬
‫والصلح ملزم لتلوة الكتاب العزيز‪ ،‬فرجمه الجن فكان تأتي الحجارة مخخن‬
‫الخزائن والروازن المسدودة‪ ،‬وألحوا عليه بالرجم وأضجروه‪ ،‬وشخخاهدت أنخخا‬
‫الموضخخع الخختي )‪ (4‬كخخان يخخأتي الرجخخم منهخخا‪ ،‬ولخخم يقصخخر فخخي طلخخب العخخزائم‬
‫والتعاويذ ووضعها في منزلخخه وقراءتهخخا فيخخه‪ ،‬ولخخم ينقطخخع عنخخه الرجخخم مخخدة‪،‬‬
‫فخطر بباله أنه دخل ووقخخف علخخى بخاب الخبيت الخذي كخان يخأتي الرجخم منخه‪،‬‬
‫فخاطبهم وهو ل يراهم‪ ،‬فقال‪ :‬وال لئن لم تنتهخخوا عنخخي لشخخكونكم إلخخى أميخخر‬
‫المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم فانقطع عنخه الرجخم فخي الحخال ولخم‬
‫يعد إليه‪ .‬ونقل ابن الجوزي وكان حنبلي المذهب في كتاب تخخذكرة الخخخواص‪:‬‬
‫كان عبد ال بن المبارك يحج سنة ويغخخزو )‪ (5‬سخخنة‪ ،‬وداوم عليخخه علخخى ذلخخك‬
‫خمسين سنة‪ ،‬فخرج في بعض سخخني الحخخج وأخخخذ معخخه خمسخخمائة دينخخار إلخخى‬
‫موقف الجمال بالكوفة ليشتري‬
‫)‪ (1‬في المصخخدر‪ :‬إلخخى ان ورد الحخخاج‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬فكخخبر‪ (3) .‬ثخخوب مخخردم ‪-‬‬
‫بتشديد الدال ‪ :-‬خلق مرقع‪ (4) .‬في المصخخدر‪ ،‬المواضخخع الخختى وفخخى )خ( و‬
‫)م(‪ :‬الموضع الذى‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬ويعمر‪.‬‬

‫]‪[12‬‬

‫جمال للحج‪ ،‬فرأى امرأة علويخخة علخخى بعخخض المزابخخل تنتخخف ريخخش بطخخة ميتخخة‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فتقدمت إليها فقلخخت‪ :‬ولخخم تفعليخخن هخخذا ؟ فقخخالت‪ :‬يخخا عبخخد الخ ل تسخخأل عمخخا ل‬
‫يعنيك‪ ،‬قال‪ :‬فوقع في خاطري من كلمها شئ‪ ،‬فألححت عليها فقالت‪ :‬يا عبد‬
‫ال قد ألجأتني إلى كشف سري إليك‪ .‬أنا امرأة علوية ولي أربع بنات يتخخامى‪،‬‬
‫مات أبوهن من قريب وهذا اليوم الرابع ما أكلنا شيئا‪ ،‬وقخخد حلخخت لنخخا الميتخخة‪،‬‬
‫فأخذت هذه البطة اصلحها وأحملها إلى بناتي يأكلنها‪ ،‬قال‪ :‬فقلخت فخي نفسخي‪:‬‬
‫ويحك يا ابن المبخخارك أيخخن أنخخت عخخن هخخذه ؟ فقلخخت‪ :‬افتحخخي حجخخرك‪ ،‬ففتحخخت‬
‫فصببت الدنانير في طرف إزارها وهي مطرقة ل تلتفت‪ ،‬قال‪ :‬ومضيت إلى‬
‫المنزل ونزع ال من قلبي شهوة الحج في ذلك العخخام ثخخم تجهخخزت إلخخى بلدي‬
‫فأقمت حتى حج الناس وعادوا‪ ،‬فخرجخخت أتلقخخى جيرانخخي وأصخخحابي‪ ،‬فجعخخل‬
‫كل من أقول له‪ :‬قبل ال حجك وشكر سعيك‪ ،‬يقول لي‪ :‬وأنت قبل ال خ حجخخك‬
‫وشكر سعيك‪ ،‬إنا قد اجتمعنا بك في مكان كذا وكذا‪ ،‬وأكخخثر النخخاس علخخي فخخي‬
‫القول‪ ،‬فبت متفكرا فرأيت رسول ال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه فخخي المنخخام وهخخو‬
‫يقول لي‪ :‬يا عبد ال ل تعجب فإنك أغثت ملهوفة مخخن ولخخدي‪ ،‬فسخخألت الخ أن‬
‫يخلق على صورتك ملكا يحج عنك كل عام إلخخى يخخوم القيامخخة‪ ،‬فخخإن شخخئت أن‬
‫تحج وإن شئت ل تحج‪ .‬ونقخخل ابخخن الجخخوزي )‪ (1‬فخخي كتخخابه قخخال‪ :‬قخخرأت فخخي‬
‫الملتقط ‪ -‬وهو كتاب لجده أبي ‪ -‬الفرج بن الجوزي ‪ -‬قال‪ :‬كان ببلخ رجل من‬
‫العلويين نازل بها وله زوجة وبنات فتوفي‪ ،‬قخخالت المخخرأة‪ :‬فخرجخخت بالبنخخات‬
‫إلخخى سخخمرقند خوفخخا مخخن شخخماتة العخخداء‪ ،‬و اتفخخق وصخخولي فخخي شخخدة الخخبرد‪،‬‬
‫فأدخلت البنات مسجدا فمضيت لحتال في القخخوت‪ ،‬فرأيخخت النخخاس مجتمعيخخن‬
‫على شيخ‪ ،‬فسألت عنه فقالوا‪ :‬هذا شيخ البلد‪ ،‬فشرحت له حالي فقخخال‪ :‬أقيمخخي‬
‫عندي البينة أنك علوية‪ ،‬ولم يلتفخخت إلخخي‪ ،‬فيئسخخت منخخه وعخخدت إلخخى المسخخجد‪،‬‬
‫فرأيت في طريقي شيخا )‪ (2‬جالسا على دكة وحوله جماعة‪ ،‬فقلت‪:‬‬

‫)‪ (1‬يعنى سبط ابن الجوزى مؤلف تذكرة الخواص ومن هنا يعرف أنهم قد يطلقون "‬
‫ابن الجوزى " على سبطه بتلك القرينة‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬شخصا‪.‬‬

‫]‪[13‬‬
‫من هذا ؟ فقالوا‪ :‬ضامن البلد وهو مجوسي‪ ،‬فقلت عسى أن يكون عنده فخخرج‪ ،‬فحخخدثته‬
‫حديثي وما جخخرى لخي مخع الشخخيخ‪ (1) ،‬فصخاح بخخادم لخخه فخخرج‪ ،‬فقخال‪ :‬قخل‬
‫لسيدتك‪ :‬تلبس ثيابها‪ ،‬فدخل فخرجت امرأة ومعها جوار‪ ،‬فقال لها‪ :‬اذهبي مع‬
‫هخخذه المخخرأة إلخخى المسخخجد الفلنخخي واحملخخي بناتهخخا إلخخى الخخدار‪ .‬فجخخاءت معخخي‬
‫وحملت البنات‪ ،‬وقد أفخخرد لنخخا دارا فخخي داره‪ ،‬وأدخلنخخا الحمخخام‪ ،‬وكسخخانا ثيابخخا‬
‫فاخرة‪ ،‬وجائنا بألوان الطعمة‪ ،‬وبتنا بأطيب ليلة‪ ،‬فلما كان نصف الليخخل رأى‬
‫شيخ البلد المسلم في منامه كخأن القيامخخة قخخد قخامت واللخخواء علخخى رأس محمخخد‬
‫صلى ال عليه وآله وإذا قصر من الزمرد الخضخخر فقخخال‪ :‬لمخخن هخخذا ؟ فقيخخل‬
‫)له(‪ :‬لرجل مسلم موحد‪ ،‬فتقدم إلى رسول ال صلى ال عليخه وآلخه فخأعرض‬
‫عنه‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال تعرض )‪ (2‬عنخخي وأنخخا رجخخل مسخخلم ؟ فقخخال لخخه أقخخم‬
‫البينة عندي أنك مسلم ! فتحير الرجل‪ ،‬فقال لخخه رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله‪ :‬نسيت ما قلت للعلوية ؟ وهذا القصر للشيخ الخخذي هخخي فخخي داره‪ ،‬فخخانتبه‬
‫الرجل وهو يلطم ويبكي‪ ،‬وبعث غلمانه فخخي البلخخد وخخخرج بنفسخخه يخخدور علخخى‬
‫العلوية‪ ،‬فاخبر أنها في دار المجوسي‪ ،‬فجاء إليخخه فقخخال‪ :‬أيخخن العلويخخة ؟ قخخال‪:‬‬
‫عنخخدي‪ ،‬قخخال‪ :‬اريخخدها‪ ،‬قخخال‪ :‬مخخا إلخخى )‪ (3‬هخخذا سخخبيل‪ :‬قخخال‪ :‬هخخذه ألخخف دينخخار‬
‫وسلمهن إلي‪ ،‬قال‪ :‬ل وال ول مائة ألف دينار‪ ،‬فلما ألح عليه قخخال لخخه‪ :‬المنخخام‬
‫الذي رأيته أنت رأيته أنا أيضا‪ ،‬والقصر الذي رأيته لي خلق‪ (4) ،‬وأنت تدل‬
‫علي بإسلمك‪ ،‬وال ما نمت ول أحد في داري إل وقخخد أسخخلمنا كلنخخا علخخى يخخد‬
‫العلوية‪ ،‬وعاد من بركاتها علينا‪ ،‬ورأيت رسول ال صلى ال عليه وآله وقال‬
‫لي‪ :‬القصر لك ولهلك بما فعلت مع العلوية‪ ،‬وأنتم من أهل الجنة‪ ،‬خلقكم الخ‬
‫مؤمنين في العدم )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وما جرى معى ومع الشيخ‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬لخخم تعخخرض ؟‪(3) .‬‬
‫في المصدر وفى غير )ك( من النسخخخ‪ :‬مخخالى إلخخى هخخذا‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫والقصر الذى رأيته انت رأيته لى خلق‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬في القدم‪.‬‬

‫]‪[14‬‬

‫ونقل أيضا في كتابه عن أبي الدنيا أن رجل رأى رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه فخخي‬
‫منامه وهو يقخخول‪ :‬امخخض إلخخى فلن المجوسخخي وقخخل لخخه‪ :‬قخخد اجيبخخت الخخدعوة‪،‬‬
‫فامتنع الرجل من أداء الرسالة لئل يظخخن المجوسخخي أنخخه يتعخخرض لخخه‪ ،‬وكخخان‬
‫الرجل في الدنيا واسعة‪ ،‬فرأى رسول ال صلى ال خ عليخخه وآلخخه ثانيخخا وثالثخخا‪،‬‬
‫فأصبح فأتى المجوسي وقال له في خلوة مخن النخاس‪ :‬أنخخا رسخول رسخخول الخ‬
‫إليك وهو يقول لك‪ :‬قد اجبت )‪ (1‬الخخدعوة‪ ،‬فقخخال لخخه‪ :‬أتعرفنخخي ؟ فقخخال‪ :‬نعخخم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إني انكر دين السلم ونبوة محمد صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬أنا أعرف‬
‫هذا وهو الذي أرسلني إليك مرة ومرة ومرة‪ ،‬فقال‪ :‬أنا أشهد أن ل إله إل ال خ‬
‫وأن محمدا رسول ال صلى ال عليه وآله ودعخخا أهلخخه وأصخخحابه وقخخال لهخخم‪:‬‬
‫كنت على ضلل وقد رجعت إلى الحق فأسلموا‪ ،‬فمن أسخخلم فمخخا فخخي يخخده لخخه‪،‬‬
‫ومن أبى فلينزع عما لي عنده فأسلم القوم وأهلخه‪ ،‬وكخانت إبنتخخه مزوجخخة مخن‬
‫ابنه‪ ،‬ففرق بينهما‪ ،‬ثم قال لي‪ :‬أتخخدري مخخا الخخدعوة ؟ )‪ (2‬فقلخخت‪ :‬ل والخ وأنخخا‬
‫اريد أن أسألك عنها الساعة‪ ،‬فقال‪ :‬لما زوجت ابنتي صنعت طعاما ودعخخوت‬
‫الناس فأجخابوا‪ ،‬وكخان إلخى جانبنخخا قخوم أشخخراف فقخخراء ل مخال لهخخم‪ ،‬فخأمرت‬
‫غلماني أن يبسطوا لي حصيرا في وسط الدار‪ ،‬فسمعت صبية تقول لمها‪ :‬يا‬
‫اماه قد آذانا هذا المجوسي برائحة طعامه‪ ،‬فأرسلت إليهن بطعام كثير وكسوة‬
‫ودنانير للجميع‪ ،‬فلما نظروا إلى ذلك قخخالت الصخخبية للباقيخخات‪ :‬والخ مخخا نأكخخل‬
‫حتى ندعو له‪ ،‬فرفعن أيديهن و قلن‪ :‬حشرك ال مع جخخدنا رسخخول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه وآله وأمن بعضهن‪ ،‬فتلك الدعوة الخختي اجيبخخت‪ .‬ونقخخل ابخخن الجخخوزي‬
‫أيضا في كتابه عن جده أبي الفرج بإسناده إلى ابن الخضيب قال‪ :‬كنت كاتبخخا‬
‫للسيدة ام المتوكل‪ ،‬فبينا أنا في الديوان إذا بخادم صغير قد خخخرج مخخن عنخخدها‬
‫ومعخخه كيخخس فيخخه ألخخف دينخخار‪ ،‬فقخخال‪ :‬السخخيدة تقخخول لخخك‪ :‬فخخرق هخخذا فخخي أهخخل‬
‫الستحقاق فهو من أطيب مخخالي‪ ،‬واكتخخب أسخخماء الخخذين تفرقخخه فيهخخم حخختى إذا‬
‫جاءني‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬قد اجيبت‪ (2) .‬أي الدعوة التى بشر رسول ال صلى ال عليه وآلخخه‬
‫بانها قد اجيبت‪.‬‬

‫]‪[15‬‬

‫من هذا الوجه شئ صرفته إليهم‪ ،‬قال‪ :‬فمضيت إلى منزلي وجمعت أصحابي وسألتهم‬
‫عن المستحقين‪ ،‬فسموا لي أشخاصا ففرقت فيهم ثلثمائة دينخار وبقخخي البخخاقي‬
‫بين يدي إلى نصف الليل‪ ،‬وإذا بطارق يطرق الباب‪ ،‬فسألته من هخخو ؟ فقخخال‪:‬‬
‫فلن العلوي ‪ -‬وكان جاري ‪ -‬فأذنت له فدخل‪ ،‬فقلت له‪ :‬ما شأنك ؟ فقال‪ :‬إني‬
‫جائع‪ ،‬فأعطيته من ذلك دينارا فدخلت إلى زوجتي فقالت‪ :‬ما الذي عنخخاك فخخي‬
‫هذه الساعة ؟ فقلت‪ :‬طرقني في هذه الساعة طارق من ولد رسول ال صخخلى‬
‫ال عليه وآله ولم يكخخن عنخخدي مخا اطعمخخه فخأعطيته دينخارا فأخخذه وشخكر لخخي‬
‫وانصرف‪ ،‬فخرجت زوجتي وهي تبكي وتقخخول‪ :‬أمخخا تسخختحيي يقصخخدك مثخخل‬
‫هذا الرجل وتعطيه دينارا وقد عرفت استحقاقه ؟ أعطه الجميع فوقع كلمهخخا‬
‫في قلبي‪ .‬وقمت خلفه فناولته الكيس‪ ،‬فأخذه وانصرف‪ ،‬فلما عدت إلخخى الخخدار‬
‫ندمت وقلت‪ :‬الساعة يصل الخبر إلى المتوكل وهخخو يمقخخت العلخخويين فيقتلنخخي‬
‫فقال لي زوجتي‪ :‬ل تخف واتكل على ال وعلى جخخدهم‪ ،‬فبينخخا نحخخن كخخذلك إذ‬
‫طرق الباب والمشاعل في أيدي الخخخدم‪ ،‬وهخخم يقولخخون‪ :‬أجخخب السخخيدة‪ ،‬فقمخخت‬
‫مرعوبا وكلما مشيت قليل تواترت الرسل‪ ،‬فوقفت على ستر السيدة فسمعتها‬
‫تقول‪ :‬يا أحمد جزاك ال خيرا وجزى زوجتك‪ ،‬كنخخت السخخاعة نائمخخة فجخخائني‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله وقال‪ " :‬جزاك الخ خيخرا وجخخزى زوجخخة ابخن‬
‫الخضيب خيرا " فما معنخخى هخخذا ؟ فحخخدثتها الحخخديث وهخخي تبكخخي‪ ،‬فخخأخرجت‬
‫دنانير وكسخخوة وقخخالت‪ :‬هخخذا للعلخخوي وهخخذا لزوجتخخك وهخخذا لخخك‪ ،‬و كخخان ذلخخك‬
‫يساوي مائة )‪ (1‬ألف درهم‪ ،‬فأخذت المال وجعلت طريقي على بيت العلخخوي‬
‫فطرقت الباب فقال من داخل المنزل‪ :‬هات مخا معخك يخا أحمخد‪ ،‬وخخرج وهخو‬
‫يبكي‪ ،‬فسألته عن بكائه فقال‪ :‬لما دخلخخت منزلخخي قخخالت لخخي زوجخختي‪ :‬مخخا هخخذا‬
‫الذي معك ؟ فعرفتها فقالت لي‪ :‬قخم بنخخا حخختى نصخخلي ونخخدعو للسخخيدة ولحمخخد‬
‫وزوجته‪ ،‬فصلينا ودعونا‪ ،‬ثم نمت فرأيت رسول ال صلى ال عليه وآله فخخي‬
‫المنام وهو يقول‪ :‬قد شكرتم على ما فعلوا معك فالسخخاعة يأتونخخك بشخخئ فاقبخخل‬
‫منهم‪ .‬انتهى ما أخرجته من كتاب كشف اليقين )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬مائتي‪ (2) .‬كشف اليقين في فضائل امير المومنين‪.172 - 164 :‬‬

‫]‪[16‬‬

‫)‪ - 13‬كنز الكراجكى‪ :‬حدثني علي بن أحمد اللغخوي بميخا فخارقين )‪ (1‬فخي سخنة تسخع‬
‫وتسعين وثلثمخائة‪ ،‬قخال دخلخخت علخخى أبخخي الحسخخن علخي السلماسخي )‪ (2‬فخخي‬
‫مرضته التي توفي فيها فسألته عن حخخاله‪ ،‬فقخخال‪ :‬لحقتنخخي غشخخية اغمخخي علخخي‬
‫فيها‪ ،‬فرأيت مولي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صخلوات الخ عليخه قخد‬
‫أخخخذ بيخخدي وأنشخخأ يقخخول‪ :‬فخخإن آل محمخخد فخخي الرض غخخرق جهلهخخا )‪* (3‬‬
‫وسفينتهم حمل الذي طلب النجاة وأهلها فخخاقبض بكفخخك عخخروة ل تخخخش منهخخا‬
‫فصلها ومنه عن محمد بن عبيدال الحسيني‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن محبخخوب‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا جعفر الطبري يقول‪ :‬حدثنا هناد بن السري قال‪ :‬رأيخخت أميخخر‬
‫المؤمنين علي بن أبخخي طخالب صخلوات الخ عليخخه وآلخخه فخخي المنخام فقخال لخي‪:‬‬
‫ياهناد‪ ،‬قلت‪ :‬لبيك يا أمير ‪ -‬المؤمنين‪ ،‬قال‪ :‬أنشدني قول الكميت‪ :‬ويوم الدوح‬
‫دوح غدير خم * أبان لنا الولية لو اطيعخا ولكخن الرجخال تبايعوهخخا * فلخم أر‬
‫مثلها أمرا شنيعا قال فأنشخخدته فقخخال لخخي‪ :‬خخخذ إليخخك يخخا هنخخاد‪ ،‬فقلخخت‪ :‬هخخات يخخا‬
‫سيدي‪ ،‬فقال عليه السخخلم‪ :‬ولخخم أر مثخخل ذاك اليخخوم يومخخا * ولخخم أر مثلخخه حقخخا‬
‫اضيعا )‪[(4‬‬

‫)‪ (1‬بفتخخح اولخخه وتشخخديد ثخخانيه أشخخهر مدينخخة بخخديار بكخخر‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬علخخى بخخن‬
‫السلماسى‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬طوفان آل محمد‪ .‬ولخخم نفهخخم المخخراد‪ (4) .‬كنخخز‬
‫الكراجكى‪ .154 :‬والراويتان توجدان في )ك( فقط‪- 1 -.‬‬

‫]‪[17‬‬
‫‪) .116‬باب( * )جوامع معجزاته صلوات ال عليه ونوادرهخخا( * ‪ - 1‬يخخج‪ :‬روي عخخن‬
‫رميلة أن عليا عليه السلم مر برجل يخبط‪ :‬هو هو‪ ،‬فقال‪ :‬يا شاب لخخو قخخرأت‬
‫القرآن لكان خيرا لك‪ ،‬فقال‪ :‬إني ل احسنه ولوددت أن احسن منه شيئا‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ادن مني‪ ،‬فدنا منه فتكلم في اذنه بشئ خفي‪ ،‬فصور ال القخرآن كلخه فخي قلبخه‬
‫فحفظ كله )‪ - 2 .(1‬يج‪ :‬روي عن أبي حمزة الثمخخالي عخخن أبخخي جعفخخر عليخخه‬
‫السلم قخال‪ :‬قخخرئت عنخد أميخر المخؤمنين عليخخه السخخلم " إذا زلزلخت الرض‬
‫زلزالها " إلى أن بلغ قوله‪ " :‬وقال النسان مالها يومئذ تحخخدث أخبارهخخا )‪(2‬‬
‫" قخال‪ :‬أنخخا النسخخان وإيخخاي تحخخدث أخبارهخخا‪ ،‬فقخخال لخخه ابخخن الكخخواء‪ :‬يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين " وعلخخى العخخراف رجخخال يعرفخخون كل بسخخيماهم )‪ " (3‬قخخال نحخخن‬
‫العراف نعرف أنصخخارنا بسخخيماهم‪ ،‬ونحخخن أصخخحاب العخخراف نوقخخف بيخخن‬
‫الجنة والنار‪ ،‬ول يدخل الجنة إل من عرفنا وعرفناه‪ ،‬ول يدخل النار إل مخخن‬
‫أنكرنا وأنكرناه‪ ،‬وكان علي عليه السلم يخاطبه بويحك‪ ،‬وكخخان يتشخخيع‪ ،‬فلمخخا‬
‫كان يوم النهروان قاتل عليخخا عليخخه السخخلم ابخخن الكخخواء‪ .‬وجخخاءه عليخخه السخخلم‬
‫رجل فقال‪ :‬إني احبك‪ ،‬فقال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬كذبت فقخخال الرجخخل‪:‬‬
‫سبحان ال كأنك تعلم ما في قلبي ! وجاءه آخر فقال‪ :‬إني احبكم أهل الخخبيت ‪-‬‬
‫وكان فيه لين ‪ -‬فأثنى عليه عنده‪ ،‬فقال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬كذبتم ل‬

‫)‪ (1‬لم نجد هذه الرواية واللتين بعدها في الخرائج المطبوع‪ (2) .‬سورة الزلزال‪- 1 :‬‬
‫‪ " (3) .4‬العراف‪.46 :‬‬

‫]‪[18‬‬

‫يحبنا مخنث ول ديوث ول ولد زناء ول من حملتخخه امخخه فخخي حيضخخها‪ ،‬فخخذهب الرجخخل‬
‫فلما كان يوم صفين قتل مع معاوية‪ - 3 .‬يج‪ :‬روي أنه صعب على المسلمين‬
‫قلعة فيها كفار ويئسوا من فتحها فقعد في المنجنيق ورمخخاه النخخاس إليهخخا وفخخي‬
‫يده ذو الفقار‪ ،‬فنزل عليهم وفتح القلعة‪ - 4 .‬يخخج‪ :‬روي عخخن محمخخد بخخن سخخنان‬
‫قال‪ :‬دخلت على الصادق عليه السلم فقال لي‪ :‬من بالباب ؟ قلت‪ :‬رجخخل مخخن‬
‫الصين‪ ،‬قال‪ :‬فأدخله‪ ،‬فلما دخل قال له أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬هخخل تعرفونخخا‬
‫بالصين ؟ قال‪ :‬نعم يا سيدي‪ ،‬قال‪ :‬وبما ذا تعرفوننا ؟ قال‪ :‬يا ابن رسخخول ال خ‬
‫إن عندنا شجرة تحمل كل سخخنة وردا يتلخخون كخخل يخخوم مرتيخخن‪ ،‬فخخإذا كخخان أول‬
‫النهار نجد مكتوبا عليه " ل إلخخه إل الخ محمخخد رسخخول الخ " وإذا كخخان آخخخر‬
‫النهار فإنا نجد مكتوبا عليه " ل إله إل ال علي خليفة رسول ال " )‪- 5 .(1‬‬
‫يج‪ :‬روي أن أبا طالب قال لفاطمة بنت أسد ‪ -‬وكان علي عليه السلم صخخبيا‪:‬‬
‫‪ -‬رأيته يكسر الصنام فخفت أن يعلم كبار قريخخش‪ ،‬فقخالت‪ :‬يخخا عجبخخا اخخخبرك‬
‫بأعجب من هذا‪ ،‬إني اجتزت بالموضع الخخذي كخخانت أصخخنامهم فيخخه منصخخوبة‬
‫وعلي في بطني‪ ،‬فوضع رجليه في جوفي شديدا ل يتركني أن أقرب من ذلك‬
‫الموضع الذي فيه‪ ،‬وإنما كنت أطوف بالبيت لعبادة ال ل للصنام )‪- 6 .(2‬‬
‫شا‪ (3) :‬ومن آيات أمير المؤمنين صلوات ال عليخخه وبينخخاته الخختي انفخخرد بهخخا‬
‫ممن عداه ظهور مناقبه في الخاصة والعامة‪ ،‬وتسخير الجمهور لنقل فضائله‬
‫وما خصه ال )‪ (4‬من كرائمه‪ ،‬وتسليم العدو من ذلك بمخخا فيخخه الحجخخة عليخخه‪،‬‬
‫هذا مع كثرة المنحرفين عنه والعداء له‪ ،‬وتوافر أسباب دواعيهم إلى كتمان‬
‫فضله وجحد حقه‪ ،‬وكون الدنيا في يد خصومه وانحرافهخخا عخخن أوليخخائه‪ ،‬ومخخا‬
‫اتفق لضداده من‬

‫)‪ (1‬الخرائج والجخخرائح‪ (2) .87 :‬لخخم نجخخده فخخي الخخخرائج المطبخخوع‪ (3) .‬فخخي )ك( و‬
‫)ت(‪ " :‬يج " لكنه سهو من النساخ‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬وما خصه ال به ا‍ه‪.‬‬

‫]‪[19‬‬

‫سلطان الدنيا‪ ،‬وحمل الجمهور على إطفاء نوره ودحض أمره‪ ،‬فخرق ال العادة بنشر‬
‫فضائله وظهور مناقبه‪ ،‬وتسخخير الكخل للعختراف بخذلك والقخرار بصخحته‪،‬‬
‫واندحاض ما احتال به أعداؤه في كتمخخان منخخاقبه وجحخخد حقخخوقه‪ ،‬حخختى تمخخت‬
‫الحجة له وظهر البرهان بحقه‪ ،‬ولما كانت العخخادة جاريخخة بخلف مخخا ذكرنخخاه‬
‫فيمن اتفق له من أسباب خمول أمره مخخا اتفخخق لميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫فانخرقت العادة فيه دل ذلخخك علخخى بينخخونته مخخن الكافخخة ببخخاهر اليخخة علخخى مخخا‬
‫وصفناه‪ ،‬وقد شاع الخبر واسخختفاض عخخن الشخخعبي أنخخه كخخان يقخخول‪ :‬لقخخد كنخخت‬
‫أسمع خطباء بني امية يسبون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السخخلم‬
‫على منابرهم وكأنما يشال بضبعه )‪ (1‬إلى السماء‪ ،‬وكنت أسخخمعهم يمخخدحون‬
‫أسلفهم على منابرهم وكأنهم يكشفون عن جيفة‪ .‬وقال الوليد بخخن عبخخد الملخخك‬
‫لبنيه يوما‪ :‬يا بني عليكم بالخخدين فخخإني لخخم أر الخخدين بنخخى شخخيئا فهخخدمته الخخدنيا‪،‬‬
‫ورأيت الدنيا قد بنت بنيانا فهدمه الدين‪ ،‬ما زالت )‪ (2‬أصحابنا وأهلنا يسبون‬
‫علي بن أبي طالب عليه السلم ويدفنون فضائله ويحملون الناس على شخخنآنه‬
‫ول يزيده ذلك من القلخوب إل قربخا‪ ،‬ويجهخخدون )‪ (3‬فخخي تقريبهخم مخن نفخخوس‬
‫الخلق ول يزيدهم ذلك إل بعدا )‪ ،(4‬وفيما انتهى إليه المر من دفخخن فضخخائل‬
‫أمير المؤمنين والحيلولة بين العلمخاء ونشخرها مخخا ل شخبهة فيخخه علخى عاقخل‪،‬‬
‫حتى كان الرجل إذا أراد أن يروي عن أمير المؤمنين عليه السلم رواية لخخن‬
‫يستطيع )‪ (5‬أن يصفها بذكر اسمه ونسبه ويخخدعوه الضخخرورة إلخخى أن يقخخول‪:‬‬
‫حدثني رجل من أصحاب رسول ال‪ ،‬ويقول )‪ :(6‬حدثني رجخخل مخخن قريخخش‪،‬‬
‫ومنهم من يقول‪ :‬حدثني أبو زينب‪ ،‬وروى عكرمة عن‬

‫)‪ (1‬شاله‪ :‬رفعه‪ .‬والضبع ‪ -‬بسكون الباء ‪ :-‬العضد‪ (2) .‬في المصخخدر‪ :‬مخخازلت اسخخمع‬
‫اصحابنا‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬ويجتهدون‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬فل يزيخخدهم ذلخخك‬
‫من القلوب ال بعدا‪ (5) .‬كذا في )ك(‪ .‬وفى غيره من النسخ " لم يسخختطع "‪.‬‬
‫وفى المصدر‪ :‬لم يستطع أن يضيفها إليه‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬أو يقول‪.‬‬

‫]‪[20‬‬

‫عائشة في حديثها له بمرض رسول ال صلى ال عليه والخخه ووفخاته فقخخالت فخخي جملخخة‬
‫ذلك‪ :‬فخرج رسول ال صلى ال عليه واله متوكئا على رجلين من أهخخل بيتخخه‬
‫أحدهما الفضل بن العباس‪ ،‬فلما حكي عنها ذلك لعبدال بخخن العبخخاس قخخال لخخه‪:‬‬
‫اتعرف الرجل الخر ؟ قال‪ :‬ل لم تسمه لي قخال‪ :‬ذلخك علخي بخن أبخي طخالب‪،‬‬
‫وما كانت امنا تذكره بخيخخر وهخخي تسخختطيع‪ .‬وكخخانت الخخولة الجخخورة تضخخرب‬
‫بالسياط من ذكخخره بخيخخر‪ ،‬بخخل تضخخرب الرقخخاب علخخى ذلخخك‪ ،‬وتعخخرض للنخخاس‬
‫بالبراءة منه‪ ،‬والعادة جارية فيمن اتفق له ذلخك أن ل يخذكر علخى وجخه بخيخر‬
‫فضل عن أن يذكر له فضائل أو يروى )‪ (1‬له مناقب أو يثبت له حجة لحخخق‬
‫)‪ (2‬وإذا كان ظهور فضائله عليه السلم وانتشار مناقبه على ما قدمنا ذكخخره‬
‫من شياع ذلك في الخاصة والعامة وتسخير العخخدو والخخولي لنقلخخه ثبخخت خخخرق‬
‫العادة فيه‪ ،‬و بان وجه البرهان فيه )‪ (3‬بالية الباهرة علخخى مخخا قخخدمناه‪ .‬ومخخن‬
‫آيات ال تعالى فيه أنه لم يمن أحد في ولده وذريته بما مني عليه السخخلم )‪(4‬‬
‫في ذريته‪ ،‬وذلك أنه لم يعرف خوف شمل جماعة من ولخخد نخخبي ول إمخخام ول‬
‫ملك زمان ولبر ول فاجر كالخوف الخخذي شخخمل ذريخخة أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السخلم‪ ،‬ول لحخق أحخدا مخن القتخل والطخرد عخن الخديار والوطخان والخافخة‬
‫والرهاب ما لحق ذرية أمير المؤمنين عليخخه السخخلم وولخخده‪ ،‬ولخخم يجخخر علخى‬
‫طائفة من الناس من صروف )‪ (5‬النكخخال مخخا جخخرى عليهخخم مخخن ذلخخك‪ ،‬فقتلخخوا‬
‫بالفتخك والغيلخة والحتيخال‪ ،‬وبنخي علخى كخثير منهخم ‪ -‬وهخم أحيخاء ‪ -‬البنيخان‪،‬‬
‫وعذبوا بالجوع والعطش حختى ذهبخت أنفسخهم علخى الهلك‪ ،‬وأحخوجهم ذلخك‬
‫إلى التمزق في ذلك )‪ (6‬ومفارقة الديار والهل والوطان‪ ،‬وكتمان نسبهم‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬أو تخخروى‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬أو تثبخخت لخخه حجخخة بحخخق‪ (3) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬في معناه‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬بمثل مخخامنى‪ .‬يقخخال‪ :‬منخخى الخ الخيخخر‬
‫لفلن‪ :‬قدره له‪ .‬منى لكذا‪ :‬وفق له‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬من ضروب‪ (6) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬وأحوجهم ذلك إلى التمزق في البلد‪ .‬والتمزق‪ :‬التفرق‪.‬‬

‫]‪[21‬‬

‫عن أكثر الناس‪ ،‬وبلغ بهم الخوف إلى الستخفاء عن أحبائهم فضل عن العداء وبلخخغ‬
‫هربهم من أعدائهم )‪ (1‬إلى أقصى الشرق والغخرب‪ ،‬والمواضخع النائيخة عخن‬
‫العمارة وزهد في معرفتهم أكثر الناس‪ ،‬ورغبوا عن تقريبهم والختلط بهخخم‬
‫مخافة على أنفسهم وذراريهم من جبابرة الزمان‪ ،‬وهذه كلها أسخخباب يقتضخخي‬
‫)‪ (2‬انقطاع نظامهم واجتثاث اصولهم وقلة عددهم‪ ،‬وهم مع ما وصفناه أكثر‬
‫ذرية أحد من النبياء والصالحين والوليخخاء‪ ،‬بخخل أكخخثر مخخن ذراري أحخخد )‪(3‬‬
‫من النخخاس قخخد طبقخخوا الرض )‪ (4‬بكخخثرتهم البلد‪ ،‬وغلبخخوا فخخي الكخخثرة علخخى‬
‫ذراري أكثر العباد‪ ،‬هذا مخخع اختصخخاص منخخاكحهم فخخي أنفسخخهم دون البعخخداء‪،‬‬
‫وحصرها في ذوي أنسابهم دنية من القرباء‪ ،‬وفي ذلك خرق العادة على مخخا‬
‫بيناه‪ ،‬وهو دليل الية الباهرة في أمير المؤمنين عليه السخخلم كمخخا وصخخفناه و‬
‫بيناه‪ ،‬وهذا ما ل شبهة فيه والحمد ل )‪ - 7 .(5‬م‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪:‬‬
‫إن رسول ال صلى ال عليه واله لما أظهخخر لليهخخود ولجماعخخة مخخن المنخخافقين‬
‫المعجزات فقابلوها بالكفر أخبر ال عزوجل عنهم بأنه جخخل ذكخخره ختخخم علخخى‬
‫قلوبهم وعلى سمعهم ختمخا يكخون علمخة لملئكتخه المقربيخن القخراء لمخا فخي‬
‫اللوح المحفوظ من أخبار هؤلء المكذبين المذكورين فيخخه أحخخوالهم‪ ،‬حخختى إذا‬
‫نظروا إلى أحوالهم وقلوبهم وأسماعهم وأبصارهم وشاهدوا ما هناك من ختم‬
‫ال عزوجل عليها ازدادوا بال معرفة‪ ،‬وبعلمه بما يكون قبل أن يكون يقينخخا‪،‬‬
‫حتى إذا شاهدوا هؤلء المختخوم عليهخم وعلخى جخوارحهم يخخبرون علخى مخا‬
‫قرؤوا من اللوح المحفوظ وشاهدوه في قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم ازدادوا‬
‫بعلم ال عزوجل بالغائبات يقينا‪ ،‬قال‪ :‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال فهل فخي عبخخاد الخ‬
‫من يشاهد هذا الختم كما تشاهده الملئكة ؟ فقال رسول ‪-‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬مخن أوطخانهم‪ (2) .‬فخي المصخدر‪ :‬تقتضخي‪ (3) .‬فخي المصخدر‪ :‬مخن‬
‫ذرارى كل احد‪ (4) .‬ليست كلمة " الرض " فخخي المصخخدر‪ (5) .‬الرشخخاد‪:‬‬
‫‪ 147‬و ‪.148‬‬

‫]‪[22‬‬

‫ال صلى ال عليه واله‪ :‬بلى محمد رسول ال شاهده بإشخخهاد الخ تعخخالى لخخه‪ ،‬ويشخخاهده‬
‫من امته أطوعهم ل عزوجل وأشدهم جدا في طاعخة الخ عزوجخخل وأفضخخلهم‬
‫في دين ال عزوجل‪ ،‬فقالوا‪ :‬بينه يا رسول الخخ‪ ،‬وكخخل منهخخم يتمنخخى أن يكخخون‬
‫هو‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه والخخه‪ :‬دعخخوه يكخخن ممخخن شخخاء الخخ‪ ،‬فليخخس‬
‫الجللة في المراتب عنخخد الخ عزوجخخل بخخالتمني ول بخخالتظني ول بخخالقتراح‪،‬‬
‫ولكنه فضل من ال عزوجل على من يشاء يوفقه للعمخخال الصخخالحة يكرمخخه‬
‫بها‪ ،‬فيبلغه أفضل الدرجات وأفضل المراتب‪ ،‬إن ال تعالى سيكرم بخخذلك مخخن‬
‫يريكموه في غد‪ ،‬فجخخدوا فخخي العمخخال الصخخالحة‪ ،‬فمخخن وفقخخه الخ لمخخا يخخوجب‬
‫عظيم كرامته عليه فلله عليه في ذلك الفضل العظيم‪ .‬قخال عليخه السخلم‪ :‬فلمخا‬
‫أصبح رسول ال صلى ال عليه واله وغص مجلسه بخخأهله وقخخد جخخد بخخالمس‬
‫كل من خيارهم في خيار عمله وإحسانه إلى ربخخه قخخدمه يرجخخو أن يكخخون هخخو‬
‫ذلك الخير الفضل‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال صلى ال عليه واله من هذا عرفنخخاه‬
‫بصفته إن لم تنص لنا على اسمه‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليخخه والخخه‪ :‬هخخذا‬
‫الجامع للمكارم‪ ،‬الحاوي للفضائل‪ ،‬المشتمل علخخى الجميخخل‪ ،‬قخخاض عخخن أخيخخه‬
‫دينا مجحفا إلى غريم سغب )‪ (1‬غاضب لخ تعخخالى‪ ،‬قاتخخل لغضخخبه ذاك عخخدو‬
‫ال‪ ،‬مستحي من مؤمن معرضا عنه بخجلخخة‪ ،‬مكايخخدا )‪ (2‬فخخي ذلخخك الشخخيطان‬
‫الرجيم حتى أخزاه ال عنه ووقى بنفسه نفس عبد ال مخخؤمن حخختى أنقخخذه مخخن‬
‫الهلكة ثم قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬أيكم قضى البارحة ألخخف درهخخم‬
‫وسبعمائة درهم ؟ فقال علي بن أبي طالب عليخخه السخخلم‪ :‬أنخخا يخخا رسخخول الخخ‪،‬‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬يا علي فحخخدث إخوانخخك المخخؤمنين كيخخف‬
‫كانت قصته اصدقك لتصديق ال إياك‪ ،‬فهذا الروح الميخن أخخبرني عخن الخ‬
‫تعالى أنه قد هذبك عن القبيح كله‪ ،‬ونزهك عخخن المسخخاوي بأجمعهخخا وخصخخك‬
‫بالفضائل من أشرفها )‪ (3‬وأفضلها‪ ،‬ل يتهمخخك إل مخخن كفخخر بخخه وأخطخخأ حخخظ‬
‫نفسه‪.‬‬

‫)‪ (1‬أجحف به‪ :‬استأصله‪ .‬وسغب سغبا‪ :‬جاع‪ .‬وفى المصدر وهخخامش )خ(‪ :‬متعنخخت خ‬
‫ل‪ (2) .‬في )خ(‪ :‬مكابدا‪ .‬وكابده أي قاساه وتحمل المشاق في فعله‪ (3) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬من الفضائل بأشرفها‪.‬‬

‫]‪[23‬‬

‫فقال علي عليه السلم‪ :‬مخررت البارحخة بفلن بخن فلن المخخؤمن‪ ،‬فوجخدت فلنخا وأنخخا‬
‫أتهمه بالنفاق‪ ،‬وقد لزمه وضيق عليه‪ ،‬فناداني المخخؤمن‪ :‬يخخا أخخخا رسخخول الخ‬
‫وكشاف الكرب عن وجه رسول ال وقامع أعدائه عن حبيبه أغثنخخي واكشخخف‬
‫كربتي ونجني من غمي‪ ،‬سل غريمي هذا لعله يجيبك ويؤجلني فإني معسخخر‪،‬‬
‫فقلت له‪ :‬ال إنك لمعسر ؟ فقال‪ :‬يا أخا رسول الخ صخخلى الخ عليخخه والخخه لن‬
‫كنت أستحل الكذب فل تأمنني على يميني أيضا‪ ،‬فإني معسر وفي قخولي هخذا‬
‫صادق‪ ،‬واوقر ال واجله أن أحلف به صادقا أو كاذبخخا‪ ،‬فخخأقبلت علخخى الرجخخل‬
‫فقلت‪ :‬إنى لجل نفسي عن أن يكون لهذا علي يد‪ ،‬وأجلك أيضا عن أن يكون‬
‫له عليك يد أو منة‪ ،‬وأسخخأل مالخخك الملخخك )‪ (1‬الخخذي ل يؤنخخف مخخن سخخؤاله ول‬
‫يستحيى من التعرض لثوابه‪ ،‬ثخخم قلخخت‪ :‬اللهخخم بحخخق محمخخد وآلخخه الطيخخبين لمخخا‬
‫قضيت عن عبدك هذا هذا الدين‪ ،‬فرأيت أبواب السماء تنادي أملكها‪ :‬يخخا أبخخا‬
‫الحسن مر هذا العبد ؟ يضرب بيده إلى ما شاء مما بين يديه من حجر ومخخدر‬
‫وحصاة وتراب يستحيل في يده ذهبا‪ ،‬ثم يقضخخي منخخه دينخخه ويجعخخل مخخا يبقخخى‬
‫نفقته وبضاعته التي يسد بها فاقته ويمون )‪ (2‬بها عياله‪ ،‬فقلت‪ :‬يا عبد ال قد‬
‫أذن ال بقضاء دينك وإيسارك بعد فقخخرك‪ ،‬اضخخرب بيخخدك إلخخى مخخا تشخخاء ممخخا‬
‫أمامك فتناوله‪ ،‬فإن ال يحوله في يدك ذهبا إبريزا‪ ،‬فتنخخاول أحجخخارا ثخخم مخخدرا‬
‫فانقلبت له ذهبا أحمر‪ ،‬ثم قلت له‪ :‬افصل لخخه منهخخا قخخدر دينخخه فخخأعطه‪ ،‬ففعخخل‪،‬‬
‫قلت‪ :‬فالباقي لك رزق ساقه ال تعالى إليخخك فكخخان الخخدي قضخخاه مخخن دينخخه ألفخخا‬
‫وسبعمائة درهم‪ ،‬وكان الذي بقي أكثر من مخخائة ألخخف درهخخم‪ ،‬فهخخو مخخن أيسخخر‬
‫أهل المدينة‪ .‬ثم قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬إن ال يعلم مخخن الحسخخاب‬
‫ما ل يبلغه عقول الخلق إنه يضرب ألفا وسبعمائة في ألف وسبعمائة‪ ،‬ثخخم مخخا‬
‫ارتفع من ذلك في مثله إلى أن يفعل ذلك ألف مرة‪ ،‬ثم آخر ما يرتفع من ذلخخك‬
‫عدد ما يهبه ال لك في الجنة من القصور قصر من ذهب وقصخخر مخخن فضخخة‬
‫وقصر من لؤلؤ وقصر من زبرجد وقصر من‬

‫)‪ (1‬ملك الملوك خ ل‪ (2) .‬مانه‪ :‬احتمل مؤنته وقام بكفايته‪.‬‬

‫]‪[24‬‬

‫جوهر وقصر من نور رب العزة‪ ،‬وأضعاف ذلك من العبيد والخخخدم والخيخخل والنجخخب‬
‫تطير بين سماء الجنة وأرضها‪ ،‬فقال علي عليه السلم‪ :‬حمدا لربخي وشخكرا‪،‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬وهذا العدد فهخخو عخخدد مخخن يخخدخلهم الجنخخة‬
‫ويرضخى عنهخم لمحبتهخم لخك‪ ،‬و أضخعاف هخذا العخدد مخن يخدخلهم النخار مخن‬
‫الشياطين من الجن والنس ببغضهم لك و وقيعتهم فيخك وتنقيصخخهم إيخاك‪ .‬ثخم‬
‫قخخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه والخخه‪ :‬أيكخخم قتخخل البارحخخة رجل غضخخبا لخ‬
‫ولرسوله ؟ فقال أمير المؤمنين صخخلوات الخ عليخخه‪ :‬أنخخا‪ ،‬وسخخيأتيكم الخصخخوم‬
‫الن‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه والخخه حخخدث إخوانخخك المخخؤمنين القصخخة‪،‬‬
‫فقخخال علخخي عليخخه السخخلم‪ :‬كنخخت فخخي منزلخخي إذ سخخمعت رجليخخن خخخارج دارى‬
‫يتخخدارءان )‪ (1‬فخخدخل إلخخي‪ ،‬فخخإذا فلن اليهخخودي وفلن رجخخل معخخروف فخخي‬
‫النصار‪ ،‬فقال اليهودي‪ :‬يا أبا الحسن اعلم أنه قد بخخدت لخخي مخخع هخخذا حكومخخة‬
‫فاحتكمنا إلخخى محمخخد صخخاحبكم فقضخخى لخخي عليخخه‪ ،‬فهخخو يقخخول‪ :‬لسخخت أرضخخى‬
‫بقضائه فقد حاف )‪ (2‬ومال وليكن بينخخي وبينخخك كعخخب بخخن الشخخرف‪ ،‬فخخأبيت‬
‫عليه‪ ،‬فقال‪ :‬أفترضي بعلي ؟ فقلخخت‪ :‬نعخخم‪ ،‬فهخخا هخخو قخخد جخاء بخخي إليخخك‪ ،‬فقلخخت‬
‫لصاحبه‪ :‬أكما يقول ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬ثم قلت‪ :‬أعد علخخي الحخخديث‪ ،‬فأعخخاد كمخخا قخخال‬
‫اليهودي‪ ،‬ثم قال لي‪ :‬يا علي فاقض بيننا بخخالحق‪ ،‬فقمخخت أدخخخل منزلخخي‪ ،‬فقخخال‬
‫الرجل‪ :‬إلخخى أيخخن ؟ قلخخت‪ :‬أدخخخل آتيخخك بمخخا بخخه أحكخخم بخخالحكم العخخدل‪ ،‬فخخدخلت‬
‫واشتملت على سيفي وضربته على حبل عاتقه‪ ،‬فلخخو كخخان جبل لقخخددته فوقخخع‬
‫رأسه بين يديه‪ .‬فلما فرغ علي عليه السلم من حديثه جخخاء أهخخل ذلخخك الرجخخل‬
‫بالرجل المقتول و قالوا‪ :‬هذا ابن عمك قتل صاحبنا فاقتص منه‪ ،‬فقال رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه واله‪ :‬ل قصاص فقالوا أودية‪ ،‬فقال رسخول الخ صخلى الخ‬
‫عليه واله‪ :‬ول دية لكم‪ ،‬هذا وال قتيخخل الخ ل يخخؤدى‪ ،‬إن عليخخا قخد شخخهد علخى‬
‫صاحبكم بشهادة‪ ،‬وال يلعنه بشهادة علي‪ ،‬ولو شهد علي على الثقلين لقبل ال‬
‫شهادته عليهم‪ ،‬إنه الصادق المين‪ ،‬ارفعوا صاحبكم هذا وادفنوه مع اليهود‬
‫)‪ (1‬تدارء القوم‪ ،‬تخخدافعوا فخخي الخصخخومة‪ (2) .‬حخخاف عليخخه‪ :‬جخار عليخخه وظلمخخه وفخخى‬
‫المصدر‪ :‬خاف‪.‬‬

‫]‪[25‬‬

‫فقد كان منهم‪ ،‬فرفع وإذا أوداجه تشخب دما وبدنه قخخد كسخخي شخخعرا‪ ،‬فقخخال علخخي عليخخه‬
‫السلم‪ :‬يا رسول ال مخخا أشخخبهه إل بخخالخنزير فخخي شخخعره ! فقخخال رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه واله‪ :‬يا علي أو ليس لو جئت بعدد كخخل شخخعرة منخخه مثخخل عخخدد‬
‫رمال الدنيا حسنات لكان كثيرا ؟ قخال‪ :‬بلخخى يخخا رسخول الخخ‪ ،‬قخال رسخول الخ‬
‫صلى ال عليه واله‪ :‬يا أبا الحسن إن هذا القتل الذي قتلت بخخه هخخذا الرجخخل قخخد‬
‫أوجب ال لك به من الثواب كأنما أعتقت رقابا بعدد رمل عالج الدنيا‪ ،‬وبعخخدد‬
‫كل شعرة على هذا المنافق‪ ،‬وإن أقل ما يعطي ال بعتخخق رقبخخة لمخخن يهخخب لخخه‬
‫بعدد كل شعرة من تلك الرقبة ألف حسنة‪ ،‬ويمحو عنه ألف سيئة‪ ،‬فإن لم يكن‬
‫له فلبيه‪ ،‬فان لم يكن لبيه فلمه‪ ،‬فإن لم يكخخن لهخخا فلخيخخه‪ ،‬فخخإن لخخم يكخخن لخخه‬
‫فلذويه وجيرانه وقراباته‪ .‬ثم قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬أيكم اسخختحيا‬
‫البارحة من أخ له في ال لما رأى به خلة ثم كايد )‪ (1‬الشيطان في ذلخخك الخ‬
‫ولم يزل به حتى غلبه ؟ فقال علي عليه السلم‪ :‬أنا يا رسول ال‪ ،‬فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه واله‪ :‬حدث به يخخا علخخي إخوانخخك المخخؤمنين ليتأسخخوا بحسخخن‬
‫صنيعك فيما يمكنهم‪ ،‬وإن كان أحد منهم لم يلحخخق شخخأنك ولخخم يسخخبق عبادتخخك‬
‫ول يرمقك في سابقة لخخك إلخخى الفضخخائل إل كمخخا يرمخخق الشخخمس إلخخى الرض‬
‫وأقصى المشرق من أقصى المغرب‪ ،‬فقال علي عليه السلم‪ :‬مررت بمزبلخخة‬
‫بني فلن فرأيت رجل من النصار مؤمنخخا قخخد أخخخذ مخخن تلخخك المزبلخخة قشخخور‬
‫البطيخ والقثاء والتين‪ ،‬فهو يأكلها من شدة الجوع‪ ،‬فلمخخا رأيتخخه اسخختحييت مخخن‬
‫أن يرانخخي فيخجخخل‪ ،‬وأعرضخخت عنخخه و مخخررت إلخخى منزلخخي وكنخخت أعخخددت‬
‫لفطخخوري وسخخحوري قرصخخين مخخن شخخعير‪ ،‬فجئت بهمخخا إلخخى الرجخخل فنخخاولته‬
‫إياهما‪ ،‬وقلت‪ :‬أصخب مخن هخذا كلمخا جعخت فخإن الخ عزوجخل يجعخل البركخة‬
‫فيهما‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا الحسن أنا اريد أن أمتحن هذه البركخخة لعلمخخي بصخخدقك فخخي‬
‫قيلك‪ ،‬إني أشتهي لحم فراخ وأشتهاه على أهل منزلي فقلخت‪ :‬اكسخر منخه لقمخا‬
‫بعدد ما تريده من فراخ‪ ،‬فإن ال تعالى يقلبها فراخا بمسألتي إياه بجاه‬

‫)‪ (1‬في )خ(‪ :‬كابد‪.‬‬

‫]‪[26‬‬

‫محمد وآله الطيبين الطاهرين‪ ،‬فأخطر الشيطان ببالي فقال‪ :‬يا أبا الحسن تفعل هخخذا بخخه‬
‫ولعله منافق ؟ فرددت عليه وقلت‪ :‬إن يكن مؤمنا فهو أهل لما أفعل معخخه وإن‬
‫يكن منافقا فأنا للحسان أهل‪ ،‬فليس كل معروف يلحخخق مسخختحقه‪ ،‬وقلخخت‪ :‬أنخخا‬
‫أدعو ال بمحمد وآله الطيبين ليوفقه للخلص والنخخزوع عخخن الكفخخر إن كخخان‬
‫منافقا فخخإن تصخخدقي عليخخه بهخخذا أفضخخل مخخن تصخخدقي عليخخه بالطعخخام الشخخريف‬
‫الموجب للثروة و الغنخخاء‪ ،‬وكابخخدت الشخخيطان ودعخخوت الخ سخخرا مخخن الرجخخل‬
‫بالخلص بجاه محمد وآله الطيبين فارتعدت فرائص الرجل وسقط لخخوجهه‪،‬‬
‫فأقمته وقلت ماذا شأنك ؟ قال كنت منافقا شاكا فيما يقوله محمخخد وفيمخخا تقخخوله‬
‫أنت‪ ،‬فكشف لي ال عن السماوات والرض )‪ (1‬فأبصرت كخخل مخخا تواعخخدان‬
‫من العقوبات‪ ،‬فذلك حين وقخخر اليمخان فخي قلخخبي وأخلخص بخخه جنخاني‪ ،‬وزال‬
‫عني الشك الذي كان يعتورني‪ ،‬فأخخخذ الرجخخل القرصخخين وقلخخت لخخه‪ :‬كخخل شخخئ‬
‫تشتهيه فاكسر من القرص قليل فإن ال يحوله ما تشتهيه وتتمناه وتريخخده فمخخا‬
‫زال ذلك يتقلب شحما ولحما وحلوا ورطبخخا وبطيخخخا وفخخواكه الشخختاء وفخخواكه‬
‫الصيف حتى أظهره ال تعالى من الرغيفين عجبا‪ ،‬وصار الرجل من عتقخخاء‬
‫الخ مخخن النخخار ومخخن عبيخخده المصخخطفين الخيخخار فخخذلك حيخخن رأيخخت جبرئيخخل‬
‫وميكائيل وإسرافيل وملك الموت قد قصد الشيطان كل واحد منهم بمثل جبخخل‬
‫أبي قبيس‪ ،‬فوضع أحدهم عليه يبنيها )‪ (2‬بعضهم على بعض فيهشم‪ ،‬وجعخخل‬
‫إبليس يقول‪ :‬يا رب وعدك وعدك ألم تنظرنخي إلخى يخوم يبعثخون ؟ فخإذا نخداء‬
‫بعض الملئكة‪ :‬أنظرتك لئل تموت ما أنظرتك لئل تهشخم و ترضخض‪ ،‬فقخال‬
‫رسول ال صخخلى الخ عليخخه والخخه‪ :‬يخخا أبخخا الحسخخن كمخخا عانخخدت )‪ (3‬الشخخيطان‬
‫فأعطيت في ال حين نهاك عنه وغلبته فإن ال يخخخزي عنخخك الشخخيطان وعخخن‬
‫محبيك‪ ،‬ويعطيك في الخرة بعدد كل حبة مما أعطيت صاحبك وفيمخخا تتمنخخاه‬
‫ال منه درجة في الجنة أكبر من الدنيا مخخن الرض إلخخى السخخماء‪ ،‬وبعخخدد كخخل‬
‫حبة منها جبل من فضة كذلك‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬والحجب خ ل‪ (2) .‬ويثنيها خ ل‪ .‬ولم نفهم المراد‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬كما كايدت‪.‬‬

‫]‪[27‬‬

‫جبل من لؤلؤ وجبل من ياقوت وجبل من جوهر وجبل من نور رب العزة )‪ (1‬كذلك‬
‫وجبل من زمرد وجبل من زبرجد كذلك‪ ،‬وجبل من مسخخك وجبل مخخن عنخخبر‬
‫كذلك‪ ،‬وإن عدد خدمك في الجنة أكثر من عدد قطر المطر والنبخخات وشخخعور‬
‫الحيوانات‪ ،‬بك يتم ال الخيرات ويمحو عن محبيك السيئات‪ ،‬وبخخك يميخخز ال خ‬
‫المؤمنين من الكخخافرين والمخلصخخين مخخن المنخخافقين‪ ،‬وأولد الرشخخد مخخن أولد‬
‫الغي‪ .‬ثم قال رسول ال صلى ال عليه والخه‪ :‬وأيكخم وقخخى بنفسخه نفخخس رجخخل‬
‫مؤمن البارحة ؟ فقال علي عليه السلم‪ :‬أنا يا رسول ال وقيخخت بنفسخخي نفخخس‬
‫ثابت بن قيس بن شماس النصاري فقال رسخخول ال خ صخخلى الخ عليخخه والخخه‪:‬‬
‫حدث بالقصة إخوانك المؤمنين ول تكشف عن اسم المنخخافقين المكايخخدين لنخخا‪،‬‬
‫فقد كفا كما ال شرهم وأخرهم للتوبة لعلهم يتخخذكرون أو يخشخخون فقخخال علخخي‬
‫عليه السلم‪ :‬إني بينا أسير في بني فلن بظاهر المدينة وبين يدي بعيدا منخخي‬
‫ثخابت بخن قيخس‪ :‬إذ بلخغ بئرا عاديخة عميقخة بعيخدة القعخر‪ ،‬وهنخاك رجخال مخن‬
‫المنافقين‪ ،‬فدفعوه ليرموه في البئر فتماسك ثابت‪ ،‬ثم عخخاد فخخدفعه‪ ،‬والرجخخل ل‬
‫يشعر بي حتى وصلت إليه‪ ،‬وقخخد انخخدفع ثخخابت فخخي الخخبئر‪ ،‬فكرهخخت أن أشخخغل‬
‫بطلب المنافقين خوفا على ثابت‪ ،‬فوقعت في البئر لعلخخي آخخخذه‪ ،‬فنظخخرت فخخإذا‬
‫أنا سبقته إلى قعر البئر‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬وكيف ل تسبقة‬
‫وأنت أرزن منه‪ ،‬ولو لم يكن من رزانتك إل ما في جوفخخك مخخن علخخم الوليخخن‬
‫والخرين الذي أودع ال رسوله وأودعك رسخخوله لكخخان مخخن حقخخك أن تكخخون‬
‫أرزن من كل شئ‪ ،‬فكيف كان حالك وحال ثابت ؟ قال‪ :‬يا رسول ال صخخرت‬
‫إلى قرار البئر واستقررت قائما وكان ذلك أسخخهل علخخي وأخخخف علخخى رجلخخي‬
‫من خطاي التي كنت أخطوها رويدا رويدا‪ ،‬ثم جاء ثابت فانحدر فوقخخع علخخى‬
‫يدي‪ ،‬وقد بسطتها له‪ ،‬فخشيت أن يضرني سقوطه علي أو يضخخره‪ ،‬فمخخا كخخان‬
‫إل كباقة ريحان تناولتها بيدي‪ ،‬ثم نظرت فإذا ذاك المنافق ومعه آخران على‬
‫شفير البئر وهو يقول‪ :‬أردنا واحدا فصار اثنين ! فجاؤوا بصخرة فيهخخا مائتخخا‬
‫من )‪ (2‬فأرسلوها علينا‪،‬‬

‫)‪ (1‬العالمين خ ل‪ (2) .‬في المصدر و )خ(‪ :‬فيها مقدار مائتي من‪.‬‬

‫]‪[28‬‬

‫فخشيت أن تصيب ثابتا فاحتضنته‪ ،‬وجعلت رأسه إلى صدري وانحنيت عليه‪ ،‬فوقعت‬
‫الصخرة على مؤخر رأسي‪ ،‬فما كانت إل كترويحة بمروحة )‪ (1‬روحت بها‬
‫في حمارة القيظ‪ ،‬ثم جاؤوا بصخرة اخرى فيها قخخدر ثلثمخخائة مخخن فأرسخخلوها‬
‫علينا‪ ،‬فانحنيت على ثابت فأصابت مؤخر رأسي‪ ،‬فكانت كماء صخخببت علخخى‬
‫رأسي وبدني في يوم شديد الحر‪ ،‬ثم جاؤوا بصخرة ثالثة فيها قخخدر خمسخخمائة‬
‫من يد يرونها على الرض ل يمكنهم أن يقلبوها‪ ،‬فأرسلوها علينخخا‪ ،‬فخخانحنيت‬
‫على ثابت فأصابت مؤخر رأسي وظهري‪ ،‬فكخخانت كثخخوب نخخاعم صخخببته )‪(2‬‬
‫على بدني ولبسته و تنعمت به‪ ،‬ثم سمعتهم يقولخخون‪ :‬لخخو أن لبخخن أبخخي طخخالب‬
‫وابن قيس مائة ألف روح ما نجت واحخخدة منهخخا مخخن بلء هخخذه الصخخخور‪ ،‬ثخخم‬
‫انصرفوا وقد دفع ال عنا شرهم‪ ،‬فأذن ال لشفير الخخبئر فخخانحط ولقخخرار الخخبئر‬
‫فارتفع‪ ،‬فاستوى القرار والشفير بعد بالرض‪ ،‬فخطونا وخرجنا‪ .‬فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه واله‪ :‬يا أبا الحسن إن ال عزو جل قد أوجب لك بذلك مخخن‬
‫الفضائل والثواب ما ل يعرفه غيره‪ ،‬ينادي مناد يوم القيامة‪ :‬أين محبخخو علخخي‬
‫بن أبي ‪ -‬طالب ؟ فيقوم قوم من الصالحين‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬خذوا بأيدي مخخن شخخئتم‬
‫من عرصات القيامة فأدخلوهم الجنة‪ ،‬فأقل رجل منهم ينجو بشفاعته من أهل‬
‫تلك العرصات ألف ألف رجل‪ ،‬ثم ينادي مناد أين البقية مخن محخخبي علخي بخن‬
‫أبي طالب ؟ فيقومون مقتصدون‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬تمنوا على ال عزوجل ما شئتم‪،‬‬
‫فيتمنون فيفعل بكل واحد منهم ما تمنى‪ ،‬ثم يضعف له مائة ألخخف ضخخعف‪ ،‬ثخخم‬
‫ينادي مناد‪ :‬أين البقية من محبي علخي بخن أبخي طخالب ؟ فيقخوم قخوم ظخالمون‬
‫لنفسهم معتدون عليها‪ ،‬فيقال‪ :‬أين المبغضون لعلي بخخن أبخخي طخخالب ؟ فيخخؤتى‬
‫بهم جم غفير وعدد عظيم كثير‪ ،‬فيقال‪ :‬أل نجعخخل كخخل ألخخف مخخن هخخؤلء فخخداء‬
‫لواحد من محبي علي بن أبي طالب عليه السلم ليدخلوا‬

‫)‪ (1‬روح عليه بالمروحة‪ :‬حرك يده بها يستجلب له الريح‪ .‬والمروحة آلة تحخخرك بهخخا‬
‫الريح عند اشتداد الحر‪ (2) .‬أي لبسته‪.‬‬

‫]‪[29‬‬

‫الجنة‪ ،‬فينجي ال عزوجل محبيك ويجعل أعداءهم فداءهم‪ .‬ثم قخخال رسخخول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه واله‪ :‬هذا الفضل الكرم‪ ،‬محبه محب ال ومحب رسوله ومبغضخخه‬
‫مبغض ال ومبغض رسوله‪ ،‬هم خيار خلق ال من امة محمد صلى ال عليخخه‬
‫واله‪ .‬ثم قال رسول ال صلى ال عليه واله لعلخخي عليخخه السخخلم‪ :‬انظخخر فنظخخر‬
‫إلى عبد ال بن ابي وإلى سبعة نفر من اليهود‪ ،‬فقال‪ :‬قد شاهدت ختم ال على‬
‫قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليخخه والخخه‪:‬‬
‫أنت يا علي أفضل شهداء ال في الرض بعد محمد رسخخول الخخ‪ ،‬قخخال‪ :‬فخخذلك‬
‫قوله‪ " :‬ختم ال على قلوبهم وعلى سخخمعهم وعلخخى أبصخخارهم غشخخاوة )‪" (1‬‬
‫تبصرها الملئكة فيعرفونهم بها‪ ،‬ويبصرها رسول ال صلى ال خ عليخخه والخخه‬
‫ويبصرها خير خلق ال بعده علي بن أبي طالب عليه السلم ثم قخال‪ " :‬ولهخم‬
‫عذاب عظيخم )‪ " (2‬فخي الخخرة بمخا كخان مخن كفرهخم بخال وكفرهخم بمحمخد‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله )‪ .(3‬بيان‪ :‬قد مضى تمام الخبر في باب هداية‬
‫ال وإضلله وباب نوادر معجزات الرسول صخخلى الخ عليخخه والخخه‪ ،‬والخخذهب‬
‫البريز بالكسر‪ :‬الخالص‪ ،‬والباقة‪ :‬الحزمة )‪ (4‬مخخن بقخخل والحمخخارة بتخفيخخف‬
‫وتشديد الراء‪ :‬شدة الحر‪ - 8 .‬م‪ :‬قال علي بن محمد عليهما السلم‪ :‬لما رجخخع‬
‫أمير المؤمنين من صفين ‪ -‬وسقى القوم من الماء الخختي تحخخت الصخخخرة الخختي‬
‫قلبها ‪ -‬ليقعد )‪ (5‬لحاجته فقال بعض منافقي عسكره سوف أنظر إلخخى سخخوأته‬
‫وإلى ما يخرج منخخه‪ ،‬فخخإنه يخخدعي مرتبخخة النخخبي صخخلى الخ عليخخه والخخه لخخخبر‬
‫أصحابي بكذبه‪ ،‬فقال علي عليه السلم لقنبر‪ :‬يا قنبر اذهب إلى تلخك الشخخجرة‬
‫وإلى التي تقابلها ‪ -‬وقد كان بينهما أكثر من فرسخ ‪ -‬فنادهما أن وصي محمد‬
‫يأمر كما أن تتلصقا فقال قنبر‪ :‬يا أمير المخخؤمنين أو يبلغهمخخا صخخوتي ؟ قخخال‬
‫علي عليه السلم‪ :‬إن الذي يبلخغ بصخر عينخك السخماء وبينخخك و بينهخا مسخخيرة‬
‫خمسمائة عام سيبلغهما صوتك‪ ،‬فذهب قنبر فنادى فسعت‬
‫)‪ 1‬و ‪ (2‬سورة البقرة‪ (3) .7 :‬تفسير المخخام‪ (4) .41 - 36 :‬بتقخخديم المهملخخة علخخى‬
‫المعجمة أي ما شد‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬ذهب ليقعد ا‍ه‪.‬‬

‫]‪[30‬‬

‫إحداهما إلى الخرى سعي المتحخابين طخالت غيبخة أحخدهما عخن الخخر واشختد شخوقه‬
‫وانضما‪ ،‬فقال قوم من منافقي العسكر‪ :‬إن عليا يضاهي في سحره رسول ال‬
‫ابن عمه ! ما ذاك رسول ال ول هذا إمام‪ ،‬وإنما هما ساحران ! لكنا سخخندور‬
‫من خلفه فننظر إلى عورته وما يخرج منه‪ ،‬فأوصل ال عخخزو جخخل ذلخخك إلخخى‬
‫اذن علي من قبلهخم فقخال جهخرا‪ :‬يخا قنخبر إن المنخافقين أرادوا مكايخدة وصخي‬
‫رسول ال صخخلى الخ عليخه والخه وظنخوا أنخه ل يمتنخع منهخخم إل بالشخخجرتين‪،‬‬
‫فارجع إليهما ‪ -‬يعني الشجرتين ‪ -‬فقل لهما‪ :‬إن وصي رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه واله يأمر كما أن تعودا إلى مكانكما‪ ،‬ففعل ما أمره به فانقلعتا وعخخدت )‬
‫‪ (1‬كل واحدة تفارق الخرى كهزيمة الجبان مخخن الشخخجاع البطخخل‪ ،‬ثخخم ذهخخب‬
‫علي عليه السلم ورفع ثوبه ليقعد‪ ،‬وقد مضى من المنافقين جماعخخة لينظخروا‬
‫إليه‪ ،‬فلما رفع ثوبه أعمى ال تعالى أبصارهم فلم يبصروا شخخيئا‪ ،‬فولخخوا عنخخه‬
‫وجوههم فأبصروا كما كانوا يبصرون‪ ،‬فنظروا إلى جهته فعمخوا‪ ،‬فمخا زالخوا‬
‫ينظرون إلى جهته ويعمون ويصرفون عنه وجوههم ويبصرون إلى أن فرغ‬
‫علي عليه السلم وقام ورجع‪ ،‬وذلك ثمانون مخخرة مخخن كخخل واحخخدة‪ .‬ثخخم ذهبخخوا‬
‫ينظرون ما خرج عنخه فخاعتقلوا فخخي مواضخعهم فلخم يقخخدروا أن يروهخا‪ ،‬فخإذا‬
‫انصخخرفوا أمكنهخخم النصخخراف‪ ،‬أصخخابهم ذلخخك مخخائة مخخرة حخختى نخخودي فيهخخم‬
‫بالرحيل‪ ،‬فرحلوا وما وصلوا إلخخى مخخا أرادوا مخخن ذلخخك‪ ،‬ولخخم يزدهخخم ذلخخك إل‬
‫عتوا وطغيانا وتماريا في كفرهم وعنادهم‪ .‬فقال بعضهم لبعض‪ :‬انظروا إلخخى‬
‫هخخذا العجخخب مخخن هخخذه آيخخاته و معجزاتخخه ويعجخخز )‪ (2‬عخخن معاويخخة وعمخخرو‬
‫ويزيد ! فنظروا‪ ،‬فأوصل ال عزوجل ذلك من قبلهم إلى اذنه فقال علي عليه‬
‫السلم‪ :‬يا ملئكة )‪ (3‬ايتوني بمعاوية وعمرو ويزيد‪ ،‬فنظروا في الهواء فإذا‬
‫ملئكة كأنهم السودان قد علق كل واحد منهم بواحد‪ ،‬فأنزلوهم إلخخى حضخخرته‬
‫فإذا أحدهم معاوية والخخخر عمخخرو والخخخر يزيخخد‪ ،‬فقخخال علخخي عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫تعالوا فانظروا‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وعخخادت‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬يعجخخز‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬يخخا ملئكخخة‬
‫ربى‪.‬‬

‫]‪[31‬‬
‫إليهم‪ ،‬أما لو شئت لقتلتهم ولكني أنظرهم كمخخا أنظخخر الخ عزوجخخل إبليخخس إلخخى الخخوقت‬
‫المعلوم‪ ،‬إن الذي ترونه بصاحبكم ليس لعجخخز ول دل ؟ ؟‪ ،‬ولكنخخه محنخخة مخخن‬
‫ال عزوجل لينظر كيف تعملون‪ ،‬ولئن طعنتم على علي فلقد طعن الكخخافرون‬
‫والمنافقون قبلكم علخخى رسخخول رب العخخالمين‪ ،‬فقخخالوا‪ :‬إن مخخن طخخاف ملكخخوت‬
‫السماوات والجنان في ليلة ورجع كيف يحتاج إلى أن يهرب ويخخدخل الغخخارو‬
‫يأتي إلى المدينة من مكة في أحد عشر يوما ؟ وإنما هو من ال إذا شاء أراكم‬
‫القدرة لتعرفوا صدق أنبياء ال‪ ،‬وإذا شاء امتحنكم بما تكرهخخون لينظخخر كيخخف‬
‫تعملون‪ ،‬وليظهر حجته عليكم )‪ - 9 .(1‬م‪ :‬قال علي بن الحسين صلوات ال‬
‫عليه‪ :‬كان جد بن قيس تالي عبد ال في النفاق‪ ،‬كما أن عليا عليه السلم كخخان‬
‫تالي رسول ال صلى ال عليه واله في الكمال والجلل والجمخخال وتفخخرد جخخد‬
‫مع عبد ال بن ابي بعد ما سم الرسول صخلى الخ عليخه والخه ولخم يخؤثر فيخه‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬إن محمدا صلى ال عليه واله ماهر في السخخحر وليخخس علخخي كمثلخخه‪،‬‬
‫فاتخذ أنت يا جد لعلي دعوة بعد أن تتقدم في تنبيش أصل حخخائط بسخختانك‪ ،‬ثخخم‬
‫توقف رجال خلف الحائط بخشب يعتمدون بها علخخى الحخخائط ويخخدفعونه علخخى‬
‫علي ومن معه ليموتوا تحته‪ ،‬فجلس علخخي عليخخه السخخلم تحخخت الحخخائط فتلقخخاه‬
‫بيساره وأوقفه‪ ،‬وكان الطعام بين أيديهم‪ ،‬فقخخال عليخخه السخخلم‪ :‬كلخخوا بسخخم الخخ‪،‬‬
‫وجعل يأكل معهم حتى أكلوا وفرغوا‪ ،‬وهو يمسخخك الحخخائط بشخخماله والحخخائط‬
‫ثلثون ذراعا طوله في خمسة عشر سخخمكة )‪ (2‬فخخي ذراعيخخن غلظخخة‪ ،‬فجعخخل‬
‫أصحاب علي عليه السلم يأكلون وهم يقولون‪ :‬يا أخا رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه واله أفتحامي هذا وأنت تأكل ؟ فإنك تتعب في حبسك هخذا الحخائط عنخخا‪،‬‬
‫فقال علي عليه السلم‪ :‬إني لست أجد له من المس بيساري إل أقخخل ممخخا أجخخد‬
‫من ثقل هذه اللقمة بيميني‪ ،‬وهرب جد بخخن قيخخس‪ ،‬وخشخخي أن يكخخون علخخي قخخد‬
‫مات وصحبه‪ ،‬وإن محمدا يطلبه لينتقم منه‪ ،‬واختفى عنخخد عبخخد الخ بخخن ابخخي‪،‬‬
‫فبلغهخخم أن عليخخا عليخخه السخخلم قخخد أمسخخك الحخخائط بيسخخاره وهخخو يأكخخل بيمينخخه‬
‫وأصحابه تحت الحائط لم يموتوا‪ ،‬فقخخال‪ :‬أبخخو الشخخرور وأبخخو الخخدواهي اللخخذان‬
‫أصل التدبير في ذلك‪ :‬إن عليا قد مهر بسحر محمد فل سخبيل لنخا عليخه‪ ،‬فلمخا‬
‫فرغ القوم أقام‬

‫)‪ (1‬تفسير المام‪ (2) .66 - 64 :‬السمك ‪ -‬بسكون الميم ‪ :-‬القامة من كل شئ ثخخخن‬
‫صاعد‪.‬‬

‫]‪[32‬‬

‫علي عليه السلم الحائط بيساره فأقامه وسواه وأرأب صدعه وألخخم شخخعبه )‪ (1‬وخخخرج‬
‫هو والقوم من تحته‪ ،‬فلما رآه رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه والخخه قخخال‪ :‬يخخا أبخخا‬
‫الحسن ضاهيت اليوم أخي الخضر لما أقام الجدار‪ ،‬وما سهل ال ذلخخك لخخه إل‬
‫بدعائه بنا أهل البيت )‪ - 10 .(2‬قب‪ :‬صالح بن كيسان وابخخن رومخخان رفعخخاه‬
‫إلى جابر النصاري قال‪ :‬جاء العباس إلي علي عليه السلم يطخخالبه بميخخراث‬
‫النبي صلى ال عليه واله‪ ،‬فقال له ما كان لرسخول الخ صخلى الخ عليخه والخه‬
‫شئ يورث إل بغلته دلدل وسيفه ذو الفقار ودرعخخه وعمخخامته السخخحاب‪ ،‬وأنخخا‬
‫أربأ بك )‪ (3‬أن تطالب بما ليس لك‪ ،‬فقخخال‪ :‬ل بخخد مخخن ذلخخك وأنخخا أحخخق‪ ،‬عمخخه‬
‫ووارثه دون الناس كلهم‪ ،‬فنهض أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم ومعخخه النخخاس‬
‫حخختى دخخخل المسخخجد‪ ،‬ثخخم أمخخر بإحضخخار الخخدرع والعمامخخة والسخخيف والبغلخخة‬
‫فاحضر‪ ،‬فقال للعباس‪ :‬يا عم إن أطقت النهوض بشئ منها فجميعه لخخك‪ ،‬فخخإن‬
‫ميراث النبياء لوصيائهم دون العالم ولولدهم فخخإن لخخم تطخخق النهخخوض فل‬
‫حق لك فيه‪ ،‬قال‪ :‬نعم فألبسه أمير المؤمنين عليخخه السخخلم الخخدرع بيخخده وألقخخى‬
‫عليه العمامة والسيف‪ ،‬ثم قخال‪ :‬انهخض بالسخيف والعمامخة يخا عخم‪ ،‬فلخم يطخق‬
‫النهوض‪ ،‬فأخذ السيف منه وقال له‪ :‬انهض بالعمامة فإنها آية من نبينا صخخلى‬
‫ال عليه واله فأراد النهوض فلم يقدر على ذلك‪ ،‬وبقي متحيرا‪ ،‬ثم قال لخخه‪ :‬يخخا‬
‫عم وهذه البغلخخة بالبخخاب لخخي خاصخخة ولولخخدي‪ ،‬فخخإن أطقخخت ركوبهخخا فاركبهخخا‪،‬‬
‫فخرج ومعه عدوي‪ ،‬فقال له‪ :‬يا عم رسول ال خدعك علي فيما كنت فيخخه فل‬
‫تخدع نفسك في البغلة‪ ،‬إذا وضعت رجلك في الركاب فاذكر الخ وسخخم واقخخرأ‬
‫" إن ال يمسك السماوات والرض أن تزول " قال‪ :‬فلما نظخخرت البغلخخة إليخخه‬
‫مقبل مع العباس نفرت وصاحت صياحا ما سمعناه منهخخا قخخط‪ ،‬فوقخخع العبخخاس‬
‫مغشيا عليه‪ ،‬واجتمع الناس وأمر بإمساكها فلم يقدر عليها‪ ،‬ثخخم إن عليخخا عليخخه‬
‫السلم دعا البغلة باسم ما سمعناه‪ ،‬فجاءت خاضعة ذليلخخة‪ ،‬فوضخخع رجلخخه فخخي‬
‫الركاب ووثب عليها فاستوى عليها راكبا‪ ،‬فاستدعا أن يركب الحسن‬

‫)‪ (1‬أرأب صدعه أي أصلح شقه‪ .‬وألم شعبه أي جمع ما انفرج من الحائط وضخخمة‪) .‬‬
‫‪ (2‬تفسير المخام‪ 76 :‬و ‪ (3) .77‬يقخال " انخى اربخا بخك عخن ذلخك " أي ل‬
‫ارضاه لك‪.‬‬

‫]‪[33‬‬

‫والحسين عليهما السلم فأمرهما بذلك‪ ،‬ثم لبس علي الدرع والعمامة والسيف وركبهخخا‬
‫و سار عليها إلى منزله وهو يقول‪ :‬هخخذا مخخن فضخخل ربخخي ليبلخخونئ أشخخكر أنخخا‬
‫وهما أم تكفر أنت يا فلن )‪ - 11 .(1‬قب‪ :‬من عجائبه عليه السلم طول مخخا‬
‫لقي من الحروب لم ينهزم قط‪ ،‬ولم ينله فيها شين ول جراح سوء‪ ،‬ولم يبارز‬
‫أحدا إل ظفر به‪ ،‬ول نجا من ضربته أحد فصلح منها‪ ،‬ولخم يفلخت منخه قخرن‪،‬‬
‫ولم يخرج في حروبه إل وهو ماش يهرول طول الدهر بغير جند إلى العدو‪،‬‬
‫وما قدمت راية قوتل تحتهخخا علخخي إل انقلبخخوا صخخاغرين‪ .‬ويخخروى وثبتخخه )‪(2‬‬
‫أربعون ذراعا إلى عمرو ورجوعه إلى خلف عشخرون ذراعخا وذلخك خخارج‬
‫عن العادة‪ ،‬وروي ضربته )‪ (3‬على رجليه وقطعهما بضربة واحخخدة مخخع مخخا‬
‫كان عليه من الثياب والسلح‪ ،‬وروي أنه ضخخرب مرحخخب الكخخافر يخخوم خيخخبر‬
‫على رأسه فقطع العمامة والخوذة والرأس والحلق وما عليه من الجوشن من‬
‫قدام و خلف إلى أن قده بنصفين‪ ،‬ثم حمل على سبعين فارس فبددهم‪ ،‬وتحيخخر‬
‫الفريقان من فعله فانهزموا إلى الحصن‪ .‬وأصل مشهد البوق عند رحبة الشام‬
‫أنه عليه السلم أخبر أن الساعة خرج معاوية في خيله من دمشخخق‪ ،‬وضخخرب‬
‫البوق وسمع ذلك من مسيرة ثمانية عشر يوما‪ ،‬وهو خرق العادة‪ .‬ومنه الدكة‬
‫المشهورة في الكوفة التي يقال‪ :‬إنه رأى منهخخا مكخخة وسخخلم عليهخخا وذلخخك مثخخل‬
‫قولكم‪ :‬يا سارية الجبل )‪ .(4‬ومسجد المجذاف في الرقة‪ ،‬وهو أنخخه لمخخا طلخخب‬
‫الزواريق لحمل الشهداء قالوا‪ :‬الزواريق ترعى‪ ،‬فقال عليخخه السخخلم‪ :‬كلمكخخم‬
‫غث وقمصانكم رث )‪ (5‬لشد ال‬

‫)‪ (1‬مناقب آل ابى طالب ‪ 465 :1‬و ‪ 2) .466‬و ‪ (3‬على صيغة المصخخدر‪ (4) .‬فخخي‬
‫المصخخدر‪ :‬يخخا سخايرة الخيخخل‪ (5) .‬الغخخث مخخن الكلم‪ :‬رديئه‪ .‬وقمصخخان جمخخع‬
‫القميص والرمث‪ :‬البالى‪.‬‬

‫]‪[34‬‬

‫بكم صفا )‪ (1‬ول أشبعكم إل على قتب‪ ،‬وعمل جائزة عظيمة بمنزلة المجخخذاف )‪ (2‬و‬
‫حمل الشهداء عليهخخا‪ ،‬فخربخخت الرقخخة وعمخخرت الرافقخخة )‪ (3‬ول يزالخخون فخخي‬
‫ضنك العيش‪ .‬وروت الغلة أنه عليه السخخلم صخخعد إلخخى السخخماء علخخى فخخرس‬
‫وينظر إليه أصحابه وقال‪ :‬لو أردت لحملت إليكم إبن أبي سفيان‪ ،‬وذلك نحخخو‬
‫قوله‪ " :‬ورفعناه مكانا عليا )‪ ." (4‬وخرج عن أبي زهرة وقطع مسيرة ثلثخخة‬
‫أيام بليلة واحدة‪ ،‬وأصبح عند الكفار وفتح عليه فنزل " والعاديخخات ضخخبحا "‪.‬‬
‫وروي أنه رمي إلى حصن ذات السلسخخل فخخي المنجنيخخق ونخخزل علخخى حخخائط‬
‫الحصن وكان الحصن قد شد على حيطانه سلسل فيها غخخرائر )‪ (5‬مخخن نبخخن‬
‫أو قطن‪ ،‬حتى ل يعمل فيها المنجنيق إذا رمي الحجر‪ ،‬فقالت الغلة‪ :‬فمر فخخي‬
‫الهواء والترس تحت قدميه‪ ،‬ونخخزل علخخى الحخخائط وضخخرب السلسخخل ضخخربة‬
‫واحدة فقطعها‪ ،‬وسقطت الغرائر وفتح الحصن‪ .‬وروت الغلة أنه نزلخخت فيخخه‬
‫" وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من ال فأتاهم ال من حيث لم يحتسخخبوا )‪(6‬‬
‫" وذلك إن صح مثل صعود الملئكة ونزولهم وإسراء النبي صلى الخ عليخخه‬
‫واله )‪ .(7‬تفسير أبي محمخخد العسخخكري عليخخه السخخلم أنخخه أرادت الفجخخرة ليلخخة‬
‫العقبة قتل النبي صلى ال عليه والخخه ومخخن بقخخي فخخي المدينخخة قتخخل علخخي عليخخه‬
‫السلم فلما تبعه وقص عليه بغضاءهم فقال‪ :‬أما ترضى‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬صخخنعا‪ (2) .‬القتخخب ‪ -‬بالكسخخر فالسخخكون ‪ -‬يقخخال‪ :‬قتبخخه أي أطعمخخه‬
‫القتاب وهى المعاء المشوية‪ .‬والجائزة‪ :‬الخشبة المعترضة بين الحخخائطين‬
‫فارسيته " تير "‪ .‬والمجذاف ‪ -‬بالذال المعجمخخة و المهملخخة ‪ :-‬خشخخبة طويلخخة‬
‫مبسوطة أحد الطرفين تسير بهخخا القخخوارب والسخخفن الصخخغيرة‪ (3) .‬الرقخخة ‪-‬‬
‫بالفتخخح ‪ -‬مدينخخة مشخخهورة علخخى الفخخرات مخخن جانبهخخا الشخخرقي‪ .‬والرافقخخة بلخخد‬
‫متصل البناء بالرقة بينهما مقدار ثلثمائة ذراع )المراصد ‪(4) .(595 :2‬‬
‫سخخورة مريخخم‪ (5) .57 :‬جمخخع الغخخرارة ‪ -‬بالكسخخر ‪ :-‬الجوالخخق‪ (6) .‬سخخورة‬
‫الحشر‪ (7) .2 :‬مناقب آل ابى طالب ‪.446 :1‬‬

‫]‪[35‬‬

‫أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ الخبر‪ ،‬فحفروا له حفيخخرة طويلخخة وغطوهخخا‬
‫فلما انصرف وبلغها أنطق ال فرسه فقال‪ :‬سر بخخإذن الخخ‪ ،‬فطفخخرت‪ ،‬ثخخم أمخخر‬
‫بكشفه فرآه عجيبخخا )‪ .(1‬مسخخند أحمخخد وفضخخائله وسخخنن ابخخن ماجخخة‪ :‬قخخال عبخخد‬
‫الرحمن بن أبي ليلى‪ :‬كان أمير المؤمنين عليه السلم يلبس في الخخبرد الشخخديد‬
‫الثوب الرقيق‪ ،‬وفي الحر الشديد القبخخاء والثخخوب الثقيخخل‪ ،‬وكخخان ل يجخخد الحخخر‬
‫والبرد‪ ،‬فكان النبي صلى ال عليه واله دعا له يوم خيبر فقال‪ :‬كفاك ال الحر‬
‫والبرد‪ ،‬وفي رواية‪ :‬اللهخخم قخخه الحخخر والخخبرد‪ ،‬وفخخي روايخخة‪ :‬اللهخخم اكفخخه الحخخر‬
‫والبرد )‪ .(2‬سهل بن حنيف في حديثه أنه لما أخذ معاوية مورد الفخخرات أمخخر‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم لمالك الشتر أن يقول لمخخن علخخى جخخانب الفخخرات‪:‬‬
‫يقول لكم علي‪ :‬اعدلوا عن الماء‪ ،‬فلما قال ذلك عدلوا عنخخه‪ ،‬فخخورد قخخوم أميخخر‬
‫المؤمنين الماء وأخذوا منه‪ ،‬فبلغ ذلك معاوية فأحضرهم وقال لهخخم فخخي ذلخخك‪،‬‬
‫فقال إن عمرو بخخن العخخاص جخخاء وقخخال‪ :‬إن معاويخخة يخخأمركم أن تفرجخخوا عخخن‬
‫الماء‪ ،‬فقال معاوية لعمرو‪ :‬إنك لتأتي أمرا ثم تقول ما فعلته ؟ ! فلما كان مخخن‬
‫غخخد وكخخل معاويخخة حجخخل بخخن العتخخاب النخعخخي فخخي خمسخخة آلف‪ ،‬فأنفخخذ أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم مالكا فنادى مثل الول‪ ،‬فمال حجل عن الشريعة فخخورد‬
‫أصحاب علي عليه السلم وأخذوا منه‪ ،‬فبلغ ذلك معاوية فأحضر حجل وقال‬
‫له في ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬إن ابنك يزيد أتاني فقال‪ :‬إنك أمخخرت بخخالتنحي عنخخه ! فقخخال‬
‫ليزيد في ذلك فأنكر‪ ،‬فقال معاوية‪ :‬فإذا كان غدا فل تقبل من أحخخد ولخخو أتيتخخك‬
‫حتى تأخذ خاتمي‪ ،‬فلما كخان اليخخوم الثخخالث أمخخر أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫لمالك مثل ذلك‪ ،‬فرأى حجل معاوية وأخذ منه خخخاتمه وانصخخرف عخخن المخخاء‪:‬‬
‫وبلغ معاوية فدعاه وقال له في ذلك‪ ،‬فأراه خاتمه‪ ،‬فضرب معاويخخة يخخده علخخى‬
‫يده فقال‪ :‬نعم وإن هذا من دواهي علي‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فرأى عجبا‪ (2) .‬مناقب آل ابى طالب ‪.448 :1‬‬

‫]‪[36‬‬
‫وحدثني محمد الشوهاني بإسناده أنه قدم أبو الصمصام العبسخخي )‪ (1‬إلخخى النخخبي عليخخه‬
‫ئئ المطر ؟ وأي شئ في بطخخن نخخاقتي هخخذه ؟ وأي شخخئ‬ ‫السلم وقال متى يج ‍‬
‫يكون غدا ؟ ومتى أموت ؟ فنزل " إن ال عنخخده علخخم السخخاعة )‪ " (2‬اليخخات‪،‬‬
‫فأسلم الرجل ووعد النبي صلى ال عليه واله أن يأتي بأهله‪ ،‬فقخخال‪ :‬اكتخخب يخخا‬
‫أبا الحسن‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم أقر محمد بن عبد ال بن عبخخد المطلخخب‬
‫بن هاشم بن عبد مناف وأشهد على نفسه في صحة عقله وبدنه وجخخواز أمخخره‬
‫أن لبي الصمصام العبسي عليه وعنده وفي ذمته ثمانين ناقة حمخخر الظهخخور‬
‫بيض العيون سود الحدق‪ ،‬عليها من طرائف اليمخخن ونقخخط الحجخخاز " وخخخرج‬
‫أبو الصمصام ثم جاء في قومه بني عبخخس كلهخخم مسخخلمين‪ ،‬وسخخأل عخخن النخخبي‬
‫صلى ال عليه واله فقالوا‪ :‬قبض‪ ،‬قال‪ :‬فمخخن الخليفخخة مخخن بعخخده ؟ فقخخالوا‪ :‬أبخخو‬
‫بكر‪ ،‬فدخل أبو الصمصام المسجد وقال‪ :‬يا خليفة رسول ال صلى ال خ عليخخه‬
‫واله إن لي على رسول ال صلى ال عليخخه والخخه ثمخخانين ناقخخة حمخخر الظهخخور‬
‫بيض العيون سود الحدق‪ ،‬عليها من طرائف اليمن ونقخخط الحجخخاز‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫أخا العرب سألت ما فوق العقل‪ ،‬وال مخخا خلخخف رسخخول الخ إل بغلتخخه الدلخخدل‬
‫وحمارة اليعفور وسيفه ذا الفقار ودرعه الفاضل‪ ،‬أخذها كلهخخا علخخي بخخن أبخخي‬
‫طالب عليه السلم وخلف فينا فدك فأخذناها بحق‪ ،‬ونبينا صلى ال عليه والخخه‬
‫ل يخخورث‪ ،‬فصخخاح سخخلمان " كخخردي ونكخخردي‪ ،‬و حخخق أزميخخر بخخبردي‪ ،‬ردوا‬
‫العمل إلى أهله " ثم ضرب بيده إلى أبي الصمصام فأقامه إلى منزل علي بن‬
‫أبي طالب عليه السلم فقرع الباب فنادى علخخي ادخخخل يخخا سخخلمان ادخخخل أنخخت‬
‫وأبو الصمصام‪ ،‬فقخال أبخو الصمصخام‪ :‬هخذه اعجوبخة مخن هخذا الخذي سخماني‬
‫باسمي ولم يعرفني ؟ فعد سلمان فضائل علي عليخخه السخخلم فلمخخا دخخخل وسخخلم‬
‫عليه قال‪ :‬يا أبا الحسن إن لي على رسول ال صلى ال عليه واله ثمانين ناقة‬
‫ووصفها‪ ،‬فقال علي عليه السلم‪ :‬أمعك حجة ؟ فدفع إليه الوثيقة‪ ،‬فقخخال علخخي‬
‫عليه السلم‪ :‬يا سلمان ناد في الناس أل من أراد أن ينظر إلى دين رسول ال‬
‫صلى ال عليه واله فليخرج غخخدا إلخخى خخخارج المدينخخة‪ ،‬فلمخخا كخخان الغخخد خخخرج‬
‫الناس و خرج علي عليه السلم وأسر إلى ابنه الحسن سخخرا وقخخال‪ :‬امخخض يخخا‬
‫أبا الصمصام مع ابني‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ " :‬ابو الضمضام " في المواضع‪ (2) .‬سورة لقمان‪.34 :‬‬

‫]‪[37‬‬

‫الحسن إلى الكثيب مخخن الرمخخل‪ ،‬فمضخخى عليخخه السخخلم ومعخخه أبخخو الصمصخخام‪ ،‬فصخخلى‬
‫الحسن عليه السلم ركعتين عند الكثيب‪ ،‬وكلم الرض بكلمخخات ل نخخدري مخخا‬
‫هي‪ ،‬وضرب الكثيب بقضيب رسول ال صلى ال عليه واله فخخانفجر الكخخثيب‬
‫عن صخرة ململمة )‪ ،(1‬مكتوب عليهخخا سخخطران مخخن نخخور‪ ،‬السخخطر الول "‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم " والثاني " ل إله إل ال محمد رسول ال صخخلى الخ‬
‫عليه واله " فضرب الحسن عليه السخخلم الصخخخرة بالقضخخيب فخخانفجرت عخخن‬
‫خطخخام ناقخخة‪ ،‬فقخخال الحسخخن عليخخه السخخلم‪ :‬اقتخخد يخخا أبخخا الصمصخخام‪ ،‬فاقتخخاد أبخخو‬
‫الصمصام ثمانين ناقة حمر الظهور بيخخض العيخخون سخخود الحخخدق‪ ،‬عليهخخا مخخن‬
‫طرائف اليمن ونقخخط الحجخخاز‪ ،‬ورجخخع إلخخى علخخي بخخن أبخخي طخخالب فقخخال عليخخه‬
‫السلم‪ :‬استوفيت يا أبا الصمصام ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فسلم الوثيقخخة فسخخلمها إلخخى‬
‫علي بن أبي طالب عليه السلم فأخذها وخرقها‪ ،‬ثم قال‪ :‬هكذا أخخخبرني أخخخي‬
‫وإبن عمي رسول ال صلى ال عليه واله إن الخ خلخخق هخخذه النخخوق مخخن هخخذه‬
‫الصخرة قبل أن يخلق ناقة صالح بألفي عخخام فقخخال المنخخافقون هخخذا مخخن سخخحر‬
‫علي قليل )‪ .(2‬بيان‪ :‬قوله‪ " :‬نقط الحجاز " أقول‪ :‬الظاهر أنه تصخخحيف لقخخط‬
‫باللم‪ ،‬قال الفيروز آبادي‪ :‬اللقط محركة‪ :‬ما يلتقط من السنابل‪ ،‬وقطخخع ذهخخب‬
‫توجد في المعدن‪ - 12 .‬قخخب‪ :‬مخخن معجزاتخخه عليخخه السخخلم تسخخخيره الجماعخخة‬
‫اضطرارا لنقل فضائله مع ما فيها من الحجة عليهم‪ ،‬حتى إن أنكره واحد رد‬
‫عليه صاحبه وقال‪ :‬هذا في التواريخخخ والصخخحاح والسخخنن والجوامخخع والسخخير‬
‫والتفاسير مما أجمعوا على صحته‪ ،‬فإن لم يكن في واحد يكن في آخر‪ ،‬ومخخن‬
‫جملة ذلك ما أجمعوا عليه‪ ،‬وروى مناقبه خلق كخثير منهخم حخختى صخار علمخا‬
‫ضروريا‪ ،‬كما صنف ابن جرير الطبري كتاب الغدير‪ ،‬وابن الشخخاهين كتخخاب‬
‫المنخخاقب وكتخخاب فضخخائل فاطمخخة عليهخخا السخخلم‪ ،‬ويعقخخوب بخخن شخخيبة تفضخخيل‬
‫الحسن والحسين عليهما السلم ومسند أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم وأخبخخاره‬
‫وفضائله‪ ،‬والجاحظ كتاب العلوية وكتاب فضخل بنخخي هاشخم علخى بنخي اميخخة‪،‬‬
‫وأبو نعيم الصفهاني منقبة المطهرين في فضائل‬

‫)‪ (1‬لملم الحجر‪ :‬جعله مستديرا كالكرة‪ (2) .‬مناقب آل ابى طالب ‪ 470 :1‬و ‪.471‬‬

‫]‪[38‬‬

‫أمير المؤمنين عليه السلم وما نزل من القرآن في أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم وأبخخو‬
‫المحاسن الروياني الجعفريات‪ ،‬والموفق المكي كتاب قضخخايا أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم وكتاب رد الشمس لمير المؤمنين عليه السلم‪ ،‬وأبو بكر محمخخد‬
‫بن مؤمن الشيرازي كتاب نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين عليه السلم‪،‬‬
‫وأبو صالح عبد الملك المخخؤذن كتخخاب الربعيخخن فخخي فضخخائل الزهخخراء عليهخخا‬
‫السلم‪ ،‬وأحمد بن حنبل مسند أهل البيت وفضخخائل الصخخحابة‪ ،‬وأبخخو عبخخد الخ‬
‫محمخخد بخخن أحمخخد النطنخخزي الخصخخائص العلويخخة علخخى سخخائر البريخخة‪ ،‬وابخخن‬
‫المغازلي كتاب المناقب‪ ،‬و أبو القاسم البستي كتاب الدرجات‪ ،‬والخطيب أبخخو‬
‫تراب كتاب الحدائق مع الكتمان والميل‪ .‬وذلخخك خخخرق العخخادة‪ ،‬شخخهد بفضخخائله‬
‫معادوه وأقخر بمنخخاقبه جاحخخدوه‪ .‬ومخن جملخة ذلخخك كخخثرة منخخاقبه مخخع مخا كخخانوا‬
‫يخخدفنونها ويتوعخخدون علخخى روايتهخخا‪ ،‬روى مسخخلم والبخخخاري وابخخن بطخخة‬
‫والنطنزي عن عائشة في حديثها بمرض النبي صلى ال عليه واله فقالت في‬
‫جملة ذلك‪ :‬فخرج النبي صلى ال عليه واله بين رجلين من أهل بيته أحخخدهما‬
‫الفضل و رجل آخر‪ ،‬يخط قدماه عاصبا رأسه‪ .‬يعني عليا عليه السلم‪ .‬وقخخال‬
‫معاوية لبن عباس‪ :‬إنا كتبنا فخخي الفخخاق ننهخخي عخخن ذكخخر منخخاقب علخخي عليخخه‬
‫السلم فكف لسانك‪ ،‬قال‪ :‬أفتنهانا عن قراءة القخخرآن ؟ قخخال‪ :‬ل‪ ،‬قخخال‪ :‬أفتنهانخخا‬
‫عن تأويله قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أفنقرؤه ول نسأل ؟ قال سل عن غيخخر أهخخل بيتخخك !‬
‫قال‪ :‬إنه منزل علينا أفتسأل غيرنا ؟ أتنهانا أن نعبخخد ال خ ؟ فخخإذا تهلخخك المخخة‪،‬‬
‫قال‪ :‬اقرؤوا ول ترووا ما أنزل ال فيكم " يريدون ليطفؤا نور ال بأفواههم )‬
‫‪ " (1‬ثم نادى معاوية‪ :‬أن )‪ (2‬برئت الذمة ممن روى حديثا من مناقب علي‪،‬‬
‫حتى قال عبد ال بن شداد الليثي‪ :‬وددت أني اتخخرك أن احخخدث بفضخخائل علخخي‬
‫بن أبي طالب عليه السلم يوما إلى الليل وأن عنقخخي ضخخربت فكخخان المحخخدث‬
‫يحدث بحديث في الفقه أو يأتي بحديث المبارزة فيقول‪ :‬قال رجل من قريش‪،‬‬
‫وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول‪ :‬حدثني رجل من أصخخحاب رسخخول ال خ‬
‫صلى ال عليه واله‪ ،‬وكان الحسن البصري يقول‪ :‬قال أبو زينب‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة الصف‪ (2) .8 :‬في المصدر‪ :‬انى‪.‬‬

‫]‪[39‬‬

‫وسئل ابن جبير عن حامل اللواء فقال‪ :‬كأنخخك رخخخي البخخال‪ .‬ورأى رجخخل أعرابيخخة فخخي‬
‫مسجد تقخخول‪ :‬يخخا مشخخهورا فخخي السخخماوات ويخخا مشخخهورا فخخي الرضخخين )ويخخا‬
‫مشهورا في الدنيا( ويا مشهورا في الخخخرة جهخخدت الجبخخابرة والملخخوك علخخى‬
‫إطفاء نخخورك وإخمخخاد ذكخرك فخأبى الخ لخخذكرك إل علخوا ولنخورك إل ضخخياء‬
‫ونماء ولو كره المشركون‪ ،‬فقيل‪ :‬لمخخن تصخخفين ؟ قخالت‪ :‬ذاك أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السخلم‪ ،‬فخالتفت فلخم يخر أحخدا‪ .‬ومخن ذلخك مخا طبقخت الرض بالمشخاهد‬
‫لولده‪ ،‬وفشت المنامات من مناقبه‪ ،‬فيبرئ الزمنى ويفرج المبتلى وما سخمع‬
‫هذا لغيره عليه السلم )‪ - 13 .(1‬م‪ :‬قال المخام عليخه السخلم‪ :‬إن رجل مخن‬
‫محبي علي بن أبي طالب عليه السلم كتب إليه من الشام‪ :‬يا أميخخر المخخؤمنين‬
‫أنا بعيالي مثقل‪ ،‬وعليهم إن خرجت خائف وبأموالي التي اخلفهخخا إن خرجخخت‬
‫ظنين‪ ،‬وأخخخر اللحخخاق )‪ (2‬بخخك والكخخون فخخي جملتخخك و الخفخخوق فخخي خخخدمتك‪،‬‬
‫فجدلي يا أمير المؤمنين‪ ،‬فبعث إليه علي عليه السلم‪ :‬أجمخخع أهلخخك و عيالخخك‬
‫وحصل عندهم مالك‪ ،‬وصل على ذلك كلخخه علخخى محمخخد وآلخخه الطخخاهرين‪ ،‬ثخخم‬
‫قل‪ :‬اللهم هذه كلها ودائعي عندك بأمر عبدك ووليك علي بن أبخخي طخخالب‪ ،‬ثخخم‬
‫قم وانهض إلي‪ ،‬ففعل الرجل ذلك واخخخبر معاويخخة بهربخخه إلخخى علخخي بخخن أبخخي‬
‫طخخالب عليخخه السخخلم‪ ،‬فخخأمر معاويخخة أن تسخخبى عيخخاله ويسخخترقوا‪ ،‬وأن تنهخخب‬
‫أمواله‪ ،‬فذهبوا فألقى ال عليهم شبه عيال معاويخخة وحاشخخيته وأخخخص حاشخخيته‬
‫كيزيد بن معاوية يقولون‪ :‬نحخخن أخخذنا هخخذا المخال وهخخو لنخخا‪ ،‬وأمخا عيخخاله فقخد‬
‫استرققناهم وبعثناهم إلى السوق‪ ،‬فكفوا لما رأو ذلك‪ ،‬وعرف ال عياله أنه قد‬
‫ألقى عليهم شبه عيال معاوية وعيال خاصخخة يزيخخد‪ ،‬فأشخخفقوا مخخن أمخخوالهم أن‬
‫تسخخرقها اللصخخوص‪ ،‬فمسخخخ المخخال عقخخارب وحيخخات‪ ،‬كلمخخا قصخخد اللصخخوص‬
‫ليأخذوا منه لذعوا ولسعوا‪ ،‬فمات منهم قوم وضخخني آخخخرون‪ ،‬ودفخخع الخ عخخن‬
‫ماله بذلك إلى أن قال علي عليه السلم يوما للرجل‪ :‬أتحخخب أن يأتيخخك عيالخخك‬
‫ومالك ؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال علي عليه السلم‪ :‬ايت بهم‪ ،‬فإذاهم بحضرة الرجل ل‬
‫يفقد من عياله وماله شيئا‪ ،‬فأخبروه‬

‫)‪ (1‬مناقب آل ابى طالب ‪ 484 :1‬و ‪ (2) .485‬في المصدر‪ :‬ضنين‪ ،‬وأحب اللحاق‪.‬‬

‫]‪[40‬‬

‫بما ألقى ال تعالى من شبه عيال معاوية وخاصته وحاشخية يزيخد عليهخم‪ .‬وبمخا مسخخه‬
‫من أمواله عقارب وحيات تلسع اللص الذي يريد أخذ شخخئ منخخه‪ ،‬وقخخال علخخي‬
‫عليه السلم إن ال تعالى ربما أظهر آية لبعض المؤمنين ليزيد فخخي بصخخيرته‬
‫ولبعخخض الكخخافرين ليبخخالغ فخخي العخخذار إليخخه )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬الخفخخوق‪ :‬التحخخرك‬
‫والضطراب‪ ،‬وفي بعض النسخ بالفائين بمعنى الحاطخخة‪ ،‬وضخني كرضخخي‪:‬‬
‫مرض مرضا مخامرا كلما ظن برؤه نكس‪ - 14 .‬م‪ :‬إن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله لما نص على علي عليه السلم بالفضيلة والمامة و سكن إلى ذلك‬
‫قلوب المؤمنين وعاند فيه أصناف الجاحخخدين مخخن المعانخخدين وشخخك فخخي ذلخخك‬
‫ضعفاء من الشخخاكين وغخخاض )‪ (2‬فخخي صخخدور المنخخافقين العخخداوة والبغضخخاء‬
‫والحسد والشحناء حتى قال قائل من المنافقين‪ :‬لقخخد أسخخرف محمخخد صخخلى الخ‬
‫عليه وآله في مدح نفسه ثم أسرف في مدح أخيه علي عليه السخخلم ومخخا ذلخخك‬
‫من عند رب العالمين ولكنه في ذلك من المقبولين )‪ (3‬يريخخد أن يثبخخت لنفسخخه‬
‫الرئاسة علينا ولعلي بعد موته قخخال الخ تعخخالى‪ :‬يخخا محمخخد قخخل لهخخم‪ :‬وأي شخخئ‬
‫أنكرتم من ذلك ؟ هو عظيم كريم حكيم‪ ،‬ارتضى عبادا من عبخخاده واختصخخهم‬
‫بكرامات )‪ (4‬لما علم من حسن طاعتهم وانقيادهم لمره‪ ،‬ففوض إليهم امور‬
‫عباده وجعل عليهم سياسة خلقه بالتدبير الحكيم الذي وفقهخخم لخخه‪ ،‬أو ل تخخرون‬
‫ملوك الرض إذا ارتضى أحدهم خدمة بعخخض عبيخخده ووثخخق بحسخخن إطخخاعته‬
‫فيما يندبه له )‪ (5‬من امور ممالكه جعل ما وراء بابه إليه‪ ،‬واعتمد في سياسة‬
‫جيوشه ورعاياه عليه‪ ،‬كذلك محمد في التدبير الذي رفعه له ربه‪ ،‬وعلخي مخن‬
‫بعخخده الخخذي جعلخخه وصخخيه وخليفتخخه فخخي أهلخخه وقاضخخي دينخخه ومنجخخز عخخداته‬
‫والمؤازر لوليائه والمناصب لعدائه‪ ،‬فلم يقنعوا بخخذلك ولخخم يسخخلموا وقخخالوا‪:‬‬
‫ليس الخذي يسخنده إلخى ابخن أبخي طخالب بخأمر صخغير‪ ،‬إنمخا هخو دمخاء الخلخق‬
‫ونساؤهم‬
‫)‪ (1‬تفسير المام‪ (2) .170 :‬كخخذا فخخي )ك(‪ .‬وفخخى غيخخره مخخن النسخخخ وكخخذا المصخخدر‪:‬‬
‫فاض‪ (3) .‬في هامش المصدر‪ :‬من المتقولين‪ (4) .‬في )خ(‪ :‬بكراماته‪(5) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬بحسن اصطناعه فيما يندب له‪.‬‬

‫]‪[41‬‬

‫وأولدهم وأموالهم وحقوقهم وأنسابهم ودنياهم وآخرتهم‪ ،‬فليأتنا بآية يليق بجللخخة هخخذه‬
‫الولية‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬أما كفاكم نور علي المشرق في‬
‫الظلمات الذي رأيتموه ليلة خروجه من عند رسول ال إلى منزله ؟ أما كفاكم‬
‫أن عليا جاز و الحيطان بين يديه‪ ،‬ففتحت لخخه وطرقخخت ثخخم عخخادت والتخخأمت ؟‬
‫أما كفاكم يوم غدير خم أن عليخخا لمخخا أقخخامه رسخخول الخ رأيتخخم أبخخواب السخخماء‬
‫مفتحة والملئكة منهخا مطلعيخن تنخاديكم هخذا ولخي الخ فخاتبعوه وإل حخل بكخم‬
‫عذاب ال فاحخخذروه ؟ أمخخا كفخخاكم رؤيتكخخم علخخي بخخن أبخخي طخخالب وهخخو يمشخخي‬
‫والجبال يسير بين يخديه لئل يحتخاج إلخخى النحخخراف عنهخخا فلمخا جخاز رجعخخت‬
‫الجبال إلى أماكنها ؟ ثم قال‪ :‬اللهم زدهم آيخات فإنهخا عليخك سخهلت يسخيرات‬
‫لتزيد حجتك عليهخخم تأكيخخدا‪ ،‬قخخال‪ :‬فرجخخع القخخوم إلخخى بيخخوتهم فخخأرادوا دخولهخخا‬
‫فاعتقلتهم الرض ومنعتهم ونادتهم‪ :‬حرام عليكم دخولها حتى تؤمنخخوا بوليخخة‬
‫علي عليه السلم قالوا‪ :‬آمنا ودخلوا‪ ،‬ثم ذهبوا ينزعون ثيابهم ليلبسوا غيرهخخا‬
‫فثقلت عليهم ولم يقلوها )‪ (1‬ونادتهم‪ :‬حرام عليكخخم سخخهولة نزعهخخا )‪ (2‬حخختى‬
‫تقروا بولية علي عليه السلم فأقروا ونزعوها‪ ،‬ثم ذهبوا ليلبسوا ثياب الليخخل‬
‫فثقلت عليهم ونخخادتهم‪ :‬حخخرام عليكخخم لبسخخنا حخختى تعخخترفوا بوليخخة علخخي عليخخه‬
‫السلم فاعترفوا‪ ،‬فذهبوا يأكلون فثقلت عليهم اللقم وما لم يثقل منها اسخختحجر‬
‫في أفخواههم‪ ،‬ونخادتهم‪ :‬حخرام عليكخم أكلنخا حختى تعخترفوا بوليخة علخي عليخه‬
‫السلم فاعترفوا‪ ،‬ثم ذهبوا يبولون ويتغوطون فتعذر عليهم ونخخادتهم بطخخونهم‬
‫ومذاكيرهم‪ :‬حرام عليكم السلمة منخخا حخختى تعخخترفوا بوليخخة علخخي بخخن أبخخي ‪-‬‬
‫طالب عليه السلم فاعترفوا‪ ،‬ثم ضجر بعضهم وقال‪ " :‬اللهم إن كان هذا هو‬
‫الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السخخماء أو ائتنخخا بعخخذاب أليخخم )‪" (3‬‬
‫قال ال تعالى‪ " :‬وما كان ال ليعذبهم وأنت فيهم " فإن عذاب الصطلم )‪(4‬‬
‫العام إذا نزل نزل بعد خروج‬

‫)‪ (1‬أي لم يرفعوها‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬نزعنخخا‪ (3) .‬سخخورة النفخخال‪ .32 :‬ومخخا بعخخدها‬
‫ذيلها‪ (4) .‬اصطلمه‪ :‬استأصله‪.‬‬

‫]‪[42‬‬
‫النبي صلى ال عليه والخخه مخخن بيخخن أظهرهخخم‪ ،‬ثخخم قخال الخ عزوجخخل‪ " :‬ومخخا كخخان الخ‬
‫معذبهم وهم يستغفرون " يظهرون التوبة والنابة‪ ،‬فإن من حكمخخه فخخي الخخدنيا‬
‫أن يأمرك بقبول الظاهر وتخخرك التفخختيش عخخن البخخاطن‪ ،‬لن الخخدنيا دار إمهخخال‬
‫وإنظار والخرة دار الجزاء بل بعد‪ ،‬قال‪ " :‬وما كان ال معذبهم " وفيهم من‬
‫يستغفر لن هؤلء لو ل أن فيهم )‪ (1‬من علم ال أنه سيؤمن أو أنخخه سخخيخرج‬
‫من نسله ذرية طيبة يجخخود ربخخك علخخى هخخؤلء باليمخخان وثخخوابه ول يقتطعهخخم‬
‫باخترام )‪ (2‬آبائهم الكفار ولول ذلك لهلكهم‪ ،‬فذلك قخخول رسخخول الخخ‪ :‬كخخذلك‬
‫اقترح الناصبون آيات في علي عليه السخخلم حخختى اقخخترحوا مخخا ل يجخخوز فخخي‬
‫حكمته‪ ،‬جهل بأحكام ال واقتراحا للباطيل علخخى ال خ )‪ - 15 .(3‬يخخل‪ :‬روي‬
‫عن الصادق عليه السلم أن أمير المؤمنين عليه السخخلم بلغخخه عخخن عمخخر بخخن‬
‫الخطاب أمر‪ ،‬فأرسل إليه سلمان رضي ال عنه وقال‪ :‬قل له‪ :‬قد بلغني عنخخك‬
‫كيت وكيت‪ ،‬وكرهت أن أعتب عليك في وجهخك‪ ،‬فينبغخي أن ل يقخال فخي إل‬
‫الحق‪ ،‬فقد غصبت حقي على القذى وصبرت حتى تبلغ الكتاب أجله‪ ،‬فنهخخض‬
‫سلمان رضي ال عنه وبلغه ذلك وعاتبه‪ ،‬وذكر مناقب أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم وذكر فضائله وبراهينه فقخخال عمخخر‪ :‬عنخخدي الكخخثير مخخن فضخخائل علخخي‬
‫عليه السلم ولست بمنكر فضله إل أنخخه يتنفخخس الصخخعداء ويظهخخر البغضخخاء‪،‬‬
‫فقال له سلمان رضي ال عنه‪ :‬حدثني بشئ مما رأيته منه فقخال عمخخر‪ :‬يخا أبخا‬
‫عيد ال نعم خلوت به ذات يوم في شئ من أمر الجيخخش‪ ،‬فقطخخع حخخديثي وقخخام‬
‫من عندي وقال‪ :‬مكانك حتى أعود إليك‪ ،‬فقخخد عرضخخت لخخي حاجخخة‪ ،‬فمخخا كخخان‬
‫أسرع أن رجع علي ثانية وعلخخى ثيخخابه وعمخخامته غبخخار كخخثير‪ ،‬فقلخخت لخخه‪ :‬مخخا‬
‫شأنك ؟ فقال‪ :‬أقبل نفر من الملئكة وفيهم رسخخول ال خ صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫يريدون مدينة بالمشرق يريدون مدينة جيحون‪ ،‬فخرجت لسخخلم عليخخه‪ ،‬وهخخذه‬
‫الغبرة ركبتني من سرعة المشي‪ ،‬فقال عمر‪ :‬فضحكت متعجبا حتى استلقيت‬
‫على قفائي‪ ،‬وقلت له‪ :‬النبي صلى ال عليه واله قد مات‬

‫)‪ (1‬في المصخخدر‪ :‬لخخو أن فيهخخم‪ (2) .‬اخخخترمه‪ :‬أهلكخخه واستأصخخله‪ (3) .‬تفسخخير المخخام‪:‬‬
‫‪ 265‬و ‪.266‬‬

‫]‪[43‬‬

‫وبلي وتزعم أنك لقيتخخه السخخاعة وسخخلمت عليخخه ؟ ! فهخخذا مخخن العجخخائب وممخخا ل يكخخون‬
‫فغضب علي عليه السلم ونظر إلي وقال‪ :‬تكذبني يا ابن الخطاب ؟ فقلت‪ :‬ل‬
‫تغضب وعد إلى ما كنا فيه فإن هذا مما ل يكون أبخخدا‪ ،‬قخخال‪ :‬فخخإن أنخخت رأيتخخه‬
‫حتى ل تنكر منه شيئا استغفرت ال مما قلت وأضخخمرت وأحخخدثت توبخخة ممخخا‬
‫أنت فيه وتركت حقا لخخي ؟ فقلخخت‪ :‬نعخخم‪ ،‬فقخخال‪ :‬قخخم‪ ،‬فقمخخت معخخه فخرجنخا إلخخى‬
‫طرف المدينة‪ ،‬وقال لي‪ :‬غمخخض عينيخخك فغمضخختهما‪ ،‬فقخال‪ :‬افتحهمخا ففعلخخت‬
‫ذلك‪ ،‬فإذا أنا برسول ال صلى الخ عليخخه والخخه معخخه نفخخر مخخن الملئكخخة‪ ،‬فلمخخا‬
‫أطلت النظر قال لي‪ :‬هل رأيته ؟ فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬غمض عينيك فغمضتهما‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬افتحهما فخإذا ل عيخن ول أثخر‪ .‬فقلخت لخه‪ :‬هخل رأيخت مخن علخي عليخه‬
‫السلم غير ذلك ؟ قال‪ :‬نعم إنه استقبلني يومخخا وأخخخذ بيخخدي ومضخخى بخخي إلخخى‬
‫الجبانة‪ ،‬وكنا نتحدث في الطريق‪ ،‬وكان بيخخده قخخوس فلمخخا صخخرنا فخخي الجبانخخة‬
‫رمى بقوسه من يده فصار ثعبانا عظيما مثل ثعبان موسى عليه السلم وفتخخح‬
‫فاه وأقبل ليبتلعني‪ ،‬فلما رأيت ذلك طار قلبي من الخوف وتنحيخخت وضخخحكت‬
‫في وجه علي عليه السلم وقلت‪ :‬المان يا علي بن أبي طالب واذكر ما بيني‬
‫وبينك من الجميل‪ ،‬فلما سمع هذا القول افخختر )‪ (1‬ضخخاحكا وقخخال‪ :‬لطفخخت فخخي‬
‫الكلم ونحن أهل بيت نشكر القليل‪ ،‬فضرب بيده إلى الثعبان وأخذه بيده فخخإذا‬
‫هو قوسه الذي كان بيده‪ .‬ثم قال عمر‪ :‬يا سلمان إني كتمت ذلك عن كخخل أحخخد‬
‫وأخبرتك به يا أبا ‪ -‬عبد ال‪ ،‬فإنهم أهل بيت يتوارثخخون هخخذه العجوبخخة كخخابر‬
‫عن كابر‪ ،‬ولقد كان إبراهيم يأتي بمثل ذلك وكان أبو طالب وعبد ال خ يأتيخخان‬
‫بمثل ذلك في الجاهلية‪ ،‬وأنا ل انكر فضل علي عليه السلم وسخخابقته ونجخخدته‬
‫وكثرة علمه‪ ،‬فارجع إليه واعتذر عني إليه وأثن عني عليه بالجميل ) ‪16 .(2‬‬
‫‪ -‬يل‪ :‬روى عمار بن ياسر رضي ال عنه أنه قال‪ :‬كان أمير المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم‬

‫)‪ (1‬افتر الرجل‪ :‬ضحك ضحكا حسنا‪ (2) .‬الفضائل‪ 65 :‬و ‪.66‬‬

‫]‪[44‬‬

‫جالسا في دكة القضاء إذ نهض إليه رجل يقال له صفوان الكحل‪ ،‬وقال له‪ :‬أنا رجخخل‬
‫من شيعتك وعلي ذنوب فاريد أن تطهرني منها في الدنيا لصل إلخخى الخخخرة‬
‫وما معي ذنب‪ ،‬فقال المام عليه السلم‪ :‬ما أعظم ذنوبك وما هي ؟ فقال‪ :‬أنخخا‬
‫ألوط الصبيان‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬أيما أحب إليك ضربة بذي الفقخخار أو اقلخخب‬
‫عليك جدارا أو أرمي عليك نارا ؟ فإن ذلك جزاء من ارتكب تلخك المعصخية‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا مولي احرقني بالنار لنجو من نار الخرة‪ ،‬فقخخال عليخخه السخخلم‪ :‬يخخا‬
‫عمار اجمع ألف حزمة )‪ (1‬قصب لنضرمه غداة غد بالنار‪ ،‬ثم قخخال للرجخخل‪:‬‬
‫انهض وأوص بمالك وبما عليك‪ ،‬قال‪ :‬فنهض الرجخل و أوصخى بمخا لخه ومخا‬
‫عليه‪ ،‬وقسم أمواله علخخى أولده‪ ،‬وأعطخخى كخخل ذي حخخق حقخخه‪ ،‬ثخخم بخخات علخخى‬
‫حجرة أمير المؤمنين عليه السلم في بيخخت نخخوح شخخرقي جخخامع الكوفخخة‪ ،‬فلمخخا‬
‫صلى أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬يا عمار ناد بالكوفة‪ :‬اخرجوا وانظروا‬
‫حكم أمير المؤمنين عليه السلم فقخال جماعخة منهخم‪ :‬كيخف يحخرق رجل مخن‬
‫شيعته ومحبيه وهو الساعة يريد يحرقه بالنار فبطلت إمامته ؟ ! فسخمع بخذلك‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم قال عمار‪ :‬فأخذ المام الرجخخل ورمخخى عليخخه ألخخف‬
‫حزمة من القصب‪ ،‬فأعطاه مقدحة وكبريتا وقال‪ :‬اقخخدح وأحخخرق نفسخخك‪ ،‬فخخإن‬
‫كنخخت مخخن شخخيعتي ومحخخبي وعخخارفي فإنخخك ل تحخخترق بالنخخار وإن كنخخت مخخن‬
‫المخالفين المكذبين فالنار تأكخخل لحمخخك وتكسخخر عظمخخك‪ ،‬فأوقخخد الرجخخل علخخى‬
‫نفسه واحترق القصب‪ ،‬وكان على الرجل ثياب بيض فلم تعلق بها النخخار ولخخم‬
‫تقربها الدخان‪ ،‬فاستفتح المام عليه السلم وقال‪ :‬كذب العادلون بال وضخخلوا‬
‫ضلل بعيدا‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن شيعتنا منا وأنا قسيم الجنة والنار‪ ،‬وأشخخهد لخخي بخخذلك‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله في مخخواطن كخخثيرة )‪ - 17 .(2‬فخخر‪ :‬علخخي بخخن‬
‫محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن العمش قال‪ :‬خرجت حاجا إلى مكة‪ ،‬فلما‬
‫انصرفت بعيدا رأيت عمياء على ظهر الطريق تقول‪ :‬بحق )‪ (3‬محمد‬

‫)‪ (1‬بالمهملة ثم المعجمة ما حزم وشد من الحطب وغيخخره‪ (2) .‬الفضخخائل‪ 77 :‬و ‪.78‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬اللهم انى اسألك بحق ا‍ه‪.‬‬

‫]‪[45‬‬

‫وآله رد علي بصري‪ ،‬قال‪ :‬فتعجبت من قولها وقلخخت لهخخا‪ :‬أي حخخق لمحمخخد وآلخخه علخخى‬
‫ال ؟ إنما الحق له عليهم‪ ،‬فقالت‪ :‬مه يا لكع وال ما ارتضخى هخو حختى حلخف‬
‫بحقهم‪ ،‬فلو لم يكن لهم عليه حقا ما حلف به‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬وأي موضع حلخخف ؟‬
‫قخالت قخوله‪ " :‬لعمخرك إنهخم لفخي سخكرتهم يعمهخون " )‪ (1‬والعمخر فخي كلم‬
‫العرب الحياة قال فقضيت حجتي ثم رجعت فخخإذا بهخخا مبصخخرة فخخي موضخخعها‬
‫وهي تقول‪ :‬أيها الناس أحبوا عليا فحبه ينجيكم من النار‪ ،‬قال‪ :‬فسخخلمت عليهخخا‬
‫وقلت‪ :‬ألست العمياء بالمس تقولين‪ :‬بحق )‪ (2‬محمد وآله رد علي بصري ؟‬
‫قالت‪ :‬بلى‪ ،‬قلت‪ :‬حدثيني بقصتك‪ ،‬قالت‪ :‬وال خ مخخا جزتنخخي حخختى وقخخف علخخي‬
‫رجل فقال لي‪ :‬إن رأيت محمدا و آله تعرفينه قلت‪ :‬ل ولكن بالدللة ) ‪ (3‬التي‬
‫جاءتنا‪ ،‬قالت‪ :‬فبينا هخخو يخخخاطبني إذ أتخخاني رجخخل آخخخر متخخوكئا علخخى رجليخخن‬
‫فقال‪ :‬ما قيامك معها ؟ قال‪ :‬إنها تسأل ربها بحخخق محمخخد وآلخخه أن يخخرد عليهخخا‬
‫بصرها فادع ال لها‪ ،‬قال‪ :‬فدعا ربه ومسح على عيني بيده فأبصرت‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫من أنتم ؟ فقال‪ :‬أنا محمد وهخخذا علخخي‪ ،‬قخخد رد الخ عليخخك بصخخرك اقعخخدي فخخي‬
‫موضعك هذا حتى يرجع الناس وأعلميهم أن حب علي ينجيهم من النار )‪.(4‬‬
‫‪ - 18‬ج‪ ،‬م‪ :‬قال علي بن الحسين عليهما السلم‪ :‬كان أمير المؤمنين صلوات‬
‫ال عليخخه قاعخخدا ذات يخخوم فأقبخخل إليخخه رجخخل مخخن اليونخخانيين المخخدعين للفلسخخفة‬
‫والطب‪ ،‬فقال‪ :‬يخخا بخخا حسخخن )‪ (5‬بلغنخخي خخخبر صخخاحبك وأن بخخه جنونخخا وجئت‬
‫لعالجه ! فلحقته قد مضى لسبيله وفاتني مخا أردت مخن ذلخك‪ ،‬وقخد قيخل لخي‪:‬‬
‫إنك ابن عمه وصهره وأرى )‪ (6‬صفارا قد علك وساقين دقيقتين ما أراهمخخا‬
‫ثقلنك )‪ (7‬فأما الصفار فعندي دواؤه وأما‬
‫)‪ (1‬سورة الحجر‪ (2) .72 :‬في المصدر‪ :‬اللهم انى اسألك بحق ا‍ه )‪ (3‬في المصدر‪:‬‬
‫بالولء‪ (4) .‬تفسير فرات‪ (5) .100 - 99 :‬في المصدرين‪ :‬فقال له‪ :‬يا ابا‬
‫الحسن‪ :" (6) .‬وارى بك ا‍ه‪ :" (7) .‬تقلنك‪.‬‬

‫]‪[46‬‬

‫الساقان الدقيقان فل حيلة )‪ (1‬لتغليظهما‪ ،‬والوجه أن ترفق بنفسك في المشي تقلله ول‬
‫تكخخثره‪ ،‬وفيمخخا تحملخخه علخخى ظهخخرك وتحضخخنه )‪ (2‬بصخخدرك أن تقللهمخخا ول‬
‫تكثرهما فإن سخخاقيك دقيقخخان ل يخخؤمن عنخخد حمخخل ثقيخخل انقصخخافهما )‪ (3‬وأمخخا‬
‫الصفار فدواؤك )‪ (4‬عندي وهو هذا‪ ،‬وأخرج دواء وقال‪ :‬هخخذا ل يؤذيخخك ول‬
‫يخيسك )‪ (5‬ولكنه يلزمك حمية من اللحم أربعين صباحا‪ ،‬ثم يزيل صخخفارك‪،‬‬
‫فقال علي عليه السلم )‪ :(6‬قد ذكرت نفع هذا الدواء الصخخفاري فهخخل تعخخرف‬
‫شيئا يزيد فيه ويضره ؟ فقال الرجل‪ :‬بلى حبة من هذا‪ ،‬وأشار إلى دواء معخخه‬
‫وقال‪ :‬إن تناوله النسان وبه صفار أماته من ساعته‪ ،‬وإن كخخان ل صخخفار بخخه‬
‫صار به صفار حتى يموت في يخخومه‪ ،‬فقخخال علخخي عليخخه السخخلم‪ :‬فخخأرني هخخذا‬
‫الضار فأعطاه فقال )‪ :(7‬كم قدر هذا ؟ فقال‪ :‬قخخدر مثقخخالين سخخم نخخاقع‪ ،‬و قخخدر‬
‫كل حبة منه يقتل رجل‪ ،‬فتناوله علي عليه السخخلم فقمحخخه )‪ (8‬وعخخرق عرقخخا‬
‫خفيفا وجعل الرجل يرتعد ويقول في نفسه‪ :‬الن اؤخذ بابن أبي طالب ويقال‪:‬‬
‫قتلته ول يقبل مني قولي إنه لهو ألجأني على نفسي‪ ،‬فتبسم علي عليه السخخلم‬
‫وقال‪ :‬يا عبد ال أصح ما كنخخت بخخدنا الن‪ ،‬لخخم يضخخرني مخا زعمخخت أنخخه سخخم‪،‬‬
‫فغمض عينيك فغمض‪ ،‬ثم قال‪ :‬افتح عينيك‪ ،‬ففتح فنظر إلى وجه علخخي عليخخه‬
‫السلم فإذا هو أبيض أحمر مشرب حمرة فارتعد الرجل مما رآه وتبسم علي‬
‫عليه السلم وقال‪ :‬أين الصفار الذي زعمت أنه بي ؟ فقال‪ :‬وال لكأنك لسخخت‬
‫من رأيت قبل‪ ،‬كنت مصفارا فأنت الن مورد‪ ،‬قال علي بن أبي طالب عليخخه‬
‫السلم‪ :‬فزال عني الصفار بسمك الذي زعمت أنه قاتلي‪ ،‬وأما ساقاي‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدرين‪ :‬فل حيلخخة لخخى ا‍ه‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬تحتضخخنه‪ (3) .‬انقصخخف‪:‬‬
‫انكسر‪ (4) .‬في المصدرين‪ :‬فدواؤه‪ (5) .‬خاس اللحم‪ :‬فسخخدت رائحتخخه‪(6) .‬‬
‫في المصدرين‪ ،‬فقال له على بن ابى طالب عليه السلم‪ (7) .‬في المصخخدر‪:‬‬
‫فأعطاه اياه‪ ،‬فقال له‪ (8) .‬قمح السويق‪ :‬استفه والشخخراب‪ :‬اخخخذه فخخي راحتخخه‬
‫فلطعه‪.‬‬

‫]‪[47‬‬

‫هاتان ‪ -‬ومد رجليه وكشف عن ساقيه ‪ -‬فإنك زعمت أني أحتخاج أن أرفخق )‪ (1‬ببخدني‬
‫في حمل ما أحمل عليه لئل ينقصف الساقان‪ ،‬وأنا أدلك أن طب ال عزوجخخل‬
‫خلف طبخك‪ ،‬وضخرب بيخده إلخى اسخطوانة خشخب غليظخة )‪ (2‬علخى رأسخها‬
‫سطح مجلسه الذي هخخو فيخخه‪ ،‬و )فخخي( فخخوقه حجرتخخان إحخخداهما فخخوق الخخخر‪،‬‬
‫وحركها أو احتملها )‪ (3‬فارتفع السطح والحيطان وفوقهما الغرفتخخان‪ ،‬فغشخخي‬
‫على اليوناني‪ ،‬فقال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬صخبوا عليخخه مخاء )‪ (4‬فأفخخاق‬
‫وهو يقول‪ :‬وال ما رأيت كاليوم عجبا‪ ،‬فقال له علي عليخخه السخخلم‪ :‬هخخذه قخخوة‬
‫الساقين الدقيقين واحتمالهما في طبك هذا يا يوناني !‪ .‬فقخخال اليونخخاني‪ :‬أمثلخخك‬
‫كان محمدا صلى ال عليه واله ؟ فقال علي عليه السلم‪ :‬فهخخل علمخخي إل مخخن‬
‫علمه وعقلي إل مخن عقلخخه وقخخوتي إل مخخن قخوته ؟ لقخد أتخخاه ثقفخي كخان أطخخب‬
‫العرب فقال له‪ :‬إن كان بك جنون داويتك ! فقخخال لخخه محمخخد صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله‪ :‬أتحب أن اريك آية تعلم بها غناي عن طبك وحاجتك إلخخى طخخبي ؟ قخخال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬قال‪ :‬أي آية تريد ؟ قال‪ :‬تدعو ذلك العذق ‪ -‬وأشخخار إلخخى نخلخخة سخخحوق ‪-‬‬
‫فدعاها فانقلع أصلها من الرض وهي تخد في الرض خدا )‪ ،(5‬حتى وقفت‬
‫بين يديه‪ ،‬فقال له‪ :‬أكفاك ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فتريد ماذا ؟ قال‪ :‬تأمرهخخا أن ترجخخع‬
‫إلى حيث جاءت )‪ (6‬وتستقر في مقرها الذي انقلعخخت منخخه‪ ،‬فأمرهخخا فرجعخخت‬
‫واستقرت في مقرها‪ .‬فقال اليوناني لمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬هخخذا الخخذي‬
‫تذكره عن محمد صلى ال عليه واله غائب عني‪ ،‬وأنا أقتصر منك على أقخخل‬
‫من ذلك‪ ،‬أنا أتباعد عنك فادعني وأنا ل أختخخار الجابخخة‪ ،‬فخخإن جئت بخخي إليخخك‬
‫فهي آية‪ ،‬فقال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬هذا إنما يكون‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدرين‪ :‬احتخخاج إلخخى أن ارفخخق‪ (2) .‬فخخي المصخخدرين‪ :‬عظيمخخة‪ (3) .‬فخخي‬
‫المصدرين‪ :‬واحتملها‪ (4) .‬في المصدرين بعد ذلك‪ :‬فصبوا عليه ماءا‪(5) .‬‬
‫خد الرض‪ :‬شقها وأثر فيها‪ (6) .‬في المصدرين‪ :‬حيث جاءت منه‪.‬‬

‫]‪[48‬‬

‫آية لك وحدك لنك تعلخخم مخخن نفسخك أنخك لخخم تخخرد وأنخي أزلخخت اختيخخارك مخن غيخر أن‬
‫باشرت مني شيئا أو ممن أمرته بأن يباشرك أو ممن قصخخد إلخخي ذلخخك‪ ،‬وإن )‬
‫‪ (1‬لم آمره إل ما يكون من قخخدرة الخ القخخاهر‪ ،‬وأنخخت يونخخاني )‪ (2‬يمكنخخك أن‬
‫تدعي ويمكن غيرك أن يقول‪ :‬أني قخخد واطأتخخك علخخى ذلخخك‪ ،‬فخخاقترح إن كنخخت‬
‫مقترحا ما هو آية لجميع العالمين‪ ،‬قال له اليونخاني‪ :‬إذا جعلخت القخختراح إلخخي‬
‫فأنا أقترح أن تفصل أجزاء تلك النخلة وتفرقها وتباعخخد مخخا بينهخخا ثخخم تجمعهخخا‬
‫وتعيدها كما كانت‪ ،‬فقال علي عليخخه السخخلم‪ :‬هخخذه آيخخة وأنخخت رسخخولي إليهخخا ‪-‬‬
‫يعني إلى النخلة ‪ -‬فقل لها‪ :‬إن وصي محمد رسول ال صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫يخخأمر أجخزاءك أن تتفخخرق وتتباعخخد‪ ،‬فخذهب فقخال لهخخا‪ ،‬فتفاصخلت وتهخافتت و‬
‫تبترت )‪ (3‬وتصاغرت أجزاؤها‪ ،‬حتى لم تر عين ول أثر‪ ،‬حتى كأن لم يكن‬
‫هناك نخلة قط‪ ،‬فارتعدت فرائص اليوناني وقال‪ :‬يا وصي محمد قد أعطيتني‬
‫اقتراحي الول فأعطني الخر‪ ،‬فأمرها أن تجتمخع وتعخود كمخا كخانت‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫أنت رسولي إليها بعد )‪ (4‬فقل لها‪ :‬يا أجزاء النخلة إن وصخخي محمخخد رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله يأمرك أن تجتمعي وكما كنت تعودي‪ .‬فنادى اليوناني‬
‫فقال ذلك فارتفعت في الهواء كهيئة الهباء المنثخخور‪ ،‬ثخخم جعلخخت تجتمخخع جخخزء‬
‫جخخخزء منهخخخا حخخختى تصخخخور لهخخخا القضخخخبان والوراق والصخخخول والسخخخعف‬
‫والشماريخ والعذاق )‪ (5‬ثم تألفت وتجمعت واستطالت وعرضت واستقل )‬
‫‪ (6‬أصلها في مقرها‪ ،‬وتمكن عليهخخا سخخاقها‪ ،‬وتركخخب علخخى السخخاق قضخخبانها‪،‬‬
‫وعلخخى القضخخبان أوراقهخخا‪ ،‬وفخخي أمكنتهخخا أعخخذاقها‪ ،‬وقخخد كخخانت فخخي البتخخداء‬
‫شماريخها متجردة )‪ (7‬لبعدها‬

‫)‪ (1‬في تفسير المام‪ :‬وانخى‪ (2) .‬فخي المصخدرين‪ :‬يخا يونخاني‪ (3) .‬أي تقطعخت وفخى‬
‫الحتجاج‪ :‬وتنثرت‪ (4) .‬في المصدرين‪ :‬فعخخد‪ (5) .‬السخخعف‪ :‬جريخخد النخخخل‪.‬‬
‫الشمروخ‪ :‬العذق عليه بسر أو عنب‪ .‬وعذق النخل كالعنقود من العنب‪(6) .‬‬
‫فخخي المصخخدرين‪ :‬واسخختقر‪ (7) .‬فخخي الحتجخخاج‪ :‬متفخخردة‪ .‬وفخخي التفسخخير‪:‬‬
‫مجردة‪- 2 -.‬‬

‫]‪[49‬‬

‫من أوان الرطب والبسر والخلل )‪ (1‬فقخخال اليونخخاني‪ :‬واخخخرى احبهخخا )‪ (2‬أن تخخخرج‬
‫شماريخها خللها‪ ،‬وتقلبها من خضرة إلى صخخفرة وحمخخرة وترطيخخب وبلخخوغ‬
‫أناه )‪ (3‬ليؤكل وتطعمنخخي ومخخن حضخخر منهخخا‪ ،‬فقخخال عليخخه السخخلم )‪ :(4‬أنخخت‬
‫رسولي إليها بذلك فمرها به فقال له اليونخخاني مخخا أمخخره أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السخخلم فخخأخلت وأبسخخرت واصخخفرت واحمخخرت وترطبخخت وثقلخخت أعخخذاقها‬
‫برطبها‪ ،‬فقال اليوناني‪ :‬واخرى احبها يقرب من يدي أعذاقها أو تطخخول يخخدي‬
‫لتنالها‪ ،‬وأحب شئ إلي أن تنزل إلي أحدها وتطخخول يخخدي إلخخى الخخخرى الخختي‬
‫هي اختها‪ ،‬فقال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬مد اليد التي تريد أن تنالها وقخخل‪:‬‬
‫يا مقرب البعيد قرب يدي منهخخا‪ ،‬واقبخخض الخخخرى الخختي تريخخد أن يخخترك )‪(5‬‬
‫إليك العذق منها وقل‪ :‬يا مسهل العسير سخخهل لخخي تنخخاول مخخا يبعخخد عنخخي منهخخا‬
‫ففعل ذلك وقاله فطالت يمناه فوصلت إلى العخخذق‪ ،‬وانحطخخت العخخذاق الخخخر‬
‫فسقطت على الرض وقد طالت عراجينها )‪ (6‬ثم قال أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم‪ :‬إنك إن أكلت منهخخا ثخم لخم تخخؤمن بمخخن أظهخخر لخخك عجائبهخا عجخخل الخ‬
‫عزوجل من العقوبة التي يبتليك بها ما يعتبر به عقلء خلقخخه وجهخخالهم‪ ،‬فقخخال‬
‫اليوناني‪ :‬إني إن كفخخرت بعخخد مخخا رأيخخت فقخخد بخخالغت فخخي العنخخاد وتنخخاهيت فخخي‬
‫التعرض للهلك‪ ،‬أشهد أنك من خاصة ال صادق في جميع أقاويلك عن ال‪،‬‬
‫فأمرني بما تشاء أطعك )‪ .(7‬أقول‪ :‬تمام الخخخبر فخخي أبخخواب احتجاجخخاته عليخخه‬
‫السلم وقد مضى كثير من معجزاته ومنخخاقبه صخخلوات الخ عليخخه فخخي أبخخواب‬
‫معجزات الرسول صلى ال عليه وآله‪) .‬هامش( * )‪ (1‬بضم الخاء‪ :‬الرطب‪.‬‬
‫)‪ (2‬فخخي المصخخدرين‪ :‬احخخب‪ (3) .‬النخخاء‪ :‬حلخخول الخخوقت‪ .‬النضخخج‪ (4) .‬فخخي‬
‫المصدرين‪ :‬ومن حضرك منها فقال على عليه السلم‪ (5) .‬فخخي المصخخدرين‪:‬‬
‫ان تنزل‪ (6) .‬جمع العرجون‪ :‬اصل العخخذق الخخذي يعخخوج ويبقخخى علخخى النخخخل‬
‫يابسخا بعخخد ان تقطخخع عنخخه الشخماريخ‪ (7) .‬الحتجخاج‪ .124 - 122 :‬تفسخير‬
‫المام‪.69 - 67 :‬‬

‫]‪[50‬‬

‫‪ - 19‬ختص محمد بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيخخه‪ ،‬عخخن ابخخن أبخخي عميخخر عخخن‬
‫أبان الحمر قال‪ :‬قال الصادق عليه السخخلم‪ :‬يخخا أبخخان كيخخف تنكخخر )‪ (1‬النخخاس‬
‫قول أمير ‪ -‬المؤمنين عليه السلم لمخخا قخخال‪ " :‬لخخو شخخئت لرفعخخت رجلخخى هخخذه‬
‫فضربت بها صدر ابن أبي سفيان بالشام فنكسته عخخن سخخريره " ول ينكخخرون‬
‫تناول آصف وصي سليمان عرش بلقيس و إتيانه سليمان به قبل أن يرتد إليه‬
‫طرفخخه ؟ أليخخس نبينخخا صخخلى الخ عليخخه وآلخخه أفضخخل النبيخخاء ووصخخيه أفضخخل‬
‫الوصياء ؟ أفل جعلوه كوصي سليمان ؟ حكم ال بيننا وبين مخخن جحخخد حقنخخا‬
‫وأنكر فضلنا )‪) .117 (2‬باب( * )ما ورد من غرائب معجزاته عليه السلم‬
‫بالسانيد الغريبة( * ‪ - 1‬وجدت في بعخخض الكتخخب‪ :‬حخخدثنا محمخخد بخخن زكريخخا‬
‫العلئي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن الصخخفار المعخخروف بخخابن المعافخخا‪ ،‬عخخن‬
‫وكيع‪ ،‬عن زاذان‪ ،‬عن سلمان الفارسي رضي ال عنخخه قخخال‪ :‬كنخخا مخخع مولنخخا‬
‫أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم فقلخخت‪ :‬يخخا أميخخر المخخؤمنين احخخب أن أرى مخخن‬
‫معجزاتك شيئا‪ ،‬قال صخخلوات الخ عليخخه‪ :‬أفعخخل إن شخخاء الخ عزوجخخل ثخخم قخخام‬
‫ودخل منزله وخخخرج إلخخي وتحتخخه فخخرس أدهخخم‪ ،‬وعليخخه قبخخاء أبيخخض وقلنسخخوة‬
‫بيضاء‪ ،‬ثم نادى‪ :‬يا قنبر أخرج إلي ذلك الفخخرس‪ ،‬فخخأخرج فرسخخا آخخخر أدهخخم‪،‬‬
‫فقال صلوات ال عليه وآله‪ :‬اركب يا با عبد ال‪ ،‬قال سلمان‪ :‬فركبته فخخإذا لخخه‬
‫جناحان ملتصقان إلى جنبه‪ ،‬قال‪ :‬فصاح به المام صخخلوات ال خ عليخخه فتعلخخق‬
‫في الهواء‪ ،‬وكنت أسمع حفيف أجنحة الملئكة وتسخخبيحها تحخخت العخخرش‪ ،‬ثخخم‬
‫خطونا على ساحل بحر عجاج مغطمط المواج‪ ،‬فنظر إليه المام شزرا )‪(3‬‬
‫فسكن البحر من غليانه‪ ،‬فقلت‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ينكر‪ (2) .‬الختصاص‪ 212 :‬و ‪ (3) .213‬شخخزر إليخخه‪ :‬نظخخر إليخخه‬
‫بجانب عينه مع اعراض أو غضب‪.‬‬

‫]‪[51‬‬

‫له‪ :‬يا مولي سكن البحر من غليانه من نظرك إليه‪ ،‬فقال صلوات ال عليه‪ :‬يا سخخلمان‬
‫خشي أن آمر فيه بأمر‪ ،‬ثم قبض على يدي وسار على وجه المخخاء والفرسخخان‬
‫تتبعاننا ل يقودهما أحد‪ ،‬فوال ما ابتلت أقدامنا ول حوافر الخيل‪ .‬قال سخخلمان‪:‬‬
‫فعبرنا ذلك البحر ورفعنا )‪ (1‬إلى جزيرة كثيرة الشجار والثمار والطيخخار‬
‫والنهار‪ ،‬وإذا شجرة عظيمخخة بل صخخدع ول زهخخر )‪ (2‬فهزهخخا صخخلوات الخ‬
‫عليه بقضيب كان في يده فانشقت‪ ،‬وخخخرج منهخخا ناقخخة طولهخخا ثمخخانون ذراعخخا‬
‫وعرضها أربعون ذراعا وخلفهخخا قلخخوص )‪ (3‬فقخخال صخخلوات الخ عليخخه‪ :‬ادن‬
‫منها واشرب من لبنها‪ ،‬قال سلمان‪ :‬فدنوت منها وشربت حتى رويت‪ ،‬وكخخان‬
‫لبنها أعذب من الشهد وألين من الزبد‪ ،‬وقد اكتفيت‪ ،‬قخخال صخخلوات الخ عليخخه‪:‬‬
‫هذا حسن يا سلمان ؟ فقلت‪ :‬مولي حسن‪ ،‬فقال صخخلوات الخ عليخخه‪ :‬تريخخد أن‬
‫أراك ما هو أحسن منه ؟ فقلت‪ :‬نعخم يخا أميخر المخؤمنين‪ ،‬قخال سخلمان‪ :‬فنخادى‬
‫مولي أمير المؤمنين صلوات ال عليخخه‪ :‬اخرجخخي يخخا حسخخناء قخخال‪ :‬فخرجخخت‬
‫ناقخخة طولهخخا عشخخرون ومخخائة ذراع وعرضخخها سخختون ذراعخخا‪ ،‬ورأسخخها مخخن‬
‫اليخخاقوت الحمخخر‪ ،‬وصخخدرها مخخن العنخخبر الشخخهب‪ ،‬وقوائمهخخا مخخن الزبرجخخد‬
‫الخضر‪ ،‬وزمامها من الياقوت الصفر‪ ،‬وجنبها اليمن من الذهب‪ ،‬وجنبهخخا‬
‫اليسر من الفضة‪ ،‬وعرضها من اللؤلؤ الرطب‪ ،‬فقال صلوات الخ عليخخه‪ :‬يخخا‬
‫سلمان اشرب من لبنها‪ ،‬قال سلمان‪ :‬فالتقمت الضرع فخخإذا هخخي تحلخخب عسخخل‬
‫صافيا مخلصا )‪ (4‬فقلت يا سيدي‪ :‬هذه لمن ؟ قال صلوات ال عليه‪ :‬هذه لخخك‬
‫ولسائر الشيعة من أوليائي ثم قال صلوات ال عليه وسلمه لها‪ :‬ارجعي إلخخى‬
‫الصخرة‪ ،‬ورجعت من الوقت‪ ،‬و ساربي في تلك الجزيرة حتى ورد بخي إلخى‬
‫شجرة عظيمة عليها طعام يفوح منه رائحة المسخك‪ ،‬فخإذا بطخائر فخي صخخورة‬
‫النسر العظيم‪ ،‬قال سلمان رضي ال عنه‪ :‬فوثب ذلك‬

‫)‪ (1‬كذا في )ك(‪ .‬وفى غيره من النسخ‪ :‬ودفعنا‪ (2) .‬الصدع‪ :‬الشخخق فخخي شخخئ صخخلب‪.‬‬
‫الزهر‪ :‬نور النبات‪ (3) .‬القلوص من البل‪ :‬أول ما يركخخب مخخن اناثهخخا‪(4) .‬‬
‫في )خ(‪ :‬محضا خ ل‪.‬‬

‫]‪[52‬‬

‫الطائر فسلم عليه صلوات ال عليه ورجع إلى موضعه‪ ،‬فقلت‪ :‬يخخا أميخخر المخخؤمنين مخخا‬
‫هذه المائدة ؟ فقال صلوات ال عليه‪ :‬هذه منصوبة في هذا المكان للشيعة مخخن‬
‫موالي إلى يوم القيامة‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هذا الطائر ؟ قخخال صخخلوات ال خ عليخخه‪ :‬ملخخك‬
‫موكل بها إلى يوم القيامة‪ ،‬فقلت‪ :‬وحده يا سخخيدي ؟ فقخخال صخخلوات الخ عليخخه‪:‬‬
‫يجتاز به الخضر صلوات ال عليه في كل يوم مخخرة‪ .‬ثخخم قبخخض صخخلوات الخ‬
‫عليه على يدي وسار إلى بحر ثان‪ ،‬فعبرنخخا وإذا جزيخخرة عظيمخخة فيهخخا قصخخر‬
‫لبنة من ذهب ولبنة من فضة بيضاء‪ ،‬وشرفها من عقيق أصخخفر‪ ،‬و علخخى كخخل‬
‫ركخخن مخخن القصخخر سخخبعون صخخفا مخخن الملئكخخة‪ ،‬فخخأتوا وسخخلموا‪ ،‬ثخخم أذن لهخخم‬
‫فرجعوا‪ ،‬إلى مواضعهم‪ ،‬قال سلمان رحمه ال تعالى‪ :‬ثم دخل أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم القصر فإذن أشجار وأثمار وأنهار وأطيار وألوان النبات‪ :‬فجعل‬
‫المام صلوات ال عليه يمشي فيه حتى وصل إلى آخره‪ ،‬فوقف صلوات الخخ‬
‫عليه على بركة كانت في البستان‪ ،‬ثم صعد على قصر )‪ (1‬فإذن كرسي مخخن‬
‫الذهب الحمر‪ ،‬فجلس عليه صخخلوات الخ عليخخه‪ ،‬وأشخخرفنا علخخى القصخخر فخخإذا‬
‫بحر أسود يغطمط أمواجه كالجبال الراسيات‪ ،‬فنظر صلوات ال عليه شخخزرا‬
‫فسكن من غليانه حتى كان كالمذنب‪ ،‬فقلت‪ :‬يا سيدي سكن البحر مخخن غليخخانه‬
‫إلى نظره إليه )‪ (2‬فقخخال عليخخه السخخلم‪ :‬خشخخي أن آمخخر فيخخه بخخأمر‪ ،‬أتخخدري يخخا‬
‫سلمان أي بحر هذا ؟ فقلت‪ :‬ل يا سيدي‪ ،‬فقال‪ :‬هذا الخخذي غخخرق فيخخه فرعخخون‬
‫وملؤه المذنبة‪ ،‬حملها جناح جبرئيل عليه السلم ثم زجها في هذا البحر‪ ،‬فهو‬
‫يهوي ل يبلخغ قخراره إلخى يخوم القيامخة‪ .‬فقلخت‪ :‬يخا أميخر المخؤمنين هخل سخرنا‬
‫فرسخين ؟ فقال صلوات ال عليه‪ :‬يا سلمان لقخد سخرت خمسخين ألخف فرسخخ‬
‫ودرت حول الدنيا عشخر مخرات‪ ،‬فقلخت‪ :‬يخا سخخيدي و كيخف هخذا ؟ قخخال عليخه‬
‫السلم‪ :‬إذا كان ذوالقرنين طاف شرقها وغربها وبلغ إلى سد يأجوج‬

‫)‪ (1‬كذا في )ك( وفى غيره من النسخ‪ :‬إلى قصر‪ (2 ) .‬كذا‪ .‬والظاهر أن تكون العبارة‬
‫هكذا‪ :‬فسكن من غليانه من نظره إليه حتى كان كالمذنب‪ ،‬فقلخخت‪ ،‬يخخا سخخيدي‬
‫سكن البحر من غليانه‪ ،‬فقال ا‍ه‪.‬‬

‫]‪[53‬‬

‫ومأجوج فأنى يتعذر علي وأنا أميخر المخؤمنين وخليفخة رب العخالمين ؟ يخا سخلمان أمخا‬
‫قرأت قول ال عزوجل حيث يقول‪ " :‬عالم الغيب فل يظهر على غيبخخه أحخخدا‬
‫إل من ارتضى من رسول )‪ " (1‬؟ فقلت‪ :‬بلى يا أمير المخخؤمنين‪ ،‬فقخخال عليخخه‬
‫السلم‪ :‬أنا ذلك المرتضى من الرسول الذي أظهره ال عزوجل علخخى غيبخخه‪،‬‬
‫أنا العالم الرباني‪ ،‬أنا الذي هون ال علي الشدائد فطوى له البعيد‪ .‬قال سخخلمان‬
‫رضي ال عنه‪ :‬فسمعت صائحا يصيح فخخي السخخماء أسخخمع الصخخوت ول أرى‬
‫الشخص‪ ،‬وهو يقول‪ :‬صدقت )‪ (2‬أنت الصادق المصدق صلوات ال عليخخك‪،‬‬
‫قال‪ :‬ثم نهض صلوات الخ عليخخه فركخخب الفخخرس وركبخخت معخخه وصخخاح بهمخخا‬
‫فطارا في الهواء ثم خطونا على باب الكوفة‪ ،‬هذا كلخخه وقخخد مضخخى مخخن الليخخل‬
‫ثلث ساعات‪ ،‬فقال صلوات ال عليه لي‪ :‬يا سلمان الويخل كخل الويخل لمخن ل‬
‫يعرفنا حق معرفتنا وأنكر وليتنا‪ ،‬أيما أفضل محمد صخخلى الخ عليخه وآلخه أم‬
‫سليمان عليه السلم ؟ قلت‪ :‬بل محمد صلى ال عليه وآله ثم قال صلوات ال خ‬
‫عليه‪ :‬فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمخخل عخرش بلقيخخس مخخن فخارس بطرفخة‬
‫عين و عنده علم الكتاب )‪ (3‬ول أفعل أنخخا ذلخخك وعنخخدي مخخائة كتخخاب وأربعخخة‬
‫وعشرون كتابا ؟ أنزل ال تعالى على شخخيث بخخن آدم عليهمخخا السخخلم خمسخخين‬
‫صحيفة‪ ،‬وعلى إدريس النبي عليه السلم ثلثين صحيفة‪ ،‬وعلخخى نخخوح عليخخه‬
‫السخخلم عشخخرين صخخحيفة‪ ،‬وعلخخى إبراهيخخم عليخخه السخخلم عشخخرين صخخحيفة‬
‫والتوراة والنجيل والزبور والفرقان‪ ،‬فقلت‪ :‬صدقت يا أمير المخخؤمنين هكخخذا‬
‫يكون المام‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬إن الشاك في امورنا وعلومنا كخخالممتري فخخي‬
‫معرفتنا‪ ،‬وحقوقنا قد فرض ال عزوجل في كتابه في غير موضع‪ ،‬وبين فيخخه‬
‫ما وجب العمل بخخه وهخخو غيخخر مكشخخوف‪ .‬بيخخان‪ :‬الغطمطخخة‪ :‬اضخخطراب مخخوج‬
‫البحر‪ .‬ومنه أيضا‪ :‬روي الصبغ بن نباتة قال‪ :‬كنخخت يومخخا مخخع مولنخخا أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم‬

‫)‪ (1‬سورة الجن‪ 26 :‬و ‪ (2) .27‬في )خ( و )م(‪ :‬صدقت صدقت‪ (3) .‬الصحيح كمخخا‬
‫في القرآن المجيد و )خ(‪ :‬علم من الكتاب‪.‬‬

‫]‪[54‬‬

‫إذ دخل عليه نفر من أصحابه منهم أبو موسى الشعري وعبد ال بخخن مسخخعود و أنخخس‬
‫بن مالك وأبو هريرة والمغيرة بن شعبة وحذيفة بن اليمان وغيرهم فقالوا‪ :‬يخخا‬
‫أمير المؤمنين أرنا شيئا من معجزاتك التي خصك ال بها‪ ،‬فقال عليه السلم‪:‬‬
‫ما أنتم و ذلك وما سؤالكم عما ل ترضون بخخه ؟ وال خ تعخخالى يقخخول‪ :‬وعزتخخي‬
‫وجللي وارتفاع مكاني إني ل اعذب أحدا من خلقي إل بحجة وبرهان وعلم‬
‫وبيان‪ ،‬لن رحمتي سبقت غضبي‪ ،‬وكتبت الرحمة علي‪ ،‬فأنا الراحم الرحيخخم‬
‫وأنا الودود العلخخي‪ ،‬وأنخخا المنخخان العظيخخم‪ ،‬وأنخخا العزيخخز الكريخخم‪ ،‬فخخإذا أرسخخلت‬
‫رسول أعطيته برهانا وأنزلت عليه كتابا‪ .‬فمن آمن بي وبرسولي فأولئك هخخم‬
‫المفلحون الفائزون‪ ،‬ومن كفخخر بخخي وبرسخخولي فخخاولئك هخخم الخاسخخرون الخخذين‬
‫استحقوا عذابي‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا أمير المخخؤمنين نحخخن آمنخخا بخخال وبرسخخوله وتوكلنخخا‬
‫عليه‪ ،‬فقال علي عليه السلم‪ :‬اللهم اشهد على ما يقولخخون وأنخخا العليخخم الخخخبير‬
‫بما يفعلون‪ .‬ثم قال عليه السلم‪ :‬قوموا على اسم ال وبركاته‪ ،‬قال فقمنخخا معخخه‬
‫حتى أتى بالجبانة ولم يكن في ذلك الموضع ماء‪ ،‬قخخال‪ :‬فنظرنخخا فخخإذا روضخخة‬
‫خضراء ذات ماء‪ ،‬وإذا في الروضة غدران )‪ (1‬وفي الغدران حيتان‪ ،‬فقلنخخا‪:‬‬
‫وال إنها لدللة المامة فأرنا غيرها يا أمير المخؤمنين وإل قخد أدركنخا بعخض‬
‫ما أردنا‪ ،‬فقال عليه السلم‪ " :‬حسبي ال ونعم الوكيل " ثخخم أشخخار بيخخده العليخخا‬
‫نحو الجبانة فإذا قصور كثيرة مكللة بالدر والياقوت والجخخواهر وأبوابهخخا مخخن‬
‫الزبرجد الخضر‪ ،‬وإذا في القصور حور وغلمان وأنهخخار وأشخخجار وطيخخور‬
‫ونبخخات كخخثيرة‪ ،‬فبقينخخا متحيريخخن متعجخخبين‪ ،‬وإذا وصخخائف وجخخواري وولخخدان‬
‫وغلمان كالؤلؤ المكنون‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا أمير المؤمنين لقد اشتد شخخوقنا إليخخك وإلخخى‬
‫شيعتك و أوليائك فأومأ إليهم بالسخخكوت‪ ،‬ثخخم ركخخض الرض برجلخخه فخخانفلقت‬
‫الرض عن منخخبر مخخن يخخاقوت أحمخخر فخخارتقى إليخخه‪ ،‬فحمخخد الخ وأثنخخى عليخخه‪،‬‬
‫وصلى على نبيه صخخلى الخ عليخخه وآلخخه ثخخم قخخال‪ :‬غمضخخوا أعينكخخم‪ ،‬فغمضخخنا‬
‫أعيننا‪ ،‬فسمعنا حفيف أجنحة الملئكة بالتسبيح والتهليل‬

‫)‪ (1‬بالضم جمع الغدير‪ :‬النهر‪ :‬قطعة من الماء يتركها السيل‪.‬‬


‫]‪[55‬‬

‫والتحميد والتعظيم والتقديس‪ ،‬ثم قاموا بين يديه قالوا‪ :‬مرنا بأمرك يا أمير المخخؤمنين و‬
‫خليفة رب العالمين صلوات ال عليخخك‪ ،‬فقخخال عليخخه السخخلم‪ :‬يخخا ملئكخخة ربخخي‬
‫ائتوني الساعة بإبليس البالسة وفرعون الفراعنة‪ ،‬قال‪ :‬فوال ما كان بأسخخرع‬
‫من طرفة عين حتى أحضروه عنده‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬ارفعوا أعينكم‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فرفعنا أعيننا ونحن ل نستطيع أن ننظر إليه من شعاع نور الملئكة فقلنا‪ :‬يخخا‬
‫أمير المؤمنين ال ال في أبصارنا فما ننظر شيئا البتة‪ ،‬وسمعنا صلصلة ) ‪(1‬‬
‫السلسل واصطكاك الغلل‪ ،‬وهبت ريح عظيمة‪ ،‬فقالت الملئكة‪ :‬يخا خليفخة‬
‫ال زد الملعون لعنة وضاعف عليه العذاب‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا أميخخر المخخؤمنين الخ الخ‬
‫في أبصارنا ومسامعنا‪ ،‬فوال ما نقدر على احتمخخال هخخذا السخخر والقخخدر‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فلما جروه بين يديه قام وقال‪ :‬واويله من ظلم آل محمد واويله من اجترائي‬
‫عليهم‪ ،‬ثم قال‪ :‬يخخا سخخيدي ارحمنخخي فخخإني ل أحتمخخل هخخذا العخخذاب‪ ،‬فقخخال عليخخه‬
‫السخخلم‪ :‬ل رحمخك الخ ول غفخر لخك أيهخخا الرجخس النجخخس الخخخبيث المخبخخث‬
‫الشيطان‪ ،‬ثم التفت إلينا وقال عليه السلم‪ :‬أنتم تعرفون هذا باسمه وجسخخمه ؟‬
‫قلنا‪ :‬نعم يا أمير المؤمنين‪ ،‬فقال عليه السخخلم‪ :‬سخخلوه حخختى يخخخبركم مخخن هخخو‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬مخن أنخت ؟ فقخخال‪ :‬أنخا إبليخخس البالسخة وفرعخخون هخذه المخخة أنخخا الخذي‬
‫جحدت سيدي ومولي أمير المؤمنين وخليفخخة رب العخخالمين‪ ،‬وأنكخخرت آيخخاته‬
‫ومعجزاته‪ .‬ثخخم قخخال أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬يخخا قخخوم غمضخخوا أعينكخخم‪،‬‬
‫فغمضنا أعيننا فتكلم عليه السلم بكلم أخفى‪ ،‬فإذا نحن في الموضع الذي كنا‬
‫فيه ل قصور ول ماء ول غدران ول أشجار‪ .‬قال الصخخبغ بخخن نباتخخة رضخخي‬
‫ال عنه‪ :‬والذي أكرمني بما رأيت من تلك الدلئل والمعجزات ما تفرق القوم‬
‫حخختى ارتخخابوا وشخخكوا ! وقخخال بعضخخهم‪ :‬سخخحر وكهانخخة و إفخخك ! فقخخال أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬إن بني إسخخرائيل لخخم يعخخاقبوا ولخخم يمسخخخوا إل بعخخد مخخا‬
‫سألوا اليات والدللت‪ ،‬فقد حلت عقوبة ال بهم‪ ،‬والن حلت لعنخخة الخ فيكخخم‬
‫وعقوبته عليكم‪ ،‬قال الصبغ بن نباته رضي ال عنه‪ :‬إني أيقنخخت أن العقوبخخة‬
‫حلت بتكذيبهم الدللت والمعجزات‪.‬‬

‫)‪ (1‬الصلصلة‪ :‬الصوت‪.‬‬

‫]‪[56‬‬

‫عن عمار )‪ (1‬بن ياسر رضي ال عنه قال‪ :‬كنت عند أميخخر المخخؤمنين جالسخخا بمسخخجد‬
‫الكوفة ولم يكن سواي أحد فيه‪ ،‬وإذا هو يقول‪ :‬صدقيه صدقيه‪ ،‬فخخالتفت يمينخخا‬
‫وشمال فلم أر أحدا‪ ،‬فبقيت متعجبا فقال لي‪ :‬يخخا عمخخار كخخأني بخخك تقخخول‪ :‬لمخخن‬
‫يكلم علي ؟ فقلت‪ :‬هو كذلك يا أمير المخخؤمنين‪ ،‬فقخخال‪ :‬ارفخخع رأسخخك‪ ،‬فرفعخخت‬
‫رأسخخي وإذا أنخخا بحمخخامتين يتجاوبخخان‪ ،‬فقخخال لخخي‪ :‬يخخا عمخخار أتخخدري مخخا تقخخول‬
‫إحداهما للخرى ؟ فقلت‪ :‬ل وعيشك يخخا أميخخر المخخؤمنين‪ ،‬قخخال‪ :‬تقخخول الثنخخى‬
‫للذكر أنت استبدلت بي غيري و هجرتنخي وأخخذت سخواي‪ ،‬وهخو يحلخف لهخا‬
‫ويقول‪ :‬ما فعلت ذلك‪ ،‬وهي تقول‪ :‬ما اصدقك‪ ،‬فقال لها‪ :‬وحق هذا القاعد فخخي‬
‫هذا الجامع ما استبدلت بك سواك ول أخذت غيخخرك‪ ،‬فهمخخت أن تكخخذبه فقلخخت‬
‫لها‪ :‬صدقيه صدقيه‪ ،‬قخخال عمخخار‪ :‬يخخا أميخخر ‪ -‬المخخؤمنين مخخا علمخخت أحخخدا يعلخخم‬
‫منطق الطير إل سليمان بن داود عليهما السخخلم فقخخال لخخه‪ :‬يخخا عمخخار والخ إن‬
‫سليمان بن داود عليهما السلم سأل ال تعالى بنا أهل البيت حتى علخخم منطخخق‬
‫الطير‪.‬‬

‫)‪ (1‬في )خ(‪ :‬نقل من كتاب صفوة الخبار عن الئمة الطهار ا‍ه‪.‬‬

‫]‪[57‬‬

‫)أبواب( * )مخخا يتعلخخق بخخه ومخخن ينتسخخب إليخخه( *‪) .118 .‬بخخاب( * )أسخخلحته وملبسخخه‬
‫ومراكبه ولوائه وساير ما يتعلق به صلوات ال( * * )عليه من أشخخباه ذلخخك(‬
‫* ‪ - 1‬قب‪ :‬تفسير السدي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعخخالى‪ " :‬و‬
‫أنزلنا الحديد " )‪ (1‬قال‪ :‬أنزل الخ آدم مخخن الجنخخة معخخه ذو الفقخخار‪ ،‬خلخخق مخخن‬
‫ورق آس )‪ (2‬الجنة‪ ،‬ثم قال‪ " :‬فيه بأس شديد " فكان به يحخخارب آدم أعخخداءه‬
‫من الجن والشياطين‪ ،‬وكان عليه مكتوبا‪ :‬ل يخزال أنبيخائي يحخخاربون بخخه نخبي‬
‫بعد نبي وصديق بعد صديق حتى يرثه أمير المؤمنين عليه السخخلم فيحخخارب‬
‫به عن النبي المي " ومنافع للناس " لمحمد صلى ال عليه واله وعلخخي " إن‬
‫ال قوي عزيز " منيع من النقمة بالكفار بعلي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه السخخلم‪.‬‬
‫وقخخد روى كافخخة أصخخحابنا أن المخخراد بهخخذه اليخخة ذو الفقخخار‪ ،‬انخخزل )‪ (3‬مخخن‬
‫السماء‪ ،‬على النبي صلى الخ عليخه والخه فأعطخاه عليخا‪ ،‬وسخئل الرضخا عليخه‬
‫السلم من أين هو ؟ فقال‪ :‬هبط به جبرئيل من السماء‪ ،‬وكان حليه من فضة‪،‬‬
‫وهو عندي‪ .‬وقيل‪ :‬أمر جبرئيل عليه السلم أن يتخذ من صنم حديد في اليمن‬
‫فذهب علي وكسره‪ ،‬فاتخذ منه سيفان مخدم وذو الفقار‪ ،‬وطبعهما )‪ (4‬عميخخر‬
‫الصيقل‪ .‬وقيل‪ :‬صار إليه يوم بدر‪،‬‬

‫)‪ (1‬سورة الحديد‪ (2) .25 :‬الس‪ :‬شجر يعرف بالريحان‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬انخخزل‬
‫به‪ (4) .‬طبع السيف‪ :‬عمله وصاغه‪.‬‬

‫]‪[58‬‬
‫أخذه من العاص بن منبه السهمي وقد قتله‪ .‬وقيل‪ :‬كان من هخخدايا بلقيخخس إلخخى سخخليمان‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬أخذه من منبه بن الحجخاج السخهمي فخي غخزاة بنخي المصخطلق بعخد أن‬
‫قتله‪ .‬وقيل‪ :‬كان سعف نخل نفث فيه النبي صلى ال عليه والخخه فصخخار سخخيفا‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬صار إلى النبي صلى ال عليه واله يوم بدر فأعطاه عليا‪ ،‬ثخم كخان مخع‬
‫الحسن ثم مع الحسين إلى أن بلغ المهدي عليهم السخخلم‪ .‬سخخئل الصخخادق عليخخه‬
‫السلم‪ :‬لم سمي ذو الفقار ؟ فقال‪ :‬إنما سمي ذو الفقار لنه ما ضرب به أمير‬
‫المؤمنين أحدا إل افتقر في الدنيا مخخن الحيخخاة وفخخي الخخخرة مخخن الجنخخة‪ .‬علن‬
‫الكليني رفعه إلى أبخي عبخد الخ عليخه السخلم قخال‪ :‬إنمخا سخمي سخيف أميخر ‪-‬‬
‫المؤمنين عليه السلم ذو الفقار لنه كان في وسطه خطخخة فخخي طخخوله مشخخبهة‬
‫بفقار الظهر‪ ،‬وزعم الصمعي أنه كان فيه ثمخخاني عشخخرة فقخخارة‪ .‬تاريخخخ أبخخي‬
‫يعقوب‪ :‬كان طوله سبعة أشبار وعرضه شبر‪ ،‬في وسخطه كالفقخخار‪ .‬أبخو عبخد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬نظر رسول ال صلى ال عليه واله إلى جبرئيل بين السخخماء‬
‫والرض على كرسي من ذهب وهو يقول‪ :‬ل سيف إل ذو الفقار ول فتى إل‬
‫علي‪ .‬القاضي أبو بكر الجعابي بإسناده عن الصادق عليه السلم‪ :‬نخخادى ملخخك‬
‫من السماء يوم احد يقال له رضوان‪ :‬ل سيف إل ذو الفقار ول فتى إل علخخي‪.‬‬
‫ومثله في إرشاد المفيد وأمالي الطوسي عخخن عكرمخخة وأبخخي رافخخع‪ ،‬وقخخد رواه‬
‫السمعاني في فضائل الصحابة وابن بطة في البانة‪ ،‬إل أنهما قال‪ :‬يوم بخخدر‪.‬‬
‫درعه عليه السلم‪ :‬رآه قيس بخخن سخخعد الهمخخداني فخخي الحخخرب وعليخخه ثوبخخان‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع ؟ فقال‪ :‬نعم يا قيس إنه ليس مخخن‬
‫عبد إل وله من ال حافظ وواقية ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبخخل‬
‫أو يقع في بئر‪ ،‬فإذا نزل القضاء خليا بينه وبين كل شئ‪ .‬وكخخان مكتوبخخا علخخى‬
‫درعه عليه السلم‪ :‬أي يومي من الموت أفر * يوم ل يقدر أم يوم قدر يوم ل‬
‫يقدر ل أخشى الوغى * يوم قخد قخدر ل يغنخي الحخخذر وروي أن درعخخه عليخه‬
‫السلم كانت ل قب لها أي ل ظهر لها‪ ،‬فقيل في ذلك فقال‪:‬‬

‫]‪[59‬‬

‫إن وليت فل وألت أي نجوت‪ .‬وكان له مثل الدراهم سخخايل * علخخى ظهخخره فخخي الخخدرع‬
‫كالسطر إذا سطر )‪ (1‬مركخخوبه عليخخه السخخلم بغلخخة بيضخخاء يقخخال لهخخا‪ :‬دلخخدل‪،‬‬
‫أعطاه رسول ال صلى ال عليه واله وإنما سميت دلدل لن النبي صخخلى ال خ‬
‫عليه واله لما انهزم المسلمون يوم حنيخخن قخخال‪ :‬دلخخدل‪ ،‬فوضخخعت بطنهخخا علخخى‬
‫الرض فأخخخذ النخخبي صخخلى الخ عليخخه والخخه حفنخخة مخخن تخخراب فرمخخى بهخخا فخخي‬
‫وجوههم‪ ،‬ثم أعطاها عليا عليخخه السخخلم وذلخخك دون الفخخرس‪ .‬وقيخخل لخخه‪ :‬لخخم ل‬
‫تركب الخيل وطلبخخك كخخثير ؟ فقخخال‪ :‬الخيخخل للطلخخب والهخخرب ولسخخت أطلخخب‬
‫مدبرا ول أنصرف عن مقبل‪ .‬وفي رواية‪ :‬أكر على من فر ول أفر ممن كخخر‬
‫والبغلة تزجيني ‪ -‬أي تكفيني ‪ .-‬فصل في لوائه وخاتمه عليخخه السخخلم‪ :‬محمخخد‬
‫الكسائي في المبتخخدء‪ :‬إن أول حخخرب كخخانت بيخخن بنخخي آدم مخخا كخخان بيخخن شخخيث‬
‫وقابيل‪ ،‬وذلك أن ال تعالى أهدى إليه حلة بيضاء و رفعت الملئكة لخخه رأيخخة‬
‫بيضاء‪ ،‬فسلسخخلت الملئكخخة لقابيخخل وحملخخوه إلخخى عيخخن الشخخمس و مخخات فيهخخا‪،‬‬
‫وصارت ذريته عبيخخد الشخخيث‪ .‬وفخخي الخخخبر‪ :‬أول مخخن اتخخخذ الرايخخات إبراهيخخم‬
‫الخليل عليه السلم‪ .‬ابخخن أبخخي البخخختري وسخخائر أهخخل السخخير أنخخه كخخانت رايخخة‬
‫قريش ولواؤها جميعا بيدي قصي بن كلب‪ ،‬ثم لم تزل الراية فخخي يخخدي عبخخد‬
‫المطلب‪ ،‬فلما بعث النبي صلى ال عليه واله أقرها في بني هاشم ودفعها إلخخى‬
‫علي عليه السلم في أول غزاة حمل فيهخخا‪ ،‬وهخخي ودان فلخخم تخخزل معخخه وكخخان‬
‫اللواء يومئذ في عبد الدار‪ ،‬فأعطاه النبي صخخلى ال خ عليخخه والخخه مصخخعب بخخن‬
‫عمير فاستشهد يوم احد‪ ،‬فأخذها النبي صلى ال عليه واله ودفعهخخا إلخخى علخخي‬
‫عليه السلم فجمع يومئذ له الراية واللواء وهما أبيضان‪ ،‬وذكره الطبري فخخي‬
‫تاريخه والقشيري في تفسيره‪ .‬تنبيه المذكرين‪ :‬زيد بن علي عن آبخخائه عليهخخم‬
‫السلم‪ :‬كسرت زند علي عليه السلم يوم احد وفي يده لواء رسول ال صلى‬
‫ال عليه واله فسقط اللواء من يده‪ ،‬فتحاماه المسلمون أن يأخذوه فقال رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه واله‪ :‬فضعوه في يده الشمال فإنه صاحب لوائي في الخخدنيا‬
‫والخرة‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬إذ سطر‪ .‬ولم نفهم المراد من التشبيه‪.‬‬

‫]‪[60‬‬

‫وفي رواية غيره‪ :‬فرفعه المقداد وأعطاه عليا عليه السلم‪ ،‬وقال صلى ال عليه والخخه‪:‬‬
‫أنت صاحب رايتي في الدنيا والخرة‪ .‬المواعظ والزواجر عن العسخخكري أن‬
‫مالك بن دينار سأل سعيد بن جبير‪ :‬من كخخان صخخاحب لخخواء النخخبي صخخلى الخ‬
‫عليه واله ؟ قال‪ :‬علي بن أبي طالب‪ .‬عبد ال بن حنبل أنه لما سأل مالخخك بخخن‬
‫دينار سخخعيد بخن جخبير عخخن ذلخخك قخال‪ :‬فنظخخر إلخخي فقخال‪ :‬كأنخخك رخخخي البخال‪،‬‬
‫فغضبت وشكوت إلى القراء فقالوا‪ :‬إنك سألته وهو خخخائف مخخن الحجخخاج وقخخد‬
‫لذ بالبيت‪ ،‬فاسأله الن‪ ،‬فسألته فقال‪ :‬كان حاملها علي كان حاملها علي‪ ،‬كذا‬
‫سمعته من عبد ال بن عبخخاس‪ .‬تاريخخخ الطخخبري والبلذري وصخخحيحي مسخخلم‬
‫والبخاري أنه لما أراد النبي صلى ال عليه واله أن يخرج إلى بدر اختار كل‬
‫قوم راية‪ ،‬فاختار حمزة حمراء‪ ،‬وبنخو اميخة خضخراء وعلخي بخن أبخي طخالب‬
‫عليه السلم صفراء‪ ،‬وكانت راية النبي صلى ال عليه واله بيضاء‪ ،‬فأعطاها‬
‫عليا يوم خيبر لما قال‪ :‬لعطين الراية غدا رجل‪ ،‬الخبر‪ .‬وكان النخخبي صخخلى‬
‫ال عليه واله عقد لحمزة ولعبيدة بن الحخخارث ولسخخعد بخخن أبخخي وقخخاص ألويخخة‬
‫بيضخخاء‪ .‬وكخخان مكتوبخخا علخخى علخخم أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬الحخخرب إن‬
‫باشرتها فل يكخخن منخخك الفشخخل * واصخخبر علخخى أهوالهخخا ل مخخوت إل بالجخخل‬
‫وعلى رايته عليه السلم‪ :‬هذا علي والهخخدى يقخخوده * مخخن خيخخر فتيخخان قريخخش‬
‫عوده وحدثني ابن كادش في تكخخذيب العصخخابة العلويخخة فخخي ادعخخائهم المامخخة‬
‫النبوية أن النبي صلى ال عليه واله رأى العباس في ثوبين أبيضين فقال‪ :‬إنه‬
‫لبيض الثوبين‪ ،‬وهذا جبرئيل يخبرني أن ولده يلبسون السخخواد‪ .‬عبخخد الخ بخخن‬
‫أحمد بن حنبل في كتاب صفين أنه نشر عمخخرو بخخن العخخاص فخخي يخخوم صخخفين‬
‫راية سوداء الخبر‪ .‬وفي أخبار دمشق عخخن أبخخي الحسخخين محمخخد بخخن عبخخد الخ‬
‫الرازي قال ثوبان‪ :‬قال‬

‫]‪[61‬‬

‫النبي صلى ال عليه واله‪ :‬يكون لبني العباس رايتان مركزهما كفر وأعلهما ضللة‪،‬‬
‫إن أدركتها يا ثوبخخان فل تسخختظل بظلهمخخا )‪ .(1‬ابخخي بخخن كعخخب‪ :‬أول الرايخخات‬
‫السخخود نصخخر وأوسخخطها غخخدر وآخرهخخا كفخخر‪ ،‬فمخخن أعخخانهم كخخان كمخخن أعخخان‬
‫فرعون على موسى‪ .‬تاريخ بغداد قال أبو هريرة‪ :‬قال النبي صخخلى ال خ عليخخه‬
‫واله‪ :‬إذا أقبلت الرايات السود من قبل المشرق فإن أولها فتنة وأوسطها هرج‬
‫وآخرها ضللة‪ .‬أخبار دمشق عن النبي صلى ال عليه والخخه‪ :‬أبخخو أمامخخة فخخي‬
‫خبر‪ :‬أولها منشور وآخرها مثبخخور )‪ .(2‬تاريخخخ الطخخبري‪ :‬إن إبراهيخخم المخخام‬
‫أنفذ إلى أبي مسلم لواء النصخخرة وظخل السخحاب‪ ،‬وكخخان أبيخض طخخوله أربعخخة‬
‫عشر ذراعا‪ ،‬مكتوب عليها بالحبر " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلمخخوا وإن الخ‬
‫على نصرهم لقدير )‪ " (3‬فأمر أبو مسلم غلمه أرقم أن يتحول بكل لون من‬
‫الثياب‪ ،‬فلما لبس السواد قخخال‪ :‬معخخه هيبخخة‪ ،‬فاختخخاره خلفخخا لبنخخي اميخخة وهيبخخة‬
‫للناظر‪ ،‬وكانوا يقولون‪ :‬هذا السواد حداد )‪ (4‬آل محمد صلى ال خ عليخخه والخخه‬
‫وشهداء كربلء وزيد ويحيى‪ .‬خاتمه عليه السلم‪ :‬سلمان الفارسي عن النخخبي‬
‫صلى ال عليه واله قال‪ :‬يا علي تختخخم بخخالعقيق تكخخن مخخن المقربيخخن‪ ،‬قخخال‪ :‬يخخا‬
‫رسول ال وما المقربون ؟ قال‪ :‬جبرائيل وميكائيل‪ ،‬قال‪ :‬فبم أتختم يخا رسخخول‬
‫ال ؟ قال بالعقيق الحمر‪ .‬ابن عباس وصعصعة وعائشخخة أنخخه هبخخط جبرئيخخل‬
‫على رسول ال صلى ال عليه واله فقال‪ :‬يا محمد ربي يقرؤك السلم ويقول‬
‫لك‪ :‬البس خاتمك بيمينك‪ ،‬واجعل فصه عقيقا‪ ،‬و قل لبن عمك‪ :‬يلبس خخخاتمه‬
‫بيمينه ويجعل فصه عقيقا‪ ،‬فقال علي‪ :‬يا رسول ال وما العقيق ؟ قال‪ :‬العقيخق‬
‫جبل في اليمن‪ .‬والخبر مذكور في فضل الميثاق‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بظلها‪ (2) .‬أي ملعون ومطرود‪ (3) .‬سورة الحج‪ (4) .39 :‬الحداد‬
‫‪ -‬بالكسر ‪ :-‬ثياب المأتم السود‪.‬‬

‫]‪[62‬‬

‫زياد القندي عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهخخم السخخلم قخخال النخخبي صخخلى الخ عليخخه‬
‫واله‪ :‬لما كلم ال موسى بن عمران على جبل طور سيناء اطلع على الرض‬
‫اطلعة فخلق من نور وجهه العقيق‪ ،‬وقال‪ :‬أقسمت على نفسخخي أن ل اعخخذب‬
‫كف لبسك إذا تولى عليا عليه السلم بالنار‪ .‬ابن عباس والسدي‪ :‬كان لميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم أربعة خواتيم‪ :‬ياقوت لنبله )‪ (1‬فيروزج لنصره‪ ،‬حديخخد‬
‫صيني لقوته‪ ،‬عقيق لحرزه‪ .‬صحيح البخاري وشمائل الترمذي عن عبخخد ال خ‬
‫بن جعفر‪ ،‬وجامع البيهقي عن جابر وعن أنس‪ ،‬وتختم‪ .‬عبد الرحمن السخخلمي‬
‫عن ابن المسيب عن زين العابدين عن أبيه عليهما السلم‪ ،‬وتختخخم محمخخد بخخن‬
‫يحيى بن المحتسب عن هاشم بن عروة عن أبيه عن عائشة‪ ،‬وعن جعفر بخخن‬
‫الزبير‪ ،‬عن القاسم‪ ،‬عن أبي أمامة‪ ،‬وعن نافع عن ابن عمر عخخن أنخخس وعخخن‬
‫جابر‪ ،‬كلهم عن النبي صلى ال عليه واله أنه كان صلى ال عليه واله يتختخخم‬
‫في يمينه‪ .‬وزاد بعضهم فخخي الروايخخة‪ :‬وقبخخض والخخخاتم فخخي يمينخخه‪ .‬وقخخال أبخخو‬
‫أمامخخة‪ :‬كخخان النخخبي صخخلى الخ عليخخه والخخه يجعخخل خخخاتمه فخخي يمينخخه‪ .‬عكرمخخة‬
‫والضحاك عن ابن عباس أنه كان النبي صلى ال عليه والخخه‪ :‬يتختخخم فخخي اليخخد‬
‫اليمنى‪ .‬شمائل الترمذي وسنن السجستاني‪ :‬وتختخخم المحتسخخب أنخخه كخخان علخخي‬
‫عليه السلم يتختم في يمينه‪ .‬جامع البيهقي كان ابن عباس وعبد ال بن جعفر‬
‫يتختمان في يمينهما‪ .‬الراغب في محاضراته‪ :‬كان النبي صلى ال عليه والخخه‬
‫وأصحابه يتختمون في أيمانهم‪ ،‬وأول من تختم في يساره معاويخخة‪ .‬نتخخف أبخخي‬
‫عبد ال السلمي أن النبي صلى ال عليه وآله كان يتختم فخخي يمينخخه والخلفخخاء‬
‫الربعة بعده‪ ،‬فنقلها معاوية إلى اليسار‪ ،‬وأخذ الناس بخخذلك‪ ،‬فبقخخي كخخذلك أيخخام‬
‫المروانية‪ ،‬فنقلها السفاح إلى اليمين‪ ،‬فبقي إلى أيام الرشيد‬

‫)‪ (1‬النبل ‪ -‬بضم النون ‪ :-‬الذكاء والنجابة والفضل والشوكة‪.‬‬

‫]‪[63‬‬

‫فنقلها إلى اليسار‪ ،‬وأخذ الناس بذلك‪ ،‬واشتهر أن عمرو بن العاص عند التحكيخخم سخخلها‬
‫من يده اليمنى وقال‪ :‬خلعت الخلفة من علي كخلعي خخخاتمي هخخذا مخخن يمينخخي‬
‫وجعلتها في معاوية كما جعلت هذا في يساري‪ .‬نقوش الخواتيم عخخن الجخخاحظ‬
‫أنه كان آدم وإدريس وإبراهيم وإسماعيل و إسخخحاق وإليخخاس ويعقخخوب وداود‬
‫وسليمان ويوسف ودانيال ويوشع وذو القرنين ويونس ولوط وهخخود وشخخعيب‬
‫وزكريا ويحيى وصالح وعزير وأيوب ولقمان وعيسى ومحمد عليهم السلم‬
‫يتختمون في أيمانهم‪ .‬الصعقب )‪ (1‬بن زهير أنخخه سخئل أميخخر المخخؤمنين عليخه‬
‫السلم عن التختم في اليمين فقال عليه السلم‪ :‬إنه لما أنخزل الخ علخى نخبيه "‬
‫قل تعالوا ندع أبنائنا )‪ " (2‬الية قال جبرئيل عليه السلم‪ :‬يخخا رسخخول الخ مخخا‬
‫من نبي إل وأنا بشيره ونذيره‪ ،‬فما افتخخخرت بأحخخد مخخن النبيخخاء إل بكخخم أهخخل‬
‫البيت‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬يا جبرئيل أنت منا‪ ،‬فقال جبرئيخخل‪ :‬أنخخا‬
‫منكم ؟ فقال رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه‪ :‬أنخت منخا يخا جبرئيخل‪ ،‬فقخال‪:‬‬
‫يارسول ال بين لي ليكون لي فرج لمتك‪ ،‬فأخذ النبي صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫خاتمه بشخماله فقخال‪ :‬أنخا رسخول الخ أولكخم‪ ،‬وثخانيكم علخي‪ ،‬وثخالثكم فاطمخة‪،‬‬
‫ورابعكم الحسن‪ ،‬وخامسكم الحسين‪ ،‬و سادسكم جبرئيخخل‪ ،‬وجعخخل خخخاتمه فخخي‬
‫إصبعه اليمنى فقال‪ :‬أنت سادسنا يا جبرئيل‪ ،‬فقال جبرئيل‪ :‬يا رسخخول ال خ مخخا‬
‫من أحد تختم في يمينه )‪ (3‬وأراد بذلك سنتك ورأيته يخخوم القيامخخة متحيخخرا إل‬
‫أخذت بيده وأوصلته إليك وإلى أمير المخخؤمنين علخخي بخخن أبخخي ‪ -‬طخخالب عليخخه‬
‫السلم )‪ - 2 .(4‬يف‪ :‬ابن المغازلي بإسناده إلى النبي صلى ال عليه وآله أنه‬
‫قال‪ :‬إن المنادي نادى‬

‫)‪ (1‬في المصدر " الصقعب "‪ .‬وفي هامشه‪ :‬بتقديم القاف على العين المهملخخة ‪ -‬وزان‬
‫جعفر ‪ -‬ابن زهير بن عبد ال بن زهير الزدي الكوفى‪ .‬قال ابن حجخخر فخخي‬
‫التقريب‪ :‬ثقة من السادسة )‪ (2‬سخخورة آل عمخخران‪ (3) .61 :‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫بيمينه‪ (4) .‬مناقب آل ابى طالب ‪.75 - 69 :2‬‬

‫]‪[64‬‬

‫يوم احد‪ :‬ل سيف إل ذو الفقخخار ول فخختى إل علخخي‪ .‬وروي أيضخخا أن المنخخادي كخخان قخخد‬
‫نادى بذلك يوم البدر‪ .‬وروى أيضا بإسناده إلى محمد بن علخخي البخخاقر عليهمخخا‬
‫السلم قال‪ :‬نادى ملك من السماء يوم بدر ويقال له رضوان‪ :‬ل سخخيف إل ذو‬
‫الفقار ولفخختى إل علخخي )‪ - 3 .(1‬قخخب‪ :‬كخخان لخخه عليخخه السخخلم بغلخخة يقخخال لخخه‬
‫الشهباء ودلدل‪ ،‬أهداها إليه النبي صلى ال عليه وآله )‪ - 4 (2‬كا‪ :‬حميد‪ ،‬عن‬
‫عبيدال الدهقان‪ ،‬عن الطاطري‪ ،‬عن محمد بن زياد‪ ،‬عن أبخخان‪ ،‬عخخن يعقخخوب‬
‫بن شعيب‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬علي عليه السلم شد على بطنه‬
‫يوم الجمل بعقال أبرق نزل به جبرئيل مخخن السخخماء‪ ،‬وكخخان النخخبي صخخلى الخ‬
‫عليه وآله يشد به على بطنه إذا لبس الدرع )‪ - 5 .(3‬ن‪ :‬هاني بن محمد بخخن‬
‫محمود العبدي‪ ،‬عن أبيه رفعه‪ ،‬عخخن موسخخى بخخن جعفخخر عليهمخخا السخخلم فيمخخا‬
‫ناظر به الرشيد في تفضيل العزة )‪ (4‬قال عليه السلم‪ :‬إن العلماء قد أجمعوا‬
‫على أن جبرئيل قال يوم احد‪ :‬يا محمد إن هذه لهي المواسخخاة مخخن علخخي‪ ،‬قخخال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬لنه مني وأنا منه‪ ،‬قال جبرئيل عليه السلم‪ :‬وأنا منكمخخا‬
‫يا رسول ال‪ ،‬ثم قال‪ :‬ل سيف إل ذو الفقار ول فتى إل علي‪ ،‬فكان كما مخخدح‬
‫ال عزوجل به خليله عليه السلم إذ يقول " فتى يخخذكرهم يقخخال لخخه إبراهيخخم "‬
‫إنا معشر بني عمك نفتخر بقول جبرئيل عليه السلم إنخخه منخخا )‪ - 6 .(5‬لخخى‪،‬‬
‫مع‪ :‬ابن إدريس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب وابن يزيد ومحمخخد ابخخن أبخخي‬
‫الصهبان جميعا‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه عن جده عليهم السلم قال‪ :‬إن أعرابيا أتخخى رسخخول ال خ فخخخرج إليخخه فخخي‬
‫رداء ممشق‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد لقد خرجت إلي كأنك فتى‪ ،‬فقال صخلى الخ عليخه‬
‫واله‪ :‬نعم يا أعرابي أنا الفتى‪ ،‬ابن الفتى أخو الفتى‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد أمخخا الفخختى‬
‫فنعم فكيف ابن الفتى وأخو الفتى ؟ فقال‪ :‬أما‬
‫)‪ (1‬الطرائف‪ (2) .22 :‬مناقب آل ابى طالب ‪ (3) .77 :2‬روضة الكافي‪ (4) :‬العترة‬
‫ظ ‪ 0‬؟ ؟ )ب( )‪ (5‬عيون الخبار‪ 49 :‬والطبعة الحديثة ج ‪.85 :1‬‬

‫]‪[65‬‬

‫سمعت ال عزوجل يقول‪ " :‬قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيخخم )‪ " (1‬فأنخخا ابخخن‬
‫إبراهيم‪ ،‬وأما أخو الفتى فإن مناديا نادى من السخخماء )‪ (2‬يخخوم احخخد‪ :‬ل سخخيف‬
‫إل ذو الفقار ول فتى إل علي‪ ،‬فعلي أخي وأنا أخوه )‪ .(3‬قب‪ :‬مرسل مثلخخه )‬
‫‪ - 7 .(4‬ع‪ ،‬مع‪ :‬ابن عصام‪ ،‬عن الكليني‪ ،‬عن علن رفعه إلى أبي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم أنه قال‪ :‬إنما سمي سخخيف أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم ذا الفقخخار‬
‫لنه كان في وسطه خطة في طوله فشبه )‪ (5‬بفقخخار الظهخخر‪ ،‬فسخخمي ذاالفقخخار‬
‫لذلك‪ ،‬وكان سيفا نزل به جبرئيل عليه السلم من السماء‪ ،‬كانت حلقته فضة‪،‬‬
‫وهو الذي نادى به مناد من السماء‪ :‬ل سيف إل ذواالفقار ول فتى إل علخخي )‬
‫‪ .(6‬أقول‪ :‬قد مضى بعض أخبار الباب في باب غزوة احد‪ - 8 .‬ن‪ ،‬لخخى‪ :‬ابخخن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن أحمد بن عبد ال قال‪ :‬سخخألت‬
‫الرضا عليه السلم عن ذي الفقار سيف رسول ال صلى ال عليخخه والخخه مخخن‬
‫أين هو ؟ فقال هبط به جبرئيل عليه السلم من السماء‪ ،‬وكان حليته من فضة‬
‫وهو عندي )‪ .(7‬ير‪ :‬عبد ال بن جعفر‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن أحمخخد بخخن‬
‫عبد ال مثله )‪ - 9 .(8‬ع‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن البزنطي وابخخن‬
‫أبي عمير معا‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن أبي عبد الخ عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬لمخخا‬
‫كان يوم احد انهزم أصحاب‬

‫)‪ (1‬سورة النبياء‪ (2) .60 :‬في المعاني‪ :‬في السخخماء‪ (3) .‬امخخالي الصخخدوق‪ 120 :‬و‬
‫‪ .121‬معاني الخبار‪ (4) .119 :‬لم نظفر به في المناقب‪ (5) .‬في المعاني‪:‬‬
‫تشبه‪ (6) .‬علل الشخخرائع‪ .64 :‬معخخاني الخبخخار‪ (7) .63 :‬عيخخون الخبخخار‪:‬‬
‫‪ .214‬امالي الصدوق‪ (8) .174 :‬بصائر الدرجات‪.48 :‬‬

‫]‪[66‬‬

‫رسول ال صلى ال عليه واله حتى لم يبق معه إل علي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه السخخلم‬
‫وأبو دجانة )‪ (1‬وكان علي عليه السلم كلما حملخخت طائفخخة علخى رسخول الخ‬
‫صلى ال عليه واله استقبلهم وردهم حتى أكثر فيهم القتل والجراحات‪ ،‬حخختى‬
‫انكسر سيفه‪ ،‬فجاء إلى النخبي صخلى الخ عليخخه والخخه فقخال‪ :‬يخا رسخول الخ إن‬
‫الرجل يقاتل بسلحه وقد انكسر سيفي‪ ،‬فأعطاه عليخخه السخخلم سخخيفه ذاالفقخخار‪،‬‬
‫فما زال يدفع به عن رسول ال صلى الخ عليخخه والخخه حخختى أثخخر وأنكخخر )‪،(2‬‬
‫فنزل جبرئيل عليه السلم وقال‪ :‬يا محمد إن هذه لهي المواساة من علي لخخك‪،‬‬
‫فقال النبي صلى ال عليه واله‪ :‬إنه مني وأنا منه‪ ،‬فقال جبرئيل عليه السخخلم‪:‬‬
‫وأنا منكما‪ ،‬وسمعوا دويا من السماء‪ :‬ل سيف إل ذو الفقار ول فختى إل علخي‬
‫)‪ - 10 .(3‬ع‪ :‬الدقاق وابن عصام معا‪ ،‬عن الكليني‪ ،‬عن القاسخخم بخخن العلء‪،‬‬
‫عن إسماعيل الفزاري‪ ،‬عن محمد بن جمهور العمي‪ ،‬عن ابخخن أبخخي نجخخران‪،‬‬
‫عمن ذكره‪ ،‬عن الثمخخالي قخال‪ :‬سخألت أبخا جعفخر عليخه السخخلم فقلخخت‪ :‬يخخا ابخن‬
‫رسول ال لم سمي سيف أمير ‪ -‬المؤمنين عليه السخخلم ذاالفقخخار ؟ فقخخال عليخخه‬
‫السلم‪ :‬لأنه ما ضرب به أحد من خلق ال إل أفقره في هخخذه الخخدنيا )‪ (4‬مخخن‬
‫أهله وولده‪ ،‬وأفقره في الخرة من الجنة )‪ .(5‬أقول‪ :‬قد مر الخبار فخخي بخخاب‬
‫علمات المام أنه عند الئمة عليهم السلم‪ - 11 .‬ما‪ :‬المفيخخد‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫محمد بن مالك‪ ،‬عن أحمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن بشر بن بكخخر‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫إسحاق‪ ،‬عن مشيخته قال‪ :‬سمع يوم احد ‪ -‬وقخخد هخخاجت ريخخح عاصخخف ‪ -‬كلم‬
‫هاتف يهتف وهو يقول‪:‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وابو دجانة سماك بن خرشة‪ ،‬فقال له النبي صلى ال عليه وآلخخه‪ :‬يخخا‬
‫بادجانة أما ترى قومك ؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬الحق بقومخخك‪ ،‬قخخال‪ :‬مخخا علخخى هخخذا‬
‫بايعت ال ورسوله قال‪ :‬أنخخت فخخي حخخل‪ ،‬قخخال‪ :‬والخ ل تتحخخدث قريخخش بخخأنى‬
‫خذلتك وفررت حتى أذوق ما تخخذوق‪ ،‬فجخخزاه النخخبي خيخخرا ا‍ه‪ (2) .‬كخخذا فخخي‬
‫النسخ‪ .‬وفى المصدر‪ :‬وانكسر‪ (3) .‬علل الشرايع‪ (4) .14 :‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫من هذه الدنيا‪ (5) .‬علل الشرايع‪.64 :‬‬

‫]‪[67‬‬

‫ل سيف إل ذو الفقار ول فتى إل علي * وإذا ندبتم هالكا فابكوا الوفي أخا الخخوفي )‪(1‬‬
‫‪ - 12‬ير‪ :‬عباد بن سليمان‪ ،‬عن سعد بن سعد‪ ،‬عخخن يحيخخى‪ ،‬عخخن أبخخي الحسخخن‬
‫الرضا عليه السلم قال‪ :‬قال‪ :‬آتى أبي بسلح رسول ال صلى ال عليه والخخه‬
‫وقد دخل عمومتي من ذلك فقال كلمة‪ ،‬فقال صخخفوان‪ :‬وذكرنخخا سخخيف رسخخول‬
‫ال فقال‪ :‬أتاني إسحاق بخن جعفخر فعظخخم علخي وسخألني لخه بخخالحق والحرمخة‪:‬‬
‫السيف الذي أخذه هو سيف رسول ال صلى ال عليخخه والخخه ؟ قخخال‪ :‬فقلخخت‪ :‬ل‬
‫كيف يكون هذا وقد قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬مثل السلح فينا مثل التخخابوت‬
‫في بني إسرائيل حيث ما دار دار المر‪ ،‬قخخال‪ :‬فسخخألته عخخن ذي الفقخخار سخخيف‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله فقخخال‪ :‬نخخزل بخخه جبرئيخخل مخخن السخخماء‪ ،‬وكخخانت‬
‫حليته فضة‪ ،‬وهو عندي )‪ .(2‬بيان‪ " :‬فقال كلمة " أي فقال عليه السخخلم بعخخد‬
‫ذلك كلمة نسيتها أول أرى المصلحة في ذكرهخا والحاصخل أنخه عليخه السخلم‬
‫قال‪ :‬إن أبي أعطاني سلح رسول ال صلى ال عليخخه والخخه ودخخخل عمومخختي‬
‫من ذلك حسد علي‪ ،‬ثم ذكخر عليخه السخلم أن إسخحاق عمخه أتخاه وأقسخم عليخه‬
‫بالحق والحرمة أن السيف الذي أخذه المأمون منه عليه السلم هل هو سخخيف‬
‫رسول ال ؟ فأجاب عليه السلم بأنه لم يكن سيف رسول ال صلى الخ عليخخه‬
‫واله لن سيفه ل يكون إل عند المام‪ - 13 .‬شف‪ :‬محمد بن جريخخر الطخخبري‬
‫قال في كتابه ما لفظه‪ :‬أبو جعفر‪ ،‬عن داود بن عمر‪ ،‬عن روح بن عبخخد الخخ‪،‬‬
‫عن أبي الحوص عبد ال بن يسار‪ ،‬عن زرارة بن أعين‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عخخن‬
‫ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى الخ عليخخه والخخه‪ :‬إن الخ تبخخارك وتعخخالى‬
‫أعطاني ذاالفقار‪ ،‬قال‪ :‬يا محمد خذه وأعطخخه خيخخر أهخخل الرض‪ ،‬فقلخخت‪ :‬مخخن‬
‫ذلك يا رب ؟ فقال‪ :‬خليفتي في الرض علي بن أبي طالب عليه السخخلم‪ .‬وأن‬
‫ذاالفقار كان ينطق مع علي عليه السلم ويحدثه حتى أنه هم يوما يكسره )‪(3‬‬
‫فقال‪ :‬مه يا أمير المؤمنين إني مأمور‪ ،‬وقخخد بقخخي فخخي أجخخل المشخخرك تخخأخيرا‪.‬‬
‫أقول‪ :‬إنما يمكن أن يكون قد سقط بعد‬

‫)‪ (1‬أمالى الشيخ‪ 88 :‬و ‪ (2) .89‬بصائر الدرجات‪ (3) .51 :‬في المصدر‪ :‬بكسره‪.‬‬

‫]‪[68‬‬

‫قوله " هم يوم يكسره "‪ :‬وقد ضرب به مشركا فلم يقتله )‪ - 14 .(1‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عخخن‬
‫ابن صدقة‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم أن خاتم رسخخول الخ كخخان مخخن‬
‫فضة‪ ،‬ونقشه‪ :‬محمد رسخخول الخخ‪ .‬وكخخان نقخخش خخاتم علخخي عليخخه السخخلم‪ ،‬الخ‬
‫الملك‪ .‬و كان نقش خخاتم والخخدي رضخخي الخ عنخخه‪ :‬العخخزة لخ )‪ - 15 .(2‬ب‪:‬‬
‫أبوالبختري‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السخلم قخخال‪ :‬كخان نقخخش خخاتم علخي‬
‫عليه السلم‪ :‬الملك ل )‪ - 16 .(3‬لى‪ ،‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عخخن الخخبرقي‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن علي الكوفي‪ ،‬عن الحسن بن أبي العقبة الصيرفي‪ ،‬عن الحسين بخخن‬
‫خالد‪ ،‬عن الرضخخا عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬كخخان نقخخش خخخاتم أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم‪ :‬الملك ل‪ ،‬تمام الخبر )‪ - 17 .(4‬ع‪ ،‬ل‪ :‬محمد بن الفضخخل بخخن محمخخد‬
‫بن إسحاق‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن سخخعيد‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن مسخخلم بخخن زرارة‪،‬‬
‫عن محمد بن يوسف‪ ،‬عن سفيان الثخوري‪ ،‬عخن إسخماعيل السخدي‪ ،‬عخن عبخد‬
‫خيخخر قخخال‪ :‬كخخان لعلخخي عليخخه السخخلم أربعخخة خخخواتيم يتختخخم بهخخا‪ :‬يخخاقوت لنبلخخه‬
‫وفيروزج لنصرته )‪ (5‬والحديد الصيني لقوته‪ ،‬وعقيق لحخخرزه‪ ،‬وكخخان نقخخش‬
‫الياقوت‪ :‬ل إله إل ال الملك الحق المبين‪ ،‬ونقش الفيروزج‪ :‬ال الملخخك الحخخق‬
‫)‪ (6‬ونقش الحديد الصيني‪ :‬العزة ل جميعا‪ ،‬ونقش العقيخخق ثلثخخة أسخخطر‪ :‬مخخا‬
‫شاء ال ل قخخوة إل بخخال أسخختغفر الخ )‪ - 18 .(7‬ع‪ :‬ابخخن عبخخدوس‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫قتيبة‪ ،‬عن الفضل بن شخخاذان‪ ،‬عخخن ابخخن أبخخي عميخخر قخخال‪ :‬قلخخت لبخخي الحسخخن‬
‫موسى عليه السلم‪ :‬أخبرني عن تختم أمير المؤمنين عليه السلم بيمينه‬

‫)‪ (1‬اليقين في امرة أمير المؤمنين‪ (2) .48 :‬قرب السناد‪ (3) .31 :‬قخرب السخخناد‪:‬‬
‫‪ (4) .72‬امخخالي الصخخدوق‪ .274 :‬عيخخون الخبخخار‪ (5) .218 :‬فخخي العلخخل‪:‬‬
‫لبصره‪ (6) .‬في العلل‪ :‬ال الملخخك الحخخق المخخبين‪ (7) .‬علخخل الشخخرائع‪ 63 :‬و‬
‫‪ 64‬الخصال ‪.93 :1‬‬

‫]‪[69‬‬

‫لي شئ كان ؟ فقال‪ :‬إنما كان يتختم بيمينه لنه إمام أصحاب اليميخخن بعخد رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه والخخه وقخخد مخخدح الخ عزوجخخل أصخخحاب اليميخخن وذم أصخخحاب‬
‫الشمال‪ ،‬وقد كان رسول ال صلى ال عليه واله يتختخخم بيمينخخه‪ ،‬وهخخو علمخخة‬
‫لشيعتنا‪ ،‬يعرفون به وبالمحافظة على أوقات الصلة وإيتخخاء الزكخخاة ومواسخخاة‬
‫الخوان والمر بالمعروف والنهي عن المنكر )‪ .(1‬قب‪ :‬عن ابن أبي عميخخر‬
‫مثله‪ - 19 .‬ع‪ :‬عبد ال بن محمد بن عبد الوهاب القرشي‪ ،‬عخخن منصخخور بخخن‬
‫عبد ال الصفهاني‪ ،‬عن علي بن عبد ال‪ ،‬عن عباس بن العباس‪ ،‬عخن سخعيد‬
‫الكندي‪ ،‬عن عبد ال بن حازم الخزاعي‪ ،‬عن إبراهيم بن موسى الجهني‪ ،‬عن‬
‫سلمان الفارسي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه واله لعلي‪ :‬يخخا علخخي تختخخم‬
‫باليمين تكن من المقربين‪ ،‬قال‪ :‬يا رسول ال ومخخا المقربخخون ؟ قخخال‪ :‬جبرئيخخل‬
‫وميكائيل‪ ،‬قال بما أتختم يا رسول ال ؟ قخخال‪ :‬بخخالعقيق الحمخخر‪ ،‬فخخإنه أفخخر لخ‬
‫عزوجل بالوحدانية‪ ،‬ولي بالنبوة‪ ،‬ولك يا علخخي بالوصخية‪ ،‬ولولخخدك بالمامخخة‪،‬‬
‫ولمحبيك بالجنة‪ ،‬ولشيعة ولدك بالفردوس )‪ - 20 .(2‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن يوسف بن السخت عن الحسن بن سهل‪ ،‬عن ابن‬
‫مهزيار قال‪ :‬دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلم فرأيت في يده خاتما‬
‫فصه فيروزج نقشه‪ :‬ال الملك‪ ،‬فقال‪ :‬هذا )‪ (3‬حجخخر أهخخداه جبرئيخخل لرسخخول‬
‫ال صلى ال عليه واله من الجنة‪ ،‬فوهبه رسول ال صلى ال عليه واله لعلي‬
‫عليه السلم‪ ،‬الخبر )‪ - 21 .(4‬كا‪ :‬عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبخخد‬
‫ال‪ ،‬عن الحسن )‪ (5‬بن علي العقيلي‪ ،‬عن علي بن أبي علي اللهبي‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬عمخخم رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه والخخه عليخخا عليخخه‬
‫السلم بيده‪ ،‬فسد لها من بين يديه وقصرها من خلفخخه قخخدر أربخخع أصخخابع‪ ،‬ثخخم‬
‫قال‪ :‬أدبر فأدبر‪ ،‬ثم قال‪ :‬أقبل فأقبل‪ ،‬فقال )‪ :(6‬هكذا تيجان‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬علل الشرايع‪ (3) .64 :‬في المصدر‪ :‬فأدمت النظر إليه فقال‪ :‬مالك تنظر فيه‬
‫؟ هخخذا حجخخر ا‍ه‪ (4) .‬ثخخواب العمخخال‪ 169 :‬و ‪ (5) .170‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫الحسن‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬ثم قال‬

‫]‪[70‬‬

‫الملئكة )‪ - 22 .(1‬كا‪ :‬علي بن محمد بن بندار‪ ،‬عن إبراهيم بن إسحاق الحمر‪ ،‬عن‬
‫الحسن ابن سهل‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن علخخي بخخن مهخخران قخخال‪ :‬دخلخخت علخخى أبخخي‬
‫الحسن موسى عليه السلم وفي إصبعه خاتم فصه فيروزج نقشه " ال الملك‬
‫" فأدمت النظر إليه فقال لي‪ :‬ما لك تديم النظر إليه ؟ فقلخخت‪ :‬بلغنخخي أنخخه كخخان‬
‫لعلي أمير المؤمنين عليخه السخلم خخاتم فصخه فيخروزج نقشخه " الخ الملخك "‬
‫فقال‪ :‬أتعرفه ؟ فقلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬هذا هو‪ ،‬تدري ما سخخببه ؟ قلخخت‪ :‬ل‪ ،‬قخخال‪ :‬هخخذا‬
‫حجر أهداه جبرئيل إلى رسول ال صخخلى الخ عليخخه والخخه فخخوهبه رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه واله لمير المخخؤمنين عليخه السخخلم‪ ،‬أتخخدري مخخا اسخمه ؟ قلخخت‪:‬‬
‫فيروزج‪ ،‬قال‪ :‬هذا بالفارسية‪ ،‬فما اسمه بالعربية ؟ قلت‪ :‬ل أدري‪ ،‬قال‪ :‬اسمه‬
‫الظفر )‪ - 23 .(2‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن العرزمي‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان أمير المؤمنين صلوات ال عليه يتختم‬
‫في يمينه )‪ - 24 .(3‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابخخن محبخخوب‪ ،‬عخخن‬
‫ابن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان نقخش خخاتم أميخر المخؤمنين‬
‫عليه السلم‪ :‬ال الملك )‪ - 25 .(4‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابخخن أبخخي عميخخر‪،‬‬
‫عن جميل‪ ،‬عن ابن ظبيان و حفص بن غياث‪ ،‬عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬كان في خاتم أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ال الملك )‪ .(5‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عخخن‬
‫سهل‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن خالد‪ ،‬عخخن الرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫مثله )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬فروع الكافي )الجخزء السخادس مخن الطبعخة الحديثخة(‪ (2) .461 :‬فخروع الكخافي‬
‫)الجزء السادس مخخن الطبعخخة الحديثخخة(‪ (3) .472 :‬فخخروع الكخخافي )الجخخزء‬
‫السادس من الطبعة الحديثة(‪ (4) .470 :‬فروع الكافي )الجزء السادس من‬
‫الطبعة الحديثة‪ .473 :‬وفيه وفى )خ(‪ :‬الملك ل‪ (5) .‬فروع الكافي )الجخخزء‬
‫السادس من الطبعة الحديثة(‪ (6) .473 :‬فروع الكافي )الجزء السادس من‬
‫الطبعة الحديثة(‪.474 :‬‬

‫]‪[71‬‬

‫‪ - 26‬كا‪ :‬أبو علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن محمد بخخن إسخخماعيل عخخن‬
‫أبي الصباح‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان علي عليه السخخلم يحلخخي‬
‫ولده ونساءه بالذهب والفضة )‪) .119 .(1‬بخخاب( * )صخخدقاته ومخخواليه عليخخه‬
‫السلم( * ‪ - 1‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيخخه أو قخخال‪ :‬محمخخد بخخن يحيخخى‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن‬
‫محمد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن عبد الرحمن‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السخخلم قخخال‪:‬‬
‫أوصى أمير المؤمنين عليه السلم فقال‪ :‬إن أبا نيزر ورباحخخا وجخخبيرا عتقخخوا‬
‫على أن يعملوا في المال خمس سخخنين )‪ - 2 .(2‬كخخا‪ :‬محمخخد بخخن يحيخخى‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن النضر‪ ،‬عن يحيخخى الحلخخبي‪ ،‬عخخن‬
‫أيوب بن عطية الحذاء قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬قسخخم النخخبي‬
‫صلى ال عليه واله الفئ‪ ،‬فأصاب علي عليه السلم أرضخخا )‪ (3‬فخخاحتفر فيهخخا‬
‫عينا فخرج ماء ينبع في السماء كهيئة عنق البعير‪ ،‬فسماها ينبع‪ ،‬فجاء البشير‬
‫يبشر فقال عليه السلم‪ :‬بشر الوارث هي صدقة بتة بتلفخخي حجيخخج بيخخت الخ‬
‫وعابر )‪ (4‬سبيل ال‪ ،‬ل تبخاع ول تخخوهب ول تخورث‪ ،‬فمخن باعهخخا أو وهبهخا‬
‫فعليه لعنة ال والملئكة والناس أجمعين‪ ،‬ول يقبل ال منه صرفا ول عخخدل )‬
‫‪ - 3 .(5‬كا‪ :‬أبو علخخي الشخخعري‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن عبخخد الجبخخار‪ ،‬ومحمخخد بخخن‬
‫إسماعيل‪ ،‬عن الفضل‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عن عبد الرحمن بخخن الحجخخاج‬
‫قال‪ :‬بعث إلي‬

‫)‪ (1‬فروع الكافي )الجخزء السخادس مخن الطبعخة الحديثخة(‪ (2) .475 :‬فخروع الكخافي‬
‫)الجزء السادس من الطبعة الحديثة(‪ (3) .179 :‬في المصدر‪ :‬فاصاب عليا‬
‫ارضا‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬وعابري‪ (5) .‬فروع الكخخافي )الجخخزء السخخابع مخخن‬
‫الطبعة الحديثة(‪ 54 :‬و ‪ .55‬وقد اوردها بعينها في باب سخائه عليه السخخلم‬
‫راجع ج ‪ 41‬ص ‪ 39‬و ‪.40‬‬

‫]‪[72‬‬

‫أبو الحسن عليه السلم بوصية أمير المؤمنين عليخخه السخخلم وهخخي‪ :‬بسخخم ال خ الرحمخخن‬
‫الرحيم هذا ما أوصى به وقضى به في ماله عبد الخ علخخي ابتغخخاء وجخخه الخخ‪،‬‬
‫ليولجني به الجنة ويصرفني به عن النخخار ويصخخرف النخخار عنخخي يخخوم تخخبيض‬
‫وجوه وتسود وجوه‪ ،‬إن ما كان لي مخخن ينبخخع )‪ (1‬مخخال يعخخرف لخخي فيهخا ومخخا‬
‫حولها صدقة ورقيقها‪ ،‬غير أن رباحخا وأبخا نيخزر وجخبيرا عتقخاء ليخس لحخد‬
‫فيهم سبيل‪ ،‬فهم موالي يعملون في المال خمخخس حجخخج وفيخخه نفقتهخخم ورزقهخخم‬
‫وأرزاق أهاليهم‪ ،‬ومع ذلك ما كان لي بوادي القرى من مال بنخي فاطمخة )‪(2‬‬
‫ورقيقها صدقة‪ ،‬وما كان لي بديمة وأهلها صدقة‪ ،‬غير أن زريقا لخخه مثخخل مخخا‬
‫كتبت لصحابه‪ ،‬وما كخخان لخخي بخخادينه وأهلهخخا والعفرتيخخن )‪ (3‬كمخا قخخد علمتخخم‬
‫صدقة في سبيل ال‪ ،‬وإن الذي كتبت من أموالي هذه صدقة واجبخخة بتلخخة حيخخا‬
‫أنا أو ميتا‪ ،‬ينفق في كل نفقة يبتغي بها وجه ال في سبيل ال خ ووجهخخه وذوي‬
‫الرحم من بني هاشم وبني المطلخخب والقريخخب والبعيخخد‪ ،‬فخخإنه يقخخوم علخخى ذلخخك‬
‫الحسن بن علي‪ ،‬يأكل منه بالمعروف وينفقه حيث يراه ال عزوجل فخخي حخخل‬
‫محلل ل حرج عليه فيه‪ ،‬فإن أراد أن يبيع نصيبا من المال فيقضخخي بخخه الخدين‬
‫فليفعل إن شاء‪ ،‬ل حرج عليه فيه‪ ،‬وإن شاء جعله سرى الملك‪ ،‬وإن ولد علي‬
‫ومواليهم وأموالهم إلى الحسن بن علي‪ ،‬وإن كانت دار الحسن بن علخخي غيخخر‬
‫دار الصدقة فبداله أن يبيعها فليبع إن شاء ل حخخرج عليخه فيخخه‪ ،‬وإن بخخاع فخإنه‬
‫يقسم ثمنها ثلثة أثلث فيجعل ثلثها )‪ (4‬في سبيل ال‪ ،‬ويجعخخل ثلثخخا فخخي بنخخي‬
‫هاشم وبني المطلب ويجعل الثلث في آل أبي طالب‪ ،‬وإنه يضخخعه فيهخخم حيخخث‬
‫يراه ال‪ ،‬وإن حدث بحسن‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬من مال ينبع‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬بخخوادي القخخرى كلخخه مخخن مخخال لبنخخى‬
‫فاطمة‪ (3) .‬كذا في النسخ وفى المصدر‪ :‬وما كان لى باذينة وأهلها صخخدقة‪،‬‬
‫والفقيرين ا‍ه‪ .‬قال في المراصد )‪ :(1039 :3‬الفقير الحفيرة للنخلخخة تغخخرس‬
‫فيها‪ ،‬وهو ركخخى بعينخخه‪ .‬وفقيخخر ‪ -‬بالتصخخغير موضخخع قخخرب خيخخبر‪ (4) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬ثلثا‪(*) .‬‬

‫]‪[73‬‬

‫حدث وحسين حي فإنه إلى حسين بن علي‪ ،‬وإن حسينا يفعل فيه مثل الخخذي أمخخرت بخخه‬
‫حسنا‪ ،‬له مثل الذي كتبت للحسن وعليه مثل الخخذي علخخى حسخخن‪ ،‬وإن ]الخخذي[‬
‫لبني ابني فاطمة )‪ (1‬من صدقة علي مثل الذي لبني علي‪ ،‬وإني إنمخخا جعلخخت‬
‫الذي جعلت لبني فاطمة ابتغاء وجه ال عزوجل وتكريم حرمخخة رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه واله وتعظيمها وتشخخريفها )‪ (2‬ورضخاهما‪ ،‬وإن حخدث بحسخخن‬
‫وحسين حدث فخخإن الخخخر منهمخخا ينظخخر فخخي بنخخي علخخي‪ ،‬فخخإن وجخخد فيهخخم مخخن‬
‫يرضى بهديه )‪ (3‬وإسلمه وأمانته فإنه يجعل إليه إن شاء‪ ،‬فإن لخخم يخخر فيهخخم‬
‫بعض الذي يريده فإنه يجعله إلى رجل مخخن آل أبخخي طخخالب يرضخخى بخخه‪ ،‬فخخإن‬
‫وجد آل أبي طخالب قخخد ذهخب كخخبراؤهم وذو وآرائهخخم فخخإنه يجعلخخه إلخخى رجخخل‬
‫يرضاه من بني هاشم‪ ،‬وإنه يشترط على الذي يجعله إليه أن يترك المال على‬
‫اصوله وينفق ثمره حيث أمرته به من سخخبيل ال خ ووجهخخه وذوي الرحخخم مخخن‬
‫بني هاشم وبني المطلب والقريب والبعيخخد‪ ،‬ل يبخخاع منخخه شخخئ ول يخخوهب ول‬
‫يورث وإن مال محمد بن علي على ناحيته وهو إلى ابني فاطمة‪ ،‬وإن رقيقي‬
‫الذين في صحيفة صغيرة التي كتبت لي عتقاء‪ .‬هذا ما قضى به علي بن أبخخي‬
‫طالب في أمواله هذه الغد من يوم قدم مسكن ابتغاء وجخه الخ والخدار الخخرة‬
‫وال المستعان على كل حال‪ ،‬ول يحل لمرئ مسلم يؤمن بال واليوم الخخخر‬
‫أن يغير شيئا مما أوصيت به في مالي )‪ (4‬ول يخالف فيه أمخخري مخخن قريخخب‬
‫ول بعيد‪ .‬أما بعد فإن ولئدي اللتي أطوف عليهن السبعة عشر منهن امهات‬
‫أولد معهن أولدهن‪ ،‬ومنهن حبالى ومنهن من ل ولد له‪ ،‬فقضخخائي فيهخخن إن‬
‫حدث بي‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬لبنى فاطمة‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وتعظيمهما وتشريفهما‪ (3) .‬الهخخدى‪:‬‬
‫الطريقة والسيرة‪ .‬وفي المصدر و )م( و )خ(‪ :‬بهداه‪ (4) .‬كذا في )ك( وفي‬
‫غيره من النسخخخ وكخخذا المصخخدر‪ :‬أن يقخخول فخخي شخخئ قضخخيته مخخن مخخالى ول‬
‫يخالف ا‍ه‪.‬‬

‫]‪[74‬‬
‫حدث أن من كانت )‪ (1‬منهن ليس لها ولد وليست بحبلخخى فهخخي عخختيق لخخوجه الخ عخخز‬
‫وجل‪ ،‬ليس لحد عليهن سبيل‪ ،‬ومخخن كخخانت منهخخن لهخخا ولخخد أو حبلخخى فتمسخخك‬
‫على ولدها وهي من حظه‪ ،‬فإن مات ولدها وهي حية فهي عتيق‪ ،‬ليس لحخخد‬
‫عليها سبيل‪ ،‬هذا ما قضى به علي في ماله‪ ،‬الغد من يوم قدم مسكن‪ ،‬شهد أبو‬
‫سمر بن أبرهة وصعصعة بن صوحان ويزيد بن قيس وهياج بن أبي هيخخاج‪،‬‬
‫وكتب علي بن أبي طالب عليه السلم بيده لعشر خلخخون مخخن جمخخادى الولخخى‬
‫سنة سبع وثلثين‪ .‬وكانت الوصية الخرى مع الولى )‪) .120 .(2‬بخخاب( *‬
‫)أحوال أولده وأزواجه وامهات أولده صلوات ال عليه( * * )وفيه بعخخض‬
‫الرد على الكيسانية( * ‪ - 1‬د‪ :‬كخخان لخخه عليخخه السخخلم سخخبعة وعشخخرون ذكخخرا‬
‫وانثى‪ :‬الحسن والحسين و زينب الكبرى وزينب الصغرى المكناة بخخام كلثخخوم‬
‫من فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه واله وأبو القاسخخم محمخخد امخخه خولخخة‬
‫بنت جعفر بن الحنفية‪ ،‬وعمر ورقية كانا تخخوأمين امهمخخا الصخخهباء ويقخخال‪ :‬ام‬
‫حبيب التغلبية‪ ،‬والعباس وجعفر وعثمان وعبد ال الشخخهداء بكخخربلء امهخخم ام‬
‫البنين بنت حزام بن خالد بخخن ربيعخخة الكلبيخخة‪ ،‬ولخخه مخخن أسخخماء بنخخت عميخخس‬
‫الخثعميخخة يحيخخى وعخخون‪ ،‬وكخخان لخخه مخخن ليلخخى ابنخخة مسخخعود الدارميخخة محمخخد‬
‫الصخخغر المكنخخى أبخخا بكخخر وعبيخخدال‪ ،‬وكخخان لخخه خديجخخة وام هخخانئ وميمونخخة‬
‫وفاطمة لم ولد وكان له من ام شعيب الدارمية ‪ -‬وقيل ام مسعود المخزومية‬
‫‪ -‬ام الحسن ورملة‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬انه من كان‪ (2) .‬فروع الكافي )الجزء السابع من الطبعة الحديثخخة(‪:‬‬
‫‪ :51 - 49‬وقد أوردها المصنف بعينها في باب سخائه عليه السلم مع بيان‬
‫في ذيلها‪ :‬راجع ج ‪ 41‬ص ‪.42 - 40‬‬

‫]‪[75‬‬

‫وأعقب لمير المؤمنين عليه السلم من البنين خمسة‪ :‬الحسن والحسين عليهما السخخلم‬
‫ومحمد والعباس وعمر رضي ال عنهم )‪ - 2 .(1‬من كتاب تذكرة الخواص‬
‫لبن الجوزي‪ :‬النسل مخن ولخد مولنخخا أميخر المخؤمنين عليخخه السخخلم لخمسخخة‪:‬‬
‫الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وعمر الكبر والعباس وأما عمر الكخخبر‬
‫فعاش خمسا وثمانين سنة حتى حاز نصف ميخخراث أميخخر المخخؤمنين‪ ،‬و روى‬
‫الحديث‪ ،‬وكان فاضل‪ ،‬وتزوج أسماء بنت عقيل بن أبي طخخالب عليخخه السخخلم‬
‫فأولدها محمد ]ا[ وام موسى وام حبيب‪ ،‬وأما العباس فأول مخخن استشخخهد مخخع‬
‫الحسين عليه السلم‪ ،‬قال الزبير بن بكار‪ :‬كخخان للعبخخاس ولخخد اسخخمه عبيخخدال‪،‬‬
‫كان من العلماء‪ ،‬فمن ولده عبيدال بن علي بن إبراهيم بن الحسن بن عبيدال‬
‫بن عباس بن أمير المؤمنين عليه السلم وكخخان عالمخخا فاضخخل جخخوادا‪ ،‬طخخاف‬
‫الدنيا وجمع كتبا تسمى الجعفريخة‪ ،‬فيهخا فقخه أهخل الخبيت عليهخم السخلم‪ ،‬قخدم‬
‫بغخخداد فأقخام بهخا وحخخدث‪ ،‬ثخم سخافر إلخى مصخر فتخوفي بهخخا سخنة اثنخخي عشخخر‬
‫وثلثمائة‪ ،‬ومن نسل العباس بن أمير المؤمنين العباس بن الحسن بن عبيدال‬
‫بن العباس‪ ،‬ذكره الخطيب في تاريخ بغداد‪ ،‬فقال‪ :‬قدم إليها في أيام الرشخخيد و‬
‫صحبه‪ ،‬وكان يكرمه‪ ،‬ثم صحب المأمون بعده‪ ،‬وكان فاضل شاعرا فصيحا‪،‬‬
‫وتزعم العلوية أنه أشعر ولد أبي طالب )‪ - 3 .(2‬ع‪ :‬المفسر‪ ،‬عخن علخي بخن‬
‫محمد بن سنان‪ ،‬عن محمد بن يزيد المنقري‪ ،‬عن سفيان بن عيينخخة قخال‪ :‬قيخل‬
‫للزهري‪ :‬من أزهد الناس في الدنيا ؟ قال‪ :‬علخخي بخخن الحسخخين عليهمخخا السخخلم‬
‫حيث كان‪ ،‬وقد قيل له ‪ -‬فيما بينه وبين محمد بخخن الحنفيخخة مخخن المنازعخخة فخخي‬
‫صدقات علي بن أبي طالب عليه السلم ‪ :-‬لو ركبت إلى الوليد بن عبد الملك‬
‫ركبة لكشف عنك من غرر )‪ (3‬شخره وميلخه عليخك بمحمخد‪ ،‬فخإن بينخه وبينخه‬
‫خلة‪ ،‬قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية من مؤلفات الشيخ رضى الدين على بن‬
‫سديد الدين يوسف بن على بن مطهر الحلى مخطوط لم نظفر بنسخخخته قخخال‬
‫المصنف في الفصل الثاني من مقدمه الكتاب وقد اتفق لنخخا منخخه نصخخفه‪(2) .‬‬
‫وجخخدناها ص ‪ 32‬مخخن طبعتخخه الحجريخخة مخخع تقخخديم وتخخأخير واختلف كخخثير‬
‫والكتاب كما عرفت إنما هو للشيخ جمال الدين يوسف ابن أبخخى الفخخرج عبخخد‬
‫الرحمن بن الجوزى‪ (3) .‬الغرر‪ :‬التعريض للهلك‪.‬‬

‫]‪[76‬‬

‫وكان هو بمكة والوليد بها ‪ -‬فقال‪ :‬ويحك أفي حرم ال أسأل غير ال خ عزوجخخل ؟ إنخخي‬
‫أنف إذ أسأل الدنيا خالقها )‪ (1‬فكيف أسأل مخلوقا مثلي ؟ وقخخال الزهخخري‪ :‬ل‬
‫جرم إن ال عزوجل ألقى هيبته في قلب الوليد حتى حكم لخخه علخخى محمخخد بخخن‬
‫الحنفية )‪ - 4 .(2‬جا‪ ،‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن محمد بن عمخخران‪ ،‬عخخن علخخي بخخن عبخخد‬
‫الرحيم السجسخختاني عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن الحسخخين بخخن إبراهيخخم‪ ،‬عخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫عاصم‪ ،‬عن محمد بن بشر قال‪ :‬لما سير ابن الزبير ابن عبخخاس إلخخى الطخخائف‬
‫كتب إليه محمد بن الحنفية‪ :‬أما بعخد فقخد بلغنخي أن ابخن الجاهليخة سخيرك إلخى‬
‫الطائف‪ ،‬فرفع ال ‪ -‬عزوجل اسخخمه ‪ -‬بخخذلك لخخك ذكخخرا وعظخخم )‪ (3‬لخخك أجخخرا‬
‫وحخخط بخخه عنخخك وزرا‪ ،‬يخخا ابخخن عخخم إنمخخا يبتلخخى الصخخالحون وإنمخخا تهخخدى )‪(4‬‬
‫الكرامة للبرار‪ ،‬ولو لم توجر إل فيما تحب إذا قل أجرك‪ ،‬قال ال تعخخالى‪" :‬‬
‫وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم " )‪ (5‬وهذا مالست أشك أنخخه خيخخر لخخك‬
‫عند بارئك‪ ،‬عزم ال لك على الصبر في البلوى )‪ (6‬والشكر في النعمخخاء إنخخه‬
‫على كل شئ قدير‪ .‬فلما وصل الكتاب إلى ابن عباس أجخخاب عنخخه وقخخال‪ :‬أمخخا‬
‫بعد فقد أتاني كتابك تعزيني فيخخه علخخى تسخخييري‪ ،‬وتسخخأل ربخخك جخخل اسخخمه أن‬
‫يرفع لي به ذكرا‪ ،‬وهو تعالى قخخادر علخخى تضخخعيف الجخخر والعخخائدة بالفضخخل‬
‫والزيادة من الحسان‪ ،‬أما احب أن الذي ركخخب منخخي ابخخن الزبيخخر كخخان ركبخخه‬
‫مني أعداء خلق ال لي احتسخابا وذلخك فخي حسخناتي ولمخا أرجخو أن أنخال بخه‬
‫رضوان ربي‪ ،‬يا أخي ! الدنيا قد ولت وإن الخرة قد أظلت‪ ،‬فاعمخخل صخخالحا‬
‫جعلنا ال وإياك ممن يخافه بالغيب ويعمل لرضوانه في السخخر والعلنيخخة إنخخه‬
‫على كل شئ قدير )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬أي انى اكره السؤال من ال تعالى في النعم الفانية الدنياوية وهخخو خالقهخخا ا‍ه‪(2) .‬‬
‫علل الشرايع‪ 87 :‬و ‪ (3) .88‬في امالي الطوسى‪ :‬وأعظم‪ (4) .‬فخخي امخخالي‬
‫الطوسى‪ :‬تهتدى‪ (5) .‬سورة البقرة‪ (6) .216 :‬في امالي المفيد‪ :‬عظخخم الخ‬
‫لك الصبر على البلوى‪ (7) .‬امخخالي المفيخخد‪ 205 :‬و ‪ .206‬امخخالي الطوسخخى‪:‬‬
‫‪ 74‬و ‪.75‬‬

‫]‪[77‬‬

‫)‪ (5‬ير‪ :‬محمد بن الحسين‪ ،‬عن نضر بن شعيب‪ ،‬عن خالد بن مخاد‪ ،‬عخخن الثمخخالي عخخن‬
‫علي بن الحسين عليهما السلم قال‪ :‬أتى محمد بن الحنفيخخة الحسخخين بخخن علخخي‬
‫عليهما السلم فقال‪ :‬أعطني ميراثي من أبي‪ ،‬فقال له الحسين عليه السلم‪ :‬ما‬
‫ترك أبوك إل سبع مائة درهم فضلت من عطاياه‪ ،‬قال‪ :‬فإن النخخاس يزعمخخون‬
‫فيأتون فيسألوني فل أجد بدا من أن اجيبهم‪ ،‬قال‪ :‬فأعطني من علم أبي‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫)‪ (1‬فدعا الحسين عليه السلم قال‪ :‬فذهب فجاء بصحيفة تكون أقل مخخن شخخبر‬
‫أو أكبر من أربع أصابع‪ ،‬قال‪ :‬فملت شجرة ونحخخوه علمخخا )‪ - 6 .(2‬خخخص‪:‬‬
‫سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد وعبد ال ابني محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪،‬‬
‫عن ابن رئاب‪ ،‬عن أبي عبيدة وزرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قخخال‪ :‬لمخخا‬
‫قتل الحسين بن علي عليهما السخلم أرسخخل محمخخد بخن الحنفيخخة إلخخى علخخي بخخن‬
‫الحسين عليهما السلم فخل به ثم قال‪ :‬يا ابن أخي قخخد علمخخت أن رسخخول ال خ‬
‫صلى ال عليه واله كانت الوصية منه والمامة من بعخخده إلخخى علخخي بخخن أبخخي‬
‫طالب ثم إلى الحسن بن علي ثم إلى الحسين عليهم السلم وقد قتل أبوك ولخخم‬
‫يوص‪ ،‬وأنا عمك وصنو أبيك‪ ،‬وولدتي من علي عليه السلم فخخي سخخني وقخخد‬
‫متى و أنا أحق بها منك في حخخداثتك‪ ،‬ل تنخخازعني فخخي الوصخخية والمامخخة ول‬
‫تجانبني‪ ،‬فقال له علي بن الحسين عليهما السلم‪ :‬يا عم اتخخق الخ ول تخخدع مخا‬
‫ليس لك بحق‪ ،‬إني أعظك أن تكون من الجاهلين‪ ،‬إن أبي عليه السلم يخخا عخخم‬
‫أوصى إلي في ذلك قبل أن يتوجه إلى العخراق‪ ،‬وعهخد إلخي فخي ذلخك قبخل أن‬
‫يستشهد بسخخاعة‪ ،‬وهخخذا سخخلح رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه والخخه عنخخدي‪ ،‬فل‬
‫تتعرض لهذا‪ ،‬فإني أخاف عليك نقص العمخخر وتشخختت الحخخال‪ ،‬إن الخ تبخخارك‬
‫وتعالى لما صنع الحسن مع معاوية )‪ (3‬أبى أن يجعخل الوصخية والمامخة إل‬
‫في عقب الحسين عليه السلم فإن رأيت أن تعلم ذلك فانطلق بنخخا إلخى الحجخخر‬
‫السود حتى نتحاكم إليه ونسأله عن ذلك‪ ،‬قال أبو جعفر عليخه السخخلم‪ :‬وكخان‬
‫الكلم بينهما بمكة‪،‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬قال‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪ 42 :‬و ‪ (3) .43‬في المصدر بعخد ذلخك‪:‬‬
‫ما صنع‪.‬‬

‫]‪[78‬‬

‫فانطلقا حتى أتيا الحجر‪ ،‬فقال علي بن الحسين عليهما السلم لمحمد بخخن علخخي‪ :‬آتخه يخخا‬
‫عم وابتهل إلى ال تعالى أن ينطق لك الحجر‪ ،‬ثخخم سخخله عمخخا ادعيخخت‪ ،‬فابتهخخل‬
‫في الدعاء وسأل ال ثم دعا الحجر فلم يجبه‪ ،‬فقال علخخي بخخن الحسخخين عليهمخخا‬
‫السلم‪ :‬أما إنك يا عم لو كنت وصيا وإمامخخا لجابخخك‪ ،‬فقخخال لخخه محمخخد‪ :‬فخخادع‬
‫أنت يا ابن أخي فاسأله‪ ،‬فدعا ال علي بن الحسين عليهما السلم بما أراده ثخخم‬
‫قال‪ :‬أسألك بالذي جعل فيك ميثاق النبياء والوصياء وميثاق الناس أجمعين‬
‫لما أخبرتنا‪ :‬من المام والوصي بعد الحسين عليخخه السخخلم ؟ فتحخخرك الحجخخر‬
‫حتى كاد أن يزول عن موضعه‪ ،‬ثم أنطقه ال بلسان عربي مبين فقخخال‪ :‬اللهخخم‬
‫إن الوصية والمامة بعد الحسين بن علي عليهما السلم إلى علي بن الحسين‬
‫بن علي‪ ،‬ابن فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه واله فانصرف محمخخد بخخن‬
‫علي‪ ،‬ابن الحنفية وهو يقخخول‪ (1) :‬علخخي بخخن الحسخخين )‪ - 7 .(2‬أقخخول‪ :‬ذكخخر‬
‫الصدوق في كتاب إكمال الدين في بيان خطاء الكيسانية أن السخخيد بخخن محمخخد‬
‫الحميري رضي ال عنه اعتقد ذلك وقال فيه‪ :‬أل إن الئمة من قريش * ولة‬
‫المر أربعة سواء علي والثلثة مخخن بنيخخه * هخخم أسخخباطنا والوصخخياء فسخخبط‬
‫سبط إيمان وبر * وسبط قخخد حخخوته كخخربلء وسخخبط ل يخخذوق المخخوت حخختى *‬
‫يقود الجيش يقدمه اللواء يغيب فل يرى عنخخا زمانخخا * برضخخوى عنخخده عسخخل‬
‫وماء وقال فيه السيد أيضا‪ :‬أيا شعب رضخخوى مخا لمخن بخك ل يخرى * فحخختى‬
‫متى تخفى وأنت قريب ؟ فلو غاب عنا عمر نوح ليقنت * منا النفخخوس بخخأنه‬
‫سيؤوب وقال فيخخه السخخيد أيضخخا‪ :‬أل حخخي المقيخخم بشخخعب رضخخوى * وأهخخد لخخه‬
‫بمنزله سلما‬

‫)‪ (1‬أي يقول‪ :‬المخخام علخخى بخخن الحسخخين‪ .‬وفخخي المصخخدر‪ :‬وهخخو يتخخولى‪ (2) .‬مختصخخر‬
‫البصائر‪ 14 :‬و ‪.15‬‬

‫]‪[79‬‬

‫وقل‪ :‬يا ابن الوصي فدتك نفسي * أطلت بذلك الجبل المقاما أضر بمعشر والوك منا )‬
‫‪ * (1‬وسموك الخليفة والماما فما ذاق ابن خولة طعم موت * ول وارت لخخه‬
‫أرض عظاما فلم يزل السيد ضال في أمر الغيبة يعتقدها في محمخخد بخخن علخخي‬
‫ابن الحنفية حتى لقي الصخخادق جعفخخر بخخن محمخخد عليهمخخا السخخلم‪ ،‬ورأى منخخه‬
‫علمات المامة‪ ،‬وشاهد منه دللت الوصية‪ ،‬فسأله عن الغيبة وذكر له أنها‬
‫حق وأنها )‪ (2‬تقع بالثاني عشر من الئمة عليهم السلم وأخبره بموت محمد‬
‫بن علي‪ ،‬ابن الحنفية‪ ،‬وأن أباه شاهد دفنه‪ ،‬فرجع السيد عخخن مقخخالته واسخختغفر‬
‫من اعتقاده‪ ،‬ورجع إلى الحق عند اتضخخاحه‪ ،‬ودان بالمامخخة )‪ - 8 .(3‬حخخدثنا‬
‫ابن عبدوس‪ ،‬عن ابن قتيبة‪ ،‬عن حمدان بن سليمان‪ :‬عن محمد بخخن إسخخماعيل‬
‫بن روح )‪ (4‬عن حيان السراج قال‪ :‬سمعت السيد بن محمد الحميري يقخخول‪:‬‬
‫كنت أقول بالغلو وأعتقد غيبة محمد بن علي ابن الحنفية رضي ال عنخخه‪ ،‬قخخد‬
‫ضللت في ذلك زمانا‪ ،‬فمن ال علي بالصادق جعفر بن محمد عليهما السخخلم‬
‫وأنقذني به من النار‪ ،‬وهداني إلى سواء الصراط‪ ،‬فسألته بعد ما صخخح عنخخدي‬
‫بالدلئل التي شاهدتها منه أنه حجة ال علخخي وعلخخى جميخخع أهخخل زمخخانه وأنخخه‬
‫المام الذي فرض ال طاعته وأوجب القتداء به فقلت له‪ :‬يا ابن رسخخول ال خ‬
‫قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السلم في الغيبة وصحة كونهخخا فخخأخبرني‬
‫بمن يقع )‪ (5‬؟ فقال‪ :‬عليه السلم‪ :‬ستقع )‪ (6‬بالسادس من ولدي‪ ،‬وهو الثاني‬
‫عشر مخخن الئمخخة الهخخداة بعخخد رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه والخخه أولهخخم أميخخر‬
‫المؤمنين علي بخن أبخي طخالب و آخرهخم القخائم بخالحق بقيخة الخ فخي الرض‬
‫وصاحب الزمان‪ ،‬وال لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخخخرج مخخن‬
‫الدنيا حتى يظهر فيمل الرض قسطا وعدل كما‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فمر بمعشر‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فذكر له انها حق ولكنها‪ (3) .‬اكمال‬
‫الخخدين‪ (4) .20 :‬فخخي المصخخدر‪ :‬بزيخخع‪ (5) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬تقخخع‪ (6) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬ان الغيبة ستقع‪.‬‬

‫]‪[80‬‬

‫ملئت ظلما وجورا )‪ ،(1‬قال السيد‪ :‬فلما سمعت ذلخخك مخخن مخخولي الصخخادق جعفخخر بخخن‬
‫محمد عليهما السلم تبت إلى ال تعالى ذكره على يديه )‪ - 9 .(2‬أقول‪ :‬أورد‬
‫قصيدة عن السيد في ذلك‪ ،‬وقخخد أوردناهخخا فخخي بخخاب أحخخوال مخخداحي الصخخادق‬
‫عليه السلم ثم قال‪ :‬وكان حيان السراج الراوي لهذا الحديث مخخن الكيسخخانية‪،‬‬
‫ومتى صح موت محمد بن علي ابن الحنفية بطل أن تكون الغيبة التي رويت‬
‫في الخبار واقعة به‪ ،‬فمما روي في وفاة محمد بن الحنفية رضي ال عنه ما‬
‫حدثنا به محمد بن عصام‪ ،‬عن الكليني‪ ،‬عن القاسم بن العلء‪ ،‬عخخن إسخخماعيل‬
‫بن علي القزويني عن علي بن إسماعيل‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن جعفر بن‬
‫مختار قال‪ :‬دخل حيان السراج على الصادق جعفر بن محمد عليهمخخا السخخلم‬
‫فقال له‪ :‬يا حيان ما يقول أصحابك في محمد ابن الحنفية ؟ قال‪ :‬يقولون‪ :‬حي‬
‫)‪ (3‬يرزق‪ ،‬فقال الصادق عليه السلم‪ :‬حدثني أبي عليه السلم أنه كان فيمن‬
‫عاداه في مرضه وفيمن غمضه وأدخله حفرته وزوج نسخخاؤه وقسخخم ميراثخخه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا با عبد ال إنما مثل محمد في هذه المة كمثل عيسخخى بخخن مريخخم شخخبه‬
‫أمره للناس‪ ،‬فقال الصادق عليه السلم‪ :‬شبه أمره على أوليائه أو على أعدائه‬
‫؟ قال‪ :‬بل على أعدائه قال‪ :‬أتزعم أن أبا جعفخخر محمخخد بخخن علخخي البخخاقر عخخدو‬
‫عمه محمد بن الحنفية ؟ فقال‪ :‬ل ثم قال الصادق عليه السلم‪ :‬يخخا حيخخان إنكخخم‬
‫صدفتم عن آيات ال‪ ،‬وقد قال ال تبارك و تعالى‪ " :‬سنجزي الذين يصخخدفون‬
‫عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصخخدفون )‪ - 10 ." (4‬كخخش‪ :‬الحسخخين بخخن‬
‫الحسن بن بندار‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى ومحمد بن عبد الجبخار‪ ،‬عخن ابخن‬
‫معروف‪ ،‬عن عبد ال بن الصلت‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬قخخال‪ :‬وحخخدثني علخخي‬
‫بن إسماعيل ويعقوب بن يزيد‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن المختار‬
‫القلنسي‪ ،‬عن عبد ال بن مسكان قال‪ :‬دخل حيان السراج‪ ،‬وذكر نحوه‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬و )م( و )خ(‪ :‬جورا وظلما‪ (2) .‬اكمال الخخدين‪ 20 :‬و ‪ (3) .21‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬انه حى‪ (4) .‬اكمال الدين‪ 21 :‬و ‪ .22‬واليخة فخي سخخورة النعخخام‪:‬‬
‫‪.157‬‬

‫]‪[81‬‬

‫وزاد في آخره‪ :‬قال‪ :‬فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬فتبت إلى ال من كلم حيان ثلثين‬
‫يوما )‪ - 11 .(1‬ك‪ :‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬مخخا مخات محمخد بخخن الحنفيخخة‬
‫حتى أقرت لعلي ابن الحسين عليهما السلم‪ ،‬وكانت وفخخاة محمخخد بخخن الحنفيخخة‬
‫سنة أربع وثمانين من الهجرة )‪ 12 .(2‬ير‪ :‬أيوب بن نوح‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن‬
‫مروان بن إسماعيل‪ ،‬عن حمزة ابن حمران‪ ،‬عن أبخي عبخد الخ عليخه السخلم‬
‫قال‪ :‬ذكرنا خروج الحسين وتخلف ابن الحنفية عنه‪ ،‬قخخال‪ :‬قخخال أبخخو عبخخد ال خ‬
‫عليه السخخلم‪ :‬يخا حمخخزة إنخخي سخخأحدثك فخخي هخخذا الحخخديث ول تسخخأل عنخخه بعخخد‬
‫مجلسنا هذا‪ ،‬إن الحسين لما فصل )‪ (3‬متوجها دعا بقرطاس وكتب‪ :‬بسم ال خ‬
‫الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلي بني هاشم أما بعد فإنه من لحخخق بخخي‬
‫منكم استشهد معي ومن تخلف لم يبلغ الفتخخح‪ ،‬والسخخلم )‪ .(4‬قخخب‪ :‬حمخخزة بخخن‬
‫حمران مثله )‪ .(5‬بيان‪ :‬قوله عليه السلم‪ " :‬لخخم يبلخخغ الفتخخح " أي لخخم يبلخخغ مخخا‬
‫يتمناه من فتوح الدنيا والتمتخخع بهخخا‪ ،‬وظخخاهر هخخذا الجخخواب ذمخخه‪ ،‬ويحتمخخل أن‬
‫يكون المعنى أنخخه عليخخه السخخلم خيرهخخم فخخي ذلخخك‪ ،‬فل إثخخم علخخى مخخن تخلخخف‪،‬‬
‫وسيأتي بعض الكلم في ذلك في أحوال الحسين عليه السلم وسخخنعيد بعخخض‬
‫أحواله عند ذكر أحوال المختار‪ - 13 .‬غط‪ :‬أمخخا الخخذي يخخدل علخخى فسخخاد قخخول‬
‫الكيسانية القائلين بإمامة محمد بخخن الحنفيخخة فأشخخياء‪ :‬منهخخا أنخخه لخخو كخخان إمامخخا‬
‫مقطوعا على عصمته لوجب أن يكون منصوصخخا عليخخه نصخخا صخخريحا‪ ،‬لن‬
‫العصمة ل تعلم إل بالنص‪ ،‬وهخخم ل يخخدعون نصخخا صخخريحا‪ ،‬و إنمخخا يتعلقخخون‬
‫بامور ضعيفة دخلت عليهم فيها شبهة‪ ،‬ل يدل )‪ (6‬على النص‪ ،‬نحو‬
‫)‪ (1‬معرفة اخبار الرجال‪ (2) .203 :‬اكمال الدين‪ (3) .22 :‬في هامش )ك(‪ :‬رحخخل‬
‫خ ل‪ (4) .‬بصائر الدرجات‪ (5) .141 :‬مناقب آل أبى طالب ‪(6) .199 :2‬‬
‫في المصدر‪ :‬ل تدل‪.‬‬

‫]‪[82‬‬

‫إعطاء أمير المؤمنين إياه الراية يخخوم البصخخرة‪ ،‬وقخخوله‪ " :‬أنخخت ابنخخي حقخخا " مخخع كخخون‬
‫الحسن والحسين عليهما السلم ابنيه‪ ،‬وليس في ذلك دللة علخخى إمخخامته علخخى‬
‫وجه‪ ،‬وإنما يدل على فضله ومنزلته‪ ،‬على أن الشيعة تخخروي أنخخه جخخرى بينخخه‬
‫وبين علي بن الحسين عليهما السلم كلم في استحقاق المامة‪ ،‬فتحاكما إلخخى‬
‫الحجر فشهد الحجر لعلخخي بخخن الحسخخين عليهمخخا السخخلم بالمامخخة‪ ،‬فكخان ذلخخك‬
‫معجزا له‪ ،‬فسلم له المر وقال بإمامته‪ ،‬والخبر بخخذلك مشخخهور عنخخد الماميخخة‬
‫لنهم رووا أن محمد بن الحنفية نازع علخخي بخخن الحسخخين عليهمخخا السخخلم فخخي‬
‫المامة‪ ،‬وادعى أن المر افضي إليخخه بعخخد أخيخخه الحسخخين‪ ،‬فنخخاظره علخخي بخخن‬
‫الحسين عليهما السلم واحتج عليه بآي من القرآن كقوله‪ " :‬واولخخوا الرحخخام‬
‫بعضهم أولى ببعض )‪ " (1‬وأن هذه الية جرت في علي بن الحسين عليهمخخا‬
‫السلم وولده‪ ،‬ثم قال له‪ :‬احاجك إلى الحجر السود‪ ،‬فقال له‪ :‬كيخخف تحخخاجني‬
‫إلى حجر ل يسمع ول يجيب فأعلمه أنه يحكم بينهما‪ ،‬فمضيا حتى انتهيا إلخخى‬
‫الحجر‪ ،‬فقال علي بن الحسخخين لمحمخخد بخخن الحنفيخخة‪ :‬تقخخدم وكلمخخه‪ ،‬فتقخخدم إليخخه‬
‫فوقف حياله وتكلم ثم أمسك‪ ،‬ثم تقدم علي بن الحسين عليهمخخا السخخلم فوضخخع‬
‫يده عليه ثم قال‪ :‬اللهم إني أسألك باسمك المكتخخوب فخخي سخخرادق العظمخخة ‪ -‬ثخخم‬
‫دعا بعد ذلك وقال ‪ :-‬لما أنطقت ذلك الحجر )‪ .(2‬ثم قال‪ :‬أسألك بالذي جعخخل‬
‫فيك مواثيق العباد والشهادة لمن وافاك لما أخبرت لمخخن المامخخة والوصخخية ؟‬
‫فزعزع الحجر ثم كاد )‪ (3‬أن يزول‪ ،‬ثم أنطقه ال فقال‪ :‬يا محمد سلم المامة‬
‫لعلي بن الحسين عليهما السلم‪ ،‬فرجع محمد عن منازعته وسلمها إلخخى علخخي‬
‫بن الحسين عليهما السلم‪ .‬ومنها تواتر الشيعة المامية بالنص عليه من أبيخخه‬
‫وجده‪ ،‬وهي موجودة في كتبهم في الخبخخار ل نطخخول بخخذكره الكتخخاب‪ .‬ومنهخخا‬
‫الخبار الواردة عن النبي صلى ال عليه واله من جهة الخاصة والعامة على‬
‫ما سنذكره‬

‫)‪ (1‬سورة النفال‪ .75 :‬سورة الحخخزاب‪ (2) .6 :‬فخخي المصخخدر وفخخي غيخخر )ك( مخخن‬
‫النسخ‪ :‬هذا الحجر‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬فتزعزع الحجر حتى كاد‪.‬‬

‫]‪[83‬‬
‫فيما بعد بالنص على إمامة الثني عشر‪ ،‬وكل من قال بإمامتهم قطع على وفخخاة محمخخد‬
‫ابن الحنفية‪ ،‬وسياقة المامة إلى صاحب الزمان عليه السلم‪ .‬ومنها انقراض‬
‫هذه الفرقة‪ ،‬فإنه لم يبق في الدنيا في وقتنا ول قبله بزمان طويخخل قخخائل يقخخول‬
‫به‪ ،‬ولو كان ذلك حقا لما جاز انقراضه‪ .‬فإن قيل‪ :‬كيف يعلم انقراضخخهم وهل‬
‫جاز أن يكون في بعض البلد البعيدة و جزائر البحر وأطراف الرض أقوام‬
‫يقولون بهذا القول كما يجوز أن يكون في أطراف الرض من يقول بمخخذهب‬
‫الحسن في أن مرتكب الكبيرة منافق‪ ،‬فل يمكن ادعاء انقخخراض هخخذه الفرقخخة‪،‬‬
‫وإنما كان يمكن العلم )‪ (1‬لو كان المسلمون فيهم قلة و العلمخخاء محصخخورين‪،‬‬
‫فأما ]الن[ وقد انتشر السلم وكثر العلماء‪ ،‬فمن أين يعلخخم ذلخخك ؟ قلنخخا‪ :‬هخخذا‬
‫يؤدي إلى أن ل يمكن العلم بإجماع المة علخخى قخخول ول مخخذهب‪ ،‬بخخأن يقخخال‪:‬‬
‫لعل فخخي أطخخراف الرض مخخن يخخخالف ذلخخك‪ ،‬ويلخخزم أن يجخخوز أن يكخخون فخخي‬
‫أطراف الرض من يقول أن البرد ل ينقض الصوم‪ ،‬وأنه يجخخوز للصخخائم أن‬
‫يأكخخل إلخخى طلخخوع الشخخمس‪ ،‬لن الول كخخان مخخذهب أبخخي طلحخخة النصخخاري‬
‫والثاني مذهب الحذيفة والعمش‪ ،‬وكذلك مسائل كثيرة من الفقه كخخان الخلخخف‬
‫فيها واقعا بين الصحابة و التابعين‪ ،‬ثخخم زال الخلخخف فيمخخا بعخخد‪ ،‬واجتمخخع أهخخل‬
‫العصار على خلفه‪ ،‬فينبغي أن يشك في ذلك ول نثق بالجماع على مسألة‬
‫سبق الخلف فيها‪ ،‬وهذا طعخخن مخخن يقخخول أن الجمخخاع ل يمكخخن معرفتخخه ول‬
‫التوصل إليه‪ ،‬والكلم في ذلك ل يختص هذه المسألة فل وجه ليخخراده ههنخخا‪،‬‬
‫ثم إنا نعلم أن النصار طلبت المرة ودفعهخخم المهخخاجرون عنهخخا‪ ،‬ثخخم رجعخخت‬
‫النصار إلى قول المهاجرين على قول المخخخالف‪ ،‬فلخخو أن قخخائل قخخال‪ :‬يجخخوز‬
‫عقد المامة لمن كان من النصار لن الخلف سبق فيخخه ولعخخل فخخي أطخخراف‬
‫الرض من يقول به فما كان يكون جوابهم فيه ؟ فأي شئ قخخالوه فهخخو جوابنخخا‬
‫بعينه‪ ،‬فل نطول بذكره‪ .‬فإن قيل‪ :‬إذا كان الجمخخاع عنخخدكم إنمخخا يكخخون حجخخة‬
‫لكون المعصوم فيه فمن‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يمكن العلم بذلك‪.‬‬

‫]‪[84‬‬

‫أين تعلمون دخول قوله في جملة أقوال المة ؟ وهل جاز أن يكون قوله منفردا عنهخخم‬
‫فل تتيقنون )‪ (1‬بالجماع ؟ قلنا‪ :‬المعصوم إذا كان من جملة علماء المة فل‬
‫بد أن يكون قوله موجودا في جملخخة أقخخوال العلمخخاء‪ ،‬لنخخه ل يجخخوز أن يكخخون‬
‫]قوله[ منفردا مظهرا للكفر‪ ،‬فإن ذلك ل يجوز عليه‪ ،‬فإذا ل بد أن يكون قوله‬
‫في جملة القوال وإن شككنا في أنه المام فإذا اعتبرنا أقخخوال المخخة ووجخخدنا‬
‫بعض العلماء يخالف فيه فإن كنا نعرفه ونعرف مولده ومنشأه لم نعتد بقوله‪،‬‬
‫لعلمنا أنه ليس بإمام‪ ،‬وإن شككنا في نسبه لم يكن المسألة إجماعيا‪ ،‬فعلى هخخذا‬
‫أقوال العلماء من المة اعتبرناها فلم نجد فيهم قائل بهخخذا المخخذهب الخخذي هخخو‬
‫مذهب الكيسانية أو الواقفية‪ ،‬وإن وجدنا فرضا واحدا أو اثنين فإنا نعلم منشأه‬
‫ومولخخده‪ ،‬فل يعتخخد بقخخوله‪ ،‬واعتبرنخخا أقخخوال البخخاقين الخخذين نقطخخع علخخى كخخون‬
‫المعصوم فيهم‪ ،‬فسقطت هذه الشبهة على هذا التحرير وبان وهنهخا )‪14 .(2‬‬
‫‪ -‬يج‪ :‬عن دعبل الخزاعي قال‪ :‬حدثنا الرضا عن أبيه عن جده عليهخخم السخخلم‬
‫قال‪ :‬كنت عند ]أبي[ البخخاقر عليخخه السخخلم إذ دخخخل عليخخه جماعخخة مخخن الشخخيعة‬
‫وفيهم جابر بن يزيد‪ ،‬فقالوا‪ :‬هل رضي أبوك علي )‪ (3‬بإمامة الول والثخخاني‬
‫؟ قخخال‪ :‬اللهخخم ل‪ ،‬قخخالوا‪ :‬فلخخم نكخخح مخخن سخخبيهم خولخخة الحنفيخخة إذا لخخم يخخرض‬
‫بإمامتهم ؟ فقال الباقر عليه السلم امض يا جابر بن يزيد إلى منزل جابر بن‬
‫عبد ال النصاري فقل له‪ :‬إن محمد بن علي يخخدعوك‪ ،‬قخخال جخخابر بخخن يزيخخد‪،‬‬
‫فأتيت منزله وطرقت عليه الباب‪ ،‬فناداني جابر ابن عبد الخ النصخخاري مخخن‬
‫داخل الدار‪ :‬اصبر يا جابر بن يزيخخد‪ ،‬فقلخخت فخخي نفسخخي‪ :‬أيخخن )‪ (4‬علخخم جخخابر‬
‫النصاري أني جخابر بخن يزيخخد ول يعخخرف الخخدلئل إل الئمخخة مخخن آل محمخخد‬
‫عليهم السلم ؟ وال لسألنه إذا خرج إلي‪ ،‬فلما خرج قلت له‪ :‬من أين علمخخت‬
‫أني‬

‫)‪ (1‬في المصدر و )م( و )خ(‪ :‬فل تثقون‪ (2) .‬الغيبة للشيخ الطوسى‪(3) .20 - 17 :‬‬
‫في المصدر‪ :‬على بن ابى طالب‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬قال جابر بن يزيد قلخخت‬
‫في نفسي من أين ا‍ه‪.‬‬

‫]‪[85‬‬

‫جابر )‪ (1‬وأنا على الباب وأنت داخل الدار ؟ قخخال‪ :‬خخخبرني )‪ (2‬مخخولي البخخاقر عليخخه‬
‫السلم البارحة أنك تسأله )‪ (3‬عن الحنفية في هذا اليوم‪ ،‬وأنخخا أبعثخخه إليخخك يخخا‬
‫جابر بكرة غدو أدعوك‪ ،‬فقلت‪ :‬صدقت‪ ،‬قال‪ :‬سربنا‪ ،‬فسرنا جميعا حتى أتينخخا‬
‫المسجد‪ ،‬فلما بصر مولي الباقر عليه السلم بنخخا ونظخخر إلينخخا قخال للجماعخخة‪:‬‬
‫قوموا إلى الشيخ فاسألوه حتى ينبئكم بمخخا سخخمع ورأى‪ ،‬فقخخالوا‪ :‬يخخا جخخابر هخخل‬
‫راض إمامك علي بن أبي طالب عليه السلم بإمامة من تقدم ؟ قال‪ :‬اللهخم ل‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬فلم نكح مخخن سخخبيهم )‪ (4‬إذ لخخم يخخرض بإمخخامتهم ؟ قخخال جخخابر‪ :‬آه آه لقخخد‬
‫ظننخخت أنخخي أمخخوت ول اسخخأل عخخن هخخذا‪ ،‬إذ سخخألتموني )‪ (5‬فاسخخمعوا وعخخوا‪،‬‬
‫حضرت السبي وقد ادخلت الحنفية فيمن ادخل‪ ،‬فلما نظرت إلى جميع النخخاس‬
‫عدلت إلى تربة رسول ال صلى ال عليه واله فرنت وزفرت زفرة وأعلنخخت‬
‫بالبكاء والنحيب ثم نادت‪ :‬السلم عليك يخخا رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه والخخه‬
‫وعلى أهل بيتك من بعدك هؤلء امتك سخخبينا )‪ (6‬سخخبي النخخوب )‪ (7‬والخخديلم‪،‬‬
‫وال ماكان لنا إليهم من ذنب إل الميل إلخخى أهخخل بيتخخك‪ ،‬فجعلخخت )‪ (8‬الحسخخنة‬
‫سيئة والسيئة حسنة فسبينا‪ ،‬ثم انعطفت )‪ (9‬إلى النخخاس وقخخالت‪ :‬لخخم سخخبيتمونا‬
‫وقد أقررنا ؟ بشهادة أن ل إله إل ال وأن محمدا رسول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫والخخه قخخالوا )‪ :(10‬منعتمونخخا الزكخخاة‪ ،‬قخخالت‪ :‬هخخب الرجخخال منعخخوكم فمخخا بخخال‬
‫النسوان ؟ فسكت المتكلم كأنما القم حجرا‪ ،‬ثم ذهب إليها طلحة وخالد يرميان‬
‫في التزويج إليها‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬جابر بن يزيد‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬أخبرني‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬تسخخأل‪.‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬فلم نكح من سخخبيهم خولخخة الحنفيخخة ا‍ه‪ (5) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫فالن إذ سألتموني‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬سخخبتنا‪ (7) .‬النخخوب ‪ -‬بالضخخم ‪ :-‬جيخخل‬
‫من السودان‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬فحخخولت‪ (9) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬التفتخخت‪(10) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬قال أبو بكر‪(*) .‬‬

‫]‪[86‬‬

‫ثوبين )‪ (1‬فقالت‪ :‬لست بعريانة فتكسوني )‪ ،(2‬قيخخل‪ :‬إنهمخخا يريخخدان أن يتزايخخدا عليخخك‬
‫فأيهما زاد على صاحبه أخذك من السبي‪ ،‬قالت‪ :‬هيهخخات وال خ ل يكخخون ذلخخك‬
‫أبدا‪ ،‬ول يملكني ول يكون لي ببعل إل من يخبرني بالكلم الخخذي قلتخخه سخخاعة‬
‫خرجت من بطن امخي فسخخكت النخخاس ينظخخر )‪ (3‬بعضخخهم إلخخى بعخخض‪ ،‬وورد‬
‫عليهم من ذلك الكلم ما أبهر عقولهم وأخرس ألسنتهم‪ ،‬وبقي القوم في دهشة‬
‫من أمرها‪ ،‬فقال أبو بكر‪ :‬مخخا لكخخم ينظخخر بعضخخكم إلخخى بعخخض ؟ قخخال الزبيخخر‪:‬‬
‫لقولها الذي سمعت‪ ،‬قال أبو بكر‪ :‬ما هذا المر )‪ (4‬الذي أحصر أفهامكم إنها‬
‫جارية من سادات قومها ولم يكن )‪ (5‬لها عادة بما لقيت ورأت‪ ،‬فل شك أنها‬
‫داخلها الفزع وتقول ما ل تحصيل له‪ ،‬فقخخالت‪ :‬رميخخت بكلمخخك غيخخر مرمخخي‪،‬‬
‫وال ما داخلني فزع ول جزع‪ ،‬ووال ما قلت إل حقخخا ول نطقخخت إل فصخخل‪،‬‬
‫ول بد أن يكون كذلك وحق صاحب هخخذا البنيخخة مخخا كخخذبت‪ ،‬ثخخم سخخكتت وأخخخذ‬
‫طلحة وخالد ثوبيهما وهي قد جلست ناحيخخة مخخن القخخوم‪ ،‬فخخدخل علخخي بخخن أبخخي‬
‫طالب عليه السلم فخخذكروا لخخه حالهخخا‪ ،‬فقخال عليخه السخلم‪ :‬هخخي صخادقة فيمخخا‬
‫قالت‪ ،‬وكان حالتها )‪ (6‬وقصتها كيت وكيت في حال ولدتها‪ ،‬وقخال‪ :‬إن كخل‬
‫ما تكلمت به في حال خروجها من بطن امها هو كذا وكذا‪ ،‬وكل ذلك مكتوب‬
‫على لوح معها‪ ،‬فرمت باللوح إليهم لما سمعت كلمه عليه السلم‪ ،‬فقرؤوهخخا‬
‫)‪ (7‬على ما حكى علي بن أبي طالب عليه السلم ل يزيد حرفخخا ول ينقخخص‪،‬‬
‫فقال أبو بكر‪ :‬خذها يا أبا الحسن بارك ال لك فيها‪ .‬فوثب سلمان فقخخال‪ :‬وال خ‬
‫مخخا لحخخد ههنخخا منخخة علخخى أميخخر المخخؤمنين‪ ،‬بخخل ل خ المنخخة ولرسخخوله ولميخخر‬
‫المؤمنين‪ ،‬وال ما أخذها إل بمعجزه الباهرة وعلمه القاهر وفضله‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬ورميخخا عليهخخا ثوبيهمخخا‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬فتكسخخوننى‪ (3) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬ونظر‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬الكلم‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬ولم تكن‪(6) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬من حالتها‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬فقرؤوا ذلك‪.‬‬
‫]‪[87‬‬

‫الذي يعجز عنه كل ذي فضل )‪ ،(1‬ثم قال المقداد‪ :‬مخخا بخخال أقخخوام قخخد أوضخخح الخ لهخخم‬
‫الطريق للهداية فتركوه وأخذوا طريق العمى ؟ وما من قوم إل وتبين لهم فيه‬
‫دلئل أمير المؤمنين‪ ،‬وقال أبو ذر‪ :‬واعجبا لمن يعاند الحق وما من وقخخت إل‬
‫وينظر إلى بيانه‪ ،‬أيها الناس قد تبين لكم )‪ (2‬فضل أهل الفضخخل‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬يخخا‬
‫فلن أتمن على أهل الحخخق بحقهخخم )‪ (3‬وهخخم بمخخا يخخديك أحخخق وأولخخى ؟ وقخخال‬
‫عمار‪ :‬اناشدكم بال أما سلمنا على أمير المخخؤمنين هخخذا علخخي بخخن أبخخي طخخالب‬
‫عليه السلم في حياة رسول ال صلى ال عليه واله بإمرة المؤمنين ؟ فزجره‬
‫عمر عن الكلم‪ ،‬فقام أبو بكر‪ ،‬فبعث علي عليه السلم خولة إلى بيت أسخخماء‬
‫بنت عميس‪ ،‬قال لها‪ :‬خذي هذه المرأة وأكرمي مثواها‪ ،‬فلم تخخزل خولخخة عنخخد‬
‫أسماء بنت عميس إلخخى أن قخخدم أخوهخخا فتزوجهخخا علخخي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه‬
‫السلم‪ ،‬فكان الدليل على علم أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم وفسخخاد مخخا يخخورده‬
‫القوم من سبيهم )‪ (4‬وإنه عليخخه السخخلم تزوجهخخا نكاحخخا‪ ،‬فقخخالت الجماعخخة‪ :‬يخخا‬
‫جابر أنقذك ال من حر النار كما أنقخخذتنا مخخن حخخرارة الشخخك )‪ - 15 .(5‬يخخج‪:‬‬
‫روي عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬جمع أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم بنيه وهم اثنا عشر ذكرا فقال لهم‪ :‬إن ال أحب أن يجعل في سنة‬
‫من يعقوب‪ ،‬إذ جمع بنيه وهخخم اثنخخا عشخخر ذكخخرا فقخخال لهخخم‪ :‬إنخخي اوصخخي إلخخى‬
‫يوسف فاسمعوا له وأطيعوا‪ ،‬وأنا اوصي إلى الحسن والحسين فاسمعوا لهمخخا‬
‫وأطيعوا‪ ،‬فقال لخخه عبخخد الخ ابنخخه‪ :‬دون محمخخد بخخن علخخي ؟ ‪ -‬يعنخخي محمخخد بخخن‬
‫الحنفية ‪ -‬فقال له‪ :‬أجرأة علي في حياتي ؟ كأني بخخك قخخد وجخخدت مخخذبوحا فخخي‬
‫فسطاطك ل يدرى من قتلك‪ ،‬فلما كخخان فخخي زمخخان المختخخار أتخخاه فقخخال‪ :‬لسخخت‬
‫هناك‪ ،‬فغضب فذهب إلى مصعب بن الزبير وهو بالبصرة‪ ،‬فقال‪ :‬ولني قتخخال‬
‫أهل الكوفة‪ ،‬فكان على مقدمة مصعب‪ ،‬فالتقوا بحروراء‪ ،‬فلما‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فضل كل ذى فضل‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ان ال قد بيخخن لكخخم‪ (3) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬بحقوقهم‪ (4) .‬كخخذا فخخي النسخخخ‪ .‬وفخخى المصخخدر‪ :‬مخخن شخخبههم‪(5 ) .‬‬
‫الخرائج والجرائح‪.92 - 90 :‬‬

‫]‪[88‬‬

‫حجز الليل بينهم أصبحوا وقد وجخخدوه مخخذبوحا فخخي فسخخطاطه ل يخخدرى مخخن قتلخخه )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬أتاه أي أتى عبد ال المختار ليبايع المختار لخخه بالمامخخة‪ ،‬فقخخال المختخخار‬
‫لخخه‪ :‬لسخخت هنخخاك أي ل تسخختحق ؟ ؟ المامخخة‪ - 16 .‬يخخج‪ :‬الصخخفار‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫بصير‪ ،‬عن جذعان بن نصر‪ ،‬عن محمد بن مسعدة عن محمد بن حمويه بخخن‬
‫إسماعيل‪ ،‬عن أبي عبد ال الربيبي )‪ ،(2‬عن عمر بن اذينخخة قخخال‪ :‬قيخخل لبخخي‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬إن الناس يحتجخخون علينخخا ويقولخخون‪ :‬إن أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السخخلم زوج فلنخخا ابنتخخه ام كلثخخوم‪ ،‬وكخخان متكئا فجلخخس وقخخال‪ :‬أيقولخخون‬
‫ذلك ؟ إن قوما يزعمون ذلك ل يهتدون إلى سواء السبيل‪ ،‬سبحان ال ما كخخان‬
‫يقدر أمير المؤمنين عليه السلم أن يحول بينه وبينها فينقخخذها ؟ ! كخخذبوا ولخخم‬
‫يكن ما قالوا‪ ،‬إن فلنا خطب إلى علي عليه السلم بنتخخه ام كلثخخوم فخخأبى علخخي‬
‫عليخخه السخخلم‪ ،‬فقخخال للعبخخاس‪ :‬وال خ لئن لخخم تزوجنخخي لنخختزعن منخخك السخخقاية‬
‫وزمزم‪ ،‬فأتى العباس عليا فكلمه‪ ،‬فأبى عليه‪ ،‬فألخخح العبخخاس‪ ،‬فلمخخا رأى أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم مشقة كلم الرجل على العباس وأنه سيفعل بالسقاية مخخا‬
‫قال أرسل أمير المؤمنين عليه السلم إلى جنية من أهل نجران يهوديخخة يقخخال‬
‫لها سحيفة )‪ (3‬بنخخت جريريخخة‪ ،‬فأمرهخخا فتمثلخخت فخخي مثخخال ام كلثخخوم وحجبخخت‬
‫البصار عن ام كلثوم وبعث بها إلى الرجل‪ ،‬فلم تزل عنده حتى أنه اسخختراب‬
‫)‪ (4‬بها يوما فقال‪ :‬ما في الرض أهل بيت أسحر من بني هاشم‪ ،‬ثخخم أراد أن‬
‫يظهر ذلك للناس فقتل وحوت الميراث وانصرفت إلى نجران‪ ،‬وأظهر أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السخخلم ام كلثخخوم )‪ - 17 .(5‬سخخر‪ :‬عخخن أبخخان بخخن تغلخخب‪ ،‬عخخن‬
‫صفوان‪ ،‬عن يعقوب بن شعيب‪ ،‬عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم أن أبخخاه حخخدثه‬
‫أن علي بن الحسين عليهما السلم أتى محمد بن علي الكبر قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬لخخم نجخخده فخخي المصخخدر المطبخخوع‪ (2) .‬فخخي )خ(‪ :‬الزبيخخبى‪ (3) .‬فخخي )خ( و )م(‪:‬‬
‫سحيقة‪ (4) .‬أي وقع في الريبة‪ (5) .‬لم نجده في المصدر المطبوع‪.‬‬

‫]‪[89‬‬

‫إن هذا الكذاب أراه يكذب على ال وعلى رسوله وعلينا أهخخل الخبيت‪ ،‬وذكخخر أنخخه يخأتيه‬
‫جبرئيل وميكائيل عليهما السلم‪ ،‬فقال له محمد بن علخخي‪ :‬يخخا ابخخن أخخخي أتخخاك‬
‫بهذا من يصدق ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬اذهب فخخارو عنخخي ل أقخخول هخخذا وإنخخي أبخخرأ‬
‫ممن قال به )‪ (1‬فلما انصرف من عنده دخل عليه عبد ال بن محمد وامرأتخخه‬
‫وسريته‪ ،‬فقالوا له‪ :‬إنما أتاك علي بن الحسين بهذا أنخخه حسخخدك لمخخا يبعخخث بخخه‬
‫إليك‪ ،‬فأرسل إليه محمد بن علي ل ترو علي شيئا فإنك إن رويخخت عنخخي )‪(2‬‬
‫شيئا قلت‪ :‬لم أقله )‪ .(3‬بيان‪ :‬المراد بالكذاب المختار قوله‪ " :‬وذكر أنخخه " أي‬
‫ذكر المختار للناس أن محمد بن الحنفية يأتيه جبرئيل وميكائيخخل‪ ،‬فلمخخا خخخرج‬
‫عليه السلم دخل على ابن الحنفية ابنخخه وامرأتخخه وسخخريته ليصخخرفوه عخخن رد‬
‫المختار وتكذيبه‪ ،‬لئل ينقطع عنهم ما يأتيهم من قبلخخه مخخن المخخوال‪ ،‬فلخخم يقبخخل‬
‫منهم‪ ،‬وبعث إلى المختار ل ترو عني الكاذيب بعد ذلك فإنك إن رويت عني‬
‫قلت للناس‪ :‬أني لم أقله وإنه كاذب‪ ،‬هذا تأويل للكلم يناسخخب حخخال محمخخد بخخن‬
‫الحنفية‪ ،‬وإل فظاهر الكلم أنه قبخخل منخخه ذلخخك وبعخخث إلخخى علخخي بخخن الحسخخين‬
‫عليهمخخا السخخلم أن ل تقخخل مخخا أمرتخخك بروايتخخه عنخخي مخخن تكخخذيب المختخخار و‬
‫براءتخخي منخخه‪ ،‬وإل فأنخخا اكخخذبك فخخي ذلخخك عنخخد النخخاس‪ - 18 .‬شخخا‪ :‬أولد أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم سبعة وعشخخرون ولخخدا ذكخخرا وانخخثى‪ :‬الحسخخن والحسخخين‬
‫وزينب الكبرى وزينب الصغرى المكناة بام كلثوم‪ ،‬امهم فاطمة البتخخول سخخيدة‬
‫نساء العالمين بنت سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد النخخبي صخخلى الخ عليخخه‬
‫واله‪ ،‬ومحمد المكنى بخأبي القاسخخم امخه خولخخة بنخخت جعفخر بخخن قيخخس الحنفيخخة‪:‬‬
‫وعمر ورقية كانا توأمين )و( امهما ام حبيب بنت ربيعخخة‪ ،‬والعبخخاس وجعفخخر‬
‫وعثمان وعبد ال )‪ (4‬الشهداء مع أخيهم الحسين عليهم السلم بطف كربلء‬
‫امهم ام البنين بنت حزام بن خالد بن دارم‪ ،‬ومحمد‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ممن قخخاله‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬علخخى‪ (3) .‬مسخختطرفات السخخرائر مخخا‬
‫أورده ابخخان بخخن تغلخخب عخخن الصخخادقين عليهمخخا السخخلم‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫وعبيدال‪.‬‬

‫]‪[90‬‬

‫الصغر المكنى بأبي بكر وعبد ال )‪ (1‬الشهيدان مع أخيهما الحسين بن علي عليهمخخا‬
‫السلم بالطف امهمخا ليلخى بنخت مسخعود الدارميخخة‪ ،‬ويحيخى امخخه أسخخماء بنخت‬
‫عميس الخثعمية رضخخي الخ عنهخخا‪ ،‬وام الحسخخن ورملخخة امهمخخا ام سخخعيد بنخخت‬
‫عروة بخخن مسخخعود الثقفخخي‪ ،‬ونفيسخخة وزينخخب الصخخغرى ورقيخخة الصخخغرى وام‬
‫هانئ وام الكرام وجمانة المكناة ام جعفر وأمامة وام سلمة وميمونة وخديجخخة‬
‫وفاطمة رحمة ال عليهن لمهخخات شخختى‪ ،‬وفخخي الشخخيعة مخخن يخخذكر أن فاطمخخة‬
‫صلوات ال عليها أسقطت بعد النبي صخخلى الخ عليخخه والخخه ذكخخرا كخخان سخخماه‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله وهخخو حمخخل محسخخنا‪ ،‬فعلخخى قخخول هخخذه الطائفخخة‬
‫أولد أميخر المخؤمنين عليخخه السخخلم ثمانيخة وعشخرون ولخدا‪ ،‬والخ أعلخخم )‪.(2‬‬
‫أقول‪ :‬قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلغخخة‪ :‬أمخخا الحسخخن والحسخخين و ام‬
‫كلثوم الكبرى وزينب الكبرى )‪ (3‬فامهم فاطمة بنت سيدنا رسول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه واله وأما محمد فامه خولة بنت أياس بن جعفر مخخن بنخخي حنيفخخة )‪(4‬‬
‫وأما أبو بكر وعبد ال فامهما ليلى بنت مسعود النهشلية من تميم‪ ،‬وأما عمخخر‬
‫ورقية فامهما سبية )‪ (5‬من بني تغلب يقال لها‪ :‬الصخخهباء‪ ،‬سخخبيت فخخي خلفخخة‬
‫أبي بكر وإمارة خالد بن الوليد بعين التمر‪ ،‬وأما يحيى وعون فامهمخخا أسخخماء‬
‫بنت عميس الخثعمية‪ ،‬وأما جعفر و العباس وعبد ال وعبد الرحمن فخخامهم ام‬
‫البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد من بني كلب‪ ،‬وأما رملخخة وام‬
‫الحسن فامهما ام سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي‪ ،‬وأما ام كلثوم الصغرى‬
‫وزينب الصغرى وجمانة وميمونة وخديجة وفاطمخخة وام الكخخرام ونفيسخخة وام‬
‫سلمة وام أبيها وأمامة بنت علي عليه السلم فهن‬
‫)‪ (1‬في )ت(‪ :‬وعبيدال‪ (2) .‬الرشاد للمفيد‪ 167 :‬و ‪ (3) .168‬في المصدر‪ :‬وزينب‬
‫الكخخبرى وام كلثخخوم الكخخبرى‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬مخخن بنخخى حنفيخخة‪ (5) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬مسبية‪.‬‬

‫]‪[91‬‬

‫لمهات أولد شتى )‪ - 19 .(1‬شا‪ :‬هارون بن موسى‪ ،‬عن عبد الملك بن عبد العزيز‬
‫قال‪ :‬لما ولي عبد الملك بن مروان الخلفة رد إلى علي بخخن الحسخخين عليهمخخا‬
‫السلم صدقات رسول ال و صدقات أميخخر المخخؤمنين عليهمخخا السخخلم وكانتخخا‬
‫مضمومتين‪ ،‬فخرج عمر بن علي إلى عبد الملك يتظلم إليه من ابن أخيه )‪(2‬‬
‫فقال عبد الملك‪ :‬أقول كما قال ابن أبي الحقيق‪ :‬إنا إذا مالت دواعي الهخخوى *‬
‫وأنصت السامع للقائل واصخطرع القخوم بألبخابهم )‪ * (3‬نقضخي بحكخم عخادل‬
‫فاصل ل نجعل الباطل حقا ول * نلط دون الحق بالباطل )‪ (4‬نخاف أن تسفه‬
‫أحلمنا )‪ * (5‬فنخمل الدهر مع الخامل ) ‪ - 20 (6‬قب‪ :‬قال الشيخ المفيد في‬
‫الرشخخاد‪ :‬أولده خمسخخة وعشخخرون‪ ،‬وربمخخا يزيخخدون علخخى ذلخخك إلخخى خمسخخة‬
‫وثلثين‪ ،‬ذكره النسابة العمري في الشافي وصاحب النخخوار‪ ،‬البنخخون خمسخخة‬
‫عشر والبنات ثمانية عشر‪ ،‬فولد من فاطمة عليهخخا السخخلم الحسخخن و الحسخخين‬
‫والمحسن سقط وزينب الكبرى وام كلثوم الكبرى تزوجهخخا عمخخر‪ ،‬وذكخخر أبخخو‬
‫محمد النوبختي في كتاب المامة أن ام كلثوم كانت صغيرة ومات عمر قبخخل‬
‫أن يدخل بها‪ ،‬وإنه خلف على ام كلثوم بعد عمر عون بن جعفر ثم محمد بخخن‬
‫جعفر ثم عبد ال بن جعفر‪ ،‬ومن خولة بنت جعفر بخخن قيخخس الحنفيخخة محمخخدا‪،‬‬
‫ومن ام البنين ابنة حزام بن خالد الكلبيخة عبخد الخ وجعفخر الكخبر والعبخاس‬
‫وعثمان‪ ،‬ومن ام حبيب بنت ربيعة التغلبيخخة عمخخر ورقيخخة توأمخخان فخخي بطخخن‪،‬‬
‫ومن أسماء بنت عميس الخثعمية‬

‫)‪ (1‬شرح النهج ‪ (2) .718 :2‬في المصدر‪ :‬يتظلم إليه من نفسه‪ (3) .‬في المصدرين‪:‬‬
‫واصخطرع النخاس‪ (4) .‬لخط الرجخل حقخه وعخن حقخه‪ :‬جحخده ايخاه‪ (5) .‬فخي‬
‫المصدر‪ :‬نسفه‪ (6) .‬الرشاد للمفيد‪ .242 :‬وفي )م( و )خ(‪ :‬فيخمل‪.‬‬

‫]‪[92‬‬

‫يحيى ومحمد الصغر‪ ،‬وقيل‪ :‬بل ولدت له عونا‪ ،‬ومحمد الصغر من ام ولد‪ ،‬ومخخن ام‬
‫سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفية نفيسة وزينب الصغرى ورقية الصغرى‪،‬‬
‫و من ام شخخعيب المخزوميخخة ام الحسخخن ورملخخة‪ ،‬ومخخن الهملء بنخخت مسخخروق‬
‫النهشلية أبو بكر وعبد ال‪ ،‬ومن أمامخخة بنخخت أبخخي العخخاص بخخن الربيخخع وامهخخا‬
‫زينب بنت رسول ال صلى ال عليه واله محمخد الوسخط‪ ،‬ومخن محيخاة بنخت‬
‫امرء القيس الكلبية جارية هلكت وهي صغيرة‪ ،‬وكانت له خديجخخة وام هخخانئ‬
‫وتميمة وميمونة وفاطمة لمهات أولد ]شتى[ وتوفي قبلخخه يحيخخى وام كلثخخوم‬
‫الصغرى وزينب الصغرى وام الكرام وجمانة ‪ -‬و كنيتها ام جعفخخر ‪ -‬وأمامخخة‬
‫وام سلمة ورملة الصغرى‪ .‬وزوج ثماني بنات‪ :‬زينب الكبرى من عبد ال بن‬
‫جعفر‪ ،‬وميمونة من عقيل بن عبد ال بن عقيل‪ ،‬وام كلثوم الصغرى من كثير‬
‫بن عباس بن عبد المطلب ورملة من أبي الهياج عبد ال بخخن أبخخي سخخفيان بخخن‬
‫الحارث بخخن عبخخد المطلخخب‪ ،‬ورملخخة مخخن الصخخلت بخخن عبخخد الخ بخخن نوفخخل بخخن‬
‫الحارث‪ ،‬وفاطمة من محمد بن عقيخخل‪ .‬وفخخي الحكخخام الشخخرعية عخخن الخخخزاز‬
‫القمي أنه نظر النبي صلى ال عليه واله إلى أولد علي وجعفخخر فقخخال‪ :‬بناتنخخا‬
‫لبنيناو بنونا لبناتنا‪ .‬وأعقب له من خمسة‪ :‬الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية‬
‫والعباس الكبر وعمر‪ ،‬وكان النبي صلى ال عليه والخخه لخخم يتمتخخع بحخخرة ول‬
‫أمة في حياة خديجة‪ ،‬وكذلك كان علي مع فاطمخخة عليهخخم السخخلم‪ .‬وفخخي قخخوت‬
‫القلوب أنه تزوج بعد وفاتها بتسع ليال‪ ،‬وأنه تزوج بعشرة نسوة وتخخوفي عخخن‬
‫أربعة‪ :‬أمامة وامهخخا زينخخب بنخخت النخبي صخخلى الخ عليخه والخخه‪ ،‬وأسخخماء بنخخت‬
‫عميخس‪ ،‬وليلخى التميميخة‪ ،‬وام البنيخن الكلبيخة‪ ،‬ولخم يختزوجن بعخده‪ ،‬وخطخب‬
‫المغيرة بن نوفل أمامة ثم أبو الهياج بن أبي سفيان بخخن الحخخارث فخخروت عخخن‬
‫علي عليه السلم أنه ل يجوز لزواج النبي صلى ال عليه واله والوصي أن‬
‫يتزوجن بغيره بعده‪ ،‬فلم يتزوج امرأة ول ام ولد بهخخذه الروايخخة‪ .‬وتخخوفي عخخن‬
‫ثماني عشرة ام ولد‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬جميع امهات أولدي الن محسخخوبات‬
‫على أولدهن بما أبتعتهن به من أثمانهن‪ ،‬فقال‪ :‬ومن‬

‫]‪[93‬‬

‫كان من إمائه غير ذوات أولد فهن حرائر من ثلثخخه )‪ .(1‬ويخخروى أن عمخخر بخخن علخخي‬
‫خاصم علي بن الحسخين عليهمخا السخلم إلخى عبخد الملخك فخي صخدقات النخبي‬
‫وأمير المؤمنين عليهما السلم‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين أنا ابن المصدق وهخخذا‬
‫ابن ابن‪ ،‬فأنا أولى بها منخخه‪ ،‬فتمثخخل عبخخد الملخخك بقخخول أبخخي الحقيخخق‪ :‬ل تجعخخل‬
‫الباطل حقا ول * تلط دون الحق بالباطل قم يا علي بن الحسين فقخخد وليتكهخخا‪،‬‬
‫فقاما فلما خرجا تناوله عمر وآذاه‪ ،‬فسكت عليخخه السخخلم عنخخه ولخخم يخخرد عليخخه‬
‫شيئا‪ ،‬فلما كان بعد ذلك دخل محمد بن عمر علخخى علخخي بخخن الحسخخين عليهمخخا‬
‫السلم فسلم عليه وأكب عليه يقبلخخه‪ ،‬فقخخال علخخي عليخخه السخخلم‪ :‬يخخا ابخخن عخخم ل‬
‫تمنعني قطيعة أبيك أن أصل رحمك‪ .‬فقد زوجتك ابنخختي خديجخخة ابنخخة علخخي )‬
‫‪ - 21 .(2‬عم‪ :‬أما زينب الكبرى بنت فاطمة بنت رسول ال صلى الخ عليخخه‬
‫واله فتزوجها عبد ال بن جعفر بن أبي طخالب‪ ،‬وولخخد لخخه منهخخا علخخي وجعفخخر‬
‫وعون الكبر وام كلثوم أولد عبد ال بن جعفر‪ ،‬وقد روت زينخخب عخخن امهخخا‬
‫فاطمخخة عليهخخا السخخلم أخبخخارا‪ ،‬وأمخخا ام كلثخخوم فهخخي الخختي تزوجهخخا عمخخر بخخن‬
‫الخطاب‪ ،‬وقال أصحابنا‪ :‬أنه عليه السلم إنما زوجها منه بعخخد مدافعخخة كخخثيرة‬
‫وامتناع شديد واعتلل عليه بشئ بعد شئ‪ ،‬حتى ألجأته الضرورة إلى أن رد‬
‫أمرها إلى العباس بن عبد المطلب‪ ،‬فزوجها إياه‪ ،‬وأما رقية بنت علي فكخخانت‬
‫عند مسلم بن عقيل‪ ،‬فولخخدت لخخه عبخخد الخ قتخخل بخخالطف‪ ،‬وعليخخا ومحمخخدا ابنخخي‬
‫مسلم‪ ،‬وأما زينب الصغرى فكانت عند محمد بن عقيل‪ ،‬فولخخدت لخخه عبخخد ال خ‬
‫وفيه العقب من ولد عقيل‪ ،‬وأما ام هانئ فكانت عند عبد ال الكبر ابن عقيخخل‬
‫بن أبي طالب فولدت له محمد قتل بالطف وعبد الرحمن‪ ،‬وأمخخا ميمونخخة بنخخت‬
‫علي فكانت عند عبد ال الكبر ابن عقيل فولدت له عقيل‪ ،‬وأما نفيسة فكانت‬
‫عند عبد ال الكبر ابن عقيل فولدت له ام عقيل‪ ،‬وأما زينب الصغرى فكانت‬
‫عند عبد الرحمن بن عقيل فولدت‬

‫)‪ (1‬مناقب آل ابى طالب ‪ 76 :2‬و ‪ (2) .77‬مناقب آل ابى طالب ‪ 267 :2‬و ‪.268‬‬

‫]‪[94‬‬

‫له سعدا )‪ (1‬وعقيل‪ ،‬وأما فاطمة بنت علخخي عليخخه السخخلم فكخخانت عنخخد أبخخي سخخعيد بخخن‬
‫عقيل فولدت له حميدة‪ ،‬وأما أمامة بنت علي فكانت عند الصلت بن عبخخد ال خ‬
‫بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب فولدت لخخه نفيسخخة )‪ (2‬وتخخوفيت عنخخده )‬
‫‪ - 22 .(3‬يف‪ (4) :‬ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بخخن سخخالم‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم قال‪ :‬لما خطب عمر إلى أمير المؤمنين عليه السلم قال له‪ :‬إنهخخا‬
‫صبية‪ ،‬قال‪ :‬فأتى العباس فقال‪ :‬مالي ؟ أبي بأس ؟ فقال لخخه‪ :‬ومخخا ذاك ؟ قخخال‪:‬‬
‫خطبت إلخخى ابخخن أخيخخك فردنخي‪ ،‬أمخا والخ لعخورن )‪ (5‬زمخزم ول أدع لكخم‬
‫مكرمة إل هدمتها‪ ،‬ولقيمن عليه شاهدين أنه سخخرق ولقطعخخن يمينخخه ! فأتخخاه‬
‫العباس فأخبره وسأله أن يجعل المر إليه‪ ،‬فجعلخخه إليخخه )‪ .(6‬كخخا‪ :‬علخخي‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير مثله )‪ - 23 .(7‬كش‪ :‬وجدت بخط جبرئيل بن أحمد‪:‬‬
‫حدثني محمد بن عبد ال بن مهران عن محمد بن علي بن محمد بن عبخخد ال خ‬
‫الخياط‪ ،‬عن الحسن بن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبيخخه‪ ،‬عخخن أبخخي بصخخير قخخال‪:‬‬
‫سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪ :‬كخخان أبخخو خالخخد الكخخابلي يخخخدم محمخخد بخخن‬
‫الحنفية دهرا‪ ،‬وما كان يشك في أنه إمام‪ ،‬حتى أتاه ذات يوم فقال لخخه‪ :‬جعلخخت‬
‫فداك إن لي حرمة ومودة وانقطاعخخا‪ ،‬فأسخخألك بحرمخخة رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه واله و أمير المؤمنين عليه السلم إل أخبرتني‪ :‬أنت المام الذي فخخرض‬
‫ال طاعته على خلقه ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬يا باخالد حلفتني بالعظيم‪ ،‬المخخام علخخي بخخن‬
‫الحسين عليهما السلم علي وعليك و‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬سعيدا‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬نقيخخة‪ (3) .‬اعلم الخخورى‪ (4) .204 :‬فخخي‬
‫)م( و )خ(‪ :‬ين‪ (5) .‬أعار عين الماء أو الركية‪ :‬دفنهخخا وكبسخخها بخخالتراب‪) .‬‬
‫‪ (6‬لم نجده في الطرائف المطبخخوع‪ .‬وسخخياق الروايخخة ل يناسخخبه‪ (7) .‬فخخروع‬
‫الكافي )الجزء الخامس من الطبعة الحديثة(‪.346 :‬‬

‫]‪[95‬‬

‫على كل مسلم‪ ،‬فأقبل أبو خالد لما أن سمع ما قاله محمد بن الحنفيخخة‪ ،‬وجخخاء إلخخى علخخي‬
‫بن الحسين عليهما السلم‪ ،‬فلما استأذن عليخخه فخخاخبر أن أبخخا خالخخد بالبخخاب أذن‬
‫له‪ ،‬فلما دخل عليه دنا منه قال‪ :‬مرحبا بك يا كنكر‪ :‬ما كنت لنا بخخزائر مخخا بخخدا‬
‫لك فينا ؟ فخر أبو خالد ساجدا شكرا )‪ (1‬لخ تعخخالى ممخخا سخخمع مخخن علخخي بخخن‬
‫الحسين عليهما السلم‪ ،‬فقال‪ :‬الحمد ل الذي لخخم يمتنخخي حخختى عرفخخت إمخخامي‪،‬‬
‫فقال له علي بن الحسين عليهما السخخلم‪ :‬و كيخخف عرفخخت إمامخخك يخخا باخالخخد ؟‬
‫قال‪ :‬إنك دعوتني باسمي الذي سمتني امي التي ولدتني‪ ،‬وقد كنت في عميخخاء‬
‫من أمري‪ ،‬ولقد خدمت محمد بن الحنفية عمرا )‪ (2‬من عمخخري ول أشخخك إل‬
‫وأنه إمام‪ ،‬حتى إذا كان قريبا سألته بحرمة ال وبحرمة رسوله وبحرمة أمير‬
‫المؤمنين فأرشدني إليك وقال‪ :‬هو المام علي وعليك وعلى جميخخع خلخخق ال خ‬
‫كلهم‪ ،‬ثم أذنت لي فجئت فدنوت منخخك‪ ،‬وسخخميتني باسخخمي الخخذي سخخمتني امخخي‬
‫فعلمت أنك المام الذي فرض ال طاعته علي وعلخى كخل مسخلم )‪- 24 .(3‬‬
‫يج‪ :‬عن أبي خالد مثله إل أنه قخخال فخخي آخخخره‪ :‬ولخخدتني امخخي فسخخمتني وردان‪،‬‬
‫فدخل عليها والدي فقال‪ :‬سميه كنكر‪ ،‬وال ما سماني به أحد مخخن النخخاس إلخخى‬
‫يومي هذا غيرك‪ ،‬فأشهد أنك إمام من في الرض ومن في السخخماء )‪25 .(4‬‬
‫‪ -‬كش‪ :‬حمدويه‪ ،‬عن الحسن بن موسى‪ ،‬عن محمد بن أصبغ‪ ،‬عن مروان بن‬
‫مسلم‪ ،‬عن بريد العجلي قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السخخلم فقخخال لخخي‪:‬‬
‫لو كنت سبقت قليل لدركخخت حيخخان السخخراج‪ ،‬قخخال‪ :‬وأشخخار إلخخى موضخخع فخخي‬
‫البيت أبو عبد الخ عليخخه السخخلم فقخخال‪ :‬وكخخان ههنخخا جالسخخا‪ ،‬فخخذكر محمخخد بخخن‬
‫الحنفية وذكر حياته وجعل يطريه ويقرظه‪ ،‬فقلخخت لخخه‪ :‬يخخا حيخخان أليخس تزعخخم‬
‫ويزعمون وتروي ويروون‪ :‬لم يكن في بني إسرائيل شخخئ إل وهخخو فخخي هخخذه‬
‫المة مثله ؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬فهل رأينا‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬شاكرا‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬دهرا‪ (3) .‬معرفخخة اخبخار الرجخخال‪ 79 :‬و‬
‫‪ .80‬ورواه في المناقب ‪ (4) .249 :2‬لم نجده في الخرائج المطبوع‪.‬‬

‫]‪[96‬‬

‫ورأيتم وسمعنا وسمعتم بعالم مات على أعين الناس فنكح نساؤه وقسخخت أمخخواله و هخخو‬
‫حي ل يموت ؟ ! فقام ولم يخخرد علخخي شخخيئا )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬أطخخراه‪ :‬أحسخخن الثنخخاء‬
‫عليه‪ .‬والتقريظ‪ :‬مدح النسان وهو حي بحق أو باطل‪ - 26 .‬كخخش‪ :‬حمخخدويه‪،‬‬
‫عن الحسن بن موسى قال‪ :‬روى أصحابنا عن عبد الرحمن بن الحجاج قخخال‪:‬‬
‫قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أتاني ابن عم لي يسألني أن آذن لحيان السراج‪،‬‬
‫فأذنت له‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا با عبد ال إني اريد أن أسألك عن شئ أنخخا بخخه عخخالم إل‬
‫أني احب أن أسألك عنخخه‪ ،‬أخخخبرني عخخن عمخخك محمخخد بخخن علخخي مخخات ؟ قخخال‪:‬‬
‫فقلت‪ :‬أخبرني أبي أنه كان في ضيعة لخخه فخخاتي فقيخخل لخخه‪ :‬أدرك عمخخك‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فأتيت )‪ (2‬وقد كانت أصابته غشية‪ ،‬فأفاق فقال لي‪ :‬ارجع إلى ضيعتك‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فأبيت‪ ،‬فقال‪ :‬لترجعن قال‪ :‬فانصرفت فما بلغت الضيعة حخختى أتخخوني فقخخالوا‪:‬‬
‫أدركه‪ ،‬فأتيته فوجدته قد اعتقل لسانه‪ ،‬فأتوا بطشت وجعل يكتب وصيته‪ ،‬فما‬
‫برحت حتى غمضته وكفنته وغسلته وصليت عليه ودفنته‪ ،‬فإن كان هذا موتا‬
‫فقد وال مات‪ ،‬قال‪ :‬فقال لخخي‪ :‬رحمخخك الخ شخخبه علخخى أبيخخك ! قخال‪ :‬فقلخخت‪ :‬يخخا‬
‫سبحان ال أنت تصدف على قلبك ! قال‪ :‬فقال لي‪ :‬وما الصدف على القلب ؟‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬الكذب )‪ .(3‬بيان‪ :‬صدف عنه‪ :‬أعرض و " على " بمعنخخى " عخخن‬
‫" أو ضمن معنى الفتراء و نحوه‪ ،‬أي تعرض عن الحق مفتريا علخخى قلبخخك‪،‬‬
‫حيث تدعي ما ل يصدقه قلبك‪ - 27 .‬كشف‪ :‬قيخخل لمحمخخد بخخن الحنفيخخة رحمخخه‬
‫ال‪ :‬أبوك يسمح بخخك فخخي الحخخرب ويشخخح بالحسخخن والحسخخين عليهمخخا السخخلم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬هما عيناه وأنا يده‪ ،‬والنسان يقي عينيه بيده‪ ،‬وقال مرة اخرى وقد قيل‬
‫له ذلك‪ :‬أنا ولده وهما ولدا رسول ال صلى ال عليه واله )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬معرفة اخبار الرجال‪ (2) .202 :‬في المصدر‪ :‬فأتيته‪ (3) .‬معرفة اخبار الرجال‪:‬‬
‫‪ 202‬و ‪ (4) .203‬كشف الغمة‪- 6 -.183 :‬‬

‫]‪[97‬‬

‫‪ - 28‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عخن حريخز‪ ،‬عخن زرارة‪ ،‬عخن أبخي جعفخر عليخه‬
‫السلم )قال‪ (:‬إن أسخخماء بنخخت عميخخس نفسخخت بمحمخخد بخخن أبخخي بكخخر‪ ،‬فأمرهخخا‬
‫رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه والخخه حيخخن أرادت الحخخرام مخخن ذي الحليفخخة أن‬
‫تحتشي بالكرسف والخرق وتهل بالحخخج‪ ،‬الخخخبر )‪ - 29 .(1‬يخخف‪ :‬أحمخخد بخخن‬
‫حنبل في مسنده بإسناده إلى المستظل )‪ (2‬قال‪ :‬إن عمر بخخن الخطخخاب خطخخب‬
‫إلى علي عليه السلم ام كلثوم فاعتل بصغرها‪ ،‬فقخخال لخخه‪ :‬لخخم أكخخن اريخخد البخخاه‬
‫ولكن سمعت رسول ال صلى ال عليه واله يقول‪ :‬كل حسب ونسخخب منقطخخع‬
‫يوم القيامة ما خل حسبي ونسبي‪ ،‬وكل قوم فإن عصبتهم لبيهم مخخا خل ولخخد‬
‫فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم )‪] .(3‬كنز الكراجكي‪ :‬عن القاضخخي السخخلمي‬
‫أسد بن إبراهيم‪ ،‬عخن عمخر بخن علخي العتكخي‪ ،‬عخن محمخد بخن إسخحاق‪ ،‬عخن‬
‫الكخديمي‪ ،‬عخن بشخر بخن مهخران‪ ،‬عخن شخريك بخن شخبيب‪ ،‬عخن عخروة‪ ،‬عخن‬
‫المستطيل بن حصين مثله‪ ،‬إل أن فيه‪ :‬فاعتل بصخخغرها وقخخال‪ :‬إنخخي أعخخددتها‬
‫لبن أخي جعفر‪ ،‬ومكخخان " كخخل قخخوم " " كخخل بنخخي انخخثى " )‪ - 30 .[(4‬كخخا‪:‬‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن البطائني‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن عمران‬
‫بن ميثم أو صالح بن ميثم‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬أنت امرأة مجح أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم فقالت‪ :‬يا أمير المؤمنين إني زنيت فطهرني‪ ،‬وسخخاق الحخخديث الطويخخل‬
‫إلى أن قال‪ :‬فأخرجها أمير المؤمنين عليه السلم إلى الظهر بالكوفة فأمر أن‬
‫يحفر لها حفيرة ثم‬

‫)‪ (1‬فروع الكخخافي )الجخخزء الرابخخع مخخن الطبعخخة الحديثخخة(‪ (2) .449 :‬كخخذا والظخخاهر‪:‬‬
‫المستطيل‪ (3) .‬الطرائف‪ (4) .19 :‬كنز الكراجكى‪ 166 :‬و ‪.167‬‬

‫]‪[98‬‬

‫دفنها فيه )‪ (1‬ثم ركب بغلته ونادى بأعلى صوته )‪ :(2‬يا أيها الناس إن ال تعالى عهد‬
‫إلى نبيه صلى ال عليه واله عهد أعهده محمد صلى ال عليه واله إلخخي‪ ،‬بخخأن‬
‫)‪ (3‬ل يقيم الحد من ل عليه حد فمن كان ل عليه حد مثخخل مخخا لخخه عليهخخا )‪(4‬‬
‫فل يقيم عليها الحد قال‪ :‬فانصرف الناس يومئذ كلهخم مخا خل أميخر المخؤمنين‬
‫والحسن والحسين صلوات ال عليهم‪ ،‬فأقام هؤلء الثلثة عليهخخا الحخخد يخخومئذ‬
‫وما معهخخم غيرهخخم‪ ،‬قخال‪ :‬وانصخرف فيمخخن انصخرف يخخومئذ محمخخد بخن أميخر‬
‫المؤمنين )‪] - 31 .(5‬كتاب الغارات لبراهيم بن محمخخد الثقفخخي عخخن مغيخخرة‬
‫الضبي قال‪ :‬لما نكح علي عليه السلم ليلى بنخخت مسخخعود النهشخخلي قخخالت‪ :‬مخخا‬
‫زلت احب أن يكون بيني و بينه سبب منذ رأيته‪ ،‬فأقام مقاما مخخن رسخخول ال خ‬
‫صلى ال عليه واله فذكر أنه ولدت له عبيدال بخخن علخخي‪ ،‬فبخخايع مصخخعبا يخخوم‬
‫المختخخار[‪ .‬أقخخول‪ :‬قخخال ابخخن أبخخي الحديخخد فخخي شخخرح نهخخج البلغخخة‪ :‬دفخخع أميخخر‬
‫المخخؤمنين عليخخه السخخلم يخخوم الجمخخل رايتخخه إلخخى محمخخد ابنخخه‪ ،‬وقخخد اسخختوت‬
‫الصفوف‪ ،‬وقال له‪ :‬احمل‪ ،‬فتوقف قليل فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين )‪ (6‬أما تخخرى‬
‫السماء كأنها شآببب )‪ (7‬المطر‪ ،‬فدفع فخخي صخخدره وقخخال‪ :‬أدركخخك عخخرق مخخن‬
‫امك‪ ،‬ثم أخذ الراية بيده فهزها ثم قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فيهخا‪ (2) .‬فخي المصخدر‪ :‬ثخم ركخب بغلتخه واثبخت رجليخه فخي غخرز‬
‫الركاب ثم وضع اصبعيه السبابتين في اذنيه ثم نادى بأعلى صوته ا‍ه‪(3) .‬‬
‫في المصخخدر‪ :‬بخخأنه‪ (4) .‬فخي المصخخدر‪ :‬مثخل مخا عليهخا‪ (5) .‬فخروع الكخخافي‬
‫)الجزء السابع من الطبعة الحديثة(‪ .187 - 185 :‬وقد مر في باب قضاياه‬
‫عليخخه السخخلم تحخخت رقخخم ‪ 65‬راجخخع ج ‪ 40‬ص ‪ (6) .292 - 290‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬فقال له‪ :‬أحمل يا أمير المؤمنين ا‍ه ؟‪ (7) .‬جمع الشؤبوب‪ :‬الدفعة‬
‫من المطر‪.‬‬

‫]‪[99‬‬
‫اطعن بها طعن أبيك تحمد * ل خير في الحرب إذا لم توقد بالمشخخرفي والقنخخا المسخخدد‪.‬‬
‫ثم حمل وحمل الناس خلفه‪ ،‬فطحن عسكر البصرة‪ .‬قيل لمحمد‪ :‬لم يغخخرر بخخك‬
‫أبوك في الحرب ول يغرر بالحسن والحسين ؟ فقال‪ :‬إنهما عيناه وأنا يمينخخه‪،‬‬
‫فهو يدفع عن عينيه بيمينه‪ .‬كان علي عليخه السخلم يقخذف بمحمخخد فخخي مهالخخك‬
‫الحرب ويكف حسنا وحسينا عنها‪ .‬ومن كلمه في يوم صخخفين‪ :‬أملكخخوا عنخخي‬
‫هذين الفتيين‪ ،‬أخاف أن ينقطع بهما نسل رسول ال صلى ال خ عليخخه والخخه‪ .‬ام‬
‫محمد خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة )‪ (1‬بن عبيد بن ثعلبخخة بخخن يربخخوع‬
‫بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بخخن علخخي بخخن بكخخر بخخن وائل‪،‬‬
‫واختلف في أمرها‪ ،‬فقال قوم‪ :‬إنها سبية من سبايا الردة قوتخل أهلهخا علخى يخد‬
‫خالد بن الوليد في أيام أبي بكر لما منع كثير من العرب الزكاة‪ ،‬وارتدت بنخخو‬
‫حنيفة وادعت نبوة مسيلمة‪ ،‬وإن أبا بكخخر دفعهخخا إلخخى علخخي عليخخه السخخلم مخخن‬
‫سخخهمه فخخي المغنخخم‪ ،‬وقخخال قخخوم منهخخم أبخخو الحسخخن علخخي بخخن محمخخد بخخن سخخيف‬
‫المدائني‪ :‬هي سبية في أيام رسول ال صلى ال عليه واله قالوا‪ :‬بعث رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه واله عليا عليه السلم إلى اليمخن‪ ،‬فأصخاب خولخة فخي بنخي‬
‫زبية )‪ (2‬وقد ارتدوا مع عمرو بن معدي كرب‪ ،‬وكانت زبية سبتها من بنخخي‬
‫حنيفة في غارة لهم عليهم‪ ،‬فصارت في سهم علي عليه السلم‪ ،‬فقخخال رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه واله‪ :‬إن ولدت منخخك غلمخخا فسخخمه باسخخمي وكنخخه بكنيخختي‪،‬‬
‫فولدت له بعد موت فاطمة عليها السلم محمخخدا فكنخخاه أبخخا القاسخخم‪ ،‬وقخخال قخخوم‬
‫وهم المحققون وقخخولهم الظهخخر‪ :‬إن بنخخي أسخخد أغخخارت علخخى بنخخي حنيفخخة فخخي‬
‫خلفة أبي بكر فسبوا خولة بنت جعفر‪ ،‬وقدموا بها المدينة فباعوها من علخخي‬
‫عليخخه السخخلم‪ ،‬وبلخخغ قومهخخا خبرهخخا‪ ،‬فقخخدموا المدينخخة علخخى علخخي فعرفوهخخا‪،‬‬
‫وأخبروه بموضعها منهم‪ ،‬فأعتقها و مهرها وتزوجها‪ ،‬فولدت له محمدا فكناه‬
‫أبا القاسم‪ ،‬وهذا القول هو اختيار أحمد‬

‫)‪ (1‬في )ك(‪ :‬سلمة‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬في بنى زبيد وكذا فيما يأتي‪.‬‬

‫]‪[100‬‬

‫بن يحيى البلذري في كتابه المعروف بتاريخ الشراف‪ .‬لمخخا تعخخامس )‪ (1‬محمخخد يخخوم‬
‫الجمل عن الحملخخة وحمخخل علخخي عليخخه السخخلم بالرايخخة فضعضخخع )‪ (2‬أركخخان‬
‫عسكر الجمل دفع إليه الراية وقخخال‪ :‬امخخح الولخخى بخخالخرى‪ ،‬وهخخذه النصخخار‬
‫معك‪ ،‬وضم إليه خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين فخخي جمخخع مخخن النصخخار كخخثير‬
‫منهم أهل بدر‪ ،‬حمل حملت كثيرة أزال بها القوم عخخن مخخواقفهم‪ ،‬وأبلخخى بلء‬
‫حسنا‪ ،‬فقال خزيمة بن ثابت لعلي عليه السلم‪ :‬أمخخا إنخخه لخخو كخخان غيخخر محمخخد‬
‫اليوم لفتضح‪ ،‬ولئن كنت خفت عليه الجبن وهو بينك وبين حمزة وجعفر لما‬
‫خفنا عليه‪ ،‬وإن كنت أردت أن تعلمه الطعان فطال ما علمته الرجال‪ .‬وقخخالت‬
‫النصار‪ :‬يا أمير المؤمنين لو ل ما جعل ال تعالى لحسخخن ولحسخخين )‪ (3‬لمخخا‬
‫قدمنا على محمد أحدا من العرب‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬أيخخن النجخخم مخخن الشخخمس‬
‫والقمر ؟ أما إنه قد أغنى وأبلخخى ولخخه فضخخل‪ ،‬ول ينقخخص فضخخل صخخاحبه )‪(4‬‬
‫عليه‪ ،‬وحسب صاحبكم ما انتهت بخخه نعمخخة الخ تعخخالى إليخخه‪ ،‬فقخخالوا‪ :‬يخخا أميخخر‬
‫المخخؤمنين إنخخا وال خ مخخا نجعلخخه كالحسخخن والحسخخين ول نظلمهمخخا ول نظلمخخه‬
‫لفضلهما عليه حقه‪ ،‬فقال علي عليه السلم‪ :‬أين يقع ابني من ابني رسول الخخ‬
‫صلى ال عليه واله )‪ (5‬؟ فقال خزيمة بخخن ثخخابت فيخخه‪ :‬محمخخد مخخا فخخي عخخودك‬
‫اليوم وصمة * ول كنت فخخي الحخخرب الضخخروس معخخردا )‪ (6‬أبخخوك الخخذي لخخم‬
‫يركب الخيل مثله * علي وسماك النبي محمدا فلو كان حقا من أبيك خليفخخة *‬
‫لكنت ولكن ذاك ما ل يرى بدا وأنت بحمد ال أطول غخخالب * لسخخانا وأنخخداها‬
‫بما ملكت يدا وأقربها من كل خير تريده * قريش وأوفاها بما قال موعدا‬

‫)‪ (1‬أي تغافخخل‪ .‬وفخخى المصخخدر " تقخخاعس " أي تخخأخر‪ (2) .‬ضعضخخعه‪ :‬هخخدمه حخختى‬
‫الرض‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬للحسن والحسين‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬صاحبيه‪) .‬‬
‫‪ (5‬في المصدر‪ :‬من ابني بنت رسول ال‪ (6) .‬الحرب الضخخروس‪ :‬الشخخديدة‬
‫المهلكة‪ .‬عرد‪ :‬هرب وفر‪.‬‬

‫]‪[101‬‬

‫وأطعنهخخم صخخدر الكمخخي برمحخخه * وأكسخخاهم للهخخام عضخخبا مهنخخدا )‪ (1‬سخخوى أخويخخك‬
‫السخخيدين كلهمخخا * إمامخا الخخورى والخخداعيان إلخى الهخدى أبخى الخ أن يعطخخي‬
‫عخخدوك مقعخخدا * مخخن الرض أو فخخي اللخخوح مرقخخى ومصخخعدا )‪ (2‬وقخخال فخخي‬
‫موضع آخر‪ :‬روى عمرو بن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قخخال‪ :‬خطخخب عبخخد‬
‫ال بن الزبير فنال من علي عليه السلم فبلغ ذلخخك محمخخد بخخن الحنفيخخة‪ ،‬فجخخاء‬
‫إليه وهو يخطب‪ ،‬فوضخخع لخخه كرسخخي‪ ،‬فقطخخع عليخخه خطبتخخه وقخخال‪ :‬يخخا معشخخر‬
‫العرب شاهت الوجوه أينتقص علي وأنتم حضور ؟ إن عليا كان يد الخ علخى‬
‫أعدائه‪ ،‬وصاعقة من أمر ال )‪ (3‬أرسله على الكافرين به والجاحدين لحقخخه‪،‬‬
‫فقتلهم بكفرهم‪ ،‬فشنؤه وأبغضوه و ضمروا )‪ (4‬له السيف والحسد وابن عمخخه‬
‫عليه السلم حي بعد لم يمت‪ ،‬فلما نقلخخه الخ إلخخى جخخواره وأحخخب لخخه مخخا عنخخده‬
‫أظهرت له رجال أحقادها‪ ،‬وشفت أضغانها‪ ،‬فمنهم من ابتزه حقه‪ ،‬ومنهم من‬
‫أسمر بخه )‪ (5‬ليقتلخه‪ ،‬ومنهخم مخن شختمه وقخذفه بالباطيخل‪ ،‬فخإن يكخن لخذريته‬
‫وناصري دعوته دولة ينشخخر عظخخامهم ويحفخخر علخخى أجسخخادهم والبخخدان )‪(6‬‬
‫يومئذ بالية بعد أن يقتل الحياء منهم ويذل رقابهم‪ ،‬ويكون ال عخخز اسخخمه قخخد‬
‫عذبهم بأيدينا‪ ،‬وأخزاهم ونصرنا عليهم‪ ،‬وشفى صدورنا منهخخم‪ ،‬إنخخه والخ مخخا‬
‫يشتم عليا إل كافر يسر شتم رسول ال صلى ال عليه واله ويخخخاف أن يبخخوح‬
‫به‪ ،‬فيلقى شتم علي عنخه )‪ (7‬أمخا إنخه قخد يخطخب المنيخة )‪ (8‬منكخم مخن امتخد‬
‫عمره وسمع قول رسول ال صلى ال عليه واله فيه‪ " :‬ل‬
‫)‪ (1‬الكمى ‪ -‬بالفتح فالكسخخر ‪ :-‬الشخخجاع أو لبخخس السخخلح‪ .‬العضخخب‪ :‬السخخيف القخخاطع‪.‬‬
‫والمهند السيف المطبوع من حديد الهند‪ (2) .‬شرح النهج ‪.120 - 118 :1‬‬
‫)ك ل م(‪ .‬وفيخخه‪ :‬أو فخخي اللخخوح‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬مخخن امخخره‪ (4) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬وأضمروا‪ (5) .‬ابتز منه الشئ‪ :‬استلبه قهرا‪ .‬سمر‪ :‬لم ينم وتحدث‬
‫ليل‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬والبخخدان منهخخم ا‍ه‪ (7) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬فيكنخخى بشخختم‬
‫على عنه‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬قد تخطت المنية‪(*) .‬‬

‫]‪[102‬‬

‫يحبك إل مؤمن ول يبغضك إل منافق " " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلخخب ينقلبخخون "‪.‬‬
‫فعاد ابن الزبير إلى خطبته وقال‪ :‬عذرت بني الفواطم يتكلمون فما بال ابن ام‬
‫حنفيخخة ؟ فقخخال محمخخد‪ :‬يخخا ابخخن ام فتيلخخة )‪ (1‬ومخخالي ل أتكلخخم وهخخل فخخاتني مخخن‬
‫الفواطم إل واحدة ؟ ولم يفتني فخرها‪ ،‬لنها ام أخخخوي‪ ،‬أنخخا ابخخن فاطمخخة بنخخت‬
‫عمران بن عائذ بن مخزوم جدة رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه والخخه وأنخخا ابخخن‬
‫فاطمة بنت أسد بن هاشم كافلة رسول ال والقائمة مقخخام امخخه‪ ،‬أمخخا والخ لخخول‬
‫خديجة بنت خويلد ما تركت في أسد )‪ (2‬بن عبد العزى عظما إل هشمته‪ ،‬ثم‬
‫قام فانصرف )‪ .(3‬وقال ابن أبي الحديد فخخي موضخخع آخخخر‪ :‬قخخال أبخخو العبخخاس‬
‫المبرد‪ :‬قد جاءت الرواية أن أمير المؤمنين عليا عليه السلم لما ولخخد لعبخخدال‬
‫بن العباس مولود ففقده )‪ (4‬وقت صلة الظهر فقال‪ :‬ما بخخال ابخخن العبخخاس لخخم‬
‫يحضر ؟ قالوا‪ :‬ولد له ولد ذكر يا أمير المؤمنين‪ ،‬قال‪ :‬فامضوا بنا إليه‪ ،‬فأتاه‬
‫فقال له‪ :‬شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب‪ ،‬ما سميته ؟ فقال‪ :‬يا أميخخر‬
‫المؤمنين أو يجوز لي أن اسميه حتى تسميه ؟ فقخخال‪ :‬أخرجخخه إلخخي‪ ،‬وأخرجخخه‬
‫فأخذه فحنكه ودعا له‪ ،‬ثم رده إليه وقال‪ :‬خذ إليك أبا الملك قخخد سخخميته عليخخا‬
‫وكنيته أبا الحسن‪ ،‬قال‪ :‬فلما قخخدم معاويخخة خليفخخة قخخال لعبخخدال بخخن العبخخاس‪ :‬ل‬
‫أجمع لك بين السم والكنية‪ ،‬قد كنيتخخه أبخخا محمخخد فجخخرت عليخخه‪ .‬قلخخت‪ :‬سخخألت‬
‫النقيب أبا جعفر يحيى بن محمد بن أبي زيد فقلت لخه‪ :‬مخن أي طريخق عخرف‬
‫بنو أمية أن المر سينتقل عنهخخم وإنخخه سخخيليه بنخخو هاشخخم وأول مخخن يلخخي منهخخم‬
‫يكون اسمه عبد ال ؟ ولم منعوهم عن مناكحة بني الحارث بن كعب لعلمهم‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يا ابن ام رومان‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬في بنى اسخخد‪ (3) .‬شخخرح النهخخج‬
‫‪ 466 :1‬و ‪ (4) .477‬في المصدر‪ :‬فقده‪.‬‬

‫]‪[103‬‬

‫أن أول من يلي المر من بني هاشم يكون )‪ (1‬امه حارثية ؟ وبأي طريق عخخرف بنخخو‬
‫هاشم أن المر سيصير إليهم ويملكه عبيخخد أولدهخخم حخختى عرفخخوا ]أولدهخخم[‬
‫صاحب المر منهم كما قد جاء في هذا الخبر ؟ فقال‪ :‬أصخخل هخخذا كلخخه محمخخد‬
‫بن الحنفية‪ ،‬ثم ابنه عبد ال المكنى أبا هاشم‪ ،‬قلت له‪ :‬أفكان محمد بن الحنفيخخة‬
‫مخصوصا من أمير المخخؤمنين بعلخخم يسخختأثر بخخه علخخى أخخخويه حسخخن وحسخخين‬
‫عليهما السلم ؟ قال‪ :‬ل ولكنهما كتما وأذاع‪ .‬ثم قال‪ :‬قد صحت الرواية عندنا‬
‫عن أسلفنا وعن غيرهم من أرباب الحديث أن عليا عليخخه السخخلم لمخخا قبخخض‬
‫أنى محمد ابنه أخويه حسنا وحسينا فقخخال لهمخخا‪ :‬أعطيخخاني ميراثخخي مخخن أبخخي‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬قد علمت أن أباك لم يترك صفراء ول بيضاء‪ ،‬فقال‪ :‬قد علمت ذلخخك‬
‫وليس ميراث المال أطلب‪ ،‬إنما أطلب ميراث العلخم‪ ،‬أبخخو جعفخر‪ (2) :‬فخخروى‬
‫أبان بن عثمان عمن روى له ذلك عن جعفر بخن محمخخد عليهمخا السخلم قخال‪:‬‬
‫فدفعا إليخه صخحيفة لخو أطلعخاه علخى أكخثر منهخا لهلخك‪ ،‬فيهخا ذكخر دولخة بنخي‬
‫العباس‪ .‬قال أبو جعفر‪ :‬وقد روى أبو الحسخخن علخخي بخخن محمخخد النخخوفلي قخخال‪:‬‬
‫حدثني عيسى بن علي بن عبخخد الخ بخخن العبخخاس قخخال‪ :‬لمخخا أردنخخا الهخخرب مخخن‬
‫مروان بن محمد لما قبض على إبراهيم المخخام جعلنخخا نسخخخة الصخخحيفة الخختي‬
‫دفعها أبو هاشم بن محمد بخخن الحنفيخخة إلخخى محمخخد بخخن علخخي بخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫العباس ‪ -‬وهي التي كان آباؤنا يسخخمونها صخخحيفة الدولخخة ‪ -‬فخخي صخخندوق مخخن‬
‫نحاس صخخغير‪ ،‬ثخخم دفنخخاه تحخخت زيتونخخات بالشخخراة )‪ (3‬لخخم يكخخن بالشخخراة مخخن‬
‫الزيتون غيرهن‪ ،‬فلما افضي السخخلطان إلينخخا وملكنخخا المخخر أرسخخلنا إلخخى ذلخخك‬
‫الموضع‪ ،‬فبحث وحفر فلم يوجد شئ‪ ،‬فأمرنا بحفخخر جريخخب مخخن الرض فخخي‬
‫ذلك الموضع‪ ،‬حتى بلغ الحفر الماء ولم نجد شيئا‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬تكون‪ (2) .‬كذا في النسخخخ‪ .‬والصخخحيح كمخخا فخخي المصخخدر‪ :‬قخخال ابخخو‬
‫جعفر‪ (3) .‬الشراة صقع بالشام بين دمشق ومدينة الرسول صخلى الخ عليخه‬
‫وآله‪ ،‬من بعض نواحيه القريخخة المعروفخخة بالحميمخخة الخختى كخخان يسخخكنها ولخخد‬
‫على بن عبد ال بن عباس في ايام بنى مروان‪.‬‬

‫]‪[104‬‬

‫قال أبو جعفر‪ :‬وقد كان محمد بن الحنفية صخخرح بخخالمر لعبخخدال بخخن العبخخاس وعرفخخه‬
‫تفصيله‪ ،‬ولم يكن أمير المؤمنين عليه السلم قد ؟ ؟ فصل لعبدال بن العبخخاس‬
‫المر وإنما أخبره به مجمل‪ ،‬كقوله في هذا الخخبر " خخذ إليخك أبخا الملك "‬
‫ونحو ذلك مما كان يعرض له به‪ ،‬ولكن الذي كشخف القنخاع وأبخرز المسختور‬
‫هو محمد بن الحنفية وكذلك أيضا ما وصل إلى بني امية من علم هخخذا المخخر‬
‫فإنه وصل من جهة محمد بن الحنفية‪ ،‬وأطلعهم على السر الذي علمه‪ ،‬ولكخخن‬
‫لم يكشف لهم كشفه لبني العبخخاس كخخان أكمخخل )‪ .(1‬قخخال أبخخو جعفخخر‪ :‬فأمخخا أبخخو‬
‫هاشم فإنه قد كان أفضى بالمر إلى محمد بن علي بخخن عبخخد ال خ بخخن العبخخاس‬
‫وأطلعه عليه وأوضخحه لخه‪ ،‬فلمخا حضخرته الوفخاه عقيخب انصخرافه مخن عنخد‬
‫الوليد بن عبد الملك مر بالشراة وهو مريض ومحمد بن علي بها‪ ،‬فخخدفع إليخخه‬
‫كتبه وجعله وصيه‪ ،‬وأمر الشيعة بالختلف إليخخه‪ ،‬قخخال أبخخو جعفخخر‪ :‬وحضخخر‬
‫وفاة أبي هاشم ثلثة نفر من بني هاشم‪ :‬محمد بن علي هذا‪ ،‬ومعاوية بن عبخخد‬
‫ال بن جعفر بن أبي طالب‪ ،‬وعبد ال بن الحارث بن نوفخخل بخخن الحخخارث بخخن‬
‫عبد المطلب‪ ،‬فلما مات خرج محمد بن علي ومعاوية بن عبخخد الخ بخخن جعفخخر‬
‫من عنده وكل واحد منهما يدعي وصايته‪ ،‬فأما عبد ال بن الحخخارث فلخخم يقخخل‬
‫شيئا‪ .‬قال أبو جعفر‪ :‬وصدق محمد بن علي‪ ،‬إليه أوصى أبو هاشم‪ ،‬وإليه دفع‬
‫كتاب الدولة‪ ،‬وكذب معاوية بن عبد ال بن جعفر‪ ،‬لكنه قرأ الكتاب فوجد لهخخم‬
‫فيه ذكرا يسيرا فادعى الوصية بذلك‪ ،‬فمات وخرج ابنه عبد ال خ بخخن معاويخخة‬
‫يدعي وصاية أبيه إليه‪ ،‬ويدعي لبيه وصاية أبي هاشم‪ ،‬ويظهر النكار على‬
‫بني امية‪ ،‬وكان له في ذلك شيعة يقولون بإمامته سرا حتى قتل‪ ،‬انتهى )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬كذا في النسخ‪ .‬وفى العبارة سقط‪ .‬والصحيح كما في المصخخدر‪ :‬فخخان كشخخفه المخخر‬
‫لبنى العباس كان اكمل‪ (2) .‬شرح النهج ‪.310 - 308 :2‬‬

‫]‪[105‬‬

‫أقول‪ :‬روى في جامع الصول من صحيح الترمذي عن محمخخد بخخن الحنفيخخة عخخن أبيخخه‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول الخ أرأيخت إن ولخد لخي بعخدك ولخد اسخميه‬
‫باسمك واكنيه بكنيتك ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬وقال ابن أبي الحديخخد‪ :‬أسخخماء بنخخت عميخخس‬
‫هي اخت ميمونة زوج النبي صلى ال عليه واله )‪ (1‬وكانت من المهاجرات‬
‫إلى أرض الحبشة‪ ،‬وهي إذ ذاك تحت جعفر بن أبي طالب‪ ،‬فولدت لخخه هنخخاك‬
‫محمد بن جعفر وعبد ال وعونا‪ ،‬ثم هاجرت معه إلى المدينة‪ ،‬فلما قتل جعفر‬
‫تزوجها أبو بكر‪ ،‬فولدت له محمد بن أبي بكر‪ ،‬ثم مات عنهخخا فتزوجهخخا علخخي‬
‫بن أبي طالب عليه السلم فولدت له يحيى بن علي‪ ،‬ل خلف في ذلك‪ .‬وقخخال‬
‫ابن عبد البر في الستيعاب‪ :‬ذكر ابن الكلخخبي أن عخخون بخخن علخخي امخخه أسخخماء‬
‫بنت عميس‪ ،‬ولم يقل ذلك أحد غيره‪ ،‬وقد روي أن أسماء كانت تحخخت حمخخزة‬
‫بن عبد المطلب‪ ،‬فولدت له بنتا تسمى أمة ال‪ ،‬وقيل‪ :‬أمامة )‪ .(2‬أقول‪ :‬روي‬
‫في بعض مؤلفات أصحابنا عن ابن عباس قال‪ :‬لما كنا في حرب صفين دعخخا‬
‫علي عليه السلم ابنه محمد بخن الحنفيخة وقخخال لخه‪ :‬يخا بنخخي شخد علخخى عسخخكر‬
‫معاوية فحمل على الميمنة حتى كشفهم‪ ،‬ثم رجع إلى أبيه مجروحخخا فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫أبتاه العطش العطخش‪ ،‬فسخقاه جرعخة مخن المخاء ثخم صخب البخاقي بيخن درعخه‬
‫وجلده‪ ،‬فوال لقد رأيت علق الدم يخرج من حلق درعه‪ ،‬فأمهله ساعة ثم قخخال‬
‫له‪ :‬يا بني شد على الميسرة‪ ،‬فحمل على ميسرة عسخخكر معاويخخة فكشخخفهم‪ ،‬ثخخم‬
‫رجع وبه جراحات وهو يقول‪ :‬الماء المخخاء يخا أبخخاه‪ ،‬فسخقاه جرعخخة مخن المخاء‬
‫وصب باقيه بين درعه وجلده‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا بني شد علخخى القلخخب‪ ،‬فحمخخل عليهخخم‬
‫وقتل منهم فرسانا‪ ،‬ثم رجع إلى أبيه وهو يبكي‪ ،‬وقد أثقلته الجراح‪ ،‬فقخام إليخه‬
‫أبوه وقبل ما بين عينيه )‪ (3‬وقخخال لخخه‪ :‬فخخداك أبخخوك فقخخد )هخخامش( * )‪ (1‬فخخي‬
‫المصدر بعد ذلك‪ :‬واخخخت لبابخخة ام الفضخخل وعبخخد الخ زوج العبخخاس بخخن عبخخد‬
‫المطلب‪ (2) .‬شرح النهج ‪ (3) .74 :4‬في )م( و )خ(‪ :‬مما بين عينيه‪.‬‬

‫]‪[106‬‬

‫سررتني وال يا بني بجهادك هذا بين يدي‪ ،‬فما يبكيك أفرحا أم جزعا ؟ فقال‪ :‬يخخا أبخخت‬
‫كيخخف ل أبكخخي وقخخد عرضخختني للمخخوت ثلث مخخرات فسخخلمني الخخ‪ ،‬وهخخا أنخخا‬
‫مجخخروح كمخخا تخخرى‪ ،‬وكلمخخا رجعخخت إليخخك لتمهلنخخي عخخن الحخخرب سخخاعة مخخا‬
‫أمهلتني‪ ،‬وهذان أخواي الحسن والحسين ما تأمرهما بشئ من الحخخرب‪ ،‬فقخخام‬
‫إليه أمير المؤمنين وقبل وجهه وقال له‪ :‬يا بني أنت ابني وهخخذان ابنخخا رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه واله أفل أصونهما عن القتل ؟ فقال‪ :‬بلخخى يخخا أبتخخاه جعلنخخي‬
‫ال فداك وفداهما من كل سخخوء‪ - 32 .‬ب‪ :‬محمخخد بخخن الحسخخن‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫السباط‪ ،‬عن الحسن بن شجرة‪ ،‬عن عنبسة العابد قال‪ :‬إن فاطمخخة بنخخت علخخي‬
‫مد لها في العمر حتى رآهخخا أبخخو عبخخد الخ عليخخه السخخلم )‪ - 33 .(1‬يخخد‪ :‬ابخخن‬
‫الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن ابن بشخخير‪ ،‬عخخن الحسخخين بخخن‬
‫أبي حمزة قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬قخال أبخي عليخه السخلم‪:‬‬
‫إن محمد بن الحنفية )‪ (2‬كان رجل رابط الجأش )‪ - (3‬وأشخخار بيخخده ‪ -‬وكخخان‬
‫يطوف بالبيت فاستقبله الحجاج‪ ،‬فقال‪ :‬قد هممت أن أضرب الذي فيه عيناك‪،‬‬
‫قال له محمد‪ :‬كل إن ال تبارك اسمه في خلقه في كل يوم ثلثمخخائة لحظخخة أو‬
‫لمحة‪ ،‬فلعل إحداهن تكفك عني )‪ - 34 .(4‬كا‪ :‬علي بن إبراهيخخم‪ ،‬عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم وحماد‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم في تزويج ام كلثوم‪ :‬فقال‪ :‬إن ذلك فرج غصبناه )‪ .(5‬بيخان‪ :‬هخذه‬
‫الخبار ل ينافي ما مر من قصة الجنية‪ ،‬لنها قصة مخفية‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ (2) .76 :‬في المصدر‪ :‬ان محمد بن على ابن الحنفية‪ (3) .‬الجأش‪:‬‬
‫القلب والصدر‪ .‬يقال " رابط الجأش " أي شجاع‪ (4 ) .‬التوحيد‪(5) .117 :‬‬
‫فروع الكافي )الجزء الخامس من الطبعة الحديثة(‪.346 :‬‬

‫]‪[107‬‬

‫أطلعوا عليها خواصهم‪ ،‬ولم يكن يتخخم بخخه الحتجخخاج علخخى المخخخالفين‪ ،‬بخخل ربمخخا كخخانوا‬
‫يحخخترزون عخخن إظهخخار أمثخخال تلخخك المخخور لكخخثر الشخخيعة أيضخخا‪ ،‬لئل تقبلخخه‬
‫عقولهم ولئل يغلو فيهم‪ ،‬فالمعنى‪ :‬غصبناه ظاهرا وبزعخخم النخخاس إن صخخحت‬
‫تلك القصة‪ .‬وقال الشيخ المفيد قدس ال روحه في جواب المسخخائل السخخروية‪:‬‬
‫إن الخبر الوارد بتزويج أمير المؤمنين عليه السلم ابنته من عمر لخخم يثبخخت‪،‬‬
‫وطريقته من الزبير بن بكار ولم يكن موثوقا به في النقل‪ ،‬وكخخان متهمخخا فيمخخا‬
‫يذكره من بغضه لمير المؤمنين عليه السلم وغير مأمون‪ ،‬والحخخديث نفسخخه‬
‫مختلف‪ ،‬فتارة يخروى أن أميخر المخؤمنين تخخولى العقخخد لخخه علخخى ابنتخخه‪ ،‬وتخارة‬
‫يروى عن العباس أنه تولى ذلك عنه‪ ،‬وتارة يروى أنه لخخم يقخخع العقخخد إل بعخخد‬
‫وعيد عن عمر وتهديد لبني هاشم‪ ،‬وتارة يروى أنه كان عن اختيار و إيثخخار‪،‬‬
‫ثم بعض الرواة يذكر أن عمر أولخخدها ولخخدا سخخماه زيخخدا‪ ،‬وبعضخخهم يقخخول‪ :‬إن‬
‫لزيد بن عمر عقبا‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬إنه قتل ول عقب له‪ ،‬ومنهم مخخن يقخخول‪:‬‬
‫إنه وامه قتل‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬إن امه بقيت بعده‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬إن عمخخر‬
‫أمهر ام كلثخخوم أربعيخخن ألخخف درهخخم‪ ،‬ومنهخخم مخخن يقخخول‪ :‬مهرهخخا أربعخخة آلف‬
‫درهم‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬كخخان مهرهخخا خمسخخمائة درهخخم‪ ،‬وهخخذا الختلف ممخا‬
‫يبطل الحديث‪ .‬ثم إنه لو صح لكان له وجهخخان ل ينافيخخان مخخذهب الشخخيعة فخخي‬
‫ضلل المتقدمين على أمير المؤمنين عليه السلم أحدهما أن النكاح إنمخخا هخخو‬
‫على ظاهر السلم الذي هو الشهادتان والصلة إلى الكعبة والقخخرار بجملخخة‬
‫الشريعة‪ ،‬وإن كان الفضل مناكحة مخخن يعتقخخد اليمخخان‪ ،‬ويكخخره مناكحخخة مخخن‬
‫ضم إلى ظاهر السلم ضلل يخرجه عخخن اليمخخان‪ ،‬إل أن الضخخرورة مخختى‬
‫قادت إلى مناكحة الضال مع إظهاره كلمة السلم زالخت الكراهخخة مخخن ذلخخك‪،‬‬
‫وأمير المؤمنين عليه السلم كان مضخطرا إلخى مناكحخة الرجخل‪ ،‬لنخه تهخدده‬
‫وتواعده‪ ،‬فلم يأمنه على نفسخخه وشخخيعته‪ ،‬فأجخخابه إلخخى ذلخخك ضخخرورة‪ ،‬كمخخا أن‬
‫الضرورة يشرع إظهار كلمة الكفخخر‪ ،‬وليخس ذلخك بخأعجب مخخن قخول لخخوط‪" :‬‬
‫هؤلء بناتي هن أطهر لكم )‪ " (1‬فدعاهم إلى العقخد عليهخم لبنخاته وهخم كفخار‬
‫ضلل قد أذن ال‬

‫)‪ (1‬سورة هود‪.78 :‬‬

‫]‪[108‬‬

‫تعالى في هلكهم‪ ،‬وقد زوج رسول ال صلى ال عليه واله ابنتيه قبخخل البعثخخة كخخافرين‬
‫كانا يعبدان الصخنام‪ ،‬أحخدهما عتبخة بخن أبخي لهخب والخخر أبخو العخاص بخن‬
‫الربيع‪ ،‬فلما بعث صلى الخ عليخه والخه فخرق بينهمخا وبيخن ابنختيه )‪ .(1‬وقخال‬
‫السيد المرتضى رضي ال عنه في كتاب الشافي‪ :‬فأما الحنفية فلم يكخخن سخخبية‬
‫على الحقيقة ولم يستبحها عليه السلم بالسبي لنها بالسلم قد صارت حخخرة‬
‫مالكة أمرها‪ ،‬فأخرجها من يد مخخن اسخخترقها ثخخم عقخخد عليهخخا النكخخاح )‪ (2‬وفخخي‬
‫أصحابنا من يذهب إلى أن الظالمين متى غلبوا على الدار وقهروا ولم يتمكن‬
‫المؤمن من الخروج من أحكامهم جاز لخخه أن يطخخأ سخخبيهم‪ ،‬ويجخخري أحكخخامهم‬
‫مع الغلبة والقهر مجرى أحكام المحقين فيمخا يرجخع إلخى المحكخوم عليخه وإن‬
‫كان فيما يرجع إلى الحاكم معاقبا آثما وأما تزويجخخه بنتخخه فلخخم يكخخن ذلخخك عخخن‬
‫اختيار‪ ،‬ثم ذكر رحمه ال الخبار السابقة الدالخخة علخخى الضخخطرار‪ ،‬ثخخم قخخال‪:‬‬
‫على أنه لو لم يجر ما ذكرناه لم يمتنع أن يجوزه عليه السلم لنه كخخان علخخى‬
‫ظاهر السلم والتمسخك بشخرائعه وإظهخار السخلم‪ ،‬وهخذا حكخم يرجخع إلخى‬
‫الشرع فيه‪ ،‬وليس مما يخاطره )‪ (3‬العقول‪ ،‬وقد كخخان يجخخوز فخخي العقخخول أن‬
‫يبيحنا ال تعالى مناكحة المرتدين على اختلف ردتهم‪ ،‬وكان يجوز أيضا أن‬
‫يبيحنا أن ننكح اليهود والنصارى‪ ،‬كما أباحنخخا عنخخد أكخخثر المسخخلمين أن ننكخخح‬
‫فيهم‪ ،‬وهخخذا إذا كخخان فخخي العقخخول سخخائغا فخخالمرجع فخخي تحليلخخه وتحريمخخه إلخخى‬
‫الشريعة‪ ،‬وفعل أمير المؤمنين عليه السلم حجخخة عنخخدنا فخخي الشخخرع‪ ،‬فلنخخا أن‬
‫نجعل ما فعله أصل في جواز مناكحة من ذكروه وليس لهم أن يلزمخخوا علخخى‬
‫ذلك مناكحة اليهود والنصارى وعباد الوثان‪ ،‬لنهم إن سألوا عن جوازه في‬
‫العقل فهو جائز )‪ (4‬وإن سألوا عنه في الشرع فالجماع يحظره )هخخامش( *‬
‫)‪ (1‬رسائل الشيخ المفيد‪ (2) .63 - 61 :‬في المصدر بعد ذلك‪ :‬فمن اين انه‬
‫اسخختباحها بالسخخبي دون عقخخد النكخخاح‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬يحظخخره‪ (4) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬فهو جار‪.‬‬

‫]‪[109‬‬

‫ويمنع منه‪ ،‬انتهى كلمه رفخخع الخ مقخخامه )‪ .(1‬أقخخول‪ :‬بعخخد إنكخخار عمخخر النخخص الجلخخي‬
‫وظهخخور نصخخبه وعخخداوته لهخخل الخخبيت عليهخخم السخخلم يشخخكل القخخول بجخخواز‬
‫مناكحته من غير ضرورة ول تقية‪ ،‬إل أن يقال بجواز مناكحة كل مرتد عخخن‬
‫السخخلم‪ ،‬ولخخم يقخخل بخخه أحخخد مخخن أصخخحابنا‪ ،‬ولعخخل الفاضخخلين إنمخخا ذكخخرا ذلخخك‬
‫استظهارا على الخصم‪ ،‬وكذا إنكار المفيد رحمه الخ أصخل الواقعخة إنمخا هخو‬
‫لبيان أنه لم يثبت ذلك من طرقهم‪ ،‬وإل فبعد ورود ما مر مخخن الخبخخار إنكخخار‬
‫ذلك عجيب‪ .‬وقد روي الكليني‪ ،‬عن حميد بخخن زيخخاد‪ ،‬عخخن ابخخن سخخماعة‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن زياد‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬ومعاوية بن عمار‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إن عليا لما توفي عمر أتى ام كلثوم فخخانطلق بهخخا إلخخى بيتخخه‪.‬‬
‫وروى نحو ذلك عن محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمخخد بخخن عيسخخى‪،‬‬
‫عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن هشام ابن سالم‪ ،‬عن سليمان‬
‫بن خالد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم )‪ .(2‬والصل في الجواب هو أن ذلخخك‬
‫وقع علخخى سخخبيل التقيخخة والضخخطرار ول اسخختبعاد فخخي ذلخخك‪ ،‬فخخإن كخخثيرا مخخن‬
‫المحرمخخات تنقلخخب عنخخد الضخخرورة وتصخخير مخخن الواجبخخات‪ ،‬علخخى أنخخه ثبخخت‬
‫بالخبار الصحيحة أن أمير المؤمنين وسائر الئمخخة عليهخخم السخخلم كخخانوا قخخد‬
‫أخبرهم النبي صلى ال عليه والخخه بمخخا يجخخري عليهخخم مخخن الظلخخم وبمخخا يجخخب‬
‫عليهم فعله عند ذلك‪ ،‬فقد أباح الخ تعخخالى لخخه خصخخوص ذلخخك بنخخص الرسخخول‬
‫صلى الخ عليخخه والخخه وهخخذا ممخا يسخخكن اسخختبعاد الوهخام‪ ،‬والخ يعلخم حقخائق‬
‫أحكامه وحججه عليهم السخخلم‪ .‬أقخخول‪ :‬قخخد أثبتنخخا فخخي غخخزوة الخخخوارج بعخض‬
‫أحوال محمد بن الحنفية‪ ،‬وكذا في بخخاب معجخخزات علخخي بخخن الحسخخين عليهمخخا‬
‫السلم منازعته لخخه ظخخاهرا فخخي المامخخة‪ ،‬وفخخي أبخخواب أحخخوال الحسخخين عليخخه‬
‫السلم وما جرى بعد شهادته‪ .‬ثخخم اعلخخم أنخخه سخخأل السخخيد مهنخخا بخخن سخخنان عخخن‬
‫العلمة الحلي قدس ال روحهما فيما كتب إليه من المسخخائل‪ :‬مخخا يقخخول سخخيدنا‬
‫في‬

‫)‪ (1‬الشخخافي‪ 215 :‬و ‪ (2) .216‬راجخخع فخروع الكخخافي )الجخزء السخادس مخن الطبعخة‬
‫الحديثة(‪ 115 :‬و ‪.116‬‬

‫]‪[110‬‬

‫محمد بن الحنفية ؟ هل كان يقول بإمامة زين العابدين عليه السلم ؟ وكيف تخلف عن‬
‫الحسين عليه السلم ؟ وكذلك عبد ال بن جعفر‪ ،‬فأجاب العلمخخة رحمخخه الخخ‪:‬‬
‫قد ثبت في أصل المامة أن أركان اليمان التوحيد والعدل والنبوة والمامة‪،‬‬
‫والسيد محمد بن الحنفية و عبد ال بن جعفر وأمثالهم أجل قدرا وأعظخخم شخخأنا‬
‫من اعتقادهم خلف الحق‪ ،‬و خروجهم عن اليمان الذي يحصل بخخه اكتسخخاب‬
‫الثواب الدائم والخلص مخخن العقخخاب وأمخخا تخلفخخه عخخن نصخخرة الحسخخين عليخخه‬
‫السلم فقد نقل أنه كان مريضا‪ ،‬ويحتمل في غيره عخخدم العلخخم بمخخا وقخخع علخخى‬
‫مولنا الحسين عليه السلم من القتل وغيره‪ ،‬وبنوا على ما وصخخل مخخن كتخخب‬
‫الغدرة إليه وتوهموا نصرتهم له‪) .121 .‬باب( * )أحخخوال اخخخوانه وعشخخائره‬
‫صلوات ال عليه( * ‪ - 1‬ل‪ :‬الحسن بن محمد بن يحيخخى العلخخوي‪ ،‬عخخن جخخده‪،‬‬
‫عن إبراهيم بن محمد بن يوسف عن علي بن الحسن‪ ،‬عن إبراهيم بن رستم‪،‬‬
‫عن أبي حمزة السكوني‪ ،‬عن جابر الجعفي‪ ،‬عن عبد الرحمن بخخن ثخخابت )‪(1‬‬
‫قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه واله يقول لعقيل‪ :‬إني لحبخخك يخخا عقيخخل حخخبين‪:‬‬
‫حبا لك وحبا لحب أبي طالب لك )‪ - 2 .(2‬د‪ :‬ذكر ابن عبخخد الخخبر فخخي كتخخاب‬
‫الستيعاب أن مولنا أمير المؤمنين عليه السلم كان أصغر ولخخد أبخخي طخخالب‬
‫عليه السلم كان أصغر من جعفخخر بعشخخر سخخنين‪ ،‬وجعفخخر أصخخغر مخخن عقيخخل‬
‫بعشر سنين‪ ،‬وعقيل أصغر من طالب بعشر سنين )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر و )م( و )خ(‪ :‬سابط‪ (2) .‬الخصخخال ‪ (3) .38 :1‬مخطخخوط‪ .‬وتوجخخد‬
‫في الستيعاب ‪ 26 :3‬و ‪.27‬‬

‫]‪[111‬‬

‫‪ - 3‬ما‪ :‬أحمد بن محمد بن الصلت‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن أحمد بن القاسخخم الكفخخاني عخخن‬
‫عباد بن يعقوب‪ ،‬عن أبي معاذ زياد بن رستم بيخخاع الدم‪ ،‬عخخن عبخخد الصخخمد‪،‬‬
‫عن جعفر ابن محمد عليهما السلم قال‪ :‬قلخخت‪ :‬يخخا أبخخا عبخخد الخ حخخدثنا حخخديث‬
‫عقيل‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬جاء عقيل إليكم بالكوفة وكان علي عليخه السخلم جالسخخا فخي‬
‫صحن المسجد وعليه قميص سنبلني قال‪ :‬فسأله‪ ،‬قال‪ :‬أكتب لخخك إلخخى ينبخخع‪،‬‬
‫قال‪ :‬ليس غير هذا ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬فبينما هو كذلك إذ أقبل الحسين عليخخه السخخلم )‬
‫‪ (1‬فقال‪ :‬اشتر لعمك ثوبين‪ ،‬فاشترى له‪ ،‬قال‪ :‬يا ابن أخي ما هذا ؟ قال‪ :‬هخخذه‬
‫كسوة أمير المؤمنين عليه السلم‪ ،‬ثم أقبل حتى انتهى إلى علخخي عليخخه السخخلم‬
‫فجلس فجعل يضرب يده على الثوبين وجعل يقول‪ :‬ما ألين هذا الثوب يخخا أبخخا‬
‫يزيد ! قال‪ :‬يا حسن أخد عمك قال‪ :‬قال‪ :‬ما أملك صخخفراء ول بيضخخاء‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فمر له ببعض ثيابك‪ ،‬قال‪ :‬فكساه بعخخض ثيخابه‪ ،‬قخال‪ :‬ثخم قخال‪ :‬يخا محمخخد أخخد‬
‫عمك‪ ،‬قال‪ :‬وال ما أملك درهمخخا ول دينخخارا‪ ،‬قخخال‪ :‬اكسخخه بعخخض ثيابخخك‪ .‬قخخال‬
‫عقيل‪ :‬يا أمير المؤمنين ائذن لي إلى معاوية ؟ قال‪ :‬فخخي حخخل محلخخل‪ ،‬فخخانطلق‬
‫نحوه‪ ،‬وبلغ ذلك معاوية‪ ،‬فقال‪ :‬اركبوا أفره دوابكم والبسوا من أحسخخن ثيخخابكم‬
‫فإن عقيل قد أقبل نحوكم‪ ،‬وأبرز معاوية سريره‪ ،‬فلما انتهى إليه عقيخخل قخخال‪:‬‬
‫معاوية مرحبا بك يا أبا يزيد ما نزع بك ؟ قال‪ :‬طلب الدنيا من مظانها‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫وقفت وأصبت قد أمرنا لك بمائة ألف‪ ،‬فأعطاه المائة اللف‪ :‬ثم قال‪ :‬أخبرني‬
‫عن العسكرين اللذين مررت بهما عسكري وعسكر علي‪ ،‬قال‪ :‬فخخي الجماعخخة‬
‫اخبرك أو في الوحدة قال‪ :‬ل بل في الجماعة‪ ،‬قال‪ :‬مررت على عسكر علخخي‬
‫عليه السلم فإذا ليل كليل النبي صلى ال عليه واله ونهار كنهار النبي صخخلى‬
‫ال عليه واله إل أن رسول ال صلى ال عليه واله ليس فيهم‪ ،‬ومررت علخخى‬
‫عسكرك فإذا أول من استقبلني أبو العور وطائفخخة مخخن المنخخافقين والمنفريخخن‬
‫برسول ال صلى ال عليه واله إل أن أبا سفيان ليس فيهم ! فكخخف عنخخه حخختى‬
‫إذا ذهب الناس قال له‪ :‬يا أبا يزيد أيش صنعت بخخي ؟ قخخال‪ :‬ألخخم أقخخل لخخك‪ :‬فخخي‬
‫الجماعة أو في الوحدة فأبيت علي ؟ قال‪ :‬أما‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬الحسن عليه السلم‪.‬‬

‫]‪[112‬‬

‫الن فاشفني مخخن عخخدوي‪ ،‬قخخال‪ :‬ذلخخك عنخخد الرحيخخل‪ ،‬فلمخخا كخخان مخخن الغخخد شخخد غخخرائره‬
‫ورواحله وأقبل نحو معاوية وقد جمع معاوية حوله‪ ،‬فلما انتهى إليخخه قخخال‪ :‬يخخا‬
‫معاوية من ذا عن يمينك ؟ قال‪ :‬عمرو بخخن العخخاص‪ ،‬فتضخخاحك‪ ،‬ثخخم قخال‪ :‬لقخخد‬
‫علمت قريش أنه لم يكن أحصى لتيوسخخها )‪ (1‬مخخن أبيخخه‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬مخخن هخخذا ؟‬
‫قال‪ :‬هذا أبو موسى‪ ،‬فتضاحك‪ ،‬ثم قال‪ :‬لقد علمت قريش بالمدينة أنه لم يكخخن‬
‫بها امرأة أطيب ريحا من قب امه ! قال‪ (2) :‬أخبرني عن نفسي يخخا أبخخا يزيخخد‬
‫قال تعرف حمامة ؟ ثم سار فألقى في خلد )‪ (3‬معاويخخة‪ ،‬قخخال‪ :‬ام مخخن امهخخاتي‬
‫لسخخت أعرفهخخا‪ ،‬فخخدعا بنسخخابين مخخن أهخخل الشخخام فقخخال‪ :‬أخخخبراني أو لضخخربن‬
‫أعناقكما‪ ،‬لكما المان‪ ،‬قال‪ :‬فخخإن حمامخخة جخدة أبخخي ‪ -‬سخخفيان السخابعة وكخانت‬
‫بغيا‪ ،‬وكان لها بيت توفي فيه‪ ،‬قال جعفخخر بخخن محمخخد عليهمخخا السخخلم‪ :‬و كخخان‬
‫عقيل من أنسب الناس )‪ .(4‬بيان‪ :‬يقال‪ :‬أخديته أي أعطيتخخه‪ .‬والقخخب بالكسخخر‪:‬‬
‫العظم الناتئ بين الليتين‪ .‬أقول‪ :‬قخخال عبخخد الحميخخد بخخن أبخخي الحديخخد‪ :‬رووا أن‬
‫عقيل رحمه ال قدم على أمير المؤمنين عليه السلم فوجده جالسا في صحن‬
‫المسجد بالكوفة )‪ (5‬فقال‪ :‬السلم عليك يا أمير المؤمنين‪ ،‬قال‪ :‬وعليك السلم‬
‫يا أبا يزيد‪ ،‬ثم التفخخت إلخخى الحسخخن ابنخخه )‪ (6‬عليهمخخا السخخلم فقخخال‪ :‬قخخم فخخأنزل‬
‫عمك‪ ،‬فقام فأنزله‪ ،‬ثم عاد إليه فقال‪ :‬اذهب فاشتر لعمك قميصا جديخخدا ورداء‬
‫جديدا وإزارا جديدا ونعل جديدا‪ ،‬فذهب فاشترى لخه‪ ،‬فغخدا عقيخل علخى أميخر‬
‫المؤمنين عليه السلم في الثياب‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليك يا أمير المؤمنين‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫و‬

‫)‪ (1‬جمع التيس‪ :‬الذكر من المعز‪ .‬والضمير راجع إلى قريش‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬ثخخم‬
‫قال‪ (3) .‬الخلد ‪ -‬بفتحتين ‪ :-‬البال والقلب‪ (4) .‬امالي ابن الشيخ‪ 89 :‬و ‪.90‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬في صحن مسجد الكوفة‪ :" (6) .‬إلى ابنه الحسن‪- 6 -.‬‬

‫]‪[113‬‬

‫عليخك السخلم يخا أبخا يزيخد )‪ (1‬يخخرج عطخائي فخأدفعه إليخك‪ ،‬فلمخا ارتحخل عخن أميخر‬
‫المؤمنين عليه السلم إلى معاويخخة )‪ (2‬فنصخخب لخخه كراسخخيه وأجلخخس جلسخخاءه‬
‫حوله‪ ،‬فلما ورد عليه أمر له بمائة ألف فقبضها‪ ،‬ثم غدا عليخه يومخا بعخد ذلخك‬
‫وجلساء معاوية حوله‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا يزيد أخبرني عن عسكري وعسكر أخيخخك‬
‫فقد وردت عليهما‪ ،‬قال‪ :‬اخبرك‪ ،‬مخخررت والخ بعسخخكر أخخخي فخخإذا ليخخل كليخخل‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله ونهار كنهار رسول ال صلى ال خ عليخخه والخخه‬
‫إل أن رسول ال ليس في القوم‪ ،‬مخخا رأيخخت إل مصخخليا ول سخخمعت إل قخخارئا‪،‬‬
‫ومررت بعسكرك فاستقبلني قوم من المنافقين ممن نفر ناقة رسول ال صلى‬
‫ال عليه واله )‪ (3‬ليلة العقبة ثم قال‪ :‬من هذا عن يمينك يا معاوية ؟ قال‪ :‬هخخذا‬
‫عمرو بن العاص‪ ،‬قال‪ :‬هذا الخخذي اختصخم فيخه سخختة نفخر فغلخب عليخخه جخخزار‬
‫قريش‪ ،‬فمن الخر ؟ قال‪ :‬الضحاك بن قيس الفهري‪ ،‬قال‪ :‬أما والخ لقخخد كخخان‬
‫أبخخوه جيخخد الخخخذ لعسخخب الخختيوس )‪ ،(4‬فمخخن هخخذا الخخخر ؟ قخخال‪ :‬أبخخو موسخخى‬
‫الشعري‪ ،‬قال‪ :‬هذا ابن السراقة ! فلما رأى معاوية أنخخه قخد أغضخخب جلسخاءه‬
‫علم أنه إن استخبره عن نفسه قال فيه سوءا‪ ،‬فخخأحب أن يسخخأله ليقخخول فيخخه مخخا‬
‫يعلمه من السوء فيذهب بذلك غضب جلسائه‪ ،‬قال‪ :‬يا أبا يزيد فما تقول فخي ؟‬
‫قال‪ :‬دعني من هذا‪ ،‬قال‪ :‬لتقولن‪ ،‬قال‪ :‬أتعرف حمامة ؟ قال‪ :‬ومن حمامخخة يخخا‬
‫أبا يزيد ؟ قال‪ :‬قد أخبرتك‪ ،‬ثم قال )‪ (5‬فمضى‪ ،‬فأرسخل معاويخة إلخى النسخابة‬
‫فدعاه‪ ،‬قال‪ :‬من حمامة ؟ قال‪ :‬ولي المان ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬حمامخخة جخخدتك ام‬
‫أبي سفيان‪ ،‬كانت بغيا في الجاهلية صاحبة رايخخة‪ ،‬قخخال معاويخخة لجلسخخائه‪ :‬قخخد‬
‫ساويتكم و‬
‫)‪ (1‬في المصدر بعد ذلك‪ :‬قال يا أمير المؤمنين ما اراك اصبت من الدنيا شخخيئا وانخخى‬
‫ل ترضى نفسي من خلفتك بما رضيت به لنفسك‪ ،‬فقال‪ :‬يا ابخخا يزيخخد ا‍ه‪) .‬‬
‫‪ (2‬في المصدر‪ :‬أتخخى معاويخخة‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬و )م( و )خ(‪ :‬ممخخن نفخخر‬
‫برسول ال‪ (4) .‬العسب‪ :‬النسخل‪ (5) .‬كخذا فخخي النسخخ‪ ،‬والصخحيح كمخخا فخي‬
‫المصدر‪ ،‬قام‪.‬‬

‫]‪[114‬‬

‫زدت عليكم فل تغضبوا )‪ ! (1‬وقال في موضع آخر‪ :‬من المفارقين لعلي عليه السلم‬
‫أخوه عقيل بن أبي طالب قدم على أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم الكوفخخة )‪(2‬‬
‫يسترفده‪ ،‬فعرض عليه عطاءه فقال‪ :‬إنما اريد من بيت المال‪ ،‬فقال‪ :‬تقيم لي )‬
‫‪ (3‬يوم الجمعة‪ ،‬فلما صلى علي الجمعة قال له‪ :‬مخا تقخخول فيمخخن خخان هخخؤلء‬
‫أجمعين ؟ قال‪ :‬بئس الرجل‪ ،‬قخخال‪ :‬فإنخخك أمرتنخخي أن أخخخونهم واعطيخخك‪ ،‬فلمخخا‬
‫خرج من عنده شخص إلى معاوية‪ ،‬فأمر لخخه يخخوم قخخدومه بمخخائة ألخخف درهخخم‪،‬‬
‫وقال له‪ :‬يا أبا يزيد أنا خير لك أم علي ؟ قال‪ :‬وجدت عليا أنظخخر لنفسخخه منخك‬
‫ووجدتك أنظر لي منك لنفسك ! وقال معاوية لعقيخخل‪ :‬إن فيكخخم يخخا بنخخي هاشخخم‬
‫لينا‪ ،‬قال‪ :‬أجل إن فينا للينا من غير ضعف وعزا من غيخر عنخف‪ ،‬وإن لينكخم‬
‫يا معاوية غدر وسلمكم كفر ! وقال معاوية‪ :‬ول كل هخخذا يخخا أبخخا يزيخخد‪ ،‬وقخخال‬
‫الوليد ابن عقبة لعقيل في مجلس معاوية‪ :‬غلبك أخوك يا با يزيد على الثروة‪،‬‬
‫قال‪ :‬نعم و سبقني وإياك إلى الجنة‪ ،‬قخخال‪ :‬أمخخا وال خ )‪ (4‬لخخو أن أهخخل الرض‬
‫اشتركوا في قتله لرهقوا صعودا‪ ،‬وإن أخاك لشد هخخذه المخخة عخخذابا‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫صه ! وال إنا لنرغب بعبد من عبيده عن صحبة أبيك عقبة بن أبخخي معيخخط !‬
‫وقال معاوية يوما وعنده عمرو بن العاص وقد أقبخخل عقيخخل‪ :‬لضخخحكنك مخخن‬
‫عقيل‪ ،‬فلما سلم قال معاوية‪ :‬مرحبا برجل عمه أبو لهخخب‪ ،‬فقخال عقيخخل‪ :‬وأهل‬
‫بمن )‪ (5‬عمته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد‪ ،‬لن امخخرأة أبخخي لهخخب‬
‫ام جميل بنت حرب‬

‫)‪ (1‬شرح النهج ‪ 184 :1‬و ‪ (2) .185‬في المصدر‪ :‬بالكوفة‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬إلى‪.‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر بعد ذلك‪ ،‬ان شدقيه لمضمومان من دم عثمان‪ ،‬فقخخال‪ :‬ومخخا‬
‫أنت وقريش وال ما انت فينا ال كنصيح التيس‪ ،‬فغضب الوليد وقخخال‪ :‬والخ‬
‫ا‍ه‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬برجل‪.‬‬

‫]‪[115‬‬

‫ابن امية‪ ،‬قال معاوية يا أبا يزيد‪ :‬ما ظنك بعمك أبي لهب ؟ قال‪ :‬إذا دخلخخت النخخار فخخخذ‬
‫على يسارك تجده مفترشا عمتخخك حمالخخة الحطخخب‪ ،‬أفناكخخح فخخي النخخار خيخخر أم‬
‫منكوح ؟ ! قال‪ :‬كلهما شر وال )‪ .(1‬وقال في موضع آخر‪ :‬عقيخخل بخخن أبخخي‬
‫طالب هو أخو أمير المؤمنين عليه السلم لبيه وامه‪ ،‬وكانوا بنو أبخخي طخخالب‬
‫أربعة‪ :‬طالب وهو أسن من عقيل بعشر سنين‪ ،‬وعقيل وهخو أسخن مخن جعفخر‬
‫بعشر سنين‪ ،‬وجعفر وهو أسن مخخن علخخي بعشخخر سخخنين‪ ،‬وعلخخي عليخخه السخخلم‬
‫وهو أصغرهم سنا وأعظمهم قدرا بل وأعظم الناس بعد ابن عمه قدرا‪ ،‬وكان‬
‫أبو طالب يحب عقيل أكثر من حبه سائر بنيخخه‪ ،‬فلخخذلك قخخال للنخخبي صخخلى الخ‬
‫عليه واله وللعباس حين أتياه ليقسما بنيه عام المحخخل )‪ (2‬فيخففخخا عنخخه ثقلهخخم‪:‬‬
‫دعوا لي عقيل وخذوا من شئتم‪ ،‬فأخذ العباس جعفرا وأخذ محمد عليا‪ ،‬وكان‬
‫عقيل يكنى أبا يزيد‪ ،‬قال له رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬يخخا أبخخا يزيخخد إنخخي‬
‫احبك حبين‪ :‬حبا لقرابتك مني وحبا لما كنت أعلم من حب عمي إياك‪ .‬اخخخرج‬
‫عقيل إلى بدر مكرها كما اخرج العباس فاسر وفدي وعاد إلى مكة‪ ،‬ثخخم أقبخخل‬
‫مسلما مهاجرا قبل الحديبية‪ ،‬وشهد غزاة مؤتة مخخع أخيخخه جعفخخر‪ ،‬وتخخوفي فخخي‬
‫خلفة معاوية في سنة خمسين‪ ،‬وكخخان عمخره سخت و تسخعون سخنة‪ ،‬ولخخه دار‬
‫بالمدينة معروفة‪ ،‬وخرج إلى مكة )‪ (3‬ثم إلى الشام ثم عاد إلخى المدينخة‪ ،‬ولخم‬
‫يشهد مخخع أخيخه أميخخر المخخؤمنين عليخه السخلم شخيئا مخخن حروبخه أيخام خلفتخه‬
‫وعرض نفسه وولده عليه فأعفخاه ولخم يكلفخه حضخور الحخرب‪ ،‬وكخان أنسخب‬
‫قريش و أعلمهم بأيامها‪ ،‬وكان مبغضا إليهم‪ ،‬لنه كان يعد مساويهم‪ ،‬وكخخانت‬
‫له طنفسة )‪ (4‬تطرح في مسجد رسول ال فيصلي عليها‪ ،‬ويجتمع إليه الناس‬
‫في علم النسب وأيام العرب‪ ،‬وكان حينئذ قد ذهب بصره‪ ،‬وكان أسرع الناس‬
‫جوابا وأشدهم عارضة‬

‫)‪ (1‬شرح النهج ‪ (2) .481 :1‬بالفتح فالسكون‪ :‬انقطاع المطخخر ويبخخس الرض‪(3) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬إلخى العخراق‪ (4) .‬الطنفسخخة ‪ -‬مثلثخخة الطخخاء والفخاء ‪ :-‬البسخخاط‪.‬‬
‫الحصير‪.‬‬

‫]‪[116‬‬

‫وكان يقال‪ :‬إن في قريش أربعة يتحاكم إليهم في علم النسب وأيام قريش ويرجخخع إلخخى‬
‫قولهم‪ :‬عقيل بن أبي طالب‪ ،‬ومخرمة بن نوفل الزهري‪ ،‬وأبوالجهم بن حذيفة‬
‫العدوي‪ ،‬وحويطب بن عبد العزى العامري‪ ،‬واختلف النخخاس فيخخه هخخل التحخخق‬
‫بمعاوية وأمير المؤمنين عليه السلم حي ؟ فقال قخخوم )‪ (1‬ورووا أن معاويخخة‬
‫قال يوما وعقيل عنده‪ :‬هذا أبو يزيد لول علمه أني خير له من أخيخخه لمخخا أقخخام‬
‫عندنا وتركه‪ ،‬فقال عقيل‪ :‬أخي خير لي في ديني وأنت خيخخر لخخي فخخي دنيخخاي‪،‬‬
‫وقد آثرت دنيا‪ ،‬وأسأل ال خاتمة خير‪ .‬وقال قوم‪ :‬إنه لخخم يفخخد إلخخى معاويخخة إل‬
‫بعد وفاة أمير المؤمنين عليه السلم و استدلوا على ذلخخك بالكتخخاب الخخذي كتبخخه‬
‫إليه في آخر خلفته والجواب الذي أجابه عليخخه السخخلم بخخه وقخخد ذكرنخخاه فيمخخا‬
‫تقدم‪ ،‬وسيأتي ذكره أيضا في باب كتبه عليه السلم‪ ،‬وهذا القول هخخو الظهخخر‬
‫عندي‪ .‬وروى المدائني قال‪ :‬قال معاوية يوما لعقيل بن أبخخي طخخالب‪ :‬هخخل مخخن‬
‫حاجة فأقضخخيها لخخك ؟ قخخال‪ :‬نعخخم‪ ،‬جاريخخة عرضخخت علخخي وأبخخى أصخخحابها أن‬
‫يبيعوها إل بأربعين ألفا‪ ،‬فأحب معاوية أن يمازحه‪ ،‬قال‪ :‬وما تصخخنع بجاريخخة‬
‫قيمتها أربعون ألفا وأنخخت أعمخخى ؟ تجخختزئ بجاريخخة قيمتهخخا خمسخخون درهمخخا‪:‬‬
‫قال‪ :‬أرجو أن أطأها فتلخخد لخخي غلمخخا إذا أغضخخبته يضخخرب عنقخخك ! فضخخحك‬
‫معاوية وقال‪ :‬مازحناك يا بايزيد‪ ،‬وأمر فابتيعت له الجاريخخة الخختي أولخخد منهخخا‬
‫مسلما رحمه ال‪ ،‬فلما أتت على مسلم ثماني عشرة سنة وقد مات عقيخخل أبخخوه‬
‫قال لمعاوية‪ :‬يا أمير المؤمنين إن لي أرضخا بمكخان كخذا مخن المدينخة‪ ،‬و إنخي‬
‫أعطيت بها مائة ألف‪ ،‬وقد أحببخخت أن أبيعخخك إياهخخا‪ ،‬فخخادفع إلخخي ثمنهخخا‪ ،‬فخخأمر‬
‫معاوية بقبض الرض ودفع الثمن إليه‪ ،‬فبلغ ذلك الحسين عليه السخلم فكتخب‬
‫إلى معاوية‪ :‬أما بعد فإنك اغخختررت )‪ (2‬غلمخخا مخخن بنخخي هاشخخم فخخابتعت منخخه‬
‫أرضا ل يملكها‪ ،‬فاقبض من الغلم ما دفعته إليه واردد علينا أرضخخنا‪ ،‬فبعخخث‬
‫معاوية إلى مسلم فأخبره ذلك وأقرأه‬

‫)‪ (1‬أي اعتقد قوم ذلك‪ .‬وفى المصدر‪ :‬فقال قوم‪ :‬نعم‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬غررت‪.‬‬

‫]‪[117‬‬

‫كتاب الحسين عليه السلم وقال‪ :‬اردد علينا مالنا وخذ أرضك فإنك بعت مخخا ل تملخخك‪،‬‬
‫فقال مسلم‪ :‬أما دون أن أضرب رأسك بالسيف فل‪ ،‬فاستلقى معاويخخة ضخخاحكا‬
‫يضرب برجليه وقال‪ :‬يا بني هخخذا والخ كلم قخخاله لخخي أبخخوك حيخخن ابتعخخت لخخه‬
‫امخخك‪ ،‬ثخخم كتخخب إلخخى الحسخخين عليخخه السخخلم‪ :‬إنخخي قخخد رددت عليكخخم الرض‬
‫وسوغت مسلما ما أخذه‪ ،‬فقال الحسين عليه السلم‪ :‬أبيتم يا آل أبي سخخفيان إل‬
‫كرما‪ .‬وفقال معاوية لعقيل‪ :‬يا أبا يزيد أين يكون عمك أبو لهب اليخخوم ؟ قخخال‪:‬‬
‫إذا دخلت جهنم فاطلبه تجده مضاجعا عمتك ام جميخخل بنخخت حخخرب بخخن اميخخة‪.‬‬
‫وقالت له زوجته ابنة عتبة بن ربيعة‪ :‬يا بني هاشم ل يحبكخخم قلخخبي أبخخدا‪ ،‬أيخخن‬
‫أبي ؟ أين عمي ؟ أين أخي ؟ كأن أعناقهم أباريق الفضة ترد أنفهم الماء قبخخل‬
‫شفاههم‪ ،‬قال‪ :‬إذا دخلت جهنم فخذي على شمالك تجدينهم‪ .‬سأل معاوية عقيل‬
‫رحمه ال عن قصة الحديدة المحمخخاة المخخذكورة‪ ،‬فبكخخى وقخخال‪ :‬أنخخا احخخدثك يخخا‬
‫معاوية عنه )‪ (1‬ثم احدثك عما سألت‪ ،‬نزل بالحسين ابنه ضيف‪ ،‬فاستسلف )‬
‫‪ (2‬درهما اشترى به خبزا‪ ،‬واحتاج إلى الدام‪ ،‬فطلخخب مخخن قنخخبر خخخادمهم أن‬
‫يفتح له زقا من زقاق عسل جاءتهم من اليمن‪ ،‬فأخخخذ منخخه رطل‪ ،‬فلمخخا طلبهخخا‬
‫ليقسمها قال‪ :‬يا قنبر أظن أنه حدث في هخذا الخزق حخدث‪ ،‬قخال‪ :‬نعخم يخخا أميخر‬
‫المؤمنين‪ ،‬و أخبره‪ ،‬فغضب وقال‪ :‬علي بحسين‪ ،‬ورفع الدرة )‪ (3‬فقال‪ :‬بحق‬
‫عمي جعفر ‪ -‬وكان إذا سئل بحق جعفر سكن ‪ -‬فقال له‪ :‬مخخا حملخخك إذ أخخخذت‬
‫منه قبل القسمة ؟ قال‪ :‬إن لنا فيه حقا‪ ،‬فإذا أعطيناه رددناه‪ ،‬قخخال‪ :‬فخخداك أبخخوك‬
‫وإن كخخان لخخك فيخخه حخخق فليخخس لخخك أن تنتفخخع بحقخخك قبخخل أن ينتفخخع المسخخلمون‬
‫بحقوقهم‪ ،‬أما لول أني رأيخت رسخول الخ صخلى الخ عليخه والخه يقبخل ثنيتيخك‬
‫لوجعتك ضربا‪ ،‬ثم دفع إلخخى قنخخبر درهمخخا كخخان مصخخرورا فخخي ردائه وقخخال‪:‬‬
‫اشتر به خير عسل تقدر عليه‪ ،‬قال عقيل‪ :‬وال لكأني أنظر‬

‫)‪ (1‬أي عن أمير المؤمنين عليخخه السخخلم‪ (2) .‬أي اقخخترض‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬فرفخخع‬
‫عليه الدرة‪.‬‬

‫]‪[118‬‬

‫إلى يدي علي وهي على فم الزق وقنبر يقلب العسل فيه ثم شده وجعل يبكخخي و يقخخول‪:‬‬
‫اللهم اغفر للحسين فإنه لم يعلم‪ .‬فقال معاوية ذكرت من ل ينكر فضله‪ ،‬رحخخم‬
‫ال أبا حسخن فلقخد سخبق مخن كخان قبلخه وأعجخز مخن يخأتي بعخده‪ ،‬هلخم حخديث‬
‫الحديدة‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬أقخخويت )‪ (1‬وأصخخابتني مخمصخخة شخخديدة‪ ،‬فسخخألته فلخخم تنخخد‬
‫صفاته )‪ (2‬فجمعت صبياني وجئتخخه بهخخم والبخخؤس والضخخر ظخخاهران عليهخخم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ائتني عشية لدفع إليك شيئا‪ ،‬فجئته يقودني أحد ولدي فأمره بالتنحي ثم‬
‫قخخال‪ :‬أل فخخدونك‪ ،‬فخخأهويت حريصخخا قخخد غلبنخخي الجشخخع )‪ (3‬أظنهخخا صخخرة‪،‬‬
‫فوضعت يدي على حديد تلتهب نارا‪ ،‬فلما قبضتها نبذتها وخرت كما يخور )‬
‫‪ (4‬الثور تحت جازره‪ ،‬فقال لي‪ :‬ثكلتك امك هذا مخخن حديخخدة أوقخخدت لهخخا نخخار‬
‫الدنيا فكيف بك وبي غدا أن سلكنا فخخي سلسخخل جهنخم ؟ ثخخم قخخرأ " إذ الغلل‬
‫في أعناقهم و السلسل يسحبون " )‪ (5‬ثخخم قخال‪ :‬ليخخس لخخك عنخخدي فخخوق حقخخك‬
‫الذي فرضه ال لك إل ما ترى‪ ،‬فانصرف إلى أهلك‪ ،‬فجعخخل معاويخخة يتعجخخب‬
‫ويقخخول‪ :‬هيهخخات عقمخخت النسخخاء أن تلخخد بمثلخخه )‪ .(6‬أقخخول‪ :‬روي فخخي بعخخض‬
‫مؤلفات أصحابنا عن قتادة أن أروى بنخت الحخارث بخخن عبخد المطلخب دخلخت‬
‫على معاوية بن أبي سفيان وقخد قخدم المدينخخة وهخي عجخخوز كخخبيرة فلمخخا رآهخا‬
‫معاوية قال‪ :‬مرحبا بك يا خالة كيف كنت بعخخدي ؟ قخخالت‪ :‬كيخخف أنخخت يخخا ابخخن‬
‫اختي ؟ لقد كفرت النعمة وأسأت لبن عمك الصحبة‪ ،‬وتسميت بغير اسمك‬

‫)‪ (1‬أي افتقرت‪ (2) .‬الصفاة‪ :‬الحجر الصلد الضخخخم‪ .‬يقخخال " فلن ل تنخخدى صخخفاته "‬
‫أي انه بخيل‪ .‬والجملة كناية عن امساكه عليه السخخلم عخخن بخخذل بيخخت المخخال‬
‫لخيه عقيل‪ (3) .‬الجشع‪ :‬اشد الحرص‪ (4) .‬خار البقر‪ :‬صخخاح‪ (5) .‬سخخورة‬
‫المؤمن‪ (6) .71 :‬شخخرح النهخخج ‪ .122 - 120 :3‬وفيخخه‪ :‬هيهخخات هيهخخات‬
‫عقمت النساء أن يلدن بمثله‪.‬‬

‫]‪[119‬‬
‫وأخذت غير حقك بل بلء كان منك ول من آبائك في ديننا ول سابقة كخخانت لكخخم‪ ،‬بخخل‬
‫كفرتم بما جخاء بخه محمخخد صخلى الخ عليخخه والخخه‪ ،‬فخأتعس الخ منكخم الجخدود‪،‬‬
‫وأصعر منكم الخدود‪ ،‬و رد الحق إلى أهله‪ ،‬فكخخانت كلمتنخخا هخخي العليخخا ونبينخخا‬
‫هو المنصور على من ناواه‪ ،‬فوثبت قريش علينا مخخن بعخخده حسخخدا لنخخا وبغيخخا‪،‬‬
‫فكنا بحمدال ونعمته أهخخل بيخخت فيكخخم بمنزلخخة بنخخي إسخخرائيل فخخي آل فرعخخون‪،‬‬
‫وكان سيدنا فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى‪ ،‬وغايتنا الجنخخة وغخخايتكم‬
‫النار‪ ،‬فقال لها عمرو بن العاص‪ :‬كفي أيتها العجوز الضخخالة‪ ،‬واقصخخري مخخن‬
‫قولك مع ذهاب عقلك‪ ،‬إذ ل تجخخوز شخخهادتك وحخخدك ! فقخخالت‪ :‬وأنخخت يخخا ابخخن‬
‫الباغية تتكلم وامك أشخخهر بغخخي بمكخخة‪ ،‬وأقلهخخم اجخخرة ! و ادعخخاك خمسخخة مخخن‬
‫قريش‪ ،‬فسئلت امك عن ذلك فقالت‪ :‬كخخل أتاهخخا فخخانظروا أشخخبههم بخخه فخخألحقوه‬
‫به ! فغلب شبه العاص بن وائل جزار قريش المهم مكرا وأمهنهم خيرا فمخخا‬
‫ألومك ببغضنا‪ ،‬قال مروان بن الحكم‪ :‬كفي أيتها العجوز واقصخخدي لمخخا جئت‬
‫له‪ ،‬فقالت‪ :‬وأنت يا ابن الزرقاء تتكلم وال وأنت ببشير مولى ابن كلخخدة أشخخبه‬
‫منك بالحكم بن العخخاص ! وقخخد رأيخخت الحكخخم سخخبط الشخخعر مديخخد القامخخة‪ ،‬ومخخا‬
‫بينكما قرابة إل كقرابخخة الفخخرس الضخخامر مخخن التخخان المقخخرف ! فاسخخأل عمخخا‬
‫أخبرتك به امك فإنها ستخبرك بذلك‪ ،‬ثم التفتت إلخى معاويخة فقخالت‪ :‬والخ مخا‬
‫جرأ هؤلء غيرك‪ ،‬وإن امك القائلة في قتل حمزة‪ :‬نحن جزيناكم بيوم بخخدر *‬
‫والحرب بعخخد الحخخرب ذات السخخعر إلخخى آخخخر البيخخات‪ ،‬فأجابتهخخا ابنخخة عمخخي‪:‬‬
‫خزيت في بدر وغير بدر * يخا بنخخت وقخاع عظيخخم الكفخخر إلخخى آخخخر البيخخات‪،‬‬
‫فالتفت معاوية إلى مروان وعمرو وقال‪ :‬وال ما جرأهخخا علخخي غيركمخخا‪ ،‬ول‬
‫أسمعني هذا الكلم سواكما‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا خالة اقصدي لحاجتك ودعخي أسخاطير‬
‫النساء عنك‪ ،‬قالت‪ :‬تعطيني ألفي دينار وألفي دينار‪ ،‬قال‪ :‬مخخا تصخخنعين بخخألفي‬
‫دينار ؟ قالت‪ :‬أزوج بها فقراء بني الحارث بن عبد المطلب‪ ،‬قال‪:‬‬

‫]‪[120‬‬

‫هي كذلك‪ ،‬فما تصنعين بألفي دينار ؟ قالت‪ :‬أستعين بها على شدة الزمان وزيارة بيت‬
‫ال الحرام‪ ،‬قال‪ :‬قد أمرت بها لك‪ ،‬فما تصنعين بألفي دينار ؟ قخخالت‪ :‬أشخختري‬
‫بها عينا خرارة في أرض حوارة تكون لفقراء بني الحارث بن عبد المطلب‪،‬‬
‫قال‪ :‬هي لك يا خالة‪ ،‬أما وال لو كان ابن عمك علي ما أمخخر بهخخا لخخك‪ ،‬قخخالت‪:‬‬
‫تذكر عليا فض ال فاك وأجهد بلك‪ ،‬ثم عل نحيبها وبكاؤهخا وجعلخت تقخول‪:‬‬
‫أل يا عين ويحك فاسعدينا * أل فابكي أمير المؤمنينا رزئنا خيخخر مخخن ركخخب‬
‫المطايا * وجال بها ومن ركب السفينا ومن لبس النعال ومن حخخذاها * ومخخن‬
‫قرأ المثاني والمئينا إذا استقبلت وجه أبي حسين * رأيت البدر راق الناظرينا‬
‫أل فابلغ معاوية بن حخخرب * فل قخخرت عيخخون الشخخامتينا أفخخي الشخخهر الحخخرام‬
‫فجعتمونا * بخير الخلق طخخرا أجمعينخخا مضخخى بعخخد النخخبي فخخدته نفسخخي * أبخخو‬
‫حسن وخير الصالحينا كأن الناس إذ فقدوا عليا * نعام جال في بلخخد سخخنينا فل‬
‫وال ل أنسى عليا * وحسخن صخلته فخي الراكعينخا لقخد علمخت قريخش حيخث‬
‫كانت * بأنك خيرهخخا حسخخبا ودينخخا فل يفخخرح معاويخخة بخخن حخخرب * فخخإن بقيخخة‬
‫الخلفاء فينا قال‪ :‬فبكى معاوية ثم قخخال‪ :‬يخخا خالخخة لقخخد كخخان كمخخا قلخخت وأفضخخل‪.‬‬
‫بيان‪ :‬الخرير‪ :‬صوت الماء أي عينا يكون لمائهخخا صخخوت لكخخثرته‪ .‬والحخخوارة‬
‫لعلها من الحور بمعنى الرجوع‪ ،‬أي ترجع كل سنة إلخخى إعطخخاء الغلخخة‪ ،‬وفخخي‬
‫أكثر النسخ بالخاء المعجمخخة‪ ،‬والخخخوار‪ :‬الصخخوت والضخخعف والنكسخخار‪ ،‬ول‬
‫يستقيم إل بتكلف‪ - 4 .‬قب‪ :‬إخوته عليه السلم طخالب وعقيخل وجعفخر وعلخي‬
‫أصغرهم‪ ،‬وكل واحد منهم أكبر من أخيه بعشر سنين بهذا الترتيب‪ ،‬وأسلموا‬
‫كلهم وأعقبوا إل طالب‪،‬‬

‫]‪[121‬‬

‫فإنه أسلم ولم يعقب‪ ،‬اخته ام هانئ واسمها فاختة وجمانة‪ ،‬وخخخاله حنيخخن بخخن أسخخد ابخخن‬
‫هاشم‪ ،‬وخالته خالدة بنت أسد‪ ،‬وربيبه محمد بن أبي بكخخر‪ ،‬وابخخن اختخخه جعخخدة‬
‫بن هبيرة )‪ - 5 .(1‬ل‪ :‬الحسن بن محمد العلوي‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن الحسخخين بخخن‬
‫محمد‪ ،‬عن ابن أبي السري‪ ،‬عن هشام بن محمد السائب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫الصالح‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬كان بين طالب وعقيل عشر سنين‪ ،‬وبين عقيخخل‬
‫وجعفر عشر سنين‪ ،‬وبين جعفر وعلي عليه السلم عشر سنين‪ ،‬وكخخان علخخي‬
‫عليه السلم أصغرهم )‪ .(2‬أقول‪ :‬قد مضى كثير من أحخخوال عقيخخل فخخي بخخاب‬
‫جوامع مكارمه عليه السلم وأحوال جعفر عليه السلم وبعخخض عشخخائره فخخي‬
‫أبواب أحوال عشائر الرسول صلى ال عليه واله وأصحابه‪ ،‬وسيأتي أحخخوال‬
‫عبد ال بن جعفر وعبد ال بن العباس في باب أحوال أصخخحابه عليخخه السخخلم‬
‫وأبواب أحوال الحسين عليه السلم‪) .122 .‬باب( * )أحوال رشخخيد الهجخخرى‬
‫وميثم التمار وقنبر رضى ال عنهم أجمعين( * ‪ - 1‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الجعابي‪،‬‬
‫عن ابن عقدة‪ ،‬عن محمد بن يوسخخف بخخن إبراهيخخم عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن وهيخخب بخخن‬
‫حفص‪ ،‬عن أبي حسان العجلي قال‪ :‬لقيت أمة ال بنت راشخخد الهجخخري فقلخخت‬
‫لها‪ :‬أخبريني بما سمعت من أبيك‪ ،‬قالت‪ :‬سمعته يقول‪ :‬قال لخخي حبيخخبي أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬يا راشد كيف صبرك إذا أرسل إليخخك دعخخي بنخخي اميخخة‬
‫فقطع يديك ورجليك ولسانك ؟ فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين أيكون آخخخر ذلخخك إلخخى‬
‫الجنة ؟‬

‫)‪ (1‬مناقب آل أبى طالب ‪ (2) .75 :2‬الخصال ‪.85 :1‬‬

‫]‪[122‬‬
‫قال‪ :‬نعم يا راشد وأنت معي في الدنيا والخخخرة‪ ،‬قخخالت‪ :‬فخخوال مخخا ذهبخخت اليخخام حخختى‬
‫أرسل إليه الدعي عبيد ال بن زياد فدعاه إلى البراءة منه‪ ،‬فقال له ابخخن زيخخاد‪:‬‬
‫فبأي ميتة قال لك صاحبك تموت ؟ قال‪ :‬خبرني خليلي صلوات ال عليه أنك‬
‫تدعوني إلى البراءة منخخه فل أتخخبرا‪ ،‬فتقخخدمني فتقطخخع يخخدي ورجلخخي ولسخخاني‪،‬‬
‫فقال‪ :‬والخ لكخخذبن صخخاحبك‪ ،‬قخخدموه واقطعخخوا يخخده ورجلخخه واتركخخوا لسخخانه‪،‬‬
‫فقطعوه ثم حملوه إلى منزلنخا‪ ،‬فقلخخت لخخه‪ :‬يخخا أبخت جعلخخت فخداك هخل تجخخد لمخا‬
‫أصابك ألما ؟ قال‪ :‬ل والخ يخخا بنيخخة إل كالزحخخام بيخخن النخخاس‪ ،‬ثخخم دخخخل عليخخه‬
‫جيرانه ومعارفه يتوجعون له فقال‪ :‬آتوني )‪ (1‬بصخحيفة ودواة أذكخخر لكخم مخا‬
‫يكون مما أعلمنيه مولي أمير المؤمنين عليه السخخلم فخخأتوه بصخخحيفة ودواة‪،‬‬
‫فجعخخل يخخذكر ويملخخي عليهخخم أخبخخار الملحخخم والكائنخخات ويسخخندها إلخخى أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ ،‬فبلغ ذلك ابخخن زيخخاد‪ ،‬فأرسخخل إليخخه الحجخخام حخختى قطخخع‬
‫لسانه فمات من ليلته تلك‪ ،‬وكخخان أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم يسخخميه راشخخد‬
‫المبتلى‪ ،‬وكان قد ألقى إليه علم البليا والمنايا‪ ،‬فكان يلقى الرجخخل ويقخخول لخخه‪:‬‬
‫يا فلن بن فلن تموت ميتة كذا‪ ،‬وأنت يا فلن تقتل قتلخخة كخخذا‪ ،‬فيكخخون المخخر‬
‫كما قاله راشد رحمه ال )‪ - 2 .(2‬يد‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪،‬‬
‫عن جعفر بن بشير‪ ،‬عن العرزمي عن أبي عبد الخ عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬كخخان‬
‫لعلي عليه السلم غلم اسمه قنبر‪ ،‬وكان يحب عليخخا حبخخا شخخديدا‪ ،‬فخخإذا خخخرج‬
‫علي عليه السخخلم خخخرج علخخى أثخخره بالسخخيف‪ ،‬فخخرآه ذات ليلخخة فقخخال‪ :‬يخخا قنخخبر‬
‫مالك ؟ قال‪ :‬جئت لمشي خلفك‪ ،‬فخإن النخاس كمخا تراهخخم يخخا أميخر المخؤمنين‪،‬‬
‫فخفت عليك‪ ،‬قال‪ :‬ويحك أمخخن أهخخل السخخماء تحرسخخني أم مخخن أهخخل الرض ؟‬
‫قال‪ :‬ل بل من أهل الرض‪ ،‬قال‪ :‬إن أهل الرض ل يستطيعون بي شخخيئا إل‬
‫بخخإذن ال خ عخخز وجخخل مخخن السخخماء فخخارجع فرجخخع )‪) .(3‬هخخامش( * )‪ (1‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬ايتونى‪ (2) .‬أمالى الشيخ‪ 103 :‬و ‪ (3) .104‬التوحيد‪(*) .350 :‬‬

‫]‪[123‬‬

‫‪ - 3‬ختص‪ :‬أحمد بن محمد بن يحيى‪ ،‬عن عبد ال بن جعفخخر‪ ،‬عخخن هخخارون‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫صدقة‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه عليهمخخا السخخلم‪ :‬أن عليخخا عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬إذا رأيت ]منهم[ أمرا منكرا * أو قدت ناري ودعوت قنخخبرا )‪- 4 .(1‬‬
‫ير‪ :‬عبد ال بن محمد‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد‪ ،‬عن علي بخخن معلخخى‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫أبي حمزة‪ ،‬عن سيف بن عميرة قال‪ :‬سمعت العبد الصخخالح أبخخا الحسخخن عليخخه‬
‫السلم ينعى إلى رجل نفسه‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬وإنه ليعلخم مختى يمخوت الرجخل‬
‫من شيعته ؟ فقال شبه الغضب‪ :‬يا إسحاق قخد كخان رشخيد الهجخري يعلخم علخم‬
‫المنايا والبليا فالمام أولى بذلك )‪ - 5 .(2‬ير‪ :‬الحسن بن علي بن معاويخخة )‬
‫‪ ،(3‬عن إسحاق قال‪ :‬كنت عند أبي ‪ -‬الحسن عليه السلم ودخل عليه رجخخل‪،‬‬
‫فقال له أبو الحسن عليخه السخلم‪ :‬يخا فلن إنخك أنخت تمخوت إلخى شخهر‪ ،‬قخال‪:‬‬
‫فأضمرت في نفسي كأنه يعلم آجال شيعته‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬يا إسحاق وما تنكرون‬
‫من ذلك ؟ وقد كان رشيد الهجري مستضعفا وكان يعلخخم علخخم المنايخخا والبليخخا‬
‫فالمام أولى بخخذلك‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬يخخا إسخخحاق تمخخوت إلخخى سخخنتين‪ ،‬ويتشخختت أهلخخك‬
‫وولدك وعيالك وأهل بيتك‪ ،‬ويفلسون إفلسا شديدا )‪ .(4‬بيخخان‪ :‬مستضخخعفا أي‬
‫مظلوما‪ ،‬أي يعده الناس ضعيفا ل يعتنون بشأنه‪ ،‬أو كانوا يحسخخبونه ضخخعيف‬
‫العقل‪ - 6 .‬سن‪ :‬عثمان بن عيسى‪ ،‬عن أبي الجارود‪ ،‬عن قنو )‪ (5‬ابنة رشيد‬
‫الهجري قالت‪ :‬قلت لبي‪ :‬ما أشد اجتهادك ! فقال‪ :‬يا بنيخخة سخخيجئ قخخوم بعخخدنا‬
‫بصائرهم في دينهم أفضل من اجتهاد أوليهم )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪ .73 :‬وفيه‪ :‬أوقدت نارا‪ (2) .‬بصخخائر الخخدرجات‪ (3) .73 :‬كخخذا فخخي‬
‫النسخخخ‪ .‬والصخخحيح كمخخا فخخي المصخخدر‪ :‬الحسخخن بخخن علخخى بخخن فضخخال‪ ،‬عخخن‬
‫معاوية‪ ،‬عن إسحاق‪ (4) .‬بصائر الدرجات‪ (5) .73 :‬في المصدر‪ :‬قنوة‪) .‬‬
‫‪ (6‬المحاسن‪.251 :‬‬

‫]‪[124‬‬

‫‪ - 7‬شا‪ :‬من معجزات أمير المؤمنين صلوات الخ عليخخه أن ميثخخم التمخخار كخخان عبخخدا ل‬
‫مرأة من بني أسد‪ ،‬فاشتراه أمير المؤمنين عليه السلم منها فأعتقه‪ ،‬فقال‪ :‬مخخا‬
‫اسمك ؟ فقال‪ :‬سالم‪ ،‬فقال‪ :‬أخبرني رسول ال صلى ال عليه والخخه أن اسخخمك‬
‫الذي سماك به أبوك في العجم ميثم‪ ،‬قال‪ :‬صخخدق الخ ورسخخوله وصخخدق أميخخر‬
‫المؤمنين )‪ (1‬وال إنه لسمي‪ ،‬قال‪ :‬فارجع إلى اسمك الذي سماك به رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه واله ودع سالما‪ ،‬فرجع إلى ميثم و اكتنى بأبي سالم‪ ،‬فقخخال‬
‫علي عليه السلم ذات يوم‪ :‬إنك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة‪ ،‬فإذا كان‬
‫اليخخوم الثخخالث ابتخخدر منخخخراك وفمخخك دمخخا فتخضخخب لحيتخخك‪ ،‬فخخانتظر ذلخخك‬
‫الخضخخاب‪ ،‬فتصخخلب علخخى بخخاب دار عمخخرو بخخن حريخخث عاشخخر عشخخرة‪ ،‬أنخخت‬
‫أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة‪ ،‬وامض حتى اريك النخلة التي تصخخلب‬
‫على جذعها‪ ،‬فأراه إياها‪ ،‬وكان ميثم يأتيها فيصلي عندها ويقول‪ :‬بوركت من‬
‫نخلة لك خلقخخت ولخخي غخخذيت‪ ،‬ولخخم يخخزل معاهخخدها )‪ (2‬حخختى قطعخخت‪ ،‬وحخختى‬
‫عرف الموضخخع الخخذي يصخخلب عليهخخا بالكوفخخة‪ ،‬قخخال‪ :‬وكخخان يلقخخى عمخخرو بخخن‬
‫حريث فيقخخول‪ :‬إنخخي مجخخاورك فأحسخخن جخخواري فيقخخول لخخه عمخخرو‪ :‬أتريخخد أن‬
‫تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم ؟ وهو ل يعلخخم مخخا يريخخد‪ ،‬وحخخج فخخي‬
‫السنة التي قتل فيها فدخل على ام سلمة رضي ال عنهخخا‪ ،‬فقخخالت‪ :‬مخخن أنخخت ؟‬
‫قال‪ :‬أنا ميثم‪ ،‬قالت‪ :‬وال لربما سمعت رسول ال صلى ال عليه واله يذكرك‬
‫ويوصي بك عليا في جوف الليل‪ ،‬فسألها عن الحسين عليه السلم فقالت‪ :‬هو‬
‫في حائط له‪ ،‬قال‪ :‬أخبريه أنني قد أحببخت السخلم عليخه‪ ،‬ونحخن ملتقخون عنخد‬
‫رب العالمين إن شخخاء الخخ‪ ،‬فخخدعت بطيخخب وطيبخخت لحيتخخه‪ ،‬وقخخالت‪ :‬أمخخا إنهخخا‬
‫ستخضب بدم فقدم الكوفة فأخذه عبيد ال ابن زياد فادخل عليه‪ ،‬فقيل له‪ :‬هخخذا‬
‫كان من آثر الناس عند علي عليه السلم قال‪ :‬ويحكم هذا العجمي ؟ قيل له‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬قال له عبيدال أين ربك ؟ قال‪ :‬بالمرصاد‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وصدقت يا أمير المؤمنين‪ :" (2) .‬يتعاهدها‪.‬‬

‫]‪[125‬‬

‫لكل ظالم وأنت أحد الظلمة‪ ،‬قال‪ :‬إنك على عجمتك لتبلغ الذي تريد‪ :‬قال‪ :‬أخخخبرني مخخا‬
‫أخبرك صاحبك أني فاعل بك‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني أنك تصخخلبني عاشخخر عشخخرة أنخخا‬
‫أقصرهم خشبة وأقربهم إلى المطهرة‪ ،‬قال‪ :‬لنخالفنه‪ ،‬قال‪ :‬كيف تخالفه فخخوال‬
‫ما أخبر )‪ (1‬إل عن النبي صلى ال عليه واله عن جبرئيخخل عخخن ال خ تعخخالى‪،‬‬
‫فكيف تخالف هؤلء ؟ ولقد عرفت الموضع الذي اصخخلب فيخخه وأيخخن هخخو مخخن‬
‫الكوفة‪ ،‬وأنا أول خلق ال الجم في السلم‪ .‬فحسبه وحبخس معخه المختخار بخن‬
‫أبي عبيدة‪ ،‬قال له ميثم‪ :‬إنك تفلخخت وتخخخرج ثخخائرا بخخدم الحسخخين عليخخه السخخلم‬
‫فتقتل هذا الذي يقتلنا‪ ،‬فلما دعا عبيدال بالمختار ليقتله طلع بريد بكتخخاب يزيخخد‬
‫إلى عبيدال يأمره بتخلية سبيله‪ ،‬فخله وأمر بميثم أن يصلب‪ ،‬فأخرج فقال له‬
‫رجل لقيه‪ :‬ما كان أغناك عن هذا ؟ فتبسم وقخال وهخو يخومئ إلخى النخلخة لهخا‬
‫خلقت ولي غذيت‪ ،‬فلما رفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو‬
‫بن حريث‪ ،‬قال عمرو‪ :‬قد كان وال يقخخول‪ :‬إنخخي مجخخاورك‪ ،‬فلمخخا صخخلب أمخخر‬
‫جاريته بكنس تحت خشبته ورشه وتجميره‪ ،‬فجعل ميثم يحدث بفضخخائل بنخخي‬
‫هاشم‪ ،‬فقيل لبن زياد‪ :‬قد فضحكم هذا العبد‪ ،‬فقخخال‪ :‬الجمخخوه وكخخان أول خلخخق‬
‫ال الجم في السلم‪ ،‬وكان قتل ميثم رحمه الخ قبخخل قخخدوم الحسخخين بخخن علخخي‬
‫عليهما السلم العراق بعشرة أيام‪ ،‬فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن ميثخم‬
‫بالحربة فكبر‪ ،‬ثخم انبعخث فخي آخخر النهخار فمخه وأنفخه دمخا‪ ،‬وهخذا مخن جملخة‬
‫الخبار عن الغيوب المحفوظة عن أمير المؤمنين عليه السلم وذكخخره شخخائع‬
‫والرواية به بين العلماء مستفيضة‪ .‬ومن ذلك ما رواه ابن عياش‪ ،‬عن مجالد‪،‬‬
‫عن الشعبي‪ ،‬عن زياد بن النصر الحارثي قال‪ :‬كنت عند زياد إذ اتي برشخخيد‬
‫الهجري قال له زياد‪ :‬مخخا قخخال لخخك صخخاحبك ‪ -‬يعنخخي عليخخا عليخخه السخخلم ‪ -‬إنخخا‬
‫فاعلون بك ؟ قال‪ :‬تقطعخون يخدي ورجلخي وتصخخلبونني‪ ،‬فقخال زيخخاد‪ :‬أم والخ‬
‫لكذبن حديثه‪ ،‬خلوا سبيله‪ ،‬فلما أراد أن يخرج قال زياد‪ :‬وال‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ ،‬ما أخبرني‪.‬‬

‫]‪[126‬‬
‫ما نجد )‪ (1‬شيئا شرا مما قال له صاحبه‪ ،‬اقطعوا يديه ورجليه واصلبوه‪ ،‬فقال رشخخيد‪:‬‬
‫هيهات قد بقي لي عندكم شئ أخبرني به أميخر المخؤمنين عليخه السخلم‪ ،‬فقخال‬
‫زياد‪ :‬اقطعوا لسانه‪ ،‬فقال رشخخيد‪ :‬الن والخ جخخاء التصخخديق لميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم‪ .‬وهذا الخبر أيضا قد نقله المؤالخف والمخخالف عخن ثقخاتهم عمخن‬
‫سميناه‪ ،‬واشتهر أمره عند علماء الجميع وهخو مخن جملخة مخا تقخدم ذكخره مخن‬
‫المعجزات والخبار عن الغيوب‪ .‬ومن ذلك مخخا رواه عامخخة أصخخحاب السخخيرة‬
‫من طرق مختلفة أن الحجاج بن يوسف الثقفي قال ذات يوم‪ :‬احب أن اصيب‬
‫رجل من أصحاب أبي تراب فأتقرب إلى ال بدمه ! فقيخخل لخه‪ :‬مخا نعلخخم أحخخدا‬
‫كان أطول صحبة لبي تراب من قنبر موله‪ ،‬فبعث في طلبه فاتي بخخه‪ ،‬فقخخال‬
‫له‪ :‬أنت قنبر ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أبو همدان ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال مولى علي بن أبخخي‬
‫طالب ؟ قال‪ :‬ال مولي وأمير المخخؤمنين علخخي ولخخي نعمخختي‪ ،‬قخخال‪ :‬ابخخرأ مخخن‬
‫دينه‪ ،‬قال‪ :‬فإذا برئت من دينه تدلني على دين غيره أفضخخل منخخه ؟ قخخال‪ :‬إنخخي‬
‫قاتلك فاختر أي قتلة أحب إليك‪ ،‬قال‪ :‬قد صيرت ذلك إليك‪ ،‬قخخال‪ :‬ولخخم ؟ قخخال‪:‬‬
‫لنك ل تقتلني قتلة إل قتلتك مثلها‪ ،‬وقد أخبرني أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫أن ميتتي يكون ذبحا ظلما بغير حق‪ ،‬قال‪ :‬فأمر به فذبح )‪ - 8 .(2‬شى‪ :‬عخخن‬
‫محمد بن مروان قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬مخخا منخخع ميثخخم رحمخخه الخ‬
‫من التقية ؟ ]فوال[ لقد علم أن هذه الية نزلت في عمار وأصحابه " إل مخخن‬
‫اكره وقلبه مطمئن باليمخخان )‪] * ." (3‬كخخا‪ ،‬علخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن ابخخن أبخخي‬
‫عمير‪ ،‬عن جميل‪ ،‬عن محمد بن مروان مثله )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ما نجد له‪ (2) .‬الرشاد للمفيد‪ (3) .155 - 152 :‬تفسير العياشي‪:‬‬
‫‪ .271 :2‬والية في سخورة النحخل‪.106 :‬مخن هنخا إلخى الروايخة التيخة مخن‬
‫مختصخخات نسخخخة )ك(‪ (4) .‬اصخخول الكخخافي )الجخخزء الثخخاني مخخن الطبعخخة‬
‫الحديثة(‪.320 :‬‬

‫]‪[127‬‬

‫بيان‪ :‬لعل وجه الجمخع بيخن أخبخخار التقيخة وعخدمها فخي التخخبري الحمخخل علخخى التخييخخر‪،‬‬
‫فيكون هذا الكلم منه عليه السلم على وجه الشخخفاق بخخأنه كخخان يمكنخخه حفخخظ‬
‫النفس بالتقية فلم تركها‪ ،‬على وجخخه إل الخخذم ؟ والعخختراض )‪ ،(1‬وفخخي أكخخثر‬
‫نسخ الكتابين " ميثم " بالرفع‪ ،‬فالظاهر قراءة " منع " علخخى بنخخاء المجهخخول‪،‬‬
‫فيحتمل ما ذكرنا أي لم يكن ممنوعا عن التقية شرعا فلخخم لخخم يتخخق ؟ ويحتمخخل‬
‫أن يكون مدحا‪ ،‬أي وطن نفسه على القتل لحب أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫مع أنه لم يكن ممنوعا من التقية ويحتمل أن يكون المعنى‪ :‬لم يمنع من التقيخخة‬
‫ولم يتركها ولكن لم تنفعه‪ ،‬أو المعنى أنه إنما تركها لعلمه بعخخدم النتفخخاع بهخخا‬
‫وعدم تحقق شرط التقية فيه‪ ،‬ويمكن أن يقرأ " منع " على بنخخاء المعلخخوم‪ ،‬أي‬
‫ليس فعله مانعا للغير عن التقية‪ ،‬لنخخه اختخخار أحخخد الفرديخخن المخيخخر فيهمخخا أو‬
‫لختصاصه به لعدم تحقق شرطها فيه‪ ،‬أو فعله ولم ينفعه وبالجملة يبعخخد عخن‬
‫مثل ميثم ورشيد وقنبر رضي ال عنهم بعد إخبار أمير المؤمنين عليه السلم‬
‫إياهم بما يجري عليهم أمرهم بالتقية تركهم أمخخره عليخخه السخخلم‪ ،‬وعخخدم بيخخانه‬
‫عليه السلم لهم ما يجب عليهم فعله في هذا الوقت أبعد وال يعلم[‪ - 9 .‬كش‪:‬‬
‫حمدويه وإبراهيم معا‪ ،‬عخن أيخوب بخن نخوح‪ ،‬عخن صخفوان‪ ،‬عخن عاصخم بخن‬
‫حميد‪ ،‬عن ثابت الثقفي قال‪ :‬لما امر بميثم ليصلب قال رجل‪ :‬يا ميثم لقد كنت‬
‫عن هذا غنيا‪ ،‬قال فالتفت إليه ميثم ثم قال‪ :‬وال ما نبتت هخخذه النخلخخة إل لخخي‪،‬‬
‫ول اغتذيت إل لها )‪ - 10 .(2‬محمد بن مسعود قال‪ :‬حدثني علي بن محمد‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد النهخخدي‪ ،‬عخخن العبخخاس بخخن معخخروف‪ ،‬عخخن صخخفوان‪ ،‬عخخن‬
‫يعقوب بن شعيب‪ ،‬عن صالح بن ميثخخم قخخال‪ :‬أخخخبرني أبخخو خالخخد التمخخار قخخال‪:‬‬
‫كنت مع ميثم التمار بالفرات يوم الجمعة‪ ،‬فهبت ريح وهو في سفينة من سفن‬
‫الرمان‪ ،‬قال‪ :‬فخرج فنظر إلى الريح فقال‪ :‬شدوا برأس سفينتكم إن هخخذا ريخخح‬
‫عاصف مات معاوية الساعة‪ ،‬قال‪ :‬فلما كانت‬

‫)‪ (1‬على وجه الذم والعتراض‪ ،‬ظ‪ (2) .‬معرفة أخبار الرجال‪.53 :‬‬

‫]‪[128‬‬

‫الجمعة المقبلة قدم بريد من الشام فلقيته فاستخبرته‪ ،‬فقلت له‪ :‬يخخا عبخخد الخ مخخا الخخخبر ؟‬
‫قال‪ :‬الناس على أحسن حال‪ ،‬توفي أمير المؤمنين وبايع النخخاس يزيخخد ! قخخال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬أي يوم توفي ؟ قال‪ :‬يوم الجمعة )‪ - 11 .(1‬محمد بن مسعود‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بخخن محمخخد بخخن خالخخد الطيالسخخي‪ ،‬عخخن الوشخخاء‪ ،‬عخخن عبخخد الخ بخخن خخخراش‬
‫المنقري‪ ،‬عن علي بن إسماعيل‪ ،‬عخخن فضخخيل الرسخان‪ ،‬عخن حمخخزة بخخن ميثخخم‬
‫قال‪ :‬خرج أبي إلى العمرة فحدثني قخخال‪ :‬اسخختأذنت علخخى أم سخخلمة رحمخخة الخ‬
‫عليها‪ ،‬فضربت بيني وبينها خدرا‪ ،‬فقالت لخخي‪ :‬أنخخت ميثخخم ؟ فقلخخت‪ :‬أنخخا ميثخخم‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬كثيرا ما رأيت الحسين بن علي ابن فاطمة يذكرك‪ ،‬قلخخت‪ :‬فخخأين هخخو ؟‬
‫قالت‪ :‬خرج في غنم له آنفا‪ ،‬قلت‪ :‬أنا وال اكثر ذكره فاقرأه )‪ (2‬فإني مبادر‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬يا جارية اخرجي فادهنيه‪ ،‬فخرجت فدهنت لحيتي ببان )‪ (3‬فقلت أنخخا‪:‬‬
‫أما وال لئن دهنتها )‪ (4‬لتخضبن فيكم بالدماء فخرجنا فإذا ابن عباس رحمخخة‬
‫ال عليهما جالس‪ ،‬فقلت‪ :‬يا ابن عباس سلني ما شئت من تفسير القخخرآن فخخإني‬
‫قرأت تنزيله على أمير المؤمنين عليه السلم وعلمني تأويله‪ ،‬فقال يخخا جاريخخة‬
‫الدواة والقرطاس‪ ،‬فأقبل يكتخخب‪ ،‬فقلخخت‪ :‬يخخا ابخخن عبخخاس كيخخف بخخك إذا رأيتنخخي‬
‫مصلوبا تاسع تسعة أقصرهم خشخبة وأقربهخم بخالمطهرة ؟ فقخال لخي‪ :‬وتكهخن‬
‫أيضا ؟ وخرق الكتاب‪ ،‬فقلت‪ :‬مه احفخخظ )‪ (5‬بمخخا سخخمعت منخخي فخخإن يكخخن مخخا‬
‫أقول لك حقا أمسكته وإن يك باطل خرقته‪ ،‬قال‪ :‬هخخو ذلخخك‪ ،‬فقخخدم أبخخي علينخخا‪،‬‬
‫فما لبث يومين حتى أرسخخل عبيخخدال بخخن زيخخاد فصخخلبه تاسخخع تسخخعة أقصخخرهم‬
‫خشبة وأقربهم إلى المطهرة‪ ،‬فرأيت الرجل الذي جخخاء إليخخه ليقتلخخه وقخخد أشخخار‬
‫إليه بالحربة وهو يقول‪ :‬أما وال لقد كنت ما علمتك إل قوامخخا‪ ،‬ثخخم طعنخخه فخخي‬
‫خاصرته‬

‫)‪ (1‬معرفة اخبار الرجال‪ (2) .53 :‬كذا في النسخ‪ .‬وفى المصدر‪ :‬فاقرأنيه السخخلم‪) .‬‬
‫‪ (3‬البان‪ :‬شجر معتدل القوام لين ورقخه كخورق الصفصخاح يؤخخذ مخن حبخه‬
‫دهن طيب‪ (4) .‬في )م( و )خ(‪ :‬دهنتيها‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬احتفظ‪.‬‬

‫]‪[129‬‬

‫فأجافه فاحتقن الدم )‪ (1‬فمكث يومين‪ ،‬ثم إنه في اليوم الثالث بعد العصر قبل المغخخرب‬
‫انبعث منخراه دما‪ ،‬فخضبت لحيته بالدماء‪ .‬قال أبو نصر محمد بخخن مسخخعود‪:‬‬
‫وحدثني أيضا بهذا الحديث علي بن الحسن بن فضال‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن محمخخد‬
‫القرع‪ ،‬عن داود بخخن مهزيخخار‪ ،‬عخخن علخخي بخخن إسخخماعيل‪ ،‬عخخن فضخخيل‪ ،‬عخخن‬
‫عمران بن ميثم ‪ -‬قال علي بن الحسخخن‪ :‬هخخو حمخخزة بخخن ميثخخم خطخخاء ‪ -‬و قخخال‬
‫علي‪ :‬أخبرني به الوشاء بإسناده مثله سواء‪ ،‬غير أنه ذكر عمران بخخن ميثخخم )‬
‫‪ - 12 .(2‬حمدويه وإبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أيخوب‪ ،‬عخن حنخان بخن سخدير‪ ،‬عخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن جده قخخال‪ :‬قخخال لخخي ميثخخم التمخخار ذات يخخوم‪ :‬يابخخا حكيخخم إنخخي اخخخبرك‬
‫بحديث وهو حق‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬يا با صالح بأي شئ تحدثني ؟ قال‪ :‬إني أخخخرج‬
‫العام إلى مكة‪ ،‬فإذا قدمت القادسية راجعخخا أرسخخل إلخخي هخخذا الخخدعي ابخخن زيخخاد‬
‫رجل في مائة فارس حتى يجئ بي إليه‪ ،‬فيقخخول لخخي‪ :‬أنخخت مخخن هخخذه السخخبابية‬
‫الخبيثخخة المحترقخخة الخختي قخخد يبسخخت عليهخخا جلودهخخا‪ ،‬وأيخخم ال خ لقطعخخن يخخدك‬
‫ورجلك‪ ،‬فأقول‪ :‬ل رحمك ال‪ ،‬فوال لعلي عليه السلم كخخان أعخخرف بخخك مخخن‬
‫حسن عليه السخخلم حيخخن ضخخرب رأسخخك بالخخدرة فقخخال لخخه الحسخخن‪ :‬يخخا أبخخت ل‬
‫تضربه فإنه يحبنا ويبغض عدونا‪ ،‬فقال له علي عليه السلم مجيبا له‪ :‬اسكت‬
‫يا بني فوال لنا أعلخخم بخخه منخخك‪ ،‬فوالخخذي فلخخق الحبخخة وبخخرأ النسخخمة أنخخه لخخولي‬
‫لعدوك و عدو لوليك‪ ،‬قال‪ :‬فيأمر بي عند ذلك فاصلب‪ ،‬فأكون أول هذه المة‬
‫الجم بالشريط في السلم‪ ،‬فإذا كان اليوم الثخخالث فقلخخت‪ :‬غخخابت الشخخمس أولخخم‬
‫تغب‪ ،‬ابتدر منخراي دمخخا علخى صخدري ولحيختي‪ ،‬قخال‪ :‬فرصخخدناه فلمخخا كخان‬
‫اليوم الثالث فقلت‪ :‬غخخابت الشخخمس أولخخم تغخخب ؟ ابتخخدر منخخخراه علخخى صخخدره‬
‫ولحيته دما‪ ،‬قال‪ :‬فاجتمعنا سبعة من التمارين فاتعدنا بحملخخه‪ ،‬فجئنخخا إليخخه ليل‬
‫والحراس يحرسونه وقد أوقدوا النخار‪ ،‬فحخخالت النخار بيننخا وبينهخخم‪ ،‬فاحتملنخاه‬
‫بخشبة حتى انتهيا به إلى فيض من ماء‬

‫)‪ (1‬اجافه بالطعنة‪ :‬بلغ بها جوفه‪ .‬احتقن الدم‪ :‬اجتمع في الجوف مخخن طعنخخة جائفخخة‪) .‬‬
‫‪ (2‬معرفة اخبار الرجال‪ 53 :‬و ‪.54‬‬
‫]‪[130‬‬

‫في مراد فدفناه فيه‪ ،‬ورمينا الخشبة في مراد فخخي الخخراب‪ ،‬وأصخبح فبعخخث الخيخل فلخم‬
‫تجد شيئا‪ .‬قال‪ :‬وقال يوما‪ :‬يابا حكيم ! ترى هذا المكان ليس يؤدى فيه طسخخق‬
‫‪ -‬والطسق أداء الجر ‪ -‬ولئن طالت بك الحياه لتؤدين طسق هذا المكخخان إلخخى‬
‫رجل في دار الوليد بن عقبة اسمه زرارة‪ ،‬قال سدير‪ :‬فأديته على خخخزي إلخخى‬
‫رجل في دار الوليد بن عقبة يقال لخخه زرارة )‪ - 13 .(1‬جبرئيخخل بخخن أحمخخد‪،‬‬
‫عن محمد بن عبد ال بن مهران‪ ،‬عن محمد بن علي الصيرفي‪ ،‬عن علي بن‬
‫محمد‪ ،‬عن يوسف بخخن عمخخران الميثمخخي قخخال‪ :‬سخخمعت ميثمخخا )‪ (2‬النهروانخخي‬
‫يقول‪ :‬دعاني أمير المؤمنين صلوات ال عليخخه وقخخال‪ :‬كيخخف أنخخت يخخا ميثخخم إذا‬
‫دعاك دعي بني امية )‪ (3‬عبيدال بن زياد إلى البراءة منخخي ؟ فقلخخت يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين‪ :‬أنا وال ل أبرأ منك‪ ،‬قال‪ :‬إذن وال يقتلخك ويصخلبك‪ ،‬قلخت‪ :‬أصخبر‬
‫فذاك في ال قليل‪ ،‬فقال‪ :‬يا ميثم إذا تكون معي في درجخختي‪ ،‬قخخال وكخخان ميثخخم‬
‫يمر بعريف قومه )‪ (4‬ويقول‪ :‬يا فلن كأني بك وقد دعاك دعي بني امية ابن‬
‫دعيها فيطلبني منك أياما‪ ،‬فإذا قدمت عليك ذهبت بي إليخخه حخختى يقتلنخخي علخخى‬
‫باب دار عمرو بن حريث‪ ،‬فإذا كان يوم الرابع ابتخخدر منخخخراي دمخخا عبيطخخا‪،‬‬
‫وكان ميثم يمر بنخلة فخخي سخخبخة فيضخخرب بيخخده عليهخخا و يقخخول‪ :‬يخخا نخلخخة مخخا‬
‫غذيت إل لي وما غذيت إل لك‪ ،‬وكخخان يمخخر بعمخخرو بخخن حريخخث و يقخخول‪ :‬يخخا‬
‫عمرو إذا جاورتك فأحسن جواري‪ ،‬فكخخان عمخخرو يخخرى أنخخه يشخختري دارا أو‬
‫ضيعة لزيق )‪ (5‬ضيعته‪ ،‬فكان يقول له عمرو‪ :‬ليتك قد فعلت‪ ،‬ثم خرج ميثخخم‬
‫النهرواني إلى مكة‪ ،‬فأرسل الطاغية عدو ال ابن زياد إلى عريف ميثم فطلبه‬
‫منه‪ ،‬فأخبره‬

‫)‪ (1‬معرفة اخبار الرجال‪ 54 :‬و ‪ (2) .55‬في المصدر‪ :‬ميثم‪ (3) .‬في المصخخدر بعخخد‬
‫ذلخخك‪ :‬ابخخن دعيهخخا‪ (4) .‬العريخخف مخخن يعخخرف اصخخحابه‪ .‬القيخخم بخخأمر القخخول‬
‫والنقيب‪ (5) .‬اللزيق‪ :‬اللصيق‬

‫]‪[131‬‬

‫أنه بمكة‪ ،‬فقخال لخه‪ :‬لئن لخخم تخأتني ؟ ؟ بخه لقتلنخخك‪ :‬فخأجله أجل‪ ،‬وخخرج العريخخف إلخى‬
‫القادسية ينتظر ميثما‪ ،‬فلما قدم ميثم قال‪ :‬أنت ميثم ؟ قال‪ :‬نعم أنخخا ميثخخم‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫تبرأ من أبي تراب )‪ (1‬قال‪ :‬ل أعرف أبا تراب‪ ،‬قال‪ :‬تبرأ من علي بخخن أبخخي‬
‫طالب فقال له‪ :‬فإن أنا لم أفعل ؟ قال‪ :‬إذا وال لقتلك )‪ (2‬قخخال‪ :‬أمخخا لقخخد كخخان‬
‫يقول لي إنك ستقتلني وتصلبني على باب عمرو بخخن حريخخث‪ ،‬فخخإذا كخخان يخخوم‬
‫الرابع ابتخخدر منخخخراي دمخخا عبيطخخا‪ ،‬فخخأمر بخخه فصخخلب علخخى بخخاب عمخخرو بخخن‬
‫حريث‪ ،‬فقال للناس‪ :‬سلوني ‪ -‬وهو مصلوب ‪ -‬قبل أن اقتل‪ ،‬فخخوال لخخخبرتكم‬
‫بعلم ما يكون إلى أن تقخخوم السخخاعة ومخخا يكخخون مخخن الفتخخن‪ ،‬فلمخخا سخخأله النخخاس‬
‫حدثهم حديثا واحدا إذ أتاه رسول من قبل ابن زياد فألجمه بلجام مخخن شخخريط‪،‬‬
‫وهو أول من الجم بلجام وهو مصلوب )‪ .(3‬يج عخخن عمخخران عخخن أبيخخه ميثخخم‬
‫مثله )‪ .(4‬بيان‪ :‬الشريط‪ :‬حبل يفتل من خوص‪ .‬كش‪ :‬وروي عن أبي الحسخخن‬
‫الرضا عن أبيه عن آبائه صلوات ال عليهم قال‪ :‬أتخخى ميثخخم التمخخار دار أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم فقيل له‪ :‬إنه نائم‪ ،‬فنادى بأعلى صوته‪ :‬انتبه أيها النائم‪،‬‬
‫فوال لتخضبن لحيتك من رأسك‪ ،‬فخخانتبه أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم فقخخال‪:‬‬
‫أدخلوا ميثما‪ ،‬فقال )‪ :(5‬أيها النائم وال لتخضخخبن لحيتخخك مخخن رأسخخك‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫صدقت وأنت وال ليقطعن يداك ورجلك ولسانك‪ ،‬ولتقطعن النخلة التي فخخي‬
‫الكناسة فتشق أربع قطع فتصلب أنخخت علخخى ربعهخخا‪ ،‬وحجخخر بخخن عخخدي علخخى‬
‫ربعها‪ ،‬ومحمد بن أكتم على ربعها‪ ،‬وخالد بن مسعود على ربعها‪ ،‬قال ميثخخم‪:‬‬
‫فشككت في نفسي وقلت‪ :‬إن‬

‫)‪ (1‬كأن في العبارة سقطا‪ ،‬والظاهران يكون هكذا‪ :‬فجاء به العريخخف إلخخى ابخخن زيخخاد‪،‬‬
‫فقال ابن زياد‪ :‬تبرأ من ابى تراب‪ (2) .‬في المصخخدر‪ :‬لقتلنخخك‪ (3) .‬معرفخخة‬
‫اخبار الرجال‪ 55 :‬و ‪ (4) .56‬الخرائج والجرائح‪ (5) .20 :‬في المصدر‪:‬‬
‫فقال له‪.‬‬

‫]‪[132‬‬

‫عليا ليخبرنا بالغيب ! فقلت له‪ :‬أو كائن ذاك يا أمير المؤمنين ؟ فقال‪ :‬إي ورب الكعبة‬
‫كذا عهده إلي النبي صلى ال عليه واله‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬لم )‪ (1‬يفعل ذلك بخخي يخخا‬
‫أمير المؤمنين فقال‪ :‬ليأخذنك العتل الزنيم ابن المة الفاجرة عبيدال بن زياد‪،‬‬
‫قال‪ :‬وكان يخرج إلى الجبانة وأنا معه فيمر بالنخلة فيقول لي‪ :‬يا ميثم إن لخخك‬
‫ولها شأنا من الشأن‪ ،‬قال‪ :‬فلما ولخخي عبيخخدال بخخن زيخخاد الكوفخخة ودخلهخخا تعلخخق‬
‫علمه بالنخلة التي بالكناسة فتخرق‪ ،‬فتطير من ذلك فخخأمر بقطعهخخا‪ ،‬فاشخختراها‬
‫رجل من النجارين فشخخقها أربخخع قطخخع‪ ،‬قخخال ميثخخم‪ :‬فقلخخت لصخخالح ابنخخي‪ :‬فخخخذ‬
‫مسمارا من حديد فانقش عليه اسمي واسم أبي ودقه في بعض تلخخك الجخخذاع‪.‬‬
‫قال‪ :‬فلما مضى بعد ذلك أيام أتوني قوم من أهل السوق فقالوا‪ :‬يا ميثم انهض‬
‫معنا إلى المير نشتكي )‪ (2‬إليه عامل السخخوق فنسخخأله أن يعزلخخه عنخخا ويخخولي‬
‫علينا غيره‪ ،‬قال‪ :‬وكنت خطيب القوم‪ ،‬فنصت لي وأعجبخخه منطقخخي‪ ،‬فقخخال لخخه‬
‫عمرو بن حريث‪ :‬أصلح ال الميخخر تعخخرف هخخذا المتكلخخم ؟ قخخال‪ :‬ومخخن هخخو ؟‬
‫قال‪ :‬ميثم التمار الكذاب مخولى الكخذاب علخي بخن أبخي طخالب‪ ،‬قخال‪ :‬فاسختوى‬
‫جالسا فقال لي‪ :‬ما تقول ؟ فقلت كذب أصلح ال المير‪ ،‬بل أنا الصادق مولى‬
‫الصادق علي بن أبي طالب أمير المؤمنين حقا‪ ،‬فقخخال لخخي‪ :‬لتخخبرأن مخخن علخخي‬
‫ولتذكرن مساويه وتتولى عثمان وتذكر محاسخخنه أو لقطعخخن يخخديك ورجليخخك‬
‫ولصلبنك‪ ،‬فبكيت‪ ،‬فقال لي‪ :‬بكيت مخخن القخخول دون الفعخخل ؟ فقلخخت‪ :‬والخ مخخا‬
‫بكيت من القول ول من الفعل ولكني بكيت من شك كان دخلني يخخوم أخخخبرني‬
‫سيدي ومولي‪ ،‬فقال لي‪ :‬وما قال لك ؟ قال‪ :‬فقلت‪ :‬أتيته الباب فقيل لخخي‪ :‬إنخخه‬
‫نائم‪ ،‬فناديت‪ :‬انتبه أيها النائم فوال لتخضبن لحيتك من رأسك‪ ،‬فقال‪ :‬صخخدقت‬
‫وأنت وال ليقطعن يداك ورجلك ولسانك ولتصلبن‪ ،‬فقلت‪ :‬ومخخن يفعخخل ذلخخك‬
‫بي يا أمير المؤمنين ؟ فقال‪ :‬يأخذك العتل الزنيم ابخخن المخخة الفخخاجرة عبيخخدال‬
‫بن زياد قال‪ :‬فامتل غيظا ثم قال لي‪ :‬والخ لقطعخخن يخخديك ورجليخخك ولدعخخن‬
‫لسانك حتى‬

‫)‪ (1‬ومن يفعل ظ‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬نشكو‪.‬‬

‫]‪[133‬‬

‫اكذبك واكذب مولك‪ ،‬فأمر به فقطعت يداه ورجله‪ ،‬ثم اخخخرج وأمخخر بخخه أن يصخخلب‪،‬‬
‫فنادى بأعلى صوته‪ :‬أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن علخخي‬
‫ابن أبي طالب ؟ قال فاجتمع الناس‪ ،‬وأقبخخل يحخخدثهم بالعجخخائب‪ ،‬قخخال‪ :‬وخخخرج‬
‫عمرو ابن حريث وهو يريد منزله فقال‪ :‬ما هذه الجماعة ؟ قال‪ :‬ميثخخم التمخخار‬
‫يحدث الناس عن علي بن أبخخي طخخالب عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬فانصخخرف مسخخرعا‬
‫فقال‪ :‬أصلح ال المير بادر فابعث إلى هذا من يقطع لسانه‪ ،‬فإني لسخخت آمخخن‬
‫أن يتغير قلوب أهل الكوفة فيخرجوا عليخك‪ ،‬قخال‪ :‬فخالتفت إلخخى حرسخي فخوق‬
‫رأسه فقال‪ :‬اذهب فاقطع لسانه‪ ،‬قال‪ :‬فأتاه الحرسي وقال له‪ :‬يخخا ميثخخم ! قخخال‪:‬‬
‫ما تشاء ؟ قال‪ :‬أخرج لسانك فقد أمرني المير بقطعه قال ميثم‪ :‬أل زعم ابخخن‬
‫المة الفاجرة أنه يكذبني ويكخخذب مخخولي ؟ هخخاك لسخخاني‪ ،‬قخخال‪ :‬فقطخخع لسخخانه‬
‫وتشخط ساعة في دمه ثم مات‪ ،‬وأمر به فصخخلب‪ ،‬قخال صخخالح‪ :‬فمضخيت بعخد‬
‫ذلك أيام )‪ (1‬فإذا هو قد صلب على الربع الذي كتبت ودققت فيخخه المسخخمار )‬
‫‪ - 15 .(2‬ختص‪ ،‬كش‪ :‬إبراهيم بن الحسين الحسيني العقيقي رفعه قال‪ :‬سئل‬
‫)‪ (3‬قنبر‪ :‬مولى من أنخخت ؟ فقخخال‪ :‬مخخولي )‪ (4‬مخخن ضخخرب بسخخيفين‪ ،‬وطعخخن‬
‫برمحين‪ ،‬وصلى القبلتين‪ ،‬وبايع البيعتين‪ ،‬وهاجر الهجرتين‪ ،‬ولخخم يكفخخر بخخال‬
‫طرفة عين‪ ،‬أنا مخخولى صخخالح المخخؤمنين‪ ،‬ووارث النخخبيين‪ ،‬وخيخخر الوصخخيين‪،‬‬
‫وأكبر المسلمين‪ ،‬ويعسوب المخخؤمنين‪ ،‬ونخخور المجاهخخدين‪ ،‬ورئيخخس البكخخائين‪،‬‬
‫وزين العابدين‪ ،‬وسراج الماضين‪ ،‬وضوء القائمين وأفضل القخخانتين‪ ،‬ولسخخان‬
‫رسخخول رب العخخالمين وأول المخخؤمنين )‪ (5‬مخخن آل يخخس‪ ،‬المؤيخخد بجبرئيخخل‬
‫المين‪ ،‬والمنصور بميكائيل المخختين‪ ،‬والمحمخخود عنخخد أهخخل السخخماء أجمعيخخن‪،‬‬
‫سيد المسلمين‬

‫)‪ (1‬كذا في النسخ‪ .‬وفى المصدر‪ :‬بأيام‪ (2) .‬معرفة اخبار الرجخخال‪(3) .58 - 56 :‬‬
‫في الختصاص‪ :‬وفي رواية العامة سئل ا‍ه‪ (4) .‬كذا فخخي )ك(‪ .‬وفخخي )م( و‬
‫)خ(‪ :‬مخخولى‪ .‬وفخخي المصخخدرين‪ :‬انخخا مخخولى‪ (5) .‬فخخي الختصخخاص‪ :‬واول‬
‫الوصيين‪.‬‬

‫]‪[134‬‬

‫والسخخابقين‪ ،‬وقاتخخل النخخاكثين والمخخارقين والقاسخخطين‪ ،‬والمحخخامي عخخن حخخرم المسخخلمين‬


‫ومجاهد أعدائه الناصبين‪ ،‬ومطفئ نار )‪ (1‬الموقدين‪ ،‬وأفخر مخخن مشخخى مخخن‬
‫قريش أجمعين‪ ،‬وأول من أجاب )‪ (2‬واستجاب ل‪ ،‬أمير المخخؤمنين‪ ،‬ووصخخي‬
‫نبيه في العالمين وأمينه على المخلوقين‪ ،‬وخليفة من بعث إليهم أجمعين‪ ،‬سيد‬
‫المسلمين والسابقين ومبيد المشركين‪ ،‬وسهم من مرامي الخ علخخى المنخخافقين‪،‬‬
‫ولسان كلمة العابدين‪ ،‬ناصر دين ال‪ ،‬وولي ال‪ ،‬ولسان كلمخخة الخخ‪ ،‬وناصخخره‬
‫في أرضه‪ ،‬وعيبة علمه‪ ،‬وكهف دينه‪ ،‬إمام أهل البرار‪ (3) ،‬من رضي عنه‬
‫العلي الجبار )‪ ،(4‬سمح سخي‪ ،‬حيي بهلول سنحنحي‪ ،‬زكي‪ ،‬مطهر أبطحي‪،‬‬
‫جري همام صابر صخخوام مهخخدي مقخخدام قخخاطع الصخخلب‪ ،‬مفخخرق الحخخزاب‪،‬‬
‫عالي الرقاب‪ ،‬أربطهم عنانخخا وأثبتهخخم جنانخخا وأشخخدهم شخخكيمة‪ ،‬بخخازل‪ ،‬باسخخل‪،‬‬
‫صنديد‪ ،‬هزبر‪ ،‬ضخخرغام‪ ،‬حخخازم‪ ،‬عخخزام‪ ،‬حصخخيف‪ ،‬خطيخخب محجخخاج‪ ،‬كريخخم‬
‫الصخخل‪ ،‬شخخريف الفصخخل‪ ،‬فاضخخل القبيلخخة‪ ،‬نقخخي العشخخيرة )‪ (5‬زكخخي الركانخخة‬
‫مؤدي المانة من بني هاشم‪ ،‬وابن عم النبي صلى ال عليهما‪ ،‬المام المهدي‬
‫الرشاد‪ ،‬مجانب الفساد‪ ،‬الشعث الحخاتم‪ ،‬البطخخل الجمخخاجم‪ ،‬والليخخث المزاحخخم‪،‬‬
‫بخخدري مكخخي حنفخخي روحخخاني شعشخخعاني‪ ،‬مخخن الجبخخال شخخواهقها‪ ،‬ومخخن ذي‬
‫الهضخخاب )‪ (6‬رؤوسخخها‪ ،‬ومخخن العخخرب سخخيدها‪ ،‬ومخخن الخخوغى ليثهخخا‪ ،‬البطخخل‬
‫الهمام‪ ،‬والليث المقدام‪ ،‬والبدر التمخخام‪ ،‬محخخك المخخؤمنين‪ ،‬ووارث المشخخعرين‪،‬‬
‫وأبو السبطين الحسن والحسين وال أميخخر المخخؤمنين حقخخا حقخخا علخخي بخخن أبخخي‬
‫طالب عليه من ال الصلوات الزكية والبركات السنية‪(7) .‬‬

‫)‪ (1‬في الختصاص‪ :‬نيران‪ (2) .‬في الختصاص‪ :‬واول من حخخارب واسخختجلب‪(3) .‬‬
‫في المصدرين‪ :‬امخخام البخخرار‪ (4) .‬فخخي الختصخخاص‪ :‬مرضخخى عنخخد العلخخى‬
‫الجبار‪ (5) .‬في الختصاص‪ :‬العخخترة‪ (6) .‬الهضخخبة‪ :‬الجبخخل المنبسخخط علخخى‬
‫وجخخه الرض وفخخي )كخخش(‪ :‬ذى الهضخخبات‪ (7) .‬الختصخخاص‪ 73 :‬و ‪.74‬‬
‫معرفة اخبار الرجال‪ 49 :‬و ‪.50‬‬

‫]‪[135‬‬

‫توضيح‪ :‬البهلول بالضم الضخحاك والسخيد الجخامع لكخخل خيخر‪ .‬ورجخل سخخنحنح‪ :‬لينخام‬
‫الليل‪ ،‬والياء للمبالغة كالحمري‪ ،‬والهمام )‪ :(1‬الملخخك العظيخخم الهمخخة والسخخيد‬
‫الشجاع السخخخي قخخوله‪ " :‬عخخالي الرقخخاب " أي يعلوهخخا ويسخخلط عليهخخا‪ .‬وربخخط‬
‫العنان كناية عن التقيد بقخخوانين الشخخريعة‪ ،‬أو حمخخل النخخاس عليهخخا‪ .‬والشخخكيمة‪:‬‬
‫الطبع وفي اللجام‪ :‬الحديدة المعترضة في فم الفرس‪ .‬والبازل‪ :‬الرجل الكامخخل‬
‫في تجربته والباسل‪ :‬السد والشخخجاع‪ .‬والصخخنديد‪ :‬السخخيد الشخخجاع والهزبخخر ‪-‬‬
‫بكسر الهاء و فتح الراء وسكون الباء ‪ :-‬السد والشديد الصخخلت‪ .‬والضخخرغام‬
‫بالكسر‪ :‬السد‪ .‬والحصيف‪ :‬مخخن اسخختكمل عقلخخه‪ .‬والمحجخخاج بالكسخخر‪ :‬الجخخدل‬
‫الكامل في الحجاج‪ .‬و الفصل‪ :‬القضاء بين الحق والباطل‪ ،‬ويحتمل أن يكخخون‬
‫المراد هنا المحل الذي انفصل منه من الوالدين والجداد‪ .‬والركانخخة‪ :‬الوقخخار‪،‬‬
‫وفي بعض النسخ بالزاي المعجمة‪ ،‬أي الحدس والفطانخخة‪ .‬والشخخعث‪ :‬المغخخبر‬
‫الرأس‪ ،‬وفي بعض النسخ " السغب " بالغين المعجمخخة والبخخاء الموحخخدة‪ ،‬أي‬
‫الجخخائع‪ ،‬والحخخاتم بالكسخخر القاضخخي و وبالفتخخح الجخخواد والجمخخاجم‪ :‬السخخادات‬
‫والعظمخخاء‪ ،‬ولعخخل اللخخف واللم فخخي البطخخل زيخخد مخخن النسخخاخ قخخوله‪ " :‬محخخك‬
‫المخخؤمنين " أي بخخوليته ومتخخابعته يعخخرف المؤمنخخون ودرجخاتهم وفخخي بعخض‬
‫النسخ " مجلي المخؤمنين " مخن التجليخة أي مصخفيهم ومنخورهم‪ - 16 .‬كخش‪:‬‬
‫محمد بن مسعود‪ ،‬عن علي بن قيس القومشي‪ :‬عن أحلم بخخن يسخخار )‪ ،(2‬عخخن‬
‫أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلم‪ ،‬أن قنبرا مولى أمير المؤمنين عليخخه‬
‫السلم دخل على الحجاج بن يوسف فقال له‪ :‬ما الذي كنت تلي من علخخي بخخن‬
‫أبي طالب ؟ فقال‪ :‬كنت أوضيه‪ ،‬فقال له‪ :‬ما كان يقول إذا فرغ من وضوئه ؟‬
‫فقال‪ :‬كان يتلو هذه الية‪ " :‬فلما نسوا ما ذكخروا بخخه فتحنخخا عليهخم أبخواب كخل‬
‫شئ حتى إذا فرحوا بما اوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القخخوم‬
‫الذين ظلموا والحمد ل‬

‫)‪ (1‬بالضم‪ (2) .‬كذا في النسخ‪ .‬وفخخي المصخخدر‪ :‬احكخخم بخخن يسخار وفخخى جخامع الخخرواة‪:‬‬
‫احكم بن بشار‪.‬‬

‫]‪[136‬‬

‫رب العالمين " )‪ (1‬فقال الحجاج‪ :‬أظنه كان يتأولها علينا ؟ قال‪ :‬نعخخم‪ ،‬فقخخال‪ :‬مخخا أنخخت‬
‫صانع إذا ضربت علوتك ؟ )‪ (2‬قال‪ :‬إذن أسعد وتشقى فأمر بخخه‪ (3) .‬شخخى‪:‬‬
‫مرسل عنه عليه السلم مثله )‪ .(4‬كش‪ :‬محمد بن عبخخد الخخ‪ ،‬عخخن وهيخخب بخخن‬
‫مهران‪ ،‬عن محمخخد بخخن علخخي الصخخيرفي‪ ،‬عخخن علخخي بخخن محمخخد بخخن عبخخد الخ‬
‫الحناط‪ ،‬عن وهب بن حفص الجريري‪ ،‬عن أبي حيان البجلي‪ ،‬عن قنوا بنت‬
‫الرشيد الهجري قال‪ :‬قلت لها‪ :‬أخبرني ما سمعت من أبيك قالت‪ :‬سمعت أبخخي‬
‫يقول‪ :‬أخبرني أمير المؤمنين عليه السلم فقال‪ :‬يا رشيد كيخخف صخخبرك مخختى‬
‫أرسل إليك دعخخي بنخخي اميخخة فقطخخع يخخديك ورجليخخك ولسخخانك ؟ قلخخت‪ :‬يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين آخر ذلك إلى الجنة ؟ فقال‪ :‬يا رشيد أنخخت معخخي فخخي الخخدنيا والخخخرة‬
‫قالت‪ :‬فوال ما ذهبت اليام حتى أرسل إليه عبيخخدال بخخن زيخخاد الخخدعي فخخدعاه‬
‫إلى البراءة من أمير المؤمنين عليه السلم فأبى أن يبرأ منه‪ ،‬فقال لخخه الخخدعي‬
‫فبأي ميتة قال لك تموت ؟ فقال له‪ :‬أخبرني خليلي أنك تخخدعوني إلخخى الخخبراءة‬
‫منه فل أبرأ فتقدمني فتقطع يدي ورجلي ولساني‪ ،‬فقخخال‪ :‬والخ لكخخذبن قخخوله‪،‬‬
‫قخخال‪ :‬فقخخدموه فقطعخخوا يخخديه ورجليخخه وتركخخوا لسخخانه‪ ،‬فحملخخت أطخخراف يخخديه‬
‫ورجليه‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أبة هل تجد ألما لما )‪ (5‬أصابك ؟ فقال‪ :‬ل يا بنخختي )‪ (6‬إل‬
‫كالزحام بين الناس‪ ،‬فلما احتملناه وأخرجناه من القصخخر اجتمخخع النخخاس حخخوله‬
‫فقال‪ :‬آتوني )‪ (7‬بصفيحة ودواة أكتب لكم ما يكون إلى يوم السخخاعة‪ ،‬فأرسخخل‬
‫إليه الحجام يقطع لسانه‪ ،‬فمات رحمة ال عليه في ليلته‪ ،‬قال‪ :‬وكان أمير‬

‫)‪ (1‬سورة النعام‪ (2) .45 - 44 :‬العلوة ‪ -‬بالكسر ‪ :-‬اعلى الرأس أو العنخخق‪(3) .‬‬
‫معرفة اخبار الرجال‪ (4) .50 :‬تفسير العياشخخي‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .359‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬مما‪ (6) .‬في المصدر و )م( و )خ(‪ :‬يا بنيخة‪ (7) .‬فخخي المصخدر و‬
‫)م( و )خ(‪ :‬ايتونى‪.‬‬

‫]‪[137‬‬

‫المؤمنين عليه السلم يسميه رشيد البليا‪ ،‬وقد كان ألقى إليه علم البليا والمنايا‪ ،‬فكان‬
‫]في[ حياته إذا لقي الرجل قال له‪ :‬أنت تموت بميتة كخخذا وتقتخخل أنخخت يخخا فلن‬
‫بقتلة كذا وكذا‪ ،‬فيكون كما يقول الرشيد‪ ،‬وكخخان أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫يقول‪ :‬أنت رشيد البليا أو تقتل )‪ (1‬بهذه القتلة فكان كما قال أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم )‪ .(2‬ختص‪ ،‬جعفخخر بخخن الحسخخين‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن الحسخخن‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن أبي القاسم‪ ،‬عن محمد بن علي الصيرفي مثلخخه‪ (3) .‬يخخج‪ :‬عخخن قنخخوا‬
‫مثله‪ - 18 (4) .‬كش‪ :‬جبرئيل‪ ،‬عن محمد بن عبد ال بن مهران‪ ،‬عخخن أحمخخد‬
‫بن النضر عن عبد ال بن يزيد السدي‪ ،‬عن فضخخيل بخخن الزبيخخر قخخال‪ :‬خخخرج‬
‫أمير المؤمنين صلوات الخ عليخخه يومخخا إلخخى بسخختان الخخبرني ومعخخه أصخخحابه‪،‬‬
‫فجلس تحت نخلة ثم أمر بنخلة فلقطت فانزل منها رطب‪ ،‬فوضع بين أيديهم‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬فقال رشيد الهجري يا أمير المؤمنين ما أطيب هذا الرطخخب ! فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫رشيد أما إنك تصلب علخى جخذعها‪ ،‬قخال رشخيد‪ :‬فكنخت أختلخف إليهخا طرفخي‬
‫النهار أسقيها ومضى أمير المؤمنين صلوات ال عليه‪ ،‬قال‪ :‬فجئتها يوما وقد‬
‫قطع سعفها‪ ،‬قلت‪ :‬اقخخترب أجلخخي‪ ،‬ثخخم جئت يومخخا فجخخاء العريخخف فقخال‪ :‬أجخخب‬
‫المير‪ ،‬فأتيته فلما دخلت القصخخر إذا خشخخب ملقخخى‪ ،‬ثخخم جئت يومخخا آخخخر فخخإذا‬
‫النصف الخر قد جعل زرنوقا يستقى عليه الماء‪ ،‬فقلخخت‪ :‬مخخا كخخذبني خليلخخي‪،‬‬
‫فأتاني العريف فقال‪ :‬أجب المير‪ ،‬فأتيته فلما دخلت القصر إذا الخشب ملقخخى‬
‫فإذا فيه الزرنوق فجئت حتى ضربت الزرنوق برجلي‪ ،‬ثم قلخخت‪ :‬لخخك غخخذيت‬
‫ولخخي نبخخت )‪ (5‬ثخخم ادخلخخت علخخى عبيخخد الخ بخخن زيخخاد فقخخال‪ :‬هخخات مخخن كخخذب‬
‫صاحبك‪ ،‬قلت‪ :‬وال ما أنا بكذاب ول هو‬
‫)‪ (1‬في المصدر و )م( و )خ(‪ :‬أي تقتل وفى )ت(‪ :‬تقتل‪ (2) .‬معرفخخة اخبخخار الرجخخال‬
‫‪ 50‬و ‪ (3) .51‬الختصخخخاص‪ 77 :‬و ‪ (4) .78‬لخخم نجخخخده فخخي الحخخخزائج‬
‫المطبوع‪ (5) .‬في المصدر و )م( و )خ(‪ :‬انبتت‪.‬‬

‫]‪[138‬‬

‫ولقد أخخبرني أنخك تقطخخع يخخدي ورجلخي ولسخاني‪ ،‬قخخال‪ :‬إذا والخ نكخذبه‪ ،‬اقطعخخوا يخخديه‬
‫ورجليه وأخرجوه‪ .‬فلما حمخل إلخخى أهلخخه أقبخل يحخخدث النخخاس بالعظخائم‪ ،‬وهخو‬
‫يقول‪ :‬أيها الناس سلوني وإن للقوم عندي طلبة لم يقضوها‪ ،‬فدخل رجل على‬
‫ابخخن زيخخاد فقخخال لخخه‪ :‬مخخا صخخنعت قطعخخت يخخديه ورجليخخه وهخخو يحخخدث النخخاس‬
‫بالعظائم ؟ قال‪ :‬فأرسل إليه‪ :‬ردوه ‪ -‬وقد انتهى إلى بابه ‪ -‬فردوه فخخأمر بقطخخع‬
‫يديه ورجليه ولسانه وأمر بصلبه ‪ (1) -‬بيان‪ :‬الزرنوقخخان ‪ -‬بالضخخم ويفتخخح ‪:-‬‬
‫منارتان تبنيان على جانبي رأس الخبئر‪ - 19 .‬فخض‪ :‬قيخل‪ :‬كخان مولنخا أميخر‬
‫المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم يخرج من الجخخامع بالكوفخخة فيجلخخس‬
‫عند ميثم التمار رضخخي الخ عنخخه فيحخخادثه‪ ،‬فيقخخال‪ :‬إنخخه قخخال لخخه ذات يخخوم‪ :‬أل‬
‫ابشرك يا ميثم ؟ فقال‪ :‬بماذا يا أمير المخخؤمنين ؟ قخال‪ :‬بأنخخك تمخوت مصخلوبا‪،‬‬
‫فقال يا مولي وأنا على فطرة السلم ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬ثم قال يا ميثم تريخد اريخك‬
‫الموضع الذي تصلب فيه والنخلة التي تعلق عليها وعلى جذعتها ؟ قال‪ :‬نعخخم‬
‫يا أمير المؤمنين‪ ،‬فجاء به إلى رحبة الصيارف )‪ (2‬وقال لخخه‪ :‬ههنخخا‪ ،‬ثخخم أراه‬
‫نخلة قال له‪ :‬على جذع هذه فما زال ميثم رضي ال عنه يتعاهخخد تلخخك النخلخخة‬
‫حتى قطعت وشقت نصفين‪ ،‬فسقف بالنصف منها وبقي النصف الخخخر‪ ،‬فمخخا‬
‫زال يتعاهخخد النصخخف ويصخخلي فخخي ذلخخك الموضخخع ويقخخول لبعخخض جيخخران‬
‫الموضع‪ :‬يا فلن إني اريد أن اجاورك عخخن قريخخب فأحسخخن جخخواري‪ ،‬فيقخخول‬
‫ذلك الرجل في نفسه‪ :‬يريخخد ميثخخم أن يشخختري دارا فخي جخخواري‪ ،‬ول يعلخخم مخا‬
‫يريد بقوله‪ ،‬حتى قبض أمير المؤمنين عليه السلم وظفر معاوية و أصحابه‪،‬‬
‫واخذ ميثم فيمن اخذ‪ ،‬وأمر معاوية بصلبه فصلب على ذلخخك الجخخذع فخخي ذلخخك‬
‫المكان‪ ،‬فلما رأى ذلك الرجل أن ميثما قد صلب في جواره قخخال‪ :‬إنخخا لخ وإنخخا‬
‫إليه راجعون‪ ،‬ثم أخبر الناس بقصة ميثم وما قاله فخخي حيخخاته‪ ،‬ومخخا زال ذلخخك‬
‫الرجل يتعاهده‬

‫)‪ (1‬معرفة اخبار الرجال‪ 51 :‬و ‪ (2) .52‬في المصدر‪ :‬الصيارفة‪.‬‬

‫]‪[139‬‬

‫ويكنس تحت الجذع ويبخره ويصلي عنده ويكرر الرحمة عليه رضخخي الخ عنخخه‪(1) .‬‬
‫‪ - 20‬كشف‪ :‬من دلئل الحميري‪ ،‬عن إسخخحاق بخخن عمخخار قخخال سخخمعت العبخخد‬
‫الصالح ينعى إلى رجل نفسه فقلت في نفسي‪ :‬وإنه ليعلم مخختى يمخخوت الرجخخل‬
‫من شيعته فالتفت إلي شبه المغضب فقال‪ :‬يا إسحاق قد كان الرشيد الهجخخري‬
‫‪ -‬وكان من المستضعفين ‪ -‬يعلم علم المنايا والبليا‪ ،‬والمام )‪ (2‬أولى بخخذلك‪،‬‬
‫يا إسحاق اصنع ما أنخخت صخخانع فعمخخرك قخخد فنخخي وأنخخت تمخخوت إلخخى سخخنتين‪،‬‬
‫وإخوتك وأهل بيتك ل يلبثون من بعدك إل يسيرا حتى تفترق كلمتهم ويخون‬
‫بعضهم بعضا ويصخخيرون لخخوانهم ومخن يعرفهخم رحمخة حخختى يشخمت بهخخم‬
‫عدوهم‪ ،‬قال إسحاق‪ :‬فإني أستغفر الخ ممخخا عخخرض فخخي صخخدري‪ ،‬فلخخم يلبخخث‬
‫إسحاق بعد هذا المجلس إل سنتين حتى مات‪ ،‬ثم ما ذهبت اليام حتى قام بنو‬
‫عمار بأموال الناس وأفلسوا أقبح إفلس رآه الناس‪ ،‬فجاء ما قال أبخخو الحسخخن‬
‫عليه السلم فيهم ما غادر قليل ول كثيرا )‪ - 21 .(3‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن جميل‪ ،‬عن محمد بن مروان قخخال‪ :‬قخخال لخخي أبخخو عبخخد الخ‬
‫عليه السلم‪ ،‬ما منع ميثم رحمه ال من التقية ؟ فوال لقخخد علخخم أن هخخذه اليخخة‬
‫نزلت في عمار وأصحابه " إل من اكره وقلبه مطمئن باليمان )‪ ." (4‬أقخخول‬
‫قد مر كثير من أخبارهم في باب إخبار أمير المؤمنين عليه السلم بالكائنات‪.‬‬
‫‪ - 22‬ختص‪ :‬جعفخخر بخخن الحسخخين‪ ،‬عخخن ابخخن الوليخخد‪ ،‬عخخن الصخخفار‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫عيسى عن عثمخان بخن عيسخى‪ ،‬عخن أبخي الجخارود قخال‪ :‬سخمعت القنخوا بنخت‬
‫الرشيد الهجري تقول‪ :‬قال أبخخي‪ :‬يخخا بنيخخة أميخختي الحخخديث بالكتمخخان‪ ،‬واجعلخخي‬
‫القلب مسكن المانة‪ .‬وعن قنوا قالت‪ :‬قلت لبي‪ :‬مخخا أشخخد اجتهخخادك ! قخخال يخخا‬
‫بنية‪ :‬يأتي قوم بعدنا بصائرهم‬

‫)‪ (1‬الروضة‪ (2) .5 :‬في المصخخدر‪ :‬فالمخخام‪ (3) .‬كشخخف الغمخخة‪ (4) .251 :‬اصخخول‬
‫الكافي )الجزء الثاني من الطبعة الحديثة(‪ .220 :‬والية فخخي سخخورة النحخخل‪:‬‬
‫‪.106‬‬

‫]‪[140‬‬

‫في دينهم أفضل من اجتهادنا )‪ - 23 .(1‬ختص‪ :‬جعفر‪ ،‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪،‬‬
‫عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عخخن عبخخد الكريخخم يرفعخخه إلخخى رشخخيد‬
‫الهجري قال‪ :‬لما طلب زياد أبو عبيد ال رشيد الهجري اختفى رشخخيد‪ ،‬فجخخاء‬
‫ذات يوم إلى أبي أراكة وهو جالس على بابه في جماعة من أصحابه‪ ،‬فخخدخل‬
‫منزل أبي أراكة ففزع لذلك أبو أراكخة وخخاف‪ ،‬فقخام فخدخل فخي أثخره‪ ،‬فقخال‪:‬‬
‫ويحك قتلتني وأيتمت ولدي وأهلكتهم‪ ،‬قخخال‪ :‬ومخخا ذاك ؟ قخخال‪ :‬أنخخت مطلخخوب‪،‬‬
‫وجئت حتى دخلت داري‪ ،‬وقد رآك من كان عندي‪ ،‬فقال‪ :‬ما رأني أحد منهم‪،‬‬
‫قال‪ :‬وتسخربي أيضا فأخذه وشده كتافا ثم أدخلخخه بيتخخا وأغلخخق عليخخه بخخابه‪ ،‬ثخخم‬
‫خرج إلى أصحابه فقال لهم‪ :‬إنه خيل إلي أن رجل شيخا قد دخل داري آنفخخا‪،‬‬
‫قالوا ما رأينا أحدا‪ ،‬فكرر ذلك عليهم كل ذلك يقولون‪ :‬مخخا رأينخخا أحخخدا فسخخكت‬
‫عنهخخم‪ ،‬ثخخم إنخخه تخخخوف أن يكخخون قخخد رآه غيرهخخم‪ ،‬فخخذهب إلخخى مجلخخس زيخخاد‬
‫ليتجسس هل يذكرونه‪ ،‬فإن هم أحسوا بخخذلك أخخخبرهم أنخخه عنخخده ودفعخخه إليهخخم‬
‫فسلم على زياد وقعد عنده‪ ،‬وكان الذي بينهما لطيف‪ ،‬قال‪ :‬فبينا هخخو كخخذلك إذ‬
‫أقبل الرشيد على بغلة أبي أراكة مقبل نحو مجلس زياد‪ ،‬فلمخخا نظخخر إليخخه أبخخو‬
‫أراكة تغير وجههه وأسقط في يخخده وأيقخخن بخخالهلك‪ ،‬فنخخزل رشخخيد عخخن البغلخخة‬
‫وأقبل إلى زياد فسلم عليه‪ ،‬فقام إليه زياد فاعتنقه فقبله‪ ،‬ثم أخذ يسخخائله‪ :‬كيخخف‬
‫قدمت ؟ وكيف من خلفت ؟ وكيف كنت في مسيرك ؟ وأخخخذ لحيتخخه ثخخم مكخخث‬
‫هنيئة ثم قام فذهب‪ ،‬فقال أبو أراكة لزياد‪ :‬أصلح ال المير من هخخذا الشخخيخ ؟‬
‫قال‪ :‬هذا أخ من إخواننا من أهل الشام قدم علينا زائرا‪ ،‬فانصرف أبخخو أراكخخة‬
‫إلى منزله فإذا رشيد بالبيت كما تركه‪ ،‬فقال له أبو أراكة‪ :‬أما إذا كخخان عنخخدك‬
‫من العلم كل ما أرى فاصنع ما بدالك‪ ،‬وادخل علينا كيف شئت )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪ (2) .78 :‬الختصاص‪ 78 :‬و ‪.79‬‬

‫]‪[141‬‬

‫‪) .123‬باب( * )حخخال الحسخخن البصخخري( * ‪ - 1‬ج‪ :‬عخخن ابخخن عبخخاس قخخال‪ :‬مخخر أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم بالحسن البصري وهخخو يتوضخخأ‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا حسخخن أسخخبغ‬
‫الوضوء‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمير المخخؤمنين لقخخد قتلخخت )‪ (1‬بخخالمس اناسخخا يشخخهدون أن‬
‫لإله إل ال وحده ل شريك له وأن محمخخدا عبخخده ورسخخوله‪ ،‬يصخخلون الخمخخس‬
‫ويبغون الوضوء‪ ،‬فقال له أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬قد كخخان مخخا رأيخخت فمخخا‬
‫منعك أن تعين علينا عخدونا ؟ فقخال‪ :‬والخ لصخخدقنك يخخا أميخر المخؤمنين‪ ،‬لقخخد‬
‫خرجت في أول يوم فاغتسلت وتحنطت وصببت علي سلحي‪ ،‬وأنا ل أشخخك‬
‫في أن التخلف عن ام المؤمنين عائشة هو الكفر‪ ،‬فلما انتهيت إلى موضع من‬
‫الخريبة )‪ (2‬نادى مناد‪ :‬يا حسن إلى أيخخن ؟ ارجخخع فخخإن القاتخخل والمقتخخول فخخي‬
‫النار‪ ،‬فرجعت زعرا وجلست فخخي بيخختي فلمخخا كخخان اليخخوم الثخخاني لخخم أشخخك أن‬
‫التخلف عن ام المؤمنين عائشة هو الكفر‪ ،‬فتحنطخخت وصخخببت علخخي سخخلحي‬
‫وخرجت إلى القتال )‪ (3‬حتى انتهيت إلى موضع مخخن الخريبخخة فنخخاداني منخخاد‬
‫من خلفي‪ :‬يا حسن إلى أين ؟ مرة بعد اخرى‪ ،‬فإن القاتل والمقتول في النخخار‪،‬‬
‫قال علي عليه السلم‪ :‬صدقت أفتدري من ذلك المنادي ؟ قخخال‪ :‬ل‪ ،‬قخخال عليخخه‬
‫السلم‪ :‬ذاك أخوك إبليس وصدقك‪ ،‬إن القاتل منهم والمقتول فخي النخخار‪ ،‬فقخال‬
‫الحسن البصري‪ :‬الن عرفت يا أمير المؤمنين أن القوم هلكخخى )‪ - 2 .(4‬ج‪:‬‬
‫عن أبي يحيى الواسطي قال‪ :‬لما افتتح أمير المؤمنين عليه السلم البصرة‬

‫)‪ (1‬في )ك(‪ :‬فنيت‪ (2) .‬الخريبة مصغرا موضع بالبصرة عندها كانت وقعة الجمخخل‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬اريد القتال‪ (4) .‬الحتجاج‪(*) .92 :‬‬
‫]‪[142‬‬

‫اجتمع الناس عليه وفيهم الحسن البصري ومعه اللواح‪ ،‬فكان كلما لفظ أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم بكلمة كتبها‪ ،‬فقال له أمير المؤمنين عليه السخخلم بخخأعلى صخخوته‪:‬‬
‫ما تصنع ؟ قال نكتب آثاركم لنحخدث بهخا بعخدكم‪ ،‬فقخال أميخر المخؤمنين عليخه‬
‫السلم‪ :‬أما إن لكل قوم سامريا وهذا سامري هذه المة إل أنخخه ل يقخخول‪ " :‬ل‬
‫مساس " ولكنه يقول‪ :‬ل قتال )‪ - 3 .(1‬ج‪ :‬عن عبد ال بن سليمان قال‪ :‬كنت‬
‫عند أبي جعفر عليه السلم فقال له رجخخل مخن أهخل البصخخرة يقخال لخخه عثمخخان‬
‫العمى‪ :‬إن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم تؤذي ريح بطونهم‬
‫من يدخل النار‪ ،‬فقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬فهلك إذا مؤمن آل فرعون وال خ‬
‫مدحه بذلك‪ ،‬ومخخا زال العلخخم مكتومخخا منخخذ بعخخث الخ عزوجخخل رسخخوله نوحخخا‪،‬‬
‫فليذهب الحسن يمينا وشمال‪ ،‬فوال ما يوجد العلم إل ههنا )‪ .(2‬كخخا‪ :‬الحسخخين‬
‫بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن عبد الخ مثلخخه )‬
‫‪ - 4 .(3‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن المؤدب‪ ،‬عن أحمد الصبهاني‪ ،‬عن الثقفي‪ ،‬عن قتيبة‬
‫بن سعيد‪ ،‬عن عمرو بن غزوان‪ ،‬عخخن أبخخي مسخخلم قخخال‪ :‬خرجخخت مخخع الحسخخن‬
‫البصري وأنس بخخن مالخخك حخختى أتينخخا بخخاب ام سخخلمة‪ ،‬فقعخخد أنخخس علخخى البخخاب‬
‫ودخلت مع الحسن البصري‪ ،‬فسمعت الحسخخن البصخخري وهخخو يقخخول‪ :‬السخخلم‬
‫عليك يا اماه ورحمة ال و بركاته‪ ،‬فقالت له‪ :‬وعليك السلم من أنت يا بني ؟‬
‫فقخخال‪ :‬أنخخا الحسخخن البصخخري‪ ،‬فقخخالت‪ :‬فيمخخا جئت يخخا حسخخن ؟ فقخخال لهخخا‪ :‬جئت‬
‫لتحدثيني بحديث سمعتيه من رسول ال صلى ال عليه واله في علي بن أبخخي‬
‫طالب عليه السلم فقالت ام سلمة‪ :‬وال لحخخدثنك بحخخديث سخخمعته اذنخخاي )‪(4‬‬
‫من رسول ال صلى ال عليه والخخه وإل فصخخمتا‪ ،‬ورأتخخه عينخخاي وإل فعميتخخا‪،‬‬
‫ووعاه قلبي و إل فطبع ال عليه‪ ،‬وأخرس لساني إن لخخم أكخخن سخخمعت رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه واله يقول لعلي‬

‫)‪ (1‬الحتجخخاج‪ (2) .92 :‬الحتجخخاج‪ (3) .180 ،‬اصخخول الكخخافي )الجخخزء الول مخخن‬
‫الطبعة الحديثة(‪ (4) .51 :‬في )ك(‪ :‬سمعته اذناك‪.‬‬

‫]‪[143‬‬

‫ابن أبي طالب عليه السلم يا علي‪ :‬ما من عبد لقخخي الخ يخخوم يلقخخاه جاحخخدا لوليتخك إل‬
‫لقي ال بعبادة صنم أو وثن‪ ،‬قال‪ :‬فسمعت الحسن البصخخري وهخخو يقخخول‪ :‬أل خ‬
‫أكبر أشهد أن عليا مولي ومولى المؤمنين‪ ،‬فلما خرج قال له أنس بن مالخك‪:‬‬
‫مالي أراك تكبر ؟ قال‪ :‬سألت امنا ام سخخلمة أن تحخخدثيني بحخخديث سخخمعته مخخن‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله في علي‪ ،‬فقالت لي كذاو كذا‪ ،‬فقلت‪ :‬ألخ أكخخبر‬
‫أشهد أن عليا مولي ومولى كل مؤمن‪ ،‬قال‪ :‬فسمعت عند ذلك أنس بن مالخخك‬
‫وهو يقول‪ :‬أشهد على رسول ال صلى الخ عليخخه والخخه أنخخه قخخال هخخذه المقالخخة‬
‫ثلث مرات أو أربع مخخرات )‪ - 5 .(1‬يخخج‪ :‬روي أن عليخخا عليخخه السخخلم أتخخى‬
‫الحسن البصري يتوضأ في ساقية‪ ،‬فقال‪ :‬أسبغ طهورك يالفتى‪ ،‬قال لقد قتلخخت‬
‫بالمس رجال كانوا يسبغون الوضوء‪ ،‬قال‪ :‬وإنك لحزين عليهم ؟ قال‪ :‬نعخخم‪،‬‬
‫قال‪ :‬فأطال ال حزنك‪ .‬قال أيوب السجستاني‪ :‬فما رأينا الحسن قط إل حزينخخا‬
‫كأنه يرجع عن دفن حميم أو خربندج ضل حماره‪ ،‬فقلت له ]في[ ذلخخك فقخخال‪:‬‬
‫عمل في دعوة الرجل الصالح‪ ،‬ولفختى بالنبطيخة الشخيطان وكخانت امخه سخمته‬
‫بذلك ودعته في صغره‪ ،‬فلم يعرف ذلك أحد حتى دعاه به علي عليه السلم )‬
‫‪ - 6 .(2‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن صالح بن السندي‪ ،‬عن جعفر بن بشير‪ ،‬عن‬
‫خالد بن عمارة‪ ،‬عن سخدير الصخيرفي قخال‪ :‬قلخت لبخي جعفخر عليخه السخلم‪:‬‬
‫حديث بلغني عن الحسن البصري فإن كان حقخا فإنخا لخ وإنخا إليخه راجعخون‪،‬‬
‫قال‪ :‬وما هو ؟ قلت‪ :‬بلغني أن الحسن البصري كان يقول‪ :‬لو غل دماغه مخخن‬
‫حر الشمس ما استظل بحائط صيرفي‪ ،‬ولو تفرث )‪ (3‬كبده عطشا لم يستسق‬
‫من دار صيرفي ماءا‪ ،‬وهو عملي وتجارتي وفيه نبخخت لحمخخي ودمخخي‪ ،‬ومنخخه‬
‫حجي وعمرتي‪ ،‬فجلس ثم قال‪ :‬كخخذب الحسخخن خخخذ سخخواء وأعخخط سخخواء‪ ،‬فخخإذا‬
‫حضرت الصلة فدع ما بيدك وانهض إلى الصلة‪ ،‬أمخخا علمخخت أن أصخخحاب‬
‫الكهف كانوا صيارفة )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬امالي الصدوق‪ (2) .190 :‬لم نجده في الخرائج المطبوع‪ (3) .‬أي تشقق وانتثر‪.‬‬
‫)‪ (4‬فروع الكافي )الجزء الخامس من الطبعة الحديثة(‪ 113 :‬و ‪.114‬‬

‫]‪[144‬‬

‫أقول‪ :‬قال السيد المرتضى في كتاب الغرر والخخدرر‪ :‬روى أبخخو بكخخر الهخخذلي أن رجل‬
‫قال للحسن‪ :‬يا أبا سعيد إن الشيعة تزعم أنك تبغض عليا عليخخه السخخلم فخخأكب‬
‫يبكي طويل ثم رفع رأسه فقخخال‪ :‬لقخخد فخخارقكم بخخالمس رجخخل كخخان سخخهما مخخن‬
‫مرامي ال )‪ (1‬عزوجل على عدوه‪ ،‬رباني هذه المخخة‪ ،‬ذو شخخرفها وفضخخلها‪،‬‬
‫ذو قرابة من النبي صلى ال عليه واله )‪ (2‬قريبة‪ ،‬لم يكن بالنؤومة عخخن أمخخر‬
‫ال تعالى ول بالغافل عخن حخق الخ تعخالى‪ ،‬ول السخروقة )‪ (3‬مخن مخال الخ‪،‬‬
‫أعطى القخخرآن عزائمخخه فخخي مخخاله وعليخخه فأشخخرف منهخخا علخخى ريخخاض مونقخخة‬
‫وأعلم بينة‪ ،‬ذاك ابن أبي طالب عليه السلم يالكع‪ .‬وكان الحسخخن إذا أراد أن‬
‫يحدث في زمن بني امية عن علي عليه السخخلم قخخال‪ :‬قخخال أبخخو زينخخب‪ .‬وأتخخى‬
‫علي بن الحسين عليهما السلم يوما الحسن البصري وهو يقص عند الحجر‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أترضى يا حسن نفسك للموت ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فعملخخك للحسخخاب ؟ قخخال‪:‬‬
‫ل قال‪ :‬فثم دار للعمل غير هذه )‪ (4‬قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فلله في الرض )‪ (5‬معخخاذ‬
‫غير هذا البيت ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قخخال‪ :‬فلخخم تشخخغل النخخاس عخخن الطخخواف )‪ .(6‬أقخخول‪:‬‬
‫سيأتي احتجاج الحسن بخخن علخخي واحتجخخاج علخخي بخخن الحسخخين عليهخخم السخخلم‬
‫عليه‪ ،‬وكذا احتجاج الباقر عليه السلم عليه‪ ،‬وقد مضخخى فخخي بخخاب مخخا جخخرى‬
‫من فضائل أهل البيت عليهم السلم على لسان أعدائهم وباب جوامخخع منخخاقب‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم وفي باب كتمان العلم‪ ،‬بعض أحواله‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬من مرامي ربنا‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وذو قرابة مخخن رسخخول ال خ )‪(3‬‬
‫في المصدر‪ :‬ول بالسخخروقة‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬غيخخر هخخذه الخخدار‪ (5) .‬فخخي‬
‫المصخخدر‪ :‬فخخي ارضخخه‪ (6) .‬الغخخرر والخخدرر ‪ .162 :1‬وفيخخه و )خ(‪ :‬عخخن‬
‫التطواف‪.‬‬

‫]‪[145‬‬

‫‪) .124‬باب( * )أحوال سائر أصحابه عليه السخخلم وفيخخه أحخخوال( * * )عبخخد الخ بخخن‬
‫العباس( * ‪ - 1‬ل‪ :‬الحسن بن محمد بن يحيى العلوي‪ ،‬عخخن جخخده‪ ،‬عخخن داود‪،‬‬
‫عن عيسى بن عبد الرحمن بن صالح‪ ،‬عن أبي مالك الجهني‪ ،‬عخخن عمخخر بخخن‬
‫بشير قال‪ :‬قلت لبي إسحاق‪ :‬متى ذل الناس ؟ قال‪ :‬حيخخن قتخخل الحسخخين عليخخه‬
‫السخخلم وادعخخى زيخخاد وقتخخل حجخخر بخخن عخخدي )‪ - 2 .(1‬ن‪ :‬ابخخن الوليخخد‪ ،‬عخخن‬
‫الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن البزنطي قال‪ :‬قال الرضا عليه السلم‪ :‬يا أحمد‬
‫إن أمير المؤمنين أتى صعصعة بن صوحان يعوده في مرضه فخخافتخر علخخى‬
‫الناس بذلك‪ ،‬فل تذهبن نفسك إلى الفخر‪ ،‬وتذلل ل عزوجخخل‪ ،‬وسخخيأتي الخخخبر‬
‫بتمامه فخخي بخخاب معجخخزات الرضخخا عليخخه السخخلم )‪ - 3 .(2‬مخخا‪ :‬المفيخخد‪ ،‬عخخن‬
‫الجعابي‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن أحمد بن عبد الحميد‪ ،‬عن محمد بخخن عمخخرو بخخن‬
‫عتبة‪ ،‬عن الحسن بن المبارك‪ ،‬عن العباس بن عامر‪ ،‬عخخن مالخخك الحمسخخي‪،‬‬
‫عن سعد بن طريف‪ ،‬عن الصبغ بن نباتة قخال‪ :‬كنخت أركخع عنخد بخاب أميخر‬
‫المؤمنين عليه السلم وأنا أدعو ال إذ خرج أمير المؤمنين عليه السلم فقال‪:‬‬
‫يا أصبغ ! قلت‪ :‬لبيك‪ ،‬قال‪ :‬أي شئ كنت تصنع ؟ قلت‪ :‬ركعخخت وأنخخا أدعخخو )‬
‫‪ (3‬قال‪ :‬أفل اعلمك دعاء سمعته من رسول ال صلى ال عليخه والخه ؟ قلخت‪:‬‬
‫بلى‪ ،‬قال‪ :‬قل‪ " :‬الحمد ل على ما كان‪،‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .85 :1‬عيون الخبار‪ (3) .333 :‬في )ك(‪ :‬وأنا أدعو ال‪.‬‬

‫]‪[146‬‬

‫والحمد ل على كل حال " ثم ضرب بيده اليمنى على منكبي اليسر وقخخال‪ :‬يخخا أصخخبغ‬
‫لئن ثبتت قدمك وتمت وليتك وانبسطت يدك فال أرحم بخخك مخخن نفسخخك )‪.(1‬‬
‫‪ - 4‬ما‪ :‬المفيد عن عمر بن محمد الزيات‪ ،‬عن علي بخخن العبخخاس‪ ،‬عخخن أحمخخد‬
‫بن منصور‪ ،‬عن عبد الرزاق‪ ،‬عن ابن عيينة‪ ،‬عن عمار الدهني قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا الطفيل يقول‪ :‬جاء المسيب بن نجية إلى أمير المؤمنين علخخي عليخخه السخخلم‬
‫متلببا )‪ (2‬بعبدال بن سبا فقال لخخه أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬مخخا شخخأنك ؟‬
‫فقال‪ :‬يكذب على ال وعلخخى رسخخوله‪ ،‬فقخخال‪ :‬مخخا يقخخول ؟ قخخال‪ (3) :‬فلخخم أسخخمع‬
‫مقالة المسيب وسخخمعت أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم يقخخول‪ :‬هيهخخات هيهخخات‬
‫الغضب‪ ،‬ولكن يأتيكم راكب الدغيلة يشد حقوها بوضينها‪ ،‬لم يقخض تفثخخا مخن‬
‫حج ول عمرة فيقتلوه‪ .‬يريد بذلك الحسين بن علي عليهمخخا السخخلم )‪- 5 .(4‬‬
‫ما‪ :‬ابن الصلت‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن عباد‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن أبيخخه‪ ،‬عخخن مطخخرف‬
‫عن الشعبي‪ ،‬عن صعصعة بن صخخوحان قخخال‪ :‬عخخادني أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم في مرض ثم قال‪ :‬انظر فل تجعلن عيخخادتي إيخخاك فخخخرا علخخى قومخخك‪،‬‬
‫الخبر )‪ .(5‬ب‪ :‬ابن عيسى وابن أبي الخطاب عن البزنطي عن الرضا عليخخه‬
‫السلم مثله )‪ - 6 .(6‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن الكميداني‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن أبخخي‬
‫نجران‪ ،‬عن جعفر بن محمد الكوفي‪ ،‬عن عبيد السمين )‪ (7‬عن ابن طريخخف‪،‬‬
‫عن ابن نباتة قال‪ :‬بينا أمير المؤمنين عليه السلم يخطب الناس وهخخو يقخخول‪:‬‬
‫سلوني قبل أن تفقدوني‪ ،‬فوال ل تسألوني عن شئ مضى ول عن شئ يكخخون‬
‫إل نبأتكم به‪ ،‬فقام إليه سعد بن أبي‬

‫)‪ (1‬امخخالي الشخيخ‪ 108 :‬و ‪ (2) .109‬تلبخب للقتخال‪ :‬تشخمر وتحخخزم )‪ (3‬أي قخال ابخو‬
‫الطفيل‪ (4) .‬امالي الشيخ‪ .144 :‬وقد أوردها المصخخنف فخخي بخخاب معجخخزات‬
‫كلمه عليه السلم عن المناقب مع توضيحه‪ ،‬راجع ج ‪ 41‬ص ‪(5) .314‬‬
‫امالي الشيخ‪ (6) .221 :‬قرب السناد‪ (7) .167 :‬فخخي المصخخدر‪ :‬عبيخخدال‬
‫السمين‪.‬‬

‫]‪[147‬‬

‫وقاص فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين أخبرني كم في رأسي ولحيتي من شعرة‪ ،‬فقال لخخه‪ :‬أمخخا‬
‫وال لقد سألتني عن مسألة حدثني خليلي رسول ال صلى ال عليه والخخه أنخخك‬
‫ستسألني عنها‪ ،‬وما في رأسخخك ولحيتخخك مخخن شخخعرة إل وفخخي أصخخلها شخخيطان‬
‫جالس‪ ،‬وإن في بيتك لسخل يقتل الحسين ابني‪ ،‬وعمر بن سخخعد يخخومئذ يخخدرج‬
‫بين يديه )‪ - 7 .(1‬شا‪ ،‬يج‪ :‬روي أن أمير المخخؤمنين صخخلوات الخ عليخخه قخخال‬
‫بخذي قخار وهخو جخالس لخخذ البيعخة‪ :‬يخأتيكم مخن قبخل الكوفخة ألخف رجخل‪ ،‬ل‬
‫يزيدون رجل ول ينقصون رجل يبخخايعوني علخخى المخخوت‪ ،‬قخخال ابخخن عبخخاس‪:‬‬
‫فجزعت لذلك وخفت أن ينقص القوم من لعدد أو يزيخخدوا عليخخه فيفسخخد المخخر‬
‫علينا‪ ،‬وإني احصخخي القخخوم فاسخختوفيت )‪ (2‬عخخددهم تسخخع مخخائة رجخخل وتسخخعة‬
‫وتسعين رجل‪ ،‬ثم انقطع مجيئ القوم فقلت‪ :‬إنا ل و إنخخا إليخخه راجعخخون‪ ،‬مخخاذا‬
‫حمله على ما قال ؟ فبينما أنا مفكر في ذلخخك إذ رأيخخت شخصخخا قخخد أقبخخل حخختى‬
‫دنا‪ ،‬وهو رجل عليه قباء صوف ومعه سيف وترس وإداوة‪ .‬فقرب مخخن أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم فقال‪ :‬امدد يديك لبايعك‪ ،‬قال علي عليه السلم‪ :‬وعلى‬
‫ما تبايعني ؟ قال‪ :‬على السمع والطاعة والقتال بين يديك حتى أموت أو يفتخخح‬
‫ال عليك‪ ،‬فقال‪ :‬ما اسمك ؟ فقال‪ :‬اويس‪ ،‬قال‪ :‬أنت اويس القرني ؟ قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫قال‪ :‬ال أكبر فإنه أخبرني حبيبي رسول ال صلى ال عليخخه والخخه أنخخي أدرك‬
‫رجل من امته يقال له اويس القرني‪ ،‬يكون من حخخزب ال خ ورسخخوله‪ ،‬يمخخوت‬
‫على الشهادة‪ ،‬يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر‪ ،‬قال ابخخن عبخخاس‪ :‬فسخخري‬
‫عنا )‪ - 8 .(3‬يج‪ :‬من معجزاته عليه السلم أنه لما بلغخخه مخخا صخخنع بشخخر بخخن‬
‫أرطاة باليمن قال عليه السلم‪ :‬اللهم إن بشرا باع دينه بالخخدنيا‪ ،‬فاسخخلبه عقلخخه‪،‬‬
‫فبقي بشر حتى اختلط‪ ،‬فاتخذ له سيف من خشب يلعب به حخختى مخخات‪ .‬ومنهخخا‬
‫قوله عليه السلم لجويرية بن مسهر‪ :‬لتعتلن‬

‫)‪ (1‬امالي الصدوق‪ .81 :‬ودرج الصبى‪ :‬مشى‪ (2) .‬في الرشاد‪ :‬فيفسد المر علينخخا‪،‬‬
‫ولم أزل مهموما دأبخخي احصخخاء القخخوم حخختى ورد أوائلهخخم فجعلخخت احصخخيهم‬
‫فاستوفيت ا‍ه‪ (3) .‬الرشاد‪ 149 :‬ولم نجده والروايات الثلثة المنقولة بعده‬
‫عن الخرائج في المطبوع منه‪.‬‬

‫]‪[148‬‬

‫إلى العتل الزنيم‪ ،‬وليقطعن يدك ورجلك‪ ،‬ثم ليصلبنك‪ ،‬ثم مضى دهر حتى ولخخي زيخخاد‬
‫في أيام معاوية‪ ،‬فقطع يده ورجله ثم صلبه‪ - 9 .‬يج‪ :‬روى طلحخخة بخخن عميخخرة‬
‫قال‪ :‬نشد علي عليه السلم الناس في قول النبي صخخلى الخ عليخخه والخخه " مخخن‬
‫كنت موله فعلي موله " فشهد اثنا عشر رجل من النصار وأنس بخخن مالخخك‬
‫حاضر لم يشهد‪ ،‬فقخخال علخخي عليخخه السخخلم‪ :‬يخخا أنخخس مخخا منعخخك أن تشخخهد وقخخد‬
‫سمعت ما سمعوا ؟ قال‪ :‬كبرت ونسيت‪ ،‬فقال له عليه السلم‪] ،‬اللهم[ إن كان‬
‫كاذبا فاضربه ببياض أو بوضح ل تواريه العمامة‪ ،‬قخخال أبخخو عميخخرة‪ :‬فأشخخهد‬
‫بال لقد رأيته )‪ (1‬بيضاء بين عينيه‪ - 10 .‬يج‪ :‬روي عن زيد بن أرقخخم قخخال‪:‬‬
‫نشد علي عليه السلم الناس فخخي المسخخجد فقخخال‪ :‬أنشخخد رجل سخخمع مخخن النخخبي‬
‫صلى ال عليه واله يقول‪ " :‬من كنت موله فعلي مخخوله اللهخخم وال مخخن واله‬
‫وعاد من عاداه " فقام اثنا عشخخر بخخدريا سخختة مخخن الجخخانب اليمخخن وسخختة مخخن‬
‫الجانب اليسر فشهدوا بذلك‪ ،‬قال زيد وكنت فيمن سمع ذلخخك فكتمتخخه‪ ،‬فخخذهب‬
‫ال ببصري‪ ،‬وكان يتندم على ما فاته من الشهادة ويسخختغفر‪ - 11 .‬شخخا‪ :‬روى‬
‫العلماء أن جويرية بن مسهر وقف على باب القصر فقال‪ :‬أين أمير المؤمنين‬
‫؟ فقيل له‪ :‬نائم‪ ،‬فنادى‪ :‬أيها النائم استيقظ‪ ،‬فوالذي نفسي بيده لتضربن ضربة‬
‫على رأسك تخضب منها لحيتخخك كمخخا أخبرتنخخا بخخذلك مخخن قبخخل‪ ،‬فسخخمعه أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم فنادى‪ :‬أقبخخل يخخا جويريخخة حخختى احخخدثك بحخخديثك‪ ،‬فأقبخخل‬
‫فقال‪ :‬أنت والذي نفسي بيده لتعتلن إلى العتل الزنيم‪ ،‬وليقطعن يدك ورجلخخك‪،‬‬
‫ثم لتصلبن تحت جذع كافر‪ ،‬فمضى على ذلك الدهر حتى ولي زياد فخخي أيخخام‬
‫معاوية فقطع يده ورجله‪ ،‬ثم صلبه إلى جذع ابن معكبر‪ ،‬وكان جذعا طويل‪،‬‬
‫فكان تحته )‪ - 12 .(2‬شا‪ :‬روى جرير عن المغيرة قخخال‪ :‬لمخخا ولخخي الحجخخاج‬
‫طلب كميل بن زياد‪ ،‬فهرب منه‪ ،‬فحرم قومه عطخخاهم‪ ،‬فلمخخا رأى كميخخل ذلخخك‬
‫قال‪ :‬أنا شيخ كبير و‬

‫)‪ (1‬في )م و )خ(‪ :‬رأيتها‪ (2) .‬الرشاد‪ .152 :‬وفيه ابن مكعبر‪.‬‬

‫]‪[149‬‬

‫قد نفد عمري ل ينبغي أن أحرم قومي )‪ (1‬عطاهم‪ ،‬فخرج فدفع بيده إلى الحجاج فلمخا‬
‫رآه قال له‪ :‬لقد كنت احب أن أجد عليخخك سخخبيل‪ ،‬فقخخال لخخه كميخخل‪ :‬ل تصخخرف‬
‫علي أنيابك ول تهدم علي‪ ،‬فوال ما بقي من عمري إل مثخخل كواهخخل الغبخخار‪،‬‬
‫فاقض ما أنت قاض‪ ،‬فإن الموعد ال‪ ،‬وبعد القتل الحساب‪ ،‬ولقد خبرني أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم أنك قاتلي‪ ،‬فقال )‪ (2‬له الحجاج‪ :‬الحجة عليك إذا‪ ،‬فقال‬
‫له كميل‪ :‬ذاك إذا كان القضاء إليك‪ ،‬قال‪ :‬بلى قد كنخخت فيمخخن قتخخل عثمخخان بخخن‬
‫عفخخان‪ ،‬اضخخربوا عنقخخه فضخخربت عنقخخه )‪ .(3‬بيخخان‪ :‬الصخخريف‪ :‬صخخوت نخخاب‬
‫البعير‪ .‬وتهدم عليه غضبا‪ :‬توعده‪ ،‬وكواهل الغبخخار‪ :‬أوائلخخه‪ ،‬شخخبه عمخخره فخخي‬
‫سرعة انقضائه بالغبار وبقيته بأوائله‪ ،‬فخإن مقخخدم الغبخار يحخدث بعخخد مخؤخره‬
‫ويسكن بعده‪ ،‬أو شبه بقيخخة العمخخر فخخي سخخرعة انقضخخائه بخخأول مخخا يحخخدث مخخن‬
‫الغبار‪ ،‬فإنه يسكن قبل ما يحدث آخرا‪ ،‬والول أبلغ وأكمخخل‪ - 13 .‬شخخى‪ :‬عخخن‬
‫عمرو بن أبي المقدام‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخخن رجخخل مخخن النصخخار قخخال‪ :‬خرجخخت أنخخا‬
‫والشعث الكندي وجرير البجلي حتى إذا كنا بظهخخر الكوفخخة بخخالفرس مخخر بنخخا‬
‫ضب‪ ،‬فقال الشعث وجرير‪ :‬السلم عليخخك يخخا أميخخر المخخؤمنين ‪ -‬خلفخخا علخخى‬
‫علي بن أبي طالب عليه السخخلم ‪ - -‬فلمخخا خخخرج النصخخاري قخخال لعلخخي عليخخه‬
‫السلم‪ ،‬فقال علي عليه السلم‪ :‬دعهما فهو إمامهما يوم القيامة‪ ،‬أما تسمع إلى‬
‫ال وهو يقول‪ " :‬نوله ما تولى " )‪ - 14 .(4‬شى‪ :‬عن أبي الطفيل عامر بخخن‬
‫واثلة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬جاء رجل إلى أبخخي فقخال‪ :‬ابخخن عبخخاس‬
‫يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت وفيمن نزلخخت‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فسله فيمن نزلت‪ " :‬ومن كان في هذه أعمى فهو في‬

‫)‪ (1‬أي اسبب حرمانهم‪ .‬وفى )ك(‪ :‬قوما‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬قال‪ :‬فقال‪ (3) .‬الرشخخاد‪:‬‬
‫‪ 154‬و ‪ (4) .155‬تفسخخير العياشخخي‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪ ،275‬واليخخة فخخي سخخورة‬
‫النساء‪.114 :‬‬

‫]‪[150‬‬

‫الخرة أعمى وأضل سبيل " )‪ (1‬وفيمخخن نزلخخت‪ " :‬ول ينفعكخخم نصخخحي إن أردت أن‬
‫أنصح لكم إن كان ال يريد أن يغويكم " )‪ (2‬وفيمخخن نزلخخت‪ " :‬يخخا أيهخخا الخخذين‬
‫آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا )‪ " (3‬فأتاه الرجل‪ ،‬فغضخخب وقخخال‪ :‬وددت‬
‫أن الذي أمر بهذا واجهني فاسائله‪ ،‬ولكخخن سخخله‪ :‬مخخا العخخرش ؟ ومخختى خلخخق ؟‬
‫وكيف هو ؟ فانصرف الرجل إلى أبي فقال مخا قخال‪ ،‬فقخال‪ :‬وهخل أجابخك فخي‬
‫اليات ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال لكني اجيبك فيها بنور وعلم غير المدعي ول المنتحل‪،‬‬
‫أما الوليان فنزلتا فيه وفي أبيه وأما الخرى فنزلت في أبي وفينا‪ ،‬ولخخم يكخخن‬
‫الرباط الذي أمرنا به بعد‪ ،‬وسيكون من نسلنا المرابط ومخخن نسخخله المرابخخط )‬
‫‪ - 15 .(4‬كش‪ :‬جعفر بن معروف‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم بن عمر اليماني‪ ،‬عن الفضيل بن يسار‪ ،‬عن أبي جعفر عليخخه السخخلم‬
‫مثله‪ ،‬وزاد في آخره بعد الجواب عن سؤال العرش علخخى مخخا سخخيأتي‪ :‬أمخخا إن‬
‫في صلبه وديعة لقد ذرئت لنار جهنم‪ ،‬سيخرجون أقواما من دين الخخ أفواجخخا‬
‫كما دخلوا فيه‪ ،‬وستصبغ الرض من دماء )‪ (5‬الفخخراخ مخخن فخخراخ آل محمخخد‬
‫صلى ال عليه واله تنهض تلك الفراخ في غير وقت وتطلب غير مخا تخدرك‪،‬‬
‫ويرابط الذين آمنوا ويصبرون لما يرون حتى يحكم ال و هو خير الحخخاكمين‬
‫)‪ - 16 .(6‬كش‪ :‬نصر بن الصباح‪ ،‬عن ابخخن عيسخخى‪ ،‬عخخن الهخخوازي‪ ،‬عخخن‬
‫إسماعيل بن بزيع‪ ،‬عن أبي الجارود قخخال‪ :‬قلخخت للصخخبغ بخخن نباتخخة‪ :‬مخخا كخخان‬
‫منزلة هذا الرجل فيكم ؟ قخخال‪ :‬مخخا أدري مخخا تقخخول إل أن سخخيوفنا كخخانت علخخى‬
‫عواتقنا‪ ،‬فمن أومأ إلينا‬

‫)‪ (1‬سورة بنى اسرائيل‪ (2) .72 :‬سورة هود‪ (3) .34 :‬سورة آل عمران‪) .200 :‬‬
‫‪ (4‬تفسير العياشي‪ :‬ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .305‬في المصخخدر‪ :‬بخخدماء‪ (6) .‬معرفخخة‬
‫اخبار الرجال‪ 36 :‬و ‪.37‬‬

‫]‪[151‬‬

‫ضربناه بها‪ ،‬وكان يقول لنا‪ :‬تشرطوا )‪ (1‬فوال مخخا اشخختراطكم لخخذهب ول فضخخة ومخخا‬
‫اشتراطكم إل للموت‪ ،‬إن قوما من قبلكم من بني إسرائيل تشارطوا بينهم فمخخا‬
‫مخخات أحخخد منهخخم حخختى كخخان نخخبي قخخومه أو نخخبي قريتخخه أو نخخبي نفسخخه‪ ،‬وإنكخخم‬
‫لبمنزلتهم غير أنكم لستم بأنبياء )‪ .(2‬بيخخان‪ :‬قخخال الجخخزري‪ :‬شخخرط السخخلطان‪:‬‬
‫نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من جنده‪ ،‬وفي حديث ابن مسخخعود "‬
‫وتشرط شخخرطة للمخخوت ل يرجعخخون إل غخخالبين " الشخخرطة‪ :‬أول طائفخخة مخخن‬
‫الجيش تشهد الوقعة )‪ (3‬وقال الفيروز آبادي‪ :‬الشرطة بالضم‪ :‬هم أول كتيبخخة‬
‫تشهد الحرب وتتهيأ للموت‪ ،‬وطائفخخة مخخن أعخخوان الخخولة‪ ،‬سخخموا بخخذلك لنهخخم‬
‫أعلموا أنفسخخهم بعلمخخات يعرفخخون بهخخا )‪ - 17 .(4‬كخخش‪ :‬محمخخد بخخن مسخخعود‬
‫العياشي وأبو عمرو بن عبد العزيز‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن نصير‪ ،‬عن محمخخد‬
‫بن عيسى‪ ،‬عن أبي الحسن الغزالي )‪ (5‬عن غياث الهمخخداني‪ ،‬عخخن بشخخر بخخن‬
‫عمرو الهمداني قال‪ :‬مر بنا أمير المؤمنين عليه السلم فقال‪ :‬البثخخوا فخخي هخخذه‬
‫الشرطة‪ ،‬فوال ل تلي بعدهم إل شرطة النار إل من عمل بمثل أعمالهم ) ‪.(6‬‬
‫‪ - 18‬كش‪ :‬روي عن أمير المؤمنين عليه السلم أنخخه قخخال لعبخخدال بخخن يحيخخى‬
‫الحضرمي يوم الجمل‪ :‬ابشر ابن يحيى فإنك وأبوك من شرطة الخميس حقا‪،‬‬
‫لقد أخبرني رسول ال صلى الخ عليخه والخه باسخمك واسخخم أبيخخك فخخي شخرطة‬
‫الخميس‪ ،‬وال سماكم شرطة الخميس على لسان نبيه صخخلى ال خ عليخخه والخخه‪،‬‬
‫وذكر أن شرطة الخميس كانوا ستة آلف رجل أو خمسة آلف )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر و )خ(‪ :‬تشرطوا تشرطوا‪ (2) .‬معرفة اخبخخار الرجخخال‪ 3 :‬و ‪(3) .4‬‬
‫النهاية ‪ (4) .213 :2‬القاموس ‪ (5) .368 :2‬في المصدر‪ :‬العرنى‪ 6) .‬و‬
‫‪ (7‬معرفة اخبار الرجال‪(*) .4 :‬‬

‫]‪[152‬‬

‫بيان‪ :‬الخميس‪ :‬الجيش‪ ،‬سمي به لنه مقسوم بخمسة أقسام‪ :‬المقدمة و الساقة والميمنخخة‬
‫والميسرة والقلب‪ - 19 .‬كش‪ :‬ذكخخر هشخام عخخن أبخخي خالخخد الكخخابلي‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬كان علي بن أبي طالب عليه السخلم عنخدكم بخالعراق‬
‫يقاتخخل عخخدوه ومعخخه أصخخحابه‪ ،‬ومخخا كخخان فيهخخم خمسخخون رجل يعرفخخونه حخخق‬
‫معرفته وحق معرفة إمخامته )‪ - 20 .(1‬كخخش‪ :‬حمخخدويه وإبراهيخخم معخخا‪ ،‬عخن‬
‫أيوب بن نوح‪ ،‬عن صفوان بن يحيى عخخن عاصخخم بخخن حميخخد‪ ،‬عخخن سخخلم بخخن‬
‫سعيد‪ ،‬عن عبد ال بن عبدياليل ]عن[ رجل من أهل الطخخائف قخخال‪ :‬أتينخخا ابخخن‬
‫عباس رحمة ال عليهما نعوده في مرضه الذي مات فيه‪ ،‬قال‪ :‬فخخأغمي عليخخه‬
‫في البيت‪ ،‬فاخرج إلى صحن الدار‪ ،‬قال‪ :‬فأفاق فقخخال‪ :‬إن خليلخخي رسخخول ال خ‬
‫صلى ال عليه واله قال‪ :‬إنى سأهجر هجرتين‪ ،‬وإني سخخأخرج مخخن هجرتخخي‪،‬‬
‫فهاجرت هجرة مع رسول ال صلى الخ عليخخه والخخه وهجخخرة مخخع علخخي عليخخه‬
‫السلم‪ ،‬وإني سأعمى فعميت‪ ،‬وإني سأغرق فأصخابني حكخة )‪ (2‬فطخر حنخي‬
‫أهلي في البحر فغفلوا عني فغرقت‪ ،‬ثخم اسختخرجوني بعخد‪ ،‬وأمرنخي أن أبخرأ‬
‫من خمسة‪ :‬من الناكثين وهم أصحاب الجمل‪ ،‬ومن القاسخخطين وهخخم أصخخحاب‬
‫الشام‪ ،‬ومن الخوارج وهم أهل النهروان‪ ،‬ومخخن القدريخخة وهخخم الخخذين ضخخاهوا‬
‫النصارى في دينهم فقالوا‪ :‬ل قدر‪ ،‬ومن المخخرجئة الخخذين ضخخاهوا اليهخخود فخخي‬
‫دينهم فقالوا‪ :‬ال أعلم‪ .‬قال‪ :‬ثم قال‪ :‬اللهم إني أحيا على ما حي عليه علخخي بخخن‬
‫أبي طالب عليه السلم وأموت على ما مات عليه علي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬ثم مات‪ ،‬فغسل وكفن ثم صلي على سريره‪ ،‬قخخال‪ :‬فجخاء طخخائران‬
‫أبيضان فدخل في كفنه‪ ،‬فرأى الناس أنما هو فقهخخه‪ ،‬فخخدفن )‪ - 21 .(3‬كخخش‪:‬‬
‫علي بن زياد الصائع‪ ،‬عن عبد العزيز بن محمد‪ ،‬عن خلف المخزومخخي عخخن‬
‫سفيان بن سعيد‪ ،‬عن الزهري قال‪ :‬سمعت الحارث يقول‪ :‬استعمل علي عليخخه‬
‫السلم‬
‫)‪ (1‬معرفة أخبار الرجال‪ 4 :‬وفيه‪ :‬حق معرفته امامته‪ (2) .‬الحكخخة ‪ -‬بالكسخخر ‪ :-‬علخخة‬
‫توجب الحكاك كالجرب‪ (3) .‬معرفة اخبار الرجال‪.38 :‬‬

‫]‪[153‬‬

‫على البصرة عبد ال بن عباس‪ ،‬فحمل كل مال في بيت المال بالبصخخرة‪ ،‬ولحخخق بمكخخة‬
‫وترك عليا‪ ،‬وكان مبلغه ألفي ألف درهخخم‪ ،‬فصخخعد علخخي عليخخه السخخلم المنخخبر‬
‫حين بلغه ذلك فبكى فقال‪ :‬هذا ابن عم رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه والخخه فخخي‬
‫عمله وقدره يفعل مثل هذا‪ ،‬فكيف يؤمن من كان دونه ؟ اللهم إنخخي قخخد مللتهخخم‬
‫فأرحني منهم‪ ،‬واقبضني إليك غير عاجز ول ملخخول‪ .‬قخخال الكشخخي‪ :‬شخخيخ )‪(1‬‬
‫من اليمامة يذكر عن معلى بن هلل عن الشعبي قال‪ :‬لما احتمل عبد الخ بخخن‬
‫عباس بيت مال البصرة وذهب به إلى الحجاز كتب إليه علي بن أبخخي طخخالب‬
‫عليه السلم‪ :‬من عبد ال علي بن أبي طالب إلى عبد ال بن عبخاس‪ ،‬أمخا بعخد‬
‫فإني قد كنت أشركتك في أمانتي ولم يكن أحد من أهل بيتي فخخي نفسخخي أوثخخق‬
‫منك لمواساتي ومؤازرتي وأداء المانة إلخخي‪ ،‬فلمخخا رأيخخت الزمخخان علخخى ابخخن‬
‫عمك قد كلب والعدو عليه قد حرب وأمانة الناس قد عزت )‪ (2‬وهذه المخور‬
‫قد فشت قلبت لبن عمخخك ظهخخر المجخخن )‪ (3‬وفخخارقته مخخع المفخخارقين وخخخذلته‬
‫أسوأ خذلن الخاذلين‪ ،‬فكأنك لم تكن تريد ال بجهادك‪ ،‬وكأنخخك لخخم تكخخن علخخى‬
‫بينة من ربك‪ ،‬وكأنك إنما كنت تكيخخد امخخة محمخخد صخخلى الخ عليخخه وآلخخه علخخى‬
‫دنياهم‪ ،‬وتنوي غر ؟ ؟‪ ،‬فلما أمكنتك الشخدة فخي خيانخة امخخة محمخد صخخلى الخ‬
‫عليه وآله أسرعت الوثبة‪ ،‬وعجلت العدوة فاختطفت ما قدرت عليه اختطخخاف‬
‫الذئب الزل دامية المعزى الكسيرة )‪ (4‬كأنك ‪ -‬ل أبا لك ‪ -‬إنما جخررت إلخخى‬
‫أهلك تراثك من أبيك وامك‪ .‬سبحان ال أما تؤمن بالمعاد ؟ أو مخخا تخخخاف مخخن‬
‫سوء الحساب ؟ أو ما يكبر عليك أن تشتري الماء وتنكح‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬قال شيخ‪ (2) .‬عن الشئ‪ :‬قل فكاد ل يوجد‪ .‬وفى النهج‪ :‬قخخد خزيخخت‪.‬‬
‫)‪ (3‬المجن‪ :‬الخخترس‪ .‬وسخخيأتى توضخخيح الجملخخة فيمخخا ينقلخخه عخخن النهخخج‪(4) .‬‬
‫الذئب الزل‪ :‬السريع الخفيخف الخوركين وذلخك اشخد لعخدوه واسخرع لخوثبته‪.‬‬
‫والداميخخة‪ :‬شخخجة تخخدمى والمعخخزى‪ :‬المعخخز‪ .‬أي اختطفخخت علخخى بيخخت المخخال‬
‫كاختطاف الذئب السريع على المعزى المجروحة والمكسورة الرجل بحيث‬
‫ل تقدر على الدفاع والهرب‪.‬‬

‫]‪[154‬‬

‫النساء بأموال الرامل والمهاجرين الذين أفاء ال عليهخم هخذه البلد ؟ اردد إلخخى القخخوم‬
‫أموالهم‪ ،‬فوال لئن لم تفعل ثم أمكنني ال منك لعذرن الخ فيخخك‪ ،‬والخ فخخوال‬
‫لو أن حسنا وحسينا فعل مثل الذي فعلت لما كان لهما عندي في ذلك هوادة )‬
‫‪ (1‬ول لواحد منهما عندي فيه رخصة‪ ،‬حتى آخخخذ الحخخق وازيخخح الجخخور عخخن‬
‫مظلومها والسلم )‪ .(2‬قال‪ :‬فكتب إليه عبد ال بن عباس‪ :‬أما بعخخد فقخخد أتخخاني‬
‫كتابك تعظم علي إصابة المال الذي أخذته من بيخخت مخخال البصخخرة‪ ،‬ولعمخخري‬
‫إن لي في بيت مال ال أكثر مما أخذت والسلم‪ .‬قال‪ :‬فكتب إليه علي بن أبي‬
‫طالب عليه السلم‪ :‬أما بعد فالعجب كل العجب من تزييخخن نفسخخك أن لخخك فخخي‬
‫بيت مال ال أكخثر مخن مخال )‪ (3‬رجخل مخن المسخلمين ! فقخد أفلحخت إن كخان‬
‫تمنيك الباطل وادعاؤك ما ل يكون ينجيك من الثم‪ ،‬ويحل لخخك مخخا حخخرم ال خ‬
‫عليك‪ ،‬عمرك ال إنك لنت العبد المهتدي إذن‪ ،‬فقد بلغنخخي أنخخك اتخخخذت مكخخة‬
‫وطنا‪ ،‬وضربت بها عطنا‪ ،‬تشتري مولخدات مكخة والطخائف‪ ،‬تختخارهن علخخى‬
‫عينيك‪ ،‬وتعطي فيهن مال غيرك‪ ،‬وإني لقسم بال ربي وربك رب العزة مخخا‬
‫يسرني أن ما أخذت من أموالهم لي حلل أدعخه لعقخبي ميراثخا‪ ،‬فل غخرور )‬
‫‪ (4‬أشخخد باغتباطخخك تخخأكله )‪ (5‬رويخخدا رويخخدا‪ ،‬فكخخأن قخخدن بلغخخت المخخدى )‪(6‬‬
‫وعرضت على ربك المحل الذي يتمنخى الرجعخة المضخيع للتوبخة لخذلك )‪،(7‬‬
‫وما ذلك ولت حين مناص والسلم‪ .‬قال‪ :‬فكتب إليه عبد ال بخخن عبخخاس‪ :‬أمخخا‬
‫بعد فقد أكثرت علي ! فوال لئن‬

‫)‪ (1‬الهوادة‪ :‬اللين والرفخخق‪ (2) .‬فخخي )ك(‪ :‬مظلومهمخخا‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬أكخخثر ممخخا‬
‫اخذت واكثر من مال ا‍ه‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬فل غرو‪ (5) .‬فخخي )ك(‪ :‬بخأكله‪.‬‬
‫)‪ (6‬المدى‪ :‬الغاية والمنتهى‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬كذلك‪.‬‬

‫]‪[155‬‬

‫ألقى ال بجميع ما في الرض من ذهبها وعقيانهخخا أحخخب إلخخي ]مخخن[ أن ألقخخى الخ بخخدم‬
‫رجل مسلم )‪ - 22 .(1‬يل‪ ،‬فض‪ :‬روي عن رسول ال صلى الخ عليخخه والخخه‬
‫أنه كان يقخخول‪ :‬تفخخوح روائح الجنخخة مخخن قبخخل قخخرن‪ ،‬واشخخوقاه إليخخك يخخا اويخخس‬
‫القرني )‪ (2‬أل ومن لقيه فليقرأه مني السلم‪ ،‬فقيل يا رسول ال‪ :‬ومن اويخخس‬
‫القرني فقال صلى ال عليه واله‪ :‬إن غاب عنكم لم تفتقدوه‪ ،‬وإن ظهر لكخخم لخخم‬
‫تكترثوا به‪ ،‬يدخل الجنة في شفاعته مثل ربيعة ومضر‪ ،‬يؤمن بي وليرانخخي‪،‬‬
‫ويقتل بين يدي خليفتي أمير المؤمنين علي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه السخخلم فخخي‬
‫صفين‪ - 23 (3) .‬يل‪ ،‬فض‪ :‬بالسناد يرفعه إلى سليم بن قيس أنه قال‪ :‬لقيت‬
‫سعد بن أبي وقاص فقلت‪ :‬إني سمعت عليا عليه السلم يقول‪ :‬سمعت رسول‬
‫ال صلى ال عليه واله يقول‪ :‬اتقوا فتنة الخنس‪ ،‬اتقوا فتنة سعد‪ ،‬فخخإنه يخخدعو‬
‫إلى خذلن الحق وأهله‪ ،‬فقال‪ :‬سعد‪ :‬اللهم إنخخي أعخخوذ بخخك أن أبغخخض عليخخا أو‬
‫يبغضي‪ ،‬أو اقاتل عليا أو يقاتلني‪ ،‬أو اعادي عليا أو يعاديني‪ ،‬إن عليا كان له‬
‫خصال لم يكن لحد من الناس مثلها‪ ،‬إنه صاحب براءة‪ ،‬حتى قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه واله‪ :‬ل يبلغ عني إل رجخخل منخخي‪ ،‬وقخخال لخخه يخخوم تبخخوك‪ :‬أنخخت‬
‫وصيي أنت منخخي بمنزلخخة هخخارون مخخن موسخخى غيخخر النبخخوة‪ ،‬ويخخوم أمخخر بسخخد‬
‫البواب إلخخى المسخخجد ولخم يبخق غيخخر بخخابه فسخخأل عمخر أن يجعخل لخخه روزنخة‬
‫صغيرة قدر عينيه‪ ،‬فأبى رسول ال قال‪ (4) :‬فعند ذلخخك قخخال‪ :‬سخخددت أبوابنخخا‬
‫وتركت باب علي ؟ فقال‪ :‬ما سددتها لكم أنا ول فتحت بخخابه ولكخخن ال خ سخخدها‬
‫وفتح بابه ويوم آخى رسول ال بين الصحابة كل رجل مع صاحبه وبقي هخخو‬
‫فآخاه من نفسه وقال له‪ :‬أنت أخي وأنا‬

‫)‪ (1‬معرفة اخبار الرجخخال‪ 42 0 - 40 :‬وأورد السخخيد الرضخخى رحمخخه الخ الرسخخالة‬
‫الولى و قال في اوله " ومن كتخخاب لخخه عليخخه السخخلم إلخخى بعخخض عمخخاله "‪.‬‬
‫وذكر عبد الحميد بن أبى الحديد في شرح النهج جوابه إلخخى أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم والرسالة الثانية وجوابها أيضا مع اختلفات لما فخخي " كخخش "‪،‬‬
‫وقال‪ :‬قد اختلف الناس في المكتوب إليه هذا الكتاب فقال الكثرون‪ :‬انه عبد‬
‫ال ابن عباس وقال آخرون وهم القلون‪ :‬هو عبيخخدال بخخن عبخخاس‪ .‬وسخخيأتى‬
‫نقله بعيد هذا‪ (2) .‬في )ك(‪ :‬يا اويخخس القخخرن‪ (3) .‬الفضخخائل‪ 111 :‬و ‪.112‬‬
‫الروضة‪ (4) .6 :‬ليست هذه الكلمة في الروضة‪.‬‬

‫]‪[156‬‬

‫أخوك في الدنيا والخرة‪ .‬ويوم خيبر حين انهزم أبو بكخخر وعمخخر فغضخخب رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه واله وقال‪ :‬ما بال قوم يلقون المشركين ثخخم يفخرون ؟ لعطيخن‬
‫الراية غدا رجل يحب ال ورسوله ويحبخه الخ ورسخوله‪ ،‬كخرار غيخر فخرار‪،‬‬
‫يفتح ال على يديه‪ ،‬فلما كان من الغد قال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه والخخه‪:‬‬
‫علي بعلي‪ ،‬فجاءه أرمد العين‪ ،‬فوضع كريمه )‪ (1‬في حجره وتفل في عينيه‪،‬‬
‫وعقد له راية ودعا له‪ ،‬فما انثنى حتى فتح خيبرا‪ ،‬وأتاه بصفية بنت حيي بخخن‬
‫أخطب‪ ،‬فأعتقها رسول ال صخخلى الخ عليخخه والخخه ثخخم تزوجهخخا وجعخخل عتقهخخا‬
‫صداقها‪ ،‬وأعظم من ذلك يوم غدير خم أخذ رسول ال صخخلى الخ عليخخه والخخه‬
‫بيده وقال‪ :‬من كنت موله فعلي موله‪ ،‬اللهم وال من واله وعاد مخخن عخخاداه‪،‬‬
‫أل فليبلغ الشاهد منكم الغائب والحر العبد )‪ - 24 .(2‬ضه‪ :‬قال النخخبي صخخلى‬
‫ال عليه واله ذات يوم لصحابه‪ :‬ابشخخروا برجخخل مخخن امخختي يقخخال لخخه‪ :‬اويخخس‬
‫القرني‪ ،‬فإنه يشفع بمثل ربيعخخة ومضخخر‪ ،‬ثخخم قخخال لعمخخر‪ :‬يخخا عمخخر إن أدركتخخه‬
‫فاقرأه مني السلم‪ ،‬فبلغ عمر مكانه بالكوفة‪ ،‬فجعل يطلبه في الموسم لعله أن‬
‫يحج حتى وقع إليه هو وأصحابه وهو مخخن أحسخخنهم )‪ (3‬هيئة وأرثهخخم حخخال‪،‬‬
‫فلما سأل عنه أنكروا ذلك وقالوا‪ :‬يا أمير المؤمنين تسأل عخخن رجخخل ل يسخخأل‬
‫عنه مثلك‪ ،‬قال‪ :‬فلم‪ ،‬قخخالوا لنخخه عنخخدنا مغمخخور فخخي عقلخخه ! وربمخخا عبخخث بخخه‬
‫الصبيان‪ ،‬قال عمر‪ :‬ذلك أحب إلي‪ ،‬ثم وقف عليه فقال‪ :‬يخخا اويخخس إن رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآلخخه أودعنخخي إليخخك رسخخالة وهخخو يقخخرأ عليخخك السخخلم وقخخد‬
‫أخبرني أنك تشفع بمثل ربيعة ومضر فخر اويخخس سخخاجدا ومكخخث طخخويل مخخا‬
‫ترقخخى لخخه دمعخخة )‪ ،(4‬حخختى ظنخخوا أنخخه مخخات‪ ،‬و نخخادوه‪ :‬يخخا اويخخس هخخذا أميخخر‬
‫المؤمنين‪ ،‬فرفع رأسخه ثخم قخال‪ :‬يخا أميخر المخؤمنين أفاعخل ذلخك قخال‪ :‬نعخم يخا‬
‫اويس‪ ،‬فأدخلني في شفاعتك‪ ،‬فأخذ الناس في طلبه والتمسح به‪ ،‬فقال يا أميخخر‬
‫المؤمنين شهرتني وأهلكتني‪ ،‬وكان يقول‪ :‬كثيرا ما لقيت من عمر‪ ،‬ثم قتل‬

‫)‪ (1‬في )ك(‪ :‬كريميه‪ .‬والظاهر‪ :‬كريمتخخه‪ .‬والمخخراد رأسخخه‪ (2) .‬الروضخخة‪ 23 :‬و ‪.24‬‬
‫ولم نجده في الفضائل المطبوع‪ (3) .‬أخشنهم‪ :‬ظ‪ (4) .‬في المصخخدر‪ :‬دعخخوة‬
‫خ ل‪.‬‬

‫]‪[157‬‬

‫بصفين في الرجالة مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم‪ - 25 (1) .‬نبه‪:‬‬
‫حكي أن مالك بخخن الشخختر )‪ (2‬رضخخي الخ عنخخه كخخان مجتخازا بسخخوق وعليخخه‬
‫قميص خام وعمامة منه‪ ،‬فرآه بعض السوقة فأزرى )‪ (3‬بزيه فرمخخاه ببخخابه )‬
‫‪ (4‬تهاونا به فمضى ولخخم يلتفخت‪ ،‬فقيخل لخخه‪ :‬ويلخخك تعخرف لمخن رميخخت ؟ )‪(5‬‬
‫فقال‪ :‬ل‪ ،‬فقيل له‪ :‬هخخذا مالخخك صخخاحب أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ ،‬فارتعخخد‬
‫الرجل ومضى ليعتذر إليه‪ (6) ،‬وقد دخل مسجدا وهو قائم يصلي‪ ،‬فلما انفتل‬
‫انكب الرجل على قدميه يقبلهما‪ ،‬فقال‪ :‬ما هذا المر ؟ فقال‪ :‬أعتذر إليخخك ممخخا‬
‫صنعت‪ ،‬فقال‪ :‬ل بأس عليك فوال ما دخلت المسخخجد إل لسخختغفرن لخخك‪(7) .‬‬
‫‪ - 26‬نبخخه‪ :‬الحنخخف )‪ :(8‬شخخكوت إلخخى عمخخي صعصخخعة وجعخخا فخخي بطنخخي‪،‬‬
‫فنهرني ثم قال‪ :‬يا ابن أخخخي إذا نخخزل بخك شخئ فل تشخخكه إلخى أحخد‪ ،‬فخإن )‪(9‬‬
‫الناس رجلن‪ :‬صديق تسوؤه وعدو تسره‪ ،‬والذي بخخك ل تشخخكه إلخخى مخلخخوق‬
‫مثلك ل يقدر على دفع مثله عن نفسه‪ ،‬ولكن إلى من ابتلك به‪ ،‬فهو قخخادر أن‬
‫يفرج عنك‪ ،‬يا ابن أخي إحدى عيني هاتين ما أبصر بها سخخهل ول جبل منخخذ‬
‫أربعين سنة وما اطلع على ذلك امرأتي ول أحد من أهلي !‪(10) .‬‬

‫)‪ (1‬روضة الواعظين‪ (2) .248 :‬فخخي المصخخدر‪ :‬مالكخخا الشخختر‪ (3) .‬أي عخخابه وفخخى‬
‫المصدر " ازدرى " أي تهاون‪ (4) .‬كذا في النسخ‪ ،‬وفى المصدر " ببندقخخة‬
‫" والبندق‪ :‬كل ما يرمى به من رصاص كروي وسواه‪ (5) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫اتدرى بمن رميت‪ (6) .‬في المصخخدر ومضخخى إليخخه ليعتخخذر منخخه‪ (7) .‬تنخخبيه‬
‫الخواطر ونزهة النواظر ‪ (8) .2 :1‬في المصدر‪ :‬عخخن الحنخخف‪ (9) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬إلى احد مثلك‪ ،‬فانما ا‍ه‪ (10) .‬تنبيه الخواطر ونزهة النخخواظر ‪:1‬‬
‫‪(*) .57‬‬

‫]‪[158‬‬
‫‪ - 27‬كا‪ :‬محمد بن أبي عبد ال ومحمد بن الحسن‪ ،‬عن سهل ومحمخد بخن يحيخى‪ ،‬عخن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬جميعا عن الحسن بن العباس )‪ (1‬عن أبي جعفر الثاني عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬بينا أبي جالس عليخخه السخخلم وعنخخده‬
‫نفخخر إذا استضخخحك حخختى اقرورقخت عينخاه دموعخا‪ ،‬ثخخم قخال‪ :‬هخخل تخدرون مخا‬
‫أضحكني ؟ قال‪ :‬فقالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬زعم ابن عباس أنه من الخذين قخالوا‪ " :‬ربنخا‬
‫ال ثم استقاموا " فقلت له‪ :‬هل رأيت الملئكة يا ابن عبخاس تخخبرك بوليتهخا‬
‫لك في الدنيا والخرة مخع المخن مخن الخخوف والحخزن ؟ قخال‪ :‬فقخال‪ :‬إن الخ‬
‫تبارك وتعالى يقول‪ " :‬إنما المؤمنون إخوة " )‪ (2‬وقخخد دخخخل فخخي هخخذا جميخخع‬
‫المة‪ ،‬فاستضحكت ثم قلت‪ :‬صدقت يا ابن عباس أنشدك ال هل في حكم ال خ‬
‫جل ذكره اختلف ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬ل‪ ،‬فقلخخت‪ :‬مخخا تخخرى فخخي رجخخل ضخخرب رجل‬
‫أصابعه بالسيف حتى سقطت‪ ،‬ثم ذهب وأتى رجل آخر فأطخار كفخخه فخأتى بخخه‬
‫إليك وأنت قاض كيف أنت صانع به ؟ قال‪ :‬أقول لهذا القاطع‪ :‬أعطه دية كفخخه‬
‫وأقول‪ :‬لهذا المقطوع‪ :‬صخالحه علخخى مخا شخخئت‪ ،‬وأبعخخث بخخه إلخى ذوي عخخدل‪،‬‬
‫قلت‪ :‬جاء الختلف في حكم ال عز ذكره ونقضت القول الول أبى ال عخخز‬
‫ذكره أن يحدث في خلقه شيئا مخخن الحخخدود‪ ،‬فليخخس )‪ (3‬تفسخخيره فخخي الرض‪،‬‬
‫اقطع قاطع الكف أصل ثم أعطه دية الصابع هكذا حكم ال ليلة‬

‫)‪ (1‬الحسن بن العباس بن الحريخش الخرازي ضخعيف جخدا عنخونه العلمخة فخي القسخم‬
‫الثاني من الخلصة والنجاشى في رجاله وقال‪ " :‬ضعيف جدا‪ ،‬له كتاب انا‬
‫انزلناه في ليلة القدر وهخخو كتخخاب ردى الحخخديث مضخخطرب اللفخخاظ " وفخخي‬
‫جامع الرواة ‪ " 205 :1‬قال ابن الغضائري‪ :‬هو ابخخو محمخخد ضخخعيف روى‬
‫عن ابى جعفر الثاني عليه السلم فضل انا انزلناه كتابا مصنفا فاسد اللفاظ‬
‫تشهد مخائله على انه موضوع‪ ،‬وهذا الرجل ل يلتفت إليه ول يكتب حديثه‪.‬‬
‫" اقول‪ :‬قد افرد الكليني رحمه ال لما نقله الرجل فخخي شخخأن انخخا انزلنخخاه بابخا‬
‫في كتابه الكافي راجع ج ‪ 253 - 242 :1‬لكن امارات الوضخخع والخطخخاء‬
‫تلوح من الضطرابات الواقعة في طيات روايخاته‪ ،‬ولجخل ذلخخك لخم نتعمخق‬
‫في بيان هذه الرواية وان كخخان بعخخض جملتهخخا آبيخخا عخخن البيخخان والتوضخخيح‬
‫لكثرة اضطرابها‪ (2) .‬سورة الحجرات‪ (3) .10 :‬في المصدر‪ :‬وليس‪.‬‬

‫]‪[159‬‬

‫ينزل فيها أمره‪ ،‬إن جحدتها بعد ما سمعت من رسول ال صلى ال عليه واله فأدخلخخك‬
‫ال النار كما أعمى بصرك يوم جحدتها علخخي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه السخخلم‪،‬‬
‫قال‪ :‬فلذلك عمي بصري‪ ،‬قال‪ :‬وما علمخخك بخخذلك فخخوال إن عمخخي بصخخري إل‬
‫من صفقة جناح الملك‪ ،‬قال‪ :‬فاستضحكت ثم تركته يومه ذلك لسخخخافة عقلخخه‪،‬‬
‫ثم لقيته فقلت‪ :‬يا ابن عباس ما تكلمت بصدق مثل أمس‪ ،‬قال لك علي بن أبي‬
‫طالب عليه السلم‪ :‬إن ليلة القدر في كل سنة‪ ،‬وإنه ينزل فخي تلخك الليلخة أمخر‬
‫تلك السنة‪ ،‬وإن لذلك المر ولة بعد رسول ال صخخلى الخ عليخخه والخخه فقلخخت‪:‬‬
‫من هم ؟‪ .‬فقال‪ :‬أنا وأحخخد عشخخر مخخن صخخلبي أئمخخة محخخدثون‪ ،‬فقلخخت‪ :‬ل أراهخخا‬
‫كانت إل مع رسول ال فتبدا لك الملك الذي يحدثه ؟ فقال‪ :‬كذبت يا عبد الخخ‪،‬‬
‫رأت عيناي الذي حدثك به علي ولخخم تخخره عينخخاه ولكخخن وعخخا قلبخخه ووقخخر فخخي‬
‫سمعه ثم صفقك بجناحيه فعميت ! قال‪ :‬فقال ابن عباس‪ :‬مخخا اختلفنخخا فخخي شخخئ‬
‫فحكمه إلى ال‪ ،‬فقلت له‪ :‬فهل حكم ال في حكم من حكمه بخخأمرين ؟ قخخال‪ :‬ل‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬هيهنا هلكت وأهلكت‪ - 28 (1) .‬كا‪ :‬محمد بخن يحيخى‪ ،‬عخن أحمخد بخن‬
‫محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن علي بن أبي حمخخزة‪،‬‬
‫عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬كخخبر رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه واله على حمزة سبعين تكخخبيرة‪ ،‬وكخخبر علخخي عليخخه السخخلم عنخخدكم علخخى‬
‫سهل بن حنيف خمسا )‪ (2‬وعشرين تكخخبيرة‪ ،‬قخخال‪ :‬كخخبر خمسخخا خمسخخا‪ ،‬كلمخخا‬
‫أدركه الناس قالوا‪ :‬يا أميخر المخؤمنين لخم نخدرك الصخلة علخى سخهل فيضخعه‬
‫فيكبر عليه خمسا حتى انتهى إلى قبره خمس مرات )‪ - 29 .(3‬كا‪ :‬علي بخخن‬
‫محمد‪ ،‬عن صالح بن أبي حماد رفعه قال‪ :‬جاء أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫إلى الشعث بن قيخخس يعزيخخه بخخأخ لخخه يقخخال لخخه عبخخد الرحمخخن‪ ،‬فقخخال لخخه أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم إن جزعت فحق الرحخخم أتيخخت‪ ،‬وإن صخخبرت فحخخق الخ‬
‫أديت‪ ،‬على أنك إن صبرت جرى‬

‫)‪ (1‬اصخخول الكخخافي )الجخخزء الول مخخن الطبعخخة الحديثخخة(‪ 247 :‬و ‪ (2) .248‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬خمسة‪ (3) .‬فروع الكخافي )الجخزء الثخالث مخن الطبعخة الحديثخة(‪:‬‬
‫‪186‬‬

‫]‪[160‬‬

‫عليك القضاء وأنت ممدوح‪ (1) ،‬وإن جزعت جرى عليك القضاء وأنت مذموم‪ ،‬فقال‬
‫له الشعث‪ :‬إنا ل وإنا إليه راجعون‪ ،‬فقال أمير المؤمنين عليه السلم‪ .‬أتدري‬
‫ما تأويلها ؟ فقال له الشعث‪ :‬أنت غاية العلم ومنتهاه‪ ،‬فقال‪ :‬أما قولخخك‪ " :‬إنخخا‬
‫ل " فإقرار منك بالملخخك‪ ،‬وأمخخا قولخخك‪ " :‬وإنخخا إليخخه راجعخخون " فخخإقرار منخخك‬
‫بالهلك )‪ - 30 .(2‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمخخد‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫حديد‪ ،‬عن مرازم بن حكيم‪ ،‬عمن رفعه إليه قال‪ :‬إن حارث )‪ (3‬العور أتخخى‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين احب أن تكرمني بأن تأكل‬
‫عندي‪ ،‬فقال لخخه أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬علخخي أن ل تتكلخخف لخخي شخخيئا‪،‬‬
‫ودخل فأتاه الحارث بكسرة‪ ،‬فجعل أمير المؤمنين عليه السلم يأكخخل فقخخال لخخه‬
‫الحخخارث‪ :‬إن معخخي دراهخخم ‪ -‬وأظهرهخخا وإذا هخخي فخخي كمخخه ‪ -‬فخخإن أذنخخت لخخي‬
‫اشتريت لك )‪ (4‬فقال له أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬هذه مما فخخي بيتخخك )‪.(5‬‬
‫‪ - 31‬كا‪ :‬أحمد بن محمد العاصمي‪ ،‬عن محمد بن أحمد النهخخدي‪ ،‬عخخن محمخخد‬
‫بن علي عن شريف بن سابق‪ ،‬عن الفضل بن أبي قرة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬أتخخت المخخوالي أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم فقخخالوا‪ :‬نشخخكوا إليخخك‬
‫هؤلء العرب‪ ،‬إن رسول ال صلى ال عليه واله كخان يعطينخا معهخم العطايخا‬
‫بالسوية‪ ،‬وزوج سخخلمان وبلل وصخخهيب )‪ (6‬وأبخخوا علينخخا هخخؤلء وقخخالوا‪ :‬ل‬
‫نفعخخل‪ ،‬فخخذهب إليهخخم أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم فكلمهخخم فيهخخم‪ ،‬فصخخاح‬
‫العاريب‪ :‬أبينا ذلك يا أبا الحسن أبينا ذلك فخرج وهخخو مغضخخب يجخخر رداءه‬
‫وهخخو يقخخول‪ :‬يخخا معشخخر المخخوالي إن هخخؤلء قخخد صخخيروكم بمنزلخخة اليهخخود‬
‫والنصارى‪ ،‬يتزوجون إليكم ول يزوجخونكم ول يعطخونكم مثخل مخا يأخخذون‪،‬‬
‫فاتجروا بارك ال لكم‪ ،‬فإني سمعت رسول ال صلى ال عليه واله‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر و )خ(‪ :‬محمخخود‪ (2) .‬فخخروع الكخخافي )الجخخزء الثخخالث مخخن الطبعخخة‬
‫الحديثة( ‪ (3) .261‬فخخي المصخخدر‪ :‬ان حارثخخا العخخور‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫اشتريت لك شيئا غيرها‪ (5) .‬فخخروع الكخخافي )الجخخزء السخخادس مخخن الطبعخخة‬
‫الحديثة(‪ (6) .276 :‬في المصدر‪ :‬وزوج سلمان وبلل وصهيبا‪.‬‬

‫]‪[161‬‬

‫يقول‪ :‬الرزق عشرة أجزاء‪ ،‬تسعة أجزاء في التجارة وواحدة في غيرهخخا )‪- 32 .(1‬‬
‫كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن أبي عميخر‪ ،‬عخن هشخام بخن‬
‫سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أتى قوم أمير المؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫فقالوا‪ :‬السلم عليك يا ربنا‪ ،‬فاستتابهم فلم يتوبوا‪ ،‬فحفر لهم حفيرة وأوقد فيها‬
‫نارا‪ ،‬وحفر حفيرة إلخخى جانبهخخا اخخخرى )‪ (2‬وأفضخخى بينهمخخا‪ ،‬فلمخخا لخخم يتوبخخوا‬
‫ألقاهم في الحفيرة وأوقد في الحفيرة الخرى حتى ماتوا )‪ - 33 .(3‬ختخخص‪:‬‬
‫أحمد وعبد ال ابنخخا محمخد بخخن عيسخخى وابخخن أبخخي الخطخاب‪ ،‬جميعخخا عخن ابخن‬
‫محبوب‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن سويد بن غفلة قال‪ :‬كنت أنخخا عنخخد أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم إذ أتاه رجل فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين جئتك مخخن وادي القخخرى وقخخد‬
‫مات خالد بن عرفطة فقال أمير المؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬لخخم يمخخت )‪ (4‬فأعخخاد‬
‫عليه الرجل فقال له‪ :‬لم يمت‪ ،‬وأعرض بوجهه عنه‪ ،‬فأعاد عليه الثالثة فقخخال‪:‬‬
‫سبحان ال اخبرك أنه قد مخخات وتقخخول‪ :‬لخخم يمخخت ! فقخخال علخخي عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫والذي نفسي بيده ل يموت حتى يقود جيخخش ضخخللة يحمخخل رايتخخه حخخبيب بخخن‬
‫جماز‪ ،‬قال‪ :‬فسخخمع حخخبيب )‪ (5‬فخخأتى أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم فقخخال لخخه‪:‬‬
‫أنشدك ال في فإني لك شيعة‪ ،‬وقد ذكرتني بأمر ل وال ل أعرفه من نفسي !‬
‫فقال له علي عليه السلم‪ :‬ومن أنت ؟ قال‪ :‬أنا حبيب بن جماز‪ ،‬فقال له علخخي‬
‫عليه السلم‪ :‬إن كنخخت حخخبيب بخخن جمخخاز فل يحملهخخا غيخخرك ‪ -‬أو فلتحملنهخخا ‪-‬‬
‫فولى عنه حبيب‪ ،‬وأقبل أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم يقخخول‪ :‬إن كنخخت حبيبخخا‬
‫لتحملنها‪ .‬قال أبو حمزة‪ :‬فوال ما مات خالد بن عرفطة حتى بعخخث عمخخر بخخن‬
‫سعد إلى الحسين عليه السلم وجعل خالد بن عرفطخة علخى مقخدمته و حخخبيب‬
‫بن جماز صاحب رايته )‪.(6‬‬
‫)‪ (1‬فخخروع الكخخافي )الجخخزء الخخخامس مخخن الطبعخخة الحديثخخة(‪ 318 :‬و ‪ (2) .319‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬وحفر حفيرة اخرى إلى جانبها‪ (3) .‬فروع الكافي )الجزء السابع‬
‫من الطبعة الحديثة( ‪ (4) .257‬في المصدر‪ :‬انه لم يمت‪ (5) .‬في المصدر‪:‬‬
‫فسمع ذلك حبيب بن جماز‪ (6) .‬الختصاص‪.280 :‬‬

‫]‪[162‬‬

‫قال عبد الحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلغخة‪ :‬روى أنخس بخن عيخاض المخدني‬
‫قال‪ :‬حدثني جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده عليهم السلم أن عليخخا‬
‫عليه السلم كان يوما يؤم الناس وهو يجهر بالقراءة‪ ،‬فجهر ابخخن الكخخواء مخخن‬
‫خلفه " ولقد اوحي إليك وإلخخى الخخذين مخخن قبلخخك لئن أشخخركت ليحبطخخن عملخخك‬
‫ولتكونن من الخاسرين " )‪ (1‬فلما جهر ابن الكواء من خلفه بها سخخكت علخخي‬
‫عليه السلم‪ ،‬فلما أنهاها ابن الكواء عاد علي عليه السخخلم ليتخخم قراءتخخه‪ ،‬فلمخخا‬
‫شرع علي عليه السلم في القراءة أعاد ابن الكخخواء الجهخخر بتلخخك )‪ (2‬فسخخكت‬
‫علي عليه السلم فلم يزال كخخذلك يسخخكت هخخذا ويقخخرء ذاك مخخرارا‪ ،‬حخختى قخخرأ‬
‫علي عليه السلم " فاصبر إن وعد ال حق ول يستخفنك الخخذين ل يوقنخخون )‬
‫‪ " (3‬فسكت ابن الكواء وعاد علي عليه السخخلم إلخخى قراءتخخه )‪ .(4‬وقخخال فخخي‬
‫موضع آخر‪ :‬ام محمد بن أبي بكر أسماء بنت عميس كانت تحت جعفخخر ابخخن‬
‫أبي طالب‪ ،‬وهاجرت معه إلى الحبشة فولخخدت لخخه هنخخاك عبخخد الخ بخخن جعفخخر‬
‫الجواد ثم قتل عنها يوم مؤتة‪ ،‬فخلف عليها أبو بكر فأولدها محمخخدا‪ ،‬ثخخم مخخات‬
‫عنها‪ ،‬فخلخخف عليهخخا علخخي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه السخخلم وكخخان محمخخد ربيبخخه‬
‫وخريجه وجاريخخا عنخخده مجخخرى أولده‪ ،‬و رضخخيع الخخولء والتشخخيع مخخذ زمخخن‬
‫الصبا‪ ،‬فنشأ عليه‪ ،‬فلم يكن يعرف أبا غير علي عليه السخخلم ول يعتقخخد لحخخد‬
‫فضيلة غيره‪ ،‬حتى قال عليه السلم‪ :‬محمد ابني من صخخلب أبخخي بكخخر‪ ،‬وكخخان‬
‫يكنى أبا القاسم في قول ابن قتيبة‪ ،‬وقال غيره‪ :‬بل كان يكنى أبا عبد الرحمن‪،‬‬
‫و كان من نساك قريش‪ ،‬وكان ممخخن أعخخان فخخي يخخوم الخخدار )‪ (5‬واختلخخف هخخل‬
‫باشر قتل عثمان أول ومن ولد محمد القاسم بن محمد بن أبي بكخخر فقيخخه أهخخل‬
‫الحجاز )‪ (6‬وفاضلها‪ ،‬ومن‬

‫)‪ (1‬سورة الزمر‪ (2) .65 :‬في المصخخدر‪ :‬بتلخخك اليخخة‪ (3) .‬سخخورة الخخروم‪(4) .60 :‬‬
‫شرح النهج ‪ (5) .264 :1‬في المصدر‪ :‬اعان على عثمان في يوم الدار‪) .‬‬
‫‪ :" (6‬فقيه الحجاز‪.‬‬

‫]‪[163‬‬
‫ولد القاسم عبد الرحمن من فضلء قريش‪ ،‬ويكنى أبا محمد‪ ،‬ومن ولد القاسم أيضخخا ام‬
‫فروة‪ ،‬تزوجها الباقر أبخخو جعفخخر محمخخد بخخن علخخي صخخلوات الخ عليهمخخا )‪.(1‬‬
‫أقول‪ :‬قد أوردت قصة شهادته وفضائله في كتاب الفتن‪ .‬وقال ابخخن عبخخد الخخبر‬
‫في كتاب الستيعاب‪ :‬ولد محمد بن أبي بكخخر فخخي عخخام حجخخة الخخوداع‪ ،‬فسخخمته‬
‫عائشة محمدا‪ ،‬وكنته بعد ذلك أبا القاسم لما ولد له ولد سماه القاسخخم ولخخم تكخخن‬
‫الصحابة ترى بذلك بأسا‪ ،‬ثم كان في حجر علي عليه السلم وقتل بمصر‪ ،‬و‬
‫كان علي عليه السلم يثني عليه ويقرظه ويفضله‪ ،‬وكخخان لمحمخخد رحمخخه ال خ‬
‫عبادة واجتهاد وكان ممن حصر عثمان ودخل عليه‪ ،‬فقال له‪ :‬لخخو رآك أبخخوك‬
‫لم يسره هذا المقام منخخك‪ ،‬فخخخرج وتركخخه‪ ،‬فخخدخل عليخخه بعخخده مخخن قتلخخه‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫ويقال‪ :‬إنه أشار إلخخى مخخن كخخان معخخه فقتلخخوه )‪ .(2‬وقخخال ابخخن أبخخي الحديخخد فخخي‬
‫وصف كميل‪ :‬هو كميل بن زيخاد بخن نهيخك بخن هيثخم بخن سخعد بخن مالخك بخن‬
‫حرب‪ ،‬من صحابة علي عليه السلم وشيعته وخاصته‪ ،‬وقتلخخه الحجخخاج علخخى‬
‫المذهب فيمن قتل من الشيعة‪ ،‬وكان كميل عامل علي عليه السلم على هيخخت‬
‫)‪ (3‬و كان ضعيفا يمر عليه سرايا معاوية ينهب أطراف العراق فل يردهخخا‪،‬‬
‫ويحاول أن يجبر ما عنده من الضعف بأن يغير على أطراف أعمال معاويخخة‬
‫مثل قرقيسياء )‪ (4‬وما يجري مجراها من القرى الخختي علخخى الفخخرات‪ ،‬فخخأنكر‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم ذلك مخخن فعلخخه وقخخال‪ :‬إن مخخن العجخخز الحاضخخر أن‬
‫يهمل العامل ما وليه ويتكلف ما ليس مخخن تكليفخخه )‪ .(5‬وقخخال‪ :‬روى المخخدائني‬
‫قال‪ :‬بينا معاوية يوما جالسا وعنده عمرو بن العاص‬

‫)‪ (1‬شرح النهج ‪ (2) .32 :2‬الستيعاب ‪ 328 :3‬و ‪ (3) .329‬هيت بلدة على الفرات‬
‫فوق النبار‪ ،‬ذات نخل كثير وخيرات واسعة على جهخخة البريخخة فخخي غربخخي‬
‫الفرات‪ ،‬وبها قبر عبد ال بن المبارك‪ (4) .‬قرقيسياء بلد على الخابور عنخخد‬
‫مصبه‪ ،‬وهى على الفرات فوق رحبة مالك بن طخخوق‪ (5) .‬شخخرح النهخخج ‪:4‬‬
‫‪.227‬‬

‫]‪[164‬‬

‫إذ قال الذن‪ :‬قد جاء عبد ال بن جعفخخر بخخن أبخخي طخخالب‪ ،‬فقخخال عمخخرو‪ :‬والخ لسخخوأنه‬
‫اليوم‪ ،‬فقال معاوية‪ :‬ل تفعل يا با عبد ال فإنك ل تنصف )‪ (1‬منه‪ ،‬ولعلخخك أن‬
‫تظهر لنا من مغبته )‪ (2‬ما هخخو خفخخي عنخخا ومخخا ل يجخخب )‪ (3‬أن نعلمخخه منخخه‪،‬‬
‫وغشيهم )‪ (4‬عبد ال بن جعفر‪ ،‬فأدناه معاوية وقربه‪ ،‬فمال عمرو إلى بعض‬
‫جلساء معاوية فنال من علي عليه السلم جهارا غير ساتر له‪ ،‬وثلبه ثلبا ) ‪(5‬‬
‫قبيحخخا‪ ،‬فخخالتمع لخخون عبخخد ال خ بخخن جعفخخر واعخختراه أفكخخل )‪ (6‬حخختى أرعخخدت‬
‫خصائله‪ ،‬ثم نزل عن السرير كالفنيق‪ ،‬فقال له عمرو‪ :‬مه يا باجعفر‪ ،‬فقال لخه‬
‫عبد ال‪ :‬مه ل ام لك‪ ،‬ثم قال‪ :‬أظن الحلم ذل علي قومي * وقد يتجهل الرجل‬
‫الحليم ثم حسر عن ذراعيه وقال‪ :‬يا معاوية حتام نتجرع غيظخخك ؟ وإلخخى كخخم‬
‫الصبر على مكروه قولك وسيئ أدبك وذميخخم أخلقخخك ؟ هبلتخخك الهبخخول وأمخخا‬
‫يزجرك ذمام )‪ (7‬المجالسة عن القدع لجليسك إذا لم يكن له حرمة من دينخخك‬
‫ينهاك )‪ (8‬عما ل يجوز لك‪ ،‬أما وال لو عطفتك أواصخخر الحلم أو حخخاميت‬
‫على سهمك من السلم ما أرعيت بني الماء المتك والعبيخخد السخخك أعخخراض‬
‫قومك‪ ،‬وما يجهل موضع الصفوة إل أهخخل الجخخزة‪ ،‬وإنخخك لتعخخرف فخخي رشخخاء‬
‫قريش صفوة غرائرها‪ ،‬فل يدعونك تصويب ما فرط مخخن خطخائك فخخي سخفك‬
‫دماء المسلمين ومحاربة أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم إلخخى التمخخادي فيمخخا قخخد‬
‫وضح لك الصواب في خلفه‪ ،‬فاقصد لمنهج )‪ (9‬الحق فقد طال عماك )‪(10‬‬
‫عن‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ل تنتصف‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬من منقبته‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬ومخخال‬
‫نحب‪ (4) .‬أي أتاهم‪ (5) .‬ثلبه ثلبا‪ :‬عابه ولمه‪ (6) .‬الفكخل‪ :‬الرعخدة‪ .‬يقخال‬
‫" اخذه افكل " إذا ارتعد من خوف أو غضب‪ .‬ويأتى توضيح بعض اللغخخات‬
‫في البيخخان‪ ،‬ونحخخن نوضخخح مخخا لخخم يوضخخحه المصخخنف‪ (7) .‬كخخذا فخخي النسخخخ‬
‫والمصدر‪ :‬وفى )ك(‪ :‬زمام‪ (8) .‬في المصخخدر‪ :‬إذا لخخم تكخخن لخخك حرمخخة مخخن‬
‫دينك تنهاك‪ (9) .‬في المصدر‪ :‬المنهج الحق‪ (10) .‬في المصدر‪ :‬عمهك‪.‬‬

‫]‪[165‬‬

‫سبيل الرشد‪ ،‬وخبطك في بحور )‪ (1‬ظلمة الغي‪ ،‬فخخإن أبيخخت أن ل تتابعخخا ؟ ؟ )‪ (2‬فخخي‬
‫قبخح اختيخارك لنفسخك فاعفنخا عخن سخوء القالخة فينخا إذا ضخمنا وإيخاك النخدي‪،‬‬
‫وشأنك وما تريد إذا خلوت‪ ،‬وال حسيبك‪ ،‬فخخوال لخخو ل مخخا جعخخل الخ لنخخا فخخي‬
‫يديك لما آتيناك‪ .‬ثم قال‪ :‬إنك إن كلفتني ما لم أطق ساءك ما سرك منخخي خلخخق‬
‫)‪ .(3‬فقال معاوية‪ :‬أبا جعفر )‪ (4‬لغير الخطاء أقسمت عليك لتجلس‪ ،‬لعن الخ‬
‫من أخرج ضب صدرك من وجاره )‪ (5‬محمول لك ما قلت‪ ،‬ولخخك عنخخدنا مخخا‬
‫أملت‪ ،‬فلو لم يكن مجدك ومنصبك لكان خلقك وخلقك شافعين لك إلينا‪ ،‬وأنت‬
‫ابن ذي الجناحين وسيد بني هاشم‪ .‬فقال عبد ال‪ :‬كل بل سيد بني هاشم حسن‬
‫وحسين ل ينازعهما في ذلك أحد‪ ،‬فقال‪ :‬أبا جعفخخر أقسخخمت عليخخك مخخا ذكخخرت‬
‫حاجة لك إل قضيتها كائنة ما كانت ولو ذهب )‪ (6‬بجميع ما أملك‪ ،‬فقال‪ :‬أمخخا‬
‫في هذا المجلس فل‪ ،‬ثخخم انصخخرف فخخأتبعه معاويخخة بصخخرة وقخخال‪ :‬والخ لكخخأنه‬
‫رسول ال مشيه وخلقه وخلقه‪ ،‬وإنه لمن مشكاته‪ ،‬ولوددت أنه أخي بنفيس ما‬
‫أملك‪ ،‬ثم التفت إلى عمرو فقال‪ :‬أبا عبد ال ما تخخراه منعخخه مخخن الكلم معخخك ؟‬
‫قال‪ :‬ما ل خفاء به عنك‪ .‬قال‪ :‬أظنك تقول‪ :‬إنه هخخاب جوابخخك‪ ،‬ل وال خ ولكنخخه‬
‫ازدراك واستحقرك ولم يرك للكلم أهل‪ ،‬ما رأيت إقبخخاله علخخي دونخخك ذاهبخخا‬
‫نفسه عنك‪ ،‬فقال عمرو‪ :‬فهل لك أن تسمع ما أعخددته لجخوابه ؟ قخال معاويخة‪:‬‬
‫اذهب إليك أبا عبد الخ فل حيخخن جخخواب سخخائر اليخخوم )‪ (7‬ونهخخض معاويخخة و‬
‫تفرق الناس‪ .‬وروى المدائني أيضا قال‪ :‬وفد عبد ال بن عباس علخخى معاويخخة‬
‫مرة‪ ،‬فقال معاوية لبنه يزيد ولزياد بن سمية وعتبة بن أبي سخخفيان ومخخروان‬
‫بن الحكم وعمرو‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ديجور‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬أن ل تتابعنا )‪ (3‬في المصدر‪ :‬من خلخخق‪.‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬يا أبا جعفر‪ (5) .‬الضب‪ :‬الحقد الخفى‪ .‬الوجار‪ :‬الحجر‪) .‬‬
‫‪ (6‬في المصدر‪ :‬ولخو ذهبخت‪ (7) ،‬فخخي المصخدر‪ :‬فلت حيخخن جخواب‪ ،‬فبمخا‬
‫يرى اليوم‪.‬‬

‫]‪[166‬‬

‫ابن العاص والمغيرة بن شعبة وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بخخن ام الحكخخم‪ :‬إنخخه قخخد‬
‫طال العهد لعبدال بن عباس وما كان شجر بيننا وبينه وبين ابخخن عمخخه‪ ،‬ولقخخد‬
‫كان نصبه للتحكيم فدفع عنه‪ ،‬فحركوه على الكلم لنبلغ حقيقة صخخفته‪ ،‬ونقخخف‬
‫على كنه معرفته‪ ،‬ونعرف ما صرف عنا مخخن شخخباحده‪ ،‬وزوى )‪ (1‬عنخخا مخخن‬
‫دهاء رأيه‪ ،‬فربما وصف المرء بغير ما هو فيه‪ ،‬واعطي مخن النعخت والسخم‬
‫مال يستحقه‪ ،‬ثم أرسل إلى عبد ال بن عباس‪ ،‬فلما دخل واستقر بخخه المجلخخس‬
‫ابتدأه ابن أبي سفيان فقال‪ :‬يا ابن عباس مخخا منخخع عليخخا أن يخخوجه بخخك حكمخخا ؟‬
‫فقال‪ :‬أما وال لو فعل لقرن عمروا بصعبة من البل يوجخخع كتفيخخه مراسخخها )‬
‫‪ (2‬ولذهلت عقله وأجرضته بريقه‪ ،‬وقدحت في سويداء قلبه‪ ،‬فلم يخبرم أمخرا‬
‫ولم ينقض رأيا )‪ (3‬إل كنت منه بمرأى و مسمع‪ ،‬فإن نكبخخه أدمخخت قخخواه )‪(4‬‬
‫وإن أدمه قصمت عراه بعضب )‪ (5‬مصقول ل يفل حده وأصالة رأي كمناخ‬
‫الجل ل ورز منه )‪ (6‬أصدع به أديمخخه‪ ،‬وأفخخل )‪ (7‬بخخه شخخباحده وأسخختجد بخخه‬
‫عزائم المتقين )‪ (8‬وازيح به شبه الشاكين )‪ .(9‬فقال عمرو بن العخخاص‪ :‬هخخذا‬
‫وال يا أمير المؤمنين نجوم أول الشر وافول آخر الخيخخر‪ ،‬وفخخي حسخخمه قطخخع‬
‫مادته‪ ،‬فبادره بالجملة )‪ (10‬وانتهز منه الفرصة‪ ،‬واردع‬

‫)‪ (1‬الشبا جمع الشباة‪ :‬طرف الشئ وحده‪ .‬وفى المصخخدر‪ :‬وروى عنخخا‪ (2) .‬المخخراس‪:‬‬
‫الشدة والقوة‪ ،‬يقال " هخخو صخخعب المخخراس " أي ذو الشخخدة والقخخوة‪ (3) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬ولم ينفض ترابا‪ (4) .‬سيأتي معناه عن المصنف‪ .‬وفخخي المصخخدر‪:‬‬
‫فان نكثه أرمت قواه وان أرمه فصمت عراه بغرب مقول ل يفل حخخده‪(5) .‬‬
‫العضب‪ :‬السيف القاطع‪ (6) .‬كذا في النسخ‪ .‬وفى المصدر‪ :‬كمتاح الجل ل‬
‫وزر منه‪ (7) .‬في )ك( و )ت(‪ :‬أقخخل‪ (8) .‬كخخذا فخخي النسخخخ‪ .‬وفخخى المصخخدر‪:‬‬
‫وأشحذ به عزائم المتقين‪ .‬والصحيح المتيقنين‪ (9) .‬فخخي )ك( النخخاكثين خ ل‪.‬‬
‫)‪ (10‬في المصدر‪ :‬بالحملة‪.‬‬
‫]‪[167‬‬

‫بالتنكيل به غيره‪ ،‬وشردبه من خلفه‪ ،‬فقال ابن عباس‪ :‬يا ابن النابغة ضل والخ عقلخخك‪،‬‬
‫وسفه حلمك‪ ،‬ونطق الشيطان على لسانك‪ ،‬هل توليت ذلك بنفسك يوم صخخفين‬
‫حيخخن دعيخخت إلخخى النخخزال وتكافخخح البطخخال )‪ (1‬وكخخثرت الجخخراح وتقصخخفت‬
‫الرماح ؟ وبخرزت إلخى أميخر المخؤمنين مصخاول فانكفخأ )‪ (2‬نحخوك بالسخيف‬
‫حامل‪ ،‬فلما رأيت الكر آثخخر مخخن الفخخر وقخخد أعخخددت حيلخخة السخخلمة قبخخل لقخخائه‬
‫والنكفاء عنه بعد إجابة دعائه فمنحت )‪ (3‬رجاء النجاة عورتك‪ ،‬وكشفت له‬
‫خوف بأسه سوأتك‪ ،‬حذر أن )‪ (4‬يصطلمك بسطوته‪ ،‬أو يلتهمك بحملتخخه‪ ،‬ثخخم‬
‫أشرت إلى معاويخخة )‪ (5‬كالناصخخح لخخه بمبخخارزته وحسخخنت لخخه التعريخخض )‪(6‬‬
‫لمكافحته‪ ،‬رجاء أن تكفي )‪ (7‬مؤونته وتعدم صخخولته )‪ (8‬فعلخم غخل صخخدرك‬
‫وما ألحت عليه مخخن النفخخاق أصخخلعك )‪ (9‬وعخخرف مقخخر سخخهمك فخخي غرضخخك‬
‫فاكفف عضب لسانك )‪ (10‬واقمع عوراء لفظك‪ .‬فإنك لمن أسد خخخادر وبحخخر‬
‫زاخر إن برزت )‪ (11‬للسخخد افترسخخك وإن عمخخت فخخي البحخخر قمسخخك )‪.(12‬‬
‫فقال مروان بن الحكم‪ :‬يا ابن عباس إنك لتصرف بنابك وتوري نارك‪ ،‬كأنك‬
‫ترجو الغلبة وتؤمل العافية‪ .‬ولول حلم أمير المؤمنين عنكم لناولكم )‪(13‬‬

‫)‪ (1‬كفح العدو‪ ،‬واجهخخه واسخختقبله‪ (2) .‬أي مخخال )‪ (3‬فخخي المصخخدر‪ :‬فمنحتخخه‪ (4) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬حذرا ان يصطلمك‪ (5) .‬كذا في )ك(‪ .‬وفى غيره من النسخ وكخخذا‬
‫المصدر‪ :‬على معاوية‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬التعخخرض‪ (7) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬أن‬
‫تكتفى‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬صورته‪ (9) .‬في المصدر‪ :‬وما انحنت عليخخه مخخن‬
‫النفاق أضلعك‪ (10) .‬في المصدر‪ :‬غرب لسانك والغرب‪ :‬الحدة‪ (11) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬تبرزت‪ (12) .‬عام في الماء‪ :‬سبح‪ .‬والقمس بمعنى الغمس‪(13) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬لتناولكم‪.‬‬

‫]‪[168‬‬

‫بأقصر أنامله فأوردكم منهل بعيدا صدره‪ ،‬ولعمري لئن سطابكم ليأخخخذن بعخخض حقخخه‬
‫منكم‪ ،‬ولئن عفا عن جرائركم فقخخديما مخخا نسخخب إلخخى ذلخخك‪ ،‬فقخخال ابخخن عبخخاس‪:‬‬
‫وإنك لتقول ذلك يخا عخخدوال وطريخخد رسخخول الخ والمبخخاح دمخخه والخخداخل بيخخن‬
‫عثمان ورعيته بما حملهم على قطع أوداجه وركوب أنتاجه )‪ (1‬؟ ! أما وال‬
‫لو طلب معاوية ثخخاره لخخخذك بخخه‪ ،‬ولخخو نظخخر فخخي أمخخر عثمخخان لوجخخدك أولخخه‬
‫وآخره‪ ،‬وأما قولك لي‪ " :‬إنك لتصرف بنابك وتخخوري نخخارك " فسخخل معاويخخة‬
‫وعمروا يخبراك ليلة الهريخر كيخف ثباتنخا للمثلت واسختخفافنا بالمعضخلت‪،‬‬
‫وصخخدق جلدنخخا عنخخد المصخخاولة‪ ،‬وصخخبرنا علخخى اللواء والمطاولخخة )‪(2‬‬
‫ومصافحتنا بجباهنا السيوف المرهفخخة‪ ،‬ومباشخخرتنا بنحورنخخا حخخد السخخنة هخخل‬
‫خمنا )‪ (3‬عن كرائم تلك المواقف أم لم نبذل مهجنخخا للمتخخالف ؟ وليخخس لخخك إذ‬
‫ذاك فيها مقام محمخخود ول يخخوم مشخخهود ول أثخخر معخخدود‪ ،‬وإنهمخخا شخخهدا مخخالو‬
‫شخخهدت لقلقخخك‪ ،‬فخخاربع علخخى ظلعخخك‪ ،‬ول تعخخرض )‪ (4‬لمخخا ليخخس لخخك‪ ،‬فإنخخك‬
‫كالمغرور في صفقة )‪ (5‬ل يهبط برجخخل ول يرقخخى بيخخد‪ .‬فقخخال زيخخاد‪ :‬يخخا ابخخن‬
‫عباس إني لعلم ما منع حسنا وحسينا من الوفود معك علخخى أميخخر المخخؤمنين‬
‫إل ما سولت لهما أنفسهما‪ ،‬وغرهما به من هو عند البأساء سلمهما )‪ (6‬وأيخخم‬
‫الخ لخو وليتهمخا لدأبخا فخي الرحلخة إلخى أميخر المخؤمنين أنفسخهما‪ ،‬ويقخل )‪(7‬‬
‫بمكانهما لبثهما‪ ،‬فقال ابن عباس‪ :‬إذا وال يقصر دونهما باعك‪ ،‬ويضيق بهما‬
‫ذراعك‪ ،‬ولو‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬أثبخخاجه‪ .‬والثبخخج مخخا بيخخن الكاهخخل إلخخى الظهخخر‪ (2) .‬اللواء‪ :‬الشخخدة‬
‫والمحنة‪ (3) .‬خام يخيم عنخخه‪ :‬جبخخن ونكخخص‪ .‬وفخخى نسخخخ الكتخخاب " حمنخخا "‬
‫بالمهملة ولكنه سخخهو‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬ول تتعخخرض‪ (5) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫كالمغروز في صفد‪ .‬أي المشدود في قيد‪ (6) .‬فخي المصخخدر‪ :‬يسخلمهما‪(7) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬ولقل‪.‬‬

‫]‪[169‬‬

‫رمت ذلك لوجدت من دونهما فئة صدقا )‪ (1‬صبرا على البلء‪ ،‬ل يخيمخخون )‪ (2‬عخخن‬
‫اللقخخاء فلعركخخوك )‪ (3‬بكلكلهخخم‪ ،‬ووطخخؤوك بمناسخخمهم‪ ،‬وأوجخخروك مشخخق‬
‫رماحهم وشفار سيوفهم ووخز أسخخنتهم حخختى تشخخهد بسخخوء مخخا آتيخخت‪ ،‬وتتخخبين‬
‫ضياع الحزم فيما جنيت فحذار حذار من سوء النيخخة فتكافخخأ بخخرد المنيخخة )‪(4‬‬
‫وتكون سببا لفساد هذين الحيين بعد صخخلحهما‪ ،‬وسخخاعيا فخخي اختلفهمخخا بعخخد‬
‫ايتلفهما‪ ،‬حيث ل يضرهما التباسك )‪ (5‬ول يغني عنهما إيناسك‪ .‬فقخخال عبخخد‬
‫الرحمن بن ام الحكم‪ :‬ل در ابخن ملجخم‪ ،‬فقخد بلخغ الجخل )‪ (6‬و أمخن الوجخل‪،‬‬
‫وأحد الشفرة وألن المهرة وأدرك الثار ونفخخى العخخار‪ ،‬وفخاز بالمنزلخخة العليخخاء‬
‫ورقا الدرجة القصوى‪ ،‬فقال ابن عباس‪ :‬أما والخ لقخخد كخخرع )‪ (7‬كخخأس حتفخخه‬
‫بيده‪ ،‬وعجل ال إلى النار بروحه‪ ،‬ولو أبدى لمير المؤمنين صفحته لخخخالطه‬
‫الفحل القطم والسيف الخذم‪ ،‬وللعقه صابا )‪ (8‬وسقاه سماما‪ ،‬وألحقخه بالوليخد‬
‫وعتبة و حنظلة‪ ،‬فكلهم كان أشد منه شكيمة وأمضى عزيمة‪ ،‬ففخخرى بالسخخيف‬
‫هخخامهم ورملهخخم بخخدمائهم‪ ،‬وفخخرى الخخذئاب أشخخلءهم )‪ (9‬وفخخرق بينهخخم وبيخخن‬
‫أحبائهم‪ ،‬اولئك حصب جهنم هم لهخخا واردون‪ ،‬فهخخل تحخخس منهخخم مخخن أحخخد أو‬
‫تسمع لهم ركزا ؟ ول غرو إن ختل ول وصمة إن قتل فإنا لكما قال دريد بن‬
‫الصمة شعر‪:‬‬

‫)‪ (1‬الصخخدق ‪ -‬بضخخم الصخخاد والخخدال أو سخخكونها ‪ :-‬جمخخع الصخخدوق‪ .‬والصخخبر ‪ -‬بضخخم‬
‫الصاد و الباء ‪ :-‬جمع الصبور‪ (2) .‬أي ل يجبنون‪ .‬وفى نسخخخ الكتخخاب " ل‬
‫يحتمخخون " ولكنخخه سخخهو‪ (3) .‬عركخخه‪ :‬دلكخخه‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬فانهخخا تخخرد‬
‫المنية‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬ابساسك‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬المل‪ (7) .‬كرع فخخي‬
‫الماء أو النخخاء‪ :‬مخخد عنقخخه وتنخخاول المخخاء بفيخخه مخخن موضخخعه‪ (8) .‬أبخخدى لخخه‬
‫صخخفحته أي كاشخخفه‪ .‬القطخخم ‪ -‬بالفتخخح فالكسخخر‪ :‬الغضخخبان‪ .‬الخخخذم‪ :‬القخخاطع‬
‫بالسرعة‪ .‬وفى النسخ " الجزم " وكلهمخخا سخخهو‪ .‬والصخخاب‪ :‬عصخخير شخخجر‬
‫مر‪ (9) .‬جمع الشلو‪ :‬العضو‪.‬‬

‫]‪[170‬‬

‫فإنا للحم السيف غير مكره * ونلحمه طورا وليس بذي مكر )‪ (1‬يغخخار علينخخا واتريخخن‬
‫فيشتفى * بنا إن اصبنا أو نغير على وتر فقال المغيرة بن شعبة‪ :‬أما وال لقد‬
‫أشرت على علي بالنصخخيحة‪ ،‬فخخآثر رأيخخه و مضخخى علخخى غلخخوائه )‪ (2‬فكخخانت‬
‫العاقبة عليه ل له‪ ،‬وإني لحسخخب أن خلقخخه يعتخخدون لمنهجخخه‪ ،‬وقخخال )‪ (3‬ابخخن‬
‫عباس‪ :‬كان وال أمير المؤمنين أعلم بوجوه الرأي ومعاقد الحخخزم وتصخخريف‬
‫المور من أن يقبل مشورتك فيما نهى ال عنه وعنف ؟ ؟ عليه قال سخخبحانه‪:‬‬
‫" ل تجد قوما يؤمنون بال واليوم الخر يوادون من حاد ال و رسوله )‪" (4‬‬
‫إلى آخر الية‪ ،‬ولقد وقفك على ذكر متين )‪ (5‬وآية متلوة قوله تعالى‪ " :‬ومخخا‬
‫كنت متخذ المضلين عضخدا )‪ " (6‬وهخل كخان يسخخوغ لخه أن يحكخم فخخي دمخاء‬
‫المسلمين وفي المؤمنين من ليخخس بمخخأمون عنخخده ول موثخخوق بخخه فخخي نفسخخه ؟‬
‫هيهات هيهات هو أعلم بفرض ال وسنة رسخخوله أن يبطخخن خلف مخخا يظهخخر‬
‫إل للتقية‪ ،‬ولت حين تقية مع وضوح الحق وثبوت الجنان وكثرة النصخخار‪،‬‬
‫يمضي كالسيف المصلت في أمر ال موثرا لطاعخخة ربخه والتقخوى علخى آراء‬
‫أهل الدنيا‪ .‬فقال يزيد بن معاوية‪ :‬يا ابن عباس إنك لتنطق بلسخخان طلخخق تنخخبئ‬
‫عن مكنون قلب حرق‪ ،‬فاطو ما أنت عليه كشحا‪ ،‬فقد محا ضخخوء حقنخخا ظلمخخة‬
‫بخخاطلكم ! فقخخال ابخخن عبخخاس‪ :‬مهل يزيخخد ! فخخوال مخخا صخخفت القلخخوب لكخخم منخخذ‬
‫تكدرت عليكم )‪ (7‬ول دنت بالمحبة‬

‫)‪ (1‬كذا في النسخ والمصدر‪ .‬والصحيح كما في شرح ديوان الحماسة ص ‪ 825‬كخخذا‪:‬‬
‫فانا للحم السيف غيخخر نكيخخرة ونلحمخخه حينخخا وليخخس بخخذكرى نكخخر ودريخخد بخخن‬
‫الصمة شاعر شجاع فارس من ذوى الرأى في الجاهلية‪ ،‬وشخخهد يخخوم حنيخخن‬
‫مع هخخوازن وهخخو شخخيخ كخخبير وقتخخل يخخومئذ فيمخخن قتخخل مخخن المشخخركين‪(2) .‬‬
‫الغلواء ‪ -‬بضخخم الغيخخن وسخخكون اللم أو فتحهخخا ‪ -‬الغلخخو‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫يقتدون بمنهجه‪ .‬فقال ا‍ه‪ (4) .‬سورة المجادلة‪ (5) .22 :‬في المصدر‪ :‬مبين‪.‬‬
‫)‪ (6‬سورة الكهف‪ (7) .51 :‬في المصدر‪ :‬منذ تكدرت بالعداوة عليكم‪(*) .‬‬

‫]‪[171‬‬
‫لكم مذ بخات )‪ (1‬بالبغضخخاء عنكخخم‪ ،‬ول رضخخيت اليخوم منكخم مخا سخخطت المخس مخن‬
‫أفعالكم وإن بذل اليام يستقضي ما صدعنا ويسخخترجع )‪ (2‬مخخا ابخختز منخخا كيل‬
‫بكيخخل و وزنخخا بخخوزن‪ ،‬وإن تكخخن الخخخرى فكفخخى بخخال وليخخا لنخخا ووكيل علخخى‬
‫المعتدين علينا‪ .‬فقال معاوية‪ :‬إن في نفسخخي منكخخم لحخخرارات )‪ (3‬بنخخي هاشخخم‪،‬‬
‫وإن الخليق أن )‪ (4‬ادرك فيكم الثار وأنفي العار ! فإن دمائنا قبلكم وظلمتنخخا‬
‫فيكم‪ ،‬فقال ابن عباس وال إن رمت ذلك يا معاوية لتثيرن عليك أسدا مخخخدرة‬
‫وأفاعي مطرقة‪ ،‬ل يفثأها )‪ (5‬كثرة السلح ول يقصخخها )‪ (6‬نكايخخة الجخخراح‪،‬‬
‫يضعون أسيافهم على عواتقهم‪ ،‬يضربون قدما قدما من ناواهم‪ ،‬يهون عليهخخم‬
‫نباح الكلب وعواء الذئاب‪ ،‬ل يفاقون بوتر ول يسبقون إلى كر‪ ،‬ثخخم ذكخخر‪) :‬‬
‫‪ (7‬قد وطنوا على الموت أنفسهم‪ ،‬وسمت بهم إلى العلياء هممهخخم‪ ،‬كمخخا قخخالت‬
‫الزدية‪ :‬قوم إذا شهدوا الهياج فل * ضخخرب ينهنههخخم ول زجخخر )‪ (8‬وكخخأنهم‬
‫آساد غينة غرست )‪ * (9‬وبل متونها القطر فلتكونن منهم بحيث أعددت ليلة‬
‫الهرير للهرب فرسك‪ ،‬وكان أكبر همك سلمة حشاشة نفسك ! ولخو ل طغخام‬
‫من أهل الشام وقوك بأنفسهم وبذلوا دونك مهجهم حتى إذا ذاقوا وخز الشخخفار‬
‫وأيقنوا بحلول الدمار )‪ (10‬رفعوا المصاحف مستجيرين‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬إليكم مذ نأت ا‍ه‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وان تدل اليام نسخختقض مخخا شخخذ‬
‫عنا ونسترجع ا‍ه‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬نحزازات‪ .‬وهى الوجع فخخي القلخخب مخخن‬
‫غيظ ونحوه‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬وانى لخليق‪ (5) .‬فثأ الغضب‪ :‬سخخكن حخخدته‪.‬‬
‫وفثخخأ الشخخئ عنخخه‪ :‬كفخخه وحبسخخه‪ (6) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬ول تعضخخها‪ (7) .‬فخخي‬
‫المصخخدر‪ :‬ول يسخخبقون إلخخى كريخخم ذكخخر‪ (8) .‬نهنهخخه عخخن الشخخئ‪ :‬كفخخه عنخخه‬
‫وزجره‪ (9) .‬كذا في النسخ‪ .‬وفخخي المصخخدر‪ :‬غرثخخت‪ .‬أي جخخاعت‪ .‬والغينخخة‪:‬‬
‫الشجار الملتفة بل ماء‪ (10) .‬الدمار‪ :‬الهلك‪.‬‬

‫]‪[172‬‬

‫بها وعائذين بعصمتها لكنت شلوا مطروحا بالعراء‪ ،‬تسفى عليخخك رياحهخخا‪ ،‬ويعتخخورك‬
‫ذئابها )‪ (1‬وما أقول هذا اريد صرفك عخخن عزيمتخخك ول إزالتخخك عخخن معقخخود‬
‫نيتك لكن الرحم التي تعطف عليك والوامخر الختي تخوجب صخرف النصخيحة‬
‫إليك‪ ،‬فقال معاوية‪ :‬ل درك يا ابن عباس‪ ،‬ما يكشف )‪ (2‬اليام منخخك إل عخخن‬
‫سيف صقيل ورأي أصيل‪ ،‬وبال لو لم يلخخد هاشخخم غيخخرك لمخخا نقخخص عخخددهم‪،‬‬
‫ولو لم يكن لهلك سخخواك لكخخان الخ قخخد كخخثرهم‪ :‬ثخخم نهخخض‪ ،‬فقخام ابخخن عبخخاس‬
‫وانصرف )‪ .(3‬توضيح‪ :‬قال الفيروز آبادي‪ :‬الخصيلة‪ :‬القطعة من اللحم‪ ،‬أو‬
‫لحم الفخذين والعضدين والذراعين أو كل عصخخبة فيهخخا لحخخم غليخخظ‪ ،‬والجمخخع‬
‫خصيل وخصائل )‪ .(4‬والفنيق‪ :‬الفحل المكخخرم ل يخخؤذى لكرامتخخه علخخى أهلخخه‬
‫ول يركب‪ .‬وقدعه كمنعه‪ :‬كفه‪ .‬وفرسه‪ :‬كبحه‪ .‬والفحل‪ :‬ضرب أنفخخه بالرمخخح‬
‫)‪ (5‬والواصر جمع الوصر وهو المرتفع مخخن الرض‪ ،‬ويحتمخخل أن يكخخون‬
‫تصحيف القاصر جمع القصر‪ ،‬أي الحلم القصيرة فكيف طوالها‪ .‬والمتك‬
‫بالضم جمع المتكاء‪ ،‬وهي المفضاة أو الطويلخخة مخخا بيخخن أسخخكتي فرجهخخا )‪.(6‬‬
‫والسك لعله من قولهم " سكه " إذا اصطلم اذنيه‪ ،‬وفي بعض النسخ " المسك‬
‫" يقخخال‪ :‬رجخخل مسخخكة كهمخخزة )‪ (7‬أي بخيخخل‪ ،‬أو هخخو الخخذي ل يعلخخق بشخخئ‬
‫فيتخلص منه‪ ،‬والجمخخع مسخخك بضخخم الميخخم وفتخخح السخخين‪ ،‬ولعخخل المخخراد بأهخخل‬
‫الجزة الذين يجزون أصواف الحيوانات‪ ،‬وهم أداني الناس والرشاء الحبل‪ .‬و‬
‫الغرائر جمع الغرارة التي تكون للتبن‪.‬‬

‫)‪ (1‬اعتور القوم الشئ‪ :‬تعاطوه وتداولوه‪ :‬وفى المصخخدر‪ :‬الخخذباب‪ (2) .‬فخخي المصخدر‪:‬‬
‫ما تكشف‪ (3) .‬شرح النهج ‪ (4) .173 - 169 :2‬القاموس ‪(5) .368 :3‬‬
‫في هخخامش )ك(‪ :‬وذلخخك إذا كخخان غيخخر كريخخم‪ (6) .‬السخخكتان ‪ -‬بفتخخح الكخخاف‬
‫وكسرها ‪ -‬شفر الرحم أو جانباه مما يلى شخخفريه أو قخخذتاه‪ (7) .‬بضخخم الول‬
‫وفتح الثاني‪.‬‬

‫]‪[173‬‬

‫ويقال‪ :‬جرض بريقخخه أي ابتلعخخه علخخى هخخم وحخخزن‪ .‬ونكخخب النخخاء‪ :‬أمخخاله و كبخخه‪ .‬وأدم‬
‫بينهما‪ :‬أصلح وألف والتهمه‪ :‬ابتلعه‪ .‬وأسد خادر أي داخل الخدر وهو الستر‪.‬‬
‫والكلكل‪ :‬الصدور‪ ،‬والجماعات‪ ،‬ومن الفرس‪ :‬ما بين محزمخه إلخى مخا مخس‬
‫الرض منخخخه‪ .‬والمناسخخخم‪ :‬أخفخخخاف البعيخخخر‪ .‬والمشخخخق‪ :‬سخخخرعة فخخخي الطعخخخن‬
‫والضرب‪ ،‬والطول مع الرقة‪ .‬والوخز‪ :‬الطعن بالرمح‪ .‬والمهرة بالضم واحد‬
‫المهر كصرد وهي مفاصل متلحكة في الصدر أو غراضيف الضلوع )‪.(1‬‬
‫واللحم‪ :‬القطع‪ - 34 .‬نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم في ذكر خباب بخخن‬
‫الرت‪ :‬يرحم ال خبابا فلقد أسلم راغبا وهخخاجر طائعخخا وعخخاش مجاهخخدا )‪.(2‬‬
‫وقال عليه السلم وقد جاءه نعي الشتر‪ :‬مالك وما مالخخك لخخو كخخان جبل لكخخان‬
‫فندا‪ ،‬ل يرتقيه الحافر ول يرقى عليه الطائر‪ .‬قوله عليه السلم‪ " :‬الفند " هو‬
‫المنفرد من الجبال )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال الجزري‪ :‬الفند من الجبل أنفه الخارج منخخه‬
‫)‪ .(4‬أقول‪ :‬قال عبد الحميد بن أبي الحديد‪ :‬الذي رويته عخخن الشخخيوخ ورأيتخخه‬
‫بخط عبد ال بن أحمد بن الخشاب أن الربيع بن زياد الحارثي أصابته نشخخابة‬
‫في جبينه فكانت تتنقض عينيه )‪ (5‬في كل عام‪ ،‬فأتاه علي عليه السلم عخخائدا‬
‫فقال‪ :‬كيف تجدك أبا عبد الرحمن ؟ قال‪ :‬أجدني يا أمير المؤمنين لخخو كخخان ل‬
‫يخذهب مخا بخي إل بخذهاب بصخري لتمنيخت ذهخابه‪ ،‬فقخال‪ :‬ومخا قيمخة بصخرك‬
‫عندك ؟ قال‪ :‬لو كانت لي الدنيا لفديته بها قال‪ :‬ل جرم ليعطينك ال على قدر‬
‫ذلك‪ ،‬إن ال تعالى يعطي على قدر اللم والمصيبة وعنده تضعيف كثير‪ ،‬قال‬
‫الربيع‪ :‬يخا أميخر المخؤمنين أل أشخكو إليخك عاصخم بخن زيخاد )هخامش( * )‪(1‬‬
‫متلحكة أي متلصقة متداخلة‪ .‬والغرضوف والغضروف كل عظخخم رخخخص‬
‫يؤكل‪ (2) .‬نهج البلغة )عبده ط مصر( ‪ .154 :2‬وفيه‪ :‬يرحم ال خباب بن‬
‫الرت فلقد اسلم راغبا وهاجر طائعا وقنع بالكفاف ورضى عخخن الخ وعخخاش‬
‫مجاهدا‪ (3) .‬نهج البلغة )عبده ط مصر( ‪ (4) .249 :2‬النهايخخة ‪.216 :3‬‬
‫والفند بكسر الفاء وسكون النون‪ (5) .‬كذا في النسخ‪ ،‬وفى المصخخدر وهخخامش‬
‫)خ(‪ :‬عليه وتنقض الجرح‪ :‬سال دمه‪.‬‬

‫]‪[174‬‬

‫أخي ؟ قال‪ :‬ماله ؟ قال‪ :‬لبس العباء وترك الملء وغم أهلخخه وحخخزن ولخخده‪ ،‬فقخخال عليخخه‬
‫السلم‪ :‬ادعوا لي عاصما‪ ،‬فلما أتاه عبس في وجهه وقخخال‪ :‬ويحخخك يخخا عاصخخم‬
‫أترى ال أباح لك اللذات وهو يكره ما أخذت منها ؟ لنت أهون على ال مخخن‬
‫ذلك‪ ،‬أو ما سمعته يقول‪ " :‬مخخرج البحريخخن يلتقيخخان )‪ " (1‬ثخخم قخخال‪ " :‬يخخخرج‬
‫منهمخخا اللؤلخخؤ والمرجخخان )‪ " (2‬وقخخال‪ " :‬ومخخن كخخل تخخأكلون لحمخخا طريخخا‬
‫وتستخرجون حلية تلبسونها )‪ " (3‬أما وال ابتذال نعم ال بالفعخخال أحخخب إليخخه‬
‫من ابتذالها بالمقال‪ ،‬وقد سمعتم ال يقول‪ " :‬وأمخا بنعمخة ربخخك فحخدث )‪" (4‬‬
‫وقوله‪ " :‬من حرم زينة ال التي أخرج لعباده و الطيبخات مخن الخرزق )‪" (5‬‬
‫إن ال خاطب المؤمنين بما خاطب به المرسلين فقال‪ " :‬يخخا أيهخخا الخخذين آمنخخوا‬
‫كلوا من طيبات ما رزقناكم )‪ " (6‬وقال‪ " :‬يا أيها الرسل كلخخوا مخخن الطيبخخات‬
‫واعملوا صالحا )‪ " (7‬وقال رسول ال صلى الخ عليخخه والخخه لبعخخض نسخخائه‪:‬‬
‫مالي أراك شعثاء مرهاء سخخلتاء ؟ )‪ .(8‬قخخال عاصخخم‪ :‬فلخخم اقتصخخرت يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين على لبس الخشن وأكل الجشخخب ؟ )‪ (9‬قخخال إن ال خ تعخخالى افخخترض‬
‫على أئمة العدل أن يقدروا لنفسهم بالقوام كيل يتبيغ )‪ (10‬بالفقير فقره‪ ،‬فمخخا‬
‫قام علي عليه السلم حتى نزع عاصم العباء ولبس ملءة )‪.(11‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬سورة الرحمن‪ 19 :‬و ‪ (3) .22‬سخخورة الفخخاطر‪ (4) .12 :‬سخخورة الضخخحى‪:‬‬
‫‪ (5) .11‬سخخورة العخخراف‪ (6) .32 :‬سخخورة البقخخرة‪ (7) .172 :‬سخخورة‬
‫المؤمنون‪ (8) .51 :‬الشعثاء‪ :‬التى كخخان شخخعرها مغخخبرا متلبخخدا‪ .‬والمرهخخاء‪:‬‬
‫الخختى فسخخدت وابيضخخت بخخواطن اجفانهخخا والسخخلتاء‪ :‬الخختى قطخخع انفهخخا‪(9) .‬‬
‫الجشب‪ :‬الطعام الغليظ‪ (10) .‬تبيغ‪ :‬هاج‪ (11) .‬بضم الميم ثوب يلبس علخى‬
‫الفخذين‪.‬‬

‫]‪[175‬‬

‫وكتب زياد بخخن أبيخخه إلخخى الربيخخع بخخن زيخخاد وهخخو علخخى قطعخخة مخخن خراسخخان‪ :‬إن أميخخر‬
‫المخخؤمنين معاويخخة كتخخب إلخخي يخخأمرك أن تحخخرز الصخخفراء والبيضخخاء وتقسخخم‬
‫الخرثي )‪ (1‬وما أشبهه على أهل الحروب‪ ،‬فقال له الربيع‪ :‬إني وجدت كتاب‬
‫ال قبل كتاب أمير المؤمنين‪ ،‬ثم نادى فخخي النخخاس‪ :‬أن اغخخدوا علخخى غنخخائمكم‪،‬‬
‫فأخذ الخمس وقسم الباقي على المسلمين ثم دعا ال أن يميته‪ ،‬فما جمخخع حخختى‬
‫مات )‪ .(2‬وقال في أحوال شريح القاضي‪ :‬هو شريح بن الحارث بن المنتجع‬
‫الكندي وقيل‪ :‬اسم أبيخخه معاويخخة‪ ،‬وقيخخل‪ :‬هخخاني‪ ،‬وقيخخل‪ :‬شخخراحيل‪ ،‬ويكنخخى أبخخا‬
‫امية‪ ،‬استعمله عمر بن الخطاب على القضاء بالكوفة‪ ،‬فلم يزل قاضخخيا سخختين‬
‫سنة‪ ،‬لخخم يتعطخخل فيهخخا إل ثلث سخخنين فخخي فتنخخة ابخخن الزبيخخر‪ ،‬امتنخخع )‪ (3‬مخخن‬
‫القضاء‪ ،‬ثم استعفى الحجخخاج مخخن العمخخل فأعفخخاه‪ ،‬فلخخزم منزلخخه إلخخى أن مخخات‪،‬‬
‫وعمر عمرا طويل‪ ،‬قيل‪ :‬إنخخه عخخاش مخخائة وثمخخان سخخنين‪ ،‬وقيخخل‪ :‬مخخائة سخخنة‪،‬‬
‫وتوفي سنة سبع وثمانين‪ ،‬وكان خفيف الروح مزاحا‪ ،‬فقدم إليخه رجلن فخأقر‬
‫أحدهما بما ادعى به خصمه وهو ل يعلخخم‪ ،‬فقضخخى عليخخه‪ ،‬فقخخال لشخخريح‪ :‬مخخن‬
‫شهد عندك بهذا ؟ قال‪ :‬ابن اخت خالك ! وقيل‪ :‬إنه جاءته امرأة تبكي وتتظلم‬
‫على خصمها‪ ،‬فمارق لها حتى قال له إنسخخان كخخان بحضخخرته‪ :‬أل تنظخخر أيهخخا‬
‫القاضي إلى بكائها ؟ فقال‪ :‬إن إخوة يوسف جاؤوا أبخخاهم عشخخاء يبكخخون وأقخخر‬
‫علي عليه السلم شريحا على القضاء مع مخالفته لخخه فخخي مسخخائل كخخثيرة مخخن‬
‫الفقه مذكورة في كتب الفقهاء‪ ،‬وسخط علخي عليخه السخلم مخرة عليخه فطخرده‬
‫عن الكوفة ولم يعزله عن القضاء‪ ،‬وأمره بالمقام ببانقيا‪ ،‬وكانت قريخخة قريبخخة‬
‫من الكوفة أكثر ساكنيها اليهود فأقام بها مدة حختى رضخي عنخه‪ ،‬وأعخاده إلخى‬
‫الكوفخخة‪ ،‬وقخال أبخخو عمخخر بخخن عبخخد الخبر فخي كتخخاب السختيعاب‪ :‬أدرك شخريح‬
‫الجاهلية‪ ،‬ول يعد من الصحابة بل من التابعين‪،‬‬

‫)‪ (1‬بضم الخاء وسكون الراء‪ :‬اردأ المتاع وسخخقطه‪ (2) .‬شخخرح النهخخج ‪ 19 :3‬و ‪.20‬‬
‫جمع المسلم‪ :‬شهد الجمعة‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬امتنع فيها‪.‬‬

‫]‪[176‬‬

‫وكان شاعرا محسنا‪ ،‬وكان سناطا ل شعر في وجهه )‪ - 35 .(1‬نهخخج‪ :‬مخخن كتخخاب لخخه‬
‫إلى أميرين من امراء جيشه‪ :‬وقد أمرت عليكما وعلى من في حيزكمخخا مالخخك‬
‫بن الحارث الشتر‪ ،‬فاسخخمعاله وأطيعخخا واجعله درعخخا ومجنخخا‪ ،‬فخخإنه ممخخن ل‬
‫يخاف وهنه ول سقطته ول بطؤه عما السراع إليه أحزم‪ ،‬ول إسخخراعه إلخخى‬
‫ما البطؤ عنه أمثل )‪ .(2‬قال ابن أبي الحديد في شخخرح هخخذا الكلم‪ :‬هخخو مالخخك‬
‫بن الحارث بن عبديغوث ابن سلمة بخخن ربيعخخة بخخن حذيمخخة )‪ (3‬بخخن سخخعد بخخن‬
‫مالك بن النخع بن عمخخرو بخخن غلخخة )‪ (4‬بخخن خالخخد بخخن مالخخك بخخن داود‪ ،‬وكخخان‬
‫حارسا )‪ (5‬شجاعا رئيسا من أكابر الشخخيعة وعظمائهخخا شخخديد التحقخخق بخخولء‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم ونصره‪ ،‬وقال فيه بعد موته‪ :‬يرحم )‪ (6‬ال مالكخخا‬
‫فلقد كان لي كما كنت لرسول ال صلى ال عليه واله‪ ،‬ولمخخا قنخخت علخخي عليخخه‬
‫السلم على خمسة ولعنهم وهخم‪ :‬معاويخة وعمخرو بخن العخاص وأبخو العخور‬
‫السلمي وحبيب بن مسلمة و بسر بن أرطاة قنخخت معاويخخة علخخى خمسخخة‪ :‬وهخخم‬
‫علي والحسن والحسين وعبد ال بن العباس والشتر‪ ،‬ولعنهم‪ .‬وقد روي أنخخه‬
‫قال لما ولى علي عليه السلم بني العباس على الحجاز واليمخخن و العخخراق‪" :‬‬
‫فلماذا قتلنا الشيخ بخالمس ؟ " وإن عليخخا عليخخه السخلم لمخا بلغتخخه هخخذه الكلمخة‬
‫أحضره ولطفه واعتذر إليه‪ ،‬وقال له‪ :‬فهل وليت حسنا أو حسينا أو أحدا من‬
‫ولد جعفر أخي أو عقيل أو أحدا من ولخخده ؟ وإنمخخا وليخخت ولخخد عمخخي العبخخاس‬
‫لني سمعت العباس يطلب من رسول ال صلى ال عليه واله المارة مرارا‪،‬‬
‫فقال له رسول ال صلى ال عليه واله‪ " :‬يا عم إن المارة إن طلبتهخخا وكلخخت‬
‫إليها وإن طلبتك اعنت عليها " ورأيت بنيه في أيام‬

‫)‪ (1‬شرح النهج ‪ 445 :3‬و ‪ (2) .446‬نهج البلغة )عبده ط مصر( ‪ 14 :2‬و ‪) .15‬‬
‫‪ (3‬في المصدر‪ :‬ربيعة بن الحارث بن خزيمة‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬علة‪(5) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬ادد وكان فارسا‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬رحم ال‪.‬‬

‫]‪[177‬‬

‫عمر وعثمان يجدون في أنفسهم أن ولي غيرهم من أبناء الطلقاء ولم يخخول أحخخد منهخخم‬
‫فأحببت أن أصل رحمهم وازيل ما كان في أنفسهم‪ ،‬وبعد فإن علمت أحدا هو‬
‫خيخخر منهخخم فخخائتني بخخه‪ ،‬فخخخرج الشخختر وقخخد زال مخخا فخخي نفسخخه‪ .‬وقخخد روى‬
‫المحدثون حديثا يدل على فضيلة عظيمخخة للشخختر‪ ،‬وهخخي شخخهادة قاطعخخة مخخن‬
‫النبي صلى ال عليه واله بأنه مؤتمن )‪ ،(1‬روى هخذا الحخديث أبخخو عمخخر بخخن‬
‫عبد البر في كتاب الستيعاب في حرف الجيم في باب جندب‪ ،‬قال أبو عمخخر‪:‬‬
‫لما حضرت أبا ذر الوفاة وهو بالربذة بكت زوجته ام ذر‪ ،‬قالت‪ :‬فقال لخخي‪) :‬‬
‫‪ (2‬ما يبكيك ؟ فقالت‪ :‬مالي ل أبكخخي وأنخخت تمخخوت بفلة مخن الرض‪ ،‬وليخس‬
‫عندي ثوب يسعك كفنخخا‪ ،‬ول بخخد لخخي مخخن القيخخام بجهخخازك‪ ،‬فقخخال‪ :‬ابشخخري ول‬
‫تبكي فإني سمعت رسخول الخ صخلى الخ عليخه والخه يقخول‪ " :‬ل يمخوت بيخن‬
‫امرأين مسلمين ولدان أو ثلث فيصبران ويحتسبان فيريان النار أبخخدا " وقخخد‬
‫مات لنا ثلثة من الولد‪ .‬وسمعت أيضا رسول ال صلى ال عليخخه والخخه يقخخول‬
‫لنفر أنا فيهم‪ " :‬ليموتن أحدكم بفلة من الرض‪ ،‬يشهده عصابة من المؤمنين‬
‫" وليس من اولئك النفر أحد إل وقد مات في قرية وجماعة‪ ،‬فأنا ل أشك أنخخي‬
‫ذلك الرجل‪ ،‬وال ما كذبت ول كذبت‪ ،‬فانظري الطريق‪ ،‬قخالت ام ذر‪ :‬فقلخخت‪:‬‬
‫أنى وقد ذهب الحاج وتقطعت الطرق ؟ فقال‪ :‬اذهبي فتبصري‪ ،‬قالت‪ :‬فكنخخت‬
‫أشتد إلى الكثيب فأصعد فأنظر ثم أرجع إليخخه فامرضخخه‪ ،‬فبينخا أنخخا وهخخو علخخى‬
‫هذه الحالة إذا أنا برجال على ركابهم كأنهم الرخم )‪ (3‬تخخخب بهخخم رواحلهخخم‪،‬‬
‫فأسرعوا إلي حتى وقفوا علي وقخخالوا‪ :‬يخخا أمخخة الخ مالخخك ؟ فقلخخت‪ :‬امخخرؤ مخخن‬
‫المسلمين يموت تكفنونه ؟ قخخالوا‪ :‬ومخخن هخخو ؟ قلخخت‪ :‬أبخخو ذر‪ ،‬قخخالوا‪ :‬صخخاحب‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬ففدوه بآبائهم وامهاتهم و أسرعوا‬
‫إليه حتى دخلوا عليه‪ ،‬فقال لهم‪ :‬ابشروا فخإني سخمعت رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه واله يقول لنفر أنا فيهم‪ " :‬ليموتن رجل منكخخم بفلة مخخن الرض تشخخهده‬
‫عصابة من المؤمنين " و‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬مؤمن‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فقال لها‪ (3) .‬الرخم‪ :‬طائر مخخن الجخخوارح‬
‫الكبيرة الجثخخة الوحشخخية الطبخخاع‪ .‬خخخب الفخخرس فخخي عخخدوه‪ :‬راوح بيخخن يخخديه‬
‫ورجليه أي قام على احداهما مرة وعلى الخرى مرة‪.‬‬

‫]‪[178‬‬

‫ليس من اولئك النفر أحد إل وقد هلك في قرية وجماعة‪ ،‬وال ما كذبتم ول كخخذبتم )‪(1‬‬
‫ولو كان عندي ثوب يسعني كفنا لخخي أو لمرأتخخي لخخم اكفخخن إل فخخي ثخخوب لخخي‬
‫أولها‪ ،‬و إني أنشخخدكم الخ أن ل يكفننخخي رجخخل منكخخم كخخان أميخخرا أو عريفخخا أو‬
‫بريدا أو نقيبا‪ ،‬قالت‪ :‬وليس في اولئك النفر أحد إل وقد قارف بعخخض مخخا قخخال‬
‫إل فتى من النصار قال له‪ :‬أنا اكفنك يا عم في ردائي هذا وفي ثخخوبين معخخي‬
‫في عيبتي من غزل امي‪ ،‬فقال أبو ذر‪ :‬أنت تكفنني‪ ،‬فمات فكفنخخه النصخخاري‬
‫وغسله في النفر الذين )‪ (2‬حضروه وقاموا عليه‪ ،‬ودفنوه في نفر كلهم يمان‪.‬‬
‫قال أبو عمر بن عبد البر قبل أن يخخروي هخخذا الحخخديث فخخي أول بخخاب جنخخدب‪:‬‬
‫كان النفر الذين حضروا موت أبي ذر بالربذة مصادفة جماعة منهم حجر بن‬
‫البرد )‪ (3‬هو حجر بخخن عخخدي الخخذي قتلخخه معاويخخة‪ ،‬وهخخو مخخن أعلم الشخخيعة‬
‫وعظمائها وأما الشتر فهو أشهر في الشيعة مخخن أبخخي الهخخذيل فخخي المعتزلخخة‪.‬‬
‫وقرئ كتاب الستيعاب علخخى شخخيخنا عبخخد الوهخخاب بخخن سخخكينة المحخخدث وأنخخا‬
‫حاضر‪ ،‬فلما انتهى القارئ إلخخى هخخذا الخخخبر قخخال اسخختادي عمخخر بخخن عبخخد الخ‬
‫الدباس ‪ -‬وكان يحضر )‪ (4‬معه سماع الحخخديث ‪ :-‬لتقخخل الشخخيعة بعخخد هخخذا مخخا‬
‫شاءت‪ ،‬فما قال المرتضى والمفيد إل بعض ما كان حجخخر والشخختر يعتقخخدانه‬
‫في عثمان ومن تقدمه‪ ،‬فأشار الشيخ إليه بالسخخكوت فسخخكت‪ .‬وقخخد ذكرنخخا آثخخار‬
‫الشتر ومقاماته بصفين فيمخخا سخخبق‪ ،‬والشخختر هخخو الخخذي عخخانق عبخخد الخ بخخن‬
‫الزبير يوم الجمل فاصطرعا على ظهر فرسيهما حتى وقعا إلى الرض ) ‪(5‬‬
‫فجعل عبد ال يصرخ من تحته‪ :‬اقتلوني ومالكا‪ ،‬فلم يعلم من الذي يعنيه لشدة‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬مخخا كخخذبت ول كخخذبت‪ :" (2) .‬وغسخخله النفخخر الخخذين ا‍ه )‪ (3‬فخخي‬
‫الستيعاب‪ :‬منهم حجر بن الدبر ومالك بن الحارث الشتر قلت‪ :‬حجر بخخن‬
‫الدبر ا‍ه‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬وكنت أحضر‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬في الرض‪.‬‬

‫]‪[179‬‬
‫الختلط وثوران النقع )‪ (1‬فلو قال‪ :‬اقتلخخوني والشخختر لقتل جميعخخا‪ ،‬فلمخخا افترقخخا قخخال‬
‫الشتر‪ :‬أعايش لول أنني كنت طاويخخا )‪ * (2‬ثلثخخا للفيخخت ابخخن اختخخك هالكخخا‬
‫غداة ينادي والرماح تنوشه * كوقخخع الصياصخخي‪ :‬اقتلخخوني ومالكخخا )‪ (3‬فنجخاه‬
‫مني شبعه وشبابه * وأني شيخ لم أكن متماسكا ويقال‪ :‬إن عائشة فقخخدت عبخخد‬
‫ال فسألت عنخخه‪ ،‬فقيخخل لهخخا‪ :‬عهخخدنا بخخه وهخخو معخخانق للشخختر‪ ،‬فقخخالت‪ :‬واثكخخل‬
‫أسماء‪ .‬ومات الشتر في سنة تسع وثلثيخخن متوجهخخا إلخخى مصخخر واليخخا عليهخخا‬
‫لعلي عليه السلم‪ ،‬قيل‪ :‬سقي سما‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه لم يصح ذلك وإنمخا مخات حتخف‬
‫أنفه‪ ،‬فأما ثناء أمير المؤمنين عليه السخخلم فخخي هخخذا الفصخخل فقخخد بلخخغ فيخخه مخخع‬
‫اختصاره ما ل يبلغ بالكلم الطويخخل‪ ،‬ولعمخخري لقخخد كخخان الشخختر أهل لخخذلك‪،‬‬
‫كان شديد البأس جوادا رئيسا حليما فصيحا شخخاعرا‪ ،‬وكخخان يجمخخع بيخخن الليخخن‬
‫والعنف‪ ،‬فيسطو في موضع السطوة ويرفخق فخي موضخع الرفخق )‪ .(4‬أقخول‪:‬‬
‫وقال ابن أبي الحديد في شرح وصايا أوصى أمير المؤمنين عليه السلم إلخخى‬
‫الحارث الهمداني‪ :‬هو الحارث بن عبد الخ بخن كعخب بخخن أسخخد بخن مخلخخد بخخن‬
‫حارث بن سبيع بن معاوية الهمداني‪ ،‬كخخان أحخخد الفقهخخاء )‪ (5‬وصخخاحب علخخي‬
‫عليه السلم‪ ،‬وإليه تنسب الشخخيعة الخطخخاب الخخذي خخخاطب بخخه فخخي قخخوله عليخخه‬
‫السلم‪ :‬يا حار همدان من يمت يرني * من مخؤمن أو منخافق قبل )‪ (6‬أقخول‪:‬‬
‫رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا‪ :‬روي أنه دخل أبو أمامة الباهلي على‬

‫)‪ (1‬النقع‪ :‬الغبار‪ (2) .‬أي جائعا‪ (3) .‬ناش الشئ بالشئ‪ :‬تعلق بخه‪ .‬والصياصخخى جمخع‬
‫الصيصية‪ :‬الوتد يقلع به التمر‪ (4) .‬شرح النهج ‪ (5) .627 - 625 :3‬في‬
‫المصدر بعد ذلك‪ :‬له قول في الفتيا وكان ا‍ه‪ (6) .‬شرح النهج ‪.309 :4‬‬

‫]‪[180‬‬

‫معاوية‪ ،‬فقربه وأدناه ثم دعا بالطعخخام‪ ،‬فجعخخل يطعخخم أبخخا أمامخخة بيخخده‪ ،‬ثخخم أوسخخع رأسخخه‬
‫ولحيته طيبا بيده‪ ،‬وأمر له ببدرة من دنانير فدفعها إليه‪ ،‬ثم قال‪ :‬يخخا أبخخا أمامخخة‬
‫بال أنا خير أم علي بن أبي طالب ؟ فقال أبو أمامة ! نعم ول كذب ولو بغيخخر‬
‫ال سألتني لصدقت‪ ،‬علي وال خير منك وأكخرم وأقخدم إسخلما‪ ،‬وأقخرب إلخى‬
‫رسول ال قرابة وأشد في المشركين نكاية‪ ،‬وأعظم عند المخة غنخاء‪ ،‬أتخدري‬
‫من علي يا معاوية ؟ ابن عم رسول ال صلى ال عليه واله وزوج ابنته سيدة‬
‫نساء العالمين‪ ،‬وأبو الحسن والحسين سخخيدي شخخباب أهخخل الجنخخة‪ ،‬وابخخن أخخخي‬
‫حمزة سيد الشهداء‪ ،‬وأخو جعفخخر ذي الجنخخاحين‪ ،‬فخخأين تقخخع أنخخت مخخن هخخذا يخخا‬
‫معاوية‪ .‬أظننت أني سأخيرك على علي بألطافك وطعامخخك و عطخخائك فأدخخخل‬
‫إليك مؤمنا وأخرج منك كافرا ؟ بئس ما سولت لك نفسك يا معاوية‪ .‬ثم نهض‬
‫وخرج من عنده‪ ،‬فأتبعه بالمال فقال‪ :‬ل وال ل أقبل منك دينارا واحدا‪- 36 .‬‬
‫قب‪ :‬كتابه‪ :‬عبيدال بن أبي رافع وسعيد بن نمخخران )‪ (1‬الهمخخداني و عبخخد الخ‬
‫بن جعفر وعبيدال بن عبد ال بن مسعود‪ .‬وكان بوابه سلمان سلمان ومخخؤذنه‬
‫جويرية بن مسهر العبدي وابن النباح وهمخدان الخذي قتلخه الحجخاج‪ ،‬وخخدامه‬
‫أبو نيرز من أبناء ملوك العجم‪ ،‬رغب في السلم وهو صغير‪ ،‬فأتى رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه واله فأسلم وكان معه‪ ،‬فلما توفي صلى ال عليه واله صار‬
‫مع فاطمة وولديها عليهم السلم‪ ،‬وكان عبد ال ابن مسعود في سخخبي فخخزارة‪،‬‬
‫فوهبه النبي صلى ال عليه والخخه لفاطمخخة عليهخخا السخخلم‪ ،‬فكخخان بعخخد ذلخخك مخخع‬
‫معاوية وكان له ألف نسمة منهم قنبر وميثم‪ ،‬قتلهمخخا الحجخخاج‪ ،‬وسخخعد ونصخخر‬
‫قتل مع الحسين عليه السلم‪ ،‬وأحمر قتل في صفين‪ ،‬ومنهخخم غخخزوان وثخخبيت‬
‫وميمون‪ .‬وخادمته فضة وزبرا وسلفة )‪ - 37 .(2‬ختص‪ :‬ابن قولويه‪ ،‬عخخن‬
‫العياشي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن الحسين عن مروك بن عبيد‪ ،‬عن إبراهيم بن‬
‫أبي البلد‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن الصبغ قال‪ :‬قلت‬

‫)‪ (1‬غزوان خ ل‪ (2) .‬مناقب آل ابى طالب ‪.77 :2‬‬

‫]‪[181‬‬

‫له كيف سميتم شرطة الخميس يا أصبغ ؟ فقال‪ :‬إنا ضمنا له الذبح وضمن لنخخا الفتخخح )‬
‫‪ - 38 .(1‬ختخخص‪ :‬جعفخخر بخخن الحسخخين المخخؤمن وأحمخخد بخخن هخخارون الفخخامي‬
‫وجماعة من مشائخنا‪ ،‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عخخن علخخي بخخن إسخخماعيل‬
‫بن عيسى‪ ،‬عن حماد ابن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن المختار‪ ،‬عخخن الحخخارث بخخن‬
‫المغيرة قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال عليه السخخلم‪ :‬أي شخخئ تقولخخون أنتخخم ؟ فقخخال‪:‬‬
‫نقول‪ :‬هلك الناس إل ثلثة‪ ،‬فقال أبخو عبخد الخ عليخه السخلم‪ :‬فخأين ابخخن ليلخخى‬
‫وشتير ؟ فسألت حماد بن عيسى عنهما‪ ،‬قال‪ :‬كانا مخخوليين أسخخودين لعلخخي بخخن‬
‫أبي طالب عليه السلم )‪ - 39 .(2‬ختص‪ :‬جعفر بن الحسين‪ ،‬عن ابن الوليد‪،‬‬
‫عن الصفار‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن الحسخخين‪ ،‬عخخن صخخفوان بخخن يحيخخى‪ ،‬عخخن ذريخخح‬
‫المحاربي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‪ ،‬وعن ابن جريح وغيخخره مخخن ثقيخخف‬
‫أن ابن عباس لما مات واخرج به خرج من تحت كفنه طير أبيخخض ينظخخرون‬
‫إليه‪ ،‬يطير نحو السماء حتى غاب عنهم‪ ،‬وقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬كخخان‬
‫أبي يحبه حبا شخخديدا‪ ،‬وكخخان أبخخي عليخخه السخخلم وهخخو غلم يلبسخخه امخخه ثيخخابه‪،‬‬
‫فينطلق في غلمان بنخي عبخد المطلخب‪ ،‬قخال‪ :‬فأتخاه فقخال‪ :‬مخن أنخت ؟ ‪ -‬بعخدما‬
‫اصيب بصره ‪ -‬فقال‪ :‬أنا محمد بن علي بن الحسين بخخن علخخي‪ ،‬فقخخال‪ :‬حسخخبك‬
‫من لم يعرفك فل عرفك )‪ - 40 .(3‬نهخج‪ :‬ومخن كتخاب لخه إلخى عبخد الخ بخن‬
‫العباس‪ :‬أما بعد فإني كنت أشركتك في أمانتي‪ ،‬وجعلتخخك شخخعاري وبطخخانتي‪،‬‬
‫ولم يكن في أهلي رجل أوثخخق منخخك فخخي نفسخخي‪ ،‬لمواسخخاتي ومخخؤازرتي وأداء‬
‫المانة إلي‪ ،‬فلما رأيت الزمخخان علخخى ابخخن عمخخك قخخد كلخخب والعخخدو قخخد حخخرب‬
‫وأمانة الناس قد خزيت وهذه المة قد فتكت وشغرت قلبت لبن عمخخك ظهخخر‬
‫المجن‪ ،‬ففارقته مع المفارقين‪ ،‬وخذلته مع الخاذلين‪ ،‬وخنته مع الخخخائنين‪ ،‬فل‬
‫ابن عمك آسيت )‪ (4‬ول المانة أديت‪ ،‬وكأنك لم تكن ال تريد‬
‫)‪ (1‬الختصاص‪ (2) .65 :‬في المصدر‪ 70 :‬و ‪ (3) .71‬في المصدر‪ (4) .71 :‬آسى‬
‫الرجل في ماله‪ :‬جعله اسوته فيه‪.‬‬

‫]‪[182‬‬

‫بجهادك‪ ،‬وكأنك لم تكن على بينة من ربك‪ ،‬وكأنك كنت تكيد هخخذه المخخة عخخن دنيخخاهم‪،‬‬
‫وتنوي ؟ ؟ غرتهم عن فيئهم‪ ،‬فلمخخا أمكنتخخك الشخخدة فخخي خيانخخة المخخة أسخخرعت‬
‫الكرة‪ ،‬وعخاجلت الوثبخة‪ ،‬واختطفخت مخا قخدرت عليخه مخن أمخوالهم المصخونة‬
‫لراملهم وأيتامهم اختطاف الذئب الزل دامية المعزى الكسيرة‪ ،‬فحملته إلخخى‬
‫الحجاز رحيب الصدر بحملخخه غيخخر متخخأثم مخخن أخخخذه كأنخخك ‪ -‬ل أبخخا لغيخخرك ‪-‬‬
‫حدرت على )‪ (1‬أهلك تراثك من أبيك وامك‪ ،‬فسبحان ال أما تؤمن بالمعاد ؟‬
‫أو ما تخاف نقاش الحساب ؟ أيها المعدود كان عندنا من ذوي اللبخخاب كيخخف‬
‫تسيغ شرابا وطعاما وأنت تعلخم أنخك تأكخل حرامخا وتشخرب حرامخا ؟ وتبتخاع‬
‫الماء وتنكح النساء من مال اليتامى والمساكين والمؤمنين والمجاهدين الذين‬
‫أفاء ال عليهخم هخذه المخوال وأحخرز بهخم هخخذه البلد ؟ فخخاتق الخ واردد إلخخى‬
‫هؤلء القوم أموالهم‪ ،‬فإنك إن لم تفعل ثم أمكنني ال خ منخخك لعخخذرن إلخخى ال خ‬
‫فيك‪ .‬ولضربنك بسيفي الذي ما ضربت به أحدا إل دخل النخخار‪ ،‬والخ لخخو أن‬
‫الحسن والحسين عليهما السلم فعل مثل الخخذي فعلخخت مخخا كخخانت لهمخخا عنخخدي‬
‫هخخوادة‪ ،‬ول ظفخخرا منخخي بخخإرادة حخختى آخخخذ الحخخق منهمخخا وازيخخح الباطخخل مخخن‬
‫مظلمتها )‪ ،(2‬واقسم بال رب العالمين ما يسرني أن مخخا أخخخذته مخخن أمخخوالهم‬
‫حلل لي أتركخخه ميراثخخا لمخخن بعخخدي‪ ،‬فضخخح رويخخدا‪ ،‬فكأنخخك قخخد بلغخخت المخخدى‬
‫ودفنت تحت الثرى‪ ،‬وعرضت عليك أعمالك بالمحل الذي ينادي الظخخالم فيخخه‬
‫بالحسخخرة و يتمنخخي المضخخيع الرجعخخة‪ ،‬ولت حيخخن منخخاص‪ ،‬والسخخلم )‪.(3‬‬
‫توضيح‪ :‬قوله عليه السلم‪ :‬وكنت أشركتك في أمانتي‪ ،‬أي فخخي الخلفخخة الخختي‬
‫ائتمنني ال عليها‪ ،‬حيث جعلتخك واليخا‪ .‬وبطانخة الرجخخل‪ :‬صخخاحب سخخره الخذي‬
‫يشاوره فخي أحخواله‪ .‬والمواسخاة‪ :‬المشخاركة والمسخخاهمة‪ .‬قخخوله‪ " :‬قخد كلخخب "‬
‫بكسر اللم‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬إلى‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬عن مظلمتهمخخا‪ (3) .‬نهخخج البلغخخة )عبخخده ط‬
‫مصر( ‪ .69 - 67 :2‬وقد مضى عن معرفة اخبار الرجال تحت الرقم ‪.20‬‬

‫]‪[183‬‬

‫أي اشتد‪ ،‬يقال‪ :‬كلب الدهر على أهله إذا ألح عليهم واشتد قاله الجزري )‪ .(1‬وقال‪ :‬قد‬
‫حرب أي غضب )‪ .(2‬والفتك أن يأتي الرجل صاحبه وهو غار غافخخل حخختى‬
‫يشد عليه فيقتله‪ .‬قوله عليخخه السخخلم‪ " :‬وشخخغرت " أي خلخخت مخخن الخيخخر قخخال‬
‫الجوهري‪ :‬شغر البلد أي خل من الناس )‪ .(3‬قوله عليه السلم‪ " :‬قلبت لبن‬
‫عمك " أي كنت معه فصرت عليخخه‪ ،‬وأصخخل ذلخخك أن الجيخخش إذا لقخخوا العخخدو‬
‫كانت ظهور مجانهم إلخى وجخه العخخدو وبطونهخخا إلخخى عسخخكرهم‪ ،‬فخإذا فخارقوا‬
‫رئيسهم عكسوا‪ ،‬قوله عليه السلم‪ " :‬فلما أمكنتك الشدة " من قولهم شد عليخخه‬
‫في الحرب إذا حمل‪ .‬وقال الجزري‪ :‬الزل في الصل‪ :‬الصغير العجز وهخخو‬
‫في صفات الذئب‪ :‬الخفيف‪ ،‬وقيل‪ :‬هو مخخن قخخولهم زل زليل إذا عخخدا‪ ،‬وخخخص‬
‫الدامية لن من طبع الذئب محبة الدم حخختى أنخخه يخخرى ذئبخخا داميخخا فيثخخب عليخخه‬
‫ليأكله )‪ .(4‬وتأثم أي تحرج عنه وكف‪ .‬قوله عليه السخخلم‪ " :‬ل أبخخا لغيخخرك "‬
‫استعمل ذلك في مقام " ل أبا لك " تكرمة له وشفقة عليه‪ ،‬وما قيخخل مخخن أن "‬
‫ل أبا لك " لما كان يستعمل كثيرا فخخي معخخرض المخخدح أي ل كخخافي لخخك غيخخر‬
‫نفسك فيحتمل أن يكون ذما له بمخخدح غيخخره فل يخفخخى بعخخده‪ ،‬ويقخخال‪ :‬حخخدرت‬
‫السفينة إذا أرسلتها إلى أسفل‪ .‬وقال الجزري‪ :‬فيه " مخن نخوقش فخي الحسخاب‬
‫عخخذب " أي مخخن استقصخخي فخخي محاسخخبته وحوقخخق‪ ،‬ومنخخه حخخديث علخخي عليخخه‬
‫السلم‪ :‬لنقاش الحساب )‪ " (5‬وهو مصدر منه‪ ،‬و أصخخل المناقشخخة مخخن نقخخش‬
‫الشوكة إذا استخرجها من جسمه )‪ .(6‬قوله عليه السلم " أيها المعخخدود كخخان‬
‫عندنا " أدخل عليه ]السلم[ لفظة " كان " تنبيها‬

‫)‪ (1‬النهاية ‪ 30 :3‬و ‪ (2) .31‬النهاية ‪ (3) .212 :1‬الصحاح‪ (4) .700 :‬النهاية ‪:2‬‬
‫‪ (5) .130‬اصخل الحخديث‪ :‬يخوم يجمخع الخ فيخه الوليخن والخريخن لنقخاش‬
‫الحساب‪ (6) .‬النهاية ‪.170 :4‬‬

‫]‪[184‬‬

‫على أنه لم يبق كذلك‪ ،‬قيل‪ :‬ولعله عدل عن أن يقخخول‪ " :‬يخخا مخخن كخخان عنخخدنا مخخن ذوي‬
‫اللباب " إشعارا بأنه معدود في الحال أيضا عند الناس منهم‪ .‬وأعخخذر‪ :‬أبخخدى‬
‫عذرا والهوادة‪ :‬الرخصة والسخخكون والمحابخخاة‪ .‬قخخوله‪ " :‬بخخإرادة " أي بمخخراد‪.‬‬
‫والزاحة‪ :‬الزالخخة والبعخخاد‪ .‬وقخخال الجخخزري‪ :‬إن العخخرب كخخان يسخخيرون فخخي‬
‫ظعنهم‪ ،‬فإذا مروا ببقعة من الرض فيه كل وعشخب قخال قخائلهم‪ :‬أل ضخحوا‬
‫رويدا‪ ،‬أي ارفقوا بالبل حتى تتضحى أي تنال من هذا المرعى‪ ،‬ومنه كتاب‬
‫علي عليه السخخلم إلخخى ابخخن عبخخاس " ألضخخح رويخخدا فقخخد بلغخخت المخخدى " أي‬
‫اصبر قليل )‪ .(1‬وقال البيضاوي في قوله تعالى‪ " :‬ولت حين منخخاص " أي‬
‫ليس الحين حين مناص و " ل " هي المشبهة بليس‪ ،‬زيدت عليه تاء التخخأنيث‬
‫للتأكيخخد‪ .‬كمخخا زيخخدت علخخى رب وثخخم‪ ،‬وخصخخت بلخخزوم الحيخخان وحخخذف أحخخد‬
‫المعمولين‪ ،‬وقيل‪ :‬هي النافية للجنس‪ ،‬أي ول حين مناص لهم‪ ،‬وقيل‪ :‬للفعخخل‪،‬‬
‫والنصب بإضماره‪ ،‬أي ول أرى حين مناص‪ ،‬إلى آخر مخخا حقخخق فخخي ذلخخك )‬
‫‪ ،(2‬والمناص‪ :‬المنجى‪ .‬أقول‪ :‬قال عبد الحميخخد بخخن بخخن أبخخي الحديخخد‪ :‬اختلخخف‬
‫الناس في المكتوب إليه هذا الكتاب‪ ،‬فقال الكثرون‪ :‬إنه عبد ال خ بخخن العبخخاس‬
‫كما تدل عليه عبارات الكتاب وقد روى أربخخاب هخخذا القخخول‪ :‬أن عبخخد الخ بخخن‬
‫العباس كتخب إلخى علخي عليخه السخلم جوابخا عخن هخذا الكتخاب‪ ،‬قخالوا‪ :‬وكخان‬
‫جوابه‪ :‬أما بعد فقد أتاني كتابك تعظم علي ما أصبت من بيخخت مخخال البصخخرة‪،‬‬
‫ولعمري إن حقي في بيت المال لكثر مما أخذت والسلم‪ .‬قخخالوا‪ :‬فكتخخب إليخخه‬
‫علي عليه السلم أما بعد فإن من العجب أن تزين لك نفسخخك أن لخخك فخخي بيخخت‬
‫مال المسلمين من الحق أكثر مما لرجل )‪ (3‬من المسخخلمين ! فقخخد أفلحخخت لقخخد‬
‫كان )‪ (4‬تمنيك الباطل وادعاؤك مال يكون ينجيك عن المآثم ويحل‬

‫)‪ (1‬النهاية ‪ 13 :3‬و ‪ (2) .14‬تفسير البيضاوى ‪ (3) .137 :2‬في المصدر‪ :‬لرجل‬
‫واحد ا‍ه‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬إن كان‪.‬‬

‫]‪[185‬‬

‫لك المحرم‪ ،‬إنك لنت المهتدي السعيد إذا‪ ،‬وقد بلغني أنك اتخذت مكة وطنا وضخخربت‬
‫بها عطنا‪ ،‬تشتري بها مولدات مكة والمدينة والطائف‪ ،‬تختارهن علخى عينخك‬
‫وتعطي فيهن مال غيرك‪ ،‬فارجع هداك ال إلى رشدك‪ ،‬وتب إلخخى ال خ ربخخك‪،‬‬
‫واخرج إلى المسلمين مخن أمخوالهم‪ ،‬فعمخا قليخخل تفخارق مخن ألفخخت وتخخترك مخخا‬
‫جمعت‪ ،‬وتغيخخب فخخي صخخدع مخخن الرض غيخخر موسخخد ول ممهخخد‪ ،‬قخخد فخخارقت‬
‫الحباب وسكنت التراب وواجهت الحسخخاب غنيخخا عمخخا خلقخخت فقيخخرا إلخخى مخخا‬
‫قدمت والسلم‪ .‬قالوا‪ :‬فكتب إليه عبد ال بن العباس‪ :‬أما بعد فإنك قخخد أكخخثرت‬
‫علي‪ ،‬و وال لئن ألقى ال قخخد احتخخويت علخخى كنخخوز الرض كلهخخا مخخن ذهبهخخا‬
‫وعقيانها ولجينها أحب إلي من أن ألقاه بدم امرئ مسلم‪ ،‬والسلم )‪ .(1‬أقخخول‪:‬‬
‫قد أثبتنا في باب علة قعوده وقيامه عليه السلم من كتاب الفتن كفخخر الشخخعث‬
‫بن قيس‪ ،‬وفي باب " سلوني " كفر ابن الكواء وغيره وفخخي بخاب احتجاجخخات‬
‫الحسن عليخخه السخخلم علخخى معاويخخة وأصخخحابه حخخال جماعخخة‪ ،‬وكخخذا فخخي بخخاب‬
‫احتجاج الحسين عليه السلم على معاوية مدح حجخخر بخخن عخخدي وعمخخرو بخخن‬
‫الحمق‪ ،‬وفي باب احتجاجات الباقر عليه السلم وأبواب أحخخوال الخخخوارج ذم‬
‫نافع وغيره‪ ،‬وفي باب أحوال الصحابة وباب أحوال السخخلمان وبخخاب فضخخائله‬
‫مدح جماعة من أصحابه عليه السخخلم وذم جماعخخة‪ ،‬وفخخي بخخاب عبخخادته عليخخه‬
‫السلم مدح أبي الدرداء‪ ،‬وفي جواب أسؤلة اليهودي المشخختمل علخخى خصخخال‬
‫الوصياء حال جماعة‪ ،‬وفي باب إخباره بالمغيبات وباب علمه عليخخه السخخلم‬
‫كفر عمرو بن حريث‪ ،‬وكذا في باب أنهم المتوسمون وفي باب حبهخخم عليهخخم‬
‫السلم مدح الحارث العور‪ ،‬وكذا في باب ما ينفخخع حبهخخم فيخخه مخخن المخخواطن‬
‫وفي باب غصب الخلفة ذم ابن عباس‪ ،‬وأيضا في بخخاب الخبخخار بالمغيبخخات‬
‫كفر الشعث وكذا في بخاب جوامخع مكخارمه عليخه السخلم وفخي بخاب أحخوال‬
‫أولده عليهخخم السخخلم مكاتبخخة ابخخن الحنفيخخة وابخخن عبخخاس‪ ،‬وفخخي بخخاب إخبخخاره‬
‫بالمغيبات أحوال كثير منهم‪ ،‬وقد أوردنا بابخخا آخخخر فخخي كتخخاب الفتخخن يتضخخمن‬
‫أحوال أصحابه صلوات ال عليه مفصل‪.‬‬

‫)‪ (1‬شرح النهج ‪.88 :4‬‬

‫]‪[186‬‬

‫‪) * .125‬باب النوادر( * ‪ - 1‬ن‪ ،‬لى‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الريان بن الصلت‪،‬‬
‫عن الرضا عن آبخائه عليهخخم السخخلم قخال‪ :‬رأى أميخخر المخخؤمنين عليخه السخلم‬
‫رجل من شيعته بعد عهد طويل وقد أثر السن فيخخه‪ ،‬وكخخان يتجلخخد فخخي مشخخيه‪،‬‬
‫فقال عليه السلم‪ :‬كبر سنك يا رجخخل‪ ،‬قخخال‪ :‬فخخي طاعتخخك يخخا أميخخر المخخؤمنين‪،‬‬
‫فقال‪ :‬عليه السلم‪ :‬إنك لتتجلد‪ ،‬قال‪ :‬على أعدائك يا أمير المؤمنين فقال عليخخه‬
‫السلم‪ :‬أجد فيك بقيخة‪ ،‬قخال‪ :‬هخي لخك يخا أميخر المخؤمنين )‪ - 2 .(1‬لخى‪ :‬ابخن‬
‫موسى‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن الفزاري‪ ،‬عن عباد بن يعقخخوب‪ ،‬عخخن منصخخور بخخن‬
‫أبي نويرة‪ ،‬عن أبي بكر بن عياش‪ ،‬عن قرن أبي سليمان الضبي قال‪ :‬أرسخخل‬
‫علي بن أبي طالب أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم إلخخى لبيخخد العطخخاردي بعخخض‬
‫شرطه فمروا به على مسجد سماك‪ ،‬فقام إليه نعيم بن دجاجخخة السخخدي فحخخال‬
‫بينهم وبينه‪ ،‬فأرسل أمير المؤمنين عليه السلم إلى نعيم فجيئ به‪ ،‬قال‪ :‬فرفع‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم شيئا ليضربه‪ ،‬فقال نعيم‪ :‬وال خ إن صخخحبتك لخخذل‪،‬‬
‫وإن خلفك لكفر‪ ،‬فقال أمير المخؤمنين عليخه السخلم وتعلخم ذاك ؟ قخال‪ :‬نعخم‪،‬‬
‫قال‪ :‬خلوه )‪ - 3 .(2‬ما‪ :‬ابن الصلت‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن موسى بخخن القاسخخم‪،‬‬
‫عن إسماعيل بن همام‪ ،‬عن الرضخخا‪ ،‬عخخن آبخخائه عليهخم السخلم أن عليخخا عليخه‬
‫السلم قال‪ :‬يا رسخخول الخ إنخخك تبعثنخخي فخخي المخخر فخخأكون )‪ (3‬فيهخخا كالسخخكة‬
‫المحماة أم الشاهد يرى ما ل يرى الغائب ؟ قال‪ :‬بل الشاهد يرى مخخا ل يخخرى‬
‫الغائب )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار‪ 167 :‬و ‪ .168‬أمالى الصدوق‪ (2) .107 :‬أمالى الصدوق‪.219 :‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬أفأكون‪ (4) .‬أمالى الشيخ‪.215 :‬‬

‫]‪[187‬‬

‫‪ - 4‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن ابن المفضل‪ ،‬عن أحمخخد بخخن محمخخد بخخن عيسخخى بخخن العخخواد‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن عبد الجبار السدوسي‪ ،‬عن علي بن الحسين بن عون بن أبي حخخرب‬
‫بن أبي السود الدئلي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن أبيخخه‪ ،‬عخخن أبخخي حخخرب بخخن أبخخي‬
‫السود‪ ،‬عن أبيخخه أبخخي السخخود أن رجل سخخأل أميخخر المخخؤمنين علخخي بخخن أبخخي‬
‫طخخالب عليخخه السخخلم عخخن سخخؤال‪ ،‬فبخخادر فخخدخل منزلخخه‪ ،‬ثخخم خخخرج فقخخال‪ :‬أيخخن‬
‫السائل ؟ فقال الرجل‪ :‬ها أنا )‪ (1‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬قخخال‪ :‬مخخا مسخخألتك ؟ قخخال‪:‬‬
‫كيت وكيت‪ ،‬فأجابه عن سؤاله‪ ،‬فقيل يا أمير المؤمنين كنا عهخدناك إذا سخئلت‬
‫عن المسألة كنت فيها كالسخخكة المحمخخاة جوابخخا‪ ،‬فمخخا بالخخك أبطخخأت اليخخوم عخخن‬
‫جواب هذا الرجل حتى دخلت الحجرة ثم خرجت فأجبته ؟ فقال‪ :‬كنت حاقنخخا‪،‬‬
‫ول رأي لثلثخخة‪ :‬ل رأي لحخخاقن ول حخخاذق‪ ،‬ثخخم أنشخخأ يقخخول‪ :‬إذا المشخخكلت‬
‫تصدين لي * كشفت حقائقها بالنظر وإن برقت في مخيل الصواب * عميخخاء‬
‫ل يجتليها البصر تتبعته بعيون المور * وضعت عليهخخا صخخحيح النظخخر )‪(2‬‬
‫لسانا كشفت به الرحبي * أو كالحسام البتار الذكر وقلبا إذا استنطقته الهموم‬
‫* أربى عليها بواهي الدرر ولسخخت بإمعخخة فخخي الرجخخال * اسخخائل هخخذا وذامخخا‬
‫الخبر ولكنني مذرب الصغرين * أبين مع ما مضى مخا غخخبر )‪ (3‬بيخان‪ :‬قخد‬
‫مر شرحه في كتاب العلم )‪ - 5 .(4‬يج‪ :‬روي أن أعرابيا أتى أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم وهو في المسجد‪ ،‬فقال‪ :‬مظلوم‪ ،‬قال‪ :‬ادن مني‪ ،‬فدنا حخختى وضخخع‬
‫يديه على ركبتيه‪ ،‬قال‪ :‬مخخا ظلمتخخك ؟ فشخخكا ظلمتخخه‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا أعرابخخي أنخخا‬
‫أعظم ظلمة منك‪ ،‬ظلمني المدر والوبر‪ ،‬ولم‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ها أناذا‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬تتبعتها بعيون المور * وضخخعت عليهخخا‬
‫صحيح الفكر )‪ (3‬امالي الشيخ‪ 327 :‬و ‪ (4) .328‬راجع الجزء الثاني من‬
‫الطبعة الحديثة ص ‪.62 - 60‬‬

‫]‪[188‬‬

‫يبق بيت من العرب إل وقد دخلخخت مظلمخختي عليهخخم‪ ،‬ومخخا زلخخت مظلومخخا حخختى قعخخدت‬
‫مقعدي هذا‪ ،‬إن كان عقيل بن أبي طالب يومه ليرمد فما يخخدعهم يخخذرونه )‪(1‬‬
‫حتى يأتوني فاذر وما بعيني رمد‪ ،‬ثم كتب له بظلمتخخه ورحخخل‪ ،‬فهخخاج النخخاس‬
‫وقالوا‪ :‬قد طعن علخخى الرجليخخن‪ ،‬فخخدخل عليخخه الحسخخن عليخخه السخخلم فقخخال‪ :‬قخخد‬
‫علمت ما شرب قلوب الناس من حب هخخذين‪ ،‬فخخخرج فقخخال‪ :‬الصخخلة جامعخخة‪،‬‬
‫فاجتمع النخخاس‪ ،‬فصخخعد المنخخبر فحمخخد الخ وأثنخخى عليخخه فقخخال‪ :‬أيهخخا النخخاس إن‬
‫الحرب خدعة‪ ،‬فإذا سمعتموني أقول‪ " :‬قال رسول ال " فوال لئن أخخخر مخخن‬
‫السماء أحب إلي من أن أكذب على رسول ال كذبة‪ ،‬وإذا حدثتكم أن الحخخرب‬
‫خدعة‪ ،‬ثم ذكر غير ذلك‪ ،‬فقام رجل يسخخاوي برأسخخه رمانخخة المنخخبر فقخخال‪ :‬أنخخا‬
‫براء من الثنين والثلثة‪ ،‬فالتفت إليه أمير المؤمنين عليه السلم فقال‪ :‬بقرت‬
‫العلم في غير إبانه‪ ،‬لتبقرن كما بقرته‪ ،‬فلما قخدم ابخن سخمية أخخذه فشخق بطنخه‬
‫وحشا فوقه حجارة وصلبه )‪ - 6 .(2‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جعفر بن محمد‬
‫الشعري‪ ،‬عن عبد ال بن ميمون عن أبي عبد ال خ عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬دخخخل‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم المسجد فإذا هو برجخخل علخخى بخخاب المسخخجد كئيخخب‬
‫حزين‪ ،‬فقال له أمير المؤمنين عليه السخخلم‪ :‬مالخخك ؟ قخخال‪ :‬يخخا أميخخر المخخؤمنين‬
‫اصبت بأبي وأخي وأخشى أن أكون قد وجلت )‪ ،(2‬فقال لخخه أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم‪ :‬عليك بتقوى ال والصبر‪ ،‬تقدم عليه غدا‪ ،‬والصخخبر فخخي المخخور‬
‫بمنزلة الرأس من الجسد فخخإذا فخخارق الخخرأس الجسخخد فسخخد الجسخخد‪ ،‬وإذا فخخارق‬
‫الصبر المور فسدت المور )‪ - 7 .(4‬كا‪ :‬الحسين بن محمد‪ ،‬عخخن المعلخخى‪،‬‬
‫عن الوشاء‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن سلمة‪ ،‬عن أبخخي عبخخد ال خ عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬اجتمع عيدان على عهد أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم فخطخخب النخخاس ثخخم‬
‫قال‪ :‬هذا يوم اجتمع فيه عيدان‪ ،‬فمن أحب أن يجمع معنا فليفعل‪ ،‬ومن‬

‫)‪ (1‬أي يصبون في عينه الخخدواء‪ (2) .‬لخخم نجخخده فخخي المصخخدر المطبخخوع‪ (3) .‬أي انخخى‬
‫اخاف أن ينشق مرارتي لجل المصيبة الخخواردة علخخى‪ (4) .‬اصخخول الكخخافي‬
‫)الجزء الثاني من الطبعة الحديثة(‪.90 :‬‬

‫]‪[189‬‬

‫لم يفعل فإن له رخصة )‪ - 8 .(1‬ختص‪ :‬روي أن أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم كخخان‬
‫قاعدا فخخي المسخخجد وعنخخده جماعخخة مخخن أصخخحابه‪ ،‬فقخخالوا لخخه‪ :‬حخخدثنا يخخا أميخخر‬
‫المخخؤمنين‪ ،‬فقخخال لهخخم‪ :‬ويحكخخم إن كلمخخي صخخعب مستصخخعب ل يعقلخخه إل‬
‫العالمون‪ ،‬قالوا‪ :‬لبد من أن تحدثنا‪ ،‬قال‪ :‬قوموا بنا فدخل الدار فقال‪ :‬أنا الذي‬
‫علوت فقهرت‪ ،‬أنا الذي احيي واميت‪ ،‬أنا الول والخر والظخخاهر والبخخاطن‪،‬‬
‫فغضبوا وقالوا‪ :‬كفر ! وقاموا‪ ،‬فقال علي عليه السلم للباب‪ :‬يا باب استمسك‬
‫عليهخخم‪ ،‬فاستمسخخك عليهخخم البخخاب‪ ،‬فقخخال‪ :‬ألخخم أقخخل لكخخم‪ :‬إن كلمخخي صخخعب‬
‫مستصعب ل يعقله إل العالمون ؟ تعالوا افسر لكم‪ ،‬أما قولي‪ :‬أنا الذي علوت‬
‫فقهرت فأنا الذي علوتكم بهذا السيف فقهرتكم حتى آمنتم بال ورسوله‪ ،‬وأمخخا‬
‫قولي‪ :‬أنا احيي واميت فأنا احيي السنة واميت البدعة‪ ،‬وأما قخخولي‪ :‬أنخخا الول‬
‫فأنا أول من آمن بال وأسلم وأما قولي‪ :‬أنا الخر فأنخخا آخخخر مخخن سخخجى علخخى‬
‫النبي صلى ال عليه واله ثوبه ودفنه‪ ،‬وأما قخخولي‪ :‬أنخخا الظخخاهر والبخخاطن فأنخخا‬
‫عندي علم الظاهر والباطن‪ ،‬قالوا‪ :‬فرجت عنا فرج ال عنك‪(2) .‬‬

‫)‪ (1‬فروع الكافي )الجزء الثالث من الطبعة الحديثة(‪ (2) 461 :‬الختصاص‪.163 :‬‬

‫]‪[190‬‬

‫)أبواب( * )وفاته صلوات الخ عليخه( * ‪) .126‬بخاب( * )اخبخار الرسخول صخلى الخ‬
‫عليه وآله بشهادته واخباره صلوات( * * )ال عليه بشخخهادة نفسخخه( * أقخخول‪:‬‬
‫قد مضى في خطبته عليه السخخلم عنخخد وصخخول خخخبر النبخخار إليخخه‪ :‬أمخخا والخ‬
‫لخخوددت أن ربخخي قخد أخرجنخخي مخخن بيخخن أظهركخخم إلخخى رضخخوانه‪ ،‬وإن المنيخخة‬
‫لترصدني‪ ،‬فما يمنع أشقاها أن يخضبها ؟ ‪ -‬وترك يده علخخى رأسخخه ولحيتخخه ‪-‬‬
‫عهدا عهده إلي النبي المي‪ ،‬وقد خاب مخن افخترى‪ ،‬ونجخا مخن اتقخى وصخدق‬
‫بالحسنى‪ - 1 .‬ن‪ ،‬لى‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن أحمد الهمداني‪ ،‬عن علي بن الحسن بن‬
‫الفضال عن أبيه‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليهم السلم في‬
‫خطبة النبي صلى ال عليه واله في فضل شهر رمضخان فقخال عليخه السخلم‪:‬‬
‫فقمت فقلت‪ :‬يا رسول ال ما أفضخخل العمخخال فخخي هخخذا الشخخهر ؟ فقخخال يخخا أبخخا‬
‫الحسن أفضل العمال في هذا الشخخهر الخخورع عخخن محخارم الخ عزوجخل‪ ،‬ثخم‬
‫بكى‪ ،‬فقلت‪ :‬يارسول ال ما يبكيك ؟ فقال‪ :‬يا علي أبكي لما يسخختحل منخخك فخخي‬
‫هذا الشهر‪ ،‬كأني بك وأنت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الوليخخن والخريخخن‬
‫شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة على قرنك فخضب منهخخا لحيتخخك‪ ،‬قخخال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول ال وذلك في سلمة مخخن دينخخي ؟‬
‫فقال‪ :‬صلى ال عليه واله‪ :‬في سلمة من دينك‪ ،‬ثم قال‪ :‬صلى ال عليه والخخه‪:‬‬
‫يا علي من قتلك فقد قتلني‪ ،‬ومن أبغضك فقد أبغضني‪ ،‬و من سبك فقد سبني‪،‬‬
‫لنك مني كنفسخخي‪ ،‬روحخخك مخخن روحخخي وطينتخخك مخخن طينخختي إن الخ تبخخارك‬
‫وتعالى خلقني وإياك واصطفاني وإياك‪ ،‬واختارني للنبوة واختارك‬

‫]‪[191‬‬

‫للمامة‪ ،‬فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي‪ ،‬يا علخخي أنخخت وصخخيي وأبخخو ولخخدي‪ ،‬وزوج‬
‫ابنتي وخليفتي على امتي في حياتي وبعد موتي‪ ،‬أمخرك أمخري ونهيخك نهيخي‬
‫اقسم بالذي بعثني بخخالنبوة وجعلنخخي خيخخر البريخخة إنخخك لحجخخة الخ علخخى خلقخخه‪،‬‬
‫وأمينه على سره‪ ،‬وخليفته على عباده )‪ - 2 .(1‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابخخن‬
‫أبي الخطاب‪ ،‬عن الحكم بن مسكين‪ ،‬عن صخخالح بخخن عقبخخة‪ ،‬عخخن أبخخي جعفخخر‬
‫عليه السلم )‪ (2‬قال‪ :‬جاء رجل من اليهود إلى أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫فسأله عن أشياء إلى أن قال‪ :‬كم يعيش وصي نبيكم بعده ؟ قخخال‪ :‬ثلثيخخن سخخنة‬
‫قال‪ :‬ثم مخخه يمخخوت أو يقتخخل ؟ قخخال‪ :‬يقتخخل يضخخرب )‪ (3‬علخخى قرنخخه فتخضخخب‬
‫لحيته‪ ،‬قال‪ :‬صدقت وال إنه لبخط هارون وإملء موسى عليه السلم‪ ،‬الخبر‬
‫)‪ - 3 .(4‬ما‪ :‬بإسناد أخي دعبل عخخن الرضخخا عخخن آبخخائه عليهخخم السخخلم قخخال‪:‬‬
‫خطب الناس أمير المؤمنين عليه السلم بالكوفة فقال‪ :‬معاشر الناس إن الحق‬
‫قد غلبه الباطل‪ ،‬وليغلبن الباطل عما قليل‪ ،‬أين أشقاكم ‪ -‬أو قال‪ :‬شخقيكم‪ ،‬شخك‬
‫أبي ‪ -‬هذا‪ ،‬فوال ليضربن هذه فليخضبنها من هذه ‪ -‬وأشخخار بيخخده إلخخى هخخامته‬
‫ولحيته ‪ - 4 .(5) -‬ما‪ :‬أبو عمر‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن يحيخخى‪ ،‬عخخن‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي إسحاق )‪ (6‬عن هبيرة بن مريم قال‪ :‬سمعت‬
‫علي بن أبي طالب عليه السلم يقول ‪ -‬ومسح لحيته ‪ :-‬مخخا يحبخخس أشخخقاها أن‬
‫يخضبها عن أعلها بدم ؟ )‪ - 5 (7‬ل‪ :‬فخخي خخخبر اليهخخودي الخخذي سخخأل أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم عما فيه من خصال الوصخخياء‪ :‬قخخال عليخخه السخخلم‪ :‬قخخد‬
‫وفيت سبعا وسبعا يا أخا اليهود وبقيت الخرى واوشك‬
‫)‪ (1‬عيون الخبار‪ .165 - 163 :‬امالي الصدوق‪ 57 :‬و ‪ (2) .58‬في المصدر‪ :‬عن‬
‫جعفر بن محمد‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬ويضخخرب‪ (4) .‬عيخخون الخبخخار‪ 31 :‬و‬
‫‪ (5) .32‬امالي الشيخ‪ (6) .232 :‬في المصخخدر‪ :‬ابخخن اسخخحاق‪ (7) .‬امخخالي‬
‫الشيخ‪.167 :‬‬

‫]‪[192‬‬

‫بها‪ ،‬فكأن قد‪ ،‬فبكى أصحاب علخخي عليخخه السخخلم وبكخخى رأس اليهخخود وقخخالوا‪ :‬يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين أخبرنا بالخرى‪ ،‬فقال‪ :‬الخرى أن تخضب هذه ‪ -‬وأومخخأ بيخخده إلخخى‬
‫لحيته ‪ -‬من هذه ‪ -‬وأومأ بيده إلى هامته ‪ -‬قال‪ :‬وارتفعت أصخخوات النخخاس فخخي‬
‫المسجد الجامع بالضجة والبكاء‪ ،‬حخختى لخخم يبخخق بالكوفخخة دار إل خخخرج أهلهخخا‬
‫فزعا‪ ،‬وأسلم رأس اليهود على يدي علي عليه السلم مخخن سخخاعته‪ ،‬ولخخم يخخزل‬
‫مقيما حتى قتل أمير المؤمنين عليه السلم واخخخذ ابخخن ملجخخم لعنخخه الخخ‪ ،‬فأقبخخل‬
‫رأس اليهود حتى وقف على الحسن عليه السخخلم والنخخاس حخخوله وابخخن ملجخخم‬
‫لعنه ال بين يديه‪ ،‬فقال له‪ :‬يا أبا محمد اقتله قتله ال‪ ،‬فخإني رأيخخت فخخي الكتخب‬
‫التي انزلت على موسى عليه السلم أن هذا أعظم عند ال عزوجل جرما من‬
‫ابن آدم قاتل أخيه‪ ،‬ومن الغدار عاقر ناقة ثمود )‪ - 6 .(1‬شا‪ :‬علي بن المنذر‬
‫الطريقي‪ ،‬عن أبي الفضل العبدي‪ ،‬عن مطر )‪ (2‬عن أبي الطفيخخل عخخامر بخخن‬
‫واثلة قال جمع أمير المؤمنين عليه السلم الناس للبيعة‪ ،‬فجاء عبد ‪ -‬الرحمخخن‬
‫بن الملجم المرادي لعنه ال‪ ،‬فرده مرتين أو ثلثا‪ ،‬ثم بايعه‪ ،‬فقخخال عنخخد بيعتخخه‬
‫له‪ :‬ما يحبس أشقاها فوالذي نفسي بيده لتخضخبن هخذه مخخن هخخذه‪ .‬ووضخع يخخده‬
‫على لحيته ورأسه ‪ -‬فلمخخا أدبخخر ابخخن ملجخخم منصخخرفا عنخخه قخخال عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫متمثل‪ .‬اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لقيك * ول تجزع مخخن المخخوت إذا‬
‫حل بواديك كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيك )‪ - 7 (3‬شا‪ :‬ابن محبوب‪،‬‬
‫عن الثمالي عن أبي إسحاق السبيعي‪ ،‬عن ابن نباتة قال‪ :‬أتى ابن ملجخخم أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم فبايعه فيمن بايع‪ ،‬ثخخم أدبخخر عنخخه فخخدعاه أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم فتوثق منه وتوكد عليه أن ل يغدر ول ينكث‪ ،‬ففعل‪ ،‬ثم أدبر عنه‬
‫فدعاه الثانية فتوثق منه وتوكد عليه أل يغدر ول ينكث‪ ،‬ففعل‪ ،‬ثخخم أدبخخر عنخخه‬
‫فدعاه أمير المؤمنين الثالثة فتوثخخق منخخه وتوكخخد عليخخه أن ل يغخخدر ول ينكخخث‪،‬‬
‫فقال ابن ملجم لعنه ال‪ :‬وال‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ 24 :2‬و ‪ (2) .25‬في المصدر‪ :‬عن فطر‪ (3) .‬الرشاد‪.6 :‬‬

‫]‪[193‬‬
‫يا أمير المؤمنين ما رأيتك فعلت هذا بأحد غيري‪ ،‬فقال أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫اريد حباءه ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مراد )‪ (1‬امض يا ابن ملجم‬
‫فوال مخا أرى أن تفخي بمخا قلخت )‪ - 8 .(2‬شخا‪ :‬روى أبخو زيخد الحخول عخن‬
‫الجلح عن أشياخ كندة قال‪ :‬سمعتهم أكثر من عشخخرين مخخرة يقولخخون‪ :‬سخخمعنا‬
‫عليا عليه السلم على المنبر يقول‪ :‬ما يمنع أشقاها أن يخضبها من فوقها بخخدم‬
‫؟ ويضع يده على لحيته )‪ - 9 .(3‬شا‪ :‬روى علي بن الحزور عن ابخخن نباتخخة‬
‫قال‪ :‬خطبنا أمير المؤمنين عليه السلم في الشهر الذي قتخخل فيخخه فقخخال‪ :‬أتخخاكم‬
‫شهر رمضان وهو سيد الشهور وأول السنة‪ ،‬و فيخخه تخخدور رحخخى السخخلطان )‬
‫‪ ،(4‬أل وإنكم حاجوا العام صفا واحدا‪ ،‬وآية ذلك أني لسخخت فيكخخم‪ ،‬قخخال‪ :‬فهخخو‬
‫ينعى نفسه ونحن ل ندري )‪ - 10 .(5‬كشف‪ :‬ومن مناقب الخوارزمي يرفعه‬
‫إلى أبي سنان الدؤلي أنه عاد عليا في شكوى اشتكاها قال‪ :‬فقلخخت لخخه‪ :‬تخوفنخخا‬
‫عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه‪ ،‬فقخخال‪ :‬لكنخخي وال خ مخخا تخخخوفت علخخى‬
‫نفسي‪ ،‬لني سمعت رسول ال صلى ال عليه واله الصخادق المصخدق يقخول‪:‬‬
‫إنك ستضرب ضربة ههنا ‪ -‬وأشار إلى صدغيه ‪ -‬فيسيل دمها حتى يخضخخب‬
‫لحيتك‪ ،‬ويكون صاحبها أشقاها كما كان عخخاقر الناقخخة أشخخقى ثمخخود‪ .‬وبإسخخناده‬
‫عن جابر قال‪ :‬إني لشاهد لعلي وقد أتاه المخخرادي يسخختحمله فحملخخه ثخخم قخخال "‬
‫شعر "‪ :‬عذيري من خليلي من مراد * اريد حباءه ويريد قتلي‬

‫)‪ (1‬قال الزمخشري في اساس البلغة ص ‪ 295‬بعد نقل البيت ونسبته إلى عمرو بن‬
‫معدى كرب‪ :‬معناه هلم من يعذرك منه إن اوقعت به يعنى أنه اهخخل لليقخخاع‬
‫به فان أوقعت به كنت معذورا‪ (2) .‬الرشاد‪ 3) .6 :‬و ‪ (5‬الرشاد‪(4) .7 :‬‬
‫في المصدر‪ :‬الشيطان خ ل‪.‬‬

‫]‪[194‬‬

‫كذا أورده فخر خوارزم‪ ،‬والذي نعرفه " اريد حباءه ويريد قتلخخي * عخخذيري " الخخبيت‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬هذا وال قاتلي‪ ،‬قخخالوا‪ :‬يخخا أميخخر المخخؤمنين أفل تقتلخخه ؟ قخخال‪ :‬ل‪ ،‬فمخخن‬
‫يقتلني إذا ؟ ثم قال‪ " :‬شعر "‪ :‬اشدد حيازيمك للموت فإن المخخوت لقيخخك * *‬
‫* ول تجزع من الموت إذا حل بناديك )‪ (1‬بيان‪ :‬قخخال الجخخزري‪ :‬فخخي حخخديث‬
‫علي عليه السلم أنه قال وهو ينظر إلى ابن ملجم‪ " :‬عذيرك من خليلخخك مخخن‬
‫مراد " يقخخال‪ :‬عخخذيرك مخخن فلن بالنصخخب أي هخخات مخخن يعخخذرك فيخخه‪ ،‬فعيخخل‬
‫بمعنخخى فاعخخل )‪ .(2‬وقخخال‪ :‬فخخي حخخديث علخخي عليخخه السخخلم " اشخخدد حيازيمخخك‬
‫للموت فخخإن المخخوت لقيخخك " الحيخخازيم جمخخع الحيخخزوم وهخخو الصخخدر‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫وسطه‪ ،‬وهذا الكلم كناية عن التشمر للمر والستعداد لخخه )‪ - 11 (3‬كنخخز‪:‬‬
‫أبو طاهر المقلد بن غالب عن رجاله بإسناده المتصل إلى علي بن أبي طالب‬
‫عليه السلم‪ :‬وهو ساجد يبكي حتى عل نحيبه وارتفع صخخوته بالبكخخاء‪ ،‬فقلنخخا‪:‬‬
‫يا أمير المؤمنين لقد أمرضنا بكخخاؤك وأمضخخنا وشخخجانا )‪ .(4‬ومخخا رأينخخاك قخخد‬
‫فعلت مثل هذا الفعل قط‪ ،‬فقال كنت سخخاجدا أدعخخو ربخخي بخخدعاء الخيخخرات فخخي‬
‫سجدتي‪ ،‬فغلبني عيني فرأيت رؤيا هالتني وفظعتني‪ ،‬رأيت رسول ال صخخلى‬
‫ال عليه واله وسلم قائما وهو يقول‪ :‬يا أبا الحسن طالت غيبتخخك‪ ،‬فقخخد اشخختقت‬
‫إلى رؤياك‪ ،‬وقد أنجز لي ربي ما وعدني فيك‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ال وما الذي‬
‫أنجز لك في ؟ قال أنجز لي فيك وفي زوجتك وابنيك وذريتخخك فخخي الخخدرجات‬
‫العلى في عليين‪ ،‬قلت بأبي أنت وامي يا رسول ال فشيعتنا‪ ،‬قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة‪ (2) .130 - 128 :‬النهاية ‪ (3) .76 :3‬النهايخخة ‪ .274 :1‬وفيخخه‪:‬‬
‫التشمير‪ (4) .‬أمضه المر‪ :‬أحرقه وشق عليه‪ .‬شجا الرجل‪ :‬أحرقه‪.‬‬

‫]‪[195‬‬

‫شيعتنا معنا‪ ،‬وقصورهم بحذاء قصورنا‪ ،‬ومنازلهم مقابل منازلنا‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه واله فما لشيعتنا في الدنيا ؟ قال‪ :‬المن والعافية‪ ،‬قلت‪ :‬فما لهم‬
‫عند الموت ؟ قال‪ :‬يحكم الرجل في نفسه ويؤمر ملك المخخوت بطخخاعته‪ ،‬قلخخت‪:‬‬
‫فما لذلك حد يعرف ؟ قال‪ :‬بلى إن أشخخد شخخيعتنا لنخخا حبخخا يكخخون خخخروج نفسخخه‬
‫كشراب أحدكم في يوم الصيف الماء البارد الذي ينتقخخع )‪ (1‬بخخه القلخخوب‪ ،‬وإن‬
‫سائرهم ليموت كما يغبط أحدكم على فراشه كأقر ما كانت عينخه بمخخوته )‪.(2‬‬
‫‪ - 12‬قب‪ :‬روي أنخه جخرح عمخرو بخن عبخدود رأس علخي عليخه السخلم يخوم‬
‫الخندق فجاء إلى رسول ال صلى ال عليه واله فشده ونفث فيه فخخبرأ‪ ،‬وقخخال‪:‬‬
‫أين أكون إذا خضبت هذه من هذه ؟‪ - 13 (3) .‬د‪ :‬في كتاب تذكرة الخواص‬
‫ليوسف الجوزي قال أحمد في الفضائل‪ :‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال خ عليخخه‬
‫واله‪ :‬يا علي أتدري من أشقى الولين والخرين ؟ قلت‪ :‬الخ ورسخخوله أعلخخم‪،‬‬
‫قال‪ :‬من يخضب هذه من هذه ‪ -‬يعني لحيته من هامته ‪ .-‬قخخال الزهخخري‪ :‬كخخان‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم يستبطئ القاتل فيقول‪ :‬متى يبعث أشقاها ؟ وقخخال‪:‬‬
‫قدم وفد من الخوارج من أهل البصرة فيهم رجل يقخخال لخخه الجعخخد بخخن نعجخخة‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬يا علي اتق ال فإنك ميت‪ ،‬فقال له‪ :‬بل أنا مقتول بضخخربة علخخى هخخذا‬
‫فتخضب هذه ‪ -‬يعني لحيته من رأسه ‪ -‬عهد معهود وقضاء مقضي وقد خاب‬
‫من افترى‪ .‬وعن فضالة بن أبي فضخالة النصخاري ‪ -‬وكخان أبخو فضخالة مخن‬
‫أهل بدر قتل بصفين مع أمير المؤمنين عليه السخخلم ‪ -‬قخخال فضخخالة‪ :‬خرجخخت‬
‫مع أبي فضالة عائدا أمير المؤمنين عليه السلم من مخخرض أصخخابه بالكوفخخة‪،‬‬
‫فقال له أبي‪ :‬ما يقيمك هيهنا بيخخن أعخخراب جهينخخة ؟ تحمخخل إلخخى المدينخخة‪ .‬فخخإن‬
‫أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا‬

‫)‪ (1‬ينتفع خ ل‪ (2) .‬مخطوط‪ .‬وفى )ك(‪ :‬كما قرت عينه مخخا كخخانت عنخخه بمخخوته‪ .‬لكنخخه‬
‫مصحف‪ (3) .‬لم نظفر به في المصدر‪.‬‬
‫]‪[196‬‬

‫عليك‪ ،‬فقال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه واله عهخخد إلخخي أن ل أمخخوت حخختى تخضخخب‬
‫هذه مخخن هخخذه أي لحيتخخه مخخن هخخامته‪ .‬وذكخخر ابخخن سخخعد فخخي الطبقخخات أن أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم لما جاء ابن ملجم وطلخخب منخخه البيعخة طلخب منخه فرسخخا‬
‫أشقر‪ ،‬فحمله عليه فركبه‪ ،‬فأنشد أمير المؤمنين‪ " :‬اريد حباءه " البيت‪ .‬وعخخن‬
‫محمد بن عبيدة قال‪ :‬قال أمير المخؤمنين عليخه السخلم‪ :‬مخا يحبخس أشخقاكم أن‬
‫يجئ فيقتلني‪ ،‬اللهم إني قد سئمتهم وسخئموني‪ ،‬فخأرحهم منخي وأرحنخي منهخم‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬يا أمير المؤمنين أخبرنا بالخخذي يخضخخب هخخذه مخخن هخخذه نبيخخد عشخخيرته‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إذا وال تقتلون بي غير قاتلي )‪ - 14 .(1‬ير‪ :‬أبو محمخخد‪ ،‬عخخن عمخران‬
‫بن موسى‪ ،‬عن إبراهيم بن مهزيار‪ ،‬عن محمد بن عبد الوهاب‪ ،‬عن إبراهيخخم‬
‫بن أبي البلد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه السلم قخخال‪:‬‬
‫دخل عبد الرحمن بن ملجم لعنه ال على أمير المؤمنين عليه السلم فخخي وفخخد‬
‫مصر الذي أوفدهم محمد بن أبي بكر‪ ،‬ومعه كتاب الوفد قال‪ :‬فلمخخا مخخر باسخخم‬
‫عبد الرحمن بن ملجم لعنه ال قال‪ :‬أنت عبد الرحمن ؟ لعن ال عبد الرحمن‪،‬‬
‫قال‪ :‬نعم يا أمير المؤمنين‪ ،‬أما وال يا أمير المؤمنين إني لحبك‪ ،‬قال‪ :‬كذبت‬
‫وال ما تحبني ‪ -‬ثلثا ‪ -‬قال‪ :‬يا أمير المؤمنين أحلف ثلثة أيمان أنخخي احبخخك‪،‬‬
‫وتحلف ثلثخخة أيمخخان أنخخي ل احبخخك ؟ قخخال‪ :‬ويلخخك ‪ -‬أو ويحخخك ‪ -‬إن الخ خلخخق‬
‫الرواح قبل الجساد )‪ (2‬بألفي عام فأسكنها الهواء‪ ،‬فما تعارف منها هنالخخك‬
‫ائتلف في الدنيا‪ ،‬وما تناكر منها هنا اختلف في الدنيا‪ ،‬وإن روحخخي ل تعخخرف‬
‫روحك‪ ،‬قال‪ :‬فلما ولى قخخال‪ :‬إذا سخخركم أن تنظخخروا إلخخى قخخاتلي فخخانظروا إلخخى‬
‫هذا‪ ،‬قال بعض القوم‪ :‬أول تقتله ؟ ‪ -‬أو قال نقتله ‪ -‬فقال‪ :‬ما أعجب مخخن هخخذا‪،‬‬
‫تأمروني أن أقتل قاتلي لعنه ال‪(3) .‬‬

‫)‪ (1‬تخخذكرة الخخخواص‪ 100 :‬و ‪ (2) .101‬فخخي المصخخدر‪ :‬قبخخل البخخدان‪ (3) .‬بصخخائر‬
‫الدرجات‪.24 :‬‬

‫]‪[197‬‬

‫بيان‪ :‬أقتل قاتلي أي من لخم يقتلنخي وسخيقتلني‪ ،‬والحاصخل أن القصخاص ل يجخوز قبخل‬
‫الفعل‪ ،‬أو المعنى أنه إذا كان في علم ال أنخخه قخخاتلي فكيخخف أقخخدر علخخى قتلخخه ؟‬
‫وإن كان من أسباب عدم القدرة عدم مشخخروعية القصخخاص قبخخل الفعخخل وعخخدم‬
‫صدور ما يخالف الشرع عنه عليه السلم ويخرد عليخه إشخكالت ليخس المقخام‬
‫موضع حلها‪ - 15 .‬ير‪ :‬أحمد بن الحسن‪ ،‬عخخن ابخخن أسخخباط يرفعخخه إلخخى أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬دخخل أميخر المخؤمنين عليخه السخلم الحمخام فسخمع‬
‫صوت الحسن والحسين عليهما السلم قد عل‪ ،‬فقال لهما‪ :‬مالكما فخداكما أبخي‬
‫وامي ؟ فقال‪ :‬اتبعك هذا الفاجر فظننا أنه يريد أن يضرك‪ ،‬قال‪ :‬دعاه وال ما‬
‫اطلق إل له )‪ - 16 .(1‬حة‪ :‬رأيت في كتاب عن حسن بن الحسين بن طحال‬
‫المقدادي قال‪ :‬روى الخلف عن السلف عن ابن عبخخاس أن رسخخول الخ صخخلى‬
‫ال عليه واله قال لعلي عليه السلم‪ :‬يا علي إن الخ عزوجخخل عخخرض مودتنخخا‬
‫أهل البيت على السماوات والرض‪ ،‬فأول من أجخخاب منهخخا السخخماء السخخابعة‪،‬‬
‫فزينها بالعرش والكرسخخي‪ ،‬ثخخم السخخماء الرابعخخة فزينهخخا بخخالبيت المعمخخور‪ ،‬ثخخم‬
‫السماء الدنيا فزينهخخا بخالنجوم‪ ،‬ثخخم أرض الحجخاز فشخخرفها بخخالبيت الحخخرام ثخخم‬
‫أرض الشام فزينها )‪ (2‬ببيت المقخخدس‪ ،‬ثخخم أرض طيبخخة فشخخرفها بقخخبري‪ ،‬ثخخم‬
‫أرض كوفان فشرفها بقبرك يا علخخي‪ ،‬فقخخال لخخه‪ :‬يخخا رسخخول الخ اقخخبر بكوفخخان‬
‫العخخراق ؟ فقخخال‪ :‬نعخخم يخخا علخخي‪ ،‬تقخخبر بظاهرهخخا قتل بيخخن الغرييخخن والخخذكوات‬
‫البيض‪ ،‬يقتلك شقي هذه المة عبد الرحمن بخن ملجخم‪ ،‬فوالخذي بعثنخي بخالحق‬
‫نبيا ما عاقر ناقة صخخالح عنخخد الخ بخخأعظم عقابخخا منخخه‪ ،‬يخخا علخخي ينصخخرك مخخن‬
‫العراق مائة ألف سيف )‪ - 17 .(3‬يج‪ :‬من معجزاتخخه عليخخه السخخلم مخخا روي‬
‫عن حنان بن سدير عن رجل مخن مزينخة قخال‪ :‬كنخت جالسخا عنخد علخي عليخه‬
‫السلم فأقبل إليه قوم من مراد ومعهم ابن ملجم‪ ،‬قالوا‪:‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .140 :‬فشرفها خ ل‪ (3) .‬فرحة الغرى‪ 18 :‬و ‪(*) .19‬‬

‫]‪[198‬‬

‫يا أمير المؤمنين طرأ علينا ول وال ما جاءنا زائرا ول منتجعا )‪ (1‬وإنا لنخافه عليك‬
‫فاشدد يدك به )‪ (2‬فقال له علي عليه السلم‪ :‬اجلس‪ ،‬فنظر في وجهخخه طخخويل‬
‫ثم قال‪ :‬أرأيتك إن سألتك عن شئ وعندك منه علخم هخل أنخت مخخبري عنخه ؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬وحلفه عليه فقخال‪ :‬أكنخت تراضخع الغلمخان وتقخوم عليهخم فكنخت إذا‬
‫جئت فرأوك من بعيد قالوا‪ :‬قد جاءنخخا ابخخن راعيخخة الكلب ؟ قخال‪ :‬اللهخخم نعخخم‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬مررت برجل وقد أيفعت فنظر إليخخك وأحخخد النظخخر فقخخال‪ :‬أشخخقى مخخن‬
‫عاقر ناقة ثمود ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬قد أخبرتك امك أنها حملخخت بخخك فخخي بعخخض‬
‫حيضها‪ ،‬فتعتع هنيئة ثم قخخال‪ :‬نعخخم قخخد حخخدثتني بخخذلك‪ ،‬ولخخو كنخخت كاتمخخا شخخيئا‬
‫لكتمتك هذه المنزلة‪ ،‬فقال لخخه علخخي عليخخه السخخلم‪ :‬قخخم‪ ،‬فقخخام ثخخم قخخال‪ :‬سخخمعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله يقول‪ :‬إن قاتلك شبه اليهودي بخخل هخخو يهخخودي‪.‬‬
‫ومنها ما تواترت به الروايات من نعيه نفسه قبل موته وأنه يخرج مخخن الخخدنيا‬
‫شهيدا من قوله‪ :‬وال ليخضخخبنها مخخن فوقهخا ‪ -‬يخخومئ إلخخى شخخيبته ‪ -‬مخخا يحبخخس‬
‫أشخخقاها أن يخضخخبها بخخدم ؟ وقخخوله‪ :‬أتخخاكم شخخهر رمضخخان وفيخخه تخخدور رحخخى‬
‫السلطان‪ ،‬أل وإنكم حاجو العام صفا واحدا‪ ،‬وآية ذلك أني لست فيكخخم‪ ،‬وكخخان‬
‫يفطر في هذه الشهر ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبد ال بن‬
‫جعفر زوج زينب بنته لجلها‪ ،‬ل يزيد على ثلث لقم‪ ،‬فقيل له في ذلك فقخخال‪:‬‬
‫يأتيني أمر ال وأنا خميص إنما هخخي ليلخخة أو ليلتخخان‪ ،‬فاصخخيب مخخن الليخخل وقخخد‬
‫توجه إلى المسجد في ليلة ضربه الشفي في آخرها‪ ،‬فصاح الوز فخخي وجهخخه‬
‫وطردهن الناس‪ ،‬فقال‪ :‬دعوهن فإنهن نوائح )‪ .(3‬بيان‪ :‬تراضع الغلمان لعلخخه‬
‫من قولهم‪ :‬فلن يرضع النخخاس أي يسخخألهم‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ " تواضخخع "‬
‫بالواو من المواضعة بمعنى الموافقة في المر‪ .‬ويقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬انتجع فلنا‪ :‬أتاه طالبا معروفه‪ (2) .‬أي خذ البيعة منه‪ (3) .‬لم نجد الروايتين فخخي‬
‫المصدر المطبوع‪.‬‬

‫]‪[199‬‬

‫تعتع في الكلم أي تردد من حصر أوعي‪ ،‬قوله‪ " :‬وفيه تدور رحخخى السخخلطان " لعخخل‬
‫المراد انقضاء الدوران كناية عن ذهاب ملكه عليه السلم‪ ،‬أو هو كنايخخة عخخن‬
‫تغيخخر الدولخخة وانقلب أحخخوال الزمخخان‪ ،‬ول يبعخخد أن يكخخون فخخي الصخخل "‬
‫الشيطان " مكان السلطان وخمص البطن خل‪ .‬وفخخي الخخديوان المنسخخوب إليخخه‬
‫عليه السلم مخاطبا لبن ملجم لعنه ال‪ :‬أل أيها المغرور فخخي القخخول والوعخخد‬
‫* ومن حال عن رشد المسالك والقصد[ )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد أثبتنخا بعخض الخبخار‬
‫في كتاب الفتن في باب إخبار النبي صلى ال عليخخه والخخه بمظلخخوميتهم عليهخخم‬
‫السلم‪) .127 .‬باب( * )كيفية شهادته عليه السلم ووصيته وغسله والصلة‬
‫عليه ودفنه( * ‪ - 1‬قب‪ :‬قبض صلوات ال عليه قتيل في مسجد الكوفة وقخخت‬
‫التنوير ليلة الجمعة‪ ،‬لتسع عشرة ليلة مضين من شخخهر رمضخخان‪ ،‬علخخى يخخدي‬
‫عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنه ال‪ ،‬وقد عاونه وردان بن مجالد من تيخخم‬
‫الرباب‪ ،‬وشبيب بن بجرة والشعث بن قيس‪ ،‬وقطام بنت الخضخر‪ ،‬فضخربه‬
‫سيفا على رأسه مسموما‪ ،‬فبقي يومين إلى نحو الثلخخث مخخن الليخخل‪ ،‬ولخخه يخخومئذ‬
‫خمس وستون سنة في قول الصادق عليه السلم وقالت العامة‪ :‬ثلث وستون‬
‫سنة‪ ،‬عاش مع النبي صلى ال عليه واله بمكخخة ثلث عشخخرة سخخنة و بالمدينخخة‬
‫عشر سنين‪ ،‬وقد كان هاجر وهو ابن أربع وعشرين سنة‪ ،‬وضخخرب بالسخخيف‬
‫بين يدي النبي صلى ال عليه واله وهو ابن ستة عشرة سخخنة‪ ،‬وقتخخل البطخخال‬
‫وهو ابن تسع عشرة سنة‪ ،‬وقلع باب خيبر وله ثمان وعشرون سخخنة‪ ،‬وكخخانت‬
‫مدة إمامته ثلثون سنة‬

‫)‪ (1‬الديوان‪ .38 :‬ول يوجد هذه الفقرة في غير )ك( من النسخ‪.‬‬

‫]‪[200‬‬

‫منها أيام أبي بكر سنتان وأربعة أشهر‪ ،‬وأيام عمر تسخخع سخخنين وأشخخهر وأيخخام ‪ -‬وعخخن‬
‫الفرياني‪ :‬عشر سنين وثمانية أشهر ‪ -‬وأيام عثمان اثنتا عشخخرة سخخنة‪ ،‬ثخخم آتخخاه‬
‫ال الحق خمس سنين وأشهرا‪ ،‬وكان عليه السخخلم أمخخر بخخأن يخفخخى قخخبره لمخخا‬
‫عرف من بني امية وعداوتهم فيه‪ ،‬إلى أن أظهره الصخخادق عليخخه السخخلم‪ ،‬ثخخم‬
‫إن محمد بن زيد الحسني أمر بعمارة الحائر بكخخربلء والبنخخاء عليهمخخا‪ ،‬وبعخخد‬
‫ذلك زيد فيه‪ ،‬وبلغ عضد الدولة الغاية في تعظيمهما والوقخخاف عليهمخخا )‪.(1‬‬
‫‪ - 2‬د‪ :‬في كتاب الذخيرة‪ :‬جرح أمير المؤمنين عليه السلم لتسع عشخخرة ليلخخة‬
‫مضت من شهر رمضان سنة أربعين‪ ،‬وتوفي في ليلة الثاني والعشرين منخخه‪.‬‬
‫وفي كتاب عتيق‪ :‬ليلة الحد لسبع بقين من شهر رمضخخان سخخنة أربعيخخن‪ .‬فخخي‬
‫مواليد الئمة‪ :‬ليلة الحد لتسع بقين من شهر رمضان‪ .‬في كتاب أسماء حجج‬
‫ال‪ :‬قبض في أحدى و عشخرين ليلخة مخن رمضخان فخي عخام الربعيخن‪ .‬وفخي‬
‫تاريخ المفيد‪ :‬في ليلة إحدى وعشرين من رمضان سنة أربعيخخن مخخن الهجخخرة‬
‫وفاة أمير المؤمنين عليه السلم وقيل‪ :‬يوم الثنين لتسخخع عشخخر مخخن رمضخخان‬
‫سنة إحدى وأربعين‪ .‬دفن بالغري‪ ،‬وعمره ثلث وستون سنة‪ ،‬كان مقامه مخخع‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله بعد البعثة ثلث عشرة سنة بمكة قبل الهجرة‪،‬‬
‫مشاركا له فخخي محنخخه كلهخخا‪ ،‬محتمل عنخخه أثقخخاله‪ ،‬وعشخخر سخخنين بعخخد الهجخخرة‬
‫بالمدينة‪ ،‬يكافح )‪ (2‬عنه المشخخركين ويجاهخخد دونخخه الكخخافرين‪ ،‬ويقيخخه بنفسخخه‪،‬‬
‫فمضى صلى ال عليه والخخه ولميخخر المخخؤمنين ثلث وثلثخخون سخخنة‪ ،‬وكخخانت‬
‫إمخخامته عليخخه السخخلم ثلثخخون سخخنة‪ ،‬منهخخا أربخخع وعشخخرون سخخنة ممنخخوع مخخن‬
‫التصخخرف للتقيخخة والمخخداراة‪ ،‬ومنهخخا خمخخس سخخنين وأشخخهر ممتحنخخا بجهخخاد‬
‫المنافقين‪ ،‬وقيل‪ :‬مدة وليته أربخخع سخخنين وتسخخعة أشخخهر‪ ،‬وقيخخل‪ :‬عمخخره أربخخع‬
‫وستون سنة و أربعة شهور وعشرون يوما‪ ،‬وقيل‪ :‬قتل عليه السلم في شهر‬
‫رمضان لتسع مضين منه‪ ،‬و قيل‪ :‬لتسع بقين منه ليلة الحد سنة أربعيخخن مخخن‬
‫الهجرة )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬مناقب آل ابى طالب ‪ (2) .78 :2‬أي يدافع‪ (3) .‬مخطوط‪.‬‬

‫]‪[201‬‬

‫‪ - 3‬كا‪ :‬قتل عليه السلم في شهر رمضان لتسع بقين منه ليلة الحد سخخنة أربعيخخن مخخن‬
‫الهجرة وهو ابن ثلث وستين سنة‪ ،‬بقي بعد قبض النبي صلى ال عليه والخخه‬
‫ثلثين سنة )‪ - 4 .(1‬د‪ :‬اختلف في الليلة التي استشهد فيها‪ ،‬أحدها آخر الليلة‬
‫السابع عشرة مخخن شخخهر رمضخخان صخخبيحة الجمعخخة بمسخخجد الكوفخخة قخاله ابخخن‬
‫عباس‪ .‬الثاني ليلة إحدى وعشرين من رمضان‪ ،‬فبقي الجمعة ثم يخخوم السخخبت‬
‫وتوفي ليلة الحد‪ ،‬قاله مجاهد والثالث أنه قتل فخخي الليلخخة السخخابعة والعشخخرين‬
‫من شهر رمضان‪ ،‬قاله الحسن البصري وهي ليلة القدر‪ ،‬وفيها عرج بعيسى‬
‫بن مريم عليه السلم‪ ،‬وفيها توفي يوشع بن نون وهذا أشخخهر )‪ - 5 .(2‬يخخب‪:‬‬
‫الشيخ‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الحسين بن الحسخن بخخن أبخخان‪ ،‬عخن‬
‫الحسين بن سعيد‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن محمد بخخن مسخخلم‪ ،‬عخخن أحخخدهما‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬الغسل في سبعة عشر موطنا‪ ،‬وساق الحديث إلى أن قال‪:‬‬
‫وليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان‪ ،‬وهي الليلة التي اصيب فيها ]سخخيد[‬
‫أوصياء النبياء‪ ،‬وفيها رفع عيسخخى بخخن مريخخم وقبخخض موسخخى عليخخه السخخلم‪،‬‬
‫الخبر )‪ - 6 .(3‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن السعد آبادي‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن النضر عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر بن يزيد الجعفخخي‪ ،‬عخخن أبخخي حمخخزة‬
‫الثمالي‪ ،‬عن حبيب بن عمرو قال‪ :‬دخلت علخخى أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫في مرضه الذي قبض فيه‪ ،‬فحل عن جراحته‪ ،‬فقلخخت‪ :‬يخخا أميخخر المخخؤمنين مخخا‬
‫جرحك هذا بشئ وما بخخك مخخن بخخأس‪ ،‬فقخخال لخخي‪ :‬يخخا حخخبيب أنخخا والخ مفخخارقكم‬
‫الساعة‪ ،‬قال‪ :‬فبكيت عند ذلك وبكت ام كلثوم وكانت قاعدة عنخخده‪ ،‬فقخخال لهخخا‪:‬‬
‫ما يبكيك يا بنية ؟ فقالت‪ :‬ذكرت يا أبه أنك تفارقنا الساعة فبكيخت‪ ،‬فقخال لهخا‪:‬‬
‫يا بنية ل تبكين فوال لو ترين ما يرى أبوك ما بكيت‬

‫)‪ (1‬اصخخول الكخخافي )الجخخزء الول مخخن الطبعخخة الحديثخخة(‪ (2) .452 :‬مخطخخوط‪(3) .‬‬
‫التهذيب ‪.32 :1‬‬

‫]‪[202‬‬

‫قال حبيب‪ :‬فقلت له‪ :‬وما الذي ترى يا أمير المخخؤمنين ؟ فقخخال‪ :‬يخخا حخخبيب أرى ملئكخخة‬
‫السماء والنبيين بعضهم فخخي أثخخر بعخخض وقوفخخا إلخخى أن يتلقخخوني‪ ،‬وهخخذا أخخخي‬
‫محمد رسول ال صلى ال عليه واله جالس عندي يقول‪ :‬أقدم فإن أمامك خير‬
‫لك مما أنت فيه‪ ،‬قال‪ :‬فما خرجت من عنده حتى توفي عليه السلم‪ .‬فلما كان‬
‫من الغد وأصبح الحسن عليه السلم قام خطيبا على المنبر فحمد ال خ و أثنخخى‬
‫عليه ثم قال‪ :‬أيها الناس في هذه الليلة نزل القرآن‪ ،‬وفي هذه الليلة رفع عيسى‬
‫بن مريم‪ ،‬وفي هذه الليلة قتل يوشع بن نون‪ ،‬وفي هذه الليلخخة مخخات أبخخي أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم وال ل يسخخبق أبخخي أحخخد كخخان قبلخخه مخخن الوصخخياء إلخخى‬
‫الجنة‪ ،‬ول من يكون بعده‪ ،‬وإن كان رسول ال صلى ال عليه واله ليبعثه في‬
‫السرية فيقاتل جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره‪ ،‬وما تخخرك صخخفراء ول‬
‫بيضاء إل سبعمائة درهم فضلت من عطائه كان يجمعها ليشتري بهخخا خادمخخا‬
‫لهله )‪ - 7 .(1‬جا‪ ،‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن عمر بن محمد بن علي الصخخيرفي‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن همام السكافي‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن مالك‪ ،‬عن أحمد بن سخخلمة‬
‫الغنوي‪ ،‬عن محمد بن الحسن العخخامري‪ ،‬عخخن معمخخر )‪ (2‬عخخن أبخخي بكخخر بخخن‬
‫عياش‪ ،‬عن الفجبع العقيلي قال‪ :‬حدثني الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما‬
‫السلم قال‪ :‬لما حضرت والدي الوفاة أقبل يوصي فقخال‪ :‬هخذا مخا أوصخى بخه‬
‫علي بن أبي طالب أخو محمد رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه والخخه وابخخن عمخخه‬
‫وصخخاحبه أول وصخخيتي أنخخي أشخخهد أن ل إلخخه إل الخخ وأن محمخخدا رسخخوله‬
‫وخيرته‪ ،‬اختاره بعلمخخه وارتضخخاه لخيرتخخه‪ ،‬وأن الخ بخخاعث مخخن فخخي القبخخور‪،‬‬
‫وسائل الناس عن أعمالهم‪ ،‬عالم بما في الصدور‪ ،‬ثم إني اوصيك يخخا حسخخن ‪-‬‬
‫وكفى بك وصيا ‪ -‬بما أوصاني به رسول ال صلى الخ عليخخه والخخه فخخإذا كخخان‬
‫ذلك يخخا بنخخي الخخزم بيتخخك‪ ،‬وابخخك علخخى خطيئتخخك‪ ،‬ول تكخخن الخخدنيا أكخخبر همخخك‪،‬‬
‫واوصيك يا بني بالصلة عند وقتها والزكاة في أهلها عند محلها‪ ،‬والصمت‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ (2) .192 :‬في المصدرين‪ :‬حدثنا ابو معمر‪.‬‬

‫]‪[203‬‬

‫عند الشخخبهة‪ ،‬والقتصخخاد‪ ،‬والعخخدل فخخي الرضخخى والغضخخب‪ ،‬وحسخخن الجخخوار‪ ،‬وإكخخرام‬
‫الضيف‪ ،‬ورحمة المجهود وأصحاب البلء‪ ،‬وصلة الرحم‪ ،‬وحخخب المسخخاكين‬
‫ومجالستهم والتواضع فإنه من أفضل العبادة‪ ،‬وقصر المخخل واذكخخر المخخوت‪،‬‬
‫وازهد في الدنيا فإنك رهين موت وغرض بلء وطريح )‪ (1‬سقم‪ ،‬واوصخخيك‬
‫بخشية ال في سر أمرك وعلنيتك‪ ،‬وأنهاك عن التسرع بالقول والفعل‪ ،‬وإذا‬
‫عرض شئ من أمر الخرة فابدأ به‪ ،‬وإذا عرض شخخئ مخخن أمخخر الخخدنيا فتخخأنه‬
‫حتى تصخخيب رشخخدك فيخخه‪ ،‬وإيخخاك و مخخواطن التهمخخة والمجلخخس المظنخخون بخخه‬
‫السوء‪ ،‬فإن قرين السوء يغر )‪ (2‬جليسه‪ ،‬وكن ل يا بني عامل‪ ،‬وعن الخنخى‬
‫زجورا‪ ،‬وبالمعروف آمرا‪ ،‬وعن المنكر ناهيا وواخ الخوان في ال‪ ،‬وأحخخب‬
‫الصالح لصلحه‪ ،‬ودار الفاسق عن دينخخك وابغضخخه بقلبخخك‪ ،‬وزايلخخه بأعمالخخك‬
‫لئل )‪ (3‬تكخخخون مثلخخخه‪ ،‬وإيخخخاك والجلخخخوس فخخخي الطرقخخخات‪ ،‬ودع الممخخخارات‬
‫ومجارات من ل عقل له ول علم‪ ،‬واقتصد يا بني في معيشخختك‪ ،‬واقتصخخد فخخي‬
‫عبادتك‪ ،‬وعليك فيها بالمر الدائم الذي تطيقخخه‪ ،‬والخخزم الصخخمت تسخخلم‪ ،‬وقخخدم‬
‫لنفسك تغنم‪ ،‬وتعلم الخير تعلم‪ ،‬وكن ل ذاكرا على كل حال‪ ،‬وارحم من أهلك‬
‫الصغير‪ ،‬ووقر منهم الكبير‪ ،‬ول تأكلن طعامخخا حخختى تصخخدق منخخه قبخخل أكلخخه‪،‬‬
‫وعليك بالصوم فإنه زكاة البدن وجنة لهله‪ .‬وجاهد نفسخخك‪ ،‬واحخخذر جليسخخك‪،‬‬
‫واجتنب عدوك‪ ،‬وعليك بمجالس الذكر‪ ،‬وأكثر من الدعاء فإني لم آلك يا بنخخي‬
‫نصحا وهذا فراق بيني وبينخك‪ ،‬واوصخيك بأخيخك محمخد خيخرا‪ ،‬فخإنه شخقيقك‬
‫وابن أبيك وقد تعلم حبي له‪ ،‬وأما أخوك الحسين فهو ابن امك‪ ،‬ول اريخخد )‪(4‬‬
‫الوصاة بذلك وال الخليفة عليكم‪ ،‬وإياه أسأل أن يصلحكم‪ ،‬وأن يكخخف الطغخخاة‬
‫البغاة عنكم‪،‬‬

‫)‪ (1‬في " ما " و )خ(‪ :‬صريع‪ (2) .‬في " ما " يغير‪ .‬وفي " جا " يعير‪ (3) .‬في " ما‬
‫"‪ :‬كيل‪ (4) .‬في " ما "‪ :‬ول ازيد‪.‬‬

‫]‪[204‬‬
‫والصخخبر الصخخبر حخختى ينخخزل الخ المخخر‪ ،‬ول قخخوة إل بخخال العلخخي العظيخخم )‪ .(1‬بيخخان‪:‬‬
‫وارتضاه لخيرته أي لن يكون مختاره من بين الخلق‪ - 8 .‬جخخا‪ ،‬مخخا‪ :‬المفيخخد‪،‬‬
‫عن محمد بن عمر الجعابي‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن موسى بخخن يوسخخف القطخخان‪،‬‬
‫عن محمد بن سليمان المقري‪ ،‬عن عبخخد الصخخمد بخخن علخخي النخخوفلي عخخن أبخخي‬
‫إسحاق السبيعي‪ ،‬عن الصبغ بن نباتة قال‪ :‬لمخخا ضخخرب ابخخن ملجخخم لعنخخه الخ‬
‫أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم عدونا )‪ (2‬نفخخر مخخن أصخخحابنا‬
‫أنا والحارث و سويد بخخن غفلخخة وجماعخخة معنخخا‪ ،‬فقعخخدنا علخخى البخخاب‪ ،‬فسخخمعنا‬
‫البكاء فبكينا‪ ،‬فخرج إلينا الحسن بن علي عليه السخلم فقخال‪ :‬يقخول لكخم أميخر‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬انصرفوا إلى منازلكم فانصرف القخخوم غيخخري‪ ،‬فاشخختد‬
‫البكاء من منزلخه فبكيخت‪ ،‬وخخرج الحسخن عليخه السخلم وقخال‪ :‬ألخم أقخل لكخم‪:‬‬
‫انصرفوا ؟ فقلت‪ :‬ل وال يا ابن رسول ال صلى ال عليه والخخه ل يتخخابعني )‬
‫‪ (3‬نفسي ول يحملني رجلخخي أنصخخرف )‪ (4‬حخختى أرى أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬فبكيت‪ ،‬ودخل فلم يلبث أن خرج فقال لخخي‪ :‬ادخخخل‪ ،‬فخخدخلت علخخى‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم فإذا هو مستند معصوب الرأس بعمامة صفراء قد‬
‫نزف واصفر وجهه ما أدري وجهخخه أصخخفر أو العمامخخة فخخأكببت عليخخه فقبلتخخه‬
‫وبكيت‪ ،‬فقال لي‪ :‬ل تبك يا أصبغ فإنها وال الجنة‪ ،‬فقلت له‪ :‬جعلت فداك إني‬
‫أعلم وال أنك تصير إلى الجنة‪ ،‬وإنما أبكي لفقخخداني إيخخاك يخخا أميخخر المخخؤمنين‬
‫جعلت فداك حدثني بحديث سمعته من رسول ال صلى ال خ عليخخه والخخه فخخإني‬
‫أراك ل أسمع منك حخخديثا بعخخد يخخومي هخخذا أبخخدا‪ ،‬قخخال‪ :‬نعخخم يخخا أصخخبغ دعخخاني‬
‫رسول ال صلى ال عليخخه والخخه يومخخا فقخخال لخخي‪ :‬يخخا علخخي انطلخخق حخختى تخخأتي‬
‫مسجدي ثم تصعد منبري‪ ،‬ثم تدعو الناس إليك فتحمد ال تعخالى وتثنخخي عليخخه‬
‫وتصلي علي صلة كثيرة‪ ،‬ثم تقول‪ :‬أيها الناس إني رسول رسول ال إليكخخم‪،‬‬
‫وهو يقول لكم‪ :‬إن لعنة ال ولعنة ملئكته المقربين‬

‫)‪ (1‬امالي المفيد‪ 129 :‬و ‪ .130‬امالي الشيخ‪ 4 :‬و ‪ .5‬وفيخخه‪ :‬ول حخخول ول قخخوة ا‍ه‪) .‬‬
‫‪ (2‬في " ما "‪ :‬غخخدونا عليخخه ا‍ه‪ (3) .‬فخخي المصخخدرين‪ :‬ل يتخخابعني‪ (4) .‬فخخي‬
‫المصدرين‪ :‬أن أنصرف‪.‬‬

‫]‪[205‬‬

‫وأنبيائه المرسلين ولعنتي على من انتمى إلى غير أبيه‪ ،‬أو ادعى إلخخى غيخخر مخخواليه أو‬
‫ظلم أجيرا أجره‪ ،‬فأتيت مسجده صلى الخ عليخخه والخه وصخعدت منخخبره‪ ،‬فلمخخا‬
‫رأتني قريش ومن كان في المسجد أقبلوا نحخخوي‪ ،‬فحمخخدت الخ وأثنيخخت عليخخه‬
‫وصليت على رسول ال صلى ال عليه واله صلة كثيرة ثم قلت‪ :‬أيها الناس‬
‫إني رسول ال إليكم‪ ،‬وهو يقول لكم‪ :‬أل إن لعنة ال ولعنة ملئكتخخه المقربيخخن‬
‫وأنبيائه المرسلين ولعنتي إلى )‪ (1‬من انتمى إلى غير أبيه أو ادعى إلى غيخر‬
‫مخخواليه أو ظلخخم أجيخخرا أجخخره‪ ،‬قخخال‪ :‬فلخخم يتكلخخم أحخخد مخخن القخخوم إل عمخخر بخخن‬
‫الخطاب‪ ،‬فإنه قال‪ :‬قد أبلغت يخخا أبخخا الحسخخن ولكنخخك جئت بكلم غيخخر مفسخخر‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬ابلغ ذلك رسول ال‪ ،‬فرجعت إلى النبي صلى الخ عليخخه والخخه فخخأخبرته‬
‫الخبر‪ ،‬فقال‪ :‬ارجع إلى مسجدي حتى تصعد منبري‪ ،‬فاحمخخد ال خ وأثخخن عليخخه‬
‫وصل علي ثم قل‪ :‬أيها الناس ما كنا لنجيئكم بشئ إل وعندنا تأويله وتفسيره‪،‬‬
‫أل وإني أنا أبوكم‪ ،‬أل وإني أنا مولكم‪ ،‬أل وإني أنخخا أجيركخخم )‪ .(2‬توضخخيح‪:‬‬
‫نزف فلن دمه ‪ -‬كعني ‪ :-‬سال حتى يفرط‪ ،‬فهو منزوف ونزيخف قخوله عليخه‬
‫السلم‪ :‬أل وإني أنخخا أبخخوكم يعنخخي أميخخر المخخؤمنين صخخلوات الخ عليخخه‪ ،‬وإنمخخا‬
‫وصفه بكونه أجيرا لن النبي والمام عليهمخخا السخخلم لمخخا وجخخب لهمخخا بخخإزاء‬
‫تبليغهما رسالت ربهما إطاعتهما ومودتهما فكأنهما أجيران‪ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬
‫" قل ل أسألكم عليخخه أجخخرا إل المخخودة فخخي القربخخى )‪ " (3‬ويحتمخخل أن يكخخون‬
‫المعنى‪ :‬من يستحق الجر من ال بسببكم‪ - 9 .‬ما‪ :‬بإسخخناد أخخخي دعبخخل‪ ،‬عخخن‬
‫الرضا‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي بن الحسين عليهم السخخلم قخخال‪ :‬لمخخا ضخخرب ابخخن‬
‫ملجم لعنه ال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السخخلم كخخان معخخه آخخخر‬
‫فوقعت ضربته على الحائط‪ ،‬وأما ابن ملجخخم فضخخربه فخخوقعت الضخخربة وهخخو‬
‫ساجد على‬

‫)‪ (1‬في المصدرين‪ :‬على‪ (2) .‬امالي المفيد‪ 208 :‬و ‪ .209‬أمالى الشيخ‪ 76 :‬و ‪) .77‬‬
‫‪ (3‬سورة الشورى‪.23 :‬‬

‫]‪[206‬‬

‫رأسه على الضربة التي كخانت‪ ،‬فخخرج الحسخن والحسخين عليهمخا السخلم وأخخذا ابخن‬
‫ملجم وأوثقاه واحتمل أمير المؤمنين عليه السخخلم فادخخخل داره‪ ،‬فقعخخدت لبابخخة‬
‫عند رأسخخه وجلسخخت ام كلثخخوم عنخخد رجليخخه‪ ،‬ففتخخح عينيخخه فنظخخر إليهمخخا فقخخال‪:‬‬
‫الرفيق العلى خير مستقرا وأحسن مقيل‪ ،‬ضربة بضخخربة أو العفخخو إن كخخان‬
‫ذلك‪ ،‬ثم عرق‪ ،‬ثم أفاق فقال‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال خ عليخخه والخخه يخخأمرني‬
‫بالرواح إليه عشخخاء ثلث مخخرات )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬لعخخل العخخرق كنايخخة عخخن الفتخخور‬
‫والضعف والغشي‪ ،‬فإنها تلزمه غالبا‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ بخخالغين المعجمخخة‪،‬‬
‫فيكون المراد الغماء أو النوم مجخخازا‪ ،‬وقخخد يقخخال‪ :‬غخخرق فخخي السخخكر إذا بلخخغ‬
‫النهاية فيه‪ - 10 .‬ب‪ :‬أبوالبخخختري‪ ،‬عخخن جعفخخر بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن أبيخخه عليهخخم‬
‫السلم أن علي بن أبي طالب عليه السلم خرج يوقظ الناس لصخخلة الصخخبح‪،‬‬
‫فضربه عبد الرحمن بن ملجخخم بالسخخيف علخخى ام رأسخخه‪ ،‬فوقخخع علخخى ركبخختيه‪،‬‬
‫وأخذه فالتزمه حتى أخخخذه النخخاس‪ ،‬وحمخخل علخخي حخختى أفخخاق‪ ،‬ثخخم قخخال للحسخخن‬
‫والحسين عليهمخخا السخخلم‪ :‬احبسخخوا هخخذا السخخير وأطعمخخوه واسخخقوه وأحسخخنوا‬
‫إساره فإن عشت فأنا أولى بما صخخنع فخخي‪ ،‬إن شخخئت اسخختقدت )‪ (2‬وإن شخخئت‬
‫صالحت‪ ،‬وإن مت فذلك إليكم‪ ،‬فإن بدالكم أن تقتلوه فل تمثلوا به ) ‪- 11 .(3‬‬
‫كا‪ :‬الحسين بن الحسن الحسني‪ ،‬رفعه‪ ،‬ومحمد بن الحسن‪ ،‬عخخن إبراهيخخم ابخخن‬
‫إسحاق الحمري رفعه قال‪ :‬لما ضرب أمير المؤمنين عليه السخخلم حخخف بخخه‬
‫العواد و قيل له‪ :‬يا أمير المؤمنين أوص‪ ،‬فقال اثنوا لي وسادة‪ ،‬ثم قال‪ :‬الحمد‬
‫ل حق قدره متبعين أمخخره‪ ،‬أحمخخده كمخخا أحخخب‪ ،‬ول إلخخه إل الخ الواحخخد الحخخد‬
‫الصمد كما انتسب‪ ،‬أيها الناس كل امرئ لق في فراره ما منه يفخخر‪ ،‬والجخخل‬
‫مساق النفس إليه و الهرب منه موافاته‪ ،‬كم أطردت اليام أبحثها عن مكنخخون‬
‫هذا المر فأبى ال عز ذكره إل إخفاءه‪ ،‬هيهات علم مكنون‪ ،‬أما وصيتي فأن‬
‫ل تشركوا بال جل ثناؤه‬

‫)‪ (1‬أمالى الشيخ‪ (2) .232 ،‬أي اخخذت منخه القخود وهخو القصخاص‪ .‬وفخى المصخدر‪:‬‬
‫استنقذت‪ (3) .‬قرب السناد‪.67 :‬‬

‫]‪[207‬‬

‫شيئا‪ ،‬ومحمد صلى ال عليه واله فل تضيعوا سنته‪ ،‬أقيمخخوا هخخذين العمخخودين وأوقخخدوا‬
‫هذين المصباحين وخلكم ذم ما لم تشردوا‪ ،‬حمل كل امخخرئ منكخخم مجهخخوده‪،‬‬
‫وخفف عن الجهلة‪ ،‬رب رحيم وإمام عليم ودين قخويم‪ ،‬أنخخا بخالمس صخاحبكم‬
‫واليوم عبرة لكم وغدا مفارقكم إن تثبت الوطأة في هذه المزلة فخخذاك المخخراد‪،‬‬
‫وإن تدحض القدم فإنا كنا في أفياء أغصان وذرى رياح وتحخخت ظخخل غمامخخة‬
‫اضخخمحل فخخي الجخخو متلفقهخخا وعفخخا فخخي الرض مخطهخخا‪ ،‬وإنمخخا كنخخت جخخارا‬
‫جاوركم بدني أياما‪ ،‬وستعقبون مني جثخخة خلء سخاكنة بعخد حركخة‪ ،‬وكاظمخخة‬
‫بعد نطق‪ ،‬ليعظكم هدوي وخفوت إطراقي وسكون أطرافي‪ ،‬فإنه أوعخخظ لكخخم‬
‫من الناطق البليغ‪ ،‬ودعتكم وداع مرصد للتلقي غدا ترون أيامي ويكشف ال‬
‫عزوجل عن سرائري‪ ،‬وتعرفوني بعد خلو مكخخاني وقيخخام غيخخري مقخخامي‪ ،‬إن‬
‫أبق فأنا ولي دمي‪ ،‬وإن أفن فالفناء ميعادي‪ ،‬وإن أعف فالعفو لي قربخخة ولكخخم‬
‫حسنة‪ ،‬فاعفوا واصفحوا‪ ،‬أل تحبون أن يغفر ال لكخخم ؟ فيخخا لهخخا حسخخرة علخخى‬
‫كل ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة‪ ،‬أو يؤديه )‪ (1‬أيامه إلى شقوة‪ ،‬جعلنا‬
‫ال وإياكم ممن ل يقصر به عن طاعة ال رغبة‪ ،‬أو تحل به )‪ (2‬بعد المخخوت‬
‫نقمة‪ ،‬فإنما نحن له وبه‪ .‬ثم أقبل على الحسن عليه السلم فقال‪ :‬يا بني ضربة‬
‫مكان ضربة ول تأثم )‪ .(3‬بيان‪ :‬قوله‪ " :‬اثنخخوالي وسخخادة " يقخخال‪ :‬ثنخخى الشخخئ‬
‫كسمع )‪ :(4‬رد بعضه على بعض‪ ،‬وثنيها إما للجلوس عليها ليرتفخخع ويظهخخر‬
‫للسامعين‪ ،‬أو للنكاء عليها لعدم قدرته على الجلخخوس‪ .‬قخخوله عليخخه السخخلم‪" :‬‬
‫قدره " أي حمدا يكون حسب قدره وكما هو أهلخخه‪ .‬وقخخوله‪ " :‬متبعيخخن " حخخال‬
‫عن فاعل الحمد لنه في قوة نحمد ال‪ .‬قوله‪ " :‬كمخخا انتسخخب " أي كمخخا نسخخب‬
‫نفسه في سورة التوحيد‪ .‬قوله عليه السلم‪ " :‬كل امرئ لق في‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬تؤديه‪ (2) .‬في )ك(‪ :‬عليه‪ (3) .‬اصخخول الكخخافي )الجخخزء الول مخخن‬
‫الطبعة الحديثة(‪ 299 :‬و ‪ (4) .300‬هذا وهم‪ ،‬والصخخواب " كرمخخى " فخخان‬
‫العين في ثنى مفتوح وفى مضارعه مكسور بخلف سمع‪(*) .‬‬

‫]‪[208‬‬

‫فراره " أي من المور المقدرة الحتمية كالموت‪ ،‬قال ال تعالى‪ " :‬قل إن الموت الذي‬
‫تفرون منه فإنه ملقيكم )‪ " (1‬وإنما قال عليه السلم‪ " :‬في فراره " لن كخل‬
‫أحد يفر دائما من الموت وإن كان تبعدا‪ .‬والمساق مصدر ميمي‪ ،‬وليست فخخي‬
‫نهج البلغة كلمخخة " إليخخه " فيحتمخخل أن يكخخون المخخراد بالجخخل منتهخخى العمخخر‬
‫والمساق ما يساق إليه‪ ،‬وأن يكون المخخراد بخخه المخخدة فالمسخخاق زمخخان السخخوق‪.‬‬
‫وقوله عليه السلم‪ " :‬والهرب منه موافاته " من حمل اللزم علخخى الملخخزوم‪،‬‬
‫فإن النسان مادام يهرب من مخخوته بحركخخات وتصخخرفات يفنخخي عمخخره فيهخخا‪،‬‬
‫فكأن الهرب منه موافاته‪ ،‬والمعنى أنه إذا قخخدر زوال عمخخر أو دولخخة فكخخل مخخا‬
‫يدبره النسان لرفع ما يهخخرب منخخه يصخخير سخخببا لحصخخوله‪ ،‬إذ تخخأثير الدويخخة‬
‫والسباب بإذنه تعالى‪ ،‬مع أنه عند حلول الجل يصير أحذق الطباء أجهلخخم‪،‬‬
‫ويغفل عما ينفع المريض‪ ،‬وهكذا فخخي سخخائر المخخور‪ .‬وقخخال الفيخخروز آبخخادي‪:‬‬
‫الطرد‪ :‬البعاد وضم البل من نواحيها‪ ،‬وطردتهم أتيتهم وجزتهخخم‪ ،‬وأطخخرده‪:‬‬
‫أمر بطرده أو بإخراجه عن البلد‪ ،‬واطرد المر‪ :‬تبع بعضخخه بعضخخا وجخخرى‪،‬‬
‫انتهى )‪ ،(2‬ويحتمل أن يكخخون الطخخراد بمعنخخى الطخخرد والجمخخع أو المخخر بخخه‬
‫مجازا‪ ،‬ويمكن أن يقرأ " اطردت " على صيغة الغائب بتشديد الطاء فاليخخام‬
‫فاعله‪ ،‬قال أكثر شراح النهج‪ :‬كأنه عليه السخخلم جعخخل اليخخام أشخاصخخا يخخأمر‬
‫بإخراجهم وإبعادهم عنه‪ ،‬أي ما زلت أبحث عن كيفية قتلي وأي وقخخت يكخخون‬
‫بعينه‪ ،‬وفي أي أرض يكون يوما يوما‪ ،‬فإذا لم أجده في يوم طردته واستقبلت‬
‫يوما آخر‪ ،‬وهكذا حتى وقع المقخدر‪ ،‬قخالوا‪ :‬وهخذا الكلم يخخدل علخى أنخه عليخه‬
‫السلم لم يكن يعرف حال قتله مفصخخلة مخخن جميخخع الوجخخوه‪ ،‬وأن رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه واله أعلمه بذلك مجمل‪ ،‬و " مكنون هذا المر " أي المستور‬
‫من خصوصيات هذا المر‪ ،‬أو المسخختور هخخو هخخذا المخخر فالمشخخار إليخخه شخخئ‬
‫متعلق بوفاته‪ .‬و " هيهات " أي بعد الطلع عليه فإنه علم مكنون مخخخزون‪،‬‬
‫ومن خواص المخزون ستره والمنع من أن يناله أحد‬

‫)‪ (1‬سورة الجمعة‪ (2) .8 :‬القاموس ‪.310 :1‬‬

‫]‪[209‬‬
‫والظهر عندي أن المراد أني جمعت مرارا حوادث اليام وغرائبها التي وقعت علي‬
‫في ذهني‪ ،‬وبحثت عن السر الخفي فخخي خفخخاء الحخخق وظهخخور الباطخخل وغلبخخة‬
‫أهله‪ ،‬وقيل‪ :‬أي السر في قتله عليخخه السخخلم فظهخخر لخخي‪ ،‬فخخأبى الخ إل إخفخخاءه‬
‫عنكم‪ ،‬لضعف عقولكم عن فهمه‪ ،‬إذ هي من غوامض مسائل القضاء والقدر‪.‬‬
‫قوله‪ " :‬ومحمدا " عطف على " أن ل تشركوا " ويمكن أن يقخخدر فيخخه فعخخل‪،‬‬
‫أي اذكركم محمدا أو هو نصب على الغراء‪ ،‬وفي بعض النسخ بالرفع وفي‬
‫النهج " وأما وصيتي فال ل تشركوا به شيئا ومحمدا صلى ال عليه واله فل‬
‫تضخخيعوا سخخنته " والعمخخودان التوحيخخد والنبخخوة‪ ،‬وإقامتهمخخا كنايخخة عخخن إحقخخاق‬
‫حقوقهمخخا‪ ،‬وقيخخل‪ :‬المخخراد بهمخخا الحسخخنان‪ ،‬وقيخخل‪ :‬همخخا المخخراد بالمصخخباحين‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬خلك ذم أي اعذرت وسقط عنخخك الخخذم‪ .‬قخخوله عليخخه السخخلم‪ " :‬مخخا لخخم‬
‫تشردوا " أي تتفرقوا فخخي الخخدين‪ .‬قخخوله‪ " :‬حمخخل " علخخى التفعيخخل مجهخخول أو‬
‫معلوما‪ ،‬و " خفف " أيضا إما على بناء المعلخخوم أو المجهخخول‪ ،‬فيقخخدر مبتخخدء‬
‫لقوله‪ " :‬رب رحيم " أي ربكم‪ ،‬أو خبر أي لكم‪ ،‬وعلى الول )‪ (1‬فخخي إسخخناد‬
‫الحمل والتخفيف إلى الدين والمام تجوز‪ ،‬والمراد إمام كخخل زمخخان‪ ،‬و ثبخخوت‬
‫الوطأة كناية عن البرء من المرض‪ .‬والذرى اسم لما ذرتخخه الريخخاح‪ ،‬شخخبه مخخا‬
‫فيه النسان في الخخدنيا مخخن المتعخخة بمخخا ذرتخخه الريخخاح فخخي عخخدم الثبخخات وقلخخة‬
‫النتفاع بها‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد محال ذروها‪ ،‬كما أن في النهج " ومهب ريخخاح "‪.‬‬
‫قوله‪ " :‬متلفقها " بكسر الفاء أي مخخا انضخخم واجتمخخع مخخن متفرقخخات الغمخخام‪ .‬و‬
‫مخطها ما يحخدث فخخي الرض مخن الخخط الفاصخخل بيخخن الظخخل والنخخور‪ ،‬وفخخي‬
‫بعض النسخ بالحاء المهملة أي محط ظلها فاعله )‪ ،(2‬والحاصل أني إن مت‬
‫فل عجب‪ ،‬فإني كنت في امور فانية شخخبيهة بتلخخك المخخور‪ ،‬أو ل ابخخالي فخخإني‬
‫كنت في الدنيا غير‬

‫)‪ (1‬أي على كون خفف معلوما‪ (2) .‬كذا‪.‬‬

‫]‪[210‬‬

‫متعلق بها كمن كان في تلك المور‪ ،‬وكنخخت دائمخخا مترصخخدا للنتقخخال‪ ،‬وقيخخل‪ :‬اسخختعار‬
‫الغصان للعناصر الربعخخة‪ ،‬والفيخخاء لتركبهخخا المعخخرض للخخزوال‪ ،‬والريخخاح‬
‫للرواح‪ ،‬وذراهخخا للبخخدان الفخخائزة هخخي عليهخخا بخخالجود اللهخخي‪ ،‬والغمامخخة‬
‫للسباب القوية من الحركات السماوية والتأثيرات الفلكية والرزاق المفاضة‬
‫علخخى النسخخان فخخي هخخذا العخخالم‪ ،‬وكنخخى باضخخمحلل متلفقهخخا عخخن تفخخرق تلخخك‬
‫السباب وزوالها‪ ،‬وبعفاء مخطها في الرض عن فناء آثارها في البخخدان‪" .‬‬
‫جاوركم بدني " إنما خص المجاورة بالبخخدن لنهخخا مخخن خخخواص الجسخخام‪ ،‬أو‬
‫لن روحه عليه السلم كانت معلقة بالملء العلى وهو بعد فخخي هخخذه الخخدنيا‪،‬‬
‫كما قال عليه السلم في وصخخف إخخخوانه " كخخانوا فخخي الخخدنيا بأبخخدان أرواحهخخا‬
‫معلقة بالملء العلى " و " ستعقبون " على بناء المفعول من العقاب‪ ،‬وهو‬
‫إعطخخاء شخخئ‪ .‬وجثخخة النسخخان بالضخخم شخصخخه وجسخخده‪ ،‬خلء أي خاليخخة مخخن‬
‫الروح والخواص‪ .‬وفي القاموس‪ :‬كظم غيظه‪ :‬رده وحبسه‪ ،‬والبخخاب‪ :‬أغلقخخه‪،‬‬
‫وكظم كعني كظوما‪ :‬سكت‪ ،‬وقوم كظخم كركخع‪ :‬سخاكتون )‪ .(1‬وفخي النهخج "‬
‫وصامتة بعد نطوق "‪ .‬ليعظكم بكسر اللم والنصب كمخخا هخخو المضخخبوط فخخي‬
‫النهخخج‪ ،‬ويحتمخخل الجخخزم لكخخونه أمخخرا‪ ،‬وفتخخح اللم والرفخخع أيضخخا‪ ،‬و الهخخدوء‬
‫بالهمزة وقد يخفف ويشدد‪ :‬السكون وخفت الصوت خفوتا‪ :‬سكن‪ ،‬و لهذا قيخخل‬
‫للميت " خفت " إذا انقطع كلمه وسكت‪ .‬وإطراقي إما بكسر الهمزة كما هو‬
‫المضبوط في النهج من أطرق إطراقا أي أرخخخى عينيخخه إلخخى الرض‪ ،‬كنايخخة‬
‫عن عدم تحريك الجفان‪ ،‬أو بفتحها جمع طرق ‪ -‬بالكسر ‪ -‬بمعنخخى القخخوة‪ ،‬أو‬
‫جمع طرق بالفتح وهخخو الضخخرب بالمطرقخخة‪ ،‬والطخخراق بالتحريخخك )‪ (2‬هخخي‬
‫العضاء كالبدن و الرجلين‪ .‬ووداع بالفتخخح اسخخم مخن قخولهم‪ :‬ودعتخه توديعخا‪،‬‬
‫وإما بالكسخخر فهخخو السخم مخخن قولخخك‪ :‬أودعتخخه موادعخخة أي صخالحته‪ .‬وتقخخول‪:‬‬
‫رصدته إذا قعدت له على طريقة‬

‫)‪ (1‬القاموس ‪ (2) .172 :4‬كذا‪.‬‬

‫]‪[211‬‬

‫تترقبه‪ ،‬وأرصدت له العقوبة أي أعدتها له‪ ،‬ومرصخخد فخخي بعخخض نسخخخ النهخخج بالفتخخح‪،‬‬
‫فالفاعل هو ال تعالى أو نفسه عليه السلم كأنه أعد نفسه بخخالتوطين للتلقخخي‪،‬‬
‫وفي بعضخخها بالكسخخر‪ ،‬فخخالمفعول نفسخخه أو مخخا ينبغخخي إعخخداده وتهيئتخخه‪ ،‬ويخخوم‬
‫التلقي يوم القيامة‪ ،‬ويحتمل شموله للرجعخخة أيضخخا‪ .‬وقخخوله‪ " :‬غخخدا " ظخخرف‬
‫الفعال التية‪ ،‬ويحتمخخل تلخخك الفقخخرات وجوهخخا مخخن التأويخخل‪ :‬الول أن يكخخون‬
‫المعنى‪ :‬بعد أن افارقكم يتولى بنو امية وغيرهم أمركم ترون وتعرفون فضل‬
‫أيام خلفتي‪ ،‬وأني كنت على الحق‪ ،‬ويكشف ال لكم عخخن سخخرائري‪ ،‬أي أنخخي‬
‫ما أردت في حروبي وسائر ما أمرتكم بخخه إل الخ تعخخالى‪ ،‬أو ينكشخخف بعخخض‬
‫حسناتي المروية إليكم وكنت أسترها عنكم وعن غيركم‪ ،‬وتعرفخخون عخخدلي و‬
‫قدري بعد قيام غيري مقامي بالخلفة‪ .‬الثاني أن يكون المراد بقوله‪ " :‬غدا "‬
‫أيام الرجعة والقيامة‪ ،‬فإن فيهما تظهر شوكته ورفعته ونفاذ حكمخخه فخخي عخخالم‬
‫الملك والملكوت‪ ،‬فهو عليه السخخلم فخخي الرجعخخة ولخخي النتقخخام مخخن المنخخافقين‬
‫والكفار‪ ،‬وممكن المتقين والخيار في الصقاع و القطار‪ ،‬وفي القيامخخة إلخخى‬
‫الحساب وقسيم الجنة والنار‪ ،‬فالمراد بخلو مكانه خلو قبره عن جسده بحسب‬
‫ما يظنه الناس في الرجعخخة‪ ،‬ونزولخخه عخخن منخخبر الوسخخيلة وقيخخامه علخخى شخخفير‬
‫جهنم‪ ،‬يقول للنار‪ :‬خذي هذا واتركي هذا فخخي القيامخخة‪ .‬ثخخم اعلخخم أن فخخي أكخخثر‬
‫نسخ الكافي " وقيامي غير مقخخامي " وهخخو أنسخخب بهخخذا المعنخخى وعلخخى الول‬
‫يحتاج إلى تكلف كأن يكون المراد قيامه عند ال تعالى في السخماوات وتحخت‬
‫العرش وفي الجنان في الغرفات وفي دار السلم‪ ،‬كما دلت عليخخه الروايخخات‪،‬‬
‫وفي نسخ النهج وبعض نسخخخ الكخخافي " وقيخخام غيخخري مقخخامي " فهخخو بخخالول‬
‫أنسب‪ ،‬وعلى الخير ل يستقيم إل بتكلف كأن يكون المراد بالغير القائم عليه‬
‫السلم فإنه إمام زمان في الرجعة‪ ،‬وقيام الرسول صلى ال عليه والخخه مقخخامه‬
‫للمخاصخخمة فخخي القيامخخة‪ ،‬كخخذا خطخخر بالبخخال‪ ،‬و إن ذكخخرا مجمل منخخه بعخخض‬
‫المعاصرين في مؤلفاتهم‪.‬‬

‫]‪[212‬‬

‫الثالث ما خطر بالبخخال أيضخخا وهخخو الجمخخع بيخخن المعنييخخن‪ ،‬بخخأن يكخخون " تخخرون أيخخامي‬
‫ويكشف ال عن سخخرائري " فخخي الرجعخخة والقيامخخة‪ ،‬لتصخخاله بقخخوله‪ " :‬وداع‬
‫مرصد للتلقي " وقوله‪ " :‬وتعرفوني " إلى آخره إشخخارة إلخخى المعنخخى الول‬
‫غير متعلقة بالفقرتين الوليين‪ ،‬وهو أسد وأفيد وأظهر‪ ،‬ل سيما على النسخخخة‬
‫الخيرة إن أبق الشر )‪ (1‬في ل تنافي العلم بعدم وقخخوع المقخخدم‪ ،‬وفخخي تنزيخخل‬
‫العالم منزلة الشاك نوع من المصلحة‪ ،‬وفي بعض النسخ " العفو لخخي قربخخة "‬
‫ويحتمل أن يكون استحلل من القوم علخخى سخخبيل التواضخع‪ ،‬كمخخا هخو الشخخائع‬
‫عند الموادعة‪ .‬وفي أكثر النسخ " وإن أعف فالعفو لخخي قربخخة " أي إن أعخخف‬
‫عن قاتلي‪ ،‬فقوله عليه السلم‪ " :‬ولكم حسنة " أي فيما يجوز العفو فيه ل في‬
‫تلك الواقعة‪ ،‬أو عفوي عن قاتلي لكم حسنة لصبر كم على ما يشق عليكم في‬
‫ذلك ‪ " -‬فيالها حسرة " النداء للتعجب‪ ،‬والمنخخادى محخخذوف وضخخمير " لهخخا "‬
‫مبهم‪ ،‬وحسرة تمييز للضمير المبهم‪ ،‬نحو ربه رجل أن يكون أي لن يكون‪،‬‬
‫أو هو خبر مبتدء محخخذوف والشخخقوة بالكسخخر‪ :‬سخخوء العاقبخخة قخخوله‪ " :‬ممخخن ل‬
‫يقصر به " الباء للتعدية‪ .‬ورغبة فاعل لم تقصر‪ ،‬وضمير " به " راجخخع إلخخى‬
‫الموصول أي ل يجعلخه رغبخخة مخخن رغبخات النفخس قاصخرا عخن طاعخة الخخ‪،‬‬
‫وضمير له وبه راجعان إلى ال أو إلى الموت‪ .‬قوله عليه السخخلم‪ " :‬ول تخخأثم‬
‫" أي في الزيادة‪ ،‬فالمراد بالثم تخخرك الولخخى مجخخازا‪ ،‬ويمكخخن أن يقخخرأ علخخى‬
‫باب التفعل أي ل تزد فتكون عند النخخاس منسخخوبا إلخخى الثخخم )‪ - 12 (2‬غخخط‪:‬‬
‫أحمد بن عبدون‪ ،‬عن علي بن محمد بخخن الزبيخخر‪ ،‬عخخن علخخي بخخن الحسخخن ابخخن‬
‫فضال‪ ،‬عن محمد بن عبيدال بن زرارة‪ ،‬عمن رواه‪ ،‬عن عمخخرو بخخن شخخمر‪،‬‬
‫عن جابر عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬هخخذه وصخخية أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم إلى الحسن عليه السلم وهي‬

‫)‪ (1‬كذا‪ (2) .‬البيان المذكور موافخخق لنسخخخة )ك( ويزيخخد علخخى سخخائر النسخخخ ويختلخخف‬
‫اياها بكثير‪ ،‬أثبتناه كما وجدناه‪.‬‬

‫]‪[213‬‬
‫نسخة كتاب سليم بن قيس الهللي دفعها إلخى أبخان وقرأهخخا عليخه‪ ،‬قخال أبخان‪ :‬وقرأتهخا‬
‫على علي بن الحسين عليهما السلم فقال‪ :‬صدق سليم رحمه ال‪ ،‬قخخال سخخليم‪:‬‬
‫فشهدت وصية أمير المؤمنين عليه السلم حين أوصى إلى ابنه الحسن عليخخه‬
‫السلم وأشهد على وصيته الحسخخين و محمخخدا وجميخخع ولخخده ورؤسخخاء شخخيعته‬
‫وأهل بيته‪ ،‬وقال‪ :‬يا بني أمرني رسول ال صخخلى الخ عليخخه والخخه أن اوصخخى‬
‫إليك وأن أدفع إليك كتبي وسلحي‪ ،‬ثم أقبل عليه فقال‪ :‬يا بني أنت ولي المر‬
‫وولي الدم‪ ،‬فإن عفوت فلك وإن قتلت فضربة مكان ضربة ول تأثم‪ ،‬ثخخم ذكخخر‬
‫الوصية إلى آخرها‪ ،‬فلما فرغ من وصيته قال‪ :‬حفظكم ال وحفظ فيكم نخخبيكم‪،‬‬
‫أستودعكم ال وأقرأ عليكم السلم ورحمة ال‪ ،‬ثم لم يخخزل يقخخول‪ " :‬ل إلخخه إل‬
‫ال " حتى قبض ليلة ثلث وعشخخرين مخخن شخخهر رمضخخان ليلخخة الجمعخخة سخخنة‬
‫أربعين من الهجرة‪ ،‬وكان ضرب ليلة إحدى وعشرين مخخن شخخهر رمضخخان )‬
‫‪ - 13 .(1‬غط‪ :‬أحمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن صفوان بن‬
‫يحيى قال‪ :‬بعث إلي أبو الحسن موسى بن جعفر عليخخه السخخلم بهخخذه الوصخخية‬
‫مع الخرى‪ .‬وفي رواية اخرى أنه قبض ليلة إحدى وعشخخرين وضخخرب ليلخخة‬
‫تسع عشرة‪ ،‬وهي الظهر )‪ - 14 .(2‬حة‪ :‬محمد بخخن أحمخد بخخن داود القمخخي‪،‬‬
‫عن محمد بن علي بن الفضل‪ ،‬عن علي بن الحسين بخن يعقخوب‪ ،‬عخن جعفخر‬
‫بن أحمد بن يوسف‪ ،‬عن علي بن بدرج )‪ (3‬الجخخاحظ عخخن عمخخرو بخخن اليسخخع‬
‫قال‪ :‬جاءني سعد السكاف فقال‪ :‬يا بنخخي تحمخخل الحخخديث ؟ قلخخت‪ :‬نعخخم‪ :‬فقخخال‪:‬‬
‫حدثني أبو عبد ال عليه السلم قال‪ :‬لما اصيب أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫قال للحسن والحسين عليهما السلم‪ :‬غسلني وكفنخخاني وحنطخخاني واحملنخخي‬
‫على سريري‪ ،‬واحمل مؤخره تكفيان مقدمه ‪ -‬وفخخي روايخخة الكلينخخي )‪ (4‬عخخن‬
‫علي بن محمد رفعه قال‪ :‬قال‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الغيبة للشيخ الطوسي‪ .127 :‬والجملة الخيرة من قوله " وفى رواية اخخخرى‬
‫" قد ذكرت في المصدر عقيب الرواية الولى‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬عن علخخى‬
‫بن بذرج الحافظ‪ (4) .‬كذا في )ك(‪ .‬وفى غيره من النسخ " الكلخخبى "‪ .‬وفخخى‬
‫المصدر‪ :‬المهلبى‪.‬‬

‫]‪[214‬‬

‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬لما غسل أمير المؤمنين عليه السلم نودوا من جانب الخخبيت‪:‬‬
‫إن أخذتم مقدم السرير كفيتم مؤخره‪ ،‬وإن أخذتم مؤخره كفيتم مقدمه ‪ -‬رجعنا‬
‫إلى تمام الحديث‪ :‬فإنكما تنتهيان إلى قبر محفور ولحد ملحود ولبن محفوظ )‬
‫‪ (1‬فالحداني وأشرجا )‪ (2‬علي اللبن‪ ،‬وارفعا لبنة مما عند رأسي فخخانظرا مخخا‬
‫تسمعان‪ ،‬فأخذ اللبنة من عند الرأس بعد ما أشرجا عليه اللبن فإذا ليس بخخالقبر‬
‫)‪ (3‬شخخئ‪ ،‬وإذا هخخاتف يهتخخف‪ :‬أميخخر المخخؤمنين )‪ (4‬عليخخه السخخلم كخخان عبخخدا‬
‫صخخالحا‪ ،‬فخخألحقه ال خ عزوجخخل بنخخبيه صخخلى ال خ عليخخه والخخه‪ ،‬وكخخذلك يفعخخل‬
‫بالوصياء بعد النبياء‪ ،‬حتى لو أن نبيا مات فخخي الشخخرق ومخخات وصخخيه فخخي‬
‫الغرب ألحق ال الوصي بالنبي )‪ - 15 .(5‬حة‪ :‬ذكخخر الفقيخخه محمخخد بخخن معخخد‬
‫الموسوي قال‪ :‬رأيت في بعض الكتب الحديثية القديمة ما صورته‪ :‬حدثنا أبو‬
‫جعفر محمد بن عبد العزيز بن عامر الدهان )‪ (6‬قال‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال‬
‫النباري‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن أحمد بن عيسى ابن أخي الحسن بخخن يحيخخى‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثني محمد بن الحسن الجعفري قال‪ :‬وجدت في كتخخاب أبخخي وحخخدثتني‬
‫امي عن امها أن جعفر بن محمد حدثها أن أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم أمخخر‬
‫ابنه الحسن عليه السلم أن يحفر له أربع )‪ (7‬قبخخور فخخي أربخخع مواضخخع‪ :‬فخخي‬
‫المسجد وفي الرحبة وفي الغري وفي دار جعدة بخخن هخخبيرة‪ ،‬وإنمخخا أراد بهخخذا‬
‫أن ل يعلم أحد من أعدائه موضع قبره )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬موضوع‪ (2) .‬شرج الحجارة واللبن‪ ،‬نضخخدها وضخخم بعضخخها علخخى‬
‫بعض‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬في القبر‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬ان اميخخر المخخؤمنين‪) .‬‬
‫‪ (5‬فرحة الغرى ‪ 21‬و ‪ (6) .22‬في المصدر‪ :‬الدهقان‪ (7) .‬في المصدر‪" :‬‬
‫اربعة " في الموضعين‪ (8) .‬فرحة الغرى‪ 22 :‬و ‪.23‬‬

‫]‪[215‬‬

‫‪ - 16‬حة‪ :‬ذكر جعفر بن مبشر في كتابه في نسخة عتيقة عندي ما صورته‪ :‬قال‪ :‬قخخال‬
‫المدائني‪ :‬عن أبي زكريا‪ ،‬عن أبي بكر الهمداني‪ ،‬عن الحسين بن علوان عن‬
‫سعد بن طريف‪ ،‬عن الصبغ بن نباتخخة وعبخخد الخ بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫اليماني‪ ،‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر محمد بخن علخي‪ ،‬والقاسخم بخن‬
‫محمد المقري‪ ،‬عن عبد ال بن زيد‪ ،‬عن المعافا بن عبد السلم‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال الجدلي قال‪ (1) :‬استنفر علي بن أبي طالب عليه السلم النخخاس فخخي قتخخال‬
‫معاويخة فخي الصخيف‪ ،‬وذكخر الحخديث مطخول وقخال فخي آخخره أبخو عبخد الخ‬
‫الجدلي‪ :‬وقد حضره عليه السلم وهو يوصي الحسن فقال‪ :‬يا بني إنخخي ميخخت‬
‫من ليلتي هذه‪ ،‬فإذا أنخخا مخخت فاغسخخلني )‪ (2‬وكفننخخي وحنطنخخي بحنخخوط جخخدك‪،‬‬
‫وضعني على سريري‪ ،‬ول يقربن أحد منكم مقدم السرير فإنكم تكفخخونه‪ ،‬فخخإذا‬
‫حمل المقدم فخاحملوا المخخؤخر‪ ،‬وليتبخخع المخخؤخر المقخخدم حيخخث ذهخخب )‪ (3‬فخخإذا‬
‫وضع المقدم فضعوا المؤخر‪ ،‬ثم تقدم أي بنخخي فصخخل علخخي‪ ،‬فكخخبر )‪ (4‬سخخبعا‬
‫فإنها لن تحل لحد من بعدي إل لرجل من ولدي يخرج في آخر الزمان يقيخخم‬
‫اعوجخخاج الحخخق‪ ،‬فخخإذا صخخليت فخخخط حخخول سخخريري‪ ،‬ثخخم احفخخر لخخي قخخبرا فخخي‬
‫موضعه إلى منتهى كذاو كخخذا‪ ،‬ثخخم شخخق لحخخدا فإنخخك تقخخع علخخى سخخاجة منقخخورة‬
‫ادخرها )‪ (5‬لي أبي نوح‪ ،‬وضعني في الساجة‪ ،‬ثم ضخخع علخخي سخخبع لبخخن )‪(6‬‬
‫كبار‪ ،‬ثم ارقب هنيئة‪ ،‬ثم انظر فإنك لن تراني في لحدي )‪.(7‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬قخخالوا‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬فغسخخلني‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬فخخإذا المقخخدم‬
‫ذهب فاذهبوا حيث ذهب‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬وكبر‪ (5) .‬فخخي )ك(‪ :‬أذخرهخخا‪.‬‬
‫)‪ (6‬في المصدر‪ :‬لبنات‪ (7) .‬فرحة الغرى‪ 23 :‬و ‪.24‬‬

‫]‪[216‬‬

‫‪ - 17‬حة‪ :‬الصدوق‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن سعيد‪ ،‬عن فرات بن إبراهيم‪ ،‬عن علخخي‬
‫بن حامد‪ ،‬عن إسماعيل بن علي بن قدامة‪ ،‬عن أحمد بن علي بن ناصخخح عخخن‬
‫جعفر بن محمد الرمني‪ ،‬عن موسى بن سنان الجرجاني‪ ،‬عن أحمد بن علي‬
‫المقري عن ام كلثوم بنت علي عليه السلم قالت‪ :‬آخر عهد أبخخي إلخخى أخخخوي‬
‫عليهما السلم أن قال‪ :‬يا بني إذا )‪ (1‬أنامت فغسلني ثم نشفاني بالبردة الخختي‬
‫نشفتم بها رسول ال صلى ال عليه واله وفاطمخخة عليهخخا السخخلم ثخخم حنطخخاني‬
‫وسجياني على سخخريري‪ ،‬ثخخم انظخخرا )‪ (2‬حختى إذا ارتفخخع لكمخخا مقخخدم السخخرير‬
‫فاحمل مؤخره‪ ،‬قال‪ :‬فخرجت اشيع جنازة أبخي‪ ،‬حختى إذا كنخا بظهخر الغخري‬
‫ركن )‪ (3‬المقدم فوضعنا المؤخر‪ ،‬ثم برز الحسن عليخخه السخخلم بخخالبردة الخختي‬
‫نشف بها رسول ال صلى ال عليه واله وفاطمة وأمير المؤمنين عليه السلم‬
‫)‪ (4‬ثم أخذ المعول فضرب ضربة فانشق القبر عن ضريح‪ ،‬فإذا هخخو بسخخاجة‬
‫)‪ (5‬مكتوب عليها سطران بالسريانية‪ " :‬بسم ال خ الرحمخخن الرحيخخم هخخذا قخخبر‬
‫قبره )‪ (6‬نوح النبي لعلي وصي محمد قبل الطوفان بسبع مائة عام " قالت ام‬
‫كلثوم‪ :‬فانشق القبر‪ ،‬فل أدري أنبش )‪ (7‬سيدي في الرض أم اسري به إلخخى‬
‫السماء إذ سمعت ناطقا لنا بالتعزية‪ :‬أحسن ال لكم العزاء فخخي سخخيدكم وحجخخة‬
‫ال على خلقه )‪ .(8‬بيان‪ :‬ثم برز الحسن عليه السلم بالبردة أي مرتخخديا بهخخا‪.‬‬
‫‪ - 18‬حخخة‪ :‬محمخخد بخخن أحمخخد بخخن داود‪ ،‬عخخن سخخلمة‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن جعفخخر‬
‫المؤدب‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬إن‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ثم انتظرا‪ (3) .‬ركن إليه‪ :‬مخخال وسخخكن‪ .‬وفخخى‬
‫المصدر‪ :‬ركز‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬فنشف بها امير المؤمنين عليه السخخلم‪) .‬‬
‫‪ (5‬الساجة‪ :‬االلوح‪ ،‬والخشبة من شجر الساج التى ل تكاد تبليهخخا الرض‪) .‬‬
‫‪ (6‬في المصدر‪ :‬ادخره‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬غار‪ (8) .‬فرحخخة الغخخرى‪ 24 :‬و‬
‫‪.25‬‬

‫]‪[217‬‬

‫محمد بن أحمد بن يحيى‪ ،‬عن يعقوب بن زيخخد‪ ،‬عخخن علخخي بخخن أسخخباط‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن‬
‫حباب قال‪ :‬نظر أمير المؤمنين عليه السلم إلى ظهر الكوفة فقال‪ :‬ما أحسخخن‬
‫منظرك )‪ (1‬وأطيب ]ريحك[ قعرك اللهم اجعل قخخبري بهخخا )‪ - 19 .(2‬حخخة‪:‬‬
‫عمي علي بن طاوس‪ ،‬عن محمد بن عبد ال بن زهرة‪ ،‬عن محمد بن الحسن‬
‫العلوي‪ ،‬عن القطب الراوندي‪ ،‬عن ذي الفقار بن معبد‪ ،‬عن المفيد محمخخد بخخن‬
‫النعمان‪ ،‬قال‪ :‬رواه )‪ (3‬عباد بن يعقخخوب الرواجنخخي‪ ،‬قخخال‪ :‬حخخدثنا حسخخان بخخن‬
‫علي القسري )‪ ،(4‬قال‪ :‬حدثنا مولى لعلي بن أبي طالب عليه السلم قال‪ :‬لما‬
‫حضرت أمير ‪ -‬المؤمنين عليه السخخلم الوفخخاة قخخال للحسخخن والحسخخين عليهمخخا‬
‫السلم‪ :‬إذا أنامت فاحملني على سرير ثم أخرجاني واحمل مخخؤخر السخخرير‬
‫فإنكمخخا تكفيخخان مقخخدمه‪ ،‬ثخخم ايتخخابي الغرييخخن فإنكمخخا سخختريان صخخخرة بيضخخاء‪،‬‬
‫فخخاحتفرا فيهخخا فإنكمخخا سخختجدان فيهخخا سخخاجة‪ ،‬فادفنخخاني فيهخخا‪ ،‬قخخال‪ :‬فلمخخا مخخات‬
‫أخرجناه وجعلنا نحمل مخخؤخر السخخرير ونكفخخى مقخخدمه‪ ،‬و جعلنخخا نسخخمع دويخخا‬
‫وحفيفا حتى أتينا الغريين‪ ،‬فإذا صخرة بيضاء تلمع نورا‪ ،‬فاحتفرنا فإذا ساجة‬
‫مكتوب عليها‪ :‬مخا ادخخر )‪ (5‬نخوح عليخه السخلم لعلخي بخن أبخي طخالب عليخه‬
‫السخخلم فخخدفناه فيهخخا وانصخخرفنا ونحخخن مسخخرورون بخخإكرام الخ تعخخالى لميخخر‬
‫المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ ،‬فلحقنخخا قخخوم مخخن الشخخيعة لخخم يشخخهدوا الصخخلة عليخخه‪،‬‬
‫فأخبرناهم بما جرى وبإكرام ال تعالى أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ ،‬فقخخالوا‪:‬‬
‫نحب أن نعاين مخخن أمخخره مخخا عخخاينتم‪ ،‬فقلنخخا لهخخم‪ :‬إن الموضخخع قخخد عفخخي أثخخره‬
‫بوصية منه عليه السلم فمضوا وعادوا إلينا فقخالوا‪ :‬إنهخم احتفخروا فلخم يخروا‬
‫شيئا )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ما أحسن ظهرك‪ (2) .‬فرحة الغرى‪ (3) .22 :‬كخخذا فخخي )ك(‪ .‬وفخخي‬
‫غيره من النسخ وكذا المصدر‪ :‬قال ما رواه ا‍ه‪ (4) .‬في الرشاد‪ :‬حيان بخخن‬
‫على العنزي‪ (5) .‬في المصدر و )خ(‪ :‬هخخذا مخخا ادخخخر‪ (6) .‬فرحخخة الغخخرى‪:‬‬
‫‪ 26‬و ‪.27‬‬

‫]‪[218‬‬

‫شا‪ :‬عباد بن يعقوب الرواجني مثله )‪ - 20 .(1‬حة‪ :‬خاتم العلمخخاء نصخخير الخخدين‪ ،‬عخخن‬
‫والده‪ ،‬عن السيد فضل ال الحسني الراوندي‪ ،‬عن ذي الفقخخار بخخن معبخخد‪ ،‬عخخن‬
‫الطوسي ‪ -‬ومن خطه نقلت ‪ -‬عن المفيد عن محمد بن أحمد بن داود )‪ (2‬عن‬
‫محمخخد بخخن بكخخار‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن محمخخد الفخخزاري‪ ،‬عخخن الحسخخن ابخخن علخخي‬
‫النحخخاس‪ ،‬عخخن جعفخخر الرمخخاني‪ ،‬عخخن يحيخخى الحمخخاني‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن عبيخخد‬
‫الطيالسي‪ ،‬عن مختخخار التمخخار‪ ،‬عخخن أبخخي مطخخر قخخال‪ :‬لمخخا ضخخرب ابخخن ملجخخم‬
‫الفاسق لعنه الخ أميخر المخؤمنين عليخخه السخخلم قخال لخخه الحسخخن عليخه السخلم‪:‬‬
‫أقتله ؟ قال‪ :‬ل ولكن احبسه فإذا مت فاقتلوه فإذا مت فادفنوني في هذا الظهخخر‬
‫في قبر أخوي هود وصالح )‪ - 21 .(3‬حة‪ :‬بهذا السناد عن محمد بن أحمخخد‬
‫بن داود‪ ،‬عن محمد بن بكران‪ ،‬عن علي بن يعقوب‪ ،‬عخخن علخخي بخخن الحسخخن‪،‬‬
‫عن أخيه‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن عمر الجرجاني عن الحسن بن علخخي بخخن‬
‫أبي طالب قال )‪ :(4‬سألت الحسن بخخن علخخي عليهمخخا السخخلم أيخخن دفنتخخم أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم ؟ قال‪ :‬على شفير الجرف‪ ،‬ومررنا به ليل على مسخخجد‬
‫الشعث وقال‪ :‬ادفنوني في قبر أخي هود )‪ - 22 .(5‬حة‪ :‬والدي‪ ،‬عن محمد‬
‫بن نما‪ ،‬عن محمد بن إدريس‪ ،‬عن عربي بن مسخخافر عخخن إليخخاس بخخن هشخخام‪،‬‬
‫عن أبي علي‪ ،‬عن الطوسي‪ ،‬عن المفيد‪ ،‬عن محمد بخخن أحمخخد بخخن داود‪ ،‬عخخن‬
‫ابن الوليد‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن البطائني‪ ،‬عن أبي بصير قخخال‪ :‬سخخألت‬
‫أبا جعفر عليه السلم عخخن قخخبر أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم فخخإن النخخاس قخخد‬
‫اختلفوا فيه‪ ،‬قال‪ :‬إن أمير المؤمنين دفن مع أبيه نوح في قخخبره‪ ،‬قلخخت‪ :‬جعلخخت‬
‫فداك من تولى دفنه ؟‬

‫)‪ (1‬الرشاد للمفيد‪ 11 :‬و ‪ (2) .12‬في المصدر‪ :‬عن احمد بخخن محمخخد بخخن داود‪(3) .‬‬
‫فرحة الغرى‪ 27 :‬و ‪ (4) .28‬أي قخخال الجرجخخاني‪ .‬وفخخى المصخخدر و )م( و‬
‫)خ(‪ :‬عن الحسن بن على بن ابى طالب عن جده ابخخى طخخالب قخخال ا‍ه‪ .‬وفيخخه‬
‫تصحيف واضح‪ (5) .‬فرحة الغرى‪.28 :‬‬

‫]‪[219‬‬

‫فقال‪ :‬رسول ال صلى ال عليه واله مع الكرام الكاتبين بالروح والريحان )‪- 23 .(1‬‬
‫حة‪ :‬بهذا السناد عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن أبيه عن ابخخن‬
‫أبي نجران‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن عبد الرحيم القصير قال‪ :‬سألت أبخخا‬
‫جعفر عليه السلم عن قبر أمير المؤمنين عليه السلم فقخخال‪ :‬أميخخر المخخؤمنين‬
‫مدفون في قبر نوح‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬ومن نخخوح ؟ قخخال‪ :‬نخخوح النخخبي عليخخه السخخلم‪،‬‬
‫قلت‪ :‬كيف صار هكذا ؟ فقال‪ :‬إن أمير المؤمنين صديق هيأ الخ لخخه مضخخجعه‬
‫في مضجع صديق‪ ،‬يا عبد الرحيم إن رسول ال صلى ال عليه والخخه أخبرنخخا‬
‫بموته وبموضع دفن فيه‪ ،‬فأنزل ال عزوجل )‪ (2‬حنوطا من عنده مع حنخخوط‬
‫أخيه رسول ال صلى ال عليه واله‪ ،‬وأخبره أن الملئكة تنشخخر لخه قخبره )‪(3‬‬
‫فلما قبض عليه السلم كان فيمخخا أوصخخى بخخه ابنيخخه الحسخخن والحسخخين عليهمخخا‬
‫السلم إذ قال لهما‪ :‬إذا مت فغسلني وحنطاني واحملنخخي بالليلخخة )‪ (4‬سخخرا‪،‬‬
‫واحمل يا ابني مؤخر السرير و اتبعا مقدمه )‪ (5‬فإذا وضع فضعا‪ ،‬وادفنخخاني‬
‫في القبر الذي يوضع السرير عليه وادفناني مع مخن يعينكمخا علخى دفنخي فخي‬
‫الليل‪ ،‬وسويا )‪ - 24 .(6‬حة‪ :‬بهذا السناد عن أحمد بن ميثم‪ ،‬عن محمخخد بخخن‬
‫علي‪ ،‬عن محمد بن هشام عن محمد بن سليمان‪ ،‬عن داود بخخن النعمخخان‪ ،‬عخخن‬
‫عبد الرحيم القصير قال‪ :‬سألت أبا جعفر عليه السلم عن قبر أمير المخخؤمنين‬
‫فإن الناس قد اختلفوا فيه‪ :‬فقال‪ :‬إن أمير المؤمنين عليه السخخلم دفخخن مخخع أبيخخه‬
‫نوح عليه السلم )‪ - 25 .(7‬حة‪ :‬نجيب الدين يحيى بن سعيد‪ ،‬عن محمد بخن‬
‫عبد ال بن زهرة‪ ،‬عن‬
‫)‪ (1‬فرحة الغرى‪ 37 :‬و ‪ (2) .38‬في المصدر‪ :‬وبالموضع الذى دفن فيه‪ ،‬وانزل ال‬
‫عزوجل لخه ا‍ه‪ (3) .‬فخي المصخدر‪ :‬تنزلخه قخبره‪ .‬وفخى هخامش )خ( و )ت(‪:‬‬
‫تنبش له قخخبره‪ (4) .‬فخي المصخخدر‪ :‬بالليخل‪ (5) .‬فخخي المصخدر‪ :‬واتبعخخاه‪(6) .‬‬
‫فرحة الغرى‪ .38 :‬وفيه‪ :‬وسوياه‪ (7) .‬فرحة الغرى‪ 38 :‬و ‪.39‬‬

‫]‪[220‬‬

‫محمد بن الحسن الحسيني‪ ،‬عن القطب الراوندي‪ ،‬عن ذي الفقار بن معبد‪ ،‬عخخن المفيخخد‬
‫)‪ (1‬عن محمد بن أحمد بن زكريا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن عمرو بخخن‬
‫إبراهيم‪ .‬عن خلف بن حماد‪ ،‬عن عبد ال بخخن حنخخان )‪ ،(2‬عخخن الثمخخالي‪ ،‬عخخن‬
‫أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬كان في وصية أمير المؤمنين صلوات ال عليخخه‪:‬‬
‫أن أخرجوني إلى الظهر‪ ،‬فإذا تصوبت ؟ ؟ أقدامكم فاستقبلتكم ريح فادفنوني‪،‬‬
‫وهو أول طور سيناء‪ ،‬ففعلوا ذلك‪ (3) .‬توضيح‪ :‬تصوبت أي نزلت ورسخخبت‬
‫في الرض‪ ،‬وفي بعض النسخ " تضببت " بالضاد المعجمة أي لصقت‪26 .‬‬
‫‪ -‬حة‪ :‬أبو القاسم جعفر بن سخخعيد‪ ،‬عخخن الحسخن بخن الخخدربي‪ ،‬عخن شخخاذان بخن‬
‫جبرئيل‪ ،‬عن جعفر الدوريستي‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن المفيد قخخال‪ :‬وروى محمخخد بخخن‬
‫عمار‪ ،‬عن أبيه‪ .‬عن جابر بن يزيد قال‪ :‬سمعت )‪ (4‬أبخخا جعفخخر عليخخه السخخلم‬
‫أين دفن أمير المؤمنين قال‪ :‬دفن بناحية الغرييخخن‪ ،‬ودفخخن قبخخل طلخخوع الفجخخر‪،‬‬
‫ودخل قبره الحسن والحسين ومحمخخد بنخو علخخي عليهخخم السخلم وعبخخد الخ بخن‬
‫جعفر رضي ال عنه‪ (5) .‬شا‪ :‬محمد بن عمارة مثله‪ - 27 (6) .‬حة‪ :‬وقفخخت‬
‫في كتاب ما صورته‪ :‬قال إسحاق بن عبد ال بن أبي مروان‪ :‬سألت أبا جعفر‬
‫محمد بن علي عليهما السلم‪ :‬كم كانت سن علي بن أبي طخالب عليخخه السخخلم‬
‫يوم قتل ؟ قال‪ :‬ثلثا وستين سنة‪ ،‬قلت‪ :‬ما كانت صفته ؟ قال‪ :‬كخخان رجل آدم‬
‫شديدا الدمة )‪(7‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر و )خ( بعد ذلك‪ :‬عن محمد بن احمد‪ ،‬عن محمد بن احمد بخخن زكريخخا‬
‫ا‍ه‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬حسان‪ (3) .:‬فرحة الغرى‪ (4) .39 :‬كذا في النسخخخ‪.‬‬
‫وفى المصدر‪ :‬سألت وكذا في الرشاد‪ (5) .‬فرحة الغرى‪ 39 :‬و ‪(6) .40‬‬
‫الرشاد للمفيد‪ (7) .12 :‬الدم‪ :‬السمر‪ .‬والدمة‪ :‬السمرة‪.‬‬

‫]‪[221‬‬

‫ثقيل العينين عظيمهما‪ ،‬ذا بطن أصلع‪ ،‬فقلت‪ :‬طويل أو قصيرا ؟ قال‪ :‬هو إلى القصخخر‬
‫أقرب‪ ،‬قلت ما كانت كنيته ؟ قال‪ :‬أبو الحسن‪ ،‬قلت‪ :‬أين دفخخن ؟ قخخال‪ :‬بالكوفخخة‬
‫ليل وقد عمي قبره‪ - 28 (1) .‬حة‪ :‬والدي‪ ،‬عن محمخخد بخخن أبخخي غخخالب‪ .‬عخخن‬
‫محمد بن معد الموسوي‪ ،‬و أخبرني عمي علخخي بخخن طخخاوس‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫معد‪ ،‬عن أحمد بن أبي المظفر‪ ،‬وأخخخبرني عبخخد الصخخمد بخخن أحمخخد‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫الفرج بن الجوزي‪ ،‬وعبد الكريم بن علي السدي )‪ (2‬وأخخخبرني عبخخد الحميخخد‬
‫بن فخار‪ ،‬عن أحمد بن علي الغزنوي‪ ،‬كلهم عن عبد ال بن أحمخخد بخخن أحمخخد‬
‫بن الخشاب )‪ ،(3‬عن محمد بن عبد الملك بن خيخرون )‪ ،(4‬عخن الحسخن بخن‬
‫الحسين بن العباس‪ ،‬عن أحمد بن نصر بن عبد ال بخخن فتخخح‪ ،‬عخخن حخخرب بخخن‬
‫محمد المخخؤدب عخخن الحسخخن بخخن جمهخخور العمخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫الحسين‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبخخد‬
‫ال عليه السلم‪ ،‬وأخبرنا أحمد بن نصر‪ ،‬عن صدقة بخخن موسخخى‪ ،‬عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫عن ابن محبوب‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن حبيب السجستاني‪ ،‬عن أبخي جعفخر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬مضى أمير المؤمنين عليه السلم ‪ -‬وهو ابن خمس وسخختين‬
‫سنة ‪ -‬سنة أربعين من الهجرة‪ ،‬ونزل الوحي على رسول ال صلى ال عليخخه‬
‫واله ولمير المؤمنين عليه السخخلم اثنخخا عشخخرة سخخنة‪ ،‬فكخان عمخخره بمكخخة مخخع‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله اثنتا عشرة سنة‪ ،‬وأقخخام ]بهخخا[ مخخع رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه واله ثلث عشرة سخخنة‪ ،‬ثخخم هخخاجر إلخخى المدينخخة فأقخخام بهخخا مخخع‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله عشر سنين ثم أقخخام بعخخد مخخا تخخوفي رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه واله ثلثين سنة‪ ،‬وكان عمره خمسا وسخختين سخخنة‪ ،‬قبخخض فخخي‬
‫ليلة الجمعة وقبره بالغري‪ ،‬وهو علخخي بخخن أبخخي طخخالب بخخن عبخخد المطلخخب بخخن‬
‫هاشم بن‬

‫)‪ (1‬فرحة الغرى‪ (2) .40 :‬في المصخخدر و )خ(‪ :‬السخخندي‪ (3) .‬فخخي المصخخدر و )م(‪:‬‬
‫عن عبد ال بن احمد بن الخشاب‪ (4) .‬في المصدر و )م( و )خ(‪ :‬حيزون‪.‬‬

‫]‪[222‬‬

‫عبد مناف بن قصي بن كلب بن مرة‪ ،‬الغرض من الحخخديث )‪ - 29 .(1‬حخخة‪ :‬عمخخي‪،‬‬


‫عن الحسن بن الدربي‪ ،‬عن محمد بن علي بخخن شخخهر آشخخوب عخخن جخخده‪ ،‬عخخن‬
‫الطوسي‪ ،‬عن المفيد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن محمد بن يعقخخوب‪ ،‬عخخن سخخعد‬
‫بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن علخخي بخخن فضخخال‪،‬‬
‫عن عبد ال ابن بكير‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم أنخخه‬
‫سمعه يقول‪ :‬لما قبض أمير ‪ -‬المؤمنين عليه السلم أخرجه الحسن والحسخخين‬
‫عليهمخخا السخخلم ورجلن آخخخران حخختى إذا خرجخخوا مخخن الكوفخخة تركوهخخا عخخن‬
‫أيمانهم‪ ،‬ثم أخذوا في الجبانة حتى مروا به إلى الغخخري ودفنخخوه وسخخووا قخخبره‬
‫وانصرفوا )‪ - 30 .(2‬حة‪ :‬عبد الرحمن بن أحمد الحربي‪ ،‬عن عبخخد العزيخخز‬
‫بن الخضر‪ ،‬عن أبي الفضل بن ناصر‪ ،‬عن محمد بن علي بن ميمون‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن علي بن الحسين القسري‪ ،‬عن محمد بن جعفر التميمي‪ ،‬عن محمخخد‬
‫بن علي بن شاذان‪ ،‬عن حسن بن محمد بن عبد الواحخد‪ ،‬عخن محمخد بخن أبخي‬
‫السري‪ ،‬عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال‪ :‬قال أبو بكخخر بخخن عيخخاش‪:‬‬
‫سألت أبا حصين‪ ،‬وعاصم بن بهدلة والعمش وغيرهم فقلخخت‪ :‬أخخخبركم أحخخد‬
‫أنه ]من[ صلى على علي وشهد دفنه ؟ فقالوا لخخي‪ :‬قخخد سخخألنا أبخخاك محمخخد بخخن‬
‫سائب الكلبي فقال‪ :‬اخرج به ليل‪ ،‬خرج به الحسخخن والحسخخين عليهمخخا السخخلم‬
‫وابن الحنفية وعبد ال بن جعفر في عدة مخخن أهخخل بيتخخه‪ ،‬ودفخخن ليل فخخي ذلخخك‬
‫الظهر ظهر الكوفة‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبيك‪ :‬لم فعل به ذلك‪ ،‬قخخال‪ :‬مخافخخة الخخخوارج‬
‫وغيرهم )‪ - 31 .(3‬د‪ :‬عن أبي مخنف قال‪ :‬جاء رجل مخخن مخخراد إلخخى أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم يصلي في المسجد‪ ،‬فقال‪ :‬احترس فإن اناسخخا مخخن مخخراد‬
‫يريدون قتلك‪ ،‬فقال‪ :‬إن مع كل رجل ملكين يحفظخخانه مخخا لخخم يقخخدر‪ ،‬فخخإذا جخخاء‬
‫القدر خليا بينه وبينه‪ ،‬وإن الجل‬

‫)‪ (1‬فرحة الغرى‪ (2) .43 - 41 :‬في المصدر‪ (3) .74 :‬في المصدر‪ 106 :‬و ‪.107‬‬

‫]‪[223‬‬

‫جنة حصينة‪ .‬وقال الشعبي‪ :‬أنشد أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم قبخخل أن يستشخخهد بأيخخام‪:‬‬
‫تلكم قريش تمناني لتقتلني * فل وربك ما فازوا ول ظفروا فإن بقيخخت فرهخخن‬
‫ذمتي لهم * وإن عدمت فل يبقى لها أثر وسوف يورثهم فقدي علخخى وجخخل *‬
‫ذل الحياة بما خانوا وما غدروا )‪ - 32 (1‬يج‪ :‬روي عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق السبيعي‪ ،‬عن عمرو بن الحمق قال‪ :‬دخلخخت علخخى علخخي عليخخه السخخلم‬
‫حين ضرب ضخخربة بالكوفخخة فقلخخت‪ :‬ليخخس عليخخك‪ :‬بخخأس إنمخخا هخخو خخخدش قخخال‬
‫لعمري إني لمفارقكم‪ ،‬ثم قال‪ :‬إلى السبعين بلء ‪ -‬قالها ثلثا ‪ -‬قلت‪ :‬فهل بعخخد‬
‫البلء رخاء ؟ فلم يجبني وأغمخخي عليخخه‪ ،‬فبكخخت ام كلثخخوم‪ ،‬فلمخخا أفخخاق قخخال‪ :‬ل‬
‫تخخؤذيني يخخا ام كلثخخوم‪ ،‬فإنخخك لخخو تريخخن مخخا أرى ]لخخم تبخخك[ إن الملئكخخة مخخن‬
‫السماوات السبع بعضهم خلف بعض والنخخبيون يقولخخون‪ :‬انطلخخق يخخا علخخي فمخخا‬
‫أمامك خير لك مما أنت فيه‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين إنك قلخخت‪ :‬إلخخى السخخبعين‬
‫بلء‪ ،‬فهل بعد السبعين رخاء ؟ قال‪ :‬نعم وإن بعد البلء رخاء " يمحو ال مخخا‬
‫يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب " قال أبو حمزة‪ :‬قلت لبي جعفر عليه السخخلم‪:‬‬
‫إن عليا قال‪ :‬إلى السبعين بلء‪ ،‬وكان يقول‪ :‬بعد السبعين رخخخاء وقخخد مضخخت‬
‫السبعون ولم نر رخاء‪ ،‬فقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬يا ثخخابت إن ال خ كخخان قخخد‬
‫وقت هذا المر في السبعين‪ ،‬فلما قتل الحسين عليه السخخلم غضخخب الخ علخخى‬
‫أهل الرض‪ ،‬فأخره ال إلى الربعين ومائة سنة‪ ،‬فحدثناكم فأذعتم الحديث و‬
‫كشفتم القناع قناع السر‪ ،‬فأخره ال ولخخم يجعخخل لخخه بعخخد ذلخخك وقتخخا عنخخد الخ "‬
‫يمحو ال ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب " قال أبو حمزة‪ :‬قد قلت لبي عبخخد‬
‫ال عليه السلم ذلك فقال‪ :‬قد كان ذلك ) ‪ - 33 .(2‬يج‪ :‬من معجزاته صلوات‬
‫ال عليه أنه قال‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه واله )‪(3‬‬
‫)‪ (1‬مخطوط‪ (2) .‬الخرائج والجرائح‪ (3) .18 :‬في المصدر‪ :‬رأيت رسخخول ال خ فخخي‬
‫منامي‪.‬‬

‫]‪[224‬‬

‫وهو يمسح الغبار عن وجهي وهو يقول‪ :‬يا علي ل عليك ل عليك قد قضيت ما عليخخك‬
‫فما مكث إل ثلثا حتى ضرب )‪ ،(1‬وقال للحسخخن والحسخخين عليهمخخا السخخلم‪:‬‬
‫إذا مخخت فخخاحملني إلخخى الغخخري مخخن نجخخف الكوفخخة‪ ،‬واحمل آخخخر سخخريري‪،‬‬
‫فالملئكة يحملون أوله‪ ،‬و أمرهما أن يدفناه هناك‪ ،‬ويعفيا قبره‪ ،‬لما يعلمه من‬
‫دولة بني امية بعده‪ ،‬وقال‪ :‬ستريان صخرة بيضاء تلمع نورا‪ ،‬فاحتفرا فوجدا‬
‫ساجة مكتوبا عليها‪ :‬مما ادخرها نوح لعلي بن أبي طالب عليه السلم‪ ،‬فدفناه‬
‫فيه وعفيا أثره‪ ،‬ولم يزل قبره مخفيا حتى دل عليخخه جعفخخر بخخن محمخخد عليهمخخا‬
‫السلم في أيام الدولة العباسية‪ ،‬وقد خرج هارون الرشيد يوما يصيد‪ ،‬وأرسل‬
‫الصقور والكلب على الظباء بجانب الغريين فجادلتها )‪ (2‬سخخاعة ثخخم لجخخأت‬
‫الظبخاء إلخى الكمخة فرجخع الكلب والصخقور عنهخا فسخقطت فخي ناحيخة‪ ،‬ثخم‬
‫هبطت الظباء من الكمة فهبطت الصخخقور والكلب ترجخخع إليهخخا‪ ،‬فخختراجعت‬
‫الظبخخاء إلخخى الكمخخة فانصخخرفت عنهخخا الصخخقور والكلب‪ ،‬ففعلخخن ذلخخك ثلثخخا‪،‬‬
‫فتعجب هارون وسأل شيخا من بني أسد‪ :‬ما هذه الكمة‪ :‬فقخخال‪ :‬لخخي المخخان ؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فيهخخا قخبر المخخام علخي بخن أبخي طخالب عليخخه السخخلم‪ ،‬فتوضخخأ‬
‫هارون وصخلى ودعخا‪ ،‬ثخم أظهخخر الصخخادق عليخخه السخخلم موضخخع قخخبره بتلخخك‬
‫الكمة )‪ - 34 .(3‬شا‪ :‬روى الفضل بن دكين‪ ،‬عخخن حيخخان بخخن العبخخاس‪ ،‬عخخن‬
‫عثمان بن مغيرة قال‪ :‬لما دخل شهر رمضان كان أمير المؤمنين عليه السلم‬
‫يتعشى ليلة عند الحسن وليلة عند الحسخخين وليلخخة عنخخد عبخخد الخ بخخن العبخخاس‪،‬‬
‫وكان ل يزيد على ثلث لقم‪ ،‬فقيل لخه ليلخخة مخخن تلخخك الليخخالي فخخي ذلخك‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫يأتيني أمر ال وأنا خميص‪ ،‬إنما هي ليلة أو ليلتان‪ ،‬فاصيب عليه السلم آخر‬
‫الليل )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر بعد ذلك‪ :‬ثم قال‪ :‬رأيت رسول ال ايضا في منامي فشكوت إليخخه‪ :‬مخخا‬
‫لقيت مخخن بنخخى اميخخة مخخن الود واللخخدد وبكيخخت‪ :‬فقخخال‪ :‬ل تبخخك‪ :‬فخخالتفت فخخإذا‬
‫رجلن مصفدان وإذا جلميد ترضح بها رؤسهما ا‍ه‪ .‬وسيأتي عن الرشخخاد‬
‫تحت الرقم ‪ (2) .36‬في المصدر‪ :‬فجاولتها‪ (3) .‬الخرائج والجخخرائح‪.21 :‬‬
‫)‪ (4‬الرشاد للمفيد‪.7 :‬‬

‫]‪[225‬‬
‫‪ - 35‬شا‪ :‬روى إسماعيل بن زياد قال‪ :‬حخخدثتني ام موسخخى خادمخخة علخخي عليخخه السخخلم‬
‫وهي حاضنة فاطمة ابنته عليها السلم قالت‪ :‬سمعت عليا عليه السخخلم يقخخول‬
‫لبنته ام كلثوم‪ :‬يا بنية إني أراني قل ما أصحبكم‪ ،‬قالت‪ :‬وكيف ذلك يا أبتاه ؟‬
‫قال‪ :‬إني رأيت رسول ال صلى ال عليه واله في منامي وهخخو يمسخخح الغبخخار‬
‫عن وجهي ويقول‪ :‬يا علي ل عليك قضيت )‪ (1‬ما عليك‪ ،‬قال‪ :‬فما مكثنا )‪(2‬‬
‫إل ثلثا حتى ضرب تلك الضربة‪ ،‬فصاحت ام كلثوم‪ ،‬فقال‪ :‬يا بنية ل تفعلخخي‬
‫فإني أرى رسول ال صلى ال عليه واله يشير إلي بكفه ويقول‪ :‬يا علخخي هلخخم‬
‫إلينا فإن ما عندنا هو خير لك )‪ .(3‬كشف‪ :‬من مناقب الخوارزمي مثلخخه )‪.(4‬‬
‫‪ - 36‬شا‪ :‬روى عمار الدهني عن أبي صالح الحنفي قال‪ :‬سمعت عليخخا عليخخه‬
‫السلم يقول‪ :‬رأيت النبي صلى ال عليه واله في منامي فشكوت إليه ما لقيت‬
‫من امته )‪ (5‬مخخن الود و اللخخدد )‪ (6‬وبكيخخت‪ ،‬فقخخال‪ :‬ل تبخخك يخخا علخخي والتفخخت‬
‫فالتفت )‪ (7‬وإذا رجلن مصخخفدان وإذا جلميخخد ترضخخح )‪ (8‬بهخخا رؤوسخخهما‪،‬‬
‫قال أبو صالح‪ :‬فغدوت إليه من الغد كما كنخخت أغخخدو إليخخه كخخل يخخوم‪ ،‬حخختى إذا‬
‫كنت في الجزارين لقيت الناس يقولون‪ :‬قتل أمير المؤمنين )‪.(9‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬قد قضيت )‪ (2‬في المصدر‪ :‬فما مكث‪ .‬وفخي غيخر )ك( مخخن النسخخ‪:‬‬
‫فما مكثا‪ .‬والفاعل في قوله " قال " اسماعيل بن زياد‪ (3) .‬الرشخخاد للمفيخخد‪:‬‬
‫‪ (4) .7‬كشف الغمة‪ (5) .130 :‬في المصدر‪ :‬عخخن امتخخه‪ (6) .‬الود‪ :‬الكخخد‬
‫والتعب‪ .‬اللدد‪ :‬الخصومة الشديدة‪ (7) .‬فالتفت والتفت‪ (8) .‬المصفد‪ :‬المقيخخد‬
‫بالحديخخد‪ .‬الجلميخخد جمخخع الجلمخخود‪ :‬الصخخخر‪ .‬ورضخخح رأسخخه بخخالحجر ‪-‬‬
‫بالمعجمة والمهملة كما في النسخ أو بالمعجمتين كما في المصدر ‪ :-‬رضه‪.‬‬
‫)‪ (9‬الرشاد للمفيد‪ 7 :‬و ‪ .8‬وفيه‪ :‬قتل أمير المخؤمنين قتخخل أميخر المخؤمنين‪.‬‬
‫)*(‬

‫]‪[226‬‬

‫‪ - 37‬نهج‪ :‬قال عليه السلم في سحرة )‪ (1‬اليوم الذي ضرب فيه‪ :‬ملكتني عيني و أنخخا‬
‫جالس فسنح لي )‪ (2‬رسول ال صلى ال عليه واله فقلت‪ :‬يا رسول الخ مخخاذا‬
‫لقيت من امتك من الود واللدد‪ ،‬فقال‪ :‬ادع عليهم‪ ،‬فقلت‪ :‬أبدلني ال بهم خيخخرا‬
‫منهخخم وأبخخدلهم بخخي شخخرا منخخي‪ .‬قخخال الرضخخي رضخخي الخ عنخخه‪ :‬يعنخخي بخخالود‬
‫العوجاج‪ ،‬وباللدد الخصام‪ ،‬وهخخذا مخخن أفصخخح الكلم )‪ - 38 .(3‬شخخا‪ :‬روى‬
‫عبد ال بن موسى‪ ،‬عن الحسن بن دينار‪ ،‬عخخن الحسخخن البصخخري قخخال‪ :‬سخخهر‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم في الليلة التي قتل فخخي صخخبيحتها ولخخم يخخخرج إلخخى‬
‫المسجد لصلة الليل على عادته‪ ،‬فقالت له ابنته ام كلثوم رحمة ال عليها‪ :‬مخخا‬
‫هذا الذي قد أسهرك ؟ فقال‪ :‬إني مقتول لو قد أصبحت‪ ،‬فأتاه ابن النباح فخخأذنه‬
‫بالصلة‪ ،‬فمشى غير بعيد ثخم رجخخع‪ ،‬فقخالت لخخه ام كلثخخوم‪ :‬مخر جعخخدة فليصخل‬
‫بالناس‪ ،‬قال‪ :‬نعم مروا جعدة فليصل‪ ،‬ثم قال‪ :‬ل مفر من الجل‪ ،‬فخخخرج إلخخى‬
‫المسجد وإذا هو بالرجل قد سهر ليلتخه كلهخا يرصخده‪ ،‬فلمخا بخخرد السخحر نخام‪،‬‬
‫فحركخخه أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم برجلخخه فقخخال لخخه‪ :‬الصخخلة ! فقخخام إليخخه‬
‫فضربه‪ .‬وفي حديث آخر‪ :‬إن أمير المؤمنين عليه السلم قد سهر تلك الليلخخة‪،‬‬
‫فأكثر الخروج والنظر إلخخى السخخماء وهخخو يقخخول‪ :‬والخ مخخا كخخذبت ول كخخذبت‪،‬‬
‫وإنها الليلة التي وعدت فيها‪ ،‬ثم عخخادوا )‪ (4‬مضخخجعه‪ ،‬فلمخخا طلخخع الفجخخر شخخد‬
‫إزاره وخرج وهو يقول‪ :‬اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لقيك ول تجخخزع‬
‫من الموت إذا حل بواديك فلما خرج إلى صحن داره اسخختقبلته الوز فصخخحن‬
‫في وجهه‪ ،‬فجعلوا يطردونهن‬

‫)‪ (1‬السحرة بالضم‪ :‬السحر العلى من آخر الليخخل‪ (2) .‬أي مربخخى كمخخا تسخخنح الظبخخاء‬
‫والطير‪ (3) .‬نهج البلغخة )عبخخده ط مصخخر( ‪ (4) .128 :1‬فخي المصخخدر‪:‬‬
‫وعدت بها ثم يعاود‪.‬‬

‫]‪[227‬‬

‫فقخال‪ :‬دعخوهن فخإنهن نخوائح‪ ،‬ثخم خخرج فاصخيب )‪ - 39 .(1‬شخا‪ :‬كخانت إمامخة أميخر‬
‫المؤمنين عليه السلم بعد النبي صلى ال عليه واله ثلثين سنة‪ ،‬منهخخا أربعخخة‬
‫وعشرون سنة وأشهر )‪ (2‬ممنوعا من التصرف في أحكامها مستعمل للتقية‬
‫و المخخداراة‪ ،‬ومنهخخا خمخخس سخخنين وسخختة أشخخهر ممتحنخخا بجهخخاد المنخخافقين مخخن‬
‫الناكثين والقاسطين والمارقين ومضطهدا بفتن الضالين‪ ،‬كما كان رسول ال خ‬
‫صلى ال عليه واله ثلثة عشر سخخنة مخخن نبخخوته ممنوعخخا مخخن أحكامهخخا خائفخخا‬
‫ومحبوسا وهاربا ومطرودا‪ ،‬ل يتمكن من جهخخاد الكخخافرين ول يسخختطيع دفعخخا‬
‫عن المؤمنين‪ ،‬ثم هاجروا وأقام بعد الهجرة عشخخر سخخنين مجاهخخدا للمشخخركين‬
‫ممتحنا بالمنافقين إلى أن قبضه ال إليه وأسكنه جنات النعيم‪ ،‬وكان وفاة أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم قبل الفجر ليلة الجمعة ليلة إحخخدى وعشخخرين مخخن شخخهر‬
‫رمضان سنة أربعين من الهجرة قتيل بالسيف‪ ،‬قتله ابن ملجم المخخرادي لعنخخه‬
‫ال في مسجد الكوفة‪ ،‬وقد خرج عليه السلم يوقظ الناس لصلة الصخخبح ليلخخة‬
‫تسع عشر من شهر رمضان‪ ،‬وقد كان ارتصده من أول الليل لذلك‪ ،‬فلمخا مخر‬
‫به في المسجد وهو مستخف بأمره مماكر بإظهار النوم فخخي جملخخة النيخخام قخخام‬
‫إليه )‪ (3‬فضربه علخخى ام رأسخخه بالسخخيف‪ ،‬وكخخان مسخخموما‪ ،‬فمكخخث يخخوم تسخخع‬
‫عشر وليلة عشرين ويومها وليلة إحدى وعشرين إلى نحخخو الثلخخث الول مخخن‬
‫الليل‪ ،‬ثم قضى نحبه عليه السلم شهيدا‪ ،‬ولقي ربه تعالى مظلوما‪ ،‬وقخخد كخخان‬
‫يعلم ذلك قبل أوانه‪ ،‬ويخبر به الناس قبل زمانه‪ ،‬وتولى غسله وتكفينه ودفنخخه‬
‫ابناه الحسن والحسين عليهما السخخلم بخخأمره‪ ،‬وحمله إلخخى الغخخري مخخن نجخخف‬
‫الكوفة فدفناه هناك‪ ،‬وعفيا موضع قبره بوصية كانت منه إليهما في ذلك‪ ،‬لمخخا‬
‫كان يعلمه عليه السلم من دولة بني امية من بعخخده‪ ،‬واعتقخخادهم فخخي عخخداوته‪،‬‬
‫وما ينتهون إليه من سوء النيات فيه من قبح الفعخخال )‪ (4‬والمقخال بمخخا تمكنخوا‬
‫من ذلك‪ ،‬فلم يزل قبره عليه السلم مخفيا حتى‬

‫)‪ (1‬الرشاد للمفيد‪ (2) .8 :‬في المصدر‪ :‬وستة أشهر‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬ثخخار إليخخه‪) .‬‬
‫‪ (4‬في المصدر‪ :‬بسوء النيات فيه من قبيح الفعال‪.‬‬

‫]‪[228‬‬

‫دل عليه الصادق جعفخخر بخخن محمخخد عليهمخخا السخخلم فخخي الدولخخة العباسخخية‪ ،‬وزاره عنخخد‬
‫وروده إلى أبي جعفر وهو بالحيرة‪ ،‬فعرفته الشيعة واستأنفوا إذ ذاك زيارته‪،‬‬
‫صلى ال عليه وعلى ذريته الطاهرين‪ ،‬وكانت سنه يخخوم وفخخاته ثلثخخا وسخختين‬
‫سنة )‪ - 40 .(1‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن ابخخن يزيخخد أو غيخخره‪ ،‬عخخن سخخليمان‬
‫كاتب علي ابن يقطين‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبخخي عبخخد ال خ عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬إن‬
‫الشعث بن قيس شرك في دم أمير المؤمنين عليه السلم‪ ،‬وابنته جعدة سمت‬
‫الحسن عليه السلم‪ ،‬ومحمد ابنه شرك في دم الحسين عليه السخخلم )‪41 .(2‬‬
‫‪ -‬شا‪ :‬من الخبار الواردة بسبب قتله عليه السلم وكيف جرى المر في ذلك‬
‫ما رواه جماعة من أهل السير منهم أبو مخنف وإسماعيل بن راشد أبو هاشم‬
‫)‪ (3‬الرفاعي وأبخخو عمخخرو الثقفخخي وغيرهخخم أن نفخخرا مخخن الخخخوارج اجتمعخخوا‬
‫بمكة‪ ،‬فتذاكروا المراء فعابوهم وعابوا أعمالهم )‪ ،(4‬وذكروا أهل النهروان‬
‫وترحموا عليهم‪ ،‬فقال بعضخخهم لبعخخض‪ :‬لخخو أنخخا شخخرينا أنفسخخنا لخ فأتينخخا أئمخخة‬
‫الضخخلل فطلبنخخا غرتهخخم وأرحنخخا منهخخم العبخخاد والبلد وثأرنخخا )‪ (5‬بإخواننخخا‬
‫الشهداء بالنهروان‪ ،‬فتعاهدوا عند انقضاء الحج على ذلك‪ ،‬فقال عبد الرحمخخن‬
‫بن ملجم لعنه ال‪ :‬أنا أكفيكم عليا‪ ،‬وقال البرك بن عبيدال التميمي‪ :‬أنا أكفيكم‬
‫معاوية‪ ،‬وقال عمرو بن بكر التميمي‪ ،‬أنا أكفيكم عمرو بن العاص‪ ،‬وتعاقخخدوا‬
‫)‪ (6‬على ذلك وتوافقوا )‪ (7‬على الوفاء‪ ،‬واتعدوا شهر رمضان في ليلة تسخخع‬
‫عشرة منه‪ ،‬ثم تفرقوا )‪ (8‬فأقبل ابن ملجم لعنه ال ‪ -‬وكان‬

‫)‪ (1‬الرشاد للمفيد‪ 5 :‬و ‪ (2) .6‬لم نظفر بخخه فخخي المصخخدر‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬وأبخخو‬
‫هاشم‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬وعابوا عليهم اعمالهم )‪ (5‬ثأر بالقتيل‪ :‬طلب دمه‪.‬‬
‫وفى المصدر‪ :‬وارحنا منهم العباد والبلد ل خ وثأرنخخا‪ (6) .‬تعاهخخدوا خ ل‪) .‬‬
‫‪ (7‬في المصدر‪ :‬وتواثقوا‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬ثم تفرقوا على ذلك‪.‬‬

‫]‪[229‬‬

‫عداده في كندة ‪ -‬حتى قدم الكوفة‪ ،‬فلقي بها أصحابه فكتمهم أمره مخافة أن ينتشر منخخه‬
‫شخخئ‪ ،‬فهخخو فخخي ذلخخك إذ زار رجل مخخن أصخخحابه ذات يخخوم مخخن تيخخم الربخخاب‪،‬‬
‫فصادف عنده قطامة بنت الخضر التيمية‪ ،‬وكان أمير المؤمنين عليه السلم‬
‫قتل أباها وأخاها بالنهروان‪ ،‬وكانت من أجمل نساء أهخل زمانهخا‪ ،‬فلمخا رآهخا‬
‫ابن ملجم شغف بها و اشتد إعجابه بها‪ ،‬وسأل في نكاحها وخطبها‪ ،‬فقالت له‪:‬‬
‫ما الذي تسمي لي من الصداق ؟ فقال لها‪ :‬احتكمي ما بخخدالك‪ ،‬فقخخالت لخخه‪ :‬أنخخا‬
‫محتكمة عليك ثلثة آلف درهم ووصيفا وخادما وقتل علي بخخن أبخخي طخخالب‪،‬‬
‫فقال لها‪ :‬لك جميع ما سألت‪ ،‬فأما قتل علي بن أبي طالب عليخخه السخخلم فخخأنى‬
‫لي بذلك ؟ فقالت‪ :‬تلتمس غرته‪ ،‬فإن أنت قتلتخخه شخخفيت نفسخخي وهنخخأك العيخخش‬
‫معي‪ ،‬وإن أنت قتلت فما عند ال خير لك من الدنيا‪ ،‬فقال‪ :‬أما وال ما أقدمني‬
‫هذا المصر ‪ -‬وقد كنت هاربا منه ل آمن مخخع أهلخخه )‪ - (1‬إل مخخا سخخألتني مخخن‬
‫قتل علي بن أبخي طخالب‪ ،‬فلخك مخخا سخألت‪ ،‬قخالت‪ :‬فأنخخا طالبخة لخخك بعخخض مخن‬
‫يساعدك على ذلك ويقويك‪ ،‬ثم بعثت إلخخى وردان بخخن مجالخخد مخخن تيخخم الربخخاب‬
‫فخبرته الخبر‪ ،‬وسألته معونة ابن ملجم لعنه الخخ‪ ،‬فتحمخخل ذلخخك لهخخا‪ ،‬و خخخرج‬
‫ابن ملجم فأتى رجل من أشجع يقال له شبيب بن بجرة‪ ،‬فقال )‪ :(2‬يخخا شخخبيب‬
‫هل لك في شرف الدنيا والخرة ؟ قال‪ :‬وما ذاك ؟ قخال‪ :‬تسخخاعدني علخخى قتخخل‬
‫علي بن أبي طالب‪ ،‬وكان شبيب على رأي الخوارج‪ ،‬فقال لخخه‪ :‬يخخا ابخخن ملجخخم‬
‫هبلتك الهبول لقد جئت شيئا إدا‪ ،‬وكيف تقدر على ذلك ؟ فقال لخخه ابخخن ملجخخم‪:‬‬
‫نمكن له في المسجد العظم فإذا خرج لصلة الفجر فتكنا به‪ ،‬فإن نحن قتلنخخاه‬
‫شفينا أنفسنا وأدركنا ثأرنا‪ ،‬فلم يخخزل بخخه حخختى أجخابه‪ ،‬فأقبخخل معخخه حخختى دخل‬
‫المسجد العظم على قطامة وهخخي معتكفخخة فخخي المسخخجد العظخخم قخخد ضخخربت‬
‫عليها قبة‪ ،‬فقال لها‪ :‬قد اجتمع رأينا علخخى قتخخل هخخذا الرجخخل‪ ،‬فقخخالت لهمخخا‪ :‬إذا‬
‫أردتما ذلك فائتياني في هذا‬

‫)‪ (1‬في )ك(‪ :‬مع اهلي‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فقال له‪.‬‬

‫]‪[230‬‬

‫الموضع‪ ،‬فانصرفا من عندها‪ ،‬فلبثا أياما ثم أتياها ومعهما الخر ليلة الربعخخاء لتسخخعة‬
‫عشرة ]ليلة[ خلت من شهر رمضان سخخنة أربعيخخن مخخن الهجخخرة‪ ،‬فخخدعت لهخخم‬
‫بحرير فعصبت به صدورهم‪ ،‬وتقلدوا أسيافهم‪ ،‬ومضوا وجلسوا مقابل السخدة‬
‫التي كان يخرج منها أمير المؤمنين عليه السلم إلى الصلة‪ ،‬وقد كخخانوا قبخخل‬
‫ذلك ألقوا إلى الشعث ابن قيس ما في نفوسخهم مخن العزيمخة علخى قتخل أميخر‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ ،‬وواطأهم على ذلك وحضر الشعث بن قيس فخخي تلخخك‬
‫الليلة لمعونتهم على ما اجتمعوا عليه‪ ،‬وكان حجر ابخخن عخخدي فخخي تلخخك الليلخخة‬
‫بائتخخا فخخي المسخخجد‪ ،‬فسخخمع الشخخعث يقخخول‪ :‬يخخا ابخخن ملجخخم )‪ (1‬النجخخاء النجخخاء‬
‫لحاجتك فقد فضحك الصخخبح )‪ (2‬فخخأحس حجخخر بمخخا أراد الشخخعث‪ ،‬فقخخال لخخه‪:‬‬
‫قتلته يا أعور ! وخرج مبادرا ليمضي إلى أمير المؤمنين عليه السلم ليخبره‬
‫الخبرو يحذره من القوم‪ ،‬وخخخالفه أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم مخخن الطريخخق‬
‫فدخل المسجد‪ .‬فسبقه ابن ملجم فضربه بالسيف‪ .‬وأقبل حجر والناس يقولون‪:‬‬
‫قتل أمير المؤمنين عليه السلم‪ .‬وذكر عبد ال خ بخخن محمخخد الزدي قخخال‪ :‬إنخخي‬
‫لصلي في تلك الليلة في المسجد العظم مع رجخخال مخخن أهخخل المصخخر كخخانوا‬
‫يصلون في ذلك الشهر من أوله إلى آخره إذ نظرت إلى رجال يصلون قريبخا‬
‫من السدة‪ ،‬وخخرج علخي بخن أبخخي طخخالب عليخه السخلم لصخلة الفجخخر‪ ،‬فأقبخخل‬
‫ينادي‪ :‬الصلة الصلة‪ ،‬فما أدري أنادى أم رأيت بريخخق السخخيوف‪ ،‬و سخخمعت‬
‫قائل يقول‪ :‬ل الحكم ل لك يا علي ول لصحابك )‪ ،(3‬وسخخمعت عليخخا يقخخول‪:‬‬
‫ل يفوتنكم الرجل‪ ،‬فإذا عليه السلم مضروب‪ ،‬وقخد ضخربه شخبيب بخن بجخرة‬
‫فأخطأه ووقعت ضربته في الطاق‪ ،‬وهرب القوم نحو أبواب المسجد‪ ،‬وتبادر‬
‫النخخاس لخخخذهم‪ ،‬فأمخخا شخخبيب بخخن بجخخرة فأخخخذه رجخخل فصخخرعه وجلخخس علخخى‬
‫صدره‪ ،‬وأخذ السيف ليقتله )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يقول لبن ملجم‪ (2) .‬في المصدر فقد فضح الصبح‪ .‬أي طلخخع‪(3) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬لخ الحكخخم يخخا علخخى ل لخخك ول لصخخحابك‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫وأخذ السيف من يده ليقتله ا‍ه‬

‫]‪[231‬‬

‫به فرأى الناس يقصدون نحوه‪ ،‬فخشي أن يعجلوا عليه ولخخم يسخخمعوا )‪ (1‬منخخه‪ ،‬فخخوثب‬
‫عن صدره وخله‪ ،‬وطرح السيف من يده‪ ،‬ومضى شبيب هاربخخا حخختى دخخخل‬
‫منزله ودخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره‪ ،‬فقال لخخه‪ :‬مخخا هخخذا‬
‫لعلك قتلت أمير المؤمنين ؟ فأراد أن يقول ل‪ ،‬قخال‪ :‬نعخم ! فمضخى ابخن عمخه‬
‫واشتمل على سيفه‪ ،‬ثم دخل عليه فضربه به حتى قتله‪ ،‬وأمخخا ابخخن ملجخخم فخخإن‬
‫رجل من همدان لحقه فطرح عليه قطيفخخة كخخانت فخخي يخخده‪ ،‬ثخخم صخخرعه وأخخخذ‬
‫السيف من يده‪ ،‬وجخخاء بخخه إلخخى أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ ،‬وأفلخخت الثخخالث‬
‫وانسل )‪ (2‬بين الناس‪ .‬فلما دخخل )‪ (3‬ابخن ملجخم علخى أميخر المخؤمنين عليخه‬
‫السلم نظر إليه ثم قال‪ :‬النفس بالنفس‪ ،‬فإن أنا مت فاقتلوه كما قتلني‪ ،‬وإن أنا‬
‫عشت رأيت فيه رأيي‪ ،‬فقال ابن ملجم‪ :‬وال لقد ابتعته بخخألف وسخخممته بخخألف‪،‬‬
‫فإن خانني فأبعده ال‪ ،‬قال‪ :‬و نادته ام كلثوم‪ :‬يا عدوال قتلت أمير المؤمنين ؟‬
‫قال‪ :‬إنما قتلت أباك‪ ،‬قالت‪ :‬يا عدو ال إنخخي لرجخخو أن ل يكخخون عليخخه بخخأس‪،‬‬
‫قال لها‪ :‬فأراك إنما تبكين علي إذا ؟ لقد وال ضربته ضربة لو قسخخمت علخخى‬
‫أهل الرض )‪ (4‬لهلكتهم‪ ،‬فخخاخرج مخخن بيخخن يخخديه عليخخه السخخلم وإن النخخاس‬
‫ينهشون لحمه بأسنانهم كأنهم سباع‪ ،‬وهم يقولون‪ :‬يا عدو ال ما فعلت ) ‪ (5‬؟‬
‫أهلكت امة محمد صلى ال عليه والخخه وقلخخت خيخخر النخخاس‪ ،‬وإنخخه لصخخامت لخخم‬
‫ينطق‪ ،‬فذهب به إلى الحبس‪ ،‬وجاء النخخاس إلخخى أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫فقالوا له‪ :‬يا أمير المؤمنين مرنا بأمرك في عخخدو الخخ‪ ،‬والخ لقخخد أهلخخك المخخة‬
‫وأفسد الملة‪ ،‬فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إن عشت رأيت فيه رأيي‪،‬‬
‫وإن أهلكت فاصنعوا به كما يصنع بقاتل النخخبي‪ ،‬اقتلخخوه ثخخم حرقخخوه بعخخد ذلخخك‬
‫بالنار‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ول يسمعوا‪ (2) .‬انسل مخخن الزحخخام‪ :‬انطلخخق فخخي اسخختخفاء‪ (3) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬ادخل‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬بيخخن اهخخل الرض‪ (5) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫ماذا فعلت‪.‬‬

‫]‪[232‬‬

‫قال فلما قضى أمير المؤمنين عليه السلم نحبه وفرغ أهله من دفنه جلس الحسن عليه‬
‫السلم وأمر أن يؤتى بابن ملجم‪ ،‬فجئ به‪ ،‬فلما وقف بين يديه قال له‪ :‬يا عدو‬
‫ال قتلت أمير المؤمنين وأعظمت الفساد في الدين‪ ،‬ثخخم أمخخر فضخخربت عنقخخه‪،‬‬
‫واستوهبت ام الهيثم بنت السود النخعية جثته منخخه لتتخخولى إحراقهخخا‪ ،‬فوهبهخخا‬
‫لها فأحرقتها بالنار‪ .‬وفي أمر قطام وقتل أمير المؤمنين عليه السلم يقخخول‪) :‬‬
‫‪ .(1‬فلم أر مهرا سخاقه ذو سخماحة * كمهخر قطخام مخن فصخيح وأعجمخي )‪(2‬‬
‫ثلثة آلف وعبد وقينة * وضرب علي بالحسام المسمم ول مهخخر أغلخخى مخخن‬
‫علي وإن غل * ول فتك إل دون فتك ابن ملجم وأما الرجلن اللذان كانا مخخع‬
‫ابن ملجم في العقد على قتل معاوية وعمرو بن العاص فخخإن أحخخدهما ضخخرب‬
‫معاوية وهو راكع‪ ،‬فوقعت ضربته في إليته ونجا منها واخذ وقتل من وقتخخه‪،‬‬
‫وأما الخر فإنه وافى عمروا في تلخخك الليلخخة وقخخد وجخخد علخخة فاسخختخلف رجل‬
‫يصلي بالناس يقال له خارجة بن أبي حبيبخخة العخخامري‪ ،‬فضخخربه بسخخيفه وهخخو‬
‫يظن أنه عمرو‪ ،‬فاخذ واتي به عمرو فقتله‪ ،‬ومات خارجة في اليخخوم الثخخاني )‬
‫‪ .(3‬كشف‪ :‬من مناقب الخوارزمي مرفوعا إلى إسماعيل بن راشد مثله ) ‪.(4‬‬
‫بيان‪ :‬قال الجزري‪ :‬لمك هبخخل أي ثكخخل‪ ،‬ومنخخه حخخديث علخخي عليخخه السخخلم "‬
‫هبلتهم الهبول " أي ثكلتهم الثكول‪ ،‬وهي بفتح الهاء من النسخخاء الخختي ل يبقخخى‬
‫لها ولد‪ ،‬انتهى )‪ .(5‬والد بالكسر‪ :‬العجب والمر الفظيع والداهيخخة والمنكخخر‪.‬‬
‫أقول‪ :‬قال ابن أبي الحديد‪ :‬قال أبو الفخخرج‪ :‬قخخال أبخخو مخنخخف‪ :‬قخخال أبخخو زهيخخر‬
‫العبسي‪ :‬فأما صاحب معاويخخة فخخإنه قصخخده‪ ،‬فلمخخا وقعخخت عينخخه عليخخه ضخخربه‪،‬‬
‫فوقعت‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يقول الشخخاعر‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬مخخن غنخخى ومعخخدم‪ (3) .‬الرشخخاد‬
‫للمفيد‪ (4) .11 - 8 :‬كشف الغمة‪ 128 :‬و ‪ (5) .129‬النهاية ‪.227 :4‬‬

‫]‪[233‬‬
‫ضربته على إليته‪ ،‬فجاء الطبيب إليخخه فنظخخر إلخخى الضخخربة‪ ،‬فقخخال‪ :‬إن السخخيف مسخخموم‬
‫فاختر إما أن أحمي لخخك حديخخدة فأجعلهخخا فخخي الضخخربة‪ ،‬وإمخخا أن أسخخقيك دواء‬
‫فتبرأ و ينقطع نسلك‪ ،‬فقال‪ :‬أما النار فل اطيقها ! وأما النسل ففي يزيد وعبخخد‬
‫ال ما يقر عيني ! وحسبي بهما‪ ،‬فسقاه الدواء فعخخوفي )‪ (1‬ولخخم يولخخد لخخه بعخخد‬
‫ذلك‪ ،‬وقال البرك ابن عبد ال‪ :‬إن لك عندي بشخخارة‪ ،‬قخخال‪ :‬ومخخاهي ؟ فخخأخبره‬
‫خبر صاحبه وقال‪ :‬إن عليا قتل فخي هخذه الليلخة‪ ،‬فاحتبسخني عنخدك‪ ،‬فخإن قتخل‬
‫فأنت ولخخي مخا تخخراه فخي أمخخري وإن لخم يقتخخل أعطيتخك العهخخود والمواثيخخق أن‬
‫أمضي )‪ (2‬فأقتله ثم أعود إليك فأضع يدي في يدك حتى تحكم في بما تخخرى‪،‬‬
‫فحبسه عنده‪ ،‬فلما أتى الخخخبر أن عليخخا قتخخل فخخي تلخخك الليلخخة خلخخى سخخبيله‪ .‬هخخذه‬
‫رواية إسماعيل بن راشد‪ ،‬وقال غيره‪ .‬بل قتله من وقته‪ .‬وأما صاحب عمخخرو‬
‫بن العاص فانه وافاه في تلك الليلة‪ ،‬وقخخد وجخخد علخخة‪ ،‬فاسخختخلف رجل يصخخلي‬
‫بالناس يقال له خارجة بن أبي حنيفخخة )‪ ،(3‬فخخخرج للصخخلة‪ ،‬فشخخد عمخخرو بخخن‬
‫بكر فضربه بالسيف فأثبته‪ ،‬فاخذ الرجل فخخاتي بخخه عمخخرو بخخن العخخاص فقتلخخه‪،‬‬
‫ودخل من غد إلى خارجة وهو يجود بنفسه فقال‪ :‬أما وال يا أبخخا عبخخد الخ مخخا‬
‫أراد غيرك‪ ،‬قال عمرو‪ :‬ولكن ال أراد خارجة )‪ ! (4‬وقال‪ :‬قال أبخخو الفخخرج‪:‬‬
‫حدثني محمد بن الحسين بإسناد ذكره أن الشعث بن قيس لعنه ال دخل على‬
‫علي عليه السلم فكلمه‪ ،‬فأغلظ علي له‪ ،‬فعرض الشعث أنه سيفتك به‪ ،‬فقال‬
‫له علي عليه السلم‪ :‬أبخخالموت تخخخوفني أو تهخخددني ؟ فخخوال مخخا ابخخالي وقعخخت‬
‫على الموت أو وقع الموت علي‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر بعد ذلك‪ :‬وعالج جرحه حتى التأم ا‍ه‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬أن امضخخى‬
‫إليه ا‍ه‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬خارجة بن حذافة احد بنخخى عخخامر بخخن لخخؤى‪(4) .‬‬
‫شرح النهج ‪.65 :2‬‬

‫]‪[234‬‬

‫قال‪ :‬وقال أبو الفرج الصفهاني‪ :‬روى أبو مخنف عن أبخخي الطفيخخل أن صعصخخعة بخخن‬
‫صوحان استأذن على علي عليه السلم وقد أتاه عائدا لما ضخخربه ابخخن ملجخخم‪،‬‬
‫فلم يكن عليه إذن فقال صعصعة للذن‪ :‬قل له‪ :‬يرحمك ال يا أمير المخخؤمنين‬
‫حيا وميتا‪ ،‬فلقد كان ال في صدرك عظيما‪ ،‬ولقد كنت بذات ال عليما‪ ،‬فأبلغه‬
‫الذن إليه )‪ (1‬فقال‪ :‬قل له‪ :‬وأنت يرحمك ال فلقد كنخخت خفيخخف المؤنخخة كخخثير‬
‫المعونة‪ ،‬قال أبو الفرج‪ :‬ثم جمع له أطباء الكوفة‪ ،‬فلم يكن منهم أعلم بجرحخخه‬
‫من أثير بن عمرو بن هخخاني السخخلولي وكخخان مطببخخا صخخاحب الكرسخخي يعالخخج‬
‫الجراحات‪ ،‬وكان من الربعين غلما الذين كان ابن الوليد أصابهم فخخي عيخخن‬
‫التمر فسباهم‪ ،‬فلما نظر أثير إلى جرح أمير المؤمنين عليه السلم دعخخا بريخخة‬
‫شاة حارة‪ ،‬فاستخرج منها عرقا ثم نفخه )‪ (2‬ثم اسخختخرجه وإذا عليخخه بيخخاض‬
‫الدماغ فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين اعهد عهدك فإن عدو الخ قخخد وصخخلت ضخخربته‬
‫إلى ام رأسك )‪ - 42 .(3‬شا‪ :‬ابن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن رجاله قخخال‪:‬‬
‫قيل‪ :‬للحسين بن بن علي عليهما السلم‪ :‬أين دفنتم أمير المؤمنين عليه السلم‬
‫؟ فقال‪ :‬خرجنا به ليل على مسجد الشعث حتى خرجنا به إلى الظهر بجنخخب‬
‫الغريين فدفناه هناك )‪ - 43 .(4‬يج‪ :‬روي أن عليا عليه السلم دخل الحمام‪،‬‬
‫فسمع صوت الحسن والحسين عليهما السلم فخخرج إليهمخا فقخال‪ :‬مخا لكمخا ؟‬
‫فقال‪ :‬اتبعك هذا الفاجر ابن ملجم فظننا أنه يغتالك‪ ،‬فقال لهما‪ :‬دعاه ل بأس )‬
‫‪ - 44 .(5‬قب‪ :‬أبخخو بكخخر الشخخيرازي فخخي كتخخابه عخخن الحسخخن البصخخري قخخال‪:‬‬
‫أوصى علي عليه السلم عنخخد مخخوته للحسخخن والحسخخين عليهمخخا السخخلم وقخخال‬
‫لهما‪ :‬إن أنامت فانكما ستجدان عند رأسي حنوطا من الجنة وثلثة أكفان مخخن‬
‫استبرق الجنة‪ ،‬فغسلوني و‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فأبلغه الذن مقالته‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وأدخله في الجرح ثم نفخه‪) .‬‬
‫‪ (3‬شخخرح النهخخج‪ 67 :‬و ‪ (4) .68‬الرشخخاد للمفيخخد‪ (5) .12 :‬لخخم نجخخده فخخي‬
‫المصدر المطبوع‪.‬‬

‫]‪[235‬‬

‫حنطوني بالحنوط وكفنوني‪ ،‬قال الحسخخن عليخه السخلم‪ :‬فوجخدنا عنخخد رأسخه طبقخا مخن‬
‫الذهب عليه خمس شمامات )‪ (1‬من كافور الجنة وسدرا من سدر الجنة‪ ،‬فلما‬
‫فرغوا من غسله وتكفينه أتى البعير فحملوه على البعير بوصخخية منخخه‪ .‬وكخخان‬
‫قال‪ :‬فسيأتي البعير إلى قبري فيقيم )‪ (2‬عنده‪ ،‬فأتى البعيخخر حخختى وقخخف علخخى‬
‫شفير القبر‪ ،‬فوال مخا علخم أحخد مخن حفخره‪ ،‬فالحخد فيخه بعخد مخا صخلى عليخه‪،‬‬
‫وأظلخخت النخخاس غمامخخة بيضخخاء وطيخخور بيخخض‪ ،‬فلمخخا دفخخن ذهبخخت الغمامخخة‬
‫والطيور‪ .‬وعن منصور بن محمد بن عيسخخى‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن جخخده زيخخد بخخن‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده الحسين بن علي عليهم السلم في خبر طويخخل يخخذكر‬
‫فيه‪ :‬اوصيكما وصية فل تظهرا على أمري أحدا‪ ،‬فأمرهما أن يستخرجا مخخن‬
‫الزاوية اليمنى لوحا وأن يكفناه فيما يجخخدان‪ ،‬فخخإذا غسخخله وضخخعاه علخخى ذلخخك‬
‫اللخخوح‪ ،‬وإذا وجخخدا السخخرير يشخخال )‪ (3‬مقخخدمه يشخخيلن مخخؤخره‪ ،‬وأن يصخخلي‬
‫الحسن مرة والحسين مرة صلة إمام‪ ،‬ففعل كمخخا رسخخم فوجخخدا اللخخوح وعليخخه‬
‫مكتوب‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم هذا ما ذخره نخوح النخبي صخلى الخ عليخه‬
‫لعلي بن أبي طالب عليه السلم " وأصابا الكفن فخخي دهليخخز الخخدار موضخخوعا‬
‫فيه حنوط قد أضاء نوره النهار‪ .‬وروي أنه قال‪ :‬الحسين عليخخه السخخلم وقخخت‬
‫الغسل‪ :‬أما ترى إلى خفة أمير المؤمنين ؟ فقال الحسخخن عليخخه السخخلم‪ :‬يخخا أبخخا‬
‫عبد ال إن معنا قوما يعينوننا‪ .‬فلما قضينا صلة العشخخاء الخخخرة إذا قخخد شخخيل‬
‫مقدم السرير‪ ،‬ولم يزل )‪ (4‬نتبعه إلى أن وردنا إلخخى الغخخري‪ ،‬فأتينخخا إلخخى قخخبر‬
‫على ما وصف )‪ (5‬أمير المؤمنين عليخه السخلم و نحخن نسخمع خفخق أجنحخة‬
‫كثيرة وضجة وجلبة‪ ،‬فوضعنا السرير وصلينا على أمير ‪-‬‬
‫)‪ (1‬الشمام‪ :‬كل ما يشم من الروائح الطيبة‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فيقف‪ (3) .‬شال الشخخئ‪:‬‬
‫ارتفع‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬ولم نزل‪ (5) .‬في )ك(‪ :‬على ما وصفنا‪.‬‬

‫]‪[236‬‬

‫المؤمنين عليه السلم كما وصف لنا‪ ،‬ونزلنا قبره فأضجعناه في لحده‪ ،‬ونضخخدنا عليخخه‬
‫اللبن‪ .‬وفي الخبر عن الصادق عليه السلم‪ :‬فأخذا اللبنة من عنخخد الخخرأس بعخخد‬
‫ما أشخخرجا عليخخه اللبخخن‪ ،‬فخإذا ليخس فخي القخخبر شخئ‪ ،‬فخإذا هخخاتف يهتخف‪ :‬أميخخر‬
‫المخؤمنين عليخه السخلم كخان عبخدا صخالحا‪ ،‬فخألحقه الخ بنخبيه‪ ،‬وكخذلك يفعخل‬
‫بالوصخخياء بعخخد النبيخخاء‪ ،‬حخختى لخخو أن نبيخخا مخخات بالمشخخرق ومخخات وصخخيه‬
‫بالمغرب للحق النبي بالوصي )‪ (1‬وفي خبر عن ام كلثخخوم بنخخت علخخي عليخخه‬
‫السلم‪ :‬فانشق القبر عن ضريح‪ ،‬فإذا هو بساجة مكتوب عليها بالسخخريانية‪" :‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم هذا قبر حفره نوح لعلي بن أبي طالب وصخخي محمخخد‬
‫صلى ال عليه واله قبل الطوفان بسبع مائة سنة " فانشق القخخبر فل نخخدري‪) .‬‬
‫‪ (2‬وسأل ابخخن مسخخكان الصخخادق عليخخه السخخلم عخخن القخخائم المخخائل فخخي طريخخق‬
‫الغري‪ ،‬فقال‪ :‬نعم إنهم لما جاؤا بسخخرير أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم انحنخخى‬
‫أسفا وحزنا على أمير ‪ -‬المؤمنين عليه السلم‪ .‬وقخخال الغزالخخي‪ :‬ذهخخب النخخاس‬
‫إلى أن عليا عليه السلم دفن على النجف وأنهم حملوه علخخى الناقخخة‪ ،‬فسخخارت‬
‫حتى انتهت إلى موضع قبره‪ ،‬فبركت فجهدوا أن تنهخخض فلخخم تنهخخض فخخدفنوه‬
‫فيه )‪ - 45 .(3‬قب‪ :‬تفسير وكيع والسدي والسفيان وأبي صخخالح أن عبخخد الخ‬
‫بن عمر قرأ قوله تعالى‪ " :‬أولم يروا أنا نأتي الرض ننقصها من أطرافها "‬
‫)‪ (4‬يوم قتل أمير المؤمنين عليه السخخلم وقخال‪ :‬لقخخد كنخخت يخخا أميخخر المخخؤمنين‬
‫الطرف الكبر في العلخم‪ ،‬اليخوم نقخص علخخم السخخلم ومضخى ركخخن اليمخخان‪.‬‬
‫الزعفراني‪ ،‬عن المزني‪ ،‬عن الشافعي‪ ،‬عن مالك‪ ،‬عن سمي‪ ،‬عن أبي ‪-‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ل لحق الوصي بالنبي‪ (2) .‬كذا فخخي النسخخخ والمصخخدر‪ (3) .‬منخخاقب‬
‫آل ابى طالب ‪ 482 :1‬و ‪ (4) .483‬سورة الرعد‪.41 :‬‬

‫]‪[237‬‬

‫صالح قال‪ :‬لما قتل علي بن أبي طالب عليخخه السخخلم قخال ابخخن عبخخاس‪ :‬هخخذا اليخخوم )‪(1‬‬
‫نقص الفقه والعلخخم مخخن أرض المدينخخة‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬إن نقصخخان الرض نقصخخان‬
‫علمائها وخيار أهلها‪ ،‬إن ال ل يقبض هذا العلم انتزاعا ينخختزعه مخخن صخخدور‬
‫الرجال‪ ،‬ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء‪ ،‬حتى إذا لم يبق عخخالم اتخخخذ النخاس‬
‫رؤساء جهال‪ ،‬فيسألوا فيفتوا بغير علم‪ ،‬فيضلوا وأضلوا‪ .‬سعيد بن جبير عخخن‬
‫ابن عباس في قوله‪ " :‬رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيخختي مؤمنخخا " وقخخد‬
‫كان قبر علي بن أبي طالب عليه السلم مع نوح في السفينة‪ ،‬فلما خخخرج مخخن‬
‫السفينة ترك قبره خارج الكوفة‪ ،‬فسأل نوح ربه المغفرة لعلي وفاطمة عليهما‬
‫السلم قوله‪ " :‬وللمؤمنين والمؤمنات " ثم قال‪ " :‬ول تزد الظخخالمين " يعنخخي‬
‫الظلمة لهل بيت محمد صلى الخ عليخخه والخخه " إل تبخخارا )‪ ." (2‬وروي أنخخه‬
‫نخخزل فيخخه‪ " :‬وسخخيعلم الخخذين ظلمخخوا أي منقلخخب ينقلبخخون )‪ ." (3‬أبخخو بكخخر بخخن‬
‫مردويه في فضائل أمير المؤمنين عليه السلم وأبو بكر الشيرازي في نزول‬
‫القرآن أنه قال سعيد بن المسيب‪ :‬كان علخخي يقخخرأ " إذا انبعخث أشخقاها )‪" (4‬‬
‫قال‪ :‬فوالذي نفسي بيده لتخضبن هذه من هذا ‪ -‬وأشار بيده إلى لحيته ورأسخخه‬
‫‪ -‬وروى الثعلبي والواحدي بإسنادهما عخخن عمخخار وعخخن عثمخخان بخخن صخخهيب‬
‫وعن الضحاك‪ ،‬وروى ابن مردويه بإسناده عن جابر بن سمرة وعن صهيب‬
‫وعن عمار وعن ابن عدي وعن الضحاك والخطيب فخخي التاريخخخ عخخن جخابر‬
‫بن سمرة‪ ،‬وروى الطبري والموصلي عن عمار‪ ،‬وروى أحمد بن حنبل عخخن‬
‫الضحاك أنه قال النبي صلى ال عليه واله‪ :‬يا علي أشقى الولين عاقر الناقة‬
‫وأشقى الخرين قاتلك ‪ -‬وفي رواية‪ :‬من يخضب هذه مخخن هخخذا ‪ -‬وكخخان عبخخد‬
‫الرحمن بن ملجم عداده من مراد قال ابن عباس‪ :‬كان من ولد قدار عاقر ناقة‬
‫صالح‪ ،‬وقصتهما‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬هذا يخوم‪ (2) .‬سخورة نخوح‪ (3) .28 :‬سخورة الشخعراء‪(4) .227 :‬‬
‫سورة الشمس‪.12 :‬‬

‫]‪[238‬‬

‫واحدة‪ ،‬لن قدار عشق امرأة يقال لها رباب‪ ،‬كما عشخخق ابخخن ملجخخم لقطخخام‪ .‬سخخمع ابخخن‬
‫ملجم وهو يقول‪ :‬لضربن عليا بسيفي هذا‪ ،‬فذهبوا به إليه‪ ،‬فقال‪ :‬ما اسخخمك ؟‬
‫قال‪ :‬عبد الرحمن بن ملجم‪ ،‬قال‪ :‬نشدتك بال عخخن شخخئ تخخخبرني‪ ،‬قخخال‪ :‬نعخخم‪،‬‬
‫قال‪ :‬هل مر عليخخك شخخيخ يتوكخخؤ علخخى عصخخاه وأنخخت فخخي البخخاب فمشخخقك ) ‪(1‬‬
‫بعصاه ثم قال‪ :‬بؤسا لك أشقى من عاقر ناقة ثمود ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬هخخل كخخان‬
‫الصبيان يسمونك ابن راعية الكلب وأنت تلعب معهم ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قخخال‪ :‬هخخل‬
‫أخبرتك امك أنها حملت بك وهى طامث‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فبايع فبايع‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫خلوا سبيله‪ .‬الحسن البصري أنه عليه السلم سهر في تلك الليلخخة ولخخم يخخخرج‬
‫لصلة الليل على عادته فقالت ام كلثوم‪ :‬ما هذا السهر ؟ قال‪ :‬إنخخي مقتخخول لخخو‬
‫قد أصبحت‪ ،‬فقالت‪ :‬مر جعدة فليصل بالناس‪ ،‬قال‪ :‬نعم مروا جعدة ليصل‪ ،‬ثم‬
‫مر وقال‪ :‬ل مفر من الجل‪ ،‬و خرج قائل‪ :‬خلوا سبيل الجاهد المجاهد * فخخي‬
‫ال ذي الكتب وذي المجاهد )‪ (2‬في ال ل يعبد غير الواحد * ويخخوقظ النخخاس‬
‫إلى المسخخاجد وروي أنخخه عليخخه السخخلم سخخهر فخخي تلخخك الليلخخة فخخأكثر الخخخروج‬
‫والنظر إلى السماء وهو يقول‪ :‬وال ما كذبت‪ ،‬وإنها الليلة الخختي وعخخدت بهخخا‪،‬‬
‫ثم يعاود مضجعه‪ ،‬فلما طلع الفجر أتاه ابن النباح )‪ (3‬ونخادى‪ :‬الصخلة‪ ،‬فقخام‬
‫فاستقبله الوز فصحن في وجهه‪ ،‬فقال‪ :‬دعوهن فإنهن صوائح تتبعها نوائح‪،‬‬
‫وتعلقت حديدة على الباب في مئزره فشد إزاره وهخخو يقخخول‪ :‬اشخخدد حيازيمخخك‬
‫للموت فإن الموت لقيك ول تجزع من الموت إذا حل بواديك‬

‫)‪ (1‬أي ضربك‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وذى المشاهد‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬ابن التياح‪.‬‬

‫]‪[239‬‬

‫فقد أعخخرف أقوامخخا وإن كخخانوا صخخعاليك مسخخاريع إلخخى الخيخخر وللشخخر مناديخخك )‪ (1‬أبخخو‬
‫مخنخخف الزدي وابخخن راشخخد والرفخخاعي والثقفخخي جميعخخا أنخه اجتمخخع نفخخر مخن‬
‫الخوارج بمكة فقالوا‪ :‬إنا شرينا أنفسنا ل ‪ -‬وساق الحديث نحوا ممخخا مخخر إلخخى‬
‫قوله ‪ -‬واستعان ابن ملجم بشبيب بن بجرة‪ ،‬وأعخخانه رجخخل مخخن وكلء عمخخرو‬
‫بن العاص بخط فيه مائة ألف درهم‪ ،‬فجعله مهرها‪ ،‬فأطعمت لهما اللوز ينخخج‬
‫والجوز يبق‪ ،‬وسقتهما الخمر العكبري‪ ،‬فنام شبيب وتمتع ابن ملجم معها‪ ،‬ثخخم‬
‫قامت فأيقظتهما‪ ،‬وعصبت صدورهم )‪ (2‬بحرير‪ ،‬وتقلدوا أسخخيافهم‪ ،‬وكمنخخوا‬
‫له مقابل السدة‪ .‬وقال محمد بن عبخخد الخ الزدي‪ :‬أقبخخل أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم ينادي‪ :‬الصلة الصلة فإذا هو مضروب‪ ،‬وسمعت قائل يقول‪ :‬الحكخخم‬
‫ل يا علي ل لخخك ول لصخخحابك‪ ،‬و سخخمعت عليخخا عليخخه السخخلم يقخخول‪ :‬فخخزت‬
‫ورب الكعبة‪ ،‬ثم قال عليه السلم‪ :‬ل يفوتنكم الرجل ثم ساق القصة إلى قخخوله‬
‫‪ :-‬وإن هلكت فاصنعوا به ما يصنع بقاتل النبي‪ ،‬فسئل عن معناه فقال‪ :‬اقتلوه‬
‫ثم حرقوه بالنار‪ .‬فقال ابن ملجم‪ :‬لقد ابتعته بألف وسممته بخخألف‪ ،‬فخخإن خخخانني‬
‫فأبعده ال‪ ،‬ولقد ضربته لو قسمت بين أهل الرض لهلكتهخخم‪ .‬وفخخي محاسخخن‬
‫الجوابات عن الدينوري أنه قال‪ :‬سألت ال أن يقتل بخخه شخخر خلقخخه فقخخال علخخي‬
‫عليه السلم‪ :‬قد أجاب ال دعوتك‪ ،‬يا حسن إذا مت فخاقتله بسخيفه‪ ،‬وروي أنخه‬
‫عليه السلم قال‪ :‬أطعموه واسقوه وأحسنوا إساره‪ ،‬فإن أصح فأنا ولخخي دمخخي‪،‬‬
‫إن شئت أعفو وإن شئت استقدت )‪ (3‬وإن هلكت فاقتلوه‪ ،‬ثم أوصى فقال‪ :‬يخخا‬
‫بني عبد المطلب ل ألفينكم تخوضخخون دمخخاء المسخخلمين خوضخخا تقولخخون‪ :‬قتخخل‬
‫أمير المؤمنين‪ ،‬أل ل يقتلن بي إل قاتلي‪ ،‬ونهى عن المثلة‪ .‬وروى أبو عثمان‬
‫المازني أنه قال عليه السلم‪:‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر و )خ(‪ :‬متاريك‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬صخخدورهما‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫استنفذت‪.‬‬

‫]‪[240‬‬
‫تلكم قريش تمناني لتقتلني * فل وربك ما فازوا وما ظفروا فإن بقيت فرهن ذمتي لهم‬
‫* بذات ودقين ل يعفو لها أثر وإن هلكت فإني سخخوف اوترهخخم * ذل الممخخات‬
‫فقد خانوا وقد غخدروا وأمخر الحسخن عليخه السخلم أن يصخلي الغخداة بالنخاس‪،‬‬
‫وروي أنه دفع في ظهره جعدة فصخخلى بالنخخاس الغخخداة‪ .‬الصخخبغ فخخي خخخبر أن‬
‫عليا عليه السلم قال‪ :‬لقد ضربت في الليلة التي قبض فيهخخا يوشخخع بخخن نخخون‪،‬‬
‫ولقبض في الليلة التي رفخخع فيهخخا عيسخخى بخخن مريخخم‪ .‬الحسخخن بخخن علخخي عليخخه‬
‫السلم في خبر‪ :‬ولقد صعد بروحه في الليلة التي صعد فيها بروح يحيخخى بخخن‬
‫زكريا )‪ .(1‬توضيح‪ :‬قال الجزري في قخخوله عليخخه السخخلم‪ " :‬بخخذات ودقيخخن "‬
‫أي حرب شديد‪ ،‬وهو من الودق‪ ،‬والوداق‪ :‬الحرص علخخى طلخخب الفحخخل‪ ،‬لن‬
‫الحرب توصف باللقاح‪ ،‬و قيل‪ :‬من الودق‪ :‬المطر‪ ،‬يقال للحرب الشديدة ذات‬
‫ودقين تشبيها بسحاب ذات مطرتيخخن شخخديدتين )‪] .(2‬أقخخول‪ :‬فخخي الخخديوان أنخخه‬
‫عليه السلم قال حين خرج إلى المسجد‪ :‬خلوا سخخبيل المخخؤمن المجاهخخد * فخخي‬
‫ال ل يعبد غير الواحد ويوقظ الناس إلى المساجد )‪ (3‬وفيه أنه عليخخه السخخلم‬
‫قال بعد قوله‪ " :‬إذا حل بواديكا "‪ :‬فإن الدرع والبيضة * يخخوم الخخروع يكفيكخخا‬
‫كما أضحكك الدهر * كذاك الدهر يبكيكخخا إلخخى قخخوله‪ :‬مسخخاريع إلخخى النجخخدة *‬
‫للغي متاريكا )‪[(4‬‬

‫)‪ (1‬مناقب آل ابى طالب ‪ (2) .82 - 78 :2‬النهاية ‪ (3) .202 :4‬الديوان‪(4) .48 :‬‬
‫الديوان‪.90 :‬‬

‫]‪[241‬‬

‫الحسن بن علي عليهما السلم‪ :‬أين من كان لعلم المصطفى في الناس بابا أين من كان‬
‫إذا ما قحط الناس سحابا أين من كان إذا نودي للحرب )‪ (1‬أجابا أين من كان‬
‫دعاه مستجابا ومجابا وله عليه السلم‪ :‬خخخل العيخخون ومخخا أردن * مخخن البكخخاء‬
‫على علي ل تقبلن مخخن الخلخخي * فليخخس قلبخخك بخخالخلي لخ أنخخت إذا الرحخخال *‬
‫تضعضعت وسط الندي فرجت غمته ولم * تركن إلى فشل وعخخي ولخخه عليخخه‬
‫السلم‪ :‬خذل ال خاذليه ول أغمد عن قاتليه سيف الفنخخاء زيخخد بخخن علخخي‪ :‬قخخال‬
‫الحسين عليه السلم‪ :‬لما قتل أمير المؤمنين عليه السلم سخخمعت جنيخخة ترثيخخه‬
‫بهذه البيات‪ :‬لقد هد ركني أبو شبر * فما ذاقت العين طيخخب الوسخخن )‪ (2‬ول‬
‫ذاقت العين طيب الكرى )‪ * (3‬وألقيت دهري رهيخخن الحخخزن وأقلقنخخي طخخول‬
‫تذكاره * حرارة ثكل الرقخخوب الشخخثن أنخخس بخخن مالخخك‪ :‬وسخخمعت )‪ (4‬صخوت‬
‫هاتف من الجن‪ :‬يا من يؤم إلخخى المدينخخة قاصخخدا * أد الرسخخالة غيخخر مخخامتوان‬
‫قتلت شرار بني امية سيدا * خير البرية ماجدا ذا شان‬
‫)‪ (1‬كذا في )ك(‪ .‬وفخخى غيخخره مخخن النسخخخ وكخخذا المصخخدر‪ :‬فخخي الحخخرب‪ (2) .‬الوسخخن‪:‬‬
‫فتور ؟ ؟ يتقدم النوم‪ (3) .‬الكرى‪ :‬النعاس‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬وسمع‪.‬‬

‫]‪[242‬‬

‫رب المفضخخل فخخي السخخماء وأرضخخها * سخخيف النخخبي وهخخادم الوثخخان بكخخت المشخخاعر‬
‫والمساجد بعد ما * بكت النام له بكل مكان وفي شرف النبوة أنه سمع منهم‪:‬‬
‫لقد مات خير الناس بعد محمد * وأكرمهخخم فضخخل وأوفخخاهم عهخخدا وأضخخربهم‬
‫بالسخخيف فخخي مهخخج العخخدى * وأصخخدقهم قيل وأنجزهخخم وعخخدا صعصخخعة بخخن‬
‫صوحان‪ :‬إلخى مخن لخي بانسخك يخا أخيخا * ومخن لخي أن أبثخك مخا لخديا طوتخك‬
‫خطوب دهر قد توالى * لذاك خطوبه نشرا وطيا فلو نشرت قواك لي المنايخخا‬
‫* شكوت إليك ما صنعت إليا بكيتك يا علي لدر عيني * فلم يغن البكاء عليك‬
‫شيئا كفى حزنا بدفنك ثخخم إنخخي * نفضخخت تخخراب قخخبرك مخخن يخخديا وكخخانت فخخي‬
‫حياتك لي عظات * وأنت اليوم أوعظ منك حيا فيا أسفى عليك وطول شوقي‬
‫* إلى لخخو أن ذلخخك رد شخخيئا )‪ (1‬ولخخه‪ :‬هخخل خخخبر القخخبر سخخائليه * أم قخخر عينخخا‬
‫بزائريه أم هل تخراه أحخاط علمخا * بالجسخد المسختكن فيخه لخو علخم القخبر مخن‬
‫يواري * تاه على كل من يليه يا موت ماذا أردت مني * حققت ما كنت أتقيه‬
‫يا موت لو تقبل افتداء * لكنت بخخالروح أفتخخديه دهخخر رمخخاني بفقخخد إلفخخي * أذم‬
‫دهري وأشتكيه أبو السود الخخدئلي‪ :‬أل يخخا عيخخن ويحخخك فاسخخعدينا * أل أبكخخي‬
‫أمير المؤمنينا رزئنا خير من ركب المطايا * وحثحثها ومن ركب السفينا‬

‫)‪ (1‬هكذا في النسخ والمصدر‪ .‬والظاهر‪ :‬اليك ا‍ه‪.‬‬

‫]‪[243‬‬

‫ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن قرأ المثخخاني والمئينخخا )‪ (1‬إذا اسخختقبلت وجخخه أبخخي‬
‫حسخخين * رأيخخت البخخدر راق الناظرينخخا يقيخخم الحخخد ل يرتخخاب فيخخه * ويقضخخي‬
‫بالفرائض مستبينا أل أبلغ معاوية بن حرب * فل قرت عيون الشخخامتينا أفخخي‬
‫الشهر الحرام فجعتمونا * بخير الناس طخخرا أجمعينخخا ومخخن بعخخد النخخبي فخيخخر‬
‫نفس * أبو حسن وخير الصالحينا كأن الناس إذ فقدوا عليخخا * نعخخام جخخال فخخي‬
‫بلد سنينا وكنا قبل مهلكه بخير * ترى فينا وصي المسلمينا فل وال ل أنسخخى‬
‫عليا * وحسن صلته في الراكعينا لقد علمت قريش حيث كانت )‪ * (2‬بأنخخك‬
‫خيرهم حسخخبا ودينخخا فل تشخخمت معاويخخة بخخن حخخرب * فخخإن بقيخخة الخلفخخاء فينخخا‬
‫لبعض الصخخحابة‪ :‬دعوتخخك يخخا علخخي فلخخم تجبنخخي * وردت دعخخوتي بأسخخا عليخخا‬
‫بموتك مخخاتت اللخخذات عنخخي * وكخخانت حيخخة إذ كخخان )‪ (3‬حيخخا فيخخا أسخخفا عليخخك‬
‫وطول شوقي * إليك لخخو أن ذلخخك رد ليخخا )‪ (4‬بيخخان‪ :‬قخخوله عليخخه السخخلم‪ " :‬ل‬
‫تقبلن من الخلي " أي ل تقبل ترك البكاء من الخلي الذي ينصخخحك فخخي ذلخخك‪،‬‬
‫فإنك لست مثله‪ .‬والندي على فعيل‪ :‬القوم المجتمعون والخطاب في هذا البيت‬
‫لمير المؤمنين عليه السلم‪ .‬وقال الجوهري‪ :‬الرقوب‪ :‬المرأة التي ل يعيخخش‬
‫لها ولد )‪ .(5‬ويقال‪ :‬شثنت كفه أي غلظت‪ ،‬ولعلخخه تصخخحيف الشخخنن مخخن شخخن‬
‫الماء أي فرقه‪ ،‬كناية عن كثرة البكاء‪ ،‬قوله‪ " :‬رب المفضل " لعله بمعنى‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬والمبينا‪ (2) .‬في المصخخدر‪ :‬حيخخن كخخانت‪ (3) .‬إذ كنخخت ظ )ب(‪(4) .‬‬
‫منخخاقب آل ابخخى طخخالب ‪ 82 :2‬و ‪ .83‬وقخخوله " ردليخخا " أي رد إلخخى‪(5) .‬‬
‫الصحاح‪.138 :‬‬

‫]‪[244‬‬

‫المربوب‪ ،‬والظاهر أن فيه تصحيفا‪ .‬وحثحث‪ :‬حخخرك‪ .‬والسخخفين‪ :‬جمخخع السخخفينة‪- 46 .‬‬
‫كشف‪ :‬قال محمد بن طلحة‪ :‬قد صح النقل أنه ضربه عبد الرحمخخن بخخن ملجخخم‬
‫ليلة الجمعة‪ ،‬لكن قيخخل‪ :‬لسخخبع عشخخرة ليلخخة خلخخت مخخن رمضخخان‪ ،‬وقيخخل‪ :‬لتسخخع‬
‫عشرة ليلة‪ ،‬وقد نقله جماعة‪ ،‬وقيخخل‪ :‬ليلخخة الحخخادي والعشخخرين مخخن رمضخخان‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬ليلة الثالث والعشرين منه‪ ،‬ومات ليلة الحد ثالث ليلة ضرب من سخخنة‬
‫أربعين للهجرة فيكون عمره خمسا وستين سنة‪ ،‬وقيل‪ :‬بل كان ثلثا وسخختين‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬بل ثمان وخمسين‪ ،‬وقيل‪ :‬بل كخخان سخخبعا وخمسخخين سخخنة‪ ،‬وأصخخح هخخذه‬
‫القوال هو القول الول فإنه عضده )‪ (1‬ما نقخخل عخخن معخخروف قخخال‪ :‬سخخمعت‬
‫من أبي جعفر محمد بن علي الرضا سلم الخ عليهمخخا يقخخول‪ :‬قتخخل علخخي )‪(2‬‬
‫وله خمس وستون سنة‪ ،‬فهذه مدة عمره‪ ،‬فلما مات عليه السلم غسله الحسخخن‬
‫والحسين عليهما السلم ومحمد يصب الماء‪ ،‬ثم كفن وحنط وحمل ودفخخن فخخي‬
‫جوف الليل بالغري‪ ،‬وقيل‪ :‬بين منزله والجامع العظم وال أعلخخم‪ ،‬قخخال‪ :‬وإذا‬
‫كانت مدة عمره عليه السلم خمسا وستين سنة على ما ظهر فاعلم منحك ال‬
‫ألطاف تأييده أنه عليه السلم كان بمكة مع رسول الخ صخخلى الخ عليخخه والخخه‬
‫من أول عمره خمسا وعشخرين سخنة فمنهخا بعخد البعخث والنبخوة ثلث عشخرة‬
‫سنة‪ ،‬وقبلها اثنا عشر سنة ثخخم هخخاجر وأقخخام مخخع النخخبي صخخلى الخ عليخخه والخخه‬
‫بالمدينة إلى أن توفي عشر سنين‪ ،‬ثم بقي بعد رسول ال إلخخى أن قتخخل ثلثيخخن‬
‫سنة‪ ،‬فذلك خمس وستون سنة )‪ .(3‬ومن مناقب الخوارزمي قال‪ :‬لما ضخخرب‬
‫علي عليه السلم تحامل وصلى بالناس الغداة‪ ،‬وقخخال‪ :‬علخخي بالرجخخل‪ ،‬فادخخخل‬
‫عليه‪ ،‬فقال‪ :‬أي عدو ال ألم احسن إليخخك ؟ قخخال‪ :‬بلخخى‪ ،‬قخخال‪ :‬فمخخا حملخخك علخخى‬
‫هذا ؟ قال‪ :‬شحذته أربعين صباحا وسألت ال أن يقتل به شر خلقه‪ ،‬قال علخخي‬
‫عليه السلم‪ :‬فل أراك إل مقتول به‪ ،‬وما أراك إل من شر‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يعضده‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬قتخخل علخخى بخخن ابخخى طخخالب‪ (3) .‬كشخخف‬
‫الغمة‪.131 :‬‬

‫]‪[245‬‬

‫خلق ال عزوجل‪ .‬قال‪ :‬ودعا علي حسنا وحسينا فقال‪ :‬اوصيكما بتقخخوى الخ ول تبغيخخا‬
‫الدنيا وإن بغتكما‪ ،‬ول تبكيا على شئ زوي عنكما‪ ،‬قول )‪ (1‬بالحق‪ ،‬وارحما‬
‫اليتيم‪ ،‬وأعينا الضخخائع‪ ،‬واصخخنعا للخخخرى‪ ،‬وكونخخا للظخخالم خصخخما وللمظلخخوم‬
‫ناصرا‪ ،‬اعمل بما في الكتاب )‪ (2‬ول تأخذكما في ال لومة لئم‪ .‬ثم نظر إلى‬
‫محمد بن الحنفية فقال‪ :‬هل حفظت ما أوصيت به أخويخخك ؟ قخخال‪ :‬نعخخم‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فإني اوصيك بمثله‪ ،‬واوصخخيك بتخخوقير أخويخخك لعظيخخم )‪ (3‬حقهمخخا عليخخك فل‬
‫توثق أمرا دونهمخخا‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬اوصخخيكما بخخه فخخإنه شخخقيقكما وابخخن أبيكمخخا‪ ،‬وقخخد‬
‫علمتما أن أباكما كان يحبه‪ ،‬وقال للحسن‪ :‬اوصخيك يخا بنخي بتقخوى الخ وإقخام‬
‫الصلة لوقتها‪ ،‬وإيتاء الزكاة عند محلها‪ ،‬فإنه لصلة إل بطهور‪ ،‬ول يقبل )‬
‫‪ (4‬الصخخلة ممخخن منخخع الزكخخاة‪ ،‬واوصخخيك بعفخخو الخخذنب وكظخخم الغيخخظ وصخخلة‬
‫الرحخخم‪ ،‬والحلخخم عخخن الجاهخخل‪ ،‬والتفقخخه فخخي الخخدين‪ ،‬والتثبخخت فخخي المخخر )‪(5‬‬
‫والتعاهد للقرآن‪ ،‬وحسخخن الجخخوار‪ ،‬والمخخر بخخالمعروف والنهخخي عخخن المنكخخر‪،‬‬
‫واجتناب الفواحش‪ ،‬فلمخخا حضخخرته الوفخخاة أوصخخى وكخخانت وصخخيته‪ :‬بسخخم الخ‬
‫الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب عليه السلم ) ‪ .(6‬أقول‪:‬‬
‫وساق الحديث إلى آخر ما سيأتي في رواية الكليني ثم قال‪ :‬ولم ينطخخق إل بل‬
‫إله إل ال حتى قبض عليه السلم في شخهر رمضخان سخنة أربعيخن‪ ،‬و غسخله‬
‫الحسن والحسين وعبد ال بن جعفر‪ ،‬وكفن في ثلثة أثواب‪ ،‬ليس فيها‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وقول‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬في كتاب ال‪ (3) .‬في المصخخدر‪ :‬لعظخخم‪) .‬‬
‫‪ (4‬فخخي المصخخدر‪ :‬ول تقبخخل‪ (5) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬المخخور خ ل‪ (6) .‬كشخخف‬
‫الغمة‪.129 :‬‬

‫]‪[246‬‬

‫قميص‪ ،‬وكبر عليه الحسن تسخخع تكخخبيرات‪ ،‬وكخخان عليخخه السخخلم نهخخى عخخن المثلخخة )‪(1‬‬
‫فقال‪ :‬يا بني عبد المطلب ل ألفينكم تخوضخخون دمخخاء المسخخلمين )‪ (2‬تقولخخون‪:‬‬
‫قتل أمير المؤمنين أل ل يقتل )‪ (3‬بي إل قاتلي‪ ،‬انظر يا حسن إن أنامت مخخن‬
‫ضربتي هذه فاضخخربه ضخخربة‪ ،‬ول تمثخخل بالرجخخل فخخإني سخخمعت رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه واله يقول‪ :‬إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور‪ .‬فلمخخا قبخض عليخخه‬
‫السلم بعث الحسن عليه السلم إلى ابن ملجم فقتله‪ ،‬ولفه الناس في البخخواري‬
‫وأحرقوه‪ ،‬وكان أنفذ إلى الحسن عليه السلم يقول‪ :‬إني وال مخخا أعطيخخت الخ‬
‫عهدا إل وفيت به‪ ،‬إني عاهدت ال أن أقتل عليا ومعاويخخة أو أمخخوت دونهمخخا‪،‬‬
‫فإن شئت خليت بيني وبينه ولك ال علي أن أقتلخخه‪ ،‬وإن قتلتخخه وبقيخخت لتينخخك‬
‫حتى أضع يدي في يدك‪ ،‬فقال‪ :‬ل وال حتى تعاين النار‪ ،‬ثم قخخدمه فقتلخخه )‪.(4‬‬
‫‪ - 47‬كا‪ :‬علي بن محمد‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن محمد بن عبد الحميخخد‪ ،‬عخخن الحسخخن‬
‫بن الجهم قال‪ :‬قلت للرضا عليه السخخلم‪ :‬إن أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم قخد‬
‫عرف قاتله والليلة التي يقتل فيها والموضع الذي يقتخخل فيخخه وقخخوله لمخخا سخخمع‬
‫صياح الوز في الدار‪ " :‬صوائح تتبعها نوائح " وقول ام كلثوم‪ " :‬لو صليت‬
‫الليلة داخل الدار وأمرت غيرك يصخخلي بالنخخاس " فخخأبى عليهخخا وكخخثر دخخخوله‬
‫وخروجه تلك الليلة بل سلح‪ ،‬وقخخد عخخرف عليخخه السخخلم أن ابخخن ملجخخم قخخاتله‬
‫بالسيف كان هذا مما لم يجز تعرضه ؟ ! فقال‪ :‬ذلك كان ولكنه خير تلخخك )‪(5‬‬
‫الليلة لتمضخخي مقخخادير الخ عزوجخخل )‪ .(6‬بيخخان‪ :‬فخخي بعخض النسخخخ " خيخخر "‬
‫بالخاء المعجمة أي خير بين البقاء واللقاء‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬نهخخى الحسخخن عخخن المثلخخة‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬تخوضخخون فخخي دمخخاء‬
‫المسلمين خوضا ا‍ه‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬ل يقتلن‪ (4) .‬كشف الغمة‪) .130 :‬‬
‫‪ (5‬في المصدر‪ :‬فخخي تلخخك‪ (6) .‬اصخخول الكخخافي )الجخخزء الول مخخن الطبعخخة‬
‫الحديثة(‪.259 :‬‬

‫]‪[247‬‬

‫فاختار اللقاء‪ ،‬وفي بعضها بالحاء المهملة أي انسي ذلك الوقت‪ ،‬وفخخي بعضخخها بالحخخاء‬
‫المهملة والنون )‪ (1‬أي كان موقتا معلوما متيقنا عنده‪ ،‬فكان ل ينفعه الفخخرار‪،‬‬
‫وفي بعض الحتمالت اللم لم العاقبة في قوله‪ :‬لتمضخخي‪ - 48 .‬كخخا‪ :‬العخخدة‪،‬‬
‫عن البرقي‪ ،‬عن إسماعيل بن مهران‪ ،‬عن سيف بخخن عميخخرة عخخن عمخخرو بخخن‬
‫شمر‪ ،‬عن عبد ال بن الوليد الجعفي‪ ،‬عخخن رجخخل‪ ،‬عخخن أبيخخه قخخال لمخخا اصخخيب‬
‫أمير المؤمنين عليخه السخلم نعخى الحسخن إلخى الحسخين عليهمخا السخلم وهخو‬
‫بالمدائن‪ :‬فلما قرأ الكتاب قال‪ :‬يا لها من مصيبة ما أعظمها ! مخخع أن رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه واله قال‪ :‬من اصيب منكم بمصيبة فليذكر مصابه بي )‪(2‬‬
‫فإنه لن يصاب بمصيبة أعظم منها‪ ،‬وصدق صلى ال عليه واله )‪- 49 .(3‬‬
‫كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن السندي بن محمخد‪ ،‬عخن محمخد بخن الصخلت‪ ،‬عخن‬
‫أبي حمزة‪ ،‬عن علي بن الحسين عليهمخخا السخخلم قخخال‪ :‬صخخلى أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم الفجر ثم لم يزل في موضعه حتى صارت الشمس على قيخخد )‪(4‬‬
‫رمح‪ ،‬وأقبل على الناس بوجهه فقال‪ :‬وال لقد أدركخخت أقوامخخا يخخبيتون لربهخخم‬
‫سجدا وقياما‪ ،‬يخالفون بين جباههم وركبهم‪ ،‬كأن زفيخخر النخخار فخخي آذانهخخم‪ ،‬إذا‬
‫ذكر ال عندهم مادوا كما يميد الشجر كأنما القوم ]ما[ باتوا غافلين‪ ،‬قخخال‪ :‬ثخخم‬
‫قام فما رئي ضاحكا حتى قبض عليه السلم )‪ - 50 .(5‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي‬
‫المفضل‪ ،‬عن جعفر بن محمد العلخوي‪ ،‬عخن ابخن نهيخك عخن ابخخن جبلخخة‪ ،‬عخن‬
‫حميد بن شعيب الهمداني‪ ،‬عن جابر بن يزيخد‪ ،‬عخن أبخي جعفخر عليخه السخلم‬
‫قال‪ :‬لما احتضر أمير المؤمنين عليه السلم جمخخع بنيخخه حسخخنا وحسخخينا وابخخن‬
‫الحنفية والصاغر من ولده فوضاهم‪ ،‬وكان في آخر وصيته‪ :‬يا بني عاشروا‬
‫الناس عشرة إن غبتم حنوا إليكم‪ ،‬وإن فقدتم بكوا عليكخخم‪ ،‬يخخا بنخخي إن القلخخوب‬
‫جنود مجندة‬

‫)‪ (1‬يعنى عوض الراء أي " حين " )ب(‪ (2) .‬في )ك(‪ :‬مصائبي‪ (3) .‬فروع الكخخافي‬
‫)الجزء الثالث من الطبعة الحديثة(‪ 220 :‬و ‪ (4) .221‬في )ك(‪ :‬قدر‪(5) .‬‬
‫اصول الكافي )الجزء الثاني من الطبعة الحديثة(‪.236 :‬‬

‫]‪[248‬‬

‫تتلحظ بالمودة وتتناجى بها‪ ،‬وكذلك هي في البغض‪ ،‬فإذا أحببتم الرجل من غير خير‬
‫سبق منه إليكم فارجوه‪ ،‬وإذا أبغضتم الرجل من غيخخر سخخوء سخخبق منخخه إليكخخم‬
‫فاحذروه )‪ - 51 .(1‬كا‪ :‬أبخو علخي الشخعري‪ ،‬عخن محمخخد بخن عبخد الجبخخار‪،‬‬
‫ومحمد بن إسماعيل عن الفضل‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن عبد الرحمن بخن الحجخاج‬
‫قال‪ :‬بعث إلي أبو الحسن موسى عليخخه السخخلم بوصخخية أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم )‪ :(2‬بسم ال الرحمن الرحيم هذا ما أوصى بخخه علخخي بخخن أبخخي طخخالب‬
‫أوصخخى أنخخه يشخخهد أن ل إلخخه إل ال خ وحخخده ل شخخريك لخخه‪ ،‬وأن محمخخدا عبخخده‬
‫ورسخخوله‪ ،‬أرسخخله بالهخخدى وديخخن الحخخق ليظهخخره علخخى الخخدين كلخخه ولخخو كخخره‬
‫المشركون‪ ،‬صلى ال عليه وآله‪ ،‬ثم إن صلتي ونسكي ومحياي وممخخاتي ل خ‬
‫رب العالمين‪ ،‬ل شريك له وبذلك امرت وأنا من المسلمين‪ .‬ثم إني اوصيك يا‬
‫حسن وجميع أهل بيتي وولدي ومن بلغه كتابي بتقوى ال ربكخخم‪ ،‬ول تمخخوتن‬
‫إل وأنتخخم مسخخلمون‪ ،‬واعتصخخموا بحبخخل الخ جميعخخا ول تفرقخخوا فخخإني سخخمعت‬
‫رسول ال صلى ال عليخخه والخخه يقخخول‪ :‬صخخلح ذات الخخبين أفضخخل مخخن عامخخة‬
‫الصلة والصيام وإن المبيرة الحالقة للدين فساد ذات الخخبين‪ ،‬ول قخخوة إل بخخال‬
‫العلي العظيم‪ ،‬انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهون ال عليكم الحسخخاب‪ .‬ال خ‬
‫ال في اليتام‪ ،‬فل تغيروا )‪ (3‬أفواههم‪ ،‬ول تضيعوا بحضرتكم‪ ،‬فقد سخخمعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله يقول‪ " :‬من عال يتيمخخا حخختى يسخختغني أوجخخب‬
‫ال عزوجل له بذلك الجنة‪ ،‬كما أوجب ال لكل مال اليتيم النار "‪.‬‬

‫)‪ (1‬امالي ابن الشيخ‪ (2) .27 :‬الوصية المذكورة في المتخخن هخخي الوصخخية الثانيخخة لخخه‬
‫عليه السلم كما في المصدر‪ ،‬ولم يذكر الولى لنه ذكرها في باب صدقاته‬
‫ومواليه عليه السلم تحت الرقم ‪ 4‬وكذا في باب سخائه عليه السخخلم ج ‪41‬‬
‫ص ‪ 39‬و ‪ (3) .40‬في المصدر‪ :‬فل تغبوا افواههم ول يضيعوا‪(*) .‬‬
‫]‪[249‬‬

‫ال ال في القرآن‪ ،‬فل يسبقكم إلى العمل بخه أحخد غيركخم‪ .‬الخ الخ فخي جيرانكخم‪ ،‬فخإن‬
‫النبي صلى ال عليه واله أوصى بهم‪ ،‬ومخا زال رسخول الخ صخلى الخ عليخه‬
‫واله يوصي بهم حتى ظننا أنه سخخيورثهم‪ .‬الخ الخ فخخي بيخخت ربكخخم‪ ،‬فل يخلخخو‬
‫منكم ما بقيتم‪ ،‬فإنه إن ترك لم تناظروا و أدنى ما يرجع به مخخن أمخخه أن يغفخخر‬
‫له ما سلف‪ .‬ال ال في الصلة فإنها خير العمل وإنها عمود دينكم‪ .‬ال ال في‬
‫الزكاة فإنها تطفئ غضب ربكم‪ .‬ال ال في شهر رمضخخان فخخإن صخخيامه جنخخة‬
‫من النار‪ .‬ال ال في الفقراء والمساكين فشاركوهم في معائشكم‪ .‬ال خ الخ فخخي‬
‫الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم‪ ،‬فإنما يجاهد رجلن‪ :‬إمام هخخدى أو مطيخخع‬
‫له مقتد بهداه‪ .‬ال ال في ذرية نخبيكم فل يظلمخن بحضخرتكم وبيخن ظهرانيكخم‬
‫وأنتم تقدرون على الدفع عنهم‪ .‬ال ال فخخي أصخخحاب نخخبيكم الخخذين لخخم يحخخدثوا‬
‫حدثا ولم يؤوا محدثا‪ ،‬فإن رسول ال صلى ال عليه والخخه أوصخخى بهخخم ولعخخن‬
‫المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدث‪ .‬ال ال في النساء وفيما ملكخخت‬
‫أيمانكم‪ ،‬فإن آخر ما تكلم به نبيكم صخخلى الخ عليخخه والخخه أن قخخال‪ " :‬اوصخخيكم‬
‫بالضعيفين‪ :‬النساء وما ملكت أيمانكم "‪ .‬الصلة الصخخلة الصخخلة‪ ،‬ل تخخخافوا‬
‫في ال لومة لئم‪ ،‬يكفيكم )‪ (1‬ال من آذاكم و ]من[ بغى عليكم‪ ،‬قولخوا للنخاس‬
‫حسنا كما أمركخخم الخ عزوجخخل‪ ،‬ول تخختركوا المخخر بخخالمعروف والنهخخي عخخن‬
‫المنكر فيولي ال أمركم شراركم‪ ،‬ثم تدعون فل يستجاب لكم عليهم‪ ،‬وعليكخخم‬
‫يخخا بنخخي بالتواصخخل والتبخخاذل والتبخخار‪ ،‬وإيخخاكم والتقخخاطع و التخخدابر والتفخخرق‪،‬‬
‫وتعاونوا )‪ (2‬على البر والتقوى ول تعاونوا على الثم والعدوان‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يكفكم‪ (2) .‬في المصدر‪ " :‬تعانوا " في الموضعين‪.‬‬

‫]‪[250‬‬

‫واتقوا ال إن ال شديد العقاب‪ ،‬حفظكم ال من أهل بيت وحفظ فيكخخم نخخبيكم أسخختودعكم‬
‫ال وأقرأ عليكم السلم ورحمة ال )‪ .(1‬ثم لم يخخزل يقخخول‪ " :‬ل إلخخه إل ال خ "‬
‫حتى قبض صلوات ال عليه ورحمته في ثلث ليال من العشر الواخخخر ليلخخة‬
‫ثلث وعشرين من شهر رمضان ليلة الجمعة سنة أربعين من الهجرة‪ ،‬وكان‬
‫ضرب ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان )‪ - 52 .(2‬يه‪ :‬روي عن سليم‬
‫بن قيس الهللي قال‪ :‬شهدت وصية علي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه السخخلم حيخخن‬
‫أوصى إلى ابنه الحسن عليه السلم وأشهد على وصيته الحسين عليه السخخلم‬
‫ومحمدا وجميع ولده وجميع رؤساء أهل بيته وشيعته عليهم السخخلم‪ ،‬ثخخم دفخخع‬
‫إليه الكتاب والسلح‪ ،‬ثم قال عليه السلم‪ :‬يا بني أمرني رسول ال صلى ال خ‬
‫عليه واله أن اوصي إليك وأن أدفع إليخخك كتخخبي وسخخلحي‪ ،‬كمخخا أوصخخى إلخخي‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله ودفع إلي كتبه وسلحه‪ ،‬وأمرني أن آمرك إذا‬
‫حضرك الموت أن تدفعه إلى أخيك الحسين عليه السلم‪ ،‬ثخخم أقبخخل )‪ (3‬علخخى‬
‫ابنه الحسين عليه السلم فقال‪ :‬وأمخرك رسخول الخ صخلى الخ عليخخه والخخه أن‬
‫تدفعه إلى ابنك علي بن الحسين‪ ،‬ثخم أقبخل علخى )‪ (4‬علخي بخن الحسخين عليخه‬
‫السلم فقال‪ :‬وأمرك رسول ال صخخلى الخ عليخه والخه أن تخخدفع وصخيتك إلخخى‬
‫ابنك محمد بن علي‪ ،‬فأقرأه من رسول ال صلى ال عليه واله ومني السخخلم‪،‬‬
‫ثم أقبل على ابنه الحسن عليه السخخلم فقخخال‪ :‬يخخا بنخخي أنخخت ولخخي المخخر بعخخدي‬
‫وولي الدم‪ ،‬فإن عفوت فلك وإن قتلت فضربة مكان ضربة‪ ،‬ول تأثم‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫اكتب‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم هذا ما أوصى بخخه علخخي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه‬
‫السلم‪ ،‬ثم ساق الحديث إلى آخر ما رواه الكليني )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ورحمة ال وبركاته‪ (2) .‬فروع الكافي )الجزء السخخابع مخخن الطبعخخة‬
‫الحديثة(‪ 51 :‬و ‪ .52‬والسند مذكور في صفحة ‪ (3) .49‬في المصدر‪ :‬قخخال‬
‫ثم اقبل‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬قال ثخخم اقبخخل علخخى ابنخخه ا‍ه‪ (5) .‬مخخن ل يحضخخره‬
‫الفقيه‪ 523 :‬و ‪.524‬‬

‫]‪[251‬‬

‫ايضاح‪ :‬قخخال الفيخخروز آبخخادي‪ :‬الحالقخخة‪ :‬الخصخخلة الخختي مخخن شخخأنها أن تحلخخق أي تهلخخك‬
‫وتستأصل الدين كما يستأصل الموسى الشعر )‪ .(1‬وقال ابن أبي الحديخخد بعخخد‬
‫إيراد تلك الوصخخية فخخي شخخرح نهخخج البلغخخة‪ :‬قخخوله‪ " :‬فل تغيخخروا أفخخواههم "‬
‫يحتمخخل تفسخخيرين‪ :‬أحخخدهما ل تجيعخخوهم فخخإن الجخخائع فمخخه تتغيخخر نكهتخخه )‪،(2‬‬
‫والثاني ل تحوجوهم إلى تكرار الطلب والسخخؤال‪ ،‬فخخإن السخخائل ينضخخب ريقخخه‬
‫وتنشف لهواته وتتغير ريح فمه‪ ،‬انتهى )‪ .(3‬قوله عليه السلم‪ " :‬لم تنخخاظروا‬
‫" أي لم تمهلوا‪ ،‬بل ينزل عليكم العذاب من غيخخر مهلخخة‪ .‬وقخال الجخخزري‪ :‬فخخي‬
‫حديث المدينة‪ " :‬من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا " الحدث‪ :‬المر الحادث‬
‫المنكر الذي ليس بمعتاد ول معروف في السنة‪ ،‬والمحدث يروى بكسر الدال‬
‫وفتحها على الفاعل والمفعول‪ ،‬فمعنى الكسر‪ :‬من نصر جانيا و آواه وأجخخاره‬
‫من خصمه وحال بينه وبين أن يقتص منه‪ ،‬وبالفتح هو المر المبتخخدع نفسخخه‪،‬‬
‫ويكون معنى اليواء فيه الرضى به والصبر عليه‪ ،‬فإنه إذا رضي بالبدعخخة و‬
‫أقر فاعلها عليها ولخخم ينكرهخخا فقخخد آواهخخا‪ ،‬انتهخخى )‪ .(4‬قخخوله عليخخه السخخلم‪" :‬‬
‫وحفظ فيكم نبيكم " أي جعل الناس بحيث يرعون فيكم حرمته صلى ال عليه‬
‫واله‪ ،‬أو حفظ سننه وأطواره صلى ال عليه واله فيكم‪ ،‬أو يحفظكم لنتسخخابكم‬
‫إليه صلى ال عليه واله والول أظهر‪ - 53 .‬كا‪ :‬علي بخخن محمخد رفعخخه قخال‪:‬‬
‫قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬لما غسل أمير المؤمنين عليه السلم نخخودوا مخخن‬
‫جانب البيت‪ :‬إن أخذتم مقدم السرير كفيتم مؤخره‪ ،‬وإن أخذتم‬
‫)‪ (1‬هذا المعنى غيخخر مخخذكور فخخي القخخاموس‪ ،‬وذكخخره فخخي النهايخخة ‪ (2) .251 :1‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬يخلف فمه ويتغير نكهته‪ (3) .‬شرح النهج ‪ (4) .69 :2‬النهاية ‪:1‬‬
‫‪ .207‬وفيه‪ :‬واقر فاعلها ولم ينكر عليه فقد آواه‪.‬‬

‫]‪[252‬‬

‫مؤخره كفيتم مقدمه )‪ - 54 .(1‬نبه‪ :‬محمد بن الحسن القضباني )‪ ،(2‬عن إبراهيم بخخن‬
‫محمد بن مسلم الثقفي عن عبد ال بن بلح المنقري‪ ،‬عن شخخريك‪ ،‬عخخن جخخابر‪،‬‬
‫عن أبخخي حمخخزة اليشخخكري‪ ،‬عخخن قدامخخة الودي‪ ،‬عخخن إسخخماعيل بخخن عبخخد الخ‬
‫الصخخلعي ‪ -‬وكخخان )‪ (3‬لخخه صخخحبة ‪ -‬قخخال‪ :‬لمخخا كخخثر الختلف بيخخن أصخخحاب‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله وقتخخل عثمخخان بخخن عفخخان تخخخوفت علخخى نفسخخي‬
‫الفتنة‪ ،‬فاعتزمت على اعتزال الناس‪ ،‬فتنحيت إلى سخخاحل البحخخر فخخأقمت فيخخه‬
‫حينا ل أدري ما فيه الناس )‪ ،(4‬فخرجت من بيتي لبعض حوائجي وقخخد هخخدأ‬
‫الليل ونام الناس‪ ،‬فإذا أنا برجل على ساحل البحر يناجي ربه ويتضخخرع إليخخه‬
‫بصوت أشج )‪ (5‬وقلب حزين‪ ،‬فآنست )‪ (6‬إليه من حيث ل يرانخخي‪ ،‬فسخخمعته‬
‫يقول‪ :‬يا حسن الصحبة يا خليفة النبيين يا أرحم الراحمين‪ ،‬البدئ البديع الذي‬
‫ليس مثلك )‪ (7‬شئ‪ ،‬والدائم غير الغافل‪ ،‬والحي الذي ل يموت‪ ،‬أنت كل يخخوم‬
‫في شأن‪ ،‬أنت خليفخخة محمخخد صخخلى الخ عليخخه والخخه و ناصخخر محمخخد ومفضخخل‬
‫محمد‪ ،‬أسألك )‪ (8‬أن تنصر وصي محمد وخليفة محمخخد والقخخائم بالقسخخط بعخخد‬
‫محمد‪ ،‬اعطف عليه بنصر أو توفه برحمة‪.‬‬

‫)‪ (1‬اصول الكافي )الجزء الول من الطبعة الحديثة( ‪ (2) .457 :1‬فخخي المصخخدر و‬
‫)ت(‪ :‬القصبانى‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬وكخخانت‪ (4) .‬فخخي المصخخدر بعخخد ذلخخك‪:‬‬
‫معتزل لهل الهجر والرجاف ا‍ه‪ (5) .‬كذا في )ك(‪ .‬وفى غيره من النسخخخ‬
‫" شج "‪ .‬والصحيح كما في المصدر‪ :‬شجى‪ .‬أي حزين‪ (6) .‬كخخذا فخخي )ك(‪:‬‬
‫وفى غيره من النسخ " فأنصت "‪ .‬وفخخى المصخخدر‪ :‬فنضخخت إليخخه وأصخخغيت‬
‫إليه‪ (7) .‬في هامش )ك(‪ :‬كمثله خ ل‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬أنخخت الخخذى أسخخألك‬
‫ا‍ه‪.‬‬

‫]‪[253‬‬

‫قال‪ :‬ثم رفع رأسه وجلس بقدر التشهد )‪ (1‬ثم إنخخه سخخلم فيمخخا أحسخخب تلقخخاء وجهخخه‪ ،‬ثخخم‬
‫مضى فمشى على الماء‪ ،‬فناديته مخخن خلفخخه‪ :‬كلمنخخي يرحمخخك الخخ‪ ،‬فلخخم يلتفخخت‬
‫وقال‪ :‬الهادي خلفك فاسأله عن أمر دينك‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬مخخن هخخو يرحمخخك الخ ؟‬
‫قال‪ :‬وصي محمد صلى ال عليه واله من بعده‪ ،‬فخرجت متوجها إلى الكوفخخة‬
‫فأمسيت دونها‪ ،‬فبت قريبا من الحيرة‪ ،‬فلما جن لي )‪ (2‬الليل إذ أنا برجخخل قخخد‬
‫أقبل حتى استتر برابية )‪ ،(3‬ثم صف قدميه فأطال المناجاة‪ ،‬فكان فيمخخا قخخال‪:‬‬
‫اللهم إني سرت فيهم بما أمرني رسولك وصفيك فظلموني‪ ،‬وقتلخخت المنخخافقين‬
‫كما أمرتني فجهلوني‪ .‬وقد مللتهم وملوني و أبغضتهم وأبغضخخوني‪ ،‬ولخخم تبخخق‬
‫خله أنتظرها إل المخخرادي‪ ،‬اللهخخم فعجخخل لخخه الشخخقاء )‪ (4‬وتغمخخدني بالسخخعادة‪،‬‬
‫اللهم قد وعدني نبيك أن تتوفاني إليك إذا سألتك‪ ،‬اللهم وقخخد رغبخخت إليخخك فخخي‬
‫ذلك‪ ،‬ثم مضى‪ ،‬فتبعته )‪ (5‬فدخل منزله‪ ،‬فإذا هو علخخي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬فلم ألبخث إذ نخادى المنخادي بالصخلة‪ ،‬فخخرج وتبعتخه حختى دخخل‬
‫المسجد فعمه ابن ملجم لعنه ال بالسخيف )‪ - 55 .(6‬نبخخه‪ :‬لمخخا احتضخر أميخر‬
‫المؤمنين عليه السلم جمع بنيه حسنا وحسينا ومحمد بن الحنفيخخة والصخخاغر‬
‫من ولده فوصاهم )‪ (7‬وكان في آخر وصيته‪ :‬يا بني عاشخخروا النخخاس عشخخرة‬
‫إن غبتم حنوا إليكم وإن فقدتم بكوا عليكم‪ ،‬يا بني إن القلوب جنخخد )‪ (8‬مجنخخدة‬
‫تتلحظ بالمودة وتتناجى بها‪ ،‬وكذلك هي في البغض‪ ،‬فإذا أحسستم من‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وقعد مقدار التشهد‪ (2) .‬كذا في )ك(‪ .‬وفي غيره من النسخ " جننى‬
‫"‪ .‬وفخخي المصخخدر‪ :‬اجننخخى‪ (3) .‬الرابيخخة‪ :‬مخخا ارتفخخع مخخن الرض‪ (4) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬الشقاوة‪ (5) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬فقفخخوته‪ (6) .‬تنخخبيه الخخخواطر ونزهخخة‬
‫النواظر ‪ 2 :2‬و ‪ (7) .3‬في المصدر‪ :‬فوصى لهم‪ (8) .‬في المصدر‪ ،‬جنود‪.‬‬

‫]‪[254‬‬

‫أحد في قلبكم شيئا فاحذروه )‪ - 56 .(1‬د‪ :‬قال الواقدي‪ :‬آخر كلمة قالها أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم‪ :‬يا بني إذا مت فالحقوا بي ابن ملجم لعنه ال اخاصخخمه عنخخد رب‬
‫العالمين‪ ،‬ثم قرأ‪ " :‬فمن يعمخل مثقخال ذرة خيخرا يخره ومخن يعمخل مثقخال ذرة‬
‫شرا يره )‪ " (2‬ولما توفي عليه السلم غسله ابناه الحسن والحسين وعبد ال خ‬
‫بن جعفر‪ ،‬وقيل‪ :‬محمد بن الحنفية‪ ،‬وقيل‪ :‬إنخخه لخخم يغسخخل لنخخه سخخيد الشخخهداء‪،‬‬
‫قيل‪ :‬كفن في ثلثة أثواب بيض ليس فيها قميص ول عمامة وكان عنخخده مخخن‬
‫بقايا حنوط رسول ال صلى ال عليه واله‪ ،‬فحنطوه بهخخا‪ ،‬وصخخلى عليخخه ولخخده‬
‫الحسن عليه السلم‪ ،‬وكبر عليه خمسا‪ ،‬وقيل‪ :‬ستا‪ ،‬وقيل‪ ،‬سخخبعا )‪- 57 .(3‬‬
‫نهج‪ :‬من كلم له عليه السلم قبيل موته على سبيل الوصية‪ :‬وصيتي لكخخم أن‬
‫تشركوا بال شيئا‪ ،‬ومحمخخد صخخلى الخ عليخخه والخخه فل تضخخيعوا سخخنته‪ ،‬أقيمخخوا‬
‫هذين العمودين‪ ،‬وخلكم ذم‪ ،‬أنخخا بخخالمس صخخاحبكم واليخخوم عخخبرة لكخخم وغخخدا‬
‫مفارقكم إن أبق فأنا ولي دمي وإن أفن فالفناء ميعادي‪ ،‬وإن أعف فخخالعفو لخخي‬
‫قربة وهو لكم حسنة‪ ،‬فاعفوا أل تحبون أن يغفر ال لكم ؟ وال ما فجأني مخخن‬
‫المخخوت وارد كرهتخخه ول طخخالع أنكرتخخه‪ ،‬ومخخا كنخخت إل كقخخارب ورد وطخخالب‬
‫وجد‪ ،‬وما عند ال خير للبرار‪ .‬وقد مضى بعخخض هخخذا الكلم فيمخخا تقخخدم مخخن‬
‫الخطب‪ ،‬إل أن فيه ههنا زيادة أوجبت تكراره‪ .‬ومن وصخخية لخخه عليخخه السخخلم‬
‫بما يعمل في أمواله كتبها بعد منصرفه من صفين‪ :‬هذا مخخا أمخخر بخخه عبخخد ال خ‬
‫علي بن أبي طالب أمير المؤمنين في ماله ابتغاء وجه ال‪ ،‬ليولجني به الجنخخة‬
‫ويعطيني المنة منها‪ ،‬وإنه يقوم بذلك الحسن بن علخي يأكخل منخخه بخالمعروف‬
‫وينفق منه في المعروف‪ ،‬فإن حدث بحسن حدث وحسين حي‬

‫)‪ (1‬تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ‪ .75 :2‬وفيه‪ ،‬فإذا احببتخخم الرجخخل مخخن غيخخر خيخخر‬
‫سبق منه اليكم فارجوه‪ ،‬فإذا ابغضتم الرجل من غير سخخوء سخخبق منخخه اليكخخم‬
‫فاحذروه‪ (2) .‬سورة الزلزال‪ 7 :‬و ‪ (3) .8‬مخطوط‪.‬‬

‫]‪[255‬‬

‫قام بالمر بعده‪ ،‬وأصدر مصدره‪ ،‬وإن لبني فاطمة )‪ (1‬من صخخدقة علخخي مثخخل الخخذي‬
‫لبني علي‪ ،‬وإني إنما جعلخخت القيخخام بخخذلك إلخخى ابنخخي فاطمخخة ابتغخخاء وجخخه الخ‬
‫وقربة إلى رسول ال صلى ال عليه واله وتكريما لحرمته وتشريفا لوصلته‪،‬‬
‫ويشترط على الذي يجعله إليه أن يترك المال على اصخخوله وينفخخق مخخن ثمخخره‬
‫حيث امر به وهدي له‪ ،‬وأن ل يبيع مخخن أولد نخيخخل هخخذه القخخرى وديخخة حخختى‬
‫تشكل أرضها غراسا‪ ،‬ومن كان من إمائي اللتي أطوف عليهخخن لهخخا ولخخد أو‬
‫هي حامل فتمسك على ولدها وهي حظه‪ ،‬فخخإن مخخات ولخخدها وهخخي حيخخة فهخخي‬
‫عتيقة‪ ،‬قد أفرج عنها الرق وحررها )‪ (2‬العتق‪ .‬قخخوله عليخخه السخخلم فخخي هخخذه‬
‫الوصخخية‪ " :‬وأن ل يخخبيع مخخن نخلهخخا وديخخة " الوديخخة‪ :‬الفسخخيلة وجمعهخخا ودي‪.‬‬
‫وقوله عليه السلم‪ " :‬حتى تشخخكل أرضخخها غراسخخا " هخخو مخخن أفصخخح الكلم‪،‬‬
‫والمراد به أن الرض يكثر فيها غرائس النخل حتى يراها الناظر على غيخخر‬
‫تلك الصفة التي عرفها بها‪ ،‬فيشكل عليه أمرها ويحسخخبها غيرهخخا )‪ .(3‬بيخخان‪:‬‬
‫قال الجزري في حديث علي عليه السلم‪ " :‬خلكم ذم ما لخخم تشخخردوا " يقخخال‬
‫افعل ذلك وخلك ذم‪ ،‬أي اعذرت وسقط عنك الذم )‪ .(4‬قال ابن أبي الحديخخد‪:‬‬
‫لقائل أن يقول‪ :‬إذا أوصاهم بالتوحيد واتباع سنة النخبي صخلى الخ عليخه والخه‬
‫فقد دخل فيهما جميع ما يجب أن يفعل‪ ،‬ففي أي شخئ يقخول " وخلكخم ذم " ؟‬
‫والجواب أن كثيرا من الصحابة والتابعين كانوا قد كلفوا أنفسهم امخخورا شخخاقة‬
‫جدا‪ ،‬فمنهم من كان يقوم الليل كله‪ ،‬ومنهم من كان يصوم الدهر كلخخه‪ ،‬ومنهخخم‬
‫تخخارك النكخخاح‪ ،‬ومنهخخم تخخارك المطخخاعم والملبخخس‪ ،‬وكخخانوا يتفخخاخرون بخخذلك‬
‫ويتنافسخخون‪ ،‬فخخأراد عليخخه السخخلم أن المهخخم العظخخم القيخخام بالتوحيخخد والسخخنن‬
‫المؤكدة المعلومة من دين محمد‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬لبنى فاطمة‪ (2) .‬في )ك(‪ :‬وحضخخرها‪ (3) .‬نهخخج البلغخخة )عبخخده ط‬
‫مصر( ‪ (4) .23 - 21 :2‬النهاية ‪.319 :1‬‬
‫]‪[256‬‬

‫صلى ال عليه وآله ول عليكم بالخلل بما عدا ذلك )‪ (1‬وقال الخليل‪ :‬القارب‪ :‬طالب‬
‫الماء ليل‪ .‬قوله عليه السخخلم‪ " :‬بخخالمعروف " أي مخخن غيخخر إسخخراف وتقخختير‪.‬‬
‫قوله‪ " :‬في المعروف " أي في وجوه البر‪ ،‬والضمير في قوله‪ " :‬مصخخدره "‬
‫إما راجع إلى المخخر أو إلخخى الحسخخن عليخخه السخخلم‪ .‬قخخوله عليخخه السخخلم‪ " :‬أن‬
‫يترك المال على اصوله " كناية عن عخخدم إخراجخخه بخخبيع أو هبخخة أو غيرهمخخا‬
‫من وجوه الملك‪ .‬و الودية‪ :‬النخلة الصغيرة‪ - 78 .‬نهج‪ :‬من وصيته للحسن‬
‫والحسين عليهما السلم لما ضخخربه ابخخن ملجخخم لعنخخه الخ و أخخخزاه‪ :‬اوصخخيكما‬
‫بتقوى الخ وأن ل تبغيخخا الخخدنيا وإن بغتكمخخا‪ ،‬ول تأسخخفا علخخى شخخئ منهخخا زوي‬
‫عنكمخخا‪ ،‬وقخول بخالحق واعمل للخخرة )‪ (2‬وكونخخا للظخالم خصخماو للمظلخخوم‬
‫عونا‪ .‬اوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى ال ونظم أمركم‬
‫وصلح ذات بينكم‪ ،‬فإني سمعت جدكما صلى ال عليخخه والخخه يقخخول‪ :‬صخخلح‬
‫ذات البين أفضل من عامة الصخخلة والصخخيام‪ ،‬الخ الخ فخخي اليتخخام فل تغبخخوا‬
‫أفواههم ول يضيعوا بحضرتكم‪ ،‬وال ال في جيرانكم فإنه وصخخية نخخبيكم‪ ،‬مخخا‬
‫زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم وال ال في القرآن ل يسبقكم بالعمل‬
‫به غير كم‪ ،‬وال ال في الصلة فإنها عمود دينكم وال ال فخخي بيخخت ربكخخم ل‬
‫تخلخخوه مخا بقيتخخم‪ ،‬فخإنه إن تخرك لخم تنخخاظروا‪ ،‬والخ الخ فخخي الجهخاد بخأموالكم‬
‫وأنفسكم وألسنتكم في سبيل ال‪ ،‬وعليكم بالتواصل والتباذل‪ ،‬وإيخخاكم والتخخدابر‬
‫والتقخخاطع‪ ،‬ل تخختركوا المخخر بخخالمعروف والنهخخي عخخن المنكخخر فيخخولى عليكخخم‬
‫أشراركم ثم تدعون فل يستجاب لكم‪ .‬ثم قال‪ :‬يا بنخخي عبخخد المطلخخب ل ألفينكخخم‬
‫تخوضون دماء المسلمين خوضا تقولون‪ :‬قتل أمير المخخؤمنين‪ ،‬أل ل يقتلخخن )‬
‫‪ (3‬بي إل قاتلي‪ ،‬انظروا إذا أنامت من ضربته هذه‬

‫)‪ (1‬شرح النهج ‪ 647 :3‬و ‪ .648‬وقد نقله ملخصخخا‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬للجخخر‪(3) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬ل تقتلن‪.‬‬

‫]‪[257‬‬

‫فاضربوه ضربة بضربة‪ ،‬ول يمثل بالرجل فإني سمعت رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫واله يقول‪ :‬إياكم والمثلة ولو بخخالكلب العقخخور )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬بغخخاه‪ :‬طلبخخه‪ .‬وزواه‬
‫عنه‪ :‬قبضه وصرفه‪ .‬قوله عليه السلم‪ " :‬ال ال " أي اتقوا ال واذكروا ال‪.‬‬
‫قوله عليه السلم‪ " :‬فل تغبوا أفواههم " أي ل تجيعوهم بأن تطعمخخوهم يومخخا‬
‫وتتركوهم يوما‪ .‬وروي " فل تغيروا أفواههم " والمعنى واحخخد‪ ،‬فخخإن الجخخائع‬
‫يتغير فمخخه‪ .‬قخخوله عليخخه السخخلم‪ " :‬فخخإنه وصخخية نخخبيكم " الحمخخل للمبالغخخة‪ ،‬أي‬
‫أوصاكم فيهم‪ .‬وألفاه‪ :‬وجده‪ .‬وقال الجزري‪ :‬يقال‪ :‬مثلت بالحيوان إذا قطعخخت‬
‫أطرافه وشوهت به‪ ،‬و مثلت بالقتيل إذا جدعت أنفه واذنه ومخخذاكيره أو شخخيئا‬
‫من أطرافه‪ ،‬فأما مثل ‪ -‬بالتشديد ‪ -‬للمبالغخخة )‪ .(2‬تخخذنيب‪ :‬سخخئل الشخخيخ المفيخخد‬
‫قدس ال روحه في المسائل العكبرية‪ :‬المام عندنا مجمخخع علخخى أنخخه يعلخخم مخخا‬
‫يكون‪ ،‬فما بال أمير المؤمنين عليه السلم خرج إلخخى المسخخجد وهخخو يعلخخم أنخخه‬
‫مقتول وقد عرف قاتله والوقت والزمان ؟ وما بال الحسخخن بخخن علخخي عليهمخخا‬
‫السلم سار إلى الكوفة وقد علم أنهم يخذلونه ول ينصرونه وأنخخه مقتخخول فخخي‬
‫سفرته تبك ؟ ولم لما حصخخروا وعخخرف أن المخاء قخد منخع منخه وأنخخه إن حفخخر‬
‫أذرعا قريبخخة نبخخع المخخاء ولخخم يحفخخر وأعخخان علخخى نفسخخه حخختى تلخخف عطشخخا ؟‬
‫والحسن عليخخه السخخلم وادع معاويخخة و هخخادنه وهخخو يعلخخم أنخخه ينكخخث ول يفخخي‬
‫ويقتل شيعة أبيه عليخخه السخلم‪ ،‬فأجخاب الشخيخ رحمخه الخ عنهخخا بقخوله‪ :‬وأمخخا‬
‫الجخواب عخن قخوله‪ " :‬إن المخام يعلخم مخا يكخون " فإجماعنخا أن المخر علخى‬
‫خلف ما قال‪ ،‬وما أجمعت الشيعة على هذا القول‪ ،‬وإنما إجماعهم ثابت على‬
‫أن المام يعلم الحكم في كل ما يكون دون أن يكون عالما بأعيخخان مخخا يحخخدث‬
‫ويكون على التفصيل والتمييز‪ ،‬وهذا يسقط الصل الخخذي بنخخى عليخخه السخخولة‬
‫بأجمعها‪ ،‬ولسنا‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ‪ (2) .80 - 78 :2‬النهاية ‪.77 :4‬‬

‫]‪[258‬‬

‫نمنع أن يعلم المام أعيان مخا يحخدث ويكخون )‪ (1‬بخإعلم الخ تعخالى ]لخه[ ذلخك‪ ،‬فأمخا‬
‫القول بأنه يعلم كل ما يكون فلسنا نطلقه ول نصخخوب قخخائله‪ ،‬لخخدعواه فيخخه مخخن‬
‫غير حجة ول بيان‪ ،‬والقول‪ :‬بأن أمير المؤمنين عليه السلم كخخان يعلخخم قخخاتله‬
‫والوقت الذي كان يقتل فيه فقد جاء الخبر متظاهرا أنه كان يعلخخم فخخي الجملخخة‬
‫أنه مقتول‪ ،‬وجاء أيضا بأنه يعلم قاتله على التفصيل‪ ،‬فأمخخا علمخخه بخخوقت قتلخخه‬
‫فلم يأت عليخخه أثخخر علخخى التحصخخيل ولخخو جخاء بخخه أثخخر لخخم يلخخزم فيخخه مخا يظنخخه‬
‫المعترضخخون‪ ،‬إذ كخخان ل يمتنخع أن يتعبخخده الخ تعخخالى بالصخبر علخخى الشخخهادة‬
‫والستسلم للقتل‪ ،‬ليبلغه بذلك علو الدرجاب مال يبلغخخه إل بخخه‪ ،‬ولعلمخخه بخخأنه‬
‫يطيعخخه فخخي ذلخخك طاعخخة لخخو كلفهخخا سخخواه لخخم يردهخخا‪ ،‬ول يكخخون بخخذلك أميخخر ‪-‬‬
‫المؤمنين عليه السلم ملقيخخا بيخخده إلخخى التهلكخخة‪ ،‬ول معينخخا علخخى نفسخخه معونخخة‬
‫تستقبح في العقول‪ .‬وأما علم الحسين عليه السخخلم بخخأن أهخخل الكوفخخة خخخاذلوه‪،‬‬
‫فلسنا نقطع على ذلك‪ ،‬إذ ل حجة عليه مخخن عقخخل ول سخخمع‪ ،‬ولخخو كخخان عالمخخا‬
‫بذلك لكان الجواب عنه ما قد مناه في الجواب عن علم أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم بوقت قتله ومعرفة قاتله كما ذكرناه‪ .‬و أما دعواه علينخخا أنخخا نقخخول‪ :‬إن‬
‫الحسين عليه السلم كان عالما بموضع الماء قادرا عليخخه‪ ،‬فلسخخنا نقخخول ذلخخك‪،‬‬
‫ول جاء به خبر‪ ،‬على أن طلب الماء والجتهاد فيه يقضي بخلف ذلخخك ولخخو‬
‫ثبت أنه كان عالما بموضع الماء لم يمتنع في العقول أن يكخخون متعبخخدا بخخترك‬
‫السعي في طلب الماء من حيث كان ممنوعا منه حسب مخخا ذكرنخخاه فخخي أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ ،‬غيخخر أن ظخخاهر الحخخال بخلف ذلخخك علخخى مخخا قخخدمناه‪.‬‬
‫والكلم في علم الحسن عليه السلم بعاقبة موادعته معاوية بخلف مخخا تقخخدم‪،‬‬
‫وقد جاء الخبر بعلمه بذلك‪ ،‬وكان شاهد الحال له يقضي به‪ ،‬غير أنه دفخخع بخخه‬
‫عن تعجيل قتله وتسليم أصحابه له إلى معاوية‪ ،‬وكان في ذلك لطف في بقائه‬
‫إلى حال مضيه ولطف لبقاء كثير من شخخيعته وأهلخخه وولخخده‪ ،‬ودفخخع فسخخاد فخخي‬
‫الدين هو أعظم من الفساد الذي حصل عند هخدنته‪ ،‬وكخخان عليخه السخلم أعلخم‬
‫بما صنع لما ذكرناه وبينا الوجوه فيه‬

‫)‪ (1‬أي يكون علمه‪.‬‬

‫]‪[259‬‬

‫انتهى كلمه رفع ال مقامه‪ .‬أقول‪ :‬وسأل السيد مهنا بن سنان العلمة الحلخخي نخخور الخ‬
‫ضريحه عن مثل ذلك في أمير المؤمنين عليه السلم فأجخخاب بخخأنه يحتمخخل أن‬
‫يكون عليه السلم اخبر بوقوع القتل في تلك الليلة‪ ،‬ولم يعلم في أي وقت مخخن‬
‫تلك الليلة أو أي مكان يقتل‪ ،‬وأن تكليفه عليه السلم مغاير لتكليفنخخا‪ ،‬فجخاز أن‬
‫يكون بذل مهجته الشريفة في ذات ال تعالى‪ ،‬كما يجب على المجاهد الثبات‪،‬‬
‫وإن كان ثباته يفضي إلى القتل‪ .‬تذييل‪ :‬رأينا في بعض الكتب القديمخخة روايخخة‬
‫في كيفية شهادته عليه السلم أوردنا منخه شخيئا ممخا يناسخب كتابنخا هخذا علخى‬
‫وجه الختصار‪ ،‬قال‪ :‬روى أبو الحسن علي بن عبد الخ بخن محمخخد البكخري‪،‬‬
‫عن لوط بن يحيى‪ ،‬عن أشياخه وأسلفه قالوا‪ :‬لما توفي عثمان وبخخايع النخخاس‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم كان رجل يقال له حبيب بخخن المنتجخخب واليخخا علخخى‬
‫بعض أطراف اليمن من قبل عثمخخان‪ ،‬فخخأقره علخخي عليخخه السخخلم علخخى عملخخه‪،‬‬
‫وكتب إليه كتابا يقول فيه‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم من عبد ال أمير المؤمنين‬
‫علي بن أبي طالب إلى حبيب ابن المنتجب‪ ،‬سلم عليك‪ ،‬أما بعد فخخإني أحمخخد‬
‫ال الذي ل إله إل هو‪ ،‬واصلي على محمد عبده ورسوله‪ ،‬وبعد فخخإني وليتخخك‬
‫ما كنت عليه لمخخن كخخان مخخن قبخخل‪ ،‬فأمسخخك )‪ (1‬علخخى عملخخك‪ ،‬وإنخخي اوصخخيك‬
‫بالعدل في رعيتك‪ ،‬والحسخان إلخى أهخل مملكتخك‪ ،‬واعلخم ان مخن ولخي علخي‬
‫رقاب عشرة مخن المسخلمين ولخم يعخدل بينهخم حشخره الخ يخوم القيامخة و يخداه‬
‫مغلولتان إلى عنقه‪ ،‬ل يفكها إل عدله فخخي دار الخخدنيا‪ ،‬فخخإذا ورد عليخخك كتخخابي‬
‫هذا فاقرأه على من قبلك من أهل اليمن‪ ،‬وخذ لي البيعة على من حضرك من‬
‫المسلمين فإذا بايع القوم مثل بيعة الرضخخوان فخخامكث فخخي عملخخك‪ ،‬وأنفخخذ إلخخي‬
‫منهم عشرة يكونون من عقلئهم وفصحائهم وثقاتهم‪ ،‬ممن يكون أشدهم عونا‬
‫من أهل الفهم والشجاعة‬

‫)‪ (1‬في )خ( و )م(‪ :‬فامكث‪.‬‬


‫]‪[260‬‬

‫عارفين بال‪ ،‬عالمين بأديانهم‪ ،‬وما لهم ومخخا عليهخخم‪ ،‬وأجخخودهم رأيخخا‪ ،‬وعليخخك وعليهخخم‬
‫السلم‪ .‬وطوى الكتخخاب وختمخخه وأرسخله مخع أعرابخخي‪ ،‬فلمخا وصخخل إليخخه قبلخخه‬
‫ووضعه على عينيه ورأسه‪ ،‬فلما قرأه صخعد المنخبر فحمخخد الخ وأثنخخى عليخخه‪،‬‬
‫وصلى على محمد و آله ثم قال‪ :‬أيها الناس اعلموا أن عثمان قد قضى نحبه‪،‬‬
‫وقد بايع الناس من بعده العبد الصالح والمام الناصح أخا رسخخول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه واله وخليفته‪ ،‬وهو أحق بالخلفة وهخخو أخخخو رسخخول ال خ صخخلى الخ‬
‫عليه واله وابن عمخخه‪ ،‬وكاشخخف الكخخرب عخخن وجهخخه‪ ،‬وزوج ابنتخخه و وصخخيه‪،‬‬
‫وأبو سبطيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السخخلم فمخخا تقولخخون فخخي‬
‫بيعته و الدخول في طخخاعته ؟ قخخال‪ :‬فضخخج النخخاس بالبكخخاء والنحيخخب‪ ،‬وقخخالوا‪:‬‬
‫سمعا وطاعة وحبا وكرامة ل ولرسوله ولخي رسوله‪ ،‬فأخذ له البيعة عليهم‬
‫عامة‪ ،‬فلما بايعوا قال لهم‪ :‬اريد منكم عشرة من رؤسائكم وشخخجعانكم انفخخذهم‬
‫إليه كما أمرني به‪ ،‬فقالوا‪ :‬سخمعا وطاعخخة‪ ،‬فاختخخار منهخم مخائة ثخم مخن المخخائة‬
‫سبعين‪ ،‬ثم من السبعين ثلثين‪ ،‬ثم من الثلثين عشرة فيهخخم عبخخد الرحمخخن بخخن‬
‫ملجم المرادي لعنه ال‪ ،‬وخرجوا من ساعتهم‪ ،‬فلما أتوه عليخخه السخخلم سخخلموا‬
‫عليه وهنؤوه بالخلفة‪ ،‬فرد عليهم السلم و رحب بهم‪ ،‬فتقدم ابن ملجخخم وقخخام‬
‫بين يديه وقال‪ :‬السلم عليك أيها المام العادل والبدر التمام‪ ،‬والليخخث الهمخخام‪،‬‬
‫والبطل الضرغام‪ ،‬والفارس القمقام‪ ،‬ومن فضله ال على سائر النام‪ ،‬صخخلى‬
‫ال عليك وعلى آلك الكخخرام‪ ،‬أشخخهد أنخخك أميخخر المخخؤمنين صخخدقا وحقخخا‪ ،‬وأنخخك‬
‫وصي رسول ال صلى ال عليه واله والخليفة من بعده‪ ،‬ووارث علمه‪ ،‬لعخخن‬
‫ال من جحد حقك ومقامك‪ ،‬أصبحت أميرها وعميدها‪ ،‬لقد اشتهر بين البريخخة‬
‫عدلك‪ ،‬وهطلت شآبيب )‪ (1‬فضلك وسخخحائب رحمتخخك ورأفتخخك عليهخخم‪ ،‬ولقخخد‬
‫أنهضنا المير إليك‪ ،‬فسررنا بالقدوم عليك‪ ،‬فبوركت بهذه الطلعة المرضخخية‪،‬‬
‫وهنئت بالخلفة فخخي الرعيخخة‪ .‬ففتخخح أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم عينيخخه فخخي‬
‫وجهه‪ ،‬ونظر إلى الوفد فقربهم وأدناهم‬

‫)‪ (1‬هطل أي نخخزل متتابعخخا‪ .‬والشخخآبيب جمخخع الشخخؤبوب‪ :‬الدفعخخة مخخن المطخخر واول مخخا‬
‫يظهر من الحسن‪.‬‬

‫]‪[261‬‬

‫فلما جلسوا دفعوا إليه الكتاب‪ ،‬ففضه وقرأه وسر بما فيه‪ ،‬فأمر لكل واحخخد منهخخم بحلخخة‬
‫يمانية ورداء عدنية وفرس عربية‪ ،‬وأمر أن يفتقخدوا ويكرمخوا‪ ،‬فلمخا نهضخوا‬
‫قام ابن ملجم ووقف بين يديه وأنشد‪ :‬أنت الميهمن والمهذب ذوالندى * وابخخن‬
‫الضراغم في الطراز الول ال خصك يا وصي محمد * وحبخخاك فضخخل فخخي‬
‫الكتاب المنزل وحباك بالزهراء بنت محمد * حورية بنت النخخبي المرسخخل ثخخم‬
‫قال‪ :‬يا أمير المؤمنين ارم بنا حيث شئت لترى منا ما يسخخرك‪ ،‬فخخوال مخخا فينخخا‬
‫إل كل بطل أهيس‪ ،‬وحازم أكيس‪ ،‬وشجاع أشوس )‪ (1‬ورثنا ذلك عن البخخاء‬
‫والجداد‪ ،‬وكذلك نورثه صالح الولد‪ ،‬قال‪ :‬فاستحسن أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم كلمه من بين الوفد فقخخال لخخه‪ :‬مخخا اسخخمك يخخا غلم ؟ قخخال‪ :‬اسخخمي عبخخد‬
‫الرحمن‪ ،‬قال‪ :‬ابن من ؟ قال‪ :‬ابن ملجم المرادي‪ ،‬قال له‪ :‬أمرادي أنت ؟ قال‪:‬‬
‫نعم يا أمير المؤمنين‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬إنا ل وإنا إليخخه راجعخخون‪ ،‬ول حخخول‬
‫ول قوة إل بال العلي العظيم قال‪ :‬وجعل أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم يكخخرر‬
‫النظر إليه ويضرب إحدى يديه على الخرى ويسترجع‪ ،‬ثخخم قخخال لخخه‪ :‬ويحخخك‬
‫أمرادي أنت ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فعندها تمثل عليخخه السخخلم يقخخول‪ :‬أنخخا أنصخخحك منخخي‬
‫بالوداد * مكاشفة وأنت من العادي اريد حياته ويريخخد قتلخخي * عخخذيرك مخخن‬
‫خليلك من مراد قال الصبغ بن نباته‪ :‬لما دخل الوفد إلى أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم بايعوه وبايعه ابخن ملجخم‪ ،‬فلمخا أدبخر عنخه دعخاه أميخر المخؤمنين عليخه‬
‫السلم ثانيا‪ ،‬فتوثق منه بالعهود و المواثيق أن ل يغخخدر ول ينكخخث ففعخخل‪ ،‬ثخخم‬
‫سار عنه‪ ،‬ثم استدعاه ثالثا ثم توثق منه فقال ابن ملجم‪ :‬يا أميخخر المخخؤمنين مخخا‬
‫رأيتك فعلت هذا بأحد غيري‪ ،‬فقال‪ :‬امض لشخخأنك فمخخا أراك تفخخي بمخخا بخخايعت‬
‫عليه‪ ،‬فقال له ابن ملجم‪ :‬كأنك تكره وفخخودي عليخخك لمخخا سخخمعته مخخن اسخخمي ؟‬
‫وإني وال لحب القامة معك والجهاد بين يديك‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬الهيس‪ :‬الشجاع‪ .‬الشوس‪ :‬الشديد الجرئ في القتال‪.‬‬

‫]‪[262‬‬

‫إن قلبي محب لك‪ ،‬وإني وال اوالي وليك واعخخادي عخخدوك‪ ،‬قخخال‪ :‬فتبسخخم عليخخه السخخلم‬
‫وقال له‪ :‬بال يا أخا مراد إن سألتك عن شئ تصدقني فيه ؟ قال‪ :‬إي وعيشخخك‬
‫يا أمير المؤمنين‪ ،‬فقال له‪ :‬هل كان لك داية يهودية فكانت إذا بكيت تضخخربك‬
‫وتلطم جبينك وتقول لك اسكت فإنك أشقى من عاقر ناقة صالح وإنك ستجني‬
‫في كبرك جناية عظيمة يغضب ال بها عليخخك ويكخخون مصخخيرك إلخخى النخخار ؟‬
‫فقال‪ :‬قد كان ذلك‪ ،‬ولكنك وال يا أمير المؤمنين أحب إلي من كل أحخخد‪ ،‬فقخخال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬وال ما كذبت ول كذبت‪ ،‬ولقد نطقت حقخخا وقلخخت‬
‫صدقا‪ ،‬وأنت وال قخاتلي ل محالخة‪ ،‬وستخضخخب هخذه مخخن هخذه ‪ -‬وأشخار إلخى‬
‫لحيته ورأسه ‪ -‬ولقد قرب وقتك وحان زمانك‪ ،‬فقال ابن ملجم‪ :‬وال خ يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين إنك أحب إلي من كل ما طلعت عليه الشمس‪ ،‬ولكن إذا عرفت ذلخخك‬
‫مني فسيرني إلى مكان تكون ديارك من دياري بعيدة‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬كخخن‬
‫مع أصحابك حتى آذن لكم بالرجوع إلى بلدكم‪ ،‬ثم أمرهم بخخالنزول فخخي بنخخي‬
‫تميم‪ ،‬فأقاموا ثلثة أيام‪ ،‬ثم أمرهخخم بخخالرجوع إلخخى اليمخخن‪ ،‬فلمخخا عزمخخوا علخخى‬
‫الخروج مرض ابن ملجم مرضا شديدا‪ ،‬فذهبوا وتركوه فلما بخخرئ أتخخى أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السخخلم وكخخان ل يفخخارقه ليل ول نهخخارا‪ ،‬ويسخخارع فخخي قضخخاء‬
‫حوائجه‪ ،‬وكان عليه السلم يكرمه ويدعوه إلى منزله ويقربه‪ ،‬وكان مع ذلخخك‬
‫يقول له‪ :‬أنت قاتلي‪ ،‬ويكرر عليه الشعر‪ :‬اريد حياته ويريخخد قتلخخي * عخخذيرك‬
‫من خليلك من مراد فيقول له‪ :‬يا أمير المؤمنين إذا عرفت ذلك منخخي فخاقتلني‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬إنه ل يحل ذلك أن أقتل رجل قبل أن يفعل بي شيئا‪ ،‬وفخخي خخخبر آخخخر‬
‫قال‪ :‬إذا قتلتك فمن يقتلني ؟ قال‪ :‬فسمعت الشخخيعة ذلخخك‪ ،‬فخخوثب مالخخك الشخختر‬
‫والحارث بن العور وغيرهما من الشيعة‪ ،‬فجردوا سيوفهم وقخخالوا‪ :‬يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين من هذا الكلب الذي تخاطبه بمثل هذا الخطاب مرارا ؟ وأنت إمامنا‬
‫وولينا وابن عم نبينا‪ ،‬فمرنا بقتله‪ ،‬فقال لهم‪ :‬اغمدوا سخخيوفكم بخخارك ال خ فيكخخم‬
‫ول تشقوا عصا هذه المة‪ ،‬أترون أني أقتل‬

‫]‪[263‬‬

‫رجل لم يصنع بي شيئا ؟ فلما انصرف عليه السلم إلى منزله اجتمعت الشيعة وأخبر‬
‫بعضهم بعضا بما سمعوا وقالوا‪ :‬إن أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم يغلخخس إلخخى‬
‫الجامع )‪ (1‬وقد سمعتم خطابه لهذا المرادي وهو ما يقول إل حقا‪ ،‬وقد علمتم‬
‫عدله وإشفاقه علينا‪ ،‬ونخاف أن يغتاله هذا المرادي‪ ،‬فتعخخالوا نقخخترع علخخى أن‬
‫نحوطه كل ليلة منا قبيلة‪ ،‬فرقعت القرعة فخخي الليلخخة الولخخى والثانيخخة والثالثخخة‬
‫على أهل الكناس‪ ،‬فتقلدوا سيوفهم وأقبلوا في ليلتهم إلخخى الجخخامع‪ ،‬فلمخخا خخخرج‬
‫عليه السلم رآهم على تلك الحالة‪ ،‬فقال‪ :‬ما شأنكم ؟ فأخبروه فدعا لهم وتبسم‬
‫ضاحكا وقال‪ :‬جئتم تحفظوني من أهخخل السخخماء أم مخخن أهخخل الرض ؟ قخالوا‪:‬‬
‫من أهل الرض‪ ،‬قال‪ :‬ما يكخخون شخخئ فخخي السخخماء إل هخخو فخخي الرض‪ ،‬ومخخا‬
‫يكون من شئ في الرض إل هو في السماء‪ ،‬ثم تل " قخخل لخخن يصخخيبنا إل مخخا‬
‫كتب ال لنا )‪ " (2‬ثم أمخخر هخخم أن يخخأتوا منخخازلهم ول يعخخودوا لمثلهخخا‪ ،‬ثخخم إنخخه‬
‫صعد المأذنة وكان إذا تنحنخخح يقخخول السخامع‪ :‬مخا أشخخبهه بصخخوت رسخخول الخ‬
‫صخلى الخ عليخه والخه ! فتخأهب النخاس لصخلة الفجخر‪ ،‬و كخان إذا أذن يصخل‬
‫صوته إلى نواحي الكوفة كلها‪ ،‬ثم نزل فصلى‪ ،‬وكانت هذه عادته‪ .‬قال‪ :‬وأقام‬
‫ابخخن ملجخخم بالكوفخخة إلخخى أن خخخرج أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم إلخخى غخخزاة‬
‫النهروان‪ ،‬فخرج ابن ملجم معه وقاتل بين يديه قتخال شخديدا‪ ،‬فلمخا رجخع إلخى‬
‫الكوفة وقد فتح ال على يديه قال ابن ملجم لعنه ال‪ :‬يا أميخخر المخخؤمنين أتخخأذن‬
‫لي أن أتقدمك إلى المصر لبشر أهله بما فتح ال عليك من النصر ؟ فقال له‪:‬‬
‫ما ترجو بذلك ؟ قال‪ :‬الثخخواب مخخن الخ والشخخكر مخخن النخخاس‪ ،‬وافخخرح الوليخخاء‬
‫واكمد العداء‪ ،‬فقال له‪ :‬شأنك‪ ،‬ثم أمخر لخخه بخلعخة سخنية وعمخخامتين وفرسخخين‬
‫وسخيفين ورمحيخن‪ ،‬فسخار ابخن ملجخم ودخخل الكوفخة‪ ،‬وجعخل يخخترق أزقتهخا‬
‫وشوارعها وهو يبشر الناس بما فتح ال على أمير المؤمنين عليه السلم وقد‬
‫دخله )‪ (3‬العجب في نفسه‪ ،‬فانتهى به الطريق إلى‬
‫)‪ (1‬الغلس‪ :‬ظلمة آخر الليل أي يذهب إلخخى الجخخامع آخخخر الليخخل للعبخخادة والتهجخخد‪(2) .‬‬
‫سورة التوبة‪ (3) .51 :‬في )م( و )خ(‪ :‬وقد دخل‪.‬‬

‫]‪[264‬‬

‫محلة بني تميم فمر على دار تعرف بالقبيلخخة وهخخي أعلخخى دار بهخا وكخانت لقطخام بنخخت‬
‫سخينة بن عوف بن تيم اللت‪ ،‬وكانت موصخخوفة بالحسخخن والجمخخال والبهخخاء‬
‫والكمال‪ ،‬فلما سمعت كلمه بعثت إليه ]و[ سألته النزول عندها ساعة لتسخخأله‬
‫عن أهلها‪ ،‬فلما قرب من منزلها وأراد النخخزول عخخن فرسخخه خرجخخت إليخخه‪ ،‬ثخخم‬
‫كشفت له عن وجهها وأظهرت له محاسنها‪ ،‬فلما رآهخخا أعجبتخخه وهواهخخا مخخن‬
‫وقته‪ ،‬فنزل عخخن فرسخخه ودخخخل إليهخخا‪ ،‬و جلخخس فخخي دهليخخز الخخدار وقخخد أخخخذت‬
‫بمجامع قلبه‪ ،‬فبسطت له بساطا ووضعت له متكخخأ وأمخرت خادمهخخا أن تنخخزع‬
‫أخفخخافه‪ ،‬وأمخخرت لخخه بمخخاء فغسخخل وجهخخه ويخخديه‪ ،‬وقخخدمت إليخخه طعامخخا‪ ،‬فأكخخل‬
‫وشرب‪ ،‬وأقبلت عليه تروحه من الحر‪ ،‬فجعل ل يمل من النظر إليهخخا‪ ،‬وهخخي‬
‫مع ذلك متبسمة في وجهه‪ ،‬سافرة له عن نقابها‪ ،‬بارزة له عن جميع محاسنها‬
‫ما ظهر منه وما بطن ! فقال لها‪ :‬أيتها الكريمة لقد فعلت اليوم بخخي مخخا وجخخب‬
‫به بل ببعضه علي مدحك وشكرك دهري كله‪ ،‬فهخخل مخخن حاجخخة أتشخخرف بهخا‬
‫وأسعى في قضائها ؟ قال‪ :‬فسألته عن الحرب ومن قتخخل فيخخه‪ ،‬فجعخخل يخبرهخخا‬
‫ويقول‪ :‬فلن قتله الحسن وفلن قتله الحسين‪ ،‬إلى أن بلغ قومهخخا وعشخخيرتها‪،‬‬
‫وكانت قطخخام لعنهخا الخ علخى رأي الخخخوارج وقخخد قتخل أميخخر المخخؤمنين عليخه‬
‫السلم في هذا الحرب من قومها جماعة كثيرة‪ ،‬منهم أبوها وأخوهخخا وعمهخخا‪،‬‬
‫فلما سمعت منه ذلك صرخت ؟ ؟ باكية‪ ،‬ثم لطمت خخخدها وقخخامت مخخن عنخخده‪،‬‬
‫ودخلت البيت وهي تندبهم طويل‪ ،‬قخخال‪ :‬فنخخدم ابخخن ملجخخم‪ ،‬فلمخخا خرجخخت إليخخه‬
‫قالت‪ :‬يعز علخي فراقهخم‪ ،‬مخن لخي بعخدهم ؟ أفل ناصخر ينصخرني ويأخخذ لخي‬
‫بثأري ويكشف عن عاري ؟ فكنت أهخب لخه نفسخي وامكنخه منهخا ومخن مخالي‬
‫وجمالي‪ ،‬فرق لها ابن ملجم وقال لها‪ :‬غضخخي صخخوتك وارفقخخي بنفسخخك فإنخخك‬
‫تعطين مرادك‪ ،‬قال‪ :‬فسكتت من بكائهخخا وطمعخخت فخخي قخخوله‪ ،‬ثخخم أقبلخخت عليخخه‬
‫بكلمها وهي كاشفة عن صدرها ومسبلة شعرها‪ ،‬فلما تمكن هواها مخخن قلبخخه‬
‫مال إليها بكليته‪ ،‬ثم جذبها إليه و قال لها‪ :‬كان أبوك صديقا لي‪ ،‬وقخخد خطبتخخك‬
‫منه فأنعم لي بذلك‪ ،‬فسبق إليه الموت فزوجيني نفسك لخذ لك بثخخارك‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫ففرحت بكلمه وقالت‪ :‬قد خطبني الشراف‬

‫]‪[265‬‬

‫من قومي وسادات عشيرتي فما أنعمت إل لمن يأخذ لي بثأري‪ ،‬ولما سمعت عنك أنك‬
‫تقاوم القران وتقتل الشجعان فأحببت أن تكون لي بعل وأكون لك أهل فقخخال‬
‫لها‪ :‬فأنا وال كفو كريم‪ ،‬فاقترحي علي ما شئت من مال وفعال‪ ،‬فقالت له‪ :‬إن‬
‫قدمت على العطية والشرط فها أنا بين يديك فتحكم كيف شئت‪ ،‬فقال لها‪ :‬وما‬
‫العطية والشرط ؟ فقالت له‪ :‬أما العطية فثلثخخة آلف دينخخار وعبخخد وقينخخة )‪(1‬‬
‫فقال‪ :‬هذا أنا ملي به فما الشرط المذكور ؟ قالت‪ :‬نم على فراشك حخختى أعخخود‬
‫إليك‪ .‬ثم إنها دخلت خدرها فلبست أفخر ثيابهخخا‪ ،‬ولبسخخت قميصخخا رقيقخخا يخخرى‬
‫صخخدرها وحليهخخا‪ ،‬وزادت فخخي الحلخخي والطيخخب‪ ،‬وخرجخخت فخخي معصخخفرها‪،‬‬
‫فجعلت تباشره بمحاسنها ليرى حسنها وجمالها‪ ،‬وأرخخخت عشخخرة ذوائب مخخن‬
‫شعرها منظومة بالدر و الجوهر‪ ،‬فلما وصلت إليه أرخت لثامها عن وجهها‪،‬‬
‫ورفعت معصخخفرها وكشخخفت عخخن صخخدرها وأعكانهخخا )‪ (2‬وقخخالت‪ :‬إن قخخدمت‬
‫على الشرط المشروط ظفرت بها جميعها )‪ (3‬وأنت مسخخرور مغبخخوط‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فمد ابن ملجم عينيه إليها فحار عقله وهوى لحينخخه مغشخخيا عليخخه سخخاعة‪ ،‬فلمخخا‬
‫أفاق قال‪ :‬يامنية النفس ما شرطك فاذكريه لي ؟ فإني سأفعله ولخخو كخخان دونخخه‬
‫قطخخع القفخخار وخخخوض البحخخار وقطخخع الخخرؤوس واختلس النفخخوس قخخالت لخخه‬
‫الملعونة‪ :‬شرطي عليك أن تقتخخل علخخي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه السخخلم بضخخربة‬
‫واحدة بهذا السيف في مفرق رأسه‪ ،‬يأخذ منه ما يأخخخذ ويبقخخى مخخا يبقخخى‪ ،‬فلمخخا‬
‫سمع ابن ملجم كلمها استرجع ورجع إلخخى عقلخخه وأغخخاظه وأفلقخخه‪ ،‬ثخخم صخخاح‬
‫بأعلى صوته‪ :‬ويحك ما هذا الذي واجهتني به ؟ بئس ما حدثتك به نفسك مخخن‬
‫المحال‪ ،‬ثم طأطأ رأسه يسيل عرقا وهو متفكر )‪ (4‬في أمره‪ ،‬ثم رفخخع رأسخخه‬
‫إليها وقال لها‪ :‬ويلك من يقدر على قتل أمير المؤمنين علي بخخن أبخخي طخخالب ؟‬
‫المجاب الدعاء‪ ،‬المنصور من السماء‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬القينة‪ :‬المة المغنية الماشطة‪ (2) .‬العكان جمع العكنخخة‪ :‬مخخا انطخخوى وتثنخخى مخخن‬
‫لحم البطن‪ (3) .‬في )م( و )خ(‪ :‬بهذا جميعه‪ (4) .‬في )م( و )خ(‪ :‬مفتكر‪.‬‬

‫]‪[266‬‬

‫الرض ترجف من هيبته‪ ،‬والملئكة تسرع إلى خدمته‪ ،‬يا ويلك ومن يقخخدر علخخى قتخخل‬
‫علي بن أبي طالب وهو مؤيد من السماء ؟ والملئكة تحوطه بكخخرة وعشخخية‪،‬‬
‫ولقد كان في أيام رسول ال صلى ال عليه واله إذا قاتل يكخخون جبرئيخخل عخخن‬
‫يمينه وميكائيل عن يساره وملخك المخوت بيخن يخديه‪ ،‬فمخن هخو هكخذا ل طاقخة‬
‫لحد بقتله‪ ،‬ول سبيل لمخلوق على اغتياله‪ ،‬ومع ذلك إنه قد أعزني وأكرمني‬
‫وأحبني ورفعني وآثرني على غيري‪ ،‬فل يكون ذلك جخخزاؤه منخخي أبخخدا‪ ،‬فخخإن‬
‫كان غيره قتلته لك شر قتلة ولو كان أفرس أهل زمانه‪ ،‬وأما أميخخر المخخؤمنين‬
‫فل سبيل لي عليه‪ .‬قخخال فصخخبرت عنخخه حخختى سخخكن غيظخخه ودخلخخت معخخه فخخي‬
‫الملعبة )‪ (1‬والملطفة‪ ،‬و علمت أنه قد نسي ذلك القول‪ ،‬ثم قالت‪ :‬يا هذا ما‬
‫يمنعخك مخن قتخل علخي بخن أبخي طخالب وترغخب فخي هخذا المخال وتتنعخم بهخذا‬
‫الجمخخال ؟ ومخخا أنخخت بخخأعف وأزهخخد مخخن الخخذين قخخاتلوه وقتلهخخم‪ ،‬وكخخانوا مخخن‬
‫الصوامين والقخخوامين‪ ،‬فلمخخا نظخخروا إليخخه وقخخد قتخخل المسخخلمين ظلمخخا وعخخدوانا‬
‫اعتزلوه وحاربوه‪ ،‬ومع ذلك فإنه قد قتل المسلمين وحكم بغير حكم ال وخلخخع‬
‫نفسه من الخلفة وإمرة المؤمنين‪ ،‬فلما رأوه قومي على ذلك اعتزلوه‪ ،‬فقتلهم‬
‫بغير حجة له عليهم‪ ،‬فقال لها ابن ملجم‪ :‬يا هذه كفي عني‪ ،‬فقخخد أفسخخدت علخخي‬
‫ديني‪ ،‬وأدخلت الشك في قلبي‪ ،‬وما أدري ما أقول لك وقد عزمت على رأي‪،‬‬
‫ثم أنشد‪ :‬ثلثة آلف وعبد وقينة * وضرب علخي بالحسخام المصخمم فل مهخر‬
‫أغل من علي وإن غل * ول فتخخك إل دون فتخخك ابخخن ملجخخم فأقسخخمت بخخالبيت‬
‫الحرام ومن أتى * إليه جهارا من محل ومحرم لقد أفسدت عقلي قطام وإنني‬
‫* لمنها على شك عظيم مذمم لقتل علي خير من وطخخئ الخخثرى * أخخخي العلخخم‬
‫الهادي النبي المكرم ثم أمسك ساعة وقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬كذا في )ك(‪ .‬وفي غيره من النسخ‪ :‬المداعبة‪.‬‬

‫]‪[267‬‬

‫فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة * كمهر قطام من فصيح وأعجم ثلثة آلف وعبخخد وقينخخة‬
‫* وضرب علي بالحسام المصمم فل مهر أغل من علي وإن غل * ول فتك‬
‫إل دون فتك ابن ملجم فاقسم بالبيت الحرام ومن أتى * إليه جهارا مخخن محخخل‬
‫ومحرم لقد خاب من يسعى بقتل إمامه * وويل له من حر نار جهنم إلى آخر‬
‫ما أنشد من البيات‪ ،‬ثم قخال لهخخا‪ :‬أجلينخي ليلختي هخخذه حختى أنظخخر فخخي أمخري‬
‫وآتيك غدا بما يقوى عليه عزمي‪ ،‬فلما هم بالخروج أقبلت إليخخه وضخخمته إلخخى‬
‫صدرها‪ ،‬وقبلت ما بين عينيه وأمرته بالستعجال فخخي أمرهخخا‪ ،‬وسخخايرته إلخخى‬
‫باب الدار وهي تشجعه‪ ،‬وأنشدت له أبياتخخا‪ ،‬فخخخرج الملعخخون مخخن عنخخدها وقخخد‬
‫سلبت فؤاده وأذهبت رقخاده ورشخاده‪ ،‬فبخات ليلتخه قلقخا متفكخرا‪ ،‬فمخرة يعخاتب‬
‫نفسه ومرة يفكر في دنياه وآخرته‪ ،‬فلما كان وقت السحر أتخخاه طخخارق فطخخرق‬
‫الباب‪ ،‬فلما فتحه إذا برجل من بني عمخخه علخخى نجيخخب‪ ،‬وإذا هخخو رسخخول مخخن‬
‫إخوته إليه يعزونه في أبيخه وعمخه ويعرفخونه أنخه خلخف مخال جخزيل‪ ،‬وأنهخم‬
‫دعوه سريعا ليحوز ذلك المال‪ ،‬فلما سمع ذلك بقي متحيرا في أمره‪ ،‬إذ جخخاءه‬
‫ما يشغله عما عظم عليه من أمر قطام‪ ،‬فلم يزل مفكرا فخخي أمخخره حخختى عخخزم‬
‫على الخروج‪ ،‬وكان له أخوان لبيخخه وامخه‪ ،‬وامخه كخانت مخخن زبيخد يقخال لهخخا‬
‫عدنية‪ ،‬وهي ابنة أبي علي بن ماشخخوج‪ ،‬وكخخان أبخخوه مراديخخا وكخخانوا يسخخكنون‬
‫عجران صنعاء‪ ،‬فلما وصل إلى النجف ذكر قطام ومنزلتها فخخي قلبخخه ورجخخع‬
‫إليها‪ ،‬فلما طرق الباب أطلعت عليه وقالت‪ :‬من الطارق ؟ فعرفته علخخى حالخخة‬
‫السفر‪ ،‬فنزلت إليه وسلمت عليه وسألته عن حاله‪ ،‬فأخبرهخخا بخخخبره ووعخخدها‬
‫بقضاء حاجتها إذا رجع من سخخفره‪ ،‬وتملكهخخا جميخخع مخخا يجخخئ بخخه مخخن المخخال‪،‬‬
‫فعدلت عنه مغضبة فدنا منها وقبلها وودعها‪ ،‬وحلف لها أنخخه يبلغهخخا مأمولهخخا‬
‫في جميع ما سألته‪ ،‬فخرج وجاء إلى أمير المؤمنين عليه السلم وأخخخبره بمخخا‬
‫جخخاؤوا إليخخه لجلخخه‪ ،‬وسخخأله أن يكتخخب إلخخى ابخخن المنتجخخب كتابخخا ليعينخخه علخخى‬
‫استخلص حقه‪ ،‬فأمر كاتبه فكتب له ما أراد‪ ،‬ثم‬

‫]‪[268‬‬

‫أعطاه فرسا من جياد خيله‪ ،‬فخرج وسار سخيرا حثيثخا حختى وصخل إلخى بعخض أوديخة‬
‫اليمن‪ ،‬فأظلم عليه الليل‪ ،‬فبات في بعضها‪ ،‬فلما مضى مخخن الليخخل نصخخفه وإذا‬
‫هو بزعقة عظيمة من صدر الوادي‪ ،‬ودخان يفخخور ونخخار مضخخرمة‪ ،‬فانزعخخج‬
‫لذلك وتغير لونه‪ ،‬و نظر إلخخى صخخدر الخخوادي وإذا بالخخدخان قخخذ أقبخخل كالجبخخل‬
‫العظيم‪ ،‬وهو واقع عليه‪ ،‬و النار تخرج من جوانبه‪ ،‬فخخخر مغشخخيا عليخخه‪ ،‬فلمخخا‬
‫أفاق وإذا بهاتف يسمع صوته ول يرى شخصه وهو يقول‪ :‬اسخخمع وع القخخول‬
‫يا ابن ملجم * إنك في أمر مهول معظم تضمر قتل الفخخارس المكخخرم * أكخخرم‬
‫من طاف ولبى وأحرم ذاك علي ذو التقاء القدم * فارجع إلى ال لكيل تنخخدم‬
‫فلما سمع توهم أنه من طوارق الجن‪ ،‬وإذا بالهاتف يقول‪ :‬يا شقي ابن الشخخقي‬
‫أما ما أضمرت من قتل الزاهد العابد العادل الراكع الساجد إمام الهدى وعلخخم‬
‫التقى والعروة الوثقى فإنا علمنا بما تريد أن تفعله بخخأمير ‪ -‬المخخؤمنين‪ ،‬ونحخخن‬
‫من الجن الذين أسلمنا على يديه‪ ،‬ونحن نخخازلون بهخخذا الخخوادي‪ ،‬فإنخا ل نخخدعك‬
‫تبيت فيه‪ ،‬فإنك ميشوم على نفسك‪ ،‬ثم جعلخخوا يرمخخونه بقطخخع الجنخخادل فصخخعد‬
‫فوق شاهق فبات بقية ليله‪ ،‬فلما أصبح سار ليل ونهخخارا حخختى وصخخل اليمخخن‪،‬‬
‫وأقام عندهم شهرين وقلبه على حر الجمر من أجل قطام‪ ،‬ثخخم إنخخه أخخخذ الخخذي‬
‫أصابه من المال والمتخخاع والثخخاث والجخخواهر وخخخرج‪ ،‬فبينخخا هخخو فخخي بعخخض‬
‫الطريق إذ خرجت عليه حرامية فسايرهم وسايروه‪ ،‬فلمخخا قربخخوا مخخن الكوفخخة‬
‫حاربوه وأخذوا جميع ما كان معه‪ ،‬ونجا بنفسه وفرسه وقليل من الذهب على‬
‫وسطه وما كان تحته‪ ،‬فهرب على وجهه حخختى كخخاد أن يهلخخك عطشخخا‪ ،‬وأقبخخل‬
‫سائرا في الفلة مهموما جائعا عطشانا‪ ،‬فلح له شبح فقصده‪ ،‬فإذا بيوت مخخن‬
‫أبيات الحرب‪ ،‬فقصد منها بيتا فنزل عندهم‪ ،‬واستسخخقاهم شخخربة مخخاء فسخخقوه‪،‬‬
‫وطلب لبنا فأتوه به‪ ،‬فنام ساعة‪ ،‬فلما اسخختيقظ أتخخاه رجلن وقخخدما إليخخه طعامخخا‬
‫فأكل وأكل معه‪ ،‬وجعل يسألنه عخخن الطريخخق فأخبرهمخخا‪ ،‬ثخخم قخخال لخخه‪ :‬ممخخن‬
‫الرجل ؟ قال‪ :‬من ]بني[ مراد‪ ،‬قال‪ :‬أين تقصد ؟ قال‪ :‬الكوفة‪،‬‬

‫]‪[269‬‬

‫فقال له‪ :‬كأنك من أصحاب أبي تراب ؟ قال‪ :‬نعخخم‪ ،‬فخخاحمرت أعينهمخخا غيظخخا‪ ،‬وعزمخخا‬
‫على قتله ليل‪ ،‬وأسرا ذلك ونهضا‪ ،‬فتبين له ما عزما عليه وندم على كلمخخه‪،‬‬
‫فبينما هو متحير إذ أقبل كلبهم ونام قريبا منهم‪ ،‬فأقبل اللعين يمسح بيخده علخى‬
‫الكلب و يشخخفق عليخخه ويقخخول‪ :‬مرحبخخا بكلخخب قخخوم أكرمخخوني‪ ،‬فاستحسخخنا ذلخخك‬
‫وسأله‪ :‬ما اسمك قال‪ :‬عبد الرحمن بن ملجم‪ ،‬فقال له‪ :‬ما أردت بصنعك هذا‬
‫في كلبنا ؟ فقال‪ :‬أكرمتخخه لجلكخخم حيخخث أكرمتمخخوني‪ ،‬فخخوجب علخخي شخخكركم‪،‬‬
‫وكان هذا منه خديعة ومكخخرا‪ ،‬فقخخال الخ أكخخبر الن والخ وجخخب حقخخك علينخخا‪،‬‬
‫ونحن نكشف لك عما في ضمائرنا‪ ،‬نحن قوم نرى رأي الخخخوارج‪ ،‬وقخخد قتخخل‬
‫أعمامنا وأخوالنا وأهالينا كما علمت‪ ،‬فلما أخبرتنخا أنخك مخن أصخحابه عزمنخا‬
‫على قتلك في هذه الليلة‪ ،‬فلما رأينا صخخنعك هخخذا بكلبنخخا صخخفحنا عنخخك‪ .‬ونحخخن‬
‫الن نطلعك على ما قد عزمنا عليه‪ ،‬فسألهما عن أسمائهما فقال أحخخدهما‪ :‬أنخخا‬
‫البرك بن عبد ال التميمي وهذا عبخخد الخ بخخن عثمخخان العنخخبري صخخهري وقخخد‬
‫نظرنا إلى ما نحن عليه في مذهبنا )‪ (1‬فرأينا أن فسخخاد الرض والمخخة كلهخخا‬
‫من ثلثة نفر‪ ،‬أبو تراب ومعاوية وعمرو بخن العخاص‪ ،‬فأمخا أبخو تخراب فخإنه‬
‫قتل رجالنا كما رأيت‪ ،‬وافتكرنا أيضا في الرجلين معاوية وابن العخخاص وقخخد‬
‫وليا علينا هذا الظالم الغشوم بشخر بخن أرطخاة‪ ،‬يطرقنخا فخي كخل وقخت ويأخخذ‬
‫أموالنا‪ ،‬وقد عزمنا على قتخخل هخخؤلء الثلثخخة‪ ،‬فخخإذا قتلنخخاهم توطخخأت الرض‪،‬‬
‫وأقعد الناس لهم إماما يرضونه‪ ،‬فلما سمع ابن ملجم كلمهمخخا صخخفق بإحخخدى‬
‫يديه على الخرى وقال‪ :‬والذي فلق الحبة وبرأ النسمة وتردى بالعظمخخة إنخخي‬
‫لثالثكما‪ ،‬وإني مرافقكما علخى رأيكمخا وإنخي )‪ (2‬أكفيكمخا أمخر علخي بخن أبخي‬
‫طالب‪ ،‬فنظرا إليه متعجبين من كلمه‪ ،‬قال‪ :‬وال مخخا أقخخول لكمخخا إل حقخخا‪ ،‬ثخخم‬
‫ذكر لهما قصته‪ ،‬فلما سمعا كلمه عرفا صخخحته وقخخال‪ :‬إن قطخخام مخخن قومنخخا‪،‬‬
‫وأهله كانوا من عشيرتنا‪ ،‬فنحن نحمد ال على اتفاقنا‪ ،‬فهذا ليتم إل )هخخامش(‬
‫* )‪ (1‬في )م( و )خ(‪ :‬من مذهبنا‪ (2) .‬في )م( و )خ(‪ :‬وأنا‪.‬‬

‫]‪[270‬‬

‫باليمان المغلظة‪ ،‬فنركب الن مطايانا ونأتي الكعبة ونتعاقد عندها على الوفخخاء‪ ،‬فلمخخا‬
‫أصبحوا وركبوا حضر عندهم بعض قومهم فأشاروا عليهم وقالوا‪ :‬ل تفعلخخوا‬
‫ذلك فما منكم أحد إل ويندم ندامة عظيمة‪ ،‬فلم يقبلوا وساروا جميعا حتى أتوا‬
‫البيت و تعاهدوا عنده‪ ،‬فقال البرك‪ :‬أنا لعمروبن العاص‪ ،‬وقال العنخخبري‪ :‬أنخخا‬
‫لمعاوية‪ ،‬وقال ابن ملجم لعنه ال‪ :‬أنا لعلي‪ ،‬فتحالفوا علخى ذلخك )‪ (1‬باليمخخان‬
‫المغلظة‪ ،‬ودخلوا المدينة وحلفوا عند قخخبر النخخبي صخخلى الخ عليخخه والخخه علخخى‬
‫ذلك‪ ،‬ثم افترقوا وقد عينوا يوما معلوما يقتلون فيه الجميع‪ ،‬ثم سار كخخل منهخخم‬
‫على طريقه‪ ،‬فأما البرك فأتى مصر ودخخخل الجخخامع وأقخخام فيخخه أيامخخا‪ ،‬فخخخرج‬
‫عمرو بن العاص ذات يوم إلى الجامع وجلس فيه بعد صخخلته‪ ،‬فجخخاء الخخبرك‬
‫إليه وسلم عليه‪ ،‬ثم حادثه في فنون الخبار وطرف الكلم و الشعار‪ ،‬فشعف‬
‫به عمرو بن العاص وقربه وأدناه‪ ،‬وصار يأكل معه على مائدة واحخخدة فأقخخام‬
‫إلى الليلة التي تواعدوا فيها‪ ،‬فخرج إلى نيل مصر وجلس مفكرا‪ ،‬فلما غربت‬
‫الشمس أتى الجامع وجلخخس فيخخه‪ ،‬فلمخا كخان وقخت الفطخخار افتقخده عمخرو بخن‬
‫العاص فلم يره‪ ،‬فقال لولده‪ :‬ما فعل صاحبنا وأين مضى فأني ل أراه ؟ فبعثه‬
‫إليه يدعوه فقال‪ :‬قل له‪ :‬إن هخخذه الليلخخة ليسخخت كالليخخالي‪ ،‬وقخخد أحببخخت أن اقيخخم‬
‫ليلتي هذه في الجامع رغبة فيما عند ال‪ ،‬واحب أن أشخخرك الميخخر فخخي ذلخخك‪،‬‬
‫فلما رجع إليه و أخبره بذلك سره سرورا عظيما وبعث إليه مائدة فأكل وبات‬
‫ليلته ينتظر قدوم عمرو وكان هخخو الخخذي يصخخلي بهخخم‪ ،‬فلمخخا كخخان عنخخد طلخخوع‬
‫الفجخخر أقبخخل المخخؤذن إلخخى بخخاب عمخخرو‪ ،‬وأذن و قخخال‪ :‬الصخخلة يرحمخخك ال خ‬
‫الصلة‪ ،‬فانتبه فاتي بالماء وتوضأ وتطيب وذهب ليخرج إلى الصخخلة فزلخخق‬
‫)‪ (2‬فوقع على جنبه فاعتوره عرق النساء فأشغلته عن الخروج فقال‪ :‬قخخدموا‬
‫خارجة بن تميم القاضي يصلي بالناس‪ ،‬فأتى القاضخخي ودخخخل المحخخراب فخخي‬
‫غلس فجاء البرك فوقف خلفه وسيفه تحت ثيخخابه‪ ،‬وهخخو ل يشخخك أنخخه عمخخرو‪،‬‬
‫فأمهله حتى سجد وجلس‬

‫)‪ (1‬في )ك(‪ :‬في ذلك‪ (2) .‬زلقت القدم‪ :‬زلت ولم تثبت‪.‬‬

‫]‪[271‬‬

‫من سجوده‪ ،‬فسل سيفه ونادى‪ :‬ل حكم إل ل ول طاعخخة لمخخن عصخخى الخخ‪ ،‬ثخخم ضخخربه‬
‫بالسيف على ام رأسه‪ ،‬فقضى نحبه لوقته‪ ،‬فبادر الناس وقبضوا عليه وأخذوا‬
‫سيفه من يده وأوجعخخوه ضخخربا ]شخخديدا[ وقخالوا لخخه‪ :‬يخخا عخخدو الخ قتلخخت رجل‬
‫مسلما ساجدا في محرابه‪ ،‬فقال‪ :‬يا حمير أهل مصر إنه يستحق القتل‪ ،‬قخخالوا‪:‬‬
‫بماذا ويلك ؟ قال‪ :‬لسعيه فخخي الفتنخخة‪ ،‬لنخخه الداهيخخة الخخدهماء الخخذي أثخخار الفتنخخة‬
‫ونبذها وقواها‪ ،‬وزين لمعاوية محاربة علي‪ ،‬فقالوا له‪ :‬يخخا ويلخخك مخخن تعنخخي ؟‬
‫قال‪ :‬الطخخاغي البخخاغي الكخخافر الزنخخديق عمخخرو بخخن العخخاص الخخذي شخخق عصخخا‬
‫المسلمين‪ ،‬وهتك حرمة الدين‪ ،‬قالوا‪ :‬لقد خاب ظنك وطاش سهمك‪ ،‬إن الخخذي‬
‫قتلته ما هو‪ ،‬إنما هو خارجة‪ ،‬فقال‪ :‬يا قوم المعذرة إلى ال وإليكخخم‪ ،‬فخخوال مخخا‬
‫أردت خارجة وإنما أردت قتل عمرو‪ ،‬فخخأوثقوه كتافخخا وأتخخوا بخخه إلخخى عمخخرو‪،‬‬
‫فلما رآه قال‪ :‬أليس هذا هو صاحبنا الحجازي ؟ قالوا له‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬مخخا بخخاله ؟‬
‫قالوا‪ :‬إنه قد قتل خارجة‪ ،‬فدهش عمرو لذلك وقال‪ :‬إنا ل وإنخخا إليخخه راجعخخون‬
‫ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬ثم التفت إليه وقال‪ :‬يا هذا‪ :‬لخخم فعلخخت‬
‫ذلك ؟ فقال له‪ :‬وال يا فاسق ما طلبت غيرك ول أردت سواك‪ ،‬قال‪ :‬ولم ذلك‬
‫؟ قال‪ :‬إنا ثلثة تعاهدنا بمكة على قتلك وقتل علي بن أبي طالب ومعاوية في‬
‫هذه الليلة‪ ،‬فإن صدقا صاحباي فقد قتل علي بالكوفخخة ومعاويخخة بالشخخام‪ ،‬وأمخخا‬
‫أنت فقد سلمت‪ ،‬فقال عمرو‪ :‬يا غلم احبسه حتى نكتخخب إلخخى معاويخخة فحبسخخه‬
‫حتى أمره معاوية بقتله فقتله‪ .‬وأما عبد ال العنخخبري فقصخخد دمشخخق واسخختخبر‬
‫عن معاوية فارشد إليه‪ ،‬فجعل يتردد إلخخى داره فل يتمكخخن مخخن الخخدخول إليخخه‪،‬‬
‫إلى أن أذن معاوية يوما للناس إذنا عاما‪ ،‬فدخل إليه مخخع النخخاس وسخخلم عليخخه‪،‬‬
‫وحادثه ساعة وذكر له ملوك بني قحطان ومن له كلم مصيب حتى ذكخخر لخخه‬
‫بني عمه ‪ -‬وهم أول ملوك قحطان ‪ -‬وشخخيئا مخخن أخبخخارهم‪ ،‬فلمخخا تفرقخخوا بقخخي‬
‫عنده مع خواصه‪ ،‬وكان فصخخيحا خخخبيرا بأنسخخاب العخخرب وأشخخعارهم‪ ،‬فخخأحبه‬
‫معاوية حبا شديدا‪ ،‬فقال‪ :‬قد أذنت لك في كل وقت نجلس‬

‫]‪[272‬‬

‫فيه أن تدخل علينا من غير مانع ول دافع‪ ،‬فكان يتردد إليه إلى ليلة تسع عشخخرة وكخخان‬
‫قد عخخرف المكخخان الخخذي يصخخلي فيخخه معاويخخة‪ ،‬فلمخخا أذن المخخؤذن للفجخخر وأتخخى‬
‫معاوية المسجد ودخل محرابه ثار إليه بالسيف وضخخربه‪ ،‬فخخراغ عنخخه‪ ،‬فخخأراد‬
‫ضرب عنقه فانصاع عنه )‪ (1‬فوقع السيف في إليته‪ ،‬وكانت ضربته ضخخربة‬
‫جبان‪ ،‬فقال معاوية‪ :‬ل يفوتنكم الرجخخل‪ ،‬فاسخختخلف بعخخض أصخخحابه للصخخلة‪،‬‬
‫ونهض إلى داره‪ .‬وأما العنبري فأخذه الناس وأوثقخخوه وأتخخوا بخخه إلخخى معاويخخة‬
‫وكان مغشيا عليه‪ ،‬فلما أفاق قال له‪ :‬ويلك يا لكع لقد خاب ظني فيك‪ ،‬ما الذي‬
‫حملك على هذا ؟ فقال له‪ :‬دعني من كلمك اعلم أننا ثلثة تحالفنا على قتلخخك‬
‫وقتل عمرو بن العاص وعلي بن أبي طالب‪ ،‬فخإن صخدق صخاحباي فقخد قتخخل‬
‫علخخي وعمخخرو‪ ،‬وأمخخا أنخخت فقخخد روغ أجلخخك كروغخخك الثعلخخب )‪ ! (2‬فقخخال لخخه‬
‫معاوية‪ :‬على رغم أنفك ! فأمر به إلى الحبخخس‪ ،‬فأتخخاه السخخاعدي وكخخان طبيبخخا‬
‫فلما نظر إليه قال له‪ :‬اختر إحدى الخصخخلتين‪ :‬إمخخا أن أحمخخي حديخخدة فأضخخعها‬
‫موضخخع السخخيف‪ ،‬وإمخخا أن أسخخقيك شخخربة تقطخخع منخخك الولخخد وتخخبرأ منهخخا‪ ،‬لن‬
‫ضربتك مسمومة فقال معاوية‪ :‬أما النخار فل صخبر لخي عليهخا‪ ،‬وأمخا انقطخاع‬
‫الولد فإن في يزيد وعبد ال ما تقر به عيني ! فسقاه الشربة فبرئ ولم يولد له‬
‫بعدها‪ .‬وأما ابن ملجم لعنه الخ فخخإنه سخخار حخختى دخخخل الكوفخخة‪ ،‬واجتخخاز علخخى‬
‫الجامع وكان أمير المؤمنين عليه السلم جالسا على باب كندة‪ ،‬فلم يدخله ولم‬
‫يسلم عليه‪ ،‬وكان إلى جانبه الحسن والحسين عليهمخخا السخخلم‪ ،‬ومعخخه جماعخخة‬
‫من أصحابه‪ ،‬فلما نظروا إلى ابن ملجم وعبوره قالوا‪ :‬أل ترى إلى ابن ملجخخم‬
‫عبر ولم يسلم عليك ؟ قال‪ :‬دعوه فإن له شأنا من الشأن‪ ،‬والخ ليخضخخبن هخخذه‬
‫من هذه ‪ -‬وأشار إلى لحيته وهامته ‪ -‬ثم قال‪ :‬ما مخخن المخخوت لنسخخان نجخخاء *‬
‫كل امرئ ل بد يأتيه الفناء تبارك ال وسبحانه * لكل شئ مدة وانتهاء‬

‫)‪ (1‬أي رجع مسرعا‪ (2) .‬راغ الصخخيد‪ :‬ذهخخب ههنخا وههنخخا‪ .‬راغ عخخن الطريخق‪ :‬حخاد‬
‫عنه‪.‬‬

‫]‪[273‬‬

‫يقدر النسان في نفسه * أمرا ويخأتيه عليخه القضخاء ل تخأمنن الخدهر فخي أهلخه * لكخل‬
‫عيش آخر وانقضاء بينخخا تخخرى النسخخان فخخي غبطخخة * يمسخخي وقخخد حخل عليخخه‬
‫القضاء ثم جعل يطيل النظر إليه حتى غاب عن عينه‪ ،‬وأطخخرق إلخخى الرض‬
‫يقول‪ :‬إنا ل وإنا إليه راجعون ول حول ول قوة إل بال العلخخي العظيخخم‪ .‬قخخال‪:‬‬
‫وسار ابن ملجم حتى وصل إلخخى دار قطخخام‪ ،‬وكخخانت قخخد أيسخخت مخخن رجخخوعه‬
‫إليها‪ ،‬وعرضت نفسها على بني عمها وعشيرتها وشرطت عليهخخم قتخخل أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم فلم يقدم أحد علخخى ذلخخك‪ ،‬فلمخخا طخخرق البخخاب قخخالت‪ :‬مخخن‬
‫الطارق ؟ قال‪ :‬أنخا عبخد الرحمخن ففرحخت قطخام بخه وخرجخت إليخه واعتنقتخه‬
‫وأدخلته دارها‪ ،‬وفرشت له فرش الديباج وأحضرت له الطعام والمدام‪ ،‬فأكل‬
‫وشرب حتى سكر‪ ،‬وسألته عن حاله فحدثها بجميع ما جرى لخخه فخخي طريقخخه‪،‬‬
‫ثم أمرته بالغتسال وتغيير ثيخخابه‪ ،‬ففعخخل ذلخخك‪ ،‬وأمخخرت جاريخخة لهخخا ففرشخخت‬
‫الدار بأنواع الفرش‪ ،‬وأحضرت له شرابا وجواري‪ ،‬فشرب مع الجوار وهخخن‬
‫يلعبن له بالعيدان والمزامير والمعازف والدفوف‪ ،‬فلما أخذ الشراب منه أقبل‬
‫عليهخخا وقخخال‪ :‬مخخا بالخخك ل تجالسخخيني ول تحخخادثيني يخخا قخخرة عينخخي ؟ ول‬
‫تمخخازحيني ! فقخخالت لخخه‪ :‬بلخخى سخخمعا وطاعخخة‪ ،‬ثخخم إنهخخا نهضخخت ودخلخخت إلخخى‬
‫خدرها‪ ،‬ولبست أفخر ثيابها وتزينت وتطيبت وخرجت إليه‪ ،‬وقخخد كشخخفت لخخه‬
‫عن رأسها وصدرها ونهودها )‪ (1‬وأبرزت له عن فخخخذيها‪ ،‬وهخخي فخخي طخخاق‬
‫غللة )‪ (2‬رومخخي يخخبين لخخه منهخخا جميخخع جسخخدها وهخخي تتبخخختر فخخي مشخخيتها‪،‬‬
‫والجوار حولها يلعبن‪ ،‬فقام الملعون واعتنقها وترشفها و حملها حتى أجلسخخها‬
‫مجلسها‪ ،‬وقد بهت وتحير‪ ،‬واستحوذ عليه الشيطان‪ ،‬فضربت بيدها علخخى زر‬
‫قميصخخها فحلتخخه‪ ،‬وكخخان فخخي حلقهخخا عقخخد جخخوهر ليسخخت لخخه قيمخخة‪ ،‬فلمخخا أراد‬
‫مجامعتها لم تمكنه من ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬لخخم تمخانعيني عخن نفسخك وأنخخا وأنخت علخخى‬
‫العهد الذي‬

‫)‪ (1‬جمع النهد‪ :‬الثدى‪ (2) .‬الطاق‪ :‬ضرب مخخن الثيخخاب‪ .‬والغللخخة ‪ -‬بالكسخخر ‪ :-‬شخخعار‬
‫يلبس تحت الثوب‪.‬‬

‫]‪[274‬‬

‫عاهدتك عليه من قتخخل علخي ؟ ولخو أحببخخت لقتلخخت معخخه شخخبليه الحسخن والحسخخين ! ثخم‬
‫ضرب يده على هميانه فحله من وسطه ورمخخاه إليهخخا‪ ،‬وقخخال‪ :‬خخخذيه فخخإن فيخخه‬
‫أكثر من ثلثة آلف دينار وعبد وقينة‪ ،‬فقالت لخخه‪ :‬والخ ل امكنخك مخن نفسخي‬
‫حتى تحلف لي باليمان المغلظة أنك تقتله‪ ،‬فحملته القساوة علخخى ذلخخك‪ ،‬وبخخاع‬
‫آخرته بدنياه ! و تحكم الشيطان فيه باليمان المغلظخخة أنخخه يقتلخخه ولخخو قطعخخوه‬
‫إربا إربا‪ ،‬فمالت إليه عند ذلك وقبلتخخه وقبلهخخا‪ ،‬فخخأراد وطيهخخا فمخخانعته‪ ،‬وبخخات‬
‫عندها تلك الليلة من غير نكاح‪ ،‬فلما كان من الغد تزوج بها سرا وطاب قلبه‪،‬‬
‫فلما أفاق من سكرته نخخدم علخخى ماكخخان منخخه‪ ،‬وعخخاتب نفسخخه ولعنهخخا فلخخم تخخزل‬
‫تراوغه )‪ (1‬في كل ليلة وتعده بوصالها‪ ،‬فلما دنخخت الليلخخة الموعخخودة مخخد يخخده‬
‫إليها ليضاجعها ويجامعها فأبت عليه وقالت‪ :‬ما يكون ذلك إل أن تفي بوعدك‬
‫؟ وكان الملعون اعتل علة شديدة فبرئ منها‪ ،‬وكانت الملعونخخة ل تمكنخخه مخخن‬
‫نفسها مخافة أن تبرد ناره فيخل بقضاء حاجتها‪ ،‬فقال لهخا‪ :‬يخا قطخام فخي هخذه‬
‫الليلة أقتل لك علي بن أبي طالب‪ ،‬وأخذ سيفه ومضى به إلخخى الصخخيقل فأجخخاد‬
‫صقاله‪ ،‬وجاء به إليها‪ ،‬فقالت‪ :‬إني اريد أن أعمل فيه سما‪ ،‬قخخال‪ :‬ومخخا تصخخنع‬
‫بالسم ؟ لو وقع على جبل لهده‪ ،‬فقالت‪ :‬دعني أعمل فيه السم فإنخخك لخخو رأيخخت‬
‫عليا لطاش عقلك وارتعشت يداك‪ ،‬وربما ضربته ضربة ل تعمخخل فيخخه شخخيئا‪،‬‬
‫فخخإذا كخخان مسخخموما فخخإن لخخم تعمخخل الضخخربة عمخخل السخخم‪ ،‬فقخخال لهخخا‪ :‬يخخا ويلخخك‬
‫أتخوفيني من علي فوال ل أرهب عليا ول غيره ! فقالت له‪ :‬دعني من قولك‬
‫هذا وإن عليا ليس كمن لقيت من الشجعان‪ ،‬فأطرت )‪ (2‬في مدحه وذكخخرت‬
‫شجاعته‪ ،‬وكان غرضها أن يحمل الملعخخون علخخى الغضخخب‪ ،‬ويحرضخخه علخخى‬
‫المر‪ ،‬فأخذت السيف وأنفذته إلى الصخخيقل‪ ،‬فسخخقاه السخخم ورده إلخخى غمخخده‪ ،‬و‬
‫كان ابن ملجم قد خرج في ذلك اليوم يمشي في أزقة الكوفة‪ ،‬فلقيه صخخديق لخخه‬
‫وهو عبد ال بن جابر الحارثي‪ ،‬فسخخلم عليخخه وهنخخأه بخخزواج قطخخام‪ ،‬ثخخم تحادثخخا‬
‫ساعة فحدثه‬

‫)‪ (1‬أي تخادعه‪ (2) .‬اطراه‪ :‬احسن الثناء عليه وبالغ في مدحه‪.‬‬

‫]‪[275‬‬

‫بحديثه من أوله إلى آخره‪ ،‬فسر بذلك سرورا عظيما فقال لخخه‪ :‬أنخخا اعاونخخك‪ ،‬فقخخال ابخخن‬
‫ملجم‪ :‬دعني من هذا الحديث‪ ،‬فإن عليا أروغ من الثعلب وأشد من السخد‪ .‬ثخم‬
‫مضخخى ابخخن ملجخخم لعنخخه الخ يخخدور فخخي شخخوارع الكوفخخة‪ ،‬فاجتخخاز علخخى أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم وهو جالس عند ميثم التمخخار‪ ،‬فخطخخف عنخخه كيل يخخراه‪،‬‬
‫ففطن به فبعث خلفه رسول فلما أتاه وقف بين يديه وسلم عليه وتضرع لديه‪،‬‬
‫فقال عليه السلم له‪ :‬ما تعمل ههنا ؟ قال‪ :‬أطوف فخخي أسخخواق الكوفخخة وأنظخخر‬
‫إليها‪ ،‬فقال عليخخه السخخلم‪ :‬عليخخك بالمسخخاجد فإنهخخا خيخخر لخخك مخخن البقخخاع كلهخخا‪،‬‬
‫وشرها السواق ما لم يذكر اسم ال فيها‪ ،‬ثم حخخادثه سخخاعة و انصخخرف‪ ،‬فلمخخا‬
‫ولى جعل أمير المؤمنين عليه السلم يطيل النظر إليه ويقول‪ :‬يا لك من عدو‬
‫لي من مراد‪ ،‬ثم قال عليه السلم‪ :‬اريد حياته ويريد قتلي * ويخخأبى الخ إل أن‬
‫يشاء ثم قال عليه السلم‪ :‬يا ميثم هذا وال قاتلي ل محالة‪ ،‬أخبرني به حبيخخبي‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله‪ ،‬فقال ميثم‪ :‬يا أمير المؤمنين فلم ل تقتلخخه أنخخت‬
‫قبل ذلك ؟ فقال‪ :‬يا ميثم ل يحل القصاص قبل الفعل‪ ،‬فقال ميثم‪ :‬يا مولي إذا‬
‫لم تقتله فاطرده‪ ،‬فقال‪ :‬يا ميثم لول آيخخة فخخي كتخخاب الخ " يمحخخو الخ مخخا يشخخاء‬
‫ويثبت وعنده ام الكتاب )‪ " (1‬وأيضا إنه بعد ما جنى جناية فيؤخخخذ بهخخا‪ ،‬ول‬
‫يجوز أن يعاقب قبل الفعل‪ ،‬فقال ميثم‪ :‬جعل ]ال[ يومنا قبل يومك‪ ،‬ول أرانخخا‬
‫ال فيك سوءا أبدا‪ ،‬ومتى يكون ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال عليه السلم‪ :‬إن‬
‫ال تفرد بخمسة أشياء ل يطلع عليها نبي مرسل ول ملخخك مقخخرب‪ ،‬فقخخال عخخز‬
‫من قائل‪ " :‬إن ال عنده علم الساعة )‪ " (2‬الية‪ ،‬يا ميثم هذه خمسخخة ل يطلخع‬
‫عليها إل ال تعالى‪ ،‬وما اطلع عليها نبي ول وصي ول ملك مقرب‪ ،‬يخخا ميثخخم‬
‫ل حذر من قدر‪ ،‬يا ميثم إذا جاء القضخخاء فل مفخخر‪ ،‬فرجخخع ابخخن ملجخخم ودخخخل‬
‫على‬

‫)‪ (1‬سورة الرعد‪ (2) .39 :‬سورة لقمان‪.34 :‬‬

‫]‪[276‬‬

‫قطام لعنهما ال‪ ،‬وكانت تلك الليلة ليلة تسع عشرة من شهر رمضخخان‪ .‬قخخالت ام كلثخخوم‬
‫بنت أمير المؤمنين صلوات ال عليه‪ :‬لما كخخانت ليلخخة تسخخع عشخخرة مخخن شخخهر‬
‫رمضان قدمت إليه عند إفطاره طبقا فيه قرصان مخخن خخخبز الشخخعير وقصخخعة‬
‫فيها لبن وملح جريش )‪ ،(1‬فلما فرغ من صلته أقبل على فطوره‪ ،‬فلما نظر‬
‫إليه وتأمله حرك رأسه وبكى بكاءا شديدا عاليا‪ ،‬وقال‪ :‬يخخا بنيخخة مخخا ظننخخت أن‬
‫بنتا تسوء أباها كما قد أسأت أنت إلخخي‪ ،‬قخخالت‪ :‬ومخخاذا يخخا أبخخاه ؟ قخخال‪ :‬يخخا بنيخخة‬
‫أتقدمين إلى أبيك إدامين في فرد طبق واحد ؟ أتريدين أن يطول وقخخوفي غخخدا‬
‫بين يدي ال عزوجل يوم القيامة أنا اريد أن أتبع أخي وابن عمي رسخول الخ‬
‫صلى ال عليه واله ما قدم إليه إدامان في طبق واحخخد إلخخى أن قبضخخه الخخ‪ ،‬يخخا‬
‫بنية ما من رجل طاب مطعمه ومشربه وملبسه إل طال وقوفه بين يخخدي ال خ‬
‫عزوجل يوم القيامة‪ ،‬يا بنية إن الدنيا في حللها حساب وفخخي حرامهخخا عقخخاب‬
‫وقد أخبرني حبيبي رسول ال صلى ال عليه والخخه أن جبرئيخخل عليخخه السخخلم‬
‫نزل إليه ومعه مفاتيح كنوز الرض وقال‪ :‬يخخا محمخخد السخخلم يقخخرؤك السخخلم‬
‫ويقول لك‪ :‬إن شئت صيرت معك جبال تهامة ذهبا وفضة‪ ،‬وخذ هخخذه مفاتيخخح‬
‫كنوز الرض ول ينقص ذلك من حظك يخخوم القيامخخة‪ ،‬قخخال‪ :‬يخخا جبرئيخخل ومخخا‬
‫يكون بعد ذلك ؟ قال‪ :‬الموت‪ ،‬فقال‪ :‬إذا ل حاجة لي في الخخدنيا‪ ،‬دعنخخي أجخخوع‬
‫يوما وأشبع يوما‪ ،‬فاليوم الذي أجوع فيه أتضخخرع إلخخى ربخخي وأسخخأله‪ ،‬واليخخوم‬
‫الذي أشبع فيه أشكر ربي وأحمده‪ ،‬فقال له جبرئيل‪ :‬وفقت لكل خير يا محمد‪.‬‬
‫ثم قال عليخخه السخلم‪ :‬يخخا بنيخة الخخدنيا دار غخخرور ودار هخخوان‪ ،‬فمخخن قخدم شخخيئا‬
‫وجده‪ ،‬يا بنية وال ل آكل شيئا حتى ترفعين أحد الداميخخن‪ ،‬فلمخخا رفعتخخه تقخخدم‬
‫إلى الطعام فأكل قرصا واحدا بالملح الجريش‪ ،‬ثم حمد ال وأثنى عليه ثم قخخام‬
‫إلخخى صخخلته فصخخلى ولخخم يخخزل راكعخخا وسخخاجدا ومبتهل ومتضخخرعا إلخخى الخ‬
‫سبحانه‪ ،‬ويكثر الدخول و الخروج وهو ينظر إلى السماء وهو قلخخق يتملمخخل‪،‬‬
‫ثم قرأ سورة " يس " حتى ختمها‪،‬‬

‫)‪ (1‬الجريش‪ :‬ما طحنته غير ناعم‪.‬‬


‫]‪[277‬‬

‫ثم رقد هنيئة وانتبه مرعوبا‪ ،‬وجعل يمسح وجهه بثوبه‪ ،‬ونهض قائما على قدميه وهو‬
‫يقول‪ " :‬اللهم بارك لنا في لقائك " ويكثر من قول‪ " :‬ل حول ول قوة إل بال‬
‫العلي العظيم " ثم صلى حتى ذهب بعض الليل‪ ،‬ثم جلس للتعقيب‪ ،‬ثخخم نخخامت‬
‫عيناه وهو جالس‪ ،‬ثم انتبه من نومته مرعوبا‪ .‬قالت ام كلثخخوم‪ :‬كخخأني بخخه وقخخد‬
‫جمع أولده وأهله وقال لهم‪ :‬في هذا الشهر تفقدوني‪ ،‬إني رأيت في هذه الليلة‬
‫رؤيا هالتني واريد أن أقصها عليكم‪ ،‬قالوا‪ :‬وما هي ؟ قال‪ :‬إني رأيت الساعة‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله في منامي وهو يقول لخخي‪ :‬يخخا أبخخا الحسخخن إنخخك‬
‫قادم إلينا عن قريب‪ ،‬يجئ إليك أشقاها فيخضب شخخيبتك مخخن دم رأسخخك‪ ،‬وأنخخا‬
‫وال مشتاق إليك‪ ،‬وإنك عندنا في العشر الخر من شهر رمضان‪ ،‬فهلخخم إلينخخا‬
‫فما عندنا خير لك وأبقى‪ ،‬قال‪ :‬فلمخا سخمعوا كلمخه ضخجوا بالبكخاء والنحيخب‬
‫وأبدوا العويل‪ ،‬فأقسم عليهخم بالسخكوت فسخكتوا‪ ،‬ثخم أقبخل يوصخيهم ويخأمرهم‬
‫بالخير وينهاهم عن الشر‪ ،‬قالت ام كلثوم‪ :‬ولم يخخزل تلخخك الليلخخة قائمخخا وقاعخخدا‬
‫وراكعا وساجدا‪ ،‬ثم يخرج ساعة بعد ساعة يقلخخب طرفخخه فخخي السخخماء وينظخخر‬
‫في الكواكب وهو يقول‪ :‬وال ما كذبت ول كخذبت‪ ،‬وإنهخا الليلخة الختي وعخدت‬
‫بها‪ ،‬ثم يعود إلى مصله ويقول‪ :‬اللهم بارك لي في الموت‪ ،‬ويكثر مخخن قخخول‪:‬‬
‫" إنا ل وإنخخا إليخخه راجعخخون " " ول حخخول ول قخخوة إل بخخال العلخخي العظيخخم "‬
‫ويصلي على النبي وآله‪ ،‬ويستغفر ال كثيرا‪ .‬قالت ام كلثخخوم‪ :‬فلمخخا رأيتخخه فخخي‬
‫تلك الليلة قلقا متململ كثير الذكر والستغفار أرقت معه ليلتي وقلت‪ :‬يا أبتخخاه‬
‫ما لي أراك هذه الليلة ل تذوق طعم الرقاد ؟ قال‪ :‬يا بنية إن أباك قتل البطال‬
‫وخاض الهوال وما دخل الخوف له جوف )‪ ،(1‬وما دخخخل فخخي قلخخبي رعخخب‬
‫أكثر مما دخل في هذه الليلة‪ ،‬ثم قال‪ :‬إنا ل وإنا إليخه راجعخون فقلخت‪ :‬يخا أبخاه‬
‫مالك تنعي نفسك منذ الليلة ؟ قال‪ :‬يا بنية قد قرب الجل وانقطع المل‪ ،‬قالت‬
‫ام كلثوم‪ :‬فبكيت فقال لي‪ :‬يا بنية ل تبكين فإني لم أقل ذلك إل‬

‫)‪ (1‬الظاهر كما في " ت وهامش " ك "‪ :‬وما دخل له خوف‪.‬‬

‫]‪[278‬‬

‫بما عهد إلي النبي صلى ال عليه واله‪ ،‬ثم إنه نعس وطوى ساعة‪ ،‬ثم استيقظ من نومه‬
‫وقال‪ :‬يا بنية إذا قرب وقت الذان فأعلميني‪ ،‬ثم رجع إلى مخخا كخخان عليخخه أول‬
‫الليل من الصلة والدعاء والتضرع إلى ال سبحانه وتعالى‪ ،‬قخخالت ام كلثخخوم‪:‬‬
‫فجعلت ارقب وقت الذان‪ ،‬فلمخخا لح الخخوقت أتيتخخه ومعخخي إنخخاء فيخخه مخخاء‪ ،‬ثخخم‬
‫أيقظته‪ ،‬فأسبغ الوضوء وقام ولبس ثيابه وفتح بابه‪ ،‬ثم نزل إلخخى الخخدار وكخخان‬
‫في الدار إوز قد اهخخدي إلخخى أخخخي الحسخخين عليخخه السخخلم‪ ،‬فلمخخا نخخزل خرجخخن‬
‫وراءه ورفرفن وصحن في وجهه‪ ،‬وكخخان قبخخل تلخخك الليلخخة لخخم يصخخحن‪ ،‬فقخخال‬
‫عليخخه السخخلم‪ :‬ل إلخخه إل الخ صخخوارخ تتبعهخخا نخخوائح‪ ،‬وفخخي غخخداة غخخد يظهخخر‬
‫القضاء‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا أباه هكذا تتطير ؟ فقال‪ .‬يا بنيخخة مخخا منخخا أهخخل الخخبيت مخخن‬
‫يتطير ول يتطير به‪ ،‬ولكن قول جرى علخخى لسخخاني‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬يخخا بنيخخة بحقخخي‬
‫عليك إل ما أطلقتيه‪ ،‬فقد حبست مخخا ليخخس لخخه لسخخان ول يقخخدر علخخى الكلم إذا‬
‫جاع أو عطش‪ ،‬فأطعميه واسقيه وإل خلي سبيله يأكل من حشخخائش الرض‪،‬‬
‫فلما وصل إلى الباب فعالجه ليفتحه فتعلق البخخاب بمئزره فانحخخل مئزره حخختى‬
‫سقط‪ ،‬فأخذه وشده وهو يقول‪ :‬اشدد حيازيمك للموت فخخإن المخخوت لقيكخخا ول‬
‫تجخخزع مخخن المخخوت إذا حخخل بناديكخخا ول تغخختر بالخخدهر وإن كخخان يواتيكخخا كمخخا‬
‫أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيكا ثم قال‪ :‬اللهم بخخارك لنخا فخخي المخوت‪ ،‬اللهخخم‬
‫بارك لي في لقائك‪ ،‬قالت ام كلثوم‪ :‬وكنت أمشي خلفه‪ ،‬فلما سمعته يقول ذلخخك‬
‫قلت‪ :‬واغوثاه يا أبتاه أراك تنعي نفسك منذ الليلة‪ ،‬قال‪ :‬يا بنيخخة مخخا هخخو بنعخخاء‬
‫ولكنها دللت وعلمات للموت تتبع بعضها بعضا فأمسكي عن الجواب‪ ،‬ثم‬
‫فتح الباب وخرج‪ .‬قالت ام كلثوم‪ :‬فجئت إلى أخي الحسن عليخخه السخخلم فقلخخت‬
‫يا أخي‪ :‬قد كان من أمر أبيك الليلة كذا وكخخذا‪ ،‬وهخخو قخخد خخخرج فخخي هخخذا الليخخل‬
‫الغلس فألحقه‪ ،‬فقام الحسن بن علي عليهما السخخلم وتبعخخه‪ ،‬فلحخخق بخخه قبخخل أن‬
‫يدخل الجامع فقال يا أباه‪ :‬ما أخرجك في‬

‫]‪[279‬‬

‫هذه الساعة وقد بقي من الليل ثلثخخه ؟ فقخخال‪ :‬يخخا حبيخخبي ويخخا قخخرة عينخخي خرجخخت لرؤيخخا‬
‫رأيتها فخي هخخذه الليلخة أهخالتني وأزعجتنخي وأقلقتنخخي‪ ،‬فقخال لخخه‪ :‬خيخخرا رأيخخت‬
‫وخيرا يكون فقصها علي‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬يا بني رأيت كأن جبرئيل عليخخه‬
‫السلم قد نزل عن السماء على جبل أبي قبيس فتناول منخخه حجريخخن ومضخخى‬
‫بهما إلى الكعبة وتركهما على ظهرها‪ ،‬وضرب أحدهما على الخر فصارت‬
‫كالرميم‪ ،‬ثم ذرهما في الريح‪ ،‬فما بقي بمكة ول بالمدينة بيخخت إل ودخلخخه مخخن‬
‫ذلك الرماد‪ ،‬فقال له‪ :‬يا أبت وما تأويلهخا ؟ فقخال‪ :‬يخا بنخي إن صخدقت رؤيخاي‬
‫فإن أباك مقتول‪ ،‬ول يبقى بمكة حينئذ ول بالمدينة بيت إل ويخخدخله مخخن ذلخخك‬
‫غم ومصيبة من أجلي‪ ،‬فقال الحسن عليه السلم‪ :‬وهل تدري متى يكون ذلخخك‬
‫يا أبت ؟ قال‪ :‬يا بني إن ال يقول‪ " :‬ومخا تخخدري نفخخس مخاذا تكسخب غخخدا ومخخا‬
‫تدري نفس بأي أرض تموت )‪ " (1‬ولكن عهد إلي حبيبي رسول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه واله أنه يكون في العشر الواخخخر مخخن شخخهر رمضخخان‪ ،‬يقتلنخخي ابخخن‬
‫ملجم المرادي‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا أبتاه‪ ،‬إذا علمت منه ذلخخك فخخاقتله‪ ،‬قخخال‪ :‬يخخا بنخخي ل‬
‫يجوز القصاص إل بعد الجناية والجناية لخم تحصخل منخه‪ ،‬يخا بنخي لخو اجتمخع‬
‫الثقلن النخس والجخن علخى أن يخدفعوا ذلخك لمخا قخدروا‪ ،‬يخا بنخي ارجخع إلخى‬
‫فراشك‪ ،‬فقال الحسن عليه السخخلم‪ :‬يخخا أبتخخاه اريخخد أمضخخي معخخك إلخخى موضخخع‬
‫صلتك‪ ،‬فقال له‪ :‬أقسمت بحقي عليك إل ما رجعت إلى فراشك لئل يتنغخخص‬
‫عليك نومك‪ ،‬ول تعصني في ذلخخك‪ ،‬قخال‪ :‬فرجخخع الحسخخن عليخخه السخخلم فوجخخد‬
‫اختخخه ام كلثخخوم قائمخخة خلخخف البخخاب تنتظخخره‪ ،‬فخخدخل فأخبرهخخا بخخذلك‪ ،‬وجلسخخا‬
‫يتحادثخخان وهمخخا محزونخخان حخختى غلخخب عليهمخخا النعخخاس‪ ،‬فقامخخا ودخل إلخخى‬
‫فراشهما وناما‪ .‬قال أبو مخنخف وغيخره‪ :‬وسخخار أميخر المخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫حتى دخل المسخخجد‪ ،‬والقناديخخل قخخد خمخخد ضخخوؤها‪ ،‬فصخخلى فخخي المسخخجد ورده‬
‫وعقب ساعة‪ ،‬ثم إنه قام وصلى ركعتين‪ ،‬ثم عل المئذنة ووضع سخخبابتيه فخخي‬
‫اذنيه وتنحنح ثم أذن وكان عليه السلم إذا أذن لم يبق في بلدة الكوفة بيت إل‬
‫اخترقه صوته‪.‬‬

‫)‪ (1‬سوره لقمان‪.34 :‬‬

‫]‪[280‬‬

‫قال الراوي‪ :‬وأما ابن ملجم فبات في تلك الليلة يفكر في نفسخه‪ ،‬ول يخدري مخا يصخنع‪،‬‬
‫فتارة يعاتب نفسه ويوبخها ويخاف من عقبى فعله‪ ،‬فيهم أن يرجع عخخن ذلخخك‪،‬‬
‫وتاره يذكر قطام لعنها ال وحسنها جمالهخخا وكخخثرة مالهخخا فتميخخل نفسخخه إليهخخا‪،‬‬
‫فبقي عامة ليله يتقلب على فراشه وهو يخخترنم بشخخعره ذلخخك إذا أتتخخه الملعونخخة‬
‫ونامت معه في فراشه‪ ،‬وقالت له‪ :‬يا هذا من يكخخون علخخى هخخذا العخخزم يرقخخد ؟‬
‫فقال لها‪ :‬وال إني أقتله لك السخخاعة‪ ،‬فقخخالت‪ :‬اقتلخخه وارجخخع إلخخي قريخخر العيخخن‬
‫مسرورا‪ ،‬وافعل ما تريد فإني منتظرة لك‪ ،‬فقال لهخخا‪ :‬بخخل أقتلخخه وأرجخخع إليخخك‬
‫سخخخين العيخخن محزونخخا منحوسخخا محسخخورا‪ ،‬فقخخالت‪ :‬أعخخوذ بخخال مخخن تطيخخرك‬
‫الوحش‪ ،‬قال‪ :‬فوثب الملعون كأنه الفحل من البل‪ ،‬قال‪ :‬هلمي إلخخي بالسخخيف‪،‬‬
‫ثم إنه اتزر بمئزر واتشح بإزار‪ ،‬وجعل السيف تحت الزار مع بطنه‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫افتحي لي الباب ففي هذه الساعة أقتل لك عليا‪ ،‬فقامت فرحة مسرورة وقبلت‬
‫صدره‪ ،‬وبقي يقبلها ويترشفها ساعة‪ ،‬ثم راودهخخا عخخن نفسخخها فقخخالت لخخه‪ :‬هخخذا‬
‫علخخي أقبخخل إلخخى الجخخامع وأذن‪ ،‬فقخخم إليخخه فخخاقتله ثخخم عخخد إلخخي فهخخا أنخخا منتظخخرة‬
‫رجوعك‪ ،‬فخرج من الباب وهي خلفه تحرضه بهذه البيات‪ :‬أقول إذا ماحيخخة‬
‫أعيت الرقا * وكان ذعاف الموت منه شخخرابها )‪ (1‬رسسخخنا إليهخخا فخخي الظلم‬
‫ابن ملجم )‪ * (2‬همام إذا ما الحرب شب لهابهخخا فخخخذها علخخي ! فخخوق رأسخخك‬
‫ضربة * بكف سعيد سوف يلقى ثوابها قال الراوي‪ :‬فخالتفت إليهخا وقخال لهخا‪:‬‬
‫أفسدت وال الشعر في هذا البيت الخر‪ ،‬قالت‪ :‬ولم ذاك ؟ قال لها‪ :‬هل قلخخت‪:‬‬
‫" بكف شقي سوف يلقى عقابها " قال مصنف هذا الكتاب قخخدس روحخخه‪ :‬هخخذا‬
‫الخبر غير صحيح‪ ،‬بل إنا كتبناه كما وجخخدناه‪ ،‬والروايخخة الصخخحيحة أنخخه بخخات‬
‫في المسجد ومعه رجلن‪ :‬أحدهما‬

‫)‪ (1‬الذعاف‪ :‬السم الذى يقتل من ساعته‪ (2) .‬في )م( و )خ(‪ :‬دسسنا‪.‬‬
‫]‪[281‬‬

‫شبيب بن بحيرة )‪ (1‬والخر وردان بن مجالد‪ ،‬يساعدانه على قتل علي عليه السخخلم‪،‬‬
‫فلما أذن عليه السخخلم ونخخزل مخخن المئذنخخة وجعخخل يسخخبح الخ ويقدسخخه ويكخخبره‬
‫ويكثر من الصلة على النبي صلى ال عليخه والخه‪ ،‬قخال الخراوي‪ :‬وكخان مخن‬
‫كرم أخلقه عليه السلم أنه يتفقد النائمين في المسجد ويقخخول للنخخائم‪ :‬الصخخلة‬
‫يرحمك ال الصلة‪ ،‬قم إلى الصلة المكتوبة عليك‪ ،‬ثخخم يتلخخو عليخخه السخخلم‪" :‬‬
‫إن الصلة تنهى عن الفحشاء والمنكر )‪ " (2‬ففعل ذلك كما كخخان يفعلخخه علخخى‬
‫مجاري عادته مع النائمين في المسجد‪ ،‬حتى إذا بلغ إلى الملعخخون فخخرآه نائمخخا‬
‫على وجهه قال له‪ :‬يا هذا قم من نومك هذا فإنها نومة يمقتها ال‪ ،‬وهي نومخخة‬
‫الشيطان ونومة أهل النار‪ ،‬بخخل نخخم علخخى يمينخخك فإنهخخا نومخخة العلمخخاء أو علخخى‬
‫يسارك فانها نومة الحكماء‪ ،‬ول تنم علخى ظهخرك فإنهخا نومخة النبيخاء‪ .‬قخال‪:‬‬
‫فتحرك الملعون كأنه يريد أن يقخخوم وهخخو مخخن مكخخانه ل يخخبرح فقخخال لخخه أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬لقد هممت بشئ تكاد السخخماوات يتفطخخرن منخخه وتنشخخق‬
‫الرض وتخر الجبال هدا‪ ،‬ولو شئت لنبأتك بما تحت ثيابك‪ ،‬ثم تركه وعدل‬
‫عنخخه إلخخى محرابخخه‪ ،‬وقخخام قائمخخا يصخخلي‪ ،‬وكخخان عليخخه السخخلم يطيخخل الركخخوع‬
‫والسجود في الصلة كعادته في الفرائض والنوافل حاضرا قلبخخه‪ ،‬فلمخخا أحخخس‬
‫به فنهض الملعون مسرعا وأقبل يمشخخي حخختى وقخخف بخخإزاء السخخطوانة الخختي‬
‫كان المام عليخخه السخخلم يصخخلي عليهخخا‪ ،‬فخخأمهله حخختى صخخلى الركعخخة الولخخى‬
‫وركع وسجد السجدة الولى منها ورفع رأسه‪ ،‬فعند ذلك أخذ السيف و هخخزه‪،‬‬
‫ثم ضربه على رأسه المكرم الشريف‪ ،‬فخخوقعت الضخخربة علخخى الضخخربة الخختي‬
‫ضربه عمرو بن عبدود العامري‪ ،‬ثم أخذت الضخخربة إلخخى مفخخرق رأسخخه إلخخى‬
‫موضع السجود‪ ،‬فلما أحس المام بالضرب لم يتأوه وصبر واحتسخخب‪ ،‬ووقخخع‬
‫على وجهه وليس عنده أحد قائل‪ :‬بسم ال وبخخال وعلخخى ملخخة رسخخول الخخ‪ ،‬ثخخم‬
‫صاح وقال‪ :‬قتلني ابن ملجخخم قتلنخخي اللعيخخن ابخخن اليهوديخخة ورب الكعبخخة‪ ،‬أيهخخا‬
‫الناس ل يفوتنكم ابن ملجم‪ ،‬وسار‬

‫)‪ (1‬في )ت(‪ :‬بجرة‪ (2) .‬سورة العنكبوت‪.45 :‬‬

‫]‪[282‬‬

‫السم في رأسه وبدنه وثار جميع من في المسجد في طلب الملعخخون‪ ،‬ومخخاجوا بالسخخلح‬
‫فما كنت أرى إل صفق اليدي على الهامات وعلخخوا الصخخرخات‪ ،‬وكخخان ابخخن‬
‫ملجم ضربه ضربة خائفا مرعوبا‪ ،‬ثم ولى هاربا وخرج من المسجد‪ ،‬وأحاط‬
‫الناس بأمير المخخؤمنين عليخه السخخلم وهخخو فخخي محرابخه يشخخد الضخربة ويأخخخذ‬
‫التراب ويضعه عليها‪ ،‬ثم تل قوله تعالى‪ " :‬منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنهخخا‬
‫نخرجكم تارة اخرى )‪ " (1‬ثم قال عليه السلم‪ :‬جاء أمر ال وصخخدق رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه واله ثم إنه لما ضخخربه الملعخخون ارتجخخت الرض ومخخاجت‬
‫البحار والسماوات‪ ،‬واصطفقت أبواب الجامع‪ ،‬قال‪ :‬وضربه اللعين شبيب بن‬
‫بجرة فأخطأه ووقعخخت الضخخربة فخخي الطخخاق‪ .‬قخخال الخخراوي‪ :‬فلمخخا سخخمع النخخاس‬
‫الضجة ثار إليه كل من كان في المسجد‪ ،‬وصاروا يخخدورون ول يخخدرون أيخخن‬
‫يذهبون من شدة الصدمة والدهشة‪ ،‬ثم أحاطوا بخخأمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫وهخو يشخد رأسخه بمئزره‪ ،‬والخدم يجخري علخى وجهخه ولحيتخه‪ ،‬وقخد خضخبت‬
‫بخخدمائه وهخخو يقخخول‪ :‬هخخذا مخخا وعخخد الخ ورسخخوله وصخخدق الخ ورسخخوله‪ .‬قخخال‬
‫الراوي‪ :‬فاصطفقت أبواب الجامع‪ ،‬وضخخجت الملئكخخة فخخي السخخماء بالخخدعاء‪،‬‬
‫وهبت ريح عاصف سوداء مظلمة‪ ،‬ونادى جبرئيل عليه السخخلم بيخخن السخخماء‬
‫والرض بصخخوت يسخخمعه كخخل مسخختيقظ‪ " :‬تهخخدمت والخخ أركخخان الهخخدى‪،‬‬
‫وانطمست وال نجوم السماء و أعلم التقى‪ ،‬وانفصمت وال العروة الخخوثقى‪،‬‬
‫قتل ابن عم محمد المصطفى‪ ،‬قتل الوصخخي المجتخخبى‪ ،‬قتخخل علخخي المرتضخخى‪،‬‬
‫قتل وال سيد الوصياء‪ ،‬قتله أشقى الشقياء " قال‪ :‬فلما سمعت ام كلثوم نعي‬
‫جبرئيل فلطمخخت علخخى وجههخخا وخخخدها وشخخقت جيبهخخا و صخخاحت‪ :‬وا أبتخخاه وا‬
‫علياه وامحمداه واسيداه‪ ،‬ثم أقبلخخت إلخخى أخويهخخا الحسخخن والحسخخين فأيقظتهمخخا‬
‫وقالت لهما‪ :‬لقد قتل أبوكما‪ :‬فقاما يبكيان‪ ،‬فقال لهخخا الحسخخن عليخخه السخخلم‪ :‬يخخا‬
‫أختاه كفي عن البكاء حتى نعرف صحة الخخخبر كيل تشخخمت العخخداء فخرجخخا‬
‫فإذا الناس ينوحون وينادون‪ :‬وا إماماه وا أمير المؤمنيناه‪ ،‬قتل وال إمام عابد‬
‫مجاهد‬

‫)‪ (1‬سورة طه‪.55 :‬‬

‫]‪[283‬‬

‫لم يسجد لصنم‪ ،‬كان أشبه الناس برسول ال صخخلى الخ عليخخه والخخه فلمخخا سخخمع الحسخخن‬
‫والحسين عليهما السلم صرخات الناس ناديا‪ :‬وا أبتخخاه واعليخخاه ليخخت المخخوت‬
‫أعدمنا الحياة‪ ،‬فلما وصخخل الجخخامع ودخل وجخخدا أبخخا جعخخدة بخخن هخخبيرة ومعخخه‬
‫جماعة مخخن النخاس‪ ،‬وهخم يجتهخخدون أن يقيمخوا المخام فخخي المحخراب ليصخخلي‬
‫بالناس‪ ،‬فلم يطق على النهوض وتأخر عن الصف وتقدم الحسن عليه السخلم‬
‫فصلى بالناس وأمير المؤمنين عليه السلم يصخخلي إيمخخاءا مخخن جلخخوس‪ ،‬وهخخو‬
‫يمسح الدم عن وجهه وكريمه الشريف‪ ،‬يميل تارة ويسكن اخخخرى‪ ،‬و الحسخخن‬
‫عليه السلم ينادي‪ :‬وا انقطاع ظهخخراه يعخخز وال خ علخخي أن أراك هكخخذا‪ ،‬ففتخخح‬
‫عينه و قال‪ :‬يا بني لجزع على أبيك بعد اليوم‪ ،‬هذا جخخدك محمخخد المصخخطفى‬
‫وجخخدتك خديجخخة الكخخبرى وامخخك فاطمخخة الزهخخراء والحخخور العيخخن محخخدقون‬
‫منتظرون قدوم أبيك‪ ،‬فطب نفسا وقرعينا وكف عن البكاء‪ ،‬فإن الملئكخخة قخخد‬
‫ارتفعت أصواتهم إلى السخخماء‪ .‬قخخال‪ :‬ثخخم إن الخخخبر شخخاع فخخي جخخوانب الكوفخخة‬
‫وانحشر الناس حتى المخدرات خرجن من خدرهن إلى الجخخامع ينظخخرن إلخخى‬
‫علي بن أبي طالب عليه السلم‪ ،‬فدخل الناس الجامع فوجخخدوا الحسخخن ورأس‬
‫أبيه في حجره‪ ،‬وقد غسل الدم عنه وشخد الضخربة وهخي بعخدها تشخخب دمخا‪،‬‬
‫ووجهه قد زاد بياضا بصفرة‪ ،‬وهو يرمق السماء بطرفخخه و لسخخانه يسخخبح الخ‬
‫ويوحده‪ ،‬وهو يقخخول‪ " :‬أسخخألك يخخا رب الرفيخخع العلخخى " فأخخخذ الحسخخن عليخخه‬
‫السلم رأسه في حجره فوجده مغشيا عليه‪ ،‬فعنخخدها بكخخى بكخخاء شخخديدا وجعخخل‬
‫يقبل وجه أبيه وما بين عينيه وموضخخع سخجوده‪ ،‬فسخخقط مخن دمخخوعه قطخخرات‬
‫على وجه أمير المؤمنين عليه السلم‪ ،‬ففتح عينيه فرآه باكيا‪ ،‬فقال له‪ :‬يا بنخخي‬
‫يا حسن ما هذا البكاء ؟ يا بني لروع على أبيك بعد اليوم‪ ،‬هخخذا جخخدك محمخخد‬
‫المصطفى وخديجة وفاطمة والحور العيخخن محخخدقون منتظخخرون قخخدوم أبيخخك‪،‬‬
‫فطب نفسا وقر عينا‪ ،‬واكفف عن البكاء فخإن الملئكخة قخد ارتفعخخت أصخخواتهم‬
‫إلى السماء‪ ،‬يا بني أتجزع على أبيخخك وغخخدا تقتخخل بعخخدي مسخخموما مظلومخخا ؟‬
‫ويقتل أخوك بالسيف هكذا‪ ،‬وتلحقان بجدكما وأبيكما و امكما‪ ،‬فقال له الحسن‬
‫عليه السلم‪ :‬يا أبتاه ما تعرفنا من قتلك ومن فعل بك هذا ؟‬

‫]‪[284‬‬

‫قال‪ :‬قتلني ابن اليهودية عبد الرحمن بن ملجم المرادي‪ ،‬فقخال‪ :‬يخخا أبخاه مخخن أي طريخخق‬
‫مضى ؟ قال‪ :‬ل يمضي أحد في طلبخخه فخخإنه سخخيطلع عليكخخم مخخن هخخذا البخخاب ‪-‬‬
‫وأشار بيده الشريفة إلى باب كنخخدة ‪ -‬قخخال‪ :‬ولخخم يخخزل السخخم يسخخري فخخي رأسخخه‬
‫وبدنه‪ ،‬ثم اغمي عليه ساعة والناس ينتظرون قدوم الملعخخون مخخن بخخاب كنخخدة‪،‬‬
‫فاشتغل الناس بالنظر إلى الباب‪ ،‬ويرتقبون قدوم الملعون‪ ،‬وقد غص المسجد‬
‫بالعالم ما بين باك ومحزون‪ ،‬فمخخا كخخان إل سخخاعة وإذا بالصخخيحة قخخد ارتفعخخت‬
‫وزمرة من الناس وقد جاؤوا بعدو ال ابخخن ملجخخم مكتوفخخا‪ ،‬وهخخذا يلعنخخه وهخخذا‬
‫يضربه‪ ،‬قال‪ :‬فوقع الناس بعضهم على بعض ينظرون إليخخه‪ ،‬فخخأقبلوا بخخاللعين‬
‫مكتوفا وهذا يلعنه وهذا يضربه‪ ،‬وهم ينهشون لحمه بأسنانهم ويقولون له‪ :‬يخخا‬
‫عدو ال ما فعلت ؟ أهلكت امة محمد وقتلت خير الناس‪ ،‬وإنه لصخخامت وبيخخن‬
‫يديه رجل يقال له حذيفة النخعي‪ ،‬بيده سيف مشخخهور‪ ،‬وهخخو يخخرد النخخاس عخخن‬
‫قتله‪ ،‬وهو يقول‪ :‬هذا قاتل المام علي عليه السلم حتى أدخلوه المسخخجد‪ .‬قخخال‬
‫الشعبي‪ :‬كأني أنظر إليه وعيناه قد طارتا فخخي ام رأسخخه كأنهمخخا قطعتخخا علخخق‪،‬‬
‫وقد وقعت في وجهه ضربة قد هشمت وجهه وأنفه‪ ،‬والدم يسخخيل علخى لحيتخه‬
‫وعلى صدره‪ ،‬وهو ينظر يمينا وشمال وعيناه قد طارتخخا فخخي ام رأسخخه‪ ،‬وهخخو‬
‫أسمر اللون حسن الوجه‪ ،‬وفي وجهه أثر السجود ! وكخخان علخخى رأسخخه شخخعر‬
‫أسود منشورا على وجهه كأنه الشيطان الرجيخم‪ ،‬فلمخا حخاذاني سخمعته يخخترنم‬
‫بهذه البيات‪ :‬أقول لنفسخخي بعخخد مخخا كنخخت أنهاهخخا * وقخخد كنخخت أسخخناها وكنخخت‬
‫أكيدها أيا نفس كفي عن طلبك واصبري * ول تطلبي هما عليك يبيدها فمخخا‬
‫قبلت نصحي وقد كنت ناصحا * كنصح ولود غاب عنها وليخخدها فمخخا طلبخخت‬
‫إل عنائي وشقوتي * فيا طول مكثي في الجحيم بعيدها فلما جاؤوا به أوقفخخوه‬
‫بين يدي أمير المؤمنين عليه السلم‪ ،‬فلما نظر إليه الحسن عليه السلم‬

‫]‪[285‬‬

‫قال له‪ :‬يا ويلك يالعين يا عدو ال أنت قاتل أمير المؤمنين ومثكلنا إمام المسخخلمين هخخذا‬
‫جزاؤه منك حيث آواك وقربك وأدناك وآثرك على غيخخرك ؟ وهخخل كخخان بئس‬
‫المام لك حتى جازيته هذا الجزاء يا شقي ؟ قال‪ :‬فلم يتكلم بل دمعت عينخخاه !‬
‫فانكب الحسن عليه السلم على أبيه يقبله‪ ،‬وقال له‪ :‬هذا قاتلك يا أباه قد أمكخخن‬
‫ال منه‪ ،‬فلم يجبه وكان نائما‪ ،‬فكره أن يوقظه من نخخومه‪ ،‬ثخخم التفخخت إلخخى ابخخن‬
‫ملجم و قال له‪ :‬يا عدو ال هذا كان جزاؤه منك بوأك وأدناك وقربخخك وحبخخاك‬
‫وفضلك على غيرك ؟ هل كان بئس المام لك حتى جخخازيته بهخخذا الجخخزاء يخخا‬
‫شقي الشقياء ؟ فقال له الملعون‪ :‬يا أبا محمد أفأنت تنقذ من في النخخار ؟ فعنخخد‬
‫ذلك ضجت الناس بالبكاء والنحيب‪ ،‬فأمرهم الحسن عليخخه السخخلم بالسخخكوت‪،‬‬
‫ثم التفت الحسن عليه السلم إلى الذي جاء به حذيفة رضي ال عنه‪ ،‬فقال له‪:‬‬
‫كيف ظفرت بعدو ال وأين لقيته ؟ فقال‪ :‬يا مخخولي إن حخخديثي معخخه لعجيخخب‪،‬‬
‫وذلخخك أنخخي كنخخت البارجخخة نائمخخا فخخي داري وزوجخختي إلخخى جخخانبي وهخخي مخخن‬
‫غطفان‪ ،‬وأنا راقد وهي مستيقظة‪ ،‬إذ سمعت هي الزعقخة وناعيخا ينعخي أميخر‬
‫المؤمنين عليه السلم وهو يقول‪ " :‬تهخدمت والخ أركخان الهخدى‪ ،‬وانطمسخت‬
‫وال أعلم التقى‪ ،‬قتل ابن عم محمد المصخخطفى‪ ،‬قتخخل علخخي المرتضخخى‪ ،‬قتلخخه‬
‫أشقى الشقياء " فأيقظتني وقالت لي‪ :‬أنت نائم وقد قتل إمامك علخخي بخخن أبخخي‬
‫طالب ؟ فانتبهت من كلمها فزعا مرعوبا وقلت لها‪ :‬يا ويلخخك مخخا هخخذا الكلم‬
‫رض ال )‪ (1‬فاك لعل الشيطان قد ألقى في سمعك هذا أو حلم القي عليك‪ ،‬يا‬
‫ويلك إن أمير المؤمنين ليس لحد من خلق ال تعالى قبلخخه تبعخخة ول ظلمخخة‪،‬‬
‫وإنه لليتيم كالب الرحيم‪ ،‬وللرملة كالزوج العطوف‪ ،‬وبعد ذلك فمن ذاالذي‬
‫يقدر على قتل أمير المؤمنين وهو السد الضرغام والبطخخل الهمخخام والفخخارس‬
‫القمقام ؟ فأكثرت علي وقالت‪ :‬إني سمعت ما‬

‫)‪ (1‬في )خ( فض ال‪.‬‬

‫]‪[286‬‬

‫لم تسمع وعلمت ما لم تعلم‪ ،‬فقلت لها‪ :‬وما سخخمعت ؟ فخأخبرتني بالصخخوت فقخخالت لخخي‪:‬‬
‫سمعت ناعيا ينادي بأعلى صوته " تهخدمت والخ أركخخان الهخدى‪ ،‬وانطمسخت‬
‫وال أعلم التقى‪ ،‬قتل ابن عم محمد المصخخطفى‪ ،‬قتخخل علخخي المرتضخخي‪ ،‬قتلخخه‬
‫أشقى الشقياء " ثم قالت‪ :‬ما أظن بيتا في الكوفة إل وقد دخله هخخذا الصخخوت‪،‬‬
‫قال‪ :‬فبينما أنا وهي في مراجعة الكلم وإذا بصخخيحة عظيمخخة وجلبخخة وضخخجة‬
‫عظيمة وقائل يقول‪ " :‬قتل أمير المؤمنين " فحس قلبي بالشخخر‪ ،‬فمخخددت يخخدي‬
‫إلى سخخيفي وسخخللته مخخن غمخخده وأخخخذته‪ ،‬ونزلخخت مسخخرعا وفتحخخت بخخاب داري‬
‫وخرجت‪ ،‬فلما صرت في وسط الجادة فنظرت يمينخخا وشخخمال وإذا بعخخدو الخ‬
‫يجول فيها يطلب مهربا فلم يجخد‪ ،‬وإذا قخد انسخدت الطرقخات فخي وجهخه فلمخا‬
‫نظرت إليه وهو كذلك رابني أمره‪ ،‬فناديته‪ :‬يا ويلك من أنت ؟ وما تريد ل ام‬
‫لك في وسط هذا الدرب تمر وتجئ ؟ فتسمى بغير اسخخمه‪ ،‬وانتمخخى إلخخى غيخخر‬
‫كنيته فقلت له‪ :‬من أين أقبلت ؟ قال‪ :‬من منزلي‪ ،‬قلت‪ :‬وإلى أين تريد تمضخخي‬
‫في هذا الوقت ؟ قال‪ :‬إلى الحيرة‪ ،‬فقلت‪ :‬ولخم ل تقعخد حختى تصخلي مخع أميخر‬
‫المؤمنين عليه السلم صلة الغداة وتمضخخي فخخي حاجتخخك ؟ فقخخاك‪ :‬أخشخخى أن‬
‫أقعد للصلة فتفوتني حاجتي‪ ،‬فقلت‪ :‬يا ويلك إني سمعت صيحة وقائل يقول‪:‬‬
‫قتل أمير المؤمنين عليه السلم فهل عندك مخن ذلخك خخخبر ؟ قخال‪ :‬ل علخخم لخخي‬
‫بذلك‪ ،‬فقلت له‪ :‬ولم ل تمضي معي حتى تحقق الخبر وتمضي فخخي حاجتخخك ؟‬
‫فقال‪ :‬أنا ماض في حاجتي وهي أهم من ذلك‪ ،‬فلما قخخال لخخي مثخخل ذلخخك القخخول‬
‫قلت‪ :‬يالكع الرجال حاجتك أحخخب إليخخك مخخن التجسخخس لميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم وإمام المسلمين ؟ وإذا وال يا لكع مالك عنخخد الخ مخخن خلق‪ ،‬وحملخخت‬
‫عليه بسيفي وهممت أن أعلو به فراغ عني‪ ،‬فبينما أنا اخاطبه وهو يخخخاطبني‬
‫إذ هبت ريح فكشفت إزاره‪ ،‬وإذا بسيفه يلمع تحت الزار كأنه مرآة مصقولة‬
‫فلما رأيت بريقه تحت ثيابه قلت‪ :‬يا ويلك ما هذا السيف المشهور تحت ثيابك‬
‫؟‬

‫]‪[287‬‬

‫لعلك أنت قاتل أمير المؤمنين ؟ فأراد أن يقول‪ " :‬ل " فأنطق ال لسانه بالحق فقال‪" :‬‬
‫نعم " فرفعت سيفي وضربته‪ ،‬فرفع هو سيفه وهو أن يعلوني بخخه‪ ،‬فخخانحرفت‬
‫عنه فضخخربته علخخى سخاقيه‪ ،‬فخخأوقفته ووقخخع لحينخخه‪ ،‬ووقعخخت عليخخه وصخخرخت‬
‫صرخة شديدة وأردت آخذ سيفه فمانعني عنه‪ ،‬فخرج أهل الحيخخرة فأعخخانوني‬
‫عليه حتى أوثقته كتافا وجئتك به‪ ،‬فها هو بين يديك‪ ،‬جعلني ال فداك فاصخخنع‬
‫ما شئت‪ .‬فقال الحسن عليه السلم‪ :‬الحمد ل الذي نصر وليه وخذل عدوه‪ ،‬ثم‬
‫انكب الحسن عليه السلم على أبيه يقبله وقال له‪ :‬يا أباه هذا عدو ال وعدوك‬
‫قد أمكن ال منه‪ ،‬فلم يجبه وكان نائما‪ ،‬فكره أن يوقظه من نومه‪ ،‬فرقد سخخاعة‬
‫ثم فتح عليه السلم عينيخخه وهخخو يقخخول‪ :‬ارفقخخوا بخخي يخا ملئكخخة ربخخي فقخخال لخخه‬
‫الحسن عليه السلم‪ :‬هذا عدو ال وعدوك ابخخن ملجخخم قخخد أمكخخن الخ منخخه وقخخد‬
‫حضر بين يديك‪ ،‬قال‪ :‬ففتح أمير المؤمنين عليه السلم عينيه ونظر إليه وهو‬
‫مكتوف وسخيفه معلخق فخي عنقخه‪ ،‬فقخال لخه بضخعف وانكسخار صخوت ورأفخة‬
‫ورحمة‪ :‬يا هذا لقد جئت عظيما وارتكبت أمرا عظيمخخا وخطبخخا جسخخيما أبئس‬
‫المام كنت لك حتى جازيتني بهذا الجزاء ؟ ألم أكن شفيقا عليك وآثرتك على‬
‫غيرك وأحسنت إليك وزدت في إعطائك ؟ ألم يكخخن يقخخال لخخي فيخخك كخخذا وكخخذا‬
‫فخليت لك السبيل ومنحتك عطائي وقد كنت أعلم أنك قاتلي ل محالة ؟ ولكخخن‬
‫رجوت بذلك الستظهار من ال تعالى عليك يالكع وعل أن ترجع عن غيخخك‪،‬‬
‫فغلبت عليك الشقاوة فقتلتني يا شقي الشقياء‪ ،‬قخخال‪ :‬فخخدمعت عينخخا ابخخن ملجخخم‬
‫لعنه ال تعالى وقال‪ :‬يا أمير المخخؤمنين أفخخأنت تنقخخذ مخخن فخخي النخخار ؟ قخخال لخخه‪:‬‬
‫صدقت‪ ،‬ثم التفت عليه السلم إلى ولده الحسن عليه السلم وقال له‪ :‬ارفق يخخا‬
‫ولدي بأسيرك وارحمه‪ ،‬وأحسن إليخخه وأشخخفق عليخخه‪ ،‬أل تخخرى إلخخى عينيخخه قخخد‬
‫طارتا في ام رأسه‪ ،‬وقلبه يرجف خوفا ورعبا وفزعا‪ ،‬فقال لخخه الحسخخن عليخخه‬
‫السلم‪ :‬يا أباه قد قتلك هذا اللعين الفاجر وأفجعنخخا فيخخك وأنخخت تأمرنخخا بخخالرفق‬
‫به ؟ ! فقال له‪ :‬نعم يا بني نحن أهل بيت ل نزداد على الخخذنب إلينخخا إل كرمخخا‬
‫وعفوا‪ ،‬والرحمة‬

‫]‪[288‬‬

‫والشفقة من شيمتنا ل من شيمته‪ ،‬بحقي عليك فأطعمه يا بنخخي ممخخا تخخأكله‪ ،‬واسخخقه ممخخا‬
‫تشرب‪ ،‬ول تقيد له قدما‪ ،‬ول تغل له يدا‪ ،‬فإن أنخخامت فخخاقتص منخخه بخخأن تقتلخخه‬
‫وتضربه ضربة واحدة وتحرقه بالنار‪ ،‬ول تمثل بالرجل فخخإني سخخمعت جخخدك‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله يقول‪ :‬إياكم والمثلة ولخخو بخخالكلب العقخخور‪ ،‬وإن‬
‫أنا عشت فأنا أولى بالعفو عنه‪ ،‬وأنا أعلم بما أفعل به‪ ،‬فإن عفوت فنحن أهخخل‬
‫بيت ل نزداد على المذنب إلينا إل عفوا وكرما‪ .‬قال مخنخخف بخخن حنيخخف‪ :‬إنخخي‬
‫وال ليلة تسع عشرة في الجامع في رجال نصلي قريبا من السدة الخختي يخخدخل‬
‫منها أمير المؤمنين عليه السلم فبينا نحن نصلي إذ دخل أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم من السدة وهو ينادي‪ :‬الصلة‪ ،‬ثم صعد المئذنخخة فخخأذن‪ ،‬ثخخم نخخزل فعخخبر‬
‫على قوم نيام في المسخخجد فنخخاداهم‪ :‬الصخخلة‪ ،‬ثخخم قصخخد المحخخراب‪ ،‬فمخخا أدري‬
‫دخل في الصلة أم ل إذ سمعت قائل يقول‪ :‬الحكخخم لخ ل لخخك يخخا علخخي‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فسمعت عند ذلك أمير ‪ -‬المؤمنين عليه السلم يقول‪ :‬ل يفوتنكم الرجل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فشد الناس عليه وأنا معهم‪ ،‬و إذا هو وردان بن مجالد‪ ،‬وأمخا ابخن ملجخم لعنخه‬
‫ال فإنه هرب من ساعته ودخل الكوفخخة ورأينخخا أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫مجروحا فخي رأسخه‪ .‬قخال محمخد بخن الحنفيخة‪ :‬ثخم إن أبخي عليخه السخلم قخال‪:‬‬
‫احملوني إلى موضخخع مصخلي فخي منزلخخي‪ ،‬قخال‪ :‬فحملنخخاه إليخخه وهخخو مخدنف‬
‫والناس حوله‪ ،‬وهم في أمر عظيم باكين محزونين‪ ،‬قخخد أشخخرفوا علخخى الهلك‬
‫من شدة البكاء والنحيب‪ ،‬ثم التفت إليه الحسين عليه السلم وهو يبكخخي‪ .‬فقخخال‬
‫له‪ :‬يا أبتاه من لنا بعدك ؟ ل كيومك إل يوم رسول ال صخخلى ال خ عليخخه والخخه‬
‫من أجلك تعلمت البكاء‪ ،‬يعز والخ علخخي أن أراك هكخخذا‪ ،‬فنخخاداه عليخخه السخخلم‬
‫فقال‪ :‬يا حسين يا أبا عبد ال ادن مني‪ ،‬فدنا منه وقد قرحت أجفان عينيخخه مخخن‬
‫البكاء‪ ،‬فمسح الدموع من عينيه ووضع يده على قلبه وقال لخخه‪ :‬يخخا بنخخي ربخخط‬
‫ال قلبك بالصبر‪ ،‬وأجزل لك ولخوتك عظيم الجخخر‪ ،‬فسخخكن روعتخخك واهخخدأ‬
‫من بكائك‪ ،‬فإن ال قد آجرك‬

‫]‪[289‬‬

‫على عظيم مصخخابك‪ ،‬ثخخم ادخخخل عليخخه السخخلم إلخخى حجرتخخه وجلخخس فخخي محرابخخه‪ .‬قخخال‬
‫الراوي‪ :‬واقبلت زينب وام كلثوم حتى جلسختا معخه علخى فراشخه‪ ،‬وأقبلتخا تنخد‬
‫بانه وتقولن‪ :‬يا أبتاه من للصغير حتى يكبر ؟ ومن للكبير بين المل ؟ يا أبتاه‬
‫حزننخخا عليخخك طويخخل‪ ،‬وعبرتنخخا ل ترقخخأ )‪ ،(1‬قخخال‪ :‬فضخخج النخخاس مخخن وراء‬
‫الحجرة بالبكاء والنحيب‪ ،‬وفاضت دمخخوع أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم عنخخد‬
‫ذلخخك‪ ،‬وجعخخل يقلخخب طرفخخه وينظخخر إلخخى أهخخل بيتخخه وأولده‪ ،‬ثخخم دعخخا الحسخخن‬
‫والحسين عليهما السلم وجعل يحضخخنهما و يقبلهمخخا‪ ،‬ثخخم اغمخخي عليخخه سخخاعة‬
‫طويلة وأفاق‪ ،‬وكذلك كان رسول ال صلى ال عليه واله يغمخخى عليخخه سخخاعة‬
‫طويلة ويفيق اخرى‪ ،‬لنه صلى ال عليه واله كان مسموما‪ ،‬فلما أفخخاق نخخاوله‬
‫الحسن عليه السلم قعبا من لبن‪ ،‬فشخخرب منخخه قليل ثخخم نحخخاه عخخن فيخخه وقخخال‪:‬‬
‫احملوه إلى أسيركم‪ ،‬ثم قال للحسن عليه السلم‪ :‬بحقخخي عليخخك يخخا بنخخي إل مخخا‬
‫طيبتم مطعمخخه ومشخخربه‪ ،‬وارفقخخوا بخخه إلخخى حيخخن مخخوتي‪ ،‬وتطعمخخه ممخخا تأكخخل‬
‫وتسقيه مما تشرب حتى تكون أكرم منه‪ ،‬فعند ذلك حملوا إليه اللبن وأخخخبروه‬
‫بما قال أمير المؤمنين عليه السلم في حقه‪ ،‬فأخذ اللعين وشخخربه‪ .‬قخخال‪ :‬ولمخخا‬
‫حمل أمير المؤمنين عليه السلم إلى منزله جاؤا باللعين مكتوفا إلى بيت مخخن‬
‫بيوت القصر فحبسوه فيه‪ ،‬فقالت له ام كلثوم وهي تبكي‪ :‬يا ويلك أما أبي فإنه‬
‫ل بأس عليه‪ ،‬وإن ال مخزيك فخي الخدنيا والخخرة‪ ،‬وإن مصخيرك إلخى النخار‬
‫خالدا فيها‪ ،‬فقال لها ابن ملجم لعنه ال‪ :‬ابكي إن كنت باكية فوال لقد اشتريت‬
‫سيفي هذا بألف وسممته بألف‪ ،‬ولو كخانت ضخربتي هخذه لجميخع أهخل الكوفخة‬
‫مانجا منهم أحد‪ .‬وفي ذلك يقول الفرزدق‪ " :‬شعر "‪ :‬فل غخخرو للشخخراف إن‬
‫ظفرت بها )‪ * (2‬ذئاب العادي من فصيح وأعجمي‬

‫)‪ (1‬رقأ الدمع‪ :‬جف وانقطع‪ (2) .‬كذا في النسخ‪ ،‬والظاهر‪ :‬فل عز للشراف‪.‬‬

‫]‪[290‬‬

‫فحربة وحشي سقت حمزة الردى * وحتف علي من حسام ابخخن ملجخخم قخخال محمخخد بخخن‬
‫الحنفية رضي ال عنه‪ :‬وبتنا ليلة عشرين من شهر رمضان مع أبي وقد نزل‬
‫السخخم إلخخى قخخدميه‪ ،‬وكخخان يصخخلي تلخخك الليلخخة مخخن جلخخوس‪ ،‬ولخخم يخخزل يوصخخينا‬
‫بوصاياه ويعزينا عن نفسه ويخبرنا بأمره وتبيانه إلى حين طلوع الفجر‪ ،‬فلما‬
‫أصبح استأذن الناس عليه‪ ،‬فأذن لهم بالدخول‪ ،‬فدخلوا عليخخه وأقبلخخوا يسخخلمون‬
‫عليه‪ ،‬وهو يرد عليهم السلم‪ ،‬ثم قال‪ :‬أيها الناس اسألوني قبل أن تفقخخدوني و‬
‫خففخخوا سخخؤالكم لمصخخيبة إمخخامكم‪ ،‬قخخال فبكخخى النخخاس عنخخد ذلخخك بكخخاءا شخخديدا‪،‬‬
‫وأشفقوا أن يسألوه تخفيفا عنخخه‪ ،‬فقخخام إليخخه حجربخخن عخخدي الطخخائي وقخخال‪ :‬فيخخا‬
‫أسفى على المولى التقي * أبو الطهار حيدرة الزكي قتله كافر حنث زنيم *‬
‫لعين فاسق نغل شقي )‪ (1‬فيلعن ربنا من حاد عنكم * ويبرء منكخخم لعنخخا وبخخي‬
‫لنكم بيوم الحشر ذخري * وأنتم عترة الهخخادي النخخبي فلمخخا بصخخر بخخه وسخخمع‬
‫شعره قال له‪ :‬كيف لي بك إذا دعيت إلى البراءة مني‪ ،‬فما عساك أن تقخخول ؟‬
‫فقال‪ :‬وال يا أمير المؤمنين لو قطعت بالسخخيف إربخخا إربخخا واضخخرم لخخي النخخار‬
‫والقيت فيها لثرت ذلك على البراءة منك‪ ،‬فقال‪ :‬وفقخخت لكخل خيخر يخخا حجخخر‪،‬‬
‫جزاك ال خيرا عن أهل بيت نبيك‪ .‬ثم قال‪ :‬هخخل مخخن شخخربة مخخن لبخخن ؟ فخخأتوه‬
‫بلبن في قعب‪ ،‬فأخذه وشربه كله‪ ،‬فذكر الملعون ابن ملجم وأنه لخخم يخلخخف لخخه‬
‫شيئا‪ ،‬فقال عليه السلم‪ " :‬وكان أمر ال قدرا مقخخدورا " اعلمخخوا أنخخي شخخربت‬
‫الجميع ولم أبق لسيركم شيئا من هذا‪ ،‬أل وإنه آخر رزقي مخخن الخخدنيا‪ ،‬فبخخال‬
‫عليك يا بني إل ما أسقيته مثل ما شربت‪ ،‬فحمل إليه ذلك فشخربه‪ .‬قخال محمخخد‬
‫بن الحنفية رضي ال عنه‪ :‬لما كانت ليلة إحدى وعشرين وأظلخخم الليخخل وهخخي‬
‫الليلة الثانية من الكائنة جمع أبي أولده وأهل بيته وودعهم‪ ،‬ثم قال‬

‫)‪ (1‬النغل‪ :‬المفسد في الرض‪.‬‬

‫]‪[291‬‬

‫لهم‪ :‬ال خليفتي عليكم وهو حسبي ونعم الوكيل‪ ،‬وأوصاهم الجميع منهم بلزوم اليمان‬
‫والديان والحكام التي أوصاه بها رسول ال صلى ال عليه والخخه فمخخن ذلخخك‬
‫ما نقل عنه عليه السلم أنه أوصى بخخه الحسخخن والحسخخين عليهمخخا السخخلم لمخخا‬
‫ضربه الملعون ابن ملجم و هي هخخذه " اوصخخيكما بتقخخوى الخ " وسخخاقها إلخخى‬
‫آخر مخخا مخخر بروايخخة السخخيد الرضخخي‪ .‬قخال‪ :‬ثخخم تزايخخد ولخخوج السخخم فخخي جسخخده‬
‫الشريف‪ ،‬حتى نظرنا إلى قدميه وقد احمر تا جميعا‪ ،‬فكبر ذلك علينخخا وأيسخخنا‬
‫منخخه‪ ،‬ثخخم أصخخبح ثقيل‪ ،‬فخخدخل النخخاس عليخخه‪ ،‬فخخأمرهم ونهخخاهم وأوصخخاهم‪ ،‬ثخخم‬
‫عرضنا عليه المأكول والمشروب فأبى أن يشرب فنظرنخخا إلخخى شخخفتيه وهمخخا‬
‫يختلجان بذكر ال تعالى‪ ،‬وجعل جبينه يرشح عرقا وهو يمسحه بيده قلت‪ :‬يخخا‬
‫أبت أراك تمسح جبينك فقال‪ :‬يا بني إني سمعت جدك رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه واله يقخخول‪ :‬إن المخخؤمن إذا نخخزل بخخه المخخوت ودنخخت وفخخاته عخخرق جخخبينه‬
‫وصار كاللؤلؤ الرطب وسكن أنينه‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا أبا عبد ال ويا عون‪ ،‬ثم نخخادى‬
‫أولده كلهخخم بأسخخمائهم صخخغيرا وكخخبيرا واحخخدا بعخخد واحخخد‪ ،‬وجعخخل يخخود عهخخم‬
‫ويقول‪ :‬ال خليفتي عليكم أستودعكم ال وهخخم يبكخخون‪ ،‬فقخخال لخخه الحسخخن عليخخه‬
‫السلم يا أبه ما دعاك إلى هذا ؟ فقال له‪ :‬يا بني إني رأيت جخخدك رسخخول ال خ‬
‫صلى ال عليه واله في منامي قبل هذه الكائنة بليلة‪ ،‬فشكوت إليخخه مخخا أنخخا فيخخه‬
‫من التذلل والذى من هذه المة‪ ،‬فقال لي‪ :‬ادع عليهم‪ ،‬فقلت‪ :‬اللهم أبدلهم بخخي‬
‫شرا مني وأبدلني بهم خيرا منهم‪ ،‬فقال لي‪ :‬قخخد اسخختجاب الخ دعخخاك‪ ،‬سخخينقلك‬
‫إلينا بعد ثلث‪ ،‬وقد مضت الثلث‪ ،‬يا أبا محمد اوصيك ‪ -‬ويخخا أبخخا عبخخد الخ ‪-‬‬
‫خيرا‪ ،‬فأنتما مني وأنا منكما‪ ،‬ثم التفت إلى أولده الذين من غير فاطمة عليها‬
‫السلم وأوصاهم أن ل يخالفوا أولد فاطمخة يعنخي الحسخن والحسخين عليهمخا‬
‫السلم‪ .‬ثم قال‪ :‬أحسن ال لكم العزاء‪ ،‬أل وإني منصرف عنكخخم‪ ،‬وراحخخل فخخي‬
‫ليلتي هذه‪ ،‬ولحق بحبيبي محمد صلى ال عليه واله كما وعدني‪ ،‬فإذا أنامت‬
‫يا أبا محمد فغسلني وكفني وحنطني ببقية حنوط جدك رسول ال خ صخخلى ال خ‬
‫عليه واله فإنه من كافور الجنة جاء به جبرئيل عليه السلم إليخخه‪ ،‬ثخخم ضخخعني‬
‫على سريري‪ ،‬ول يتقدم أحد منكخخم مقخخدم السخخرير‪ ،‬واحملخخوا مخخؤخره واتبعخخوا‬
‫مقدمه‪ ،‬فأي موضع وضع المقدم فضعوا المؤخر‪ ،‬فحيث‬

‫]‪[292‬‬

‫قام سريري فهو موضع قبري‪ ،‬ثم تقدم يا أبا محمد وصل علي يا بني يخخا حسخخن وكخخبر‬
‫علي سبعا‪ ،‬واعلم أنه ل يحل ذلك على أحد غيري إل على رجخخل يخخخرج فخخي‬
‫آخر الزمان اسمه القائم المهدي‪ ،‬من ولد أخيك الحسين يقيم اعوجخخاج الحخخق‪،‬‬
‫فإذا أنت صليت علي يا حسن فنح السرير عخخن موضخخعه‪ ،‬ثخخم اكشخخف الخختراب‬
‫عنه فترى قبرا محفورا ولحدا مثقوبا وساجة منقوبخخة‪ ،‬فأضخخجعني فيهخخا‪ ،‬فخخإذا‬
‫أردت الخروج من قبري فافتقدني فإنك ل تجدني‪ ،‬وإني لحق بجدك رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه واله واعلخخم يخخا بنخخي مخخا مخخن نخخبي يمخخوت وإن كخخان مخخدفونا‬
‫بالمشرق ويمخخوت وصخخيه بخخالمغرب إل و يجمخخع الخ عزوجخخل بيخخن روحيهخخا‬
‫وجسخخديهما‪ ،‬ثخخم يفترقخخان فيرجخخع كخخل واحخخد منهمخخا إلخخى موضخخع قخخبره وإلخخى‬
‫موضعه الذي حط فيه‪ ،‬ثم اشرج )‪ (1‬اللحد باللبن وأهل التراب علي ثم غيب‬
‫قبري‪ ،‬وكان غرضه عليه السلم بذلك لئل يعلم بموضع قخخبره أحخخد مخخن بنخخي‬
‫اميه‪ ،‬فإنهم لو علموا بموضع قخخبره لحفخخروه وأخرجخخوه وأحرقخخوه كمخخا فعلخخوا‬
‫بزيد ابن علي بن الحسين عليه السلم ثم يا بني بعد ذلخخك إذا أصخخبح الصخخباح‬
‫أخرجوا تابوتا إلى ظهر الكوفة )‪ (2‬على ناقة‪ ،‬وامر بمن يسخيرها بمخا عليهخا‬
‫كأنها تريد المدينة‪ ،‬بحيث يخفى على العامة موضع قبري الذي تضعني فيخه‪،‬‬
‫وكأني بكم وقد خرجخخت عليكخخم الفتخخن مخخن ههنخخا وههنخخا فعليكخخم بالصخخبر فهخخو‬
‫محمود العاقبة‪ .‬ثم قال‪ :‬يا أبا محمد ويا أبا عبخخد الخ كخخأني بكمخخا وقخخد خرجخخت‬
‫عليكما من بعدي الفتن من ههنا‪ ،‬فاصبرا حتى يحكم ال وهو خير الحاكمين‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬يا أبا عبد ال أنت شهيد هذه المة‪ ،‬فعليخخك بتقخخوى الخ والصخخبر علخخى‬
‫بلئه‪ ،‬ثم اغمي عليه ساعة‪ ،‬وأفاق وقال‪ :‬هذا رسول ال صلى ال عليه والخخه‬
‫وعمي حمزة وأخي جعفر وأصحاب رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه وكلهخخم‬
‫يقولون‪ :‬عجل قدومك علينا فإنا إليك مشتاقون‪ ،‬ثخخم أدار عينيخخه فخخي أهخخل بيتخخه‬
‫كلهم وقال‪ :‬أستودعكم ال جميعا سددكم ال جميعا حفظكم‬
‫)‪ (1‬شرج الحجارة‪ :‬نضدها وضخم بعضخها إلخى بعخض‪ (2) .‬فخي )خ( و )ت(‪ ،‬ظخاهر‬
‫الكوفة‪.‬‬

‫]‪[293‬‬

‫ال جميعا‪ ،‬خليفتي عليكم ال وكفى بال خليفة‪ .‬ثم قال‪ :‬وعليكم السلم يخخا رسخخل ربخخي‪،‬‬
‫ثخخم قخخال‪ " :‬لمثخخل هخخذا فليعمخخل العخخاملون إن الخ مخخع الخخذين اتقخخوا والخخذين هخخم‬
‫محسنون " وعرق جخخبينه وهخو يخذكر الخ كخثيرا‪ ،‬ومخا زال يخذكر الخ كخثيرا‬
‫ويتشهد الشهادتين‪ ،‬ثم استقبل القبلة وغمض عينيه ومد رجليخخه ويخخديه وقخخال‪:‬‬
‫أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسخخوله‪ ،‬ثخخم‬
‫قضى نحبه عليه السلم‪ ،‬و كانت وفاته فخخي ليلخخة إحخخدى وعشخخرين مخخن شخخهر‬
‫رمضخخان‪ ،‬وكخخانت ليلخخة الجمعخخة سخخنة أربعيخخن مخخن الهجخخرة‪ .‬قخخال‪ :‬فعنخخد ذلخخك‬
‫صرخت زينب بنت علي عليه السخخلم وام كلثخخوم وجميخخع نسخخائه‪ ،‬وقخخد شخخقوا‬
‫الجيوب ولطموا الخدود‪ ،‬وارتفعت الصيحة في القصر‪ ،‬فعلم أهخخل الكوفخخة أن‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم قد قبض‪ ،‬فأقبل النساء والرجال يهرعخخون أفواجخخا‬
‫أفواجخخا‪ ،‬و صخخاحوا صخخيحة عظيمخخة‪ ،‬فخخارتجت الكوفخخة بأهلهخخا وكخخثر البكخخاء‬
‫والنحيب‪ ،‬وكثر الضجيج بالكوفة وقبائلهخخا ودورهخخا وجميخخع أقطارهخخا‪ ،‬فكخخان‬
‫ذلك كيوم مات فيه رسول ال صلى ال عليه واله فلما أظلخخم الليخخل تغيخخر افخخق‬
‫السماء وارتجت الرض وجميع من عليها بكوه وكنا نسمع جلبة وتسبيحا في‬
‫الهواء‪ ،‬فعلمنا أنها من أصوات الملئكة‪ ،‬فلم يزل كذلك إلى أن طلخخع الفجخخر‪،‬‬
‫ثم ارتفعت الصوات وسمعنا هاتفخخا بصخخوت يسخخمعه الحاضخخرون ول يخخرون‬
‫شخصه يقول‪ :‬بنفسي ومالي ثم أهلي واسرتي * فداء لمن أضخخحى قتيخخل ابخخن‬
‫ملجم علي رقى فوق الخلئق في الوغى * فهدت به أركان بيت المحرم علي‬
‫أميخخر المخخؤمنين ومخخن بكخخت * لمقتلخخه البطحخخا وأكنخخاف زمخخزم يكخخاد الصخخفا‬
‫والمشعران كلهما * يهدا وبان النقخخص فخخي مخخاء زمخخزم وأصخخبحت الشخخمس‬
‫المنير ضياؤها * لقتل علي لونها لون دلهم )‪(1‬‬

‫)‪ (1‬الدلهم‪ :‬المظلم‪.‬‬

‫]‪[294‬‬

‫وضل له افق السماء كآبة * كشقة ثوب لونهخخا لخخون عنخخدم )‪ (1‬ونخخاحت عليخخه الجخخن إذ‬
‫فجعت به * حنينا كثكلى نوحها بترنم وأضحى إليها الجود والنبل مقتمخخا )‪(2‬‬
‫* وكان التقى في قبره المتهدم وأضحى التقى والخير والحلم والنهى * وبات‬
‫العلى في قبره المتهدم يكاد الصفا والمستجار كلهما * يهدا وبان النقص في‬
‫ماء زمزم لفقد علي خير من وطئ الحصى * أخا العالم الهادي النبي المعظم‬
‫فالمعنى عند ذلك أن السماوات والرض والملئكة والجن والنخخس قخخد بكخخت‬
‫ورثته في تلك الليلخخة‪ ،‬وسخخمعنا فخخي الهخخواء جلبخخة عظيمخخة وتسخخبيحا وتقديسخخا‪،‬‬
‫فعلمنا أنها أصوات الملئكخخة‪ ،‬فلخخم تخخزل كخخذلك حخختى بخخدا الصخخباح‪ ،‬فخخارتفعت‬
‫الصوات فخرجنا وإذا بصائح في الهواء وهو يقول‪ :‬يا للرجخخال لعظخخم هخخول‬
‫مصيبة * قدحت فليس مصابها بالهازل والشمس كاسخخفة لفقخخد إمامنخخا * خيخخر‬
‫الخلئق والمام العادل يا خير من ركب المطي ومن مشى * فوق الثرى من‬
‫حافي أو ناعل يا سيدي ولقد هددت قواءنا * والحخخق أصخخبح خاضخخعا للباطخخل‬
‫قال محمد بن الحنفية‪ :‬ثخم أخخخذنا فخي جهخازه ليل وكخان الحسخن عليخخه السخخلم‬
‫يغسله و الحسين عليه السلم يصب الماء عليه‪ ،‬وكان عليه السخخلم ل يحتخخاج‬
‫إلى من يقلبه‪ ،‬بل كان يتقلب كما يريد الغاسل يمينا وشخخمال‪ ،‬وكخخانت رائحتخخه‬
‫أطيب من رائحة المسك والعنبر‪ ،‬ثم نادى الحسن عليخخه السخخلم بخخاخته زينخخب‬
‫وام كلثوم وقال‪ :‬يا اختاه هلمي بحنوط جدي رسول ال صلى ال عليخه والخه‪،‬‬
‫فبادرت زينب مسرعة حتى أتته به‪ ،‬قخخال الخخراوي‪ :‬فلمخخا فتحتخخه فخخاحت الخخدار‬
‫وجميع الكوفة وشوارعها لشدة رائحة ذلك الطيب‪ ،‬ثم لفوه بخمسة أثواب كما‬
‫أمر عليه السلم ثم وضعوه علخخى السخخرير‪ ،‬وتقخخدم الحسخخن والحسخخين عليهمخخا‬
‫السلم‬

‫)‪ (1‬العندم‪ :‬خشب نبات يصبغ به‪ (2) .‬قتم وجهه‪ :‬تغير واسود‪(*) .‬‬

‫]‪[295‬‬

‫إلى السرير من مؤخره وإذا مقدمه قد ارتفع ول يرى حامله‪ ،‬وكان حامله من مقخخدمه‬
‫جبرئيخخل وميكائيخخل‪ ،‬فمخا مخخر بشخخئ علخخى وجخخه الرض إل انحنخخى لخخه سخخاجدا‬
‫وخرج السرير من مايل باب كندة‪ ،‬فحمل مؤخره وسارا يتبعان مقخخدمه‪ .‬قخخال‬
‫ابن الحنفية رضي ال عنه‪ :‬وال لقد نظرت إلى السرير وإنه ليمر بالحيطخخان‬
‫والنخل فتنحني له خشوعا‪ ،‬ومضى مسخختقيما إلخخى النجخخف إلخخى موضخخع قخخبره‬
‫الن‪ ،‬قال‪ :‬وضجت الكوفة بالبكاء والنحيب‪ ،‬وخرجن النساء يتبعنه لطمخخات‬
‫حاسرات‪ ،‬فمنعهم الحسن عليه السلم ونهاهم عخخن البكخخاء والعويخخل‪ ،‬وردهخخن‬
‫إلى أما كنهن والحسين عليخخه السخخلم يقخخول‪ :‬ل حخخول ول قخخوة إل بخخال العلخخي‬
‫العظيم إنا ل وإنا إليه راجعون يخخا أبخخاه وانقطخخاع ظهخخراه‪ ،‬مخخن أجلخخك تعلمخخت‬
‫البكاء‪ ،‬إلى ال المشتكى‪ .‬فلما انتهيا إلخخى قخخبره وإذا مقخخدم السخخرير قخخد وضخخع‪،‬‬
‫فوضع الحسن عليه السلم مؤخره ثم قام الحسخخن عليخخه السخخلم وصخخلى عليخخه‬
‫والجماعة خلفه‪ ،‬فكبر سبعا كما أمره به أبوه عليه السلم ثم زحزحنا سخخريره‬
‫وكشفنا التراب وإذا نحن بقبر محفور ولحد مشقوق وسخخاجة منقخخورة مكتخخوب‬
‫عليها‪ " :‬هذا ما ادخره له جده نخخوح النخخبي للعبخخد الصخخالح الطخخاهر المطهخخر "‬
‫فلما أرادوا نزوله سمعوا هاتفا يقول‪ :‬أنزلوه إلى التربة الطخاهرة‪ ،‬فقخد اشختاق‬
‫الحبيب إلى الحبيب‪ ،‬فدهش الناس عند ذلك وتحيروا‪ ،‬والحخخد أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم قبل طلوع الفجر‪ .‬قخخال الخخراوي‪ :‬لمخخا الحخخد أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم وقخخف صعصخخعة بخخن صخخوحان العبخخدي رضخخي الخ عنخخه علخخى القخخبر‪،‬‬
‫ووضع إحدى يديه على فخخؤاده والخخخرى قخخد أخخخذ بهخخا الخختراب ويضخخرب بخخه‬
‫رأسه‪ ،‬ثم قال‪ :‬بأبي أنت وامخي يخا أميخر المخؤمنين‪ ،‬ثخم قخال‪ :‬هنيئا لخك يخا أبخا‬
‫الحسن‪ ،‬فلقد طاب مولدك‪ ،‬وقوي صبرك‪ ،‬وعظم جهخخادك‪ ،‬وظفخخرت برأيخخك‪،‬‬
‫وربحت تجارتك‪ ،‬وقدمت على خالقك‪ ،‬فتلقاك ال ببشارته‪ ،‬وحفتك ملئكتخخه‪،‬‬
‫واستقررت في جوار المصطفى‪ ،‬فأكرمك ال بجواره‪ ،‬ولحقت بدرجة أخيخخك‬
‫المصطفى‪ ،‬وشربت بكأسه الوفى‪ ،‬فاسأل الخ أن يمخخن علينخخا باقتفائنخخا أثخخرك‬
‫والعمل بسيرتك‪ ،‬والموالة لوليخخائك‪ ،‬والمعخخاداة لعخخدائك‪ ،‬وأن يحشخخرنا فخخي‬
‫زمرة‬

‫]‪[296‬‬

‫أوليائك‪ ،‬فقد نلت ما لم ينله أحد‪ ،‬وأدركت ما لم يدركه أحد‪ ،‬وجاهدت فخخي سخخبيل ربخخك‬
‫بين يدي أخيك المصطفى حق جهاده‪ ،‬وقمت بدين ال حق القيام‪ ،‬حتى أقمخخت‬
‫السخخنن‪ ،‬وأبخخرت الفتخخن )‪ (1‬واسخختقام السخخلم‪ ،‬وانتظخخم اليمخخان‪ ،‬فعليخخك منخخي‬
‫أفضل الصلة والسلم‪ ،‬بك اشخختد ظهخخر المخخؤمنين‪ ،‬واتضخخحت أعلم السخخبل‪،‬‬
‫واقيمت السنن‪ ،‬وما جمع لحخخد مناقبخخك وخصخخالك‪ ،‬سخخبقت إلخخى إجابخخة النخخبي‬
‫صلى ال عليه واله مقدما مخخؤثرا‪ ،‬وسخخارعت إلخخى نصخخرته‪ ،‬ووقيتخخه بنفسخخك‪،‬‬
‫ورميت سيفك ذا الفقار في مواطن الخوف والحذر‪ ،‬قصم ال بك ]كخخل جبخخار‬
‫عنيد‪ ،‬ودل بك[ كل ذي بأس شخخديد وهخخدم بخخك حصخخون أهخخل الشخخرك والكفخخر‬
‫والعدوان والردى‪ ،‬وقتخخل بخخك أهخخل الضخخلل مخخن العخخدى‪ ،‬فهنيئا لخخك يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين‪ ،‬كنت أقرب الناس من رسول ال صلى ال عليه واله قربخخا وأولهخخم‬
‫سلما‪ ،‬وأكثر هم علما وفهما‪ ،‬فهنيئا لك يا أبا الحسخخن‪ ،‬لقخخد شخخرف الخ مقامخخك‬
‫وكنت أقرب الناس إلى رسول ال صلى ال عليه واله نسبا‪ ،‬وأولهم إسخخلما‪،‬‬
‫وأوفاهم يقينخخا‪ ،‬وأشخدهم قلبخا‪ ،‬وأبخخذلهم لنفسخخه مجاهخدا‪ ،‬وأعظمهخخم فخي الخيخخر‬
‫نصيبا‪ ،‬فل حرمنا ال أجرك ول أذلنا بعدك‪ ،‬فخخوال لقخخد كخخانت حياتخخك مفاتخخح‬
‫للخير ومغالق للشر‪ ،‬وإن يومك هذا مفتاح كل شر ومغلق كل خير‪ ،‬ولو أن‬
‫الناس قبلوا منك لكلوا من فوقهم ومخخن تحخخت أرجلهخخم‪ ،‬ولكنهخخم آثخخروا الخخدنيا‬
‫على الخرة‪ .‬ثم بكى بكاء شديدا وأبكى كل من كان معه‪ ،‬وعدلوا إلى الحسن‬
‫والحسين ومحمد وجعفخر والعبخخاس ويحيخى وعخون وعبخد الخ عليهخم السخلم‬
‫فعزوهم في أبيهم صلوات الخ عليخخه‪ ،‬وانصخخرف النخخاس‪ ،‬ورجخخع أولد أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم وشيعتهم إلى الكوفة‪ ،‬ولم يشخخعر بهخخم أحخخد مخخن النخخاس‪،‬‬
‫فلما طلع الصباح وبزغخخت الشخخمس أخرجخخوا تابوتخخا مخخن دار أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم وأتوا به إلى المصلى بظاهر الكوفة‪ ،‬ثم تقدم الحسن عليه السخخلم‬
‫وصلى عليه‪ ،‬ورفعه على ناقة وسيرها مع بعض العبيخخد‪ .‬قخخال الخخراوي‪ :‬فلمخخا‬
‫كان الغداة اجتمعوا لجل قتل الملعون‪ ،‬قال أبو مخنف‪:‬‬

‫)‪ (1‬أبره‪ :‬أصلحه‪.‬‬

‫]‪[297‬‬

‫فلما رجع الحسن عليه السلم دخلت عليه ام كلثوم وأقسمت عليه أن ل يترك الملعخخون‬
‫في الحياة ساعة واحدة‪ ،‬وكان قد عزم على تخخأخيره ثلثخخة أيخخام‪ ،‬فأجابهخخا إلخخى‬
‫ذلك‪ ،‬و خرج لوقته وساعته‪ ،‬وجمع أهخخل بيتخه وأهخل البصخخائر مخن أصخخحاب‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم الذين كانوا على عهد رسول الخ صخلى الخ عليخه‬
‫واله كصعصعة والحنف وما أشبههما رضي ال عنهخخم وتشخخاوروا فخخي قتخخل‬
‫ابن ملجم لعنه ال تعالى‪ ،‬فكل أشار بقتله في ذلك اليوم‪ ،‬واجتمع رأيهخخم علخخى‬
‫قتله في المكان الذي ضرب فيه المام علي بن أبي طالب عليخخه السخخلم‪ .‬قخخال‬
‫الراوي‪ :‬ثم إنه لمخخا رجخخع أولد أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم وأصخخحابه إلخخى‬
‫الكوفة واجتمعوا لقتل اللعين عخخدو الخ ابخخن ملجخخم فقخخال عبخخد الخ بخخن جعفخخر‪:‬‬
‫اقطعوا يديه و رجليه ولسانه واقتلوه بعد ذلك‪ ،‬وقال ابخخن الحنفيخخة رضخخي الخ‬
‫عنه‪ :‬اجعلوه غرضا للنشاب وأحرقوه بالنار‪ ،‬وقال آخخخر‪ :‬اصخخلبوه حيخخا حخختى‬
‫يموت‪ ،‬فقال الحسن عليه السلم‪ :‬أنا ممتثل فيه ما أمرنخخي بخخه أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم أضربه ضربة بالسخخيف حخختى يمخخوت فيهخخا‪ ،‬واحرقخخه بالنخخار بعخخد‬
‫ذلك‪ ،‬قال‪ :‬فأمر الحسن عليخخه السخخلم أن يخخأتوه بخخه‪ ،‬فجخخاؤوا بخخه مكتوفخخا حخختى‬
‫أدخلوه إلى الموضع الذي ضرب فيه المام علي بن أبي طالب عليخخه السخخلم‬
‫والناس يلعنونه ويوبخونه‪ ،‬وهو ساكت ل يتكلم‪ ،‬فقال الحسن عليه السلم‪ :‬يخخا‬
‫عدو ‪ -‬ال قتلت أمير المؤمنين عليه السلم وإمام المسلمين‪ ،‬وأعظمت الفساد‬
‫في الدين‪ ،‬فقال لهما‪ :‬يا حسن ويا حسين عليكما السخخلم مخخا تريخخدان تصخخنعان‬
‫بي ؟ قال له‪ :‬نريد قتلك كما قتلت سيدنا ومولنا‪ .‬فقال لهما‪ :‬اصنعا مخخا شخخئتما‬
‫أن تصنعا‪ ،‬ول تعنفا من استزله الشيطان فصخخده عخخن السخخبيل‪ ،‬ولقخخد زجخخرت‬
‫نفسي فلم تنزجر ! ونهيتها فلم تنته ! فدعها تخخذوق وبخخال أمرهخخا ولهخخا عخخذاب‬
‫شديد‪ ،‬ثم بكى‪ ،‬فقال له‪ :‬يا ويلك ما هذه الرقة ؟ أين كانت حين وضعت قدمك‬
‫وركبخخت خطيئتخخك ؟ فقخخال ابخخن ملجخخم لعنخخه الخخ‪ " :‬اسخختحوذ عليهخخم الشخخيطان‬
‫فأنساهم ذكر ال اولئك حزب الشيطان أل إن حزب الشيطان هخخم الخاسخخرون‬
‫" ولقد انقضى التوبيخ والمعايرة‪ ،‬وإنما قتلت أباك وحصلت‬

‫]‪[298‬‬
‫بين يديك‪ ،‬فاصنع ما شئت وخذ بحقك مني كيف شئت‪ ،‬ثم برك على ركبتيه و قال‪ :‬يخخا‬
‫ابن رسول ال الحمد ل الذي أجرى قتلي على يخديك‪ ،‬فخرق لخخه الحسخن عليخه‬
‫السلم لن قلبه كان رحيما ‪ -‬صلى ال عليه ‪ -‬فقام الحسن عليه السلم وأخخخذ‬
‫السيف بيده وجرده من غمده فهزبه )‪ (1‬حتى لح الموت في حده ثخخم ضخخربه‬
‫ضربة أدار بها عنقه فاشتد زحام الناس عليه‪ ،‬وعلخخت أصخخواتهم‪ ،‬فلخخم يتمكخخن‬
‫من فتح باعه فارتفع السيف إلى باعه فأبرأه فانقلب عدوال علخخى فقخخاه يحخخور‬
‫في دمه‪ ،‬فقام الحسين عليه السلم إلى أخيه وقال‪ :‬يا أخي أليخخس الب واحخخدا‬
‫والم واحدة ولي نصيب في هذه الضربة ولي في قتله حق ؟ فدعني أضخخربه‬
‫ضربة أشفي بها بعض ما أجده‪ ،‬فنخخاوله الحسخخن عليخخه السخخلم السخخيف فأخخخذه‬
‫وهزه وضربه على الضربة التي ضربه الحسن عليه السلم فبلغ إلى طخخرف‬
‫أنفه‪ ،‬وقطع جانبه الخخر‪ ،‬وابتخدره النخاس بعخد ذلخك بأسخيافهم‪ ،‬فقطعخوه إربخا‬
‫إربا‪ ،‬وعجل ال بروحه إلى النار وبئس القرار‪ ،‬ثخخم جمعخخوا جثتخخه وأخرجخخوه‬
‫من المسجد‪ ،‬وجمعوا لخخه حطبخا وأحرقخوه بالنخار‪ ،‬وقيخخل‪ :‬طرحخخوه فخخي حفخخرة‬
‫وطموه بخخالتراب‪ ،‬وهخخو يعخخوي كعخخوي الكلب فخخي حفرتخخه إلخخى يخخوم القيامخخة‪،‬‬
‫وأقبلوا إلى قطام الملعونة الفاسقة الفاجرة فقطعوها بالسيف إربا إربا‪ ،‬ونهبوا‬
‫دارها‪ ،‬ثم أخذوها وأخرجوها إلى ظاهر الكوفة وأحرقوها بالنار‪ ،‬وعجل ال‬
‫بروحها إلى النار وغضب الجبار‪ ،‬وأما الرجلن اللذان تحالفا معخخه فأحخخدهما‬
‫قتله معاوية بن أبي سفيان بالشام والخر قتلخخه عمخخرو بخخن العخخاص بمصخخر ل‬
‫رضي ال عنهما‪ ،‬وأما الرجلن اللذان كانا مع ابن ملجخخم بالجخخامع يسخخاعدانه‬
‫على قتل علي عليه السلم فقتل من ليلتهما‪ ،‬لعنهمخخا الخ وحشخخر همخخا محشخخر‬
‫المنافقين الظالمين في جهنم خالدين مع السالفين‪ .‬قال أبو مخنف‪ :‬فلما فرغخخوا‬
‫من إهلكهم وقتلهم أقبل الحسن والحسين عليهما السلم إلى المنخخزل‪ ،‬فخخالتفت‬
‫بهم ام كلثوم وأنشدت تقول هذه البيات لما سمعت بقتله‬

‫)‪ (1‬أي حركه‪ .‬وفي )م( و )خ(‪ :‬وندبه‪.‬‬

‫]‪[299‬‬

‫وقيل‪ :‬إنها لم الهيثم بنت العربان الخثعمية‪ ،‬وقيل‪ :‬للسود الدؤلي شعرا يقخخول‪ :‬أل يخخا‬
‫عين جودي واسخخعدينا * أل فخخابكي أميخخر المؤمنينخخا وتبكخخي ام كلثخخوم عليخخه *‬
‫بعبرتهخخا وقخخد رأت اليقينخخا أل قخخل للخخخوارج حيخخث كخخانوا * فل قخخرت عيخخون‬
‫الحاسدينا وأبكي خير من ركب المطايا * وحث بها وأقرى الظاعنينا وأبكخخي‬
‫خير من ركب المطايا * وفارسها ومن ركب السفينا ومن لبخخس النعخخال ومخخن‬
‫حفاها * ومن قرأ المثاني والمئينا ومن صام الهجير وقخخام ليل * ونخخاجى الخ‬
‫خير الخالقينا إمام صادق بر تقي * فقيه قد حوى علمخخا ودينخخا شخخجاع أشخخوس‬
‫بطل همام * ومقدام الساود في العرينا )‪ (1‬كمي باسل قخخرم هزبخخر * حمخخي‬
‫أروع ليث بطينا )‪ (2‬فعمرو قاده في السخخر لمخخا * طغخخا وسخخقى ابخخن ود منخخه‬
‫حينا )‪ (3‬ومرحب قده بالسيف قدا * وعفر ذا الخمار على الجبينا وبات على‬
‫الفراش يقي أخاه * ولم يعبخخأ بكيخخد الكافرينخخا ويخخدعو للجماعخخة مخخن عصخخاه *‬
‫ويقضي بالفرائض مستبينا وكخخل منخاقب الخيخخرات فيخه * وحخب رسخول رب‬
‫العالمينخخا مضخخى بعخخد النخخبي فخخدته نفسخخي * أبخخو حسخخن وخيخخر الصخخالحينا إذا‬
‫استقبلت وجه أبي حسين * رأيت البدر فاق الناظرينا وكنا قبل مقتله بخير *‬
‫نرى مولى رسول ال فينا‬

‫)‪ (1‬العرينخخة‪ :‬مخخأوى السخخد‪ (2) .‬الكمخخى والباسخخل‪ :‬الشخخجاع‪ .‬القخخرم ‪ -‬بالفتخخح ‪ :-‬السخخيد‬
‫العظيم‪ .‬الهزبر‪ :‬السد‪ .‬الحمى مخخن ل يحتمخخل الضخخيم‪ .‬الروع‪ :‬مخخن يعجبخخك‬
‫بحسنه أو شجاعته‪ (3) .‬قوله " فعمرو قاده في السر " اشارة إلى ما جرى‬
‫بينه عليه السلم وبين عمرو بن معديكرب وقوله " وسقى ابن ود " اشخخارة‬
‫إلى قتل عمرو بن عبدود بيده‪.‬‬

‫]‪[300‬‬

‫يقيم الحق ل يرتاب فيه * وينهك قطع أيدي السخخارقينا )‪ (1‬وليخخس بكخخاتم علمخخا لخخديه *‬
‫ولم يخلق من المتجبرينا أفي الشخخهر الحخخرام فجعتمونخخا * بخيخخر الخلخخق طخخرا‬
‫أجمعينا ومن بعد النبي فخير نفس * أبو حسن وخير الصالحينا فلو أنخخا سخخئلنا‬
‫المال فيه * بذلنا المال فيه والبنينا كأن الناس إذ فقدوا عليخخا * نعخخام جخخال فخخي‬
‫بلد سنينا فل وال ل أنسى عليخخا * وحسخخن صخخلته فخخي الراكعينخخا لقخخد علمخخت‬
‫قريش حيث كانت * بأنك خيرها حسبا ودينخخا أل فخخابلغ معاويخخة بخخن حخخرب *‬
‫فل قرت عيون الشامتينا وقل للشامتين بنا رويدا * سيلقي الشامتون كما لقينا‬
‫قتلتم خير من ركب المطايا * وذللها ومن ركب السفينا أل فخخابلغ معاويخخة بخخن‬
‫حرب * بأن بقية الخلفاء فينا قال‪ :‬فلم يبق أحد في المسخخجد إل انتحخخب وبكخخى‬
‫لبكائها‪ ،‬وكل من كان حاضرا من عدو وصديق‪ ،‬ولم أر باكية ول باكيا أكخخثر‬
‫من ذلك اليوم‪ .‬أقخخول‪ :‬روى البرسخخي فخخي مشخخارق النخخوار عخخن محخخدثي أهخخل‬
‫الكوفة أن أميخخر المخخؤمنين عليخه السخخلم لمخخا حملخه الحسخخن والحسخخين عليهمخا‬
‫السلم على سريره إلى مكان الخخبئر المختلخخف فيخخه إلخى نجخف الكوفخخة وجخخدوا‬
‫فارسا يتضوع منه رائحة المسك‪ ،‬فسلم عليهما ثم قخخال للحسخخن عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫أنت الحسن بن علي رضيع الوحي والتنزيخخل وفطيخخم العلخخم والشخخرف الجليخخل‬
‫خليفة أمير المؤمنين وسيد الوصيين ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬وهذا الحسين بن أميخخر‬
‫المؤمنين وسخخيد الوصخيين سخبط الرحمخخة ورضخخيع العصخخمة وربيخب الحكمخخة‬
‫ووالد الئمة ؟ قال نعم‪ ،‬قال‪ :‬سلماه إلي وامضيا في دعة ال‪ ،‬فقال له الحسخخن‬
‫عليه السخلم‪ :‬إنخه أوصخى إلينخا أن ل نسخلم إل إلخى أحخد رجليخن‪ :‬جبرئيخل أو‬
‫الخضر فمن أنت منهما ؟ فكشف النقاب‬
‫)‪ (1‬نهكه‪ :‬بالغ في عقوبته‪.‬‬

‫]‪[301‬‬

‫فإذا هو أمير المؤمنين عليه السلم‪ ،‬ثم قال للحسخن عليخه السخلم‪ :‬يخا أبخا محمخد إنخه ل‬
‫تموت نفس إل ويشهدها أفما يشهد جسده ؟‪ .‬قال‪ :‬وروي عن الحسن بن علخخي‬
‫عليهما السلم أن أميخخر المخخؤمنين قخخال للحسخخن والحسخخين عليهمخخا السخخلم‪ :‬إذا‬
‫وضعتماني في الضريح فصليا ركعتين قبل أن تهيل علخخي الخختراب‪ ،‬وانظخخرا‬
‫ما يكون‪ ،‬فلما وضعاه فخخي الضخخريح المقخخدس فعل مخخا امخخرا بخخه‪ ،‬ونظخخرا وإذا‬
‫الضريح مغطى بثوب من سندس‪ ،‬فكشف الحسن عليه السلم مما يلخخي وجخخه‬
‫أمير المؤمنين‪ ،‬فوجد رسول ال صلى ال عليه واله وآدم وإبراهيم يتحخخدثون‬
‫مخخع أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ ،‬وكشخخف الحسخخين ممخخا يلخخي رجليخخه فوجخخد‬
‫الزهراء وحواء ومريم وآسية عليهن السلم ينحن على أمير المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم ويندبنه )‪ .(1‬بيان‪ :‬لم أر هذين الخخخبرين إل مخخن طريخخق البرسخخي‪ ،‬ول‬
‫أعتمد على ما يتفرد بنقله‪ ،‬ول أردهما‪ ،‬لخخورود الخبخخار الكخخثيرة الدالخخة علخخى‬
‫ظهورهم بعد موتهم في أجسادهم المثالية‪ ،‬وقد مرت في كتاب المعاد وكتخخاب‬
‫المامة‪.‬‬

‫)‪ (1‬لم نجدهما في المصدر المطبوع‪.‬‬

‫]‪[302‬‬

‫‪) .128‬باب( * )ما وقع بعد شهادته عليه السخخلم وأحخخوال قخخاتله لعنخخه الخخ( * ‪ - 1‬ب‪:‬‬
‫أبوالبختري‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬أخبرني أبي أن الحسخخن‬
‫عليه السلم قدم ابن ملجم فأراد أن يضرب عنقه )‪ (1‬بيده‪ ،‬فقخخال‪ :‬قخخد عهخخدت‬
‫ال عهدا أن أقتل أباك‪ ،‬فقد وفيخت‪ ،‬فخإن شخئت فاقتخل وإن شخخئت فخاعف‪ ،‬فخإن‬
‫عفوت ذهبت إلى معاوية فقتلته وأرحتك منه ثم جئتك‪ ،‬فقال‪ :‬ل حتى اعجلخخك‬
‫إلى النار فقدمه فضرب عنقه )‪ - 2 .(2‬ص‪ :‬بالسناد إلى الصدوق عن أحمد‬
‫بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده إبراهيم ابن هاشم‪ ،‬عن ابن معبد‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫عبد العزيز‪ ،‬عن يحيى بن بشير‪ ،‬عخخن أبخخي بصخخير‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬سأل هشام بن عبد الملخخك أبخخي عليخخه السخخلم فقخخال‪ :‬أخخخبرني عخخن‬
‫الليلة التي قتل فيها علي بن أبي طالب عليه السلم بما استدل النائي ) ‪ (3‬عن‬
‫المصر الذي قتل فيه علي وما كانت العلمة فيه للناس ؟ وأخبرني هل كانت‬
‫لغيره في قتله عبرة ؟ فقال له أبي‪ :‬إنه لمخا كخانت الليلخة الختي قتخل فيهخا علخي‬
‫صلوات ال عليه لم يرفع عخخن وجخخه الرض حجخخر إل وجخخد تحتخخه دم عخخبيط‬
‫حتى طلخخع الفجخخر‪ ،‬وكخخذلك كخخانت الليلخخة الخختي فقخخد فيهخخا هخخارون أخخخو موسخخى‬
‫صلوات ال عليهما‪ ،‬وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون‪ ،‬وكخخذلك‬
‫كانت الليلة التي رفع عيسى بن مريم صلوات الخ عليخخه‪ ،‬وكخخذلك الليلخخة الخختي‬
‫قتل فيها الحسين صلوات ال عليه )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬قدمه ليضرب عنقه‪ (2) .‬قرب السناد‪ (3) .67 :‬النخخائى‪ :‬البعيخخد‪) .‬‬
‫‪ (4‬مخطوط‪.‬‬

‫]‪[303‬‬

‫أقول‪ :‬أوردناه بإسناد آخر في باب ما وقع بعد شهادة الحسخخين عليخخه السخخلم‪ - 3 .‬ص‪:‬‬
‫عن جابر عن أبي جعفر عليه السلم قخخال‪ :‬إن عخخاقر ناقخخة صخخالح كخخان أزرق‬
‫ابن بغي‪ ،‬وإن قاتل علي صلوات ال عليه ابن بغي‪ ،‬وكخخانت مخخراد تقخخول‪ :‬مخخا‬
‫نعرف له فينا أبا ول نسبا‪ ،‬وإن قاتل الحسين بن علي صلوات ال خ عليخخه ابخخن‬
‫بغي‪ ،‬وإنه لخم يقتخل النبيخاء ول أولد النبيخاء إل أولد البغايخا )‪ - 4 .(1‬ك‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن سعد والحميري معا‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن محمد البرقي‪ ،‬عن أحمخخد‬
‫بن الزيد النيسابوري‪ ،‬عن عمر بخخن إبراهيخخم الهاشخخمي‪ ،‬عخخن عبخخد الملخخك بخخن‬
‫عمير‪ ،‬عن أسيد بن صفوان صاحب رسول ال صلى ال عليه واله قال‪ :‬لمخخا‬
‫كخخان اليخخوم الخخذي قبخخض فيخخه أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم ارتجخخت الموضخخع‬
‫بالبكاء‪ ،‬ودهش الناس كيوم قبض النبي صلى ال عليه واله‪ ،‬وجاء رجل باك‬
‫وهو متسرع )‪ (2‬مسترجع‪ ،‬وهو يقول‪ :‬اليخخوم انقطعخخت خلفخخة النبخخوة‪ ،‬حخختى‬
‫وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين صلى ال عليخخه‪ ،‬فقخخال‪ :‬رحمخخك‬
‫ال يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلما‪ ،‬وأخلصخخهم إيمانخخا‪ ،‬وأشخخدهم يقينخخا‪ ،‬و‬
‫أخوفهم ل )‪ (3‬عزوجل‪ ،‬وأعظمهم عناء‪ ،‬وأحوطهم على رسخخول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه واله‪ ،‬وآمنهم علخخى أصخخحابه‪ ،‬وأفضخخلهم منخخاقب‪ ،‬وأكرمهخخم سخخوابق‪،‬‬
‫وأرفعهم درجة‪ ،‬وأقربهم من رسول ال وأشبههم به هخخديا ونطقخخا )‪ (4‬وسخخمتا‬
‫وفعل‪ ،‬وأشرفهم منزلة‪ ،‬وأكرمهم عليه )‪ ،(5‬فجزاك الخ عخخن السخخلم وعخخن‬
‫رسول ال صلى ال عليخخه والخخه وعخخن المسخخلمين خيخخرا‪ ،‬قخخويت حيخخن ضخخعف‬
‫أصحابه وبرزت حين استكانوا‪ ،‬ونهضت حين وهنوا‪ ،‬ولزمت منهاج رسول‬
‫ال صلى ال عليه واله إذ هخخم أصخخحابه‪ ،‬وكنخخت خليفتخخه حقخخا‪ ،‬لخخم تنخخازع ولخخم‬
‫تضرع بزعم المنافقين وغيظ الكافرين و كخخره الحاسخخدين وضخخغن الفاسخخقين‪،‬‬
‫فقمت بالمر حين فشلوا‪ ،‬ونطقت حين تنعتعوا‪،‬‬

‫)‪ (1‬مخطوط‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬مسرع‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬من ال‪ (4) .‬في المصخخدر‪:‬‬
‫وخلقا‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬وأكرمهم عليه قدرا‪.‬‬
‫]‪[304‬‬

‫ومضيت بنور ال عزوجل حين وقفوا‪ ،‬ولو اتبعوك لهدوا‪] ،‬و[ كنت أخفضخخهم صخخوتا‬
‫وأعلهم فوتا )‪ ،(1‬وأقلهم كلما‪ ،‬وأصوبهم منطقا‪ ،‬وأكثرهم رأيا‪ ،‬وأشخخجعهم‬
‫قلبخخا وأشخخدهم يقينخخا‪ ،‬وأحسخخنهم عمل‪ ،‬وأعرفهخخم بخخالمور‪ ،‬كنخخت وال خ للخخدين‬
‫يعسوبا‪ ،‬وكنت للمؤمنين )‪ (2‬أبا رحيما‪ ،‬إذ صاروا عليك عيال فحملت أثقال‬
‫ما عنه ضعفوا‪ ،‬وحفظت ما أضخخاعوا‪ ،‬ورعيخخت مخخا أهملخخوا )‪ ،(3‬وعلخخوت إذ‬
‫هلعوا‪ ،‬وصبرت إذ جزعوا‪ ،‬وأدركت إذ تخلفوا‪ ،‬ونالوا بخخك مخخا لخخم يحتسخخبوا‪،‬‬
‫وكنت علخخى الكخخافرين عخخذابا صخخبا‪ ،‬وللمخخؤمنين غيثخخا وخصخخبا‪ ،‬فطخخرت والخ‬
‫بعنانها‪ ،‬وفزت بجنانها‪ ،‬وأحرزت سوابقها‪ ،‬وذهبت بفضائلها لم يفلل حخخدك )‬
‫‪ (4‬ولم يزغ قلبك‪ ،‬ولم تضعف بصيرتك‪ ،‬ولخم تجبخن نفسخك ولخم تخخن‪ .‬كنخت‬
‫كالجبل ل تحركه العواصف‪ ،‬ول تزيله القواصف‪ ،‬وكنت ‪ -‬كما قال النخخبي ‪-‬‬
‫ضعيفا فخخي بخخدنك قويخخا فخخي أمخخر الخخ‪ ،‬متواضخخعا فخخي نفسخخك عظيمخخا عنخخد الخ‬
‫عزوجل‪ ،‬كبيرا في الرض جليل عند المؤمنين‪ ،‬لم يكن لحد فيك مهمز ول‬
‫لقائل فيك مغمز )‪ (5‬ول لحد عندك هوادة القوي )‪ (6‬العزيز عندك ضعيف‬
‫ذليل حتى تأخذ منه الحق‪ ،‬و البعيد والقريب )‪ (7‬عندك في ذلك سخخواء شخخأنك‬
‫الحق والرفق والصدق )‪ (8‬وقولك حكخم وحتخم‪ ،‬وأمخرك حلخم وحخزم ورأيخك‬
‫علم وعزم‪ ،‬فاقلعت )‪ (9‬وقد نهج السبيل وسهل‬

‫)‪ (1‬في الكافي‪ :‬واعلهم قنوتا‪ (2) .‬في الكخخافي‪ :‬كنخخت وال خ للخخدين يعسخخوبا أول حيخخن‬
‫تفرقت النخخاس وآخخخرا حيخخن فشخخلوا‪ ،‬كنخخت بخخالمؤمنين ا‍ه‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‬
‫والكافي بعد ذلك‪ :‬وشمرت إذا اجتمعوا‪ (4) .‬في المصدر والكافي‪ :‬لخخم تفلخخل‬
‫حجتك‪ (5) .‬في المصدر والكافي بعد ذلك‪ :‬ول لحخد فيخك مطمخع‪ (6) .‬فخي‬
‫المصدر والكافي‪ :‬الضعيف الذليل عندك قخخوى عزيخخز حخختى تأخخخذ لخخه بحقخخه‬
‫والقوى ا‍ه‪ (7) .‬في المصدر والكافي‪ :‬والقريب والبعيخخد‪ (8) .‬فخخي المصخخدر‬
‫والكافي‪ :‬والصدق والرفق‪ (9) .‬في المصدر والكافي‪ :‬فيما فعلت‪.‬‬

‫]‪[305‬‬

‫العسير وأطفأت النخخار )‪ ،(1‬واعتخخدل بخخك الخخدين‪ ،‬وقخخوي )‪ (2‬بخخك اليمخخان‪ ،‬وثبخخت بخخك‬
‫السخخلم والمؤمنخخون‪ ،‬وسخخبقت سخخبقا بعيخخدا‪ ،‬وأتبعخخت مخخن بعخخدك تعبخخا شخخديدا‪،‬‬
‫فجللت عن البكاء‪ ،‬وعظمت رزيتك في السماء‪ ،‬وهدت مصيبتك النخخام‪ ،‬فإنخخا‬
‫ل وإنا إليه راجعون رضخخينا عخخن الخ قضخخاءه‪ ،‬وسخخلمنا لخ أمخخره‪ ،‬فخخوال لخخن‬
‫يصخخاب المسخخلمون بمثلخخك أبخخدا‪ ،‬كنخخت للمخخؤمنين كهفخخا وحصخخنا )‪ (3‬وعلخخى‬
‫الكخافرين غلظخه وغيظخا‪ ،‬فألحقخك الخ بنخبيه‪ ،‬ول حرمنخا أجخرك‪ ،‬ول أضخلنا‬
‫بعدك‪ .‬وسكت القوم حتى انقضى كلمه‪ ،‬وبكى وأبكخخى أصخخحاب رسخخول ال خ‬
‫صلى ال عليه واله‪ ،‬ثم طلبوه فلم يصادفوه )‪ .(4‬كا‪ :‬عدة من أصخخحابنا‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الخخبرقي‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن زيخخد مثلخخه )‪ .(5‬بيخخان‬
‫الرتجاج‪ :‬الضخخطراب‪ .‬والسخخترجاع‪ :‬قخخول " إنخخا لخ وإنخخا إليخخه راجعخخون "‬
‫قوله‪ " :‬انقطعت خلفخخة النبخخوة " أي اسخختيلء خلفخخاء الحخخق وحخخاطه يحخخوطه‪:‬‬
‫حفظه وصانه وذب عنه‪ .‬والهدي‪ ::‬السيرة والهيئة والطريقة والسمت‪ :‬الهيئة‬
‫الحسنة‪ .‬والستكانة‪ :‬الخضوع‪ .‬والمراد هنا الضخعف والجبخن والعجخز‪ .‬قخوله‬
‫عليه السلم‪ " :‬ونهضت " أي قمت بأمر الجهاد وإعانة الرسول‪ .‬قخخوله عليخخه‬
‫السلم‪ " :‬إذ هم أصحابه " أي قصدوا مخخا قصخخدوا مخخن البخخدع والرتخخداد عخخن‬
‫الدين‪ .‬قوله عليه السلم‪ " :‬لم تنازع " أي ما كان ينبغي النزاع فيك‪ ،‬لظهخخور‬
‫المر‪ ،‬ويقال‪ :‬ضرع إليه بتثليخخث الخخراء أي خضخخع وذل و اسخختكان‪ ،‬وككخخرم‪:‬‬
‫ضعف‪ .‬والفشل‪ :‬الكسل والجبن‪ .‬والتعتعة‪ :‬التردد في الكلم من‬

‫)‪ (1‬في المصدر والكافي‪ :‬النيران‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬واعتخدل بخك بنخاء الخدين وظهخر‬
‫امر ال ولو كره الكافرون‪ ،‬وقوى ا‍ه‪ (3) .‬في الكافي وهامش المصدر بعد‬
‫ذلخخك " وقنخخة راسخخيا " أي جبل ثابتخخا‪ (4) .‬كمخخال الخخدين ‪ 218‬و ‪(5) 219‬‬
‫اصول الكافي )الجزء الول من الطبعة الحديثة(‪ - 454 :‬؟ ؟ ‪.456‬‬

‫]‪[306‬‬

‫حصر أوعي‪ .‬والفوت‪ :‬السبق إلى الشئ والهلع‪ :‬أفحش الجزع‪ .‬قخخوله عليخخه السخخلم‪" :‬‬
‫فطرت وال بعنانها " أي في ميدان المسابقة طرت آخذا بعنان فرس الفضيلة‬
‫حتى سبقتهم‪ ،‬فالضمائر في قوله‪ " :‬بعنانها " ونظائره راجعخخة إلخخى المخخة أو‬
‫إلى الكمالت‪ ،‬وفي النهخخج " وفخزت برهانهخا " وفخخي الكخخافي " فطخخرت والخ‬
‫بغمانهخخا وفخخزت بحبائهخخا " فيمكخخن أن يكخخون المخخراد الطيخخران إلخخى الخخخرة‪.‬‬
‫والهخخوادة‪ :‬السخخكون والرخصخخة والمحابخخاة قخخوله‪ " :‬فخخأقلعت " أي ذهبخخت عنخخا‬
‫وتركتنا‪ .‬ونهج الطريق كمنع‪ :‬وضح وأوضح‪ .‬قخخوله عليخخه السخخلم‪ " :‬فجللخخت‬
‫عن البكاء " أي أنت أجل مخخن أن يقضخخي حخخق مصخخيبتك البكخخاء والظخخاهر أن‬
‫القائل كان هو الخضر عليه السلم‪ - 5 .‬حة‪ :‬قال الثقفي في كتاب مقتل أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم ‪ -‬ونقلته من نسخة عتيقة تاريخها سنة خمس وخمسخخين‬
‫وثلثمائة وذلك على أحخخد القخخولين ‪ :-‬إن عبخخد الخ بخخن جعفخخر ]الطيخخار[ قخخال‪:‬‬
‫دعوني أشفي بعض ما في نفسي عليه ‪ -‬يعني ابن ملجم لعنه ال ‪ -‬فدفع إليخخه‪،‬‬
‫فأمر بمسمار فحمخخي بالنخخار‪ ،‬ثخخم كحلخخه‪ ،‬فجعخخل ابخخن ملجخخم يقخخول‪ :‬تبخخارك الخ‬
‫الخالق للنسان من علق‪ ،‬يا ابن أخ إنك لتكحلن بملمول مض‪ ،‬ثم أمخخر بقطخخع‬
‫يده ورجله فقطع ولم يتكلم‪ ،‬ثم أمر بقطع لسانه فجزع‪ ،‬فقال له بعض النخخاس‪:‬‬
‫يخخا عخخدو ال خ كحلخخت عينخخك )‪ (1‬بالنخخار وقطعخخت يخخداك ورجلك فلخخم تجخخزع‬
‫وجزعت من قطع لسانك ؟ فقال لهم‪ :‬يا جهال أنا وال )‪ (2‬ما جزعخخت لقطخخع‬
‫لساني ولكني أكره أن أعيش في الدنيا فواقا ل أذكر ال فيه ! فلما قطع لسانه‬
‫احرق بالنار‪ (3) .‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬الملمول‪ :‬الميل الذي يكتحل بخخه )‪.(4‬‬
‫وقال‪ :‬كحله بملمول مض أي حار )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬عيناك‪ (2) .‬في المصخدر‪ :‬امخا والخ‪ (3) .‬فرحخة الغخرى‪(4) .10 :‬‬
‫الصحاح‪ (5) .1821 :‬الصحاح‪.1107 :‬‬

‫]‪[307‬‬

‫‪ - 6‬حة‪ :‬عبد الصمد بن أحمد‪ ،‬عن أبي الفرج الجوزي قال‪ :‬قرأت بخط أبي الوفاء بن‬
‫عقيل قال‪ :‬لما جئ بابن ملجم إلى الحسن عليه السخخلم قخخال لخخه‪ :‬إنخخي اريخخد أن‬
‫اسارك بكلمة‪ ،‬فأبى الحسن عليه السلم وقال‪ :‬إنه يريد أن يعض اذني‪ ،‬فقخخال‬
‫ابن ملجم‪ :‬وال لو أمكنني منها لخذتها من صماخه )‪ - 7 .! (1‬يج‪ :‬أخبرنخخا‬
‫أبو منصور شهردار بن شيرويه الخخديلمي‪ ،‬عخخن أبخخي الحسخخن‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫أحمد الميداني‪ ،‬عخخن محمخد بخخن يحيخخى‪ ،‬عخن عمخرو بخن أحمخخد بخن محمخد بخخن‬
‫عمرو‪ ،‬عن الحسن بن محمد المعروف بابن الرفا قخخال‪ :‬سخخمعته يقخخول‪ :‬كنخخت‬
‫بالمسجد الحرام فرأيت الناس مجتمعين حول مقام إبراهيم‪ ،‬فقلخخت‪ :‬مخخا هخخذا ؟‬
‫قالوا‪ :‬راهب أسلم‪ ،‬فأشرفت عليه وإذا بشيخ كبير عليه جبة صخخوف وقلنسخخوة‬
‫صوف‪ ،‬عظيم الخلقة‪ ،‬و هو قاعد بحذاء مقام إبراهيخخم‪ ،‬فسخخمعته يقخخول‪ :‬كنخخت‬
‫قاعدا في صومعة فأشرفت منهاو إذا بطخخائر كالنسخخر قخخد سخخقط علخخى صخخخرة‬
‫على شاطئ البحر‪ ،‬فتقيأ فرمى بربع إنسان ثم طار‪ ،‬فتفقدته فعاد فتقيخخأ فرمخخى‬
‫بربع إنسان‪ ،‬ثم طار فجاء فتقيأ بربع إنسان‪ ،‬ثم طار فدنت الرباع فقام رجل‬
‫وهو قائم‪ ،‬وأنا أتعجب منه‪ ،‬ثم انحدر الطير فضخخربه وأخخخذ ربعخخه فطخخار‪ ،‬ثخخم‬
‫رجع فأخذ ربعه فطار‪ ،‬ثم رجخخع فأخخخذ ربعخخه فطخخار‪ ،‬ثخخم انحخخدر الطيخخر فأخخخذ‬
‫الربع الخر فطار‪ .‬فبقيت أتفكر وتحسرت أل أكون لحقته وسخخألته مخخن هخخو ؟‬
‫فبقيت أتفقد الصخرة حتى رأيخت الطيخر قخد أقبخل فتقيخأ بربخع إنسخان‪ ،‬فنزلخت‬
‫فقمت بإزائه‪ ،‬فلم أزل حخختى تقيخخأ بخخالربع الرابخخع‪ ،‬ثخخم طخخار فالتخخأم رجل‪ ،‬فقخخام‬
‫قائما‪ ،‬فدنوت منه فسألت فقلت‪ :‬من أنت ؟ فسكت عني‪ ،‬فقلت‪ :‬بحق من خلقك‬
‫من أنت ؟ قال‪ :‬أنا ابن ملجم‪ ،‬قلت له‪ :‬وأيش عملت ؟ قال‪ :‬قتلت علي بن أبخخي‬
‫طالب عليه السلم‪ ،‬فوكل بي هذا الطير يقتلني كل يوم قتلة‪ ،‬فهخخو يخخخبرني إذ‬
‫انقض الطائر فأخذ ربعه وطار‪ ،‬فسألت عن علي عليه السلم فقال‪ :‬هخخو ابخخن‬
‫عم رسول ال صلى ال عليه واله فأسلمت )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬فرحة الغرى‪ (2) .11 - 10 :‬الخرائج والجرائح‪.19 - 18 :‬‬

‫]‪[308‬‬
‫كشف‪ :‬من مناقب الخوارزمي عن الرفاء مثله )‪ - 8 .(1‬شا‪ :‬روى جعفر بخخن سخخليمان‬
‫الضبيعي عن المعلى بن زياد قال‪ :‬جاء عبد الرحمن بن ملجخخم لعنخخه الخ إلخخى‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم يستحمله‪ ،‬فقال‪ :‬يا أميخخر المخخؤمنين احملنخخي فنظخخر‬
‫إليه ثم قال له‪ :‬أنت عبد الرحمخن بخن ملجخخم المخخرادي ؟ قخال )‪ :(2‬يخا غخخزوان‬
‫احمله على الشقر‪ ،‬فجاء بفرس أشقر‪ ،‬فركبه ابخخن ملجخخم وأخخخذ بعنخخانه‪ ،‬فلمخخا‬
‫ولى قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬اريد حباءه ويريخخد قتلخخي * عخخذيرك مخخن‬
‫خليلك من مراد قال‪ :‬فلما كان من أمره ما كان وضرب أمير المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم قبض عليه وقد خرج من المسجد فجخخئ بخخه إلخخى أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم فقال له‪ :‬وال لقد كنت أصنع بك ما أصنع وأنا أعلم أنك قخخاتلي‪ ،‬ولكخخن‬
‫كنت أفعل ذلك بك لستظهر بال عليك )‪ - 9 .(3‬قب‪ :‬أحاديث علي بن الجعد‬
‫عن شعبة عن قتادة ومجاهد عن ابن عباس قخال‪ :‬قخال رسخول الخ صخلى الخ‬
‫عليه واله‪ :‬إن السماء والرض لتبكي على المؤمن إذا مات أربعيخن صخباحا‪،‬‬
‫وإنها لتبكي على العالم إذا مات أربعين شهرا‪ ،‬وإن السماء والرض ليبكيخخان‬
‫على الرسول أربعين سنة‪ ،‬وإن السخخماء والرض ليبكيخخان عليخخك يخخا علخخي إذا‬
‫قتلت أربعين سنة‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬لقد قتل أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم علخخى‬
‫الرض بالكوفة فأمطرت السماء ثلثة أيام دما‪ .‬أبو حمزة عن الصادق عليخخه‬
‫السلم وقد روي أيضا عن سعيد بن المسيب أنه لما قبض‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة‪ (2) .130 :‬في المصدر‪ :‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬ثم قخخال‪ ،‬انخخت عبخخد الرحمخخن بخخن‬
‫ملجم المرادى ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬يا غزوان ا‍ه‪ (3) .‬الرشاد للمفيد‪7 - 6 :‬‬

‫]‪[309‬‬

‫أمير المؤمنين عليه السلم لم يرفع من وجخخه الرض حجخخر إل وجخخد تحتخخه دم عخخبيط‪.‬‬
‫أربعين الخطيب وتاريخ النسوي أنه سأل عبد الملك بن مروان الزهخخري‪ :‬مخخا‬
‫كانت علمة يخخوم قتخخل علخخي عليخخه السخخلم ؟ قخخال‪ :‬مخخا رفخخع حصخخاة مخخن بيخخت‬
‫المقدس إل كان تحتها دم عبيط‪ ،‬ولما ضرب عليه السخخلم فخخي المسخخجد سخخمع‬
‫صوت‪ " :‬ل الحكم ل لك يا علي ول لصحابك " فلما توفي سمع في داره "‬
‫أفمن يلقى في النار خير أمن يأتي آمنا يوم القيامة " الية )‪ ،(1‬ثم هتفت آخر‬
‫)‪ :(2‬مات رسول ال صلى ال عليه واله ومات أبوكم‪ .‬وفي أخبار الطخخالبيين‬
‫أن الروم أسروا قوما من المسلمين فاتي بهم إلى الملك فعرض عليهخخم الكفخخر‬
‫فأبوا‪ ،‬فأمر بإلقائهم في الزيت المغلي وأطلق منهم رجل يخبر بحالهم‪ ،‬فبينما‬
‫هو يسير إذ سمع وقع حوافر الخيل‪ ،‬فوقف فنظر إلى أصحابه الذين القوا في‬
‫الزيت‪ ،‬فقال لهم في ذلك‪ ،‬فقالوا‪ :‬قد كخخان ذلخخك‪ ،‬فنخخادى منخخاد مخخن السخخماء فخخي‬
‫شهداء البر والبحر أن علي بن أبي طالب عليخخه السخخلم قخد استشخخهد فخخي هخذه‬
‫الليلة فصلوا عليه‪ ،‬فصلينا عليخخه ونحخخن راجعخخون إلخخى مصخخارعنا‪ .‬أبوذرعخخة‬
‫الرازي بإسناده عن منصور بن عمار أنه سئل عن أعجب ما رآه‪ ،‬قال‪ :‬ترى‬
‫هذه الصخرة في وسط البحخخر ؟ يخخخرج مخخن هخخذا البحخخر كخخل يخخوم طخخائر مثخخل‬
‫النعامة فيقع عليها‪ ،‬فإذا استوى واقفا تقيأ رأسخخا‪ ،‬ثخخم تقيخخأ يخخدا‪ ،‬وهكخخذا عضخخوا‬
‫عضوا ثم تلتئم العضاء بعضها إلى بعض حتى يستوي إنسانا قاعدا‪ ،‬ثم يهم‬
‫للقيام‪ ،‬فإذا هم للقيام نقره نقرة فأخذ رأسه‪ ،‬ثم أخذه عضوا عضوا كمخخا قخخاءه‪،‬‬
‫قال‪ :‬فلما طال علي ذلك ناديته يوما‪ :‬ويلك من أنت ؟ ثم التفت إلي وقال )‪:(3‬‬
‫هو عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلم‬
‫وكل ال به هذا الطير‪ ،‬فهو يعذبه إلى يوم القيامة وزعم أنهم يسمعون العخخواء‬
‫من قبره )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬سورة فصلت‪ (2) .40 :‬في المصدر‪ :‬ثم هتخخف هخخاتف آخخخر‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫وقال هاتف‪ (4) .‬مناقب آل ابى طالب ‪ 481 :1‬و ‪(*) .482‬‬

‫]‪[310‬‬

‫‪ - 10‬فر‪ :‬علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن سليمان بن يسار قال‪ :‬رأيت ابن‬
‫عباس لما توفي أمير المؤمنين عليه السخخلم بالكوفخخة وقخخد قعخخد علخخى المسخخجد‬
‫محتبيا )‪ (1‬و وضع فرقه على ركبتيه وأسند يده تحت خده وقال‪ :‬أيها النخخاس‬
‫إني قائل فاسمعوا من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر‪ ،‬سمعت عخخن رسخخول ال خ‬
‫يقول‪ :‬إذا مات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب واخرج مخخن الخخدنيا ظهخخرت‬
‫في الدنيا خصال ل خيخر فيهخا‪ ،‬فقلخت‪ :‬ومخا هخي يخا رسخول الخ ؟ فقخال‪ :‬تقخل‬
‫المانة‪ ،‬وتكثر الخيانة حتى يركب الرجل الفاحشة وأصخخحابه ينظخخرون إليخه‪،‬‬
‫وال لتضايق الدنيا بعده بنكبة‪ ،‬أل وإن الرض لم تخل )‪ (2‬مني مخخادام علخخي‬
‫بن أبي طالب حيا في الدنيا بقية من بعدي‪ ،‬علي في الدنيا عوض مني بعخخدي‬
‫)‪ (3‬علي كجلدي‪ ،‬علي لحمي‪ ،‬علي عظمي‪ ،‬علي كدمي‪ ،‬علي عروقي علي‬
‫أخي ووصيي في أهلي‪ ،‬وخليفتي في قومي‪ ،‬ومنجز عداتي‪ ،‬وقاضخخي دينخخي‪،‬‬
‫قد صحبني علي في ملمات أمري‪ ،‬وقاتل معي أحزاب الكفار‪ ،‬وشاهدني فخخي‬
‫الوحي وأكل معي طعام البرار‪ ،‬وصافحه جبرئيل عليه السلم مرارا نهخخارا‬
‫جهخخارا )‪ (4‬وشخخهد جبرئيخخل وأشخخهدني أن عليخخا عليخخه السخخلم مخخن الطيخخبين‬
‫الخيار‪ ،‬وأنا اشهدكم معاشر الناس ل يتسخخائلون )‪ (5‬مخخن علخخم آمركخخم مخخادام‬
‫علي فيكم‪ ،‬فإذا فقخخدتموه فعنخخد ذلخخك تقخخوم اليخخة‪ " :‬ليهلخخك مخخن هلخخك عخخن بينخخة‬
‫ويحيى من حي عن بينة " صدق ال وصدق نبي ال )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬احتبى بالثوب‪ :‬اشتمل به‪ .‬جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها وفي المصخخدر‪:‬‬
‫وقد قعد في المسجد‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ل تخل‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬عخخوض‬
‫من بعدى‪ (4) .‬في المصدر بعد ذلك‪ :‬وقبل جبرئيل خخخد علخخى اليسخخار ا‍ه‪) .‬‬
‫‪ (5‬في المصدر‪ :‬ل نتساءلون‪ (6) .‬تفسير فرات‪.51 :‬‬
‫]‪[311‬‬

‫البرسي في المشارق من كتاب الواحدة أن الحسن عليه السلم لما قام بالمر بعد أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم اجتمع إليه أكابر أهل الكوفة‪ ،‬وطلبوا منه أن يريهم من‬
‫العجائب مثل ما كان يريهم أمير المؤمنين عليه السلم فجاء بهخخم إلخخى الخخدار‪،‬‬
‫ثم أدخلهم وكشف الستر وقخخال‪ :‬انظخخروا‪ ،‬فنظخخروا فخخإذا أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم جالسا هناك‪ ،‬فقال القوم بأجمعهم‪ :‬أشهد )‪ (1‬أنك خليفة ال وهذه والخخ‬
‫أسرار أمير المؤمنين عليه السلم التي كنا نراهخا منخخه )‪) .129 .(2‬بخاب( *‬
‫)ما ظهر عنخخد الضخخريح المقخخدس مخخن المعجخخزات والكرامخخات( * ‪ - 1‬فرحخخة‬
‫الغرى‪ :‬أخبرني عمي السعيد علي بن موسى بخخن طخخاوس والفقيخخه نجخخم الخخدين‬
‫أبو القاسم بن سعيد والفقيه المقتدى بقية المشيخة نجيب الدين يحيى بن سخخعيد‬
‫أدام ال بركاتهم‪ ،‬كلهم عن الفقيه محمد بن عبد ال بن زهخخرة الحسخخيني‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن الحسن العلوي الحسيني الساكن بمشخخهد الكخخاظم عليخخه السخخلم‪ ،‬عخخن‬
‫القطب الراوندي عن محمد بخخن علخخي بخخن المحسخخن الحلخخبي‪ ،‬عخخن الطوسخخي ‪-‬‬
‫ونقلته من خطه حرفا حرفا ‪ -‬عن المفيد محمخخد بخخن محمخخد بخخن النعمخخان‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن أحمد بن داود‪ ،‬عن أبي الحسين محمد بن تمام الكوفي‪ ،‬قخخال‪ :‬حخخدثنا‬
‫أبو الحسن علي بن الحسن بن الحجاج من حفظه‪ ،‬قال‪ :‬كنا جلوسا في مجلس‬
‫ابن عمي أبي عبد ال محمد بن عمخران بخن الحجخاج وفيخه جماعخخة مخن أهخخل‬
‫الكوفة من المشخخائخ‪ ،‬وفيمخخن حضخخر العبخخاس بخخن أحمخخد العباسخخي‪ ،‬وكخخانوا قخخد‬
‫حضروا عند ابخخن عمخخي يهنخخؤنه بالسخلمة‪ ،‬لنخه حضخخر وقخخت سخقوط سخخقيفة‬
‫سيدي أبي عبد ال‬

‫)‪ (1‬كذا في النسخ وفي المصدر‪ :‬نشهد‪ (2) .‬مشارق النوار‪ 110 :‬و ‪(*) .111‬‬

‫]‪[312‬‬

‫الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلم في ذي الحجخخة مخخن سخخنة ثلث وسخخبعين‬
‫ومخخائتين‪ ،‬فبينخخاهم قعخخود يتحخخدثون إذ حضخخر المجلخخس إسخخماعيل بخخن عيسخخى‬
‫العباسي‪ ،‬فلمخخا نظخخرت الجماعخخة إليخخه أحجمخخت )‪ (1‬عمخخا كخخانت فيخخه‪ ،‬وأطخخال‬
‫السماعيل الجلوس‪ ،‬فلما نظر إليهم قال لهم‪ :‬يا أصخخحابنا أعخخز كخخم الخ لعلخخي‬
‫قطعت حديثكم بمجيئي‪ ،‬قال أبخخو الحسخخن علخخي بخخن يحيخخى السخخليماني ‪ -‬وكخخان‬
‫شيخ الجماعة ومقدما فيهم ‪ :-‬ل وال يا با عبد ال أعزك ال ما أمسكنا بحخخال‬
‫من الحوال‪ ،‬فقال لهم‪ :‬يا أصحابنا اعلموا أن ال عز وجل مسائلي عما أقول‬
‫لكم وما أعتقده المخخذهب )‪ ،(2‬حخختى حلخخف بعتخخق جخخواريه و ممخخاليكه وحبخخس‬
‫دوابه أنه ل يعتقد إل وليخخة علخخي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه السخخلم والسخخادة مخخن‬
‫الئمة عليهم السلم وعدهم واحخدا واحخدا‪ .‬وسخاق الحخديث‪ ،‬فأبسخط )‪ (3‬إليخه‬
‫أصحابنا و سألهم وسألوه‪ ،‬ثم قخخال لهخخم‪ :‬رجعنخخا يخخوم جمعخخة مخخن الصخخلة مخخن‬
‫المسجد الجامع مع عمي داود‪ ،‬فلما كخخان قبخخل منازلنخخا )‪ (4‬وقبخخل منزلخخه وقخخد‬
‫خل الطريق قال لنخخا‪ :‬أينمخخا كنتخخم قبخخل أن تغخخرب الشخخمس فصخخيروا إلخخي‪ ،‬ول‬
‫يكون )‪ (5‬أحد منكم علخخى حخخال فيتخلخخف‪ ،‬لنخخه )‪ (6‬كخخان جمخخرة بنخخي هاشخخم‪،‬‬
‫فصرنا إليه آخر النهار وهو جالس ينتظرنا‪ ،‬فقال‪ :‬صخخيحوا بفلن وفلن مخخن‬
‫الفعلة‪ ،‬فجاءه رجلن معهما آلتهما‪ ،‬والتفت إلينا فقال‪ :‬اجتمعوا كلكم فخخاركبوا‬
‫في وقتكم هذا‪ ،‬وخذوا معكم الجمل ‪ -‬غلما )‪ (7‬كان له‬

‫)‪ (1‬أحجم عنه‪ :‬كف أو نكص هيبة‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬من المذهب‪ (3) .‬في المصدر‪:‬‬
‫فانبسط‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬منزلنا‪ (5) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬ول يكخخونن‪ (6) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬وكان مطاعا لنه ا‍ه‪ (7) .‬في المصدر يعنى غلما‪.‬‬

‫]‪[313‬‬

‫أسود يعرف بالجمل‪ ،‬وكان لو حمل هذا الغلم على سكر دجلة لسكرها )‪ (1‬من شدته‬
‫وبأسه ‪ -‬وامضوا إلى هذا القبر الذي قخخد افتتخن بخخه النخخاس ويقولخخون‪ :‬إنخه قخبر‬
‫علي حتى تنبشخوه وتجيئونخي بأقصخى مخا فيخه‪ ،‬فمضخينا إلخى الموضخع فقلنخا‪:‬‬
‫دونكم وما أمر به‪ ،‬فحضر الحفارون وهم يقولون‪ " :‬ل حول ول قوة إل بال‬
‫" في أنفسهم‪ ،‬و نحخخن فخخي ناحيخخة حخختى نزلخخوا خمسخخة أذرع‪ ،‬فلمخخا بلغخخوا إلخخى‬
‫الصلبة قخخال الحفخخارون‪ :‬قخخد بلغنخخا إلخخى موضخخع صخخلب وليخخس نقخخوى بنقخخره‪،‬‬
‫فأنزلوا الحبشي فأخذ المنقار فضرب ضربة سمعنا لها طنينا )‪ (2‬شخخديدا فخخي‬
‫البر‪ ،‬ثم ضرب ثانية فسمعنا طنينا أشد من ذلك ثم ضرب الثالثة فسمعنا أشخخد‬
‫)‪ (3‬مما تقدم‪ ،‬ثم صاح الغلم صيحة‪ ،‬فقمنا فأشرفنا عليخخه وقلنخخا للخخذين كخخانوا‬
‫معه‪ :‬اسألوه ما باله‪ ،‬فلم يجبهم وهو يستغيث‪ ،‬فشدوه و أخرجوه بالحبل‪ ،‬فخخإذا‬
‫على يده من أطراف أصابعه إلى مرفقه دم وهو يستغيث‪ ،‬ل يكلمنا ول يحير‬
‫جوابا‪ ،‬فحملناه على البغل ورجعنا طخخائرين‪ ،‬ولخخم يخخزل لحخخم الغلم ينخخثر مخخن‬
‫عضده وجنبيه )‪ (4‬وسائر شقه اليمخن حختى انتهينخا إلخى عمخي‪ ،‬فقخال‪ :‬أيخش‬
‫وراءكم ؟ فقلنا‪ :‬ما ترى‪ ،‬وحدثناه بالصورة‪ ،‬فالتفت إلى القبلة وتاب عما هخخو‬
‫عليه‪ ،‬ورجع عن المذهب‪ ،‬وتخخولى وتخخبرأ‪ ،‬وركخخب بعخخد ذلخخك فخخي الليخخل علخخى‬
‫مصعب ابن جابر )‪ (5‬فسأله أن يعمل على القبر صخخندوقا‪ ،‬ولخخم يخخخبره بشخخئ‬
‫مما جرى‪ ،‬و وجه من طم الموضخخع‪ ،‬وعمخخر الصخخندوق عليخخه‪ ،‬ومخخات الغلم‬
‫السود من وقته‪ .‬قال أبو الحسن بن الحجاج‪ :‬رأينا هخخذا الصخخندوق الخخذي هخخذا‬
‫حديثه لطيفا‪ ،‬وذلك من‬
‫)‪ (1‬سكره‪ :‬سده‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فسخخمعنا طنينخخا‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬فسخخمعنا طنينخخا‬
‫اشد‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬ينتشر من عضده وجسخخمه‪ (5) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬إلخخى‬
‫على بن مصعب بن جابر‪.‬‬

‫]‪[314‬‬

‫قبل أن يبنى عليه الحائط الذي بناه الحسن بن زيد‪ ،‬هذا آخر ما نقلته من خط الطوسخخي‬
‫رضي ال عنه‪ .‬أقول‪ :‬وقد ذكر هنا الشريف أبو عبد ال محمخخد بخخن علخخي بخخن‬
‫الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمخخن الشخخجري بالسخخناد المقخخدم إليخخه‪:‬‬
‫حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الخ الجخخواليقي لفظخخا‪ ،‬قخخال‪ :‬أخبرنخخا‬
‫أبو جعفر محمد بن محمد بن الحسين )‪ (1‬إجازة وكتبته مخخن خخخط يخخده‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫أخبرنا علي بن الحسين بن الحجاج إملء مخخن حفظخخه‪ ،‬قخخال‪ :‬كنخخا فخخي مجلخخس‬
‫عمي أبي عبد ال محمد بن عمران بن الحجاج‪ ،‬وتمم الحديث علخخى نحخخو مخخا‬
‫ذكرناه‪ ،‬ولم يقل‪ " :‬ابن عمي " وفيه تغيير ل يضر طائل‪ ،‬و قال فخخي آخخخره‪:‬‬
‫الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بخخن علخخي‬
‫بن أبي طالب عليه السلم المعروف بالداعي الخارج بطبرستان‪ .‬أقخخول‪ :‬هخخذا‬
‫الحسن بن زيد صاحب الدعوة بالري قتله مرداويخخج‪ ،‬ملخخك بلدا كخخثيرة‪ ،‬قخخال‬
‫الفقيه صفي الدين محمد بخن معخد‪ :‬وقخد رأيخخت هخخذا الحخديث بخخط أبخخي يعلخخى‬
‫محمد بن حمزة الجعفري صهر الشخخيخ المفيخخد والجخخالس بعخخد وفخخاته مجلسخخه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وقد رأيته بخط أبي يعلى الجعفخخري أيضخخا فخخي كتخخابه كمخخا ذكخخر صخخفي‬
‫الدين أيضا‪ ،‬ورأيته أنا في خط أبي يعلخخى‪ ،‬ورأيخخت هخخذا فخخي مخخزار ابخخن داود‬
‫القمي عندي )‪ (2‬في نسخة عتيقة مقابلة بنسخة عليها مكتوب ما صورته‪ :‬قد‬
‫أجزت هذا الكتاب وهو أول كتاب الزيارات من تصخخنيفي وجميخخع مصخخنفاتي‬
‫ورواياتي ما لم يقع فيها تدليس )‪ (3‬لمحمد بن عبد الخ بخن عبخد الرحمخن بخن‬
‫سميع أعزه ال‪ ،‬فليرو ذلك عني‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬محمد بن محمد بخخن الحسخخين بخخن هخخارون‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬وهخخو‬
‫عندي‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬سهو ول تدليس‪.‬‬

‫]‪[315‬‬

‫إذا أحب‪ ،‬ل حرج عليه فيه أن يقول‪ :‬أخبرنا أو حدثنا‪ ،‬وكتب محمد بن أحمد بخخن داود‬
‫القمي في شهر ربيع الخر سنة ستين وثلثمائة حامدا ل شخخاكرا وعلخخى نخخبيه‬
‫مصخخليا ومسخخلما‪ ،‬وهخخذه الروايخخة مطابقخخة لمخخا أورده الطوسخخي بخطخخه‪- 2 .‬‬
‫وأخبرني عبد الرحمن بن الحربي الحنبلي عن عبد العزيز بن الخضخر عخن‬
‫محمد بن ناصر السلمي‪ ،‬عن أبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون البرسي‪،‬‬
‫قال‪ :‬أخبرني الشريف أبخخو عبخخد الخ الحسخخني المقخخدم ذكخخره‪ ،‬قخخال‪ :‬حخخدثنا أبخخو‬
‫الحسن محمد ابن الحسن )‪ (1‬بن عبد ال الجواليقي بقراءته علي لفظا وكتبخخه‬
‫لي بخطه‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبي قال‪ :‬أخبرنا جخخدي أبخخو أمخخي محمخخد بخخن علخخى بخخن‬
‫دحيم الشناني )‪ (2‬قال‪ :‬مضيت أنا ووالدي علي بن دحيم )‪ (3‬وعمخخي حسخخين‬
‫بن دحيم وأنا صبي صغير في سنة نيف و ستين ومائتين بالليل ومعنا جماعة‬
‫مختفين )‪ (4‬إلى الغري لزيارة قبر مولنا أمير ‪ -‬المؤمنين عليه السخخلم فلمخخا‬
‫جئنا إلى القبر وكان يومئذ حول قبره حجارة سود ول بنخخاء حخخوله عنخخده )‪(5‬‬
‫وليس في طريقه غير قائم الغخخري‪ ،‬فبينخخا نحخخن عنخخده وبعضخخنا يقخخرأ وبعضخخنا‬
‫يصلي وبعضنا يزور إذا نحن بأسد مقبل نحونا‪ ،‬فلما قخخرب منخخا مقخخدار رمخخح‬
‫قال بعضنا لبعض‪ :‬ابعدوا عن القبر حتى ننظر ما يريد‪ ،‬فأبعدنا‪ ،‬فجاء السخخد‬
‫إلى القبر فجعل يمرغ ذراعه علخخى القخخبر‪ ،‬فمضخخى رجخخل منخخا فشخخاهده وعخخاد‬
‫فأعلمنا‪ ،‬فزال الرعب عنا‪ ،‬وجئنا بأجمعنا حتى شخخاهدناه يمخخرغ ذراعخخه علخخى‬
‫القبر ]وفيه جراح‪ ،‬فلم يزل‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬الحسين‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬رحيخخم الشخخيباني‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪" :‬‬
‫رحيم " في الموضعين‪ (4) .‬فخي المصخخدر و )م( و )خ(‪ :‬متخفيخخن‪ (5) .‬فخي‬
‫المصدر‪ :‬وكان يومئذ قبر حوله حجارة سندة ول بناء عنده‪.‬‬

‫]‪[316‬‬

‫يمرغه ساعة‪ ،‬ثم انخخزاح عخخن القخخبر[ ومضخخى‪ ،‬وعخخدنا إلخخى مخخا كنخخا عليخخه مخخن القخخراءة‬
‫والصلة والزيارة وقراءة القرآن‪ - 3 .‬ومن محاسن القصص ما قرأتخخه بخخخط‬
‫والدي قدس الخ روحخخه علخخى ظهخخر كتخخاب بالمشخخهد الكخخاظمي علخخى مشخخرفها‬
‫السلم ما صورته‪ :‬قال‪ :‬سخخمعت مخخن شخخهاب الخخدين بنخخدار بخخن ملكخخدار القمخخي‬
‫يقول‪ :‬حدثني كمال الدين شرف المعخخالي بخخن غيخخاث القمخخي قخخال‪ :‬دخلخخت إلخخى‬
‫حضرة مولنا أمير المؤمنين علي بن أبي طخخالب صخخلوات ال خ عليخخه فزرتخخه‬
‫وتحولت إلى موضع المسألة ودعوت وتوسلت‪ ،‬فتعلق مسخخمار مخخن الضخخريح‬
‫المقخخدس صخخلوات ال خ عليخخه )‪ (1‬فخخي قبخخائي فمزقخخه‪ ،‬فقلخخت مخاطبخخا لميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬ما أعرف عوض هذا إل منك‪ ،‬وكان إلى جانبي رجل‬
‫رأيه غيخخر رأيخخي‪ ،‬فقخخال لخخي مسخختهزءا‪ :‬مخخا يعطيخخك عوضخخه إل قبخخاء ورديخخا‪،‬‬
‫فانفصلنا من الزيارة وجئنا إلى الحلة‪ ،‬وكخخان جمخخال الخخدين قشخختمر الناصخخري‬
‫رحمه ال قدهيأ لشخص يريد أن ينفذه إلى بغداد يقال له ابن مايست ) ‪ (2‬قباء‬
‫وقلنسوة‪ ،‬فخرج الخادم على لسخخان قشخختمر وقخخال‪ :‬هخخاتوا كمخخال الخخدين القمخخي‬
‫المخخذكور‪ ،‬فأخخخذ بيخخدي ودخخخل إلخخى الخزانخخة‪ ،‬وخلخخع علخخي قبخخاء ملكيخخا ورديخخا‬
‫فخرجت ودخلت حتى اسلم على قشتمر واقبل كفه‪ ،‬فنظر إلخخي نظخخرا عرفخخت‬
‫الكراهة في وجهه‪ ،‬والتفت إلى الخادم كالمغضب وقال‪ :‬طلبت فلنخخا ‪ -‬يعنخخي‬
‫ابن مايست ‪ -‬فقال الخادم‪ :‬إنما قلت‪ :‬كمال الدين القمي‪ ،‬وشهد الجماعة الذين‬
‫كانوا جلساء المير أنه أمر بحضور كمال الدين القمي المذكور‪ ،‬فقلخخت‪ :‬أيهخخا‬
‫المير ما خلعت علي أنت هذه الخلعة بل أمير المؤمنين خلعها علي‪ ،‬فالتمس‬
‫مني الحكاية فحكيت له‪ ،‬فخر ساجدا وقال‪ :‬الحمد ل كيف كانت الخلعخة علخى‬
‫يدي‪،‬‬

‫)‪ (1‬كذا في النسخ‪ .‬وفي المصدر‪ :‬صلوات ال على مشرفه‪ (2) .‬ما تشت خ ل‪.‬‬

‫]‪[317‬‬

‫ثم شكره وقال‪ :‬تستحق‪ .‬هذا آخر ما حدث به شخهاب الخدين وكتخب أحمخد بخن طخاوس‪،‬‬
‫هخخذا آخخخر مخخا وجخخدت )‪ (1‬بخطخخه فنقلتخخه‪ - 4 .‬وروى ذلخخك السخخيد محمخخد بخخن‬
‫شرفشاه الحسيني عن شهاب الدين بندار أيضا وجدت ما صخخورته‪ :‬عخن العخم‬
‫السعيد رضي الدين علي بن طاوس عن الشيخ حسين بن عبد الكريم الغروي‬
‫‪ -‬وإن كان اللفظ يزيد أو ينقص عما وجدته مسطورا ‪ -‬قال‪ :‬كان قد وفخخد إلخخى‬
‫المشهد الشريف الغروي على ساكنه السلم رجل أعمى من أهل تكريت )‪(2‬‬
‫وكان قد عمي على كبر‪ ،‬وكانت عيناه ناتئتين على خده )‪ (3‬وكان كخخثيرا مخخا‬
‫يقعد عند المسألة ويخاطب الجنخخاب الشخخرف المقخخدس بخطخخاب غيخخر حسخخن‪،‬‬
‫وكانت تارة )‪ (4‬أهم بالنكار عليه وتارة يراجعنخي الفكخر فخخي الصخفح عنخه‪،‬‬
‫فمضى على ذلك مدة‪ ،‬فإذا أنا في بعض اليخام قخد فتحخت الخزانخة إذ سخمعت‬
‫ضجة عظيمة‪ ،‬فظننت أنه قد جاء للعلويين بر من بغخخداد أو قتخخل فخخي المشخخهد‬
‫قتيل‪ ،‬فخرجت ألتمس الخبر‪ ،‬فقيل لي‪ :‬ههنا أعمى قد رد بصره‪ ،‬فرجوت أن‬
‫يكون ذلك العمى‪ ،‬فلما وصلت إلى الحضرة الشخخريفة وجخخدته ذلخخك العمخخى‬
‫بعينه‪ ،‬وعيناه كأحسن ما يكون‪ ،‬فشكرت الخ تعخخالى علخخى ذلخخك‪ .‬وزاد والخخدي‬
‫على هذه الرواية أنه كان يقخول لخه مخن جملخة كلمخه كخطخاب الحيخاء )‪:(5‬‬
‫وكيف يليق أجئ وأمسى يشتفي من ل يجب )‪ .(6‬ومن هذا الجنس‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وجدته‪ (2) .‬بفتح التخخاء بلخخد مشخخهور بيخخن بغخخداد والموصخخل‪ ،‬وبينهخخا‬
‫وبيخخن بغخخداد ثلثخخون فرسخخخا فخخي غربخخي دجلخخة‪ (3) .‬نتخخأ الشخخئ‪ :‬خخخرج مخخن‬
‫موضعه من غير ان ينفصل‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬بخطاب خشن‪ ،‬وكنت تارة‪.‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر و )م( و )خ(‪ :‬الحباء‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬أن اجئ وأمشخخى‬
‫فيشتفى من ل يحب‪.‬‬

‫]‪[318‬‬

‫سمعت والدي قدس ال روحه يحكي‪ - 5 .‬وسمعت والخخدي ‪ -‬قخخدس الخ روحخخه ‪ -‬غيخخر‬
‫مرة يحكي عن الشيخ الحسين ابن عبخخد الكريخخم الغخخروي هخخذه الحكايخخة التخخي‬
‫ذكرها وإن لم احقخخق لفظخخه ولكخخن المعنخخى منهخخا أرويخخه عنخخه‪ ،‬واللفخخظ وجخخدته‬
‫مرويا عن العم السعيد عنه‪ ،‬أنه كان ايلغازي ؟ ؟ أميرا بالحلة‪ ،‬وكان قد اتفق‬
‫أنه أنفذ سرية إلى العخخرب‪ ،‬فلمخخا رجعخخت السخخرية نزلخخوا حخخول سخخور المشخخهد‬
‫الشرف المقدس الغروي على الحال به أفضل الصلة و السلم‪ ،‬قال الشخخيخ‬
‫الحسين‪ :‬فخرجت بعد رحيلهم إلى ذلك الموضع الذي كانوا فيخخه نخخزول لمخخر‬
‫عرض‪ ،‬فوجدت كلبي سر بوش )‪ (1‬ملقاة في الرمل‪ ،‬فمددت يدي أخخخذتهما‬
‫فلما صارا في يدي ندمت ندامة عظيمخخة وقلخخت‪ :‬أخخذتهما وتعلقخخت ذمخختي بمخا‬
‫ليس فيه راحخخة‪ ،‬فلمخخا كخخان بعخخد مخخدة زمانيخخة اتفخخق أنخخه مخخاتت عنخخدنا بالمشخخهد‬
‫المقدس امرأة علوية فصلينا عليها‪ ،‬فخرجخخت معهخخم إلخخى المقخخبرة وإذا برجخخل‬
‫تركي قائم يفتش موضعا لقيت الكلبين )‪ (2‬فقلت لصحابي‪ :‬اعلموا أن ذلخخك‬
‫التركي يفتش على كلبي سربوش وهمخخا معخخي فخخي جيخخبي وكنخخت لمخخا أردت‬
‫الخروج إلى الصلة على الميتة لحت لخخي الكلبخخان فخخي داري فأخخخذتهما ثخخم‬
‫جئت أنا وأصحابي فسلمت على التركي‪ ،‬و قلخت لخه‪ :‬علخى مخا تفتخش ؟ قخال‪:‬‬
‫افتش على كلبي سربوش ضاعت مني منذ سنة‪ ،‬فقلخخت‪ :‬سخخبحان الخ تضخخيع‬
‫منك منذ سنة تطلبه اليوم ؟ قال‪ :‬نعخخم‪ ،‬اعلخخم أننخخي لمخخا دخلخخت السخخرية وكنخخت‬
‫معهم‪ ،‬فلما وصلنا إلى خندق الكوفة ذكرنا )‪ (3‬الكلبين فقلخخت‪ :‬يخخا علخخي همخخا‬
‫في ضمانك‪ ،‬لنهما في حرمك‪ ،‬وأنا أعلم أنهما ل يصيبهما شئ‪ ،‬فقلت‬

‫)‪ (1‬كذا ولم نفهم المراد‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬لقيخخت الكلبيخخن فيخخه‪ (3) .‬كخخذا فخخي النسخخخ‪.‬‬
‫وفي المصدر‪ :‬ذكرت‪.‬‬

‫]‪[319‬‬

‫له‪ :‬الن ما حفظ ال عليك شيئا غيرهما‪ ،‬ثم ناولته إياهما‪ ،‬وأعتقد أن المدة كانت سخخنة‪.‬‬
‫‪ - 6‬وقفت في كتاب قد نقل عن الشيخ حسن بن الحسين بن الطحال المقدادي‬
‫قال‪ :‬أخبرني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جد‪ ،‬أنه أتاه رجل مليح الوجه نقخخي الثخخواب‬
‫دفع إليه دينارين وقال له‪ :‬أغلق على القبة وذرنخي‪ ،‬فأخخذها )‪ (1‬منخه وأغلخق‬
‫الباب فنام فرأى أمير المؤمنين عليه السلم فخخي منخخامه وهخخو يقخخول لخخه‪ :‬اقعخخد‬
‫أخرجه عني فإنه نصراني‪ ،‬فنهض علي بن طحخخال وأخخخذ حبل فوضخخعه فخخي‬
‫عنق الرجل وقال له‪ :‬اخرج تخدعني بالدينارين )‪ (2‬وأنخخت نصخخراني ؟ فقخخال‬
‫له‪ :‬لست بنصراني‪ ،‬قال‪ :‬بلى إن أمير المؤمنين عليه السلم أتاني فخخي المنخخام‬
‫وأخبرني أنك نصراني وقال‪ :‬أخرجه عني‪ ،‬فقال‪ :‬امدد يدك‪ ،‬فأنا أشخخهد أن ل‬
‫إله إل ال وأن محمدا رسول ال صلى ال عليه واله وأن عليا ولي ال‪ ،‬وال خ‬
‫ما علم أحد بخروجي من الشام ول عرفنخخي أحخد مخخن أهخخل العخراق ثخخم حسخخن‬
‫إسلمه‪ - 7 .‬وحكي أيضا أن عمران بن شاهين من أهل العخخراق )‪ (3‬عصخخى‬
‫على عضد الدولة فطلبه طلبا حثيثا‪ ،‬فهرب منخخه إلخخى المشخخهد متخفيخخا‪ ،‬فخخرأى‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم في منامه وهو يقول له‪ :‬يا عمران في غد يأتي فنا‬
‫خسرو إلى ههنا فيخرجون من بهذا المكان )‪ (4‬فتقف أنت ههنا ‪ -‬وأشار إلى‬
‫زاوية من زوايا القبة ‪ -‬فإنهم ل يرونك‪ ،‬فسيدخل ويزور ويصلي ويبتهل فخخي‬
‫الدعاء والقسم بمحمد وآله أن يظفره بك‪ ،‬فادن منه وقل له‪:‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فاخخذهما‪ (2) .‬كخذا فخخي النسخخ‪ .‬وفخي المصخخدر‪ :‬بخخدينارين‪ (3) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬من امراء العراق‪ :" (4) .‬من كان في هذا المقام‪.‬‬

‫]‪[320‬‬

‫أيها الملك من هذا الذي قد ألححت بالقسم بمحمد وآلخخه أن يظفخخرك بخخه )‪ (1‬؟ فسخخيقول‪:‬‬
‫رجل شق عصاي ونازعني في ملكي وسلطاني‪ ،‬فقل‪ :‬مخا لمخن يظفخرك بخه ؟‬
‫فيقول‪ :‬إن حتم علي بالعفو عنه عفوت عنه‪ ،‬فأعلمه بنفسك فإنك تجد منخخه مخخا‬
‫تريد‪ ،‬فكان كما قال له‪ ،‬فقال‪ :‬أنا عمران بن شاهين‪ ،‬قخخال مخخن أوقفخخك ههنخخا ؟‬
‫قال له‪ :‬هذا مولنا قال في منامي‪ :‬غدا يحضر فنخا خسخرو إلخى ههنخا‪ ،‬وأعخاد‬
‫عليه القول‪ ،‬فقال له‪ :‬بحقه قال لك‪ :‬فنا خسرو ؟ قلت‪ :‬إي وحقه‪ ،‬فقخخال عضخخد‬
‫الدولة‪ :‬ما عرف أحد أن اسمي فنا خسرو إل امي والقابلة وأنا‪ ،‬ثم خلع عليخخه‬
‫خلعة الوزارة وطلع من بين يديه إلى الكوفة‪ ،‬وكان عمران بن شاهين قد نذر‬
‫عليه أنه متى عفخخا عنخه عضخخد الدولخة أتخى إلخى زيخارة أميخخر المخخؤمنين عليخه‬
‫السلم حافيا حاسرا‪ ،‬فلما جنه الليل خرج من الكوفة وحده‪ ،‬فرأى جدي علخخي‬
‫بن طحال مولنا أمير المؤمنين عليه السلم فخي منخامه وهخو يقخول لخه‪ :‬اقعخد‬
‫افتح لوليي عمران بن شاهين الباب‪ ،‬فقعد وفتح الباب‪ ،‬وإذا بالشيخ قخخد أقبخخل‪،‬‬
‫فلما وصل قال له‪ :‬بسم الخ يخخا مولنخخا‪ ،‬فقخخال‪ :‬ومخخن أنخخا ؟ فقخخال‪ :‬عمخخران بخخن‬
‫شاهين‪ ،‬قال‪ :‬لست بعمران بخخن شخخاهين‪ ،‬فقخخال‪ :‬بلخخى إن أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم أتاني في منامي وقال لي‪ :‬اقعد افتح لوليي عمران بن شاهين‪ ،‬قال له‪:‬‬
‫بحقه هو قال لك ؟ قال‪ :‬إي وحقه هو قال لي‪ ،‬فوقع على العتبة يقبلها‪ ،‬وأحاله‬
‫على ضامن السمك بستين دينارا‪ ،‬وكان )‪ (2‬له زواريق تعمل فخخي المخخاء فخخي‬
‫صيد السمك‪ .‬أقول‪ :‬وبنى الخخرواق المعخخروف بخخرواق عمخخران فخخي المشخخهدين‬
‫الشريفين الغروي والحائري على مشرفهما السلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬أن يظفرك ال به‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وكانت‬

‫]‪[321‬‬

‫* )قصة أبى البقاء قيم مشهد مولنخخا أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم( * ‪ - 8‬وفخخي سخخنة‬
‫إحدى وخمس مائة بيع الخبز بالمشهد الشريف الغخخروي كخخل رطخخل بقيخخراط‪،‬‬
‫بقي أربعين يوما‪ ،‬فمضى القوام من الضر على وجوههم إلخخى القخخرى‪ ،‬وكخخان‬
‫من القوام رجل يقال له أبو البقاء بن سويقه‪ ،‬وكان له من العمر مخخائة وعشخخر‬
‫سنين‪ ،‬فلم يبق من القوام سواه‪ ،‬فأضر بخخه الحخخال‪ ،‬فقخخالت لخخه زوجتخخه وبنخخاته‪:‬‬
‫هلكنا امض كما مضى القوام فلعل ال تعالى يفتح شيئا )‪ (1‬نعيش بخخه‪ ،‬فعخخزم‬
‫على المضخخي‪ ،‬فخخدخل إلخخى القبخخة الشخخريفة صخخلوات الخ علخخى صخخاحبها وزار‬
‫وصلى‪ ،‬وجلس عند رأسه الشريف وقال‪ :‬يا أمير المخخؤمنين لخخي فخخي خخخدمتك‬
‫مائة سنة ما فارقتك‪ ،‬ما رأيت الحلة و ما رأيت السكون )‪ ،(2‬وقد أضخخر بخخي‬
‫وبأطفالي الجوع‪ ،‬وها أنخخا مفارقخخك ويعخخز علخخي فراقخخك‪ ،‬أسخختودعك )‪ (3‬هخخذا‬
‫فراق بيني وبينخخك‪ .‬ثخخم خخخرج ومضخخى مخخع المكاريخخة حخختى يعخخبر إلخخى الوقخخف‬
‫وسوراء )‪ ،(4‬وفي صحبته وهبخخان السخخلمي وأبخخو كخخردان )‪ (5‬وجماعخخة مخخن‬
‫المكارية طلعوا من المشهد بليخل‪ ،‬وأقبلخوا )‪ (6‬إلخى أبخي هخبيش قخال بعضخهم‬
‫لبعض‪ :‬هذا وقت كثير‪ ،‬فنزلوا ونزل أبو البقاء معهم‪ ،‬فنخخام فخخرأى فخخي منخخامه‬
‫أمير المؤمنين ‪ -‬عليه السلم وهو يقول له‪ :‬يخخا أبخخا البقخخاء فخخارقتني بعخخد طخخول‬
‫هذه المدة ؟ عد إلى حيث كنت‪ ،‬فانتبه باكيا فقيل له‪ :‬ما يبكيك ؟ فقخخص عليهخخم‬
‫المنام ورجع‪ ،‬فحيث رأينه بناته‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بشئ‪ (2) .‬في المراصد‪ :‬سكن ‪ -‬بالفتح ثم الكسخخر ‪ -‬موضخخع بخخارض‬
‫الكوفخخة‪ ،‬فخخي المصخخدر‪ :‬مخخا رأيخخت الحلخخة ول السخخكون )‪ (3‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫استودعك ال‪ (4) .‬قال في المراصد‪ :‬الوقف موضع تحت سخخوراء مخخن بلد‬
‫الحلة المزيدية‪ .‬وسوراء مدينة قرب الحلخخة لهخخا نهخخر ينسخخب إليهخخا‪ (5) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬ابو كردى‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬فلما اقبلوا‪.‬‬

‫]‪[322‬‬

‫صرخن في وجهه‪ ،‬فقص عليهن القصة وطلع‪ ،‬وأخذ مفتاح القبة من الخازن أبي عبخخد‬
‫ال بن شهريار القمي‪ ،‬وقعد على عادته‪ ،‬بقي ثلثة أيام ففي اليوم الثالث أقبل‬
‫رجل وبين كتفيه مخلة كهيئة المشاة إلى طريخخق مكخخة‪ ،‬فحلهخخا وأخخخرج منهخخا‬
‫ثيابا لبسها‪ ،‬ودخل إلخخى القبخخة الشخخريفة وزار وصخخلى‪ ،‬ودفخخع )‪ (1‬إلخخي دينخخارا‬
‫وقال‪ :‬ائت بطعام نتغدى )‪ ،(2‬فمضى القيم أبو البقاء وأتى بخبز ولبخخن وتمخخر‬
‫فقال له ما يوافق لي )‪ (3‬هذا ولكن امض به إلخخى أولدك يخخأكلونه‪ ،‬وخخخذ هخخذا‬
‫الدينار الخر واشترلنا به دجاجا وخخخبزا‪ ،‬فأخخذت لخخه بخذلك‪ ،‬فلمخا كخان وقخت‬
‫صلة الظهر صلى الظهرين و أتى إلى داره والرجل معخخه‪ ،‬فأحضخخر الطعخخام‬
‫وأكل‪ ،‬وغسل الرجل يديه وقال لي‪ :‬ائتنخخي بخخأوزان الخخذهب‪ ،‬فطلخخع القيخخم أبخخو‬
‫البقاء إلى زيد بن واقصة ‪ -‬وهو صائغ على باب دار التقي بن اسامة العلوي‬
‫النسابة ‪ -‬فأخذ منه الصينية وفيها أوزان الذهب وأوزان الفضة فجمع الرجخخل‬
‫جميع الوزان فوضعها في الكفة حتى الشخخعير والرز وحبخخة الشخخبه وأخخخرج‬
‫كيسا مملوءا ذهبا‪ ،‬وترك منه بحذاء الوزان وصبه في حجر القيخخم ونهخخض‪،‬‬
‫وشد ما تخلف معه ومد مداسه )‪ ،(4‬فقال له القيم‪ :‬يا سيدي مخا أصخخنع بهخذا ؟‬
‫قال له‪ :‬هو لك‪ ،‬الخخذي )‪ (5‬قخخال لخخك‪ " :‬ارجخخع إلخخى حيخخث كنخخت " قخخال لخخي‪" :‬‬
‫أعطه حخذاء الوزان " ولخخو جئت بخخأكثر مخن هخذه الوزان لعطيتخخك‪ ،‬فوقخخع‬
‫القيم مغشيا عليه‪ ،‬ومضخخى الرجخخل‪ ،‬فخخزوج القيخخم بنخخاته وعمخخر داره وحسخخنت‬
‫حاله‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬قال‪ :‬ودفع‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬نتغذى‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬ما يؤكل‪) .‬‬
‫‪ (4‬سيأتي معناه في البيان‪ .‬وفي المصدر‪ :‬وشد ما تخلف عنه وبخخدل لباسخخه‪.‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬قال‪ :‬ممن ؟ قال‪ :‬من الذى ا‍ه‪.‬‬

‫]‪[323‬‬

‫* )قصة البدوى مع شحنة الكوفة( * ‪ - 9‬وفي سنة خمس وسبعين وخمخس مخائة كخان‬
‫المير مجاهد الدين سنقر المن )‪ (1‬يقطع الكوفة‪ ،‬وقد وقخخع بينخخه وبيخخن بنخخي‬
‫خفاجة )‪ ،(2‬فما كان أحد منهم يخخأتي إلخخى المشخخهد ول غيخخره إل ولخخه طليعخخة‪،‬‬
‫فأتى فارسان فخخدخل أحخخدهما وبقخخي الخخخر طليعخخة‪ ،‬فخخخرج سخخنقر مخخن مطلخخع‬
‫الرهيمي وأتى مع السور‪ ،‬فلما بصر به الفارس نادى بصاحبه جخاءت العجخخم‬
‫وتحته سابق من الخيل‪ ،‬فأفلت ومنعوا الخر أن يخرج مخخن البخخاب واقتحمخخوا‬
‫وراءه‪ ،‬فخخدخل راكبخخا ثخخم نخخزل عخخن فرسخخه قخخدام بخخاب السخخلم الكخخبير الخخبراني‬
‫فمضت الفرس فدخلت في باب ابن عبد الحميد )‪ (3‬النقيب ابن اسامة‪ ،‬ودخل‬
‫البخخدوي ووقخخف علخخى الضخخريح الشخخريف‪ ،‬فقخخال سخخنقر‪ :‬ايتخخوني بخخه‪ ،‬فجخخاءت‬
‫المماليخخك يجخخذبونه مخخن الضخخريح الشخخريف )‪ ،(4‬وقخخد لخخزم البخخدوي برمانخخة‬
‫الضريح وقال‪ :‬يا ‪ -‬أبا الحسن أنا عربي وأنت عربي وعادة العرب الدخول‪،‬‬
‫وقد دخلخخت عليخخك يخخا أبخخا الحسخخن دخيلخخك دخيلخخك‪ ،‬وهخخم يفكخخون أصخخابعه عخخن‬
‫الرمانة الفضة )‪ (5‬وهو ينادي ويقول‪ :‬ل تخفخخر )‪ (6‬ذمامخخك يخخا أبخخا الحسخخن‪،‬‬
‫فأخذوه ومضوا به‪ ،‬فأراد أن يقتله‪ ،‬فقطع على نفسه مخخأتي دينخخار وحصخخان )‬
‫‪ (7‬من الخيل الذكور‪ ،‬فكفله ابن بطن الحق على ذلك ومضى ابن بطن الحخخق‬
‫يأتي بالفرس والمال‪ ،‬فلما كان الليل )‪ (8‬وأنا نائم مع‬

‫)‪ (1‬في )ت(‪ :‬امر بقطع الكوفة‪ .‬وفخخي المصخدر‪ :‬سخنقر الس مقطخع الكوفخة‪ (2) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬وبين خفاجة شئ‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬في باب عبد الحميد‪ (4) .‬في‬
‫المصدر و )خ(‪ :‬من على الضريح الشخخريف‪ (5) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬مخخن علخخى‬
‫الرمانة الفضة )‪ (6‬خفر فلنا‪ :‬نقض عهده‪ (7) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬وحصخخانا‪) .‬‬
‫‪ (8‬في المصدر‪ :‬قال ابن طحال‪ :‬فلما كان الليل‪.‬‬

‫]‪[324‬‬
‫والدي محمد بن طحال بالحضرة الشخخريفة وإذا بالبخخاب تطخخرق‪ ،‬فنهخخض والخخدي وفتخخح‬
‫الباب‪ ،‬وإذا أبخخو البقخخاء بخخن الشخخيرجي السخخوراوي معخخه البخخدوي‪ ،‬وعليخخه جبخخة‬
‫حمراء وعمامة زرقاء ومملوك علخى رأسخه منشخفة مكخورة يحملهخا‪ ،‬فخدخلوا‬
‫القبة الشريفة حين فتحت‪ ،‬ووقفوا قدام الشباك‪ ،‬وقال‪ :‬يا أمير المؤمنين عبدك‬
‫سنقر يسلم عليك و يقول لك‪ :‬إلى ال وإليخخك المعخخذرة والتوبخخة‪ ،‬وهخخذا دخيلخخك‬
‫وهذا كفارة ما صنعت‪ ،‬فقال له والدي‪ :‬مخخا سخخبب هخخذا ؟ قخخال‪ :‬إنخخه رأى أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم في منامه وبيده حربة وهو يقول له‪ :‬وال خ لئن لخخم تخخخل‬
‫سبيل دخيلى لنتزعن نفسك على هذه الحربة وقد خلخخع عليخخه وأرسخخله ومعخخه‬
‫خمسة عشر رطل فضة بعيني رأيتها وهخخي سخخروج وكيخخزان ورؤوس أعلم‬
‫وصفائح فضة‪ ،‬فعملت ثلث طاسخخات علخخى الضخخريح الشخخريف صخخلوات الخ‬
‫على مشرفه‪ ،‬وما زالت إلى أن سخخكت )‪ (1‬فخي هخخذه الحليخة الختي عليخه الن‪.‬‬
‫وأما البدوي )‪ (2‬ابن بطن الحق فرأى أمير المؤمنين عليه السلم فخخي منخخامه‬
‫في البرية وهو يقول له‪ :‬ارجع إلى سنقر فقد خلى سبيل البدوي الذي كان قخخد‬
‫أخذه‪ ،‬فرجع إلى المشهد و اجتمخخع بالسخخير المطلخخق‪ ،‬هخخذا رأيتخخه سخخنة خمخخس‬
‫وسبعين وخمس مائة‪) * .‬قصة سيف سرق من الحضرة الشريفة وظهر فيما‬
‫بعد( * ‪ - 10‬قال‪ :‬وفي سنة أربع وثمخانين وخمخخس مخخائة فخي شخخهر رمضخخان‬
‫المبارك كانوا يأتون مشائخ زيدية )‪ (3‬من الكوفخخة كخخل ليلخخة يخخزورون المخخام‬
‫عليه السلم وكان فيهخخم رجخخل يقخخال لخخه‪ :‬عبخخاس المعخخص‪ ،‬قخخال ابخخن طحخخال‪:‬‬
‫وكانت نوبة الخدمة تلخخك الليلخخة علخخي‪ ،‬فجخخاؤوا علخخى العخخادة وطرقخخوا البخخاب‪،‬‬
‫ففتحته لهم وفتحت بخخاب القبخخة الشخخريفة‪ ،‬وبيخخد عبخخاس سخخيف‪ ،‬فقخخال لخخي‪ :‬أيخخن‬
‫أطرح هذا السيف ؟ فقلت‪ :‬اطرحه في‬

‫)‪ (1‬سيأتي معناه في البيان‪ .‬وفي المصدر‪ :‬سبكت‪ (2) .‬في المصخخدر‪ :‬وأمخا ابخن بطخن‬
‫الحق‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬مشائح الزيدية‪.‬‬

‫]‪[325‬‬

‫هذه الزاوية‪ ،‬وكان شريكي في الخدمه شيخ كخخبير يقخخال لخخه بقخخاء بخخن عنقخخود‪ ،‬فوضخخعه‬
‫ودخلخت فأشخعلت لهخم شخمعة‪ ،‬وحركخت القناديخل‪ ،‬وزاروا وصخلوا وطلعخوا‪،‬‬
‫وطلب عباس السيف فلم يجده‪ ،‬فسألني عنخه فقلخخت لخخه‪ :‬مكخخانه‪ ،‬فقخال‪ :‬مخخا هخو‬
‫ههنا‪ ،‬فطلبه فما وجخده )‪ (1‬وعادتنخا أن ل نخلخي أحخدا ينخام بالحضخرة سخوى‬
‫أصحاب النوبة‪ ،‬فلما يئس منه دخل وقعد عند الرأس وقال‪ :‬يا أمير المخخؤمنين‬
‫أنا وليك عبخخاس‪ ،‬واليخخوم لخخي خمسخخون سخخنة أزورك فخخي كخخل ليلخخة فخخي رجخخب‬
‫وشعبان ورمضان‪ ،‬والسيف الذي معي عارية‪ ،‬وحقخخك إن لخخم تخخرده علخخي مخخا‬
‫رجعت زرتك أبدا‪ ،‬وهخخذا فخخراق بينخخي وبينخك‪ ،‬ومضخخى‪ ،‬فأصخبحت فخأخبرت‬
‫السيد النقيب السعيد شمس الدين علي بخخن المختخخار‪ ،‬فضخخجر علخخي وقخخال‪ :‬ألخخم‬
‫أنهكم أن ينام أحد بالمشهد سواكم ؟ فأحضرت المختمة الشريفة وأقسمت بهخخا‬
‫أنني فتشت المواضع وقلبت الحصر وما تركت أحدا عنخخدنا‪ ،‬فوجخخد مخخن ذلخخك‬
‫أمرا عظيما وصعب عليه‪ ،‬فلما كخخان بعخخد ثلثخخة أيخخام وإذا أصخخواتهم بخخالتكبير‬
‫والتهليخخل‪ ،‬فقمخخت ففتحخخت لهخخم علخخى جخخاري عخخادتي‪ ،‬وإذا العبخخاس المعخخص‬
‫والسيف معه‪ ،‬فقال‪ :‬يا حسن هذا السيف فألزمه‪ ،‬فقلت‪ :‬أخبرني خخخبره‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫رأيت مولنا أمير المؤمنين عليه السلم فخخي منخخامي وقخخد أتخخى إلخخي وقخخال‪ :‬يخخا‬
‫عبخخاس ل تغضخخب امخخض إلخخى دار فلن بخخن فلن‪ ،‬اصخخعد الغزفخخة الخختي فيهخخا‬
‫التبن‪ ،‬وبحياتي عليك ل تفضحه ول تعلم به أحدا‪ .‬فمضيت إلى النقيب شخخمس‬
‫الدين فأعلمته بذلك‪ ،‬فطلع في السحر إلى الحضرة وأخذ السيف منخخه‪ ،‬وحلخخى‬
‫له ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬ل أعطيك السيف حتى تعلمني من كان أخذه‪ ،‬فقال لخخه عبخخاس‪:‬‬
‫يا سيدي يقول لي جدك‪ :‬بحياتي عليك ل تفضحه ول تعلم به أحدا واخبرك ؟‬
‫! ولم يعلمه‪ ،‬ومات ولم يعلم أحدا مخخن الخخخذ السخخيف‪ .‬وهخخذه الحكايخخة أخبرنخخا‬
‫بمعناها المذكور القاضي العالم الفاضل المدرس عفيف الدين ربيع بن محمخخد‬
‫الكوفي‪ ،‬عن القاضي الزاهد‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬قد طلبته فما وجدته‪.‬‬

‫]‪[326‬‬

‫علي بن بدا )‪ (1‬الهمداني‪ ،‬عن عباس المذكور يوم الثلثاء خخخامس عشخخر ربيخخع الخخخر‬
‫سنة ثمان وثمانين وست مائة‪) * .‬قصة لطيفة( * ‪ - 11‬قال‪ :‬وفخي سخنة سخبع‬
‫وثمانين وخمس مائة كانت نوبتي أنا وشيخ يقال له أبو الغنائم بن كدونا )‪،(2‬‬
‫وقد أغلقت الحضرة الشريفة صلوات ال علخخى صخخاحبها‪ ،‬فخخإذا وقخخع )‪ (3‬فخخي‬
‫مسامعي صوت أحد أبواب القبة‪ ،‬فارتعت لذلك وقمت ففتحت الباب الولي )‬
‫‪ (4‬ودخلخخت إلخخى بخخاب الخخوداع فلمسخخت القفخخال فوجخخدتها علخخى مخخا هخخي عليخخه‬
‫والغلق )‪ ،(5‬ومشيت إلى البخخواب أجمخخع فوجخخدتها بحالهخخا‪ ،‬وكنخخت أقخخول‪:‬‬
‫وال لو وجدت أحدا للزمته‪ ،‬فلما رجعت طالعا وصلت إلى الشخخباك الشخخريف‬
‫وإذا برجل على ظهر الضريح احققه في ضوء القناديل‪ ،‬فحين رأيته أخخخذتني‬
‫القعقعة والرعدة العظيمخخة‪ ،‬وربخخا لسخخاني فخخي فمخخي إلخخى أن صخخعد إلخخى سخخقف‬
‫حلقي‪ ،‬فلزمت بكلتا يدي عمود الشخخباك وألصخخقت منكخخبي اليمخخن فخخي ركنخخه‪،‬‬
‫وغاب وجدي )‪ (6‬عني ساعة‪ ،‬وإذا همهمة الرجخخل ومشخخيه )‪ (7‬علخخى فخخرش‬
‫الصحن بالقبة وتحريك الختمة الشريفة بالزاويخخة مخخن القبخخة‪ ،‬وبعخخد سخخاعة رد‬
‫روعي وسكن ما عندي‪ ،‬فنظرت فلم أره )‪ (8‬فرجعت حتى أطلع‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بدار‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬يقال له صباح بن حوبخخا‪ ،‬فمضخخى إلخخى داره‬
‫وبقيت وحدي وعندي رجل يقال له ابو الغنائم بن كدونا‪ (3) .‬في المصخخدر‪:‬‬
‫فبينما انا كخخذلك إذ وقخخع‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬الول‪ (5) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬مخخن‬
‫الغلق‪ (6) .‬في المصخخدر‪ :‬رشخخدي‪ (7) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬ومشخخيته‪ (8) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬فلم ار احدا‪.‬‬

‫]‪[327‬‬

‫وجدت الباب المقابل باب الحضرة للنساء قد فتح منه مقدار شخخبر‪ ،‬فرجعخخت إلخخى بخخاب‬
‫الوداع‪ ،‬ففتحت القفال والغلق ودخلت أغلقته من داخل )‪ (1‬فهذا ما رأيتخخه‬
‫و شاهدته‪) * .‬قصة اخرى( * ‪ - 12‬وقال أيضا‪ :‬إن رجل يقال له أبو جعفخخر‬
‫الكناتيني )‪ (2‬سأله رجل أن يدفع إليه بضخخاعة‪ ،‬فلمخخا ألخخح عليخخه أخخخرج سخختين‬
‫دينارا وقال له‪ :‬أشهد لي أمير المؤمنين بذلك‪ ،‬فأشهده عليه بالقبض والتسليم‪،‬‬
‫ففعل ذلك‪ ،‬فلما قبض المبلغ بقي ثلث سنين ما أعطاه شخخيئا‪ ،‬وكخخان بالمشخخهد‬
‫رجل ذوصلح يقال له مفرج‪ ،‬فرأى في المنام كأن الذي )‪ (3‬قبض المال قخخد‬
‫مات وقد جاؤوا به على العادة ليدخلوه الحضخرة الشخريفة صخلوات الخ علخى‬
‫صاحبها‪ ،‬فلما وصلوا إلى الباب طلع أمير المؤمنين عليه السخخلم إلخخى العتبخخة‬
‫وقال‪ :‬ل يدخل هذا البناء )‪ (4‬ول يصخخلي أحخخد عليخخه‪ ،‬فتقخخدم ولخخد لخخه يقخخال لخخه‬
‫يحيى )‪ (5‬فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين وليخخك‪ ،‬قخخال‪ :‬صخدقت ولكخن أشخهدني عليخه‬
‫لبي جعفر الكناتيني بمال ما أوصله إليه‪ ،‬فلما أصبح مفرج فأخبرنخخا بخخذلك )‬
‫‪ (6‬فدعونا أبا جعفر وقلنا له‪ :‬أي شئ لك عند فلن ؟ قال‪ :‬ما لخي عنخده شخئ‪،‬‬
‫فقلنا له‪ :‬ويحك شاهدك إمام‪ ،‬قخخال‪ :‬ومخخن شخخاهدي ؟ فقلنخخا لخخه‪ :‬أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم‪ ،‬فوقع على وجهه يبكي‪ ،‬فأرسلنا إلى الرجخخل الخخذي قبخخض المخخال‬
‫فقلنا له‪ :‬أنت هنالك )‪ (7‬فأخبرناه بالمنام فبكى‪ ،‬ومضى‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬واغلقته من داخله‪ (2) .‬في المصدر‪ " :‬الكتاتيبى " وكذا فيما يخخأتي‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬كان الرجل الذى‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬ل يدخل هذا الينخخا‪) .‬‬
‫‪ (5‬في المصدر‪ :‬اسخخمه يحيخخى‪ (6) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬فأصخخبح مفخخرج واخبرنخخا‬
‫بذلك‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬انت هالك‪.‬‬

‫]‪[328‬‬

‫فأحضر أربعين دينارا فسلمها إلى أبي جعفر‪ ،‬وأعطاه الباقي‪) * .‬قصة اخرى( * ‪13‬‬
‫‪ -‬وحكى علي بن مظفخخر النجخخار قخال‪ :‬كخخان لخي حصخة فخخي ضخيعة‪ ،‬فقبضخت‬
‫غصبا‪ ،‬فدخلت إلى أمير المؤمنين عليه السلم شاكيا وقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين‬
‫إن رد هذه الحصة علي عملت هذا المجلس من مالي‪ ،‬فخردت الحصخة عليخه‪،‬‬
‫فغفل مدة‪ ،‬فرأى أمير المؤمنين عليه السلم في منخخامه وهخخو قخخائم فخخي زاويخخة‬
‫القبة‪ ،‬وقد قبض على يده وطلع حتى وقف على باب الوداع الخخبراني‪ ،‬وأشخخار‬
‫إلى المجلس وقال‪ :‬يا علي )‪ " (1‬يوفون بالنخخذر " فقخخال لخخه‪ :‬حبخخا وكرامخخة يخخا‬
‫أمير المؤمنين‪ ،‬وأصبح اشتغل في عمله‪) * .‬قصخخة اخخخرى( * ‪ - 14‬سخخمعت‬
‫بعض من أثق به يحكي بعض الفقهاء عن القاضخخي ابخخن بخخدا )‪ (2‬الهمخخداني ‪-‬‬
‫وكان زيديا صالحا متعبدا )‪ (3‬توفي فخخي رجخخب سخخنة ثلث وسخختين وسخختمائة‬
‫ودفن بالسهلة ‪ -‬قال‪ :‬كنت في الجامع بالكوفخخة وكخخانت ليلخخة مطيخخرة )‪ (4‬فخخدق‬
‫باب مسلم جماعة‪ ،‬فذكر بعضهم أن معهم جنخخازة‪ ،‬فأدخلوهخخا وجعلوهخخا علخخى‬
‫الصفة التي تجاه باب مسلم بن عقيل‪ ،‬ثم إن أحدهم نعس )‪ (5‬فرأى في منامه‬
‫كأن قائل يقول لخر‪ :‬مخخا نبصخخره حخختى نبصخخر هخخل لنخخا معخخه حسخخاب أم ل ؟‬
‫فكشفوا عن وجهه وقال‪ :‬بلى لنا معه حسخخاب‪ ،‬وينبغخخي أن نأخخخذه منخخه معجل‬
‫قبل أن يتعدى الرصافة فما يبقى‬

‫)‪ (1‬أي قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬يا على بن مظفر النجخخار‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫يحكى لبعض الفقهاء عخخن القاضخخى ابخخن بخخدر الهمخخداني‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫سعيدا‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬مظلمة‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬نعس فنام‪.‬‬

‫]‪[329‬‬

‫لنا معه طريق‪ ،‬فانتبهت وحكيت لهم المنام وقلت لهم‪ :‬خذوه معجل‪ ،‬فأخذوه و مضخخوا‬
‫في الحال )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال الفيروز آبادي‪ :‬المخخداس كسخخحاب‪ :‬الخخذي يلبخخس فخخي‬
‫الرجل )‪ .(2‬وقال السك‪ :‬تضبيب الباب بالحديد )‪ (3‬وقخخال القعقعخخة‪ :‬صخخريف‬
‫السنان لشدة وقعها )‪ (4‬قوله " وربا لساني " أي ارتفع‪ - 15 .‬حه‪ :‬إسماعيل‬
‫بن أبان‪ ،‬عن عتاب بن كريم‪ ،‬عن الحارث بن حصيرة قال‪ :‬حضخخر صخخاحب‬
‫شرطة الحجاج حفيرة في الرحبخخة فاسخختخرج شخخيخا أبيخخض الخخرأس واللحيخخة‪،‬‬
‫فكتب إلى الحجاج‪ :‬إني حفرت واستخرجت شيخا أبيض الرأس واللحية وهو‬
‫علي بن أبي طالب عليه السلم فكتب إليخخه الحجخخاج‪ :‬كخخذبت أعخخد الرجخخل مخخن‬
‫حيث استخرجت )‪ ،(5‬فإن الحسن بن علخخي حمخخل أبخخاه مخخن حيخخث خخخرج إلخخى‬
‫المدينة )‪ - 16 .(6‬حه‪ :‬نجيب الدين يحيى بن سعيد‪ ،‬عن محمد بخخن عبخخد الخ‬
‫بن زهرة‪ ،‬عن محمد بن علي بن شهر آشخخوب‪ ،‬عخخن جخخده‪ ،‬عخخن الشخخيخ‪ ،‬عخخن‬
‫المفيد‪ ،‬عن محمد بن زكريا عن عبد ال بن محمد بن عائشة‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫حازم قال‪ :‬خرجنا يوما مخخع الرشخخيد مخخن الكوفخخة نتصخخيد‪ ،‬فصخخرنا إلخخى ناحيخخة‬
‫الغريين والثوية )‪ (7‬فرأينا ظباءا فأرسلنا عليها الصقورة والكلب‪ ،‬فحاولتها‬
‫ساعة ثم لجأت الظباء إلى أكمة فسقطت عليها‪ ،‬فسقطت‬

‫)‪ (1‬فرحة الغرى‪ (2) .137 - 177 :‬القاموس ‪ (3) .217 :2‬القخخاموس ‪.306 :3‬‬
‫والتضبيب‪ :‬التشديد‪ (4) .‬القاموس ‪ (5) .72 :3‬في المصدر‪ :‬استخرجته‪) .‬‬
‫‪ (6‬فرحة الغرى‪ (7) .12 :‬الثوية ‪ -‬بالفتح ثخخم الكسخخر ويخخاء مشخخددة‪ ،‬ويقخخال‬
‫بلفظ التصغير ايضا ‪ :-‬موضع قريب من الكوفة‪.‬‬
‫]‪[330‬‬

‫الصقورة ناحية ورجعت الكلب‪ ،‬فتعجب الرشيد من ذلك‪ ،‬ثخخم إن الظبخخاء هبطخخت مخخن‬
‫الكمة فسقطت الصخخقورة والكلب‪ ،‬فرجعخخت الظبخخاء إلخخى الكمخخة فخختراجعت‬
‫عنهخخا الكلب والصخخقورة‪ ،‬ففعلخخت ذلخخك ثلثخخا‪ ،‬فقخخال هخخارون‪ :‬اركضخخوا فمخخن‬
‫لقيتموه ائتوني به‪ ،‬فأتيناه بشيخ من بني أسخخد‪ ،‬فقخخال هخخارون‪ ،‬مخخا هخخذه الكمخخة‬
‫قال‪ :‬إن جعلت لي المان أخبرتك‪ ،‬قال‪ :‬لخخك عهخخد الخ وميثخخاقه أن ل اهيجخخك‬
‫ول اوذيك‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي عن أبيه أنهم كانوا يقولون‪ :‬هذه الكمة قبر علي‬
‫بن أبي طالب عليه السلم جعله ال حرما ل يخخأوي إليخخه أحخخد إل أمخخن‪ ،‬فنخخزل‬
‫هارون ودعا بماء فتوضأ وصلى عند الكمخخة وتمخخرغ عليهخخا وجعخخل يبكخخي )‬
‫‪ .(1‬فقال محمد بن عائشة‪ :‬فكان قلبي لم يقبل ذلك‪ ،‬فلما كان بعد ذلك حججت‬
‫إلى مكة فرأيت فيها ياسر جمال الرشيد‪ ،‬وكان يجلس معنا إذا طفنخخا‪ ،‬فجخخرى‬
‫الحديث إلى أن قال‪ :‬قال لي الرشيد ليلة من الليالي وقد قدمنا مخخن مكخخة فنخخزل‬
‫الكوفة فقال‪ :‬يا ياسر قل لعيسى بخخن جعفخخر‪ :‬فليركخخب‪ ،‬فركبخخا جميعخخا وركبخخت‬
‫معهما‪ ،‬حتى إذا صرنا إلى الغريين‪ ،‬فأما عيسى فأطرح )‪ (2‬نفسه فنام‪ ،‬وأما‬
‫الرشيد فجاء إلى أكمة فصلى عندها‪ ،‬فلما صلى ركعتين دعخخا وبكخخى وتمخخرغ‬
‫على الكمة‪ ،‬ثم يقول )‪ :(3‬يا ابن عم أنا وال أعرف فضخخلك وسخخابقتك‪ ،‬وبخخك‬
‫وال جلست مجلسخخي الخخذي أنخخا بخخه وأنخخت و أنخخت )‪ (4‬ولكخخن ولخخدك يخخؤذونني‬
‫ويخرجون علي‪ ،‬ثم يقوم فيصلي ثم يعيد )‪ (5‬هذا الكلم ويدعو ويبكي‪ ،‬حتى‬
‫إذا كان وقت السحر قال‪ :‬يا ياسر أقم عيسى‪ ،‬فأقمته‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬فجعخخل يبكخخى ثخخم انصخخرفنا‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬فطخخرح‪ (3) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬ثم جعل يقول‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬وانخخت انخخت‪ (5) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫ويعيد‪.‬‬

‫]‪[331‬‬

‫فقال‪ :‬يا عيسى قم صل قبر )‪ (1‬ابن عمك‪ ،‬قال له‪ :‬أي عمومتي هخخذا ؟ قخخال‪ :‬هخخذا قخخبر‬
‫علي بن أبي طالب عليه السلم فتوضأ عيسى وقام يصخخلي‪ ،‬فلخخم يخخزال كخخذلك‬
‫حتى الفجر‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أميخخر المخخؤمنين أدركخخك الصخخبح‪ ،‬فركبنخخا ورجعنخخا إلخخى‬
‫الكوفة )‪ .(2‬شا‪ :‬محمد بن زكريا مثله )‪ - 17 .(3‬حخخه‪ ،‬أقخخول‪ :‬وذكخخر صخخفي‬
‫الدين محمد بن معد رحمه الخ نحخخو هخخذا المتخخن فخخي روايخخة رآهخخا فخخي بعخخض‬
‫الكتب الحديثية القديمة‪ ،‬وأسنده بما صورته‪ :‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن سهل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا عبد العزيز بن يحيى‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمخد بخن دينخار العتخبي قخال‪ :‬حخدثنا‬
‫عبيد ال بن محمد بن عائشة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن حازم بن خزيمخخة‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫خرجنا مع الرشيد من الكوفة نتصخخيد‪ ،‬فصخخرنا إلخخى ناحيخخة الغرييخخن والثويخخة‪،‬‬
‫وذكر نحو المتن‪ ،‬فلمخخا وصخخل إلخخى آخخخره زاد فيخخه بعخخد قخخوله " ورجعنخخا إلخخى‬
‫الكوفة "‪ :‬ثم إن أمير المؤمنين خرج إلى الرقة وأنا معه‪ ،‬فقخخال لخخي ذات ليلخخة‬
‫ونحن بالرقة وذلك بعد سنة فقال لي‪ :‬يا ياسر تذكر ليلة الغريين ؟ قلخخت‪ :‬نعخخم‬
‫يا أمير المؤمنين‪ ،‬قال‪ :‬أتدري قبر من ذاك ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬قبر علي بن أبخخي‬
‫طالب عليه السلم فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين تفعل هذا بقبره وتحبس أولده ؟ !‬
‫فقال‪ :‬ويلك إنهم يؤذونني ويحوجونني إلى ما أفعخل بهخم‪ ،‬انظخر إلخى مخن فخي‬
‫الحبس منهخم‪ ،‬فأحصخخينا مخن فخي الحبخخس منهخخم ببغخخداد والرقخة فكخانوا مقخدار‬
‫خمسين رجل‪ ،‬فقال‪ :‬ادفع إلخى كخل رجخل منهخم ألخف درهخم و ثلثخة أثخواب‪،‬‬
‫وأطلق جميع من في الحبس )‪ (4‬منهم‪ ،‬قال ياسر‪ :‬ففعلت ذلك فمالي‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬صل عنخخد قخخبر ابخخن عمخخك‪ (2) .‬فرحخخة الغخخرى‪ 101 :‬و ‪(3) .102‬‬
‫الرشاد للمفيد‪ 12 :‬و ‪ (4) .13‬الحبس خ ل‪.‬‬

‫]‪[332‬‬

‫عند ال حسنة أكثر منها‪ ،‬فقال ابن عائشة‪ :‬فصدق عندي حخخديث ياسخخر مخخا حخخدثني بخخه‬
‫عبد ال بن حازم )‪ - 18 .(1‬حه‪ :‬ذكر إبراهيم بن علي بن محمد بن بكروس‬
‫الدينوري في كتاب نهاية الطلب وغاية السخخؤل فخخي منخخاقب آل الرسخخول‪ :‬وقخخد‬
‫اختلف الروايات في قبر أمير ‪ -‬المؤمنين عليه السلم والصحيح أنخخه مخخدفون‬
‫في الموضع الشريف الخخذي علخخى النجخخف الن‪ ،‬و يقصخخد ويخخزار‪ ،‬ومخخا ظهخخر‬
‫لذلك من اليات والثار والكرامات فأكثر مخخن أن تحصخخى وقخخد أجمخع النخخاس‬
‫عليخخه علخخى اختلف مخخذاهبهم وتبخخاين أقخخوالهم‪ ،‬ولقخخد كنخخت فخخي النجخخف ليلخخة‬
‫الربعخخاء ثخخالث عشخخر ذي الحجخخة سخخنة سخخبع وتسخخعين وخمسخخمائة ونحخخن‬
‫متوجهخخون نحخخو الكوفخخة بعخخد أن فارقنخخا الحخخاج بخخأرض النجخخف‪ ،‬وكخخانت ليلخخة‬
‫مصحية كالنهار‪ ،‬وكان من الوقت )‪ (2‬ثلث الليل‪ ،‬فظهر نور دخل القخخبر فخخي‬
‫ضمنه‪ ،‬ولم يبق له الثر )‪ ،(3‬وكان يسير إلى جانبي بعض الجنخاد‪ ،‬وشخخاهد‬
‫ذلك أيضا‪ ،‬فتأملت سخخبب ذلخخك وإذا علخخى قخخبر أميخخر المخخؤمنين علخخي بخخن أبخخي‬
‫طالب عليه السلم عمود من نور يكون عرضه في رأي العين نحو الخخذراع‪،‬‬
‫وطوله حدود عشرين ذراعا‪ ،‬وقد نخخزل مخخن السخخماء وبقخخي علخخى ذلخخك حخخدود‬
‫ساعتين‪ ،‬ما زال يتلشى على القبة حتى اختفى عني‪ ،‬وعاد نور القمخخر علخخى‬
‫ما كان عليه‪ ،‬وكلمت الجندي الذي كان إلخخى جخخانبي فوجخخدته قخخد ثقخخل لسخخانه‪،‬‬
‫وارتعش فلم أزل به حتى عاد لما كان عليه‪ ،‬وأخبرني أنخخه شخخاهد مثخخل ذلخخك‪.‬‬
‫قال جامع الكتاب أدام ال أيامه‪ :‬هذا باب متسع‪ ،‬لو ذهبنا إلخخى جميخخع مخخا قيخخل‬
‫فيه لضاق عنه الوقت ولظهر العجز عن الحصر‪ ،‬فليس ذلخك بموقخوف علخى‬
‫أحد دون الخر‪ ،‬فإن هذه الشياء الخارقخخة لخخم تخخزل تظهخخر هنالخخك مخخع طخخول‬
‫الزمان‪ ،‬ومن‬
‫)‪ (1‬فرحة الغرى‪ 102 :‬و ‪ (2) .103‬في المصدر‪ :‬وكان مضى من الوقت‪ (3) .‬كخخذا‬
‫في النسخ‪ .‬والصحيح كما في المصدر‪ :‬ودخل القمر في ضمنه ولخخم يبخخق لخخه‬
‫اثر‪.‬‬

‫]‪[333‬‬

‫تدبر ذلك وجده مشاهدة واخبارا‪ ،‬ومن أحق بذلك منه عليه السخخلم وأولخخى وهخخو الخخذي‬
‫اشترى الخرة بطلق الولى )‪ (1‬؟ وفيما أظهرنا ال خ عليخخه مخخن خصائصخخه‬
‫كفاية لمن كان له نظر ودراية‪ ،‬وال الموفق لمن كان له قلخخب وأراد الهدايخخة‪،‬‬
‫آخر كلمه حرفا حرفا )‪ - 19 .(2‬يقول عبد الرحمن بن محمد بخخن العتخخايقي‬
‫عفا ال عنه‪ :‬وأنا كنت جالسا في حسن الدب مقابل باب الحضخخرة المقدسخخة‪،‬‬
‫فجاء رجلن يريد أحخدهما يحلخف الخخر بخاب الحضخرة الشخريفة‪ ،‬فقخال لخه‪:‬‬
‫والساعة ل بد لك أن تحلفني وأنت تعلم أني مظلوم وأنك ليس لخخك قبلخخي شخخئ‬
‫وأنك تفعل ذلك بي عنادا‪ ،‬قال له‪ :‬لبد من ذلك فقال‪ :‬اللهم بحق صاحب هخخذا‬
‫الضريح من كان المعتدي على الخر منا يغمى و يموت في الحخخال‪ ،‬وحلفخخه‪،‬‬
‫فلما فرغ من اليمين غشي على الذي حلفه‪ ،‬فحمل إلى بيته فمات فخخي الحخخال‪.‬‬
‫‪ - 20‬من كشف اليقين للعلمة‪ :‬كان بالحلة أميخخر المخخؤمنين فخخخرج يومخخا إلخخى‬
‫الصحراء فوجد على قبة مشهد الشمس طيرا‪ ،‬فأرسل عليه صقرا يصخخطاده‪،‬‬
‫فانهزم الطير عنه‪ ،‬فتبعه حتى وقخخع فخخي دار الفقيخخه ابخخن نمخخا‪ ،‬والصخخقر يتبعخخه‬
‫حتى وقخخع عليخخه‪ ،‬فتشخخجت )‪ (3‬رجله وجناحخخاه وعطخخل‪ ،‬فجخخاء بعخخض أتبخخاع‬
‫المير فوجد الصقر على تلك الحال‪ ،‬فأخذه وأخبر موله بذلك‪ ،‬فاستعظم هذه‬
‫الحال وعرف علخخو منزلخخة المشخخهد‪ ،‬وشخخرع فخخي عمخخارته )‪ - 21 .(4‬أقخخول‪:‬‬
‫وجدت في بعض مؤلفات أصحابنا ان أمير المؤمنين عليخخه السخخلم كخخان ذات‬
‫يوم‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬الدنيا‪ (2) .‬فرحخخة الغخخرى ‪ 110‬و ‪ (3) .111‬كخخذا فخخي النسخخخ وفخخي‬
‫المصدر‪ :‬فانسحب أي انجر على وجه الرض‪ (4) .‬كشف اليقين‪.168 :‬‬

‫]‪[334‬‬

‫يصلي بالغري إذ أقبل رجلن معهما تابوت على ناقة فحطا التخخابوت )‪ (1‬وأقبل إليخخه‪،‬‬
‫فسلما عليه فقال‪ :‬من أين أقبلتما قال‪ :‬من اليمن‪ ،‬قال‪ :‬وما هذه الجنازة ؟ قال‪:‬‬
‫كان لنا أب شيخ كبير‪ ،‬فلما أدركته الوفاة أوصخى إلينخا أن نحملخه ونخدفنه فخي‬
‫الغري‪ ،‬فقلنا يا أبانا إنه موضع شاسع بعيد عن بلدنا‪ ،‬وما الذي تريخخد بخخذلك ؟‬
‫فقال‪ :‬إنه سيدفن هناك رجل يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر‪ ،‬فقال أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬ال أكبر ال أكبر أنا وال ذلك الرجخخل‪ ،‬ثخخم قخام فصخخلى‬
‫عليه‪ ،‬ودفناه ومضيا من حيث أقبل‪ - 22 .‬وقال‪ :‬حكي عن زيد النسخخاج قخخال‪:‬‬
‫كان لي جار وهو شيخ كبير عليه آثار النسك والصلح‪ ،‬وكان يدخل إلى بيته‬
‫ويعتزل عن الناس‪ ،‬ول يخرج إل يوم الجمعة‪ ،‬قال زيد النساج‪ :‬فمضيت يوم‬
‫الجمعة إلى زيارة زين العابدين فدخلت إلى مشهده‪ ،‬وإذا أنا بالشيخ الذي هخخو‬
‫جاري قد أخذ من البئر ماء وهو يريد أن يغتسل غسل الجمعة والزيارة‪ ،‬فلما‬
‫نزع ثيابه وإذا في ظهره ضربة عظيمة فتحتها أكخثر مخن شخبر‪ ،‬وهخي تسخيل‬
‫قيحا ومدة‪ ،‬فاشمأز قلبي منها‪ ،‬فحانت منه التفخخاته‪ ،‬فرآنخخي فخجخخل‪ ،‬فقخخال لخخي‪:‬‬
‫أنت زيد النساج ؟ فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا بني عاوني على غسخخلي‪ ،‬فقلخخت‪ :‬ل‬
‫وال ل اعاونك حتى تخبرني بقصة هذه الضربة التي بين كتفيخخك ومخخن كخخف‬
‫من خرجت وأي شئ كان سببها ؟ فقال لي‪ :‬يا زيخد اخخبرك بهخا بشخرط أن ل‬
‫تحدث بها أحدا من الناس إل بعد موتي‪ ،‬فقلت‪ :‬لك ذلك‪ ،‬فقخخال‪ :‬عخخاوني علخخى‬
‫غسلي فإذا لبست أطماري )‪ (2‬حدثتك بقصتي‪ ،‬قخال زيخد‪ :‬فسخاعدته فاغتسخل‬
‫ولبس ثيابه وجلس في الشمس وجلست إلى جانبه‪ ،‬وقلت له‪ :‬حخدثني يرحمخك‬
‫ال‪ ،‬فقال لي‪:‬‬

‫)‪ (1‬أي وضعاه وتركاه‪ (2) .‬جمع الطمر ‪ -‬بالكسر ‪ :-‬الثوب البالى‪.‬‬

‫]‪[335‬‬

‫اعلم أنا كنا عشرة أنفس قد تواخينا على الباطل وتوافقنا على قطع الطريخخق وارتكخخاب‬
‫الثام‪ ،‬وكانت بيننا نوبة نديرها في كل ليلة على واحد منا ليصخنع لنخا طعامخا‬
‫نفيسا وخمرا عتيقا وغير ذلك‪ ،‬فلما كانت الليلة التاسعة وكنا قخخد تعشخخينا عنخخد‬
‫واحد من أصحابنا وشربنا الخمر ثم تفرقنا وجئت إلى منزلي ونمت أيقظتنخخي‬
‫زوجتي وقالت لي‪ :‬إن الليلة التية نوبتها عليك‪ ،‬ول عندنا في البيت حبة مخخن‬
‫الحنطة‪ ،‬قال‪ :‬فانتبهت وقد طار السكر من رأسي‪ ،‬وقلت‪ :‬كيف أعمخخل ؟ ومخخا‬
‫الحيلة ؟ وإلى أين أتوجه ؟ فقالت لي زوجتي‪ :‬الليلخخة ليلخخة الجمعخخة‪ ،‬ول يخلخخو‬
‫مشهد مولنا علي بن أبي طالب عليه السلم من زوار يأتون إليه يزورونخخه‪،‬‬
‫فقم وامض واكمن على الطريخخق‪ ،‬فل بخخد أن تخخرى أحخخدا فتأخخخذ ثيخخابه فتبيعهخخا‬
‫وتشخختري شخخيئا مخخن الطعخخام‪ ،‬لتتخخم مروءتخخك عنخخد أصخخحابك ! وتكخخافئهم علخخى‬
‫صنيعهم‪ ،‬قال‪ :‬فقمت وأخذت سيفي وحجفخختي )‪ (1‬ومضخخيت مبخخادرا وكمنخخت‬
‫في الخندق الخخذي فخخي ظهخخر الكوفخخة‪ ،‬وكخخانت ليلخخة مظلمخخة ذات رعخخد وبخخرق‪،‬‬
‫فأبرقت برقة فإذا أنا بشخصين مقبلين من ناحية الكوفة‪ ،‬فلما قربا مني برقت‬
‫برقة اخرى فإذا هما امرأتان‪ ،‬فقلت في نفسخخي‪ :‬فخخي مثخخل هخخذه السخخاعة أتخخاني‬
‫امرأتخخان‪ ،‬ففرحخخت ووثبخخت إليهمخخا وقلخخت لهمخخا‪ :‬انزعخخا الحلخخي الخخذي عليكمخخا‬
‫سريعا‪ ،‬فطرحاه‪ ،‬فأبرقت السماء برقة اخرى فإذا إحداهما عجخخوز والخخخرى‬
‫شابة من أحسن النساء وجها كأنها ظبية قناص أو درة غواص‪ ،‬فوسوس لخخي‬
‫الشيطان على أن أفعل بها القبيح‪ ،‬وقلت في نفسي‪ :‬مثخخل هخخذه الشخخابة الخختي ل‬
‫يوجد مثلها حصلت عندي في هذا الموضع واخليهخا ؟ فراودتهخا عخن نفسخها‪،‬‬
‫فقالت العجوز‪ :‬يا هذا أنت في حل مما أخذته منا مخخن الثيخخاب والحلخخي‪ ،‬فخلنخخا‬
‫نمضي إلى أهلنا‪ ،‬فوال إنها بنت يتيمة من امها وأبيها وأنا خالتها‪ ،‬وفخخي هخخذه‬
‫الليلة القابلة تزف إلى بعلها‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬بتقديم المهملة المفتوحة على المعجمة المفتوحة‪ :‬الترس‪.‬‬

‫]‪[336‬‬

‫إنها قالت لي‪ :‬يا خالة إن الليلة القابلة أزف إلى ابن عمي وأنا والخ راغبخخة فخخي زيخخارة‬
‫سيدي علي بن أبي طالب عليه السخخلم وإنخخي إذا مضخخيت عنخخد بعلخخي ربمخخا ل‬
‫يأذن لي بزيارته فلما كانت هذه الليلة الجمعة خرجخخت بهخخا لزورهخخا مولهخخا‬
‫وسيدها أمير المؤمنين عليه السخلم‪ ،‬فبخال عليخك ل تهتخك سخترها ول تفخض‬
‫ختمها ول تفضحها بين قومها‪ ،‬فقلت لها‪ :‬إليك عني‪ ،‬وضربتها وجعلت أدور‬
‫حول الصبية وهي تلخوذ بخالعجوز‪ ،‬وهخي عريانخة مخا عليهخا غيخر السخروال‪،‬‬
‫وهي في تلك الحال تعقد تكتها وتوثقها عقخخدا‪ ،‬فخخدفعت العجخخوز عخخن الجاريخخة‬
‫وصرعتها إلى الرض )‪ (1‬وجلست على صدرها ومسكت يديها بيد واحدة‪،‬‬
‫وجعلت أحل عقد التكة باليد الخرى‪ ،‬وهي تضطرب تحتي كالسمكة فخخي يخخد‬
‫الصياد‪ ،‬وهي تقول‪] :‬المستغاث بك يا الخخ[ المسخختغاث بخخك يخخا علخخي بخخن أبخخي‬
‫طالب‪ ،‬خلصني من يد هذا الظالم‪ ،‬قال‪ :‬فوال ما اسخختتم كلمهخخا إل وحسسخخت‬
‫حافر فرس خلفي‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬هذا فارس واحد وأنا أقخخوى منخخه‪ ،‬وكخخانت‬
‫لي قوة زائدة‪ ،‬وكنت ل أهاب الرجال قليل أو كثيرا‪ ،‬فلما دنا مني فخخإذا عليخخه‬
‫ثياب بيض وتحته فرس أشهب تفوح منه رائحة المسخخك‪ ،‬فقخخال لخخي‪ :‬يخا ويلخخك‬
‫خل المرأة‪ ،‬فقلت له‪ :‬اذهب لشأنك فخخأنت نجخخوت )‪ (2‬وتريخخد تنجخخي غيخخرك ؟‬
‫قال‪ :‬فغضب من قولي و نقفني بذبال سيفه بشئ قليل‪ ،‬فوقعت مغشخخيا علخخي ل‬
‫أدري أنا في الرض أو في غيرها وانعقد لساني وذهبت قوتي‪ ،‬لكنخخي أسخخمع‬
‫الصوت وأعي الكلم‪ ،‬فقال لهما‪ :‬قوما البسا ثيابكما وخخخذا حليكمخخا وانصخخرفا‬
‫لشأنكما‪ ،‬فقالت العجوز‪ :‬فمن أنت يرحمك ال ؟ وقد من ال علينا بخخك‪ ،‬وإنخخي‬
‫اريد منك أن توصلنا إلخخى زيخخارة سخخيدنا ومولنخخا علخخي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه‬
‫السلم‪ ،‬قال‪ :‬فتبسم في وجوههما وقال لهما‪ :‬أنا علي بن أبخخي طخخالب‪ ،‬ارجعخخا‬
‫إلى أهلكما فقد قبلت زيارتكما‪.‬‬

‫)‪ (1‬على الرض خ ل )‪ (2‬فانك نجوت بنفسك‪.‬‬

‫]‪[337‬‬
‫قال‪ :‬فقامت العجوز والصبية وقبلتا يديه ورجليه وانصرفتا في سخخرور و عافيخخة‪ ،‬قخخال‬
‫الرجل‪ :‬فأفقت من غشوتي وانطلق لساني‪ ،‬فقلت له‪ :‬يخا سخيدي أنخا تخائب إلخى‬
‫ال على يدك‪ ،‬وإني ل عدت أدخل في معصيته أبدا‪ ،‬فقال‪ :‬إن تبخخت تخخاب ال خ‬
‫عليك‪ ،‬فقلت له‪ :‬تبت‪ ،‬وال علخخى مخخا أقخخول شخخهيد‪ ،‬ثخخم قلخخت لخخه‪ :‬يخخا سخخيدي إن‬
‫تركتني وفي هذه الضربة هلكت بل شك‪ ،‬قال‪ :‬فرجع إلخخي وأخخخذ بيخخده قبضخخة‬
‫من تراب ثم وضخخعها علخخى الضخخربة ومسخخح بيخخده الشخخريفة عليهخخا‪ ،‬فخخالتحمت‬
‫بقدرة ال تعالى‪ ،‬قال زيد النساج‪ :‬فقلت له‪ :‬كيف التحمت وهذه حالهخخا ؟ فقخخال‬
‫لخخي‪ :‬والخ إنهخخا كخخانت ضخخربة مهولخخة أعظخخم ممخخا تراهخخا الن‪ ،‬ولكنهخخا بقيخخت‬
‫موعظة لمن يسمع ويرى‪ .‬توضيح‪ :‬القناص‪ :‬الصياد‪ .‬وقخخال الفيخخروز آبخخادي‪:‬‬
‫النقف‪ :‬كسر الهامة عن الخخدماغ أو ضخخربها أشخخد ضخرب أو برمخخح أو عصخا‪،‬‬
‫انتهى )‪ .(1‬أقول‪ :‬استعماله في الظهر علخخى التوسخخع والمجخخاز‪ ،‬ولعخخل المخخراد‬
‫بذبال السيف الموضع الذابل أي الدقيق منه‪ ،‬وهو رأسه‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ‬
‫بالمثناة وهو أيضا كناية عن رأسه‪ .‬تذنيب‪ :‬اعلم أنه كان فخخي بعخخض الزمخخان‬
‫بين المخالفين اختلف في موضع قبره الشريف عليه السخخلم فخخذهب جماعخخة‬
‫من المخالفين إلى أنه دفن في رحبة مسجد الكوفة‪ ،‬و قيل‪ :‬إنه دفن فخخي قصخخر‬
‫المارة‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه أخرجخخه معخه )‪ (2‬الحسخخن عليخه السخلم وحملخخه معخخه إلخى‬
‫المدينة ودفنه بالبقيع‪ ،‬وكان بعض جهلة الشيعة يزورونه بمشخخهد فخخي الكخخرخ‬
‫وقخخد أجمعخخت الشخخيعة علخخى أنخخه عليخخه السخخلم مخخدفون بخخالغري فخخي الموضخخع‬
‫المعروف عند الخاص والعام‪ ،‬وهو عندهم من المتخواترات‪ ،‬رووه خلفخا عخن‬
‫سلف إلى أئمة الدين صلوات‬

‫)‪ (1‬القاموس ‪ (2) .202 :3‬ابنه ظ‪.‬‬

‫]‪[338‬‬

‫ال عليهم أجمعين‪ ،‬وكان السبب في هذا الختلف إخفاء قبره عليه السخخلم خوفخخا مخخن‬
‫الخوارج والمنافقين‪ ،‬وكان ل يعرف ذلك إل خاص الخاص من الشيعة‪ ،‬إلخخى‬
‫أن ورد الصادق عليه السلم الحيرة في زمن السفاح فخخأظهره لشخخيعته‪ ،‬ومخخن‬
‫هذا اليوم إلى الن يزوره كافة الشيعة في هذا المكان‪ ،‬وقخخد كتخخب السخخيد عبخخد‬
‫الكريم بن أحمد بن طاوس كتابخخا فخخي تعييخخن موضخخع قخخبره عليخخه السخخلم ورد‬
‫أقوال المخالفين وسماه فرحة الغري‪ ،‬وذكر فيه أخبارا متواترة فرقناها علخخى‬
‫البواب‪ .‬وقال عبد الحميد بن أبي الحديخخد فخخي شخخرح نهخخج البلغخخة‪ :‬قخخال أبخخو‬
‫الفرج الصفهاني‪ :‬حدثني أحمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن نصخخر‪ ،‬عخخن زيخخد‬
‫بن المعدل‪ ،‬عن يحيى بن شعيب‪ ،‬عن أبي مخنف‪ ،‬عن فضل بن جريح‪ ،‬عخخن‬
‫السود الكندي و الجلح قال‪ :‬توفي علي عليه السلم وهو ابخخن أربخخع وسخختين‬
‫سنة في عام أربعين من الهجرة ليلة الحد لحدى وعشرين ليلخخة مضخخت فخخي‬
‫شهر رمضان‪ ،‬وولى غسله ابنه الحسن عليه السخخلم وعبخخد الخ بخخن العبخخاس‪،‬‬
‫وكفن في ثلثة أثواب ليس فيها قميص‪ ،‬وصخخلى ]عليخخه[ ابنخخه الحسخخن‪ ،‬فكخخبر‬
‫عليه خمس تكخبيرات‪ ،‬ودفخخن فخي الرحبخخة ممخخا يلخي أبخواب كنخدة عنخد صخخلة‬
‫الصبح‪ ،‬هذه رواية أبي مخنف‪ .‬قال أبو الفرج‪ :‬وحدثني أحمد بخخن سخخعيد عخخن‬
‫يحيى بن الحسن العلوي‪ ،‬عخن يعقخوب بخن يزيخد‪ ،‬عخن ابخن أبخي عميخر‪ ،‬عخن‬
‫الحسن ابن علي الحلل‪ ،‬عن جده قال‪ :‬قلت للحسين بن علي عليهمخا السخلم‪:‬‬
‫أين دفنتم أمير ‪ -‬المؤمنين عليه السلم ؟ قال‪ :‬خرجنا به ليل من منزلخخه حخختى‬
‫مررنا به على منزل الشعث حتى خرجنا به )‪ (1‬إلى الظهر بجنب الغخخري‪،‬‬
‫قلت‪ :‬وهذه الرواية هي الحق‪ ،‬و عليهخخا العمخخل‪ ،‬وقخخد قلنخخا فيمخخا تقخخدم أن أبنخخاء‬
‫الناس أعرف بقبور آبائهم من غيرهم من الجانب‪ ،‬وهذا القبر الذي بخخالغري‬
‫هو الذي كان بنو علي يزورونه قديما وحديثا‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬حتى مررنا على منزل الشعث بن قيس ثم خرجنا ا‍ه‪.‬‬

‫]‪[339‬‬

‫ويقولون‪ :‬هذا قبر أبينا‪ ،‬ل يشك أحد في ذلك من الشخخيعة ول مخخن غيرهخخم‪ ،‬أعنخخي بنخخي‬
‫علخخي مخخن ظهخخر الحسخخن والحسخخين وغيرهمخخا مخخن سخخللته المتقخخدمين منهخخم‬
‫والمتأخرين ما زاروا ول وقفوا إل على هذا القبر بعينه‪ .‬وقد روى أبو الفرج‬
‫علخخي بخخن عبخخد الرحمخخن الجخخوزي )‪ (1‬عخخن أبخخي الغنخخائم قخخال‪ :‬مخخات بالكوفخخة‬
‫ثلثمائة صحابي‪ ،‬ليس قبر أحد منهخخم معروفخخا إل قخخبر أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم وهو القبر الذي تزوره )‪ (2‬الناس الن‪ ،‬جاء جعفخخر بخخن محمخخد وأبخخوه‬
‫محمد بن علي بن الحسين عليهم السلم فزاراه ولم يكخخن إذ ذاك قخخبر ظخخاهر‪،‬‬
‫وإنما كان به شيوخ أيضا‪ ،‬حتى جاء محمخخد بخخن زيخخد الخخداعي صخخاحب الخخديلم‬
‫فأظهر القبة‪ ،‬انتهى كلمه )‪ .(3‬وسيأتي تمام القول في ذلك في كتاب المزار‪.‬‬
‫هذا آخر المجلد التاسع من كتاب بحار النوار ختم على يدي مؤلفه‪ ،‬ختم الخخ‬
‫له بالحسنى وحشره مع مواليه أئمة الهدى في سادس شخخهر ربيخخع الثخخاني مخخن‬
‫شهور سنة تسع وسبعين بعد اللف مخخن الهجخخرة المقدسخخة النبويخخة عليخخه وآلخخه‬
‫ألف ألف ألف صلة وتحية‪.‬‬

‫)‪ (1‬كذا في النسخ‪ .‬والصحيح كمخخا فخخي المصخخدر‪ :‬ابخخو الفخخرج عبخخد الرحمخخن بخخن علخخى‬
‫الجوزى‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬يزوره‪ (3) .‬شرح النهج‪ 69 :‬و ‪.70‬‬

‫]‪[340‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل رب العالمين‪ ،‬والصلة والسخخلم علخخى سخخيدنا محمخخد‬
‫وآله الطاهرين و لعنة ال على أعخخدائهم أجمعيخخن‪ .‬وبعخخد‪ :‬فخخإن الخ المنخخان قخخد‬
‫وفقنا لتصحيح هذا الجزء ‪ -‬وهو الجزء الثامن آخر أجزاء المجلد التاسع مخخن‬
‫الصل‪ ،‬والجزء الثاني والربعون حسب تجزءتنا ‪ -‬من كتاب بحخخار النخخوار‬
‫وتخريج أحاديثه ومقابلتها على ما بأيدينا من الصادر و بخخذلنا فخخي ذلخخك غايخخة‬
‫جهدنا على ما يراه المطالع البصير‪ ،‬وقد راجعنا في تصحيح الكتاب وتحقيقه‬
‫ومقابلته نسخا مطبوعخخة ومخطوطخخة اليخخك تفصخخيلها‪ - 1 :‬النسخخخة المطبوعخخة‬
‫بطهران في سنة ‪ 1307‬بامر الواصل إلى رحمة ال وغفرانخخه الحخخاج محمخخد‬
‫حسن الشهير ‍ب )كمپاني( ورمزنخخا إلخخى هخخذه النسخخخة ‍ب )ك( وهخخي تزيخخد علخخى‬
‫جميع النسخ التي عندنا كما أشخخار إليخخه العلمخخة الفقيخخد الحخخاج الميخخرزا محمخخد‬
‫القمي قدس سره المتصدي لتصحيحها فخخي خاتمخخة الكتخخاب‪ ،‬فجعلنخخا الزيخخادات‬
‫التي وقفنا عليها بين معقوفين هكذا ]‪ [..‬وربما اشرنا إليها ذيل الصخخفحات‪2 .‬‬
‫‪ -‬النسخة المطبوعة بتبريز في سنة ‪ 1297‬بامر الفقيد السعيد الحخخاج إبراهيخخم‬
‫التبريزي ورمزنا إليها ‍ب )ت(‪ - 3 .‬نسخة مخطوطة نفيسة ناقصخخة مخخن أولهخخا‬
‫تاريخخخ كتابتهخخا ‪ 1091‬وهخخذه النسخخخة تفضخخل بارسخخالها الحخخاج السخخيد جعفخخر‬
‫الموسوي الخوانساري ابن سماحة آيخخة الخ الحخخاج السخخيد أحمخخد الخوانسخخاري‬
‫دامت بركاته‪ .‬ورمزنا إليها ‍ب )خ(‪ - 4 .‬نسخة كاملخخة مخطوطخخة بخخخط النسخخخ‬
‫الجيد على قطع كبير تاريخ كتابتها ‪ 1280‬ورمزنا إليها ‍ب )م(‪ .‬وهذه النسخخخة‬
‫المخطوطة لمكتبة العالم البارع الستاذ السيد جلل الدين‬

‫]‪[341‬‬

‫الرموي الشهير بالمحدث ل زال موفقا لمرضاة ال‪ .‬وقد اعتمدنا في تخريج احخخاديث‬
‫الكتاب وما نقله المصنف فخخي بيانخخاته أو مخخا علقنخخاه وذيلنخخاه فخخي فهخخم غخخرائب‬
‫ألفاظه ومشكلته على كتب أو عزنا إليهخخا فخخي المجلخخد الحخخادي والربعيخخن ل‬
‫نطيل الكلم بذكرها هنا فمن أرادها فليراجع هناك‪ .‬فنسأل ال التوفيق لنجاز‬
‫هخخذا المشخخروع‪ ،‬ونرجخخو مخخن فضخخله ان يجعلخخه ذخخخرا لنخخا ليخخوم تشخخخص فيخخه‬
‫البصخخار‪ * .‬رمضخخان المبخخارك ‪ 1383‬يحيخخى العابخخدي الزنجخخاني توضخخيح‬
‫واعتذار قد طبع في صفحة ‪ -‬ح ‪ -‬من مقدمخخة الجخخزاء ‪ 39‬و ‪ 41‬تحخخت رقخخم‬
‫‪ 72‬أن فروع الكافي الذي كان مرجعنا عند التخريج هو طبعتخه القديمخة سخنة‬
‫‪‍ 1312‬ه‪ ،‬وليس كذلك وإنما اعتمدنا على طبعته القديمة حيخخن طبخخع الجخخزاء‬
‫‪ 38 - 35‬لن طبعتخخه الحديثخخة لخخم تكمخخل أجزاؤهخخا بعخخد‪ ،‬وأمخخا بعخخد ان كمخخل‬
‫أجزاؤها وكان ذلك باشراف شخخقيقنا الفاضخخل الرمخخوي الشخخهير بالمحخخدث ل‬
‫زال موفقا لمرضاة ال‪ .‬وقخد اعتمخخدنا فخخي تخريخج احخخاديث الكتخاب ومخا نقلخخه‬
‫المصنف في بياناته أو ما علقناه وذيلنخخاه فخخي فهخخم غخخرائب ألفخخاظه ومشخخكلته‬
‫على كتب أو عزنا إليها في المجلد الحادي والربعين ل نطيل الكلم بذكرها‬
‫هنا فمن أرادها فليراجع هنخخاك‪ .‬فنسخخأل الخ التوفيخخق لنجخخاز هخخذا المشخخروع‪،‬‬
‫ونرجو من فضله ان يجعله ذخرا لنا ليوم تشخص فيه البصخخار‪ * .‬رمضخخان‬
‫المبارك ‪ 1383‬يحيى العابدي الزنجاني توضيح واعتذار قد طبع في صخخفحة‬
‫‪ -‬ح ‪ -‬من مقدمة الجزاء ‪ 39‬و ‪ 41‬تحت رقم ‪ 72‬أن فروع الكافي الذي كان‬
‫مرجعنا عند التخريج هو طبعتخه القديمخة سخنة ‪‍ 1312‬ه‪ ،‬وليخس كخذلك وإنمخا‬
‫اعتمدنا على طبعته القديمة حين طبع الجزاء ‪ 38 - 35‬لن طبعته الحديثة‬
‫لم تكمل أجزاؤها بعد‪ ،‬وأما بعد ان كمل أجزاؤها وكان ذلك باشخخراف شخخقيقنا‬
‫الفاضل علي أكبر الغفاري صار مرجعنخخا فخخي الجخخزء ‪ 39‬إلخخى آخخخر الكتخخاب‬
‫طبعته الحديثة كما صرحنا بذلك في ذيل الكتاب عند تعيين صفحاتها فتذكر‪.‬‬

‫]‪[342‬‬

‫* )بسمه تعخخالى ولخخه الحمخخد( * انتهخخى الجخخزء الثخخاني والربعخخون مخخن كتخخاب " بحخخار‬
‫النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار " من هذه الطبعة النفيسة وبه تخخم‬
‫أجزاء المجلد التاسع في تاريخ أمير المؤمنين صلوات ال عليه حسب تجزئة‬
‫المصنف أعلى ال مقامه‪ .‬ولقد بذلنا الجهد عند الطبع في التصحيح والمقابلخخة‬
‫طبقا للنسخة التي صححها الفاضل المكرم الشيخ يحيى العابدي بما فيهخخا مخخن‬
‫التعليق والتنميق‪ ،‬وال ولي التوفيق‪ * .‬محمد الباقر البهبودى *‬

‫مكتبة يعسوب الدين عليه السلم اللكترونية‬

You might also like