You are on page 1of 689

‫بحار النوار الجزء ‪52‬‬

‫بسمه تعالى‬

‫بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 1‬سطر ‪ 1‬إلى صفحه ‪ 6‬سطر ‪10‬‬

‫]‪[1‬‬

‫‪ ) * . 14‬باب ( *‬

‫* ) اليام والساعات والليل والنهار ( *‬

‫‪ 1‬الخصال ‪ :‬عن محمد بن موسى بن المتوكل ‪ ،‬عن علي بن الحسين السعد آبادي‬

‫عن أحمد بن أبي عبدال برقي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن أبي عمير ‪ ،‬عن أبان ‪ ،‬عن أبي‬

‫عبدال عليه السلم قال ‪ :‬ساعات الليل اثنتا عشرة ساعة ‪ ،‬وساعات النهار اثنتا‬

‫عشرة ساعة‬

‫وأفضل ساعات الليل والنهار أوقات الصلوات ‪ ،‬ثم قال عليه السلم ‪ ،‬إنه إذا زالت‬

‫الشمس‬

‫فتحت أبواب السماء ‪ ،‬وهبت الرياح ‪ ،‬ونظر ال عزوجل إلى خلقه ‪ ،‬وإني‬

‫لحب أن يصعد لي عند ذلك إلى السماء عمل صالح ‪ .‬ثم قال ‪ :‬عليكم بالدعاء في‬

‫أدبار‬

‫الصلوات فإنه مستجاب ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 2‬ومنه ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار ‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن يحيى ‪،‬‬

‫عن إبراهيم بن إسحاق ‪ ،‬عن محمد بن الحسن بن شمعون ‪ ،‬عن أبي هاشم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قلت‬

‫لبي الحسن الماضي عليه السلم ‪ :‬لم جعلت صلوة الفريضة والسنة خمسين ركعة‬

‫ل يزاد‬

‫فيها ول ينقص منها ؟ قال ‪ :‬إن ساعة الليل اثنتا عشرة ساعة ‪ ،‬وفيما بين طلوع‬

‫الفجر إلى طلوع الشمس ساعة ‪ ،‬وساعات النهار اثنتا عشرة ساعة ‪ ،‬فجعل لكل‬

‫ساعة ركعتين ‪ ،‬وما بين غروب الشمس إلى سقوط الشفق غسق ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 3‬العلل ‪ :‬عن أبيه ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬عن أبي هاشم الخادم ‪ ،‬وذكر الحديث‬

‫وزاد في آخره ‪ :‬فجعل للغسق ركعة ) ‪. ( 3‬‬

‫بيان ‪ :‬المراد بالركعة ركعتا الوتيرة ‪ ،‬فإنهما تعدان بركعة ‪ ،‬والمراد‬

‫بالساعة في الخبرين الساعات المعوجة ) ‪ ( 4‬الزمانية كما سيأتي بيانها ‪ ،‬وعدم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الخصال ‪. 86 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الخصال ‪. 86 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬العلل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 17‬‬

‫) ‪ ( 4‬سمى بها لختلف مقاديرها طول وقصرا باختلف الفصول بخلف الساعات‬

‫المستوية ‪.‬‬

‫]‪[2‬‬

‫إدخال الساعتين في الليل والنهار مبني على اصطلح خاص كان عند القدماء وأهل‬

‫الكتاب ‪ ،‬ونقل أبوريحان البيروني في القانون المسعودي عن براهمة الهند أن‬


‫ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس وكذلك ما بين غروب الشمس وغروب الشفق‬

‫خارجان عن الليل والنهار ‪ ،‬بل هما بمنزلة الفصل المشترك بينهما ‪ ،‬وذكره‬

‫البر جندي في بعض تعليقاته ‪.‬‬

‫‪ 4‬العلل ‪ :‬في خبر ابن سلم سأل النبي صلى ال عليه وآله لم سمي الليل ليل ؟‬

‫قال ‪:‬‬

‫لنه يليل الرجال من النساء ‪ ،‬جعله ال عزوجل الفة ولباسا ‪ ،‬وذلك قول‬

‫ال عزوجل " وجعلنا الليل لباسا ) ‪ ( 1‬وجعلنا النهار معاشا ) ‪. " ( 2‬‬

‫بيان ‪ :‬المليلة المعاملة ليل كالمياومة المعاملة يوما ‪ ،‬ويظهر منه أن الليل‬

‫من المليلة مع أن الظاهر العكس ‪ ،‬ويمكن أن يكون تنبيها على أن أصل الليل‬

‫الستر ‪.‬‬

‫‪ 5‬العلل ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن إبراهيم بن هاشم ‪ ،‬عن‬

‫النوفلي ‪ ،‬عن السكوني ‪ ،‬عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهم السلم قال ‪ :‬قال‬

‫رسول ال‬

‫صلى ال عليه وآله ‪ :‬ل تسبوا الرياح فإنها مأمورة ‪ ،‬ول تسبوا الجبال ول‬

‫الساعات‬

‫ول اليام ول الليالي فتأثموا وترجع عليكم ) ‪. ( 3‬‬

‫بيان ‪ :‬حاصله أن تلك المور إن كان فيها شر أو نحوسة أو ضرر فكل‬

‫ذلك بتقدير خالقها وهي مجبولة عليها ‪ ،‬فلعنها لعن من ل يستحقه ‪ ،‬ومن لعن من‬
‫ل يستحقه يرجع اللعن عليه ‪.‬‬

‫‪ 6‬تحف العقول ‪ :‬قال الحسن بن مسعود ‪ :‬دخلت على أبي الحسن علي‬

‫ابن محمد عليهم السلم وقد نكيت إصبعي وتلقاني راكب وصدم كتفي ‪ ،‬ودخلت في‬

‫زحمة‬

‫فخرقوا علي بعض ثيابي ‪ ،‬فقلت ‪ :‬كفاني ال شرك من يوم فما أشأمك ! فقال لي ‪:‬‬

‫يا حسن ‪ ،‬هذا وأنت تغشانا ! ترمي بذنبك من ل ذنب له ؟ ! قال الحسن ‪ :‬فأثاب‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬النبا ‪. 11 10 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬العلل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 155‬‬

‫) ‪ ( 3‬العلل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 264‬‬

‫]‪[3‬‬

‫إلى عقلي ‪ ،‬وتبينت خطائي ‪ ،‬فقلت ‪ :‬مولي أستغفر ال ‪ .‬فقال ‪ :‬يا حسن ما ذنب‬

‫اليام حتى صرتم تتشأمون بها إذا جوزيتم بأعمالكم فيها ؟ قال الحسن ‪ :‬أنا أستغفر‬

‫ال أبدا ‪ ،‬وهي توبتي يا ابن رسول ال ‪ .‬قال ‪ :‬وال ما ينفعكم ‪ ،‬ولكن ال يعاقبكم‬

‫بذمها على ما لذم عليها فيه ‪ ،‬أما علمت يا حسن أن ال هو المثيب والمعاقب‬

‫والمجازي بالعمال عاجل وآجل ؟ قلت ‪ :‬بلى يا مولي ‪ ،‬قال ‪ :‬ل تعد ول تجعل‬

‫لليام صنعا في حكم ال ) ‪. ( 1‬‬

‫بيان ‪ " :‬هذا " أي تقول هذا " وأنت تغشانا " أي تدخل علينا " فأثاب " أي‬

‫أرجع المام " إلي عقلي " ويدل على أنه ليس لحركات الفلك وحدوث الزمنة‬
‫مدخل في الحوادث ‪ ،‬وهذا ل ينافي ما وقع من التحرز عن بعض الساعات واليام‬

‫للعمال ‪ ،‬لنها بأمره تعالى تحرزا عما قدرال حدوثه فيها ‪ ،‬كما قال أمير المؤمنين‬

‫عليه السلم ‪ :‬أفر من قضاء ال إلى قدره ‪.‬‬

‫‪ 7‬النهج ‪ :‬قال عليه السلم وقد سئل عن مسافة ما بين المشرق والمغرب ‪ :‬مسيرة‬

‫يوم للشمس ) ‪. ( 2‬‬

‫بيان ‪ :‬لعل عدوله عليه السلم عن الجواب الحقيقي إلى القناعي للشعار بقلة‬

‫الفائدة في معرفة تلك المسافة نحو ما قيل في قوله تعالى " قل هي مواقيت للناس‬

‫")‪(3‬‬

‫أو لعسر إثباتها على وجه ل يبقى للمنافقين من الحاضرين سبيل إلى النكار ‪ ،‬كما‬

‫صرح عليه السلم به في جواب من سأل عن عدد شعر لحيته ‪ ،‬أو لعدم استعداد‬

‫الحاضرين‬

‫لفهمه بحجة ودليل ‪ ،‬وعدم المصلحة في ذكره بل دليل ‪.‬‬

‫‪ 8‬العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم ‪ :‬قال ‪ :‬علة فضل الليل على النهار‬

‫أن بالليل يكون البيات ‪ ،‬ويرفع العذاب ‪ ،‬وتقل المعاصي ‪ ،‬وفيه ليلة القدر التي‬

‫هي خير من ألف شهر ) ‪. ( 4‬‬

‫* ) هامش ( * تحف العقول ‪. 482 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬نهج البلغة ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 207‬‬


‫) ‪ ( 3‬البقرة ‪. 189 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬لم يوجد في العلل ‪.‬‬

‫]‪[4‬‬

‫بيان ‪ :‬لعل المراد بالبيات البيتوته والنوم والستراحة ‪ ،‬أو البيات إلى‬

‫الطاعات ‪ ،‬والظاهر أنه كان " السبات " فصحفه النساخ ‪ ،‬قال الجوهري ‪ :‬السبات‬

‫النوم ‪ ،‬وأصله الراحة ‪ ،‬ومنه قوله تعالى " وجعلنا نومكم سباتا " ) ‪ ( 1‬ويرفع‬

‫العذاب‬

‫عذاب المخلوقين على الغالب ‪.‬‬

‫‪ 9‬الكافى ‪ :‬عن علي بن إبراهيم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن الحسن بن محبوب ‪ ،‬عن‬

‫إسماعيل بن أبان ‪ ،‬عن عمر بن عبدال الثقفي ‪ ،‬قال ‪ :‬لما أخرج هشام بن عبدالملك‬

‫أبا جعفر عليه السلم إلى الشام سأله عالم من علماء النصارى عن مسائل ‪ ،‬فكان‬

‫فيما سأله ‪:‬‬

‫أخبرني عن ساعة ماهي من الليل ول من النهار أي ساعة هي ؟ فقال أبوجعفر‬

‫عليه السلم ‪:‬‬

‫ما بين طلوع الفجر إلى الشمس ‪ .‬فقال النصراني ‪ :‬فإذا لم تكن من ساعات‬

‫الليل ول من ساعات النهار فمن أي الساعات هي ؟ فقال أبوجعفر عليه السلم ‪ :‬من‬

‫ساعات‬
‫الجنة ‪ ،‬وفيها تفيق مرضانا ) الخبر ( ) ‪. ( 2‬‬

‫توضيح ‪ :‬قد عرفت أن هذا اصطلح آخر في الليل والنهار وساعاتهما كان‬

‫معروفا بين أهل الكتاب ‪ ،‬فأجابه عليه السلم على مصطلحهم ‪ ،‬والحاصل أن هذه‬

‫الساعة‬

‫ل تشبه شيئا من ساعات الليل والنهار بل هى شبيهة بساعات الجنة ‪ ،‬وإنما جعلها‬

‫ال في الدنيا ليعرفوا بها طيب هواء الجنة ولطافته واعتداله ‪.‬‬

‫‪ 10‬ارشاد القلوب ‪ :‬بإسناده رفعه إلى الكاظم عليه السلم عن آبائه عليهم السلم‬

‫قال ‪:‬‬

‫قال أميرالمؤمنين عليه السلم ‪ :‬إن ال تعالى فرض على امة محمد صلى ال عليه‬

‫وآله في الليل والنهار‬

‫خمس صلوات في خمسة أوقات ‪ ،‬اثنتان بالليل وثلث بالنهار ‪ ،‬ثم جعل هذه‬

‫الخمس صلوات تعدل خمسين صلوة ‪ ،‬وجعلها كفارة خطاياهم ) الخبر ( ‪.‬‬

‫الخصال ‪ :‬عن الحسن بن عبدال بن سعيد العسكري ‪ ،‬عن عمه ‪ ،‬عن أبي إسحاق‬

‫قال ‪ :‬أملى علينا " تغلب " ساعات الليل ‪ :‬الغسق ‪ ،‬والفحمة ‪ ،‬والعشوة والهدأة )‬

‫‪ ( 3‬والسباع‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬النباء ‪. 9 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬روضة الكافى ‪. 123 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬المهدأة ‪.‬‬


‫]‪[5‬‬

‫والجنح ‪ ،‬والهزيع ‪ ،‬والعفر ) ‪ ، ( 1‬والزلفة ‪ ،‬والسحرة ‪ ،‬البهرة ‪ .‬وساعات النهار ‪:‬‬

‫الراد ‪ ،‬والشروق ‪ ،‬والمتوع ) ‪ ، ( 2‬والترجل ‪ ،‬والدلوك ‪ ،‬والجنوح ‪ ،‬والهجيرة‬

‫والظهيرة ‪ ،‬والصيل ‪ ،‬والطفل ‪.‬‬

‫توضيح ‪ :‬قال الفيروز آبادي ‪ :‬الغسق محركة ظلمة أول الليل ‪ .‬وقال ‪:‬‬

‫الفحمة من الليل أوله ‪ ،‬أو أشد سواده ‪ ،‬أو ما بين غروب الشمس إلى نوم الناس‬

‫خاص بالصيف ‪ .‬جمع ‪ :‬فحام وفحوم وقال ‪ :‬العشوة بالفتح الظلمة كالعشاء ) ‪( 3‬‬

‫مابين‬

‫أول الليل إلى ربعه ‪ ،‬والعشاء أول الظلم ‪ ،‬أو من المغرب إلى العتمة ‪ ،‬أو من زوال‬

‫الشمس إلى طلوع الفجر ‪ ،‬والعشية آخر النهار ‪ ،‬والعشاءان المغرب والعتمة و‬

‫في المصباح المنير ‪ :‬العشي قيل ما بين الزوال إلى الصباح ‪ ،‬وقيل العشي والعشاء‬

‫من صلة المغرب إلى العتمة ‪ ،‬وعليه قول ابن فارس " العشاء ان المغرب والعتمة‬

‫"‬

‫قال ابن النباري ‪ :‬العشية مؤنثة ‪ ،‬وربما ذكرتها العرب ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬العشية‬

‫واحدة جميعا عشي ‪ ،‬والعشاء بالكسر والمد أول ظلم الليل ‪ ،‬والعشاء بالفتح والمد‬

‫الطعام الذي يتعشى به وقت العشاء ‪ .‬وقال ‪ :‬أتانا بعد هدء من الليل وهدء وهدأة‬
‫وهدئ ومهدأ وهدوء أي حين هدأ الليل والرجل ‪ ،‬أو الهدء أول الليل إلى ثلثه ‪.‬‬

‫وأما السباع فلم أجده فيما عندنا من كتب اللغة ‪ ،‬وكأنه من السباع ككتاب بمعنى‬

‫الجماع لنه وقته ‪ ،‬أو من السبع لنه مضى من الليل سبع ساعات ‪ ،‬أو هو بالياء‬

‫المثناة التحتانية ‪ .‬قال في القاموس ‪ :‬بعد سبعاء من الليل بالكسر وكسيراء بعد‬

‫قطع منه وبعد سوع من الليل وسواع كغراب بعد هدء ‪ .‬وقال ‪ :‬جنوح الليل إقباله‬

‫والجنح بالكسر الجانب ‪ ،‬ومن الليل الطائفة ويضم ‪ .‬وقال الراغب في مفرداته ‪:‬‬

‫الجنح قطعة من الليل مظلمة ‪ .‬وفي القاموس ‪ :‬هزيع من الليل كأمير طائفة أو نحو‬

‫ثلثه أوربعه ‪ .‬والعفر في بعض النسخ بالعين المهملة والفاء ‪ ،‬وفي بعضها‬

‫بالمعجمة ‪ ،‬و‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬الفقد ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬المنزع ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬كالعشواء أو ما بين ‪. .‬‬

‫]‪[6‬‬

‫على التقادير آخره راء مهملة ‪ ،‬وفي بعضها " الفغد " بالفاء ثم الغين المعجمة ‪،‬‬

‫وفي‬

‫بعضها بالفاء ثم القاف ‪ ،‬وفي بعضها بالنون ثم القاف ‪ ،‬وعلى التقادير آخره دال‬

‫مهملة ‪ ،‬ولم أجد لشئ منها معنى مناسبا ‪ .‬وفي القاموس ‪ :‬اليعفور جزء من أجزاء‬

‫الليل ‪ .‬فالول أنسب إن لم يكن تصحيفه ‪ .‬وفي القاموس ‪ :‬الزلفة بالضم الطائفة‬
‫من الليل والجمع نولف كغرف وغرفات وغرفات وغرفات ‪ ،‬أوالزلف ساعات‬

‫الليل الخذة من النهار ‪ ،‬وساعات النهار الخذة من الليل ‪ .‬وقال الجوهري ‪:‬‬

‫الزلفة الطائفة من أول الليل ‪ .‬وقال ‪ :‬السحر قبل الصبح ‪ ،‬والسحرة بالضم السحر‬

‫العلى ‪ .‬وقال الراغب في المفردات ‪ :‬السحر والسحرة اختلط ظلم آخر الليل‬

‫بضياء النهار ‪ ،‬وجعل اسما لذلك الوقت ‪ ،‬يقال لقيته بأعلى سحرين ‪ .‬وفي القاموس‬

‫‪:‬‬

‫ابهار الليل انتصف ‪ ،‬أو تراكبت ) ‪ ( 1‬ظلمته ‪ ،‬أو ذهبت عامته ‪ ،‬أو بقي نحو ثلثه ‪.‬‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 6‬سطر ‪ 11‬إلى صفحه ‪ 14‬سطر ‪2‬‬

‫والبهرة بالضم من الليل وسطه ‪ .‬وقال ‪ :‬رائد الضحى ورأده ارتفاعه ‪ .‬وقال ‪:‬‬

‫الشرق‬

‫الشمس ويحرك وإسفارها ‪ ،‬وشرقت الشمس شرقا وشروقا طلعت كأشرقت ‪ .‬و‬

‫قال ‪ :‬متع النهار كمنع متوعا ارتفع قبل الزوال ‪ ،‬والضحى بلغ آخر غايته ‪ .‬وهو‬

‫عند الضحى الكبر ‪ ،‬أو ترجل وبلغ الغاية ‪ .‬وقال ‪ :‬ترجل النهار ارتفع ‪ .‬وقال ‪:‬‬

‫دلكت الشمس دلوكا غربت أو اصفرت أو مالت أو زالت من كبد السماء ) انتهى ( ‪.‬‬
‫وأقول ‪ :‬قد ورد في الخبار أن دلوك الشمس زوالها ‪ ،‬والجنوح لعله هنا‬

‫بمعنى الميل لميل الشمس إلى المغرب ‪ ،‬ولم أر بهذا المعنى في كتب اللغة ‪ .‬وفي‬

‫القاموس ‪ :‬الهجير والهجيرة والهجر والهاجرة نصف النهار عند زوال الشمس مع‬

‫الظهر ‪ ،‬أو من عند زوالها إلى العصر ‪ ،‬لن الناس يستكنون في بيوتهم كأنهم قد‬

‫تهاجروا شدة الحر ) ‪ . ( 2‬وقال ‪ :‬الظهر ساعة الزوال ‪ ،‬والظهيرة حد انتصاف‬

‫النهار‬

‫وإنما ) ‪ ( 3‬ذلك في القيظ ‪ .‬وقال الراغب ‪ :‬الظهيرة وقت الظهر ‪ ،‬وقال ‪ :‬يقال‬

‫للعشية‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬تراكمت ) خ (‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر " وشدة الحر " ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر " او انما " ‪.‬‬

‫]‪[7‬‬

‫أصيل وأصيلة ‪ .‬وقال الجوهري ‪ :‬الصيل الوقت بعد العصر إلى المغرب ‪ ،‬وجمعه‬

‫اصل وآصال ‪ .‬وقال ‪ :‬الطفل بالتحريك بعد العصر إذا طفلت الشمس للمغرب ) ‪( 1‬‬

‫يقال ‪ :‬أتيته طفل ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬ورأيت في بعض الكتب أن العرب قسموا كل من الليل والنهار‬

‫باثنتي عشرة ساعة وسموا كل منها باسم ‪ ،‬فساعات النهار ‪ :‬البكور ‪ ،‬والشروق ‪،‬‬

‫و‬
‫الغدو ‪ ،‬والضحى ‪ ،‬والهاجرة ‪ ،‬والظهيرة ‪ ،‬والرواح ‪ ،‬والعصر ‪ ،‬والقصر ‪ ،‬والصيل‬

‫والعشي ‪ ،‬والغروب ‪ .‬وساعات الليل ‪ :‬الشفق ‪ ،‬والغسق ‪ ،‬والعتمة ‪ ،‬والسدفة‬

‫والجهمة ‪ ،‬والزلفة ‪ ،‬والبهرة ‪ ،‬والسحر ‪ ،‬والسحرة ‪ ،‬والفجر ‪ ،‬والصبح ‪ ،‬والصباح‬

‫‪.‬‬

‫وبعضهم ذكروا في ساعات النهار ‪ :‬الذرور ‪ ،‬والبزوغ ‪ ،‬والضحى ‪ ،‬والغزالة ‪،‬‬

‫والهاجرة‬

‫والزوال ‪ ،‬والدلوك ‪ ،‬والعصر ‪ ،‬والصيل ‪ ،‬والصبوب ‪ ،‬والحدود ‪ ،‬والغروب ‪،‬‬

‫وبعضهم‬

‫هكذا ‪ :‬البكور ‪ ،‬والشروق ‪ ،‬والشراق ‪ ،‬والراد ‪ ،‬والضحى ‪ ،‬والمتوع ‪ ،‬والهاجرة‬

‫والصيل ‪ ،‬والعصر ‪ ،‬والقصر ‪ ،‬والطفل ‪ ،‬والغروب ‪ .‬ففي القاموس ‪ :‬البكرة بالضم‬

‫الغدوة كالبكر محركة ‪ ،‬واسمها البكار ‪ ،‬وبكر إليه وعليه وفيه وبكر وابتكر ‪:‬‬

‫أتاه بكرة ‪ ،‬وكل من بادر إلى شئ فقد أبكر إليه في أي وقت كان ‪ .‬وقال ‪:‬‬

‫الغدوة بالضم البكرة ‪ ،‬أو ما بين صلوة الفجر وطلوع الشمس ‪ ،‬كالغداة والغدية‬

‫والجمع غدوات وغديات وغدايا وغدوا ول يقال غدايا إل مع عشايا ‪ ،‬وغدا عليه‬

‫غدوا وغدوة بالضم واغتدى ‪ :‬بكر ‪ .‬وقال ‪ :‬الضحو والضحوة والضحية كعشية‬

‫ارتفاع النهار ‪ ،‬والضحى فويقه ‪ ،‬والضحاء بالمد إذا قرب انتصاف النهار ‪ .‬وقال ‪:‬‬

‫الرواح العشي ) ‪ ( 2‬من الزوال إلى الليل ‪ .‬وقال ‪ :‬العصر العشي إلى احمرار‬
‫الشمس ‪ .‬وقال الجوهري ‪ :‬قصر الظلم اختلطه ‪ ،‬وقد قصر العشي يقصر قصورا‬

‫إذا أمسيت ‪ ،‬ويقال أتيته قصرا أي عشيا ‪ .‬وقال ‪ :‬الشفق بقية ضوء الشمس له‬

‫حمرتها في أول الليل إلى قريب من العتمة ‪ .‬وقال الخليل ‪ :‬الشفق الحمرة من‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر " للغروب " ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬أو من الزوال‬

‫]‪[8‬‬

‫غروب الشمس إلى وقت العشاء الخرة ‪ ،‬فإذا ذهب قيل غاب الشفق ‪ .‬وقال ‪:‬‬

‫العتمة وقت صلة العشاء ‪ ،‬قال الخليل ‪ :‬العتمة هو الثلث الول من الليل بعد‬

‫غيبوبة الشفق ‪ ،‬وقد عتم الليل يعتم ‪ ،‬وعتمته ظلمه ‪ .‬وقال ‪ :‬قال الصمعي ‪:‬‬

‫السدفة والسدفة في لغة نجد الظلمة ‪ ،‬وفي لغة غيرهم الضوء ‪ ،‬وهو من الضداد ‪،‬‬

‫و‬

‫كذلك السدف بالتحريك ‪ .‬وقال أبوعبيد ‪ :‬بعضهم يجعل السدفة اختلط الضوء‬

‫والظلمة معا كوقت ما بين طلوع الفجر إلى السفار ‪ ،‬وقد أسدف الليل أى أظلم‬

‫وقال الفيروز آبادي ‪ :‬الجهمة أول مآخير الليل أو بقية سواده من آخره ويضم ‪.‬‬

‫وقال ‪ :‬الفجر ضوء الصباح ‪ ،‬وهو حمرة الشمس في سواد الليل ‪ ،‬وقد انفجر‬

‫الصبح‬

‫وتفجر وانفجر عنه الليل ‪ ،‬وأفجروا دخلوا فيه ‪ ،‬وأنت مفجر إلى طلوع الشمس ‪.‬‬

‫وقال ‪ :‬الصبح الفجر ‪ ،‬أو أول النهار ‪ ،‬والجمع أصباح ‪ ،‬وهو الصبيحة والصباح‬
‫والصباح ) انتهى ( ‪.‬‬

‫وأقول ‪ :‬الظاهر أن مرادهم بالفجر الول ‪ ،‬وبالصبح إلثاني ‪ ،‬وبالصباح‬

‫السفار ‪ ،‬وللصبح عند العرب أسماء كثيرة ‪ :‬الفلق بالتحريك ‪ ،‬والسطيع ‪ ،‬والصديع‬

‫والمغرب ‪ ،‬والصرام ‪ ،‬والصريم ‪ ،‬والشميط ‪ ،‬والسدف ‪ ،‬والشق ‪ ،‬والفتق ‪ ،‬والذرور‬

‫من ذرت الشمس تذر ذرورا إذا طلعت وبزوغ الشمس أيضا طلوعها ‪.‬‬

‫وفي القاموس ‪ :‬الغزالة كسحابة الشمس ‪ ،‬لنها تمد حبال كأنها تغزل‬

‫أو الشمس عند طلوعها أو عند ارتفاعها ‪ ،‬وغزالة الضحى وغزالته أولها ‪ ،‬أو بعد‬

‫)‪(1‬‬

‫ما تنبسط الشمس وتضحى ‪ ،‬أو أولها إلى مضي خمس النهار ) انتهى ( ‪.‬‬

‫والصبوب والحدود لم أرلهما معنى مناسبا ‪ ،‬ويقال للغداة والعشي ‪ :‬البردان‬

‫والبردان ‪ ،‬والعصران ‪ ،‬والصرعان ‪ ،‬والقرتان ‪ ،‬والكرتان ‪ ،‬ويقال وسق الليل‬

‫لساعة منه ‪ ،‬وسهواء الليل وروبته بالفتح والضم بغير همز اسمان لبعض ساعات‬

‫الليل‬

‫والهبة بكسر الهاء وتشديد الباء الساعة تبقى من السحر ‪ ،‬ويقال رأيت بلجة الصبح‬

‫بالفتح والضم إذا رأيت ضوءه ‪ .‬فهذا ما وجدنا من أسماء ساعات الليل والنهار عند‬
‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر " او بعيد ‪. " . .‬‬

‫]‪[9‬‬

‫العرب ‪ ،‬ولليل والنهار أيضا عندهم اسماء ‪ :‬الدائبان ‪ ،‬والصرفان ‪ ،‬والجديدان‬

‫والجدان ‪ ،‬والحاديان ‪ ،‬والصرمان ‪ ،‬والملوان ‪ ،‬والعصران ‪ ،‬والردفان‬

‫والصرعان ‪ ،‬والثرمان ‪ ،‬والمتباديان ‪ ،‬والفتيان ‪ ،‬والطريدان ‪ ،‬وإبناسبات ‪ ،‬وإبنا‬

‫جمير ‪ ،‬وإبنا سمير ‪ ،‬فالدائبان لدؤوبهما وجدهما في السير ‪ ،‬والصرفان لصروف‬

‫الدهر فيهما ‪ :‬والجديدان لحدوثهما وتجددهما ‪ ،‬ولذلك سمي الجدان ‪ ،‬و‬

‫الحاديان لسوقهما الناس إلى الموت ‪ ،‬والصرمان لقطعهما العمار ‪ ،‬والملوان من‬

‫قولهم عشت معه ملوة من الدهر أي حينا وبرهة ‪ ،‬ويقال سكت مليا أي طويل‬

‫والعصران من العصر بمعنى الدهر ‪ ،‬والردفان لترادفهما وتواليهما ‪ ،‬والصرعان‬

‫إبلن ترد أحدهما حين تصدر الخرى ‪ ،‬والصرعان أيضا المثلن ‪ ،‬والثرمان أي‬

‫القديمان الشائبان ‪ ،‬فإن الثرم سقوط الثنايا من السنان ‪ ،‬والمتباديان من البدو‬

‫بمعنى الظهور ‪ ،‬والفتيان لنهما يتجددان شابين ‪ ،‬والطريدان لنهما يطردان و‬

‫يدفعان سريعا ‪ ،‬والسبات بالضم الدهر ‪ ،‬والجمير من قولهم أجمر القوم على الشئ‬

‫إذا اجتمعوا عليه ‪ ،‬وهذا جمير القوم أي مجتمعهم ‪ ،‬والسمير من المسامرة وهو‬

‫الحديث‬

‫بالليل ‪ ،‬والسمير أيضا الدهر ‪ ،‬وأبناه الليل والنهار ‪.‬‬


‫فوائد جليلة‬

‫الولى ‪ :‬اعلم أن اليوم نوعان ‪ :‬حقيقي ‪ ،‬ووسطي ‪ ،‬فالحقيقي عند بعض‬

‫المنجمين من زوال الشمس من دائرة نصف النهار فوق الرض إلى وصولها‬

‫إليها ‪ ،‬و‬

‫عند بعضهم من زوال مركز الشمس من دائرة نصف النهار تحت الرض إلى‬

‫وصولها‬

‫إليها ‪ ،‬وعلى التقديرين يكون اليوم بليلته بمقدار دورة من المعدل مع المطالع‬

‫الستوائية لقوس يقطعه الشمس من فلك البروج بحركتها الخاصة من نصف اليوم‬

‫إلى نصف اليوم ‪ ،‬أو من نصف الليل إلى نصف الليل ‪ ،‬والوسطي هو مقدار دورة‬

‫من‬

‫المعدل مع مطالع قوس تقطعه الشمس بالسير الوسطي ‪ ،‬وبسبب الختلف بين‬

‫الحركة الوسطية والحركة التقويمية يختلف اليوم بالمعنى الول والثاني اختلفا‬

‫] ‪[ 10‬‬

‫يسيرا يظهر في أيام كثيرة ‪ ،‬لكن اليوم بالصطلحين ل يختلف باختلف الفاق ‪ ،‬و‬

‫بعضهم يأخذون اليوم من طلوع الشمس إلى طلوعها ‪ ،‬وبعضهم من غروبها إلى‬

‫غروبها ‪ ،‬وذلك يختلف باختلف الفاق كما تقرر في محله ‪.‬‬

‫قال أبوريحان البيروني ‪ :‬إن اليوم بليلته هو عودة الشمس بدوران الكل‬

‫إلى دائرة فرضت ابتداء لذلك اليوم بليلته أي دائرة كانت إذا وقع عليها الصطلح‬
‫وكانت عظيمة ‪ ،‬لن كل واحدة من العظام افق بالقوة أعني بالقوة أنه يمكن‬

‫فيها أن يكون افقا لمسكن ما ‪ ،‬وبدوران الكل حركة الفلك بما فيه المرئية من‬

‫المشرق إلى المغرب على قطبيه ‪.‬‬

‫ثم إن العرب فرضت أول مجموع اليوم والليلة نقط المغارب على دائرة‬

‫الفق ‪ ،‬فصار اليوم عندهم بليلته من لدن غروب الشمس عن الفق إلى غروبها من‬

‫الغد ‪ ،‬والذي دعاهم إلى ذلك هو أن شهورهم مبتنية على مسير القمر ‪ ،‬مستخرجة‬

‫من حركاته المختلفة ‪ ،‬مقيدة برؤية الهلة ل الحساب ‪ ،‬وهي ترى لدى غروب‬

‫الشمس ورؤيتها عندهم أول الشهر فصارت الليلة عندهم قبل النهار ‪ ،‬وعلى ذلك‬

‫جرت عادتهم في تقديم الليالي على اليام إذا نسبوها إلى أسماء السابيع ‪ .‬واحتج‬

‫لهم من وافقهم على ذلك بأن الظلمة أقدم في المرتبة من النور ‪ ،‬وأن النور طار‬

‫على الظلمة ‪ ،‬فالقدم أولى أن يبتدأ به ‪ ،‬وغلبوا السكون لذلك على الحركة‬

‫بإضافة الراحة والدعة ‪ ،‬وأن الحركة لحاجة وضرورة ‪ ،‬والتعب عقيب الضرورة‬

‫فالتعب نتيجة الحركة ‪ ،‬وبأن السكون إذا دام في السطقسات مدة لم يولد فسادا‬

‫فإذا دامت الحركة فيها واستحكمت أفسدت وحدثت الزلزل والعواصف والمواج‬

‫وأشباهها ‪ .‬فأما عند غيرهم من الروم والفرس ومن وافقهم فإن الصطلح واقع‬

‫بينهم على أن اليوم بليلته هو من لدن طلوعها من افق المشرق إلى طلوعها منه‬

‫بالغد ‪ ،‬إذ كانت شهورهم مستخرجة بالحساب غير متعلقة بأحوال القمر ول غيره‬
‫من‬

‫الكواكب ‪ ،‬وابتداؤها من أول النهار ‪ ،‬فصار النهار عندهم قبل الليل ‪ .‬واحتجوا‬

‫بأن النور وجود والظلمة عدم ‪ ،‬ومقدموا النور على الظلمة يقولون بتغليب‬

‫] ‪[ 11‬‬

‫الحركة على السكون ‪ ،‬لنها وجود ل عدم وحيوة ل موت ‪ ،‬ويعارضونهم بنظائر‬

‫ما قاله اولئك ‪ ،‬كقولهم ‪ ،‬إن السماء أفضل من الرض ‪ ،‬وإن العامل والشاب‬

‫أصح ‪ ،‬والماء الجاري ل يقبل عفونة كالراكد ‪ .‬وأما أصحاب التنجيم فإن اليوم‬

‫بليلته عند جلهم والجمهور من علمائهم هو من لدن موافاة الشمس فلك نصف‬

‫النهار‬

‫إلى موافاتها إياه في نهار الغد ‪ ،‬وهو قول بين القولين ‪ ،‬فصار ابتداء اليام بلياليها‬

‫عندهم من النصف الظاهر من فلك نصف النهار ‪ ،‬وبنوا على ذلك حسابهم‬

‫واستخرجوا‬

‫عليها مواضع الكواكب بحركاتها المستوية ومواضعها المقومة في دفاتر السنة ‪ ،‬و‬

‫بعضهم آثر النصف الخفي من فلك نصف النهار ‪ ،‬فابتدؤوا به من نصف الليل‬

‫كصاحب‬

‫زيج شهرياران ‪ ،‬ول بأس بذلك ‪ ،‬فإن المرجع إلى أصل واحد ‪.‬‬

‫والذي دعاهم إلى اختيار دائرة نصف النهار دون دائرة الفق هو امور كثيرة‬

‫منها ‪ :‬أنهم وجدوا اليام بلياليها مختلفة المقادير غير متفقة كما يظهر ذلك من‬
‫اختلفها عند الكسوفات ظهورا بينا للحس ‪ ،‬وكان ذلك من أجل اختلف مسير‬

‫الشمس في فلك البروج وسرعته فيه مرة وبطئه اخرى ‪ ،‬واختلف مرور القطع‬

‫من فلك البروج على الدوائر ‪ ،‬فاحتاجوا إلى تعديلها لزالة ما عرض لهم من‬

‫الختلف‬

‫وكان تعديلها بمطالع فلك البروج على دائرة نصف النهار مطردا في جميع المواضع‬

‫إذ كانت هذه الدائرة بعض آفاق الكرة المنتصبة وغير متغيرة اللوازم في جميع‬

‫البقاع من الرض ‪ ،‬ولم يجدوا ذلك في دوائر الفاق ‪ ،‬لختلفها في كل موضع‬

‫وحدوثها لكل واحد من العروض على شكل مخالف لما سواه ‪ ،‬وتفاوت مرور قطع‬

‫فلك البروج عليها ‪ ،‬والعمل بها غير تام ول جار على نظام ‪.‬‬

‫ومنها ‪ :‬أنه ليس بين دوائر أنصاف نهار البلد إل ما بينهما من دائرة معدل‬

‫النهار والمدارات المشبهة بها ‪ ،‬فأما الفاق فإن ما بينها مركب من ذلك ومن‬

‫انحرافها إلى الشمال والجنوب ‪ ،‬وتصحيح أحوال الكواكب ومواضعها إنما هو‬

‫بالجهة التي يلزم من فلك نصف النهار وتسمى الطول ليس له خط في الجهة‬

‫الخرى اللزمة عن الفق وتسمى العرض ‪ ،‬فلجل هذا اختاروا الدائرة التي‬

‫] ‪[ 12‬‬

‫تطرد عليها حسباناتهم وأعرضوا عن غيرها ‪ .‬على أنهم لوراموا العمل بالفاق‬

‫لتهيألهم ولدتهم إلى ما أدتهم إليه دئرة نصف النهار لكن بعد سلوك المسلك البعيد‬
‫وأعظم الخطاء هو تنكب الطريق المستقيم إلى البعد الطول على عمد ‪.‬‬

‫الفائدة الثانية ‪ :‬اعلم أن اليوم قد يطلق على مجموع اليوم والليلة ‪ ،‬وقد‬

‫يطلق على ما يقابل الليل ‪ ،‬وهو يرادف النهار ‪ ،‬ول ريب في أن اليوم والنهار‬

‫الشرعيين مبدؤهما من طلوع الفجر الثاني إلى غيبوبة قرص الشمس عند بعض ‪،‬‬

‫و‬

‫إلى ذهاب الحمرة المشرقية عند أكثر الشيعة ‪ ،‬وعند المنجمين وأهل فارس والروم‬

‫من طلوع الشمس إلى غروبها ‪ .‬وخلط بعضهم بين الصطلحين فتوهم أن اليوم‬

‫الشرعي أيضا في غير الصوم من الطلوع إلى الغروب ‪ ،‬وهذا خطاء ‪ ،‬وقد أوردنا‬

‫اليات والخبار الكثيرة الدالة على ما اخترناه في كتاب الصلوة وأجبنا عن شبه‬

‫المخالفين في ذلك ‪.‬‬

‫قال أبوريحان بعد إيراد ما تقدم منه ‪ :‬هذا الحد هو الذي نحد به اليوم‬

‫على الطلق إذا اشترط الليلة في التركيب ‪ ،‬فأما على التقسيم والتفصيل فإن‬

‫اليوم بانفراده والنهار بمعنى واحد ‪ ،‬وهو من طلوع جرم الشمس إلى غروبه‬

‫والليل بخلف ذلك وعكسه بتعارف من الناس قاطبة فيما بينهم واتفاق من‬

‫جمهورهم‬

‫ل يتنازعون فيه ‪ ،‬إل أن بعض علماء الفقه في السلم حد أول النهار بطلوع الفجر‬

‫وآخره بغروب الشمس ‪ ،‬تسوية منه بينه وبين مدة الصوم ‪ .‬واحتج بقوله تعالى‬

‫" وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط البيض من الخيط السود من الفجر‬
‫ثم أتموا الصيام إلى الليل " ) ‪ ( 1‬فادعى أن هذين الحدين هما طرفا النهار ‪ .‬ول‬

‫تعلق لمن رأى هذا الرأي بهذه الية بوجه من الوجوه ‪ ،‬لنه لو كان أول الصوم‬

‫أول النهار لكان تحديده ما هو ظاهر بين للناس بمثل ما حده به جاريا مجرى‬

‫التكلف لما ل معنى له ‪ ،‬كما لم يحد آخر النهار وأول الليل بمثل ذلك ‪ ،‬إذ هو‬

‫معلوم متعارف ل يجهله أحد ‪ ،‬ولكنه تعالى لما حد أول الصوم بطلوع الفجر ولم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬البقرة ‪. 187 :‬‬

‫] ‪[ 13‬‬

‫يحد آخره بمثله بل أطلقه بذكر الليل فقط لعلم الناس بأسرهم أنه غروب قرص‬

‫الشمس علم أن المراد بما ذكر في الول لم يكن مبدأ النهار ‪ ،‬ومما يدل على‬

‫صحة قولنا قوله تعالى " احل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم إلى قوله‬

‫] تعالى [ ثم أتموا الصيام إلى الليل " ) ‪ ( 1‬فأطلق المباشرة والكل والشرب إلى‬

‫وقت محدود ل الليل كله ‪ ،‬كما كان محظورا على المسلمين قبل نزول هذه الية‬

‫الكل‬

‫والشرب بعد عشاء الخرة ‪ ،‬وما كانوا يعدون صومهم بيوم وبعض ليلته ‪ ،‬بل كانوا‬

‫يذكرونها أياما بإطلق ‪.‬‬

‫فان قيل ‪ :‬إنه أراد بذلك تعريفهم أول النهار ‪ ،‬للزم أن يكون الناس قبل‬

‫ذلك جاهلين بأول اليام والليالي ‪ ،‬وذلك ظاهر المحال ‪ .‬فإن قيل ‪ :‬إن النهار‬
‫الشرعي خلف النهار الوضعي ‪ ،‬فما ذلك إل خلف في العبارة وتسمية شئ باسم‬

‫وقع في التعارف على غيره مع تعري الية عن ذكر النهار وأوله ‪ ،‬والمشاحة في‬

‫مثل ذاك مما نعتزلها ونوافق الخصوم في العبارات إذا وافقونا في المعاني ‪ ،‬وكيف‬

‫يعتقد أمر ظهر للعيان خلفه ؟ فإن الشفق من جهة المغرب هو نظير الفجر من جهة‬

‫المشرق ‪ ،‬وهما متساويان في العلة متوازيان في الحالة ‪ ،‬فلو كان طلوع الفجر أول‬

‫النهار لكان غروب الشفق آخره ‪ ،‬وقد اضطر إلى قبول ذلك بعض الشيعة ) ‪( 2‬‬

‫وعلى‬

‫أن من خالفنا فيما قدمناه يوافقنا في مساواة الليل والنهار مرتين في السنة ‪:‬‬

‫إحداهما في الربيع ‪ ،‬والخرى في الخريف ‪ ،‬ويطابق قوله قولنا في أن النهار‬

‫ينتهي في طوله عند تناهي قرب الشمس من القطب الشمالي ‪ ،‬وأنه ينتهي في‬

‫قصره‬

‫عند تناهي بعدها منه ‪ ،‬وأن ليل الصيف القصر يساوي نهار الشتاء القصر ‪ ،‬وأن‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬البقرة ‪. 187 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬القول باعتبار غروب الشفق لتحقق الليل غير معهود من الشيعة ‪ ،‬والظاهر‬

‫أن منشأ‬

‫الشتباه المشهور ارتفاع الحمرة المشرقية إلى قمة الرأس ‪ .‬ولعله أراد ببعض‬
‫الشيعة أبا الخطاب‬

‫العالى ‪ ،‬فقد روى في السرائر عن عمار الساباطى عن أبي عبدال عليه السلم أنه‬

‫قال ‪ :‬إنما أمرت‬

‫أبا الخطاب أن يصلى المغرب حين تغرب الحمرة من مطلع الشمس عند مغربها‬

‫فجعله هو الحمرة‬

‫التى من قبل المغرب ‪ ،‬فكان يصلى حين يغيب الشفق ‪.‬‬

‫] ‪[ 14‬‬

‫معنى قوله تعالى " يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ) ‪ " ( 1‬وقوله‬

‫تعالى ‪:‬‬

‫" يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ) ‪ " ( 2‬راجع إلى ذلك ‪ ،‬فإن‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 14‬سطر ‪ 3‬إلى صفحه ‪ 22‬سطر ‪3‬‬

‫جهلوا ذلك كلو أو تجاهدوا لم يجدوا بدا من كون النصف النهار الول ست ساعات ‪،‬‬

‫والنصف الخير ست ساعات ‪ ،‬ول يمكنهم التعامي عن ذلك لشيوع الخبر المأثور‬
‫في‬

‫ذكر فضائل السابقين إلى الجامع يوم الجمعة وتفاضل ] أجورهم بتفاضل [ قصورهم‬

‫في الساعات الست التي هي أول النهار إلى وقت الزوال ‪ ،‬وذلك مقول على‬

‫الساعات‬

‫الزمانية المعوجة دون المستوية التي تسمى المعتدلة ‪ ،‬فلو سامحناهم بالتسليم لهم‬

‫في‬

‫دعواهم لوجب أن يكون استواء الليل والنهار حين تكون الشمس بجنبتي النقلب‬

‫الشتوي ويكون ذلك في بعض المواضع دون بعض ‪ ،‬وأن ل يكون الليل الشتوي‬

‫مساويا للنهار الصيفي ‪ ،‬وأن ل يكون نصف النهار موافاة الشمس منتصف ما بين‬

‫الطلوع‬

‫والغروب ‪ ،‬وخلفات هذه اللوازم هي القضايا المقبولة عند من له أدنى بصر ‪،‬‬

‫وليس‬

‫يتحقق لزوم هذه الشناعات إياهم إل من له درية يسيرة بحركات الكر ) ‪. ( 3‬‬

‫فإن تعلق متعلق بقول الناس عند طلوع الفجر " قد أصبحنا وذهب الليل "‬

‫فأين هو عن قولهم عند تقارب غروب الشمس واصفرارها " قد أمسينا وذهب‬

‫النهار و‬

‫جاء الليل " وإنما ذلك إنباء عن دنوه وإقباله وإدبار ما هم فيه ‪ ،‬وذلك جار على‬
‫طريق المجاز والستعارة ‪ ،‬وجائز في اللغة كقول ال تبارك وتعالى " أتى أمر ال‬

‫فل تستعجلوه ) ‪ " ( 4‬ويشهد لصحة قولنا ما روي عن النبي صلى ال عليه وآله‬

‫أنه قال " صلة‬

‫النهار عجماء " وتسمية الناس صله الظهر بالولى لنها الولى من صلوتي‬

‫النهار ‪،‬‬

‫وتسمية صلوة العصر بالوسطى لتوسطها بين الصلة الولى من صلتي النهار‬

‫وبين‬

‫الصلة الولى من صلوات الليل ‪ ،‬وليس قصدي فيما أوردته في هذا الموضع إل‬

‫نفي‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الحج ‪. 16 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الزمر ‪. 5 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬الكر كصرد جمع الكرة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬النحل ‪. 1 :‬‬

‫] ‪[ 15‬‬

‫ظن من يظن أن الضروريات تشهد بخلف ما يدل عليه القرآن ‪ ،‬ويحتج لثبات‬

‫ظنه بقول أحد الفقهاء والمفسرين وال الموفق للصواب ) انتهى كلمه ( ‪.‬‬

‫وأقول ‪ :‬سيأتي جواب ذلك كله ‪ ،‬والدلئل الكثيرة الدالة على خلفه ‪ ،‬وما‬

‫ذكره على تقدير تمامه ل ينافي ما ادعيناه مع أن عرف الشرع بل العرف العام قد‬
‫استقر على أن ابتداء اليوم والنهار طلوع الفجر الثاني ) ‪ ( 1‬وأكثر ما ذكره يدل‬

‫على أنه بحسب الحساب والقواعد النجومية أو لهما طلوع الشمس ‪ ،‬ول مشاحة‬

‫في ذلك ‪ .‬وقوله لو كان أول الصوم أول النهار إلخ فالجواب أنه لما كان أول النهار‬

‫عند أهل الحساب طلوع الشمس بين سبحانه أن المراد هنا اليوم الشرعي ‪ ،‬كما‬

‫أنه لما كانت اليد تطلق على معان قال في آية الوضوء " إلى المرافق " لتعيين أحد‬

‫المعاني ‪ ،‬ولما لم يكن في آخر النهار اختلف في الصطلح لم يتعرض لتعيينه ‪ ،‬و‬

‫إنما استقر العرف العام والخاص على جعل أول النهار الفجر وأول الليل‬

‫الغروب لما سيأتي أن الناس لما كانوا في الليل فارغين عن أعمالهم الضرورية‬

‫للظلمة‬

‫المانعة فاغتنموا شيئا من الضياء لحركتهم وتوجههم إلى أعمالهم الدينية والدنيوية‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الظاهر ان المتبادر من الليل والنهار هو ما بين غروب‬

‫الشمس إلى طلوعها وما بين‬

‫طلوعها إلى غيبوبتها ‪ ،‬وأما تحديد بعض العبادات كالصوم بغير هذيه الحدين فل‬

‫يدل على أن للفظة‬

‫اليوم اوالنهار معنى شرعيا مغائرا لمعناه العرفى واللغوى ‪ ،‬ودعود دللة آية‬

‫الصوم على كون‬


‫مبدء اليوم الشرعى طلوع الفجر ممنوعة ‪ ،‬لن الية انما تتعرض لوقت الصوم‬

‫وليس فيها ذكر من‬

‫اليوم والنهار ول دللة لها على كون مبدأ الصوم هو مبدأ النهار بعينه ‪ .‬نعم يظهر‬

‫من قوله تعالى ‪:‬‬

‫" ثم اتموا الصيام إلى الليل " ان منتهاه هو مبدأ الليل فبناء على ما هو المشهور‬

‫بين الشيعة من‬

‫اعتبار ذهاب الحمرة المشرقية يقع الكلم في ان مبدأ الليل العرفى هو غروب‬

‫الشمس فاعتبار‬

‫امر زائد عليه يدل على ان مبدأه عند الشرع غير ذلك ‪ ،‬ولقائل أن يقول ‪ :‬إن استتار‬

‫القرص‬

‫لما كان يختلف في الراضى المتقاربة لجل حيلولة الجبال الشاهقة بل التلل‬

‫المرتفعة جعل‬

‫ارتفاع الحمرة كاشفا عن تحقق الغروب في الراضى المتفقة الفق ‪ .‬ويؤيد ذلك‬

‫رواية ابن ابى‬

‫عمير عن الصادق عليه السلم " فاذا جازت يعن الحمرة قمة الرأس إلى ناحية‬

‫المغرب فقد‬

‫وجب الفطار وسقط القرص " وفي روايه اخرى " والدليل على غروب الشمس‬

‫ذهاب الحمرة من‬


‫جانب المشرق " ‪.‬‬

‫] ‪[ 16‬‬

‫وفي الليل بالعكس لنهم لما كلوا وملوا من حركات النهار وأعماله اغتنموا شيئا‬

‫من الظلمة لتركهم ذلك ‪ ،‬فلذا اختلف المر في أول النهار وآخره ‪ ،‬وما وقع في‬

‫الشرع من أن الزوال نصف النهار فهو على التقريب والتخمين ‪ ،‬وما ذكره من‬

‫استواء الليل والنهار في العتدالين فمعلوم أنه مبني على اصطلح المنجمين ‪،‬‬

‫وسيأتي‬

‫الكلم في جميع ذلك في كتاب الصله إن شاء ال تعالى ‪.‬‬

‫الفائدة الثالثة ‪ :‬ل ريب في أن الليل بحسب الشرع مقدم على اليوم فما‬

‫ورد في ليلة الجمعة مثل إنما هي الليلة المتقدمة لالمتأخرة ‪ ،‬وما يعتبره المنجمون‬

‫وبعض العرب من تأخير الليلة فهو محض اصطلح منهم ‪ ،‬ول يبتني عليه شئ من‬

‫أحكام‬

‫الشريعة ‪ .‬ومما يدل عليه ما رواه الكليني في الروضة بسند موثق عن عمر بن‬

‫يزيد‬

‫قال ‪ :‬قلت لبي عبدال عليه السلم ‪ :‬إن المغيرية يزعمون أن هذا اليوم لهذه الليلة‬

‫المستقبلة ‪ ،‬فقال ‪ :‬كذبوا ‪ ،‬هذا اليوم لليلة الماضية ‪ ،‬إن أهل بطن نخلة حيث رأوا‬

‫الهلل قالوا ‪ :‬قد دخل الشهر الحرام ) ‪( 1‬‬


‫وتوضيحه ‪ :‬أن المغيرية هم أتباع المغيرة بن سعد البجلي ‪ ،‬وهو من‬

‫المذمومين المطعونين ‪ ،‬وقد روى الكشي أخبارا كثيرة في أنه كان من الكذابين‬

‫على أبي جعفر عليه السلم وروي أنه كان يدعو الناس إلى محمد بن عبدال بن‬

‫الحسن ‪ ،‬و‬

‫كان من الزيدية التبرية ‪ .‬وفي بعض النسخ " المغيرة " أي الذين غيروا دين ال‬

‫من المخالفين ‪ .‬وقصة بطن نخلة هي ما ذكره المفسرون والمورخون أن النبي‬

‫صلى ال عليه وآله بعث عبدال بن جحش ومعه ثمانية رهط من المهاجرين ‪ ،‬وقيل‬

‫اثنا عشر ‪ ،‬وأمره أن ينزل " نخلة " بين مكة والطائف ‪ ،‬فيرصد قريشا ويعلم‬

‫أخبارهم‬

‫فانطلقوا حتى هبطوا نخلة ‪ ،‬فوجدوا بها عمرو بن الحضرمي في عير تجارة قريش‬

‫في آخر يوم من جمادى الخرة ‪ ،‬وكانوا يرون أنه من جمادى وهو رجب ‪ ،‬فاختصم‬

‫المسلمون ‪ ،‬فقال قائل منهم ‪ ،‬هذا غرة من عدو ‪ ،‬وغنم ) ‪ ( 1‬رزقتموه ‪ ،‬فل ندري‬

‫أمن‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬روضة الكافى ‪. 332 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الفرة ‪ :‬الغفلة ‪ ،‬والغنم كالقفل الغنيمة ‪.‬‬

‫] ‪[ 17‬‬
‫الشهر الحرام هذا اليوم أم ل ‪ ،‬فقال قائل منهم ‪ ،‬ل نعلم هذا اليوم إل من الشهر‬

‫الحرام ‪ ،‬ول نرى أن تستحلوه لطمع اشفيتم عليه ‪ ،‬فشدوا على ابن الحضرمي‬

‫فقتلوه وغنموا عيره ‪ ،‬فبلغ ذلك كفار قريش فركب وفدهم حتى قدموا على‬

‫النبي صلى ال عليه وآله فقالوا ‪ :‬أيحل القتال في الشهر الحرام ؟ فأنزل ال تعالى‬

‫" يسئلونك‬

‫عن الشهر الحرام قتال فيه الية ) ‪ " ( 1‬ويظهر من هذا الخبر كما ورد فيه بعض‬

‫السير ‪ ،‬أيضا أنهم إنما فعلوا ذلك بعد رؤية هلك رجب وعلمهم بكونه منه ‪،‬‬

‫واستشهاده‬

‫عليه السلم بأن الصحابة حكموا بعد رؤية الهلل بدخلول رجب ‪ ،‬فالليل سابق‬

‫على النهار ومحسوب مع اليوم الذي بعده يوما ‪ ،‬وما سبق من تقدم خلق النهار‬

‫على الليل ل ينافي ذلك كما ل يخفى ‪.‬‬

‫الفائدة الرابعة ‪ :‬اعلم أنهم يقسمون كل من اليوم الحقيقي واليوم الوسطي‬

‫إلى أربعة وعشرين قسما متساوية يسمونها بالساعات المستوية والمعتدلة ‪،‬‬

‫وأقسام‬

‫اليوم الحقيقي تسمى بالحقيقية ‪ ،‬والوسطي بالوسطية وقد يقسمون كل من‬

‫الليل والنهار في أي وقت كان باثنتي عشرة ساعة متساوية ‪ ،‬ويسمونها بالساعات‬

‫المعوجة ل ختلف مقاديرها باختلف اليام طول وقصرا بخلف المستوية‬

‫فانها تختلف أعدادها ول تختلف مقاديرها ‪ ،‬والمعوجة بعكسها ‪ ،‬وتسمى المعوجة‬


‫بالساعات الزمانية أيضا لنها نصف سدس زمان النهار أو زمان الليل ‪ ،‬وكثير من‬

‫الخبار مبنية على هذا الصطلح كما أو مأنا إليه ‪ ،‬والساعتان تستويان في خط‬

‫الستواء أبدا ‪ ،‬وعند حلول الشمس أحد العتدالين في سائر الفاق ‪ .‬وقد تطلق‬

‫الساعة في الخبار على مقدار من أجزاء الليل والنهار مختص بحكم معين أو صفة‬

‫مخصوصة ‪ ،‬كساعة ما بين طلوع الفجر والشمس ‪ ،‬وساعة الزوال ‪ ،‬والساعة بعد‬

‫العصر‬

‫وساعة آخر الليل ‪ ،‬وأشباه ذلك ‪ ،‬بل على مقدار من الزمان وإن لم يكن من‬

‫أجزاء الليل والنهار كالساعة التي تطلع على يوم القيامة ‪ ،‬كما أن اليوم قد يطلق‬

‫على مقدار من الزمان مخصوص بواقعة أو حكم كيوم القيامة ويوم حنين ‪ ،‬وقال‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬البقرة ‪. 217 :‬‬

‫] ‪[ 18‬‬

‫تعالى " وذكرهم بأيام ال " ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 12‬الكافى ‪ :‬عن محمد بن يحيى ‪ ،‬عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد والحسين‬

‫بن سعيد‬

‫جميعا ‪ ،‬عن النضر ‪ ،‬عن يحيى الحلبي ‪ ،‬عن المثنى ‪ ،‬عن أبي بصير ‪ ،‬عن أبي‬

‫عبدال‬

‫عليه السلم في قوله عزوجل " كأنما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما ) ‪( 2‬‬

‫"‬
‫قال ‪ :‬أما ترى البيت إذا كان الليل أشد سوادا من خارج ؟ فكذلك هم يزدادون‬

‫سوادا ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 13‬التهذيب ‪ :‬بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى ‪ ،‬عن علي بن الحكم‬

‫عن سيف عن أبي بكر الحضرمي ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت أبا عبدال عليه السلم فقلت ‪ :‬متى‬

‫اصلي‬

‫ركعتي الفجر ؟ قال ‪ :‬حين يعترض الفجر ‪ ،‬وهو الذي تسميه العرب " الصديع " ‪.‬‬

‫بيان ‪ :‬في القاموس ‪ :‬الصديع كأمير الصبح ‪ .‬وفي الساس ‪ :‬ومن المجاز‬

‫انصدع الفجر وطلع الصديع ‪ ،‬وهو الفجر ‪.‬‬

‫‪. 15‬‬

‫* ) باب ( *‬

‫* ) ما روى في سعادة أيام السبوع ونحوستها ( *‬

‫‪ 1‬الخصال ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن علي بن عبديد ) ‪( 4‬‬

‫الشعري ‪ ،‬عن ابن محبوب ‪ ،‬عن حبيب السجستاني ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم‬

‫قال ‪:‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله يوم الجمعة يوم عبادة فتعبدوا ل عزوجل فيه ‪،‬‬

‫ويوم السبت‬

‫لل محمد عليهم السلم ‪ ،‬ويوم الحد لشيعتهم ‪ ،‬ويوم الثنين يوم بني امية ‪ ،‬ويوم‬

‫الثلثاء‬
‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬ابراهيم ‪. 5 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬يونس ‪. 27 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬روضة الكافى ‪. 253 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬وفي بعض النسخ " عبديل " ولم نجد منهما ذكرا في تراجم العامه‬

‫والخاصة ‪ ،‬و‬

‫الظاهر أن الصواب كما في المصدر " على بن اسحاق الشعرى " وهو على بن‬

‫اسحاق بن عبدال‬

‫الشعرى الذى وثقه النجاشى ‪.‬‬

‫] ‪[ 19‬‬

‫يوم لين ‪ ،‬ويوم الربعاء لبني العباس وفتحهم ) ‪ ( 1‬ويوم الخميس يوم مبارك‬

‫بورك‬

‫لمتي في بكورها فيه ) ‪. ( 2‬‬

‫بيان ‪ :‬ضمير " بكورها " راجع إلى المة ‪ ،‬أي مباكرتهم في طلب الحوائج‬

‫وتوجههم إليها بكرة ‪.‬‬

‫‪ 2‬الخصال ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار ‪ ،‬عن سهل بن زياد ‪ ،‬عن‬

‫عمر بن سفيان ‪ ،‬رفع الحديث إلى أبي عبدال عليه السلم أنه قال لرجل من‬

‫مواليه ‪:‬‬

‫يا فلن ‪ ،‬مالك لم تخرج ؟ قال ‪ :‬جعلت فداك ‪ ،‬اليوم الحد ‪ .‬قال ‪ :‬وما للحد ؟‬
‫قال ‪ :‬الرجل ‪ :‬للحديث الذي جاء عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال ‪ :‬احذروا حد‬

‫الحد‬

‫فإن له حدا مثل حد السيف ‪ .‬قال ‪ :‬كذبوا ‪ ،‬كذبوا ‪ ،‬ما قال ذاك رسول ال صلى ال‬

‫عليه وآله‬

‫فإن الحد اسم من أسماء ال عزوجل ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬جعلت فداك ‪ ،‬فالثنين ؟‬

‫قال ‪ :‬سمي باسمهما ‪ ،‬قال الرجل ‪ :‬سمي باسمهما ولم يكونا ؟ فقال له أبوعبدال‬

‫عليه السلم ‪ :‬إذا حدثت فافهم ‪ ،‬إن ال تبارك وتعالى قد علم اليوم الذي يقبض فيه‬

‫نبيه صلى ال عليه وآله واليوم الذي يظلم فيه وصيه ‪ ،‬فسماه باسمهما ‪ .‬قال ‪ :‬قلت‬

‫‪ :‬فالثلثاء ؟ قال ‪:‬‬

‫خلقت يوم الثلثاء النار ‪ ،‬وذلك قوله عزوجل " انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون‬

‫انطلقوا‬

‫إلى ظل ذي ثلث شعب * ل ظليل ول يغني من اللهب ) ‪ " ( 3‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬فالربعاء‬

‫؟ قال ‪:‬‬

‫بنيت أربعة أركان للنار ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬فالخميس ؟ قال ‪ :‬خلق ال الخمسة ) ‪ ( 4‬يوم‬

‫الخميس قال ‪ :‬قلت ‪ :‬فالجمعة ؟ قال ‪ :‬جمع ال عزوجل الخلق لوليتنا يوم الجمعة ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬فالسبت ؟ قال ‪ :‬سبت الملئكة لربها يوم السبت ‪ ،‬فوجدته لم يزل واحدا‬

‫)‪.(5‬‬
‫بيان ‪ " :‬باسمهما " أي باسم أبي بكر وعمر ‪ .‬والخمسة أصحاب العباء عليهم‬

‫السلم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬ليس في المصدر لفظة " وفتحهم " ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬الخصال ‪. 26 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬المرسلت ‪. 31 29 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬في المصدر ‪ :‬الجنة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬الخصال ‪. 26 :‬‬

‫] ‪[ 20‬‬

‫] سبت الملئكة [ أي قطعت أعمالها للتفكر في ذاته تعالى ‪ :‬قال الراغب في مفرداته‬

‫‪:‬‬

‫أصل السبت قطع العمل ‪ ،‬ومنه سبت السير أي قطعه ‪ ،‬وسبت شعره حلقه وأنفه‬

‫اصطلمه ‪ ،‬وقيل سمي يوم السبت لن ال تعالى ابتدأ بخلق السماوات والرض‬

‫يوم الحد فخلقها في ستة أيام كما ذكره فقطع عمله يوم السبت فسمي بذلك ‪.‬‬

‫‪ 3‬الخصال ‪ :‬عن محمد بن موسى بن المتوكل ‪ ،‬عن علي بن إبراهيم ‪ ،‬عن‬

‫عبدال بن أحمد الموصلي ‪ ،‬عن الصقر بن أبي دلف الكرخي ‪ ،‬قال ‪ :‬لما حلم‬

‫المتوكل‬

‫سيدنا أبا الحسن العسكري عليه السلم جئت أسأل عن خبره ‪ ،‬قال ‪ :‬فنظر إلى‬

‫الزراقي‬
‫وكان حاجبا للمتوكل فأمر أن ادخل إليه ‪ ،‬فأدخلت إليه فقال ‪ :‬يا صقر ماشأنك ؟‬

‫فقلت ‪ :‬خير أيها الستاد ‪ ،‬فقال ‪ :‬اقعد ‪ ،‬فأخذني ما تقدم وما تأخر وقلت أخطأت‬

‫في المجئ ‪ ،‬قال ‪ :‬فوحى الناس عنه ثم قال لي ‪ :‬ما شأنك وفيم جئت ؟ قلت ‪ :‬لخبرما‬

‫)‪(1‬‬

‫فقال لعلك تسأل عن خبر مولك ) ‪ ! ( 2‬فقلت له ‪ :‬ومن مولي ؟ مولي‬

‫أميرالمؤمنين ‪ .‬فقال ‪ :‬اسكت ! مولك ] مولك [ هو الحق ‪ ،‬فل تحتشمني فإني‬

‫علي مذهبك ‪ .‬فقلت ‪ :‬الحمدل ‪ ،‬قال ‪ :‬أتحب أن تراه ؟ قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬اجلس‬

‫حتى يخرج صاحب البريد من عنده ‪ ،‬قال ‪ :‬فجلست فلما خرج قال لغلم له ‪:‬‬

‫خذ بيد الصقر وأدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس وخل بينه وبينه ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬فأخلني إلى الحجرة ‪ ،‬وأومأ إلى بيت فدخلت فإذا هو عليه السلم جالس على‬

‫صدر حصير وبحذائه قبر محفور ‪ ،‬قال ‪ :‬فسلمت عليه فرد علي ثم أمرني بالجلوس‬

‫ثم قال لي ‪ :‬يا صقر ما أتى بك ؟ قلت ‪ :‬سيدي جئت أتعرف خبرك ‪ .‬قال ‪ :‬ثم‬

‫نظرت إلى القبر فبكيت ‪ ،‬فنظر إلى فقال ‪ :‬يا صقر ل عليك ‪ ،‬لن يصلوا إلينا بسوء‬

‫الن ‪ .‬فقلت ‪ :‬الحدل ‪ ،‬ثم قلت ‪ :‬يا سيدي حديث يروى عن النبي صلى ال عليه‬

‫وآله ل‬

‫أعرف معناه ‪ ،‬قال ‪ :‬وما هو ؟ فقلت ‪ :‬قوله " ل تعادوا اليام فتعاديكم " ما معناه ؟‬

‫فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬اليام نحن ما قامت السماوات والرض ‪ ،‬فالسبت اسم رسول ال‬
‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬لخير ما ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬عن خبر صاحبك ومولك ) خ ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 21‬‬

‫صلى ال عليه وآله والحد كناية عن أميرالمؤمنين عليه السلم والثنين الحسن‬

‫والحسين‬

‫والثلثاء علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد ‪ ،‬والربعاء موسى بن‬

‫جعفر‬

‫وعلي بن موسى ومحمد بن علي وأنا ‪ ،‬والخميس ابني الحسن بن علي ‪ ،‬والجمعة‬

‫ابن ابني ‪ ،‬وإليه تجتمع عصابة الحق ‪ ،‬وهو الذي يملؤها قسطا وعدل كما‬

‫ملئت ظلما وجورا ‪ .‬فهذا معنى اليام ‪ ،‬فل تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الخرة‬

‫ثم قال عليه السلم ‪ :‬ودع واخرج فل آمن عليك ‪.‬‬

‫قال الصدوق ره ‪ :‬اليام ليست بأئمة ولكن كني بها عن الئمة لئل‬

‫يدرك معناه غير أهل الحق ‪ ،‬كما كنى ال عزوجل بالتين والزيتون وطور سينين‬

‫وهذا البلد المين عن النبي وعلي والحسن والحسين ‪ ،‬وكما كنى عزوجل‬

‫بالنعاج عن النساء على قول من روى ذلك في قصة داود والخصمين ‪ ،‬وكما كنى‬

‫بالسير في الرض عن النظر في القرآن ‪ ،‬سئل الصادق عليه السلم عن قول ال‬

‫عزوجل‬

‫" أولم يسيروا في الرض ) ‪ " ( 1‬قال ‪ :‬معناه أولم ينظروا في القرآن ‪ ،‬وكما كنى‬
‫عزوجل بالسر عن النكاح في قوله عزوجل " ولكن ل تواعدوهن سرا ) ‪" ( 2‬‬

‫وكما كنى عزوجل بأكل الطعام عن التغوط فقال في عيسى وامه " كانا يأكلن‬

‫الطعام ) ‪ " ( 3‬ومعناه أنهما كانا يتغوطان ‪ ،‬وكما كنى بالنحل عن رسول ال صلى‬

‫ال عليه وآله‬

‫في قوله " وأوحى ربك إلى النحل ) ‪ " ( 4‬ومثل هذا كثير ) ‪. ( 5‬‬

‫بيان ‪ " :‬فأخذني ما تقدم " أي بالسؤال عما تقدم وعما تأخر ‪ ،‬أي عن المور‬

‫المختلفة لستعلم حالي وسبب مجيئي ‪ ،‬لذا ندم على الذهاب إليه لئل يطلع على‬

‫حاله ومذهبه ‪ ،‬أو الموصول فاعل " أخذني " بتقدير ‪ ،‬أي أخذني التفكر فيما تقدم‬

‫من المور من ظنه التشيع بي وفيما تأخر مما يترتب على مجيئي من المفاسد ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الروم ‪. 9 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬البقرة ‪. 235 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬المائدة ‪. 75 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬النحل ‪. 68 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬الخصال ‪. 34 33 :‬‬

‫] ‪[ 22‬‬

‫" فوحى الناس " أي أشار إليهم أن يبعدوا عنه ‪ ،‬أو على بناء التفعيل أي عجلهم‬

‫في‬

‫الذهاب عنه ‪ ،‬أو ] هو [ على بناء المجرد والناس فاعل أي أسرعوا في الذهاب قال‬
‫في المصباح ‪ :‬الوحي الشارة ‪ ،‬والوحى السرعة يمد ويقصر ‪ ،‬وموت وحي مثل‬

‫سريع‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 22‬سطر ‪ 4‬إلى صفحه ‪ 30‬سطر ‪4‬‬

‫وزنا ومعنى ‪ ،‬يقال وحيت الذبيحة أحيها من باب وعد ‪ :‬ذبحتها ذبحا وحيا ‪ ،‬ووحى‬

‫الدواء للموت توحية ‪ :‬عجله ‪ ،‬وأوحاه باللف مثله ) انتهى ( وصاحب البريد ‪:‬‬

‫الرسول المستعجل ‪ ،‬إذالبريد ‪ ،‬يطلق على الرسول وعلى دابته ‪ ،‬ويحتمل أن يراد‬

‫به هنا رئيس هذه الطائفة ‪ ،‬في القاموس ‪ :‬البريد المرتب والرسل على دواب البريد‬

‫)‪.(1‬‬

‫وفي الصحاح ‪ :‬البريد ‪ :‬المرتب ‪ ،‬يقال ‪ :‬حمل فلن على البريد ‪ .‬وصاحب البريد قد‬

‫أبرد إلى المير فهو مبرد ‪ ،‬والرسول بريد ) ‪ . ( 2‬وفي النهايه ‪ :‬البريد كلمة‬

‫فارسية‬

‫يرادبها في الصل البغل ‪ ،‬وأصلها " بريده دم " أي محذوف الذنب ‪ ،‬لن بغال‬

‫البريد‬
‫كانت محذوفة الذناب كالعلمة لها فاعربت وخففت ‪ ،‬ثم سمي الرسول الذي يركبه‬

‫بريدا ‪ ،‬والمسافة التي بين السكتين بريدا ) ‪ ) ( 3‬انتهى ( ‪.‬‬

‫" ل عليك " أي ل حزن عليك ‪ ،‬والكناية عن العسكري عليه السلم بالخميس إما‬

‫لكون إمامته أو ولدته في يوم الخمسين وإن كان ضبط بعضهم مخالفا لذلك ‪ ،‬إذا‬

‫لكثر‬

‫لم يعينوا خصوص اليوم ‪ ،‬أو لن سني إمامته خمس سنين إذالسنة السادسة لم‬

‫تكمل‬

‫أو لنه عليه السلم خامس ] من [ سمي أو كني بالحسن ‪ ،‬أو لنه متصل بالقائم‬

‫عليه السلم‬

‫المكني عنه بالجمعة ‪ ،‬أو لعلة اخرى ل نعرفها ‪ .‬ولعل هذه من بطون الخبر فإن‬

‫لخبارهم عليهم السلم ظهرا وبطيا كالقرآن ‪ ،‬ويكون ظاهره أيضا مرادا بأن يكون‬

‫المعنى‬

‫أن النشؤم والتطير بها يوجب تأثيرها وهذا معنى معاداتها ) ‪ ( 4‬لهم ‪ ،‬فأما‬

‫المتوكلون‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬القاموس ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 277‬‬

‫) ‪ ( 2‬الصحاح ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 444‬‬

‫) ‪ ( 3‬النهاية ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪ . 72‬ثم قال ‪ :‬السكة موضع كان يسكنه الفيوج المرتبون‬

‫من بيت‬
‫أو قبة أو رباط وكان يرتب في كل سكة بغال ‪ ،‬وبعد ما بين السكتين فرسخان وقيل‬

‫أربعة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬معاداتهم ) خ ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 23‬‬

‫على ال المتوسلون بولء أهل البيت عليهم السلم فل تضرهم نحوسة اليام‬

‫والساعات كما‬

‫سيأتي في رواية الشيخ في مجالسه ‪.‬‬

‫‪ 4‬العلل والعيون والخصال ‪ :‬عن محمد بن عمرو البصري ‪ ،‬عن محمد بن عبدال‬

‫الواعظ ‪ ،‬عن عبدال بن أحمد بن عامر الطائي ‪ ،‬عن أبيه ) ‪ ( 1‬عن الرضا ‪ ،‬عن‬

‫آبائه‬

‫عليهم السلم قال ‪ :‬سأل الشامي أميرالمؤمنين عليه السلم عن أيام وما يجوز فيها‬

‫من‬

‫العمل ‪ ،‬فقال عليه السلم ‪ :‬يوم السبت يوم مكر وخديعة ‪ ،‬ويوم الحد يوم عرس )‬

‫‪ ( 2‬وبناء‬

‫ويوم الثنين يوم سفر وطلب ‪ ،‬ويوم الثلثاء يوم حرب ودم ‪ ،‬ويوم الربعاء يوم‬

‫شوم‬

‫فيه يتطير الناس ‪ ،‬ويوم الخميس يوم الدخلول على المراء وقضاء الحوائج ‪ ،‬ويوم‬
‫الجمعة يوم خطبة ونكاح ) ‪. ( 3‬‬

‫قال الصدوق ره ‪ :‬يوم الثنين يوم سفر إلى موضع الستسقاء والطلب‬

‫للمطر ) ‪. ( 4‬‬

‫بيان ‪ :‬يمكن حمل ماورد في الثنين على التقية ‪.‬‬

‫‪ 5‬العيون ‪ :‬عن أبيه ومحمد بن الحسن ‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار وأحمد بن‬

‫إدريس معا ‪ ،‬عن محمد بن أحمد الشعري ‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبدال البرقي ‪ ،‬عن‬

‫أبيه‬

‫عن بكر بن صالح الجعفري ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول ‪ :‬قلموا‬

‫أظفاركم‬

‫يوم الثلثاء ‪ ،‬واستحموا يوم الربعاء ‪ ،‬وأصيبوا من الحجام ) ‪ ( 5‬حاجتكم يوم‬

‫الخميس‬

‫وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة ) ‪. ( 6‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬السند عامى غير مرضى ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصادر الثلث " يوم غرس " بالمعجمة " وهو الظهر لما يأتى من ان‬

‫يوم الجمعة‬

‫يوم خطبة ونكاح ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬العلل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪ ، 285‬العيون ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 247‬‬

‫) ‪ ( 4‬الخصال ‪. 27 :‬‬
‫) ‪ ( 5‬الحجامة ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 6‬العيون " ج ‪ ، 1‬ص ‪. 279‬‬

‫] ‪[ 24‬‬

‫الخصال ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن محمد العطار ‪ ،‬عن الشعري عن البرقي مثله ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 6‬العلل ‪ :‬في خبر ابن سلم أنه سأل النبي صلى ال عليه وآله عن أول يوم خلق‬

‫ال‬

‫عزوجل ‪ ،‬قال ‪ :‬يوم الحد ‪ ،‬قال ‪ :‬ولم سمي يوم الحد ؟ قال ‪ :‬لنه واحد‬

‫محدود ‪ ،‬قال ‪ :‬فالثنين ؟ قال ‪ :‬هو اليوم الثاني من الدنيا ‪ ،‬قال ‪ :‬والثلثاء ؟ قال ‪:‬‬

‫الثالث‬

‫من الدنيا ‪ ،‬قال ‪ :‬فالربعاء ؟ قال ‪ :‬اليوم الرابع من الدنيا ‪ ،‬قال ‪ :‬فالخميس ؟‬

‫قال ‪ :‬هو يوم خامس من الدنيا ‪ ،‬وهو يوم أنيس لعن فيه إبليس ورفع فيه إدريس ‪،‬‬

‫قال ‪:‬‬

‫فالجمعة ؟ قال ‪ :‬هو يوم مجموع له الناس ‪ ،‬وذلك يوم مشهود ‪ ،‬ويوم ) ‪ ( 2‬شاهد‬

‫و‬

‫مشهود ‪ .‬قال ‪ :‬فالسبت ؟ قال ‪ :‬يوم مسبوت ‪ ،‬وذلك قوله عزوجل في القرآن " ولقد‬

‫خلقنا السماوات والرض وما بينهما في ستة أيام ) ‪ " ( 3‬فمن الحد إلى الجمعة‬

‫ستة‬
‫أيام ‪ ،‬والسبت معطل ) ‪. ( 4‬‬

‫بيان ‪ " :‬لنه واحد محدود " لعل المعنى أنه أول زمان حد أوله وآخره‬

‫فصار يوما ‪ ،‬لنه أول يوم خلق فيه العالم ‪ ،‬وقبله لم يكن زمان محدود كذلك ‪،‬‬

‫فينطبق على ما بعده وعلى سائر الخبار " ومشهود " أي مشهود فيه أوله ‪ ،‬وهو‬

‫شاهد‬

‫لمن أتى الجمعة " يوم مسبوت " أي مقطوع فيه خلق العالم ‪.‬‬

‫‪ 7‬مجالس ابن الشيخ ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي محمد الفحام ‪ ،‬عن محمد بن أحمد‬

‫المنصوري ‪ ،‬عن سهل بن يعقوب الملقب بأبي نواس ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت للعسكري عليه‬

‫السلم‬

‫ذات يوم ‪ :‬يا سيدي ! قد وقع إلي اختيارات اليام عن سيدنا الصادق عليه السلم‬

‫مما‬

‫حدثني به الحسن بن عبدال بن مطهر ‪ ،‬عن محمد بن سليمان الديلمي ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬

‫عن‬

‫سيدنا الصادق عليه السلم في كل شهر فأعرضه عليك ؟ فقال لي ‪ :‬افعل ‪ ،‬فلما‬

‫عرضته‬

‫عليه وصححته قلت له ‪ :‬يا سيدي في أكثر هذه اليام قواطع عن المقاصد لما ذكر‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الخصال ‪. 31 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬وهو شاهد ‪.‬‬


‫) ‪ ( 3‬سورة ق ‪. 38 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬العلل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 156‬‬

‫] ‪[ 25‬‬

‫فيها من النحس ) ‪ ( 1‬والمخاوف ‪ ،‬فتدلي على الحتراز من المخاوف فيها ؟ فإنما‬

‫تدعوني الضرورة إلى التوجه في الحوائج فيها ‪ ،‬فقال لي ‪ :‬يا سهل ! إن لشيعتنا‬

‫بوليتنا لعصمة لوسلكوا بها في لجة البحار الغامرة ‪ ،‬وسباسب البيد ) ‪ ( 2‬الغائرة )‬

‫‪(3‬‬

‫بين سباع وذئاب وأعادي الجن والنس لمنوا من مخاوفهم بوليتهم لنا ‪ ،‬فثق‬

‫بال عزوجل وأخلص في الولء لئمتك الطاهرين وتوجه حيث شئت ‪ ،‬واقصد‬

‫ما شئت إذا أصبحت وقلت ثلثا ‪:‬‬

‫أصبحت اللهم معتصما بذمامك المنيع الذي ل يطاول ول يحاول ‪ ،‬من كل‬

‫طارق وغاشم من سائر ما خلقت ومن خلقت من خلقك الصامت والناطق في جنة‬

‫من كل مخوف بلباس سابغة ولء أهل بيت نبيك ‪ ،‬ومحتجزا ؟ ) ‪ ( 4‬من كل قاصد‬

‫إلى‬

‫أذية بجدار حصين ) ‪ ( 5‬الخلص في العتراف بحقهم والتمسك بحبلهم جميعا ‪،‬‬

‫موقا‬

‫أن الحق لهم ومعهم وفيهم وبهم ‪ ،‬اوالي من والوا واجانب من جانبوا ‪ ،‬فأعذني‬

‫اللهم بهم من شر كل ما أتقيه يا عظيم ‪ ،‬حجزت العادي عني ببديع السماوات‬


‫والرض إنا جعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم ل يبصرون ‪.‬‬

‫وقلتها عشيا ثلثا حصلت في حصن من مخاوفك وأمن من محذورك ‪ ،‬فإذا أردت‬

‫التوجه في يوم قد حذرت فيه فقدم أمام توجهك ‪ :‬الحمد ل رب العالمين‬

‫والمعوذتين ‪ ،‬وآية الكرسي ‪ ،‬وسورة القدر ‪ ،‬وآخر آية في سورة آل عمران ‪ ،‬و‬

‫قل ‪ :‬اللهم بك يصول الصائل ‪ ،‬وبقدرتك يطول الطائل ‪ ،‬ول حول لكل ذي حول‬

‫إل بك ‪ ،‬ول قوة يمتارها ذوقوة إل منك ‪ ،‬بصفوتك من خلقك وخيرتك من بريتك‬

‫محمد نبيك وعترته وسللته عليه وعليهم السلم صل عليهم واكفني شر هذا اليوم‬

‫وضرره‬

‫وارزقني خيره ويمنه ‪ ،‬واقض لي في متصر فاتي بحسن العاقبة وبلوغ المحبة ‪ ،‬و‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬التحذير ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬البيداء ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬الغابرة ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬محتجبا ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬حصن ) خ ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 26‬‬

‫الظفر بالمنية وكفاية الطاغية الغوية ‪ ،‬وكل ذي قدرة لي على أذية ‪ ،‬حتى‬

‫أكون في جنة وعصمة ‪ ،‬من كل بلء ونقمة ‪ ،‬وأبدلني من المخاوف أمنا ‪ ،‬ومن‬
‫العوائق فيه يسرا ‪ ،‬حتى ل يصدني صاد عن المراد ‪ ،‬ول يحل بي طارق من أذى‬

‫العباد ‪ ،‬إنك على كل شئ قدير ‪ ،‬والمور إليك تصير ‪ ،‬يا من ليس كمثله شئ‬

‫وهو السميع البصير ‪.‬‬

‫بيان ‪ :‬اللجة بالضم ‪ :‬معظم الماء ‪ ،‬ويقال غمر الماء أي كثر ‪ ،‬وغمره الماء‬

‫أي غطاه ‪ ،‬والسبسب ‪ :‬المفازة أو الرض المستوية البعيدة ‪ ،‬بلد سبسب وسباسب ‪.‬‬

‫والبيد بالكسر ‪ :‬جمع البيداء ‪ ،‬وهي الفلة أي الرض الخالية ل ماء فيها والغائرة‬

‫من الغور أي المنخفضة ‪ ،‬فإنها أهول ‪ ،‬وفي بعض النسخ بالباء الموحدة من الغبار‬

‫فإنه ل يهتدى إلى الخروج منها ‪ .‬والذمام بالكسر ‪ :‬العهد والكفالة والمان‬

‫والمطاولة المغالبة في الطول والطول ‪ ،‬وحاوله ‪ :‬رامه ‪ ،‬والغشم ‪ :‬الظلم ‪ " .‬بلباس‬

‫سابغة " بغير تنوين فيهما ‪ ،‬بالضافة ‪ ،‬فالولى من إضافة الموصوف الموصوف‬

‫إلى الصفة ‪ ،‬و‬

‫الثانية البيانية ‪ ،‬أو بالتنوين فيهما ‪ ،‬أو في الثانى منهما ‪ ،‬فقوله " ولء " بدل أو‬

‫عطف‬

‫بيان ‪ ،‬وكذا قوله " بجدار حصين " يحتمل الضافة والتوصيف ‪ ،‬وفي بعض النسخ‬

‫" حصن " بغير ياء ‪ ،‬فالضافة ل غير ‪ .‬والحجز ‪ :‬المنع والكف " ببديع السماوات‬
‫والرض " أي مبدعهما ‪ ،‬أو بمن سماواته وأرضه بديعتان ‪ ،‬وصال على قرنه ‪:‬‬

‫سطا و‬

‫استطال ‪ ،‬والمتيار ‪ :‬جلب الميرة بالكسر وهي الطعام ‪ ،‬والسللة بالضم ‪ :‬ما‬

‫انسل من الشئ ‪ ،‬والولد ‪.‬‬

‫‪ 8‬الخصال ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد ‪ ،‬عن‬

‫ابن أبي عمير ‪ ،‬عن غير واحد عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬السبت لنا ‪،‬‬

‫والحد لشيعتنا‬

‫والثنين لعدائنا ‪ ،‬والثلثاء لبني امية ‪ ،‬والربعاء يوم شرب الدواء ‪ ،‬والخميس‬

‫تقضى فيه الحوائج ‪ ،‬والجمعة للتنظيف ) ‪ ( 1‬والتطيب ‪ ،‬وهو عيد المسلمين )‬

‫‪،(2‬و‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬للتنظف ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المخطوطة ‪ :‬للمسلمين ‪.‬‬

‫] ‪[ 27‬‬

‫هو أفضل من الفطر والضحى ‪ ،‬ويوم غدير ) ‪ ( 1‬أفضل العياد ‪ ،‬وهو الثامن عشر‬

‫من ذي الحجة ‪ ،‬وكان يوم الجمعة ‪ ،‬ويخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة ‪ ،‬و‬

‫تقوم القيامة يوم الجمعة ‪ ،‬وما من عمل ) ‪ ( 2‬أفضل يوم الجمعة من الصلوة على‬
‫محمد‬

‫وآله ) ‪. ( 3‬‬

‫بيان ‪ " :‬لعدائنا " أي لجميع المخالفين ‪ ،‬وإن كان بنو امية منهم ‪ ،‬والثلثاء‬

‫لخصوصهم وشيعتهم ‪.‬‬

‫‪ 9‬العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم ‪ :‬قال ‪ :‬العلة في صوم الخميس‬

‫والربعاء أن العمال ترفع يوم الخميس والنار خلقت يوم الربعاء ‪.‬‬

‫‪ 10‬الدر المنثور ‪ :‬عن ابن عباس قال ‪ :‬إن ال تعالى خلق يوما فسماه‬

‫الحد ‪ ،‬ثم خلق ثانيا فسماء الثنين ‪ ،‬ثم خلق ثالثا فسماه الثلثاء ‪ ،‬ثم خلق رابعا‬

‫فسماه الربعاء ‪ ،‬وخلق خامسا فسماه الخميس ‪ ،‬فخلق ال الرض يوم الحد و‬

‫الثنين ‪ ،‬وخلق الجبال يوم الثلثاء ‪ ،‬ولذلك يقول الناس إنه يوم ثقيل ‪ ،‬وخلق‬

‫مواضع النهار والشجر والقرى يوم الربعاء ‪ ،‬وخلق الطير والوحش والسباع‬

‫والهوام والفة ويوم الخميس ‪ ،‬وخلق النسان يوم الجمعة ‪ ،‬وفرغ من الخلق‬

‫يوم السبت ‪.‬‬

‫‪ 11‬العيون ‪ :‬عن محمد بن علي بن الشاه ‪ ،‬عن أبي بكر عبدال النيسابوري‬

‫عن عبدال بن أحمد بن عامر الطائي ‪ ،‬عن أبيه وعن أحمد بن إبراهيم الخوزي و‬

‫إبراهيم بن مروان الخوزي ‪ ،‬عن جعفربن محمدبن زياد ‪ ،‬عن أحمد بن عبدال‬

‫الشيباني ‪ ،‬وعن الحسين بن محمد الشناني عن علي بن محمد بن مهرويه ‪ ،‬عن‬

‫داوود‬
‫ابن سليمان جميعا عن الرضا ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جعفر بن محمد عليهم السلم قال ‪:‬‬

‫السبت لنا و‬

‫الحد لشيعتنا ‪ ،‬والثنين لبني امية ‪ ،‬والثلثاء لشيعتهم ‪ ،‬والربعاء لبني العباس‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬يوم الغدير ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 2‬يوم الجمعة أفضل ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬الحصال ‪. 33 :‬‬

‫] ‪[ 28‬‬

‫والخميس لشيعتهم ‪ ،‬والجمعة لسائر الناس جميعا وليس فيه سفر ‪ ،‬قال ال تبارك‬

‫وتعالى ) ‪ " ( 1‬فإذا قضيت الصلوة فانتشروا في الرض وابتغوا من فضل ال )‬

‫‪ " ( 2‬يعني‬

‫يوم السبت ) ‪. ( 3‬‬

‫صحيفة الرضا ‪ :‬بالسناد عنه عليه السلم مثله ) ‪. ( 4‬‬

‫بيان ‪ :‬فيه مخالفة لسائر الخبار في ذم الثلثاء والخميس ‪ ،‬إل أن يقال ‪ :‬تبرك‬

‫المخالفين بهما ل يدل على ذمهما إل إذا اقترن بهما شئ آخر كالثنين ‪ ،‬ثم على‬

‫تأويله عليه السلم لعل المراد بقضاء الصلة العمل بتوابعها ومكملتها من سائر‬

‫أعمال‬

‫يوم الجمعة ‪.‬‬

‫‪ 12‬المكارم ‪ :‬عن الحلبي عن أبي عبدال عليه السلم ‪ :‬أيكره السفر في شئ‬
‫من اليام المكروهة الربعاء ) ‪ ( 5‬وغيره ؟ قال ‪ :‬افتتح سفرك بالصدقة واقرأ آية‬

‫الكرسي إذا بدالك ‪.‬‬

‫وعن حماد بن عثمان عنه عليه السلم مثله ) ‪ ( 6‬إل أنه قال ‪ :‬افتتح سفرك‬

‫بالصدقة و‬

‫اخرج إذا بدالك ‪ ،‬واقرأ آية الكرسي واحتجم إذا بدالك ‪.‬‬

‫‪ 13‬في الديوان المنسوب إلى أميرالمؤمنين عليه السلم ‪:‬‬

‫لنعم اليوم يوم السبت حقا * لصيد إن أردت بل امتراء‬

‫وفي الحد البناء لن فيه * تبدى ال في خلق السماء‬

‫وفي الثنين إن سافرت فيه * ستظفر بالنجاح وبالثراء‬

‫ومن يرد الحجامة فالثلثاء * ففي ساعاته هرق الدماء‬

‫وإن شرب امرؤ يوما دواء * فنعم اليوم يوم الربعاء‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في صحيفة الرضا ‪ :‬ال عزوجل ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬الجمعة ‪. 10 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬العيون ج ‪ : 2‬ص ‪. 42‬‬

‫) ‪ ( 4‬صحيفة الرضا ‪. 32 ،‬‬

‫) ‪ ( 5‬في مصدر ‪ :‬مثل يوم الربعاء ‪.‬‬

‫) ‪ ( 6‬مكارم الخلق ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 278‬‬

‫] ‪[ 29‬‬
‫وفي يوم الخميس قضاء حاج * ففيه ال يأذن بالدعاء‬

‫وفي الجمعات تزويج وعرس * ولذات الرجال مع النساء‬

‫وهذا العلم ل يعلمه إل * نبي أو وصي النبياء‬

‫بيان ‪ " :‬لنعم " اللم لم البتداء للتأكيد ‪ ،‬ول تدخل على الماضي إل مع قد‬

‫في غير نعم وبئس ‪ ،‬والحق ‪ :‬ضد الباطل ‪ ،‬واليقين ‪ :‬الثابت ‪ ،‬وهو مفعول مطلق‬

‫لفعل لزم الحذف أي أقول قول حقا ‪ ،‬أو علمت ذلك حقا يقينا ‪ ،‬أو حق ذلك‬

‫حقا ‪ ،‬والظرف في قوله " بل امتراء " متعلق بنعم ‪ ،‬أو بقوله " حقا " ‪ " ،‬تبدى‬

‫"‬

‫أي ابتدأ ‪ ،‬قلبت الهمزة ألفا ‪ ،‬ويؤيده قول الجوهري ‪ :‬إن أهل المدينة يقولون‬

‫بدينا بمعنى بدأنا ‪ .‬كذا قال الشارح ‪ ،‬وقال ‪ :‬بعض الفاضل ‪ :‬ما ذكره ل يوافقه‬

‫اللغة ‪ ،‬والظاهر أن يكون الصل في كلمه عليه السلم " لن فيه ابتدأ ال " على‬

‫الماضي‬

‫من الفتعال ‪ ،‬فأسقط الكتاب الهمزة من أوله حفظا لرعاية الوزن عند القطع عن‬

‫المصراع الول ‪ ،‬ولم يتفطنوا لجواز الوصل لتلك الرعاية ‪ ،‬ثم كتبوا الهمزة‬

‫الخيرة بالياء على ما اشتهر من الخطاء في أمثاله بينهم ) انتهى ( و " فيه "‬

‫متعلق‬

‫بقوله " ستظفر " والضمير راجع إلى السفر ‪ ،‬كذا ذكره الشارح ‪ ،‬ويمكن أن‬

‫يكون الضمير راجعا إلى الثنين ويكون تأكيدا ‪ ،‬أو يكون تقدير الكلم ‪ :‬وأقول‬
‫في الثنين ‪ .‬والثراء ‪ :‬كثرة المال ‪ ،‬وهرق الدماء بالفتح على المصدر سفكها ‪ ،‬في‬

‫المصباح ‪ :‬تقول هرقته هرقا من باب نفع ) انتهى ( والمشهور فيه الهراق ‪،‬‬

‫ويمكر أن‬

‫يكون هنا لزما أي انصباب الدماء ‪ .‬والحاج ‪ :‬جمع الحاجة ‪ ،‬ذكره الفيروز آبادي ‪.‬‬

‫وقال ‪ :‬أذن بالشئ كسمع علم به ‪ ،‬وأذن له في الشئ كصمع إذنا بالكسر‬

‫أباحه ‪ ،‬وأذن إليه وله كفرح استمع معجبا أو عام ) انتهى ( وعلى التقادير كناية‬

‫عن استجابة الدعاء ‪ ،‬والتزويج ‪ :‬النكاح ‪ ،‬والعرس ‪ :‬الزفاف أو إطعامه ‪ ،‬في‬

‫القاموس‬

‫العرس بالضم وبضمتين ‪ :‬طعام الوليمة والنكاح ‪ .‬وقال الشارح ‪ :‬قد تقرر في‬

‫علم النجوم أن السبت متعلق بزحل ‪ ،‬والحد بالشمس ‪ ،‬والثنين بالقمر ‪ ،‬والثلثاء‬

‫بالمريخ ‪ ،‬والبعاء بالعطارد ‪ ،‬والخميس بالمشتري ‪ ،‬والجمعة بالزهرة ‪ ،‬ومناسبة‬

‫] ‪[ 30‬‬

‫القمر بالسفر والمريخ بالحجامة وسفك الدم والعطارد لشرب الدواء والمشتري‬

‫بقضاء الحاجات والدعاء والزهرة للتزويج والعرس واجتماع الرجال والنساء‬

‫مسلمة في هذا الفن لكن مناسبة الزحل بالصيد والشمس بالبناء ل تظهران من هذا‬

‫الفن ‪ ،‬ولعل تخصيص السبت بالصيد مبني على ما روي عن ابن عباس ومجاهد‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 30‬سطر ‪ 5‬إلى صفحه ‪ 38‬سطر ‪5‬‬

‫أن اليهود امروا باليوم الذي امرتم به وهو يوم الجمعة فتركوه واختاروا السبت‬

‫فابتلهم ال به وحرم عليهم الصيد فيه ‪ ،‬فإذا كان يوم السبت شرعت لهم الحيتان‬

‫ينظرون إليها في البحر فإذا انقضت السبت ذهبت وما عادت إل في السبت المقبل‬

‫وذلك بلء ابتلهم ال به ‪ ،‬ووجه التخصيص للحد بالبناء مذكور في البيت ) انتهى‬

‫(‪.‬‬

‫وأقول ‪ :‬لعل تخصيص السبت بالصيد لن ال رخص لنا فيه ‪ ،‬ويجب‬

‫المبادرة إلى رخصه كما يجب المبادرة إلى عزائمه ‪ ،‬ولذا يستحب الجماع في أول‬

‫ليلة من شهر رمضان ‪ .‬أو مخالفة لليهود في تحريمهم الصيد فيه ‪ .‬ثم إن البيت‬

‫الخير‬

‫يدل على أن هذا العلم الذي هو شعبة من علم النجوم مختص بهم عليهم السلم ل‬

‫يعلمه‬

‫غيرهم كما مر في الخبار ‪ ،‬قال الغزالي في الحياء ‪ :‬المنهي عنه من النجوم‬

‫أمران ‪ :‬أحدهما أن يصدق بأنها فاعلة لثارها مستقلة بها ‪ ،‬والثاني تصديق‬

‫المنجمين‬

‫في أحكامهم لنهم يقولونها من جهل ‪ ،‬وهذا العلم كان معجزة لبعض النبياء عليهم‬
‫السلم‬

‫ثم اندرس فلم يبق إل ما هو مختلط ل يتميز فيه الصواب عن الخطاء ‪ ،‬فاعتقاد كون‬

‫الكواكب أسبابا لثار تحصل بخلق ال ليس قادحا في الدين بل هو الحق ) انتهى (‬

‫وقال علء الدولة من الصوفية ‪ :‬إذا أردت أن تعرف أن المطر يحدث بسبب‬

‫التصالت العلوية التي يسميها المنجمون فتح الباب فاقرأ قوله تعالى " ففتحنا‬

‫أبواب السماء بماء منهمر ) ‪ " ( 1‬وإذا أردت أن تعرف أن علم النجوم علم النبياء‬

‫فاقرأ قوله تعالى " فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم " ) ‪ ( 2‬ومراد النبي صلى‬

‫ال عليه وآله من‬

‫قوله " من آمن بالنجوم فقد كفر " أن من آمن بأنها مستقلت بأنفسها في تدبير‬

‫العالم غير مسخرات بأمر ال تعالى فقد كفر بال الذي خلقها وسخرها ‪ ،‬وجعلها‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬القمر ‪. 11 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الصافات ‪. 89 88 :‬‬

‫] ‪[ 31‬‬

‫مدبرات بأمره ‪ ،‬وأودع في كل واحد منها خاصية خاصة دون غيره ‪ ،‬وفي‬

‫اجتماعها‬

‫خاصية دون ما اختص به كل واحد قبل الجتماع ) انتهى ( وقد مر الكلم منا‬
‫في ذلك في بابه ‪.‬‬

‫‪ 14‬المكارم ‪ :‬من كتاب المحاسن عن عبدال بن سليمان عن أحدهما عليهم السلم‬

‫قال ‪ :‬كان أبي إذا خرج يوم الربعاء أو في يوم يكرهه الناس من محاق أو غيره‬

‫تصدق‬

‫بصدقة ثم خرج ) ‪. ( 1‬‬

‫وعن أبي عبدال عليه السلم من تصدق بصدقة إذا أصبح دفع ال عنه نحس ذلك‬

‫اليوم ) ‪. ( 2‬‬

‫ومن كتاب طب الئمة عن أبي الحسن عليه السلم قال ‪ :‬قلموا أظفاركم يوم‬

‫الثلثاء ‪ ،‬واحتجموا يوم الربعاء ‪ ،‬وأصيبوا من الحمام ) ‪ ( 3‬يوم الخميس ‪،‬‬

‫وتطيبوا‬

‫بأطيب طيبكم يوم الجمعة ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ ) * 16‬باب ( *‬

‫* ) ما ورد في خصوص يوم الجمعة ( *‬

‫‪ 1‬قرب السناد ‪ :‬عن أحمد بن محمد ‪ ،‬عن عبدالرحمن بن عمر بن أسلم قال ‪:‬‬

‫رأيت أبا الحسن موسى عليه السلم احتجم يوم الربعاء وهو محموم فلم تتركه‬

‫الحمى‬

‫فاحتجم يوم الجمعة فتركته الحمى ) ‪. ( 5‬‬

‫‪ 2‬العيون ‪ :‬عن محمد بن موسى بن المتوكل ‪ ،‬عن علي بن إبراهيم ‪ ،‬عن أبيه‬
‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 291‬‬

‫) ‪ : " ( 2‬ج ‪ 1‬ص ‪. 279‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬من الحمام حاجتكم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪60‬‬

‫) ‪ ( 5‬قرب السناد ‪. 168 :‬‬

‫] ‪[ 32‬‬

‫عن إسحاق بن إبراهيم ‪ ،‬عن مقاتل بن مقاتل ) ‪ ( 1‬قال ‪ :‬رأيت أبا الحسن الرضا‬

‫عليه السلم‬

‫في يوم الجمعة في وقت الزوال على ظهر الطريق يحتجم وهو محرم ‪.‬‬

‫قال الصدوق ره في هذا الحديث فوائد ‪ :‬إحداها إطلق الحجامة في يوم‬

‫الجمعة عند الضرورة ‪ ،‬وليعلم أن ما ورد من كراهة ذلك هو في ) ‪ ( 2‬حالة‬

‫الختيار ‪ ،‬والفائدة الثانية الطلق في الحجامة في وقت الزوال ‪ ،‬والفائدة الثالثة‬

‫أنه يجوز للمحرم أن يحتجم إذا اضطر ول يحلق مكان الحجامة ول قوة إل بال‬

‫العلي العظيم ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 3‬الخصال ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن محمد بن عيسى اليقطيني‬

‫عن زكريا المؤمن ‪ ،‬عن محمد بن رباح القلء ‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت أبا إبراهيم عليه السلم‬

‫يحتجم‬

‫يوم الجمعة ‪ ،‬فقلت ‪ :‬جعلت فداك تحتجم يوم الجمعة ؟ قال ‪ :‬أقرأ آية الكرسي ‪ ،‬فاذا‬
‫هاج بك الدم ليل كان أو نهارا فاقرأ آية الكرسي واحتجم ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 4‬ومنه ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن إبراهيم بن هاشم ‪ ،‬عن النوفلي‬

‫عن السكوني ‪ ،‬عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليهم السلم قال ‪ :‬قال‬

‫رسول ال صلى ال عليه وآله‬

‫أطرفوا ) ‪ ( 5‬أهاليكم في كل جمعة بشئ من الفاكهة واللحم حتى يفرحوا بالجمعة ‪.‬‬

‫وكان النبي صلى ال عليه وآله إذا خرج في الصيف من بيت خرج يوم الخميس‬

‫وإذا أراد أن‬

‫يدخل البيت في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة ‪ .‬وقد روي أنه كان دخوله و‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬قال الشيخ ره مقاتل بن مقاتل بن قياما واقفى خبيث من‬

‫أصحاب الرضا عليه السلم‬

‫وتبعه في نسبة الوقف إليه جماعة منهم العلمة ‪ ،‬وابن داود ‪ ،‬وظاهر النجاشى‬

‫كونه اماميا حيث‬

‫لم يغمز في مذهبه ويؤيده روايته عن الرضا عليه السلم ولعل الشيخ انما طعن فيه‬

‫لما ورد من‬

‫ان " ابن قياما " واقفى خبيث شديد العناد فتوهم أنه مقاتل بن مقاتل بن قياما مع‬

‫انه الحسين‬

‫ابن قياما ولعله عم مقاتل ‪ .‬كذا نقل عن الوحيد البهبهانى رحمه ال ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬في حال ‪.‬‬


‫) ‪ ( 3‬العيون ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 16‬‬

‫) ‪ ( 4‬الخصال ‪. 30 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬أى اتحفوهم ‪.‬‬

‫] ‪[ 33‬‬

‫خروجه يوم الجمعة ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 5‬ومنه ‪ :‬عن أحمد بن زياد الهمدانى ‪ ،‬عن علي بن إبراهيم ‪ ،‬عن أبيه‬

‫عن ابن أبي عمير وعلي بن الحكم معا عن هشام بن الحكم ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه‬

‫السلم في‬

‫الرجل يريد أن يعمل شيئا من الخير مثل الصدقة والصوم ونحو هذا ‪ ،‬قال ‪ :‬يستحب‬

‫أن يكون ذلك يوم الجمعة ‪ ،‬فإن العمل يوم الجمعة ) ‪ ( 2‬يضاعف ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 6‬ومنه ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن أيوب بن نوح ‪ ،‬عن ابن أبي‬

‫عمير ‪ ،‬عن عبدال بن سنان ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬يكره السفر‬

‫والسعي في‬

‫الحوائج يوم الجمعة بكرة من أجل الصلوة ‪ ،‬فأما بعد الصلة فجائز يتبرك به ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 7‬ومنه ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار ‪ ،‬عن محمد بن أحمد الشعري‬

‫عن محمد بن حسان الرازي ‪ ،‬عن أبي محمد الرازي ‪ ،‬عن النوفلي ‪ ،‬عن السكوني‬

‫عن أبي عبدال ‪ ،‬عن أبيه عليهم السلم قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪:‬‬
‫من قلم أظفاره يوم الجمعة‬

‫أخرج ال من أنامله الداء وأدخل فيه الدواء ‪ .‬وروي أنه ل يصيبه جنون ول جذام‬

‫ول برص ) ‪. ( 5‬‬

‫‪ 8‬ومنه ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن محمد العطار ‪ ،‬عن الشعري ‪ ،‬عن أحمد بن أبي‬

‫عبدال البرقي ‪ ،‬عن محمد بن موسى بن الفرات ‪ ،‬عن علي بن المطر ‪ ،‬عن السكن‬

‫الخزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا عبدال عليه السلم ‪ :‬يقول ‪ :‬ل حق على كل محتلم في‬

‫كل جمعة‬

‫أخذ شار به وأظفاره ومس شئ من الطيب ) ‪. ( 6‬‬

‫‪ 9‬المحاسن ‪ :‬عن محمد بن علي * عن عبدالرحمن بن أبي هاشم ‪ ،‬عن إبراهيم‬

‫ابن يحيى المديني ) ‪ ( 7‬عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬ل بأس بالخروج في‬

‫السفر ليلة‬

‫الجمعة ) ‪. ( 8‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الخصال ‪ ( 2 ) . 30 :‬فيه ‪ ) :‬خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬الخصال ‪ ( 4 ) . 32 31 :‬الخصال ‪. 32 :‬‬

‫) ‪ 5‬و ‪ ( 6‬الخصال ‪. 31 :‬‬

‫) ‪ ( 7‬في المصدر " ابراهيم بن يحيى المدائنى " ولعل الصواب " ابراهيم بن أبى‬

‫يحيى‬

‫المدائنى " كما عنونه في جامع الرواة ‪.‬‬


‫) ‪ ( 8‬المحاسن ‪. 347 :‬‬

‫] ‪[ 34‬‬

‫‪ 10‬الخصال ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن محمد بن عيسى اليقطيني ‪ ،‬عن‬

‫القاسم ابن يحيى ‪ ،‬عن جده الحسن ‪ ،‬عن أبي بصير ومحمد بن مسلم ‪ ،‬عن أبي‬

‫عبدال ‪ ،‬عن‬

‫آبائه عليهم السلم قال ‪ :‬قال أميرالمؤمنين عليه السلم ‪ :‬في الجمعة ساعة ل‬

‫يحتجم فيها أحد إل‬

‫مات ) ‪. ( 1‬‬

‫بيان ‪ :‬قد جرب مرارا في الحجامة يوم الجمعة أنه لم يرقأ الدم حتى مات‬

‫وما ورد من فعلهم عليهم السلم ل ينافيه ‪ ،‬لنهم يعلمون تلك الساعة فيجتنبونها ‪،‬‬

‫أو هذا‬

‫فيما إذا لم يقرأ آية الكرسي ‪ .‬ولما ذكره الصدوق ره من الفرق بين الضرورة‬

‫وعدمها أيضا وجه ‪.‬‬

‫‪ 11‬روضة الواعظين ‪ :‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬خمس خصال‬

‫تورث‬

‫البرص ‪ :‬النورة يوم الجمعة ويوم الربعاء ‪ ،‬والتوضي والغتسال بالماء الذي‬

‫تسخنه‬
‫الشمس ‪ ،‬والكل على الجنابة ‪ ،‬وغشيان المرأة في حيضها ‪ ،‬والكل على الشبع )‬

‫‪.(2‬‬

‫بيان ‪ :‬سيأتي عدم كراهة النورة في يوم الجمعة ‪ ،‬وأن أخبار النهي محمولة على‬

‫التقية ‪.‬‬

‫‪ 12‬المكارم ‪ :‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪ :‬كان أحب اليام إلى رسول ال صلى ال عليه وآله‬

‫أن‬

‫يسافر فيه يوم الجمعة ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 13‬ومنه ‪ :‬عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬ل تخرج في يوم الجمعة في حاجة‬

‫فإذا كان يوم السبت وطلعت الشمس فاخرج في حاجتك ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 14‬ومنه ‪ :‬عن المفضل بن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت على الصادق عليه السلم وهو‬

‫يحتجم‬

‫يوم الجمعة فقال ‪ :‬أو ليس تقرأ آية الكرسي ‪ ،‬ونهى عن الحجامة مع الزوال في‬

‫يوم الجمعة ) ‪. ( 5‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الخصال ‪. 171 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬روضة الواعظين ‪. 363 :‬‬

‫) ‪ 3‬و ‪ ( 4‬مكارم الخلق ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 276‬‬

‫) ‪ ( 5‬مكارم الخلق ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 83‬‬

‫] ‪[ 35‬‬
‫‪ ) * 17‬باب ( *‬

‫* ) يوم السبت ويوم الحد ( *‬

‫‪ 1‬الخصال ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن أحمد بن الحسين بن سعيد‬

‫عن الحسين بن أسد البصري ‪ ،‬عن الحسين بن سعيد ‪ ،‬عمن رواه ‪ ،‬عن خلف بن‬

‫حماد‬

‫عن رجل ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم أنه مر بقوم يحتجمون ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما كان‬

‫عليكم لو‬

‫أخرتموه لعشية الحد ‪ ،‬فكان يكون أنزل للداء ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 2‬ومنه ‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن القاسم‬

‫بن محمد الصبهاني ‪ ،‬عن سليمان بن داود المنقرى ‪ ،‬عن حفص بن غياث ‪ ،‬عن‬

‫أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬من كان مسافرا فليسافر يوم السبت ‪ ،‬فلو أن حجرا‬

‫زال عن‬

‫حجر ) ‪ ( 2‬يوم السبت لرده ال تعالى إلى مكانه ‪ ،‬ومن تعذرت عليه الحوائج‬

‫فليلتمس‬

‫طلبها يوم الثلثاء ‪ ،‬فإنه اليوم الذي ألن ال فيه الحديد لداوود عليه السلم ) ‪. ( 3‬‬

‫ومنه ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد ‪ ،‬إلى قوله " إلى مكانه " ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 3‬العيون ‪ :‬بالسانيد الثلثة المتقدمة في الباب الول عن الرضا عن‬

‫آبائه عليهم السلم قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬اللهم بارك لمتي في‬
‫بكورها يوم سبتها‬

‫وخميسها ) ‪. ( 5‬‬

‫ومنه ‪ :‬عن محمد بن أحمد بن الحسين الوارق ‪ ،‬عن علي بن محمد بن عنبسة‬

‫مولى‬

‫شيد ‪ ،‬عن دارم بن قبيصة ‪ ،‬عن الرضا عليه السلم مثله ) ‪. ( 6‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الخصال ‪. 26 ،‬‬

‫) ‪ ( 2‬جبل ) خ (‬

‫) ‪ ( 3‬الخصال ‪. 28 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬الخصال ‪. 38 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬العيون ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 34‬‬

‫) ‪ ( 6‬العيون ‪:‬‬

‫] ‪[ 36‬‬

‫صحيفة الرضا ‪ :‬بالسناد عنه عليه السلم مثله ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 4‬الخصال ‪ :‬عن محمد بن الحسين بن الوليد ‪ ،‬عن محمد بن الحسن الصفار‬

‫عن يعقوب بن يزيد ‪ ،‬عن ابن أبي عمير ‪ ،‬عن أبي أيوب الخزار ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت أبا‬

‫عبدال عليه السلم عن قول ال عزوجل " فإذا قضيت الصلوة فانتشروا في‬

‫الرض و‬

‫ابتغوا من فضل ال " ) ‪ ( 2‬قال ‪ :‬الصلة يوم الجمعة ‪ ،‬والنتشار يوم السبت ‪.‬‬
‫وقال‬

‫أبوعبدال عليه السلم ‪ :‬اف للرجل المسلم أن ل يفرغ نفسه في السبوع يوم‬

‫الجمعة لمر‬

‫دينه فيسأل عنه ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 5‬ومنه ‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد ‪ ،‬عن أحمد بن إدريس ‪ ،‬عن محمد بن‬

‫أحمد بن يحيى الشعري ‪ ،‬عن محمد بن حسان ‪ .‬عن أبي محمد الرازي ‪ ،‬عن‬

‫النوفلي‬

‫عن السكوني ‪ ،‬عن جعفر بن محمد ‪ ،‬عن أبيه عليهم السلم قال ‪ :‬قال رسول ال‬

‫صلى ال عليه وآله ‪ :‬من‬

‫قلم أظفاره يوم السبت ويوم الخميس وأخذ من شار به عوفي من وجع الضراس و‬

‫وجع العين ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 6‬المحاسن ‪ :‬عن عثمان بن عيسى ‪ ،‬عن عبدال بن سنان وأبي أيوب‬

‫الخزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬سألنا أبا عبدال عليه السلم عن قول ال عزوجل " فإذا قضيت‬

‫الصلة‬

‫فانتشروا في الرض وابتغوا من فضل ال " قال ‪ :‬الصلوة يوم الجمعة ‪ ،‬والنتشار‬

‫يوم‬

‫السبت ‪ .‬وقال ‪ :‬السبت لنا ‪ ،‬والحد لبني امية ) ‪. ( 5‬‬


‫‪ 7‬جمال السبوع ‪ :‬الحديث مشهور عن النبي صلى ال عليه وآله بورك لمتي في‬

‫سبتها‬

‫وخميسها ‪.‬‬

‫‪ 8‬المكارم ‪ :‬عن الكاظم عليه السلم قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬من‬

‫كان منكم‬

‫محتجما فليحتجم يوم السبت ) ‪. ( 6‬‬

‫‪ 9‬وقال الصادق عليه السلم الحجامة يوم الحد ‪ ،‬فيها شفاء من كل داء ) ‪. ( 7‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬صحيفة الرضا ‪. 9 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الجمعة ‪. 10 :‬‬

‫) ‪ 3‬و ‪ ( 4‬الخصال ‪. 32 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬المحاسن ‪. 346 :‬‬

‫) ‪ 6‬و ‪ ( 7‬المكارم " ج ‪ ، 1‬ص ‪. 82‬‬

‫] ‪[ 37‬‬

‫‪ ) * 18‬باب ( *‬

‫* ) يوم الثنين ويوم الثلثاء ( *‬

‫‪ 1‬الخصال ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى ‪ ،‬عن‬

‫موسى بن القاسم البجلي ‪ ،‬عن علي بن جعفر ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء رجل إلى أخي موسى بن‬

‫جعفر عليهم السلم فقال له ‪ :‬جعلت فداك ‪ ،‬إني اريد الخروج فادع لي ‪ .‬فقال ‪:‬‬
‫ومتى‬

‫تخرج ؟ قال ‪ :‬يو الثنين ‪ ،‬فقال له ‪ :‬ولم تخرج يوم الثنين ؟ قال ‪ :‬أطلب فيه‬

‫البركه ‪ ،‬لن رسول ال صلى ال عليه وآله ولد يوم الثنين ‪ ،‬فقال ‪ :‬كذبوا ‪ ،‬ولد‬

‫رسول ال‬

‫صلى ال عليه وآله يوم الجمعة ‪ ،‬وما من يوم أعظم شوما من يوم مات فيه رسول‬

‫ال صلى ال عليه وآله وانقطع فيه وحي السماء وظلمنا فيه حقنا ‪ ،‬أل أدلك على‬

‫يوم سهل‬

‫ألن ال لداوود فيه الحديد ؟ فقال الرجل ‪ :‬بلى جعلت فداك ‪ ،‬فقال ‪ :‬اخرج يوم‬

‫الثلثاء ) ‪. ( 1‬‬

‫قرب السناد ‪ :‬بإسناده عن علي بن جعفر عن أخيه عليه السلم مثله ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 2‬ومنه ‪ :‬عن الحسن بن ظريف ‪ ،‬عن الحسين بن علوان ‪ ،‬عن جعفر ‪ ،‬عن‬

‫أبيه عليهم السلم قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله يسافر يوم الثنين‬

‫والخميس ويعقد فيهما‬

‫اللوية ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 3‬الخصال ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن أحمد بن إدريس ‪ ،‬عن محمد بن أحمد الشعري‬

‫عن علي بن السندي ‪ ،‬عن محمد بن عمروبن سعيد ‪ ،‬عن يونس بن يعقوب قال ‪:‬‬

‫سمعت‬

‫أبا عبدال عليه السلم يقول ‪ :‬احتجم رسول ال صلى ال عليه وآله يوم الثنين ‪،‬‬
‫وأعطى الحجام برا ) ‪. ( 4‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الخصال ‪. 27 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬لم يوجد ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬قرب السناد ‪. 76 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬الخصال ‪. 27 :‬‬

‫] ‪[ 38‬‬

‫‪ 4‬ومنه ‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن يحيى العطار ‪ ،‬عن محمد‬

‫ابن أحمد الشعري ‪ ،‬عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‬

‫وأحمد‬

‫ابن الحسن الميثمي أو أحدهما ‪ ،‬عن إبراهيم بن مهزم ‪ ،‬عمن ذكره ‪ ،‬عن أبي‬

‫عبدال عليه السلم قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله يحتجم يوم الثنين بعد‬

‫العصر ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 5‬ومنه ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 38‬سطر ‪ 6‬إلى صفحه ‪ 46‬سطر ‪6‬‬
‫الحسين ابن أبي الخطاب ‪ ،‬عن حماد بن عيسى ‪ ،‬عمن ذكره ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه‬

‫السلم‬

‫قال ‪ :‬الحجامة يوم الثنين من آخر النهار تسل الداء سل من البدن ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 5‬ومنه ‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن أحمد بن‬

‫أبي عبدال البرقي ‪ ،‬عن أبي الخزرج ) ‪ ( 3‬عن سليمان ‪ ،‬عن أبي نضرة ‪ ،‬عن‬

‫أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬من احتجم يوم‬

‫الثلثاء‬

‫لسبع عشرة أو أربع عشرة أو لحدى وعشرين من الشهر كانت له شفاء من أدواء‬

‫)‪(4‬‬

‫السنة كلها ‪ ،‬وكانت لما سوى ذلك شفاء من وجع الرأس ولضراس والجنون و‬

‫الجذام والبرص ) ‪. ( 5‬‬

‫بيان ‪ " :‬وكانت لما سوى ذلك " أي كانت الحجامة يوم الثلثاء في غير تلك‬

‫اليام من الشهر ‪.‬‬

‫‪ 6‬الخصال ‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد ‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار ‪ ،‬عن‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ 1‬و ‪ ( 2‬الخصال ‪. 27 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬هو الحسين بن الزبرقان كما ذكره الشيخ في رجاله في من لم يروعنهم‬

‫عليهم السلم‬

‫مضيفا إليه انه روى عنه البرقى ‪ ،‬وقال في الفهرست ‪ :‬الحسين بن الزبرقان يكنى‬
‫ابا الخزرج‬

‫له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبى المفضل عن ابن بطة عن احمد بن ابى‬

‫عبدال‬

‫) انتهى ( لكن النجاشى ضبطه مكبرا فقال ‪ :‬الحسن بن الزبرقان ابوالخزرج قمى له‬

‫كتاب‬

‫اخبرنا احمد بن على بن نوح قال حدثنا الحسن بن حمزة قال حدثنا محمد بن جعفر‬

‫بن بطة‬

‫قال حدثنا احمد بن محمد بن خالد عنه ) انتهى ( وتعددهما بعيد ‪ ،‬وعلى التحاد‬

‫فالمعتمدهو‬

‫ضبط النجاشى لكونه أضبط ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬في المصدر ‪ :‬من كل داء ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬الخصال ‪. 28 :‬‬

‫] ‪[ 39‬‬

‫محمد بن أحمد الشعري ‪ ،‬عن العباس بن معروف ‪ ،‬عن ابن أبي عمير ‪ ،‬عن أبي‬

‫حمزة‬

‫عن عقبة بشير الزدي ‪ ،‬قال ‪ :‬جئت إلى أبي جعفر عليه السلم يوم الثنين فقال ‪:‬‬

‫كل‬

‫فقلت ‪ :‬إني صائم ‪ ،‬فقال ‪ :‬كيف صمت ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬لن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله ولد فيه‬

‫فقال ‪ :‬أما ما فيه ولد فل تعلمون ‪ ،‬وأما ما قبض فيه فنعم ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬ل تصم ول‬

‫تسافر فيه ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 7‬مجالس ابن الشيخ ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن المفيد ‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن قولويه‬

‫عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن علي بن عمر العطار ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت إلى أبي‬

‫الحسن العسكري عليه السلم يوم الثلثاء فقال ‪ :‬لم أرك أمس ‪ ،‬قال ‪ :‬كرهت الحركة‬

‫في يوم الثنين ‪ ،‬قال ‪ :‬يا علي من أحب أن يقيه ال شر يوم الثنين فليقرأ في أول‬

‫ركعة من صلوة الغداة " هل أتى على النسان " ثم قرأ أبوالحسن عليه السلم "‬

‫فوقيهم‬

‫ال شر ذلك اليوم ولقيهم نضرة وسرورا ) ‪. " ( 2‬‬

‫‪ 8‬المحاسن ‪ :‬عن بعض أصحابه يرفعه قال ‪ :‬قال أبوعبدال عليه السلم ‪ :‬من‬

‫كانت له حاجة فليطلبها يوم الثلثاء ‪ ،‬فإن ال تبارك وتعالى ألن فيه الحديد لداوود‬

‫عليه السلم ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 9‬ومنه ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن القاسم بن محمد ‪ ،‬عن عبدالرحمن بن عمران ‪ ،‬عن‬

‫رجل ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬ل تسافر يوم الثنين ‪ ،‬ول تطلب فيه‬

‫الحاجة ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 10‬ومنه ‪ :‬عن القاسم بن محمد ‪ ،‬عن جميل بن صالح ‪ ،‬عن محمد بن أبي الكرام‬
‫قال ‪ :‬تهيأت الخروج إلى العراق فأتيت أبا عبدال عليه السلم لسلم عليه واودعه ‪،‬‬

‫فقال ‪:‬‬

‫أين تريد ؟ قلت ‪ :‬اريد الخروج إلى العراق ‪ ،‬فقال لي ‪ :‬في هذا اليوم وكان يوم‬

‫الثنين ؟ فقلت ‪ :‬إن هذا اليوم يقول الناس إنه يوم مبارك ‪ ،‬فيه ولد النبي صلى ال‬

‫عليه وآله‬

‫فقال ‪ :‬وال ما يعلمون أي يوم ولد فيه ) ‪ ( 5‬النبي صلى ال عليه وآله وإنه ليوم‬

‫مشوم فيه قبض‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الخصال ‪. 27 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الدهر ‪. 11 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬المحاسن ‪. 345 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬المحاسن ‪ . 346 :‬وفيه " حاجة " بللم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬ليس في المصدر هذه الجملة " وال ما يعلمون أى يوم ولد فيه النبى " ‪.‬‬

‫] ‪[ 40‬‬

‫النبي صلى ال عليه وآله وانقطع الوحي ‪ ،‬ولكن احب أن تخرج يوم الخميس ‪ ،‬وهو‬

‫اليوم‬

‫الذي كان يخرج فيه إذا غزا ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 11‬ومنه ‪ :‬عن عثمان بن عيسى ‪ ،‬عن أبي أيوب الخزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬أردنا‬

‫أن نخرج فجئنا نسلم على أبي عبدال عليه السلم فقال ‪ :‬كأنكم طلبتم بركة‬
‫الثنين ؟ !‬

‫فقلنا ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬وأي يوم أعظم شوما من يوم الثنين ‪ ،‬يوم فقدنا فيه نبينا ‪ ،‬و‬

‫ارتفع فيه الوحي ؟ ل تخرجوا يوم الثنين ‪ ،‬واخرجوا يوم الثلثاء ) ‪. ( 2‬‬

‫الفقيه ‪ :‬بإسناده عن الخزاز مثله ) ‪. ( 3‬‬

‫الكافى ‪ :‬عن العدة ‪ ،‬عن البرقي ‪ ،‬عن عثمان مثله ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 12‬مجمع البيان ‪ :‬في تفسير قوله تعالى ‪ " :‬قل اعملوا فسيرى ال عملكم و‬

‫رسوله والمؤمنون ) ‪ " ( 5‬روى أصحابنا أن أعمال المة تعرض على النبي صلى‬

‫ال عليه وآله في‬

‫كل يوم اثنين وخميس فيعرفها ‪ ،‬وكذلك تعرض على الئمة القائمين ) ‪ ( 6‬مقامه‬

‫وهم المعنيون بقوله " والمؤمنون ) ‪. " ( 7‬‬

‫‪ 13‬جمال السبوع ‪ :‬روي من طريق الخاصة أن وقت عرض العمال في‬

‫هذين اليومين عند انقضاء نهارهما ‪.‬‬

‫‪ 14‬وروي مسلم في صحيحه قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬تعرض أعمال‬

‫الناس في‬

‫كل جمعة ) ‪ ( 8‬مرتين ‪ :‬يوم الثنين ‪ ،‬ويوم الخميس ‪ ،‬فيغفر لكل عبد مؤمن إل‬

‫عبد بينه وبين أخيه شحناء ‪ ،‬فيقول ‪ :‬اتركوا أو أرجؤوا هذين حتى يقيئا ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ 1‬و ‪ ( 2‬المحاسن ‪. 347 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬الفقيه ‪. 222 :‬‬


‫) ‪ ( 4‬روضة الكافى ‪. 314 :‬‬

‫التوبة ‪. 106 :‬‬

‫) ‪ ( 6‬في المصدر ‪ :‬على أئمة الهدى ‪.‬‬

‫) ‪ ( 7‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 69‬‬

‫) ‪ ( 8‬أى في كل اسبوع ‪.‬‬

‫] ‪[ 41‬‬

‫‪ 15‬وروى أيضا عنه صلى ال عليه وسلم أنه تفتح أبواب الجنة يوم الثنين‬

‫ويوم الخميس ‪ ،‬فيغفر لكل عبد مؤمن ل يشرك بال شيئا ‪.‬‬

‫‪ 16‬تفسير علي بن إبراهيم ‪ :‬قال ‪ :‬قال الصادق عليه السلم ‪ :‬اطلبوا الحوائج‬

‫يوم الثلثاء ‪ ،‬فإنه اليوم الذي ألن ال فيه الحديد لداوود عليه السلم ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 17‬رجال الكشى ‪ :‬قال ‪ :‬كتب الهادي عليه السلم إلى علي بن مهزيار ‪ :‬أسأل‬

‫ال أن يحفظك من بين يديك ومن خلفك وفي كل حالتك ‪ ،‬فأبشر فإني أرجو‬

‫أن يدفع ال عنك ‪ ،‬وال أسأل أن يجعل لك الخيرة فيما عزم لك من الشخوص في‬

‫يوم الحد ‪ ،‬وأخر ذلك إلى يوم الثنين إن شاء ال ‪ ،‬صحبك ال في سفرك ‪ ،‬وخلقك‬

‫في أهلك ‪ ،‬وأدى عنك ‪ ،‬وسلمت بقدرته ‪.‬‬

‫‪ ) * 19‬باب ( *‬

‫* ) يوم الربعاء ( *‬

‫‪ 1‬العلل والعيون والخصال ‪ :‬عن محمد بن عمر البصري ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عبدال الواعظ ‪ ،‬عن عبدال بن أحمد عامر الطائي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن الرضا ‪ ،‬عن‬

‫آبائه عليهم السلم في سؤالت الشامي عن أميرالمؤمنين عليه السلم قال ‪:‬‬

‫أخبرني عن يوم الربعاء‬

‫والتطير منه وثقله وأي أربعاء هو ‪ ،‬فقال عليه السلم ‪ :‬آخر أربعاء ] في الشهر [‬

‫وهو‬

‫المحاق وفيه قتل قابيل هابيل أخاه ‪ ،‬ويوم الربعاء القي إبراهيم عليه السلم في‬

‫النار‬

‫ويوم الربعاء وضعوا ) ‪ ( 2‬المنجنيق ‪ ،‬ويوم الربعاء غرق ال فرعون ‪ ،‬ويوم‬

‫الربعاء‬

‫جعل ال عزوجل أرض ) ‪ ( 3‬قول لوط عاليها سافلها ‪ ،‬ويوم الربعاء أرسل ال عز‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬تفسير القمى ‪. 536 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬في العلل والعيون ‪ ،‬ضعوه في المنجنيق ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 3‬قرية ‪.‬‬

‫] ‪[ 42‬‬

‫وجل الريح على قوم عاد ‪ ،‬ويوم الربعاء أصبحت كالصريم ‪ ،‬ويوم الربعاء سلط‬

‫ال على نمرود البقة ‪ ،‬ويوم الربعاء طلب فرعون موسى ليقتله ‪ ،‬ويوم الربعاء‬

‫خر عليهم السقف من فوقهم ‪ ،‬ويوم الربعاء أمر فرعون بذبح الغلمان ‪ ،‬ويوم‬
‫الربعاء خرب بيت المقدس ‪ ،‬ويوم الربعاء احرق مسجد سليمان بن داوود‬

‫بإصطخر‬

‫من كورة فارس ‪ ،‬ويوم الربعاء قتل يحيى بن زكريا ‪ ،‬ويوم الربعاء أظل قوم‬

‫فرعون أول العذاب ‪ ،‬ويوم الربعاء‬

‫خسف ال عزوجل بقارون ‪ ،‬ويوم الربعاء‬

‫ابتلى ال أيوب عليه السلم بذهاب ماله ] وولده [ ويوم الربعاء ادخل يوسف عليه‬

‫السلم‬

‫السجن ‪ ،‬ويوم الربعاء قال ال عزوجل " إنا دمرناهم وقومهم أجمعين ) ‪" ( 1‬‬

‫ويوم‬

‫الربعاء أخذتهم الصيحة ‪ ،‬ويوم الربعاء عقروا ) ‪ ( 2‬الناقة ‪ ،‬ويوم الربعاء امطر‬

‫)‪(3‬‬

‫عليهم حجارة من سجيل ‪ ،‬ويوم الربعاء شج النبي صلى ال عليه وآله وكسرت‬

‫رباعيته ‪ ،‬ويوم‬

‫الربعاء أخذت العماليق ) ‪ ( 4‬التابوت ) ‪. ( 5‬‬

‫قال الصدوق ره ‪ :‬من اضطر إلى الخروج في سفر يوم الربعاء أو تبيغ‬

‫به الدم في يوم الربعاء فجائز له أن يسافر أو يحتجم فيه ول يكون ذلك شوما عليه‬

‫ل سيما إذا فعل ذلك خلفا على أهل الطيرة ‪ ،‬ومن استغنى عن الخروج فيه أو عن‬

‫إخراج الدم فالولى أن يتوقى ول يسافر ) ‪ ( 6‬ول يحتجم ‪( 7 ) .‬‬


‫بيان ‪ :‬يحتمل أن يكون وضع المنجنيق في غير يوم اللقاء في النار ‪ ،‬ويحتمل‬

‫اتحادهما " ويوم الربعاء قال ال " أي في شأنه ‪ ،‬وهذا في قصة صالح وقومه ‪ ،‬و‬

‫كذا الصيحة لهم ‪ ،‬وهو ينافي كون عقر الناقة يوم الربعاء ‪ ،‬لنه لم يكن بينهما إل‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬النمل ‪. 51 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬في العلل ‪ :‬عقرت ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في العيون ‪ :‬امطرت ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 4‬العمالقة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬العلل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪ ، 284‬العيون ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 247‬‬

‫) ‪ ( 6‬في الخصال ‪ ،‬ول يسافر فيه ‪.‬‬

‫) ‪ ( 7‬الخصال ‪. 29 :‬‬

‫] ‪[ 43‬‬

‫ثلثة أيام ‪ ،‬إل أن يكون المراد ابتداء إرادتهم وتمهيدهم للعقر ‪ ،‬وأيضا شج النبي‬

‫صلى ال عليه وآله‬

‫كان في غزوة أحد ‪ ،‬والمشهور بين المفسرين والمورخين أنها كانت يوم السبت ‪،‬‬

‫و‬

‫كل ذلك مما يضعف الرواية ‪ .‬وفي القاموس ‪ :‬المحاق مثلثة آخر الشهر ‪ ،‬أو ثلث‬

‫ليال من آخره ‪ ،‬أو أن يستتر القمر فل يرى غدوة ول عشية ‪ ،‬سمي لنه طلع مع‬
‫الشمس فمحقته ) ‪ ( 1‬وفي القاموس ‪ :‬البيغ ‪ :‬ثوران الدم ‪ ،‬وتبيغ ) ‪ ( 2‬الدم ‪ :‬هاج‬

‫وغلب ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 2‬الخصال ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد ‪ ،‬عن بعض‬

‫أصحابنا ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت على أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليه السلم يوم‬

‫الربعاء‬

‫وهو يحتجم ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬إن أهل الحرمين يروون عن رسول ال صلى ال عليه وآله‬

‫أنه قال ‪:‬‬

‫من احتجم يوم الربعاء فأصابه بياض فل يلومن إل نفسه ‪ .‬فقال ‪ :‬كذبوا ‪ ،‬إنما‬

‫يصيب ذلك من حملته امه في طمث ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 3‬ومنه ‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد ‪ ،‬عن محمد بن الحسن الصفار ‪ ،‬عن‬

‫أحمد بن محمد بن عيسى ‪ ،‬عن عبدالرحمن بن عمروبن أسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت أبا‬

‫الحسن‬

‫موسى بن جعفر عليه السلم احتجم يوم الربعاء وهو محموم ‪ ،‬فلم تتركه الحمى ‪،‬‬

‫فاحتجم‬

‫يوم الجمعة فتركته الحمى ) ‪. ( 5‬‬

‫‪ 4‬ومنه ‪ :‬عن محمد بن الحسن ‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار ‪ ،‬عن محمد بن أحمد‬

‫الشعري ‪ ،‬عن السياري ‪ ،‬عن محمد بن أحمد الدقاق البغدادي ‪ ،‬قال ‪ :‬كتبت إلى‬
‫أبي الحسن الثاني عليه السلم أسأله عن الخروج يوم الربعاء ل يدور ‪ ،‬فكتب عليه‬

‫السلم ‪:‬‬

‫من خرج يوم الربعاء ل يدور خلفا على أهل الطيرة ‪ ،‬وقى من كل آفة ‪ ،‬وعوفي‬

‫من كل عاهة وقضى ال له حاجته ‪.‬‬

‫وكتب إليه مرة اخرى يسأله عن الحجامة يوم الربعاء ل يدور ‪ ،‬فكتب‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬القاموس ‪ :‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 282‬‬

‫) ‪ ( 2‬في القاموس ‪ :‬تبوغ ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬القاموس ‪ :‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 104‬‬

‫) ‪ 4‬و ‪ ( 5‬الخصال ‪. 28 :‬‬

‫] ‪[ 44‬‬

‫عليه السلم ‪ :‬من احتجم في يوم الربعاء ل يدور خلفا على أهل الطيرة عوفي من‬

‫كل‬

‫آفة ‪ ،‬ووقي من كل عاهة ‪ ،‬ولم تخضر محاجمه ) ‪. ( 1‬‬

‫بيان ‪ " :‬الربعاء ل يدور " آخر أربعاء من الشهر ‪ ،‬والجملة صفة ليوم‬

‫الربعاء ‪ ،‬واللم فيه كاللم في قوله " ولقد أمر على اللئيم يسبني " ‪.‬‬

‫‪ 5‬العيون ‪ :‬عن محمد بن موسى بن المتوكل ‪ ،‬عن عبدال بن جعفر‬

‫الحميري ‪ ،‬عن إبراهيم بن هاشم ‪ ،‬عن أحمد بن عامر الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت الرضا‬
‫عليه السلم يقول ‪ :‬يوم الربعاء يوم نحس مستمر ‪ ،‬من احتجم فيه خيف ) ‪ ( 2‬أن‬

‫تخضر محاجمه ‪ ،‬ومن انتار ) ‪ ( 3‬فيه خيف عليه البرص ) ‪. ( 4‬‬

‫بيان ‪ :‬اخضرار المحاجم فساد محل الحجامة وسواده ‪ ،‬و " من انتار " أي‬

‫استعمل النورة ‪ ،‬والشهر فيه التنور ‪ ،‬وإن كان أصل هذا البناء من اللغات المولدة‬

‫كما يستفاد من كتب اللغة ‪ ،‬وفي أكثر النسخ " اتنر " بتشديد التاء ‪ ،‬واتخاذه‬

‫من النورة ل يوافق القاعدة ‪ ،‬وليس له معنى آخر ‪ :‬ولعله تصحيف ‪ ،‬وفي بعض‬

‫النسخ " من تنور " وهو أصوب ‪.‬‬

‫‪ 6‬الخصال ‪ :‬عن محمد بن أحمد البغدادي ‪ ،‬عن علي بن محمد بن عنبسة ‪ ،‬عن‬

‫دارم بن قبيصة ‪ ،‬عن الرضا ‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫عليه وآله ‪ :‬آخر أربعاء‬

‫في الشهر يوم نحس مستمر ) ‪. ( 5‬‬

‫‪ 7‬ومنه ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد ‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى ‪ ،‬عن الحسين بن‬

‫سعيد ‪ ،‬عن فضالة ‪ ،‬عن أبان ‪ ،‬عن الحول ‪ ،‬عن بشار بن بشار ) ‪ ( 6‬قال ‪ :‬قلت‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الخصال ‪. 28 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬خيف عليه ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ " :‬من تنور " وكلهما بمعنى ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬العيون ‪ :‬ج ‪ : 1‬ص ‪. 248‬‬

‫) ‪ ( 5‬الخصال ‪. 28 :‬‬
‫) ‪ ( 6‬كذا في جميع النسخ التى بأيدينا وهكذا في المصدر ‪ ،‬قال في تنقيح المقال ) ج‬

‫‪1‬‬

‫ص ‪ : ( 170‬الضبط الموجود في رجال الكشى والشيخ والخلصة وغيرها "‬

‫بشاربن يسار "‬

‫] ‪[ 45‬‬

‫لبي عبدال عليه السلم ‪ :‬لي شئ يصام يوم الربعاء ؟ قال ‪ :‬لن النار خلقت يوم‬

‫الربعاء ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 8‬ومنه ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار ‪ ،‬عن سهل بن زياد ‪ ،‬عن محمد‬

‫ابن الحسين بن أبي الخطاب ‪ ،‬عن محمد بن سنان ‪ ،‬عن حذيفة بن منصور ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫رأيت أبا عبدال عليه السلم احتجم يوم الربعاء بعد العصر ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 9‬ومنه ‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد ‪ ،‬عن أحمد بن إدريس ‪ ،‬عن محمد بن‬

‫أحمد الشعري ‪ ،‬عن إبراهيم بن إسحاق ‪ ،‬عن القاسم بن يحيى ‪ ،‬عن جده الحسن‬

‫عن أبي بصير ‪ ،‬عن أبي عبدال ‪ ،‬عن آبائه ‪ ،‬عن أميرالمؤمنين عليهم السلم قال ‪:‬‬

‫توقوا‬

‫الحجامة والنورة يوم الربعاء ‪ ،‬فإن يوم الربعاء يوم نحسن مستمر ‪ ،‬وفيه خلقت‬

‫جهنم ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 10‬ومنه ‪ :‬بالسناد المتقدم عن الشعري ‪ ،‬عن محمد بن عيسى اليقطيني‬

‫عن القاسم بن يحيى ‪ ،‬عن جده الحسن ‪ ،‬عن محمد بن مسلم ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه‬
‫السلم‬

‫قال ‪ :‬قال أميرالمؤمنين عليه السلم ‪ :‬ينبغي للرجل أن يتوقى النورة يوم الربعاء‬

‫فإنه‬

‫يوم نحس مستمر ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 11‬ومنه ‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد ‪ ،‬عن الحسين بن الحسن بن أبان عن‬

‫الحسين بن سعيد ‪ ،‬عن النضر عن هشام بن سالم ‪ ،‬عن الحول ‪ ،‬عن أبي عبدال‬

‫عليه السلم أن‬

‫رسول ال صلى ال عليه وآله سئل عن صوم خميسين بينهما أربعاء ‪ ،‬فقال ‪ :‬أما‬

‫الخميس فيوم تعرض‬

‫فيه العمال ‪ ،‬وأما الربعاء فيوم خلقت فيه النار ‪ ،‬وأما الصوم فجنة ) ‪. ( 5‬‬

‫‪ 12‬مشارق النوار ‪ :‬عن محمد بن مسلم ‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال ‪ :‬عادانا‬

‫من‬

‫كل شئ حتى من الطيور الفاختة ومن اليام الربعاء ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * بالباء الموحدة والشين المعجمة في البن والياء المثناة من تحت‬

‫والسين المهملة في الب‬

‫وقد زاد ابن داود فضبطهما ‪ ،‬وفي نسخة النجاشى الذى عندنا " بشاربن بشار "‬

‫بالباء الموحدة‬

‫والشين المعجمة فيهما لكن ذلك غلط بل شبهة لنقل ابن داود والعلمة في‬
‫الخصلصة عن النجاشى‬

‫الول دون الثانى ) انتهى ( وبشارين يسار هو اخو سعيد الضبيعى مولى بنى‬

‫ضبيعة بن عجل‬

‫ثقة روى هو وأخوه عن أبى عبدال وأبى الحسن عليهما السلم وله كتاب رواه‬

‫عنه ابن ابى عمير ‪.‬‬

‫) ‪ ( 1‬الخصال ‪. 28 :‬‬

‫) ‪ ( 4 2‬الخصال ‪ ( 5 ) . 29‬الخصال ‪. 30 :‬‬

‫] ‪[ 46‬‬

‫‪ 13‬العلل ‪ :‬لمحمد بن علي بن إبراهيم ‪ :‬العلة في صوم الخميس والربعاء‬

‫أن العمال ترفع يوم الخميس ‪ ،‬والنار خلقت يوم الربعاء ‪.‬‬

‫‪ 14‬الدروع الواقية ‪ :‬عن الصادق عليه السلم ‪ :‬امرنا بصوم الربعاء من وسط‬

‫الشهور لنه لم يعذب ؟ ؟ م قط إل فيه فيرد عنا بصومه نحسه ‪.‬‬

‫‪ 15‬وعن الرضا عليه السلم يوم الربعاء يوم نحس مستمر ‪ ،‬لنه أول اليام و‬

‫آخر اليام التي ذكرها ال تعالى في قوله " سبع ليال وثمانية أيام حسوما " ) ‪. ( 1‬‬

‫‪............................................................................‬‬
‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 46‬سطر ‪ 7‬إلى صفحه ‪ 54‬سطر ‪7‬‬

‫‪ 16‬المكارم ‪ :‬عن زيد بن علي ‪ ،‬عن آبائه ‪ ،‬عن علي عليه السلم قال ‪ :‬قال‬

‫رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬من احتجم يوم الربعاء فأصابه وضح فل يلومن‬

‫إل نفسه ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 17‬وعن شعيب العقرقوفي ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت على أبي الحسن عليه السلم وهو يحتجم‬

‫يوم الربعاء في الحبس ‪ ،‬فقلت ‪ :‬إن هذا يوم يقول الناس من احتجم فيه أصابه‬

‫البرص ) ‪ . ( 3‬فقال ‪ :‬إنما يخاف ذلك على من حملته امه في حيضها ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 18‬كتاب المسلسلت ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر الوكيل من بني هاشم ‪ ،‬قال‬

‫حدثني أبوبكر محمد بن أحمد بن الحسين بن زريق البغدادي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬

‫حمدون السمسار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني محمد بن حماد بن عيسى ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت الفضل بن‬

‫الربيع‬

‫يقول ‪ :‬كنت يوما مع مولي المأمون فأردنا الخروج يوم الربعاء ‪ ،‬فقال المأمون ‪:‬‬

‫يوم مكروه ‪ ،‬سمعت أبي الرشيد يقول ‪ :‬سمعت المهدى يقول ‪ :‬سمعت المنصور‬

‫يقول ‪:‬‬

‫سمعت أبي محمد بن علي يقول ‪ :‬سمعت أبي عليا يقول ‪ :‬سمعت أبي عبدال بن‬

‫عباس‬
‫يقول سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول ‪ :‬إن آخر الربعاء في الشهر يوم‬

‫نحس مستمر ‪.‬‬

‫قال المصنف ‪ :‬وروي أن معنى " مستمر " أن يكون النهار نحسا من أوله‬

‫إلى الليل ‪ .‬وقال عليه السلم ‪ :‬إن معنى المستمر هو أن ل يذهب نحسه إلى أن‬

‫يذهب‬

‫من يوم الخميس ساعة ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الحاقة ‪. 7 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 83‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬فاصابه البرص فل يلومن ال نفسه ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 84‬‬

‫] ‪[ 47‬‬

‫‪ ) * 20‬باب ( *‬

‫* ) يوم الخميس ( *‬

‫‪ 1‬قرب السناد ‪ :‬عن الحسن بن ظريف ‪ ،‬عن الحسين بن علوان ‪ ،‬عن جعفر‬

‫عن أبيه عليهما السلم قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله يسافر يوم الثنين‬

‫والخميس ويعقد‬

‫فيهما اللوية ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 2‬ومنه ‪ :‬بالسناد قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬يوم الخميس يوم‬
‫بحبه ال‬

‫ورسوله ‪ ،‬وفيه ألن ال الحديد ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 3‬وقال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬اللهم بارك لمتي في بكورها ‪،‬‬

‫واجعله يوم‬

‫الخميس ) ‪. ( 3‬‬

‫بيان ‪ :‬هذا يخالف ظاهرا ما مر من أن إلنة الحديد كانت في يوم الثلثاء‬

‫ويمكن حمل هذا على التقية لن راوية من العامة ‪ ،‬أو يقال ‪ :‬وقعت فيهما معا ‪.‬‬

‫‪ 4‬الخصال ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد ‪ ،‬عن‬

‫مروك بن عبيد ‪ ،‬عن محمد بن سنان ‪ ،‬عن معتب بن المبارك ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت على‬

‫أبي‬

‫عبدال عليه السلم في يوم خميس وهو يحتجم فقلت له ‪ :‬يا ابن رسول ال تحتجم‬

‫في يوم‬

‫الخميس ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬من كان منكم محتجما فليحتجم في يوم الخميس ‪ ،‬فإن كل‬

‫عشية ) ‪( 4‬‬

‫جمعة يبتدر الدم فرقا من القيامة ول يرجع إلى وكره إلى غداة الخميس ‪ .‬وقال‬

‫أبوعبدال عليه السلم ‪ :‬من احتجم في آخر خميس ‪ .‬من الشهر في أول النهار سل‬

‫عنه‬

‫الداء سل ) ‪. ( 5‬‬
‫‪ 5‬العيون ‪ :‬بالسانيد الثلثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال ‪:‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪ ( 3‬قرب السناد ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪ . 76‬وقدمر الحديث الول‬

‫في باب يوم الثنين‬

‫والثلثاء تحت الرقم ) ‪. ( 2‬‬

‫) ‪ ( 4‬في المصدر ‪ :‬عشية كل جمعة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬الخصال ‪. 30 :‬‬

‫] ‪[ 48‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬اللهم بارك لمتي في بكورها يوم سبتها‬

‫وخميسها ) ‪. ( 1‬‬

‫صحيفة الرضا ‪ :‬بالسناد عنه عليه السلم مثله ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 6‬الخصال ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن أحمد بن إدريس ‪ ،‬عن محمد بن أحمد الشعري‬

‫عن أبي عبدال الرازي ‪ ،‬عن محمد بن عبدال ‪ ،‬عن محمد بن عقبة ‪ ،‬عن زكريا ‪،‬‬

‫عن‬

‫أبيه ‪ ،‬عن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبوعبدال عليه السلم ‪ :‬من قص أظافيره يوم الخميس‬

‫وترك‬

‫واحدة ليوم الجمعة نفى ال عنه الفقر ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 7‬العيون ‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال ‪ :‬كان رسول‬

‫ال صلى ال عليه وآله يسافر يوم الخميس ‪ ،‬ويقول ‪ :‬فيه ترفع العمال إلى ال‬
‫عزوجل ‪ ،‬و‬

‫تعقد ) ‪ ( 4‬فيه اللوية ) ‪. ( 5‬‬

‫‪ 8‬الخصال ‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد ‪ ،‬عن أحمد بن إدريس ‪ ،‬عن محمد‬

‫ابن أحمد الشعري ‪ ،‬عن محمد بن حسان ‪ ،‬عن أبي محمد الرازي ‪ ،‬عن النوفلي ‪،‬‬

‫عن‬

‫السكوني ‪ ،‬عن جعفر بن محمد ‪ ،‬عن أبيه عليهم السلم قال ‪ :‬قال رسول ال صلى‬

‫ال عليه وآله ‪ :‬من قلم‬

‫أظفاره يوم السبت ويوم الخميس وأخذ من شار به عوفي من وجع الضراس‬

‫ووجع‬

‫العين ) ‪. ( 6‬‬

‫بيان ‪ :‬الظاهر أن الواو بمعنى أو ‪.‬‬

‫‪ 9‬صحيفة الرضا ‪ :‬بالسناد عنه عن آبائه عليهم السلم قال ‪ :‬كان رسول صلى ال‬

‫عليه وآله‬

‫يسافر يوم الثنين والخميس ويقول ‪ :‬فيهما ترفع العمال إلى ال عزوجل ‪ ،‬و‬

‫تعقد ) ‪ ( 7‬فيهما اللوية ) ‪. ( 8‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬اليون ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪ . 34‬وقدمر الحديث في باب يوم السبت‬

‫والحد تحت الرقم ) ‪. ( 3‬‬

‫) ‪ ( 2‬صحيفة الرضا ‪. 9 :‬‬


‫) ‪ ( 3‬الحصال ‪. 30 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬كذا ولعل الصوب " يعقد " عطفا على " يسافر "‬

‫) ‪ ( 5‬العيون ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 37‬‬

‫) ‪ ( 6‬الحصال ‪. 32 :‬‬

‫) ‪ ( 7‬قد مرمنا ان الصوب " يعقد " عطفا على " يسافر " ‪.‬‬

‫) ‪ ( 8‬صحيفة الرضا ‪ :‬ص ‪. 20‬‬

‫] ‪[ 49‬‬

‫‪ 10‬محاسبة النفس للسيد علي بن طاووس ره نقل من كتاب‬

‫الزمنة لمحمد بن عمران المرزباني ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله‬

‫يصوم الثنين والخميس‬

‫فقيل له ‪ :‬لم ذلك ؟ فقال صلى ال عليه وآله إن العمال ترفع في كل اثنين‬

‫وخميس ‪ ،‬فاحب‬

‫أن يرفع عملي وأناصائم ‪.‬‬

‫‪ - 11‬وبإسناده أيضا عن أبي أيوب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬ما‬

‫من‬

‫اثنين ول خميس إل ترفع فيه العمال إل عمل المقادير ‪.‬‬

‫‪ 12‬ومنه ‪ :‬بإسناده إلى شيخ الطائفة ‪ ،‬بإسناده إلى عنبسة بن بجاد العابد‬

‫قال ‪ :‬سعمت أبا عبدال عليه السلم يقول ‪ :‬آخر خميس في الشهر ترفع فيه أعمال‬
‫الشهر ‪.‬‬

‫بيان ‪ :‬كأن المراد بعمل المقادير العمال التي لاختيار للعبد فيها ‪ ،‬فإنها‬

‫ليست محل للتكليف ‪.‬‬

‫‪ 13‬المكارم ‪ :‬عن الصادق عليه السلم ‪ :‬إن الدم يجتمع في موضع الحجامة يوم‬

‫الخميس ‪ ،‬فإذا زالت الشمس تفرق ‪ ،‬فخذ حظك من الحجامة قبل الزوال ) ‪. ( 3‬‬

‫فذلكة‬

‫اعلم أن يوم الجمعة بضم الجيم وسكون الميم وضمها اسم يوم من السبوع‬

‫وكان يسمى في القديم " عروبة " بفتح العين وضم الراء المهملتين ‪ ،‬قال‬

‫الجوهري ‪ :‬يوم العروبة يوم الجمعة ‪ ،‬وهو أسمائهم القديمة ) ‪ ، ( 2‬وقال ‪:‬‬

‫يوم الجمعة يوم العروبة ‪ ،‬وكذلك الجمعة بضم الميم ‪ ،‬ويجمع على جمعات وجمع )‬

‫‪.(3‬‬

‫) انتهى ( وقال في المصباح المنير ‪ :‬يوم الجمعة سمي بذلك لجتماع الناس به ‪ ،‬و‬

‫ضم الميم لغة الحجاز ‪ ،‬وفتحها لغة بني تميم ‪ ،‬وإسكانها لغة عقيل ‪ ،‬وقرأبها‬

‫العمش ‪.‬‬

‫ثم قال ‪ :‬وأما الجمعة بسكون الميم فاسم ليام السبوع ‪ ،‬وأولها السبت ‪ ،‬قال‬

‫أبوعمر والزاهد في كتاب المداخل ‪ :‬أخبرنا تغلب عن ابن العرابي ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ‪:‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ج ‪ ، 1‬ص ‪. 83‬‬

‫) ‪ ( 2‬الصحاح ‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪. 180‬‬


‫) ‪ ( 3‬الصحاح ‪ :‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 1198‬‬

‫] ‪[ 50‬‬

‫أول الجمعة يوم السبت ‪ ،‬وأول اليام يوم الحد ‪ ،‬هكذا عند العرب ‪ .‬وقال في‬

‫مجمع البيان ‪ :‬إنما سميت جمعة لن ال تعالى فرغ فيه من خلق الشياء فاجتمعت‬

‫فيه المخلوقات ‪ ،‬وقيل ‪ :‬لنه تجتمع فيه الجماعات ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إن أول من سماها‬

‫جمعة كعب بن لوي ‪ ،‬وهو أول من قال " أما بعد " وقيل ‪ :‬إن أول من سماها‬

‫جمعة النصار ) انتهى ( وهو أسعد اليام وأشرفها كما مر ‪ ،‬وسيأتي في كتاب‬

‫الصلوة إن شاء ال ‪ ،‬لكن لما كان يوم عبادة وقربة ل ينبغي أن يرتكب فيه ما‬

‫ينافيها كالسفر والشتغال بالمور الدنيوية ‪ ،‬وليلته مثل يومه مباركة زاهرة‬

‫منورة ‪ ،‬ويستحب فيهما التزويج ‪ ،‬والزفاف ‪ ،‬وحلق الرأس ‪ ،‬وأخذ الظفار و‬

‫الشارب ‪ ،‬والستحمام ‪ ،‬وغسل الرأس بالسدر والخطمي ‪ ،‬وسائر ما سيأتي في‬

‫محله فأما التنور فاظاهر أن المنع فيه محمول على التقية ‪ ،‬واختلف الخبار‬

‫أيضا في الحجامة ‪ ،‬ولعل الولى تركها إل مع الضرورة ‪ ،‬ولم أوفي الفصد نهيا ‪.‬‬

‫وقال المنجمون ‪ :‬يومه متعلق بالزهرة ‪ ،‬وليلته بالقمر ‪ .‬وأما يوم السبت فقال‬

‫الجوهري ‪ :‬السبت ‪ :‬الراحة ‪ ،‬والدهر ‪ ،‬وحلق الرأس ‪ ،‬وسبت علوته سبتا‬

‫إذا ضرب عنقه ‪ ،‬ومنه سمي يوم السبت ‪ ،‬لنقطاع اليام عنده ) ‪ . ( 1‬وقال الراغب‬

‫‪:‬‬

‫قيل سمي يوم السبت لن ال تعالى ابتدأ خلق السماوات يوم الحد ‪ ،‬فخلقها في‬
‫ستة أيام كما ذكره ‪ ،‬فقطع عمله يوم السبت فسمي بذلك ) انتهى ( وقيل ‪ :‬لقطع‬

‫اليهود أعمالهم فيه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬لستراحتهم فيه ‪ .‬قال السيد الجل المرتضى ره في‬

‫الغرر والدرر في جواب سائل سأل عن قوله تعالى " وجعلنا نومكم سباتا ) ‪" ( 2‬‬

‫فقال ) ‪ : ( 3‬إذا كان السبات هو النوم فكأنه قال ‪ :‬وجعلنا نومكم نوما ‪ ،‬وهذا مما‬

‫ل فائدة فيه ‪ :‬فأجاب ره في هذه الية بوجوه ‪:‬‬

‫منها ‪ :‬أن يكون المراد بالسبات الراحة والدعة ‪ ،‬وقد قال قوم ‪ :‬إن اجتماع‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الصحاح ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 250‬‬

‫) ‪ ( 2‬النبأ ‪. 9 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬أى السائل ‪.‬‬

‫] ‪[ 51‬‬

‫الخلق كان في يوم الجمعة والفراغ منه في يوم السبت ‪ ،‬فسمي اليوم بالسبت للفراغ‬

‫الذي كان فيه ‪ ،‬ولن ال تعالى أمر بني إسرائيل فيه بالستراحة من العمال ‪ ،‬قيل ‪:‬‬

‫وأصل السبات التمدد ‪ ،‬يقال سبتت المرأة شعرها إذا حلته من العقص وأرسلته ‪.‬‬

‫ومنها ‪ :‬أن يكون المراد بذلك القطع ‪ ،‬لن السبت القطع ‪ ،‬والسبت أيضا‬

‫الحلق ‪ ،‬يقال سبت شعره إذا حلقه وهو يرجع إلى معنى القطع ‪ ،‬والنعال السبتية‬

‫التي ل شعر عليها ‪ ،‬فالمعنى ‪ :‬جعلنا نومكم قطعا لعمالكم وتصرفكم ‪ .‬ومن أجاب‬
‫بهذا الجواب يقول ‪ :‬إنما سمي يوم السبت بذلك لن بدء الخلق كان يوم الحد‬

‫وجمع يوم الجمعة ‪ ،‬وقطع يوم السبت ‪ ،‬فترجع التسمية إلى معنى القطع ‪ .‬وقد‬

‫اختلف الناس في ابتداء الخلق ‪ ،‬فقال أهل التورية ‪ :‬إن ال تعالى ابتدأه في يوم‬

‫الحد ‪ ،‬فكان الخلق يوم الحد والثنين والثلثاء والربعاء والخميس والجمعة‬

‫ثم فرغ في يوم السبت ‪ ،‬وهذا قول أهل التورية ‪ .‬وقال آخرون ‪ :‬إن البتداء كان‬

‫في يوم الثنين إلى السبت ‪ ،‬وفرغ في يوم الحد ‪ ،‬وهذا قول أهل النجيل ‪ ،‬فأما‬

‫قول أهل السلم فهو أن ابتداء الخلق كان في يوم السبت واتصل إلى الخميس‬

‫وجعلت الجمعة عيدا ‪ ،‬فعلى هذا القول يمكن أن يسمى اليوم بالسبت من حيث‬

‫قطع فيه بعض خلق الرض ‪ ،‬فقد روى أبوهريرة عن النبي صلى ال عليه وآله أنه‬

‫قال ‪ :‬إن‬

‫ال خلق التربة في يوم السبت ‪ ،‬وخلق الجبال فيها يوم الحد ‪ .‬إلى آخر ما أفاده‬

‫ره وما ذكره من كون ابتداء الخلق يوم السبت خلف المشهور بين الفريقين ‪.‬‬

‫وبالجملة يوم السبت يوم مبارك صالح لجميع العمال ‪ ،‬والبكور فيه أسعد‬

‫وأيمن كما عرفت ‪ ،‬لسيما للسفر وطلب الحوائج ‪ ،‬ويومه عند الحكاميين‬

‫متعلق بزحل ‪ ،‬وليلته بالمريخ ‪ ،‬واسمه بالعربية القديمة " شيار " كتاب ‪.‬‬

‫ويوم الحد ‪ :‬وكان يسمى في القديم بالول ‪ ،‬وسمي أحدا لنه أول‬

‫اليام ‪ ،‬أو اليوم الول من خلق العالم ‪ ،‬وهو يوم متوسط لكثر العمال ‪ ،‬وذمه‬

‫ومدحه متعارضان ‪ ،‬بل مدحه أقوى ‪ ،‬وعند الحكاميين يومه متعلق بالشمس ‪ ،‬و‬
‫ليلته بعطارد ‪.‬‬

‫] ‪[ 52‬‬

‫ويوم الثنين يسمى في اللغة القديمة بأهون ‪ ،‬قال الجوهري ‪ :‬كانت العرب‬

‫تسمي يوم الثنين " أهون " في أسمائهم القديمة ‪ :‬أنشدني أبوسعيد ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫أنشدني‬

‫ابن دريد لبعض شعراء الجاهلية ‪:‬‬

‫اؤمل أن أعيش وأن يومي * بأول أو بأهون أو جبار‬

‫أم التالي دبار أم فيومي * بمؤنس أو عروبة أو شيار ) ‪( 1‬‬

‫وفي كتاب أبي ريحان ‪ . . :‬أو التالي دبار * فإن أفته فمؤنس الخ ‪.‬‬

‫ووجه التسمية ظاهر مما مر ‪ ،‬وهو أنحس أيام السبوع ول يصلح لشئ‬

‫من العمال ‪ ،‬وما ورد في مدحه فمحمول على التقية ‪ ،‬لنبرك المخالفين به اقتفاء‬

‫ببني امية لعنهم ال وأكثر مصائب أهل البيت عليهم السلم وقع فيه ‪ ،‬ولذا وضعوا‬

‫الخبار للتبرك به كما وضعوها للتبرك بيوم عاشوراء ‪.‬‬

‫ويمكن حمل بعض الخبار على الضرورة ‪ ،‬ويمكن حمل بعضها على النسخ‬

‫أيضا بأن يكون في الول مباركا حيث لم يقع بعد فيه ما يصير سببا لنحوسته‬

‫فلما فات فيه رسول ال صلى ال عليه وآله وجرت المصائب فيه على أهل البيت‬

‫عليهم السلم وتبرك‬

‫المخالفون به صار أنحس اليام ‪ ،‬ويكون ذلك أيضا بإخباره صلى ال عليه وآله لئل‬
‫يلزم النسخ‬

‫بعده صلى ال عليه وآله ويمكن القول بمثله في يوم عاشوراء ‪ ،‬وهذا وجه قريب‬

‫للجمع بين‬

‫الخبار ‪ ،‬وإن كان الول أقرب ‪ .‬وعند المنجمين يومه متعلق بالقمر ‪ ،‬وليلة‬

‫بالمشتري ‪.‬‬

‫ويوم الثلثاء بفتح الثاء وقد يضم ثم لم ثم ألف ‪ ،‬وهو ممدود ‪ ،‬وفي اللغة‬

‫القديمة يسمى الجبار كغراب ‪ ،‬وهو يوم متوسط لكثر العمال ل سيما صعاب‬

‫المور ‪ ،‬لن ال تعالى ألن فيه الحديد لداوود عليه السلم وفي مجمع البيان ‪ :‬إن‬

‫ال‬

‫خلق فيه الجبال ‪ ،‬وروي أنه سبحانه خلق فيه الشجار والنهار والهوام ‪ ،‬وورد‬

‫فيه النهي عن الحجامة وتجويزها والتجويز أقوى ‪ ،‬والسفر أيضا فيه محمود ‪ .‬و‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الصحاح ‪ :‬ج ‪ ، 6‬ص ‪. 2218‬‬

‫] ‪[ 53‬‬

‫عند الحكاميين يومه متعلق بالمريخ ‪ ،‬وليلتة بالزهرة ‪.‬‬

‫ويوم الربعاء مثلثة الباء ممدودة ‪ ،‬وفي المصباح ‪ :‬هو بكسر الباء ‪ ،‬ول نظير‬

‫له في المفردات ‪ ،‬وإنما يأتي وزنه في الجمع ‪ ،‬وبعض بني أسد يفتح الباء ‪ ،‬والضم‬

‫لغة قليلة فيه ) انتهى ( وفي اللغة القديمة اسمه دبار ‪ ،‬في القاموس ‪ :‬دبار كغرات‬
‫و‬

‫كتاب يوم الربعاء ‪ ،‬وفي كتاب العين ليلته ) انتهى ( ) ‪ ( 1‬وفي المجمع ‪ :‬خلق ال‬

‫فيه‬

‫الشجر والعمران والخراب ‪ ،‬وقيل ‪ :‬خلق فيه الطير ‪ ،‬وهو يوم نحس ل سيما‬

‫آخر أربعاء من الشهر ‪ ،‬وليست نحوسته كالثنين ‪ ،‬وقد مر أن ال خلق فيه النار‬

‫وقد ورد تجويز بعض العمال فيه كالستحمام وشرب الدواء ‪ ،‬ومنع فيه من‬

‫الحجامة‬

‫والنورة والسفر ‪ ،‬وعند أرباب النجوم يوم متعلق بالعطارد وليلته بزحل ‪.‬‬

‫ويوم الخميس كانت العرب تسميه مؤنسا ذكره الجوهري ‪ ،‬وهو مناسب‬

‫لما ورد في الخبر أنه يوم أنيس ‪ ،‬وهو يوم مبارك صالح لجميع العمال ‪ ،‬ل سيما‬

‫السفر وطلب الحوائج ‪ ،‬والبكور فيه أشد بركة ‪ ،‬وسيأتي فضله والعمال المطلوبة‬

‫فيه في كتاب الصلوة إن شاء ال ‪ .‬وقد روي فيه منع عن الحجامة ‪ ،‬والتجويز أصح‬

‫وأقوى ‪ ،‬وايد المنع بأن الرشيد احتجم فيه ومات ‪ ،‬وهذا مؤيد لسعادة هذا اليوم ‪.‬‬

‫وعند الحكاميين يومه منسوب إلى المشتري وليلته إلى الشمس ‪ .‬والمراد بالليلة‬

‫في جميع ما نقلنا عنهم الليلة المستقبلة على خلف أهل الشرع ‪ ،‬فإنهم يعدون‬

‫الليلة‬

‫الماضية من اليوم ‪.‬‬


‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬القاموس ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪27‬‬

‫] ‪[ 54‬‬

‫‪ ) * 21‬باب ( *‬

‫* ) سعادة أيام الشهور العربية ونحوستها وما يصلح ( *‬

‫* ) في كل يوم منها من العمال ( *‬

‫‪ 1‬الخصال ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن محمد بن عيسى اليقطينى‬

‫عن القاسم بن يحيى ‪ ،‬عن جده الحسن ‪ ،‬عن أبي بصير ومحمد بن مسلم ‪ ،‬عن أبي‬

‫عبدال ‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال ‪ :‬قال أميرالمؤمنين عليه السلم ‪ :‬إذا أراد‬

‫أحدكم أن يأتى‬

‫أهله فليتوق أول الهلة وأنصاف الشهور ‪ ،‬فإن الشيطان يطلب الولد في هذين‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 54‬سطر ‪ 8‬إلى صفحه ‪ 62‬سطر ‪8‬‬

‫الوقتين ‪ ،‬والشياطين يطلبون الشرك فيهما فيجيئون ويحبلون ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 2‬المكارم ‪ :‬عن الصادق عليه السلم ‪ :‬اتق الخروج إلى السفر يوم ) ‪ ( 2‬الثالث‬

‫من الشهر ‪ ،‬والرابع منه ‪ ،‬والحادي والعشرين منه ‪ ،‬والخامس والعشرين منه‬
‫فإنها أيام منحوسة ) ‪. ( 3‬‬

‫وكان أميرالمؤمنين عليه السلم يكره أن يسافر الرجل أو يتزوج والقمر في المحاق‬

‫‪.‬‬

‫وروي في بعض الكتب عن الحسن بن علي العسكري عليه السلم أن في كل شهر‬

‫من الشهور العربية يوم نحس ل يصلح ارتكاب شيئ من العمال فيه سوى الخلوة‬

‫والعبادة والصوم ‪ ،‬وهي الثاني والعشرون من المحرم ‪ ،‬والعاشر من صفر ‪،‬‬

‫والرابع من‬

‫الربيع الول ‪ ،‬والثامن والعشرون من الربيع الثاني والثامن والعشرون من جمادى‬

‫الولى ‪ ،‬والثاني عشر من جمادى الثانية ‪ ،‬والثاني عشر من رجب والسادس و‬

‫العشرون من شعبان ‪ ،‬والرابع والعشرون من شهر رمضان ‪ ،‬والثاني من شوال ‪،‬‬

‫و‬

‫الثامن والعشرون من ذي القعدة ‪ ،‬والثامن ذي الحجة ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الخصال ‪. 71 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬في اليوم الثالث‬

‫) ‪ ( 3‬المكارم ‪ :‬ج ‪. 276 ، 1‬‬

‫] ‪[ 55‬‬

‫ويظهر من بعض الروايات نحوسة الثالث ‪ ،‬والرابع ‪ .‬والخامس ‪ ،‬والثالث‬

‫عشر ‪ ،‬والسادس عشر ‪ ،‬والحادي والعشرين والرابع والعشرين ‪ ،‬والخامس‬


‫والعشرين ‪ ،‬والسادس والعشرين ‪.‬‬

‫وروي المنع من السفر في الثامن من الشهر والثالث والعشرين منه ‪ ،‬وروي‬

‫أنه يصلح السفر في الرابع ‪ ،‬وفي الحادي والعشرين ‪.‬‬

‫وعن بعض الفاضل ‪ " .‬النظم "‬

‫توق من اليام سبع كوامل * فل تتخذ فيهن عرسا ول سفر‬

‫ثلثا وخمسا ثم ثالث عشرها * وسادس عشر هكذا جاء في الخبر‬

‫وواحد والعشرين قد شاع ذكره * ورابع والعشرين والخمس في الثر‬

‫فتوقها مهما استطعت فإنها * كأيام عاد ل تبقي ول تذر‬

‫رويناه عن بحر العلوم بهمة * علي بن عم المصطفى سيد البشر‬

‫ولغيره ‪:‬‬

‫تخف رابع العشرين من رمضان * وأسقط شوال منه الثاني‬

‫والثامن العشرين من ذي قعدة * وتوق ما بعده لثمان‬

‫وثاني العشرين شهر محرم * وعاشر من صفر بلنكران‬

‫وربيع رابعه فحاذر يومه * وثامن عشري ربيع الثاني‬

‫وثامن عشري جمادى الولى * ثم ما يتلوه ثاني عشر يامن حثاني‬

‫وإذا أتى رجب فثاني عشرها * والسادس والعشرون من شعبان‬

‫فتوقها مهما استطعت فإنها * خباث من اليام كل زمان‬

‫‪ 3‬المكارم ‪ :‬عن أبي سعيد الخدرى ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬من‬
‫احتجم يوم الثلثاء لسبع عشرة ] أو لتسع عشرة [ أو لحدى وعشرين كانت له‬

‫شفاء من‬

‫داء السنة ‪.‬‬

‫‪ 4‬وقال أيضا ‪ :‬احتجموا يوم الخميس لخمس عشرة ‪ ،‬وسبع عشرة وإحدى‬

‫وعشرين ‪ ،‬ل يتبيغ بكم الدم فيقتلكم ) ‪. ( 2‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ 1‬و ‪ ( 2‬المكارم ج ‪ ، 1‬ص ‪. 83‬‬

‫] ‪[ 56‬‬

‫‪ 5‬وعن الصادق عليه السلم ‪ :‬من احتجم في آخر خميس في الشهر آخر النهار‬

‫سل الداء سل ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 6‬وعن النبي صلى ال عليه وآله قال ‪ :‬الحجامة يوم الثلثاء لسبع عشرة تمضي من‬

‫الشهر‬

‫دواء لداء سنة ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 7‬وقال صلى ال عليه وآله ‪ :‬الحجامة في سبع وعشر من الشهر شفاء ‪ ،‬ويوم‬

‫الثلثاء صحة‬

‫للبدن ) ‪. ( 3‬‬

‫وأقول ‪ :‬روي عن الصادق عليه السلم أخبار في سعادة أيام الشهر ونحوستها‬

‫جمعت‬

‫بينها مشيرا إلى مواضعها ومآخذها ‪.‬‬


‫اليوم الول‬

‫الدروع الواقية ‪ :‬قال السيد ره ‪ :‬فيما نذكره من الرواية بأدعية‬

‫ثلثين فصل ‪ ،‬لكل يوم من الشهر فصل منها مروية عن الصادق عليه السلم‬

‫بروايات‬

‫متكثرة ‪ :‬وهي اختيارات اليام ودعاؤها لكل يوم دعاء جديد إلى أن قال ‪:‬‬

‫اليوم الول من الشهر ‪.‬‬

‫‪ 8‬عن الصادق عليه السلم أنه خلق فيه آدم ‪ ،‬وهو يوم مبارك لطلب الحوائج ‪ ،‬و‬

‫للدخول على السلطان ‪ ،‬وطلب العلم ‪ ،‬والتزويج ‪ ،‬والسفر ‪ ،‬والبيع ‪ ،‬والشراء‬

‫واتخاذ الماشية ‪ ،‬ومن هرب فيه أوضل قدر عليه إلى ثماني ليال ‪ ،‬والمريض فيه‬

‫يبرأ ‪ ،‬والمولود يكون سمحا مرزوقا مباركا عليه ‪.‬‬

‫وقال سلمان الفارسي ره هو روز هرمزد اسم من أسمائه تعالى ‪ ،‬يوم مختار‬

‫مبارك يصلح لطلب الحوائج والدخول على السلطان ‪.‬‬

‫‪ 9‬قال السيد ‪ :‬وفي رواية اخرى بحذف السناد عن الصادق عليه السلم وقد‬

‫سأله سائل عن اختيارات اليام فقال عليه السلم ‪ :‬اليوم الول خلق فيه آدم عليه‬

‫السلم يوم‬

‫صالح مسعود ‪ ،‬خاطب فيه السلطان وتزوج ‪ ،‬واعمل فيه كل شئ تريده من حاجة ‪.‬‬

‫‪ 10‬المكارم ‪ :‬عن الصادق عليه السلم ‪ :‬سعد يصلح للقاء المراء ‪ ،‬وطلب الحوائج‬
‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 3 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪ 83‬و ‪. 84‬‬

‫] ‪[ 57‬‬

‫والشراء ‪ ،‬والبيع ‪ ،‬والزراعة ‪ ،‬والسفر ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 11‬زوائد الفوائد ‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال ‪ :‬هو يوم مبارك محمود ‪ ،‬فيه‬

‫خلق‬

‫ال تعالى آدم ‪ ،‬وهو يوم سعيد لطلب الحوائج ‪ ،‬وللدخول على السلطان ‪ ،‬وابتداء‬

‫العمال ‪ ،‬والبيع والشراء ‪ ،‬والخذ والعطاء ‪ ،‬ومن ولد فيه كان محبوبا مقبول‬

‫مرزوقا مباركا ‪ ،‬ومن مرض فيه يبرأ بإذن ال تعالى ‪.‬‬

‫‪ 12‬وفي رواية اخرى ‪ :‬من خرج فيه هاربا أوضال قدر عليه إلى ثمان ليال ‪.‬‬

‫بيان ‪ :‬ما روي في سياق مامر وسيأتي عن سلمان رضي ال عنه موافق‬

‫لما رواه علماء النجوم وأصحاب التقاويم عن الفرس لكن في تصحيحها اختلفات‬

‫نشير‬

‫إليها قالوا ‪ :‬اليوم الول اسمه " اور مزد " وبعضهم يسميه " فرخ " وبعضهم‬

‫" به روز " ‪.‬‬

‫اليوم الثانى‬

‫‪ 13‬الذروع ‪ :‬قال الصادق عليه السلم ‪ :‬فيه خلقت حواء من آدم ‪ ،‬يصلح للتزويج‬

‫وبناء المنازل ‪ ،‬وكتب العهود ‪ ،‬والسفر ‪ ،‬وطلب الحوائج ‪ ،‬والختيار ‪ ،‬ومن‬

‫مرض فيه أول النهار خف أمره بخلف آخره ‪ ،‬والمولود فيه يكون صالح التربية‬
‫وقال سلمان ‪ :‬هو روز بهمن اسم ملك تحت العرش ‪ ،‬يوم مبارك للتزويج ‪ ،‬و‬

‫قضاء الحوائج ‪ ،‬سعيد ‪.‬‬

‫‪ 14‬وفي الرواية الخرى ‪ :‬تزوج ‪ ،‬وائت فيه أهلك من السفر ‪ ،‬واشتر ‪،‬‬

‫وبع ‪ ،‬واطلب فيه الحوائج ‪ ،‬واتق فيه السلطان ‪.‬‬

‫‪ 15‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬يصلح للسفر وطلب الحوائج ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 16‬الزوائد ‪ :‬عن الصادق عليه السلم ‪ :‬يوم محمود خلق ال تعالى فيه حواء ‪،‬‬

‫وهو‬

‫يوم يصلح للتزويج ‪ ،‬والتحويل ‪ ،‬والشراء ‪ ،‬والبيع ‪ ،‬والبناء ‪ ،‬والزرع ‪ ،‬والغرس‬

‫والسلف ‪ ،‬والقرض ‪ ،‬والمعاملة ‪ ،‬والدخول بالهل ‪ ،‬وطلب الحوائج ‪ ،‬ولقاء‬

‫السلطان ‪ ،‬ومن مرض فيه يبرأ ‪ ،‬ومن ولد فيه كان مباركا ميمونا ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ 1‬و ‪ ( 2‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 558‬‬

‫] ‪[ 58‬‬

‫‪ 17‬وفي رواية اخرى ‪ :‬أنه يصلح لكتبة العهد ‪ ،‬ومن مرض في أوله كان‬

‫مرضه خفيفا ‪ ،‬وفي آخره كان ثقيل ‪.‬‬

‫اليوم الثالث‬

‫‪ 18‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم ‪ :‬أنه يوم نحس مستمر ‪ ،‬نزع آدم وحوا‬

‫لباسهما ‪ ،‬واخرجا من الجنة ‪ ،‬فاجعل شغلك فيه صلح منزلك ‪ ،‬ول تخرج من‬

‫دارك إن أمكيك ‪ ،‬واتق فيه السلطان ‪ ،‬والبيع ‪ ،‬والشراء ‪ ،‬وطلب الحوائج ‪،‬‬
‫والمعاملة‬

‫والمشاركة والهارب فيه يؤخذ ‪ ،‬والمريض يجهد ‪ ،‬والمولود فيه يكون مرزوقا‬

‫طويل العمر ‪.‬‬

‫وقال سلمان ‪ :‬هو روز اردي بهشت اسم الملك الموكل بالشقاء والسقم ‪ ،‬يوم‬

‫ثقيل نحس ل يصلح لمر من المور ‪.‬‬

‫‪ 19‬وفي الرواية الخرى عنه عليه السلم ‪ :‬يوم نحس فيه سلب آدم وحواء‬

‫لباسهما ‪ ،‬ول تشتر فيه ‪ ،‬ول تبع ‪ ،‬ول تأت فيه السلطان ‪ ،‬ول تطلب فيه حاجة ‪.‬‬

‫‪ 20‬المكارم ‪ :‬ردئ ل يصلح لشئ جملة ‪. ( 1 ) :‬‬

‫‪ 21‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬يوم نحسن فيه قتل هابيل ‪ ،‬قتله أخوه قابيل‬

‫عليه اللعنة والعذاب السرمد ‪ ،‬وهو يوم مذموم ‪ ،‬ل تسافر فيه ‪ ،‬ول تعمل عمل ‪،‬‬

‫ول‬

‫تلق فيه أحدا ‪ ،‬واستعذ بال من شره بعوذة أمير المؤمنين علي عليه السلم ومن‬

‫ولد فيه‬

‫كان منحوسا ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته خيف عليه إل أن يشاء ال غير ذلك ‪.‬‬

‫‪ 22‬وفي رواية اخرى ‪ :‬أن من ولد فيه كان مرزوقا طويل العمر ‪ ،‬وفيه‬

‫سلب آدم وحواء لباسهما ‪ ،‬واخرجا من الجنة ‪ ،‬والهارب فيه يؤخذ ) ‪ ( 2‬والمريض‬

‫فيه يجهد ‪.‬‬


‫أقول ‪ :‬المضبوط عند الفرس " اردي بهشت " بضم الهمزة وسكون الراء‬

‫المهملة وكسر الدال المهملة ‪ ،‬أي الشهر الذي العالم فيه مثل الجنة ‪ ،‬لخضرار‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 558‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المخطوطة ‪ :‬يوجد ‪.‬‬

‫] ‪[ 59‬‬

‫الشجار والراضي وظهور الزهار ‪.‬‬

‫اليوم الرابع‬

‫‪ 23‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم ‪ :‬أنه يوم صالح للزرع ‪ ،‬والصيد ‪ ،‬والبناء‬

‫واتخاذ الماشية ‪ ،‬ويكره فيه السفر ‪ ،‬فمن سافر فيه خيف عليه القتل والسلب أو‬

‫بلء يصيبه ‪ ،‬وفيه ولد هابيل ‪ ،‬والمولود فيه يكون صالحا مباركا ما عاش ‪ ،‬ومن‬

‫هرب فيه عسر طلبه ‪ ،‬ولجأ إلى من يمنعه ‪.‬‬

‫وقال سلمان ‪ :‬روز شهريور اسم الملك الذي خلقت فيه الجواهر ] منه [ و‬

‫وكل بها ‪ ،‬وهو موكل ببحر الروم ‪.‬‬

‫‪ 24‬وفي الرواية الخرى ‪ :‬يوم صالح للتزويج والصيد ‪ ،‬ويذم فيه السفر‬

‫فمن سافر فيه سلب ‪ ،‬وفيه ولد هابيل بن آدم عليه السلم ‪.‬‬

‫‪ 25‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬صالح للتزويج ويكره السفر فيه ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 26‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬هو يوم متوسط صالح لقضاء الحوائج ‪ ،‬فيه ولد‬

‫هبة ال شيث بن آدم ‪ ،‬ول تسافر فيه فإنه مكروه ‪ ،‬ومن ولد فيه كان مباركا ‪ ،‬و‬
‫من مرض فيه شفي ليلته وبرئ باذن ال تعالى ‪.‬‬

‫‪ 27‬وفي رواية اخرى أن هابيل عليه السلم ولد فيه أيضا ‪ ،‬ويخاف فيه على‬

‫المسافر السلب والقتل وبلء يصيبه ‪ ،‬ومن هرب فيه لجأ إلى من يمنع منه ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬اسمه عتد الفرس بفتح الشين المعجمة وسكون الهاء وكسر الراء‬

‫المهملة وسكون الياء وفتح الواو ‪.‬‬

‫اليوم الخامس‬

‫‪ 28‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم ‪ :‬أنه يوم نحس مستمر ‪ ،‬فيه ولد قابيل‬

‫الشقي الملعون ‪ ،‬وفيه قتل أخاه ‪ ،‬وفيه دعا بالويل على نفسه ‪ ،‬وهو أول بكى في‬

‫الرض‬

‫فل تعمل فيه عمل ‪ ،‬ول تخرج من منزلك ‪ ،‬ومن حلف فيه كاذبا عجل له الجزاء‬

‫ومن ولد فيه صلحت حاله ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪558‬‬

‫] ‪[ 60‬‬

‫وقال سلمان ‪ :‬روز إسفندار اسم الملك الموكل بالرضين ‪ :‬يوم نحس فل‬

‫تطلب فيه حاجة ‪ ،‬ول تلق فيه سلطانا ‪.‬‬

‫‪ 29‬وفي الرواية الخرى عنه عليه السلم ‪ :‬ولد فيه قابيل ‪ ،‬وفيه قتل أخاه‬

‫ول تطلب فيه حاجة ‪.‬‬

‫‪ 30‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬ردئ نحس ) ‪. ( 1‬‬


‫‪ 31‬الزوائد ‪ :‬هو يوم نحس فيه لعن إبليس وهاروت وماروت وكل‬

‫فرعون وجبار ‪ ،‬وفيه لعن وعذب ‪ ،‬وهو يوم نكد عسير ل خير فيه ‪ ،‬فاستعذ بال‬

‫من شره ‪ ،‬ومن ولد فيه كان مشوما ثقيل نكد الحياة عسير الرزق ‪ ،‬ومن مرض‬

‫فيه أو فيه ليلته ثقل مرضه وخيف عليه ‪.‬‬

‫‪ 32‬وفي رواية اخرى أن فيه قتل قابيل هابيل ‪ ،‬وينظر في إصلح الماشية‬

‫ومن كذب فيه عجل ال له الجزاء ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬المشهور عند الفرس " إسفندار مذ " وقد يقال " إسبندار " و " سفندار "‬

‫و " سبندار ‪ " .‬بإلحاق " مذ " في الجميع ‪.‬‬

‫اليوم السادس‬

‫‪ 33‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم صالح للتزويج ‪ ،‬ومن سافر فيه‬

‫في بر أو بحر رجع إلى أهله بما يحبه ‪ ،‬جيد لشراء الماشية ‪ ،‬ومن ضل فيه أو‬

‫أبق وجد ‪ ،‬ومن مرض فيه برئ ‪ ،‬ومن ولد فيه صلحت تربيته وسلم من الفات ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روز خرداد اسم ملك موكل بالجن ‪ ،‬يصلح‬

‫للتزويج والمعاش وكل حاجة ‪ ،‬والحلم يظهر تأويلها بعد يوم أو يومين ‪.‬‬

‫‪ 34‬وفي الرواية الخرى ‪ :‬يوم صالح للتزويج والصيد وطلب المعاش و‬

‫كل حاجة ‪.‬‬

‫‪ 35‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬مبارك يصلح للتزيج وطلب الحوائج ) ‪. ( 2‬‬
‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 558‬‬

‫) ‪ ( 2‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 558‬‬

‫] ‪[ 61‬‬

‫‪ 36‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم يوم صالح ولد فيه نوح عليه السلم يصلح‬

‫للحوائج ‪ ،‬و‬

‫السلطان ‪ ،‬والسفر ‪ ،‬والبيع ‪ ،‬والشراء ‪ ،‬والديون ‪ ،‬والقضاء ‪ ،‬والخذ ‪ ،‬والعطاء‬

‫والنزهة ‪ ،‬والصيد ‪ .‬ومن ولد فيه كان مباركا ميمونا موسعا عليه في حياته ‪ ،‬ومن‬

‫مرض فيه أو في ليلته لم يجاوز مرضه اسبوعا ثم يبرأ بإذن ال ‪.‬‬

‫‪ 37‬وفي رواية اخرى ‪ :‬يصلح للتزويج ‪ ،‬وشراء الماشيه ‪.‬‬

‫أقول ‪ " :‬خرداد " عندهم بضم الخاء المعجمعة ‪.‬‬

‫اليوم السابع‬

‫‪ 38‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم صالح لجميع المور ‪ ،‬ومن‬

‫بدأ بالكتابة أكملها حذقا ‪ ،‬ومن بدأ فيه بعمارة أو غرس حمدت عاقبته ‪ ،‬ومن ولد‬

‫فيه صلحت تربيته ‪ .‬ووسع عليه رزقه ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضى ال عنه ‪ :‬روز مرداد اسم ملك موكل بالناس وأرزاقهم‬

‫وهو يوم مبارك سعيد ‪ ،‬فاعمل فيه ما تشاء من الخير ‪.‬‬

‫‪ 39‬وفي رواية اخرى ‪ :‬يوم صالح مثل السادس ‪.‬‬

‫‪ 40‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم مبارك مختار يصلح لكل ما يراد ويسعى فيه ) ‪. ( 1‬‬
‫‪ 41‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم يوم سعيد مبارك ‪ ،‬فيه ركب نوح عليه السلم‬

‫السفينة‬

‫فاركب البحر ‪ ،‬وسافر في البر ‪ ،‬والق العدو ‪ ،‬واعمل ما شئت ‪ ،‬فإنه يوم عظيم‬

‫البركة ‪ ،‬محمود لطلب الحوائج والسعي فيها ‪ .‬ومن ولد فيه كان مباركا ميمونا على‬

‫نفسه وأبويه ‪ ،‬خفيف النجم ‪ ،‬موسعا عيشه ‪ .‬ومن مرض فيه أو في ليلته برئ باذن‬

‫ال تعالى ‪.‬‬

‫‪ 42‬وفي رواية اخرى ‪ :‬يصلح لبتداء الكتابة ‪ ،‬والعمارة ‪ ،‬وغرس الشجار ‪.‬‬

‫أقول ‪ " :‬مرداد " أيضا بالضم ‪ .‬وقال أبوريحان ‪ :‬معناه دوام الخلق أبدا من غير‬

‫موت ول فناء ‪ ) * .‬هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪558‬‬

‫] ‪[ 62‬‬

‫اليوم الثامن‬

‫‪ 43‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم صالح لكل حاجة من بيع أو‬

‫شراء ‪ ،‬ومن دخل فيه على سلطان قضيت حاجته ‪ ،‬ويكره فيه ركوب البحر ‪،‬‬

‫والسفر‬

‫في البر ‪ ،‬والخروج إلى الحرب ‪ ،‬ومن ولد فيه صلحت ولدته ‪ ،‬ومن هرب فيه لم‬

‫يقدر عليه إل بتعب ‪ ،‬ومن ضل فيه لم يرشد إل بجهد ‪ ،‬والمريض فيه يجهد ‪.‬‬
‫وقال سلمان ‪ :‬روز نمادر اسم من أسمائه تعالى ‪ ،‬وهو يوم مبارك سعيد صالح‬

‫لكل أمر تريد من الخير ‪.‬‬

‫‪ 44‬وفي الرواية الخرى ‪ :‬يوم صالح مبارك ‪ ،‬صالح لكل حاجة إل السفر ‪.‬‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 62‬سطر ‪ 9‬إلى صفحه ‪ 70‬سطر ‪9‬‬

‫‪ 45‬المكارم ‪ :‬يصلح لكل حاجة سوى السفر ‪ ،‬فإنه يكره فيه ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 46‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم يوم صالح للشراء والبيع فاشتر فيه وبع ‪ ،‬وخذو‬

‫أعط ‪ ،‬ول تعرض للسفر ‪ ،‬فإنه يكره فيه سفر البر والبحر ‪ :‬ومن ولد فيه كان‬

‫متوسط الحال طويل العمر ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته برئ بإذن ال تعالى ‪.‬‬

‫‪ 47‬وفي رواية اخرى ‪ :‬تصلح للقاء السلطان وقضاء الحوائج منه ‪ ،‬ومن‬

‫هرب فيه لم يقدر عليه إل بتعب ‪ ،‬ومن ضل فيه لم يرشد إل بجهد ‪ .‬وقيل ‪ :‬من‬

‫مرض‬

‫فيه هلك ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬المعروف عندهم " ديبازر " ‪.‬‬

‫اليوم التاسع‬
‫‪ 48‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم خفيف صالح لكل أمر تريده‬

‫فابدأ فيه بالعمل ‪ ،‬واقترض فيه ‪ ،‬وازرع ‪ ،‬واغرس ‪ .‬ومن حارب فيه غلب ‪ ،‬ومن‬

‫سافر فيه رزق مال ورأى خيرا ‪ ،‬ومن هرب فيه نجا ‪ ،‬ومن مرض فيه ثقل ‪ ،‬ومن‬

‫ضل قدر عليه ‪ ،‬ومن ولد فيه صلحت ولدته وفق فيه في كل حالته ‪.‬‬

‫وقال سلمان ‪ :‬روز آذر اسم ملك موكل بالميزان يوم القيامة محمود والحلم‬

‫تصح فيه من يومها ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 558‬‬

‫] ‪[ 63‬‬

‫‪ 49‬وفي الرواية الخرى ‪ :‬يوم خفيف صالح لكل أمر يريده ‪ ،‬والمولود‬

‫فيه يكون مرزوقا في معيشته ‪ ،‬ول يصيبه ضيق ‪.‬‬

‫‪ 50‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم مبارك يصلح لكل ما يريده النسان ‪ ،‬ومن سافر‬

‫فيه رزق مال ويرى في سفره كل خير ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 51‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم يوم صالح محمود ‪ ،‬فيه ولد سام بن نوح ‪ ،‬وهو يوم‬

‫مبارك يصلح للحوائج ‪ ،‬والدخول على السلطان ‪ ،‬وجميع العمال ‪ ،‬والدين والقرض‬

‫والخذ والعطاء ‪ ،‬ومن ولد فيه كان محبوبا مقبول عند الناس ‪ ،‬يطلب العلم ويعمل‬

‫بأعمال الصالحين ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلة برئ بإذن ال تعالى ‪.‬‬
‫‪ 52‬وفي رواية اخرى ‪ :‬من سافر فيه رزق ولقي خيرا ‪ ،‬ويصلح للغرس‬

‫والزرع ‪ ،‬ومن حارب فيه غلب ‪ ،‬ومن هرب فيه لجأ إلى سلطان يمنع عليه ‪ ،‬ومن‬

‫مرض فيه ثقل ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬عندهم آذر باللف الممدودة ثم الذال المعجمة المفتوحة اسم للنار‬

‫والملك الموكل بها ‪ ،‬وصحح بعضهم بضم الذال والول أشهر ‪.‬‬

‫اليوم العاشر‬

‫‪ 53‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه ولد فيه نوح عليه السلم ومن ولد فيه‬

‫يكبر ويهرم ويرزق ‪ ،‬ويصلح للبيع والشراء والسفر ‪ ،‬والضالة فيه توجد ‪،‬‬

‫والهارب‬

‫فيه يظفر به ويحبس ‪ ،‬وينبغي للمريض فيه أن يوصي ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه روز أبان اسم ملك موكل بالبحار والودية‬

‫يوم خفيف مبارك ‪ ،‬ومن هرب فيه من سلطان اخذ ‪ ،‬ومن ولد فيه لم يصبه ضيق و‬

‫كان مرزوقا ‪ ،‬والحلم فيه تظهر في مدة عشرين يوما ‪.‬‬

‫‪ 54‬وفي الرواية الخرى ‪ :‬فيه ولد نوح عليه السلم يوم صالح للحرث والزرع‬

‫والسلف‬

‫وكل خير ‪.‬‬

‫‪ 55‬المكارم ‪ :‬صالح لكل حاجة سوى الدخول على السلطان ‪ ،‬ومن‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 559‬‬


‫] ‪[ 64‬‬

‫فر فيه من السلطان أخذ ‪ ،‬ومن ضلت له ضالة وجدها ‪ ،‬وهو جيد للشراء والبيع‬

‫ومن مرض فيه برأ ) ‪( 1‬‬

‫‪ 56‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم يوم محمود رفع ال فيه إدريس مكانا عليا ‪ ،‬وفيه‬

‫أخذ موسى التورية ‪ ،‬تصلح لكتب والشروط والعهود وأعمال الدواوين‬

‫والحساب ‪ ،‬ومن ولد فيه كان مباركا حليما صالحا عفيفا ‪ ،‬ومن مرض فيه أو‬

‫في ليلته يخاف عليه ‪.‬‬

‫‪ 57‬وفي رواية اخرى ‪ :‬يصلح للبيع والشراء ‪ ،‬ومن ضلت له ضللة‬

‫وجدها ‪ ،‬ويستحب للمريض فيه أن يوصي ‪ ،‬ومن هرب فيه ظفر به وسجن ‪.‬‬

‫اليوم الحادى العشر‬

‫‪ 58‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه ولد فيه شيث عليه السلم ‪ ،‬صالح‬

‫لبتداء العمل والبيع والشراء والسفر ‪ ،‬ويجتنب فيه الدخول على السلطان ‪ ،‬ومن‬

‫هرب فيه‬

‫رجع طائعا ‪ ،‬ومن مرض فيه يوشك أن يبرأ ] فيه [ ‪ ،‬ومن ضل فيه سلم ‪ ،‬ومن‬

‫ولد فيه طابت عيشته غير أنه ل يموت حتى يفتقر ويهرب من سلطان ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روز خور اسم ملك موكل بالشمس ‪ ،‬يوم‬

‫خفيف مثل الذي تقدمه ‪.‬‬

‫‪ 59‬وفي الرواية الخرى ‪ :‬من هرب فيه اخذ ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون‬
‫مرزوقا في معيشته ويعمر حتى يهرم ول يفتقر أبدا ‪.‬‬

‫‪ 60‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم يصلح للشراء والبيع ‪ ،‬ولجميع الحوائج ‪ ،‬و‬

‫للسفر ما خل الدخلول على السلطان ‪ ،‬وإن التوراي فيه يصلح ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 61‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم يوم صالح للشراء والبيع والمعاملة والقرض ‪ ،‬و‬

‫يكره فيه الدخول على السلطان ومعاملته والتصرف فيه ‪ ،‬ومن ولد فيه كان مباركا‬

‫صالح التربية ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته برئ بإذن ال تعالى ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 559‬‬

‫) ‪ ( 2‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 559‬‬

‫] ‪[ 65‬‬

‫أقول ‪ :‬عندهم " خور " بضم الخاء ‪ ،‬ومنهم من صححه بالفتح ‪ ،‬والول‬

‫أظهر ‪ ،‬ويؤيده دخول الواو في الكتابة ‪.‬‬

‫‪ 62‬وفي رواية اخرى أنه ولد فيه شيث عليه السلم ‪ ،‬ومن هرب فيه رجع طائعا‬

‫ومن ضل فيه سلم ‪ .‬وذكر أيضا أنه يموت فقيرا أو يهرب من السلطان ‪.‬‬

‫اليوم الثانى عشر‬

‫‪ 63‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم صالح للتزويج وفتح الحوانيت‬

‫والشركة وركوب البحار ‪ ،‬ويجتنب فيه الوساطة بين الناس ‪ ،‬والمريض يوشك‬

‫أن يبرأ ‪ ،‬والمولود فيه يكون هين التربية ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روز ماه يوم مختار وهو اسم ملك موكل بالقمر ‪.‬‬
‫وفي الرواية الخرى مثل الحادي عشر ‪.‬‬

‫‪ 64‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم يوم صالح مبارك ‪ ،‬فاطلبوا فيه حوائجكم ‪ ،‬و‬

‫اسعوالها فإنها تقضى ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 65‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم يوم مبارك ‪ ،‬فيه قضى موسى الجل ‪ ،‬وهو يوم‬

‫التزويج والمشاركة وفتح الحوانيت وعمارة المنازل والبيع الشراء والخذ و‬

‫العطاء ‪ ،‬ومن ولد فيه كان عفيفا ناسكا صالحا ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته من‬

‫حمى‬

‫خيف عليه إل أن يشاء ال عزوجل ‪.‬‬

‫‪ 66‬وفي اخرى ‪ :‬يستحب فيه ركوب الماء ‪ ،‬ول يرتكب فيه الوسائط‬

‫يعني الوساطة بين الناس ‪.‬‬

‫اليوم الثالث عشر‬

‫‪ 67‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم نحس ‪ ،‬فاتق فيه المنازعة‬

‫والحكومة‬

‫ولقاء السلطان وكل أمر ‪ ،‬ول تدهن فيه رأسا ‪ ،‬ول تحلق فيه شعرا ‪ ،‬ومن ضل‬

‫فيه أو هرب سلم ‪ ،‬ومن مرض فيه أجهد ‪ ،‬والمولود فيه ذكر أنه ل يعيش ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 559‬‬

‫] ‪[ 66‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روز تير اسم ملك موكل بالنجوم ‪ ،‬يوم نحس‬
‫ردئ ‪ ،‬فاتق فيه السلطان وجميع العمال ‪ ،‬والحلم تصح فيه بعد تسعة أيام ‪.‬‬

‫وفي الرواية الخرى ‪ :‬يوم نحس ل تطلب فيه حاجة ‪.‬‬

‫‪ 68‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم يوم نحس فاتقوا فيه جميع العمال ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 69‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم يوم نحس فيه هلك ابن نوح وامرأة لوط ‪ ،‬وهو‬

‫يوم مذموم في كل حال ‪ ،‬فاستعذ بال من شره ‪ ،‬ومن ولد فيه كان مشوما عسير‬

‫الرزق كثير الحقد نكد الخلق ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته يخاف عليه وال‬

‫أعلم ‪.‬‬

‫‪ 70‬وفي رواية اخرى ‪ :‬تتقى فيه المنازعات ‪ ،‬ولقاء السلطين والحكومات‬

‫وحلق الرأس ‪ ،‬ودهن الشعر ‪ ،‬ومن هرب فيه سلم ‪ ،‬وإن ولد فيه ذكر لم يعش ‪.‬‬

‫اليوم الرابع عشر‬

‫‪ 71‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه صالح لكل شئ ‪ ،‬ومن ولد فيه‬

‫يكون غشوما ‪ ،‬وهو جيد لطلب العلم والبيع والشراء والسفر والستقراض و‬

‫ركوب البحر ‪ ،‬ومن هرب فيه اخذ ‪ ،‬ومن مرض فيه برئ إن شاء ال تعالى ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روز جوش اسم ملك موكل بالنس والجن‬

‫والريح ‪ ،‬يوم سعيد مبارك ‪ ،‬يصلح لكل شئ وللقاء السلطان وأشراف الناس و‬

‫علمائهم ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون كاتبا أديبا ويكثر ماله آخر عمره ‪ ،‬والحلم تصح‬

‫بعد ستة وعشرين يوما ‪.‬‬

‫‪ 72‬وفي الرواية الخرى ‪ :‬يوم سعيد صالح لكل حاجة ‪ ،‬ومن ولد فيه‬
‫عمر طويل ‪ ،‬ويكون مشعوفا بطلب العلم ‪ ،‬ويكثر ماله في آخر عمره ‪.‬‬

‫‪ 73‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم جيد للحوائج ولكل عمل ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 74‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم يوم صالح لما تريد من قضاء الحوائج ولقاء الملوك‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 559‬‬

‫) ‪ ( 2‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 559‬‬

‫] ‪[ 67‬‬

‫وطلب العلم وأعمال الديون ‪ ،‬ومن ولد فيه عاش سليما سعيدا ‪ ،‬وكان في اموره‬

‫مسددا محمودا مرزوقا ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته برئ من مرضه ولم يطل وال‬

‫أعلم ‪.‬‬

‫‪ 75‬وفي رواية اخرى ‪ :‬أنه من ولد فيه يكون في آخر عمره كثير المال ‪ ،‬و‬

‫يكون غشوما ظلوما ‪ ،‬ويصلح للبيع والشراء والستقراض والقرض والركوب في‬

‫البحر ‪ ،‬ومن هرب فيه يؤخذ ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬جوش بضم الجيم وسكون الواو ‪.‬‬

‫اليوم الخامس عشر‬

‫‪ 76‬العدد القوية لدفع المخاوف اليومية للشيخ رضي الدين علي بن يوسف‬

‫بن مطهر الحلي ‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلم ‪ :‬إنه يوم مبارك‬

‫يصلح لكل‬
‫حاجة والسفر وغيره ‪ ،‬فاطلبوا فيه الحوائج فإنها مقضية ‪.‬‬

‫‪ 77‬وفي رواية اخرى ‪ :‬محذور نحس في كل المور إل من أراد أن يستقرض‬

‫أو يقرض أو يشاهد ما يشتري ‪ ،‬ولد فيه قابيل وكان ملعونا ‪ ،‬وهو الذي قتل أخاه ‪،‬‬

‫فاحذروا فيه كل الحذر ‪ ،‬ففيه خلق الغضب ‪ ،‬ومن مرض فيه مات ‪.‬‬

‫‪ 78‬وفي رواية اخرى ‪ :‬من مرض فيه برئ عاجل ‪ ،‬ومن هرب فيه ظفر به في‬

‫مكان قريب ) ‪ ، ( 1‬ومن ولد فيه يكون سيئ الخلق ‪.‬‬

‫‪ 79‬وفي رواية اخرى ‪ :‬من ولد فيه يكون ألثغ أو أخرس أو ثقيل اللسان ‪.‬‬

‫‪ 80‬قال أميرالمؤمنين عليه السلم ‪ :‬من ولد فيه يكون أخرس أو ألثغ ‪.‬‬

‫وقالت الفرس ‪ :‬إنه يوم خفيف ‪.‬‬

‫وفي رواية اخرى ‪ :‬يوم مبارك يصلح لكل عمل وحاجة ‪ ،‬والحلم فيه‬

‫تصح بعد ثلثة أيام ‪ ،‬يحمد فيه لقاء القضاة والعلماء والتعليم وطلب ما عند‬

‫الرؤساء‬

‫والكتاب ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬غريب ) خ ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 68‬‬

‫وقال سلمان الفارسي رضي ال عنه ‪ :‬ديمهروز اسم من أسماء ال تعالى ‪.‬‬

‫‪ 81‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم صالح لكل المور إل من أراد‬

‫أن يستقرض أو يقرض ‪ ،‬ومن مرض فيه برئ عاجل ومن هرب فيه ظفر به ‪،‬‬
‫والمولود‬

‫فيه يكون ألثغ أو أخرس ‪ .‬وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روز " ديبهر " ) ‪ ( 1‬اسم‬

‫من أسمائه تعالى ‪ ،‬يصلح‬

‫لكل حاجة ‪ ،‬والحلم فيه تصح بعد ثلثة أيام ‪.‬‬

‫وفي الرواية الخرى ‪ :‬يوم صالح لكل أمر ‪ ،‬والمولود يكون أخرس‬

‫أو ألثغ‬

‫‪ 82‬المكارم ‪ :‬صالح لكل حاجة تريدها ‪ ،‬فاطلبوا فيه حوائجكم‬

‫فإنها تقضى ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 83‬الزوائد ‪ :‬يوم صالح لكل عمل وحاجة ولقاء الشراف والعظماء و‬

‫الرؤساء فاطلب فيه حوائجك ‪ ،‬والق سلطانك ‪ ،‬واعمل ما بدالك فإنه يوم سعيد ‪ ،‬و‬

‫من ولد فيه يكون ألثغ اللسان أو أخرس ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته خيف عليه‬

‫إل أن يشاء ال عزوجل ‪.‬‬

‫‪ 84‬وفي رواية اخرى ‪ :‬يوم محذور ويصلح للستقراض والقرض ومشاهدة‬

‫ما يشترى ‪ ،‬ومن مرض فيه برئ بإذن ال تعالى ‪ ،‬ومن هرب فيه ظفر به في مكان‬

‫غريب ‪.‬‬

‫بيان ‪ :‬اللثغ محركة واللثغة بالضم تحول اللسان من السين إلى الثاء أو من‬

‫الراء إلى الغين أو اللم أو الياء أو من حرف إلى حرف ‪ ،‬أو أن ل يتم رفع لسانه ‪،‬‬

‫وفيه ثقل‬
‫لثغ كفرح فهوأ لثغ ‪ .‬وتصحيح السم عندهم بالدال المفتوحة والياء الساكنة والباء‬

‫المكسورة ‪ ،‬وفي نسخ الدروع بسقوط الميم وفتح الباء ‪ .‬وإنما ابتدأنا النقل من‬

‫" العدد " من هذا اليوم لنه لم يصل إلينا من هذا الكتاب إل من اليوم الخامس‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬ديمهر ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 559‬‬

‫] ‪[ 69‬‬

‫عشر إلى آخر الشهر ‪ ،‬ومن أول الشهر إلى هذا اليوم كان ساقطا ‪.‬‬

‫اليوم السادس عشر‬

‫‪ 85‬العدد ‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلم إنه يوم نحس مستمر‬

‫ردئ‬

‫فل تسافر فيه ومن سافر فيه هلك ويناله مكروه ‪ ،‬فاجتنبوا فيه الحركات واتقوا‬

‫فيه الحوائج ما استطعتم ‪ ،‬فل تطلبوا فيه حاجة ‪ ،‬ويكره فيه لقاء السلطان ‪.‬‬

‫‪ 86‬وفي رواية ‪ :‬يصلح للتجارة والبيع والمشاركة والخروج إلى البحر‬

‫ويصلح للبنية ووضع الساسات ‪ ،‬ويصلح لعمل الخير ‪.‬‬

‫‪ 87‬وفي رواية ‪ :‬خلقت فيه المحبة والشهوة ‪ ،‬وهو يوم السفر فيه جيد‬

‫في البر والبحر ‪ ،‬استأجر فيه من شئت ‪ ،‬وادفع فيه إلى من شئت ‪ ،‬من ولد فيه‬

‫يكون مجنونا ل محالة ويكون بخيل ‪.‬‬

‫‪ 88‬وفي رواية ‪ :‬من ولد في صبيحته إلى الزوال كان مجنونا وإن ولد‬
‫بعد الزوال إلى آخره صلحت حاله ‪ ،‬ومن هرب فيه يرجع ‪ ،‬ومن ضل فيه سلم و‬

‫من ضلت له ضالة وجدها ‪ ،‬ومن مرض فيه برئ عاجل ‪.‬‬

‫‪ 89‬قال مولنا أميرالمؤمنين عليه السلم ‪ :‬من مرض فيه خيف عليه الهلك ‪.‬‬

‫وقالت الفرس ‪ :‬إنه يوم خفيف‬

‫‪ 90‬وفي رواية أنه يوم جيد لكل ما يراد من العمال والنيات والتصرفات‬

‫والمولود فيه يكون عامل ‪ ،‬وهو يوم لجميع ما يطلب فيه من المور الجيدة ‪.‬‬

‫وفي رواية أنه يوم نحس ‪ ،‬من ولد فيه يكون مجنونا لبد من ذلك ‪ ،‬و‬

‫من سافر فيه يهلك ‪ ،‬وتصلح لعمل الخير ‪ ،‬ويتقى فيه الحركة ‪ ،‬والحلم تصح‬

‫فيه بعد يومين ‪.‬‬

‫قال سلمان الفارسي رضي ال عنه ‪ :‬مهرروز اسم الملك الموكل بالرحمة ‪.‬‬

‫‪ 91‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم نحس ل يصلح لشيئ سوى البنية‬

‫والساسات ‪ ،‬من سافر فيه هلك ‪ ،‬ومن هرب فيه رجع ‪ ،‬ومن ضل سلم ‪ ،‬ومن‬

‫مرض‬

‫] ‪[ 70‬‬

‫فيه برئ سريعا ‪ ،‬والمولود فيه يكون مجنونا إن ولد قبل الزوال ‪ ،‬وإن ولد بعد‬

‫الزوال‬

‫صلحت حاله ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روز مهر اسم ملك موكل بالرحمة ‪ ،‬وهو يوم‬
‫نحس ‪ ،‬فاتق فيه الحركة ‪ ،‬والحلم تصح فيه بعد يومين ‪.‬‬

‫‪ 92‬وفي الروية الخرى ‪ :‬يوم نحس ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون مجنونا ‪ ،‬ومن‬

‫سافر فيه هلك ‪.‬‬

‫‪ - 93‬المكارم ‪ :‬ردئ مذموم لكل شئ ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 94‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬يوم نحس ردئ مذموم ل خير فيه ‪ ،‬فل تسافر‬

‫فيه ‪ ،‬ول تطلب حاجة ‪ ،‬وتوق ما استطعت ‪ ،‬وتعوذ بال من شره ‪ ،‬ومن ولد فيه‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 70‬سطر ‪ 10‬إلى صفحه ‪ 78‬سطر ‪10‬‬

‫يكون مشوما عسر التربية منحوسا في عيشه ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته يخاف‬

‫عليه‬

‫ويطول مرضه وال أعلم ‪.‬‬

‫‪ 95‬وفي رواية اخرى ‪ :‬من سافر فيه هلك ‪ ،‬ويكره فيه لقاء السلطان‬

‫ويصلح للتجارة والبيع والمشاركة والخروج إلى البحر والبنية والساسات‬

‫والذي يهرب فيه يرجع ‪ ،‬ومن ضل فيه سلم ‪ ،‬ومن ولد في صبيحته إلى الزوال‬

‫كان مجنونا ‪ ،‬ومن بعد الزوال تكون أعماله صالحة ‪.‬‬


‫أقول ‪ " :‬مهر " عندهم بكسر الميم وسكون الهاء ‪.‬‬

‫اليوم السابع عشر‬

‫‪ 96‬العدد ‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلم ‪ :‬إنه يوم صاف مختار‬

‫لجميع الحوائج ‪ ،‬ويصلح للشراء والبيع والتزويج والدخول على السلطان وغير‬

‫ذلك ‪ ،‬صالح لكل حاجة ‪ ،‬فاطلب فيه ما تريد فإنه جيد ‪ ،‬خلقت فيه القوة ‪ ،‬و‬

‫خلق فيه ملك الموت ‪ ،‬وهو الذي بارك فيه الحق على يعقوب عليه السلم ‪ ،‬جيد‬

‫صالح‬

‫للعمارة ‪ ،‬وفتق النهار ‪ ،‬وغرس الشجار ‪ ،‬والسفر فيه ل يتم ‪.‬‬

‫‪ 97‬وفي رواية اخرى ‪ :‬هذا اليوم متوسط يحذر فيه المنازعة ‪ ،‬ومن أقرض‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪559‬‬

‫] ‪[ 71‬‬

‫فيه شيئا لم يرد إليه ‪ ،‬فإن رد فيجهد ‪ ،‬ومن استقرض فيه شيئا لم يرده ‪.‬‬

‫‪ 98‬قال ابن معمر ‪ ] :‬وفي [ رواية اخرى أنه يوم ثقيل ل يصلح لطلب‬

‫الحوائج فاحذر فيه ‪ ،‬وأحسن إلى ولدك وعبدك ‪ ،‬ومن مرض فيه يبرأ ‪ ،‬والرؤيا‬

‫فيه كاذبة ‪ ،‬والبق فيه يوجد ‪ ،‬ومن ولد فيه عاش طويل وصلحت حاله وتربيته‬

‫ويكون عيشه طيبا ل يرى فيه فقرا ‪.‬‬

‫وقالت الفرس ‪ :‬إنه يوم خفيف ‪.‬‬

‫‪ 99‬وفي رواية اخرى ‪ :‬أنه يوم ثقيل غير صالح لعمل الخير ‪ ،‬فل تلتمس‬
‫فيه حاجة ‪.‬‬

‫‪ 100‬وفي رواية اخرى ‪ :‬يوم جيد مختار ‪ ،‬يحمد فيه التزويج والختانة و‬

‫الشركة والتجارة ولقاء الخوان والمضاربة للموال ‪.‬‬

‫وقال سلمان الفارسي رضي ال عنه ‪ :‬سروش روز اسم الملك الموكل بحراسة‬

‫العالم وهو جبرئيل عليه السلم ‪.‬‬

‫‪ 101‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم متوسط ‪ ،‬واحذر فيه المنازعة و‬

‫القرض والستقراض ‪ ،‬فمن أقرض فيه شيئا لم يرد إليه ‪ ،‬ومن استقرض لم يرده‬

‫ومن ولد فيه صلحت حاله ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روز سروش ‪ ،‬اسم ملك موكل بحراسة العالم‬

‫وهو يوم ثقيل فل تلتمس فيه حاجة ‪.‬‬

‫وفي الرواية الخرى ‪ :‬يوم صالح ‪.‬‬

‫‪ 102‬قال ‪ :‬وفي رواية اخرى أنه يوم ثقيل ل يصلح لطلب حاجة ‪.‬‬

‫‪ 103‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم صاف ) ‪ ( 1‬مختار ‪ ،‬فاطلبوا فيه ما شئتم وتزوجوا‬

‫وبيعوا واشتروا وازرعوا وابنوا وادخلوا على السلطان في حوائجكم فإنها تقضى )‬

‫‪.(2‬‬

‫‪ 104‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬يوم صالح مختار محمود لكل عمل وحاجة‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬صالح ‪.‬‬


‫) ‪ ( 2‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 559‬‬

‫] ‪[ 72‬‬

‫فاطلب فيه الحوائج ‪ ،‬واشتر وبع والق الكتاب والعمال ومن شئت ‪ ،‬ومن ولد‬

‫فيه كان مباركا سعيدا في كل أمره ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته خلص وبرئ بإذن‬

‫ال تعالى ‪.‬‬

‫‪ 105‬وفي رواية اخرى ‪ :‬متوسط تحذر فيه المنازعة والقرض والستقراض ‪.‬‬

‫أقول ‪ " :‬سروش " عندهم بالسين والراء المهملتين المضمومتين ‪.‬‬

‫اليوم الثامن عشر‬

‫‪ 106‬العدد ‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلم ‪ :‬إنه يوم مختار جيد‬

‫مبارك سعيد يصلح للتزويج والسفر ‪ ،‬ومن سافر فيه قضيت حاجته ‪ ،‬مبارك لكل‬

‫ما تريد عمله ‪ ،‬ولطلب الحوائج ‪ ،‬صالح لكل حاجة من بيع وشراء وزرع فإنك‬

‫تربح ‪ ،‬واسع في جميع حوائجك فإنها تقضى ‪ ،‬واطلب فيه ما شئت فإنك تظفر‬

‫ويصلح للدخول على السلطان والقضاة والعمال ‪ ،‬ومن خاصم فيه عدوه ظفر به‬

‫بإذن ال وغلبه ‪ ،‬ومن تزوج فيه يرى خيرا ‪ ،‬ومن اقترض قرضا رده إلى من‬

‫اقترض منه ‪ ،‬ومن مرض فيه يوشك أن يبرأ ‪ :‬والمولود يصلح حاله ‪ ،‬ويكون‬

‫عيشه‬

‫طيبا ‪ ،‬ول يرى فقرا ‪ ،‬ول يموت إل عن توبة ‪.‬‬

‫وقال الفرس ‪ :‬إنه يوم خفيف ‪.‬‬


‫‪ 107‬وفي رواية اخرى ‪ :‬تحمد فيه العمارات والبنية ‪ ،‬ويشترى فيه‬

‫البيوت والمنازل ‪ ،‬وتقضى فيه الحوائج والمهمات ‪ ،‬ويصلح للسفر ‪.‬‬

‫وقال سلمان الفارسي رضي ال عنه ‪ :‬رش روز اسم الملك الوكل بالنيران ‪.‬‬

‫‪ 108‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم سعيد صالح لكل شئ من بيع‬

‫أو شراء أو زرع أو سفر ‪ ،‬ومن خاصم فيه عدوه ظهر به ‪ ،‬والقرض فيه يرد ‪ ،‬و‬

‫المريض يبرأ ‪ ،‬ومن ولد فيه صلحت حاله ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روزرش اسم ] ملك [ موكل بالنيران ‪ ،‬يصلح للسفر‬

‫وطلب الحوائج ‪.‬‬

‫‪ 109‬وفي الرواية الخرى ‪ :‬يوم صالح للسفر وكل ما تريده من حاجة ‪.‬‬

‫] ‪[ 73‬‬

‫‪ 110‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬مختار صالح للسفر وطلب الحوائج ‪ ،‬ومن‬

‫خاصم فيه عدوه خصمه وغلبه وظفر به بقدرة ال ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 111‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬يوم مختار للسفر والتزويج ولطلب الحوائج‬

‫ومن خاصم فيه عدوه خصمه وغلبه وقهره ‪ ،‬ومن ولد فيه كان حسن التربية‬

‫محمود‬

‫العيش ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته برئ ونجا بإذن ال تعالى ‪.‬‬

‫‪ 112‬وفي رواية اخرى ‪ :‬يصلح للبيع والشراء والزرع ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬أكثرهم صححوا السم بفتح الراء المهملة وسكون الشين المعجمة والنون‬
‫وصحح بعضهم رش بغير نون كما في الدروع ‪.‬‬

‫اليوم التاسع عشر‬

‫‪ 113‬العدد ‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلم إنه يوم خفيف يصلح‬

‫لكل شئ والسفر فمن سافر فيه قضي حاجته وقضيت اموره ‪ ،‬وكلما ] يريد [‬

‫يصل إليه ‪ ،‬صالح للتزويج والمعاش والحوائج وتعلم العلم وشراء الرقيق والماشية‬

‫‪ ،‬سعيد‬

‫مبارك ‪ ،‬ولد فيه إسحاق بن إبراهيم عليهم السلم ومن ضل فيه أو هرب قدر عليه‬

‫بعد خمسة‬

‫عشر ليلة ‪ ،‬ومن ولد فيه كان صالح الحال متوقعا لكل خير ‪.‬‬

‫‪ 114‬وفي رواية اخرى ‪ :‬أنه يوم شديد كثر شره ‪ ،‬ل تعمل فيه عمل من‬

‫أعمال الدنيا ‪ ،‬والزم فيه بيتك ‪ ،‬وأكثر فيه ذكر ال عزوجل وذكر النبي صلى ال‬

‫عليه وآله‬

‫من مرض فيه ينجو ‪ ،‬ول تسافر فيه ‪ ،‬ول تدفع فيه إلى أحد شيئا ‪ ،‬ول تدخل على‬

‫سلطان ‪ ،‬ومن رزق فيه يكون سيئ الخلق ‪.‬‬

‫‪ 115‬وقال أميرالمؤمنين عليه السلم ‪ :‬من ولد فيه يكون مرزوقا مباركا ‪.‬‬

‫وقال الفرس ‪ :‬يوم ثقيل ‪.‬‬

‫‪ 116‬وفي رواية اخرى ‪ :‬أنه يحمد فيه لقاء الملوك والسلطين لطلب الحوائج‬

‫وطلب ما عندهم وفي أيديهم ‪ ،‬وهو يوم مبارك ‪.‬‬


‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 559‬‬

‫] ‪[ 74‬‬

‫وقال سلمان الفارسي رضي ال عنه ‪ :‬فروردين روز اسم الملك الموكل‬

‫بالرواح ] و [ قبضها ‪ .‬وفي ليلة تسع عشرة من شهر رمضان يكتب وقد الحاج ‪،‬‬

‫و‬

‫يستحب فيه الغسل وفي ليلة الربعاء تاسع عشر شهر رمضان سنة أربعين من‬

‫الهجرة‬

‫ضرب مولنا أميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليه السلم ‪.‬‬

‫‪ 117‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم سعيد ولد فيه إسحاق ‪ ،‬وهو‬

‫صالح للسفر والمعاش والحوائج وتعلم العلم وشراء الرقيق والماشية ‪ ،‬ومن ضل‬

‫فيه أو هرب قدر عليه بعد خمس عشرة ليلة ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون صالحا موفقا‬

‫للخيرات إن شاء ال ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روز فروردين اسم ملك موكل بالرواح و‬

‫قبضها ‪ ،‬وهو يوم مبارك ‪ ،‬وفي الرواية الخرى مثل الثامن عشر ‪.‬‬

‫‪ 118‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬مختار صالح لكل عمل ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون‬

‫مباركا ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 119‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم يوم مختار مبارك صالح لكل عمل تريد ‪ ،‬وفيه‬

‫ولد إسحاق بن إبراهيم عليهم السلم فاطلب فيه الحوائج ‪ ،‬والق السلطان ‪ ،‬واكتب‬
‫الكتب‬

‫واعمل العمال ‪ ،‬ومن ولد فيه كان كانبا مباركا مرزوقا ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في‬

‫ليلته‬

‫خيف عليه ‪.‬‬

‫‪ 120‬وفي رواية اخرى ‪ :‬يصلح للسفر والمعاش وطلب العلم وشراء الرقيق‬

‫والماشية ‪ ،‬ومن ضل فيه أو هرب يقدر عليه بعد نصف شهر ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬فروردين عندهم بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الواو ثم سكون‬

‫الراء وكسر الدال ‪.‬‬

‫اليوم العشرون‬

‫‪ 121‬العدد ‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلم ‪ :‬إنه يوم جيد مبارك‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪. 559 ، 2‬‬

‫] ‪[ 75‬‬

‫يصلح لطلب الحوائج والسفر ‪ ،‬فمن سافر فيه كانت حاجته مقضية ‪ ،‬والبناء‬

‫والتزويج‬

‫والدخول على السلطان وغيره ‪.‬‬

‫‪ 122‬وفي رواية اخرى ‪ :‬أنه ولد فيه إسحاق عليه السلم محمود العاقبة جيد‬

‫لطلب الحوائج ‪ ،‬طالب فيه بحقك ‪ ،‬وازرع ما شئت ‪ ،‬ول تشتر فيه عبدا ‪.‬‬

‫‪ 123‬وفي رواية اخرى ‪ :‬يجتنب فيه شراء العبيد ‪.‬‬


‫‪ 124‬وفي رواية اخرى ‪ :‬أنه يوم متوسط الحال ‪ ،‬صالح للسفر والبناء‬

‫ووضع الساس وحصاد الزرع وغرس الشجر والكرم واتخاذ الماشية ‪ ،‬من هرب‬

‫فيه‬

‫كان بعيد الدرك ‪ ،‬ومن ضل فيه خفي أمره ‪ ،‬ومن مرض فيه صعب مرضه ‪.‬‬

‫‪ 125‬وفي رواية ‪ :‬من مرض فيه مات ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون في صعوبة من‬

‫العيش ‪ ،‬ويكون ضعيفا ‪.‬‬

‫‪ 126‬وفي رواية اخرى ‪ :‬من ولد فيه كان حليما فاضل ‪.‬‬

‫‪ 127‬قال مولنا أميرالمؤمنين عليه السلم ‪ :‬من سافر فيه رجع سالما غانما ‪ ،‬و‬

‫قضى ال حوائجه وحصنه من جميع المكاره ‪.‬‬

‫وقالت الفرس ‪ :‬إنه يوم خفيف مبارك ‪.‬‬

‫‪ 128‬وفي رواية اخرى ‪ :‬أنه يوم محمود يحمد فيه الطلب للمعاش والتوجه‬

‫بالنتقال والشغال والعمال الرضية والبتداءات للمور ‪.‬‬

‫‪ 129‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم متوسط صالح للسفر وقضاء‬

‫الحوائج والبناء ووضع الساس وغرس الشجر والكرم واتحاد الماشية ‪ ،‬ومن‬

‫هرب فيه بعد دركه ‪ ،‬ومن ضل فيه خيف أمره ‪ ،‬ومن مرض فيه صعب مرضه ‪،‬‬

‫ومن‬

‫ولد فيه صعب عيشته ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روز بهرام اسم ملك موكل بالنصر والخذلن‬
‫والحروب والجدال ‪ ،‬وهو يوم جيد مبارك ‪.‬‬

‫‪ 130‬وفي الرواية الخرى ‪ :‬يوم مبارك يصلح للسفر وطلب الحوائج ‪.‬‬

‫] ‪[ 76‬‬

‫‪ 131‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم جيد مختار للحوائج والسفر والبناء والغرس‬

‫والدخول إلى السلطان ) ‪ ، ( 1‬يوم مبارك بمشية ال ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 132‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم يوم جيد محمود صالح مسعود مبارك لما يؤتى‬

‫فاشتر فيه وبع واعمل ما شئت ‪ ،‬ومن ولد فيه كان طويل العمر ‪ ،‬ملكا يملك بلدا‬

‫أو ناحية منه ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته يخلص بإذن ال تعالى ‪.‬‬

‫‪ 133‬وفي رواية اخرى ‪ :‬يوم متوسط يصلح للسفر والحوائج والبناء و‬

‫وضع الساسات وغرس الشجر والكرم واتخاذ الماشية ‪ ،‬ومن هرب فيه كان بعيد‬

‫الدرك ‪ ،‬ومن ضل فيه خفي أمره ‪ ،‬ومن مرض فيه صعب مرضه ‪ ،‬ومن ولد فيه‬

‫عاش‬

‫في صعوبة ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬المضبوط عندهم بهرام بفتح الباء وسكون الهاء ‪.‬‬

‫اليوم الحادى والعشرون‬

‫‪ 134‬العدد ‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلم ‪ :‬إنه يوم نحس‬

‫مستمر يصلح فيه إاقة الدماء ‪ ،‬فاتقوا فيه ما استطعتم ‪ ،‬ول تطلبوا فيه حاجة‬

‫ول تنازعوا فيه ‪ ،‬فإنه ردئ منحوس مذموم ‪ ،‬ول تلق فيه سلطانا تتقيه ‪ ،‬فهو يوم‬
‫ردئ لسائر المور ‪ ،‬ول تخرج من بيتك ‪ ،‬وتوق ما استطعت ‪ ،‬وتجنب فيه اليمين‬

‫الصادقة ‪ ،‬وتجنب فيه الهوام ‪ ،‬فإن من لسع فيه مات ‪ ،‬ول تواصل فيه أحدا ‪ ،‬فهو‬

‫أول يوم اريق فيه الدم وحاضت فيه حواء ‪ ،‬ومن سافر فيه لم يرجع وخيف عليه‬

‫ولم يربح ‪ ،‬والمريض يشتد علته ولم يبرأ ‪ ] ،‬و [ من ولد فيه يكون محتاجا فقيرا ‪.‬‬

‫‪ 135‬وفي رواية اخرى ‪ :‬من ولد فيه يكون صالحا ‪.‬‬

‫قالت الفرس ‪ :‬إنه يوم جيد ‪.‬‬

‫‪ 136‬وفي رواية اخرى ‪ :‬يصلح فيه إهراق الدم ‪ ،‬ول تطلب فيه حاجة ‪ ،‬و‬

‫تتقي فيه من الذى ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬على السلطان ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 559‬‬

‫] ‪[ 77‬‬

‫‪ 137‬وفي رواية اخرى ‪ :‬يكره فيه سائر العمال والفصد والحجامة و‬

‫لقاء الجناد والقواد والساسة ‪.‬‬

‫قال سلمان الفارسى رضي ال عنه ‪ :‬رام روز ‪.‬‬

‫‪ 138‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم نحس ردئ ‪ ،‬فل تطلب فيه‬

‫حاجة ‪ ،‬واتق فيه السلطان ‪ ،‬ومن سافر فيه خيف عليه ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون‬

‫فقيرا محتاجا ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روز ماه اسم ملك موكل بالفرح ‪ ،‬يصلح‬
‫لهراق الدماء حسب ‪.‬‬

‫‪ 139‬وفي الرواية الخرى ‪ :‬يوم نحس ‪ ،‬وهو يوم إراقة الدم ‪ ،‬فل تطلب‬

‫فيه حاجة ‪.‬‬

‫‪ 140‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬يوم نحس مستمر ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 141‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬يوم نحس مذموم أكل فيه آدم من الشجرة‬

‫وعصى ربه ‪ ،‬فاحذره ول تطلب فيه حاجة ‪ ،‬ول تلق سلطانا ‪ ،‬ول تعمل عمل ‪ ،‬ول‬

‫تشارك أحدا واقعد في منزلك واستعذ بال من شره ‪ ،‬ومن ولد فيه كان ضيق العيش‬

‫نكد الحياة ‪ ،‬ومن مرض فيه يخاف عليه ‪.‬‬

‫‪ 142‬وفي رواية اخرى ‪ :‬يتقى فيه السلطان والسفر ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬المضبوط عندهم رام بفتح الراء المهملة ‪.‬‬

‫اليوم الثانى والعشرون‬

‫‪ 143‬العدد ‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلم ‪ :‬إنه يوم مختار حسن‬

‫ما فيه مكروه ‪ ،‬يصلح لكل حاجة وللشراء والبيع والصيد فيه والسفر ‪ ،‬ومن‬

‫سافر فيه ربح ويرجع معافى إلى أهله سالما ‪ ،‬وطلب الحوائج والمهمات وسائر‬

‫العمال ‪ ،‬والصدقة فيه مقبولة ‪ ،‬ومن دخل على سلطان قضيت حاجته ويبلغ بقضاء‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪559‬‬


‫] ‪[ 78‬‬

‫الحوائج ‪ .‬وفي نسخة اخرى ‪ :‬ومن قصد السلطان وجد مخافة ‪.‬‬

‫‪ 144‬وفي رواية اخرى ‪ :‬خفيف صالح لكل شئ يلتمس فيه ‪ ،‬والرؤيا‬

‫] فيه [ مقصوصة ‪ ،‬والتحارة فيه مباركة ‪ ،‬والبق فيه يوجد ‪ ،‬وإن خاصمت فيه‬

‫كانت العلبة لك ‪ ،‬والتزويج فيه جيد ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون عيشه طيبا ويكون‬

‫مباركا ‪ ،‬ومن مرض فيه يبرأ سريعا ‪.‬‬

‫وقالت الفرس ‪ :‬إنه يوم ثقيل ‪.‬‬

‫‪ 145‬وفي رواية اخرى ‪ :‬أنه يحمد فيه كل حاجة ‪ ،‬والعمال السلطانية‬

‫وسائر التصاريف في العمال المرضية ‪ ،‬وهو يوم خفيف يصلح لكل حاجة يراد‬

‫قضاؤها ‪.‬‬

‫قال سلمان الفارسي رضي ال عنه ‪ :‬بادروز ‪.‬‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 78‬سطر ‪ 11‬إلى صفحه ‪ 86‬سطر ‪11‬‬

‫‪ 146‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم صالح لقضاء الحوائج والبيع‬

‫والشراء والدخول على السلطان ‪ ،‬والصدقة فيه مقبولة ‪ ،‬والمريض فيه يبرأ سريعا‬
‫والمسافر فيه يرجع معافى ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روز باد اسم ملك موكل بالريح ‪ ،‬يوم خفيف‬

‫يصلح لكل حاجة ‪.‬‬

‫‪ 147‬وفي الرواية الخرى ‪ :‬يوم صالح لكل شئ ‪.‬‬

‫‪ 148‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬مختار صالح للشراء والبيع ولقاء السلطان‬

‫والسفر والصدقة ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 149‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬يوم سعيد مبارك مختار لما تريد من العمال‬

‫فاعمل ما شئت ‪ ،‬والق من شئت ‪ ،‬فإنه مبارك ‪ ،‬ومن ولد فيه كان مباركا ميمونا‬

‫سعيدا ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته ل يخاف عليه ويخلص ‪ ،‬ويستحب فيه الشراء‬

‫والبيع ‪.‬‬

‫بيان ‪ :‬قوله عليه السلم " ويبلغ بقضاء الحوائج " أي حوائج غيره ‪ ،‬أو هو تأكيد‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ 2‬ص ‪. 559 ،‬‬

‫] ‪[ 79‬‬

‫" مقصوصة " أي ينبغي أن يقص لغيره ليعبرها ‪.‬‬

‫اليوم الثالث والعشرون‬

‫‪ 150‬العدد ‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلم ‪ :‬إنه يوم سعيد مختار‬

‫ولد فيه يوسف النبي الصديق عليه السلم يصلح لكل حاجة ولكل ما يريدونه ‪،‬‬
‫وخاصة‬

‫للتزيج والتجارات كلها ‪ ،‬وللدخول على السلطان والسفر ‪ ،‬ومن سافر فيه غنم‬

‫وأصاب خيرا ‪ ،‬جيد للقاء الملوك والشراف والمهمات وسائر العمال ‪ ،‬وهو‬

‫يوم خفيف مثل الذي قبله ‪ ،‬يصلح للبيع والشراء ‪ ،‬والرؤيا فيه كاذبة ‪ ،‬والبق فيه‬

‫يوجد ‪ ،‬والضالة ترجع ‪ ،‬والمريض يبرأ ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون صالحا طيب النفس‬

‫حسنا محبوبا حسن التربية في كل حاله رخي البال ‪.‬‬

‫وفي نسخة اخرى ‪ :‬يوم نحس مشوم ‪ ،‬من ولد فيه ل يموت إل مقتول ‪ ،‬ولد‬

‫فيه فرعون ‪.‬‬

‫‪ 151‬قال مولنا أميرالمؤمنين عليه السلم ‪ :‬ولد فيه ابن يامين أخو يوسف ‪ ،‬ومن‬

‫ولد فيه يكون مرزوقا مباركا ‪.‬‬

‫وقالت الفرس ‪ :‬إنه يوم خفيف يحمد فيه التزويج والنقلة والسفر والخذ‬

‫والعطاء ولقاء السلطين ‪ ،‬صالح لسائر العمال ولقضاء الحوائج ‪.‬‬

‫وقال سلمان الفارسي رضي ال عنه ‪ :‬ديبدين روز اسم الملك الموكل بالنوم‬

‫واليقظة وحراسة الرواح حتى تزجع إلى البدان ‪ .‬ومن رواية أنه اسم من‬

‫أسماء ال تعالى ‪.‬‬

‫‪ 152‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه ولد فيه يوسف عليه السلم وهو يوم‬

‫صالح‬

‫لطلب الحوائج والتجارة والتزويج والدخول على السلطان ‪ ،‬ومن سافر فيه غنم‬
‫وأصاب خيرا ‪ ،‬ومن ولد فيه كان حسن التربية ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روز بندين اسم من أسمائه تعالى ‪ ،‬يوم خفيف صالح‬

‫لسائر الحوائج ‪ .‬وفي الرواية الخرى مثل الثاني والعشرين ‪.‬‬

‫] ‪[ 80‬‬

‫‪ 153‬المكارم ‪ :‬مختار جيد خاصة للتزويج والتجارات كلها والدخول‬

‫إلى ) ‪ ( 1‬السلطان ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 154‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬يوم سعيد مبارك لكل ما تريد ‪ :‬للسفر ‪ ،‬و‬

‫التحويل ) ‪ ( 3‬من مكان إلى مكان ‪ ،‬وهو جيد للحوائج ولقاء الملوك ‪ ،‬ومن ولد‬

‫فيه كان سعيدا وعاش عيشا طيبا ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته نجا بإذن ال‬

‫تعالى ‪.‬‬

‫‪ - 155‬وفي رواية اخرى ‪ :‬أن يوسف ولد فيه ويصلح للتزويج ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬السم عندهم " ديبدين " بفتح الدال المهملة وسكون الياء المثناة‬

‫التحتانية وكسر الباء أو فتحها وكسر الدال المهملة ‪ ،‬ومنهم من صححه " ديبادين‬

‫"‬

‫وفي نسخ الدروع تصحيفات ‪.‬‬

‫اليوم الرابع والعشرون‬

‫‪ 156‬العدد ‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلم ‪ :‬إنه يوم نحس‬

‫مستمر‬
‫مذموم مشوم ملعون ‪ ،‬ولد فيه فرعون لعنه ال وهو يوم عسير نكد ‪ ،‬فاتقوا ال‬

‫ما استطعتم ‪ ،‬ل ينبغي أن يبتدأ فيه بحاجة ‪ ،‬ويكره في جميع الحوال والعمال‬

‫نحس لكل أمر يطلب فيه ‪ ،‬من سافر فيه مات في سفره ‪.‬‬

‫‪ 157‬وفي رواية اخرى ‪ :‬ومن مرض فيه طالت مرضته ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون‬

‫سقيما حتى يموت نكدا في عيشه ول يوفق لخير ‪ ،‬وإن حرص عليه جهده ‪ ،‬ويقتل‬

‫في آخر عمره أو يغرق ‪.‬‬

‫‪ 158‬وفي رواية اخرى أنه جيد للسفر ‪ ،‬والرؤيا فيه كاذبة ‪.‬‬

‫‪ 159‬قال أميرالمؤمنين عليه السلم ‪ :‬من ولد في هذا اليوم عل أمره إل أنه يكون‬

‫حزينا حقيرا ‪ ،‬ومن مرض فيه طال مرضه ‪.‬‬

‫وقالت الفرس ‪ :‬إنه يوم خفيف جيد ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬على السلطان ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 559‬‬

‫) ‪ ( 3‬في بعض النسخ " التحول " وهو أظهر ‪.‬‬

‫] ‪[ 81‬‬

‫‪ 160‬وفي رواية اخرى ‪ :‬أنه ردئ مذموم ل يطلب فيه حاجة ‪ ،‬ولد فيه‬

‫فرعون ذوالوتاد ‪.‬‬

‫وقال سلمان الفارسي رضي ال عنه ‪ :‬دين روز اسم الملك الموكل بالسعي‬

‫والحركة ‪ .‬وفي رواية اخرى ‪ :‬اسم الملك الموكل بالنوم واليقظة وحراسة الرواح‬
‫حتى ترجع إلى البدان ‪.‬‬

‫‪ 161‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم ‪ :‬أنه يوم ردئ نحس ‪ ،‬فيه ولد فرعون‬

‫فل تطلب فيه أمرا من المور ‪ ،‬ومن ولد فيه نكد عيشه ولم يوفق لخير ويقتل آخر‬

‫عمره أو يغرق ‪ ،‬والمريض فيه يطول مرضه ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روز دين اسم ملك موكل بالنوم واليقظة‬

‫والسعي والحركة وحراسة الرواح إلى أن ترجع إلى البدان ‪ ،‬يوم نحس مستمر‬

‫والمولود فيه كما ذكر آنفا ‪.‬‬

‫‪ 162‬وفي الرواية الخرى ‪ :‬يوم نحس مستمر ‪ ،‬فيه ولد فرعون ‪ ،‬من‬

‫ولد فيه يقتل ول يكون موفقا وإن حرص جهده ‪ ،‬ويكون ما عاش نكدا ‪.‬‬

‫‪ 163‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم يوم مشوم ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ - 164‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬يوم نحس مستمر مكروه لكل حال وعمل‬

‫فاحذره ول تعمل فيه عمل ‪ ،‬ول تلق أحدا ‪ ،‬واقعد في منزلك واستعذ بال من شره‬

‫ومن ولد فيه كان منحوسا ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته خيف عليه أو طال‬

‫مرضه ‪.‬‬

‫‪ 165‬وفي رواية اخرى ‪ :‬ولد فيه فرعون ‪ :‬والمولود فيه يقتل في آخر عمره‬

‫إذا حرص في طلب الرزق أو يغرق ‪.‬‬

‫أقول ‪ " :‬دين " بكسر الدال وسكون الياء ‪.‬‬

‫اليوم الخامس والعشرون‬


‫‪ 166‬العدد ‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلم ‪ :‬إنه يوم مذموم نحس‬

‫وهو اليوم الذي أصاب مصر فيه تسعة ضروب من الفات ‪ ،‬فل تطلب فيه حاجة ‪ .‬و‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬يوم نحس مشؤوم ‪ .‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص‬

‫‪. 559‬‬

‫] ‪[ 82‬‬

‫احفظ فيه نفسك ‪ ،‬فإنه اليوم الذي ضرب ال عزوجل فيه أهل اليات مع فرعون‬

‫وهو شديد البلء ‪ ،‬والبق فيه يرجع ‪ ،‬ول تحلف فيه صادقا ول كاذبا ‪ ،‬وهو يوم‬

‫سوء‬

‫من سافر فيه ل يربح ‪ ،‬ومن مرض فيه اجهد ‪ ،‬ومن لم يفق من مرضه فاتقه ‪.‬‬

‫‪ 167‬وفي رواية اخرى ‪ :‬من مرض فيه ل يكاد يبرأ ‪ ،‬وهو إلى الموت أقرب‬

‫من الحياة ‪ ،‬ومن مرض فيه ل ينجو ‪ ،‬ومن ولد فيه كان ملكا مرزوقا نجيبا من‬

‫الناس‬

‫تصيبه عله شديدة ويسلم منها ‪.‬‬

‫‪ 168‬وفي رواية اخرى ‪ :‬من ولد فيه يكون فقيها عالما ‪.‬‬

‫‪ 169‬وفي رواية اخرى ‪ :‬أنه يوم جيد للشراء والبيع والبناء والزرع ‪ ،‬و‬

‫يصلح لقضاء الحوائج ‪ ،‬ومن ولد فيه كان كذابا نماما ل خير فيه ‪.‬‬
‫‪ 170‬وقال أميرالمؤمنين عليه السلم ‪ :‬استعيذوا فيه بال تعالى ‪.‬‬

‫وقالت الفرس ‪ :‬إنه يوم ثقيل ردئ مكروه ‪ ،‬اصيب فيه أهل مصر بسبع‬

‫ضربات من البلء ‪ ،‬وهو ] يوم [ نحس ‪ ،‬تفرغ فيه للدعاء والصلوة وعمل الخير ‪.‬‬

‫وقال سلمان الفارسي رضي ال عنه ‪ :‬أرد روز اسم الملك الموكل بالجن‬

‫والشياطين ‪.‬‬

‫‪ 171‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم إنه يوم نحس ردئ ‪ ،‬فاحفظ نفسك‬

‫فيه ‪ ،‬ول تطلب فيه حاجة ‪ ،‬فإنه يوم شديد البلء ‪ ،‬ضرب ال فيه أهل مصر باليات‬

‫مع فرعون ‪ ،‬والمريض فيه يجهد ‪ ،‬والمولود فيه يكون مباركا مرزوقا نجيبا ‪ ،‬و‬

‫تصيبه علة شديدة ويسلم منها ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روز أرد اسم ملك موكل بالجن والشياطين‬

‫يوم نحس ضرب ال فيه أهل مصر باليات ‪ ،‬فتفرغ فيه للدعاء والصلوة وعمل‬

‫الخير ‪.‬‬

‫‪ 172‬وفي الرواية الخرى عنه عليه السلم ‪ :‬يوم نحس مشوم ‪ .‬فيه اصيب أهل‬

‫مصر باليات ‪ ،‬فاتقه جهدك ‪ ،‬ومن مرض فيه لم يفق من مرضه ‪.‬‬

‫‪ 173‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬ردئ مذموم يحذر فيه من كل شئ ) ‪. ( 1‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 559‬‬

‫] ‪[ 83‬‬
‫‪ 174‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬يوم نحس مكروه ثقيل نكد ‪ ،‬فل تطلب فيه‬

‫حاجة ‪ ،‬ول تلق أحدا ‪ ،‬ول تسافر فيه ‪ ،‬واقعد في منزلك ‪ ،‬واستعذ بال من شره ‪ ،‬و‬

‫من ولد فيه كان ثقيل التربية نكد الحياة ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته يخاف عليه ‪.‬‬

‫‪ 175‬وفي رواية اخرى ‪ :‬أنه يوم ضرب ال فيه أهل اليات مع فرعون‬

‫والمولود فيه يكون نجيبا مباركا مرزوقا تصيبه علة شديدة ويسلم منها ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬المشهور في تصحيح السم أنه بفتح الهمزة وسكون الراء المهملة ثم‬

‫الدال المهملة ‪ ،‬وقد يمد الهمزة ‪ ،‬وبعضهم صححه بكسر الهمزة ‪.‬‬

‫اليوم السادس والعشرون‬

‫‪ 176‬العدد ‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلم ‪ :‬إنه يوم مبارك‬

‫للسيف ‪ ،‬ضرب موسى عليه السلم فيه البحر فانفلق ‪ ،‬يصلح لكل حاجة ما خل‬

‫التزويج‬

‫والسفر ‪ ،‬فاجتنبوا فيه ذلك ‪ ،‬فإنه من تزوج فيه لم يتم تزويجه ويفارق أهله ‪ ،‬و‬

‫من سافر فيه لم يصلح له ذلك فليتصدق ‪.‬‬

‫‪ 177‬وفيه رواية اخرى ‪ :‬يوم صالح للسفر ‪ ،‬ولكل أمر يراد إل التزويج‬

‫فإنه من تزوج فيه فرق بينهما كما انفرق البحر لموسى عليه السلم ويكون‬

‫عيشهما‬

‫بغيضا ‪ ،‬ول تدخل إذا وردت من سفرك فيه إلى أهلك ‪ ،‬والنقلة فيه جيدة ‪ ،‬ومن‬
‫ولد فيه يكون قليل الحظ ويغرق كما غرق فرعون في اليم ‪.‬‬

‫‪ 178‬وفي رواية اخرى ‪ :‬من ولد فيه طال عمره ‪.‬‬

‫‪ 179‬فيه رواية اخرى ‪ :‬من ولد فيه يكون مجنونا بخيل ‪ ،‬ومن مرض‬

‫فيه اجهد ‪.‬‬

‫قالت الفرس ‪ :‬إنه يوم جيد مختار مبارك ‪ ،‬ومن تزوج فيه ل يتم أمره و‬

‫يفارق أهله ‪.‬‬

‫وقال سلمان الفارسي رضي ال عنه ‪ :‬اشتاد روز اسم الملك الذي خلق‬

‫عند ظهور الدين ‪.‬‬

‫‪ 180‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم ‪ :‬إنه يوم صالح ‪ ،‬يصلح للسفر ولكل‬

‫] ‪[ 84‬‬

‫أمر يراد إل التزويج ‪ ،‬فمن تزوج فيه فارق زوجته ‪ ،‬لن فيه انفلق البحر لموسى‬

‫عليه السلم ول تدخل فيه على أهلك إذا قدمت من سفر ‪ ،‬والمريض فيه يجهد ‪ ،‬و‬

‫المولود فيه يطول عمره ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ ،‬روز أشتاد اسم ملك خلق عند ظهور الدين‬

‫يوم صالح لكل أمر إل التزويج ‪.‬‬

‫‪ 181‬وفي الرواية الخرى عنه عليه السلم ‪ :‬فيه فرق ال البحر لموسى عليه‬

‫السلم و‬

‫هو يوم صالح لكل أمر إل للتزويج ‪ ،‬فمن تزوج فيه فرق بينهما كما فرق ال‬
‫البحر ‪.‬‬

‫‪ 182‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬صالح لكل حاجة سوى التزويج والسفر ‪ ،‬و‬

‫عليكم بالصدقة فإنكم تنتفعون بها ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 183‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬يوم صالح متوسط للشراء والبيع والسفر و‬

‫قضاء الحوائج والبناء والغرس والزرع ‪ ،‬وهو يوم جيد ) ‪ ( 2‬فسافر فيه ‪ ،‬والق‬

‫من شئت تغنم وتقض حوائجك ‪ ،‬ومن لد فيه كان متوسط الحال ‪ ،‬ومن مرض فيه‬

‫أو في ليلته برئ بعد مدة ‪ ،‬ويكره فيه التزويج ‪.‬‬

‫‪ 184‬وفي رواية اخرى ‪ :‬هو يوم ضرب موسى بعصاه البحر ‪ ،‬فل تعبر ) ‪( 3‬‬

‫على أهلك إذا أتيت من سفر ‪ ،‬والمولود يطول عمره ‪ ،‬والمريض يجهد ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬المضبوط عند أكثرهم " أشتاد " بفتح الهمزة وسكون الشين المعجمة‬

‫وفتح التاء ثم اللف ثم الدال المهملة ‪ ،‬ونقل عن السيد ركن الدين الملي‬

‫أنه بالسين المهملة ‪.‬‬

‫اليوم السابع والعشرون‬

‫‪ 185‬العدد ‪ :‬قال مولنا أبوعبدال جعفر بن محمد الصادق عليه السلم ‪ :‬إنه يوم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬مكارم الخلق ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 559‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المخطوطة ‪ :‬جيد للسفر ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 3‬فل تدخل ‪.‬‬

‫] ‪[ 85‬‬
‫مبارك مختار جيد ‪ ،‬يصلح لطلب الحوائج والشراء والبيع والدخول على السلطان‬

‫والبناء والزرع والخصومة ولقاء القضاة والسفر والبتداءات والسباب ) ‪ ( 1‬و‬

‫التزويج ‪ ،‬وهو يوم سعيد جيد ‪ ،‬وفيه ليلة القدر فاطلب ما شئت ‪ ،‬خفيف لسائر‬

‫الحوال ‪ ،‬اتجر فيه ‪ ،‬وطالب بحقك ‪ ،‬واطلب عدوك ‪ ،‬وتزوج وادخل على‬

‫السلطان ‪ ،‬والق من شئت ‪ ،‬ويكره فيه إخراج الدم ‪ ،‬ومن مرض فيه مات ‪ ،‬و‬

‫من ولد فيه يكون جميل حسنا طويل العمر كثير الرزق قريبا إلى الناس محببا‬

‫إليهم ‪.‬‬

‫‪ 186‬وفي رواية اخرى ‪ :‬يكون غشوما مرزوقا ‪.‬‬

‫‪ 187‬قال أميرالمؤمنين عليه السلم ‪ :‬ولد فيه يعقوب عليه السلم من ولد فيه يكون‬

‫مرزوقا محبوبا عند أهله لكنه تكثر أحزانه ويفسد بصره ‪.‬‬

‫وقالت الفرس ‪ :‬إنه يوم جيد ‪ ،‬يحمد للحوائج وتسهيل المور والعمال‬

‫والتصرفات ولقاء التجار والسفر ‪ ،‬والمسافر يحمد فيه أمره ‪ ،‬من ولد فيه يكون‬

‫مرزوقا محببا إلى الناس طويل عمره ‪.‬‬

‫وقال سلمان الفارسي رضي ال عنه ‪ :‬روز آسمان اسم الملك الموكل بالطير ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 188‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم ‪ :‬إنه يوم صالح لكل أمر ‪ ،‬والمولود‬

‫فيه يكون حسنا جميل طويل العمر كثير الخير قريبا إلى الناس محببا إليهم ‪.‬‬
‫قال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روز آسمان اسم ملك موكل بالطير ‪ ،‬والمولود‬

‫فيه كما مر آنفا ‪.‬‬

‫‪ 189‬وفي الرواية الخرى ‪ :‬يوم سعيد صالح لكل شئ تريده ‪.‬‬

‫‪ 190‬المكارم ‪ :‬جيد مختار للحوائج ‪ ،‬وكل ما يراد ‪ ،‬ولقاء السلطان ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 191‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬يوم صاف مبارك من النحوس صالح للحوائج‬

‫إلى‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬والساسات ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬بالسماوات ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 559‬‬

‫] ‪[ 86‬‬

‫لسلطان وإلى الخوان ‪ ،‬والسفر إلى البلدان ‪ ،‬فالق فيه من شئت ‪ ،‬وسافر إلى حيث‬

‫أردت‬

‫ومن ولد فيه كان ) ‪ ( 1‬مباركا خفيف التربية ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلة نجامن‬

‫مرضه سريعا ‪.‬‬

‫‪ 192‬ومن رواية اخرى ‪ :‬إنه يكون طويل العمر كثير الخير ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬آسمان باللف الممدود كاسم السماء ‪ ،‬ولذا قيل اسم ملك موكل‬

‫بالسماء ‪ ،‬وقيل موكل بالطير ‪ ،‬وقيل بالممات والمور المتعلقة بهذا اليوم ‪.‬‬

‫اليوم الثامن والعشرون‬


‫‪ 193‬العدد ‪ :‬قال مولنا أبوعبدال جعفر بن محمد الصادق عليه السلم ‪ :‬إنه يوم‬

‫] مختار وصالح لكل حاجة وإخراج الدم وهو يوم [ سعيد مبارك ‪ ،‬ولد فيه يعقوب‬

‫عليه السلم يصلح للسفر وجميع الحوائج وكل أمر والعمارة والبيع والشراء و‬

‫الدخول على السلطان ‪ ،‬قاتل فيه أعداءك فإنك تظفر بهم والتزويج ‪.‬‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 86‬سطر ‪ 12‬إلى صفحه ‪ 94‬سطر ‪12‬‬

‫‪ 194‬وفي رواية اخرى ‪ :‬ل تخرج فيه الدم فإنه ردئ من مرض فيه‬

‫يموت ‪ ،‬ومن أبق فيه رجع ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون حسنا جميل مرزوقا محبوبا محببا‬

‫إلى الناس وإلى أهله مشغوفا محزونا طول عمره ‪ ،‬ويصيبه الغموم ‪ ،‬ويبتلى في‬

‫بدنه‬

‫ويعافى في آخر عمره ‪ ،‬ويعمر طويل ويبتلى في بصره ‪.‬‬

‫‪ 195‬قال مولنا أميرالمؤمنين عليه السلم من ولد فيه يكون صبيح الوجه مسعود‬

‫الجد مباركا ميمونا ‪ ،‬ومن طلب فيه شيئا تم له وكانت عاقبته محمودة ‪.‬‬

‫وقالت الفرس ‪ :‬إنه يوم ثقيل منحوس ‪.‬‬

‫‪ 196‬وفي رواية اخرى ‪ :‬يحمد فيه قضاء الحوائج ‪ ،‬ومبارك فيها وقضاء‬
‫المور والمهمات ودفع الضرورات ولقاء القواد والحجاب والجناد ‪ ،‬وهو يوم‬

‫مبارك سعيد ‪ ،‬والحلم تصح في يومها ‪.‬‬

‫وقال سلمان الفارسي رضي ال عنه " راهياد روز اسم الملك الموكل بالقضاء بين‬

‫الخلق ‪ .‬وروي ‪ :‬اسم الملك الموكل بالسماوات ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المخطوطة ‪ :‬يكون ‪.‬‬

‫] ‪[ 87‬‬

‫‪ 197‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم ‪ :‬إنه يوم صالح لكل أمر ‪ ،‬ولد فيه‬

‫يعقوب عليه السلم فمن ولد فيه يكون محزونا وتصيبه الغموم ويبتلى في بدنه ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روز رامياد اسم ملك موكل بالسماوات وقيل‬

‫بالقضاء بين الخلق ‪ ،‬يوم مبارك سعيد ‪ ،‬والحلم تصح في يومها ‪.‬‬

‫‪ 198‬وفي الرواية الخرى ‪ :‬يوم سعيد ولد فيه يعقوب عليه السلم ‪ ،‬ومن ولد‬

‫فيه يكون مرزوقا محببا إلى أهله وإلى الناس ‪ ،‬ويعمر طويل وتصيبه الهموم و‬

‫يبتلى في بصره ‪.‬‬

‫‪ 199‬المكارم ‪ :‬ممزوج ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 200‬الزوائد ‪ :‬يوم مبارك سعيد لكل عمل وحاجة وسفر وبناء وغرس‬

‫واعمل فيه ما شئت ‪ ،‬والق من شئت ‪ ،‬فإنه يوم مبارك سعيد ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون‬

‫مباركا مقبل ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته برئ من مرضه ‪.‬‬

‫‪ 201‬وفي رواية اخرى ‪ :‬أن يعقوب عليه السلم ولد فيه ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون‬
‫محزونا طويل عمره ‪ ،‬ويصيبه الغم ويبتلى في بدنه ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬المضبوط في السم " رامياد " بفتح الراء المهملة ثم اللف وسكون‬

‫الميم والياء المثناة التحتانية ثم اللف ثم الدال المهملة ‪.‬‬

‫اليوم التاسع والعشرون‬

‫‪ 202‬العدد ‪ :‬قال مولنا أبوعبدال جعفر بن محمد الصادق عليه السلم ‪ :‬إنه يوم‬

‫مختار يصلح لكل حاجة وإخراج الدم ‪ ،‬وهو يوم سعيد لسائر المور والحوائج‬

‫والعمال فيه بارك ال تعالى على الرض المقدسة ‪ ،‬ويصلح للنقلة وشراء العبيد‬

‫والبهائم‬

‫ولقاء الخوان والصدقاء وفعل البر والحركة ‪ :‬ويكره فيه الدين والسلف‬

‫واليمان ‪ ،‬ومن سافر فيه يصيب مال كثيرا إل من كان كاتبا فإنه يكره له ذلك ‪ ،‬و‬

‫الرؤيا فيه صادقة ‪ ،‬ول تقصها إل بعد يوم ‪ ،‬والمريض فيه يموت ‪ ،‬والبق فيه‬

‫يوجد‬

‫ول تستحلف فيه أحدا ‪ ،‬ول تأخذ فيه من أحد ؟ وادخل فيه على السلطان ‪ .‬ول‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 559‬‬

‫] ‪[ 88‬‬

‫تضرب فيه حرا ول عبدا ‪ .‬ومن ضلت له ضالة وجدها ‪.‬‬

‫‪ 203‬وفي رواية ‪ :‬من مرض فيه يبرا ؟ ومن ولد فيه يكون صالحا حليما ‪.‬‬

‫‪ 204‬وفي رواية اخرى أنه متوسط ل محمود ول مذموم ؟ تجتنب فيه الحركة ‪.‬‬
‫وقالت الفرس ‪ :‬إنه يوم جيد صالح يحمد فيه النقلة والسفر والحركة‬

‫والمولود فيه يكون شجاعا ‪ ،‬وهو صالح لكل حاجة ولقاء الخوان والصدقاء‬

‫والوداء وفعل الخير ‪ ،‬والحلم فيه تصح في يومها ‪.‬‬

‫وقال سلمان الفارسي رضي ال‬

‫عنه مار اسفند روز اسم الملك الموكل‬

‫بالوقات والزمان والعقول والسماع والبصار ‪ .‬وفي رواية اخرى ‪ :‬الموكل‬

‫بالفئدة ‪.‬‬

‫‪ - 205‬الدروع ‪ :‬عن الصادق عليه السلم ‪ :‬إنه يوم صالح لكل أمر ‪ ،‬ومن ولد‬

‫فيه يكون حليما ‪ ،‬ومن سافر فيه أصاب مال جزيل ‪ ،‬ومن مرض فيه برئ سريعا‬

‫ول تكتب فيه وصية ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬فارسفند اسم ملك موكل بالفئدة والعقول‬

‫والسماع والبصار ‪ ،‬يصلح للقاء الخوان والصدقاء ‪ ،‬ولكل حاجة ‪ ،‬والحلم‬

‫تصح فيه من يومها ‪.‬‬

‫‪ 206‬وفي الرواية الخرى ‪ :‬يوم مبارك صالح لكل حاجة من لقاء السلطان‬

‫والصدقاء ‪ ،‬وفعل البر وغير ذلك ‪.‬‬

‫‪ 207‬المكارم ‪ :‬عنه عليه السلم ‪ :‬مختار جيد لكل حاجة ما خل الكاتب ‪ ،‬فإنه‬

‫يكره له ذلك ‪ ،‬ول أرى له أن يسعى في حاجة إن قدر على ذلك ‪ .‬ومن مرض فيه‬

‫برئ سريعا ‪ ،‬ومن سافر فيه أصاب مال كثيرا ‪ ،‬ومن أبق فيه رجع ) ‪. ( 1‬‬
‫‪ 208‬الزوائد ‪ :‬عنه عليه السلم يوم مبارك سعيد قريب المر ‪ ،‬يصلح للحوائج‬

‫والتصرف فيها ولقاء الملوك والسفر والنقلة ‪ ،‬فاقض فيه كل حاجة ‪ ،‬وسافر ‪ ،‬و‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 559‬‬

‫] ‪[ 89‬‬

‫الق من شئت ‪ ،‬ومن ولد فيه كان مباركا ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته يخاف عليه ‪.‬‬

‫‪ 209‬وفي رواية اخرى ‪ :‬الذي يولد فيه يكون حليما ‪ ،‬والمسافر فيه‬

‫يصيب مال كثيرا ‪ ،‬وتكره فيه الوصية ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬السم عندهم " مار اسفند " بفتح الميم ثم اللف والراء الساكنة ثم‬

‫الهمزة المكسورة والسين المهملة الساكنة والفاء المفتوحة والنون الساكنة ‪ ،‬و‬

‫قيل ‪ :‬مار اسفندان ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إسبند ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إسبندان بالباء العجمية فيهما ‪.‬‬

‫اليوم الثلثون‬

‫‪ 210‬العدد القوية ‪ :‬قال مولنا أبوعبدال جعفر بن محمد الصادق عليه السلم ‪:‬‬

‫إنه يوم مختار جيد يصلح لكل شئ ‪ ،‬وللشراء والبيع الزرع والغرس والبناء‬

‫والتزويج والسفر وإخراج الدم ‪.‬‬

‫‪ 211‬وفي رواية اخرى ‪ :‬ل تسافر فيه ‪ ،‬ول تتعرض لغيره إل المعاملة ‪ ،‬وقلل‬

‫فيه الحركة ‪ ،‬والسفر فيه ردئ ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون حليما مباركا ‪ ،‬وتعسر‬

‫تربيته ‪ ،‬وبسوء خلقه ‪ ،‬ويرزق رزقا يكون لغيره ‪ ،‬ويمنع من التمتع بشي منه ‪.‬‬
‫‪ 212‬وفي رواية اخرى ‪ :‬من ولد فيه كفي كل أمر يؤذيه ‪ ،‬ويكون‬

‫المولود فيه مباركا صالحا ‪ ،‬يرتفع أمره ويعلو شأنه ‪ ،‬ولد فيه إسماعيل بن إبراهيم‬

‫عليه السلم وفيه خلق ال العقل ‪ ،‬وأسكنه رؤوس من أحب من عباده ‪ ،‬ومن هرب‬

‫فيه اخذ ‪ ،‬ومن ضلت منه ضالة وجدها ‪ ،‬ومن اقترض فيه شيئا رده سريعا ‪ ،‬ومن‬

‫مرض فيه برئ سريعا ‪.‬‬

‫‪ 213‬قال مولنا أميرالمؤمنين عليه السلم ‪ :‬من ولد فيه يكون حليما مباركا‬

‫صالقا أمينا يعلو شأنه ‪ ،‬ومن ضاع له شئ يجده بإذن ال تعالى ‪.‬‬

‫قالت الفرس ‪ :‬إنه يوم خفيف يحمد فيه سائر العمال والتصرفات ‪ ،‬ويصلح‬

‫لشرب الدوية المسهلة ‪.‬‬

‫وقال سلمان الفارسي رضي ال عنه ) ‪ : ( 1‬ايران روز اسم الملك الموكل‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬انيران ) خ ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 90‬‬

‫بالدهور والزمنة ‪.‬‬

‫‪ 214‬الدروع الواقية ‪ :‬عن الصادق عليه السلم ‪ :‬إنه يوم جيد للبيع والشراء‬

‫والتزويج ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون حليما مباركا ‪ ،‬وتعسر تربيته ‪ ،‬ويسوء خلقه‬

‫ويرزق رزقا يمنع منه ‪ ،‬ومن هرب فيه اخذ ‪ ،‬ومن ضلت له ضالة وجدها ‪ ،‬ومن‬

‫اقترض فيه شيئا رده سريعا ‪.‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه ‪ :‬روز أنيران اسم ملك موكل بالدهور والزمنة‬
‫يوم سعيد مبارك يصلح لكل شئ تريده ‪.‬‬

‫‪ 215‬وفي الرواية الخرى ‪ :‬يوم سعيد مبارك يصلح لكل حاجة تلتمس ‪.‬‬

‫‪ 216‬مكارم الخلق ‪ :‬عنه عليه السلم مختار جيد لكل شئ ولكل حاجة‬

‫من شراء وبيع وزرع وتزويج ‪ ،‬ومن مرض فيه برئ سريعا ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون‬

‫حليما مباركا ‪ ،‬ويرتفع أمره ‪ ،‬ويكون صادق اللسان صاحب وفاء ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 217‬زوائد الفوائد ‪ :‬عن الصادق عليه السلم ‪ :‬يوم مبارك ميمون مسعود مفلح‬

‫منجح مفرح ‪ ،‬فاعمل فيه ما شئت ‪ ،‬والق من أردت ‪ ،‬وأخذ وأعط وسافر وانتقل‬

‫وبع واشتر ‪ ،‬فإنه صالح لكل ما تريد ‪ ،‬موافق لكل ما يعمل ‪ ،‬ومن ولد فيه‬

‫كان مباركا ميمونا مقبل حسن التربية موسعا عليه ‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلة لم‬

‫تطل علته ونجا سالما بإذن ال تعالى ‪.‬‬

‫‪ 217‬وفي رواية اخرى ‪ :‬يكره فيه السفر ‪ ،‬والمولود فيه يرزق رزقا واسعا‬

‫يكون لغيره ‪ ،‬ويمنع من التمتع بشئ منه ‪ ،‬ومن هرب فيه اخذ ‪ ،‬وإذا ضلت‬

‫فيه ضالة وجدت ‪ ،‬والقرض فيه يعود سريعا ‪ ،‬وال أحكم وأعلم ) ‪. ( 2‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪560‬‬

‫) ‪ ( 2‬هذه الروايات باجمعها مرسلة غير منقولة في شئ من الكتب المعتبرة فل‬

‫يثبت بها‬

‫ما يثبت بالخبار الحاد فضل عن غيره ‪ ،‬على انه لم يثبت من سيرتهم عليهم‬

‫السلم رعاية اليام‬


‫وسعادتها ونحوستها واختارها ل فعالهم واعمالهم ل سيما الشهور واليام الفارسية‬

‫ولو كان‬

‫شئ من ذلك لتكثر نقلها لتوفر الدواعى إلى مثل هذه المور في جميع الزمنة فهذه‬

‫الروايات‬

‫] ‪[ 91‬‬

‫بيان ‪ :‬السم عندهم بفتح الهمزة وكسر النون ثم الياء الساكنة ثم الراء‬

‫المهملة المفتوحة ‪ .‬ثم اعلم أن الظاهر من أكثر هذه الروايات أن المراد باليام‬

‫المذكورة فيها أيام الشهور العربية ‪ ،‬ويظهر من بعضها كخبر سلمان رضي ال‬

‫عنه أن المراد بها الشهور العجمية وأيامها ‪ ،‬كما يظهر من أسمائها وتوافقها لما‬

‫نقله المنجمون عن الفرس في ذلك ‪ .‬ويمكن أن يقال ‪ :‬لما كان في بدء خلق العالم‬

‫شهر فروردين مطابقا على بعض الشهور العربية ابتداء وانتهاء سرت السعادة‬

‫والنحوسة في أيام الشهرين معا ‪ ،‬كما نقل أن في أول خلق العالم كان الشمس في‬

‫الحمل ‪ ،‬وعند افتراقها سرتا فيهما أو اختصتا بأحدهما ‪ .‬ويمكن حمل اختلف‬

‫الخبار‬

‫أيضا على ذلك بأن يكون ما ورد في سعادة بعض اليام في بعض الخبار ونحوسته‬

‫بعينه في الخرى بسبب اختلف المقصود من الشهر فيهما وكون المراد في‬

‫إحداهما‬

‫العربية وفي الخرى الفرسية ‪ ،‬لكن التعيين والتخصيص مشكل ‪ ،‬ولو أمكن‬
‫رعايتهما معا كان أولى ‪ ،‬وسيأتي تمام القول في ذلك في الباب التي إن شاء ال‬

‫تعالى ‪.‬‬

‫‪ ) * 22‬باب ( *‬

‫* ) يوم النيروز وتعيينه وسعادة أيام شهور الفرس والروم ( *‬

‫* ) ونحوستها وبعض النوادر ( *‬

‫‪ 1‬أقول ‪ :‬رأيت في بعض الكتب المعتبرة ‪ :‬روى فضل ال بن علي بن عبيد‬

‫ال بن محمد بن عبدال بن محمد بن محمد بن عبيد ال بن الحسين بن علي بن‬

‫محمد بن الحسن‬

‫ابن جفعر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبيطالب توله ال في الدارين بالحسنى‬

‫عن أبي عبدال جعفر بن محمد بن أحمدبن العباس الدرويستي ‪ ،‬عن أبي محمد‬

‫جعفر بن‬

‫* هامش * وما يشابهها مما سيأتى ل سيما ما يتعلق بالعجمية منها اشبه شئ‬

‫بمجعولت الحكامين من منجمى الفرس‬

‫ول يبعد وجود اغراض سياسية في جعلها كاحياء السنن القومية وتقوية الدول‬

‫الفارسية ونزعات اخرى ل‬

‫تخفى على من يعرف العيب السلطان الحاكمة بعقائد الناس وافكارهم ومقدساتهم‬

‫وخاصة‬

‫استخدام الكهنة والحكاميين في هذا السبيل ‪.‬‬


‫] ‪[ 92‬‬

‫أحمد بن علي المونسي القمي ‪ ،‬عن علي بن بلل ‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن يوسف ‪،‬‬

‫عن‬

‫حبيب الخير ‪ ،‬عن محمد بن الحسين الصائغ ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن معلى بن خنيس ‪،‬‬

‫قال ‪:‬‬

‫دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليه السلم يوم النيروز ‪ ،‬فقال عليه السلم ‪:‬‬

‫أتعرف هذا اليوم ؟‬

‫قلت ‪ :‬جعلت فداك ‪ ،‬هذا يوم تعظمه العجم وتتهادى فيه ‪ .‬فقال أبوعبدال الصادق‬

‫عليه السلم ‪ :‬والبيت العتيق الذي بمكة ما هذا إل لمر قديم افسره لك حتى‬

‫تفهمه ‪ .‬قلت ‪ :‬يا سيدي ! إن علم هذا من عندك أحب إلي من أن يعيش أمواتي‬

‫وتموت أعدائي ! فقال ‪ :‬يا معلي ! إن يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ ال فيه‬

‫مواثيق‬

‫العباد أن يعبدوه ول يشركوا به شيئا ‪ ،‬وأن يؤمنوا برسله وحججه ‪ ،‬وأن يؤمنوا‬

‫بالئمة عليهم السلم وهو أول يوم طلعت فيه الشمس ‪ ،‬وهبت به الرياح ‪ ،‬وخلقت‬

‫فيه‬

‫زهرة الرض ‪ .‬وهو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح عليه السلم على الجودي ‪،‬‬

‫وهو‬

‫اليوم الذي أحيى ال فيه الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال‬
‫لهم ال موتوا ثم أحياهم ) ‪ . ( 1‬وهو اليوم الذي نزل فيه جبرئيل على النبي صلى‬

‫ال عليه وآله‬

‫وهو اليوم الذي حمل فيه رسول ال صلى ال عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلم‬

‫على منكبه حتى رمى‬

‫أصنام قريش من فوق البيت الحرام فهشمها ‪ ،‬وكذلك إبراهيم عليه السلم ‪ ،‬وهو‬

‫اليوم‬

‫الذي أمر النبي صلى ال عليه وآله أصحابه أن يبايعوا عليا عليه السلم بإمرة‬

‫المؤمنين ‪ ،‬وهو اليوم‬

‫الذي وجه النبي صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم إلى وادي الجن يأخذ عليهم‬

‫البيعة له ‪ ،‬وهو‬

‫اليوم الذي بويع لميرالمؤمنين عليه السلم فيه البيعة الثانية ‪ ،‬وهو اليوم الذي‬

‫ظفر فيه‬

‫بأهل النهروان وقتل ذا الثدية ) ‪ ( 2‬وهو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا وولة المر‬

‫وهو اليوم الذي يظفر فيه قائمنا بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة ‪ ،‬وما من يوم‬

‫نيروز إل ونحن نتوقع فيه الفرج ‪ ،‬لنه من أيامنا وأيام شيعتنا ‪ ،‬حفظته العجم‬

‫وضيعتموه أنتم ‪.‬‬

‫وقال ‪ :‬إن نبيا من النبياء سأل ربه كيف يحيي هؤلء القوم الذين خرجوا‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬القصة مذكورة في سورة البقرة آية ) ‪( 243‬‬


‫) ‪ ( 2‬وقتل ذوالثدية ) خ ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 93‬‬

‫فأوحى ال إليه أن يصب الماء عليهم في مضاجعهم في هذا اليوم ‪ ،‬وهو أول يوم‬

‫من‬

‫سنة الفرس فعاشوا وهو ثلثون ألفا ‪ ،‬فصار صب الماء في النيروز سنة ‪.‬‬

‫فقلت ‪ :‬يا سيدي ! أل تعرفني جعلت فداك أسماء اليام بالفارسية ؟‬

‫فقال عليه السلم ‪ :‬يا معلى ! هي أيام قديمة من الشهور القديمة ‪ ،‬كل شهر ثلثون‬

‫يوما‬

‫ل زيادة فيه ول نقصان ‪.‬‬

‫فأول يوم من كل شهر " هرمزد روز " اسم من أسماء ال تعالى ‪ ،‬خلق ال‬

‫عزوجل فيه آدم عليه السلم ‪ .‬تقول الفرس ‪ :‬إنه يوم جيد صالح للشرب وللفرح ‪ ،‬و‬

‫يقول الصادق ‪ :‬إنه يوم سعيد مبارك ‪ ،‬يوم سرور ‪ ،‬تكلموا فيه المراء والكبراء‬

‫واطلبوا فيه الحوائج ‪ ،‬فإنها تنجح بإذن ال ‪ .‬ومن ولد فيه يكون مباركا ‪ ،‬و‬

‫ادخلوا فيه على السلطان ‪ ،‬واشتروا فيه ‪ ،‬وبيعوا ‪ ،‬وزارعوا ‪ ،‬واغرسوا ‪ ،‬وابنوا‬

‫وسافروا ‪ ،‬فإنه يوم مختار يصلح لجميع المور ‪ ،‬وللتزويج ‪ ،‬ومن مرض فيه يبرأ‬

‫سريعا ‪ ،‬ومن ضلت له ضالة وجدها إن شاء ال‬

‫الثانى ‪ " :‬بهمن روز " يوم صالح صاف ‪ ،‬خلق ال فيه حواء عليهما السلم وهو‬
‫ضلع‬

‫من أضلع آدم عليه السلم وهو اسم الملك الموكل بحجب القدس والكرامة ‪ ،‬تقول‬

‫الفرس ‪ :‬إنه يوم صالح مختار ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم مبارك ‪ ،‬تزوجوا فيه‬

‫وأتوا أهاليكم من أسفاركم ‪ ،‬وسافروا فيه ‪ ،‬واشتروا ‪ ،‬وبيعوا ‪ ،‬واطلبوا فيه‬

‫الحوائج في كل نوع ‪ ،‬وهو يوم مختار ‪ ،‬ومن مرض فيه من أول النهار يكون‬

‫مرضه خفيفا ‪ ،‬ومن مرض في آخره اشتد مرضه وخيف من موته في ذلك‬

‫المرض ‪.‬‬

‫الثالث ‪ " :‬اردي بهشت روز " اسم الملك الموكل بالشفاء والسقم ‪ ،‬يقول‬

‫الفرس ‪ :‬إنه يوم ثقيل ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم نحس مستمر ‪ ،‬فاتقوا فيه‬

‫الحوائج وجميع العمال ‪ ،‬ول تدخلوا فيه على السلطان ‪ ،‬ول تبيعوا ‪ ،‬ول تشتروا‬

‫ول تزوجوا ‪ ،‬ول تسألوا فيه حاجة ‪ ،‬ول تكلفوها أحدا ‪ ،‬واحفظوا أنفسكم ‪ ،‬و‬

‫اتقوا أعمال السلطان ‪ ،‬وتصدقوا ما أمكنكم ‪ ،‬فإنه من مرض فيه خيف عليه ‪ ،‬و‬

‫] ‪[ 94‬‬

‫هو اليوم الذي أخرج ال عزوجل فيه آدم وحواء من الجنة ‪ ،‬وسلبا فيه لباسهما‬

‫ومن سافر فيه قطع عليه أبدا ‪.‬‬

‫الرابع ‪ " :‬شهريور روز " اسم الملك الذي خلقت فيه الجواهر عنه ‪ ،‬ووكل‬

‫بها ‪ ،‬وهو موكل ببحر الروم ‪ ،‬وتقول الفرس ‪ :‬إنه يوم مختار ‪ ،‬ويقول الصادق ‪:‬‬

‫إنه يوم مبارك ‪ ،‬ولد فيه هابيل بن آدم ‪ ،‬وهو صالح للتزويج وطلب الصيد في البر‬
‫والبحر ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون رجل صالحا مباركا ومحببا إلى الناس ‪ ،‬إل أنه ل‬

‫يصلح فيه السفر ‪ ،‬ومن سافر فيه خاف القطع ‪ ،‬ويصيبه بلء وغم ‪ ،‬ومن مرض‬

‫فيه يبرأ سريعا إن شاء ال تعالى ‪.‬‬

‫الخامس ‪ " :‬اسفندار مذ روز " اسم الملك الموكل بالرضين ‪ ،‬يقول الفرس ‪:‬‬

‫إنه يوم ثقيل ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم نحس ردئ ‪ ،‬ولد فيه قابيل بن آدم ‪ ،‬و‬

‫كان ملعونا كافرا ‪ ،‬وهو الذي قتل أخاه ودعا بالويل والثبور على أهله ‪ ،‬وأدخل‬

‫عليهم الغم والبكاء ‪ ،‬فاجتنبوه فإنه يوم شوم ونحس ومذموم ‪ ،‬ول تطلبوا فيه‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 94‬سطر ‪ 13‬إلى صفحه ‪ 102‬سطر ‪13‬‬

‫حاجة ول تدخلوا فيه على السلطان ‪ ،‬وادخلوا في منازلكم ‪ ،‬واحذروا فيه كل‬

‫الحذر من السباع والحديد ‪.‬‬

‫السادس ‪ " :‬خرداد روز " اسم الملك الموكل بالجبال ‪ ،‬تقول الفرس ‪ :‬إنه‬

‫يوم خفيف ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم مبارك صالح للتزويج ‪ ،‬ولطلب الحوائج‬

‫لكل ما يسعى فيه من المر في البر والبحر والصيد فيهما ‪ ،‬وللمعاش وكل حاجة‬

‫ومن سافر فيه رجع إلى أهله سريعا بكل ما يحبه ويريده ‪ ،‬وبكل غنيمة ‪ ،‬فجدوا‬
‫في كل حاجة تريدونها فيه ‪ ،‬فإنها مقضية إن شاء ال تعالى ‪.‬‬

‫السابع ‪ " :‬مرداد روز " اسم الملك الموكل بالناس وأرزاقهم ‪ ،‬يقول الفرس ‪:‬‬

‫إنه يوم جيد ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم سعيد مبارك ‪ ،‬اعملوا فيه جميع ما شئتم من‬

‫السعي في حوائجكم ‪ ،‬من البناء والغرس والذرو والزرع ‪ .‬ولطلب الصيد ‪ ،‬و‬

‫الدخول على السلطان ‪ ،‬والسفر ‪ ،‬فإنه يوم مختار يصلح لكل حاجة إن شاء ال‬

‫تعالى ‪.‬‬

‫] ‪[ 95‬‬

‫الثامن ‪ " :‬ديبار روز " اسم من أسماء ال تعالى ‪ ،‬تقول الفرس ‪ :‬إنه يوم جيد‬

‫ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم مبارك لكل حاجة يسعى فيها ‪ ،‬وللشراء والبيع و‬

‫الصيد ما خل السفر ‪ ،‬فاتقوا فيه ومن مرض فيه يبرأ سريعا ‪ ،‬وادخلوا فيه على‬

‫السلطان‬

‫وغيره ‪ ،‬فإنه يقضى فيه الحوائج ‪ ،‬ومن دخل فيه على السلطان لحاجة فليسأله فيها‬

‫‪.‬‬

‫التاسع " آذر روز " اسم الملك الموكل بالنيران يوم القيامة ‪ ،‬تقول الفرس ‪ :‬إنه‬

‫يوم خفيف ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم صالح خفيف سعيد مبارك من أول النهار إلى‬

‫آخر‬

‫النهار ‪ ،‬يصلح للسفر ولكل ما تريد ‪ ،‬ومن سافر فيه رزق مال كثيرا ‪ ،‬ويرى في‬
‫سفره كل‬

‫خير ‪ ،‬ومن مرض يبرأ سريعا ول يناله في علته مكروه إن شاء ال تعالى ‪ ،‬فاطلبوا‬

‫الحوائج فيه فإنها تقضى لكم بمشية ال تعالى وتوفيقه ‪.‬‬

‫العاشر " أبان روز " اسم الملك الموكل بالبحر والمياه ‪ ،‬تقول الفرس ‪ :‬إنه‬

‫يوم ثقيل ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم صالح لكل شيئ ما خل الدخول على السلطان‬

‫وهو اليوم الذي ولد فيه نوح عليه السلم ومن ولد فيه يكون مرزوقا من معاشه ‪،‬‬

‫ول يصيبه‬

‫ضيق ‪ ،‬ول يموت حتى يهرم ‪ ،‬ول يبتلى بفقر ‪ ،‬ومن فر فيه من السلطان أو غيره‬

‫أخذ‬

‫ومن ضلت له ضالة وجدها ‪ ،‬وهو جيد للشراء والبيع والسفر ‪ ،‬ومن مرض فيه‬

‫يبرأ سريعا إن شاء ال تعالى ‪.‬‬

‫الحادى عشر " خور روز " اسم الملك الموكل بالشمس ‪ ،‬يقول الفرس ‪ :‬إنه‬

‫يوم ثقيل مثل أمسه ‪ ،‬ويقول الصادق إنه اليوم الذي ولد فيه شيث بن آدم عليه‬

‫السلم ) ‪( 1‬‬

‫والنبي صلى ال عليه وآله وهو يوم صالح للشراء والبيع ‪ ،‬ولجميع العمال ) ‪( 2‬‬

‫والحوائج و‬

‫للسفر ‪ ،‬ما خل الدخول على السلطان ‪ ،‬فإنه ل يصلح ‪ ،‬والتواري عنه فيه أصلح‬
‫من‬

‫الدخول عليه ‪ ،‬فاجتنبوا فيه ذلك ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون مباركا مرزوقا في معاشه‬

‫طويل العمر ‪ ،‬ول يفتقر أبدا ‪ ،‬فاطلبوا فيه حوائجكم ما خل السلطان ‪.‬‬

‫الثانى عشر " ماه روز " اسم الملك الموكل بالقمر ‪ ،‬يقول الفرس ‪ :‬إنه يوم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬شيث ابن آدم النبى عليه السلم ) ظ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬الحوال ) خ ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 96‬‬

‫خفيف يسمى " روز به " ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم صالح جيد مختار يصلح لكل‬

‫شئ‬

‫تريدونه مثل اليوم الحادي عشر ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون طويل العمر ‪ ،‬فاطلبوا فيه‬

‫حوائجكم‬

‫وادخلوا على السلطان في أوله ‪ ،‬ول تدخلوا في آخره ‪ ،‬واستعينوا بال عزوجل‬

‫فيها فإنها تقضى لكم بمشية ال تعالى ‪.‬‬

‫الثالث عشر ‪ " :‬تير روز " اسم الملك الموكل بالنجوم ‪ ،‬يقول الفرس ‪ :‬إنه‬

‫يوم ثقيل شومي جدا ‪ .‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم نحس مستمر فاتقوه في جميع‬

‫العمال‬

‫ما استطعتم ‪ ،‬ول تقصدوا ول تطلبوا فيه الحاجة أصل ول تدخلوا فيه على السلطان‬
‫وغيره جهدكم ‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم ‪.‬‬

‫الرابع عشر ‪ " :‬جوش روز " اسم الملك الموكل بالبشر والنعام والمواشي ‪ ،‬تقول‬

‫الفرس ‪ :‬إنه يوم خفيف ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم جيد صالح لكل عمل وأمر يراد‬

‫ويحمد فيه لقاء الشراف والعلماء ‪ ،‬ولطلب الحوائج ‪ ،‬ومن يولد فيه يكون حسن‬

‫الكمال مشعوفا بطلب العلم ‪ ،‬ويعمر طويل ‪ ،‬يكثر ماله في آخر عمره ‪ ،‬ومن مرض‬

‫فيه يبرأ بمشية ال عزوجل ‪.‬‬

‫الخامس عشر ‪ " :‬ديمهر روز " اسم من أسماء ال تعالى ‪ ،‬تقول الفرس ‪ :‬إنه‬

‫يوم خفيف ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم صالح مبارك لكل عمل ‪ ،‬ولكل حاجة‬

‫تريدها إل أنه من يولد فيه يكون به خرس أو لثغة ‪ ،‬فاطلبوا فيه الحوائج فانها‬

‫تقضى إن شاء ال ‪.‬‬

‫السادس عشر ‪ " :‬مهر روز " اسم الملك الموكل بالرحمة ‪ ،‬تقول الفرس ‪ :‬إنه يوم‬

‫خفيف جيد جدا ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم منحوس ردئ مذموم ‪ ،‬فل تطلبوا فيه‬

‫حوائجنكم ‪ ،‬ول تسافروا فيه ‪ ،‬فإنه من سافر فيه هلك ‪ ،‬ومن ولد فيه يكون لبد‬

‫مجنونا ‪ ،‬ومن مرض فيه ل يكاد ينجو ‪ ،‬فاجهدوا في ترك طلب الحوائج والحركة‬

‫فإنها وإن قضيت تقضى بمشقة ‪ ،‬وربما لم يتم فيها المراد ‪ ،‬فاتقوا ما استطعتم‬

‫وتصدقوا فيه ‪.‬‬


‫] ‪[ 97‬‬

‫السابع عشر ‪ " :‬نمروش ) ‪ ( 1‬روز " اسم الملك الموكل بخراب العالم وهو‬

‫جبرئيل عليه السلم يقول الفرس ‪ :‬إنه يوم مختار خفيف متوسط ‪ ،‬ويقول‬

‫الصادق ‪ :‬إنه‬

‫يوم صالح لكل ما يراد ‪ ،‬جيد موافق صاف مختار لجميع الحوائج ‪ ،‬فاطلبوا فيه‬

‫ما شئتم ‪ ،‬وتزوجوا وبيعوا واشتروا وازرعوا وابنوا وادخلوا على السطان وغيره‬

‫فإن حوائجكم تقضى بمشية ال تعالى ‪.‬‬

‫الثامن عشر ‪ " :‬رش روز " اسم الملك الموكل بالنيران ‪ ،‬يقول الفرس ‪ :‬إنه يوم‬

‫خفيف ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم مختار جيد مبارك صالح للسفر والزرع وطلب‬

‫الحوائج والتزويج وكل أمر يراد ‪ ،‬ومن حاصم فيه عدوه أو خصمه غلب عليه‬

‫وظفر فيه بقدرة ال تعالى ‪.‬‬

‫التاسع عشر ‪ " :‬فروردين روز " اسم الملك الموكل بأرواح الخلئق وقبضها‬

‫يقول الفرس ‪ :‬إنه يوم ثقيل ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم مختار صالح جيد للسفر و‬

‫التزويج وطلب الحوائج ‪ ،‬ومن خاصم فيه عدوا ظفر به وغلبه بقدرة ال تعالى‬

‫ويصلح‬

‫لكل عمل وهو اليوم الذي ولد فيه إسحاق النبي عليه السلم ‪ ،‬وهو يوم مبارك‬

‫يصلح لكل‬

‫ما تريد ‪ ،‬ومن يولد فيه يكون مباركا إن شاء ال تعالى ‪.‬‬
‫العشرون ‪ " :‬بهرام روز " اسم الملك الموكل بالنصر والخذلن في الحرب‬

‫يقول الفرس ‪ :‬إنه يوم خفيف ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم صالح جيد مختار صاف ‪،‬‬

‫يصلح‬

‫لطلب الحوائج والسفر خاصة ‪ ،‬والبناء والتزويج والعرس ) ‪ ( 2‬والدخول على‬

‫السلطان وغيره فيه ‪ ،‬فإنه يوم مبارك يصلح إن شاء ال تعالى ‪.‬‬

‫الحادى والعشرون ‪ " :‬رام روز " اسم الملك الموكل بالفرح والسرور ‪ ،‬تقول‬

‫الفرس ‪ :‬إنه يوم جيد يتبرك به ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم نحس مستمر ‪ ،‬وهو‬

‫يوم إهراق الدماء ‪ ،‬فاتقوا فيه ما استطعتم ‪ ،‬ول تطلبوا فيه حاجة ‪ ،‬ول تنازعوا فيه‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬سروش ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬الغرس ) خ ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 98‬‬

‫خصما ‪ ،‬ومن يولد فيه يكون محتاجا فقيرا في أكثر أمره ودهره ‪ ،‬ومن سافر فيه‬

‫لم يربح وخيف عليه ‪.‬‬

‫الثاني والعشرون ‪ " :‬باد روز " اسم الملك الموكل بالرياح ‪ ،‬يقول الفرس ‪:‬‬

‫إنه يوم ثقيل ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم مختار جيد صاف يصلح لكل حاجة‬

‫تريدها ‪ ،‬فاطلبوا فيه الحوائج فإنه يوم جيد خاصة للشراء والبيع ‪ ،‬وللصدقة‬

‫فيه ثواب جزيل جليل عظيم ‪ ،‬ومن يولد فيه يكون مباركا محبوبا ‪ ،‬ومن مرض فيه‬
‫يبرأ سريعا ‪ ،‬ومن سافر فيه يخصب ويرجع إلى أهله معافى سالما ‪ ،‬ومن دخل فيه‬

‫إلى السلطان بلغ محابه ووجد عنده نجاحا لما قصد له ‪.‬‬

‫الثالث والعشرون ‪ " :‬ديبدين روز " اسم الملك الموكل بالنوم واليقظة ‪ ،‬يقول‬

‫الفرس ‪ :‬إنه يوم خفيف ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم مختار ولد فيه يوسف عليه‬

‫السلم‬

‫يصلح لكل أمر وحاجة ‪ ،‬ولكل ما تريدونه ‪ ،‬وخاصة للتزويج والتجارات كلها‬

‫والدخول على السلطان والتماس الحوائج ‪ ،‬ومن يولد فيه يكون مباركا صالحا‬

‫ومن سافر فيه يغنم ويجد خيرا بمشية ال عزوجل ‪.‬‬

‫الرابع والعشرون ‪ " :‬دين روز " اسم الملك الموكل بالسعي والحركة يقول‬

‫الفرس ‪ :‬إنه يوم خفيف جيد ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم منحوس ‪ ،‬ولد فيه فرعون‬

‫لعنه ال وهو يوم عسر نكد ‪ ،‬فاتقوا فيه ما استطعتم ‪ ،‬ومن سافر فيه مات في‬

‫سفره وفي نسخة اخرى ‪ :‬ومن يولد فيه يموت في سفره أو يقتل أو يغرق ‪ ،‬و‬

‫يكون مدة عمره محزونا مكدودا نكدا ول يوفق لخير ومن مرض فيه طال مرضه‬

‫ول يكاد ينتفع بمقصد ولو جهد جهده ‪.‬‬

‫الخامس والعشرون ‪ " :‬أرد روز " اسم الملك الموكل بالجن والشياطين‬

‫تقول الفرس ‪ :‬إنه يوم ثقيل ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم نحس ردئ مذموم ‪ ،‬و‬

‫هو اليوم الذي أصاب فيه أهل مصر سبعة أضرب من الفات ‪ ،‬وهو يوم شديد البلء‬
‫ومن مرض فيه لم يكدينج ‪ ،‬ول يبرأ ‪ ،‬ومن سافر فيه ل يرجع ول يربح ‪ ،‬فل تطلبوا‬

‫فيه حاجة ‪ ،‬واحفظوا فيه أنفسكم واحترزوا ‪ ،‬واتقوا فيه جهدكم ‪.‬‬

‫] ‪[ 99‬‬

‫السادس والعشرون ‪ " :‬أشتاد روز " اسم الملك الموكل الذي خلق عند ظهور‬

‫الدين ‪ ،‬تقول الفرس ‪ :‬إنه يوم جيد ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم صالح مبارك ضرب‬

‫فيه موسى عليه السلم البحر فانفلق ‪ ،‬يصلح لكل حاجة ما خل التزويج والسفر ‪ ،‬و‬

‫اجتنبوا فيه ذلك ‪ ،‬فإنه من تزوج فيه لم يتم أمره ‪ ،‬ويفارق ) ‪ ( 1‬أهله ‪ ،‬وفرق‬

‫بينهما ‪ ،‬ومن سافر فيه لم يصلح ولم يربح ولم يرجع ‪ ،‬وعليكم بالصدقة فإن‬

‫المنفعة‬

‫بها وافرة ‪ ،‬ولمضاره دافعة بمشية ال وعونه ‪.‬‬

‫السابع والعشرون ‪ " :‬آسمان روز " اسم الملك الموكل بالسماوات ‪ ،‬يقول‬

‫الفرس ‪ :‬إنه يوم مختار ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم جيد مختار يصلح لطلب الحوائج‬

‫ولكل شئ تريده ‪ ،‬ومن يولد فيه يكون جميل حسنا مليحا ‪ ،‬وهو جيد للبناء و‬

‫الزرع والشراء والبيع والدخول على السلطان ‪ ،‬فاعملوا ما شئتم واسعوا في‬

‫حوائجكم ‪.‬‬
‫الثامن والعشرون ‪ " :‬رامياد روز " اسم الملك الموكل بالقضاء بين الخلق‬

‫تقول الفرس ‪ :‬إنه يوم ثقيل منحوس ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم سعيد مبارك ممدوح‬

‫ولد فيه يعقوب النبي عليه السلم يصلح للسفر ولجميع الحوائج ‪ ،‬ومن يولد فيه‬

‫يكون‬

‫مرزوقا محببا إلى الناس ‪ ،‬محببا إلى أهله ‪ ،‬محسنا إليهم ‪ ،‬إل أنه يصيبه الغموم و‬

‫الهموم ‪ ،‬ويبتلى في آخر عمره ‪ ،‬ول يؤمن عليه من ذهاب بصره ‪.‬‬

‫التاسع والعشرون ‪ " :‬مهر اسفند روز " اسم الملك الموكل بالفنية والزمان‬

‫والعقول والسماع والبصار ‪ ،‬تقول الفرس ‪ :‬إنه يوم جيد ‪ ،‬ويقول الصادق ‪:‬‬

‫إنه يوم مختار جيد يصلح لكل حاجة ما خل الكاتب ‪ ،‬فإنه يكره له ذلك ‪ ،‬ول أرى‬

‫له أن يسعى لحاجة فيه إن قدر على ذلك ومن مرض فيه يبرأ سريعا ‪ ،‬ومن سافر‬

‫فيه أصاب مال كثيرا إل من كان كاتبا فإنه يكره له ذلك ‪ ،‬ول أرى السعي في حاجته‬

‫إن قدر عليه ‪ ،‬ومن آبق له فيه آبق رجع إليه سريعا ومن ضلت له ضالة وجدها ‪.‬‬

‫الثلثون ‪ " :‬أنيران روز " اسم الملك الموكل بالدوار والزمان ‪ ،‬يتبرك‬

‫فيه الفرس ‪ ،‬ويقول الصادق ‪ :‬إنه يوم مختار جيد صالح لكل شئ ‪ ،‬وهو اليوم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬ولفارق ) خ ( ‪.‬‬

‫]‪[100‬‬

‫الذي ولد فيه إسماعيل بن إبراهيم صلوات ال عليهما وعلى ذريتهما وعلى آلهما‬

‫يصلح لكل شئ ‪ ،‬ولكل حاجة من شراء وبيع وزرع وغرس وتزويج وبناء ‪ ،‬و‬
‫من مرض فيه يبرأ سريعا إن شاء ال ‪ .‬وقال أميرالمؤمنين عليه السلم ‪ :‬من ولد‬

‫فيه يكون‬

‫حكيما حليما صادقا مباركا مرتفعا أمره ‪ ،‬ويعلو شأنه ‪ ،‬ويكون صادق اللسان‬

‫صاحب وفاء ‪ ،‬ومن أبق له فيه آبق وجده ‪ ،‬ومن ضلت له فيه ضالة وجدها إن شاء‬

‫ال تعالى ‪.‬‬

‫‪ 2‬المناقب ‪ :‬حكي أن المنصور تقدم إلى موسى بن جعفر عليهم السلم بالجلوس‬

‫للتهنئة في يوم النيروز وقبض ما يحمل إليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني قد فتشت الخبار عن‬

‫جدي رسول ال صلى ال عليه وآله فلم أجد لهذ العيد خبرا ‪ ،‬وإنه سنة الفرس‬

‫ومحاها السلم‬

‫ومعاذ ال أن نحيي ما محاها السلم ‪ .‬قال المنصور ‪ :‬إنما نفعل هذا سياسة للجند‬

‫فسألتك بال العظيم إل جلست ‪ ،‬فجلس ) ‪ ( 1‬إلى آخر ما أوردته في أبواب تاريخه‬

‫عليه السلم ) ‪. ( 2‬‬

‫بيان ‪ :‬هذا الخبر مخالف لخبار المعلى ‪ ،‬ويدل على عدم اعتبار النيروز شرعا‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المناقب ‪ :‬ج ‪ ، 4‬ص ‪. 319‬‬

‫) ‪ ( 2‬قد ورد روايتان متخالفتان في النيروز ‪ :‬احديهما عن معلى بن الخنيس عن‬

‫الصادق‬

‫عليه السلم تدل على عظمته وشرافته والخرى عن الكاظم عليه السلم تدل على‬
‫كونه من سنن‬

‫الفرس التى محاها السلم ‪ .‬وليس شئ منهما صحيحة او معتبرة بحيث يثبت بهما‬

‫حكم شرعى‬

‫وفي روايه معلى اشكالت اخرى من جهة تطبيق النيروز على كثير من ايام الشهور‬

‫العربية وان‬

‫اتعب المؤلف كغيره نفسه في توجيمها بما ل يخلو عن تكلف ل يكاد يخفى على‬

‫المتأمل والظاهر‬

‫من هذه الرواية حرمة تعظيم اليوم لكونه تعظيما لشعار الكفار والحياءا للسنة التى‬

‫محاها السلم‬

‫وهى وان لم تكن واجدة لشرائط الحجية ال ان الكبرى المشار اليها فيها ثابتة‬

‫بالدلة العامة‬

‫والصعرى بالوجدان ‪ .‬واما ما افتى به كثير من الفقهاء من استحباب الغسل والصوم‬

‫فيه فمبنى‬

‫ظاهرا على التسامح في ادلة السنن لرواية " من بلغه ثواب على عمل ‪ " . .‬لكن‬

‫اجراء‬

‫القاعدة ههنا ل يخلو عن اشكال ل نصرافها عن الموارد التى يحتمل فيها الحرمة‬

‫غير التشريعية‬

‫وههنا يحتمل حرمة الغسل والصوم لجل احتمال كونهما مصداقين للتعظيم المحرم‬
‫ولو احتمال‬

‫والقاعدة ل تثبت في موردها الستحباب المصطلح ‪ ،‬فغاية ما يمكن ان يقال هو‬

‫ثبوت الثواب‬

‫عليهما اذا اتى بهما برجاء المطلوبية ل على وجه التعظيم فتأمل ‪.‬‬

‫]‪[101‬‬

‫وأخبار المعلى أقوى سندا وأشهر بين الصحاب ) ‪ ، ( 1‬ويمكن حمل هذا على‬

‫التقية‬

‫لشتمال خبر المعلى على ما يتقى فيه ‪ ،‬ولذا يتقى في إظهار التبرك به في تلك‬

‫الزمنة‬

‫في بلد المخالفين ‪ ،‬أو على أن اليوم الذي كانوا يعظمونه غير النيروز المراد في‬

‫خبر‬

‫المعلى كما سيأتي ذكر الختلف فيه ‪.‬‬

‫‪ 3‬المتهجد ‪ :‬روى المعلى بن الخنيس عن مولنا الصادق عليه السلم في يوم‬

‫النيروز قال ‪ :‬إذا كان يوم النيرور فاغتسل ‪ ،‬والبس أنظف ثيابك ‪ ،‬وتطيب بأطيب‬

‫طيبك‬

‫وتكون ذلك اليوم صائما ) الخبر ( ‪.‬‬

‫‪ 4‬وأقول ‪ :‬وجدت في بعض كتب المنجمين مرويا عن مولنا الصادق عليه السلم‬

‫في أيام شهور الفرس ‪:‬‬


‫الول ‪ " :‬هرمز " وهو اسم ال تعالى ‪ ،‬وفيه خلق آدم وحواء ‪ ،‬جيد‬

‫للتجارة وصحبة الملوك والصيد والبناء واللبس ‪ ،‬ول يصلح الحمام والفصد‬

‫والقرض‬

‫والحرب والمناظرة ‪.‬‬

‫والثانى ‪ " :‬بهمن " يوم مبارك يصلح لكثر المور كالشركة والتجارة‬

‫والسفر والنكاح والتحويل والزراعة وقطع الجديد ولبسه ‪ ،‬ول يصلح للفصد‬

‫والحجامة والحمام ‪.‬‬

‫والثالث ‪ " :‬اردي بهشت " اسم ملك موكل بالشفاء ‪ ،‬وفيه اخرج آدم وحوا‬

‫من الجنة ‪ ،‬فاتق فيه ‪ ،‬لكنه يصلح للصيد وشراء الدواب ‪ ،‬ومن سافر فيه ذهب‬

‫ماله وقطع ‪.‬‬

‫والرابع ‪ " :‬شهريور " يوم جيد ولد فيه هابيل ‪ ،‬يصلح للعمارة والبناء‬

‫والصلح والنكاح والتجارة والصيد ‪ ،‬ول يصلح للسفر والنقل والتحويل والحلق ‪.‬‬

‫والخامس ‪ " :‬اسفندار ] مذ [ " يوم نحس فيه قتل قابيل هابيل ‪ ،‬اتق فيه‬

‫إل من العمارة وشرب الدواء ] وحلق الشعر [ واحذر السواء والمناظرة ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬كون رواية المعلى أقوى وأشهر بالضافة إلى هذا الخبر ل‬

‫يفيد شيئا بعد فقدانها‬

‫لشرائط الحجية في نفسها ‪،‬‬

‫]‪[102‬‬
‫والسادس ‪ " :‬خرداد " اسم ملك موكل بالجبال ‪ ،‬مبارك جيد للصلح ولبس‬

‫الجديد والتعليم والمناظره والتزويج والسفر ‪ ،‬واحذر فيه الفصد والتعليم والحرب ‪.‬‬

‫والسابع ‪ " :‬مرداد " اسم ملك موكل بالحيوانات ‪ ،‬يوم جيد يصلح لكتابة‬

‫الكتب وإرسال الرسل والعمارة والنكاح والمعالجة ‪ ،‬ول يصلح للفصد والحجامة‬

‫والزراعة والطلق ‪.‬‬

‫والثامن ‪ " :‬ديباذر " اسم من أسماء ال تعالى ‪ ،‬يوم مبارك يصلح للبيع والشراء‬

‫والضيافة والفصد وطلب الحوائج ‪ ،‬ول يصلح للسفر والصيد والمناظرة والحمام ‪.‬‬

‫والتاسع ‪ " :‬آذر " اسم ملك موكل بالنار ‪ ،‬أوله جيد وآخره ردئ ‪ ،‬يصلح‬

‫للقاء الملوك وطلب الحوائج والسفر والصيد وشرب الدواء ‪ ،‬ول يشترى الملك فإنه‬

‫يخرب سريعا ‪.‬‬

‫والعاشر ‪ " :‬أبان " اسم ملك موكل بالبحار ‪ ،‬فيه ولد نوح عليه السلم ‪ ،‬يصلح فيه‬

‫لقاء العلماء والتجار والكابر وكتابة الكتب وإرسال الرسل ‪ ،‬وليحذر فيه من‬

‫السفر والصيد والمعالجة والصعود على مرتفع ‪ ،‬فإنه يخاف عليه السقوط ‪.‬‬

‫‪............................................................................‬‬
‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 102‬سطر ‪ 14‬إلى صفحه ‪ 110‬سطر ‪14‬‬

‫والحادى عشر ‪ " :‬خور " اسم ملك موكل بالشمس ‪ ،‬ولد فيه موسى عليه السلم‬

‫جيد للقاء الملوك والزرع والمناظرة والصيد والبناء والسفر وشراء الدواب ‪ ،‬ردئ‬

‫للفصد والحمام والنكاح ولبس الجديد وشراء المماليك ‪.‬‬

‫والثانى عشر ‪ " :‬ماه " اسم ملك موكل بالرزاق ‪ ،‬يقال لهذا اليوم " مخزن‬

‫السرار " صالح لشرب الدواء والصيد والحمام والزرع والتحويل ‪ ،‬وليحذر فيه من‬

‫الهرب فإنه يظفر به ‪.‬‬

‫والثالث عشر ‪ " :‬تير " اسم ملك موكل بالكواكب ‪ ،‬يوم نحس يصلح‬

‫لمجالسة أهل الصلح والشغال بالدعاء ‪ ،‬وليحذر فيه جميع العمال ل سيما‬

‫لقاء الكابر ‪.‬‬

‫الرابع عشر ‪ " :‬جوش " اسم ملك موكل بالبهائم ‪ ،‬ولد فيه إبراهيم عليه السلم‬

‫جيد للقاء‬

‫الشراف والتجارة والشركة والمناظرة والفصد ‪ ،‬وليحذر فيه العمال السيئة ‪.‬‬

‫]‪[103‬‬

‫الخامس عشر ‪ " :‬ديب مهر " اسم ملك موكل بالعرش ‪ ،‬فيه ) ‪ ( 1‬نجا إبراهيم‬

‫عليه السلم من النار ‪ ،‬يصلح للتجارة والنكاح والسفر والصيد ولبس الجديد وقطعه‬
‫واحذر فيه الفصد ‪.‬‬

‫والسادس عشر ‪ " :‬مهر " اسم ملك موكل بالجحيم ‪ ،‬يوم نحس مستمر‬

‫صالح لدخول الحمام والحلق ول يصلح لسائر العمال ‪ ،‬خصوصا السفر فإنه يخاف‬

‫عليه الهلك ‪.‬‬

‫والسابع عشر ‪ " :‬سروش " وهو اسم من أسماء ال تعالى ‪ ،‬وقيل ‪ :‬اسم‬

‫جبرئيل ‪ ،‬يوم متوسط يصلح لطلب الحاجات وفعل الخيرات ‪ ،‬وليحذر سائر‬

‫العمال ‪.‬‬

‫الثامن عشر ‪ " :‬رشن " اسم ملك موكل بالنار ‪ ،‬يوم جيد يصلح للسفر و‬

‫التجارة والشركة والزراعة وقطع الثياب والفصد ‪ ،‬وليحذر فيه الفسق والفجور‬

‫والعمال السيئة ‪.‬‬

‫والتاسع عشر ‪ " :‬فروردين " هو اسم ملك الموت ‪ ،‬ولد فيه إسحاق ‪ ،‬يصلح‬

‫للصيد والحمام والكتب والرسل والتحويل ولقاء الشراف ‪ ،‬وليحذر فيه من‬

‫إخراج الدم وحلق الشعر ‪.‬‬

‫والعشرون ‪ " :‬بهرام " اسم ملك موكل بالحروب ‪ ،‬متوسط صالح للسفر‬

‫والنكاح والفصد وحلق الشعر والمعالجة ‪ ،‬وليحذر الخصومة والصيد والتقاضي‬

‫للعرفاء ‪.‬‬
‫والحادى والعشرون ‪ " :‬رام " اسم ملك موكل بالروح ‪ ،‬نحس ‪ ،‬فليذكر‬

‫ال وليصم وليتصدق وليتب وليستغفر ال ويستعصم من المكاره ‪ ،‬وليحذر‬

‫العمال ‪.‬‬

‫وفي بعض النسخ ‪ :‬اسم ملك موكل بالسحاب ‪ ،‬يوم مبارك جيد للنكاح والسفر‬

‫والمناظرة والبيع والشراء والعمارة ‪ ،‬ردئ للصيد والمعالجة ودخول الحمام ‪.‬‬

‫والثانى والعشرون ‪ " :‬باد " اسم ملك موكل بالسحب ‪ ،‬يوم مبارك صالح‬

‫للسفر والنكاح والمناظرة والبيع والشراء والعمارة والفصد ‪ .‬وفي بعض النسخ ‪:‬‬

‫اسم من أسماء ال تعالى ‪ ،‬يوم جيد جدا ‪ ،‬صالح للسفر والصيد والنكاح والحمام‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المخطوطة ‪ :‬فيه ولد عيسى عليه السلم ونجا ابراهيم‬

‫عليه السلم من النار ‪.‬‬

‫]‪[104‬‬

‫والحلق ‪ ،‬وليحذر فيه من الفسق والفجور ‪.‬‬

‫والثالث والعشرون ‪ " :‬ديبدين " اسم من أسماء ال تعالى ‪ ،‬يوم جيد صالح‬

‫للسفر والنكاح والفصد والحمام وأخذ الشعر ‪ .‬وفي بعض النسخ ‪ :‬فيه ولد فرعون‬

‫صالح للفصد حسب ‪ ،‬وليحذر فيه من الطعام الردئ ‪ ،‬ومن العمال خصوصا‬

‫السفر ‪.‬‬

‫والرابع والعشرون ‪ " :‬دين " يوم نحس ‪ ،‬فيه ولد فرعون ‪ ،‬ل يصلح إل‬

‫للفصد ‪ ،‬وليحذر الطعمة وجميع العمال سيما السفر ‪ .‬وفي بعض النسخ ‪ :‬نحس‬
‫ل يصلح إل للفصد ‪.‬‬

‫والخامس والعشرون ‪ " :‬أرد " اسم ملك موكل بالشياطين ‪ ،‬وفيه هلك أهل‬

‫مصر ‪ ،‬يوم نحس وليخل فيه بنفسه ‪ ،‬وليحذر من جميع العمال ل سيما السفر و‬

‫التجارة والنكاح والحمام والصيد ‪.‬‬

‫والسادس والعشرون ‪ " :‬أشتاد " اسم ملك موكل بالنس ‪ ،‬فيه عبر موسى‬

‫وقومه البحر ‪ ،‬صالح لطلب الحاجة وغرس الشجار وشراء الملك ‪ ،‬وليحذر‬

‫التحويل والسفر والعمارة والفصد والتزويج ‪.‬‬

‫والسابع والعشرون ‪ " :‬آسمان " اسم ملك موكل بالسماوات ‪ ،‬يوم مبارك‬

‫جدا صالح للسفر خصوصا في الضحى ‪ ،‬ولدخول الحمام والمناظرة ‪ ،‬وليتق الفصد‬

‫والصيد والنكاح وشراء الدواب ‪.‬‬

‫والثامن والعشرون ‪ " :‬رامياد " اسم ملك موكل بالرضين ‪ ،‬يوم مبارك‬

‫صالح للسفر والبيع والشراء والمناظرة وشرب الدواء ‪ ،‬ويحذر الفصد والحمام ‪.‬‬

‫والتاسع والعشرون ‪ " :‬مار اسفندار " اسم ميكائيل عليه السلم يوم جيد جدا‬

‫صالح للقاء الشراف وتعمير البلد والنكاح ‪ ،‬ول يصلح للسفر وطلب العلم ولبس‬

‫الجديد وقطعه وشراء الدواب ‪.‬‬

‫والثلثون ‪ " :‬أنيران " اسم ملك موكل باليام ‪ ،‬فيه ولد إسماعيل عليه السلم‬

‫صالح للسفر والشركة والزرع والفصد والحمام ‪ ،‬وليجتنب فيه العمال السيئة‬

‫وليعمل الخيرات ‪ .‬وفي بعض النسخ ‪ :‬اسم ملك موكل بالحروب ‪ ،‬متوسط صالح‬
‫]‪[105‬‬

‫للسفر والنكاح والفصد والحلق والمعالجة ‪ ،‬وليحذر ] فيه [ العمال السيئة ‪ ،‬و‬

‫ليشتغل بالخيرات ‪.‬‬

‫‪ 5‬رواية اخرى ‪ :‬روى أبونصر يحيى بن جرير التكريتي في كتاب " المختار‬

‫في الختيارات " عن أبي الحسن القارئ ) ‪ ، ( 1‬عن الحسن بن أحمد بن روح ‪،‬‬

‫عن‬

‫محمد بن إبراهيم ‪ ،‬عن أبي عبدال جعفر الصادق عليه السلم أنه قال ‪:‬‬

‫أول يوم من الشهر خلق ال تعالى آدم فيه ‪ ،‬وهو يوم سعد يصلح لمناظرة‬

‫المراء ‪.‬‬

‫اليوم الثانى ‪ :‬يصلح للتزويج والسفر والبيع والشراء وكل ابتداء ‪.‬‬

‫اليوم الثالث ‪ :‬يوم نحس ل تلق فيه سلطانا ول تطلب فيه حاجة ول بيعا ول‬

‫شراء ‪.‬‬

‫اليوم الرابع ‪ :‬ولد فيه قابيل بن آدم ‪ ،‬وهو يوم صالح للتزويج ‪ .‬وطلب‬

‫الحوائج غير السفر ‪ ،‬فانه يسلب كما سلب آدم وحواء لباسهما ‪.‬‬

‫اليوم الخامس ‪ :‬ملعون نحس قتل فيه قابيل هابيل ‪ ،‬ودعا على أهله بالويل ‪.‬‬

‫اليوم السادس ‪ :‬صالح للتزويج والسفر والحجامة ولقاء السلطان في كل‬

‫حاجة ‪.‬‬

‫اليوم السابع ‪ :‬صالح للمناظرة والخصومة وطلب الحوائج ولقاء القضاة و‬


‫غيرهم والسفر وكل ابتداء ‪.‬‬

‫اليوم الثامن ‪ :‬مثل أمسه سوى السفر فإنه مكروه ‪.‬‬

‫اليوم التاسع ‪ :‬يوم سعيد ‪ ،‬اطلب فيه الحوائج تقضى ) ‪ ( 2‬لك ‪.‬‬

‫اليوم العاشر ‪ :‬يوم سعد مثل أمسه ‪.‬‬

‫اليوم الحادى عشر ‪ :‬من سافر فيه غنم ‪ ،‬وإن هرب من السلطان ظفر به ‪ ،‬و‬

‫من ولد فيه رزق رزقا حسنا ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الفارسى ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬الصواب " تقض " بحذف اللم ‪.‬‬

‫]‪[106‬‬

‫اليوم الثانى عشر ‪ :‬صالح لطلب الحوائج والسفر وكل ما يراد ‪.‬‬

‫اليوم الثالث عشر ‪ :‬نحس ردئ ‪ ،‬فتوق فيه لقاء السلطان وغيره ‪ ،‬واحذر‬

‫فيه الرمي فإنه مشوم ‪.‬‬

‫اليوم الرابع عشر ‪ :‬صالح لكل حاجة ‪ ،‬من يولد فيه يكون غنيا ‪ ،‬ويكثر‬

‫ماله في آخر عمره ‪.‬‬

‫اليوم الخامس عشر ‪ :‬نحس ‪ ،‬من سافر فيه هلك ‪ ،‬ويناله المكروه ‪ ،‬ومن‬

‫ولد فيه يكون مجنونا ل محالة ‪.‬‬

‫اليوم السادس عشر ‪ :‬صالح لكل أمر ‪ ،‬فاطلب فيه ما تريد ‪.‬‬

‫اليوم السابع عشر ‪ :‬صالح لكل حاجة فاطلب فيه ما تريد ‪.‬‬
‫اليوم الثامن عشر ‪ :‬صالح لكل حاجة وللسفر ‪ ،‬من سافر فيه قضيت حوائجه‬

‫اليوم التاسع عشر ‪ :‬مثل أمسه في جيمع أحواله ‪.‬‬

‫اليوم العشرون ‪ :‬مثله ‪.‬‬

‫اليوم الحادى والعشرون ‪ :‬يوم نحس ‪ ،‬وفيه إراقة الدماء ‪ ،‬فل تلق فيه سلطانا‬

‫ول تخرج من بيتك ‪ ،‬ول تطلب فيه حاجة ‪.‬‬

‫اليوم الحادى والعشرون ‪ :‬مثل أمسه ‪.‬‬

‫اليوم الثالث والعشرون ‪ :‬مثل أمسه ‪.‬‬

‫اليوم الرابع والعشرون ‪ :‬يوم نحسن مستمر مشوم ‪ ،‬من ولد فيه قتل ‪.‬‬

‫اليوم الخامس والعشرون ‪ :‬يوم نحس ل ينبغي أن يبدأ فيه بشئ ‪.‬‬

‫اليوم السادس والعشرون ‪ :‬صالح فرق ال فيه البحر لموسى فاحذر فيه‬

‫التزويج ‪ ،‬فانه يوجب الفرقة كما انفرق البحر ‪.‬‬

‫اليوم السابع والعشرون ‪ :‬صالح للتزويج وقضاء الحوائج ‪ ،‬وهو يوم سعد‬

‫فاطلب فيه ما شئت ‪.‬‬

‫اليوم الثامن والعشرون ‪ :‬ولد فيه يعقوب عليه السلم يوم سعد من ولد فيه كان‬

‫محبوبا إلى الناس ‪.‬‬

‫]‪[107‬‬

‫اليوم التاسع والعشرون ‪ :‬صالح للسفر وكل حاجة ‪ ،‬وهو يوم سعد ‪.‬‬

‫اليوم الثلثون ‪ :‬صالح للسفر وطلب الحوائج وإخراج الدم وهو يوم‬
‫سعد ‪ 6 .‬أقول ‪ :‬وروي أيضا في بعض الكتب عن الصادق عليه السلم اختيارات‬

‫أيام‬

‫شهور الفرس على وجه آخر هكذا ‪:‬‬

‫اليوم الول ‪ " :‬ارمزد " مختار في كل الشهور الثني عشر لنه اسم ال تعالى ‪.‬‬

‫الثانى ‪ " :‬بهمن " وسط في الشهور العشرة الوائل ‪ ،‬نحس في بهمن ماه ‪ ،‬وسط‬

‫في إسفندار مذماه ‪.‬‬

‫الثالث ‪ " :‬اردي بهشت " وسط في فروردين ‪ ،‬سعد في اردى بهشت ‪ ،‬وخرداد‬

‫وتير ‪ ،‬وسط في مرداد ‪ ،‬نحس في شهريور ‪ ،‬وسط في مهر ‪ ،‬ودي ‪ ،‬وبهمن ‪ ،‬سعد‬

‫في‬

‫آذر ‪ ،‬واسفندار مذ ‪.‬‬

‫الرابع ‪ " :‬شهريور " وسط في فروردين ‪ ،‬وتير ‪ ،‬ومهر إلى آخر الشهور‬

‫سعد في خرداد ‪ ،‬ومرداد ‪ ،‬وشهريور ‪.‬‬

‫الخامس ‪ " :‬إسفندار مذ " وسط في فروردين ‪ ،‬ومرداد ‪ ،‬ومهر ‪ ،‬ودي ‪ ،‬و‬

‫بهمن ‪ ،‬سعد في اردي بهشت ‪ ،‬وخرداد ‪ ،‬وتير ‪ ،‬وشهريور ‪ ،‬وأبان ‪ ،‬وآذر ‪ ،‬نحس‬

‫في إسفندار مذ ‪.‬‬

‫السادس ‪ " :‬خرداد " وسط في فروردين ‪ ،‬واردي بهشت ‪ ،‬ومهر ‪ ،‬وآذر‬

‫وبهمن ‪ ،‬سعد في خرداد ‪ ،‬وتير ‪ ،‬ومرداد ‪ ،‬وشهريور ‪ ،‬وأبان ‪ ،‬ودي ‪ ،‬وإسفندار‬

‫مذ ‪.‬‬
‫السابع ‪ " :‬مرداد " وسط في فروردين ‪ ،‬واردي بهشت ‪ ،‬وخرداد ‪ ،‬وتير‬

‫ومهر ‪ ،‬وآذر ‪ ،‬وبهمن ‪ ،‬سعد في مرداد ‪ ،‬وشهريور ‪ ،‬وأبان ‪ ،‬ودي ‪ ،‬وإسفندار‬

‫مذ ‪.‬‬

‫الثامن ‪ " :‬ديباذر " وسط في كل الشهور ‪.‬‬

‫التاسع ‪ " :‬آذر " نحس في فروردين ‪ ،‬واسفندار ‪ ،‬وسط في اردي بهشت ‪ ،‬و‬

‫مهر ‪ ،‬وأبان ‪ ،‬وآذر ‪ ،‬سعد في خرداد ‪ ،‬وتير ‪ ،‬ومرداد ‪ ،‬وشهريور ‪ ،‬ودي ‪ ،‬و‬

‫بهمن ‪.‬‬

‫]‪[108‬‬

‫العاشر ‪ " :‬أبان " نحس في أبان ‪ ،‬وسط في سائر الشهور ‪.‬‬

‫الحادى عشر ‪ " :‬خور " نحس في خرداد ‪ ،‬وسط في باقي الشهور ‪.‬‬

‫الثانى عشر ‪ " :‬ماه " مختار في كل الشهور ‪ ،‬لنه باسم القمر ‪.‬‬

‫الثالث عشر ‪ " :‬تير " سعد في فروردين ‪ ،‬واردي بهشت ‪ ،‬نحس في تير ‪ ،‬وسط‬

‫في سائر الشهور ‪.‬‬

‫الرابع عشر ‪ " :‬جوش " سعد في اردى بهشت ‪ ،‬وتير ‪ ،‬ومرداد ‪ ،‬وسط في باقي‬

‫الشهور ‪.‬‬

‫الخامس عشر ‪ " :‬دي مهر " نحس في اردي بهشت ‪ ،‬سعد في أبان ‪ ،‬وسط في‬

‫باقي الشهور ‪.‬‬

‫السادس عشر ‪ " :‬مهر " سعد في ارديبهشت وخرداد ومهر واسفندار مذ‬
‫وسط في باقي الشهور ‪.‬‬

‫السابع عشر ‪ " :‬سروش " سعد في أبان ‪ ،‬وآذر ‪ ،‬وبهمن ‪ ،‬وسط في باقي‬

‫الشهور ‪.‬‬

‫الثامن عشر ‪ " :‬رشن " سعد في شهريور ‪ ،‬ومهر ‪ ،‬وسط في باقي الشهور ‪.‬‬

‫التاسع عشر ‪ " :‬فروردين " سعد في فروردين ‪ ،‬وتير ‪ ،‬وآذر ‪ ،‬وسط في باقي‬

‫الشهور ‪.‬‬

‫العشرون " بهرام " نحس في مرداد ‪ ،‬وآذر ‪ ،‬ودي ‪ ،‬وسعد في إسفندار مذ‬

‫وسط في تتمة الشهور ‪.‬‬

‫الحادى والعشرون ‪ " :‬رام " وسط في خرداد ‪ ،‬وتير ‪ ،‬وآذر ‪ ،‬ودي ‪ ،‬سعد‬

‫في تتمة الشهور ‪.‬‬

‫الثانى والعشرون ‪ " :‬باد " نحس في فروردين ‪ ،‬وبهمن ‪ ،‬سعد في مرداد ‪ ،‬و‬

‫شهريور ‪ ،‬ودي ‪ ،‬وسط في باقي الشهور ‪.‬‬

‫الثالث والعشرون ‪ " :‬ديبدين " سعد في أبان ‪ ،‬وسط في باقي الشهور ‪.‬‬

‫الرابع والعشرون ‪ " :‬دين " سعد في فروردين ‪ ،‬ودي ‪ ،‬وبهمن ‪ ،‬وإسفندار مذ‬

‫]‪[109‬‬

‫وسط في تتمة الشهور ‪.‬‬

‫الخامس والعشرون ‪ " :‬أرد " سعد في فروردين ‪ ،‬واردي بهشت ‪ .‬ومهر‬

‫وبهمن ‪ ،‬وإسفندار مذ ‪ ،‬وسط في تتمة الشهور ‪.‬‬


‫السادس والعشرون ‪ " :‬أشتاد " سعد في تير ‪ ،‬وشهريور ‪ ،‬ودي ‪ ،‬وسط في‬

‫تتمة الشهور ‪.‬‬

‫السابع والعشرون ‪ " :‬آسمان " وسط في فروردين ‪ ،‬ومرداد ‪ ،‬ومهر ‪ ،‬و‬

‫أبان ‪ ،‬وآذر ‪ ،‬وبهمن ‪ ،‬وإسفندار مذ ‪ ،‬سعد في تتمة الشهور ‪.‬‬

‫الثامن والعشرون ‪ " :‬رامياد " سعد في دي ‪ ،‬وسط في باقي الشهور ‪.‬‬

‫التاسع والعشرون ‪ " :‬مار اسفند " وسط في كل الشهور ‪.‬‬

‫الثلثون ‪ " :‬أنيران " نحس في خرداد ‪ ،‬وسط في تتمة الشهور ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬هذه الروايات الخيرة أخرجناه من كتب الحكاميين والمنجمين‬

‫لروايتهم عن أئمتنا عليهم السلم ول أعتمد عليها ‪ ،‬وكانت في النسخ اختلفات‬

‫كثيرة أشرنا‬

‫إلى بعضها ‪.‬‬

‫‪ 7‬العلل والعيون ‪ :‬عن أحمد بن زياد الهمداني ‪ ،‬عن علي بن إبراهيم عن‬

‫أبيه ‪ ،‬عن أبي الصلت الهروي ‪ ،‬عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عليهم السلم‬

‫قال ‪ :‬أتى على‬

‫بن أبيطالب عليه السلم قبل مقتله بثلثة أيام رجل من أشرف تميم ) ‪ ( 1‬يقال له "‬

‫عمرو " فقال‬

‫له ‪ :‬يا أميرالمؤمنين أخبرني عن أصحاب الرس في أي عصر كانوا ؟ وأين كانت‬

‫منازلهم ؟‬
‫ومن كان ملكهم ؟ وهل بعث ال عزوجل إليهم رسول أم ل ! وبماذا اهلكوا ؟ فإني‬

‫أجد‬

‫في كتاب ال عزوجل ذكرهم ول أجد خبرهم ‪ .‬فقال له علي عليه السلم ‪ :‬لقد سألت‬

‫عن حديث ما سألني عنه أحد قبلك ول يحدثك به أحد بعدي إل عني ‪ ،‬وما في كتاب‬

‫ال عزوجل آية إل وأنا أعرف تفسيرها ‪ ،‬وفي أي مكان نزلت من سهل أو جبل ‪،‬‬

‫وفي أي وقت من ليل أونهار ‪ ،‬وإن ههنا لعلما جما وأشار إلى صدره ولكن‬

‫طلبه يسير ‪ ،‬وعن قليل يندمون لو قد فقدوني !‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في العلل ‪ ،‬بنى تميم ‪.‬‬

‫]‪[110‬‬

‫كان من قصتهم يا أخاتميم أنهم كانوا قوما يعبدون شجرة صنوبر يقال لها‬

‫" شاه درخت " كان يافث بن نوح غرسها على شفير عين يقال لها " وشناب "‬

‫كانت‬

‫انبطت لنوح عليه السلم بعد الطوفان ‪ ،‬وإنما سموا أصحاب الرس لنهم رسوانبيهم‬

‫في‬

‫الرض ‪ ،‬وذلك بعد سامان بن داود عليه السلم ‪ ،‬وكانت لهم اثنتا عشرة قرية على‬

‫شاطئ‬

‫نهر يقال له " الرس " من بلد المشرق ‪ ،‬وبهم سمي ذلك النهر ‪ ،‬ولم يكن يومئذ‬

‫في الرض نهر أغزرمنه ‪ ،‬ول أعذب منه ‪ ،‬ول قرى أكثر ول أعمر منها ‪ ،‬تسمى‬
‫إحداهن " أبان " والثانية " آذر " والثالثة " دي " والرابعة " بهمن "‬

‫والخامسة‬

‫" إسفندار " والسادسة " فروردين " والسابعة " اردي بهشت " والثامنة "‬

‫أرداد " و‬

‫التاسعة " مرداد " والعاشره " تير " والحادية عشر " مهر " والثانيه عشر "‬

‫شهريور " وكانت‬

‫أعظم مدائنهم " اسفندار " وهي التي ينزلها ملكهم ‪ ،‬وكان يسمى تركوزبن‬

‫غابوربن‬

‫يارش بن سازن بن نمرود بن كنعان فرعون إبراهيم عليه السلم وبها العين‬

‫والصنوبرة‬

‫وقد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة ‪ ،‬وأجروا إليها نهرا‬

‫من العين التي عند الصنوبرة ‪ ،‬فنبتت الحبة وصارت شجرة عظيمة ‪ ،‬وحرموا ماء‬

‫العين والنهار فل يشربون منها ) ‪ ( 1‬ول أنعامهم ‪ ،‬ومن فعل ذلك قتلوه ‪ ،‬ويقولون‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 110‬سطر ‪ 15‬إلى صفحه ‪ 118‬سطر ‪15‬‬
‫هو حياة آلهتنا فل ينبغي لحد أن ينقص من حياتها ‪ ،‬ويشربون هم وأنعامهم من‬

‫نهر الرس الذي عليه قراهم ‪ ،‬وقد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيدا‬

‫يجتمع إليه أهلها ‪ ،‬فيضربون على الشجرة التي بها كلة من حرير فيها من أنواع‬

‫الصور ‪ ،‬ثم يأتون بشاة وبقر ‪ ،‬فيذبحونها قربانا للشجرة ‪ ،‬ويشعلون فيها النيران‬

‫بالحطب ‪ ،‬فإذا سطع دخان تلك الذبائح وقتارها في الهواء وحال بينهم وبين النظر‬

‫إلى‬

‫السماه خروا للشجرة سجدا ‪ ( 2 ) ،‬ويبكون ويتضرعون إليها أن ترضى عنهم‬

‫فكان الشيطان يجيئ فيحرك أغصانها ويصيح من ساقها صياح الصبي أن قدر‬

‫ضيت‬

‫عنكم عبادي فطيبوا نفسا وقروا عينا فيرفعون رؤوسهم عند ذلك ‪ ،‬ويشربون‬

‫الخمر‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في العرائس ‪ :‬ل هم ول أنعامهم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في العلل ‪ :‬سجدا من دون ال عزوجل يبكون ‪. .‬‬

‫]‪[111‬‬

‫ويضربون بالمعازف ‪ ،‬ويأخذون الدستبند ‪ ،‬فيكونون على ذلك يومهم وليلتهم ‪،‬‬

‫ثم ينصرفون ‪ .‬وإنما سمت العجم شهورها بأبان ماه وآذرماه وغيرهما اشتقاقا من‬

‫أسماء تلك القرى ‪ ،‬لقول أهلها بعض لبعض هذا عيد شهر كذا وعيد شهر كذا حتى‬
‫إذا كان‬

‫عيد قريتهم العظمى اجتمع إليهم صغيرهم وكبيرهم ‪ ،‬فضربوا عند الصنوبرة والعين‬

‫سرادقا‬

‫من ديباج عليه من أنواع الصور ‪ ،‬له ) ‪ ( 1‬اثنا عشر باباكل باب لهل قرية منهم‬

‫ويسجدون‬

‫للصنوبرة خارجا من السرادق ‪ ،‬ويقربون لها الذبائح أضعاف ماقربوا للشجرة )‬

‫‪(2‬‬

‫في قراهم ‪ ،‬فيجيئ إبليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكا شديدا ‪ ،‬فيتكلم ) ‪( 3‬‬

‫من جوفها كلما جهوريا ‪ ،‬ويعدهم ويمنيهم بأكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين‬

‫كلها ‪ ،‬فيرفعون رؤوسهم من السجود وبهم من الفرح والنشاط مال يفيقون ول‬

‫يتكلمون من الشرب والعزف ‪ ،‬فيكونون على ذلك اثني عشر يوما ولياليها بعدد‬

‫أعيادهم سائر السنة ‪ ،‬ثم ينصرفون ‪.‬‬

‫فلما طال كفرهم بال عزوجل وعبادتهم غيره بعث ال عزوجل إليهم نبيا‬

‫من بني إسرائيل من ولد يهودا ابن يعقوب ‪ ،‬فلبث فيهم زمانا طويل يدعوهم إلى‬

‫عبادة ال عزوجل ومعرفة ربوبيته فل يتبعونه ‪ ،‬فلما رأى شدة تماديهم في الغي‬

‫والضلل ‪ ،‬وتركهم قبول ما دعاهم إليه من الرشد والنجاح ‪ ،‬وحضر عيد قريتهم‬

‫العظمى قال ‪ :‬يا رب إن عبادك أبوا إل تكذيبي ‪ ،‬والكفر بك ‪ ،‬وغدوا يعبدون‬

‫شجرة ل تنفع ول تضر ‪ ،‬فأيبس شجرهم أجمع ‪ ،‬وأرهم قدرتك وسلطانك ‪ .‬فأصبح‬
‫القوم وقد يبس شجرهم كلها ‪ ،‬فهالهم ذلك ‪ ،‬وقطع بهم وصاروا فرقتين ‪ :‬فرقة‬

‫قالت سحر آلهتكم هذا الرجل الذي زعم ) ‪ ( 4‬أنه رسول رب السماء والرض ) ‪( 5‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في العلل ‪ :‬وجعلوا له اثنى عشر بابا ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدرين ‪ :‬للشجرة التى في قراهم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدرين ‪ :‬ويتكلم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬في المصدرين ‪ :‬يزعم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬في المصدرين ‪ :‬والرض اليكم ‪.‬‬

‫]‪[112‬‬

‫ليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلى إلهه ‪ ،‬وفرقة قالت ‪ :‬ل ‪ ،‬بل غضبت آلهتكم حين‬

‫رأت هذا الرجل يعيبها ويقع فيها ويدعوكم إلى عبادة غيرها ‪ ،‬فحجبت حسنها و‬

‫بهاءها لكي تغضبوا لها فتنصروا منه ‪ .‬فاجمع رأيهم على قتله ‪ ،‬فاتخذوا أنابيب‬

‫طوال من رصاص واسعة الفواه ‪ ،‬ثم أرسلوها في قرار العين إلى أعلى الماء‬

‫واحدة‬

‫فوق الخرى مثل البرابخ ‪ ،‬ونزحوا ما فيها من الماء ‪ ،‬ثم حفروا في قرارها ) ‪( 1‬‬

‫بئرا ضيقة المدخل عميقة ‪ ،‬وأرسلوا فيها نبيهم ‪ ،‬وألقموا فاها صخرة عظيمة ‪ ،‬ثم‬

‫أخرجوا النابيب من الماء وقالوا ‪ :‬نرجو الن أن ترضى عنا آلهتنا إذا رأت أنا‬

‫قد قتلنا من كان يقع فيها ‪ ،‬ويصد عن عبادتها ‪ ،‬ودفناه تحت كبيرها ‪ ،‬يتشفى منه‬
‫فيعودلنا نورها نضرتها ) ‪ ( 2‬كما كان ‪ .‬فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم‬

‫عليه السلم‬

‫وهو يقول ‪ :‬سيدي قد ترى ضيق مكاني ‪ ،‬وشدة كربي ‪ ،‬فارحم ضعف ركني ‪ ،‬و‬

‫قلة حيلتي ‪ ،‬وعجل بقبض روحي ‪ ،‬ول تؤخر إحابة دعوتي ) ‪ . ( 3‬حتى مات عليه‬

‫السلم‬

‫فقال ال جل جلله لجبرئيل عليه السلم ‪ :‬يا جبرئيل ! أيظن عبادي هؤلء الذين‬

‫غرهم‬

‫حلمي وأمنوا مكري وعبدوا غيري وقتلوا رسولي أن يقوموا لغضبي أو يخرجوا‬

‫من سلطاني ؟ ! كيف وأنا المنتقم ممن عصاني ‪ ،‬ولم يخش عقابي ‪ ،‬وإني حلفت‬

‫بعزتي وجللي لجعلنهم عبرة ونكال للعالمين ‪ ،‬فلم يرعهم ) ‪ ( 4‬وهم في عبدهم‬

‫ذلك‬

‫إل بريح عاصف شديدة الحمرة فتحيروا فيها وذعروا منها ‪ ،‬وتضام ) ‪ ( 5‬بعضهم‬

‫إلى بعض ‪ ،‬ثم صارت الرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد ‪ ،‬وأظلتهم سحابة‬

‫سوداء ) ‪ ( 6‬فألقت عليهم كالقبة جمرا يلتهب ‪ ،‬فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص‬

‫في‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في العلل ‪ :‬في قرارها من الرض بئرا عميقة ضيقة المداخل ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في العيون ‪ :‬نضارتها ‪.‬‬


‫) ‪ ( 3‬في العلل ‪ :‬اجابة دعائى ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 4‬فلم يدعهم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬في العيون ‪ :‬وانضم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 6‬في العلل ‪ :‬مظلمة فانكبت عليهم ‪.‬‬

‫]‪[113‬‬

‫النار فتعوذ بال تعالى ذكره من غضبه ونزول نقمته ول حول ول قوة إل بال‬

‫العلي العظيم ) ‪. ( 1‬‬

‫بيان ‪ :‬قال الجوهري ‪ " :‬رسست رسا " أي حفرت بئرا ‪ ،‬ورس الميت أي‬

‫قبر ) ‪ ) ( 2‬انتهى ( والكلة بالكسر الستر الرقيق يخاط كالبيت يتوقى فيه من البق‬

‫والقتار ‪ :‬بالضم ريح البخور والقدر والشواء ‪ .‬والمعازف ‪ :‬الملهي ‪ ،‬وكأن المراد‬

‫بالدستنبد ما يسمى بالفارسية بالسنج أيضا ‪ ،‬أو المراد التزين بالسورة ويقال‬

‫" كلم جمهوري " أي عال وفي القاموس ‪ :‬قطع بزيد كعني فهو مقطوع به ‪ :‬عجز‬

‫عن سفره بأي سبب كان ‪ ،‬أو حيل بينه وبين ما يؤمله ) ‪ . ( 3‬والبربخ بالبائين‬

‫الموحدتين والخاء المعجمة ما يعمل من الخزف للبئر ومجاري الماء ‪.‬‬

‫فوائد مهمة جليلة‬

‫الولى ‪ :‬اعلم أن السماء المذكورة في خبر المعلى ليام الشهر أكثرها‬

‫موافق لما نقله المنجمون عن الفرس ‪ ،‬وظاهر في أن المراد بالشهور الواردة فيه‬
‫هي شهور الفرس القديم ل الشهور العربية ‪ ،‬وقد تقدم القول فيه ‪ .‬وسموا كل‬

‫يوم من أيام الخمسة المسترقة أيضا باسم ‪ :‬الول أهنود ‪ ،‬والثاني اشنود ‪ ،‬والثالث‬

‫إسفند مذ ‪ ،‬والرابع دهشت ‪ ،‬والخامس هشتويش ‪ ،‬هذا هو المشهور ‪ ،‬وذكروا فيها‬

‫أسماء اخر ‪ ،‬وذكروا أن كل منها اسم ملك موكل بذلك اليوم ‪.‬‬

‫ثم إن المحققين اختلفوا في هؤلء الملئكة ‪ ،‬فمنهم من حملوها على ظواهر ما‬

‫وقالوا إن ال وكل بكل شئ من المخلوقات ملكا يحفظه ويربيه ويصرفه إلى‬

‫ما خلق له كما ورد في الخبار ‪ :‬الملك الموكل بالبحار ‪ ،‬والملك الموكل بالجبال‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬العلل ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪ ، 41 38‬العيون ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 209 205‬‬

‫) ‪ ( 2‬الصحاح ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 931‬‬

‫) ‪ ( 3‬القاموس ‪ :‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 70‬‬

‫]‪[114‬‬

‫والملئكة الموكلة بالشجار وسائر النباتات ‪ ،‬والملئكة الموكلة بالسحب والبروق‬

‫والصواعق ‪ ،‬وبكل قطرة من المطار ‪ ،‬والملئكة الموكلة باليام والليالي و‬

‫الشهور والساعات ‪ .‬وبه يوجه ما ورد من كلم اليوم والشهر والرض والقبر‬

‫وغيرها بأن المراد به كلم الملئكة الموكلة بها ‪ .‬ومنهم من حملوها على أرباب‬

‫النواع المجردة التي أثبتها أفلطون ومن تابعه من الشراقيين ‪ ،‬فإنهم أثبتوا‬

‫لكل نوع من أنواع الفلك والكواكب والبسائط العنصرية والمواليد ربا يدبره‬
‫ويربيه ويوصله إلى كماله المستعد له ‪ ،‬والول هو الموافق لمسلك المليين و‬

‫أرباب الشرائع ‪ ،‬والثاني طريقة من ل يثبت الصانع ويقول بتأثير الطبائع وإن‬

‫تابعهم بعض من يظهر القول بالصانع أيضا ‪ ،‬وليس هذا مقام تحقيق هذا الكلم ‪.‬‬

‫قال أبوريحان ‪ :‬كل واحد من شهور الفرس ثلثون يوما ‪ ،‬ولكل يوم منها‬

‫اسم مفرد بلغتهم ‪ ،‬وهي ‪ ( 1 ) :‬هرمز ) ‪ ( 2‬بهمن ) ‪ ( 3‬اردي بهشت ) ‪( 4‬‬

‫شهريور‬

‫) ‪ ( 5‬إسفندار مذ ) ‪ ( 6‬خرداد ) ‪ ( 7‬مرداد ) ‪ ( 8‬دي ) ‪ ( 9‬باذر ) ‪ ( 10‬آذر ) ‪( 11‬‬

‫آبان‬

‫) ‪ ( 12‬خرماه ) ‪ ( 13‬تير ) ‪ ( 14‬جوش ) ‪ ( 15‬ديبمهر ) ‪ ( 16‬مهر ) ‪( 17‬‬

‫سروش ) ‪ ( 18‬رشن‬

‫) ‪ ( 19‬فروردين ) ‪ ( 20‬بهرام ) ‪ ( 21‬رام ) ‪ ( 22‬باد ) ‪ ( 23‬ديبدين ) ‪ ( 24‬دين )‬

‫‪ ( 25‬أرد‬

‫) ‪ ( 26‬أشتاد ) ‪ ( 27‬آسمان ) ‪ ( 28‬رامياد ) ‪ ( 29‬مارسفند ) ‪ ( 30‬أنيران ‪ .‬ل‬

‫اختلف بينهم‬

‫في أسماء هذه اليام ‪ ،‬وهي لكل شهر كذلك وعلى ترتيب واحد ‪ ،‬إل في " هرمز "‬

‫فإن بعضهم يسميه " فرخ " ‪ ،‬وفي " أنيران " فإن بعضهم يسميه " به روز "‬

‫ويكون‬

‫مبلغ جميعها ثلث مائة وستين يوما ‪ ،‬وقد تقدم أن السنة الحقيقية هي ثلث مائة‬
‫وخمسة‬

‫وستون يوما وربع يوم ‪ ،‬فاخذوا الخمسة اليام الزائدة عليها وسموها بأسماء‬

‫غيره الموضوعة ليام كل شهر ‪ ،‬وهي ‪ :‬أهشد كاه ‪ ،‬اشتد كاه ‪ ،‬إسفند كاه ‪ ،‬إسفند‬

‫مذكاه ‪ ،‬بهشيشكاه ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬ثم ذكر ما مرمع وجوه كثيرة اخرى ‪ ،‬فصار مبلغ أيامهم ثلث‬

‫مائة وخمسة وستين يوما ‪ ،‬وأهملوا ربع يوم حتى اجتمع من الرباع أيام شهر تام‬

‫وذلك في مائة وعشرين سنة فألحقوه بشهور السنة حتى صار شهور تلك السنة‬

‫ثلثة عشر‬

‫]‪[115‬‬

‫وسموها " كبيسة " وسموا أيام الشهر الزائد بأسماء أيام سائر الشهور ‪ ،‬وعلى‬

‫ذلك كانوا يعملون إلى أن زال ملكهم ‪ ،‬وباد دينهم ‪ ،‬واهملت الرباع بعدهم‬

‫ولم يكبس بها السنون حتى يعود إلى حالها الولى ‪ ،‬ول يتأخر عن الوقات‬

‫المحمودة كثير تأخر ‪ ،‬من أجل أن ذلك أمر كان يتوله ملوكهم بمحضر الحساب‬

‫وأصحاب الكتاب ‪ ،‬وناقلي الخبار والرواة ‪ ،‬ومجمع الهرابذة والقضاة ‪ ،‬واتفاق‬

‫منهم جميعا على صحة الحساب بعد استحضار من بالفاق من المذكورين إلى دار‬

‫الملك ومشاورتهم حتى يتفقوا ‪ ،‬واتفاق الموال الجمة ‪ ،‬حتى قال المقل في‬

‫التقدبر إنه كان ينفق ألف ألف دينار ‪ ،‬وكان يتخذ ذلك اليوم أعظم العياد‬

‫قدرا ‪ ،‬وأشهرها حال وأمرا ‪ ،‬ويسمى " عيد الكبيسة " ويترك الملوك لرعيته‬
‫خراجها ‪ ،‬والذي كان يحول بينهم وبين إلحاق ربع يوم في كل أربع سنين يوما‬

‫واحدا بأحد الشهور أو الخمسة قولهم أن الكبس يقع على الشهور ل على العوام‬

‫لكراهتهم الزيادة في عدتها ‪ ،‬وامتناع ذلك في الزمزمة لما وجب في الدين من ذكر‬

‫اليوم الذي يزمزم فيه ليصح إذا زيد في عدد اليام يوم زائد ‪ .‬وكانت الكاسرة‬

‫رسمت لكل يوم نوعا من الرياحين والزهر يوضع بين يديه ‪ ،‬ولونا من الشراب‬

‫على رسم منتظم ل يخالفونه في الترتيب ‪ ،‬والسبب في وضعهم هذه اليام الخمسة‬

‫اللواحق في آخر أبان ماه ما بينه وبين آذر ماه أن الفرس زعموا أن مبدأ سنتهم‬

‫من لدن خلق النسان الول ‪ ،‬وأن ذلك كان روز هرمز ‪ ،‬وماه فروردين ‪ ،‬و‬

‫الشمس في نقطة العتدال الربيعي متوسطة السماء ‪ ،‬وذلك أول اللف السابع من‬

‫الوف سني العالم عندهم ‪ ،‬وبمثله قال أصحاب الحكام من المنجمين أن السرطان‬

‫طالع العالم ‪ ،‬وذلك أن الشمس في أول أدوار السند هند هي في أول الحمل على‬

‫منتصف نهايتي العمارة ‪ ،‬وإذا كانت كذلك كان الطالع السرطان ‪ ،‬وهو لبتداء‬

‫الدور والنشوء عندهم كما قلنا ‪ .‬وقد قيل ‪ :‬إنه سمي بذلك لنه أقرب البروج‬

‫رأسا من الربع المعمور ‪ ،‬وفيه شرف المشتري المعتدل المزاج ‪ ،‬والنشوء ل يكون‬

‫إل إذا عملت الحرارة المعتدلة في الرطوبة ‪ ،‬فهو إذن أولى أن يكون طالع نشوء‬

‫العالم‬

‫]‪[116‬‬

‫وقيل ‪ :‬إنما سمي بذلك لن بطلوعه تتم طلوع الطبائع الربع ‪ ،‬وبتمامها تم‬
‫النشوء ‪ ،‬وأمثال ذلك من التشبيهات ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬ثم لما أتى زرادشت وكبس السنين بالشهور المجتمعة من الرباع عاد‬

‫الزمان إلى ما كان عليه ‪ ،‬وأمرهم أن يفعلوا بها بعده كفعله ‪ ،‬وائتمروا بأمره ‪ ،‬و‬

‫لم يسموا شهر الكبيسة باسم عليحدة ‪ ،‬ولم يكرروا اسم شهر ‪ ،‬بل كانوا يحفطونه‬

‫على نوب متوالية ‪ ،‬وخافوا اشتباه المر عليهم في موضع النوب ‪ ،‬فأخذوا ينقلون‬

‫الخمسة اليام ويضعونها عند آخر الشهر الذي انتهت إليه نوبة الكبيسة ‪ ،‬ولجللة‬

‫هذا المر وعموم المنفعة فيه للخاص والعام والرعية والملك وما فيه من الخذ‬

‫بالحكمة والعمل بموجب الطبيعة كانوا يؤخرون الكبس إذا جاء وقته وأمر المملكة‬

‫غير مستقيم لحوادث ‪ ،‬ويهملونه حتى يجتمع منه شهران ‪ ،‬ويتقدمون بكبسها‬

‫بشهرين إذا كانوا يتوقعون وقت الكبس المستأنف ما يشغل عنه ‪ ،‬كما عمل في زمن‬

‫يزدجرد بن شابور أخذا بالحتياط ‪ ،‬وهو آخر الكبائس المعمولة ‪ ،‬توله رجل من‬

‫الدستورين يقال له " يزدجرد الهزاري " وكانت النوبة في تلك الكبيسة لبان ماه‬

‫فألحق الخمسة بآخره وبقيت فيه لهمالهم المر ) انتهى ( وإنما أوردت هذا‬

‫الكلم لما فيه من تأسيس ما سنورده في الفائدة التالية ‪ ،‬ومزيد توضيح مامر في‬

‫خبر الرضا عليه السلم في تقدم النهار على الليل وغير ذلك ‪.‬‬

‫الفائدة الثانية ‪ :‬اعلم أن الشيخ الطوسي قدس سره القدوسي وسائر‬

‫من تأخر عنه ذكروا النيروز والعمال المتعلقة به ‪ :‬الغسل ‪ ،‬والصوم ‪ ،‬والصلة ‪،‬‬
‫و‬

‫غيرها ‪ ،‬ولم يحققوا تعيين اليوم ‪ .‬فلبد من التعرض له والشارة إلى القوال‬

‫الواردة فيه ‪ .‬قال فحل الفقهاء المدققين محمد بن إدريس ره في السرائر ‪ :‬قال‬

‫شيخنا أبوجعفر في مختصر المصباح ‪ :‬يستحب صلوة أربع ركعات ‪ ،‬وشرح كيفيتها‬

‫في يوم نيروز الفرس ‪ ،‬ولم يذكر أي يوم هو من اليام ‪ ،‬ول عينه بشهر من‬

‫الشهور‬

‫الرومية ول العربية ‪ .‬والذي قد حققه بعض محصلي الحساب وعلماء الهيئة وأهل‬

‫هذه الصنعة في كتاب له أن يوم النيروز يوم العاشر من أيار وشهرأيار أحد‬

‫وثلثون‬

‫]‪[117‬‬

‫يوما فاذا مضى منه تسعة أيام فهو يوم النيروز ‪ .‬يقال ‪ :‬نيروز ‪ ،‬ونوروز ‪ ،‬لغتان‬

‫) انتهى ( ‪.‬‬

‫وفسره الشهيد ره بأول سنة الفرس ‪ ،‬أو حلول الشمس برج الحمل ‪ ،‬أو‬

‫عاشر أيار ‪.‬‬

‫قال جمال السالكين أحمد بن فهد الحلي ره في كتاب المهذب البارع في‬

‫في شرح المختصر النافع ‪ :‬يوم النيروز جليل ] القدر [ وتعيينه من السنة غمض‬

‫مع أن معرفته أمرمهم من حيث إنه تعلق به عبادة مطلوبة للشارع ‪ ،‬والمتثال‬
‫موقوف على معرفته ‪ ،‬ولم يتعرض لتفسيره أحد من علمائنا سوى ما قاله الفاضل‬

‫المنقب محمد بن إدريس ‪ ،‬وحكايته " والذي قد حققه بعض محصلي أهل الحساب‬

‫و‬

‫علماء الهيئة وأهل هذه الصنعة في كتاب له أن يوم النيروز يوم العاشر من أيار ‪.‬‬

‫وقال الشهيد ‪ :‬وفسر بأول سنة الفرس أو حلول الشمس في برج الحمل أو عاشر‬

‫أيار ‪ ،‬والثالث إشارة إلى قول ابن إدريس ‪ ،‬والول إشارة إلى ماهو مشهور عند‬

‫فقهاء العجم‬

‫في بلدهم ‪ ،‬فإنهم يجعلونه عند نزول الشمس الجدي ‪ ،‬وهو قريب مما فاله صاحب‬

‫كتاب النواء ‪ ،‬وحكايته اليوم السابع عشر من كانون الول هو صوم اليهود ‪ ،‬و‬

‫فيه ترجع الشمس مصعدة إلى الشمال ‪ ،‬ويأخذ النهار من الليل ثلث عشر ساعة‬

‫وهو مقدار ما يأخذ في كل يوم ‪ ،‬وينزل الشمس برج الجدي قبله بيومين ‪ ،‬وبعض‬

‫العلماء جعله رأس السنة ‪ ،‬وهو النيروز ‪ ،‬فجعله حكاية عن بعض العلماء وقال بعد‬

‫ذلك ‪ :‬اليوم التاسع من شباط ‪ ،‬وهو يوم النيروز ‪ ،‬ويستحب فيه الغسل ‪ ،‬وصلوة‬

‫أربع ركعات لما رواه المعلى بن خنيس عن الصادق عليه السلم ثم ذكر الخبر ‪،‬‬

‫فاختار‬

‫التفسير الخير ‪ ،‬وجزم به ‪ .‬والقرب من هذه التفاسير أنه يوم نزول الشمس برج‬

‫الحمل لوجوه ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬أنه أعرف بين الناس وأظهر في استعمالهم ‪ ،‬وانصراف الخطاب‬


‫المطلق الشامل لكل مكلف إلى معلوم في العرف وظاهر في الستعمال أولى من‬

‫انصرافه إلى ما كان على الضد من ذلك ‪ ،‬ولنه المعلوم من عادة الشرع وحكمته‬

‫أل ترى كيف علق أوقات الصلوة بسير الشمس الظاهر ‪ ،‬وصوم شهر رمضان‬

‫برؤية‬

‫]‪[118‬‬

‫الهلل ‪ ،‬وكذا أشهر الحج وهي امور ظاهرة يعرفها عامة الناس بل الحيوانات ؟‬

‫فان قلت ‪ :‬استعماله في نزول الشمس برج الحمل غير ظاهر الستعمال في‬

‫بلد العجم ‪ ،‬حتى أنهم ل يعرفونه وينكرون على معتقده ‪ ،‬فلم خصصت ترجيح‬

‫العرف الظاهر في بعض البلد دون بعض ؟ وأيضا فإن ما ذكرته حادث ويسمى‬

‫" النيروز السلطاني " والول أقدم ‪ ،‬حتى قيل ‪ :‬إنه منذ زمان نوح عليه السلم ‪.‬‬

‫فالجواب عن الول ‪ :‬أن العرف إذا تعدد انصرف إلى العرف الشرعي‬

‫فإن لم تكن فإلى أقرب البلد واللغات إلى الشرع ‪ ،‬فيصرف إلى لغة العرب‬

‫وبلدها ‪ ،‬لنها أقرب إلى الشرع ‪ .‬وعن الثاني بأن التفسيرين معا متقدمان‬

‫على السلم ‪.‬‬

‫الثانى ‪ :‬أنه مناسب لما ذكره صاحب النواء من أن الشمس خلقت في‬

‫" الشرطين " وهما أول الحمل ‪ ،‬فيناسب ذلك إعظام هذا اليوم الذي عادت فيه إلى‬

‫مبدأ كونها ‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬أنه مناسب لما ذكره السيد رضي الدين علي بن طاووس أن‬
‫ابتداء العالم وخلق الدنيا كان في شهر نيسان ول شك أن نيسان يدخل والشمس‬

‫في الحمل ‪ .‬وإذا كان ابتداء لعالم في مثل هذا اليوم يناسب أن يكون يوم عيد و‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 118‬سطر ‪ 16‬إلى صفحه ‪ 126‬سطر ‪16‬‬

‫سرور ‪ ،‬ولهذا ورد استحباب التطيب فيه بأطيب الطيب ‪ ،‬ولبس أنظف الثياب ‪ ،‬و‬

‫مقابلته بالشكر والدعاء ‪ ،‬والتأهب لذلك بالغسل ‪ ،‬وتكميله بالصوم والصلة‬

‫المرسومة له ‪ ،‬حيث كان فيه ابتداء النعمة الكبرى ‪ ،‬وهي الخراج من حيز العدم‬

‫إلى الوجود ‪ ،‬ثم تعريض الخلق لثوابه الدائم ‪ ،‬ولهذا امرنا بتعظيم يوم المبعث‬

‫والغدير حيث كان فيه ابتداء منصب النبوة والمامة ‪ ،‬وكذا المولدين ‪.‬‬

‫فان قلت ‪ :‬نسبته إلى الفرس يؤيد الول ‪ ،‬لنهم واضعوه ‪ ،‬والثاني وضعه‬

‫قوم مخصوصون ‪ ،‬ولم يوافقهم الباقون ‪.‬‬

‫قلنا ‪ :‬يكفي في نسبته إليهم أن يقول به طائفة منهم ‪ ،‬وإن قصروا في العدد‬

‫عمن لم يقل به ‪ .‬أل ترى إلى قوله تعالى " وقالت اليهود عزيزابن ال وقالت‬

‫النصارى‬

‫]‪[119‬‬
‫المسيح ابن ال " ) ‪ ( 1‬وليس القائل بذلك كل اليهود ول كل النصارى ‪ ،‬ومثله قوله‬

‫تعالى‬

‫" والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل إليك " ) ‪ ( 2‬ليس إشارة إلى أهل الكتاب‬

‫بأجمعهم بل إلى عبدال بن سلم وأصحابه ‪.‬‬

‫زيادة ‪ :‬ومما ورد في فضله ويعضد ما قلناه ما حدثني به المولى السيد المرتضى‬

‫العلمة بهاء الدين علي بن عبدالحميد النسابة دامت فضائله رواه بإسناده‬

‫إلى المعلى بن خنيس عن الصادق عليه السلم أن يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ‬

‫فيه النبي‬

‫صلى ال عليه وآله لميرالمؤمنين عليه السلم العهد بغدير خم ‪ ،‬فأقروا له بالولية‬

‫‪،‬‬

‫فطوبى لمن ثبت عليها ‪ ،‬والويل لمن نكثها ‪ ،‬وهو اليوم الذي وجه فيه رسول ال‬

‫صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم إلى وادي الجن ‪ ،‬فأخذ عليهم العهود‬

‫والمواثيق ‪ ،‬و‬

‫هو اليوم الذي ظفر فيه بأهل النهروان وقتل ذاالثدية ‪ ،‬وهو اليوم الذي يظهر فيه‬

‫قائمنا‬

‫أهل البيت وولة المر ويظفره ال تعالى بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة ‪ ،‬وما‬

‫من يوم نوروز إل نحن نتوقع فيه الفرج ‪ ،‬لنه من أيامنا ‪ ،‬حفظته الفرس‬
‫وضيعتموه ‪ .‬ثم إن نبيا من أنبياء بني إسرائيل سأل ربه أن يحيي القوم الذين‬

‫خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فأماتهم ال ‪ ،‬فأوحى إليه أن صب عليهم‬

‫الماء في مضاجعهم ‪ ،‬فصب عليهم الماء في هذا اليوم ‪ ،‬فعاشوا وهم ثلثون ألفا‬

‫فصار صب‬

‫الماء في يوم النيروز سنة ماضية ل يعرف سببها إل الراسخون في العلم ‪ .‬وهو‬

‫أول يوم‬

‫من سنة الفرس ‪ .‬قال المعلى ‪ :‬وأملى علي ذلك وكتبته من إملئه ‪ ،‬وعن المعلى‬

‫أيضا قال ‪ :‬دخلت على أبي عبدال عليه السلم في صبيحة يوم النيروز ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا‬

‫معلى !‬

‫أتعرف هذا اليوم ؟ قلت ‪ :‬ل ‪ ،‬لكنه ] يوم [ يعظمه العجم يتبارك فيه ‪ .‬قال ‪ :‬كل‬

‫والبيت العتيق الذي ببطن مكة ما هذا اليوم إل لمر قديم افسره لك حتى تعلمه‬

‫قلت ‪ :‬تعلمي هذا من عندك أحب إلى من أن أعيش أبدا ويهلك ال أعداءكم ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬يا معلى ! يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ ال ميثاق العباد أن يعبدوه ول‬

‫يشركوا‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬التوبة ‪. 31 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الرعد ‪. 38 :‬‬

‫]‪[120‬‬

‫به شيئا ‪ ،‬وأن يدينوا برسله وحججه وأوليائه ‪ ،‬وهو أول يوم طلعت فيه الشمس ‪،‬‬
‫و‬

‫هبت فيه الرياح اللواقح ‪ ،‬وخلقت فيه زهرة الرض ‪ ،‬وهو اليوم لذي استوت‬

‫فيه سفينة نوح عليه السلم على الجودي ‪ ،‬وهو اليوم الذي أحيى ال فيه القوم‬

‫الذين خرجوا‬

‫من ديارهم وهم الوف حذر الموت ‪ ،‬فقال لهم ال موتوا ثم أحياهم ] ال [ وهو‬

‫اليوم‬

‫الذي هبط ] فيه [ جبرئيل عليه السلم على النبي صلى ال عليه وآله ‪ ،‬وهو اليوم‬

‫الذي كسر فيه إبراهيم‬

‫عليه السلم أصنام قومه ‪ ،‬وهو اليوم الذي حمل فيه رسول ال صلى ال عليه وآله‬

‫أميرالمؤمنين عليه السلم‬

‫على منكبيه حتى رمى أصنام قريش من فوق البيت الحرام وهشمها الخبر بطوله‬

‫والشاهد في هذين الحديثين من وجوه ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬قوله أنه اليوم الذي اخذ فيه العهد بغدير خم ‪ ،‬وهذا تاريخ ‪ ،‬و‬

‫كان ذلك سنة عشرة من الهجرة وحسب فوافق نزول الشمس الحمل في التاسع‬

‫عشر‬

‫من ذي الحجة على حساب التقويم ‪ ،‬ولم يكن الهلل رؤي بمكة ليلة الثلثين ‪ ،‬فكان‬

‫الثامن عشر من ذي الحجة على الرؤية ‪.‬‬

‫الثانى ‪ :‬كون صب الماء في ذلك اليوم سنة شائعة ‪ ،‬والظاهر أن مثل هذه‬
‫السنة العامة الشاملة لسائر المكلفين أن يكون صب الماء في وقت ل ينفر منه‬

‫الطبع‬

‫ويأباه ‪ ،‬ول يتصور ذلك مع كون الشمس في الجدي ‪ .‬لنه غاية القر ) ‪ ( 1‬في‬

‫البلد‬

‫السلمية ‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬قوله في الحديث الثاني " وهو أول يوم خلقت فيه الشمس " وهو‬

‫مناسب لما قيل إن الشمس خلقت في الشرطين ‪.‬‬

‫الرابع ‪ :‬قوله " وفيه خلقت زهرة الرض " وهذا إنما يكون في الحمل دون‬

‫الجدي وهو ظاهر ) انتهى كلمه ره ( ‪.‬‬

‫وأقول ‪ :‬تحقيق الكلم في هذا المقام هو أنك قد عرفت فيما مضى أن السنة‬

‫الشمسية عبارة عن مدة دورة الشمس بحركتها الخاصة من أي مبدأ فرض ‪ ،‬وتلك‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬القر بالضم البرد ‪.‬‬

‫]‪[121‬‬

‫المدة على ما استقر عليه رصد أبر خس ومن وافقه من المتقدمين ثلث مائة‬

‫وخمسة و‬

‫ستون يوما وربع تام من يوم ‪ ،‬وعلى سائر الرصاد المشهورة ل يبلغ الكسر إلى‬

‫الربع ‪ ،‬بل أقل منه بدقائق معدودة ‪ ،‬وهي على ما فصله البرجندي في شرح التذكرة‬
‫على رصد التباني ثلثة عشر دقيقة وثلثة أخماس دقيقة ‪ ،‬وعلى حساب المغربى‬

‫اثنتا‬

‫عشرة دقيقة وعلى رصد مراغة إحدى عشرة دقيقة ‪ ،‬وعلى رصد بعض المتأخرين‬

‫تسع دقائق وثلثة أخماس دقيقة ‪ ،‬وعلى رصد بطليموس أربع دقائق وأربعة‬

‫أخماس دقيقة ‪ .‬فالفرس من زمان جمشيد أو قبله والروم من عهد إسكندر أو بعده‬

‫كانوا يعتبرون الكسر ربعا تاما موافقا لرصد أبرخس ‪ ،‬وإنما الفرق بينهما أن الروم‬

‫كانوا يكبسون الربع المذكور في كل أربع سنين فيزيدون على الرابعة يوما تصير‬

‫به ثلثمائة وستة وستين ‪ ،‬وأن الفرس إلى عهد يزدجرد آخر ملوك العجم أو‬

‫بعض الكاسرة السابقة عليه كانوا يكبسونه في كل مائة وعشرين سنة ‪ ،‬فيزيدون‬

‫على الخيرة ثلثين يوما تصير به ثلث مائة وخمسة وتسعين يوما ‪ ،‬وقد كان يتفق‬

‫لهم تجديد التاريخ وإسقاط ما مضى من السنة عند جلوس ملك جديد منهم ‪ .‬وأما‬

‫بعد ذلك العهد فكانوا ل يلتفتون إلى كبس الكسر المذكور أصل ‪ ،‬فكانت سنوهم‬

‫دائما ثلث مائة وخمسة وستين ‪ ،‬فمبدأ سني كل من هذه الطوائف كأول تشرين‬

‫الول للروم وأول فروردين ماه المسمى بالنيروز لطوئف الفرس وكذا كل‬

‫جزء من شهورهم كان غير مطابق لمبدأ سنى الخرى ‪ ،‬ول لجزء معين منها دائما‬

‫بل كل جزء من كل من هذه التواريخ لختلف طريق حسابهم دائر في كل جزء‬


‫من الخر بمرور اليام وأيضا لم يكن شئ من تلك المبادى ول سائر الجزاء مطابقا‬

‫دائما لمبدأ فصل من الفصول ول لشئ من أجزائها ‪ ،‬بل كل منها دائر في أجزاء‬

‫الفصول‬

‫وبالعكس هكذا الحال إلى عهد السلطان جلل الدين ملك شاه السلجوقي ‪ ،‬فأحب‬

‫أن يوضع تاريخ في زمانه باسمه ممتارا عن التواريخ المشهورة ‪ ،‬فأمر من‬

‫بحضرته من‬

‫أهل الخبرة بذلك ‪ ،‬فبنوا الحساب على رصد بطليموس أو من وافقه في نقصان‬

‫الكسر‬

‫عن الربع ‪ ،‬اعتقادا منهم أنه أصح من الرصد المبني عليه التواريخ المذكورة ‪ ،‬ثم‬

‫]‪[122‬‬

‫اعتبروا أول السنة حفظا من أن يدور في الفصول يوم انتقال الشمس إلى العتدال‬

‫الربيعي قبل نصف النهار ‪ ،‬فكان حينئذ قد اتفق ذلك النتقال يوم الجمعة عاشر شهر‬

‫رمضان سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ‪ ،‬وكان مطابقا للثامن عشر من فروردين‬

‫ماه‬

‫اليزد جردي أول سنتهم ‪ ،‬فجعلوا اليوم المذكور أول فروردين ماه من السنة‬

‫الجللية ‪ ،‬وأسقطوا اليام السابقة عليه من درجة العتبار ‪ ،‬وسموا هذا اليوم‬
‫بالنوروز السلطاني ‪ ،‬فاستقر المر في حساب السنين الشمسية على أن يعدوا من‬

‫النيروز المذكور ثلثمائة وخمسة وستين يوما ‪ ،‬فيجعلون اليوم السادس نيروز‬

‫السنة‬

‫التية ‪ ،‬ثم يكبسون الكسر لكونه أقل من الربع في كل أربع سنين أو خمس‬

‫سنين فتصير سنة الكبيسة ثلثمائة وستة وستين يوما ‪ .‬وهذه الطريقة مستمرة إلى‬

‫زماننا ‪.‬‬

‫إذا عرفت هذا فنقول أول إن ما يلوح من توقع ابن إدريس عن الشيخ أن‬

‫يعين نيروز الفرس بيوم من الشهور العربية أو الرومية ‪ ،‬وكذا منا نقله عن بعض‬

‫المحصلين من تعيينه بعاشر أيار من الشهور الرومية غريب جدا ‪ ،‬لما عرفت من‬

‫دوران أيام شهور الفرس قديمهم وحديثهم في العربية والرومية وبالعكس ‪ ،‬ل‬

‫ختلف‬

‫اعتباراتهم في حساب السنين ‪ ،‬فكيف يتصور تعيين يوم معين أو شهر معين من‬

‫إحداها‬

‫بيوم أو شهر من الخرى على وجه مصون من التغيير والتبديل بمر الدهور ؟ فليس‬

‫لتعيينه بعاشر أيار من بعض المحصلين وجه محصل سوى أنه وجده مطابقا له في‬

‫بعض‬
‫الزمنة السابقة كزمان الصادق عليه السلم المستند إليه الروايات الواردة في‬

‫النيروز‬

‫فتوهم لزوم حفظ تلك المطابقة له دائما ‪ ،‬فإنه يستنبط مما سيتضح عن قريب من‬

‫التواريخ أن اتفاق المطابقة المذكورة كان في أواسط المائة الثانية من الهجرة ‪ ،‬و‬

‫هو قريب من أواخر زمان الصادق عليه السلم ‪ .‬ومثل هذا التوهم غير عزيز من‬

‫الناس‬

‫كما أورد الكفعمي ره في بيان العمال المتعلقة بشهر شعبان أن الثالث والعشرين‬

‫منه هو النيروز المعتضدي مضبوطا بالحادي عشر من حزيران تاسع شهور الروم‬

‫كما‬

‫هو مذكور في سرائر ابن إدريس مع وجهه ‪ ،‬ومعلوم أن ] مثل [ ذلك ل يمكن‬

‫]‪[123‬‬

‫أن ينضبط بالشهور العربية لدوران كل منهما في الخرى ‪.‬‬

‫وثانيا ‪ :‬أن ترديد الشهيد ره نيروز الفرس بين أول يوم من سنتهم وبين‬

‫غيره كأول الحمل وعاشر أيار ترديد غريب شبيه بترديد مبتدأ السنة المعمولة عند‬

‫العرب بين أول المحرم وبين غيره ‪ ،‬وذلك لن كون النيروز أول يوم من سنة‬

‫الفرس أمر في غاية الظهور ‪ ،‬ومع ذلك منصوص عليه في أكثر أسانيد الرواية ‪،‬‬

‫فإنما‬

‫المطلوب هنا تعيين أول يوم من سنتهم بيوم معروف في زماننا هل هو أول الحمل‬
‫أو غيره ‪.‬‬

‫وثالثا ‪ :‬إن ما ذكره ابن فهد ره من شهرة كونه أول سنة الفرس بين‬

‫فقهاء العجم حق موافق للرواية ‪ ،‬ولكن جعلهم ذلك عند نزول الشمس الجدي‬

‫مبني على ما ذكرنا من توهم المطابقة الدائمة من اتفاق الموافقة في بعض الزمنة‬

‫غفلة عن دورانه في الفصول كما بينا ‪ ،‬وهكذا حال ما نسبه صاحب كتاب النواء‬

‫إلى بعض العلماء من أنه السابع عشر من كانون الول المطابق لما بعد نزول‬

‫الشمس‬

‫الجدي بيومين ‪ ،‬وكذا ما اختاره من أنه اليوم التاسع من شباط ‪.‬‬

‫وبالجملة ‪ :‬البناء على الغفاة المذكورة من العراض العامة لجميع هذه‬

‫التفسيرات ‪ ،‬فمنشأ توهم بعض العلماء الذي نقل مقالته صاحب كتاب النواء يمكن‬

‫أن يكون اتفاق الموافقة المذكورة في زمانه إن كان في أواسط المائة الثامنة من‬

‫الهجرة ‪ ،‬فإن الضوابط الحسابية كما سيتضح دالة على أن أول فروردين‬

‫ماه الفرس الموسوم بالنيروز عندهم كان في السنة العاشرة من الهجرة قريبا من‬

‫نزول‬

‫الشمس أول برج الحمل ‪ ،‬وكان ذلك موافقا لواسط " آذار " من الرومية ‪ ،‬و‬

‫مطابقا لثامن عشر ذي الحجة من العربية يوم عهد النبي صلى ال عليه وآله‬

‫لميرالمؤمنين عليه السلم‬

‫بالولية في غدير خم بعد الرجوع عن حجة الوداع كما صرح به في الرواية ‪ ،‬ثم‬
‫في السنة الحادية عشر منها بعد رحلة النبي صلى ال عليه وآله انتقلت سلطنة‬

‫العجم إلى يزدجرد‬

‫آخر ملوكهم ‪ ،‬فاسقط ما مضى من السنة وجعل يوم جلوسه أول فروردين ويوم‬

‫]‪[124‬‬

‫النيروز كما كان رسمهم ) ‪ ( 1‬وكان ذلك موافقا لواسط حزيران ومطابقا للثاني و‬

‫العشرين من ربيع الول ‪ ،‬وقد عرفت أن بناء حساب الفرس في عهد يزدجرد بل‬

‫قبيله في زمان النبي صلى ال عليه وآله أيضا على أخذ كل سنة ثلثمائة وخمسة‬

‫وستين يوما‬

‫بدون رعاية الكبائس التي كانت متداولة بين قدمائهم ‪ ،‬فل محالة كان ينتقل‬

‫نيروزهم‬

‫في كل أربع سنين إلى يوم آخر من أيام الشهور الرومية قبل اليوم الذي كان‬

‫فيه ‪ ،‬لعتبارهم الكبيسة في كل أربع ‪ ،‬وقس عليه حال انتقاله بالنسبة إلى موضع‬

‫الشمس من البروج أيضا ‪ .‬فإن التفاوت لو كان لكان في كل سنة بقدر نقصان الكسر‬

‫عن الربع في الواقع ‪ ،‬وهو قليل جدا كما مر ‪.‬‬

‫وبالجملة ‪ :‬انتقاله من أواسط حزيران وأواخر الجوزاء التي كان فيها في‬

‫السنة الحادية عشر من الهجرة إلى أواسط كانون الول وأوائل الجدي وهو مدة‬

‫ستة أشهر تقريبا إنما هو في قريب من سبعمائة وثلثين سنة ‪ ،‬فيكون في أواسط‬
‫المائة الثامنة كما ذكرنا ‪.‬‬

‫وأما منشأ توهم صاحب كتاب النواء فل يمكن أن يكون مثله من وقوع‬

‫الموافقة المذكورة في زمانه لئل يلزم تقدم زمان الناقل على زمان المنقول عنه ‪،‬‬

‫فإن‬

‫انتقاله إلى بعض أيام شباط إنما يكون قبل انتقاله إلى بعض أيام كانون لما عرفت‬

‫من أن‬

‫انتقالته في تلك الشهور ‪ ،‬وكذا في البروج على خلف تواليهما لزيادة قدرهما على‬

‫قدره بمقدار ربع يوم أو قريب منه فغاية توجيهه أن يقال ‪ :‬يجوز أن يكون منشأ‬

‫توهمه‬

‫موافقا لما مر نقله من بعض المحصلين في اعتبار زمان الصادق عليه السلم فيه ‪،‬‬

‫والفرق أن‬

‫بناء حساب بعض المحصلين كان على اعتبار السقاط اليزدجردي ‪ ،‬لو قوعه على‬

‫طبق‬

‫عادتهم المستمرة ‪ ،‬وبناء حساب صاحب كتاب النواء ‪ ،‬على عدم اعتباره ‪ ،‬لو‬

‫قوعه‬

‫بعد زمان النبي صلى ال عليه وآله وكونه بمنزلة سائر التغيرات الواقعة في السنن‬

‫والداب‬
‫المعروفة في زمانه ‪ ،‬فإن ما بين تاسع شباط وعاشر أيار قريب من المدة التي‬

‫أسقطها‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬لعمرى جعل موضوع الحكم الشرعى ما يتغير بانتقال السلطنة‬

‫من ملك إلى آخر في‬

‫غاية البعد ‪.‬‬

‫]‪[125‬‬

‫يزدجرد كما عرفت ‪.‬‬

‫ورابعا ‪ :‬بأن ما استدل أول على ما اختاره من التفاسير الستة وهو كونه‬

‫يوم نزول الشمس برج الحمل بأنه أعرف بين الناس إلى آخره دعوى بين البطلن‬

‫عند أهل الخبرة بالحساب والتواريخ ‪ ،‬فإن كون نيروز الفرس دائرا في الفصول‬

‫سيما من زمان النبي صلى ال عليه وآله إلى زمان ملكشاه أمر لم يسمع خلفه من‬

‫أحد منهم‬

‫بل صرح في شروح التذكرة وغيرها بأن الروم والفرس كانوا لم يلحظوا في مبدأ‬

‫سنيهم موضع الشمس ‪ ،‬وأن جعل العتدال الربيعي مبدأ السنة مخصوص بالتاريخ‬

‫الملكي ول يوافقه شئ من التواريخ المشهورة ‪ ،‬فكيف يمكن أن يجعل مثل ذلك‬

‫مناطا للحكام الشرعية الثابتة قبل زمان ملكشاه بقريب من خمسمائة سنة ؟ و‬

‫أن ما ذكره من انصراف اللفظ عند فقدان العرف الشرعي إلى لغة العرب مسلم‬

‫ولكن أين إطلق لفظ النيروز عند العرب على أول يوم نزول الشمس برج الحمل ؟‬
‫بل إن بعض أهل اللغة فسره على طبق ما في الرواية بأول سنة الفرس إعتمادا‬

‫على‬

‫الشهرة ‪ ،‬وبعضهم كأحمد ابن محمد الميداني وهو من أقدمهم وأتقنهم لم يكتف به‬

‫بل‬

‫صرح في كتابه المسمى بالسامي في السامي بعد ذكر أسامي شهور الفرس‬

‫وأيامهم‬

‫المشهورة بترجمة النيروز " نخست روز أز فروردين ماه " ثم إن أغمضنا عن‬

‫مثل تلك‬

‫الحقيقة والتجأنا إلى حمله على العرف فل شك لمن تتبع من مظانه أن العرف فيه‬

‫لم يكن متعددا في زمان الخطاب ‪ ،‬بل إنما تجدد بعده بدهور طويلة ‪ ،‬فسمى‬

‫ملكشاه يوم نزول الشمس برج الحمل بالنوروز السلطاني ‪ ،‬وخوارزم شاه يوم‬

‫نزولها الدرجة التاسعة عشر منه وهي شرفها عند المنجمين بالنوروز الخوارزم‬

‫شاهي‬

‫وآخر يوما آخر بالنوروز المعتضدي وهكذا ‪ ،‬وإنكار الحدوث في الول منها بل‬

‫دعوى‬

‫التقدم على السلم والغماض عن تقييده تارة بالسلطاني وتارة بالجللى وتارة‬

‫بالملكي نسبة إلى كل من ألقاب السلطان جلل الدين ملكشاه كما هو مضبوط في‬

‫الدفاتر والتقاويم ومحفوظ في مدونات أهل الهيئة والتنجيم مما يقضى منه العجب ‪.‬‬
‫فان قيل ‪ :‬لعل دعوى التقدم على السلم مبنية على ما اشتهر أن مبدأ‬

‫]‪[126‬‬

‫تاريخهم في عهد جمشيد أو غيره كان موافقا لول الحمل ‪ ،‬وانتقاله منه ودورانه‬

‫في‬

‫الفصول إنما هو بسبب الكبائس والسقاطات التي مر ذكرها ‪.‬‬

‫قلنا ‪ :‬لو سلمنا ذلك فل ريب أن المراد بنيروزهم يوم يتجدد في كل سنة‬

‫يعتبرونه أولها ل مال يتفق وقوعه إل نادرا كما يلزم من التزام مطابقته لول‬

‫الحمل ‪.‬‬

‫فان قلت ‪ :‬ل يخرج عن ثلثة احتمالت ‪ :‬إما أول الحمل مطلقا ‪ ،‬وإما‬

‫فروردينهم مطلقا ‪ ،‬وإما أول فروردينهم المطابق لول الحمل ‪ .‬والثالث ساقط‬

‫بأنه ل يتفق إل في مدة مديدة ‪ ،‬ومعلوم أن المراد به ما يتجدد في كل سنة ‪ ،‬و‬

‫الثاني أيضا ساقط من جهة الحساب ‪ ،‬فإنا إذا جمعنا اليام من فروردينهم المضبوط‬

‫في تقاويم زماننا إلى ثامن عشر شهر ذى الحجة من السنة العاشرة من الهجرة‬

‫المنصوص‬

‫في الرواية أنه كان مطابقا لنيروزهم فقسمنا على أيام سنتهم الخالية من الكبائس‬

‫من‬

‫زمان النبي صلى ال عليه وآله إلى زماننا وهو ثلثمائة وخمسة وستون يبقى‬

‫اثنان وتسعون‬
‫أو ثلث وتسعون ‪ ،‬فيظهر أن فروردينهم كان بعد التاريخ المذكور بمثل هذه اليام‬

‫فإذا سقط الحتمالن تعين الحتمال الول وهو المطلوب ‪ ،‬مع أنه مؤيد أيضا‬

‫بالحساب الدال على أن التاريخ المذكور كان قريبا من أول الحمل بيوم أو يومين‬

‫مع احتمال المطابقة أيضا بنحو المسامحة ‪.‬‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 126‬سطر ‪ 17‬إلى صفحه ‪ 134‬سطر ‪17‬‬

‫قلنا ‪ :‬سقوط الثاني ممنوع والبيان الحسابي المذكور مبني على غفلة ‪ ،‬أو تغافل‬

‫عن السقاط اليزد جردي الواقع في السنة الحادية عشر من الهجرة كما مر ‪ ،‬فإنه‬

‫لو اعتبر السقاط المذكور في الحساب لظهر أن مطابقة فروردينهم اليزدجردي‬

‫المضبوط في التقاويم لما بعد التاريخ المذكور ل ينافي أن يكون التاريخ المذكور‬

‫أيضا مطابقا لفروردينهم المتداول قبل يزدجرد ‪ ،‬فإن جلوس يزدجرد كان في يوم‬

‫الثلثاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الول من السنة الحادية عشر كما مر ‪ ،‬و‬

‫تفاوت التاريخين موافق للمدة المذكورة ‪ .‬فتبين أن الحساب لو جعل دليل على‬

‫كون المراد به أول فروردين لكان أوفق للمطابقة من جعله دليل على أول الحمل‬

‫]‪[127‬‬
‫للتفاوت بيوم أو يومين ‪ ،‬فإنه قادح ولو كان قليل ‪ ،‬ولو فرضنا مطابقته أيضا لكان‬

‫غاية المر أن يكون في يوم الغدير اتفق المران الغير المتفقين إل في مدة مديدة‬

‫فل يفيد المطلوب ‪ .‬على أن مطابقة يوم الغدير للنيروز بأي معنى كان ل ينفع في‬

‫المطلوب بدون مطابقة سائر اليام المذكورة في الروايتين موافقتها له ‪ ،‬وستتضح‬

‫عن قريب استحالة مطابقتها لول الحمل دون فروردين ‪.‬‬

‫فان قيل ‪ :‬يظهر من كلم كوشيار وأبي ريحان في بعض تصانيفهما أن‬

‫العتدال الربيعي معتبر عند الحكاميين في طالع السنة وحساب الدوار ‪ ،‬وفيهم‬

‫المشهورون من أهل الفرس كزر دشت وجاماسب ‪ ،‬فعلى ذلك يمكن أن يكون المراد‬

‫بالنيروز المعتبر بأول سنة الفرس في الرواية ذلك الوقت بالعتبار المذكور ‪.‬‬

‫قلنا ‪ :‬أول سلمنا اعتبار الوقت المذكور عندهم فيما اعتبروه فيه ‪ ،‬ولكن لم‬

‫ينقل أنهم يعبرون عنه بالنيروز أو يتباركون فيه ويجعلونه عيدا كما يفهم من‬

‫الرواية ‪.‬‬

‫وثانيا ‪ :‬أن التعبير عن الحكاميين بالفرس بمحض كون بعضهم منهم بعيد‬

‫جدا ‪ ،‬بل معلوم لهل اللسان أن إطلق الفرس المستعمل في مقابل الروم والعرب‬

‫ليس إل على الطائفة العظيمة التي من رعايا الملوك المشهورة من جمشيد‬

‫وافريدون‬

‫إلى كسرى ويزدجرد ‪ ،‬فالمراد بنيروزهم وأول سنتهم يوم كان جعله عيدا في كل‬
‫سنة معمول عند الملوك المذكورة في زمانهم ‪ ،‬ول خلف بين أهل الخبرة في أنه‬

‫كان‬

‫أول فروردينهم الدائر في الفصول بالسباب التي قررنا ‪.‬‬

‫وثالثا ‪ :‬أن من تأمل وأنصف علم أن التعبير عن ذلك اليوم بنيروز الفرس‬

‫تارة وأول سنتهم اخرى لجل أنه ليس يوما معينا بحسب الفصل ‪ ،‬وإل فما المانع‬

‫من التعبير عنه بأول الربيع وأول الحمل المعلوم لكل أحد بدون احتياج إلى‬

‫تفسير أصل ؟‬

‫ورابعا ‪ :‬أن أهل اللغة صرحوا بتفسير النيروز بأول يوم من فروردين‬

‫الفرس ‪ ،‬وإطلقه على أول الربيع من زمان ملك شاه وفي زماننا مجاز بعلقة ما‬

‫]‪[128‬‬

‫التزموه من موافقة أول فروردينهم لول الربيع دائما ‪ ،‬ووجوب انصراف اللفظ‬

‫إلى الحقيقة سيما المستعمل منه قبل حدوث المجاز مما أطبق عليه أهل اللسان ‪.‬‬

‫والعلمات المذكورة في الروايتين للنيروز ل يمكن تطبيقها على أول الربيع ‪ ،‬فيجب‬

‫حمله على أول فروردين ‪ ،‬لمكان التطبيق ‪.‬‬

‫وخامسا ‪ :‬أن ما ذكره بقوله " ولنه المعلوم من عادة الشرع وحكمته‬

‫الخ " قياس مع الفارق ‪ ،‬فإن انتقال الشمس من برج الحوت إلى برج الحمل‬

‫ليس كوصولها إلى نصف النهار وأمثاله المعلومة بالحس والعيان ‪ ،‬بل محتاج إلى‬
‫رصد وحساب ل يتيسر تحقيقه لكثر مهرة فن الهيئة والحساب فضل عن غيرهم‬

‫وكفى بذلك عدم توافق رصدين فيه ‪ ،‬فإن اليوم المذكور على ما يقتضيه رصد‬

‫المتاخرين المبني عليه أكثر التقاويم في زماننا مقدم على ما يقتضيه رصد أبر خس‬

‫بأيام ‪ ،‬وعلى ما يقتضيه رصد بطليموس بأقل منها ‪ ،‬ومؤخر عما يقتضيه رصد‬

‫المحقق الطوسي بقليل ‪ ،‬وعما يقتضيه رصد التباني والمغربي بأكثر ‪ ،‬فهل يجوز‬

‫من له أدنى معرفة بعادة الشرع في التكليفات أن تكون لمعرفة النيروز مكلفين‬

‫بتتبع آراء هؤلء ثم التمييز بين الحق والباطل منها ‪ ،‬أو العمل بمقتضى كل منها‬

‫مع ظهور التناقض ‪ ،‬أو اختيار ما شئنا منها ‪ ،‬أو النكال على ما اشتهر في زماننا‬

‫سيما‬

‫مع علمنا بأنه غير مشهور بل غير مذكور أصل في زمان النبي صلى ال عليه وآله‬

‫والئمة عليهم السلم ؟‬

‫ولهذا ما وقع في أحكام الشريعة من أمثاله ككراهة النكاح والسفر في زمان كون‬

‫القمر في العقرب حمله المحققون على زمان كونه في صورتها المعلوم لكثر عوام‬

‫المكلفين ل في برجها المحتاج إلى استخراج تقويمه ‪ ،‬فعلى هذا يكون المناسب‬

‫لعادة‬

‫الشرع وحكمته التفسير الول من التفسيرات المذكورة لخلوه عن الكبائس ‪ ،‬و‬

‫غنائه عن الحتياج إلى الرصاد ‪ ،‬وتيسر حسابه على عامة المكلفين ‪.‬‬
‫وسادسا ‪ :‬أن ما ذكره من مناسبة كون الشمس خلقت في الشرطين على‬

‫ما نقله من صاحب كتاب النواء على تقدير حجية المنقول عنه ل يفيد إل كونها‬

‫حين الخلقة في أوائل صورة الحمل ‪ ،‬فإنهما نجمان قريبان من رأسها يعدان منزل‬

‫بحارالنوار ج ‪8 59‬‬

‫]‪[129‬‬

‫من منازل القمر ‪ ،‬فلو كان ذلك مناسبا لعظام اليوم الذي عادت الشمس فيه إلى‬

‫هذا الموضع لكان ينبغي إعظام يوم كونها فيه وهو في زمان النبي صلى ال عليه‬

‫وآله كان في أواسط‬

‫برج الحمل وفي زماننا انتقل إلى أواخره ‪ ،‬بناء على أن حركة الثوابت ومنها‬

‫كواكب الصور في كل سبعين سنة درجة كما هو المشهور بين أهل الرصاد ‪ .‬وبهذا‬

‫ظهر حال ما ذكره من مناسبة ما قيل من ابتداء خلق العالم في شهر " نيسان "‬

‫لعدم‬

‫مطابقة شئ من أيام شهر نيسان من زمان النبي صلى ال عليه وآله إلى زماننا‬

‫لول الحمل الذي‬

‫هو‬

‫المطلوب إثباته ‪ ،‬فتأمل أو ل في حاصل قوله " ول شك أن نيسان يدخل والشمس‬

‫في الحمل " ثم فيما أتبعه تفريعا عليه بقوله " وإذ كان الخ " فتحير واعتبر ‪.‬‬
‫وسابعا ‪ :‬أن ما ذكره من نزول الشمس الحمل في التاسع عشر الخ‬

‫فقد عرفت عدم دللته على المطلوب على تقدير مطابقته بحسب الحساب أيضا فضل‬

‫عن المخالفة ‪.‬‬

‫وثامنا ‪ :‬أن ما ذكره من كون صب الماء المسنون في ذلك اليوم أوفق لول‬

‫الحمل ل الجدي ‪ ،‬لو ساغ مثله في إثبات مناط الحكام الشرعية لكان مؤيد العاشر‬

‫أيار ل لول الحمل ‪ ،‬فإنه أوفق لذلك من كل من الجدي والحمل ‪ ،‬لكونه بعد‬

‫أول الحمل بقريب من شهرين ‪ ،‬وكونه أقرب إلى اليوم المرسوم في زماننا " آب‬

‫باشان " هذا إذا كان المراد بصب الماء في الرواية رشه على طريق الرسم الجاري‬

‫في‬

‫بعض البلد ‪ ،‬ولكن يظهر من ابن جمهور أنه حمل سنة صب الماء فيها على‬

‫استحباب‬

‫الغسل في النيروز وذلك ليس ببعيد ‪.‬‬

‫وتاسعا ‪ :‬أن ما ذكره من أن طلوع الشمس فيه كما في الرواية مناسب‬

‫لول الحمل بناء على مناسبة خلقها في الشرطين مبني كما مر على الخلط بين‬

‫صورة الحمل وبرجه ‪ ،‬على أن ما قدمناه من حديث الرضا عليه السلم يدل على أن‬

‫أول خلق الشمس في موضع شرفها وهو الدرجة التاسعة عشر من الحمل ‪ ،‬ول‬
‫يبعد‬

‫أن يكون الشرطان أيضا حينئذ في تلك الدرجة ‪ ،‬فل يكون ما ذكره صاحب كتاب‬

‫النواء مخالفا للحديث المذكور ‪ ،‬فيكونان متفقين في عدم مطابقتهما لول الحمل‬

‫]‪[130‬‬

‫كما هو المطلوب ‪ .‬ثم إن خلق الشمس غير طلوعها فلما كانت حين خلقها في وسط‬

‫السماء كما في الحديث المذكور فالظاهر أنه أشار به ههنا إلى موافقة اليوم التالي‬

‫لخلقها للنيروز ل يوم خلقها فتدبر ‪.‬‬

‫وعاشرا ‪ :‬أن ما ذكره من مناسبه ما في الرواية من خلق زهرة الرض فيه‬

‫لول الحمل دون الجدي غير ظاهر ‪ ،‬إذا لقائل أن يقول ‪ :‬لعل مبدأ خلقها أول‬

‫الجدي ‪ ،‬وظهورها على وجه الرض بعده ‪ ،‬مع أن ذلك متفاوت بحسب البلد‬

‫جدا ‪ ،‬وأيضا كونه غير مناسب للجدي ل يدفع سائر التفسيرات المذكورة للنيروز‬

‫ول يتعين بدونه المطلوب ‪ ،‬فيجوز أن يكون خلق زهرة الرض وكذا خلق الشمس‬

‫أو طلوعها في يوم يكون موافقا من جهة الحساب المتداول بين الفرس في سنيهم‬

‫لول‬

‫فروردينهم ‪ ،‬فجعل يدور في الفصول على طبق دورانه فيها بالسباب التي ذكرناها‬

‫غير مرة ‪ ،‬فلو فرضناه في أول الخلق مطابقا لول نزول الشمس برج الحمل أيضا‬

‫لكان مثل مطابقته حينئذ لسائر الوضاع الغير المطلوبة كمواضع سائر الكواكب‬

‫فحفظ تلك المطابقة فيه غير لزم لئل يختل به ما هو المطلوب مما استقر بينهم إلى‬
‫زمان النبي صلى ال عليه وآله واستمر بعده إلى زماننا من ضوابط حساب‬

‫السنين ‪.‬‬

‫فان قلت ‪ :‬رعاية الكبيسة كما نقل عن الفرس دالة على أن مقصود أقدميهم‬

‫منها محافظة وضع معين للشمس بالنسبة إلى مبدأ سنيهم في الجملة ‪ ،‬فالمظنون‬

‫أنهم‬

‫كانوا عينوا لذلك أول الربيع كما قيل لظهور امتيازه عن غيره بالحسن واعتدال‬

‫الهواء وقوة النشوء والنماء في معظم المعمورة ‪ ،‬فبمحض حدوث دورانه في‬

‫الفصول‬

‫بحسب تجدد الرسوم الصطلحية كيف سقط مقصودهم الصلي عن درجة العتبار‬

‫بالكلية وصار المعتبر مقتضى ما استقر بينهم من الرسوم الحادثة ؟‬

‫قلنا ‪ :‬سملنا قصدهم بدون مضايقة في تعيينهم أول الربيع لذلك أيضا مع أن‬

‫ما يحصل من ضبط كبيستهم في مائة وعشرين سنة يحصل بدونها أيضا في مدة‬

‫أكثر‬

‫منه ‪ ،‬والفرق بين القلة والكثرة في مثلها مشكل ‪ ،‬ومع أن الروم أيضا مشاركون‬

‫لهم في رعاية الكبيسة بل أضبط منهم فيها بدون التعيين المذكور ولكن نعلم أن‬

‫المصالح‬

‫]‪[131‬‬

‫متغيرة بتغير الزمنة والطبائع والعادات ‪ ،‬فلعل الباعث لهم على التفاق على‬
‫خلف ما سبق من بعضهم عروض مصلحة أهم منه لهم ‪ ،‬والباعث لعتبار مقتضى‬

‫مصلحتهم في نظر الشارع مصلحة وحكمة اخرى خفية محجوبة عن عقولنا ‪ ،‬فنحن‬

‫الن مكلفون في الحكام بتتبع آثار الصادقين من ظواهر ما نقل إلينا عنهم ‪ ،‬و‬

‫الحتياط عن الوقوع في متابعة آرائنا بأمثال تلك الستحسانات ‪.‬‬

‫قال بعض الفاضل بعد إيراد جملة مما ذكرنا ‪ :‬فتبين أن المراد بنيروز الفرس‬

‫لبد أن يكون أول سنتهم الذي هو أول فروردينهم بلخلف ‪ ،‬وأنه دائر في‬

‫الفصول من قديم اليام بأسباب شتى وخصوصا من زمان النبي صلى ال عليه وآله‬

‫بسبب إهمال‬

‫معاصريهم منهم في حفظ الكبيسة واستقرار أمرهم عليه إلى الن ‪ ،‬فيكون أيام‬

‫سنتهم دائما ثلثمائة وخمسة وستين بل عروض وتفاوت فيه قط ‪ ،‬وأن يوم‬

‫الغدير في السنة العاشرة من الهجرة كان مطابقا له ‪ ،‬فإن اعتبر بما وقع بعدها في‬

‫جلوس يزدجرد من إسقاط ما مضى من سنتهم وتجديد فروردينهم في التاريخ‬

‫المذكور‬

‫كما هو الظاهر بناء على أنه على طبق رسمهم المتداول بينهم وأن النيروز مبني‬

‫على مقتضى رسمهم يكون النيروز المعتبر شرعا هو ما يضبطه المنجمون في‬

‫التقاويم‬
‫من أول فروردينهم في كل سنة ‪ ،‬وهو فيما نحن فيه من الزمان سنة ثمان وثمانين‬

‫وألف من الهجرة مطابق ليوم الجمعة عاشر شهر شعبان وموافق للثامن والعشرين‬

‫من أيلول‬

‫الرومي والثالث والعشرين من مهرماه الجللي ‪ ،‬وإن لم يعتبر بالسقاط اليزدجردي‬

‫بناء على أنه وقع بعد زمان النبي صلى ال عليه وآله وإكمال الدين وأن مثل ذلك‬

‫في حكم المبتدعات‬

‫الغر المعتبرة في الشرع يكون النيروز المذكور قبل فروردينهم المضبوط عند‬

‫المنجمين‬

‫بقدر اليام الساقطة ‪ ،‬وعلى كل من الحتمالين بتقدم في كل أربع سنين بيوم على‬

‫اليوم‬

‫المطابق له من أيام شهور الروم ‪ ،‬وفي كل أربع سنين أو خمس سنين بيوم على ما‬

‫كان مطابقا له من أيام الشهور الجللية ‪ ،‬ويتأخر في كل سنة بأحد عشر يوما غالبا‬

‫وبعشرة أيام في سني ‪ ،‬كبائس العرب عما كان موافقا له من أيام الشهور العربية‬

‫وأيضا يتأخر في كل سنة بيوم عما كان مطابقا له من أيام السبوع دائما ‪ ،‬فظهر‬

‫]‪[132‬‬

‫من هذا التصوير أن ما اشتهر من مطابقة نيروزهم ليوم انتقال الخلفة الصورية‬
‫أيضا إلى أميرالمؤمنين عليه السلم بعد قتل عثمان كمطابقته ليوم الغدير إن كان‬

‫مستندا‬

‫إلى نص كما قيل يؤيد الحتمال الول ‪ ،‬فإن كل من الواقعتين كان في أواخر‬

‫شهر ذي الحجة الحرام ‪ ،‬وبينهما خمس وعشرون سنة ‪ ،‬ول يمكن أن يتفق ذلك‬

‫بدون إسقاط إل في نيف وثلثين سنة ‪ ،‬فالنص على كون كل من اليومين مطابقا‬

‫للنيروز هو في حكم النص على اعتبار السقاط المذكور ‪ ،‬وأيضا ثبوت الواقعتين‬

‫المذكورتين في النيروز من أوضح الدلئل على بطلن كون المراد به يوم نزول‬

‫الشمس‬

‫ببرح الحمل ‪ ،‬فإن اتفاق نيروزين بهذا المعنى في شهر من الشهور العربية بفاصلة‬

‫المدة المذكورة غير ممكن قطعا ‪ ،‬فمن استدل بثبوت الواقعتين المذكورتين في‬

‫النيروز‬

‫على كون المراد به العتدال الربيعي فقد جعل ما يدل صريحا على بطلن شئ‬

‫دليل على صحته ) انتهى ( ‪.‬‬

‫وأقول ‪ :‬مما يؤيد مامر ما ذكره أبوريحان في كتاب " الثار الباقية من‬

‫القرون الخالية " حيث قال في عداد التواريخ المشهورة ‪ :‬ثم تاريخ ملك يزدجرد‬

‫ابن شهريار بن كسرى ابرويز ‪ ،‬وهو على سني الفرس غير مكبوسة ‪ ،‬وقد استعمل‬

‫في‬
‫الزياج لسهولة العمل به ‪ ،‬وإنما اشتهر تاريخ هذا الملك من بين سائر ملوك فارس‬

‫لنه قام بعد تبدد الملك واستيلء النساء عليه والمتغلبة ممن ل يستحقه وكان مع‬

‫ذلك‬

‫آخر ملوكهم ‪ ،‬وجرت على يده أكثر الحروب المذكورة والوقائع المشهورة مع‬

‫عمر بن الخطاب ‪ ،‬حتى زالت الدولة وانهزم ‪ ،‬فقتل بمرو الشاهجان ‪.‬‬

‫ثم قال ‪ :‬ثم تاريخ أحمد بن طلحة المعتضد بال ‪ ،‬وهو على سني الروم وشهور‬

‫الفرس بمأخذ آخر ‪ ،‬وهو أنها تكبس في كل أربع سنين بيوم ‪ ،‬وكان السبب في‬

‫ذلك على ما ذكر أبوبكر الصولي وحمزة بن الحسن الصبهاني أن المتوكل بينا‬

‫هو يطوف في متصيد له إذرأى زرعا لم يدرك بعد ولم يستحصد ‪ ،‬فقال ‪ :‬استأذنني‬

‫عبيدال بن يحيى في فتح الخراج وأرى الزرع أخضر فمن أين يعطي الناس الخراج‬

‫؟‬

‫فقيل له ‪ :‬إن هذا قد أضر بالناس فهم يقترضون ويتسلفون وينجلون عن أوطانهم‬

‫]‪[133‬‬

‫وكثرت لهم شكاياتهم ‪ .‬فقال ‪ :‬هذا شئ حدث في أيامي أم لم يزل كذا ؟ فقيل له ‪:‬‬

‫بل هو جار على ما أسسه ملوك الفرس من المطالبة بالخراج في إبان النيروز ‪،‬‬

‫وصاروا‬

‫به قدوة لملوك العرب ‪ .‬فأحضر المؤبد وقال له ‪ :‬قد كثر الخوض في هذا ولست‬
‫أتعدى‬

‫رسوم الفرس ‪ ،‬فكيف كانوا يفتحون الخراج على الرعية مع ما كانوا عليه من‬

‫الحسان والنظر ؟ ولم استجازوا المطالبة في هذا الوقت الذي لم تدرك فيه الغلت‬

‫والزروع ؟ فقال المؤبد ‪ :‬وإنهم وإن كانوا يفتحونها في النيروز ‪ ،‬فما كان يجبى إل‬

‫وقت إدراك ‪ .‬فقال ‪ :‬وكيف ذلك ! فبين له حال السنين وكمياتها وإحتياجها‬

‫إلى الكبس ‪ ،‬ثم عرف أن الفرس كانوا يكبسونها فلما جاء السلم عطل ‪ ،‬فأضر‬

‫ذلك بالناس ‪ ،‬واجتمع الدهاقنة زمن هشام بن عبدالملك إلى خالد القسري فشرحوا‬

‫له هذا وسألوه أن يؤخروا النوروز شهرا ‪ ،‬فأبى وكتب إلى هشام بذلك ‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫إني أخاف أن يكون هذا من قول ال " إنما النسئ زيادة في الكفر ) ‪ " ( 1‬فلما كان‬

‫أيام الرشيد اجتمعوا إلى خالد بن يحيى بن برمك وسألوه أن يؤخروا النوروز‬

‫نحو الشهرين ‪ ،‬فعزم على ذلك فتكلم أعداؤه فيه وقالوا ‪ :‬أنه يتعصب للمجوسية‬

‫فأضرب عن ذلك وبقي المر على حاله ‪ .‬فأحضر المتوكل إبراهيم بن العباس‬

‫الصولي‬

‫وأمره أن يوافق المؤبد على ما ذكره من النيروز ويحسب اليام ويجعل له قانونا‬

‫غير متغير ‪ ،‬وينشئ عنه كتابا إلى بلدان المملكة في تأخير النوروز ‪ ،‬فوقع العزم‬

‫على تأخيره إلى سبعة عشر يوما من حزيران ‪ ،‬ففعل ذلك ونفذت الكتب إلى الفاق‬

‫في المحرم سنة ثلث وأربعين ومأتين ‪ .‬فقال البختري في ذلك قصيدة يمدح فيها‬

‫المتوكل ‪ ،‬وقتل المتوكل ولم يتم له مادبر ‪ ،‬حتى قام المعتضد بالخلفة واسترد‬
‫بلدان المملكة من المتغلبين عليها ‪ ،‬وتفرغ للنظر في امور الرعية ‪ ،‬فكان أهم شئ‬

‫إليه أمر الكبيسة وإتمامه ‪ ،‬فاحتذى ما فعله المتوكل في تأخير النوروز ‪ ،‬غير أنه‬

‫نظر من جهة اخرى ‪ ،‬وذلك أن المتوكل أخذ ما بين سنته وبين أول تاريخ الملك‬

‫يزدجرد ‪ ،‬وأخذ المعتضد ما بين سنته وبين السنة التي زال فيها ملك الفرس بهلك‬

‫يزدجرد‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬التوبة ‪. 38 :‬‬

‫]‪[134‬‬

‫ظنا منه أو ممن تولى ذلك له أن إهمالهم أمر الكبس هو من لدن ذلك الوقت ‪،‬‬

‫فوجده‬

‫مأتين وثلثا وأربعين سنة ‪ ،‬وحصتها من الرباع ستون يوما وكسر ‪ ،‬فزاد ذلك‬

‫على‬

‫النوروز في سنة ‪ ،‬وجعله منتهى تلك اليام ‪ ،‬وهو أول يوم من خرداد ماه في تلك‬

‫النسة ‪ ،‬وكان يوم الربعاء وافقه اليوم الحادي عشر من حزيران ‪ ،‬ثم وضع‬

‫النوروز‬

‫على شهور الروم لتنكبس شهوره إذا كبست الروم شهورها ‪ ،‬وكان المتولي‬

‫لمضاء ما أمر‬

‫وزيره أبوالقاسم عبيدال بن سليمان بن وهب ‪ ،‬وقال علي بن يحيى في ذلك‬

‫" شعر " ‪:‬‬


‫يوم نيروزك يوم واحد ل يتأخر * من حزيران يوافي أبدا في أحد عشر‬

‫وهذا وإن دقق في تحصيله فلم يعد به النوروز إلى ما كان عليه عند الكبس‬

‫في دولة الفرس ‪ ،‬وذلك أن إهمال كبسهم كان قبل هلك يزدجرد بقريب من سبعين‬

‫سنة ‪ ،‬لنهم كانوا كبسوا السنة في زمان يزدجرد بن شابور بشهرين ‪ :‬أحدهما لما‬

‫لزم‬

‫السنة من التأخر وهو الواجب ‪ ،‬ووضعوا اللواحق خلفه علمة له ‪ ،‬وكانت النوبة‬

‫لبان ماه كما سنذكره ‪ ،‬والشهر الخر للمستأنف ليكون مفروغا منه إلى مدة‬

‫طويلة ‪ ،‬فإذا اسقط عن السنين التي بين يزدجرد بن شابور وبينه مائة وعشرون‬

‫سنة‬

‫بقي بالتقريب سبعون سنة ل بالتحقيق ‪ ،‬فإن تواريخ الفرس مضطربة جدا وتكون‬

‫حصة‬

‫هذا السبعين سنة من الرباع قريبا من سبعة عشر يوما ‪ ،‬فكان يجب بالتحليل من‬

‫القياس‬

‫أن يؤخر سبعة وسبعين يوما ل ستين يوما ‪ ،‬حتى يكون النوروز في ثمانية‬

‫وعشرين‬

‫‪............................................................................‬‬
‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 134‬سطر ‪ 18‬إلى صفحه ‪ 142‬سطر ‪18‬‬

‫من حزيران ‪ ،‬ولكن المتولي لذلك ظن أن طريقة الفرس في الكبس كانت شبيهة‬

‫بالتي يسلكه الروم فيه ‪ ،‬فحسب اليام من لدن زوال ملكهم ‪ ،‬والمر فيها على‬

‫خلف ذلك كما بينا وسنبين ‪.‬‬

‫ثم قال ‪ :‬هذا التاريخ آخر المشهور ‪ ،‬ولعل أن يكون للمم الشاسعة ديارها‬

‫من ديارنا تواريخ لم تتصل بنا أو متروكة كالمجوس في مجوسيتها ‪ ،‬فانها كانت‬

‫تؤرخ‬

‫بقيام ملكوكهم أول فأول ‪ ،‬فاذا مات أحدهم تركوا تاريخه وانتقلوا إلى تاريخ القائم‬

‫بعده منهم ‪ .‬انتهى ما أردت إيراده من كتابه ‪.‬‬

‫]‪[135‬‬

‫وهذا وإن كان مؤيدا لترك الكبس في زمان يزدجرد ودوران النيروز في‬

‫الفصول لكن ل يدل على السقاط وينافي بعض الضوابط المتقدمة ‪ ،‬وسيأتي مما‬

‫سننقل عنه ما يؤيد ذلك أيضا ‪.‬‬

‫وبالجملة المر في الخبار الواردة في ذلك مردد بين امور ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬أن يكون بناؤها على إسقاط الرباع والخمسة أيضا كما كانت سنة‬

‫الملوك البيشدادية أو بعض ملوك الهند كما أو مأنا إليهما سابقا ‪ ،‬ويومئ إليه قوله‬

‫عليه السلم في خبر المعلى " هي أيام قديمة من الشهور القديمة كل شهر ثلثون‬
‫يوما بل زيادة فيه ول نقصان " ويؤيده الخبار الكثيرة الدالة على أن السنة‬

‫ثلثمائة وستون يوما فيكون أول الفروردين على هذا الحساب نوروزا ‪.‬‬

‫ويرد عليه أن حوالة النيروز والسنة على اصطلح متروك ل يعلم تعيينه ول‬

‫ابتداء شهورها بعيد عن مقنن القوانين كما عرفت ‪.‬‬

‫الثانى ‪ :‬أن تكون مبنية على ) ‪ ( 1‬الفرس القديم الذي مر ذكره وهو قوي‬

‫لكن بناء أمر من المور الشرعية على اصطلح متبدل متغير يتبع في كل زمان‬

‫رأي سلطان من سلطين الجور أو غفلتهم أو عدم تمكنهم من الكبس كما وقع بعد‬

‫يزدجرد بعيد جدا ‪ ،‬وأيضا الظاهر أن فضل هذا اليوم إما بسبب المور المقارنة‬

‫له والحوال الواقعة فيه وكثير من المور متعلقة بما قبل زمان يزدجرد وكان‬

‫قبل ذلك مبنيا على الكبس وبعده سقط ذلك ‪ ،‬وإما بسبب بعض الوضاع الفلكية أو‬

‫الرضية كدخول برج من البروج أو درجة من درجاتها أو ظهور الزهار ونبات‬

‫النباتات والشجار ونحو ذلك وشئ منها غير منضبط في النيروز بهذا المعنى ‪،‬‬

‫ومع‬

‫جميع ذلك فهو بحسب الدليل كأنه أقوى من الجميع ‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬أن يكون المراد بها النيروز القديم المبني على الكبس في كل مائة‬

‫وعشرين سنة كما عرفت ‪ ،‬لنه الصل عند الفرس وإنما طرأ إسقاط الكبس‬

‫لختلل أحوالهم وعدم تمكنهم من ضبط قواعدهم ‪ .‬ويرد عليه ما مر من أن بناء‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬كذا ‪.‬‬


‫]‪[136‬‬

‫تكليف عام يشترك فيه عوامهم وخواصهم على أمر غامض ل يطلع عليه إل‬

‫الوحدي‬

‫من المنجمين والهيويين بل ل يمكن معرفته على التحقيق لحد كما مر بعيد‬

‫غاية البعد ‪ ،‬إل أن يقال إنه عليه السلم علم قاعدته المعلى ولم يروها أو ترك‬

‫الناس‬

‫روايتها وهو أيضا بعيد ‪.‬‬

‫الرابع ‪ :‬أن يكون المراد ما اصطلح عليه الن المنجمون وهو دخول الشمس‬

‫برج الحمل ‪ ،‬بأن يكون عليه السلم علم أن قاعدة الفرس في القديم كان كذلك‬

‫فتركت‬

‫وأحروا الكبس إلى المائة والعشرين تسهيل للمر ‪ .‬أو يقال ‪ :‬إن نيروز الفرس‬

‫هو أول فروردين مع رعاية الكبس بأي وجه كان في زمان قصير أو زمان طويل‬

‫فيشمل النيروز الجللي عموما وإن لم يحدث بعد خصوص هذا النوع ‪ .‬ويؤيده‬

‫أن الحكاميين من الفرس وغيرهم جعلوا مبدأ السنة تحويل الشمس إلى الحمل‬

‫كما قال كوشيار في كتاب مجمل الصول " معلوم أن تحويل سنة العالم هو حلول‬

‫الشمس أول ثانية من الحمل وطالع ذلك طالع السنة " وأمثال ذلك من كلماتهم‬

‫وقد اشتمل الخبر على أن النيروز أول سنة الفرس ‪ ،‬وايد أيضا بما ورد أن‬

‫ابتداء خلق العالم كان الشمس في الحمل ‪ ،‬وبأنا إذا حسبنا على القهقرى وجدنا‬
‫عيد الغدير في السنة العاشرة من الهجرة مطابقا لنزول الشمس أول الحمل ‪،‬‬

‫والظاهر‬

‫أن ذلك مبني على بعض الرصاد ‪ ،‬وعلى بعضها يتقدم بيوم كما أومأ إليه ابن‬

‫فهد رحمه ال وعلى بعضها بيومين كما أشار إليه غيره ‪ ،‬وموافقته على بعض‬

‫الرصاد كاف في ذلك ‪ ،‬وبأنه أول نمو أبدان الحيوانات والشجار والنباتات كما‬

‫قال سبحانه " ألم تر أن ال يحيي الرض بعد موتها " ) ‪ " ( 1‬وعنده تظهر قدرة‬

‫الصانع وحكمته ولطفه ‪ ،‬ورحمته ‪ ،‬فهو أولى بأن يشكر فيه الرب الكريم ‪ ،‬وأن‬

‫يجعل مبدأ السنة والعيد العظيم ‪ ،‬وقد مر الكلم في أكثر ذلك فيما مضى ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الية ليست كذلك ‪ ،‬ففى الية ) ‪ ( 19‬من سورة الروم "‬

‫ويحيى الرض بعد موتها "‬

‫وفي الية ) ‪ ( 50‬منها " كيف يحيى الموتى " وفي الية ) ‪ ( 17‬من سورة الحديد‬

‫" اعلموا أن‬

‫ال يحيى الرض بعد موتها " ‪.‬‬

‫]‪[137‬‬

‫ومما يدل على عدم كونه مراد أنه معلوم أنه لم يكن هذا مشهورا في زمان الصادق‬

‫عليه السلم وقد قال المعلى ‪ " :‬دخلت على الصادق عليه السلم يوم النيروز " فل‬

‫بد من‬

‫أن يكون يوما معروفا في ذلك الزمان ولم يكن إل التاريخ اليزد جردي فل‬
‫يستقيم هذا إل بتكلف أو مأنا إليه في أول الكلم وال يعلم حقائق المور ‪.‬‬

‫الفائدة الثالثة ‪ :‬اعلم أنه قد يستشكل في الحاديث بأن وقوع النيروز بأي‬

‫تفسير كان في التواريخ الماضية المذكورة في الروايتين المضبوطة عند المورخين‬

‫سنة‬

‫وشهرا ويوما كيوم المبعث وفتح مكة ونص الغدير غير ممكن ‪ ،‬لعدم جواز اجتماع‬

‫يومين في ذلك فضل عن الجميع ‪ ،‬لن المبعث كان قبل الهجرة بقريب من ثلث‬

‫عشرة سنة ‪ ،‬وفتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة ونص الغدير في العاشرة منها‬

‫فكان وضع الول بالنسبة إلى كل من الخيرين يقتضي أن تكون الفاصلة بين‬

‫النيروزين الواقعين فيهما بحسب الشهور العربية أكثر من سبعة أشهر ‪ ،‬ووضع‬

‫أحد‬

‫الخيرين بالنسبة إلى الخر يقتضي أن تكون الفاصلة أقل من شهر ‪ ،‬مع أن الول‬

‫كان في أواخر رجب ‪ ،‬والثاني في أواخر شهر رمضان ‪ ،‬والثالث في أواخر شهر‬

‫ذي الحجة ‪.‬‬

‫ويمكن الجواب عنه بوجهين ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬ما ذكره بعض الفاضل ‪ ،‬وهو أن يقال ‪ :‬من السنة التاسعة عشر‬

‫من مبعثه صلى ال عليه وآله التي وقع فيها قتل " برويز " من ملوك العجم إلى‬

‫آخر زمانه صلى ال عليه وآله‬


‫اتفق جلوس ثلثة من ملوك العجم ‪ ،‬هم ‪ :‬شيرويه ‪ ،‬وأردشير ‪ ،‬وتوران دخت ‪ ،‬و‬

‫كان الولن قبل فتح مكة والخير بعده ‪ ،‬فيمكن إسقاط كل منهم برهة مما‬

‫مضى من السنة عند جلوسه كما هو عادتهم المستمرة ‪ ،‬فكان ذلك منشأ لهذا‬

‫الختلف‬

‫فهذا أيضا دليل بل دلئل اخرى مستنبطة من الروايتين المذكورتين على بطلن‬

‫كون المراد بالنيروز المعتبر شرعا هو العتدال الربيعي ‪ ،‬فإنه على ذلك ل يمكن‬

‫توجيه التواريخ المذكورة فيهما أصل ‪ ،‬وكذا حال سائر ما مر من تفاسيره سوى‬

‫أول فروردين فتعين أن المراد به أول فروردين كما هو المطلوب ) انتهى ( ‪.‬‬

‫]‪[138‬‬

‫الثانى ‪ :‬ما خطر ببالي وهو أنه لم يصرح في الحديث بالمبعث ‪ ،‬بل قال ‪:‬‬

‫هبط فيه جبرئيل على النبي صلى ال عليه وآله ول تلزم بينهما إذا لمبعث هو أمر‬

‫الرسول بتبليغ‬

‫الرسالة إلى القوم ‪ ،‬ويمكن أن يكون نزول جبرئيل عليه صلى ال عليه وآله قبل‬

‫ذلك بسنين‬

‫كما يومئ إليه بعض الخبار أيضا ‪.‬‬

‫وأما كون كسر الصنام في فتح مكة فل يظهر من هذا الخبر ول من أكثر‬

‫الخبار الواردة فيه ‪ ،‬بل صريح بعض الخبار وظاهر بعضها كون ذلك قبل الهجرة‬

‫فيمكن الجمع بينهما بالقول بتعدد وقوع ذلك ‪ ،‬ويكون أحدهما موافقا للنيروز‬
‫كما روي من كشف الغمة من مسند أحمد بن حنبل ‪ ،‬عن أبي مريم ‪ ،‬عن علي عليه‬

‫السلم‬

‫قال ‪ :‬انطلقت أنا والنبي صلى ال عليه وآله حتى أتينا الكعبة ‪ ،‬فقال لي رسول ال‬

‫صلى ال عليه وآله ‪:‬‬

‫اجلس واصعد على منكبي ‪ ،‬فنهضت به فرأى بي ضعفا ‪ ،‬وجلس لي نبي ال صلى‬

‫ال عليه وآله و‬

‫قال لي ‪ :‬اصعد على منكبي ‪ ،‬فصعدت على منكبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬فنهض بي ‪ ،‬قال ‪ :‬فانه‬

‫يختل إلي أني لو شئت لنلت افق السماء ‪ ،‬حتى صعدت على البيت وعليه تمثال‬

‫صفر أو نحاس ‪ ،‬فجعلت ازاوله عن يمينه وشماله ومن بين يديه ومن خلفه ‪ ،‬حتى‬

‫إذا استمكنت منه قال لي رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬اقذف به ‪ ،‬فقذفت به‬

‫فتكسر كما تكسر‬

‫القوارير ‪ .‬ثم نزلت وانطلقت أنا ورسول ال صلى ال عليه وآله نستبق حتى‬

‫توارينا بالبيوت‬

‫خشية أن يلقانا أحد من الناس ‪ .‬والخبار بهذا المضمون كثيرة ‪ ،‬وقد تقدمت و‬

‫كلها دالة على أن ذلك كان قبل الهجرة ‪ ،‬وإل لم يكن لخوفهما وإخفائهما من‬

‫القوم معنى ‪ ،‬فارتفع التنافي على أي تفسير كان ‪ ،‬لعدم معلومية تاريخ نزول‬

‫جبرئيل‬

‫عليه السلم ول كسر الصنام ‪.‬‬


‫فإن قيل ‪ :‬قد صرح في الخبر بأنه اليوم الذي حمل فيه رسول ال صلى ال عليه‬

‫وآله‬

‫الخ فحمله على ما وقع في الليل بعيد ‪.‬‬

‫قلنا ‪ :‬حمل اليوم على ما يشمل الليل شائع ‪ ،‬وسراية فضل الليلة وبركاتها‬

‫إلى اليوم كثيرة كمواليد النبي صلى ال عليه وآله والئمة عليهم السلم وغير ذلك ‪.‬‬

‫فان قيل ‪ :‬تاريخ فتح نهروان وقتل ذي الثدية أيضا مضبوط في مناقب ابن‬

‫]‪[139‬‬

‫شهر آشوب بتاسع شهر صفر سنة تسع وثلثين ) ‪ ( 1‬ول يوافق أول فروردينهم‬

‫لكونه‬

‫في السنة المزبورة قبله في أواسط المحرم أو بعده في أواسط شوال على اختلف‬

‫العتبارين كما مر ‪ ،‬ول أول الربيع لكونه فيها بعده في أواخر شوال ‪ ،‬ول يجري‬

‫فيه شئ من التوجيهين ‪.‬‬

‫قلنا ‪ :‬سنة الفتح المذكور مضبوطة عند جمهور المورخين بما ذكر أو بثمان‬

‫وثلثين ‪ ،‬وأما شهره ويومه فهم ساكتون عنهما ‪ ،‬فل اعتماد في مثل ذلك على نقل‬

‫واحد منهم ‪.‬‬

‫الفائدة الرابعة ‪ :‬قال أبوريحان في الكتاب المذكور ‪ :‬قال بعض الحشوية ‪:‬‬

‫إن سليمان بن داود عليهم السلم لما افتقد خاتمه وذهب عنه ملكه ثم رد إليه بعد‬
‫أربعين‬

‫يوما عاد إليه بهاؤه وأتته الملوك ‪ ،‬وعكفت عليه الطيور ‪ ،‬فقالت الفرس " نوروز‬

‫آمد "‬

‫أي جاء اليوم الجديد ‪ ،‬فسمي النوروز ‪ .‬وأمر سليمان الريح فحملته واستقبله‬

‫الخطاف ‪ ،‬فقال ‪ :‬أيها الملك ! إن لي عشا فيه بيضات فاعدل ‪ ،‬فعدل ولما نزل‬

‫حمل الخطاف في منقاره ماء فرشه بين يديه وأهدى له رجل جرادة ‪ ،‬فذلك سبب‬

‫رش الماء والهدايا في النيروز ‪ .‬وقالت علماء العجم ‪ :‬هو يوم مختار ‪ ،‬لنه سمي‬

‫بهرمز ‪ ،‬وهو اسم ال عزوجل الخالق الصانع المربي للدنيا وأهلها الذي‬

‫ل يقدر الواصفون على وصف جزء من أجزاء نعمه وإحسانه ‪.‬‬

‫وقال سعيد بن الفضل ‪ :‬جبل دماوند وهو بفارس ترى عليه كل ليلة نوروز‬

‫بروق تسطع وتلمع على صحو الهواء وتغيمه على كل حال من الزمان ‪ ،‬وأعجب‬

‫من هذا نيران " كلو اذا " وإن كان القلب ل يطمئن إليها دون مشاهدتها ‪ ،‬فقد‬

‫أخبرني أبوالفرج الزنجاني الحاسب أنه شاهد ذلك مع جماعة قصدوا " كلواذا "‬

‫سنة دخول عضد الدولة بغداد ‪ ،‬وإذا بها نيران وشموع ل تحصى كثرة تظهر في‬

‫الجانب الغربي من دجلة بازاء كلواذا في الليلة التي يكون في صبيحتها النوروز‬

‫فإن السلطان وضع هناك رصدة يتجسسون الحقيقة كيل يكون ذلك من المجوس‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬قال في المناقب ) ج ‪ ، 3‬ص ‪ : ( 190‬وكان ذلك لتسع خلون‬

‫من صفر سنة ثمان وثلثين ‪.‬‬


‫]‪[140‬‬

‫أمرا مموها ‪ ،‬فلم يقفوا إل أنها كلما قربوا منها تباعدت ‪ ،‬وكلما تباعدوا منها‬

‫قربت ‪ ،‬فقلت لبي الفرج ‪ :‬إن يوم النيروز زائل عن مكانه لهمال الفرس كبيستهم‬

‫فلم لم يتأخر عنه هذا المر ؟ وإن لم يجب تأخره فهل كان يتقدم وقت استعمال‬

‫الكبيسة ؟ فلم يكن عنده جواب مقنع ‪ .‬وقال أصحاب النيرنجات ‪ :‬من لعق يوم‬

‫النيروز قبل الكلم إذا أصبح ثلث لعقات عسل وبخر بثلث قطاع من شمع كان‬

‫ذلك شفاء من الدواء ‪ .‬وكان النيروز فيه جرى الرسم بتهادي الناس بينهم السكر‬

‫والسبب فيه كما حكى مؤبد بغداد أن قصب السكر إنما ظهر في مملكة جم يوم‬

‫النيروز ‪ ،‬ولم يكن يعرف قبل ذلك الوقت ‪ ،‬وهو أنه رأى قصبة كثيرة الماء قد مجت‬

‫شيئا من عصارتها ‪ ،‬فذاقها فوجد فيها حلوة لذيذة ‪ ،‬فأمر باستخراج مائها وعمل‬

‫منه‬

‫السكر ‪ ،‬فارتفع في اليوم الخامس وتهادوه تبركا به ‪ ،‬وكذلك استعمل في المهرجان‬

‫وإنما خصوا وقت النقلب الصيفي بالبتداء في السنة لن النقلبين أولى أن‬

‫يوقف عليهما باللت والعيان من العتدالين ‪ ،‬وذلك أن النقلبين هما أوائل إقبال‬

‫الشمس إلى أحد قطبي الكل وإدبارها عنه بعينه ‪ ،‬وإذا رصد الظل المنتصب في‬

‫النقلب الصيفي والظل البسيط في النقلب الشتوي في أي موضع اتفق من‬

‫الرض لم يخف على الراصد يوم النقلب ‪ ،‬ولو كان من علم الهندسة والهيئة بأبعد‬
‫البعد ‪ ،‬فأما العتدالن فإنه ل يوقف على يومهما إل بعد تقدم المعرفة بعرض البلد‬

‫والميل الكلي ‪ ،‬ثم ل يكون ذلك ظاهرا إل لمن تأمل الهيئة ومهر في علمها ‪ ،‬و‬

‫عرف آلت الرصد ونصبها والعمل بها ‪ ،‬فكان النقلبان لهذه السباب أولى‬

‫بالبتداء‬

‫من العتدالين ‪ ،‬وكان الصيفي منهما أقرب إلى سمت الرؤوس الشمالية ‪ ،‬فآثروه‬

‫على الشتوي ‪ .‬وأيضا فلنه هو وقت إدراك الغلت فهو أصوب ل فتتاح الخراج‬

‫فيه من غيره ‪ .‬وكثير من العلماء والحكماء اليونانيين أقاموا الطالع لوقت طلوع‬

‫" كلب الجبار " واستفتحوا به السنة دون العتدال الربيعي ‪ ،‬من أجل أن طلوعه‬

‫فيما مضى كان موافقا لهذا النقلب أو بالقرب منه ‪ ،‬وقد زال هذا اليوم أعني‬

‫النيروز‬

‫عن وقته حتى صار في زماننا يوافق دخول الشمس برج الحمل ‪ ،‬وهو أول الربيع‬

‫]‪[141‬‬

‫فجرى الرسم لملوك خراسان فيه أن يخلعوا على أساورتهم أي قواد جيوشهم‬

‫الخلع الربيعية والصيفية ‪ .‬واليوم السادس منه وهو روز خرداد منه النوروز‬

‫الكبير وعند الفرس عيد عظيم الشأن ‪ ،‬قيل ‪ :‬إن فيه فرغ ال عن خلق الخلئق‬

‫لنه آخر اليام الستة المذكورة ‪ ،‬وفيه خلق المشتري وأسعد ساعاته ساعات‬

‫المشتري ‪ .‬وقال أصحاب النيرنجات ‪ :‬من ذاق صبيحة هذا اليوم قبل الكلم السكر‬

‫وتدهن بالزيت دفع عنه في عامة سنته أنواع البليا ‪ .‬وقالوا ‪ :‬أمر جمشيد الناس‬
‫أن يغتسلوا يوم النيروز بالماء ليتطهروا من الذنوب ‪ ،‬ويفعلوا ذلك كل سنة ليدفع‬

‫ال عنهم آفات السنة ‪ .‬وزعم بعض الناس أن جم كان أمر بحفر أنهار ‪ ،‬وأن الماء‬

‫جرى فيها في هذا اليوم فاستبشر الناس بالخصب ‪ ،‬واغتسلوا بذلك الماء المرسل‬

‫فتبرك الخلف بمحاكاة السلف ‪ .‬وقيل ‪ :‬بل السبب في الغتسال هو أن هذا اليوم‬

‫لهروزا وهو ملك الماء ‪ ،‬والماء يناسبه ‪ ،‬فلذلك صار الناس يقومون في هذا اليوم‬

‫عند‬

‫طلوع الفجر فيعمدون إلى ماء القنا والحياض ‪ ،‬وربما استقبلوا المياه الجارية‬

‫فيفيضون على أنفسهم منا تبركا ودفعا للفات ‪ ،‬فيه يرش الناس الماء بعضهم‬

‫على بعض ‪ ،‬وسببه هو سبب الغتسال ‪ .‬ولما كان بعد جم جعلت الموك هذا الشهر‬

‫أعني فروردين ماه كله أعيادا مقسومة في أسداسه ‪ ،‬فالخمسة الولى للملوك ‪،‬‬

‫والثانية‬

‫للشراف ‪ ،‬والثالثة لخدام الملوك ‪ ،‬والرابعة لحواشية ‪ ،‬والخامسة للعامة ‪ ،‬و‬

‫السادسة للرعاة إلى آخر ما قال ‪.‬‬

‫وأقول ‪ :‬إنما أوردت هذه الهذيانات لتطلع على بعض خرافاتهم ‪ ،‬ولن‬

‫فيها تأييدا لبعض ما أسلفنا في الفوائد السابقة ‪ .‬ووجدت في بعض الكتب المعتبرة ‪:‬‬

‫اعلم أن جمشيد ملك الدنيا وعمر أقاليم إيران ‪ ،‬فاستوت له أسبابه ‪ ،‬واستقامت له‬

‫اموره يوم النيروز أول فروردين القديم ‪ ،‬فصار أول سنة العجم ‪ ،‬وهو يوم ولد فيه‬
‫كيومرث بن هبة ال بن آدم عليه السلم وأما النيروز السلطاني يوم نزول الشمس‬

‫أول‬

‫دقيقة من برج الحمل ‪ ،‬فوضع في عهد السلطان جلل الدين ملك شاه بن الب‬

‫أرسلن‬

‫واتفق يوم الخميس التاسع من شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ‪ ،‬و‬

‫]‪[142‬‬

‫المهرجان هو يوم النصف من مهرماه قصد إفريدون الضحاك ‪ ،‬وأسره بأرض‬

‫المغرب‬

‫وسجنه بجبل دماوند هذا اليوم ‪ ،‬فقال إفريدون لصحابه " اين كاركه من كردم‬

‫مهرجان بان هست " فسمي لذلك مهرجان ‪ ،‬وأول من وضع رسم التهنئة في‬

‫النيروز‬

‫والمهرجان افريدون ) انتهى ( ‪.‬‬

‫وأقول ‪ :‬روى المجمون والحكاميون في كتبهم عن أميرالمؤمنين عليه السلم‬

‫أياما منحوسه في الشهر ‪ ،‬وحملوه على شهور الفرس القديم ‪ ،‬وهي ‪ :‬الثالث ‪،‬‬

‫والخامس‬

‫والثالث عشر ‪ ،‬والسادس عشر ‪ ،‬والحادي والعشرون ‪ ،‬والرابع والعشرون ‪ ،‬و‬

‫الخامس والعشرون ‪ ،‬وجمعوها في هذين البيتين بالفارسية ‪:‬‬

‫هفت روزى نحس باشد در مهى * زان حذر كن تا نيابى هيج رنج‬
‫سه وبنج وسيزده با شانزده * بسيت ويك با بيست وجار وبيست وبنج‬

‫وربما يحمل على الشهور العربية كما مر ‪ .‬ورووا أيضا عن الصادق عليه السلم‬

‫نحوسة بعض أيام شهور الفرس القديمة كما نظمه سلطان المحققين نصير الملة‬

‫والدين‬

‫الطوسي قدس ال سره القدوسي في هذه البيات بالفارسية ‪:‬‬

‫زقول جعفر صادق خلصة سادات * زماه فارسيان هفت روز مذمو مست‬

‫نخست روز سيم باز بنجم وبس ازان * جه روز سيزدهم روز شانزده شومست‬

‫ديكر زعشر سيم بيست ويك جه بيست وجهار * جه بيست وبنج كه آنهم بنحس‬

‫مرقومست‬

‫بجز عبادت كارى مكن در اين ايام * اكر جه نيك وبدت هم زرزق مقسومست‬

‫بماند بيست وسه روز أي خجستهء مختار * كه در عموم حوائج بخير موسومست‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 142‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 150‬سطر ‪18‬‬

‫ولى جهار وهشتم سفر مكن زنهار * كه خوف هلك در اين هر دو نص محتومست‬
‫برول بانزدهم بيش بادشاه مرو * اكر جه سنك دلش برتو نيز جون مومست‬

‫كريز نيز در اينروز نابسند آمد * كه ره مخوف وهواى خلص مسمومست‬

‫مكن دوازدهم باكسى مناظره اى * كه در خصومت اينروز صلح معدومست‬

‫زروزهاى كزيده همين جهار آنكه * در اين حوائج در سلك نحس منظومست‬

‫ورووا أيضا عن موسى كليم ال عليه السلم أن للشهور الرومية أياما منحوسة من‬

‫]‪[143‬‬

‫توجه فيها إلى القتال قتل ‪ ،‬ومن سافر فيها لم يظفر بمقصوده ‪ ،‬ومن تزوج لم‬

‫يتمتع‬

‫وهي ‪ :‬أربعة وعشرون يوما في كل شهر يومان ‪ :‬وهي العاشر والعشرون من‬

‫تشرين‬

‫الول ‪ ،‬والول والخامس عشر من تشرين الخر ‪ ،‬والخامس عشر والسابع عشر‬

‫من كانون الول ‪ ،‬والسابع والرابع عشر من كانون الخر ‪ ،‬والسادس عشر‬

‫والسابع‬

‫عشر من شباط ‪ ،‬والرابع واليوم العشرون من ازار ‪ ،‬والعشرون والثالث من نيسان‬

‫والسادس والثامن من أيار ‪ ،‬والثالث والثامن من حزيران ‪ ،‬والعشرون والسادس‬

‫من تموز‬
‫والرابع والخامس عشر من آب ‪ ،‬والول والثالث من أيلول وفي بعض النسخ ‪:‬‬

‫التاسع والعاشر من تشرين الول ‪ ،‬والتاسع والثاني عشر من كانون الول والثاني‬

‫والرابع عشر من كانون الخر ‪ ،‬والثاني عشر والسادس عشر من شباط ‪ ،‬والثالث‬

‫والعاشر من حزيران ‪ ،‬وفي بعضها ‪ :‬والرابع والحادي عشر من آب ‪.‬‬

‫‪ 8‬المكارم ‪ :‬عن أبي الحسن عليه السلم قال ‪ :‬ل تدع الحجامة في سبع من‬

‫حزيران ‪ ،‬فان فاتك ) ‪ ( 1‬فأربع عشرة ) ‪. ( 2‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬فل ربع عشرة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬المكارم ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 83‬‬

‫]‪[144‬‬

‫* ) ابواب الملئكة ( *‬

‫‪ ) * 23‬باب ( *‬

‫* ) حقيقة الملئكة وصفاتهم وشؤونهم وأطوارهم ( *‬

‫اليات ‪:‬‬

‫البقرة ‪ :‬وإذ قال ربك للملئكة إني جاعل في الرض خليفة إلى آخر‬

‫اليات ) ‪. ( 1‬‬

‫وقال تعالى ‪ :‬قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن ال‬

‫مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين * من كان عدوا ل وملئكته ورسله‬

‫و‬
‫جبريل وميكال فإن ال عدو للكافرين ) ‪. ( 2‬‬

‫وقال تعالى ‪ :‬تحمله الملئكة ) ‪. ( 3‬‬

‫آل عمران ‪ :‬شهدال أنه ل إله إل هو والملئكة واولوا العلم ) ‪. ( 4‬‬

‫وقال سبحانه ‪ :‬فنادته الملئكة وهو قائم يصلي في المحراب ) ‪. ( 5‬‬

‫وقال عزوجل ‪ :‬وإذ قالت الملئكة يا مريم الية ) ‪. ( 6‬‬

‫وقال عزوجل ‪ :‬إذ قالت الملئكة يا مريم إن ال يبشرك الية ) ‪. ( 7‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬البقرة ‪. 34 30 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬البقرة ‪. 98 97 :‬‬

‫) ‪. 248 : " ( 3‬‬

‫) ‪ ( 4‬آل عمران ‪. 18 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬آل عمران ‪. 39 :‬‬

‫) ‪. 42 : " " ( 6‬‬

‫) ‪. 45 : " " ( 7‬‬

‫]‪[145‬‬

‫النعام ‪ :‬وقالوالول انزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي المر ثم ل ينظرون‬

‫ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجل وللبسنا عليهم ما يلبسون ) ‪. ( 1‬‬

‫وقال سبحانه ‪ :‬وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء‬

‫أحدكم الموت توفته رسلنا وهم ليفرطون ) ‪. ( 2‬‬


‫وقال تعالى ‪ :‬ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملئكة باسطوا أيديهم‬

‫أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على ال غير الحق و‬

‫كنتم عن آياته تستكبرون ) ‪. ( 3‬‬

‫وقال تعالى ‪ :‬هل ينظرون إل أن تأتيهم الملئكة ) ‪. ( 4‬‬

‫النفال ‪ :‬إني ممدكم بألف من الملئكة مردفين إلى قوله تعالى إذا يوحي‬

‫ربك إلى الملئكة إني معكم فثبتوا الذين آمنوا ) ‪. ( 5‬‬

‫الرعد ‪ :‬له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر ال ) ‪. ( 6‬‬

‫وقال تعالى ‪ :‬ويسبح الرعد بحمده والملئكة من خيفته ) ‪. ( 7‬‬

‫الحجر ‪ :‬ما ننزل الملئكة إل بالحق وما كانوا إذا منظرين ) ‪. ( 8‬‬

‫وقال سبحانه ‪ :‬ونبئهم عن ضيف إبراهيم إذ دخلوا عليه فقالوا سلما إلى‬

‫آخر القصة ) ‪. ( 9‬‬

‫السراء ‪ :‬قل لو كان في الرض ملئكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬النعام ‪. 9 8 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬النعام ‪. 61 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬النعام ‪. 93 :‬‬

‫) ‪. 158 : " ( 4‬‬

‫) ‪ ( 5‬النفال ‪. 12 9 :‬‬

‫) ‪ ( 6‬الرعد ‪. 11 :‬‬
‫) ‪ ( 7‬الرعد ‪. 13 :‬‬

‫) ‪ ( 8‬الحجر ‪. 8 :‬‬

‫) ‪ ( 9‬الحجر ‪. 60 51 :‬‬

‫]‪[146‬‬

‫السماء ملكا رسول ) ‪. ( 1‬‬

‫مريم ‪ :‬فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ) ‪. ( 2‬‬

‫الحج ‪ :‬ال يصطفي من الملئكة رسل ومن الناس ) ‪. ( 3‬‬

‫الفرقان ‪ :‬يوم يرون الملئكة ل بشرى يومئذ للمجرمين إلى قوله تعالى‬

‫ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملئكة تنزيل ) ‪. ( 4‬‬

‫الحزاب ‪ :‬فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها ) ‪. ( 5‬‬

‫سبا ‪ :‬ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملئكة أهؤلء إياكم كانوا يعبدون قالوا‬

‫سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ) ‪. ( 6‬‬

‫فاطر ‪ :‬جاعل الملئكة رسل اولي أجنحة مثنى وثلث ورباع يزيد في الخلق‬

‫ما يشاء إن ال على كل شئ قدير ) ‪. ( 7‬‬

‫الصافات ‪ :‬والصافات صفا * فالزاجرات زجرا * فالتاليات ذكرا ) ‪. ( 8‬‬

‫وقال تعالى ‪ :‬فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون * أم خلقنا الملئكة إناثا‬

‫وهم شاهدون * أل إنهم من إفكهم ليقولون ولد ال وإنهم لكاذبون * أصطفى‬

‫البنات على البنين * مالكم كيف تحكمون * أفل تذكرون * أم لكم سلطان مبين *‬
‫فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين * وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة‬

‫إنهم لمحضرون إلى قوله سبحانه وما منا إل له مقام معلوم * وإنا لنحن‬

‫الصافون * وإنا لنحن المسبحون ) ‪. ( 9‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬السراء ‪. 95 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬مريم ‪. 17 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬الحج ‪. 75 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬الفرقان ‪. 24 21 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬الحزاب ‪. 9 :‬‬

‫) ‪ ( 6‬سبأ ‪. 41 40 :‬‬

‫) ‪ ( 7‬فاطر ‪. 1 :‬‬

‫) ‪ ( 8‬الصافات ‪. 3 1 :‬‬

‫) ‪. 166 149 : ( 9‬‬

‫]‪[147‬‬

‫الزمر ‪ :‬وترى الملئكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم ) ‪. ( 1‬‬

‫السجدة ‪ :‬إن الذين قالوا ربنا ال ثم استقاموا تتنزل عليهم الملئكة أل‬

‫تخافوا ول تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحيوة‬

‫الدنيا وفي الخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها منا تدعون * نزل من‬

‫غفور رحيم ) ‪ ( 2‬وقال سبحانه ‪ :‬فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل‬
‫والنهار وهم ل يسئمون ) ‪. ( 3‬‬

‫حمعسق ‪ :‬والملئكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الرض ) ‪. ( 4‬‬

‫الزخرف ‪ :‬وجعلوا له من عباده جزءا إن النسان لكفور مبين أم اتخذ مما‬

‫يخلق بنات وأصفيكم بالبنين إلى قوله وجعلوا الملئكة الذين هم عبادالرحمن‬

‫إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون ) ‪. ( 5‬‬

‫وقال تعالى ‪ :‬ولو نشاء لجعلنا منكم ملئكة في الرض يخلفون ) ‪. ( 6‬‬

‫الذاريات ‪ :‬فالمقسمات أمرا ) ‪. ( 7‬‬

‫الحاقة ‪ :‬والملك على أرجائها ) ‪. ( 8‬‬

‫المعارج ‪ :‬تعرج الملئكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) ‪. ( 9‬‬

‫المدثر ‪ :‬عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إل ملئكة وما جعلنا عدتهم‬

‫إل فتنة للذين كفروا ) ‪. ( 10‬‬

‫المرسلت ‪ :‬والمرسلت عرفا * فالعا صفات عصفا * والناشرات نشرا *‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الزمر ‪. 75 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬السجدة ‪. 32 30 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬السجدة ‪. 38 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬الشورى ‪. 5 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬الزخرف ‪. 19 15 :‬‬
‫) ‪ ( 6‬الزخرف ‪. 60 :‬‬

‫) ‪ ( 7‬الذاريات ‪. 84 :‬‬

‫) ‪ ( 8‬الحاقة ‪. 17 :‬‬

‫) ‪ ( 9‬المعارج ‪. 4 :‬‬

‫) ‪ ( 10‬المدثر ‪. 31 30 :‬‬

‫]‪[148‬‬

‫فالفارقات فرقا * فالملقيات ذكرا * عذرا أو نذرا ) ‪. ( 1‬‬

‫النبأ ‪ :‬يوم يقوم الروح والملئكة صفا ل يتكلمون إل من أذن له الرحمن و‬

‫قال صوابا ) ‪. ( 2‬‬

‫النازعات ‪ :‬والنازعات غرقا * والناشطات نشطا * والسابحات سبحا *‬

‫فالسابقات سبقا * فالمدبرات أمرا ) ‪. ( 3‬‬

‫عبس ‪ :‬بأيدي سفرة * كرام بررة * قتل النسان ) ‪. ( 4‬‬

‫تفسير ‪ " :‬وإذ قال ربك " قد مر تفسيرها في المجلد الخامس ‪ ،‬وتدل اليات‬

‫على كثير من أحوال الملئكة ‪ " .‬قل من كان عدوا لجبريل " قال الطوسي رحمه‬

‫ال ‪ :‬روي أن ابن صوريا وجماعة من يهود فدك أتوا النبي صلى ال عليه وآله‬

‫فسألوه عن مسائل‬

‫فأجابهم ‪ ،‬فقال له ابن صوريا ‪ :‬خصلة واحدة إن قلتها آمنت بك واتبعتك ‪ :‬أي ملك‬

‫يأتيك بما أنزل ال ) ‪ ( 5‬عليك ؟ قال ‪ :‬فقال ‪ :‬جبرئيل ‪ ،‬قال ‪ :‬ذلك ) ‪ ( 6‬عدونا‬
‫وينزل‬

‫بالقتال والشدة والحرب ‪ ،‬وميكائيل ينزل باليسر والرخاء ‪ ،‬فلو كان ميكائيل هو‬

‫الذي يأتيك لمنا بك ‪ ،‬فأنزل ال هذه الية ‪ " :‬فإنه نزله على قلبك بإذن ال "‬

‫لمن تلقاء نفسه ‪ ،‬وإنما أضافه إلى قلبه لنه إذا انزل عليه كان يحفظه ويفهمه‬

‫بقلبه ‪ ،‬ومعنى قوله " بإذن ال " بأمر ال ‪ .‬وقيل ‪ :‬أراد بعلمه أو بإعلم ال إياه ما‬

‫ينزله على قلبك " مصدقا لما بين يديه " أي من الكتب موافقا لها " وهدى وبشرى‬

‫للمؤمنين " معناه كان فيما أنزله من المر بالحرب والشدة على الكافرين فإنه‬

‫هدى وبشرى للمؤمنين " من كان عدوال وملئكته ورسله " معناه من كان معاديا‬

‫ل أي يفعل فعل المعادي من المخالفة والعصيان ‪ ،‬وقيل ‪ :‬المراد معاداة أوليائه " و‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المرسلت ‪. 6 1 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬النبأ ‪. 38 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬النازعات ‪. 5 1 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬عبس ‪. 16 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬في المصدر ‪ :‬بما ينزل ال عليك ‪.‬‬


‫) ‪ ( 6‬في المصدر ‪ :‬ذاك ‪.‬‬

‫]‪[149‬‬

‫جبريل وميكال " أعاد ذكرهما لفضلهما ‪ ،‬ولن اليهود خصوهما بالذكر " فإن‬

‫ال عدو للكافرين " إنما لم يقل " لهم " لنه قد يجوز أن ينتقلوا عن العداوة‬

‫باليمان ) انتهى ( ) ‪. ( 1‬‬

‫وأقول ‪ :‬الظاهر أن التعبير بالكافرين عنهم لبيان أن هذا أيضا من موجبات‬

‫كفرهم ‪ ،‬وتدل الية على أنه تجب محبة الملئكة وأن عداوتهم كفر ‪.‬‬

‫" وقالوا لول انزل عليه ملك " قال الطبرسي رحمه ال ‪ :‬أي نشاهده فنصدقه‬

‫" ولو أنزلنا ملكا " على ما اقترحوه لما آمنوا به فاقتضت الحكمة استئصالهم وذلك‬

‫معنى قوله " لقضي المر ثم ل ينظرون " وقيل ‪ :‬معناه لو أنزلنا ملكا في صورته‬

‫لقامت الساعة أو وجب استئصالهم " ولو جعلناه ملكا " أي الرسول والذي ) ‪( 2‬‬

‫ينزل‬

‫عليه ليشهد بالرسالة كما يطلبون ذلك " لجعلناه رجل " لنهم ل يستطيعون أن‬

‫يروا الملك في صورته ‪ ،‬لن أعين الخلق تحار عن رؤية الملئكة إل بعد التجسم‬

‫بالجسام الكثيفة ‪ ،‬ولذلك كانت الملئكة تأتي النبياء في صورة النس ‪ ،‬وكان‬

‫جبرئيل عليه السلم يأتي النبي صلى ال عليه وآله في صورة دحية الكلبي وكذلك‬

‫نبا الخصم إذ‬


‫تسوروا المحراب وإتيانهم إبراهيم ولوطا في صورة الضيفان من الدميين " و‬

‫للبسنا عليهم ما يلبسون " قال الزجاج ‪ :‬كانوا هم يلبسون على ضعفتهم ) ‪ ( 3‬في‬

‫أمر‬

‫النبي صلى ال عليه وآله فيقولون ‪ :‬إنما هذا بشر مثلكم ‪ ،‬فقال ‪ ،‬لو أنزلنا ملكا‬

‫فرأوهم الملك‬

‫رجل لكان يلحقهم فيه من اللبس مثل ما لحق ضعفتهم منهم ‪ .‬وقيل ‪ :‬لو أنزلنا ملكا‬

‫لما عرفوه إل بالتفكر وهم ل يتفكرون فيبقون في اللبس الذي كانوا فيه ‪ .‬وأضاف‬

‫اللبس إلى نفسه لنه يقع عند إنزاله الملئكة ) ‪. ( 4‬‬

‫وقال رحمه ال في قوله تعالى " ويرسل عليكم حفظة " ‪ :‬أي ملئكة يحفظون‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪ 167‬نقل بالمعنى والتلخيص ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬أى لو جعلنا الرسول ملكا أو الذى ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 3‬الضعفة كالطلبة جمع " الضعيف " ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 4‬ص ‪. 276‬‬

‫]‪[150‬‬

‫أعمالكم ويحصونها عليكم ويكتبونها ‪ ،‬وفي هذا لطف للعباد لينزجروا عن المعاصي‬

‫إذا علموا أن عليهم حفظة من عندال يشهدون بها عليهم يوم القيامة " توفته "‬

‫أي‬
‫تقبض روحه " رسلنا " أي أعوان ملك الموت ‪ ،‬عن ابن عباس وغيره ‪ :‬قالوا ‪ :‬و‬

‫إنما يقبضون بأمره ‪ ( 1 ) ،‬ولذا أضاف التوفي إليه في قوله " قل يتوفيكم ملك‬

‫الموت " ‪.‬‬

‫" وهم ل يفرطون " أي ل يضيعون أو ل يغفلون ول يتوانون أو ل يعجزون )‬

‫‪.(2‬‬

‫وقال البيضاوي في قوله سبحانه " ولو ترى إذا الظالمون " ‪ :‬حذف مفعوله‬

‫لدللة الظرف عليه ‪ ،‬أي ولو ترى الظالمين " في غمرات الموت " أي في‬

‫شدائده ‪ ،‬من‬

‫" غمره الماء " إذا غشيه " والملئكة باسطوا أيديهم " بقبض أرواحهم‬

‫كالمتقاضي الملظ ) ‪( 3‬‬

‫أو بالعذاب " أخرجوا أنفسكم " أي يقولون لهم ‪ :‬أخرجوها إلينا من أجسادكم‬

‫تغليظا وتعنيفا عليهم ‪ ،‬أو أخرجوها من العذاب وخلصوها من أيدينا " اليوم " يريد‬

‫به وقت الماتة أو الوقت الممتد من الماتة إلى مالنهاية له " تجزون عذاب الهون‬

‫"‬

‫أي الهوان يريد العذاب المتضمن لشدة وإهانة ) ‪ ) ( 4‬انتهى ( ‪.‬‬

‫" له معقبات " قال الطبرسي رحمه ال ‪ :‬اختلف في الضمير الذي في " له "‬
‫على وجوه ‪:‬‬

‫أحدها ‪ :‬أنه يعود إلى " من " في قوله " من أسر القول ومن جهر به " ‪.‬‬

‫والخر ‪ :‬أنه يعود إلى اسم ال تعالى وهو عالم الغيب والشهادة ‪.‬‬

‫وثالثها ‪ :‬أنه يعود إلى النبي صلى ال عليه وآله في قوله " إنما أنت منذر "‬

‫واختلف‬

‫في المعقبات على أقوال ‪:‬‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 150‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 158‬سطر ‪18‬‬

‫أحدها ‪ :‬أنها الملئكة يتعاقبون تعقب ملئكة الليل ملئكة النهار‬

‫وملئكة النهار ملئكة الليل ‪ ،‬وهم الحفظة يحفظون على العبد عمله ‪ ،‬وقال‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬وانما يقبضون الرواح بامره ولذلك ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 2‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 4‬ص ‪. 313‬‬

‫) ‪ ( 3‬أى الملزم الملح ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬انوار التنزيل ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 391‬‬

‫]‪[151‬‬
‫الحسن ‪ :‬هم أربعة أملك يجتمعون عند صلوة الفجر ‪ ،‬وهو معنى قوله " إن قرآن‬

‫الفجر كان مشهودا " وقد روي ذلك أيضا عن أئمتنا عليهم السلم ‪.‬‬

‫والثانى ‪ :‬أنهم ملئكة يحفظونه من المهالك حتى ينتهوا به إلى المقادير‬

‫فيحولون ) ‪ ( 1‬بينه وبين المقادير ‪ ،‬عن علي عليه السلم ‪ .‬وقيل ‪ :‬هم عشرة‬

‫أملك على‬

‫كل آدمي يحفظونه من بين يديه ومن خلفه " يحفظونه من أمر ال " أي يطوفون‬

‫به كما يطوف الملك الموكل بالحفظ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬يحفظون ما تقدم من عمله وما تأخر‬

‫إلى أن يموت فيكتبونه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬يحفظونه من وجوه المهالك والمعاطب ‪ ،‬ومن‬

‫الجن والنس والهوام ‪ ،‬وقال ابن عباس ‪ :‬يحفظونه مما لم يقدر نزوله فإذا‬

‫جاء المقدر بطل الحفظ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬من أمر ال أي بأمر ال ‪ ،‬وقيل ‪ :‬يحفظونه عن‬

‫خلق ال ‪ ،‬فتكون من بمعنى عن ‪ ،‬قال كعب ‪ :‬لول أن ال وكل بكم ملئكته‬

‫يذبون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم ليخطفنكم الجن ) ‪ ) ( 2‬انتهى ( ‪.‬‬

‫وقال الرازي في تفسيره ‪ :‬روي أنه قيل ‪ :‬يا رسول ال ! اخبرني عن العبد‬

‫كم معه من ملك ؟ فقال عليه السلم ‪ :‬ملك عن يمينك للحسنات ) ‪ ( 3‬هو أمين على‬

‫الذي‬

‫على الشمال ‪ ،‬فإذا عملت حسنة كتب عشرا ‪ ،‬وإذا عملت سيئة قال الذي على‬

‫الشمال‬

‫لصاحب اليمين ‪ :‬اكتب ‪ ،‬قال ‪ :‬ل لعله يتوب ‪ ،‬فاذا قال ثلثا قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬أكتب‬
‫أراحنا ال منه فبئس القرين ‪ ،‬ما أقل مراقبته ل واستحياءه منا ! فهو ) ‪ ( 4‬قوله‬

‫تعالى " له معقبات من بين يديه ومن خلفه " وملك قابض على ناصيتك ‪ ،‬فإذا‬

‫تواضعت‬

‫لربك رفعك ‪ ،‬وإن تجبرت قصمك ‪ ،‬وملكان على شفتيك يحفظان عليك الصلوة‬

‫وملك ) ‪ ( 5‬على فيك ل يدع أن تدخل الحية في فيك ‪ ،‬وملك ) ‪ ( 6‬على عينيك‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬فيحيلون ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 6‬ص ‪. 281 280‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬يكتب الحسنات ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 4‬وملكان من بين يديك ومن خلفك فهو قوله تعالى ‪. .‬‬

‫) ‪ : ( 5‬الصلوة على ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 6‬وملكان ‪.‬‬

‫]‪[152‬‬

‫فهؤلء عشرة أملك على كل آدمي ‪ ،‬ملئكة الليل ) ‪ ( 1‬وملئكة النهار ‪ ،‬فهم‬

‫عشرون ملكا على كل آدمي ‪.‬‬

‫ثم قال ‪ :‬فإن قيل ‪ :‬ما الفائدة في جعل هؤلء الملئكة موكلين علينا ؟ قلنا ‪:‬‬

‫اعلم أن هذا الكلم غير مستبعد ‪ ،‬وذلك لن المنجمين اتفقوا على أن التدبير في‬

‫كل يوم لكوكب على حدة ‪ ،‬وكذا القول في كل ليلة ‪ ،‬ول شك أن تلك‬

‫الكواكب لها أرواح عندهم ‪ ،‬فتلك التدبيرات المختلفة في الحقيقة لتلك الرواح‬
‫وأما أصحاب الطلسمات فهذا الكلم مشهور في ألسنتهم ‪ ،‬ولذلك فإنهم ) ‪( 2‬‬

‫يقولون‬

‫أخبرني طبائع التام ) ‪ ، ( 3‬ومرادهم بالطبائع التام أن لكل إنسان روحا فلكية‬

‫تتولى إصلح مهماته ورفع ) ‪ ( 4‬بلياته وآفاته ‪ ،‬وإذا كان هذا متفقا عليه بين‬

‫قدماء الفلسفه وأصحاب الحكام فكيف يستبعد مجيئه من الشرع ؟ وتمام التحقيق‬

‫فيه أن الرواح البشرية مختلفة في جواهرها وطبائعها ‪ ،‬فبعضها خيرة وبعضها‬

‫شريرة ‪ ،‬وبعضها قوية القهر والسلطان وبعضها سخيفة ) ‪ ، ( 5‬وكما أن المر في‬

‫الرواح البشرية كذلك ) ‪ ( 6‬المر في الرواح الفلكية ‪ ،‬لكنه ل شك أن‬

‫الرواح الفلكية في كل باب وصفة أفوى من الرواح البشرية ‪ ،‬فكل طائفة من‬

‫الرواح تكون مشاركة ) ‪ ( 7‬في طبيعة خاصة وصفة مخصوصة ‪ ،‬فإنها تكون في‬

‫مرتبة‬

‫روح من الرواح الفلكية ‪ ،‬مشاكلة لها في الطبيعة والخاصية ‪ ،‬وتكون تلك‬

‫الرواح البشرية كأنها أولد لذلك الروح الفلكي ‪ ،‬ومتى كان المر كذلك فان‬

‫ذلك الروح الفلكي يكون معينا لها على مهماتها ‪ ،‬ومرشدا لها إلى مصالحها ‪،‬‬

‫وعاصما‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬تبدل ملئكة الليل بملئكة النهار ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬كذا في النسخ ‪ ،‬وفي المصدر " تراهم يقولون ‪: " . .‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬الطبائع التام ‪.‬‬


‫) ‪ : ( 4‬ودفع ‪. .‬‬

‫) ‪ : ( 5‬ضعيفة ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 6‬فكذا المر ‪.‬‬

‫) ‪ ( 7‬في المصدر وبعض النسخ ‪ :‬متشاركة ‪.‬‬

‫]‪[153‬‬

‫لها من صنوف الفات ‪ ،‬فهذا كلم ذكره محققوا الفلسفة ‪ ،‬وإذا كان المر كذلك‬

‫علمنا أن الذي وردت به الشريعة أمر معقول مقبول عند الكل ‪ ،‬فكيف يمكن‬

‫استنكاره من الشريعة ؟‬

‫فان قيل ) ‪ : ( 1‬ما الفائدة في اختصاص هؤلء الملئكة مع بني آدم وتسليطهم‬

‫عليهم ؟‬

‫قلنا ‪ :‬فيه وجوه ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬أن الشياطين يدعون إلى الشرور والمعاصي ‪ ،‬وهؤلء الملئكة يدعون‬

‫إلى الخيرات والطاعات ‪.‬‬

‫الثانى ‪ :‬قال مجاهد ‪ :‬ما من عبد إل ومعه ملك موكل يحفظه من الجن‬

‫والنس والهوام في نومه ويقظته ‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬أنا نرى أن النسان قد يقع في قلبه داع قوي من غير سبب ‪ ،‬ثم‬

‫يظهر بالخرة أن وقوع تلك الداعية في قلبه كان سببا من أسباب مصلحته ) ‪ ( 2‬و‬

‫خيراته ‪ ،‬وقد ينكشف أيصا بالخرة أنه كان سببا لوقوعه في آفة أو معصية‬
‫ومفسدة‬

‫فظهر أن الداعي إلى المر الول كان مريدا للخير والراحة ‪ ،‬وإلى المر الثاني‬

‫كان مريدا للفساد والمحنة ‪ ،‬والول هو الملك الهادي ‪ ،‬والثاني هو الشيطان‬

‫المغوي ‪.‬‬

‫الرابع ‪ :‬أن النسان إذا علم أن الملئكة تحصي عليه أعماله كان إلى الحذر‬

‫من المعاصي أفرب ‪ ،‬لن من آمن يعتقد جللة الملئكة وعلو مراتبهم ‪ ،‬فإذا حاول‬

‫القدام على معصية واعتقد أنهم يشاهدونها زجره الحياء منهم عن القدام عليها‬

‫كما يزجره إذا حضر ) ‪ ( 3‬من يعظمه من البشر ‪ ،‬وإذا علم أن الملئكة ) ‪( 4‬‬

‫يكتبونها‬

‫كان الردع أكمل ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬ثم في اختصاص هؤلء الملئكة وتسلطهم على‬

‫بنى آدم فوائد كثيرة‬

‫سوى التى مرذكرها من قبل ‪ .‬الول ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬مصالحة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬كما يزجره عنها اذا حضره ‪. .‬‬

‫) ‪ : ( 4‬واذا علم ان الملئكة تحصى عليه العمال كان ذلك أيضا رادعا له‬

‫عنها ‪ ،‬وإذا علم أن الملئكة يكتبونها ‪. .‬‬

‫]‪[154‬‬
‫فان قيل ) ‪ : ( 1‬ما الفائدة في كتب أعمال العباد ؟‬

‫قلنا ‪ :‬ههنا مقامان ) ‪: ( 2‬‬

‫المقام الول ‪ :‬أن تفسير الكتبة بالمعنى المشهور من الكتب ‪ .‬قال المتكلمون ‪:‬‬

‫الفائدة في تلك الصحف وزنها ‪ ،‬فإن رجحت كفة الطاعات ظهر للخلئق أنه من‬

‫أهل الجنة وبالضد ) ‪ ، ( 3‬قال القاضي ‪ :‬هذا يبعد ) ‪ ، ( 4‬لن الدلة قد دلت على‬

‫أن كل أحد قبل مماته عند المعاينة يعلم أنه من السعداء أو من الشقياء ‪ ،‬فل يجوز‬

‫توقيف حصول تلك المعرفة على الميزان ‪ .‬ثم أجاب ) ‪ ( 5‬وقال ‪ :‬ل يمتنع مارويناه‬

‫لمر يرجع إلى حصول سروره عند الخلق العظيم أنه من أولياء ال في الجنة و‬

‫بالضد من ذلك في أعداء ال ‪.‬‬

‫والمقام الثانى ‪ :‬وهو قول حكماء السلم أن الكتبة ) ‪ ( 6‬عبارة عن نقوش‬

‫مخصوصة وضعت بالصطلح لتعريف ) ‪ ( 7‬بعض المعاني المخصوصة ‪ ،‬فلو‬

‫قدرنا تلك‬

‫النقوش دالة على تلك المعاني لعيانها وذواتها كانت تلك الكتبة أقوى وأكمل‬

‫إذا ثبت هذا فنقول ‪ :‬إن النسان إذا أتى بعمل من العمال مرات وكرات كثيرة‬

‫متوالية حصلت في نفسه بسبب تكرارها ) ‪ ( 8‬ملكة قوية راسخة ‪ ،‬فإن كانت تلك‬

‫الملكة‬

‫نافعة ) ‪ ( 9‬في السعادات الروحانية عظم ابتهاجه بها بعد الموت ‪ ،‬وإن كانت تلك‬

‫الملكة‬
‫ضارة في الحوال الروحانية عظم تضرره بها بعد الموت ‪ ،‬إذا ثبت هذا فنقول ‪ :‬إن‬

‫التكرير الكثير لما كان سببا لحصول تلك الملكة الراسخة كان لكل واحد من‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬السؤال الخامس ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 2‬مقامات ‪ :‬الول ‪. .‬‬

‫) ‪ : ( 3‬وإن كان بالضد فبالضد ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 4‬بعيد ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 5‬ثم اجاب القاضى عن هذا الكلم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 6‬كذا في النسخ ‪ ،‬وفي المصدر ‪ :‬أن الكتابة ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 7‬في المصدر ‪ :‬لتعريف المعانى ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 8‬وبعض النسخ ‪ :‬تكررها ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 9‬سارة بالعمال النافعة ‪.‬‬

‫]‪[155‬‬

‫تلك العمال المتكررة أثر في حصول تلك الملكة الراسخة ‪ ،‬وذلك الثر وإن كان‬

‫غير محسوس إل أنه حاصل في الحقيقة ‪ ،‬وإذا عرفت هذا ظهر أنه ل يحصل‬

‫للنسان‬

‫لمحة ول حركة ول سكون إل ويحصل منه في جوهر نفسه أثر من آثار السعادة أو‬

‫أثر من آثار الشقاوة قل أو كثر ‪ ،‬فهذا هو المراد من كتبة العمال عند هؤلء وال‬

‫العالم بحقائق المور ) ‪ ) ( 1‬انتهى ( ‪.‬‬


‫وإنما نقلنا كلمه لتطلع على تحريفات الفلسفة وتأويلتهم لليات و‬

‫الخبار من غير ضرورة سوى الستبعادات الوهمية وعدم العتناء بكلم صاحب‬

‫الشريعة ‪.‬‬

‫" ويوم يحشرهم جميعا " أي العابدين لغير ال والمعبودين " أهؤلء إياكم‬

‫كانوا يعبدون " على النكار ليعترفوا بخلفه " قالوا سبحانك " أي تنزيها لك عن‬

‫أن يعبد سواك " أنت ولينا " أي ناصرنا وأولى بنا من دونهم ‪ ،‬أي من دون هؤلء‬

‫الكفار وما كنا نرضى بعبادتهم إيانا " بل كانوا يعبدون الجن " أي إبليس و‬

‫ذريته حيث أطاعوهم فيما دعوهم إليه من عبادة الملئكة وغيرهم " أكثرهم بهم‬

‫مؤمنون " مصدقون بالشياطين مطيعون لهم ‪.‬‬

‫" جاعل الملئكة رسل " قال الطبرسي رحمه ال ‪ :‬أي إلى النبياء بالرسالت‬

‫والوحي " اولي أجنحة " جعلهم كذلك ليتمكنوا بها من العروج إلى السماء ومن‬

‫النزول إلى الرض فمنهم من له جناحان ومنهم من له ثلثة أجنحة ومنهم من له‬

‫أربعة‬

‫أجنحة ‪ ،‬عن قتادة وقال " يزيد فيها ما يشاء " وهو قوله " يزيد في الخلق ما‬

‫يشاء " قال‬

‫ابن عباس ‪ :‬رأى رسول ال جبرئيل ليلة المعراج وله ستمائة جناح ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أراد‬

‫بقوله " يزيد في الخلق ما يشاء " حسن الصوت ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو الملحة في‬

‫العينين ‪ ،‬و‬
‫عن النبي صلى ال عليه وآله قال ‪ :‬هو الوجه الحسن ‪ ،‬والصوت الحسن ‪ ،‬والشعر‬

‫الحسن ) ‪. ( 2‬‬

‫وقال الرازي ‪ :‬أقل ما يكون لذي الجناح أن يكون له جناحان ‪ ،‬وما بعدهما‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 277 275‬‬

‫) ‪ ( 2‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 8‬ص ‪. 400‬‬

‫]‪[156‬‬

‫زيادة ‪ .‬وقال قوم فيه ‪ :‬إن الجناح إشارة إلى الجهة ‪ ،‬وبيانه هو أن ال ليس فوقه‬

‫شئ وكل شئ فهو تحت قدرته ونعمته ‪ ،‬والملئكة لهم وجه إلى ال يأخذون منه‬

‫نعمه ويعطون من دونهم ما أخذوا بإذن ال ‪ ،‬كما قال تعالى " نزل به الروح المين‬

‫على قلبك " وقوله " علمه شديد القوى " وقال تعالى في حقهم " فالمدبرات أمرا‬

‫"‬

‫فهما جناحان ‪ ،‬وفيهم من يفعل الخير بواسطة ‪ ،‬وفيهم من يفعله ل بواسطة ‪،‬‬

‫فالفاعل‬

‫بواسطة فيه ثلث جهات ‪ ،‬وفيهم من له أربع جهات وأكثر ‪ ،‬والظاهر ما ذكرناه‬

‫أول ‪ ،‬وهو الذي عليه إطباق المفسرين ) ‪. ( 1‬‬

‫وقال في قوله تعالى " والصافات صفا اليات " هذه الشياء الثلثة‬

‫المقسم بها يحتمل أن تكون صفات ثلثة لموصوف واحد ‪ ،‬ويحتمل أن تكون أشياء‬
‫ثلثة متبائنة ‪ ،‬أما على التقدير الول ففيه وجوه ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬أنها صفات الملئكة ‪ ،‬وتقريره أن الملئكة يقفون صفوفا إما في‬

‫السماوات لداء العبادات كما أخبر ال تعالى عنهم أنهم قالوا " وإنا لنحن الصافون‬

‫"‬

‫وقيل ‪ :‬إنهم يصفون أجنحتهم في الهواء ويقفون منتظرين وصول أمر ال إليهم ‪ ،‬و‬

‫يحتمل أيضا أن يقال ‪ :‬معنى كونهم صفوفا أن لكل واحد منهم مرتبة ودرجة معينة‬

‫في الشرف والفضيلة ‪ ،‬أو في الذات والعلية ) ‪ ( 2‬وتلك الدرجات المترتبة باقية‬

‫غير‬

‫متغيرة ‪ ،‬وذلك نسبة ) ‪ ( 3‬الصفوف ‪ .‬وأما قوله تعالى " فالزاجرات زجرا " فقال‬

‫الليث ‪ :‬زجرت البعير أزجره زجرا إذا حثثته ليمضي ‪ ،‬وزجرت فلنا عن سوء‬

‫فانزجر‬

‫أي نهيته فانتهى ‪ ،‬فعلى هذا الزجر للبعير كالحث وللنسان كالنهي ‪ ،‬فنقول ‪ :‬في‬

‫وصف الملئكة بالزجر وجوه ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬قال ابن عباس ‪ :‬يريد الملئكة التي وكلوا بالسحاب يزجرونها‬

‫بمعنى أنهم يأتون بها من موضع إلى موضع ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 7‬ص ‪. 30‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬والغلبة ‪.‬‬


‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬يشبه الصفوف ‪.‬‬

‫]‪[157‬‬

‫الثانى ‪ :‬المراد منه أن الملئكة لهم تأثيرات في قلوب بني آدم على سبيل‬

‫اللهامات ‪ ،‬فهم يزجرونهم عن المعاصي زجرا ‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬لعل الملئكة أيضا يزجرون الشياطين عن التعرض لبني آدم بالشر ) ‪( 1‬‬

‫واليذاء‬

‫وأقول ‪ :‬قد ثبت في العلوم العقلية أن الموجودات على ثلثة أقسام ‪ :‬مؤثر ل يقبل‬

‫الثر وهو ال سبحانه وهو أشرف الموجودات ‪ ،‬ومتأثر ل يؤثر ‪ ،‬وهو عالم‬

‫الجسام وهو‬

‫أخس الموجودات ‪ ،‬وموجود يؤثر في شئ ويتأثر عن شئ آخر وهو عالم الرواح ‪،‬‬

‫و‬

‫ذلك لنها تقبل الثر عن عالم كبرياء ال ثم إنها تؤثر في عالم الجسام ‪ .‬واعلم‬

‫أن الجهة التي باعتبارها تقبل الثر من عالم كبرياء ال غير الجهة التي باعتبارها‬

‫تستولي على عالم الجسام وتقدر على التصرف فيها ‪ ،‬وقوله " فالتاليات ذكرا "‬

‫إشارة إلى الشرف من الجهة التي بإعتبارها يقوى على التأثير في عالم الجسام‬

‫إذا عرفت هذا فقوله " والصافات صفا " إشارة إلى وقوفها صفا صفا في مقام‬

‫العبودية والطاعة والخضوع والخشوع ‪ ،‬وهو الجهة التي باعتبارها تقبل تلك‬

‫الجواهر القدسية أصناف النوار اللهية والكمالت الصمدية ‪ ،‬وقوله تعالى‬


‫" فالزاجرات زجرا " إشارة إلى تأثير الجواهر الملكية في تنوير الرواح‬

‫القدسية البشرية ‪ ،‬وإخراجها من القوة إلى الفعل ‪ ،‬وذلك أنه ) ‪ ( 1‬كالقطرة‬

‫بالنسبة إلى البحر ‪ ،‬وكالشعلة بالنسبة إلى الشمس ‪ ،‬وأن هذه الرواح‬

‫البشرية إنما تنتقل من القوة إلى الفعل في المعارف اللهية والكمالت‬

‫الروحانية بتأثيرات جواهر الملئكة ‪ ،‬ونظيرة قوله تعالى ‪ " :‬ينزل الملئكة بالروح‬

‫من أمره على من يشاء من عباده " ) ‪ ( 3‬وقوله " نزل به الروح المين على قلبك‬

‫)‪"(4‬و‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في بعض النسخ ‪ :‬بالشرك واليذاء ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬لما ثبت ان هذه الرواح النطقية البشرية بالنسبة إلى أرواح‬

‫الملئكة‬

‫كالقطرة ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 3‬النحل ‪. 2 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬الشعراء ‪. 193 :‬‬

‫]‪[158‬‬

‫قوله " فالملقيات ذكرا ) ‪. ( 1‬‬

‫إذا عرفت هذا فنقول ‪ :‬في هذه الية دقيقة اخرى ‪ ،‬وهي أن الكمال المطلق‬

‫للشئ إنما يحصل إذا كان تاما وفوق التام ‪ ،‬والمراد بكونه تاما أن تحصل الكمالت‬
‫اللئقة به حصول بالفعل ‪ ،‬والمراد بكونه فوق التام أن يفيض منه أصناف الكمالت‬

‫والنوالت ) ‪ ( 2‬على غيره ‪ ،‬ومن المعلوم أن كونه كامل في ذاته مقدم على كونه‬

‫مكمل‬

‫لغيره ‪ ،‬إذا عرفت هذا فقوله " والصافات صفا " إشارة إلى استكمال جواهر‬

‫الملئكة‬

‫في ذواتها وقت وقوفها في مواقف العبودية وصفوف الخدمة والطاعة ‪ ،‬وقوله‬

‫تعالى ‪:‬‬

‫" فالزاجرات زجرا " إشارة إلى كيفية تأثيراتها في إزالة مال ينبغي عن جواهر‬

‫الرواح البشرية ‪ ،‬وقوله تعالى ‪ :‬فالتاليات ذكرا " إشارة إلى كيفية تأثيراتها في‬

‫إفاضة الجليا القدسية والنوار اللهية على النوار ) ‪ ( 3‬الناطقة البشرية ‪ ،‬فهذه‬

‫مناسب عقلية واعتبارات دقيقة ) ‪ ( 4‬تنطبق عليها هذه اللفاظ الثلثة ‪.‬‬

‫الثانى ‪ :‬أن تحمل هذه الصفات على النفوس البشرية الطاهرة المقدسة‬

‫المقبلة على عبودية ال تعالى الذين هم ملئكة الرض ‪ ،‬وبيانه من وجهين ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬أن قوله ‪ " :‬والصافات صفا " المراد به الصفوف الحاصلة عند أداء‬

‫الصلة بالجماعة ‪ ،‬وقوله ‪ " :‬فالزاجرات زجرا " إشارة إلى قراءة " أعوذ بال‬

‫من‬

‫الشيطان الرجيم " كأنهم بسبب قراءة هذه الكلمة يزجرون الشياطين عن إلقاء‬

‫الوساوس في قلوبهم في أثناء الصلة ‪ ،‬وقوله ‪ " :‬فالتاليات ذكرا " إشارة إلى‬
‫قراءة‬

‫القرآن في الصلة ‪ ،‬وقيل ‪ ( 5 ) :‬إلى رفع الصوت بالقراءة كأنه يزجر الشيطان‬

‫بواسطة‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 158‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 166‬سطر ‪18‬‬

‫رفع الصوت ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المرسلت ‪. 5 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬والسعادات ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 3‬الرواح ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 4‬حقيقية ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 5‬فالزاجرات زجرا اشارة إلى ‪. .‬‬

‫]‪[159‬‬

‫والوجه الثاني أن المراد بالول الصفوف الحاصلة من العلماء المحقين‬

‫الذين يدعون إلى دين ال تعالى ‪ ،‬وبالثاني اشتغالهم بالزجر عن الشبهات‬

‫والشهوات‬
‫وبالثالث اشتغالهم بالدعوة إلى دين ال والترغيب في العمل بشرائع ال ‪.‬‬

‫الوجه الثالث ‪ :‬أن نحملها على أحوال الغزاة والمجاهدين في سبيل ال ‪ ،‬فالمراد‬

‫بالول صفوف القتال كقوله ) ‪ ( 1‬تعالى ‪ " :‬إن ال يحب الذين يقاتلون في سبيله‬

‫صفا ) ‪ " ( 2‬وبالثاني رفع الصوت بزجر الخيل ‪ ،‬وبالثالث اشتغالهم وقت شروعهم‬

‫في‬

‫محاربة العدو بقراءة القرآن وذكر ال بالتهليل والتقديس ‪.‬‬

‫والوجه الرابع ‪ :‬أن نجعلها صفات ليات القرآن ‪ ،‬فالول المراد به كونها أنواعا‬

‫مختلفة بعضها في دلئل التوحيد ‪ ،‬وبعضها في بيان التكاليف والحكام ‪ ،‬وبعضها‬

‫في‬

‫تعليم الخلق الفاضلة ‪ ،‬وهذه اليات مترتبة ) ‪ ( 3‬ترتيبا ل يتغير ول يتبدل ‪ ،‬فهي‬

‫تشبه أشخاصا واقفين في صفوف معينة ‪ ،‬وبالثاني اليات الزاجرة عن الفعال‬

‫المنكرة ‪ ،‬وبالثالث اليات الدالة على وجوب القدام على أعمال البر والخير ‪ ،‬و‬

‫وصف اليات بكونها تالية على قانون ما يقال شعر شاعر وكلم قائل ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬

‫" إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) ‪ " ( 4‬وأما الحتمال الثاني هو أن يكون‬

‫المراد‬

‫بهده الثلثة أشياء متغايرة ‪ ،‬فقيل المراد بقوله " والصافات صفا " الطير من قوله‬

‫تعالى‬

‫" والطير صافات ) ‪ " ( 5‬والزاجرات كل ما زجر عن معاصي ال ‪ ،‬والتاليات كل ما‬


‫يتلى من كتاب ال ‪.‬‬

‫وأقول ‪ :‬فيه وجه آخر ‪ ،‬وهو أن مخلوقات ال إما جسمانية وإما‬

‫روحانية ‪ ،‬أما الجسمانية فإنها مترتبة ) ‪ ( 6‬على طبقات ودرجات ل يتغير البتة‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬لقوله تعالى ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬سورة الصف ‪. 3 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬مرتبة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬السراء ‪. 9 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬النور ‪. 41 :‬‬

‫) ‪ ( 6‬في المصدر ‪ :‬مرتبة ‪.‬‬

‫]‪[160‬‬

‫فالرض وسط العالم وهي محفوفة بكرة الماء ‪ ،‬والماء محفوف بالهواء ‪ ،‬والهواء‬

‫بالنار ‪ ،‬ثم‬

‫هذه الربعة بكرات الفلك إلى آخر العالم الجسماني ‪ ،‬فهذه الجسام كأنها‬

‫صفوف واقفة على عتبة جلل ال تعالى ‪ ،‬وأما الجواهر الروحانية الملكية فهي‬

‫على اختلف درجاتها وتباين صفاتها مشتركة في صفتين ‪ :‬أحدهما التأثير في عالم‬

‫الجسام بالتحريك والتصرف ) ‪ ( 1‬وإليه الشارة بقوله " فالزاجرات زجرا " فانا‬

‫بينا أن المراد من هذا الزجر السوق والتحريك ‪ ،‬والثاني الدراك والمعرفة‬


‫والستغراق في معرفة ال والثناء عليه ‪ ،‬وإليه الشارة بقوله تعالى " فالتاليات‬

‫ذكرا "‬

‫ولما كان الجسم أدنى منزلة من الرواح المشتغلة بالتصرف في الجسمانيات وهي‬

‫أدون منزلة من الرواح المستغرقة في معرفة جلل ال المقبلة على تسبيح ال كما‬

‫قال " ومن عنده ل يستكبرون عن عبادته " ) ‪ ( 2‬لجرم بدأ في المرتبة الولى‬

‫بذكر‬

‫الجسام ‪ ،‬ثم ذكر الرواح المدبرة لجسام هذا العالم ‪ ،‬ثم ذكرا على الدرجات‬

‫وهي الرواح المقدسة المتوجهة بكليتها إلى معرفة جلل ال والستغراق في الثناء‬

‫عليه ‪ ،‬فهذه احتمالت خطرت بالبال ‪ ،‬والعالم بأسرار كلم ال ليس إل ال ) ‪. ( 3‬‬

‫" فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون " قال البيضاوي ‪ :‬أمر باستفتائهم حيث‬

‫جعلوا ل البنات ولنفسهم البنين في قولهم الملئكة بنات ال ‪ ،‬وهؤلء زادوا على‬

‫الشرك ضللت اخرى ‪ :‬التجسيم وتجويز الفناء على ال ‪ ،‬فإن الولدة مخصوصة‬

‫بالجسام الكائنة الفاسدة ‪ ،‬وتفضيل أنفسهم عليه على وجه القسمة حيث جعلوا‬

‫أوضع‬

‫الجنسين له ‪ ،‬وأرفعهما لهم ‪ ،‬واستهانتهم بالملئكة حيث أنثوهم ‪ ،‬ولذلك كرر‬

‫ال إنكار ذلك وإبطاله في كتابه مرارا ‪ ،‬وجعله مما يكاد السماوات يتفطرن منه و‬

‫تنشق الرض وتخر الجبال هذا ‪ ،‬والنكار ههنا مقصور على الخيرين لختصاص‬
‫هذه الطائفة بهما ‪ ،‬ولن فسادهما مما تدركه العامة بمقتضى طباعهم ‪ ،‬حيث جعل‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬والتصريف ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬النبياء ‪. 19 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 7‬ص ‪. 125 122‬‬

‫]‪[161‬‬

‫المعادل اللستفهام على التفسيم " أم خلقنا الملئكة إناثا وهم شاهدون " وإنما‬

‫خص‬

‫علم المشاهدة لن أمثال ذلك ل تعلم إل به ‪ ،‬فإن النوثة ليست من لوازم ذاتهم‬

‫ليمكن معرفته بالعقل الصرف ‪ ،‬مع ما فيه من الستهزاء والشعار بأنهم لفرط‬

‫جهلهم ينبؤون به كأنهم قد شاهدوا خلقهم " أل إنهم من إفكهم ليقولون ولد ال "‬

‫لعدم ما يقتضيه وقيام ما ينفيه " وإنهم لكاذبون " فيما يتدينون به " أصطفى‬

‫البنات‬

‫على البنين " استفهام إنكار واستبعاد ‪ ،‬والصطفاء أخذ صفوة الشئ " ما لكم كيف‬

‫تحكمون " بما ل يرتضيه عقل " أفل تذكرون " أنه منزه عن ذلك " أم لكم سلطان‬

‫مبين " حجة واضحة نزلت عليكم من السماء بأن الملئكة بناته " فأتوا بكتابكم "‬

‫الذي انزل عليكم " إن كنتم صادقين " في دعواكم " وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا‬
‫"‬

‫يعني الملئكة ‪ ،‬ذكرهم باسم جنسهم وضعا منهم أن يبلغوا هذه المرتبة ‪ ،‬وقيل قالوا‬

‫‪:‬‬

‫إن ال صاهر الجن فخرجت الملئكة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬قالوا ال والشيطان أخوان " ولقد‬

‫علمت الجنة أنهم " أن الكفرة أو النس أو الجنة إن فسرت بغير الملئكة‬

‫" لمحضرون " في العذاب " وما منا إلله مقام معلوم " حكاية اعتراف الملئكة‬

‫بالعبودية بالرد ) ‪ ( 1‬على عبدتهم ‪ ،‬والمعنى ‪ :‬وما منا أحد إل له مقام معلوم في‬

‫المعرفة والعبادة والنتهاء إلى أمر ال تعالى في تدبير العالم " وإنا لنحن الصافون‬

‫"‬

‫في أداء الطاعة ومنازل الخدمة " وإنا لنحن المسبحون " المنزهون ال ) ‪ ( 2‬عما‬

‫ل‬

‫يليق به ‪ ،‬ولعل الول إشارة إلى درجاتهم في الطاعة وهذا في المعارف ) ‪. ( 3‬‬

‫وقال الطبرسي رحمه ال " وما منا إل له مقام معلوم " هذا قوله جبرئيل‬

‫للنبي صلى ال عليه وآله وقيل ‪ :‬إنه قول الملئكة ‪ ،‬وفيه مضمر أي ‪ :‬وما منا‬

‫معشر الملئكة‬

‫ملك إل وله مقام معلوم في السماوات يعبد ال فيه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬معناه أنه ل يتجاوز ما‬

‫امر به ورتب له ‪ ،‬كما ل يتجاوز صاحب المقام مقامه الذي حد له ‪ ،‬فكيف يجوز‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬للرد ‪.‬‬


‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬انوار التنزيل " ج ‪ ، 2‬ص ‪. 336 334‬‬

‫]‪[162‬‬

‫له أن يعبد من هو بهذه الصفة وهو عبد مربوب ؟ " وإنا لنحن الصافون " حول‬

‫العرش ننتظر المر والنهي من ال تعالى ‪ ،‬وقيل ‪ :‬القائمون صفوفا في الصلوة ‪.‬‬

‫قال‬

‫الكلبي ‪ :‬صفوف الملئكة في السماء كصفوف أهل الدنيا في الرض ‪ ،‬وقال الجبائي‬

‫صافون بأجنحتنا في الهواء للعبادة والتسبيح " وإنا لنحن المسبحون " أي‬

‫المصلون‬

‫المنزهون الرب عما ل يليق به ‪ ،‬ومنه قيل ‪ :‬فرغت من سبحتي أي من صلوتي ‪ ،‬و‬

‫ذلك لما في الصلوة من تسبيح ال وتعظيمه ‪ ،‬والمسبحون القائلون سبحان ال على‬

‫وجه‬

‫التعظيم ل ) ‪. ( 1‬‬

‫وقال في قوله تعالى " وترى الملئكة حافين من حول العرش " معناه ومن‬

‫عجائب امور الخرة أنك ترى الملئكة محدقين بالعرش يطوفون حوله " يسبحون‬

‫بحمد ربهم " أي ينزهون ال تعالى عما ل يليق به ويذكرونه بصفاته التي هو‬
‫عليها‬

‫وقيل ‪ :‬يحمدون ال تعالى حيث دخل الموحدون الجنة ) ‪. ( 2‬‬

‫وفي قوله " تتنزل عليهم الملئكة " ‪ :‬يعني عند الموت ‪ ،‬روي ذلك عن أبي ‪-‬‬

‫عبدال عليه السلم وقيل ‪ :‬تستقبلهم الملئكة إذا خرجوا من قبورهم في الموقف‬

‫بالبشارة‬

‫من ال تعالى ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إن البشرى تكون في ثلثة مواطن ‪ :‬عند الموت ‪ ،‬وفي القبر‬

‫وعند البعث ‪ " .‬نحن أولياؤكم " أي نحن معاشر الملئكة أنصاركم وأحباؤكم‬

‫" في الحيوة الدنيا " نتولى إيصال الخيرات إليكم من قبل ال تعالى " وفي الخرة‬

‫"‬

‫نتولكم بأنواع الكرام والمثوبة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬نحن أولياؤكم في الحيوة الدنيا أي‬

‫نحن نحرسكم في الدنيا وعند الموت وفي الخرة عن أبي جعفر عليه السلم ) ‪. ( 3‬‬

‫وقال الرازي في قوله تعالى " نحن أولياؤكم الية " ‪ :‬هذا في مقابلة‬

‫ما ذكره في وعيد الكفار حيث قال " وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم " ) ‪ ( 4‬ومعنى‬

‫كونهم أولياء للمؤمنين أن للملئكة تأثيرات في الرواح البشرية باللهامات و‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 8‬ص ‪. 461‬‬

‫) ‪ ( 2‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 8‬ص ‪. 511‬‬


‫) ‪ : ( 3‬ج ‪ ، 9‬ص ‪. 13 12‬‬

‫) ‪ ( 4‬فصلت ‪. 25 :‬‬

‫]‪[163‬‬

‫المكاشفات اليقينية ‪ ،‬والمقامات الحقة ) ‪ ( 1‬كما أن للشياطين ) ‪ ( 2‬تأثيرات في‬

‫الرواح‬

‫بإلفاء الوساوس فيها ‪ ،‬وتخييل الباطيل إليها ‪ ،‬وبالجملة فكون الملئكة‬

‫أولياء للرواح الطيبة الطاهرة حاصل من جهات كثيرة معلومة لرباب المكاشفات‬

‫والمشاهدات ‪ ،‬فهم يقولون كما أن تلك الولية كانت حاصلة في الدنيا فهي تكون‬

‫باقية في الخرة ‪ ،‬فإن تلك العلئق ) ‪ ( 3‬لزمة غير قابلة للزوال ‪ ،‬بل كأنها تصير‬

‫بعد الموت أقوى وأبقى ‪ ،‬وذلك لن جوهر النفس من جنس الملئكة ‪ ،‬وهي‬

‫كالشعلة بالنسبة إلى الشمس ‪ ،‬والقطرة بالنسبة إلى البحر ‪ ،‬والتعلفات الجسدانية‬

‫هي ) ‪ ( 4‬تحول بينها وبين الملئكة كما قال صلى ال عليه وآله " لول أن‬

‫الشياطين يحومون على‬

‫قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات " فإذا زالت العلئق الجسمانية‬

‫والتدبيرات البدنية فقد زال الغطاء والواطاء ‪ ،‬فيتصل الثر بالمؤثر ‪ ،‬والقطرة‬

‫بالبحر والشعلة بالشمس ‪ ،‬فهذا هو المراد من قوله " نحن أولياؤكم في الحيوة‬

‫الدنيا‬

‫وفي الخرة " ثم قال ‪ :‬والقرب عندي أن قوله " ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم "‬
‫إشارة إلى الجنة الجسمانية " ولكم فيها ما تدعون " إشارة إلى الجنة الروحانية‬

‫المذكورة في قوله تعالى " دعويهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلم وآخر‬

‫دعويهم أن الحمد ال رب العالمين ) ‪ ) " ( 5‬انتهى ( ‪.‬‬

‫" فالذين عند ربك " أي جميع الملئكة أو طائفة مخصوصة منهم ‪ ،‬وعلى الول‬

‫دوام تسبيحهم ل ينافي اشتغالهم بسائر الخدمات ‪ ،‬مع أن تلك الخدمات أيضا نوع‬

‫من تسبيحهم " وهم ل يسأمون " أي ل يملون ول يفترون ‪.‬‬

‫وقال الرازي في قوله تعالى " والملئكة يسبحون بحمد ربهم " ‪ :‬اعلم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬المقامات الحقيقية ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المخطوطة ‪ :‬للشيطان ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬ذاتية لزمة ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 4‬الجسمانية التى تحول ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 7‬ص ‪ ، 371‬والية في سورة ‪ ،‬يونس ‪. 10 :‬‬

‫]‪[164‬‬

‫أن مخلوقات ال نوعان ‪ ] :‬نوع [ عالم الجسمانيات وأعظمها السماوات ‪ ،‬وعالم‬

‫الروحانيات وأعظمها الملئكة ‪ ،‬فبين سبحانه كمال عظمته باستيلء هيبته على‬

‫الجسمانيات فقال " تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن " ) ‪ ( 1‬ثم انتقل إلى ذكر‬

‫الروحانيات فقال ‪ " :‬والملئكة يسبحون بحمد ربهم " والجواهر الروحانية‬

‫لها تعلقان ‪ :‬تعلق بعالم الجلل والكبرياء وهو تعلق القبول فإن الضواء‬
‫الصمدية إذا شرقت على الجواهر الروحانية استضاءت جواهرها وأشرقت‬

‫ماهياتها ‪ ،‬ثم إن الجواهر الروحانية إذا استفادت تلك القوى الربانية ) ‪( 2‬‬

‫قويت بها على الستيلء على عالم ) ‪ ( 3‬الجسمانيات ‪ ،‬وإذا كان كذلك فلها‬

‫وجهان ‪:‬‬

‫وجه إلى حضرة الجلل ‪ ،‬ووجه إلى عالم الجسام ‪ ،‬والوجه الول أشرف من‬

‫الثاني ‪ :‬إذا عرفت هذا فنقول ‪ :‬أما الجهة الولى وهي الجهة المقدسة العلوية فقد‬

‫اشتملت على أمرين ‪ :‬أحدهما التسبيح ‪ ،‬والثاني التحميد ‪ ،‬لن التسبيح عبارة عن‬

‫تنزيه ال تعالى عما ل ينبغي ‪ ،‬والتحميد عبارة عن وصفه بكونه معطيا ) ‪ ( 4‬لكل‬

‫الخيرات ‪ ،‬وكونه منزها في ذاته عما ل ينبغي مقدم بالرتبة على كونه فياضا‬

‫للخيرات‬

‫والسعادات ‪ ،‬لن وجود الشي ء ) ‪ ( 5‬وحصوله في نفسه مقدم على تأثيره في‬

‫حصول‬

‫غيره ‪ ،‬فلهذا السبب كان التسبيح مقدما على التحميد ‪ ،‬ولهذا قال " يسبحون‬

‫بحمد ربهم " وأما الجهة الثانية وهي الجهة التي لتلك الرواح إلى عالم‬

‫الجسمانيات‬

‫فالشارة إليها بقوله " ويستغفرون لمن في الرض " والمراد منها تأثيراتها في‬

‫نظم‬

‫أحوال هذا العالم وحصول الطريق الصوب فيها ) ‪ ) ( 6‬انتهى ( ‪.‬‬


‫واستدل بالية على عصمة الملئكة ‪ ،‬لنهم لو كانوا مذنبين كانوا يستغفرون‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الشورى ‪. 5 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬الروحانية ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬عوالم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬في الصمدر ‪ :‬مفيضا ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬في المصدر ‪ :‬وجود الشئ مقدم على ايجاد غيره وحصولة ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 6‬مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 7‬ص ‪. 388 387‬‬

‫]‪[165‬‬

‫لنفسهم قبل استغفارهم لغيرهم ‪ ،‬وفيه نظر ‪.‬‬

‫" وجعلوا له من عباده جزءا " فقالوا الملئكة بنات ال وسماء جزءا لن الولد‬

‫جزء من الوالد ‪ ،‬وهو يستلزم التركيب المنافي لوجوب الوجود " لكفور مبين "‬

‫أي ظاهر الكفران " وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثل " أي بالجنس الذي‬

‫جعله له مثل ‪ ،‬إذ الولد لبد أن يماثل الوالد " ظل وجهه مسودا " أي صار وجهه‬

‫أسود في الغاية ‪ ،‬لما يعتريه من الكآبة " وهو كظيم " أي مملو قلبه من الكرب "‬

‫أو‬

‫من ينشأ في الحليه " أي أو جعلوا له أو اتخذ من يتربى في الزينة يعني البنات "‬

‫وهو‬

‫في الخصام " أي في المجادلة " غير مبين " أي غير مقرر لما يدعيه من نقصان‬
‫العقل و‬

‫ضعف الرأي " وجعلوا الملئكة الذين هم عباد الرحمن إناثا " كفر آخر تضمنه‬

‫مقالهم شنع به عليهم ‪ ،‬وهو جعلهم أكمل العباد وأكرمهم على ال أنقصهم عقل‬

‫وأخصهم صنفا " أشهدوا خلقهم " أي أحضروا خلق ال إيام فشاهدوهم إناثا ‪ ،‬فإن‬

‫ذلك مما يعلم بالمشاهدة وهو تجهيل وتهكم لهم " ستكتب شهادتهم " التي شهدوا‬

‫بها‬

‫على الملئكة " ويسألون " أي عنها " يوم القيامة " ‪.‬‬

‫" فالمقسمات أمرا " أي الملئكة يقسمون المور بين الخلق على ما امروابه ‪.‬‬

‫قال الطبرسي رحمه ال ‪ :‬روي أن ابن الكواء سأل أميرالمؤمنين عليه السلم وهو‬

‫يخطب‬

‫على المنبر فقال ‪ :‬ما الذاريات ذروا ؟ قال الرياح ‪ ،‬قال ‪ :‬فالحاملت وقرا ؟ قال ‪:‬‬

‫السحاب قال ‪ :‬فالجاريات يسرا ؟ قال ‪ :‬السفن ‪ ،‬قال ‪ :‬فالمقسمات أمرا ؟ قال ‪:‬‬

‫الملئكة‬

‫وروي ذلك عن ابن عباس ومجاهد ) ‪. ( 1‬‬

‫" في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " قيل ‪ :‬أي كان مقداره من عروج غيرهم‬

‫خمسين ألف سنة ‪ ،‬وذلك من أسفل الرضين إلى فوق السماوات السبع ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬

‫امتداد ذلك اليوم على بعض الكفار كذلك ‪ ،‬وقيل ‪ :‬معناه أن أول نزول الملئكة‬
‫في الدنيا بأمره ونهيه وقضائه بين الخلئق إلى آخر عروجهم إلى السماء وهو‬

‫القيامة هذه المدة ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 9‬ص ‪. 152‬‬

‫]‪[166‬‬

‫" عليها تسعة عشر " قال الطبرسي رحمه ال ‪ :‬أي من الملئكة وهم خزنتها‬

‫مالك ) ‪ ( 1‬وثمانية عشر أعينهم كالبرق الخاطف وأنيابهم كالصياصي ) ‪، ( 2‬‬

‫يخرج‬

‫لهب النار من أفواههم ‪ ،‬ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة ‪ ،‬تسع كف أحدهم مثل‬

‫ربيعة ومضر ‪ ،‬نزعت منهم الرحمة ‪ ،‬يرفع أحدهم سبعين ألفا فيرميهم حيث أراد‬

‫من‬

‫جهنم ‪.‬‬

‫" وما جعلنا أصحاب النار إل ملئكة " أي وما جعلنا الموكلين بالنار المتولين‬

‫تدبيرها إل ملئكة جعلنا شهوتهم في تعذيب أهل النار " وما جعلنا عدتهم إل فتنة‬

‫للذين كفروا " أي لم نجعلهم على هذا العدد إل محنة وتشديدا في التكليف ) ‪. ( 3‬‬

‫لن الكفار استقلوا هذا العدد وزعموا أنهم يقدرون على دفعهم ‪ ،‬وقد مر الكلم‬

‫في تلك اليات في كتاب المعاد ‪.‬‬

‫" والمرسلت عرفا " روى الطبرسي عن أبي حمزة الثمالي عن أصحاب علي‬

‫عنه عليه السلم أنها الملئكة ارسلت بالمعروف من أمر ال ونهيه " والعاصفات‬
‫عصفا "‬

‫يعني الرياح الشديدات الهبوب " والناشرات نشرا " الملئكة تنتشر ) ‪ ( 4‬الكتب‬

‫عن‬

‫ال " فالفارقات فرقا " هي آيات القرآن تفرق بين الحق والباطل والهدى والضلل‬

‫" فالملقيات ذكرا " الملئكة تلقي الذكر إلى النبياء وتلقيه النبياء إلى المم )‬

‫‪.(5‬‬

‫وقال البيضاوي ‪ :‬أقسم بطوائف من الملئكة أرسلهن ال ) ‪ ( 6‬متتابعة ‪ ،‬فعصفن‬

‫عصف الرياح في امتثال أمره ‪ ،‬ونشرن الشرائع في الرض ‪ ،‬أو نشرن النفوس )‬

‫‪(7‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬ومعه ‪.‬‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 166‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 174‬سطر ‪18‬‬

‫) ‪ ( 2‬الصياصى ‪ :‬جمع " الصيصة " و " الصيصية " وهى الشوكة التى يسوى‬

‫الحائك بها‬

‫بين الصدى واللحمة ‪ .‬وصياصى البقر ‪ .‬قرونها ‪.‬‬


‫) ‪ ( 3‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 10‬ص ‪. 388‬‬

‫) ‪ ( 4‬تنشر ) ظ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 10‬ص ‪ 415‬نقل بالمعنى ‪.‬‬

‫) ‪ ( 6‬في المصدر ‪ :‬بأوامره ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 7‬الموتى ‪.‬‬

‫]‪[167‬‬

‫الميتة بالجهل بما أوحين من العلم ‪ ،‬ففرقن بين الحق والباطل ‪ ،‬فألقين إلى النبياء‬

‫ذكرا ‪ ،‬عذرا للمحقين ‪ ،‬ونذرا للمبطلين ‪ ،‬أو بآيات القرآن المرسلة بكل عرف‬

‫إلى محمد صلى ال عليه وآله فعصفن سائر الكتب أو الديان بالنسخ ‪ ،‬ونشرن آثار‬

‫الهدى والحكم‬

‫في الشرق والغرب ‪ ،‬وفرقن بين الحق والباطل ‪ ،‬فألقين ذكر الحق فيما بين العالمين‬

‫أو بالنفوس الكاملة المرسلة إلى البدان ل ستكمالها ‪ ،‬فعصفن ما سوى الحق ‪ ،‬و‬

‫نشرن أثر ذلك في جميع العضاء ‪ ،‬وفرقن بين الحق بذاته والباطل بنفسه ) ‪( 1‬‬

‫فرأون كل شئ هالكا إل وجهه ‪ ،‬فألقين ذكرا بحيث ل يكون في القلوب واللسنة‬

‫إل ذكرهم ) ‪ ، ( 2‬أو برياح عذاب ارسلن فعصفن ‪ ،‬ورياح رحمة نشرن السحاب في‬

‫الجو ففرقن فألقين ذكرا أي تسببن له ‪ ،‬فإن العاقل إذا شاهد هبوبها أو آثارها‬
‫ذكر ال تعالى ‪ ،‬وتذكر كمال قدرته ‪ " ،‬وعرفا " إما نقيض النكر ‪ ،‬وانتصابه‬

‫على العلة ‪ ،‬أي ارسلن للحسان والمعروف أو بمعنى المتابعة من عرف الفرس و‬

‫انتصابه على الحال " عذرا أو نذرا " مصدران ‪ :‬لعذر إذا محا الساءة ‪ ،‬وأنذر إذا‬

‫خوف ‪ ،‬أو جمعان لعذر ) ‪ ( 3‬بمعنى المعذرة ونذر ) ‪ ( 4‬بمعنى النذار ‪ ،‬أو بمعنى‬

‫العاذر‬

‫والمنذر ‪ ،‬ونصبهما على الولين بالعلية أي عذرا للمحقين ونذرا للمبطلين ‪ ،‬أو‬

‫البدلية من " ذكرا " على أن المراد به الوحي أو ما يعم التوحيد والشرك واليمان‬

‫والكفر ‪ ،‬وعلى الثالث بالحالية ‪ ،‬وقرأهما أبوعمرو وحمزة والكسائي وحفص‬

‫بالتخفيف ) ‪. ( 5‬‬

‫" يوم يقوم الروح والملئكة صفا " قال الطبرسي رحمه ال ‪ :‬اختلف في‬

‫معنى الروح هنا على أقوال ‪:‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬في نفسه ‪ ،‬فيرون ‪. .‬‬

‫) ‪ : ( 2‬ذكر ال ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 3‬لعذير ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 4‬ونذير ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬انوار التنزيل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪574‬‬

‫]‪[168‬‬

‫أحدها ‪ :‬أن الروح خلق من خلق ال تعالى على صورة بني آدم وليسوا‬
‫بناس وليسوا بملئكة ) ‪ ، ( 1‬يقومون صفا والملئكة صفا ‪ ،‬هؤلء جند وهؤلء‬

‫جند‬

‫عن مجاهد وقتادة وأبي صالح ‪ ،‬قال الشعبي ‪ :‬هما ) ‪ ( 2‬سماطا رب العالمين يوم‬

‫القيامة ‪ ،‬سماط من الروح ‪ ،‬سماط من الملئكة ‪.‬‬

‫وثانيها ‪ :‬أن الروح ملك من الملئكة ‪ ،‬وما خلق ال مخلوقا أعظم منه ‪ ،‬فاذا‬

‫كان يوم القيامة قام هو وحده صفا ‪ ،‬وقامت الملئكة كلهم صفا واحدا ‪ ،‬فيكون‬

‫عظم خلقه مثل صفهم ‪ ،‬عن ابن مسعود وعن عطاء عن ابن عباس ‪.‬‬

‫وثالثها ‪ :‬أنه ) ‪ ( 3‬أرواح الناس تقوم مع الملئكة فيما بين النفختين قبل أن‬

‫ترد الرواح إلى الجساد ‪ ،‬عن عطية عن ابن عباس ‪.‬‬

‫ورابعها ‪ :‬أنه جبرئيل عليه السلم عن الضحاك ‪ ،‬وقال وهب ‪ :‬إن جبرئيل‬

‫واقف بين يدي ال عزوجل ترعد فرائصه ) ‪ ، ( 4‬يخلق ال عزوجل من كل رعدة‬

‫مائة ألف ملك ‪ ،‬فالملئكة صفوف بين يدي ال تعالى منكسوا رؤوسهم ‪ ،‬فإذا أذن‬

‫ال‬

‫لهم في الكلم قالوا ‪ :‬ل إله إل أنت " وقال صوابا " أي ل إله إل ال ‪ .‬وروى علي‬

‫ابن إبراهيم بإسناد عن الصادق عليه السلم قال ‪ :‬هو ملك أعظم من جبرئيل‬

‫وميكائيل ) ‪. ( 5‬‬

‫وخامسها ‪ :‬أن الروح بنو آدم ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬وقوله " صفا " معناه مصطفين )‬

‫‪.(6‬‬
‫وقال في قوله " والنازعات غرقا " ‪ :‬اختلف في معناه على وجوه ‪:‬‬

‫أحدها ‪ :‬أنه يعني ) ‪ ( 7‬الملئكة الذين ينزعون أرواح الكفار عن أبدانهم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬على صورة بنى آدم وليسوا بملئكة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬السماط ‪ ،‬الشئ المصطف ‪ ،‬وسماط القوم ‪ ،‬صفهم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬ان ارواح ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬الفرائص ‪ :‬بالصاد المهملة جمع " الفريصة " وهى اللحمة بين الجنب‬

‫والكتف ‪ ،‬وارتعاد الفرائص كناية عن الفزع الشديد ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬تفسير القمى ‪. 710 :‬‬

‫) ‪ ( 6‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 10‬ص ‪. 426‬‬

‫) ‪ ( 7‬في المصدر ‪ :‬يعنى به ‪.‬‬

‫]‪[169‬‬

‫بالشدة ‪ ،‬كما يغرق ) ‪ ( 1‬النازع في القوس فيبلغ بها غاية المد ‪ ،‬روي ذلك عن‬

‫علي‬

‫عليه السلم وغيره ‪ ،‬وقال مسروق ‪ :‬هي الملئكة تنزع نفوس بني آدم ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬

‫هو الموت ينزع النفوس ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬وروي ذلك عن الصادق عليه السلم ‪.‬‬

‫وثانيها ‪ :‬أنها النجوم تنزع من افق إلى افق أي تطلع ثم تغيب ‪ ،‬قال أبو‬

‫عبيدة ‪ :‬تنزع من مطالعها وتغرق في مغاربها ‪.‬‬

‫وثالثها ‪ :‬النازعات القسي ) ‪ ( 2‬تنزع بالسهم ‪ ،‬والناشطات الوهاق ) ‪ ( 3‬فالقسم‬


‫بفاعلها وهم المجاهدون ) ‪. ( 4‬‬

‫" والناشطات نشطا " فيه أيضا أقوال ‪:‬‬

‫أحدها ‪ :‬ما ذكرناه ‪.‬‬

‫وثانيها ‪ :‬أنها الملئكة تنشط أرواح الكفار ما بين الجلد والظفار حتى‬

‫تخرجها من أجوافهم بالكرب والغم ‪ ،‬عن علي عليه السلم والنشط الجذب ‪ ،‬يقال ‪:‬‬

‫نشطت‬

‫الدلو نشطا نزعته ‪.‬‬

‫وثالثها ‪ :‬أنها الملئكة تنشط أنفس المؤمنين فتقبضها كما ينشط العقال من‬

‫يد البعير إذا حل عنها ‪ ،‬عن ابن عباس ‪.‬‬

‫ورابعها ‪ :‬أنها أنفس المؤمنين تنشط عند الموت للخروج عند رؤية موضعه‬

‫من الجنة ‪ ،‬عن ابن عباس أيضا ‪.‬‬

‫وخامسها ‪ :‬أنها النجوم تنشط من افق إلى افق أي تذهب يقال ‪ :‬حمار ناشط ‪.‬‬

‫" والسابحات سبحا " فيه ) ‪ ( 5‬أقوال ‪ :‬أيضا ‪:‬‬

‫أحدها ‪ :‬أنها الملئكة يقبضون أرواح المؤمنين يسلونها سل رفيقا ثم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬أغرق وغرق في القوس مدها غاية المد ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬القسى بكسر الفاف والسين وتشديد الياء جمع " قوس " ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬الوهاق ‪ :‬جمع " وهق " وهو حبل في طرفه انشوطة بطرح في عنق الدابة‬

‫حتى‬
‫تؤخذ ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬في المصدر ‪ :‬وهم الغزاة المجاهدون في سبيل ال ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬في المصدر ‪ :‬فيها ‪.‬‬

‫]‪[170‬‬

‫يدعونها حتى تستريح كالسابح بالشئ في الماء يرمى به ‪ ،‬عن علي عليه السلم ‪.‬‬

‫وثانيها ‪ :‬أنها الملئكة ينزلون عن السماء مسرعين ‪ ،‬وهذا كما يقال للفرس‬

‫الجواد سابح إذا أسرع في جريه ‪.‬‬

‫وثالثها ‪ :‬أنها النجوم تسبح في فلكها ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هي خيل الغزاة تسبح في عدوها‬

‫كقوله ‪ " :‬والعاديات ضبحا " وقيل ‪ :‬هي السفن تسبح في الماء ‪.‬‬

‫" والسابقات سبقا " فيه ) ‪ ( 1‬أيضا أقوال ‪:‬‬

‫أحدها ‪ :‬أنها الملئكة لنها سبقت ابن آدم بالخير واليمان والعمل الصالح‬

‫وقيل ‪ :‬إنها تسبق الشياطين بالوحي إلى النبياء ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إنها تسبق بأرواح‬

‫المؤمنين إلى الجنة ‪ ،‬عن علي عليه السلم ‪.‬‬

‫وثانيها ‪ :‬أنها أنفس المؤمنين تسبق إلى الملئكة الذين يقبضونها وقد عاينت‬

‫السرور ‪ ،‬شوقا إلى رحمة ال ولقاء ثوابه وكرامته ‪،‬‬

‫وثالثها ‪ :‬أنها النجوم يسبق بعضها بعضا في السير ‪.‬‬

‫ورابعها ‪ :‬أنها الخيل يسبق بعضها بعضها في الحرب ‪.‬‬

‫" فالمدبرات أمرا " فيها أيضا أقوال ‪:‬‬


‫أحدها ‪ :‬أنها الملئكة تدبر أمر العباد من السنة إلى السنة ‪ ،‬عن علي‬

‫عليه السلم ‪.‬‬

‫وثانيها ‪ :‬أن المراد بذلك جبرئيل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل عليهم السلم ‪.‬‬

‫يدبرون امور الدنيا ‪ ،‬فأما جبرئيل عليه السلم فموكل بالرياح والجنود ‪ ،‬وأما‬

‫ميكائيل‬

‫فموكل بالقطر والنبات ‪ ،‬وأما ملك الموت فموكل بقبض النفس ‪ ،‬وأما إسرافيل‬

‫فهو يتنزل بالمر عليهم ‪.‬‬

‫وثالثها ‪ :‬أنها الفلك يقع فيها أمر ال تعالى فيجري بها القضاء في الدنيا‬

‫رواه علي بن إبراهيم ) ‪. ( 2‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬فيها ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬لم يوجد الرواية في تفسير القمى ‪ ،‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 10‬ص ‪. 429‬‬

‫]‪[171‬‬

‫وقال في قوله تعالى ‪ " :‬في صحف مكرمة " أي هذا القرآن أو هذه التذكرة‬

‫في كتب معظمة عند ال ‪ ،‬وهي اللوح المحفوظ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬يعني كتب النبياء المنزلة‬

‫عليهم " مرفوعة " في السماء السابعة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬مرفوعة قدرفعها ال عن دنس‬

‫النجاس‬

‫" مطهرة " ل يمسها إل المطهرون ‪ ،‬وقيل ‪ :‬مصو‬


‫نة عن أن تنالها أيدي الكفرة‬

‫لنها في أيدي الملئكة ‪ ،‬في أعز مكان ‪ ،‬وقيل ‪ :‬مطهرة من كل دنس ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬

‫مطهرة من الشك والشبهة والتناقض " بأيدي سفرة " يعني الكبة من الملئكة ‪ ،‬و‬

‫قيل ‪ :‬يعني السفراء بالوحي بين ال تعالى وبين رسله من السفارة ‪ ،‬وقال قتادة ‪:‬‬

‫هم‬

‫القراء يكتبونها ويقرؤونها ‪ ،‬وروى فضيل بن يسار عن الصادق عليه السلم قال ‪:‬‬

‫الحافظ‬

‫للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة ‪ ،‬كرام على ربهم ‪ ،‬بررة مطيعين‬

‫وقيل ‪ :‬كرام عن المعاصي يرفعون أنفسهم عنها ‪ ،‬بررة أي صالحين متقين ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 1‬الحتجاج ‪ :‬بالسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلم فيما احتج رسول ال‬

‫صلى ال عليه وآله به على المشركين ‪ :‬والملك ل تشاهده حواسكم لنه من جنس‬

‫هذا الهواء ‪ ،‬ل عيان منه ‪ ،‬ولو شاهد تموه بأن يزداد في قوى أبصاركم لقلتم ليس‬

‫هذا‬

‫ملكا بل هذا بشر ) ‪ ) ( 2‬الخبر ( ‪.‬‬

‫‪ 2‬تفسير على بن ابراهيم ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن أبي عمير ‪ ،‬عن هشام بن سالم‬

‫عن أبي عبدال عليه السلم في خبر المعراج قال النبي صلى ال عليه وآله ‪ :‬وصعد‬

‫جبرائيل ‪ ،‬وصعدت‬

‫معه إلى السماء الدنيا ‪ ،‬وعليها ملك يقال له " إسماعيل " وهو صاحب الخطفة‬
‫الذي ) ‪( 3‬‬

‫قال ال عزوجل " إل من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ) ‪ " ( 4‬وتحته سبعون‬

‫ألف‬

‫ملك تحت كل ملك سبعون ألف ملك ‪ ،‬ثم مررت وساق الحديث إلى قوله‬

‫حتى دخلت السماء الدنيا فما لقيني ملك إل ضاحكا مستبشرا ‪ ،‬حتى لقيني ملك‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 10‬ص ‪. 438‬‬

‫) ‪ ( 2‬الحتحاج ‪. 15 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدرين ‪ :‬التى ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬الصافات ‪. 10 :‬‬

‫]‪[172‬‬

‫من الملئكة لم أرخلقا أعظم منه كريه المنظر ظاهر الغضب ) ‪ ( 1‬فقلت ‪ :‬من هذا‬

‫يا جبرئيل ؟ قال ‪ :‬هذا مالك خازن النار ثم ساق الحديث إلى قوله ثم مررت‬

‫بملك من الملئكة جالس على مجلس وإذا جميع الدنيا بين ركبتيه ‪ ،‬وإذا بيده لوح‬

‫من نور مكتوب فيه كتاب ينظر فيه ل يلتفت يمينا ول شمال مقبل عليه كهيئة‬

‫الحزين ‪ ،‬فقلت ‪ :‬من هذا يا جبرئيل ؟ فقال ‪ :‬هذا ملك الموت ‪ ،‬فقال رسول ال صلى‬

‫ال عليه وآله‬

‫ثم رأيت ملكا من الملئكة جعل ال أمره عجيبا ‪ ،‬نصف جسده النار والنصف الخر‬

‫ثلج ‪ ،‬فل النار تذيب الثلج ول الثلج يطفئ النار ‪ :‬وهو ينادي بصوت رفيع ويقول ‪:‬‬
‫سبحان الذي كف حر هذه النار فل تذيب الثلج ‪ ،‬وكف برد هذا الثلج فل يطفئ‬

‫حر هذه النار ‪ ،‬اللهم يا مؤلف ) ‪ ( 2‬بين الثلج والنار ألف بين قلوب عبادك‬

‫المؤمنين ‪.‬‬

‫فقلت ‪ :‬من هذا يا جبرئيل ؟ فقال ‪ :‬ملك وكله ال بأكناف السماء وأطراف الرضين‬

‫وهو أنصح ملئكة ال لهل الرض من عباده المؤمنين ‪ ،‬يدعولهم بما تسمع منذ‬

‫خلق ‪ .‬و ] رأيت [ ملكين يناديان في السماء ‪ :‬أحدهما يقول ‪ :‬اللهم أعط كل منفق‬

‫خلفا ‪ ،‬والخر يقول ‪ :‬اللهم أعط كل ممسك تلفا ‪ ،‬ثم مررنا بملئكة من ملئكة‬

‫ال عزوجل خلقهم ال كيف شاء ‪ ،‬ووضع وجوههم كيف شاء ‪ ،‬ليس شئ من‬

‫أطباق أجسادهم إل وهو يسبح ال ويحمده من كل ناحية بأصوات مختلفة ‪،‬‬

‫أصواتهم‬

‫مرتفعة بالتحميد والبكاء من خشية ال ‪ ،‬فسألت جبرئيل عنهم ‪ ،‬فقال ‪ :‬كما ترى‬

‫خلقوا ‪ ،‬إن الملك منهم إلى جنب صاحبه ما كلمه كلمة قط ‪ ،‬ول رفعوا رؤوسهم‬

‫إلى مافوقها ‪ ،‬ول خفضوها إلى ما تحتها ‪ ،‬خوفا ل وخشوعا ‪ .‬ثم صعدنا إلى‬

‫السماء‬

‫الثانية فإذا فيها من الملئكة وعليهم الخشوع ‪ ،‬وقد وضع ال وجوههم كيف شاء‬

‫ليس منهم ملك إل يسبح ال ويحمده بأصوات مختلفة ‪ ،‬وكذا السماء الثالثة ثم‬

‫صعدنا إلى السماء الرابعة وإذا فيها من الملئكة الخشوع مثل ما في السماوات‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬فقال لى مثل ما قالوا من الدعاء إل أنه لم‬


‫يضحك ولم أرفيه من‬

‫الستبشار ما رأيت ممن ضحك من الملئكة فقلت ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 2‬كذا ‪ ،‬والصواب " مؤلفا " ‪.‬‬

‫]‪[173‬‬

‫فبشروني بالخير لي ولمتي ‪ ،‬ثم رأيت ملكا جالسا على سرير ‪ ،‬وتحت يديه‬

‫سبعون ألف ملك ‪ ،‬تحت كل ملك سبعون ألف ملك وساق الحديث إلى قوله‬

‫ثم صعدنا إلى السماء السابعة ‪ .‬قال ‪ :‬ورأيت من العجائب التي خلق ال وصور )‬

‫‪(1‬‬

‫على ما أراده ديكا رجله في تخوم الرضين السابعة ‪ ،‬ورأسه عند العرش ‪ ،‬وهو‬

‫ملك من‬

‫ملئكة ال ) ‪ ( 2‬خلقها ال كما أراد ‪ ،‬رجله في تخوم الرضين السابعة ] ثم [ أقبل‬

‫مصعدا‬

‫حتى خرج في الهواء إلى السماء السابعة ‪ ،‬وانتهى فيها مصعدا حتى انتهى قرنه‬

‫إلى‬

‫قرب العرش وهو يقول ‪ :‬سبحان ربي حيث ما كنت ل تدري أين ربك من عظم شأنه‬

‫وله جناحان في منكبيه إذا نشرهما جاوز المشرق والمغرب ‪ ،‬فإذا كان في السحر‬

‫نشر‬
‫جناحيه وخفق بهما وصرخ بالتسبيح بقول ‪ :‬سبحان ال الملك القدوس ‪ ،‬سبحان‬

‫] ال [ الكبير المتعال ل إله إل ال الحي القيوم ‪ ،‬وإذا قال ذلك سبحت ديوك‬

‫الرض كلها ‪ ،‬خفقت بأجنحتها وأخذت بالصراخ ) ‪ ، ( 3‬فإذا سكت ذلك الديك‬

‫في السماء سكت ديوك الرض كلها ‪ ،‬ولذلك الديك زغب أخضر ‪ ،‬وريش أبيض‬

‫كأشد بياض ] ما [ رأيته قط ‪ ،‬وله زغب أخضر أيضا تحت ريش البيض كأشد‬

‫خضرة‬

‫] ما [ رأيتها قط ) ‪. ( 4‬‬

‫أقول ‪ :‬الخبر بطوله قد مضى في باب المعراج ‪.‬‬

‫‪ 3‬التفسير ‪ :‬عن بعض أصحابه يرفعه إلى الصبغ بن نباته ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أمير‬

‫المؤمنين عليه السلم ‪ :‬إن ل ملكا في صورة الديك الملح ) ‪ ( 5‬الشهب ‪ ،‬براثنه‬

‫في الرض‬

‫السابعة ‪ ،‬وعرفه ) ‪ ( 6‬تحت العرش ‪ ،‬له جناحان ‪ :‬جناح بالمشرق ‪ ،‬وجناح‬

‫بالمغرب‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬وسخر ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 2‬في الملئكة ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 3‬في الصياح ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬تفسير القمى ‪ . 374 369 :‬نقله مقطعا‬

‫) ‪ ( 5‬في المصدر ‪ :‬البح ‪.‬‬


‫) ‪ ( 6‬العرف كالقفل ‪ :‬لحمة مستطيلة في أعلى رأس الديك ‪.‬‬

‫]‪[174‬‬

‫فأما الجناح الذي في المشرق ) ‪ ( 1‬فمن ثلج ‪ ،‬وأما الجناح الذي في المغرب ) ‪( 2‬‬

‫فمن‬

‫نار ‪ ،‬وكلما حضر وقت الصلوة قام على براثنه ورفع عرفه من تحت العرش ‪ ،‬ثم‬

‫أمال أحد جناحيه على الخر يصفق بهما كما يصفق الديكة في منازلكم ‪ ،‬فل الذي‬

‫من الثلج يطفئ النار ‪ ،‬ل الذي من النار يذيب الثلج ‪ ،‬ثم ينادي بأعلى صوته ‪:‬‬

‫أشهد أن ل إله إل ال ؟ وأشهد أن محمدا عبده ) ‪ ( 3‬ورسوله خاتم النبيين ‪ ،‬وأن‬

‫وصيه‬

‫خير الموصيين ‪ ،‬سبوح قدوس رب الملئكة والروح ‪ ،‬فل يبقى في الرض ديك إل‬

‫أجابه ‪ ،‬وذلك قوله " والطير صافات كل قد علم صلوته وتسبيحه " ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 4‬ومنه ‪ :‬في قوله تعالى ‪ :‬الحمد ل فاطر السماوات والرض جاعل الملئكة‬

‫رسل اولي أجنحة مثنى وثلث ورباع " قال الصادق عليه السلم ‪ :‬خلق ال‬

‫الملئكة‬

‫مختلفة ‪ ،‬وقد رأى رسول ال صلى ال عليه وآله جبرئيل وله ستمائة جناح على‬

‫ساقه الدر مثل‬

‫القطر على البقل ‪ ،‬قد مل ما بين السماء والرض ‪ .‬وقال ‪ :‬إذا أمر ال ميكائيل‬

‫بالهبوط إلى الدنيا صارت رجله اليمنى في السماء السابعة ‪ ،‬والخرى في الرض‬
‫السابعة ‪ ،‬وإن ل ملئكة أنصافهم من برد وأنصافهم من نار ‪ ،‬يقولون ‪ :‬يا مؤلف )‬

‫‪(5‬‬

‫بين البرد والنار ‪ ،‬ثبت قلوبنا على طاعتك ‪ .‬وقال ‪ :‬إن ل ملكا بعد ما بين شحمة‬

‫اذنه ) ‪ ( 6‬إلى عينيه مسيرة خمسمائة عام خفقان ) ‪ ( 7‬الطير ‪ .‬وقال ‪ :‬إن الملئكة‬

‫ل‬

‫يأكلون ول يشربون ول ينكحون ‪ ،‬وإنما يعيشون بنسيم العرش ‪ ،‬وإن ل ملئكة‬

‫ركعا إلى يوم القيامة ‪ ،‬وإن ل ملئكة سجدا إلى يوم القيامة ‪ ،‬ثم قال أبوعبدال‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬بالمشرق ‪.‬‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 174‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 182‬سطر ‪18‬‬

‫) ‪ : ( 2‬بالمغرب ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 3‬رسول ال ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬تفسير القمى ‪ . 359 :‬والية في سورة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬كذا ‪ ،‬والصواب " مؤلفا " ‪.‬‬

‫) ‪ ( 6‬في المصدر ‪ :‬اذنيه ‪.‬‬


‫) ‪ : ( 7‬بخفقان ‪.‬‬

‫]‪[175‬‬

‫عليه السلم ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬ما من شئ خلقه ) ‪ ( 1‬ال أكثر‬

‫من الملئكة ‪ ،‬و‬

‫إنه ليهبط في كل يوم وفي كل ليلة سبعون ألف ملك ‪ ،‬فيأتون البيت الحرام‬

‫فيطوفون به ‪ ،‬ثم يأتون رسول ال صلى ال عليه وآله ثم يأتون أميرالمؤمنين عليه‬

‫السلم فيسلمون عليه ‪ ،‬ثم‬

‫يأتون الحسين فيقيمون عنده ‪ ،‬فإذا كان السحر ) ‪ ( 2‬وضع لهم معراج إلى‬

‫السماء ‪ ،‬ثم‬

‫ل يعودون أبدا ‪.‬‬

‫‪ 5‬وقال أبوجعفر عليه السلم ‪ :‬إن ال خلق إسرافيل وجبرئيل وميكائيل من‬

‫سبحة واحدة ‪ ،‬وجعل لهم السمع والبصر وموجود ) ‪ ( 3‬العقل وسرعة الفهم ‪.‬‬

‫‪ 6‬ومنه ‪ :‬قال أميرالمؤمنين عليه السلم في خلقة ) ‪ ( 4‬الملئكة ‪ :‬وملئكة ) ‪( 5‬‬

‫خلقتهم وأسكنتهم سماواتك ‪ ،‬فليس فيهم فترة ‪ ،‬ول عندهم غفلة ‪ ،‬ول فيهم معصية‬

‫هم أعلم خلقك بك ‪ ،‬وأخوف خلقك منك ‪ ،‬وأقرب خلقك إليك ‪ ،‬وأعملهم بطاعتك‬

‫ول يغشاهم نوم العيون ‪ ،‬ول سهو العقول ‪ ،‬ول فترة البدان ‪ ،‬لم يسكنوا الصلب‬

‫ولم تضمهم ) ‪ ( 6‬الرحام ‪ ،‬ولم تخلقهم من ماء مهين ‪ ،‬أنشأتهم إنشاء فأسكنتهم‬

‫سماواتك‬
‫وأكرمتهم بجوارك ) ‪ ( 7‬وائتمنتهم على وحيك ‪ ،‬وجنبتهم الفات ‪ ،‬ووقيتهم البليات‬

‫وطهرتهم من الذنوب ‪ ،‬ولول تقويتك ) ‪ ( 8‬لم يقووا ‪ ،‬ولو ل تثبيتك لم يثبتوا ‪،‬‬

‫ولول‬

‫رحمتك لم يطيعوا ‪ ،‬ولول أنت لم يكونوا ‪ ،‬أما إنهم على مكانتهم منك وطواعيتهم‬

‫إياك ومنزلتهم عندك وقلة غفلتهم عن أمرك لو عاينوا ما خفي عنهم ) ‪ ( 9‬منك ل‬

‫حتقروا‬

‫أعمالهم ‪ ،‬ولزروا على أنفسهم ‪ ،‬ولعلموا أنهم لم يعبدوك حق عبادتك ‪ ،‬سبحانك‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬مما خلق ال ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 2‬عند السحر ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬كذا في جميع النسخ ‪ ،‬وفي المصدر جودة العقل ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬في المصدر ‪ :‬خلق ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 5‬ومن ملئكة ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 6‬لم تتضمنهم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 7‬بجودك ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 8‬في المصدر ‪ :‬قوتك ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 9‬عليهم ‪.‬‬

‫]‪[176‬‬

‫خالقا ومعبودا ! ما أحسن بلءك عند خلقك ) ‪. ( 1‬‬


‫بيان ‪ :‬في القاموس ‪ :‬الطواعية ‪ :‬الطاعة ) ‪ ( 2‬وقال ‪ :‬زرى عليه زريا وزراية و‬

‫مزرية ‪ :‬عابه وعاتبه ‪ ،‬كأزرى لكنه قليل ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 7‬التفسير ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن القاسم بن محمد ‪ ،‬عن سليمان بن داود المنقري‬

‫عن حماد ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم أنه سئل ‪ :‬هل الملئكة أكثر أم بنو آدم ؟‬

‫فقال ‪:‬‬

‫والذي نفسي بيده لملئكة ال في السماوات ) ‪ ( 4‬أكثر من عدد التراب في الرض‬

‫وما في السماء موضع قدم إل وفيها ملك يسبحه ويقدسه ‪ ،‬ول في الرض شجر ول‬

‫مدر إل وفيها ملك موكل بها يأتي ال كل يوم بعملها وال أعلم بها ‪ ،‬وما منهم أحد‬

‫إل ويتقرب كل يوم إلى ال بوليتنا أهل البيت ‪ ،‬ويستغفر لمحبينا ‪ ،‬ويلعن‬

‫أعداءنا ‪ ،‬ويسأل ال أن يرسل عليهم العذاب إرسال ) ‪. ( 5‬‬

‫البصائر ‪ :‬عن علي بن محمد ‪ ،‬عن القاسم بن محمد الصبهاني مثله ‪.‬‬

‫‪ 8‬مجالس ابن الشيخ ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن المفيد ‪ ،‬عن ابن قولويه ‪ ،‬عن أبيه‬

‫عن سعد ‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى ‪ ،‬عن ابن محبوب ‪ ،‬عن ابن رئاب ‪ ،‬عن‬

‫محمد بن‬

‫مسلم ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬ما خلق ال خلقا أكثر من الملئكة ‪ ،‬وإنه‬

‫لينزل‬

‫كل يوم سبعون ألف ملك ‪ ،‬فيأتون البيت المعمور فيطوفون به ‪ ،‬فإذا هم طافوا به‬
‫نزلوا فطافوا بالكعبة ‪ ،‬فإذا طافوا بها أتوا قبر النبي صلى ال عليه وآله فسلموا‬

‫عليه ‪ ،‬ثم أتوا‬

‫قبر أميرالمؤمنين عليه السلم فسلموا عليه ‪ ،‬ثم أتوا قبر الحسين عليه السلم‬

‫فسلموا عليه ‪ ،‬ثم‬

‫عرجوا وينزل مثلهم أبدا إلى يوم القيامة ‪.‬‬

‫‪ 9‬وقال عليه السلم ‪ :‬من زار أميرالمؤمنين عليه السلم عارفا بحقه غير متجبر‬

‫ول‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬تفسير القمى ‪. 544 543 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬القاموس ‪ :‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 60‬‬

‫) ‪ : ( 3‬ج ‪ ، 4‬ص ‪. 338‬‬

‫) ‪ ( 4‬كذا في المصدر ‪ :‬لكن في نسختين من الكتاب " في الرض " ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬تفسير القمى ‪. 583 :‬‬

‫]‪[177‬‬

‫متكبر كتب ال له أجر مائة ألف شهيد ‪ ،‬وغفر ال له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‬

‫وبعث من المنين ‪ ،‬وهون عليه الحساب ‪ ،‬واستقبلته الملئكة ‪ ،‬فإذا انصرف شيعته‬

‫إلى منزله ‪ ،‬فإن مرض عادوه ‪ ،‬وإن مات تبعوه بالستغفار إلى قبره ‪.‬‬

‫‪ 10‬الخصال ‪ :‬عن علي بن محمد بن الحسن القزويني المعروف بابن مقبرة‬


‫عن محمد بن عبدال الحضرمي ‪ ،‬عن أحمد بن يحيى الحول ‪ ،‬عن خلد المنقري )‬

‫‪(1‬‬

‫عن قيس عن أبي حصين ‪ ،‬عن يحيى بن وثاب ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬كان على‬

‫الحسن‬

‫والحسين عليهما السلم تعويذان حشوهما من زغب جناح جبرئيل عليه السلم )‬

‫‪.(2‬‬

‫‪ 11‬ومنه ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن أيوب بن نوح ‪ ،‬عن صفوان‬

‫ابن يحيى ‪ ،‬عن عبدال بن مسكان ‪ ،‬عن محمد بن مروان ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه‬

‫السلم قال ‪:‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬إن جبرئيل أتاني فقال ‪ :‬إنا معشر الملئكة ل‬

‫تدخل بينا فيه‬

‫كلب ‪ ،‬ول تمثال جسد ‪ ،‬ول إناء يبال فيه ) ‪. ( 3‬‬

‫الكافى ‪ :‬عن أبي علي الشعري ‪ ،‬عن محمد بن عبدالجبار ‪ ،‬عن صفوان‬

‫مثله ) ‪. ( 4‬‬

‫بيان ‪ :‬لعله مخصوص بغير الحفظة ‪ ،‬مع أنه يمكن أن يكونوا مع عدم الدخول‬

‫أيضا مطلعين على ما يصدر عنه ‪.‬‬

‫‪ 12‬الخصال ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدل ‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‬

‫عن ابن محبوب عن محمد بن طلحة ‪ ،‬بإسناده يرفعه إلى النبي صلى ال عليه وآله‬
‫قال ‪ :‬الملئكة على‬

‫ثلثة أجزاء ‪ :‬فجزء لهم جناحان ‪ ،‬وجزء لهم ثلثة أجنحة ‪ ،‬وجزء لهم أربعة‬

‫أجنحة ) ‪. ( 5‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬المقرى‬

‫) ‪ ( 2‬الخصال ‪. 33 :‬‬

‫) ‪. 66 : ( 3‬‬

‫) ‪ ( 4‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 393‬‬

‫) ‪ ( 5‬الخصال ‪. 72 :‬‬

‫]‪[178‬‬

‫الكافى ‪ :‬عن عدة من أصحابه ‪ ،‬عن سعد بن زياد وعلي بن إبراهيم ‪ ،‬عن‬

‫أبيه ‪ ،‬جميعا عن ابن محبوب ‪ ،‬عن عبدال بن طلحة مثله ) ‪. ( 1‬‬

‫بيان ‪ :‬لعل المراد أن أكثر الملئكة كذلك ‪ ،‬فل ينافي ماورد من كثرة أجنحة‬

‫بعض الملئكة ‪.‬‬

‫‪ 13‬التوحيد والخصال ‪ :‬عن أحمد بن الحسن القطان ‪ ،‬عن محمد بن يحيى‬

‫ابن زكريا ‪ ،‬عن بكربن عبدال بن حبيب ‪ ،‬عن تميم بن بهلول ‪ ،‬عن نصربن مزاحم‬

‫المنقري ‪ ،‬عن عمروبن سعد ‪ ،‬عن أبي مخنف لوط بن يحيى ‪ ،‬عن أبي منصور ‪،‬‬

‫عن زيد‬

‫ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬سئل أميرالمؤمنين عليه السلم عن قدرة ال جلت عظمته ‪ ،‬فقام‬
‫خطيبا ‪ ،‬فحمد‬

‫ال وأثنى عليه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬إن ل تبارك وتعالى ملئكة لو أن ملكا منهم هبط إلى‬

‫الرض ما وسعته لعظم خلقه وكثرة أجنحته ‪ ،‬ومنهم من لو كلفت الجن والنس أن‬

‫يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحسن تركيب صورته ‪ ،‬وكيف يوصف من‬

‫ملئكته من سبعمائة عام ما بين منكبيه وشحمة اذنه ) ‪ ( 2‬ومنهم من يسد الفق‬

‫بجناح من أجنحته دون عظم يديه ) ‪ ( 3‬ومنهم من في السماوات إلى حجزته ‪ ،‬و‬

‫منهم من قدمه على غير قرار في جو الهواء السفل والرضون إلى ركبتيه ‪ ،‬ومنهم‬

‫من لوالقي في نقرة إبهامه جميع المياه لوسعتها ‪ ،‬ومنهم من لو القيت السفن في‬

‫دموع‬

‫عينيه لجرت دهر الداهرين ‪ ،‬فتبارك ال أحسن الخالقين ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 14‬العيون ‪ :‬عن محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي ‪ ،‬عن علي‬

‫ابن محمد ابن عنبسة ‪ ،‬عن دارم بن قبيصة ‪ ،‬عن الرضا عن آبائه عليهم السلم ‪:‬‬

‫قال ‪ :‬قال‬

‫رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬إن ل ديكا عرفه تحت العرش ‪ ،‬ورجله في تخوم‬

‫الرض السابعة‬

‫السفلى ‪ ،‬إذا كان في الثلث الخير من الليل سبح ال تعالى ذكره بصوت يسمعه‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬روضة الكافى ‪. 272 :‬‬


‫) ‪ ( 2‬في التوحيد ‪ :‬اذنيه ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدرين ‪ :‬بدنه ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬الخصال ‪ ، 36 :‬التوحيد ‪. 201 :‬‬

‫]‪[179‬‬

‫كل شئ ما خل الثقلين الجن والنس ‪ ،‬فتصيح عند ذلك ديكة الدنيا ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 15‬الحتجاج ‪ :‬عن هشام بن الحكم ‪ ،‬قال ‪ :‬سأل الزنديق ] فيما سأل [‬

‫أبا عبدال عليه السلم فقال ‪ :‬ما علة الملئكة الموكلين بعباده يكتبون عليهم ولهم‬

‫وال عالم‬

‫السر وما هو أخفى ؟ قال ‪ :‬استعبدهم بذلك وجعلهم شهودا على خلقه ‪ ،‬ليكون العباد‬

‫لملزمتهم إياهم أشد على طاعة ال مواظبة ‪ ،‬أو عن معصيته أشد انقباضا ‪ ،‬وكم‬

‫من‬

‫عبديهم بمعصية فذكر مكانها فارعون وكف ‪ ،‬فيقول ‪ :‬ربي يراني وحفظتي علي‬

‫بذلك تشهد ‪ .‬وإن ال برأفته ولطفه أيضا وكلهم بعباده يذبون عنهم مردة الشياطين‬

‫وهوام الرض ‪ ،‬وآفات كثيرة من حيث ل يرون بإذن ال ‪ ،‬إلى أن يجئ أمر ال‬

‫عزوجل ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 16‬تفسير على بن ابراهيم ‪ :‬في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلم‬

‫في قوله " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر ال " يقول ‪ :‬بأمر‬
‫ال‬

‫من أن يقع في ركي ‪ ،‬أو يقع عليه حائط ‪ ،‬أو يصيبه شئ حتى إذا جاء القدر خلوا‬

‫بينه وبينه يدفعونه إلى المقادير ‪ ،‬وهما ملكان يحفظانه بالليل ‪ ،‬وملكان يحفظانه‬

‫بالنهار يتعاقبان ) ‪. ( 3‬‬

‫بيان ‪ :‬الركي جمع الركية وهو البئر ‪.‬‬

‫‪ 17‬التفسير ‪ " :‬له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر ال "‬

‫إنها قرئت عند أبي عبدال عليه السلم فقال لقارئها ‪ :‬ألستم عربا ؟ كيف تكون‬

‫المعقبات‬

‫من بين يديه وإنما المعقب من خلفه ؟ فقال الرجل ‪ :‬جعلت فداك كيف هذا ؟‬

‫فقال ‪ :‬إنما نزلت " له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر ال "‬

‫ومن الذي يقدر أن يحفظ الشئ من أمر ال ؟ ! وهم الملئكة الموكلون بالناس )‬

‫‪.(4‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬العيون ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 72‬‬

‫) ‪ ( 2‬الحتجاج ‪ . 191 :‬وستأتى الرواية ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 3‬القمى ‪. 337 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬تفسير القمى ‪. 337 :‬‬

‫]‪[180‬‬

‫بيان ‪ :‬قال الطبرسي رحمه ال في الشواذ قراءة أبي البرهشم ) ‪ " ( 1‬له‬
‫معقبات ) ‪ ( 2‬من بين يديه ورقباء من خلفه يحفظونه بأمر ال " وروي عن أبي‬

‫عبدال‬

‫عليه السلم " له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر ال "‬

‫وروي‬

‫عن علي عليه السلم وابن عباس وعكرمة وزيد بن علي " يحفظونه بأمر ال " )‬

‫‪.(3‬‬

‫‪ 18‬التوحيد ‪ :‬عن أحمد بن محمد العطار ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن الحسين بن الحسن‬

‫ابن أبان عن ابن اورمة ‪ ،‬عن زياد القندي ‪ ،‬عن درست بن أبي منصور ‪ ،‬عن رجل‬

‫عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬إن ل تبارك وتعالى ملكا بعد ما بين شحمة اذنه‬

‫إلى‬

‫عنقه ) ‪ ( 4‬مسيرة خمسمائة عام خفقان الطير ) ‪. ( 5‬‬

‫الكافى ‪ :‬عن العدة ‪ ،‬عن أحمد بن محمد ‪ ،‬عن بعض أصحابه ‪ ،‬عن القندي‬

‫مثله ) ‪. ( 6‬‬

‫بيان ‪ :‬قال الجوهري ‪ :‬خفقت الراية تخفق وتخفق خفقا وخفقانا ‪ ،‬وكذلك‬

‫القلب والسراب ‪ :‬إذا اضطربا ‪ ،‬ويقال ‪ :‬خفق الطير ) ‪ ( 7‬أي طار ‪ ،‬وأخفق إذا‬

‫ضرب‬

‫بجناحيه ) ‪. ( 8‬‬

‫‪ 19‬التوحيد ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى ‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن علي ‪ ،‬عن يونس بن يعقوب ‪ ،‬عن عمروبن مروان ‪ ،‬عن أبي عبدال‬

‫عليه السلم‬

‫قال ‪ :‬إن ل تبارك وتعالى ملئكة أنصافهم من برد ‪ ،‬وأنصافهم من نار ‪ ،‬يقولون ‪:‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬أبى البرهسم ‪ ،‬وفي القاموس ) ج ‪ 4‬ص ‪( 80‬‬

‫أبوالبرهسم كسفرجل عنوان‬

‫ابن عثمان الزبيدى ذوالقراءات الشواذ ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬معاقيب ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 6‬ص ‪. 279‬‬

‫) ‪ ( 4‬في المصدر ‪ :‬إلى عاتقه ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬التوحيد ‪ :‬ص ‪. 204‬‬

‫) ‪ ( 6‬روضة الكافى ‪. 272 :‬‬

‫) ‪ ( 7‬في المصدر ‪ :‬الطائر ‪.‬‬

‫) ‪ ( 8‬الصحاح ‪ :‬ج ‪ ، 4‬ص ‪. 1469‬‬

‫]‪[181‬‬

‫يامؤلفا بين البرد والنار ثبت قلوبنا على طاعتك ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 20‬ومنه ‪ :‬عن علي بن عبدال بن أحمد السواري ‪ ،‬عن مكي بن أحمد‬

‫البردعي ‪ ،‬عن عدي بن أحمد بن عبدالباقي ‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن البراء ‪ ،‬عن‬

‫عبد‬
‫المنعم بن إدريس ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن وهب ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى ال‬

‫عليه وآله قال ‪ :‬إن‬

‫ل تبارك وتعالى ديكا رجله في تخوم الرض السابعة السفلى ] ورأسه عند العرش‬

‫باقي عنقه تحت العرش ‪ ،‬وملك من ملئكة ال خلقه ال تعالى ورجله في تخوم‬

‫الرض السابعة [ مضى مصعدا فيها مد الرضين حتى خرج منها إلى افق السماء ‪،‬‬

‫ثم‬

‫مضى فيها مصعدا حتى انتهى قرنه إلى العرش وهو يقول ‪ :‬سبحانك ربي ‪ .‬ولذلك )‬

‫‪(2‬‬

‫الديك جناحان إذا نشرهما جاوزا المشرق والمغرب ‪ ،‬فاذا كان في آخر الليل نشر‬

‫جناحيه وخفق بهما وصرخ بالتسبيح وهو يقول ‪ :‬سبحان ال الملك القدوس الكبير‬

‫المتعال ‪ ،‬ل إله إل هو الحي القيوم ‪ .‬فإذا فعل ذلك سبحت ديكة الرض كلها‬

‫وخفقت بأجنحتها ‪ ،‬وأخذت في الصراخ ‪ ،‬فإذا سكن ذلك الديك في السماء سكنت‬

‫الديكة في الرض ‪ ،‬فإذا كان في بعض السحر نشر جناحيه فجاوزا المشرق‬

‫والمغرب‬

‫وخفق بهما وصرخ بالتسبيح ‪ ] :‬سبحان ال العزيز [ سبحان ال العظيم ‪ ،‬سبحان‬

‫ال‬

‫العزيز القهار ‪ ،‬سبحان ال ذي العرش المجيد ‪ ،‬سبحان ال ذي العرش الرفيع ‪ .‬فإذا‬


‫فعل ذلك سبحت ديكة الرض ‪ ،‬فاذا هاج هاجت الديكة في الرض تجاوبه بالتسبيح‬

‫والتقديس ل تعالى ‪ ،‬ولذلك الديك ريش أبيض كأشد بياض ما رأيته قط ‪ ،‬له‬

‫زغب أخضر تحت ريشه البيض كأشد خضرة ] ما [ رأيتها قط ‪ ،‬فمازلت مشتاقا‬

‫إلى أن أنظر إلى ريش ذلك الديك ) ‪. ( 3‬‬

‫بيان ‪ :‬قال الجوهري ‪ :‬التخم منتهى كل قرية أو أرض ‪ ،‬والجمع تخوم ) ‪. ( 4‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬التوحيد ‪. 205 :‬‬

‫في المصدر ‪ :‬وإن لذلك الديك جناحين ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬التوحيد ‪. 203 202 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬الصحاح ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 143‬‬

‫]‪[182‬‬

‫" وملك " أي وهو ملك ‪ ،‬وفي بعض النسخ " وملكا " فيكون عطف تفسير لقوله‬

‫" ديكا "‬

‫والصراخ ‪ :‬الصوت ‪ ،‬والزغب ‪ :‬الشعيرات الصفر على ريش الفرخ ‪ ،‬ذكره‬

‫الجوهري ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 21‬التوحيد ‪ :‬بالسناد المتقدم عن النبي صلى ال عليه وآله قال ‪ :‬إن ل تبارك‬

‫وتعالى‬

‫ملكا من الملئكة نصف جسده العلى نار ‪ ،‬ونصفه السفل الثلج ‪ ،‬فل النار تذيب‬
‫الثلج ول الثلج يطفئ النار ‪ ،‬وهو قائم ينادي بصوت له رفيع ‪ :‬سبحان ال الذي كف‬

‫حر هذه النار فل تذيب هذا الثلج ‪ ،‬وكف برد هذا الثلج فل يطفئ حر هذه النار‬

‫اللهم يا مؤلفا بين الثلج والنار ألف بين قلوب عبادك المؤمنين على طاعتك ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 22‬ومنه بهذا السناد عن النبى صلى ال عليه وآله قال ‪ :‬إن ل تبارك وتعالى‬

‫ملئكة‬

‫ليس شئ من أطباق أجسادهم إل وهو يسبح ال تعالى ويحمده من ناحيته بأصوات‬

‫مختلفة ل يرفعون رؤوسهم إلى السماء ‪ ،‬ول يخفضونها إلى أقدامهم من البكاء و‬

‫الخشية ل عزوجل ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 23‬ومنه ‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد ‪ ،‬عن أحمد بن إدريس ‪ ،‬عن محمد بن‬

‫أحمد ‪ ،‬عن السياري ‪ ،‬عن عبدال بن حماد ‪ ،‬عن جميل بن دراج ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت‬

‫أبا عبدال عليه السلم ‪ :‬هل في السماء بحار ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬أخبرني أبي عن أبيه‬

‫عن جده‬

‫عليهم السلم قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله إن في السماوات السبع‬

‫لبحارا عمق أحدها‬

‫مسيرة خمسمائة عام ‪ ،‬فيها ملئكة قيام منذ خلقهم ال عزوجل ‪ ،‬والماء إلى ركبهم‬

‫ليس منهم لك إلوله ألف وأربعمائة جناح ‪ ،‬في كل جناح أربعة وجوه ‪ ،‬في كل‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 182‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 190‬سطر ‪18‬‬

‫وجه أربعة ألسن ‪ ،‬ليس فيها ول وجه ول لسان ولفم إل وهو يسبح ال تعالى‬

‫بتسبيح ل يشبه نوح منه صاحبه ) ‪. ( 4‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الصحاح ‪ :‬ج ‪. 1877 ، 5‬‬

‫) ‪ 2‬و ‪ ( 3‬التوحيد ‪. 203 :‬‬

‫) ‪. 204 : ( 4‬‬

‫]‪[183‬‬

‫‪ 24‬ومنه ‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد ‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار ‪ ،‬عن‬

‫الحسين بن الحسن بن أبان ‪ ،‬عن ابن اورمة ‪ ،‬عن أحمد بن الحسن الميثمي ‪ ،‬عن‬

‫أبي الحسن‬

‫الشعيري ‪ ،‬عن سعد بن ظريف ‪ ،‬عن الصبغ ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء ابن الكواء إلى‬

‫أميرالمؤمنين‬

‫عليه السلم فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين وال إن في كتاب ال تعالى لية قد أفسدت‬

‫علي‬

‫قلبي وشككتني في ديني ! فقال له عليه السلم ‪ :‬ثكلتك امك وعدمتك وما تلك ) ‪( 1‬‬
‫الية‬

‫قال ‪ :‬هو قول ال تعالى " والطير صافات كل قد علم صلوته وتسبيحه " ) ‪ ( 2‬فقال‬

‫له‬

‫أمير المؤمنين عليه السلم يا ابن الكوا إن ال تعالى خلق الملئكة في صورشتى ‪،‬‬

‫أل إن‬

‫ل تعالى ملكا في صورة ديك ) ‪ ( 3‬أبج أشهب ‪ ،‬براثنه في الرضين السابعة‬

‫السفلى ‪،‬‬

‫وعرفه مثني تحت العرش ‪ ،‬له جناحان ‪ :‬جناح في المشرق ‪ ،‬وجناح في المغرب‬

‫واحد‬

‫من نار ‪ ،‬والخر من ثلج ‪ ،‬فاذا حضر وقت الصلوة قام على براثنه ثم رفع عنقه‬

‫من تحت العرش ثم صفق بجناحيه كما تصفق الديوك في منازلكم ‪ ،‬فينادي ‪ :‬أشهد‬

‫أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬وأشهد أن محمدا سيد ) ‪ ( 4‬النبيين ‪ ،‬وأن‬

‫وصيه‬

‫سيد الوصيين ‪ ،‬وأن ال سبوح قدوس رب الملئكة والروح ‪ .‬قال ‪ :‬فتخفق الديكة‬

‫بأجنحتها في منازلكم فتجيبه عن قوله ‪ ،‬وهو قول عزوجل " والطير صافات كل‬

‫قد علم صلوته وتسبيحه " من الديكة في الرض ) ‪. ( 5‬‬

‫الحتجاج ‪ :‬عن الصبغ مثله ) ‪. ( 6‬‬

‫بيان ‪ " :‬ديك أبج " في بعض النسخ بالباء الموحدة والجيم ‪ ،‬وهو واسع مأق‬
‫العين ذكره الجوهري وفي بعضها بالحاء المهملة من البحة وهي غلظة الصوت‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في الحتجاج ‪ :‬وماهى ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في الحتجاج ‪ :‬فما هذا الصف ؟ وما هذه الطيور ؟ وما هذه الصلوة ؟ وما هذا‬

‫التسبيح ؟ ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدرين ‪ :‬أبح ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬في الحتجاج ‪ :‬أن محمدا عبده ورسوله ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬التوحيد ‪. 205 :‬‬

‫) ‪ ( 6‬الحتجاج ‪. 121 :‬‬

‫]‪[184‬‬

‫وقد مر في التفسير " أملح " والملحة بياض يخالطه السواد ‪ ،‬فالشهب تفسير ‪ ،‬إذ‬

‫الشهبة بياض يصدعه سواد ‪ .‬والبرثن الكف مع الصابع ‪ ،‬ومخلب السد ‪ .‬والصفق‬

‫‪:‬‬

‫الضرب يسمع له صوت ‪ ،‬والية سيأتي تفسيرها المشهور ‪.‬‬

‫‪ 25‬التوحيد ‪ :‬عن أحمد بن الحسن القطان ‪ ،‬عن أحمد بن يحيى بن زكريا‬

‫عن بكر بن عبدال بن حبيب ‪ ،‬عن علي بن زياد ‪ ،‬عن مروان بن معاوية ‪ ،‬عن‬

‫العمش ‪ ،‬عن أبي حيان التيمي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أميرالمؤمنين عليه السلم قال ‪:‬‬
‫ليس أحد‬

‫من الناس إل ومعه ملئكة حفظة يحفظونه من أن يتردى في بئر ‪ ،‬أو يقع عليه‬

‫حائط‬

‫أو يصيبه سوء ‪ ،‬فإذا حان أجله خلوا بينه وبين ما يصيبه ) الخبر ( ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 26‬البصائر ‪ :‬عن أحمد بن محمد السياري ‪ ،‬عن عبيدال بن أبي عبدال الفارسي‬

‫وغيره رفعوه إلى أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬إن الكروبيين قوم من شيعتنا من‬

‫الخلق‬

‫الول جعلهم ال خلف العرش ‪ ،‬لو قسم نور واحد منهم على أهل الرض لكفاهم ‪.‬‬

‫ثم‬

‫قال ‪ :‬إن موسى عليه السلم لما أن سأل ربه ما سأل أمر واحدا من الكروبيين‬

‫فتجلى‬

‫للجبل فجعله دكا ‪.‬‬

‫السرائر ‪ :‬عن السياري مثله ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 27‬اكمال الدين ‪ :‬عن محمد بن علي ما جيلويه ‪ ،‬عن عمه محمد بن أبي القاسم‬

‫عن أحمد بن أبي عبدال البرقي ‪ ،‬عن محمد بن علي الكوفي ‪ ،‬عن أبي الربيع‬

‫الزهراني‬

‫عن جرير ‪ ،‬عن ليث بن أبي سليم ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ابن عباس ‪ :‬سمعت‬

‫رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله يقول ‪ :‬إن ل تبارك وتعالى ملكا يقال له " دردائيل " كان‬

‫له ستة عشر‬

‫ألف جناح ‪ ،‬ما بين الجناح إلى الجناح هواء ‪ ،‬والهواء كما بين السماء والرض‬

‫فجعل يوما يقول في نفسه ‪ :‬أفوق ربنا جل جلله شئ ؟ فعلم ال تبارك وتعالى‬

‫ما قال ‪ ،‬فزاده أجنحة مثلها ‪ ،‬فصار له اثنان وثلثون ألف جناح ‪ ،‬ثم أوحى ال‬

‫عزوجل إليه أن طر ‪ ،‬فطار مقدار خمسمائة عام ‪ ،‬فلم ينل رأسه قائمة من قوائم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬التوحيد ‪:‬‬

‫) ‪ ( 2‬مستطرفات السرائر ‪ :‬ص ‪. 5‬‬

‫]‪[185‬‬

‫العرش ‪ ،‬فلما علم ال عزوجل إتعابه أوحى إليه ‪ :‬أيها الملك عد إلى مكانك فأنا‬

‫عظيم فوق كل عظيم ‪ ،‬وليس فوقي شئ ول اوصف بمكان فسلبه ال أجنحته و‬

‫مقامه من صفوف الملئكة ‪ ،‬فلما ولد الحسين عليه السلم هبط جبرئيل في ألف‬

‫قبيل من‬

‫الملئكة لتهنئة النبي صلى ال عليه وآله فمر بدردائيل فقاله ‪ :‬سل النبي صلى ال‬

‫عليه وآله بحق مولوده‬

‫أن يشفع لي عند ربي ‪ ،‬فدعا له النبي صلى ال عليه وآله بحق الحسين عليه‬

‫السلم فاستجاب ال دعاءه‬

‫ورد عليه أجنحته ‪ ،‬ورده إلى مكانه ‪.‬‬


‫أقول ‪ :‬تمامه في باب ولدة الحسين عليه السلم ‪.‬‬

‫بيان ‪ " :‬أفوق ربنا " لعله كان ذلك بمحض خطور البال بغير شك لئل ينافي‬

‫العصمة ) ‪ ( 1‬والجللة ‪.‬‬

‫‪ 28‬الكمال ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‬

‫عن العباس بن موسى الوراق ‪ ،‬عن يونس ‪ ،‬عن داود بن فرقد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال لي‬

‫بعض‬

‫أصحابنا ‪ :‬أخبرني عن الملئكة أينامون ؟ قلت ‪ :‬ل أدري ‪ ،‬فقال ‪ :‬يقول ال عزو‬

‫جل " يسبحون الليل والنهار ل يفترون ) ‪ " ( 2‬ثم قال ‪ :‬ل اطرفك عن أبي عبدال‬

‫عليه السلم بشئ ؟ فقلت ‪ :‬بلى ‪ ،‬فقال ‪ :‬سئل عن ذلك فقال ‪ :‬ما من حي إل وهو‬

‫ينام خل ال وحده عزوجل والملئكة ينامون ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يقول ال عزوجل‬

‫" يسبحون الليل والنهار ل يفترون " قال ‪ :‬أنفاسهم تسبيح ‪.‬‬

‫‪ 29‬الخرائج ‪ :‬بإسناده عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن عبدال بن عامر ‪ ،‬عن‬

‫العباس بن معروف ‪ ،‬عن عبدال بن عبدالرحمن البصري ‪ ،‬عن أبي المغرا ‪ ،‬عن‬

‫أبي‬

‫بصير ‪ ،‬عن خيثمة ‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال ‪ :‬نحن الذين تختلف الملئكة‬

‫إلينا ‪ ،‬فمنا‬

‫من يسمع الصوت ول يرى الصورة ‪ ،‬وإن الملئكة لتزاحمنا على تكآتنا ‪ ،‬وإنا‬

‫ليأخذ من زغبهم فنجعله سخابا لولدنا ‪.‬‬


‫بيان ‪ " :‬التكأة " كهمزة ما يتكأ عليه ‪ ،‬قاله الجوهري ‪ .‬وقال ‪ :‬السخاب ‪:‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬العظمة ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬النبياء ‪. 20 :‬‬

‫]‪[186‬‬

‫قلدة تتخذ من سك وغيره ليس فيها من الجوهر شئ ‪ ،‬والجمع ‪ :‬سخب ‪.‬‬

‫‪ 30‬الخرائج ‪ :‬بإسناده عن سعد ‪ ،‬عن عبدال بن عامر ‪ ،‬عن الربيع بن‬

‫الخطاب ‪ ،‬عن جعفر بن بشير ‪ ،‬عن أبان بن عثمان ‪ ،‬عن سليمان بن خالد ‪ ،‬عن‬

‫أبي عبدال عليه السلم في قوله تعالى " إن الذين قالوا ربنا ال ثم استقاموا تتنزل‬

‫عليهم‬

‫الملئكة أل تخافوا ول تحزنوا " ) ‪ ( 1‬فقال ‪ :‬أما وال لربما وسدناهم الوسائد في‬

‫منازلنا ‪ .‬قيل ‪ :‬الملئكة تظهر لكم ؟ فقال ‪ :‬هم ألطف بصبياننا منا بهم ‪ .‬وضرب بيده‬

‫إلى مساور في البيت فقال ‪ :‬وال لطال ما اتكأت عليه الملئكة ‪ ،‬وربما التقطنا من‬

‫زغبها ‪.‬‬

‫بيان ‪ :‬في القاموس ‪ :‬المسور كمنبر متكأ من أدم كالمسورة ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 31‬العياشى ‪ :‬عن مسعدة بن صدقة ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم في قوله "‬

‫يحفظونه‬

‫من أمر ال ) ‪ " ( 3‬ثم قال ‪ :‬ما من عبد إل ومعه ملكان يحفظانه ‪ ،‬فإذا جاء المر‬
‫من‬

‫عندال خليا بينه وبين أمر ال ‪.‬‬

‫‪ 32‬المناقب ‪ :‬سأل الصادق عليه السلم أبا حنيفة ‪ :‬أين مقعد الكاتبين ؟ قال ‪:‬‬

‫ل أدري ‪ ،‬قال ‪ :‬مقعدهما على الناجدين ‪ ،‬والفم الدواة ‪ ،‬واللسان القلم ‪ ،‬والريق‬

‫المداد ) ‪. ( 4‬‬

‫بيان ‪ :‬يحتمل أن يكون المراد فم الملك ولسانه وريقه ‪ ،‬ولو كان المراد‬

‫تلك العضاء من النسان فيمكن أن يكون بمحض تكلمه ينقش في ألواحهم ‪ ،‬فيكون‬

‫مخصوصا بالكلم ‪.‬‬

‫‪ 33‬الكافى ‪ :‬عن علي بن إبراهيم ‪ ،‬عن صالح بن السندي ‪ ،‬عن جعفر بن‬

‫بشير ‪ ،‬عن صالح ) ‪ ( 5‬الحذاء ‪ ،‬عن أبي اسامة ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت عند أبي عبدال عليه‬

‫السلم‬

‫فقال رجل ‪ :‬ما السنة في دخول الخلء ؟ قال ‪ :‬يذكر ال ويتعوذ بال من الشيطان‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬فصلت ‪. 30 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬القاموس ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪53‬‬

‫) ‪ ( 3‬الرعد ‪. 12 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬المناقب ‪ :‬ج ‪ ، 4‬ص ‪. 253‬‬

‫) ‪ ( 5‬عن صباح الحذاء ) خ ( ‪.‬‬


‫]‪[187‬‬

‫الرجيم ‪ ،‬فاذا فرغت قلت ‪ :‬الحمد ل على ما أخرج مني الذى في يسر وعافية ‪.‬‬

‫قال رجل ‪ :‬فالنسان يكون على تلك الحال ول يصير ) ‪ ( 1‬حتى ينظر إلى ما يخرج‬

‫منه ‪ ،‬قال ‪ :‬إنه ليس في الرض آدمي إل ومعه ملكان موكلن به ‪ ،‬فإذا كان على‬

‫تلك الحال ثنيا برقبته ثم قال ‪ :‬يا ابن آدم انظر إلى ما كنت تكدح له في الدنيا‬

‫إلى ما هو صائر ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 34‬ومنه ‪ :‬عن العدة ‪ ،‬عن سهل ‪ ،‬عن ابن محبوب ‪ ،‬عن عبدالحميد ‪ ،‬عن‬

‫أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬إذا صعدا ملكا العبد المريض إلى السماء عند كل‬

‫مساء يقول‬

‫الرب تبارك وتعالى ‪ :‬ماذا كتبتما لعبدي في مرضه ؟ فيقولن ‪ :‬الشكاية ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬

‫ما أنصفت عبدي إن حبسته في حبس من حبسي ثم أمنعه الشكاية ‪ ،‬اكتبا لعبدي‬

‫مثل‬

‫ما كنتما تكتبان له من الخير في صحته ‪ ،‬ول تكتبا عليه سيئة حتى اطلقه من‬

‫حبسي فإنه في حبس من حبسي ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 35‬ومنه ‪ :‬عن محمد بن يحيى ‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى ‪ ،‬عن أحمد بن‬

‫محمد‬

‫ابن أبي نصر البزنطي ‪ ،‬عن درست ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا إبراهيم عليه السلم يقول ‪:‬‬

‫إذا‬
‫مرض المؤمن أوحى ال عزوجل إلى صاحب الشمال ‪ :‬ل تكتب على عبدي مادام‬

‫في حبسي ووثاقي ذنبا ‪ ،‬ويوحى إلى صاحب اليمين أن اكتب لعبدي ما كنت تكتب‬

‫له في صحته من الحسنات ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 36‬ومنه ‪ :‬عن العدة ‪ :‬عن البرقي ‪ ،‬عن ابن أبي نجران ‪ ،‬عن صفوان‬

‫الجمال ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬من عاد مريضا من المسلمين وكل ال‬

‫به أبدا‬

‫سبعين ألفا من الملئكة يغشون رحله ‪ ،‬ويسبحون فيه ‪ ،‬ويقدسون ويهللون و‬

‫يكبرون إلى يوم القيامة ‪ ،‬نصف صلوتهم لعائد المريض ) ‪. ( 5‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المخطوطة والمصدر ‪ :‬ول يصبر ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 70 69‬‬

‫) ‪ ( 3‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 114‬‬

‫) ‪ ( 4‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 114‬‬

‫) ‪ : ( 5‬ج ‪. 120 ، 3‬‬

‫]‪[188‬‬

‫‪ - 37‬ومنه ‪ :‬عن العدة عن ) ‪ ( 1‬أحمد بن محمد ‪ ،‬عن عثمان بن عيسى ‪ ،‬عن‬

‫مهران بن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا عبدال عليه السلم يقول ‪ :‬إن الميت إذا مات‬

‫بعث ال‬

‫ملكا إلى أوجع أهله فمسح على قلبه فأنساه لوعة الحزن ‪ ،‬ولول ذلك لم تعمر‬
‫الدنيا ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 38‬ومنه ‪ :‬عن الحسين بن محمد ‪ ،‬عن معلى بن محمد ‪ ،‬عن الحسن بن علي‬

‫الوشاء ‪ ،‬عن أبان ‪ ،‬عن عمروبن خالد ‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال ‪ :‬قال‬

‫جبرئيل ‪ :‬يا‬

‫رسول ال إنا ل ندخل بيتا فيه صورة إنسان ‪ ،‬ول بيتا يبال فيه ‪ ،‬ول بيتا فيه كلب )‬

‫‪.(3‬‬

‫‪ 39‬ومنه ‪ :‬عن علي بن إبراهيم ) ‪ ( 4‬بن عمر اليماني ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬عن أبي‬

‫جعفر عليه السلم قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬حدثني جبرئيل أن ال‬

‫عزوجل أهبط‬

‫إلى الرض ملكا ‪ ،‬فأقبل ذلك الملك يمشي حتى وقع إلى باب عليه رجل يستأذن‬

‫على رب الدار ‪ ،‬فقال له الملك ‪ :‬ما حاجتك إلى رب هذه الدار ؟ قال ‪ :‬أخ لي‬

‫مسلم زرته في ال تبارك وتعالى ‪ ،‬قال له الملك ‪ :‬ما جاء بك إل ذاك ؟ فقال ‪ :‬ما‬

‫جاءبي‬

‫إل ذاك ‪ ،‬قال ‪ :‬فإني رسول ال إليك ‪ ،‬وهو يقرئك السلم ويقول ‪ :‬وجبت لك‬

‫الجنة ‪ ،‬وقال الملك ‪ :‬إن ال عزوجل يقول ‪ :‬أيما مسلم زار مسلما فليس إياه‬

‫زار ‪ ،‬إياي زار وثوابه علي الجنة ) ‪. ( 5‬‬

‫‪ 40‬ومنه ‪ :‬عن العدة ‪ ،‬عن أحمد بن محمد ‪ ،‬عن علي بن الحكم ‪ ،‬عن إسحاق‬

‫ابن عمار ‪ ،‬عن أبي قرة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا عبدال عليه السلم يقول ‪ :‬من زار )‬
‫‪ ( 6‬أخاه في‬

‫ال في مرض أو صحة ل يأتيه خداعا ول استبدال وكل ال به سبعين ألف ملك‬

‫ينادون‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن‬

‫عثمان بن عيسى ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 2‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 228‬‬

‫) ‪ : ( 3‬ج ‪ ، 3‬ص ‪393‬‬

‫) ‪ ( 4‬كذا في نسخ البحار ‪ ،‬وفي المصدر " على بن ابراهيم ‪ :‬عن أبيه عن حمادبن‬

‫عيسى عن ابراهيم بن عمر اليمانى ‪ ،‬وهو الصواب ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 176‬‬

‫) ‪ ( 6‬في بعض النسخ ‪ :‬ما زار أخاه ‪ . .‬إل وكل ال به ‪. .‬‬

‫]‪[189‬‬

‫في قفاه أن طبت وطابت لك الجنة ‪ ،‬فأنتم زوار ال وأنتم وفد الرحمن حتى يأتي‬

‫منزله ‪ .‬فقال له يسير ‪ :‬جعلت فداك ‪ ،‬فإن ) ‪ ( 1‬كان المكان بعيدا ؟ قال ‪ :‬نعم يا‬

‫يسير‬

‫وإن كان المكان مسير سنة ‪ ،‬فإن ال جواد والملئكة كثير يشيعونه حتى يرجع‬

‫إلى منزله ) ‪. ( 2‬‬


‫‪ 41‬ومنه ‪ :‬عن محمد بن يحيى ‪ ،‬عن محمد بن الحسين ‪ ،‬عن ابن بزيع ‪ ،‬عن‬

‫صالح بن عقبة ‪ ،‬عن عبدال بن محمد الجعفي ‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال ‪:‬‬

‫إن المؤمن‬

‫ليخرج إلى أخيه يزوره فيوكل ال عزوجل به ملكا فيضع جناحا في الرض وجناحا‬

‫في السماء يطلبه ) ‪ ، ( 3‬فاذا دخل على ) ‪ ( 4‬منزله نادى الجبار تبارك وتعالى ‪:‬‬

‫أيها‬

‫العبد المعظم لحقي المتبع لثار نبيي ! حق علي إعظامك ‪ ،‬سلني اعطك ‪ ،‬ادعني‬

‫اجبك ‪ ،‬اسكت أبتدئك ‪ ،‬فإذا انصرف شيعه الملك يظله بجناحه حتى يدخل إلى‬

‫منزله ‪ ،‬ثم يناديه تبارك وتعالى ‪ :‬أيها العبد المعظم لحقي ! حق علي إكرامك‬

‫قد أو جبت لك جنتي ‪ ،‬وشفعتك في عبادي ) ‪. ( 5‬‬

‫‪ 42‬ومنه ‪ :‬عن العدة ‪ ،‬عن سهل عن يحيى بن المبارك ‪ ،‬عن ابن جبلة ‪ ،‬عن‬

‫إسحاق بن عمار عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا‬

‫أنزل ال‬

‫عزوجل الرحمة عليهما ‪ ،‬فكانت تسعة وتسعين لشدهما حبا لصاحبه ‪ ،‬فاذا توافقا‬

‫غمرتهما الرحمة وإذا قعدا يتحدثان قالت الحفظة بعضها لبعض ‪ :‬اعتزلوا بنا ‪ ،‬فلعل‬

‫لهما سرا وقد ستره ال عليهما ‪ .‬فقلت ‪ :‬أليس ال عزوجل يقول " ما يلفظ من قول‬
‫إل لديه رقيب عتيد " ) ‪ ( 6‬فقال ‪ :‬يا إسحاق إن كانت الحفظة ل تسمع فإن عالم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬وإن كان ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 2‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 177‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬يظله ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬في المصدر ‪ :‬إلى منزله ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬الكافى ‪ :‬ج ‪. 178 ، 2‬‬

‫) ‪ ( 6‬ق ‪. 18 :‬‬

‫]‪[190‬‬

‫السر يسمع ويرى ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 43‬ومنه ‪ :‬عن العدة ‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبدال البرقي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن‬

‫محمد بن سنان ‪ ،‬عن إسحاق بن عمار ‪ ،‬عن الوصافي ‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم‬

‫قال ‪ :‬كان‬

‫فيما ناجى ال عزوجل به موسى عليه السلم قال ‪ :‬يا موسى أكرم السائل ) ‪( 2‬‬

‫ببذل يسير‬

‫أو برد جميل ‪ ،‬إنه يأتيك من ليس بإنس ولجان ‪ ،‬ملئكة من ملئكة الرحمن‬

‫يبلونك ) ‪ ( 3‬فيما خولتك ويسألونك فيما نولتك ‪ ،‬فانظر كيف أنت صانع يا ابن‬

‫عمران ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 44‬ومنه ‪ :‬عن علي بن إبراهيم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن النوفلي ‪ ،‬عن السكوني‬
‫عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬من كتم صومه قال ] ال [ عزوجل لملئكته ‪:‬‬

‫عبدي‬

‫استجار من عذابي فأجيروه ‪ ،‬ووكل ال عزوجل ) ‪ ( 5‬ملئكة بالدعاء للصائمين ‪،‬‬

‫ولم‬

‫يأمرهم بالدعاء لحد إل استجاب لهم فيه ) ‪. ( 6‬‬

‫‪ 45‬ومنه ‪ :‬عن عدة من أصحابه ‪ ،‬عن سهل بن زياد ‪ ،‬عن محمد بن سنان ‪ ،‬عن‬

‫منذربن يزيد ‪ ،‬عن يونس بن ظبيان ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبوعبدال عليه السلم ‪ :‬من صام‬

‫ل عزوجل‬

‫يوما في شدة الحر فأصابه ظمأ وكل ال به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه ) ‪7‬‬

‫(‪.‬‬

‫‪ 46‬ومنه ‪ :‬عن أحمد بن محمد ‪ ،‬عن علي بن الحسن ) ‪ ( 8‬التيملي ‪ ،‬عن علي‬

‫بن أسباط ‪ ،‬عن رجل من أصحابنا ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬إذا كان أيام‬

‫الموسم‬

‫بعث ال ملئكة في صورة الدميين يشترون متاع الحاج والتجار ‪ ،‬قلت ‪ :‬فما‬

‫يصنعون ؟‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 282 281‬‬


‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 190‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 198‬سطر ‪18‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬اكرم السائل إذا أتاك برد جميل أو إعطاء يسير فانه يأتيك ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬كيف أنت صانع في ما أوليتك وكيف مواساتك في ما خولتك ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬روضة الكافى ‪. 45 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬في المصدر ‪ :‬تعالى ‪.‬‬

‫) ‪ ( 6‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 4‬ص ‪. 64‬‬

‫) ‪ ( 7‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 4‬ص ‪ ، 64‬وله ذيل ‪.‬‬

‫) ‪ ( 8‬في بعض النسخ ‪ ،‬الحسين ‪ ،‬وفي المصدر ‪ :‬على بن ابراهيم التيملى ‪.‬‬

‫]‪[191‬‬

‫قال ‪ :‬يلقونه في البحر ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 47‬ومنه ‪ :‬عن العدة ‪ ،‬عن سهل ‪ ،‬وعلي بن إبراهيم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬جميعا عن‬

‫ابن محبوب ‪ ،‬عن داود الرقي ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم قال ليس خلق أكثر من‬

‫الملئكة‬

‫إنه لينزل كل ليلة من السماء سبعون ألف ملك ‪ ،‬فيطوفون بالبيت الحرام ليلتهم‬

‫وكذلك في كل يوم ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 48‬الختصاص ‪ :‬بإسناده عن المعلى بن محمد ‪ ،‬رفعه إلى أبي عبدال عليه السلم‬
‫قال ‪:‬‬

‫إن ال عزوجل خلق الملئكة من نور ) الخبر ( ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 49‬ومنه ‪ :‬بإسناده عن عمروبن شمر ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم‬

‫قال ‪:‬‬

‫استأذن ملك ربه أن ينزل إلى الدنيا في صورة آدمي ‪ ،‬فأذن له ‪ ،‬فمر برجل على‬

‫باب قوم يسأل عن رجل من أهل الدار ‪ ،‬فقال الملك ‪ :‬يا عبدال أي شيئ تريد من‬

‫هذا الرجل الذي تطلبه ؟ قال ‪ :‬هو أخ لي في السلم أحببته في ال جئت لسلم عليه‬

‫قال ‪ :‬ما بينك وبينه رحم ماسة ‪ ،‬ول نزعتك إليه حاجة ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬إل الحب في‬

‫ال عزوجل ‪ ،‬فجئت لسلم عليه ‪ .‬قال ‪ :‬فإني رسول ال إليك ‪ ،‬وهو يقول ‪ :‬قد‬

‫غفرت لك بحبك إياه في ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 50‬كتاب الحسين بن سعيد ‪ :‬عن ابن أبي عمير ‪ ،‬عن معاوية بن عمار ‪ ،‬عن‬

‫أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬سمعته يقول ‪ :‬إن في السماء ملكين موكلين بالعباد‬

‫فمن تواضع‬

‫ل رفعاه ‪ ،‬ومن تكبر وضعاه ‪.‬‬

‫‪ 51‬نوادر الراوندى ‪ :‬بإسناده عن موسى بن جعفر ‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال ‪:‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله أتاني جبرئيل عليه السلم فقال ‪ :‬يا محمد كيف‬

‫ننزل عليكم وأنتم‬


‫ل تستاكون ول تستنجون بالماء ول تغسلون براجمكم ؟‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 4‬ص ‪. 547‬‬

‫) ‪ ( 2‬روضة الكافى ‪272 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬الختصاص ‪. 109 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬الختصال ‪. 224 :‬‬

‫]‪[192‬‬

‫بيان ‪ :‬قال في النهاية ‪ :‬فيه من الفطرة غسل البراجم ‪ .‬هي العقد التي في ظهور‬

‫الصابع يجتمع فيها الوسخ ‪ ،‬الواحدة " برجمة " بالضم ‪.‬‬

‫‪ 52‬مجالس الشيخ ‪ :‬عن جماعة عن أبي المفضل الشيباني عن ‪ ،‬محمد بن جعفر‬

‫الرزاز ‪ ،‬عن محمود بن ) ‪ ( 1‬عيسى بن عبيد ‪ ،‬عن أحمد بن الحسن الميثمي ‪ ،‬عن‬

‫المفضل‬

‫بن صالح ‪ ،‬عن جابر الجعفي ‪ ،‬عن أبي جعفر عن آبائه عليهم السلم عن النبي‬

‫صلى ال عليه وآله قال ‪:‬‬

‫لقي ملك رجل على باب داركان ربها غائبا ‪ ،‬فقال له الملك ‪ :‬يا عبدال ما جاء بك‬

‫إلى‬

‫هذه الدار ؟ فقال ‪ :‬أخ لي أردت زيارته ‪ ،‬قال ‪ :‬ألرحم ماسة بينك وبينه أم نزعتك‬

‫إليه حاجة ؟ قال ‪ :‬ما بيننا رحم أقرب من رحم السلم وما نزعتني إليه حاجة ‪،‬‬

‫ولكني‬
‫زرته في ال رب العالمين ‪ .‬قال فأبشر فاني رسول ال إليك وهو يقرئك السلم‬

‫ويقول‬

‫لك ‪ :‬إياي قصدت ‪ ،‬وما عندي أردت بصنعك ‪ ،‬فقد أو جبت لك الجنة ‪ ،‬وعافيتك‬

‫من غضبي ومن النار حيث أتيته ‪.‬‬

‫‪ 53‬ومنه ‪ :‬عن جماعة ‪ ،‬عن أبي المفضل ‪ ،‬عن عبدال بن سليمان بن الشعث‬

‫عن إسحاق بن إبراهيم النهشلي ‪ ،‬عن زكريا بن يحيى ‪ ،‬عن مندل بن علي ‪ ،‬عن‬

‫العمش ‪ ،‬عن ابن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬

‫وآله يغدو إليه‬

‫علي عليه السلم في الغداة ‪ ،‬وكان يحب أن ل يسبقه إليه أحد ‪ ،‬فإذا النبي صلى ال‬

‫عليه وآله في‬

‫صحن الدار وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي ‪ ،‬فقال ‪ :‬السلم عليك كيف‬

‫أصبح رسول ال صلى ال عليه وآله ؟ قال ‪ :‬بخير يا أخا رسول ال صلى ال عليه‬

‫وآله فقال علي عليه السلم ‪ :‬جزاك‬

‫ال عنا أهل البيت خيرا ‪ ،‬قال له دحية ‪ :‬إني احبك وإن لك عندي مديحة‬

‫اهديها إليك ‪ ،‬أنت أميرالمؤمنين ‪ ،‬وقائد الغر المحجلين ‪ ،‬وسيد ولد آدم إلى‬

‫يوم القيامة ما خل النبيين والمرسلين ‪ ،‬ولواء الحمد بيدك يوم القيامة ‪ ،‬تزف أنت‬

‫وشيعتك مع محمد وحزبه إلى الجنان ‪ ،‬فقد أفلح من والك ‪ ،‬وخاب وخسر من خلك‬
‫بحب محمد أحبوك ‪ ،‬وببغضه أبغضوك ‪ ،‬ل تنالهم شفاعة محمد صلى ال عليه وآله‬

‫ادن من صفوة ال‬

‫فأخذ رأس النبى صلى ال عليه وآله فوضعه في حجره ‪ ،‬فانتبه النبي صلى ال‬

‫عليه وآله فقال ‪ :‬ما هذه الهمهمة‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في بعض النسخ ‪ :‬محمد ‪.‬‬

‫]‪[193‬‬

‫فأخبره الحديث ‪ ،‬فقال ‪ :‬لم يكن دحية ‪ ،‬كان جبرئيل ‪ ،‬سماك باسم سماك ال تعالى‬

‫به ‪ ،‬وهو الذي ألقى محبتك في قلوب المؤمنين ‪ ،‬ورهبتك في صدور الكافرين ‪.‬‬

‫‪ 54‬العلل ‪ :‬لمحمد بن علي بن إبراهيم ‪ :‬سئل أبوعبدال عليه السلم عن الملئكة‬

‫يأكلون ويشربون وينكحون ؟ فقال ‪ :‬ل ‪ ،‬إنهم يعيشون بنسيم العرش ‪ ،‬فقيل له ‪:‬‬

‫ما العلة في نومهم ؟ فقال ‪ :‬فرقا بينهم وبين ال عزوجل ‪ ،‬لن الذي ل تأخذه‬

‫سنة ول نوم هو ال ‪.‬‬

‫‪ 55‬ومنه ‪ :‬قال ‪ :‬العلة في الصيحة من السماء كيف يعلمها أهل الدنيا‬

‫والصيحة هي بلسان واحد ولغات الناس تختلف ؟ فقال ‪ :‬إن في كل بلد ملئكة‬

‫موكلون ‪ ،‬فينادي في كل بلد ملك بلسانهم ‪ ،‬وكذلك لبليس شياطين موكلون‬

‫بكل بلدة ينادون فيهم بلسانهم ولغاتهم ‪ :‬أل إن المر لعثمان بن عفان ‪.‬‬

‫‪ 56‬القبال ‪ :‬في تعقيبات نوافل شهر رمضان وغيرها ‪ :‬وصل على جبرئيل‬

‫وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ومالك خازن النار ورضوان خازن الجنة ‪ ،‬وروح‬
‫القدس والروح المين ‪ ،‬وحملة عرشك المقربين ‪ ،‬وعلى منكر ونكير ‪ ،‬وعلى‬

‫الملكين‬

‫الحافظين ) ‪ ، ( 1‬وعلى الكرام الكاتبين ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 57‬النهج ‪ :‬عن نوف البكالي ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أميرالمؤمنين عليه السلم ‪ :‬أيها‬

‫المتكلف لوصف ربك ‪ ،‬فصف جبرئيل وميكائيل وجنود الملئكة المقربين في‬

‫حجرات القدس مرجحنين متوالهة عقولهم أن يحدوا أحسن الخالقين ) ‪. ( 3‬‬

‫بيان ‪ " :‬التكلف " التجشم وارتكاب الشئ على مشقة ‪ ،‬وحجرة القوم‬

‫بالفتح ‪ :‬ناحية دارهم ‪ ،‬والجمع حجرات كجمرة وجمرات ‪ ،‬وفي بعض النسخ‬

‫" حجرات " بضمتين ‪ ،‬جمع حجرة بالضم وهي الغرفة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الموضع المنفرد ‪.‬‬

‫و‬

‫ارجحن الشئ كاقشعر أي مال من ثقله وتحرك ‪ .‬قال في النهاية ‪ :‬أورد الجوهري‬

‫هذا‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬الحافظين على ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬القبال ‪. 35 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬نهج البلغة ج ‪ ، 1‬ص ‪. 341‬‬

‫]‪[194‬‬

‫الحرف في حرف النون على أن النونين أصلية ‪ ،‬وغيره يجعلهما زائدة من رجح‬

‫الشئ‬
‫كمنع إذا ثقل ‪ .‬قال ابن أبي الحديد ‪ :‬أي مائلين إلى جهة التحت خضوعا ل‬

‫سبحانه ‪.‬‬

‫وقال الكيدري ‪ :‬الرجحنان الميل ‪ ،‬وارجحن الشئ اهتز ) انتهى ( ولعل المراد‬

‫بحجرات القدس المواضع المعدة لهم في السماوات ‪ ،‬وهي محال القدس والتنزه عن‬

‫المعاصي ورذائل الخلق ‪ .‬والوله ‪ .‬الحزن والحيرة والخوف ‪ ،‬و " متولهة‬

‫عقولهم "‬

‫على صيغة اسم الفاعل أي محزونة أو حائرة أو خائفة ‪ .‬وفي بعض النسخ على‬

‫صيغة‬

‫اسم المفعول ‪ ،‬والول أظهر ‪ " .‬أن يحدوا أحسن الخالقين " أي يدركوه بكنهه‬

‫أي يدركوا مبلغ قدرته وعلمه ‪ ،‬أو مقدار عظمته ‪.‬‬

‫‪ 58‬كتاب النوادر لعلي بن أسباط ‪ :‬عن يعقوب بن سالم الحمر ‪ ،‬عن‬

‫رجل ‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال ‪ :‬لما قبض رسول ال صلى ال عليه وآله‬

‫بات آل محمد بليلة أطول‬

‫ليلة ظنوا أنهم ل سماء تظلهم ول أرض تقلهم مخافة ‪ ،‬لن رسول ال صلى ال‬

‫عليه وآله وتر‬

‫القربين والبعدين في ال ‪ ،‬فبينماهم كذلك إذ أتاهم آت ل يرونه ويسمعون كلمه‬

‫فقال ‪ :‬السلم عليكم يا أهل البيت ورحمة ال وبركاته ‪ ،‬في ال عزاء من كل مصيبة‬
‫ونجاة من كل هلكة ‪ ،‬ودرك لمافات ‪ ،‬إن ال اختاركم وفضلكم وطهركم و‬

‫جعلكم أهل بيت نبيه صلى ال عليه وآله واستودعكم علمه ‪ ،‬وأورثكم كتابه ‪،‬‬

‫وجعلكم تابوت‬

‫علمه ‪ ،‬وعصا عزه ‪ ،‬وضرب لكم مثل من نوره ‪ ،‬وعصمكم من الزلل ‪ ،‬وآمنكم‬

‫من الفتن ‪ ،‬فاعتزوا بعزاء ال ‪ ،‬فإن ال لم ينزع منكم رحمته ‪ ،‬ولم يدل ) ‪ ( 1‬منكم‬

‫عدوه‬

‫فأنتم أهل ال الذين بكم تمت النعمة ‪ ،‬واجتمعت الفرقة ‪ ،‬وائتلفت الكلمة ‪ ،‬و‬

‫أنتم أولياء ال ‪ ،‬من تولكم نجا ‪ ،‬ومن ظلمكم يزهق ‪ ،‬مودتكم من ال في كتابه‬

‫واجبة على عباده المؤمنين ‪ ،‬وال على نصركم إذا يشاء قدير ‪ ،‬فاصبروا لعواقب‬

‫المور فإنها إلى ال تصير ‪ ،‬فقد قبلكم ال من نبيه صلى ال عليه وآله وديعة ‪،‬‬

‫واستودعكم أولياءه‬

‫المؤمنين في الرض ‪ ،‬فمن أدى أمانته آتاه ال صدقه ‪ ،‬فأنتم المانة المستودعة ‪،‬‬

‫و‬

‫المودة الواجبة ‪ ،‬ولكم الطاعة المفترضه ‪ ،‬وبكم تمت النعمة ‪ ،‬وقد قبض ال نبيه‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬ادال ال بنى فلن من عدوهم ‪ ،‬جعل الكرة لهم عليه ‪.‬‬

‫]‪[195‬‬

‫صلى ال عليه وآله وقد أكمل ال به الدين ‪ ،‬وبين لكم سبيل المخرج ‪ ،‬فلم يترك‬
‫للجاهل حجة ‪ ،‬فمن تجاهل أو جهل أو أنكر أو نسي أو تناسى فعلى ال حسابه ‪ ،‬و‬

‫ال من وراء حوائجكم ‪ ،‬فاستعينوا بال على من ظلمكم ‪ ،‬واسألوا ال حوائجكم‬

‫والسلم عليكم ورحمة ال وبركاته ‪.‬‬

‫فسأله يحيى بن ) ‪ ( 1‬أبي القاسم فقال ‪ :‬جعلت فداك ‪ ،‬ممن أتتهم التعزية ؟ فقال ‪:‬‬

‫من ال عزوجل ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬قد مر مثله بأسانيد جمة في المجلد السادس ‪ ،‬وسيأتي أيضا في أبواب‬

‫الجنائز ‪.‬‬

‫‪ 59‬الكافى ‪ :‬عن الحسين بن محمد بن عن معلى بن محمد ‪ ،‬عن الوشاء ‪ ،‬عن‬

‫محمد بن الفضيل‬

‫عن أبي جعفر عليه السلم قال ‪ :‬إن ل عزوجل ديكا رجله في الرض السابعة ‪،‬‬

‫وعنقه‬

‫مثنية ) ‪ ( 2‬تحت العرش ‪ ،‬وجناحاه في الهواء ‪ ،‬إذا كان في نصف الليل أو الثلث‬

‫الثاني‬

‫من آخر الليل ضرب بجناحه ) ‪ ( 3‬وصاح ‪ :‬سبوح قدوس ‪ ،‬ربنا ال الملك الحق‬

‫المبين ‪ ،‬فل إله غيره ‪ ،‬رب الملئكة والروح ‪ .‬فتضرب الديكة بأجنحتها وتصيح ) ‪4‬‬

‫(‪.‬‬

‫‪ 60‬الحتجاج ‪ :‬في حديث الزنديق الذي سأل أبا عبدال عليه السلم عن مسائل‬

‫فأسلم أنه سأل ‪ :‬ما علة الملئكة الموكلين بعباده يكتبون عليهم ولهم وال عالم‬
‫السر ) ‪( 5‬‬

‫وأخفى ‪ ،‬فقال عليه السلم ‪ :‬استعبدهم بذلك وجعلهم شهودا على خلقه لتكون ) ‪( 6‬‬

‫العباد‬

‫لملزمتهم إياهم أشد على طاعة ال مواظبة ‪ ،‬وعن معصيته أشد انقباضا ‪ ،‬وكم من‬

‫عباديهم بمعصيته فذكر مكانها فارعوى وكف ‪ ،‬ويقول ) ‪ : ( 7‬ربي يراني وحفظتي‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في بعض النسخ ‪ :‬القسم بن ابى القاسم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬مثبتة ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 3‬بعناحيه ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬روضة الكافى ‪. 272 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬في المصدر ‪ ] :‬وما هو اخفى ‪ :‬قال [ وهكذا نقله في مامر تحت الرقم ‪. 15‬‬

‫) ‪ ( 6‬في المصدر ‪ :‬ليكون ‪.‬‬

‫) ‪ ( 7‬في المصدر ‪ :‬فيقول ‪.‬‬

‫]‪[196‬‬

‫على بذلك تشهد ‪ .‬وإن ال برأفته ولطفه أيضا وكلهم بعباده يذبون عنهم مردة‬

‫الشياطين وهوام الرض وآفات كثيرة من حيث ل يرون بإذن ال إلى أن يجيئ‬

‫أمر ال عزوجل ) ‪. ( 1‬‬


‫بيان ‪ " :‬وكلهم بعباده " أي جنس الملئكة ‪ ،‬أو هذا النوع يعني الكتبة ‪ ،‬و‬

‫الول أوفق بسائر الخبار الدالة على المغايرة ‪ ،‬وإن كان الثاني أنسب بسياق هذا‬

‫الخبر ‪.‬‬

‫‪ 61‬الكافى ‪ :‬عن محمد بن أحمد ‪ ،‬عن عبدال بن الصلت ‪ ،‬عن يونس ‪ ،‬عمن‬

‫ذكره ‪ ،‬عن أبي بصير ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبوعبدال عليه السلم ‪ :‬يا أبا محمد ! إن ل عز‬

‫ذكره‬

‫ملئكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق من الشجر في‬

‫أوان سقوطه ‪ ،‬وذلك قوله عزوجل " يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين‬

‫آمنوا ) ‪ " ( 2‬وال ما أراد بهذا غيركم ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 62‬دلئل المامة للطبري ‪ :‬عن محمد بن هارون بن موسى ‪ ،‬عن أبيه‬

‫عن محمد بن همام ‪ ،‬عن أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬

‫عن‬

‫بعض رجاله ‪ ،‬عن حسن بن شعيب ‪ ،‬عن محمد بن سنان ‪ ،‬عن يونس بن ظبيان ‪،‬‬

‫قال ‪:‬‬

‫استأذنت على أبي عبدال عليه السلم فخرج إلي معتب فأذن لي فدخلت ولم يدخل‬

‫معي‬

‫كما كان يدخل ‪ ،‬فلما أن صرت في الدار نظرت إلى رجل على صورة أبي عبدال‬

‫عليه السلم فسلمت عليه كما كنت أفعل ‪ ،‬قال ‪ :‬من أنت يا هذا ؟ لقد وردت على‬
‫كفر أو إيمان ‪ ،‬وكان بين يديه رجلن كأن على رؤسهما الطير ‪ ،‬فقال ‪ :‬ادخل‬

‫فدخلت الدار الثانية ‪ ،‬فإذا رجل على صورته عليه السلم وإذا بين يديه خلق كثير‬

‫كلهم صورهم واحدة ‪ ،‬فقال ‪ :‬من تريد ؟ قلت ‪ :‬اريد أبا عبدال عليه السلم فقال ‪:‬‬

‫قد‬

‫وردت على أمر عظيم إما كفر أو إيمان ‪ .‬ثم خرج من البيت رجل حين بدء به البيت‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الحتجاج ‪ 191 :‬وقد مرت في هذا الباب تحت الرقم ‪. 15‬‬

‫) ‪ ( 2‬المؤمن ‪. 7 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬روضة الكافى ‪. 304 :‬‬

‫]‪[197‬‬

‫فأخذ بيدي فأوقفني على الباب وغشي بصرى من النور ‪ ،‬فقلت ‪ :‬السلم عليكم يا‬

‫بيت ال ونوره وحجابه ‪ ،‬فقال ‪ :‬وعليك السلم يا يونس ‪ ،‬فد خلت البيت فإذا بين‬

‫يديه طائران يحكيان ‪ ،‬فكنت أفهم كلم أبي عبدال عليه السلم ول أفهم كلمهما ‪،‬‬

‫فلما‬

‫خرجا قال يا يونس ‪ :‬سل ‪ ،‬نحن محل النور في الظلمان ‪ ،‬ونحن البيت المعمور‬

‫الذي‬

‫من دخله كان آمنا ‪ ،‬نحن عترة ال وكبرياؤه ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬جعلت فداك ‪ ،‬رأيت‬

‫شيئا عجيبا ‪ ،‬رأيت رجل على صورتك ‪ ،‬قال ‪ :‬يا يونس ‪ ،‬إنا ل نوصف ‪ ،‬ذلك‬

‫صاحب‬
‫السماء الثالثة يسأل أن أستأذن ال له أن يصير مع أخ له في السماء الرابعة ‪ .‬قال ‪:‬‬

‫فقلت ‪ :‬فهؤلء الذين في الدار ؟ قال ‪ :‬هؤلء أصحاب القائم من الملئكة ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت‬

‫‪ :‬فهذان ؟‬

‫قال ‪ :‬جبرئيل وميكائيل نزل إلى الرض فلن يصعدا حتى يكون هذا المر إن‬

‫شاء ال ‪ ،‬وهم خمسة آلف يا يونس ‪ ،‬بنا أضاءت البصار ‪ ،‬وسمعت الذان ‪ ،‬و‬

‫وعت القلوب اليمان ‪.‬‬

‫بيان ‪ " :‬على كفر أو إيمان " أي إن أنكرت ما رأيت كفرت ‪ ،‬وإن قبلت‬

‫آمنت " كأن على رؤوسهما الطير " أي ل يتحركان ‪.‬‬

‫‪ 63‬الكافى ‪ :‬عن علي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن النوفلي ‪ ،‬عن السكوني ‪ ،‬عن أبي‬

‫عبدال عليه السلم قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬إن ل ملكا رجله في‬

‫الرض السفلى‬

‫مسيرة خمسمائة عام ورأسه في السماء العليا مسيرة ألف سنة يقول ‪ :‬سبحانك ) ‪1‬‬

‫( حيث‬

‫كنت فما أعظمك ‪ .‬قال ‪ :‬فيوحي ال عزوجل إليه ‪ :‬ما يعلم ذلك من يحلف بي‬

‫كاذبا ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 64‬ومنه ‪ :‬عن علي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬ومحمد بن إسماعيل ‪ ،‬عن الفضل بن شاذان‬

‫جميعا عن ابن أبي عمير ‪ ،‬عن إبراهيم بن عبدالحميد ‪ ،‬عن شيخ من أصحابنا يكنى‬
‫" أبا الحسن " عن أبي جعفر عليه السلم قال ‪ :‬إن ال تبارك وتعالى خلق ديكا‬

‫أبيض‬

‫عنقه تحت العرش ورجله في تخوم الرض السابعة له جناح في المشرق ‪ ،‬وجناح‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬سبحانك سبحانك ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 7‬ص ‪. 436‬‬

‫]‪[198‬‬

‫في المغرب ل تصيح الديوك حتى يصيح فإذا صاح خفق بجناحيه ثم قال ‪ ] :‬سبحان‬

‫ال [‬

‫سبحان ال العظيم الذي ليس كمثله شئ ‪ .‬قال ‪ :‬فيجيبه ال تبارك وتعالى فيقول ‪ :‬ل‬

‫يحلف بي كاذبا من يعرف ما تقول ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 65‬الدر المنثور للسيوطي ‪ :‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪:‬‬

‫إن‬

‫أول من لبى الملئكة ‪ .‬قال ال ‪ " :‬إني جاعل في الرض خليفة قالوا أتجعل فيها‬

‫من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك " قال ‪ :‬فرادوه ) ‪ ( 2‬فأعرض‬

‫عنهم‬

‫فطافوا بالعرش ست سنين يقولون ‪ :‬لبيك ‪ ،‬لبيك ‪ ،‬اعتذارا إليك ‪ ،‬لبيك ) ‪( 3‬‬

‫نستغفرك ونتوب إليك ) ‪. ( 4‬‬


‫‪ 66‬وعن ابن جبير أن عمر سأل النبي صلى ال عليه وآله عن صلوة الملئكة فلم‬

‫يرد‬

‫عليه شيئا ‪ ،‬فأتاه جبرئيل ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن أهل السماء الدنيا سجود إلى يوم القيامة‬

‫يقولون ‪ :‬سبحان ذي الملك والملكوت ‪ ،‬وأهل السماء الثانية ركوع إلى يوم القيامة‬

‫يقولون ‪ :‬سبحان ذي العزة والجبروت ‪ ،‬وأهل السماء الثالثة قيام إلى يوم القيامة‬

‫يقولون ‪ :‬سبحان الحي الذي ل يموت ) ‪. ( 5‬‬

‫‪ 67‬وعن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬لما تواقف الناس يوم بدر اغمي على رسول ‪.‬‬

‫ال صلى ال عليه وآله ساعة ‪ ،‬ثم كشف عنه فبشر الناس بجبرئيل في جند من‬

‫الملئكة ميمنه‬

‫الناس ‪ ،‬وميكائيل في جند آخر ميسرة الناس ‪ ،‬وإسرافيل في جند آخر ‪ ،‬وإبليس‬

‫قد تصور في صورة سراقة بن مالك ) ‪ ( 6‬المدلجي يؤيد المشركين ويخبر أنه ل‬

‫غالب لكم ) ‪ ( 7‬اليوم من الناس ‪ ،‬فلما أبصر عدو ال الملئكة نكص على عقبيه‬

‫وقال ‪:‬‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 198‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 206‬سطر ‪18‬‬
‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 7‬ص ‪. 437‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬فزادوه ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬لبيك لبيك ‪.‬‬

‫) ‪ 4‬و ‪ ( 5‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪ ( 6 ) . 46‬في المصدر ‪ :‬سراقة بن جعشم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 7‬في المصدر ‪ :‬يؤيد المشركين ويخبرهم انه ل غالب لهم ‪. .‬‬

‫]‪[199‬‬

‫إني برئ منكم ‪ ،‬إني أرى ما ل ترون ‪ ،‬فتثبت به الحرث بن هشام وهو يرى أنه‬

‫سراقة لما سمع من كلمه ‪ ،‬فضرب في صدر الحرث فسقط الحرث وانطلق إبليس‬

‫ل يرى حتى سقط في البحر ‪ ،‬ورفع يديه وقال ‪ :‬يا رب موعدك الذي وعدتني )‬

‫‪.(1‬‬

‫‪ 68‬وعن الحسن في قوله " إني أرى ما ل ترون " قال ‪ :‬رأى جبرئيل عليه السلم‬

‫معتجرا بردائه يقود الفرس بين يدي أصحابه ما ركبه ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 69‬وعن أبي ذر رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬إني أرى‬

‫مال‬

‫ترون وأسمع ما ل تسمعون ‪ ،‬أطت ) ‪ ( 3‬السماء وحق لها أن تئط ‪ ،‬ما فيها موضع‬

‫أربع أصابع إل وملك واضع جبهته ل ساجدا ) ‪ ( 4‬وال لو تعلمون ما أعلم‬

‫لضحكتم‬
‫قليل ولبكيتم كثيرا ‪ ،‬وما تلذذتم بالنساء على الفرش ‪ ،‬ولخرجتم إلى الصعدات‬

‫تجأرون إلى ال ‪ .‬لوددت أني كنت شجرة تعضد ‪.‬‬

‫بيان ‪ " :‬أطت السماء " قال في النهاية ‪ :‬الطيط صوت القتاب ‪ ،‬وأطيط البل‬

‫أصواتها وحنينها ‪ ،‬أي إن كثرة ما فيها من الملئكة قد أثقلها حتى أطت ‪ .‬وهذا‬

‫مثل وإيذان بكثرة الملئكة وإن لم يكن ثم أطيط ‪ ،‬وإنما هو كلم تقريب اريد‬

‫منه تقرير عظمة ال ‪ .‬وقال ‪ :‬الصعدات ‪ :‬الطرق ‪ ،‬جمع صعد ‪ ،‬وصعد جمع صعيد‬

‫كطريق وطرق وطرقات وقيل ‪ :‬هي جمع " صعدة " كظلمة وهي فناء باب الدار و‬

‫ممر الناس بين الندية ) انتهى ( ‪.‬‬

‫وقال الطيبي في شرح هذا الحديث ‪ :‬أي فخرجتم إلى الطرقات والصحارى‬

‫وممر الناس ‪ ،‬كفعل المحزون الذي يضيق به المنزل فيطلب الفضاء لبث الشكوى‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ 1‬و ‪ ( 2‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 190‬‬

‫) ‪ ( 3‬اط البل ‪ :‬حنت ‪ ،‬وفي المصدر ‪ :‬ان السماء اطت وستنقل هكذا في ما يأتى‬

‫تحت‬

‫الرقم ‪. 81‬‬

‫) ‪ ( 4‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 3‬ص ‪ 293‬وستأتى الرواية تحت الرقم ‪ . 81‬والذيل من‬

‫قوله " وال لو تعلمون الخ " ليس في المصدر في رواية ابى ذر بل هو منقول‬

‫) ص ‪ ( 265‬عن‬

‫انس ‪.‬‬
‫]‪[200‬‬

‫وقال في قوله " لوددت أني شجرة تعضد " هو بكلم أبي ذر أشبه ‪ ،‬والنبي صلى‬

‫ال عليه وآله أعلم‬

‫بال من أن يتمنى عليه حال أوضع عما هو فيه ) انتهى ( ‪.‬‬

‫وأقول ‪ :‬هو إظهار الخوف منه تعالى ‪ ،‬وهو ل ينافي القرب منه سبحانه ‪ ،‬بل‬

‫يؤكده " إنما يخشى ال من عباده العلماء " ‪.‬‬

‫‪ 70‬الدرالمنثور ‪ :‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬جعل ال على ابن آدم حافظين‬

‫في الليل ‪ ،‬وحافظين في النهار ‪ ،‬يحفظان عمله ويكتبان أثره ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 71‬وعن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬إن ال ينهاكم عن‬

‫التعري ‪ ،‬فاستحيوا من ملئكة ال الذي معكم الكرام الكاتبين الذين ل يفارقونكم‬

‫إل عند إحدى ثلث حاجات ‪ :‬الغائط ‪ ،‬والجنابة ‪ ،‬والغسل ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 72‬وعن رجل من بني تميم قال ‪ :‬كنا عند أبي العوام فقرأ هذه الية‬

‫" عليها تسعة عشر " ألفا ؟ ) ‪ . ( 3‬قلت ل ‪ ،‬بل تسعة عشر ملكا ‪ .‬فقال ‪ :‬ومن أين‬

‫أنت‬

‫علمت ذلك ؟ قلت ‪ ( 4 ) :‬لن ال يقول " وما جعلنا عدتهم إل فتنة للذين كفروا "‬

‫قال ‪ :‬صدقت ‪ ،‬هم تسعة عشر ملكا بيد كل ملك منهم مرزبة من حديد لها شعبتان‬

‫فيضرب بها الضربة يهوي بها ) ‪ ( 5‬سبعين ألفا ‪ ،‬بين منكي كل ملك منهم مسيرة‬
‫كذا‬

‫وكذا ) ‪. ( 6‬‬

‫‪ 73‬وعن أبي سعيد الخدري أن رسول ال صلى ال عليه وآله حدثهم عن ليلة‬

‫اسري ) ‪( 7‬‬

‫به ‪ ،‬قال ‪ :‬فصعدت أنا وجبرئيل إلى السماء الدنيا فإذا أنا بملك يقال له " إسماعيل‬

‫"‬

‫وهو صاحب سماء الدنيا ‪ ،‬وبين يديه سبعون ألف ملك ‪ ،‬مع كل ملك جنده مائة‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ 1‬و ‪ ( 2‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 6‬ص ‪. 323‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ " :‬تسعة عشر " فقال ‪ :‬ما تقولون أتسعة عشر ملكا او تسعة‬

‫عشر الفا ؟ قلت ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 4‬في الصمدر ‪ :‬قلنا ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬في المصدر ‪ :‬في جهنم سبعين ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 6‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 6‬ص ‪. 284‬‬

‫) ‪ ( 7‬في المصدر ‪ :‬ليلة السراء ‪.‬‬

‫]‪[201‬‬

‫ألف ‪ ،‬وتلهذه الية " وما يعلم جنود ربك إل هو " ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 74‬وعن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬ما أنزل ال على نبيه آية من القرآن إل و‬

‫معه ) ‪ ( 2‬أربعة حفظة من الملئكة يحفظونها حتى يؤدونها إلى النبي صلى ال‬
‫عليه وآله ثم قرأ‬

‫" عالم الغيب فل يظهر على غيبه أحدا إل من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين‬

‫يديه ومن خلفه رصدا " يعني الملئكة الربعة " ليعلم أن قد أبلغوا رسالت ربهم "‬

‫)‪.(3‬‬

‫‪ 75‬وعن سعيد بن جبير في قوله " فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا "‬

‫قال ‪ :‬أربعة حفظة من الملئكة مع جبرئيل ليعلم محمد أن قد أبلغوا رسالت ربهم ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬وما جاء جبرئيل بالقرآن إل ومعه أربعة من الملئكة حفظة ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 76‬وعن الضحاك بن مزاحم في قوله " إل من ارتضى من رسول فإنه‬

‫يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا " قال ‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله إذا بعث‬

‫إليه الملك‬

‫بعث ) ‪ ( 5‬ملئكة يحرسونه من بين يديه ومن خلفه أن يتشبه الشيطان على صورة‬

‫الملك ) ‪. ( 6‬‬

‫‪ 77‬وعن ابن عباس في قوله " إل من ارتضى من رسول فإنه يسلك من‬

‫بين يديه ومن خلفه رصدا " قال ‪ :‬هي معقبات من الملئكة يحفظون النبي صلى‬

‫ال عليه وآله‬

‫من الشياطين ‪ ،‬حتى يتبين الذي ارسل إليهم ) ‪. ( 7‬‬


‫‪ 78‬وعن سعيد بن جبير " وما منا إل له مقام معلوم " قال ‪ :‬الملئكة ‪ ،‬ما في‬

‫السماء موضع إل عليه ملك إما ساجد وإما قائم حتى تقوم الساعة ) ‪. ( 8‬‬

‫‪ 79‬وعن العلبن سعد ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال يوما لجلسائه ‪ :‬أطت‬

‫السماء‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 6‬ص ‪. 284‬‬

‫) ‪ ( 2‬في الصمدر ‪ :‬الومعها اربعة من الملك يحفظونها ‪.‬‬

‫) ‪ 3‬و ‪ ( 4‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 6‬ص ‪. 275‬‬

‫) ‪ ( 5‬في الصمدر ‪ :‬بعث معه نفر من الملئكة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 6‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 6‬ص ‪. 276‬‬

‫المصدر ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 257‬‬

‫) ‪ ( 8‬المصدر ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 292‬‬

‫]‪[202‬‬

‫وحق لها أن تئط ‪ ،‬ليس منها موضع قدم إل عليه ملك راكع أو ساجد ‪ ،‬ثم قرأ‬

‫" وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون " ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 80‬وعن مجاهد " وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون " قال ‪:‬‬

‫أطت السماء وما تلم أن تئط ! إن السماء ما فيها موضع شبر إل عليه جبهة ملك‬

‫أو قدماء ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 81‬وعن أبي ذر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله " إني أرى مال ترون‬
‫وأسمع‬

‫مال تسمعون ‪ ،‬إن السماء أطت وحق لها أن تئط ! ما فيها موضع أربع أصابع‬

‫إل ملك واضع جبهته ساجدا ل ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 82‬وعن حكيم بن حزام ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا عند رسول ال صلى ال عليه وآله فقال ‪ :‬هل‬

‫تسمعون ما أسمع ؟ قلنا ‪ :‬يا رسول ال ما تسمع ؟ قال ‪ :‬أطيط السماء ‪ ،‬وما تلم أن‬

‫تئط ؟‬

‫ما فيها موضع قدم إل وفيه ملك راكع أو ساجد ) ‪( 4‬‬

‫‪ 83‬فردوس الخبار ‪ :‬عن سعد بن معاذ ‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله نقوا‬

‫أفواهكم بالخلل ‪ ،‬فإنها مسكن الملكين الحافظين الكاتبين ‪ ،‬وإن مدادهما الريق‬

‫وقلمهما اللسان ‪ ،‬وليس شئ أشد عليهما من فضل الطعام في الفم ‪.‬‬

‫‪ 84‬سعد السعود ‪ :‬قال ‪ :‬بعد أن ذكر الملكين الموكلين بالعبد ‪ ،‬وفي رواية ‪:‬‬

‫أنهما إذا أرادا النزول صباحا ومساء ينسخ لهما إسرافيل عمل العبد من اللوح‬

‫المحفوظ فيعطيهما ذلك ‪ ،‬فإذا صعدا صباحا ومساء بديوان العبد قابله إسرافيل‬

‫بالنسخ‬

‫التي انتسخ لهما حتى يظهر أنه كان كما نسخ منه ‪.‬‬

‫تكملة ‪ :‬اعلم أنه أجمعت ) ‪ ( 5‬المامية بل جميع المسلمين إل من شذ منهم من‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ 1‬و ‪ ( 2‬المصدر ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪293‬‬

‫) ‪ ( 3‬قدمر تحت ‪ :‬الرقم ‪. 69‬‬


‫) ‪ ( 4‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 293‬‬

‫) ‪ ( 5‬تعرض للبحث عن ماهية الملئكة ثلة من المتكلمين فقالوا بكونها اجساما‬

‫لطيفة‬

‫تتشكل باشكل طيبة وتبغهم على ذلك رهط من سائر الباحثين من المامية وغيرهم ‪:‬‬

‫ثم ان فئة‬

‫]‪[203‬‬

‫المتفلسفين الذين أدخلوا أنفسهم بين المسلمين لتخريب اصولهم وتضييع عقائدهم‬

‫على وجود الملئكة ‪ ،‬وأنهم أجسام لطيفة نورانية اولي أجنحة مثنى وثلث ورباع‬

‫وأكثر ‪ ،‬قادرون على التشكل بالشكال المختلفة ‪ ،‬وأنه سبحانه يورد عليهم بقدرته‬

‫ما يشاء من الشكال والصور على حسب الحكم والمصالح ‪ ،‬ولهم حركات صعودا و‬

‫هبوطا ‪ ،‬وكانوا يراهم النبياء والوصياء عليهم السلم ‪ .‬والقول بتجردهم وتأويلهم‬

‫بالعقول‬

‫والنفوس الفلكية والقوى والطبائع وتأويل اليات المتظافرة والخبار المتواترة‬

‫تعويل على شبهاب واهية واستبعادات وهمية زيغ عن سبيل الهدى ‪ ،‬واتباع لهل‬

‫الجهل والعمى ‪.‬‬

‫قال المحقق الدواني في شرح العقائد ‪ :‬الملئكة أجسام لطيفة قادرة على‬

‫التشكلت المختلفة ‪ ،‬وقال شارح المقاصد ‪ :‬ظاهر الكتاب والسنة وهو قول أكثر‬
‫المة أن الملئكة أجسام لطيفة نورانيه قادرة على التشكلت بأشكال مختلفة ‪ .‬كاملة‬

‫في العلم والقدرة على الفعال الشاقة ‪ .‬شأنها الطاعة ‪ ،‬ومسكنها السماوات ‪ ،‬هم‬

‫رسل ال تعالى إلى أنبيائه وامنائه على وحيه ‪ ،‬يسبحون الليل والنهار ل يفترون‬

‫ول يعصون ال ما أمرهم ‪ ،‬ويفعلون ما يؤمرون ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * من فل سفة السلم الذين كانوا يعجبهم تطبيق الظواهر الدينية على‬

‫المبانى الفلسفية وآرائهم‬

‫في العلوم العقلية عمدوا إلى تطبيق الملئكة على العقول المجردة والنفوس الفكلية‬

‫كما انهم‬

‫فسروا السماوات السبع والكرسى والعرش بالفلك التسعة مع انها فرضية في‬

‫نفسها ابطلها‬

‫العلم الحديث ولجل انهم اخطاوا في بعض تطبيقاتهم ل نظن بهم انهم ادخلوا‬

‫انفسهم في‬

‫المسلمين ليضيعوا عليهم دينهم ! كيف وقد شيدوا كثيرا من السس الدينية‬

‫والقواعد العقلية‬

‫التى يدور عليها كثير من الصول العتقدية ولعل مثل هذه الخطاء صدر من‬

‫غيرهم أكثر منهم‬

‫وان كانوا يحسبون انهم يحسنون ول نظن بهم وبغيرهم إل خيرا اللهم إل من قام‬
‫برهان على‬

‫سوء نيته وخبث سريرته نعوذ بال تعالى ‪ .‬ثم انه ل دليل على انكارهم ملئكة‬

‫جسمانيين مطلقا‬

‫ان لم يوجد دليل على خلفه ومن جانب آخر ‪ :‬لم يثبت اجماع المة او المامية على‬

‫جسمانية‬

‫جميع الملئكة حتى الكروبيين والمهيمين والعالين ان سلم دعوى الجماع جسمانية‬

‫بعضهم‬

‫وعلى هذا فالمسألة ليست بتلك المثابة التي تتراءى من كلم المؤلف رحمه ال‬

‫تعالى ‪.‬‬

‫]‪[204‬‬

‫وقال ‪ :‬الملئكة عند الفلسفة هم العقول المجردة والنفوس الفلكية ‪ ،‬و‬

‫يخص باسم الكروبيين مال تكون له علقة مع الجسام ولو بالتأثير ‪ ،‬وذهب‬

‫أصحاب‬

‫الطلسمات إلى أن لكل فلك روحا كليا يدبر أمره ‪ ،‬ويتشعب منه أرواح كثيرة‬

‫مثل للعرش أعني الفلك العظم روح يرى أثره في جميع ما في جوفه يسمى‬

‫بالنفس‬

‫الكلية والروح العظم ‪ ،‬ويتشعب منه أرواح كثيرة متعلفة بأجزاء العرش وأطرافه‬

‫كما أن النفس الناطقة تدبر أمر بدن النسان ولها قوة طبيعية وحيوانية و‬
‫نفسانية بحسب كل عضور ‪ ،‬وعلى هذا يحمل قوله تعالى " يوم يقوم الروح‬

‫والملئكة‬

‫صفا ) ‪ " ( 1‬وقوله تعالى " وترى الملئكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد‬

‫ربهم ) ‪ " ( 2‬وهكذا سائر الفلك ‪ ،‬وأثبتوا لكل درجة روحا يظهر أثره عند حلول‬

‫الشمس تلك الدرجة ‪ ،‬وكذا لكل من اليام والساعات والبحار والجبال والمفاوز‬

‫والعمران وأنواع النبات والحيوانات وغير ذلك ‪ ،‬على ما ورد في لسان الشرع‬

‫من ملك الرزاق ‪ ،‬وملك البحار ‪ ،‬وملك المطار ‪ ،‬وملك الموت ‪ ،‬ونحو ذلك ‪.‬‬

‫وبالجملة فكما ثبت لكل من البدان البشرية نفس مدبرة فقد أثبتوا لكل نوع‬

‫من النواع بل لكل صنف روحا يدبره يسمى بالطبائع ) ‪ ( 3‬التام لذلك النوع‬

‫تحفظه عن الفات والمخافات ‪ ،‬ويظهر أثره في النوع ظهور أثر النفس النسانية‬

‫في الشخص ) انتهى ( ‪.‬‬

‫وقال الرازي في تفسيره ‪ :‬إنه ل خلف بين العقلء في أن أشرف الرتبة‬

‫للعالم العلوي هو وجود الملئكة فيه ‪ ،‬كما أن أشرف الرتبة للعالم السفلي هو‬

‫وجود النسان فيه ‪ ،‬إل أن الناس اختلفوا في ماهية الملئكة وحقيقتهم ‪ ،‬وطريق‬

‫ضبط المذاهب أن يقال ‪ :‬الملئكة لبد وأن تكون ذوات قائمة بأنفسها ‪ ،‬ثم إن‬

‫تلك الذوات إما أن تكون متحيزة أو ل تكون ‪ ،‬أما الول ففيه أقوال ‪ :‬أحدها‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬النبأ ‪. 38 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الزمر ‪. 75 :‬‬
‫) ‪ ( 3‬كذا ‪.‬‬

‫]‪[205‬‬

‫أنها أجسام لطيفة هوائية تقدر على التشكل بأشكال مختلفة مسكنها السماوات ‪ ،‬و‬

‫هذا قول أكثر المسلمين ‪ .‬وثانيها قول طوائف من عبدة الوثان ‪ ،‬وهو أن الملئكة‬

‫في الحقيقة هو هذه الكواكب الموصوفة بالسعاد والنحاس ‪ ،‬فإنها بزعمهم أحياء‬

‫ناطقة ‪ ،‬وأن المسعدات منها ملئكة الرحمة ‪ ،‬والمنحسات منها هي ملئكة العذاب ‪.‬‬

‫وثالثها ‪ :‬قول معظم المجوس والثنوية ‪ ،‬وهو أن هذا العالم مركب من أصلين‬

‫أزليين وهما النور والظلمة ‪ ،‬وهما في الحقيقة جوهران شفاقان حساسان مختاران‬

‫قادران متضادا النفس والصورة مختلفا الفعل والتدبير ‪ ،‬فجوهر النور فاضل خير‬

‫نقي طيب الريح كريم النفس ‪ ،‬يسر ول يضر ‪ ،‬وينفع ول يمنع ‪ ،‬ويحيي ول‬

‫يبلي ‪ ،‬وجوهر الظلمة على ضد ذلك ‪ .‬ثم إن جوهر النور لم يزل يولد الولياء‬

‫وهم الملئكة ل على سبيل التناكح بل على سبيل تولد الحكمة من الحكيم والضوء‬

‫من المضئ ‪ ،‬وجوهر الظلمة لم يزل يولد العداء وهم الشياطين على سبيل تولد‬

‫السفه من السفيه ل على سبيل التناكح ‪ ،‬فهذه أقوال من جعل الملئكة أشياء‬

‫متحيزة‬

‫جسمانية ‪.‬‬

‫القول الثانى ‪ :‬أن الملئكة ذوات قائمة بأنفسها وليست بمتحيزة ول أجسام‬
‫فههنا ‪ ،‬قولن ‪ :‬أحدهما ‪ :‬قول طوائف من النصارى ‪ ،‬وهو أن الملئكة في الحقيقة‬

‫هي النفس الناطقة بذاتها المفارقة لبدانها على نعت الصفا والخيرية ‪ ،‬وذلك لن‬

‫هذه النفوس المفارقة إن كانت صافيه خالصة فهي الملئكة ‪ ،‬وإن كانت خبيثة كدرة‬

‫فهي الشياطين ‪ .‬وثانيها قول الفلسفة وهي أنها جواهر قائمة بأنفسها ليست‬

‫بمتحيزة‬

‫البتة ‪ ،‬وأنها بالماهية مخالفة لنوع النفوس الناطقة البشرية ‪ ،‬وأنها أكمل قوة‬

‫منها وأكثر علما ‪ ،‬وأنها للنفوس البشرية جارية مجرى الشمس بالنسبة إلى‬

‫الضواء‬

‫ثم إن هذه الجواهر على قسمين ‪ :‬منها ‪ :‬ما هي بالنسبة إلى أجرام الفلك و‬

‫الكواكب كنفوسنا الناطقة بالنسبة إلى أبداننا ‪ ،‬ومنها ماهي أعلى شأنا من تدبير‬

‫أجرام الفلك بل هي مستغرقة في معرفة ال ومحبته ومشتغلة بطاعته ‪ ،‬وهذا‬

‫القسم هم‬

‫الملئكة المقربون ‪ ،‬ونسبتهم إلى الملئكة الذين يدبرون السماوات كنسبة اولئك‬

‫]‪[206‬‬

‫المدبرين إلى نفوسنا الناطقة فهذان القسمان قد اتفقت الفلسفة على إثباتهما ‪.‬‬

‫ومنهم من أثبت أنواعا اخر من الملئكة ‪ ،‬وهي الملئكة الرضية المدبرة لحوال‬

‫هذا العالم السفلي ‪ .‬ثم إن مدبرات هذا العالم إن كانت خيرات فهم الملئكة ‪ ،‬و‬
‫إن كانت شريرة فهم الشياطين ‪ .‬ثم اختلف أهل العلم في أنه هل يمكن الحكم‬

‫بوجودها من حيث العقل أو ل سبيل إلى إثباتها إل بالسمع ؟ فالفلسفة على الول ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬ثم ذكر بعض دلئلهم فقال ‪ :‬وأما الدلئل القلية فل نزاع البتة‬

‫بين النبياء عليهم السلم في إثبات الملئكة ‪ ،‬بل ذلك كالمر المجمع عليه بينهم ‪،‬‬

‫ثم ذكر‬

‫كثرة الملئكة وبعض الخبار في ذلك ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬رأيت في بعض كتب التذكير أن‬

‫النبي صلى ال عليه وآله حين عرج به رأى الملئكة في موضع بمنزلة سوق‬

‫بعضهم يمشي تجاه‬

‫بعض ‪ ،‬فسأل رسول ال صلى ال عليه وآله أنهم إلى أين يذهبون ؟ فقال جبرئيل‬

‫عليه السلم ‪ :‬ل أدري‬

‫إل أني أراهم منذ خلقت ‪ ،‬ول أرى واحدا منهم قد رأيته قبل ذلك ‪ ،‬ثم سألوا واحدا‬

‫منهم ‪ ،‬وقيل له ‪ :‬منذكم خلقت ؟ فقال ‪ :‬ل أدري غير أن ال تعالى يخلق كوكبا في‬

‫كل أربعمائة ألف سنة ‪ ،‬فخلق مثل ذلك الكواكب منذ خلقتني أربعمائة ألف كوكب ‪.‬‬

‫ثم قال ‪ :‬واعلم أن ال ذكر في القرآن أصنافهم وأوصافهم ‪ ،‬وأما‬

‫الصناف فأحدها حملة العرش " ويحمل عرش ربك الية ) ‪ " ( 1‬وثانيها الحافون‬

‫حول العرش " وترى الملئكة حافين الية ‪ " ( 2 ) -‬وثالثها أكابر الملئكة ‪ ،‬فمنهم‬

‫جبرئيل وميكائيل لقوله " جبرئيل وميكال ) ‪ " ( 3‬ثم إنه وصف جبرئيل بامور ‪:‬‬
‫الول أنه صاحب الوحي إلى النبياء " نزل به الروح المين ) ‪ " ( 4‬والثانى أنه‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 206‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 214‬سطر ‪18‬‬

‫أنه قدمه على ميكائيل ‪ ،‬والثالث جعله ثاني نفسه " فإن ال هو موليه وجبرئيل ) ‪5‬‬

‫("‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الحاقة ‪. 17 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الزمر ‪. 75 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬البقره ‪. 98 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬الشعراء ‪. 193 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬التحريم ‪. 4 :‬‬

‫]‪[207‬‬

‫الرابع سماه روح القدس الخامس ينصر أولياءه ويقهر أعداءه مع آلف من‬

‫الملئكة مسومين السادس أنه مدحه بصفات ستة " إنه لقول رسول كريم إلى‬

‫قوله أمين ) ‪. " ( 1‬‬

‫ومنهم إسرافيل صاحب الصور ‪ ،‬وعزرائيل قابض الرواح ‪ ،‬وله أعوان عليه‬
‫ورابعها ملئكة الجنة " والملئكة يدخلون عليهم من كل باب الية ) ‪" ( 2‬‬

‫وخامسها ملئكة النار " عليها تسعة عشر ) ‪ " ( 3‬وقوله ‪ " :‬وما جعلنا أصحاب‬

‫النار‬

‫إل ملئكة ) ‪ " ( 4‬ورئيسهم مالك " يا مالك ليقض علينا ربك ) ‪ " ( 5‬وأسماء‬

‫جملتهم‬

‫" الزبانية " سندع الزبانية ) ‪ " ( 6‬وسادسها الموكلون ببني آدم لقوله تعالى "‬

‫عن‬

‫اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد ) ‪ " ( 7‬وقوله‬

‫تعالى ‪:‬‬

‫" له معقبات الية ) ‪ . " ( 8‬وقوله " ويرسل عليكم حفظة ) ‪ " ( 9‬وثامنها‬

‫الموكلون‬

‫بأحوال هذا العالم " والصافات صفا ) ‪ " ( 10‬وقوله " والمدبرات أمرا ) ‪. ( 11‬‬

‫وعن ابن عباس قال ‪ :‬إن ل ملئكة سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق‬

‫الشجر ‪ ،‬فإذا أصاب أحدكم عجزة بأرض فلة فليناد ‪ :‬أعينوا عبادال رحمكم ال ‪.‬‬

‫وأما أوصاف الملئكة فمن وجوه ‪ :‬أحدها أنهم رسل ال " جاعل الملئكة‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬التكوير ‪. 21 19 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الرعد ‪. 23 :‬‬

‫) ‪ 3‬و ‪ ( 4‬المدثر ‪. 31 30 :‬‬


‫) ‪ ( 5‬الزخرف ‪ ( 6 ) . 77 :‬العلق ‪ ( 7 ) . 18 :‬ق ‪. 17 :‬‬

‫) ‪ ( 8‬الرعد ‪. 11 :‬‬

‫) ‪ ( 9‬النعام ‪. 61 :‬‬

‫) ‪ ( 10‬الصافات ‪. 1 :‬‬

‫) ‪ ( 11‬النازعات ‪. 5 :‬‬

‫]‪[208‬‬

‫رسل ) ‪ ( 1‬وقوله ال يصطفي من الملئكة رسل ) ‪ " ( 2‬وثانيها قربهم من ال‬

‫بالشرف وهو المراد من قوله سبحانه " ومن عنده ل يستكبرون ) ‪ " ( 3‬وقوله "‬

‫بل‬

‫عباد مكرمون ) ‪ " ( 4‬وثالثها وصف طاعاتهم ‪ ،‬وذلك من وجوه ‪ :‬الول قوله‬

‫تعالى‬

‫حكاية عنهم " ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) ‪ " ( 5‬وقولهم " وإنا لنحن‬

‫الصافون‬

‫وإنا لنحن المسبحون ) ‪ " ( 6‬وال تعالى ما كذبهم في ذلك ‪ .‬الثانى مبادرتهم إلى‬

‫امتثال أمر ال ‪ ،‬وهو قوله " فسجد الملئكة كلهم أجمعون ) ‪ " ( 7‬الثالث ‪ :‬أنهم ل‬

‫يفعلون‬

‫إل بوحيه وأمره وهو قوله تعالى " ل يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ) ‪. " ( 8‬‬
‫ورابعها ‪ :‬وصف قدرتهم وذلك بوجوه ‪ :‬الول ‪ :‬أن حملة العرش وهم ثمانية‬

‫يحملون العرش والكرسي الذي هو أصغر من العرش أعظم من جملة السماوات‬

‫السبع لقوله تعالى " وسع كرسيه السماوات والرض ) ‪ " ( 9‬والثانى أن علو‬

‫العرش‬

‫شئ ل يحيط به الوهم ‪ ،‬ويدل عليه قوله تعالى " تعرج الملئكة والروح إليه في‬

‫يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) ‪ " ( 10‬ثم إنهم لشدة قدرتهم ينزلون منه في‬

‫لحظة‬

‫واحدة الثالث ‪ :‬قوله تعالى " ونفخ في الصور الية ) ‪ " ( 11‬فصاحب الصور بلغ‬

‫في القوة إلى حيث إن بنفخة واحدة منه يصعق من في السماوات والرض ‪،‬‬

‫وبالثانية‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬فاطر ‪. 1 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الحج ‪. 75 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬النبياء ‪. 19 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬النبياء ‪. 26 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬البقرة ‪. 30 :‬‬

‫) ‪ ( 6‬الصافات ‪. 166 165 :‬‬

‫) ‪ ( 7‬ص ‪. 73 :‬‬

‫) ‪ ( 8‬النبياء ‪. 27 :‬‬
‫) ‪ ( 9‬البقرة ‪ ( 10 ) . 255 :‬المعارج ‪. 4 :‬‬

‫) ‪ ( 11‬يس ‪. 51 :‬‬

‫بحار النوار ج ‪13 59‬‬

‫]‪[209‬‬

‫منه يعودون أحياءا الرابع أن جبرئيل بلغ من قوته أن قلع جبال آل لوط‬

‫وبلدهم دفعة واحدة ‪.‬‬

‫وخامسها ‪ :‬وصف خوفهم ويدل عليه بوجوه ‪ ،‬الول ‪ :‬أنهم مع كثرة عبادتهم‬

‫وعدم إقدامهم على الرلت يكونون خائفين وجلين حتى كأن عباداتهم معاصي‬

‫قال تعالى ‪ " :‬يخافون ربهم من فوقهم ) ‪ " ( 1‬وقال " وهم من خشيته مشفقون )‬

‫‪."(2‬‬

‫الثانى ‪ :‬قوله تعالى " حتى إذا فزع عن قلوبهم الية ) ‪ " ( 3‬روي في‬

‫التفسير أن ال تعالى إذا تكلم بالوحي سمعه أهل السماوات مثل صوت السلسلة‬

‫على‬

‫الصفوان ‪ ،‬ففزعوا ‪ ،‬فإذا انقضى الوحي قال بعضهم لبعض ‪ :‬ماذا قال ربكم ؟ قالوا‬

‫الحق وهو العلي الكبير ‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬روى البيهقي في شعب اليمان عن ابن عباس قال ‪ :‬بينما رسول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم بناحية ومعه جبرئيل عليه السلم إذا انشق افق السماء فأقبل‬

‫جبرئيل‬
‫يتضاءل ويدخل بعضه في بعض إلى آخر ما سيأتي برواية السيوطي في الباب‬

‫التي ) انتهى ( ) ‪. ( 4‬‬

‫وأقول ‪ :‬وإن قال في أول كلمه إن أكثر المسلمين قالوا بتجسم الملئكة‬

‫لكن يظهر من آخر كلمه أن المخالف في ذلك ليس إل النصارى والفلسفة الذين‬

‫لم يؤمنوا بشريعة ‪ ،‬وتكلموا في جميع أمورهم على آرائهم السخيفة ‪ ،‬وعقولهم‬

‫الضعيفة ) ‪. ( 5‬‬

‫وأقول ‪ :‬سئل المرتضى ‪ :‬نزول جبرئيل بالوحي في صورة دحية الكلبي كيف‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬النحل ‪. 50 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬المؤمنون ‪. 58 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬السبا ‪. 23 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 380 376‬‬

‫) ‪ ( 5‬هب ان الظاهر من آخر كلمه ذلك فهل يصح رفع اليد عن صريح الصدر‬

‫بظاهر‬

‫الذيل ‪ ،‬ثم هل يثبت بذلك اجماع المسلمين ؟‬

‫]‪[210‬‬

‫كان يتصور بغير صورته ؟ هو القادر عليها أو القديم تعالى يشكل صورة وليست‬

‫صورة‬

‫جبرئيل ؟ فإن كان الذي يسمع من القرآن من صورة غير جبرئيل ففيه ما فيه ‪ ،‬و‬
‫إن كان من جبرئيل فكيف يتصور بصورة للبشر ؟ وهذه القدرة قد رويت أن إبليس‬

‫يتصور وكذلك الجن ‪ ،‬اريد أن توضح أمر ذلك ‪ ،‬وما كان يسمعه جبرئيل‬

‫من الوحي من البارئ تعالى أو من حجاب وكيف كان يبلغة ؟ وهل جبرئيل يعلم‬

‫من صفات البارئ أكثر مما نعلمه أو مثله ؟ وأين محله من السماء ؟ وهل القديم إذا‬

‫خطر ببال جبرئيل يكون متحيرا فيه مثلنا ‪ ،‬ويكون سبحانه ل تدركه الوهام أو‬

‫ميزه علينا وجميع الملئكة أيضا ‪.‬‬

‫فأجاب رحمه ال بأن نزول جبرئيل بصورة دحية كان بمسألة من النبي‬

‫صلى ال عليه وآله ل تعالى في ذلك ‪ ،‬فأما تصوره فليس بقدرته ‪ ،‬بل ال يصوره‬

‫كذلك صورة حقيقة ل تشكيل ‪ ،‬والذي كان يسمعه النبي صلى ال عليه وآله من‬

‫القرآن كان‬

‫من جبرئيل في الحقيقة ‪ ،‬وأما إبليس والجن فليس يقدرون على التصور ‪ ،‬وكل‬

‫قادر بقدرة فحكمهم سواء في أنهم ل يصح أن يصوروا نفوسهم ‪ ،‬بل إن اقتضت‬

‫المصلحة‬

‫أن يتصور بعضهم بصورة صوره ال للمصلحة ‪ ،‬فأما جبرئيل عليه السلم وسماعه‬

‫الوحي‬

‫فيجوز أن يكلمه ال بكلم يسمعه فيتعلمه ‪ ،‬ويجوز أن يقرأه من اللوح المحفوظ‬

‫فأما ما يعلم جبرئيل من صفات ال فطريقه الدليل ‪ ،‬وهو والعلماء فيه واحد ‪ ،‬فأما‬
‫محله من السماء فقد روي أنه في السماء الرابعة ‪ ،‬فأما ما يخطر بباله فل يجوز أن‬

‫يتحير فيه ‪ ،‬لن جبرئيل معصوم ل يصح أن يفعل قبيحا ) انتهى ( وفي بعض ) ‪( 1‬‬

‫ما أفاده نظر ل يخفى على المتأمل ‪.‬‬

‫وسئل رحمه ال أيضا ‪ :‬إذا حصل أهل الجنة في الجنة ما حكم الملئكة ؟‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬وكذا في بعض ما يأتى منه ‪ ،‬وامثال هذه مما صدر عن اجلة‬

‫العلماء شاهدة على ما‬

‫اسلفنا من عدم اختصاص الخطا بالفلسفة والمتفلسفين ‪ ،‬لكن كأنه ل يناسب عظم‬

‫شأن الفقهاء‬

‫ال مثل هذا الكلم " في بعض ما افاده نظر " ولول مخافة الطالة ل شرنا إلى‬

‫مواقع النظر‬

‫في كلمه وما يترتب عليه من اللوازم غير المرضية والى تحقيق القول في المسائل‬

‫المذكورة ‪.‬‬

‫]‪[211‬‬

‫هل يكونون في جنة بني آدم أو غيرها ؟ وهل يراهم البشر ؟ وهم يأكلون ويشربون‬

‫مثل البشر أو تسبيح وتقديس ؟ وهل يسقط عنهم التكليف ؟ وكذلك الجن ‪.‬‬

‫فأجاب رحمه ال أنه يجوز أن يكونوا في الجنة مع بني آدم ‪ ،‬ويجوز‬

‫أن يكونوا في جنة سواها ‪ ،‬فإن الجنان كثيرة جنة الخلد ‪ ،‬وجنة عدن ‪ ،‬وجنة‬
‫المأوى ‪ ،‬وغير ذلك مما لم يذكره ال تعالى ‪ .‬فأما رؤية البشر لهم فل يصلح إل‬

‫على‬

‫أحد وجهين ‪ :‬إما أن يقوي ال تعالى شعاع بصر البشر ‪ ،‬أو يكثف الملئكة ‪ .‬فأما‬

‫الكل والشرب فتجوز ‪ ،‬وال تعالى يثيبهم بما فيه لذتهم ‪ ،‬فإن جعل لذتهم في‬

‫الكل والشرب جاز ‪ .‬وأما التكليف فإنه يسقط عنهم ‪ ،‬لنه ل يصح أن يكونوا‬

‫مكلفين مثابين في حالة واحدة ‪ .‬والكلم في الجن يجري هذا المجرى ‪.‬‬

‫وقال الشيخ المفيد رحمه ال ‪ -‬في كتاب المقالت ‪ :‬القول في سماع الئمة‬

‫عليهم السلم كلم الملئكة الكرام وإن كانوا ل يرون منهم الشخاص ‪ .‬وأقول‬

‫بجواز ) ‪ ( 1‬هذا من جهة العقل ‪ ،‬وأنه ليس بممتنع في الصديقين من الشيعة‬

‫المعصومين‬

‫من الضلل ‪ ،‬وقد جاءت بصحته وكونه في الئمة عليهم السلم وكذا سميت من‬

‫شيعتهم الصالحين البرار الخيار واضحة الحجة والبرهان ‪ .‬وهو مذهب فقهاء‬

‫المامية‬

‫وأصحاب الثار منهم ‪ ،‬وقد أباه بنو نوبخت وجماعة من أهل المامة ل معرفة لهم‬

‫بالخبار ‪ ،‬ولم يمعنوا النظر ‪ ،‬ول سلكوا طريق الصواب ‪.‬‬

‫وقال ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في رؤية المحتضر الملئكة جائز من أن يراهم ببصره بأن‬

‫يزيد ال تعالى في شعاعه ما يدرك به أجسامهم الشفافة الرقيقة ‪.‬‬

‫وقال ‪ :‬القول في نزول الملكين على أصحاب القبور ومساءلتهما العتقاد ‪:‬‬
‫وأقول ‪ :‬إن ذلك صحيح وعليه إجماع الشيعة وأصحاب الحديث ‪ .‬وتفسير مجمله‬

‫أن ال تعالى ينزل على من يريد تنعيمه بعد الموت ملكين اسمهما مبشر ‪ ،‬وبشير‬

‫فيسألنه عن ربه جلت عظمته وعن نبيه ووليه عليهم السلم فيجيبهما بالحق الذي‬

‫فارق‬

‫الدنيا على اعتقاده والصواب ‪ ،‬ويكون الغرض في مساءلتهما استخراج العلمة بما‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المخطوطة ‪ :‬يجوز ‪.‬‬

‫]‪[212‬‬

‫يستحقه من النعيم ‪ ،‬فيجد لذتها منه في الجواب ‪ .‬وينزل جل جلله على من يريد‬

‫تعذيبه في البرزخ ملكين اسمهما ) ‪ ( 1‬ناكر ‪ ،‬ونكير ‪ ،‬فيوكلهما بعذابه ‪ .‬ويكون‬

‫الغرض في مساءلتهما له استخراج علمة استحقاقه من العقاب بما يظهر في‬

‫جوابه من‬

‫التلجلج عن الحق ‪ ،‬أو الخبر عن سوء العتقاد ‪ ،‬أو إبلسه وعجزه عن الجواب ‪.‬‬

‫وليس ينزل الملكان من أصحاب القبور إل على ما ذكرناه ‪.‬‬

‫وأما ما ذكره السيد الداماد ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬تبعا للفلسفة حيث قال ‪ :‬من الدائر‬

‫على اللسن أن وصف القرآن بالنزول التي ل يتصف به إل المتحيز بالذات دون‬

‫العراض وسيما غير القارات كالصوات إنما هو بتبعية محله ‪ ،‬سواء اخذ حروفا‬

‫ملفوظة ‪ ،‬أو معاني محفوظة ‪ ،‬وهو الملك الذي يتلقف الكلم من جناب الملك العلم‬

‫تلقفا سماعيا ‪ ،‬أو يتلقاه تلقيا روحانيا ‪ ،‬أو يتحفظه من اللوح المحفوظ ثم ينزل‬
‫به على الرسول ‪ ،‬ول يتمشى هذا النمط إل على القول بتجسم الملئكة ‪ .‬وإنما‬

‫الخارجون عن دائرة التحصيل ممشاهم ذلك ‪ ،‬فأما ما هو صريح الحق وعليه‬

‫الحكماء‬

‫اللهيون والمحصلون من أهل السلم أن الملئكة على قبائل سفلية وعلوية‬

‫أرضية وسماوية ‪ ،‬جسمانية وقد سانية ‪ ،‬وفي القبائل شعوب وطبقات ‪ ،‬كالقوى‬

‫المنطبعة ‪ ،‬والطبائع الجوهرية ‪ ،‬وأرباب النواع ‪ ،‬والنفوس المفارقة السماوية‬

‫والجواهر العقلية القادسية ) ‪ ( 2‬بطبقات أنواعها وأنوارها ‪ ،‬ومنها روح القدس‬

‫النازل‬

‫بالوحي النافث في أرواح اولي القوة القدسية بإذن ال سبحانه " وما يعلم جنود‬

‫ربك‬

‫إل هو ) ‪ " ( 3‬وفي الحديث عنه عليه السلم " أطت السماء وحق لها أن تئط ‪ ،‬ما‬

‫فيها موضع قدم إل وفيه ملك ساجد أو راكع " فالمر غير خفي ‪ ،‬اللهم إل أن‬

‫يسمى ظهورهم العقلني لنفوس النبياء عليهم السلم نزول ‪ ،‬تشبيها للهيولى‬

‫العقلي و‬

‫العتلق الروحاني بالنزول الحسي والتصال المكاني ‪ ،‬فيكون قولنا نزول الملك‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في بعض النسخ ‪ :‬اسماهما ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬القادسة ) ظ ( ‪.‬‬
‫) ‪ ( 3‬المدثر ‪. 31 :‬‬

‫]‪[213‬‬

‫استعارة تبعية ‪ ،‬وقولنا نزل الفرقان مجازا مرسل بتبعية تلك الستعارة التبعية ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬ل يطمئن مني أحد من الناس أن أستصح ذلك بجهة من الجهات ‪ ،‬وإن فيه‬

‫شقا لعصا المة بفرقها المفترقة ‪ ،‬وأحاديثها المتواترة ‪ ،‬وخرقا للقوانين العقلية‬

‫الفلسفية ‪ ،‬ونسخا للضوابط المقررة البيانية ‪ ،‬فالمة مطبقة على أن النبي صلى ال‬

‫عليه وآله‬

‫يرى جبرئيل عليه السلم وملئكة ال المقربين ببصره الجسماني ‪ ،‬ويسمع كلم ال‬

‫الكريم على لسانهم القدسي بسمعه الجسماني ‪ ،‬وقوائم الحكمة قائمة بالقسط أنه‬

‫إنما ملك الرؤية البشرية والبصار الحسي انطباع الصورة في الحس المشترك و‬

‫إنما المبصر المرئي بالحقيقة من الشئ الماثل بين يدي الحس الصورة الذهنية‬

‫المنطبعة ‪ ،‬وأما ذوالصورة بهويته العينية ومادته الخارجية فمبصر بالعرض ‪،‬‬

‫مرئي‬

‫بالمجاز ‪ ،‬وإن كان مثوله العيني شرط البصار ‪ ،‬والجليديتان هما مسلكا التأدية‬

‫ل لوحا النطباع ‪ ،‬وعلى هذه السنة شاكلة السمع أيضا ‪ ،‬والفاضة مطلقا من تلقاء‬

‫واهب الصور فإذا كانت النفس واغلة الهمة في الجنبة الجسدانية ‪ ،‬طفيفة النجذاب‬
‫إلى صقع الحق وعالم القدس لم يكن لنبطاسياها سبيل إلى التطبع بالصورة‬

‫من تلقاء واهب الصور إل من مسلك الحاسة الظاهرة ‪ ،‬ومثول المادة الخارجية‬

‫بين يديها ‪ ،‬فأما إذا كانت قدسية الفطرة ‪ ،‬مستنيرة الغريزة في جوهر جيلتها‬

‫المفطورة‬

‫ثم في سجيتها المكسوبة ‪ ،‬صارت نقية الجوهر ‪ ،‬طاهرة الذات ‪ ،‬أكيدة العلقة بعالم‬

‫العقل ‪ ،‬شديدة الستحقاق لعالم الحس قاهرة الملكة ‪ ،‬قوية المنة على خلع البدن‬

‫ورفض الحواس ‪ ،‬والنصراف إلى صقع القدس حيث شاءت ومتى شاءت بإذن‬

‫ربها ‪ ،‬وقوتها المتخيلة أيضا قليلة النغماس في جانب الظاهر ‪ ،‬قوية التلقي من‬

‫عالم الغيب ‪ ،‬فإنها تخلص من شركة الطبيعة ‪ ،‬وتعزل اللحظ عن الجسد في اليقظة‬

‫فترجع إلى عالمها ‪ ،‬وتتصل بروح القدس ‪ ،‬وبمن شاء ال من الملئكة المقربين ‪،‬‬

‫و‬

‫تستفيد من هنالك العلم والحكمة بالنتقاش على سبيل الرشح كمرآة مجلوة حوذي‬

‫بها‬

‫شطر الشمس ‪ ،‬ولكن حيث إنما يومئذ في دار غريبتها ) ‪ ( 1‬بعد بالطبع ‪ ،‬ولم‬

‫تنسلخ عن علقتها‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬غربتها ) ظ ( ‪.‬‬

‫]‪[214‬‬

‫الطبيعية بتدبر جيوشها الجسدية ‪ ،‬وامورها البدنية ‪ ،‬تكون مثالها فيما تناله بحسب‬
‫ذلك الشأن وتلك الدرجة تحول الملك لها على صورة مادية متمثلة في شبح بشري‬

‫ينطبق بكلمات إلهية مسموعة منظومة ‪ ،‬كما قال عز من قال " فأرسلنا إليها روحنا‬

‫فتمثل لها بشرا سويا " ) ‪ ( 1‬وأعني بذلك ارتسام الصورة في لوح النطباع ل من‬

‫سبيل‬

‫الظاهر والخذ عن مادة خارجية ‪ ،‬بل بالنحدار إليه من الباطن ‪ ،‬والحصول‬

‫عن صقع الفاضة ‪ ،‬فإذن في السماع والبصار المشهوريين يرتفع المسموع و‬

‫المبصر من المواد الخارجية إلى لوح النطباع ‪ ،‬ثم منه إلى الخيال والمتخيلة‬

‫ثم يصعد المر إلى النفس العاقلة ‪ ،‬وفي إبصار الملك وسماع الوحي وهما البصار‬

‫والسماع الصريحان ينعكس الشأن ‪ ،‬فينزل الفيض إلى النفس من عالم المر ‪ ،‬فهي‬

‫تطالع شيئا من الملكوت مجردة غير مستصحبة لقوة خيالية أو وهمية أو غيرهما‬

‫ثم يفيض عن النفس إلى القوة الخيالية ‪ ،‬فتخيله مفصل منضما بعبارة منظومة‬

‫مسموعة ‪ ،‬فتمثل لها الصورة في الخيال من صقع الرحمة وعالم الفاضة ‪ ،‬ثم‬

‫تنحدر‬

‫الصورة المتمثلة والعبارة المنتظمة من الخيال والمتخيلة إلى لوح النطباع ‪ ،‬وهو‬

‫الحس المشترك ‪ ،‬فتسمع الكلم ‪ ،‬وتبصر الصورة ‪ ،‬فهذا أفضل ضروب الوحي و‬

‫اليحاء ‪ ،‬ويقال إنه مخاطبة العقل الفعال للنفس بألفاظ مسموعة مفصلة ‪ ،‬وله‬
‫أنحاء‬

‫مختلفة ‪ ،‬ومراتب متفاصلة ‪ ،‬بحسب درجات للنفس متفاوتة ‪ ،‬وقد يكون في بعض‬

‫درجاته ل يتخصص المسموع والمبصر بجهة من جهات العالم بخصوصها ‪ ،‬بل‬

‫المر يعم‬

‫الجهات بأسرها في حالة واحدة ‪ .‬وفي الحديث أن الحارث بن هشام سأل رسول ال‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 214‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 222‬سطر ‪18‬‬

‫كيف يأتيك الوحي ؟ قال ‪ :‬أحيانا يأتي مثل صلصلة الجرس وهو أشد علي فيفصم‬

‫عني وقد وعيت عنه ما قال ‪ ،‬وأحيانا يمثل إلي الملك رجل فيكلمني ‪ ،‬فأعي ما يقول‬

‫‪.‬‬

‫وربما تكون النفس المتنورة صقالتها في بعض الحايين أتم ‪ ،‬وسلطانها على قهر‬

‫الصوارف الجسدانية والشواغل الهيولنية أعظم ‪ ،‬فيكون عند النصراف عن عالم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬مريم ‪. 17 :‬‬

‫]‪[215‬‬

‫الحس والتصال بروح القدس استئناسها بجوهر ذاته المجردة منه بالشبح المتمثل‬
‫فتشاهده ببصر ذاته العاقلة ‪ ،‬ويستفيد منه وهو في صورته القدسية كما ورد في‬

‫الحديث‬

‫أن جبرئيل أتى النبي صلى ال عليه وآله مرة في صورته الخاصة كأنه طبق‬

‫الخافقين ‪ .‬ثم دون‬

‫هذه الضروب لسائر درجاته ما يتفق له من القوة القدسية نصيب مرتبة النبوه أن‬

‫يرى ملئكة ال ويسمع كلم ال ولكن في النوم ل في اليقظة ‪ .‬وسبيل القول فيه‬

‫أيضا مادريت ‪ ،‬إل أن المر هناك ينتهي إلى القوة المتخيلة ويقف عندها بمحاكاتها‬

‫وتنظيمها وتفصيلها لما قد طالعته النفس من عالم الملكوت ‪ ،‬من دون انحدار‬

‫الصورة‬

‫المتمثلة والعبارة المنتظمة منها إلى الحس المشترك ‪ .‬فأما الرؤيا الصالحة لنفوس‬

‫العرفاء والصالحين فواقعة في هذا الطريق ‪ ،‬غير واصلة إلى درجة النبوة وبلوغ‬

‫الغاية ‪ .‬وفي الحديث أنها جزء من ستة وأربعين أو سبعين جزء من النبوة ‪ ،‬على‬

‫اختلفات الروايات ‪ .‬وقصاراها في مرتبة الكمال وأقصاها للمحدثين ‪ -‬بالفتح على‬

‫البناء للمفعول من التحديث ‪ -‬وهم الذين يرفضون عالم الشهادة ويصعدون إلى‬

‫عالم الغيب ‪ ،‬فربما يسمعون الصوت في اليقظة عن سبيل الباطن ‪ ،‬ولكنهم ل‬

‫يعاينون‬

‫شخصا متشبحا ‪ .‬وفي كتاب الحجة من الكتاب الكافي لشيخ الدين أبي جعفر الكليني‬

‫‪-‬‬
‫رضي ال عنه ‪ -‬باب في الفرق بين الرسول والنبي صلى ال عليه وآله والمحدث ‪،‬‬

‫وأن الئمة‬

‫عليهم السلم محدثون مفهمون ) ‪ . ( 1‬وإذ قد انصرح لك من المسألة من سبيلها‬

‫فقد‬

‫استبان أن قولنا " نزل الملك " مجاز عقلي مستعمل طرفاه في معنييهما الحقيقيين‬

‫والتجوز فيه في السناد ‪ ،‬إذ النزول حقيقة منسوب إلى الصورة المتشبحة المتمثلة‬

‫وقد اسند بالعرض إلى الجوهر المجرد القدسي وهو الملك ‪ ،‬وليس هو من‬

‫الستعارة في شئ أصل ‪ ،‬كما قولنا " تحرك جالس السفينة " وقولنا ‪ " :‬أنا‬

‫متحرك "‬

‫و " أنا ساكن " وقولنا " رأيت زيدا " إذا عنينا به شخصه الموجود في الخارج‬

‫بهويته‬

‫العينية ل صورته الذهنية المرئية المنطبعة في الحس المشترك وسائر المقولت في‬

‫وجود‬

‫التصافات بالعرض كلها على هذه الشاكلة ‪ .‬وأما ‪ " .‬نزل الفرقان " فمجاز مرسل‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 270‬‬

‫]‪[216‬‬

‫ل تباعه استعارة تبعية ‪ ،‬بل من حيث إن النازل على الحقيقة محله وهو تلك‬

‫الصورة‬
‫البشرية المتشبحة النازلة أو تجوز عقلي ل في شئ من الطرفين بل في السناد ‪،‬‬

‫على‬

‫أن الصوات والحروف واللفاظ ليست أعراضا حالة في لسان المتكلم ‪ ،‬بل هي‬

‫تقطيعات عارضة للهواء من تلقاء حركة اللسان ‪.‬‬

‫ان قلت ‪ :‬بنيت المر فيما أفدت على القول بالنطباع في باب الرؤية ‪ ،‬فما‬

‫سبيل القول هنالك على المذهبين الخرين وهما خروج الشعاع أي في فيضانه من‬

‫المبدء الفياض منبثا في الهواء المتوسط بين الجليدية وسطح المرئي على هيئة‬

‫المخروط‬

‫وحصول الضافة الشراقية للنفس المستوجبة للنكشاف البصاري مادامت‬

‫المقابلة بين المرئي والجليدية على تلك الهيئة ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬لست أكثرث لذلك ‪ ،‬إذ إنما يسمى ذلك الخلف وتثليث القول في‬

‫المواد الخارجية والرؤية من مسلك الجليدية ‪ ،‬ومن مذهب الظاهر ‪ ،‬ل في البصار‬

‫من سبيل الباطن ومذهب الغيب من دون الخذ من مادة خارجية ‪ .‬ثم الراء‬

‫الثلثة متحاذية القدام في تطابق اللوازم واتحاد الحكام ‪ ،‬حذوالقذة بالقذة ‪.‬‬

‫والسواد العظم على مسلك النطباع ‪ ،‬ويشبه أن يكون الحق ل يتعداه ‪ ،‬وما‬

‫يتجشمه فرق من فرق الضافة الشراقية من إثبات صور معلفة خيالية في عالم‬

‫معلق مثالي ليستتب المر في صور المرايا والصور الخيالية وامور اليحاءات‬

‫ومواعيد النبوات ‪ .‬قلت ‪ :‬ل أجد ل تجاه البرهان إليه مساقا ‪ ،‬بل أجده بتماثيل‬
‫الصوفية أشبه منه بقوانين الحكماء ‪ ،‬وحق القول الفصل فيه على ذمة كتبنا‬

‫البرهانية ) انتهى ( ‪.‬‬

‫فلعله ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬حاول تحقيق المر على مذاق المتفلسفين ‪ ،‬ومزج رحيق‬

‫الحق بمموهات آراء المنحرفين عن طرق الشرع المبين ‪ ،‬مع تباين السبيلين ‪ ،‬و‬

‫وضوح الحق من البين ‪ ،‬وقد اتضح بما أسلفنا صريح المر لذي عينين ‪ ،‬وسنذكر‬

‫ما يكشف أغشية الشبه رأسا عن العين ‪.‬‬

‫‪ 85‬أقول ‪ :‬روينا باسنادنا عن الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس البزاز‬

‫]‪[217‬‬

‫عن محمد بن عبد ال بن المطلب الشيباني ‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن جعفر العلوي‬

‫عن عبدال بن عمر بن الخطاب الزيات ‪ ،‬عن خاله علي بن نعمان العلم ‪ ،‬عن‬

‫عمير بن‬

‫المتوكل الثقفي البلخي ‪ ،‬عن أبيه المتوكل بن هارون ‪ ،‬عن أبي عبدال الصادق‬

‫عليه السلم‬

‫عن أبيه الباقر ‪ ،‬عن جده ‪ ،‬علي بن الحسين عليهم السلم ‪ .‬وبإسنادنا عن محمد بن‬

‫أحمد بن‬

‫] علي بن [ الحسن بن شاذان عن أحمد بن محمد بن عياش الجوهري عن الحسن‬

‫بن محمد‬

‫بن يحيى بن الحسن المعروف بابن أبي طاهر العلوي ‪ ،‬عن محمد بن مطهر‬
‫الكاتب ‪ ] ،‬عن‬

‫أبيه [ عن محمد بن شلقان المصري ‪ ،‬عن علي بن النعمان ‪ -‬إلى آخر السند المتقدم‬

‫‪-‬‬

‫قال ‪ :‬وكان من دعائه عليه السلم في الصلوة على حملة العرش وكل ملك مقرب ‪:‬‬

‫اللهم‬

‫وحملة عرشك الذين ل يفترون من تسبيحك ‪ ،‬ول يسأمون من تقديسك ‪ ،‬ول‬

‫يستحسرون‬

‫عن عبادتك ‪ ،‬ول يؤثرون التقصير على الجد في أمرك ‪ ،‬ول يغفلون عن الوله إليك‬

‫وإسرافيل صاحب الصور الشاخص الذي ينتظر منك الذن ‪ ،‬وحلول المر ‪ ،‬فينبه‬

‫بالنفخة صرعى رهائن القبور ‪ ،‬وميكائيل ذوالجاه عندك ‪ ،‬والمكان الرفيع من‬

‫طاعتك‬

‫وجبريل المين على وحيك ‪ ،‬المطاع في أهل سماواتك ‪ ،‬الملكين لديك ‪ ،‬المقرب‬

‫عندك ‪ ،‬والروح الذي هو على ملئكة الحجب ‪ ،‬والروح الذي هو من أمرك ‪.‬‬

‫اللهم فصل عليهم وعلى الملئكة الذين من دونهم ‪ ،‬من سكان سماواتك ‪ ،‬وأهل‬

‫المانة على رسالتك ‪ ،‬والذين ل يدخلهم سأمة من دؤوب ‪ ،‬ول إعياء من لغوب ‪،‬‬

‫ول‬

‫فتور ‪ ،‬ول تشغلهم عن تسبيحك الشهوات ‪ ،‬ول يقطعهم عن تعظيمك سهو الغفلت‬

‫الخشع البصار فل يرومون النظر إليك ‪ ،‬النواكس العناق ) ‪ ( 1‬الذين قد طالت‬


‫رغبتهم فيما لديك ‪ ،‬المستهترون بذكر آلئك ‪ ،‬والمتواضعون دون عظمتك وجلل‬

‫كبريائك ‪ ،‬والذين يقولون إذا نظروا إلى جهنم تزفر على أهل معصيتك ‪ :‬سبحانك‬

‫ما عبدناك حق عبادتك فصل عليهم وعلى الروحانيين من ملئكتك ‪ ،‬وأهل‬

‫الزلفة عندك ‪ ،‬وحملة الغيب إلى رسلك ‪ ،‬والمؤتمنين على وحيك ‪ ،‬وقبائل الملئكة‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في الصحيفة المطبوعة ‪ :‬الذقان ‪.‬‬

‫]‪[218‬‬

‫الذين اختصصتهم لنفسك ‪ ،‬وأغنيتهم عن الطعام والشراب بتقديسك ‪ ،‬وأسكنتهم‬

‫بطون أطباق سماواتك ‪ .‬والذين هم على أرجائها إذا نزل المر بتمام وعدك ‪ ،‬و‬

‫خزان المطر ‪ ،‬وزواجر السحاب ‪ ،‬والذي بصوت زجره يسمع زجل الرعود ‪ ،‬و‬

‫إذا سبحت به حفيفة ) ‪ ( 1‬السحاب التمعت صواعق البروق ‪ ،‬ومشيعي الثلج والبرد‬

‫‪،‬و‬

‫الهابطين مع قطر المطر إذا نزل ‪ ،‬والقوام على خزائن الرياح ‪ ،‬والموكلين بالجبال‬

‫فل تزول ‪ ،‬والذين عرفتهم مثاقيل المياه ‪ ،‬وكيل ما تحويه لواعج المطار وعوالجها‬

‫ورسلك من الملئكة إلى أهل الرض بمكروه ما ينزل من البلء ‪ ،‬ومحبوب الرخاء‬

‫والسفرة الكرام البررة ‪ ،‬والحفظة الكرام الكاتبين ‪ ،‬وملك الموت وأعوانه ‪ ،‬و‬

‫منكر ونكير ‪ ،‬ومبشر وبشير ورومان فتان القبور ‪ ،‬والطائفين بالبيت المعمور‬

‫ومالك والخزنة ‪ ،‬ورضوان وسدنة الجنان والذين ل يعصون ال ما أمرهم و‬


‫يفعلون ما يؤمرون ‪ ،‬والذين يقولون " سلم عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار "‬

‫والزبانية الذين إذا قيل لهم " خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه " ابتدروه سراعا‬

‫ولم ينظروه ‪ ،‬ومن أوهمنا ذكره ولم نعلم مكانه منك وبأي أمر وكلته ‪ ،‬وسكان‬

‫الهواء والرض والماء ‪ ،‬ومن منهم على الخلق ‪ ،‬فصل عليهم يوم تأتي كل نفس‬

‫معها سائق وشهيد ‪ ،‬وصل عليهم صلوة تزيدهم كرامة على كرامتهم ‪ ،‬وطهارة‬

‫على‬

‫طهارتهم ‪ .‬اللهم وإذا صليت على ملئكتك ورسلك وبلغتهم صلواتنا ) ‪ ( 2‬عليهم‬

‫فصل‬

‫علينا بما فتحت لنا من حسن القول فيهم ‪ ،‬إنك جواد كريم ‪.‬‬

‫تبيان ‪ :‬أقول ‪ :‬الدعاء مروية برواية الحسني أيضا في الصحيفة الشريفة‬

‫الكاملة المشهورة ‪ ،‬ورواية الشيخ ورواية المطهري كما فصلناه في آخر المجلدات‬

‫ولنوضحه بعض اليضاح وإن استقصينا الكلم في شرحه في الفرائد ) ‪ ( 3‬الطريفة‬

‫‪.‬‬

‫" اللهم وحملة عرشك الذين ل يفترون من تسبيحك " وفي رواية الحسني " عن‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬خفيفة ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في الصحيفة المطبوعة ‪ :‬صلوتنا ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في بعض النسخ " الفوائد الطريفة " ‪.‬‬

‫]‪[219‬‬
‫تسبيحك " والواو في قوله " وحملة " للعطف على الجمل المتقدمة في الدعاء‬

‫السابق‬

‫أو من قبيل عطف القصة على القصة ‪ .‬وقيل ‪ :‬زائدة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬استئنافية و‬

‫قيل ‪ :‬عطف بحسب المعنى على قوله " اللهم " فإنه أيضا جملة لنه بتأويل "‬

‫أدعوك "‬

‫ول يخفى بعد ما سوى الولين ‪ ،‬وقوله " وحملة " مبتدأ ‪ ،‬وخبره مقدر ‪ ،‬أي " هم‬

‫مستحقون لن نصلي عليهم " ويحتمل أن يكون " فصل عليهم " خبرا بتأويل‬

‫مقول‬

‫في حقه ‪ ،‬فدخول الفاء إما على مذهب الخفش حيث جوز دخول الفاء على الخبر‬

‫مطلقا ‪ ،‬أو بتقدير " أما أو باعتبار الكتفاء بكون صفة المبتدأ موصول ‪ ،‬ويحتمل‬

‫أن يكون الموصول خبرا ل صفة ‪ ،‬وكذا " صاحب " في الثاني و " ذوالجاه " في‬

‫الثالث " والمين " في الرابع ‪ .‬وكذا الموصول في الخيرين ‪ ،‬أو يقدر فيهما‬

‫بقرينة‬

‫ما سبقهما " هما مقربان عندك " وقد مضى الكلم في معاني العرش وحملته وإن‬

‫كان‬

‫الظهر هنا كون المراد بالعرش الجسم العظيم وبحملته الملئكة الذين يحملونه‬

‫والفتور‬
‫النكسار والضعف ‪ " .‬ول يسأمون من تقديسك " سئم من الشئ كعلم مل أي‬

‫ل يحصل لهم من التسبيح والتقديس سأمة وملل ‪ ،‬بل يتقوون بهما كما مر ‪ ،‬و‬

‫التسبيح والتقديس كلهما بمعنى التنزيه عن العيوب والنقائص ‪ .‬ويمكن حمل‬

‫الول على تنزيه الذات والثاني على تنزيه الصفات والفعال ‪ ،‬ويحتمل وجوها‬

‫اخر ‪ " .‬ول يستحسرون عن عبادتك " الستحسار استفعال من " حسر " إذا أعيا‬

‫وتعب ‪ ،‬وعدم مللهم لشدة شوقهم ‪ ،‬وكون خلقتهم خلقة ل يحصل بها لهم الملل‬

‫بكثرة العمال ‪ " .‬ول يؤثرون التقصير على الجد في أمرك " اليثار الختيار‬

‫والجد بالكسر ‪ :‬الجتهاد والسعي " ول يغفلون عن الوله إليك " الوله محركة‬

‫الحزن ‪ ،‬أو ذهاب العقل حزنا ‪ ،‬والحيرة والخوف ‪ .‬ولعل المراد هنا التحير في‬

‫غرائب خلقه سبحانه ‪ ،‬أو لشدة حبهم له تعالى ‪ ،‬أو للخوف منه جل وعل ‪،‬‬

‫والوسط‬

‫لعله أظهر ‪.‬‬

‫وإسرافيل هو ملك موكل بنفخ الصور ‪ ،‬والصور هو قرنه الذي ينفخ فيه كما‬

‫قال سبحانه " ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الرض إل من‬

‫شاء ال‬

‫]‪[220‬‬

‫ثم نفخ فيه اخرى فإذا هم قيام ينظرون ) ‪ " ( 1‬وقال تعالى " إن كانت إل صيحة‬

‫واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون ) ‪ " ( 2‬وقد مر تفصيله في كتاب المعاد ‪.‬‬
‫" الشاخص الذي ينتظر منك الذن " أي شخص ببصره ‪ ،‬ل يطرف من يوم‬

‫خلقته انتظارا لما سوف يؤمر به بعد انقضاء أمر الدنيا ‪ ،‬والمرتفع الماد عنقه لذلك‬

‫أو الرفيع الشأن والول أظهر ‪ .‬قال الفيروز آبادي ‪ :‬شخص كمنع شخوصا ‪:‬‬

‫ارتفع ‪ ،‬وبصره ‪ :‬فتح عينيه وجعل ل يطرف ‪ ،‬وبصره ‪ :‬رفعه ‪ .‬والذن في النفخ‬

‫والمر أيضا فيه ‪ ،‬أو المراد أمر القيامة " فينبه بالنفخة صرعى رهائن القبور "‬

‫في‬

‫القاموس ‪ :‬الصرع ‪ :‬الطرح على الرض ‪ ،‬وكأمير ‪ :‬المصروع ‪ ،‬والجمع صرعى‬

‫) انتهى ( والصريع يطلق على الميت ‪ ،‬وعلى المقتول ‪ ،‬لنهما يطرحان على‬

‫الرض‬

‫وفي القاموس ‪ :‬الرهن ‪ :‬ما وضع عندك لينوب مناب ما اخذ منك ‪ ،‬وكل ما احتسب‬

‫به شئ فرهينة ‪ ،‬وراهن الميت القبر ضمنه إياه والرهينة كسفينة واحد الرهائن ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬يمكن أن يكون المراد برهائن القبور مودعاتها أي الذين أقاموهم‬

‫فيها إلى يوم البعث ‪ ،‬أو من ارتهن بعمله في القبر كما قال تعالى ‪ " :‬كل نفس بما‬

‫كسبت رهينة " ) ‪ ( 3‬وروي عن النبي صلى ال عليه وآله ‪ :‬إن أنفسكم مرهونة‬

‫بأعمالكم ففكوها‬

‫باستغفاركم ‪ .‬ومثله في الخبار كثير ‪ ،‬فيكون من قبيل الضافة إلى الظرف ل‬

‫إلى المفعول كقولهم " يا سارق الليلة أهل الدار " وكما فيل في " مالك يوم الدين‬

‫"‬
‫أي مالك الشياء يوم الدين ‪ .‬ثم اعلم أن أكثر نسخ الصحيفة متفقة على نصب‬

‫" الرهائن " فهو إما بدل عن " صرعى " أو حال أو بيان أو صفة ‪ ،‬لن الضافة‬

‫لفظية ‪ .‬وفي رواية " ابن أشناس " بالجر بالضافة ‪ ،‬والول أصوب ‪ ،‬ثم إنه‬

‫عليه السلم اقتصر على ذكر النفخة الثانية لنه أشد وأفظع لتصالها بالقيامة‬

‫واحتمال كون الكلم مشتمل عليهما بأن يكون في الذن والمر إشارة إلى الولى‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الزمر ‪. 68 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬يس ‪. 53 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬المدثر ‪. 38 :‬‬

‫]‪[221‬‬

‫وقوله " فينبه " إلى الثانية في غاية البعد ‪.‬‬

‫وميكائيل هو من عظماء الملئكة ‪ ،‬وروي أنه رئيس الملئكة الموكلين بأرزاق‬

‫الخلق كملئكة السحب والرعود والبروق والرياح والمطار وغير ذلك وفي اسمه‬

‫لغات‬

‫قال الزمخشري ‪ :‬قرئ " ميكال " بوزن قنطار ‪ ،‬و " ميكائيل " بوزن " ميكاعيل‬

‫"‬

‫] و " ميكئيل " كميكعيل و " ميكائل " كميكاعل [ و " ميكئل " كميكعل ‪ .‬قال‬

‫ابن جني ‪ :‬العرب إذا نطقت بالعجمي خلطت فيه ) انتهى ( والجاه ‪ :‬القدر والمنزلة‬

‫" والمكان الرفيع من طاعتك " لعل المراد بالمكان المكانة والمنزلة ‪ ،‬وبالرفعة‬
‫العلو‬

‫المعنوي و " من " ابتدائية أي رفعة مكانه بسبب إطاعتك ‪ ،‬أو تبعيضية أي له من‬

‫درجات طاعتك منزلة رفيعة ‪.‬‬

‫وجبرئيل من أعاظم الملئكة ‪ ،‬وفي ساير روايات الصحيفة " جبرئيل " بالكسر‬

‫أو بالفتح ‪ ،‬وفيه أيضا لغات ‪ ،‬قال الزمخشري ‪ :‬قرئ " جبرئيل " بوزن فقشليل ‪،‬‬

‫و‬

‫" جبرئل " بحذف الياء ‪ ،‬و " جبريل " بحذف الهمزة و " جبريل " بوزن قنديل و‬

‫" جبرال " باللم المشددة ‪ ،‬و " جبرائيل " بوزن جبراعيل ‪ ،‬و " جبرائيل "‬

‫بوزن‬

‫جبراعل ) انتهى ( وقيل ‪ :‬معناه عبدال ‪ ،‬وقيل ‪ :‬صفوة عبدال ‪ ،‬وقيل ‪ :‬صفوة ال‬

‫وهو عليه السلم حامل الوحي ‪ ،‬إما على جميع النبياء ‪ ،‬أو إلى اولي العزم منهم ‪،‬‬

‫أو إلى‬

‫بعض من غير اولي العزم أيضا ‪ " .‬والمطاع في أهل سماواتك " أي هم جميعا‬

‫يطيعونه‬

‫بأمر ال ‪ ،‬والفقرتان إشارتان إلى قوله تعالى " مطاع ثم أمين " ) ‪. ( 1‬‬

‫" المكين لديك " المكين " ذوالمكانة والمنزلة ‪ ،‬و " لدى " ظرف مكان بمعنى‬

‫" عند " كلدن ‪ ،‬إل أنهما أقرب مكانا من " عند " وأخص منه فإن عند يقع على‬
‫مكان‬

‫وغيره ‪ ،‬تقول " لي عند فلن مال " أي في ذمته ‪ ،‬ول يقال ذلك فيهما ‪.‬‬

‫" والروح الذي هو على ملئكة الحجب " قد مر ذكر الحجب ‪ ،‬ويدل على‬

‫أن الروح رئيس الملئكة الموكلين بالحجب والساكنين فيها ‪ ،‬والظاهر أنه شخص‬

‫واحد موكل بالجميع ‪ ،‬ويحتمل أن يكون اسم جنس ‪ ،‬بأن يكون لملئكة كل حجاب‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬التكوير ‪. 21 :‬‬

‫]‪[222‬‬

‫رئيس يطلق عليه الروح ‪.‬‬

‫" والروح الذي هو من أمرك " إشارة إلى قوله تعالى " ويسألونك عن الروح‬

‫قال الروح من أمر ربي " ) ‪ ( 1‬وظاهر هذه الفقرة أن الروح من جنس الملئكة أو‬

‫شبيه بهم ذكر بينهم تغليبا ل الروح النساني ‪ .‬واختلف المفسرون فيه كما سيأتي‬

‫في باب النفس والروح ‪ ،‬فقيل ‪ :‬إنه روح النسان ) ‪ ، ( 2‬وقيل ‪ :‬إنه جبرئيل ‪ ،‬و‬

‫ظاهر الدعاء المغايرة ‪ .‬وقيل ‪ :‬إنه ملك من عظماء الملئكة وهو الذي قال‬

‫تعالى " يوم يقوم الروح والملئكة صفا " ) ‪ ( 3‬وروي عن أمير المؤمنين عليه‬

‫السلم أن‬

‫له سبعين ألف وجه ‪ ،‬لكل وجه سبعون ألف لسان ‪ ،‬لكل لسان سبعون ألف لغة‬

‫يسبح ال بتلك اللغات كلها ‪ ،‬يخلق ال تعالى بكل تسبيحة ملكا يطير مع الملئكة‬

‫إلى يوم القيامة ‪ ،‬ولم يخلق ال خلقا أعظم من الروح غير العرش ‪ ،‬ولو شاء أن‬
‫يبلع‬

‫السماوات والرضين السبع بلقمة واحدة لفعل ‪ .‬والجواب حينئذ أنه من غرايب‬

‫خلقه تعالى وقيل ‪ :‬خلق عظيم ليس من الملئكة وهو أعظم قدرا منها وهذا أظهر‬

‫من سائر الخبار كما رواه الكليني وعلي بن إبراهيم والصفار وغيرهم بالسانيد‬

‫الصحيحة عن أبي بصير ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت أبا عبدال عليه السلم عن قول ال عزوجل‬

‫" يسألونك‬

‫عن الروح قل الروح من أمر ربي " قال ‪ :‬خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل ‪ ،‬كان‬

‫مع رسول ال صلى ال عليه وآله وهو مع الئمة عليهم السلم وهو من الملكوت )‬

‫‪ . ( 4‬وروى الكليني‬

‫بإسناده أنه أتى رجل أمير المؤمنين عليه السلم يسأله عن الروح أليس هو جبرئيل‬

‫؟ فقال‬

‫له أميرالمؤمنين عليه السلم ‪ :‬جبرئيل من الملئكة ‪ ،‬والروح غير جبرئيل ‪ ،‬فكرر‬

‫ذلك‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 222‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 230‬سطر ‪18‬‬
‫عل الرجل ‪ ،‬فقال له ‪ :‬لقد قلت عظيما من القول ! ما يزعم أحد أن الروح غير‬

‫جبرئيل ‪ .‬فقال له أميرالمؤمنين عليه السلم ‪ :‬إنك ضال تروي عن أهل الضلل ‪،‬‬

‫يقول ال‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬بنى اسرائيل ‪. 85 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الروح النسانى ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬النبا ‪. 38 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 273‬‬

‫]‪[223‬‬

‫عزوجل لنبيه صلى ال عليه وآله " ينزل الملئكة بالروح ) ‪ " ( 1‬والروح غير‬

‫الملئكة ) ‪ . ( 2‬و‬

‫قد مرت الخبار في ذلك ‪ .‬فذكره عليه السلم الروح في دعاء الملئكة إما تغليبا كما‬

‫عرفت ‪ ،‬أو بزعم المخالفين تقية " وعلى الملئكة الذين من دونهم " أي بحسب‬

‫المكان‬

‫الظاهري ‪ ،‬لن السابقين كانوا حملة العرش والكرسي والساكنين فيهما ‪ ،‬وفي‬

‫الحجب‬

‫وتلك فوق السماوات السبع ‪ ،‬أو بحسب المنزلة والرتبة ‪ ،‬أو بحسبهما معا ‪.‬‬

‫" وأهل المانة على رسالتك " يدل على عدم انحصار التبليغ في جبرئيل‬
‫عليه السلم فيمكن أن يكون نزولهم على غير اولي العزم أو إليهم أيضا نادرا كما‬

‫يدل عليه بعض الخبار ‪ ،‬أو المراد بهم الوسائط بينه تعالى وبين جبرئيل ‪ ،‬كالقلم‬

‫واللوح وإسرافيل وغيرهم كما مر ‪ ،‬وفي بعض الخبار القدسية عن رسول ال‬

‫صلى ال عليه وآله عن جبرئيل ‪ ،‬عن ميكائيل ‪ ،‬عن إسرافيل ‪ ،‬عن اللوح ‪ ،‬عن‬

‫القلم‬

‫عن ال عزوجل ‪ .‬أو المراد بهم الرسل إلى ملئكة السحاب والمطر والعذاب و‬

‫الرحمة وغيرهم من الملئكة الموكلين بامور العباد ‪ ،‬والملئكة الحافظين للوحين‬

‫الذين اثبت فيهما جميع الكتب السماوية ‪ ،‬أو الذين ينزلون على النبياء والوصياء‬

‫في ليلة القدر ‪.‬‬

‫" والذين ل تدخلهم سأمة من دؤوب ول إعياء من لغوب ول فتور " السأمة‬

‫المللة والتضجر ‪ ،‬والدؤوب التعب ‪ :‬والعياء والعجز واللغوب أيضا العياء ‪،‬‬

‫ومنه‬

‫قوله " وما مسنا من لغوب " ويمكن الفرق باختلف مراتب التعجب والعجز ‪،‬‬

‫وهذه‬

‫الفقرة إما تعميم بعد التخصيص ‪ ،‬فإن هذا وما سيأتي حال جميع الملئكة ‪ ،‬فتشمل‬

‫ملئكه الرض أيضا ‪ ،‬بل ملئكة الحجب والعرش والكرسي ‪ ،‬أو تخصيص بعد‬

‫التعميم لذكر بعض الصفات الظاهرة الختصاص بالبعض فيما بعد ‪ ،‬ول ينافي عموم‬
‫هذه الصفات ‪ ،‬لنها كمال لهم أيضا ‪ ،‬ومجموع الصفات مختصة بهم ‪ ،‬أو يكون‬

‫العطف‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬النحل ‪ . 2 :‬وفي المصدر ذكر الية من أول السورة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 274‬‬

‫]‪[224‬‬

‫للتفسير لبيان بعض الصفات الخر الثابتة لهم ‪ ،‬ولذكر ما يستحقون به الصلة من‬

‫الفضائل ‪.‬‬

‫" ول تشغلهم عن تسبيحك الشهوات " أي ليست لهم شهوة حتى تشغلهم " ول‬

‫يقطعهم عن تعظيمك سهو الغفلت " إضافة السهو إلى الغفلت من قبيل إضافة‬

‫المسبب‬

‫إلى السبب ‪ .‬أو الجزء إلى الكل ‪ ،‬أو بيانية أي ل يمنعهم عن ذكره عظمتك أو‬

‫العبادات‬

‫المستلزمة لتعظيمك السهو الحاصل من الغفلت ‪ ،‬أو السهو الذي هو من جملة‬

‫الغفلت‬

‫أو هو عينا " الخشع البصار فل يرومون النظر إليك " ] في النسخ المشهورة "‬

‫فل‬

‫يرمون النظر إليك " [ والخشوع الخضوع ‪ ،‬وخشوع العين ‪ :‬التذلل بها وعدم‬

‫رفعها عن‬
‫الرض أو غمضها أو الروم ‪ :‬الطلب ولعل المراد أنهم ينظرون إلى جهة أقدامهم‬

‫حياء أو‬

‫خوفا ‪ ،‬أو إلى الجهة التي جعلها ال قبلتهم ‪ ،‬ول يرفعون أبصارهم إلى جهة العرش‬

‫ويحتمل أن يكون المراد النظر القلبي أي ليتفكرون في كنة ذاتك وصفاتك ‪ ،‬و‬

‫مال يصل إليه عقولهم من معارفك " النواكس العناق الذين قد طالت رغبتهم فيما‬

‫لديك " في أكثر الروايات " النواكس الذقان " وعلى التقديرين هو أن يطأطئ‬

‫رأسه‬

‫وهو أزيد تذلل من الخشوع ‪ ،‬والمراد بمالديه الدرجات الغالية المرتفعة ‪ ،‬ويحتمل‬

‫أن يكون لهم بعض اللذات غير الطعام والشراب ‪ .‬والظاهر أن الوصفين لطائفة‬

‫مخصوصة من الملئكة كما مر في خبر المعراج ‪ ،‬ويحتمل التعميم ‪.‬‬

‫" المستهترون " بصيغة المفعول قال الجوهري ‪ :‬فلن مستهتر بالشراب أي‬

‫مولع به ل يبالي ما قيل فيه ‪ .‬واللء ‪ :‬النعم واحدها " ألى " بالفتح وقد يكسر مثل‬

‫معى‬

‫وأمعاء ‪ ،‬أي هم ملتذذون حريصون في ذكر نعمائك الظاهرة والباطنة عليهم وعلى‬

‫غيرهم " والمتواضعون دون عظمتك وجلل كبريائك " التواضع ‪ :‬التذلل ‪ ،‬و "‬

‫دون "‬

‫معناه أدنى مكان من الشئ ‪ ،‬ثم استعمل بمعنى قدام الشئ وعنده وبين يديه مستعارا‬
‫من معناه الحقيقي وهو ظرف لغو متعلق بمتواضعون ‪ ،‬والجلل والكبرياء ‪ :‬العظمة‬

‫والعطف والضافة للتأكيد والمبالغة ‪ ،‬ويمكن أن يخص العظمة بالذات والكبرياء‬

‫بالصفات " والذين يقولون إذا نظروا إلى جهنم تزفر على أهل معصيتك " قال‬

‫]‪[225‬‬

‫الجوهري ‪ :‬الزفير اغتراق النفس للشدة ‪ ،‬والزفير أول صوت الحمار ‪ ،‬والشهيق‬

‫آخره ‪ .‬وقال الفيروزى ابادي ‪ :‬زفر يزفر زفرا وزفيرا ‪ :‬أخرج نفسه بعد مده إياه ‪،‬‬

‫و‬

‫النار سمع لتوقدها صوت ) انتهى ( أي إذا سمعوا زفير جهنم على العاصين خافوا‬

‫من‬

‫أن يكونوا مقصرين في العبادة ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ‪ ،‬أي‬

‫تنزهك تنزيها عن كون عباداتنا لئقة بجنابك ‪ .‬فإنهم لما رأواشدة عقوباته تعالى‬

‫نظروا إلى أنفسهم وأعمالهم وإلى عظمته وجلله فوجدوا أعمالهم قاصرة عما‬

‫يستحقه‬

‫سبحانه ففزعوا إليه واعترفوا بالتقصير ‪ ،‬ولجؤوا إلى رحمته وعفوه وكرمه ‪ ،‬أو‬

‫أنه‬

‫لما طرأ عليهم الخوف عند سماع صوت العذاب وكان ذلك مظنة أن يكون خوفهم‬
‫من‬

‫أن يعاقبهم ظلما من غير استحقاق لعصمتهم نزهوه تعالى عن أن يكون الخوف منه‬

‫عن تلك الجهة ‪ ،‬وعللوا الخوف بالتقصير فيما يستحقه من العبادة ‪.‬‬

‫وقال الوالد ‪ -‬رحمه ال ‪ : -‬يمكن أن يكون قولهم ذلك للتعجب من مخالفتهم‬

‫حتى استحقوا العذاب ‪ ،‬أو من الصوت المهول على خلف العادة ‪ ،‬فهذا توبة لهم‬

‫من‬

‫المكروه ‪ .‬ويمكن أن يكون ذلك على سبيل الشفاعة لهم بأن ضموا أنفسهم مع‬

‫العاصين ‪ ،‬فكأنهم يقولون ‪ :‬نحن وهم مقصرون في عبادتك فارحمنا وإياهم ‪.‬‬

‫" فصل عليهم " يمكن أن يكون خبرا أو كالخبر لقوله عليه السلم " والذين‬

‫ل تدخلهم " مع ما عطف عليه ‪ ،‬وأن يكون الموصول في محل الجر عطفا على "‬

‫سكان‬

‫سماواتك " ويكون قوله " فصل " تأكيدا للسابق وتمهيدا لن يعطف عليهم غيرهم‬

‫وعلى هذا يكون قوله " الخشع " و " المستهترون " مرفوعين على المدح ‪.‬‬

‫" وعلى الرحانيين من ملئكتك " قال في النهاية ‪ :‬الملئكة الروحانيون‬

‫يروى بضم الراء وفتحها ‪ ،‬كأنه نسب إلى الروح والروح ‪ ،‬وهو نسيم الريح ‪ ،‬و‬

‫اللف والنون من زيادات النسب ‪ .‬ويريد به أنهم أجسام لطيفة ل يدركهم البصر‬
‫) انتهى ( وما قيل من أنهم الجواهر المجردة العقية والنفسية فهورجم بالغيب‬

‫وإنما المعلوم أنهم نوع من الملئكة ‪ " .‬وأهل الزلفة عندك " قال الجوهري ‪:‬‬

‫الزلفة والرلفى القرب والمنزلة ) انتهى ( وهو إما صفة اخرى للروحانيين ‪ ،‬أو‬

‫]‪[226‬‬

‫طائفة اخرى غيرهم ‪ " .‬وحملة الغيب إلى رسلك والمؤتمنين على وحيك " في أكثر‬

‫النسخ " وحمال الغيب " ‪ :‬والحمال جمع الحامل ‪ ،‬والغيب يطلق على الخفي الذي‬

‫ل يدركه الحس ول يقتضيه بديهة العقل ‪ ،‬وهو قسمان ‪ :‬القسم الول ل دليل عليه‬

‫وهو المعني بقوله " وعنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل هو ) ‪ " ( 1‬وقسم نصب‬

‫عليه‬

‫دليل كالصانع وصفاته واليوم الخر وأحواله ) ‪ ( 2‬كذا ذكره البيضاوي ‪ .‬والمراد‬

‫هنا إما العم أو الول ‪ " ،‬والمؤتمنين " إما تأكيد أو عطف تفسير لسابقه ‪ ،‬أو‬

‫المراد‬

‫بهم طائفة اخرى شأنهم تبليغ الحكام والشرائع فقط ‪ ،‬أو مع الثاني إن حملنا‬

‫الولى ) ‪ ( 3‬على الول ‪ ،‬والظاهر أن هاتين الفقرتين مؤكدتان لما سبق من قوله‬

‫" وأهل المانة على رسالتك " ويمكن تخصيص ما سبق ببعض المعاني التي‬

‫ذكرناها‬

‫هنا وهاتان بالبعض الخر ‪ ،‬إذ يمكن أن يكون لحمل الغيب طائفة مخصوصة‬
‫كملئكة‬

‫ليلة القدر وغيرهم ‪ ،‬والول أظهر ‪ ،‬وتكرير المطلب الواحد بعبارات مختلفة في‬

‫مقام الدعاء والخطب والمواعظ مما يؤكد البلغة ‪.‬‬

‫" وقبائل الملئكة الذين اختصصتهم لنفسك " القبائل جمع القبيلة وهي الشعوب‬

‫المختلفة ‪ ،‬والكلم في التأكيد والتأسيس كما مر ‪ ،‬والمراد بالختصاص به تعالى‬

‫أنهم مشغولون بعبادته بخلف ما سيأتي ممن له شغل في النزول والعروج وسائر‬

‫المور ‪ ،‬وإن كان هذه المور أيضا عبادة لهم ‪ ،‬أو أنه سبحانه يطلعهم على أسرار‬

‫لم يطلع عليها غيرهم من الملئكة ‪.‬‬

‫" وأغنيتهم عن الطعام والشراب بتقديسك " أي خلقتهم خلقة خلقة ل يحتاجون في‬

‫بقائهم إلى الغذاء ‪ ،‬وكما أنا نتقوى بالغذاء فهم يتقوون بتسبيحه وتقديسه‬

‫وعبادته ‪.‬‬

‫" وأسكنتهم بطون أطباق سماواتك " الطباق جمع طبق ‪ ،‬يقال ‪ :‬السماوات‬

‫أطباق وطباق ‪ ،‬أي بعضها فوق بعض ‪ .‬قال الراغب ‪ :‬المطابقة هو أن يجعل الشئ‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬النعام ‪. 59 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬تفسير البيضاوى ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 21‬‬

‫) ‪ ( 3‬الول ) خ ( ‪.‬‬

‫]‪[227‬‬
‫فوق آخر بقدره ‪ ،‬ومنه ‪ :‬طابقت ) ‪ ( 1‬النعل ‪ ،‬ثم يستعمل الطباق في الشئ الذي‬

‫يكون فوق الخر تارة وفي ما يوافق غيره تارة كسائر الشياء الموضوعة لمعنيين‬

‫ثم يستعمل في أحدهما دون الخر كالكأس والراوية ونحوهما ‪ ،‬قال ال تعالى‬

‫" سبع سماوات طباقا ) ‪ " ( 2‬أي بعضها فوق بعض ) انتهى ( ويدل على الفرجة‬

‫بين‬

‫السماوات ‪ ،‬وكونها مساكن الملئكة كما مر ‪.‬‬

‫" والذين هم على أرجائها إذا نزل المر بتمام وعدك " إشارة إلى قوله سبحانه‬

‫" وانشقت السماء فهي يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم‬

‫يومئذ ثمانية ) ‪ " ( 3‬قال الطبرسي ‪ -‬رحمه ال ‪ " -‬على أرجائها " معناه على‬

‫أطرافها و‬

‫نواحيها ) ‪ ( 4‬والملك اسم يقع على الواحد والجمع ‪ ،‬والسماء مكان الملئكة ‪ ،‬فإذا‬

‫وهت صارت في نواحيها ‪ .‬وقيل ‪ :‬إن الملئكة ) ‪ ( 5‬على جوانب السماء تنتظر ما‬

‫يؤمر به في أهل النار من السوق إليها ‪ ،‬وفي أهل الجنة من التحية والتكرمة‬

‫فيها ) ‪ ) ( 6‬انتهى ( وقيل ‪ :‬إنه تمثيل لخراب السماء بخراب البنيان وانضواء‬

‫أهلها‬

‫إلى أطرافها وحواليها ‪ ،‬ولفظة " إذا " ظرفية للمستقبل ‪ ،‬والباء صلة للمر ‪ ،‬و‬

‫يحتمل السببية ‪ .‬وتمام الوعد تمام مدة الدنيا وانقضاؤه وحلول القيامة ‪ ،‬أو المراد‬
‫إتمام ) ‪ ( 7‬ما وعده ال من الثواب والعقاب للمطيعين والعاصين ‪ ،‬وكلمة " هم "‬

‫ليست‬

‫في الروايات المشهورة ‪.‬‬

‫" وخزان المطر " أي الملئكة الموكلين بالبحر الذي ينزل منه المطر كما‬

‫يظهر من بعض الخبار ‪ ،‬أو الموكلين بتقديرات المطار ‪ ،‬أو الذين يهيجون‬

‫السحاب‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬طابقه ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬الملك ‪. 3 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬الحاقة ‪: 17 ، 16 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬في المصدر ‪ :‬عن الحسن وقتادة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬في المصدر ‪ :‬يومئذ على ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 6‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 10‬ص ‪. 346‬‬

‫) ‪ ( 7‬تمام ) خ ( ‪.‬‬

‫]‪[228‬‬

‫بأمره تعالى ‪ ،‬ولو كان من بخارات الرض والبحار كما هو المشهور ‪ ،‬فيكون قوله‬

‫" وزواجر السحاب " عطف تفسير له ‪ ،‬أي سائقتها من " زجر البعير " إذا‬

‫ساق ‪ ،‬و‬

‫به فسر قوله تعالى " والزجرات زجرا " كما مر ‪ ،‬والسحاب ‪ :‬جمع السحابة ‪ ،‬و‬
‫هي الغيم ‪ " .‬والذي بصوت زجره يسمع زجل الرعد " قال في النهاية ‪ :‬في حديث‬

‫الملئكة " لهم زجل بالتسبيح " أي صوت رفيع عال ‪ .‬وفي القاموس ‪ :‬الرعد‬

‫صوت‬

‫السحاب ‪ ،‬أو اسم ملك يسوقه كما يسوق الحادي البل بحدائه ) انتهى ( والرعد‬

‫هنا يحتمل الوجهين ‪ ،‬وإن كان كونه اسما للملك أظهر ‪ ،‬وسيأتي تحقيق الرعد و‬

‫البرق والسحاب في البواب التية ‪ .‬وصيغة الجمع هنا تدل على أن الرعد اسم‬

‫لنوع هذا الملك إن كان اسما له ‪ ،‬وإضافة الزجل إلى الرعود بيانية إن اريد به‬

‫الصوت ‪ ،‬ولمية إن اريد به الملك ‪.‬‬

‫" وإذا سبحت به خفيفة السحاب التمعت صواعق البروق " أقول ‪ :‬النسخ‬

‫مختلفة في هذه الفقرة اختلفا فاحشا ‪ ،‬ففي بعضها " سبحت بتشديد " الباء ‪ ،‬وفي‬

‫بعضها‬

‫بتخفيفها ‪ ،‬و " حفيفة " في بعضها بالحاء المهملة والفائين ‪ ،‬وفي بعضها بالخاء‬

‫المعجمة ثم‬

‫الفاء ثم القاف وفي بعضها بالمهملة ثم الفاء ثم القاف ‪ .‬والسبح الجري والعوم ‪.‬‬

‫والخفيف‬

‫أنسب ‪ ،‬وعلى التشديد يحتمل أن يكون إشارة إلى قوله تعالى " هو الذي يسبح‬

‫الرعد‬

‫بحمده " قال الفيروز آبادي ‪ :‬سبح بالنهر وفيه كمنع سبحا وسباحة بالكسر عام ‪،‬‬
‫وأسبحه‬

‫عومه ‪ .‬وسبحان ال تنزيها له عن الصاحبة والولد ‪ ،‬نصبه على المصدر ‪ ،‬أي‬

‫ابرئ‬

‫ال من السوء براءة ‪ .‬أو معناه السرعة إليه والخفة في طاعته ‪ .‬وقال ‪ :‬حف‬

‫الفرس‬

‫حفيفا سمع عند ركضه صوت ‪ ،‬وكذلك الطائر والشجرة إذا صوتت ‪ .‬وقال ‪:‬‬

‫الخفق صوت النعل ‪ ،‬وخفقت الراية تخفق وتخفق خفقا وخفقانا ‪ -‬محركة ‪: -‬‬

‫اضطربت وتحركت ‪ ،‬وخفق فلن ‪ :‬حرك رأسه إذا نعس ‪ ،‬والطائر ‪ :‬طار ‪ ،‬و‬

‫الخفقان ‪ -‬محركة ‪ : -‬اضطراب القلب ‪ .‬وأخفق الطائر ‪ :‬ضرب بجناحيه ‪ .‬وفي‬

‫النهاية ‪ :‬خفق النعال صوتها ‪ .‬وأما المهملة ثم الفاء ثم القاف كما كان في نسخة‬

‫ابن‬

‫إدريس ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬بخطه فلم أجد له معنى فيها عندنا من كتب اللغة ‪ ،‬ولعله من‬

‫]‪[229‬‬

‫طغيان القلم ‪ .‬وفي الصحاح ‪ :‬لمع البرق لمعا ولمعانا أي أضاء ‪ ،‬والتمع مثله ‪.‬‬

‫ول يخفي أن هذه الفقرة من تتمة الكلم السابق ‪ ،‬وليس وصف الملك الخر ‪ ،‬و‬

‫ضمير " به " إما راجع إلى الملك ‪ ،‬أو إلى زجره ‪ ،‬أو إلى الزجل والباء للمصاحبة‬

‫أو للسببية ‪ ،‬وإضافة الخفيفة إلى السحاب على التقادير من إضافة الصفة إلى‬

‫الموصوف‬
‫والتأنيث باعتبار جمعية السحاب ‪ ،‬وإذا حمل على المصدر فإسناد السبح إليه‬

‫مجازي‬

‫أو هو مؤول بذات الخفيفة ‪ .‬وعلى المعجمة والفائين أي السحاب الخفيفة سريعة )‬

‫‪(1‬‬

‫السير ‪ ،‬والحاصل على التقادير ‪ :‬إذا زجرت ) ‪ ( 2‬بسبب الملك أو زجره ‪ ،‬أو صوته‬

‫السحاب ذات الصوت أو الضطراب أو السرعة أضاءت الصواعق التي هي من‬

‫جنس‬

‫البروق وأشدها ‪ ،‬فالضافة من قبيل " خاتم حديد " وربما يقال هو من إضافة‬

‫الصفة إلى الموصوف ‪ ،‬أي البروق المهلكة ‪ .‬قال الجزري ‪ :‬الصاعقة ‪ :‬الموت وكل‬

‫عذاب مهلك وصيحة العذاب ‪ ،‬والمحراق الذي بيد الملك سائق السحاب ‪ ،‬ولياتي‬

‫على شئ إل أحرقه ‪ ،‬أو نار تسقط من السماء ‪ .‬وصعقتهم السماء كمنع صاعقة‬

‫مصدرا‬

‫كالراعية أصابتهم بها ) انتهى ( وفي رواية ابن شاذان ‪ :‬وإذا ساق به متراكم‬

‫السحاب‬

‫التمعت صواعق البروق ‪.‬‬

‫" ومشيعي الثلج والبرد والهابطين مع قطر المطر إذا نزل " أي إذا نزل‬
‫المطر إلى الرض ل عند نزوله إلى السحاب ‪ ،‬ويحتمل أن يكون الضمير راجعا‬

‫إلى كل من الثلج والبرد والمطر لكنه بعيد وقال الوالد ‪ :‬الظاهر أنه عليه السلم‬

‫أراد بقوله " إذا نزل " العموم ‪ ،‬أي كلما نزل ‪ ،‬ليفيد فائدة يعتدبها ‪ ،‬وتغيير‬

‫العباراة في التشييع والهبوط إما لمحض التفنن ‪ ،‬أو لن الغالب في الثلج والبرد‬

‫في أكثر البلد أنهما للضرر ‪ ،‬فلم ينسب الضرر إليهم صريحا بخلف المطر ‪.‬‬

‫وأقول ‪ :‬يمكن على ما سيأتي في الخبر أن البرد ينزل من السماء إلى السحاب‬

‫فتذيبه حتى تصير مطرا ‪ ،‬أن يكون إشارة إلى ذلك ‪ ،‬فإن الثلج والبرد يشايعونهما‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬السريعة ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬جرت ) خ ( ‪.‬‬

‫]‪[230‬‬

‫من أول المر بخلف المطر ‪ ،‬فإنهم يهبطون معه بعد الذوبان ‪ ،‬أو يقال ‪ :‬النكتة‬

‫إسناد الخير إلى ال والضرر إليهم ‪ ،‬لن في التشييع نوع معاونة بخلف الهبوط ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬قد مر وسيأتي الخبار في تفاصيل تلك المور ‪.‬‬

‫" والقوام على خزائن الرياح " القوام جمع قائم ككفار وكافر ‪ ،‬أي الحافظين‬

‫لها في خزائنها المرسلين لها قدر الحاجة بأمره تعالى ويمكن أن يكون كناية عن‬

‫كون أسبابها بيدهم ‪ ،‬وقيل ‪ :‬كل ما ورد في الكتاب الكريم الرياح بلفظ الجمع‬

‫فهو في الخير كقوله تعالى " ويرسل الرياح مبشرات ) ‪ " ( 1‬وكلما كان بلفظ‬

‫المفرد‬
‫فهو للشر كقوله سبحانه " وأرسلنا عليهم الريح العقيم ) ‪ . " ( 2‬وأقول ‪ :‬إذا‬

‫اطردت‬

‫القاعدة في تلك العبارة فالنكتة في تخصيص الخير بالذكر ظاهرة ‪ ،‬وستأتي الخبار‬

‫في أنواع ج ‪ 54‬وأساميها وصفاتها في باب المختص بها ‪.‬‬

‫" فل تزر أي الجبال بسبب حفظ الموكلين لها ‪ ،‬أو هم دائما فيها ل يزولون‬

‫عنها ‪ ،‬والول أظهر ‪ " .‬والذين عرفتهم مثاقيل المياه " المياه جمع الماء ‪ ،‬وأصلها‬

‫" ماه " وقيل " موه " ولهذا يرد إلى أصله في الجمع والتصغير ‪ ،‬فيقال " مياه "‬

‫و‬

‫" مويه " و " أمواه " وربما قالوا " أمواء " بالهمزة ‪ ،‬وماهت الركية كثر ماؤها‬

‫" وكيل ما تحويه " أي مقدار ما تجمعه وتحيط به " لواعج المطار " أي شدائدها‬

‫ومضراتها " وما تحرق النبات وتخرب البنية " كما افيد " وعوالجها " أي‬

‫متراكماتها ‪ ،‬قال السيد الداماد ‪ -‬رحمه ال ‪ : -‬اللواعج جمع ل عجة أي مشتداتها‬

‫القوية‬

‫يقال ‪ :‬ل عجه المر إذا اشتد عليه ‪ ،‬والتعج من ل عج الشوق ولواعجه ارتمض و‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 230‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 238‬سطر ‪18‬‬

‫احترق ‪ ،‬وضرب ل عج أي شديد يلعج الجلد اي يحرقه ‪ .‬وكذلك " عوالجها "‬

‫جمع عالج يعني متلطماتها ومتراكماتها ‪ ،‬وفي الحديث ‪ :‬إن الدعاء ليلقى البلء‬

‫فيعتلجان إلى يوم القيامة ‪ .‬يعني أن الدعاء في صعوده يلقى البلء في نزوله‬

‫فيعتلجان‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الروم ‪. 46 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الذاريات ‪. 41 :‬‬

‫]‪[231‬‬

‫قال في الفائق ‪ :‬أي يصطرعان ويتدافعان وفي النهاية في حديث الدعاء ‪ :‬ما تحويه‬

‫عوالج الرمال ‪ .‬هي جمع عالج وهو ما تراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض ‪.‬‬

‫" ورسلك " جمع الرسول " من الملئكة " بيان للرسل أو من للتبعيض ‪ ،‬وقيل‬

‫إن الملك اسم مكان ‪ ،‬والميم فيه غير أصلية بل زائدة ‪ ،‬فالصل " ملئك " ولذلك‬

‫يجمع على الملئك والملئكة ‪ ،‬نقلت حركة الهمزة إلى اللم ‪ ،‬ثم حذفت لكثرة‬

‫الستعمال فقيل ملكم ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬أصله مألك بتقديم الهمزة من اللوكة الرسالة‬
‫فقلبت الهمزة مكانا ) ‪ ( 1‬ثم حذفت في كثرة الستعمال للتخفيف فقيل ملك ‪ ،‬وجمع‬

‫على‬

‫على الملئكة ‪ ،‬وقد يحذف الهاء فيقال ملئك ‪ " .‬إلى أهل الرض " متعلق برسلك‬

‫بمكروه ما ينزل " الباء للملبسة أو السببية ‪ ،‬أي بالذي ينزل ‪ ،‬وهو مكروه‬

‫للطباع ‪.‬‬

‫" من البلء " بيان للمكروه والمنازل ‪ ،‬وإنما سمي المكروه النازل على‬

‫العباد بلء ل بتلء ال تعالى العباد وامتحانهم به هل يصبرون أم ل ‪ ،‬وإن كان على‬

‫المجاز " ومحبوب الرخاء " عطف على مكروه ‪ ،‬وهو أيضا من إضافة الصفة إلى‬

‫الموصوف ‪ ،‬أي الرخاء المحبوب ‪ .‬وقيل ‪ :‬الضافة بيانية ‪ .‬والرخاء ‪ :‬النعمة ‪ ،‬يقال‬

‫‪:‬‬

‫رجل رخي البال ‪ ،‬أي واسع الحال ‪ ،‬والمراد إما نزولهم لصل حصول البلء‬

‫والرخاء‬

‫وتسبب أسبابهما ‪ ،‬أو للخبار بهما في ليلة القدر وغيرها " والسفرة الكرام البررة‬

‫"‬

‫السفرة ‪ :‬كالكتبة لفظا ومعنى ‪ ،‬جمع " سافر " والسفر الكتاب ‪ ،‬قال الجوهري ‪:‬‬

‫السفرة ‪ :‬الكتبة قال ال تعالى " بأيدي سفرة " ) ‪ ( 2‬وقد يظن أنه جمع سفير ‪،‬‬

‫وهو‬
‫المصلح بين الناس لكن الغالب في جمع السفير السفراء ‪ .‬والكرام ‪ :‬ضد اللئام وقيل‬

‫‪:‬‬

‫الكرام على ال العزاء عليه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬السخياء الباذلين الستغفار للعباد مع‬

‫تماديهم في العصيان ‪ .‬والبررة ‪ :‬التقياء ‪ ،‬وقد مر الكلم فيها ‪ ،‬والمراد هنا‬

‫الملئكة‬

‫الكاتبون للوحي ‪ ،‬المؤدون إلى غيرهم ‪ ،‬أو الموكلون باللوح المحفوظ ‪ .‬وقيل ‪ :‬هم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬كذا ) ب ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬عبس ‪. 15 :‬‬

‫]‪[232‬‬

‫الكاتبون لعمال العباد ‪ ،‬وما بعده تأكيد له ‪ ،‬ول يخلو من بعد ‪ ،‬إذ التأسيس أولى‬

‫من التأكيد ‪ .‬وأيضا الظاهر أنه إشارة إلى ما ورد في الية ‪ ،‬وهو في سياق وصف‬

‫القرآن كما عرفت سابقا ‪ .‬ينفي هذا الدعاء ما مر من القوال في الية سوى‬

‫القول بأنهم الملئكة ‪.‬‬

‫" والحفظة الكرام الكاتبين " إشارة إلى قوله سبحانه " وإن عليكم لحافظين‬

‫كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ) ‪ " ( 1‬وقال الطبرسي ‪ -‬رحمه ال ‪ : -‬وإن عليكم‬

‫لحافظين من الملئكة يحفظون عليكم ما تعملون من الطاعات والمعاصي ‪ ،‬ثم‬

‫وصف‬

‫الحفظة فقال ‪ :‬كراما على ربهم كاتبين يكتبون أعمال بني آدم ) انتهى ( ) ‪ ( 2‬ويدل‬
‫على تعددهم لكل إنسان قوله تعالى " عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من‬

‫قول إل لديه رقيب عتيد " ) ‪ ( 3‬ويدل كثير من الخبار على أن ملئكة الليل غير‬

‫ملئكة النهار ‪ ،‬كما ورد في تفسير قوله تعالى " إن قرآن الفجر كان مشهودا ) ‪( 4‬‬

‫"‬

‫أي تشهده ملئكة الليل وملئكة النهار ‪ ،‬والحكمة في خلقهم وتوكيلهم على العباد‬

‫مع كونه سبحانه أعلم بهم منهم كثيرة قد مر بعضها في بعض الخبار ‪.‬‬

‫" وملك الموت وأعوانه " اسم ملك الموت " عزرائيل " ويدل على أن له‬

‫أعونا كما دلت عليه اليات والخبار ‪ ،‬فإنه تعالى قال " ال يتوفى النفس حين‬

‫موتها " ) ‪ ( 5‬وقال سبحانه ‪ " :‬قل يتوفيكم ملك الموت الذي وكل بكم " ) ‪( 6‬‬

‫وقال‬

‫جل وعل ‪ " :‬توفته رسلنا وهم ل يفرطون " ) ‪ ( 7‬وقال عزوجل ) ‪ " ( 8‬الذين‬

‫تتوفيهم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬النفطار ‪. 12 10 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 10‬ص ‪. 450‬‬

‫) ‪ ( 3‬ق ‪. 18 17 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬السراء ‪. 78 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬الزمر ‪: 42 :‬‬

‫) ‪ ( 6‬الم السجده ‪. 11 :‬‬


‫) ‪ ( 7‬النعام ‪ ( 8 ) . 61 :‬النخل ‪. 32 :‬‬

‫]‪[233‬‬

‫الملئكة طيبين " ) ‪ ( 1‬وقال " الذين تتوفيهم الملئكة ظالمي أنفسهم " ) ‪( 2‬‬

‫وروى الصدوق‬

‫في التوحيد أن أميرالمؤمنين عليه السلم قال في جواب الزنديق المدعي للتناقض‬

‫في‬

‫القرآن المجيد حيث سأل عن هذه اليات ‪ :‬إن ال يدبر المور كيف يشاء ويوكل‬

‫من خلقه من يشاء بما يشاء ‪ ،‬أما ملك الموت فإن ال عزوجل يوكله بخاصة من‬

‫يشاء من خلقه ‪ ،‬ويوكل رسله من الملئكة خاصة بين يشاء من خلقه ] تبارك‬

‫وتعالى‬

‫والملئكة الذين سماهم ال عزوجل يوكلهم ) ‪ ( 1‬بخاصة من يشاء من خلقه [ وال‬

‫تعالى يدبر المور كيف يشاء ) ‪ . ( 2‬وروى الطبرسي ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬هذا الخبر في‬

‫الحتجاج ‪ :‬والجواب فيه هكذا ‪ :‬هو تبارك وتعالى أجل وأعظم من أن يتولى‬

‫ذلك بنفسه ‪ ،‬وفعل رسله وملئكته فعله ‪ ،‬لنهم بأمره يعملون ‪ ،‬فاصطفى جل‬

‫ذكره من الملئكة رسل وسفرة بينه وبين خلقه ‪ ،‬وهم الذين قال ال فيهم " ال‬

‫يصطفي من الملئكة رسل ومن الناس " فمن كان من أهل الطاعة تولت قبض‬

‫روحه‬
‫ملئكة الرحمة ‪ ،‬ومن كان من أهل المعصية تولت قبض روحه ملئكة النقمة ‪،‬‬

‫ولملك‬

‫الموت أعوان من ملئكة الرحمة وملئكة النقمة يصدرون عن أمره ‪ ،‬وفعلهم‬

‫فعله ‪ ،‬وكل‬

‫ما يأتونه منسوب إليه ‪ ،‬وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت وفعل ملك الموت فعل ال‬

‫لنه‬

‫يتوفى النفس على يدمن يشاء ‪ ،‬ويعطي ويمنع ويثيب ويعاقب على يدمن يشاء‬

‫وإن فعل امنائه فعله كما قال " وما تشؤون إل أن يشاء ال " ) ‪. ( 3‬‬

‫وروى الصدوق في الفقيه عن الصادق عليه السلم أنه قال في ذلك ‪ :‬إن ال تبارك‬

‫وتعالى جعل لملك الموت أعوانا من الملئكة يقبضون الرواح بمنزلة صاحب‬

‫الشرطة‬

‫له أعوان من النس يبعثهم في حوائجه ‪ ،‬فتتوفيهم الملئكة ويتوفيهم ملك الموت‬

‫عن الملئكة مع ما يقبض هو ‪ ،‬ويتوفاهم ال عزوجل عن ملك الموت ) ‪. ( 4‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬النحل ‪. 28 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬وكلهم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬التوحيد ‪. 193 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬الحتجاج ‪ 129 :‬والية هى الية ) ‪ ( 30‬من سورة الدهر ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬الفقيه ‪. 33 :‬‬
‫]‪[234‬‬

‫" ومنكر ونكير ‪ ،‬ومبشر وبشير " الخيران لم يكونا في أكثر الروايات ‪ ،‬و‬

‫قد مر في كتاب المعاد أن السماء لملكين أو لنوعين من الملئكة يأتيان الميت في‬

‫في قبره للسؤال عن العقائد ‪ ،‬أو عن بعض العمال أيضا ‪ ،‬فإن كان مؤمنا أتياه في‬

‫أحسن صورة فيسميان مبشرا وبشيرا ‪ ،‬وإن كان كافرا أو مخالفا أتياه في أقبح‬

‫صورة فيسميان منكرا ونكيرا ‪ .‬ويحتمل مغايرة هذين النوعين للولين ‪ ،‬لكن‬

‫ظاهر أكثر الخبار التحاد ‪ ،‬ويؤيده ترك الخرين هنا في أكثر الروايات ‪ ،‬بل في‬

‫أكثر الخبار عبر عنهما بمنكر ونكير للمؤمن وغيره ‪ ،‬وقد مضت الخبار في ذلك ‪.‬‬

‫وتحقيق القول فيه فيمن يسأل وفيما يسأل عنه وكيفية الحياء والسؤال قدمر في‬

‫المجلد الثالث فل نعيدها حذرا من التكرار ‪.‬‬

‫" ورومان فتان القبور " أي ممتحن القبور والمختبر فيها في السمألة ‪ ،‬ولم أر‬

‫ذكر هذا الملك في أخبارنا المعتبرة سوى هذا الدعاء ‪ ،‬وهو مذكور في أخبار‬

‫المخالفين‬

‫روى مؤلف كتاب زهرة الرياض عن عبدال بن سلم أنه قال ‪ :‬سألت رسول ال‬

‫عن أول ملك يدخل في القبر على الميت قبل منكر ونكير ‪ ،‬قال صلى ال عليه وآله ‪:‬‬

‫يا ابن سلم‬

‫يدخل على الميت ملك قبل أن يدخل نكير ومنكر يتلل وجهه كالشمس اسمه‬

‫" رومان " فيدخل على الميت ‪ ،‬فيدخل روحه ثم يقعده فيقول ] له [ ‪ :‬اكتب ما‬
‫عملت من حسنة وسيئة ‪ .‬فيقول ‪ :‬بأن شئ أكتب ؟ أين قلمي ؟ وأين دواتي ؟‬

‫فيقول ‪ :‬قلمك إصبعك ‪ ،‬ومدادك ريقك ‪ ،‬اكتب ‪ .‬فيقول ‪ :‬على أي شئ أكتبه و‬

‫ليس معي صحيفة ؟ قال ‪ :‬فيمزق قطعة من كفنه فيقول ‪ :‬اكتب فيها ‪ ،‬فيكتب ما‬

‫عمل‬

‫في الدنيا من حسنة ‪ ،‬فإذا بلغ سيئة استحيى منه ‪ ،‬فيقول له الملك ‪ :‬يا خاطئ أفل‬

‫كنت تستحيي من خالقك حيث عملتها في الدنيا والن تستحيي مني ؟ فيكتب فيها‬

‫جميع حسناته وسيآته ‪ ،‬ثم يأمره أن يطويه ويختمه ‪ ،‬فيقول ‪ :‬بأي شئ أختمه و‬

‫ليس معي خاتم ؟ فيقول ‪ :‬اختمها بظفرك ‪ ،‬ويعلقها في عنقه إلى يوم القيامة كما‬

‫قال ال تعالى " وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ‪ -‬الية ‪ " -‬ثم يدخل بعد ذلك‬

‫منكر ونكير ‪.‬‬

‫]‪[235‬‬

‫وروى شاذان بن جبرئيل ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في كتاب الفضائل عن أصبغ بن نباته‬

‫قال ‪ :‬إن سلمان ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬قال لي ‪ :‬اذهب بي إلى المقبرة ‪ ،‬فإن رسول ال‬

‫صلى ال عليه وآله قال لي ‪ :‬يا سلمان ! سيكلمك ميت إذا دنت وفاتك ‪ .‬فلما ذهبت‬

‫به إليها ونادى الموتى أجابه واحد منهم ‪ ،‬فسأله سلمان عما أرى من الموت وما‬

‫بعده‬

‫فأجابه بقصص طويلة ‪ ،‬وأهوال جليلة وردت عليه ‪ -‬إلى أن قال ‪ : -‬لما ودعني‬

‫أهلى وأرادوا النصراف من قبري أحذت في الندم فقلت ‪ :‬يا ليتني كنت من‬
‫الراجعين !‬

‫فأجابني مجيب من جانب القبر ‪ :‬كل ! إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزح إلى‬

‫يوم يبعثون ‪ .‬فقلت له ‪ :‬من أنت ؟ قال ‪ :‬أنا منبه أنا ملك وكلني ال عزوجل بجميع‬

‫خلقه لنبههم بعد مماتهم ليكتبوا أعمالهم على أنفسهم بين يدي ال عزوجل ‪ ،‬ثم إنه‬

‫جذبني وأجلسني وقال لي ‪ :‬اكتب عملك ‪ ،‬فقلت ‪ :‬إني ل احصيه ‪ .‬فقال لي ‪ :‬أما‬

‫سمعت قول ربك " أحصاه ال ونسوه " ثم قال لي ‪ :‬اكتب وأنا املي عليك فقلت ‪:‬‬

‫أين البياض ؟ فجذب ) ‪ ( 1‬جانبا من كفني ‪ ،‬فإذا هو ورق فقال ‪ :‬هذه صحيفتك ‪،‬‬

‫فقلت ‪:‬‬

‫من أين القلم ؟ فقال ‪ :‬سبابتك ‪ ،‬قلت ‪ :‬من أين المداد ؟ قال ‪ :‬ريقك ‪ ،‬ثم أملى‬

‫علي ما فعلته في دار الدنيا ‪ ،‬فلم يبق من أعمالي صغيرة ول كبيرة إل أملها كما‬

‫قال‬

‫تعالى " ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب ل يغادر صغيرة ول كبيرة إل أحصاها‬

‫ووجدوا‬

‫ما عملوا حاضرا ول يظلم ربك أحدا ) ‪ " ( 2‬ثم إنه أخذ الكتاب وختمه بخاتم وطوقه‬

‫في عنقي فخيل لي أن جبال الدنيا جميعا قد طو قوها في عنقي فقلت له ‪ :‬يا منبه !‬

‫ولم تفعل بي كذا ؟ قال ‪ :‬ألم تسمع قول ربك " وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه‬
‫ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك‬

‫حسيبا ) ‪ " ( 3‬فهذا تخاطب به يوم القيامة ويؤتى بك وكتابك بين عينيك منشورا‬

‫تشهد فيه على نفسك ‪ .‬ثم انصرف عني تمام الخبر ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الظاهر " حذ " بالحاء المهملة والذال المعجمة المشددة‬

‫بمعنى قطع ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬الكهف ‪. 50 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬السراء ‪. 14 13 :‬‬

‫]‪[236‬‬

‫وفي رواية ابن شاذان " ومنكر ورومان فتان القبور " وسائر الفقرات فيها‬

‫بالرفع على سياقة ) ‪ ( 1‬صدر الدعاء " والطائفين بالبيت المعمور " قدمر وصف‬

‫البيت‬

‫وطائفيه " ومالك والخزنة " أي خزان النار من الملئكة الموكلين بها وبتعذيب‬

‫أهلها‬

‫ومالك رئيسهم ‪ .‬ورضوان بالكسر وفي بعض النسخ بالضم وهو اسم رئيس خزنة‬

‫الجنان وخدمتها ‪ ،‬والمشهور في السم الكسر والمصدر ‪ ،‬وجاءبهما في القرآن و‬

‫اللغة ‪ " .‬وسدنة الجنان " أي خدمتها ‪ ،‬في القاموس ‪ :‬سدن سدنا وسدانة ‪ :‬خدم‬

‫الكعبة أو بيت الصنم وعمل الحجابة ‪ ،‬فهو سادن والجمع سدنة ‪.‬‬

‫" والذين ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " عطف تفسير لقوله‬
‫" مالك والخزنة " إشارة إلى قوله سبحانه " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و‬

‫أهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملئكة غلظ شداد ل يعصون ال ما‬

‫أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " ) ‪ " . ( 2‬والذين يقولون " عطف تفسير لقوله "‬

‫رضوان‬

‫وسدنة الجنان " فالنشر على ترتيب اللف ‪ ،‬ويحتمل أن يكون هذا حال بعض سدنة‬

‫الجنان ‪ ،‬فيكون تخصيصا بعد التعميم ‪ ،‬كذكر الزبانية بعد خزنة النيران ‪ .‬وتقديم‬

‫أحوال أهل النار فيهما لن الخوف أصلح بالنسبة إلى غالب الناس من الرجاء‬

‫لغلبة الشهوات الداعية إلى ارتكاب السيئات عليهم " سلم عليكم " إشارة إلى قوله‬

‫تعالى في وصف أهل الجنة " والملئكة يدخلون عليهم من كل باب سلم عليكم‬

‫بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) ‪ " ( 3‬وقال البيضاوي ‪ " :‬سلم عليكم " بشارة‬

‫بدوام‬

‫السلمة " بما صبرتم " متعلق بعليكم أو بمحذوف ‪ ،‬أي هذا بما صبرتم ‪ ،‬ل بسلم‬

‫فإن‬

‫الخبر فاصل ‪ .‬والباء للسببية أو البدلية ) ‪. ( 4‬‬

‫" فنعم عقبى الدار " العقبى ‪ :‬الجزاء ‪ ،‬أي نعم العقبى الدار لكم خاصة‬

‫أيها المؤمنون ‪ ،‬وروى الكليني وعلي بن إبراهيم بأسانيد معتبرة عن أبي جعفر‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬سياق ) ظ ( ‪.‬‬


‫) ‪ ( 2‬الرعد ‪ 23 :‬و ‪14‬‬

‫) ‪ ( 3‬التحريم ‪. 6 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬انوار التنزيل ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 622‬‬

‫]‪[237‬‬

‫عليه السلم في وصف حال المتقين في القيامة وبعد دخولهم الجنة قال ‪ :‬ثم يبعث‬

‫ال‬

‫إليه ألف ملك يهنئونه بالجنة ويزوجونه الحوراء ) ‪ . ( 1‬قال ‪ :‬فينتهون إلى أول‬

‫باب من جنانه ‪ ،‬فيقولون للملك الموكل بأبواب جنانه ) ‪ : ( 2‬استأذن لنا على ولي‬

‫ال ‪ ،‬فإن ال بعثنا إليه نهنئه ) ‪ . ( 3‬فيقول لهم الملك ‪ :‬حتى أقول للحاجب فيعلمه‬

‫مكانكم ‪ ،‬قال ‪ :‬فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه وبين الحاجب ثلث جنان حتى‬

‫ينتهي إلى أول باب فيقول للحاجب ‪ :‬إن على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب‬

‫العالمين ليهنؤا ) ‪ ( 4‬ولي ال وقد سألوا أن آذن ) ‪ ( 5‬لهم عليه ‪ ،‬فيقول الحاجب ‪:‬‬

‫إنه‬

‫ليعظم علي أن أستأذن لحد على ولي ال وهو مع زوجته الحوراء ‪ .‬قال ‪:‬‬

‫وبين الحاجب وبين ولي ال جنتان ‪ ،‬قال ‪ :‬فيدخل الحاجب إلى القيم فيقول‬

‫له ‪ :‬إن على باب العرصة ) ‪ ( 6‬ألف ملك أرسلهم رب العزة يهنؤن ولي ال‬

‫فاستأذن ‪ ( 7 ) ،‬فيقدم ) ‪ ( 8‬القيم إلى الخدام فيقول لهم ‪ :‬إن رسل الجبار على باب‬

‫العرصة ) ‪ ( 9‬وهم ألف ملك أرسلهم ال يهنئون ولي ال فأعلموه بمكانهم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فيعلمونه‬

‫فيؤذن للملئكة فيدخلون على ولي ال وهو في الغرفة ولها ألف باب ‪ ،‬وعلى كل‬

‫باب من أبوابها ملك موكل به ‪ ،‬فإذا اذن للملئكة بالدخول على ولي ال فتح‬

‫كل ملك بابه الموكل ) ‪ ( 10‬به قال ‪ :‬فيدخل القيم كل ملك من باب من أبواب‬

‫الغرفة ‪ ،‬قال ‪ :‬فيبلغونه رسالة الجبار عزوجل ‪ ،‬وذلك قول ال عزوجل " و‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدرين ‪ :‬بالحوراء‬

‫) ‪ ( 2‬في تفسير على بن ابراهيم ‪ :‬الجنان ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬فيه ايضا ‪ :‬مهنئين ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 4‬يهنئون ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬في تفسير القمى ‪ :‬استأذن ‪.‬‬

‫) ‪ ( 6‬فيه ‪ :‬الغرفة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 7‬في المصدرين ‪ :‬فاستأذن لهم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 8‬في الكافى ‪ :‬فيتقدم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 9‬في تفسير القمى ‪ :‬الغرفة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 10‬فيه ‪ :‬الذى قد وكل به ‪.‬‬

‫]‪[238‬‬

‫الملئكة يدخلون عليهم من كل باب ) ‪ ] " ( 1‬أي [ من أبواب الغرفة " سلم عليكم‬

‫"‬
‫‪ -‬إلى آخر الية " قال ‪ :‬وذلك قوله عزوجل " وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا‬

‫كبيرا ) ‪ " ( 2‬يعني بذلك ولي ال ‪ ،‬وما هو فيه من الكرامة والنعيم ‪ ،‬والملك العظيم‬

‫الكبير أن الملئكة من رسل ال عز ذكره يستأذنون عليه فل يدخلون عليه إل‬

‫باذنه ‪ ،‬فذلك الملك العظيم كبير الخبر ‪. ( 3 ) -‬‬

‫" والزبانية الذين إذا قيل لهم خذوه فعلوه ثم الجحيم صلوه " الزبانية هم‬

‫الملئكة التعسة عشر الموكلون بالنار ‪ ،‬وهم الغلظ الشداد ‪ ،‬قال الجوهري ‪:‬‬

‫الزبانية عند العرب الشرط وسمي بذلك بعض الملئكة لدفعهم أهل النار إليها ‪ ،‬قال‬

‫الخفش ‪ :‬قال بعضهم ‪ :‬واحدها زبانى ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬زابن ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬زبنية‬

‫مثال عفرية ‪ ،‬وقال ‪ :‬والعرب ل تكاد تعرف هذا وتجعله من الجمع الذي ل واحد‬

‫له مثل أبابيل وعباديد ‪ .‬وقال ‪ :‬صليت اللحم وغيره أصليه صليا مثل رميته رميا‬

‫إذا شويته ‪ .‬وفي الحديث " إنه اتي بشاة مصلية " أي مشوية ‪ .‬ويقال أيضا صليت‬

‫الرجل نارا إذا أدخلته النار وجعلته يصلها ‪ ،‬فإن ألقيته فيها إلقاء كأنك تريد‬

‫الحراق قلت ‪ :‬أصليته باللف وصليته تصلية ‪ .‬وقرئ " ويصلى سعيرا " ومن‬

‫خفف فهو من قولهم صلى فلن النار ‪ -‬بالكسر ‪ -‬يصلى صليا ‪ :‬احترق ‪ .‬ويقال أيضا‬

‫صلى بالمر إذا قاسى حره وشدته ‪ " .‬ابتدروه سراعا " أي حالكونهم مسرعين‬
‫جمع سريع " ولم ينظروه " أي لم يمهلوه " ومن أوهمنا ذكره " أي الملئكة‬

‫الذين‬

‫تركنا ذكرهم على الخصوص وإن كانوا داخلين في العموم ‪ .‬مقال االجوهري ‪:‬‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 238‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 246‬سطر ‪18‬‬

‫أو همت الشئ تركته كله ‪ ،‬يقال أو هم من الحساب مائة أي أسقط ‪ ،‬وأوهم من‬

‫صلوته‬

‫ركعة ‪ " .‬ولم نعلم مكانه منك " أي منزلته عندك أو نسبته إلى عرشك " وبأي أمر‬

‫وكلته " عطف على قوله " مكانه " والظرف متعلق بوكلته قدم عليه لمزيد‬

‫الهتمام ‪ ،‬لن‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الرعد ‪. 23 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الدهر ‪. 20 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬روضة الكافى ‪ ، 98 :‬تفسير القمى ‪. 576 :‬‬

‫]‪[239‬‬
‫المجهول هذا القيد ل أصل التوكيل ‪ ،‬والمعنى ‪ :‬ولم نعمل توكيلك إياه بأي أمر من‬

‫امورك ‪ .‬وفيه بعض المنافاة لما يظهر من أكثر الخبار من سعة علمهم عليهم‬

‫السلم ‪ ،‬و‬

‫اطلعهم على جمع العوالم أو المخلوقات ‪ ،‬وأن ال أراهم ملكوت الرضين‬

‫والسماوات‬

‫إل أن يقال إنه عليه السلم قال ذلك على سبيل التواضع والتذلل ‪ ،‬أو المعنى ل‬

‫نعلمهم‬

‫من ظاهر الكتاب والسنة وإن علمنا من جهة اخرى ل مصلحة في إظهارها ‪ ،‬أو ل ‪-‬‬

‫نعلم في هذا الوقت خصوص مكانه وعمله ‪ ،‬فإنه ل استبعاد في عدم علمهم عليهم‬

‫السلم ببعض‬

‫تلك الخصوصيات الحادثة ‪ ،‬أو قال عليه السلم ذلك بلسان غيره ممن يتلو الدعاء ‪،‬‬

‫فإنه‬

‫عليه السلم جمع الدعية وأملها لذلك ‪ ،‬بل هو من أعظم نعمهم على شيعتهم‬

‫صلوات‬

‫ال عليهم ‪.‬‬

‫" وسكان الهواء والرض والماء " يدل على أن لكل منها سكانا من الملئكة‬

‫كما روى الشيخ بسنده عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬قال أميرالمؤمنين عليه‬
‫السلم ‪ :‬إنه نهى‬

‫أن يبول الرجل في الماء الجاري إل من ضرورة ‪ ،‬وقال ‪ :‬إن للماء أهل ‪ .‬وفي‬

‫وصية النبي صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم قال ‪ :‬كره ال لمتي الغسل تحت‬

‫السماء إل بمئزر‬

‫وكره دخول النهار إل بمئزر ‪ ،‬فإن فيها سكانا من الملئكة ‪ .‬وفي رواية اخرى‬

‫رواها الصدوق في المجالس قال ‪ :‬في النهار عمار وسكان من الملئكة ‪ .‬وروى‬

‫أيضا في العلل بإسناده عن أبي جعفر عليه السلم قال ‪ :‬إن ال عزوجل وكل ملئكة‬

‫بنبات الرض من الشجر والنخل فليس من شجرة ول نخلة إل ومعها من ال‬

‫عزوجل ملك يحفظها وما كان فيها ‪ ،‬ولول أن معها من يمنعها لكلها السباع‬

‫وهوام الرض إذا كان فيها ثمرها ‪ -‬الخبر ‪. ( 1 ) -‬‬

‫" ومن منهم على الخلق " أي الملئكة الذين هم مع الخلق أو مستولون‬

‫عليهم أو موكلون بهم من جملة سائر الملئكة ‪ ،‬وهم أصناف شتى قدمر أكثرها‬

‫كالمعقبات ‪ ،‬ومن يثني برقبة المتخلي ليعتبر بما صار إليه طعامه ‪ ،‬والمشيعين‬

‫لعائد المريض ولزائر المؤمن ‪ ،‬ومن يأتي منهم للسؤال ابتلء ‪ ،‬ومن يمسح‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬علل الشرائع ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 363‬‬

‫]‪[240‬‬

‫يده على قلب المصاب ليسكنه ‪ ،‬والموكلين بالدعاء للصائمين ‪ ،‬والذين يمسحون‬

‫وجه الصائم في شدة الحر ويبشرونه والملئكة الساكنين في حرم حائر الحسين‬
‫عليه السلم يشيعون الزائرين ويعودون مرضاهم ويؤمنون على دعائهم ‪ ،‬والذين‬

‫يدفعون وساوس الشياطين عن المؤمنين وأمثال ذلك كثيرة في الخبار ‪ .‬وهذا بناء‬

‫على أن الخلق بمعنى المخلوق ‪ ،‬ويمكن حمله على المعنى المصدري ‪ ،‬فيكون‬

‫إشارة إلى ما روي في أخبار كثيرة أن ل ملكين خلقين ‪ ،‬فإذا أراد أن يخلق خلقا‬

‫أمر اولئك الخلقين فأخذوا من التربة التي قال ال تعالى في كتابه " منها خلقناكم‬

‫وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى " ) ‪ ( 1‬فعجنوها في النطفة المسكنة في‬

‫الرحم ‪ ،‬فإذا عجنت النطفة بالتربة قال ‪ :‬يا رب ما تخلق ؟ قال ‪ :‬فيوحي ال تبارك‬

‫وتعالى ما يريد من ذلك ‪ -‬الخبر ‪ " -‬فصل عليهم يوم تأتي كل نفس " " يوم "‬

‫ظرف‬

‫للصلوة ‪ ،‬وربما يومئ إلى أن هذا الحكم يعم الملئكة أيضا غير السائق و‬

‫الشهيد ‪ ،‬وذكر اليوم بهذا الوصف لبيان أن الملئكة في هذا اليوم أيضا لهم أشغال‬

‫عظيمة ‪ ،‬أو لبيان أن هذا اليوم يوم الحتياج إلى الملئكة " معها سائق وشهيد "‬

‫هما ملكان أحدهما يسوقه إلى المحشر ‪ ،‬والخر يشهد بعمله ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ملك واحد‬

‫جامع للوصفين ‪ ،‬وقيل ‪ :‬السائق كاتب السيئات ‪ ،‬والشهيد كاتب الحسنات ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬

‫السائق نفسه ‪ ،‬والشهيد جوارحه وأعماله ‪ ،‬ومحل " معها " النصب على الحالية‬

‫من " كل " لضافته إلى ما هو في حكم المعرفة ‪ ،‬ذكره البيضاوي عند قوله تعالى‬

‫" وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد " وفي بعض النسخ " قائم " مكان السائق‬

‫والسائق أوفق بالية ‪ ،‬ول يتغير المعنى ‪ ،‬إذ المراد بالقائم من يقوم بأمره و‬
‫يسوقه إلى محشره ‪ ،‬ولعل المراد أقل من يكون مع كل أحد ‪ ،‬أو المراد بهما‬

‫الجنس ‪ ،‬إذ ورد في كثير من الخبار أنه يشايع الخيار آلف من الملئكة ‪ ،‬و‬

‫مع بعض الشرار أيضا كذلك لشدة تعذيبهم ‪ ،‬وكذا الشهداء من الملئكة في أكثر‬

‫الخبار أكثر من واحد ‪ " .‬وصل عليهم " تأكيد لما سبق " صلوة تزيدهم كرامة‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬طه ‪. 55 :‬‬

‫]‪[241‬‬

‫على كرامتهم " أي تصير سببا لمزيد قدرهم ومنزلتهم عند ربهم " وطهارة على‬

‫طهارتهم " أي موجبا لمزيد عصمتهم وتقدسهم وتنزههم وإن كانت العصمة عن‬

‫الكبائر والصغائر لزمة لهم ‪ .‬ويمكن أن يكون فائدة هذا الدعاء راجعة إلينا ل‬

‫إليهم " اللهم وإذا صليت " في بعض النسخ " إذ " بدون اللف و " عليهم "‬

‫مكان‬

‫" علينا " فعلى الول المعني ‪ :‬كل وقت صليت عليهم وبلغتهم صلواتنا عليهم فصل‬

‫علينا وارحمنا بسبب أنك وفقتنا لذلك ‪ ،‬وصرنا سببا لهذه الرحمة ‪ .‬وأيضا الجواد‬

‫الكريم يشفع كل نعمة منه باخرى ‪ ،‬ول يكتفي بواحدة منها ‪ .‬وعلى النسخة‬

‫الخرى المعنى ‪ :‬لما صليت عليهم وبلغتهم صلوتنا عليهم فصل عليهم تارة اخرى‬

‫بسبب أنهم صاروا سببا لتوفيقك إيانا للصلوة عليهم ‪ ،‬وحسن القول فيهم ‪ .‬وفي‬

‫بعض‬
‫النسخ " إذ " و " علينا " وهو أظهر ‪ .‬والجواد في أسمائه تعالى هو الذي ل يبخل‬

‫بعطائه ‪ ،‬ويعطي كل ما يستحقه ‪ ،‬والكريم فيها هو الجواد المعطي الذي ل ينفد‬

‫عطاؤه ‪ ،‬أو الجامع لنواع الخير والشرف والفضائل ‪ .‬والكريم أيضا الصفوح ‪.‬‬

‫وأقول ‪ :‬إنما أوردت هذا الدعاء الشريف هنا وأعطيت في شرحه بعض‬

‫البسط لكونه فذلكة لسائر الخبار واليات الواردة في أصنافهم ودرجاتهم ومراتبهم‬

‫مع تواتره سندا ومتانته لفظا ومعنى ‪.‬‬

‫وقال النيسابوري في تفسيره ‪ :‬روي أن بني آدم عشر الجن ‪ ،‬والجن وبنو‬

‫آدم عشر حيوانات البر ‪ ،‬وهؤلء كلهم عشر الطيور ‪ ،‬وهؤلء عشر حيوان البحر‬

‫وكلهم عشر ملئكة الرض الموكلين بها ‪ ،‬وكل هؤلء عشر ملئكة سماء الدنيا‬

‫وكل هؤلء عشر ملئكة السماء الثانية ‪ ،‬وعلى هذا الترتيب إلى الملئكة السماء‬

‫السابعة ‪ .‬ثم الكل في مقابلة الكرسي نزر قليل ‪ ،‬ثم كل هؤلء عشر ملئكة‬

‫السرادق الواحد من سرادقات العرش التي عددها ستمائة ألف ‪ ،‬طول كل سرادق و‬

‫عرضه وسمكه إذا قوبلت به السماوات والرض وما فيها فإنها كلها يكون شيئا‬

‫يسيرا‬

‫وقدرا قليل ‪ ،‬وما مقدار موضع قدم إل وفيه ملك ساجد أو راكع أو قائم ‪ ،‬لهم‬

‫زجل بالتسبيح والتقديس ‪ ،‬ثم كل هؤلء في مقابلة الملئكة الذين يحومون حول‬

‫]‪[242‬‬
‫العرش كالقطرة في البحر ‪ ،‬ول يعرف عددهم إل ال ‪ ] ،‬ثم [ مع هؤلء ملئكة‬

‫اللوح الذين هم أشياع إسرافيل ‪ ،‬والملئكة الذين هم جنود جبرائيل ‪ ،‬وهم كلهم‬

‫سامعون مطيعون ‪ ،‬ل يستكبرون عن عبادته ول يسأمون ‪.‬‬

‫فائدة ‪ :‬قال بليناس في كتاب " علل الشياء " ‪ :‬إن الخالق عزوجل لما‬

‫ضرب الخلقة بعضها وطال مكثها خلق الرواح المتفكرة القادرة ‪ ،‬فخلقهن‬

‫من حرارة الريح ونور النار ‪ ،‬فمنهم خلق خلقوا من حر الريح الباردة ‪ ،‬ومنهم‬

‫خلق خلقوا من نور النار الحارة ‪ ،‬ومنهم خلق خلقوا من حركة الماء البارد ‪ ،‬ومنهم‬

‫خلق خلقوا من حركة الماء الحار ‪ ،‬ومنهم خلق خلقوا من الماء المالح ‪ ،‬فخلق ال‬

‫الخلقة العلوية من هذه الثلث طبائع وليس فيهم من طبيعة التراب شئ ‪ ،‬ومن‬

‫خلق منهم في السفل فإنها خلقت من الطبائع الثلث التي ذكرت مفردات غير‬

‫مركبات ‪ ،‬إذ لو كانوا مركبين إذا لدركهم الموت والفتراق ‪ ،‬فهذه جميع أجناس‬

‫المتفكرة من الملئكة والجن والشياطين وسكان الريح الباردة والبحر والرض‬

‫السود والبيض ‪ ،‬والكواكب العلوية تشرق بنورها عليهم ‪ ،‬فتتصل أنوارهم بنورها‬

‫ول يشغلون مكانا لنهم نور ‪ ،‬ول يأخذون مكان غيرهم فهم ملؤوا الطبائع يدبرونها‬

‫ويقبلون عليها ‪ ،‬وكل طبيعة من الطبائع فيها خلق عظيم من الروحانيين ‪ ،‬ول يقع‬

‫عليهم التفصيل والفناء ‪ ،‬لنهم ليسوا مركبين ‪ ،‬وإنما هم من جوهر واحد ‪ ،‬فلذلك‬
‫صاروا أكثر شئ عددا ل يسأمون ول ينامون ول يملون ‪ ،‬يعملون دائبين بالليل‬

‫والنهار بما وكلوا به من حركة الفلك ‪ ،‬وإدخال بعضها في بعض ‪ ،‬وحركة الشمس‬

‫والقمر والكواكب والمطار والرياح والحر والبرد والقبال والدبار في‬

‫النبات والحيوان والمعادن وأفاعيل النس والحيوان ‪ ،‬وكلهم يعمل دائبا بالمر‬

‫الذي وكل به ‪ ،‬وهم أجناس ‪ ،‬جنس منهم الفلك العلى ‪ ،‬وهم قيام على أرجلهم‬

‫ل يجلسون ‪ ،‬لن طبيعتهم روحانية لطيفة ‪ ،‬فبلطافتهم ل يقدرون أن يجلسوا ‪ ،‬لنها‬

‫تجذبهم إلى العلو ‪ ،‬وكلهم يسبحون للذي خلقهم منذ يوم خلقهم ل يعملون ول‬

‫يتحركون يمينا ول شمال ‪ ،‬وليس لهم عمل غير التسبيح للرب ‪ ،‬لهم غلظ وشدة‬

‫]‪[243‬‬

‫لحدة طبائهم ‪ ،‬لنهم خلقوا من حر النار ‪ :‬وعلى فلك المشتري خلق عظيم من‬

‫الروحانيين كذلك ‪ ،‬وهم خلق معتدل ساكن لنهم خلقوا من روح الماء ‪ ،‬ليس‬

‫لهم قسوة وفظاظة ‪ ،‬يدبرون فلك المشتري ‪ ،‬ويقبلون ويتحركون مع حركته‬

‫ويمجدون الذي خلقهم ‪ ،‬وفي فلك المريخ خلق عظيم من النورانيين ‪ ،‬وهم غلظ‬

‫شداد ‪ ،‬لنهم خلقوا من نور النار اليابسة ‪ ،‬فلذلك ل رأفة لهم ول رحمة ‪ ،‬يدبرون‬

‫ويقبلون مع المريخ في دوران الفلك لم يملكوا غير ذلك ‪ ،‬لنهم ل رحمة لهم ‪ ،‬و‬

‫لذلك لم يوكلوا بشئ من أعمال الناس ‪ ،‬وفي فلك الشمس خلق من الكروبيين‬

‫لهم قسوة وفظاظة لشدة طبائعهم ‪ ،‬لنهم خلقوا من الريح والروح ‪ ،‬ولهم أناة و‬

‫نور ‪ ،‬فهم موكلون بأعمال بني آدم على الحرث والنسل ‪ ،‬وهم الذين يحركون‬
‫الشمس ‪ ،‬وبحركتها يخرج البخار والدخان ‪ ،‬فيرفعون ذلك البخار إلى القمر‬

‫ثم إلى الشمس ‪ ،‬ثم يصدونه إلى الكواكب العالية ‪ ،‬فيكون لهم غذاء ‪ ،‬وهم على‬

‫الثمار والزروع وولدة الحيوان ‪ ،‬وهم المسلطون على جميع الروحانيين من تحتهم‬

‫يعملون بأمرهم ‪ ،‬وهم لطاف نورانيون يدورون مع فلك الشمس ‪ ،‬ويعملون معها‬

‫ويعملون في إصلح العالم وتوالد المواليد ‪ ،‬وهم الذين يحفظون شيعة الشيطان و‬

‫ولده عن فساد العالم وخرابه ‪ ،‬وحفظ الحيوان منهم ‪ .‬وإنما سموا ملئكة لنهم‬

‫ملكوا زمام الشيطان لئل يخربوا العالم ‪ ،‬وفي فلك الزهرة أيضا خلق من الروحانيين‬

‫لهم اعتدال وصلح ‪ ،‬فهم أحسنهم وجوها ‪ ،‬ولهم ريح طيب وبشر حسن ‪ ،‬يحبون‬

‫النس وجميع ما تحتهم من الحيوان حبا شديدا ‪ ،‬ولهم بهم رأفة ورحمة ورقة ‪ ،‬و‬

‫هم الذين يسعون في تاليف الذكران والناث من كل شئ لمكان النسل والولدة‬

‫وبذلك وكلوا ‪ .‬وفي فلك عطارد روحانيون خلقوا من حر الريح الحارة ‪ ،‬فاتصلوا‬

‫بالروحانيين الذين خلقوا من النور ‪ ،‬وهم بين أيديهم مثل العبيد ل يغيبون عن‬

‫أعينهم طرفة عين ‪ ،‬يسارعون في خدمة ملئكة فلك الشمس ‪ ،‬ويعملون بمسرتهم )‬

‫‪(1‬‬

‫فهم لهم شبيه الوزراء ‪ ،‬وهم الموكلون بالنبات وإصلحه ‪ ،‬وحفظ النبت إذا طلع‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في بعض النسخ ‪ :‬بمسيرتهم ‪.‬‬


‫]‪[244‬‬

‫عن وجه الرض حتى يتم بتمامه ‪ ،‬وهم أيضا موكلون بصغار الحيوان ‪ ،‬والحفظ‬

‫لهم عن مردة الشياطين ‪ ،‬وإن القمر جرمه من الشمس وضوؤه من نورها ‪ ،‬وهما‬

‫دائبان يعملن في الليل والنهار ‪ ،‬وفلك القمر مملو من الملئكة ‪ ،‬وهم ملئكة‬

‫الرحمن مستبشر الوجوه ‪ ،‬لهم جمال وحسن صور ‪ ،‬وليس فيهم غضب ول شدة‬

‫ول‬

‫قسوة على ولد آدم لقربهم منهم ‪ ،‬وهم أشبه الروحانيين بالدميين ‪ ،‬وهم متعطفون‬

‫على الحيوان ‪ ،‬مصلحون للنبات ‪ ،‬دائبون في مسيرة بني آدم فل تصالهم بهم ربما‬

‫ظهروا لهم وكلموهم ‪ ،‬وهم مسلطون على السماء ‪ ،‬يحرسون السماء من شيطانك )‬

‫‪(1‬‬

‫وولده أن يسترقوا السمع من الملئكة العلى ) ‪ ( 2‬المتصلين بفلك الشمس ‪ ،‬وهم‬

‫الموكلون أيضا بالحب المبذور في الرض ‪ ،‬يحفظونه لئل تعرض له الشياطين‬

‫ليفسدونه‬

‫فإن شيطانك ) ‪ ( 3‬وولده لهم قوة عظيمة في العالم والحرث والنسل ‪ ،‬وكلما لطفت‬

‫خلقة من الروحانيين ورقت كان أكثر أجنحة ‪ ،‬ومنهم من له ستة أجنحة ‪ ،‬و‬

‫منهم من له خمسة أجنحة ‪ ،‬ومنهم من له أربعة أجنحة ‪ ،‬وكذلك إلى جناح واحد‬

‫وأما المفكرة التي في الطبائع حين ظهرت لحقوا بالطبائع ‪ ،‬فهم مستجنون في الماء‬
‫والتراب والريح ‪ ،‬لنهم خلقوا من حر الماء المالح والريح العاصف والتراب‬

‫المنتن ‪ ،‬وهم يسمون شيطائيل وولده ‪ ،‬وهم عصاة جفاة مفسدون في الرض ‪ ،‬لهم‬

‫خبث عظيم ‪ ،‬وقوة شديدة ‪ ،‬ومنظر قبيح ‪ ،‬ووجوه سمجة ‪ ،‬وأرواحهم قذرة ‪ ،‬وهم‬

‫على الفساد والطغيان ‪ ،‬وفي خراب العالم ‪ ،‬والخلقة العليا مسلطة عليهم ‪ ،‬يمنعونهم‬

‫من خراب العالم وفساده ) انتهى ( ) ‪. ( 4‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬كذا ) ‪ ( 2‬كذا ‪ ( 3 ) .‬كذا‬

‫) ‪ ( 4‬هذا المخطط الذى ينسب رسمه إلى من يسمى " بليناس " وارتضاه المؤلف‬

‫ره‬

‫مخطط رائع مزوق لكنه مبتن على فرضية الفلك التسعة وفرضيات اخرى لم تتأيد‬

‫بعقل ول نقل‬

‫بل كلهما على خلفها والظاهر ان سبب ارتضاء المؤلف له ظهور كلمه في كون‬

‫الملئكة جسمانيين‬

‫وكون طوائف منهم موكلة بالكائنات الرضية ونحوها مما ورد في الروايات‬

‫الشريفة لكن هذه‬

‫التزيينات ل تكاد تشيد الساس الضئيل المتزازل كما ل يخفى ‪.‬‬

‫]‪[245‬‬
‫وأقول ‪ :‬إنما أوردت ملخصا من كلمه لتعلم أن أكثر كلمات قدماء الحكماء‬

‫الذين أخذوا العلوم من النبياء موافقة لما ورد في لسان الشرع ‪ ،‬وإنما أحدث‬

‫المتأخرون منهم ما أحدثوا بآرائهم العليلة الفاسدة ‪.‬‬

‫‪ ) * 23‬باب ( *‬

‫* ) آخر في وصف الملئكة المقربين ( *‬

‫اليات ‪:‬‬

‫الشعراء ‪ :‬نزل به الروح المين * على قلبك لتكون من المنذرين ) ‪. ( 1‬‬

‫النجم ‪ :‬علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى * وهو بالفق العلى * ثم‬

‫دنى فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى ) ‪. ( 2‬‬

‫التكوير ‪ :‬إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع‬

‫ثم أمين * وما صاحبكم بمجنون * ولقد رآه بالفق المبين * وما هو على الغيب‬

‫بضنين ) ‪. ( 3‬‬

‫تفسير ‪ " :‬نزل به " قال الطبرسي رحمه ال ‪ :‬أي نزل ال القرآن‬

‫الروح المين يعني جبرئيل عليه السلم وهو أمين ال عليه ل يغيره ول يبدله ‪،‬‬

‫وسماه‬

‫روحا لنه يحيى به الدين ‪ ،‬وقيل ‪ :‬لنه يحيى به الرواح بما ينزل من البركات‬

‫وقيل ‪ :‬لنه ) ‪ ( 4‬جسم روحاني " على قلبك " يا محمد ‪ ،‬وهذا على سبيل‬

‫التوسع ‪ ،‬لنه‬
‫تعالى يسمعه جبرئيل فيحفظه ‪ ،‬فينزل به على الرسول فيقرأه عليه ‪ ،‬فيعيه ويحفظه‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الشعراء ‪. 194 193 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬النجم ‪. 9 5 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬التكوير ‪. 24 19 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬في المصدر ‪ :‬لن جسمه روحانى ‪.‬‬

‫]‪[246‬‬

‫بقلبه ‪ ،‬فكأنه نزل به على قلبه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬معناه ‪ :‬لقبك ال حق تلقينه ) ‪ ( 1‬وثبته‬

‫] على قلبك [ وجعل قلبك وعاء له ) ‪. ( 2‬‬

‫وقال البيضاوي ‪ :‬القلب إن أراد به الروح فذاك ‪ ،‬وإن أراد به العضو فتخصيصه‬

‫لن المعاني الروحانية إنما تنزل أول على الروح ‪ ،‬ثم تنتقل منه إلى القلب لما‬

‫بينهما من التعلق ‪ ،‬ثم تتصعد إلى الدماغ فينتقش بها لوح المتخيلة والروح المين‬

‫جبرئيل فإنه أمين على وحيه " لتكون من المنذرين " عما يؤدي إلى عذاب من‬

‫فعل أو ترك ) ‪. ( 3‬‬

‫" علمه شديد القوى " قال الطبرسي رحمه ال ‪ :‬يعنى ] به [ جبرئيل عليه السلم‬

‫أي القوي في نفسه وخلقه " ذو مرة " أي ذو قوة وشدة في خلقه عن الكلبي ‪،‬‬

‫وقال ‪:‬‬

‫من قوته أنه اقتلع قرى قوم لوط من الماء السود فرفعها إلى السماء ثم قلبها ‪ ،‬و‬
‫من شدته صيحته لقوم ثمود حتى اهلكوا ) ‪ ( 4‬وقيل ‪ :‬معناه ذوصحة وخلق حسن‬

‫عن ابن عباس وغيره ‪ .‬وقيل ‪ :‬شديد القوى في ذات ال " ذومرة " أي صحة في‬

‫الجسم‬

‫سليم من الفات والعيوب ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ذومرة أي ذومرور في الهواء ذاهبا وجائيا نازل‬

‫وصاعدا " فاستوى " جبرئيل على الصورة التى خلق عليها بعد انحداره إلى محمد‬

‫صلى ال عليه وآله‬

‫وهو كناية عن جبرئيل أيضا " بالفق العلى " يعني افق المشرق ‪ ،‬والمراد‬

‫بالعلى‬

‫جانب المشرق ‪ ،‬وهو فوق جانب المغرب في صعيد الرض ل في الهواء ‪ :‬قالوا ‪:‬‬

‫إن‬

‫جبرئيل عليه السلم كان يأتي النبي صلى ال عليه وآله في صورة الدميين ‪،‬‬

‫فسأله رسول ال صلى ال عليه وآله‬

‫أن يريه نفسه على صورته التي خلق عليها ‪ ،‬فأراه نفسه مرتين ‪ :‬مرة في‬

‫الرض ‪ ،‬و‬

‫‪............................................................................‬‬
‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 246‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 254‬سطر ‪18‬‬

‫مرة في السماء ‪ ،‬أما في الرض ففي الفق العلى ‪ ،‬وذلك أن محمدا صلى ال عليه‬

‫وآله كان‬

‫بحراء ‪ ،‬فطلع له جبرئيل عليه السلم من المشرق ‪ ،‬فسد الفق إلى المغرب ‪ ،‬فخر‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬حتى تلقيته ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 7‬ص ‪. 204‬‬

‫) ‪ ( 3‬انوار التنزيل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪ ( 4 ) . 188‬هلكوا ) خ ( ‪.‬‬

‫]‪[247‬‬

‫النبي صلى ال عليه وآله مغشيا عليه ‪ ،‬فنزل جبرئيل في صورة الدميين فضمه‬

‫إلى نفسه ‪ ،‬وهو‬

‫قوله " ثم دنى فتدلى " وتقديره ‪ :‬ثم دنى أي قرب بعد بعده وعلوه في الفق‬

‫العلى ‪ ،‬فدنى من محمد صلى ال عليه وآله قال الحسن وقتادة ‪ :‬ثم دنا جبرئيل بعد‬

‫استوائه بالفق‬

‫العلى من الرض فنزل إلى محمد صلى ال عليه وآله وقال الزجاج ‪ :‬معنى دنى‬

‫وتدلى واحد‬

‫لن معنى دنى قرب ‪ ،‬وتدلى زاد في القرب ‪ .‬وقيل ‪ :‬إن المعنى استوى جبرئيل‬

‫أي ارتفع وعل إلى السماء بعد أن علم محمدا صلى ال عليه وآله عن ابن مسيب ‪،‬‬
‫وقيل ‪ :‬استوى‬

‫أي اعتدل واقفا في الهواء بعد أن كان ينزل بسرعة ليراه النبي صلى ال عليه وآله‬

‫وقيل ‪ :‬معناه‬

‫استوى جبرئيل عليه السلم ومحمد بالفق العلى يعني السماء الدنيا ليلة المعراج‬

‫" فكان‬

‫قاب قوسين " أي كان ما بين جبرئيل عليه السلم وبين رسول ال صلى ال عليه‬

‫وآله قاب قوسين ‪ ،‬والقوس‬

‫ما يرمى به ‪ ،‬وخصت بالذكر على عادتهم يقال قاب قوس ) ‪ ( 1‬وقاد قوس ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬

‫معناه كان‬

‫قدر ذراعين كما روي عن النبي صلى ال عليه وآله فمعنى القوس ما يقاس به‬

‫والذراع يقاس به " أوأدنى "‬

‫قال الزجاج ‪ .‬إن العباد قد خوطبوا على لغتهم ومقدار فهمهم ‪ ،‬وقيل لهم في هذا ما‬

‫يقال للذي يحزز ) ‪ ( 2‬فالمعنى ‪ :‬فكان على ما تقدرونه أنتم قدر قوسين أو أقل من‬

‫ذلك‬

‫وقال عبدال بن مسعود ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله رأى جبرئيل وله‬

‫ستمائة جناح ) ‪( 3‬‬

‫وقال في قوله تعالى " إنه لقول رسول كريم " أى إن القرآن قول رسول كريم على‬

‫ربه ‪ ،‬وهو جبرئيل عليه السلم وهو كلم ال أنزله على لسانه " ذي قوة " أي‬
‫فيما كلف وأمر‬

‫به من العلم والعمل وتبليغ الرسالة وقيل ‪ :‬ذي قدرة في نفسه ‪ ،‬ومن قوته قلع‬

‫ديار قوم لوط بقوادم جناحه حتى بلغ بها السماء ثم قلبها " عند ذي العرش مكين‬

‫"‬

‫معناه متمكن عندال صاحب العرش وخالقه ‪ ،‬رفيع المنزلة ‪ ،‬عظيم القدر عنده ‪،‬‬

‫كما‬

‫يقال " فلن مكين عند السلطان " والمكانة ‪ :‬القرب " مطاع ثم " أي في السماء‬

‫تطيعه ملئكة المساء ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ومن طاعة الملئكة لجبرئيل عليه السلم أنه أمر‬

‫خازن‬

‫الجنة ليلة المعراج حتى فتح لمحمد صلى ال عليه وآله أبوابها فدخلها ‪ ،‬ورأى ما‬

‫فيها ‪ ،‬وأمر‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬وقيد قوس وقادقوس ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 2‬يحدد ‪ ( 3 ) .‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 9‬ص ‪. 173‬‬

‫]‪[248‬‬

‫خازن النار ففتح له عنها حتى نظر إليها " أمين " أي على وحي ال ورسالته إلى‬

‫أنبيائه ‪ ،‬وفي الحديث ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال لجبرئيل ‪ :‬ما أحسن‬

‫ما أثنى عليك‬

‫ربك " ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين " ! فما كانت قوتك ؟ وما‬
‫كانت أمانتك ؟ فقال ‪ :‬أما قوتي ‪ ،‬بعثت ) ‪ ( 1‬إلى مدائن لوط فهي أربع مدائن ‪ ،‬في‬

‫كل مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذراري ‪ ،‬فحملتهم من الرض السفلى حتى‬

‫سمع أهل السماوات أصوات الدجاج ونباح الكلب ‪ ،‬ثم هويت بهن فقلبتهن ‪.‬‬

‫وأما أمانتي ‪ ،‬فإني لم اومر بشئ فعدوته إلى غيره " ولقد رآه بالفق المبين " أي‬

‫رأى محمد صلى ال عليه وآله جبرئيل على صورته التي خلقه ال تعالى عليها‬

‫حيث تطلع الشمس‬

‫وهو الفق العلى من ناحية المشرق " وما هو على الغيب بضنين " قرأ أهل‬

‫البصرة‬

‫غير سهل وابن كثير والكسائي بالظاء ‪ ،‬والباقون بالضاد ‪ ،‬فعلى الول المعنى‬

‫أنه ليس على وحي ال تعالى وما يخبر به من الخبار بمتهم ‪ ،‬فإن أحواله ناطقة‬

‫بالصدق والمانة ‪ ،‬وعلى الثاني أي ليس ببخيل فيما يؤدي عن ال ‪ ،‬إذ يعلمه كما‬

‫علمه ال تعالى ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 1‬مجالس الصدوق ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن أحمد بن أبي‬

‫عبدال البرقى ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن خلف بن حماد ‪ ،‬عن أبي الحسن العبدي ‪ ،‬عن‬

‫العمش‬

‫عن عباية بن ربعي ‪ ،‬عن عبدال بن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه‬

‫وآله لما اسري به‬

‫إلى السماء انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له " النور " وهو قول ال عزوجل "‬
‫خلق‬

‫الظلمات والنور " فلما انتهى به إلى ذلك النهر قال له جبرئيل ‪ :‬يا محمد اعبر على‬

‫بركة ال ‪ ،‬فقد نور ال لك بصرك ‪ ،‬ومدلك أمامك ‪ ،‬فإن هذا نهر لم يعبره أحد‬

‫لملك مقرب ‪ ،‬ولنبي مرسل غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ‪ ،‬ثم أخرج منه‬

‫فأنفض أجنحتي ‪ ،‬فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إل خلق ال تبارك وتعالى منها‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬فانى بعثت إلى مدائن لوط وهى ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 2‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ) 446 ، 10‬بتغيير يسير في العبارة ( ‪.‬‬

‫]‪[249‬‬

‫ملكا مقربا له عشرون ألف وجه ‪ ،‬وأربعون ألف لسان ‪ ] ،‬كل لسان [ يلفظ بلغة‬

‫ل يفقهها اللسان الخر ‪.‬‬

‫‪ 2‬تفسير على بن ابراهيم ‪ :‬في خبر المعراج ‪ :‬قال جبرئيل ‪ :‬أقرب الخلق‬

‫إلى ال أنا وإسرافيل ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 3‬ومنه ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن أبي عمير ‪ ،‬عن هشام بن سالم ‪ ،‬عن أبي عبدال‬

‫عليه السلم قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬لما اسري بي إلى السماء‬

‫رأيت ملكا من‬

‫الملئكة بيده لوح من نور ل يلتقت يمينا ول شمال مقبل عليه ثبة كهيئة الحرير )‬

‫‪(2‬‬

‫فقلت ‪ :‬من هذا يا جبرئيل ؟ فقال ‪ :‬هذا ملك الموت مشغول في قبض الرواح فقلت ‪:‬‬
‫أدنني منه يا جبرئيل لكلمه ‪ ،‬فأدناني منه ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬يا ملك الموت أكل من ] هو [‬

‫مات أو هو ميت فيما بعد أنت تقبض روحه ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قلت ‪ :‬وتحضرهم بنفسك ؟‬

‫قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬ما الدنيا كلها عندي فيما سخره ال لي ومكنني منها إل كدرهم في كف‬

‫الرجل يقلبه كيف يشاء ‪ ،‬وما من دار في الدنيا إل وأدخلها في كل يوم خمس مرات‬

‫وأقول إذا بكى أهل البيت على ميتهم ‪ :‬لتبكوا عليه ‪ ،‬فإن لي إليكم عودة وعودة‬

‫حتى ل يبقى منكم أحد ‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬كفى بالموت طامة يا‬

‫جبرئيل ! فقال‬

‫جبرئيل ‪ :‬ما بعد الموت أطم وأعظم من الموت ! ) ‪( 3‬‬

‫‪ 4‬ومنه ‪ :‬في قوله تعالى " لقد رأى من آيات ربه الكبرى " قال ‪ :‬رأى‬

‫جبرئيل على ساقه الدر مثل القطر على البقل له ستمائة جناح قد مل ما بين السماء‬

‫والرض ‪( 4 ) .‬‬

‫‪ 5‬التوحيد ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد ‪ ،‬عن القاسم بن محمد الصفهاني ‪ ،‬عن‬

‫سليمان المنقري ‪ ،‬عن حفص بن غياث أو غيره قال ‪ :‬سألت أبا عبدال عليه السلم‬

‫عن قول ال‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬تفسير القمى ‪. 373 :‬‬


‫) ‪ ( 2‬الحزين ) خ ( ‪ ( 3 ) .‬تفسير القمى ‪ 511 :‬و ‪. 370‬‬

‫) ‪ ( 4‬تفسير القمى ‪. 654 :‬‬

‫]‪[250‬‬

‫عزوجل " لقد رأى الية " وذكر مثله ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 6‬معانى الخبار ‪ :‬قال ‪ :‬جبرئيل معناه عبدال ‪ ،‬وميكائيل معناه عبيد ال ‪ ،‬و‬

‫كذلك معنى إسرافيل عبيدال ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 7‬الخصال ‪ :‬عن الحسين بن أحمد ) ‪ ( 3‬بن إدريس ‪ ،‬عن أبيه عن محمد بن أحمد ‪،‬‬

‫عن‬

‫أبي عبدال الرازي ‪ ،‬عن الحسن بن علي بن أبي عثمان ‪ ،‬عن موسى بن بكر ‪ ،‬عن‬

‫أبي الحسن الول ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬إن ال تبارك وتعالى‬

‫اختار من‬

‫كل شئ أربعة ‪ ،‬اختار من الملئكة ‪ :‬جبرئيل ‪ ،‬وميكائيل ‪ ،‬وإسرافيل ‪ ،‬وملك‬

‫الموت الخبر ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 8‬تفسير على بن ابراهيم ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن أحمد بن النضر ‪ ،‬عن عمروبن‬

‫شمر ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬عن أبي عبدال ) ‪ ( 5‬عليه السلم قال ‪ :‬كان بينا رسول ال‬

‫جالسا وعنده‬

‫جبرئيل عليه السلم إذ حانت من جبرئيل نظرة قبل السماء فانتقع لونه حتى صار‬
‫كأنه‬

‫كركم ‪ ( 6 ) ،‬ثم لذ برسول ال صلى ال عليه وآله فنظر رسول ال إلى حيث‬

‫جبرئيل فإذا شئ‬

‫قد مل بين الخافقين مقبل حتى كان كقاب من الرض ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا محمد إني‬

‫رسول ال إليك اخيرك ‪ :‬أن تكون ملكا رسول أحب إليك أو أن تكون عبدا‬

‫رسول ‪ ،‬فالتفت رسول ال صلى ال عليه وآله إلى جبرئيل وقد رجع إليه لونه فقال‬

‫جبرئيل ‪:‬‬

‫بل كن عبدا رسول ‪ ،‬فقال رسول ال ‪ :‬بل أكون عبدا رسول ‪ ،‬فرفع الملك رجله‬

‫اليمنى فوضعها في كبد السماء الدينا ‪ ،‬ثم رفع الخرى فوضعها في الثانية ‪ ،‬ثم رفع‬

‫اليمنى فوضعها في الثالثة ‪ ،‬ثم هكذا حتى انتهى إلى السماء السابعة ‪ ،‬بعد كل سماء‬

‫خطوة ‪ ،‬وكلما ارتفع صغر حتى صار آخر ذلك مثل الصر ‪ ،‬فالتفت رسول ال‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬التوحيد ‪. 69 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬معانى الخبار ‪. 49 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬الحسين بن محمد بن إدريس ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬الخصال ‪. 105 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬ابى جعفر ) خ ( ‪.‬‬


‫) ‪ ( 6‬الكركم وزان برثن ‪ :‬الزعفران والعلك ‪.‬‬

‫]‪[251‬‬

‫صلى ال عليه وآله إلى جبرئيل عليه السلم فقال ‪ :‬قد رأيتك ذعرا ‪ ،‬وما رأيت شيئا‬

‫كان‬

‫أذعر لي من تغير لونك ! فقال ‪ :‬يا نبي ال ل تلمني ‪ ،‬أتدري من هذا ؟ قال ‪ :‬ل‬

‫قال ‪ :‬هذا إسرافيل حاجب الرب ‪ ،‬ولم ينزل ) ‪ ( 1‬من مكانه منذ خلق ال السماوات‬

‫والرض ‪ ،‬ولما رأيته منحطا ظننت أنه جاء بقيام الساعة ‪ ،‬فكان الذي رأيت‬

‫من تغير لوني لذلك ‪ ،‬فما رأيت ما اصطفاك ال به رجع إلي لوني ونفسي‬

‫أما رأيته كلما ارتفع صغر ‪ ،‬إنه ليس شئ يدنو من الرب إل صغر لعظمته ‪ ،‬إن‬

‫هذا حاجب الرب ‪ ،‬وأقرب خلق ال منه ‪ ،‬واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء ‪ ،‬فإذا‬

‫تكلم الرب تبارك وتعالى بالحوي ضرب اللوح جبينه فنظر فيه ‪ ،‬ثم ألقاه إلينا‬

‫فنسعى به في السماوات والرض ‪ ،‬إنه لدنى خلق الرحمن منه ‪ ،‬وبيني وبينه‬

‫تسعون ) ‪ ( 2‬حجابا من نور تقطع دونها البصار ما ل يعد ول يوصف ‪ ،‬وإني‬

‫لقرب‬

‫الخلق منه ‪ ،‬وبيني وبينه مسيرة ألف عام ‪.‬‬

‫بيان ‪ :‬قال الجوهري ‪ :‬حان له أن يفعل كذا يحين حينا أي آن ‪ ،‬وحان‬

‫حينه أي قرب وقته وقال ‪ :‬قال الكسائي ‪ :‬امتقع لونه إذا تغير من حزن أو‬
‫فزع ) ‪ ، ( 3‬قال ‪ :‬وكذلك انتقع ابتقع وبالميم أجود ‪ .‬وقال ‪ :‬الكركم الزعفران‬

‫وقال ‪ :‬لذبه لواذا ولياذا أي لجأ إليه وعاذبه ‪ .‬وفي القاموس ‪ :‬الصر طائر‬

‫كالعصفور‬

‫وأصغر " يدنو من الرب " أي من موضع مناجاته ‪ ،‬أو من عرشه سبحانه " ما ل‬

‫يعد ول يوصف " أي دونها وقبل الوصول إليها ما ل يعد ول يوصف انقطع ) ‪( 4‬‬

‫عندها البصار ‪ ،‬ول تقدر على النظر إليها ‪ .‬وفي بعض النسخ " ما يعد " بدون "‬

‫ل"‬

‫فيمكن أن يكون بدل من " تسعون حجابا " و " ما " موصولة ‪ ،‬أي يحيط به العدد‬

‫دون الوصف ‪ ،‬والمراد بالحجب إما الحجب المعنوية كما مر ‪ ،‬أو المراد بينه وبين‬

‫* ) هامش (‬

‫* ) ‪ ( 1‬لم يهبط ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬سبعون ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في الصحاح ‪ ،‬او فزع او ريبه ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬تقطع ) خ ( ‪.‬‬

‫]‪[252‬‬

‫عرشه ‪ ،‬أو بين منتهى خلقه ‪ ،‬أو بين محل يصدر منه الوحي ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬ورأيت بخط بعض المشايخ هذا الحديث منقول من كتاب " مدينة‬
‫العلم " للصدوق ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬بحذف السناد عن جابر مثله ‪.‬‬

‫‪ 9‬ومنه ‪ :‬أيضا عن الصادق عليه السلم ‪ :‬قال ‪ :‬إذا أمر ال ميكائيل بالهبوط إلى‬

‫الدنيا فيما يأمره به صارت رجله في السماء السابعة والخرى في الرض السابعة ‪.‬‬

‫‪ 10‬ومنه ‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال ‪ :‬إن ال خلق حية قد أحدقت بالسماوات‬

‫والرض ‪ ،‬قد جمعت رأسها وذنبها تحت العرش ‪ ،‬فإذا رأت معاصي العباد أسفت و‬

‫استأذنت أن تبلع السماوات والرض ‪.‬‬

‫‪ 11‬القصص ‪ :‬بالسناد المتقدم في باب العوالم عن أبي جعفر عليه السلم أنه‬

‫قال ‪ :‬إن ال خلق الملئكة روحانيين لهم أجنحة يطيرون بها حيث يشاء ال‬

‫فأسكنهم‬

‫فيما بين أطباق السماوات يقدسونه الليل والنهار ‪ ،‬واصطفى منهم إسرافيل و‬

‫ميكائيل وجبرئيل ‪.‬‬

‫‪ 12‬صحيفة الرضا ‪ ] :‬عنه [ عن آبائه عليهم السلم قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫عليه وآله ‪:‬‬

‫لما اسري بي إلى السماء رأيت في السماء الثالثة رجل قاعدا ‪ ،‬رجل له في المشرق‬

‫ورجل له في المغرب ‪ ،‬وبيده لوح ينظر فيه ويحرك رأسه ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا جبرئيل !‬

‫من هذا ؟ قال ‪ :‬هذا ملك الموت ) ‪. ( 1‬‬


‫‪ 13‬الخرائج ‪ :‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن محمد بن عيسى اليقطيني ‪ ،‬عن الحسن‬

‫ابن علي ‪ ،‬عن جعفر بن بشير ‪ ،‬عن معتب غلم الصادق عليه السلم قال ‪ :‬كنت مع‬

‫أبي‬

‫عبدال عليه السلم بالعريض ‪ ،‬فجاء يمشي حتى دخل مسجدا كان يعبدال فيه‬

‫أبوه ‪ ،‬وهو‬

‫يصلي في موضع من المسجد ‪ ،‬فلما انصرف قال ‪ :‬يا معتب ترى هذا الموضع ؟‬

‫قلت ‪:‬‬

‫نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬بينما أبي عليه السلم قائم يصلي في هذا المكان إذ دخل شيخ يمشي‬

‫حسن السمت‬

‫فجلس فبينما هو جالس إذ جاء رجل آدم حسن الوجه والتمسه ‪ ،‬فقال للشيخ ‪ :‬ما‬

‫يجلسك ؟ ليس بهذا امرت ‪ ،‬فقاما وانطلقا وتوار يا عني فلم أرشيئا ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا‬

‫بني !‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬صحيفة الرضا ‪. 29 :‬‬

‫]‪[253‬‬

‫هل رأيت الشيخ وصاحبه ؟ فقلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬فمن الشيخ وصاحبه ؟ قال ‪ :‬الشيخ ملك‬

‫الموت ‪ ،‬والذي جاء فأخرجه جبرئيل ‪.‬‬

‫‪ 14‬ومنه ‪ :‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى ‪ ،‬عن الحسين بن‬

‫سعيد ‪ ،‬عن فضالة ‪ :‬عن أبان بن عثمان ‪ ،‬عن زرارة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبوعبدال عليه‬
‫السلم ‪:‬‬

‫بينما أنا في الدار مع جارية لي إذ أقبل رجل قاطب بوجهه ‪ ،‬فلما رأيته علمت أنه‬

‫ملك الموت ‪ ،‬فاستقبله رجل آخر أطلق منه وجها وأطلق منه بشرا فقال له ‪ :‬ليس‬

‫بذا‬

‫امرت فبينما أنا احدث الجارية إذ قبضت ‪.‬‬

‫بيان ‪ " :‬ليس بذا امرت " أي بالتأخير ‪ ،‬أو بملقاة غير المتوفى ‪ ،‬أو بالقطوب‬

‫للمام ‪ .‬وفي الخبر السابق يحتمل الجلوس ‪ ،‬أو قبض المام عليه السلم مع‬

‫الحتمالين‬

‫الولين وال يعلم ‪. -‬‬

‫‪ 15‬المتهجد ‪ :‬في تعقيب صلوة أمير المؤمنين ‪ :‬وباسمك المكتوب على جبهة‬

‫إسرافيل ‪ ،‬وبقوة ذلك السم الذي ينفخ به إسرافيل في الصور ‪ ،‬وأسألك باسمك‬

‫المكتوب على راحة رضوان خازن الجنان ‪.‬‬

‫‪ 16‬الختصاص ‪ :‬بإسناده عن ابن عباس ‪ ،‬قال عبدال بن سلم للنبي‬

‫صلى ال عليه وآله فيما سأله ‪ :‬من أخبرك ؟ قال النبي صلى ال عليه وآله ‪:‬‬

‫جبرئيل ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫عمن ؟ ] قال [ قال ‪ :‬عن ميكائيل ‪ ،‬قال ‪ :‬عمن ؟ ] قال [ قال ‪ :‬عن إسرافيل ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫عمن ؟ ] قال [ قال ‪ :‬عن اللوح المحفوظ ‪ ،‬قال ‪ :‬عمن ؟ قال ‪ :‬عن القلم ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫عمن‬
‫قال قال ‪ :‬عن رب العالمين ‪ ،‬قال ‪ :‬صدقت ) ‪ ، ( 1‬فأخبرني عن جبرئيل في زي‬

‫الناث أم في زي الذكور ؟ قال ‪ :‬في زي الذكور ) ‪ ، ( 2‬قال ‪ :‬فأخبرني ما طعامه )‬

‫‪(3‬‬

‫قال ‪ :‬طعامه التسبيح ‪ ،‬وشرابه التهليل ‪ .‬قال ‪ :‬صدقت يا محمد ‪ ،‬فأخبرني ما طول‬

‫جبرئيل ؟ قال ‪ :‬إنه على قدربين الملئكة ‪ ،‬ليس بالطويل العالي ول بالقصير‬

‫المتداني‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬صدقت يا محمد ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 2‬في زى الذكور ليس في زى الناث ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 3‬وما شرابه ؟‬

‫]‪[254‬‬

‫له ثمانون ذوابة ‪ ،‬وقصة جعدة ‪ ،‬وهلل بين عينيه ‪ ،‬أغر أدعج محجل ‪ ،‬ضوؤه بين‬

‫الملئكة كضوء النهار عند ظلمة الليل ‪ ،‬له أربع وعشرون جناحا خضراء مشبكة‬

‫بالدر والياقوت مختمة باللؤلؤ ‪ ،‬وعليه وشاح بطانته الرحمة ‪ ،‬وأزراره الكرامة‬

‫ظهارته الوقار ريشه الزعفران ‪ ،‬واضح الجبين ‪ ،‬أقنى النف ‪ ،‬سائل الخدين مدور‬

‫اللحيين ‪ ،‬حسن القامة ‪ ،‬ل يأكل ول يشرب ‪ ،‬ول يمل ول يسهو ‪ ،‬قام ) ‪ ( 1‬بوحي‬

‫ال‬

‫إلى يوم القيامة ‪ .‬قال ‪ :‬صدقت يا مجد ثم ساق الحديث إلى أن قال وما الثلثة ؟‬
‫قال صلى ال عليه وآله ‪ :‬جبرئيل ‪ ،‬وميكائيل ‪ ،‬وإسرافيل ‪ ،‬وهم رؤساء الملئكة ‪،‬‬

‫وهم على‬

‫وحي رب العالمين ) ‪. ( 2‬‬

‫بيان ‪ :‬طعامه التسبيح " أي يتقوون بالتسبيح والتهليل ‪ ،‬كما يتقوى‬

‫النسان بالطعام والشراب ول يبقى بدونهما والقصة بالضم شعر الناصية ذكره‬

‫الجوهري ‪ ،‬وقال ‪ :‬الغرة بالضم ‪ :‬بياض في جبهة الفرس فوق الدرهم ‪ ،‬يقال‬

‫فرس أغر والغر البيض ‪ ،‬ورجل أغر أي شريف وقال ‪ :‬الدعج شدة سواد‬

‫العين مع سعتها ‪ ،‬والدعج من الرجل ‪ :‬السود ‪ .‬وقال ‪ :‬التحجيل بياض في قوائم‬

‫الفرس أو في ثلث منها أو في رجليه قل أو كثر بعد أن يجاوز الرساغ ول يجاوز‬

‫الركبتين والعرقوبين لنها مواضع الحجال وهي الخلخيل والقيود ‪ ،‬يقال فرس‬

‫محجل ‪ .‬وقال ‪ :‬الوشاح ينسج من أديم عريضا ويرصع بالجواهر وتشده المرأة‬

‫بين عاتقها وكشحها ) انتهى ( والمراد بالوشاح إما المعنوي فالصفات ظاهرة أو‬

‫الصوري فالمعنى أن بطانته علمة رحمة ال له أو للعباد ‪ ،‬وكذا الباقيتان ‪ ،‬والقنى‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 254‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 262‬سطر ‪18‬‬
‫احديداب في النف ‪.‬‬

‫‪ 17‬الكافى ‪ :‬عن عدة من أصحابه ‪ ،‬عن سهل بن زياد ‪ ،‬عن ابن محبوب‬

‫عن حنان بن سدير ‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬أخبرني عن قول‬

‫يعقوب لبنيه " اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ) ‪ " ( 3‬أكان يعلم أنه حي وقد‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في الصمدر ‪ :‬قائم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬الختصاص ‪. 45 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬يوسف ‪. 87 :‬‬

‫]‪[255‬‬

‫فارقه منذ عشرين سنة ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬كيف علم ؟ قال ‪ :‬إنه دعا في‬

‫السحر وسأل ال أن يهبط عليه ملك الموت ‪ ،‬فهبط عليه بريال وهو ملك الموت‬

‫فقال له بريال ‪ :‬ما حاجتك يا يعقوب ؟ قال له ‪ :‬أخبرني عن الرواح التي‬

‫تقبضها مجتمعة أو متفرقة ؟ قال ‪ :‬بل أقبضها متفرقة روحا روحا ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني‬

‫فهل ) ‪ ( 1‬مربك روح يوسف فيما مربك ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬فعلم يعقوب أنه حي ‪ ،‬فعند‬

‫ذلك قال لولده ‪ :‬اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ) ‪. ( 2‬‬

‫بيان ‪ " :‬فتحسسوا " التحسس طلب الحساس ‪ ،‬أي تعرفوا منهما وتفحصوا‬

‫عن حالهما " تقبضها مجتمعة " لعل السؤال عن الجتماع والتفرق في الخذ ‪ ،‬لنه‬

‫إذا قبضها مجتمعة يمكن أن يغفل عن خصوص كل واحد بخلف ما إذا أخذ روحا‬
‫روحا ‪ ،‬أو لنه إذا قبضها مجتمعة يمكن أن تسلم إليه بعد مرور اليام ليجتمع‬

‫عدد كثير منها ولما يصل روح يوسف عليه السلم إليه بعد ذلك ‪ ،‬وهذا الملك إما‬

‫عزرائيل‬

‫يقبض الرواح من أعوانه أو غيره ‪ ،‬ويقبض منه ‪ ،‬والخير أظهر ‪.‬‬

‫‪ 18‬الكافى ‪ :‬عن عدة من أصحابه ‪ ،‬عن أحمد بن محمد ‪ ،‬عن علي بن الحكم‬

‫عن معاوية بن ميسرة ‪ ،‬عن الحكم بن عيينة ‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال ‪ :‬إن‬

‫في الجنة‬

‫نهرا يغتمس فيه جبرئيل كل غداة ‪ ،‬ثم يخرج منه فينفض ‪ ،‬فيخلق ال عزوجل‬

‫من كل قطرة منه تقطر ملكا ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 19‬ومنه ‪ :‬عن محمد بن يحيى ‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى ‪ ،‬عن علي بن‬

‫الحكم ‪ ،‬عن الحسين بن أبي العل الخفاف ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬لما‬

‫انهزم‬

‫الناس يوم أحد وساق الحديث الطويل إلى أن قال ‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله ‪:‬‬

‫يا رب‬

‫وعدتني أن تظهر دينك ‪ ،‬وإن شئت لم يعيك ‪ .‬فأقبل علي عليه السلم إلى النبي‬

‫صلى ال عليه وآله‬

‫فقال ‪ :‬يا رسول ال أسمع دويا شديدا وأسمع أقدم حيزوم وما أهم أضرب أحدا إل‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬قال له فاخبرنى هل ‪. .‬‬


‫) ‪ ( 2‬روضة الكافى ‪. 199 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬روضة الكافى ‪. 272 :‬‬

‫]‪[256‬‬

‫سقط ميتا قبل أن أضرب ‪ .‬فقال ‪ :‬هذا جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في الملئكة‬

‫ثم جاءه جبرئيل فوقف إلى جنب رسول ال صلى ال عليه وآله فقال ‪ :‬يا محمد ‪ ،‬إن‬

‫هذه هي المواساة‬

‫فقال ‪ :‬إن عليا مني وأنا منه ‪ ،‬فقال جبرئيل عليه السلم ‪ :‬وأنا منكما ‪ ،‬ثم انهزم‬

‫الناس‬

‫وساق الحديث إلى قوله فأتبعهم جبرئيل عليه السلم فكلما سمعوا وقع حوافر فرسه‬

‫جدوا في السير ‪ ،‬فكان يتلوهم ‪ ،‬فإذا ارتحلوا قال هو ذا عسكر محمد قد أقبل ‪ ،‬فدخل‬

‫أبوسفيان مكة ‪ ،‬فأخبرهم الخبر ‪ ،‬وجاء الرعاة والحطابون فدخلوا مكة فقالوا ‪:‬‬

‫رأينا عسكر محمد كلما رحل أبوسفيان نزلوا يقدمهم فارس على فرس أشقر يطلب‬

‫آثارهم‬

‫فأقبل أهل مكة على أبي سفيان يوبخونه ‪ -‬إلى آخر الخبر ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 20‬ومنه ‪ :‬عن محمد بن يحيى ‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى ‪ ،‬عن ابن فضال‬

‫عن داود بن فرقد ‪ ،‬عن أبي يزيد الحمار عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬إن ال‬
‫تبارك‬

‫وتعالى بعث أربعة أملك في إهلك قوم لوط ‪ :‬جبرئيل ‪ ،‬وميكائيل ‪ ،‬وإسرافيل ‪ ،‬و‬

‫كروبيل عليهم السلم فمروا بابراهيم عليه السلم وهم معتمون ‪ ،‬فسلموا عليه ‪ ،‬فلم‬

‫يعرفهم‬

‫ورأى هيئة حسنة ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل يخدم هؤلء أحدا إل أبا بنفسي ‪ ،‬وكان صاحب أضياف‬

‫فشوى لهم عجل سمينا حتى أنضجه ‪ ،‬ثم قربه إليهم ‪ ،‬فلما وضعه بين أيديهم ورأى‬

‫أيديهم ل تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ‪ ،‬فلما رأى ذلك جبرئيل حسر العمامة‬

‫عن وجهه وعن رأسه فعرفه إبراهيم ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنت هو ؟ فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬ومرت امرأته‬

‫سارة فبشرها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ‪ .‬فقالت ‪ :‬ما قال ال ؟ فأجابوها‬

‫بما‬

‫في الكتاب العزيز ‪ ،‬فقال إبراهيم عليه السلم ] لهم [ ‪ :‬فيماذا جئتم ؟ قالوا له ‪ :‬في‬

‫إهلك‬

‫قوم لوط وساق الحديث إلى أن قال ‪ : -‬فأتوا لوطا وهو في زراعة له قرب المدينة‬

‫فسلموا عليه وهم معتمون ‪ ،‬فلما رآهم رأى هيئة حسنة عليهم عمائم بيض وثياب‬

‫بيض‬
‫فقال لهم ‪ :‬المنزل ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬فتقدمهم ومشوا خلفه ‪ ،‬فندم على عرضه عليهم‬

‫المنزل ‪ ،‬وقال ‪ :‬أي شئ صنعت ! آتي بهم قومي وأنا أعرفهم ؟ ! فالتفت إليهم‬

‫فقال ‪:‬‬

‫إنكم تأتون شرارا من خلق ال ‪ -‬وساق إلى قوله فلما رأتهم امرأته رأت هيئة‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬روضة الكافى ‪. 318 :‬‬

‫]‪[257‬‬

‫حسنة ‪ ،‬فصعدت فوق السطح وصفقت فلم يسمعوا فدخنت ‪ ،‬فلما رأوا الدخان أقبلوا‬

‫يهرعون إلى الباب ) ‪ ( 1‬وساق إلى قوله فكاثروه حتى دخلوا البيت فأهوى جبرئيل‬

‫نحوهم بإصبعه ‪ ،‬فذهبت أعينهم وساق إلى قوله ثم اقتلعها جبرئيل عليه السلم‬

‫بجناحه من سبع أرضين ‪ ،‬ثم رفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلب‬

‫وصياح الديكة ‪ ،‬ثم قلبها وأمطر عليها وعلى من حول المدينة حجارة من سجيل )‬

‫‪.(2‬‬

‫‪ 21‬ومنه ‪ :‬عن محمد بن يحيى ‪ ،‬عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم ‪ ،‬عن أبيه‬

‫جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ‪ ،‬عن أبان بن عثمان ‪ ،‬عن محمد بن مروان‬

‫‪ ،‬عمن‬

‫رواه عن أبي جعفر عليه السلم قال ‪ :‬لما اتخذ ال عزوجل إبراهيم خليل أباه بشراه‬

‫بالخلة ‪ ،‬فجاءه ملك الموت في صورة شاب أبيض عليه ثوبان أبيض أبيضان يقطر‬
‫رأسه ماء‬

‫ودهنا ‪ ،‬فدخل إبراهيم عليه السلم الدار ‪ ،‬فاستقبله خارجا من الدار ‪ ،‬وكان إبراهيم‬

‫رجل‬

‫غيورا ‪ ،‬وكان إذا خرج في حاجة أعلق بابه وأخذ مفتاحه معه ‪ ،‬ثم رجع ففتح فإذا‬

‫هو برجل ) ‪ ( 3‬أحسن ما يكون من الرجال ‪ ،‬فأخذ بيده وقال ‪ :‬يا عبدال من أدخلك‬

‫دراي ؟ فقال ‪ :‬ربها أدخلنيها ‪ .‬فقال ‪ :‬ربها أحق بها مني ‪ ،‬فمن أنت ؟ قال ‪ :‬أنا‬

‫ملك الموت ‪ ،‬ففزع إبراهيم وقال ‪ :‬جئتني لتسلبني روحي ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬ولكن اتخذ‬

‫ال عبدا خليل فجئت لبشارته ‪ ،‬فقال ‪ :‬من هو ؟ لعلي أخدمه حتى أموت ! قال ‪:‬‬

‫أنت هو ‪ ،‬فدخل على سارة فقال لها ‪ :‬إن ال تبارك وتعالى اتخذني خليل ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 22‬الدر المنثور ‪ :‬من عدة كتب عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬بينا رسول ال‬

‫صلى ال عليه وآله ومعه جبرئيل يناجيه إذا نشق افق السماء فأقبل جبرئيل‬

‫يتضاءل ويدخل بعضه في بعض ويدنو من الرض ‪ ،‬فإذا ملك قد مثل بين يدي‬

‫رسول‬

‫ال صلى ال عليه فقال ‪ :‬يا محمد إن ربك يقرئك السلم ويخيرك بين أن تكون نبيا‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬اى يمشون اليه سريعا وفي اضطراب ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬روضة الكافى ‪. 328 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬برجل قائم احسن ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬روضة الكافى ‪. 392 :‬‬


‫]‪[258‬‬

‫ملكا ‪ ،‬وبين أن تكون نبيا عبدا ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬فأشار جبرئيل‬

‫إلي بيده أن‬

‫تواضع فعرفت أنه لي ناصح ‪ ،‬فقلت ‪ :‬عبدنبي ‪ ،‬فعرج ذلك الملك إلى السماء ‪ ،‬فقلت‬

‫‪ :‬يا‬

‫جبرئيل قد كنت أردت أن أسألك عن هذا ‪ ،‬فرأيت من حالك ما شغلني عن المسألة‬

‫فمن هذا يا جبرئيل ؟ قال ‪ :‬هذا إسرافيل ‪ ،‬خلقه ال يوم خلقه بين يديه صافا قدميه‬

‫ل يرفع طرفه ‪ ،‬بينه وبين الرب سبعون نورا ما منها نوريد نومنه أحد ) ‪ ( 1‬إل‬

‫احترق‬

‫بين يديه اللوح المحفوظ ‪ ،‬فإذا أذن ال في شئ في السماء أو في الرض ارتفع ذلك‬

‫اللوح ‪ ،‬فضرب جبهته فينظر فيه ‪ ،‬فإن كان من عملي أمرني به ‪ ،‬وإن كان من عمل‬

‫ميكائيل أمره به ‪ ،‬وإن كان من عمل ملك الموت أمره به قلت ‪ :‬يا جبرئيل على أي‬

‫شئ أنت ؟ قال ‪ :‬على الرياح والجنود ‪ ،‬قلت ‪ :‬على أي شئ ميكائيل ؟ قال ‪ :‬على‬

‫النبات‬

‫والقطر ‪ ،‬قلت ‪ :‬على أي شئ ملك الموت ؟ قال ‪ :‬على قبض النفس ‪ ،‬وما ظننت أنه‬
‫هبط إل لقيام الساعة وما ذاك الذي رأيت مني إل خوفا من قيام الساعة ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 23‬وعن ابن عباس قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬أفضل الملئكة‬

‫جبرئيل ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 24‬وعن موسى بن أبي عائشة ‪ ،‬قال ‪ :‬بلغني أن جبرئيل إمام أهل السماء ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 25‬وعن جابر بن عبدال ‪ ،‬قال ‪ :‬إن جبرئيل موكل بحاجات العباد ‪ ،‬فإذا‬

‫دعاه المؤمن قال ‪ :‬يا جبرئيل احبس حاجة عبدي ‪ ،‬فإني احبه واحب صوته ‪ ،‬و‬

‫إذا دعا الكافر قال ‪ :‬يا جبرئيل اقبض حاجة عبدي فإني ابغضه وابغض صوته ) ‪( 5‬‬

‫‪.‬‬

‫وعن شريح بن عبيد أن النبي صلى ال عليه وآله لما صعد إلى السماء رأى جبرئيل‬

‫في‬

‫خلقته منظوم أجنحته بالزبرجد والؤلؤ والياقوت ‪ ،‬قال ‪ :‬فخيل إلي أن ما بين‬

‫عينيه قد سد الفق وكنت أراه قبل ذلك على صور مختلفة ‪ ،‬وأكثر ما كنت أراه‬

‫على صورة دحية الكلبي ‪ ،‬وكنت أحيانا أراه كما يرى الرجل صاحبه من وراء‬

‫الغربان ) ‪. ( 6‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬ليس في المصدر لفظة " احد " ‪.‬‬

‫) ‪ ( 6 - 2‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 92 ، 91‬‬

‫]‪[259‬‬

‫‪ 27‬وعن حذيفة ‪ :‬لجبرئيل جناحان ‪ ،‬وعليه وشاح من در منظوم ‪ ،‬وهو‬


‫براق الثنايا ‪ ،‬أجلى الجبين ) ‪ ، ( 1‬ورأسه محبك حبك مثل اللؤلو ) ‪ ( 2‬كأنه الثلج‬

‫وقد ماه إلى الخضرة ) ‪. ( 3‬‬

‫بيان ‪ :‬قال في النهاية ‪ :‬رأسه محبك أي شعر رأسه متكثر من الجعودة ‪ ،‬مثل‬

‫الماء الساكن والرمل إذا هبت عليهما الريح فيتجعدان ويصيران طرائق ‪.‬‬

‫‪ 28‬الدر المنثور ‪ :‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال ‪ :‬ما بين‬

‫منكبي‬

‫جبرئيل مسيرة خمسمائة عام للطائر السريع الطيران ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 29‬وعن وهب أنه سئل عن خلق جبرئيل فذكر أن ما بين منكبيه من‬

‫ذي إلى ذي خفق الطير سبعمائة عام ) ‪. ( 5‬‬

‫‪ 30‬وعن ابن شهاب أن رسول ال سأل جبرئيل أن يتراءى له في صورته‬

‫فقال جبرئيل ‪ :‬إنك لن تطيق ذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬إني احب أن تفعل ‪ ،‬فخرج رسول‬

‫ال صلى ال عليه وآله إلى المصلى في ليلة مقمرة ‪ ،‬فأتاه جبرئيل في صورته‬

‫فغشي على رسول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم حين رآه ‪ ،‬ثم أفاق وجبرئيل مسنده وواضع إحدى يديه على‬

‫صدره ‪ ،‬والخرى بين كتفيه ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬ما كنت أرى أن‬

‫شيئا ممن‬

‫يخلق هكذا ‪ ،‬فقال جبرئيل ‪ :‬فكيف لو رأيت إسرافيل ؟ إن له لثني عشر جناحا‬

‫منها جناح في المشرق ‪ ،‬وجناح في المغرب ‪ ،‬وإن العرش على كاهله ‪ ،‬وإنه‬
‫ليتضاءل‬

‫الحيان لعظمة ال حتى يصير مثل الوصع حتى ما يحمل عرشه إل عظمته ) ‪. ( 6‬‬

‫بيان ‪ :‬قال في النهاية ‪ :‬فيه أن العرش على منكب إسرافيل ‪ ،‬وأنه ليتواضع‬

‫ل حتى يصير مثل الوصع ‪ .‬يروى بفتح الصاد وسكونها ‪ ،‬وهو طائر أصغر من‬

‫العصفور والجمع وصعان ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬الجبينين ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬ورأسه حبك حبك مثل المرجان وهو اللؤلؤ ‪.‬‬

‫) ‪ ( 6 3‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 92‬‬

‫]‪[260‬‬

‫‪ 31‬الدر المنثور ‪ :‬عن أبي سعيد ‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال ‪ :‬إن في الجنة‬

‫لنهرا ما يدخله جبرئيل من دخلة فيخرج فينتفض إل خلق ال من كل قطرة تقطر‬

‫منه ملكا ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 32‬قال ‪ :‬وروي أن جبرئيل أتى النبى صلى ال عليه وآله وهو يبكي ‪ ،‬فقال له ‪ :‬ما‬

‫يبكيك ؟ قال ‪ :‬مالي لأبكي ؟ فو ال ما جفت لي عين منذ خلق ال النار مخافة أن‬

‫أعصيه‬

‫فيقذفني فيها ‪ .‬وقال ‪ :‬ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 33‬وعن عكرمة قال سأل رسول ال صلى ال عليه وآله جبرئيل عن أكرم الخلق‬
‫على ال‬

‫فعرج ثم هبط فقال ‪ :‬أكرم الخلق على ال جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت‬

‫فأما جبرئيل فصاحب الحرب وصاحب المرسلين ‪ ،‬وأما ميكائيل فصاحب كل قطرة‬

‫تسقط ‪ ،‬وكل ورقة تنبت ‪ ،‬وكل ورقة تسقط ‪ ،‬وأما ملك الموت فهو موكل بقبض‬

‫روح كل عبد في بر أو بحر ‪ ،‬وأما إسرافيل فأمين ال بينه وبينهم ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 34‬وعن ابن عباس أن جبرئيل وقف على رسول ال صلى ال عليه وآله وعليه‬

‫عصابة خضراء‬

‫قد علها الغبار ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬ما هذا الغبار الذي أرى على‬

‫عصابتك ؟ قال ‪:‬‬

‫إني زرت البيت فازدحمت الملئكة على الركن ‪ ،‬فهذا الغبار الذي ترى مما تثير‬

‫بأجنحتها ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 35‬وعن ابن عباس قال ‪ :‬جلس رسول ال صلى ال عليه وآله مجلسا فأتاه جبرئيل‬

‫فجلس‬

‫بين يدي رسول ال صلى ال عليه وآله واضعا كفيه على ركبتي رسول ال صلى‬

‫ال عليه وآله ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول ال‬

‫حدثني عن السلم ‪ ،‬قال ‪ :‬السلم أن تسلم وجهك ل عزوجل ‪ ،‬وأن تشهد أن‬

‫ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬وأن محمدا عبده ورسوله ‪ .‬قال ‪ :‬فإذا فعلت ذلك‬

‫فقد أسلمت ‪ .‬قال ‪ :‬يا رسول ال حدثني عن اليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬اليمان أن تؤمن بال‬
‫واليوم الخر والملئكة والكتاب والنبيين والموت والحيوة بعد الموت ‪ ،‬وتؤمن‬

‫بالجنة والنار والحساب والميزان ‪ ،‬وتؤمن بالقدر كله خيره وشره ‪ ،‬قال ‪ :‬فإذا فعلت‬

‫ذلك فقد آمنت ‪ .‬قال ‪ :‬يا رسول ال حدثني ما الحسان ؟ قال ‪ :‬الحسان أن تعمل‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 4 1‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 93‬‬

‫]‪[261‬‬

‫ل كأنك تراه ‪ ،‬فإن لم يكن تراه فإنه يراك ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 36‬وعن أنس وغيره بأسانيد قال ‪ :‬بينما رسول ال صلى ال عليه وآله جالسا مع‬

‫أصحابه‬

‫إذ جاءه رجل عليه ثياب السفر يتخلل الناس حتى جلس بين يدي رسول ال صلى‬

‫ال عليه وآله‬

‫فوضع يده على ركبة رسول ال صلى ال عليه وآله فقال ‪ :‬يا محمد ما السلم‬

‫وساقوا الحديث مثل‬

‫مامر إلى قولهم ) ‪ ( 2‬يا رسول ال متى الساعة ؟ قال ‪ :‬ما المسؤول عنها بأعلم‬

‫من‬

‫السائل ‪ ،‬وأدبر الرجل فذهب ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬علي بالرجل ‪،‬‬

‫فاتبعوه‬

‫يطبونه فلم يروا شيئا ‪ ،‬فقال رسول ال ‪ :‬ذلك جبرئيل ‪ ،‬جاءكم ليعلمكم دينكم ‪.‬‬
‫‪ 37‬وعن وهب بن منبه ‪ ،‬قال ‪ :‬خلق ال الصور من لؤلؤة ] بيضاء [ في صفاء‬

‫الزجاجة ‪ ،‬ثم قال للعرش ‪ :‬خذ الصور ‪ ،‬فتعلق به ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬كن ‪ ،‬فكان إسرافيل‬

‫فأمره أن يأخذ الصور ‪ ،‬فأخذه وبه ثقب بعدد كل روح مخلوقة ونفس منفوسة‬

‫ل تخرج روحان من ثقب واحد ‪ ،‬وفي وسط الصور كوة ) ‪ ( 3‬كاستدارة السماء‬

‫والرض‬

‫وإسرافيل واضع فمه على ذلك الكوة ) ‪ ( 4‬ثم قال له الرب تعالى ‪ :‬قد وكلتك‬

‫بالصور ‪ ،‬فأنت للنفخة وللصيحة ‪ .‬فدخل إسرافيل في مقدم العرش ‪ ،‬فأدخل رجله‬

‫اليمنى تحت العرش ‪ ،‬وقدم اليسرى ‪ ،‬ولم يطرف منذ خلقه ال ينظر متى يؤمر به )‬

‫‪.(5‬‬

‫‪ 38‬وعن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وآله في قوله تعالى " نزل به الروح‬

‫المين " قال ‪ :‬الروح المين جبرئيل ‪ ،‬رأيت له ستمائة جناح من لؤلؤ قد نشرهما‬

‫فيهما ) ‪ ( 6‬مثل ريش الطواويس ) ‪. ( 7‬‬

‫‪ 39‬وعن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله كيف أنعم‬

‫وقد‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 93‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المخطوطة ‪ :‬قوله ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬كرة ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬الكرة ) خ ( ‪.‬‬
‫) ‪ ( 5‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ 5‬ص ‪. 338‬‬

‫) ‪ ( 6‬في المصدر ‪ :‬قد نشرها فهم مثل ‪.‬‬

‫) ‪ ( 7‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 94‬‬

‫]‪[262‬‬

‫النقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ‬

‫فينفخ‬

‫قال المسلمون ‪ :‬فكيف نقول يا رسول ال ؟ قال ‪ :‬قولوا حسبنا ال ونعم الوكيل ‪،‬‬

‫على ل‬

‫توكلنا ) ‪. ( 1‬‬

‫توضيح ‪ :‬قال الجوهري فيه كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه أي كيف‬

‫أتنعم من النعمة بالفتح وهي المسرة والفرح والترفه ‪.‬‬

‫‪ 40‬الدر المنثور ‪ :‬عن ابن مسعود ‪ ،‬قال ‪ :‬الصور كهيئة القرن ينفخ‬

‫فيه ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ - 41‬وعن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬ما طرف صاحب‬

‫الصور مذ‬

‫وكل به مستعدا ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر بالصيحة قبل أن يرتد إليه طرفه‬

‫كأن عينه كوكبان دريان ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 42‬وعن أبي سعيد قال ‪ :‬إن صاحبي الصور بأيديهما قرنان يلحظان‬
‫النظر متى يؤمران ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 43‬وعنه عن النبي صلى ال عليه وآله قال ‪ :‬وما من صباح إل وملكان موكلن‬

‫بالصور‬

‫ينتظران متى يؤمران أن ينفخا ) ‪ ( 5‬في الصور فينفخا ) ‪. ( 6‬‬

‫‪ 44‬وعن كعب قال ‪ :‬إسرافيل له أربعة أجنحة ‪ :‬جناحان في الهواء ‪ ،‬وجناح‬

‫قد تسرول به ‪ ،‬وجناح على كاهله ‪ ،‬والقلم على اذنه ‪ ،‬فإذا نزل الوحي كتب القلم‬

‫ودرست الملئكة ‪ ،‬وملك الصور أسفل منه جاث على إحدى ركبتيه ‪ ،‬وقد نصب‬

‫الخرى ‪ ،‬فالتقم الصور فحنى ظهره ‪ ،‬وطرفه إلى إسرافيل وقد امر إذا رأى إسرافيل‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 262‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 270‬سطر ‪18‬‬

‫قد ضم جناحه أن ينفخ في الصور ) ‪. ( 7‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المصدر ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 337‬‬

‫) ‪ ( 2‬المصدر ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 338‬‬

‫) ‪ 3‬و ‪ ( 4‬المصدر ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 338‬‬


‫) ‪ ( 5‬في المصدر ‪ :‬متى يؤمران فينفخان ‪.‬‬

‫) ‪ 6‬و ‪ ( 7‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 338‬‬

‫]‪[263‬‬

‫وعن عائشه مثله ‪.‬‬

‫‪ 45‬وعن ابن عباس قال ‪ :‬لما نزلت " فإذا نقر في الناقور " قال رسول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن وحنى جبهته‬

‫يستمع‬

‫متى يؤمر ؟ قالوا ‪ :‬كيف نقول يا رسول ال ؟ قال ‪ :‬قولوا حسبنا ال ونعم الوكيل ‪،‬‬

‫و‬

‫على ال توكلنا ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 46‬عن قتادة " فإذا نقر في الناقور " قال ‪ :‬فاذا نفخ في الصور ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 47‬وعن ابن مسعود " لقد رآه بالفق المبين " قال جبرئيل في رفرف أخضر‬

‫قدسد الفق ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 48‬وعنه أيضا ‪ :‬قال رأى جبرئيل له ستمائة حناح قدسه الفق ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 49‬وعن ابن عباس في الية قال ‪ :‬إنما عنى جبرئيل ‪ ،‬إن محمدا رآه في‬

‫صورته عند سدرة المنتهى ) ‪. ( 5‬‬

‫‪ 50‬وعن معاوية بن قرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله لجبرئيل ‪ :‬ما‬

‫أحسن‬
‫ما أثنى عليك ربك " ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين " ما كانت‬

‫قوتك ؟‬

‫وما كانت أمانتك ؟ قال ‪ :‬أما قوتي فإني بعث إلى مدائن قوم لوط وهي أربع مدائن‬

‫وفي كل مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذراري ‪ ،‬حملتهم من الرض السفلى‬

‫حتى‬

‫سمع أهل السماء أصوات الدجاج ونباح الكلب ‪ ،‬وهويت بهن فقتلتهن ) ‪ ( 6‬وأما‬

‫أمانتي فلم اومر بشئ فعدوته إلى غيره ) ‪. ( 7‬‬

‫‪ 51‬وعن أبي صالح في قوله " إنه لقول رسول كريم " قال ‪ :‬جبرئيل‬

‫" مطاع ثم أمين " قال ‪ :‬على سبعين حجابا يدخلها بغير إذن ) ‪. ( 8‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ 1‬و ‪ ( 2‬المصدر ‪ :‬ج ‪ ، 6‬ص ‪. 282‬‬

‫) ‪ ( 3‬المصدر ‪ :‬ج ‪ ، 6‬ص ‪. 321‬‬

‫) ‪ 4‬و ‪ ( 5‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 6‬ص ‪. 321‬‬

‫) ‪ ( 6‬في المصدر ‪ :‬ثم هويت بهم فقتلتهم ‪.‬‬

‫) ‪ 7‬و ‪ ( 8‬المصدر ‪ :‬ج ‪ 6‬ص ‪. 321‬‬

‫]‪[264‬‬

‫‪ 52‬وعن الخزرج قال ‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول ‪ :‬ونظر إلى‬

‫ملك‬

‫الموت عند رأس رجل من النصار ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه‬
‫مؤمن‬

‫فقال ملك الموت ‪ :‬طب نفسا وقر عينا ‪ ،‬واعلم بأني بكل مؤمن رفيق ‪ ،‬واعلم‬

‫أني يا محمد لقبض روح ابن آدم ‪ ،‬فإذا صرخ صارخ قمت في الدار ومعي روحه‬

‫فقلت ‪ :‬ما هذا الصارخ ؟ وال ما ظلمنا ول سبقنا أجله ول استعجلنا قدره ‪ ،‬وما لنا‬

‫في‬

‫قبضه من ذنب ‪ ،‬فإن ترضوا بما صنع ال توجروا ‪ ،‬وإن تسخطوا تأثموا وتوزروا‬

‫وإن لنا عندكم عودة بعد عودة ‪ ،‬فالحذر ! الحذر ! وما من أهل بيت شعر ول مدر‬

‫بر ول فاجر ‪ ،‬سهل ول جبل ‪ ،‬إل وأنا أتصفحهم في كل يوم وليلة ‪ ،‬حتى لنا‬

‫أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم ‪ ،‬وال لو أردت أن أقبض روح بعوضة ما‬

‫قدرت على ذلك حتى يكون ال هو يأذن بقبضها ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 53‬وعن ابن عباس قال ‪ :‬وكل ملك الموت بقبض أرواح الدميين فهو‬

‫الذى يلي قبض أرواحهم ‪ ،‬وملك في الجن ‪ ،‬وملك في الشياطين ‪ ،‬وملك في الطير‬

‫والوحش والسباع والحيتان والنمل ‪ ،‬فهم أربعة أملك ‪ ،‬والملئكة يموتون في‬

‫الصعقة الولى ‪ ،‬وإن ملك الموت يلي قبض أرواحهم ‪ ،‬ثم يموت ‪ ،‬وأما الشهداء‬

‫في البحر فإن ال يلي قبض أرواحهم ‪ ،‬ل يكل ذلك إلى ملك الموت لكرامتهم عليه )‬

‫‪(2‬‬

‫‪ 54‬وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهم السلم ) ‪ ( 3‬قال ‪ :‬دخل النبي صلى ال‬

‫عليه وآله على‬


‫رجل من النصار يعوده ‪ ،‬فإذا ملك الموت عند رأسه ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال‬

‫عليه وآله ‪ :‬يا‬

‫ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن فقال ‪ :‬أبشر يا محمد ‪ ،‬فإني بكل مؤمن‬

‫رفيق ‪ ،‬واعلم يا محمد أني لقبض روح ابن آدم فيصرخ أهله ‪ ،‬فأقوم في جانب من‬

‫الدار فأقول ‪ :‬وال مالي ذنب ‪ ،‬وإن لي لعودة وعودة ‪ ،‬الحذر ! الحذر ! وما خلق‬

‫ال من أهل بيت مدر ول شعر ول وبر في بر ول بحر إل وأنا أتصفحهم فيه في كل‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 173‬‬

‫) ‪ ( 2‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 173‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬رضى ال عنهما ‪.‬‬

‫]‪[265‬‬

‫يوم وليلة خمس مرات ‪ ،‬حتى أني لعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم ‪ ،‬وال‬

‫يا محمد إني ل أقدر أن أقبض روح بعوضة حتى يكون ال تبارك وتعالى الذي يأمر‬

‫بقبضه ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 55‬الكافى ‪ :‬عن علي بن إبراهيم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن يونس ‪ ،‬عن الهيثم بن‬

‫واقد ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم مثله بأدنى تغيير ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 56‬وعن علي ‪ ،‬عن أبيه عن ابن محبوب ‪ ،‬عن المفضل بن صالح ‪ ،‬عن جابر‬

‫عن أبي جعفر عليه السلم مثله أيضا لكن فيهما ‪ :‬خمس مرات عند مواقيت‬

‫الصلوات ) ‪. ( 3‬‬
‫بيان ‪ :‬ل يخفى عدم دللة هذه الخبار على كون قابض أرواح الحيوانات‬

‫ملك الموت ‪ ،‬فإن الغرض منها المبالغة في عدم قدرته على فعل صغير أو كبير‬

‫بدون‬

‫إذنه سبحانه ‪ ،‬فل ينافي خبر ابن عباس ‪ ،‬لكن ليس في أخبارنا تصريح بأحد‬

‫الطرفين‬

‫والتوقف في مثله أحوط ‪ ،‬وقد مضت الخبار المناسبة لهذا الباب والذي قبله في‬

‫كتاب المعاد وغيره ‪.‬‬

‫‪ ) * 24‬باب ( *‬

‫* ) عصمة الملئكة وقصة هاروت وماروت وفيه ذكر ( *‬

‫* ) حقيقة السحر وأنواعه ( *‬

‫اليات ‪:‬‬

‫البقرة ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان و‬

‫لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت‬

‫وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقول إنما نحن فتنة فل تكفر فيتعلمون منهما‬

‫ما يفرقون به بين المرء وزوجه وماهم بضارين به من أحد إل بإذن ال ويتعلمون‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المصدر ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 174‬‬

‫) ‪ 2‬و ‪ ( 3‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 136‬‬

‫]‪[266‬‬
‫ما يضرهم ول ينفعهم ولقد علموا لمن اشتريه ماله في الخرة من خلق ) ‪. ( 1‬‬

‫النساء ‪ :‬لن يستنكف المسبح أن يكون عبدا ل ول الملئكة المقربون ) ‪. ( 2‬‬

‫العراف ‪ :‬إن الذين عند ربك ل يستكبرون عن عبادته ويسبحون وله‬

‫يسجدون ) ‪. ( 3‬‬

‫النحل ‪ :‬ول يسجد ما في المساوات وما في الرض من دابة والملئكة وهم‬

‫ل يستكبرون * يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ) ‪. ( 4‬‬

‫مريم ‪ :‬وما نتنزل إل بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك‬

‫وما كان ربك نسيا ) ‪. ( 5‬‬

‫النبياء ‪ :‬ومن عنده ل يستكبرون عن عبادته ول يستحسرون * يسبحون‬

‫الليل والنهار ل يفترون ) ‪. ( 6‬‬

‫وقال تعالى ‪ :‬وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون * ل‬

‫يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون * يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ول يشفعون‬

‫إل لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون * ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك‬

‫نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين ) ‪. ( 7‬‬

‫التحريم ‪ :‬عليها ملئكة غلظ شداد ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون ما‬

‫يؤمرون ) ‪. ( 8‬‬

‫تفسير ‪ " :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطين " أقول ‪ :‬هذه الية مما يوهم نفي عصمة‬

‫الملئكة ‪ ،‬وللعلماء في تأويلها مسالك نشير إن بعضها وإن أفضى إلى الطناب ‪.‬‬
‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬البقرة ‪. 102 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬النساء ‪. 172 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬العراف ‪. 206 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬النحل ‪. 50 49 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬مريم ‪. 64 :‬‬

‫) ‪ ( 6‬النبياء ‪. 20 19 :‬‬

‫) ‪. 29 26 : ( 7‬‬

‫) ‪ ( 8‬التحريم ‪. 6 :‬‬

‫]‪[267‬‬

‫قال السيد المرتضى رحمه ال في كتاب الغرر والدرر ‪ :‬إن سأل سائل عن‬

‫قوله عزوعل " واتبعوا ما تتلوا الشياطين إلى قوله تعالى ولبئس ما شروا‬

‫به أنفسهم لو كانوا يعلمون " فقال ‪ :‬كيف ينزل ال سبحانه السحر على الملئكة ؟‬

‫أم كيف تعلم الملئكة الناس السحر والتفريق بين المرء وزوجه ؟ وكيف نسب‬

‫الضرر الواقع عند ذلك إلى أنه بإذنه وهو تعالى قد نهى عنه وحذر من فعله ؟‬

‫وكيف أثبت العلم لهم ونفاه عنهم بقوله " ولقد علموا لمن اشتريه ماله في الخرة‬

‫من خلق " ثم بقوله " لو كانوا يعلمون " ؟‬

‫الجواب ‪ :‬قلنا ‪ :‬في الية وجوه كل منها يزيل الشبهة الداخلة على من لم‬

‫يمعن النظر فيها ‪:‬‬


‫أولها ‪ :‬أن يكون " ما " في قوله تعالى " وما انزل على الملكين " بمعنى‬

‫الذي ‪ ،‬فكأنه تعالى خبر ) ‪ ( 1‬عن طائفة من أهل الكتاب بأنهم اتبعوا ما تكذب‬

‫فيه الشياطين على ملك سليمان وتضيفه إليه من السحر ‪ ،‬فبرأه ال عزوجل من‬

‫قرفهم وأكذبهم في قولهم فقال تعالى " وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا "‬

‫باستعمال السحر والتمويه على الناس ‪ ،‬ثم قال " يعلمون الناس السحر وما انزل‬

‫على الملكين " وأراد أنهم يعلمونهم السحر وما الذي انزل على الملكين ‪ ،‬وإنما‬

‫انزل على الملكين وصف السحر وماهيته وكيفية الحتيال فيه ليعرفا ذلك و‬

‫يعرفاه الناس فيجتنبوه ويحذروا منه ‪ ،‬كما أنه تعالى قد أعلمنا ضروب المعاصي‬

‫ووصف لنا أحوال القبائح لنجتنبها ل لنواقعها ‪ ،‬إل أن الشياطين كانوا إذا علموا‬

‫ذلك وعرفوه استعملوه وأقدموا على فعله ‪ ،‬وإن كان غيرهم من المؤمنين لما عرفه‬

‫اجتنبه وحارزه ) ‪ ( 2‬وانتفع باطلعه على كيفيته ‪ .‬ثم قال " وما يعلمان من أحد "‬

‫يعني الملكين ‪ ،‬ومعنى " يعلمان " يعلمان ‪ ،‬والعرب تستعمل لفظة " علمه "‬

‫بمعنى‬

‫أعلمه ‪ ،‬قال القطامي ‪:‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬كذا ‪ ،‬والظاهر " اخبر " ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬حاذره ) خ ( ‪.‬‬

‫]‪[268‬‬
‫تعلم أن بعد الغي رشدا * وأن لتانك الغمر انقشاعا‬

‫وقال كعب بن زهير ‪:‬‬

‫تعلم رسول ال أنك مدركي * وإن وعيدا منك كالخذ باليد‬

‫ومعنى " تعلم " في البيتين معنى " أعلم " والذي يدل على أنه ههنا العلم‬

‫ل التعليم قوله " وما يعلمان من أحد حتى يقول إنما نحن فتنة فل تكفر " أي‬

‫إنهما ل يعرفان صفات السحر وكيفيته إل بعد أن يقول إنما نحن محنة ‪ ،‬لن‬

‫الفتنة بمعنى المحنة ‪ ،‬من حيث ألقيا إلى المكلفين أمرا لينزجروا عنه وليتمتعوا‬

‫من مواقعته ‪ ،‬وهم إذا عرفوه أمكن أن يستعملوه ويرتكبوه ‪ ،‬فقال لمن يطلعانه على‬

‫ذلك ‪ :‬ل تكفر باستعماله ‪ ،‬ول تعدل عن الغرض في إلقاء هذا إليك ‪ ،‬فإنه إنما القي‬

‫إليك واطلعت عليه لتجتنبه ل لتفعله ‪ .‬ثم قال " فيتعلمون منهما ما يفرقون به‬

‫بين المرء وزوجه " أي فيعرفون من جهتهما ما يستعملونه في هذا الباب وإن كان‬

‫الملكان ما ألقياه إليهم لذلك ‪ ،‬ولهذا قال " ويتعلمون ما يضرهم ول ينفعهم " لنهم‬

‫لما قصدوا بتعلمه أن يفعلوه ويرتكبوه ل أن يحبتنبوه صار ذلك بسوء اختيارهم‬

‫ضررا عليهم ‪.‬‬

‫وثانيها ‪ :‬أن يكون " ما انزل " موضعه موضع جر ‪ ،‬ويكون معطوفا بالواو‬

‫على " ملك سليمان " أي ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وعلى ما‬
‫انزل على الملكين ‪ .‬ومعنى " ما انزل على الملكين " ) ‪ ( 1‬أي معهما وعلى‬

‫ألسنتهما كما‬

‫قال تعالى " ربنا وآتناما وعدتنا على رسلك " أي على ألسنتهم ومعهم ‪ ،‬وليس‬

‫بمنكر‬

‫أن يكون " ما انزل " معطوفا على ملك سليمان وإن اعترض بينهما من الكلم ما‬

‫اعترض ‪ ،‬لن رد الشئ إلى نظيره وعطفه على ما هو أولى هو الواجب وإن‬

‫اعترض بينهما ما ليس منهما ‪ ،‬ولهذا نظائر في القرآن وكلم العرب كثيرة ‪ :‬قال‬

‫ال تعالى " الحمد ل الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما " ) ‪( 2‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬آل عمران ‪. 194 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الكهف ‪. 3 :‬‬

‫]‪[269‬‬

‫و " قيم " من صفات الكتاب حال منه ‪ ،‬ل من صفة " عوج " وإن تباعد ما بينهما‬

‫‪،‬و‬

‫مثله " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل ال‬

‫وكفر به والمسجد الحرام " ) ‪ ( 1‬فالمسجد الحرام ههنا معطوف على الشهر‬

‫الحرام‬

‫أي يسألونك عن الشهر وعن المسجد الحرام ‪ .‬وحكي عن بعض علماء أهل اللغة‬

‫أنه قال ‪ :‬العرب تلف الخبرين المختلفين ثم ترمي بتفسير هما جملة ‪ ،‬ثقة بأن‬
‫السامع يرد إلى كل خبره كقوله عزوجل " ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار‬

‫لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله " ) ‪ ( 2‬وهذا واضح في مذهب العرب كثير‬

‫النظائر ‪.‬‬

‫ثم قال تعالى " وما يعلمان من أحد حتى يقول إنما نحن فتنة " والمعنى أنهما ل‬

‫يعلمان أحدا بل ينهيان عنه ‪ ،‬ويبلغ من نهيهما عنه وصدهما عن فعله واستعماله‬

‫أن يقول إنما نحن فتنة " فل تكفر " باستعمال السحر والقدام على فعله ‪ ،‬وهذا‬

‫كما يقول الرجل ‪ :‬ما أمرت فلنا بكذا ولقد بالغت في نهيه حتى قلت له إنك إن‬

‫فعلته أصابك كذا وكذا ‪ .‬وهذا هو نهاية البلغة في الكلم ‪ ،‬والختصار الدال مع‬

‫اللفظ القليل على المعاني الكثيرة ‪ ،‬لنه أشعر بقوله تعالى " وما يعلمان من أحد‬

‫حتى يقول إنما نحن فتنة " عن بسط الكلم الذي ذكرناه ولهذا نظائر في القرآن‬

‫قال ال تعالى " ما اتخذ ال من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما‬

‫خلق " ) ‪ ( 3‬ومثل قوله تعالى " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت‬

‫وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون " ) ‪ ( 4‬أي فيقال للذين‬

‫اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم وأمثاله أكثر من أن نورد ثم قال تعالى "‬

‫فيتعلمون‬

‫منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه " وليس يجوز أن يرجع الضمير على هذا‬
‫الجواب‬

‫إلى الملكين ‪ ،‬وكيف يرجع إليهما وقد نفى تعالى عنهما التعليم ؟ بل يرجع إلى‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬البقرة ‪. 217 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬العنكبوت ‪. 73 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬المؤمنون ‪. 91 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬آل عمران ‪. 106 :‬‬

‫]‪[270‬‬

‫الكفروا سحر ‪ ،‬وقد تقدم ذكر السحر وتقدم أيضا ذكر ما يدل على الكفر‬

‫ويقتضيه في قوله تعالى " ولكن الشياطين كفروا " فدل " كفروا " على الكفر‬

‫والعطف عليه مع السحر جائز ‪ ،‬وإن كان التصريح وقع بذكر السحر دونه ‪ ،‬و‬

‫مثل ذلك قوله تعالى " ؟ ؟ ؟ من يخشى ويتجنبها الشقى * الذي يصلى النار‬

‫الكبرى " ) ‪ ( 1‬أي يتجنب الدكرى الشقى ‪ ،‬ولم يتقدم تصريح بالذكرى لكن دل‬

‫عليها قوله " سيذكر " ويجوز أيضا أن يكون معنى " فيتعلمون منهما " أي بدل‬

‫مما علمهم الملكان ‪ ،‬ويكون المعنى أنهم يعدلون عما علمهم ووقفهم عليه الملكان‬

‫من‬

‫النهي عن السحر إلى تعلمه واستعماله ‪ ،‬كما يقول القائل ‪ :‬ليت لنا من كذا وكذا‬

‫] كذا [ أي بدل منه ‪ ،‬كما قال الشاعر ‪:‬‬

‫جمعت من الخيرات وطبا وعلبة * وصرا لخلف المزممة البزل‬


‫ومن كل أخلق الكرام تميمة * وسعيا على الجار المجاور بالبخل‬

‫يريد ‪ :‬جمعت مكان الخيرات ومكان أخلق الكرام هذه الخصال الذميمة ‪ .‬و‬

‫قوله تعالى " ما يفرقون به بين المرء وزوجه " فيه وجهان ‪ :‬أحدهما أن يكونوا‬

‫يغوون أحد الزوجين ويحملونه على الشرك بال تعالى ‪ ،‬فيكون بذلك قد فارق زوجه‬

‫الخر المؤمن المقيم على دينه ‪ ،‬ليفرق بينهما اختلف النحلة والملة ‪ ،‬والوجه‬

‫الخر أن يسعوا بين الزوجين بالنميمة والوشاية والغراء والتمويه بالباطل حتى‬

‫يؤول أمرهما إلى الفرقة والمباينة ‪.‬‬

‫وثالث الوجوه في الية أن تحمل " ما " في قوله تعالى " وما انزل على‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 270‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 278‬سطر ‪18‬‬

‫الملكين " على الجحد والنفي ‪ ،‬فكأنه تعالى قال ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطين على‬

‫ملك سليمان وما كفر ] سليمان [ وما أنزل ال السحر على الملكين ولكن الشياطين‬

‫كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت ‪ .‬ويكون قوله تعالى " ببابل‬

‫هاروت وماروت " من المؤخر الذي معناه التقديم ‪ ،‬فيكون على هذا التأويل هاروت‬
‫وماروت رجلين من جملة هذان اسماهما ‪ ،‬وإنما ذكرا بعد ذكر الناس تمييزا‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬العلى ‪. 12 10 :‬‬

‫]‪[271‬‬

‫وتبيينا ‪ ،‬ويكون الملكان المذكوران اللذان نفى تعالى عنهما السحر جبرئيل و‬

‫ميكائيل ‪ ،‬لن سحرة اليهود فيما ذكر كانت تدعي أن ال تعالى أنزل السحر على‬

‫لسان جبرئيل ومكائيل إلى سليمان ‪ ،‬فأكذبهما ال تعالى بذلك ‪ ،‬ويجوز أن يكون‬

‫هاروت وماروت يرجعان إلى الشياطين ‪ ،‬كأنه تعالى قال ‪ :‬ولكن الشياطين هاروت‬

‫وماروت كفروا ‪ ،‬ويسوغ ذلك كما ساغ في قوله " وكنا لحكمهم شاهدين " يعني‬

‫تعالى حكم داود وسليمان ‪ ،‬ويكون قوله تعالى على هذا التأويل " وما يعلمان‬

‫من أحد حتى يقول إنما نحن فتنة " راجعا إلى هاروت وماروت اللذين هما من‬

‫الشياطين أو من النس المتعلمين للسحر من الشياطين والعاملين به ‪ ،‬ومعنى‬

‫قولهما‬

‫" إنما نحن فتنة فل تكفر " يكون على طريق الستهزاء أو التماجن والتخالع‬

‫كما يقول الماجن من الناس إذا فعل قبيحا أو قال باطل ‪ :‬هذا فعل من ل يفلح ‪ ،‬و‬

‫قول من ل ينجو ‪ ،‬وال ل حصلت إل على الخسران ‪ .‬وليس ذلك منه على سبيل‬

‫النصيحة للناس وتحذيرهم من مثل فعل فعله ‪ ،‬بل على جهة المجون والتهالك ‪ .‬و‬

‫يجوز أيضا على هذا التأويل الذي تضمن الجحد والنفي أن يكون هاروت وماروت‬
‫اسمين للملكين ‪ ،‬ونفى عنهما إنزال السحر بقوله تعالى " وما انزل على الملكين "‬

‫ويكون‬

‫قوله تعالى " وما يعلمان من أحد " يرجع إلى قبيلتين من الجن أو إلى شياطين‬

‫الجن والنس‬

‫فتحسن التثنية لهذا ‪ .‬وقد روي هذا التأويل في حمل " ما " على النفي عن ابن‬

‫عباس وغيره‬

‫من المفسرين ‪ ،‬وحكي عنه أيضا أنه كان يقرأ " على الملكين " بكسر اللم ‪،‬‬

‫ويقول ‪:‬‬

‫متى كان العلجان ملكين إنما كانا ملكين وعلى هذا القراءة ل ينكر أن يرجع قوله‬

‫تعالى‬

‫" وما يعلمان من أحد " إليهما ‪ ،‬ويمكن على هذه القراءة في الية وجه آخر وهو‬

‫أن ل يحمل قوله تعالى ‪ " :‬وما انزل على الملكين " على الجحد والنفي ‪ ،‬وهو أن‬

‫ل يكون هؤلء الذين أخبر عنهم اتبعوا ما تتلوا الشياطين وتدعيه على ملك سليمان‬

‫واتبعوا ما انزل على هذين الملكين من السحر ‪ ،‬ول يكون النزال مضافا إلى ال‬

‫تعالى ‪ ،‬وإن اطلق لنه عزوجل ل ينزل السحر بل يكون منزله إليهما بعض‬

‫الضلل والعصاة ‪ ،‬وأن يكون معنى " انزل " وإن كان من الرض حمل إليهما لمن‬

‫]‪[272‬‬
‫السماء أنه أتى به عن نجود الرض والبلد وأعاليهما ‪ ،‬فإن من هبط من نجد من‬

‫البلد إلى غورها يقال نزل وهبط وما جرى هذا المجرى ‪.‬‬

‫فأما قوله تعالى " وماهم بضارين به من أحد إل بإذن ال " فيحتمل وجوها ‪:‬‬

‫منها ‪ :‬أن يريد تعالى بالذن العلم من قولهم " أذنت فلنا بكذا وكذا " إذا أعلمته‬

‫و " أذنت بكذا وكذا " إذا أسمعته وعلمته ‪ ،‬وقال الشاعر ‪:‬‬

‫في سماع يأذن الشيخ له * وحديث ماذي مشار‬

‫ومنها ‪ :‬أن يكون " إل " زائدة ‪ ،‬ويكون المعنى ‪ :‬وماهم بضارين به من‬

‫أحد إل بأن يخلي ال تعالى بينهم وبينه ‪ ،‬ولو شاء لمنعهم بالقهر والقسر زائدا على‬

‫منعهم‬

‫بالنهي والزجر ‪.‬‬

‫ومنها ‪ :‬أن يكون الضرر الذي عنى به أنه ل يكون إل بإذنه ‪ ،‬وأضافه إليه‬

‫ما ] هو [ يلحق المسحور عن الدوية والغذية التي أطعمه إياه السحرة ‪ ،‬ويدعون‬

‫أنها موجبة لما يقصدونه فيه من المور ‪ ،‬ومعلوم أن الضرر الحاصل عن ذلك من‬

‫فعل ال تعالى بالعادة ‪ ،‬لن الغذية ل توجب ضررا ول نفعا ‪ ،‬وإن كان المعرض‬

‫للضرر من حيث كان كالفاعل له هو المستحق للذم ‪ ،‬وعليه يجب العوض ‪.‬‬

‫ومنها ‪ :‬أن يكون الضرر المذكور إنما هو ما يحصل من التفريق بين الزواج‬

‫لنه أقرب إليه في ترتيب الكلم ‪ ،‬والمعنى أنهم إذ أغروا أحد الزوجين فكفر‬
‫فبانت منه زوجته فاستضر بذلك كانوا ضارين له بما حسنوا له من الكفر ‪ ،‬إل أن‬

‫الفرقة لم تكن إل بإذن ال وحكمه ‪ ،‬لنه تعالى هو الذي حكم وأمر بالتفريق بين‬

‫المختلفتين الديان ‪ ،‬فلهذا قوله تعالى " وماهم بضارين به من أحد إل بإذن ال "‬

‫والمعنى أنه لول حكم ال تعالى وإذنه في الفرقة بين هذين الزوجين باختلف الملة‬

‫لم يكونوا بضارين له هذا الضرر من الضرر الحاصل عند الفرقة ‪ ،‬ويقوي هذا‬

‫الوجه‬

‫ما روي أنه كان من دين سليمان أنه من سحر بانت منه امرأته ‪.‬‬

‫وأما قوله تعالى " ولقد علموا لمن اشتريه ماله في الخرة من خلق " ثم‬

‫قوله تعالى " لو كانوا يعلمون " ففيه وجوه ‪ :‬أولها ‪ :‬أن يكون الذين علموا غير‬

‫الذين‬

‫]‪[273‬‬

‫لم يعلموا ‪ ،‬ويكون الذين علموا الشياطين أو الذين خبر عنهم بأنهم نبذوا كتاب‬

‫ال وراء ظهورهم كأنهم ل يعلمون ‪ ،‬واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان ‪.‬‬

‫والذين لم يعلموا هم الذين عملوا السحر وشروا به أنفسهم ‪ .‬وثانيها أن يكون‬

‫الذين علموا هم الذين لم يعلموا ‪ ،‬لنهم علموا شيئا ولم يعلموا غيره ‪ ،‬فكأنه تعالى‬

‫وصفهم بأنهم عالمون بأنه ل نصيب لمن اشترى ذلك ورضيه لنفسه على الجملة ‪،‬‬

‫ولم‬

‫يعلموا كنه ما يصير إليه من العقاب الذي ل نفادله ول انقطاع ‪ ،‬وثالثها أن تكون‬
‫الفائدة في نفي العلم بعد إثباته أنهم لم يعملوا بما علموه فكأنهم لم يعلموا ‪ ،‬وهذا‬

‫كما يقول أحدنا لغيره ‪ :‬ما أدعوك إليه خير لك وأعود عليك لو كنت تعقل وتنظر في‬

‫العواقب ‪ ،‬وهو يعقل وينظر إل أنه لم يعمل بموجب علمه ‪ ،‬فحسن أن يقال له مثل‬

‫هذا القول ‪ .‬وقال كعب بن زهير يصف ذئبا وغراباه تبعاه ليصيبا من زاده ‪:‬‬

‫إذا حضراني قلت لو يعلمانه * ألم تعلما أني من الزاد مرمل‬

‫فنفى عنهما العمل ثم أثبته بقوله " ألم تعلما أني من الزاد مرمل " وإنما‬

‫المعنى في نفيه العلم عنهما أنهما لم يعمل بما علما ‪ ،‬فكأنهما لم يعلما ‪ ،‬ورابعها‬

‫أن يكون المعنى أن هؤلء القوم الذين قد علموا أن الخرة ل حظ لهم فيها مع‬

‫عملهم القبيح إل أنهم ارتكبوه طمعا في طعام الدنيا وزخرفها ‪ ،‬فقال تعالى " ولبئس‬

‫ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون " أي الذي آثروه وجعلوه عوضا عن الخرة‬

‫ل يتم لهم ول يبقى عليهم وأنه منقطع زائل ‪ ،‬ومضمحل باطل ‪ ،‬وأن المآل إلى‬

‫المستحق في الخرة ‪ ،‬وكل ذلك واضح بحمد ال ) انتهى ( ‪.‬‬

‫وأقول ‪ :‬قال في الصحاح ‪ :‬المغمرة الشدة والجمع غمر ‪ .‬قال القطامى يصف‬

‫سفينة نوح ‪ :‬وحان لتالك الغمر انحسار ‪ .‬وقال ‪ :‬النحسار النكشاف ‪ .‬وقال ‪:‬‬

‫قشعت الريح السحاب أي كشفته فانقشع وتقشع ‪ .‬وقال ‪ :‬الوطب سقاء اللبن‬

‫خاصة ‪ .‬قال ‪ :‬العلبة محلب من جلد ‪ .‬وقال ‪ :‬صررت الناقة شددت عليها الصرار‬

‫وهو خيط يشد فوق الخلف والتودية لئل يرضعها ولدها ‪ .‬وقال ‪ :‬الخلف بالكسر‬
‫حلمة ضرع الناقة ‪ .‬والمزممة من الزمام ‪ .‬والبزل ‪ :‬جمع البازل ‪ ،‬وهو جمل أو ناقة‬

‫كمل‬

‫]‪[274‬‬

‫لها تسع سنين ‪ .‬والماذي ‪ :‬العسل البيض ‪ .‬يقال ‪ :‬شرت العسل أي اجتنتيها ‪ ،‬و‬

‫أشرت لغة ذكره الجوهري واستشهد بالبيت ‪.‬‬

‫وقال الرازي في تفسير هذه الية ‪ :‬أما قوله " واتبعوا ما تتلوا الشياطين‬

‫على ملك سليمان " ففيه مسائل ‪ :‬المسألة الولى قوله " واتبعوا " حكاية عما‬

‫تقدم‬

‫ذكره وهم اليهود ‪ ،‬ثم فيه أقوال ‪ :‬أحدها أنهم اليهود الذين كانوا في زمان محمد‬

‫صلى ال عليه وآله وثانيها أنهم الذين تقدموا من اليهود وثالثها أنهم الذين كانوا‬

‫في زمن سليمان من السحرة ‪ ،‬لن أكثر اليهود ينكرون نبوة سليمان ويعدونه‬

‫من جملة الملوك في الدنيا ‪ ،‬فالذين منهم كانوا في زمانه ل يمتنع أن يعتقدوا فيه‬

‫أنه‬

‫إنما وجد ذلك الملك العظيم بسبب السحر ‪ .‬ورابعها أنه يتناول الكل ‪ ،‬وهذا‬

‫أولى ‪ ،‬لنه ليس صرف اللفظ إلى البعض أولى من صرفه إلى غيره ‪ ،‬إذ ل دليل‬

‫على التخصيص ‪ .‬وخامسها أنه عائد إلى من تقدم ذكره في قوله " نبذ فريق من‬

‫الذين اوتوا الكتاب " قال السدي ‪ :‬لما جاءهم محمد صلى ال عليه وآله عارضوا‬

‫بالتورية‬
‫فخاصموه بها ‪ ،‬فاتفقت التورية والقرآن ‪ ،‬فنبذوا التورية وأخذوا بكتاب آصف‬

‫وسحر هاروت وماروت ‪ ،‬فلم يوافق القرآن ‪ ،‬فهذا هو قوله " ولما جاءهم رسول‬

‫من عندال مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب ال وراء‬

‫ظهورهم " ثم أخبر عنهم بأنهم اتبعوا كتب السحرة ‪.‬‬

‫المسألة الثانية ‪ :‬ذكروا في تفسير " تتلوا " وجهين ‪ :‬أحدهما أن المراد‬

‫منه التلوة والخبار وثانيهما قال أبومسلم ‪ " :‬تتلوا " أي تكذب على ملك سليمان‬

‫يقال تل عليه إذا كذب ‪ ،‬وتل عنه أذا صدق ‪ ،‬وإذا ابهم جاز المران ‪ ،‬والقرب‬

‫هو الول ‪ ،‬لن التلوة حقيقة في الخبر ‪ ،‬إل أن المخبر ل يقال في خبره إذا كان‬

‫كذبا أنه يقول ) ‪ ( 1‬على فلن وأنه قد تل على فلن ‪ ،‬ليميز بينه وبين الصدق‬

‫الذي ل يقال ) ‪ ( 2‬على فلن بل يقال روى عن فلن وأخبر عن فلن ‪ ] ،‬وتل عن‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬انه تل فلن ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬الذى ل يقال فيه روى على فلن ‪.‬‬

‫]‪[275‬‬

‫فلن [ وذلك ل يليق إل بالخبار والتلوة ‪ ،‬ول يمتنع أن يكون الذي كانوا‬

‫بخبرون به عن سليمان ما يتلى ويقرأ فيجتمع فيه كل الوصاف ‪.‬‬

‫المسألة الثالثة ‪ :‬اختلفوا في الشياطين ‪ ،‬فقيل ‪ :‬المراد شياطين الجن ‪ ،‬وهو‬

‫قول الكثرين ‪ ،‬وقيل ‪ :‬شياطين النس ‪ ،‬وهو قول المتكلمين من المعتزلة ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬

‫شياطين النس والجن معا ‪ ،‬أما الذين حملوا على شياطين الجن فقالوا ‪ :‬إن‬
‫الشياطين‬

‫كانوا يسترقون السمع ثم يضمون إلى ما سمعوا أكاذيب يلفقونها ويلقونها إلى‬

‫الكهنة ‪ ،‬وقد دونوها في كتب يقرؤونها ويعلمونها الناس ‪ ،‬وفشا ذلك في زمان‬

‫سليمان‬

‫حتى قالوا ‪ :‬إن الجن تعلم الغيب ‪ ،‬فكانوا يقولون هذا علم سليمان وماتم له‬

‫ملكه إل بهذا العلم ‪ ،‬وبه سخر الجن والنس والريح التي تجري بأمره ‪ ،‬وأما‬

‫الذين حملوه على شياطين النس فقالوا ‪ :‬روي في الخبر أن سليمان كان قد دفن‬

‫كثيرا من العلوم التي خصه ال بها تحت سرير ملكه حرصا على أنه إن هلك الظاهر‬

‫منها بقى ذلك المدفون ‪ ،‬فلما مضت مدة على ذلك توصل قوم من المنافقين إلى أن‬

‫كتبوا في خلل ذلك أشياء من السحر تناسب تلك الشياء من بعض الوجوه ‪ ،‬ثم بعد‬

‫موته واطلع الناس على تلك الكتب أو هموا الناس أنه من عمل سليمان ‪ ،‬وأنه ما‬

‫وصل إلى ما وصل إليه إل بسبب هذه الشياء ‪ ،‬فهذا معنى " ما تتلوا الشياطين "‬

‫واحتج‬

‫القائلون بهذا الوجه على فساد القول الول بأن شياطين الجن لو قدروا على تغيير‬

‫كتب النبياء وشرائعهم بحيث يبقى ذلك التحريف مخفيا ) ‪ ( 1‬فيما بين الناس‬

‫لرتفع الوثوق عن جميع الشرائع ‪ ،‬وذلك يفضي إلى الطعن في كل الديان ‪ .‬فإن‬

‫قيل ‪ :‬إذا جوزتم ذلك على شياطين النس فلم ل يجوز مثله من شياطين الجن قلنا‬
‫الفرق أن الذي يفتعله النسان لبد وأن يظهر من بعض الوجوه ‪ ،‬أما لو جوزنا‬

‫هذا الفتعال من الجن وهو أن يزيد في كتب سليمان بخط مثل خط سليمان فإنه‬

‫ل يظهر ذلك ويبقى مخفيا فيفضي إلى الطعن في جميع الديان ‪.‬‬

‫المسالة الرابعة ‪ :‬أما قوله " على ملك سليمان " فقيل ‪ :‬في ملك سليمان ‪ ،‬عن‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬محققا ‪.‬‬

‫]‪[276‬‬

‫ابن جريح ‪ .‬وقيل ‪ :‬على عهد ملك سليمان ‪ ،‬والقرب أن يكون المراد ‪ :‬واتبعوا‬

‫ما تتلوا الشياطين افتراء على ملك سليمان ‪ ،‬لنهم كانوا يقرؤون من كتب السحر‬

‫فيقولون ‪ :‬إن سليمان إنما وجد ذلك الملك بسبب هذا العلم ‪ ،‬فكانت تلوتهم لتلك‬

‫الكتب كالفتراء على ملك سليمان وال أعلم ‪.‬‬

‫المسألة الخامسة ‪ :‬اختلفوا في المراد بملك سليمان ‪ ،‬فقال القاضي ‪ :‬إن‬

‫ملك سليمان هو النبوة ‪ ،‬أو يدخل فيها النبوة ‪ ،‬وتحت النبوة الكتاب المنزل عليه‬

‫والشريعة ‪ ،‬فإذا صح ذلك ثم أخرج القوم صحيفة فيها ضروب السحر وقد دفنوها‬

‫تحت سرير ملكه ثم أخرجوها بعد موته وأوهموا أنها من جهته صار ذلك منهم‬

‫تقول على ملكه في الحقيقة ‪ .‬والصح عندي أن يقال ‪ :‬القوم لما ادعوا أن سليمان‬

‫إنما وجد تلك المملكة بسبب ذلك العلم كان ذلك الدعاء كالفتراء على ملك سليمان‬

‫وال أعلم ‪ .‬المسألة السادسة ‪ :‬السبب في أنهم أضافوا السحر إلى سليمان وجوه ‪:‬‬

‫أحدها أنهم أضافوا السحر إلى سليمان تفخيما لشأنه ‪ ،‬وتعظيما لمره ‪ ،‬وترغيبا‬
‫للقوم في قبول ذلك منهم ‪ .‬وثانيها أن اليهود ما كانوا يقرون بنبوة سليمان ‪ ،‬بل‬

‫كانوا يقولون إنما وجد ذلك الملك بسبب السحر ‪ .‬وثالثها ‪ :‬أن ال تعالى لما سخر‬

‫الجن لسليمان فكان يخالطهم ويستفيد منهم أسرارا عجيبة ‪ .‬فغلب على الظنون أنه‬

‫عليه السلم استفاد السحر منهم ‪ .‬أما قوله تعالى " وما كفر سليمان " فهذا تنزيه‬

‫له‬

‫عليه السلم عن الكفر ‪ ،‬وذلك يدل على أن القوم نسبوه إلى الكفر والسحر ‪ .‬وقيل‬

‫فيه أشياء أحدها ما روي عن بعض أحباز اليهود أنهم قالوا ‪ :‬أل تعجبون من محمد‬

‫يزعم أن سليمان كان نبيا وما كان إل ساحرا ؟ ! فأنزل ال هذه الية ‪ .‬وثانيها أن‬

‫السحرة من اليهود ‪ ،‬زعموا أنهم أخذوا السحر عن سليمان ‪ ،‬فنزهه ال منه ‪.‬‬

‫وثالثها‬

‫أن قوما زعموا أن قوام ملكه كان بالسحر فبرأه ال منه ‪ ،‬لن كونه نبيا ينافي كونه‬

‫ساحرا كافرا ‪ ،‬ثم بين تعالى أن الذي برأه منه ل حق بغيره ‪ ،‬فقال ‪ :‬ولكن الشياطين‬

‫كفروا ‪ ،‬يشير به إلى ما تقدم ذكره ممن اتخذ السحر كالحرفة لنفسه وينسبه إلى‬

‫]‪[277‬‬

‫سليمان ثم بين تعالى ما به كفروا ‪ ،‬فقد كان يجوز أن يتوهم أنهم كفروا ل بالسحر‬

‫فقال تعالى " يعلمون الناس السحر " ‪.‬‬


‫واعلم أن الكلم في السحر يقع من وجوه ‪ :‬الول في البحث عنه بحسب‬

‫اللغة ‪ ،‬فنقول ‪ :‬ذكر أهل اللغة أنه في الصل عبارة عما لطف وخفي سببه ‪،‬‬

‫والسحر‬

‫بالفتح ‪ :‬هو الغذاء لخفائه ولطف مجاريه ‪ .‬قال لبيد ‪:‬‬

‫ونسحر بالطعام وبالشراب ‪.‬‬

‫قيل فيه وجهان ‪ :‬أحدهما أنا نعلل ونخدع كالمسحور والمخدوع ‪ ،‬والخر‬

‫نغدى وأي الوجهين كان فمعناه الخفاء ‪ .‬وقال ‪:‬‬

‫فإن تسألينامم ) ‪ ( 1‬نحن ؟ فإننا * عصافير من هذا النام المسحر‬

‫وهذا الوجه يحتمل من المعنى ما احتمله الول ‪ ،‬ويحتمل أيضا أن يريد‬

‫بالمسحر أنه ذوالسحر ‪ ،‬والسحر هو الرئة ‪ ،‬وما تعلق بالحلقوم ‪ .‬وهذا أيضا يرجع‬

‫إلى معنى الخفاء ‪ ،‬ومنه قول عائشة " توفي رسول ال بين سحري ونحري "‬

‫وقوله‬

‫تعالى " إنما أنت من المسحرين ) ‪ " ( 2‬يعني من المجوف الذي يطعم ويشرب‬

‫يدل عليه قولهم " ما أنت إل بشر مثلنا ) ‪ " ( 3‬وقال تعالى حكاية عن موسى عليه‬

‫السلم‬

‫إنه قال للسحرة " ما جئتم به السحر إن ال سيبطله ) ‪ " ( 4‬وقال ‪ :‬فلما ألقوا‬

‫سحروا‬

‫أعين الناس واسترهبوهم " ) ‪ ( 5‬فهذا هو معنى السحر في أصل اللغة ‪.‬‬
‫الوجه الثانى ‪ :‬اعلم أن لفظ السحر في عرف الشرع مختص بكل أمر‬

‫مخفي ) ‪ ( 6‬سببه ‪ ،‬ويتخيل على غير حقيقته ‪ ،‬ويجري مجرى التمويه والخداع ‪،‬‬

‫و‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬فيم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬الشعراء ‪. 185 ، 153 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬الشعراء ‪. 154 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬يونس ‪. 81 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬العراف ‪. 116 :‬‬

‫) ‪ ( 6‬في المصدر ‪ :‬يخفى ‪.‬‬

‫]‪[278‬‬

‫متى اطلق ولم يقيد أفاد ذم فاعله ‪ ،‬قال تعالى " سحروا أعين الناس " يعني موهوا‬

‫عليهم حتى ظنوا أن حبالهم وعصيهم تسعى ‪ ،‬وقال تعالى " يخيل إليه من سحرهم‬

‫أنها تسعى ) ‪ " ( 1‬وقد يستعمل مقيدا فيما يمدح ويحمد ‪ ،‬روي أنه قدم على رسول‬

‫ال صلى ال عليه وآله الزبرقان بن بدر وعمروبن الهتم وقال لعمرو ‪ :‬خبرني عن‬

‫الزبرقان‬

‫فقال ‪ :‬مطاع في ناديه ‪ ،‬شديد العارض ‪ ،‬مانع لما وراء ظهره ‪ ،‬قال الزبرقان ‪:‬‬
‫هو وال يعلم أني أفضل منه ‪ .‬فقال عمرو ‪ :‬إنه زمر المروءة ضيق العطن أحمق‬

‫الب‬

‫لئيم الخال يا رسول ال صدقت فيهما أرضاني فقلت أحسن ما علمت وأسخطني‬

‫فقلت‬

‫أسوء ما علمت فقال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬إن من البيان لسحرا ‪ .‬فسمى‬

‫النبي صلى ال عليه وآله‬

‫بعض البيان سحرا ‪ ،‬لن صاحبه يوضح الشئ المشكل ويكشف عن حقيقته بحسن‬

‫بحسن بيانه وبليغ عبارته ‪.‬‬

‫فان قيل ‪ :‬كيف يجوز أن يسمي ما يوضح الحق وينبئ وينبئ عنه سحرا وهذا‬

‫القائل إنما قصد إظهار الخفي ل إخفاء الظاهر ‪ ،‬ولفظ السحر إنما يكون عند‬

‫إخفاء الظاهر ؟‬

‫قلنا ‪ :‬إنما سماه سحرا لوجهين ‪ :‬الول أن ذلك العذر ) ‪ ( 2‬للطفه وحسنه‬

‫استمال القلوب ‪ ،‬فأشبه السحر الذي يستميل القلوب فمن هذا الوجه سمي سحرا ل‬

‫من الوجه الذي ظننت ‪ .‬الثانى ‪ :‬أن المقتدر على البيان يكون قادرا على تحسين‬

‫ما يكون قبيحا وتقبيح ما يكون حسنا ‪ ،‬فذلك يشبه السحر من هذا الوجه في أقسام‬

‫السحر ‪.‬‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 278‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 286‬سطر ‪18‬‬

‫واعلم أن السحر على أقسام ‪ :‬القسم الول سحر الكلدانيين والكذابين ) ‪( 3‬‬

‫الذين كانوا في قديم الدهر ‪ ،‬وهم قوم يعبدون الكواكب ويزعمون أنها هي المدبرة‬

‫لهذا العالم ‪ ،‬ومنها تصدر الخيرات والشرور والسعادة والنحوسة ‪ ،‬وهم الذين‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬طه ‪. 66 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬القدر ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 3‬الكلدانيين والسكدانيين ‪.‬‬

‫]‪[279‬‬

‫بعث ال تعالى إبراهيم مبطل لمقالتهم ‪ ،‬ورادا عليهم في مذاهيهم ‪.‬‬

‫وهؤلء فرق ثلث ‪ :‬الفريق الول هم الذين زعموا أن هذه الفلك والكواكب‬

‫واجبة الوجود في ذواتها ‪ ،‬وأنه ل حاجة بهذية ذواتها وصفاتها إلى موجب ومدبر‬

‫وخالق وعلة البتة ‪ .‬ثم إنها هي المدبرة لعالم الكون والفساد ‪ ،‬وهؤلء هم‬

‫الصابئة الدهرية ‪ .‬والفريق الثانى الذين قالوا ‪ :‬الجسم يستحيل أن يكون واجبا‬

‫لذاته ‪ ،‬لن كل جسم مركب ‪ ،‬وكل مركب فإنه مفتقر إلى كل واحد من‬

‫أجزائه ‪ ،‬وكل واحد من أجزائه غيره ‪ ،‬فكل جسم فهو مفتقر إلى غيره ‪ ،‬فهو ممكن‬

‫لذاته ] وكل ممكن لذاته فهو مؤثر [ فله مؤثر ‪ ،‬وهذه الجرام الفلكية و‬
‫الكوكبية لبد لها من مؤثر ‪ .‬ثم قالوا ‪ :‬ذلك المؤثر إما أن يكون حادثا أو‬

‫قديما ‪ ،‬فإن كان حادثا افتقر إلى مؤثر آخر ولزم التسلسل وهو محال ‪ ،‬وإن‬

‫كان قديما فإما أن يكون كل ما لبد منه في مؤثريته حاصل في الزل أو ليس‬

‫كذلك ‪ ،‬ويدخل في هذا التقسيم قول من يقول إنه إنما خلق العالم في الحيز‬

‫الذي خلقه فيه ‪ ،‬لن خلقه في ذلك الحيز أصلح من خلقه في حيز آخر ‪ ،‬أو‬

‫لن خلقه كان موقوفا على انقضاء الزل ‪ ،‬أو لن خلقه كان موقوفا على حضور‬

‫وقت معين إما مقدر أو محقق ‪ .‬فإن قلنا إن كل ما لبد منه في مؤثريته كان‬

‫حاصل في الزل لزم أن يكون الثر واجب الترتب عليه في الزل ‪ ،‬لن الزل‬

‫لولم يكن واجب الترتب عليه فهو إما ممتنع الترتب عليه ‪ ،‬فهو ليس بموثر البتة‬

‫وقد فرضناه مؤثرا ‪ ،‬هذا خلف ‪ ،‬وإن كان ممكن الترتب عليه وممكن اللترتب‬

‫عليه أيضا ‪ ،‬فلنفرض تارة مصدرا للثر بالفعل واخرى غير مصدر له بالفعل ‪،‬‬

‫فامتياز‬

‫الحيز الذي صار المؤثر فيه مصدرا للثر بالفعل عن الحيز الذي لم يصر فيه كذلك‬

‫إما أن يتوقف على انضمام قيد إليه أو لم يتوقف ‪ ،‬فإن توقف لم يكن الحاصل‬

‫قبل انضمام هذا القيد إليه كل ما لبد منه في المؤثرية وقد فرضناه كذلك ‪ ،‬و‬

‫هذا خلف ‪ ،‬وإن لم يتوقف فقد ترجح الممكن من غير مرجح البتة ‪ ،‬وتجويزه‬

‫يسد باب الستدلل بالممكن على وجود الصانع ‪ .‬وأما إن قلنا بأن كل مالبد‬

‫]‪[280‬‬
‫منه في المؤثرية ما كان حاصل في الزل ‪ ،‬فإن استمر ذلك السلب وجب أن ل يصير‬

‫البتة مؤثرا ‪ .‬لكنا ] قد [ فرضناه مؤثرا في الزل ‪ ،‬هذا خلف ‪ ،‬وإن تغير فقد‬

‫حدث بعض مالبد منه في الموثرية ‪ ،‬فإن كان حدوثه ل لمر فقد وقع الممكن ل‬

‫عن مؤثر ‪ ،‬وهو محال ‪ ،‬وإن كان حدوثه لمر لم يكن الشئ الذي فرضناه حادثا‬

‫أول كذلك ‪ ،‬لنه حصل قبله حادث آخر وكنا فرضناه حادثا أول ‪ ،‬وهذا‬

‫خلف ‪ .‬وأيضا فإنا ننقل الكلم إليه ‪ ،‬ويلزم التسلسل وهو محال ‪.‬‬

‫قالوا ‪ :‬وهذا يقتضي استناد الممكنات إلى مؤثر تام المؤثرية في الزل ‪ ،‬و‬

‫متى كان كذلك وجب كون الثار أزلية دائمة ‪ ،‬فهذا يقتضي أن ل يحصل في العالم‬

‫شئ من التغيرات البتة ‪ ،‬لكن التغيرات مشاهدة قطعا ‪ ،‬فلبد من حيلة ‪ ،‬فنقول‬

‫ذلك المؤثر القديم الواجب لذاته ‪ ،‬إل أن كل حادث مسبوق بحادث آخر حتى‬

‫يكون انقضاء المتقدم شرطا لحصول المتأخر عن ذلك المبدأ القديم وعلى هذا‬

‫الطريق‬

‫يصير المبدأ القديم مبدأ للحوادث المتغيرة ‪ ،‬فإذن لبد من توسط حركة دائمة‬

‫يكون كل جزء منها مسبوقا بالخر ل إلى أول ‪ ،‬وهذه الحركة يمتنع أن تكون‬

‫مستقيمة ‪ ،‬وإل لزم القول بأبعاد غير متناهية ‪ ،‬وهو محال ‪ ،‬فلبد من جرم متحرك‬

‫بالستدارة وهو الفلك ‪ ،‬فثبت أن حركات الفلك كالمبادئ القريبة للحوادث‬

‫الحادثة في هذا العالم ‪ ،‬والمدبرات الملصقة بها ‪ ،‬فل جرم قالوا بإلهيتها ‪،‬‬
‫واشتغلوا‬

‫بعبادتها وتعظيمها ‪ ،‬واتخذوا لكل واحد منها هيكل مخصوصا وصنما معينا‬

‫فاشتغلوا بخدمتها ‪ ،‬فهذا هو دين عبدة الصنام والوثان ‪ .‬ثم إن هؤلء‬

‫قالوا ‪ :‬إن المبدأ الفاعلي ل يكفي وجوده في حصول الفعل ‪ ،‬بل لبد من حضور‬

‫المبدأ القابلي المنفعلي ‪ ،‬ول يكفي حضوره أيضا مالم تكن الشرائط حاصلة والموانع‬

‫زائلة ‪ ،‬وربما حدث أمر مشكل غريب في العالم العلى يصلح لفادة هيئة غريبة‬

‫في مادة العالم السفل ‪ ،‬فإذا لم تكن المادة السفلية متهيئة لقبول تلك الهيئة من‬

‫الشكال العلوية لم تحدث تلك الهيئة ‪ ،‬ثم إن فوات تلك التهيؤ تارة تكون لجل‬

‫كون المادة ممنوة بالمعوقات المانعة عن قبول ذلك الثر ‪ ،‬وتارة لجل فوات‬

‫]‪[281‬‬

‫بعض الشرائط لكن لو تهيأت لنا تقدمة المعرفة بطبيعة ذلك التشكل وبوقت حدوثه‬

‫وبطبيعة المور المعتبرة في كون المادة السفلية قابلة لذلك الثر لكان يمكننا‬

‫تهيئة المادة لقبول ذلك الثر وإماطة الموانع عنها ‪ ،‬وتحصيل المعدات لها ‪ ،‬حتى‬

‫يتم ذلك الفيضان ‪ ،‬ويسري في القابليات ‪ ،‬لما تقرر أن الفاعل التام متى لقي‬

‫المنفعل التام ظهر الفعل التام ل محالة ‪ ،‬فاذا عرفت هذا فالساحر هو الذي يعرف‬

‫القوى العالية الفعالة بسائطها ومركباتها ‪ ،‬ويعرف ما يليق بكل واحد من العوالم‬

‫السفلية ‪ ،‬ويعرف المعدات ليعدها ‪ ،‬والعوائق لينحيها ‪ ،‬معرفة بحسب الطاقة‬


‫البشرية ‪ ،‬فحينئذ يكون النسان متمكنا من استجذاب ما يخرق العادة ‪ ،‬ومن دفع‬

‫ما يدافعها ‪ ،‬يتقريب المنفعل من الفاعل ‪ ،‬وهذا معنى قول بطلميوس " علم النجوم‬

‫منك ومنها " فهذا هو الشارة إلى خلصة قول الفلسفة الصابئة في حقيقة السحر‬

‫وماهيته ‪.‬‬

‫الفريق الثالث ‪ :‬الذين أثبتوا لهذه الفلك والكواكب فاعل مختارا خلقها‬

‫وأوجدها بعد العدم ‪ ،‬إل أنهم قالوا ‪ :‬إنه سبحانه أعطاه قوة عالية نافذة في هذا‬

‫العالم ‪ ،‬وفوض تدبير هذا العالم إليهم ‪ .‬قالوا ‪ :‬الدليل على كون هذه الجرام‬

‫الفلكية أحياء وجهان ‪ :‬الول أنه ل شك أن الحيوة أشرف من الجمادية‬

‫فكيف يحسن في الحكمة خلق الحيوة في الجسام الخسيسة نحو أبدان الديدان‬

‫والخنافس ‪ ،‬وإخلء هذه الجرام الشريفة النورانية الروحانية عن الحيوة ‪ .‬الثاني‬

‫أن هذا الفلك متحركة بالستدارة ‪ ،‬فحركتها إما أن تكون طيعية ‪ ،‬أو قسرية‬

‫أو إرادية ‪ ،‬ل جائز أن تكون طبيعية ‪ ،‬لن المهروب عنه بالطبع ل يكون بعينه‬

‫مطلوبا بالطبع ‪ ،‬وكل نقطة فرضنا الفلك متحركا عنه فإن حركته عنها هي‬

‫عين حركته إليها فيستحيل كون تلك الحركة طبيعية ‪ ،‬ول جائز أن تكون قسرية‬

‫لن القسر هو الذي يكون على خلف الطبيعة ‪ ،‬فإذ قد بطلت الطبيعية ‪ ،‬وجب‬

‫بطلن كونها قسرية ‪ ،‬ولما بطل القسمان ثبت كونها إرادية ‪ ،‬فثبت أن الفلك‬

‫والكواكب أجرام حية عاقلة ‪ .‬قالوا ‪ :‬إذا ثبت هذا فنقول ‪ :‬الوقوف على جميع‬

‫]‪[282‬‬
‫الطبائع العلوية والسفلية مما ل يفي به وسع البشر ‪ ،‬وطاقة النفس الناطقة لوجوه‬

‫أربعة ‪ :‬أولها أنه ل سبيل إلى إثبات الكواكب إل بواسطة القوة الباصرة ‪ ،‬ول‬

‫ارتياب أنها عن إدراك الصغير من البعيد قاصرة ‪ ،‬فإن أصغر كوكب مما في القدر‬

‫السابع من الفلك الثامن وهو الذي يمتحن به حدة البصره مثل كرة الرض بضعة‬

‫عشر مرة ‪ ،‬وإن كرة الرض أعظم من العطارد كذا ألف مرة ‪ ،‬فلو تكوكب‬

‫الفلك العظم بكواكب على قدر الكواكب الصغيرة المذكورة من الثوابت فل شك‬

‫أن الحس ل يدركه ‪ ،‬والبصر ل يمتد عليه ‪ ،‬فضل عما يكون في مقدار عطارد أو‬

‫أصغر منه ‪ .‬وعلى هذا التقدير ل يبعد أن يكون في السماوات كواكب كثيرة فعالة‬

‫وإن كنا ل نعرف وجودها فضل عن أن نعرف طبائعها ‪ ،‬ولهذا نقل صاحب كتاب‬

‫" تتكلوشا " عن رواياى ) ‪ ( 1‬البشر أنه بقي في الفلك وراء الكواكب المرصودة‬

‫كواكب لم ترصد ‪ ،‬إما لفرط صغرها أو لخفاء آثارها وأفعالها ‪.‬‬

‫وثانيها ‪ :‬أن الكواكب التي نراها ليست بأسرها مرصودة ‪ ،‬بل المرصودة‬

‫منها ألف واثنان وعشرون ‪ ،‬والبواقي غير مرصودة ‪ ،‬ومما يحقق ذلك ما ثبت‬

‫بالدللة أن المجرة ليست إل أجرام كوكبية صغيرة جدا مر تكزة في فلك الثوابت‬

‫على هذا السمت المخصوص ‪ ،‬وظاهر أن الوقوف على طبائعها متعذرة ‪.‬‬

‫وثالثها ‪ :‬أن هذه الكواكب المرصودة مما لم يحصل الوقوف التام على‬

‫طبائعها ‪ ،‬لن أقوال الحكاميين ضعيفة قليلة الحاصل ‪ ،‬ل سيما في طبائع الثوابت ‪.‬‬

‫ورابعها ‪ :‬أنا بتقدير أن نعرف طبائع هذا الكواكب على بساطتها لكنه‬
‫ل يمكننا الوقوف على طبائعها حال امتزاجها إل على سبيل التقريب البعيد عن‬

‫التحقيق ‪.‬‬

‫ثم إنا نعلم أن الحوادث الحادثة في هذا العالم ل يصدر عن طبائها البسيطة‬

‫وإل لدامت هذه الحوادث بدوام تلك الطبائع ‪ ،‬بل إنما يحصل عن امتزاجاتها ‪ ،‬و‬

‫تلك المتزاجات غير متناهية ‪ ،‬فل سبيل إلى الوقوف عليها على سبيل القياس ‪ ،‬فقد‬

‫ثبت‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬سيد البشر ‪ ) :‬خ ( ‪.‬‬

‫]‪[283‬‬

‫بهذه الوجوه الربعة تعذر الوقوف على طبائعها الفعالة ‪ ،‬وأما القوى المنفعلة‬

‫فالوقوف التام عليها كالمتعذر ‪ ،‬لن القبول التام ل يتحقق إل مع شرائط مخصوصة‬

‫في القابل من الكم والكيف والوضع والين وسائر المقولت ‪ ،‬والمواد السفلية‬

‫غير ثابتة على حالة واحدة ‪ ،‬بل هي أبدا في الستحالة والتغير ‪ ،‬وإن كان ل يظهر‬

‫في الحس ‪ ،‬فقد ظهر بما قررنا أن الوقوف التام على أحوال القوى الفعالة‬

‫السماوية والقوى الرضية المنفعلة غير حاصل للبشر ‪ ،‬ولو حصل ذلك لحد لوجب‬

‫أن يكون ذلك الشخص عالما بجميع التفاصيل الحاصلة من الماضية والتية ‪ ،‬وأن‬

‫يكون متمكنا من إحداث جميع المور التي ل نهاية لها ‪.‬‬

‫ثم قالوا ‪ :‬فهذه المباحث والملمح ) ‪ ( 1‬مما يوهن العقل عن التمكن من هذه‬

‫الصناعة ‪ ،‬إل أنه نعم ما قيل من أن مال يدرك كله ل يترك كله فالقوى البشرية‬
‫وإن قصرت عن اكتناه هذه القوى العالية الفعالة والسافلة المنفعلة ولكن يمكنها‬

‫الطلع على بعض أحوالها ‪ ،‬وإن كان ذلك القدر تافها حقيرا بالنسبة إلى مافي‬

‫الوجود لكنه عظيم بالنسبة إلى قدرة النسان وقوته ‪ ،‬لن الحكاميين من أهل‬

‫النجوم قد وقفوا بسبب التجارب المتطاولة قرنا بعد قرن على كثير من أحوال‬

‫السبعة‬

‫السيارة وكثير من الثوابت ‪ ،‬وعرفو من أحوال البروج والحدود ] والوجوه [‬

‫والمثلثات‬

‫ما يعظم النتفاع بمعرفته لمن اطلع عليه وأحاط به ‪ ،‬وليس يلزمنا أنه لما تعذر‬

‫علينا تحصيل اليقين التام بها واسطة البراهين المنطبقة أن يترك النتفاع بها مع ما‬

‫تشاهد من صحة قوانينها الكلية ‪ ،‬كما ل يلزم من عدم قيام الدلئل الطبيعية ) ‪( 2‬‬

‫على طبائع الغذية والدوية البسيطة والمركبة أن ل ينتفع بها ‪ ،‬بل هذه الصناعة‬

‫أولى‬

‫بالرعاية من صناعة الطب ‪ ،‬وذلك لنهما بعد اشتراكهما في عدم البراهين المنطبقة‬

‫على مطالبها امتازت هذه الصناعة عن صناعة الطب بوصف نافع ‪ ،‬وذلك أن الدواء‬

‫المتناول لولم ينفع يحصل من تناوله ضرر عظيم ‪ ،‬وأما هذه الصناعة فلولم تنفع لم‬
‫تضر ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الملحم ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬المنطبقة ) ظ ( ‪.‬‬

‫]‪[284‬‬

‫وأما ظن حصول النفع فهو قائم في الموضعين ‪ ،‬وإذا كان كذلك كانت هذه الصناعة‬

‫أولى بالرعاية من صناعة الطب ‪.‬‬

‫فإن قال قائل ‪ :‬كيف السبيل إلى معرفة طبائع هذه الكواكب والبروج ؟ و‬

‫أما التجربة فهي متعذرة ‪ ،‬وذلك لن أقل مالبد منه في التجربة أن يعود المر‬

‫مرتين ‪ ،‬وعودة الفلك إلى شكله المعين ممتنع عند بعض الفلسفة ‪ ،‬ولو أمكن على‬

‫بعده‬

‫فإنما يقع لوعاد جميع الكواكب إلى الموضع الذي كان واقفا عليه في المرة الولى‬

‫وذلك مما ل يحصل إل بعد المدة التي تسمى بعمر العالم ‪ ،‬فأي عمر يفي بذلك ؟ و‬

‫أي عقل يصل إليه ؟‬

‫الجواب أنه ل حاجة في هذه التجربة إلى عود الفلك إلى الشكل الول‬

‫من جميع الوجوه ‪ ،‬بل لما رأينا كوكبا حصل في برج وصدر عنه أثر وشاهدنا هذا‬

‫الثر مع حصوله في ذلك البرج مدة بعد اخرى غلب على ظننا أن حصوله في ذلك‬

‫البرج مستعقب لهذا الثر ‪ .‬وهذا القدر كاف في حصول الظن ‪ .‬وأيضا قد تحصل‬

‫معرفة طبائع هذه الكواكب على سبيل اللهام ‪ ،‬يحكى عن جالينوس أنه عرف‬
‫كثيرا من المور الطبية برؤيا رآها ‪ ،‬وإذا كان ذلك ممكنا فل سبيل إلى دفعه ‪.‬‬

‫قالوا ‪ :‬إذا ثبت ذلك فإن التجارب التي مارسها الحكاميون من المنجمين‬

‫دلت على أن لكل اختصاصا بأشياء معينة في هذا العالم من المكنة والزمنة‬

‫واليام والساعات والغذية والروائح والشكال التي يتعلق بها كوكب معين في‬

‫وقت يكون الكوكب فيه قويا على ذلك الفعل الذي يطلب منه لم يبعد أن يحصل‬

‫ذلك الثر الخارق للعادة ل سيما إذا كان المتولي لمباشرة ذلك العمل القوي‬

‫النفس ) ‪ ( 1‬صافي الروح ‪ ،‬بحيث يكون روحه في الستعلء والستيلء من جوهر‬

‫الرواح‬

‫السماوية ‪ ،‬فهناك يتم المر ‪ ،‬ويحصل الغرض ‪ ،‬فهذا مجموع أقوال الصابئة في‬

‫تقرير هذا النوع من السحر ‪.‬‬

‫أما المعتزلة فقد اتفقت كلمتهم على أن غير ال ل يقدر على خلق الجسم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬قوى النفس ) ظ ( ‪.‬‬

‫]‪[285‬‬

‫والحيوة واللون والطعم ‪ ،‬واحتجوا بوجوه ذكرها القاضي ولخصها في تفسيره وفي‬

‫سائر كتبه ‪ ،‬ونحن ننقل تلك الوجوه وننظر فيها ‪:‬‬

‫أولها ‪ :‬وهو النكتة العقلية التي عليها يقولون ) ‪ ( 1‬أن كل ما سوى ال إما‬

‫متحيز أو قائم بالمتحيز ‪ ،‬فلو كان غير ال فاعل للجسم والحياة لكان ذلك الغير‬
‫متحيزا وذلك المتحيز لبد وأن يكون قادرا بالقدرة ‪ ،‬إذلو كان قادرا لذاته‬

‫لكان كل جسم كذلك بناء على أن الجسام متماثلة لكن القادر بالقدرة ل‬

‫يصح منه فعل الجسم والحيوة ‪ .‬ويدل عليه وجهان ‪ :‬الول أن العلم الضروري‬

‫حاصل‬

‫بأن الواحد منا ل يقدر على خلق الجسم والحياة ابتداء ‪ ،‬فقدرتنا مشتركة في امتناع‬

‫ذلك عليها فهذا المتناع حكم مشترك فلبد له من علة مشتركة ‪ ،‬ول مشترك ههنا‬

‫إل‬

‫كوننا قادرين بالقدرة ‪ ،‬وإذا ثبت هذا وجب في من كان قادرا بالقدرة أن يتعذر عليه‬

‫فعل‬

‫الجسم والحياة الثانى ‪ :‬أن هذه القدرة التي لنا ل شك أن بعضها يخالف بعضا ‪ ،‬فلو‬

‫قدرنا قدرة صالحة لخلق الجسم والحياة لم يكن مخالفتها لهذه القدرة أشد من‬

‫مخالفة‬

‫بعض هذه القدرة للبعض فلو كفى ذلك القدر من المخالفة في صلحيتها لخلق‬

‫الجسم ) ‪( 2‬‬

‫لوجب في هذه القدرة التي يخالف بعضها بعضا أن تكون صالحة لخلق الجسم‬

‫والحياة‬

‫ولما لم يكن كذلك علمنا أن القادر بالقدرة ل يقدر على خلق الجسم والحياة ‪.‬‬
‫وثانيها ‪ :‬أنا لو جوزنا ذلك لتعذر الستدلل بالمعجزات على النبوات ) ‪( 3‬‬

‫لنا لما جوزنا استحداث الخوارق بواسطة تمزيج القوى السماوية بالقوى الرضية‬

‫لم يمكننا القطع بأن هذه الخوارق التي ظهرت على أيدي المناء ) ‪ ( 4‬صدرت عن‬

‫ال تعالى ‪ ،‬بل يجوز فيها أنهم أتوابها من طريق السحر ‪ ،‬وحينئذ يبطل القول‬

‫بالنبوات من كل الوجوه ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬كذا والصواب " يعولون " ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬والحياة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬على النبوة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬في المصدر ‪ :‬ايدى النبياء عليهم السلم ‪.‬‬

‫]‪[286‬‬

‫وثالثها ‪ :‬أنا لو جوزنا أن يكون في الناس من يقدر على خلق الجسم و‬

‫الحياة واللوان لقدر ذلك النسان على تحصيل الموال العظيمة من غير تعب‬

‫لكنا نرى يدعي السحر متوسل إلى اكتساب الحقير من المال بجهد جهيد‬

‫فعلمنا كذبه ‪ ،‬وبهذا الطريق يعلم فساد ما يدعيه قوم من الكيمياء ‪ .‬فانا نقول لو‬

‫أمكنهم ببعض الدوية أن يقلبوا غير الذهب ذهبا لكان إما أن يمكنهم ذلك بالقليل‬

‫من الموال فكان ينبغي أن يغنوا أنفسهم بذلك عن المشقة والذلة ‪ ،‬أو ل يمكن إل‬

‫باللت العظام والموال الخطيرة ‪ ،‬فكان يجب أن يظهروا ذلك للملوك المتمكنين‬

‫من ذلك ‪ ،‬بل كان يجب أن يفطن الملوك لذلك ‪ ،‬لنه أنفع لهم من فتح البلد التي‬
‫ل يتم إل بإخراج الموال والكنوز ‪ ،‬وفي علمنا بانصراف النفوس والهمم عن ذلك‬

‫دللة على فساد هذا القول ‪ .‬قال القاضي ‪ :‬فثبت بهذه الجملة أن الساحر ل يصح أن‬

‫يكون فاعل لشئ من ذلك ‪.‬‬

‫واعلم أن هذا الدلئل ضعيفة جدا ‪ ،‬أما الوجه الول فنقول ‪ :‬ما الدليل‬

‫على أن كل ما سوى ال تعالى إما أن يكون متحيزا أو قائما بالمتحيز ‪ ،‬أما علمتم‬

‫أن الفلسفة مصرون على إثبات العقول والنفوس الفلكية والنفوس الناطقة ‪ ،‬و‬

‫زعموا أنها في أنفسها ليست بمتحيزة ول قائمة بالمتحيز ‪ ،‬فما الدليل على فساد‬

‫القول بها ؟‬

‫فإن قالوا ‪ :‬لو وجد موجود هكذا لزم أن يكون مثل ل تعالى ‪:‬‬

‫قلنا ‪ :‬ل نسلم ‪ ،‬وذلك لن الشتراك في السلوب ل يقتضي الشتراك في الماهية‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 286‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 294‬سطر ‪18‬‬

‫سلمنا ذلك لكن لم ل يجوز أن يكون بعض الجسام يقدر على ذلك لذاته ؟ قوله‬

‫" الجسام متساوية ) ‪ ( 1‬فلو كان جسم كذلك لكان كل جسم كذلك " قلنا ‪ :‬ما‬

‫الدليل على تماثل الجسام ؟‬


‫فان قالوا ‪ :‬إنه ل معنى للجسم إل الممتد في الجهات ‪ ،‬الشاغل للحياز ‪ ،‬فل‬

‫تفاوت بينها في هذا المعنى ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬متماثلة ‪.‬‬

‫]‪[287‬‬

‫قلنا المتداد في الجهات والشغل للحياز صفة من صفاتها ولزم من لوازمها‬

‫ول بعد أن تكون الشياء المختلفة في الماهية مشتركة في بعض اللوازم ‪ ،‬سلمنا‬

‫أنه‬

‫يجب أن يكون قادرا بالقدرة ‪ ،‬فلم قلتم إن القادر بالقدرة ل يصح منه خلق الجسم‬

‫والحياة ؟ قوله " لن القدرة التي لنا مشتركة في هذا المتناع ‪ ،‬فهذا المتناع حكم‬

‫مشترك ‪ ،‬فل بد له من علة مشتركة ‪ ،‬ول مشترك سوى كوننا قادرين بالقدرة "‬

‫قلنا ‪ :‬هذا المقدمات بأسرها ممنوعة ‪ ،‬فل نسلم أن المتناع حكم معلل ‪ ،‬وذلك‬

‫لن المتناع عدمي ‪ ،‬والعدمي ل يعلل ‪ .‬سلمنأ أنه أمر وجودي ‪ ،‬ولكن من‬

‫مذهبهم أن كثيرا من الحكام ل يعلل ‪ ،‬فلم ل يجوز أن يكون ههنا كذلك ؟ سلمنا‬

‫أنه معلل ‪ ،‬فلم قلتم ‪ :‬إن الحكم المشترك لبد له من علة مشتركة ‪ ،‬أليس أن‬

‫القبح حصل في الظلم معلل بكونه ظلما وفي الكذب بكونه كذبا وفي الجهل بكونه‬

‫جهل ؟ سلمنا أنه لبد من علة مشتركة ‪ ،‬لكن ل نسلم أنه ل مشترك إل كوننا‬

‫قادرين بالقدرة ‪ ،‬فلم ل يجوز أن تكون هذه القدرة التي لنا مشتركة في وصف معين‬
‫وتلك القدرة التي تصلح لخلق الجسم تكون خارجة عن ذلك الوصف ‪ ،‬فما الدليل‬

‫على أن المر ليس كذلك ؟‬

‫أما الوجه الثاني وهو أنه ليست مخالفة تلك القدرة لبعض هذه القدرة أشد‬

‫من مخالفة بعض هذه القدرة للبعض ‪ ،‬فنقول ‪ :‬هذا أضعف ) ‪ ، ( 1‬لنا ل نعلل‬

‫صلحيتها لخلق الجسم بكونها مخالفة لهذا القدرة ‪ ،‬بل لخصوصيتها المعينة التي‬

‫لجلها خالفت سائر القدر ‪ ،‬وتلك الخصوصية معلوم أنها غير حاصلة في سائر‬

‫القدر‬

‫ونظير ما ذكروه أن يقال ‪ :‬ليست مخالفة الصوت للبياض أشد من مخالفة السواد‬

‫للبياض ‪ ،‬فلو كانت تلك المخالفة مانعة للصوت من صحة أن يرى لوجب لكون‬

‫السواد مخالفا للبياض أن يمتنع رؤيته ‪ ،‬ولما كان هذا الكلم فاسدا فكذا ما قالوه‬

‫والعجب من القاضي أنه لما حكى هذه الوجوه عن الشعرية في مسألة الرؤية‬

‫زيفها بهذه السئلة ‪ ،‬ثم إنه نفسه تمسك بها في هذه المسألة التي هي الصل في‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر موفقا لبعض النسخ ‪ :‬ضعيف ‪.‬‬

‫]‪[288‬‬

‫إثبات النبوة ‪ ،‬والرد على من أثبت متوسطا بين ال وبيننا ‪.‬‬

‫أما الوجه الثالث وهو أن القول بصحة النبوات ل يبقى مع تجويز هذا‬

‫الصل ‪ .‬فنقول ‪ :‬إما أن يكون القول بصحة النبوات متفرعا على فساد هذه القاعدة‬

‫أو ل يكون ‪ ،‬فإن كان الول امتنع إفساد هذا الصل بالبناء على صحة النبوات‬
‫وإل وقع الدور ‪ ،‬وإن كان الثاني فقد سقط هذا الكلم بالكلية ‪.‬‬

‫وأما الوجه الرابع فلقائل أن يقول ‪ :‬الكلم في المكان غير ‪ ،‬وفي الوقوع‬

‫غير ‪ ،‬ونحن ل نقول بأن هذه الحالة حاصلة لكل أحد بل هذه الحالة ل تحصل للبشر‬

‫إل‬

‫في العصار المتباعدة ‪ ،‬فكيف يلزمنا ما ذكرتموه ‪ .‬فهذا هو الكلم في النوع الول‬

‫من السحر ‪.‬‬

‫* ) النوع الثانى من السحر ( *‬

‫* ) سحر أصحاب الوهام والنفوس القوية ( *‬

‫قالوا ‪ :‬اختلف الناس في أن الذي يشير إليه كل إنسان بقوله " أنا " ما‬

‫هو ؟ فمن الناس من يقول ‪ :‬إنه هو هذه البنية ‪ ،‬ومنهم من يقول ‪ :‬إنه جسم‬

‫سار في هذه البنية ‪ ،‬ومنهم من يقول ‪ :‬إنه موجود ليس بجسم ول جسماني‬

‫أما إذا قلنا ‪ :‬إن النسان هو هذه البنية فل شك أن هذه البنية مركبة من الخلط‬

‫الربعة ‪ ،‬فلم ل يجوز أن يتفق في بعض العصار النادرة أن يكون مزاج من‬

‫المزجة في ناحية من النواحي يقتضي القدرة على خلق الجسم والعلم بالمور‬

‫الغائبة‬

‫عنا ؟ وهكذا الكلم إذا قلنا إن النسان جسم سار في هذه البنية ‪ ،‬أما إذا قلنا إن‬

‫النسان هو النفس فلم ل يجوز أن يقال ‪ :‬النفوس مختلفة ‪ ،‬فيتفق في بعض‬

‫النفوس‬
‫أن تكون لذاتها قادرة على هذه الحوادث الغريبة مطلعة على السرار الغائبة‬

‫] عنا [ فهذا الحتمال مما لم يقم دللة على فساده سوى الوجوه المتقدمة وقد‬

‫بان بطلنها ‪.‬‬

‫ثم الذي يؤكد هذا الحتمال وجوه ‪ :‬أولها أن الجذع الذي يتمكن النسان‬

‫]‪[289‬‬

‫من المشي عليه لو كان موضوعا على الرض ل يمكنه المشي عليه لو كان‬

‫كالجسر على‬

‫هاوية تحته ‪ ،‬وما ذاك إل لن تخيل السقوط متى قوي أوجبه ‪ .‬وثانيها أجمعت‬

‫الطباء على نهي المرعوف عن النظر إلى الشياء الحمر ‪ ،‬والمصروع عن النظر‬

‫إلى‬

‫الشياء القوية اللمعان والدوران ‪ ،‬وما ذاك إل لن النفوس خلقت مطيعة للوهام‬

‫وثالثها حكى صاحب الشفاء عن أرسطو في طبائع الحيوان أن الدجاجة إذا تشهت‬

‫كثيرا بالديكة في الصوت وفي الجواب مع الديكة نبت على ساقيها مثل الشئ النابت‬

‫على ساق الديك ‪ .‬ثم قال صاحب الشفاء ‪ :‬وهذا يدل على أن الحوال الجسمانية‬

‫تابعة للحوال النفسانية ‪.‬‬

‫ورابعها أجمعت المم على أن الدعاء مظنة للجابة وأجمعوا على أن الدعاء‬

‫اللساني‬

‫الخالي عن المطلب النفساني قليل البركة عديم الثر ‪ ،‬فدل ذلك على أن للهمم‬
‫والنفوس آثارا ‪ ،‬وهذا التفاق غير مختص بملة معينة ‪ ،‬ونحلة مخصوصة ‪.‬‬

‫وخامسها‬

‫أنك لو أنصفت لعلمت أن المبادئ القريبة للفعال الحيوانية ليست إل التصورات‬

‫النفسانية ‪ .‬لن القوة المحركة ] المخلوقة المطبوعة [ المغروزة ) ‪ ( 1‬في العضلت‬

‫صالحة للفعل وتركه أو ضده ‪ ،‬ولن يترجح أحد الطرفين على الخر إل لمرجح‬

‫وما ذاك إل تصور كون الفعل جميل أو لذيذا ‪ ،‬أو تصور كونه قبيحا أو مؤلما‬

‫فتلك التصورات هي المبادئ لصيرورة القوى العضلية مبادئ بالفعل لوجود الفعال‬

‫بعد أن كانت كذلك بالقوة ‪ ،‬وإذا كانت هذه التصورات هي المبادئ لمبادئ هذه‬

‫الفعال فأي استبعاد في كونها مبادئ للفعال بأنفسها ) ‪ ( 2‬وإلغاء الواسطة عن‬

‫درجة‬

‫العتبار ‪ .‬وسادسها التجربة والعيان شاهدان بأن هذه التصورات مبادئ قريبة‬

‫لحدوث الكيفيات في البدان ‪ ،‬فإن الغضبان يشتد سخونة مزاجه حتى أنه يفيد‬

‫سخونة قوية ‪ .‬يحكى عن بعض الملوك أنه عرض له فالج فأعيى الطباء مزاولة‬

‫علجه ‪ ،‬فدخل عليه بعض الحذاق منهم على حين غفله منه ‪ ،‬وشافهه بالشتم‬

‫والقدح‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬المفروزة ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬انفسها ‪.‬‬


‫]‪[290‬‬

‫في العرض ‪ ،‬فاشتد غضب الملك وقفز من مرقده قفزة اضطرارية لما ناله من شدة‬

‫ذلك الكلم ‪ ،‬فزالت تلك العلة المزمنة والمرضة المهلكة ! وإذا جاز كون التصورات‬

‫مبادئ لحدوث الحوادث في البدن فأي استبعاد من كونها مبادئ لحدوث الحوادث‬

‫خارج البدن ‪ .‬وسابعها أن الصابة بالعين أمر قد اتفق عليها العقلء ‪ ،‬وذلك أيضا‬

‫يحقق إمكان ما قلناه ‪.‬‬

‫إذا عرفت هذا فنقول ‪ :‬النفوس التي تفعل هذه الفاعيل قد تكون قوية‬

‫جدا فتستغني في هذا الفعال عن الستعانة باللت والدوات ‪ ،‬وقد تكون ضعيفة‬

‫فتحتاج إلى الستعانة بهذه ‪ ،‬وتحقيقه أن النفس إذا كانت قوية مستعلية على البدن‬

‫شديدة النجذاب إلى عالم السماوات كانت كأنها روح من الرواح السماوية‬

‫فكانت قوية على التأثير في مواد هذا العالم ‪ ،‬أما إذا كانت ضعيفة شديدة التعلق‬

‫بهذه اللذات البدنية فحينئذ ل يكون لها تصرف البتة إل في هذا البدن ‪ ،‬فإذا أراد هذا‬

‫النسان صيرورتها بحيث يتعدى تأثيرها من بدنها إلى بدن آخر اتخذ تمثال ذلك‬

‫الغير ‪ ،‬ووضعه عند الحس ليشتغل الحس به ‪ ،‬فيتبعه الخيال عليه ‪ ،‬وأقبلت النفس‬

‫الناطقة عليه ‪ ،‬فقويت التأثيرات النفسانية والتصرفات الروحانية ‪ ،‬ولذلك اجتمعت‬

‫المم على أنه لبد لمزاول هذه العمال من النقطاع عن المألوفات والمشتهيات‬

‫وتقليله الغذاء والنقطاع عن مخاطبة ) ‪ ( 1‬القلب ‪ ،‬فكلما كانت هذه المور أتم كان‬
‫ذلك التأثير أقوى ‪ ،‬فإذا اتفق أن كانت النفس مناسبة لهذا المر نظرا إلى ماهيتها‬

‫وخاصيتها عظم التأثير ‪ .‬والسبب اللمي ) ‪ ( 2‬فيه أن النفس إذا اشتغلت بالجانب‬

‫الواحد استعملت جميع قوتها في ذلك الفعل ‪ ،‬وإذا اشتغلت بالفعال الكثيرة تفرقت‬

‫قوتها وتوزعت على تلك الفعال ‪ ،‬فتصل إلى كل واحد من تلك الفعال شعبة‬

‫من تلك القوة ‪ ،‬وجدول من ذلك النهر ‪ ،‬ولذلك ترى أن إنسانين يستويان في‬

‫قوة الخاطر إذا اشتغل أحدهما بصناعة واحدة واشتغل الخر بصناعتين ‪ ،‬فإن ذا‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ " :‬مخالطة الخلق " وهو الصواب ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 2‬المتعين ‪.‬‬

‫]‪[291‬‬

‫الفن الواحد يكون أقوى من ذي الفنين ‪ ،‬ومن حاول الوقوف على حقيقة مسألة‬

‫من المسائل فإنه حال تفكره فيها لبد وأن يفرغ خاطره عما عداه ) ‪ ( 1‬فإنه عند‬

‫تفريغ الخاطر يتوجه الخاطر بكليته إليه ‪ ،‬فيكون الفعل أسهل وأحسن ‪ ،‬وإذا‬

‫كان كذلك ‪ ،‬فإذا كان النسان مشغول الهم والهمة بقضاء اللذات وتحصيل الشهوات‬

‫كانت القوة النفسانية مشغولة بها مستغرقة فيها ‪ ،‬فل يكون انجذابها إلى تحصيل‬

‫الفعل الغريب الذي يحاوله انجذابا قويا ‪ ،‬ل سيما وهنا آفة اخرى ‪ ،‬وهي أن‬

‫مثل هذه النفس اعتادت الشتغال باللذات من أول أمرها إلى آخره ولم تشتغل قط‬

‫باستحداث هذه الفعال الغريبة ‪ ،‬فهي بالطبع حنون إلى الول عزوف للثاني ) ‪( 2‬‬

‫فإذا وجدت مطلوبها من النمط الول فأنى تلتفت إلى الجانب الخر ؟ فقد ظهر‬
‫من هذا أن مزاولة هذه العمال ل تنأتى إل مع التجرد عن الحوال الجسمانية‬

‫وترك مخالطه الخلق والقبال بالكلية على عالم الصفا والرواح ‪ ،‬وأما الرقى فإن‬

‫كانت معلومة فالمر فيها ظاهر ‪ ،‬لن الغرض منها أن حس البصر كما شغلناه‬

‫بالمور المناسبة لذلك الغرض فحس السمع نشغله أيضا بالمور المناسبة لذلك‬

‫الغرض ‪ ،‬فإن الحواس متى تطابقت نحو ) ‪ ( 3‬التوجه إلى الغرض الواحد كان‬

‫توجه‬

‫النفس إليه حينئذ أقوى ‪ ،‬وأما إذا كانت بألفاظ غير معلومة حصلت للنفس هناك‬

‫حالة شبيهة بالحيرة والدهشة ) ‪ ( 4‬ويحصل للنفس في أثناء ذلك انقطاع عن‬

‫المحسوسات‬

‫وإقبال على ذلك الفعل ‪ ،‬وجد عظيم ‪ ،‬فيقوى التأثير النفساني ‪ ،‬فيحصل الغرض ‪.‬‬

‫وهكذا القول في الدخن ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فقد ثبت أن هذا القدر من القوة النفسانية مستقل‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬عما عداها ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 2‬عن الثانى ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 3‬على التوجه ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 4‬والدهشة فان النسان إذا اعتقدان هذه الكلمات انما تقرأ للستعانة‬

‫بشئ من المور الروحانية ول يدرى كيفية تلك الستعانة حصلت للنفس هناك حالة‬

‫شبيهة بالحيرة‬

‫والدهشة ‪.‬‬
‫]‪[292‬‬

‫بالتأثير ‪ ،‬فإن انضم إليه النوع الول من السحر وهو الستعانة بالكواكب وتأثيراتها‬

‫عظم التأثير ‪ .‬بل ههنا نوعان آخران ‪ :‬الول أن النفوس التي فارقت البدان قد‬

‫يكون فيها ما هو شديد المشابهة لهذه النفس في قوتها وفي تأثيراتها ‪ ،‬فإذا صارت‬

‫هذه‬

‫النفوس صافية لم يبعد أن ينجذب إليها ما تشابهها من النفوس المفارقة ‪ ،‬ويحصل‬

‫لتلك‬

‫النفوس نوع ما من التعلق بهذا البدن ‪ ،‬فتعاضد النفوس الكثيرة على ذلك الفعل ‪ ،‬و‬

‫إذا كملت القوة تزايدت قوى التأثير ‪ .‬الثانى أن هذه النفوس الناطقة إذا صارت‬

‫صافية عن الكدورات البدنية صارت قابلة للنوار الفائضة من الرواح السماوية‬

‫والنفوس الفلكية ‪ ،‬فتتقوى هذه النفوس بأنوار تلك الرواح ‪ ،‬فتقوى على امور‬

‫غريبة خارقة للعادة ‪ .‬فهذا شرح سحر أصحاب الوهام والرقى ‪.‬‬

‫* ) النوع الثالث ( *‬

‫*‬

‫) من السحر الستعانة بالرواح الرضية ( *‬

‫واعلم أن القول بالجن مما أنكره بعض المتأخرين من الفلسفة والمعتزلة‬

‫أما أكابر الفلسفة فإنهم ما أنكروا القول به ‪ ،‬إل أنهم سموها بالرواح‬

‫الرضية ‪ ،‬وهي في أنفسها مختلفة ‪ ،‬منها خيرة ومنها شريرة ‪ ،‬فالخير منهم الجن‬
‫والشريرة هم كفار الجن وشياطينهم ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬خلق منهم ) ‪ ( 1‬هذه الرواح‬

‫جواهر‬

‫قائمة بأنفسها ل متحيزة ول حالة في المتحيز ‪ ،‬وهي قادرة عالمة مدركة للجزئيات‬

‫واتصال النفوس الناطقة بها أسهل من اتصالها بالرواح السماوية ‪ ،‬إل أن القوة‬

‫الحاصلة للنفوس الناطقة بسبب اتصالها بهذه الرواح الرضية أضعف من القوة‬

‫الحاصلة لها بسبب اتصالها بتلك الرواح السماوية ‪ ،‬أما أن التصال أسهل فلن‬

‫المناسبة بين نفوسنا وبين هذه الرواح الرضية أرسل ‪ ،‬فإن ) ‪ ( 2‬المشابهة‬

‫والمشاكلة بينها‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬قال الخلف ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬اسهل ولن المشابهة ‪.‬‬

‫]‪[293‬‬

‫أتم وأشد من المشاكلة بين نفوسنا وبين الرواح السماوية ‪ ،‬وأما أن القوة الحاصلة‬

‫بسبب التصال بالرواح السماوية أقوى فلن الرواح السماوية بالنسبة إلى‬

‫الرواح‬

‫الرضية كالشمس بالنسبة إلى الشعلة والبحر بالنسبة إلى القطرة والسلطان‬

‫بالنسبة إلى‬

‫الرعية قالوا ‪ :‬وهذه الشياء وإن لم يقم على وجودها برهان قاهر فل أقل من‬
‫الحتمال‬

‫والمكان ‪ .‬ثم إن أصحاب الصنعة وأرباب التجربة شاهدوا أن التصال بهذه الرواح‬

‫الرضية يحصل بأعمال سهلة قليلة من الرقى والدخن والتجريد ‪ ،‬فهذا النوع هو‬

‫المسمى بالعزائم وعمل تسخير الجن ‪.‬‬

‫* ) النوع الرابع ( *‬

‫* ) من السحر التحيلت والخذ بالعيون ( *‬

‫فهذا النوع مبني على مقدمات أحدها أن أغلط البصر كثيرة ‪ ،‬فإن راكب‬

‫السفينة إذا نظر إلى الشط رأى السفينة واقفة والشط متحركا ‪ ،‬وذلك يدل على‬

‫أن الساكن يرى متحركا والمتحرك يرى ساكنا ‪ ،‬والقطرة النازلة ترى خطا‬

‫مستقيما ‪ ،‬والزبالة التي تدار بسرعة ترى دائرة ‪ ،‬والقبة ترى في الماء‬

‫كالجاصة ‪ ،‬والشخص الصغير يرى في الضباب عظيما ‪ ،‬وكبخار الرض الذي‬

‫يريك‬

‫قرص الشمس عند طلوعها عظيما ‪ ،‬فإذا فارقته وارتفعت صغرت ‪ ،‬وأما رؤية‬

‫العظم‬

‫من البعيد صغيرا فظاهر ‪ ،‬فهذه الشياء قدهدت العقول إلى أن القوة الباصرة قد‬

‫تبصر الشئ على خلف ما هو عليه في الجملة لبعض السباب العارضة ‪.‬‬

‫وثانيها ‪ :‬أن القوة الباصرة إنما تقف على المحسوس وقوفا تاما إذا أدركت‬
‫المحسوس في زمان له مقدرا فأما إذا أدركت المحسوس في زمان صغير جدا ثم‬

‫أدركت بعده محسوسا آخر وهكذا فإنه يختلط البعض بالبعض ‪ ،‬ول يتميز بعض‬

‫المحسوسات عن البعض ‪ ،‬ولذلك فإن الرحى إذا أخرجت من مركزها إلى محيطها‬

‫خطوطا كثيرة بألوان مختلفة ثم استدارت فإن الحس يرى لونا واحدا كأنه‬

‫]‪[294‬‬

‫مركب من كل تلك اللوان ‪.‬‬

‫وثالثها أن النفس إذا كانت مشغولة بشئ فربما حضر عند الحس شئ آخر‬

‫فل يشعر الحس به البتة ‪ ،‬كما أن النسان عند دخوله على السلطان قد يلقاه‬

‫إنسان ) ‪ ( 1‬ويتكلم معه فل يعرفه ول يفهم كلمه ‪ ،‬لما أن قلبه مشغول بشئ آخر‬

‫وكذا الناظر في المرآة فإنه ربما قصد أن يرى قذاة في عينه فيراها ول يرى ما‬

‫هو أكثر ) ‪ ( 2‬منها إن كان بوجهه أثر أو بجبهته أو بسائر أعضائه التي تقابل‬

‫المرآة‬

‫وربما قصد أن يرى سطح المرآة هل هو مستوأم ل فل يرى شيئا مما في المرآة إذا‬

‫عرفت هذه المقدمات سهل عند ذلك تصور كيفية هذا النوع من السحر ‪ ،‬وذلك‬

‫لن المشعبذ الحاذق يظهر عمل شئ يشغل أذهان الناظرين به ويأخذ عيونهم إليه‬

‫حتى إذا استفز عنهم ) ‪ ( 3‬الشغل بذلك الشئ والتحديق نحوه عمل شيئا آخر عمل‬

‫بسرعة شديدة ‪ ،‬فيبقى ذلك العمل خفيا لتعلمون ) ‪ ( 4‬الشيئين أحدهما اشتغالهم‬

‫بالمر‬
‫الول ‪ ،‬والثاني سرعة التيان بهذا العمل الثانى ‪ ،‬وحينئذ يظهر لهم شئ آخر‬

‫غير ما انتظروه ‪ ،‬فيتعجبون منه جدا ‪ ،‬ولو أنه سكت ولم يتكلم بما يصرف الخواطر‬

‫إلى ضد ما يريد أن يعمل ولم تتحرك النفوس والوهام إلى غير ما يريد إخراجه‬

‫لفطن الناظرون لكل ما يفعله ‪ .‬فهذا هو المراد من قولهم إن المشعبذ يأخذ بالعيون‬

‫لنه بالحقيقة يأخذ بالعيون إلى غير الجهة التي يحتال ‪ ،‬وكلما كان أخذه للعيون‬

‫والخواطر وجذبه لها إلى سواء ) ‪ ( 5‬مقصوده أقوى كان أحذق في عمله ‪ ،‬وكلما‬

‫كانت‬

‫الحوال التي تفيد حس البصر نوعا من أنواع الخلل أشد كان هذا العمل أحسن‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 294‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 302‬سطر ‪18‬‬

‫مثل أن يجلس المشعبذ في موضع مضئ جدا ‪ ،‬فإن الضوء الشديد يفيد البصر كلل‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في الصمدر ‪ :‬انسان آخر ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 2‬اكبر منها ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 3‬اذا استغرقهم ‪.‬‬


‫) ‪ : ( 4‬لتفاوت ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 5‬سوى ‪.‬‬

‫]‪[295‬‬

‫واختلل ‪ ،‬وكذا الظلمة الشديدة ‪ ،‬وكذلك اللوان المشرقة القوية تفيد البصر‬

‫كلل واختلل ‪ ،‬واللوان المظلمة قلما تقف القوة الباصرة على أحوالها فهذا‬

‫مجامع القول في هذا النوع من السحر ‪.‬‬

‫* ) النوع الخامس ( *‬

‫* ) من السحر ( *‬

‫العمال العجيبة التي تطرأ ) ‪ ( 1‬من تركيب اللت المركبة على النسب الهندسية‬

‫تارة وعلى ضروب الخيلء ) ‪ ( 2‬اخرى مثل فارسين يقتتلن فيقتل أحدهما الخر‬

‫وكفارس على فرس في يده بوق كلما مضت ساعة من النهار ضرب البوق من غير‬

‫أن‬

‫يمسه أحد ‪ ،‬ومنها الصور التي تصورها الروم وأهل الهند حتى ل يفرق الناظر‬

‫بينها وبين النسان حتى يصورونها ضاحكة وباكية وحتى يفرق فيها بين ضحك‬

‫السرور وضحك الخجل وضحك الشامت ‪ ،‬فهذه الوجوه من لطيف امور التخائيل ) ‪3‬‬

‫(‬

‫وكان سحر سحرة فرعون من هذا الضرب ‪ .‬ومن هذا الباب تركيب صندوق‬

‫الساعات‬
‫ويندرج في هذا الباب علم جر الثقال ‪ ،‬وهو أن يجر ثقيل عظيما بآلة خفيفة‬

‫وهذا في الحقيقة ل ينبغي أن يعد من باب السحر ‪ ،‬لن لها أسبابا معلومة تعيينية )‬

‫‪(4‬‬

‫من اطلع عليها قدر عليها ‪ ،‬إل أن الطلع عليها لما كان عسرا شديدا ل يصل إليه‬

‫إل الفرد بعد الفرد ل جرم عد أهل الظاهر ذلك من باب السحر ‪ .‬ومن هذا الباب‬

‫عمل ارجعانوس ) ‪ ( 5‬الموسيقات ) ‪ ( 6‬في هيكل اورشليم العتيق عند تجديده إياه‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬تظهر ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬كذا في المصدر ‪ :‬وفي نسخ البحار " وعلى ضرورة الخلء اخرى " ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬المخائيل ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬يقينية ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬ارجيانوس ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 6‬في المصدر ‪ :‬ارجعيانوس الموسيقار ‪.‬‬

‫]‪[296‬‬

‫وذلك أنه اتفق له أن كان مجتازا بفلة من الرض ‪ ،‬فوجد فيها فرخا من فراخ‬

‫البراصل ‪ -‬والبراصل هو طائر عطوف ‪ -‬فكان يصفر صفيرا حزينا بخلف صفير‬

‫سائر‬

‫البراصل ‪ ،‬فكانت البراصل تجيئه بلطائف الزيتون فتطرحها عنده ‪ ،‬فيأكل بعضها و‬

‫يفضل بعضها عن حاجته ‪ ،‬فوقف هذا الموسيقات ) ‪ ( 1‬هناك وتأمل حال هذا الفرخ‬
‫و‬

‫علم أن في صفيره المخالف لصفير البراصل ضربا من التوجع والستعطاف ‪ ،‬حتى‬

‫رقت له الطيور وجاءته بما يأكله ‪ ،‬فتلطف لعمل آلة تشبه الصفارة إذا استقبل الريح‬

‫بها أدت ذلك الصفير ‪ ،‬ولم يزل يجرب ذلك حتى وثق بها وجاءته البراصل بالزيتون‬

‫كما كانت تجئ إلى ذلك الفرخ ‪ ،‬لنها تظن أن هناك فرخا من جنسها ‪ ،‬فلما‬

‫صح له ما أراد أظهر النسك وعمد إلى هيكل اورشليم ‪ ،‬وسأل عن الليلة التي دفن‬

‫فيها " اسطرحن ) ‪ " ( 2‬الناسك القيم بعمارة ذلك الهيكل ‪ ،‬فاخبر أنه دفن في أول‬

‫ليلة من آب ‪ ،‬فأخذ ) ‪ ( 3‬صورة من زجاج مجوف على هيئة البرصلة ‪ ،‬ونصبها‬

‫فوق‬

‫ذلك الهيكل ‪ ،‬وجعل فوق تلك الصورة قبة ‪ ،‬وأمرهم بفتحها في أول آب ‪ ،‬فكان‬

‫يظهر صوت البرصلة بسبب نفوذ الريح في تلك الصورة ‪ ،‬وكانت البراصل تجئ‬

‫بالزيتون حتى كانت تمتلئ القبة كل يوم من ذلك الزيتون ‪ ،‬والناس اعتقدوا أنه‬

‫من كرامات ذلك المدفون ‪ ،‬ويدخل في هذا الباب أنواع كثيرة ل يليق شرحها في‬

‫هذا الموضع ‪.‬‬

‫النوع السادس من السحر ‪ :‬الستعانة بخواص الدوية من أن ) ‪ ( 4‬يجعل في‬

‫طعامه بعض الدوية المبلدة المزيلة للعقل ‪ ،‬والدخن المسكرة نحود ماغ الحمار إذا‬
‫تناول‬

‫النسان تبلد عقله وقلت فطنته ‪ ،‬واعمل أنه ل سبيل إلى إنكار الخواص ‪ ،‬فإن أثر‬

‫المغناطيس مشاهد ‪ ،‬إل أن الناس قد أكثروا فيه ‪ ،‬وخلطوا الصدق بالكذب ‪ ،‬والباطل‬

‫بالحق ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬الموسيقار ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 2‬اسطرخس ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 3‬فاتخذ ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 4‬مثل أن ‪.‬‬

‫]‪[297‬‬

‫النوع السابع من السحر ‪ :‬تعليق القلب ‪ .‬وهو أن يدعي الساحر أنه قد‬

‫عرف السم العظم وأن الجن يطيعونه وينقادون له في أكثر المور ‪ ،‬فإذا‬

‫اتفق أن كان السامع لذلك ضعيف العقل قليل التميز اعتقد أنه حق وتعلق قلبه‬

‫بذلك ‪ ،‬وحصل في نفسه نوع من الرعب والمخافة ‪ ،‬فإذا حصل الخوف ضعفت‬

‫القوى‬

‫الحساسة ‪ ،‬فحينئذ يتمكن الساحر من أن يفعل حينئذ ما شاء ‪ ،‬وإن من جرب‬

‫المور وعرف أحوال العالم ) ‪ ( 1‬علم أن لتعلق القلب أثرا عظيما في تنفيذ العمال‬

‫وإخفاء السرار ‪.‬‬


‫النوع الثامن من السحر ‪ :‬السعي بالنميمة والتضريب من وجوه خفية لطيفة‬

‫وذلك شائع في الناس ‪ ،‬فهذا جملة الكلم في أقسام السحر وشرح أنواعه وأصنافه‬

‫وال أعلم ‪.‬‬

‫المسألة الحادية عشر ) ‪ : ( 2‬في أقوال المسلمين أن هذه النواع هل هي ممكنة‬

‫أم ل ؟ أما المعتزلة فقد اتفقوا على إنكارها إل النوع المنسوب إلى التخيل‬

‫والمنسوب‬

‫إلى إطعام بعض الدوية المبلدة والمنسوب إلى التضريب والنميمة ‪ ،‬فأما القسام‬

‫الخمسة‬

‫الول فقد أنكروها ‪ ،‬ولعلهم كفروا من قال بها وجوزو جودها ‪ .‬وأما أهل السنة فقد‬

‫جوزوا أن يقدر الساحر على أن يطير في الهواء ويقلب النسان حمارا والحمار‬

‫إنسانا ‪ ،‬إل أنهم قالوا إن ال تعالى هو الخالق لهذه الشياء عند ما يقرأ الساحر‬

‫رقى مخصوصة وكلمات معينة ‪ ،‬فأما أن يكون المؤثر في ذلك هو الفلك والنجوم فل‬

‫وأما الفلسفة والمنجمون والصابئة فقولهم على ما سلف تقريره ‪.‬‬

‫واحتج أصحابنا على فساد قول الصابئة أنه قد ثبت أن العالم محدث فوجب‬

‫أن يكون موجده قادرا ‪ ،‬فإن الشئ الذي حكم العقل بأنه مقدوره إنما يصح‬

‫أن يكون مقدورا له لكونه ممكنا ‪ ،‬والمكان قدر مشترك بين كل الممكنات ‪ ،‬فإذن‬

‫كل الممكنات مقدور ل ‪ ،‬ولو وجد شئ من تلك المقدورات بسبب آخر يلزم أن‬
‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬اهل العالم ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 2‬المسألة الرابعة ‪.‬‬

‫]‪[298‬‬

‫يكون ذلك السبب مزيل لتعلق قدرة ال تعالى بذلك المقدور ‪ ،‬فيكون الحادث‬

‫سببا لعجز ال ‪ ،‬وهو محال ‪ .‬فثبت أنه يستحيل وقوع شئ من الممكنات إل بقدرة‬

‫ال ‪ ،‬وعنده يبطل كل ما قاله الصابئة ‪.‬‬

‫قالوا ‪ :‬إذا ثبت هذا النوع فندعي أنه ل يمتنع وقوع هذه الخوارق بإجراء العادة‬

‫عند سحر السحرة ‪ ،‬فقد احتجوا ) ‪ ( 1‬على وقوع هذا النوع من السحر بالقرآن‬

‫والخبر ‪ .‬أما القرآن فقوله تعالى في هذه الية " وماهم بضارين به من أحد إل‬

‫بإذن ال " والستثناء يدل على حصول الثار بسببه ‪ .‬وأما الخبار ) ‪ ( 2‬فأحدها‬

‫ما روي أنه عليه السلم سحر ‪ ،‬وأن السحر عمل فيه حتى قال ‪ :‬إنه ليخيل إلي أني‬

‫أقول الشئ وأفعله ولم أقله ولم أفعله ‪ .‬وإن امرأة يهودية سحرته وجعلت ذلك‬

‫السحر تحت راعوفة البئر ‪ ،‬فلما استخرج ذلك زال عن النبي صلى ال عليه وآله‬

‫ذلك العارض‬

‫ونزلت ) ‪ ( 3‬المعوذتان بسببه ‪.‬‬

‫وثانيها ‪ :‬أن امرأة أتت عائشة فقالت لها ‪ :‬إني ساحرة ‪ ،‬فهل لي من توبة ؟‬

‫فقالت ‪ :‬وما سحرك ؟ فقالت ‪ :‬صرت إلى الموضع الذي فيه هاروت وماروت ببابل‬

‫أتعلم علم السحر ) ‪ ، ( 4‬فقال لي ‪ :‬يا أمة ال ! ل تختاري عذاب الخرة بأمر الدنيا‬
‫فأبيت ‪ ،‬فقال لي ‪ :‬اذهبي فبولي على ذلك الرماد ‪ ،‬فذهبت لبول عليه ‪ ،‬ففكرت‬

‫في نفسي فقلت ‪ :‬ل فعلت ) ‪ ، ( 5‬وجئت إليهما فقلت ‪ :‬قد فعلت ‪ ،‬فقال لي ‪ :‬ما‬

‫رأيت‬

‫لما فعلت ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ما رأيت شيئا ‪ ،‬فقال لي ‪ :‬أنت على رأس أمرك ‪ ،‬فاتقي ال ول‬

‫تفعلي ‪ ،‬فأبيت ‪ ،‬فقال لي ‪ :‬اذهبي فافعلي ‪ ،‬فذهبت ففعلت ‪ ،‬فرأيت ‪ :‬كأن فارسا‬

‫مقنعا بالحديد قد خرج من فرجي فصعد إلى السماء ‪ ،‬فجئتهما فأخبرتهما ‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬اجتمعوا ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬فهى ورادة عنه صلى ال عليه وآله متواترة وآحادا ‪ ،‬احدها ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬وانزل ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬في المصدر ‪ :‬لطلب علم ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 5‬في المصدر ‪ :‬ل أفعل ‪.‬‬

‫]‪[299‬‬

‫إيمانك قد خرج عنك ‪ ،‬فقد أحسنت السحر ‪ .‬فقلت ‪ :‬وما هو ؟ قال ‪ :‬ل تريدين‬

‫شيئا فتصورينه في وهمك إل كان ‪ ،‬فصورت في نفسي حبا من حنطة ‪ ،‬فإذا أنا‬

‫بحب‬

‫فقلت ‪ :‬انزرع ‪ ،‬فانزرع ‪ ،‬فخرج من ساعته سنبل ‪ ،‬فقلت ‪ :‬انطحن ‪ ،‬فانطحن‬

‫فقلت ‪ :‬انخبز ‪ ،‬فانخبز ‪ ،‬وأنا ل اريد شيئا اصوره في نفسي إل حصل ‪ ،‬فقالت‬
‫عائشة‬

‫ليست لك توبة ‪.‬‬

‫وثالثها ‪ :‬ما يذكرونه من الحكايات الكثيرة في هذا الباب ‪ ،‬وهي مشهورة ‪.‬‬

‫أما المعتزلة فقد احتجوا على إنكاره بوجوه ‪ :‬أحدها ‪ :‬قوله تعالى " ول يفلح‬

‫الساحر‬

‫حيث أتى " وثانيها قوله تعالى في صفة محمد صلى ال عليه وآله " وقال‬

‫الظالمون إن تتبعون إل‬

‫رجل مسحورا " ولو صار صلى ال عليه وآله مسحورا لما استحقوا الذم بسبب‬

‫هذا القول ‪.‬‬

‫وثالثها أنه لو جاز ذلك من الساحر فكيف يتميز المعجز من السحر ؟ ثم قالوا ‪:‬‬

‫هذه الدلئل يقينية ‪ ،‬والخبار التي ذكرتموها من باب الحاد ‪ ،‬فل تصلح معارضة‬

‫لهذه الدلئل ‪.‬‬

‫المسألة الثانية عشر ) ‪: ( 1‬‬

‫في أن العلم بالسحر ليس بقبيح ول محظور ‪.‬‬

‫اتفق المحققون على ذلك ‪ ،‬لن العلم لذاته شريف ‪ ،‬وأيضا لعموم قوله‬

‫تعالى " هل يستوي الذين يعلمون والذين ل يعلمون " ولن السحر لولم ) ‪ ( 2‬يعلم‬

‫لما أمكن الفرق بينه وبين المعجز ‪ ،‬والعلم بكون المعجز معجزا واجب ‪ ،‬وما يتوقف‬
‫الواجب عليه فهو واجب ‪ ،‬فهذا يقتضي أن يكون تحصيل العلم بالسحر واجبا ‪ ،‬و‬

‫ما يكون واجبا كيف يصير حراما وقبيحا ‪.‬‬

‫المسألة الثالثة عشر ) ‪ ( 3‬في أن الساحر هل يكفر أم ل ؟ اختلف الفقهاء في‬

‫أن الساحر هل يكفر أم ل ؟ روي عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال ‪ :‬من أتى‬

‫كاهنا أو عرافا‬

‫فصدقهما بقول فقد كفر بما انزل على محمد ‪ .‬واعلم أنه ل نزاع بين المه في أن‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬المسألة الخامسة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬لولم يكن يعلم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬المسألة السادسة ‪.‬‬

‫]‪[300‬‬

‫من اعتقد أن الكواكب هي المدبرة لهذا العالم ‪ ،‬وهي الخالقة لما فيه من الحوادث‬

‫] والخيرات [ والشرور فإنه يكون كافرا على الطلق ‪ ،‬وهذا هو النوع الول‬

‫من السحر ‪ ،‬وأما النوع الثاني وهو أن يعتقد أنه قد يبلغ روح النسان في التصفية‬

‫والقوة إلى حيث يقدر بها على إيجاد الجسام والحياة والقدرة وتغيير البنية‬

‫والشكل فالظهر إجماع المة أيضا على تكفيره ‪ ،‬أما النوع الثالث وهو أن يعتقد‬

‫الساحر أنه قد يبلغ في التصفية وقراءة الرقي وتدخين بعض الدوية إلى حيث‬

‫يخلق ال تعالى في عقب أفعاله على سبيل العادة الجسام والحياة والقدرة ) ‪ ( 1‬و‬

‫تغيير البنية والشكل ‪ ،‬فهنا المعتزلة اتفقوا على تكفير من يجوز ذلك ‪ ،‬قالوا ‪:‬‬
‫لنه مع هذا العتقاد ل يمكنه أن يعرف صدق النبياء والرسل ‪ ،‬وهذا ركيك‬

‫من القول ‪ ،‬فإن لقائل أن يقول ‪ :‬إن النسان لوادعى النبوة وكان كاذبا في دعواه‬

‫فإنه‬

‫ل يجوز من ال تعالى إظهار هذه الشياء على يده لئل يحصل التلبيس ‪ ،‬أما إذا لم‬

‫يدع النبوة وظهرت هذه الشياء على يده لم يفض ذلك إلى التلبيس ‪ ،‬لن المحق‬

‫يتميز عن المبطل ‪ ،‬بما أن المحق تحصل له هذه الشياء مع ادعاء النبوة ‪ ،‬وأما‬

‫سائر النواع التي عددناه من السحر فل شك أنه ليس بكفر ‪.‬‬

‫فان قيل ‪ :‬إن اليهود لما أضافوا السحر إلى سليمان ‪ ،‬قال ال تعالى تنزيها‬

‫عنه " وما كفر سليمان " وهذا يدل على أن السحر على الطلق كفر ‪ ،‬وأيضا‬

‫قال ‪:‬‬

‫" ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر " وهذا أيضا يقتضي أن يكون‬

‫السحر‬

‫على الطلق كفرا ‪ .‬وحكى عن الملكين أنهما ل يعلمان أحدا السحر حتى يقول إنما‬

‫نحن فتنة فل تكفر ‪ ،‬وهو يدل على أن السحر كفر على الطلق ‪.‬‬

‫قلنا ‪ :‬حكاية الحال يكفي في صدقها صورة واحدة فنحملها على سحر من يعتقد‬

‫إلهية النجوم ‪.‬‬

‫ثم قال بعد إيراد المسألة الرابعة عشر ) ‪ ( 2‬في حكم قتل الساحر ‪ :‬فهذا هو‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في بعض النسخ وكذا في المصدر ‪ :‬والعقل ‪.‬‬


‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬المسألة السابعة ‪.‬‬

‫]‪[301‬‬

‫الكلم الكلي في السحر ‪ ،‬ولنرجع إلى التفسير ‪:‬‬

‫أما قوله تعالى " ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر " فظاهر‬

‫الية يقتضي أنهم إنما كفروا لجل أنهم كانوا يعلمون ] الناس [ السحر لن ترتيب‬

‫الحكم على الوصف مشعر بالعلية ‪ ،‬وتعليم ما ل يكون كفرا ل يوجب الكفر فصارت‬

‫الية دالة على أن تعليم السحر كفر ‪ ،‬وعلى أن السحر أيضا كفر ‪ ،‬ولمن منع ذلك‬

‫أن‬

‫يقول ‪ :‬ل نسلم أن ترتيب الحكم على الوصف مشعر بالعلية ‪ ،‬بل المعنى أنهم‬

‫كفرواوهم‬

‫مع ذلك يعلمون السحر ‪.‬‬

‫فان قيل ‪ :‬هذا مشكل لن ال أخبر في آخر الية أن الملكين يعلمان السحر‬

‫فلو كان تعليم السحر كفرا لزم تكفير الملكين ‪ ،‬وإنه غير جائز لما ثبت أن الملئكة‬

‫بأسرهم معصومون ‪ ،‬وأيضا فلنكم دللتم على أنه ليس كلما يسمى سحرا فهو كفر ‪.‬‬

‫قلنا ‪ :‬اللفظ المشترك ل يكون عاما في جميع مسمياته ‪ ،‬فنحن نحمل هذا‬

‫السحر الذي هو كفر على النوع الول من الشياء المسماة بالسحر ‪ ،‬وهو اعتقاد‬

‫إلهية الكواكب والستعانة بها في إظهار المعجزات وخوارق العادات ‪ ،‬فهذا السحر‬
‫كفر ‪ ،‬والشياطين إنما كفروا بإتيانهم بهذا السحر ل بسائر القسام ‪ ،‬وأما الملكان‬

‫فل نسلم أنهما إنما علما هذا النوع من السحر ‪ ،‬بل لعلهما يعلمان سائر النواع‬

‫على ما قال تعالى " فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه " وأيضا‬

‫فبتقدير‬

‫أن يقال إنهما علما هذا النوع إنما يكون كفرا إذا قصد المعلم أن يعتقد المتعلم‬

‫حقيته وكونه صوابا ‪ ،‬فأما أن يعلمه ليحترر عنه فهذا التعليم ل يكون كفرا ‪ ،‬وتعليم‬

‫الملئكة كان لجل أن يصير المكلف محترزا عنه على ما قال تعالى حكاية عنهما "‬

‫وما‬

‫يعلمان من أحد حتى يقول إنما نحن فتنة " وأما الشياطين الذين علموا السحر‬

‫] الناس [ فكان مقصودهم اعتقاد حقية هذه الشياء ‪ ،‬فظهر الفرق ‪.‬‬

‫المسالة الخامسة عشر ) ‪ : ( 1‬قرأ نافع وابن كثير وعاصم وأبوعمرو بتشديد‬

‫" لكن " و " الشياطين " بالنصب ‪ ،‬على أنه اسم لكن ‪ ،‬والباقون " لكن "‬

‫بالتخفيف‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬المسألة الثامنة ‪.‬‬

‫]‪[302‬‬

‫و " الشياطين " بالرفع ‪ ،‬والمعنى واحد ‪.‬‬

‫أما قوله تعالى " وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت " ففيه مسائل‬

‫الولى ما في قوله " وما انزل " فيه وجهان ‪ :‬الول أنه بمعنى الذي ‪ ،‬ثم هؤلء‬
‫اختلفوا فيه على ثلثة أزال ‪ :‬أولها أنه عطف على السحر ‪ ،‬أي يعلمون الناس‬

‫السحر ‪ ،‬ويعلمونهم ما انزل على الملكين أيضا ‪ .‬وثانيها أنه عطف على قوله " ما‬

‫تتلوا الشياطين " أي واتبعوا ما تتلوا الشياطين افتراء على ملك سليمان وما انزل‬

‫على الملكين ‪ ،‬لن السحر منه ما هو كفر وهو الذي تتلوا الشياطين ‪ ،‬ومنه ما‬

‫تأثيره بالتفريق بين المرء وزوجه وهو الذي انزل على الملكين ‪ ،‬فكأنه تعالى‬

‫أخبر عن اليهود بأنهم اتبعوا كل المرين ولم يقتصروا على أحدهما ‪ .‬وثالثها‬

‫أن موضعه جز عطفا على " ملك سليمان " وتقديره ‪ :‬ما تتلوا الشياطين افتراء‬

‫على‬

‫ملك سليمان وعلى ما انزل على الملكين ‪ ،‬وهو اختيار أبي مسلم ‪ .‬وأنكر في‬

‫الملكين‬

‫أن يكون السحر نازل عليهما ‪ ،‬واحتج عليه بوجوه ‪ :‬الول أن السحر لو كان‬

‫نازل عليهما لكان منزله هو ال تعالى وذلك غير جائز ‪ ،‬لن السحر كفر وعبث‬

‫ول يليق بال تعالى إنزال ذلك ‪ .‬الثانى أن قوله " ولكن الشياطين كفروا يعلمون‬

‫الناس السحر " يدل على أن تعليم السحر كفر ‪ ،‬ولو ثبت في الملئكة أنهم يعلمون‬

‫السحر لزمهم الكفر ‪ ،‬وذلك باطل ‪ .‬الثالث كما ل يجوز في النبياء أن يبعثوا لتعليم‬

‫السحر فكذلك في الملئكة بالطريق الولى ‪ .‬الرابع أن السحر ل يضاف إل إلى‬

‫الكفرة والفسقة والشياطين المردة ‪ ،‬فكيف يضاف إلى ال ما ينهى عنه ويتوعد‬

‫عليه‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 302‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 310‬سطر ‪18‬‬

‫بالعقاب ؟ ! وهل السحر إل الباطل المموه ؟ وقد جرت عادة ال تعالى بإبطاله ‪ ،‬كما‬

‫قال في قصة موسى عليه السلم " ما جئتم به السحر إن ال سيبطله " ‪.‬‬

‫ثم إنه سلك في تفسير الية مسلكا آخر يخالف قول أكثر المخالفين ‪ ،‬فقال‬

‫كما أن الشياطين نسبوا السحر إلى ملك سليمان مع أن ملك سليمان كان مبرءا‬

‫عنه ‪ ،‬فكذلك نسبوا ما انزل على الملكين إلى السحر ‪ ،‬مع أن المنزل عليهما كان‬

‫مبرءا عن السحر ‪ ،‬وذلك لن المنزل عليهما كان هو الشرع والدين والدعاء إلى‬

‫]‪[303‬‬

‫الخير وأنهما كانا يعلمان الناس ذلك مع قولهما إنما نحن فتنة توكيدا لبعثهم‬

‫على القبول والتمثل ‪ ،‬فكانت طائفة تتمثل واخرى تخالف وتعدل عن ذلك " و‬

‫يتعلمون منهما " أي من الفتنة والكفر مقدار ما يفرقون به بين المرء وزوجه ‪ ،‬و‬

‫هذا تقرير مذهب أبي مسلم ‪.‬‬

‫الوجه الثانى ‪ :‬أن يكون " ما " بمعنى الجحد ‪ ،‬ويكون معطوفا على قوله‬

‫" وما كفر سليمان " كأنه قال ‪ :‬لم يكفر سليمان ولم ينزل على الملكين سحر‬
‫لن السحرة كانت تضيف السحر إلى سليمان وتزعم أنه مما انزل على الملكين‬

‫ببابل هاروت وماروت ‪ ،‬فرد ال عليهم في القولين ‪ .‬وقوله " وما يعلمان من أحد‬

‫"‬

‫جحد أيضا ‪ ،‬أي ل يعلمان أحدا بل ينهيان عنه أشد النهي ‪ ،‬وأما قوله " حتى يقول‬

‫إنما نحن فتنة " أي ابتلء وامتحان " فل تكفر " فهو كقولك ما أمرت فلنا بكذا‬

‫حتى قلت له ‪ :‬إن فعلت كذا نالك كذا ‪ ،‬أي ما أمرته به ‪ ،‬بل حذرته عنه ‪.‬‬

‫واعلم أن هذه القوال وإن كانت حسنة إل أن القول الول أحسن منها‬

‫وذلك لن عطف قوله " وما انزل " على مايليه أولى من عطفه على ما بعد عنه‬

‫إل لدليل منفصل ‪ .‬أما قوله لو نزل السحر عليهما لكان منزل ذلك السحر هو ال‬

‫تعالى ‪ ،‬قلنا ‪ :‬تعريف صفة الشئ قد يكون لجل الترغيب في إدخاله في الوجود ‪،‬‬

‫وقد‬

‫يكون لجل أن يقع الحتراز عنه ‪ ،‬كما قال الشاعر ‪:‬‬

‫عرفت الشر ل للشر لكن لتوقيه‬

‫قوله ثانيا ‪ :‬إن تعليم السحر كفر لقوله تعالى " ولكن الشياطين كفروا‬

‫يعلمون الناس السحر " فالجواب أنا بينا أنه واقعة حال فيكفي في صدقها صورة‬

‫واحدة ‪ ،‬وهي ما إذا اشتغل بتعليم سحر من يقول بإلهية الكواكب ويكون قصده‬

‫من ذلك التعليم إثبات أن ذلك المذهب حق ‪ .‬قوله ثالثا ‪ :‬إنه ل يجوز بعثة النبياء‬

‫لتعليم السحر فكذا الملئكة ‪ .‬قلنا ‪ :‬ل نسلم أنه ل يجوز بعثة النبياء لتعليمه بحيث‬
‫يكون الغرض من ذلك التعليم التنبيه على إبطاله ‪ .‬قوله رابعا ‪ :‬إنما يضاف السحر‬

‫إلى الكفرة أو المردة فكيف يضاف إلى ال ما ينهى عنه ؟ قلنا ‪ :‬فرق بين العمل‬

‫وبين‬

‫]‪[304‬‬

‫التعليم ‪ ،‬فلم ل يجوز أن يكون العمل به منهيا عنه وأما تعليمه لغرض التنبيه على‬

‫فساده فإنه يكون مأمورا به ‪.‬‬

‫السمألة الثانية ‪ :‬قرأ الحسن " الملكين " بكسر اللم ‪ ،‬وهو مروي أيضا عن‬

‫الضحاك وابن عباس ‪ .‬ثم اختلقوا ‪ ،‬فقال الحسن ‪ :‬كانا عجلين أقلفين بباتل يعلمان‬

‫الناس السحر ‪ ،‬وقيل ‪ :‬كانا رجلين صالحين من الملوك ‪ ،‬والقراءة المشهورة بفتح‬

‫اللم ‪ ،‬وهما‬

‫كانا ملكين نزل من السماء ‪ ،‬وهاروت وماروت اسمان لهما ‪ .‬ثم قيل ‪ :‬هما جبرئيل‬

‫وميكائيل عليهم السلم ‪ ،‬وقيل ‪ :‬غيرهما ‪ ،‬أما الذين كسروا اللم فقد احتجوا بوجوه‬

‫‪:‬‬

‫أحدها أنه ل يليق بالملئكة تعليم السحر ‪ .‬وثانيها كيف يجوز إنزال الملكين مع‬

‫قوله " ولو أنزلنا ملكا لقضي المر ثم ل ينظرون " وثالثها لو أنزل الملكين لكان‬

‫إما أن‬

‫يجعلهما في صورة رجلين أول يجعلهما كذلك ‪ ،‬فإن جعلهما في صورة رجلين مع‬

‫أنهما‬
‫ليسا برجلين كان ذلك تجهيل وتلبيسا وهو غير جائز ‪ ،‬ولو جاز ذلك فلم ل يجوز أن‬

‫يكون‬

‫كل واحد من الناس الذين نشاهدهم ل يكون في الحقيقة إنسانا بل ملكا من‬

‫الملئكة !‬

‫وإن لم يجعلهما في صورة الرجلين قدح ذلك في قوله تعالى " ولو جعلناه ملكا‬

‫لجعلناه‬

‫رجل " والجواب عن الول أنا سنبين وجه الحكمة وإنزال الملئكة لتعليم السحر‬

‫وعن الثاني أن هذه الية عامة ‪ ،‬وقراءة الملكين بفتح اللم متواترة وخاصة ‪ ،‬و‬

‫الخاص يقدم على العام ‪ .‬وعن الثالث أن ال تعالى ينزلهما في صورة رجلين ‪،‬‬

‫وكان‬

‫الواجب على المكلفين في زمان النبياء أن ل يقطعوا على من صورته صورة‬

‫النسان‬

‫بكونه إنسانا ‪ ،‬كما أن في زمان الرسول صلى ال عليه وآله كان الواجب على من‬

‫شاهد دحية‬

‫الكلي أن ل يقطع بكونه من البشر ‪ ،‬بل الواجب التوقف فيه ‪.‬‬

‫المسألة الثاثة ‪ :‬إذا قلنا بأنهما كانا من الملئكة فقد اختلفوا في سبب‬

‫نزولهما ‪ ،‬فروي عن ابن عباس أن الملئكة لما قالت " أتجعل فيها من يفسد فيها‬

‫ويسفك الدماء " فأجابهم ال تعالى بقوله " إني أعلم مال تعلمون " ثم إن ال وكل‬
‫عليهم جمعا من الملئكة وهم الكرام الكاتبون فكانوا يعرجون بأعمالهم الخبيثة‬

‫فعجبت‬

‫الملئكة منهم ‪ ،‬ومن تبقية ال إياهم مع ما يظهر منهم من القبائح ‪ ،‬ثم أضافوا إليها‬

‫]‪[305‬‬

‫عمل السحر فازداد تعجب الملئكة ‪ ،‬فأراد ال تعالى أن يبتلي الملئكة فقال لهم ‪:‬‬

‫اختاروا‬

‫ملكين من أعظم الملئكة علما وزهدا وديانة لنزالهما إلى الرض ‪ ،‬فأختبرهما‬

‫فاختاروا هاروت وماروت ‪ ،‬وركب فيهما شهوة النس وأنزلهما ونهاهما عن‬

‫الشرك‬

‫والقتل والزنا والشرب ‪ ،‬فنزل فذهب إليهما امرأة من أحسن النساء وهي الزهرة‬

‫فراوداها عن نفسها فأبت إل بعد أن يعبدا الصنم وإل بعد أن يشربا ‪ ،‬فامتنعا أول‬

‫ثم غلبت الشهوة عليهما ‪ ،‬فأطاعا في كل ذلك ‪ ،‬فعند إقدامهما على الشرب وعبادة‬

‫الصنم دخل سائل عليهم فقالت ‪ :‬إن أظهر هذا السائل للناس ما رأى منا فسد أمرنا‬

‫فإن أردتما الوصول إلي فاقتل هذا الرجل ‪ ،‬فامتنعا منه ‪ ،‬ثم اشتغل بقتله ‪ ،‬فلما‬

‫فرغا من القتل طلبا المرأة فلم يجداها ‪ .‬ثم إن الملكين عند ذلك ندما وتحسرا‬

‫وتضرعا إلى ال تعالى فخيرهما بين عذاب الدنيا وعذاب الخرة ‪ ،‬فاختارا عذاب‬
‫الدنيا ‪ ،‬وهما معذبات ببابل ‪ ،‬معلقان بين السماء والرض يعلمان الناس السحر ‪.‬‬

‫ثم لهم في الزهرة قولن ‪ :‬أحدهما أن ال تعالى لما ابتلى الملكين بشهوة بني‬

‫آدم أمر ال الكوكب الذي يقال له " الزهرة " وفلكها حتى هبط إلى الرض إلى أن‬

‫كان‬

‫ما كان ‪ ،‬فحينئذ ارتفعت الزهرة وفلكها إلى موضعها من السماء موبخين لهما على‬

‫ماشاهداه منهما ‪ .‬والقول الثاني أن المرأة كانت فاجرة من أهل الرض وواقعاها‬

‫بعد شرب الخمر وقتل النفس وعبادة الصنم ‪ ،‬ثم علماها السم الذي به كانا يعرجان‬

‫إلى السماء ‪ ،‬فتكلمت به وعرجت إلى السماء ‪ ،‬وكان اسمها " بيدخت " فمسخها‬

‫ال‬

‫تعالى وجعلها هي الزهرة ‪.‬‬

‫واعلم أن هذه الرواية فاسدة مردودة غير مقبولة ‪ ،‬لنه ليس في كتاب ال‬

‫ما يدل عليها ‪ ،‬بل فيه ما يبطلها من وجوه ‪ :‬الول ما تقدم من الدلئل الدالة على‬

‫عصمة الملئكة عن كل المعاصي ‪ .‬وثانيها ‪ :‬أن قولهم إنهما خيرا بين عذاب الدنيا‬

‫وعذاب الخرة فاسد ‪ ،‬بل كان الولى أن يخيرابين التوبة والعذاب ‪ ،‬لن ال تعالى‬

‫خير بينهما من أشرك به طول عمره فكيف يبخل عليهما بذلك ‪ .‬وثالثها ‪ :‬أن من‬

‫أعجب المور قولهم إنهما يعلمان الناس السحر في حال كونهما معذبين ويدعوان‬

‫]‪[306‬‬

‫إليه وهما يعاقبان ‪.‬‬


‫ولما ظهر فساد هذا القول فنقول ‪ :‬السبب في إنزالهما وجوه ‪ :‬أحدها أن‬

‫السحرة كثرت في ذلك الزمان ‪ ،‬واستنبطت أبوابا غريبة ‪ ،‬وكانوا يدعون النبوة‬

‫ويتحدون الناس بها ‪ ،‬فبعث ال تعالى هذين الملكين لجل أن يعلما الناس أبواب‬

‫السحر حتى يتمكنوا من معارضة اولئك الذين كانوا يدعون النبوة كذبا ‪ ،‬ول‬

‫شك أن هذا من أحسن الغراض والمقاصد ‪.‬‬

‫وثانيها ‪ :‬أن العلم بكون المعجزة مخالفا للسحر متوقف على العلم بماهية‬

‫المعجزة ) ‪ ( 1‬والناس كانوا جاهلين بماهية السحر فل جرم تعذرت عليهم معرفة‬

‫حقيقة‬

‫المعجزة فبعث ال هذين الملكين لتعريف ماهية السحر لجل هذا الغرض ‪ .‬وثالثها ل‬

‫يمتنع‬

‫أن يقال ‪ :‬السحر الذي يوقع الفرقة بين أعداء ال واللفة بين أولياء ال كان مباحا‬

‫عندهم أو مندوبا ‪ ،‬فال تعالى بعث الملكين لتعليم السحر لهذا الغرض ‪ .‬ثم إن القوم‬

‫تعلموا ذلك منهما واستعملوه في الشر وإيقاع الفرقة بين أولياء ال واللفة بين‬

‫أعداء ال ‪ .‬ورابعها أن تحصيل العلم بكل شئ حسن ولما كان السحر منهيا عنه‬

‫وجب‬

‫أن يكون متصورا معلوما ‪ ،‬لن الذي ل يكون متصورا امتنع النهي عنه ‪ .‬وخامسها‬

‫لعل الجن كان عندهم أنواع من السحر لم يقدر البشر على التيان بمثلها ‪ ،‬فبعث‬

‫ال الملئكة ليعلموا البشر امورا يقدرون بها على معارضة الجن ‪ .‬وسادسها يجوز‬
‫أن يكون ذلك تشديدا في التكليف من حيث إذا علمه ما أمكنه أن يتوصل به إلى‬

‫اللذات العاجلة ثم منعه من استعمالها كان ذلك في نهاية المشقة ‪ ،‬فيستوجب به‬

‫الثواب الزائد ‪ ،‬كما ابتلي قوم طالوت بالنهر على ما قال " فمن شرب منه فليس‬

‫مني ومن لم يطعمه فإنه مني " فثبت بهذه الوجوه أنه ل يبعد من ال تعالى إنزال‬

‫الملكين لتعليم السحر ‪.‬‬

‫المسألة الرابعة ‪ :‬قال بعضهم ‪ :‬هذه الواقعة إنما وقعت في زمان إدريس عليه‬

‫السلم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬وبماهية السحر ‪.‬‬

‫]‪[307‬‬

‫لنهما إذا كانا ملكين نزل بصورة البشر لهذا الغرض فلبد من رسول في وقتهما‬

‫ليكون ذلك معجزة له ‪ ،‬ول يجوز كونهما رسولين ‪ ،‬لنه ثبت أنه تعالى ل يبعث‬

‫الرسول من الملئكة إلى النس وال أعلم ‪.‬‬

‫المسألة الخامسة ‪ " :‬هاروت وماروت " عطف بيان لملكين ‪ ،‬علمان لهما‬

‫وهما اسمان أعجميان بدليل منع الصرف ‪ ،‬ولو كانا من الهرت والمرت وهو الكسر‬

‫كما زعم بعضهم ل نصرفا ‪ ،‬وقرأ الزهري " هاروت وماروت " بالرفع ‪ :‬على ‪:‬‬

‫هما‬

‫هاروت وماروت ‪ ،‬وأما قوله تعالى " وما يعلمان من أحد حتى يقول إنما نحن‬
‫فتنة " فاعلم أنه تعالى شرح حالهما فقال ‪ :‬وهذان الملكان ل يعلمان السحر إل بعد‬

‫التحذير الشديد من العمل به ‪ ،‬وهو قولهما " إنما نحن فتنة " والمراد ههنا بالفتنة‬

‫المحنة التي بها يتميز المطيع عن العاصي ‪ ،‬كقولهم " فتنت الذهب بالنار " إذا‬

‫عرض على النار ليتميز الخالص عن المشوب ‪ .‬وقد بينا الوجوه في أنه كيف‬

‫يحسن بعثة الملكين لتعليم السحر ‪ ،‬فالمراد أنهما ل يعلمان أحدا السحر ول يصفانه‬

‫لحد ول يكشفان له وجوه الحتيال حتى يبذلله النصيحة ‪ ،‬فيقول له " إنما نحن‬

‫فتنة " أي هذا الذي نصفه لك وإن كان الغرض فيه أن يتميز السحر ) ‪ ( 1‬من‬

‫المعجز‬

‫ولكنه يمكنك أن تتوصل إلى المفاسد والمعاصي ‪ ،‬فإياك بعد وقوفك عليه أن‬

‫تستعمله فيها نهيت عنه ‪ ،‬أو تتوصل به إلى شئ من الغراض العاجلة ‪.‬‬

‫أما قوله ‪ " :‬فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه " ففيه مسائل ‪:‬‬

‫المسألة الولى ‪ :‬ذكروا في تفسير هذا التفريق وجهين ‪ :‬الول أن هذا‬

‫التفريق إنما يكون بأن يعتقد أن ذلك السحر مؤثر في هذا التفريق فيصير كافرا‬

‫وإذا صار كافرا بانت منه امرأته ‪ ،‬فيحصل التفريق بينهما ‪ .‬الثاني يفرق بينهما‬

‫بالتمويه والتخييل ) ‪ ( 2‬والتضريب وسائر الوجوه المذكورة ‪.‬‬

‫المسألة الثانية ‪ :‬أنه تعالى لم يذكر ذلك لن الذي يتعلمون منهما ليس‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬ان يتميز به الفرق بين السحر وبين المعجز ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في الصمدر ‪ :‬والحيل ‪.‬‬


‫]‪[308‬‬

‫إل هذا القدر لكن هذه الصورة تنبيها على سائر الصور ‪ ،‬فإن استنامة المرء ) ‪( 1‬‬

‫إلى زوجه وركونه إليها معروف زائد على كل مودة فنبه بذكر ذلك ‪ ،‬على أن‬

‫السحر إذا ما أمكن به هذا المر على شدته فغيره به أولى ‪.‬‬

‫أما قوله " وما هم بضارين به من أحد " فإنه يدل على ما ذكرناه ‪ ،‬لنه‬

‫أطلق الضرر ولم يقصره على التفريق بين المرء وزوجه ‪ ،‬فدل ذلك على أنه تعالى‬

‫إنما ذكره لنه أعلى مراتبه ‪.‬‬

‫أما قوله " بإذن ال " فاعلم أن الذن حقيقة في المر ‪ ،‬وال ل يأمر بالسحر‬

‫ولنه تعالى أراد عيبهم وذمهم ‪ ،‬ولو كان قد أمرهم به لما جاز أن يذمهم عليه‬

‫فلبد من التأويل ‪ ،‬وفيه وجوه ‪:‬‬

‫أحدها قال الحسن ‪ :‬المراد منه التخلية ‪ ،‬يعني الساحر إذا سحر إنسانا فإن‬

‫شاء ال منعه منه وإن شاء خلى بينه وبين ضرر السحر ‪ .‬وثانيها قال الصم ‪:‬‬

‫المراد ‪ :‬إل بعلم ال ‪ ،‬وإنما سمي الذان أذانا لنه إعلم الناس وقت ) ‪ ( 2‬الصلة‬

‫وسمي الذن إذنا لن بالحاسة القائمة بذلك يدرك الذن ‪ ،‬وكذلك قوله " و‬

‫أذان من ال ورسوله إلى الناس " أي إعلم ‪ ،‬وقوله " فأذنوا بحرب من ال "‬

‫معناه‬

‫فاعلموا ‪ ،‬وقوله " فقل آذنتكم " يعني أعلمتكم ‪ .‬وثالثها أن الضرر الحاصل عند‬

‫فعل السحر إنما يحصل بخلق ال تعالى وإيجاذه وإبداعه ‪ ،‬وما كان كذلك فإنه‬
‫يصح أن يضاف إلى إذن ال تعالى كما قال " إنما قولنا لشي ء إذا أردناه أن نقول‬

‫له كن فيكون " ورابعها أن يكون المراد بالذن المر ‪ ،‬وهذا الوجه ل يليق‬

‫إل بأن يفسر التفريق بين المرء وزوجه بأن يصير كافرا ‪ ،‬والكفر يقتضي التفريق‬

‫فإن هذا حكم شرعي ‪ ،‬وذلك ل يكون إل بأمر ال ‪.‬‬

‫أما قوله " ولقد علموا لمن اشتريه ماله في الخرة من خلق " ففيه مسائل ‪:‬‬

‫المسألة الولى إنما ذكر لفظ الشراء على سبيل الستعارة لوجوه ‪ :‬أحدها‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬استكانة المرء ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 2‬بوقت ‪.‬‬

‫]‪[309‬‬

‫أنهم لما نبذوا كتاب ال وراء ظهورهم وأقبلوا على التمسك بما تتلوا الشياطين‬

‫فكأنهم قد اشتروا ذلك السحر بكتاب ال ‪ .‬وثانيها أن الملكين إنما قصدا بتعليم‬

‫السحر الحتراز عنه ليصل بذلك الحتراز إلى منافع الخرة ‪ ،‬فلما استعمل السحر‬

‫فكأنه اشترى بمنافع الخرة منافع الدنيا ‪ .‬وثالثها أنه لما استعمل السحر علمنا‬

‫أنه إنما تحمل المشقة ليتمكن من ذلك الستعمال ‪ ،‬فكأنه اشترى بالمحن التي‬

‫تحملها قدرته على ذلك الستعمال ‪.‬‬

‫المسألة الثانية قال الكثرون ‪ :‬الخلق النصيب ‪ ،‬قال القفال ‪ ،‬يشبه أن‬

‫يكون أصل الكلمة من الخلق معناه التقدير ‪ ،‬ومنه خلق الديم ‪ ،‬ومنه يقال ‪ :‬قدر‬

‫الرجل كذا درهما رزقا على عمل كذا ‪ .‬وقال الخرون ‪ :‬الخلق الخلص ‪ ،‬قال‬
‫امية ) ‪ ( 1‬بن أبي صلت ‪:‬‬

‫يدعون بالويل فيها لخلق لهم * إل سرابيل قطران وأغلل‬

‫بقي في الية سؤال وهو أنه كيف أثبت لهم العلم أول في قوله " وقد علموا "‬

‫ثم نفاه عنهم في قوله " لو كانوا يعلمون " والجواب من وجوه ‪ :‬أحدها ‪ :‬أن الذين‬

‫علموا غير الذين لم يعلموا ‪ ،‬فالذين علمواهم الذين علموا السحر ودعوا الناس إلى‬

‫تعلمه ‪ ،‬وهم الذين قال ال في حقهم " نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب‬

‫ال وراء ظهورهم كأنهم ل يعلمون " وأما الجهال الذين يرغبون في تعلم السحر‬

‫فهم الذين ل يعلمون ‪ ،‬وهذا جواب الخفش وقطرب ‪ .‬وثانيها لو سلمنا أن القوم‬

‫واحد ] ولكنهم علموا أشياء ) ‪ ( 2‬وجهلوا أشياء اخر علموا أنه ليس لهم في‬

‫الخرة‬

‫خلق [ ولكنهم جهلوا مقدرا مافاتهم من منافع الخرة وما حصل لهم من مضارها‬

‫وعقوباتها ‪ .‬وثالثها لو سلمنا أن القوم واحد والمعلوم واحد ولكنهم لم ينتفعوا‬

‫بعلمهم بل أعرضوا عنه فصار ذلك العلم كالعدم كما سمى ال تعالى الكفار صما‬

‫وبكما‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في الصمدر ‪ :‬ومنه قول امية ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 2‬شيئا ‪.‬‬

‫]‪[310‬‬
‫وعميا إذ لم ينتفعوا بهذه الحواس ويقال للرجل في شئ يفعله لكنه ل يضعه موضعه‬

‫‪:‬‬

‫صنعت ولم تصنع ) انتهى ( ) ‪. ( 1‬‬

‫وإنما أوردت أكثر كلمهم في هذا المقام مع طوله واشتماله على الزوائد‬

‫الكثيرة لمناسبة لما سيأتي في بعض البواب التية ‪ ،‬ولتطلع على مذاهبهم الواهية‬

‫في تلك البواب ‪ ،‬وسأل شيخنا البهائي ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬بعض أخلئه عن قوله‬

‫البيضاوي‬

‫في تفسير هذه الية حيث قال " وما روي من أنهما مثل بشرين وركبت فيهما‬

‫الشهوة‬

‫فتعرضا ل مرأة يقال لها الزهرة فحملتها على المعاصي والشرك ‪ ،‬ثم صعدت‬

‫السماء بما تعلمت منهما ‪ ،‬فمحكي عن اليهود ‪ ،‬ولعله من رموز الوائل ‪ ،‬وحله‬

‫ل يخفى على ذوي البصائر " بينوا حتى نصير من ذوي البصائر ‪ ،‬فأجاب الشيخ‬

‫رحمه ال بعد أن أورد هذه القصة نحوا مما رواه الرازي في هذه القصة ‪ :‬هي ما‬

‫رواه قدماء المفسرين من العامة عن ابن عباس ‪ ،‬ولم يرتض بهذه الرواية‬

‫متأخروهم‬

‫وأطنب الفخر الرازي وغيره في تزييفها ‪ ،‬وقال ‪ :‬إنها فاسدة مردودة غير مقبولة‬

‫لوجوه ثلثة إلى آخر ما نقلناه من الوجوه في عرض كلمه ثم قال ‪ :‬وفي كل‬

‫من هذه الوجوه نظر ‪ ،‬أما الول فلنه لم يثبت بقاؤهما على العصمة بعد أن مثلهما‬
‫ال سبحانه بصورة البشر وركب فيهما قوتي الشهوة والغضب وجعلهما كسائر بني‬

‫آدم كما يظهر من القصة ‪ .‬وأما الثاني فلن التخيير بين التوبة والعذاب وإن‬

‫كان هو الصلح بحالهما لكن فعل الصلح مطلقا غير واجب عليه سبحانه على‬

‫مذهب‬

‫هذا المفسر ‪ ،‬بل فعل الصلح الذي من هذا القبيل غير واجب عندنا أيضا ‪ ،‬فإنا‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 310‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 318‬سطر ‪18‬‬

‫ل نوجب عليه سبحانه كل ماهو أصلح بحال العبد كما ظنه مخالفونا ‪ ،‬وشنعوا علينا‬

‫بما شنعوا ‪ ،‬بل إنما نوجب عليه سبحانه كل أصلح لولم يفعله كان مناقضا لغرضه‬

‫كما ذكرته في الحواشي التي علقتها على تفسير البيضاوي ‪ ،‬ولعله سبحانه لم‬

‫يلهمهما‬

‫التوبة وأغفلهما عنها لمصلحة ل يعلمها إل هو ‪ ،‬فل بخل منه سبحانه على هذا‬

‫التقدير ‪.‬‬
‫وأما الثالث فلن التعليم حال التعذيب غير ممتنع ‪ ،‬وظني ‪ .‬أن تزييف الفخر *‬

‫) هامش ( * ) ‪ ( 1‬مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 654 635‬‬

‫]‪[311‬‬

‫الرازي لهذه الرواية هو الباعث على عدول البيضاوي عزحمل هذه القصة على‬

‫ظاهرها‬

‫وتنزيلها على محض الرمز والذي سمعته من والدي ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في حله أنه‬

‫إشارة إلى‬

‫أن شخص العالم العامل الكامل المقرب من حظائر القدس قديو كل إلى نفسه الغرارة‬

‫ول يلحقه التوفيق والعناية ‪ ،‬فينبذ علمه وراء ظهره ‪ ،‬ويقبل على مشتهيات نفسه‬

‫الخبيثة الخسيسة ‪ ،‬ويطوي كشحه عن اللذات الحقيقية ‪ ،‬والمراتب العلية ‪ ،‬فينحط‬

‫إلى أسفل سافلين ‪ ،‬والشخص الناقص الجاهل المنغمس في الوزار قد يختلط بذلك‬

‫الشخص العالم قاصدا بذلك الفساد والفحشاء ‪ ،‬فيدركه بذلك التوفيق اللهي‬

‫فيستفيد من ذلك العلم ما يضرب بسببه صفحا عن أدناس دار الغرور ‪ ،‬وأرجاس‬

‫عالم‬

‫الزور ‪ ،‬ويرتفع ببركة ما يعلمه عن حضيض الجهل والخسران ‪ ،‬إلى أوج العزة‬

‫والعرفان ‪ ،‬فيصير به المتعلم في أرفع درج العلء ‪ ،‬والمعلم في أسفل درك الشقاء ‪.‬‬

‫و‬
‫رأيت في بعض التفاسير أن المراد بالملكين المذكورين الروح والقلب ‪ ،‬فإنهما من‬

‫العالم الروحاني اهبطا إلى العالم الجسماني لقامة الحق ‪ ،‬فافتتنا بزهرة الحياة‬

‫الدنيا ‪ ،‬ووقعا في شبكة الشهوة ‪ ،‬فشربا خمر الغفلة ‪ ،‬وزنيا ببغي الدنيا ‪،‬‬

‫وعبداصنم‬

‫الهوى ‪ ،‬وقتل نفسهما بحرمانهما من النعيم الباقي ‪ ،‬فاستحقا أليم النكال ‪ ،‬وقطيع‬

‫العذاب ‪ .‬هذا وهذه القصة كما رواها علماء العامة عن ابن عباس فقدرواها علماؤنا‬

‫رضوان ال عليهم عن المام أبي جعفر الباقر عليه السلم وذكرها الشيخ الجليل‬

‫أبوعلي‬

‫الطبرسي في مجمع البيان ) ‪ ( 1‬لكن بين مارواه العامة وما رواه أصحابنا اختلف‬

‫يسير‬

‫فإن الرواية التي روها أصحابنا ليس فيها أنهما يعلمان الناس السحر في وقت‬

‫تعذيبهما ‪ ،‬بل هي صريحة في أن التعليم كان قبل التعذيب ‪ ،‬وكذلك ليس فيها أن‬

‫تلك المرأة تعلمت منهما السم العظم وصعدت ببركته إلى السماء ‪ .‬والحاصل أن‬

‫هذه القصة مروية من طرقنا ومن طرق العامة معا ‪ ،‬وليس من جملة الحكايات‬

‫الغير‬

‫المسنده ‪ ،‬كما يظهر من كلم الفاضل الدواني في شرح العقائد العضدية حيث قال ‪:‬‬

‫إن هذه القصة ليست في كتاب ال ‪ ،‬ول في سنة رسول ال ما يدل على صدقها ‪ .‬ثم‬
‫إنه‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 177 170‬‬

‫]‪[312‬‬

‫استدل على أنه من جملة الكاذيب بأن تمكن تلك المرأة من الصعود إلى السماء‬

‫بما تعلمته من الملكين أعني السم العظم وعدم تمكنهما من ذلك مع علمهما به‬

‫غير‬

‫معقول ‪ .‬ول يخفى أن دليله هذا إنما يتم لو ثبت أنه جل اسمه لم ينسهما‬

‫السم العظم بعد اقترافهما تلك الكبائر العظيمة ‪ ،‬واستحقاقهما الطرد والخذلن‬

‫ودون ثبوته خرط القتاد ) انتهى كلمه رحمه ال ( ‪.‬‬

‫" لن يستنكف " أي لم يأنف ‪ ،‬ولم يمتنع المسيح " أن يكون " أي من أن‬

‫يكون " عبدال ‪ ،‬ول الملئكة المقربون " أي ولهم يستكبرون من القرار بعبودية‬

‫ال سبحانه ‪ .‬قال الطبرسي رحمه ال ‪ :‬استدل بهذه الية من قال إن الملئكة‬

‫أفضل من النبياء ‪ ،‬قالوا ‪ :‬إن تأخير ذكر الملئكة في مثل هذا الخطاب يقتضي‬

‫تفضيلهم ‪ ،‬لن العادة لم تجر بأن يقال ‪ :‬لن يستنكف المير أن يفعل كذا ول‬

‫الحارس ‪ ،‬بل يقدم الدون ويؤحر العظم ‪ ،‬فيقال ‪ :‬لن يستنكف الوزير أن يفعل‬

‫كذا ول السلطان ) ‪ . ( 1‬وأجاب أصحابنا عن ذلك بأن قالوا ‪ :‬إنما أخر ذكر الملئكة‬

‫لن جميع الملئكة أفضل وأكثر ثوابا من المسيح ‪ ،‬وهذا ل يقتضي أن يكون كل‬
‫واحد منهم أفضل منه وإنما الخلف في ذلك ‪ ،‬وأيضا فإنا وإن ذهبنا إلى أن النبياء‬

‫أفضل من الملئكة فإنا نقول مع قولنا بالتفاوت أنه ل تفاوت كثيرا في الفضل بينهما‬

‫ومع التقارب والتداني يحسن أن يقدم ذكر الفضل ‪ ،‬أل ترى أنه يحسن أن يقال ‪:‬‬

‫ما يستنكف المير فلن ول المير فلن ‪ ،‬إذا كانا متساويين في المنزلة أو متقاربين‬

‫)‪(2‬‬

‫وقال البيضاوي ‪ :‬لعله أراد بالعطف المبالغة باعتبار التكثير ل باعتبار التكبير ‪،‬‬

‫كقولك‬

‫أصبح المير ل يخالفه رئيس ول مرؤوس ) ‪. ( 3‬‬

‫" إن الذين عند ربك " أي مطلق الملئكة أو المقربين منهم " وله يسجدون "‬

‫أي يخضعون بالعبادة أو التذلل " ول يشركون " به غيره ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في الصمدر ‪ :‬وهذا يقتضى فضل الملئكة على النبياء ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 146‬‬

‫) ‪ ( 3‬انوار التنزيل ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 319‬‬

‫]‪[313‬‬

‫" ول يسجد ما في السماوات وما في الرض " قال البيضاوي ‪ :‬أي ينقاد انقيادا‬

‫يعم‬

‫النقياد لرادته وتأثيره طبعا ‪ ،‬والنقياد لتكليفه وأمره طوعا ‪ ،‬ليصح إسناده إلى‬
‫عامة أهل السماوات والرض ‪ ،‬وقوله " من دابة " بيان لهما ‪ ،‬لن الدبيب هو‬

‫الحركة الجسمانية ‪ ،‬سواء كان في أرض أوسماء ‪ ،‬والملئكة عطف على المبين به‬

‫عطف‬

‫جبرئيل على الملئكة للتعظيم ‪ ،‬أو عطف المجردات على الجسمانيات ‪ ،‬وبه احتج‬

‫من قال ‪ :‬إن الملئكة أرواح مجردة ‪ ،‬أو بيان لما في الرض والملئكة تكرير لما‬

‫في السماوات ‪ ،‬وتعيين له إجلل وتعظيما ‪ ،‬والمراد بهما ملئكتهما من الحفظة و‬

‫غيرهم ‪ ،‬و " ما " لما استعمل للعقلء كما استعمل لغيرهم كان استعماله حيث‬

‫اجتمع‬

‫القبيلن أولى من إطلق " من " تغليبا للعقلء " وهم ل يستكبرون عن عبادته‬

‫يخافون‬

‫ربهم من فوقهم " يخافون أن يرسل عذابا من فوقهم أو يخافونه وهم فوقهم بالقهر‬

‫وقوله ) ‪ " ( 1‬وهو القاهر فوق عباده " والجملة حال من الضمير في " ل‬

‫يستكبرون "‬

‫أو بيان له وتقرير ‪ ،‬لن من خاف ال لم يستكبر عن عبادته " ويفعلون ما يؤمرون‬

‫"‬

‫من الطاعة والتدبير ‪ ،‬وفيه دليل على أن الملئكة مكلفون مدارون بين الخوف‬

‫والرجاء ‪ ( 2 ) .‬وقال في قوله " وما نتنزل إل أمر ربك " حكاية قول جبرئيل حين‬
‫استبطأه رسول ال صلى ال عليه وآله لما سئل عن أصحاب الكهف وذي القرنين‬

‫والروح ولم يدر‬

‫ما يجيب ورجا أن يوحى إليه فيه ‪ ،‬فأبطأ عليه خمسة عشر يوما وقيل أربعين ‪،‬‬

‫حتى‬

‫قال المشركون ‪ :‬ودعه ربه وقله ‪ ،‬ثم نزل تبيان ذلك ‪ ،‬والتنزل النزول على‬

‫مهل ‪ ،‬لنه مطاوع نزل ‪ ،‬وقد يطلق بمعنى النزول مطلقا كما يطلق نزل بمعنى أنزل‬

‫والمعنى ‪ :‬وما ننزل وقتا غب وقت إل بأمر ال تعالى على ما تقتضيه حكمته " له‬

‫ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك " وهو ما نحن فيه من الماكن والحايين‬

‫ل تنتقل ) ‪ ( 3‬من مكان إلى مكان أو ل تنزل ) ‪ ( 4‬في زمان دون زمان إل بأمره‬

‫ومشيته‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬لقوله تعالى ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 2‬انوار التنزيل ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 668‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬ل ننتقل ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬في المصدر ‪ :‬ل ننزل ‪.‬‬

‫]‪[314‬‬

‫" وما كان ربك نسيا " أي تار كألك ‪ ،‬أي ما كان عدم النزول إل لعدم المر به ‪ ،‬ولم‬

‫يكن ذلك عن ترك ال لك وتوديعه إياك كما زعمت الكفرة ‪ ،‬وإنما كان لحكمة‬
‫رآها فيه ) ‪ " ( 1‬ول يستحسرون " أي ل يعبؤن منها " ل يفترون " حال من‬

‫الواو في‬

‫يسبحون " ‪.‬‬

‫" وقالوا اتخذ الرحمن ولدا " نزلت في خزاعة حيث قالوا ‪ :‬الملئكة بنات ال‬

‫سبحانه ‪ ،‬تنزيه له عن ذلك " بل عباد " أي بل هم عباد من حيث هم مخلوقون ‪ ،‬و‬

‫ليسوا بأولد " مكرمون " مقربون ‪ " .‬ل يسبقونه بالقول " ل يقولون شيئا حتى‬

‫يقوله‬

‫كما هو ديدن العبيد المقربين ) ‪ " ( 2‬وهم بأمره يعملون " ول يعملون قط مالم‬

‫يأمرهم‬

‫به " يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ‪ " ،‬ل تخفى عليه خافية مما قدموا وأخروا أو‬

‫هو‬

‫كالعلة لما قبله والتمهيد لما بعده ‪ ،‬فإنه لحاطتهم بذلك يضبطون أنفسهم ويراقبون‬

‫أحوالهم " وهم من خشيته " من عظمته ومهابته " مشفقون " مرتعدون ‪ ،‬وأصل‬

‫الخشية خوف مع تعظيم ‪ ،‬ولذلك خص بها العلماء ‪ ،‬والشفاق خوف مع اعتناء‬

‫فإن عدي بمن فمعنى الخوف فيه أظهر ‪ ،‬وإن عدي بعلى فبالعكس ‪.‬‬

‫" ومن يقل منهم " أي من الملئكة أو من الخلئق " كذلك نجزي الظالمين "‬
‫أي من ظلم بالشراك وادعاء الربوبية ‪ ،‬وعلى تقدير إرجاع الضمير إلى الملئكة‬

‫ل ينافي عصمتهم ‪ ،‬فإن الفرض ل ينافي امتناع الوقوع ‪ ،‬كقوله تعالى " لئن‬

‫أشركت‬

‫ليحبطن عملك " ) ‪. ( 3‬‬

‫" عليها " أي على النار " ملئكة " يلي أمرها وهم الزبانية " غلظ شداد "‬

‫غلظ القوال ‪ ،‬شداد الفعال ‪ ،‬أو غلظ الخلق ‪ ،‬شداد الخلق ‪ ،‬أقوياء على الفعال‬

‫الشديدة " ل يعصون ال ما أمرهم " فيما مضى " ويفعلون ما يؤمرون " فيما‬

‫يستقبل‬

‫أول يمتنعون عن قبول الوامر والتزامها ‪ ،‬ويؤدون ما يؤمرون به ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬انوار التنزيل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 42‬‬

‫) ‪ ( 2‬المؤدبين ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬الزمر ‪. 65 :‬‬

‫]‪[315‬‬

‫قال الطبرسي رحمه ال ‪ :‬في هذا دللة على أن الملئكة الموكلين بالنار‬

‫معصومون عن القبائح ل يخالفون ال في أوامره ونواهيه ‪ ،‬وقال الجبائي ‪ :‬إنما‬

‫عنى أنهم ل يعصونه ويفعلون ما يأمرهم به في دار الدنيا ‪ ،‬لن الخرة ليست بدار‬

‫تكليف ‪ ،‬وإنما هي دار جزاء ] المؤمنين [ وإنما أمرهم ال تعالى بتعذيب أهل النار‬

‫على وجه الثواب لهم بأن جعل سرورهم ولذاتهم في تعذيب أهل النار ‪ ،‬كما جعل‬
‫سرورهم ) ‪ ( 1‬ولذاتهم في الجنة ) ‪ ) ( 2‬انتهى ( ‪.‬‬

‫وأقول ‪ :‬كون الخرة درا جزاء الملئكة غير معلوم ‪ ،‬وإنما المعلوم أنها‬

‫دار جزاء النس ‪ ،‬فل ينافي كون الملئكة مكلفين فيها ‪ ،‬بل يمكن أن يكون‬

‫جزاؤهم مقارنا لفعالهم من حصول اللذات الحقيقية ‪ ،‬ورفع الدرجات الصورية‬

‫والمعنوية ‪ ،‬بل أصل خدماتهم وجزاؤهم كما ورد أن طعامهم التسبيح وشرابهم‬

‫التقديس ‪ .‬وقال الشيخ المفيد رحمه ال في كتاب المقالت ‪ :‬أقول ‪ :‬إن الملئكة‬

‫مكلفون وموعودون ومتوعدون ‪ ،‬قال ال تبارك وتعالى " ومن يقل منهم إني‬

‫إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين " وأقول ‪ :‬إنهم معصومون‬

‫مما يوجب لهم العقاب بالنار ‪ ،‬وعلى هذا القول جمهور المامية وسائر المعتزلة و‬

‫أكثر المرجئة وجماعة من أصحاب الحديث ‪ ،‬وقد أنكر قوم من المامية أن تكون‬

‫الملئكة مكلفين ‪ ،‬وزعموا أنهم إلى العمال مضطرون ‪ ،‬ووافقهم على ذلك جماعة‬

‫من أصحاب الحديث ‪.‬‬

‫‪ 1‬العلل ‪ :‬عن محمد بن علي بن بشار القزويني ‪ ،‬عن المظفر بن أحمد القزويني‬

‫قال ‪ :‬سمعت أبا الحسين محمد بن جعفر السدي الكفوي ‪ ،‬يقول في سهيل‬

‫والزهرة ‪:‬‬

‫] إنهما [ دابتان من دواب البحر المطيف بالدنيا في موضع ل تبلغه سفينة ‪ ،‬ول‬

‫تعمل‬

‫فيه حيلة ‪ ،‬وهما المسخان المذكوران في أصناف المسوخ ‪ ،‬ويغلط من يزعم أنهما‬
‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬سرور المؤمنين و ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 2‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 10‬ص ‪. 318‬‬

‫]‪[316‬‬

‫الكوكبان ) ‪ ( 1‬ولو كانا ملكين لعصما فلم يعصيا ‪ ،‬وإنما سماهما ال عزوجل في‬

‫كتابه ملكين بمعنى أنهما خلقا ليكونا ملكين ‪ ،‬كما قال ال عزوجل لنبيه صلى ال‬

‫عليه وآله‬

‫" إنك ميت وإنهم ميتون " بمعنى ستكون ميتا ويكونون موتى ) ‪. ( 2‬‬

‫بيان ‪ :‬المطيف بالدنيا على بناء الفعال أي المحيط ‪ ،‬يقال ‪ :‬فلن يرشح‬

‫للوزارة أي يربى ويؤهل لها ‪ .‬ثم إن هذا الكلم إن كان قاله السدي من قبل‬

‫نفسه فيرد عليه أن الملئكة ليست أمرا تحصل لذات بعد أن لم تكن ‪ ،‬بل الظاهر‬

‫أنها من الحقائق التي ل تنفك كالنسانية والحيوانية ‪ ،‬إل أن يكون مراده‬

‫أنهما لم يكونا من الملئكة ‪ ،‬بل كانا مما يصلحان ظاهرا أن يخلطا بالملئكة‬

‫كالشيطان ‪.‬‬

‫‪ 2‬تفسير على بن إبراهيم ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن الحسن بن محبوب ‪ ،‬عن علي‬

‫ابن رئاب ‪ ،‬عن محمد بن قيس ‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال ‪ :‬سأله عطا ونحن‬

‫بمكة‬

‫عن هاروت وماروت ‪ ،‬فقال أبوجعفر عليه السلم ‪ :‬إن الملئكة كانوا ينزلون من‬

‫السماء‬
‫إلى الرض في كل يوم وليلة ‪ ،‬يحفظون أعمال أوساط أهل الرض من ولد آدم و‬

‫الجن ‪ ،‬فيكتبون أعمالهم ويعرجون بها إلى السماء ‪ ،‬قال ‪ :‬فضج أهل السماء من‬

‫معاصي أهل أوساط الرض ‪ ،‬فتوامزوا ) ‪ ( 3‬فيما بينهم مما يسمعون ويرون من‬

‫افترائهم‬

‫الكذب على ال تبارك وتعالى وجزأتهم عليه ونزهوا ال مما يقول فيه خلقه‬

‫ويصفون‬

‫فقالت طائفة من الملئكة ‪ :‬يا ربنا ما تغضب مما يعمل خلقك في أرضك وما يصفون‬

‫فيك الكذب ويقولون الزور ويرتكبون المعاصي وقد نهيتهم عنها ‪ ،‬ثم أنت تحلم‬

‫عنهم وهم في قبضتك وقدرتك وخلل عافيتك ‪ ،‬قال أبوجعفر عليه السلم ‪ :‬فأحب‬

‫ال أن‬

‫يري الملئكة القدرة ونافذ أمره في جميع خلقه ‪ ،‬ويعرف الملئكة ما من به عليهم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬الكوكبان المعروفان بسهيل والزهرة وان‬

‫هاروت وماروت كانا‬

‫روحانيين قد هيئا ورشحا للملئكة ولم ييلغ بهما حد الملئكة فاختارا المحنة‬

‫والبتلء‬

‫فكان من امرهما ما كان ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬العلل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 175‬‬


‫) ‪ ( 3‬في بعض النسخ " فتغامزوا " وفي المصدر ‪ :‬فتآمروا " ‪.‬‬

‫]‪[317‬‬

‫مما ) ‪ ( 1‬عدله عنهم من صنع خلقه ‪ ،‬وما طبعهم عليه من الطاعة ‪ ،‬وعصمهم به‬

‫من‬

‫الذنوب ‪ .‬قال ‪ :‬فأوحى ال إلى الملئكة أن انتدبوا ) ‪ ( 2‬منكم ملكين حتى اهبطهما‬

‫إلى الرض ثم أجعل فيهما من طبائع المطعم والمشرب والشهوة والحرص والمل‬

‫مثل ما جعلته في ولد آدم ‪ ،‬ثم أختبرهما في الطاعة لي قال ‪ :‬فندبوا لذلك هاروت‬

‫وماروت ‪ ،‬وكانا أشد ) ‪ ( 3‬الملئكة قول في العيب لولد آدم واستئثار غضب ال‬

‫عليهم ‪ .‬قال ‪ :‬فأوحى ال إليهما أن اهبطا إلى الرض ‪ ،‬فقد جعلت فيكما من طبائع‬

‫المطعم والمشرب والشهوة والحرص والمل مثل ما جعلت في ولد آدم ‪ .‬قال ‪:‬‬

‫ثم أوحى ال إليهما انظرا أن لتشر كابي شيئا ‪ ،‬ول تقتل النفس التي حرم ال ‪ ،‬ول‬

‫تزنيا ‪ ،‬ول تشربا الخمر ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم كشط عن السماوات السبع ليريهما قدرته ‪ ،‬ثم‬

‫أهبطهما إلى الرض في صورة البشر ولباسهم ‪ ،‬فهبطا ناحية بابل ‪ ،‬فرفع لهما بناء‬

‫مشرف ) ‪ ( 4‬فأقبل نحوه ‪ ،‬فإذا بحضرته امرأة جميلة حسناء مزينة معطرة‬

‫] مسفرة [‬

‫مقبلة نحوهما ‪ ،‬قال ‪ :‬فلما نظرا إليها وناطقاها وتأملها وقعت في قلوبهما موقعا‬
‫شديدا لموضع الشهوة التي جعلت فيهما ‪ ،‬فرجعا إليها رجوع فتنة وخذلن‬

‫وراوداها‬

‫عن نفسها ‪ .‬فقالت لهما ‪ :‬إن لي دينا أدين به ‪ ،‬وليس أقدر في ديني على أن‬

‫اجيبكما‬

‫إلى ما تريدان إل أن تدخل في ديني الذي أدين به ‪ ،‬فقال لها ‪ :‬وما دينك ؟ قالت ‪:‬‬

‫لي إله من عبده وسجد له كان لي السبيل إلى أن اجيبه إلى كل ما سألني ‪ ،‬فقال‬

‫لها ‪ :‬وما إلهك ؟ قالت ‪ :‬إلهي هذا الصنم ‪ ،‬قال ‪ :‬فنظر أحدهما إلى صاحبه ‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫هاتان خصلتان مما نهيبا عنهما ‪ :‬الشرك ‪ ،‬والزنا ‪ ،‬لنا إن سجدنا لهذا الصنم و‬

‫عبدناه أشركنا بال ‪ ،‬وإنما نشرك بال لنصل إلى الزنا ‪ ،‬وهو ذا نحن نطلب الزنا‬

‫فليس تعطى إل بالشرك ‪ .‬قال ‪ :‬فائتمرا بينهما ‪ ،‬فغلبتهما الشهوة التي جعلت فيهما‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬ومما اعد ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬ان اندبوا ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬من اشد ‪.‬‬

‫) ‪ : ( 4‬فوقع لهما بناء مشرق ‪.‬‬

‫]‪[318‬‬

‫فقال لها ‪ :‬نجيبك إلى ما سألت ‪ ،‬فقالت ‪ :‬فدونكما ‪ ،‬فاشربا هذه الخمر فإنه قربان‬

‫لكما ‪ ،‬وبه تصلن إلى ما تريدان ‪ ،‬فائتمرا بينهما فقال ‪ :‬هذه الثلث خصال مما‬

‫نهانا‬
‫ربنا عنها ‪ :‬الشرك ‪ ،‬والزنا ‪ ،‬وشرب الخمر ‪ ،‬وإنما ندخل في شرب الخمر و‬

‫الشرك حتى نصل إلى الزنا ‪ ،‬فائتمرا بينهما ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما أعظم البلية بك ! قد أجبناك‬

‫إلى ما سألت ‪ ،‬قالت ‪ :‬فدونكما فاشربا من هذه الخمر ‪ ،‬واعبدا هذا الصنم ‪،‬‬

‫واسجداله‬

‫فشربا الخمر ‪ ،‬وعبدا الصنم ‪ ،‬ثم روادهما عن نفسها ‪ ،‬فلما تهيأت لهما وتهيئالها‬

‫دخل عليهما سائل يسأل ] هذه [ فلما أن رآهما ورأياه ذعرا منه فقال لهما ‪ :‬إنكما‬

‫نابان ) ‪ ( 1‬ذعران ‪ ،‬قد خلوتما بهذه المرأة المعطرة الحسناء ‪ ،‬إنكما لرجل سوء ‪،‬‬

‫و‬

‫خرج عنهما ‪ .‬فقالت لهما ‪ :‬ل وإلهي ما تصلن الن إلي وقد اطلع هذا الرجل‬

‫على حالكما وعرف مكانكما ‪ ،‬ويخرج الن ويخبر بخبر كما ‪ ،‬ولكن بادرا إلى‬

‫هذا الرجل فاقتله قبل أن يفضحكما ويفضحني ثم دونكما ‪ ،‬فاقضيا حاجتكما و‬

‫أنتما مطمئنان آمنان قال ‪ :‬فقاما إلى الرجل فأدركاه فقتله ثم رجعا إليها ‪ ،‬فلم‬

‫يرياها وبدت لهما سوآتهما ونزع عنهما رياشهما واسقطا في أيديهما ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫فأوحى‬

‫ال إليهما أن أهبطتكما إلى الرض مع خلقي ساعة من النهار فعصيتماني بأربع من‬

‫معاصي كلها قد نهيتكما عنها وتقدمت إليكما فيها فلم تراقباني ) ‪ ( 2‬ولم تستحييا‬

‫مني وقد كنتما أشد من نقم على أهل الرض المعاصي واستجر أسفي وغضبي‬
‫عليهم‬

‫لما جعلت فيكما من طبع خلقي وعصمتي إياكما من المعاصي ‪ ،‬فكيف رأيتما موضع‬

‫خذلني فيكما ؟ اختارا عذاب الدنيا أو عذاب الخرة ‪ ،‬فقال أحدهما لصاحبه ‪:‬‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 318‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 327‬سطر ‪4‬‬

‫نتمتع من شهواتنا في الدنيا إذ صرنا إليها إلى أن نصير إلى عذاب الخرة ‪ .‬فقال‬

‫الخر ‪ :‬إن عذاب الدنيا له مدة وانقطاع ‪ ،‬وعذاب الخرة دائم ل انقطاع له‬

‫فلسنا نختار عذاب الخرة الدائم الشديد على عذاب الدنيا المقطع الفاني ‪ .‬قال ‪:‬‬

‫فاختارا عذاب الدنيا ‪ ،‬فكانا يعلمان الناس السحر في أرض بابل ‪ ،‬ثم لما علما الناس‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المخطوطة ‪ :‬لمرءان ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬فلم ترقباه ‪.‬‬

‫]‪[319‬‬

‫السحر رفعا من الرض إلى الهواء ‪ ،‬فهما معذبان منكسان معلقان في الهواء إلى‬
‫يوم القيامة ) ‪. ( 1‬‬

‫العياشى ‪ :‬عن محمد بن قيس مثله ‪.‬‬

‫بيان ‪ " :‬أن انتدبوا " في بعض النسخ " أن اندبوا " وهو أصوب ‪ ،‬إذ الظاهر‬

‫من كلم أكثر اللغويين أن النتداب لزم ‪ ،‬قال الجوهري ‪ :‬ندبه إلى المر‬

‫فانتدب أي دعاه فأجاب ‪ .‬ونحوه قال الفيروز آبادي ‪ ،‬لكن قال في المصباح المنير‬

‫انتدبته في المر فانتدب يستعمل لزما ومتعديا ‪ ،‬وقال ‪ :‬كشطت البعير كشطا من‬

‫باب ضرب ] مثل [ سلخت الشاة إذا نحيت جلده ‪ ،‬وكشطت الشئ كشطا نحيته‬

‫وقال الفيروز آبادي ‪ :‬الكشط رفعك الشئ ) ‪ ( 2‬عن الشئ قد غشاه ‪ ،‬وإذا السماء‬

‫كشطت قلعت كما يقلع السقف ‪ ،‬وكشط الجل عن الفرس كشفه ‪ .‬وفي النهاية ‪:‬‬

‫فيه يراود عمه على السلم أي يراجعه ويراوده ‪ .‬وفي القاموس ‪ :‬سقط في يده و‬

‫اسقط مضمومتين ذل وأخطا ‪ ،‬أو ندم وتحير ‪ .‬وقال ‪ :‬نكسه ‪ :‬قلبه على رأسه‬

‫كنكسه ) انتهى ( وأقول ‪ :‬يمكن حمل الخبر على التقية بقرينة كون السائل من‬

‫علماء العامة ‪.‬‬

‫‪ 3‬العيون وتفسير المام ‪ :‬بالسناد إلى أبي محمد العسكري عن آبائه عن‬

‫الصادق جعفر بن محمد عليهم السلم في قول ال عزوجل " واتبعوا ما تتلو‬

‫الشياطين على‬

‫ملك سليمان " قال ‪ :‬اتبعوا ما تتلو كفرة الشياطين من السحر والنيرنجات على‬

‫ملك سليمان الذين يزعمون أن سليمان به ملك ‪ ،‬ونحن أيضا به نظهر العجائب‬
‫حتى ينقاد لنا الناس ] ونستغني عن النقياد لعلي [ وقالوا ‪ :‬كان سليمان كافرا‬

‫ساحرا ماهرا بسحره ملك ما ملك ‪ ،‬وقدر على ما قدر ‪ ،‬فرد ال عزوجل عليهم‬

‫فقال وما كفر سليمان ول استعمل السحر ] كما قال هؤلء الكافرون ‪ ،‬ولكن‬

‫الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر [ الذي نسبوه إلى سليمان وإلى ما انزل‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬تفسير القمى ‪. 49 47 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬شيئا ‪.‬‬

‫]‪[320‬‬

‫على الملكين ببابل هاروت وماروت ‪ .‬وكان بعد نوح عليه السلم قد كثر السحرة‬

‫والمموهون‬

‫فبعث ال عزوجل ملكين إلى نبي ذلك الزمان بذكر ما يسحر به السحرة ‪ ،‬وذكر‬

‫ما يبطل به سحرهم ويرد به كيدهم ‪ ،‬فتلقاه النبي عن الملكين وأداه إلى عباد‬

‫ال بأمر ال عزوجل ‪ ،‬وأمرهم أن يقفوا به على السحر وأن يبطلوه ‪ ،‬ونهاهم أن‬

‫يسحروا به الناس ‪ ،‬وهذا كما يدل على السم ما هو وعلى ما يدفع به غائلة السم‬

‫] ثم يقال للمتعلم ذلك هذا السم فمن رأيته يسم فادفع غائلته بكذا وإياك أن‬

‫تقتل بالسم أحدا [ ثم قال عزوجل ‪ " :‬وما يعلمان من أحد حتى يقول إنما نحن‬

‫فتنة فل تكفر " ‪ ،‬يعني أن ذلك النبي أمر الملكين أن يظهرا للناس بصورة بشرين‬

‫ويعلما هما ما علمهما ال من ذلك ‪ ،‬فقال ال عزوجل ‪ :‬وما يعلمان من أحد ذلك‬

‫السحر وإبطاله حتى يقول للمتعلم " إنما نحن فتنة " امتحان للعباد ليطيعوا ال‬
‫فيما يتعلمون من هذا ‪ ،‬ويبطلوا به كيد الساحر ) ‪ ، ( 1‬ول يسحرواهم ‪ ،‬فل تكفر‬

‫باستعمال‬

‫هذا السحر وطلب الضرار به ودعاء الناس إلى أن يعتقدوا أنك به تحيي وتميت‬

‫وتفعل مال يقدر عليه إل ال عزوجل فإن ذلك كفر قال ال عزوجل " فيتعلمون "‬

‫يعني طالبي السحر " منهما " يعني مما كتبت الشياطين " على ملك سليمان " من‬

‫النيرنجات " وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت " يتعلمون من هذين‬

‫الصنفين‬

‫" ما يفرقون به بين المرء وزوجه " هذا من ) ‪ ( 2‬يتعلم للضرار بالناس ‪،‬‬

‫يتعلمون‬

‫التضريب بضروب الحيل والتمائم واليهام أنه قد دفن في موضع كذا وعمل كذا‬

‫ليحبب المرأة إلى الرجل والرجل إلى المرأة أو يؤدي إلى الفراق بينهما ‪ .‬ثم‬

‫قال عزوجل " وماهم بضارين به من أحد إل بإذن ال " أي ما المتعلمون لذلك‬

‫بضارين به من أحد إل بإذن ال ‪ ،‬يعني يتخلية ال وعلمه ‪ ،‬فإنه لوشاء لمنعهم‬

‫بالجبر و‬

‫القهر ‪ .‬ثم قول " ويتعلمون ما يضرهم ول ينفعهم " لنهم إذا تعلموا ذلك السحر‬

‫ليسحروا‬

‫به ويضروا فقد تعلموا ما يضرهم في دينهم ول ينفعهم فيه ‪ ،‬بل ينسلخون عن دين‬
‫ال‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬السحرة ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬ما ‪.‬‬

‫]‪[321‬‬

‫بذلك ‪ ،‬ولقد علم هؤلء المتعلمون " لمن اشتراه " بدينه الذي ينسلخ عنه بتعلمه "‬

‫ماله‬

‫في الخرة من خلق " أي من نصيب في ثواب الجنة ‪ .‬ثم قال عزوجل " ولبئس‬

‫ماشروابه أنفسهم " وهنوها ) ‪ ( 1‬بالعذاب " لو كانوا يعلمون " أنهم قد باعوا‬

‫الخرة‬

‫وتركوا نصيبهم من الجنة ‪ ،‬لن المتعلمين لهذا السحرهم الذين يعتقدون أن ل‬

‫رسول ‪ ،‬ول إله ‪ ،‬ول بعث ‪ ،‬ول نشور ‪ .‬فقال " ولقد علموا لمن اشتراه ماله في‬

‫الخرة‬

‫من خلق " لنهم يعتقدون أن ل آخرة ‪ .‬فهم يعتقدون أنها إذا لم تكن آخرة فل خلق‬

‫لهم في دار بعد الدنيا ‪ ،‬وإن كان بعد الدنيا آخرة فهم مع كفرهم بها ل خلق لهم‬

‫فيها ‪ .‬ثم قال " ولبئس ماشروا به أنفسهم " إذ باعوا الخرة بالدنيا ورهنوا‬

‫بالعذاب‬

‫الدائم أنفسهم " لو كانوا يعلمون " أنهم قد باعوا أنفسهم بالعذاب ‪ ،‬ولكن ل‬
‫يعلمون‬

‫ذلك لكفرهم به ‪ ،‬فلما تركوا النظر في حجج ال حتى يعلموا عذابهم على اعتقادهم‬

‫الباطل وجحدهم الحق ‪ .‬قال يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن‬

‫أبويهما‬

‫أنهما قال ‪ .‬فقلنا للحسن أبي القائم عليه السلم ‪ :‬فإن قوما عندنا يزعمون أن‬

‫هاروت‬

‫وماروت ملكان اختارتهما الملئكة لما كثر عصيان بني آدم ‪ ،‬وأنزلهما ال مع ثالث‬

‫لهما إلى ) ‪ ( 2‬الدنيا ‪ ،‬وأنهما افتتنا بالزهرة ‪ ،‬وأرادا الزنابها ‪ ،‬وشربا الخمر ‪ ،‬و‬

‫قتل النفس المحترمة ‪ ،‬وأن ال تبارك وتعالى يعذبهما ببابل ‪ ،‬وأن السحرة منهما‬

‫يتعلمون السحر ‪ ،‬وأن ال مسخ تلك المرأة هذا الكوكب الذي هو الزهرة ‪ ،‬فقال‬

‫المام عليه السلم ‪ :‬معاذ ال من ذلك ‪ ،‬إن ملئكة ال معصومون محفوظون من‬

‫الكفرو‬

‫القبائح بألطاف ال ‪ ،‬قال ال عزوجل فيهم " ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون‬

‫ما يؤمرون " وقال عزوجل " وله ما في السماوات والرض ومن عنده " يعني‬

‫من‬

‫الملئكة " ل يستكبرون عن عبادته ول يستحسرون يسبحون الليل والنهار ل‬

‫يفترون "‬

‫وقال عزوجل في الملئكة أيضا " بل عباد مكرمون ل يسبقونه بالقول وهم بأمره‬
‫يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ول يشفعون إل لمن ارتضى وهم من خشيته‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬ورهنوها ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬إلى دار الدنيا ‪.‬‬

‫]‪[322‬‬

‫مشفقون " ثم قال عليه السلم ‪ :‬لو كان كما يقولون كان ال قد جعل هؤلء‬

‫الملئكة خلفاء‬

‫على ) ‪ ( 1‬الرض ‪ ،‬وكانوا كالنبياء في الدنيا ‪ ،‬أو كالئمة فيكون من النبياء‬

‫والئمة عليهم السلم قتل النفس والزنا ‪ .‬ثم قال عليه السلم ‪ :‬أو لست تعلم أن ال‬

‫عزوجل‬

‫لم يخل الدنيا قط من نبي أو إمام من البشر ؟ أو ليس ال عزوجل يقول " وما‬

‫أرسلنا‬

‫قبلك يعني إلى الخلق إل رجال نوحي إليهم من أهل القرى " فأخبر أنه لم‬

‫يبعث الملئكة إلى الرض ليكونوا أئمة وحكاما ‪ ،‬وإنما ارسلوا إلى أنبياء ال ‪.‬‬

‫قال قلنا له ‪ :‬فعلى هذا لم يكن إبليس أيضا ملكا ؟ فقال ‪ :‬ل ‪ ،‬بل كان من الجن‬

‫أما تسمعان ال عزوجل يقول " وإذ قلنا للملئكة اسجدوا لدم فسبحدوا إل‬

‫إبليس كان من الجن " فأخبر عزوجل أنه كان من الجن ‪ ،‬وهو الذي قال ال‬

‫عزوجل " والجان خلقناه من قبل من نار السموم " ‪.‬‬

‫قال المام الحسن بن علي عليهم السلم ‪ :‬حدثني أبي عن جدي عن الرضا عن‬
‫آبائه عن علي عليهم السلم قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬إن ال‬

‫عزوجل اختارنا معاشر‬

‫آل محمد ‪ ،‬واختار النبيين ‪ ،‬واختار الملئكة المقربين ‪ ،‬وما اختارهم إل على علم‬

‫منه بهم أنهم ل يواقعون ما يخرجون به عن وليته ‪ ،‬وينقلعون به عن عصمته ‪،‬‬

‫وينتمون‬

‫به إلى المستحقين لعذابه ونقمته ‪ .‬قال ‪ :‬فقلنا له ‪ :‬فقد روي لنا أن عليا عليه السلم‬

‫لما نص‬

‫عليه رسول ال صلى ال عليه وآله بالمامة عرض ال عزوجل وليته في‬

‫السماوات على فئام ) ‪( 2‬‬

‫من الناس وفئام من الملئكة ‪ ،‬فأبوها فمسخهم ال ضفادع ‪ ،‬فقال عليه السلم ‪:‬‬

‫معاذ ال !‬

‫هؤلء المكذبون لنا المفترون علينا ‪ ،‬الملئكة هم رسل ال ‪ ،‬فهم كسائر أنبياء ال‬

‫ورسله إلى الخلق ‪ ،‬فيكون منهم الكفر بال ؟ قلنا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فكذلك الملئكة ‪ ،‬إن‬

‫شأن الملئكة لعظيم ‪ ،‬وإن خطبهم لجليل ) ‪. ( 3‬‬

‫الحتجاج ‪ :‬بالسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلم من قوله " فقلنا للحسن‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬في الرض ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬الفئام ‪ :‬الجماعة من الناس ول واحد له من لفظه ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬العيون ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪271 266‬‬


‫]‪[323‬‬

‫أبي القائم " إلى آخر الخبر ) ‪. ( 1‬‬

‫توضيح ‪ :‬قال في النهاية ‪ :‬الفئام مهموزا الجماعة الكثيرة ) انتهى ( ‪.‬‬

‫واقول ‪ :‬قد فسر في خبر فضل يوم الغدير بمائة الف ‪.‬‬

‫‪ 4‬العيون ‪ :‬عن تميم بن عبدال القرشي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أحمد بن علي‬

‫النصاري ‪ ،‬عن على بن محمد بن الجهم ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت المأمون يسأل الرضا علي‬

‫بن‬

‫موسى عليه السلم عما يرويه الناس من أمر الزهرة ‪ ،‬وأنها كانت امرأة فتن بها‬

‫هاروت و‬

‫ماروت وما يروونه من أمر سهيل ‪ ،‬وأنه كان عشارا باليمن ‪ ،‬فقال ‪ :‬كذبوا في‬

‫قولهم ‪ ،‬إنهما كوكبان ‪ ،‬وإنما كانتا دابتين من دواب البحر ‪ ،‬فغلط الناس وظنوا‬

‫أنهما كوكبان ‪ ،‬وما كان ال ليمسخ أعداءه أنوارا مضيئة ثم يبقيها ما بقيت السماء‬

‫والرض ‪ ،‬وإن المسوخ لم يبق أكثر من ثلثة أيام حتى ماتت ‪ ،‬وما تناسل منها‬

‫شئ ‪ ،‬وما على وجه الرض اليوم مسخ وإن التي وقع عليها اسم المسوخية مثل‬

‫القردة والخنزير والدب وأشباهها إنما هي مثل ما مسخ ال على صورها قوما‬

‫غضب‬

‫عليهم ولعنهم بإنكارهم توحيد ال وتكذيبهم رسله ‪ ،‬وأما هاروت وماروت فكانا‬

‫ملكين‬
‫علما الناس السحر ليتحرزوا به من سحر السحرة ‪ ،‬ويبطلوا به كيدهم ‪ ،‬وما علما‬

‫أحدا من ذلك إل قالله ‪ :‬إنما نحن فتنة فل تكفر ‪ ،‬فكفر قوم باستعمالهم لما امروا‬

‫بالحتراز منه ‪ ،‬وجعلوا يفرقون بما يعرفونه ) ‪ ( 2‬بين المرء وزوجه ‪ ،‬قال ال‬

‫عزوجل‬

‫" وما هم بضارين به من أحد إل بإذن ال " يعني بعلمه ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 5‬العلل ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن علي بن إبراهيم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن إسماعيل بن‬

‫مهران ‪ ،‬عن محمد بن الحسن زعلن عن أبي الحسن عليه السلم أنه عد‬

‫المسوخ ‪ ،‬وساق‬

‫الحديد إلى أن قال ‪ :‬مسخت الزهرة لنها كانت امرأة فتن بها هاروت وماروت ) ‪( 4‬‬

‫‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الحتجاج ‪. 255 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬بما تعلموه ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬العيون ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 271‬‬

‫) ‪ ( 4‬العلل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 171‬‬

‫]‪[324‬‬

‫‪ 6‬ومنه ‪ :‬بإسناد آخر عن الصادق عليه السلم وأما الزهرة فإنها كانت امراة‬

‫تسمى " ناهيد " وهي التي تقول الناس إنه افتتن بها هاروت وماروت ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 7‬ومنه ‪ :‬بإسناد آخر عن الرضا عليه السلم ‪ :‬وأما الزهرة فكانت امرأة فتنت‬
‫بها هاروت وماروت ‪ ،‬فمسخها ال عزوجل الزهرة ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 8‬ومنه ‪ :‬بإسناد آخر عن الصادق عليه السلم عن آبائه عليه السلم قال ‪ :‬قال‬

‫النبي صلى ال عليه وآله ‪ :‬وأما الزهرة فكانت امرأة نصرانية ‪ ،‬وكانت لبعض‬

‫ملوك بني إسرائيل‬

‫وهي التي فتن بها هاروت وماروت ‪ ،‬وكان اسمها " ناهيل " والناس يقولون "‬

‫ناهيد " ) ‪. ( 3‬‬

‫أقول ‪ :‬سنذكر الخبار بأسانيدها في باب المسوخات إن شاء ال ‪.‬‬

‫‪ 9‬العياشى ‪ :‬عن زرارة ‪ ،‬عن أبي الطفيل ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت في مسجد الكوفة‬

‫فسمعت عليا وهو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال ‪ :‬يا‬

‫أميرالمؤمنين ما الهدى ؟ قال لعنك ال ولم يسمعه ما الهدى تريد ولكن العمى‬

‫تريد ‪ ،‬ثم‬

‫قال له ‪ :‬ادن ‪ ،‬فدنامنه ‪ ،‬فسأله عن أشياء فأخبره ‪ ،‬فقال ‪ :‬أخبرني عن هذه الكوكبة‬

‫الحمراء يعني الزهرة قال ‪ :‬إن ال اطلع ملئكته على خلقه ‪ ،‬وهم على معصية‬

‫من معاصيه ‪ ،‬فقال الملكان هاروت وماروت هؤلء الذين خلقت أباهم بيدك ‪،‬‬

‫وأسجدت‬

‫له ملئكتك يعصونك ‪ .‬قال ‪ :‬فلعلكم إذا ابتليتم بمثل الذي ابتلواهم به عصيتموني‬

‫] كما عصوني [ قال ‪ :‬ل وعزتك ‪ .‬قال ‪ :‬فابتلهما بمثل الذي ابتلى به بني آدم‬

‫من الشهوة ‪ ،‬ثم أمرهما أن ل يشركا به شيئا ‪ ،‬ول يقتل النفس التي حرم ال ‪ ،‬ول‬
‫يزنيا ‪ ،‬ول يشربا الخمر ‪ ،‬ثم أهبطهما إلى الرض ‪ ،‬فكانا يقضيان بين الناس ‪ ،‬هذا‬

‫في ناحية وهذا في ناحيه ‪ ،‬فكانا بذلك حتى أتت أحدهما هذه الكوكبة تخاصم إليه‬

‫وكانت من أجمل الناس ‪ ،‬فأعجبته ‪ ،‬فقال لها ‪ :‬الحق لك ول أقضي لك حتى تمكنينى‬

‫من نفسك ‪ ،‬فواعدت يوما ‪ ،‬ثم أتت الخر فلما خاصمت إليه وقعت في نفسه و‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬العلل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 173‬‬

‫) ‪ ( 2‬العلل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪ ، 173‬والرواية عن الصادق ل عن الرضا عليهما السلم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬العلل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 174‬‬

‫]‪[325‬‬

‫أعجبته كما أعجبت الخر ‪ ،‬فقال لها مثل مقالة صاحبه ‪ ،‬فواعدته الساعة التي‬

‫واعدت صاحبه ‪ ،‬فاتفقا جميعا عندها في تلك الساعة ‪ ،‬فاستحيى كل واحد من‬

‫صاحبه‬

‫حيث رآه وطأطآ رؤوسهما ونكسا ‪ ،‬ثم نزع الحياء منهما ‪ ،‬فقال أحدهما لصاحبه ‪:‬‬

‫يا هذا ! جاء بي الذي جاء بك ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم راوداها عن نفسها ‪ ،‬فأبت عليهما حتى‬

‫يسجدا لوثنها ويشربا من شرابها ‪ ،‬وأبيا عليها وسألها فأبت إل أن يشربا من‬

‫شرابها فلما شربا صليا لوثنها ‪ ،‬ودخل مسكين فرآهما ‪ ،‬فقالت لهما ‪ :‬يخرج هذا‬

‫فيخبر عنكما ‪ ،‬فقاما إليه فقتله ‪ ،‬ثم راوداها عن نفسها فأبت حتى يخبراها بما‬
‫يصعدان به إلى السماء ‪ ،‬فأبيا وأبت أن تفعل ‪ ،‬فأخبراها ‪ ،‬فقالت ذلك لتجرب‬

‫مقالتهما وصعدت ‪ ،‬فرفعا أبصارهما إليها فرأيا أهل السماء مشرفين عليهما‬

‫ينظرون‬

‫إليهما ‪ ،‬وتناهت إلى السماء فمسخت ‪ ،‬فهي الكواكبة التي ترى ‪.‬‬

‫‪ 10‬ومنه ‪ :‬عن الحسن بن محبوب ‪ ،‬عن أبي ولد ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لبي عبدال‬

‫عليه السلم ‪ :‬جعلت فداك ‪ ،‬إن رجل من أصحابنا ورعا مسلما كثير الصلوة قد‬

‫ابتلى بحب اللهو وهو يسمع الغناء ‪ ،‬فقال ‪ :‬أيمنعه ذلك من الصلوة لوقتها أو من‬

‫صوم‬

‫أو من عيادة مريض أو حضور جنازة أو زيارة أخ ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ل ليس يمنعه ذلك‬

‫من شئ من الخير والبر ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال ‪ :‬هذا من خطوات الشيطان مغفور له ذلك إن‬

‫شاء ال ‪ .‬ثم قال ‪ :‬إن طائفة من الملئكة عابوا ولد آدم في اللذات والشهوات أعني‬

‫ذلكم الحلل ليس الحرام ‪ ،‬قال ‪ :‬فأنف ال للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملئكة‬

‫لهم ‪ ،‬قال ‪ :‬فألقى ال في همة اولئك الملئكة اللذات والشهوات كيل يعيبون‬

‫المؤمنين ‪ ،‬قال ‪ :‬فلما أحسوا ذلك من هممهم عجوا إلى ال من ذلك ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ربنا‬

‫عفوك عفوك ‪ ،‬ردنا إلى ما خلقتنا له ‪ ،‬واخترتنا عليه ‪ ،‬فإنا نخاف أن نصير في أمر‬

‫مريج ‪ .‬قال ‪ :‬فنزع ال ذلك من هممهم ‪ ،‬قال ‪ :‬فإذا كان يوم القيامة وصار أهل‬

‫الجنة في الجنة استأذن اولئك الملئكة على أهل الجنة فيؤذون لهم ‪ ،‬فيدخلون‬

‫عليهم‬
‫فيسلمون عليهم ويقولون لهم ‪ :‬سلم عليكم بما صبرتم في الدنيا عن اللذات‬

‫والشهوات‬

‫الحلل ‪.‬‬

‫]‪[326‬‬

‫بيان ‪ :‬أنف من الشئ كعلم ‪ :‬استنكف ‪ ،‬ومرج الدين والمر ‪ :‬خلط‬

‫واضطرب ‪.‬‬

‫‪ 11‬القبال ‪ :‬عن زين العابدين عليه السلم في دعاء عرفة ‪ :‬اللهم إن ملئكتك‬

‫مشفقون من خشيتك ‪ ،‬سامعون مطيعون لك ‪ ،‬وهم بأمرك يعملون ‪ ،‬ل يفترون الليل‬

‫والنهار يسبحون ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 12‬الحتجاج ‪ :‬سأل الزنديق أبا عبدال عليه السلم قال ‪ :‬فما تقول في الملكين‬

‫هاروت وماروت وما يقول الناس بأنهما يعلمان السحر ؟ قال ‪ :‬إنهما موضع ابتلء‬

‫وموقف ) ‪ ( 2‬فتنة تسبيحهما اليوم لو فعل النسان كذا وكذا لكان كذا ‪ ،‬ولو يعالج‬

‫بكذا وكذا لصار كذا أصناف السحر ‪ ،‬فيتعلمون منهما ما يخرج منهما ‪ ،‬فيقولن‬

‫لهم ‪ :‬إنما نحن فتنة فل تأخذوا عنا ما يضركم ول ينفعكم ) ‪. ( 3‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬القبال ‪. 366 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬موقع ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬الحتجاج ‪. 185 :‬‬


‫]‪[327‬‬

‫* ) أبواب ( *‬

‫* ) العناصر وكائنات الجو ) ‪ ( 1‬والمعادن والجبال والنهار ( *‬

‫* ) والبلدان والقاليم ( *‬

‫‪ ) * 25‬باب النار وأقسامها ( *‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 327‬سطر ‪ 5‬إلى صفحه ‪ 335‬سطر ‪18‬‬

‫اليات ‪:‬‬

‫يس ‪ :‬الذي جعل لكم من الشجر الخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ) ‪. ( 2‬‬

‫الواقعة ‪ :‬أفرأيتم النار التي تورون * ءأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون *‬

‫نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين ) ‪. ( 3‬‬

‫تفسير ‪ :‬قال الطبرسي رحمه ال في قوله " جعل لكم من الشجر الخضر‬

‫نارا " أي جعل لكم من الشجر الرطب المطفئ للنار نارا محرقة ‪ .‬يعني بذلك المرخ‬

‫والعفار ‪ ،‬وهما شجران تتخذ العراب زنودها منهما ‪ ،‬فبين سبحانه أن من قدر‬

‫على أن يجعل في الشجر ] الخضر [ الذي هو في غاية الرطوبة نارا حامية مع‬
‫مضادة‬

‫النار للرطوبة حتى احتاج النسان حك بعضه ببعض فخرج منه النار وينقدح‬

‫قدر على العادة ‪ ،‬وتقول العرب في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار ‪ .‬و‬

‫قال الكلبي ‪ :‬كل شجر تنقدح منه النار إل العناب ) ‪. ( 4‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في بعض النسخ ‪ :‬البحر ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬يس ‪. 80 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬الواقعة ‪. 73 71 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 8‬ص ‪. 435‬‬

‫]‪[328‬‬

‫" أفرأيتم النار التي تورون " أي تستخرجونها ) ‪ ( 1‬بزنادكم من الشجر " ءأنتم‬

‫أنشأتم شجرتها " التي تنقدح النار منها " أم نحن المنشئون " لها ‪ ،‬فل يمكن أحدا‬

‫أن يقول أنه أنشأ تلك الشجرة غير ال تعالى ‪ .‬والعرب تقدح بالزند والزندة‬

‫وهو خشب يحك بعضه ببعض فتخرج منه النار " نحن جعلناها تذكرة " أي نحن‬

‫جعلنا هذه النار تذكرة للنار الكبرى ‪ ،‬فإذا رآها الرائي ذكر جهنم واستعاذ‬

‫بال منها ‪ ،‬وقيل تذكرة لقدرة ال تعالى على المعاد " ومتاعا للمقوين " أي بلغة و‬

‫منفعة للسمافرين ‪ ،‬يعني الذين نزلوا الرض القي وهو القفر ‪ ،‬وقيل ‪ :‬للمستمتعين‬
‫بها من الناس أجمعين المسافرين والحاضرين ‪ ،‬والمعنى أن جميعهم يستضيؤون‬

‫بها في‬

‫الظلمة ‪ ،‬ويصطلون في البرد ‪ ،‬وينتفعون بها في الطبخ والخبز ‪ ،‬وعلى هذا فيكون‬

‫المقوي من الضداد ‪ ،‬أي الذي صار ذاقوة من المال والنعمة ‪ ،‬والذاهب ماله النازل‬

‫بالقواء من الرض ‪ ،‬أي متاعا للغنياء والفقراء ) ‪ ) ( 2‬انتهى ( ‪.‬‬

‫وقال الرازي في شجرة النار وجوه ‪ :‬أحدها أنها الشجرة التي توري النار‬

‫منها بالزند والزندة ‪ .‬وثانيها الشجرة التي تصلح ليقاد النار كالحطب ‪ ،‬فإنها لو‬

‫لم تكن لم يسهل إيقاد النار ‪ ،‬لن النار ل تتعلق بكل شئ كما تتعلق بالحطب ‪.‬‬

‫وثالثها اصول شعلها وفروعها شجرتها ‪ ،‬ولول أنها ذات ) ‪ ( 3‬شعب لما صلحت‬

‫لنضاج الشياء ) ‪. ( 4‬‬

‫وقال البيضاوي " نحن جعلناها تذكرة " أي تبصرة في أمر البعث ‪ ،‬أو في‬

‫الظلم ] أو تذكيرا [ أو انموذجا لنار جهنم " ومتاعا " أي منفعة " للمقوين "‬

‫للذين ينزلون القوى وهي القفراء ‪ ،‬وللذين خلت بطونهم أو مزاودهم من الطعام‬

‫من أقوت الدار إذا خلت من ساكنيها ) ‪ ) ( 5‬انتهى ( ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬وتقدحونها ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 9‬ص ‪. 224‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬ووقود شجرتها ولول كونها ذات شغل ‪. .‬‬

‫) ‪ ( 4‬مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 8‬ص ‪. 93‬‬


‫) ‪ ( 5‬انوار التنزيل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 493‬‬

‫]‪[329‬‬

‫وقال الجوهري ‪ :‬وفي المثل في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار أي‬

‫استكثرا منها كأنهما أخذا من النار ما هو جسمهما ويقال لنهما يسرعان الوري‬

‫فشبها بمن يكثر من العطاء طلبا للمجد ‪ .‬وقال المرخ شجر سريع الوري والعفار‬

‫الزند وهو العلى والمرخ الزندة وهي السفل ‪.‬‬

‫‪ 1‬الخصال ‪ :‬عن محمد بن علي ما جيلويه ‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار ‪ ،‬عن‬

‫أحمد ) ‪ ( 1‬بن محمد بن يحيى الشعري ‪ ،‬عن صالح يرفعه بإسناده قال ‪ :‬أربعة‬

‫القليل‬

‫منها كثير ‪ ،‬النار القليل منها كثير ‪ ،‬والنوم القليل منه كثير ‪ ،‬والمرض القليل منه‬

‫كثير ‪ ،‬والعداوة القليل منها كثير ) ‪. ( 2‬‬

‫بيان ‪ " :‬النار " أي نار القيامة القليل منها كثير في الضرر ‪ ،‬أو العم من‬

‫نار الدنيا ونار الخرة فالقليل منها كثير في النفع والضرر معا ‪ ،‬فإن قليل من‬

‫النار يضيئ كثيرا من المكنة وينتفع بها في جميع المور ‪ ،‬ويحرق قليل منها‬

‫عالما ‪ ،‬والنوم القليل منه كثير في المنفعة ‪ ،‬والمرض والعداوة في الضرر فقط ‪،‬‬

‫وإن‬

‫احتمل التعميم في الول بل في الثاني أيضا على تكلف شديد ‪.‬‬

‫‪ 2‬الخصال ‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد ‪ ،‬عن محمد بن الحسن الصفار‬


‫عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ‪ ،‬عن محمد بن سنان ‪ ،‬عن المفضل ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫سألت‬

‫أبا عبدال عليه السلم عن النيران ‪ ،‬فقال ‪ :‬نار تأكل وتشرب ‪ ،‬ونار تأكل ول تشرب‬

‫‪،‬و‬

‫نار تشرب ول تأكل ‪ ،‬ونار ل تأكل ول تشرب ‪ .‬فالنار التي تأكل وتشرب فنار‬

‫ابن آدم وجميع الحيوان ‪ ،‬والتي تأكل ول تشرب فنار الوقود ‪ ،‬والتي تشرب ول‬

‫تأكل فنار الشجرة ‪ ،‬والتي ل تأكل ول تشرب فنار القداحة والحباحب ) ‪ ( 3‬الخبر ‪.‬‬

‫بيان ‪ " :‬فنار ابن آدم " أي الحرارة الغريزية في بدن الحيوانات ‪ ،‬فإنها‬

‫تحلل الرطوبات وتخرج الحيوان إلى الماء والغذاء معا ‪ ،‬ونار الوقود النار التي‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬عن محمد بن احمد بن يحيى بن عمران ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬الخصال ‪. 111 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬الخصال ‪. 106 :‬‬

‫]‪[330‬‬

‫تتقد في الحطب وتشتعل ‪ ،‬فانها تأكل الحطب مجازا أي تكسره وتفنيه وتقلبه‬

‫ول تشرب ماءبل هو مضادلها ‪ ،‬ونار الشجرة هي الكامنة مادتها أو أصلها في‬

‫الشجر‬

‫الخضر كما مر ‪ ،‬فإنها تشرب الماء ظاهرا وتصير سببا لنمو شجرتها ول تأكل‬

‫ظاهرا ‪ ،‬وإن كان للتراب أيضا مدخل في نموها ‪ ،‬أو المعنى أن عند احتكاك الغصنين‬
‫الرطبين يظهر الماء ‪ ،‬فكان النار الظاهر منها يشربها ‪ .‬والقداحة والقداح الحجر‬

‫الذي‬

‫يوري النار ذكره الجوهري ‪ .‬وقال ‪ :‬الحباحب بالضم اسم رجل بخيل كان ل يوقد‬

‫إل نارا ضعيفة مخافة الضيفان ‪ ،‬فضربوا بها المثال حتى قالوا نار الحباحب لما‬

‫تقدحه‬

‫الخيل بحوافرها ‪ ،‬وربما قالوا نار أبي حباحب وهو ذباب يطير بالليل كأنه نار‬

‫وربما جعلوا الحباحب اسما لتلك النار ‪ .‬وقال الفيروز آبادي ‪ :‬الحباحب ) ‪ ( 1‬بالضم‬

‫ذباب يطير بالليل له شعاع كالسراج ومنه نار الحباحب ‪ ،‬أوهي ما اقتدح من شرر‬

‫النار في الهواء من تصادم الحجارة ‪ ،‬أو كان أبوحباحب من محارب وكان ل يوقد‬

‫ناره‬

‫إل بالحطب الشخت لئل ترى ‪ ،‬أو هي من الحبحبة الضعف أو هي الشرر يسقط من‬

‫الزناد ) انتهى ( والمراد بهذه النار ما كمن منها ‪ ،‬أو من مادتها في الحجر والحديد‬

‫فإنها ل تصل إليها ماء ول غذاء ‪ ،‬أو عند قدحها قبل اتقادها في قطن أو حطب ل‬

‫تصادف‬

‫ماء ول شيئا آخر ‪.‬‬

‫‪ 3‬الحتجاج ‪ :‬عن هشام بن الحكم عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬قال الزنديق‬
‫له ‪ :‬أخبرني عن السراج إذا انطفى أين يذهب نوره ؟ قال ‪ :‬يذهب ول يعود ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫فما أنكرت أن يكون النسان مثل ذلك إذا مات وفارق الروح البدن لم يرجع‬

‫إليه أبدا ) ‪ ( 2‬؟ قال ‪ :‬لم تصب القياس ‪ ،‬إن النار في الجسام كامنة والجسام قائمة‬

‫بأعيانها كالحجر والحديد ‪ ،‬فاذا ضرب أحدهما الخر ) ‪ ( 3‬سطعت من بينهما نار‬

‫تقتبس‬

‫منها سراج له الضوء ‪ ،‬فالنار ثابتة في أجسامها والضوء ذاهب ) ‪ ( 4‬الخبر ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في القاموس ‪ :‬الحبحاب ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬كما ل يرجع ضوء السراج اليه ابدا اذا انطفى ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬بالخر ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬الحتجاج ‪. 191 :‬‬

‫]‪[331‬‬

‫‪ 4‬تفسير على بن ابراهيم ‪ " :‬الذى جعل لكم من الشجر الخضر نارا‬

‫فإذا أنتم منه توقدون " وهو المرخ والعفار يكون في ناحية بلد العرب ‪ ( 1 ) ،‬فاذا‬

‫أرادوا أن يستوقدوا أخذوا من ذلك الشجر ثم أخذوا عودا فحركوه فيه ‪ ،‬فيستوقدوا‬

‫منه النار ) ‪. ( 2‬‬

‫فائدة ‪ :‬اعلم أن المشهور بين الحكماء والمتكلمين أن العناصر أربعة ‪ :‬النار‬


‫والهواء ‪ ،‬والماء ‪ ،‬والرض ‪ ،‬كما تشهد به الشواهد الحسية والتجربية ‪ ،‬والتأمل‬

‫في أحوال التركيبات والتحليلت ‪ ،‬ولقد ماء الفلسفة فيها اختلفات ‪ ،‬فمنهم من‬

‫جعل أصل العناصر واحدا والبواقي تحصل بالستحالة ‪ ،‬فقيل هو النار ‪ ،‬وقيل‬

‫الهواء ‪ ،‬وقيل الماء ‪ ،‬وقيل الرض ‪ ،‬وقيل البخار ‪ ،‬ومنهم من جعله اثنين ‪ ،‬فقيل‬

‫النار والرض ‪ ،‬وقيل الماء والرض ‪ ،‬وقيل الهواء والرض ‪ ،‬ومنهم من جعله‬

‫ثلثة ‪ ،‬فقيل النار والهواء والرض ‪ ،‬وإنما الماء هواء متكاثف ‪ ،‬وقيل الهواء‬

‫والماء و‬

‫الرض وإنما النار هواء شديد الحرارة ‪ ،‬وهذه القوال عندهم ضعيفة ‪ ،‬وقدمر‬

‫في الخبار ما يدل على كون أصل العناصر بل الفلك الماء ‪ ،‬أو هو مع النار ‪ ،‬أو‬

‫هما‬

‫مع الهواء ‪ ،‬وبالجملة ل ريب في وجود تلك العناصر الربعة تحت فلك القمر وإنما‬

‫الشكال في وجود كرة النار ‪ ،‬وعلى تقدير وجودها هل كانت هواء انقلبت نارا‬

‫بحركة‬

‫الفلك ‪ ،‬أو كانت في الصل نارا ‪ ،‬والمشهور أن هذه الربعة عناصر المركبات‬

‫النامة واسطقساتها ‪ ،‬ومنها تتركب وإليها تنحل ‪ .‬وقيل ‪ :‬النار غير موجودة في‬

‫المركبات ‪ ،‬لنها ل تنزل عن الثير إل بالقسر ‪ ،‬ول قاسر هناك ‪.‬‬

‫ثم المشهور أن صور البسائط باقية في المركبات ‪ ،‬وقال الشيخ في الشفاء ‪:‬‬

‫لكن قوما اخترعوا في قريب من زماننا هذا مذهبا غرييا ‪ ،‬قالوا ‪ :‬إن البسائط‬
‫إذا امتزجت وانفعل بعضها من بعض تأدى ذلك بها إلى أن يخلع صورها فل تكون‬

‫لواحد منها صورته الخاصة ‪ ،‬وليست حينئذ صورة خاصة واحدة فيصير لها هيولى‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬بلد المغرب فاذا ارادوا ان يستوقدوا نارا ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬تفسير على بن ابراهيم ‪. 554 :‬‬

‫]‪[332‬‬

‫واحدة وصورة واحدة ‪ ،‬فمنهم من جعل تلك الصورة أمرا متوسطا بين صورها ‪،‬‬

‫ومنهم من‬

‫جعلها صورة اخرى من النوعيات ‪ ،‬واحتج على فساد هذا المذهب بوجوه تركناها ‪.‬‬

‫وذهب أنكسا غورس وأصحابه إلى الخلط والكمون والبروز ‪ ،‬وأنكروا‬

‫التغيير في الكيفية والصورة ‪ ،‬وزعموا أن الركان الربعة ل يوجد شئ منها‬

‫صرفا ‪ ،‬بل هي‬

‫تختلط من تلك الطبائع النوعية كاللحم والعظم والعصب والتمرو العسل والعنب‬

‫وغير ذلك ‪ ،‬وإنما سمي بالغالب الظاهر منها ‪ ،‬ويعرض لها عند ملقاة الغير أن‬

‫يبرز‬

‫منها ما كان كامنا فيها فيغلب ويظهر للحس بعد ما كان مغلوبا غائبا عنه ‪ ،‬ل على‬

‫أنه حدث بل على أنه برز ‪ ،‬ويكمن فيها ما كان بارزا فيصير مغلوبا وغائبا بعدما‬

‫كان غالبا وظاهرا ‪ .‬وبإزائهم قوم زعموا أن الظاهر ليس على سبيل البروز ‪ :‬بل‬
‫على سبيل النفوذ من غيره فيه ‪ ،‬كالماء مثل فإنه إنما يتسخن بنفوذ أجزاء نارية‬

‫فيه‬

‫من النار والمجاورة له وهذان القولن سخيفان ‪ ،‬والمشهور عندهم أن العناصر‬

‫تفعل‬

‫بعضها في بعض ‪ ،‬فيستحيل في كيفيتها وتحصل للجميع كيفية متوسطة متشابهة‬

‫هي‬

‫المزاج ‪ ،‬فتستعد بذلك لفاضة صورة مناسبة لها من المبدأ ‪.‬‬

‫ثم المشهور بينهم أن النار التي تسطع عند ملقاة الحجر والحديد أو عند‬

‫احتكاك الخشبتين الرطبتين أو اليابستين إنما هي بانقلب الهواء الذي بينهما نارا‬

‫بسبب حرارة حدثت فيه من الصطكاك والحتكاك ‪ ،‬ل بأن يخرج من الحجر أو‬

‫الحديد أو الشجر نار ‪ ،‬وظواهر اليات والخبار المتقدمة ل ينافي ذلك ‪.‬‬

‫وأما قوله عليه السلم في ح‬

‫ديث هشام " إن النار في الجسام كامنة " فالمراد بها‬

‫إما النار التي تركب الجسم منها ومن سائر العناصر أو المعنى أن ما هو سبب‬

‫لحداث‬

‫النار حاصل في الجسام وإن انطفت النيران المتولدة منها وانقلبت هواء ‪ ،‬والول‬

‫أظهر ‪ .‬والحاص أن قياسك الروح على نار الفتيلة وغيرها حيث لم يمكن إعادتها‬

‫إلى الجسام قياس مع الفارق ‪ ،‬فإن الروح إما جسم أو جوهر مجرد ثابت محفوظ‬
‫يمكن إعادته ‪ ،‬والنار الذي ) ‪ ( 1‬ذكرت انقلبت هواء وذهبت ‪ ،‬فعلى تقدير استحالة‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬التى ) ظ ( ‪.‬‬

‫]‪[333‬‬

‫إعادتها ل توجب إعادة الروح ‪ ،‬بل ما يشبه الروح هو النار الكامن في الجسم‬

‫الموجود‬

‫فيه ل هذا الضوء الذاهب ‪ ،‬وأما نار الشجرة فذات احتمالت أو مأنا إليها سابقا ‪.‬‬

‫‪ ) * 26‬باب ( *‬

‫* ) الهواء وطبقاته وما يحدث فيه من الصبح والشفق وغيرهما ( *‬

‫اليات ‪:‬‬

‫النعام ‪ :‬فالق الصباح ) ‪. ( 1‬‬

‫) ‪ ( 2‬المدثر ‪ :‬والصبح إذا أسفر ) ‪. ( 2‬‬

‫التكوير ‪ :‬والصبح إذا تنفس ) ‪. ( 3‬‬

‫النشقاق ‪ :‬فل اقسم بالشفق * والليل وما وسق * والقمر إذا اتسق ) ‪. ( 4‬‬

‫الفجر ‪ :‬والفجر ) ‪. ( 5‬‬

‫تفسير ‪ " :‬إذا تنفس " قال الرازي ‪ :‬إشارة إلى تكامل طلوع الصبح ‪ ،‬وفي‬

‫كيفية المجاز قولن ‪ :‬أحدهما أنه إذا أقبل الصبح أقبل بإقباله روح ونسيم فجعل‬

‫ذلك نفسا له على المجاز ‪ ،‬والثانى أنه شبه الليل المظلم بالمكروب المحزون الذي‬

‫خنق بحيث ل يتحرك واجتمع الحزن في قلبه ‪ ،‬وإذا تنفس وجد راحة فههنا لما‬
‫طلع الصبح فكأنه تخلص من ذلك الحزن ‪ ،‬فعبر عنه بالتنفس ‪ ،‬وهو استعارة‬

‫لطيفة ) ‪. ( 6‬‬

‫" فل اقسم بالشفق " أي بالحمرة التي عند المغرب في الفق ‪ ،‬وقيل ‪ :‬البياض‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬النعام ‪. 96 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬المدثر ‪. 34 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬التكوير ‪. 18 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬النشقاق ‪. 18 16 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬الفجر ‪. 1 :‬‬

‫) ‪ ( 6‬مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 8‬ص ‪. 484‬‬

‫]‪[334‬‬

‫" والليل وما وسق " أي وما جمع وما ضم مما كان منتشرا بالنهار ‪ ،‬وقيل ‪ :‬وما‬

‫ساق ‪ ،‬لن ظلمة الليل تسوق كل شئ إلى مسكنه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬وما طرد من الكواكب‬

‫فإنها تظهر بالليل وتخفى بالنهار " والقمر إذا اتسق " أي إذا استوى واجتمع و‬

‫تكامل وتم " والفجر " أقسم بفجر النهار وهو انفجار الصبح كل يوم ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬

‫أراد بالفجر النهار كله ‪.‬‬

‫واعلم أن المذكور في كتب الحكماء والرياضيين هو أن الصبح والشفق‬

‫الحمر والبيض إنما يظهر من وقوع ضوء الشمس على كرة البخار ‪ ،‬قالوا ‪:‬‬

‫المستضيئ بالشمس من كرة الرض أكثر من نصفها دائما ‪ ،‬لما بين في محله أن‬
‫الكرة الصغرى إذا قبلت الضوء من الكبرى كان المستضيئ منها أعظم من نصفها ‪،‬‬

‫و‬

‫ظل الرض على هيئة مخروط يلزم رأسه مدار الشمس وينتهي في فلك الزهرة كما‬

‫علم بالحساب ‪ ،‬والنهار مدة كون المخروط تحت الفق ‪ ،‬والليل مدة كونه فوقه‬

‫فإذا ازداد قرب الشمس من شرقي الفق ازداد ميل المخروط إلى غربيه ‪ ،‬ول يزال‬

‫كذلك حتى يرى الشعاع المحيط به ‪ ،‬وأول ما يرى منه هو القرب إلى موضع‬

‫الناظر ‪ ،‬لنه صدق رؤيته ‪ ،‬وهو موقع خط يخرج من بصره عمودا على الخط‬

‫المماس للشمس والرض ‪ ،‬فيرى الضوء مرتفعا عن الفق مستطيل ‪ ،‬وما بينه‬

‫وبين‬

‫الفق مظلما لقربه من قاعدة المخروط الموجب لبعد الضوء هناك عن الناظر ‪ ،‬وهو‬

‫الصبح الكاذب ‪ .‬ثم إذا قربت الشمس جدا يرى الضوء معترضا وهو الصبح الصادق‬

‫ثم يرى محمرا والشفق بعكس الصبح يبدو محمرا ‪ ،‬ثم مبيضا معترضا ‪ ،‬ثم مرتفعا‬

‫مستطيل ‪ ،‬فالصبح والشفق متشابهان شكل ‪ ،‬ومتقابلن وضعا ‪ ،‬لن هيئة آخر‬

‫غروب الشمس مثل أول طلوع الفجر ‪ ،‬ويختلفان لونا بسبب اختلف كيفية الهواء‬

‫المخلوط ‪ ،‬فإن لون البخار في جانب المشرق مائل إلى الصفا والبياض ‪ ،‬ل كتسابه‬
‫الرطوبة من برودة الليل ‪ ،‬وفي جانب المغرب مائل إلى الصفرة لغلبة الجزء‬

‫الدخاني‬

‫المكتسب بحرارة النهار ‪ ،‬والجسم الكثيف كلما كثر صفاؤه وبياضه ازداد قبوله‬

‫للضوء ‪ ،‬وكان الشعاع المنعكس منه أقوى من المنعكس من غيره ‪ ،‬وقد عرف‬

‫باللت‬

‫]‪[335‬‬

‫الرصدية أن انحطاط الشمس من الفق عند طلوع الصبح الول وآخر غروب‬

‫الشفق يكون ثمانية عشر درجة من دائرة الرتفاع المارة بمركز الشمس في جميع‬

‫الفاق ‪ ،‬ولكن لختلف مطالع قوس النحطاط تختلف الساعات التي بين طلوع‬

‫الصبح والشمس ‪ ،‬وكذا بين غروب الشمس والشفق ‪.‬‬

‫قال العلمة رحمه ال في كتاب المنتهى ‪ :‬اعلم أن ضوء النهار من ضياء الشمس‬

‫وإنما يستضيئ بها ما كان كذا في نفسه كثيفا في جوهره كالرض والقمر وأجزاء‬

‫الرض المتصلة والمنفصلة ‪ ،‬وكلما يستضيئ من جهة الشمس فإنه يقع له ظل‬

‫من ورائه ‪ ،‬وقد قدر ال تعالى بلطف حكمته دوران الشمس حول الرض ) ‪ ( 1‬فإذا‬

‫كانت تحتها وقع ظلها فوق الرض على شكل مخروط ‪ ،‬ويكون الهواء المستضيئ‬

‫بضياء الشمس محيطا بجوانب ذلك المخروط ‪ ،‬فتستضيئ نهايات الظل بذلك الهواء‬

‫المضيئ ‪ ،‬لكن ضوء الهواء ضعيف إذ هو مستعار ‪ ،‬فل ينفذ كثيرا في أجزاء‬
‫المخروط‬

‫بل كلما ازداد بعدا ازداد ضعفا ‪ ،‬فإذن متى تكون في وسط المخروط تكون في أشد‬

‫الظلم ‪ ،‬فإذا قربت الشمس من الفق الشرقي مال مخروط الظل عن سمت الرأس‬

‫وقربت الجزاء المستضيئة في حواشي الظل بضياء الهواء من البصر ‪ ،‬وفيه أدنى‬

‫قوة فيدركه البصر عند قرب الصباح ‪ ،‬وعلى هذا كلما ازدادت الشمس قربا من‬

‫الفق ازداد ضوء نهايات الظل قربا من البصر إلى أن تطلع الشمس ‪ ،‬وأول ما‬

‫يظهر الضوء عند قرب الصباح يظهر مستدقا مستطيل كالعمود ‪ ،‬ويسمى الصبح‬

‫الكاذب‬

‫ويشبه بذنب السرحان لدقته واستطالته ‪ ،‬ويسمى الول لسبقه على الثاني ‪ ،‬و‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 335‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 343‬سطر ‪18‬‬

‫الكاذب لكون الفق مظلما ‪ ،‬أي لو كان يصدق أنه نور الشمس لكان المنير مما يلي‬

‫الشمس دون ما يبعد منه ‪ ،‬ويكون ضعيفا دقيقا ويبقى وجه الرض على ظلمه بظل‬

‫الرض ‪ ،‬ثم يزداد هذا الضوء إلى أن يأخذ طول وعرضا فينبسط في أرض الفق‬
‫كنصف دائرة وهو الفجر الثاني الصادق لنه صدقك عن الصبح وبينه لك ‪.‬‬

‫‪ 1‬الكافى ‪ :‬عن علي بن محمد ومحمد بن الحسن ‪ ،‬عن سهل بن زياد ‪ ،‬عن ابن‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬على ما كان يراه مشهور قدماء الفلكيين ‪.‬‬

‫]‪[336‬‬

‫محبوب ‪ ،‬عن أبي ولد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبوعبدال عليه السلم ‪ :‬إن ال خلق حجابا من‬

‫ظلمة‬

‫مما يلي المشرق ‪ ،‬ووكل به ملكا ‪ ،‬فإذا غابت الشمس اغترف ذلك الملك غرفة‬

‫بيديه ) ‪( 1‬‬

‫ثم استقبل بها المغرب يتبع الشفق ‪ ،‬ويخرج من بين يديه قليل قليل ويمضي‬

‫فيوافي المغرب عند سقوط الشفق ‪ ،‬فيسرح في الظلمة ثم يعود إلى المشرق ‪ ،‬فإذا‬

‫طلع الفجر نشر جناحيه فاستاق الظلمة من المشرق إلى المغرب حتى يوافي بها‬

‫المغرب عند طلوع الشمس ) ‪. ( 2‬‬

‫بيان ‪ :‬هذا الخبر من معضلت الخبار ‪ ،‬ولعله من غوامض السرار ‪ ،‬و‬

‫" من " في قوله عليه السلم " من ظلمة " يحتمل البيان والتبعيض ‪،‬‬

‫والستياق ‪ :‬السوق‬

‫ولعل الكلم مبني على استعارة تمثيلية لبيان أن شيوع الظلمة واشتدادها تابعان‬

‫لقلة الشفق وغيبوبته وكذا العكس ‪ ،‬وأن جميع ذلك بتدبير المدبر الحكيم ‪ ،‬و‬

‫بتقدير العزيز العليم ‪ .‬وربما يؤول الخبر بأن المراد بالحجاب الظلماني ظل‬
‫الرض المخروطي من الشمس ‪ ،‬وبالملك الموكل به روحانية الشمس المحركة‬

‫لها الدائرة بها ‪ ،‬وبإحدى يديه القوة المحركة لها بالذات التي هي سبب لنقل‬

‫ضوئها من محل إلى آخر ‪ ،‬وبالخرى القوة المحركة لظل الرض بالعرض‬

‫بتبعية تحريك الشمس التي هي سبب لنقل الظلمة من محل إلى آخر ‪ ،‬وعوده إلى‬

‫المشرق إنما هو بعكس البدء بالضافة إلى الضوء والظل وبالنسبة إلى فوق‬

‫الرض‬

‫وتحتها ونشر جناحيه كأنه كناية عن نشر الضوء من جانب والظلمة من آخر ‪.‬‬

‫وأقول ‪ :‬لعل السكوت عن أمثال ذلك ورد علمها إلى المام عليه السلم أحوط‬

‫وأولى ‪.‬‬

‫‪ 2‬الكافى ‪ :‬عن محمد بن يحيى ‪ ،‬عن أحمد بن محمد ‪ ،‬عن علي بن أحمد بن أشيم‬

‫عن بعض أصحابنا ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬سمعته يقول ‪ :‬وقت المغرب‬

‫إذا ذهبت‬

‫الحمرة من المشرق ‪ ،‬وتدري كيف ذلك ؟ قلت ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬لن المشرق مطل‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬بيده ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬الكافي ‪ :‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 279‬‬

‫]‪[337‬‬

‫على المغرب هكذا ورفع يمينه فوق يساره فإذا غابت ههنا ذهبت الحمرة من‬

‫ههنا ) ‪. ( 1‬‬
‫بيان ‪ :‬أطل عليه أي أشرف ‪ ،‬وفي بعض النسخ بالظاء المعجمة ‪ ،‬والمعنيان‬

‫متقاربان ‪ ،‬والمراد بالمشرق إما النصف الشرقي من السماء ‪ ،‬أو ما قرب من الفق‬

‫الشرقي منها ‪ ،‬والحاصل أن المغرب والمعتبر ) ‪ ( 2‬في دخول وقت الصلوة‬

‫والفطار‬

‫هو غيبوبة القرص وذهاب آثاره من جانب المشرق مطلقا ‪ ،‬سواء كانت على‬

‫الجدران‬

‫والجبال أو على كرة البخار ‪ ،‬وسيأتي تمام القول في ذلك في كتاب الصلة‬

‫إن شاء ال تعالى ‪.‬‬

‫‪ 3‬الكافى ‪ :‬عن محمد بن يحيى ‪ ،‬عن أحمد بن محمد ‪ ،‬عن الحجال ‪ ،‬عن ثعلبة‬

‫ابن ميمون ‪ ،‬عن عمران الحلبي ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت أبا عبدال عليه السلم ‪ :‬متى تجب‬

‫العتمة ؟‬

‫فقال ‪ :‬إذا غاب الشفق ‪ ،‬والشفق الحمرة ‪ .‬فقال عبيدال ‪ :‬أصلحك ال إنه يبقى بعد‬

‫ذهاب الحمرة ضوء شديد معترض ‪ ،‬فقال أبوعبدال عليه السلم ‪ :‬إن الشفق إنما‬

‫هو‬

‫الحمرة ‪ ،‬وليس الضوء من الشفق ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 4‬ومنه ‪ :‬عن علي بن إبراهيم ‪ ،‬عن علي بن محمد القاساني ‪ ،‬عن سليمان‬

‫ابن حفص المروزي ‪ ،‬عن أبي الحسن العسكري عليه السلم قال ‪ :‬إذا انتصف الليل‬
‫ظهر بياض في وسط السماء شبه عمود من حديد تضئ له الدنيا ‪ ،‬فيكون ساعة ثم‬

‫يذهب ويظلم ‪ ،‬فإذا بقي ثلث الليل ظهر بياض من قبل المشرق فأضاءت له الدنيا‬

‫فيكون ساعة ثم يذهب ‪ ،‬فيكون ) ‪ ( 4‬وقت صلة الليل ‪ ،‬ثم يظلم قبل الفجر ] ثم‬

‫يطلع الفجر [ الصادق من قبل المشرق ‪ .‬وقال ‪ :‬ومن أراد أن يصلي صلة الليل في‬

‫نصف الليل فذاك له ) ‪. ( 5‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 278‬‬

‫) ‪ ( 2‬الغروب المعتبر ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 280‬‬

‫) ‪ ( 4‬في المصدر ‪ :‬وهو ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 283‬‬

‫]‪[338‬‬

‫بيان ‪ :‬قوله " ويظلم " أي البياض مجازا ‪ ،‬وفي بعض النسخ بالتاء ‪ ،‬أي الدنيا‬

‫ويمكن أن يكون المراد بالضاءة ظهور النوار المعنوية للمقربين بسبب فتح‬

‫أبواب سماء الرحمة ‪ ،‬ونزول الملئكة لرشاد العباد وتنبيههم وندائهم إياهم من‬

‫ملكوت السماوات ‪ ،‬كما ورد في سائر الرويات ‪ ،‬ويمكن أن تكون أنوارا ضعيفة‬

‫تخفى على أكثر الناس في أكثر الوقات وتظهر على أبصار العارفين الذين‬

‫ينظرون بنور ال ‪ ،‬كما أن الملئكة يراهم النبياء والوصياء عليهم السلم ول‬
‫يراهم غيرهم ‪.‬‬

‫وقد يقال ظهور البياض كناية عن نزول الملك الذي ينزل نصف الليل إلى سماء‬

‫الدنيا‬

‫لينادي العباد فتضئ له الدنيا ‪ ،‬أي يقوم الناس للعبادة فيظهر له نور من الرض‬

‫بسبب عبادتهم ‪ ،‬كما ورد في الخبر أنهم يضيئون لهل السماء ‪ " .‬ثم يذهب "‬

‫لنهم‬

‫ينامون قليل كما ورد من سيرة رسول ال صلى ال عليه وآله ثم يقومون إذا بقي‬

‫ثلث الليل ‪.‬‬

‫وظهور البياض من قبل المشرق ‪ ،‬لن الملك ينتقل إليه " ثم يظلم قبل الفجر "‬

‫أي ينامون قليل ‪ .‬وبالجملة الخبر من المتشابهات وعلمه عند من صدر عنه إن لم‬

‫يكن‬

‫من الموضوعات ‪.‬‬

‫‪ 5‬الخرائج ‪ :‬روي عن صفوان الجمال ‪ ،‬قال كنت بالحيرة مع أبي عبدال‬

‫عليه السلم إذ أقبل الربيع وقال ‪ :‬أجب أمير المؤمنين ‪ .‬فلم يلبث أن عاد ‪ ،‬قلت ‪:‬‬

‫أسرعت النصراف ‪ ،‬قال ‪ :‬إنه سألني عن شئ فاسأل الربيع عنه ‪ ،‬فقال صفوان ‪ :‬و‬

‫كان بيني وبين الربيع لطف ‪ ،‬فخرجت إلى الربيع وسألته ‪ ،‬فقال ‪ :‬أخبرك بالعجب‬

‫إن العراب خرجوا يجتنون الكمأة فأصابوا في البر خلقا ملقى ‪ ،‬فأتوني به‬
‫فأدخلته على الخليفة ‪ ،‬فلما رآه قال ‪ :‬نحه وادع جعفرا ‪ ،‬فدعوته فقال ‪ :‬يا‬

‫أبا عبدال أخبرني عن الهواء ما فيه ؟ قال ‪ :‬في الهواء موج مكفوف ‪ ،‬قال ‪ :‬ففيه‬

‫سكان ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬وما سكانه ؟ قال ‪ :‬خلق أبدانهم أبدان الحيتان ‪،‬‬

‫ورؤوسهم‬

‫رؤوس الطير ‪ ،‬ولهم أعرفة كأعرفة الديكة ‪ ،‬ونغانغ كنغانغ الديكة ‪ ،‬وأجنحة‬

‫كأجنحة‬

‫الطير من ألوان أشد بياضا من الفضة المجلوة ‪ .‬فقال الخليفة ‪ :‬هلم الطشت ‪.‬‬

‫فجئت بها وفيها ذلك الخلق ‪ ،‬وإذا هو وال كما وصفه جعفر ‪ ،‬فلما خرج جعفر‬

‫]‪[339‬‬

‫قال ‪ :‬يا ربيع هذا الشجا المعترض في حلقي من أعلم الناس ‪.‬‬

‫بيان ‪ :‬قال الفيروز آبادي ‪ :‬الكمء نبات معروف ‪ ،‬والجمع أكمؤ وكمأة‬

‫أو هي اسم للجمع ‪ ،‬أو هي للواحد والكمء للجمع ‪ .‬قال ‪ :‬النغنغ الفرج ذوالربلت‬

‫وموضع بين اللهاة وشوارب الحنجور ‪ ،‬واللحمة في الحلق عند اللحام ) ‪، ( 1‬‬

‫والذي‬

‫يكون عند ) ‪ ( 2‬عنق البعير إذا اجتر تحرك ‪ .‬وقال ‪ :‬الديك بالكسر ‪ :‬معروف‬

‫والجمع ديوك وأدياك وديكة كقردة ‪ .‬وقال ‪ :‬الشجا ما اعترض في الحلق من عظم‬

‫ونحوه ) انتهى ( ولما كان عليه السلم مستحقا للخلفة متصفا بشرائطها دونه ولم‬

‫يمكنه‬
‫دفعه شبهه بالشجا المعترض في الحلق الذي ل يمكن إساغته ول دفعه ‪ .‬ولعل‬

‫المراد‬

‫بالموج المكفوف البحر المواج المكفوف عن السيلن ‪ ،‬ويحتمل أن يكون إشارة‬

‫إلى البحر المحيط ‪ ،‬ويكون هذا الحيوان مما ارتفع منه مع السحاب ‪ ،‬لكن ظاهر‬

‫هذا الخبر والخبر التي أنه بحر بين السماء والرض غير المحيط ‪.‬‬

‫‪ 6‬كشف الغمة ‪ :‬قال محمد بن طلحة ‪ :‬إن أبا جعفر محمد بن علي عليهم السلم لما‬

‫توفي والده علي الرضا عليه السلم وقدم الخليفه إلى بغداد بعد وفاته بسنة اتفق‬

‫أنه‬

‫خرج إلى الصيد ‪ ،‬فاجتاز بطرف البلد في طريقه والصبيان يلعبون ومحمد واقف‬

‫معهم‬

‫وكان عمره يومئذ إحدى عشر سنة فما حولها ‪ ،‬فلما أقبل المأمون انصرف الصبيان‬

‫هاربين ووقف ] أبوجعفر [ محمد عليه السلم فلم يبرح مكانه ‪ ،‬فقرب منه‬

‫الخليفة ‪ ،‬فنظر‬

‫إليه وكان ال عزوعل قد ألقى عليه مسحة من قبول ‪ ،‬فوقف الخليفة وقال له ‪ :‬يا‬

‫غلم‬

‫ما منعك من النصراف مع الصبيان ؟ فقال له محمد مسرعا ‪ :‬يا أميرالمؤمنين لم‬

‫يكن بالطريق‬
‫ضيق ل وسعه عليك بذهابي ‪ ،‬ولم يكن لي جريمة فأخشاها ‪ ،‬وظني بك حسن أنك‬

‫ل تضر من ل ذنب له ‪ .‬فوقف فأعجبه كلمه ووجهه ‪ ،‬فقال له ‪ :‬ما اسمك ؟ قال ‪:‬‬

‫محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬ابن من أنت ؟ قال ‪ :‬يا أمير المؤمنين أنا ابن علي الرضا ‪ ،‬فترحم‬

‫على‬

‫أبيه وساق جواده إلى وجهته ‪ ،‬وكان معه بزاة ‪ ،‬فلما بعد عن العمارة أخذ بازيا‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في القاموس ‪ :‬عند اللهازم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬فيه ‪ :‬فوق عنق ‪.‬‬

‫]‪[340‬‬

‫فأرسله على دراجة ‪ ،‬فغاب عن عينه غيبة طويلة ‪ ،‬ثم عاد من الجو وفي منقاره‬

‫سمكة‬

‫صغيرة وبها بقايا الحياة ‪ ،‬فعجب الخليفة من ذلك غاية العجب ‪ ،‬ثم أخذها في يده‬

‫إلى داره في الطريق الذى أقبل منه ‪ ،‬فلما وصل إلى ذلك المكان وجد الصبيان على‬

‫حالهم ‪ ،‬فانصرفوا كما فعلوا أول مرة ‪ ،‬وأبوجعفر لم ينصرف ووقف كما وقف‬

‫أول ‪ ،‬فلما دنا منه الخليفة قال ‪ :‬يا محمد ! قال ‪ :‬لبيك يا أميرالمؤمنين ‪ ،‬قال ‪ :‬ما‬

‫في يدي ؟ فألهمه ال عزوجل أن قال ‪ :‬يا أميرالمؤمنين إن ال تعالى خلق بمشيته‬

‫في‬

‫بحر قدرته سمكا صغارا تصيدها بزاة الملوك والخلفاء ‪ ،‬فيختبرون بها سللة أهل‬

‫النبوة ! فلما سمع المأمون كلمه عجب منه وجعل يطيل نظره إليه ‪ ،‬وقال ‪ :‬أنت‬
‫ابن الرضا حقا ! وضاعف إحسانه إليه ‪.‬‬

‫قال علي بن عيسى ‪ :‬إني رأيت في كتاب لم يحضرني الن اسمه أن البزاة‬

‫عادت وفي أرجلها حيات خضر ‪ ،‬وأنه سئل بعض الئمة فقال قبل أن يفصح عن‬

‫السؤال ‪ :‬إن بين السماء والرض حيات خضر تصديها بزاة شهب يمتحن بها أولد‬

‫النبياء وما هذا معناه وال أعلم ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 7‬الدلئل للطبري ‪ :‬عن علي بن هبة ال ‪ ،‬عن الصدوق ‪ ،‬عن محمد بن‬

‫موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعد آبادي ‪ ،‬عن أحمد البرقي ‪ ،‬عن أبيه‬

‫عن محمد بن سنان ‪ ،‬عن داوود بن كثير الرقي ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم أنه‬

‫لما خرج‬

‫من عند المنصور نزل الحيرة ‪ ،‬فبينا هوبها إذ أتاه الربيع فقال ‪ :‬أجب أميرالمؤمنين‬

‫فركب إليه وقد كان وجد في الصحراء صورة عجيبة ل تعرف خلقتها ذكر من‬

‫وجدها أنه رآها وقد سقطت مع المطر ‪ ،‬فلما دخل عليه قال له ‪ :‬يا أبا عبدال‬

‫أخبرني‬

‫عن الهواء أي شئ فيه ؟ قال ‪ :‬بحر مكفوف ‪ ،‬قال له ‪ :‬فله سكان ؟ قال ‪ :‬نعم‬

‫قال ‪ :‬وما سكانه ؟ قال ‪ :‬أبدانهم أبدان الحيتان ‪ ،‬ورؤوسهم رؤوس الطير ‪ ،‬ولهم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬وفي مفتاح الفلح كما سيأتى نقله في الباب التى " ان الغيم‬

‫حين اخذ من ماه‬


‫البحر تداخله سمك صغار فتسقط منه فيصطادها الملوك فيمتحنون بها سللة النبوة‬

‫" ‪ .‬والرواية‬

‫كما تقدم مرسلة على ان نظائرها ل تخلو غالبا عن ضعف او ارسال وال اعلم‬

‫بحقيقة الحال ‪.‬‬

‫]‪[341‬‬

‫أعرفة كأعرفة الديكة ‪ ،‬ونغانغ الديكة وأجنحة كأجنحة الطير ‪ ،‬من‬

‫ألوان أشد بياض من الفضة ‪ ،‬فدعا المنصور بالطست فإذا الخلق ل يزيد ول‬

‫ينقص ‪ ،‬فأذن له فانصرف ‪ ،‬ثم قال للربيع ‪ :‬ويلك يا ربيع ! هذا الشجا المعترض‬

‫في حلقي من أعلم الناس ‪.‬‬

‫‪ 8‬شرح النهج ‪ :‬لمحمد بن الحسين الكيدرى ولبن ميثم رحمة ال‬

‫عليهما قال ‪ :‬روي أن زرارة وهشاما اختلفا في الهواء ] أ [ هو مخلوق أم ل ؟‬

‫فرفع‬

‫إلى الصادق عليه السلم بعض مواليه وقال ‪ :‬إني متحير ‪ ،‬فإني أرى أصحابنا‬

‫يختلفون‬

‫فقال ‪ :‬ليس هذا بخلف يؤدي إلى الكفر والضلل ‪.‬‬

‫بيان ‪ :‬يدل على أن الخطاء في أمثال تلك المور التي ل تعلق لها باصول‬

‫الدين ول فروعه ل يوجب ضلل ووبال ‪ ،‬يل يومئ إلى أن العلم بها ليس مما‬

‫يورث للنسان فضل وكمال ‪ .‬ثم إنه يحتمل أن يكون اختلفهما في وجود الهواء‬
‫بمعنى الخل والبعد الذي هو مكان عند المتكلمين كما ذكره ابن ميثم ‪ ،‬وقد تقدم‬

‫كلمه في ذلك في الباب الول ‪ ،‬ويحتمل أن يراد به الهواء الذي هو أحد العناصر ‪.‬‬

‫فائدة ‪ :‬اعلم أن في عدد طبقات الهواء مع طبقات سائر العناصر بين الحكماء‬

‫خلفا ‪ ،‬فقال نصير الملة والدين في التذكرة ‪ :‬طبقات العناصر ثمان ‪ :‬طبقة للنار‬

‫الصرفة ‪ ،‬ثم طبقة لما يمتزج من النار والهواء الحار التي تتلشى فيه الدخنة‬

‫المرتفعة‬

‫من السفل ‪ ،‬وتتكون فيها الكواكب ذوات الذناب والنيازك وما يشبههما من‬

‫العمدة وذوات القرون ونحوها ‪ ،‬وربما يوجد هذه المور المتكونة في هذه الطبقة‬

‫متحركة بحركة الفلك العظم ‪ ،‬ثم طبقة الهواء الغالب التي تحدث فيها الشهب‬

‫ثم طبقة الزمهريرية الباردة التي هي منشا السحب والرعد والبرق والصواعق‬

‫ثم طبقة الهواء الحار الكثيف المجاور للرض والماء ‪ ،‬ثم طبقة الماء ‪ ،‬وبعض هذه‬

‫الطبقة منكشفة عن الرض عنايه من الحضرة اللهية لتكون مسكنا للحيوانات‬

‫المتنفسة ثم طبقة الرض المخالطة لغيرها التي تتولد فيها الجبال والمعادن وكثير‬

‫من النباتات والحيوانات ‪ ،‬ثم طبقة الرض الصرفة المحيطة بالمركز ‪.‬‬

‫]‪[342‬‬

‫وقيل ‪ :‬إنها تسع ثامنها الطبقة الطينية التي يخلط فيها الرض بالماء ‪ ،‬و‬

‫تاسعها طبقة الرض الصرفة ‪ ،‬وباقي الطبقات على النحو المذكور ‪ .‬وقيل ‪ :‬إنها‬
‫سبع ‪ :‬الولى طبقة النار الصرفة ‪ ،‬ثم الطبقات الخمس التي تحت النار الصرفة على‬

‫النحو المذكور ‪ ،‬وسابع الطبقات هي طبقة الرض ‪ .‬وقيل ‪ :‬إنها سبع الولى‬

‫طبقة للنار ‪ ،‬وطبقة للماء ‪ ،‬والطبقات الثلث الخيرة التي تعلقت بالرض بحالها‬

‫على النحو المذكور ‪ ،‬والهواء ينقسم إى طبقتين باعتبار مخالطة البخرة وعدمها ‪:‬‬

‫كرتي الرض والماء بسبب أشعة الشمس وغيرها من الكواكب ‪ ،‬لن تلك الهيآت‬

‫تنتهي في ارتفاعها إلى حد ل يتجاوزه ‪ ،‬وهو من سطح الرض وجميع نواحيها أحد‬

‫وخمسون ميل وكسر قريب من تسعة عشر فرسخا ‪ ،‬فمن هذه النهاية إلى كرة‬

‫الثير هو الهواء الصافي ‪ ،‬وهو شفاف ل يقبل النور والظلمة واللوان كالفلك ‪.‬‬

‫وثانيتهما هي الهواء المتكاثف بما فيهما من الجزاء الرضية والمائية ‪ ،‬وشكل هذا‬

‫الهواء شكل كرة محيطة بالرض والماء على مركزها وسطح مواز لسطحها‬

‫لتساوي‬

‫غاية ارتفاع الهيئات المذكورة عن مركز الرض في جميع النواحي المستلزم لكرية‬

‫هذه الطبقة ‪ ،‬لكنها مختلفة القوام ‪ ،‬لن القرب إلى الرض أكثف من البعد‬
‫لن اللطف يتصاعد أكثر من الكثف ‪ ،‬لكن ل يبلق في التكاثف بحيث يحجب‬

‫ماوراءه عن البصار ‪ ،‬وهذه الكرة تسمى كرة البخار ‪ ،‬وعالم النسيم يعني مهب‬

‫الرياح ‪ ،‬لن ما فوقها من الهواء الصافي ساكن ل يضطرب ‪ ،‬وتسمى كرة الليل‬

‫والنهار ‪ ،‬إذ هي القابلة للنور والظلمة بما فيها من الجزاء الرضية والمائية‬

‫القابلة لهما دون ما عداهما من الهواء الصافي ‪.‬‬

‫وقال بعض المحققين منهم ‪ :‬الولى أن يقال ‪ :‬طبقات العنصريات سبع ‪:‬‬

‫اوليها طبقة النار الصرفه ‪ ،‬وثانيتها طبقة الهواء الصافي الذي يصل إليه الدخان ‪،‬‬

‫و‬

‫ثالثتها طبقة الهواء الذي يصل الدخان إليه ولم يصل إليه البخار ‪ ،‬ويتكون في‬

‫الطرف‬

‫العلى منه النيازك وشبهها ‪ ،‬وفي الطرف الدنى منه الشهب ‪ ،‬ورابعتها طبقة‬

‫الهواء‬

‫]‪[343‬‬

‫الذي يصل إليه البخار ويبقى على برودته الحاصلة ‪ ،‬وهي الطبقة الزمهريرية التي‬

‫تتكون فيها السحب والرعد والبرق والصواعق ‪ ،‬وخامستها طبقة الهواء الكثيف‬

‫المجاور للرض والماء ‪ ،‬وسادستها طبقة الماء ‪ ،‬وسابعتها طبقة الرض ‪ .‬وهو‬

‫الترتيب‬

‫المختار عند بعض في تفسير قوله تعالى " ال الذي خلق سبع سماوات ومن‬
‫الرض‬

‫مثلهن " بأن يكون المراد بالرض غير السماوات وما فيها ‪ .‬وقالوا ‪ :‬إن الزرقة‬

‫التي يظن الناس أنها لون السماء فإنها تظهر في كرة البخار ‪ ،‬لنه لما كان‬

‫اللطف منه أشد صعودا عن الكثف كانت الجزاء القريبة من سطح كرة البخار‬

‫أقل قبول للضوء ‪ ،‬لكثرة البعدو اللطافة من الجزاء القريبة من الرض ‪ ،‬ولهذا‬

‫تكون‬

‫كالظلمة بالنسبة إلى هذه الجزاء ‪ ،‬فيرى الناظر في كرة البخار لونا متوسطا بين‬

‫الظلم والضياء ‪ ،‬لن الناظر إذا رأى شيئا مظلما من خلف شئ مضئ رأى لونا‬

‫مخلوطا من الظلمة والضياء ‪ ،‬أو لن كرة البخار مستضيئة دائما بأشعة الكواكب‬

‫وماوراءها لعدم قبول الضوء كالمظلم بالنسبة إليها ‪ ،‬فإذا نفذ نور البصر من‬

‫الجزاء‬

‫المستنيرة بأشعة الكواكب ووصل إلى المظلم رأى الناظر مافوقه من الجو المظلم‬

‫بما يمازجه من الضياء الرضي والضياء الكوكبي لونا متوسطا بين الظلم والضياء‬

‫وهو اللون اللجوردي ‪ ،‬كما إذا نظرنا من وراء جسم مشف أحمر مثل إلى جسم‬

‫أخضر فإنه يظهر لنا لون مركب من الحمراء والخضرة ‪ ،‬وهذا اللون اللجوردي‬

‫أشد اللوان مناسبة وتقوية بالنسبة إلى البصار ‪ ،‬فظهوره للبصار إنما هو من‬

‫العناية اللهية ليكون للناظرين المتأملين في السماوات لذة ‪ ،‬وقوة للبصار في‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 343‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 351‬سطر ‪18‬‬

‫النظر ‪ ،‬كما يكون لعقولهم لذة عقليه في التأمل فيها ‪.‬‬

‫اقول ‪ :‬هذا ما قالوا في ذلك رجما بالغيب وأخذا بالظن ‪ ،‬وال يعلم حقائق‬

‫مخلوقاته وحججه الكرام عليهم السلم ‪.‬‬

‫]‪[344‬‬

‫‪ ) * 27‬باب ( *‬

‫* ) السحاب والمطر والشهاب والبروق والصواعق والقوس ( *‬

‫* ) وسائر ما يحدث في الجو ( *‬

‫اليات ‪ :‬البقرة ‪ :‬الذي جعل لكم الرض فراشا والسماء بناء وأنزل من المساء ماء‬

‫فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فل تجعلوال أندادا وأنتم تعلمون ) ‪ ( 1‬وقال‬

‫تعالى ‪:‬‬

‫إن في خلق السماوات والرض واختلف الليل والنهار والفلك التي تجري في‬

‫البحر بما ينفع الناس وما أنزل ال من السماء من ماء فأحيى به الرض بعد موتها‬

‫وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والرض‬
‫ليات لقوم يعقلون ) ‪. ( 2‬‬

‫النعام ‪ :‬وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شئ ) ‪. ( 3‬‬

‫العراف ‪ :‬وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت‬

‫سحابا ثقال سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك‬

‫نخرج الموتى لعلكم تذكرون ) ‪. ( 4‬‬

‫الرعد ‪ :‬هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال ويسبح‬

‫الرعد بحمده والملئكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم‬

‫يجادلون‬

‫في ال وهو شديد المحال ) ‪. ( 5‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬البقرة ‪. 22 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬البقرة ‪. 64 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬النعام ‪. 99 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬العراف ‪. 57 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬الرعد ‪. 13 12 :‬‬

‫]‪[345‬‬

‫ابراهيم ‪ :‬وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم ) ‪. ( 1‬‬

‫الحجر ‪ :‬إل من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين ) ‪ . ( 2‬وقال تعالى ‪ :‬وإن‬

‫من شئ إل عندنا خزائنه وما ننزله إل بقدر معلوم وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا‬
‫من السماء ماء فأسقينا كموه وما أنتم له بخازنين ) ‪. ( 3‬‬

‫النحل ‪ :‬وهو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه‬

‫تسيمون ) ‪ . ( 4‬وقال تعالى ‪ :‬وال أنزل من السماء ماء فأحيى به الرض بعد‬

‫موتها‬

‫إن في ذلك لية لقوم يسمعون ) ‪. ( 5‬‬

‫الحج ‪ :‬وترى الرض ها مدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت‬

‫من كل زوج بهيج ) ‪ . ( 6‬وقال تعالى ‪ :‬ألم تر أن ال أنزل من السماء ماء فتصبح‬

‫الرض مخضرة إن ال لطيف خبير ) ‪. ( 7‬‬

‫المومنون ‪ :‬وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الرض ‪ ،‬وإنا على‬

‫ذهاب به لقادرون فأشألكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها‬

‫تأكلون ) ‪. ( 8‬‬

‫النور ‪ :‬ألم تر أن ال يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى‬

‫الودق يخرج من خلله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من‬

‫يشاء‬

‫ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالبصار يقلب ال الليل والنهار إن في‬

‫ذلك‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬ابراهيم ‪32 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الحجر ‪. 18 :‬‬
‫) ‪ ( 3‬الحجر ‪. 22 21 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬النحل ‪. 10 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬النحل ‪. 65 :‬‬

‫) ‪ ( 6‬الحج ‪. 5 :‬‬

‫) ‪ ( 7‬الحج ‪. 63 :‬‬

‫) ‪ ( 8‬المؤمنون ‪. 19 18 :‬‬

‫]‪[346‬‬

‫لعبرة لولي البصار ) ‪. ( 1‬‬

‫الفرقان ‪ :‬وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء‬

‫ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا ولقد صرفناه‬

‫بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إل كفورا ) ‪. ( 2‬‬

‫النمل ‪ :‬وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم‬

‫أن تنبتوا شجرهاءإله مع ال ‪ -‬إلى قوله تعالى ‪ -‬ومن يرزقكم من السماء‬

‫والرض ) ‪. ( 3‬‬

‫العنكبوت ‪ :‬ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيى به الرض من بعد‬

‫موتها ليقولن ال ) ‪. ( 4‬‬

‫الروم ‪ :‬ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي‬

‫به الرض بعد موتها أن في ذلك ليات لقوم يعقلون ) ‪ . ( 5‬وقال تعالى ‪ :‬ال الذي‬
‫يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق‬

‫يخرج من خلله فإذا أصاب به من يشاء من عباه إذاهم يستبشرون وإن كانوا من‬

‫قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين فانظر إلى آثار رحمة ال كيف يحيي الرض‬

‫بعد موتها‬

‫إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شئ قدير ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا‬

‫لظلوا من بعده يكفرون ) ‪. ( 6‬‬

‫لقمان ‪ :‬وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ) ‪. ( 7‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬النور ‪. 44 43 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الفرقان ‪. 50 48 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬النمل ‪. 64 60 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬العنكبوت ‪. 63 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬الروم ‪. 24 :‬‬

‫) ‪ ( 6‬الروم ‪. 51 48 :‬‬

‫) ‪ ( 7‬لقمان ‪. 10 :‬‬

‫]‪[347‬‬

‫فاطر ‪ :‬وال الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا‬

‫به الرض بعد موتها كذلك النشور ) ‪. ( 1‬‬


‫الصافات ‪ :‬إل من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ) ‪. ( 2‬‬

‫الزمر ‪ :‬ألم تر أن ال أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الرض ثم‬

‫يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك‬

‫لذكرى لولي اللباب ) ‪. ( 3‬‬

‫المؤمن ‪ :‬هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا ) ‪. ( 4‬‬

‫حمعسق ‪ :‬هو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي‬

‫الحميد ) ‪. ( 5‬‬

‫الزخرف ‪ :‬والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك‬

‫تخرجون ) ‪. ( 6‬‬

‫الجاثية ‪ :‬واختلف الليل والنهار وما أنزل ال من السماء من رزق فأحيى‬

‫به الرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون ) ‪. ( 7‬‬

‫ق ‪ :‬ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل‬

‫باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج ) ‪. ( 8‬‬

‫الذاريات ‪ :‬والذاريات ذروا فالحاملت وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات‬

‫أمرا ) ‪. ( 9‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬فاطر ‪. 9‬‬

‫) ‪ ( 2‬الصافات ‪. 10 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬الزمر ‪. 21 :‬‬
‫) ‪ ( 4‬المؤمن ‪. 13 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬الشورى ‪. 28 :‬‬

‫) ‪ ( 6‬الزخرف ‪. 11 :‬‬

‫) ‪ ( 7‬الجاثية ‪. 5 :‬‬

‫) ‪ ( 8‬ق ‪. 11 9 :‬‬

‫) ‪ ( 9‬الذاريات ‪. 4 1 :‬‬

‫]‪[348‬‬

‫القمر ‪ :‬ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ) ‪. ( 1‬‬

‫الواقعة ‪ :‬أفرأيتم الماء الذي تشربونءأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن‬

‫المنزلون لو نشاء جعلناه اجاجا فلول تشكرون ) ‪. ( 2‬‬

‫الجن ‪ :‬وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وإنا كنا‬

‫نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الن يجدله شهابا رصدا إلى قوله تعالى و‬

‫أن لو استقاموا على الطريقة لسقيناهم ماء غدقا ) ‪. ( 3‬‬

‫تفسير ‪ " :‬وأنزلنا من السماء ماء " قال البيضاوي ‪ :‬خروج الثمار بقدرة ال‬

‫ومشيته ولكن جعل الماء الممزوج بالتراب سببا في إخراجها ومادة لها كالنطفة‬

‫للحيوان بأن أجرى عادته بإفاضة صورها وكيفياتها على المادة الممزوجة منهما‬

‫أو أبدع في الماء قوة فاعلة وفي الرض قوة قابلة تتولد من اجتماعهما أنواع‬

‫الثمار‬
‫وهو قادر على أن يوجد الشياء كلها بل أسباب ومواد ‪ ،‬كما أبدع نفوس السباب‬

‫والمواد ‪ ،‬ولكن له في إنشائها مدرجا من حال إلى حال صنعا وحكما يجدد‬

‫فيها لولي البصار عبرا وسكونا إلى عظم قدرته ليس في إيجادها دفعة ‪ ،‬و " من‬

‫"‬

‫الولى للبتداء سواء اريد بالسماء السحاب فإن ما علك سماء ‪ ،‬أو الفلك ‪ ،‬فإن‬

‫المطر يبتدئ من السماء إلى السحاب ومنه إلى الرض على ما دلت عليه الظواهر‬

‫أو من أسباب سماوية تثير الجزاء الرطبة من أعماق الرض إلى جو الهواء فتنعقد‬

‫سحابا ماطرا ) ‪. ( 4‬‬

‫" إن في خلق السماوات والرض " قيل ‪ :‬إنما جمع السماوات وأفرد الرض‬

‫لن السماوات طبقات متفاصلة بالذات مختلفة بالحقيقة بخلف الرضين " بما ينفع‬

‫الناس " أي ينفعهم أو بالذي ينفعهم " وما أنزل ال من السماء من ماء " " من "‬

‫الولى‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬القمر ‪. 11 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الواقعة " ‪. 70 68‬‬

‫) ‪ ( 3‬الجن ‪. 16 8 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬انوار التنزيل ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪46‬‬


‫]‪[349‬‬

‫للبتداء ‪ ،‬والثانية للبيان ‪ .‬وقال البيضاوي ‪ :‬السماء يحتمل الفلك والسحاب وجهة‬

‫العلو ) ‪ . ( 1‬وقال الرازي ‪ :‬فإن قيل ‪ :‬أفتقولون إن الماء ينزل من السماء على‬

‫الحقيقة أو من السحاب أو تجوزون ما قاله بعضهم من أن الشمس تؤثر في الرض‬

‫فتخرج منها أبخرة متصاعدة ‪ ،‬فإذا وصلت الجو بردت فثقلت فنزلت من فضاء‬

‫المحيط‬

‫إلى ضيق المركز اتصلت ‪ ،‬فتتولد من اتصال بعض تلك الذرات بالبعض قطرات‬

‫هي قطرات المطر ‪ .‬قلنا ‪ :‬بل نقول ‪ :‬إنه ينزل من السماء كما ذكر ال تعالى وهو‬

‫الصادق في خبره ‪ ،‬وإذا كان قادرا على إمساك الماء في السحاب فأي بعد في أن‬

‫يمسكه في السماء ؟ وأما قول من يقول إنه من بخار الرض فهذا ممكن في نفسه‬

‫لكن القطع بأنه كذلك ل يمكن إل بعد القول بنفي الفاعل المختار وقدم العالم‬

‫وذلك كفر ‪ ،‬لنا متى جوزنا أن الفاعل المختار قادر على خلق الجسم فكيف‬

‫يمكننا مع إمكان هذا القسم أن نقطع بما قالوه ؟ ) ‪ ) ( 2‬انتهى ( ‪.‬‬

‫" فأحيى به الرض " أي بالنبات مجازا " وبث فيها من كل دابة " قال‬

‫البيضاوي ‪ :‬عطف على " أنزل " كأنه استدل بنزول المطر وتكون النبات به و‬

‫بث الحيوانات في الرض ‪ ،‬أو على " أحيى " فإن الداوب ينمون بالخصب و‬

‫يعيشون بالحيا ‪ ،‬والبث النشر والتفريق ) ‪ ( 3‬وقال الرازي في تصريف الرياح‬


‫وجه الستدلل أنها مخلوقه على وجه يقبل التصريف وهو الرقة اللطافة ‪ ،‬ثم‬

‫إنه سبحانه يصرفها على وجوه ) ‪ ( 4‬يقع بها النفع العظيم في النسان والحيوانات‬

‫ثم ذلك من وجوه ‪ :‬أحدها أنها مادة النفس التي لو انقطع ساعة عن الحيوان لمات‬

‫ل جرم كان وجدانه أسهل من وجدان كل شئ ‪ ،‬وبعد الهواء الماء ‪ ،‬لن الماء لبد‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬انوار التنزيل ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 126‬‬

‫) ‪ ( 2‬مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪ ، 100‬لكن مع وجود الدلئل القاطعة الحاصلة من‬

‫التجارب العلمية يمكن حصول العلم العادى به كحصول العلم بوجود سائر المعاليل‬

‫الطبيعية‬

‫عند وجود عللها‬

‫) ‪ ( 3‬انوار التنزيل ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 126‬‬

‫) ‪ ( 4‬في المصدر ‪ :‬على وجه يقع به ‪.‬‬

‫]‪[350‬‬

‫فيه من تكلف الغتراف بخلف الهواء ‪ ،‬فإن اللت المهيأه لجذبه حاضرة أبدا‬

‫ثم بعد الماء الحاجة إلى الطعام شديدة لكن دون الحاجة إلى الماء ‪ ،‬فل جرم كان‬

‫تحصيل الطعام أصعب من تحصيل الماء ‪ ،‬وبعد الطعام الحاجة إلى تحصيل المعاجين‬

‫والدوية النادرة قليلة ‪ ،‬فل جرم عزت هذه الشياء ‪ ،‬وبعد المعاجين الحاجة إلى‬

‫أنواع الجواهر من اليواقيت والزبرجد نادرة جدا ‪ ،‬ول جرم كانت في نهاية العزة‬
‫فثبت أن كلما كان الحتجاج إليه أشد كان وجدانه أسهل ‪ ،‬وكلما كان الحتياج‬

‫إليه أقل كان وجدانه أصعب ‪ ،‬وما ذلك إل رحمة منه على العباد ‪ ،‬ولما كانت الحاجة‬

‫إلى رحمة ال أعظم الحاجات نرجو أن يكون وجدانها أسهل من وجدان كل شئ ‪.‬‬

‫وثانيها لول تحرك الهواء لما جرت الفلك ‪ ،‬وهذا مما ل يقدر عليه ] احد [ إل‬

‫ال تعالى ‪ ،‬فلو أراد كل ] من في [ العالم أن يقلب الريح من الشمال إلى الجنوب‬

‫إذا كان الهواء ساكنا أن يحركه لتعذر ‪.‬‬

‫" والسحاب المسخر بين السماء والرض " سمي السحاب سحابا ل نسحابه‬

‫في الهواء ‪ ،‬ومعنى التسخير التذليل ‪ ،‬وإنما سماه مسخرا لوجوه ‪ :‬أحدها أن‬

‫طبع الماء يقتضي النزول ‪ ،‬فكان بقاؤه في جو الهواء على خلف الطبع ‪ ،‬فلبد من‬

‫قاهر يقسره على ذلك ‪ ،‬ولذلك سماه بالمسخر ‪ .‬الثانى أن هذا السحاب لو دام‬

‫لعظم ضرره من حيث إنه يسترضوء الشمس ويكثر المطار ‪ ،‬ولو انقطع لعظم‬

‫ضرره‬

‫لنه يفضي إلى القحط وعدم العشب ‪ .‬الثالث أن السحاب ل يقف في موضع معين‬

‫بل يسوقه ال تعالى بواسطة تحريك الرياح إلى حيث أراد وشاء ‪ ،‬وذلك هو‬

‫التسخير ) ‪( 1‬‬

‫) انتهى ( ‪.‬‬

‫" ليات لقوم يعقلون " قال البيضاوي ‪ :‬يتفكرون فيها وينظرون إليها بعيون‬
‫عقولهم ‪ ،‬والكلم المجمل في دللة هذه اليات على وجود الله ووحدته أنها امور‬

‫ممكنة وجد كل منها بوجه مخصوص من وجوه محتملة وأنحاء مختلفة ‪ .‬إذ كان من‬

‫الجائز مثل أن ل تتحرك السماوات أو بعضها كالرض ‪ ،‬وأن تتحرك بعكس حركتها‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 102‬‬

‫]‪[351‬‬

‫وبحيث تصير المنطقة دائرة مارة بالقطبين ‪ ،‬وأن ل يكون لها أوج وحضيض أصل‬

‫أو على هذا الوجه لبساطتها وتساوي أجزائها ‪ ،‬فلبد لها من موجد قادر حكيم‬

‫يوجدها على ما تستدعيه حكمته ‪ ،‬وتقتضيه مشيته ‪ ،‬متعاليا عن معارضة غيره ‪،‬‬

‫إذ لو‬

‫كان معه إله يقدر على ما يقدر عليه ] الخر [ فإن توافقت إرادتهما فالفعل إن كان‬

‫لهما لزم اجتماع مؤثرين على أثر واحد ‪ ،‬وإن كان لحدهما لزم ترجيح الفاعل‬

‫بل مرجح وعجز الخر النافي للهيته ‪ ،‬وإن اختلفت لزم التمانع والتطارد ‪ ،‬كما‬

‫أشار إليه بقوله تعالى " لو كان فيهما آلهة إل ال لفسدتا ) ‪ ) " ( 1‬انتهى ( ‪.‬‬

‫وأقول ‪ :‬قد مر في كتاب التوحيد بسط القول في الستدلل بحدوث تلك‬

‫الشياء وإمكانها على افتقارها إلى صانع قديم واجب بذاته ‪ ،‬واشتمالها على الحكم‬

‫المتناهية على قدرته سبحانه وعلمه وحكمته ولطفه ‪ ،‬وبانتظامها وتلزمها على‬

‫وحدة صانعها ‪ ،‬فل نعيد الكلم فيها ‪.‬‬


‫" وهو الذي أنزل من السماء ماء " قال الرازي ‪ :‬اختلف الناس فيه ‪ ،‬فقال‬

‫الجبائي ‪ :‬إنه تعالى ينزل الماء من السماء ألى السحاب ومن السحاب إلى الرض‬

‫قال ‪ :‬لن ظاهر النص يقتضي نزول المطر من السماء ‪ ،‬والعدول عن الظاهر إلى‬

‫التأويل إنما يحتاج إليه عند قيام الدليل على أن إجراء اللفظ على ظاهره غير ممكن‬

‫وفي هذا الموضع لم يقم دليل على امتناع نزول المطر من السماء ‪ ،‬فوجب إجراء‬

‫اللفظ على ظاهره ‪ .‬وأما قول من يقول ‪ :‬إن البخارات الكثيرة تجتمع في باطن‬

‫الرض ثم تصعد وترتفع إلى الهواء فينعقد الغيم منها ويتقاطر وذلك هو المطر‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 351‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 359‬سطر ‪18‬‬

‫فقد احتج الجبائي على فساده بوجوه ‪ :‬الول أن البرد قد يوجد في وقت الحر‬

‫] بل [ في صميم الصيف ‪ ،‬ونجد المطر في أبرد وقت ينزل غير جامد ‪ ،‬وذلك يبطل‬

‫قولهم ‪ .‬الثانى أن البخارات إذا ارتفعت وتصاعدت وتفرقت لم يتولد منها قطرات‬

‫الماء ‪ .‬الثالث لو كان تولد المطر من صعود البخارات فالبخارات دائمة الرتفاع من‬

‫البحار ‪ .‬فوجب أن يدوم هناك نزول المطر ‪ ،‬وحيث لم يكن المر كذلك علمنا‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬انوار التنزيل ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 126‬‬


‫]‪[352‬‬

‫فساد قولهم ‪ .‬قال ‪ :‬فثبت بهذه الوجوه أنه ليس تولد المطر من بخار الرض ‪.‬‬

‫ثم قال ‪ :‬والقوم إنما احتاجوا إلى هذا القول لنهم اعتقدوا أن الجسام‬

‫قديمة ‪ ،‬وإذا كان المر كذلك امتنع دخول الزيادة والنقصان فيها ‪ ،‬وحينئذ ل‬

‫معنى لحدوث الحوادث إل اتصاف تلك الذوات ) ‪ ( 1‬بصفة بعد أن كانت موصوفة‬

‫بصفات اخرى فلهذا السبب احتالوا في تكوين كل شئ عن مادة معينة ‪ .‬وأما‬

‫المسلمون فلما اعتقدوا أن الجسام محدثة وأن خالق العالم فاعل مختار قادر على‬

‫خلق الجسام كيف شاء وأراد فعند هذا ل حاجة إلى استخراج هذه التكلفات‬

‫فثبت أن ظاهر القرآن يدل على أن الماء إنما ينزل من السماء ‪ ،‬ول دليل على‬

‫امتناع هذا الظاهر ‪ ،‬فوجب القول بحمله على ظاهره فثبت أن الحق سبحانه ينزل‬

‫المطر من السماء بمعنى أنه يخلق هذه الجسام في السماء ‪ ،‬ثم ينزلها إلى السحاب‬

‫ثم من السحاب إلى الرض ‪.‬‬

‫والقول الثانى ‪ :‬المراد ‪ :‬أنزل من جانب المساء ماء ‪.‬‬

‫القول الثالث ‪ :‬أنزل من السحاب ماء ‪ ،‬وسمى ال السحاب سماء لن العرب‬

‫تسمي كل ما فوقك سماء ‪ ،‬كسماء البيت ‪.‬‬

‫ثم قال ‪ :‬نقل الواحدي في البسيط عن ابن عباس ‪ :‬يريد بالماء ههنا المطر ) ‪. ( 2‬‬

‫أقول ‪ :‬ورجح في موضع آخر نزول المطر من السحاب ‪ ،‬قال لن النسان‬


‫ربما كان واقفا على قلة جبل عال ويرى الغيم أسفل ‪ ،‬فإذا نزل من ذلك الجبل‬

‫يرى ذلك الغيم ماطرا عليهم ‪ ،‬وإذا كان هذا المر مشاهدا بالبصر كان النزاع فيه‬

‫باطل ‪ ،‬ول ينزل نقطة من المطر إل ومعها ملك ‪ .‬والفلسفة يحملون ذلك الملك‬

‫على الطبيعة الحالة في تلك الجسمية الموجبة لذلك النزول ) ‪ ) ( 3‬انتهى ( ‪.‬‬

‫" وهو الذي يرسل الرياح بشرا " منهم من قرأ " نشرا " بضم النون والشين ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬الذرات ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 4‬ص ‪. 153‬‬

‫) ‪ ( 3‬ص ‪. 154‬‬

‫]‪[353‬‬

‫جمع نشور مثل رسل ورسول ‪ ،‬أي رياحا منشرة مفرقة من كل جانب ‪ ،‬وقرأ ابن‬

‫عامر بضم النون وإسكان الشين بتخفيف العين ‪ ،‬وقرأ حمزة بفتح النون وإسكان‬

‫الشين مصدر نشرت الثوب ضد طويته ‪ ،‬وهنا بمعنى المفعول ‪ ،‬أو بمعنى الحياة‬

‫فهو‬

‫بمعنى الفاعل ‪ ،‬وقرأ عاصم بالباء جمع بشير أي مبشرات بالمطر أو الرحمة "‬

‫حتى إذا‬

‫أقلت سحابا ثقال " قال الرازي ‪ :‬يقال أقل فلن الشئ إذا حمله ‪ ،‬أي حتى إذا‬

‫حملت هذه الرياح سحابا ثقال بما فيها من الماء ‪ ،‬والمعنى أن السحاب المسيطر‬

‫بالمياه‬
‫العظيمة إنما يبقى معلقا في الهواء لنه تعالى دبر بحكمته أن يحرك الرياح تحريكا‬

‫شديدا ‪ ،‬فيحصل منها فوائد ‪ :‬أحدها أن أجزاء السحاب ينضم بعضها إلى بعض و‬

‫يتراكم وينعقد السحاب الكثيف الماطر وثانيها أن بسبب تلك الحركات الشديدة‬

‫التي في تلك الرياح يمنة ويسرة يمتنع على تلك الجزاء المائية النزول ‪ ،‬فل جرم‬

‫يبقى معلقا في الهواء وثالثها أن بسبب حركات تلك الرياح ينساق السحاب من‬

‫موضع إلى موضع آخر ‪ ،‬وهو الموضع الذي علم ال تعالى احتياجهم إلى نزول‬

‫المطار وانتفاعهم بها ‪ .‬ورابعها أن حركة الرياح تارة تكون مفرقة لجزاء‬

‫السحاب مبطلة لها وخامسها أن هذه الرياح تارة تكون مقوية للزرع والشجار‬

‫مكملة لما فيها من النشوء والنماء ‪ ،‬وهي الرياح اللواقح ‪ ،‬وتارة تكون مبطلة لها‬

‫كما تكون في الخريف وسادسها أن هذه الرياح تارة تكون طيبة لذيذة موافقة‬

‫للبدان ‪ ،‬وتارة تكون مهلكة إما بسبب ما فيها من الحرارة الشديدة كما في السموم‬

‫أو بسبب ما فيها من البرد الشديد كما في الرياح المهلكة جدا وسابعها أن تلك‬

‫الرياح تارة تكون شرقية ‪ ،‬وتارة تكون غربية وشمالية وجنوبية ‪ ،‬وهذا ضبط‬

‫ذكره بعض الناس ‪ ،‬وإل فالرياح تهب من كل جانب من جوانب العالم ‪ ،‬ول ضبط‬

‫لها ‪ ،‬ول اختصاص لجانب من جوانب العالم بها وثامنها أن هذه الرياح تارة تصعد‬

‫من قعر الرض ‪ ،‬فان من ركب البحر يشاهد أن البحر يحصل له غليان شديد‬

‫فيه بسبب تولد الرياح في قعر البحر إلى ما فوق البحر ‪ ،‬وحينئذ يعظم هبوب الرياح‬
‫في وجه البحر ‪ ،‬وتارة ينزل الريح من جهة الفوق ‪ ،‬فاختلف الرياح بسبب هذه‬

‫]‪[354‬‬

‫المعاني أيضا عجيب وعن السدي أنه تعالى يرسل الرياح فيأتي بالسحاب ‪ ،‬ثم‬

‫إنه تعالى يبسطه في السماء كيف يشاء ‪ ،‬ثم يفتح أبواب السماء فيسيل الماء على‬

‫السحاب ‪ ،‬ثم يمطر السحاب بعد ذلك ‪ ،‬ورحمته هو المطر ‪.‬‬

‫إذا عرفت هذا فنقول ‪ :‬اختلف الرياح في الصفات المذكورة مع أن طبيعة‬

‫الهواء واحدة وتأثيرات الطبائع والنجم والفلك واحدة تدل على أن هذه‬

‫الحوال لم تحصل إل بتدبيرالفاعل المختار سبحانه وتعالى ‪ .‬ثم قال تعالى " سفناه‬

‫لبلد ميت " والمعنى أنا نسوق ذلك السحاب إلى بلد ميت لم ينزل فيه غيث ول‬

‫تنبت فيه خضرة ‪ ،‬والسحاب لفظه مذكر ‪ ،‬وهو جمع " سحابة " فيجوز فيه التذكير‬

‫والتأنيث ‪ ،‬فلذا أتى بهما في الية ‪ ،‬واللم في قوله " لبلد " إما بمعنى إلى ‪ ،‬أو‬

‫المعنى‬

‫سقناه لجل بلد ميت ليس فيه حب نسقيه ‪ ،‬والضمير في قوله " به " إما راجع إلى‬

‫البلد ‪ ،‬أو إلى السحاب ‪ ،‬وفي قوله " أخرجنا به " عائد إلى الماء ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إلى البلد‬

‫وعلى القول الول فال تعالى إنما يخلق الثمرات بواسطة الماء ‪.‬‬
‫وقال أكثر المتكلمين ‪ :‬إن الثمار غير متولدة من الماء ‪ ،‬بل ال تعالى أجرى‬

‫عادته بخلق النبات ابتداء عقيب اختلط الماء بالتراب ‪ .‬وقال جمهور الحكماء ‪ :‬ل‬

‫يمتنع‬

‫أن يقال ‪ :‬إنه تعالى أودع في الماء قوة وطبيعة ‪ ،‬ثم إن تلك القوة والطبيعة‬

‫توجبان حدوث الحوال المخصوصة ‪ .‬والمتكلمون احتجوا على فساد هذا القول‬

‫بأن طبيعة الماء والتراب واحدة ‪ ،‬ثم إنا نرى أنه يتولد في النبات الواحد الحوال‬

‫المختلفة مثل العنب ‪ ،‬فإن قشره بارد يابس ‪ ،‬ولحمه وماؤه حار رطب ‪ ،‬وعجمه‬

‫بارد يابس ‪ ،‬فتولد الجسام الموصوفة بالصفات المختلفة من الماء والتراب يدل‬

‫على‬

‫أنها إنما حدثت بإحداث الفاعل المختار ل بالطبع والخاصية ) ‪ ) ( 1‬انتهى ( ‪.‬‬

‫" خوفا وطمعا " قال الزمخشري ‪ :‬في انتصابهما وجوه ‪ :‬الول أنه ل يصح‬

‫أن يكونا مفعول لهما ‪ ،‬لنهما ليسا بفاعل الفعل المعلل به إل على تقدير حذف‬

‫المضاف ‪ ،‬أي إرادة خوف وطمع ‪ ،‬أو على معنى ‪ :‬إخافة وإطماعا الثانى يجوز أن‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 4‬ص ‪. 355‬‬

‫]‪[355‬‬

‫يكونا منتصبين على الحال من البرق ‪ ،‬كأنه في نفسه خوف وطمع ‪ ،‬والتقدير ‪:‬‬

‫ذاخوف وذاطمع الثالث أن يكون حال من المخاطبين أي خائفين وطامعين ‪.‬‬

‫وقال الرازي ‪ :‬في كونهما خوفا وطمعا وجود ‪ :‬الول ‪ ] :‬ان [ عند لمعان‬
‫البرق يخاف وقوع الصواعق ويطمع في نزول الغيث الثانى أنه يخاف من المطر‬

‫من له فيه ضرر كالمسافر وكمن في جرابه التمر والزبيب ويطمع فيه من له نفع‬

‫الثالث ‪ :‬أن كل شئ يحصل في الدنيا فهو خير بالنسبة إلى قوم وشر بالنسبة إلى‬

‫آخرين ‪ ،‬فكذلك المطر خير في حق من يحتاج إليه في أوانه شر في حق من يضره‬

‫ذلك ‪ ،‬إما بحسب المكان أو بحسب الزمان ‪.‬‬

‫ثم اعلم أن حدوث البرق دليل عجيب على قدرة ال سبحانه ‪ ،‬وبيانه أن‬

‫السحاب ل شك أنه جسم مركب من أجزاء مائية وأجزاء هوائية ‪ ،‬ول شك أن‬

‫الغالب عليه الجزاء المائية ‪ ،‬والماء جسم بارد رطب ‪ ،‬والنار جسم حار يابس ‪،‬‬

‫فظهور‬

‫الضد من الضد التام على خلف العقل ‪ ،‬فلبد من صانع مختار يظهر الضد‬

‫من الضد ‪.‬‬

‫فان قيل ‪ :‬لم ل يجوز أن يقال ‪ :‬إن الريح احتقن في داخل جرم السحاب‬

‫واستولى البرد على ظاهره فانجمد السطح الظاهر منه ‪ ،‬ثم إن ذلك الريح يمزقه‬

‫تمزيقا عنيفا فيتولد من ذلك التمزيق الشديد حركة عنيفة ‪ ،‬والحركة العنيفة‬

‫موجبة للسخونة وهي البرق ؟‬

‫فالجواب ‪ :‬أن كل ما ذكر تموه على خلف المعقول ] وبيانه [ من وجوه ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬أنه لو كان المر كذلك لوجب أن يقال أينما يحصل البرق فلبد وأن‬

‫يحصل الرعد وهو الصوت الحادث من تمزق السحاب ‪ ،‬ومعلوم أن ليس المر‬
‫كذلك ‪ ،‬فإنه كثيرا ما بحدث البرق القوي من غير حدوث الرعد ‪ .‬الثانى أن‬

‫السخونة الحاصلة بسبب قوة الحركة مقابلة بالطبيعة المائية الموجبة للبرد وعند‬

‫حصول‬

‫هذا المعارض القوي كيف تحدث النارية ؟ بل نقول ‪ :‬النيران العظيمة تنطفئ بصب‬

‫الماء عليها ‪ ،‬والسحاب كله ماء ‪ ،‬فكيف يمكن أن يحدث فيه شعلة ضعيفة نارية ؟‬

‫]‪[356‬‬

‫الثالث من مذهبكم أن النار الصرفة ل لون لها البتة ‪ ،‬فهب أنه حصلت النارية بسبب‬

‫قوة المحاكة الحاصلة في أجزاء السحاب ‪ ،‬لكن من أين حدث ذلك اللون الحمر ؟‬

‫فثبت أن السبب الذي ذكروه ضعيف ‪ ،‬وأن حدوث النار الخالصة في جرم السحاب‬

‫مع كونه ماء خالصا ل يمكن إل بقدرة القادر الحكيم ‪.‬‬

‫" وينشئ السحاب الثقال " السحاب اسم الجنس ‪ ،‬والواحدة سحابة والثقال ‪:‬‬

‫جمع ثقيلة ‪ ،‬أي الثقال بالماء واعلم أن هذا أيضا من دلئل القدرة والحكمة ‪ ،‬وذلك‬

‫لن هذه الجزاء المائية إما يقال إنها حدثت في جو الهواء ‪ ،‬أو يقال إنها تصاعدت‬

‫من وجه الرض ‪ ،‬فإن كان الول وجب أن يكون حدوثها بإحداث محدث حكيم‬

‫قادر وهو المطلوب ‪ ،‬وإن كان الثاني وهو أن يقال إن تلك الجزاء تصاعدت من‬

‫الرض فلما وصلت إلى الطبقة الباردة من الهواء بردت فثقلت ورجعت إلى الرض‬

‫فنقول ‪ :‬هذا باطل ‪ ،‬وذلك لن المطار مختلفة ‪ ،‬فتارة تكون القطرات كبيرة‬
‫وتارة تكون صغيرة ‪ ،‬وتارة تكون متقاربة واخرى تكون متباعدة تارة تدوم مدة‬

‫نزول المطر زمانا طويل وتارة قليل ‪ ،‬فاختلف المطار في هذه الصفات مع أن‬

‫طبيعة الرض واحدة وطبيعة الشعة المسخنة للبخارات واحدة لبد وأن يكون‬

‫بتخصيص الفاعل المختار ‪ .‬وأيضا فالتجربة دلت على أن للدعاء والتضرع في‬

‫نزول‬

‫الغيث أثرا عظيما ‪ ،‬ولذلك شرعت صلة الستسقاء ‪ ،‬فعلمنا أن المؤثر فيه هو قدرة‬

‫الفاعل ل الطبيعة الخاصة ) ‪ ) ( 1‬انتهى ( ‪.‬‬

‫" ويسبح الرعد بحمده " قال الطبرسي ره ‪ :‬تسبيح الرعد دللته على‬

‫تنزيه ال تعالى ووجوب حمده ‪ ،‬فكأنه هو المسبح ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إن الرعد هو الملك‬

‫الذي‬

‫يسوق السحاب ويزجره بصوته ‪ ،‬فهو يسبح ال ويحمده ‪ .‬وروي عن النبي صلى‬

‫ال عليه وآله‬

‫أنه قال ‪ :‬إن ربكم سبحانه يقول ‪ :‬لو أن عبادي أطاعوني لسقيتهم المطر بالليل‬

‫وأطلعت عليهم الشمس بالنهار ‪ ،‬ولم اسمعهم صوت الرعد ‪ .‬وكان صلى ال عليه‬

‫وآله إذا سمع‬

‫صوت الرعد قال ‪ :‬سبحان من يسبح الرعد بحمده ‪ .‬وكان ابن عباس يقول ‪ :‬سبحان‬
‫* ) هامش ( * مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 279‬‬

‫]‪[357‬‬

‫الذي سبحت له ‪ .‬وروى سالم بن عبدال ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬

‫عليه وآله إذا‬

‫سمع الرعد والصواعق قال ‪ :‬اللهم ل تقتلنا بغضبك ‪ ،‬ول تهلكنا بعذابك ‪ ،‬وعافنا‬

‫قبل ذلك ‪ ،‬قال ابن عباس ‪ :‬من سمع الرعد فقال " سبحان الذي يسبح الرعد بحمده‬

‫والملئكة من خيفته وهو على كل شئ قدير " فإن أصابته صاعقة فعلي ذنبه )‬

‫‪.(1‬‬

‫" والملئكة من خيفته " أي وتسبح الملئكة من خيفة ال تعالى وخشيته ‪.‬‬

‫قال ابن عباس ‪ :‬إنهم خائفون من ال ليس كخوف ابن آدم ‪ ،‬ل يعرف أحدهم من‬

‫على يمينه ومن على يساره ‪ ،‬ل يشغله عن عبادة ال طعام ول شراب ول شئ ‪" .‬‬

‫ويرسل‬

‫الصواعق فيصيب بها من يشاء " ويصرفها عمن يشاء ‪ ،‬إل أنه حذف ‪ ،‬ورووا‬

‫عن‬

‫أبي جعفر الباقر عليه السلم أن الصواعق تصيب المسلم وغير المسلم ‪ ،‬ول تصيب‬

‫ذاكرا‬

‫) انتهى ( ) ‪. ( 2‬‬
‫وقال الرازي ‪ :‬في قوله تعالى " ويسبح الرعد بحمده " أقوال ‪ :‬الول أن‬

‫الرعد اسم ملك من الملئكة ‪ ،‬والصوت المسموع هو صوت ذلك الملك بالتسبيح‬

‫والتهليل ‪ .‬عن ابن عباس أن اليهود سألت النبي صلى ال عليه وآله عن الرعد ما‬

‫هو ؟ فقال ‪:‬‬

‫ملك من الملئكة موكل بالسحاب ‪ ،‬معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث‬

‫يشاء ال تعالى ‪ .‬قالوا ‪ :‬فالصوت الذي يسمع ؟ قال ‪ :‬زجرة السحاب ‪ .‬وعن الحسن‬

‫أنه خلق من ال ليس بملك ‪ ،‬فعلى هذا القول الرعد اسم للملك الموكل بالسحاب‬

‫وصوته تسبيح ل تعالى ‪ ،‬وذلك الصوت أيضا مسمى بالرعد ‪ ،‬ويؤكد هذا ما روي‬

‫عن ابن عباس ‪ :‬كان إذا سمع الرعد قال ‪ :‬سبحان الذي سبحت له ‪ .‬وعن النبي‬

‫صلى ال عليه وآله‬

‫أن ال ينشئ السحاب فينطق أحسن المنطق ‪ ،‬ويضحك أحسن الضحك ‪ ،‬فنطقه‬

‫الرعد ‪ ،‬وضحكه البرق ‪ .‬واعلم أن هذا القول غير مستبعد ‪ ،‬وذلك لن عند أهل‬

‫السنة البنية ليست شرطا لحصول الحياة ‪ ،‬فل يبعد من ال تعالى أن يخلق الحياة‬

‫والعلم والقدرة والنطق في أجزاء السحاب فيكون هذا الصوت المسموع فعل له‬

‫فكيف‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬ديته ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 283‬‬


‫]‪[358‬‬

‫يستبعد ذلك ونحن نرى أن السمندر يتولد في النار ‪ ،‬والضفادع تتولد في السحاب )‬

‫‪(1‬‬

‫والدودة العظيمة ربما تولدت في الثلوج القديمة ؟ وأيضا إذا لم يبعد تسبيح الجبال‬

‫في زمن داود عليه السلم ول تسبيح الحصى في زمن محمد صلى ال عليه وآله‬

‫فكيف يبعد تسبيح السحاب ؟‬

‫وعلى هذا القول فهذا الشئ المسمى بالرعد ملك أو ليس بملك فيه قولن ‪:‬‬

‫أحدهما أنه ليس بملك لنه عطف عليه الملئكة ‪ ،‬والثاني أنه ل يبعد أن يكون‬

‫من جنس الملئكة وافرد بالذكر على سبيل التشريف ‪.‬‬

‫القول الثانى ‪ :‬أن الرعد اسم لهذا الصوت المخصوص ‪ ،‬ومع ذلك فإن‬

‫الرعد يسبح ل تعالى ‪ ،‬لن التسبيح والتقديس وما يجري مجراهما ليس إل وجود‬

‫لفظ يدل على حصول النزاهة والتقديس ل تعالى ‪ ،‬فلما كان حدوث هذا الصوت‬

‫دليل على وجود ] موجود [ متعال عن النقص والمكان كان ذلك في الحقيقة‬

‫تسبيحا‬

‫وهو معنى قوله " وإن من شئ إل يسبح بحمده " ‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬أن المراد من كون الرعد مسبحا أن من سمع الرعد فإنه يسبح‬

‫ال تعالى ‪ ،‬فلهذا المعنى اضيف هذا التسبيح إليه ‪.‬‬

‫الرابع ‪ :‬من كلمات الصوفية ‪ :‬الرعد صعقات الملئكة ‪ ،‬والبرق زفرات‬


‫أفئدتهم ‪ ،‬والمطر بكاؤهم ‪.‬‬

‫ثم قال ‪ :‬واعلم أن المحققين من الحكماء يذكرون أن هذه الثار العلوية‬

‫إنما تتم بقوى روحانية فلكية ‪ ،‬فللسحاب روح معين من الرواح الفلكية يدبره‬

‫وكذ القول في الرياح وسائر ] الثار [ العلوية ‪ .‬وهذا غير ما نقلنا أن الرعد‬

‫اسم الملك ‪.‬‬

‫ثم قال ‪ :‬أمر الصاعقة عجيب جدا ‪ ،‬وذلك لنها نار تتولد في السحاب ‪.‬‬

‫فإذا نزلت من السحاب فربما غاضت البحر وأحرقت الحيتان تحت البحر ! والحكماء‬

‫بالغوا في وصف قوتها ‪ .‬ووجه الستدلل أن النار حارة يابسة ‪ ،‬وطبيعتها ضد‬

‫طبيعة‬

‫السحاب ‪ ،‬فوجب أن يكون طبيعتها في الحرارة واليبوسة أضعف من طبيعة النيران‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬في الماء البارد ‪.‬‬

‫]‪[359‬‬

‫الحادثة عندنا على العادة ‪ ،‬لكنه ليس المر كذلك ‪ ،‬فإنها أقوى ] من [ نيران‬

‫هذا العالم ‪ ،‬فثبت أن اختصاصها بمزيد تلك القوة لبد وأن يكون بسبب تخصيص‬

‫الفاعل المختار ‪.‬‬

‫" وهم يجادلون في ال " أي هؤلء الكفار مع ظهور هذه الدلئل يجادلون‬

‫في ال ‪ ،‬وهو يحتمل وجوها ‪ :‬أحدها أن يكون المراد الرد على الكافر الذي قال ‪:‬‬
‫أخبرنا عن ربنا أمن نحاس أم حديد ؟ ! ‪ . .‬وثانيها أن يكون المراد الرد على‬

‫جدالهم في إنكار البعث وإبطال الحشر ‪ ،‬وثالثها الرد عليهم في طلب سائر‬

‫المعجزات‬

‫ورابعها الرد عليهم في استنزال عذاب الستئصال ‪.‬‬

‫" وهو شديد المحال " المشهور أن الميم أصلية وقيل زائدة ‪ ،‬والمعنى ‪:‬‬

‫شديد القوة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬شديد المكر ‪ ،‬وقيل ‪ :‬شديد العقوبة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬شديد المغالبة‬

‫وقيل ‪ :‬شديد الجدال ) ‪. ( 1‬‬

‫" رزقا لكم " قال البيضاوي ‪ :‬أي تعيشون به ‪ ،‬وهو يشمل المطعوم والملبوس‬

‫مفعول " أخرج " و " من الثمرات " بيان له أو حال عنه ‪ ،‬ويحتمل عكس ذلك ‪ ،‬و‬

‫يجوز أن يراد به المصدر فينتصب بالعلة أو المصدر ‪ ،‬لن " أخرج " في معنى‬

‫" رزق " ) ‪. ( 2‬‬

‫" إل من استرق السمع " قال البيضاوي ‪ :‬بدل من كل شيطان ‪ ،‬واستراق‬

‫السمع اختلسه سرا ‪ ،‬شبه به خطفتهم اليسيرة من قطان السماوات لما بينهم من‬

‫المناسبة في الجوهر ‪ ،‬أو بالستدلل من أوضاع الكواكب وحركاتها ‪ .‬وعن ابن‬

‫‪............................................................................‬‬
‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 359‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 367‬سطر ‪18‬‬

‫عباس أنهم كانوا ل يحتجبون عن السماوات فلما ولد عيسى عليه السلم منعوا من‬

‫ثلث‬

‫سماوات ‪ .‬فلما ولد محمد صلى ال عليه وآله منعوا من كلها بالشهب ‪ ،‬ول يقدح‬

‫فيه تكونها قبل‬

‫المولد ‪ ،‬لجواز أن يكون لها أسباب اخر ‪ .‬وقيل ‪ :‬الستثناء منقطع ‪ ،‬أي ولكن من‬

‫استرق السمع " فأتبعه شهاب " أي فتبعه ولحقه شهاب " مبين " ظاهر‬

‫للمبصرين ‪ ،‬و‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬مفاتيح الغيب " ج ‪ ، 5‬ص ‪. 282‬‬

‫) ‪ ( 2‬انوار التنزيل ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 637‬‬

‫]‪[360‬‬

‫الشهاب شعلة نار ساطعة ‪ ،‬وقد يطلق للكوكب والسنان لما فيهما من البريق ) ‪( 1‬‬

‫) انتهى ( ‪.‬‬

‫وقال الرازي ‪ :‬لقائل أن يقول ‪ :‬إذا جوزتم في الجملة أن يصعد الشيطان‬

‫إلى السماوات ويختلط بالملئكة ويسمع أخبارا من الغيوب عنهم ثم إنها تنزل و‬

‫تلقي تلك الغيوب فعلى هذا التقدير يجب أن يخرج الخبار عن المغيبات عن كونه‬

‫معجزا دليل على الصدق ‪ .‬ول يقال ‪ :‬إن ال تعالى أخبر عن أنهم عجزوا عن ذلك‬
‫بعد مولد النبي صلى ال عليه وآله ‪ .‬لنا نقول ‪ :‬هذا المعجز ل يمكن إثباته إل بعد‬

‫القطع‬

‫بكون محمد صلى ال عليه وآله رسول ‪ ،‬والقطع بهذا ل يمكن إل بواسطة المعجز ‪،‬‬

‫وكون الخبار‬

‫عن الغيب معجزا ل يثبت إل بعد إبطال هذا الحتمال ‪ ،‬وحينئذ يلزم الدور ‪ ،‬وهو‬

‫باطل محال ‪.‬‬

‫ويمكن أن يجاب عنه بأنا نثبت كون محمد صلى ال عليه وآله رسول بسائر‬

‫المعجزات‬

‫ثم بعد العلم بنبوته نقطع بأن ال عجز الشياطين عن تلقف الغيب بهذا الطريق‬

‫وعند ذلك يصير الخبار عن الغيب معجزا وحينئذ يندفع الدور ) ‪ ) ( 2‬انتهى ( ‪.‬‬

‫وأقول ‪ :‬يمكن أن يقال ‪ :‬يجب في لطف ال وحكمته أن ل يمكن الكاذب في‬

‫دعوى النبوة والمامة من هذا ‪ ،‬وإل لزم الغراء بالقبيح ولو بالنسبة إلى العوام‬

‫ولذا قيل ‪ :‬ل تجري الشعبذة أيضا على يد المدعي الكاذب فتأمل ‪.‬‬

‫" وإن من شئ إل عندنا خزائنه " قيل ‪ :‬أي وما من شئ إل ونحن قادرون‬

‫على إيجاده وتكوينه أضعاف ما وجد منه ‪ ،‬فضرب الخزائن مثل ل قتداره ‪ ،‬أو شبه‬

‫مقدوراته بالشياء المخزونة التي ل يحوج إخراجها إلى كلفة واجتهاد " وما‬

‫ننزله " من تلك الخزائن " ل بقدر معلوم " اقتضته الحكمة وتعلقت به المشية‬

‫فإن تخصيص بعضها باليجاد في بعض الوقات على بعض الصفات والحالت لبد‬
‫له من مخصص حكيم ‪ .‬وقال علي بن إبراهيم ‪ :‬الخزانة الماء الذي ينزل من السماء‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬أنوار التنزيل ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 645‬‬

‫) ‪ ( 2‬مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 386‬‬

‫]‪[361‬‬

‫فينبت لكل ضرب من الحيوان ما قدر ال له من الغذاء ) ‪. ( 1‬‬

‫وقال بعض المحققين ‪ :‬أقول ‪ :‬الول كلم من خل من التحصيل ‪ ،‬والثاني‬

‫تمثيل للتقريب من أفهام الجمهور وتفسير في الظاهر ‪ ،‬وأما في الباطن والتأويل‬

‫فالخزائن عبارة عما كتبه القلم العلى أول على الوجه الكلي في لوح القضاء‬

‫المحفوظ‬

‫عن التبديل ‪ ،‬الذي منه يجري ثانيا على الوجه الجزئي في لوح القدر الذي فيه‬

‫المحو‬

‫والثبات تدرجا على التنزل ‪ ،‬فإلى الول اشير بقوله " وإن من شئ إل عندنا‬

‫خزائنه " وبقوله " وعنده ام الكتاب " وإلى الثاني بقوله " وما ننزله إل بقدر‬

‫معلوم " ومنه ينزل ويظهر في عالم الشهادة ‪ ،‬وعن السجاد عليه السلم ‪ :‬إن في‬

‫العرش‬

‫تمثال جميع ما خلق ال من البر والبحر ‪ ،‬قال ‪ :‬وهذا تأويل قوله " وإن من شئ‬

‫الية " أراد عليه السلم به ما ذكرناه ) انتهى ( ‪.‬‬


‫" وأرسلنا الرياح لواقح " قيل ‪ :‬أي حوامل ‪ ،‬شبه الريح التي جاءت بخير‬

‫من إنشاء سحاب ماطر بالحامل ‪ ،‬كما شبه مال يكون كذلك بالعقيم ‪ ،‬أو ملقحات‬

‫للشجر والسحاب ‪ ،‬ونظيره الطوائح بمعنى المطيحات في قوله " ومختبط مما‬

‫تطيح الطوائح " ‪.‬‬

‫" فأسقينا كموه " أي فجعلناه لكم سقيا ‪ ،‬يقال ‪ :‬سقيته حتى روي ‪ ،‬وأسقيته‬

‫نهرا ‪ ،‬أي جعلته شرابا له ‪ " .‬وما أنتم له بخازنين " أي قادرين متمكنين من‬

‫إخراجه‬

‫نفى عنهم ما أثبته لنفسه ‪ ،‬أو حافظين في الغدران والعيون والبار ‪ ،‬وذلك أيضا‬

‫يدل على المدبر الحكيم ‪ ،‬كما يدل عليه حركة الهواء في بعض الوقات من‬

‫بعض الجهات على وجه ينتفع به الناس ‪ ،‬فإن طبيعة الماء تقتضي الغور ‪ ،‬فوقونه‬

‫دون حد لبد له من سبب مخصص ‪ " .‬لكم منه شراب " قيل ‪ :‬أي ما تشربونه ‪ ،‬و‬

‫" لكم " صلة " أنزل " أو خبر " شراب " و " من " تبعيضية متعلفة به ‪،‬‬

‫وتقديمها‬

‫يوهم حصر المشروب فيه ‪ ،‬ول بأس به ‪ ،‬لن مياه العيون والبار منه ‪ ،‬لقوله‬

‫" فسلكه ينابيع " وقوله " فأسكناه في الرض " ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬تفسير القمى ‪. 350 :‬‬

‫]‪[362‬‬

‫" ومنه شجر " أي ومنه يكون شجر ‪ ،‬يعني الشجر الذي يرعاه المواشي ‪ ،‬و‬
‫قيل ‪ :‬كل ما ينبت على الرض شجر " فيه تسيمون " أي ترعون مواشيكم ‪ ،‬من‬

‫سامت الماشية وأسامها صاحبها ‪ ،‬وأصلها السومة وهي العلمة ‪ ،‬لنها تؤثر‬

‫بالرعي‬

‫علمات ‪ " .‬فأحيى به الرض بعد موتها " أنبت فيها أنواع النبات بعد يبسها "‬

‫لقوم‬

‫يسمعون " أي سماع تدبر وإنصاف ‪.‬‬

‫" وترى الرض هامدة " أي ميتة يابسة ‪ ،‬من همدت النار إذا صارت رمادا‬

‫" اهتزت " أي تحركت بالنبات " وربت " أي انتفخت " وأنبتت " على المجاز‬

‫لن المنبت هو ال تعالى " من كل زوج " أي من كل نوع من أنواع النبات‬

‫" بهيج " البهجة ‪ :‬حسن الشئ ونضارته ‪ ،‬والبهيج بمعنى المبهج ‪ ،‬قال المبرد ‪:‬‬

‫هو الشئ المشرق الجميل ‪.‬‬

‫" ألم تر " أي ألم تعلم ‪ ،‬وقيل ‪ :‬المراد الرؤية بالبصر " فتصبح الرض "‬

‫إنما لم يقل أصبحت ليدل على بقاء ] أثر [ المطر زمانا بعد زمان ‪ ،‬وإنما لم ينصب‬

‫جوابا للستفهام ‪ ،‬لنه لو نصب لعطى عكس ما هو الغرض ‪ ،‬لن معناه إثبات‬

‫الخضرار فينقلب بالنصب إلى نفي الخضرار " إن ال لطيف " يصل علمه أو‬

‫لطفه‬

‫إلى كل ما جل ودق " خبير " بالتدابير الظاهرة والباطنة ‪.‬‬

‫" وأنزلنا من السماء ماء " قال الرازي ‪ :‬من قال إن المراد بالسماء السحاب‬
‫قال إن ال تعالى أصعد الجزاء المائية من قعر الرض ومن البحار إلى السماء‬

‫حتى صارت عذبة صافية بسبب ذلك التصعيد ‪ ،‬ثم إن تلك الذرات تأتلف وتتكيف ) ‪1‬‬

‫(‬

‫ثم ينزله ال على قدر الحاجة إليه ‪ ،‬ولول ذلك لم ينتفع بتلك المياه لتفرقها في‬

‫قعر الرض ‪ ،‬ول بماء البحر لملوحته ‪ ،‬ولنه ل حيلة في إجراء مياه البحار على‬

‫وجه الرض ‪ ،‬لن البحار هي الغاية في العمق ‪ .‬وهذه الوجوه إنما يتمحلها من‬

‫ينكر الفاعل المختار ‪ ،‬وأما من أقر به فل حاجة له إلى شئ منها ‪ " .‬بقدر " أي‬

‫بتقدير يسلمون معه من المضرة ويصلون به إلى المنفعة في الزرع والغرس‬

‫والشرب‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬تتكون ‪.‬‬

‫]‪[363‬‬

‫وبمقدار ما علمنا من حاجاتهم ومصالحهم ‪ " .‬فأسكناه في الرض " قيل ‪ :‬جعلناه‬

‫ثابتا في الرض ‪ ،‬قال ابن عباس ‪ :‬أنزل ال تعالى من الجنة خمسة أنهار ‪ :‬سيحون‬

‫وجيحون ‪ ،‬ودجلة ‪ ،‬والفرات ‪ ،‬والنيل ‪ ،‬ثم يرفعها عند خروج يأجون ومأجوج‬

‫ويرفع أيضا القرآن ‪ " .‬وإنا على ذهاب به لقادرون " أي كما قدرنا على إنزاله‬

‫نقدر على رفعه وإزالته ‪ .‬ولما نبه سبحانه على عظم نعمته بخلق الماء ذكر بعده‬

‫النعم الحاصلة من الماء فقال ‪ " :‬فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب " وإنما‬
‫خصهما لكثرة منافعهما ‪ ،‬فإنهما يقومان مقام الطعام ومقام الدام ومقام الفاكهة‬

‫رطبا ويابسا ‪ .‬وقوله " لكم فيها فواكه كثيرة " أي في الجنات ‪ ،‬فكما أن فيها‬

‫النخيل والعناب فيها الفواكه الكثيرة ‪ ،‬وقوله " ومنها تأكلون " قال الزمخشري‬

‫يجوز أن يكون هذا من قولهم ‪ :‬فلن يأكل من حرفة يحترفها ‪ ،‬ومن صنعة فعلها‬

‫يعنون أنها طعمته وجهته التي يحصل منها رزقه ‪ ،‬كأنه قال ‪ :‬وهذه الجنات وجوه‬

‫أرزاقكم ومعاشكم منها تتعيشون ) ‪. ( 1‬‬

‫" ألم تر " بعين عقلك ولم تعلم " أن ال يزجي سحابا " أي يسوقه ‪ ،‬ومنه‬

‫البضاعة المزجاة ‪ ،‬فإنها يزجيها كل أحد " ثم يؤلف بينه " بأن يكون قزعا فيضم‬

‫بعضها إلى بعض ‪ ،‬وبهذا العتبار صح " بينه " إذا المعنى ‪ :‬بين أجزائه " ثم‬

‫يجعله‬

‫ركاما " أي متراكما بعضه على بعض " فترى الودق " أي المطر " يخرج من‬

‫خلله "‬

‫أي من فتوقه جمع خلل كجبال في جبل " وينزل من السماء " قيل ‪ :‬أي من الغمام‬

‫وكل ما علك فهو سماؤك " من جبال فيها من برد " قيل ‪ :‬أي قطع عظام تشبه‬

‫الجبال في عظمها أو جمودها " من برد " بيان للجبال والمفعول محذوف أي ينزل‬

‫حينئذ‬

‫ماء من السماء من جبال ‪ ،‬ويجوز أن تكون " من " الثانية والثالثة للتبعيض واقعة‬
‫موقع المفعول ‪ ،‬وقيل ‪ :‬المراد بالسماء المظلة وفيها جبال من برد كما في الرض‬

‫جبال من حجر ‪ ،‬وعليه ظواهر كثير من الخبار ولم يدل دليل قاطع على نفيه ‪.‬‬

‫قال الرازي ‪ :‬قال أهل الطبائع إن تكون السحاب والمطر والثلج‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 278‬‬

‫]‪[364‬‬

‫والبرد والطل والصقيع في أكثر المر يكون من تكاثف البخار ‪ ،‬وفي القل‬

‫من تكاثف الهواء ‪ ،‬أما الول فالبخار الصاعد إن كان قليل وكان في الهواء‬

‫من الحرارة ما يحلل ذلك البخار فحينئذ ينحل وينقلب هواء ‪ ،‬وأما إن كان‬

‫البخار كثيرا ولم يكن في الهواء من الحرارة ما يحلله فتلك البخرة المتصاعدة‬

‫إما أن تبلغ في صعودها إلى الطبقة الباردة من الهواء أو ل تبلغ ‪ ،‬فإن بلغت‬

‫فإما أن يكون البرد قويا أو ل يكون ‪ ،‬فإن لم يكن البرد هناك قويا تكاثف‬

‫ذلك البخار بذلك القدر من البرد واجتمع وتقاطر ‪ ،‬فالبخار المجتمع هو السحاب‬

‫والمتقاطر هو المطر ‪ ،‬والديمة والوابل إنما يكون من أمثال هذه الغيوم ‪ ،‬وأما‬

‫إن كان البرد شديدا فل يخلو إما أن يصل البرد إلى الجزاء البخارية قبل اجتماعها‬

‫وانحللها أو بعد صيرورتها كذلك ‪ ،‬فإن كان على الوجه الول نزل ثلجا ‪ ،‬وإن‬

‫كان على الوجه الثاني نزل بردا ‪ ،‬وأما إذا لم تبلغ البخرة إلى الطبقة الباردة فهي‬

‫إما أن تكون قليلة أو تكون كثيرة ‪ ،‬فإن كانت كثيرة فهي تنعقد سحابا ماطرا وقد‬

‫ل تنعقد ‪ ،‬أما الول فذاك لحد أسباب خاصة ‪ :‬اولها إذا منع هبوب الرياح عن‬
‫تصاعد تلك البخرة وثانيها أن تكون الرياح ضاغطة لها إلى اجتماع بسبب وقوف‬

‫جبال قدام الريح وثالثها أن تكون هناك رياح متقابلة متصادفة فتمنع صعود‬

‫البخرة حينئذ ورابعها أن يعرض للجزء المتقدم وقوف لثقله وبطء حركته ثم‬

‫تلتصق به سائر الجزاء الكثيرة المدد وخامسها لشدة بردالهواء القريب من الرض‬

‫فقد يشاهد البخار يصعد في الجبال صعودا يسيرا حتى كأنه مكبة موضوعة على‬

‫وهدة ويكون الناظر إليها فوق تلك الغمامة ‪ ،‬والذين يكونون تحت الغمامة يمطرون‬

‫والذين يكونون فوقها يكونون في الشمس ‪ ،‬أما إذا كانت البخرة القليلة الرتفاع‬

‫قليلة لطيفة فإذا ضربها برد الليل وكثفها وعقدها ما يكون محسوسا ونزول نزول‬

‫متفرقا ل يحس به إل عند اجتماع شئ يعتد به ‪ ،‬فإن لم يجمد كان طل وإن جمد‬

‫كان صقيعا ‪ ،‬ونسبة الصقيع إلى الطل نسبة الثلج إلى المطر ‪.‬‬

‫وإما أن يكون ] السحاب [ من انقباض الهواء ‪ ،‬وذلك عند ما يبرد الهواء و‬

‫]‪[365‬‬

‫ينقبض ‪ ،‬وحينئذ تحصل منه القسام المذكورة ‪.‬‬

‫والجواب ‪ :‬أنا لما دللنا على حدوث الجسام وتوسلنا بذلك إلى كونه‬

‫سبحانه قادرا مختارا يمكنه إيجاد الجسام لم يمكنا القطع بما ذكر تموه ‪ ،‬لحتمال‬

‫أنه سبحانه خلق أجزاء السحاب دفعة ل بالطريق الذي ذكر تموه ‪ ،‬وأيضا فهب أن‬

‫المر كما ذكرتم ولكن الجسام بالتفاق ممكنة في ذواتها ولبد لها من مؤثر‬
‫ثم إنها متماثلة فاختصاص كل واحد منها بصفته المعينة من الصعود والهبوط و‬

‫اللطافة والكثافة والحرارة والبرودة لبد له من مخصص ‪ ،‬فإذا كان هو سبحانه‬

‫خالقا لتلك الطبائع ‪ ،‬وتلك الطبائع مؤثرة في هذا الحوال ‪ ،‬وخالق السبب‬

‫خالق المسبب ‪ ،‬فكان سبحانه هو الذي يزجي سحابا ‪ ،‬لنه هو الذي خلق تلك‬

‫الطبائع المحركة لتلك البخرة من باطن الرض إلى جو الهواء ‪ ،‬ثم تلك البخرة‬

‫ترادفت في صعودها والتصق بعضها بالبعض ‪ ،‬فهو سبحانه هو الذي جعله ركاما ‪،‬‬

‫فثبت‬

‫أنه على جميع التقديرات وجه الستدلل الشياء على القدرة والحكمة ظاهر‬

‫بين ) ‪ ) ( 1‬انتهى ( ‪.‬‬

‫" فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء " الضميران للبرد والصابة بإهلك‬

‫الزرع والمال ‪ ،‬وقد يهلك النفس أيضا " يكاد سنابرقه " أي يقرب ضوء برق‬

‫السحاب أن " يذهب بالبصار " أبصار الناظرين إليه من فرط الضاءة " يقلب ال‬

‫الليل والنهار " بالمعاقبة بينهما أو بنقص أحدهما وزيادة الخر ‪ ،‬أو بتغيير‬

‫أحوالهما‬

‫بالحر والبرد والظلمة والنور ‪ ،‬أو ما يعم ذلك " إن في ذلك " أي في ما تقدم‬

‫ذكره " لعبرة لولي البصار " أي لولي البصائر والعقول ‪ :‬لدللته على وجود‬

‫الصانع القديم وكمال قدرته وإحاطة علمه ونفاذ مشيته وتنزهه عن الحاجة وما‬

‫يفضي إليها لمن يرجع إلى بصيرة ‪.‬‬


‫" بشرا " قرأ عاصم بالباء المضمومة ‪ ،‬أي مبشرات جمع بشور ‪ ،‬وابن عامر‬

‫بالنون والسكون ‪ ،‬أي ناشرات للسحاب ‪ ،‬والكسائي بفتح النون مصدرا " بين‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 6‬ص ‪. 419‬‬

‫]‪[366‬‬

‫يدي رحمته " أي المطر كما مر ‪.‬‬

‫" ماء طهورا " أي مطرا ‪ ،‬وهو اسم لما يتطهر به كالوضوء والوقود ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬

‫بليغا في الطهارة " لنحيي به بلدة ميتا " بالنبات ‪ ،‬والتذكير لن " البلدة في معنى‬

‫البلد " وأناسي كثيرا " قيل ‪ :‬يعني أهل البوادي الذين يعيشون بالحياء ‪ ،‬ولذلك‬

‫نكر النعام والناسي ‪ ،‬وتخصيصهم لن أهل المدن والقرى يقيمون بقرب‬

‫النهار والمنابع ‪ ،‬فبهم ) ‪ ( 1‬وبما حولهم من النعام غنية عن سقي السماء ‪.‬‬

‫" ولقد صرفناه بينهم " قال البيضاوي ‪ : :‬أي صرفنا هذا القول بين الناس في‬

‫القرآن وسائر الكتب ‪ ،‬أو المطر بينهم في البلدان المختلفة ‪ ،‬والوقات المتغايرة‬

‫والصفات المتفاوتة ‪ ،‬من وابل وطل وغيرهما وعن ابن عباس ‪ :‬ما عام أمطر من‬

‫عام ‪ ،‬ولكن ال قسم ذلك بين عباده على ما شاء ‪ ،‬وتل هذه الية ‪ .‬أو في النهار‬

‫أو في المنابع " ليذكروا " أي ليتفكروا ويعرفوا كمال القدرة وحق النعمة في‬

‫ذلك ويقوموا بشكره ‪ ،‬أو ليعتبروا بالصرف عنهم وإليهم " فأبى أكثر الناس إل‬

‫كفورا " أي إل كفران النعمة وقلة الكتراث لها أو جحودها بأن يقولوا ‪ :‬مطرنا‬

‫بنوء كذا ‪ ،‬ومن ل يرى المطار إل من النواء كان كافرا ‪ ،‬بخلف من يرى أنها‬
‫من خلق ال والنواء وسائط أو أمارات يجعله ) ‪ ( 2‬ال تعالى ‪.‬‬

‫" فأنبتنا ‪ " :‬عدل به عن الغيبة إلى التكلم لتأكيد اختصاص الفعل بذاته ‪ ،‬و‬

‫التنبيه على أن إنبات الحدائق البهية ) ‪ ( 3‬المختلفة النواع المتباعدة الطبائع من‬

‫المواد المتشابهة ل يقدر عليه غيره تعالى كما أشار إليه بقوله " ما كان لكم أن‬

‫تنبتوا‬

‫شجرها " أي شجر الحدائق وهي البساتين من الحداق وهو الحاطة " من‬

‫السماء والرض " أي بأسباب سماوية وأرضية ‪.‬‬

‫" يريكم البرق " مقدربأن ‪ ،‬أو الفعل فيه منزل منزلة المصدر كقولهم " تسمع‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬فبها ) ظ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬يجعلها ) ظ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬الظهر " التهيجة " ‪.‬‬

‫]‪[367‬‬

‫بالمعيدي خير من أن تراه " أو صفة لمحذوف تقديره ‪ :‬آية يريكم بها البرق "‬

‫خوفا "‬

‫من الصاعقة وللمسافر " وطمعا " في الغيث وللمقيم " فيبسطه " أي متصل تارة‬

‫في‬

‫السماء أو ) ‪ ( 1‬في سمتها " كيف يشاء " سائرا وواقفا ‪ ،‬مطبقا وغير مطبق ‪،‬‬

‫من جانب دون‬


‫جانب إلى غير ذلك " ويجعله كسفا " أي قطعا تارة اخرى " فنرى الودق " أي‬

‫المطر‬

‫" يخرج من خلله " في التارتين " فإذا أصاب به من يشاء من عباده " يعني‬

‫بلدهم‬

‫وأراضيهم " إذاهم يستبشرون " يمجئ الخصب " أن ينزل عليهم " أي المطر "‬

‫من قبله "‬

‫تكرير للتأكيد والدللة على تطاول عهدهم بالبطر واستحكام يأسهم ) ‪ ( 2‬وقيل ‪:‬‬

‫الضمير‬

‫للمطر أو السحاب أو الرسال " لمبلسين " أي لبسين قانطين ‪ " .‬فانظر إلى آثار‬

‫رحمة ال "‬

‫أي أثر الغيث من النبات والشجار وأنواع الثمار ‪ ،‬ولذلك جمعه ابن عامر وحمزة‬

‫والكسائي وحفص " إن ذلك " يعني الذي قدر على إحياء الرض بعد موتها "‬

‫لمحيي‬

‫الموتى " لقادر على إحيائهم " فرأوه مصفرا " أي فرأوا الثر أو الزرع فإنه‬

‫مدلول‬

‫عليه بما تقدم ‪ ،‬وقيل ‪ :‬السحاب ‪ ،‬لنه إذا كان مصفرا لم يمطر ‪ ،‬وللم موطئة‬

‫للقسم دخلت على حرف الشرط ‪ ،‬وقوله " لظلوا " ] جواب [ سد مسد الجزاء ‪.‬‬

‫" من كل زوج " أي صنف " كريم " أي كثير المنفعة " فتثير سحابا " على‬
‫حكاية الحال الماضية استحضارا لتلك الصورة البديعة الدالة على كمال الحكمة ‪ ،‬و‬

‫لن المراد بيان إحداثها بهذه الخاصية ولذلك أسنده إليها ‪ ،‬ويجوز أن يكون‬

‫اختلف الفعال للدللة على استمرار المر " فأحيينا به الرض " أي بالمطر النازل‬

‫منه ‪ ،‬وذكر السحاب كذكره ‪ ،‬أو بالسحاب فإنه سبب السبب ‪ ،‬أو الصائر مطرا " بعد‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 367‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 375‬سطر ‪18‬‬

‫موتها " أي بعد يبسها " كذلك النشور " أي مثل إحياء الموات نشور الموات في‬

‫صحة المقدورية ‪ ،‬إذ ليس بينهما إل احتمال اختلف المادة في المقيس ‪ ،‬وذلك‬

‫ل مدخل له فيها ‪ ،‬وقيل ‪ :‬في كيفية الحياء فإنه تعالى يرسل ماء من تحت العرش‬

‫ينبت منه ) ‪ ( 3‬أجساد الخلق ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬اى ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬بأسهم ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬به ) خ ( ‪.‬‬
‫]‪[368‬‬

‫" إل من خطف الخطفة " الخطف الختلس ‪ ،‬والمراد اختلس كلم الملئكة‬

‫مسارقة ‪ ،‬و " أتبع " بمعنى تبع ‪ ،‬و " الشهاب " ما يرى كوكبا انقض ‪ ،‬وما قيل‬

‫إنه‬

‫بخار يصعد إلى الثير فيشتعل فتخمين إن يصح لم يناف ذلك ‪ ،‬إذ ليس فيه ما يدل‬

‫على أنه ينقض من الفلك ‪ ،‬ول في قوله تعالى " ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح‬

‫وجعلناها رجوما للشياطين " فإن كل نير يحصل في الجو العالي فهو مصباح لهل‬

‫الرض وزينة للسماء من حيث إنه يرى كأنه على سطحه ‪ ،‬ول يبعد أن يصير‬

‫الحادث‬

‫لما ذكر في بعض الوقات رجما للشياطين يتصعد إلى قرب الفلك للتسمع ‪ ،‬وما‬

‫روي‬

‫أن ذلك حدث بميلد النبي صلى ال عليه وآله إن صح فلعل المراد كثرة وقوعه أو‬

‫مصيره‬

‫دحورا ‪ ،‬واختلف في أن المرجوم يتأذى به فيرجع أو يحرق به لكن قد يصيب‬

‫الصاعد‬

‫مرة وقد ل يصيب كالموج لراكب السفينة ‪ ،‬ولذلك ل يرتدعون ] عنه [ رأسا ‪ .‬ول‬

‫يقال ‪:‬‬

‫إن الشيطان من النار فل يحترق ‪ ،‬لنه ليس من النار الصرف كما أن النسان‬
‫ليس من التراب الخالص ‪ ،‬مع أن النار القوية إذا استولت على الضعيفة‬

‫استهلكتها ‪.‬‬

‫" ثاقب " أي مضئ كأنه يثقب الجو بضوئه ‪.‬‬

‫" أنزل من السماء ماء " قال الرازي ‪ :‬وهو المطر ‪ ،‬وقيل ‪ :‬كل ماء كان في‬

‫الرض فهو من السماء ‪ ،‬ثم إنه تعالى ينزله إلى بعض المواضع ثم يقسمه " فسلكه‬

‫ينابيع‬

‫في الرض " أي فأدخله ونظمه ينابيع في الرض عيونا ومسالك ومجاري‬

‫كالعروق في‬

‫الجسام " ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه " من خضرة وحمرة وصفرة وبياض‬

‫وغير‬

‫ذلك ‪ ،‬أو مختلفا أصنافه من بر وشعير وسمسم " ثم يهيج " وذلك لنه إذاتم جفافه‬

‫جازله أن ينفصل من منابته وإن لم تتفرق أجزاؤه ‪ ،‬فتلك الجزاء كأنها هاجت‬

‫للتفرق " ثم يصير حطاما " فتاتا ) ‪ " ( 1‬إن في ذلك لذكرى ‪ :‬يعني أن من شاهد‬

‫هذه الحوال في النبات علم أن أحوال الحيوان والنسان كذلك ‪ ،‬وأنه وإن طال‬

‫عمره فلبد له من النتهاء إلى أن يصير مصفر اللون منحطم العضاء والجزاء ‪،‬‬

‫ثم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المفاتيح ‪ :‬يابسا ‪.‬‬

‫]‪[369‬‬
‫عاقبته ) ‪ ( 1‬الموت فإذا كانت مشاهدة هذه الحوال في النبات مذكرة حصول مثل‬

‫هذه‬

‫الحوال في نفسه وفي حياته فحينئذ تعظم نفرته من الدنيا وطيباتها ‪ .‬قال الواحدي ‪:‬‬

‫الينابيع جمع ينبوع وهو يفعول من نبع ‪ ،‬وهو نصب بنزع الخافض كان التقدير ‪:‬‬

‫فسلكه في ينابيع " ثم يهيج " أي يخضر ‪ ،‬والحطام ‪ :‬ما تفتت وتكسر من النبت )‬

‫‪(2‬‬

‫) انتهى ( ‪.‬‬

‫" من السماء رزقا " أي أسباب رزق كالمطر " ينزل الغيث " قال البيضاوي ‪:‬‬

‫أي المطر الذي يغيثهم من الجدب " ولذلك خص بالنافع منها " من بعد ما قنطوا "‬

‫أيسوا منه " وينشر رحمته " في كل شئ من السهل والجبل والنبات والحيوان "‬

‫وهو‬

‫الولي " الذي يتولى عباده بإحسانه ونشر رحمته " الحميد " المستحق للحمد على‬

‫ذلك ) ‪. ( 3‬‬

‫" ماء بقدر " أي بمقدار ينفع ول يضر " فأحيينا به بلدة ميتا " مال عنه النماء‬

‫" كذلك " مثل ذلك النشاء " تخرجون " تنشرون من قبوركم ‪ " .‬من رزق " أي‬
‫من مطر وسماه رزقا لنه سببه " بعد موتها " بعد يبسها " وتصريف الرياح "‬

‫باختلف‬

‫جهاتها وأحوالها ‪ " .‬ماء مباركا " أي كثير المنافع " فأنبتنا به جنات " أي‬

‫أشجارا‬

‫وثمارا ) ‪ " ( 4‬وحب الحصيد " أي حب الزرع الذي من شأنه أن يحصد كالبر‬

‫والشعير‬

‫" والنخل باسقات " طوال أو حوامل ‪ ،‬من أبسقت الشاة إذا حملت ‪ ،‬فيكون من‬

‫أفعل‬

‫فهو فاعل ‪ .‬وإفرادها بالذكر لفرط ارتفاعها وكثرة منافعها " لها طلع نضيد " أي‬

‫منضود بعضه فوق بعض ‪ ،‬والمراد تراكم الطلع أو كثرة ما فيه من التمر " رزقا‬

‫للعباد "‬

‫علة لنبتنا أو مصدر ‪ ،‬فإن النبات رزق " وأحيينا به بلدة ميتا " أي أرضا‬

‫) ‪ ( 1‬عاقبة ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 7‬ص ‪. 249‬‬

‫) ‪ ( 3‬انوار التنزيل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 399‬‬

‫) ‪ ( 4‬اثمارا ) خ ( ‪.‬‬

‫]‪[370‬‬

‫جدته لنماء فيها " كذلك الخروج " كما حييت هذه البلدة يكون خروجكم أحياء‬
‫بعد موتكم ‪.‬‬

‫" والذاريات ذروا " قال الطبرسي ره ‪ :‬روي أن ابن الكواء سأل‬

‫أميرالمؤمنين عليه السلم وهو يخطب على المنبر فقال ‪ :‬ما الذاريات ذروا ؟ قال ‪:‬‬

‫الرياح‬

‫قال ‪ :‬فالحاملت وقرا ؟ قال ‪ :‬السحاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فالجاريات يسرا ؟ قال ‪ :‬السفن ؟‬

‫قال ‪ :‬فالمقسمات أمرا ؟ قال ‪ :‬الملئكة ‪ .‬وروي ذلك عن ابن عباس ومجاهد‬

‫فالذاريات ‪ :‬الرياح تذور التراب وهشيم النبت أي تفرقه ‪ ،‬فالحاملت ‪ :‬السحاب‬

‫تحمل ثقل من الماء من بلد فتصير موقرة به ‪ ،‬والوقر بالكسر ‪ :‬ثقل الحمل‬

‫على ظهر أو في بطن ) ‪ " ( 1‬فالجاريات يسرا " أي السفن تجري في الماء جريا‬

‫سهل‬

‫إلى حيث سيرت ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هي السحاب تجري يسيرا إلى حيث سيرها ال من البقاع‬

‫وقيل ‪ :‬هي النجوم السبعة السيارة " فالمقسمات أمرا " الملئكة يقسمون المور‬

‫بين‬

‫الخلق على ما امروا به ‪ ،‬أقسم ال تعالى بهذه الشياء لكثرة ما فيها من المنافع‬

‫للعباد‬

‫ولما تضمنته من الدللة على وحدانية ال تعالى وبدائع صنعه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬التقدير‬

‫القسم‬

‫برب هذه الشياء ) ‪ ) ( 2‬انتهى ( ‪.‬‬


‫" بماء منهمر " أي منصب ‪ ،‬قال الرازي ‪ :‬المراد من الفتح والبواب والسماء‬

‫إما حقائقها فنقول ‪ :‬للسماء أبواب تفتح وتغلق ول استبعاد فيه ‪ ،‬وهو على طريقة‬

‫الستعارة ‪ ،‬فإن الظاهر أن الماء كان من السحاب ‪ ،‬وعلى هذا فهو كما يقول‬

‫القائل في المطر الوابل ‪ :‬جرت ميازيب السماء ‪ ،‬وفتح أفواه القرب ‪ ،‬أي كأنه كان‬

‫ذلك ) ‪. ( 3‬‬

‫" أفرأيتم الماء الذي تشربون " قال البيضاوي ‪ :‬أي العذب الصالح للشرب ‪.‬‬

‫" من المزن " أي من السحاب ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو السحاب البيض وماؤه أعذب ‪ " .‬أم‬

‫نحن‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المجمع ‪ :‬الوقر ثقل الذن ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬مجمع البيان ‪ :‬ج ‪ ، 9‬ص ‪. 152‬‬

‫) ‪ ( 3‬مفاتيح الغيب ‪ :‬ج ‪ ، 7‬ص ‪. 786‬‬

‫]‪[371‬‬

‫المنزلون " بقدرتنا ‪ " .‬جعلناه اجاجا " أي مالحا " فلول تشكرون " أمثال هذه‬

‫النعم الضرورية ) ‪ " . ( 1‬لسقيناهم ماء غدقا " أي لوسعنا عليهم الرزق ‪،‬‬

‫وتخصيص‬

‫الماء الغدق وهو الكثير بالذكر لنه أصل المعاش والسعة ‪ ،‬وعزة وجوده بين‬

‫العرب ) ‪. ( 2‬‬

‫أقول ‪ :‬سيأتي تفسير باقي السورة في باب الجن ‪ ،‬وفيه ما يناسب هذه الباب ‪.‬‬
‫‪ 1‬تفسير على بن ابراهيم ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن علي بن الحكم ‪ ،‬عن سيف بن‬

‫عميرة ‪ ،‬عن أبي بكر الحضرمي ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬خرج هشام بن‬

‫عبد‬

‫الملك حاجا معه البرش الكلبي ‪ ،‬فلقيا أبا عبدال في المسجد الحرام ‪ ،‬فقال هشام‬

‫للبرش ‪ :‬تعرف هذا ؟ ل ‪ ،‬قال هذا الذي تزعم الشيعة أنه نبي من كثرة علمه‬

‫فقال البرش ‪ :‬لسألنه عن مسألة ل يجيبني فيها إل نبي أووصي نبي ‪ .‬فقال‬

‫هشام ‪:‬‬

‫وددت أنك فعلت ذلك ‪ .‬فلقي البرش أبا عبدال عليه السلم فقال ‪ :‬يا أبا عبدال !‬

‫أخبرني‬

‫عن قول ال " أولم ير الذين كفروا أن السماوات والرض كانتا رتقا ففتقناهما " )‬

‫‪(3‬‬

‫فما كان رتقهما وما كان فتقهما ؟ فقال أبوعبدال عليه السلم ‪ :‬يا أبرش ! هو كما‬

‫وصف نفسه‬

‫كان عرشه على الماء ‪ ،‬والماء على الهواء ‪ ،‬والهواء ل يحد ‪ ،‬ولم يكن يومئذ خلق‬

‫غيرهما ‪ ،‬والماء يومئذ عذب فرات ‪ ،‬فلما أراد أن يخلق الرض أمر الرياح فضربت‬

‫الماء حتى صار موجا ‪ ،‬ثم أزبد فصار زبدا واحدا ‪ ،‬فجمعه في موضع البيت ‪ ،‬ثم‬
‫جعله جبل من زبد ‪ ،‬ثم دحى الرض من تحته ‪ ،‬فقال ال تبارك وتعالى ‪ " :‬إن‬

‫أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ) ‪ " ( 4‬ثم مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء‬

‫فلما أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها ‪ ،‬فخرج من‬

‫ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار ‪ ،‬فخلق منه السماء ‪ ،‬وجعل‬

‫فيها‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬انوار التنزيل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 492‬‬

‫) ‪ ( 2‬انوار التنزيل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 555‬‬

‫) ‪ ( 3‬النبياء ‪. 30 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬آل عمران ‪. 91 :‬‬

‫]‪[372‬‬

‫البروج النجوم ومنازل الشمس والقمر ‪ ،‬وأجراها في الفلك ‪ ،‬وكانت السماء‬

‫خضراء‬

‫على لون الماء الخضر ‪ ،‬وكانت الرض غبراء على لون الماء العذب ‪ ،‬وكانتا‬

‫مرتوقتين‬

‫ليس لهما أبواب ‪ ،‬ولم يكن للرض أبواب وهو النبت ‪ ،‬ولم تمطر ) ‪ ( 1‬السماء‬

‫عليها‬

‫فتنبت ‪ ،‬ففتق السماء بالمطر ‪ ،‬وفتق الرض بالنبات ‪ ،‬وذلك قوله عزوجل‬
‫" أولم ير الذين كفروا أن السماوات والرض كانتا رتقا ففتقناهما " فقال البرش ‪:‬‬

‫وال ما حدثني بمثل هذا الحديث أحد قط ! أعد علي ‪ ،‬فأعاد عليه ‪ ،‬وكان البرش‬

‫ملحدا فقال ‪ :‬وأنا أشهد أنك ابن نبي ثلث مرات ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 2‬العلل ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن الحميري ‪ ،‬عن هارون ‪ ،‬عن ابن صدقة ‪ ،‬عن جعفر‬

‫ابن محمد عن أبيه عليهم السلم قال ‪ :‬كان علي عليه السلم يقوم في المطر أول‬

‫مطر يمطر حتى يبتل‬

‫رأسه ولحيته وثيابه ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬يا أميرالمؤمنين ‪ ،‬الكن ! الكن ! فيقول ‪ :‬إن‬

‫هذا ماء قريب العهد بالعرش ‪ .‬ثم أنشأ يحدث فقال ‪ :‬إن تحت العرش بحرا فيه‬

‫ماء ينبت به أرزاق الحيوان ‪ ،‬وإذا أراد ال تعالى أن ينبت به ما يشاء لهم رحمة‬

‫منه‬

‫أوحى ال عزوجل فمطر منه ماشاء من سماء إلى سماء حتى يصير إلى السماء‬

‫الدنيا‬

‫فتلقيه إلى السحاب ‪ ،‬والسحاب بمنزلة الغربال ‪ ،‬ثم يوحي ال عزوجل أن‬

‫اطلحنيه وأذيبيه ذوبان الملح في الماء ثم انطلقي به إلى موضع كذا وكذا وعبابا )‬

‫‪(3‬‬

‫وغير عباب ‪ ،‬فتقطر عليهم على النحو الذي يأمرها به ‪ ،‬فليس من قطرة تقطر إل‬

‫ومعها ملك ] حتى [ يضعها موضعها ‪ ،‬ولم ينزل من السماء قطرة من مطر إل بقدر‬
‫معدود ووزن معلوم إل ما كان يوم الطوفان على عهد نوح عليه السلم فإنه نزل‬

‫منها ماء‬

‫منهمر بل عدد ول وزن ) ‪. ( 4‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬لم تقطر ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬تفسير القمى ‪ 427 :‬وقد مر الحديث بعينه في باب حدوث العالم وبدء خلقه‬

‫تحت‬

‫الرقم ‪. 47‬‬

‫) ‪ ( 3‬او ) خ ( ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬العلل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 141‬‬

‫]‪[373‬‬

‫القرب ‪ :‬عن هارون ‪ ،‬عن ابن صدقة مثله ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 3‬التفسير ‪ :‬في رواية أبي الجارود ‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم في قوله " وأنزلنا‬

‫من السماء ماء بقدر فأسكناه في الرض " فهي النهار والعيون والبار ) ‪. ( 2‬‬

‫وقال علي بن إبراهيم في قوله تعالى " ألم تر أن ال يزجي سحابا " أي‬

‫يثيره من الرض " ثم يؤلف بينه " فإذا غلظ بعث ال ريحا ) ‪ ( 3‬فتعصره فينزل‬

‫منه‬
‫الماء ‪ ،‬وهو قوله " فترى الودق يخرج من خلله " أي المطر ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 4‬ومنه ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن العرزمي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن حارث‬

‫العور ‪ ،‬عن أميرالمؤمنين عليه السلم قال ‪ :‬سئل عن السحاب أين يكون ؟ قال ‪:‬‬

‫يكون‬

‫على شجر كثيف على ساحل البحر يأوي إليها ‪ ،‬فإذا أراد ال أن يرسله أرسل ريحا‬

‫فأثاره ) ‪. ( 5‬‬

‫‪ 5‬قرب السناد ‪ :‬عن السندي بن محمد ‪ ،‬عن أبي البختري ‪ ،‬عن جعفر ‪ ،‬عن‬

‫أبيه عليهم السلم أن عليا عليه السلم قال ‪ :‬السحاب غربال المطر ‪ ،‬ولول ذلك‬

‫لفسد كل‬

‫شئ يقع عليه ) ‪. ( 6‬‬

‫‪ 6‬وقال عليه السلم في قوله تعالى " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " قال ‪ :‬من‬

‫ماء السماء ومن ماء البحر ‪ ،‬فإذا أمطرت فتحت الصداف أفواهها في البحر فيقع‬

‫فيها من ماء المطر ‪ ،‬فيخلق اللؤلؤة الصغيرة من القطرة الصغيرة ‪ ،‬واللؤلؤة‬

‫الكبيرة‬

‫من القطرة الكبيرة ) ‪. ( 7‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬قرب السناد ‪ :‬ص ‪. 49‬‬

‫) ‪ ( 2‬تفسير القمى ‪. 446 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬ملكا ‪.‬‬


‫) ‪ ( 4‬تفسير القمى ‪. 459 :‬‬

‫) ‪ ( 5‬تفسير القمى ‪ 603 :‬وفيه ‪ :‬ووكل به ملئكة يضربونه بالمخاريق وهو البرق‬

‫فيرتفع ‪.‬‬

‫) ‪ ( 6‬قرب السناد ‪. 84 :‬‬

‫) ‪. 85 : " " ( 7‬‬

‫]‪[374‬‬

‫بيان ‪ :‬هذا أحد الوجوه في تأويل الية الكريمة ‪ ،‬ورواه المفسرون عن‬

‫ابن عباس ‪ ،‬ويؤيده أن البحر العذب ل يخرج منه اللؤلؤ على المشهور ‪ ،‬ولعل‬

‫الخلق من القطرتين معناه أن لهما مدخل في خ‬

‫لقهما ل أنهما مادتهما ‪ ،‬وسيأتي‬

‫تمام القول في ذلك في محله ‪.‬‬

‫‪ 6‬معانى الخبار ‪ :‬عن الحاكم عبدالحميد بن عبدالرحمان النيسابوري‬

‫عن أبيه ‪ ،‬عن عبيدال بن محمد بن سليمان ‪ ،‬عن أبي عمرو الضرير ‪ ،‬عن عباد‬

‫بن عباد‬

‫المهلبي ‪ ،‬عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا عند رسول‬

‫ال صلى ال عليه وآله فنشأت سحابة ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا رسول ال هذه سحابة ناشئة ‪،‬‬

‫فقال ‪ :‬كيف ترون‬

‫قواعدها ؟ قالوا ‪ :‬يا رسول ال ما أحسنها وأشد تمكنها ! قال ‪ :‬كيف ترون بواسقها‬
‫؟‬

‫قالوا ‪ :‬يا رسول ال ما أحسنها وأشد تراكمها ! قال ‪ :‬كيف ترون جونها ؟ قالوا ‪:‬‬

‫يا رسول ال ما أحسنه وأشد سواده ! قال ‪ :‬كيف ) ‪ ( 1‬ترون رحاها ؟ قالوا ‪ :‬يا‬

‫رسول ال ما أحسنها وأشد استدارتها ! قال ‪ :‬فكيف ترون برقها ؟ أخفوا أم وميضا‬

‫أم يشق شقا ؟ قالوا ‪ :‬يا رسول ال بل يشق شقا ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫وآله ‪ :‬الحيا ‪.‬‬

‫فقالوا ‪ :‬يا رسول ال ما أفصحك ! وما رأينا الذي هو أفصح منك ‪ .‬فقال ‪ :‬وما‬

‫يمنعني‬

‫من ذلك وبلساني نزل القرآن " بلسان عربي مبين ) ‪ " ( 2‬؟‬

‫ثم قال ‪ :‬حدثنا الحاكم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبوعلي‬

‫الرياحي ‪ ،‬عن أبي عمرو الضرير بهذا الحديث ‪ .‬وقال ‪ :‬أخبرني محمد بن هارون‬

‫الزنجاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا علي بن عبدالعزيز ‪ ،‬عن أبي عبيد قال ‪ :‬القواعد هي‬

‫اصولها المعترضة في آفاق السماء ‪ ،‬وأحسبها تشبه بقواعد البيت وهي حيطانه‬

‫والواحدة قاعدة ‪ ،‬قال ال عزوجل " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المصدر ‪ :‬فكيف ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬معانى الخبار ‪ :‬ص ‪. 319‬‬

‫]‪[375‬‬

‫وإسماعيل ) ‪ " ( 1‬وأما البواسق ففروعها المستطيلة التي في ) ‪ ( 2‬وسط السماء‬


‫إلى‬

‫الفق الخر ‪ ،‬وكذلك كل طويل فهو باسق ‪ ،‬قال ال عزوجل " والنخل‬

‫باسقات لها طلع نضيد ) ‪ " ( 3‬والجون هو السود اليحمومي ‪ ،‬وجمعه " جون "‬

‫وأما قوله " فكيف ترون رحاها " فإن رحاها استدارة السحابة في السماء ‪ ،‬ولهذا‬

‫قيل ‪ " :‬رحا الحرب " وهو الموضع الذي يستدار فيه لها ‪ ،‬والخفو ‪ :‬العتراض‬

‫من‬

‫البرق في نواحي الغيم ‪ ،‬وفيه لغتان ‪ :‬يقال ‪ :‬خفا البرق يخفوا خفوا ويخفي خفيا ‪.‬‬

‫والوميض أن يلمع قليل ثم يسكن وليس له اعتراض ‪ ،‬وأما الذي شق ) ‪ ( 4‬شقا‬

‫فاستطالته في الجو إلى وسط السماء من غير أن يأخذ يمينا ول شمال ‪ .‬قال‬

‫الصدوق ‪:‬‬

‫الحيا المطر ) ‪. ( 5‬‬

‫بيان ‪ :‬قال الزمخشري في الفائق ‪ :‬سأل النبي صلى ال عليه وآله عن‬

‫سحائب مرت فقال ‪ :‬كيف ترون قواعدها وبواسقها ورحاها أجون أم غير ذلك ؟‬

‫ثم سأل عن البرق فقال ‪ :‬أخفوا أم وميضا أم يشق شقا ؟ قالوا ‪ :‬يشق شقا ‪ ،‬فقال‬

‫رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬جاءكم الحيا ‪ .‬أراد بالقواعد ما اعترض منها‬

‫كقواعد البنيان ‪ ،‬و‬

‫بالبواسق ما استطال من فروعها ‪ ،‬وبالرحى ما استدار منها ‪ .‬الجون في الجون‬

‫كالورد في الورد ‪ ،‬والخفو والخفي اعتراض البرق في نواحي الغيم ‪ .‬قال‬


‫أبوعمرو ‪:‬‬

‫هو أن يلمع من غير أن يستطير وأنشد ‪:‬‬

‫يبيت إذا مالح من نحو أرضه * سنا البرق يكل خفيه ويراقبه‬

‫والوميض لمعه ثم سكونه ‪ ،‬ومنه أو مض إذا أومأ ‪ ،‬والشق استطالته إلى‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 375‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 383‬سطر ‪18‬‬

‫وسط السماء من غير أن يأخذ يمينا وشمال ‪ ،‬أراد ‪ :‬أيخفو خفوا أم يميض وميضا‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬البقرة ‪. 127 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬المستطيلة إلى وسط السماء ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬ق ‪. 10 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬في المصدر ‪ :‬يشق ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬معانى الخبار ‪. 320 :‬‬

‫]‪[376‬‬

‫ولذلك عطف عليه " يشق شقا " وإظهار الفعل هنا بعد أضماره في ما قبله نظير‬

‫المجئ بالواو في قوله عزوجل ‪ " :‬وثامنهم كلبهم ) ‪ " ( 1‬بعد تركها في ما قبلها‬
‫) انتهى ( ‪.‬‬

‫وأقول ‪ :‬قدمر بعض القول فيه في المجلد السادس ‪.‬‬

‫‪ 7‬العلل ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن أيوب بن نوح ‪ ،‬عن صفوان‬

‫بن يحيى ‪ ،‬عن معاوية بن عمار ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبوعبدال عليه السلم ‪ :‬الصاعقة ل‬

‫تصيب‬

‫المؤمن ‪ .‬فقال له رجل ‪ :‬فإنا قد رأينا فلنا يصلي في المسجد الحرام فأصابته ‪ ،‬فقال‬

‫أبوعبدال عليه السلم ‪ :‬إنه كان يرمي حمام الحرم ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 8‬وبهذا السناد ‪ :‬قال ‪ :‬الصاعقة تصيب المؤمن والكافر ‪ ،‬ول تصيب‬

‫ذاكرا ) ‪. ( 3‬‬

‫بيان ‪ :‬لعل المراد بالمؤمن أول الكامل في اليمان ‪ ،‬وثانيا مطلق المؤمن‬

‫بقرينة أن رمي حمام الحرم ل يخرج عن مطلق اليمان ‪ ،‬ويحتمل أن يكون الرامي‬

‫مخالفا وأسند الصابة إلى الرمي تقية ‪.‬‬

‫‪ 9‬التفسير ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن أبي عمير ‪ ،‬عن هشام بن سالم ‪ ،‬عن أبي عبدال‬

‫عليه السلم في خبر المعراج قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬فصعد‬

‫جبرئيل وصعدت معه‬

‫إلى السماء الدنيا وعليها ملك يقال له " إسماعيل " وهو صاحب الخطفة التي قال‬

‫ال‬
‫عزوجل " إل من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب " وتحته سبعون ألف ملك تحت‬

‫كل ملك سبعون ألف ملك الخبر ) ‪. ( 4‬‬

‫) ‪ ( 10‬ومنه ‪ " :‬وحفظا من كل شيطان مارد " قال ‪ :‬المارد الخبيث " ل يسمعون‬

‫إلى المل العلى ويقذفون من كل جانب دحورا " يعني الكواكب التي يرمون بها‬

‫" ولهم عذاب واصب " أي واجب " إل من خطف الخطفة " يعني يسمعون الكلمة‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الكهف ‪. 23 :‬‬

‫) ‪ 2‬و ‪ ( 3‬العلل ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 147‬‬

‫) ‪ ( 4‬تفسير القمى ‪. 369 :‬‬

‫]‪[377‬‬

‫فيحفظونها " فأتبعه شهاب ثاقب " وهو ما يرمون به فيحرقون ‪ ،‬وفي رواية أبي‬

‫الجارود‬

‫عن أبي جعفر عليه السلم قال ‪ :‬عذاب واصب أي دائم وجع قد خلص إلى قلوبهم ‪.‬‬

‫وقوله‬

‫" شهاب ثاقب " مضي إذا أصابهم بقوة ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 11‬العيون ومعانى الخبار ‪ :‬عن محمد بن إبراهيم الطالقاني ‪ ،‬عن أبي عقدة‬

‫عن علي بن الحسن بن فضال ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال الرضا عليه السلم في قول ال‬

‫عزوجل‬
‫" هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا " قال ‪ :‬خوف للمسافر وطمع للمقيم ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 12‬الحتجاج والخصال ‪ :‬في ما أجاب الحسن بن علي عليهم السلم من أسئلة‬

‫ملك الروم وقال السائل ‪ :‬ما قوس قزح ؟ قال ‪ :‬ويحك ! ل نقل قوس قزح ‪ ،‬فإن‬

‫قزح اسم شيطان ‪ ،‬وهو قوس ال ‪ ،‬وعلمة الخصب ‪ ،‬وأمان لهل الرض من‬

‫الغرق ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 13‬الحتجاج ‪ :‬عن الصبغ قال ‪ :‬سأل ابن الكواء أميرالمؤمنين عليه السلم‬

‫فقال ‪ :‬يا أميرالمؤمنين ! أخبرني عن قوس قزح ‪ .‬قال ‪ :‬ثكلتك أمك ] يا ابن‬

‫الكواء [ ! ل تقل قوس قزح فإن قرح ) ‪ ( 4‬اسم الشيطان ‪ ،‬ولكن قل ‪ :‬قوس ال‬

‫إذا بدت يبدو الخصب والريف ) ‪. ( 5‬‬

‫‪ 14‬العلل ‪ :‬عن محمد بن شاذان بن أحمد البرواذي ‪ ،‬عن محمد بن محمد بن الحرث‬

‫السمرقندي ‪ ،‬عن صالح بن سعيد الترمذي ‪ ،‬عن عبدالمنعم بن إدريس عن أبيه ‪،‬‬

‫عن وهب‬

‫بن منبه قال ‪ :‬أهل الكتابين يقولون ‪ :‬لما هبط نوح من السفينة أوحى ال عزوجل‬

‫إليه ‪ :‬يا نوح ! إنني خلقت خلقي لعبادتي وأمرتهم بطاعتي ‪ ،‬فقد عصوني وعبدوا‬

‫غيري واستوجبوا بذلك غضبي فغرقتهم ‪ ،‬وإني قد جعلت قوسي أمانا لعبادي و‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬تفسير القمى ‪. 555 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬العيون ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪ ، 294‬ومعانى الخبار ‪. 374 :‬‬


‫) ‪ ( 3‬الحتجاج ‪. 144 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬في المصدر ‪ :‬قزحا ‪.‬‬

‫) ‪ ( 5‬الحتجاج ‪. 138 :‬‬

‫]‪[378‬‬

‫بلدي وموثقا بيني وبين خلقي يأمنون به إلى يوم القيامة من الغرق ‪ ،‬ومن أوفى‬

‫بعهده مني ؟ ففرح نوح عليه السلم بذلك وتباشر ‪ ،‬وكانت القوس فيها سهم‬

‫ووتر ‪ ،‬فنزع‬

‫ال عزوجل السهم والوتر من القوس ) ‪ ( 1‬وجعلها أمانا لعباده وبلده من الغرق )‬

‫‪.(2‬‬

‫بيان ‪ :‬هذه الخبار تدل على أنه مادام يظهر القوس في الجو ل تصيبهم‬

‫الطوفان والغرق ‪.‬‬

‫‪ 15‬قصص الراوندى ‪ :‬بإسناده إلى الصدوق ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن علي بن‬

‫إبراهيم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن أبي عمير ‪ ،‬عن هشام بن سالم ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه‬

‫السلم ان‬

‫قوما من بني إسرائيل قالوا لنبي لهم ‪ :‬ادع لنا ربك يمطر علينا السماء إذا أردنا‬

‫فسأل ربه ذلك فوعده أن يفعل ‪ ،‬فأمطر السماء عليهم كلما أرادوا ‪ ،‬فزرعوا فنمت‬

‫زروعهم وحسنت ‪ ،‬فلما حصدوا لم يجدوا شيئا ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬إنما سألنا المطر للمنفعة‬

‫فأوحى ال تعالى أنهم لم يرضوا بتدبيري لهم ‪ ،‬أو نحو هذا ‪.‬‬
‫‪ 16‬المحاسن ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن علي بن الحكم ‪ ،‬عن الوشاء ‪ ،‬عن أبان الحمر‬

‫عمن ذكره ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬لول أن ال حبس الريح على أهل‬

‫الدنيا‬

‫لخوت الرض ‪ ،‬ولول السحاب لخربت الرض فما أنبتت شيئا ‪ ،‬ولكن ال يأمر‬

‫السحاب فيغربل الماء فينزل قطرا ‪ ،‬وإنه أرسل على قوم نوح بغير حساب ‪.‬‬

‫بيان ‪ " :‬لخوت الرض " أي خلت من الناس أو من الخير أو خربت وانهدمت‬

‫قال الفيروز آبادي ‪ :‬خوت الدار ‪ :‬تهدمت ‪ ،‬وخوف وخويت ‪ :‬خلت من أهلها‬

‫وأرض خاوية ‪ :‬خالية من أهلها ‪ ،‬وخوى كرمى ‪ :‬تابع ) ‪ ( 3‬عليه الجوع ‪ ،‬و‬

‫الزند ‪ :‬لم يور ‪ ،‬كأخوى ‪ ،‬والنجوم خيا ‪ :‬أمحلت فلم تمطر ‪ ،‬كأخوت وخوت ‪.‬‬

‫‪ 17‬الخصال ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعد بن عبدال ‪ ،‬عن اليقطيني ‪ ،‬عن القاسم‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬على عهدة وهب بن منبه الكذاب واهل الكتابين ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬العلل ‪ :‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 28‬‬

‫) ‪ ( 3‬في بعض النسخ ‪ :‬كرضى تتابع عليه الجوع ‪.‬‬

‫]‪[379‬‬

‫ابن يحيى ‪ ،‬عن جده الحسن ‪ ،‬عن أبي بصير ومحمد بن مسلم ‪ ،‬عن أبي عبدال‬

‫عليه السلم‬

‫قال ‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم ‪ :‬ما أنزلت السماء قطرة من ماء منذ حبسه‬

‫ال عزوجل‬
‫ولو قد قام قائمنا لنزلت السماء قطرها ‪ ،‬ولخرجت الرض نباتها ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 18‬تفسير المام ‪ :‬في قوله تعالى " وأنزل من السماء ماء " يعني المطر ينزل‬

‫مع كل قطرة ملكا يضعها في موضعها الذي يأمره به ربه عزوجل ‪.‬‬

‫‪ 19‬العياشى ‪ :‬عن يونس بن عبدالرحمن ‪ ،‬أن داود قال ‪ :‬كنا عنده‬

‫فارتعدت السماء فقال ‪ :‬سبحان من يسبح له الرعد بحمده والملئكة من خيفته ‪.‬‬

‫فقال له أبوبصير ‪ :‬جعلت فداك ‪ ،‬إن للرعد كلما ؟ فقال ‪ :‬يا أبا محمد سل عما يعنيك‬

‫ودع ما ل يعنيك ‪.‬‬

‫بيان يدل على أن التفكر في حقائق المخلوقات وأمثالها مما لم يؤمر الخلق‬

‫به ‪ ،‬بل ل فائدة لهم فيه ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 20‬العياشى ‪ :‬عن أبي بصير ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬سألته عن الرعد‬

‫أي شئ يقول ؟ قال ‪ :‬إنه بمنزلة الرجل يكون في البل فيزجرها " هاى ‪ ،‬هاى "‬

‫كهيئة ذلك ) ‪ ، ( 3‬قلت ‪ :‬فما البرق ؟ قال ) ‪ ( 4‬لي ‪ :‬تلك مخاريق الملئكة تضرب‬

‫السحاب فتسوقه إلى الموضع الذي قضى ال فيه المطر ‪.‬‬

‫الفقيه ‪ :‬عن أبي بصير مثله ‪.‬‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الخصال ‪. 165 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الرواية مرسلة ودللتها على ما ذكره ممنوع لحتمال كون الردع لجل عدم‬

‫استعداد ابى بصير أو بعض الحضار لفهم حقيقته ‪ ،‬فكيف تعارض الدلة المتظافرة‬
‫على حسن مطلق‬

‫التفكر سوى التفكر في ذات ال تعالى ‪ ،‬وكيف ل يكون للناس فائدة فيه ؟ فاى فائدة‬

‫اعظم و‬

‫اهم من معرفة صنع ال تعالى ول سيما معرفة تسبيح خلئقه له واعترافها بتوحيده‬

‫وقدرته و‬

‫علمه وحكمته وسائر صفاته العليا واسمائه الحسنى ؟ !‬

‫) ‪ ( 3‬وقد مر في الرواية السابقة ان ابا بصير سأله عليه السلم عن كلم الرعد‬

‫فردعه عنه‬

‫والروايتان مرسلتان غير معتبرتان وكذا ما يتلوهما ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬في الفقيه ‪ :‬فما حال البرق ؟ فقال ‪.‬‬

‫]‪[380‬‬

‫‪ 21‬قال ‪ :‬وروي أن الرعد صوت ملك أكبر من الذباب وأصغر من‬

‫الزنبور ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 22‬الكافى ‪ :‬عن محمد بن يحيى ‪ ،‬عن ابن عيسى ‪ ،‬عن ابن بزيع ‪ ،‬عن محمد بن‬

‫الفضيل ‪ ،‬عن الكناني ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬يموت المؤمن بكل ميتة‬

‫إل‬

‫الصاعقة ل تأخذه وهو يذكر ال عزوجل ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 23‬ومنه ‪ :‬عن علي بن إبراهيم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن أبي عمير ‪ ،‬عن ابن‬
‫اذينة ‪ ،‬عن بريد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبوعبدال عليه السلم ‪ :‬إن الصاعقة ) ‪ ( 3‬ل تصيب‬

‫ذاكرا ) ‪. ( 4‬‬

‫‪ 24‬الكافى ‪ :‬عن علي بن إبراهيم ‪ ،‬عن هارون بن مسلم ‪ ،‬عن مسعدة بن‬

‫صدقة ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬كان علي عليه السلم يقوم في المطر‬

‫أول ما يمطر حتى‬

‫يبتل رأسه ولحيته وثيابه ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬يا أميرالمؤمنين الكن ! الكن ! فقال ‪ :‬إن‬

‫هذا ماء قريب العهد بالعرش ‪ ،‬ثم أنشأ يحدث فقال ‪ :‬إن تحت العرش بحرا فيه‬

‫ماء ينبت أرزاق الحيوانات ‪ ،‬فإذا أراد ال عزذكره أن ينبت به ما يشاء لهم رحمة‬

‫منه‬

‫لهم أوحى ال إليه فمطر ما شاء من سماء إلى سماء حتى يصير إلى سماء الدنيا‬

‫فيما‬

‫أظن فيلقيه إلى السحاب ‪ ،‬والسحاب بمنزلة الغربال ‪ ،‬ثم يوحي إلى الريح أن‬

‫اطحنيه أذيبيه ذوبان الماء ) ‪ ( 5‬ثم انطلقي به إلى موضع كذا وكذا فأمطري عليهم‬

‫فيكون كذا وكذا عبابا وغير ذلك ‪ ،‬فتقطر عليهم على النحو الذي يأمرها به‬

‫فليس من قطرة تقطر إل ومعها ملك حتى يضعها موضعها ‪ ،‬ولم ينزل من السماء‬

‫قطرة من مطر إل بعدد معدود ووزن معلوم إل ما كان من يوم الطوفان على عهد‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الفقيه ‪. 139 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 500‬‬


‫) ‪ ( 3‬في المصدر ‪ :‬الصواعق ‪.‬‬

‫) ‪ ( 4‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 500‬‬

‫) ‪ ( 5‬الملح ) خ ( ‪.‬‬

‫]‪[381‬‬

‫نوح عليه السلم فإنه نزل من ماء منهمر بل وزن ول عدد ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 25‬قال ‪ :‬وحدثني أبوعبدال عليه السلم قال ‪ :‬قال لي أبي عليه السلم ‪ :‬قال‬

‫أميرالمؤمنين‬

‫عليه السلم ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬إن ال عزوجل جعل السحاب‬

‫غرابيل للمطر‬

‫هي تذيب البرد حتى يصير ماء لكي ل يضر شيئا يصيبه ‪ ،‬والذي ترون فيه من‬

‫البرد‬

‫والصواعق نقمة من ال عزوجل يصيب بها من يشاء من عباده ‪ .‬ثم قال ‪ :‬قال‬

‫رسول ال صلى ال عليه وآله ‪ :‬ل تشيروا إلى المطر ول إلى الهلل فإن ال يكره‬

‫ذلك ) ‪. ( 2‬‬

‫العلل ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن عبدال بن جعفر الحميري ‪ ،‬عن هارون بن مسلم مثله‬

‫إلى قوله " فإنه نزل منها ماء منهمر بل عدد ول وزن ] وقد مر في ما تقدم )‬

‫‪.[(3‬‬

‫قرب السناد ‪ :‬عن هارون مثله إلى آخر الخبر ) ‪. ( 4‬‬


‫بيان ‪ " :‬أول ما يمطر " أي أول كل مطر ‪ ،‬أو المطر الذي يمطر أول‬

‫السنة ‪ .‬وفي العلل ‪ " .‬أول مطر يمطر " وهو يؤيد الثاني ‪ .‬والكن بالنصب على‬

‫الغراء أي اطلبه أو ادخله ‪ ،‬وهو بالكسر ما يستتر به من بناء ونحو ‪ " .‬في ما‬

‫أظن " ليس هذه في العلل وقرب السناد ‪ ،‬وعلى تقديره وهو كلم الراوي ‪ ،‬أي‬

‫أظن أن الصادق عليه السلم ذكر السماء الدنيا ‪ " .‬ثم يوحي إلى الريح " في‬

‫الكتابين‬

‫" ثم يوحي ال إلى السحاب أن اطحنيه وأذيبيه ذوبان الملح في الماء " وهذا ظاهر‬

‫وآخر الخبر صريحا يدل على أن ما ينزل من السماء برد ‪ ،‬فإذا أراد أن يصيره‬

‫مطرا أمر الريح أو السحاب أن يطحنه ويذيبه ‪ ،‬والية أيضا تحتمل ذلك ‪ ،‬بل هو‬

‫أظهر فيها إذا الظاهر أن مفعول ينزل هو الودق ‪ ،‬لكن ذكرا البحر في أول الخبر‬

‫ل يلئم ذلك ‪ ،‬إل أن يقال ‪ :‬الجبال في ذلك البحر ‪ ،‬أو يكون مروز ذلك الماء على‬

‫تلك الجبال فبذلك ينجمد ‪ ،‬أو يحتمل من ذلك البرد فينزل ‪ ،‬وعلى ما فتحه‬

‫المتفلسفون‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬روضة الكافى ‪. 239 :‬‬

‫) ‪. 240 : " " ( 2‬‬

‫) ‪ ( 3‬تحت الرقم ‪. 2‬‬

‫) ‪ ( 4‬قرب السناد ‪ :‬ص ‪. 49‬‬


‫]‪[382‬‬

‫من أبواب التأويل فالمرهين ‪.‬‬

‫" ماء منهمر " أي منصب سائل من غير تقاطر أو كثير من غير أن يعلم وزنها‬

‫وعددها الملئكة ‪ " .‬ل تشيروا إلى المطر ‪ " . .‬لعل المراد به الشارة إليهما على‬

‫سبيل المدح كأن يقول ‪ :‬ما أحسن هذا الهلل وما أجود هذا المطر ! أو أنه ينبغي‬

‫عند رؤيتهما الشتغال بالدعاء ل الشارة إليهما كما يفعله السفهاء ‪ ،‬أو ل ينبغي‬

‫عند‬

‫رؤيتهما التوجه إليهما عند الدعاء والتوسل بهما ‪ ،‬كما أن بعض الناس يظنون‬

‫أن للهلل وأمثاله مدخل في نظام العالم فيتوسلون به ويتوجهون إليه ‪ ،‬وهذا‬

‫أظهر بالنسبة إلى الهلل ‪ ،‬ويؤيده ما روي في الفقيه عن الصادق عليه السلم أنه‬

‫قال ‪:‬‬

‫إذا رأيت هلل شهر رمضان فل تشر إليه ‪ ،‬ولكن استقبل القبلة وارفع يديك إلى‬

‫ال عزوجل وخاطب الهلل الخبر ) ‪ ( 1‬وقيل ‪ :‬المراد بالشارة الشاة المعنوية‬

‫والقول بأنهما مؤثران في العالم ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو نهي عن الشارة إلى كيفية حدوثهما‬

‫فإن ذلك يضر باعتقاد العامة ‪ ،‬كما قيل نظيره في قوله تعالى " يسألونك عن الهلة‬

‫قل هي مواقيت للناس والحج ) ‪. " ( 2‬‬

‫‪ 26‬الكافى ‪ :‬عن محمد بن يحيى ‪ ،‬عن ابن عيسى ‪ ،‬عن الحسين بن سعيد ‪ ،‬عن‬

‫ابن العرزمي ‪ ،‬رفعه قال ‪ :‬قال أميرالمؤمنين عليه السلم وسئل عن السحاب أين‬
‫تكون ؟‬

‫قال ‪ :‬تكون على شجر على كثيب على شاطئ البحر يأوي إليه ‪ ،‬فإذا أراد ال عز‬

‫وجل أن يرسله أرسل ريحا فأثارته ‪ ،‬ووكل به ملئكة يضربونه بالمخاريق وهو‬

‫البرق فيرتفع ‪ ،‬ثم قرأ هذه الية " وال الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى‬

‫بلد ميت الية ) ‪ " ( 3‬والملك اسمه الرعد ) ‪. ( 4‬‬

‫تفسير على بن ابراهيم ‪ :‬عن أبيه ‪ ،‬عن العرزمي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي إسحاق‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الفقيه ‪. 175 :‬‬

‫) ‪ ( 2‬البقرة ‪. 189 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬الفاطر ‪. 10 :‬‬

‫) ‪ ( 4‬روضة الكافى ‪. 218 :‬‬

‫]‪[383‬‬

‫عن الحارث العور عنه عليه السلم مثله ] إلى قوله " فيرتفع " [ ) ‪. ( 1‬‬

‫بيان ‪ " :‬تكون على شجر " يحتمل أن يكون نوح من السحاب كذلك ‪ ،‬أو‬

‫يكون كناية عن انبعاثه عن البحر وما قرب منه ‪ ،‬وقيل " على شجر " أي على‬

‫أنواع منها ما يكون على الكثيب وهو اسم موضع على ساحل البحر اليمن يأتي‬

‫السحاب إلى مكة منها ‪ .‬وفي النهاية ‪ :‬في حديث علي عليه السلم " البرق مخاريق‬

‫الملئكة "‬

‫هي جمع مخراق ‪ ،‬وهو في الصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا ‪،‬‬
‫أراد‬

‫أنها آلة تزجربها الملئكة السحاب وتسوقه ‪ ،‬ويفسره حديث ابن عباس ‪ :‬البرق‬

‫سوط من نور تزجر بها الملئكة السحاب ‪.‬‬

‫‪ 27‬نوادر الراوندى ‪ :‬بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلم قال ‪:‬‬

‫قال علي عليه السلم ‪ :‬المطر الذي منه أرزاق الحيوان من بحر تحت العرش ‪ ،‬فمن‬

‫ثم‬

‫كان رسول ال صلى ال عليه وآله يستمطر أول مطر ‪ ،‬ويقوم حتى يبتل رأسه‬

‫ولحيته ‪ ،‬ثم يقول ‪:‬‬

‫إن هذا ] ماء [ قريب عهد بالعرش ‪ ،‬وإذا أراد ال تعالى أن يمطر أنزله من ذلك‬

‫إلى سماء بعد سماء حتى يقع على الرض ‪ .‬ويقال ‪ :‬المزن ذلك البحر ‪ ،‬وتهب‬

‫ريح من تحت ساق عرش ال تعالى تلقح السحاب ‪ ،‬ثم ينزل من المزن الماء ‪ ،‬ومع‬

‫كل قطرة ملك حتى تقع على الرض في موضعها ‪.‬‬

‫‪ 28‬مجالس الشيخ ‪ :‬عن الحسين بن عبيدال الغضائري ‪ ،‬عن التلعكبري‬

‫عن محمد بن همام ‪ ،‬عن عبدال الحميري ‪ ،‬عن الطيالسي ‪ ،‬عن زريق الخلقاني ‪،‬‬

‫عن‬

‫أبي عبدال عليه السلم قال ‪ :‬ما برقت ) ‪ ( 2‬قط في ظلمة ليل ول ضوء نهار إل‬

‫وهي ماطرة ‪.‬‬


‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 383‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 391‬سطر ‪18‬‬

‫الكافى ‪ :‬عن علي بن إبراهيم ‪ ،‬عن صالح بن السندي ‪ ،‬عن جعفر بن بشير‬

‫عن زريق ‪ ،‬عن أبي العباس ‪ ،‬عنه عليه السلم مثله ) ‪. ( 3‬‬

‫بيان ‪ :‬قال الفيروز آبادي ‪ :‬برقت السماء بروقا ‪ ،‬لمعت أو جاءت ببرق ‪ ،‬و‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬تفسير القمى ‪ 603 :‬وقد مر تحت الرقم ) ‪. ( 4‬‬

‫) ‪ ( 2‬في الكافى ‪ :‬ما ابرقت ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬روضة الكافى ‪. 218 :‬‬

‫]‪[384‬‬

‫البرق ‪ :‬بدا ‪ ،‬والرجل ‪ :‬تهدد وتوعد كأبرق ) انتهى ( والحاصل أن البرق‬

‫يلزمه المطر وإن لم يمطر في كل موضع يلوح فيه البرق ‪.‬‬

‫‪ 29‬دعوات الراوندى ‪ :‬كان أميرالمؤمنين عليه السلم إذا أصابه المطر مسح به‬

‫صلعته وقال ‪ :‬بركة من السماء لم يصبها يد ول سقاء ‪.‬‬

‫‪ 30‬كتاب الغارات ‪ :‬لبراهيم الثقفي بإسناده ‪ ،‬قال ‪ :‬سأل ابن الكواء‬

‫أميرالمؤمنين عليه السلم عن قوله تعالى " والذاريات ذروا " قال ‪ :‬الرياح ‪ ،‬ويلك‬
‫! قال ‪:‬‬

‫فما الحاملت وقرا ؟ قال ‪ :‬السحاب ‪ ،‬ويلك ! قال ‪ :‬فما الجاريات يسرا ؟ قال ‪:‬‬

‫السفن ‪ ،‬ويلك ! قال ‪ :‬فما المقسمات أمرا ؟ قال ‪ :‬الملئكة ‪ ،‬ويلك ؟ قال ‪ :‬فما قوس‬

‫قزح ؟ ويلك ! ل تقل قوس قزح فإن قزحا الشيطان ‪ ،‬ولكنها القوس ‪ ،‬و‬

‫أمان أهل الرض ‪ ،‬فل غرق بعد قوم نوح ‪.‬‬

‫‪ 31‬كتاب جعفر بن محمد بن شريح ‪ :‬عن عبدال بن طلحة ‪ ،‬عن أبي عبدال‬

‫عليه السلم قال ‪ :‬إن الصاعقة ل تصيب ذاكرا ل ] تعالى [ ‪.‬‬

‫‪ 32‬تفسير على بن ابراهيم ‪ :‬في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلم‬

‫في قوله " وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الرض " فهي النهار والعيون‬

‫والبار ‪ .‬وقال علي بن إبراهيم في قوله " ألم تر أن ال يزحي سحابا " ‪ :‬أي‬

‫يثيره من الرض " ثم يؤلف بينه " فإذا غلظ بعث ال رياحا فتعصره فينزل منه‬

‫الماء‬

‫وهو قوله " فترى الودق يخرج من خلله " أي المطر ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 33‬الكافى ‪ :‬عن محمد بن يحيى ‪ ،‬عن أحمد بن محمد ‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل ‪،‬‬

‫عن‬

‫محمد بن الفضيل ‪ ،‬عن أبي الصباح الكناني ‪ ،‬عن أبي عبدال عليه السلم قال ‪:‬‬

‫يموت المؤمن‬
‫بكل ميتة إل الصاعقة ل تأخذه وهو يذكر ال ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 34‬ومنه ‪ :‬عن علي بن إبراهيم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن أبي عمير ‪ ،‬عن ابن‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬قد مر تحت الرقم ) ‪. ( 3‬‬

‫) ‪ ( 2‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪ 500‬وقد مر تحت الرقم ) ‪. ( 22‬‬

‫]‪[385‬‬

‫اذينة ‪ ،‬عن بريد العجلي ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبوعبدال عليه السلم ‪ :‬أن الصواعق ل تصيب‬

‫ذاكرا ‪ ،‬قلت ‪ :‬وما الذاكر ؟ قال ‪ :‬من قرأ مائة آية ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 35‬ومنه ‪ :‬عن حميد بن زياد ‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن سماعة ‪ ،‬عن وهب ) ‪( 2‬‬

‫ابن حفص ‪ ،‬عن أبي بصير ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت أبا عبدال عليه السلم عن ميتة المؤمن ‪،‬‬

‫قال ‪:‬‬

‫يموت المؤمن بكل ميتة ‪ ،‬يموت غرقا ‪ ،‬ويموت بالهدم ‪ ،‬ويبتلي بالسبع ‪ ،‬ويموت‬

‫بالصاعقة ‪ ،‬ول تصيب ذاكرا ل عزوجل ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 36‬توحيد المفضل ‪ :‬قال ‪ :‬قال الصادق عليه السلم ‪ :‬فكر يا مفضل في الصحو‬

‫والمطر كيف يعتقبان على هذا العالم لما فيه صلحه ‪ ،‬ولو دام واحد منهما عليه‬

‫كان في‬

‫ذلك فساده ‪ ،‬أل ترى أن المطار إذا توالت عفنت البقول والخضر ‪ ،‬واسترخت‬

‫أبدان الحيوان ‪ ،‬وخصر الهواء فأحدث ضروبا من المراض ‪ ،‬وفسدت الطرق‬


‫والمسالك ‪ .‬وإن الصحو إذا دام جفت الرض ‪ ،‬واحترق النبات ‪ ،‬وغيض ماء‬

‫العيون والودية ‪ ،‬فأضر ذلك بالناس ‪ ،‬وغلب اليبس على الهواء فأحدث ضروبا‬

‫اخرى من المراض ؟ فإذا تعاقبا على العالم هذا التعاقب اعتدل الهواء ‪ ،‬ودفع‬

‫كل واحد منهما عادية الخرى ‪ ،‬فصلحت الشياء واستقامت ‪.‬‬

‫فإن قال قائل ‪ :‬ولم ل يكون في شئ من ذلك مضرة البتة ؟ قيل له ‪ :‬ليمض‬

‫ذلك النسان ويولمه بعض اللم فيرعوي عن المعاصي ‪ ،‬فكما أن النسان إذا سقم‬

‫بدنه احتاج إلى الدوية المرة البشعة ليقوم طباعه ويصلح ما فسد منه ‪ ،‬كذلك إذا‬

‫طفى وأشر احتاج إلى ما يعضه ويولمه ليرعوي ويقصر عن مساوية ‪ ،‬ويتنبه على‬

‫ما فيه حظه ورشده ‪.‬‬

‫ولو أن ملكا من الملوك قسم في أهل مملكته قناطير من ذهب وفضة ألم يكن‬

‫سيعظم عندهم ويذهب له به الصوت ؟ فأين هذا من مطرة رواء إذ يعمر به البلد‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الكافى ج ‪ 2‬ص ‪ 500‬وقد مر تحت الرقم ) ‪. ( 23‬‬

‫) ‪ ( 2‬في المصدر ‪ :‬وهيب ‪.‬‬

‫) ‪ ( 3‬الكافى ‪ :‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 500‬‬

‫]‪[386‬‬

‫ويزيد في الغلت أكثر من قناطير الذهب والفضة في أقاليم الرض كلها ؟ أفل ترى‬

‫المطرة الواحدة ما أكبر قدرها وأعظم النعمة على الناس فيها وهم عنها ساهون ؟ !‬

‫و‬
‫ربما عاقت عن أحدهم حاجة ل قدر لها فيذمر ويسخط إيثارا للخسيس قدره على‬

‫العظيم نفعه جهل بمحمود العاقبة ‪ ،‬وقلة معرفة معرفة لعظيم الغناء والمنفعة فيها ‪.‬‬

‫تأمل نزوله على الرض وتدبر في ذلك ‪ ،‬فإنه جعل ينحدر عليها من علو‬

‫ليغشى ما غلظ وارتفع منها فيرويه ‪ ،‬ولو كان إنما يأتيها من بعض نواحيها لما عل‬

‫الموضع المشرفة منها ولقل ما يزرع في الرض ‪ ،‬أل ترى أن الذي يزرع سيحا‬

‫أقل من ذلك ؟ فالمطار هي التي تطبق الرض ‪ ،‬وربما تزرع هذه البراري‬

‫الواسعة وسفوح الجبال وذراها فتغل الغلة الكثيرة ‪ ،‬وبها يسقط عن الناس في‬

‫كثير من البلدان مؤونة سياق الماء من موضع إلى من موضع ‪ ،‬وما يجري في ذلك‬

‫بينهم‬

‫من التشاجر والتظالم ‪ ،‬حتى يستأثر بالماء ذوالعزة والقوة ويحرمه الضعفاء ‪.‬‬

‫ثم إنه حين قدر أن يتحدر على الرض انحدارا جعل ذلك قطرا شبيها‬

‫بالرش ليغور في قعر الرض فيرويها ولو كان يسكبه انسكابا كان ينزل على وجه‬

‫الرض فل يغور فيها ‪ ،‬ثم كان يحطم الزرع القائمة إذا اندفق عليها ‪ ،‬فصار ينزل‬

‫نزول رقيقا فينبت الحب والمزروع ويحيي الرض والزرع القائم ‪ ،‬وفي نزوله‬

‫أيضا مصالح اخرى ‪ ،‬فإنه يلين البدان ‪ ،‬ويجلو كدر الهواء فيرتفع الوباء‬

‫الحادث من ذلك ويغسل ما يسقط على الشجر والزرع من الداء المسمى " اليرقان‬
‫"‬

‫إلى أشباه هذا من المنافع ‪.‬‬

‫فإن قال قائل ‪ :‬أو ليس قد يكون منه في بعض السنين الضرر العظيم الكثير‬

‫لشدة ما يقع منه ‪ ،‬أو برد يكون فيه تحطم الغلت وبخورة يحدثها في الهواء‬

‫فيتولد كثير من المراض في البدان ‪ ،‬والفات في العلت ؟ قيل ‪ :‬بلى ‪ ،‬قد يكون‬

‫ذلك الفرط لما فيه من صلح النسان وكفه عن ركوب المعاصي والتمادي فيها‬

‫فيكون المنفعة فيها يصلح له من دينه أرجح مما عسى أن يرزأ في ماله ‪.‬‬

‫بيان ‪ " :‬يعتقبان " أي يأتى كل منهما عقيب صاحبه ‪ ،‬و " خصر الهواء "‬

‫]‪[387‬‬

‫بكسر الصاد المهملة ‪ ،‬يقال خصر يومنا أي اشتد برده ‪ ،‬وماء خاصر ‪ :‬بارد ‪ ،‬وفي‬

‫أكثر النسخ بالحاء المهملة والسين من حسر أي كل ‪ ،‬وهو ل يستقيم إل بتكلف‬

‫وتجوز ‪ ،‬وفي بعضها بالخاء المعجمة والثاء المثلثة من قولهم خثر إذا غلظ ‪.‬‬

‫والبشع ‪:‬‬

‫الكريه المطعم الذي يأخذ بالحلق ‪ .‬والقنطار معيار ‪ ،‬ويروى أنه ألف ومائتا‬

‫أوقية ‪ ،‬ويقال ‪ :‬هو مائة وعشرون رطل ‪ ،‬ويقال ‪ :‬هو ملء مسك الثور ذهبا ‪.‬‬

‫قوله عليه السلم " ويذهب له به الصوت " أي يملصيت كرمه وجوده الفاق ‪.‬‬

‫والذمر ‪:‬‬

‫الملمة والتهدد ‪ ،‬والحطم ‪ :‬الكسر ‪ ،‬والندفاق ‪ :‬النصباب ‪ ،‬واليرقان آفة للزرع‬


‫وقوله " مما عسى أن يرزأ " من الرزء المصيبة ‪.‬‬

‫‪ 37‬الدر المنثور ‪ :‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬السحاب السود فيه المطر ‪ ،‬و‬

‫البيض فيه الندى ‪ ،‬وهو الذي ينضج الثمار ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 38‬وعن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬ما من عام بأقل مطرا من عام ‪ ،‬ولكن ال‬

‫يصرفه حيث يشاء ‪ ،‬ثم قرأ هذه الية " ولقد صرفنا بينهم ليذكروا الية " ) ‪. ( 2‬‬

‫‪ 39‬وعن عمر مولى عفرة ‪ ،‬قال ‪ :‬سأل النبي صلى ال عليه وآله جبرئيل ‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫إني‬

‫احب أن أعلم أمر السحاب ‪ ،‬فقال جبرئيل ‪ :‬هذا ملك السحاب فاسأله ‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫تأتينا صكاك مختمة ‪ :‬اسق بلد كذا وكذا ‪ ،‬كذا وكذا قطرة ) ‪. ( 3‬‬

‫‪ 40‬وعن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬إذا رمي الشهاب لم يخط من رمي به ‪ ،‬وتل‬

‫" فأتبعه شهاب ثاقب ) ‪. " ( 4‬‬

‫‪ 41‬وفي رواية اخرى عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬ل يقتلون بالشهاب ول يموتون ‪ ،‬ولكنها‬

‫تخرق وتخرج من غير قتل ) ‪. ( 5‬‬

‫‪ 42‬وعن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬ما أرسل ال شيئا من ريح أو ماء إل بمكيال‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬لم نجد هذه الرواية بعينها في المصدر ‪ :‬لكن يوجد ما‬

‫يشابهها في ) ج ‪ ، 1‬ص ‪( 165‬‬

‫ولعلها نقلت بالمعنى ‪.‬‬

‫) ‪ 2‬و ‪ ( 3‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 73‬‬


‫) ‪ 4‬و ‪ ( 5‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪271‬‬

‫]‪[388‬‬

‫إل يوم نوح ويوم عاد ‪ ،‬فأما يوم نوح فإن الماء طغى على خزانه فلم يكن لهم عليه‬

‫سبيل ‪ ،‬ثم قرأ " إنا لما طغى الماء " وأما يوم عاد فإن الريح عتت على خزانها‬

‫فلم يكن لهم عليها سبيل ‪ ،‬ثم قرأ " بريح صرصر عاتية " ‪ .‬وعن علي عليه السلم‬

‫مثله إل‬

‫أنه قال ‪ :‬لم تنزل قطرة من ماء إل بمكيال على يد ملك ) ‪. ( 1‬‬

‫‪ 43‬وعن الزهري ‪ :‬عن علي بن الحسين عليهم السلم ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫كان رسول ال صلى ال عليه وآله جالسا في نفر من أصحابه فرمي بنجم فاستنار ‪،‬‬

‫قال ‪ :‬ما كنتم‬

‫تقولون إذا كان هذا في الجاهلية ؟ قالوا ‪ :‬كنا نقول ‪ :‬يولد عظيم أو يموت عظيم‬

‫قال ‪ :‬فإنها ل يرمى بها لموت أحد ول لحياته ‪ .‬ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبح حملة‬

‫العرش ‪ ،‬ثم يسبح أهل السماء الذين يلون حملة العرش ‪ ،‬فيقول الذين يلون حملة‬

‫العرش لحملة العرش ‪ :‬ماذا قال ربكم ؟ فيخبر أهل كل سماء سماء حتى ينتهي‬

‫الخبر إلى أهل هذه السماء ‪ ،‬وتخطف الجن السمع فيرمون ‪ ،‬فما جاؤوا به على‬

‫وجهه فهو حق ‪ ،‬ولكنهم يحرفونه ويزيدون فيه ‪ .‬قال معمر ‪ :‬قلت للزهري ‪:‬‬

‫أكان يرمى بها في الجاهلية ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬أرأيت " إنا كنا نقعد منها مقاعد‬

‫للسمع فمن يستمع الن يجد له شهابا رصدا ) ‪ " ( 2‬قال ‪ :‬غلظت وشدد أمرها حين‬
‫بعث رسول ال صلى ال عليه وآله ) ‪. ( 3‬‬

‫* ) تتميم ( *‬

‫اعلم أن الفلسفة أثبتوا عناصر أربعة ‪ :‬النار ‪ ،‬والهواء ‪ ،‬والماء ‪ ،‬والرض‬

‫وقالوا ‪ :‬النار حار يابس ‪ ،‬والهواء حار رطب ‪ ،‬والماء بارد رطب ‪ ،‬والرض بارد‬

‫يابس ‪ ،‬وكرة النار عندهم ملصقة لكرة فلك القمر متحركة بحركتها بالتبع و‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 6‬ص ‪. 259‬‬

‫) ‪ ( 2‬الجن ‪. 10 :‬‬

‫) ‪ ( 3‬الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 235‬‬

‫]‪[389‬‬

‫لها كرة واحدة ‪ ،‬وتحتها الهواء وله أربع طبقات ‪ :‬الولى ما يمتزج منه مع النار‬

‫وهي التي تتلشى فيها الدخنة المرتفعة من السفل ‪ ،‬وتتكون فيها الكواكب ذوات‬

‫الذناب وما يشبهها من النيازك ولعمدة وغيرها ‪ .‬الثانية الهواء الصفرة أو القريب‬

‫من الصرافة ‪ ،‬وتضمحل فيها الدخنة اللطيفة ‪ ،‬ويحصل منها الشهب ‪ .‬الثالثة‬

‫الهواء‬

‫الباردة بما يخالطه من البخرة الباقي على برودته لعدم وصول أثر الشعاع‬

‫المنعكس‬
‫من وجه الرض إليه ‪ .‬الرابعة الهواء الكثيف المجاور للرض والماء الغير الباقي‬

‫على صرافة برودته المكتسبة لمكان الشعة المنعكسة ‪.‬‬

‫ثم كرة الماء ‪ ،‬وهي غير تامة ‪ ،‬محيطة بثلثة أرباع الرض تقريبا ‪ .‬ثم‬

‫الرض وهي كرة مصمتة وقد أحاط بقريب من ثلثة أرباعها الماء ‪ ،‬فالماء على‬

‫هيئة‬

‫كرة مجوفة غير تامة قد قطع بعض جوانبها وملئت من الرض ‪ ،‬فالن مجموع‬

‫الماء والرض بمنزلة كرة واحدة تامة الهيئة ‪ .‬وللماء طبقة واحدة هي البحر‬

‫المحيط‬

‫بالرض ‪ ،‬ولم يبق على صرافته لنفوذ آثار الشعة فيه ومخالطته بالجزاء الرضية‬

‫وليس له ما يميز بين أبعاضه بحيث تختلف في الحكام اختلفا يعتد به ‪ ،‬والرض‬

‫ساكنة في الوسط بحيث ينطبق مركز حجمها على مركز العالم هذا هو المشهور‬

‫بينهم‬

‫وزعم بعض الوائل منهم أن الرض متحركة حركة وضعية دورية من المغرب‬

‫إلى المشرق وأن شروق الكواكب وغروبها بسبب ذلك ل بسبب حركة الفلك‬

‫وهذا قول ضعيف متروك عندهم ‪.‬‬

‫وللرض ثلث طبقات الولى الرض الصرفة المحيطة بالمركز الثانية الطبقة‬

‫الطينية وهي المجاورة للماء الثالثة الطبقة المنكشفة من الماء ‪ ،‬وهي التي تحتبس‬
‫فيها البخرة والدخنة ‪ ،‬وتتولد فيها المعادن والنباتات والحيوانات ‪ ،‬وتنقسم إلى‬

‫البراري والجبال ‪ ،‬وهي المعروفة بالربع المسكون المنقسم إلى القاليم السبعة ‪.‬‬

‫وأما السبب في انكشافها فقد قيل ‪ :‬هو انجذاب الماء إلى ناحية الجنوب لغلبة‬

‫الحرارة‬

‫فيها بسبب قرب الشمس ‪ ،‬لكون حضيض الشمس في البروج الجنوبية ‪ ،‬وكونها‬

‫في القرب أشد شعاعا من كونها في البعد ‪ ،‬وكون الحرارة اللزمة من الشعاع‬

‫]‪[390‬‬

‫الشد أقوى ل محالة ‪ ،‬وشأن الحرارة جذب الرطوبات ‪ ،‬وعلى هذا يمكن أن تنتقل‬

‫العمارة من الشمال إلى الجنوب ثم من الجنوب إلى الشمال وهكذا بسبب انتقال‬

‫الوج من أحدهما إلى الخر ‪ ،‬وتكون العمارة دائما ] إلى [ حيث أوج الشمس‬

‫لئل يجتمع في الصيف قرب الشمس من سمت الرأس وقربها من الرض فتبلغ‬

‫الحرارة‬

‫إلى حد النكاية والحراق ‪ ،‬ول البعدان في الشتاء فيبلغ البرد إلى حد النكاية و‬

‫التفجيع ‪ ،‬وقيل ‪ :‬سببه كثرة الوهاد والغوار في ناحية الشمال باتفاق من السباب‬

‫الخارجة ‪ ،‬فتنحدر المياه إليها بالطبع وتبقى المواضع المرتفعة مكشوفة ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬

‫ليس له سبب معلوم غير العناية اللهية ليصير مستقرا للنسان وغيره من‬

‫الحيوانات‬

‫ومادة لما يحتاج إليه من المعادن والنباتات ‪.‬‬


‫ثم إنهم يقولون بأن كل من تلك العناصر الربعة قابل للكون والفساد‬

‫أي ينقلب بعضها إلى بعض بل توسط أو بتوسط واحد أو أكثر ‪ ،‬كالماء ينقلب حجر‬

‫المرمر ‪ ،‬فإنه يحصل من مياه صافية جارية مشروبة تجتمع في وهاد تتحجر‬

‫حجرا قريب الحجم من حجمها في زمان قليل كما ينقل من بعض محال مراغة من‬

‫بلد آذربايجان ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الحق أن ذلك إنما هو بخاصية في بعض المواضع من‬

‫الرض خلق ال فيها قوة معدنية شديدة التأثير في التحجير إذا صادفتها المياه‬

‫تحجرت ‪ ،‬وربما كانت في باطن الرض فظهرت بالزلزل ‪ ،‬ومن هذا القبيل‬

‫ما نقل من انقلب بعض الناس حجرا ‪ ،‬وقد شوهدت في بعض البلد أشباح حجرية‬

‫على هيئة أشخاص إنسية من رجال ونساء وولدان ل يعوزها من التشكيل‬

‫والتخصيط‬

‫شئ ‪ ،‬وأشخاص بهيمية وسائر امور تتعلق بالنسان على حالت مخصوصة‬

‫وأوضاح‬

‫يغلب على الظن أنها كانت قوالب إنسية وما يتعلق بها ‪ ،‬فل يبعد ظهور ] مثل [ هذه‬

‫القوة على قوم غضب ال عليهم ) انتهى ( ‪.‬‬

‫وقالوا ‪ :‬الحجر ينحل بالحيل الكسيرية ماء سيال ‪ ،‬والهواء ينقلب ماء‬

‫كما يشاهد في قلل الجبال وغيرها أن الهواء بسبب البرد يغلظ ويصير سحابا‬

‫متقاطرا‬
‫وكما يشاهد من ركوب القطرات على الطاس المكبوب على الجمد ‪ ،‬والماء ينقلب‬

‫]‪[391‬‬

‫هواء بالحر الحاصل من تسخين الشمس أوالنار كما يشاهد من البخار الصاعد من‬

‫الماء المسخن ‪ ،‬فإن البخار أجزاء هوائية متكونة من الماء مستصحبة لجزاء‬

‫مائية لطيفة مختلطة بها ‪ ،‬والهواء ينقلب نارا كما في كور الحدادين إذا الح النفخ‬

‫عليها وسد الطرق التي يدخل منها الهواء الجديد يحدث فيه نار من انقلب الهواء‬

‫إليها ‪ ،‬ومن هذا القبيل الهواء الحار الذي منه السموم المحرقة ‪ ،‬والنار أيضا تنقلب‬

‫هواء كما يشاهد في شعلة المصباح ‪ ،‬فإنها لو بقيت على النارية لتحركت إلى‬

‫مكانها الطبيعي على خط مستقيم فاحترقت ما حاذاها وليس كذلك ‪.‬‬

‫ثم إنهم قالوا ‪ :‬إذا تصغرت تلك العناصر وامتزجت وتماست وفعل بعضها‬

‫في بعض بقواها المتضادة تحصل منها كيفية متوسطة هي المزاج ‪ ،‬والتركيب‬

‫قد يكون تاما يحصل به مزاج ويستعد بذلك لفاضة صورة نوعية تحفظ التركيب‬

‫زمانا طويل ‪ ،‬وقد يكون ناقصا ل يبقى مدة مديدة بل تنحل بأدنى سبب مثل‬

‫كائنات الجو ‪.‬‬

‫قال صاحب المقاصد ‪ :‬المركبات التي ل مزاج لها ثلثة أنواع ‪ ،‬لن حدوثه‬

‫إما فوق الرض أعني في الهواء ‪ ،‬وإما على وجه الرض ‪ ،‬وإما في الرض فالنوع‬
‫الول منه ما يتكون من البخار ‪ ،‬ومنه ما يتكون من الدخان وكلهما بالحرارة‬

‫فإنها تحلل من الرطب أجزاء هوائية ومائية وهي البخار ‪ ،‬ومن اليابس أجزاء‬

‫أرضية تخالطها أجزاء نارية وقلما يخلو عن هوائية وهي الدخان ‪ ،‬فالبخار‬

‫المتصاعد قد يلطف بتحليل الحرارة أجزاؤه المائية فيصير هواء ‪ ،‬وقد يبلغ الطبقة‬

‫‪............................................................................‬‬

‫‪-‬بحار النوار جلد‪ 52 :‬من صفحه ‪ 391‬سطر ‪ 19‬إلى صفحه ‪ 399‬سطر ‪11‬‬

‫الزمهريرية فيتكاثف فيجتمع سحابا ويتقاطر قطرا إن لم يكن البرد شديدا ‪ ،‬وإن‬

‫أصابه برد شديد يجمد السحاب قبل تشكله بشكل القطرات نزل ثلجا ‪ ،‬أو بعد تشكله‬

‫بذلك نزل بردا صغيرا مستديرا إن كان من سحاب بعيد لذوبان الزوايا بالحركة‬

‫والصطكاك ‪ ،‬وإل فكبيرا غير مستدير في الغالب ‪ ،‬وإنما يكون البرد في هواء‬

‫ربيعي أو خريفي لفرط التحليل في الصيفي والجمود في الشتوي ‪ ،‬وقد ل يبلغ‬

‫البخار المتصاعد الطبقة الزمهريرية ‪ ،‬فإن كثر صار ضبابا ‪ ،‬وإن قل وتكاثف ببرد‬

‫]‪[392‬‬

‫الليل فإن انجمد نزل صقيعا ‪ ،‬وإل فطل ‪ ،‬فنسبة الصقيع إلى الطل نسبة الثلج‬

‫إلى المطر ‪ .‬وقد يكون السحاب الماطر من بخار كثير تكاثف بالبرد من غير أن‬
‫يتصعد‬

‫إلى الزمهريرية لمانع مثل هبوت الرياح المانعة للبخرة من التصاعد ‪ ،‬أو‬

‫الضاغطة‬

‫إياها إلى الجتماع بسبب وقوف جبال قدام الريح وثقل الجزء المتقدم وبطء‬

‫حركته ‪.‬‬

‫وقد يكون مع البخار المتصاعد دخان ‪ ،‬فإذا ارتفعا معا إلى الهواء البارد‬

‫وقد انعقد البخار سحابا واحتبس الدخان فيه فإن بقي الدخان على حرارته قصد‬

‫الصعود ‪ ،‬وإن برد قصد النزول ‪ ،‬وكيف كان فإنه يمزق السحاب تمزيقا عنيقا‬

‫فيحدث من تمزيقه ومصاكته صوت هو الرعد ‪ ،‬ونارية لطيفة هي البرق ‪ ،‬أو كثيفة‬

‫هي الصاعقة ‪.‬‬

‫وقد يشتعل الدخان الغليظ بالوصول إلى كرة النار كما يشاهد عند وصول‬

‫دخان سراج منطفئ إلى سراج مشتعل فيرى فيه الشتعال فيرى كأنه كوكب‬

‫انقض وهو الشهاب ‪ ،‬وقد يكون لغلظه ل يشتعل بل يحترق ويدوم فيه الحتراق‬

‫فيبقى على هيئة ذؤابة أوذنب أوحية أو حيوان له قرون ‪ ،‬وربما يقف تحت كوكب‬

‫ويدور مع النار بدوران الفلك إياها ‪ ،‬وربما تظهر فيه علمات هائلة حمر وسود‬

‫بحسب زيادة غلظ الدخان ‪ .‬وإذا لم ينقطع اتصال الدخان من الرض ونزل‬

‫اشتعاله إلى الرض يرى كأن تنينا ينزل من السماء إلى الرض وهو الحريق‬

‫) انتهى ( ‪.‬‬
‫وقال في المواقف ‪ :‬وأما الدخان فربما يخالط السحاب فيحرقه ‪ ،‬إما في‬

‫صعوده بالطبع أو عند هبوطه للتكاثف بالبرد ‪ ،‬فيحدث من خرقه له ومصاكنه إياه‬

‫صوت هو الرعد ‪ ،‬وقد يشتعل بقوة التسخين الحاصل من الحركة والمصاكة فلطيفه‬

‫ينطفئ سريعا وهو البرق ‪ ،‬وكثيفه ل ينطفئ حتى يصل إلى الرض وهي الصاعقة ‪.‬‬

‫وقال شارحه ‪ :‬وإذا وصل إليها فربما صار لطيفا ينفذ في المتخلخل ول يحرقه‬

‫ويذيب الجسام المندمجة ‪ ،‬فيذيب الذهب والفضة في الصرة مثل ول يحرقها إل‬

‫]‪[393‬‬

‫ما احترق من الذوب ‪ ،‬وقد أخبرنا أهل التواتر بأن الصاعقة وقعت بشيراز على قبة‬

‫الشيخ الكبير أبي عبدال بن حفيف ‪ ،‬فأذاب قنديل فيها ولم يحرق شيئا منها ‪ .‬و‬

‫ربما كان كثيفا غليظا جدا فيحرق كل شئ أصابه ‪ ،‬وكثيرا ما تقع على الجبل‬

‫فتدكه دكا ‪ .‬ويحكى أن صبيا كان في صحراء فأصاب ساقيه صاعقة فسقط رجله‬

‫ولم يخرج منه دم لحصول الكي بحرارتها ‪.‬‬

‫وقال الرازي في المباحث المشرقية ‪ :‬إذا ارتفع بخار دخاني لزج دهني‬

‫وتصاعد حتى وصل إلى حيز النار من غير أن ينقطع اتصاله عن الرض اشتعلت‬

‫النار فيه نازلة ‪ ،‬فيرى كأن تنينا ينزل من السماء إلى الرض ‪ ،‬فإذا وصلت إلى‬

‫الرض احترقت تلك المادة بالكلية وما يقرب منها ‪ ،‬وسبيل ذلك سبيل السراج‬

‫المنطفئ إذا وضع تحت السراج المشتعل فاتصل الدخان من الول إلى الثاني‬
‫فانحدر اللهب إلى فتيلته ‪.‬‬

‫وقال في شرح المواقف في سبب الهالة والقوس ‪ :‬قد تحدث في الجو أجزاء‬

‫رطبة رشية صقيلة كدائرة تحيط تلك الجزاء بغيم رقيق لطيف ل تحجب ما وراءه‬

‫عن البصار ‪ ،‬فينعكس منها أي من تلك الجزاء الواقعة على ذلك الوضع ضوء‬

‫البصر لصقالتها إلى القمر ‪ ،‬فيرى في تلك الجزاء ضوؤه دون شكله ‪ .‬فإن الصقيل‬

‫الذي ينعكس منه شعاع البصر إذا صغر جدا بحيث ل ينقسم في الحس أدى ) ‪( 1‬‬

‫الضوء واللون دون الشكل والتخصيط كما في المرآة الصغيرة ‪ .‬وتلك الجزاء‬

‫الرشية مرايا صغار متراصة على هيئة الدائرة ‪ ،‬فيرى جميع تلك الدائرة كأنها‬

‫منورة بنور ضعيف وتسمى الهالة ‪ ،‬وإنا ل نرى الجزء الول الذي يقابل القمر‬

‫من ذلك الغيم ‪ ،‬لن قوة الشعاع تخفي حجم السحاب الذي ل يستره ‪ ،‬فل يرى‬

‫فيه خيال القمر ‪ ،‬كيف والشئ إنما يرى على الستقامة نفسه ل شبحه بخلف‬

‫أجزائه التي ل تقابله فإنها تؤدي خيال ضوئه كما عرفت ‪ .‬قيل ‪ :‬وأكثر ما تتولد‬

‫الهالة عند عدم الريح ‪ ،‬فإن تمزقت من جميع الجهات دلت على الصحو ‪ ،‬وإن ثخن‬

‫* ) هامش ( * ) ‪ ( 1‬في المخطوطة ‪ :‬ارى ‪.‬‬

‫]‪[394‬‬

‫السحاب حتى بطلت دلت على المطر ‪ ،‬لن الجزاء المائية قد كثرت ‪ ،‬وإن انخرقت‬

‫من جهة دلت على ريح تأتي من تلك الجهة ‪ ،‬و ] إن [ اتفق أن توجد سحابتان على‬
‫الصفة المذكورة إحداهما تحت الخرى حدثت هناك هالة تحت هالة ‪ ،‬وتكون‬

‫التحتانية أعظم لنها أقرب إلينا ‪ ،‬وزعم بعضهم أنه رأى سبع هالت معا ‪.‬‬

‫واعلم أن هالة الشمس وتسمى " الطفاوة " نادرة جدا ‪ ،‬لن الشمس‬

‫تحلل السحب الرقيقة ‪ ،‬ومع ذلك فقد زعم ابن سينا أنه رأى حول الشمس هالة‬

‫تامة في ألوان قوس قزح ‪ ،‬ورأى بعد ذلك هالة فيها قوسية قليلة ‪ ،‬وإنما تنفرج‬

‫هالة الشمس إذا كثف السحاب وأظلم ‪ .‬وحكى أيضا أنه رأى حول القمر هالة‬

‫قوسية اللون ‪ ،‬لن السحاب كان غليظا فشوش في أداء الضوء وعرش ما يعرض‬

‫للقوس ‪ ،‬وقد يحدث مثل ذلك الذي ذكرناه من الجزاء الرشية الصقيلة على هيئة‬

‫الستدارة في جهة خلف الشمس وهي قوس قزح‬

‫وتفصيلة أنه إذا وجد في خلف جهة الشمس أجزاء رشية لطيفة صافية على‬

‫تلك الهيئة وكان وراءها جسم كثيف إما جبل أو سحاب كدر وكانت الشمس قريبة‬

‫من الفق فإذا ادبر على الشمس ونظر إلى تلك الجزاء انعكس شعاع البصر‬

‫عنها إلى الشمس ‪ ،‬ولما كانت صغيرة جدا لم يؤد الشكل بل اللون الذي يكون‬

‫مركبا من ضوء الشمس في لون المرآة ‪ ،‬وتختلف ألوانها بحسب اختلف أجزاء‬

‫السحاب في ألوانها ‪ ،‬وبحسب ألوان ماوراءها من الجبال ‪ ،‬وألوان ما ينعكس منها‬

‫الضوء من الجرام الكثيفة ‪.‬‬

‫وفي المباحث المشرقية ‪ :‬زعم بعضهم أن السبب في حدوث أمثال هذه الحوادث‬

‫اتصالت فلكية وقوي روحانية اقتضت وجودها ‪ ،‬وحينئذ ل تكون من قبيل‬


‫الخيالت ‪ ،‬وهو أن يرى صورة شئ ] مع صورة شئ [ آخر مظهر له كالمرآة ‪،‬‬

‫فيظن‬

‫أن الصورة الولى حاصلة في الشئ الثاني ول يكون فيه بحسب نفس المر ‪.‬‬

‫قال المام ‪ :‬هذا الذي ذكره ل ينافي ما ذكرناه ‪ ،‬فإن الصحة والمرض‬

‫قد يستندان إلى أسباب عنصرية تارة ‪ ،‬وإلى اتصالت فلكية وتأثيرات نفسانية‬

‫]‪[395‬‬

‫اخرى ‪ ،‬لكن هذا الوجه يؤيده أن أصحاب التجارب شهدوا بأن أمثال هذه الحوادث‬

‫في الجو تدل على حدوث حوادث في الرض ‪ ،‬فلول أنها موجودات مستندة إلى‬

‫تلك التصالت والوضاع لم يستمر هذا الستدلل ) انتهى ( ‪.‬‬

‫وقال بعضهم ‪ :‬إن ال سبحانه إذا أراد أن يلطف بقوم أو يغضب عليهم بإحداث‬

‫حدث في الرض وتكوين كائن من إمطار مطر أو إرسال ريح وما أشبههما أمر‬

‫الملئكة السماوية خصوصا الملكين الموكلين بالشمس أن يفعلوا في الرض بتوسط‬

‫الملئكة الموكلين بها ‪ ،‬أفاعيل الملئكة أن يحركوا شيئا منها ويخلطوه حتى يحصل‬

‫من اختلطه ما يشاء ‪ ،‬فإن كل ما يتكون في الجو والرض إنما يحدث من‬

‫اختلط العناصر والرضيات ‪ ،‬فأول ما يحدث من ذلك قبل أن يمتزج امتزاجا‬

‫تاما يحصل بسبب الكيفية الوحدانية المسماة بالمزاج هو البخار والدخان ‪ ،‬وذلك‬
‫لن الملئكة إذا هيجوا باسخان السماويات الحرارة بخروا من الجسام المائية‬

‫ودخنوا من الجسام الرضية ‪ ،‬وأثاروا أجزاء إما هوائية ومائية مختلطين وهو‬

‫البخار ‪ ،‬وإما نارية وأرضية كذلك وهو الدخان ‪ ،‬ثم حصل بتوسطهما موجودات‬

‫شتى غير تامة المزاج من الغيم والمطر والثلج والبرد والضباب والطل والصقيع‬

‫والرعد والبرق والصاعقة والقوس والهالت والشهب والرياح والزلزل‬

‫وانفجارات العيون والقنوات والبار والنزوز ‪ ،‬كل ذلك بإذن ال سبحانه‬

‫وتوسط ملئكته ‪ ،‬كما قال سبحانه إشارة إلى بعض ذلك " ألم تر أن ال يزحي‬

‫سحابا الية " والتأمل في بناء الحمام وعوارضه نعم العون على إدراك ماهية‬

‫الجو وكثير من حوادثه ‪ ،‬بل التدبر في ما يرتفع من أرض معدة النسان إلى‬

‫زمهرير دماغة ثم ينزل منه في ثقب وجهه يعين على ذلك كسائر المور النفسية‬

‫على الحكام الفاقيه ) انتهى ( ‪.‬‬

‫وقال بعض المحققين في تحقيق ألوان القوس ‪ :‬توضيح المقام يستدعي‬

‫مقدمتين الولى ‪ :‬أن سائر اللوان المتوسطة بين السود والبيض إنما تحدث‬

‫عن اختلط هذين اللونين ‪ ،‬وبالجملة البيض إذا رؤي بتوسط السود أو بمخالطة‬

‫]‪[396‬‬

‫السود حدثت عن ذلك اللوان الخر ‪ ،‬فإن كان النير هو الغالب رؤي الحمر‬

‫وإن لم يكن غالبا رؤي الكراثي والرجواني ‪ ،‬وغلبته في الكراثي أكثر وفي‬

‫الرجواني أقل ‪ .‬الثانية أن اللون السود هو بمنزلة عدم البصار ‪ ،‬لنا إذا‬
‫لم نر الشمس والمضئ ظننا أنا نرى شيئا أسود ‪ ،‬فالمكان من الغمام الذي يكون‬

‫البيض فيه غالبا على السود نراه أحمر ‪ ،‬والمكان الذي يكون فيه السود غالبا‬

‫نراه ارجوانيا ‪ ،‬والمكان الذي فيه السود بين الغالب والمغلوب نراه كراثيا ‪.‬‬

‫فإذا تمهد هذا فنقول ‪ :‬إذا رأى البصر النير بتوسط الغمام على تلك‬

‫الشرائط رأى القوس على الكثر ذات ألوان ثلثة ‪ :‬الول منها وهو الدور الخارج‬

‫الذي يلي السماء أحمر لقلة سواده وكثرة بياضه ‪ ،‬والثاني وهو الذي دونه كراثي‬

‫لتوسطه بين الول والثالث في قلة السواد وكثرته وقلة البياض وكثرته ‪ ،‬والدور‬

‫الثلث مما يلي الرض ارجواني لكثرة سواده وقلة بياضه ‪ ،‬فأما الدور الصفر‬

‫الذي قد يرى أحيانا بين الدور الحمر والكراثي فإنه ليس يحدث بنحو النعكاس‬

‫فإنما يرى بمجاورة الحمر اللون الكراثي ‪ ،‬والعلة في ذلك أن البيض إذا وقع‬

‫على جنب السود رؤي أكثر بياضا ‪ ،‬ولما كان الدور الحمر فيه بياضا والكراثي‬

‫مائل إلى السواد رؤي طرف الحمر لقربه من الكراثي أكثر بياضا من الحمر‬

‫] وما هو أكثر بياضا من الحمر [ هو الصفر ‪ ،‬فلهذا يرى طرف الدور الحمر‬

‫القريب من الكراثي أصفر ‪ .‬وقد يظهر أحيانا قوسان معا كل واحدة منهما ذات‬

‫ثلثة ألوان على النحو الذي ذكرناه في الواحدة ‪ ،‬لكن وضع ألوان القوس‬

‫الخارجة بالعكس من الداخلة ‪ ،‬يعني دورها الخارج الذي يلى السماء ارجواني ‪ ،‬و‬

‫الذي يليه كراثي ‪ ،‬والذي يتول هذا أحمر ‪ ،‬ول يبعد أن يكون أحد القوسين عكسا‬

‫للخر ) انتهى ( ‪.‬‬


‫وأقول ‪ :‬هذا ما ذكره القوم في هذا المقام ‪ ،‬وكلها مخالفة لما ورد في لسان‬

‫الشريعة ‪ ،‬ولم يكلف النسان الخوض فيها والتفكر في حقائقها ‪ ،‬ولو كان مما ينفع‬

‫الملكف لم يهمل صاحب الشرع بيانها ‪ ،‬وقد ورد في كثير من الخبار النهي عن‬

‫]‪[397‬‬

‫تكلف مالم يؤمر المرء بعلمه ‪ .‬قال صاحب المواقف وشارحه بعد إيراد هذه المباحث‬

‫‪:‬‬

‫ما ذكرناه كله آراء الفلسفة حيث نفوا القادر المختار ‪ ،‬فأحالوا اختلف الجسام‬

‫بالصور إلى استعداد في موادها ‪ ،‬وأحالوا اختلف آثارها إلى صورها المتبائنة و‬

‫أمزجتها المتخالفة ‪ ،‬وكل ذلك إلى حركات الفلك وأوضاعها ‪ .‬وأما المتكلمون‬

‫فقالوا ‪ :‬الجسام متجانسة بالذات لتركبها من الجواهر الفردة ‪ ،‬وأنها متماثلة ل‬

‫اختلف فيها ‪ ،‬وإنما يعرض الختلف للجسام ل في ذواتها بل بما يحصل فيها‬

‫من العراض بفعل القادر المختار ) انتهى ( ‪.‬‬

‫ثم اعلم أن ما يشاهد من انعقاد السحب في قلل الجبال وتقاطرها مع أن‬

‫الواقف على قلة الجبل ل يرى سحابا ول مطرا ول ماء ‪ ،‬والذين تحت السحاب‬

‫ينزل عليهم المطر ل ينافى الظواهر الدالة على أن المطر من السماء بوجهين ‪:‬‬

‫أولهما‬

‫أنه يمكن أن ينزل عليهم المطر من السماء إلى السحاب رشحا ضعيفا ل يحس به‬

‫أو قبل انعقاد الحساب على الموضع الذي يرتفع منه ‪ .‬وثانيهما أن نقول بحصول‬
‫الوجهين معا وانقسام المطر إلى القسمين ‪ ،‬فمنه ما ينزل من السماء ‪ ،‬ومنه ما‬

‫يرتفع‬

‫من بخار البحار والراضي الندية ‪ .‬ويؤيده ما رواه شيخنا البهائي قدس ال‬

‫روحه في كتاب " مفتاح الفلح " حيث قال ‪ :‬نقل الخاص والعام أن المأمون‬

‫ركب يوما للصيد فمر ببعض أزقة بغداد على جماعة من الطفال ‪ ،‬فخافوا وهربوا‬

‫وتفرقوا ‪ ،‬وبقي واحد منهم في مكانه ‪ ،‬فتقدم إليه المأمون وقال له ‪ :‬كيف لم‬

‫تهرب كما هرب أصحابك ؟ فقال ‪ :‬لن الطريق ليس ضيقا فيتسع بذهابي ‪ ،‬و‬

‫لبي عندك ذنب فأخافك لجله ‪ ،‬فلي شي أهرب ؟ ! فأعجب كلمه المأمون‬

‫فلما خرج إلى خارج بغداد أرسل صقره فارتفع في الهواء ولم بسقط على وجه‬

‫الرض‬

‫حتى رجع وفي منقاره سمكة صغيرة ‪ ،‬فتعجب المأمون من ذلك ‪ ،‬فلما رجع تفرق‬

‫الطفال وهربوا إل ذلك الطفل فإنه بقي في مكانه كما في المرة الولى ‪ ،‬فتقدم‬

‫إليه المأمون وهو ضام كفه على السمكة وقال له ‪ :‬قل أي شئ في يدي ؟ فقال ‪:‬‬

‫إن الغيم حين أخذ من ماء البحر تداخله سمك صغار فتسقط منه فيصطادها الملوك‬

‫]‪[398‬‬

‫فيمتحنون بها سللة النبوة ‪ .‬فأدهش ذلك المأمون فقال له ‪ :‬من أنت ؟ قال ‪ :‬أنا‬

‫محمد‬

‫ابن علي الرضا وكان ذلك بعد واقعة الرضا عليه السلم وكان عمره عليه السلم‬
‫في ذلك الوقت‬

‫إحدى عشر ‪ ،‬وقيل عشر سنة فنزل المأمون عن فرسه وقبل رأسه وتذلل له ثم‬

‫زوجه ابنته ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬وقد مر في أبواب تاريخه عليه السلم ‪ .‬وسئل السيد المرتضى ‪ :‬الرعد و‬

‫البرق والغيم ما هو ؟ وقوله تعالى " وينزل من السماء من جبال فيها من برد "‬

‫وهل هناك بردأم ل ؟ فأجاب قدس سره ‪ :‬إن الغيم جسم كثيف وهو مشاهد‬

‫ل شك فيه ‪ ،‬وأما الرعد والبرق فقد روي أنهما ملكان ‪ ،‬والذي نقوله هو أن‬

‫الرعد صوت من اصطكاك أجرام السحاب ‪ .‬والبرق أيضا من تصادمهما ‪ .‬وقوله "‬

‫من‬

‫جبال " إلى آخره ل شبهة فيه أنه كلم ال ‪ ،‬وأنه ل يمتنع أن تكون جبال البرد‬

‫مخلوقة في حال ما ينزل البرد ‪.‬‬

‫* ) بسمه تعالى ( *‬

‫إلى هنا تم الجزء الثالث من المجلد الرابع عشر‬

‫كتاب السماء والعالم من بحار النوار وهو الجزء‬

‫التاسع والخمسون حسب تجزئتنا من هذه الطبعة البهية ‪.‬‬

‫وقد قابلناه على النسخة التي صححها الفاضل الخبير‬

‫والشيخ محمد تقي اليزدي ‪ ،‬بما فيها من التعليق والتنميق‬

‫وال ولي التوفيق ‪.‬‬


‫محمد الباقر البهبودى‬

‫]‪[399‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫الحمد ل كما هو أهله ‪ ،‬وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلله‬

‫والصلة والسلم على رسوله وآله ‪.‬‬

‫وبعد فقد بذلنا غاية المجهود في تصحيح هذا الجزء من كتاب‬

‫" بحار النوار " وهو الجزء السادس والخمسون حسب تجزئتنا‬

‫في هذه الطبعة وتنميقه والتعليق عليه ومقابلته بالنسخ والمصادر ‪.‬‬

‫نشكر ال تعالى على ما وفقنا لذلك ونسأله أن يديم توفيقنا ويزيدنا‬

‫من فضله وال ذوالفضل العظيم ‪.‬‬

‫قم المشرفة ‪ :‬محمد تقي المصباح اليزدى‬

‫ربيع الول ‪1380‬‬

You might also like