You are on page 1of 247

‫بحار النوار‬

‫العلمة المجلسي ج ‪53‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهخخار تخخأليف العلخخم العلمخخة الحجخخة فخخخر‬
‫المة المولى الشيخ محمد باقر المجلسخخي " قخخدس ال خ سخخره " الجخخزء الثخخالث‬
‫والخمسون دار إحياء التراث العربي بيروت ‪ -‬لبنان‬

‫]‪[2‬‬

‫الطبعخة الثالثخة المصخححة ‪‍ 1403‬ه ‪ 1983 -‬م دار احيخاء الختراث العربخي بيخروت ‪-‬‬
‫لبنان ‪ -‬بناية كليوباترا ‪ -‬شارع دكاش ص‪ .‬ب ‪ 11 / 7957‬تلفون المستودع‪:‬‬
‫‪ - 278766 - 273032 - 274696‬المنزل ‪ 830717 - 830711‬برقيا‪:‬‬
‫التراث ‪ -‬تلكس ‪ LE / 44632‬تراث‬

‫]‪[3‬‬

‫كلمة تفضل بافادتها الحبر العلم حجة السلم الحاج الميخخرزا أبخخو الحسخخن الشخخعراني‬
‫دامت بركاته بسم ال الرحمن الرحيم الحمد لخ والصخخلوة علخخى عبخخاده الخخذين‬
‫اصطفى‪ .‬وبعد فيقول العبد أقل خدمة أهل العلم أبو الحسن بن محمخخد المخخدعو‬
‫بالشعراني أصلح ال حخاله‪ :‬إن كتخاب بحخار النخوار للشخيخ الجليخل المحخدث‬
‫العلمة الحفظة محمد باقر بن محمد تقي المجلسخخي قخخدس ال خ روحخخه باتفخخاق‬
‫أهخخل الحخخل والعقخخد مخخن علمخخاء أهخخل الخخبيت أجمخخع الكتخخب المصخخنفة لشخختات‬
‫الحاديث الشريفة وأشملها لمتفرقخخات الخبخخار المنيفخخة وأحصخخاها لغخخراض‬
‫المذهب وأبينها لمقاصد رواد هذا المشرب وأكملهخخا فخخي نقخل أقخخوال العلمخاء‪،‬‬
‫وأسهلها لطالبي الرتواء مع غزارة مادتها وهو بحيث ل يسخختغني عنخخه أحخخد‬
‫من المنتحلين إلى الدين سخخواء كخان فقيهخخا أو محخخدثا أو واعظخخا أو مؤرخخخا أو‬
‫مفسرا أو متكلما‪ ،‬بل ولو فيلسوفا حكيما إلهيا لجمعه جميع الغراض‪ ،‬نعم ل‬
‫يجوز الغوص فخي البحخار إل للمخاهر فخي السخباحة حختى ل يغخرق فخي تيخار‬
‫أمواجها‪ ،‬ول يجتني من قعرها إل درها من أثباجها‪ .‬وكان مؤلفها أعلخخى ال خ‬
‫مقامه وفق للعثور على كنوز علم ل يتفق لكل أحد فقد اجتمع عنده مخخن كتخخب‬
‫أصحابنا الوائل والنسخ النادرة الوجود ما ل يحصل في كل زمان وكخخل بلخخد‬
‫فخخاغتنم الفرصخخة وجمعهخخا فخخي كتخخاب لئل تتفخخرق وتضخخيع ولخخو كخخان غرضخخه‬
‫الكتفاء بنقل السمين وترك الغث لفعل لكخخن لخخم يفعخخل لغخخراض ولعخخل منهخخا‬
‫قصر الوقت وضيق الفرصة أو فتح باب الجتهاد ودفخخع تخخوهم مخخن يظخخن أن‬
‫المحدثين يتركون ما يخالف غرضهم ويباين مخخذهبهم عمخخدا حسخخما لحتجخخاج‬
‫الخصم به كما ترك بعضهم من غيرنا نقل حديث الغدير فجمع رحمه ال كل‬
‫شئ وجده وترك البحث فيها لمن بعده‪.‬‬

‫]‪[4‬‬

‫وكان هذا الكتاب مع سعته وطوله وثقل حجمه وكثرة أجخخزائه مرغوبخخا متخخداول‪ ،‬وقخخد‬
‫طبع جميع مجلداته وأحسن الطبعات هي المشخخهورة بطبخخع الكمبخخاني مشخختملة‬
‫على جميع أجزاء الكتاب إذ تصدى لتصحيحها ومقابلتها جماعخخة مخخن أعخخاظم‬
‫علماء وقته من الماهرين في الدب والحديث المتتبعيخخن للكتخخب بعنايخخة تامخخة‪،‬‬
‫إل أن الزمان طال عليها‪ ،‬وفقدت نسخه فخخي زماننخخا مخخع كخخثرة طخخالبيه‪ ،‬وزاد‬
‫قيمتها على طاقة المستفيدين‪ ،‬وربما اجتهد أحخخدهم فخخي الطلخخب حخختى يحصخخل‬
‫على دورة كاملة فل يرجع إل بخفي حنين ول يتفخخق لخخه إل مجلخخدات مبتخخورة‬
‫بعد أعخخوام وسخنين‪ ،‬إلخى أن حخدا دواعخخي النفخوس جماعخة إلخخى تجديخخد طبعخه‬
‫فشرعوا فيه وخخخرج منخخه مجلخخدات بجهخخد جهيخخد وكخخد كديخخد وحخخدثت حخخوادث‬
‫فحالت بينهم وبين الطبع موانع السباب وقصرت بهم الزمات‪ ،‬وبذل الناس‬
‫لطبعه أموال جزيلة رجاء الحصول على أمل لم يتحقخخق فأيسخخوا عخخن الكتخخاب‬
‫وعمخخا بخخذلوا حخختى وكخخان يسخخئل بعضخخهم بعضخخا " مخختى هخخذا الوعخخد إن كنتخخم‬
‫صادقين " وكان الجواب لن يخرج إلى الوجود " ما اختلف الملوان وتعخخاقب‬
‫العصران وكر الجديدان واستقبل الفرقدان "‪ .‬إلى أن طلخخع نجخخم ولح ضخخوء‬
‫وبرق لمع واستنار أفخخق‪ ،‬أزال ظلمخخة اليخخأس وتصخخدى لخخه مخخن ل يثنيخخه عخخن‬
‫عزمه الحدثان‪ ،‬ول يبطئه تلعب الزمان‪ ،‬ووقعخخت القخخوس فخخي يخخد باريهخخا‪،‬‬
‫وظهر بعض مجلدات الكتخاب مطبوعخة علخى أحسخن صخخورة وكخانت بشخارة‬
‫بسرعة العمل ووعدا قريبا بحصخخول المخخل مخخن المكتبخخة السخخلمية الشخخريفة‬
‫المشهورة باتقان الصنع وإنجاز الوعد والسراع في الوفاء بالعهد‪ ،‬وكان من‬
‫محاسن ما رأيت من الجزاء المطبوعة‪ ،‬الصحة ومطابقخخة نسخخخة الكمبخخاني‪،‬‬
‫ويزيد عليها بذكر بعض كلمات تخالف المصادر ومما يمتاز به إنشاء الخ أن‬
‫يتجرد عن ذكر أمور تافهة ل تسمن ول تغني من جخخوع ول فخخائدة فيهخخا‪ ،‬ول‬
‫حاجة للعلماء إليها ول يعجز عنها احد وصرف الوقت والعمل فيهخخا تسخخويف‬
‫بغير علة وترجئة لغير سبب وهم إلى أصخخل الكتخخاب أحخخوج‪ ،‬والسخخراع إلخخى‬
‫إكمخخال الطبخخع عنخخدهم أرضخخى وأحخخب‪ .‬وفخخق الخخ الناشخخرين والمصخخححين‬
‫والساعين في طبع الكتخخب الدينيخخة وشخخركهم فخخي ثخخواب علخخم العخخالمين وعمخخل‬
‫العاملين بمحمد وآله الطاهرين‪.‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم ‪) 25‬باب( * )ما يكون عند ظهوره عليه السخخلم( * )بروايخخة‬
‫المفضل بن عمر( أقول‪ :‬روي في بعض مؤلفات أصحابنا‪ ،‬عن الحسخخين بخخن‬
‫حمدان‪ ،‬عن محمد ابن إسماعيل وعلي بن عبد ال الحسني‪ ،‬عن أبخخي شخخعيب‬
‫]و[ محمد بن نصير‪ ،‬عن عمخخر بخخن الفخرات‪ ،‬عخخن محمخد بخخن المفضخخل‪ ،‬عخن‬
‫المفضل بن عمر )‪ (1‬قال‪ :‬سألت سيدي الصخخادق عليخخه السخخلم هخخل للمخخأمور‬
‫المنتظر المهدي عليه السلم من وقت موقت يعلمه النخخاس ؟ فقخخال‪ :‬حخخاش لخ‬
‫أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا‪ ،‬قلت‪ :‬يا سيدي ولم ذاك ؟ قال‪ :‬لنه هخو‬
‫الساعة التي قال ال تعالى‪ " :‬ويسئلونك عن الساعة‬

‫)‪ (1‬عنونه النجاشي ص ‪ 326‬وقال‪ " :‬أبو عبد ال وقيخخل أبخخو محمخخد الجعفخخي‪ ،‬كخخوفي‬
‫فاسد المذهب‪ ،‬مضطرب الرواية‪ ،‬ل يعبأ به‪ ،‬وقيخخل انخخه كخخان خطابيخخا‪ ،‬وقخخد‬
‫ذكرت له مصنفات ل يعول عليها " وعنونه العلمة في الخلصة وقخخال‪" :‬‬
‫متهافت‪ ،‬مرتفع القول‪ ،‬خطابي " وزاد الغضائري‪ " :‬أنه قد زيد عليخخه شخخئ‬
‫كخخثير وحمخخل الغلة فخخي حخخديثه حمل عظيمخخا ل يجخخوز أن يكتخخب حخخديثه "‪.‬‬
‫أقول‪ :‬كيف يكون في أصحاب الئمخخة عليهخخم السخخلم رجخخل فاسخخد المخخذهب‪،‬‬
‫كذاب غال‪ ،‬مع أنهخخم عليهخخم السخخلم كخخانوا متوسخخمين‪ :‬يعرفخخون كل بسخخيماه‬
‫وحليته وسريرته‪ ،‬وقد روى أنهم كانوا يحجبون بعض شيعتهم عن الخخورود‬
‫عليهم‪ ،‬لفسقه أو فساد عقيدته أو عدم تحرجه عن الثخام‪ .‬فكيخخف لخخم يحجبخخوا‬
‫مفضل بن عمر وأضرابه الموصوفين بكذا وكذا‪ ،‬ولم يلعنوهم =‬

‫]‪[2‬‬

‫أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي ل يجليهخخا لوقتهخخا إل هخخو ثقلخخت فخخي السخخموات و‬
‫الرض " )‪ .(1‬اليخخة ]وهخخو السخخاعة الخختي قخخال ال خ تعخخالى " يسخخئلونك عخخن‬
‫الساعة أيان مرساها "[ )‪ (2‬وقال " عنده علخخم السخخاعة " )‪ (3‬ولخخم يقخخل إنهخخا‬
‫عند أحد وقال " فهل ينظرون إل الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جخخاء أشخخراطها "‬
‫الية )‪ (4‬وقال " اقتربت الساعة وانشق القمر " )‪ (5‬وقال " ما يخخدريك لعخخل‬
‫الساعة تكون قريبا " )‪ " (6‬يستعجل بهخخا )‪ (7‬الخخذين ل يؤمنخخون بهخخا والخخذين‬
‫آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق أل إن الذين يمارون في السخخاعة لفخخي‬
‫ضلل بعيد "‪ .‬قلت‪ :‬فما معنى يمارون ؟ قال‪ :‬يقولون متى ولد ؟ ومن رأى ؟‬
‫وأين يكون ؟ ومتى يظهر ؟ وكل ذلك استعجال لمر ال‪ ،‬وشكا فخخي قضخخائه‪،‬‬
‫ودخول في قدرته * )هامش ص ‪ (1) * (2‬العراف‪ (2) .186 :‬النازعات‪:‬‬
‫‪ ،42‬والظاهر أنها تكرار‪ (3) .‬لقمان‪ 34 :‬والزخرف‪ (4) .61 :‬القتال‪.18 :‬‬
‫)‪ (5‬القمر‪ (6) .1 :‬الحزاب‪ (7) .63 :‬وقبله‪ :‬وما يدريك لعل الساعة قريب‬
‫يسخخختعجل " اليخخخة ‪ 17‬و ‪ 18‬مخخخن سخخخورة الشخخخورى‪ =.‬ولخخخم يكخخخذبوهم ولخخخم‬
‫يطردوهم ؟‪ .‬بل الظاهر الحق ان مفضل بن عمر الجعفخخي‪ ،‬وجخخابر بخخن يزيخخد‬
‫الجعفي‪ ،‬ويونس بن ظبيخخان وأضخخرابهم ممخخن أخخخذوا عخخن الصخخادقين عليهمخخا‬
‫السلم كانوا صحيحي العتقاد‪ ،‬صالحي الرواية‪ ،‬صادقي اللهجخخة متحرجيخخن‬
‫عن الكخخذب وسخخائر الثخخام‪ ،‬غيخخر أنخخه قخخد كخخذب عليهخخم‪ ،‬وزيخخد فخخي روايخخاتهم‪،‬‬
‫واختلق عليهم‪ ،‬وانما أتخخوا مخخن قبخخل الغلة وأشخخباههم ممخخن أرادوا أن يهخخدموا‬
‫أساس المذهب‪ ،‬فكذبوا وزادوا واختلقوا أحاديث ونسبوه إلى أصحاب الئمخخة‬
‫الصخخادقين نصخخرة لمخخذهبهم وترويجخخا لمرامهخخم الفاسخخد كمخخا فعلخخت المخخرجئة‬
‫والقدرية‪ ،‬فوضعوا أحاديث ونسبوه إلى المعروفين من أصحاب رسخخول الخخ‪.‬‬
‫فإذا لبد وان نحقق عن حال من اسند عنه فنرى في الحديث محمد بن نصير‬
‫وهو النميري الكذاب الغال الخبيث المدعى للنيابة علخخى مخخا فخخي غيبخخة الشخخيخ‬
‫ص ‪ - 250‬وقد مر في ج ‪ 51‬ص ‪ 367‬و ‪ 368‬شطر من ترجمتخخه ‪ -‬يخخروى‬
‫عن عمر بن الفرات الكاتب البغدادي = )*(‬

‫]‪[3‬‬

‫أولئك الذين خسروا الدنيا وإن للكافرين لشر مآب‪ .‬قلت‪ :‬أفل يوقت له وقت ؟ فقال‪ :‬يخخا‬
‫مفضل ل اوقت له وقتا ول يخخوقت لخخه وقخخت‪ ،‬إن مخخن وقخخت لمهخخدينا وقتخخا فقخخد‬
‫شارك ال تعالى في علمه‪ ،‬وادعى أنه ظهر على سخخره‪ ،‬ومخخا لخ مخن سخر إل‬
‫وقد وقع إلى هذا الخلق المعكوس الضال عن ال الراغب عن أولياء ال‪ ،‬وما‬
‫ل من خبر إل وهم أخص به لسره‪ ،‬وهو عندهم وإنما ألقى الخ إليهخخم ليكخخون‬
‫حجة عليهم‪ .‬قال المفضل‪ :‬يا مولي ! فكيف بدؤ ظهور المهدي عليه السخخلم‬
‫وإليه التسليم ؟ قال عليه السلم‪ :‬يا مفضخل يظهخر فخي شخبهة ليسختبين‪ ،‬فيعلخو‬
‫ذكره‪ ،‬ويظهر أمره‪ ،‬وينخخادي باسخخمه وكنيتخخه ونسخخبه ويكخخثر ذلخخك علخخى أفخخواه‬
‫المحقين والمبطلين والموافقين والمخالفين‬

‫= الغالي ذو المناكير‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن المفضخخل بخخن عمخخر‪ :‬مهمخخل أو مجهخخول‪ ،‬ولكخخن‬
‫الظاهر أن الكذب انما جخخاء مخخن قبخخل البغخخدادي الكخخاتب ذي المنخخاكير‪ ،‬وهخخو‬
‫الخخذي كتخخب وصخخنف هخخذا الحخخديث وسخخردها بطخخوله‪ ،‬أو الجاعخخل هخخو نفخخس‬
‫النميري‪ .‬ولذلك ترى أنه يعرف في طيه محمد بن نصخخير النميخخري بعنخخوان‬
‫نيابة المام عليه السلم وأنه يقعد بصابر وهو اسم سخخكة فخخي مخخرو‪ ،‬مخخع مخخا‬
‫مر في ج ‪ 51‬ص ‪ 368‬عن غيبخخة الشخخيخ انخخه كخخان يخخدعى انخخه رسخخول نخخبي‬
‫ويقول بالتناسخ ويقول فخي أبخي الحسخن الهخادي بالربوبيخة ويقخول بالجابخة‬
‫للمحخخارم وتحليخخل نكخخاح الرجخخال وأنخخه مخخن التواضخخع‪ .‬فاعتمخخد الكخخاتب إلخخى‬
‫أحاديث صحيحة أو حسنة‪ ،‬واخخخرى ضخخعيفة أو مجعولخخة‪ ،‬فخخزاد عليهخخا مخخن‬
‫مخائله‪ .‬وجمع بين مضامينها ولعب فيهخخا كالقصاصخخين الخخدجالين فراجخخع ج‬
‫‪ 52‬بخخاب ‪ 23‬و ‪ 24‬تخخرى مضخخامين هخخذا الحخخديث منبثخخة فيهخخا بيخخن صخخحيح‬
‫وسقيم‪ .‬فالرجل ‪ -‬أعني المفضل بن عمر الجعفخخي ‪ -‬مخخن أصخخحاب الصخخادق‬
‫الممدوحين وقد عده الشيخ المفيد في الرشاد ص ‪ 270‬من شيوخ أصخخحاب‬
‫أبي عبد ال عليه السلم وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء الصخخالحين رحمخخة‬
‫ال عليهم‪ ،‬وبذلك وصفه الشيخ في كتاب الغيبة ص ‪ 223‬وروى في مخخدحه‬
‫أحخاديث‪ ،‬وروى الكشخى فخي ص ‪ 206‬و ‪ 256‬أحخاديث فخي مخدحه‪ ،‬وذكخر‬
‫الكليني فخي روضخة الكخافي ص ‪ 373‬حخديثا يقتضخى مخدحه والثنخاء عليخه‪،‬‬
‫فراجع‪.‬‬

‫]‪[4‬‬

‫لتلزمهخخم الحجخخة بمعرفتهخخم بخخه علخخى أنخخه قخخد قصصخخنا ودللنخخا عليخخه‪ ،‬ونسخخبناه وسخخميناه‬
‫وكنيناه‪ ،‬وقلنا سمي جده رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه وكنيخخه لئل يقخخول‬
‫الناس‪ :‬ما عرفنا له اسما ول كنية ول نسبا‪ .‬وال ليتحقق اليضاح به وباسمه‬
‫ونسبه وكنيته على ألسنتهم‪ ،‬حخختى ليسخخميه بعضخخهم لبعخخض‪ ،‬كخخل ذلخخك للخخزوم‬
‫الحجة عليهم‪ ،‬ثم يظهره ال كما وعد به جده صلى ال خ عليخخه وآلخخه فخخي قخخوله‬
‫عزوجل " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله‬
‫ولو كره المشركون " )‪ .(1‬قال المفضل‪ :‬يا مولي فما تأويل قوله تعخخالى‪" :‬‬
‫ليظهره على الدين كله ولخخو كخخره المشخخركون " قخخال عليخخه السخخلم‪ :‬هخخو قخخوله‬
‫تعالى " وقاتلوهم حتى ل تكخخون فتنخخة ويكخخون الخخدين كلخخه لخ " )‪ (2‬فخخوال يخخا‬
‫مفضل ليرفع عن الملل والديان الختلف ويكون الدين كله واحدا كمخخا قخخال‬
‫جل ذكخخره " إن الخدين عنخد الخ السخلم " )‪ (3‬وقخال الخ " ومخن يبتخغ غيخر‬
‫السخخلم دينخخا فلخخن يقبخخل منخخه وهخخو فخخي الخخخرة مخخن الخاسخخرين " )‪ .(4‬قخخال‬
‫المفضخخل‪ :‬قلخخت‪ :‬يخخا سخخيدي ومخخولي والخخدين الخخذي فخخي آبخخائه إبراهيخخم ونخخوح‬
‫وموسى وعيسى ومحمخخد صخخلى الخ عليخخه وآلخخه هخخو السخخلم ؟ قخخال‪ :‬نعخخم يخخا‬
‫مفضل‪ ،‬هو السلم ل غير‪ .‬قلت‪ :‬يا مولي أتجده في كتخاب الخ ؟ قخال‪ :‬نعخم‬
‫من أوله إلى آخره ومنه هذه الية " إن الدين عند ال السلم " وقوله تعخخالى‬
‫" ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين " )‪ (5‬ومنخخه قخخوله تعخخالى فخخي قصخخة‬
‫إبراهيم وإسماعيل " واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنخخا أمخة مسخلمة لخخك " )‪(6‬‬
‫وقوله تعالى في قصة فرعون " حتى إذا أدركه الغرق قخخال آمنخخت أنخخه ل إلخخه‬
‫إل الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا مخخن المسخخلمين " )‪ (7‬وفخخي قصخخة سخخليمان‬
‫وبلقيس " قبل أن يأتوني مسلمين " وقولها " أسلمت مع سليمان ل‬

‫)‪ (1‬براءة‪ (2) .34 :‬النفال‪ (3) .39 :‬آل عمران‪ (4) .19 :‬آل عمخخران‪(5) .85 :‬‬
‫الحج‪ (6) .78 :‬البقرة‪ (7) .128 :‬يونس‪.90 :‬‬

‫]‪[5‬‬

‫رب العالمين " )‪ .(1‬وقول عيسى عليه السلم " من أنصاري إلى ال قال الحواريون‬
‫نحن أنصار ال آمنا بال واشهد بأنخخا مسخخلمون " )‪ (2‬وقخخوله عزوجخخل " ولخخه‬
‫أسلم من في السموات والرض طوعا وكرها " )‪ (3‬وقوله في قصخخة لخخوط "‬
‫فما وجدنا فيها غير بيت من المسخخلمين " )‪ (4‬وقخخوله " قولخخوا آمنخخا بخخال ومخخا‬
‫أنزل إلينا ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬ل نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون " )‪ (5‬وقوله‬
‫تعخخالى " أم كنتخخم شخخهداء إذ حضخخر يعقخخوب المخخوت ‪ -‬إلخخى قخخوله ‪ -‬ونحخخن لخخه‬
‫مسلمون " )‪ .(6‬قلت‪ :‬يخخا سخخيدي كخخم الملخخل ؟ قخخال‪ :‬أربعخخة وهخخي شخخرائع قخخال‬
‫المفضل‪ :‬قلت‪ :‬يا سيدي المجوس لم سموا المجوس ؟ قال عليه السلم‪ :‬لنهم‬
‫تمجسوا في السريانية وادعوا على آدم وعلى شيث وهو هبة ال أنهمخخا أطلقخخا‬
‫لهم نكاح المهات والخوات والبنخخات والخخخالت والعمخخات والمحرمخخات مخخن‬
‫النساء‪ ،‬وأنهما أمراهم أن يصلوا إلخخى الشخخمس حيخخث وقفخخت فخخي السخخماء ولخخم‬
‫يجعل لصلتهم وقتا‪ ،‬وإنمخخا هخخو افخختراء علخخى الخ الكخخذب وعلخخى آدم وشخخيث‬
‫عليهما السلم‪ .‬قال المفضل‪ :‬يا مولي وسيدي لم سمي قوم موسخخى اليهخخود ؟‬
‫قال عليه السلم‪ :‬لقول ال عزوجخخل " إنخخا هخخدنا إليخخك " )‪ (7‬أي اهتخخدينا إليخخك‬
‫قال‪ :‬فالنصارى ؟ قال عليه السلم‪ :‬لقول عيسى عليه السلم " مخخن أنصخخاري‬
‫إلى ال " وتل الية )‪ (8‬إلى آخرها فسموا النصارى لنصرة ديخخن ال خ ؟ قخخال‬
‫المفضل‪ :‬فقلت‪ :‬يا مولي فلم سمي الصابئون الصابئين ؟ فقال عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫إنهم صبوا إلى تعطيل النبياء والرسل والملل والشرائع‪ ،‬وقخخالوا‪ :‬كلمخخا جخخاؤا‬
‫بخخه باطخخل‪ ،‬فجحخخدوا توحيخخد الخ تعخخالى‪ ،‬ونبخخوة النبيخخاء‪ ،‬ورسخخالة المرسخخلين‪،‬‬
‫ووصية‬

‫)‪ (1‬النمل‪ 31 :‬و ‪ (2) .44‬آل عمران‪ (3) .52 :‬آل عمران‪ (4) .83 :‬الذاريات‪.36 :‬‬
‫)‪ (5‬البقرة‪ (6) .136 :‬البقرة‪ (7) .133 :‬العراف‪ (8) .155 :‬آل عمران‪:‬‬
‫‪.52‬‬

‫]‪[6‬‬

‫الوصياء‪ ،‬فهم بل شريعة ول كتاب ول رسخخول‪ ،‬وهخخم معطلخخة العخخالم‪ .‬قخخال المفضخخل‪:‬‬
‫سبحان ال ما أجل هذا من علم ؟ قال عليه السلم‪ :‬نعم‪ ،‬يا مفضخخل فخخألقه إلخخى‬
‫شيعتنا لئل يشكوا فخخي الخخدين‪ .‬قخخال المفضخخل‪ :‬يخخا سخخيدي ففخخي اي بقعخخة يظهخخر‬
‫المهدي ؟ قال عليه السلم‪ :‬ل تراه عين في وقت ظهوره إل رأته كخخل عيخخن‪،‬‬
‫فمن قال لكم غير هذا فكذبوه‪ .‬قال المفضل‪ :‬يا سيدي ول يرى وقت ولدته ؟‬
‫قال‪ :‬بلى وال‪ ،‬ليرى من ساعة ولدتخخه إلخخى سخخاعة وفخخاة أبيخخه سخخنتين وتسخخعة‬
‫أشهر أول ولدته وقت الفجر من ليلة الجمعة‪ ،‬لثمان خلون مخخن شخخعبان سخخنة‬
‫سبع وخمسين ومائتين إلى يوم الجمعة لثمان خلون من ربيع الول مخخن سخخنة‬
‫ستين ومائتين وهو يوم وفاة أبيه بالمدينة الخختي بشخخاطئ دجلخخة يبنيهخخا المتكخخبر‬
‫الجبار المسمى باسم جعفر‪ ،‬الضال الملقب بالمتوكل وهخخو المتأكخخل لعنخخه ال خ‬
‫تعالى وهي مدينة تدعى بسخر مخن رأى وهخي سخاء مخن رأى‪ ،‬يخرى شخصخه‬
‫المؤمن المحق سنة ستين ومائتين ول يراه المشكك المرتاب‪ ،‬وينفذ فيها أمره‬
‫ونهيه‪ ،‬ويغيب عنها فيظهر في القصر بصابر )‪ (1‬بجخانب المدينخة فخي حخرم‬
‫جده رسول ال صلى ال عليه وآله فيلقاه هناك من يسعده ال بالنظر إليه‪ ،‬ثخخم‬
‫يغيب في آخر يوم من سنة ست وستين ومائتين فل تراه عين أحد حتى يخخراه‬
‫كل أحد وكل عين‪ .‬قال المفضل‪ :‬قلت‪ :‬يا سيدي فمن يخاطبه ولمن يخاطب ؟‬
‫قال الصادق عليه السخخلم‪ :‬تخخخاطبه الملئكخخة والمؤمنخخون مخخن الجخخن ويخخخرج‬
‫أمره ونهيه إلى ثقاته وولته ووكلئه ويقعد ببابه محمخخد بخخن نصخخير النميخخري‬
‫في يوم غيبته بصابر ثم يظهر بمكة‪ .‬ووال يا مفضل كخخأني أنظخخر إليخخه دخخخل‬
‫مكة وعليه بردة رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬وعلى رأسه عمامة صفراء‪،‬‬
‫وفي رجليه نعل رسول ال صلى ال عليه وآله المخصوفة وفي يخخده هراوتخخه‬
‫عليه السلم يسوق بين يديه عنازا عجافا )‪ (2‬حتى يصل بها نحو البيت‬

‫)‪ (1‬صابر بفتح الباء كهاجر سكة في مرو قاله الفيخخروز آبخخادي‪ (2) .‬عنخخاز بالكسخخر "‬
‫جمع عنز وهي النثى مخخن المعخخز‪ ،‬وقيخخل إذا أتخخى عليهخخا حخخول‪ .‬وعجخخاف ‪-‬‬
‫أيضا بالكسر ‪ -‬جمع عجفاء وهي المهزولة الضعيفة والهراوة‪ :‬هخخي العصخخا‬
‫الضخمة‪.‬‬

‫]‪[7‬‬

‫ليس ثم احد يعرفه‪ ،‬ويظهر وهو شاب‪ .‬قال المفضل‪ :‬يا سيدي يعود شابا أو يظهر فخخي‬
‫شيبة ؟ فقال عليه السلم‪ :‬سبحان الخ وهخخل يعخرف ذلخك ؟ يظهخر كيخف شخخاء‬
‫وبأي صخخورة شخخاء إذا جخخاءه المخخر مخخن الخ تعخخالى مجخخده وجخخل ذكخخره‪ .‬قخخال‬
‫المفضل‪ :‬يا سيدي فمن أين يظهر وكيف يظهر ؟ قال‪ :‬يا مفضل يظهر وحخخده‬
‫ويأتي البيت وحده‪ ،‬ويلج الكعبة وحده‪ ،‬ويجن عليخخه الليخخل وحخخده‪ ،‬فخخإذا نخخامت‬
‫العيون و غسق الليل نزل إليه جبرئيل وميكائيخخل عليهمخخا السخخلم‪ ،‬والملئكخخة‬
‫صفوفا فيقول له جبرئيل‪ :‬يا سيدي قولك مقبول‪ ،‬وأمرك جائز‪ ،‬فيمسخخح عليخخه‬
‫السخخلم يخخده علخخى وجهخخه ويقخخول‪ " :‬الحمخخد لخ الخخذي صخخدقنا وعخخده‪ ،‬وأورثنخخا‬
‫الرض نتبوء من الجنة حيخخث نشخخاء فنعخخم أجخخر العخخاملين " )‪ .(1‬ويقخخف بيخخن‬
‫الركن والمقام‪ ،‬فيصرخ صرخة فيقول‪ :‬يا معاشر نقبائي وأهل خاصتي ومن‬
‫ذخرهم ال لنصخخرتي قبخخل ظهخخوري علخخى وجخخه الرض ! ائتخخوني طخخائعين !‬
‫فترد صيحته عليه السلم عليهخخم وهخخم علخخى محخخاريبهم‪ ،‬وعلخخى فرشخخهم‪ ،‬فخخي‬
‫شخخرق الرض وغربهخخا فيسخخمعونه فخخي صخخيحة واحخخدة فخخي أذن كخخل رجخخل‪،‬‬
‫فيجيئون نحوها‪ ،‬ول يمضي لهم إل كلمحة بصر‪ ،‬حتى يكون كلهم بيخخن يخخديه‬
‫عليه السلم بين الركن والمقام‪ .‬فيأمر ال عزوجل النور فيصخخير عمخخودا مخخن‬
‫الرض إلى السماء فيستضئ به كل مؤمن على وجه الرض‪ ،‬ويخخدخل عليخخه‬
‫نور من جوف بيتخخه‪ ،‬فتفخخرح نفخخوس المخخؤمنين بخخذلك النخخور‪ ،‬وهخخم ل يعلمخخون‬
‫بظهور قائمنا أهل البيت عليه وعليهم السلم‪ .‬ثم يصبحون وقوفخخا بيخخن يخخديه‪،‬‬
‫وهم ثلثمائة وثلثة عشر رجل بعدة أصحاب رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫يوم بدر‪ .‬قال المفضل‪ :‬يا مولي يا سيدي فاثنان وسخخبعون رجل الخخذين قتلخخوا‬
‫مع الحسين بن علي عليهما السلم يظهرون معهم ؟ قال‪ :‬يظهر منهم أبو عبد‬
‫ال الحسين بن علي عليهما السلم في اثني عشر ألفا مؤمنين من شيعة علخخي‬
‫عليه السلم وعليه عمامة سوداء‪.‬‬

‫)‪ (1‬الزمر‪.74 :‬‬

‫]‪[8‬‬

‫قال المفضل‪ :‬يا سخيدي فبغيخر سخنة القخائم عليخه السخلم بخايعوا لخه قبخل ظهخوره وقبخل‬
‫قيامه ؟ فقال عليه السلم‪ :‬يا مفضل كل بيعة قبخخل ظهخخور القخخائم عليخخه السخخلم‬
‫فبيعته كفر ونفاق وخديعة‪ ،‬لعن ال المبايع لها والمبايع له‪ ،‬بل يا مفضل يسند‬
‫القائم عليه السلم ظهره إلى الحرم‪ ،‬ويمد يخده فخترى بيضخاء مخن غيخر سخوء‬
‫ويقول‪ :‬هخذه يخد الخ‪ ،‬وعخن الخ‪ ،‬وبخأمر الخ ثخم يتلخو هخذه اليخة‪ " :‬إن الخذين‬
‫يبايعونك إنما يبايعون ال يد ال فوق أيديهم فمن نكث فانما ينكث علخخى نفسخخه‬
‫" )‪ (1‬الية‪ .‬فيكون أول من يقبل يده جبرئيل عليه السلم ثخخم يبخخايعه وتبخخايعه‬
‫الملئكة ونجباء الجن‪ ،‬ثخخم النقبخخاء ويصخخبح النخخاس بمكخخة‪ ،‬فيقولخخون‪ :‬مخخن هخخذا‬
‫الرجل الذي بجانب الكعبة ؟ وما هذا الخلق الذين معه ؟ وما هخخذه اليخخة الخختي‬
‫رأيناها الليلة ولم تر مثلها ؟ فيقول بعضهم لبعض‪ :‬هخخذا الرجخخل هخخو صخخاحب‬
‫العنيزات )‪ .(2‬فيقول بعضهم لبعض‪ :‬انظروا هل تعرفخخون أحخخدا ممخخن معخخه‪،‬‬
‫فيقولون‪ :‬ل نعخخرف أحخخدا منهخخم إل أربعخخة مخخن أهخخل مكخخة‪ ،‬وأربعخخة مخخن أهخخل‬
‫المدينخخة‪ ،‬وهخخم فلن وفلن و يعخخدونهم بأسخخمائهم‪ ،‬ويكخخون هخخذا أول طلخخوع‬
‫الشمس في ذلك اليوم‪ ،‬فإذا طلعت الشمس وأضاءت صخخاح صخخائح بخخالخلئق‬
‫من عين الشمس بلسان عربي مبين‪ ،‬يسمع من في السماوات والرضخخين‪ :‬يخخا‬
‫معشر الخلئق ! هذا مهدي آل محمد ‪ -‬ويسميه باسم جخخده رسخخول الخ صخخلى‬
‫ال عليه وآله ويكنيه‪ ،‬وينسبه إلى أبيه الحسن الحادي عشر إلخخى الحسخخين بخخن‬
‫علي صلوات ال عليهم أجمعين ‪ -‬بايعوه تهتدوا‪ ،‬ول تخخخالفوا أمخخره فتضخخلوا‪.‬‬
‫فأول من يقبل يده الملئكة‪ ،‬ثم الجن‪ ،‬ثم النقباء ويقولون‪ :‬سخخمعنا وأطعنخخا ول‬
‫يبقخخى ذو اذن مخخن الخلئق إل سخخمع ذلخخك النخخداء‪ ،‬وتقبخخل الخلئق مخخن البخخدو‬
‫والحضر والبر والبحر‪ ،‬يحخخدث بعضخخهم بعضخخا ويسخختفهم بعضخخهم بعضخخا مخخا‬
‫سمعوا بآذانهم‪ .‬فإذا دنت الشخمس للغخروب‪ ،‬صخرخ صخارخ مخن مغربهخا‪ :‬يخا‬
‫معشر الخلئق قد ظهر ربكم بوادي اليابس من أرض فلسخخطين وهخخو عثمخخان‬
‫بن عنبسة الموي من ولد‬

‫)‪ (1‬الفتح‪ (2) .10 :‬العنيزات‪ :‬جمع عنيزة وهخخي تصخخغير عنخخز انخخثى المعخخز ولجخخل‬
‫هزالها سماها عنيزات‪.‬‬
‫]‪[9‬‬

‫يزيد بن معاوية فبايعوه تهتدوا‪ ،‬ول تخالفوا عليه فتضلوا‪ ،‬فيرد عليه الملئكخخة والجخخن‬
‫والنقباء قوله‪ ،‬ويكذبونه‪ ،‬ويقولون له‪ :‬سمعنا وعصخخينا‪ ،‬ول يبقخخى ذوشخخك ول‬
‫مرتاب ول منافق ول كافر إل ضل بالنداء الخير‪ .‬وسيدنا القائم عليه السلم‬
‫مسند ظهره إلى الكعبة‪ ،‬ويقول‪ :‬يا معشر الخلئق أل ومن أراد أن ينظر إلى‬
‫آدم وشيث‪ ،‬فها أنا ذا آدم وشيث‪ ،‬أل ومن أراد أن ينظر إلى نوح وولخخده سخخام‬
‫فها أنا ذا نوح وسام‪ ،‬أل ومن أراد أن ينظر إلى إبراهيم وإسماعيل فها أنخخا ذا‬
‫إبراهيم وإسماعيل‪ ،‬أل ومخخن أراد أن ينظخخر إلخخى موسخخى ويوشخخع‪ ،‬فهخخا أنخخا ذا‬
‫موسى ويوشع‪ ،‬أل ومن أراد أن ينظر إلى عيسى وشمعون فها أنا ذا عيسخخى‬
‫وشمعون‪ .‬أل ومن أراد أن ينظخخر إلخخى محمخخد وأميخخر المخخؤمنين صخخلوات الخ‬
‫عليهما فها أنا ذا محمد صلى ال عليه وآله وأمير المؤمنين عليخخه السخخلم‪ ،‬أل‬
‫ومن أراد أن ينظر إلخى الحسخن والحسخين عليهمخا السخخلم فهخا أنخخا ذا الحسخخن‬
‫والحسين‪ ،‬أل ومن أراد أن ينظر إلى الئمة مخخن ولخخد الحسخخين عليهخخم السخخلم‬
‫فها أنا ذا الئمة عليهم السلم أجيبوا إلى مسألتي‪ ،‬فاني أنبئكم بما نبئتم به وما‬
‫لخخم تنخخبئوا بخخه‪ .‬ومخخن كخخان يقخخرأ الكتخخب والصخخحف فليسخخمع منخخي‪ ،‬ثخخم يبتخخدئ‬
‫بالصحف التي أنزلهخخا الخ علخخى آدم وشخخيث عليهمخخا السخخلم‪ ،‬ويقخخول أمخخة آدم‬
‫وشيث هبة ال‪ :‬هذه وال هي الصحف حقا‪ ،‬ولقد أرانا ما لم نكن نعلمه فيهخخا‪،‬‬
‫وما كان خفي علينا‪ ،‬وما كان أسقط منها و بدل وحرف‪ ،‬ثم يقرأ صحف نوح‬
‫وصحف إبراهيم والتوراة والنجيل والزبخخور فيقخخول أهخخل التخخوراة والنجيخخل‬
‫والزبور‪ :‬هذه وال صحف نوح وإبراهيم عليهما السلم حقا‪ ،‬وما اسقط منهخخا‬
‫وبدل وحرف منها هذه وال التوراة الجامعة والزبور التخخام والنجيخل الكامخل‬
‫وإنها أضعاف ما قرأنا منها )‪ .(1‬ثم يتلو القرآن فيقول المسخخلمون‪ :‬هخخذا وال خ‬
‫القرآن حقا الذي أنزله ال‬

‫)‪ (1‬يعلم الباحث المطالع أن صحف آدم وشيث وصحف نوح وابراهيم وهكخخذا زبخخور‬
‫داود عليهم السلم قد ضاعت بضياع أممهم‪ ،‬وليخخس الن رجخخل فخخي أقطخخار‬
‫الرض يقرء هذه الصحف أو يتدين بها‪.‬‬

‫]‪[10‬‬

‫على محمد صلى ال عليه وآله‪ ،‬وما اسقط منخخه وحخخرف وبخخدل‪ .‬ثخخم تظهخخر الدابخخة بيخخن‬
‫الركن والمقام‪ ،‬فتكتب في وجه المؤمن " مؤمن " وفي وجه الكافر " كافر "‬
‫ثم يقبل على القائم عليه السلم رجل وجهه إلى قفخخاه‪ ،‬وقفخخاه إلخخى صخخدره )‪(1‬‬
‫ويقف بين يديه فيقول‪ :‬يا سيدي أنا بشير أمرني ملخخك مخخن الملئكخخة أن ألحخخق‬
‫بك وأبشرك بهلك جيش السفياني بالبيداء فيقول له القائم عليخخه السخخلم‪ :‬بيخخن‬
‫قصتك وقصة أخيك‪ .‬فيقول الرجل كنت وأخخخي فخخي جيخخش السخخفياني وخربنخخا‬
‫الخخدنيا مخخن دمشخخق إلخخى الخخزوراء وتركناهخخا جمخخاء‪ ،‬وخربنخخا الكوفخخة وخربنخخا‬
‫المدينة‪ ،‬وكسرنا المنبر )‪ (2‬وراثت بغالنا فخخي مسخخجد رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه وآله وخرجنا منها وعددنا ثلثمائة ألف رجل نريد إخراب البيت‪ ،‬وقتل‬
‫أهله‪ ،‬فلما صرنا في البيداء عرسنا فيهخخا‪ ،‬فصخخاح بنخخا صخخائح يخخا بيخخداء أبيخخدي‬
‫القوم الظالمين فانفجرت الرض‪ ،‬وابتلعت كل الجيخخش‪ ،‬فخخوال مخخا بقخخي علخخى‬
‫وجه الرض عقال ناقة فمخخا سخخواه غيخخري وغيخخر أخخخي‪ .‬فخخإذا نحخخن بملخخك قخخد‬
‫ضرب وجوهنا فصارت إلى ورائنا كما ترى‪ ،‬فقال لخخخي‪ :‬ويلخخك يخخا نخخذير !‬
‫امض إلى الملعون السفياني بدمشخخق‪ ،‬فأنخخذره بظهخخور المهخخدي مخخن آل محمخخد‬
‫عليهم السلم‪ ،‬وعرفه أن ال قد أهلك جيشه بالبيداء‪ ،‬وقال لي‪ :‬يا بشير الحخخق‬
‫بالمهدي بمكة وبشره بهلك الظالمين‪ ،‬وتب على يده‪ ،‬فإنه يقبل توبتك‪ ،‬فيمر‬
‫القائم عليه السلم يده على وجهه فيرده سويا كما كان‪ ،‬ويبايعه ويكخخون معخخه‪.‬‬
‫قال المفضل‪ :‬يا سيدي ! وتظهر الملئكخخة والجخخن للنخخاس ؟ قخخال‪ :‬إي والخ يخخا‬
‫مفضل‪ ،‬ويخاطبونهم كما يكون الرجخخل مخخع حاشخخيته وأهلخخه‪ ،‬قلخخت‪ :‬يخخا سخخيدي‬
‫ويسخيرون معخه ؟ قخال‪ :‬إي والخ يخا مفضخل ولينزلخن أرض الهجخرة مخا بيخن‬
‫الكوفة والنجف‬

‫)‪ (1‬قد مخخر فخخي بخخاب ‪ 23‬و ‪ 24‬أن جيخخش السخخفياني يخسخخف بهخخم غيخخر رجليخخن يحخخول‬
‫وجههما إلى أقفيتهما‪ ،‬وأما أن " قفاه إلى صدره " فل معنى له معقول‪(2 ) .‬‬
‫هذا أيضا من مخائله‪ ،‬فان جيش السفياني ل تصل إلخخى المدينخخة بخخل يخسخخف‬
‫بهم بالبيداء حين يتوجهون إليها من دمشق‪.‬‬

‫]‪[11‬‬

‫وعدد أصحابه عليه السلم حينئذ ستة وأربعون الفا من الملئكة وستة آلف من الجن‬
‫وفي رواية أخرى‪ :‬ومثلها من الجن بهم ينصخخره الخ ويفتخخح علخخى يخخديه‪ .‬قخخال‬
‫المفضل‪ :‬فما يصنع بأهل مكة ؟ قال‪ :‬يخخدعوهم بالحكمخخة والموعظخخة الحسخخنة‪،‬‬
‫فيطيعونه ويستخلف فيهخخم رجل مخخن أهخخل بيتخخه‪ ،‬ويخخخرج يريخخد المدينخخة‪ .‬قخخال‬
‫المفضل‪ :‬يا سيدي فما يصنع بالبيت ؟ قال‪ :‬ينقضخخه فل يخخدع منخخه إل القواعخخد‬
‫التي هي أول بيت وضع للناس ببكة في عهخخد آدم عليخخه السخخلم والخخذي رفعخخه‬
‫إبراهيم وإسماعيل عليهما السلم منها وإن الذي بني بعدهما لم يبنخخه نخخبي ول‬
‫وصي‪ ،‬ثم يبنيه كما يشاء ال وليعفين آثار الظالمين بمكخخة والمدينخخة والعخخراق‬
‫وسائر القاليم‪ ،‬وليهدمن مسجد الكوفة‪ ،‬وليبنيه علخخى بنيخخانه الول‪ ،‬وليهخخدمن‬
‫القصر العتيق‪ ،‬ملعون ملعون من بناه‪ .‬قال المفضخخل‪ :‬يخخا سخخيدي يقيخخم بمكخخة ؟‬
‫قال‪ :‬ل يا مفضل بل يستخلف منها رجل من أهله‪ ،‬فإذا سار منها وثبوا عليخخه‬
‫فيقتلونه‪ ،‬فيرجع إليهم فيأتونه مهطعين مقنعي رؤسخخهم يبكخخون ويتضخخرعون‪،‬‬
‫ويقولخخون‪ :‬يخخا مهخخدي آل محمخخد التوبخخة التوبخخة فيعظهخخم وينخخذرهم‪ ،‬ويحخخذرهم‪،‬‬
‫ويستخلف عليهم منهم خليفة ويسير‪ ،‬فيثبخون عليخه بعخده فيقتلخونه فيخرد إليهخم‬
‫أنصاره من الجن والنقباء ويقول لهم‪ :‬ارجعخخوا فل تبقخخوا منهخخم بشخخرا إل مخخن‬
‫آمن‪ ،‬فلول أن رحمة ربكم وسعت كل شئ وأنخخا تلخخك الرحمخخة لرجعخخت إليهخخم‬
‫معكم‪ ،‬فقد قطعوا العذار بينهم وبيخن الخ‪ ،‬وبينخي وبينهخم‪ ،‬فيرجعخون إليهخم‪،‬‬
‫فوال ل يسلم من المائة منهم واحد ل وال ول من ألف واحد‪ .‬قخخال المفضخخل‪:‬‬
‫قلت‪ :‬يا سيدي فأين تكون دار المهخدي‪ ،‬ومجتمخع المخؤمنين ؟ قخال‪ :‬دار ملكخه‬
‫الكوفة‪ ،‬ومجلس حكمه جامعها‪ ،‬وبيخخت مخخاله ومقسخخم غنخخائم المسخخلمين مسخخجد‬
‫السهلة‪ ،‬وموضخخع خلخخواته الخخذكوات الخخبيض مخخن الغرييخخن‪ .‬قخخال المفضخخل‪ :‬يخخا‬
‫مولي كل المؤمنين يكونون بالكوفة ؟ قال‪ :‬إي وال ل يبقخخى مخخؤمن إل كخخان‬
‫بها أو حواليها‪ ،‬وليبلغن مجالة فرس منها ألفي درهم وليودن أكثر النخاس أنخه‬
‫اشترى شبرا من أرض السبع بشبر من ذهب‪ ،‬والسبع‬

‫]‪[12‬‬

‫خطة من خطط همدان‪ ،‬وليصيرن الكوفة أربعخخة وخمسخخين ميل وليجخخاورن قصخخورها‬
‫كربل‪ ،‬وليصيرن ال كربلء معقل ومقاما تختلف فيخخه الملئكخخة والمؤمنخخون‬
‫وليكونن لها شأن من الشأن‪ ،‬وليكونن فيها من البركخخات مخخا لخخو وقخخف مخخؤمن‬
‫ودعا ربه بدعوة لعطاه ال بدعوته الواحدة مثخخل ملخخك الخخدنيا ألخخف مخخرة‪ .‬ثخخم‬
‫تنفس أبو عبد ال عليه السخخلم وقخخال‪ :‬يخخا مفضخخل إن بقخخاع الرض تفخخاخرت‪:‬‬
‫ففخرت كعبة البيت الحرام‪ ،‬على بقعخخة كخخربل‪ ،‬فخخأوحى ال خ إليهخخا أن اسخخكتي‬
‫كعبة البيت الحخخرام‪ ،‬ول تفتخخخري علخخى كخخربل‪ ،‬فانهخخا البقعخخة المباركخخة الخختي‬
‫نودي موسى منها من الشجرة‪ ،‬وإنها الربوة التي أويت إليهخخا مريخخم والمسخخيح‬
‫وإنها الدالية )‪ (1‬التي غسخخل فيهخخا رأس الحسخخين عليخخه السخخلم وفيهخخا غسخخلت‬
‫مريم عيسى عليه السلم واغتسلت من ولدتها وإنها خير بقعة عرج رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله منها وقخخت غيبتخخه‪ ،‬وليكخخونن لشخخيعتنا فيهخخا خيخخرة إلخخى‬
‫ظهور قائمنا عليه السلم‪ .‬قال المفضل‪ :‬يا سيدي ثم يسير المهدي إلخخى أيخخن ؟‬
‫قال عليه السلم‪ :‬إلى مدينة جدي رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬فإذا وردهخخا‬
‫كان له فيها مقام عجيب يظهر فيخخه سخخرور المخخؤمنين وخخخزي الكخخافرين‪ .‬قخخال‬
‫المفضل‪ :‬يا سيدي ما هو ذاك ؟ قال‪ :‬يرد إلى قبر جده صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫فيقول‪ :‬يا معاشر الخلئق‪ ،‬هذا قبر جدي رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه ؟‬
‫فيقولون‪ :‬نعخخم يخخا مهخخدي آل محمخخد فيقخخول‪ :‬ومخخن معخخه فخخي القخخبر ؟ فيقولخخون‪:‬‬
‫صاحباه وضجيعاه أبو بكخخر وعمخخر‪ ،‬فيقخخول وهخخو أعلخخم بهمخخا والخلئق كلهخخم‬
‫جميعا يسمعون‪ :‬من أبو بكر وعمر ؟ وكيف دفنخخا مخخن بيخخن الخلخخق مخخع جخخدي‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬وعسى المخخدفون غيرهمخخا‪ .‬فيقخخول النخخاس‪ :‬يخخا‬
‫مهدي آل محمد صلى ال عليه وآله ما ههنا غيرهمخا إنهمخا دفنخا معخه لنهمخا‬
‫خليفتا رسول ال صلى ال عليه وآله وأبوا زوجتيه‪ ،‬فيقول للخلق بعخخد ثلث‪:‬‬
‫أخرجوهما من قبريهمخخا‪ ،‬فيخرجخخان غضخخين طرييخخن لخخم يتغيخخر خلقهمخخا‪ ،‬ولخخم‬
‫يشحب لونهما‬
‫)‪ (1‬الدالية المنجنون يديره الثور‪ ،‬والناعورة يديرها الماء‪ .‬وكأنه يريد ماء الفرات‪.‬‬

‫]‪[13‬‬

‫فيقخخول‪ :‬هخخل فيكخخم مخخن يعرفهمخخا ؟ فيقولخخون‪ :‬نعرفهمخخا بالصخخفة وليخخس ضخخجيعا جخخدك‬
‫غيرهما‪ ،‬فيقول‪ :‬هل فيكم أحد يقخخول غيخخر هخخذا أو يشخخك فيهمخخا ؟ فيقولخخون‪ :‬ل‬
‫فيؤخر إخراجهما ثلثة ايخخام‪ ،‬ثخخم ينتشخخر الخخخبر فخخي النخخاس ويحضخخر المهخخدي‬
‫ويكشف الجخخدران عخخن القخخبرين‪ ،‬ويقخخول للنقبخخاء‪ :‬ابحثخخوا عنهمخخا وانبشخخوهما‪.‬‬
‫فيبحثون بأيديهم حتى يصلون إليهما‪ .‬فيخرجان غضخخين طرييخخن كصخخورتهما‬
‫فيكشف عنهما أكفانهما ويأمر برفعهمخخا علخخى دوحخخة يابسخخة نخخخرة فيصخخلبهما‬
‫عليها‪ ،‬فتحيى الشجرة وتورق ويطول فرعها )‪ .(1‬فيقول المرتابون من أهخخل‬
‫وليتهما‪ :‬هذا وال الشرف حقا‪ ،‬ولقد فزنا بمحبتهمخخا ووليتهمخخا‪ ،‬ويخخخبر مخخن‬
‫أخفى نفسه ممن في نفسه مقياس حبة من محبتهما ووليتهمخا‪ ،‬فيحضخرونهما‬
‫ويرونهما ويفتنون بهما وينادي منادي المهخخدي عليخخه السخخلم‪ :‬كخخل مخخن أحخخب‬
‫صاحبي رسول ال صلى ال عليه وآلخخه وضخخجيعيه‪ ،‬فلينفخخرد جانبخخا‪ ،‬فتتجخخزء‬
‫الخلق جزئين أحدهما موال والخخخر متخخبرئ منهمخخا‪ .‬فيعخخرض المهخخدي عليخخه‬
‫السلم على أوليائهما البراءة منهما فيقولون‪ :‬يا مهخخدي آل رسخخول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه وآله نحن لم نتبرأ منهما‪ ،‬ولسنا نعلم أن لهمخخا عنخخد الخ وعنخخدك هخخذه‬
‫المنزلة‪ ،‬وهذا الذي بدا لنا من فضلهما‪ ،‬أنتبرأ الساعة منهما وقد رأينخخا منهمخخا‬
‫ما رأينا في هذا الوقت ؟ من نضارتهما وغضاضتهما‪ ،‬وحياة الشجرة بهما ؟‬
‫بخخل والخ نتخخبرأ منخخك وممخخن آمخخن بخخك ومخخن ل يخخؤمن بهمخخا‪ ،‬ومخخن صخخلبهما‪،‬‬
‫وأخرجهما‪ ،‬وفعل بهما ما فعل فيأمر المهدي عليه السلم ريحا سوداء فتهخخب‬
‫عليهم فتجعلهم كأعجاز نخل خاوية‪ .‬ثم يأمر بانزالهما فينزلن إليخخه فيحييهمخخا‬
‫باذن ال تعالى ويأمر الخلئق بالجتماع‪ ،‬ثم يقص عليهم قصص فعالهما في‬
‫كل كور ودور )‪ (2‬حتى يقص عليهم‬

‫)‪ (1‬قد مر في ج ‪ 52‬باب ‪ 24‬أحاديث في ذلك مع ضعف أسخخنادها‪ ،‬ولكخخن كخخاتب هخخذا‬
‫الحديث أبرزها بصورة قصصية تأباه سنة ال التي قد خلخخت مخخن قبخخل ولخخن‬
‫تجد لسنة ال تبديل‪ (2) .‬كأن قاص هخخذا الخخخبر كخخان يقخخول بخخالكور والخخدور‬
‫وأن كل رجل يعيش في دار الدنيا في كل كور ودور فيكون عيشخخه فخخي دار‬
‫الدنيا مرات عديدة‪ ،‬ولخذلك يسختحثهما بالسخؤال عخن الفعخال الختي صخدرت‬
‫منهما في تلك الكوار والدوار‪.‬‬

‫]‪[14‬‬
‫قتل هابيل بن آدم عليه السلم‪ ،‬وجمع النار لبراهيم عليه السلم‪ ،‬وطرح يوسف عليه‬
‫السلم في الجب‪ ،‬وحبس يونس عليه السلم فخخي الحخخوت‪ ،‬وقتخخل يحيخخى عليخخه‬
‫السلم‪ ،‬وصلب عيسى عليه السلم وعذاب جرجيس ودانيال عليهما السخخلم‪،‬‬
‫وضخخرب سخخلمان الفارسخخي‪ ،‬وإشخخعال النخخار )‪ (1‬علخخى بخخاب أميخخر المخخؤمنين‬
‫وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلم لحراقهم بها‪ ،‬وضرب يخخد الصخخديقة‬
‫الكبرى فاطمة بالسوط‪ ،‬ورفس بطنها وإسقاطها محسخخنا‪ ،‬وسخخم الحسخخن عليخخه‬
‫السلم وقتل الحسين عليه السلم‪ ،‬وذبح أطفاله وبني عمه وأنصخخاره‪ ،‬وسخخبي‬
‫ذراري رسول ال صلى ال عليه وآله وإراقة دماء آل محمد صلى ال خ عليخخه‬
‫وآله‪ ،‬وكل دم سفك‪ ،‬وكل فرج نكح حراما‪ ،‬وكل ريخخن وخبخخث وفاحشخخة وإثخخم‬
‫وظلم وجور وغشم منذ عهد آدم عليه السلم إلى وقت قيام قائمنا عليه السلم‬
‫كل ذلك يعدده عليه السلم عليهما‪ ،‬ويلزمهما إياه فيعترفان بخه ثخم يخأمر بهمخا‬
‫فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر‪ ،‬ثم يصلبهما على الشخخجرة و‬
‫يأمر نارا تخرج من الرض فتحرقهما والشجرة ثم يأمر ريحا فتنسخخفهما فخخي‬
‫اليم نسفا‪ .‬قال المفضل‪ :‬يا سيدي ذلك آخر عذابهما ؟ قال‪ :‬هيهخخات يخخا مفضخخل‬
‫وال ليردن وليحضرن السيد الكبر محمد رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫والصديق الكبر أمير المخؤمنين وفاطمخة والحسخن والحسخين والئمخة عليهخم‬
‫السلم وكل من محض اليمان محضخخا أو محخخض الكفخخر محضخخا‪ ،‬وليقتصخخن‬
‫منهما لجميعهم حتى أنهما ليقتلن في كل يوم وليلة ألف قتلة‪ ،‬ويردان إلى مخخا‬
‫شاء ربهما‪ .‬ثم يسير المهدي عليه السلم إلخى الكوفخة وينخزل مخا بيخن الكوفخة‬
‫والنجف‪ ،‬وعنده أصحابه في ذلك اليوم ستة وأربعون ألفا من الملئكة وسخختة‬
‫آلف من الجن‪ ،‬والنقباء ثلثمائة وثلثة عشر نفسا‪ .‬قال المفضخخل‪ :‬يخخا سخخيدي‬
‫كيف تكون دار الفاسقين في ذلك الوقت ؟ قال‪ :‬في لعنة ال وسخخخطه تخربهخخا‬
‫الفتن وتتركها جماء فالويخل لهخا ولمخن بهخا كخل الويخل مخن الرايخات الصخفر‪،‬‬
‫ورايات المغرب‪ ،‬ومن يجلب الجزيرة ومن الرايات التي تسير إليها مخخن كخخل‬
‫قريب أو بعيد‪.‬‬

‫)‪ (1‬ذكره ابن قتيبة في كتابه المامة والسياسة فراجع‪.‬‬

‫]‪[15‬‬

‫وال لينزلن بها من صنوف العذاب ما نزل بسائر المم المتمردة مخخن أول الخخدهر إلخخى‬
‫آخره‪ ،‬ولينزلن بهخخا مخخن العخخذاب مخخا ل عيخخن رأت ول أذن سخخمعت بمثلخخه ول‬
‫يكون طوفان أهلها إل بالسيف‪ ،‬فالويل لمن اتخخخذ بهخخا مسخخكنا فخان المقيخخم بهخخا‬
‫يبقى لشقائه‪ ،‬والخارج منها برحمة ال‪ .‬وال ليبقى من أهلها فخخي الخخدنيا حخختى‬
‫يقال‪ :‬إنها هي الدنيا‪ ،‬وإن دورها وقصورها هي الجنة‪ ،‬وإن بناتهاهن الحخخور‬
‫العين‪ ،‬وإن ولدانها هم الولدان وليظنن أن الخ لخخم يقسخخم رزق العبخخاد إل بهخخا‪،‬‬
‫وليظهرن فيها من المخخراء علخخى الخ وعلخخى رسخخوله صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪،‬‬
‫والحكم بغير كتابه‪ ،‬ومن شهادات الزور‪ ،‬وشرب الخمور و ]إتيان[ الفجور‪،‬‬
‫وأكل السحت وسفك الدماء ما ل يكون في الدنيا كلهخخا إل دونخخه‪ ،‬ثخخم ليخربهخخا‬
‫ال بتلك الفتخن وتلخك الرايخات‪ ،‬حختى ليمخخر عليهخخا المخخار فيقخول‪ :‬ههنخا كخخانت‬
‫الزوراء‪ .‬ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الخخديلم ! يصخخيح بصخخوت‬
‫له فصيح يا آل أحمد أجيبوا الملهوف‪ ،‬والمنخخادي مخخن حخخول الضخخريح فتجيبخخه‬
‫كنوز ال بالطالقان كنخخوز وأي كنخخوز‪ ،‬ليسخخت مخخن فضخخة ول ذهخخب‪ ،‬بخخل هخخي‬
‫رجال كزبر الحديد‪ ،‬على البراذين الشهب‪ ،‬بأيديهم الحخخراب‪ ،‬ولخخم يخخزل يقتخخل‬
‫الظلمة حتى يرد الكوفة وقد صفا أكثر الرض‪ ،‬فيجعلها له معقل‪ .‬فيتصل به‬
‫وبأصحابه خبر المهدي عليه السلم‪ ،‬ويقولون‪ :‬يخخا ابخخن رسخخول الخ مخخن هخخذا‬
‫الذي قد نزل بساحتنا‪ ،‬فيقخخول‪ :‬اخرجخخوا بنخخا إليخخه حخختى ننظخخر مخخن هخخو ؟ ومخخا‬
‫يريد ؟ وهو وال يعلخم أنخه المهخدي‪ ،‬وأنخه ليعرفخه‪ ،‬ولخم يخرد بخذلك المخر إل‬
‫ليعرف أصحابه من هو ؟ فيخرج الحسني فيقخخول‪ :‬إن كنخخت مهخخدي آل محمخخد‬
‫فأين هراوة جدك رسول ال صلى ال عليه وآلخخه وخخخاتمه‪ ،‬وبردتخخه‪ ،‬ودرعخخه‬
‫الفاضل‪ ،‬وعمامته السحاب‪ ،‬وفرسه اليربوع وناقته العضباء‪ ،‬وبغلته الدلخخدل‪،‬‬
‫وحماره اليعفور‪ ،‬ونجيبه البراق‪ ،‬ومصخخحف أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم ؟‬
‫فيخرج له ذلك ثم يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد‬

‫]‪[16‬‬

‫وتورق‪ ،‬ولم يرد ذلك إل أن يري أصحابه فضل المهدي عليخخه السخخلم حخختى يبخخايعوه‪.‬‬
‫فيقول الحسني‪ :‬ال أكبر مد يخخدك يخخا ابخخن رسخخول الخ حخختى نبايعخخك فيمخخد يخخده‬
‫فيبايعه ويبخخايعه سخخائر العسخخكر الخخذي مخخع الحسخخني إل أربعيخخن ألفخخا أصخخحاب‬
‫المصخخاحف المعروفخخون بالزيديخخة‪ ،‬فخخانهم يقولخخون‪ :‬مخخا هخخذا إل سخخحر عظيخخم‪.‬‬
‫فيختلط العسكران فيقبل المهدي عليه السلم على الطائفة المنحرفة‪ ،‬فيعظهخخم‬
‫ويدعوهم ثلثة ايخخام‪ ،‬فل يخزدادون إل طغيانخا وكفخخرا‪ ،‬فيخخأمر بقتلهخم فيقتلخون‬
‫جميعا ثم يقول لصحابه‪ :‬ل تأخذوا المصاحف‪ ،‬ودعوها تكون عليهم حسخخرة‬
‫كما بدلوها وغيروها وحرفوها ولم يعملوا بما فيها‪ .‬قال المفضخخل‪ :‬يخخا مخخولي‬
‫ثم ماذا يصنع المهدي ؟ قخخال‪ :‬يثخخور سخخرايا )‪ (1‬علخخى السخخفياني إلخخى دمشخخق‪،‬‬
‫فيأخذونه ويذبحونه على الصخرة‪ .‬ثم يظهر الحسخخين عليخخه السخخلم فخخي اثنخخي‬
‫عشر ألف صديق واثنين وسبعين رجل أصحابه يوم كربل‪ ،‬فيالك عندها من‬
‫كرة زهراء بيضاء‪ .‬ثم يخرج الصديق الكخبر أميخر المخؤمنين علخي بخن أبخي‬
‫طالب عليه السلم وينصب له القبة بالنجف‪ ،‬ويقخخام أركانهخخا‪ :‬ركخخن بخخالنجف‪،‬‬
‫وركن بهجر‪ ،‬وركن بصنعا‪ ،‬وركن بأرض طيبة‪ ،‬لكأني أنظر إلى مصابيحه‬
‫تشخخرق فخخي السخخماء والرض‪ ،‬كأضخخواء مخخن الشخخمس والقمخخر‪ ،‬فعنخخدها تبلخخى‬
‫السرائر‪ ،‬وتذهل كل مرضعة عما أرضعت )‪ (2‬إلخخى آخخخر اليخخة‪ .‬ثخخم يخخخرج‬
‫السيد الكبر محمد رسول ال صلى ال عليه وآله في أنصخخاره والمهخخاجرين‪،‬‬
‫ومخخن آمخخن بخخه وصخخدقه واستشخخهد معخخه‪ ،‬ويحضخخر مكخخذبوه والشخخاكون فيخخه‬
‫والرادون عليه والقائلون فيه أنه ساحر وكاهن ومجنون‪ ،‬وناطق عن الهوى‪،‬‬
‫ومن حاربه وقاتله حتى يقتخخص منهخخم بخخالحق‪ ،‬ويجخخازون بأفعخخالهم منخخذ وقخخت‬
‫ظهر رسول ال صلى ال عليه وآله إلى‬

‫)‪ (1‬في الصل المطبوع‪ " :‬يثور سرابا " فتحرر‪ (2) .‬وبعده‪ :‬وتضع كخخل ذات حمخخل‬
‫حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب ال شخخديد‪ ،‬الحخخج‪:‬‬
‫‪.2‬‬

‫]‪[17‬‬

‫ظهور المهدي مع إمام إمام‪ ،‬ووقت وقت‪ ،‬ويحخخق تأويخخل هخخذه اليخخة " ونريخخد أن نمخخن‬
‫على الذين استضعفوا في الرض ونجعلهم أئمخخة ونجعلهخخم الخخوارثين ونمكخخن‬
‫لهم في الرض‪ ،‬ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحخخذرون "‬
‫)‪ .(1‬قال المفضل‪ :‬يا سيدي ومن فرعون وهامان ؟ قال‪ :‬أبو بكر وعمر‪ .‬قال‬
‫المفضل‪ :‬قلت‪ :‬يا سيدي ورسخخول الخ وأميخخر المخخؤمنين صخخلوات الخ عليهمخخا‬
‫يكونان معه ؟ فقال‪ :‬لبد أن يطآ الرض إي وال حتى مخخا وراء الخخخاف‪ ،‬إي‬
‫وال وما في الظلمات‪ ،‬وما فخخي قعخخر البحخخار‪ ،‬حخختى ل يبقخخى موضخخع قخخدم إل‬
‫وطئا وأقاما فيه الدين الواجب ل تعالى‪ .‬ثم لكخخأني أنظخخر ‪ -‬يخخا مفضخخل ‪ -‬إلينخخا‬
‫معاشر الئمة بين يدي رسول ال صلى ال عليه وآله نشكوا إليه ما نخخزل بنخخا‬
‫من المة بعده‪ ،‬وما نالنا مخخن التكخخذيب والخخرد علينخخا وسخخبينا ولعننخخا وتخويفنخخا‬
‫بالقتل‪ ،‬وقصد طواغيتهم الولة لمورهم من دون المة بترحيلنا عن الحرمة‬
‫إلى دار ملكهم‪ ،‬وقتلهم إيانا بالسم والحبس‪ ،‬فيبكي رسول ال صلى ال خ عليخخه‬
‫وآله ويقول‪ :‬يا بني ما نزل بكخم إل مخا نخخزل بجخدكم قبلكخخم‪ .‬ثخخم تبتخدئ فاطمخخة‬
‫عليها السلم وتشكو ما نالها من أبي بكر وعمر‪ ،‬وأخذ فدك منها ومشيها إليه‬
‫في مجمع من المهخخاجرين والنصخخار‪ ،‬وخطابهخخا لخخه فخخي أمخخر فخخدك‪ ،‬ومخخا رد‬
‫عليها من قوله‪ :‬إن النبياء ل تورث‪ ،‬واحتجاجها بقول زكريا ويحيى عليهما‬
‫السلم وقصة داود وسليمان عليهما السلم‪ .‬وقول عمر‪ :‬هاتي صحيفتك التي‬
‫ذكرت أن أباك كتبها لك وإخراجها الصحيفة وأخذه إياهخخا منهخخا‪ ،‬ونشخخره لهخخا‬
‫على رؤس الشهاد من قريش والمهاجرين والنصخخار وسخائر العخخرب وتفلخخه‬
‫فيها‪ ،‬وتمزيقه إياها وبكائها‪ ،‬ورجوعها إلى قبر أبيهخخا رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه وآله باكيخخة حزينخخة تمشخخي علخخى الرمضخخاء قخخد أقلقتهخخا‪ ،‬واسخختغاثتها بخخال‬
‫وبأبيها رسول ال صلى ال عليه وآله وتمثلها بقول رقيقة بنت صيفي )‪:(2‬‬

‫)‪ (1‬القصص‪ 5 :‬و ‪ (2) .6‬في الصل المطبوع‪ " :‬رقية " والصحيح ما في الصخخلب‬
‫عنونها الجزرى في =‬
‫]‪[18‬‬

‫قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم يكبر الخطخب إنخا فقخدناك فقخخد الرض‬
‫وابلها * واختل أهلك فاشهدهم فقد لعبوا أبدت رجال لنا فحخخوى صخخدورهم *‬
‫لما نأيت وحالت دونك الحجب لكل قوم لهم قرب ومنزلخخة * عنخخد اللخخه علخخى‬
‫الدنين مقترب يا ليت قبلك كان الموت حل بنا * أملخخوا انخخاس ففخخازوا بالخخذي‬
‫طلبوا وتقص عليه قصة أبي بكر وإنفخخاذه خالخد بخخن الوليخخد وقنفخخذا وعمخخر بخخن‬
‫الخطاب وجمعه النخاس لخخراج أميخر المخؤمنين عليخه السخلم مخن بيتخه إلخى‬
‫البيعة في سقيفة بني ساعدة واشتغال أمير المؤمنين عليخخه السخخلم بعخخد وفخخات‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله بضم أزواجه وقبره وتعزيتهخخم وجمخخع القخخرآن‬
‫وقضاء دينه‪ ،‬وإنجاز عداته‪ ،‬وهي ثمانون ألف درهم‪ ،‬باع فيها تليده وطارفه‬
‫وقضاها عن رسول ال صلى ال عليه وآله‪ .‬وقول عمر‪ :‬اخرج يا علخخي إلخخى‬
‫ما أجمع عليه المسخخلمون وإل قتلنخخاك‪ ،‬وقخخول فضخخة جاريخخة فاطمخخة‪ :‬إن أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم مشغول والحق له إن أنصفتم مخخن أنفسخكم وأنصخفتموه‪،‬‬
‫وجمعهم الجزل والحطب على الباب لحخخراق بيخخت أميخخر المخخؤمنين وفاطمخخة‬
‫والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وفضة‪ ،‬وإضخخرامهم النخخار علخخى البخخاب‪،‬‬
‫وخروج فاطمة إليهم وخطابها لهم من وراء الباب‪ .‬وقولها‪ :‬ويحك يا عمر ما‬
‫هذه الجرأة على ال وعلى رسخخوله ؟ تريخخد أن تقطخخع نسخخله مخخن الخخدنيا وتفنيخخه‬
‫وتطفئ نور ال ؟ وال متم نوره‪ ،‬وانتهاره لها‪ .‬وقوله‪ :‬كفخخي يخخا فاطمخخة فليخخس‬
‫محمد حاضرا ول الملئكة آتية بخخالمر والنهخخي والزجخخر مخخن عنخخد الخخ‪ ،‬ومخخا‬
‫علي إل كأحد المسلمين فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر أو إحراقكم‬
‫جميعا‪.‬‬

‫= اسد الغابة ج ‪ 5‬ص ‪ 454‬وقال بنت صيفي بن هاشم بن عبخخد منخخاف‪ ،‬وعنونهخخا فخخي‬
‫الصابة ج ‪ 4‬ص ‪ 296‬وقال " رقيقة "‪ :‬بقافين مصخخغرة بنخخت أبخخي صخخيفي‬
‫بن هاشم بن عبخخد المطلخخب‪ .‬ولكخخن نسخخب الشخخعار أبخخو بكخخر أحمخخد بخخن عبخخد‬
‫العزيز الجوهري في كتابه السقيفة باسناده عن عمر بن شبة ‪ -‬إلى هند ابنخخة‬
‫أثاثة راجع كشف الغمة ج ‪ 2‬ص ‪ ،49‬وفيها اختلف‪.‬‬

‫]‪[19‬‬

‫فقالت وهي باكية‪ :‬اللهم إليك نشكو فقد نبيك ورسولك وصخخفيك‪ ،‬وارتخخداد أمتخخه علينخخا‪،‬‬
‫ومنعهم إيانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيخخك المرسخخل‪ .‬فقخخال‬
‫لها عمر‪ :‬دعي عنك يا فاطمة حمقات النساء‪ ،‬فلم يكن الخ ليجمخخع لكخخم النبخخوة‬
‫والخلفة‪ ،‬وأخذت النار في خشب الباب‪ .‬وإدخال قنفذ يده لعنه ال يخخروم فتخخح‬
‫الباب‪ ،‬وضرب عمر لها بالسوط على عضدها‪ ،‬حتى صار كالدملج السخخود‪،‬‬
‫وركل الباب برجله‪ ،‬حتى أصاب بطنها و هي حاملة بالمحسخخن‪ ،‬لسخختة أشخخهر‬
‫وإسقاطها إياه‪ .‬وهجوم عمر وقنفذ وخالد بخن الوليخد وصخفقه خخدها حختى بخخدا‬
‫قرطاها تحت خمارها‪ ،‬وهي تجهر بالبكخخاء‪ ،‬وتقخخول‪ :‬واأبتخخاه‪ ،‬وارسخخول الخخ‪،‬‬
‫ابنتك فاطمة تكذب وتضرب‪ ،‬ويقتل جنين في بطنها‪ .‬وخروج أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم من داخل الدار محمر العين حاسخخرا‪ ،‬حختى ألقخخى ملءتخخه عليهخخا‪،‬‬
‫وضمها إلى صدره وقوله لها‪ :‬يا بنت رسول ال قد علمتي أن أباك بعثخخه ال خ‬
‫رحمة للعالمين‪ ،‬فخخال الخ أن تكشخخفي خمخخارك‪ ،‬وترفعخخي ناصخخيتك‪ ،‬فخخوال يخخا‬
‫فاطمة لئن فعلت ذلك ل أبقى ال على الرض من يشهد أن محمدا رسول ال‬
‫ول موسى ول عيسى ول إبراهيم ول نوح ول آدم‪] ،‬ول[ دابخخة تمشخخي علخخى‬
‫الرض ول طائرا في السماء إل أهلكه ال‪ .‬ثم قال‪ :‬يا ابن الخطاب لك الويل‬
‫من يومك هذا وما بعده وما يليه اخرج قبل أن اشهر سيفي فافني غابر المة‪.‬‬
‫فخرج عمر وخالد بن الوليد وقنفذ وعبد الرحمن بخخن أبخخي بكخخر فصخخاروا مخخن‬
‫خارج الدار‪ ،‬وصاح أمير المؤمنين بفضة يخخا فضخخة مولتخخك فخاقبلي منهخخا مخا‬
‫تقبله النساء فقد جاءهخخا المخخخاض مخخن الرفسخخة ورد البخخاب‪ ،‬فأسخخقطت محسخخنا‬
‫فقال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬فانه لحق بجده رسول ال صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله فيشكو إليه‪ .‬وحمل أمير المؤمنين لها في سواد الليل والحسخخن والحسخخين‬
‫وزينب وأم كلثوم إلخخى دور المهخخاجرين والنصخخار‪ ،‬يخخذكرهم بخخال ورسخخوله‪،‬‬
‫وعهده الذي بايعوا ال‬

‫]‪[20‬‬

‫ورسوله‪ ،‬وبايعوه عليه في أربعة مواطن في حياة رسول ال صلى ال عليه وآلخخه )‪(1‬‬
‫وتسليمهم عليه بخخامرة المخخؤمنين فخخي جميعهخخا‪ ،‬فكخخل يعخخده بالنصخخر فخخي يخخومه‬
‫المقبل‪ ،‬فإذا أصبح قعد جميعهم عنه ثم يشكو إليه أمير المؤمنين عليه السخخلم‬
‫المحن العظيمة التي امتحخخن بهخخا بعخخده‪ .‬وقخخوله لقخخد كخخانت قصخختي مثخخل قصخخة‬
‫هخخخارون مخخخع بنخخخي إسخخخرائيل وقخخخولي كقخخخوله لموسخخخى " يخخخابن أم إن القخخخوم‬
‫استضعفوني وكادوا يقتلونني فل تشمت بخخي العخخداء ول تجعلنخخي مخخع القخخوم‬
‫الظالمين " )‪ (2‬فصبرت محتسبا وسلمت راضخخيا وكخخانت الحجخخة عليهخخم فخخي‬
‫خلفي‪ ،‬ونقضخهم عهخدي الخذي عاهخدتهم عليخه يخا رسخول الخ‪ .‬واحتملخت يخا‬
‫رسول ال ما لم يحتمل وصي نبي من سائر الوصياء من سائر المخخم حخختى‬
‫قتلوني بضربة عبد الرحمن بن ملجم‪ ،‬وكان الخ الرقيخخب عليهخخم فخخي نقضخخهم‬
‫بيعختي‪ .‬وخخروج طلحخة والزبيخر بعائشخة إلخى مكخة يظهخران الحخج والعمخرة‬
‫وسيرهم بها إلى البصرة‪ ،‬وخروجي إليهم وتدكيري لهم ال وإياك‪ ،‬وما جئت‬
‫به يا رسول ال‪ ،‬فلخخم يرجعخا حختى نصخرني الخ عليهمخخا حختى أهرقخت دمخخاء‬
‫عشرين ألف من المسلمين وقطعت سبعون كفا على زمام الجمخخل‪ ،‬فمخخا لقيخخت‬
‫في غزواتك يا رسول ال وبعدك أصعب يوما منه أبدا‪ ،‬لقد كان مخخن أصخخعب‬
‫الحروب التي لقيتها‪ ،‬وأهولها وأعظمها فصبرت كما أدبني ال بما أدبك به يا‬
‫رسول ال في قوله عزوجل " فاصبر كما صبر اولوا العزم مخخن الرسخخل " )‬
‫‪ (3‬وقوله " واصخبر ومخا صخبرك إل بخال " )‪ (4‬وحخق والخ يخا رسخول الخ‬
‫تأويل الية التي أنزلها ال في المة من بعدك في قوله " وما محمد‬

‫)‪ (1‬أخرج المصنف رضوان ال عليه أحاديث كثيرة في ذلك في أحوال مولنخخا أميخخر‬
‫المؤمنين تراها في ج ‪ 37‬ص ‪ 340 - 290‬من الطبعة الحديثة‪ ،‬وليس فيها‬
‫ما يذكر أنهم بايعوه عليه السخخلم علخخى امخخرة المخخؤمنين‪ .‬بخخل كخخانوا يسخخلمون‬
‫عليه بامرة المؤمنين‪ ،‬نعم في أحاديث الغدير ما يذكر أنهم بايعوه على ذلخخك‬
‫فراجخخع ج ‪ 37‬ص ‪ (2) .217‬العخخراف‪ (3) .149 :‬الحقخخاف‪(4) .35 :‬‬
‫النحل‪.127 :‬‬

‫]‪[21‬‬

‫إل رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم علخخى أعقخخابكم ومخخن ينقلخخب‬
‫على عقبيه فلن يضخخر الخ شخخيئا وسخخيجزي الخ الشخخاكرين " )‪ .(1‬يخخا مفضخخل‬
‫ويقوم الحسن عليه السلم إلى جده صلى ال عليه وآله فيقول‪ :‬يخخا جخخداه كنخخت‬
‫مع أمير المؤمنين في دار هجرته بالكوفة حتى استشهد بضربة عبد الرحمان‬
‫ابن ملجم لعنه ال فوصاني بما وصيته يا جداه‪ ،‬وبلغ اللعين معاوية قتخخل أبخخي‬
‫فأنفذ الدعي اللعين زيادا إلى الكوفة في مائة ألخخف وخمسخخين ألخخف مقاتخخل )‪(2‬‬
‫فأمر بالقبض علي وعلى أخي الحسين وسائر إخواني وأهخخل بيخختي‪ ،‬وشخخيعتنا‬
‫وموالينا وأن يأخذ علينا البيعة لمعاوية لعنه ال‪ ،‬فمن يأبى منخخا ضخخرب عنقخخه‬
‫وسير إلى معاويخخة رأسخخه‪ .‬فلمخا علمخخت ذلخخك مخخن فعخخل معاويخخة‪ ،‬خرجخخت مخخن‬
‫داري‪ ،‬فدخلت جامع الكوفة للصلة‪ ،‬ورقأت المنبر واجتمع النخخاس‪ ،‬فحمخخدت‬
‫ال وأثنيت عليه‪ ،‬وقلخت‪ :‬معشخر النخاس عفخت الخديار‪ ،‬ومحيخت الثخار‪ ،‬وقخل‬
‫الصطبار‪ ،‬فلقرار على همخخزات الشخخياطين وحكخخم الخخخائنين‪ ،‬السخخاعة والخ‬
‫صحت البراهين‪ ،‬وفصلت اليات‪ ،‬وبانت المشخخكلت‪ ،‬ولقخخد كنخخا نتوقخخع تمخخام‬
‫هذه الية تأويلها قال ال عزوجل " وما محمد إل رسخخول قخخد خلخخت مخخن قبلخخه‬
‫الرسل أفان مات أو قتل انقلبتخخم علخخى أعقخخابكم ومخخن ينقلخخب علخخى عقخخبيه فلخخن‬
‫يضر ال شيئا وسيجزي ال الشاكرين " )‪ (3‬فلقد مات وال‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .144 :‬هو زياد بن عبيد الثقفي الذي استلحقه معاوية وجعله أخخخا‬
‫له من أبي سفيان‪ ،‬وقد كان حين قتل علي عليه السلم عخخامل لخخه علخخى بلد‬
‫فارس وكرمان‪ ،‬يبغض معاوية ويشنأه‪ .‬فأطمعه معاوية وكاتبه وراسله بعخخد‬
‫أن صالح مع الحسن السبط عليه السلم فخرج زياد من معقلخخه بفخخارس بعخخد‬
‫ما استوثق من معوية لنفسه‪ ،‬فجاءه في دمشق وسلم عليخخه بخخامرة المخخؤمنين‪.‬‬
‫فكما ترى أراد كاتب هذا الحديث أن يعلل صلح الحسخخن السخخبط مخخع معويخخة‬
‫بأنه عليخه السخلم كخان مهضخوما وحيخدا ل يسختطيع أن يبخارزه‪ ،‬لكنخه جخاء‬
‫بترهات من مخخائله تخخالف التاريخخ الواضخح المشخهور مخن رأس‪ (3) .‬آل‬
‫عمران‪.144 :‬‬

‫]‪[22‬‬

‫جدي رسول ال صلى ال عليه وآله وقتل أبي عليه السلم وصاح الوسخخواس الخنخخاس‬
‫في قلوب الناس ونعق ناعق الفتنخخة‪ ،‬وخخخالفتم السخخنة‪ ،‬فيالهخخا مخخن فتنخخة صخخماء‬
‫عمياء‪ ،‬ل يسمع لداعيها ول يجاب مناديها‪ ،‬ول يخالف واليها‪ ،‬ظهخخرت كلمخخة‬
‫النفاق‪ ،‬وسيرت رايات أهل الشقاق‪ ،‬وتكالبت جيوش أهل المراق‪ ،‬مخن الشخام‬
‫والعراق‪ ،‬هلموا رحمكم ال إلى الفتتاح‪ ،‬والنور الوضاح‪ ،‬والعلم الجحجاج‪،‬‬
‫والنور الذي ل يطفى‪ ،‬والحق الخخذي ل يخفخخى‪ .‬أيهخخا النخخاس تيقظخخوا مخخن رقخخدة‬
‫الغفلة‪ ،‬ومن تكاثف الظلمة )‪ (1‬فوالخخذي فلخخق الحبخخة‪ ،‬وبخخرء النسخخمة‪ ،‬وتخخردى‬
‫بالعظمة‪ ،‬لئن قام إلي منكم عصبة بقلخخوب صخخافية ونيخخات مخلصخخة‪ ،‬ل يكخخون‬
‫فيها شوب نفاق‪ ،‬ول نية افتراق‪ ،‬لجاهدن بالسيف قدما قدما‪ ،‬ولضخخيقن مخخن‬
‫السيوف جوانبها )‪ (2‬ومن الرماح أطرافهخخا‪ ،‬ومخخن الخيخخل سخخنابكها‪ ،‬فتكلمخخوا‬
‫رحمكم ال‪ .‬فكأنمخا الجمخخوا بلجخخام الصخمت عخخن إجابخة الخخدعوة‪ ،‬إل عشخرون‬
‫رجل فانهم قاموا إلي فقالوا‪ :‬يا ابن رسول ال مخخا نملخخك إل أنفسخخنا وسخخيوفنا‪،‬‬
‫فها نحن بين يديك لمرك طائعون‪ ،‬وعن رأيك صادرون‪ ،‬فمرنا بما شخخئت !‬
‫فنظرت يمنة ويسرة فلم أر أحدا غيرهم‪ .‬فقلت‪ :‬لخخي اسخخوة بجخخدي رسخخول الخ‬
‫حين عبد ال سرا‪ ،‬وهخخو يخخومئذ فخخي تسخخعة وثلثيخخن رجل فلمخخا أكمخخل الخ لخخه‬
‫الربعين صار في عدة وأظهر أمر ال‪ ،‬فلو كان معي عدتهم جاهدت في الخ‬
‫حق جهاده‪ .‬ثم رفعت رأسي نحو السماء فقلت‪ :‬اللهم إني قد دعوت وأنذرت‪،‬‬
‫وأمرت ونهيت‪ ،‬وكانوا عن إجابخخة الخخداعي غخخافلين‪ ،‬وعخخن نصخخرته قاعخخدين‪،‬‬
‫وعخخن طخخاعته مقصخخرين ولعخخدائه ناصخخرين‪ ،‬اللهخخم فخخأنزل عليهخخم رجخخزك‪،‬‬
‫وبأسك وعذابك‪ ،‬الذي ل يرد عن القوم الظالمين ونزلت‪.‬‬

‫)‪ (1‬في الصل المطبوع " ومن تكانيف الظلمة " فتحخخرر‪ (2) .‬كخخأن الضخخمير يرجخخع‬
‫إلى دمشق الشام‪.‬‬

‫]‪[23‬‬

‫ثم خرجت من الكوفة راحل إلى المدينة‪ ،‬فجاؤني يقولخون‪ :‬إن معاويخة أسخرى سخراياه‬
‫إلى النبار والكوفة‪ ،‬وشن غاراته على المسلمين‪ ،‬وقتخخل مخخن لخخم يقخخاتله وقتخخل‬
‫النساء والطفال‪ ،‬فأعلمتهم أنخخه ل وفخخاء لهخخم‪ ،‬فأنفخخذت معهخخم رجخخال وجيوشخخا‬
‫وعرفتهم أنهم يستجيبون لمعاوية‪ ،‬وينقضون عهدي وبيعتي‪ ،‬فلم يكخخن إل مخخا‬
‫قلت لهم‪ ،‬وأخبرتهم‪ .‬ثم يقوم الحسين عليه السخخلم مخضخخبا بخخدمه هخخو وجميخخع‬
‫مخن قتخل معخه‪ ،‬فخإذا رآه رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه بكخى وبكخى أهخل‬
‫السماوات والرض لبكائه‪ ،‬وتصخخرخ فاطمخخة عليهخخا السخخلم فخختزلزل الرض‬
‫ومن عليها‪ ،‬ويقف أمير المؤمنين والحسن عليهما السلم عن يمينه‪ ،‬وفاطمخخة‬
‫عن شماله‪ ،‬ويقبل الحسين عليه السلم فيضمه رسول الخ رسخخول الخ صخخلى‬
‫ال عليه وآله إلى صدره‪ ،‬ويقخخول‪ :‬يخا حسخين ! فخديتك قخخرت عينخاك وعينخاي‬
‫فيك‪ ،‬وعن يمين الحسين حمزة أسد ال في أرضه‪ ،‬وعن شماله جعفر بن أبي‬
‫طالب الطيار‪ ،‬ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد‪ ،‬وفاطمخة بنخت أسخخد أم‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم وهن صارخات وأمه فاطمخخة تقخخول " هخخذا يخخومكم‬
‫الذي كنتم توعدون " )‪ (1‬اليوم " تجد كل نفس ما عملت مخخن خيخخر محضخخرا‬
‫وما عملت مخن سخوء تخخود لخو أن بينهخخا وبينخه أمخدا بعيخدا " )‪ .(2‬قخال‪ :‬فبكخى‬
‫الصادق عليه السلم حتى اخضلت لحيته بالدموع‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬لقخخرت عيخخن ل‬
‫تبكي عند هذا الذكر‪ ،‬قال‪ :‬وبكى المفضل بكاء طويل ثم قخخال‪ :‬يخخا مخخولي مخخا‬
‫فخخي الخخدموع يخخا مخخولي ؟ فقخخال‪ :‬مخخا ل يحصخخى إذا كخخان مخخن محخخق‪ .‬ثخخم قخخال‬
‫المفضل‪ :‬يا مولي ما تقول في قوله تعالى " وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذنخخب‬
‫قتلت " )‪ (3‬قال‪ :‬يا مفضل والموؤدة وال محسن‪ ،‬لنه منا ل غير‪ ،‬فمن قخخال‬
‫غير هذا فكذبوه‪ .‬قال المفضل‪ :‬يا مولي ثم ماذا ؟ قال الصادق عليه السخخلم‪:‬‬
‫تقوم فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه فيقخخول‪ :‬اللهخخم أنجخخز وعخخدك‬
‫وموعدك لي فيمن ظلمني وغصبني‪ ،‬وضربني و‬

‫)‪ (1‬النبياء‪ (2) .103 :‬آل عمران‪ (3) .30 :‬التكوير‪.8 :‬‬

‫]‪[24‬‬

‫جزعني بكل أولدي‪ ،‬فتبكيها ملئكة السماوات السبع وحملة العرش‪ ،‬وسكان الهواء‪،‬‬
‫ومن في الدنيا‪ ،‬ومن تحت أطباق الثرى‪ ،‬صائحين صارخين إلى الخ تعخخالى‪،‬‬
‫فل يبقى أحد ممن قاتلنا وظلمنا ورضي بما جرى علينا إل قتل في ذلك اليوم‬
‫ألف قتلة )‪ (1‬دون من قتل في سبيل ال‪ ،‬فانه ل يذوق الموت وهخخو كمخخا قخخال‬
‫ال عزوجل " ول تحسبن الذين قتلوا في سبيل ال أمواتا بل أحياء عند ربهخخم‬
‫يرزقون * فرحين بما آتاهم ال من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقخخوا بهخخم‬
‫من خلفهم أل خوف عليهم ول هم يحزنون " )‪ .(2‬قخخال المفضخخل‪ :‬يخخا مخخولي‬
‫إن من شيعتكم من ل يقول برجعتكم ؟ فقخخال عليخخه السخخلم‪ :‬إنمخخا سخخمعوا قخخول‬
‫جدنا رسول ال صلى ال عليه وآله ونحن سائر الئمة نقول‪ " :‬ولنذيقنهم من‬
‫العذاب الدنى دون العذاب الكبر " )‪ (3‬قال الصادق عليخخه السخخلم‪ :‬العخخذاب‬
‫الدنخخى عخخذاب الرجعخخة‪ ،‬والعخخذاب الكخخبر عخخذاب يخخوم القيامخخة " الخخذي تبخخدل‬
‫الرض غيخخر الرض والسخخموات وبخخرزوا لخخ الواحخخد القهخخار " )‪ .(4‬قخخال‬
‫المفضل‪ :‬يا مولي نحن نعلم أنكم اختيار ال في قوله تعالى‪ " :‬نرفع درجات‬
‫من نشاء " )‪ (5‬وقوله‪ " :‬ال أعلم حيث يجعل رسالته " )‪ (6‬وقوله‪ " :‬إن‬
‫)‪ (1‬توهم الكاتب أن القتل ألف قتلة أشد عليهم من نار الجحيم ‪ -‬أعاذنا ال منه ‪ -‬والخخ‬
‫تعالى يقول‪ " :‬ل يقضى عليهم فيموتوا " ويحكى عنهم أنهخخم يقولخخون‪ " :‬يخخا‬
‫مالك ليقض علينا ربخخك "‪ .‬هخخذا مخخع مخخا ورد أنخخه ل سخخبيل بعخخد الحشخخر إلخخى‬
‫الممات‪ .‬ثم العجب استثناؤه من هؤلء الظلمة‪ ،‬الخخذين استشخخهدوا فخخي سخخبيل‬
‫ال لقوله تعالى " بل أحياء " والحال أنه تعالى يقول " ل يفلح الظخالمون "‪.‬‬
‫)‪ (2‬آل عمران‪ 169 :‬و ‪ (3) .170‬السجدة‪ .21 :‬ومراد الكاتب أن ضخخمير‬
‫الجمع فخخي قخخوله تعخخالى‪ " :‬لنخخذيقنهم " يخخراد بخخه رسخخول الخ والئمخخة عليهخخم‬
‫السخخلم‪ (4) .‬ابراهيخخم‪ (5) .48 :‬النعخخام‪ ،83 :‬يوسخخف‪ (6) .76 :‬النعخخام‪:‬‬
‫‪.124‬‬

‫]‪[25‬‬

‫ال اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمخخران علخخى العخخالمين * ذريخخة بعضخخها مخخن‬
‫بعض وال سميع عليم " )‪ .(1‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬يا مفضل فأين نحخخن‬
‫في هذه الية ؟ قال المفضل‪ :‬فوال " إن أولخخى النخخاس بخخإبراهيم للخخذين اتبعخخوه‬
‫وهخخذا النخخبي والخخذين آمنخخوا وال خ ولخخي المخخؤمنين " )‪ (2‬وقخخوله‪ " :‬ملخخة أبيكخخم‬
‫إبراهيم هو سماكم المسلمين " )‪ (3‬وقوله‪ :‬عن إبراهيخخم " واجنبنخخي وبنخخي أن‬
‫نعبد الصنام " )‪ (4‬وقد علمنخخا أن رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه وأميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم ما عبدا صخخنما ول وثنخخا ول أشخخركا بخخال طرفخخة عيخخن‪.‬‬
‫وقوله‪ " :‬وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إمامخخا‬
‫قال ومن ذريتي قال ل ينال عهدي الظخخالمين " )‪ (5‬والعهخخد عهخخد المامخخة ل‬
‫يناله ظالم‪ .‬قال‪ :‬يا مفضل وما علمك بأن الظالم ل ينخخال عهخخد المامخخة ؟ قخخال‬
‫المفضل‪ :‬يا مولي ل تمتحني بما ل طاقة لي بخخه‪ ،‬ول تختخخبرني ول تبتلنخخي‪،‬‬
‫فمن علمكم علمت ومن فضل ال عليكم أخخخذت‪ .‬قخخال الصخخادق عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫صدقت يا مفضل ولول اعترافك بنعمة ال عليك في ذلك لما كنت هكذا فخخأين‬
‫يا مفضل اليات من القرآن في أن الكافر ظخخالم ؟ قخخال‪ :‬نعخخم يخخا مخخولي قخخوله‬
‫تعالى‪ " :‬والكافرون هم الظالمون )‪ " (6‬والكافرون هم الفاسقون " ومن كفر‬
‫وفسق وظلم ل يجعله ال للناس إماما‪ .‬قال الصادق عليه السخخلم‪ :‬أحسخخنت يخخا‬
‫مفضل فمن أين قلت برجعتنا ؟ ومقصرة‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .33 :‬آل عمران‪ (3) .68 :‬الحج‪ (4) .78 :‬ابراهيخخم‪(5) .35 :‬‬
‫البقرة‪ (6) .124 :‬البقرة‪ ،254 :‬وما بعده آية متوهمة ل توجخخد فخخي القخخرآن‬
‫كيف والفاسق هو الذي دخل في جماعة المسلمين‪ ،‬لكنخخه فسخخق وخخخرج عخخن‬
‫حكم ال‪ ،‬والكافر لم يدخل في حكم ال بعد‪ ،‬ولذلك يقول ال عزوجخخل‪ " :‬ان‬
‫المنافقين هم الفاسقون " براءة‪ .68 :‬ويقول‪ " :‬ومن لم يحكخخم بمخخا أنخخزل الخ‬
‫فأولئك الفاسقون " المائدة‪ 47 :‬وغير ذلك‪.‬‬
‫]‪[26‬‬

‫شيعتنا تقول‪ :‬معنى الرجعة أن يرد ال إلينا ملك الدنيا وأن يجعله للمهدي‪ .‬ويحهم متى‬
‫سلبنا الملك حتى يرد علينا‪ .‬قال المفضل‪ :‬ل والخ ومخخا سخخلبتموه ول تسخخلبونه‬
‫لنه ملك النبوة والرسالة والوصية والمامة‪ .‬قخخال الصخخادق عليخخه السخخلم‪ :‬يخخا‬
‫مفضل لو تدبر القرآن شيعتنا لما شكوا في فضلنا أما سمعوا قوله عزوجخخل "‬
‫ونريد أن نمن علخخى الخخذين استضخخعفوا فخخي الرض ونجعلهخخم أئمخخة ونجعلهخخم‬
‫الوارثين * ونمكن لهم في الرض ونري فرعخون وهامخان وجنودهمخخا منهخم‬
‫ما كانوا يحذرون " )‪ .(1‬وال يا مفضل إن تنزيل هذه الية في بني إسخخرائيل‬
‫وتأويلها فينا وإن فرعون وهامان تيم وعدي‪ .‬قال المفضل‪ :‬يا مولي فالمتعة‬
‫؟ قال‪ :‬المتعة حلل طلق والشاهد بها قخخول الخ عزوجخخل " ول جنخخاح عليكخخم‬
‫فيمخخا عرضخختم بخخه مخخن خطبخخة النسخخاء أو أكننتخخم فخخي أنفسخخكم علخخم ال خ أنكخخم‬
‫ستذكرونهن‪ ،‬ولكن ل تواعدوهن سرا‪ ،‬إل أن تقولوا قول معروفخخا " )‪ (2‬أي‬
‫مشهودا والقول المعروف هو المشخختهر بخخالولي والشخخهود‪ ،‬وإنمخخا احتيخخج إلخخى‬
‫الولي والشهود في النكاح‪ ،‬ليثبت النسخخل ويصخخح النسخخب ويسخختحق الميخخراث‪،‬‬
‫وقوله " وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فان طبن لكم عن شخخئ منخخه نفسخخا فكلخخوه‬
‫هنيئا مخخريئا " )‪ (3‬وجعخخل الطلق فخخي النسخخاء المزوجخخات غيخخر جخخائز إل‬
‫بشاهدين ذوي عخخدل مخخن المسخخلمين وقخخال فخخي سخخائر الشخخهادات علخخى الخخدماء‬
‫والفروج والموال والملك‪ " :‬واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا‬
‫رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء " )‪ .(4‬وبيخخن الطلق عخخز‬
‫ذكره فقال‪ " :‬يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعخدتهن وأحصخوا العخخدة‬
‫واتقوا ال ربكم " )‪ (5‬ولو كانت المطلقة تبين بثلث تطليقات‬

‫)‪ (1‬القصخخص‪ 5 :‬و ‪ (2) .6‬البقخخرة‪ (3) .235 :‬النسخخاء‪ (4) .4 :‬البقخخرة‪(5) .228 :‬‬
‫الطلق‪.21 :‬‬

‫]‪[27‬‬

‫تجمعها كلمة واحدة أو أكثر منها أو أقل لما قال ال تعالى " وأحصوا العدة واتقوا الخخ‬
‫ربكم " إلى قوله‪ " :‬تلك حدود ال ومن يتعد حدود ال فقد ظلم نفسه ل تخدري‬
‫لعل ال يحدث بعخخد ذلخك أمخرا * فخإذا بلغخخن أجلهخخن فأمسخكوهن بمعخخروف أو‬
‫فخخارقوهن بمعخخروف وأشخخهدوا ذوي عخخدل منكخخم‪ ،‬وأقيمخخوا الشخخهادة لخخ‪ ،‬ذلكخخم‬
‫يوعظ به من كخخان يخخؤمن بخخال واليخخوم الخخخر " وقخخوله‪ " :‬ل تخخدري لعخخل الخ‬
‫يحدث بعد ذلك أمرا " هخو نكخخر يقخخع بيخن الخزوج وزوجتخه‪ ،‬فيطلخق التطليقخخة‬
‫الولى بشهادة ذوي عدل‪ .‬وحد وقت التطليق هخخو آخخخر القخخروء‪ ،‬والقخخرء هخخو‬
‫الحيض‪ ،‬والطلق يجب عند آخر نقطة بيضاء تنزل بعخخد الصخخفرة والحمخخرة‪،‬‬
‫وإلى التطليقة الثانية والثالثة ما يحدث ال بينهما‪ ،‬عطفا أو زوال مخخا كرهخخاه‪،‬‬
‫وهو قوله‪ " :‬والمطلقخات يتربصخن بأنفسخهن ثلثخة قخروء‪ ،‬ول يحخل لهخن أن‬
‫يكتمن ما خلق ال في أرحامهن إن كن يخخؤمن بخخال واليخخوم الخخخر وبعخخولتهن‬
‫أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلحا‪ ،‬ولهن مثل الخذي عليهخن بخالمعروف‬
‫وللرجال عليهن درجخخة والخ عزيخخز حكيخخم " )‪ (1‬هخخذا لقخخوله فخخي أن للبعولخخة‬
‫مراجعة النساء من تطليقة إلى تطليقة‪ ،‬إن أرادوا إصخخلحا وللنسخخاء مراجعخخة‬
‫الرجال في مثل ذلك‪ .‬ثم بين تبارك وتعالى فقخخال‪ " :‬الطلق مرتخخان‪ :‬فإمسخخاك‬
‫بمعروف أو تسريح باحسان "‪ .‬وفي الثالثة‪ ،‬فان طلق الثالثة بانت فهو قخخوله‪:‬‬
‫" فان طلقها فل تحل لخخه مخخن بعخخد حخختى تنكخخح زوجخخا غيخخره " )‪ (2‬ثخخم يكخخون‬
‫كسائر الخطاب لها‪ .‬والمتعة التي أحلها ال في كتابه وأطلقها الرسول عن ال‬
‫لسائر المسلمين فهي قوله عزوجل‪ " :‬والمحصنات من النسخخاء إل مخخا ملكخخت‬
‫أيمانكم كتاب ال عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصخخنين‬
‫غير مسافحين‪ ،‬فما استمتعتم بخه منهخن فخآتوهن أجخورهن فريضخة ول جنخاح‬
‫عليكم فيما تراضيتم بخخه مخخن بعخخد الفريضخخة إن الخ كخخان عليمخخا حكيمخخا " )‪(3‬‬
‫والفرق بين المزوجة والمتعة أن للزوجة‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ 228 :‬و ‪ (2) .229‬البقرة‪ (3) .230 :‬النساء‪.23 :‬‬

‫]‪[28‬‬

‫صداقا وللمتعة اجرة‪ .‬فتمتع سائر المسلمين )‪ (1‬على عهد رسول ال صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله في الحج وغيره‪ ،‬وأيام أبي بكر‪ ،‬وأربع سنين في أيام عمر‪ ،‬حخختى دخخخل‬
‫على أخته عفرا فوجد في حجرها طفل يرضع من ثديها فنظر إلى درة اللبخخن‬
‫في فم الطفل فأغضب وأرعد واربد وأخذ الطفل على يده‪ ،‬وخرج حخختى أتخخى‬
‫المسجد‪ ،‬ورقا المنبر وقال‪ :‬نادوا في النخخاس إن الصخخلة جامعخخة‪ ،‬وكخخان غيخخر‬
‫وقت صلة يعلم الناس أنه لمر يريده عمخخر فحضخخروا فقخخال‪ :‬معاشخخر النخخاس‬
‫من المهاجرين والنصار وأولد قحطان من منكم يحب أن يخخرى المحرمخخات‬
‫عليه من النساء‪ ،‬ولها مثل هذا الطفل ؟ قخد خخرج مخن أحشخائها وهخو يرضخع‬
‫على ثديها وهي غير متبعلة ؟ فقال بعض القوم‪ :‬ما نحب هخخذا ؟ فقخخال‪ :‬ألسخختم‬
‫تعلمون أن أختي عفرا )‪ (2‬بنخخت خيثمخخة أمخخي وأبخخي الخطخخاب غيخخر متبعلخخة ؟‬
‫قالوا‪ :‬بلى قال‪ :‬فاني دخلت عليها في هخخذه السخخاعة‪ ،‬فوجخخدت هخخذا الطفخخل فخخي‬
‫حجرها فناشدتها أنى لك هذا ؟ فقالت‪ :‬تمتعت‪ .‬فأعلموا سائر الناس ! أن هخخذه‬
‫المتعة التي كانت حلل للمسلمين في عهد رسول ال صلى ال عليه وآلخخه قخخد‬
‫رأيت تحريمها‪ ،‬فمن أبي ضربت جنبيه بالسوط )‪ (3‬فلم يكن‬
‫)‪ (1‬السائر بمعنى الباقي‪ ،‬وقولهم سائر الناس همج‪ :‬أي باقى الناس باتفاق أهخخل اللغخخة‬
‫كما في اللسان‪ .‬وقد يستعمل في كلم المولدين بمعنى الجميع ‪ -‬كما في هخخذا‬
‫الكلم ‪ -‬نعم‪ ،‬قال الجوهري في الصحاح‪ :‬وسخخائر النخاس‪ :‬جميعهخخم‪ (2) .‬لخم‬
‫يعنونها أصحاب الرجال وانما عنونخخوا صخخفية بنخخت الخطخخاب كخخانت زوجخخة‬
‫قدامة ابن مظعون‪ ،‬وأظن القصة مجعولة مختلقخخة‪ ،‬فخخان عمخخر بخخن الخطخخاب‬
‫كان يتعصب لسنن الجاهلية ولذلك أنكخر علخى رسخول الخ صخلى الخ عليخه‬
‫وآله متعة الحج ولم يحخخل عخخن احرامخخه فخخي حجخخة الخخوداع مخخع أنخخه لخخم يسخخق‬
‫الهدى‪ ،‬وقال " أننطلق وذكر أحخخدنا تقطخخر " فالظخخاهر أنخخه كخخان يجخخد انكخخار‬
‫متعة النساء في نفسه من زمن رسول ال صلى ال عليه وآلخخه‪ .‬ل أنخخه دخخخل‬
‫على عفراء الخ‪ (3) .‬بل كان أوعد على المتعة بالرجم‪ ،‬ففى صخخحيح مسخخلم‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪ 467‬عن أبي نضرة قال‪ :‬كان ابن عباس يأمر بالمتعة وكخخان ابخخن‬
‫الزبير ينهى عنها‪ ،‬قال‪ :‬فذكرت ذلك لجابر =‬

‫]‪[29‬‬

‫في القوم منكر قوله‪ ،‬ول راد عليه‪ ،‬ول قائل ل يأتي رسول بعخد رسخخول الخ أو كتخاب‬
‫بعد كتاب الخخ‪ ،‬ل نقبخخل خلفخخك علخخى الخ وعلخخى رسخخوله وكتخخابه‪ .‬بخخل سخخلموا‬
‫ورضوا‪ .‬قال المفضل‪ :‬يا مخخولي فمخا شخخرائط المتعخة ؟ قخال‪ :‬يخا مفضخل لهخا‬
‫سبعون شرطا‬

‫= ابن عبد ال فقال‪ :‬على يدي دار الحديث تمتعنا مع رسول ال صلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫فلما قام عمر ‪ -‬أي بأمر الخلفة ‪ -‬قال‪ :‬ان ال كان يحل لرسوله ما شاء بمخخا‬
‫شاء‪ ،‬وان القرآن قد نزل منازله‪ ،‬فأتموا الحج والعمرة كما أمركم ال وأبقوا‬
‫؟ ؟ نكاح هخخذه النسخخاء‪ ،‬فلخخن اوتخخى برجخخل نكخخح امخخرأة إلخخى أجخخل ال رجمتخخه‬
‫بالحجخخارة‪ .‬وفخخي سخخنن الخخبيهقي ج ‪ 7‬ص ‪ 206‬عخخن أبخخي نضخخرة مثخخل هخخذا‬
‫الحديث ولفظه‪ :‬قال‪ :‬قلت‪ :‬ان ابن الزبير ينهى عن المتعة ! وان ابن عباس‬
‫يأمر بهخخا ؟ ! فقخخال‪ - :‬يعنخخي جخخابر ‪ -‬علخخى يخخدى جخخرى الحخخديث تمتعنخخا مخخع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬ومع أبي بكر‪ ،‬فلما ولى عمر خطب النخخاس‬
‫فقال‪ :‬ان رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه هخخذا الرسخخول‪ ،‬وان القخخرآن هخخذا‬
‫القرآن‪ ،‬وانهما كانتا متعتان على عهد رسول ال وأنا أنهى عنهمخخا وأعخخاقب‬
‫عليهما‪ :‬أحدهما متعة النساء ول أقدر على رجل تزوج امرأة إلى أجخخل‪ ،‬ال‬
‫غيبته بالحجارة‪ .‬وكيف كان فقخد اسختفاض عنخه قخوله " متعتخان كانتخا علخى‬
‫عهد رسول ال أنا أحرمهما وأعاقب عليهما " كما تجده فخخي أحكخخام القخخرآن‬
‫للجصاص ج ‪ 1‬ص ‪ ،342‬الحيوان للجاحظ ج ‪ 4‬ص ‪ ،278‬البيان والتبيين‬
‫له ج ‪ 2‬ص ‪ ،282‬شرح النهخخج لبخخن أبخخي الحديخخد ج ‪ 1‬ص ‪) 182‬الخطبخخة‬
‫الشقشقية( وهكذا ج ‪ 12‬ص ‪) 251‬الخطبة ‪ (223‬وفيات العيخخان للقاضخخي‬
‫أحمد ابن خلكان ج ‪ 2‬ص ‪) 359‬ط ‪ -‬ايران ‪ -‬ترجمة يحيى بن اكثم( ونقلخخه‬
‫ارباب التفاسير عنخد قخوله تعخخالى " فمخخا اسختمتعتم بخه منهخخن " منهخم الفخخخر‬
‫الرازي في ج ‪ 10‬ص ‪ 50‬من تفسيره الكبير والطبرسي فخخي مجمخخع البيخخان‬
‫ج ‪ 3‬ص ‪ .33‬وفخي روايخة اخخرى وأرسخلها القوشخچى فخي أواخخر مبخاحث‬
‫المامخخة مخخن كتخخابه شخخرح التجريخخد ص ‪) 408‬ط ‪ -‬ايخخران ‪ :- (1301‬أيهخخا‬
‫الناس ثلث كن على عهد رسول ال وأنا أنهى عنهن وأحرمهخخن‪ ،‬وأعخخاقب‬
‫عليهخخن‪ :‬متعخخة الحخخج‪ ،‬ومتعخخة النسخخاء‪ ،‬وحخخي علخخى خيخخر العمخخل‪ .‬وان شخخئت‬
‫فراجع الدر المنثور ج ‪ 2‬ص ‪ ،141 - 139‬ترى فيها روايات كخخثيرة فخخي‬
‫ذلك‪.‬‬

‫]‪[30‬‬

‫من خالف فيها شرطا واحدا ظلم نفسه‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا سخخيدي قخخد أمرتمونخخا أن ل نتمتخخع‬
‫ببغية ول مشهورة بفسخخاد ول مجنونخخة وأن نخخدعو المتعخخة إلخخى الفاحشخخة‪ ،‬فخخان‬
‫أجابت فقد حرم الستمتاع بها‪ ،‬وأن نسأل أفارغخخة أم مشخخغولة ببعخخل أو حمخخل‬
‫أو بعخخدة ؟ فخخان شخخغلت بواحخخدة مخخن الثلث فل تحخخل‪ ،‬وإن خلخخت فيقخخول لهخخا‪:‬‬
‫متعيني نفسك على كتاب ال عزوجل وسنة نبيه صلى الخ عليخخه وآلخخه نكاحخخا‬
‫غير سفاح أجل معلوما باجرة معلومة وهي ساعة أو يوم أو يومخخان أو شخخهر‬
‫أو سنة أو ما دون ذلك أو أكثر‪ ،‬والجرة ما تراضيا عليه مخخن حلقخخة خخخاتم أو‬
‫شسع نعل أو شق تمرة إلى فوق ذلك من الدراهم والدنانير أو عرض ترضى‬
‫به‪ ،‬فان وهبت له حل له كالصداق الموهوب من النساء المزوجات الذين قال‬
‫ال تعالى فيهن‪ " :‬فإن طبن لكم عن شئ منه نفسخخا فكلخخوه هنيئا مخخريئا " )‪.(1‬‬
‫ثم يقول لها‪ :‬على أل ترثيني ول أرثك‪ ،‬وعلى أن الماء لي أضعه منك حيخخث‬
‫أشاء‪ ،‬وعليك الستبراء خمسة وأربعين يوما أو محيضخخا واحخخدا‪ ،‬فخإذا قخالت‪:‬‬
‫نعم أعدت القول ثانية وعقدت النكاح‪ ،‬فان أحببت وأحبت هي السخختزادة فخخي‬
‫الجل زدتما‪ ،‬وفيه ما رويناه )‪ (2‬فان كانت تفعل فعليها ما تولت من الخبار‬
‫عن نفسها ول‬

‫)‪ (1‬النساء‪ (2) .4 :‬يجوز الستزادة في المدة لكنه بعخخد انقضخخاء المخخدة أو بخخذلها بعقخخد‬
‫جديد وليس عليها عدة منه ففي الكخخافي ج ‪ 5‬ص ‪ 458‬عخخن أبخخان بخخن تغلخخب‬
‫قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬جعلت فداك الرجل يتزوج المرأة متعة‬
‫فيتزوجها على شهر ثم انها تقع في قلبه فيجخخب أن يكخخون شخخرطه أكخخثر مخخن‬
‫شهر‪ ،‬فهل يجوز أن يزيدها في أجرهخخا ويخخزداد فخخي اليخخام قبخخل أن تنقضخخي‬
‫أيامه الخختي شخخرط عليهخخا ؟ فقخخال‪ :‬ل‪ ،‬ل يجخخوز شخخرطان فخخي شخخرط ‪ -‬يعنخخي‬
‫أجلن في عقد ‪ -‬قلت‪ :‬فكيف يصنع ؟ قال‪ :‬يتصدق عليها بما بقى من اليخخام‬
‫ثم يستأنف شرطا جديدا‪ .‬نعم نقل العلمخخة فخخي المختلخخف جخخواز الزيخخادة فخخي‬
‫الجل والمهر قبل انقضاء المدة أيضا فراجع‪ .‬واعلم أن ما ذكره الكاتب في‬
‫هذا الفصل مروى بروايات أهل البيت عليهم السلم‪ ،‬تراها منبثة في كتخخاب‬
‫النكاح أبواب المتعة من الوسائل‪.‬‬

‫]‪[31‬‬

‫جناح عليك )‪ .(1‬وقول أمير المؤمنين عليه السلم‪ " :‬لعن ال ابن الخطاب فلخخوله مخخا‬
‫زنى إل شقي أو شقية )‪ (2‬لنه كخخان يكخخون للمسخخلمين غنخخاء فخخي المتعخخة عخخن‬
‫الزنا ثم تل " ومن الناس من يعجبك قوله في الحيوة الدنيا ويشهد ال على ما‬
‫في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سخخعى فخخي الرض ليفسخخد فيهخخا ويهلخخك‬
‫الحرث والنسل وال ل يحب الفساد " )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬يعني أنها ان كانت تفعل الزنا‪ ،‬لكنها قخخالت لخخك عنخخدما سخخألت عنهخخا‪ " :‬ل أفعخخل "‬
‫يكون الثم عليهخخا ل عليخك‪ ،‬فخان اخبخار النسخاء عخخن نفسخخها محكمخخة‪ ،‬وانهخا‬
‫مصخخدقة علخخى نفسخخها‪ (2) .‬كخخذا فخخي الصخخل المطبخخوع‪ ،‬ولعخخل الصخخحيح‪" :‬‬
‫الشخخقى وشخخقية " فخخان الزنخخى ل يكخخون ال بيخخن نفسخخين‪ :‬شخخقى وشخخقية‪ ،‬ل‬
‫أحخخدهما‪ .‬وأمخخا لفخخظ الحخخديث قخخال علخخي عليخخه السخخلم‪ " :‬لخخول أن عمخخر بخخن‬
‫الخطاب نهى عن المتعة ما زنى الشقى " تراه في الكخخافي ج ‪ 5‬ص ‪،448‬‬
‫تفسير الطبري ج ‪ 5‬ص ‪ ،13‬وتفسير الرازي ج ‪ 10‬ص ‪ ،50‬الدر المنثور‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ ،140‬مجمع البيان ج ‪ 3‬ص ‪ ،32‬أحكخخام القخخرآن للجصخخاص ج ‪2‬‬
‫ص ‪ 179‬شخخرح النهخخج ج ‪ 12‬ص ‪ 253‬نقل عخخن السخخيد المرتضخخى‪ .‬وقخخد‬
‫يروى الحديث " الشفى " بالفاء‪ ،‬قال الجزرى في النهايخخة فخخي حخخديث ابخخن‬
‫عباس‪ :‬ما كانت المتعة ال رحمة رحم ال بها امة محمد‪ ،‬لول نهيه ‪ -‬يعنخخي‬
‫ابن الخطاب ‪ -‬عنها ما احتاج إلخخى الزنخخا الشخخفى‪ ،‬أي قليل مخخن النخخاس مخخن‬
‫قخخولهم " غخخابت الشخخمس الشخخفى " اي ال قليل مخخن ضخوئها عنخد غروبهخا‪.‬‬
‫أقول‪ :‬هذا غير صخخحيح‪ ،‬بخخل هخخو تصخخحيف قطعخخا‪ ،‬فخخان قخخوله " مخخا زنخخى "‬
‫يحتاج إلى الفاعل وليس يصلح للفاعلية ال ما يدل عليه لفظ الشخخقى‪ .‬فتقخخدير‬
‫الكلم " ما زنى أحد أو ما احتاج إلى الزنا احد ال شقي " فاسخختثنى الرجخخل‬
‫الشقي من عموم قوله " أحد "‪ ،‬والقياس بقولهم " غابت الشمس ال شخخفي "‬
‫غيخخر صخخحيح فخخان فاعخخل " غخخابت " هخخو " الشخخمس " المخخذكور‪ ،‬فيكخخون‬
‫الستثناء من الغيبوبة‪ ،‬صحيحا ل غبار عليه‪ ،‬وفيمخخا نحخخن فيخخه ليخخس كخخذلك‬
‫فانه يصير المعنى " ما زنى أحد ال قليل " فيثبت الزنخخى لكخخل أحخخد لكخخن ل‬
‫بالكثير‪ ،‬بل في بعض الوقات‪ ،‬وهو خلف المراد قطعا‪ (3) .‬البقرة‪204 :‬‬
‫و ‪.205‬‬

‫]‪[32‬‬
‫ثم قال‪ :‬إن من عزل بنطفته عن زوجته فدية النطفة عشرة دنانير كفخخارة )‪ (1‬وإن مخخن‬
‫شرط المتعة أن ماء الرجل يضعه حيث يشاء من المتمتخخع بهخخا‪ ،‬فخخإذا وضخخعه‬
‫في الرحم فخلق منه ولد كان لحقا بأبيه‪ .‬ثم يقوم جدي علي بن الحسين وأبي‬
‫الباقر عليهما السلم فيشكوان إلى جدهما رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه مخخا‬
‫فعل بهما ثم أقوم أنا فأشكو إلى جدي رسول ال صلى ال عليه وآله مخخا فعخخل‬
‫المنصور بي‪ ،‬ثم يقوم ابني موسى فيشكو إلى جده رسول ال صلى ال عليخخه‬
‫وآله ما فعل به الرشيد‪ ،‬ثم يقوم علي بن موسى فيشخخكو إلخخى جخخده رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله ما فعل به المأمون‪ ،‬ثم يقوم محمخخد بخخن علخخي فيشخخكو إلخخى‬
‫جده رسول ال صلى ال عليه وآله ما فعل به المأمون ثم يقوم علي بن محمد‬
‫فيشكو إلى جده رسول ال صلى ال عليه وآله ما فعل بخخه المتوكخخل‪ ،‬ثخخم يقخخوم‬
‫الحسن بن علي فيشكو إلى جده رسول ال صلى ال خ عليخخه وآلخخه مخخا فعخخل بخخه‬
‫المعتز‪ .‬ثم يقوم المهدي سمى جخخدى رسخخول الخخ‪ ،‬وعليخخه قميخخص رسخخول الخ‬
‫مضرجا بدم رسول ال يوم شج جخبينه‪ ،‬وكسخرت ربخاعيته‪ ،‬والملئكخة تحفخه‬
‫حتى يقف بين يخدي جخده رسخول الخ صخلى الخ عليخخه وآلخخه فيقخخول‪ :‬يخخا جخداه‬
‫وصفتني ودللت علي‪ ،‬ونسبتني وسميتني وكنيتني‪ ،‬فجحدتني المة وتمخخردت‬
‫وقالت ما ولد ول كان‪ ،‬وأين هو ؟ ومتى كخخان وأيخخن يكخخون ؟ وقخخد مخخات ولخخم‬
‫يعقب‪ ،‬ولو كان صحيحا ما أخره ال تعالى إلى هذا الوقت المعلوم‪ ،‬فصخخبرت‬
‫محتسبا وقد أذن ال لي فيها باذنه يا جداه‪ .‬فيقول رسول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله‪ :‬الحمد ل الذي صدقنا وعخخده‪ ،‬وأورثنخخا الرض نتبخخوء مخخن الجنخخة حيخخث‬
‫نشاء فنعم أجر العاملين " )‪ (2‬ويقول " جاء نصر ال والفتح " وحق‬

‫قال السيد الطباطبائي في عروة الوثقى )‪ 628‬ط دار الكتب السلمية(‪ :‬والقوى عدم‬
‫وجوب دية النطفة عليه ‪ -‬اي مخن عخزل نطفتخه ‪ -‬وان قلنخا بالحرمخة‪ ،‬وقيخل‬
‫بوجوبها عليه للزوجة وهي عشرة دنانير للخخخبر الخخوارد فيمخخن افخخزع رجل‬
‫عن عرسه فعزل عنها الماء‪ ،‬من وجوب نصف خمس المائة عشرة دنخخانير‬
‫عليه‪ ،‬لكنه في غير ما نحن فيه ول وجه للقياس عليه مع أنه مخخع الفخخارق‪) .‬‬
‫‪ (2‬الزمر‪ .74 ،‬وبعده مأخوذ من أول سورة النصر‪.‬‬

‫]‪[33‬‬

‫قول ال سبحانه وتعالى " هو الذي أرسل رسخخوله بالهخخدى وديخخن الحخخق ليظهخخره علخخى‬
‫الدين كله ولو كره المشركون )‪ (1‬ويقرأ " إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفخخر لخخك‬
‫ال ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليخخك‪ ،‬ويهخخديك صخخراطا مسخختقيما‬
‫وينصرك ال نصرا عزيخخزا " )‪ .(2‬فقخخال المفضخخل يخخا مخخولي أي ذنخخب كخخان‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وآله ؟ فقال الصخخادق عليخخه السخخلم‪ :‬يخخا مفضخخل إن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬اللهم حملني ذنخخوب شخخيعة أخخخي وأولدي‬
‫الوصياء ما تقدم منها وما تأخر إلى يوم القيامخخة‪ ،‬ول تفضخخحني بيخخن النخخبيين‬
‫والمرسلين مخخن شخخيعتنا فحملخخه الخ إياهخخا وغفخخر جميعهخخا )‪ (3‬قخخال المفضخخل‪:‬‬
‫فبكيت بكاء طويل وقلت‪ :‬يا سيدي هذا بفضخخل الخ علينخخا فيكخخم قخخال الصخخادق‬
‫عليه السلم‪ :‬يا مفضل ما هو إل أنت وأمثالك بلى يخخا مفضخخل ل تحخخدث بهخخذا‬
‫الحديث أصحاب الرخص من شيعتنا فيتكلخخون علخخى هخخذا الفضخخل‪ ،‬ويخختركون‬
‫العمل فل يغني عنهم من ال شيئا لنا كمخخا قخال الخ تبخارك وتعخالى فينخا " ل‬
‫يشفعون إل لمن ارتضى وهم من خشخخيته مشخخفقون " )‪ .(4‬قخخال المفضخخل‪ :‬يخخا‬
‫مولي فقوله " ليظهره على الدين كله " ما كان رسول ال خ صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله ظهر على الدين كله ؟ قال‪ :‬يا مفضل لو كان رسول ال صلى ال خ عليخخه‬
‫وآله ظهخر علخى الخدين كلخه مخخا كخانت مجوسخخية ول يهوديخخة ول صخخابئية ول‬
‫نصرانية‪ ،‬ول فرقة ول خلف ول شك‬

‫)‪ (1‬براءة‪ ،34 :‬الصف‪ (2) .9 :‬الفتح‪ (3) .31 :‬هذا من عقخخائد الغلة‪ ،‬فخخانهم كخخانوا‬
‫يعتقدون أن كل من والى الئمة عليهم السلم جاز لهخخم تخخرك العبخخادة اتكخخال‬
‫على ذلك‪ ،‬وكخخان أصخخحابنا القخخدماء يمتحنخخون مخخن رمخخى بخالغلو فخخي أوقخخات‬
‫الصلة قال النجاشي ص ‪ 253‬في محمد بن أورمة أبو جعفخر القمخى ذكخره‬
‫القميون وغمزوا عليه ورموه بالغلو حتى دس عليخخه مخخن يفتخخك بخخه فوجخخدوه‬
‫يصلى من أول الليل إلى آخره فتوقفوا عنه‪ (4) .‬النبياء‪.28 :‬‬

‫]‪[34‬‬

‫ول شرك‪ ،‬ول عبدة أصنام‪ ،‬ول أوثان‪ ،‬ول اللت والعزى‪ ،‬ول عبدة الشمس والقمر‪،‬‬
‫ول النجوم‪ ،‬ول النار ول الحجارة‪ ،‬وإنما قوله " ليظهخخره علخخى الخخدين كلخخه "‬
‫في هذا اليوم وهخخذا المهخخدي وهخخذه الرجعخخة‪ ،‬وهخخو قخخوله " وقخخاتلوهم حخختى ل‬
‫تكون فتنة ويكون الدين كله ل " )‪ .(1‬فقال المفضل‪ :‬أشهد أنكم مخن علخم الخ‬
‫علمتم‪ ،‬وبسلطانه وبقدرته قخخدرتم وبحكمخخه نطقتخخم‪ ،‬وبخخأمره تعملخخون‪ .‬ثخخم قخخال‬
‫الصادق عليخه السخلم‪ :‬ثخم يعخود المهخدي عليخه السخلم إلخى الكوفخة‪ ،‬وتمطخر‬
‫السماء بها جرادا من ذهب‪ ،‬كما أمطخخره الخ فخخي بنخخي إسخخرائيل علخخى أيخخوب‪،‬‬
‫ويقسخخم علخخى أصخخحابه كنخخوز الرض مخخن تبرهخخا ولجينهخخا وجوهرهخخا‪ .‬قخخال‬
‫المفضل‪ :‬يا مولي من مات من شيعتكم وعليه دين لخوانه ولضداده كيخخف‬
‫يكون ؟ قال الصخخادق عليخخه السخخلم‪ :‬أول مخخا يبتخخدئ المهخخدي عليخخه السخخلم أن‬
‫ينادي في جميع العالم‪ :‬أل من له عند أحد من شيعتنا دين فليخخذكره حخختى يخخرد‬
‫الثومة والخردلة فضل عن القناطير المقنطرة من الخخذهب والفضخخة والملك‬
‫فيوفيه إياه‪ .‬قال المفضل‪ :‬يا مولي ثخخم مخخاذا يكخخون ؟ قخخال‪ :‬يخخأتي القخخائم عليخخه‬
‫السلم بعد أن يطأ شرق الرض وغربها‪ ،‬الكوفة ومسجدها‪ ،‬ويهخخدم المسخخجد‬
‫الذي بناه يزيد بن معاوية لعنه ال لما قتل الحسين بخخن علخخي عليخخه السخخلم‪ ،‬و‬
‫]هو[ مسجد ليس ل ملعون ملعخخون مخخن بنخخاه‪ .‬قخخال المفضخخل‪ :‬يخخا مخخولي فكخخم‬
‫تكون مدة ملكه عليه السلم ؟ فقال‪ :‬قال ال خ عزوجخخل " فمنهخخم شخخقي وسخخعيد‬
‫فأما الذين شخخقوا ففخخي النخخار لهخخم فيهخخا زفيخخر وشخخهيق خالخخدين فيهخخا مخخا دامخخت‬
‫السموات والرض إل ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد وأما الذين سخخعدوا‬
‫ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والرض إل مخخا شخخاء ربخخك عطخخاء‬
‫غير مجذوذ " )‪ (2‬والمجذوذ المقطوع أي عطاء غير مقطوع عنهم‪ ،‬بل هخخو‬
‫دائم أبدا‪ ،‬وملك‬

‫)‪ (1‬النفال‪ (2) .38 :‬هود‪.108 - 105 :‬‬

‫]‪[35‬‬

‫ل ينفخخد‪ ،‬وحكخم ل ينقطخع‪ ،‬وأمخخر ل يبطخخل إل باختيخار الخ ومشخيته وإرادتخه‪ ،‬الختي ل‬
‫يعلمها إل هو‪ ،‬ثم القيامة وما وصفه ال عزوجل فخخي كتخخابه‪ .‬والحمخخد لخ رب‬
‫العالمين وصلى ال على خير خلقه محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين وسلم‬
‫تسليما كثيرا كثيرا‪ .‬اقول‪ :‬روى الشيخ حسن بخخن سخخليمان فخخي كتخخاب منتخخخب‬
‫البصائر هذا الخبر هكذا‪ :‬حدثني الخ الرشيد محمخخد بخخن إبراهيخخم بخخن محسخخن‬
‫الطار آبادي أنه وجد بخط أبيه الرجل الصالح إبراهيم بن محسن هذا الحديث‬
‫التي ذكره‪ ،‬وأراني خطه وكتبته منه‪ ،‬وصورته‪ :‬الحسين بن حمدان‪ ،‬وسخخاق‬
‫الحديث كما مر إلى قوله لكخخأني أنظخخر إليهخخم علخخى الخخبراذين الشخخهب بأيخخديهم‬
‫الحراب‪ ،‬يتعاوون شوقا إلى الحرب كمخا تتعخخاوى الخخذئاب أميرهخم رجخل مخخن‬
‫بني تميم يقال له‪ :‬شعيب بن صالح‪ ،‬فيقبل الحسخخين عليخخه السخخلم فيهخخم وجهخخه‬
‫كدائرة القمر‪ ،‬يروع الناس جمال فيبقى على أثر الظلمة فيأخذ سيفه الصخخغير‬
‫والكبير‪ ،‬والعظيم والوضيع‪ .‬ثم يسير بتلك الرايخخات كلهخخا حخختى يخخرد الكوفخخة‪،‬‬
‫وقد جمع بها أكثر أهل الرض يجعلهخخا لخخه معقل‪ ،‬ثخخم يتصخخل بخخه وبأصخخحابه‬
‫خبر المهدي فيقولون له‪ :‬يخخا ابخخن رسخخول الخ مخخن هخخذا الخخذي نخخزل بسخخاحتنا ؟‬
‫فيقول الحسين عليه السلم‪ :‬اخرجوا بنا إليه حتى تنظروا من هو وما يريخخد ؟‬
‫وهو يعلم وال أنه المهدي عليه السلم وإنه ليعرفه‪ ،‬وإنه لم يرد بخخذلك المخخر‬
‫إل ال‪ ،‬فيخرج الحسين عليه السلم وبين يديه أربعة آلف رجل في أعنخخاقهم‬
‫المصاحف‪ ،‬وعليهم المسوح‪ ،‬مقلدين بسخخيوفهم‪ ،‬فيقبخخل الحسخخين عليخخه السخخلم‬
‫حتى ينزل بقرب المهدي عليه السلم فيقول‪ :‬سائلوا عن هذا الرجخخل مخخن هخخو‬
‫وماذا يريد ؟ فيخرج بعض اصحاب الحسين عليه السلم إلى عسكر المهخخدي‬
‫عليه السلم فيقول‪ :‬أيها العسكر الجائل من أنتم حيخخاكم ال خ ؟ ومخخن صخخاحبكم‬
‫هذا ؟ وماذا يريد ؟ فيقول أصحاب المهدي عليه السلم‪ :‬هذا مهدي آل محمخخد‬
‫عليه وعليهم السلم‪ ،‬ونحن أنصاره مخن الجخن والنخخس والملئكخة‪ .‬ثخم يقخول‬
‫الحسين عليه السلم‪ :‬خلوا بيني وبين هذا فيخخخرج إليخخه المهخخدي عليخخه السخخلم‬
‫فيقفان‬
‫]‪[36‬‬

‫بين العسكرين‪ ،‬فيقول الحسين عليه السلم‪ :‬إن كنت مهدي آل محمخخد صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله فأين هراوة جدي رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ ،‬وخخخاتمه‪ ،‬وبردتخخه‪،‬‬
‫ودرعه الفاضل‪ ،‬وعمامته السحاب وفرسه‪ ،‬ونخاقته العضخباء‪ ،‬وبغلتخه دلخدل‪،‬‬
‫وحمخخاره يعفخخور‪ ،‬ونجيبخخه الخخبراق‪ ،‬وتخخاجه والمصخخحف الخخذي جمعخخه أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم بغير تغييخر ول تبخديل ؟ فيحضخر لخه السخفط الخذي فيخه‬
‫جميع ما طلبه‪ .‬وقخخال أبخخو عبخخد الخ عليخخه السخخلم‪ :‬إنخخه كخخان كلخخه فخخي السخخفط‪،‬‬
‫وتركات جميع النخخبيين حخختى عصخخا آدم ونخخوح عليهمخخا السخخلم‪ ،‬وتركخخة هخخود‬
‫وصالح عليهما السلم‪ ،‬ومجموع إبراهيم عليه السخخلم وصخخاع يوسخخف عليخخه‬
‫السلم‪ ،‬ومكيال شعيب عليه السلم وميزانخخه‪ ،‬وعصخخى موسخخى عليخخه السخخلم‬
‫وتابوته الذي فيه بقية ما ترك آل موسى وآل هارون تحملخخه الملئكخخة‪ ،‬ودرع‬
‫داود عليه السلم وخاتمه‪ ،‬وخاتم سليمان عليه السلم وتاجه‪ ،‬ورحخخل عيسخخى‬
‫عليه السلم‪ ،‬وميراث النبيين والمرسلين فخخي ذلخخك السخخفط‪ .‬وعنخخد ذلخخك يقخخول‬
‫الحسين عليه السلم‪ :‬يا ابن رسول ال ! أسألك أن تغرس هراوة رسخخول ال خ‬
‫صلى ال عليه وآله في هذا الحجر الصلد وتسأل ال أن ينبتها فيخخه‪ ،‬ول يريخخد‬
‫بذلك إل أن يرى أصحابه فضل المهدي عليه السلم حتى يطيعخخوه ويبخخايعوه‪،‬‬
‫ويأخذ المهدي عليه السلم الهخخراوة فيغرسخخها فتنبخخت فتعلخخو وتفخخرع وتخخورق‪،‬‬
‫حتى تظل عسكر الحسين عليه السلم‪ .‬فيقول الحسين عليه السلم‪ :‬ال خ أكخخبر‬
‫يا ابن رسول ال‪ ،‬مد يدك حتى ابايعك فيبخخايعه الحسخخين عليخخه السخخلم وسخخائر‬
‫عسخخكره إل الربعخخة آلف مخخن أصخخحاب المصخخاحف والمسخخوح الشخخعر )‪(1‬‬
‫المعروفون بالزيدية فانهم يقولون‪ :‬مخا هخذا إل سخحر عظيخم‪ .‬أقخول‪ :‬ثخم سخاق‬
‫الحديث إلى قوله‪ :‬إن أنصفتم من أنفسكم وأنصفتموه نحوا مما مر ولخخم يخخذكر‬
‫بعده شيئا‪ .‬بيان‪ " :‬الهود " التوبة والرجوع إلى الحق‪ ،‬وصبا يصبو‪ :‬اي مال‬
‫وصبأ بالهمز أي خرج من دين إلى دين‪.‬‬

‫)‪ (1‬المسوح‪ :‬جمع مسح ‪ -‬بالكسر ‪ -‬ما يلبس من نسيج الشعر على البدن تقشفا وقهخخرا‬
‫للجسد‪ ،‬وكان فيما سبق ثوب الرهبان والمرتاضين السياحين‪.‬‬

‫]‪[37‬‬

‫واعلم أن تاريخ الولدة مخالف لمخخا مخخر والمشخخهور أن سخخر مخخن رأى بناهخخا المعتصخخم‬
‫ولعل المتوكل أتم بناءها وتعميرها فلذا نسبت إليه‪ ،‬وقال الفيروز آبادي‪ :‬سخخر‬
‫من مخخن رأى بضخخم السخخين والخخراء أي سخخرور وبفتحهمخخا وبفتخخح الول وضخخم‬
‫الثاني وسامرا ومده البحتري في الشعر أو كلهما لحن وسخاء مخن رأى بلخد‪،‬‬
‫لما شرع في بنائه المعتصم ثقل ذلك على عسكره فلما انتقل بهم إليها سر كل‬
‫منهم برؤيتها فلزمها هذا السم‪ .‬قوله‪ " :‬فبغير سخخنة القخخائم " لعخخل المعنخخى أن‬
‫الحسين عليه السلم كيف يظهر قبل القخخائم عليخخه السخخلم بغيخخر سخخنته فأجخخاب‬
‫عليه السلم بأن ظهوره بعد القائم إذ كل بيعة قبله ضللة‪ .‬قوله عليخخه السخخلم‬
‫" فهخخا أنخخا ذا آدم " يعنخخي فخخي علمخخه وفضخخله وأخلقخخه الخختي بهخخا تتبعخخونه‬
‫وتفضلونه‪ ،‬وشحب لونه كجمع ونصر وكرم وعني تغير‪ ،‬قوله عليخخه السخخلم‬
‫" ويلزمهما إياه " أقول‪ :‬العلة والسبب في إلخخزام مخخا تخخأخر عنهمخخا مخخن الثخخام‬
‫عليهما ظاهر‪ ،‬لنهما بمنع أمير المؤمنين عليه السلم عن حقخخه‪ ،‬ودفعخخه عخخن‬
‫مقامه‪ ،‬صارا سببين لختفاء سخائر الئمخخة ومغلخوبيتهم‪ ،‬وتسخخلط أئمخخة الجخخور‬
‫وغلبتهخخم إلخخى زمخخان القخخائم عليخخه السخخلم وصخخار ذلخخك سخخببا لكفخخر مخخن كفخخر‪،‬‬
‫وضلل من ضل‪ ،‬وفسق من فسق‪ ،‬لن المام مع اقتخخداره واسخختيلئه وبسخخط‬
‫يده يمنع من جميع ذلك‪ ،‬وعدم تمكن أميخخر المخخؤمنين صخخلوات الخ عليخخه مخخن‬
‫بعض تلك المور في أيام خلفته إنما كان لما أسساه من الظلم والجور‪ .‬وأما‬
‫ما تقدم عليهما‪ ،‬فلنهما كانا راضخخيين بفعخخل مخخن فعخخل مثخخل فعلهمخخا مخخن دفخخع‬
‫خلفاء الحق عن مقامهم‪ ،‬وما يترتب على ذلك من الفساد‪ ،‬ولخخو كانخخا منكريخخن‬
‫لذلك لم يفعل مثل فعلهم‪ ،‬وكل من رضي بفعل فهو كمن أتاه‪ ،‬كما دلت عليخخه‬
‫اليات الكثيرة‪ ،‬حيث نسب ال تعالى فعال آبخخاء اليهخخود إليهخخم‪ ،‬وذمهخخم عليهخخا‬
‫لرضاهم بها وغير ذلك‪ ،‬واستفاضت به أخبار الخاصة والعامة‪ .‬علخخى أنخخه ل‬
‫يبعد أن يكون لرواحهم الخبيثة مدخل في صدور تلك المور عخخن الشخخقياء‬
‫كما أن أرواح الطيبين من أهل بيت الرسالة‪ ،‬كانت مؤيدة للنبيخخاء والرسخخل‪،‬‬
‫معينة لهم في الخيرات‪ ،‬شفيعة لهم في رفع الكربات‪ ،‬كما مر في كتاب‬

‫]‪[38‬‬

‫المامة‪ .‬ومع صرف النظر عن جميع ذلك يمكن أن يأول بأن المراد إلزام مثخخل فعخخال‬
‫هؤلء الشقياء عليهما‪ ،‬وأنهما في الشقاوة مثل جميعهم لصخخدور مثخخل أفعخخال‬
‫الجميع عنهما‪ .‬قوله‪ :‬والمنادي من حول الضريح‪ .‬أي أجيبوا وانصروا أولد‬
‫الرسول صلى ال عليه وآله الملهخخوفين المنخخادين حخخول ضخخريح جخخدهم‪ .‬قخخوله‬
‫عليخخه السخخلم " والخخخاف " أي الجبخخل المطيخخف بالخخدنيا‪ ،‬ول يبعخخد أن يكخخون‬
‫تصحيف القاف‪ ،‬والجزل بالفتح ما عظم من الحطب ويبس‪ ،‬والركل الضرب‬
‫بالرجل وكذا الرفس‪ .‬قخخوله عليخخه السخخلم‪ " :‬لخخداعيها " أي للخخداعي فيهخخا إلخخى‬
‫الحق " ول يجاب مناديها " أي المستغيث فيهخخا‪ ،‬و " ل يخخخالف واليهخخا " أي‬
‫يطاع والي تلك الفتنة في كل مخا يريخخد والجحجخاح السخخيد قخوله‪ " :‬جوانبهخخا "‬
‫لعله بدل بعض‪ ،‬وكذا نظائره‪ .‬قوله عليه السخخلم‪ :‬قخخال الخ عزوجخخل " فمنهخخم‬
‫شقي وسعيد " لعله عليه السلم فسر قوله تعالى " إل ما شاء ربخخك " بزمخخان‬
‫الرجعة بأن يكون المراد بالجنة والنار‪ ،‬ما يكون في عالم الخخبرزخ‪ ،‬كمخخا ورد‬
‫في خبر آخر واستدل عليه السلم بها على أن هذا الزمخخان منخخوط بمشخخية الخ‬
‫كما قال تعالى‪ ،‬غير معلوم للخلخخق علخخى التعييخخن‪ ،‬وهخخذا أظهخخر الوجخخوه الخختي‬
‫ذكروها في تفسير هذه الية‪.‬‬
‫]‪[39‬‬

‫)‪) (29‬بخخاب الرجعخخة( ‪ - 1‬خخخص‪ :‬سخخعد‪ ،‬عخخن ابخخن عيسخخى وابخخن أبخخي الخطخخاب‪ ،‬عخخن‬
‫البزنطي‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن محمد بن مسلم قال‪ :‬سخخمعت حمخخران بخخن‬
‫أعين وأبا الخطاب يحدثان جميعا قبل أن يحدث أبو الخطخخاب مخخا أحخخدث )‪(1‬‬
‫أنهما سمعا أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬أول من تنشق الرض عنه ويرجع‬
‫إلى الدنيا‪ ،‬الحسين بخن علخي عليخه السخلم وإن الرجعخة ليسخت بعامخة‪ ،‬وهخي‬
‫خاصة ل يرجع إل من محض اليمان محضا أو محض الشرك محضا‪- 2 .‬‬
‫خص‪ :‬بهذا السناد‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن بكير بن أعين قال‪ :‬قال لي‪ :‬مخخن ل أشخخك‬
‫فيه يعني أبا جعفر عليخه السخلم أن رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه وعليخا‬
‫سيرجعان‪ - 3 .‬خص‪ :‬بهذا السناد‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن الفضيل‪ ،‬عن أبخخي جعفخخر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬ل تقولوا الجبت والطاغوت‪ ،‬ول تقولوا الرجعة‪ ،‬فخخان قخخالوا‬
‫لكم فانكم قد كنتم‬

‫)‪ (1‬هو محمد بن مقلس ‪ -‬أو مقلص ‪ -‬السدي الكخخوفي أبخخو إسخخماعيل يعخخرف بخخابن‬
‫أبي زينب البراد ‪ -‬كان يبيع البراد ‪ -‬مخخن أصخخحاب أبخخي عبخخد الخ الصخخادق‬
‫عليه السلم‪ ،‬كان مستقيم الطريقة‪ ،‬ثم انحرف وتحول غاليخخا فأحخخدث القخخول‬
‫بالوهية أبي عبد ال عليخخه السخخلم و أنخخه رسخخول منخخه‪ ،‬وقخخد كخخان يقخخول بخخأن‬
‫الئمة عليهم السلم أنبياء‪ ،‬يعرف أصحابه بالخطابية‪ .‬ومما أحدث أنه كخخان‬
‫يقول وقت فضيلة المغرب من بعد سقوط الشفق‪ ،‬والحال أن سخخقوط الشخخفق‬
‫آخر وقت الفضيلة باجماع المسلمين‪ ،‬ترى تفصيل ذلك في الوسخخائل أبخخواب‬
‫المواقيت باب ‪ .18‬لكنخخه قخخد روى أصخخحابنا عنخخه أحخخاديث كخخثيرة فخخي حخخال‬
‫استقامته‪ ،‬وهكذا قبلوا ما لم يختص بروايته في حال النحخخراف قخخال الشخخيخ‬
‫في المدة‪ " :‬فما يختخخص الغلة بروايتخخه‪ ،‬فخخان كخخانوا ممخخن عخخرف لهخخم حخخال‬
‫استقامة وحال غلو‪ ،‬عمل بما رووه في حال الستقامة‪ ،‬وترك ما رووه فخخي‬
‫حال غلوهم‪ ،‬ولجل ذلك عملت الطائفة بما رواه أبو الخطاب محمد بن أبي‬
‫زينب في حال استقامته "‪.‬‬

‫]‪[40‬‬

‫تقولون ذلك فقولوا‪ :‬أما اليوم فل نقول‪ ،‬فان رسول ال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه قخخد كخخان‬
‫يتألف الناس بالمائة ألف درهم ليكفوا عنه‪ ،‬فل تتخخألفونهم بخخالكلم ؟ بيخخان‪ :‬أي‬
‫ل تسموا الملعونين بهذين السمين أو ل تتعرضخخوا لهمخخا بخخوجه‪ - 4 .‬خخخص‪:‬‬
‫بهذا السناد عن حماد‪ ،‬عن زرارة قال‪ :‬سألت أبا عبد ال خ عليخخه السخخلم عخخن‬
‫هذه المور العظام من الرجعة وأشباهها فقال‪ :‬إن هذا الذي تسخخألون عنخخه لخخم‬
‫يجئ أوانه‪ ،‬وقد قال ال عزوجل‪ " :‬بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يخخأتهم‬
‫تأويله " )‪ - 5 .(1‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬وابن أبي الخطاب واليقطينخخي‬
‫وإبراهيم بن محمد جميعا‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن اذينة‪ ،‬عن محمخخد بخخن‬
‫الطيار‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم في قول ال عزوجل‪ " :‬ويوم نحشر من‬
‫كل أمة فوجا " )‪ (2‬فقال‪ :‬ليس أحد من المؤمنين قتل إل سيرجع حتى يمخخوت‬
‫ول أحد من المؤمنين مات إل سيرجع حتى يقتل‪ - 6 .‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫عيسى‪ ،‬عن الهوازي‪ ،‬عن حماد بن عيسى عن الحسخخين بخخن المختخخار‪ ،‬عخخن‬
‫أبي بصير قال‪ :‬قال لي أبو جعفر عليه السلم‪ :‬ينكر أهخخل العخخراق الرجعخخة ؟‬
‫قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أما يقرؤن القرآن " ويوم نحشر من كل أمة فوجخخا " )‪7 .(3‬‬
‫‪ -‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن الحسين بن عمر بخخن يزيخخد‬
‫عن عمر بن أبان‪ ،‬عن ابن بكير‪ ،‬عن أبي عبخخد الخ عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬كخخأني‬
‫بحمران بن أعين وميسر ابن عبد العزيز يخبطان الناس بأسيافهما بين الصفا‬
‫والمروة‪ - 8 .‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن عبخد الخ بخن المغيخرة‪،‬‬
‫عمن حدثه‪ ،‬عن جابر بن يزيد‪ ،‬عن أبي جعفر عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬سخخئل عخخن‬
‫قول ال عزوجل‪ " :‬ولئن قتلتخم فخخي سخبيل الخ أو متخخم " )‪ (4‬فقخال‪ :‬يخا جخابر‬
‫أتدري ما سبيل ال ؟ قلت‪ :‬ل وال إل إذا‬

‫)‪ (1‬يونس‪ (2) .39 :‬و )‪ (3‬النمل‪ (4) .83 :‬آل عمران‪.157 :‬‬

‫]‪[41‬‬

‫سمعت منك فقال‪ :‬القتل في سبيل علي عليه السلم وذريته‪ ،‬فمن قتخخل فخخي وليتخخه قتخخل‬
‫في سبيل ال‪ ،‬وليس أحد يؤمن بهذه اليخخة إل ولخخه قتلخخة وميتخخة‪ ،‬إنخخه مخخن قتخخل‬
‫ينشر حتى يموت‪ ،‬ومن مات ينشر حتى يقتل‪ .‬شى‪ :‬عن ابخخن المغيخخرة مثلخخه )‬
‫‪ .(1‬بيان‪ :‬لعل آخر الخبر تفسير لخر الية‪ ،‬وهو قوله‪ " :‬ولئن متخخم أو قتلتخخم‬
‫للى ال تحشرون " )‪ (2‬بأن يكون المراد بالحشر الرجعة )‪ - 9 .(3‬خخخص‪:‬‬
‫سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن ابن مسخخكان‪ ،‬عخخن فيخخض بخخن‬
‫أبي شيبة قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬وتل هذه الية " وإذ أخذ‬
‫ال ميثاق النبيين " )‪ (4‬الية قال‪ :‬ليؤمنن برسول ال خ صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫ولينصخخرن عليخخا أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم ]قلخخت‪ :‬ولينصخخرن أميخخر‬
‫المؤمنين ؟[ )‪ (5‬قال عليه السلم‪ :‬نعم وال من لدن آدم فهلم جرا‪ ،‬فلخخم يبعخخث‬
‫ال نبيا ول رسول إل رد جميعهم إلى الدنيا حتى يقخخاتلوا بيخخن يخخدي علخخي بخخن‬
‫أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬تفسخخير العياشخخي ج ‪ 1‬ص ؟ ‪ (2) .206‬آل عمخخران‪ (3) .158 :‬بخخل المخخراد أن‬
‫الترديد في قوله " لئن قتلتم في سخبيل الخ‪ ،‬أو متخم " ليخس باعتبخار التحليخل‬
‫إلى كل فرد‪ ،‬بمعنى أن بعضكم يقتل في سخخبيل الخخ‪ ،‬وبعضخخكم يمخخوت‪ ،‬كمخخا‬
‫فهمه العامة‪ ،‬بل باعتبار الحياتين‪ :‬ففي احداهما تقتلخخون فخخي سخخبيل ال خ ‪ -‬أو‬
‫في غير سبيل ال ‪ -‬وفي الخرى تموتون‪ ،‬وهي الرجعخخة‪ .‬ولمخخا كخخان القتخخل‬
‫في سبيل ال خاصا ببعض هذه المقتولين‪ ،‬كرر القول عامخخا فقخخال فخخي آخخخر‬
‫الية " ولئن متم أو قتلتم للى ال تحشرون "‪ ،‬وفي تقديم الموت على القتل‬
‫تارة وتأخيره اخرى دللة على أن هذه الرجعة ثابتة‪ ،‬فإذا قتل‪ ،‬رجخخع حخختى‬
‫يموت‪ ،‬وإذا مات رجع حتى يقتل فتدبر‪ (4) .‬آل عمران‪ (5) .81 :‬مخخا بيخخن‬
‫العلمتين ساقط من الصل المطبخخوع‪ ،‬أضخخفناه طبقخخا لتفسخخير العياشخخي ج ‪1‬‬
‫ص ‪ .181‬فراجع‪.‬‬

‫]‪[42‬‬

‫شي‪ :‬عن فيض بن أبي شيبة مثله‪ - 10 .‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عخخن ابخخن ]أبخخي[ الخطخخاب‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن سنان‪ ،‬عن عمار ابن مسروق‪ ،‬عن المنخل بن جميل‪ ،‬عن جابر بن‬
‫يزيد‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم في قول الخ عزوجخخل " يخخا أيهخخا المخخدثر قخخم‬
‫فأنذر " )‪ (1‬يعني بذلك محمدا صلى ال عليه وآله وقيامه فخخي الرجعخخة ينخخذر‬
‫فيها وقوله " إنها لحدى الكبر نذيرا " )‪ (2‬يعني محمدا صلى ال عليه وآلخخه‬
‫" نذيرا للبشر " في الرجعة وفي قوله " إنا أرسخخلناك كافخخة للنخخاس " )‪ (3‬فخخي‬
‫الرجعة‪ - 11 .‬خخص‪ :‬بهخخذا السخخناد‪ ،‬عخن أبخخي جعفخخر عليخه السخلم أن أميخخر‬
‫المؤمنين صلوات ال عليه كان يقول‪ :‬إن المدثر هو كائن عنخخد الرجعخخة فقخخال‬
‫له رجل‪ :‬يا أمير المؤمنين أحياة قبل القيامة ثم موت ؟ قال‪ :‬فقال له عند ذلك‪:‬‬
‫نعم وال لكفرة من الكفر بعخخد الرجعخخة أشخخد مخخن كفخخرات قبلهخخا‪ - 12 .‬خخخص‪:‬‬
‫سعد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن موسى بن سعدان‪ ،‬عن عبخخد ال خ بخخن القاسخخم‬
‫الحضرمي‪ ،‬عن عبد الكريم بن عمخرو الخثعمخي‪ ،‬قخال‪ :‬سخمعت أبخا عبخد الخ‬
‫عليه السلم يقول‪ :‬إن إبليس قال‪ " :‬أنظرني إلى يوم يبعثون " )‪ (4‬فخخأبى الخ‬
‫ذلك عليه " فقال إنك من المنظرين إلى يوم الخخوقت المعلخخوم " فخخإذا كخخان يخخوم‬
‫الوقت المعلوم‪ ،‬ظهر إبليس لعنه ال في جميع أشياعه منخخذ خلخخق الخ آدم إلخخى‬
‫يوم الوقت المعلوم وهي آخر كرة يكرها أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم فقلخخت‪:‬‬
‫وإنها لكرات ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬إنها لكرات وكرات ما من إمام فخخي قخخرن إل ويكخخر‬
‫معه البر والفاجر في دهره حتى يديل ال المؤمن ]من[ الكافر‪ .‬فإذا كان يخخوم‬
‫الوقت المعلوم كر أمير المؤمنين عليه السلم في أصخخحابه وجخخاء إبليخخس فخخي‬
‫أصحابه‪ ،‬ويكون ميقخخاتهم فخي أرض مخخن أراضخخي الفخرات يقخال لخخه‪ :‬الروحخخا‬
‫قريب‬

‫)‪ (1‬المدثر‪ 1 :‬و ‪ (2) .2‬المدثر‪ (3) .36 :‬يريد معنى قوله تعالى‪ " :‬وما أرسلناك ال‬
‫كافة للناس بشيرا ونذيرا " السبأ‪ 28 :‬ل لفظه‪ ،‬فانه ل توجد في القخخرآن آيخخة‬
‫بهذا اللفظ‪ (4) .‬العراف‪ 15 :‬و ‪.16‬‬
‫]‪[43‬‬

‫من كوفتكم‪ ،‬فيقتتلون قتال لم يقتتل مثله منذ خلق الخ عزوجخخل العخخالمين فكخخأني أنظخخر‬
‫إلى أصحاب علي أمير المؤمنين عليه السلم قد رجعوا إلى خلفهخخم القهقخخرى‬
‫مائة قدم وكأني أنظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم فخخي الفخخرات‪ .‬فعنخخد ذلخخك‬
‫يهبط الجبار عزوجل في ظلل من الغمام‪ ،‬والملئكخة‪ ،‬وقضخخي المخخر رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله أمامه بيده حربة من نور فإذا نظخخر إليخخه إبليخخس رجخخع‬
‫القهقرى ناكصا على عقخخبيه فيقولخخون لخخه أصخخحابه‪ :‬أيخخن تريخخد وقخخد ظفخخرت ؟‬
‫فيقول‪ :‬إني أرى ما لترون إني أخاف ال رب العالمين‪ ،‬فيلحقه النخخبي صخخلى‬
‫ال عليه وآله فيطعنه طعنة بين كتفيه‪ ،‬فيكون هلكخخه وهلك جميخخع أشخخياعه‪،‬‬
‫فعند ذلك يعبد ال عزوجل ول يشرك بخخه شخخيئا ويملخخك أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم أربعا وأربعين ألف سنة حتى يلد الرجل من شيعة علخخي عليخخه السخخلم‬
‫ألف ولد من صلبه ذكرا وعنخخد ذلخخك تظهخخر الجنتخخان المخخدهامتان عنخخد مسخخجد‬
‫الكوفة وما حوله له بما شاء ال‪ .‬بيان‪ :‬هبوط الجبار تعالى كنايخخة عخخن نخخزول‬
‫آيات عذابه وقد مضى تأويل الية المضمنة في هذا الخبر في كتخخاب التوحيخخد‬
‫)‪ (1‬وقد سبق الرواية عن الرضا عليه السلم هناك أنها هكذا نزلخخت " إل أن‬
‫يأتيهم ال بالملئكة في ظلل من الغمام " وعلى هذا يمكن أن يكون الواو فخخي‬
‫قوله " والملئكة " هنا زائدا من النساخ‪ - 13 .‬خص‪ :‬بهذا السناد‪ ،‬عن عبخخد‬
‫ال بن القاسم‪ ،‬عن الحسين بن أحمد المنقري‪ ،‬عن يونس بن ظبيان‪ ،‬عن أبخخي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامخخة الحسخخين‬
‫بن علي عليهما السلم‪ ،‬فأما يوم القيامة فانما هو بعث إلى الجنخخة وبعخخث إلخخى‬
‫النار‪ - 14 .‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن أيوب بن نوح والحسخخن بخخن علخخي بخخن عبخخد الخ‬
‫معا‪ ،‬عن العباس بن عامر‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن داود بن راشد‪ ،‬عن حمران‪ ،‬عخخن‬
‫أبي جعفر عليه السلم‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 3‬ص ‪ 319‬من الطبعة الحديثة‪ ،‬فنقل عن الطبرسخخي فخخي قخخوله تعخخالى "‬
‫هل ينظرون ال أن يأتيهم ال في ظلل من الغمام " البقخخرة‪ ،210 :‬أنخخه قخخال‪:‬‬
‫أي هل ينتظر هؤلء المكذبون بآيات الخ ال أن يخأتيهم أمخخر الخخ‪ ،‬أو عخذاب‬
‫ال‪ ،‬في ستر من السحاب وقيل معناه ما ينتظرون ال أن يأتيهم جلئل آيات‬
‫ال غير أنه ذكر نفسه تفخيما لليات‪.‬‬

‫]‪[44‬‬

‫قال‪ :‬إن أول من يرجع لجاركم الحسخخين عليخخه السخخلم فيملخخك حخختى تقخخع حاجبخخاه علخخى‬
‫عينيه من الكبر‪ .‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابن عيسخخى وابخخن عبخخد الجبخخار وأحمخخد بخخن‬
‫الحسن بن فضال جميعا‪ ،‬عن الحسن بن فضال‪ ،‬عخخن أبخخي المغخخراء )‪ (1‬عخخن‬
‫داود بن راشد مثله‪ - 15 .‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن أحمخخد بخخن محمخخد السخخياري‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بن عبد ال بن قبيصة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بعض رجخخاله‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم في قول ال عزوجل‪ " :‬يخخوم هخخم علخخى النخخار يفتنخخون " )‪ (2‬قخخال‬
‫يكسرون في الكرة كما يكسر الذهب حتى يرجع كل شئ إلى شبهه يعني إلخخى‬
‫حقيقته‪ .‬بيان‪ :‬لعله إشارة إلى ما مر في الخبار من المزج بيخخن الطينخختين‪ ،‬أو‬
‫المراد افتتانهم حتى يظهر حقائقهم‪ - 16 .‬خخخص‪ :‬سخخعد‪ ،‬عخخن اليقطينخخي‪ ،‬عخخن‬
‫القاسم‪ ،‬عن جده الحسن‪ ،‬عن أبي إبراهيخخم عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬قخخال‪ :‬لخخترجعن‬
‫نفوس ذهبت وليقتصن يوم يقوم ومن عذب يقتص بعخخذابه ومخخن أغيخخظ أغخخاظ‬
‫بغيظه ومن قتل اقتص بقتله‪ ،‬ويرد لهم أعداؤهم معهم‪ ،‬حتى يأخذوا بثخخأرهم‪،‬‬
‫ثم يعمرون بعدهم ثلثين شهرا ثم يموتون في ليلة واحدة قخخد أدركخخوا ثخخأرهم‪،‬‬
‫وشفوا أنفسهم‪ ،‬ويصير عدوهم إلخخى أشخخد النخخار عخخذابا‪ .‬ثخخم يوقفخخون بيخخن يخخدي‬
‫الجبار عزوجل فيؤخذ لهم بحقوقهم‪ - 17 .‬خص‪ :‬بهذا السناد عن الحسن بن‬
‫راشد‪ ،‬عن محمد بن عبد ال بن الحسين قال‪ :‬دخلت مع أبخخي علخخي أبخخي عبخخد‬
‫ال عليه السلم فجرى بينهما حديث فقال أبي لبي عبد ال عليخخه السخخلم‪ :‬مخخا‬
‫تقول في الكرة ؟ قال‪ :‬أقول فيها ما قال الخ عزوجخل وذلخك أن تفسخيرها )‪(3‬‬
‫صار إلى رسول ال قبل أن يأتي هذا الحرف بخمسة وعشرين ليلة قول ال‬

‫)‪ (1‬عنونه ابن داود في القسم الول وضبطه بالغين المعجمة والخخراء ممخخدود‪ ،‬مفتخخوح‬
‫الميخخم‪ ،‬واسخخمه حميخخد ‪ -‬بالتصخخغير ‪ -‬بخخن المثنخخى العجلخخى مخخولهم الكخخوفي‬
‫الصيرفي‪ ،‬من أصحاب أبي عبد ال وأبي الحسن عليهما السلم‪ .‬ثقة ثقخخة‪) .‬‬
‫‪ (2‬الذاريات‪ (3) .13 :‬يعني تفسير الكرة‪.‬‬

‫]‪[45‬‬

‫عزوجل " تلك إذا كرة خاسرة " )‪ (1‬إذا رجعوا إلى الدنيا‪ ،‬ولم يقضخخوا ذحخخولهم فقخخال‬
‫له أبي‪ :‬يقول ال عزوجل " فانما هي زجرة واحخخدة فخخإذا هخخم بالسخخاهرة " أي‬
‫شئ أراد بهذا ؟ فقال‪ :‬إذا انتقم منهم وباتت )‪ (2‬بقيخخة الرواح سخخاهرة ل تنخخام‬
‫ول تموت‪ .‬بيان‪ :‬الذحول جمع الذحل‪ ،‬وهو طلب الثخخأر‪ ،‬ولعخخل المعنخخى أنهخخم‬
‫إنما وصفوا هذه الكرة بالخاسرة‪ ،‬لنهم بعد أن قتلوا وعذبوا لم ينتخخه عخخذابهم‪،‬‬
‫بل عقوبات القيامة معدة لهم‪ ،‬أو أنهم ل يمكنهم تدارك ما يفعل بهم من أنواع‬
‫القتل والعقاب‪ .‬قوله عليه السخخلم‪ " :‬سخخاهرة " لعخخل التقخخدير فخخإذا هخخم بالحالخخة‬
‫الساهرة‪ ،‬على السناد المجخخازي أو فخخي جماعخخة سخخاهرة‪ .‬قخخال البيضخخاوي‪" :‬‬
‫قالوا‪ :‬تلك إذا كرة خاسرة " ذات خسران أو خاسر أصخخحابها‪ ،‬والمعنخخى أنهخخا‬
‫إن صحت فنحن إذا خاسرون لتكذيبنا بها‪ ،‬وهخخو اسخختهزاء منهخخم " فانمخا هخخي‬
‫زجخخرة واحخخدة " متعلخخق بمحخخذوف‪ ،‬أي ل تستصخخعبوها فمخخا هخخي إل صخخيحة‬
‫واحدة يعني النفخة الثانية " فخخإذا هخخم بالسخخاهرة " فخخإذا هخخم أحيخخاء علخخى وجخخه‬
‫الرض‪ ،‬بعخخد مخخا كخخانوا أمواتخخا فخخي بطنهخخا و " السخخاهرة " الرض البيضخخاء‬
‫المستوية سميت بذلك لن السراب يجري فيها‪ ،‬من قولهم عيخخن سخخاهرة للخختي‬
‫تجري ماؤها وفي ضدها نائمة أو لن سالكها يسخخهر خوفخخا وقيخخل اسخخم جهنخخم‬
‫انتهى‪ .‬أقول‪ :‬على تأويله عليه السلم قولهم " تلك إذا كرة خاسخخرة " كلمهخخم‬
‫في الرجعة على التحقيق ل في الحياة الولى علخخى السخختهزاء‪ - 18 .‬خخخص‪:‬‬
‫سعد‪ ،‬عن جماعة من أصحابنا‪ ،‬عن ابن أبخخي عثمخخان وإبراهيخخم ابخخن إسخخحاق‪،‬‬
‫عن محمد بن سليمان الديلمي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬سألت أبا عبخخد ال خ عليخخه السخخلم‬
‫عن قول ال عزوجل " وجعلكم أنبيخخاء وجعلكخخم ملوكخخا " )‪ (3‬فقخخال‪ :‬النبيخخاء‬
‫رسول ال‬

‫)‪ (1‬النازعات‪ (2) .14 - 12 :‬في الصل المطبوع‪ " :‬ماتت " وهو تصحيف ظاهر‪.‬‬
‫)‪ (3‬يريد معنى قوله‪ " :‬اذكروا نعمة ال عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكخخم‬
‫ملوكا " المائدة‪.20 :‬‬

‫]‪[46‬‬

‫وإبراهيم وإسماعيل وذريتخخه‪ ،‬والملخخوك الئمخخة عليهخخم السخخلم‪ .‬قخخال‪ :‬فقلخخت‪ :‬وأي ملخخك‬
‫أعطيتم ؟ فقال‪ :‬ملك الجنة‪ ،‬وملك الكرة‪ - 19 .‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابن عيسخخى‪،‬‬
‫عن الهوازي ومحمد البرقي‪ ،‬عن النضخخر عخن يحيخى الحلخخبي‪ ،‬عخخن المعلخخى‬
‫أبي عثمان‪ ،‬عن المعلى بن خنيس قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال عليه السخخلم‪ :‬أول‬
‫من يرجع إلى الدنيا‪ ،‬الحسين بن علي عليه السلم فيملك حتى يسخخقط حاجبخخاه‬
‫على عينيه من الكبر‪ ،‬قال‪ :‬فقال أبو عبد ال عليخه السخلم‪ :‬فخي قخول الخ عخز‬
‫وجل " إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد " )‪ (1‬قال‪ :‬نبيكم صخخلى‬
‫ال عليه وآله راجع إليكم‪ - 20 .‬خص‪ :‬من كتاب الواحدة روى عن محمد بن‬
‫الحسن بن عبد ال الطروش عن جعفر بن محمد البجلي‪ ،‬عن الخخبرقي‪ ،‬عخخن‬
‫ابن أبي نجران‪ ،‬عن عاصم بن حميد عن أبي جعفر الباقر عليه السخخلم قخخال‪:‬‬
‫قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إن ال تبارك وتعخخالى أحخخد واحخخد‪ ،‬تفخخرد فخخي‬
‫وحدانيته ثم تكلم بكلمة فصارت نورا ثم خلق من ذلك النور محمدا صلى الخ‬
‫عليه وآله وخلقني وذريتي ثم تكلم بكلمة فصارت روحا فأسكنه ال فخخي ذلخخك‬
‫النور‪ ،‬وأسكنه في أبداننا فنحن روح ال وكلماته‪ ،‬فبنا احتج علخخى خلقخخه‪ ،‬فمخخا‬
‫زلنا في ظلة خضراء‪ ،‬حيث ل شمس ول قمخخر ول ليخخل ول نهخخار‪ ،‬ول عيخخن‬
‫تطخخرف‪ ،‬نعبخخده ونقدسخخه ونسخخبحه‪ ،‬وذلخخك قبخخل أن يخلخخق الخلخخق وأخخخذ ميثخخاق‬
‫النبياء باليمخخان والنصخخرة لنخخا‪ ،‬وذلخخك قخخوله عزوجخخل " وإذ أخخخذ الخ ميثخخاق‬
‫النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جائكم رسول مصدق لما معكم لتخخؤمنن‬
‫به ولتنصرنه " )‪ (2‬يعنخخي لتخخؤمنن بمحمخخد صخخلى الخ عليخخه وآلخخه ولتنصخخرن‬
‫وصيه‪ ،‬وسينصرونه جميعا‪ .‬وإن ال أخذ ميثاقي مع ميثاق محمخخد صخخلى الخ‬
‫عليه وآله بالنصرة بعضنا لبعض‪ ،‬فقد نصخخرت محمخخدا وجاهخخدت بيخخن يخخديه‪،‬‬
‫وقتلت عدوه‪ ،‬ووفيت ل بما أخذ علي من الميثخخاق والعهخخد‪ ،‬والنصخخرة لمحمخخد‬
‫صلى ال عليه وآله ولم ينصرني أحد من أنبياء ال ورسله‪ ،‬وذلك لما قبضهم‬
‫ال إليه‪ ،‬وسوف ينصرونني‪ ،‬ويكون لي ما بين مشرقها إلى مغربها‬

‫)‪ (1‬القصص‪ (2) .85 :‬آل عمران‪(*) .81 :‬‬

‫]‪[47‬‬

‫وليبعثن ال أحياء من آدم إلى محمد صلى ال عليه وآلخخه كخخل نخخبي مرسخخل‪ ،‬يضخخربون‬
‫بين يدي بالسيف هام الموات والحياء والثقلين جميعخخا‪ .‬فيخخا عجبخخا وكيخخف ل‬
‫أعجب من أموات يبعثهم ال أحياء يلبون زمرة زمرة بالتلبية‪ :‬لبيخخك لبيخخك يخخا‬
‫داعخخي الخخ‪ ،‬قخخد تخللخخوا بسخخكك الكوفخخة‪ ،‬قخخد شخخهروا سخخيوفهم علخخى عخخواتقهم‬
‫ليضربون بها هام الكفرة‪ ،‬وجبابرتهم وأتباعهم من جبارة الولين والخريخخن‬
‫حتى ينجز ال مخا وعخدهم فخي قخوله عزوجخل " وعخد الخ الخذين آمنخوا منكخم‬
‫وعملوا الصخخالحات ليسخختخلفنهم فخخي الرض كمخخا اسخختخلف الخخذين مخخن قبلهخخم‬
‫وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنخخا يعبخخدونني‬
‫ل يشركون بي شيئا " )‪ (1‬أي يعبدونني آمنيخخن ل يخخافون أحخخدا مخن عبخادي‬
‫ليخس عنخدهم تقيخة‪ .‬وإن لخي الكخرة بعخد الكخرة‪ ،‬والرجعخة بعخد الرجعخة‪ ،‬وأنخا‬
‫صخخاحب الرجعخخات والكخخرات‪ ،‬وصخخاحب الصخخولت والنقمخخات‪ ،‬والخخدولت‬
‫العجيبات )‪ (2‬وأنا قرن من حديد‪ ،‬وأنا عبد ال وأخخخو رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه وآله‪ .‬أنخا أميخن الخ وخخازنه‪ ،‬وعيبخة سخره وحجخابه ووجهخه وصخراطه‬
‫وميزانه وأنا الحاشر إلى ال‪ ،‬وأنا كلمة ال التي يجمخخع بهخخا المفخخترق ويفخخرق‬
‫بها المجتمع‪ .‬وأنا أسماء الخ الحسخخنى‪ ،‬وأمثخخاله العليخخا‪ ،‬وآيخخاته الكخخبرى‪ ،‬وأنخخا‬
‫صاحب الجنة والنار‪ ،‬أسكن أهخخل الجنخخة الجنخة‪ ،‬وأسخخكن أهخخل ]النخخار[ النخخار‪،‬‬
‫وإلي تزويج أهل الجنة وإلي عذاب أهل النار‪ ،‬وإلي إياب الخلق جميعا‪ ،‬وأنخخا‬
‫الياب الذي يؤوب إليه كل شئ بعد القضاء‪ ،‬وإلي حساب الخلق جميعا‪ ،‬وأنا‬
‫صاحب‬

‫)‪ (1‬النخخور‪ (2) .55 :‬قخخوله عليخخه السخخلم " أنخخا صخخاحب الرجعخخات والكخخرات " أي‬
‫الرجعات إلى الدنيا والدولة‪ :‬الغلبة‪ ،‬أي أنا صاحب الغلبة علخخى أهخخل الغلبخخة‬
‫في الحروب‪ ،‬أو المعنى أنه كان دولة كل ذي دولة من النبيخخاء والوصخخياء‬
‫بسبب أنوارنا‪ ،‬أو كان غلبتهخم علخى العخادي بالتوسخل بنخا كمخا دلخت عليخه‬
‫الخبار الكثيرة‪ ،‬أو المعنى أن لي علم كل كرة‪ ،‬وعلم كل دولة‪ ،‬منه رحمخخه‬
‫ال‪.‬‬

‫]‪[48‬‬
‫الهبات‪ ،‬وأنا المؤذن على العراف‪ (1) ،‬وأنا بخخارز الشخخمس‪ ،‬أنخخا دابخخة الرض‪ ،‬وأنخخا‬
‫قسخخيم النخخار )‪ (2‬وأنخخا خخخازن الجنخخان وصخخاحب العخخراف )‪ .(3‬وأنخخا أميخخر‬
‫المخخؤمنين‪ ،‬ويعسخخوب المتقيخخن‪ ،‬وآيخخة السخخابقين‪ ،‬ولسخخان النخخاطقين‪ ،‬وخخخاتم‬
‫الوصيين‪ ،‬ووارث النبيين‪ ،‬وخليفخخة رب العخخالمين‪ ،‬وصخخراط ربخخي المسخختقيم‪،‬‬
‫وفسطاطه والحجة على أهل السماوات والرضين‪ ،‬ومخخا فيهمخخا ومخخا بينهمخخا‪،‬‬
‫وأنا الذي احتج ال به عليكم في ابتداء خلقكخم‪ ،‬وأنخا الشخاهد يخوم الخدين‪ ،‬وأنخا‬
‫الخخذي علمخخت علخخم المنايخخا والبليخخا والقضخخايا‪ ،‬وفصخخل الخطخخاب والنسخخاب‪،‬‬
‫واسخختحفظت آيخخات النخخبيين المسخختخفين المسخختحفظين‪ .‬وأنخخا صخخاحب العصخخا‬
‫والميسم )‪ ،(4‬وأنا الذي سخرت لي السحاب والرعد‬

‫)‪ (1‬روى الصدوق في المعاني ص ‪ 59‬باسناده عن جخخابر الجعفخخي‪ ،‬عخخن أبخخي جعفخخر‬
‫عليه السلم قال خطخخب أميخخر المخخؤمنين بالكوفخخة منصخخرفه مخخن النهخخروان ‪-‬‬
‫وذكر الخطبة إلى أن قخخال فيهخخا‪ :‬وأنخخا المخخؤذن فخخي الخخدنيا والخخخرة قخخال الخ‬
‫عزوجل " فأذن مؤذن بينهم أن لعنة ال علخخى الظخخالمين " أنخخا ذلخخك المخخؤذن‬
‫وقال " وأذان من ال ورسخخوله " فأنخا ذلخخك الذان‪ (2) .‬هخخذا هخو الصخخحيح‪،‬‬
‫وما يقوله المولدون‪ :‬هو قسيم النار والجنة‪ ،‬فمعنى غير ثابت في اللغة‪ ،‬فان‬
‫" قسيم " انما هو بمعنى مقاسم قال في الساس‪ " :‬وهو قسخخيمي‪ :‬مقاسخخمى‪،‬‬
‫وفي حديث علي عليه السلم‪ :‬أنا قسيم النخخار " يعنخخي أنخخه يقخخول للنخخار‪ :‬هخخذا‬
‫الكافر لك وهذا المؤمن لي‪ .‬لكن المولدين يطلقون القسيم ويريدون به معنى‬
‫مقسم‪ ،‬كما قخال شخاعرهم‪ :‬علخي حبخه جنخة * قسخيم النخار والجنخة * وصخي‬
‫المصطفى حقا * امام النس والجنة‪ (3) .‬اشارة إلخخى قخخوله تعخخالى " وعلخخى‬
‫العراف رجال يعرفون كل بسيماهم " فقد روى فخخي المجمخخع عخخن الحخخاكم‬
‫الحسكاني باسناده رفعه إلى الصبغ بن نباتخخة قخخال‪ :‬كنخخت جالسخخا عنخخد علخخي‬
‫عليه السلم فأتاه ابن الكواء فسأله عن هذه الية فقال‪ :‬ويحك يخخا بخخن الكخخواء‬
‫نحن نقف يوم القيامة بين الجنة والنار فمن نصرنا عرفناه بسخخيماه فأدخلنخخاه‬
‫الجنخخة‪ ،‬ومخخن أبغضخخنا عرفنخخاه بسخخيماه فأدخلنخخاه النخخار‪ (4) .‬اشخخارة إلخخى انخخه‬
‫صلوات ال عليه دابة الرض‪ ،‬وقخخد روى الطبرسخخي فخخي تفسخخيره ج ‪ 7‬ص‬
‫‪ 347‬والزمخشري في الكشاف ج ‪ 2‬ص ‪ 370‬عن حذيفة‪ ،‬عن النبي صخلى‬
‫ال =‬

‫]‪[49‬‬

‫والبرق‪ ،‬والظلم والنوار‪ ،‬والرياح والجبخخال والبحخخار‪ ،‬والنجخخوم والشخخمس والقمخخر أنخخا‬
‫القرن الحديد )‪ (1‬وأنا فاروق المة‪ ،‬وأنا الهادي وأنا الذي أحصيت كل شخخئ‬
‫عددا بعلم ال الذي أودعنيه‪ ،‬وبسره الذي أسخخره إلخخى محمخخد صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله وأسره النبي صلى الخ عليخخه وآلخه إلخي‪ ،‬وأنخا الخذي أنحلنخي ربخخي اسخخمه‬
‫وكلمته وحكمته وعلمه وفهمه‪ .‬يخخا معشخخر النخخاس اسخخألوني قبخخل أن تفقخخدوني‪،‬‬
‫اللهم إني اشهدك واستعديك عليهم ول حول ول قخخوة إل بخخال العلخخي العظيخخم‪،‬‬
‫والحمد ل متبعين أمره‪ .‬بيان‪ "] :‬وإذ أخذ ال " قال البيضاوي قيل إنخخه علخخى‬
‫ظاهره وإذا كان هذا حكم النبياء كان المم به أولى وقيل‪ :‬معنخخاه أنخخه تعخخالى‬
‫أخذ الميثاق من النبيين وأممهخخم واسخختغنى بخخذكرهم عخخن ذكخخر أممهخخم‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫إضافة الميثاق إلى النبيين إضافة إلى الفاعل والمعنى إذ أخذ ال الميثاق الذي‬
‫واثقه النبياء على أممهم‪ ،‬وقيل‪ :‬المخخراد أولد النخخبيين علخخى حخخذف المضخخاف‬
‫وهم بنو إسرائيل أو سماهم نبيين تهكما لنهم كانوا يقولون نحن أولى بالنبوة‬
‫من محمد لنا أهل الكتاب والنبيون كانوا منا انتهخخى‪ .‬وقخخال أكخخثر المفسخخرين‪:‬‬
‫النصرة البشارة للمم به ول يخفى بعخخده ومخخا فخخي الخخخبر هخخو ظخخاهر اليخخة[‪.‬‬
‫وقال الجزري‪ :‬في حديث عمرو السقف قخال‪ :‬أجخدك قرنخا قخال‪ :‬قخرن مخه ؟‬
‫قال‪ :‬قرن من حديد‪ ،‬القرن‪ :‬بفتح القاف الحصن‪ .‬أقخول‪ :‬قخد مخخر تفسخخير سخائر‬
‫أجزاء الخبر في كتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلم )‪.(2‬‬

‫= عليه وآله قال‪ " :‬دابة الرض طولهخخا سخختون ذراعخخا ل يخخدركها طخخالب‪ ،‬ول يفوتهخخا‬
‫هارب فتسم المؤمن بين عينيه وتكتب " مخخؤمن " وتسخخم الكخخافر بيخخن عينيخخه‬
‫وتكتب " كافر " ومعها عصا موسى وخخاتم سخليمان‪ ،‬فتجلخو وجخه المخؤمن‬
‫بالعصا وتختم أنف الكافر بالخاتم‪ ،‬حتى يقال‪ :‬يا مؤمن ويا كخخافر‪ (1) .‬شخخبه‬
‫عليه السلم نفسه بالحصن من الحديد لمناعته ورزانته وحمايته للخلق‪ ،‬منه‬
‫رحمه ال‪ (2) .‬راجع ج ‪ 39‬ص ‪ 353 - 335‬من الطبعة الحديثة‪ :‬باب ما‬
‫بين من مناقب نفسه القدسية‪.‬‬

‫]‪[50‬‬

‫‪ - 21‬شي‪ :‬عن صالح بن ميثم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر عن قول ال‪ " :‬وله أسلم من فخخي‬
‫السخموات والرض طوعخا وكرهخا " )‪ (1‬قخال‪ :‬ذلخك حيخن يقخول علخي عليخه‬
‫السلم أنا أولى الناس بهذه الية " وأقسموا بال جهد أيمانهم ل يبعث ال مخخن‬
‫يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس ل يعلمون " إلخخى قخخوله " كخخاذبين‬
‫" )‪ - 22 .(2‬لي‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عخخن ابخخن عيسخخى‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫الحكم عن عامر بن معقخخل‪ ،‬عخخن أبخخي حمخخزة الثمخخالي‪ ،‬عخخن أبخخي جعفخخر عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬قال لخخي‪ :‬يخا بخا حمخخزة ل تضخعوا عليخخا دون مخخا وضخعه الخ‪ ،‬ول‬
‫ترفعوا عليا فوق ما رفعه ال‪ ،‬كفى بعلي أن يقاتل أهل الكرة وأن يزوج أهخخل‬
‫الجنة‪ .‬ير‪ :‬ابن عيسخخى مثلخخه‪ .‬خخخص‪ :‬سخخعد‪ ،‬عخخن ابخخن عيسخخى‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫النعمان‪ ،‬عن عامر بن معقل مثله‪ - 23 .‬فس‪ :‬أبي‪ ،‬عن ابن أبي عميخخر‪ ،‬عخخن‬
‫ابن مسكان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما بعث ال خ نبيخخا مخخن لخخدن آدم‬
‫فهلم جرا إل ويرجع إلى الدنيا وينصر أمير المؤمنين عليه السلم وهو قوله‪:‬‬
‫" لتؤمنن به " )‪ (3‬يعني برسول ال صلى ال عليه وآله " ولتنصرن " أمير‬
‫المؤمنين‪ - 24 .‬فس‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إل ليخخؤمنن بخخه قبخخل مخخوته ويخخوم‬
‫القيمة يكون عليهم شهيدا " )‪ (4‬فانه روي أن رسول ال صلى ال عليه وآلخخه‬
‫إذا رجع آمن به الناس كلهم‪ .‬قال‪ :‬وحدثني أبي‪ ،‬عخخن القاسخخم بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن‬
‫سليمان بن داود المنقري عن أبي حمزة‪ ،‬عن شهر بن حوشب قخخال‪ :‬قخخال لخخي‬
‫الحجاج‪ :‬يا شهر ! آية في كتاب ال قد أعيتني فقلت‪ :‬أيها المير أية آية هي ؟‬
‫فقال‪ :‬قوله‪ " :‬وإن من أهل الكتاب إل ليؤمنن به قبل موته " وال لني لمخخر‬
‫باليهودي والنصراني فتضرب عنقه‪ ،‬ثم‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .83 :‬النحل‪ 38 :‬و ‪ 39‬والحديث في المصدر ج ‪ 1‬ص ‪) .183‬‬
‫‪ (3‬آل عمران‪ (4) .81 :‬النساء‪.158 :‬‬

‫]‪[51‬‬

‫أرمقه بعيني فما أراه يحرك شفتيه حتى يحمل‪ ،‬فقلت‪ :‬أصلح ال المير ليخس علخى مخا‬
‫تأولت‪ ،‬قال‪ :‬كيف هو ؟ قلت‪ :‬إن عيسى ينزل قبل يوم القيامخخة إلخخى الخخدنيا فل‬
‫يبقى أهل ملة يهودي ول غيره إل آمن به قبل موته‪ ،‬ويصلي خلف المهخخدي‪.‬‬
‫قال‪ :‬ويحك أنى لك هذا ؟ ومن أين جئت به ؟ فقلت‪ :‬حدثني به محمد بن علي‬
‫بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلم فقال‪ :‬جئت وال بها من عين‬
‫صافية‪ - 25 .‬فس‪ " :‬بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يخخأتهم تخخأويله " )‪(1‬‬
‫أي لم يأتهم تأويله " كذلك كذب الخخذين مخخن قبلهخخم " قخال‪ :‬نزلخخت فخخي الرجعخخة‬
‫كذبوا بها أي أنها ل تكون ثم قال " ومنهم من يؤمن به ومنهم من ل يؤمن به‬
‫وربك أعلم بالمفسدين "‪ - 26 .‬فس‪ " :‬ولو أن لكل نفخخس " ظلمخخت آل محمخخد‬
‫حقهم " ما في الرض جميعا لفتدت به " )‪ (2‬في ذلك الوقت يعني الرجعة‪.‬‬
‫‪ - 27‬فس‪ " :‬وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا " )‪ (3‬سئل المام أبو عبخخد ال خ‬
‫عليه السلم عن قوله " ويوم نحشر من كل أمخخة فوجخخا " )‪ (4‬قخخال‪ :‬مخخا يقخخول‬
‫الناس فيها ؟ قلت‪ :‬يقولون‪ :‬إنها في القيامة‪ ،‬فقال أبخخو عبخخد ال خ عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫أيحشر ال في القيامة من كل أمة فوجا ويترك الباقين ؟ إنما ذلك في الرجعخخة‬
‫فأما آية القيامة فهذه " وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا " إلخخى قخخوله " موعخخدا‬
‫"‪ - 28 .‬فس‪ :‬أحمد بخخن إدريخخس‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن عمخخر بخخن عبخخد‬
‫العزيز عن إبراهيم بن المستنير‪ ،‬عن معاوية بن عمار قخخال‪ :‬قلخخت لبخخي عبخخد‬
‫ال خ عليخخه السخخلم‪ :‬قخخول ال خ " إن لخخه معيشخخة ضخخنكا " )‪ (5‬قخخال‪ :‬هخخي وال خ‬
‫للنصاب‪ ،‬قال‪ :‬جعلت فداك قد رأيناهم دهرهم الطول في كفاية حتى مخخاتوا ؟‬
‫قال‪ :‬ذاك وال في الرجعة‪ ،‬يأكلون العذرة‪.‬‬

‫)‪ (1‬يونس‪ (2) .39 :‬يونس‪ (3) .54 :‬الكهف‪ (4) .48 .‬النمل‪ (5) .83 :‬طه‪.124 :‬‬
‫]‪[52‬‬

‫خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن أحمد بن محمد مثله‪ - 29 .‬فس‪ :‬قوله‪ " :‬وحرام على قريخخة أهلكناهخخا‬
‫أنهم ل يرجعون " )‪ (1‬فانه حدثني أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابخخن سخخنان‪،‬‬
‫عن أبي بصير ومحمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال وأبي جعفر عليهما السخخلم‬
‫قال‪ :‬كل قرية أهلك ال أهله بالعذاب ل يرجعون في الرجعة فهخخذه اليخخة مخخن‬
‫أعظم الدللة في الرجعة‪ ،‬لن أحدا من أهل السلم ل ينكخخر أن النخخاس كلهخخم‬
‫يرجعون إلى القيامة‪ ،‬من هلك ومن لم يهلك‪ ،‬فقوله‪ " :‬ل يرجعون " عني في‬
‫الرجعة‪ ،‬فأما إلى القيامة يرجعون حتى يدخلوا النخخار‪ .‬بيخخان‪ :‬قخخال الطبرسخخي‪:‬‬
‫اختلف في معناه على وجخخوه‪ :‬أحخخدها أن " ل " مزيخخدة والمعنخخى حخخرام علخخى‬
‫قرية مهلكة بالعقوبخخة أن يرجعخخوا إلخخى ]دار[ الخخدنيا‪ ،‬وقيخخل‪ :‬إن معنخخاه واجخخب‬
‫عليها أنها إذا اهلكت ل ترجع إلى دنياهخخا‪ ،‬قخخد جخخاء الحخخرام بمعنخخى الخخواجب‪،‬‬
‫وثانيها أن معناه حرام على قرية وجدناها هالكة بالذنوب أن يتقبل منهم عمل‬
‫لنهخخم ل يرجعخخون إلخخى التوبخخة‪ ،‬وثالثهخخا أن معنخخاه حخخرام أن ل يرجعخخوا بعخخد‬
‫الممات بل يرجعون أحياء للمجازات ثم ذكر رواية محمد بن مسلم )‪30 .(2‬‬
‫‪ -‬فس‪ :‬أبي‪ ،‬عن ابن أبي عميخخر‪ ،‬عخخن أبخخي بصخخير‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬انتهى رسول ال صلى ال عليخه وآلخه إلخى أميخر المخؤمنين عليخه‬
‫السلم وهخخو نخخائم فخخي المسخخجد قخخد جمخخع رمل ووضخخع رأسخخه عليخخه‪ ،‬فحركخخه‬
‫برجله‪ ،‬ثم قال‪ :‬قم يا دابة ال فقال رجل من أصحابه‪ :‬يخخا رسخخول ال خ أنسخخمي‬
‫بعضنا بعضا بهذا السم ؟ فقال‪ :‬ل وال ما هو إل له خاصة‪ ،‬وهو الدابة التي‬
‫ذكر ال فخخي كتخخابه " وإذا وقخخع القخخول عليهخخم أخرجنخخا لهخخم دابخخة مخخن الرض‬
‫تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا ل يوقنون " )‪ (3‬ثم قال‪ :‬يخخا علخخي إذا كخخان آخخخر‬
‫الزمان أخرجك ال في أحسن صورة‪ ،‬ومعخخك ميسخخم تسخخم بخخه أعخخداءك‪ .‬فقخخال‬
‫الرجل لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬إن العامة يقولون‪ :‬هذه الية إنما‬

‫)‪ (1‬النبياء‪ (2) .95 :‬نقله ملخصا راجع ج ‪ 7‬ص ‪ ،63‬من تفسير مجمع البيان‪(3) .‬‬
‫النمل‪ 82 :‬والحديث في المصدر ص ‪ 479‬و ‪.480‬‬

‫]‪[53‬‬

‫تكلمهم ؟ )‪ (1‬فقال أبو عبد ال‪ :‬كلمهم ال فخخي نخخار جهنخخم إنمخخا هخخو تكلمهخخم مخخن الكلم‬
‫والدليل على أن هذا في الرجعة قوله " ويوم نحشر من كخخل أمخخة فوجخخا ممخخن‬
‫يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاؤا قال أكخخذبتم بآيخخاتي ولخخم تحيطخخوا بهخخا‬
‫علما أما ذا كنتم تعملون " )‪ (2‬قخخال‪ :‬اليخخات أميخخر المخخؤمنين والئمخخة عليهخخم‬
‫السلم فقال الرجل لبي عبد الخ عليخخه السخخلم‪ :‬إن العامخة تزعخم أن قخوله‪" :‬‬
‫ويوم نحشر من كخل امخة فوجخا " عنخى فخي القيامخة فقخال أبخو عبخد الخ عليخه‬
‫السلم‪ :‬فيحشر ال يوم القيامة من كل أمة فوجخخا ويخخدع البخخاقين ل ولكنخخه فخخي‬
‫الرجعة وأما آية القيامة " وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا " )‪ .(3‬حدثني أبي‬
‫قال‪ :‬حدثني ابن أبي عمير‪ ،‬عن المفضل‪ ،‬عن أبي عبد الخ عليخخه السخخلم فخخي‬
‫قوله " ويوم نحشر من كل أمة فوجا " قال‪ :‬ليس أحخخد مخخن المخخؤمنين قتخخل إل‬
‫يرجع حتى يموت‪ ،‬ول يرجع إل من محض اليمان محضا أو محض الكفخخر‬
‫محضا‪ .‬قال أبخو عبخد الخ عليخه السخلم‪ :‬قخال رجخل لعمخار بخن ياسخر‪ :‬يخا أبخا‬
‫اليقظان آية في كتاب ال قد أفسدت قلبي وشككتني ؟ قال عمار‪ :‬وأية آية هخخي‬
‫؟ قال‪ :‬قول ال " وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة مخخن الرض تكلمهخخم‬
‫أن الناس كانوا بآياتنا ل يوقنون " )‪ (4‬الية فأية دابة هذه ؟ قال عمار‪ :‬والخخ‬
‫ما أجلس ول آكل ول أشرب حتى اريكها‪ .‬فجاء عمار مخخع الرجخخل إلخى أميخر‬
‫المؤمنين وهو يأكل تمرا وزبدا فقال‪ :‬يا أبا اليقظان هلم فجلخخس عمخخار وأقبخخل‬
‫يأكل معه‪ ،‬فتعجب الرجل منه‪ ،‬فلما قام عمار قال الرجل‪ :‬سخخبحان الخ يخخا أبخخا‬
‫اليقظان‪ ،‬حلفت أنك ل تأكل ول تشرب ول تجلس حتى ترينيها ؟ قال عمخخار‪:‬‬
‫قد أريتكها إن كنت تعقل‪ - 31 .‬فس‪ " :‬سيريكم آيخخاته فتعرفونهخخا " )‪ (5‬قخخال‪:‬‬
‫أمير المؤمنين والئمة عليهم السلم إذا رجعخخوا يعرفهخخم أعخخداؤهم إذا رأوهخخم‬
‫والدليل على أن اليات هم الئمة قول‬

‫)‪ (1‬يريد أنها من الكلم بمعنى الجرح‪ (2) .‬النمل‪ 83 :‬و ‪ (3) .84‬الكهخخف‪(4) .48 :‬‬
‫النمل‪ (5) :82 :‬النمل‪(*) .93 :‬‬

‫]‪[54‬‬

‫أمير المؤمنين صلوات الخ عليخخه " مخخا لخ آيخة أعظخم منخي " فخإذا رجعخوا إلخى الخدنيا‬
‫يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم في الدنيا‪ - 32 .‬فخخس‪ " :‬طسخخم تلخخك آيخخات الكتخخاب‬
‫المبين " ثم خاطب نبيه صلى ال عليه وآله فقال‪ " :‬نتلوا عليك " يخخا محمخخد "‬
‫من نبأ موسخخى وفرعخخون بخخالحق لقخخوم يؤمنخخون إن فرعخخون عل فخخي الرض‬
‫وجعل أهلها شخخيعا يستضخخعف طائفخخة ‪ -‬إلخخى قخخوله ‪ -‬يذبخخح أبنخخاءهم ويسخختحيي‬
‫نساءهم إنه كان من المفسدين " )‪ (1‬أخبر ال نبيه بما نال موسخخى وأصخخحابه‬
‫من فرعون من القتل والظلم‪ ،‬ليكون تعزية له فيما يصيبه فخخي أهخخل بيتخخه مخخن‬
‫امته‪ .‬ثم بشره بعد تعزيتخخه أنخخه يتفضخخل عليهخخم بعخخد ذلخك ويجعلهخم خلفخاء فخي‬
‫الرض وأئمة على امته‪ ،‬ويردهم إلى الدنيا مع أعدائهم حتى ينتصفوا منهخخم‪،‬‬
‫فقخخال‪ " :‬ونريخخد أن نمخخن علخخى الخخذين استضخخعفوا فخخي الرض ونجعلهخخم أئمخخة‬
‫ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الرض ونري فرعون وهامخخان وجنودهمخخا‬
‫" وهم الذين غصبوا آل محمد حقهم وقوله " منهخخم " أي مخخن آل محمخخد " مخخا‬
‫كانوا يحذرون " أي من القتل والعذاب‪ .‬ولو كانت هذه الية نزلت في موسى‬
‫وفرعون لقال ونري فرعون وهامان وجنودهما منخخه مخخا كخخانوا يحخخذرون أي‬
‫مخخن موسخخى ولخخم يقخخل منهخخم‪ .‬فلمخخا تقخخدم قخخوله " ونريخخد أن نمخخن علخخى الخخذين‬
‫استضعفوا في الرض ونجعلهم أئمة " علمنا أن المخاطبخخة للنخخبي صخخلى الخ‬
‫عليه وآله‪ ،‬وما وعد ال رسوله فانما يكخخون بعخخده والئمخخة يكونخخون مخخن ولخخده‬
‫وإنما ضخخرب الخ هخخذا المثخخل لهخخم فخخي موسخخى وبنخخي إسخخرائيل وفخخي أعخخدائهم‬
‫بفرعخخون وجنخخوده‪ .‬فقخخال‪ :‬إن فرعخخون قتخخل بنخخي إسخخرائيل وظلخخم‪ ،‬فخخأظفر الخ‬
‫موسى بفرعون وأصحابه حخختى أهلكهخخم الخخ‪ ،‬وكخخذلك أهخخل بيخخت رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله أصابهم من أعدائهم القتل والغصب‪ ،‬ثم يردهم الخ ويخخرد‬
‫أعداءهم إلى الدنيا حتى يقتلوهم‪ .‬وقد ضرب أمير المؤمنين صلوات ال عليه‬
‫في أعدائه مثل مثل ما ضربه ال لهم فخخي أعخخدائهم بفرعخخون وهامخخان‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫أيها الناس إن أول من بغى على ال عزوجل‬

‫)‪ (1‬القصص‪.6 - 1 :‬‬

‫]‪[55‬‬

‫على وجه الرض عناق بنت آدم عليه السلم )‪ (1‬خلق ال لها عشرين أصبعا في كل‬
‫أصبع منها ظفران طويلن كالمنجلين العظيمين وكخخان مجلسخخها فخخي الرض‬
‫موضع جريب فلما بغت بعث الخ لهخخا أسخخدا كالفيخخل‪ ،‬وذئبخخا كخخالبعير‪ ،‬ونسخخرا‬
‫كالحمار‪ ،‬وكان ذلك في الخلق الول فسلطهم ال عليها فقتلوها‪ ،‬أل وقخخد قتخخل‬
‫ال فرعون وهامان‪ ،‬وخسف بقارون‪ ،‬وإنما هذا مثل لعخخدائه الخخذين غصخخبوا‬
‫حقه فأهلكهم ال‪ .‬ثم قال علي صخخلوات الخ عليخخه علخخى أثخخر هخخذا المثخخل الخخذي‬
‫ضربه‪ :‬وقد كان لي حق حازه دوني من لم يكن له‪ ،‬ولم أكن اشركه فيخخه‪ ،‬ول‬
‫توبة له إل بكتخاب منخزل أو برسخول مرسخل‪ ،‬وأنخخى لخخه بالرسخالة بعخد محمخخد‬
‫صلى ال عليه وآله ول نبي بعد محمد‪ ،‬فأنى يتوب وهخخم فخخي بخخرزخ القيامخخة‪،‬‬
‫غرته الماني وغره بال الغرور‪ ،‬قد أشفى على جرف هخخار فانهخخار فخخي نخخار‬
‫جهنم وال ل يهدي القوم الظالمين‪ .‬وكذلك مثل القائم عليه السخخلم فخخي غيبتخخه‬
‫وهربه واستتاره‪ ،‬مثل موسى عليه السلم خائف مستتر إلى أن يأذن ال خ فخخي‬
‫خروجه‪ ،‬وطلب حقه وقتل أعدائه‪ ،‬في قوله " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلمخخوا‬
‫وأن ال على نصرهم لقدير الذين اخرجوا من ديارهم بغيخخر حخخق " )‪ (2‬وقخخد‬
‫ضرب بالحسين بن علي صلوات ال عليهما مثل فخي بنخي إسخرائيل بخادالتهم‬
‫من أعدائهم حيث قال علخخي بخخن الحسخخين عليهمخخا السخخلم لمنهخخال بخخن عمخخرو‪:‬‬
‫أصبحنا في قومنا مثل بني إسرائيل في آل فرعون يذبحون أبناءنا ويستحيون‬
‫نساءنا )‪ .(3‬بيان‪ :‬الخخخبر الخيخخر أوردنخخاه فخخي أحخخوال الحسخخين عليخخه السخخلم‬
‫وقوله " فلما تقدم " استدلل علخخى أن المخخراد بفرعخخون وهامخخان وجنخخوده أبخخو‬
‫بكر وعمر وأتباعهما لن ال تعالى ذكر سابقا عليه " ونريد أن نمن " وهخخذا‬
‫وعد وظاهره عدم تحقق الموعود بعد‪.‬‬
‫)‪ (1‬تخخرى مثخخل هخخذا الحخخديث فخخي اصخخول الكخخافي ج ‪ 2‬ص ‪ 327‬بخخاب البغخخي وصخخدر‬
‫الحديث‪ :‬أيها الناس أن البغي يقود أصحابه إلى النار وان أول من بغى على‬
‫ال الخ‪ (2) .‬الحج‪ (3) .39 :‬اشارة إلخخى قخخوله تعخالى فخي القصخخص‪ :4 :‬ان‬
‫فرعون عل في الرض وجعخخل أهلهخخا شخخيعا يستضخخعف طائفخخة منهخخم يذبخخح‬
‫أبناءهم ويستحيى نساءهم انه كان من المفسدين‪.‬‬

‫]‪[56‬‬

‫‪ - 33‬فس‪ :‬أبي‪ ،‬عن النضر‪ ،‬عن يحيى الحلبي‪ ،‬عن عبد الحميد الطائي عن أبي خالخخد‬
‫الكابلي‪ ،‬عن علي بخخن الحسخخين عليهمخخا السخخلم فخخي قخخوله‪ " :‬إن الخخذي فخخرض‬
‫عليك القرآن لرادك إلى معاد " )‪ (1‬قال‪ :‬يرجع إليكخخم نخخبيكم صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله‪ - 34 .‬فس‪ " :‬ولنذيقنهم من العخخذاب الدنخخى دون العخخذاب الكخخبر " )‪(2‬‬
‫قال‪ :‬العذاب الدنى عذاب الرجعة بالسيف‪ ،‬ومعنى قوله " لعلهم يرجعخخون "‬
‫أي يرجعون في الرجعة حتى يعذبوا‪ - 35 .‬فس‪ " :‬فإذا نخخزل بسخخاحتهم فسخخاء‬
‫صباح المنذرين " )‪ (3‬يعني العذاب إذا نزل ببنخخي أميخخة وأشخخياعهم فخخي آخخخر‬
‫الزمان‪ - 36 .‬فس‪ " :‬ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين " إلى قوله " من سخخبيل‬
‫" )‪ (4‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬ذلك فخخي الرجعخخة‪ .‬بيخخان‪ :‬أي أحخخد الحيخخائين‬
‫في الرجعة والخر في القيامخخة‪ ،‬وإحخخدى المخخاتتين فخخي الخخدنيا والخخخرى فخخي‬
‫الرجعخخة‪ ،‬وبعخخض المفسخخرين صخخححوا التثنيخخة بالحيخخاء فخخي القخخبر للسخخؤال‬
‫والماتة فيه‪ ،‬ومنهم من حمل الماتة الولى على خلقهم ميتين ككونهم نطفة‪.‬‬
‫‪ - 37‬فخخس‪ :‬قخخال علخخي بخخن إبراهيخخم فخخي قخخوله " ويريكخخم آيخخاته " يعنخخي أميخخر‬
‫المؤمنين والئمة صلوات ال عليهم في الرجعة " فإذا رأوهم قالوا آمنخخا بخخال‬
‫وحده وكفرنا بما كنا به مشركين " )‪ (5‬أي جحخخدنا بمخخا أشخخركناهم " فلخخم يخخك‬
‫ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة ال التي قد خلت فخخي عبخخاده وخسخخر هنالخخك‬
‫الكافرون "‪ - 38 .‬فس‪ " :‬وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعخخون " )‪(6‬‬
‫يعني فانهم يرجعون يعني الئمة إلى الدنيا‪.‬‬

‫)‪ (1‬القصص‪ (2) .85 :‬السجدة‪ (3) .21 :‬الصافات‪ (4) .177 :‬المؤمن‪(5) .11 :‬‬
‫المؤمن‪ 84 :‬و ‪ (6) .85‬الزخرف‪.28 :‬‬

‫]‪[57‬‬

‫‪ - 39‬فس‪ " :‬فارتقب " أي اصبر " يوم تأتي السماء بدخان مبين " )‪ (1‬قال‪ :‬ذلخخك إذا‬
‫خرجوا في الرجعة من القبر تغشى الناس كلهم الظلمة فيقولوا هذا عذاب أليم‬
‫" ربنخخا اكشخخف عنخخا العخخذاب إنخخا مؤمنخخون " فقخخال الخ ردا عليهخخم " أنخخى لهخخم‬
‫الذكرى " في ذلك اليوم " وقد جائهم رسول مبين " أي رسول قد بيخن لهخم "‬
‫ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنخخون "‪ .‬قخخال‪ :‬قخخالوا ذلخخك لمخخا نخخزل الخخوحي علخخى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله وأخذه الغشي فقالوا‪ :‬هو مجنون ثم قال‪ " :‬إنخخا‬
‫كاشفوا العذاب قليل إنكم عائدون " يعني إلخخى القيامخخة ولخخو كخخان قخخوله " يخخوم‬
‫تأتي السماء بدخان مبين " في القيامة‪ ،‬لخخم يقخخل إنكخخم عخخائدون لنخخه ليخخس بعخخد‬
‫الخرة والقيامة حالة يعودون إليها ثم قال‪ " :‬يخخوم نبطخخش البطشخخة الكخخبرى "‬
‫يعني في القيامخخة " إنخخا منتقمخخون "‪ .‬بيخخان‪ :‬قخخال الطبرسخخي ره إن رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله دعا على قومه لما كذبوه فقال‪ :‬اللهم سنينا كسخني يوسخف‬
‫)‪ (2‬فأجخخدبت الرض‪ ،‬فأصخخابت قريشخخا المجاعخخة وكخخان الرجخخل لمخخا بخخه مخخن‬
‫الجوع يرى بينه وبين السماء كالدخان‪ ،‬وأكلوا الميتة والعظام‪ ،‬ثخخم جخخاؤا إلخخى‬
‫النبي صلى ال عليه وآله فسأل ال لهم فكشف عنهم وقيل إن الدخان‬

‫)‪ (1‬الدخان‪ (2) .14 - 10 :‬ذكره الطبرسي في ج ‪ 8‬ص ‪ 62‬بهذا اللفظ‪ ،‬والصحيح‬
‫" اللهم سنين كسنى يوسف " وبعده " اللهم اشدد وطأتك على مضر " وقخخد‬
‫روى مثل ذلخخك فخخي الخخدر المنثخخور ج ‪ 6‬ص ‪ 28‬وهكخخذا رواه البخخخاري فخخي‬
‫صحيحه ج ‪ 3‬ص ‪ 183‬في تفسير سورة الدخان ولفظه " اللهم أعنى عليهم‬
‫بسبع كسبع يوسف " ورواه أبو داود في سننه ج ‪ 1‬ص ‪ 333‬بخخاب القنخخوت‬
‫في الصلة و لفظه‪ " :‬اللهم اشدد وطأتك على مضخخر‪ ،‬اللهخخم اجعلهخخا عليهخخم‬
‫سخخنين كسخخنى يوسخف "‪ .‬وكيخف كخان الحخخديث متفخخق عليخخه كمخا فخخي مشخكاة‬
‫المصخخابيح ص ‪ ،113‬ولكخخن يبقخخى شخخئ وهخخو أن مكخخة واد غيخخر ذي زرع‪،‬‬
‫وانما قريش أهل تجارة‪ :‬رحلة الشختاء والصخخيف‪ ،‬فكيخف يتصخور فيهخم أنخه‬
‫أجخخدبت الرض‪ ،‬ال أن يجخخدب أراضخخي متجرهخخم وهخخي الشخخام واليمخخن‬
‫والطائف بدعائه صلوات ال على قريش ! فتدبر‪.‬‬

‫]‪[58‬‬

‫من أشراط الساعة تدخل في مسامع الكفار والمنافقين‪ ،‬وهو لخخم يخخأت بعخخد‪ ،‬وإنخخه يخخأتي‬
‫قبل قيام السخخاعة‪ ،‬فيخخدخل أسخخماعهم حخختى أن رؤسخخهم تكخخون كخخالرأس الحنيخخذ‬
‫ويصيب المؤمن منه مثل الزكمة‪ ،‬وتكون الرض كلها كبيت اوقد فيه‪ ،‬ليخخس‬
‫فيه خصاص‪ ،‬ويمكث ذلك أربعين يوما‪ - 40 .‬فس‪ :‬قال علي بن إبراهيم فخخي‬
‫قوله " يوم تشقق الرض عنهم سراعا " )‪ (1‬قال‪ :‬في الرجعة‪ - 41 .‬فس‪" :‬‬
‫حتى إذا رأوا ما يوعدون " )‪ (2‬قال‪ :‬القائم وأمير المؤمنين عليه السخخلم فخخي‬
‫الرجعة " فسيعلمون من أضعف ناصخخرا وأقخخل عخخددا " قخخال‪ :‬هخخو قخخول أميخخر‬
‫المؤمنين لزفر‪ :‬وال يا ابن صهاك لول عهد من رسول ال خ وكتخخاب مخخن الخ‬
‫سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا وأقل عددا قال‪ :‬فلما أخخخبرهم رسخخول الخ مخخا‬
‫يكون من الرجعة قالوا‪ :‬متى يكخون هخذا ؟ قخال الخ قخل يخا محمخد " إن أدري‬
‫أقريب ما توعدون أم يجعل له ربخي أمخدا " وقخوله " عخالم الغيخب فل يظهخر‬
‫على غيبه أحدا إل من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفخخه‬
‫رصدا " قال‪ :‬يخبر ال رسوله الذي يرتضيه بما كان قبله من الخبخخار‪ ،‬ومخخا‬
‫يكون بعده من أخبار القائم عليه السلم‪ :‬والرجعه والقيامة‪ - 42 .‬فس‪ :‬جعفر‬
‫بن أحمد‪ ،‬عن عبيدال بن موسى‪ ،‬عن الحسن بن علخخي بخخن أبخخي حمخخزة‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن أبي بصير في قوله " فما له من قوة ول ناصخخر " )‪ (3‬قخخال‪ :‬مخخا لخخه‬
‫قوة يقوى بها على خالقه‪ ،‬ول ناصر من ال ينصره إن أراد به سخخوءا‪ ،‬قلخخت‪:‬‬
‫إنهم يكيدون كيدا " قال‪ :‬كادوا رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه وكخخادوا عليخخا‬
‫عليه السلم وكادوا فاطمة عليها السلم فقال ال يا محمد " إنهم يكيدون كيخخدا‬
‫وأكيد كيدا فمهل الكافرين " يا محمد " أمهلهم رويدا " لوقد بعث القائم عليخخه‬
‫السلم فينتقم لي من الجبارين والطواغيت من قريش‬

‫)‪ (1‬ق‪ (2) .44 :‬الجن‪ (3) .27 - 24 :‬الطارق‪ 10 :‬وبعده‪.17 - 15 :‬‬

‫]‪[59‬‬

‫وبني امية وسائر الناس‪ - 43 .‬فس‪ :‬بالسناد المتقدم‪ ،‬عن أبخي بصخير‪ ،‬عخن أبخي عبخد‬
‫ال عليه السلم في قوله " وللخرة خيخخر لخخك مخخن الولخخى " )‪ (1‬قخخال‪ :‬يعنخخي‬
‫الكرة هي الخرة للنبي صلى ال عليخخه وآلخخه قلخخت‪ :‬قخخوله " ولسخخوف يعطيخخك‬
‫ربك فترضى " قخخال‪ :‬يعطيخخك مخخن الجنخخة فترضخخى‪ - 44 .‬كنخخز‪ :‬روى الشخخيخ‬
‫الطوسي بإسناده عن الفضل بن شاذان يرفعه إلخخى بريخخدة السخخلمي قخال‪ :‬قخال‬
‫رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه لعلخخي‪ :‬يخخا علخخي إن الخ أشخخهدك معخخي سخخبعة‬
‫مواطن وساق الحديث إلى أن قال‪ :‬والموطن السخخابع أنخخا نبقخخى حيخخن ل يبقخخى‬
‫أحد وهلك الحزاب بأيدينا‪ - 45 .‬ن‪ :‬تميم القريشخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن أحمخخد‬
‫النصاري‪ ،‬عن الحسن بن الجهم‪ ،‬قال‪ :‬قال المأمون للرضا عليه السخخلم‪ :‬يخخا‬
‫أبا الحسن ما تقول في الرجعة‪ ،‬فقال عليخه السخلم‪ :‬إنهخا الحخق قخد كخانت فخي‬
‫المم السالفة ونطق بها القرآن‪ ،‬وقخد قخخال رسخول الخ صخلى الخ عليخخه وآلخه‪:‬‬
‫يكون في هذه المة كل ما كان في المم السخخالفة حخخذو النعخخل بالنعخخل‪ ،‬والقخخذة‬
‫بالقذة‪ ،‬وقال صلى ال عليه وآله إذا خرج المهدي من ولدي نخخزل عيسخخى بخخن‬
‫مريم عليهما السلم فصلى خلفه‪ ،‬وقال صلى ال عليه وآلخخه‪ :‬إن السخخلم بخخدا‬
‫غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول ال ثم يكون ماذا ؟ قال‪:‬‬
‫ثم يرجع الحق إلى أهله الخبر‪ - 46 .‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سخخعد‪ ،‬عخخن الخخبرقي‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن علي الكوفي‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن فخخراس‪ ،‬عخخن الشخخعبي قخال‪ :‬قخال ابخخن‬
‫الكوا لعلي صخخلى الخ عليخخه‪ :‬يخخا أميخخر المخخؤمنين أرأيخخت قولخخك " العجخخب كخخل‬
‫العجب بين جمادى ورجب " قال‪ :‬ويحك يا أعور ! هو جمع أشخختات‪ ،‬ونشخخر‬
‫أموات‪ ،‬وحصد نبات‪ ،‬وهنات بعد هنات‪ ،‬مهلكات مبيرات لست أنخخا ول أنخخت‬
‫هناك‪ - 47 .‬مع‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن أحمد بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن عثمخخان‬
‫بن عيسى عن صالح بن ميثم‪ ،‬عن عباية السدي قال‪ :‬سمعت أمير المؤمنين‬
‫صلى ال عليه وآله‬
‫)‪ (1‬الضحى‪ 4 :‬و ‪.5‬‬

‫]‪[60‬‬

‫وهو مشنكى )‪ (1‬وأنا قائم عليه‪ ،‬لبنين بمصر منبرا‪ ،‬ولنقضن دمشق حجرا حجخخرا‪،‬‬
‫ولخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب ولسوقن العخخرب بعصخخاي‬
‫هذه‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنخخك تحيخخى بعخخد مخخا تمخخوت ؟‬
‫فقال‪ :‬هيهات يا عباية ذهبت في غير مذهب يفعله رجل منخخي‪ .‬قخخال الصخخدوق‬
‫رضي ال عنه‪ :‬إن أمير المؤمنين عليه السلم اتقخخى عبايخخة السخخدي فخخي هخخذا‬
‫الحديث واتقى ابن الكوا في الحديث الول لنهما كانا غير محتملين لسخخرار‬
‫آل محمد صلى ال عليه وآله‪ - 48 .‬كنز‪ :‬محمد بن العباس‪ ،‬عن علي بن عبد‬
‫ال‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬عن محمد بن صالح بن مسعود‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫الجخخارود‪ ،‬عمخخن سخخمع عليخخا عليخخه السخخلم يقخخول‪ " :‬العجخخب كخخل العجخخب بيخخن‬
‫جمادي ورجب " فقام رجل فقال‪ :‬يا أمير المخخؤمنين مخخا هخخذا العجخخب الخخذي ل‬
‫تزال تعجب منه‪ ،‬فقال‪ :‬ثكلتك امك وأي عجب أعجب مخخن أمخخوات يضخخربون‬
‫كل عدو ل ولرسوله ولهل بيتخخه‪ ،‬وذلخخك تأويخخل هخخذه اليخخة‪ " :‬يخخا أيهخخا الخخذين‬
‫آمنوا ل تتولوا قوما غضب ال عليهم قد يئسوا مخخن الخخخرة كمخخا يئس الكفخخار‬
‫من أصخخحاب القبخخور " )‪ (2‬فخخإذا اشخختد القتخخل‪ ،‬قلتخخم‪ :‬مخخات أو هلخخك أو أي واد‬
‫سلك‪ ،‬وذلك تأويل هذه الية " ثم رددنا لكخخم الكخخرة عليهخخم وأمخخددناكم بخخأموال‬
‫وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا )‪ - 49 .(3‬فس‪ :‬أبي‪ ،‬عن ابخخن أبخخي عميخخر‪ ،‬عخخن‬
‫حماد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قخخال‪ :‬مخخا يقخخول النخخاس فخخي هخخذه اليخخة‪" :‬‬
‫ويوم نحشر من كل امة فوجا " )‪ (4‬قلت‪ :‬يقولون إنها في القيامة‪ ،‬قال‪ :‬ليخخس‬
‫كما يقولون‪ ،‬إن ذلك في الرجعة أيحشر الخ يخخوم القيامخخة مخخن كخخل أمخخة فوجخخا‬
‫ويدع الباقين ؟ إنما آية القيامة قوله " وحشرناهم فلم‬

‫)‪ (1‬في المصخخدر المطبخخوع ص ‪ " 406‬مسخخجل " وجعخخل " مشخختمل " و " مشخختكى "‬
‫بدل في الهامش‪ ،‬ولعل الصحيح " متكئ " من التكاء‪ ،‬بقرينة قوله بعده‪" :‬‬
‫وأنا قائم عليه "‪ (2) .‬الممتحنة‪ (3) .13 :‬أسرى‪ (4) .6 :‬النمل‪.83 :‬‬

‫]‪[61‬‬

‫نغادر منهم أحدا )‪ .(1‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬وممخخا يخخدل علخخى الرجعخخة قخخوله " وحخخرام‬
‫على قرية أهلكناها أنهم ل يرجعون " )‪ (2‬فقخخال الصخخادق عليخخه السخخلم‪ :‬كخخل‬
‫قريخخة أهلخخك ال خ أهلهخخا بالعخخذاب ل يرجعخخون فخخي الرجعخخة فأمخخا إلخخى القيامخخة‬
‫فيرجعون‪ ،‬ومن محض اليمان محضخخا وغيرهخخم ممخخن لخخم يهلكخخوا بالعخخذاب‪،‬‬
‫ومحضوا الكفر محضا يرجعون‪ - 50 .‬فس‪ :‬أبي‪ ،‬عن ابخن أبخي عميخر‪ ،‬عخن‬
‫عبد ال بن مسكان‪ ،‬عن أبي عبخخد الخ عليخخه السخخلم فخخي قخخوله " وإذ أخخخذ الخ‬
‫ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لمخخا معكخخم‬
‫لتؤمنن به ولتنصرنه " )‪ (3‬قال‪ :‬ما بعث ال نبيا من لدن آدم إل ويرجع إلخخى‬
‫الدنيا فينصر أمير المؤمنين‪ ،‬وقوله‪ " :‬لتؤمنن به " يعنخخي رسخخول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه وآله‪ " ،‬ولتنصرنه " يعني أمير المؤمنين عليه السلم‪ .‬قال علي بخخن‬
‫إبراهيم‪ :‬ومثله كثير مما وعخخد الخ تعخخالى الئمخخة عليهخخم السخخلم مخخن الرجعخخة‬
‫والنصر‪ ،‬فقال " وعخخد الخ الخخذين آمنخخوا منكخخم " يخخا معشخخر الئمخخة " وعملخخوا‬
‫الصخخالحات " )‪ (4‬إلخخى قخخوله " ل يشخخركون بخخي شخخيئا " فهخخذه ممخخا يكخخون إذا‬
‫رجعوا إلى الدنيا‪ ،‬وقوله‪ " :‬ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الرض‬
‫ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الرض " فهذا كله مما يكون‬
‫في الرجعة )‪ - 51 .(5‬فس‪ :‬أبي‪ ،‬عن أحمد بن النضر‪ ،‬عن عمرو بن شخخمر‬
‫قال‪ :‬ذكر عند أبي جعفر عليه السلم جابر فقال‪ :‬رحم ال جابرا لقخخد بلخخغ مخخن‬
‫علمه أنه كان يعرف تأويل هذه الية " إن الذي فرض عليخخك القخخرآن لخخرادك‬
‫إلى معاد " )‪ (6‬يعني الرجعة‪ - 52 .‬يج‪ :‬سهل بخن زيخاد‪ ،‬عخن ابخن محبخوب‪،‬‬
‫عن ابن فضيل‪ ،‬عن سعد الجلب عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫قال الحسين عليه السلم لصحابه قبل أن يقتل‪ :‬إن رسول ال قال لي‪ :‬يا بني‬
‫إنك ستساق إلى العراق‪ ،‬وهي أرض قد التقى بها النبيون‬

‫)‪ (1‬الكهخخف‪ (2) .48 :‬النبيخخاء‪ (3) .95 :‬آل عمخخران ‪ (4) .81‬النخخور‪(5) 55 :‬‬
‫القصص‪ (6) .5 :‬القصص‪(*) .85 :‬‬

‫]‪[62‬‬

‫وأوصياء النخخبيين‪ ،‬وهخخي أرض تخخدعى عمخخورا‪ ،‬وإنخخك تستشخخهد بهخخا‪ ،‬ويستشخخهد معخخك‬
‫جماعة من أصحابك ل يجدون ألم مس الحديد‪ ،‬وتل‪ " :‬قلنا يا نار كوني بردا‬
‫وسخخلما علخخى إبراهيخخم " )‪ (1‬يكخخون الحخخرب بخخردا وسخخلما عليخخك وعليهخخم‪.‬‬
‫فابشروا‪ ،‬فوال لئن قتلونا فانخا نخرد علخى نبينخا‪ ،‬قخال‪ :‬ثخم أمكخث مخا شخاء الخ‬
‫فأكون أول من ينشق الرض عنه‪ ،‬فأخرج خرجخة يوافخخق ذلخك خرجخخة أميخر‬
‫المؤمنين وقيام قائمنا‪ ،‬ثم لينزلن علي وفد من السماء من عند ال‪ ،‬لخخم ينزلخخوا‬
‫إلخخى الرض قخخط ولينزلخخن إلخخي جبرئيخخل وميكائيخخل وإسخخرافيل‪ ،‬وجنخخود مخخن‬
‫الملئكة‪ ،‬ولينزلن محمد وعلخي وأنخخا وأخخي وجميخخع مخخن مخن الخ عليخه‪ ،‬فخي‬
‫حمولت من حمولت الرب خيل بلق من نور لم يركبها مخلخخوق‪ ،‬ثخخم ليهخخزن‬
‫محمد لواءه وليدفعنه إلى قائمنا مع سيفه‪ ،‬ثم إنا نمكث من بعخخد ذلخخك مخخا شخخاء‬
‫ال‪ ،‬ثم إن ال يخرج من مسجد الكوفة عينا من دهن وعينا من ماء وعينا من‬
‫لبن‪ .‬ثم إن أمير المؤمنين عليه السلم يدفع إلي سخخيف رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه وآله‪ ،‬ويبعثني إلى المشرق والمغرب‪ ،‬فل آتي على عدو ل إل أهرقخخت‬
‫دمه ول أدع صنما إل أحرقته حتى أقع إلى الهند فأفتحها‪ .‬وإن دانيال ويوشع‬
‫يخرجان إلى أمير المؤمنين يقولن صدق ال ورسوله ويبعث ال معهما إلخخى‬
‫البصرة سبعين رجل فيقتلون مقاتليهم ويبعث بعثا إلى الروم فيفتخخح ال خ لهخخم‪.‬‬
‫ثم لقتلن كل دابة حرم ال لحمها حتى ل يكون على وجه الرض إل الطيب‬
‫وأعخخرض علخخى اليهخخود والنصخخارى وسخائر الملخخل‪ :‬ولخيرنهخم بيخن السخلم‬
‫والسيف فمن أسلم مننت عليه‪ ،‬ومن كره السخخلم أهخخرق الخ دمخخه‪ ،‬ول يبقخخى‬
‫رجل من شيعتنا إل أنخزل الخ إليخه ملكخا يمسخخح عخخن وجهخه الخختراب ويعرفخه‬
‫أزواجه ومنزلته في الجنة ول يبقى علخخى وجخخه الرض أعمخى ول مقعخد ول‬
‫مبتلى‪ ،‬إل كشف ال عنه بلءه بنا أهل البيت‪.‬‬

‫)‪ (1‬النبياء‪.69 :‬‬

‫]‪[63‬‬

‫ولينزلن البركة من السماء إلى الرض حتى أن الشجرة لتقصف بما يريد ال فيها من‬
‫الثمرة‪ ،‬ولتأكلن ثمرة الشتاء في الصيف‪ ،‬وثمرة الصخخيف فخخي الشخختاء‪ ،‬وذلخخك‬
‫قوله تعالى " ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء‬
‫والرض ولكن كذبوا فأخذناهم بمخخا كخخانوا يكسخخبون " )‪ .(1‬ثخخم إن الخ ليهخخب‬
‫لشيعتنا كرامة ل يخفى عليهم شئ في الرض وما كان فيها حخختى أن الرجخخل‬
‫منهم يريد أن يعلم علم أهل بيته فيخبرهم بعلم مخخا يعملخخون‪ .‬خخخص‪ :‬ممخخا رواه‬
‫لي السيد علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسني بإسناده عن سخخهل مثلخخه‪.‬‬
‫ايضاح‪ " :‬لتقصف " أي تنكسر أغصانها لكثرة ما حملت مخخن الثمخخار‪- 53 .‬‬
‫خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب وابن يزيد‪ ،‬عن أحمد بن الحسن الميثمي )‬
‫‪ (2‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عخخن أبخخان بخخن عثمخخان‪ ،‬عخخن موسخخى الحنخخاط قخخال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقخخول‪ :‬أيخام الخ ثلثخخة‪ :‬يخوم يقخخوم القخخائم عليخه‬
‫السلم‪ ،‬ويوم الكرة‪ ،‬ويوم القيامة‪ .‬ل‪ :‬العطار‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن يزيخخد‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن الحسن الميثمي )‪ (3‬عن مثنى الحناط‪ ،‬عن أبي جعفر عليخخه السخخلم‬
‫مثله‪ .‬مع‪ :‬أبي‪ :‬عن الحميري‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن المثنى‬
‫مثله )‪ - 54 .(4‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن عمر بن عبد العزيز‪ ،‬عن‬
‫رجل‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬العخخراف‪ (2) .96 :‬لعلخخه أحمخخد بخخن الحسخخن بخخن اسخخماعيل بخخن شخخعيب بخخن ميثخخم‬
‫الميثمى‪ ،‬واقفى لكنه روى عن الرضا عليه السلم وهو على كخخل حخخال ثقخخة‬
‫صحيح الحديث معتمد عليه لخخه كتخخاب نخخوادر‪ ،‬روى عنخخه يعقخخوب بخخن يزيخخد‬
‫وغيره‪ ،‬راجع النجاشي ص ‪ (3) .57‬هو محمد بن الحسن بن زياد الميثمى‬
‫السدي مولهم أبو جعفر ثقخة عيخن مخن أصخحاب الرضخا عليخه السخلم لخه‬
‫كتاب روى عنه يعقوب بخخن يزيخخد‪ .‬راجخخع النجاشخخي ص ‪ (4) .281‬معخخاني‬
‫الخبار ص ‪.366‬‬

‫]‪[64‬‬

‫جميل بن دراج‪ ،‬عن المعلى بن خنيس وزيد الشحام‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬سمعناه يقول‪ :‬إن أول مخخن يكخخر فخخي الرجعخخة الحسخخين بخخن علخخي عليهمخخا‬
‫السلم‪ ،‬ويمكث في الرض أربعين سنة حتى يسقط حاجباه علخخى عينيخخه‪55 .‬‬
‫‪ -‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن سخخنان‪ ،‬عخخن عمخخار بخخن‬
‫مروان‪ ،‬عن المنخل بن جميخخل‪ ،‬عخخن جخخابر بخخن يزيخخد‪ ،‬عخخن أبخخي جعفخخر عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬ليس من مؤمن إل وله قتلة وموتة‪ ،‬إنه من قتل نشر حتى يموت‪،‬‬
‫ومن مات نشر حتى يقتل‪ .‬ثم تلوت على أبي جعفر عليه السخخلم هخخذه اليخة "‬
‫كل نفس ذائقة الموت " )‪ (1‬فقال‪ :‬ومنشوره‪ ،‬قلت قولك " ومنشوره " ما هو‬
‫؟ فقال‪ :‬هكذا أنزل بها جبرئيل على محمد صخلى الخ عليخه وآلخه " كخل نفخس‬
‫ذائفة الموت ومنشخخوره " ثخخم قخخال‪ :‬مخخا فخخي هخخذه المخخة أحخخد بخخر ول فخخاجر إل‬
‫وينشر‪ ،‬أما المؤمنون فينشرون إلى قرة أعينهم‪ ،‬وأمخخا الفجخخار فينشخخرون إلخخى‬
‫خزي ال إياهم‪ ،‬ألم تسمع أن ال تعالى يقول " ولنذيقنهم مخخن العخخذاب الدنخخى‬
‫دون العذاب الكخخبر " )‪ (2‬وقخخوله " يخخا أيهخخا المخخدثر قخخم فأنخخذر " يعنخخي بخخذلك‬
‫محمدا صلى ال عليه وآله قيامه في الرجعة ينذر فيها‪ ،‬وقوله‪ " :‬إنها لحخخدى‬
‫الكبر * نذيرا للبشخخر " يعنخخي محمخخدا صخخلى الخ عليخخه وآلخخه نخخذير للبشخخر فخخي‬
‫الرجعة‪ .‬وقوله " هو الذي أرسل رسخوله بالهخدى وديخن الحخق ليظهخره علخى‬
‫الدين كله ولو كره المشركون " )‪ (3‬قال‪ :‬يظهره الخ عزوجخخل فخخي الرجعخخة‪.‬‬
‫وقوله " حتى إذا فتحنا عليهخخم بابخخا ذا عخخذاب شخخديد " )‪ (4‬هخخو علخخي بخخن أبخخي‬
‫طالب صلوات ال عليه إذا رجع في الرجعة‪ .‬قال جابر‪ :‬قال أبو جعفخخر عليخخه‬
‫السلم‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم في قوله عزوجل‪ " :‬ربمخخا يخخود الخخذين‬
‫كفروا لو كانوا مسلمين " )‪ (5‬قال‪ :‬هو أنا إذا خرجت أنا وشيعتي‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ ،185 .‬النبياء‪ ،35 :‬العنكبوت‪ (2) .57 :‬السخخجدة‪ (3) .21 :‬بخخراءة‪:‬‬
‫‪ (4) .34‬المؤمنون‪ (5) .77 :‬الحجر‪.2 :‬‬

‫]‪[65‬‬

‫وخرج عثمان بن عفان وشيعته‪ ،‬ونقتل بني امية‪ ،‬فعندها يخخود الخخذين كفخخروا لخخو كخخانوا‬
‫مسلمين‪ - 56 .‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علخخي بخخن الحكخخم‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫عميرة عن أبي داود‪ ،‬عن بريدة السلمي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليخخه‬
‫وآله‪ :‬كيف أنخخت إذا استيأسخخت امخختي مخخن المهخخدي فيأتيهخخا مثخخل قخخرن الشخخمس‬
‫يستبشر به أهل السماء وأهل الرض ؟ فقلت‪ :‬يا رسول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله بعد الموت ؟ فقال‪ :‬وال إن بعخخد المخخوت هخخدى وإيمانخخا ونخخورا‪ ،‬قلخخت‪ :‬يخخا‬
‫رسول ال أي العمرين أطول ؟ قال‪ :‬الخر بالضعف‪ .‬بيان‪ :‬قخخوله صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله‪ " :‬إن بعد الموت " أي بعخخد مخخوت سخخائر الخلخخق ل المهخخدي‪- 57 .‬‬
‫خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن عمر بن عبد العزيز‪ ،‬عن جميل بن دراج‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قلخخت لخخه‪ :‬قخخول الخ عزوجخخل " إنخخا لننصخخر‬
‫رسلنا والذين آمنوا في الحيوة الدنيا ويوم يقوم الشهاد " )‪ (1‬قال‪ :‬ذلخك والخ‬
‫في الرجعة أما علمت أن ]في[ أنبياء ال كثيرا لم ينصخخروا فخخي الخخدنيا وقتلخخوا‬
‫وأئمة قد قتلوا ولم ينصروا فذلك في الرجعة قلت‪ " :‬واستمع يخخوم ينخخاد المنخخاد‬
‫من مكان قريب * يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج " )‪ (2‬قال‪:‬‬
‫هي الرجعة‪ .‬فس‪ :‬أحمد بن إدريس‪ ،‬عن ابن عيسخخى مثلخخه وفيخخه والئمخخة مخخن‬
‫بعدهم قتلوا ولم ينصروا في الدنيا‪ .‬بيخان‪ :‬ل يخفخى أن هخذا أظهخر ممخا ذكخره‬
‫المفسرون‪ :‬إن النصر بظهور الحجة أو النتقام لهم من الكفر في الدنيا غالبا‪.‬‬
‫‪ - 58‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عخخن أحمخخد وعبخخد الخ ابنخخي محمخخد بخخن عيسخخى وابخخن أبخخي‬
‫الخطاب جميعا‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابخخن رئاب‪ ،‬عخخن زرارة قخخال‪ :‬كرهخخت‬
‫أن أسأل أبا جعفر عليه السلم ]في الرجعة[ فاحتلت مسألة لطيفخخة لبلخخغ بهخخا‬
‫حاجتي منها فقلت‪ :‬أخبرني عمن قتل مات ؟ قخخال‪ :‬ل‪ ،‬المخخوت مخخوت‪ ،‬والقتخخل‬
‫قتل‪ ،‬فقلت‪ :‬ما أحد‬

‫)‪ (1‬المؤمن‪ (2) .51 :‬ق‪.41 :‬‬

‫]‪[66‬‬

‫]يقتل إل مات‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬يا زرارة ! قول الخ أصخخدق مخخن[ )‪ (1‬قولخك قخخد فخرق بيخخن‬
‫القتل والموت في القرآن فقال عليه السلم‪ " :‬أفان مات أو قتخخل " )‪ (2‬وقخخال‪:‬‬
‫" لئن متم أو قتلتم للى ال تحشرون " )‪ (3‬فليس كما قلت يخخا زرارة المخخوت‬
‫موت‪ ،‬والقتل قتخخل‪ ،‬وقخخد قخخال الخخ‪ :‬عزوجخخل " إن الخ اشخخترى مخخن المخخؤمنين‬
‫أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل ال خ فيقتلخخون ويقتلخخون وعخخدا‬
‫عليه حقا " )‪ (4‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬إن ال عزوجل يقول‪ " :‬كل نفس ذائقة المخخوت "‬
‫)‪ (5‬أفرأيت من قتل لم يذق الموت ؟ فقال‪ :‬ليس من قتخخل بالسخخيف كمخخن مخخات‬
‫على فراشه‪ ،‬إن من قتل ل بد أن يرجع إلى الدنيا حخختى يخخذوق المخخوت‪ .‬شخخي‪:‬‬
‫عن زرارة مثله‪ - 59 .‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابخن أبخي الخطخاب‪ ،‬عخن الصخفوان‪،‬‬
‫عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول في الرجعة‪ :‬من مات من المؤمنين‬
‫قتل‪ ،‬ومن قتل منهم مات‪ - 60 .‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن أحمد وعبد ال ابنخخي محمخخد‬
‫بن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب عن أبي جميلة‪ ،‬عن أبان بن تغلب‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬إنه بلغ رسول ال صلى ال عليخه وآلخه عخن بطنيخن مخن‬
‫قريش كلم تكلموا به‪ ،‬فقال‪ :‬يرى محمد أن لوقد قضخخى أن هخخذا المخخر يعخخود‬
‫في أهل بيته من بعده‪ ،‬فاعلم رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه ذلخخك‪ ،‬فبخخاح فخخي‬
‫مجمع من قريش بما كان يكتمه فقخال‪ :‬كيخف أنتخم معاشخر قريخش وقخد كفرتخم‬
‫بعدي ثم رأيتموني في كتيبة من أصحابي أضرب وجوهكم ورقابكم بالسيف‪.‬‬
‫قال‪ :‬فنزل جبرئيل عليه السلم فقال‪ :‬يخا محمخد قخل إنشخاء الخ أو يكخون ذلخك‬
‫علي ابن أبي طالب عليه السلم إنشاء ال فقخخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله‪ :‬أو يكون ذلك علي بن أبي طخخالب عليخخه السخخلم إنشخخاء ال خ تعخخالى فقخخال‬
‫جبرئيل عليه السلم‪ :‬واحدة لك‪ ،‬واثنتان لعلي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه السخخلم‪،‬‬
‫وموعدكم السلم‪ ،‬قال أبان‪ :‬جعلت فداك وأين السلم ؟ فقال عليه السلم‪:‬‬

‫)‪ (1‬ما بين العلمتين ساقط من الصل المطبوع راجع العياشخخي ج ‪ 2‬ص ‪(2) .112‬‬
‫آل عمران‪ (3) .144 :‬آل عمران‪ (4) .157 :‬براءة‪ (5) .112 :‬النبياء‪:‬‬
‫‪.35‬‬

‫]‪[67‬‬

‫يا أبان السلم من ظهر الكوفة‪ - 61 .‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن‬
‫علي بن الحكم‪ ،‬عن المثنى بن الوليد‪ ،‬عن أبخخي بصخخير‪ ،‬عخخن أحخخدهما عليهمخخا‬
‫السلم في قول ال عزوجل " ومن كان في هذه أعمى فهو في الخرة أعمخخى‬
‫وأضل سبيل " )‪ (1‬قال‪ :‬في الرجعة‪ .‬شي‪ :‬عن علي الحلبي‪ ،‬عن أبي بصخخير‬
‫مثله‪ - 62 .‬خص‪ :‬بهذا السناد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن رفاعة‪ ،‬عن عبد ال‬
‫بن عطا‪ ،‬عن أبي جعفر عليخخه السخخلم قخال‪ :‬كنخت مريضخخا بمنخخى وأبخخي عليخخه‬
‫السلم عنخخدي فجخخاءه الغلم فقخخال‪ :‬ههنخخا رهخخط مخخن العراقييخخن يسخخألون الذن‬
‫عليك فقال أبي عليه السلم‪ :‬أدخلهم الفسطاط وقام إليهم فدخل عليهم فما لبث‬
‫أن سمعت ضحك أبي عليه السلم قد ارتفع فأنكرت ووجدت فخخي نفسخخي مخخن‬
‫ضحكه وأنا في تلك الحال‪ .‬ثم عاد إلي فقال‪ :‬يا أبا جعفخخر عسخخاك وجخخدت فخخي‬
‫نفسك من ضحكي‪ ،‬فقلت‪ :‬وما الذي غلبك منه الضحك جعلخخت فخخداك ؟ فقخخال‪:‬‬
‫إن هؤلء العراقيين سألوني عن أمر كان مضى من آبخخائك وسخخلفك‪ ،‬يؤمنخخون‬
‫به ويقرون فغلبني الضحك سرورا أن في الخلق من يخؤمن بخه ويقخر‪ ،‬فقلخت‪:‬‬
‫وما هخخو جعلخخت فخخداك ؟ قخخال‪ :‬سخخألوني عخخن المخخوات مخختى يبعثخخون فيقخخاتلون‬
‫الحياء على الدين‪ .‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن السندي بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن صخخفوان‪ ،‬عخخن‬
‫رفاعة مثله‪ - 63 .‬خص‪ :‬بالسناد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن حنان بن سخخدير‪،‬‬
‫عن أبيه قال‪ :‬سألت أبا جعفر عن الرجعة فقال‪ :‬القدرية تنكرها ‪ -‬ثلثا‪- 64 .‬‬
‫خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن وهيب بخخن حفخخص‪ ،‬عخخن أبخخي بصخخير‬
‫قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فقلت‪ :‬إنا نتحدث أن عمر بن ذر ل‬
‫يموت حتى يقاتل قائم آل محمد صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬إن مثل ابن ذر مثل‬
‫رجل كان في بني إسخخرائيل يقخخال لخخه‪ :‬عبخخد ربخخه‪ ،‬وكخخان يخخدعو أصخخحابه إلخخى‬
‫ضللة‪ ،‬فمات فكانوا يلوذون بقبره ويتحدثون عنده‪ :‬إذا خرج عليهم من قبره‬
‫ينفض التراب من رأسه ويقول لهم‬

‫)‪ (1‬أسرى‪ ،72 :‬والحديث في العياشي ج ‪ 2‬ص ‪.306‬‬

‫]‪[68‬‬

‫كيت وكيت‪ - 65 .‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابن هشام‪ ،‬عن الخخبرقي‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن سخخنان أو‬
‫غيره عن عبد ال بن سنان قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬قال رسول ال خ‬
‫صلى ال عليخه وآلخه‪ :‬لقخخد أسخرى بخي ربخخي عزوجخخل فخأوحى إلخخي مخخن وراء‬
‫حجاب ما أوحى‪ ،‬وكلمني بما كلم به وكان مما كلمنخخي بخخه أن قخخال‪ :‬يخخا محمخخد‬
‫إني أنا ال ل إله إل أنا عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم إني أنا ال ل إله‬
‫إل أنا الملك القدوس السلم المؤمن المهيمن العزيخخز الجبخار المتكخخبر سخخبحان‬
‫ال عما يشخخركون‪ ،‬إنخخي أنخخا الخ ل إلخه إل أنخا الخخخالق البخارئ المصخور‪ ،‬لخخي‬
‫السماء الحسنى‪ ،‬يسبح لي من في السموات والرض‪ ،‬وأنا العزيخخز الحكيخخم‪.‬‬
‫يا محمد إني أنا ال ل إلخخه إل أنخخا الول فل شخخئ قبلخخي‪ ،‬وأنخخا الخخخر فل شخخئ‬
‫بعدي‪ ،‬وأنا الظاهر فل شئ فوقي‪ ،‬وأنا الباطن فل شئ دوني‪ ،‬وأنا ال ل إلخخه‬
‫إل أنا بكل شخخئ عليخخم‪ .‬يخخا محمخخد ! علخخي أول مخخا آخخخذ ميثخخاقه مخخن الئمخخة‪ ،‬يخخا‬
‫محمد ! علي آخر من أقبض روحه من الئمة‪ ،‬وهو الدابخخة الخختي تكلمهخخم‪ ،‬يخخا‬
‫محمد ! علي أظهره على جميع ما أوحيه إليك ليس لك أن تكتم منه شخخيئا‪ ،‬يخخا‬
‫محمد ابطنه الذي أسررته إليك فليس ما بيني وبينك سر دونه‪ ،‬يا محمد علخخي‬
‫علي‪ ،‬ما خلقت من حلل وحرام علخخي عليخخم بخخه‪ .‬بيخخان‪ :‬قخخوله تعخخالى‪ " :‬علخخي‬
‫علخخي " الول اسخخم والثخخاني صخخفة أي هخخو عخخالي الشخخأن أو كلهمخخا اسخخمان‬
‫وخبران لمبتدأ محذوف‪ ،‬كمخخا يقخخال‪ :‬هخخو فلن إذا كخخان مشخختهرا معروفخخا فخخي‬
‫الكمال‪ - 66 .‬خص‪ :‬من كتاب سليم بن قيس الهللخخي رحمخخة الخ عليخخه الخخذي‬
‫رواه عنه أبان بن أبخخي عيخخاش‪ ،‬وقخخرأ جميعخخه علخخى سخخيدنا علخخي بخخن الحسخخين‬
‫عليهما السلم بحضور جماعة أعيان من الصخخحابة منهخخم أبخخو الطفيخخل فخخأقره‬
‫عليه زين العابدين عليه السلم وقال‪ :‬هذه أحاديثنا صحيحة قخخال أبخخان‪ :‬لقيخخت‬
‫أبا الطفيل بعد ذلك في منزله فحخدثني فخي الرجعخة عخن أنخاس مخن أهخل بخدر‬
‫وعن سلمان والمقداد وابي بن كعب وقال‬

‫]‪[69‬‬

‫أبو الطفيل‪ ،‬فعرضت هذا الذي سمعته منهم على علي بن أبي طخخالب سخخلم ال خ عليخخه‬
‫بالكوفة فقال‪ :‬هذا علم خاص ل يسع المة جهله‪ ،‬ورد علمه إلى ال تعالى ثم‬
‫صدقني بكل ما حدثوني وقرأ علخخي بخخذلك قخخراءة كخخثيرة فسخخره تفسخخيرا شخخافيا‬
‫حتى صرت ما أنا بيوم القيامة أشد يقينا منخخي بالرجعخخة‪ .‬وكخخان ممخخا قلخخت‪ :‬يخخا‬
‫أمير المؤمنين أخبرني عن حوض النبي صلى ال عليه وآله في الدنيا أم فخخي‬
‫الخرة ؟ فقال‪ :‬بل في الدنيا‪ ،‬قلت‪ :‬فمن الذائد عنه ؟ فقخخال‪ :‬أنخخا بيخخدي فليردنخخه‬
‫أوليخخائي وليصخخرفن عنخخه أعخخدائي‪ ،‬وفخخي روايخخة أخخخرى‪ :‬ولوردنخخه أوليخخائي‬
‫ولصرفن عنه أعدائي‪ .‬فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين قول ال عزوجل " وإذا وقع‬
‫القول عليهم أخرجنا لهم دابة مخخن الرض تكلمهخخم أن النخخاس كخخانوا بآياتنخخا ل‬
‫يوقنون " )‪ (1‬مخخا الدابخخة ؟ قخخال‪ :‬يخخا بخخا الطفيخخل الخخه عخخن هخخذا فقلخخت‪ :‬يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين أخبرني به جعلت فداك‪ ،‬قال‪ :‬هي دابخخة تأكخخل الطعخخام‪ ،‬وتمشخخي فخخي‬
‫السواق‪ ،‬وتنكح النسخخاء‪ ،‬فقلخخت‪ :‬يخخا أميخخر المخخؤمنين مخخن هخخو ؟ قخخال‪ :‬هخخو زر‬
‫الرض )‪ (2‬الذي تسكن الرض به‪ ،‬قلت‪ :‬يا أمير المؤمنين مخخن هخخو ؟ قخخال‪:‬‬
‫صديق هذه المة وفاروقها وربيهخخا وذوقرنيهخا قلخت‪ :‬يخا أميخخر المخخؤمنين مخن‬
‫هو ؟ قال‪ :‬الذي قال ال تعالى " ويتلوه شاهد منه‪ ،‬والخخذي عنخخده علخخم الكتخخاب‬
‫والذي جاء بالصدق‪ ،‬والذي صخخدق بخخه " )‪ (3‬والنخخاس كلهخخم كخخافرون غيخخره‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا أمير المؤمنين فسمه لي قال‪ :‬قد سميته لك يا أبا الطفيل وال لو‬

‫)‪ (1‬النمخخل‪ (2) .82 :‬فخخي الصخخل المطبخخوع‪ :‬رب الرض‪ ،‬وهخخو تصخخحيف ظخخاهر‪،‬‬
‫والمخخراد بخخالزر مخخا بخخه قخخوام الشخخئ يقخخال‪ :‬هخخو زر الخخدين‪ ،‬أي قخخوامه‪ .‬قخخال‬
‫الجزرى‪ :‬في حديث أبي ذر‪ ،‬قال يصف عليا " وانه لعخخالم الرض وزرهخخا‬
‫الذي تسكن إليه " اي قوامها‪ ،‬وأصخخله مخخن زر القلخخب‪ ،‬وهخخو عظيخخم صخخغير‬
‫يكون قوام القلب به وأخرج الهروي هخخذا الحخخديث عخخن سخخلمان‪ (3) .‬اشخخارة‬
‫إلى قوله تعالى في هود‪ ،7 :‬الرعد‪ ،45 :‬الزمر‪.33 :‬‬

‫]‪[70‬‬

‫ادخلخخت علخخى عامخخة شخخيعتي الخخذين بهخخم اقاتخخل‪ ،‬الخخذين أقخخروا بطخخاعتي وسخخموني أميخخر‬
‫المؤمنين واستحلوا جهاد من خالفني‪ ،‬فحدثتهم ببعض ما أعلم مخخن الحخخق فخخي‬
‫الكتاب الذي نزل به جبرئيل عليه السخخلم علخخى محمخخد صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫لتفرقوا عني حتى أبقى في عصابة من الحق قليلة أنت وأشباهك مخخن شخخيعتي‬
‫ففزعت وقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين أنا وأشخخباهي متفخخرق عنخخك أو نثبخخت معخخك ؟‬
‫قال‪ :‬بل تثبتون‪ .‬ثم أقبل علي فقال‪ :‬إن أمرنا صعب مستصخخعب ل يعرفخخه ول‬
‫يقر به إل ثلثة ملك مقرب‪ ،‬أو نبي مرسل‪ ،‬أو عبد مؤمن نجيخخب امتحخخن الخ‬
‫قلبه لليمان‪ ،‬يا أبا الطفيل إن رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه قبخض فارتخخد‬
‫الناس ضلل وجهال إل من عصمه ال بنا أهخل الخبيت‪ .‬ايضخاح‪ :‬قخوله عليخه‬
‫السلم‪ " :‬وربيها بكسر الراء إشارة إلى قوله تعخالى " وكخأين مخخن نخخبي قاتخل‬
‫معه ربيخخون كخخثير فمخخا وهنخخوا لمخخا أصخخابهم فخخي سخخبيل الخ ومخخا ضخخعفوا ومخخا‬
‫استكانوا " )‪ .(1‬وقال البيضاوي‪ :‬أي ربخخانيون علمخخاء أتقيخخاء عابخخدون لربهخخم‬
‫وقيل‪ :‬جماعات منسوب إلى الربخخة وهخخي الجماعخخة‪ .‬أقخخول‪ :‬رأيخخت فخخي أصخخل‬
‫كتاب سليم بن قيس مثله‪ - 67 .‬شي‪ :‬عن سلم بن المستنير عن أبي عبخد الخ‬
‫عليه السلم قال‪ :‬لقد تسموا باسم ما سمى ال به أحدا إل علي بن أبي طخخالب‪،‬‬
‫وما جاء تأويله‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت فداك متى يجخئ تخأويله ؟ قخال‪ :‬إذا جخاءت جمخع‬
‫ال أمامه النبيين والمؤمنين حتى ينصروه وهو قول ال " وإذ أخذ ال ميثخخاق‬
‫النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة " إلى قوله " أنا معكخخم مخخن الشخخاهدين " )‬
‫‪ (2‬فيومئذ يدفع رسول ال صلى ال عليه وآله اللواء إلى علي بن أبي طخخالب‬
‫عليه السلم فيكون أميخر الخلئق كلهخم أجمعيخن‪ :‬يكخون الخلئق كلهخم تحخت‬
‫لوائه‪ ،‬ويكون هو أميرهم فهذا تأويله‪.‬‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .146 :‬آل عمران‪ ،81 :‬والحديث في العياشي ج ‪ 1‬ص ‪.181‬‬

‫]‪[71‬‬

‫‪ - 68‬شي‪ :‬عن زرارة قال أبو جعفر عليه السلم‪ " :‬كل نفس ذائقة المخخوت " )‪ :(1‬لخخم‬
‫يذق الموت من قتل‪ ،‬وقال‪ :‬ل بد من أن يرجع حتى يذوق الموت‪ - 69 .‬شي‪:‬‬
‫عن سيرين قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال عليه السلم إذ قال‪ :‬ما يقول الناس في‬
‫هذه الية " وأقسموا بال جهد أيمانهم ل يبعث ال من يموت " قال‪ :‬يقولخخون‪:‬‬
‫ل قيامة ول بعث ول نشور‪ ،‬فقال‪ :‬كذبوا والخ إنمخخا ذلخخك إذا قخخام القخخائم وكخخر‬
‫معه المكرون‪ ،‬فقال أهل خلفكم‪ :‬قد ظهرت دولتكخخم يخخا معشخخر الشخخيعة وهخخذا‬
‫من كذبكم تقولون‪ :‬رجع فلن وفلن ل وال ل يبعث ال من يموت‪ ،‬ال ترى‬
‫أنهم قالوا‪ " :‬وأقسموا بخال جهخد أيمخخانهم " ؟ كخخانت المشخخركون أشخخد تعظيمخخا‬
‫للت والعزى من أن يقسموا بغيرها فقال ال‪ " :‬بلخخى وعخخدا عليخخه حقخخا ليخخبين‬
‫لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين إنما قولنا لشئ إذا‬
‫أردناه أن نقول له كن فيكون )‪ - 70 .(2‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪،‬‬
‫عن وهيب بن حفص‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬سألت أبا جعفر عليه السخخلم عخخن‬
‫قول ال عزوجل " إن ال اشخخترى مخخن المخخؤمنين أنفسخخهم وأمخخوالهم بخخأن لهخخم‬
‫الجنة يقاتلون في سبيل ال فيقتلون ويقتلون " )‪ (3‬إلى آخر اليخخة فقخخال‪ :‬ذلخخك‬
‫في الميثاق ثم قرأت " التائبون العابدون " فقخخال أبخخو جعفخخر عليخخه السخخلم‪ :‬ل‬
‫تقرأ هكذا ولكن اقرء " التائبين العابدين " إلى آخر الية‪ .‬ثخخم قخخال‪ :‬إذا رأيخخت‬
‫هؤلء فعند ذلك هم الذين اشترى منهم أنفسهم وأموالهم يعنخخي ]فخخي[ الرجعخخة‬
‫ثم قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬ما من مؤمن إل وله ميتة وقتلة‪ :‬من مات بعث‬
‫حتى يقتل‪ ،‬ومن قتل بعث حتى يموت‪.‬‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ .185 :‬راجع تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .210‬النحل‪.40 - 38 :‬‬
‫والحديث فخخي تفسخخير العياشخخي ج ‪ 2‬ص ‪ 260‬واسخختظهر فخخي الهخخامش أن "‬
‫سيرين " في سند الحديث مصحف عن " السرى " وهو مشترك بيخخن جمخخع‬
‫مخخن أصخخحاب الصخخادق عليخخه السخخلم‪ (3) .‬بخخراءة‪ 112 :‬و ‪ .113‬وتخخرى‬
‫الحديث في العياشي ج ‪ 2‬ص ‪.113‬‬

‫]‪[72‬‬

‫شي‪ :‬عن أبي بصير مثله‪ - 71 .‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابن عيسى وابن عبد الجبار‪ ،‬وأحمد‬
‫بن الحسن ابن فضال جميعا‪ ،‬عن الحسن بن علي بن فضخخال‪ ،‬عخخن حميخخد بخخن‬
‫المثنى‪ ،‬عن شخعيب الحخذاء‪ ،‬عخن أبخي الصخباح قخال‪ :‬سخألت أبخا جعفخر عليخه‬
‫السلم فقلت‪ :‬جعلت فخخداك أكخخره أن اسخميها لخخه‪ ،‬فقخال لخي هخو‪ :‬عخن الكخرات‬
‫تسألني ؟ فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬تلك القدرة ول ينكرها إل القدريخخة‪ ،‬ل تنكخخره تلخخك‬
‫القدرة ل تنكرها إن رسول ال صلى ال عليه وآله أتى بقناع من الجنخخة عليخخه‬
‫عذق يقال له سنة‪ ،‬فتناولها رسول ال صلى ال عليه وآله سنة من كان قبلكم‪.‬‬
‫بيان‪ :‬قخوله عليخه السخلم " تلخك القخدرة " أي هخذه مخن قخدرة الخ تعخالى‪ ،‬ول‬
‫ينكرها إل القدرية من المعتزلة الذين ينكرون كثيرا مخخن قخخدرة ال خ تعخخالى‪" .‬‬
‫والقناع " بالكسر طبق من عسب النخل‪ ،‬وبعث هذا كان لعلم النخخبي صخخلى‬
‫ال عليه وآله أنه يقع في أمته ما وقعت في المم السابقة‪ ،‬وقد وقعت الرجعخخة‬
‫في المم السابقة مرات شخختى‪ - 72 .‬خخخص‪ :‬ابخخن عيسخخى‪ ،‬عخخن الحسخخن‪ ،‬عخخن‬
‫الحسين بن علوان‪ ،‬عن محمد بن داود العبدي‪ ،‬عن الصبغ بن نباتة أن عبخخد‬
‫ال بن أبي بكر اليشكري قام إلى أمير المؤمنين سلم ال عليه فقال‪ :‬يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين إن أبا المعتمر تكلم آنفا بكلم ل يحتمله قلبي‪ ،‬فقال‪ :‬وما ذاك ؟ قال‪:‬‬
‫يزعم أنك حدثته أنك سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬إنا قد رأينا‬
‫أو سمعنا برجل أكبر سنا من أبيه ؟ فقال أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬فهخخذا‬
‫الذي كبر عليك ؟ قال‪ :‬نعم فهل تؤمن أنت بهذا وتعرفه ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬ويلك يخخا‬
‫ابن الكواء )‪ (1‬افقه عني أخبرك عن ذلك إن عزيرا خرج من أهلخخه وامرأتخخه‬
‫في شهرها )‪ (2‬وله يومئذ خمسون سنة‪ ،‬فلما ابتله ال عزوجخخل بخخذنبه أمخخاته‬
‫مائة عام ثم بعثه‪ ،‬فرجع إلى أهله وهو ابن خمسين سنة‪ ،‬فاسخختقبله ابنخخه وهخخو‬
‫ابن مائة سنة ورد ال عزيرا ]إلى[ الذي كان به‪.‬‬

‫)‪ (1‬كنية عبد ال ابن أبي بكخخر اليشخخكرى‪ ،‬كخخان مخخن الخخخوارج‪ (2) .‬أي كخخانت حخخامل‬
‫وهي في شهر ولدتها‪ ،‬من قولهم أشهرت المرأة‪ :‬دخلت في شهر ولدتها‪.‬‬

‫]‪[73‬‬

‫فقال‪ :‬ما تزيد ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬سل عما بدالك‪ ،‬قال‪ :‬نعم إن اناسخخا‬
‫من أصحابك يزعمون أنهم يخخردون بعخخد المخخوت‪ ،‬فقخخال أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم نعم تكلم بما سمعت ول تزد في الكلم‪ ،‬فما قلخخت لهخخم ؟ قخخال‪ :‬قلخخت‪ :‬ل‬
‫اؤمخخن بشخخئ ممخخا قلتخخم‪ ،‬فقخخال لخخه أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬ويلخخك إن الخ‬
‫عزوجل ابتلى قوما بما كان من ذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم التي سميت لهم ثم‬
‫ردهم إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقهم‪ ،‬ثم أماتهم بعد ذلخخك‪ .‬قخخال‪ :‬فكخخبر علخخى ابخخن‬
‫الكوا ولم يهتد لخخه فقخخال لخخه أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬ويلخخك تعلخخم أن الخ‬
‫عزوجل قال في كتخخابه " واختخخار موسخخى قخخومه سخخبعين رجل لميقاتنخخا " )‪(1‬‬
‫فانطلق بهم معه ليشهدوا له إذا رجعوا عند الملء من بني إسخخرائيل أن ربخخي‬
‫قد كلمني فلو أنهم سلموا ذلك له‪ ،‬وصدقوا به‪ ،‬لكان خيرا لهخخم‪ ،‬ولكنهخخم قخخالوا‬
‫لموسى عليه السلم " لن نؤمن لك حتى نرى ال جهرة " قال ال عخخز وجخخل‬
‫" فأخخخذتهم الصخخاعقة وأنتخخم تنظخخرون * ثخخم بعثنخخاكم مخخن بعخخد مخخوتكم لعلكخخم‬
‫تشكرون " أترى يا ابن الكوا أن هؤلء قد رجعوا إلى منازلهم بعد ما ماتوا ؟‬
‫فقال ابن الكواء‪ :‬ومخخا ذاك ثخخم أمخاتهم فكخأنهم‪ ،‬فقخال لخخه أميخر المخؤمنين عليخخه‬
‫السلم‪ :‬ل ويلك أو ليس قد أخبر ال في كتخخابه حيخخث يقخخول‪ " :‬وظللنخخا عليكخخم‬
‫الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى " )‪ (2‬فهذا بعد المخخوت إذ بعثهخخم‪ .‬وأيضخخا‬
‫مثلهم يا ابن الكوا‪ ،‬المل من بني إسرائيل حيث يقول ال خ عزوجخخل " ألخخم تخخر‬
‫إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم ال خ موتخخوا ثخخم‬
‫أحياهم " )‪ (3‬وقوله أيضخخا فخخي عزيخخر حيخخث أخخخبر الخ عزوجخخل فقخخال‪ " :‬أو‬
‫كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها فقال أنى يحيي هخخذه الخ بعخخد‬
‫موتها فأماته ال " )‪ (4‬وأخذه بذلك الخذنب " مخائة عخام ثخم بعثخه " ورده إلخى‬
‫الدنيا ‍ف " قال كم لبثت " ؟ ‍ف " قال لبثخخت يومخخا أو بعخخض يخخوم فقخخال بخخل لبثخخت‬
‫مائة عام "‪.‬‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .155 :‬البقرة‪ (3) .57 - 55 :‬البقرة‪ (4) .243 :‬البقرة‪.259 :‬‬

‫]‪[74‬‬

‫فل تشكن يا ابن الكوا في قدرة ال عزوجل‪ - 73 .‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪،‬‬
‫عن أبي خالد القماط‪ ،‬عن عبد الرحمن القصير‪ ،‬عن أبي جعفر عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬قرأ هذه اليخخة " إن الخ اشخخترى مخخن المخخؤمنين أنفسخخهم وأمخخوالهم " )‪(1‬‬
‫فقال‪ :‬هل تدري من يعني ؟ فقلت‪ :‬يقاتل المؤمنون فيقتلون ويقتلون‪ ،‬فقخخال‪ :‬ل‬
‫ولكن من قتل من المؤمنين رد حتى يموت‪ ،‬ومن مات رد حخختى يقتخخل‪ ،‬وتلخخك‬
‫القدرة فل تنكرها‪ .‬شي‪ :‬عن عبد الرحيم مثله‪ - 74 .‬خص‪ :‬بهذا السناد‪ ،‬عن‬
‫أبي خالد القماط‪ ،‬عن حمران بن أعين‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قلت‬
‫له‪ :‬كان في بني إسرائيل شئ ل يكون ههنا مثلخخه ؟ فقخخال‪ :‬ل‪ ،‬فقلخخت‪ :‬فحخخدثني‬
‫عن قول ال عزوجل " ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حخخذر‬
‫الموت فقال لهم ال موتوا ثم أحياهم " )‪ (2‬حتى نظر الناس إليهم‪ .‬ثخخم أمخخاتهم‬
‫من يومهم أوردهم إلى الدنيا ؟ فقال‪ :‬بل ردهم إلى الدنيا حخختى سخخكنوا الخخدور‪،‬‬
‫وأكلوا الطعام‪ ،‬ونكحوا النساء‪ ،‬ولبثوا بذلك مخا شخاء الخ‪ ،‬ثخم مخاتوا بالجخال‪.‬‬
‫‪ - 75‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن الحسين بن سفيان عن‬
‫عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر بن يزيد‪ ،‬عن أبي عبخخد ال خ عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬إن‬
‫لعلي عليه السلم في الرض كرة مع الحسين ابنه صلوات الخ عليهمخا يقبخل‬
‫برايته حتى ينتقم له من بني أمية ومعاوية وآل معاوية ومخن شخهد حربخه‪ ،‬ثخم‬
‫يبعث ال إليهم بأنصاره يومئذ من أهل الكوفة ثلثين ألفخخا ومخخن سخخائر النخخاس‬
‫سبعين ألفا فيلقاهم بصخخفين مثخخل المخخرة الولخخى حخختى يقتلهخخم‪ ،‬ول يبقخخي منهخخم‬
‫مخبرا‪ ،‬ثم يبعثهم ال عزوجل فيدخلهم أشد عذابه مخخع فرعخخون وآل فرعخخون‪.‬‬
‫ثم كرة اخرى مخع رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه حختى يكخون خليفخة فخي‬
‫الرض وتكون‬

‫)‪ (1‬براءة‪ ،112 :‬والحديث في العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .114‬البقرة‪.243 :‬‬

‫]‪[75‬‬

‫الئمة عليهم السلم عماله وحتى يبعثه ال علنية‪ ،‬فتكون عبادته علنيخخة فخخي الرض‬
‫كما عبد ال سرا في الرض‪ .‬ثم قال‪ :‬إي وال وأضعاف ذلك ‪ -‬ثخخم عقخخد بيخخده‬
‫أضعافا ‪ -‬يعطي ال نبيه صلى ال عليه وآله ملك جميع أهخخل الخخدنيا منخخذ يخخوم‬
‫خلق ال الدنيا إلى يوم يفنيهخا حختى ينجخز لخه موعخوده فخي كتخابه كمخا قخال "‬
‫ويظهره على الدين كله ولو كره المشركون " )‪ - 76 .(1‬خص‪ :‬سخخعد‪ ،‬عخخن‬
‫موسى بن عمر‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن خالد بخن يحيخى قخال‪ :‬قلخت لبخي‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬سمى رسول ال صلى ال عليه وآلخخه أبخخا بكخخر صخخديقا ؟‬
‫فقال‪ :‬نعم إنه حيث كان معه أبو بكر في الغار قال رسول ال صلى ال عليخخه‬
‫وآله‪ :‬إني لرى سفينة بني عبد المطلب تضطرب في البحر ضخخالة‪ ،‬فقخخال لخخه‬
‫أبو بكر‪ :‬وإنك لتراها ؟ قال‪ :‬نعخخم ! فقخخال‪ :‬يخخا رسخخول الخ تقخخدر أن ترينيهخخا ؟‬
‫فقال‪ :‬ادن مني‪ ،‬فدنا منه فمسح يده على عينيه ثم قال له‪ :‬انظر فنظر أبو بكر‬
‫فرأى السفينة تضطرب في البحر ثم نظر إلى قصور أهخخل المدينخخة فقخخال فخخي‬
‫نفسه‪ :‬الن صدقت أنك ساحر فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬صديق‬
‫أنت ! ! فقلت‪ :‬لم سمى عمر الفاروق ؟ قال‪ :‬نعخخم أل تخخرى أنخخه قخخد فخخرق بيخخن‬
‫الحق والباطل‪ ،‬وأخذ الناس بالباطل‪ .‬فقلت‪ :‬فلم سمى سالما المين ؟ قال‪ :‬لمخخا‬
‫أن كتبوا الكتب‪ ،‬ووضعوها على يد سالم‪ ،‬فصار الميخخن‪ ،‬قلخخت‪ :‬فقخخال‪ :‬اتقخخوا‬
‫دعوة سعد ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬وكيف ذلك‪ ،‬قال‪ :‬إن سعدا يكر فيقاتل عليا عليخخه‬
‫السلم‪ - 77 .‬غط‪ :‬محمد الحميري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن سليمان بن رشيد‪،‬‬
‫عن الحسن بن علي الخزاز قال‪ :‬دخل علي بن أبي حمخخزة علخخى أبخخي الحسخخن‬
‫الرضا عليه السلم فقال له‪ :‬أنت إمام ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال له‪ :‬إني سخخمعت جخخدك‬
‫جعفر بن محمد عليهما السلم يقخخول‪ :‬ل يكخخون المخخام إل ولخخه عقخخب ؟ فقخخال‪:‬‬
‫أنسيت يا شيخ أم تناسيت ؟ ليس هكذا قال جعفخخر‪ ،‬إنمخخا قخخال جعفخخر‪ :‬ل يكخخون‬
‫المام إل وله عقب إل المام الذي يخرج‬
‫)‪ (1‬براءة‪.34 :‬‬

‫]‪[76‬‬

‫عليه الحسين بن علي عليهما السلم فانه ل عقخخب لخخه فقخخال لخخه‪ :‬صخخدقت جعلخخت فخخداك‬
‫هكذا سمعت جدك يقول )‪ - 78 (1‬شي‪ :‬عن رفاعة بن موسى قال‪ :‬قخخال أبخخو‬
‫عبد ال عليخخه السخخلم إن أول مخن يكخر إلخخى الخخدنيا الحسخخين بخن علخي عليهمخا‬
‫السلم وأصحابه‪ ،‬ويزيد بن معاوية وأصحابه فيقتلهخخم حخخذو القخخذة بالقخخذة‪ ،‬ثخخم‬
‫قال أبو عبد ال عليه السلم " ثم رددنا لكخخم الكخخرة عليهخخم وأمخخددناكم بخخأموال‬
‫وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا " )‪ - 79 .(2‬كنز‪ :‬روى الحسن بخن أبخي الحسخن‬
‫الديلمي بإسناده إلى محمد بن علي عن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم فخخي قخخوله‬
‫عزوجل " أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لقيه " )‪ (3‬قال‪ :‬الموعخود علخي بخن‬
‫أبي طخخالب‪ ،‬وعخخده الخ أن ينتقخخم لخخه مخخن أعخخدائه فخخي الخخدنيا ووعخخده الجنخخة لخخه‬
‫ولوليائه في الخرة‪ - 80 .‬جا‪ :‬الكاتب‪ ،‬عخخن الزعفرانخخي‪ ،‬عخخن الثقفخخي‪ ،‬عخخن‬
‫إسماعيل بن أبان‪ ،‬عن الفضل بن الزبير‪ ،‬عن عمخخران بخخن ميثخخم‪ ،‬عخخن عبايخخة‬
‫السدي قال‪ :‬سمعت عليا عليه السلم يقخول‪ :‬أنخا سخيد الشخيب وفخي سخنة مخن‬
‫أيوب‪ ،‬وال ليجمعن ال لي أهلي كما جمعوا ليعقوب‪ - 81 .‬كش‪ :‬أبخخو صخخالح‬
‫خلف بن حماد‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن علي بن المغيرة عن أبي جعفر عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬كأني بعبدال بن شريك العامري عليخخه عمامخخة سخخوداء وذؤابتاهخخا‬
‫بين كتفيه‪ ،‬مصعدا في لحف الجبل بين يدي قائمنا أهل البيت في أربعة آلف‬
‫مكبرون ومكرون‪ .‬بيان‪ " :‬اللحف " بالكسخخر أصخخل الجبخخل‪ - 82 .‬كخخش‪ :‬عبخخد‬
‫ال بن محمد‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن أحمد بن عائذ‪ ،‬عن أبي خديجخخة قخخال‪ :‬سخخمعت‬
‫أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬إني سألت ال في إسماعيل أن يبقيه بعدي فأبى‬
‫ولكنه قد أعطاني فيخه منزلخخة أخخخرى إنخخه يكخون أول منشخخور فخخي عشخرة مخن‬
‫أصحابه ومنهم عبد ال بن شريك وهو صاحب لوائه‪.‬‬

‫)‪ (1‬المصدر ص ‪ (2) .144‬أسرى‪ 6 :‬والحديث في تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪) 282‬‬


‫‪ (3‬القصص‪.61 :‬‬

‫]‪[77‬‬

‫خص‪ :‬سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬وابن أبي الخطاب معا‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن أحمد بن عائذ‪،‬‬
‫عن أبي سلمة سالم بن مكرم الجمال مثله وفيخخه‪ :‬وفيهخخم عبخخد الخ ابخخن شخخريك‬
‫العامري‪ ،‬وفيهخخم صخخاحب الرايخخة‪ - 83 .‬كخخش‪ :‬وجخخدت فخخي كتخخاب محمخخد بخخن‬
‫الحسن بن بندار القمي‪ ،‬بخطه حدثني الحسن بن أحمد المالكي‪ ،‬عن جعفر بن‬
‫فضيل قال‪ :‬قلت لمحمد بن فرات‪ ،‬لقيت أنت الصبغ ؟ قال‪ :‬نعم لقيته مع أبي‬
‫فرأيته شيخا أبيض الرأس واللحية طوال قال له أبخخي‪ :‬حخخدثنا بحخخديث سخخمعته‬
‫من أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول على المنبر‪ :‬أنا سيد الشخخيب‬
‫وفي شبه من أيوب وليجمعن ال لي شملي كما جمعخخه ليخخوب قخخال‪ :‬فسخخمعت‬
‫هذا الحديث أنا وأبي من الصبغ بن نباتة قال‪ :‬فمخخا مضخخى بعخخد ذلخخك إل قليل‬
‫حتى توفي رحمة ال عليه‪ - 84 .‬كش‪ :‬طاهر بن عيسى‪ ،‬عن الشجاعي‪ ،‬عن‬
‫الحسين بن بشار‪ ،‬عن داود الرقي قال‪ :‬قلت له‪ :‬إني قخخد كخخبرت ودق عظمخخي‬
‫أحب أن يختم عمري بقتل فيكم ؟ فقال‪ :‬وما من هذا بد إن لم يكن في العاجلخخة‬
‫تكون في الجلة‪ - 85 .‬كش‪ :‬أحمد بن محمد بن رباح‪ ،‬عن محمد بن عبد ال‬
‫بن غالب‪ ،‬عن محمد ابن الوليد‪ ،‬عن يونس بن يعقوب‪ ،‬عن عبد ال بن خفقخخة‬
‫قال‪ :‬قال لي أبان بن تغلب‪ ،‬مررت بقوم يعيبون علي روايتي عن جعفر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬فقلت‪ :‬كيف تلوموني في روايتي عن رجل ما سألته عن شخخئ إل‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬فمر صبيان وهم ينشدون " العجخخب‬
‫كل العجب بين جمادي ورجب " فسألته عنه فقخخال‪ :‬لقخخاء الحيخخاء بخخالموات‪.‬‬
‫‪ - 86‬خص‪ :‬وقفت على كتخخاب خطخخب لمولنخخا أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫وعليه خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس مخخا صخخورته‪ :‬هخخذا‬
‫الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصخخادق عليخخه السخخلم فيمكخخن أن يكخخون تاريخخخ‬
‫كتابته بعد المائتين من الهجرة لنه عليه السلم انتقل بعد سنة مخخائة وأربعيخخن‬
‫من الهجرة وقد روي بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فخخروة عخخن مسخخعدة‬
‫بن صدقة عن جعفر بن محمد وبعض ما فيه عن غيرهما ذكر‬

‫]‪[78‬‬

‫في الكتاب المشار إليه خطبخخة لميخر المخؤمنين عليخخه السخخلم تسخمى المخخزون وهخي‪:‬‬
‫الحمد ل الحد المحمخخود الخخذي توحخخد بملكخخه‪ ،‬وعل بقخخدرته‪ ،‬أحمخخده علخخى مخا‬
‫عرف من سبيله‪ ،‬وألهم من طاعته‪ ،‬وعلم مخخن مكنخخون حكمتخخه‪ ،‬فخخانه محمخخود‬
‫بكل ما يولي مشكور بكل ما يبلي‪ ،‬وأشهد أن قوله عدل‪ ،‬وحكمه فصخخل‪ ،‬ولخخم‬
‫ينطق فيه نخاطق بكخان إل كخخان قبخخل كخخان‪ .‬وأشخخهد أن محمخخدا عبخخد الخ وسخخيد‬
‫عباده‪ ،‬خير من أهل أول وخير من أهل آخرا فكلما نسخخج ال خ الخلخخق فريقيخخن‬
‫جعله في خير الفريقين‪ ،‬لم يسهم فيخخه عخخائر ول نكخخاح جاهليخخة‪ .‬ثخخم إن الخ قخخد‬
‫بعث إليكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريخخص عليكخخم بخخالمؤمنين‬
‫رؤف رحيم‪ ،‬فاتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ول تتبعوا من دونه أوليخخاء قليل‬
‫ما تذكرون‪ ،‬فان ال جعل للخير أهل‪ ،‬وللحق دعائم‪ ،‬وللطاعة عصما يعصخخم‬
‫بهم‪ ،‬ويقيم من حقه فيهم‪ ،‬على ارتضاء مخن ذلخك‪ ،‬وجعخل لهخا رعخاة وحفظخة‬
‫يحفظونها بقوة ويعينون عليها‪ ،‬أولياء ذلك بما ولوا من حق ال فيها‪ .‬أما بعد‪،‬‬
‫فخخان روح البصخخر روح الحيخخاة الخخذي ل ينفخخع إيمخخان إل بخخه‪ ،‬مخخع كلمخخة ال خ‬
‫والتصديق بها‪ ،‬فالكلمة من الروح والروح من النور‪ ،‬والنور نور السخخماوات‬
‫فبأيديكم سبب وصل إليكم منخخه إيثخخار واختيخخار‪ ،‬نعمخخة الخ ل تبلغخخوا شخخكرها‪،‬‬
‫خصصكم بها‪ ،‬واختصكم لها‪ ،‬وتلك المثخخال نضخخربها للنخخاس ومخخا يعقلهخخا إل‬
‫العالمون‪ .‬فابشروا بنصر مخن الخ عاجخل‪ ،‬وفتخخح يسخير يقخر الخ بخه أعينكخخم‪،‬‬
‫ويذهب بحزنكم كفوا ما تناهى الناس عنكم‪ ،‬فان ذلك ل يخفى عليكم‪ ،‬إن لكخخم‬
‫عند كل طاعة عونا من ال‪ ،‬يقول على اللسخخن‪ ،‬ويثبخخت علخخى الفئدة‪ ،‬وذلخخك‬
‫عون ال لوليائه يظهخر فخي خفخي نعمتخه لطيفخخا‪ ،‬وقخخد أثمخرت لهخل التقخخوى‬
‫أغصان شجرة الحياة‪ ،‬وإن فرقانخخا مخخن الخ بيخخن أوليخخائه وأعخخدائه‪ ،‬فيخخه شخخفاء‬
‫للصدور‪ ،‬وظهور للنور‪ ،‬يعز ال به أهخخل طخخاعته‪ ،‬ويخخذل بخخه أهخخل معصخخيته‪.‬‬
‫فليعد امرء لذلك عدته‪ ،‬ول عدة له إل بسبب بصيرة‪ ،‬وصدق نية‬

‫]‪[79‬‬

‫وتسليم سلمة أهخخل الخفخخة فخخي الطاعخخة‪ ،‬ثقخخل الميخخزان‪ ،‬والميخخزان بالحكمخخة‪ ،‬والحكمخخة‬
‫فضاء للبصر‪ ،‬والشك والمعصية في النار‪ ،‬وليسا منا ول لنا ول إلينا‪ ،‬قلخخوب‬
‫المؤمنين مطوية علخى اليمخان إذا أراد الخ إظهخار مخا فيهخا فتحهخا بخالوحي‪،‬‬
‫وزرع فيها الحكمة‪ ،‬وإن لكل شئ إني )‪ (1‬يبلغه ل يعجل ال بشئ حتى يبلخخغ‬
‫إناه ومنتهاه‪ .‬فاستبشروا ببشرى ما بشرتم‪ ،‬واعخخترفوا بقربخان مخا قخرب لكخم‪،‬‬
‫وتنجزوا ما وعدكم‪ ،‬إن منا دعوة خالصة يظهر ال بها حجتخخه البالغخخة‪ ،‬ويتخخم‬
‫بها نعمه السابغة ويعطي بها الكرامة الفاضلة‪ ،‬من استمسك بها أخذ بحكمخخة‪،‬‬
‫منها آتاكم ال رحمته ومن رحمته نور القلوب‪ ،‬ووضع عنكم أوزار الذنوب‪،‬‬
‫وعجل شفاء صدوركم وصلح اموركم‪ ،‬وسلم منا دائما عليكم‪ ،‬تعلمخخون بخخه‬
‫في دول اليام‪ ،‬وقرار الرحام‪ ،‬فخخان الخ اختخخار لخخدينه أقوامخخا انتخبهخخم للقيخخام‬
‫عليه‪ ،‬والنصرة لخه‪ ،‬بهخم ظهخرت كلمخة السخلم‪ ،‬وأرجخاء مفخترض القخرآن‪،‬‬
‫والعمخخل بالطاعخخة فخخي مشخخارق الرض ومغاربهخخا‪ .‬ثخخم إن الخخ خصصخخكم‬
‫بالسلم‪ ،‬واستخلصكم‪ ،‬له لنه اسم سلمة‪ ،‬وجماع كرامة )‪ (2‬اصخخطفاه الخ‬
‫فنهجه‪ ،‬وبين حججه‪ ،‬وأرف ارفه وحده ووصفه وجعله رضى كمخخا وصخخفه‪،‬‬
‫ووصخخف أخلقخخه وبيخخن أطبخخاقه‪ ،‬ووكخخد ميثخخاقه‪ ،‬مخخن ظهخخر وبطخخن ذي حلوة‬
‫وأمن‪ ،‬فمن ظفر بظاهره‪ ،‬رأى عجائب مناظره في موارده ومصخخادره ومخخن‬
‫فطن بما بطن‪ ،‬رأى مكنون الفطن‪ ،‬وعجائب المثال والسنن‪ .‬فظاهره أنيخخق‪،‬‬
‫وبخخاطنه عميخخق‪ ،‬ل تنقضخخي عجخخائبه ول تفنخخى غرائبخخه‪ ،‬فيخخه ينخخابيع النعخخم‪،‬‬
‫ومصخخابيح الظلخخم‪ ،‬ل تفتخخح الخيخخرات إل بمفخخاتيحه‪ ،‬ول تنكشخخف الظلخخم إل‬
‫بمصخخابيحه‪ ،‬فيخخه تفصخخيل وتوصخخيل‪ ،‬وبيخخان السخخمين العليخخن اللخخذين جمعخخا‬
‫فاجتمعا‬

‫)‪ (1‬انى بكسر الهمزة مقصورا بمعنى الساعة‪ ،‬أو هخخو بمعنخخى أوان الدراك والبلخخوغ‬
‫لكل شئ ينتظر ادراكه وبلوغه تقول‪ " :‬انتظرنا انى الطعام " أي ادراكه‪) .‬‬
‫‪ (2‬جماع كل شئ ‪ -‬كرمان ‪ -‬مجتمعه ورأسه‪ ،‬وجماع الثمر تجمع براعيمه‬
‫في موضع واحد على حمله‪.‬‬

‫]‪[80‬‬

‫ل يصلحان إل معا يسميان فيعرفان ويوصفان فيجتمعان قيامهما في تمام أحخخدهما فخخي‬
‫منازلهما‪ ،‬جرى بهما ولهما نجخخوم‪ ،‬وعلخخى نجومهمخخا نجخخوم سخخواهما‪ ،‬تحمخخى‬
‫حماه وترعى مراعيه وفي القرآن بيانه وحدوده وأركانه ومواضع تقادير مخخا‬
‫خزن بخزائنه ووزن بميزانه ميزان العخخدل‪ ،‬وحكخخم الفصخخل‪ .‬إن رعخخاة الخخدين‬
‫فرقوا بين الشك واليقين‪ ،‬وجاؤا بالحق المبين‪ ،‬قد بينوا السلم تبيانا وأسسوا‬
‫له أساسا وأركانا‪ ،‬وجاؤا على ذلك شهودا وبرهانا‪ :‬مخخن علمخخات وأمخخارات‪،‬‬
‫فيهخخا كفخخاء لمكتخخف‪ ،‬وشخخفاء لمشخختف‪ ،‬يحمخخون حمخخاه‪ ،‬ويرعخخون مرعخخاه‪ ،‬و‬
‫يصونون مصونه‪ ،‬ويهجرون مهجوره‪ ،‬ويحبون محبخخوبه‪ ،‬بحكخخم ال خ وبخخره‪،‬‬
‫وبعظيم أمره‪ ،‬وذكره بما يجب أن يذكر بخخه‪ ،‬يتواصخخلون بالوليخخة‪ ،‬ويتلقخخون‬
‫بحسن اللهجة ويتساقون بكأس الروية‪ ،‬ويتراعون بحسخخن الرعايخخة‪ ،‬بصخخدور‬
‫برية‪ ،‬وأخلق سنية )‪ ...(1‬وبسلم رضية ل يشخخرب فيخخه الدنيخخة‪ ،‬ول تشخخرع‬
‫فيخخه الغيبخخة‪ .‬فمخخن اسخختبطن مخخن ذلخخك شخخيئا اسخختبطن خلقخخا سخخنيا وقطخخع أصخخله‬
‫واستبدل منزله بنقصخخه مبرمخخا‪ ،‬واسخختحلله مجرمخخا‪ ،‬مخخن عهخخد معهخخود إليخخه‪،‬‬
‫وعقد معقود عليه‪ ،‬بالبر والتقوى‪ ،‬وإيثار سبيل الهدى‪ ،‬على ذلك عقد خلقهم‪،‬‬
‫وآخا الفتهم‪ ،‬فعليه يتحابون وبه يتواصلون‪ ،‬فكانوا كالزرع‪ ،‬وتفاضخخله يبقخخى‪،‬‬
‫فيؤخذ منه ويفنى‪ ،‬وبيعته التخصيص‪ ،‬ويبلغ منه التخليص‪ ،‬فانتظر أمره فخخي‬
‫قصخخر أيخخامه‪ ،‬وقلخخة مقخخامه فخخي منزلخخه حخختى يسخختبدل منخخزل ليضخخع منحخخوله‪،‬‬
‫ومعارف منقلبه‪ .‬فطوبى لذي قلب سليم أطاع من يهديه‪ ،‬وتجنخخب مخخا يرديخخه‪،‬‬
‫فيدخل مدخل الكرامة‪ ،‬فأصاب سبيل السلمة سيبصر ببصره‪ ،‬وأطاع هادي‬
‫أمره‪ ،‬دل أفضل الدللخة وكشخف غطخاء الجهالخة المضخلة الملهيخة‪ ،‬فمخن أراد‬
‫تفكرا أو تذكرا فليذكر رأيه وليبرز بالهدى‪ ،‬ما لم تغلق أبوابه وتفتخخح أسخخبابه‪،‬‬
‫وقبل نصيحة من نصخخح بخضخخوع وحسخخن خشخخوع‪ ،‬بسخخلمة السخخلم ودعخخاء‬
‫التمخخام‪ ،‬وسخخلم بسخخلم‪ ،‬تحيخخة دائمخخة لخاضخخع متواضخخع يتنخخافس باليمخخان‪،‬‬
‫ويتعارف عدل الميزان‪ ،‬فليقبل أمره وإكرامه بقبول‬

‫)‪ (1‬كان في الصل بياضا على ما سيذكره المصنف رحمه ال‪.‬‬

‫]‪[81‬‬

‫وليحذر قارعة قبل حلولها‪ .‬إن أمرنا صعب مستصخخعب ل يحتملخخه إل ملخخك مقخخرب أو‬
‫نخخبي مرسخخل أو عبخخد امتحخخن ال خ قلبخخه لليمخخان ل يعخخي حخخديثنا إل حصخخون‬
‫حصينة‪ ،‬أو صدور أمينة أو أحلم رزينة يا عجبخخا كخخل العجخخب بيخخن جمخخادي‬
‫ورجب‪ .‬فقال رجل من شرطة الخميس‪ :‬ما هذا العجخخب يخخا أميخخر المخخؤمنين ؟‬
‫قال‪ :‬ومالي ل أعجب وسبق القضاء فيكم وما تفقهخخون الحخخديث‪ ،‬أل صخخوتات‬
‫بينهن موتات‪ ،‬حصد نبات ونشر أمخخوات‪ ،‬واعجبخخا كخخل العجخخب بيخخن جمخخادي‬
‫ورجب‪ .‬قال أيضا رجخخل يخخا أميخخر المخخؤمنين‪ :‬مخخا هخخذا العجخخب الخخذي ل تخخزال‬
‫تعجخخب منخخه قخخال ثكلخخت الخخخر امخخه وأي عجخخب يكخخون أعجخخب منخخه أمخخوات‬
‫يضربون هام )‪ (1‬الحياء قخخال‪ :‬أنخخى يكخخون ذلخخك يخا أميخخر المخخؤمنين ؟‪ .‬قخال‪:‬‬
‫والذي فلق الحبة وبرأ النسمة‪ ،‬كأني أنظر قد تخللوا سكك الكوفة وقد شخخهروا‬
‫سيوفهم على مناكبهم‪ ،‬يضربون كل عدو ل ولرسوله وللمؤمنين وذلخخك قخخول‬
‫ال تعالى‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا ل تتولوا قوما غضب ال عليهم قد يئسوا مخخن‬
‫الخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور " )‪ .(2‬أل يا أيها الناس ! سلوني‬
‫قبخخل أن تفقخخدوني إنخخي بطخخرق السخخماء أعلخخم مخخن العخخالم بطخخرق الرض‪ ،‬أنخخا‬
‫يعسخخوب الخخدين وغايخخة السخخابقين ولسخخان المتقيخخن‪ ،‬وخخخاتم الوصخخيين ووارث‬
‫النبيين‪ ،‬وخليفخخة رب العخخالمين‪ ،‬أنخخا قسخخيم النخخار‪ ،‬وخخخازن الجنخخان‪ ،‬وصخخاحب‬
‫الحوض‪ ،‬وصاحب العراف‪ ،‬وليس منا أهل الخخبيت إمخخام إل عخخارف بجميخخع‬
‫أهل وليته‪ ،‬وذلك قول ال تبارك وتعالى " إنما أنت منذر ولكل قوم هخخاد " )‬
‫‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬هام بتخفيف الميم على وزن سام ‪ -‬وهكذا هامات‪ ،‬جمع هامة‪ :‬رأس كل شئ‪ ،‬فما‬
‫في الصل المطبوع " يضربون هوام الحياء " تصخخحيف‪ ،‬فخخان " هخخوام "‬
‫الذي هو جمع " هامة " انما هو بتضخخعيف الميخخم مخخن " همخخم " ول يقخخع إل‬
‫على المخوف من الحناش مما له سم كالحية‪ ،‬فجمعخخه الهخخوام‪ ،‬وزان عامخخة‬
‫وعوام‪ ،‬وخاصة وخواص‪ .‬فل تغفل‪ (2) .‬الممتحنة‪ (3) .13 :‬الرعد‪.8 :‬‬

‫]‪[82‬‬

‫أل يا أيها الناس سلوني قبل أن تشغر )‪ (1‬برجلها فتنخة شخرقية تطخأ فخي خطامهخا بعخد‬
‫موت وحياة أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الرض‪ ،‬رافعة ذيلهخخا تخخدعو‬
‫يا ويلها بذحلة أو مثلها‪ .‬فإذا استدار الفلك‪ ،‬قلت‪ :‬مات أو هلك بأي واد سخخلك‪،‬‬
‫فيومئذ تأويل هذه الية " ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمخخددناكم بخخأموال وبنيخخن‬
‫وجعلناكم أكثر نفيرا " )‪ .(2‬ولذلك آيخات وعلمخات‪ ،‬أولهخن إحصخار الكوفخة‬
‫بالرصد والخندق‪ ،‬وتخريق الزوايا في سخخكك الكوفخخة )‪ (3‬وتعطيخخل المسخخاجد‬
‫أربعيخن ليلخة‪ ،‬وتخفخق رايخات ثلث حخول المسخجد الكخبر‪ ،‬يشخبهن بالهخدى‪،‬‬
‫القاتل والمقتول في النار‪ ،‬وقتل كثير وموت ذريع‪ ،‬وقتل النفس الزكية بظهر‬
‫الكوفة في سبعين‪ ،‬والمذبوح بين الركن والمقام وقتل السخخبغ المظفخخر صخخبرا‬
‫في بيعة الصنام‪ ،‬مخخع كخخثير مخخن شخخياطين النخخس‪ .‬وخخخروج السخخفياني برايخخة‬
‫خضراء‪ ،‬وصليب من ذهب‪ ،‬أميرها رجل من كلب واثني عشخخر ألخخف عنخخان‬
‫من يحمل السفياني متوجها إلى مكة والمدينة‪ ،‬أميرها أحد من بني اميخخة يقخخال‬
‫له‪ :‬خزيمة أطمس العين الشمال على عينه‪ ،‬طرفة )‪ (4‬يميل‬

‫)‪ (1‬في الصل المطبوع " قبل أن تشرع " وهو تصخخحيف‪ ،‬وقخخد مخخر نظيخخره مخخرارا‪،‬‬
‫وتراه في نهج البلغة باب الخطب والوامر تحت الرقم ‪ (2) .187‬أسرى‪:‬‬
‫‪ (3) .6‬يقال‪ :‬خرق البناء وفي البناء‪ :‬فتح نافذة فيه‪ ،‬والمخخخترق ‪ -‬بالفتخخح ‪-‬‬
‫الممر والمنفذ‪ ،‬والمراد بتخريق الزوايخخا جعخخل مختبخخأ فخخي السخخكك ليسخختتروا‬
‫فيها من العدو‪ ،‬فيتمكنوا مخخن الهجخخوم عليهخخم غفلخخة‪ (4) .‬الطرفخخة ‪ -‬بالفتخخح ‪-‬‬
‫نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة وغيرهخخا قخخاله الجخخوهري‪،‬‬
‫يقال‪ :‬طرف عينه‪ :‬لطمه بيده أو أصابها بشئ فخخدمعت‪ ،‬وقخخد طرفخخت عينخخه‪:‬‬
‫مجهول فهي مطروفة‪ ،‬والسخخم " الطرفخخة "‪ .‬ولكخخن قخخد مخخر فخخي ج ‪ 52‬ص‬
‫‪ 273‬تحت الرقم ‪ 167‬أن على عينه ظفرة فراجع‪.‬‬

‫]‪[83‬‬

‫بالدنيا فل ترد له راية حتى ينزل المدينة فيجمع رجال ونساء من آل محمد صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله فيحبسهم في دار بالمدينة يقال لها‪ :‬دار أبي الحسن الموي‪ .‬ويبعث‬
‫خيل في طلب رجل من آل محمد صلى ال عليه وآله قد اجتمخخع عليخه رجخال‬
‫من المستضعفين بمكة أميرهم رجل من غطفان‪ ،‬حتى إذا توسخخطوا الصخخفائح‬
‫البيض بالبيداء‪ ،‬يخسف بهم‪ ،‬فل ينجو منهم أحد إل رجخخل واحخخد يحخخول ال خ‬
‫وجهه في قفاه لينذرهم‪ ،‬وليكون آية لمن خلفه‪ ،‬فيومئذ تأويل هذه الية " ولخخو‬
‫ترى إذ فزعوا فل فوت وأخذوا من مكان قريب " )‪ (1‬ويبعث السفياني مائة‬
‫وثلثين ألفا إلى الكوفة فينزلون بالروحاء والفاروق‪ ،‬وموضع مريم وعيسخخى‬
‫عليهما السلم بالقادسية ويسير منهم ثمانون ألفا حتى ينزلخخوا الكوفخخة موضخخع‬
‫قبر هود عليه السلم بالنخيلة فيهجموا عليه يوم زينة وأمير الناس جبار عنيد‬
‫يقال له‪ :‬الكاهن الساحر فيخرج من مدينة يقال له‪ :‬الزوراء فخخي خمسخخة آلف‬
‫من الكهنة‪ ،‬ويقتل على جسرها سبعين ألفا حتى يحتمي النخخاس الفخخرات ثلثخخة‬
‫أيام من الدماء‪ ،‬ونتن الجساد‪ ،‬ويسبي من الكوفة أبكارا ل يكشف عنها كخخف‬
‫ولقناع‪ ،‬حتى يوضعن فخخي المحامخخل يزلخخف بهخخن الثويخخة وهخخي الغرييخخن‪ .‬ثخخم‬
‫يخرج من الكوفة مائة ألف بيخخن مشخخرك ومنخخافق‪ ،‬حخختى يضخخربون دمشخخق ل‬
‫يصخخدهم عنهخخا صخخاد‪ ،‬وهخخي إرم ذات العمخخاد‪ ،‬وتقبخخل رايخخات شخخرقي الرض‬
‫ليست بقطن ول كتان ول حرير‪ ،‬مختمة في رؤس القنا بخاتم السخخيد الكخخبر‪،‬‬
‫يسوقها رجل من آل محمد صلى الخ عليخخه وآلخخه يخخوم تطيخخر بالمشخخرق يوجخخد‬
‫ريحها بالمغرب‪ ،‬كالمسك الذفر‪ ،‬يسير الرعب أمامها شخخهرا‪ .‬ويخلخخف أبنخخاء‬
‫سعد السقاء بالكوفة طالبين بدماء آبائهم‪ ،‬وهم أبناء الفسقة حخختى يهجخم عليهخخم‬
‫خيل الحسين عليه السلم يستبقان كأنهما فرسا رهخخان‪ ،‬شخخعث غخخبر أصخخحاب‬
‫بواكي وقوارح )‪ (2‬إذ يضرب أحدهم برجله باكية‪ ،‬يقول‪ :‬لخير في مجلخخس‬
‫بعد‬

‫)‪ (1‬السبأ‪ (2) .51 :‬البواكي‪ :‬جمع باكية‪ ،‬والقوارح‪ :‬جمع قارحة من به قرح في قلبه‬
‫من الحزن =‬

‫]‪[84‬‬

‫يومنا هخخذا‪ ،‬اللهخخم فإنخخا التخخائبون الخاشخخعون الراكعخخون السخخاجدون‪ ،‬فهخخم البخخدال الخخذين‬
‫وصخخفهم ال خ عزوجخخل‪ " :‬إن ال خ يحخخب التخخوابين ويحخخب المتطهريخخن " )‪(1‬‬
‫والمطهرون نظراؤهم من آل محمد صلى ال عليه وآله‪ .‬ويخخخرج رجخخل مخخن‬
‫أهخخل نجخخران راهخخب يسخختجيب المخخام‪ ،‬فيكخخون أول النصخخارى إجابخخة‪ ،‬ويهخخدم‬
‫صومعته ويدق صليبها‪ ،‬ويخرج بالموالي وضعفاء الناس والخيخخل فيسخخيرون‬
‫إلخخى النخيلخخة بخخأعلم هخخدى‪ ،‬فيكخخون مجمخخع النخخاس جميعخخا مخخن الرض كلهخخا‬
‫بالفاروق وهي محجة أمير المؤمنين وهخخي مخخا بيخخن الخخبرس والفخخرات‪ ،‬فيقتخخل‬
‫يومئذ فيما بين المشرق والمغرب ثلثة آلف من اليهخخود والنصخخارى‪ ،‬فيقتخخل‬
‫بعضهم بعضا فيومئذ تأويل هذه الية " فما زالت تلك دعواهم حتى جعلنخخاهم‬
‫حصيدا خامدين " )‪ (2‬بالسيف وتحت ظل السيف‪ .‬ويخلخخف مخخن بنخخي أشخخهب‬
‫الزاجر اللحخخظ فخخي انخخاس مخخن غيخخر أبيخخه هرابخخا حخختى يخخأتون سخخبطرى عخخوذا‬
‫بالشجر فيومئذ تأويل هذه الية " فلما أحسوا بأسنا إذا هم منهخخا يركضخخون ل‬
‫تركضخخوا وارجعخخوا إلخخى مخخا اترفتخخم فيخخه ومسخخاكنكم لعلكخخم تسخخئلون " )‪(3‬‬
‫ومساكنهم الكنوز التي غنمخخوا مخخن أمخخوال المسخخلمين ويخخأتيهم يخخومئذ الخسخخف‬
‫والقذف والمسخ‪ .‬فيومئذ تأويل هذه الية " وماهي من الظالمين ببعيد " ) ‪.(4‬‬
‫وينادي مناد في ]شهر[ رمضان من ناحية المشرق‪ ،‬عند طلخخوع الشخخمس‪ :‬يخخا‬
‫أهل الهدى اجتمعوا‪ ،‬وينادي من ناحية المغرب بعدما تغيب الشمس‪ :‬يخخا أهخخل‬
‫الهدى اجتمعوا‪ ،‬ومخخن الغخخد عنخخد الظهخخر بعخخد تكخخور الشخخمس‪ ،‬فتكخخون سخخوداء‬
‫مظلمة‪ ،‬واليوم‬

‫= وكأن التاء جيخخئ بهخخا للمبالغخخة ل للتخخأنيث ولخخذلك يقخخول بعخخده‪ " :‬إذ يضخخرب أحخخدهم‬
‫برجله باكية " وقد مر في ج ‪ 52‬ص ‪ 274‬وفيه‪ " :‬أصلب نواطى وأقداح‬
‫"‪ :(1) .‬البقرة‪ (2) .222 :‬النبياء‪ (3) .15 :‬النبياء‪ (4) .12 :‬هود‪.82 :‬‬

‫]‪[85‬‬

‫الثالث يفرق بين الحق والباطل‪ ،‬بخروج دابة الرض وتقبل الروم إلخخى قريخخة بسخخاحل‬
‫البحر‪ ،‬عند كهف الفتية‪ ،‬ويبعث ال الفتية من كهفهم إليهم‪] ،‬منهم[ رجل يقال‬
‫له‪ :‬مليخا والخر كمسلمينا وهما الشاهدان المسلمان للقخخائم )‪ .(1‬فيبعخخث أحخخد‬
‫الفتية إلى الروم‪ ،‬فيرجع بغير حاجة‪ ،‬ويبعث بخخالخر‪ ،‬فيرجخخع بالفتخخح فيخخومئذ‬
‫تأويل هذه الية " وله أسلم من في السموات والرض طوعا و كرها " ) ‪.(2‬‬
‫ثم يبعث ال من كل امة فوجا ليريهخخم مخخا كخخانوا يوعخخدون فيخخومئذ تأويخخل هخخذه‬
‫الية " ويوم نبعث من كل امة فوجا ممن يكذب بآياتنخخا فهخخم يوزعخخون " )‪(3‬‬
‫والورع خفقان أفئدتهم‪ .‬ويسخخير الصخخديق الكخخبر برايخخة الهخخدى‪ ،‬والسخخيف ذي‬
‫الفقار‪ ،‬والمخصرة )‪ (4‬حتى ينزل أرض الهجرة مرتين وهي الكوفة‪ ،‬فيهخخدم‬
‫مسجدها ويبنيه على بنائه الول‪ ،‬ويهدم ما دونخخه مخخن دور الجبخخابرة‪ ،‬ويسخخير‬
‫إلى البصخرة حختى يشخرف علخى بحرهخا‪ ،‬ومعخه التخابوت‪ ،‬وعصخى موسخى‪،‬‬
‫فيعزم عليه فيزفر في البصخخرة زفخخرة فتصخخير بحخخرا لجيخخا ل يبقخخى فيهخخا غيخخر‬
‫مسجدها كجؤجخوء السخفينة‪ ،‬علخى ظهخر المخاء‪ .‬ثخم يسخير إلخى حخرورا حختى‬
‫يحرقها ويسير مخن بخاب بنخي أسخد حختى يزفخر زفخرة فخي ثقيخف‪ ،‬وهخم زرع‬
‫فرعون‪ ،‬ثم يسير إلى مصر فيصعد منبره‪ ،‬فيخطب الناس فتستبشخخر الرض‬
‫بالعدل‪ ،‬وتعطي السماء قطرها‪ ،‬والشجر ثمرها‪ ،‬والرض نباتها‬

‫)‪ (1‬قد مر في باب علمات ظهوره عليه السلم‪ ،‬شخخطر مخخن هخخذا الحخخديث مخخن كتخخاب‬
‫سرور أهل اليمان‪ ،‬من قوله‪ :‬أل يا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني إلخخى‬
‫هنا‪ ،‬والنسخخختان كلتاهمخخا مصخخحفتان ول بخخأس بمقابلتهمخخا راجخخع ج ‪ 52‬ص‬
‫‪ (2) .275 - 272‬آل عمران‪ (3) .83 :‬النمخخل‪ .83 :‬والصخخحيح " ويخخوم‬
‫نحشر "‪ (4) .‬المخصرة‪ :‬شئ كالسوط‪ ،‬وما يتوكأ عليه كالعصا‪ ،‬وما يأخذه‬
‫الملك بيده يشير به إذا خاطب والخطيب إذا خطب‪.‬‬

‫]‪[86‬‬

‫وتتزين لهلها‪ ،‬وتأمن الوحوش حتى ترتعي في طرق الرض كأنعامهم‪ ،‬ويقذف فخخي‬
‫قلوب المؤمنين العلم فل يحتخاج مخخؤمن إلخخى مخخا عنخد أخيخخه مخخن علخم‪ ،‬فيخومئذ‬
‫تأويخخل هخخذه اليخخة " يغنخخي ال خ كل مخخن سخخعته " )‪ .(1‬وتخخخرج لهخخم الرض‬
‫كنوزها‪ ،‬ويقول القائم‪ :‬كلوا هنيئا بمخخا أسخخلفتم فخخي اليخخام الخاليخخة‪ ،‬فالمسخخلمون‬
‫يومئذ أهل صواب للدين‪ ،‬اذن لهم في الكلم فيومئذ تأويل هذه اليخخة " وجخخاء‬
‫ربك والملك صفا صفا " )‪ (2‬فل يقبل ال يومئذ إل دينخخه الحخخق أل لخ الخخدين‬
‫الخالص‪ ،‬فيومئذ تأويل هذه الية " أولم يخخروا أنخخا نسخخوق المخخاء إلخخى الرض‬
‫الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفل يبصرون * ويقولخخون‬
‫متى هذا الفتح إن كنتم صادقين * قل يوم الفتح ل ينفخخع الخذين كفخروا إيمخانهم‬
‫ول هم ينصرون * فأعرض عنهخخم وانتظخخر إنهخخم منتظخخرون " )‪ .(3‬فيمكخخث‬
‫فيما بين خروجه إلى يوم موته ثلثمائة سنة ونيف‪ ،‬وعخخدة أصخخحابه ثلثمخخائة‬
‫وثلثة عشر منهم تسعة من بني إسرائيل وسبعون من الجن ومائتان وأربعخخة‬
‫وثلثون منهم سبعون الخذين غضخبوا للنخخبي صخلى الخ عليخخه وآلخه إذ هجمتخه‬
‫مشركو قريش فطلبوا إلى نبي ال أن يأذن لهخم فخخي إجخابتهم فخخأذن لهخم حيخخث‬
‫نزلخخت هخخذه اليخخة " إل الخخذين آمنخخوا وعملخخوا الصخخالحات وذكخخروا الخ كخخثيرا‬
‫وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الخخذين ظلمخخوا أي منقلخخب ينقلبخخون " )‪(4‬‬
‫وعشرون من أهل اليمن منهم المقداد بن السود ومائتان وأربعة عشر الخخذين‬
‫كانوا بساحل البحر مما يلي عدن‪ ،‬فبعث إليهم نبي ال برسالة فأتوا مسخخلمين‪.‬‬
‫ومن أفناء الناس ألفان وثمانمائة وسبعة عشر ومن الملئكة أربعون ألفا‪ ،‬من‬
‫ذلك من المسومين ثلثة آلف‪ ،‬ومن المردفين خمسة آلف‪.‬‬

‫)‪ (1‬النساء‪ (2) .129 :‬الفجر‪ (3) .22 :‬السجدة‪ (4) .29 - 27 :‬الشعراء‪.227 :‬‬

‫]‪[87‬‬

‫فجميع أصحابه عليه السلم سبعة وأربعون ألفا ومائة وثلثون مخخن ذلخخك تسخخعة رؤس‬
‫مع كل رأس من الملئكة أربعة آلف من الجن والنس‪ ،‬عدة يوم بدر‪ ،‬فبهخخم‬
‫يقاتخخل وإيخخاهم ينصخخر الخخ‪ ،‬وبهخخم ينتصخخر وبهخخم يقخخدم النصخخر ومنهخخم نضخخرة‬
‫الرض‪ .‬كتبتها كما وجدتها وفيها نقص حروف‪ .‬بيان‪ " :‬لم ينطق فيخخه نخاطق‬
‫بكخخان " أي كلمخخا عخخبر عنخخه بكخخان فهخخو لضخخرورة العبخخارة إذ كخخان يخخدل علخخى‬
‫الزمان‪ ،‬وهو معرى عنه‪ .‬موجود قبل حدوثه‪ .‬قوله عليه السلم " من أهخخل "‬
‫أي جعله أهل للنبوة والخلفة‪ ،‬قوله عليه السلم " كلما نسج ال " أي جمعهم‬
‫مجازا " قوله عليه السلم‪ " :‬لم يسهم " أي لم يشرك فيه‪ ،‬والعائر من السهام‬
‫الذي ل يدري راميه‪ ،‬كنايخخة عخخن الزنخخا واختلط النسخخب‪ ،‬ويحتمخخل أن يكخخون‬
‫مأخوذا مخخن العخخار وكخخأنه تصخخحيف عخخاهر‪ .‬قخخوله عليخخه السخخلم‪ " :‬فخخان روح‬
‫البصر " لعل خبر إن " مع كلمة الخ " وروح الحيخاة بخدل مخن روح البصخر‬
‫أي روح اليمان الذي يكون مع المؤمن‪ ،‬وبه يكون بصخخيرا وحيخخا حقيقخخة‪ ،‬ل‬
‫يكون إل مع كلمة ال‪ ،‬أي إمام الهدى‪ ،‬فالكلمخخة مخخن الخخروح‪ :‬أي معخخه أو هخخو‬
‫أيضا آخذ من الروح ‪ -‬أي روح القدس ‪ -‬والروح يأخذ من النور والنخخور هخخو‬
‫ال تعالى كما قال " ال نور السموات والرض " فبأيديكم سبب من كلمة ال‬
‫وصل إليكم من ال ذلك السبب آثركم واختاركم وخصصكم به وهو نعمة من‬
‫ال خصصكم بها ل يمكنكم أن تؤدوا شكرها‪ .‬قوله عليخخه السخخلم‪ " :‬يظهخخر "‬
‫أي العون أو هو تعالى‪ ،‬قوله عليه السخخلم‪ " :‬وإن فرقانخخا " خخخبر " إن " إمخخا‬
‫محذوف أي بين ظاهر‪ ،‬أو هو قوله " يعز ال " أو قوله‪ :‬فليعد بتأويل مقخخول‬
‫في حقه‪ ،‬والمراد بالفرقان القخخرآن‪ ،‬وقخخوله‪ " :‬سخخلمة " مبتخخدأ وثقخخل الميخخزان‬
‫خبره‪ ،‬أي سلمة من يخف في الطاعة ول يكسل فيها‪ ،‬إنمخخا يظهخخر عنخخد ثقخخل‬
‫الميزان في القيامة أو هو سبب لثقله‪ ،‬ويحتمل أن يكخخون التسخخليم مضخخافا إلخخى‬
‫السلمة أي التسليم الموجب للسلمة " وأهل " مبتدأ " وثقل " بالتشديد علخخى‬
‫صيغة الجمع خبره‪.‬‬
‫]‪[88‬‬

‫قخخوله‪ " :‬والميخخزان بالحكمخخة " أي ثقخخل الميخخزان بالعمخخل إنمخخا يكخخون إذا كخخان مقرونخخا‬
‫بالحكمخخة فخخان عمخخل الجاهخخل ل وزن لخخه‪ ،‬فتقخخديره‪ :‬الميخخزان يثقخخل بالحكمخخة‪.‬‬
‫والحكمة فضاء للبصر‪ ،‬أي بصر القلب يجول فيهخخا‪ ،‬قخخوله‪ " :‬إنخخي " بالكسخخر‬
‫والقصخخر أي وقتخخا‪ ،‬قخخوله‪ " :‬واعخخترفوا بقربخخان مخخا قخخرب لكخخم " أي اعخخترفوا‬
‫وصدقوا بقرب ما أخبركم أنه قريب منكم‪ ،‬قوله عليه السخخلم‪ " :‬وأرف ارفخخه‬
‫" الرف كصرد جمع الرفة وهي الحد أي حدد حخخدوده وبينهخخا‪ ،‬ثخخم الظخخاهر‬
‫أنه قد سقط كلم مشتمل على ذكر القرآن قبل قوله " من ظهر وبطن " فانما‬
‫ذكر بعده أوصخخاف القخخرآن ومخخا ذكخخر قبلخخه أوصخخاف السخخلم‪ ،‬وإن أمكخخن أن‬
‫يسختفاد ذكخر القخرآن مخن الوصخف والتخبيين والتحديخد المخذكورة فخي وصخف‬
‫السلم لكن الظاهر على هذا السياق أن يكون جميع ذلك أوصخخاف السخخلم‪.‬‬
‫والمراد بالسمين العلين محمد وعلي صلوات ال عليهما " ولهمخخا نجخخوم "‬
‫أي سائر أئمة الهدى‪ " ،‬وعلى نجومهما نجوم " أي على كل من تلك النجخخوم‬
‫دلئل وبراهين من الكتاب والسنة والمعجزات الدالة علخخى حقيتهخخم‪ ،‬ويحتمخخل‬
‫أن يكخخون المخخراد بالسخخمين الكتخخاب والعخخترة‪ .‬قخخوله‪ " :‬تحمخخى " علخخى بنخخاء‬
‫المعلوم‪ ،‬والفاعل النجوم‪ ،‬أو على المجهول‪ ،‬وعلى التقديرين الضخخمير فخخي "‬
‫حماه ومراعيه " راجع إلى السلم وكذا الضمائر بعدهما وكان فخخي الصخخل‬
‫بعد قوله وأخلق سنية بياض‪ .‬و " الطرفخخة " ‪ -‬بالفتخخح ‪ :-‬نقطخخة حمخخراء مخخن‬
‫الدم تحدث في العين من ضخخربة ونحوهخخا‪ .‬أقخخول‪ :‬هكخخذا وجخخدتها فخخي الصخخل‬
‫سخخقيمة محرفخخة‪ ،‬وقخخد صخخححت بعخخض أجزائهخخا مخخن بعخخض مؤلفخخات بعخخض‬
‫أصحابنا‪ ،‬ومن الخبار الخر‪ ،‬وقد اعخخترف صخخاحب الكتخخاب بسخخقمها‪ ،‬ومخخع‬
‫ذلك يمكن النتفاع بخأكثر فوائدهخا‪ ،‬ولخذا أوردتهخا‪ ،‬مخع مخا أرجخو مخن فضخله‬
‫تعالى أن يتيسر نسخة يمكن تصحيحها بها‪ ،‬وقد سبق كخخثير مخخن فقراتهخخا فخخي‬
‫باب علمات ظهوره عليه السلم‪.‬‬

‫]‪[89‬‬

‫‪ - 87‬كا‪ :‬الحسين بن محمد‪ ،‬ومحمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن سالم بن أبخخي سخخلمة عخخن‬
‫الحسن بن شاذان الواسطي قال‪ :‬كتبت إلى أبي الحسخخن الرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫أشكو جفاء أهل واسط وحملهم علي‪ ،‬وكانت عصابة مخخن العثمانيخخة تخخؤذيني‪،‬‬
‫فوقع بخطخخه‪ :‬أن الخ جخخل ذكخخره أخخخذ ميثخخاق أوليائنخخا علخخى الصخخبر فخخي دولخخة‬
‫الباطل‪ ،‬فاصبر لحكم ربك‪ ،‬فلو قد قام سيد الخلق لقالوا‪ " :‬يا ويلنخخا مخخن بعثنخخا‬
‫من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون " )‪ - 88 .(1‬فس‪ " :‬فخخإذا‬
‫جاء وعد الخرة " )‪ (2‬يعني القخخائم صخخلوات الخ عليخخه وأصخخحابه " ليسخخوؤا‬
‫وجوهكم " يعني تسود وجوههم‪ " ،‬وليدخلوا المسجد كمخا دخلخوه أول مخرة "‬
‫يعني رسول ال صلى ال عليه وآله وأصحابه وأمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫وأصحابه‪ - 89 .‬فس‪ " :‬حتى إذا رأوا ما يوعخخدون " )‪ (3‬قخال‪ :‬القخخائم وأميخخر‬
‫المؤمنين صلوات ال عليهما‪ - 90 .‬شي‪ :‬عن صالح بن سهل‪ ،‬عن أبخخي عبخخد‬
‫ال عليه السلم فخي قخخوله تعخالى‪ " :‬ثخم رددنخخا لكخم الكخرة عليهخم " )‪ (4‬قخال‪:‬‬
‫خروج الحسين عليه السلم في الكخخرة فخخي سخخبعين رجل مخخن أصخخحابه الخخذين‬
‫قتلوا معه‪ ،‬عليهم البيض المذهبة لكل بيضة وجهان إلى آخر ما مر فخخي بخخاب‬
‫اليات المأولة بالقائم عليه السلم‪ - 91 .‬شا‪ :‬مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبخخد‬
‫ال‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليهما السلم قال‪ :‬أنا سيد الشيب )‪ (5‬وفي سخخنة مخخن‬
‫أيوب‪ ،‬وسيجمع ال لي أهلي كما جمع ليعقوب شمله‪ ،‬وذلك إذا استدار الفلك‪،‬‬
‫وقلتم مات أو هلك‪ .‬إل آخر ما مر في باب إخبار‬

‫)‪ (1‬يس‪ ،51 :‬والحديث في روضة الكافي ص ‪ (2) .247‬أسرى‪ 5 :‬وقد مخخر فخخي ج‬
‫‪ 51‬ص ‪ (3) .46‬مريم‪ (4) .75 :‬أسرى‪ ،5 :‬وقد مر فخخي ج ‪ 51‬ص ‪،56‬‬
‫وتراه في المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .281‬الشخخيب ‪ -‬بالكسخخر ‪ -‬علخخى القيخخاس‪،‬‬
‫وشيب ‪ -‬بضمتين على خلف القيخخاس ‪ -‬جمخخع أشخخيب‪ :‬الرجخخل الخخذي ابيخخض‬
‫شعره‪.‬‬

‫]‪[90‬‬

‫أمير المؤمنين عليه السلم )‪ (1‬بالقائم عليه السلم‪ - 92 .‬خص‪ :‬سعد‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن‬
‫محمد‪ ،‬وعبد ال بن عامر بن سعد‪ ،‬عن محمد ابخخن خالخخد‪ ،‬عخخن الثمخخالي قخخال‪:‬‬
‫قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬كان أمير المؤمنين عليخخه السخخلم يقخخول‪ :‬مخخن أراد‬
‫أن يقاتل شيعة الدجال‪ ،‬فليقاتخخل البخخاكي علخخى دم عثمخخان‪ ،‬والبخخاكي علخخى أهخخل‬
‫النهروان‪ ،‬إن من لقي ال مؤمنا بخأن عثمخان قتخل مظلومخا لقخي الخ عزوجخل‬
‫ساخطا عليه‪ ،‬ول يدرك الدجال‪ .‬فقال رجل‪ :‬يا أمير المؤمنين فخخان مخخات قبخخل‬
‫ذلك ؟ قال‪ :‬فيبعث من قبره حتى يؤمن به وإن رغم أنفه‪ - 93 .‬ع‪ :‬ماجيلويه‪،‬‬
‫عن عمه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن سليمان عن داود بن النعمخخان‪،‬‬
‫عن عبد الرحيم القصير قال‪ :‬قال لي أبو جعفر عليخه السخلم‪ :‬أمخا لخخو قخخد قخام‬
‫قائمنا لقد ردت إليه الحميرا حتى يجلدها الحد وحتى ينتقم لبنة محمد فاطمخخة‬
‫عليها السلم منها‪ .‬إلى آخر ما مر في باب سيره عليه السلم )‪ - 94 .(2‬شا‪:‬‬
‫روى عبد الكريم الخثعمي‪ ،‬عن أبخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم قخال‪ :‬إذا آن قيخخام‬
‫القائم مطر الناس جمادى الخرة وعشرة أيام من رجب مطرا لم تر الخلئق‬
‫مثله فينبت ال به لحوم المؤمنين وأبخخدانهم فخخي قبخخورهم‪ ،‬وكخخأني أنظخخر إليهخخم‬
‫مقبلين من قبل جهينة‪ ،‬ينفضون شعورهم مخخن الخختراب )‪ - 95 .(3‬عخخم‪ ،‬شخخا‪:‬‬
‫روى المفضل بن عمر‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قخال‪ :‬يخخرج مخع القخائم‬
‫عليه السلم مخخن ظهخر الكوفخة سخبع وعشخخرون رجل خمسخخة عشخر مخخن قخخوم‬
‫موسى عليه السلم‬
‫)‪ (1‬في الصل المطبوع‪ " :‬باب اخبار النبي " وهو سهو ظاهر ترى الحديث بتمخخامه‬
‫فخخي ج ‪ 51‬ص ‪ ،111‬والمصخخدر ص ‪ (2) .138‬راجخخع ج ‪ 52‬ص ‪،314‬‬
‫وتراه في المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ ،267‬أخرجه في باب نوادر العلل تحت الرقم‬
‫‪ (3) .10‬تراه في الرشاد ص ‪.342‬‬

‫]‪[91‬‬

‫الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون )‪ (1‬وسبعة من أهل الكهخف‪ ،‬ويوشخع بخن نخخون‪،‬‬
‫وسلمان‪ ،‬وأبو دجانة النصاري‪ ،‬والمقداد‪ ،‬ومالك الشتر‪ ،‬فيكونون بين يديه‬
‫أنصارا وحكاما‪ .‬شي‪ :‬عن المفضل مثله بتغيير ما وقخخد مخخر )‪ - 96 .(2‬نخخي‪:‬‬
‫أحمد بن ]محمد بن سعيد[ )‪ (3‬عن يحيى بن زكريا‪ ،‬عن يوسخخف بخخن كليخخب‪،‬‬
‫عن ابن البطائني‪ ،‬عن ابن حميد‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عخخن أبخخي جعفخر عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬لو قد خرج قائم آل محمد لنصره ال خ بالملئكخخة وأول مخخن يتبعخخه محمخخد‬
‫وعلخخي الثخخاني إلخخى آخخخر مخخا مخخر‪ - 97 .‬غخخط‪ :‬سخخعد‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن علخخي‬
‫الزيتوني‪ ،‬والحميري معا‪ ،‬عن أحمد بن هلل‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن الرضا‬
‫عليه السلم في حديث له طويل في علمات ظهور القائم عليخخه السخخلم قخخال‪:‬‬
‫والصوت الثالث يرون بدنا بارزا نحو عين الشمس‪ :‬هذا أمير المخخؤمنين‪ ،‬قخخد‬
‫كر في هلك الظالمين‪ .‬الخبر )‪ .(4‬ني‪ :‬محمخخد بخخن همخخام‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن مخخا‬
‫بنداذ‪ ،‬والحميري معخا‪ ،‬عخن أحمخد بخن هلل مثلخه‪ - 98 .‬غخط‪ :‬الفضخل‪ ،‬عخن‬
‫محمد بن علي‪ ،‬عن جعفر بن بشير‪ ،‬عن خالد ]بن[ أبي عمارة‪ ،‬عن المفضل‬
‫بن عمر قال‪ :‬ذكرنا القائم عليه السلم ومن مات من أصحابنا ينتظخخره‪ ،‬فقخخال‬
‫لنا أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إذا قام اتي المؤمن في قبره فيقال له‪ :‬يا هذا إنه‬

‫)‪ (1‬اشارة إلى قوله تعالى في العراف‪ " :159 :‬ومن قوم موسى امة يهخخدون بخخالحق‬
‫وبه يعدلون‪ ،‬راجع الرشاد ص ‪ (2) .344‬مخخر فخخي ج ‪ 52‬ص ‪ 346‬بخخاب‬
‫سيره واخلقه تحت الرقم ‪ ،92‬وتراه في تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪(3) .32‬‬
‫في الصل المطبوع‪ :‬أحمد بن عبيد وهو تصحيف‪ ،‬راجخخع ج ‪ 52‬ص ‪348‬‬
‫باب سيره وأخلقه تحت الرقم ‪ 99‬والحديث مختصر‪ (4) .‬غيبة الشيخ ص‬
‫‪ ،283‬النعماني ص ‪ 94‬وقد مر في ج ‪ 52‬ص ‪.289‬‬

‫]‪[92‬‬

‫قد ظهر صاحبك ! فان تشأ أن تلحق به فالحق‪ ،‬وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربك فأقم )‬
‫‪ - 99 .(1‬يه‪ :‬علي بخخن أحمخخد بخخن موسخخى‪ ،‬والحسخخين بخخن إبراهيخخم بخخن أحمخخد‬
‫الكاتب عن محمد بن أبي عبد ال الكوفي‪ ،‬عن محمد بن إسخخماعيل الخخبرمكي‪،‬‬
‫عن موسى بن عبخد الخ النخعخي‪ ،‬عخن أبخي الحسخن الثخالث عليخه السخلم فخي‬
‫الزيارة الجامعة وساق الزيارة ‪ -‬إلى أن قال‪ " :‬وجعلني مخخن يقتخخص آثخخاركم‪،‬‬
‫ويسلك سبلكم‪ ،‬ويهتدي بهخخداكم‪ ،‬ويحشخخر فخخي زمرتكخخم‪ ،‬ويكخخر فخخي رجعتكخخم‪،‬‬
‫ويملك في دولتكم‪ ،‬ويشرف في عافيتكم ويمكن فخي أيخخامكم‪ ،‬وتقخر عينخه غخدا‬
‫برؤيتكم "‪ .‬وفي زيارة الوداع " ومكنني في دولتكم وأحياني في رجعتكخخم "‪.‬‬
‫يخخب‪ :‬عخخن الصخخدوق مثلخخه " )‪ - 100 .(2‬يخخب‪ :‬جماعخخة مخخن أصخخحابنا‪ ،‬عخخن‬
‫هارون بن موسى التلعكبري‪ ،‬عن محمد بن علخخي بخخن معمخخر‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫محمد بن مسعدة‪ ،‬والحسن بن علخخي بخخن فضخخال عخخن سخخعدان بخخن مسخخلم‪ ،‬عخخن‬
‫صفوان بن مهران الجمال‪ ،‬عن الصادق عليه السلم فخخي زيخخارة الربعيخخن "‬
‫وأشهد أني بكم مؤمن‪ ،‬وبايابكم موقن‪ ،‬بشرايع ديني وخواتيم عملخخي "‪101 .‬‬
‫‪ -‬يه‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬ليس منا من لم يخخؤمن بكرتنخخا و ]لخخم[ يسخختحل‬
‫متعتنا )‪ - 102 .(3‬كا‪ :‬جماعة‪ ،‬عن سهل بن زيخاد‪ ،‬عخن محمخد بخن سخليمان‬
‫الديلمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السخخلم‪ :‬قخخوله‬
‫تبارك وتعالى " وأقسموا بال جهد أيمانهم ل يبعث ال من يموت بلخخى وعخخدا‬
‫عليه حقا ولكن أكثر الناس ل يعلمخون " )‪ (4‬قخال‪ :‬فقخال لخي‪ :‬يخا بابصخير مخا‬
‫تقول في هذه الية ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬إن المشركين يزعمون‬

‫)‪ (1‬المصدر ص ‪ (2) .291‬فقيخه مخن ل يحضخره الفقيخه‪ :‬ص ‪ 309‬الطبعخة الحديثخة‬
‫والتهذيب ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 34‬الفقيه ص ‪ (4) .429‬النحل‪ ،41 :‬والحديث في‬
‫روضة الكافي ص ‪.51‬‬

‫]‪[93‬‬

‫ويحلفون لرسول ال صلى ال عليه وآله أن ال ل يبعث الموتى‪ ،‬قال‪ :‬فقخخال‪ :‬تبخخا لمخخن‬
‫قال هذا سلهم هل كان المشركون يحلفون بال أم باللت والعزى‪ ،‬قال‪ :‬قلخخت‪:‬‬
‫جعلت فداك فأوجدنيه‪ ،‬قال‪ :‬فقال لي‪ :‬يا بابصير لو قد قام قائمنا بعث ال إليخخه‬
‫قوما من شيعتنا قباع )‪ (1‬سيوفهم على عواتقهم‪ ،‬فيبلغ ذلك قومخخا مخخن شخخيعتنا‬
‫لم يموتوا‪ ،‬فيقولخخون‪ :‬بعخخث فلن وفلن وفلن مخخن قبخخورهم وهخخم مخخع القخخائم‪،‬‬
‫فيبلغ ذلك قوما من عدونا فيقولون‪ :‬يا معشر الشيعة ما أكخذبكم ؟ هخذه دولتكخم‬
‫فخأنتم تقولخون فيهخا الكخخذب‪ ،‬ل والخ مخا عخاش هخؤلء ول يعيشخون إلخى يخوم‬
‫القيامة‪ ،‬قال‪ :‬فحكى ال قولهم فقال‪ " :‬وأقسموا بال جهد أيمانهم ل يبعخخث الخ‬
‫من يموت "‪ .‬شي‪ :‬عن أبخخي بصخخير مثلخخه )‪ .(2‬أقخول‪ :‬روى السخخيد فخي كتخخاب‬
‫سعد السعود من كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السخخلم تخخأليف‬
‫المفيد ‪ -‬ره ‪ -‬عن ابن أبي هراسة‪ ،‬عن إبراهيم بن إسخخحاق عخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫حماد‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبخي جعفخخر وأبخخي عبخخد الخ عليهمخخا السخخلم مثلخه‪.‬‬
‫‪ - 103‬كا‪ :‬العدة عن سهل‪ ،‬عن ابن شخخمون‪ ،‬عخخن الصخخم‪ ،‬عخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫القاسم البطل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم في قوله تعالى " وقضينا إلى بني‬
‫إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الرض مرتين " )‪ (3‬قال‪ :‬قتل علي بخخن أبخخي‬
‫طالب عليه السلم‪ ،‬وطعن الحسن عليه السلم " ولتعلن علخخوا كخخبيرا " قخخال‪:‬‬
‫قتل الحسين عليه السلم " فإذا جاء وعد اوليهما " إذا جاء نصر دم الحسخخين‬
‫" بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد فجاسوا‬

‫)‪ (1‬وفي العياشي " قبائع سيوفهم " فهخخو جمخخع قبيعخخة‪ ،‬قخخال الشخخارح نقل عخخن معخخاجم‬
‫اللغة‪ " :‬قبيعة السيف‪ :‬ما على طرف مقبضه من فضة أو حديد " ويقال‪ :‬ما‬
‫أحسخخن قبخخائع سخخيوفهم‪ .‬لكنهخخا ل يناسخخب المقخخام فامخخا أن يكخخون قبخخاع بالبخخاء‬
‫الموحدة مأخوذا من قولهم قبع الرجل في قميصه‪ :‬أدخل رأسه فيخخه‪ ،‬فيكخخون‬
‫القباع بمعنى الغلف والغمد‪ ،‬أو هو قنخخاع بخخالنون وهخخو أيضخخا الغشخخاء ومخخا‬
‫يتسخختر بخخه‪ .‬فتحخخرر‪ (2) .‬راجخخع المصخخدر ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .259‬أسخخرى ‪4‬‬
‫والحديث في روضة الكافي ص ‪.206‬‬

‫]‪[94‬‬

‫خلل الديار " قوم يبعثهم ال قبل خروج القائم فل يدعون وترا لل محمد إل قتلخخوه "‬
‫وكان وعدا مفعول " خروج القائم عليه السلم‪ " .‬ثم رددنا لكخخم الكخخرة عليهخخم‬
‫" خروج الحسين عليه السلم في سبعين من أصحابه عليهم الخخبيض المذهبخخة‬
‫لكل بيضة وجهان المؤدون إلى الناس أن هذا الحسين قد خرج حتى ل يشخخك‬
‫المؤمنون فيه‪ ،‬وأنه ليس بدجال ول شيطان‪ ،‬والحجة القائم بين أظهرهم‪ ،‬فإذا‬
‫استقرت المعرفة في قلوب المخخؤمنين أنخخه الحسخخين عليخخه السخخلم جخخاء الحجخخة‬
‫الموت‪ ،‬فيكون الذي يغسله ويكفنه ويحنطخخه ويلحخخده فخخي حفرتخخه الحسخخين بخخن‬
‫علي عليهما السخخلم ول يلخخي الوصخخي إل الوصخخي‪ - 104 .‬مصخخبا‪ :‬روى لنخخا‬
‫جماعة‪ ،‬عن أبي عبد ال محمد بن أحمد بن عبد ال بن قضخخاعة بخخن صخخفوان‬
‫بن مهران الجمال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده صفوان قخخال‪ :‬اسخختأذنت الصخخادق عليخخه‬
‫السلم لزيارة مولنا الحسين عليه السلم وسألته أن يعرفني مخخا أعمخخل عليخخه‬
‫وساق الحديث إلى أن قال عليه السلم فخخي الزيخخارة‪ " :‬وأشخخهد الخ وملئكتخخه‬
‫وأنبياءه ورسله أني بكم مؤمن‪ ،‬وبايابكم موقن‪ ،‬بشرايع ديني‪ ،‬وخواتيم عملي‬
‫"‪ - 105 .‬مصبا‪ :‬في زيارة العباس " أني بكم مخخؤمن وبايخخابكم مخخن المخخوقنين‬
‫"‪ - 106 .‬مصبا‪ ،‬صبا‪ :‬زيارة رواها ابن عياش قال‪ :‬حدثني خير بن عبد ال‬
‫عن الحسين بن روح قال‪ :‬زر أي المشاهد كنت بحضخخرتها فخخي رجخخب تقخخول‬
‫إذا دخلت وساق الزيارة إلى أن قال‪ " :‬ويرجعني من حضرتكم خيخخر مرجخخع‬
‫إلى جناب ممرع‪ ،‬موسع‪ ،‬ودعة ومهل إلى حين الجل‪ ،‬وخير مصير ومحل‬
‫في النعيم الزل والعيش المقتبل ودوام الكخل‪ ،‬وشخرب الرحيخق والسلسخبيل‪،‬‬
‫وعسل ونهل‪ ،‬ل سأم منه ول ملل‪ ،‬ورحمة ال وبركاته وتحياته‪ ،‬حتى العخخود‬
‫إلى حضرتكم والفوز في كرتكم‪ - 107 .‬قل‪ ،‬مصبا‪ :‬خرج إلى أبي القاسم بن‬
‫العلء الهمداني وكيل أبي محمد عليه السلم أن مولنا الحسين عليخخه السخخلم‬
‫ولد يوم الخميس لثلث خلون من شعبان فصمه وادع فيه بهذا الدعاء وسخخاق‬
‫الدعاء إلى قوله " وسيد السرة‪ ،‬الممدود بالنصرة‬

‫]‪[95‬‬

‫يوم الكرة المعوض من قتله أن الئمة من نسخخله والشخخفاء فخخي تربتخخه والفخخوز معخخه فخخي‬
‫أوبته‪ ،‬والوصخياء مخن عخترته بعخد قخائمهم وغيبتخه‪ ،‬حختى يخدركوا الوتخار‪،‬‬
‫ويثأروا الثار‪ ،‬ويرضوا الجبار‪ ،‬ويكونوا خير أنصار ‪ -‬إلى قخخوله ‪ " :-‬فنحخخن‬
‫عائذون بقبره نشهد تربته‪ ،‬وننتظر أوبتخخه آميخخن رب العخخالمين‪ - 108 .‬صخخبا‪:‬‬
‫في زيارة القائم عليه السلم في السخخرداب " ووفقنخخي يخخا رب للقيخخام بطخخاعته‪،‬‬
‫وللثوى في خدمته‪ ،‬والمكث في دولته‪ ،‬واجتناب معصيته‪ ،‬فان توفيتني اللهخخم‬
‫قبل ذلك فاجعلني يا رب فيمن يكر في رجعته‪ ،‬ويملك في دولته‪ ،‬ويتمكن في‬
‫أيامه‪ ،‬ويستظل تحت أعلمخخه‪ ،‬ويحشخخر فخخي زمرتخخه‪ ،‬وتقخخر عينخخه برؤيتخخه "‪.‬‬
‫‪ - 109‬صبا‪ :‬في زيارة أخخخرى لخخه عليخخه السخخلم " وإن أدركنخخي المخخوت قبخخل‬
‫ظهورك فاني أتوسل بك إلى ال سبحانه أن يصخخلي علخخى محمخخد وآل محمخخد‪،‬‬
‫وأن يجعخخل لخخي كخخرة فخخي ظهخخورك‪ ،‬ورجعخخة فخخي أيامخخك‪ ،‬لبلخخغ مخخن طاعتخخك‬
‫مرادي‪ ،‬وأشفي من أعدائك فؤادي "‪ - 110 .‬صبا‪ :‬في زيارة أخرى‪ " :‬اللهم‬
‫أرنا وجه وليك الميمون في حياتنا وبعد المنون‪ ،‬اللهم إني أدين لخخك بالرجعخخة‬
‫بين يدي صاحب هذه البقعة "‪ - 111 .‬صبا‪ :‬عخن جعفخر بخن محمخد الصخادق‬
‫عليه السلم أنه قال‪ :‬من دعا إلخخى الخ أربعيخخن صخخباحا بهخخذا العهخخد كخخان مخخن‬
‫أنصار قائمنا‪ ،‬فان مات قبله أخرجه ال تعخالى مخن قخخبره وأعطخخاه بكخخل كلمخة‬
‫ألف حسنة ومحا عنه ألخخف سخخيئة‪ ،‬وهخخو هخخذا‪ " .‬اللهخخم رب النخخور العظيخخم‪ ،‬و‬
‫]رب[ الكرسخخي الرفيخخع‪ ،‬ورب البحخخر المسخخجور ومنخخزل التخخوراة والنجيخخل‬
‫والزبخخور‪ ،‬ورب الظخخل والحخخرور‪ ،‬ومنخخزل القخخرآن العظيخخم ورب الملئكخخة‬
‫المقربيخخن‪ ،‬والنبيخاء والمرسخلين‪ .‬اللهخخم إنخخي أسخخألك بوجهخك الكريخم‪ ،‬وبنخور‬
‫وجهك المنير‪ ،‬وملكك القديم يا حي يا قيوم أسخخألك باسخخمك الخخذي أشخخرقت بخخه‬
‫السماوات والرضون )‪ (1‬يا حي‬

‫)‪ (1‬وفي بعض نسخ العهد زيادة‪ " :‬وباسمك الذي يصلح بخخه الولخون والخخرون‪ ،‬يخا‬
‫حي قبل كل حي‪ ،‬ويا حي بعد كخخل حخخي‪ ،‬ويخخا حخخي حيخخن ل حخخي‪ ،‬يخخا محيخخي‬
‫الموتى ومميت الحياء يا حي ل إله إل أنت " الخ‪.‬‬

‫]‪[96‬‬

‫قبل كل حي‪ ،‬ل إلخخه إل أنخخت‪ .‬اللهخخم بلخخغ مولنخخا المخخام الهخخادي المهخخدي القخخائم بخخأمرك‬
‫صخخلوات الخ عليخخه وعلخخى آبخخائه الطخخاهرين عخخن المخخؤمنين والمؤمنخخات‪ ،‬فخخي‬
‫مشارق الرض ومغاربها‪ ،‬سهلها وجبلها برها وبحرها‪ ،‬عنخخي وعخخن والخخدي‬
‫من الصلوات زنة عرش ال ومخخداد كلمخخاته‪ ،‬ومخخا أحصخخاه علمخخه‪ ،‬وأحخخاط بخخه‬
‫كتابه‪ .‬اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هخذا ومخا عشخت مخن أيخامي عهخدا‬
‫وعقدا وبيعة له في عنقي‪ ،‬ل أحول عنها‪ ،‬ول أزول أبخخدا‪ ،‬اللهخخم اجعلنخخي مخخن‬
‫أنصخخاره وأعخخوانه والخخذابين عنخخه‪ ،‬والمسخخارعين إليخخه فخخي قضخخاء حخخوائجه‪،‬‬
‫والمحامين عنه والسابقين إلى إرادته‪ ،‬والمستشهدين بين يديه‪ .‬اللهخخم إن حخخال‬
‫بيني وبينخه المخوت الخذي جعلتخه علخى عبخادك حتمخا‪ ،‬فخأخرجني مخن قخبري‪،‬‬
‫مؤتزرا كفني‪ ،‬شاهرا سيفي‪ ،‬مجردا قناتي‪ ،‬ملبيا دعوة الداعي‪ ،‬في الحاضخخر‬
‫والبادي‪ .‬اللهم أرني الطلعة الرشيدة‪ ،‬والغرة الحميدة‪ ،‬واكحل ناظري بنظخخرة‬
‫مني إليه‪ ،‬وعجل فرجه‪ ،‬وسهل مخرجه‪ ،‬وأوسع منهجه‪ ،‬واسلك بي محجته‪،‬‬
‫فانفذ أمره‪ ،‬واشدد أزره‪ ،‬واعمر اللهم به بلدك‪ ،‬وأحي به عبادك‪ ،‬فانك قلخخت‬
‫وقولك الحق‪ " :‬ظهر الفساد في البر والبحر بما كسخخبت أيخخدي النخخاس " )‪.(1‬‬
‫فأظهر اللهم لنا وليك‪ ،‬وابن بنت نبيك المسخخمى باسخخم رسخخولك حخختى ل يظفخخر‬
‫بشئ من الباطل إل مزقه‪ ،‬ويحق الحق ويحققه‪ ،‬واجعله اللهم مفزعا لمظلخخوم‬
‫عبادك‪ ،‬وناصرا لمن ل يجد له ناصرا غيرك‪ ،‬ومجددا لما عطخخل مخخن أحكخخام‬
‫كتابك ومشخخيدا لمخخا ورد مخخن أعلم دينخخك وسخخنن نبيخخك صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫واجعله ممن حصنته من بأس المعتدين‪ .‬اللهخخم وسخخر نبيخخك محمخخدا صخخلى الخ‬
‫عليه وآلخخه برؤيتخخه‪ ،‬ومخخن تبعخخه علخخى دعخخوته‪ ،‬وارحخخم اسخختكانتنا بعخخده‪ ،‬اللهخخم‬
‫اكشف هذه الغمة عن المة بحضوره‪ ،‬وعجل لنا ظهوره‪ ،‬إنهم يرونه‬

‫)‪ (1‬الروم‪.41 :‬‬

‫]‪[97‬‬

‫بعيدا ونراه قريبا‪ ،‬العجخخل العجخخل يخخا مخخولي يخخا صخخاحب الزمخخان‪ ،‬برحمتخخك يخخا أرحخخم‬
‫الراحمين‪ .‬ثم تضرب على فخذك اليمن بيدك ثلث مرات وتقول‪ " :‬العجخخل‬
‫يخخا مخخولي يخخا صخخاحب الزمخخان " ‪ -‬ثلثخخا‪ - 112 .‬صخخبا‪ :‬روي عخخن الصخخادق‬
‫جعفر بن محمد عليهما السلم أنخخه قخخال‪ :‬مخخن أراد أن يخخزور قخخبر رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله والئمة صلوات ال عليهم من بعيد‪ ،‬فليقل وساق الزيخخارة‬
‫إلى قوله " إني مخن القخائلين بفضخلكم‪ ،‬مقخر برجعتكخم ل انكخر لخ قخدرة‪ ،‬ول‬
‫أزعم إل ما شاء ال "‪ .‬أقول‪ :‬أكثر هذه الخبار المتعلقة بالزيارات والدعيخخة‬
‫مذكورة في كتب الزيارات الخختي عنخخدنا مخخن الشخخهيد والمفيخخد وغيرهمخخا وفخخي‬
‫كتابنا العتيق وفي كتاب زوائد الفوائد لولد السيد علي بن طاوس‪ - 113 .‬كخا‪:‬‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن سخخنان‪ ،‬عخخن عمخخار بخخن‬
‫مروان‪ ،‬عمن سمع أبا عبد ال عليه السلم في حديث طويل في صخخفة قبخخض‬
‫روح المؤمن )‪ (1‬قال‪ :‬ثم يزور آل محمد في جنان رضوى فيأكل معهخخم مخخن‬
‫طعامهم‪ ،‬ويشرب معهم من شرابهم‪ ،‬ويتحدث معهم في مجالسهم‪ ،‬حتى يقخخوم‬
‫قائمنا أهل البيت‪ ،‬فإذا قام قائمنا بعثهم ال فأقبلوا معه يلبون زمرا زمخخرا )‪(2‬‬
‫فعند ذلك يرتاب المبطلخون ويضخخمحل المحلخخون‪ ،‬وقليخل مخخا يكونخون‪ ،‬هلكخت‬
‫المحاضير‪ ،‬ونجا المقربون‪ .‬من أجل ذلك‪ ،‬قخخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله لعلي عليه السلم‪ :‬أنت أخي وميعاد ما بيني وبينخك وادي السخلم‪ .‬بيخان‪:‬‬
‫قال الفيروز آبادي‪ :‬رجل محل منتهك للحرام أو ل يرى للشهر الحرام حرمة‬
‫انتهى و " المقربون " بفتح الراء أي الذين ل يستعجلون هم المقربون وأهخخل‬
‫التسليم‪ ،‬أو بكسر الراء أي الذين يقولون الفرج قريب ول يستبطؤنه‪.‬‬

‫)‪ (1‬تراه في كتاب الجنائز باب التعزى ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .131‬من التلبية‪ ،‬اي يرجعون‬
‫إلى الدنيا ويلبون دعوة قائم آل محمد جماعة جماعة‪.‬‬

‫]‪[98‬‬

‫روى الشيخ حسن بن سليمان في كتاب المحتضر من كتاب القائم للفضخخل بخخن شخخاذان‪،‬‬
‫عن محمد بخخن إسخخماعيل‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن سخخنان مثلخخه‪ - 114 .‬وعخخن الكتخخاب‬
‫المذكور‪ ،‬عن الفضل‪ ،‬عن صالح بن حمزة‪ ،‬عن الحسخخن ابخخن عبخخد الخخ‪ ،‬عخخن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬أنخخا الفخخاروق‬
‫الكخخبر‪ ،‬وصخخاحب الميسخخم‪ ،‬وأنخخا صخخاحب النشخخر الول‪ ،‬والنشخخر الخخخر‪،‬‬
‫وصاحب الكرات‪ ،‬ودولة الدول‪ ،‬وعلخى يخدي يتخم موعخد الخ وتكمخل كلمتخه‪،‬‬
‫وبي يكمل الدين‪ .‬أقول‪ :‬تمامه في أبواب علمهخخم عليهخخم السخخلم‪ - 115 .‬مخخل‪:‬‬
‫الحسين بن محمد بن عامر‪ ،‬عن أحمد بن إسحاق بخخن سخخعد‪ ،‬عخخن سخخعدان بخخن‬
‫مسلم قائد أبي بصير قال‪ :‬حخدثني بعخض أصخحابنا‪ ،‬عخن أبخي عبخد الخ عليخه‬
‫السلم في زيارة الحسين عليه السلم إلى قوله‪ " :‬ونصرتي لكم معخخدة‪ ،‬حخختى‬
‫يحكم ال‪ ،‬ويبعثكم فمعكم معكم ل مع عدوكم‪ ،‬إني من المؤمنين برجعتكم‪ ،‬ل‬
‫انكر ل قدرة‪ ،‬ول اكذب له مشية‪ ،‬ول أزعم أن ما شاء ل يكون‪ - 116 .‬مل‪:‬‬
‫أبو عبد الرحمان محمد بن أحمخخد بخخن الحسخخن العسخخكري ومحمخخد بخخن الحسخخن‬
‫جميعا‪ ،‬عن الحسن بن علي بن مهزيار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابخخن أبخخي عميخخر‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن مروان عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن الصادق عليه السلم في زيخخارة‬
‫الحسين عليه السلم " ونصرتي لكم معدة‪ ،‬حتى يحييكخخم الخ لخخدينه ويبعثكخخم‪،‬‬
‫وأشهد أنكم الحجة‪ ،‬وبكم ترجى الرحمخخة‪ ،‬فمعكخخم معكخخم ل مخخع عخخدوكم‪ ،‬إنخخي‬
‫]بإيا[ بكم من المؤمنين‪ ،‬ل انكر ل قدرة ول اكذب منه بمشية‪ .‬ثم قخخال‪ :‬اللهخخم‬
‫صل على أمير المؤمنين عبخدك وأخخي رسخخولك إلخخى أن قخال‪ :‬اللهخخم أتمخخم بخخه‬
‫كلماتك‪ ،‬وأنجز به وعدك‪ ،‬وأهلك به عدوك‪ ،‬واكتبنا في أوليائه وأحبائه اللهخخم‬
‫اجعلنا شيعة وأنصارا وأعوانا على طاعتك‪ ،‬وطاعة رسولك‪ ،‬وما وكلخخت بخخه‬
‫واستخلفته عليه‪ ،‬يا رب العالمين "‪ - 117 .‬مل‪ :‬أبي وجماعة مشايخي‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن يحيى العطار‪ ،‬وحدثني محمد بن مت الجوهري جميعا‪ ،‬عن محمخخد‬
‫بن أحمد بن يحيى‪ ،‬عن علي بن حسان‬
‫]‪[99‬‬

‫عن عروة ابن أخي شعيب العقرقوفي‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قخخال‪:‬‬
‫إذا أتيت عند قبر الحسين عليه السلم ويجزيك عند قبر كل إمام‪ ،‬وسخخاق إلخخى‬
‫قوله‪ " :‬اللهم ل تجعله آخخخر العهخخد مخخن زيخخارة قخخبر ابخخن نبيخخك‪ ،‬وابعثخخه مقامخخا‬
‫محمودا تنتصر به لدينك‪ ،‬وتقتل به عدوك‪ ،‬فانك وعدته‪ ،‬وأنت الرب الذي ل‬
‫تخلف الميعاد " وكذلك تقول عند قبور كل الئمة عليهم السخخلم‪ - 118 .‬قخخل‪:‬‬
‫يسخختحب أن يخخدعى فخخي يخخوم دحخخو الرض بهخخذا الخخدعاء وسخخاقه إلخخى قخخوله‪" :‬‬
‫وابعثنا في كرته حختى نكخون فخي زمخانه مخن أعخوانه "‪ - 119 .‬فخس‪ " :‬قتخل‬
‫النسان ما أكفره " )‪ (1‬قال‪ :‬هو أمير المؤمنين قال‪ :‬ما أكفخخره أي مخخاذا فعخخل‬
‫وأذنب حتى قتلوه ثم قال " من أي شئ خلقه‪ ،‬من نطفة خلقه فقدره ثم السخخبيل‬
‫يسره " قال يسر له طريق الخير " ثم أماته فأقبره‪ ،‬ثم إذا شاء أنشره " قخخال‪:‬‬
‫في الرجعة‪ " ،‬كل لما يقض مخا أمخخره " أي لخم يقخض أميخر المخؤمنين مخخا قخد‬
‫أمره‪ ،‬وسيرجع حتى يقضي ما أمره‪ .‬أخبرنا أحمد بن إدريس‪ ،‬عن أحمخخد بخخن‬
‫محمد‪ ،‬عن ابن أبي نصر‪ ،‬عن جميل ابخخن دراج‪ ،‬عخخن أبخخي سخخلمة‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬سألته عن قول الخ " قتخل النسخان مخا أكفخره " قخال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬نزلت في أمير المؤمنين عليه السلم ما أكفره يعني بقتلكم إياه‪ ،‬ثم نسخب‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم فنسب خلقه ومخا أكرمخخه الخ بخخه‪ ،‬فقخال‪ " :‬مخن أي‬
‫شئ خلقه " يقول‪ :‬من طينة النبياء خلقه‪ ،‬فقدره للخير " ثخخم السخخبيل يسخخره "‬
‫يعني سبيل الهدى ثم أماته ميتة النبياء ثم إذا شاء أنشره ]قلت‪ :‬ما قوله " ثخخم‬
‫إذا شاء أنشره " ؟[ )‪ (2‬قال‪ :‬يمكث بعد قتله فخخي الرجعخخة فيقضخخي مخخا أمخخره‪.‬‬
‫كنز‪ :‬محمد بن العباس‪ ،‬عن أحمد بن إدريس مثله‪ .‬بيان‪ :‬قخخوله " مخخا أكفخخره "‬
‫في خبر أبي سلمة يحتمل أن يكون ضميره راجعا إلخخى أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم بأن يكون استفهاما إنكاريا كما مر في الخبر السابق‬

‫)‪ (1‬عبس‪ (2) .17 :‬راجع تفسير القمي‪ ،712 :‬وما بين العلمتين ساقط من الصخخل‬
‫المطبوع‪.‬‬

‫]‪[100‬‬

‫ويحتمل أن يكون راجعا إلى القاتخخل بقرينخخة المقخخام فيكخخون علخخى التعجخخب أي مخخا أكفخخر‬
‫قاتله‪ ،‬ويؤيد الول الخبر الول‪ ،‬ويؤيد الثاني أن في رواية محمد بن العبخخاس‬
‫يعني قاتله بقتله إياه‪ - 120 .‬كنز‪ :‬محمد بن العباس‪ ،‬عن جعفر بن محمد بخخن‬
‫الحسين‪ ،‬عن عبد ال بخخن عبخخد الرحمخخان‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن عبخخد الحميخخد‪ ،‬عخخن‬
‫مفضل بن صالح‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي عبد ال الجدلي قال‪ :‬دخلت علخى علخي‬
‫بن أبي طالب عليه السلم يوما فقال‪ :‬أنا دابة الرض )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد سبق في‬
‫باب علمات ظهوره عليه السلم عن أمير المؤمنين عليه السلم أنه قال بعد‬
‫ذكخخر قتخخل الخخدجال‪ :‬أل إن بعخخد ذلخخك الطامخخة الكخخبرى‪ ،‬قلنخخا‪ :‬ومخخاذاك يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين ؟ قخخال‪ :‬خخخروج دابخخة ]مخخن[ الرض‪ ،‬مخخن عنخخد الصخخفا‪ ،‬معهخخا خخخاتم‬
‫سليمان وعصا موسى‪ ،‬تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبخع فيخه‪ " :‬هخذا‬
‫مؤمن حقا " ويضعه على وجه كل كافر فيكتب فيه‪ " :‬هخخذا كخخافر حقخخا " إلخخى‬
‫آخر ما مر )‪ - 121 .(2‬غط‪ :‬الفضل بن شاذان‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن محبخخوب‪،‬‬
‫عن عمرو بن أبي المقدام‪ ،‬عن جخخابر الجعفخخي قخخال‪ :‬سخخمعت أبخخا جعفخخر عليخخه‬
‫السلم ]يقول‪ :[:‬وال ليملكن منخا أهخل الخبيت رجخل بعخد مخوته ثلثمخائة سخنة‬
‫يزداد تسعا‪ ،‬قلت‪ :‬متى يكون ذلك ؟ قال‪ :‬بعد القائم قلت‪ :‬وكم يقخوم القخخائم فخخي‬
‫عالمه ؟ قال‪ :‬تسعة عشر سنة ثم يخرج المنتصر فيطلب بخدم الحسخين ودمخاء‬
‫أصخخحابه فيقتخل ويسخخبي حخختى يخخرج السخخفاح )‪ .(3‬بيخان‪ :‬الظخخاهر أن المخخراد‬
‫بالمنتصر الحسين‪ ،‬وبالسفاح أمير المؤمنين صلوات ال عليهما كما سيأتي )‬
‫‪ - 122 .(4‬ختص‪ :‬عمرو بن ثابت‪ ،‬عن جابر قال‪ :‬سمعت أبخخا جعفخخر عليخخه‬
‫السلم يقول‪:‬‬

‫)‪ (1‬أخرجه المصنف في ج ‪ 39‬ص ‪ 243‬من الطبعة الحديثة‪ (2) .‬راجخخع ج ‪ 52‬ص‬
‫‪ (3) .194‬المصدر ص ‪ 300‬وهو آخر كتاب الغيبة‪ (4) .‬يأتي في الحديث‬
‫الذي بعده‪ ،‬وهكذا في ص ‪ 103‬تحت الرقم ‪.130‬‬

‫]‪[101‬‬

‫وال ليملكن رجل منا أهل البيت بعد موته ثلث مائة سخخنة ويخخزداد تسخخعا قخخال‪ :‬فقلخخت‪:‬‬
‫فمتى يكون ذلك ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬بعد موت القائم عليه السلم قلت له‪ :‬وكخخم يقخخوم‬
‫القائم في عالمه حتى يموت ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬تسعة عشر من يوم قيخخامه إلخخى يخخوم‬
‫موته قال‪ :‬قلت له‪ :‬فيكون بعد موته الهرج ؟ قال‪ :‬نعم خمسين سنة‪ ،‬ثم يخرج‬
‫المنتصر إلى الدنيا فيطلب بدمه ودماء أصحابه‪ ،‬فيقتل ويسبي‪ ،‬حتى يقال‪ :‬لو‬
‫كان هذا من ذرية النبياء‪ ،‬ما قتل الناس كل هذا القتل ؟ فيجتمع عليخخه النخخاس‬
‫أبيضهم وأسودهم فيكثرون عليه حتى يلجؤه إلى حخخرم الخخ‪ ،‬فخخإذا اشخختد البلء‬
‫عليه‪ ،‬وقتل المنتصر خرج السفاح من الدنيا غضبا للمنتصر‪ ،‬فيقتل كل عخخدو‬
‫لنا‪ .‬وهل تدري من المنتصر والسفاح يا جابر ؟ المنتصر الحسخخين بخن علخي‪،‬‬
‫والسفاح علي بن أبي طالب عليه السخخلم )‪ - 123 .(1‬كخا‪ :‬محمخخد بخخن يحيخخى‬
‫وأحمد بن محمد جميعا‪ ،‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن علي ابن حسان‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال الرياحي‪ ،‬عن أبي الصامت الحلواني‪ ،‬عخخن أبخخي جعفخخر عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬قال أمير المؤمنين صلوات الخ عليخخه‪ :‬لقخخد اعطيخخت السخخت‪ :‬علخخم المنايخخا‬
‫والبليا ]والوصايا[ )‪ (2‬وفصخل الخطخخاب‪ ،‬وإنخخي لصخخاحب الكخرات‪ ،‬ودولخخة‬
‫الدول‪ ،‬وإني لصاحب العصا والميسم‪ ،‬والدابة التي تكلم الناس‪ .‬ير‪ :‬عن علي‬
‫بن حسان مثله‪ - 124 .‬كا‪ :‬محمد بن مهران‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬ومحمد بخخن‬
‫يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد جميعا‪ ،‬عن محمد بخخن سخخنان‪ ،‬عخخن المفضخخل‪ ،‬عخخن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان أمير المؤمنين صلوات ال عليه كخخثيرا مخخا‬
‫يقول‪ :‬أنا قسيم ال بين الجنة والنار‪ ،‬وأنا الفاروق الكبر وأنا صاحب العصخخا‬
‫والميسخخم الخخخبر )‪ .(3‬كخا‪ :‬الحسخين بخن محمخخد‪ ،‬عخن المعلخى‪ ،‬عخن محمخد بخخن‬
‫جمهور‪ ،‬عن محمد بن سنان مثله‪.‬‬

‫)‪ (1‬تراه في الختصاص ص ‪ 257‬و ‪ (2) .258‬راجع اصول الكافي ج ‪ 1‬ص ‪198‬‬
‫بصائر الدرجات ص ‪ 53‬والحديث مختصر‪ (3) .‬اصخخول الكخخافي ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ 196‬وفيه‪ :‬أحمد بن مهران‪ ،‬في صدر السند‪.‬‬

‫]‪[102‬‬

‫كا‪ :‬علي بن محمد‪ ،‬ومحمد بن الحسن‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن محمد بن الوليد شخخباب‬
‫الصيرفي‪ ،‬عن سعيد العرج‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم مثلخخه )‪125 .(1‬‬
‫‪ -‬يب‪ ،‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن بريخخد بخخن معاويخخة عخخن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم ]قال[‪ :‬وال ل تذهب اليام والليالي حختى يحيخخي الخ‬
‫الموتى‪ ،‬ويميت الحياء‪ ،‬ويخخرد الحخخق إلخخى أهلخخه‪ ،‬ويقيخخم دينخخه الخخذي ارتضخخاه‬
‫لنفسه إلخى آخخر مخا أورداه فخي كتخاب الزكخاة )‪ - 126 .(2‬فخس‪ " :‬ووصخينا‬
‫النسان بوالديه " )‪ (3‬إنما عنى الحسن والحسخخين عليهمخخا السخخلم ثخخم عطخخف‬
‫على الحسين فقال‪ " :‬حملته أمه كرها ووضعته كرهخخا " وذلخخك أن الخ أخخخبر‬
‫رسول ال وبشره بالحسين قبل حمله‪ ،‬وأن المامة يكخخون فخخي ولخخده إلخخى يخخوم‬
‫القيامة‪ .‬ثم أخبره بما يصيبه من القتل والمصيبة في نفسه وولده‪ ،‬ثخخم عوضخخه‬
‫بأن جعل المامة في عقبه‪ ،‬وأعلمه أنخخه يقتخخل ثخخم يخخرده إلخخى الخخدنيا‪ ،‬وينصخخره‬
‫حتى يقتل أعداءه ويملكه الرض‪ ،‬وهو قخخوله‪ " :‬ونريخخد أن نمخخن علخخى الخخذين‬
‫اسضعفوا في الرض " الية )‪ (4‬وقوله " ولقد كتبنا في الزبور " الية )‪(5‬‬
‫فبشر ال نبيه صلى ال عليه وآله أن أهل بيتخك يملكخون الرض‪ ،‬ويرجعخون‬
‫إليها‪ ،‬ويقتلون أعداءهم‪ ،‬فأخبر رسول ال صلى ال عليه وآلخخه فاطمخخة عليهخخا‬
‫السلم بخبر الحسين عليه السلم وقتله‪ ،‬فحملته كرهخخا‪ .‬ثخخم قخخال أبخخو عبخخد الخ‬
‫عليه السلم‪ :‬فهل رأيتم أحدا يبشر بولد ذكخخر فيحملخخه كرهخخا أي إنهخخا اغتمخخت‬
‫وكرهت لما اخبرت بقتله‪ ،‬ووضعته كرها لمخخا علمخخت مخخن ذلخخك‪ ،‬وكخخان بيخخن‬
‫الحسن والحسين عليهما السلم طهر واحد‪ ،‬وكان الحسخخين عليخخه السخخلم فخخي‬
‫بطن أمه ستة أشهر وفصاله أربعة وعشرون شهرا‪ ،‬وهو قول ال خ " وحملخخه‬
‫وفصاله ثلثون شهرا "‪.‬‬
‫)‪ (1‬راجخع الكخافي ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .197‬راجخع الكخافي ج ‪ 3‬ص ‪ .538‬التهخذيب ج ‪1‬‬
‫ص ‪ .376‬باب أدب المصدق‪ (3) .‬الحقاف‪ (4) .15 :‬القصخخص‪(5) .5 :‬‬
‫النبياء‪.105 :‬‬

‫]‪[103‬‬

‫‪ - 127‬فس‪ :‬قوله " وإن للذين ظلموا " )‪ (1‬آل محمد حقهم " عذابا دون ذلخخك " قخخال‪:‬‬
‫عذاب الرجعة بالسيف‪ - 128 .‬فس‪ " :‬إذا تتلى عليهم آياتنا قال‪ " :‬أي الثخخاني‬
‫" أساطير الولين " أي أكاذيب الولين " سنسمه على الخرطخخوم " )‪ (2‬قخخال‬
‫في الرجعة إذا رجع أمير المؤمنين ويرجع أعداؤه فيسمهم بميسخخم معخخه‪ ،‬كمخخا‬
‫توسم البهائم على الخراطيم‪ :‬النف والشفتان‪ - 129 .‬فس‪ :‬قوله تعالى‪ " :‬قخخم‬
‫فأنذر " )‪ (3‬قال‪ :‬هو قيامه في الرجعة ينخخذر فيهخخا‪ - 130 .‬خخخص‪ :‬ممخخا رواه‬
‫لي السيد الجليل بهاء الدين علي بن عبد الحميخخد الحسخخيني رواه بطريقخخه عخخن‬
‫أحمد بن محمد اليادي يرفعه إلى أحمد بن عقبة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم سئل عن الرجعخخة أحخخق هخي ؟ قخخال‪ :‬نعخم فقيخل لخخه‪ :‬مخخن أول مخخن‬
‫يخرج ؟ قال‪ :‬الحسخخين يخخخرج علخخى أثخخر القخخائم عليهمخخا السخخلم‪ ،‬قلخخت‪ :‬ومعخخه‬
‫الناس كلهم ؟ قال‪ :‬ل بل كما ذكر ال تعالى في كتابه " يوم ينفخ فخخي الصخخور‬
‫فتأتون أفواجا " )‪ (4‬قوم بعد قوم‪ .‬وعنه عليخخه السخخلم‪ :‬ويقبخخل الحسخخين عليخخه‬
‫السلم في أصحابه الذين قتلوا معه‪ ،‬ومعه سبعون نبيا كما بعثخخوا مخخع موسخخى‬
‫بن عمران‪ ،‬فيدفع إليه القائم عليه السلم الخاتم‪ ،‬فيكون الحسين عليخخه السخخلم‬
‫هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته‪ .‬وعخخن جخخابر الجعفخخي‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪ :‬وال ليملكخخن منخخا أهخخل الخخبيت رجخخل‬
‫بعد موته ثلثمائة سنة‪ ،‬ويزداد تسعا‪ ،‬قلت‪ :‬متى يكون ذلك ؟ قال‪ :‬بعخخد القخخائم‬
‫عليه السلم‪ ،‬قلت‪ :‬وكم يقوم القائم في عالمه ؟ قال‪ :‬تسع عشرة سنة‬

‫)‪ (1‬الطور‪ (2) .47 :‬القلم‪ (3) .15 :‬المدثر‪ (4) .2 :‬النبأ‪.18 :‬‬

‫]‪[104‬‬

‫ثم يخرج المنتصر إلى الدنيا وهو الحسين عليخخه السخخلم‪ ،‬فيطلخخب بخخدمه ودم أصخخحابه‪،‬‬
‫فيقتل ويسبي حتى يخرج السفاح وهو أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ .‬ورويخخت‬
‫عنه أيضا بطريقه إلى أسد بن إسماعيل‪ ،‬عن أبخي عبخد الخ عليخه السخلم أنخه‬
‫قال حين سئل عن اليخخوم الخخذي ذكخخر الخ مقخخداره فخخي القخرآن " فخي يخخوم كخان‬
‫مقداره خمسين ألف سنة " )‪ (1‬وهي كرة رسخخول ال خ صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫فيكون ملكه في كرته خمسين ألف سنة ويملك أمير المؤمنين في كرته أربعة‬
‫وأربعين ألف سنة‪ .‬بيان‪ :‬أقول‪ :‬عندي كتاب النوار المضيئة تصنيف الشخخيخ‬
‫علي بن عبد الحميد والخبار موجودة فيه‪ ،‬وروى أيضا باسناده‪ ،‬عن الفضل‬
‫بن شاذان‪ ،‬باسناده عن أبي جعفر عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬إذا ظهخخر القخخائم ودخخخل‬
‫الكوفة بعث ال تعالى من ظهخخر الكوفخخة سخخبعين ألخخف صخخديق‪ ،‬فيكونخخون فخخي‬
‫أصخخحابه وأنصخخاره‪ - 131 .‬خخخص‪ :‬مخخن كتخخاب السخخلطان المفخخرج عخخن أهخخل‬
‫اليمان تصنيف السيد الجليل بهاء الدين علي بن عبد الكريم الحسخخني يرفعخخه‬
‫إلى علي بن مهزيار قال‪ :‬كنت نائمخخا فخخي مرقخخدي إذ رأيخخت فيمخخا يخخرى النخخائم‬
‫قائل يقول‪ :‬حج السنة فانك تلقى صاحب الزمان‪ ،‬وذكر الحخخديث بطخخوله )‪(2‬‬
‫ثم قال‪ :‬يا ابن مهزيار إنه إذا فقد الصين وتحرك المغربخخي‪ ،‬وسخخار العباسخخي‪،‬‬
‫وبويع السفياني‪ ،‬يؤذن لولي ال‪ ،‬فأخرج بيخخن الصخخفا والمخخروة‪ ،‬فخخي ثلثمخخائة‬
‫وثلثة عشخخر فخخأجئ إلخخى الكوفخخة‪ ،‬فأهخخدم مسخخجدها‪ ،‬وأبنيخخه علخخى بنخخائه الول‬
‫وأهدم ما حوله من بناء الجبابرة‪ .‬وأحخخج بالنخخاس حجخخة السخخلم‪ ،‬وأجخخئ إلخخى‬
‫يثرب‪ ،‬فأهدم الحجرة‪ ،‬واخرج من بها وهما طريان‪ ،‬فخخأمر بهمخخا تجخخاه البقيخخع‬
‫وآمر بخشبتين يصلبان عليهما فتورقان من تحتهما‪ ،‬فيفتتن النخخاس بهمخخا أشخخد‬
‫من الولى‪ ،‬فينادي مناد الفتنة من السماء يا سماء انبذي‪ ،‬ويخخا أرض خخخذي !‬
‫فيومئذ ل يبقى على وجه الرض إل مؤمن قد أخلص‬

‫)‪ (1‬المعارج‪ (2) .4 :‬قد مر الحديث بطوله في باب ذكر من رآه برواية كمال الخخدين‬
‫تحت الرقم ‪ 28‬و ‪ 32‬ولم يكن فيهما ذكخر هخذه العلمخات راجخع ج ‪ 52‬ص‬
‫‪ 32‬و ‪.42‬‬

‫]‪[105‬‬

‫قلبه لليمان‪ .‬قلت‪ :‬يا سيدي ما يكون بعد ذلك ؟ قال‪ :‬الكرة الكرة الرجعة‪ ،‬ثخخم تل هخخذه‬
‫الية " ثم رددنا لكم الكخخرة عليهخخم وأمخخددناكم بخخأموال وبنيخخن وجعلنخخاكم أكخخثر‬
‫نفيرا " )‪ .(1‬أقول‪ :‬ورأيت في أصل كتابه مثله‪ - 132 .‬مل‪ :‬محمد بن جعفخخر‬
‫الرزاز‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب وأحمد بن الحسخخن ابخخن علخخي بخخن فضخخال‪ ،‬عخخن‬
‫مروان بن مسلم‪ ،‬عن بريد العجلي قال‪ :‬قلت لبي عبخخد الخ عليخخه السخخلم‪ :‬يخخا‬
‫ابن رسول ال صلى ال عليه وآله أخبرني عن إسمعيل الخخذي ذكخخره ال خ فخخي‬
‫كتابه حيث يقول‪ " :‬واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعخخد وكخخان‬
‫رسخخول نبيخخا " )‪ (2‬أكخخان إسخخماعيل بخخن إبراهيخخم عليهمخخا السخخلم فخخان النخخاس‬
‫يزعمون أنه إسماعيل بن إبراهيم‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬إن إسخخماعيل مخخات قبخخل‬
‫إبراهيم‪ ،‬وإن إبراهيم كان حجة لخ قائمخخا صخاحب شخخريعة‪ ،‬فخإلى مخن ارسخخل‬
‫إسماعيل إذا‪ .‬قلت‪ :‬فمن كان جعلخخت فخخداك ؟ قخخال‪ :‬ذاك إسخخماعيل بخخن حزقيخخل‬
‫النبي عليه السلم بعثه ال إلخخى قخخومه فكخخذبوه وقتلخخوه وسخخلخوا فخخروة وجهخخه‪،‬‬
‫فغضب ال له عليهم فوجه إليه سطاطائيل ملك العذاب‪ ،‬فقال له‪ :‬يا إسخخماعيل‬
‫أنا سطاطائيل ملك العذاب وجهني رب العزة إليك‪ ،‬لعذب ؟ ؟ قومك بأنواع‬
‫العذاب كما شئت‪ ،‬فقال لخخه إسخخماعيل‪ :‬ل حاجخخة لخخي فخخي ذلخخك يخخا سخخطاطائيل‪.‬‬
‫فأوحى ال إليه‪ :‬فما حاجتك يا إسماعيل ؟ فقال إسماعيل‪ :‬يخا رب إنخك أخخخذت‬
‫الميثاق لنفسخك بالربوبيخخة‪ ،‬ولمحمخد بخخالنبوة‪ ،‬ولوصخخيائه بالوليخخة‪ ،‬وأخخخبرت‬
‫خلقك بما تفعل امته بالحسين بن علخخي عليهمخخا السخخلم مخخن بعخخد نبيهخخا‪ ،‬وإنخخك‬
‫وعدت الحسين أن تكخخره إلخخى الخخدنيا‪ ،‬حختى ينتقخخم بنفسخخه ممخخن فعخخل ذلخخك بخخه‪،‬‬
‫فحاجتي إليك يا رب أن تكرني إلى الدنيا حخختى أنتقخخم ممخخن فعخخل ذلخخك بخخي مخخا‬
‫فعل‪ ،‬كما تكر الحسخين‪ .‬فوعخد الخ إسخماعيل بخن حزقيخل ذلخك فهخو يكخر مخع‬
‫الحسين بن علي عليهما السلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬أسرى‪ (2) .6 :‬مريم‪(*) .54 :‬‬

‫]‪[106‬‬

‫‪ - 133‬مل‪ :‬الحميري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن محمد بن سالم‪ ،‬عن محمد بن خالخخد عخخن‬
‫عبد ال بن حماد البصري‪ ،‬عن عبد ال بخخن عبخخد الرحمخخن الصخخم‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫عبيدة البزاز‪ ،‬عن حريز قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬جعلت فداك مخخا‬
‫أقل بقاءكم أهل البيت وأقرب آجالكم بعضها من بعض‪ ،‬مع حاجة هذا الخلخخق‬
‫إليكم ؟ فقال‪ :‬إن لكل واحد منا صحيفة فيها مخخا يحتخخاج إليخخه أن يعمخخل بخخه فخخي‬
‫مدته‪ ،‬فإذا انقضى ما فيها مما امر به‪ ،‬عرف أن أجله قد حضر‪ ،‬وأتخخاه النخخبي‬
‫ينعى إليه نفسه‪ ،‬وأخبره بما له عند ال‪ .‬وإن الحسين صخخلوات ال خ عليخخه قخخرأ‬
‫صحيفته التي اعطيها وفسر له ما يأتي وما يبقى وبقي منها أشياء لم تنقخخض‪،‬‬
‫فخرج إلى القتال وكانت تلك المور الخختي بقيخخت أن الملئكخخة سخخألت الخ فخخي‬
‫نصرته فأذن لهم فمكثت تستعد للقتال وتتخأهب لخخذلك حخختى قتخل‪ ،‬فنزلخخت وقخخد‬
‫انقطعت مدته‪ ،‬وقتل صلوات ال عليه‪ .‬فقالت الملئكة‪ :‬يا رب أذنخخت لنخخا فخخي‬
‫النحدار‪ ،‬وأذنت لنا في نصرته‪ ،‬فانحدرنا وقد قبضخخته ؟ فخخأوحى ال خ تبخخارك‬
‫وتعالى إليهم أن الزموا قبته حختى ترونخخه قخخد خخخرج فانصخخروه‪ ،‬وابكخخوا عليخخه‬
‫وعلى ما فاتكم من نصرته‪ ،‬وإنكم خصصخختم بنصخخرته والبكخخاء عليخخه‪ ،‬فبكخخت‬
‫الملئكة تقربا وجزعا على ما فاتهم من نصرته‪ ،‬فإذا خرج صلوات ال عليه‬
‫يكونون أنصاره )‪ - 134 .(1‬كنز‪ :‬محمد بن العباس‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن‬
‫مالك‪ ،‬عن القاسم بن إسماعيل‪ ،‬عن علي بن خالد العاقولي‪ ،‬عن عبخخد الكريخخم‬
‫الخثعمي‪ ،‬عن سليمان بن خالد قال‪ :‬قال أبو عبخخد الخ عليخخه السخخلم فخخي قخخوله‬
‫تعالى " يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة " )‪ (2‬قخال‪ :‬الراجفخخة الحسخخين بخخن‬
‫علي عليهما السلم‪ ،‬والرادفة علخخي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه السخخلم‪ ،‬وأول مخخن‬
‫ينفض عن رأسه التراب الحسين بن علي عليهما السلم فخخي خمسخخة وسخخبعين‬
‫الفا وهو قوله‬
‫)‪ (1‬تراه في الباب ‪ 27‬من كتاب المزار لبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ورواه‬
‫الكلينخخي فخخي أصخخول الكخخافي ج ‪ 1‬ص ‪ ،283‬ولخخم يخرجخخه المصخخنف‪(2) .‬‬
‫النازعات‪.6 :‬‬

‫]‪[107‬‬

‫تعالى " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحيوة الدنيا ويخخوم يقخخوم الشخخهاد * يخخوم ل‬
‫ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهخخم سخخوء الخخدار " )‪ (1‬فخخر‪ :‬ابخخو القاسخخم‬
‫العلوي معنعنا عن أبي عبد ال عليه السلم مثلخخه‪ ،‬وفيخخه فخخي خمسخخة وتسخخعين‬
‫ألفا )‪ .(2‬يل‪ ،‬فض‪ :‬عن أبي عبد الخ عليخخه السخخلم مثلخخه‪ - 135 .‬خخخص‪ :‬مخخن‬
‫كتاب التنزيل والتحريف‪ ،‬أحمد بن محمد السياري‪ ،‬عن محمد بن خالد‪ ،‬عخخن‬
‫عمر بن عبد العزيز‪ ،‬عن عبد ال بن نجيح اليماني قال‪ :‬قلخخت لبخخي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم‪ " :‬ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم " )‪ (3‬قخخال‪ :‬النعيخخم الخخذي أنعخخم الخ‬
‫عليكخخم بمحمخخد وآل محمخخد صخخلى الخ عليخخه وعليهخخم‪ .‬وفخخي قخخوله تعخخالى " لخخو‬
‫تعلمون علم اليقين " قال‪ :‬المعاينة وفخخي قخخوله تعخخالى " كل سخخوف تعلمخخون "‬
‫قال‪ :‬مرة بالكرة واخرى يوم القيامة‪ - 136 .‬جش‪ :‬كخانت لمخؤمن الطخاق مخع‬
‫أبي حنيفة حكايات كثيرة فمنها أنه قال له يوما‪ :‬يابا جعفر ! تقول بالرجعخخة ؟‬
‫فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال له‪ :‬أقرضني من كيسك هذا خمسخخمائة دينخخار‪ ،‬فخخإذا عخخدت أنخخا‬
‫وأنت رددتها إليك‪ ،‬فقال لخه فخي الحخال‪ :‬اريخد ضخمينا يضخمن لخي أنخك تعخود‬
‫إنسانا‪ ،‬وإني أخاف أن تعود قردا فل أتمكن من استرجاع‪ .‬ما أخذت‪ .‬ج‪ :‬مثله‬
‫بتغيير ما‪ - 137 .‬خص‪ :‬من كتاب الغارات لبراهيم بن محمد الثقفخخي‪ :‬روى‬
‫حديثا عن أمير المؤمنين عليه السلم منه‪ :‬قيل له‪ :‬فما ذو القرنين ؟ قال عليه‬
‫السلم‪ :‬رجل بعثه ال إلى قومه فكذبوه وضربوه على قرنه فمخات‪ ،‬ثخخم أحيخاه‬
‫ال‪ ،‬ثم بعثه إلى قومه فكذبوه وضربوه على قرنه الخر فمات‪ ،‬ثم أحياه الخخ‪،‬‬
‫فهو ذوالقرنين‪ ،‬لنه ضربت قرناه‪.‬‬

‫)‪ (1‬غافر‪ 51 :‬و ‪ (2) .52‬تراه في المصدر ص ‪ (3) .203‬التكاثر‪ 8 :‬وما بعده‪ 5 :‬و‬
‫‪ ،4‬على الترتيب‪.‬‬

‫]‪[108‬‬

‫وفي حديث آخر " وفيكم مثله " يريد نفسه )‪ .(1‬ومنه أيضا حخخدثنا عبخخد الخ بخخن أسخخيد‬
‫الكندي وكان من شرطة الخميس‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬إني لجخخالس مخخع النخخاس عنخخد‬
‫علي عليه السلم إذ جاء ابن معز وابن نعج معهمخخا عبخخد ال خ ابخخن وهخخب‪ ،‬قخخد‬
‫جعل في حلقه ثوبا يجرانه فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين اقتله ول تخخداهن الكخخذابين‪،‬‬
‫قال‪ :‬ادنه فخدنا فقخال لهمخا‪ :‬فمخا يقخول ؟ قخال‪ :‬يزعخم أنخك دابخة الرض وأنخك‬
‫تضرب على هذا قبيل هذا ‪ -‬يعنون رأسه إلى لحيته ‪ -‬فقال‪ :‬ما يقول هؤلء ؟‬
‫قال‪ :‬يا أمير المؤمنين حدثتهم حديثا حدثنيه عمار بن ياسر‪ ،‬قال‪ :‬اتركوه‪ ،‬فقد‬
‫روى عن غيره يا ابن ام السوداء‪ ،‬إنك تبقر الحديث بقرا‪ ،‬خلوا سبيل الرجخخل‬
‫فان يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصيبني الذي يقول‪ .‬ومنه أيضخا عخن‬
‫عباية قال‪ :‬سمعت عليا عليه السخخلم يقخخول " أنخخا سخخيد الشخخيب وفخخي سخخنة مخخن‬
‫أيوب "‪ .‬لن أيوب ابتلي ثم عافاه ال من بلخخواه‪ ،‬وآتخخاه أهلخخه‪ ،‬ومثلهخخم معهخخم‪،‬‬
‫كما حكى ال سبحانه فروي أنه أحيا له أهله الخخذين قخخد مخخاتوا وكشخخف ضخخره‪،‬‬
‫وقد صح عنهم صلوات ال عليهم أنه‪ :‬كل ما كان في بني إسرائيل يكون فخخي‬
‫هذه المة مثله حذو النعل بالنعل‪ ،‬والقذة بالقذة‪ ،‬وقد قال‪ :‬إن فيه عليه السخخلم‬
‫شبهه‪ .‬وقوله )‪ " (2‬والخ ليجمعخخن الخ لخخي أهلخخي كمخخا جمعخخوا ليعقخخوب عليخخه‬
‫السلم فان يعقوب فرق بينه وبين أهله برهة من الزمان ثم جمعوا لخخه "‪ .‬فقخخد‬
‫حلف عليه السلم أن ال سبحانه وتعالى سيجمع له ولده كما جمعهم ليعقخخوب‬
‫وقد كان اجتمخخاع يعقخخوب بولخخده فخخي دار الخخدنيا فيكخخون أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم كذلك في الدنيا يجمعون له في رجعته عليه السلم وولده الئمة عليهم‬
‫السلم‪ ،‬وهم المنصوصون على‬

‫)‪ (1‬روى مثل ذلك الصدوق في العلل ج ‪ 1‬ص ‪ 37‬باب العلة الخختي مخخن أجلهخخا سخخمى‬
‫ذوالقرنين ذا القرنين‪ (2) .‬مخا جعلنخخاه بيخن العلمختين "‪ " ...‬هخو متخخن قخخوله‬
‫عليه السلم برواية عباية بن ربعي وما سواه كالشرح له‪.‬‬

‫]‪[109‬‬

‫رجعتهم في أحاديثهم الصخخحيحة الصخخريحة " والعاقبخخة للمتقيخخن " )‪ (1‬وهخخم المتقخخون‪.‬‬
‫‪ - 138‬خص‪ :‬ومن كتاب تأويل ما نزل من القرآن فخخي النخخبي وآلخخه صخخلوات‬
‫ال عليه وعليهم تأليف أبي عبد ال محمد بن العباس بن مروان‪ ،‬وعلخخى هخخذا‬
‫الكتاب خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاؤوس ما صخخورته‪ :‬قخخال‬
‫النجاشي في كتاب الفهرست‪ ،‬ما هخذا لفظخه‪ :‬محمخد بخخن العبخاس ثقخخة ثقخة فخخي‬
‫أصحابنا عين سديد‪ ،‬له كتاب المقنع في الفقه‪ ،‬كتاب الخخدواجن‪ ،‬وقخخال جماعخخة‬
‫من أصحابنا أنه لم يصنف في معنخاه مثلخخه )‪ .(2‬روايخخة علخخي بخخن موسخى بخن‬
‫طاؤوس عن فخار بن معد العلوي وغيره عن شاذان بن جبرئيل عخخن رجخخاله‬
‫ومنه قوله عزوجل " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آيخخة فظلخخت أعنقخخاهم لهخخا‬
‫خاضعين )‪ - 1 .(3‬حدثنا علي بن عبد ال بن أسد‪ ،‬عن إبراهيخخم بخخن محمخخد‪،‬‬
‫عن أحمد بن معمر السدي‪ ،‬عن محمد بن فضل‪ ،‬عخخن الكلخخبي )‪ (4‬عخخن أبخخي‬
‫صالح‪ ،‬عن ابن عباس في قوله عزوجل " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية‬
‫فظلت أعناقهم لها خاضعين "‪ .‬قال‪ :‬هذه نزلت فينا وفي بني أميخخة‪ :‬يكخون لنخا‬
‫عليهم دولة فتذل أعناقهم لنا بعد صعوبة‪ ،‬وهوان بعد عز‪ - 2 .‬حدثنا الحسين‬
‫بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عخخن بعخخض أصخخحابنا‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫بصير‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬سألته عخخن قخخول ال خ عزوجخخل‪ " :‬إن‬
‫نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لهخخا خاضخخعين " قخخال‪ :‬تخضخخع‬
‫لها رقاب بني امية قال‪ :‬ذلك بارز عند زوال الشخخمس‪ ،‬قخخال‪ :‬وذلخخك علخخي بخخن‬
‫أبي طالب صخلوات الخ عليخه‪ ،‬يخبرز عنخد زوال الشخمس علخخى رؤس النخاس‬
‫ساعة حتى يبرز وجهه يعرف الناس حسبه ونسبه‪.‬‬

‫)‪ (1‬العخخراف‪ (2) .128 :‬راجخخع النجاشخخي ص ‪ (3) .294‬الشخخعراء‪ (4) .4 :‬فخخي‬
‫الصل المطبوع‪ " :‬الكليني " وهو تصحيف ظاهر‪.‬‬

‫]‪[110‬‬

‫ثم قال‪ :‬أما إن بني أمية ليخبين الرجل منهم إلى جنب شجرة فتقول‪ :‬هذا رجل من بني‬
‫امية فاقتلوه‪ - 3 .‬حدثنا محمد بن ]العباس‪ ،‬عن[ جعفر بن محمد بخخن الحسخخن‪،‬‬
‫عن عبد ال بن محمد الزيات‪ ،‬عن محمد يعني ابخخن الجنيخخد‪ ،‬عخخن مفضخخل بخخن‬
‫صالح‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عخن أبخي عبخد الخ الجخدلي قخال‪ :‬دخلخت علخى علخي عليخه‬
‫السلم يوما فقال‪ :‬أنا دابة الرض‪ - 4 .‬حدثنا علي بخخن أحمخخد بخخن حخخاتم‪ ،‬عخخن‬
‫إسماعيل بن إسحاق الراشدي‪ ،‬عن خالد بن مخلد‪ ،‬عن عبد الكريم بن يعقوب‬
‫الجعفي‪ ،‬عن جابر بن يزيد‪ ،‬عن أبي عبد ال الجدلي قال‪ :‬دخلخخت علخخى علخخي‬
‫بن أبي طالب عليه السلم فقال‪ :‬أل احدثك ثلثا قبخخل أن يخخدخل علخخي وعليخخك‬
‫داخل ؟ ]قلت‪ :‬بلى ! فقخال[‪ :‬أنخخا عبخخد الخخ‪ ،‬أنخخا دابخخة الرض صخخدقها وعخخدلها‬
‫وأخو نبيها وأنا عبد ال‪ .‬أل اخبرك بأنف المهدي وعينخخه ؟ قخخال‪ :‬قلخخت‪ :‬نعخخم‪،‬‬
‫فضرب بيخخده إلخخى صخخدره فقخخال‪ :‬أنخخا )‪ - 5 .(1‬حخدثنا محمخخد بخخن الحسخخن بخخن‬
‫الصباح‪ ،‬عن الحسين بن الحسن القاشي‪ ،‬عن علي بخن الحكخم‪ ،‬عخخن أبخخان بخن‬
‫عثمان‪ ،‬عن عبد الرحمان بن سيابة‪ ،‬عن أبي داود عن أبي عبخخد ال خ الجخخدلي‬
‫قال‪ :‬دخلت على علي عليه السلم فقال‪ :‬احدثك بسخخبعة أحخخاديث إل أن يخخدخل‬
‫علينا داخل‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬افعل جعلت فداك‪ ،‬قال‪ :‬أتعرف أنف المهدي وعينه ؟‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬أنت يا أمير المؤمنين قال‪ :‬وحاجبخخا الضخخللة )‪ (2‬تبخخدو مخازيهمخخا‬
‫في آخر الزمان ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬أظن والخ يخخا أميخر المخؤمنين أنهمخخا فلن وفلن‬
‫فقال‪ :‬الدابة وما الدابة عدلها وصدقها وموقع بعثهخخا‪ ،‬والخ مهلخخك مخخن ظلمهخخا‬
‫وذكر الحديث‪ - 6 .‬حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد‪ ،‬عن الحسن السلمي‪ ،‬عخخن‬
‫أيوب بن‬

‫)‪ (1‬وأخرجه المصنف رحمه ال في الباب ‪ 86‬من كتاب تاريخ أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم تحت الرقم ‪ 32‬عن كنز وبينهما اختلف سندا ومتنا راجع البحار ج‬
‫‪ 39‬ص ‪ 243‬مخخن الطبعخخة الحديثخخة‪ (2) .‬هخخذا هخخو الظخخاهر‪ ،‬وفخخي الصخخل‬
‫المطبوع‪ " :‬وحاجب الضللة " بالفراد وهو تصحيف‪.‬‬
‫]‪[111‬‬

‫نوح‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن يعقوب بن شعيب‪ ،‬عن عمران بن ميثم‪ ،‬عن عبايخخة قخخال‪ :‬أتخخى‬
‫رجل أمير المؤمنين عليخخه السخخلم فقخخال‪ :‬حخخدثني عخخن الدابخخة قخخال‪ :‬ومخخا تريخخد‬
‫منها ؟ قال‪ :‬أحببت أن أعلم علمها‪ ،‬قال‪ :‬هي دابة مؤمنة تقخرأ القخخرآن وتخؤمن‬
‫بالرحمان وتأكل الطعام‪ ،‬وتمشي في السواق‪ - 7 .‬حدثنا الحسين بخخن أحمخخد‪،‬‬
‫عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن صفوان مثله وزاد في آخره قال‪ :‬من هخخو يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين ؟ قال‪ :‬هو علي ثكلتك أمك‪ - 8 .‬حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن الزبير القرشي‪ ،‬عن يعقوب بن شعيب‪ ،‬عن عمران‬
‫بن ميثم أن عباية حدثه أنه كان عند أمير المؤمنين عليه السلم ]وهو[ يقول‪:‬‬
‫حدثني أخي أنه ختم ألف نخبي وإنخي ختمخت ألخف وصخي وإنخي كلفخت مخا لخم‬
‫يكلفوا‪ ،‬وإني لعلم ألف كلمة ما يعلمها غيري وغير محمخخد صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله ما منها كلمة إل مفتاح ألف باب بعد ما تعلمون منها كلمخخة واحخخدة‪ ،‬غيخخر‬
‫أنكم تقرؤن منها آية واحدة في القرآن " وإذا وقع القخخول عليهخخم أخرجنخخا لهخخم‬
‫دابة من الرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا ل يوقنون " )‪ (1‬وما تخخدرونها‬
‫من ؟ ‪ - 9‬حدثنا أحمد بن إدريس‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن سعيد‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد ابن إسحاق الحضرمي‪ ،‬عن أحمد بن مسختنير‪ ،‬عخن جعفخر بخن عثمخان‬
‫وهو عمه قال‪ :‬حدثني صباح المزني ومحمد بن كخخثير بخخن بشخخير بخخن عميخخرة‬
‫الزدي قال‪ :‬حدثنا عمران بن ميثم‪ ،‬عن عباية بخخن ربعخخي قخخال‪ :‬كنخخت جالسخخا‬
‫عنخد أميخر المخؤمنين عليخه السخلم خخامس خمسخة وذكخر نحخوه‪ - 10 .‬حخدثنا‬
‫الحسين بن إسماعيل القاضي‪ ،‬عن عبد ال بن أيخخوب المخزومخخي عخخن يحيخخى‬
‫بن أبي بكير‪ ،‬عن أبي حريز‪ ،‬عن علي بخخن زيخخد بخخن جخخذعان‪ ،‬عخخن خالخخد بخخن‬
‫أوس‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآلخخه‪ :‬تخخخرج دابخخة‬
‫الرض ومعها عصى موسى عليه السلم وخاتم سخخليمان عليخخه السخخلم تجلخخو‬
‫وجه المؤمن بعصا موسى عليه السلم وتسم وجه الكافر بخاتم سليمان عليخخه‬
‫السلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬النمل‪.82 :‬‬

‫]‪[112‬‬

‫‪ - 11‬حدثنا أحمد بن محمخخد بخخن الحسخخن الفقيخخه‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن عبيخخد بخخن ناصخخح عخخن‬
‫الحسين بن علوان‪ ،‬عن سعد بن طريف‪ ،‬عن الصبغ بخخن نباتخخة قخخال‪ :‬دخلخخت‬
‫على أمير المؤمنين عليه السلم وهو يأكل خبزا وخل وزيتا فقلخخت‪ :‬يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين قال الخ عزوجخخل " وإذا وقخخع القخخول عليهخخم أخرجنخخا لهخخم دابخخة مخخن‬
‫الرض تكلمهم " )‪ (1‬فما هذه الدابة ؟ قال‪ :‬هي دابة تأكل خبزا وخل وزيتا‪.‬‬
‫‪ - 12‬حدثنا الحسين بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن عيسى )‪ ،(2‬عن يونس بخخن عبخخد‬
‫الرحمان‪ ،‬عن سماعة بن مهران‪ ،‬عن الفضل بخخن الزبيخخر‪ ،‬عخخن الصخخبغ بخخن‬
‫نباتة قال‪ :‬قال لي معاوية‪ :‬يا معشر الشيعة تزعمون أن عليا عليه السلم دابة‬
‫الرض ؟ فقلت‪ :‬نحن نقول‪ ،‬واليهود تقول‪ ،‬فأرسل إلى رأس الجالوت فقخخال‪:‬‬
‫ويحك تجدون دابة الرض عنخخدكم ]مكتوبخخة[ ؟ فقخخال‪ :‬نعخخم‪ ،‬فقخخال‪ :‬مخخا هخخي ؟‬
‫فقال‪ :‬رجل‪ ،‬فقال‪ :‬أتدري ما اسمه ؟ قخال‪ :‬نعخخم‪ ،‬اسخخمه أليخخا قخخال‪ :‬فخخالتفت إلخخي‬
‫فقال‪ :‬ويحك يا أصبغ ! ما أقرب أليا من " عليا " )‪ - 13 .(3‬حخدثنا الحسخخين‬
‫بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يخونس‪ ،‬عخن بعخض أصخخحابه‪ ،‬عخن أبخي‬
‫بصير قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬أي شئ يقول الناس فخخي هخخذه اليخخة "‬
‫وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الرض تكلمهم " فقال‪ :‬هخخو أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ - 14 .‬حدثنا محمد بن الحسن بن الصباح‪ ،‬عن الحسين‬
‫بن الحسن‪ ،‬عن علي الحكم‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن عبد الرحمان بن سيابة‬
‫ويعقوب بن شعيب‪ ،‬عن صالح ابن ميثم قال‪ :‬قلت لبي جعفخخر عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫حدثني ! قال‪ :‬فقال‪ :‬أما سمعت الحديث‬

‫)‪ (1‬النمخخل‪ ،82 :‬والحخخديث أخرجخخه فخخي البرهخخان ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .310‬فخخي الصخخل‬
‫المطبوع " الحسخخين بخخن عيسخخى " وهخخو تصخخحيف والحخخديث منقخخول بلفظخخه‬
‫وسنده في البحار ج ‪ 39‬ص ‪ 244‬من الطبعة الحديثة‪ (3) .‬راجخخع البرهخخان‬
‫ج ‪ 3‬ص‪.310 :‬‬

‫]‪[113‬‬

‫من أبيخك ؟ قلخت‪ :‬ل‪ ،‬كنخت صخغيرا‪ ،‬قخال‪ :‬قلخت‪ :‬فخأقول فخان أصخبت قلخت‪ :‬نعخم‪ ،‬وإن‬
‫أخطأت رددتني عخن الخطخاء قخال‪ :‬مخا أشخد شخرطك قخال‪ :‬قلخت فخأقول‪ ،‬فخإن‬
‫أصبت سكت وإن أخطأت رددتني‪ ،‬قال‪ :‬هذا أهون علي‪ .‬قلت‪ :‬تزعم أن عليا‬
‫عليه السلم دابة الرض‪ - 15 .‬حدثنا حميد بن زياد‪ ،‬عن عبيخخدال بخخن أحمخخد‬
‫بن نهيك‪ ،‬عن عيسى بن هشام‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن عبد الرحمان بخخن سخخيابة‪ ،‬عخخن‬
‫صالح بن ميثم‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قلت له‪ :‬حدثني‪ ،‬قخخال‪ :‬أليخخس‬
‫قد سمعت ]أباك[ ؟ قلت‪ :‬هلك أبي وأنا صبي قال‪ :‬قلخخت‪ :‬فخخأقول فخخان أصخخبت‬
‫سكت وإن أخطأت رددتني عخخن الخطخخاء قخال‪ :‬هخخذا أهخون‪ ،‬قخال‪ :‬قلخخت‪ :‬فخاني‬
‫أزعم أن عليا دابة الرض‪ ،‬قال‪ :‬وسكت‪ .‬قال‪ :‬فقال أبو جعفخخر عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫وأراك وال ستقول إن عليا راجع إلينا وقرأ " إن الخذي فخرض عليخك القخرآن‬
‫لرادك إلى معاد " )‪ (1‬قال‪ :‬قلت‪ :‬وال قد جعلتهخخا فيمخا اريخخد أن أسخخألك عنهخا‬
‫فنسيتها‪ ،‬فقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬أفل اخبرك بما هو أعظخخم مخخن هخخذا ؟ "‬
‫وما أرسلناك إل كافة للناس بشيرا ونذيرا " )‪ (2‬ل تبقى أرض إل نودي فيها‬
‫بشهادة أن ل إله إل ال وأن محمدا رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه وأشخخار‬
‫بيده إلى آفاق الرض‪ - 16 .‬حدثنا الحسين بن أحمد‪ ،‬عن محمد بخخن عيسخخى‪،‬‬
‫عن يونس‪ ،‬عن إبراهيم ابن عبد الحميخخد‪ ،‬عخخن أبخخان الحمخخر رفعخخه إلخخى أبخخي‬
‫جعفر عليه السلم في قول ال عزوجل " إن الذي فرض عليك القرآن لرادك‬
‫إلى معاد "‪ .‬فقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬ما أحسب نبيكم صلى ال عليه وآلخخه‬
‫إل سيطلع عليكم اطلعة‪ - 17 .‬حدثنا جعفر بن محمد بن مالك‪ ،‬عن الحسخخن‬
‫بن علي بن مروان‪ ،‬عن سعيد ابن عمار‪ ،‬عن أبي مروان قال‪ :‬سألت أبا عبد‬
‫ال عليه السلم عن قول ال عزوجل " إن الذي فرض عليخخك القخخرآن لخخرادك‬
‫إلى معاد " قال‪ :‬فقال لي‪ :‬ل وال ل تنقضي الدنيا‬

‫)‪ (1‬القصص‪ (2) .85 :‬السبأ‪.28 :‬‬

‫]‪[114‬‬

‫ول تذهب حتى يجتمع رسول ال صلى ال عليه وآله وعلي بالثويخخة فيلتقيخخان ويبنيخخان‬
‫بالثوية مسجدا له اثنا عشر ألف باب ‪ -‬يعني موضعا بالكوفة‪ .‬حدثنا أحمد بخخن‬
‫هوذة الباهلي‪ ،‬عن إبراهيخخم بخخن إسخخحاق النهاونخخدي‪ ،‬عخخن عبخخد الخ بخخن حمخخاد‬
‫النصاري‪ ،‬عن أبي مريم النصاري قال‪ :‬سخخألت أبخخا عبخخد ال خ عليخخه السخخلم‬
‫وذكر مثله‪ .‬قوله " ولنذيقنهم من العذاب الدنخخى دون العخخذاب الكخخبر " )‪.(1‬‬
‫‪ - 18‬حدثنا الحسين بن محمد )‪ (2‬عن محمخخد بخخن عيسخخى‪ ،‬عخخن يخخونس‪ ،‬عخخن‬
‫مفضل بن صالح‪ ،‬عن زيد الشخحام‪ ،‬عخن أبخي عبخد الخ عليخه السخلم قخال‪" :‬‬
‫العذاب الدنى دون العذاب الكبر " الرجعة‪ .‬حدثنا الحسين بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن مفضل بن صالح‪ ،‬عخخن زيخخد الشخخحام‪ ،‬عخخن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ " :‬العذاب الدنخخى " دابخخة الرض‪ - 19 .‬حخخدثنا‬
‫هاشم بن ]أبي[ خلف‪ ،‬عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة ابن كهيل‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن سلمة بن كهيل‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عخخن النخخبي صخخلى‬
‫ال عليه وآله أنه قال في خطبة خطبها في حجة الوداع‪ :‬لقتلخخن العمالقخخة فخخي‬
‫كتيبة فقال له جبرئيل عليه السلم‪ :‬أو علي‪ ،‬قال‪ :‬أو علي بن أبي طالب عليخخه‬
‫السلم‪ - 20 .‬محمد بن يعقوب‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن الحسن‬
‫بن موسى الخشاب‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عخخن كخخرام قخخال‪ :‬قخخال أبخخو عبخخد الخ‬
‫عليه السلم‪ :‬لو كان الناس رجلين لكان أحدهما المام عليه السلم‪ ،‬وقال‪ :‬إن‬
‫آخر من يموت المام عليه السلم لئل يحتخخج أحخخد علخخى الخ أنخخه تركخخه بغيخخر‬
‫حجة ]ل[ عليه )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬السجدة‪ (2) .21 :‬كذا في الصل المطبوع ومثله في السند التى‪ ،‬وقد مخخر تحخخت‬
‫الرقم ‪ 2‬و ‪ 7‬و ‪ 12‬و ‪ 13‬و ‪ " :16‬الحسخخين بخخن أحمخخد " فتحخخرر‪ (3) .‬رواه‬
‫في الكافي ج ‪ 1‬ص ‪.180‬‬
‫]‪[115‬‬

‫المراد بالمام هنا الذي هو آخر من يموت‪ :‬الحسين عليه السلم )‪ .(1‬لن الحجة تقوم‬
‫على الخلق بمنذر أو هاد في الجملة دون المشار إليه صلى ال خ عليخخه وآلخخه )‬
‫‪ (2‬على ما ورد عنهم صلوات ال عليهم فيما تقدم مخخن أن الحسخخين بخخن علخخي‬
‫عليهما السلم هو الذي يغسل المهخخدي ويحكخخم بعخخده فخخي الخخدنيا مخخا شخخاء الخخ‪،‬‬
‫ويجب على مخخن يقخخر لل محمخخد صخخلى الخ عليخخه وعليهخخم بالمامخخة وفخخرض‬
‫الطاعة‪ ،‬أن يسلم إليهم فيما يقولون‪ ،‬ول يرد شيئا من حخديثهم المخخروي عنهخم‬
‫إذا لم يخالف الكتاب والسنة‪ - 21 .‬محمد بن علي بن الحسين بخخن موسخى بخن‬
‫بابويه‪ ،‬عن علي بن أحمد بخخن موسخخى الخخدقاق‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن أبخخي عبخخد الخ‬
‫الكوفي‪ ،‬عن موسى بن عمران النخعي‪ ،‬عن عمه الحسين بن يزيخخد النخخوفلي‪،‬‬
‫عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي بصخخير قخخال‪ :‬قلخخت للصخخادق عليخخه‬
‫السلم‪ :‬يا ابن رسول ال سمعت مخخن أبيخخك أنخخه قخخال‪ :‬يكخخون بعخخد القخخائم عليخخه‬
‫السلم اثنا عشر إماما‪ ،‬فقال‪ :‬قد قال " اثنا عشر مهديا " ولم يقل " اثنا عشخخر‬
‫إماما " ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالتنا ومعرفة حقنا‪ .‬اعلخخم‬
‫هداك ال بهداه أن علم آل محمد ليس فيه اختلف‪ ،‬بل بعضخخه يصخخدق بعضخخا‬
‫وقد روينا أحاديث عنهم صلوات الخ عليهخخم جمخخة فخخي رجعخخة الئمخخة الثنخخي‬
‫عشر فكأنه عليه السلم عرف مخخن السخخائل الضخخعف عخخن احتمخخال هخخذا العلخخم‬
‫الخاص الذي خص ال سبحانه من شاء من خاصته‪ ،‬وتكرم به على من أراد‬
‫من بريته‪ ،‬كما قال سبحانه وتعالى " ذلك فضل ال يؤتيه مخخن يشخخاء وال خ ذو‬
‫الفضل العظيم " )‪ (3‬فأوله بتأويل حسن بحيخخث ل يصخخعب عليخخه فينكخخر قلبخخه‬
‫فيكفر‪ .‬فقد روي في الحديث عنهم عليهم السلم‪ :‬ما كل ما يعلم يقال‪ ،‬ول كل‬
‫ما يقال حان وقته‪ ،‬ول كل ما حان وقته حضر أهله‪ ،‬وروي أيضا‪ :‬ل تقولخخوا‬
‫الجبت والطاغوت وتقولوا الرجعة‪ ،‬فان قالوا‪ :‬قد كنتخخم تقولخخون ؟ قولخخوا الن‬
‫ل نقول‪ ،‬وهذا من باب‬

‫)‪ (1‬هخخذا هخخو الظخخاهر‪ ،‬وفخخي الصخخل المطبخخوع‪ " :‬آخخخر مخخن يمخخوت الجنخخس " وهخخو‬
‫تصحيف ظاهر‪ (2) .‬يعني دون المهدي عليه السلم‪ (3) .‬الجمعة‪.4 :‬‬

‫]‪[116‬‬

‫التقية التي تعبد ال بها عبخخاده فخخي زمخخن الوصخخياء‪ - 22 .‬ومخخن كتخخاب البشخخارة للسخخيد‬
‫رضي الدين علي بن طاؤوس‪ :‬وجدت في كتاب تأليف جعفخخر بخخن محمخخد بخخن‬
‫مالك الكوفي باسناده إلى حمران قال‪ :‬عمر الدنيا مائة ألف سنة لسائر النخخاس‬
‫عشرون ألف سنة وثمانون ألخف سخنة لل محمخد عليخه وعليهخم السخلم‪ .‬قخال‬
‫السيد رضي الدين رحمه ال‪ :‬وأعتقد أنني وجدت في كتاب طهرين عبخخد ال خ‬
‫أبسط من هذه الروايخة‪ .‬أقخخول‪ :‬إلخخى هنخخا كخان مخخأخوذا مخن كتخخاب الحسخخن بخن‬
‫سليمان وقد روى في كتاب كنز الفوائد الخبخخار الخختي رواهخخا عخخن محمخخد بخخن‬
‫العبخخاس بإسخخناده عنخخه )‪ - 139 .(1‬خخخص‪ :‬مخخن كتخخاب المشخخيخة للحسخخن بخخن‬
‫محبوب باسنادي المتصخل إليخه عخن محمخد بخن سخالم‪ ،‬عخن أبخي جعفخر عليخه‬
‫السلم في قوله تعالى " ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل‬
‫إلى خروج من سبيل " )‪ (2‬قال عليه السلم‪ :‬هو خخخاص لقخخوام فخخي الرجعخخة‬
‫بعد الموت‪ ،‬ويجري في القيامة فبعدا للقوم الظالمين‪ - 140 .‬مل‪ :‬الحسين بن‬
‫محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن ابن صدقة عن المفضل بن عمخخر‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كأني بسرير من نور قد وضع وقد ضربت‬
‫عليه قبة من ياقوتة حمراء‪ ،‬مكللخخة بخخالجوهر‪ ،‬وكخخأني بالحسخخين عليخخه السخخلم‬
‫جالسا على ذلك السرير‪ ،‬وحوله تسعون ألف قبة خضراء‪ ،‬وكأني بخخالمؤمنين‬
‫يزورونه ويسلمون عليه‪ .‬فيقول ال عزوجخل لهخم‪ :‬أوليخائي سخلوني ! فطالمخا‬
‫أوذيتخخم وذللتخخم واضخخطهدتم فهخخذا يخخوم ل تسخخألوني حاجخخة مخخن حخخوائج الخخدنيا‬
‫والخرة إل قضيتها لكم‪ ،‬فيكون أكلهم وشربهم من الجنة‪ ،‬فهذه وال الكرامة‪.‬‬
‫بيان‪ :‬سؤال حوائج الدنيا يدل على أن هذا في الرجعة إذ هي ل تسأل‬

‫)‪ (1‬وقد أخرجها الحر العاملي في كتابه اليقاظ مخخن الهجعخخة بالبرهخخان علخخى الرجعخخة‬
‫الباب العاشر تحت الرقم ‪ 165 - 148‬راجع ص ‪ (2) .387 - 381‬غافر‪:‬‬
‫‪.11‬‬

‫]‪[117‬‬

‫في الخرة‪ - 141 .‬غط‪ ،‬ج‪ :‬فيما كتب الحميري إلخخى القخخائم عليخخه السخخلم عخخن الرجخخل‬
‫يقول بالحق ويرى المتعة‪ ،‬ويقول بالرجعة إلى آخر مخخا سخخيأتي فخخي توقيعخخاته‬
‫عليه السلم‪ - 142 .‬ج‪ :‬فيما خرج من الناحية إلى محمخخد الحميخخري علخخى مخخا‬
‫سيأتي‪ :‬أشهد أنك حجة ال أنتم الول والخر‪ ،‬وأن رجعتكم حق ل ريب فيها‬
‫يوم ل ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا )‪.(1‬‬
‫‪ - 143‬من كتاب علل الشرائع‪ :‬لمحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشخخم وكخخانت‬
‫عندنا منه نسخة قديمة قال‪ :‬أخبر ال تعالى نبيه صلى ال عليه وآله في كتابه‬
‫ما يصيب أهل بيته بعده‪ :‬من القتخخل والغصخخب والبلء‪ ،‬ثخخم يردهخخم إلخخى الخخدنيا‬
‫ويقتلون أعداءهم ويملكهم الرض‪ ،‬وهو قوله تعالى " ولقد كتبنا فخخي الزبخخور‬
‫من بعد الذكر أن الرض يرثها عبادي الصخالحون " )‪ (2‬وقخوله " وعخد الخ‬
‫الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات " الية )‪ - 144 .(3‬وفي رسالة سعد بن‬
‫عبد ال في أنواع آيات القرآن برواية ابن قولخويه وكخانت نسخخة قديمخة منهخا‬
‫عنخخدنا قخخال أبخخو جعفخخر عليخخه السخخلم‪ :‬نخخزل جبرئيخخل بهخخذه اليخخة هكخخذا " فخخإن‬
‫للظالمين " آل محمد حقهم " عذابا دون ذلك ولكن أكثر الناس ل يعلمون " )‬
‫‪ (4‬يعني عذابا في الرجعة‪ - 145 .‬قب‪ :‬قال الرضخخا عليخخه السخخلم‪ :‬فخخي قخخوله‬
‫تعالى " أخرجنا لهم دابة من الرض تكلمهم " قخخال علخخي عليخخه السخخلم )‪.(5‬‬
‫‪ - 146‬قب‪ :‬أبو عبد ال الجدلي‪ :‬قال أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬أنخخا دابخخة‬
‫الرض )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬النعام‪ (2) .158 :‬النبياء‪ (3) .105 :‬النور‪ (4) .55 :‬الطور‪ 47 :‬والية هكذا‪:‬‬
‫" وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثر الناس ل يعلمون "‪ ،‬وقد مخخر‬
‫نظيره عن تفسير علي بن ابراهيم تحت الرقم ‪ (5) .127‬النمخخل‪(6) .82 :‬‬
‫راجع المصدر ج ‪ 1‬ص ‪ 579‬من طبعته القديمة‪.‬‬

‫]‪[118‬‬

‫‪ - 147‬شي‪ :‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السخخلم فخخي قخخوله تعخخالى‪ " :‬أمخخوات غيخخر‬
‫أحياء " يعني كفار غير مؤمنين وأما قوله " وما يشخخعرون أيخخان يبعثخخون " )‬
‫‪ (1‬فانه يعني أنهم ل يؤمنون وأنهم يشركون " إلهكم إله واحد " فانه كما قال‬
‫ال وأما قوله‪ " :‬والذين ل يؤمنون " فانه يعني ل يؤمنون بالرجعة أنها حخق‪.‬‬
‫شي‪ :‬عن أبي حمخخزة‪ ،‬عخخن أبخخي جعفخخر عليخخه السخخلم مثلخخه‪ - 148 .‬فخخر‪ :‬عبخخد‬
‫الرحمان بن محمد العلوي معنعنا‪ ،‬عن ابن عباس في قخخوله تعخخالى " والنهخخار‬
‫إذا جليها " )‪ (2‬قال يعني الئمخخة منخخا أهخخل الخخبيت يملكخخون الرض فخخي آخخخر‬
‫الزمان فيملؤنها عدل وقسطا‪ - 149 .‬تفسير النعمخخاني‪ :‬فيمخخا رواه عخخن أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬وأما الرد على من أنكر الرجعة فقول ال عزوجل‬
‫" ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممخخن يكخخذب بآياتنخخا فهخخم يوزعخخون " )‪ (3‬أي‬
‫إلى الدنيا فأما معنى حشر الخرة فقخوله عخز وجخل " وحشخرناهم فلخم نغخادر‬
‫منهخخم أحخخدا " )‪ (4‬وقخخوله سخخبحانه‪ " :‬وحخخرام علخخى قريخخة أهلكناهخخا أنهخخم ل‬
‫يرجعون " في الرجعة فأما في القيامة‪ ،‬فهخخم يرجعخخون‪ .‬ومثخخل قخخوله تعخخالى "‬
‫وإذ أخذ ال ميثخخاق النخخبيين لمخخا آتيتكخخم مخخن كتخخاب وحكمخخة ثخخم جخخاءكم رسخخول‬
‫مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه " )‪ (5‬وهذا ل يكون إل في الرجعة‪.‬‬

‫)‪ (1‬النحل‪ .21 :‬والحديث في العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .257‬الشمس‪ ،3 :‬والحديث في‬
‫المصدر ص ‪ 212‬وفيه‪ :‬أحمد بخخن محمخخد بخخن أحمخخد بخخن طلحخخة الخراسخخاني‬
‫معنعنا عن جعفر بن محمد عليهما السلم في قول ال عزوجخخل " والشخخمس‬
‫وضحاها " يعني رسول ال صلى ال عليه وآله " والقمر إذا تلها " يعنخخي‬
‫أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم " والنهار إذا جلهخا " يعنخي‬
‫الئمة منا أهخل الخخبيت الحخخديث وبعخخده‪ " :‬المعيخن لهخخم كمعيخخن موسخخى علخى‬
‫فرعون والمعين عليهم كمعيخخن فرعخخون علخخى موسخخى‪ .‬وأمخخا الحخخديث الخخذي‬
‫رواه عن ابن عباس فليس يناسب هذا الباب‪ ،‬فراجع‪ (3) .‬النمخخل‪(4) .83 :‬‬
‫الكهف‪ (5) .48 :‬آل عمران‪.81 :‬‬
‫]‪[119‬‬

‫ومثله ما خاطب ال به الئمة‪ ،‬ووعدهم من النصر والنتقام من أعدائهم فقال سبحانه‪:‬‬


‫" وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬ل يشخخركون بخخي‬
‫شيئا " )‪ (1‬وهذا إنما يكون إذا رجعوا إلى الدنيا‪ .‬ومثل قخوله تعخخالى " ونريخخد‬
‫أن نمن على الذين استضعفوا في الرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين "‬
‫)‪ (2‬وقوله سبحانه " إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معخخاد " )‪ (3‬أي‬
‫رجعة الدنيا‪ .‬ومثله قوله‪ " :‬ألم تر إلى الذين خرجوا من ديخخارهم وهخخم الخخوف‬
‫حذر الموت فقال لهم ال موتوا ثخخم أحيخخاهم " )‪ (4‬وقخخوله عزوجخخل " واختخخار‬
‫موسى قومه سبعين رجل لميقاتنا " )‪ (5‬فردهخخم الخ تعخخالى بعخخد المخخوت إلخخى‬
‫الدنيا وشربوا ونكحوا ومثله خبر العزير‪ - 150 .‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬عن بعض من رفعه إلى أبي عبخخد الخ عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬قال أمير المؤمنين إني لصاحب العصا والميسم الخبر )‪ - 151 .(6‬ير‪:‬‬
‫أحمد بن محمد وعبد ال بن عامر‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن المفصل عن أبي عبخخد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المخخؤمنين‪ ،‬أنخخا صخخاحب العصخخا والميسخخم )‪.(7‬‬
‫‪ - 152‬ير‪ :‬أبو الفضل العلوي‪ ،‬عن سعد بن عيسى‪ ،‬عخخن إبراهيخخم بخخن الحكخخم‬
‫ابن ظهير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن شخخريك بخخن عبخخد الخخ‪ ،‬عخخن عبخخد العلخخى‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫وقاص عن سلمان الفارسي‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬أنا صاحب‬
‫الميسم‪ ،‬وأنا الفاروق الكبر‪ ،‬وأنا صاحب الكرات‪ ،‬ودولة الدول الخبر )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬النخخور‪ (2) .55 :‬القصخخص‪ (3) .6 :‬القصخخص‪ (4) .85 :‬البقخخرة‪(5) .243 :‬‬
‫العراف‪ (6) .155 :‬تراه في المصدر ص ‪ 53‬وأخرجه المصخخنف فخخي ج‬
‫‪ 39‬ص ‪ 343‬من الطبعة الحديثة‪ (7) .‬رواه في بصائر الخخدرجات ص ‪،54‬‬
‫في خبر طويل‪ ،‬ومثله في أصخخول الكخخافي ج ‪ 1‬ص ‪ ،197‬فمخخا فخخي الصخخل‬
‫المطبوع من رمخخز سخخن لهخذا الحخديث فهخخو سخخهو‪ (8) .‬أخرجخه المصخخنف ‪-‬‬
‫رضوان ال عليه ‪ -‬في تاريخ مولنا أمير المؤمنين عليه السخخلم البخخاب ‪90‬‬
‫تحت الرقم ‪.17‬‬

‫]‪[120‬‬

‫‪ - 153‬قب‪ :‬عن الباقر عليه السلم في شرح قول أمير المؤمنين عليه السخخلم " علخخى‬
‫يدي تقوم الساعة " قال‪ :‬يعني الرجعة قبل القيامة‪ ،‬ينصخخر ال خ بخخي وبخخذريتي‬
‫المؤمنين )‪ - 154 (1‬فس‪ :‬جعفر بن أحمد‪ ،‬عن عبيدال بن موسى‪ ،‬عن ابخخن‬
‫البطائني‪ ،‬عن أبيه عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبخخد الخ عليخخه السخخلم فخخي قخخوله‬
‫تعالى " إنهم يكيدون كيدا " )‪ (2‬قال‪ :‬كادوا رسول ال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫وكادوا عليا عليه السلم وكادوا فاطمة عليها السلم فقال ال‪ :‬يا محمد " إنهم‬
‫يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين " يا محمخخد " أمهلهخخم رويخخدا " لخخو قخخد‬
‫بعث القائم عليه السلم فينتقم لي من الجبارين والطواغيت مخخن قريخش وبنخي‬
‫امية وسائر الناس‪ - 155 .‬كنز‪ :‬محمد بن العباس‪ ،‬عن علي بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن‬
‫أبي جميلة‪ ،‬عخخن الحلخخبي ورواه أيضخخا‪ ،‬عخخن علخخي بخخن الحكخخم‪ ،‬عخخن أبخخان بخخن‬
‫عثمان‪ ،‬عن الفضل بن العباس‪ ،‬عخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم فخخي قخوله "‬
‫فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها " قال‪ :‬في الرجعة " ول يخاف عقباهخخا " )‬
‫‪ (3‬قال‪ :‬ل يخاف من مثلها إذا رجع‪ .‬أقول‪ :‬قد مضى تمامه وشرحه في بخخاب‬
‫غرائب التأويل فيهم عليهم السلم‪ - 156 .‬كنز‪ :‬في تفسير أهل الخخبيت عليهخخم‬
‫السلم قال‪ :‬حدثنا بعض أصحابنا عخخن محمخخد بخخن علخخي‪ ،‬عخخن عمخخر بخخن عبخخد‬
‫العزيز‪ ،‬عن عبد ال بن نجيح قخخال‪ :‬قلخخت‪ :‬لبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم قخخوله‬
‫عزوجل " كل سوف تعلمون ثم كل سوف تعلمون " )‪ (4‬قال يعني مرة فخخي‬
‫الكرة ومخخرة اخخخرى يخخوم القيامخخة‪ - 157 .‬كنخخز‪ :‬روي مرفوعخخا بالسخخناد إلخخى‬
‫محمد بن خالد‪ ،‬عن ابن سماعة‪ ،‬عن عبد ال القاسخخم‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن يحيخخى‪،‬‬
‫عن ميسر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم في قوله عزوجل " خاشعة أبصخخارهم‬
‫ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون " )‪ (5‬قال‪ :‬يعني يوم خروج القائم‬
‫عليه السلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬مناقب آل أبي طالب الطبعة القديمة ج ‪ 1‬ص ‪ ،514‬وأخرجه المؤلخخف فخخي ج ‪39‬‬
‫ص ‪ 349‬من الطبعة الحديثخة وفيخخه ينصخر الخ فخخي ذريختي المخؤمنين وهخخو‬
‫تصحيف‪ (2) .‬الطارق‪ (3) .17 - 15 ،‬الشمس‪ 14 :‬و ‪ (4) .15‬التكاثر‪3 :‬‬
‫و ‪ (5) .4‬المعارج‪.44 :‬‬

‫]‪[121‬‬

‫‪ - 158‬كش‪ :‬قال أحمد بن علي بن كلثوم‪ :‬كان أحكم بن بشخخار إذا ذكخخر عنخخده الرجعخخة‬
‫فأنكرها فنقول أحد المكذبين‪ - 159 .‬كش‪ :‬أحمد بن علي القمي‪ ،‬عن إدريخخس‬
‫بن أيوب‪ ،‬عن الحسين ابن سعيد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد العزيز العبخخدي‪،‬‬
‫عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬جابر يعلم قخخول ال خ عزوجخخل "‬
‫إن الذي فخخرض عليخخك القخخرآن لخخرادك إلخخى معخخاد " )‪ - 160 .(1‬كخخش‪ :‬بهخخذا‬
‫السناد‪ ،‬عن الحسين‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن محمد بن مسخخلم وزرارة قخخال‪:‬‬
‫سألنا أبا جعفر عليه السلم عن أحاديث نرواها عن جابر‪ ،‬فقلنا‪ :‬مالنا ولجابر‬
‫؟ فقال‪ :‬بلغ من إيمان جابر أنه كان يقرأ هخخذه اليخخة " إن الخخذي فخخرض عليخخك‬
‫القرآن لرادك إلى معاد "‪ .‬كش‪ :‬بهذا السخخناد‪ :‬عخخن الحسخخين‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫إسخخماعيل‪ ،‬عخخن ابخخن اذينخخة عخخن زرارة مثلخخه‪ - 161 .‬كتخخاب صخخفات الشخخيعة‬
‫للصدوق‪ :‬عن علي بن أحمد بن عبد ال بخخن أحمخخد بخخن أبخخي عبخخد الخ الخخبرقي‬
‫بإسناده‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬من أقر بسبعة أشياء فهو مؤمن وذكر‬
‫منها اليمان بالرجعة‪ .‬وروى أيضا فيه‪ ،‬عن ابخخن عبخخدوس‪ ،‬عخخن ابخخن قتيبخخة‪،‬‬
‫عن الفضل بن شاذان‪ ،‬عن الرضا عليه السخخلم قخخال‪ :‬مخخن أقخخر بتوحيخخد الخ ‪-‬‬
‫وساق الكلم إلى أن قال‪ :‬وأقر بالرجعة والمتعتين‪ ،‬وآمن بالمعراج والمسخخألة‬
‫في القبر‪ ،‬والحوض والشفاعة‪ ،‬وخلخخق الجنخخة والنخخار‪ ،‬والصخخراط والميخخزان‪،‬‬
‫والبعث والنشور‪ ،‬والجزاء والحساب‪ ،‬فهو مؤمن حقا وهخخو مخخن شخخيعتنا أهخخل‬
‫البيت‪.‬‬

‫)‪ (1‬القصص‪ ،85 :‬أقول‪ :‬يريخد عليخه السخلم أن جخابرا يعلخم تأويخل هخذه اليخة وأنهخا‬
‫تصدق في الرجعة‪.‬‬

‫]‪[122‬‬

‫* )تذييل( * اعلم يا أخي ! أني ل أظنك ترتاب بعد ما مهدت وأوضحت لك في القول‬
‫بالرجعة التي أجمعت الشيعة عليهخخا فخخي جميخخع العصخخار‪ ،‬واشخختهرت بينهخخم‬
‫كالشمس في رابعة النهار‪ ،‬حتى نظموهخا فخي أشخعارهم‪ ،‬واحتجخوا بهخا علخى‬
‫المخالفين في جميع أمصارهم وشنع المخالفون عليهم فخخي ذلخخك‪ ،‬وأثبتخخوه فخخي‬
‫كتبهم وأسفارهم‪ .‬منهم الرازي والنيسابوري وغيرهما وقد مر كلم ابن أبخخي‬
‫الحديد حيث أوضح مذهب المامية في ذلك )‪ (1‬ولخخول مخافخخة التطويخخل مخخن‬
‫غير طائل لوردت كثيرا من كلمخخاتهم فخخي ذلخخك‪ .‬وكيخخف يشخخك مخخؤمن بحقيخخة‬
‫الئمة الطهار عليهم السلم فيما تواتر عنهخخم فخخي قريخخب مخخن مخخائتي حخخديث‬
‫صريح‪ ،‬رواها نيف وأربعون من الثقات العظام‪ ،‬والعلماء العلم‪ ،‬في أزيخخد‬
‫من خمسين من مؤلفاتهم كثقة السلم الكليني‪ ،‬والصدوق محمد ابخخن بخخابويه‪،‬‬
‫والشخخيخ أبخخي جعفخخر الطوسخخي‪ ،‬والسخخيد المرتضخخى‪ ،‬والنجاشخخي‪ ،‬والكشخخي‬
‫والعياشي‪ ،‬وعلي بن إبراهيم‪ ،‬وسخخليم الهللخخي‪ ،‬والشخخيخ المفيخخد‪ ،‬والكراجكخخي‬
‫والنعماني‪ ،‬والصفار‪ ،‬وسعد بن عبد ال‪ ،‬وابن قولويه‪ ،‬وعلي بن عبد الحميخخد‬
‫والسيد علي بن طخخاؤوس‪ ،‬وولخخده صخخاحب كتخخاب زوائد الفخخوائد‪ ،‬ومحمخخد بخخن‬
‫علي بن‬

‫)‪ (1‬قال ابن أبي الحديد في شخخرح قخخوله عليخخه السخخلم " فيغريخخه الخ ببنخخي أميخخة حخختى‬
‫يجعلهم حطامخخا "‪ :‬ان قيخخل‪ :‬مخخن هخخذا الرجخخل الموعخخود ؟ قيخخل أمخخا الماميخخة‬
‫فيزعمخخون أنخخه امخخامهم الثخخاني عشخخر وأنخخه ابخخن أمخخة اسخخمها نرجخخس‪ ،‬وأمخخا‬
‫أصحابنا فيزعمون أنخخه فخخاطمي يولخخد فخخي مسخختقبل الزمخخان لم ولخخد‪ ،‬وليخخس‬
‫بموجود الن‪ .‬فان قيل‪ :‬فمن يكون من بنخخي اميخخة فخخي ذلخخك الخخوقت موجخخودا‬
‫حتى يقول عليه السلم في أمرهم ما قال من انتقام هذا الرجخخل منهخخم ؟ قيخخل‬
‫أما المامية‪ ،‬فيقولون بالرجعة‪ ،‬ويزعمون أنه سيعاد قوم بأعيانهم مخخن بنخخي‬
‫أمية وغيرهم إذا ظهر امامهم المنتظر‪ ،‬وأنخخه يقطخخع أيخخدي أقخخوام وأرجلهخخم‪،‬‬
‫ويسمل عيون بعضهم‪ ،‬ويصلب قوما آخريخخن‪ ،‬وينتقخخم مخخن أعخخداء آل محمخخد‬
‫عليهم السخخلم المتقخخدمين والمتخخأخرين‪ ،‬الكلم‪ .‬راجخخع ج ‪ 51‬ص ‪ .121‬مخخن‬
‫طبعتنا هذه‪.‬‬

‫]‪[123‬‬

‫إبراهيخخم‪ ،‬وفخخرات بخخن إبراهيخخم‪ ،‬ومؤلخخف كتخخاب التنزيخخل والتحريخخف‪ ،‬وأبخخي الفضخخل‬
‫الطبرسخخي‪ ،‬وإبراهيخخم بخخن محمخخد الثقفخخي‪ ،‬ومحمخخد بخخن العبخخاس بخخن مخخروان‪،‬‬
‫والخخبرقي وابخخن شخخهر آشخخوب‪ ،‬والحسخخن بخخن سخخليمان‪ ،‬والقطخخب الراونخخدي‪،‬‬
‫والعلمة الحلي والسيد بهاء الدين علي بن عبد الكريخخم‪ ،‬وأحمخخد بخخن داود بخخن‬
‫سعيد‪ ،‬والحسن بن علي بن أبي حمزة‪ ،‬والفضل بخخن شخخاذان‪ ،‬والشخخيخ الشخخهيد‬
‫محمد بن مكي‪ ،‬والحسين بن حمدان‪ ،‬والحسن بن محمخخد بخخن جمهخخور العمخخي‬
‫مؤلف كتاب الواحخخدة‪ ،‬والحسخخن ابخخن محبخخوب‪ ،‬وجعفخخر بخخن محمخخد بخخن مالخخك‬
‫الكوفي‪ ،‬وطهر بن عبد ال‪ ،‬وشاذان بن جبرئيل‪ ،‬وصخخاحب كتخخاب الفضخخائل‪،‬‬
‫ومؤلف كتاب العتيق‪ ،‬ومؤلف كتاب الخطب وغيرهم من مؤلفي الكتب الخختي‬
‫عندنا‪ ،‬ولم نعرف مؤلفه على التعيين‪ ،‬ولذا لم ننسب الخبار إليهم‪ ،‬وإن كخخان‬
‫بعضها موجودا فيها‪ .‬وإذا لم يكن مثل هذا متواترا ففي أي شئ يمكن دعخخوى‬
‫التواتر‪ ،‬مع ما روته كافة الشيعة خلفخخا عخخن سخخلف‪ .‬وظنخخي أن مخخن يشخخك فخخي‬
‫أمثالها فهو شاك في أئمة الدين‪ ،‬ول يمكنخخه إظهخخار ذلخخك مخخن بيخخن المخخؤمنين‪،‬‬
‫فيحتال في تخريب الملة القويمة‪ ،‬بإلقاء ما يتسارع إليه عقول المستضخخعفين‪،‬‬
‫وتشكيكات الملحدين " يريدون ليطفؤا نور ال بأفواههم وال متخخم نخخوره ولخخو‬
‫كره المشركون "‪ .‬ولنذكر لمزيد التشييد والتأكيد أسخخماء بعخخض مخخن تعخخرض‬
‫لتأسخخيس هخخذا المخخدعى وصخخنف فيخخه أو احتخخج علخخى المنكريخخن‪ ،‬أو خاصخخم‬
‫المخالفين‪ ،‬سوى ما ظهر مما قدمنا في ضمن الخبار‪ ،‬وال خ الموفخخق‪ .‬فمنهخخم‬
‫أحمد بن داود بن سعيد الجرجاني‪ ،‬قال الشيخ في الفهرست‪ :‬له كتخخاب المتعخخة‬
‫والرجعة‪ .‬ومنهم الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني‪ ،‬وعد النجاشخخي مخخن‬
‫جملة كتبه كتاب الرجعة‪ .‬ومنهم الفضل بن شاذان النيسخخابوري‪ ،‬ذكخخر الشخخيخ‬
‫في الفهرست والنجاشي‬

‫]‪[124‬‬

‫أن له كتابا في إثبات الرجعة‪ .‬ومنهم الصخخدوق محمخخد بخخن علخخي بخخن بخخابويه‪ ،‬فخخانه عخخد‬
‫النجاشي من كتبه كتاب الرجعة‪ .‬ومنهم محمد بن مسعود العياشي ذكر الشيخ‬
‫والنجاشي في الفهرست كتابه في الرجعة‪ .‬ومنهم الحسن بن سليمان علخخى مخخا‬
‫روينا عنه الخبار )‪ .(1‬وأما سائر الصحاب فانهم ذكروها فيما صخخنفوا فخخي‬
‫الغيبة‪ ،‬ولم يفردوا لها رسالة وأكثر أصحاب الكتب من أصحابنا أفردوا كتابا‬
‫في الغيبة‪ ،‬وقد عرفت سابقا مخخن روى ذلخخك مخخن عظمخخاء الصخخحاب وأكخخابر‬
‫المحدثين الذين ليس في جللتهم شك ول ارتياب‪ .‬وقال العلمة رحمه ال في‬
‫خلصة الرجال‪ ،‬في ترجمة ميسر بن عبد العزيز‪ :‬وقال العقيقي‪ :‬أثنخخى عليخخه‬
‫آل محمد‪ ،‬وهو ممن يجاهد في الرجعة انتهى‪ .‬أقول‪ :‬قيل‪ :‬المعنى أنخخه يرجخخع‬
‫بعد موته مع القائم عليه السلم‪ ،‬ويجاهد معه والظهر عندي أن المعنخخى أنخخه‬
‫كان يجادل مع المخالفين ويحتج عليهم في حقية الرجعخخة‪ .‬وقخخال الشخخيخ أميخخن‬
‫الدين الطبرسي‪ :‬في قخخوله تعخخالى " وإذا وقخخع القخخول عليهخخم " )‪ (2‬أي وجخخب‬
‫العذاب والوعيد عليهم‪ ،‬وقيل معناه‪ :‬إذا صاروا بحيث ل يفلح أحخخد منهخخم ول‬
‫أحد بسببهم‪ ،‬وقيل‪ :‬إذا غضب الخ عليهخخم‪ ،‬وقيخخل‪ :‬إذا نخخزل العخخذاب بهخخم عنخخد‬
‫اقخختراب السخخاعة‪ " ،‬أخرجنخخا لهخخم دابخخة مخخن الرض " تخخخرج بيخخن الصخخفا‬
‫والمروة‪ ،‬فتخبر المؤمن بأنه مخخؤمن‪ ،‬والكخخافر بخخأنه كخخافر‪ ،‬وعنخخد ذلخخك يرتفخخع‬
‫التكليف‪ ،‬ول تقبل التوبة‬

‫)‪ (1‬كما ألف المحدث الخبير‪ ،‬المحقق العلمة النحرير ‪ -‬الشيخ محمد بن الحسن الحر‬
‫العاملي كتابا ضخما كبيرا في ذلك‪ ،‬سماه " اليقاظ مخخن الهجعخخة‪ ،‬بالبرهخخان‬
‫على الرجعة " وطبع أخيرا ‪ -‬فقد اسخختوفى فيخخه‪ (2) .‬النمخخل‪ ،82 :‬نقلخخه عخخن‬
‫مجمع البيان ج ‪ 7‬ص ‪ .235 - 233‬ملخصا‪.‬‬

‫]‪[125‬‬

‫وهو علم مخخن أعلم السخخاعة‪ ،‬وقيخخل‪ :‬ل يبقخخى مخخؤمن إل مسخخحته‪ ،‬ول يبقخخى منخخافق إل‬
‫خطمته تخرج ليلة جمع‪ ،‬والناس يسخخيرون إلخخى منخخى عخخن ابخخن عمخخر‪ .‬وروى‬
‫محمد بن كعب القرظي قال‪ :‬سخخئل علخخي صخخلوات الرحمخخن عليخخه عخخن الدابخخة‬
‫فقال‪ :‬أما وال ما لها ذنب وإن لها للحية‪ .‬وفي هذا إشارة إلى أنها من النخخس‪.‬‬
‫وروي عن ابن عباس أنها دابة مخخن دواب الرض لهخخا زغخخب وريخخش‪ ،‬ولهخخا‬
‫أربع قوائم‪ .‬وعن حذيفة عن النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه قخخال‪ :‬دابخخة الرض‬
‫طولها ستون ذراعا ل يدركها طالب‪ ،‬ول يفوتها هخخارب‪ ،‬فتسخخم المخخؤمن بيخخن‬
‫عينيه‪ ،‬فتكتب بين عينيه " مؤمن " وتسم الكافر بين عينيه فتكتب بيخخن عينيخخه‬
‫" كافر " ومعها عصخخا موسخخى‪ ،‬وخخخاتم سخخليمان عليهمخخا السخخلم فتجلخخو وجخخه‬
‫المؤمن بالعصا‪ ،‬وتحطم أنف الكافر بالخاتم‪ ،‬حتى يقال‪ :‬يا مخخؤمن ويخخا كخخافر‪.‬‬
‫وروي عن النبي صلى الخ عليخخه وآلخخه أنخخه يكخخون للدابخخة ثلث خرجخات مخخن‬
‫الدهر فتخرج خروجا بأقصى المدينة‪ ،‬فيفشو ذكرهخخا فخخي الباديخخة‪ ،‬ول يخخدخل‬
‫ذكرها القرية‪ ،‬يعني مكة ثم تمكخخث زمانخخا طخخويل‪ ،‬ثخخم تخخخرج خرجخخه اخخخرى‬
‫قريبا من مكة‪ ،‬فيفشو ذكرها في البادية‪ ،‬ويدخل ذكرها القرية‪ ،‬يعني مكة‪ .‬ثم‬
‫صار الناس يوما في أعظم المساجد على ال حرمة‪ ،‬وأكرمها على ال‪ ،‬يعني‬
‫المسجد الحرام‪ ،‬لم ترعهم )‪ (1‬إل وهي في ناحية المسجد‪ ،‬تدنوا ]وترغخخو[ )‬
‫‪ (2‬ما بين الركن السود إلى باب بني مخزوم‪ ،‬عن يمين الخارج‪ ،‬فخخي وسخخط‬
‫من ذلك فيرفض الناس عنها‪ ،‬وتثبت لها عصابة عرفوا أنهم لن يعجخخزوا ال خ‬
‫فخرجت عليهم‬
‫)‪ (1‬راع منخخه‪ ،‬يخخروع‪ :‬فخخزع‪ ،‬فهخخو روع ‪ -‬ككتخخف ورائع‪ ،‬وفلنخخا أفزعخخه لزم متعخخد‬
‫وارفض ‪ -‬من الرفضاض ‪ -‬بمعنى تفرق‪ ،‬يقال‪ :‬ارفض الناس عنخخه‪ ،‬ومخخن‬
‫حوله‪ ،‬أي تفرقوا‪ (2) .‬في الصل المطبوع " تدنو " كذا‪ .‬وفخخي المصخخدر "‬
‫تدنو وتدنو " وما في الصلب هو الظاهر المطابق لنسخة الدر المنثور‪.‬‬

‫]‪[126‬‬

‫تنفض رأسها من التراب فمرت بهم‪ ،‬فجلت عن وجوههم‪ ،‬حتى تركتها كأنها الكخخوكب‬
‫الدري ثم ولت في الرض ل يدركها طخخالب‪ ،‬ول يعجزهخخا هخخارب‪ .‬حخختى أن‬
‫الرجل يقوم فيتعوذ منها بالصلة‪ ،‬فتأتيه من خلفه فتقول‪ :‬يا فلن الن تصخلي‬
‫؟ فيقبخخل عليهخخا بخخوجهه فتسخخمه فخخي وجهخخه‪ ،‬فيتجخخاور النخخاس فخخي ديخخارهم‬
‫ويصخخطحبون فخخي أسخخفارهم‪ ،‬ويشخختركون فخخي المخخوال يعخخرف المخخؤمن مخخن‬
‫الكافر‪ ،‬فيقال للمؤمن يا مؤمن وللكخخافر يخا كخخافر )‪ .(1‬وروي عخخن وهخخب أنخخه‬
‫قال‪ :‬وجهها وجه رجل‪ ،‬وسائر خلقها خلق الطيخخر‪ ،‬ومثخخل ذلخخك ل يعخخرف إل‬
‫من النبوات اللهيخخة‪ .‬وقخخوله " تكلمهخخم " أي تكلمهخخم بمخخا يسخخوءهم وهخخو أنهخخم‬
‫يصيرون إلى النار بلسان يفهمونه‪ .‬وقيل تحدثهم بأن هذا مؤمن وهخخذا كخخافر‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬بان تقول لهم‪ :‬إن الناس كانوا بآياتنا ل يوقنون‪ ،‬وهو الظاهر‪ " .‬ويخخوم‬
‫نحشر من كل امة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون " أي يخدفعون‪ ،‬وقيخل‬
‫يحبس أولهم على آخرهم‪ .‬واستدل بهذه الية على صحة الرجعة‪ ،‬مخخن ذهخخب‬
‫إلى ذلك من المامية بأن قخال‪ :‬دخخول " مخن " فخي الكلم يخوجب التبعيخض‪،‬‬
‫فدل ذلك على أن اليوم المشار إليه يحشر فيه قوم دون قوم‪ ،‬وليس ذلك صخخفة‬
‫يوم القيامة الذي يقول فيه سبحانه‪ " :‬وحشرناهم فلخخم نغخخادر منهخخم أحخخدا )‪.(2‬‬
‫وقد تظاهرت الخبار عن أئمة الهدى من آل محمد عليه وعليهم السخخلم بخخأن‬
‫ال سيعيد عند قيام القائم قوما ممن تقدم موتهم من أوليخخائه وشخخيعته‪ ،‬ليفخخوزوا‬
‫بثواب نصخخرته ومعخخونته‪ ،‬ويبتهجخخوا بظهخخور دولتخخه‪ ،‬ويعيخخد أيضخخا قومخخا مخخن‬
‫أعدائه لينتقم منهم‬

‫)‪ (1‬أخرجه الطيالسي وعبخخد بخخن حميخد وابخخن جريخخر وابخخن المنخخذر وابخخن أبخي حخاتم و‬
‫الحاكم وصححه وابخخن مردويخخه والخخبيهقي فخي البعخخث عخن حذيفخخة بخن أسخخيد‬
‫الغفاري كما في الخخدر المنثخخور ج ‪ 5‬ص ‪ .116‬وتخخرى فيهخخا سخخائر مخخا رواه‬
‫الطبرسي رحمه ال‪ (2) .‬الكهف‪.47 :‬‬

‫]‪[127‬‬
‫وينالوا بعض ما يستحقونه من العذاب فخخي القتخخل‪ ،‬علخخى أيخخدي شخخيعته‪ ،‬وليبتلخخوا بالخخذل‬
‫والخزي‪ ،‬بما يشاهدون من علو كلمته‪ .‬ول يمخختري عاقخخل أن هخخذا مقخخدور لخ‬
‫تعالى غير مستحيل في نفسه‪ ،‬وقد فعخخل الخ ذلخخك فخخي المخخم الخاليخخة‪ ،‬ونطخخق‬
‫القرآن بذلك في عدة مواضع مثل قصة عزيخخر وغيخخره علخخى مخخا فسخخرناه فخخي‬
‫موضعه‪ ،‬وصح عن النبي صلى ال عليه وآله قوله " سخيكون فخي امخختي كخخل‬
‫ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل‪ ،‬والقذة بالقخخذة حخختى لخخو أن أحخخدهم‬
‫دخل جحر ضب لدخلتموه "‪ .‬على أن جماعة من العلماء تأولوا مخخا ورد مخخن‬
‫الخبخخار فخخي الرجعخخة علخخى رجخخوع الدولخخة والمخخر والنهخخي‪ ،‬دون رجخخوع‬
‫الشخاص لما ظنوا أن الرجعة تنافي التكليف وليس كذلك‪ ،‬لنه ليس فيها مخخا‬
‫يلجئ إلى فعل الواجب‪ ،‬والمتنخخاع مخخن القبيخخح‪ ،‬و التكليخخف يصخخح معهخخا كمخخا‬
‫يصح مع ظهخخور المعجخخزات البخخاهرة واليخخات القخخاهرة كفلخخق البحخخر‪ ،‬وقلخخب‬
‫العصا ثعبانا وما أشبه ذلك‪ .‬ولن الرجعة لم يثبت بظواهر الخبخخار المنقولخخة‬
‫فيتطرق التأويل عليها وإنما المعول في ذلك على إجماع الشيعة المامية وإن‬
‫كانت الخبار تعضده وتؤيده انتهى‪ .‬أقول‪ :‬استدل الشخخيخ فخخي تفسخخيره التبيخخان‬
‫أيضا علخخى مخخذهب القخخائلين بالرجعخخة وإنمخخا ذكرنخخا هخخذا الكلم بطخخوله لكخخثرة‬
‫فوائده‪ ،‬وليعلم اقوال المخالفين في الدابة وأنخخه يظهخخر مخخن أخبخخارهم أيضخخا أن‬
‫الدابة تكون صاحب العصا والميسم‪ ،‬وقد رووا ذلك في جميع كتبهخخم‪ ،‬وليعلخخم‬
‫المراد مما استفيض عن أمير المؤمنين عليخخه السخخلم أنخخه ذكخخر فخخي المخخواطن‬
‫الكثيرة‪ :‬أنا صاحب العصخخا والميسخخم‪ .‬وروى الزمخشخخري فخخي الكشخخاف أنهخخا‬
‫تخرج من الصفا‪ ،‬ومعها عصا موسى وخاتم سليمان‪ ،‬فتضخخرب المخخؤمن فخخي‬
‫مسجده‪ ،‬أو فيما بين عينيخخه بعصخخا موسخخى‪ ،‬فتنكخخت نكتخخة بيضخخاء فتفشخخو تلخخك‬
‫النكتة في وجهه حتى يضئ لها وجهه كخأنه كخخوكب دري وتكتخخب بيخخن عينيخخه‬
‫مؤمن‪ ،‬وتنكت الكافر بالخاتم في أنفه فتفشو النكتة حتى يسود‬

‫]‪[128‬‬

‫لها وجهه وتكتب بين عينيه كافر‪ .‬ثم قال‪ :‬وقرئ " تكلمهم " مخخن الكلخخم وهخخو الجخخرح‪.‬‬
‫والمخخراد بخخه الوسخخم بالعصخخا والخخخاتم‪ ،‬ويجخخوز أن يسخختدل بخخالتخفيف علخخى أن‬
‫المراد بالتكليم التجريح انتهى‪ .‬وقال الصدوق رحمه الخ فخخي رسخخالة العقخخائد‪:‬‬
‫اعتقادنا في الرجعخخة أنهخخا حخخق وقخخد قخخال الخ عزوجخخل‪ " :‬ألخخم تخخر إلخخى الخخذين‬
‫خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم ال موتوا ثم أحيخخاهم " )‬
‫‪ (1‬كان هؤلء سبعين ألف بيت‪ ،‬وكان يقع فيهم الطاعون كخخل سخخنة‪ ،‬فيخخخرج‬
‫الغنياء لقوتهم‪ ،‬ويبقى الفقراء لضعفهم فيقل الطاعون فخخي الخخذين يخرجخخون‪،‬‬
‫ويكخخثر فخخي الخخذين يقيمخخون‪ ،‬فيقخخول الخخذين يقيمخخون‪ :‬لخخو خرجنخخا لمخخا أصخخابنا‬
‫الطاعون‪ .‬ويقول الذين خرجوا‪ :‬لو أقمنا لصابنا كما أصابهم‪ .‬فأجمعوا علخخى‬
‫أن يخرجوا جميعا مخخن ديخخارهم‪ ،‬إذا كخان وقخت الطخخاعون فخرجخوا بخأجمعهم‬
‫فنزلوا على شط بحر‪ ،‬فلما وضعوا رحالهم ناداهم ال‪ :‬موتوا ! فماتوا جميعخخا‬
‫فكنستهم المارة عن الطريق‪ ،‬فبقوا بذلك ما شاء ال تعالى‪ .‬ثم مر بهم نبي من‬
‫أنبياء بني إسرائيل يقال له أرميا‪ ،‬فقال‪ :‬لخخو شخخئت يخخا رب لحييتهخخم فيعمخخروا‬
‫بلدك‪ ،‬ويلخخدوا عبخخادك‪ ،‬وعبخخدوك مخخع مخخن يعبخخدك‪ ،‬فخخأوحى الخ تعخخالى إليخخه‪:‬‬
‫أفتحب أن احييهم لك ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فأحياهم ال له‪ ،‬وبعثهم معه‪ ،‬فهخخؤلء مخخاتوا‬
‫ورجعوا إلى الدنيا ثم ماتوا بآجالهم‪ .‬وقال ال عزوجل " أو كالخخذي مخخر علخخى‬
‫قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه ال بعد موتهخخا فأمخخاته الخ‬
‫مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثخخت مخخائة‬
‫عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظخخر إلخخى حمخخارك ولنجعلخخك آيخخة‬
‫للناس وانظر إلى العظام كيف ننشرها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلخخم‬
‫أن ال على كل شئ قدير " )‪ (2‬فهذا مات مائة سنة ورجخخع إلخخى الخخدنيا وبقخخي‬
‫فيها‪ ،‬ثم مات بأجله وهو عزير‪.‬‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .243 :‬البقرة‪.259 :‬‬

‫]‪[129‬‬

‫وقال ال تعالى في قصة المختارين من قوم موسى لميقات ربه " ثخم بعثنخاكم مخن بعخد‬
‫موتكم لعلكم تشكرون " )‪ (1‬ذلك‪ .‬لما سمعوا كلم ال قالوا ل نصدق " حختى‬
‫نرى ال جهرة " " فأخذتهم الصاعقة " )‪ (2‬بظلمهم فماتوا فقال موسى عليخخه‬
‫السلم يا رب مخخا أقخخول ببنخخي إسخخرائيل إذا رجعخخت إليهخخم ؟ فأحيخخاهم الخ لخخه‪،‬‬
‫فرجعوا إلى الدنيا فأكلوا وشربوا ونكحوا النساء‪ ،‬وولد لهخخم الولد ثخخم مخخاتوا‬
‫بآجالهم‪ .‬وقال ال عزوجل لعيسى عليه السلم " وإذ تحيي الموتى باذني " )‬
‫‪ (3‬وجميع الموتى الذين أحياهم عيسى عليخخه السخخلم بخخإذن الخخ‪ ،‬رجعخخوا إلخخى‬
‫الدنيا وبقوا فيها ثم ماتوا بآجالهم‪ .‬وأصحاب الكهف " لبثخخوا فخخي كهفهخخم ثلث‬
‫مائة سنين وازدادوا تسعا " )‪ (4‬ثم بعثهم ال فرجعوا إلى الدنيا ليسألوا بينهخخم‬
‫وقصتهم معروفة‪ .‬فان قال قائل‪ :‬إن ال عزوجل قال " وتحسبهم أيقاظخخا وهخخم‬
‫رقود " قيل له‪ :‬فانهم كانوا موتى وقد قال ال عزوجخخل " قخخالوا يخخا ويلنخخا مخخن‬
‫بعثنا من مرقدنا هخذا مخخا وعخد الرحمخخن وصخخدق المرسخلون " )‪ (5‬وإن قخالوا‬
‫كذلك فانهم كانوا موتى ومثل هذا كثير‪ .‬إن الرجعة كانت فخخي المخخم السخخالفة‪،‬‬
‫وقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬يكون في هذه المة مثل ما يكخخون فخخي المخخم‬
‫السالفة حذو النعل بالنعل‪ ،‬والقذة بالقذة‪ ،‬فيجب على هذا الصل أن يكون فخخي‬
‫هذه المة رجعة‪.‬‬

‫البقرة‪ (2) .56 :‬مأخوذ من قوله تعخخالى فخخي سخخورة البقخخرة‪ 55 :‬والنسخخاء‪(3) .153 :‬‬
‫اشارة إلى قوله تعالى " واذ تخرج الموتى باذني " في المخخائدة‪(4) .110 :‬‬
‫الكهف‪ (5) .25 :‬يس‪ ،52 :‬ومراده أن لفظ الرقود ل يختص بالنوم‪ ،‬بل هو‬
‫عام يشمل الموت كما في هذه الية‪.‬‬

‫]‪[130‬‬

‫وقد نقل مخالفونا أنه إذا خرج المهدي نزل عيسى بن مريم فصلى خلفخخه ونزولخخه إلخخى‬
‫الرض رجخخوعه إلخخى الخخدنيا بعخخد مخخوته لن الخ تعخخالى قخخال‪ " :‬إنخخي متوفيخخك‬
‫ورافعك إلي " )‪ .(1‬وقال عزوجل " وحشرناهم فلم نغادر منهخخم أحخخدا " )‪(2‬‬
‫وقال عزوجل " ويخخوم نحشخخر مخخن كخخل أمخخة فوجخخا ممخخن يكخخذب بآياتنخخا " )‪(3‬‬
‫فاليوم الذي يحشر فيه الجميخع غيخخر اليخخوم الخخذي يحشخخر فيخه فخخوج‪ .‬وقخال الخ‬
‫عزوجل " وأقسموا بال جهد أيمانهم ل يبعث ال من يموت بلخخى وعخخدا عليخخه‬
‫حقا ولكن أكثر الناس ل يعلمون " )‪ (4‬يعني في الرجعة وذلخخك أنخخه يقخخول‪" :‬‬
‫ليبين لهم الذي يختلفون فيه " والتبيين يكون في الدنيا ل في الخرة وسأجرد‬
‫في الرجعة كتابا ابين فيها كيفيتها‪ ،‬والدللة علخخى صخخحة كونهخخا إن شخخاء الخخ‪.‬‬
‫والقول بالتناسخ باطل‪ ،‬ومن دان بالتناسخ فهو كافر‪ ،‬لن في التناسخخخ إبطخخال‬
‫الجنة والنار‪ .‬وقال الشيخ المفيد في أجوبة المسائل العكبرية ‪ -‬حين سئل عخخن‬
‫قوله تعالى " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فخخي الحيخخوة الخخدنيا " )‪ (5‬وأجخخاب‬
‫بوجوه فقال‪ :‬وقد قالت المامية‪ :‬إن ال تعالى ينجخخز الوعخخد بالنصخخر للوليخخاء‬
‫قبل الخرة عند قيام القائم والكرة التي وعد بها المؤمنين فخي العاقبخة‪ .‬وروى‬
‫قدس ال روحه في كتاب الفصول عن الحارث بن عبد ال الربعخخي أنخخه قخخال‪:‬‬
‫كنت جالسا في مجلس المنصور‪ ،‬وهو بالجسر الكبر‪ ،‬وسوار القاضي عنده‬
‫والسيد الحميري ينشخخده‪ :‬إن اللخخه الخخذي ل شخخئ يشخخبهه * آتخخاكم الملخخك للخخدنيا‬
‫وللدين آتاكم ال ملكا ل زوال له * حتى يقاد إليكم صاحب الصين وصخخاحب‬
‫الهند مأخوذ برمته * وصاحب الترك محبوس على هون‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .55 :‬الكهف‪ (3) .47 :‬النمل‪ (4) .83 :‬النحل‪ (5) .38 :‬غافر‪:‬‬
‫‪.51‬‬

‫]‪[131‬‬

‫حتى أتى على القصيدة والمنصور مسرور‪ ،‬فقال سوار‪ :‬إن هذا وال يا أمير المؤمنين‬
‫يعطيك بلسانه ما ليس في قلبه‪ ،‬وال إن القوم الذين يدين بحبهم لغيركم‪ ،‬وإنخخه‬
‫لينطوي علخخى عخخداوتكم‪ ،‬فقخخال السخخيد‪ :‬والخ إنخخه لكخخاذب‪ ،‬وإننخخي فخخي مخخدحتك‬
‫لصخخادق‪ ،‬وإنخخه حملخخه الحسخخد إذ رآك علخخى هخخذه الحخخال‪ ،‬وإن انقطخخاعي إليكخخم‬
‫ومودتي لكم أهل البيت لمعرق فينا من أبوي‪ ،‬وإن هذا وقومه لعخخداؤكم فخخي‬
‫الجاهلية والسلم‪ ،‬وقد أنزل ال عزوجل على نبيه صلى ال عليخخه وآلخخه فخخي‬
‫أهل بيت هذا‪ " :‬إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم ل يعقلخخون " )‬
‫‪ .(1‬فقال المنصور‪ :‬صدقت فقال سوار‪ :‬يا أمير المؤمنين إنه يقول بالرجعة‪،‬‬
‫ويتناول الشيخين بالسخخب والوقيعخخة فيهمخخا‪ ،‬فقخخال السخخيد‪ :‬أمخخا قخخوله إنخخي أقخخول‬
‫بالرجعة‪ ،‬فاني أقول بذلك على ما قال ال تعالى " ويوم نحشخخر مخخن كخخل امخخة‬
‫فوجا ممن يكخخذب بآياتنخخا فهخخم يوزعخخون " )‪ (2‬وقخخد قخخال فخخي موضخخع آخخخر "‬
‫وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا " )‪ (3‬فعلمنا أن ههنخخا حشخخرين أحخخدهما عخخام‬
‫والخر خاص‪ ،‬وقال سخخبحانه " ربنخخا أمتنخخا اثنخختين وأحييتنخخا اثنخختين فاعترفنخخا‬
‫بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل " )‪ (4‬وقال تعالى " فأماته ال مائة عام ثخخم‬
‫بعثه " )‪ (5‬وقال تعالى " ألم تر إلى الخخذين خرجخخوا مخخن ديخخارهم وهخخم الخخوف‬
‫حذر الموت فقال لهم ال موتوا ثخخم أحيخخاهم " )‪ (6‬فهخخذا كتخخاب الخخ‪ .‬وقخخد قخخال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يحشر المتكبرون في صورة الذر يوم القيامة‬
‫وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬لم يجر في بني إسرائيل شئ إل ويكخخون فخخي أمخختي‬
‫مثله‪ ،‬حتى الخسف والمسخ والقذف‪ ،‬وقال حذيفة‪ :‬وال ما أبعد أن يمسخخخ الخ‬
‫عزوجل كثيرا من هذه المة قردة وخنخخازير‪ .‬فالرجعخخة الخختي أذهخخب إليهخخا مخخا‬
‫نطق به القرآن‪ ،‬وجاءت به السنة‪ ،‬وإني‬

‫)‪ (1‬الحجرات‪ (2) .4 :‬النمل‪ (3) .83 :‬الكهخخف‪ (4) .47 :‬غخخافر ‪ (5) .11‬البقخخرة‪:‬‬
‫‪ (6) .259‬البقرة‪.243 :‬‬

‫]‪[132‬‬

‫لعتقد أن ال عزوجل يرد هذا يعني سوارا إلى الدنيا كلبا أو قخخردا أو خنزيخخرا أو ذرة‬
‫فانه وال متجبر متكخخبر كخخافر‪ .‬قخخال‪ :‬فضخخحك المنصخخور وأنشخخأ السخخيد يقخخول‪:‬‬
‫جاثيت سوارا أبا شملة * عند المام الحاكم العخادل إلخى آخخر البيخات‪ .‬وقخال‬
‫رحمه ال فخخي الكتخخاب المخخذكور‪ :‬سخخأل بعخخض المعتزلخخة شخخيخا مخخن أصخخحابنا‬
‫الماميخخة‪ ،‬وأنخخا حاضخخر فخخي مجلخخس فيهخخم جماعخخة كخخثيرة مخخن أهخخل النظخخر‬
‫والمتفقهة‪ ،‬فقال له‪ :‬إذا كان من قولك أن ال عزوجل يخخرد المخخوات إلخخى دار‬
‫الدنيا قبل الخخخرة عنخخد القخخائم‪ ،‬ليشخخفي المخخؤمنين كمخخا زعمتخخم مخخن الكخخافرين‪،‬‬
‫وينتقم لهم منهم كما فعل ببني إسرائيل فيمخخا ذكرتمخخوه‪ ،‬حيخخث تتعلقخخون بقخخوله‬
‫تعالى‪ " :‬ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بخخأموال وبنيخخن وجعلنخخاكم أكخخثر‬
‫نفيرا " )‪ (1‬فخبرني ما الذي يؤمنك أن يتوب يزيد وشمر وعبد الرحمخخن بخخن‬
‫ملجم‪ ،‬ويرجعوا عن كفرهم وضللهم ويصيروا فخخي تلخخك الحخخال إلخخى طاعخخة‬
‫المخخام‪ ،‬فيجخخب عليخخك وليتهخخم‪ ،‬والقطخخع بخخالثواب لهخخم‪ ،‬وهخخذا نقخخض مخخذاهب‬
‫الشيعة‪ .‬فقال الشيخ المسؤل‪ :‬القول بالرجعة إنمخخا قلتخخه مخخن طريخخق التوقيخخف‪،‬‬
‫وليس للنظر فيه مجال‪ ،‬وأنا ل اجيب عخخن هخخذا السخخؤال لنخخه ل نخخص عنخخدي‬
‫فيه‪ ،‬وليس يجوز لي أن أتكلف من غيخخر جهخخة النخخص الجخخواب فشخخنع السخخائل‬
‫وجماعة المعتزلة عليه بالعجز والنقطاع‪ .‬فقال الشيخ أيده ال فخخأقول أنخخا‪ :‬إن‬
‫عن هذا السؤال جوابين أحخخدهما أن العقخخل ل يمنخخع مخخن وقخخوع اليمخخان ممخخن‬
‫ذكره السائل‪ ،‬لنه يكون إذ ذاك قادرا عليه ومتمكنا منه‪ ،‬ولكن السمع الخخوارد‬
‫عن أئمة الهدى عليهم السلم بالقطع عليهم بالخلود في النار‪ ،‬والتدين بلعنهخخم‬
‫والبراءة منهم إلى آخر الزمان منع من الشك في حالهم‪ ،‬وأوجب القطع علخخى‬
‫سوء اختيارهم فجروا في هذا‬

‫)‪ (1‬أسرى‪.6 :‬‬

‫]‪[133‬‬

‫الباب مجرى فرعون وهامان وقارون‪ ،‬ومجرى من قطع ال عزوجل على خلوده في‬
‫النار‪ ،‬ودل القطع على أنهم ل يختارون أبدا اليمخخان ممخخن قخخال ال خ تعخخالى "‬
‫ولو أننا نزلنا إليهم الملئكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهخخم كخخل شخخئ قبل مخخا‬
‫كانوا ليؤمنوا إل أن يشاء ال " )‪ (1‬يريد إل أن يلجئهخخم الخ والخخذين قخخال الخ‬
‫تعالى فيهم " إن شر الدواب عند ال الصم البكم الذين ل يعقلخخون * ولخخو علخخم‬
‫ال فيهم خيرا لسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون " )‪ .(2‬ثم قال جل‬
‫قائل في تفصيلهم وهو يوجه القخخول إلخخى إبليخخس " لملن جهنخخم منخخك وممخخن‬
‫تبعك منهم أجمعين " )‪ (3‬وقوله تعالى " وإن عليك لعنتي إلى يوم الخخدين " )‬
‫‪ (4‬وقوله تعالى " تبت يدا أبي لهب وتب * ما أغنى عنه مخخاله ومخخا كسخخب *‬
‫سيصلى نارا ذات لهب " فقطع بالنار عليه وأمن من انتقاله إلى ما يوجب لخخه‬
‫الثخخواب‪ ،‬وإذا كخخان المخخر علخخى مخخا وصخخفناه‪ ،‬بطخخل مخخا توهمتمخخوه علخخى هخخذا‬
‫الجواب‪ .‬والجواب الخر أن ال سبحانه إذا رد الكخخافرين فخخي الرجعخخة لينتقخخم‬
‫منهم لم يقبل لهم توبة‪ ،‬وجروا في ذلك مجرى فرعخخون لمخخا أدركخخه الغخخرق "‬
‫قال آمنت أنه ل إله إل الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنخخا مخخن المسخخلمين " قخخال‬
‫ال سبحانه له " الن وقد عصيت قبل وكنخخت مخخن المفسخخدين " )‪ (5‬فخخرد ال خ‬
‫عليه إيمانه ولم ينفعه في تلك الحال ندمه وإقلعخخه‪ ،‬وكأهخخل الخخخرة الخخذين ل‬
‫يقبل ال لهم توبة ول ينفعهخخم نخخدم لنهخخم كخخالملجئين إذ ذاك إلخخى الفعخخل‪ ،‬ولن‬
‫الحكمة تمنع من قبول التوبة أبدا‪ ،‬ويوجب اختصاص بعض الوقات بقبولهخخا‬
‫دون بعخض‪ .‬وهخذا هخو الجخخواب الصخحيح‪ ،‬علخى مخذهب أهخل المامخخة‪ ،‬وقخد‬
‫جاءت به آثار متظاهرة عن آل محمد صلى ال عليه وآلخخه فخخروي عنهخخم فخخي‬
‫قوله تعالى " يوم يأتي بعض آيات ربك ل ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت مخخن‬
‫قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قخخل انتظخخروا إنخخا منتظخخرون " )‪ (6‬فقخخالوا‪ :‬إن‬
‫هذه الية هو القائم عليه السلم فإذا ظهر لم يقبل توبة‬

‫)‪ (1‬النعام‪ (2) .111 :‬النفال‪ 22 :‬و ‪ (3) .23‬ص‪ (4) .85 :‬ص‪ (5) .78 :‬يونس‪:‬‬
‫‪ 90‬و ‪ (6) .91‬النعام‪.158 :‬‬
‫]‪[134‬‬

‫المخالف‪ ،‬وهذا يسقط ما اعتمده السائل‪ .‬سؤال‪ :‬فان قالوا‪ :‬في هذا الجخخواب مخخا أنكرتخخم‬
‫أن يكون ال تعالى على ما أصخخلتموه قخخد أغخخرى عبخخاده بالعصخخيان‪ ،‬وأبخخاحهم‬
‫الهخخرج والمخخرج والطغيخخان‪ ،‬لنهخخم إذا كخخانوا يقخخدرون علخخى الكفخخر وأنخخواع‬
‫الضخخلل‪ ،‬وقخخد يئسخخوا مخخن قبخخول التوبخخة لخخم يخخدعهم داع إلخخى الكخخف عمخخا فخخي‬
‫طباعهم‪ ،‬ول انزجخروا عخن فعخل قبيخخح يصخلون بخخه إلخى النفخع العاجخل ومخخن‬
‫وصف ال تبارك وتعالى بخخاغراء خلقخخه بالمعاصخخي‪ ،‬وإبخخاحتهم الخخذنوب‪ ،‬فقخخد‬
‫أعظم الفرية عليه‪ .‬جواب‪ :‬قيل لهم‪ :‬ليس المر علخخى مخخا ظننتمخخوه‪ ،‬وذلخخك أن‬
‫الدواعي لهم إلى المعاصي ترتفع إذ ذاك‪ ،‬ول يحصل لهم داع إلى قبيح علخخى‬
‫وجه من الوجوه ول سبب من السباب لنهم يكونون قد علموا بما سلف لهخخم‬
‫من العذاب وقت الرجعة على خلف أئمتهم عليهم السلم ويعلمون في الحال‬
‫أنهم معذبون على ما سبق لهم من العصيان وأنهم إن راموا فعخل قبيخح تزايخد‬
‫عليهم العقاب‪ ،‬ول يكون لهم عند ذلك طبع يدعوهم إلى مخخا يتزايخخد عليهخخم بخخه‬
‫العذاب‪ ،‬بل يتوفر لهم دواعي الطباع والخواطر‪ ،‬كلهخخا إلخخى إظهخخار الطاعخخة‪،‬‬
‫والنتقال عن العصيان‪ .‬وإن لزمنا هذا السؤال لزم جميع أهخخل السخخلم مثلخخه‬
‫في أهل الخرة وحالهم في إبطال توبتهم وكخخون نخخدمهم غيخخر مقبخخول‪ ،‬فمهمخخا‬
‫أجاب الموحدون لمن ألزمهم ذلك فهو جوابنا بعينه‪ .‬سخخؤال آخخخر‪ :‬وإن سخخألوا‬
‫على المذهب الول والجواب المتقدم‪ ،‬فقالوا‪ :‬كيف يتخخوهم مخخن القخخوم القامخخة‬
‫علخخى العنخخاد‪ ،‬والصخخرار علخخى الخلف‪ ،‬وقخخد عخخاينوا فيمخخا تزعمخخون عقخخاب‬
‫القبور‪ ،‬وحل بهم عند الرجعة العذاب على ما تزعمخخون أنهخخم مقيمخخون عليخخه‪،‬‬
‫وكيف يصح أن يدعوهم الدواعي إلى ذلك‪ ،‬ويخطر لهم في فعله الخواطر ما‬
‫أنكرتم أن تكونوا في هذه الدعوى مكابرين‪ .‬جواب‪ :‬قيل لهم‪ :‬يصح ذلك على‬
‫مذهب من أجاب بما حكيناه من أصحابنا بأن يقول‪ :‬إن جميع مخخا عخخددتموه ل‬
‫يمنع من دخول الشبهة عليهم في استحسان‬

‫]‪[135‬‬

‫الخلف‪ ،‬لن القوم يظنون أنهم إنما بعثوا بعد المخخوت تكرمخخة لهخخم‪ ،‬وليلخخوا الخخدنيا كمخخا‬
‫كانوا‪ ،‬ويظنون أن ما اعتقدوه في العذاب السالف لهم كخخان غلطخخا منهخخم‪ ،‬وإذا‬
‫حل بهم العقاب ثانية توهموا قبل مفارقة أرواحهم أجسادهم أن ذلك ليس مخخن‬
‫طريق الستحقاق‪ ،‬وأنه من الخ تعخخالى‪ ،‬لكنخخه كمخخا يكخخون الخخدول‪ ،‬وكمخخا حخخل‬
‫بالنبياء عليهم السلم‪ .‬ولصحاب هذا الجواب أن يقولوا ليس ما ذكرنخخاه فخخي‬
‫هذا الباب بأعجب من كفر قوم موسخخى عليخخه السخخلم وعبخخادتهم العجخخل‪ ،‬وقخخد‬
‫شاهدوا منه اليات‪ ،‬وعاينوا ما حل بفرعخخون وملئه علخخى الخلف‪ ،‬ول هخخو‬
‫بأعجب من إقامة أهل الشرك على خلف رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫وهم يعلمون عجزهم عن مثل مخخا أتخخى بخخه مخخن القخخرآن‪ ،‬ويشخخهدون معجزاتخخه‬
‫وآياته عليه السلم ويجدون مخبرات أخباره على حقائقها مخخن قخخوله تعخخالى "‬
‫سيهزم الجمع ويولون الدبر " )‪ (1‬وقوله عزوجل‪ " :‬لتدخلن المسجد الحخخرام‬
‫إنشاء ال آمنين " )‪ (2‬وقوله عزوجل‪ " :‬الم غلبت الخخروم فخخي أدنخخى الرض‬
‫وهم من بعد غلبهخخم سخخيغلبون " )‪ (3‬ومخخا حخخل بهخخم مخخن العقخخاب بسخخيفه عليخخه‬
‫السلم وهلك كل من توعده بالهلك‪ ،‬هذا وفيمن أظهر اليمان به المنخخافقون‬
‫ينضافون في خلفخخه إلخخى أهخخل الشخخرك والضخخلل‪ .‬علخخى أن هخخذا السخخؤال‪ ،‬ل‬
‫يسوغ لصحاب المعارف من المعتزلة‪ ،‬لنهخخم يزعمخخون أن أكخخثر المخخخالفين‬
‫على النبياء كانوا من أهل العناد وأن جمهور المظهرين الجهخخل بخخال تعخخالى‬
‫يعرفونه على الحقيقة‪ ،‬ويعرفون أنبياءه وصدقهم‪ ،‬ولكنهخخم فخخي الخلف علخخى‬
‫اللجاجخخة والعنخاد‪ ،‬فل يمتنخخع أن يكخون الحكخم فخخي الرجعخة وأهلهخا علخخى هخخذا‬
‫الوصف الذي حكيناه وقد قخال الخ تعخخالى‪ " :‬ولخخو تخخرى إذ وقفخخوا علخخى النخخار‬
‫فقالوا يا ليتنا نرد ول نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين * بخخل بخخدالهم مخخا‬
‫كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون " )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬القمر‪ (2) .45 :‬الفتح‪ (3) .27 :‬الروم‪ (4) .2 :‬النعام‪ 27 :‬و ‪.28‬‬

‫]‪[136‬‬

‫فأخبر سبحانه أن أهل العقاب لو ردهخخم إلخخى الخخدنيا لعخخادوا إلخخى الكفخخر والعنخخاد مخخع مخخا‬
‫شاهدوا في القبور وفي المحشر من الهوال وما ذاقوا من أليم العذاب‪ .‬وقخخال‬
‫رحمه ال في الرشاد عند ذكر علمات ظهور القائم عليخه السخلم‪ :‬وأمخوات‬
‫ينشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون‪ .‬وفي‬
‫المسائل السروية أنه سئل الشيخ قدس ال روحه عما يروى عن مولنا جعفر‬
‫بن محمد الصادق عليهما السلم في الرجعة‪ ،‬وما معنى قوله‪ " :‬ليس منا مخن‬
‫لم يقل بمتعتنا ويؤمن برجعتنا " )‪ (1‬أهي حشر في الدنيا مخصوص للمؤمن‬
‫أو لغيره من الظلمة الجبارين قبل يوم القيامة‪ .‬فكتب الشيخ ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬بعد‬
‫الجواب عن المتعة وأما قوله عليه السلم " من لم يقل برجعتنخخا فليخخس منخخا "‬
‫فانما أراد بذلك ما يختصه من القول به في أن ال تعالى يحشر قوما من امخخة‬
‫محمد صلى ال عليه وآله بعد موتهم قبل يوم القيامة‪ ،‬وهذا مذهب يختص به‬
‫آل محمد صلى ال عليه وآله‪ ،‬والقرآن شاهد به‪ ،‬قخال الخ عزوجخخل فخخي ذكخخر‬
‫الحشر الكبر يوم القيامة‪ " :‬وحشخخرناهم فلخخم نغخخادر منهخخم أحخخدا " )‪ (2‬وقخخال‬
‫سبحانه في حشر الرجعة قبل يوم القيامة‪ " :‬ويوم نحشخخر مخخن كخخل امخخة فوجخخا‬
‫ممخخن يكخخذب بآياتنخخا فهخخم يوزعخخون " )‪ (3‬فخخأخبر أن الحشخخر حشخخران‪ :‬عخخام‬
‫وخاص‪.‬‬
‫)‪ (1‬رواه الصخدوق مرسخخل فخي الفقيخخه ج ‪ 2‬ص ‪ 148‬كمخخا مخر فخخي ص ‪ 92‬مخن هخذا‬
‫المجلخد تحخت الرقخم ‪ 101‬ولفظخه‪ :‬ليخس منخا مخن لخم يخؤمن بكرتنخا‪ ،‬و ]لخم[‬
‫يستحل متعتنخخا‪ ،‬ورواه فخخي الهدايخخة علخخى مخخا فخخي المسخختدرك ج ‪ 2‬ص ‪587‬‬
‫ولفظه " ليس منا من لم يخخؤمن برجعتنخخا ولخخم يسخختحل متعتنخخا "‪ .‬قخخال الشخخيخ‬
‫الحر العاملي في كتابه اليقاظ من الهجعة ص ‪ 300‬في معنى الخبر‪ " :‬هذا‬
‫الضمير للمتكلم ومعه غيره ‪ -‬يعني ما في قوله عليه السلم‪ :‬كرتنا ورجعتنا‬
‫‪ -‬دال بطريق الحقيقة على دخول الصادق عليه السلم فخخي الرجعخخة‪ ،‬ومعخخه‬
‫جماعة من أهل العصمة عليهخخم السخخلم أو الجميخع‪ ،‬ول خلف فخي وجخخوب‬
‫الحمل على الحقيقة مع عدم القرينة " انتهى‪ (2) .‬الكهف‪ (3) .47 :‬النمخخل‪:‬‬
‫‪.83‬‬

‫]‪[137‬‬

‫وقال سبحانه مخبرا عمن يحشر من الظالمين أنه يقول يوم الحشر الكبر " ربنا أمتنا‬
‫اثنتين وأحييتنخخا اثنخختين فاعترفنخخا بخخذنوبنا فهخخل إلخخى خخخروج مخخن سخخبيل " )‪(1‬‬
‫وللعامة في هذه الية تأويل مردود‪ ،‬وهو أن قخخالوا‪ :‬إن المعنخخي بقخخوله " ربنخخا‬
‫أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين " أنه خلقهم أمواتخخا‪ ،‬ثخخم أمخخاتهم بعخخد الحيخخاة‪ ،‬وهخخذا‬
‫باطل ل يستمر على لسان العرب‪ ،‬لن الفعل ل يدخل إل على من كان بغيخخر‬
‫الصفة التي انطوى اللفظ على معناها‪ ،‬ومن خلقخخه الخ أمواتخخا ل يقخخال أمخخاته‪،‬‬
‫وإنما يقال ذلك فيمن طرء عليه الموت بعد الحياة‪ ،‬كذلك ل يقال أحيا ال ميتا‬
‫إل أن يكون قد كخخان قبخخل إحيخخائه ميتخخا )‪ (2‬وهخخذا بيخخن لمخخن تخأمله‪ .‬وقخخد زعخخم‬
‫بعضهم أن المراد بقوله " ربنا أمتنا اثنتين " الموتة الخختي تكخخون بعخخد حيخخاتهم‬
‫في القبور للمسألة فتكون الولى قبل القبار‪ ،‬والثانية بعده‪ ،‬وهذا أيضا باطخخل‬
‫من وجه آخر وهو أن الحياة للمسألة ليست للتكليخخف فينخخدم النسخخان علخخى مخخا‬
‫فاته في حاله‪ ،‬وندم القوم على ما فاتهم في حياتهم المرتين يخخدل علخخى أنخخه لخخم‬
‫يرد حياة المسخخألة لكنخخة أراد حيخخاة الرجعخخة‪ ،‬الخختي تكخخون لتكليفهخخم النخخدم علخخى‬
‫تفريطهم‪ ،‬فل يفعلون ذلك فيندمون يوم العرض على ما فاتهم مخخن ذلخخك )‪.(3‬‬
‫فصل‪ :‬والرجعة عندنا يختص بمن محض اليمان ومحخخض الكفخخر‪ ،‬دون مخخن‬
‫سوى هذين الفريقين‪ ،‬فخإذا أراد الخ تعخالى علخخى مخخا ذكرنخاه أوهخخم الشخخياطين‬
‫أعداء ال عزوجل أنهخم إنمخا ردوا إلخى الخدنيا لطغيخانهم علخخى الخخ‪ ،‬فيخزدادوا‬
‫عتوا‪ ،‬فينتقم ال تعالى‬

‫غافر‪ (2) .11 :‬هذا هو الظاهر‪ ،‬كما صححه ونقله الحر العاملي في كتابه اليقاظ من‬
‫الهجعة ص ‪ ،59‬وفي الصل المطبوع‪ " :‬بعد احيائه ميتا "‪ ،‬وله وجه بعيد‬
‫غير ظاهر‪ (3) .‬ووجه آخر‪ ،‬وهو أن الظاهر من قولهم تسوية الحياتين من‬
‫حيث البتلء وصحة الختبار والمتحان‪ ،‬وأنهم أذنبوا فخخي كلتخخا الحيخخاتين‪،‬‬
‫ولذلك قالوا‪ " :‬فاعترفنا بذنوبنا " بعد اشارتهم إلى الحياتين‪ ،‬ولخخو كخخان أحخخد‬
‫الحياتين في القبر للمسألة لم يكن لها دخل في مقام العتراف‪.‬‬

‫]‪[138‬‬

‫منهم بأوليائه المؤمنين‪ ،‬ويجعل لهم الكرة عليهخخم‪ ،‬فل يبقخخى منهخخم إل مخخن هخخو مغمخخوم‬
‫بالعذاب‪ ،‬والنقمة والعقخخاب‪ ،‬وتصخخفو الرض مخخن الطغخخاة‪ ،‬ويكخخون الخخدين لخ‬
‫تعالى‪ .‬والرجعة إنما هي لممحضي اليمان من أهل الملة‪ ،‬وممحضي النفخخاق‬
‫منهم دون من سلف من المم الخالية‪ .‬فصل‪ :‬وقد قال قوم من المخخخالفين لنخخا‪:‬‬
‫كيف يعود كفار الملة بعد الموت إلى طغيانهم وقخخد عخخاينوا عخخذاب الخ تعخخالى‬
‫في البرزخ‪ ،‬وتيقنوا بذلك أنهم مبطلخخون‪ ،‬فقلخخت لهخخم‪ :‬ليخخس ذلخخك بخخأعجب مخخن‬
‫الكفخخار الخخذين يشخخاهدون فخخي الخخبرزخ مخخا يحخخل بهخخم مخخن العخخذاب ويعلمخخونه‬
‫ضرورة‪ ،‬بعد الموافقة لهم والحتجاج عليهم بضللهم فخي الخدنيا فيقولخون‪" :‬‬
‫يخخا ليتنخخا نخخرد ول نكخخذب بآيخخات ربنخخا ونكخخون مخخن المخخؤمنين " )‪ (1‬فقخخال الخ‬
‫عزوجل " بل بدالهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لمخخا نهخخوا عنخخه‬
‫وإنهم لكاذبون " فلم يبق للمخالف بعد هخخذا الحتجخخاج شخخبهة يتعلخخق بهخخا فيمخخا‬
‫ذكرناه والمنة ل‪ .‬وقال السيد الشريف المرتضى رضي ال عنه وحشره مخخع‬
‫آبائه الطاهرين في أجوبة المسائل التي وردت عليه من بلد الري حيث سألوا‬
‫عن حقيقة الرجعة‪ ،‬لن شذاذ المامية يذهبون إلى أن الرجعة رجوع دولتهخخم‬
‫في أيام القائم عليه السلم من دون رجوع أجسامهم‪ :‬الجواب‪ :‬اعلخخم أن الخخذي‬
‫تذهب الشيعة المامية إليه أن ال تعالى يعيد عند ظهور إمام الزمان المهخخدي‬
‫عليه السلم قوما ممن كان قد تقدم موته من شيعته‪ ،‬ليفخخوزوا بثخخواب نصخخرته‬
‫ومعونته‪ ،‬ومشاهدة دولته‪ ،‬ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم فيلتذوا بما‬
‫يشخخاهدون مخخن ظهخخور الحخخق‪ ،‬وعلخخو كلمخخة أهلخخه‪ .‬والدللخخة علخخى صخخحة هخخذا‬
‫المذهب أن الذي ذهبوا إليه مما ل شبهة على عاقل في أنه مقدور لخ تعخخالى‪،‬‬
‫غير مستحيل في نفسه‪ ،‬فانا نرى كثيرا من مخالفينخخا ينكخخرون الرجعخخة إنكخخار‬
‫من يراها مستحيلة غير مقدورة‪ ،‬وإذا ثبت جواز الرجعة‬

‫)‪ (1‬النعام‪ 27 :‬و ‪.28‬‬

‫]‪[139‬‬

‫ودخولها تحت المقدور‪ ،‬فالطريق إلى إثباتها إجماع الماميخخة علخخى وقوعهخخا‪ ،‬فخخانهم ل‬
‫يختلفون في ذلك‪ ،‬وإجماعهم قد بينا في مواضع مخخن كتبنخخا أنخخه حجخخة لخخدخول‬
‫قول المام عليه السلم فيه‪ ،‬وما يشتمل على قول المعصخوم مخن القخوال‪ ،‬ل‬
‫بد فيه من كونه صوابا‪ .‬وقد بينا أن الرجعخخة ل تنخخافي التكليخخف وأن الخخدواعي‬
‫مترددة معنا حين ل يظن ظان أن تكليف من يعاد باطل‪ ،‬وذكرنا أن التكليخخف‬
‫كمخخا يصخخح مخخع ظهخخور المعجخخزات البخخاهرة‪ ،‬واليخخات القخخاهرة‪ ،‬فكخخذلك مخخع‬
‫الرجعة‪ ،‬فانه ليس في جميع ذلك ملجئ إلى فعل الواجب‪ ،‬والمتناع من فعخخل‬
‫القبيح‪ .‬فأما من تخخأول الرجعخخة فخخي أصخخحابنا علخخى أن معناهخخا رجخخوع الدولخخة‬
‫والمر والنهي‪ ،‬من دون رجوع الشخاص وإحياء الموات‪ ،‬فخخان قومخخا مخخن‬
‫الشيعة لما عجزوا عن نصرة الرجعة‪ ،‬وبيان جوازها‪ ،‬وأنها تنافي التكليخخف‪،‬‬
‫عولوا على هذا التأويل للخبار الواردة بالرجعة‪ .‬وهخخذا منهخخم غيخخر صخخحيح‪،‬‬
‫لن الرجعة لخخم تثبخخت بظخخواهر الخبخخار المنقولخخة فيطخخرق التخخأويلت عليهخخا‪،‬‬
‫فكيف يثبت ما هو مقطوع على صحته بأخبخخار الحخخاد الخختي ل تخخوجب العلخخم‬
‫وإنما المعول في إثبات الرجعة علخى إجمخاع الماميخة علخى معناهخا بخأن الخ‬
‫تعالى يحيي أمواتا عند قيام القائم عليه السلم مخخن أوليخخائه وأعخخدائه علخخى مخخا‬
‫بيناه فكيف يطرق التأويل على ما هخخو معلخخوم فخخالمعنى غيخخر محتمخخل انتهخخى‪.‬‬
‫وقال السيد ابن طاوس نور ال ضريحه في كتاب الطرائف‪ :‬روى مسخخلم فخخي‬
‫صحيحه في أوائل الجزء الول باسناده إلى الجخخراح بخخن مليخخح قخخال‪ :‬سخخمعت‬
‫جابرا يقول‪ :‬عندي سبعون ألف حخديث‪ ،‬عخن أبخي جعفخر محمخد البخاقر عليخه‬
‫السلم عن النبي صلى ال عليخخه وآلخخه تركوهخخا كلهخخا )‪ (1‬ثخخم ذكخخر مسخخلم فخخي‬
‫صحيحه باسناده إلى محمد بن عمر الرازي قال‪ :‬سمعت‬

‫)‪ (1‬راجع صحيح مسلم ج ‪ 1‬ص ‪ 13‬و ‪ ،14‬باب وجوب الرواية عخخن الثقخخات وتخخرك‬
‫الكذابين‪ ،‬ولفظه‪ " :‬عندي سبعون الخخف حخخديث عخخن أبخخي جعفخخر عخخن النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله كلهخخا " وروى عخخن زهيخخر وسخخلم بخخن أبخخي مطيخخع عخخن‬
‫جابر الجعفي يقول‪ :‬عندي خمسون ألف حديث عخخن النخخبي صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله‪.‬‬

‫]‪[140‬‬

‫حريزا يقول‪ :‬لقيت جابر بن يزيد الجعفي فلم أكتب عنه لنه كخخان يخخؤمن بالرجعخخة‪ .‬ثخخم‬
‫قال‪ :‬انظر رحمك ال كيف حرموا أنفسهم النتفاع برواية سبعين ألف حديث‬
‫عن نبيهم صلى ال عليه وآله برواية أبي جعفخخر عليخخه السخخلم الخخذي هخخو مخخن‬
‫أعيان أهل بيته الذين أمرهم بالتمسك بهم‪ .‬ثم وإن أكثر المسلمين أو كلهخخم قخخد‬
‫رووا إحياء الموات في الدنيا وحديث إحياء ال تعخخالى المخخوات فخخي القبخخور‬
‫للمسألة‪ ،‬وقد تقدمت روايتهم عن أصحاب الكهف وهذا كتابهم يتضخخمن " ألخخم‬
‫تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهخخم الخ موتخخوا‬
‫ثم أحياهم " )‪ (1‬والسبعون الذين أصابتهم الصاعقة مع موسخخى عليخخه السخخلم‬
‫وحخخديث العزيخخر عليخخه السخخلم ومخخن أحيخخاه عيسخخى بخخن مريخخم عليهمخخا السخخلم‬
‫وحديث جريج الذي أجمع على صحته أيضا وحديث الذين يحييهم ال تعخخالى‬
‫في القبور للمسألة‪ .‬فخأي فخرق بيخن هخؤلء وبيخن مخا رواه أهخل الخبيت عليهخم‬
‫السلم وشيعتهم من الرجعة وأي ذنب كان لجابر في ذلك حتى يسقط حخخديثه‪.‬‬
‫وقال رحمه ال أيضا في كتاب سعد السعود قخال‪ :‬الشخخيخ فخخي تفسخخيره التبيخخان‬
‫عند قوله تعالى " ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون " )‪ (2‬استدل بهذه‬
‫الية قوم من أصحابنا على جواز الرجعة‪ ،‬فان استدل بها على جوازها كخخان‬
‫صحيحا لن من منع منه وأحاله فالقرآن يكذبه‪ ،‬وإن استدل بخخه علخخى وجخخوب‬
‫الرجعة وحصولها فل‪ .‬ثم قال السيد رحمه ال اعلم أن الذين قال رسخخول ال خ‬
‫صلى ال عليه وآله فيهم أني مخلف فيكم الثقلين كتاب ال وعترتي أهل بيتي‬
‫لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ل يختلفون في إحياء ال جخخل جللخخه قومخخا‬
‫بعخخد ممخخاتهم فخخي الحيخخاة الخخدنيا مخخن هخخذه المخخة تصخخديقا لمخخا روى المخخخالف‬
‫والمؤالخخف عخخن صخخاحب النبخخوة صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬أمخخا المخخخالف فخخروى‬
‫الحميدي في الجمع بين الصحيحين عن أبي سعيد الخدري قال‪ " :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .243 :‬البقرة‪.56 :‬‬

‫]‪[141‬‬

‫لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم " قلنا يا رسول ال اليهخخود والنصخخارى ؟ قخخال‪ :‬فمخخن )‬
‫‪ .(1‬وروى الزمخشري في الكشاف عن حذيفة‪ :‬أنتخخم أشخخبه المخخم سخمتا ببنخخي‬
‫إسرائيل لتركبن طريقهم حذو النعل بالنعل‪ ،‬والقذة بالقذة‪ ،‬حخختى أنخخي ل أدري‬
‫أتعبدون العجل أم ل ؟‪ .‬قال السيد‪ :‬فإذا كانت هذه بعض رواياتهم فخخي متابعخخة‬
‫المم الماضية‪ ،‬وبني إسرائيل واليهود‪ ،‬فقد نطخخق القخخرآن الشخخريف والخبخخار‬
‫المتواترة أن خلقا من المم الماضية واليهخود لمخخا قخالوا‪ :‬لخن نخخؤمن لخخك حخختى‬
‫نرى ال جهرة فأماتهم ال ثم أحياهم فيكون على هذا في امتنا من يحييهم ال خ‬
‫في الحياة الدنيا‪ .‬ورأيت في أخبارهم زيادة على ما تقوله الشيعة من الشخخارة‬
‫إلى أن مولنا عليا يعود إلى الدنيا بعد ضرب ابن ملجم وبعد وفاته كما رجع‬
‫ذوالقرنين‪ :‬فمنها ما ذكره الزمخشري في الكشخخاف فخخي حخخديث ذي القرنيخخن‪،‬‬
‫وعن علي عليه السلم سخر له السحاب ومدت له السباب وبسط لخخه النخخور‪.‬‬
‫وسئل عنه فقال‪ :‬أحب ال فأحبه وسأل ابن الكوا ما ذوالقرنين ؟ أملك أم نخخبي‬
‫فقال‪ :‬ليس بملك ول نبي لكن كان عبدا صالحا ضخخرب علخخى قرنخخه ]اليمخخن[‬
‫في طاعة ال فمات‪ ،‬ثم بعثه ال فضرب على قرنه اليسر فمخخات‪ ،‬فبعثخخه ال خ‬
‫وسمي ذا القرنين وفيكم مثله‪ .‬ورأيت أيضخخا فخخي كتخخب أخبخخار المخخخالفين عخخن‬
‫جماعة من المسلمين أنهم رجعوا بعد الممات قبل الدفن وبعد الدفن‪ ،‬وتكلمخخوا‬
‫وتحدثوا ثم ماتوا‪ ،‬فمن ذلك ما رواه الحاكم النيسابوري في تاريخه في حديث‬
‫حسام بن عبد الرحمن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬وكان قاضي نيسابور‪ ،‬دخل عليه‬
‫رجل فقيل له‪ :‬إن عند هذا حديثا عجبا فقال‪ :‬يا هذا ما هخخو ؟ فقخخال‪ :‬اعلخخم أنخخي‬
‫كنت رجل نباشا أنبش القبور فماتت امخخرأة فخخذهبت لعخخرف قبرهخخا فصخخليت‬
‫عليها‪ ،‬فلمخا جخن الليخخل قخال‪ :‬ذهبخت لنبخش عنهخا وضخخربت يخدي إلخخى كفنهخخا‬
‫لسلبها‪ ،‬فقالت‪ :‬سبحان ال رجل من أهل الجنة تسلب‬

‫)‪ (1‬أخرجه في مشكاة المصابيح ص ‪ 458‬وقال‪ :‬متفق عليه‪.‬‬

‫]‪[142‬‬

‫امرأة من أهل الجنة ؟ ثم قالت‪ :‬ألم تعلم أنك ممخخن صخخليت علخخي وأن الخ عزوجخخل قخخد‬
‫غفر لمن صلى علي‪ .‬قال السيد‪ :‬فإذا كخخان هخخذا قخخد رووه ودونخخوه عخخن نبخخاش‬
‫القبور فهل كان لعلماء أهل البيت عليهم السلم اسخخوة بخخه‪ ،‬ولي حخخال تقابخخل‬
‫روايتهم عليهم السلم بالنفور‪ ،‬وهخخذه المخخرأة المخخذكورة دون الخخذين يرجعخخون‬
‫لمهمات المور ؟ والرجعة التي يعتقدها علماؤنا وأهخخل الخخبيت عليهخخم السخخلم‬
‫وشيعتهم تكون من جملة آيات النبي صلى ال خ عليخخه وآلخخه ومعجزاتخخه‪ ،‬ولي‬
‫حال تكون منزلته عند الجمهور دون موسى وعيسى ودانيال ؟ وقد أحيى ال‬
‫جل جلله على أيديهم أمواتا كثيرة بغير خلف عند العلمخخاء لهخخذه المخخور‪] .‬‬
‫‪ - 162‬أقول‪ :‬وروى الشيخ حسن بن سليمان في كتخخاب المحتضخخر ممخخا رواه‬
‫من كتاب السيد الجليل حسن بن كبش مما أخذه من كتخخاب المقتضخخب بإسخخناده‬
‫عن سلمان الفارسي قال‪ :‬دخلت على رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه يومخخا‬
‫فلما نظر إلي قال‪ :‬يا سلمان إن ال عزوجل لم يبعث نبيا ول رسول إل جعل‬
‫له اثني عشر نقيبا قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال لقد عرفت هذا مخن أهخل الكتخابين‪،‬‬
‫قال‪ :‬يا سلمان فهل علمت من نقبائي الثنى عشر الذين اختارهم الخ للمامخخة‬
‫من بعدي ؟ فقلت‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ .‬قخخال‪ :‬يخخا سخخلمان خلقنخخي الخ مخخن صخخفوة‬
‫نوره ودعاني فخخأطعته‪ ،‬وخلخخق مخخن نخخوري عليخخا فخخدعاه فأطخخاعه‪ ،‬وخلخخق مخخن‬
‫نوري ونور علي فاطمة فدعاها فأطاعته‪ ،‬وخلخخق منخخي ومخخن علخخي وفاطمخخة‪،‬‬
‫الحسن والحسخين فخدعاهما فأطاعخا فسخمانا الخ عزوجخل بخمسخة أسخماء مخن‬
‫أسمائه‪ :‬فال المحمود‪ ،‬وأنا محمد‪ ،‬وال العلي وهذا علخخي‪ ،‬وال خ فخخاطر وهخخذه‬
‫فاطمة‪ ،‬وال ذو الحسان وهذه الحسن‪ ،‬وال المحسن وهذا الحسين‪ .‬ثخخم خلخخق‬
‫منا ومن نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوا قبل أن يخلق الخخ عزوجخخل‬
‫سماء مبنية وأرضا مدحيخخة‪ ،‬أو هخخواء أو مخخاء أو ملكخخا أو بشخخرا‪ ،‬وكنخخا بعلمخخه‬
‫أنوارا نسبحه ونسمع له ونطيع‪ .‬فقال سلمان‪ :‬قلخخت يخخا رسخخول الخ بخخأبي أنخخت‬
‫وأمي ما لمن عرف هؤلء ؟ فقال‪ :‬يا سلمان من عرفهم حق معرفتهم واقتدى‬
‫بهم‪ :‬فوالى وليهم‪ ،‬وتبرأ من عدوهم‬

‫]‪[143‬‬
‫فهو وال منا‪ ،‬يرد حيث نرد‪ ،‬ويسكن حيث نسكن‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول ال فهل يكون إيمان‬
‫بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم ؟ فقال‪ :‬ل يا سلمان‪ ،‬قلت‪ :‬يخخا رسخخول الخ‬
‫فأنى لي بهم ؟ قال‪ :‬قد عرفت إلى الحسين‪ ،‬قخخال‪ :‬ثخخم سخخيد العابخخدين علخخي بخخن‬
‫الحسخخين ثخخم ابنخخه محمخخد بخخن علخخي بخخاقر علخخم الوليخخن والخريخخن مخخن النخخبيين‬
‫والمرسلين‪ ،‬ثم جعفر ابن ممد لسان ال الصادق‪ ،‬ثم موسى بن جعفر الكخخاظم‬
‫غيظه صبرا في ال‪ ،‬ثم علي ابن موسى الرضا لمر ال‪ ،‬ثم محمد بخخن علخخي‬
‫المختار من خلق ال‪ ،‬ثم علي بن محمد الهادي إلى ال‪ ،‬ثخخم الحسخخن بخخن علخخي‬
‫الصامت المين على دين ال‪ ،‬ثم ]م ح م د[ سماه باسمه ابن الحسخخن المهخخدي‬
‫الناطق القائم بحق ال‪ .‬قال سلمان‪ :‬فبكيت ثم قلت‪ :‬يا رسول ال فأنى لسخخلمان‬
‫لدراكهم ؟ قال‪ :‬يا سلمان إنك مدركهم وأمثالك ومن تخخولهم حقيقخخة المعرفخخة‬
‫قال سلمان‪ :‬فشكرت ال كثيرا ثم قلت‪ :‬يا رسول ال إني مؤجل إلى عهدهم ؟‬
‫قال‪ :‬يا سلمان اقرأ " فإذا جاء وعد اوليهما بعثنا عليكم عبخخادا لنخخا اولخخي بخخأس‬
‫شديد فجاسوا خلل الخخديار وكخخان وعخخدا مفعخخول ثخخم رددنخخا لكخخم الكخخرة عليهخخم‬
‫وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا " )‪ .(1‬قال سلمان‪ :‬فاشتد بكائي‬
‫وشوقي وقلت‪ :‬يا رسول ال بعهد منك ؟ فقال‪ :‬إي والخخذي أرسخخل محمخخدا إنخخه‬
‫لبعهد مني ولعلي وفاطمة والحسن والحسين‪ ،‬وتسعة أئمة وكخخل مخخن هخخو منخخا‬
‫ومظلوم فينا إي وال يا سلمان ثم ليحضرن إبليس وجنوده وكخخل مخخن محخخض‬
‫اليمان ]محضخخا[ ومحخخض الكفخخر محضخخا حخختى يؤخخخذ بالقصخخاص والوتخخار‬
‫والثارات ول يظلم ربك أحدا ونحن تأويل هخخذه اليخخة " ونريخخد أن نمخخن علخخى‬
‫الذين استضعفوا في الرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فخخي‬
‫الرض ونري فرعون وهامان وجنودهمخخا منهخخم مخخا كخخانوا يحخخذرون " )‪.(2‬‬
‫قال سلمان‪ :‬فقمت من بين يدي رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه ومخا يبخالي‬
‫سلمان متى لقي الموت أو لقيه‪.‬‬

‫)‪ (1‬أسرى‪ (2) .5 :‬القصص‪.6 :‬‬

‫]‪[144‬‬

‫أقول‪ :‬رواه ابن عياش في المقتضب عن أحمد بن محمد بن جعفر الصخخولي عخخن عبخخد‬
‫الرحمن بن صالح‪ ،‬عن الحسخخين بخخن حميخخد بخخن الربيخخع‪ ،‬عخخن العمخخش‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن خلف الطاطري‪ ،‬عن شاذان‪ ،‬عن سلمان وذكخخر مثلخخه‪ .‬ثخخم قخخال ابخخن‬
‫عياش‪ :‬سألت أبخخا بكخخر بخخن محمخخد بخخن عمخخر الجعخخابي‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن خلخخف‬
‫الطاطري قال‪ :‬هو محمد بن خلف بن موهب الطاطري ثقة مخخأمون وطخخاطر‬
‫سيف من أسياف البحر تنسج فيها ثياب تسمى الطاطرية كخخانت تنسخخب إليهخخا‪.‬‬
‫وروى أيضخخا عخخن صخخالح بخخن الحسخخين النخخوفلي قخخال‪ :‬أنشخخدني أبخخو سخخهل‬
‫النوشجاني لبيه مصعب بن وهب‪ :‬فان تسألني ما الذي أنا دائن * به فالذي‬
‫ابديه مثل الذي اخفي أدين بأن ال ل شئ غيره * قخخوي عزيخخز بخخارئ الخلخخق‬
‫من ضعف وأن رسخول الخ أفضخل مرسخل * بخه بشخر الماضخون فخي محكخم‬
‫الصحف وأن عليا بعده أحد عشخر * مخن الخ وعخد ليخس فخي ذاك مخن خلخف‬
‫أئمتنا الهادون بعد محمد * لهم صفو ودي ما حييت لهم أصخخفي ثمانيخخة منهخخم‬
‫مضوا لسبيلهم * وأربعة يرجون للعدد الموف ولي ثقخة بالرجعخة الحخق مثخل‬
‫ما * وثقت برجع الطرف مني إلى الطرف ووجدت بخط بعض العلم نقل‬
‫من خط الشهيد قدس ال روحه قال‪ :‬روى الصفواني في كتخخابه بإسخخناده قخخال‪:‬‬
‫سئل الرضا عليه السلم عن تفسير " أمتنا اثنتين " اليخخة )‪ (1‬قخخال‪ :‬والخ مخخا‬
‫هذه الية إل في الكرة[‪.‬‬

‫)‪ (1‬المؤمن‪.11 :‬‬

‫]‪[145‬‬

‫)‪) * (30‬باب( * )خلفاء المهدي صلوات ال عيه‪ ،‬وأولده وما يكون بعخخده( * )عليخخه‬
‫وعلخخى آبخخائه السخخلم( * ‪ - 1‬ك‪ :‬الخخدقاق‪ ،‬عخخن السخخدي ]عخخن النخعخخي‪ ،‬عخخن‬
‫النوفلي[ )‪ (1‬عن علي ابن أبي حمزة‪ ،‬عخخن أبخخي بصخخير قخخال‪ :‬قلخخت للصخخادق‬
‫جعفر بن محمد عليهما السلم‪ :‬يا ابن رسول ال صلى ال عليه وآلخخه سخخمعت‬
‫من أبيك عليه السلم أنه قال‪ :‬يكون بعد القخخائم اثنخخى عشخخر مهخخديا فقخخال‪ :‬إنمخخا‬
‫قال‪ :‬اثنى عشر مهديا ولم يقل اثنا عشر إماما‪ ،‬ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون‬
‫الناس إلى موالتنا‪ ،‬ومعرفة حقنا‪ - 2 .‬غط‪ :‬محمد الحميري‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن عبد الحميد‪ ،‬ومحمد بن عيسخخى عخخن محمخخد بخخن الفضخخيل‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫حمزة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم في حديث طويل أنه قال‪ :‬يابخخا حمخخزة إن‬
‫منا بعد القائم أحد عشر مهديا من ولد الحسخخين عليخخه السخخلم )‪ - 3 .(2‬غخخط‪:‬‬
‫الفضل‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عمرو بن أبي المقدام‪ ،‬عن جابر الجعفي قخخال‪:‬‬
‫سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪ :‬والخ ليملكخخن منخخا أهخخل الخخبيت رجخخل بعخخد‬
‫موته ثلثمائة سنة يزداد تسعا قلت‪ :‬متى يكون ذلخخك ؟ قخال‪ :‬بعخد القخخائم قلخخت‪:‬‬
‫وكم يقوم القائم في عالمه ؟ قال‪ :‬تسع عشرة سنة‪ ،‬ثم يخرج المنتصر فيطلخخب‬
‫بدم الحسين ودماء أصحابه‪ ،‬فيقتل ويسبي حتى يخرج السفاح‪ - 4 .‬شا‪ :‬ليخخس‬
‫بعد دولة القائم لحد دولة إل ما جاءت به الروايخخة مخخن قيخخام ولخخده إنشخخاء الخ‬
‫ذلك‪ ،‬لم يرد على القطع والثبات وأكثر الروايات أنه لن يمضي مهخخدي المخخة‬
‫إل قبل لقيامة بأربعين يوما يكون فيها الهرج‪ ،‬وعلمة خروج‬

‫)‪ (1‬ما بين العلمتين ساقط من الصل المطبخخوع راجخخع المصخخدر ج ‪ 2‬ص ‪ ،27‬وقخخد‬
‫مخخر مثخخل السخخند فخخي ج ‪ 51‬ص ‪ 146‬وغيخخر ذلخخك فراجخخع‪ (2) .‬تخخراه فخخي‬
‫المصدر ص ‪ 299‬وهكذا الحديث التى‪ ،‬وقد مر في باب الرجعة‪.‬‬
‫]‪[146‬‬

‫الموات‪ ،‬وقيام الساعة للحساب والجزاء‪ .‬وال أعلم )‪ - 5 .(1‬شخخي‪ :‬عخخن جخخابر قخخال‪:‬‬
‫سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪ :‬وال ليملكن رجل منا أهل البيت الرض‬
‫بعد موته ثلثمائة سنة‪ ،‬ويزداد تسعا قال‪ :‬قلت‪ :‬فمتى ذلك ؟ قخخال‪ :‬بعخخد مخخوت‬
‫القائم‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬وكم يقوم القائم في عالمه حخختى يمخخوت ؟ قخخال‪ :‬تسخخع عشخخرة‬
‫سنة‪ ،‬من يوم قيامه إلى موته قال‪ :‬قلخخت فيكخخون بعخخد مخخوته هخخرج ؟ قخخال‪ :‬نعخخم‬
‫خمسين سنة‪.‬‬

‫)‪ (1‬تراه في الرشاد ص ‪ 345‬في آخر أبياته وذكر الطبرسي فخخي اعلم الخخورى فخخي‬
‫آخر الباب الرابع أنه قد جاءت الرواية الصحيحة أنه ليس بعد دولة المهدي‬
‫عليه السلم دولة ال ما ورد من قيام ولخخده مقخخامه ال مخخا شخخاء الخ ولخخم تخخرد‬
‫على القطع والبت وأكثر الروايات انه لن يمضي من الخخدنيا ال قبخخل القيامخخة‬
‫بأربعين يوما يكون فيها الهرج وعلمة خروج الموات وقيام الساعة والخخ‬
‫اعلم‪ .‬أقول‪ :‬قد ورد في ذلك روايات وقد ذكرها المصنف ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في‬
‫المجلد السابع باب الضطرار إلى الحجة منها ما رواه الصدوق فخخي كمخخال‬
‫الدين ج ‪ 1‬ص ‪ 339‬باب اتصال الوصية باسناده عن عبخخد الخ بخخن سخخليمان‬
‫العامري عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما زالت الرض ال ولخ تعخالى‬
‫فيها حجخة يعخخرف الحلل مخخن الحخرام‪ ،‬ويخدعو إلخخى سخخبيل الخخ‪ ،‬ول تنقطخخع‬
‫الحجة من الرض ال أربعين يوما قبل القيامة‪ ،‬وإذا رفعخخت الحجخخة‪ ،‬أغلخخق‬
‫باب التوبة فل ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنخخت مخخن قبخخل اليخخة‪ .‬اولئك شخخرار‬
‫خلق ال وهم الذين يقوم عليهخخم القيامخخة‪ .‬وروى مثلخخه الخخبرقي فخخي المحاسخخن‬
‫كتاب مصابيح الظلم الباب ‪ 21‬تحت الرقم ‪) 202‬ص ‪ (236‬بتغيير يسخخير‪،‬‬
‫والظاهر أن ذلك كان معتقخخد الشخخيعة فخخي الصخخدر الول‪ ،‬فقخخد روى الكلينخخي‬
‫رحمه ال في اصخخول الكخخافي بخخاب تسخخمية مخخن رآه عليخخه السخخلم )ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (329‬عن عبد ال بن جعفر الحميري قال‪ :‬اجتمعت أنا والشيخ أبخخو عمخخرو‬
‫‪ -‬رحمه ال ‪ -‬عند أحمد بن اسحاق‪ ،‬فغمزني أحمد بن اسحاق أن أساله عخخن‬
‫الخلف فقلت له‪ :‬يا أبا عمرو ! اني اريد أن أسألك عخخن شخخئ ومخخا أنخخا بشخخاك‬
‫فيما اريد أن أسألك عنه فان اعتقادي وديني أن الرض =‬

‫]‪[147‬‬

‫قال‪ :‬ثم يخرج المنصور إلى الدنيا فيطلب دمه ودم أصحابه فيقتخخل ويسخخبي حخختى يقخخال‬
‫لو كان هذا من ذرية النبياء‪ ،‬ما قتخخل النخخاس كخخل هخخذا القتخخل‪ ،‬فيجتمخخع النخخاس‬
‫عليه أبيضهم وأسودهم‪ ،‬فيكثرون عليه حتى يلجؤنه إلى حخخرم ال خ فخخإذا اشخختد‬
‫البلء عليه‪ ،‬مات المنتصر‪ ،‬وخرج السفاح إلى الدنيا غضبا للمنتصر‪ ،‬فيقتخخل‬
‫كخخل عخخدو لنخخا جخخائر‪ ،‬ويملخخك الرض كلهخخا‪ ،‬ويصخخلح الخ لخخه أمخخره‪ ،‬ويعيخخش‬
‫ثلثمائة سنة ويزداد تسعا‪ .‬ثم قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬يا جابر وهل تدري‬
‫من المنتصر والسفاح ؟ يا جابر المنتصر الحسخين‪ ،‬والسخفاح أميخر المخؤمنين‬
‫صلوات ال عليهم أجمعين )‪ - 6 .(1‬غط‪ :‬جماعة‪ ،‬عن البزوفري‪ ،‬عن علي‬
‫بن سنان الموصلي‪ ،‬عن علي بن الحسين‪ ،‬عن أحمخخد بخخن محمخخد بخخن الخليخخل‪،‬‬
‫عن جعفر بن أحمد المصري‪ ،‬عن عمه الحسين‬

‫= ل تخلو من حجة ال إذا كان قبل يوم القيامة بخخأربعين يومخخا‪ ،‬فخخإذا كخخان ذلخخك رفعخخت‬
‫الحجة وأغلق باب التوبة‪ ،‬فلم يك ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبخخل أو‬
‫كسبت في ايمانها خيرا‪ ،‬فأولئك شرار من خلق ال‪ ،‬الحخخديث‪ .‬ول يخفخخي أن‬
‫تلخخك الروايخخات انمخا تحكخم بخأن الرض ل تخلخو مخن حجخخة ال قبخل القيامخخة‬
‫بأربعين يوما فعند ذلك ترفع الحجة وأما أن تلك الحجة هو المهدي المنتظر‬
‫بحيخخث تقخخوم القيامخخة بعخخد ملكخخه بسخخبع سخخنين فل دللخخة فيهخخا‪ ،‬ول يسخخاعده‬
‫العتبخخار‪ ،‬فكيخخف ينتظخخر السخخلم والمسخخلمون دهخخرا مخخن الخخدهور ليخخخرج‬
‫الحجة‪ ،‬ويظهر على الدين كله ولو كره المشركون ثم يكون بعد سبع سخخنين‬
‫أو سبعين سنة قيام الساعة ؟ فإذا لبد من الرجعة كما دلت عليها الروايات‪،‬‬
‫ول بخخد وأن يرجخخع النخخبي والئمخخة الهخخدى عليهخخم السخخلم ليخضخخر ؟ ؟ عخخود‬
‫السلم ويثمر شجرة الدين وتورق أغصان التقوى والعلم وتشخخرق الرض‬
‫بنور ربها‪ ،‬ول بأس بأن يسمى كل منهم بالمهدي عليخه السخلم كمخا جخاءت‬
‫بخخه الروايخخات‪ ،‬وسخخيذكرها المصخخنف رحمخخه الخخ‪ ،‬مخخع تأويلهخخا‪ (1) .‬رواه‬
‫العياشي فخي تفسخخيره ج ‪ 2‬ص ‪ .326‬وقخد مخخر مثلخخه فخي بخخاب الرجعخة عخن‬
‫مختصر البصائر تحت الرقم ‪.130‬‬

‫]‪[148‬‬

‫ابن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال الصادق‪ ،‬عن آبخخائه‪ ،‬عخخن أميخخر المخخؤمنين عليهخخم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه فخخي الليلخخة الخختي كخخانت فيهخخا‬
‫وفاته لعلي عليه السلم يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملى رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله وصيته حتى انتهى ]إلى[ هذا الموضع فقال‪ :‬يا علخي إنخه‬
‫سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم اثنى عشر مهديا فأنت يا علخخي أول‬
‫الثني عشر المام‪ .‬وساق الحديث إلى أن قال‪ :‬وليسلمها الحسن عليه السخخلم‬
‫إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد صلى ال عليه وعليهخم‪ ،‬فخذلك اثنخى‬
‫عشر إماما ثم يكون من بعده اثنا عشر مهخخديا فخخإذا حضخخرته الوفخخاة فليسخخلمها‬
‫إلى ابنه أول المهديين )‪ (1‬له ثلثة أسامي اسم كاسمي واسخخم أبخخي وهخخو عبخخد‬
‫ال وأحمد والسم الثالث المهدي وهخخو أول المخخؤمنين‪ - 7 .‬خخخص‪ :‬ممخخا رواه‬
‫السيد علي بن عبد الحميد بإسناده عن الصادق عليه السلم أن منا بعخخد القخخائم‬
‫عليه السلم اثنا عشر مهديا من ولد الحسين عليه السلم‪ - 8 .‬مل‪ :‬أبي‪ ،‬عخخن‬
‫سعد‪ ،‬عن الجاموراني‪ ،‬عن الحسين بن سيف‪ ،‬عن أبيه عن الحضرمي‪ ،‬عخخن‬
‫أبي جعفر وأبي عبد ال عليهما السلم قال في ذكر الكوفة‪ :‬فيها مسجد سهيل‬
‫الذي لم يبعث ال نبيا إل وقد صلى فيه‪ ،‬ومنها يظهر عدل الخخ‪ ،‬وفيهخخا يكخخون‬
‫قائمه والقوام من بعده‪ ،‬وهي منخخازل النخخبيين والوصخخياء والصخخالحين‪ .‬بيخخان‪:‬‬
‫هذه الخبار مخالفة للمشهور‪ ،‬وطريق التأويل أحد وجهيخخن‪ :‬الول أن يكخخون‬
‫المراد بالثني عشر مهديا النبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه وسخخائر الئمخخة سخخوى‬
‫القائم عليه السلم بأن يكون ملكهم بعد القائم عليه السلم وقد سبق أن الحسن‬
‫بن سليمان أولها بجميع الئمة وقال برجعة القائم عليه السلم بعد مخخوته وبخخه‬
‫أيضا يمكن الجمع بين بعض‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر ص ‪ :105‬أول المقربيخخن‪ ،‬والظخخاهر أنخخه تصخخحيف‪ ،‬فخخان المهخخدي‬
‫المنتظر هو المام الثاني عشر‪ ،‬وبعده يكون أول المهديين مخخن اثنخخى عشخخر‬
‫مهديا‪ ،‬ان صح الحديث‪ .‬وأخرج الحديث بتمخخامه فخخي البخخاب ‪ 41‬مخخن تاريخخخ‬
‫مولنا أمير المؤمنين تحت الرقخخم ‪ ،81‬راجخخع ج ‪ 36‬ص ‪ 260‬و ‪ 261‬مخخن‬
‫الطبعة الحديثة‪ ،‬وفيه أيضا‪ " :‬أول المقربين "‪.‬‬

‫]‪[149‬‬

‫الخبار المختلفة الخختي وردت فخخي مخخدة ملكخخه عليخخه السخخلم‪ .‬والثخخاني أن يكخخون هخخؤلء‬
‫المهديون من أوصياء القائم هادين للخلق في زمن سائر الئمة الذين رجعخخوا‬
‫لئل يخلو الزمان من حجة‪ ،‬وإن كان أوصياء النبيخخاء والئمخخة أيضخخا حججخخا‬
‫وال تعالى يعلم )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬قال السيد المرتضى ‪ -‬رضوان ال عليخخه ‪ -‬فخخي امكخخان ذلخخك‪ :‬انخخا ل نقطخخع بخخزوال‬
‫التكليخخف عنخخد مخخوت المهخخدي عليخخه السخخلم‪ ،‬بخخل يجخخوز أن يبقخخى بعخخده أئمخخة‬
‫يقومون بحفظ الدين ومصالح أهله‪ ،‬ول يخرجنا ذلخخك عخخن التسخخمية بخخالثنى‬
‫عشرية‪ ،‬لنا كلفنا أن نعلم امامتهم‪ ،‬وقد بينا ذلك بيانا شخخافيا‪ ،‬فانفردنخخا بخخذلك‬
‫عن غيرنا‪ .‬انتهى‪ .‬أقول‪ :‬وقد عقد الشيخ الحر العاملي ‪ -‬قخدس الخ روحخه ‪-‬‬
‫في كتابه " اليقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة " بابا في أنه هل بعخخد‬
‫دولة المهدي عليه السلم دولة أم ل ؟ ثم انه بعد مخا نقخل الروايخات الخواردة‬
‫في ذلك نفيا واثباتا‪ ،‬وجهها بستة وجخخوه‪ ،‬مخخن أرادهخخا فليراجخخع ص ‪- 392‬‬
‫‪.405‬‬

‫]‪[150‬‬

‫)‪) * (31‬باب( * " ما خرج من توقيعخخاته عليخخه السخخلم " ‪ - 1‬غخخط‪ :‬أخبرنخخا جماعخخة‪،‬‬
‫عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمخخي قخخال‪ :‬وجخخدت بخخخط أحمخخد بخخن‬
‫إبراهيم النوبختي وإملء أبي القاسم الحسين بن روح رضي ال خ عنخخه‪ ،‬علخخى‬
‫ظهر كتاب فيه جوابات ومسائل انفذت من قم‪ ،‬يسأل عنها هخخل هخخي جوابخخات‬
‫الفقيه عليه السلم أو جوابات محمد بن علي الشلمغاني‪ ،‬لنه حكخخي عنخخه أنخخه‬
‫قال‪ :‬هذه المسائل أنا أجبت عنها فكتب إليهخخم علخخى ظهخخر كتخخابهم‪ " :‬بسخخم الخ‬
‫الرحمن الرحيم قد وقفنا على هذه الرقعة ومخخا تضخخمنته‪ ،‬فجميعخخه جوابنخخا ول‬
‫مدخل للمخذول الضال المضل المعروف بالعزاقري لعنه ال في حخرف منخه‬
‫وقد كانت أشخخياء خرجخخت إليكخخم علخخى يخخدي أحمخخد بخخن هلل )‪ (1‬وغيخخره مخخن‬
‫نظرائه وكان من ارتدادهم عن السلم مثل ما كان من هخخذا عليهخخم لعنخخة الخ‬
‫وغضبه "‪ " .‬فاستثبت قديما في ذلك " )‪ .(2‬فخرج الجخخواب أل مخخن اسخختثبت‬
‫فانه ل ضرر في خروج ما خرج على أيديهم وأن ذلك صحيح‪ .‬وروي قديما‬
‫عن بعض العلماء عليهم السلم والصلة أنه سئل عن مثل هذا‬

‫)‪ (1‬هذا هو الظاهر وهو أبو جعفر العبرتائي مخخر ترجمتخخه فخخي ج ‪ 51‬ص ‪ 380‬بخخاب‬
‫ذكر المذمومين الذين ادعوا البابية‪ ،‬وفي الصل المطبوع وهكخخذا المصخخدر‬
‫ص ‪ " ،243‬أحمد ابن بلل " وهو تصحيف أو خلط بابي طاهر محمد بخخن‬
‫علي بن بلل مخخن المخخذمومين أيضخخا‪ .‬فراجخخع‪ (2) .‬سخخيجئ مخخن المصخخنف ‪-‬‬
‫رضوان ال عليه ‪ -‬أنها مخخن تتمخخة مخخا كتخخب السخخائل‪ :‬أي كنخخت قخخديما أطلخخب‬
‫اثبات هذه التوقيعات‪ ،‬هل هي منكم أول ؟‪ .‬لكن الظاهر انه قخخد سخخقط صخخدر‬
‫هذا السؤال‪ ،‬وأنها سؤال آخر‪ ،‬ل من تتمة السؤال الول‪.‬‬

‫]‪[151‬‬

‫بعينه في بعض من غضب ال عليه وقال عليه السلم " العلم علمنخخا‪ ،‬ول شخخئ عليكخخم‬
‫من كفر من كفر‪ ،‬فما صح لكم مما خرج على يده بروايخخة غيخخره مخخن الثقخخات‬
‫رحمهم ال‪ ،‬فاحمدوا ال واقبلوه‪ ،‬وما شككتم فيه أولم يخرج إليكم في ذلك إل‬
‫على يده فردوه إلينا لنصححه أو نبطله‪ ،‬وال تقدست أسماؤه وجل ثناؤه ولخخي‬
‫توفيقكم‪ ،‬وحسيبنا في امورنا كلها ونعم الوكيخخل "‪ .‬وقخخال ابخخن نخخوح‪ :‬أول مخخن‬
‫حدثنا بهذا التوقيع أبو الحسين محمد بن علي بخخن تمخخام‪ ،‬وذكخخر أنخخه كتبخخه مخخن‬
‫ظهر الدرج الذي عند أبخخي الحسخخن بخخن داود‪ ،‬فلمخخا قخخدم أبخخو الحسخخن بخخن داود‬
‫وقرأته عليه‪ ،‬ذكر أن هذا الدرج بعينه كتب بها أهل قم إلى الشيخ أبي القاسخخم‬
‫وفيه مسائل فأجابهم على ظهخره بخخط أحمخد بخن إبراهيخم النوبخختي وحصخل‬
‫الدرج عند أبي الحسن بن داود‪ .‬نسخة الدرج‪ :‬مسائل محمد بخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫جعفخخر الحميخخري " بسخخم الخ الرحمخخن الرحيخخم أطخخال الخ بقخخاءك وأدام عخخزك‬
‫وتأييدك‪ ،‬وسعادتك وسخلمتك‪ ،‬وأتخم نعمتخه وزاد فخخي إحسخخانه إليخك‪ ،‬وجميخل‬
‫مواهبه لديك وفضله عندك‪ ،‬وجعلني من السوء فداك‪ ،‬وقد مني قبلك‪ ،‬النخخاس‬
‫يتنافسون في الدرجات‪ ،‬فمن قبلتموه كان مقبول ومن دفعتموه كخخان وضخخيعا‪،‬‬
‫والخامل من وضعتموه‪ ،‬ونعوذ بال من ذلخخك‪ ،‬وببلخخدنا أيخخدك الخ جماعخخة مخخن‬
‫الوجوه‪ ،‬يتساوون ويتنافسخخون فخخي المنزلخخة "‪ " .‬وورد أيخخدك الخ كتابخخك إلخخى‬
‫جماعة منهم في أمر أمرتهم به من معاونة ص‪ ،‬وأخرج علي بخخن محمخخد بخخن‬
‫الحسين بن مالك المعروف بمالخخك بادوكخخة‪ ،‬وهخخو ختخخن ص رحمهخخم الخ مخخن‬
‫بينهم‪ ،‬فاغتم بذلك وسألني أيدك ال أن اعلمك ما ناله من ذلك‪ ،‬فخخان كخخان مخخن‬
‫ذنب استغفر ال منه‪ ،‬وإن يكن غير ذلك عرفته ما يسخخكن نفسخخه إليخخه إن شخخاء‬
‫ال "‪ .‬التوقيع‪ " :‬لم نكاتب إل من كاتبنا " )‪ .(1‬وقخخد عخخودتني أدام الخ عخخزك‬
‫من تفضلك ما أنت أهل أن تجريني على العادة‬

‫)‪ (1‬الظاهر من نسخة الدرج أنها كانت متضمنة لسؤالت مختلفة‪ ،‬فكتخخب جخخواب كخخل‬
‫منها في هامشه‪ ،‬ولذلك أفرزنا السؤال عن الجواب كما ترى‪.‬‬

‫]‪[152‬‬

‫وقبلك أعزك ال فقهاء‪ ،‬أنا محتاج إلى أشياء تسأل لي عنها فروي لنا عن العخخالم عليخخه‬
‫السلم أنه سئل عن إمام قوم صلى بهم بعض صخخلتهم وحخخدثت عليخخه حادثخخة‬
‫كيف يعمل من خلفه فقال‪ :‬يؤخر ويقدم بعضخخهم ويتخخم صخخلتهم ويغتسخخل مخخن‬
‫مسه‪ .‬التوقيع‪ " :‬ليس على من نحاه إل غسل اليد‪ ،‬وإذا لم تحدث حادثة تقطخخع‬
‫الصلة تمم صلته مع القوم "‪ .‬وروي عن العخخالم عليخخه السخخلم أن مخخن مخخس‬
‫ميتا بحرارته غسل يده‪ ،‬ومن مسه وقد برد فعليه الغسل‪ ،‬وهذا المام في هذه‬
‫الحالة ل يكون مسه إل بحرارته والعمل من ذلك على مخخا هخخو‪ ،‬ولعلخخه ينحيخخه‬
‫بثيابه ول يمسه فكيف يجب عليه الغسل‪ .‬التوقيع‪ :‬إذا مسه علخخى هخخذه الحخخال‪،‬‬
‫لم يكن عليه إل غسل يده‪ .‬وعن صلة جعفر إذا سها في التسبيح فخخي قيخخام أو‬
‫قعود أو ركخوع أو سخجود وذكخخره فخخي حالخخة اخخرى قخد صخخار فيهخا مخخن هخذه‬
‫الصلة‪ ،‬هل يعيد ما فاته من ذلك التسبيح في الحالخخة الخختي ذكرهخخا أم يتجخخاوز‬
‫في صلته ؟ التوقيع‪ :‬إذا هو سها في حالة من ذلك ثم ذكخخر فخخي حالخخة اخخخرى‬
‫قضى ما فاته في الحالة التي ذكر‪ .‬وعن المرأة يموت زوجهخخا هخخل يجخخوز أن‬
‫تخرج في جنازته أم ل ؟‪ .‬التوقيع‪ :‬يخرج في جنازته‪ .‬وهل يجخخوز لهخخا وهخخي‬
‫في عدتها أن تزور قبر زوجها أم ل ؟ التوقيع‪ :‬تزور قبر زوجهخخا‪ ،‬ول تخخبيت‬
‫عن بيتها‪ .‬وهل يجوز لها أن تخرج فخخي قضخخاء حخخق يلزمهخخا أم ل تخخبرح مخخن‬
‫بيتها وهي في عدتها ؟ التوقيع‪ :‬إذا كان حق خرجت وقضته‪ ،‬وإذا كخخانت لهخخا‬
‫حاجة لم يكن لها مخخن ينظخخر فيهخخا خرجخخت لهخخا حخختى تقضخخي‪ ،‬ول تخخبيت عخخن‬
‫منزلها‪ .‬وروي في ثواب القرآن في الفرائض وغيخخره أن العخخالم عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬عجبا لمن لم يقرأ في صلته " إنا أنزلنخخاه فخخي ليلخخة القخخدر " كيخخف تقبخخل‬
‫صلته وروي ما زكت‬

‫]‪[153‬‬
‫صلة لم يقرأ فيها بقل هو ال أحد‪ .‬وروي أن من قرأ في فرائضه الهمزة اعطخخي مخخن‬
‫الدنيا‪ ،‬فهل يجوز أن يقرأ الهمزة‪ ،‬ويدع هذه السور التي ذكرناها ؟ مع ما قخخد‬
‫روي أنه ل تقبل الصلة ول تزكو إل بهما‪ .‬التوقيع‪ :‬الثواب في السخخور علخخى‬
‫ما قد روي وإذا ترك سخخورة ممخخا فيهخخا الثخخواب وقخخرأ قخخل هخخو الخ أحخخد‪ ،‬وإنخخا‬
‫أنزلناه‪ .‬لفضلهما أعطي ثواب ما قرأ وثواب السورة الخختي تخخرك‪ ،‬ويجخخوز أن‬
‫يقرأ غير هاتين السورتين‪ ،‬وتكون صلته تامة‪ ،‬ولكن يكون قد ترك الفضل‪.‬‬
‫وعن وداع شهر رمضان متى يكخخون ؟ فقخخد اختلخخف فيخخه أصخخحابنا‪ ،‬فبعضخخهم‬
‫يقول‪ :‬يقرأ في آخر ليلة منه‪ ،‬وبعضهم يقول هخخو فخخي آخخخر يخخوم منخخه إذا رأى‬
‫هلل شوال‪ .‬التوقيع‪ :‬العمل في شهر رمضخخان فخخي ليخخاليه‪ ،‬والخخوداع يقخخع فخخي‬
‫آخر ليلة منه‪ ،‬فان خاف أن ينقص جعله في ليلتين‪ .‬وعن قول ال عزوجخخل "‬
‫إنه لقول رسول كريم " )‪ (1‬أن رسول ال صلى ال عليه وآلخخه المعنخخي بخخه "‬
‫ذي قوة عند ذي العرش مكين " مخخا هخخذه القخخوة " مطخخاع ثخخم أميخخن " مخخا هخخذه‬
‫الطاعة‪ ،‬وأين هي ؟ فرأيك أدام ال عزك بالتفضل علي بمسخخألة مخخن تثخخق بخخه‬
‫من الفقهاء عن هذه المسائل وإجابتي عنها منعما‪ ،‬مع ما تشرحه لي من أمخخر‬
‫محمد بن الحسين بن مالك المقدم ذكره‪ ،‬بما يسكن إليه ويعتد بنعمة ال عنده‪،‬‬
‫وتفضل علي بدعاء جامع لي ولخواني للدنيا والخرة فعلت مثابا إنشاء ال‪.‬‬
‫التوقيع‪ :‬جمع ال لك ولخوانك خير الدنيا والخرة‪ .‬أطخخال ال خ بقخخاءك‪ ،‬وأدام‬
‫عزك‪ ،‬وتأييدك وكرامتك‪ ،‬وسعادتك وسلمتك وأتخخم نعمتخخه عليخخك‪ ،‬وزاد فخخي‬
‫إحسانه إليك‪ ،‬وجميل مخخواهبه لخخديك‪ ،‬وفضخخله عنخخدك وجعلنخخي مخخن كخخل سخخوء‬
‫ومكروه فداك وقدمني قبلك الحمد ل رب العالمين‪ ،‬وصخخلى ال خ علخخى محمخخد‬
‫وآله أجمعين‪ .‬بيان‪ :‬ذكر في الحتجاج من قخخوله‪ " :‬أطخخال ال خ بقخخاك " ‪ -‬إلخخى‬
‫قوله ‪-‬‬

‫)‪ (1‬التكوير‪.21 - 19 :‬‬

‫]‪[154‬‬

‫ولخوانك خير الدنيا والخرة‪ .‬أقول‪ :‬قوله‪ " :‬فاستثبت " من تتمة ما كتخخب السخخائل اي‬
‫كنت قديما أطلب إثبات هذه التوقيعات‪ ،‬هل هي منكم أول ؟ ولما كان جخخواب‬
‫هذه الفقرة مكتوبا تحتها أفردهخخا للشخخعار بخخذلك‪ .‬قخخوله " نسخخخة الخخدرج " أي‬
‫نسخة الكتاب المدرج المطوي‪ ،‬كتبه أهل قم وسألوا عن بيان صخخحته‪ ،‬فكتخخب‬
‫عليخخه السخخلم أن جميعخخه صخخحيح‪ ،‬وعخخبر عخخن المعخخان برمخخز ص للمصخخلحة‬
‫وحاصل جوابه عليه السلم أن هؤلء كخخاتبوني وسخخألوني فخخأجبتهم‪ ،‬وهخخو لخخم‬
‫يكاتبني من بينهم فلذا لم ادخله فيهم‪ ،‬وليس ذلك مخخن تقصخير وذنخخب‪ .‬قخوله‪" :‬‬
‫وقبلك أعزك ال " خطاب للسفير المتوسط بينه وبين المام عليه السخخلم‪ ،‬أو‬
‫للمام تقية‪ ،‬وقول " أطال ال بقاءك " آخخخرا كلم الحميخخري ختخخم بخخه كتخخابه‪،‬‬
‫وسائر أجزاء الخبر شرحناها في البواب المناسخخبة لهخخا )‪ - 2 .(1‬غخخط‪ :‬مخخن‬
‫كتاب آخر " فرأيخخك أدام الخ عخخزك فخخي تأمخخل رقعخختي‪ ،‬والتفضخخل بمخخا يسخخهل‬
‫لضيفه إلى سائر أياديك علي‪ ،‬واحتجت أدام ال عخخزك أن تسخخأل لخخي بعخخض‬
‫الفقهاء عن المصلي إذا قام من التشهد الول للركعة الثالثة‪ ،‬هخخل يجخخب عليخخه‬
‫أن يكبر ؟ فان بعض أصحابنا قال‪ :‬ل يجب عليه التكبير‪ ،‬ويجزيخخه أن يقخخول‪:‬‬
‫بحول ال وقوته أقوم وأقعد‪ .‬الجواب‪ :‬قال إن فيه حديثين‪ :‬أما أحدهما فانه إذا‬
‫انتقل من حالة إلى حالة اخرى فعليخخه تكخخبير‪ ،‬وأمخخا الخخخر فخخانه روي أنخخه إذا‬
‫رفع رأسه من السجدة الثانية فكبر ثم جلخس‪ ،‬ثخخم قخام‪ ،‬فليخخس عليخخه للقيخخام بعخد‬
‫القعود تكبير‪ ،‬وكذلك التشهد الول‪ ،‬يجري هذا المجري‪ ،‬وبأيهما أخخخذت مخخن‬
‫جهة التسليم كان صوابا‪ .‬وعن الفص الخماهن )‪ (2‬هل تجوز فيه الصخخلة إذا‬
‫كان في إصبعه ؟‬

‫)‪ (1‬يعني أبوابها المناسبة في كتب الفقه‪ (2) .‬هذا هو الصحيح‪ ،‬كمخخا فسخخره المصخخنف‬
‫رحمه ال في كتاب الصلة‪ ،‬ونقله بهذا =‬

‫]‪[155‬‬

‫الجواب‪ :‬فيه كراهة أن يصلي فيه‪ ،‬وفيه إطلق‪ ،‬والعمل علخى الكراهيخة‪ .‬وعخخن رجخخل‬
‫اشترى هديا لرجل غائب عنه‪ ،‬وسأله أن ينحر عنه هديا بمنى فلما أراد نحخخر‬
‫الهدي نسي اسم الرجل ونحر الهدي‪ ،‬ثم ذكره بعد ذلك أيجزئ عن الرجل أم‬
‫ل ؟ الجواب‪ :‬ل بأس بذلك‪ ،‬وقخخد أجخخزأ عخخن صخخاحبه‪ .‬وعنخخدنا حاكخخة مجخخوس‬
‫يأكلون الميتخة‪ ،‬ول يغتسخلون مخخن الجنابخة‪ ،‬وينسخخجون لنخخا ثيابخا‪ ،‬فهخل يجخخوز‬
‫الصخخلة فيهخخا مخخن قبخخل أن يغسخخل ؟ الجخخواب‪ :‬ل بخخأس بالصخخلة فيهخخا‪ .‬وعخخن‬
‫المصلي يكون في صلة الليل في ظلمة‪ ،‬فإذا سخخجد يغلخخط بالسخخجادة‪ ،‬ويضخخع‬
‫جبهته على مسح أو نطع )‪ (1‬فإذا رفع رأسه وجخخد السخخجادة‪ ،‬هخخل يعتخخد بهخخذه‬
‫السجدة أم ل يعتد بها‪ .‬الجواب‪ :‬ما لم يستو جالسا فل شئ عليه في رفع رأسه‬
‫لطلب الخمرة )‪(2‬‬

‫= اللفظ الشيخ الحر العاملي في الوسائل ب ‪ 32‬من أبواب لباس المصلى تحخخت الرقخخم‬
‫‪ .11‬و " خماهن " ويقال " خماهان " حجر صلب في غاية الصلبة أغخخبر‬
‫يضخخرب إلخخى الحمخخرة وقيخخل انخخه نخخوع مخخن الحديخخد يسخخمى بالعربيخخة الحجخخر‬
‫الحديدي والصندل الحديدي‪ ،‬وقيل‪ :‬انخخه حجخر أبلخخق يصخخنع منخخه الفصخوص‬
‫)برهخخان قخخاطع( وفخخي الصخخل المطبخخوع ‪ -‬وهكخخذا بعخخض نسخخخ التوقيخخع ‪-‬‬
‫الحماني وهو تصحيف‪ (1) .‬المسح ‪ -‬بالكسر ‪ -‬البلس يقعد عليخخه‪ ،‬والنطخخع‬
‫كذلك ‪ :-‬البساط من الديم‪ (2) .‬الخمرة ‪ -‬بالضم ‪ -‬حصيرة صغيرة قدر مخخا‬
‫يسجد عليها المصلى‪ ،‬كانت تعمل من سعف النخل‪ ،‬روى أبو داود في سننه‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪ 152‬باب الصلة على الخمرة حديثا واحخخدا وهخخو أنخخه صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله كان يصلى على الخمرة‪ ،‬والظاهر من روايات الباب أن السخخجود‬
‫على الرض فريضة وعلى الخمرة سنة‪ ،‬أي سنة سخخنها رسخخول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه وآله وعمل بها وعليها كان عمل أئمتنا عليهم السلم‪ ،‬راجع الكافي‬
‫ج ‪ 332 - 330 :3‬باب ما يسجد عليه وما يكره‪.‬‬

‫]‪[156‬‬

‫وعن المحرم يرفع الظلل هل يرفع خشب العمارية أو الكنيسة )‪ (1‬ويرفخع الجنخخاحين‬
‫أم ل ؟ الجواب‪ :‬ل شئ عليه في تركه وجميع الخشب‪ .‬وعن المحرم يسخختظل‬
‫من المطر بنطع أو غيره حذرا على ثيابه وما في محمله أن يبتل فهل يجخخوز‬
‫ذلك‪ .‬الجواب‪ :‬إذا فعل ذلك فخخي المحمخخل فخخي طريقخخه فعليخخه دم )‪ .(2‬والرجخخل‬
‫يحج عن آخر‪ ،‬هل يحتاج أن يذكر الذي حخخج عنخخه عنخخد عقخخد إحرامخخه أم ل ؟‬
‫وهل يجخخب أن يذبخخح عمخخن حخخج عنخخه وعخخن نفسخخه‪ ،‬أم يجزيخخه هخخدي واحخخد ؟‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬يذكره‪ ،‬وإن لم يفعل فل بأس‪ .‬وهل يجوز للرجل أن يحرم في كساء‬
‫خز أم ل ؟‪ .‬الجواب‪ :‬ل بأس بذلك وقد فعله قوم صخخالحون )‪ .(3‬وهخخل يجخخوز‬
‫للرجخخل أن يصخخلي وفخخي رجلخخه بطيخخط )‪ (4‬ل يغطخخي الكعخخبين أم ل يجخخوز ؟‬
‫الجواب‪ :‬جائز‪ .‬ويصلي الرجل‪ ،‬ومعه في كمخه أو سخراويله سخكين أو مفتخاح‬
‫حديد‪ ،‬هل يجوز ذلك ؟‬

‫)‪ (1‬الكنيسة شبه هودج‪ :‬يغرز في المحمل أو فخخي الرحخخل قضخخبان ويلقخخى عليخخه ثخخوب‬
‫يستظل به الراكب ويستتر به والجمع كنائس‪ (2) .‬فخخي الصخخل المطبخخوع "‬
‫يحخخج عخخن أجخخر " وفخخي المصخخدر ص ‪ " 248‬يحخخج عخخن اجخخرة " وكلهمخخا‬
‫تصحيف‪ (3) .‬يعني الئمة المعصخخومين سخخلم الخ عليهخخم أجمعيخخن‪ ،‬راجخخع‬
‫الوسائل ب ‪ 8‬من أبواب لباس المصلى‪ (4) .‬البطيط‪ :‬رأس الخف بل ساق‪،‬‬
‫قاله الفيروزآبادي‪ ،‬أقول‪ :‬وينطبق الكلمة علخخى النعخخال الخختي يلبسخخها العلمخخاء‬
‫في زماننا هذا‪.‬‬

‫]‪[157‬‬

‫الجواب‪ :‬جائز‪ .‬وعن الرجل يكون مع بعض هؤلء ومتصل بهخخم يحخخج‪ ،‬ويأخخخذ علخخى‬
‫الجادة ول يحرمخخون هخخؤلء مخخن المسخخلخ فهخخل يجخخوز لهخخذا الرجخخل أن يخخؤخر‬
‫إحرامه إلى ذات عرق )‪ (1‬فيحرم معهم‪ ،‬لما يخاف مخن الشخخهرة أم ل يجخوز‬
‫أن يحرم إل من المسلخ ؟ الجواب‪ :‬يحرم من ميقخخاته ثخخم يلبخخس الثيخخاب ويلخخبي‬
‫في نفسه‪ ،‬فإذا بلغ إلى ميقخاتهم أظهخر‪ .‬وعخن لبخس النعخل المعطخون )‪ (2‬فخان‬
‫بعض أصحابنا يخخذكر أن لبسخخه كريخخه‪ .‬الجخخواب‪ :‬جخخائز ذلخخك ول بخأس‪ .‬وعخخن‬
‫الرجل من وكلء الوقف يكون مستحل لما في يده ل يرع )‪ (3‬عن أخذ ماله‪،‬‬
‫ربما نزلت في قرية وهو فيها أو أدخل منزلخخه وقخخد حضخخر طعخخامه فيخخدعوني‬
‫إليه‪ ،‬فان لم آكل من طعامه عاداني عليه‪ ،‬وقال‪ :‬فلن ل يستحل أن يأكل مخخن‬
‫طعامنا‪ ،‬فهل يجوز لي أن آكخخل مخخن طعخخامه وأتصخخدق بصخخدقة ؟ وكخخم مقخخدار‬
‫الصدقة ؟ وإن أهدى هذا الوكيل هدية إلى رجخخل آخخخر فأحضخخر فيخخدعوني أن‬
‫أنال منها وأنا أعلم أن‬

‫)‪ (1‬ميقات أهل العراق‪ :‬وادى العقيق وأفضله المسلخ‪ ،‬ثم غمرة‪ ،‬ثم ذات عخخرق وهخخو‬
‫آخر الوادي وهو الميقات الضطراري‪ ،‬لكنخخه ميقخخات أهخخل السخخنة قخخال ابخخن‬
‫قدامة في المغنى ج ‪ 3‬ص ‪ :257‬فأما ذات عرق فميقات أهخل المشخرق فخي‬
‫قول أكثر أهل العلم وهو مذهب مالك وأبي ثور وأصحاب الرأى وقال ابخخن‬
‫عبد البر‪ :‬أجمع أهل العلم على أن احرام العراق من ذات عرق احخخرام مخخن‬
‫الميقات‪ ،‬وروى عن انس أنه كان يحرم من العقيق واستحسنه الشافعي وقخد‬
‫روى ابن عباس أن النبي صلى ال عليه وآله وقخخت لهخخل المشخخرق العقيخخق‬
‫انتهى‪ (2) .‬يقال‪ :‬عطن الجلد كفرح وانعطن‪ :‬وضع في الدباغ وترك فأفسد‬
‫وأنتن‪ ،‬أو نضح عليه الماء فدفنه‪ ،‬فاسخخترخى شخخعره لينتخخف‪ ،‬فهخخو معطخخون‪.‬‬
‫قاله الفيروزآبخخادي‪ (3) .‬مخخن الخخورع‪ :‬وهخخو التقخخوى والكخخف عخخن المعاصخخي‬
‫والشبهات‪ ،‬ضبطه في القاموس كورث ووجل ووضع وكرم‪.‬‬

‫]‪[158‬‬

‫الوكيل ل يرع عن أخذ ما في يده‪ ،‬فهل فيخخه شخئ إن أنخانلت منهخا ؟ الجخخواب‪ :‬إن كخان‬
‫لهذا الرجل مال أو معاش غير ما في يده‪ ،‬فكخخل طعخخامه واقبخخل بخخره وإل فل‪.‬‬
‫وعخخن الرجخخل يقخخول بخالحق ويخخرى المتعخخة‪ ،‬ويقخخول بالرجعخة‪ ،‬إل أن لخخه أهل‬
‫موافقة له في جميع أمره‪ ،‬وقد عاهخخدها أن ل يخختزوج عليهخخا ول يتسخخرى )‪(1‬‬
‫وقد فعل هذا منذ بضع عشخخرة سخخنة‪ ،‬ووفخخى بقخخوله‪ ،‬فربمخخا غخخاب عخخن منزلخخه‬
‫الشهر فل يتمتع ول يتحرك نفسه أيضا لذلك‪ ،‬ويرى أن وقوف من معه مخخن‬
‫أخ وولد وغلم و وكيل وحاشية مما يقلله في أعينهم ويحخخب المقخخام علخخى مخخا‬
‫هو عليه محبة لهله وميل إليها‪ ،‬وصيانة لها ولنفسخخه‪ ،‬ل يحخخرم المتعخخة‪ ،‬بخخل‬
‫يدين ال بها‪ ،‬فهل عليه في تركه ذلك مأثم أم ل ؟ الجواب‪ :‬فخي ذلخخك يسختحب‬
‫له أن يطيع ال تعالى )‪ (2‬ليخخزول عنخخه الحلخخف فخخي المعصخخية )‪ (3‬ولخخو مخخرة‬
‫واحدة‪ .‬فان رأيت أدام ال عزك أن تسأل لي عن ذلخخك وتشخخرحه لخخي وتجيخخب‬
‫في كل مسألة بما العمل به‪ ،‬وتقلدني المنة في ذلك ‪ -‬جعلك ال السبب في كل‬
‫خير وأجراه على يدك ‪ -‬فعلت مثابا إن شاء ال‪ .‬أطال ال بقاءك وأدام عخخزك‬
‫وتأييدك وسعادتك وسلمتك وكرامتك وأتخخم نعمتخخه عليخخك‪ ،‬وزاد فخخي إحسخخانه‬
‫إليك‪ ،‬وجعلني من السوء فداك‪ ،‬وقدمني عنك وقبلك الحمخخد ل خ رب العخخالمين‬
‫وصلى ال على محمد النبي وآلخخه وسخخلم كخخثيرا‪ .‬قخخال ابخخن نخخوح‪ :‬نسخخخت هخخذه‬
‫النسخة من الدرجين القديمين اللذين فيهما الخط‬
‫)‪ (1‬تسرى فلن‪ :‬اتخذ سخرية‪ ،‬ويقخخال‪ :‬تسخخرر أيضخخا علخخى البخخدال‪ ،‬كمخا يقخخال‪ :‬تظنخخن‬
‫وتظني‪ ،‬والسرية‪ :‬المخخة الخختي أنزلتهخخا بيتخخا والجمخخع سخخرارى بتشخخديد اليخخاء‬
‫وربما خففت في الشعر واشتقاقها قيل من السر‪ ،‬وقيل من السرور‪ (2) .‬في‬
‫المصدر ص ‪ " :250‬الحلف على المعرفة " وفي بعض النسخ " الخلف "‪.‬‬
‫)‪ (3‬في نسخة الحتجاج‪ :‬أن يطيع ال تعالى بالمتعة‪.‬‬

‫]‪[159‬‬

‫والتوقيعات‪ .‬أقول‪ :‬روى في الحتجاج مثله إلى قوله ليزول عنه الحلف في المعصخخية‬
‫ولو مرة واحدة‪ - 3 .‬ج‪ :‬فخي كتخاب آخخر لمحمخد بخن عبخد الخ الحميخري إلخى‬
‫صاحب الزمان عليه السلم من جوابات مسائله التي سأله عنها في سنة سبع‬
‫وثلثمخخائة‪ .‬سخخأل عخخن المحخخرم يجخخوز أن يشخخد المئزر مخخن خلفخخه إلخخى عنقخخه‬
‫بخخالطول‪ ،‬ويرفخخع طرفيخخه إلخخى حقخخويه‪ ،‬ويجمعهمخخا فخخي خاصخخرته ويعقخخدهما‪،‬‬
‫ويخرج الطرفين الخرين مخن بيخخن رجليخخه ويرفعهمخا إلخى خاصخخرته‪ ،‬ويشخخد‬
‫طرفيه إلى وركيه‪ ،‬فيكون مثل السراويل يستر مخخا هنخخاك‪ ،‬فخخان المئزر الول‬
‫كنا نتزربه )‪ (1‬إذا ركب الرجل جملة يكشف مخخا هنخخاك وهخخذا أسخختر‪ .‬فأجخخاب‬
‫عليه السلم جائز أن يتزر النسان كيف شاء إذا لخخم يحخدث فخخي المئزر حخدثا‬
‫بمقراض ول أبرة يخرجه به عن حد المئزر‪ ،‬وغرزه غرزا‪ ،‬ولم يعقخخده ولخخم‬
‫يشد بعضه ببعخخض‪ ،‬إذا غطخخى سخخرته وركبخختيه كلهمخخا‪ ،‬فخخان السخخنة المجمخخع‬
‫عليها بغير خلف تغطية السرة والركبتين‪ ،‬والحب إلينا والفضل لكخخل أحخخد‬
‫شده على السبيل المعروفة للناس جميعا إن شخخاء الخخ‪ .‬وسخخأل رحمخخه الخ هخخل‬
‫يجوز أن يشد عليه مكان العقد تكة ؟ فأجاب عليه السلم ل يجوز شد المئزر‬
‫بشئ سواه من تكة ول غيرها‪ .‬وسأل عن التوجه للصلة أيقول‪ " :‬علخخى ملخخة‬
‫إبراهيم‪ ،‬ودين محمد " ؟ فان بعض أصحابنا ذكر أنه إذا قال على دين محمد‬
‫" فقد أبدع‪ ،‬لنا لم نجده في شئ من كتب الصلة خل حديثا في كتاب القاسخخم‬
‫بن محمد عن جده الحسن بن راشد أن‬

‫)‪ (1‬أصله تأتزر به‪ ،‬فانه من الزر‪ ،‬لكن المولدين كثيرا ما يبدلون الهمزة ويدغمونها‬
‫في التاء فيقولون اتزر‪ ،‬يتزر‪ ،‬وقد جرى جواب السؤال على تلك اللغة‪ .‬قال‬
‫الفيروز آبادى‪ :‬ائتزر بخخه وتخخأزر بخخه‪ ،‬ول تقخخل‪ :‬اتخخزر وقخخد جخخاء فخخي بعخض‬
‫الحاديث ولعله من تحريف الرواة‪.‬‬

‫]‪[160‬‬
‫الصادق عليه السلم قال للحسن‪ :‬كيف تتوجه ؟ قال‪ :‬أقول " لبيك وسعديك " فقخخال لخخه‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬ليس عن هذا أسألك كيف تقخخول‪ :‬وجهخخت وجهخخي للخخذي‬
‫فطر السموات والرض حنيفا مسلما ؟ قال الحسخن‪ :‬أقخوله فقخخال لخه الصخخادق‬
‫عليه السلم‪ :‬إذا قلت ذلك فقل " على ملة إبراهيم‪ ،‬ودين محمد‪ ،‬ومنهاج علي‬
‫بن أبي طالب والئتمخام بخآل محمخد حنيفخا مسخلما ومخا أنخا مخن المشخركين "‪.‬‬
‫فأجاب عليه السلم التوجه كله ليس بفريضة والسخخنة المؤكخخدة فيخخه الخختي هخخي‬
‫كالجماع الذي ل خلف فيه‪ :‬وجهت وجهي للخخذي فطخخر السخخموات والرض‬
‫حنيفا مسلما على ملة إبراهيم‪ ،‬ودين محمد‪ ،‬وهدى أميخخر المخخؤمنين‪ ،‬ومخخا أنخخا‬
‫مخخن المشخخركين إن صخخلتي ونسخخكي ومحيخخاي وممخخاتي لخ رب العخخالمين‪ ،‬ل‬
‫شريك له وبذلك امرت وأنا من المسلمين‪ ،‬اللهم اجعلني مخخن المسخخلمين أعخخوذ‬
‫بال السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم ال الرحمن الرحيم ثم يقرأ الحمد‪.‬‬
‫قخخال الفقيخخه الخخذي ل يشخخك فخخي علمخخه‪ " :‬الخخدين لمحمخخد‪ ،‬والهدايخخة لعلخخي أميخخر‬
‫المؤمنين‪ ،‬لنها له وفي عقبه باقية إلى يوم القيامة‪ ،‬فمن كخان كخخذلك فهخخو مخن‬
‫المهتدين‪ ،‬ومن شك فل دين له " ونعوذ بال في ذلك من الضللة بعد الهدى‪.‬‬
‫وسأله عن القنوت في الفريضة إذا فرغ من دعائه أن يرد يديه على وجهه و‬
‫صدره للحديث الذي روي أن ال عزوجل أجل من أن يرد يدي عبخخده صخخفرا‬
‫بل يملها من رحمته )‪ (1‬أم ل يجوز ؟ فان بعخخض أصخخحابنا ذكخخر أنخخه عمخخل‬
‫في الصلة‪ .‬فأجاب عليه السلم رد اليدين مخن القنخوت علخى الخرأس والخوجه‬
‫غير جائز في الفرائض‬

‫)‪ (1‬روى الكليني في كتاب الدعاء من اصول الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 471‬عن عبد ال خ بخخن‬
‫ميمون القداح عن أبي عبد ال عليه السلم قخخال‪ :‬مخخا أبخخرز عبديخخده إلخخى الخ‬
‫العزيز الجبار ال استحيى ال عزوجل أن يردها صفرا حتى يجعل فيها من‬
‫فضل رحمته ما يشاء‪ ،‬فإذا دعا أحدكم فل يرد يده حتى يمسخخح علخخى وجهخخه‬
‫ورأسه‪ .‬وروى مثله الصدوق في الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ ،107‬وكما ترى الحخخديث‬
‫ظاهر في الدعاء في غير الصلوات‪.‬‬

‫]‪[161‬‬

‫والذي عليه العمل فيه إذا رفع يده في قنوت الفريضة‪ ،‬وفرغ من الدعاء أن يخرد بطخخن‬
‫راحتيه مع صدره تلقاء ركبتيه على تمهل‪ ،‬ويكخخبر ويركخخع‪ ،‬والخخخبر صخخحيح‬
‫وهو في نوافل النهار والليل‪ ،‬دون الفرائض‪ ،‬والعمل به فيهخخا أفضخخل‪ .‬وسخخأل‬
‫عن سجدة الشكر بعد الفريضخخة‪ ،‬فخخان بعخخض أصخخحابنا ذكخخر أنهخخا بدعخخة فهخخل‬
‫يجوز أن يسجدها الرجل بعد الفريضة ؟ وإن جاز ففخخي صخخلة المغخخرب هخخي‬
‫بعد الفريضة أو بعد الربع ركعات النافلة‪ .‬فأجاب عليه السلم‪ :‬سجدة الشكر‬
‫من ألزم السنن وأوجبها‪ ،‬ولم يقل إن هذه السجدة بدعة إل من أراد أن يحخخدث‬
‫في دين ال بدعة‪ ،‬وأما الخبر المروي فيهخخا بعخخد صخخلة المغخخرب والختلف‬
‫في أنها بعد الثلث أو بعد الربع‪ ،‬فان فضل الدعاء والتسبيح بعخخد الفخخرائض‬
‫على الدعاء بعقيب النوافل‪ ،‬كفضخخل الفخخرائض علخخى النوافخخل والسخخجدة دعخخاء‬
‫وتسبيح‪ ،‬والفضل أن يكون بعد الفرض‪ ،‬فان جعلت بعد النوافل أيضا جخخاز‪.‬‬
‫وسخأل أن لبعخض إخواننخا ممخن نعرفخه ضخيعة جديخدة بجنخب ضخيعة خخراب‬
‫للسلطان فيهخخا حصخخة‪ ،‬وأكرتخخه )‪ (1‬ربمخخا زرعخخوا حخخدودها‪ ،‬وتخخؤذيهم عمخخال‬
‫السلطان‪ ،‬ويتعرض في الكل من غلت ضيعته‪ ،‬وليخخس لهخخا قيمخخة لخرابهخخا‪،‬‬
‫وإنما هي بائرة منذ عشرين سنة‪ ،‬وهو يتحرج من شرائها لنه يقال‪ :‬إن هخخذه‬
‫الحصة من هذه الضيعة‪ ،‬كانت قبضت عن الوقف قديما للسلطان‪ ،‬فخخان جخخاز‬
‫شراؤها مخخن السخخلطان‪ ،‬وكخخان ذلخخك صخخوابا كخخان ذلخخك صخخلحا لخخه‪ ،‬وعمخخارة‬
‫لضخيعته‪ ،‬وإنخه يخزرع هخذه الحصخة مخن القريخة البخائرة لفضخل مخاء ضخيعته‬
‫العامرة‪ ،‬وينحسم عنه طمع أولياء السلطان‪ ،‬وإن لم يجز ذلك عمل بما تخخأمره‬
‫إن شاء ال‪ .‬فأجابه عليه السلم الضيعة ل يجخخوز ابتياعهخخا إل مخخن مالكهخخا أو‬
‫بأمره ورضا منه‪ .‬وسأل عن رجل استحل بامرأة من حجابها‪ ،‬وكخخان يتحخخرز‬
‫من أن يقع ولد‬

‫)‪ (1‬قال الجوهري‪ :‬الكرة‪ :‬جمع أكار ‪ -‬بالتشديد ‪ -‬كخأنه جمخخع آكخر فخي التقخخدير وهخخو‬
‫الحراث الحفار‪.‬‬

‫]‪[162‬‬

‫فجاءت بابن فتحرج الرجل أن ل يقبله فقبله وهو شاك فيه‪ ،‬ليخخس يخلطخخه بنفسخخه‪ ،‬فخخان‬
‫كان ممن يجب أن يخلطه بنفسه‪ ،‬ويجعله كسائر ولده فعل ذلك‪ ،‬وإن جخخاز أن‬
‫يجعل له شيئا من ماله دون حقه فعل‪ .‬فأجاب عليه السلم الستحلل بخخالمرأة‬
‫يقع على وجوه‪ ،‬والجواب يختلف فيها‪ ،‬فليذكر الوجه الذي وقع الستحلل به‬
‫مشروحا ليعرف الجواب فيما يسأل عنه مخخن أمخخر الولخخد إن شخاء الخخ‪ .‬وسخخأله‬
‫الدعاء له‪ ،‬فخرج الجواب‪ :‬جاد ال عليه بما هو أهله إيجابنخخا لحقخخه ورعايتنخخا‬
‫لبيه رحمه الخخ‪ ،‬وقربخه منخخا بمخا علمنخخاه مخخن جميخل نيتخخه‪ ،‬ووقفنخخا عليخه مخن‬
‫مخالطته المقربة له من ال التي ترضي ال عزوجل ورسوله وأولياءه عليهم‬
‫السلم بما بدأنا نسأل ال بمسألته مخخا أملخخه مخخن كخخل خيخخر عاجخخل وآجخخل‪ ،‬وأن‬
‫يصلح له من أمر دينه ودنيخخاه مخخا يحخخب صخخلحه إنخخه ولخخي قخخدير )‪:- 4 .(1‬‬
‫وكتب إليه صلوات ال عليه أيضا في سنة ثمان وثلثمائة كتابا سأله فيه عخخن‬
‫مسائل أخرى‪ ،‬كتب فيخه‪ :‬بسخم الخ الرحمخن الرحيخم أطخال الخ بقخاءك‪ ،‬وأدام‬
‫عزك وكرامتك‪ ،‬وسعادتك وسلمتك‪ ،‬وأتخخم نعمتخخه عليخخك‪ ،‬وزاد فخخي إحسخخانه‬
‫إليك‪ ،‬وجميل مواهبه لديك‪ ،‬وفضله عليك‪ ،‬وجزيل قسخخمه لخخك‪ ،‬وجعلنخخي مخخن‬
‫السوء كله فداك‪ ،‬وقدمني قبلك‪ ،‬إن قبلنا مشايخ وعجايز يصومون رجب منخخذ‬
‫ثلثيخخن سخخنة وأكخخثر‪ ،‬ويصخخلون شخخعبان بشخخهر رمضخخان‪ ،‬وروى لهخخم بعخخض‬
‫أصحابنا أن صومه معصية‪ .‬فأجاب‪ :‬قال الفقيه عليه السلم )‪ :(2‬يصوم منخخه‬
‫أياما إلى خمسة عشر يوما‪ ،‬ثم يقطعه إل أن يصومه عن الثلثة اليام الفائتخخة‬
‫للحديث أن " نعم شهر القضاء رجب "‪ .‬وسأل عن رجل يكخخون فخخي محملخخه‪،‬‬
‫والثلج كثير بقامة رجل‪ ،‬فيتخوف إن نزل‬

‫)‪ (1‬تراه في الحتجاج ص ‪ 248‬و ‪ (2) .249‬القائل هو أبو القاسم بن روح النوبختي‬
‫وكيل الناحية وسفيرها‪ ،‬ومراده بالفقيه هو القائم المهدي عليه السلم‪.‬‬

‫]‪[163‬‬

‫الغوص فيه‪ ،‬وربما يسقط الثلج وهو على تلك الحال‪ ،‬ول يستوي له أن يلبد شخخيئا منخخه‬
‫لكثرته وتهافته‪ ،‬هل يجوز له أن يصلي في المحمل الفريضة ؟ فقد فعلنا ذلخخك‬
‫أياما فهل علينا في ذلك إعخخادة أم ل ؟‪ .‬فأجخخاب عليخخه السخخلم ل بخخأس بخخه عنخخد‬
‫الضرورة والشدة‪ .‬وسأل عن الرجل يلحخخق المخخام وهخخو راكخخع‪ ،‬فيركخخع معخخه‬
‫ويحتسب تلك الركعة‪ ،‬فان بعض أصحابنا قال‪ :‬إن لم يسخخمع تكخخبيرة الركخخوع‬
‫فليس له أن يعتد بتلك الركعة‪ .‬فأجخخاب عليخخه السخخلم إذا لحخخق مخخع المخخام مخخن‬
‫تسخخبيح الركخخوع تسخخبيحة واحخخدة اعتخخد بتلخخك الركعخخة‪ ،‬وإن لخخم يسخخمع تكخخبيرة‬
‫الركوع‪ .‬وسأل عن رجل صخخلى الظهخخر ودخخخل فخخي صخخلة العصخخر‪ ،‬فلمخخا أن‬
‫صلى من صلة العصر ركعخختين اسخختيقن أنخخه صخخلى الظهخخر ركعخختين‪ ،‬كيخخف‬
‫يصنع ؟‪ .‬فأجاب عليه السلم‪ :‬إن كان أحدث بين الصلتين حادثخخة يقطخخع بهخخا‬
‫الصلة أعاد الصلتين‪ ،‬وإذا لم يكن أحدث حادثة جعل الركعخختين الخيرتيخخن‬
‫تتمة لصلة الظهخر وصخلى العصخر بعخد ذلخك‪ .‬وسخأل عخن أهخل الجنخة‪ ،‬هخل‬
‫يتوالخخدون إذا دخلوهخخا أم ل ؟ فأجخخاب عليخخه السخخلم‪ :‬إن الجنخخة ل حمخخل فيهخخا‬
‫للنسخخاء‪ ،‬ول ولدة‪ ،‬ول طمخخث‪ ،‬ول نفخخاس‪ ،‬ول شخخقاء بالطفوليخخة‪ ،‬وفيهخخا مخخا‬
‫تشتهي النفس‪ ،‬وتلذ العين )‪ (1‬كما قال سبحانه‪ ،‬فإذا اشخختهى المخخؤمن ولخخدا‬
‫خلقه ال عزوجل بغير حمل ول ولدة على الصورة التي يريد كما خلخخق آدم‬
‫عليه السلم عبرة‪ .‬وسأل عن رجل تزوج امرأة بشئ معلوم إلى وقت معلوم‪،‬‬
‫وبقي له عليها وقت فجعلها في حل مما بقي له عليها‪ ،‬وقد كانت طمثخخت قبخخل‬
‫أن يجعلها في حل من أيامها بثلثة أيام أيجوز أن يتزوجها رجخخل آخخخر بشخخئ‬
‫معلوم إلى وقت معلوم عند طهرها من هخخذه الحيضخخة أو يسخختقبل بهخخا حيضخخة‬
‫أخرى ؟‬

‫)‪ (1‬راجع الزخرف‪.71 :‬‬

‫]‪[164‬‬
‫فأجاب عليه السخخلم يسخختقبل حيضخخة غيخخر تلخخك الحيضخخة‪ ،‬لن أقخخل تلخخك العخخدة حيضخخة‬
‫وطهارة تامة‪ .‬وسأل عن البرص والمجخخذوم‪ ،‬وصخخاحب الفالخخج‪ ،‬هخخل يجخخوز‬
‫شهادتهم ؟ فقد روي لنا أنهم ل يؤمون الصخخحاء ؟ فأجخخاب عليخخه السخخلم‪ :‬إن‬
‫كان ما بهم حادث‪ ،‬جخخازت شخخهادتهم‪ ،‬وإن كخخانت ولدة لخخم تجخخز‪ .‬وسخخأل هخخل‬
‫يجوز للرجل أن يتزوج ابنة امرأته‪ .‬فأجاب عليه السلم‪ :‬إن كانت ربيت فخخي‬
‫حجره فل يجوز‪ ،‬وإن لم تكن ربيت في حجره وكانت أمها في غيخخر حبخخاله )‬
‫‪ (1‬فقد روي أنه جائز‪ .‬وسأل هل يجوز أن يتزوج بنت ابنة امرأة ثخخم يخختزوج‬
‫جدتها بعد ذلك أم ل ؟‪ .‬فأجاب عليخه السخلم‪ :‬قخخد نهخي عخخن ذلخخك‪ .‬وسخأل عخخن‬
‫رجل ادعى على رجل ألف درهم‪ ،‬أقام بها البينة العادلة‪ ،‬وادعى عليه أيضخخا‬
‫خمسمائة درهم في صك آخر )‪ (2‬وله بخخذلك كلخخه بينخخة عادلخخة‪ ،‬وادعخخى عليخخه‬
‫أيضا بثلث مائة درهم في صك آخخخر‪ ،‬ومخخائتي درهخخم فخخي صخخك آخخخر‪ ،‬ولخخه‬
‫بذلك كله بينة عادلة‪ ،‬ويزعم المدعى عليه أن هذه الصكاك كلها قد دخلت في‬
‫الصك الذي بألف درهم‪ ،‬والمدعي ينكر أن يكون كما زعم‪ ،‬فهل تجخخب عليخخه‬
‫اللخخف الخخدرهم مخخرة واحخخدة أو يجخخب عليخخه كمخخا يقيخخم البينخخة بخخه ؟ وليخخس فخخي‬
‫الصكاك استثناء إنما هي صكاك على وجههخا ؟ فأجخاب عليخه السخلم‪ :‬يؤخخذ‬
‫من المدعى عليه ألف درهم‪ ،‬وهي التي ل شبهة فيها‬

‫)‪ (1‬هذا هو الصحيح كما نقله الحر العخاملي فخي كتخخاب النكخاح ب ‪ 18‬مخخن أبخخواب مخخا‬
‫يحرم بالمصاهرة تحت الرقخخم ‪ .7‬وفخخي المصخخدر " فخخي غيخخر عيخخاله " وفخخي‬
‫الصل المطبوع " من غير عيخاله "‪ .‬ومعنخى قخوله عليخخه السخخلم " وكخانت‬
‫امها في غير حباله " أي لم تكن تحته‪ (2) .‬صخخك‪ :‬معخخرب چخخك بالفارسخخية‪،‬‬
‫وهو كتاب القرار بالمال أو غيره‪.‬‬

‫]‪[165‬‬

‫وترد اليمين في اللف الباقي على المخخدعي‪ ،‬فخخان نكخخل فل حخخق لخخه‪ .‬وسخخأل عخخن طيخخن‬
‫القبر‪ ،‬يوضع مع الميت في قبره‪ ،‬هل يجوز ذلك أم ل ؟ فأجاب عليه السخخلم‪:‬‬
‫يوضع مع الميت في قبره ويخلط بحنوطه إنشخخاء الخخ‪ .‬وسخخأل فقخخال روي لنخخا‬
‫عن الصادق عليه السلم أنه كتب على إزار إسماعيل ابنه " إسماعيل يشخخهد‬
‫أن ل إله إل ال " فهل يجوز لنا أن نكتخخب مثخخل ذلخخك بطيخخن القخخبر أم غيخخره ؟‬
‫فأجاب عليه السلم‪ :‬يجوز ذلك‪ .‬وسأل هل يجوز أن يسبح الرجل بطين القبر‬
‫وهل فيه فضل ؟ فأجاب عليخخه السخخلم يسخخبح بخخه‪ ،‬فمخخا مخخن شخخئ مخخن التسخخبيح‬
‫أفضل منه‪ ،‬ومن فضله أن الرجل ينسى التسخخبيح‪ ،‬ويخخدير السخخبحة فيكتخخب لخخه‬
‫التسبيح‪ .‬وسأل عن السجدة على لوح من طين القبر وهل فيه فضل ؟ فأجخخاب‬
‫عليه السلم يجوز ذلك وفيه الفضل‪ .‬وسخخأل عخخن الرجخخل يخخزور قبخخور الئمخخة‬
‫عليهم السلم هل يجوز أن يسجد على القخخبر أم ل ؟ وهخخل يجخخوز لمخخن صخخلى‬
‫عند بعض قبورهم عليهخم السخلم أن يقخخوم وراء القخخبر ويجعخخل القخخبر قبلخخة أم‬
‫يقوم عند رأسه أو رجليه ؟ وهل يجوز أن يتقدم القبر ويصخخلي ويجعخخل القخخبر‬
‫خلفه أم ل ؟ فأجاب عليه السلم أما السجود علخخى القخخبر فل يجخخوز فخخي نافلخخة‬
‫ول فريضة ول زيارة والذي عليه العمل‪ ،‬أن يضع خده اليمخخن علخخى القخخبر‪،‬‬
‫وأما الصلة فانها خلفه ويجعل القبر أمامه‪ ،‬ول يجخوز أن يصخلي بيخخن يخديه‪،‬‬
‫ول عن يمينخخه‪ ،‬ول عخخن يسخاره لن المخخام عليخخه السخخلم ل يتقخخدم عليخخه‪ ،‬ول‬
‫يساوي‪ .‬وسأل فقال‪ :‬هل يجخخوز للرجخخل إذا صخخلى الفريضخخة أو النافلخخة وبيخخده‬
‫السبحة أن يديرها وهو في الصلة‪ .‬فأجاب عليه السلم‪ :‬يجوز ذلك إذا خخخاف‬
‫السهو والغلط‪ .‬وسأل هل يجوز أن يخخدير السخخبحة بيخخده اليسخخار إذا سخخبح أو ل‬
‫يجوز ؟ فأجاب عليه السلم‪ :‬يجوز ذلك والحمد ل‪.‬‬

‫]‪[166‬‬

‫وسأل فقال‪ :‬روي عن الفقيه في بيع الوقوف خبر مخأثور " إذا كخان الوقخف علخى قخوم‬
‫بأعيانهم وأعقابهم فاجتمع أهل الوقف على بيعخخه وكخخان ذلخخك أصخخلح‪ ،‬لهخخم أن‬
‫يبيعوه " فهل يجوز أن يشتري من بعضهم إن لم يجتمعوا كلهم علخخى الخخبيع ؟‬
‫أم ل يجوز إل أن يجتمعوا كلهم على ذلك وعن الوقف الخخذي ل يجخخوز بيعخخه‪.‬‬
‫فأجاب عليه السلم إذا كان الوقف على إمام المسخخلمين فل يجخخوز بيعخخه‪ ،‬وإن‬
‫كان على قوم من المسلمين‪ ،‬فليبع كل قوم مخخا يقخخدرون علخخى بيعخخه مجتمعيخخن‬
‫ومتفرقين إن شاء ال )‪ .(1‬وسخأل هخل يجخوز للمحخرم أن يصخير علخى إبطخه‬
‫المرتك أو التوتيا )‪ (2‬لريح العرق أم ل يجوز ؟‪ .‬فأجخابه يجخوز ذلخك‪ .‬وسخخأل‬
‫عن الضرير إذا اشهد في حال صحته على شخخهادة ثخخم كخخف بصخخره ول يخخرى‬
‫خطه فيعرفه‪ ،‬هخخل تجخخوز شخخهادته ]وبخخال التوفيخخق[ )‪ (3‬أم ل وإن ذكخخر هخخذا‬
‫الضرير الشهادة هل يجوز أن يشهد على شهادته أم ل يجوز ؟ فأجخخاب عليخخه‬
‫السلم‪ :‬إذا حفظ الشهادة وحفخخظ الخخوقت جخخازت شخخهادته‪ .‬وسخخأل عخخن الرجخخل‬
‫يوقف ضيعة أو دابة‪ ،‬ويشهد على نفسه باسم بعض وكلء الوقف‪ ،‬ثم يمخخوت‬
‫هذا الوكيل أو يتغير أمره‪ ،‬ويتولى غيخخره‪ ،‬هخخل يجخخوز أن يشخخهد الشخخاهد لهخخذا‬
‫الذي أقيم مقامه‪ ،‬إذا كان أصل الوقف لرجل واحد أم ل يجوز ذلك ؟‪.‬‬

‫)‪ (1‬أخرجه الحر العاملي في الوسائل كتاب الوقوف والصدقات الباب السخخادس تحخخت‬
‫الرقم ‪ ،9‬وقال‪ :‬ظخخاهر الجخخواب هنخخا عخخدم تأييخخد الوقخخف‪ ،‬فيرجخخع وصخخية أو‬
‫ميراثخخا‪ (2) .‬المرتخك‪ :‬المرتخخج‪ :‬وهخخو مخا يعالخخج بخه ذفخخر البخخط‪ ،‬وقيخل‪ :‬هخو‬
‫المرداسنج )معرب مردار سنگ( يتخذ للمراهم‪ ،‬والتوتيا‪ :‬حجر يكتحخخل بخخه‬
‫وانما يعالج به البط لنه يسد سيلن العرق‪ (3) .‬المصدر خخخال عخخن ذلخخك‪،‬‬
‫والنسب أن يكون بعد قوله " جازت شهادته "‪ .‬وقد مر نظيره فخخي قخخوله "‬
‫يجوز ذلك‪ ،‬والحمد ل "‪.‬‬
‫]‪[167‬‬

‫فأجاب عليه السلم‪ :‬ل يجوز غير ذلك لن الشهادة لم تقم للوكيل وإنما قامت للمالخخك‪،‬‬
‫وقخخد قخخال ال خ تعخخالى " وأقيمخخوا الشخخهادة ل خ " )‪ .(1‬وسخخأل عخخن الركعخختين‬
‫الخراوين قد كثرت فيهما الروايات‪ ،‬فبعض يروي أن قخخراءة الحمخخد وحخخدها‬
‫أفضل وبعض يروي أن التسبيح فيهما أفضخخل‪ ،‬فالفضخخل ليهمخخا لنسخختعمله ؟‪.‬‬
‫فأجاب عليه السلم قد نسخت قراءة ام الكتاب في هخخاتين الركعخختين التسخخبيح‪،‬‬
‫والذي نسخ التسبيح قول العخالم عليخه السخلم كخخل صخخلة ل قخخراءة فيهخا فهخخي‬
‫خداج )‪ (2‬إل للعليل أو من يكثر عليه السهو‪ ،‬فيتخوف بطلن الصلة عليخخه‪.‬‬
‫وسأل فقال‪ :‬يتخذ عندنا رب الجوز )‪ (3‬لوجع الحلق والبحبحة يؤخذ الجوز‬

‫)‪ (1‬الطلق‪ (2) .2 :‬الخداج النقصان‪ ،‬يريد أن ترك القراءة في أي ركعة من الصلة‬
‫نقصان فيها وذلك لن كل صخخلة هخخي مركخخب مخخن ركعخخة أو ركعخخات فكمخخا‬
‫تقرء في الركعة الولى وهكخخذا الثانيخخة لئل تكخخون خخخداجا فهكخخذا فخخي الثالثخخة‬
‫والرابعة‪ ،‬والى هخخذا ذهخخب مخخن قخخال بوجخخوب القخخراءة فخخي الخيرتيخخن حخخال‬
‫الختيار‪ ،‬وأن التسبيح انما هو للمأموم‪ ،‬حيث ل يسخخمع قخخراءة المخخام‪ .‬وأمخخا‬
‫الحديث ولفظه " كل صلة لم يقخخرء فيهخخا فاتحخخة الكتخخاب فهخخي خخخداج " فقخخد‬
‫روى عن النبي صلى ال عليه وآله كما نقله السخخيد الرضخخى فخخي المجخخازات‬
‫النبويخخخة ص ‪ 70‬ورواه أبخخخو داود فخخخي سخخخننه ج ‪ 1‬ص ‪ ،188‬وأخرجخخخه‬
‫السيوطي في الجامع الصغير عن مسند أحمد وسنن الكخخبرى للخخبيهقي‪ .‬فمخخع‬
‫أن المصطلح عند الصحاب أنهخخم يطلقخخون " العخخالم " علخخى المخخام الكخخاظم‬
‫عليه السلم لكن يظهر من التوقيع أنه يطلق العالم ويضيف إليخخه الحخخاديث‬
‫المروية عن الرسول الكرم رعاية للتقية‪ ،‬وسيجئ مثل ذلك عند قخخوله " ل‬
‫يقبل ال الصخخدقة وذو رحخخم محتخخاج "‪ (3) .‬الخخرب‪ :‬المطبخخوخ مخخن الفخخواكه‪،‬‬
‫والبحبحة‪ :‬البحة‪ ،‬أو الصخخحيح‪ :‬البححخخة كذبحخخة ‪ -‬داء فخخي الحنجخخرة يخخورث‬
‫خشونة وغلظة فخخي الصخخوت‪ ،‬والشخخب ‪ -‬بالفتخخح والتشخخديد ‪ -‬حجخخارة بيخخض‪،‬‬
‫ومنها زرق‪ ،‬وكلها من الزاج‪ ،‬وأجوده اليماني‪ ،‬والدوف‪ :‬الخلط‪ ،‬وكثيرا ما‬
‫يستعمل في معالجة الودية‪.‬‬

‫]‪[168‬‬

‫الرطب من قبخخل أن ينعقخخد‪ ،‬ويخدق دقخخا ناعمخا‪ ،‬ويعصخخر مخخاؤه‪ ،‬ويصخخفى ويطبخخخ علخى‬
‫النصف‪ ،‬ويترك يوما وليلخخة‪ ،‬ثخخم ينصخخب علخخى النخخار‪ ،‬ويلقخخى علخخى كخخل سخختة‬
‫أرطال منه رطل عسل‪ ،‬ويغلى وينزع رغوته‪ ،‬ويسحق من النوشادر والشب‬
‫اليماني من كل واحد نصف مثقال‪ ،‬ويداف بذلك إلى الماء‪ ،‬ويلقى فيخخه درهخخم‬
‫زعفران مسحوق ويغلى ويؤخخخذ رغخخوته‪ ،‬ويطبخخخ حخختى يصخخير مثخخل العسخخل‬
‫ثخينا ثم ينخخزل عخخن النخخار‪ ،‬ويخخبرد ويشخخرب منخخه‪ ،‬فهخخل يجخخوز شخخربه أم ل ؟‪.‬‬
‫فأجاب عليه السلم إذا كان كثيره يسخخكر أو يغيخخر فقليلخخه وكخخثيره حخخرام‪ ،‬وإن‬
‫كان ل يسكر فهو حلل‪ .‬وسأل عن الرجل تعرض له حاجة مما ل يخخدري أن‬
‫يفعلها أم ل ؟ فيأخذ خاتمين فيكتب في أحدهما " نعم افعل " وفي الخخخر " ل‬
‫تفعل " فيستخير ال مخخرارا )‪ (1‬ثخخم يخخرى فيهمخخا فيخخخرج أحخخدهما فيعمخخل بمخخا‬
‫يخرج‪ ،‬فهل يجوز ذلك أم ل ؟ والعامخخل بخخه والتخخارك لخخه‪ ،‬أهخخو ]يجخخوز[ مثخخل‬
‫الستخارة أم هو سخخوى ذلخخك ؟ فأجخخاب عليخخه السخخلم الخخذي سخخنه العخخالم عليخخه‬
‫السلم في هذه الستخارة بالرقاع والصلة‪ .‬وسأل عن صلة جعفخخر بخخن أبخخي‬
‫طالب عليه السلم في أي أوقاتها أفضل أن تصلي فيه وهل فيها قنوت ؟ وإن‬
‫كان ففي أي ركعة منها ؟‪ .‬فأجاب عليه السلم‪ :‬أفضخخل أوقاتهخخا صخخدر النهخخار‬
‫من يوم الجمعة‪ ،‬ثم في أي اليام شئت‪ ،‬وأي وقت صليتها مخخن ليخخل أو نهخخار‪،‬‬
‫فهو جائز‪ ،‬والقنخخوت مرتخخان فخخي الثانيخخة قبخخل الركخخوع والرابعخخة‪ .‬وسخخأل عخخن‬
‫الرجل ينوي إخراج شئ من ماله‪ ،‬وأن يدفعه إلى رجل من إخخخوانه‪ ،‬ثخخم يجخخد‬
‫في أقربائه محتاجا أيصرف ذلخخك عمخخن نخخواه لخخه إلخخى قرابتخخه ؟ فأجخخاب عليخخه‬
‫السلم‪ :‬يصرفه إلى أدناهما وأقربهما من مذهبه‪ ،‬فان ذهب إلى قول‬

‫)‪ (1‬أي يدعو ال ويطلب منه خيرته‪ ،‬فيقول‪ " :‬استخيرك اللهم خيخخرة فخخي عافيخخة " أو‬
‫نحو ذلك‪.‬‬

‫]‪[169‬‬

‫العالم عليه السلم " ل يقبل ال الصدقة وذو رحم محتخاج " )‪ (1‬فليقسخخم بيخن القرابخخة‪،‬‬
‫وبين الذي نوى حختى يكخخون قخد أخخخذ بالفضخل كلخه‪ .‬وسخخأل فقخال‪ :‬قخخد اختلخف‬
‫أصحابنا في مهر المرأة فقال بعضهم‪ :‬إذا دخل بها سقط المهر‪ ،‬ول شئ لها‪،‬‬
‫وقال بعضهم‪ :‬هو لزم في الدنيا والخرة‪ ،‬فكيف ذلك ؟ وما الذي يجب فيه ؟‬
‫فأجاب عليه السلم‪ :‬إن كان عليه بخخالمهر كتخخاب فيخخه ديخخن‪ ،‬فهخخو لزم لخخه فخخي‬
‫الدنيا والخرة‪ ،‬وإن كان عليه كتاب فيه ذكخخر الصخخدقات سخخقط إذا دخخخل بهخخا‪،‬‬
‫وإن لم يكن عليه كتاب فإذا دخل بها سقط باقي الصداق )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬رواه فخي الختصخاص ص ‪ 219‬باسخناده عخن الحسخين بخن علخي عليهمخا السخلم‬
‫ولفظه " سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬ابدء بمن تعول‪ :‬أمخخك‬
‫وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك فأدناك‪ ،‬وقال‪ :‬ل صخخدقه وذو رحخخم محتخخاج "‬
‫أخرجخخخه المصخخخنف فخخخي البحخخخار ج ‪ 20‬ص ‪ ،39‬واخرجخخخه النخخخوري فخخخي‬
‫المسخختدرك ج ‪ 1‬ص ‪ ،536‬وأخرجخخه بمضخخمونه السخخيوطي فخخي الجخخامع‬
‫الصغير عن النسائي والطبراني في معجمخخه الكخخبير‪ ،‬علخخى مخخا فخخي السخخراج‬
‫المنير ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .22‬تراه في الوسائل باب ‪ 9‬؟ ؟ مخخن أبخخواب المهخخور‬
‫تحخخت الرقخخم ‪ ،16‬وفيخخه الحخخاديث المثبتخخة للمهخخر‪ ،‬والنافيخخة لهخخا‪ ،‬وظاهرهخخا‬
‫وظاهر هذا الحديث أن ذلك حين المنازعة وطرح الدعوى علخخى الخخزوج ل‬
‫أن الدخول يسقط المهر‪ ،‬فان ثبوته مفروغ عنه مسلم بالضرورة مخخن الخخدين‬
‫ولم يكن ليسأل عنه أحد‪ .‬ووجه الحديث أنه قد كانت العادة في تلك الزمخخان‬
‫طبقا لقوله تعالى " وآتوا النساء صدقاتهن نحلة " وقوله‪ " :‬وآتيتخخم احخخداهن‬
‫قنطارا فل تأخذوا منه شيئا " وتبعا لسنة رسوله صلى ال عليه وآله‪ ،‬حيخخث‬
‫كخخان يبعخخث بخخالمهر اليهخخن قبخخل الخخدخول‪ ،‬أن يخخدفع الزواج مهخخورهن حيخخن‬
‫الزواج قبل الدخول‪ ،‬وكان هذه السيرة ظاهر حالهم‪ .‬فلو ادعت بعد الدخول‬
‫أن المهر تمامه أو بعضه باق على ذمة الزوج‪ ،‬ولم يكن لها صخخك أو بينخخة‪،‬‬
‫أسقط الحاكم ادعاءها المهر‪ ،‬حيث ان الدخول يشعر بظاهر الحال والسخخيرة‬
‫الجارية عند المسلمين حتى الن على أن الزوج قد دفع إليها المهر‪.‬‬

‫]‪[170‬‬

‫وسأل فقال‪ :‬روي عن صاحب العسكر عليه السخلم أنخه سخئل عخخن الصخلة فخخي الخخز‬
‫الذي يغش بوبر الرانب‪ ،‬فوقع يجخخوز وروي عنخخه أيضخخا أنخخه ل يجخخوز فخخأي‬
‫المرين نعمل به ؟‪ .‬فأجاب عليه السلم‪ :‬إنما حرم في هخخذه الوبخخار والجلخخود‬
‫فأمخخا الوبخخار وحخخدها فحلل )‪ (1‬وقخخد سخخئل بعخخض العلمخخاء عخخن معنخخى قخخول‬
‫الصادق عليه السلم ل يصلى في الثعلب ول في الثوب الذي يليه‪ ،‬فقال‪ :‬إنما‬
‫عنى الجلود دون غيره‪ .‬وسأل فقخال‪ :‬نجخخد باصخفهان ثيخخاب عنابيخخة )‪ (2‬علخى‬
‫عمل الوشي من قخخز وأبريسخخم هخخل تجخخوز الصخخلة فيهخخا أم ل ؟ فأجخخاب عليخخه‬
‫السلم‪ :‬ل تجوز الصلة إل في ثوب سداه أو لحمته قطن أو كتان‪ .‬وسأل عن‬
‫المسح على الرجلين بأيهمخخا يبخخدأ بخخاليمين أو يمسخخح عليهمخخا جميعخخا ؟ فأجخخاب‬
‫عليه السلم يمسح عليهما جميعا معا )‪ (3‬فان بدأ باحخداهما قبخل الخخرى فل‬
‫يبتدئ إل باليمين‪ .‬وسأل عن صلة جعفر في السفر هخخل يجخخوز أن تصخخلى أم‬
‫ل ؟ فأجاب عليه السلم‪ :‬يجوز ذلك‪ .‬وسأل عن تسخخبيح فاطمخخة عليهخخا السخخلم‬
‫من سها فجاز التكبير أكثر من أربع وثلثين هل يرجع إلى أربخخع وثلثيخخن أو‬
‫يسخختأنف ؟ وإذا سخخبح تمخخام سخخبعة وسخختين هخخل يرجخخع إلخخى سخختة وسخختين أو‬
‫يستأنف ؟ وما الذي يجب في ذلك ؟‪ .‬فأجاب عليه السلم‪ :‬إذا سها في التكخخبير‬
‫حتى تجاوز أربع وثلثين عاد إلى ثلث وثلثين ويبني عليها‪ ،‬وإذا سخخها فخخي‬
‫التسبيح فتجاوز سبعا وستين تسبيحة‪ ،‬عاد إلى‬

‫)‪ (1‬أخرجه الحر العاملي باب ‪ 10‬من أبواب لباس المصخخلى تحخخت الرقخخم ‪ ،15‬وقخخال‪:‬‬
‫لعل التحريم في الجلود مخصوص بالرانب والرخصة في وبرها محمولخخة‬
‫على التقية‪ (2) .‬في المصخخدر ص ‪ " 252‬عتابيخخة " وفخخي الوسخخائل ب ‪،13‬‬
‫الرقخخم ‪ " 8‬ثيخخاب فيهخخا عتابيخخة "‪ (3) .‬لقخخوله تعخخالى‪ " :‬فامسخخحوا برؤسخخكم‬
‫وأرجلكم " فجمع بين الرجلين‪.‬‬
‫]‪[171‬‬

‫ست وستين‪ ،‬وبنى عليها‪ ،‬فإذا جاوز التحميد مخخائة فل شخخئ عليخخه )‪ - 5 .(1‬ج‪ :‬وعخخن‬
‫محمد بن عبخخد الخ بخخن جعفخخر الحميخخري أنخخه قخخال‪ :‬خخخرج توقيخخع مخخن الناحيخخة‬
‫المقدسة ‪ -‬حرسها ال تعالى‪ ،‬بعد المسائل‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيخخم‪ ،‬ل لمخخر‬
‫ال تعقلون‪ ،‬ول من أوليائه تقبلون " حكمة بالغة‪ ،‬فما تغني النذر عخخن قخخوم ل‬
‫يؤمنون " السلم علينا وعلى عباد ال الصالحين إذا أردتم التوجه بنا إلى ال‬
‫تعالى وإلينا‪ ،‬فقولوا كما قال ال تعالى " سلم على آل يس‪ ،‬السخخلم عليخخك يخخا‬
‫داعي ال‪ ،‬ورباني آياته‪ ،‬السلم عليك يا باب ال وديان دينه‪ ،‬السلم عليك يا‬
‫خليفة ال وناصر حقه‪ ،‬السلم عليك يا حجة ال ودليل‪ ،‬إرادته السخخلم عليخخك‬
‫يا تالي كتاب ال وترجمخخانه‪ ،‬السخخلم عليخخك فخخي آنخخاء ليلخخك وأطخخراف نهخخارك‬
‫السلم عليك يا بقية ال فخخي أرضخه‪ .‬السخلم عليخك يخا ميثخخاق الخ الخذي أخخذه‬
‫ووكخخده‪ .‬السخخلم عليخخك يخخا وعخخد ال خ الخخذي ضخخمنه‪ .‬السخخلم عليخخك أيهخخا العلخخم‬
‫المنصوب‪ ،‬والعلم المصبوب‪ ،‬والغوث والرحمة الواسعة وعد غير مكخخذوب‪،‬‬
‫السلم عليك حين تقخوم‪ ،‬السخلم عليخك حيخن تقعخد‪ ،‬السخلم عليخك حيخن تقخرأ‬
‫وتبين‪ .‬السلم عليك حين تصلي وتقنت‪ ،‬السخخلم عليخخك حيخخن تركخخع وتسخخجد‪،‬‬
‫السلم عليك حين تحمد وتسختغفر‪ ،‬السخلم عليخك حيخن تهلخل وتكخبر‪ ،‬السخلم‬
‫عليك حين تصبح وتمسي‪ ،‬السلم عليك في الليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى‪.‬‬
‫السلم عليك أيها المام المأمون‪ ،‬السلم عليك أيهخخا المقخخدم المخخأمول‪ ،‬السخخلم‬
‫عليك بجوامع السلم‪ .‬أشهد موالي أني اشهدك يا مولي أني أشخخهد أن ل إلخخه‬
‫إل ال وحده ل شريك له وأن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬ل حبيب إل هخخو وأهلخخه‪،‬‬
‫واشهدك أن أمير المؤمنين حجته‪ ،‬والحسن حجتخخه‪ ،‬والحسخخين حجتخخه‪ ،‬وعلخخي‬
‫بن الحسين حجته‪ ،‬ومحمد بن علي حجته‪ ،‬وجعفر بن محمد حجته‪ ،‬وموسخخى‬
‫بن جعفر حجته‪ ،‬وعلي بن موسى حجته‬

‫)‪ (1‬راجع المصدر ص ‪.252 - 249‬‬

‫]‪[172‬‬

‫ومحمد بن علي حجته‪ ،‬وعلي بن محمد حجته‪ ،‬والحسن بن علخخي حجتخخه‪ .‬وأشخخهد أنخخك‬
‫حجة ال‪ ،‬أنتم الول والخر‪ ،‬وأن رجعتكخخم حخخق ل ريخخب فيهخخا‪ ،‬يخخوم ل ينفخخع‬
‫نفسا إيمانها لم تكن آمنخت مخن قبخخل أو كسخخبت فخي إيمانهخخا خيخرا وأن المخخوت‬
‫حق‪ ،‬وأن ناكرا ونكيرا حخخق‪ .‬وأشخخهد أن النشخخر والبعخخث حخخق‪ ،‬وأن الصخخراط‬
‫والمرصخخاد حخخق‪ ،‬والميخخزان والحسخخاب حخخق‪ ،‬والجنخخة والنخخار حخخق‪ ،‬والوعخخد‬
‫والوعيد بهما حق‪ .‬يا مولي شخقي مخن خخالفكم‪ ،‬وسخعد مخن أطخاعكم‪ ،‬فأشخهد‬
‫على ما أشهدتك عليه وأنا ولي لك‪ ،‬برئ من عخخدوك‪ ،‬فخخالحق مخخا رضخخيتموه‪،‬‬
‫والباطل ما سخطتموه والمعروف ما أمرتم به‪ ،‬والمنكر ما نهيتم عنه‪ ،‬فنفسي‬
‫مؤمنة بال وحده ل شخخريك لخخه وبرسخخوله وبخخأمير المخخؤمنين وبكخخم يخخا مخخولي‬
‫أولكم وآخركم‪ ،‬ونصرتي معدة لكم ومودتي خالصة لكم‪ .‬آمين آميخخن‪ .‬الخخدعاء‬
‫عقيب هذا القول‪ :‬اللهم إني أسألك أن تصلي على محمد نبي رحمتك‪ ،‬وكلمخخة‬
‫نخخورك‪ ،‬وأن تمل قلخخبي نخخور اليقيخخن‪ ،‬وصخخدري نخخور اليمخخان‪ ،‬وفكخخري نخخور‬
‫الثبات‪ ،‬وعزمي نور العلم وقوتي نور العمل‪ ،‬ولساني نخخور الصخخدق‪ ،‬ودينخخي‬
‫نخخور البصخخائر مخخن عنخخدك‪ ،‬وبصخخري نخخور الضخخياء‪ ،‬وسخخمعي نخخور الحكمخخة‪،‬‬
‫ومودتي نور الموالة لمحمد وآله عليهم السلم حتى ألقاك وقد وفيخخت بعهخدك‬
‫وميثاقك‪ ،‬فتغشيني رحمتك يا ولي يا حميد‪ .‬اللهم صل على محمد بن الحسخخن‬
‫حجتك في أرضك‪ ،‬وخليفتك في بلدك والداعي إلى سبيلك‪ ،‬والقائم بقسخخطك‪،‬‬
‫والسائر بأمرك‪ ،‬ولخخي المخخؤمنين‪ ،‬وبخخوار الكخخافرين‪ ،‬ومجلخخي الظلمخخة‪ ،‬ومنيخخر‬
‫الحق‪ ،‬والنخخاطق بالحكمخخة والصخخدق‪ ،‬وكلمتخخك التامخخة فخخي أرضخخك‪ ،‬المرتقخخب‬
‫الخائف‪ ،‬والولي الناصح‪ ،‬سفينة النجاة‪ ،‬وعلم الهخخدى ونخخور أبصخخار الخخورى‪،‬‬
‫وخير من تقمص وارتدى‪ ،‬ومجلي الغمات‪ ،‬الذي يمل الرض عخخدل وقسخخطا‬
‫كما ملئت ظلما وجورا إنك على كل شئ قدير‪ .‬اللهم صخخل علخخى وليخخك وابخخن‬
‫أوليائك‪ ،‬الذين فرضت طاعتهم‪ ،‬وأوجبت‬

‫]‪[173‬‬

‫حقهم‪ ،‬وأذهبت عنهم الرجخخس وطهرتهخخم تطهيخخرا‪ .‬اللهخخم انصخخره وانتصخخر بخخه لخخدينك‪،‬‬
‫وانصر به أولياءك وأولياءه وشيعته وأنصاره واجعلنا منهم‪ .‬اللهخخم أعخخذه مخخن‬
‫شر كل باغ وطاغ‪ ،‬ومن شر جميع خلقك‪ ،‬واحفظه من بين يخخديه ومخخن خلفخخه‬
‫وعن يمينه وعن شماله‪ ،‬واحرسه وامنعه من أن يوصخخل إليخخه بسخخوء واحفخخظ‬
‫فيه رسولك وآل رسولك‪ ،‬وأظهر به العدل‪ ،‬وأيده بالنصر‪ ،‬وانصخخر ناصخخريه‬
‫واخذل خاذليه‪ ،‬واقصم به جبابرة الكفر‪ ،‬واقتل به الكفار والمنخخافقين‪ ،‬وجميخخع‬
‫الملحدين‪ ،‬حيث كانوا من مشارق الرض ومغاربها برها وبحرها‪ ،‬وامل به‬
‫الرض عخخدل‪ ،‬وأظهخخر بخخه ديخخن نبيخخك محمخخد‪ ،‬واجعلنخخي اللهخخم مخخن أنصخخاره‬
‫وأعوانه وأتباعه وشيعته‪ ،‬وأرني في آل محمد عليهم السلم ما يأملون‪ ،‬وفخخي‬
‫عخخدوهم مخخا يحخخذرون‪ ،‬إلخخه الحخخق آميخخن‪ ،‬يخخا ذا الجلل والكخخرام يخخا ارحخخم‬
‫الراحمين‪ .‬أقول‪ :‬قال مؤلف المزار الكبير‪ :‬حدثنا الشخخيخ الجخخل الفقيخخه العخخالم‬
‫أبو محمد عربي بن مسافر العبادي رضي ال عنه قراءة عليخخه بخخداره بالحلخخة‬
‫في شهر ربيع الول سنة ثلث وسبعين وخمسمائة‪ ،‬وحخخدثني الشخخيخ العفيخخف‬
‫أبو البقاء هبة ال بن نماء بن علي بن حمدون رحمخخه الخ قخخراءة عليخخه أيضخخا‬
‫بالحلة قال جميعا‪ :‬حدثنا الشيخ المين أبو عبد ال الحسين بن أحمد بن محمد‬
‫بن علي بن طحال المقدادي رحمه ال بمشهد مولنا أمير المؤمنين علخخي بخخن‬
‫أبي طالب صلوات ال عليه‪ ،‬في الطرز الكبير الخخذي عنخخد رأس المخخام عليخخه‬
‫السلم في العشر الواخر من ذي الحجة سنة تسع وثلثيخخن وخمسخخمائة قخخال‪:‬‬
‫حدثنا الشيخ الجل المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي رضي الخ عنخخه‬
‫بالمشهد المذكور على صاحبه أفضل السلم في الطرز المخخذكور فخخي العشخخر‬
‫الواخر من ذي القعدة سنة تسع وخمسمائة‪ .‬قال‪ :‬حخخدثنا السخيد السخخعيد الوالخخد‬
‫أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي ال عنه‪ ،‬عن محمد بن إسخخماعيل‬
‫عن محمد بن أشناس البزاز‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنخخا أبخخو الحسخخين محمخخد بخخن أحمخخد بخخن‬
‫يحيى القمي قال‪ :‬حدثنا محمد بن علي بن زنجويه القمي قال‪:‬‬

‫]‪[174‬‬

‫حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد ال بن جعفر الحميري‪ .‬قال أبو علي الحسن بن أشناس‪:‬‬
‫وأخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد ال الشيباني أن أبا جعفخخر محمخد بخن عبخخد‬
‫ال بن جعفر الحميري أخبره وأجخخاز لخخه جميخخع مخخا رواه أنخخه خخخرج إليخخه مخخن‬
‫الناحية المقدسة حرسها الخ بعخد المسخائل والصخلة والتخوجه أولخه‪ :‬بسخم الخ‬
‫الرحمن الرحيم ل لمر ال تعقلون وذكر نحوا مما مخر مخع اختلف أوردنخاه‬
‫في كتاب المزار في باب زيارة القائم عليه السلم‪ ،‬وإنمخا أوردنخخا سخخنده ههنخا‬
‫ليعلم أسانيد تلك التوقيعات‪ - 6 .‬أقول‪ :‬ثم قال في الكتخخاب المخخذكور‪ :‬قخخال أبخخو‬
‫علي الحسن بن أشناس‪ :‬أخبرنا أبو محمد عبد الخ بخن محمخد الخدعجلي‪ ،‬عخن‬
‫حمزة بن محمد بن الحسن بن شبيب‪ ،‬عن أحمد بن إبراهيم قال‪ :‬شخخكوت إلخخى‬
‫أبي جعفر محمد بن عثمان شوقي إلى رؤية مولنا عليه السلم فقال لي‪ :‬مخخع‬
‫الشوق تشتهي أن تراه ؟ فقلت له‪ :‬نعم‪ ،‬فقال لي‪ :‬شكر ال لك شخخوقك‪ ،‬وأراك‬
‫وجهه في يسر وعافية‪ ،‬ل تلتمس يا أبا عبد ال أن تراه فان أيام الغيبة يشخختاق‬
‫إليه‪ ،‬ول يسأل الجتماع معه‪ ،‬إنه عزائم ال‪ ،‬والتسليم لها أولخخى ولكخخن تخخوجه‬
‫إليه بالزيارة‪ ،‬فأما كيف يعمل ومخخا أمله عنخخد محمخخد بخخن علخخي فانسخخخوه مخخن‬
‫عنده وهو التوجه إلى الصاحب بالزيارة بعد صلة اثنتي عشخخرة ركعخخة تقخخرأ‬
‫قل هو ال أحخد فخي جميعهخا ركعختين ركعختين ثخم تصخلي علخى محمخد وآلخه‪،‬‬
‫وتقول قول ال جل اسمه‪ :‬سلم على آل ياسين‪ ،‬ذلك هخخو الفضخخل المخخبين مخخن‬
‫عند ال‪ ،‬وال ذو الفضل العظيم‪ ،‬إمامه من يهديه صراطه المستقيم‪ ،‬قد آتخخاكم‬
‫ال خلفته يا آل ياسين‪ .‬وذكرنا في الزيارة )‪ (1‬وصلى ال على سيدنا محمد‬
‫النبي وآله الطاهرين‪ - 7 .‬ج‪ :‬ذكر كتاب ورد من الناحية المقدسة حرسها ال‬
‫ورعاها في أيام بقيت من صفر سنة عشر وأربعمائة على الشيخ أبي عبد ال‬
‫محمد بن محمد بن النعمان قدس ال روحه ونور ضريحه‪ ،‬ذكر موصخخله أنخه‬
‫تحمله من ناحية متصلة بالحجاز نسخته‪ :‬للخ السديد‪ ،‬والولي الرشيد‪ ،‬الشيخ‬
‫المفيد أبي عبد ال محمد بن محمد بن‬

‫)‪ (1‬اشارة ما ذكره مؤلف المزار قبل ذلك من دعاء الندبة‪ ،‬فراجع‪.‬‬

‫]‪[175‬‬
‫النعمان أدام ال إعزازه مخن مسختودع العهخد المخأخوذ علخى العبخاد‪ .‬بسخم الخ الرحمخن‬
‫الرحيم أما بعد‪ ،‬سلم عليك أيها المولى المخلص في الدين المخصخخوص فينخخا‬
‫باليقين‪ ،‬فانا نحمد إليك ال الذي ل إلخخه إل هخخو‪ ،‬ونسخخأله الصخخلة علخخى سخخيدنا‬
‫ومولنا نبينا محمد وآلخخه الطخخاهرين ونعلمخخك أدام الخ توفيقخخك لنصخخرة الحخخق‬
‫وأجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق‪ ،‬أنه قد اذن لنا في تشريفك بالمكاتبة‬
‫وتكليفك ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلخخك‪ ،‬أعزهخم الخ بطخخاعته‪ ،‬وكفخاهم المهخم‬
‫برعايته لهم وحراسته‪ .‬فقف أمدك ال بعونه على أعدائه المارقين مخخن دينخخه‪،‬‬
‫على ما نذكره‪ ،‬واعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شخخاء الخخ‪،‬‬
‫نحن وإن كنا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أراناه ال‬
‫تعالى لنا من الصخلح‪ ،‬ولشخخيعتنا المخخؤمنين فخي ذلخخك‪ ،‬مخا دامخخت دولخخة الخدنيا‬
‫للفاسخخقين‪ ،‬فإنخخا يحيخخط علمنخخا بأنبخخائكم‪ ،‬ول يعخخزب عنخخا شخخئ مخخن أخبخخاركم‪،‬‬
‫ومعرفتنا بالزلخخل الخخذي أصخخابكم‪ ،‬مخخذ جنخخح كخخثير منكخخم إلخخى مخخا كخخان السخخلف‬
‫الصالح عنه شاسخخعا‪ ،‬ونبخخذوا العهخخد المخخأخوذ منهخخم وراء ظهخخورهم كخخأنهم ل‬
‫يعلمون‪ .‬إنا غير مهملين لمراعاتكم‪ ،‬ول ناسين لذكركم‪ ،‬ولول ذلك لنزل بكم‬
‫اللواء واصطلمكم العداء‪ ،‬فاتقوا ال جل جلله‪ ،‬وظاهرونا علخخى انتياشخخكم‬
‫من فتنة قد أنافت عليكم‪ ،‬يهلك فيهخخا مخخن حخخم أجلخخه‪ ،‬ويحمخخى عليخخه مخخن أدرك‬
‫أمله‪ ،‬وهي أمارة لزوف حركتنا ومباثتكم بأمرنا ونهينا‪ ،‬وال متم نوره ولخخو‬
‫كره المشركون‪ .‬اعتصموا بالتقية مخخن شخخب نخخار الجاهليخخة‪ ،‬يحششخخها عصخخب‬
‫اموية تهول بها فرقة مهدية أنا زعيم بنجاة من لم يرم منها المخخواطن الخفيخخة‪،‬‬
‫وسلك في الطعن منها السبل الرضية‪ ،‬إذا حل جمادى الولى من سنتكم هذه‪،‬‬
‫فاعتبروا بما يحدث فيخخه واسخختيقظوا مخخن رقخخدتكم لمخخا يكخخون مخخن الخخذي يليخخه‪،‬‬
‫ستظهر لكم من السماء آية جليخخة ومخخن الرض مثلهخخا بالسخخوية‪ ،‬ويحخخدث فخخي‬
‫أرض المشرق ما يحزن ويقلق‪ ،‬ويغلب مخن بعخد علخى العخراق طخوائف عخن‬
‫السلم مراق‪ ،‬يضيق بسوء فعالهم على أهله‬

‫]‪[176‬‬

‫الرزاق‪ .‬ثم تتفرج الغمة من بعده‪ ،‬ببوار طاغوت من الشرار‪ ،‬يسر بهلكه المتقخخون‬
‫الخيار‪ ،‬ويتفق لمريدي الحج من الفاق‪ ،‬ما يأملونه علخخى تخخوفير غلبخخة منهخخم‬
‫واتفاق‪ ،‬ولنا في تيسير حجهم على الختيار منهم والوفاق‪ ،‬شأن يظهخخر علخخى‬
‫نظام واتساق‪ .‬فيعمل كل امرئ منكم مخخا يقخخرب بخخه مخخن محبتنخخا وليتجنخخب مخخا‬
‫يدنيه من كراهيتنا‪ ،‬وسخطنا‪ ،‬فان امرءا يبغته فجأة حيخخن ل تنفعخخه توبخخة‪ ،‬ول‬
‫ينجيه من عقابنا ندم على حوبة‪ ،‬والخ يلهمخك الرشخد‪ ،‬ويلطخف لكخم بخالتوفيق‬
‫برحمته‪ .‬نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلم‪ :‬هذا كتابنخا إليخك أيهخا‬
‫الخ الولي‪ ،‬والمخلص في ودنخخا الصخخفي‪ ،‬والناصخخر لنخخا الخخوفي‪ ،‬حرسخخك الخ‬
‫بعينه الختي ل تنخام‪ ،‬فخاحتفظ بخه ول تظهخر علخى خطنخا الخذي سخطرناه بمخاله‬
‫ضمناه أحدا‪ ،‬وأد ما فيه إلى من تسخكن إليخه‪ ،‬وأوص جمخاعتهم بالعمخل عليخه‬
‫إنشاء ال‪ ،‬وصلى ال على محمد وآله الطاهرين‪ .‬ايضاح‪ " :‬الشاسع البعيخخد "‬
‫و " النتياش " التناول " وحم " على بنخخاء المجهخخول أي قخخدر‪ ،‬و " يحمخخى "‬
‫على بناء المعلوم أو المجهول من الحماية والدفع‪ ،‬وتقول‪ " :‬حششت النخخار "‬
‫أحشها إذا أوقدتها‪ - 8 .‬ج‪ :‬ورد عليه كتاب آخر مخن قبلخه صخخلوات الخ عليخخه‬
‫يوم الخميس الثالث والعشرين مخن ذي الحجخة سخنة اثنختي عشخرة وأربعمخائة‬
‫نسخته‪ :‬مخخن عبخخد الخ المرابخخط فخخي سخخبيله إلخخى ملهخخم الحخخق ودليلخخه‪ .‬بسخخم الخ‬
‫الرحمن الرحيم سلم عليك أيها الناصر للحق الداعي إلى كلمة الصدق‪ ،‬فانخخا‬
‫نحمد ال إليك الذي ل إله إل هخخو‪ ،‬إلهنخخا وإلخخه آبائنخخا الوليخخن ونسخخأله الصخخلة‬
‫علخخى نبينخخا وسخخيدنا ومولنخخا محمخخد خخخاتم النخخبيين وعلخخى أهخخل بيتخخه الطيخخبين‬
‫الطاهرين‪ .‬وبعد‪ :‬فقد كنا نظرنا مناجاتك عصمك ال بالسبب الذي وهبخخه لخخك‬
‫من أوليائه وحرسك من كيد أعدائه‪ ،‬وشفعنا ذلك الن من مستقر لنا‪ ،‬ينصخخب‬
‫في شمراخ‬

‫]‪[177‬‬

‫من بهماء صرنا إليه آنفا من غماليل ألجأ إليه السباريت من اليمان‪ ،‬ويوشك أن يكون‬
‫هبوطنا منه إلى صحصح من غير بعد من الخخدهر‪ ،‬ول تطخخاول مخخن الزمخخان‪،‬‬
‫ويأتيك نبأ منا بما يتجدد لنا من حال‪ ،‬فتعرف بذلك ما تعتمده من الزلفخخة إلينخخا‬
‫بالعمال وال موفقك لذلك برحمته‪ .‬فلتكن حرسك ال بعينخخه الخختي ل تنخخام أن‬
‫تقابل بذلك‪ ،‬ففيه تبسل نفوس قوم حرثت باطل لسترهاب المبطليخخن وتبتهخخج‬
‫لدمارها المؤمنون‪ ،‬ويحزن لذلك المجرمون‪ .‬وآية حركتنا من هذه اللوثة )‪(1‬‬
‫حادثة بالحرم المعظم‪ ،‬من رجس منافق مخخذمم‪ ،‬مسخختحل للخخدم المحخخرم‪ ،‬يعمخخد‬
‫بكيده أهل اليمان‪ ،‬ول يبلغ بذلك غرضه من الظلم لهم والعخخدوان‪ ،‬لننخخا مخخن‬
‫وراء حفظهم بالدعاء الخخذي ل يحجخخب عخخن ملخخك الرض والسخخماء‪ ،‬فليطمئن‬
‫بذلك من أولياءنا القلوب وليثقخخوا بالكفايخخة منخخه‪ ،‬وإن راعتهخخم بهخخم الخطخخوب‪،‬‬
‫والعاقبة لجميل صنع ال سبحانه تكون حميدة لهم‪ ،‬ما اجتنبوا المنهي عنه من‬
‫الذنوب‪ .‬ونحن نعهد إليك أيها الولي المخلص المجاهخخد فينخخا الظخخالمين‪ ،‬أيخخدك‬
‫ال بنصره الذي أيد به السلف من أوليائنا الصالحين‪ ،‬أنه مخخن اتقخخى ربخخه مخخن‬
‫إخوانك في الدين وخرج عليه بما هو مستحقه )‪ (2‬كان آمنا من الفتنة المظلة‬
‫)‪ ،(3‬ومحنها المظلمة المضلة‪ ،‬ومن بخخخل منهخخم بمخخا أعخخاره الخ مخخن نعمتخخه‪،‬‬
‫علخخى مخخن أمخخره بصخخلته‪ ،‬فخخانه يكخخون خاسخخرا بخخذلك لوله وآخرتخخه‪ ،‬ولخخو أن‬
‫أشياعنا وفقهم ال لطاعته‪ ،‬على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهخد عليهخم‪،‬‬
‫لما تأخر عنهم اليمن بلقائنخخا‪ ،‬ولتعجلخخت لهخخم‪ ،‬السخخعادة بمشخخاهدتنا‪ ،‬علخخى حخخق‬
‫المعرفة وصدقها منهم بنا‪ ،‬فما يحبسنا عنهم إل ما يتصل بنا مما نكرهه‪ ،‬ول‬
‫نؤثره منهم‪ ،‬وال المستعان‪ ،‬وهو حسبنا ونعم الوكيل‬
‫اللوثخخة‪ :‬الشخخر والخخدنس‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ‪ :‬اللوبخخة‪ :‬وهخخي الحخخرة مخخن الرض ذات‬
‫الحجارة السود كاللبة‪ ،‬وفي بعضها اللزبة‪ ،‬وهي الشخخدة والقحخخط‪ (2) .‬فخخي‬
‫نسخة الحتجاج‪ " :‬وخرج مما عليه إلى مستحقيه "‪ (3) .‬ويحتمل أن تكون‬
‫بالمهملة " المطلة " وكلهما بمعنى المشرفة‪(*) .‬‬

‫]‪[178‬‬

‫وصلواته على سيدنا البشير النذير‪ ،‬محمد وآله الطاهرين وسلم‪ .‬وكتب في غرة شوال‬
‫من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة‪ .‬نسخة التوقيع باليد العليا صخخلوات ال خ علخخى‬
‫صاحبها‪ ،‬هذا كتابنا إليك أيها الولي الملهخخم للحخخق العلخخي باملئنخخا وخخخط ثقتنخخا‬
‫فأخفه عن كل أحد‪ ،‬واطوه واجعل له نسخة يطلع عليها من تسكن إلى أمخخانته‬
‫من أوليائنا‪ ،‬شملهم ال ببركتنا ]ودعائنا[ إن شخخاء الخخ‪ ،‬والحمخخد لخ والصخخلة‬
‫على سيدنا محمد وآله الطاهرين‪ .‬توضيح‪ " :‬الشخخمراخ " رأس الجبخخل‪ ،‬وفخخي‬
‫العبارة تصحيف ولعله كان هكذا " وشفعنا لك الن " أي لنجح حاجتخك الختي‬
‫طلبت " في مستقر لنخخا " أي مخيخخم تنصخخب لنخخا فخخي رأس جبخخل " مخخن مفخخازة‬
‫بهمخخاء " أي مجهولخخة " والغماليخخل " جمخخع الغملخخول بالضخخم وهخخو الخخوادي أو‬
‫الشجر أو كل مجتمع أظلم وتراكم من شجر أو غمام أو ظلمخخة " والسخخباريت‬
‫" جمع السبروت بالضم‪ ،‬وهو القفر لنبات فيه‪ ،‬والفقير ولعل الخيخخر أنسخخب‬
‫و " أبسلت فلنا " أسخخلمته للهلكخخة و " اللوثخخة " بالضخخم السخخترخاء والبطخخوء‬
‫وكانت النسخ سقيمة أوردناه كما وجدنا‪ .‬التوقيع الذي خرج فيمن ارتخخاب فيخخه‬
‫صلوات ال عليه ‪ - 9‬ج‪ :‬عن الشيخ الموثخخق أبخخي عمخخر العخخامري رحمخخة الخ‬
‫عليه قال‪ :‬تشاجر ابن أبخي غخانم القزوينخي وجماعخة مخن الشخيعة فخي الخلخف‬
‫فذكر ابن أبي غانم أن أبا محمد عليه السلم مضى ول خلف له ثم إنهم كتبوا‬
‫في ذلك كتابا وأنفذوه إلى الناحية‪ ،‬وأعلموا بمخا تشخاجروا فيخه‪ ،‬فخخورد جخواب‬
‫كتابهم بخطه صلى ال عليه وعلى آبائه‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬عافانا الخخ‬
‫وإياكم من الفتخن‪ ،‬ووهخب لنخا ولكخخم روح اليقيخن‪ ،‬وأجارنخا وإيخخاكم مخخن سخوء‬
‫المنقلب‪ ،‬إنه انهي إلي ارتياب جماعة منكم في الدين‪ ،‬ومخخا دخلهخخم مخخن الشخخك‬
‫والحيرة في ولة أمرهم‪ ،‬فغمنا ذلك لكم ل لنا وسخخأونا )‪ (1‬فيكخخم ل فينخخا‪ ،‬لن‬
‫ال معنا فل فاقة بنا إلى غيره‪ ،‬والحق معنا فلن يوحشنا من قعخخد عنخخا‪ ،‬ونحخخن‬
‫صنائع ربنا‪ ،‬والخلق بعد صنائعنا‪.‬‬

‫)‪ (1‬مصدر بمعنى السوء على القلب المكانى ‪ -‬يقال سأوت فلنا‪ :‬أي سؤته‪.‬‬

‫]‪[179‬‬
‫يا هؤلء ما لكخم فخي الريخب تخترددون وفخي الحيخرة تنعكسخون )‪ (1‬أو مخا سخمعتم الخ‬
‫عزوجل يقول‪ " :‬يا أيهخخا الخخذين آمنخخوا أطيعخخوا الخ وأطيعخخوا الرسخخول وأولخخي‬
‫المر منكم " )‪ (2‬أو ما علمتم ما جخخاءت بخخه الثخخار ممخخا يكخخون ويحخخدث فخخي‬
‫أئمتكم على الماضين والباقين منهم عليهم السلم ؟ أو ما رأيتم كيف جعل ال‬
‫لكخخم معاقخخل تخخأوون إليهخخا‪ ،‬وأعلمخخا تهتخخدون بهخخا مخخن لخخدن آدم إلخخى أن ظهخخر‬
‫الماضي عليه السلم كلما غاب علم بدا علخخم‪ ،‬وإذا أفخخل نجخخم طلخخع نجخخم‪ ،‬فلمخخا‬
‫قبضه ال إليه ظننتم أن ال أبطل دينخه‪ ،‬وقطخخع السخبب بينخه وبيخن خلقخه‪ ،‬كل‬
‫ماكان ذلك ول يكون‪ ،‬حتى تقوم الساعة‪ ،‬ويظهر أمر ال وهم كارهون‪ .‬وإن‬
‫الماضي عليه السلم مضى سعيدا فقيدا على منهاج آبائه عليهم السخخلم حخخذو‬
‫النعل بالنعخل وفينخا وصخيته وعلمخه‪ ،‬ومخن هخو خلفخه‪ ،‬ومخن يسخد مسخده‪ ،‬ول‬
‫ينازعنا موضعه إل ظالم آثم‪ ،‬ول يدعيه دوننا إل جاحد كافر‪ ،‬ولخخول أن أمخخر‬
‫ال ل يغلب‪ ،‬وسره ل يظهر ول يعلن‪ ،‬لظهر لكم من حقنا مخا تبهخخر )‪ (3‬منخخه‬
‫عقولكم‪ ،‬ويزيل شكوككم‪ ،‬لكنه ما شاء ال كان‪ ،‬ولكل أجل كتاب‪ .‬فاتقوا الخخ‪،‬‬
‫وسلموا لنا‪ ،‬وردوا المر إلينا‪ ،‬فعلينخخا الصخخدار‪ ،‬كمخخا كخخان منخخا اليخخراد‪ ،‬ول‬
‫تحاولوا كشف ما غطي عنكم‪ ،‬ول تميلوا عن اليميخخن‪ ،‬وتعخخدلوا إلخخى اليسخخار‪،‬‬
‫واجعلوا قصدكم إلينا بالمودة علخخى السخخنة الواضخخحة‪ ،‬فقخخد نصخخحت لكخخم والخ‬
‫شاهد علي وعليكم‪ ،‬ولول ما عندنا من محبة صلحكم ورحمتكخخم‪ ،‬والشخخفاق‬
‫عليكم‪ ،‬لكنا عن مخاطبتكم في شغل مما قد امتحنا مخخن منازعخخة الظخخالم العتخخل‬
‫الضال المتابع في غيه‪ ،‬المضاد لربه‪ ،‬المدعي ما ليس لخخه‪ ،‬الجاحخخد حخخق مخخن‬
‫افترض ال طاعته‪ ،‬الظالم الغاصب‪.‬‬

‫)‪ (1‬كذا في الصل المطبوع وهكذا المصدر والظاهر " تنتكسون " يقال‪ :‬انتكس‪ :‬أي‬
‫وقع علخخى رأسخخه و ‪ -‬انقلخخب علخى رأسخه حخختى جعخل أسخخفله أعله‪ ،‬ومقخخدمه‬
‫مؤخره‪ (2) .‬النساء‪ (3) .59 :‬في غيبة الشيخ‪ " :‬تبين منه عقولكم "‪.‬‬

‫]‪[180‬‬

‫وفي ابنة رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه لخخي اسخخوة حسخخنة‪ ،‬وسخخيردي الجاهخخل رداءة‬
‫عمله )‪ (1‬وسيعلم الكافر لمن عقبى الخخدار‪ ،‬عصخخمنا الخ وإيخخاكم مخخن المهالخخك‬
‫والسواء‪ ،‬والفات والعاهات كلها برحمته فانه ولي ذلخخك‪ ،‬والقخخادر علخخى مخخا‬
‫يشاء‪ ،‬وكان لنا ولكم وليا وحافظا والسخخلم علخخى جميخخع الوصخخياء والوليخخاء‬
‫والمؤمنين‪ ،‬ورحمة ال وبركاته وصلى ال على محمخخد النخخبي وسخخلم تسخخليما‪.‬‬
‫غط‪ :‬جماعة‪ ،‬عن التلعكبري‪ ،‬عن أحمد بن علي الخخرازي‪ ،‬عخخن الحسخخين ابخخن‬
‫محمد القمي‪ ،‬عن محمد بن علي بن زبيان الطلحي البي‪ ،‬عن علي بن محمد‬
‫بخخن عبخخدة النيسخابوري‪ ،‬عخخن علخي بخن إبراهيخم الخرازي قخال‪ :‬حخدثني الشخخيخ‬
‫الموثوق به بمدينة السلم قال‪ :‬تشاجر ابخخن أبخخي غخخانم إلخخى آخخخر الخخخبر )‪.(2‬‬
‫بيان‪ " :‬الصنيعة " من تصطنعه وتختار لنفسخخك‪ ،‬و " الظخخالم العتخخل " جعفخخر‬
‫الكذاب‪ ،‬ويحتمل خليفة ذلك الزمان‪ - 10 .‬ج‪ :‬محمد بن يعقوب الكليني‪ ،‬عخخن‬
‫إسحاق بن يعقوب قال‪ :‬سألت محمد بن عثمان العمري رحمه ال أن يوصخخل‬
‫لي كتابا قد سألت فيه عن مسخخائل أشخخكلت علخخي‪ ،‬فخخورد التوقيخخع بخخخط مولنخخا‬
‫صاحب الزمان عليه السلم‪ :‬أما ما سألت عنخخه أرشخخدك الخ وثبتخخك مخخن أمخخر‬
‫المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا‪ ،‬فاعلم أنه ليس بين ال عزوجخخل وبيخخن‬
‫أحد قرابة‪ ،‬من أنكرني فليس مني وسبيله سبيل ابخن نخوح‪ ،‬وأمخا سخبيل عمخي‬
‫جعفر وولده‪ ،‬فسبيل إخوة يوسف عليه السلم وأمخخا الفقخخاع فشخخربه حخخرام ول‬
‫بأس بالشلماب )‪ (3‬وأما أموالكم فمخخا نقبلهخخا إل لتطهخخروا فمخخن شخخاء فليصخخل‪،‬‬
‫ومن شاء فليقطع فما آتانا ال خير مما آتاكم‪.‬‬

‫يقال‪ :‬أرداه‪ :‬أهلكه‪ ،‬كقوله‪ " :‬تنخخادوا فقخخالوا أردت الخيخخل نائيخخا "‪ (2) .‬تخخراه فخخي غيبخخة‬
‫الشخخيخ ص ‪ 184‬و ‪ ،185‬والحتجخخاج ص ‪ (3) .253‬كخخذا فخخي الصخخل‬
‫المطبخخوع وهكخخذا المصخخدر ونسخخخة الشخخيخ فخخي الغيبخخة ص ‪ ،188‬قخخال فخخي‬
‫البرهان ما معناه‪ " :‬شلمابج هو ماء الشخخلجم يطبخخخ ويعصخخر " وفخخي نسخخخة‬
‫كمال الدين ج ‪ 2‬ص ‪ " 160‬سلمك " وهو نبت‪.‬‬

‫]‪[181‬‬

‫وأما ظهور الفرج فانه إلى ال وكذب الوقاتون‪ .‬وأما قول مخخن زعخخم أن الحسخخين عليخخه‬
‫السلم لم يقتل‪ ،‬فكفر وتكذيب وضلل‪ .‬وأما الحوادث الواقعخخة فخخارجعوا فيهخخا‬
‫إلى رواة حديثنا فانهم حجخختي عليكخخم وأنخخا حجخخة الخ عليكخخم‪ .‬وأمخخا محمخخد بخخن‬
‫عثمان العمري رضي ال عنه وعن أبيه مخخن قبخخل فخخانه ثقخختي وكتخخابه كتخخابي‪.‬‬
‫وأما محمد بن علي بن مهزيخخار الهخخوازي فسيصخخلح الخ قلبخخه‪ ،‬ويزيخخل عنخخه‬
‫شكه‪ .‬وأما ما وصلتنا به فل قبول عندنا إل لما طخخاب وطهخخر‪ ،‬وثمخخن المغنيخخة‬
‫حرام‪ .‬وأما محمد بن شاذان بن نعيم فانه رجل من شخخيعتنا أهخخل الخخبيت‪ .‬وأمخخا‬
‫أبو الخطاب محمد بن أبي زينب الجدع فانه ملعون وأصحابه ملعونخخون فل‬
‫تجالس أهل مقالتهم فاني منهم برئ وآبخخائي عليهخخم السخخلم منهخخم بخخراء‪ .‬وأمخخا‬
‫المتلبسون بأموالنا فمخخن اسخختحل شخخيئا منهخخا فخخأكله فانمخخا يأكخخل النيخخران‪ .‬وأمخخا‬
‫الخمس فقد ابيح لشيعتنا وجعلوا منه في حل إلى وقخخت ظهخخور أمرنخخا لتطيخخب‬
‫ولدتهم ول تخبث‪ .‬وأما ندامة قوم شكوا في دين ال على ما وصلونا به‪ ،‬فقد‬
‫أقلنا من استقال ول حاجة لنا إلى صلة الشاكين‪ .‬وأما علة ما وقخع مخن الغيبخة‬
‫فان ال عزوجل يقول‪ " :‬يا أيها الذين آمنخخوا ل تسخخألوا عخخن أشخخياء إن تبخخدلكم‬
‫تسؤكم " )‪ (1‬إنه لم يكن أحد من آبائي إل وقد وقعت في عنقخخه بيعخخة لطاغيخخة‬
‫زمانه وإني أخرج حين أخرج ول بيعة لحد من الطواغيت في عنقخخي‪ .‬وأمخخا‬
‫وجخخه النتفخخاع بخخي فخخي غيبخختي فكالنتفخخاع بالشخخمس إذا غيبهخخا عخخن البصخخار‬
‫السخخحاب‪ ،‬وإنخخي لمخخان لهخخل الرض كمخخا أن النجخخوم أمخخان لهخخل السخخماء‪،‬‬
‫فاغلقوا ابواب السؤال عما ل يعنيكخخم ول تتكلفخخوا علخخم مخخا قخخد كفيتخخم وأكخخثروا‬
‫الدعاء بتعجيل‬

‫)‪ (1‬المائدة‪.101 :‬‬

‫]‪[182‬‬

‫الفرج‪ ،‬فان ذلك فرجكم‪ ،‬والسلم عليك يا إسحاق بن يعقخوب وعلخى مخن اتبخع الهخدى‪.‬‬
‫غط‪ :‬جماعة‪ ،‬عن ابن قولويه وأبي غخخالب الخخزراري وغيرهمخخا عخخن الكلينخخي‬
‫عن إسحاق بن يعقوب مثلخخه‪ .‬ك‪ :‬ابخخن عصخخام عخخن الكلينخخي‪ ،‬عخن إسخخحاق بخن‬
‫يعقوب مثله‪ - 11 .‬ج‪ :‬عن أبي الحسين محمد بخخن جعفخخر السخخدي قخخال‪ :‬كخخان‬
‫فيما ورد علي من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري قدس ال روحه‬
‫في جواب مسائلي إلى صاحب الزمان عليه السلم‪ :‬أمخخا مخخا سخخألت عنخخه مخخن‬
‫الصلة عند طلوع الشمس وعند غروبها‪ ،‬فلئن كان كمخخا يقولخخون إن الشخخمس‬
‫تطلع من بيخن قرنخي شخيطان‪ ،‬وتغخرب بيخن قرنخي شخيطان‪ ،‬فمخا أرغخم أنخف‬
‫الشيطان بشئ مثل الصلة‪ ،‬فصلها وارغم أنف الشيطان‪ .‬وأما ما سألت عنخخه‬
‫من أمر الوقف على ناحيتنا وما يجعل لنا ثم يحتاج إليه صخاحبه‪ ،‬فكخل مخا لخم‬
‫يسلم فصاحبه فيه بالخيخار‪ ،‬وكلمخا سخخلم فل خيخار لصخخاحبه فيخه احتخاج أو لخم‬
‫يحتج‪ ،‬افتقر إليه أو استغنى عنه‪ .‬وأما ما سألت عنه من أمر مخخن يسخختحل مخخا‬
‫في يده من أموالنا أو يتصرف فيه تصرفه في ماله من غير أمرنا‪ ،‬فمن فعخخل‬
‫ذلك فهو ملعون ونحن خصماؤه يوم القيامة وقخخد قخخال النخخبي صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله‪ :‬المستحل من عترتي ما حرم ال ملعخخون علخخى لسخخاني ولسخخان كخخل نخخبي‬
‫مجاب‪ ،‬فمن ظلمنا كان في جملة الظالمين لنا وكخخانت لعنخخة ال خ عليخخه‪ ،‬لقخخوله‬
‫عزوجل " أل لعنة ال على الظخخالمين " )‪ .(1‬وأمخخا مخخا سخخألت عنخخه مخخن أمخخر‬
‫المولود الذي نبتت قلفته )‪ (2‬بعد ما يختن‪ ،‬هل يختن مرة أخرى ؟ فانه يجخخب‬
‫أن تقطع قلفته ]مرة أخرى[ فخخان الرض تضخخج إلخخى الخ عزوجخخل مخخن بخخول‬
‫الغلف أربعين صباحا‪.‬‬

‫)‪ (1‬هود‪ (2) .18 :‬القلفة وهكخخذا الغلفخخة والغرلخخة‪ :‬الجليخخدة الخختي يقطعهخخا الخخخاتن مخخن‬
‫عضو التناسل‪.‬‬

‫]‪[183‬‬

‫وأما ما سألت عنه من أمر المصلي‪ ،‬والنار والصورة والسراج بيخخن يخخديه هخخل تجخخوز‬
‫صلته ؟ فان الناس اختلفوا في ذلك قبلك ؟ فانه جائز لمن لخخم يكخخن مخخن أولد‬
‫عبدة الوثان والنيران‪ ،‬يصلي والصورة والسراج بين يديه‪ ،‬ول يجخخوز ذلخخك‬
‫لمن كخخان مخخن أولد عبخخدة الوثخخان والنيخخران‪ .‬وأمخخا مخخا سخخألت عنخخه مخخن أمخخر‬
‫الضياع التي لناحيتنا هل يجوز القيام بعمارتها وأداء الخراج منها‪ ،‬وصخخرف‬
‫ما يفضل من دخلها إلى الناحية‪ ،‬احتسابا للجر‪ ،‬وتقربا إليكم‪ ،‬فل يحل لحخخد‬
‫أن يتصرف في مال غيره بغير إذنه‪ ،‬فكيف يحل ذلك في مالنا‪ ،‬من فعل شيئا‬
‫من ذلك بغير أمرنا فقد استحل منا ما حرم عليه‪ ،‬ومن أكل مخخن أموالنخخا شخخيئا‬
‫فانما يأكل في بطنه نارا وسيصلى سعيرا‪ .‬وأما ما سألت عنه من أمر الرجل‬
‫الذي يجعل لناحيتنا ضيعة‪ ،‬ويسلمها من قيم يقوم بها ويعمرهخخا‪ ،‬ويخخؤدي مخخن‬
‫دخلها خراجها ومؤنتها‪ ،‬ويجعل ما يبقى من الدخل لناحيتنا‪ ،‬فخخان ذلخخك جخخائز‬
‫لمن جعله صاحب الضيعة قيما عليها إنما ل يجوز ذلك لغيره‪ .‬وأما ما سألت‬
‫عنه من الثمار من أموالنا يمخخر بخخه المخخار‪ ،‬فيتنخخاول منخخه ويأكخخل هخخل يحخخل لخخه‬
‫ذلك ؟ فانه يحل له أكله‪ ،‬ويحرم عليخخه حملخخه‪ .‬ك‪ :‬محمخخد بخخن أحمخخد الشخخيباني‪،‬‬
‫وعلي بن أحمد بن محمد الدقاق‪ ،‬والحسين بن إبراهيخخم بخخن أحمخخد بخخن هشخخام‪،‬‬
‫وعلي بن عبد ال الوراق جميعا‪ ،‬عن محمد بن جعفر السدي مثله )‪12 .(1‬‬
‫‪ -‬ك‪ :‬أبو جعفر محمد بن محمد الخزاعي رضي ال عنه قال‪ :‬حدثنا أبو علي‬
‫ابن أبي الحسين السدي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬ورد علي توقيع من الشيخ أبي جعفر‬
‫محمد ابن عثمان العمري قدس ال روحه ابتداءا لخخم يتقخخدمه سخخؤال‪ :‬بسخخم الخ‬
‫الرحمن الرحيم لعنخة الخ والملئكخة والنخاس أجمعيخن علخى مخن اسختحل مخن‬
‫أموالنا درهما‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع كمال الدين ج ‪ 2‬ص ‪ ،198‬الحتجاج ص ‪.268‬‬

‫]‪[184‬‬

‫قال أبو الحسين السدي رضي ال عنه‪ :‬فوقع في نفسي أن ذلك فيمن استحل من مخخال‬
‫الناحية درهما دون من أكل منه غير مستحل له‪ .‬وقلت في نفسي‪ :‬إن ذلك في‬
‫جميع من استحل محرما فأي فضل في ذلك للحجة عليه السخخلم علخخى غيخخره‪،‬‬
‫قال‪ :‬فوالذي بعث محمدا بالحق بشيرا لقد نظرت بعد ذلك في التوقيع فوجدته‬
‫قد انقلب إلى ما كان في نفسي‪ .‬بسم ال الرحمخخن الرحيخخم لعنخة الخ والملئكخخة‬
‫والناس أجمعين على من أكل من مالنا درهما حراما‪ .‬قال أبو جعفر محمد بن‬
‫محمد الخزاعي ‪ -‬رحمه ال ‪ :-‬أخرج إلينا أبو علي بن أبي الحسخخين السخخدي‬
‫هذا التوقيع حتى نظرنا فيه وقرأناه‪ .‬ج‪ :‬عن أبي الحسخخين السخخدي مثلخخه )‪.(1‬‬
‫‪ - 13‬ك‪ :‬المظفر العلوي‪ ،‬عن ابن العياشي وحيدر بن محمد‪ ،‬عخخن العياشخخي‪،‬‬
‫عن آدم بن محمد البلخي‪ ،‬عن علي بن الحسين الخخدقاق‪ ،‬وإبراهيخخم بخخن محمخخد‬
‫معا‪ ،‬عن علي بن عاصم الكوفي قخخال‪ :‬خخخرج فخخي توقيعخخات صخخاحب الزمخخان‬
‫عليه السلم‪ :‬ملعون ملعون من سماني في محفخخل مخخن النخخاس )‪ - 14 .(2‬ك‪:‬‬
‫محمد بن إبراهيم بن إسخخحاق قخخال‪ :‬سخخمعت أبخخا علخخي محمخخد بخخن همخخام يقخخول‪:‬‬
‫سمعت محمد بن عثمان العمري قدس ال روحخه يقخخول‪ :‬خخخرج توقيخع بخطخخه‬
‫أعرفه‪ :‬من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة ال‪ ،‬وكتبخخت أسخخأله‬
‫عن ظهور الفرج فخخخرج فخخي التوقيخخع‪ :‬كخخذب الوقخخاتون‪ - 15 .‬ك‪ :‬أبخخي وابخخن‬
‫الوليد معا‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن صخخالح الهمخخداني قخال‪ :‬كتبخخت إلخخى‬
‫صاحب الزمخخان عليخخه السخخلم إن أهخل بيخختي يخخؤذونني ويقرعخخونني بالحخديث‬
‫المروي عن آبائك عليهم السلم أنهم قالوا‪ " :‬قوامنا وخدامنا شرار خلخخق ال خ‬
‫" فكتب عليه السلم‬

‫)‪ (1‬راجع كمال الخدين ج ‪ 2‬ص ‪ ،201‬الحتجخاج ص ‪ (2) .286‬المصخدر ج ‪ 2‬ص‬


‫‪ 159‬باب التوقيعات الواردة عن القخخائم عليخخه السخخلم‪ .‬تحخخت الرقخخم ‪ ،1‬ومخخا‬
‫يأتي بعده تحت الرقم ‪.3‬‬

‫]‪[185‬‬

‫ويحكم أما قرأتم قول ال عزوجل " وجعلنا بينهم وبين القرى الخختي باركنخخا فيهخخا قخخرى‬
‫ظاهرة " )‪ (1‬ونحن وال القرى التي بارك الخ فيهخخا وأنتخخم القخخرى الظخخاهرة‪.‬‬
‫قال عبد ال بن جعفر‪ :‬وحدثني بهخخذا الحخخديث علخخي بخخن محمخخد الكلينخخي‪ ،‬عخخن‬
‫محمد ابن صالح‪ ،‬عن صاحب الزمان عليه السلم‪ - 16 .‬ك‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن‬
‫سعد‪ ،‬عن علن‪ ،‬عن محمد بن جبرئيل‪ ،‬عخخن إبراهيخخم ومحمخخد ابنخخي الفخخرج‪،‬‬
‫عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار أنه ورد العراق شخخاكا مرتخخادا فخخخرج إليخخه‪:‬‬
‫قل للمهزيار قد فهمنا ما حكيته عن موالينا بناحيتكم‪ ،‬فقل لهم أمخخا سخخمعتم الخ‬
‫عزوجل يقول‪ " :‬يا أيها الخذين آمنخوا أطيعخوا الخ وأطيعخوا الرسخول و اولخي‬
‫المر منكم " )‪ (2‬هل أمر إل بما هو كائن إلى يوم القيامة أولخخم تخخروا أن الخ‬
‫عزوجل جعل لهم معاقل يأوون إليها وأعلما يهتدون بها من لدن آدم إلى أن‬
‫ظهر الماضي صلوات ال عليه كلما غاب علم بدا علخخم‪ ،‬وإذا أفخخل نجخخم طلخخع‬
‫نجم‪ ،‬فلما قبضه ال عزوجل إليه‪ ،‬ظننتخخم أن الخ قخخد قطخخع السخخبب بينخخه وبيخخن‬
‫خلقه‪ ،‬كل ما كان ذلك‪ ،‬ول يكون حتى تقوم السخخاعة‪ ،‬ويظهخخر أمخخر الخ وهخخم‬
‫كارهون‪ .‬يا محمد بن إبراهيم ل يدخلك الشك فيما قدمت له فان ال خ ل يخلخخي‬
‫الرض من حجة‪ ،‬أليس قال لك أبوك قبل وفاته أحضر الساعة من يعير هذه‬
‫الدنانير التي عندي فلما أبطأ ذلك عليه‪ ،‬وخاف الشيخ علخخى نفسخخه الوحخخا )‪(3‬‬
‫قال لك‪ :‬عيرها على نفسك وأخرج إليك كيسا كبيرا وعنخدك بالحضخرة ثلثخة‬
‫أكياس وصرة فيها دنانير مختلفة النقد‪ ،‬فعيرتها وختخم الشخيخ عليهخا بخخاتمه‪،‬‬
‫وقال لك اختم مع خاتمي فان أعخخش فأنخخا أحخخق بهخخا‪ ،‬وإن أمخخت فخخاتق الخ فخخي‬
‫نفسك أول ثم في فخلصني‪ ،‬وكن عند ظني بخخك‪ .‬أخخخرج رحمخخك ال خ الخخدنانير‬
‫التي استفضلتها من بين النقدين من حسابنا وهي‬
‫)‪ (1‬السبأ‪ .18 :‬والحديث في المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .159‬النسخخاء‪ (3) .59 :‬الوحخا‪:‬‬
‫السرعة والبدار‪ ،‬يعني أنه خاف على نفسه الموت سريعا‪.‬‬

‫]‪[186‬‬

‫بضعة عشر دينارا واسترد من قبلك فان الزمان أصخخعب مخخا كخخان‪ ،‬وحسخخبنا الخ ونعخخم‬
‫الوكيل )‪ - 17 .(1‬ك‪ :‬قخال الحسخين بخن إسخماعيل الكنخدي‪ :‬كتخب جعفخر بخن‬
‫حمدان فخرجت إليه هذه المسخخائل‪ :‬اسخختحللت بجاريخخة وشخخرطت عليهخخا أن ل‬
‫أطلب ولدها ولم الزمها منزلي‪ ،‬فلما أتى لذلك مدة قالت لي‪ :‬قد حبلخخت‪ ،‬فقلخخت‬
‫لها‪ :‬كيف ول أعلم أني طلبت منك الولد‪ ،‬ثم غبت وانصرفت‪ ،‬وقد أتخخت بولخخد‬
‫ذكر‪ ،‬فلم انكره ول قطعت عنها الجراء والنفقة‪ ،‬ولي ضيعة قد كنت قبخخل أن‬
‫تصير إلي هذه المرأة سخبلتها علخخى وصخخاياي‪ ،‬وعلخى سخائر ولخدي‪ ،‬علخخى أن‬
‫المر في الزيادة والنقصان منه إلي أيام حياتي‪ ،‬وقد أتت هذه بهذا الولد‪ ،‬فلخخم‬
‫الحقه في الوقت المتقدم المؤبد وأوصيت إن حدث بي الموت أن يجري عليخخه‬
‫مادام صغيرا‪ ،‬فإذا كبر اعطي من هذه الضيعة جملة مائتي دينار غير مؤبد‪،‬‬
‫ول يكون له ول لعقبه بعد إعطائه ذلك في الوقف شئ فرأيك أعخخزك الخ فخخي‬
‫إرشادي فيما عملته‪ ،‬وفي هذا الولخخد بمخخا أمتثلخخه والخخدعاء لخخي بالعافيخخة وخيخخر‬
‫الدنيا والخرة‪ .‬جوابها أما الرجل الذي استحل بالجاريخة وشخرط عليهخا أن ل‬
‫يطلب ولدها فسبحان مخن ل شخريك لخه فخي قخدرته شخرط علخى الجاريخة )‪(2‬‬
‫شرط على ال عزوجل ؟ هذا ما ل يؤمن أن يكون‪ ،‬وحيخخث عخخرض فخخي هخخذا‬
‫الشك‪ ،‬وليس يعرف الوقت الذي أتاهخخا فيخخه‪ ،‬فليخخس ذلخخك بمخخوجب لخخبراءة فخخي‬
‫ولده‪ ،‬وأما إعطاء المائتي دينار وإخراجه من الوقف‪ ،‬فالمال ماله فعل فيه ما‬
‫أراد‪ .‬قال أبو الحسين‪ :‬حسخخب الحسخخاب ]قبخخل المولخخود[ فجخخاء الولخخد مسخختويا‪.‬‬
‫وقال‪ :‬وجدت في نسخة أبي الحسن الهمداني‪ :‬أتاني أبقاك ال كتابك الذي‬

‫)‪ (1‬راجع المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .164‬كذا في الصل المطبوع وهكخخذا المصخخدر ج‬
‫‪ 2‬ص ‪ ،176‬وسيجيئ بيانه من المصنف ‪ -‬قدس سره ‪ -‬لكن الظاهر سقوط‬
‫الضمير وكون الصل " شخخرطه علخخى الجاريخخة شخخرط علخخى الخ " بعنخخوان‬
‫الخبار والعلم‪.‬‬

‫]‪[187‬‬

‫أنفذته‪ ،‬وروى هذا التوقيع الحسن بن علخخي بخخن إبراهيخخم عخخن الشخخاري‪ .‬بيخخان‪ " :‬شخخرط‬
‫علخخى الجاريخخة " مبتخخدأ و " شخخرط علخخى ال خ " خخخبر أو همخخا فعلن‪ ،‬والول‬
‫استفهام إنكاري وقوله قال أبو الحسين‪ ،‬إلى آخره كخخأنه إشخخاره إلخخى توقيعخخات‬
‫اخر إجمال )‪ - 18 .(1‬ك‪ :‬أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال‪ :‬حدثنا أبو‬
‫علي بن همام بهذا الدعاء وذكر أن الشيخ قدس ال روحه أمله عليه‪ ،‬وأمخخره‬
‫أن يدعو به‪ ،‬وهو الدعاء في غيبخة القخائم عليخه السخلم‪ :‬اللهخم عرفنخي نفسخك‬
‫فانك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك‪ ،‬اللهم عرفني رسخخولك‪ ،‬فانخخك إن‬
‫لخخم تعرفنخخي رسخخولك‪ ،‬لخخم أعخخرف حجتخخك‪ ،‬اللهخخم عرفنخخي حجتخخك فانخخك إن لخخم‬
‫تعرفني حجتك‪ ،‬ضللت عن ديني‪ .‬اللهم ل تمتني ميتة جاهلية‪ ،‬ول تزغ قلخخبي‬
‫بعد إذ هديتني‪ ،‬اللهم فكما هديتني بولية من فرضخخت طخخاعته علخخي مخخن ولة‬
‫أمخخرك بعخخد رسخخولك‪ ،‬صخخلواتك عليخخه وآلخخه‪ ،‬حخختى واليخخت ولة أمخخرك أميخخر‬
‫المؤمنين‪ ،‬والحسن والحسين‪ ،‬وعليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمخخدا‬
‫وعليا والحسن والحجة القائم المهخدي صخلواتك عليهخم أجمعيخن اللهخم فثبتنخي‬
‫على دينك‪ ،‬واستعملني بطاعتك‪ ،‬ولين قلبي لولي أمرك وعافني مما امتحنخخت‬
‫به خلقك‪ ،‬وثبتني على طاعة ولي أمرك الذي سترته عن خلقك فباذنخخك غخخاب‬
‫عن بريتك‪ ،‬وأمرك ينتظر‪ ،‬وأنت العالم غير معلم بخخالوقت الخخذي فيخخه صخخلح‬
‫أمر وليك في الذن له‪ ،‬باظهار أمره وكشف سره‪ ،‬وصبرني على ذلك حخختى‬
‫ل أحب تعجيل ما أخرت‪ ،‬ول تأخير ما عجلت‪ ،‬ول أكشخخف عمخخا سخخترته ول‬
‫أبحث عما كتمته‪ ،‬ول انازعك في تخخدبيرك‪ ،‬ول أقخخول لخخم وكيخخف ؟ ومخخا بخخال‬
‫ولي أمر ال ل يظهخر ؟ وقخد امتلت الرض مخن الجخور‪ ،‬وأفخوض امخخوري‬
‫كلها إليك‪ .‬اللهم إني أسألك أن ترينخي ولخي أمخرك ظخاهرا نافخذا لمخرك‪ ،‬مخع‬
‫علمي بأن‬

‫)‪ (1‬بل هو من تتمة أمر ذلك الرجل الذي اسخختحل بالجاريخخة‪ ،‬ومعنخخاه أنخخه حسخخب ذلخخك‬
‫الرجل حسابه التقديري‪ ،‬قبل المولود‪ ،‬فجاء الولخخد مسخختويا لتقخخديره‪ ،‬فعخخرف‬
‫أن الولد ولده‪.‬‬

‫]‪[188‬‬

‫لك السلطان‪ ،‬والقدرة والبرهان‪ ،‬والحجة والمشية‪ ،‬والرادة والحول والقوة فافعل ذلك‬
‫بي وبجميع المؤمنين حخختى ننظخخر إلخخى وليخخك ظخخاهر المقالخخة‪ ،‬واضخخح الدللخخة‬
‫هاديا من الضللة‪ ،‬شافيا من الجهالة‪ ،‬أبخخرز يخخا رب مشخخاهده‪ ،‬وثبخخت قواعخخده‬
‫واجعلنا ممن تقر عيننا برؤيته‪ ،‬وأقمنا بخدمته‪ ،‬وتوفنا علخخى ملتخخه‪ ،‬واحشخخرنا‬
‫في زمرتخخه‪ .‬اللهخخم أعخخذه مخخن شخخر جميخخع مخخا خلقخخت وبخخرأت وذرأت وأنشخخأت‬
‫وصورت‪ ،‬واحفظه من بين يديه ومخن خلفخه وعخن يمينخه وعخن شخماله ومخن‬
‫فوقه ومن تحته‪ ،‬بحفظك الذي ل يضيع من حفظته بخخه‪ ،‬واحفخخظ فيخخه رسخخولك‬
‫ووصي رسولك‪ .‬اللهم ومد في عمره‪ ،‬وزد في أجله‪ ،‬وأعنخخه علخخى مخخا أوليتخخه‬
‫واسخخترعيته‪ ،‬وزد فخخي كرامتخخك لخخه‪ ،‬فخخانه الهخخادي المهخخدي‪ ،‬القخخائم المهتخخدي‪،‬‬
‫الطخخاهر‪ ،‬التقخخي‪ ،‬النقخخي الزكخخي‪ ،‬الرضخخي‪ ،‬المرضخخي‪ ،‬الصخخابر‪ ،‬المجتهخخد‪،‬‬
‫الشكور‪ .‬اللهم ول تسلبنا اليقين لطول المد في غيبتخخه‪ ،‬وانقطخخاع خخخبره عنخخا‪،‬‬
‫ول تنسنا ذكره وانتظاره واليمان به‪ ،‬وقوة اليقين فخخي ظهخخوره‪ ،‬والخخدعاء لخخه‬
‫والصلة عليه حتى ل يقنطنا طول غيبته من ظهخخوره وقيخامه‪ ،‬ويكخخون يقيننخخا‬
‫في ذلك كيقيننا في قيام رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ ،‬ومخخا جخخاء بخخه مخخن‬
‫وحيك وتنزيلك‪ ،‬قو قلوبنا على اليمان بخخه حخختى تسخخلك بنخخا علخخى يخخده منهخخاج‬
‫الهدى‪ ،‬والمحجة العظمى‪ ،‬والطريقخخة الوسخخطى‪ ،‬وقونخخا علخخى طخاعته‪ ،‬وثبتنخخا‬
‫على مشايعته‪ ،‬واجعلنا في حزبخخه وأعخخوانه وأنصخخاره‪ ،‬والراضخخين بفعلخخه ول‬
‫تسلبنا ذلك في حياتنا‪ ،‬ول عند وفاتنا‪ ،‬حخختى تتوفانخخا‪ ،‬ونحخخن علخخى ذلخخك غيخخر‬
‫شاكين ول ناكثين ول مرتابين ول مكذبين‪ .‬اللهم عجل فرجه‪ ،‬وأيده بالنصر‪،‬‬
‫وانصر ناصخخريه‪ ،‬واخخخذل خخخاذليه‪ ،‬ودمخخدم علخخى مخخن نصخخب لخخه وكخخذب بخخه‪،‬‬
‫وأظهر به الحق وأمت بخخه الجخخور‪ ،‬واسخختنقذ بخخه عبخخادك المخخؤمنين مخخن الخخذل‪،‬‬
‫وانعش به البلد‪ ،‬واقتل به الجبابرة الكفرة‪ ،‬واقصم به رؤس الضللة‪ ،‬وذلخخل‬
‫بخخه الجبخخارين والكخخافرين‪ ،‬وأبخخر بخخه المنخخافقين والنخخاكثين‪ ،‬وجميخخع المخخخالفين‬
‫والملحدين‪ ،‬في مشارق الرض ومغاربها‪ ،‬وبحرها وبرها‪ ،‬وسهلها‬

‫]‪[189‬‬

‫وجبلها‪ ،‬حتى ل تدع منهم ديارا‪ ،‬ول تبقي لهم آثارا‪ ،‬وتطهر منهم بلدك‪ .‬واشف منهم‬
‫صدور عبادك‪ ،‬وجدد به ما امتحا من دينك‪ ،‬وأصلح به ما بخخدل مخخن حكمخخك‪،‬‬
‫وغير من سنتك‪ ،‬حتى يعود دينك به وعلى يده غضا جديدا صحيحا ل عخخوج‬
‫فيه‪ ،‬ول بدعة معخخه‪ ،‬حخختى تطفخخئ بعخخدله نيخخران الكخخافرين‪ ،‬فخخانه عبخخدك الخخذي‬
‫استخلصته لنفسك‪ ،‬وارتضيته لنصخخرة دينخخك‪ ،‬واصخخطفيته بعلمخخك‪ ،‬وعصخخمته‬
‫مخخن الخخذنوب وبرأتخخه مخخن العيخخوب‪ ،‬وأطلعتخخه علخخى الغيخخوب‪ ،‬وأنعمخخت عليخخه‪،‬‬
‫وطهرته من الرجس‪ ،‬ونقيته من الدنس‪ .‬اللهم فصل عليه وعلى آبخخائه الئمخخة‬
‫الطاهرين‪ ،‬وعلى شيعتهم المنتجخخبين وبلغهخخم مخخن آمخخالهم أفضخخل مخخا يخخأملون‪،‬‬
‫واجعل ذلك منا خالصا من كل شك وشبهة ورياء وسخخمعة‪ ،‬حختى ل نريخخد بخخه‬
‫غيرك‪ ،‬ول نطلب به إل وجهك‪ .‬اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينخخا‪ ،‬وغيبخخة ولينخخا‪،‬‬
‫وشدة الزمان علينا ووقوع الفتن ]بنا[‪ ،‬وتظاهر العداء‪ ،‬وكثرة عدونا‪ ،‬وقلخخة‬
‫عددنا‪ .‬اللهم فافرج ذلك بفتح منك تعجلخخه وبصخخبر منخخك تيسخخره‪ ،‬وإمخخام عخخدل‬
‫تظهره إله الحق رب العخخالمين‪ .‬اللهخخم إنخخا نسخخألك أن تخخأذن لوليخخك فخخي إظهخخار‬
‫عخدلك فخي عبخادك وقتخل أعخدائك فخي بلدك حختى ل تخدع للجخور دعامخة إل‬
‫قصمتها ول بنية )‪ (1‬إل أفنيتها ول قوة إل أوهنتها‪ ،‬ول ركنا إل هددته‪ ،‬ول‬
‫حدا إل فللته‪ ،‬ول سلحا إل كللته‪ ،‬ول راية إل نكستها‪ ،‬ول شجاعا إل قتلته‪،‬‬
‫ول حيخخا )‪ (2‬إل خخخذلته‪ .‬ارمهخخم يخخا رب بحجخخرك الخخدامغ‪ ،‬واضخخربهم بسخخيفك‬
‫القاطع‪ ،‬وببأسك الذي ل يرد عن القوم المجرميخخن‪ ،‬وعخخذب أعخخداءك وأعخخداء‬
‫دينك وأعداء رسولك‪ ،‬بيد وليك وأيخخدي عبخخادك المخخؤمنين‪ .‬اللهخخم اكخخف وليخخك‬
‫وحجتك في أرضك هول عدوه‪ ،‬وكد من كاده‪ ،‬وامكر‬
‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر ج ‪ 2‬ص ‪ " :192‬ول بقيخخة ال أفنيتهخخا " وهخخو أنسخخب‪ (2) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ " :‬ول جيشا ال خذلته "‪.‬‬

‫]‪[190‬‬

‫بمن مكر به‪ ،‬واجعل دائرة السوء على من أراد به سوءا‪ ،‬واقطع عنه مادتهم وأرعخخب‬
‫به قلوبهم‪ ،‬وزلخخزل لخخه أقخخدامهم‪ ،‬وخخخذهم جهخخرة وبغتخخة‪ .‬شخخدد عليهخخم عقابخخك‪،‬‬
‫وأخزهم في عبادك‪ ،‬والعنهم في بلدك‪ ،‬وأسكنهم أسفل نارك‪ ،‬وأحط بهم أشد‬
‫عذابك‪ ،‬وأصلهم نارا‪ ،‬واحش قبور موتاهم نارا‪ ،‬وأصلهم حخخر نخخارك‪ ،‬فخخانهم‬
‫أضاعوا الصلة واتبعوا الشهوات‪ ،‬وأذلوا عبادك‪ .‬اللهم وأحي بوليك القرآن‪،‬‬
‫وأرنا نوره سرمدا ل ظلمة فيه‪ ،‬وأحي به القلوب الميتة‪ ،‬واشف بخخه الصخخدور‬
‫الوغرة‪ ،‬واجمع به الهواء المختلفخخة علخخى الحخخق وأقخخم بخخه الحخخدود المعطلخخة‪،‬‬
‫والحكام المهملة‪ ،‬حتى ل يبقى حق إل ظهر‪ ،‬ول عدل إل زهر‪ ،‬واجعلنا يخخا‬
‫رب من أعوانه‪ ،‬وممن يقوي سلطانه‪ ،‬والمؤتمرين لمره والراضيين بفعلخخه‪،‬‬
‫والمسلمين لحكامه‪ ،‬وممن ل حاجة بخخه إلخخى التقيخخة مخخن خلقخخك‪ .‬أنخخت يخخا رب‬
‫الذي تكشف السوء‪ ،‬وتجيب المضطر إذا دعاك‪ ،‬وتنجي من الكرب العظيخخم‪،‬‬
‫فاكشف الضر عن وليك‪ ،‬واجعله خليفتك في أرضخخك كمخا ضخخمنت لخه‪ .‬اللهخخم‬
‫ول تجعلنخخا مخخن خصخخماء آل محمخخد‪ ،‬ول تجعلنخخا مخخن أعخخداء آل محمخخد‪ ،‬ول‬
‫تجعلني من أهل الحنخخق والغيخخظ علخخى آل محمخخد‪ ،‬فخخاني أعخخوذ بخخك مخخن ذلخخك‪،‬‬
‫فأعذني وأستجير بك فأجرني‪ .‬اللهم صخل علخى محمخد وآل محمخد‪ ،‬واجعلنخي‬
‫بهم فائزا عندك في الدنيا والخرة ومن المقربين‪ - 19 .‬ك‪ :‬توقيخخع منخخه عليخخه‬
‫السلم كان خرج إلى العمري وابنه رضي ال عنهما رواه سعد بخخن عبخخد الخ‬
‫قال الشيخ أبو جعفر رضي الخ عنخخه‪ :‬وجخخدته مثبتخخا بخخخط سخخعد بخخن عبخخد الخ‬
‫رضي ال عنه‪ .‬وفقكما ال لطاعته‪ ،‬وثبتكما على دينه‪ ،‬وأسعدكما بمرضخخاته‪،‬‬
‫انتهى إلينا ما ذكرتما أن الميثمي أخبركما عن المختار‪ ،‬ومناظرته مخخن لقخخي‪،‬‬
‫واحتجاجه بأن ل خلف غير جعفر بن علي‪ ،‬وتصديقه إياه‪ ،‬وفهمت جميع مخخا‬
‫كتبتما به مما قال أصحابكما عنه‪ ،‬وأنا أعوذ بال من العمى بعد الجلء‪ ،‬ومن‬
‫الضللة بعد الهدى‬

‫]‪[191‬‬

‫ومن موبقات العمال‪ ،‬ومرديات الفتن‪ ،‬فانه عزوجخخل يقخخول‪ " :‬الخخم أحسخخب النخخاس أن‬
‫يخختركوا أن يقولخوا آمنخخا وهخم ل يفتنخخون " )‪ .(1‬كيخف يتسخخاقطون فخي الفتنخخة‪،‬‬
‫ويترددون في الحيخرة‪ ،‬ويأخخذون يمينخا وشخمال فخارقوا دينهخم أم ارتخابوا‪ ،‬أم‬
‫عاندوا الحق أم جهلوا ما جاءت به الروايات الصخخادقة والخبخخار الصخخحيحة‪،‬‬
‫أو علموا ذلك فتناسوا‪ ،‬أما تعلمون أن الرض ل تخلو من حجة إمخخا ظخخاهرا‪،‬‬
‫وإما مغمورا‪ ،‬أولم يعلموا انتظام أئمتهم بعد نبيهم صلى ال عليه وآلخخه واحخخدا‬
‫بعد واحد إلى أن أفضى المر بأمر ال عزوجل إلى الماضي ‪ -‬يعني الحسخخن‬
‫ابن علي ‪ -‬صلوات ال عليه‪ ،‬فقام مقام آبائه عليهخخم السخخلم يهخخدي إلخخى الحخخق‬
‫وإلى طريق مستقيم‪ .‬كان نورا ساطعا وقمرا زهرا‪ ،‬اختار ال عزوجل له مخخا‬
‫عنده‪ ،‬فمضى على منهاج آبائه عليهم السلم حخخذو النعخخل بالنعخخل‪ ،‬علخخى عهخخد‬
‫عهده‪ ،‬ووصية أوصى بها إلى وصي سخختره الخ عزوجخخل بخخأمره إلخخى غايخخة‪،‬‬
‫وأخفى مكانه بمشخخيته‪ ،‬للقضخخاء السخخابق والقخخدر النافخخذ‪ ،‬وفينخخا موضخخعه‪ ،‬ولنخخا‬
‫فضله‪ ،‬ولو قد أذن ال عزوجل فيما قد منعه وأزال عنه ما قخخد جخخرى بخخه مخخن‬
‫حكمه‪ ،‬لراهم الحخق ظخاهرا بأحسخن حليخة‪ ،‬وأبيخن دللخة‪ ،‬وأوضخح علمخة‪،‬‬
‫ولبان عن نفسه‪ ،‬وقام بحجته‪ ،‬ولكن أقدار ال عزوجل ل تغالب‪ ،‬وإرادته ل‬
‫ترد‪ ،‬وتوفيقه ل يسبق‪ .‬فليخخدعوا عنهخخم اتبخخاع الهخخوى‪ ،‬وليقيمخخوا علخخى أصخخلهم‬
‫الذي كانوا عليه‪ ،‬ول يبحثوا عما سخختر عنهخخم فيخخأثموا‪ ،‬ول يكشخخفوا سخختر الخ‬
‫عزوجل فيندموا‪ ،‬وليعلموا أن الحق معنا وفينا‪ ،‬ل يقول ذلك سوانا إل كخخذاب‬
‫مفتر‪ ،‬ول يدعيه غيرنا إل ضال غوي فليقتصروا منا على هخخذه الجملخخة دون‬
‫التفسير‪ ،‬ويقنعوا مخخن ذلخخك بخخالتعريض دون التصخخريح‪ ،‬إنشخخاء الخخ‪ - 20 .‬ك‪:‬‬
‫محمد بن المظفر المصري‪ ،‬عن محمد بن أحمد الداودي )‪ ،(2‬عن‬

‫)‪ (1‬العنكبوت‪ .2 :‬والحديث في المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .189‬كذا فخخي المصخخدر ج ‪2‬‬
‫ص ‪ 198‬وهكذا معاني الخبار ص ‪ 286‬وقد أخرجه =‬

‫]‪[192‬‬

‫أبيه قال‪ :‬كنت عند أبي القاسم ]الحسخخين[ بخخن روح قخخدس الخ روحخخه فسخخأله رجخخل مخخا‬
‫معنى قول العباس للنبي صلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬إن عمخخك أبخخا طخالب قخخد أسخخلم‬
‫بحساب الجمل‪ ،‬وعقد بيده ثلثة وستين )‪ (1‬قال عنى بذلك " إله أحد جواد "‬
‫وتفسير ذلك أن اللف واحد واللم ثلثخخون‪ ،‬والهخخاء خمسخخة‪ ،‬واللخخف واحخخد‪،‬‬
‫والحاء ثمانية‪ ،‬والدال أربعة والجيم ثلثة‪ ،‬والواو ستة‪ ،‬واللف واحد‪ ،‬والدال‬
‫أربعة‪ ،‬فذلك ثلثة وستون‪.‬‬

‫= المصنف ‪ -‬رضوان ال عليه ‪ -‬في البخخاب الثخخالث مخخن تاريخخ أميخر المخؤمنين تحخخت‬
‫الرقم ‪ 19‬عن كمال الدين ومعاني الخبار معا‪ ،‬تراه في ج ‪ 35‬ص ‪ 78‬من‬
‫الطبعخخة الحديثخخة‪ ،‬وفخخي الصخخل المطبخخوع " محمخخد بخخن أحمخخد الروزانخخي "‬
‫فتحرر‪ (1) .‬قال المصنف رضوان ال عليه في حل الخبر‪ :‬لعل المعنخخي أن‬
‫أبا طالب أظهر اسلمه للنبي صلى ال عليه وآله أو لغيره بحسخاب العقخود‪،‬‬
‫بأن أظهر اللف أول بما يدل على الواحد‪ ،‬ثم اللم بمخخا يخخدل علخخى الثلثيخخن‬
‫وهكذا‪ ،‬وذلك لنه كان يتقى من قريش كما عرفت‪ .‬ثم قال‪ :‬وقد قيل في حل‬
‫أصل الخبر وجوه اخر‪ :‬منهخخا أنخخه أشخخار بأصخخبعه المسخخبحة‪ :‬ل إلخخه إل الخخ‪،‬‬
‫محمد رسول ال " فان عقد الخنصر والبنصر وعقد البهام علخخى الوسخخطى‬
‫يدل على الثلث والستين على اصطلح أهل العقود‪ ،‬وكان المخراد بحسخاب‬
‫الجمل هذا‪ ،‬والدليل على ما ذكرته ما ورد في رواية شعبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عخخن‬
‫الحسن في خبر طويل ننقل منه موضع الحاجة‪ ،‬وهو انخخه لمخخا حضخخرت أبخخا‬
‫طالب الوفاة دعا رسول ال صلى ال عليه وآله وبكى وقال‪ :‬يخخا محمخخد انخخي‬
‫أخرج من الدنيا ومالى غم ال غمك ‪ -‬إلى أن قال ‪ -‬يا عم ! انك تخاف على‬
‫أذى اعادي‪ ،‬ول تخاف على نفسك عذاب ربى ؟‪ ،‬فضحك أبو طالب وقخخال‪:‬‬
‫يا محمد دعخخوتني وكنخخت قخخدما أمينخخا‪ ،‬وعقخخد بيخخده علخخى ثلث وسخختين‪ :‬عقخخد‬
‫الخنصر والبنصر‪ ،‬وعقد البهخخام علخخى أصخخبعه الوسخخطى‪ ،‬وأشخخار بأصخخبعه‬
‫المسبحة‪ :‬يقول‪ :‬ل اله ال ال محمد رسول ال إلى آخخخر مخخا نقلخخه فخخي ج ‪35‬‬
‫ص ‪ .79‬فراجع‪ .‬أقول‪ :‬أما حساب العقود فهو على ما نقله صديقنا الفاضخخل‬
‫الغفخخاري فخخي ذيخل الحخخديث )معخخاني الخبخار ص ‪ (286‬أن صخورة الثلثخخة‬
‫والستين على القاعدة الممهدة التي وضخخعها العلمخخاء المتقخخدمون‪ " :‬ان يثنخخى‬
‫الخنصر والبنصر والوسطى وهي الثلثة جاريا على منهج المتعارف =‬

‫]‪[193‬‬

‫‪ - 21‬غط‪ :‬جماعة‪ ،‬عن التلعكبري‪ ،‬عن أحمد بن علي‪ ،‬عخن السخدي عخن سخعد‪ ،‬عخن‬
‫أحمد بن إسحاق رحمة ال عليه أنه جاءه بعض أصحابنا يعلمه أن جعفر بخخن‬
‫علي كتب إليه كتابا يعرفه فيه نفسه ويعلمه أنه القيم بعد أبيخخه‪ ،‬وأن عنخخده مخخن‬
‫علم الحلل والحرام ما يحتاج إليه وغير ذلك من العلوم كلها‪ .‬قخخال أحمخخد بخخن‬
‫إسحاق‪ :‬فلما قرأت الكتاب كتبت إلى صاحب الزمان عليخخه السخخلم وصخخيرت‬
‫كتاب جعفر في درجه‪ ،‬فخرج الجواب إلي في ذلك‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيخخم‬
‫أتاني كتابك أبقاك ال‪ ،‬والكتاب الذي أنفذته درجه‪ ،‬وأحاطت معرفتي بجميخخع‬
‫ما تضمنه على اختلف ألفاظه‪ ،‬وتكرر الخطاء فيه‪ ،‬ولو تدبرته لوقفت علخخى‬
‫بعض ما وقفت عليه منه‪ ،‬والحمد ل رب العخخالمين حمخخدا ل شخخريك لخخه علخخى‬
‫إحسانه إلينخا وفضخله علينخا‪ ،‬أبخى الخ عزوجخل للحخق إل إتمامخا وللباطخل إل‬
‫زهوقا‪ ،‬وهو شاهد علي بما أذكره‪ ،‬ولي عليكم بما أقوله‪ ،‬إذا اجتمعنا ليخخوم ل‬
‫ريب فيه‪ ،‬ويسألنا عما نحن فيه مختلفون‪ ،‬إنه لم يجعل لصاحب الكتاب علخخى‬
‫المكتوب إليه‪ ،‬ول عليك ول على أحد من الخلق جميعا إمامخخة مفترضخخة‪ ،‬ول‬
‫طاعة ول ذمة‪ ،‬وسابين لكم ذمة تكتفون بها إن شاء ال‪.‬‬

‫= من الناس في عد الواحد إلى الثلثة‪ ،‬لكن بوضع النامل في هذه العقخخود قريبخخة مخخن‬
‫أصخخولها وأن يوضخخع لسخختين بابهخخام اليمنخخى علخخى بخخاطن العقخخدة الثانيخخة مخخن‬
‫السبابة كما يفعله الرماة‪ .‬ومخلص هذه القاعدة الخختي ذكرهخخا القخخدماء هخخو أن‬
‫الخنصر والبنصر والوسطى لعقد الحاد فقط‪ ،‬والمسبحة والبهام للعشخخار‬
‫فقط‪ ،‬فالواحد أن تضخخم الخنصخخر مخع نشخخر البخاقي‪ ،‬والثنيخن أن تضخخمه مخخع‬
‫البنصر‪ ،‬والثلث أن تضمها مع الوسطى‪ ،‬والربعة نشخخر الخنصخخر وتخخرك‬
‫البنصر والوسطى مضمومتين‪ ،‬والخمسة نشر البنصر مع الخنصخخر وتخخرك‬
‫الوسطى مضمومة‪ ،‬والستة نشر جميع الصابع وضم البنصر‪ ،‬والسبعة أن‬
‫يجعل الخنصر فوق البنصر منشورة مع نشخخر البخخاقي أيضخخا والثمانيخخة ضخخم‬
‫الخنصر والبنصر فوقها‪ ،‬والتسعة ضم الوسطى اليهمخا‪ ،‬وهخذه تسخخع صخور‬
‫جمعتها أصابع الخنصر والبنصر والوسطى بالنسبة إلخخى عخخد الحخخاد‪ .‬وأمخخا‬
‫العشار‪ :‬فالمسبحة والبهام‪ ،‬فالعشرة أن يجعل ظفر المسخخبحة فخخي مفصخخل‬
‫البهام =‬

‫]‪[194‬‬

‫يا هذا يرحمك ال إن الخ تعخالى لخم يخلخق الخلخق عبثخا ول أهملهخم سخدى‪ ،‬بخل خلقهخم‬
‫بقدرته‪ ،‬وجعل لهم أسخخماعا وأبصخخارا وقلوبخخا وألبابخخا‪ ،‬ثخخم بعخخث إليهخخم النخخبيين‬
‫عليهم السلم مبشرين ومنذرين‪ :‬يأمرونهم بطاعته‪ ،‬وينهونهم عن معصخخيته‪،‬‬
‫ويعرفونهم ما جهلوه من أمر خالقهم ودينهم‪ ،‬وأنزل عليهم كتابا‪ ،‬وبعث إليهم‬
‫ملئكة يأتين بينهم وبين من بعثهم إليهم بالفضل الذي جعله لهخخم عليهخخم‪ ،‬ومخخا‬
‫آتاهم من الدلئل الظاهرة و الخخبراهين البخخاهرة‪ ،‬واليخخات الغالبخخة‪ .‬فمنهخخم مخخن‬
‫جعل النار عليه بردا وسلما واتخخخذه خليل‪ ،‬ومنهخخم مخخن كلمخخه تكليمخخا وجعخخل‬
‫عصاه ثعبانا مبينا‪ ،‬ومنهم من أحيا الموتى باذن ال وأبرء الكمخخه والبخخرص‬
‫باذن ال‪ ،‬ومنهم من علمه منطق الطير واوتي من كل شئ‪ ،‬ثخخم بعخخث محمخخدا‬
‫صلى ال عليه وآله رحمة للعالمين‪ ،‬وتمم به نعمته‪ ،‬وختم به أنبياءه‪ ،‬وأرسله‬
‫إلى الناس كافة‪ ،‬وأظهر من صدقه ما أظهر ]وبيخن[ مخخن آيخاته وعلمخخاته مخخا‬
‫بين‪ .‬ثم قبضه صلى ال عليه وآله حميدا فقيدا سعيدا‪ ،‬وجعل المر بعخخده إلخخى‬
‫أخيه وابن عمه ووصيه ووارثخخه علخخي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه السخخلم ثخخم إلخخى‬
‫الوصياء من ولده واحدا واحدا‪ :‬أحيا بهم دينه‪ ،‬وأتم بهم نوره‪ ،‬وجعخخل بينهخخم‬
‫وبين إخوانهم وبني عمهم والدنيخخن فخالدنين مخن ذوي أرحخامهم فرقانخا بينخخا‬
‫يعرف به الحجة من المحجوج‪ ،‬والمام من‬

‫= من جنبها‪ ،‬والعشرون وضع رأس البهام بين المسبحة والوسطى‪ ،‬والثلثخخون ضخخم‬
‫رأس المسخخبحة مخخع رأس البهخخام‪ ،‬والربعخخون أن تضخخع البهخخام معكوفخخة‬
‫الرأس إلخخى ظخخاهر الكخخف والخمسخخون أن تضخخع البهخخام علخخى بخخاطن الكخخف‬
‫معكوفة النمله ملصقة بالكف‪ ،‬والستون أن تنشر البهام وتضم إلخخى جخخانب‬
‫الكف أصل المسبحة‪ ،‬والسخخبعون عكخخف بخخاطن المسخخبحة علخخى بخخاطن راس‬
‫البهام‪ ،‬والثمانون ضم البهخخام وعكخخف بخخاطن المسخخبحة علخخى ظخخاهر أنملخخة‬
‫البهخخام المضخخمومة‪ ،‬والتسخخعون ضخخم المسخخبحة إلخخى اصخخل البهخخام ووضخخع‬
‫البهام عليها‪ .‬وإذا أردت آحادا وأعشارا عقدت من الحاد ما شخخئت مخخع مخخا‬
‫شئت من العشار المذكورة واما المئات فهي عقد أصخخابع الحخخاد مخخن اليخخد‬
‫اليسخخرى فالمخائة كالواحخخد والمائتخخان كخالثنين وهكخذا إلخى التسخعمائة‪ .‬وأمخا‬
‫اللوف وهي عقد اصابع عشرات منها‪ ،‬فاللف كالعشر واللفان كالعشرين‬
‫=‬

‫]‪[195‬‬

‫المأموم‪ ،‬بأن عصمهم من الذنوب‪ ،‬وبرأهم من العيوب‪ ،‬وطهرهم من الخخدنس ونزههخخم‬


‫من اللبس‪ ،‬وجعلهم خزان علمه‪ ،‬ومستودع حكمتخخه‪ ،‬وموضخخع سخخره‪ ،‬وأيخخدهم‬
‫بالدلئل‪ ،‬ولول ذلك لكان الناس على سواء‪ ،‬ولدعخخى أمخخر الخ عزوجخخل كخخل‬
‫أحد ولما عرف الحق مخخن الباطخخل‪ ،‬ول العخخالم مخخن الجاهخخل‪ .‬وقخخد ادعخخى هخخذا‬
‫المبطل المفتري على ال الكذب بما ادعاه‪ ،‬فل أدري بأية حالة هيى له رجاء‬
‫أن يتم دعواه‪ ،‬أبفقه في دين ال ؟ فوال ما يعرف حلل من حخخرام ول يفخخرق‬
‫بين خطاء وصواب‪ ،‬أم بعلم فما يعلم حقا من باطل‪ ،‬ول محكما مخخن متشخخابه‪،‬‬
‫ول يعخخرف حخخد الصخخلة ووقتهخخا‪ ،‬أم بخخورع فخخال شخخهيد علخخى تركخخه الصخخلة‬
‫الفرض أربعين يوما يزعم ذلك لطلب الشعوذة‪ ،‬ولعل خخبره قخد تخأدى إليكخم‪،‬‬
‫وهاتيك ظروف مسكره منصوبة‪ ،‬وآثار عصيانه ل عزوجل مشهورة قائمة‪،‬‬
‫أم بآية فليأت بها‪ ،‬أم بحجة فليقمها‪ ،‬أم بدللة فليذكرها‪.‬‬

‫= إلى التسعة آلف "‪ .‬وكيف كان‪ ،‬المعول في ايمان أبي طالب على ذبه عخخن رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله طيلخخة حيخخاته وأشخخعاره المستفيضخخة المصخخرحة بخخأنه‬
‫كان مؤمنا في قلبه ولكنه لم يظهخخره لئل يسخخقط عخخن أنظخخار قريخخش‪ ،‬فيفخخوته‬
‫الذب عنه ولذلك قال‪ :‬لول الملمة أو حذاري سبة * لوجخدتني سخمحا بخذاك‬
‫مبينا واما ايمانه بحساب الجمل وان كان ورد من طرقنا أيضا‪ ،‬لكن الصل‬
‫في ذلك ما رواه شعبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عخخن الحسخخن كمخخا عرفخخت‪ ،‬والحسخخين بخخن‬
‫الروح النوبختي انما فسر الحديث المرسل‪ ،‬ل غير‪ .‬على أنه لخو كخان يتقخى‬
‫الملمة أو السبة أو المعرة ‪ -‬كما في رواية أخرى ‪ -‬كان ذلك حين يتطخخاول‬
‫على قريش بالذب عنه صخخلى الخ عليخخه وآلخخه وأمخخا عنخخد الممخخات‪ ،‬فل وجخخه‬
‫للتقية أبدا‪ ،‬فلم أسلم بحساب الحمل ولم يظهخخر اسخخلمه صخخريحا‪ ،‬ولخخو صخخح‬
‫الحديث مع غرابته لم يفد في المقام شيئا فخانه ليخس بأصخرح مخخن قخوله‪ :‬ألخم‬
‫تعلموا أنا وجدنا محمدا * نبيا كموسى خط في أول الكتب‬

‫]‪[196‬‬

‫قال ال عزوجل في كتابه‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم حم * تنزيل الكتاب من ال العزيز‬


‫الحكيم * ما خلقنخخا السخخموات والرض ومخخا بينهمخخا إل بخخالحق وأجخخل مسخخمى‬
‫والذين كفروا عما انذروا معرضخخون * قخخل أرأيتخخم مخخا تخخدعون مخخن دون الخ‬
‫أروني ماذا خلقوا من الرض أم لهم شرك في السخخموات ائتخخوني بكتخخاب مخخن‬
‫قبل هذا أو أمارة من علم إن كنتم صادقين * ومن أضل ممن يدعو مخخن دون‬
‫ال من ل يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعخخائهم غخخافلون * وإذا حشخخر‬
‫الناس كخانوا لهخم أعخداء وكخانوا بعبخادتهم كخافرين " )‪ .(1‬فخالتمس تخولى الخ‬
‫توفيقك من هذا الظالم‪ ،‬ما ذكرت لك‪ ،‬وامتحنه وسله عخخن آيخخة مخخن كتخخاب الخ‬
‫يفسرها أو صلة فريضة يبين حدودها‪ ،‬وما يجب فيها‪ ،‬لتعلم حاله ومقخخداره‪،‬‬
‫ويظهر لك عواره ونقصانه‪ ،‬وال حسيبه‪ .‬حفظ ال الحخخق علخخى أهلخخه‪ ،‬وأقخخره‬
‫في مستقره‪ ،‬وقد أبى ال عزوجل أن يكون ]المامة[ في أخوين بعخخد الحسخخن‬
‫والحسين عليهما السلم وإذا أذن الخ لنخخا فخخي القخخول ظهخخر الحخخق‪ ،‬واضخخمحل‬
‫الباطخخل‪ ،،‬وانحسخخر عنكخخم‪ ،‬وإلخخى ال خ أرغخخب فخخي الكفايخخة‪ ،‬وجميخخل الصخخنع‬
‫والولية‪ ،‬وحسبنا ال ونعم الوكيل‪ ،‬وصلى الخ علخخى محمخخد وآل محمخخد )‪.(2‬‬
‫بيان‪ " :‬الشعوذة " خفة في اليد وأخذ كالسحر يري الشئ بغير ما عليه أصخخله‬
‫في رأي العين ذكره الفيروز آبادي و " العخخوار " بالفتخخح وقخخد يضخخم‪ :‬العيخخب‪.‬‬
‫‪ - 22‬غط‪ :‬جماعة‪ ،‬عن الصدوق‪ ،‬عن عمخار بخن الحسخين بخن إسخحاق‪ ،‬عخن‬
‫أحمد ابن الحسن بن أبي صالح الخجندي وكان قد ألح في الفحخخص والطلخخب‪،‬‬
‫وسار في البلد‪ .‬وكتب على يد الشيخ أبي القاسخخم بخخن روح قخدس الخ روحخخه‬
‫إلى الصاحب عليخخه السخخلم يشخخكو تعلخخق قلبخخه‪ ،‬واشخختغاله بخخالفحص والطلخخب‪،‬‬
‫ويسأل الجواب بما تسكن إليه نفسه ويكشف له عما يعمل عليه‪ ،‬قخخال‪ :‬فخخخرج‬
‫إلي توقيع نسخته‪ " :‬من بحث فقخد طلخب‪ ،‬ومخن طلخب فقخد دل‪ ،‬ومخن دل فقخد‬
‫أشاط‪ ،‬ومن أشاط‬

‫)‪ (1‬الحقاف‪ (2) .6 - 1 :‬راجع غيبة الشيخ ص ‪ .188 - 185‬والذي يأتي بعده ص‬
‫‪.211‬‬

‫]‪[197‬‬

‫فقد أشرك " )‪ .(1‬قال‪ :‬فكففت عن الطلب‪ ،‬وسكنت نفسي‪ ،‬وعدت إلى وطني مسرورا‬
‫والحمد ل‪ - 23 .‬يج‪ :‬روي عن أحمد بن أبي روح‪ ،‬قال‪ :‬خرجخخت إلخخى بغخخداد‬
‫في مال لبي الحسن الخضر بن محمد لوصخخله وأمرنخخي أن أدفعخخه إلخخى أبخخي‬
‫جعفر محمد بخخن عثمخان العمخري فخأمرني أن أدفعخه إلخخى غيخخره‪ ،‬وأمرنخي أن‬
‫أسال الدعاء للعلة التي هو فيها وأسأله عن الوبر يحل لبسه ؟ فخخدخلت بغخخداد‪،‬‬
‫وصرت إلى العمري‪ ،‬فأبى أن يأخذ المال وقال‪ :‬صر إلى أبخخي جعفخخر محمخخد‬
‫بن أحمد وادفع إليه فانه أمره بأن يأخذه‪ ،‬وقخخد خخخرج الخخذي طلبخخت فجئت إلخخى‬
‫أبي جعفر فأوصلته إليه‪ ،‬فأخرج إلي رقعة فيهخخا‪ :‬بسخخم ال خ الرحمخخن الرحيخخم‪،‬‬
‫سألت الدعاء عن العلة التي تجدها‪ ،‬وهب ال لك العافية‪ ،‬ودفع عنك الفخخات‪،‬‬
‫وصرف عنك بعض ما تجده من الحرارة‪ ،‬وعافخاك وصخح جسخمك‪ ،‬وسخخألت‬
‫مخخا يحخخل أن يصخخلي فيخخه مخخن الخخوبر والسخخمور والسخخنجاب والفنخخك والخخدلق‬
‫والحواصل‪ ،‬فأما السمور والثعالب فحخرام عليخك وعلخى غيخرك الصخلة فيخه‬
‫ويحل لك جلود المأكول من اللحم إذا لم يكن فيه غيخخره‪ ،‬وإن لخخم يكخخن لخخك مخخا‬
‫تصلي فيه‪ ،‬فالحواصل جائز لك أن تصلي فيه‪ ،‬الفرا متاع الغنم‪ ،‬ما لخخم يذبخخح‬
‫بأرمنية يذبحه النصارى على الصليب‪ ،‬فجائز لك أن تلبسخخه إذا ذبحخخه أخ لخخك‬
‫]أو مخالف تثق به[ )‪ .(2‬إلى هنخخا انتهخخى مخخا أردت إيخخراده فخخي كتخخاب الغيبخخة‬
‫وأرجو من فضله تعالى أن يجعلني من أنصخخار حجتخخه‪ ،‬والقخخائم بخخدينه‪ ،‬ومخخن‬
‫أعخخوانه والشخخهداء تحخخت لخخوائه‪ ،‬وأن يقخخر عينخخي وعيخخون والخخدي وإخخخواني‬
‫وأصحابي وعشايري وجميع المؤمنين برؤيته‪ ،‬وأن يكحل‬

‫)‪ (1‬أشخخاط دمخخه وبخخدمه‪ :‬أذهبخخه‪ ،‬أو عمخخل فخخي هلكخخه‪ ،‬أو عرضخخه للقتخخل‪ (2 ) .‬راجخخع‬
‫المستدرك باب ‪ 3‬من أبواب لباس المصلى تحت الرقم ‪.1‬‬

‫]‪[198‬‬

‫عيوننا بغبار مواكب أصحابه‪ ،‬فانه المرجو لكل خير وفضل‪ .‬ألتمخخس ممخخن ينظخخر فخخي‬
‫كتابي أن يترحم علي ويدعو بالمغفرة لي في حياتي وبعد موتي‪ ،‬والحمخخد ل خ‬
‫أول وآخرا وصلى ال على محمد وأهل بيته الطاهرين وكتب بيمناه الجانية‪،‬‬
‫مؤلفه أحقر عباد ال الغني محمد باقر بن محمد تقي‪ ،‬عفي عنهما بالنبي وآله‬
‫الكرمين‪ ،‬في شهر رجب الصب من شهور سنة ثمان وسخخبعين بعخخد اللخخف‬
‫من الهجرة النبوية‪.‬‬

‫]‪[199‬‬

‫* )جنة المأوى( * في ذكر من فاز بلقاء الحجخخة عليخه السخلم أو معجزتخه فخخي الغيبخة‬
‫الكبرى لمؤلفه العلمة الحاج ميرزا حسين النوري قدس سره النوري‬

‫]‪[200‬‬

‫بسخخم الخ الرحمخخن الرحيخخم الحمخخد لخ الخخذي أنخخار قلخخوب أوليخخائه بضخخياء معرفخخة وليخخه‪،‬‬
‫المحجوب عن البصار وشرح صدور أحبائه بنخخور محبخخة صخخفيه‪ ،‬المسخختور‬
‫عن الغيار‪ ،‬عل صنعه المتقن عن أن يتطرق إليخخه تخخوهم العبخخث والجهالخخة‪،‬‬
‫وحاشا قضاؤه المحكم أن يترك العباد في تيه الضللة‪ .‬والصلة على البشخخير‬
‫النذير‪ ،‬والسراج المنير‪ ،‬صاحب المقام المحمود والحوض المورود‪ ،‬واللواء‬
‫المعقود‪ ،‬أول العدد‪ ،‬الحميخخد المحمخخود الحمخخد أبخخي القاسخخم محمخخد وعلخخى آلخخه‬
‫الطيبين الطاهرين الهادين النجبين‪ .‬خصوصا على عنقاء قاف القخخدم‪ ،‬القخخائم‬
‫فوق مرقاة الهمم‪ ،‬السم العظم اللهي‪ ،‬الحاوي للعلم الغير المتناهي‪ ،‬قطخخب‬
‫رحى الوجود‪ ،‬ومركز دائرة الشهود كمال النشأة ومنشأ الكمال‪ ،‬جمال الجمع‬
‫ومجمع الجمال‪ ،‬المترشح بخخالنوار اللهيخخة‪ ،‬المربخخى تحخخت أسخختار الربوبيخخة‪،‬‬
‫مطلع النوار المصطفوية‪ ،‬ومنبع السرار المرتضوية‪ ،‬ناموس نخخاموس ال خ‬
‫الكبر‪ ،‬وغاية نوع البشر‪ ،‬أبي الوقت ومربي الزمان‪ ،‬الذي هو للحق أميخخن‪،‬‬
‫وللخلق أمان‪ ،‬ناظم المناظم‪ ،‬الحجة القائم ولعنة ال على أعدائهم‪ ،‬والمنكرين‬
‫لشرف مقامهم‪ ،‬إلى يوم يدعى كل أناس بإمامهم‪ .‬وبعخخد فيقخخول العبخخد المخخذنب‬
‫المسيئ حسين بخخن محمخخد تقخخى النخخوري الطبرسخخي نخخور الخ بصخخيرته برؤيخخة‬
‫إمامه‪ ،‬وجعله نصب عينيه فخخي يقظتخخه ومنخخامه‪ :‬إنخخي منخخذ هخخاجرت ثانيخخا مخخن‬
‫المشخخهد المقخخدس الغخخروي‪ ،‬وأسخخكنت ذريخختي بخخواد غيخخر ذي زرع عنخخد بيخخت‬
‫الحجة القائم المهدي ‪ -‬عليه آلف السلم والتحية من ال الملك العلي ‪ -‬مشهد‬

‫]‪[201‬‬

‫والده وجده عليهما السلم ومغيبه لما أراد ال إنفاذ أمخخره‪ ،‬وإنجخخاز وعخخده‪ ،‬أكخخثر البلد‬
‫موطئا للحجج بعد طيبة وام القرى‪ ،‬وأفضلها عندهم لطيب الهواء وقلة الخخداء‬
‫وعذوبة الماء الممدوح بلسان الهخخادي عليخخه السخخلم " واخرجخخت إليهخخا كرهخخا‬
‫ولو اخرجت عنها اخرجت كرها " )‪ (1‬المدعو تارة بسخخامرا‪ ،‬وأخخخرى بسخخر‬
‫من رأى طهرها ال تعالى من الرجاس‪ ،‬وجعلها شاغرة عخخن أشخخباه النخخاس‪،‬‬
‫كان يختلج في خاطري‪ ،‬ويخختردد فخخي خلخخدي‪ ،‬أن أبتغخخي وسخخيلة بقخخدر الوسخخع‬
‫والميسور‪ ،‬إلى صاحب هذا القصر المشيد‪ ،‬والبيت المعمخخور‪ ،‬فلخخم أهتخخد إلخخى‬
‫ذلك المرام سبيل‪ ،‬ولم أجد لما أتمناه هاديا ول دليل‪ .‬فمضى على ذلك عشخخر‬
‫سنين‪ ،‬فقلت يا نفس‪ :‬هذا وال هو الخسران المبين إن كنت ل تجدين ما يليخخق‬
‫عرضه على هخذا السخلطان‪ ،‬العظيخم القخدر والشخان‪ ،‬فل تقصخرين عخن قخبرة‬
‫أهدى جرادة إلى سليمان‪ ،‬وهو بمقام من الرأفة والكرم‪ ،‬ل يحخخوم حخخوله نخخبي‬
‫ول رسول من الروح إلى آدم‪ ،‬فكيف بغيره من طبقات المم‪ ،‬يقبل البضخخاعة‬
‫ولو كانت مزجاة‪ ،‬ويتأسى بجده الطهر في إجابة الدعوات‪ ،‬ولخخو إلخخى كخخراع‬
‫شاة‪ .‬فبينما أنا بين اليأس والطمع‪ ،‬والصبر والجزع‪ ،‬إذ وقع في خاطري أنخخه‬
‫قد سقط عن قلم العلمة المجلسي رضوان الخ عليخخه فخخي بخخاب مخخن رآه عليخخه‬
‫السلم في الغيبة من المجلد الثالث عشر مخن البحخخار‪ ،‬جماعخة فخازوا بشخرف‬
‫اللقاء‪ ،‬وحازوا السبق العلى والقدح المعلخخى‪ ،‬فلخخو ضخخبط أسخخاميهم الشخخريفة‪،‬‬
‫ونقل قصصهم الطريفة‪ ،‬وغيرهم من البرار الذين نالوا المنى بعخخد صخخاحب‬
‫البحار‪ ،‬فيكون كالمستدرك للباب المذكور‪ ،‬والمتمم‬

‫)‪ (1‬اشارة إلى ما روى عنه عليخخه السخخلم أنخخه قخال يومخا لبخخي موسخخى مخخن أصخحابه‪:‬‬
‫اخرجت إلى سر من رأى كرها‪ ،‬ولو اخرجت عنهخخا اخرجخخت كرهخخا‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬ولم يا سيدي ؟ فقال‪ :‬لطيب هوائها‪ ،‬وعذوبة مائها وقلة دائها‪ ،‬ثم قخخال‪:‬‬
‫تخرب سر من رأى حخختى يكخون فيهخا خخان وقفخا للمخخارة‪ ،‬وعلمخخة خرابهخخا‬
‫تدارك العمارة فخخي مشخخهدي بعخخدي‪ .‬راجخخع منخخاقب آل أبخخي طخخالب ج ‪ 4‬ص‬
‫‪.417‬‬

‫]‪[202‬‬

‫لثبات هذا المهم المسطور‪ ،‬لما قصر شخخأنه مخخن الجخخرادة والكخخراع‪ ،‬فعسخخى أن يكخخون‬
‫سببا للقرب إلى حضرته‪ ،‬ولو بشبر‪ ،‬فيقرب إلى المتقرب إليه ببخخاع‪ ،‬أو ألخخف‬
‫ذراع‪ .‬فاستخرت ال تعالى وشرعت في المقصود مع قلة السباب‪ ،‬وألحقخخت‬
‫بمن أدرك فيض حضوره الشريف من وقف على معجزة منه عليه السلم أو‬
‫أثر يدل على وجوده المقدس الخخذي هخخو مخخن أكخخبر اليخخات وأعظخخم المعخخاجز‪،‬‬
‫لتحاد الغرض ووحدة المقصود‪ ،‬ثم ما رأيته في كتخخب أصخخحابنا فنشخخير إلخخى‬
‫مأخذه ومؤلفه‪ ،‬وما سمعته فل أنقل منه إل ما تلقيته مخخن العلمخخاء الراسخخخين‪،‬‬
‫ونخخواميس الشخخرع المخخبين‪ ،‬أو مخخن الصخخلحاء الثقخخات الخخذين بلغخخوا مخخن الزهخخد‬
‫والتقوى والسداد محل ل يحتمل فيهم عادة تعمد الكذب والخطا‪ ،‬بل سمعنا أو‬
‫رأينا من بعضهم من الكرامات ما تنبئ عن علو مقخخامهم عنخخد السخخادات‪ ،‬وقخخد‬
‫كنا ذكرنا جملة من ذلك متفرقا في كتابنا دار السلم ونذكر هنخخا مخخا فيخخه ومخخا‬
‫عثرنا عليه بعد تأليفه وسميته جنة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجة عليخخه‬
‫السلم أو معجزته في الغيبة الكبرى‪ ،‬ولم نذكر مخخا هخخو موجخخود فخخي البحخخار‪،‬‬
‫حذرا من التطويل والتكرار‪ ،‬وها نحن نشخخرع فخخي المخخرام‪ ،‬بعخخون الخ الملخخك‬
‫العلم‪ ،‬وإعانة السادات الكرام‪ ،‬عليهم آلف التحية والسلم‪ .‬الحكايخخة الولخخى‬
‫حدث السيد المعظم المبجل‪ ،‬بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني النجفخخي‬
‫النيلي المعاصر للشهيد الول في كتاب الغيبة عن الشيخ العالم الكامل القخخدوة‬
‫المقرئ الحافظ‪ ،‬المحمود الحاج المعتمر شمس الحق والدين محمد بن قارون‬
‫قال‪ :‬دعيت إلى امرءة فأتيتها وأنا أعلم أنها مؤمنة من أهل الخيخخر والصخخلح‬
‫فزوجها أهلها من محمود الفارسي المعروف بأخي بكر‪ ،‬ويقال له ولقاربه‪:‬‬

‫]‪[203‬‬

‫بنو بكر‪ ،‬وأهل فارس مشهورون بشدة التسنن والنصب والعداوة لهل اليمخخان وكخخان‬
‫محمود هذا أشدهم في الباب‪ ،‬وقد وفقه ال تعالى للتشيع دون أصحابه‪ .‬فقلخخت‬
‫لها‪ :‬واعجباه كيف سمح أبوك بك ؟ وجعلخخك مخخع هخخؤلء النواصخخب ؟ وكيخخف‬
‫اتفق لزوجك مخالفة أهله حتى ترفضهم ؟ فقالت‪ :‬يا أيها المقرئ إن له حكاية‬
‫عجيبة إذا سمعها أهل الدب حكموا أنها من العجب‪ ،‬قلخخت‪ :‬ومخخا هخخي ؟ قخخال‪:‬‬
‫سله عنها سيخبرك‪ .‬قال الشيخ‪ :‬فلما حضرنا عنده قلت له‪ :‬يا محمود ما الذي‬
‫أخرجك عن ملة أهلك‪ ،‬وأدخلك مع الشخخيعة ؟ فقخخال‪ :‬يخخا شخخيخ لمخخا اتضخخح لخخي‬
‫الحق تبعته‪ ،‬اعلم أنه قد جرت عادة أهل الفرس )‪ (1‬أنهخخم إذا سخخمعوا بخخورود‬
‫القوافخخل عليهخخم‪ ،‬خرجخخوا يتلقخخونهم‪ ،‬فخخاتفق أنخخا سخخمعنا بخخورود قافلخخة كخخبيرة‪،‬‬
‫فخرجت ومعخخي صخخبيان كخخثيرون وأنخخا إذ ذاك صخخبي مراهخخق‪ ،‬فاجتهخخدنا فخخي‬
‫طلب القافلة‪ ،‬بجهلنا‪ ،‬ولخم نفكخر فخي عاقبخة المخر‪ ،‬وصخرنا كلمخا انقطخع منخا‬
‫صبي من التعب خلوه إلى الضعف‪ ،‬فضللنا عن الطريق‪ ،‬ووقعنا فخخي واد لخخم‬
‫نكن نعرفه‪ ،‬وفيه شوك‪ ،‬وشجر ودغل‪ ،‬لم نر مثله قط فأخذنا في السير حخختى‬
‫عجزنا وتدلت ألسنتنا علخخى صخخدورنا مخخن العطخخش‪ ،‬فأيقنخخا بخخالموت‪ ،‬وسخخقطنا‬
‫لوجوهنا‪ .‬فبينما نحن كذلك إذا بفارس على فرس أبيض‪ ،‬قد نخخزل قريبخخا منخخا‪،‬‬
‫وطرح مفرشا لطيفا لخخم نخخر مثلخخه تفخخوح منخخه رائحخخة طيبخخة‪ ،‬فالتفتنخخا إليخخه وإذا‬
‫بفارس آخر على فخخرس أحمخخر عليخخه ثيخخاب بيخخض‪ ،‬وعلخخى رأسخخه عمامخخة لهخخا‬
‫ذؤابتان‪ ،‬فنزل على ذلك المفرش ثم قام فصلى بصخاحبه‪ ،‬ثخم جلخس للتعقيخب‪.‬‬
‫فالتفت إلي وقال‪ :‬يا محمود ! فقلت‪ :‬بصوت ضعيف لبيك يا سيدي‪ ،‬قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬الظاهر أنه بالفتح‪ ،‬موضع للهذيل أو بلد من بلدانهم كما في القخخاموس منخخه رحمخخه‬
‫ال‪ .‬أقول‪ :‬بل هخخو بالضخخم لمخخا سخخبق قبخخل أسخخطر مخخن قخخوله " وأهخخل فخخارس‬
‫مشهورون بشدة التسنن النصب والعداوة "‪.‬‬

‫]‪[204‬‬

‫ادن مني‪ ،‬فقلت‪ :‬ل أستطيع )‪ (1‬لما بي من العطش والتعب‪ ،‬قال‪ :‬ل بأس عليخخك‪ .‬فلمخخا‬
‫قالها حسبت كأن قد حدث في نفسي روح متجددة‪ ،‬فسخعيت إليخه حبخوا فمخر )‬
‫‪ (2‬يده على وجهي وصدري ورفعها إلخخى حنكخخي فخخرده حخختى لصخخق بالحنخخك‬
‫العلى ودخل لساني في فمي‪ ،‬وذهب ما بي‪ ،‬وعدت كما كنت أول‪ .‬فقال‪ :‬قخخم‬
‫وائتني بحنظلة من هذا الحنظل وكأن في الوادي حنظل كخخثير فخخأتيته بحنظلخخة‬
‫كبيرة فقسمها نصفين‪ ،‬وناولنيها وقال‪ :‬كل منها فأخذتها منه‪ ،‬ولخخم اقخخدم علخخى‬
‫مخالفته وعندي )‪ (3‬أمرني أن آكل الصبر لما أعهد من مرارة الحنظخخل فلمخخا‬
‫ذقتها فإذا هي أحلى من العسل‪ ،‬وأبرد من الثلخخج‪ ،‬وأطيخخب ريحخخا مخخن المسخخك‬
‫شبعت ورويخخت‪ .‬ثخخم قخخال لخخي‪ :‬ادع صخخاحبك‪ ،‬فخخدعوته‪ ،‬فقخخال بلسخخان مكسخخور‬
‫ضعيف‪ :‬ل أقدر على الحركة‪ ،‬فقخال لخه‪ :‬قخم ل بخأس عليخك فأقبخل إليخه حبخوا‬
‫وفعل معه كما فعل معي ثم نهض ليركب‪ ،‬فقلنخخا بخخال عليخخك يخخا سخخيدنا إل مخخا‬
‫أتممت علينا نعمتك‪ ،‬وأوصلتنا إلى أهلنا‪ ،‬فقال‪ :‬ل تعجلوا وخط حولنا برمحه‬
‫خطة‪ ،‬وذهب هو وصاحبه فقلت لصخخاحبي‪ :‬قخخم بنخخا حخختى نقخخف بخخازاء الجبخخل‬
‫ونقع على الطريق‪ ،‬فقمنا وسرنا وإذا بحائط في وجوهنا فأخذنا في غير تلخخك‬
‫الجهة فإذا بحائط آخر‪ ،‬وهكذا من أربع جوانبنا‪ .‬فجلسخخنا وجعلنخخا نبكخخي علخخى‬
‫أنفسنا ثم قلت لصاحبي‪ :‬ائتنا من هذا الحنظل لنأكله‪ ،‬فأتى به فإذا هو أمر من‬
‫كل شئ‪ ،‬وأقبح‪ ،‬فرمينا به‪ ،‬ثم لبثنا هنيئة وإذا قخخد اسخختدار مخخن الخخوحش مخخا ل‬
‫يعلم إل ال عدده‪ ،‬وكلما أرادوا القرب منا منعهم ذلك الحائط‪ ،‬فإذا ذهبوا زال‬
‫الحائط‪ ،‬وإذا عادوا عاد‪ .‬قال‪ :‬فبتنا تلك الليلة آمنيخخن حخختى أصخخبحنا‪ ،‬وطلعخخت‬
‫الشمس واشتد الحر‬
‫)‪ (1‬هذا هو الظاهر‪ ،‬والنسخة " لم استطع "‪ .‬منخخه رحمخخه الخخ‪ (2) .‬فخخأمر ظ‪ (3) .‬أي‬
‫وعندي من العقيدة والنظر أنه أمرني أن آكل الصبر‪.‬‬

‫]‪[205‬‬

‫وأخذنا العطش فجزعنا أشد الجزع‪ ،‬وإذا بالفارسين قد أقبل وفعل كمخخا فعل بخخالمس‪،‬‬
‫فلما أرادا مفارقتنا قلنا لخخه‪ :‬بخخال عليخخك إل أوصخخلتنا إلخخى أهلنخخا‪ ،‬فقخخال‪ :‬ابشخخرا‬
‫فسيأتيكما من يوصلكما إلى أهليكما ثم غابا‪ .‬فلما كخان آخخخر النهخخار إذا برجخخل‬
‫من فراسنا‪ ،‬ومعه ثلث أحمرة‪ ،‬قد أقبل ليحتطب فلما رآنا ارتاع منا وانهزم‪،‬‬
‫وترك حميخره فصخحنا إليخه باسخمه‪ ،‬وتسخخمينا لخه فرجخخع وقخال‪ :‬يخخا ويلكمخا إن‬
‫أهاليكما قد أقاموا عزاءكما‪ ،‬قوما ل حاجة لي في الحطب‪ ،‬فقمنا وركبنا تلخخك‬
‫الحمرة‪ ،‬فلما قربنا من البلد‪ ،‬دخل أمامنا‪ ،‬وأخبر أهلنا ففرحخخوا فرحخخا شخخديدا‬
‫وأكرموه وأخلعوا عليه‪ .‬فلما دخلنا إلى أهلنا سألونا عن حالنا‪ ،‬فحكينا لهم بمخخا‬
‫شاهدناه‪ ،‬فكذبونا وقالوا‪ :‬هو تخييل لكم من العطش‪ .‬قال محمخخود‪ :‬ثخخم أنسخخاني‬
‫الدهر حتى كأن لم يكن‪ ،‬ولم يبق على خاطري شئ منه حتى بلغخخت عشخخرين‬
‫سنة‪ ،‬وتزوجت وصرت أخرج في المكاراة ولم يكن في أهلي أشد مني نصبا‬
‫لهل اليمان‪ ،‬سيما زوار الئمة عليهم السلم بسخخر مخخن رأى فكنخخت أكريهخخم‬
‫الدواب بالقصد لذيتهم بكل ما أقدر عليه من السرقه وغيرها وأعتقد أن ذلخخك‬
‫مما يقربني إلى ال تعالى‪ .‬فاتفق أني كريت دوابي مرة لقوم من أهخخل الحلخخة‪،‬‬
‫وكانوا قادمين إلى الزيارة منهم ابن السهيلي وابن عرفة وابن حخخارب‪ ،‬وابخخن‬
‫الزهدري‪ ،‬وغيرهم من أهل الصلح‪ ،‬ومضيت إلى بغداد‪ ،‬وهخخم يعرفخخون مخا‬
‫أنا عليه من العناد‪ ،‬فلما خلوا بي من الطريق وقد امتلؤا علي غيظا وحنقا لم‬
‫يتركوا شيئا من القبيح إل فعلوه بي وأنا ساكت ل أقدر عليهخخم لكخخثرتهم‪ ،‬فلمخخا‬
‫دخلنا بغداد ذهبوا إلى الجانب الغربي فنزلوا هنخخاك‪ ،‬وقخخد امتل فخخؤادي حنقخخا‪.‬‬
‫فلما جاء أصحابي قمت إليهم‪ ،‬ولطمت على وجهخخي وبكيخخت‪ ،‬فقخخالوا‪ :‬مالخخك ؟‬
‫وما دهاك ؟ فحكيت لهم ما جخخرى علخخي مخخن اولئك القخخوم‪ ،‬فأخخخذوا فخخي سخخبهم‬
‫ولعنهم وقالوا‪ :‬طب نفسا فانا نجتمع معهم فخخي الطريخخق إذا خرجخخوا‪ ،‬ونصخخنع‬
‫بهم أعظم‬

‫]‪[206‬‬

‫مما صنعوا‪ .‬فلما جن الليل‪ ،‬أدركتني السعادة‪ ،‬فقلت في نفسخخي‪ :‬إن هخخؤلء الرفضخخة ل‬
‫يرجعون عن دينهم‪ ،‬بل غيرهم إذا زهد يرجع إليهخم‪ ،‬فمخا ذلخك إل لن الحخق‬
‫معهم فبقيت مفكرا في ذلك‪ ،‬وسألت ربي بنبيه محمد صلى ال عليخخه وآلخخه أن‬
‫يريني في ليلتي علمة أستدل بها علخى الحخق الخذي فرضخه الخ تعخالى علخخى‬
‫عباده‪ .‬فأخذني النوم فإذا أنا بالجنة قخخد زخرفخخت‪ ،‬فخخإذا فيهخخا أشخخجار عظيمخخة‪،‬‬
‫مختلفخخة اللخخوان والثمخخار‪ ،‬ليسخخت مثخخل أشخخجار الخخدنيا‪ ،‬لن أغصخخانها مخخدلة‪،‬‬
‫وعروقها إلى فوق‪ ،‬ورأيت أربعة أنهخخار‪ :‬مخن خمخخر‪ ،‬ولبخن‪ ،‬وعسخل‪ ،‬ومخاء‪،‬‬
‫وهي تجري وليس لهخا جخرف )‪ (1‬بحيخث لخو أرادت النملخة أن تشخرب منهخا‬
‫لشربت‪ ،‬ورأيت نساء حسنة الشكال ورأيت قومخخا يخخأكلون مخخن تلخخك الثمخخار‪،‬‬
‫ويشربون من تلك النهار‪ ،‬وأنا ل أقدر على ذلك‪ ،‬فكلما أردت أن أتناول مخن‬
‫الثمار‪ ،‬تصعد إلى فوق‪ ،‬وكلما هممت أن أشرب من تلك النهار‪ ،‬تغخخور إلخخى‬
‫تحت فقلت للقوم‪ :‬ما بالكم تأكلون وتشربون ؟ وأنا ل اطيق ذلك ؟ فقالوا‪ :‬إنك‬
‫ل تأتي إلينا بعد‪ .‬فبينا أنا كذلك وإذا بفوج عظيخخم‪ ،‬فقلخخت‪ :‬مخخا الخخخبر ؟ فقخخالوا‪:‬‬
‫سخخيدتنا فاطمخخة الزهخخراء عليهخخا السخخلم قخخد أقبلخخت‪ ،‬فنظخخرت فخخإذا بخخأفواج مخخن‬
‫الملئكة على أحسن هيئة‪ ،‬ينزلون من الهواء إلى الرض‪ ،‬وهم خافون بهخخا‪،‬‬
‫فلما دنت وإذا بالفارس الذي قخخد خلصخخنا مخخن العطخخش باطعخخامه لنخخا الحنظخخل‪،‬‬
‫قائما بين يدي فاطمة عليها السلم فلما رأيته عرفته‪ ،‬وذكخخرت تلخخك الحكايخخة‪،‬‬
‫وسمعت القوم يقولون‪ :‬هذا م ح م د بخخن الحسخخن القخخائم المنتظخخر‪ ،‬فقخخام النخخاس‬
‫وسلموا على فاطمة عليها السلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬الجرف بالضم وبضمتين ما تجرفته السيول‪ ،‬وأكلته مخخن الرض‪ ،‬ومنخخه المثخخل "‬
‫فلن يبنى على جرف هار‪ ،‬ل يدرى مخا ليخل مخن نهخار " وجمعخه أجخرف‪،‬‬
‫ويقال للجانب الذي أكلخه المخاء مخن حاشخية النهخر أيضخا‪ ،‬أو هخو بضخمتين‪،‬‬
‫فكأنه أراد أن تلك النهار كان لها جداول مستوية وكانت المياه تجري فيهخخا‬
‫مملوءة‪ ،‬بحيث لو أرادت النملة أن تشرب منها لشربت‪ ،‬ولم تقع فيها‪.‬‬

‫]‪[207‬‬

‫فقمت أنا وقلت‪ :‬السلم عليك يا بنت رسول ال‪ ،‬فقالت‪ :‬وعليك السلم يا محمخخود أنخخت‬
‫الذي خلصك ولدي هذا من العطش ؟ فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬يا سيدتي‪ ،‬فقالت‪ :‬إن دخلت‬
‫مع شيعتنا أفلحت‪ ،‬فقلت‪ :‬أنا داخل في دينك وديخخن شخخيعتك‪ ،‬مقخخر بإمامخخة مخخن‬
‫مضخخى مخخن بنيخخك‪ ،‬ومخخن بقخخي منهخخم‪ ،‬فقخخالت‪ :‬أبشخخر فقخخد فخخزت‪ .‬قخخال محمخخود‪:‬‬
‫فانتبهت وأنا أبكي‪ ،‬وقخخد ذهخخل عقلخخي ممخخا رأيخخت فانزعخخج أصخخحابي لبكخخائي‪،‬‬
‫وظنوا أنه مما حكيت لهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬طب نفسا فوال لننتقمن من الرفضة فسكت‬
‫عنهم حتى سكتوا‪ ،‬وسمعت المؤذن يعلن بالذان‪ ،‬فقمت إلى الجخخانب الغربخخي‬
‫ودخلت منزل اولئك الزوار‪ ،‬فسلمت عليهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬ل أهل ول سخخهل اخخخرج‬
‫عنا ل بارك ال فيك‪ ،‬فقلت‪ :‬إنخي قخد عخدت معكخم‪ ،‬ودخلخت عليكخم لتعلمخوني‬
‫معالم ديني‪ ،‬فبهتوا من كلمي‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬كذب‪ ،‬وقخال‪ :‬آخخرون جخاز أن‬
‫يصدق‪ .‬فسألولي عن سبب ذلك‪ ،‬فحكيت لهم ما رأيت‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن صدقت فانا‬
‫ذاهبون إلى مشهد المام موسى بن جعفر عليهما السلم‪ ،‬فخخامض معنخخا حخختى‬
‫نشيعك هناك فقلت‪ :‬سمعا وطاعخخة‪ ،‬وجعلخخت اقبخخل أيخخديهم وأقخخدامهم‪ ،‬وحملخخت‬
‫إخراجهم وأنا أدعو لهم حتى وصلنا إلى الحضرة الشريفة‪ ،‬فاستقبلنا الخخخدام‪،‬‬
‫ومعهم رجل علوي كان أكخخبرهم‪ ،‬فسخخلموا علخخى الخخزوار فقخخالوا لخخه‪ :‬افتخخح لنخخا‬
‫الباب حتى نزور سيدنا ومولنخخا‪ ،‬فقخخال‪ :‬حبخخا وكرامخخة‪ ،‬ولكخخن معكخخم شخخخص‬
‫يريد أن يتشيع‪ ،‬ورأيته فخخي منخخامي واقفخخا بيخخن يخخدي سخخيدتي فاطمخخة الزهخخراء‬
‫صلوات ال عليها‪ ،‬فقالت لي‪ :‬يأتيك غدا رجل يريد أن يتشيع فافتح لخخه البخخاب‬
‫قبخخل كخخل أحخخد‪ ،‬ولخخو رأيتخخه الن لعرفتخخه‪ .‬فنظخخر القخخوم بعضخخهم إلخخى بعخخض‬
‫متعجبين‪ ،‬فقالوا‪ :‬فشرع ينظر إلى واحد واحد فقال‪ :‬ال خ أكخخبر هخخذا وال خ هخخو‬
‫الرجل الذي رأيته ثم أخذ بيدي فقال القوم‪ :‬صدقت يا سخيد وبخررت‪ ،‬وصخدق‬
‫هذا الرجل بما حكاه‪ ،‬واستبشروا بأجمعهم وحمدوا ال تعالى ثخخم إنخخه أدخلنخخي‬
‫الحضرة الشريفة‪ ،‬وشخخيعني وتخخوليت وتخخبريت‪ .‬فلمخخا تخخم أمخخري قخخال العلخخوي‪:‬‬
‫وسيدتك فاطمة تقول لك‪ :‬سيلحقك بعض‬

‫]‪[208‬‬

‫حطام الدنيا فل تحفل به‪ ،‬وسخخيخلفه الخ عليخخك‪ ،‬وستحصخخل فخخي مضخخايق فاسخختغث بنخخا‬
‫تنجو‪ ،‬فقلت‪ :‬السمع‪ ،‬والطاعخخة‪ ،‬وكخخان لخخي فخخرس قيمتهخخا مائتخخا دينخخار فمخخاتت‬
‫وخلف ال علي مثلها‪ ،‬وأضعافها‪ ،‬وأصابني مضايق فندبتهم ونجوت‪ ،‬وفخخرج‬
‫ال عني بهم‪ ،‬وأنا اليوم اوالي من والهم‪ ،‬واعادي من عخاداهم‪ ،‬وأرجخو بهخم‬
‫حسن العاقبة‪ .‬ثم إني سعيت إلخخى رجخخل مخخن الشخخيعة‪ ،‬فزوجنخخي هخخذه المخخرءة‪،‬‬
‫وتركت أهلي فما قبلت أتزوج منهم‪ ،‬وهذا ما حكا لي في تاريخ شخخهر رجخخب‬
‫]سنة[ ثمان وثمانين وسخخبعمائة هجريخخة‪ ،‬والحمخخد لخ رب العخخالمين والصخخلة‬
‫على محمد وآله‪ .‬الحكاية الثانية قال السيد الجليخخل صخخاحب المقامخخات البخخاهرة‬
‫والكرامات الظاهرة رضي الدين علي بن طخخاوس فخخي كتخخاب غيخخاث سخخلطان‬
‫الورى على ما نقله عنه المحدث السترابادي في الفوائد المدنية في نسخخختين‬
‫كانت إحداهما بخط الفاضل الهندي ما لفظه‪ :‬يقول علي بن موسى بخخن جعفخر‬
‫بن طاوس‪ :‬كنت قد توجهت أنخخا وأخخخي الصخخالح محمخخد بخخن محمخخد بخخن محمخخد‬
‫القاضي الوي ضاعف ال سخخعادته‪ ،‬وشخخرف خخخاتمته مخخن الحلخخة إلخخى مشخخهد‬
‫مولنا أمير المؤمنين صلوات ال وسلمه عليه‪ ،‬في يوم الثلثخخاء سخخابع عشخخر‬
‫شهر جمادي الخرى سنة إحدى وأربعين وسخختمائة‪ ،‬فاختخخار الخ لنخخا المخخبيت‬
‫بالقرية التي تسخخمى دورة بخخن سخخنجار‪ ،‬وبخخات أصخخحابنا ودوابنخخا فخخي القريخخة‪،‬‬
‫وتوجهنا منها أوائل نهار يوم الربعاء ثامن عشر الشخخهر المخخذكور‪ .‬فوصخخلنا‬
‫إلى مشهد مولنا علي صخخلوات الخ وسخخلمه عليخخه قبخخل ظهخخر يخخوم الربعخخاء‬
‫المذكور‪ ،‬فزرنا وجاء الليل فخي ليلخة الخميخس تاسخع عشخر جمخادي الخخرى‬
‫المذكورة فوجدت من نفسي إقبال على ال‪ ،‬وحضورا وخيرا كثيرا فشخخاهدت‬
‫ما يدل على القبول والعناية والرأفة وبلوغ المأمول والضيافة‪ ،‬فحخخدثني أخخخي‬
‫الصالح محمد بن محمد الوي ضاعف ال سعادته أنه رأى في تلك الليلة في‬
‫منامه كأن في يدي لقمة وأنا أقول له‪ :‬هذه من فم مولنا المهدي عليخه السخلم‬
‫وقد أعطيته بعضها‪.‬‬
‫]‪[209‬‬

‫فلما كان سحر تلك الليلة‪ ،‬كنت على ما تفضل ال به من نافلخخة الليخخل فلمخخا أصخخبحنا بخخه‬
‫من نهار الخميس المذكور‪ ،‬دخلت الحضرة حضرة مولنا علي صلوات الخخ‬
‫عليه على عادتي‪ ،‬فورد علي من فضل ال وإقباله والمكاشفة‪ ،‬ما كدت أسقط‬
‫علخخى الرض‪ ،‬ورجفخخت أعضخخائي واقخخدامي‪ ،‬وارتعخخدت رعخخدة هائلخخة‪ ،‬علخخى‬
‫عوائد فضله عندي وعنايته لي‪ ،‬وما أرانخخي مخن بخخره لخخي ورفخخدي‪ ،‬وأشخرفت‬
‫على الفناء ومفارقة دار الفناء والنتقال إلى دار البقاء‪ ،‬حخختى حضخخر الجمخخال‬
‫محمد بن كنيلة‪ ،‬وأنا في تلك الحال فسلم علي فعجخخزت عخخن مشخخاهدته‪ ،‬وعخخن‬
‫النظر إليه‪ ،‬وإلى غيره‪ ،‬وما تحققته بخخل سخخألت عنخخه بعخخد ذلخخك‪ ،‬فعرفخخوني بخخه‬
‫تحقيقا وتجددت في تلك الزيارة مكاشفات جليلة‪ ،‬و بشارات جميلخخة‪ .‬وحخخدثني‬
‫أخي الصالح محمد بخخن محمخخد بخخن محمخخد الوي ضخخاعف الخ سخخعادته‪ ،‬بعخخدة‬
‫بشارات رواها لي منها أنه رأى كأن شخصخخا يقخص عليخخه فخخي المنخخام منامخخا‪،‬‬
‫ويقول له‪ :‬قد رأيت كأن فلنا ‪ -‬يعني عني ‪ (1) -‬وكخخأنني كنخخت حاضخخرا لمخخا‬
‫كخخان المنخخام يقخخص عليخخه ‪ -‬راكخخب فرسخخا وأنخخت يعنخخي الخ الصخخالح الوي‪،‬‬
‫وفارسان آخران قد صعدتم جميعا إلى السماء قال‪ :‬فقلت له‪ :‬أنت تخخدري أحخخد‬
‫الفارسين من هو ؟ فقال صاحب المنام في حال النوم ل أدري‪ ،‬فقلت‪ :‬أنخخت ‪-‬‬
‫يعني عني ‪ -‬ذلك مولنا المهخخدي صخخلوات الخ وسخخلمه عليخخه‪ .‬وتوجهنخخا مخخن‬
‫هناك لزيارة أول رجب بالحلخة‪ ،‬فوصخلنا ليلخة الجمعخخة‪ ،‬سخابع عشخخر جمخادى‬
‫الخرة بحسب الستخارة‪ ،‬فعرفني حسن بن البقلي يوم الجمعة المخخذكورة أن‬
‫شخصا فيه صلح يقال له‪ :‬عبد المحسن‪ ،‬من أهل السخخواد قخخد حضخخر بالحلخخة‬
‫وكر أنه قد لقيه مولنا المهخخدي صخخلوات الخ عليخخه ظخخاهرا فخخي اليقظخخة‪ ،‬وقخخد‬
‫أرسله إلى عندي برسالة‪ ،‬فنفذت قاصدا وهو محفخخوظ بخخن قخخرا فحضخخرا ليلخخة‬
‫السبت ثامن عشر من جمادي الخرة المقدم ذكرها‪.‬‬

‫)‪ (1‬قد تكرر في الحكاية قوله " يعنى عنخخى " وأمثخخاله‪ ،‬وهخخي مخخن لغخخة أهخخل العخخراق‪:‬‬
‫المولدين‪ ،‬وكانه يستعمل " يعني " بمعنى " يكنى " أي يكنى بفلن عني‪.‬‬

‫]‪[210‬‬

‫فخلوت بهذا الشيخ عبد المحسن‪ ،‬فعرفته فهو رجل صالح‪ ،‬ل يشك النفس فخخي حخخديثه‪،‬‬
‫ومستغن عنا‪ ،‬وسألته فذكر أن أصله من حصن بشر وأنه انتقل إلى الخخدولب‬
‫الذي بازاء المحولة المعروفة بالمجاهدية‪ ،‬ويعرف الدولب بابن أبي الحسخخن‬
‫وأنه مقيم هناك‪ ،‬وليس له عمل بالخدولب ول زرع‪ ،‬ولكنخه تخاجر فخي شخراء‬
‫غليلت وغيرها‪ ،‬وأنه كان قد ابتاع غلة من ديوان السرائر وجخخاء ليقبضخخها‪،‬‬
‫وبات عند المعيدية في المواضع المعروفة بخالمحبر‪ .‬فلمخا كخان وقخت السخحر‬
‫كره استعمال ماء المعيدية‪ ،‬فخرج بقصد النهخخر‪ ،‬والنهخخر فخخي جهخخة المشخخرق‪،‬‬
‫فما أحس بنفسه إل وهو في قل السلم‪ ،‬في طريق مشهد الحسين عليه السلم‪،‬‬
‫في جهة المغرب‪ ،‬وكان ذلك ليلة الخميس تاسع عشخخر شخخهر جمخخادي الخخخرة‬
‫من سنة إحدى وأربعين وستمائة التي تقدم شرح بعخخض مخخا تفضخخل الخ علخخي‬
‫فيها وفي نهارها في خدمة مولنا أمير المؤمنين عليه السلم‪ .‬فجلسخخت اريخخق‬
‫ماء وإذا فارس عنخخدي مخخا سخخمعت لخخه حسخخا‪ ،‬ول وجخخدت لفرسخخه حركخخة‪ ،‬ول‬
‫صوتا‪ ،‬وكان القمر طالعا‪ ،‬ولكن كان الضباب كثيرا )‪ .(1‬فسألته عن الفارس‬
‫وفرسه‪ ،‬فقال‪ :‬كان لون فرسه صدءا وعليه ثياب بيض وهو متحنخخك بعمامخخة‬
‫ومتقلد بسيف‪ .‬فقال الفارس لهذا الشيخ عبد المحسن‪ :‬كيف وقت الناس ؟ قخخال‬
‫عبد المحسن‪ :‬فظننت أنه يسأل عن ذلك الوقت‪ ،‬قال‪ :‬فقلت الدنيا عليه ضباب‬
‫وغبرة‪ ،‬فقال‪ :‬ما سألتك عن هذا أنا سألتك عن حال الناس‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬الناس‬
‫طيبين مرخصين آمنين في أوطانهم وعلى أمخخوالهم‪ .‬فقخخال‪ :‬تمضخخي إلخخى ابخخن‬
‫طاوس‪ ،‬وتقول له كذا وكذا‪ ،‬وذكر لي ما قال صلوات ال عليخخه ثخخم قخخال عنخخه‬
‫عليه السلم‪ :‬فالوقت قد دنا‪ ،‬فالوقت قد دنا‪ ،‬قال عبد المحسن فوقخخع فخخي قلخخبي‬
‫وعرفت نفسي أنه مولنا صاحب الزمان عليه السلم فوقعت على وجهي‬

‫)‪ (1‬الضخخباب‪ :‬نخخدى كالغبخخار يغشخخى الرض وقيخخل سخخحاب رقيخخق كالخخدخان‪ ،‬يقخخال لخخه‬
‫بالفارسية " مه "‪.‬‬

‫]‪[211‬‬

‫وبقيت كذلك مغشيا علي إلى أن طلع الصبح‪ ،‬قلت له‪ :‬فمن أين عرفخخت أنخخه قصخخد ابخخن‬
‫طاوس عني ؟ )‪ (1‬قال‪ :‬ما أعرف من بني طاوس إل أنت‪ ،‬وما في قلخخبي إل‬
‫انه قصد بالرسالة إليك‪ ،‬قلت‪ :‬أي شئ فهمت بقوله عليه السلم " فخخالوقت قخخد‬
‫دنا فالوقت قد دنا " هل قصد وفاتي قد دنا أم قد دنا وقت ظهوره صلوات ال‬
‫وسخخلمه عليخخه ؟ فقخخال‪ :‬بخخل قخخد دنخخا وقخخت ظهخخوره صخخلوات الخ عليخخه‪ .‬قخخال‪:‬‬
‫فتوجهت ذلك الوقت )‪ (2‬إلى مشهد الحسين عليه السلم وعزمت أننخخي ألخخزم‬
‫بيتي مدة حياتي أ عبد ال تعالى‪ ،‬وندمت كيف ما سألته صلوات ال عليه عن‬
‫أشياء كنت أشتهي أسأله فيها‪ .‬قلت لخخه‪ :‬هخخل عرفخخت بخخذلك أحخخدا ؟ قخخال‪ :‬نعخخم‪،‬‬
‫عرفت بعض من كان عرف بخروجي من المعيدية‪ ،‬وتوهموا أني قد ضخخللت‬
‫وهلكت بتأخيري عنهم‪ ،‬واشتغالي بالغشية التي وجدتها‪ ،‬ولنهم كانوا يروني‬
‫طول ذلك النهار يوم الخميس في أثر الغشية التي لقيتها من خوفي منخخه عليخخه‬
‫السلم فوصيته أن ل يقول ذلك لحخخد أبخخدا‪ ،‬وعرضخخت عليخخه شخخيئا فقخخال‪ :‬أنخخا‬
‫مستغن عن الناس وبخير كثير‪ .‬فقمت أنا وهو فلما قام عني نفخخذت لخخه غطخخاء‬
‫وبات عندنا في المجلس على باب الدار التي هي مسكني الن بالحلة‪ ،‬فقمخخت‬
‫وكنت أنا وهو في الروشخخن )‪ (3‬فخخي خلخخوة‪ ،‬فنزلخخت لنخخام فسخخألت الخ زيخخادة‬
‫كشف في المنام فخخي تلخخك الليلخخة أراه أنخخا‪ .‬فرأيخخت كخخأن مولنخخا الصخخادق عليخخه‬
‫السلم قخخد جخاءني بهديخخة عظيمخخة‪ ،‬وهخخي عنخخدي وكخخأنني مخخا أعخخرف قخخدرها‪،‬‬
‫فاستيقظت وحمدت ال‪ ،‬وصعدت الروشن لصلة نافلة‬

‫)‪ (1‬هكذا في النسخة والصحيح " قصدني عن ابن طاوس " منه رحمه ال‪ ،‬أقول‪ :‬قخخد‬
‫عرفت أن ناقل الحكاية من أهل السخخواد‪ ،‬فخخإذا عخخدى " عنخخى " و " قصخخد "‬
‫بعن الجخارة يضخخمنه معنخخى الكنايخخة كخخانه قخال " كنخخى بخابن طخخاوس عنخخى "‬
‫ومعناه على لغته ظاهر‪ (2) .‬اليوم‪ ،‬خ‪ (3) .‬الروشن‪ :‬أصخلها فارسخخية‪ ،‬قخال‬
‫الفيروز آبادي‪ " :‬الروشخخن‪ :‬الكخخوة " لكخخن المخخراد بقرينخخة مخخا بعخخده‪ :‬الغرفخخة‬
‫المشرفة‪.‬‬

‫]‪[212‬‬

‫الليل‪ ،‬وهي ليلة السبت ثامن عشر جمادي الخرة فأصعد فتح )‪ (1‬البريق إلى عندي‬
‫فمددت يدي فلزمت عروته لفرغ على كفي فأمسك ماسك فم البريق وأداره‬
‫عني ومنعني من استعمال الماء في طهارة الصلة‪ ،‬فقلت‪ :‬لعخخل المخخاء نجخخس‬
‫فأراد ال أن يصونني عنه فإن ل عزوجل علي عوائد كثيرة أحدها مثخخل هخخذا‬
‫وأعرفها‪ .‬فناديت إلى فتح‪ ،‬وقلت‪ :‬من أين ملت البريق ؟ فقال‪ :‬من المصبة‬
‫)‪ (2‬فقلت‪ :‬هذا لعله نجس فاقلبه واطهره )‪ (3‬وامله من الشط فمضخخى وقلبخخه‬
‫وأنا أسمع صوت البريق وشطفه ومله من الشط‪ ،‬وجاء به فلزمخخت عروتخخه‬
‫وشرعت اقلب منه على كفي فأمسك ماسك فم البريق وأداره عنخخي ومنعنخخي‬
‫منه‪ .‬فعدت وصبرت‪ ،‬ودعوت بدعوات‪ ،‬وعاودت البريق وجرى مثل ذلك‪،‬‬
‫فعرفت أن هذا منع لي من صلة الليل تلك الليلة‪ ،‬وقلت في خاطري‪ :‬لعل ال‬
‫يريد أن يجري علي حكما وابتلء غدا ول يريد أن أدعخو الليلخة فخي السخلمة‬
‫من ذلك‪ ،‬وجلست ل يخطر بقلبي غير ذلخخك‪ .‬فنمخخت وأنخخا جخالس‪ ،‬وإذا برجخخل‬
‫يقول لي‪ - :‬يعني عبد المحسن الذي جاء بالرسالة ‪ -‬كأنه ينبغي أن تمشي بين‬
‫يديه‪ ،‬فاستيقظت ووقع في خاطري أنني قد قصخخرت فخخي احخخترامه وإكرامخخه‪،‬‬
‫فتبت إلى ال جل جلله‪ ،‬واعتمدت ما يعتمد التائب من مثخخل ذلخخك‪ ،‬وشخخرعت‬
‫في الطهخخارة فلخخم يمسخخك أبخخدا ]فخخم[ البريخخق وتركخخت علخخى عخخادتي فتطهخخرت‬
‫وصليت ركعتين فطلع الفجر فقضيت نافلة الليل‪ ،‬وفهمت أنني ما قمت بحخخق‬
‫هذه الرسالة‪ .‬فنزلت إلى الشيخ عبد المحسخخن‪ ،‬وتلقيتخخه وأكرمتخخه‪ ،‬وأخخخذت لخخه‬
‫من خاصتي‬

‫)‪ (1‬فتح‪ :‬اسم غلمه‪ .‬منه رحمه ال‪ (2) .‬في الصل المطبوع‪ :‬المسببة‪ ،‬بالسين وهخخو‬
‫تصحيف‪ (3) .‬في نسخة الفاضل الهنخخدي‪ " :‬فاشخخطفه " وهخخو الصخخح لغخخة‪،‬‬
‫وبقرينة ما يأتي‪ ،‬منه رحمه ال‪ .‬أقخول‪ :‬الشخطف‪ :‬الغسخل‪ ،‬وهخي لغخة سخواد‬
‫أهل العراق‪ ،‬ليست بأصيلة‪.‬‬
‫]‪[213‬‬

‫ستانير )‪ (1‬ومن غير خاصتي خمسخة عشخر دينخارا ممخا كنخت أحكخم فيخه كمخالي ) ‪(2‬‬
‫وخلوت به في الروشن‪ ،‬وعرضت ذلخخك عليخخه‪ ،‬واعتخخذرت إليخخه‪ ،‬فخخامتنع مخخن‬
‫قبول شئ أصل‪ ،‬وقال‪ :‬إن معي نحو مائة دينار ومخخا آخخخذ شخخيئا‪ ،‬أعطخخه لمخخن‬
‫هو فقير‪ ،‬وامتنع غاية المتناع‪ .‬فقلت‪ :‬إن رسول مثله عليه الصلة والسخخلم‪،‬‬
‫يعطى لجل الكرام لمخخن أرسخخله ل لجخخل فقخخره وغنخخاه‪ ،‬فخخامتنع‪ ،‬فقلخخت لخخه "‬
‫مبارك " أما الخمسة عشر‪ ،‬فهي من غير خاصتي‪ ،‬فل اكرهك على قبولهخخا‪،‬‬
‫وأما هذه الستة دنانير فهي من خاصتي فل بد أن تقبلها مني فكاد أن يؤيسخخني‬
‫من قبولها‪ ،‬فألزمته فأخذها‪ ،‬وعاد تركها‪ ،‬فألزمته فأخذها‪ ،‬وتغديت أنا وهخخو‪،‬‬
‫ومشيت بين يديه كما امرت في المنام إلى ظخخاهر الخخدار وأوصخخيته بالكتمخخان‪،‬‬
‫والحمد ل وصلى ال علخخى سخخيد المرسخخلين محمخخد وآلخخه الطخخاهرين‪ .‬الحكايخخة‬
‫الثالثة في آخر كتاب في التعخازي عخن آل محمخد عليهخم السخلم ووفخاة النخبي‬
‫صلى ال عليه وآله تأليف الشريف الزاهد أبي عبخخد الخ محمخخد بخخن علخخي بخخن‬
‫الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسيني رضخخي الخ عنخخه عخخن الجخخل العخخالم‬
‫الحافظ‪ ،‬حجة السلم‪ ،‬سعيد بن أحمد بن الرضي عن الشيخ الجخخل المقخخرئ‬
‫خطير الدين حمزة بخخن المسخخيب بخخن الحخخارث أنخخه حكخخى فخخي داري بالظفريخخة‬
‫بمدينة السلم في ثامن عشر شهر شعبان سنة أربع وأربعين وخمسمائة قال‪:‬‬
‫حدثني شيخي العخخالم ابخخن أبخخي القاسخخم )‪ (3‬عثمخخان بخن عبخد البخخاقي بخن احمخد‬
‫الدمشقي في سابع عشر جمادى الخرة مخخن سخخنة ثلث وأربعيخخن وخمسخخمائة‬
‫قال‪ :‬حدثني الجل‬

‫)‪ (1‬ستانير‪ ،‬كذا في النسخ والظخخاهر انخخه مخفخخف " سخختة دنخخانير " كخخذا بخخخط المؤلخخف‬
‫رحمه ال‪ ،‬أقول‪ :‬بل هو مقطوع لما يأتي بعخخده مخخن التصخخريح بخخذلك‪ ،‬وهخخو‬
‫مثل قولهم " ستى " مخفخخف " سخخيدتي "‪ (2) .‬أي مثخخل مخخالي‪ (3) .‬كخخذا فخخي‬
‫نسخة كشكول المحدث البحراني‪ ،‬منه رحمه ال‪.‬‬

‫]‪[214‬‬

‫العالم الحجة كمال الدين أحمد بن محمد بن يحيى النبخاري بخداره بمدينخة السخلم ليلخة‬
‫عاشر شهر رمضان سنة ثلث وأربعين وخمسخخمائة‪ .‬قخخال‪ :‬كنخخا عنخخد الخخوزير‬
‫عون الدين يحيى بن هبيرة في رمضان بالسخخنة المقخخدم ذكرهخخا‪ ،‬ونحخخن علخخى‬
‫طبقة‪ ،‬وعنده جماعة‪ ،‬فلما أفطخخر مخخن كخخان حاضخخرا وتقخخوض )‪ (1‬أكخخثر مخخن‬
‫حضخخر خاصخخرا‪ (2) ،‬أردنخخا النصخخراف‪ ،‬فأمرنخخا بالتمسخخي عنخخده‪ ،‬فكخخان فخخي‬
‫مجلسه في تلك الليلخخة شخخخص ل أعرفخخه‪ ،‬ولخخم أكخخن رأيتخخه مخخن قبخخل‪ ،‬ورأيخخت‬
‫الخوزير يكخثر إكرامخه‪ ،‬ويقخرب مجلسخه‪ ،‬ويصخغي إليخه‪ ،‬ويسخمع قخوله‪ ،‬دون‬
‫الحاضرين‪ .‬فتجارينا الحديث والمخخذاكرة‪ ،‬حخختى أمسخخينا وأردنخخا النصخخراف‪،‬‬
‫فعرفنا بعض أصحاب الوزير أن الغيث ينزل‪ ،‬وأنه يمنع من يريد الخخخروج‪،‬‬
‫فأشار الوزير أن نمسي عنده فأخذنا نتحادث‪ ،‬فأفضى الحخخديث حخختى تحادثنخخا‬
‫في الديان والمذاهب ورجعنا إلى دين السلم‪ ،‬وتفخخرق المخخذاهب فيخخه‪ .‬فقخخال‬
‫الوزير‪ :‬أقل طائفة مذهب الشيعة‪ ،‬وما يمكن أن يكون أكثر منهخخم فخخي خطتنخخا‬
‫هذه‪ ،‬وهم القل من أهلهخخا‪ ،‬وأخخخذ يخخذم أحخخوالهم‪ ،‬ويحمخخد الخ علخخى قتلهخخم فخخي‬
‫أقاصي الرض‪ .‬فالتفت الشخص الذي كان الوزير مقبل عليه‪ ،‬مصغيا إليخخه‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬أدام ال أيامك احخخدث بمخخا عنخخدي فيمخخا قخخد تفاوضخختم فيخخه أو أعخخرض‬
‫عنه‪ ،‬فصمت الوزير‪ ،‬ثم قال‪ :‬قل‪ :‬ما عندك‪ .‬فقخخال‪ :‬خرجخخت مخخع والخخدي سخخنة‬
‫اثنخختين وعشخخرين وخمسخخمائة‪ ،‬مخخن مخخدينتنا وهخخي المعروفخخة بالباهيخخة‪ ،‬ولهخخا‬
‫الرستاق الذي يعرفخخه التجخخار‪ ،‬وعخخدة ضخخياعها ألخخف ومائتخا ضخخيعة‪ ،‬فخخي كخخل‬
‫ضيعة من الخلق ما ل يحصي عددهم إل ال‪ ،‬وهم قوم نصارى‪ ،‬وجميع‬

‫)‪ (1‬يقال‪ :‬تقوض الحلق والصفوف‪ :‬انتقضت وتفرقت‪ (2) .‬فخخي الصخخل المطبخخوع‪" :‬‬
‫من حضر حاضرا " وهو تصحيف‪ ،‬والصحيح ما في الصلب ومعنخخاه أنخخه‪:‬‬
‫قام أكثر أهخخل المجلخخس وكخخل منهخخم وضخخع يخخده علخخى خاصخخرته‪ ،‬مخخن طخخول‬
‫الجلوس وكسالته‪.‬‬

‫]‪[215‬‬

‫الجزائر التي كخخانت حخخولهم‪ ،‬علخخى دينهخخم ومخخذهبهم‪ ،‬ومسخخير بلدهخخم وجزائرهخخم مخخدة‬
‫شهرين‪ ،‬وبينهم وبين البر مسير عشرين يوما وكل من في البر من العراب‬
‫وغيرهخخم نصخخارى وتتصخخل بالحبشخخة والنوبخخة‪ ،‬وكلهخخم نصخخارى‪ ،‬ويتصخخل‬
‫بالبربر‪ ،‬وهم على دينهم فان حخخد هخخذا كخخان بقخخدر كخخل مخخن فخخي الرض‪ ،‬ولخخم‬
‫نضف إليهم الفرنج والروم‪ .‬وغير خفي عنكم من بالشام والعخخراق والحجخخاز‬
‫من النصارى‪ ،‬واتفق أننا سرنا في البحر‪ ،‬وأوغلنا‪ ،‬وتعدينا الجهات التي كنخخا‬
‫نصل إليها‪ ،‬ورغبنا في المكاسب ولم نزل على ذلك حتى صرنا إلخخى جخخزائر‬
‫عظيمة كثيرة الشجار‪ ،‬مليحة الجدران فيها المدن الملدودة )‪ (1‬والرسخخاتيق‪.‬‬
‫وأول مدينة وصلنا إليها وارسي المراكب بها‪ ،‬وقد سألنا الناخداه أي شئ هذه‬
‫الجزيرة ؟ قال‪ :‬وال إن هذه جزيرة لم أصل إليها ول أعرفها‪ ،‬وأنا وأنتم فخخي‬
‫معرفتها سواء‪ .‬فلما أرسخينا بهخا‪ ،‬وصخعد التجخار إلخى مشخرعة تلخك المدينخة‪،‬‬
‫وسألنا ما اسمها ؟ فقيل هي المباركة‪ ،‬فسألنا عن سلطانهم وما اسمه ؟ فقالوا‪:‬‬
‫اسمه الطاهر‪ ،‬فقلنا وأين سرير مملكته فقيل بالزاهرة‪ ،‬فقلنا‪ :‬وأين الزاهخخرة ؟‬
‫فقالوا‪ :‬بينكم وبينها مسيرة عشر ليال في البحر‪ ،‬وخمسخخة وعشخخرين ليلخخة فخخي‬
‫البر‪ ،‬وهم قوم مسلمون‪ .‬فقلنا‪ :‬من يقبض زكخخاة مخخا فخخي المركخخب لنشخخرع فخخي‬
‫البيع والبتياع ؟ فقالوا‪ :‬تحضرون عند نائب السلطان‪ ،‬فقلنا‪ :‬وأيخخن أعخخوانه ؟‬
‫فقالوا‪ :‬ل أعوان له‪ ،‬بل هو في داره وكل من عليه حق يحضر عنده‪ ،‬فيسلمه‬
‫إليه‪ .‬فتعجبنا من ذلك‪ ،‬وقلنا‪ :‬أل تدلونا عليخخه ؟ فقخخالوا‪ :‬بلخخى‪ ،‬وجخخاء معنخخا مخخن‬
‫أدخلنا داره‪ ،‬فرأيناه رجل صالحا عليه عباءة‪ ،‬وتحته عبخخاءة وهخخو مفترشخخها‪،‬‬
‫وبين يديه دواة يكتب منها من كتاب ينظر إليه‪ ،‬فسلمنا عليه فرد علينا السلم‬
‫وحيانا و قال‪ :‬من أين أقبلتم ؟ فقلنا‪ :‬من أرض كذا وكذا‪ ،‬فقال‪ :‬كلكخخم ؟ فقلنخخا‪:‬‬
‫ل‪ ،‬بل‬

‫)‪ (1‬الملخخدودة‪ :‬معناهخخا أن تلخخك المخخدن قخخد جعلخخت فيهخخا لديخخدة كخخثيرة‪ :‬وهخخي الروضخخة‬
‫الخضراء الزهراء‪.‬‬

‫]‪[216‬‬

‫فينا المسلم واليهودي والنصراني‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخزن اليهخخودي جزيتخخه والنصخخراني جزيتخخه‪.‬‬
‫ويناظر المسلم عن مذهبه‪ .‬فوزن والدي عن خمس نفر نصارى‪ :‬عنه وعنخخي‬
‫وعن ثلثة نفر كانوا معنا ثم وزن تسعة نفر كانوا يهودا وقال للباقين‪ :‬هخخاتوا‬
‫مذاهبكم‪ ،‬فشرعوا معه في مذاهبهم‪ .‬فقال‪ :‬لسختم مسخلمين وإنمخا أنتخخم خخخوارج‬
‫وأموالكم محل للمسلم المؤمن‪ ،‬وليس بمسلم من لم يؤمن بال ورسوله واليوم‬
‫الخر وبالوصي والوصياء من ذريته حتى مولنا صاحب الزمان صخخلوات‬
‫ال عليهم‪ .‬فضاقت بهم الرض ولم يبق إل أخذ أموالهم‪ .‬ثم قخال لنخا‪ :‬يخا أهخخل‬
‫الكتاب ل معارضة لكم فيما معكم‪ ،‬حيخخث اخخخذت الجزيخخة منكخخم‪ ،‬فلمخخا عخخرف‬
‫اولئك أن أموالهم معرضة للنهخخب‪ ،‬سخخألوه أن يحتملهخخم إلخخى سخخلطانهم فأجخخاب‬
‫سؤالهم‪ ،‬وتل‪ " :‬ليهلك من هلك عن بينة ويحيخى مخن حخخي عخن بينخة "‪ .‬فقلنخخا‬
‫للناخداه والربان )‪ (1‬وهو الدليل‪ :‬هؤلء قوم قخد عاشخخرناهم وصخاروا رفقخخة‪،‬‬
‫وما يحسن لنا أن نتخلف عنهم أينما يكونوا نكون معهم‪ ،‬حتى نعلم مخخا يسخختقر‬
‫حالهم عليه ؟ فقال الربان‪ :‬وال ما أعلم هذا البحر أين المسير فيه‪ ،‬فأستأجرنا‬
‫ربانا ورجال‪ ،‬وقلعنا القلع )‪ (2‬وسرنا ثلثة عشر يوما بلياليها حتى كان قبخخل‬
‫طلوع الفجر‪ ،‬فكبر الربان فقال‪ :‬هذه وال أعلم الزاهخرة ومنائرهخا وجخدرها‬
‫إنها قد بانت‪ ،‬فسرنا حتى تضاحى النهخخار‪ .‬فقخخدمنا إلخخى مدينخخة لخخم تخخر العيخخون‬
‫أحسن منها ول أحق )‪ (3‬علخخى القلخخب‪ ،‬ول أرق مخخن نسخخيمها ول أطيخخب مخخن‬
‫هوائها‪ ،‬ول أعخخذب مخخن مائهخخا‪ ،‬وهخخي راكبخخة البحخخر‪ ،‬علخخى جبخخل مخخن صخخخر‬
‫أبيض‪ ،‬كأنه لون الفضة وعليها سور إلى ما يلي البحر‪ ،‬والبحر يحوط الخخذي‬
‫يليه منها‪ ،‬والنهار منحرفة في وسطها يشرب منها أهل الدور والسواق‬

‫)‪ (1‬الناخدا‪ ،‬مأخوذ من الفارسية ومعناه معروف والربان كرمان‪ :‬رئيس الملحين‪) .‬‬
‫‪ (2‬القلع‪ :‬شراع السفينة‪ ،‬وقلعنا‪ :‬أي رفعنا وأصلحنا الشراع لتسير السخخفينة‪.‬‬
‫)‪ (3‬أخف‪ ،‬خ‪.‬‬
‫]‪[217‬‬

‫وتأخخخذ منهخخا الحمامخخات وفواضخخل النهخخار ترمخخى فخخي البحخخر‪ ،‬ومخخدى النهخخار فرسخخخ‬
‫ونصف‪ ،‬وفي تحت ذلك الجبل بسخاتين المدينخة وأشخجارها‪ ،‬ومزارعهخا عنخد‬
‫العيون وأثمار تلك الشجار ل يرى أطيب منهخخا ول أعخخذب‪ ،‬ويرعخخى الخخذئب‬
‫والنعجة عيانا ولخخو قصخخد قاصخخد لتخليخخة دابخخة فخخي زرع غيخخره لمخخارعته‪ ،‬ول‬
‫قطعت قطعة حملخخه ولقخخد شخخاهدت السخخباع والهخخوام رابضخخة فخخي غيخخض تلخخك‬
‫المدينخخة‪ ،‬وبنخخو آدم يمخخرون عليهخخا فل تخخؤذيهم‪ .‬فلمخخا قخخدمنا المدينخخة وأرسخخى‬
‫المركب فيها‪ ،‬وما كان صحبنا من الشوابي و الذوابيح من المباركخخة بشخخريعة‬
‫الزاهرة‪ ،‬صعدنا فرأينا مدينخة عظيمخة عينخاء كخثيرة الخلخق‪ ،‬وسخيعة الربقخة‪،‬‬
‫وفيها السواق الكثيرة‪ ،‬والمعاش العظيم‪ ،‬وترد إليها الخلق من البر والبحخخر‪،‬‬
‫وأهلها على أحسن قاعخدة‪ ،‬ل يكخون علخى وجخه الرض مخن المخم والديخان‬
‫مثلهم وأمانتهم‪ ،‬حتى أن المتعيش بسوق يرده إليه مخخن يبتخخاع منخخه حاجخخة إمخخا‬
‫بالوزن أو بالذراع فيبايعه عليها ثم يقول‪ :‬أيا هخخذا زن لنفسخخك واذرع لنفسخخك‪.‬‬
‫فهذه صورة مبايعاتهم‪ ،‬ول يسمع بينهم لغخخو المقخخال‪ ،‬ول السخخفه ول النميمخخة‪،‬‬
‫ول يسب بعضهم بعضا‪ ،‬وإذا نادى المؤذن الذان‪ ،‬ل يتخلخخف منهخخم متخلخخف‬
‫ذكرا كان أو انثى‪ .‬إل ويسعى إلى الصلة‪ ،‬حخختى إذا قضخخيت الصخخلة للخخوقت‬
‫المفروض‪ ،‬رجع كل منهم إلى بيته حتى يكون وقت الصلة الخخخرى فيكخخون‬
‫الحال كما كانت‪ .‬فلما وصلنا المدينة‪ ،‬وأرسينا بمشرعتها‪ ،‬أمرونا بالحضخخور‬
‫إلى عند السلطان فحضرنا داره‪ ،‬ودخلنا إليه إلى بستان صور في وسطه قبة‬
‫من فصب‪ ،‬والسلطان في تلخك القبخخة‪ ،‬وعنخخده جماعخخة وفخي بخخاب القبخة سخاقية‬
‫تجري‪ .‬فوافينا القبة‪ ،‬وقد أقخخام ؟ ؟ المخخؤذن الصخخلة‪ ،‬فلخخم يكخخن أسخخرع مخخن أن‬
‫امتل البستان بالناس‪ ،‬واقيمت الصلة‪ ،‬فصلى بهم جماعة‪ ،‬فل وال لم تنظخخر‬
‫عيني أخضع منه ل‪ ،‬ول ألين جانبا لرعيته‪ ،‬فصلى من صخخلى مأمومخخا‪ .‬فلمخخا‬
‫قضيت الصلة التفت إلينا وقال‪ :‬هؤلء القخخادمون ؟ قلنخخا‪ :‬نعخخم‪ ،‬وكخخانت تحيخخة‬
‫الناس له أو مخاطبتهم له " يا ابن صاحب المر " فقال‪ :‬على خير مقدم‪.‬‬

‫]‪[218‬‬

‫ثم قال‪ :‬أنتم تجار أو ضياف ؟ فقلنا‪ :‬تجار‪ ،‬فقخخال‪ :‬مخخن منكخخم المسخخلم‪ ،‬ومخخن منكخخم أهخخل‬
‫الكتاب ؟ فعرفناه ذلك ؟ فقخخال‪ :‬إن السخخلم تفخخرق شخخعبا فمخخن أي قبيخخل أنتخخم ؟‬
‫وكان معنا شخص يعخرف بخالمقري ابخن دربهخان بخخن أحمخد )‪ (1‬الهخوازي‪،‬‬
‫يزعم أنه على مذهب الشافعي‪ ،‬فقخخال لخخه‪ :‬أنخخا رجخخل شخخافعي قخخال‪ :‬فمخخن علخخى‬
‫مذهبك من الجماعة ؟ قال‪ :‬كلنا إل هذا حسخخان بخخن غيخخث فخخانه رجخخل مخخالكي‪.‬‬
‫فقال‪ :‬أنت تقول بالجماع ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬إذا تعمل بالقياس‪ ،‬ثم قال‪ :‬بال يخخا‬
‫شافعي تلوت ما أنزل ال يوم المباهلة ؟ قال‪ :‬نعخخم‪ ،‬قخخال‪ :‬مخخا هخخو ؟ قخخال قخخوله‬
‫تعالى‪ " :‬قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم‬
‫نبتهل فنجعل لعنة ال على الكاذبين " )‪ .(2‬فقال‪ :‬بال عليك من أبناء الرسول‬
‫ومن نساؤه ومن نفسه يابن دربهان ؟ فأمسك‪ ،‬فقال‪ :‬بخخال هخخل بلغخخك أن غيخخر‬
‫الرسول والوصي والبتول والسبطين دخل تحت الكساء ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬فقال‪ :‬وال‬
‫لم تنزل هذه الية إل فيهم‪ ،‬ول خص بها سواهم‪ .‬ثم قال‪ :‬بال عليك يا شافعي‬
‫ما تقول فيمن طهره ال بالدليل القاطع‪ ،‬هل ينجسه المختلفون ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫بخخال عليخخك هخخل تلخخوت " إنمخخا يريخخد ال خ ليخخذهب عنكخخم الرجخخس أهخخل الخخبيت‬
‫ويطهركم تطهيرا " )‪ (3‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬بال عليك من يعني بذلك ؟ فأمسخخك‪،‬‬
‫فقال‪ :‬وال ما عنى بها إل أهلها‪ .‬ثم بسط لسخانه وتحخخدث بحخديث أمضخى مخن‬
‫السهام‪ ،‬وأقطع من الحسام فقطع الشافعي ووافقه فقام عند ذلك فقال‪ :‬عفوا يخخا‬
‫ابن صاحب المر انسب إلي نسبك‪ ،‬فقال‪ :‬أنا طاهر بن محمد بن الحسخخن بخخن‬
‫علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن‬
‫علي الذي أنزل ال فيه‪ " :‬وكل شئ‬

‫)‪ (1‬اسمه دربهان بن أحمد‪ ،‬كذا في كشكول الشيخ يوسف البحريني‪ ،‬منه رحمه الخ )‬
‫‪ (2‬آل عمران‪ (3) .61 :‬الحزاب‪.33 :‬‬

‫]‪[219‬‬

‫أحصيناه في إمام مبين " )‪ (1‬هو وال المام المبين‪ ،‬ونحن الذين أنزل ال في حقنخخا "‬
‫ذرية بعضها من بعض وال سميع عليم " )‪ .(2‬يخخا شخخافعي نحخخن أهخخل الخخبيت‬
‫نحن ذرية الرسول‪ ،‬ونحن اولو المر‪ ،‬فخر الشافعي مغشيا عليخخه‪ ،‬لمخخا سخخمع‬
‫منه‪ ،‬ثم أفاق من غشيته‪ ،‬وآمن به‪ ،‬وقال‪ :‬الحمخخد ل خ الخخذي منحنخخي بالسخخلم‪،‬‬
‫ونقلني من التقليد إلى اليقيخخن‪ .‬ثخخم أمخخر لنخخا باقامخخة الضخخيافة‪ ،‬فبقينخخا علخخى ذلخخك‬
‫ثمانية أيام‪ ،‬ولم يبق في المدينة إل من جاء إلينا‪ ،‬وحادثنا‪ ،‬فلما انقضت اليخخام‬
‫الثمانية سأله أهل المدينة أن يقوموا لنا بالضيافة‪ ،‬ففتح لهم في ذلخخك‪ ،‬فكخخثرت‬
‫علينا الطعمة والفخخواكه‪ ،‬وعملخخت لنخخا الخخولئم‪ ،‬ولبثنخخا فخخي تلخخك المدينخخة سخخنة‬
‫كاملخخة‪ .‬فعلمنخخا وتحققنخخا أن تلخخك المدينخخة مسخخيرة شخخهرين كاملخخة بخخرا وبحخخرا‪،‬‬
‫وبعدها مدينة اسمها الرائقة‪ ،‬سلطانها القاسم بن صخخاحب المخخر عليخخه السخخلم‬
‫مسيرة ملكها شهرين وهي على تلك القاعدة ولها دخل عظيم‪ ،‬وبعخخدها مدينخخة‬
‫اسمها الصافية‪ ،‬سخخلطانها إبراهيخخم بخخن صخخاحب المخخر عليخخه السخخلم بالحكخخام‬
‫وبعدها مدينة اخرى اسمها ظلوم سلطانها عبخخد الرحمخخان بخخن صخخاحب المخخر‬
‫عليه السلم‪ ،‬مسيرة رستاقها وضياعها شهران‪ ،‬وبعدها مدينة اخخخرى اسخخمها‬
‫عناطيس‪ ،‬سلطانها هاشم بن صاحب المر عليخخه السخخلم وهخخي أعظخخم المخخدن‬
‫كلها وأكبرها وأعظم دخل‪ ،‬ومسيرة ملكها أربعة أشهر‪ .‬فيكون مسيرة المدن‬
‫الخمس والمملكة مقدار سنة ل يوجد في أهل تلك الخطخخط والمخخدن والضخخياع‬
‫والجزائر غير المؤمن الشخخيعي الموحخخد القخخائل بخخالبراءة والوليخخة الخخذي يقيخخم‬
‫الصلة ويؤتي الزكاة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكخخر‪ ،‬سخخلطينهم أولد‬
‫إمامهم‪ ،‬يحكمون بالعدل وبه يأمرون‪ ،‬وليس على وجخخه الرض مثلهخخم‪ ،‬ولخخو‬
‫جمع أهل الدنيا‪ ،‬لكانوا أكثر عددا منهم على اختلف الديان والمذاهب‪ .‬ولقد‬
‫أقمنا عندهم سنة كاملة نترقب ورود صاحب المر إليهم‪ ،‬لنهم زعموا‬

‫)‪ (1‬يس‪ (2) .12 :‬آل عمران‪.34 :‬‬

‫]‪[220‬‬

‫أنها سنة وروده‪ ،‬فلم يوفقنا ال تعالى للنظر إليه‪ ،‬فأما ابن دربهان وحسان فانهما أقامخخا‬
‫بالزاهرة يرقبان رؤيته‪ ،‬وقد كنا لما استكثرنا هذه المدن وأهلهخخا‪ ،‬سخخألنا عنهخخا‬
‫فقيل‪ :‬إنها عمارة صاحب المر عليخه السخخلم واسخختخراجه‪ .‬فلمخا سخخمع عخون‬
‫الدين ذلك‪ ،‬نهض ودخل حجخخرة لطيفخخة‪ ،‬وقخخد تقضخخى الليخخل فخخأمر باحضخخارنا‬
‫واحدا واحدا‪ ،‬وقال‪ :‬إياكم إعادة مخخا سخخمعتم أو إجخخراءه علخخى ألفخخاظكم وشخخدده‬
‫وتأكد علينا‪ ،‬فخرجنا من عنده ولم يعد أحد منا مما سمعه حرفخخا واحخخدا حخختى‬
‫هلك‪ .‬وكنا إذا حضرنا موضعا واجتمع واحخخدنا بصخخاحبه‪ ،‬قخخال‪ :‬أتخخذكر شخخهر‬
‫رمضان فيقول‪ :‬نعم‪ ،‬سترا لحال الشرط‪ .‬فهذا ما سمعته ورويته‪ ،‬والحمخخد ل خ‬
‫وحخخده‪ ،‬وصخلواته علخى خيخخر خلقخه محمخخد وآلخه الطخاهرين‪ ،‬والحمخد لخ رب‬
‫العالمين‪ .‬قلت‪ :‬وروى هذه الحكاية مختصرا الشيخ زين الدين علي بن يونس‬
‫العاملي البياضي في الفصل الخامس عشر من الباب الحادي عشر من كتاب‬
‫" الصراط المستقيم " وهو أحسن كتاب صنف في المامة عخخن كمخخال الخخدين‬
‫النباري الخ وهو صاحب رسخالة " البخخاب المفتخخوح إلخخى مخخا قيخل فخخي النفخس‬
‫والروح " التي نقلها العلمة المجلسي بتمامها في السماء والعالم‪ .‬وقال السيد‬
‫الجل علي بن طاوس‪ ،‬في أواخر كتاب جمال السبوع‪ ،‬وهو الجخخزء الرابخخع‬
‫من السمات والمهمات بعد سوقه الصخخلوات المهدويخخة المعروفخخة الخختي أولهخخا‪:‬‬
‫اللهم صل على محمد المنتجب في الميثاق‪ ،‬وفي آخرهخخا‪ :‬وصخخل علخخى وليخخك‬
‫وولة عهدك والئمة من ولده‪ ،‬وزد في أعمخارهم‪ ،‬وزد فخخي آجخخالهم‪ ،‬وبلغهخخم‬
‫أقصى آمالهم دينا ودنيا وآخرة الخ‪ .‬والدعاء الخر مروي عخخن الرضخخا عليخخه‬
‫السلم يدعى به في الغيبة أوله " اللهم ادفع عن وليخخك " وفخخي آخخخره " اللهخخم‬
‫صل على ولة عهدك في الئمة من بعده " الخ‪ .‬قال بعخخد كلم لخخه فخخي شخخرح‬
‫هذه الفقرة ما لفظه‪ :‬ووجدت رواية متصلة السناد‬

‫]‪[221‬‬

‫بأن للمهدي صلوات ال عليه أولد جماعة ولة فخخي أطخخراف بلد البحخخر‪ ،‬علخخى غايخخة‬
‫عظيمة مخخن صخخفات البخخرار‪ ،‬والظخخاهر‪ ،‬بخخل المقطخخوع أنخخه إشخخارة إلخخى هخخذه‬
‫الرواية‪ .‬وال العالم‪ .‬ورواه أيضا السيد الجليل علي بن عبد الحميد النيلي فخخي‬
‫كتاب السلطان المفرج عن أهل اليمخخان‪ ،‬عخخن الشخخيخ الجخخل المجخخد الحخخافظ‬
‫حجة السلم سعيد الدين رضي البغخخدادي‪ ،‬عخخن الشخخيخ الجخخل خطيخخر الخخدين‬
‫حمزة بن الحارث بمدينة السلم الخ‪ .‬ورواه المحدث الجخخزائري فخخي النخخوار‬
‫عن المولى الفاضل الملقب بالرضخخا علخخي بخخن فتخخح الخ الكاشخخاني قخال‪ :‬روى‬
‫الشريف الزاهد‪ .‬الحكاية الرابعة قال آية ال العلمة الحلي ‪ -‬رحمه ال ‪ :-‬في‬
‫آخر منهاج الصلح في دعاء العبرات‪ :‬الدعاء المعخخروف وهخخو مخخروي عخخن‬
‫الصادق جعفر بن محمد عليهما السخخلم ولخخه مخخن جهخخة السخخيد السخخعيد رضخخي‬
‫الدين محمد بن محمد بن محمد الوي قدس ال روحخه حكايخة معروفخخة بخخط‬
‫بعض الفضلء‪ ،‬في هامش ذلك الموضخخع‪ ،‬روى المخخولى السخخعيد فخخخر الخخدين‬
‫محمد بن الشيخ الجل جمال الدين‪ ،‬عن والده‪ ،‬عن جخخده الفقيخخه يوسخخف‪ ،‬عخخن‬
‫السخخيد الرضخخي المخخذكور أنخخه كخخان مخخأخوذا عنخخد أميخخر مخخن امخخراء السخخلطان‬
‫جرماغون‪ ،‬مدة طويلخخة‪ ،‬مخخع شخخدة وضخخيق فخخرأى فخخي نخخومه الخلخخف الصخخالح‬
‫المنتظر‪ ،‬فبكى وقال‪ :‬يا مولي اشفع في خلصي مخخن هخخؤلء الظلمخخة‪ .‬فقخخال‬
‫عليخخه السخخلم‪ :‬ادع بخخدعاء العخخبرات‪ ،‬فقخخال‪ :‬مخخا دعخخاء العخخبرات ؟ فقخخال عليخخه‬
‫السلم‪ :‬إنه في مصخخباحك‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخا مخخولي مخخا فخخي مصخخباحي ؟ فقخال عليخخه‬
‫السلم‪ :‬أنظره تجده فانتبه من منامه وصلى الصخخبح‪ ،‬وفتخخح المصخخباح‪ ،‬فلقخخي‬
‫ورقة مكتوبة فيها هذا الدعاء بين أوراق الكتخخاب‪ ،‬فخخدعا أربعيخخن مخخرة‪ .‬وكخخان‬
‫لهذا المير امرءتان إحداهما عاقلة مدبرة في اموره‪ ،‬وهو كثير‬

‫]‪[222‬‬

‫العتماد عليها‪ .‬فجاء المير في نوبتها‪ ،‬فقالت له‪ :‬أخذت أحدا من أولد أمير المؤمنين‬
‫علي عليه السلم ؟ فقال لها‪ :‬لم تسألين عن ذلك ؟ فقالت‪ :‬رأيت شخصا وكأن‬
‫نور الشمس يتللؤ من وجهه‪ ،‬فأخذ بحلقي بين أصبعيه‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬أرى بعلخخك‬
‫أخذ ولدي‪ ،‬ويضيق عليه من المطعم والمشرب‪ .‬فقلت له‪ :‬يا سيدي من أنت ؟‬
‫قال‪ :‬أنا علي بن أبي طالب‪ ،‬قولي له‪ :‬إن لم يخل عنه لخربن بيته‪ .‬فشاع هذا‬
‫النوم للسلطان فقال‪ :‬ما أعلم ذلك‪ ،‬وطلب نخخوابه‪ ،‬فقخخال‪ :‬مخخن عنخخدكم مخخأخوذ ؟‬
‫فقالوا‪ :‬الشيخ العلوي أمرت بأخذه‪ ،‬فقال‪ :‬خلوا سبيله‪ ،‬وأعطوه فرسخخا يركبهخخا‬
‫ودلوه على الطريخخق فمضخخى إلخخى بيتخخه انتهخخى‪ .‬وقخخال السخخيد الجخخل علخخي بخخن‬
‫طاوس في آخر مهج الدعوات‪ :‬ومن ذلك ما حدثني به صديقي والمواخي لي‬
‫محمد بخن محمخد القاضخي الوي ضخاعف الخ جخل جللخه سخعادته‪ ،‬وشخرف‬
‫خاتمته‪ ،‬وذكر له حديثا عجيبا وسببا غريبا‪ ،‬وهو أنه كان قد حدث لخخه حادثخخة‬
‫فوجد هذا الدعاء في أوراق لم يجعله فيها بيخخن كتبخخه‪ ،‬فنسخخخ منخخه نسخخخة فلمخخا‬
‫نسخه فقد الصل الذي كان قخخد وجخخده إلخخى أن ذكخخر الخخدعاء وذكخخر لخخه نسخخخة‬
‫اخرى من طريق آخر تخالفه‪ .‬ونحن نذكر النسخة الولى تيمنخخا بلفخخظ السخخيد‪،‬‬
‫فان بين ما ذكره ونقل العلمة أيضا اختلفا شديدا وهخخي‪ :‬بسخخم الخ الرحمخخان‬
‫الرحيم اللهم إني أسألك يا راحخخم العخخبرات‪ ،‬ويخخا كاشخخف الكربخخات أنخخت الخخذي‬
‫تقشع سحائب المحن‪ ،‬وقد أمسخخت ثقخخال‪ ،‬وتجلخخو ضخخباب الحخخن وقخخد سخخحبت‬
‫أذيخخال‪ ،‬وتجعخخل زرعتهخخا هشخخيما‪ ،‬وعظامهخخا رميمخخا‪ ،‬وتخخرد المغلخخوب غالبخخا‬
‫والمطلوب طالبا إلهي فكم من عبدناداك " إني مغلوب فانتصخر " ففتحخت لخه‬
‫من نصرك أبواب السماء بماء منهمر‪ ،‬وفجرت له مخخن عونخخك عيونخخا فخخالتقى‬
‫ماء فرجه على أمر قد قدر‪ ،‬وحملته من كفايتك على ذات ألواح ودسر‪.‬‬

‫]‪[223‬‬

‫يخخا رب إنخخي مغلخخوب فانتصخخر‪ ،‬يخخا رب إنخخي مغلخخوب فانتصخخر‪ ،‬يخخا رب إنخخي مغلخخوب‬
‫فانتصر‪ ،‬فصل على محمد وآل محمد وافتح لخخي مخخن نصخخرك أبخخواب السخخماء‬
‫بماء منهمر‪ ،‬وفجر لي من عونك عيونا ليلتقي ماء فرجي على أمر قخخد قخخدر‪،‬‬
‫واحملني يا رب من كفايتك على ذات ألواح ودسر‪ .‬يا من إذا ولخخج العبخخد فخخي‬
‫ليل من حيرته يهيم‪ ،‬فلم يجد له صريخا يصخخرخه مخخن ولخخي ول حميخخم‪ ،‬صخخل‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬وجد يا رب من معونتك صخخريخا معينخخا ووليخخا يطلبخخه‬
‫حثيثا‪ ،‬ينجيه من ضيق أمره وحرجه‪ ،‬ويظهر له المهم من أعلم فرجه‪ .‬اللهم‬
‫فيا من قدرته قاهرة‪ ،‬وآياته باهرة‪ ،‬ونقمخخاته قاصخخمة‪ ،‬لكخخل جبخخار دامغخخة لكخخل‬
‫كفور ختار‪ ،‬صل يا رب على محمد وآل محمد وانظر إلي يا رب نظرة مخخن‬
‫نظراتك رحيمة‪ ،‬تجلو بها عنخخي ظلمخخة واقفخخة مقيمخخة‪ ،‬مخخن عاهخخة جفخخت منهخخا‬
‫الضروع وقلفت )‪ (1‬منها الزروع‪ ،‬واشتمل بها على القلوب اليأس‪ ،‬وجخخرت‬
‫بسببها النفاس‪ .‬اللهم صخخل علخخى محمخخد وآل محمخخد‪ ،‬وحفظخخا حفظخخا لغخخرائس‬
‫غرستها يد الرحمان وشربها من ماء الحيوان‪ ،‬أن تكون بيخخد الشخخيطان تجخخز‪،‬‬
‫وبفأسه تقطع وتحز‪ .‬إلهي من أولى منك أن يكون عن حمخخاك حارسخخا ومانعخا‬
‫إلهخخي إن المخخر قخخد هخخال فهخخونه‪ ،‬وخشخخن فخخألنه‪ ،‬وإن القلخخوب كخخاعت فطنهخخا‬
‫والنفوس ارتاعت فسكنها إلهي تخخدارك أقخخداما قخخد زلخخت‪ ،‬وأفهامخخا فخخي مهخخامه‬
‫الحيرة ضلت‪ ،‬أجحف الضخخر بالمضخخرور‪ ،‬فخخي داعيخخة الويخخل والثبخخور‪ ،‬فهخخل‬
‫يحسن من فضلك أن تجعلخخه فريسخخة للبلء وهولخخك راج ؟ أم هخخل يحمخخل مخخن‬
‫عدلك أن يخوض لجة الغماء‪ ،‬وهو إليك لج‪ .‬مولي لئن كنت ل أشخخق علخخى‬
‫نفسي في التقى‪ ،‬ول أبلغ في حمل أعباء الطاعة مبلغ الرضا‪ ،‬ول أنتظخخم فخخي‬
‫سلك قوم رفضوا الدنيا‪ ،‬فهم خمص البطخخون عمخخش العيخخون مخخن البكخخاء‪ ،‬بخخل‬
‫أتيتك يا رب بضعف من العمل‪ ،‬وظهر ثقيل بالخطاء والزلل‪ ،‬ونفس للراحخخة‬
‫معتادة‪ ،‬ولدواعي التسويف منقخخادة‪ ،‬أمخخا يكفيخخك يخخا رب وسخخيلة إليخخك وذريعخخة‬
‫لديك أني لوليائك موال‪ ،‬وفي محبتك مغال‪ ،‬أما يكفيني أن أروح فيهم‬

‫)‪ (1‬يريد أنها يبست حتى تقشر لحاؤها وانتشر عنها‪.‬‬

‫]‪[224‬‬
‫مظلوما‪ ،‬وأغدو مكظوما‪ ،‬وأقضي بعد هموم هموما‪ ،‬وبعد رجوم رجوما ؟‪ .‬أما عندك‬
‫يا رب بهذه حرمة ل تضيع‪ ،‬وذمة بأدناها يقتنع‪ ،‬فلخخم ل يمنعنخخي يخخا رب وهخخا‬
‫أنا ذا غريق‪ ،‬وتدعني بنار عدوك حريق‪ ،‬أتجعل أوليخخاءك لعخخدائك مصخخائد‪،‬‬
‫وتقلدهم من خسخخفهم قلئد‪ ،‬وأنخخت مالخخك نفوسخخهم‪ ،‬لخخو قبضخختها جمخخدوا‪ ،‬وفخخي‬
‫قبضتك مواد أنفاسهم‪ ،‬لو قطعتها خمدوا‪ .‬وما يمنعك يا رب أن تكخخف بأسخخهم‪،‬‬
‫وتنخخزع عنهخخم مخخن حفظخخك لباسخخهم‪ ،‬وتعريهخخم مخخن سخخلمة بهخخا فخخي أرضخخك‬
‫يسرحون‪ ،‬وفي ميدان البغي على عبخادك يمرحخون‪ .‬اللهخم صخل علخى محمخد‬
‫وآل محمد‪ ،‬وأدركنخخي ولمخخا يخخدركني الغخخرق‪ ،‬وتخخداركني ولمخخا غيخخب شمسخخي‬
‫للشفق‪ .‬إلهي كم من خائف التجأ إلى سلطان فآب عنخخه محفوفخخا بخخأمن وأمخخان‪،‬‬
‫أفأقصد يا رب بأعظم من سلطانك سلطانا ؟ أم أوسع من إحسانك إحسانا ؟ أم‬
‫أكثر من اقتدارك اقتدارا ؟ أم أكرم من انتصارك انتصارا‪ .‬اللهم أيخخن كفايتخخك‬
‫التي هي نصرة المستغيثين من النام‪ ،‬وأين عنايتك التي هي جنة المستهدفين‬
‫لجور اليام‪ ،‬إلي إلخخي بهخخا‪ ،‬يخا رب ! نجنخخي مخخن القخوم الظخالمين إنخخي مسخني‬
‫الضر وأنت أرحم الراحمين‪ .‬مخخولي تخخرى تحيخخري فخخي أمخخري‪ ،‬وتقلخخبي فخخي‬
‫ضري‪ ،‬وانطواي علخخى حرقخخة قلخخبي وحخخرارة صخخدري‪ ،‬فصخخل يخخا رب علخخى‬
‫محمد وآل محمد‪ ،‬وجدلي يا رب بما أنت أهله فرجا ومخرجا‪ ،‬ويسخخر لخخي يخخا‬
‫رب نحو اليسرى منهجا‪ ،‬واجعل لي يا رب من نصب حبخخال لخخي ليصخخرعني‬
‫بها صريع ما مكره‪ ،‬ومخخن حفخخر لخخي الخخبئر ليخخوقعني فيهخخا واقعخخا فيمخخا حفخخره‪،‬‬
‫واصرف اللهم عني شره ومكره‪ ،‬وفساده وضره‪ ،‬ما تصرفه عمن قخخاد نفسخخه‬
‫لخخدين الخخديان‪ ،‬ومنخخاد ينخخادي لليمخخان‪ .‬إلهخخي عبخخدك عبخخدك‪ ،‬أجخخب دعخخوته‪،‬‬
‫وضعيفك ضعيفك فرج غمته‪ ،‬فقد انقطع كل حبل إل حبلك‪ ،‬وتقلص كل ظخخل‬
‫إل ظلخخك‪ .‬مخخولي دعخخوتي هخخذه إن رددتهخخا أيخخن تصخخادف موضخخع الجابخخة‪،‬‬
‫ويجعلني إن‬

‫]‪[225‬‬

‫كذبتها أين تلقي موضع الجابة‪ ،‬فل ترد عن بابك من ل يعرف غيره بابا‪ ،‬ول يمتنع‬
‫دون جنابك من ل يعرف سواه جنابخخا‪ .‬ويسخخجد ويقخخول‪ :‬إلهخخي إن وجهخخا إليخخك‬
‫برغبته توجه‪ ،‬فالراغب خليق بأن تجيبه‪ ،‬وإن جبينا لك بابتهاله سجد‪ ،‬حقيخخق‬
‫أن يبلخخغ مخخا قصخخد‪ ،‬وإن خخخدا إليخخك بمسخخألته يعفخخر‪ ،‬جخخدير بخخأن يفخخوز بمخخراده‬
‫ويظفر‪ ،‬وها أنا ذا يخا إلهخي قخد تخرى تعفيخر خخدي‪ ،‬وابتهخالي واجتهخادي فخي‬
‫مسألتك وجدي‪ ،‬فتلق يا رب رغباتي برأفتك قبول وسهل إلي طلباتي برأفتك‬
‫وصول‪ ،‬وذلل لي قطوف ثمراة إجابتك تذليل‪ .‬إلهي ل ركن أشد منخخك فخخآوي‬
‫إلى ركن شديد‪ ،‬وقد أويت إليك وعولت في قضاء حخخوائجي عليخخك‪ ،‬ول قخخول‬
‫أسد من دعائك‪ ،‬فأستظهر بقول سديد‪ ،‬وقد دعوتك كما أمخخرت‪ ،‬فاسخختجب لخخي‬
‫بفضخخلك كمخخا وعخخدت‪ ،‬فهخخل بقخخي يخخا رب إل أن تجيخخب‪ ،‬وترحخخم منخخي البكخخاء‬
‫والنحيب‪ ،‬يا من ل إله سواه‪ ،‬ويا من يجيب المضطر إذا دعاه‪ .‬رب انصرني‬
‫على القوم الظخخالمين‪ ،‬وافتخخح لخخي وأنخخت خيخخر الفخخاتحين‪ ،‬والطخخف بخخي يخخا رب‬
‫وبجميع المؤمنين والمؤمنات برحمتك يا أرحم الراحميخخن‪ .‬الحكايخخة الخامسخخة‬
‫في كتاب الكلم الطيب والغيث الصيب للسيد اليخد المتبحخر السخيد علخي خخان‬
‫شارح الصحيفة ما لفظه‪ :‬رأيت بخط بعخخض أصخخحابي مخخن السخخادات الجلء‬
‫الصلحاء الثقات ما صورته‪ :‬سخخمعت فخخي رجخخب سخخنة ثلث وتسخخعين وألخخف‪،‬‬
‫الخ العخخالم العامخخل‪ ،‬جخخامع الكمخخالت النسخخية‪ ،‬والصخخفات القدسخخية‪ ،‬الميخخر‬
‫إسماعيل بن حسين بيك بن علخي بخن سخليمان الحخائري النصخاري أنخار الخ‬
‫تعالى برهانه يقول‪ :‬سمعت الشيخ الصالح التقي المتورع الشخخيخ الحخخاج عليخخا‬
‫المكي قال‪ :‬إني ابتليخخت بضخخيق وشخخدة ومناقضخخة خصخخوم‪ ،‬حخختى خفخخت علخخى‬
‫نفسي القتل والهلك‪ ،‬فوجدت الدعاء المسطور بعد في جيبي من غير أن‬

‫]‪[226‬‬

‫يعطينيه أحد‪ ،‬فتعجبت مخن ذلخك‪ ،‬وكنخت متحيخرا فرأيخت فخي المنخام أن قخائل فخي زي‬
‫الصلحاء والزهاد يقول لي‪ :‬إنخخا أعطينخخاك الخخدعاء الفلنخخي فخادع بخخه تنخخج مخخن‬
‫الضيق والشدة ولم يتبين لخخي مخخن القخخائل ؟ فخخزاد تعجخخبي فرأيخخت مخخرة اخخخرى‬
‫الحجة المنتظر عليخخه السخخلم فقخخال‪ :‬ادع بالخخدعاء الخخذي أعطيتكخخه‪ ،‬وعلخخم مخخن‬
‫أردت‪ .‬قال‪ :‬وقد جربته مرارا عديدة‪ ،‬فرأيت فرجخخا قريبخخا‪ ،‬وبعخخد مخخدة ضخخاع‬
‫مني الدعاء برهة من الزمان‪ ،‬وكنت متأسفا على فخخواته‪ ،‬مسخختغفرا مخخن سخوء‬
‫العمل‪ ،‬فجاءني شخص وقال لي‪ :‬إن هخخذا الخخدعاء قخخد سخخقط منخخك فخخي المكخخان‬
‫الفلنخخي ومخخا كخخان فخخي بخخالي أن رحخخت إلخخى ذلخخك المكخخان‪ ،،‬فأخخخذت الخخدعاء‪،‬‬
‫وسجدت ل شكرا وهو‪ :‬بسم ال الرحمخخن الرحيخخم رب أسخخألك مخخددا روحانيخخا‬
‫تقوي به قوى الكلية والجزئية‪ ،‬حتى أقهر عبخخادي ! نفسخخي كخخل نفخخس قخخاهرة‪،‬‬
‫فتنقبض لي إشارة رقائقها انقباضا تسقط به قواها حتى ل يبقى في الكخخون ذو‬
‫روح إل ونار قهري قخخد أحرقخخت ظهخخوره‪ ،‬يخخا شخخديد يخخا شخخديد‪ ،‬يخخا ذا البطخخش‬
‫الشديد‪ ،‬يا قهار‪ ،‬أسألك بما أودعته عزرائيل من أسمائك القهرية‪ ،‬فانفعلت له‬
‫النفوس بخخالقهر‪ ،‬أن تخخودعني هخذا السخخر فخخي هخذه السخخاعة حختى اليخخن بخه كخخل‬
‫صعب‪ ،‬واذلل به كل منيع‪ ،‬بقوتك يا ذا القوة المتين‪ .‬تقرأ ذلك سحرا ثلثا إن‬
‫أمكن‪ ،‬وفي الصبح ثلثا وفي المساء ثلثا‪ ،‬فإذا اشتدت المر على مخخن يقخخرأه‬
‫يقول بعد قراءته ثلثين مرة‪ :‬يا رحمن يا رحيخخم يخخا أرحخخم الراحميخخن‪ ،‬أسخخألك‬
‫اللطف بما جرت به المقادير‪ .‬الحكاية السادسخخة الشخخيخ إبراهيخخم الكفعمخخي فخخي‬
‫كتاب البلد المين عن المهدي صلى ال عليه وسلم‪ :‬من كتب هذا الخخدعاء فخخي‬
‫إناء جديد‪ ،‬بتربة الحسين عليه السلم وغسله وشربه‪ ،‬شفي من علته‪ .‬بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم‪ ،‬بسم ال دواء‪ ،‬والحمد ل شفاء‪ .‬ول إله إل ال كفاء‬

‫]‪[227‬‬
‫هو الشافي شفاء‪ ،‬وهو الكافي كفاء‪ ،‬اذهخخب البخخأس بخخرب النخخاس شخخفاء ل يغخخادره سخخقم‬
‫وصلى ال على محمد وآله النجباء‪ .‬ورأيت بخط السيد زيخخن الخخدين علخخي بخخن‬
‫الحسين الحسيني رحمه ال أن هذا الدعاء تعلمه رجل كخخان مجخخاورا بالحخخائر‬
‫على مشرفه السلم ]عن[ المهدي سلم ال عليخخه فخخي منخخامه‪ ،‬وكخخان بخخه علخخة‬
‫فشكاها إلى القائم عجل ال فرجه‪ ،‬فأمره بكتابته وغسخخله وشخخربه‪ ،‬ففعخخل ذلخخك‬
‫فبرأ في الحخال‪ .‬الحكايخخة السخخابعة‪ .‬السخخيد الجليخخل علخخي بخخن طخخاوس فخخي مهخخج‬
‫الدعوات‪ :‬وجدت في مجلد عتيق ذكر كخخاتبه أن اسخخمه الحسخخين بخخن علخخي بخخن‬
‫هنخخد‪ ،‬وأنخخه كتخخب فخخي شخخوال سخخنة سخخت وتسخخعين وثلث مخخائة دعخخاء العلخخوي‬
‫المصري بما هذا لفظ إسناده‪ :‬دعاء علمخخه سخخيدنا المؤمخخل صخخلوات الخ عليخخه‬
‫رجل من شيعته وأهله في المنام وكان مظلوما ففرج ال عنخخه‪ ،‬وقتخخل عخخدوه‪.‬‬
‫حدثني أبو علي أحمد بن محمد بخخن الحسخخين‪ ،‬وإسخخحاق بخخن جعفخخر بخخن محمخخد‬
‫العلوي العريضي بحخخران‪ ،‬قخال‪ :‬حخدثني محمخخد بخن علخخي العلخخوي الحسخيني‪،‬‬
‫وكان يسكن بمصر قال‪ :‬دهمني أمخخر عظيخخم‪ ،‬وهخخم شخخديد‪ ،‬مخخن قبخخل صخخاحب‬
‫مصر‪ ،‬فخشيته على نفسي وكان سعى بي إلخخى أحمخخد بخخن طولخخون‪ ،‬فخرجخخت‬
‫من مصر حاجا فصخخرت مخخن الحجخخاز إلخخى العخخراق‪ ،‬فقصخخدت مشخخهد مولنخخا‬
‫وأبي‪ :‬الحسين بن علي عليهما السلم عائذا به‪ ،‬ولئذا بقبره‪ ،‬ومسخختجيرا بخخه‪،‬‬
‫من سطوة من كنت أخافه‪ ،‬فأقمت بالحائر خمسة عشر يوما أدعخخو وأتضخخرع‬
‫ليلي ونهاري فتراءى لي قيم الزمان عليه السخخلم وولخخي الرحمخخن‪ ،‬وأنخخا بيخخن‬
‫النائم واليقظان‪ ،‬فقال لي‪ :‬يقول لك الحسسين بن علي عليهمخخا السخخلم يخخا بنخخي‬
‫خفت فلنا ؟ فقلت‪ :‬نعم أراد هلكي‪ ،‬فلجخأت إلخى سخيدي عليخه السخلم أشخكو‬
‫إليه عظيم ما أراد بي‪ .‬فقال عليه السلم‪ :‬هل دعوت ال ربك عزوجخخل ورب‬
‫آبائك بالدعية التي دعا بها من سلف من النبياء عليهم السلم فقد كخخانوا فخخي‬
‫شدة فكشف ال عنهم ذلك‪ ،‬قلت‪:‬‬

‫]‪[228‬‬

‫وماذا أدعوه فقال عليه السلم‪ :‬إذا كان ليلة الجمعة‪ ،‬فاغتسل وصخخل صخخلة الليخخل فخخإذا‬
‫سجدت سجدة الشكر‪ ،‬دعوت بهذا الدعاء‪ ،‬وأنت بارك على ركبتك‪ ،‬فذكر لي‬
‫دعاء‪ ،‬قال‪ :‬ورأيته في مثل ذلك الوقت‪ ،‬يأتيني وأنا بين النائم واليقظان‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرر علي هذا القول والدعاء حتى حفظتخخه‬
‫وانقطع مجيئه ليلة الجمعة‪ .‬فاغتسلت وغيرت ثيابي‪ ،‬وتطيبت وصليت صلة‬
‫الليل‪ ،‬وسجدت سجدة الشكر‪ ،‬وجثوت على ركبتي‪ ،‬ودعوت ال جل وتعخخالى‬
‫بهذا الدعاء فأتاني ليلة السبت‪ ،‬فقال لي‪ :‬قد اجيبت دعوتخخك يخخا محمخخد ! وقتخخل‬
‫عدوك عند فراغك مخخن الخخدعاء عنخخد )‪ (1‬مخخن وشخخى بخخه إليخخه‪ .‬فلمخخا أصخخبحت‬
‫ودعت سيدي‪ ،‬وخرجت متوجها إلى مصر‪ ،‬فلمخخا بلغخخت الردن وأنخخا متخخوجه‬
‫إلى مصر‪ ،‬رأيت رجل من جيراني بمصر وكان مؤمنا فحدثني أن خصخخمي‬
‫قبض عليه أحمد بن طولون‪ ،‬فأمر به فأصبح مذبوحا من قفاه‪ ،‬قال‪ :‬وذلك في‬
‫ليلة الجمعة‪ ،‬فأمر به فطرح في النيل‪ ،‬وكان فيما أخبرني جماعخخة مخخن أهلينخخا‬
‫وإخواننا الشيعة أن ذلك كان فيما بلغهم عند فراغي من الخخدعاء كمخخا أخخخبرني‬
‫مولي صلوات ال عليه‪ .‬ثم ذكر له طريقخخا آخخخر عخخن أبخخي الحسخخن علخخي بخخن‬
‫حماد البصري قال‪ :‬أخخخبرني أبخخو عبخخد الخ الحسخخين بخخن محمخخد العلخخوي قخخال‪:‬‬
‫حدثني محمد بن علي العلوي الحسخخيني المصخخري قخخال‪ :‬أصخخابني غخخم شخخديد‪،‬‬
‫ودهمني أمر عظيم‪ ،‬من قبل رجل من أهل بلدي من ملوكه‪ ،‬فخشيته خشية لم‬
‫أرج لنفسي منها مخلصا‪ .‬فقصدت مشهد ساداتي وآبخائي صخلوات الخ عليهخم‬
‫بالحائر لئذا بهم عائذا بقبرهم‪ ،‬ومستجيرا من عظيم سطوة من كنخت أخخافه‪،‬‬
‫وأقمت بها خمسة عشر يومخخا أدعخخو وأتضخخرع ليل ونهخخارا فخختراءى لخخي قخائم‬
‫الزمان وولي الرحمن‪ ،‬عليه وعلى آبائه أفضل التحيخخة والسخخلم‪ ،‬فأتخخاني بيخخن‬
‫النائم واليقظان‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا بني خفت فلنا ؟‬

‫)‪ (1‬بيد من وشى‪ .‬ط‪.‬‬

‫]‪[229‬‬

‫فقلت‪ :‬نعخم‪ ،‬أرادنخي بكيخت وكيخت‪ ،‬فالتجخأت إلخى سخاداتي عليهخم السخلم أشخكو إليهخم‬
‫ليخلصوني منه‪ .‬فقال‪ :‬هل دعوت ال ربك ورب آبائك بالدعية التي دعا بها‬
‫أجدادي النبياء صلوات ال عليهم‪ ،‬حيث كانوا في الشدة فكشف ال عزوجل‬
‫عنهم ذلك ؟ قلت‪ :‬وبماذا دعوه به لدعوه ؟ قال عليه وعلى آبخخائه السخخلم‪ :‬إذا‬
‫كان ليلة الجمعة‪ ،‬قم واغتسل‪ ،‬وصل صلواتك فإذا فرغت من سخجدة الشخكر‪،‬‬
‫فقل وأنت بارك على ركبتيك‪ ،‬وادع بهخذا الخدعاء مبتهل‪ .‬قخال‪ :‬وكخان يخأتيني‬
‫خمس ليال متواليات‪ ،‬يكرر علي القول وهخخذا الخخدعاء حخختى حفظتخخه‪ ،‬وانقطخخع‬
‫مجيئه في ليلة الجمعة‪ ،‬فقمت واغتسلت وغيرت ثيابي وتطيبخخت وصخخليت مخخا‬
‫وجب علي من صلة الليل‪ ،‬وجثوت على ركبتي‪ ،‬فدعوت ال عزوجخخل بهخخذا‬
‫الدعاء فأتاني عليه السلم ليلة السبت‪ ،‬كهيئته التي يأتيني فيها‪ ،‬فقخخال لخخي‪ :‬قخخد‬
‫اجيبت دعوتك يا محمد ! وقتل عدوك‪ ،‬وأهلكه ال عزوجل عند فراغخخك مخخن‬
‫الدعاء‪ .‬قال‪ :‬فلما أصبحت لخخم يكخخن لخخي هخخم غيخخر وداع سخاداتي صخخلوات الخ‬
‫عليهم والرحلة نحو المنزل الذي هربت منه‪ ،‬فلمخخا بلغخخت بعخخض الطريخخق إذا‬
‫رسول أولدي وكتبهم بأن الرجل الذي هربخخت منخخه‪ ،‬جمخخع قومخخا واتخخخذ لهخخم‬
‫دعوة‪ ،‬فأكلوا وشربوا وتفرق القخخوم‪ ،‬ونخخام هخخو وغلمخخانه فخخي المكخخان فأصخخبح‬
‫الناس ولم يسمع له حس‪ ،‬فكشف عنه الغطاء فإذا به مذبوحا من قفاه‪ ،‬ودماؤه‬
‫تسيل‪ ،‬وذلك فخخي ليلخخة الجمعخخة‪ ،‬ول يخخدرون مخخن فعخخل بخخه ذلخخك ؟ ويخخأمرونني‬
‫بالمبادرة نحو المنزل‪ .‬فلما وافيت إلى المنخخزل‪ ،‬وسخخألت عنخخه وفخخي أي وقخخت‬
‫كان قتله‪ ،‬فإذا هو عند فراغي من الدعاء‪ .‬ثم ساق رحمخخه الخ الخخدعاء بتمخخامه‬
‫وهو طويل ولذا تركنا نقله حذرا من الخروج عن وضخخع الكتخخاب‪ ،‬مخخع كخخونه‬
‫في غاية النتشار‪ ،‬وهذه الحكاية موجودة في بخخاب المعخخاجز مخخن البحخخار )‪(1‬‬
‫وإنما ذكرناها لذكر السند وتكرر الطريق‪.‬‬

‫)‪ (1‬باب ما ظهر من معجزاته صلوات ال عليه الرقم ‪ ،23‬راجع ج ‪ 51‬ص ‪.307‬‬

‫]‪[230‬‬

‫الحكاية الثامنة في تاريخ قم تأليف الشيخ الفاضل الحسن بن محمخخد بخخن الحسخخن القمخخي‬
‫من كتاب مونس الحزين في معرفة الحق واليقين‪ ،‬مخخن مصخنفات أبخي جعفخر‬
‫محمد بن بابويه القمي ما لفظه بالعربية‪ :‬باب ذكر بناء مسجد جمكران‪ ،‬بأمر‬
‫المام المهدي عليه صخخلوات الخ الرحمخخن وعلخخى آبخخائه المغفخخرة‪ ،‬سخخبب بنخخاء‬
‫المسجد المقدس في جمكران بأمر المام عليه السلم على ما أخبر به الشخخيخ‬
‫العفيف الصالح حسن بن مثلة الجمكراني قال‪ :‬كنت ليلة الثلثا السخخابع عشخخر‬
‫من شهر رمضان المبارك سنة ثلرث وتسعين )‪ (1‬وثلثمائة نائما في بيخختي‬
‫فلما مضى نصف من الليل فإذا بجماعة من الناس على باب بيتي فأيقظوني‪،‬‬
‫وقالوا‪ :‬قم وأجب المام المهخخدي صخخاحب الزمخخان فخخانه يخخدعوك‪ .‬قخخال‪ :‬فقمخخت‬
‫وتعبأت وتهيأت‪ ،‬فقلت‪ :‬دعوني حتى ألبخخس قميصخخي‪ ،‬فخخإذا بنخخداء مخخن جخخانب‬
‫الباب‪ " :‬هو ما كان قميصك " فتركته وأخذت سراويلي‪ ،‬فنودي‪ " :‬ليس ذلك‬
‫منك‪ ،‬فخذ سراويلك " فخخألقيته وأخخخذت سخخراويلي ولبسخخته‪ ،‬فقمخخت إلخخى مفتخخاح‬
‫الباب أطلبه فنودي " الباب مفتوح "‪ .‬فلما جئت إلى البخخاب‪ ،‬رأيخخت قومخخا مخخن‬
‫الكابر‪ ،‬فسلمت عليهخخم‪ ،‬فخخردوا ورحبخخوا بخخي‪ ،‬وذهبخخوا بخخي إلخخى موضخخع هخخو‬
‫المسجد الن‪ ،‬فلما أمعنت النظر رأيخخت أريكخخة فرشخخت عليهخخا فخخراش حسخخان‪،‬‬
‫وعليها وسائد حسان‪ ،‬ورأيت فتى في زي ابن ثلثين متكئا عليها‪ ،‬وبين يخخديه‬
‫شيخ‪ ،‬وبيده كتاب يقرؤه عليه‪ ،‬وحوله أكثر من ستين رجل يصلون فخخي تلخخك‬
‫البقعة‪ ،‬وعلى بعضهم ثياب بيض‪ ،‬وعلى بعضخخهم ثيخخاب خضخخر‪ .‬وكخخان ذلخخك‬
‫الشيخ هو الخضر عليه السلم فأجلسخني ذلخك الشخخيخ عليخخه السخخلم‪ ،‬ودعخخاني‬
‫المام عليه السلم باسمي‪ ،‬وقال‪ :‬اذهب إلى حسخخن بخخن مسخخلم‪ ،‬وقخخل لخخه‪ :‬إنخخك‬
‫تعمر هذه الرض منذ سنين وتزرعها‪ ،‬ونحن نخربها‪ ،‬زرعت خمس سنين‪،‬‬
‫والعام أيضا‬

‫)‪ (1‬سيجئ بيان في لفظ التسعين من المؤلف رحمه ال ص ‪.234‬‬

‫]‪[231‬‬

‫أنت على حالك من الزراعة والعمارة ؟ ول رخصة لك في العود إليها وعليخخك رد مخخا‬
‫انتفعت به من غلت هذه الرض ليبنى فيها مسجد وقل لحسخخن بخخن مسخخلم إن‬
‫هذه أرض شريفة قد اختارها ال تعالى من غيرهخخا مخخن الراضخخي وشخخرفها‪،‬‬
‫وأنت قد أضفتها إلى أرضك‪ .‬وقد جخخزاك الخ بمخخوت ولخخدين لخخك شخخابين‪ ،‬فلخخم‬
‫تنتبه من غفلتك‪ ،‬فان لم تفعل ذلك لصابك من نقمة الخ مخخن حيخخث ل تشخخعر‪.‬‬
‫قال حسن بن مثلة‪] :‬قلت[ يا سيدي ل بد لي في ذلك من علمة‪ ،‬فان القخخوم ل‬
‫يقبلون ما ل علمة ول حجة عليه‪ ،‬ول يصدقون قولي‪ ،‬قال‪ :‬إنا سنعلم هنخخاك‬
‫فاذهب وبلغ رسالتنا‪ ،‬واذهب إلى السيد أبي الحسن وقل له‪ :‬يجيخخئ ويحضخخره‬
‫ويطالبه بما أخذ من منافع تلك السنين‪ ،‬ويعطيخخه النخخاس حخختى يبنخخوا المسخخجد‪،‬‬
‫ويتم ما نقص منه من غلة رهق ملكنا بناحية أردهال ويتم المسجد‪ ،‬وقد وقفنا‬
‫نصف رهق على هذا المسجد‪ ،‬ليجلب غلته كل عام‪ ،‬ويصرف إلى عمخخارته‪.‬‬
‫وقل للناس‪ :‬ليرغبوا إلى هذا الموضع ويعزروه ويصخخلوا هنخخا أربخخع ركعخخات‬
‫للتحية في كل ركعة يقرأ سورة الحمد مخخرة‪ ،‬وسخخورة الخلص سخخبع مخخرات‬
‫ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات‪ ،‬وركعتخخان للمخخام صخخاحب الزمخخان‬
‫عليه السلم هكذا‪ :‬يقرأ الفاتحة فإذا وصل إلى " إياك نعبخخد وإيخخاك نسخختعين "‬
‫كرره مائة مرة ثم يقرؤها إلى آخرها وهكذا يصنع في الركعة الثانية‪ ،‬ويسبح‬
‫في الركوع و السجود سبع مرات‪ ،‬فإذا أتم الصخخلة يهلخل )‪ (1‬ويسخخبح تسخبيح‬
‫فاطمة الزهراء عليها السلم فإذا فرغ من التسبيح يسجد ويصلي علخخى النخخبي‬
‫وآله مائة مرة‪ ،‬ثم قال عليه السلم‪ :‬ما هذه حكاية لفظه‪ :‬فمخخن صخخلها فكأنمخخا‬
‫في البيت العتيق‪ .‬قال حسن بن مثلة‪ :‬قلت فخخي نفسخخي كخخأن هخخذا موضخخع أنخخت‬
‫تزعم أنما هذا المسجد للمام صاحب الزمان مشيرا إلخخى ذلخخك الفخختى المتكخخئ‬
‫على الوسائد فأشخار ذلخخك الفخختى إلخخي أن اذهخخب‪ .‬فرجعخخت فلمخا سخخرت بعخض‬
‫الطريق دعاني ثانية‪ ،‬وقال‪ :‬إن في قطيع جعفر‬

‫)‪ (1‬الظاهر أنه يقول‪ " :‬ل إله ال ال وحده وحده " منه رحمه ال‪.‬‬

‫]‪[232‬‬

‫الكاشاني الراعي معزا يجب أن تشتريه فخان أعطخاك أهخل القريخخة الثمخخن تشختريه وإل‬
‫فتعطي من مالك‪ ،‬وتجيئ به إلى هذا الموضع‪ ،‬وتذبحه الليلخخة التيخخة ثخخم تنفخخق‬
‫يوم الربعاء الثامن عشر من شهر رمضان المبخخارك لحخخم ذلخخك المعخخز علخخى‬
‫المرضى‪ ،‬ومن به علة شديدة‪ ،‬فان الخ يشخخفي جميعهخخم‪ ،‬وذلخخك المعخخر أبلخخق‪،‬‬
‫كثير الشعر‪ ،‬وعليه سبع علمات سود وبيض‪ :‬ثلث على جانب وأربع على‬
‫جانب‪ ،‬سود وبيض كالدراهم‪ .‬فذهبت فأرجعوني ثالثخخة‪ ،‬وقخخال عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫تقيم بهذا المكان سبعين يوما أو سبعا فان حملت على السبع انطبق علخخى ليلخخة‬
‫القدر‪ ،‬وهو الثالث والعشرون وإن حملت على السبعين انطبق على الخخخامس‬
‫والعشرين من ذي القعدة‪ ،‬وكلهما يوم مبخخارك‪ .‬قخال حسخخن بخخن مثلخخة‪ :‬فعخخدت‬
‫حتى وصلت إلخخى داري ولخخم أزل الليخخل متفكخخرا حخختى اسخخفر الصخخبح‪ ،‬فخخأديت‬
‫الفريضة‪ ،‬وجئت إلى علي بخخن المنخخذر‪ ،‬فقصصخخت عليخخه الحخال‪ ،‬فجخخاء معخخي‬
‫حتى بلغت المكان الذي ذهبوا بي إليه البارحة‪ ،‬فقخخال‪ :‬والخ إن العلمخخة الخختي‬
‫قال لي المام واحد منها أن هذه السلسخخل والوتخخاد ههنخخا‪ .‬فخخذهبنا إلخخى السخخيد‬
‫الشريف أبي الحسن الرضا فلما وصلنا إلى باب داره رأينخخا خخخدامه وغلمخخانه‬
‫يقولون إن السيد أبا الحسن الرضا ينتظرك مخخن سخحر‪ ،‬أنخخت مخخن جمكخران ؟‬
‫قلت‪ :‬نعم‪ ،‬فدخلت عليه الساعة‪ ،‬وسلمت عليه وخضعت فأحسن في الجخخواب‬
‫وأكرمني ومكن لي في مجلسه‪ ،‬وسخبقني قبخل أن احخدثه وقخال‪ :‬يخا حسخن بخن‬
‫مثلة إني كنت نائما فرأيت شخصا يقول لي‪ :‬إن رجل من جمكران يقخخال لخخه‪:‬‬
‫حسن بن مثلة يأتيك بالغدو‪ ،‬ولتصدقن ما يقول‪ ،‬واعتمد على قوله‪ ،‬فان قخخوله‬
‫قولنا‪ ،‬فل تردن عليه قوله فانتبهت من رقخخدتي‪ ،‬وكنخخت أنتظخخرك الن‪ .‬فقخخص‬
‫عليه الحسن بن مثلخة القصخص مشخروحا فخأمر بخالخيول لتسخرج‪ ،‬وتخرجخوا‬
‫فركبوا فلمخخا قربخخوا مخخن القريخخة رأوا جعفخخر الراعخخي ولخخه قطيخخع علخخى جخخانب‬
‫الطريق فدخل حسن بن مثلة بين القطيع‪ ،‬وكان ذلك المعز خلف القطيع فأقبل‬
‫المعز عاديا إلى الحسن بن مثلة فأخذه الحسن ليعطي ثمنه الراعي ويخخأتي بخخه‬
‫فأقسم جعفر الراعي أني ما رأيت هذا المعز قط‪ ،‬ولم يكن في قطيعي إل أني‬
‫رأيته وكلما اريد أن آخذه‬

‫]‪[233‬‬

‫ل يمكنني‪ ،‬والن جاء إليكم‪ ،‬فأتوا بالمعز كما أمر به السيد إلى ذلك الموضع وذبحوه‪.‬‬
‫وجاء السيد أبو الحسن الرضا رضي ال عنه إلى ذلك الموضخخع‪ ،‬وأحضخخروا‬
‫الحسن بن مسلم واستردوا منه الغلت وجاؤا بغلت رهق‪ ،‬وسخخقفوا المسخخجد‬
‫بالجزوع )‪ (1‬وذهب السخخيد أبخخو الحسخخن الرضخخا رضخخي الخ عنخخه بالسلسخخل‬
‫والوتخخاد وأودعهخخا فخخي بيتخخه فكخخان يخخأتي المرضخخى والعلء )‪ (2‬ويمسخخون‬
‫أبدانهم بالسلسل فيشفيهم ال تعالى عاجل ويصحون‪ .‬قال أبو الحسخخن محمخخد‬
‫بن حيدر‪ :‬سمعت بالستفاضة أن السيد أبا الحسن الرضا في المحلة المخخدعوة‬
‫بموسويان من بلدة قم‪ ،‬فمرض بعد وفاته ولد له‪ ،‬فدخل بيته وفتخخح الصخخندوق‬
‫الخخذي فيخخه السلسخخل والوتخخاد‪ ،‬فلخخم يجخخدها‪ .‬انتهخخت حكايخخة بنخخاء هخخذا المسخخجد‬
‫الشريف‪ ،‬المشتملة على المعجزات الباهرة والثار الظاهرة التي منها وجخخود‬
‫مثل بقرة بني إسرائيل في معز من معزى هذه المة‪ .‬قال المؤلخخف‪ :‬ل يخفخخى‬
‫أن مؤلف تاريخخ قخم‪ ،‬هخو الشخيخ الفاضخل حسخن بخن محمخد القمخي وهخو مخن‬
‫معاصري الصدوق رضوان ال عليخخه‪ ،‬وروى فخخي ذلخخك الكتخخاب‪ ،‬عخخن أخيخخه‬
‫حسين بن علي بخخن بخخابويه رضخخوان الخ عليهخخم‪ ،‬وأصخخل الكتخخاب علخخى اللغخخة‬
‫العربية ولكن في السنة الخامسة والستين بعخد ثمخان مخائة نقلخه إلخى الفارسخية‬
‫حسن بن علي ابن حسن بن عبد الملك بأمر الخاجخخا فخخخر الخخدين إبراهيخخم بخخن‬
‫الوزير الكبير الخاجا عماد الدين محمود بخخن الصخخاحب الخاجخخا شخخمس الخخدين‬
‫محمد بن علخخي الصخخفي‪ .‬قخخال العلمخخة المجلسخخي فخخي أول البحخخار‪ :‬إنخخه كتخخاب‬
‫معتبر‪ ،‬ولكن لم يتيسر لنا‬
‫)‪ (1‬الجازع‪ :‬الخشبة توضع في العريش عرضا وتطخخرح عليهخخا قضخخبان الكخخرم‪ ،‬فخخان‬
‫نعت تلك الخشبة قلت‪ :‬خشخبة جازعخة‪ ،‬وكخل خشخبة معروضخة بيخن شخيئين‬
‫ليحمخخل عليهخخا شخخئ فهخخي جازعخخة‪ ،‬كخخذا فخخي أقخخرب المخخوارد‪ ،‬أقخخول‪ :‬وأمخخا‬
‫الجزوع‪ ،‬فانما هو جمع جزع‪ ،‬ال أن يكون تصحيف " الجذوع " وكلهمخخا‬
‫في هذا المورد بمعنى‪ ،‬ويقال له بالفارسية " تير "‪ (2) .‬جمع عليل كأجلء‬
‫جمع جليل‪ ،‬والعليل من به عاهة أو آفة‪.‬‬

‫]‪[234‬‬

‫أصله‪ ،‬وما بأيدينا إنما هو ترجمته وهذا كلم عجيب‪ ،‬لن الفاضل اللمعخخي الميخخرزا‬
‫محمخخد أشخخرف صخخاحب كتخخاب فضخخائل السخخادات كخخان معاصخخرا لخخه ومقيمخخا‬
‫باصفهان‪ ،‬وهو ينقل من النسخة العربية بل ونقل عنه الفاضل المحقخق الغخا‬
‫محمد علي الكرمانشهاني في حواشيه على نقد الرجخال‪ ،‬فخخي بخاب الحخخاء فخي‬
‫اسم الحسن‪ ،‬حيث ذكر الحسن ابن مثلة‪ ،‬ونقخخل ملخخخص الخخخبر المخخذكور مخخن‬
‫النسخة العربية‪ ،‬وأعجب منه أن أصل الكتاب كان مشتمل على عشرين بابا‪.‬‬
‫وذكر العالم الخبير الميرزا عبد ال الصفهاني تلميذ العلمخخة المجلسخخي فخخي‬
‫كتابه الموسوم برياض العلماء في ترجمة صاحب هذا التاريخ إنه ظفر علخخى‬
‫ترجمة هذا التاريخ في قم‪ ،‬وهو كتاب كبير حسن كثيرة الفخخوائد فخخي مجلخخدات‬
‫عديدة‪ .‬ولكني لم أظفر على أكثر من مجلد واحد‪ ،‬مشتمل على ثمانيخخة أبخخواب‬
‫بعد الفحص الشائع‪ .‬وقد نقلنا الخبر السخخابق مخخن خخخط السخخيد المحخخدث الجليخخل‬
‫السيد نعمة ال الجزائري عن مجموعة نقله منه ولكنه كان بالفارسخخية فنقلنخخاه‬
‫ثانيا إلى العربية ليلئم نظم هذا المجمخخوع‪ ،‬ول يخفخخى أن كلمخخة " التسخخعين "‬
‫الواقعة في صدر الخبر بالمثناة فخخوق ثخخم السخخين المهملخخة‪ ،‬كخخانت فخخي الصخخل‬
‫سخخبعين مقخخدم المهملخخة علخخى الموحخخدة واشخختبه علخخى الناسخخخ لن وفخخاة الشخخيخ‬
‫الصدوق كانت قبل التسعين‪ ،‬ولذا نخخرى جمعخخا مخخن العلمخخاء يكتبخخون فخخي لفخخظ‬
‫السبع أو السبعين بتقديم السين أو التاء حذرا عن التصحيف والتحريخخف والخ‬
‫تعالى هو العالم‪ .‬الحكاية التاسعة ما حدثني به العالم العامل‪ ،‬والعارف الكامل‬
‫غخخواص غمخخرات الخخخوف والرجخخاء وسخخياح فيخخافي الزهخخد والتقخخي‪ ،‬صخخاحبنا‬
‫المفيد‪ ،‬وصديقنا السديد‪ ،‬الغا علي رضخخا ابخخن العخخالم الجليخخل الحخخاج المخخولى‬
‫محمد النائيني‪ ،‬رحمهما ال تعخخالى‪ ،‬عخخن العخخالم البخخدل الخخورع التقخخي صخخاحب‬
‫الكرامات‪ ،‬والمقامات العاليات‪ ،‬المولى زين العابدين بن العالم‬

‫]‪[235‬‬

‫الجليل المولى محمد السلماسي رحمه ال تلميذ آيخخة الخ السخخيد السخخند‪ ،‬والعخخالم المسخخدد‬
‫فخر الشيعة وزينة الشريعة العلمة الطباطبائي السخخيد محمخخد مهخخدي المخخدعو‬
‫ببحر العلوم أعلى ال درجته‪ ،‬وكان المولى المزبخور مخخن خاصخخته فخخي السخر‬
‫والعلنية‪ .‬قال‪ :‬كنت حاضرا في مجلس السخخيد فخخي المشخخهد الغخخروي إذ دخخخل‬
‫عليه لزيارته المحقق القمي صاحب القوانين في السنة التي رجخخع مخخن العجخخم‬
‫إلى العراق زائرا لقبور الئمة عليهم السلم وحاجا لبيت ال الحخخرام‪ ،‬فتفخخرق‬
‫من كان في المجلس وحضر للسخختفادة منخخه‪ ،‬وكخخانوا أزيخخد مخخن مخخائة وبقيخخت‬
‫ثلثة من أصحابه أرباب الورع والسداد البالغين إلى رتبخخة الجتهخخاد‪ .‬فتخخوجه‬
‫المحقخخق اليخخد إلخخى جنخخاب السخخيد وقخخال‪ :‬إنكخخم فزتخخم وحزتخخم مرتبخخة الخخولدة‬
‫الروحانية والجسمانية‪ ،‬وقرب المكخخان الظخخاهري والبخخاطني‪ ،‬فتصخخدقوا علينخخا‬
‫بذكر مائدة من موائد تلخخك الخخخوان‪ ،‬وثمخخرة مخخن الثمخخار الخختي جنيتخخم مخخن هخخذه‬
‫الجنان‪ ،‬كي ينشرح به الصدور‪ ،‬ويطمئن به القلوب‪ .‬فأجاب السخخيد مخخن غيخخر‬
‫تأمل‪ ،‬وقال‪ :‬إني كنت في الليلة الماضخخية قبخخل ليلخختين أو أقخخل ‪ -‬والترديخخد مخخن‬
‫الراوي ‪ -‬في المسجد العظم بالكوفة‪ ،‬لداء نافلة الليل عازما علخخى الرجخخوع‬
‫إلى النجف في أول الصبح‪ ،‬لئل يتعطخل أمخر البحخث والمخذاكرة وهكخذا كخان‬
‫دأبه في سنين عديدة‪ .‬فلما خرجت من المسجد القخخي فخخي روعخخي الشخخوق إلخخى‬
‫مسجد السهلة‪ ،‬فصرفت خيالي عنه‪ ،‬خوفا من عخخدم الوصخخول إلخخى البلخخد قبخخل‬
‫الصبح‪ ،‬فيفوت البحث في اليوم ولكن كان الشخخوق يزيخخد فخخي كخخل آن‪ ،‬ويميخخل‬
‫القلب إلى ذلك المكان‪ ،‬فبينا اقدم رجل واؤخخخر اخخخرى‪ ،‬إذا بريخخح فيهخخا غبخخار‬
‫كثير‪ ،‬فهاجت بي وأمالتني عن الطريق فكأنها التوفيق الذي هو خيخخر رفيخخق‪،‬‬
‫إلى أن ألقتني إلى باب المسجد‪ .‬فدخلت فإذا به خاليا عن العبخخاد والخخزوار‪ ،‬إل‬
‫شخصا جليل مشغول بالمناجاة مخخع الجبخخار‪ ،‬بكلمخخات تخخرق القلخخوب القاسخخية‪،‬‬
‫وتسح الدموع مخخن العيخخون الجامخخدة‪ ،‬فطخخار بخخالي‪ ،‬وتغيخخرت حخخالي‪ ،‬ورجفخخت‬
‫ركبتي‪ ،‬وهملت دمعتي من استماع‬

‫]‪[236‬‬

‫تلك الكلمات التي لم تسمعها اذنخخي‪ ،‬ولخخم ترهخا عينخخي‪ ،‬ممخخا وصخلت إليخخه مخخن الدعيخة‬
‫المأثورة‪ ،‬وعرفت أن الناجي ينشئها فخي الحخال‪ ،‬ل أنخه ينشخد مخا أودعخه فخي‬
‫البال‪ .‬فوقفت في مكاني مستمعا متلذذا إلى أن فرغ من مناجاته‪ ،‬فخخالتفت إلخخي‬
‫وصاح بلسان العجم‪ " :‬مهدي بيا " أي‪ :‬هلم يا مهدي‪ ،‬فتقدمت إليه بخطخخوات‬
‫فوقفت‪ ،‬فخخأمرني بالتقخخدم فمشخخيت قليل ثخخم وقفخخت‪ ،‬فخخأمرني بالتقخخدم وقخخال‪ :‬إن‬
‫الدب في المتثال‪ ،‬فتقدمت إليه بحيث تصخخل يخخدي إليخخه‪ ،‬ويخخده الشخخريفة إلخخي‬
‫وتكلم بكلمة‪ .‬قال المولى السلماسي رحمه ال‪ :‬ولما بلغ كلم السيد السند إلخخى‬
‫هنا أضرب عنه صفحا‪ ،‬وطوى عنه كشحا‪ ،‬وشخخرح فخخي الجخخواب عمخخا سخخأله‬
‫المحقق المذكور قبل ذلك عن سر قلة تصانيفه‪ ،‬مخخع طخخول بخاعه فخخي العلخوم‪،‬‬
‫فذكر له وجوها فعاد المحقق القمي فسأل عخخن هخخذا الكلم الخفخخي فأشخخار بيخخده‬
‫شخخبه المنكخخر بخخأن هخخذا سخخر ل يخخذكر‪ .‬الحكايخخة العاشخخرة حخخدثني الخ الصخخفي‬
‫المذكور عن المخخولى السلماسخخي رحمخخه الخ تعخخالى‪ ،‬قخال‪ :‬كنخخت حاضخخرا فخخي‬
‫محفل إفادته‪ ،‬فسأله رجل عن إمكان رؤية الطلعة الغراء في الغيبخخة الكخخبرى‪،‬‬
‫وكان بيده اللة المعروفة لشرب الدخان المسخخمى عنخخد العجخخم بغليخخان فسخخكت‬
‫عن جوابه وطأطأ رأسه‪ ،‬وخاطب نفسه بكلم خفي أسمعه فقال مخخا معنخخاه‪" :‬‬
‫ما أقول في جوابه ؟ وقد ضمني صلوات ال عليه إلخخى صخخدره‪ ،‬وورد أيضخخا‬
‫في الخبر تكذيب مدعي الرؤية‪ ،‬في أيام الغيبة " فكرر هذا الكلم‪ .‬ثم قال في‬
‫جواب السائل‪ :‬إنه قد ورد في أخبار أهخخل العصخخمة تكخخذيب مخخن ادعخخى رؤيخخة‬
‫الحجة عجل ال تعالى فرجه‪ ،‬واقتصر في جوابه عليه من غير إشارة إلى ما‬
‫أشار إليه‪.‬‬

‫]‪[237‬‬

‫الحكاية الحادية عشرة وبهذا السند عخخن المخخولى المخخذكور قخخال‪ :‬صخخلينا مخخع جنخخابه فخخي‬
‫داخل حخخرم العسخخكريين عليهمخخا السخخلم فلمخخا أراد النهخخوض مخخن التشخخهد إلخخى‬
‫الركعة الثالثة‪ ،‬عرضته حالة فوقف هنيئة ثم قام‪ .‬ولما فرغنا تعجبنا كلنا‪ ،‬ولم‬
‫نفهم ما كان وجهه‪ ،‬ولم يجترء أحد منا على السؤال عنه إلى أن أتينا المنزل‪،‬‬
‫واحضرت المخخائدة‪ ،‬فأشخخار إلخخي بعخخض السخخادة مخخن أصخخحابنا أن أسخخأله منخخه‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬ل وأنت أقرب منا فالتفت رحمخخه الخ إلخخي وقخخال‪ :‬فيخخم تقخخاولون ؟ قلخخت‬
‫وكنت أجسر الناس عليه‪ :‬إنهخخم يريخخدون الكشخخف عمخخا عخخرض لكخخم فخخي حخخال‬
‫الصلة‪ ،‬فقال‪ :‬إن الحجة عجل ال تعالى فرجه‪ ،‬دخل الروضخخة للسخخلم علخخي‬
‫أبيه عليه السلم فعرضني ما رأيتم من مشاهدة جمخاله النخخور إلخخى أن خخخرج‬
‫منها‪ .‬الحكاية الثانية عشرة بهذا السخخند عخخن نخخاظر امخخوره فخخي أيخخام مجخخاورته‬
‫بمكة قال‪ :‬كان رحمه ال مع كونه في بلد الغربة منقطعا عن الهل والخوة‪،‬‬
‫قوي القلب في البذل والعطخخاء‪ ،‬غيخخر مكخخترث بكخخثرة المصخخارف‪ ،‬فخخاتفق فخخي‬
‫بعض اليام أن لم نجد إلى درهم سبيل فعرفته الحال‪ ،‬وكثرة المؤنة‪ ،‬وانعدام‬
‫المال‪ ،‬فلم يقل شيئا وكان دأبه أن يطوف بالبيت بعد الصبح ويأتي إلى الدار‪،‬‬
‫فيجلس في القبة المختصة به‪ ،‬ونأتي إليه بغليان فيشربه‪ ،‬ثخخم يخخخرج إلخخى قبخخة‬
‫اخرى تجتمع فيها تلمذته‪ ،‬من كل المذاهب فيخدرس لكخل علخخى مخخذهبه‪ .‬فلمخا‬
‫رجع من الطواف في اليوم الذي شخخكوته فخخي أمسخخه نفخخود النفقخخة‪ ،‬وأحضخخرت‬
‫الغليان على العادة‪ ،‬فإذا بالباب يدقه أحد فاضطرب أشخخد الضخخطراب‪ ،‬وقخخال‬
‫لي‪ :‬خذ الغليان وأخرجه من هخذا المكخخان‪ ،‬وقخام مسخرعا خارجخا عخن الوقخار‬
‫والسخخكينة والداب‪ ،‬ففتخخح البخخاب ودخخخل شخخخص جليخخل فخخي هيئة العخخراب‪،‬‬
‫وجلس في تلك القبة‬

‫]‪[238‬‬

‫وقعد السيد عند بابها‪ ،‬في نهاية الذلة والمسكنة‪ ،‬واشار إلي أن ل اقخخرب إليخخه الغليخخان‪.‬‬
‫فقعدا ساعة يتحدثان‪ ،‬ثم قام فقام السيد مسرعا وفتح الباب‪ ،‬وقبل يده وأركبخخه‬
‫علخخى جملخخه الخذي أنخاخه عنخده‪ ،‬ومضخى لشخخأنه‪ ،‬ورجخع السخخيد متغيخخر اللخخون‬
‫وناولني براة‪ ،‬وقال‪ :‬هذه حوالة على رجخخل صخخراف‪ ،‬قاعخخد فخخي جبخخل الصخخفا‬
‫واذهب إليه وخذ منه مخخا احيخل عليخخه‪ .‬قخال‪ :‬فأخخذتها وأتيخخت بهخخا إلخى الرجخل‬
‫الموصوف‪ ،‬فلما نظر إليها قبلها وقال‪ :‬علي بالحماميل فذهبت وأتيت بأربعخخة‬
‫حماميل فجاء بالدراهم من الصنف الخذي يقخال لخه‪ :‬ريخال فرانسخه‪ ،‬يزيخد كخل‬
‫واحد على خمسة قرانات العجم وما كانوا يقدرون على حمله‪ ،‬فحملوها على‬
‫أكتافهم‪ ،‬وأتينا بها إلى الدار‪ .‬ولما كان في بعض اليام‪ ،‬ذهبت إلى الصخخراف‬
‫لسأل منه حاله‪ ،‬وممن كانت تلك الحوالة فلم أر صرافا ول دكانا فسألت عن‬
‫بعض من حضر في ذلخك المكخان عخخن الصخخراف‪ ،‬فقخال‪ :‬مخا عهخدنا فخخي هخذا‬
‫المكان صرافا أبدا وإنما يقعد فيه فلن فعرفت أنه من أسخخرار الملخخك المنخخان‪،‬‬
‫وألطاف ولي الرحمان‪ .‬وحدثني بهخخذه الحكايخخة الشخخيخ العخخالم الفقيخخه النحريخخر‬
‫المحقق الوجيه‪ ،‬صاحب التصانيف الرائقة‪ ،‬والمنخخاقب الفائقخخة‪ ،‬الشخخيخ محمخخد‬
‫حسين الكاظمي المجاور بالغري أطال ال بقاه‪ ،‬عمن حخخدثه مخخن الثقخخات عخخن‬
‫الشخص المذكور‪ .‬الحكاية الثالثة عشرة حدثني السيد السند‪ ،‬والعالم المعتمد‪،‬‬
‫المحقق الخبير‪ ،‬والمضطلع البصير السيد علي سبط السيد أعلخخى ال خ مقخخامه‪،‬‬
‫وكان عالما مبرزا له شرح النافع‪ ،‬حسن نافع جدا‪ ،‬وغيره عن الخخورع التقخخي‬
‫النقي الوفي الصفي السيد مرتضى صهر السخخيد أعلخخى الخ مقخخامه علخخى بنخخت‬
‫اختخخه وكخخان مصخخاحبا لخخه فخخي السخخفر والحضخخر‪ ،‬مواظبخخا لخخخدماته فخخي السخخر‬
‫والعلنية‪ ،‬قال‪ :‬كنت معه في سر من رأى في بعض أسفار زيارته‪ ،‬وكان‬

‫]‪[239‬‬

‫السيد ينام في حجرة وحده‪ ،‬وكان لي حجرة بجنب حجرته‪ ،‬وكنت في نهاية المواظبخخة‬
‫في أوقات خدماته بالليل والنهار‪ ،‬وكان يجتمع إليه الناس فخخي أول الليخخل إلخخى‬
‫أن يذهب شطر منه في أكثر الليالي‪ .‬فاتفق أنخخه فخخي بعخخض الليخخالي قعخخد علخخى‬
‫عادته‪ ،‬والناس مجتمعون حوله‪ ،‬فرأيته كأنه يكره الجتماع‪ ،‬ويحخخب الخلخخوة‪،‬‬
‫ويتكلم مع كل واحد بكلم فيه إشارة إلى تعجيله بالخروج مخخن عنخخده‪ ،‬فتفخخرق‬
‫الناس ولم يبق غيري فأمرني بخخالخروج فخرجخخت إلخخى حجرتخخي متفكخخرا فخخي‬
‫حالته في تلك الليلة‪ ،‬فمنعني الرقاد‪ ،‬فصخخبرت زمانخخا فخرجخخت متخفيخخا لتفقخخد‬
‫حاله فرأيت باب حجرته مغلقخخا فنظخخرت مخخن شخخق البخخاب وإذا السخخراج بحخخاله‬
‫وليس فيه أحد‪ ،‬فدخلت الحجرة‪ ،‬فعرفت من وضعها أنه ما نام في تلك الليلة‪.‬‬
‫فخرجت حافيا متخفيا أطلخخب خخخبره‪ ،‬وأقفخخو أثخخره‪ ،‬فخخدخلت الصخخحن الشخخريف‬
‫فرأيت أبواب قبة العسكريين مغلقة‪ ،‬فتفقخخدت أطخخراف خارجهخخا فلخخم أجخخد منخخه‬
‫أثرا فدخلت الصحن الخير الذي فيه السرداب‪ ،‬فرأيته مفتح البواب‪ .‬فنزلت‬
‫من الدرج حافيا متخفيا متأنيا بحيث ل يسمع منخخي حخخس ول حركخخة فسخخمعت‬
‫همهمة من صفة السرداب‪ ،‬كأن أحدا يتكلم مع الخر‪ ،‬ولم اميز الكلمات إلخخى‬
‫أن بقيت ثلثة أو أربعة منها‪ ،‬وكان دبيبي أخفى مخخن دبيخخب النملخخة فخخي الليلخخة‬
‫الظلماء على الصخرة الصماء‪ ،‬فإذا بالسيد قد نادى في مكانه هنخخاك‪ :‬يخخا سخخيد‬
‫مرتضى ما تصنع ؟ ولم خرجت من المنزل ؟ فبقيت متحيرا ساكتا كالخشخخب‬
‫المسندة‪ ،‬فعزمت على الرجوع قبل الجواب ثخخم قلخخت فخخي نفسخخي كيخخف تخفخخى‬
‫حالك على من عرفك من غير طريق الحواس فأجبته معتذرا نادمخخا‪ ،‬ونزلخخت‬
‫في خلل العتذار إلى حيث شاهدت الصفة فرأيته وحخخده واقفخخا تجخخاه القبلخخة‪،‬‬
‫ليس لغيره هناك أثر فعرفت أنه يناجي الغائب عن أبصار البشر عليخخه سخخلم‬
‫ال الملك الكبر‪ ،‬فرجعت حريا لكل ملمة‪ ،‬غريقا في بحار الندامة إلخخى يخخوم‬
‫القيامة‪.‬‬

‫]‪[240‬‬

‫الحكاية الرابعة عشرة حدث الشيخ الصالح الصفي الشيخ أحمد الصدتوماني وكان ثقة‬
‫تقيا ورعا قال‪ :‬قد استفاض عن جدنا المخخولى محمخخد سخخعيد الصخخدتوماني وان‬
‫من تلمذة السيد رحمه ال أنه جرى في مجلسه ذكخخر قضخخايا مصخخادفة رؤيخخة‬
‫المهدي عليه السلم‪ ،‬حتى تكلم هو في جملة من تكلم فخخي ذلخخك فقخخال‪ :‬أحببخخت‬
‫ذات يوم أن أصل إلى مسجد السهلة في وقت ظننتخخه فيخخه فارغخخا مخخن النخخاس‪،‬‬
‫فلما انتهيت إليه‪ ،‬وجدته غاصخخا بالنخخاس‪ ،‬ولهخخم دوي ول أعهخخد أن يكخخون فخخي‬
‫ذلك الوقت فيه أحد‪ .‬فدخلت فوجدت صفوفا صافين للصخخلة جامعخخة‪ ،‬فخخوقفت‬
‫إلى جنب الحائط على موضخخع فيخخه رمخخل‪ ،‬فعلخخوته لنظخخر هخخل أجخخد خلل فخخي‬
‫الصفوف فأسده فرأيت موضخخع رجخخل واحخخد فخخي صخخف مخخن تلخخك الصخخفوف‪،‬‬
‫فذهبت إليه ووقفت فيه‪ .‬فقال رجل من الحاضرين‪ :‬هل رأيخخت المهخخدي عليخخه‬
‫السلم فعند ذلك سكت السيد وكأنه كان نائما ثم انتبخخه فكلمخخا طلخخب منخخه إتمخخام‬
‫المطلب لم يتمه‪ .‬الحكاية الخامسخخة عشخرة حخدث الشخخيخ الفاضخخل العخخالم الثقخخة‬
‫الشيخ باقر الكاظمي المجاور في النجف الشرف آل الشيخ طالب نجل العالم‬
‫العابد الشيخ هادي الكاظمي قال‪ :‬كان في النجف الشرف رجل مؤمن يسمى‬
‫الشيخ محمد حسن السريرة‪ ،‬وكان في سلك أهل العلخخم ذا نيخخة صخخادقة‪ ،‬وكخخان‬
‫معه مرض السعال إذا سعل يخرج من صدره مع الخلط دم‪ ،‬وكان مع ذلك‬
‫في غاية الفقر والحتياج‪ ،‬ل يملك قوت يومه‪ ،‬وكان يخرج في أغلخخب أوقخخاته‬
‫إلى البادية إلى العراب الذين في أطراف النجف الشرف‪ ،‬ليحصل له قوت‬
‫ولو شعير‪ ،‬وما كان يتيسر ذلك على وجه يكفيه‪ ،‬مع شدة رجخخائه‪ ،‬وكخخان مخخع‬
‫ذلك قد تعلق قلبه بتزويج امرأة من أهل النجف‪ ،‬وكان يطلبها مخخن أهلهخخا ومخخا‬
‫أجابوه إلى ذلك لقلة ذات يده‪ ،‬وكان في هم وغم شديد من جهة ابتلئه بذلك‪.‬‬

‫]‪[241‬‬

‫فلما اشتد به الفقر والمرض‪ ،‬وأيس من تزويج البنت‪ ،‬عزم على ما هو معخخروف عنخخد‬
‫أهل النجف من أنه من أصابه أمر فواظب الرواح إلى مسجد الكوفة أربعيخخن‬
‫ليلة الربعاء‪ ،‬فل بد أن يرى صاحب المر عجل ال فرجه من حيث ل يعلم‬
‫ويقضي له مراده‪ .‬قال الشيخ بخخاقر قخخدس سخخره‪ :‬قخخال الشخخيخ محمخخد‪ :‬فخخواظبت‬
‫على ذلك أربعين ليلة بالربعاء فلما كانت الليلخخة الخيخخرة وكخخانت ليلخخة شخختاء‬
‫مظلمة‪ ،‬وقد هبت ريح عاصفة‪ ،‬فيها قليل من المطر‪ ،‬وأنخخا جخخالس فخخي الدكخخة‬
‫التي هي داخل في باب المسجد وكخخانت الدكخخة الشخخرقية المقابلخخة للبخخاب الول‬
‫تكون علخخى الطخخرف اليسخخر‪ ،‬عنخخد دخخخول المسخخجد‪ ،‬ول أتمكخخن الخخدخول فخخي‬
‫المسجد من جهة سعال الدم‪ ،‬ول يمكن قذفه في المسجد وليس معي شئ أتقي‬
‫فيه عن البرد‪ ،‬وقد ضاق صدري‪ ،‬واشتد علي همي وغمخخي‪ ،‬وضخخاقت الخخدنيا‬
‫في عيني‪ ،‬وافكر أن الليالي قد انقضت‪ ،‬وهخخذه آخرهخخا‪ ،‬ومخخا رأيخخت أحخخدا ول‬
‫ظهر لي شئ‪ ،‬وقد تعبت هذا التعب العظيم‪ ،‬وتحملخخت المشخخاق والخخخوف فخخي‬
‫أربعين ليلة‪ ،‬أجيئ فيها من النجف إلى مسجد الكوفة‪ ،‬ويكون لي الياس مخخن‬
‫ذلك‪ .‬فبينما أنا افكر في ذلك‪ ،‬وليس فخخي المسخخجد أحخخد أبخخدا وقخخد أوقخخدت نخخارا‬
‫لسخن عليها قهوة جئت بها من النجف‪ ،‬ل أتمكخخن مخخن تركهخخا لتعخخودي بهخخا‪،‬‬
‫وكانت قليلة جدا إذا بشخص من جهة الباب الول متوجهخخا إلخخي فلمخخا نظرتخخه‬
‫من بعيد تكدرت وقلت في نفسي‪ :‬هذا أعرابي من أطراف المسخخجد‪ ،‬قخخد جخخاء‬
‫إلي ليشرب من القهوة وإني بل قهوة في هذا الليل المظلم‪ ،‬ويزيد علخخي همخخي‬
‫وغمي‪ .‬فبينما أنا افكر إذا به قخخد وصخخل إلخخي وسخخلم علخخي باسخخمي وجلخخس فخخي‬
‫مقابلي فتعجبت من معرفته اسمي‪ ،‬وظننته من الذين أخرج إليهخخم فخخي بعخخض‬
‫الوقات من أطراف النجف الشرف فصرت أسأله مخخن أي العخخرب يكخخون ؟‬
‫قال‪ :‬من بعض العرب فصرت أذكر له الطوائف الخختي فخخي أطخخراف النجخخف‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬ل ل‪ ،‬وكلما ذكرت له طائفة قال‪ :‬ل لست منها‪.‬‬

‫]‪[242‬‬

‫فأغضبني وقلت له‪ :‬أجل أنت من طريطرة مستهزءا وهو لفخخظ بل معنخخى‪ ،‬فتبسخخم مخخن‬
‫قولي ذلك وقال‪ :‬ل عليك من أينما كنت ما الذي جاء بك إلى هنا فقلت‪ :‬وأنت‬
‫ما عليك السؤال عن هذه المور ؟ فقال‪ :‬ما ضرك لو أخبرتني فتعجبخخت مخخن‬
‫حسن أخلقه وعذوبة منطقه‪ ،‬فمال قلبي إليه‪ ،‬وصخخار كلمخخا تكلخخم ازداد حخخبي‬
‫له‪ ،‬فعملت له السبيل من التتن‪ ،‬وأعطيته‪ ،‬فقال‪ :‬أنت اشرب فأنخخا مخخا أشخخرب‪،‬‬
‫وصببت له في الفنجخخان قهخخوة وأعطيتخخه‪ ،‬فأخخخذه وشخخرب شخخيئا قليل منخخه‪ ،‬ثخخم‬
‫ناولني الباقي وقال‪ :‬أنت اشربه فأخذته وشربته‪ ،‬ولم ألتفخخت إلخخى عخخدم شخخربه‬
‫تمام الفنجان‪ ،‬ولكن يزداد حبي له آنا فآنا‪ .‬فقلت له‪ :‬يا أخي أنت قد أرسلك ال‬
‫إلي في هذه الليلة تأنسني أفل تروح معخخي إلخخى أن نجلخخس فخخي حضخخرة مسخخلم‬
‫عليه السلم‪ ،‬ونتحدث ؟ فقال‪ :‬أروح معك فحدث حديثك‪ .‬فقلت له‪ :‬أحكي لخخك‬
‫الواقع أنا في غاية الفقر والحاجة‪ ،‬مذ شخخعرت علخخى نفسخخي ومخخع ذلخخك‪ ،‬معخخي‬
‫سعال أتنخع الدم‪ ،‬وأقخخذفه مخخن صخخدري منخخذ سخخنين‪ ،‬ول أعخخرف علجخخه ومخخا‬
‫عندي زوجة‪ ،‬وقد علق قلبي بخخامرأة مخخن أهخخل محلتنخا فخخي النجخف الشخخرف‪،‬‬
‫ومن جهة قلة ما في اليد ما تيسر لي أخذها‪ .‬وقد غرنخخي هخخؤلء الملئيخخة )‪(1‬‬
‫وقالوا لي‪ :‬اقصد في حوائجك صاحب الزمان وبت أربعين ليلة الربعاء فخخي‬
‫مسجد الكوفة‪ ،‬فانك تراه‪ ،‬ويقضي لك حاجتك وهذه آخر ليلخخة مخخن الربعيخخن‪،‬‬
‫وما رأيت فيها شيئا وقد تحملت هذه المشاق في هذه الليخخالي فهخخذا الخخذي جخخاء‬
‫بي هنا‪ ،‬وهذه حوائجي‪ .‬فقال لي وأنا غافل غير ملتفت‪ :‬أما صدرك فقد بخخرأ‪،‬‬
‫وأما المرأة فتأخذها عن قريب‪ ،‬وأما فقرك فيبقخخى علخخى حخخاله حخختى تمخخوت‪،‬‬
‫وأنا غير ملتفت إلى هذا البيان أبدا‪ .‬فقلت‪ :‬أل تروح إلى حضرة مسلم ؟ قال‪:‬‬
‫قم‪ ،‬فقمت وتوجه أمامي‪ ،‬فلما‬

‫)‪ (1‬من اصطلحات أهل العراق‪.‬‬

‫]‪[243‬‬

‫وردنا أرض المسجد فقال‪ :‬أل تصلي صلة تحيخخة المسخخجد‪ ،‬فقلخخت‪ :‬أفعخخل‪ ،‬فوقخخف هخخو‬
‫قريبا من الشخخاخص الموضخخوع فخخي المسخخجد‪ ،‬وأنخخا خلفخخه بفاصخخلة‪ ،‬فخخأحرمت‬
‫الصلة وصرت أقخخرأ الفاتحخخة‪ .‬فبينمخخا أنخخا أقخخرء وإذا يقخخرأ الفاتحخخة قخخراءة مخخا‬
‫سمعت أحدا يقرأ مثلها أبدا فمن حسن قراءته قلخت فخي نفسخي‪ :‬لعلخه هخذا هخو‬
‫صاحب الزمان وذكرت بعض كلمات له تدل على على ذلك ثخخم نظخخرت إليخخه‬
‫بعد ما خطر في قلبي ذلك‪ ،‬وهو في الصلة‪ ،‬وإذا بخخه قخخد أحخخاطه نخخور عظيخخم‬
‫منعنخخي مخخن تشخخخيص شخصخخه الشخخريف‪ ،‬وهخخو مخخع ذلخخك يصخخلي وأنخخا أسخخمع‬
‫قراءته‪ ،‬وقد ارتعدت فرائصي‪ ،‬ول أستطيع قطع الصلة خوفا منخخه فأكملتهخخا‬
‫على أي وجه كان‪ ،‬وقد عل النور مخن وجخه الرض‪ ،‬فصخرت أنخدبه وأبكخي‬
‫وأتضجر وأعتذر من سوء أدبي معه في باب المسجد‪ ،‬وقلت له‪ :‬أنت صخخادق‬
‫الوعد‪ ،‬وقد وعدتني الرواح معي إلى مسلم‪ .‬فبينما أنا اكلم النور‪ ،‬وإذا بخخالنور‬
‫قد توجه إلى جهة المسلم‪ ،‬فتبعته فدخل النور الحضرة‪ ،‬وصار في جو القبخخة‪،‬‬
‫ولم يزل على ذلك ولم أزل أندبه وأبكي حخختى إذا طلخخع الفجخخر‪ ،‬عخخرج النخخور‪.‬‬
‫فلما كخان الصخباح التفخت إلخى قخوله‪ :‬أمخا صخدرك فقخد بخرأ‪ ،‬وإذا أنخا صخحيح‬
‫الصدر‪ ،‬وليس معي سعال أبدا وما مضخخى اسخخبوع إل وسخخهل ال خ علخخى أخخخذ‬
‫البنت من حيث ل أحتسب‪ ،‬وبقي فقري على ما كان كمخخا أخخخبر صخخلوات الخ‬
‫وسلمه عليه وعلى آبائه الطاهرين‪ .‬الحكايخخة السادسخخة عشخخرة حخخدثني العخخالم‬
‫الجليخخل‪ ،‬والفاضخخل النبيخخل‪ ،‬مصخخباح المتقيخخن‪ ،‬وزيخخن المجاهخخدين السخخيد اليخخد‬
‫مولنا السيد محمد ابخخن العخخالم السخخيد هاشخخم بخخن ميخخر شخخجعاعتعلي الموسخخوي‬
‫الرضوي الجفي المعروف بالهندي سلمه ال تعالى وهو من العلماء المتقيخخن‪،‬‬
‫وكان يؤم الجماعة فخي داخخل حخرم أميخر المخؤمنين عليخه السخلم ولخه خخبرة‬
‫وبصيرة بأغلب العلوم‬
‫]‪[244‬‬

‫المتداولة‪ ،‬وهو الن من مجاوري بلخخدتنا الشخخريفه عمرهخخا الخ تعخخالى بوجخخود البخخرار‬
‫والصلحاء‪ .‬قال‪ :‬كان رجل صالح يسمى الحاج عبد الواعظ كان كثير الخختردد‬
‫إلى مسجد السهلة والكوفة‪ ،‬فنقل لي الثقة الشيخ باقر بن الشخخيخ هخخادي المقخخدم‬
‫ذكره قال‪ :‬وكان عالما بالمقدمات وعلم القخخراءة وبعخخض علخخم الجفخخر‪ ،‬وعنخخده‬
‫ملكة الجتهاد المطلق إل أنه مشغول عن السخختنباط لكخخثر مخخن قخخدر حخخاجته‬
‫بمعيشة العيخخال‪ ،‬وكخخان يقخخرء المراثخخي ويخخؤم الجماعخخة‪ ،‬وكخخان صخخدوقا خيخخرا‬
‫معتمدا‪ ،‬عن الشيخ مهدي الزربجاوي قال‪ :‬كنت في مسخخجد الكوفخخة‪ ،‬فوجخخدت‬
‫هذا العبد الصالح خرج إلى النجف بعد نصف الليل ليصخخل إليخخه أول النهخخار‪،‬‬
‫فخرجت معه لجل ذلك أيضخخا‪ .‬فلمخخا انتهينخخا إلخخى قريخخب مخخن الخخبئر الخختي فخخي‬
‫نصف الطريق لح لي أسد على قارعة الطريخخق‪ ،‬والبريخخة خاليخخة مخخن النخخاس‬
‫ليس فيها إل أنا وهذا الرجل‪ ،‬فوقفت عن المشي‪ ،‬فقال‪ :‬ما بالك ؟ فقلخخت‪ :‬هخخذا‬
‫السد‪ ،‬فقال‪ :‬امش ول تبال به‪ ،‬فقلت‪ :‬كيف يكون ذلخخك ؟ فأصخخر علخخي فخأبيت‬
‫فقخخال لخخي‪ :‬إذا رأيتنخخي وصخخلت إليخخه ووقفخخت بحخخذائه ولخخم يضخخرني‪ ،‬أفتجخخوز‬
‫الطريخخق وتمشخخي ؟ فقلخخت نعخخم‪ ،‬فتقخخدمني إلخخى السخخد حخختى وضخخع يخخده علخخى‬
‫ناصيته‪ ،‬فلما رأيت ذلك أسرعت في مشيي حخختى جزتهمخخا وأنخخا مرعخخوب ثخخم‬
‫لحق بي وبقي السد في مكانه‪ .‬قال نور ال قلبه‪ :‬قال الشيخ بخخاقر وكنخخت فخخي‬
‫أيام شبابي خرجخخت مخع خخالي الشخيخ محمخخد علخخي القخخارئ ‪ -‬مصخخنف الكتخخب‬
‫الثلثة الكبير والمتوسط والصغير‪ ،‬ومؤلف كتاب التعزية‪ ،‬جمع فيخخه تفصخخيل‬
‫قضية كربل من بخخدئها إلخخى ختامهخخا بخخترتيب حسخخن وأحخخاديث منتخبخخة ‪ -‬إلخخى‬
‫مسجد السهلة وكان في تلك الوقات موحشا في الليل ليخخس فيخخه هخخذه العمخخارة‬
‫الجديخخدة‪ ،‬والطريخخق بينخخه وبيخخن مسخخجد الكوفخخة كخخان صخخعبا أيضخخا ليخخس بهخخذه‬
‫السهولة الحاصلة بعد الصلح‪ .‬فلما صلينا تحية مقخخام المهخخدي عليخخه السخخلم‬
‫نسي خالي سبيله وتتنه‪ ،‬فذكر ذلك بعد ما خرجنخخا وصخخرنا فخخي بخخاب المسخخجد‬
‫فبعثني إليها‪.‬‬

‫]‪[245‬‬

‫فلما دخلت وقت العشاء إلى المقام فتناولت ذلك‪ ،‬وجخدت جمخرة نخار كخبيرة تلهخب فخي‬
‫وسط المقام‪ ،‬فخرجت مرعوبا منها فرآني خالي على هيئة الرعب‪ ،‬فقال لي‪:‬‬
‫ما بالك ؟ فأخبرته بالجمرة‪ ،‬فقال لي سنصل إلى مسجد الكوفة‪ ،‬ونسأل العبخخد‬
‫الصالح عنها‪ ،‬فانه كثير التردد إلى هذا المقام‪ ،‬ول يخلو من أن يكون له علخخم‬
‫بها‪ .‬فلما سأله خالي عنها قال‪ :‬كثيرا مخخا رأيتهخخا فخخي خصخخوص مقخام المهخخدي‬
‫عليه السلم من بين المقامات والزوايا‪ .‬الحكاية السابعة عشرة قال نضر الخخ‬
‫وجهه‪ :‬وأخبرني الشيخ باقر المزبور عن السيد جعفر ابن السيد الجليل السيد‬
‫باقر القزويني التي ذكره‪ ،‬قال‪ :‬كنت أسير مع أبخخي إلخخى مسخخجد السخخهلة فلمخخا‬
‫قاربناها قلت له‪ :‬هذه الكلمات التي أسمعها من الناس أن من جاء إلخخى مسخخجد‬
‫السهلة في أربعين أربعاء فانه يرى المهدي عليخخه السخخلم أرى أنهخخا ل أصخخل‬
‫لها‪ ،‬فالتفت إلي مغضبا وقال لي‪ :‬ولم ذلك ؟ لمحض أنك لم تره ؟ أو كل شخخئ‬
‫لم تره عيناك فل أصل له ؟ وأكثر من الكلم علي حتى ندمت على مخخا قلخخت‪.‬‬
‫ثم دخلنا معه المسخخجد‪ ،‬وكخخان خاليخخا مخخن النخخاس فلمخخا قخخام فخخي وسخخط المسخخجد‬
‫ليصلي ركعتين للستجارة أقبل رجل من ناحية مقام الحجة عليه السلم ومر‬
‫بالسيد فسلم عليه وصافحه والتفت إلي السيد والدي وقال‪ :‬فمخخن هخخذا ؟ فقلخخت‪:‬‬
‫أهو المهدي عليه السلم فقخخال‪ :‬فمخخن ؟ فركضخخت أطلبخخه فلخخم أجخخده فخخي داخخخل‬
‫المسجد ول في خارجه‪ .‬الحكاية الثامنة عشرة وقال أصخخلح الخ بخخاله‪ :‬وأخخخبر‬
‫الشيخ باقر المزبور عن رجل صادق اللهجة كان حلقا وله أب كخخبير مسخخن‪،‬‬
‫وهو ل يقصر في خخخدمته‪ ،‬حخختى أنخخه يحمخخل لخخه البريخخق إلخخى الخلء‪ ،‬ويقخخف‬
‫ينتظره حتى يخرج فيأخذه منه ول يفارق خدمته إل ليلة‬

‫]‪[246‬‬

‫الربعاء فانه يمضي إلى مسجد السهلة ثم ترك الرواح إلى المسجد‪ ،‬فسألته عن سخخبب‬
‫ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬خرجت أربعين أربعاء فلما كانت الخيرة لم يتيسر لي أن أخخخرج‬
‫إلى قريب المغرب فمشيت وحدي وصار الليل‪ ،‬وبقيت أمشي حتى بقي ثلخخث‬
‫الطريق‪ ،‬وكانت الليلة مقمرة‪ .‬فرأيت أعرابيا على فرس قد قصدني فقلت في‬
‫نفسي هذا سيسلبني ثيابي فلمخخا انتهخخى إلخخي كلمنخخي بلسخخان البخخدو مخخن العخخرب‪،‬‬
‫وسألني عن مقصدي‪ ،‬فقلت‪ :‬مسجد السهلة‪ ،‬فقال‪ :‬معخخك شخخئ مخخن المخخأكول ؟‬
‫فقلت‪ :‬ل‪ ،‬فقال‪ :‬أدخل يدك في جيبك ‪ -‬هذا نقل بالمعنى ‪ -‬وأما اللفظ " دورك‬
‫يدك لجيبك " فقلت‪ :‬ليس فيه شئ فكرر علي القول بزجر حخختى أدخلخخت يخخدي‬
‫في جيبي‪ ،‬فوجدت فيه زبيبا كنخخت اشخختريته لطفخخل عنخخدي‪ ،‬ونسخخيته فبقخخي فخخي‬
‫جيبي‪ .‬ثم قال لي العرابي‪ :‬اوصيك بالعود‪ ،‬اوصيك بالعود‪ ،‬اوصيك بخخالعود‬
‫‪ -‬والعود فخخي لسخخانهم اسخخم للب المسخخن‪ ،‬ثخخم غخخاب عخخن بصخخري فعلمخخت أنخخه‬
‫المهدي عليه السلم وأنه ل يرضى بمفارقتي لبي حتى في ليلة الربعاء فلم‬
‫أعد‪ .‬الحكاية التاسعة عشرة وقال أدام ال إكرامه‪ :‬رأيخخت فخخي روايخخة مخخا يخخدل‬
‫على أنك إذا أردت أن تعرف ليلة القدر‪ ،‬فاقرء " حم الخخدخان " كخخل ليلخخة فخخي‬
‫شهر رمضان مائة مرة إلى ليلة ثلث وعشرين‪ ،‬فعملت ذلك وبدأت في ليلخخة‬
‫الثلث والعشرين أقرء على حفظي بعد الفطور إلخخى أن خرجخخت إلخخى الحخخرم‬
‫العلوي في أثناء الليل‪ ،‬فلم أجخد لخي موضخعا أسختقر فيخه إل أن أجلخس مقخابل‬
‫للوجه‪ ،‬مستدبرا للقبلخخة‪ ،‬بقخخرب الشخخمع المعلخخق لكخخثرة النخخاس فخخي تلخخك الليلخخة‪.‬‬
‫فتربعت واستقبلت الشباك‪ ،‬وبقيت أقرء " حم " فبينما أنا كذلك إذ وجدت إلى‬
‫جنبي أعرابيا متربعا أيضا معتدل الظهر أسمر اللون حسخخن العينيخخن والنخخف‬
‫والوجه‪ ،‬مهيبا جدا كأنه من شيوخ العراب إل أنه شاب ول أذكر هل كان‬
‫]‪[247‬‬

‫له لحية خفيفة أم لم تكن‪ ،‬وأظن الول‪ .‬فجعلخخت فخخي نفسخخي أقخخول‪ :‬مخخا الخخذي أتخخى بهخخذا‬
‫البدوي إلى هذا الموضع ؟ و يجلس هذا الجلوس العجمخخي ؟ ومخخا حخخاجته فخخي‬
‫الحرم ؟ وأين منزله في هذا الليل ؟ أهو من شيوخ الخزاعخخة وأضخخافه بعخخض‬
‫الخدمة مثل الكليد دار أو نائبه‪ ،‬وما بلغني خبره‪ ،‬وما سمعت به‪ .‬ثم قلخخت فخخي‬
‫نفسي‪ :‬لعله المهدي عليه السلم وجعلت أنظر في وجهخخه‪ ،‬وهخخو يلتفخخت يمينخخا‬
‫وشمال إلى الزوار من غير إسراع في اللتفات ينافي الوقار‪ ،‬وجلست امرأة‬
‫قدامي لصقة بظهرها ركبتي‪ ،‬فنظرت إليه متبسما ليراهخخا علخخى هخخذه الحالخخة‬
‫فيتبسم على حسب عادة الناس‪ ،‬فنظر إليها وهو غير متبسم وإلي ورجع إلخخى‬
‫النظر يمينا وشمال فقلت‪ :‬أسأله أنخخه أيخخن منزلخخه ؟ أو مخخن هخخو ؟ فلمخخا هممخخت‬
‫بسؤاله انكمش فؤادي انكماشا تأذيت منه جدا‪ ،‬وظننت أن وجهي اصخخفر مخخن‬
‫هذه الحالة‪ ،‬وبقي اللم في فؤادي حتى قلت فخخي نفسخخي‪ :‬اللهخخم إنخخي ل أسخخأله‪،‬‬
‫فدعني يا فؤادي وعد إلخخى السخخلمة مخخن هخخذا اللخخم‪ ،‬فخاني قخد أعرضخخت عمخخا‬
‫أردت من سؤاله‪ ،‬وعزمت على السكوت‪ ،‬فعند ذلك سكن فؤادي وعدت إلخخى‬
‫التفكر في أمره‪ .‬وهممت مرة ثانيخخة بالستفسخخار منخخه‪ ،‬وقلخخت‪ :‬أي ضخخرر فخخي‬
‫ذلك ؟ وما يمنعني من أن أسخخأله فخانكمش فخخؤادي مخخرة ثانيخخة عنخخد مخخا هممخخت‬
‫بسؤاله‪ ،‬وبقيت متألما مصفرا حخختى تخخأذيت‪ ،‬وقلخخت‪ :‬عزمخخت أن ل أسخخأله ول‬
‫أستفسر إلخى أن سخكن فخؤادي‪ ،‬وأنخا أقخرء لسخانا وأنظخر إلخى وجهخه وجمخاله‬
‫وهيبته‪ ،‬وافكر فيه قلبا‪ ،‬حتى أخذني الشوق إلى العزم مرة ثالثة على سخخؤاله‪،‬‬
‫فانكمش فؤادي وتأذيت في الغاية وعزمت عزما صخخادقا علخخى تخخرك سخخؤاله‪،‬‬
‫ونصبت لنفسي طريقخا إلخخى معرفتخخه‪ ،‬غيخر الكلم معخخه‪ ،‬وهخخو أنخي ل افخارقه‬
‫وأتبعه حيث قام ومشى حتى أنظخخر أيخخن منزلخخه إن كخخان مخخن سخخائر النخخاس أو‬
‫يغيب عن بصخخري إن كخخان المخخام عليخخه السخخلم‪ .‬فأطخخال الجلخخوس علخخى تلخخك‬
‫الهيئة‪ ،‬ول فاصل بيني وبينه‪ ،‬بل الظاهر أن ثيابي‬

‫]‪[248‬‬

‫ملصقة لثيابه وأحببت أن أعرف الوقت والساعة‪ ،‬وأنخخا ل أسخخمع مخخن كخخثرة أصخخوات‬
‫الناس صوت ساعات الحرم‪ ،‬فصخخار فخخي مقخخابلي رجخخل عنخخده سخخاعة‪ ،‬فقمخخت‬
‫لسأله عنها وخطوت خطوة ففاتني صاحب السخخاعة‪ ،‬لخختزاحم النخخاس‪ ،‬فعخخدت‬
‫بسرعة إلى موضعي ولعل إحدى رجلي لم تفارقه فلم أجخخد صخخاحبي ونخخدمت‬
‫على قيامي ندما عظيما وعاتبت نفسي عتابا شديدا‪ .‬الحكايخخة العشخخرون قصخخة‬
‫العابد الصالح التقي السيد محمد العاملي رحمه ال ابن السيد عباس سلمه الخ‬
‫]آل العباس شرف الدين[ الساكن في قرية جشيث من قرى جبل عامل وكخخان‬
‫من قصته أنه رحمه ال لكثرة تعدي الجور عليه خرج من وطنه خائفا هاربا‬
‫مع شدة فقره‪ ،‬وقلة بضاعته‪ ،‬حتى أنه لم يكن عنده يوم خروجه إل مقخخدارا ل‬
‫يسوى قوت يومه‪ ،‬وكان متعففا ل يسأل أحدا‪ .‬وسخخاح فخخي الرض برهخخة مخخن‬
‫دهره‪ ،‬ورأى في أيام سياحته في نومه ويقظته عجائب كثيرة‪ ،‬إلخخى أن انتهخخى‬
‫أمخخره إلخخى مجخخاورة النجخخف الشخخرف علخخى مشخخرفها آلف التحيخخة والتحخخف‪،‬‬
‫وسكن في بعخض الحجخرات الفوقانيخة مخن الصخحن المقخدس وكخان فخي شخدة‬
‫الفقر‪ ،‬ولم يكن يعرفخخه بتلخخك الصخخفة إل قليخخل وتخخوفي رحمخخه الخ فخخي النجخخف‬
‫الشرف‪ ،‬بعد مضي خمس سنوات من يوم خروجه من قريته‪ .‬وكخخان أحيانخخا‬
‫يراودني‪ ،‬وكان كثير العفة والحياء يحضر عندي أيام إقامة التعزيخخة‪ ،‬وربمخخا‬
‫استعار مني بعض كتب الدعيخخة لشخخدة ضخخيق معاشخخه‪ ،‬حخختى أن كخخثيرا مخخا ل‬
‫يتمكن لقوته إل ]على[ تميرات‪ ،‬يواظب الدعية المأثورة لسعة الرزق حخختى‬
‫كأنه ما ترك شيئا من الذكخخار المرويخخة والدعيخخة المخخأثورة‪ .‬واشخختغل بعخخض‬
‫أيامه على عرض حاجته على صاحب الزمان عليه سخخلم ال خ الملخخك المنخخان‬
‫أربعين يوما وكان يكتب حاجته‪ ،‬ويخرج كل يوم قبل طلوع الشمس من البلد‬
‫من الباب الصغير الذي يخرج منه إلى بحر‪ ،‬ويبعد عن طرف اليمين‬

‫]‪[249‬‬

‫مقدار فرسخ أو أزيخد‪ ،‬بحيخث ل يخراه أحخد ثخم يضخع عريضخته فخي بندقخة مخن الطيخن‬
‫ويودعها أحد نوابه سلم ال عليخه‪ ،‬ويرميهخا فخي المخخاء إلخى أن مضخخى عليخخه‬
‫ثمانية أو تسعة وثلثون يوما‪ .‬فلما فعل ما يفعله كل يوم ورجع قال‪ :‬كنت في‬
‫غاية المللة وضيق الخلق وأمشي مطرقا رأسي‪ ،‬فالتفت فإذا أنا برجل كخخأنه‬
‫لحق بي من ورائي وكان في زي العخخرب‪ ،‬فسخخلم علخخي فخخرددت عليخخه السخخلم‬
‫بأقل ما يرد‪ ،‬وما التفت إليه لضيق خلقي فسايرني مقخخدارا وأنخخا علخخى حخخالي‪،‬‬
‫فقال بلهجة أهل قريتي‪ :‬سيد محمد ما حاجتك ؟ يمضي عليك ثمانية أو تسخخعة‬
‫وثلثون يوما تخرج قبل طلوع الشمس إلى المكان الفلني وترمي العريضخخة‬
‫في الماء تظن أن إمامك ليس مطلعا على حاجتك ؟‪ .‬قخخال‪ :‬فتعجبخخت مخخن ذلخخك‬
‫لني لم أطلع أحدا على شغلي‪ ،‬ول أحد رآني‪ ،‬ول أحد من أهخخل جبخخل عامخخل‬
‫في المشهد الشريف لخخم أعرفخخه‪ ،‬خصوصخا أنخه لبخس الكفيخة والعقخال وليخس‬
‫مرسوما فخخي بلدنخخا‪ ،‬فخطخخر فخخي خخخاطري وصخخولي إلخخى المطلخخب القصخخى‪،‬‬
‫وفوزي بالنعمة العظمى‪ ،‬وأنه الحجة علخخى البرايخخا‪ ،‬إمخخام العصخخر عجخخل الخ‬
‫تعالى فرجه‪ .‬وكنت سمعت قديما أن يده المباركة في النعومة بحيث ل يبلغها‬
‫يد أحد من الناس‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬اصافحه فان كان يده كما سمعت أصنع ما‬
‫يحق بحضرته فمددت يدي وأنخخا علخخى حخخالي لمصخخافحته‪ ،‬فمخخد يخخده المباركخخة‬
‫فصخخافحته‪ ،‬فخخإذا يخخده كمخخا سخخمعت‪ ،‬فخختيقنت الفخخوز والفلح‪ ،‬فرفعخخت رأسخخي‪،‬‬
‫ووجهت له وجهي‪ ،‬وأردت تقبيل يخخده المباركخخة‪ ،‬فلخخم أر أحخخدا‪ .‬قلخخت‪ :‬ووالخخده‬
‫السيد عباس حي إلى حال التأليف‪ ،‬وهو من بني أعمام العالم الحخخبر الجليخخل‪،‬‬
‫والسخخيد المؤيخخد النبيخخل‪ ،‬وحيخخد عصخخره‪ ،‬ونخخاموس دهخخره السخخيد صخخدر الخخدين‬
‫العاملي المتوطن في إصبهان تلميذ العلمة الطباطبائي بحر العلوم أعلى ال خ‬
‫مقامهما‪ .‬الحكاية الحاديخخة والعشخخرون وحخخدث السخخيد الصخخالح المتقخخدم ذكخخره‪،‬‬
‫قدس ال روحه‪ :‬قال وردت المشهد المقدس الرضوي عليه الصخخلة والسخخلم‬
‫للزيارة‪ ،‬وأقمت فيه مدة‪ ،‬وكنت في ضنك‬

‫]‪[250‬‬

‫وضيق مع وفور النعمة‪ ،‬ورخص أسعارها‪ ،‬ولما أردت الرجوع مخخع سخخائر الزائريخخن‬
‫لم يكن عندي شئ من الزاد حتى قرصة لقوت يومي‪ ،‬فتخلفت عنهخخم‪ ،‬وبقيخخت‬
‫يومي إلى زوال الشمس فزرت مولي وأديت فرض الصلة فرأيت أنخخي لخخو‬
‫لم ألحق بهم ل يتيسر لي الرفقة عن قريب وإن بقيت أدركتنخخي الشخختاء ومخخت‬
‫من البرد‪ .‬فخرجت من الحرم المطهر مع مللة الخخخاطر‪ ،‬وقلخخت فخخي نفسخخي‪:‬‬
‫أمشي على أثرهم‪ ،‬فان مت جوعا استرحت‪ ،‬وإل لحقخخت بهخخم‪ ،‬فخرجخخت مخخن‬
‫البلد الشريف وسألت عن الطريق‪ ،‬وصرت أمشي حتى غربت الشخخمس ومخخا‬
‫صادفت أحدا‪ ،‬فعلمت أني أخطأت الطريق‪ ،‬وأنا بباديخخة مهولخخة ل يخخرى فيهخخا‬
‫سوى الحنظل‪ ،‬وقد أشرفت من الجوع والعطش على الهلك‪ ،‬فصرت أكسخخر‬
‫حنظلة حنظلخخة لعلخخي أظفخخر مخخن بينهخخا بحبحخخب )‪ (1‬حخختى كسخخرت نحخخوا مخخن‬
‫خمسمائة‪ ،‬فلم أظفر بهخخا‪ ،‬وطلبخخت المخخاء والكلء حخختى جننخخي الليخخل‪ ،‬ويئسخخت‬
‫منهما‪ ،‬فأيقنت الفنخخاء واستسخخلمت للمخخوت‪ ،‬وبكيخخت علخخى حخخالي‪ .‬فخختراءى لخخي‬
‫مكان مرتفع‪ ،‬فصعدته فوجدت في أعلها عينا مخخن المخخاء فتعجبخخت وشخخكرت‬
‫ال عزوجل وشربت الماء وقلت في نفسي‪ :‬أتوضأ وضخخوء الصخخلة واصخخلي‬
‫لئل ينزل بي الموت وأنا مشغول الذمة بها‪ ،‬فبادرت إليهخخا‪ .‬فلمخخا فرغخخت مخخن‬
‫العشاء الخرة أظلم الليل وامتل البيداء من أصخوات السخباع وغيرهخا وكنخت‬
‫أعخخرف مخخن بينهخخا صخخوت السخخد والخخذئب وأرى أعيخخن بعضخخها تتوقخخد كأنهخخا‬
‫السراج‪ ،‬فزادت وحشتي إل أني كنت مستسلما للموت‪ ،‬فأدركني النوم لكخخثرة‬
‫التعب‪ ،‬وما أفقت إل والصوات قد انخمدت‪ ،‬والدنيا بنور القمر قد أضخخاءت‪،‬‬
‫وأنا في غاية الضعف‪ ،‬فرأيت فارسا مقبل علي فقلخخت فخخي نفسخخي إنخخه يقتلنخخي‬
‫لنه يريد متاعي فل يجد شيئا عندي فيغضب لذلك فيقتلنخخي‪ ،‬ول أقخخل مخخن أن‬
‫تصيبني منه جراحة‪.‬‬

‫)‪ (1‬الحبحب‪ :‬البطيخ الشامي الذي تسميه أهل العراق‪ :‬الرقى‪ ،‬والفرس‪ :‬الهندي‪ .‬قخخاله‬
‫الفيروز آبادي والظاهر أنه يشبه الحنظل من حيث الصورة‪.‬‬

‫]‪[251‬‬

‫فلما وصل إلي سلم علي فرددت عليه السلم وطابت منه نفسي‪ ،‬فقال‪ :‬مالك ؟ فأومأت‬
‫إليخخه بضخخعفي‪ ،‬فقخخال‪ :‬عنخخدك ثلث بطيخخخات‪ ،‬لخخم ل تأكخخل منهخخا ؟ فقلخخت‪ :‬ل‬
‫تستهزءني ودعني على حالي‪ ،‬فقال لي‪ :‬انظخخر إلخخى ورائك‪ ،‬فنظخخرت فرأيخخت‬
‫شجرة بطيخ عليها ثلث بطيخات كبار‪ ،‬فقال‪ :‬سد جوعك بواحدة‪ ،‬وخذ معك‬
‫اثنتين‪ ،‬وعليك بهذا الصراط المستقيم‪ ،‬فامش عليه‪ ،‬وكل نصخخف بطيخخخة أول‬
‫النهار‪ ،‬والنصف الخر عند الزوال‪ ،‬واحفظ بطيخة فانها تنفعك‪ ،‬فإذا غربخخت‬
‫الشمس‪ ،‬تصل إلخخى خيمخخة سخخوداء‪ ،‬يوصخخلك أهلهخخا إلخخى القافلخخة‪ ،‬وغخخاب عخخن‬
‫بصري‪ .‬فقمت إلى تلك البطيخخخات‪ ،‬فكسخخرت واحخخدة منهخخا فرأيتهخخا فخخي غايخخة‬
‫الحلوة واللطافة كأني ما أكلت مثلها فأكلتها‪ ،‬وأخذت معي الثنتين‪ ،‬ولزمخخت‬
‫الطريق‪ ،‬وجعلت أمشي حتى طلعخخت الشخخمس‪ ،‬ومضخخى مخخن طلوعهخخا مقخخدار‬
‫سخخاعة‪ ،‬فكسخخرت واحخخدة منهمخخا وأكلخخت نصخخفها وسخخرت إلخخى زوال الشخخمس‪،‬‬
‫فأكلت النصف الخخخر وأخخخذت الطريخخق‪ .‬فلمخخا قخخرب الغخخروب بخخدت لخخي تلخخك‬
‫الخيمة‪ ،‬ورآني أهلها فبادروا إلخخي وأخخخذوني بعنخخف وشخخدة‪ ،‬وذهبخخوا بخخي إلخخى‬
‫الخيمة كأنهم زعموني جاسوسا‪ ،‬وكنت ل أعخخرف التكلخخم إل بلسخخان العخخرب‪،‬‬
‫ول يعرفون لساني‪ ،‬فأتوا بي إلى كبيرهم‪ ،‬فقال لي بشخخدة وغضخخب‪ :‬مخخن أيخخن‬
‫جئت ؟ تصدقني وإل قتلتك فأفهمته بكل حيلخخة شخخرحا مخخن حخخالي‪ .‬فقخخال‪ :‬أيهخخا‬
‫السيد الكذاب ل يعبر من الطريق الذي تدعيه متنفس إل تلف أو أكله السباع‪،‬‬
‫ثم إنك كيف قدرت على تلك المسافة البعيدة في الزمان الذي تذكره ومن هخخذا‬
‫المكان إلى المشخهد المقخدس مسخيرة ثلثخة أيخام اصخدقني وإل قتلتخك‪ ،‬وشخهر‬
‫سيفه في وجهي‪ .‬فبدا له البطيخ من تحت عبخخائي فقخخال‪ :‬مخخا هخخذا ؟ فقصصخخت‬
‫عليه قصته‪ ،‬فقال الحاضرون‪ :‬ليس في هذا الصحراء بطيخخخ خصوصخخا هخخذه‬
‫البطيخة التي ما رأينا مثلها أبخخدا فرجعخخوا إلخخى أنفسخخهم‪ ،‬وتكلمخخوا فيمخخا بينهخخم‪،‬‬
‫وكأنهم علموا صدق مقالتي‪ ،‬وأن هذه معجخزة مخن المخام عليخه آلف التحيخة‬
‫والثناء والسلم )‪ (1‬فأقبلوا علي وقبلوا‬

‫)‪ (1‬ويأتي في ذيل الحكاية الثالثخخة والخمسخخين دفخخع مخخا ربمخخا يتخخوهم فخخي هخخذه الحكايخخة‬
‫وأمثالها من عدم وجود شاهد فيهخخا علخخى كخخون المسخختغاث هخخو الحجخخة عليخخه‬
‫السلم‪ ،‬منه رحمه ال‪.‬‬

‫]‪[252‬‬

‫يدي وصخدروني فخي مجلسخهم‪ ،‬وأكرمخوني غايخة الكخرام‪ ،‬وأخخذوا لباسخي تبركخا بخه‬
‫وكسوني ألبسة جديخخدة فخخاخرة‪ ،‬وأضخخافوني يخخومين وليلخختين‪ .‬فلمخخا كخخان اليخخوم‬
‫الثالث أعطوني عشرة توامين‪ ،‬ووجهوا معي ثلثة منهم حتى أدركت القافلة‪.‬‬
‫الحكاية الثانيخخة والعشخخرون السخخيد الشخخهيد القاضخخي نخخور الخ الشوشخختري فخخي‬
‫مجالس المؤمنين في ترجمة آية ال العلمة الحلخخي قخخدس سخخره أن مخخن جملخخة‬
‫مقاماته العالية‪ ،‬أنه اشتهر عند أهل اليمان أن بعض علماء أهل السخخنة ممخخن‬
‫تتلمذ )‪ (1‬عليه العلمة في بعض الفنون ألف كتابخخا فخخي رد الماميخخة‪ ،‬ويقخخرء‬
‫للناس في مجالسه ويضلهم‪ ،‬وكان ل يعطيه أحدا خوفا من أن يخخرده أحخخد مخخن‬
‫المامية‪ ،‬فاحتال رحمه ال في تحصيل هذا الكتاب إلى أن جعل تتلمخخذه عليخخه‬
‫وسيلة لخذه الكتاب منه عارية‪ ،‬فالتجأ الرجل واستحيى مخن رده وقخال‪ :‬إنخي‬
‫آليت على نفسي أن ل اعطيه أحدا أزيخخد مخخن ليلخخة‪ ،‬فخخاغتنم الفرصخخة فخخي هخخذا‬
‫المقدار من الزمان‪ ،‬فأخذه منه وأتى به إلى بيته لينقل منه ما تيسر منخخه‪ .‬فلمخخا‬
‫اشتغل بكتابته وانتصف الليل‪ ،‬غلبه النوم‪ ،‬فحضر الحجة عليه السخلم وقخال‪:‬‬
‫ولني الكتاب وخذ فخخي نومخخك فخانتبه العلمخخة وقخخد تخخم الكتخخاب باعجخخازه عليخخه‬
‫السلم )‪ .(2‬وظاهر عبارته يوهم أن الملقاة والمكالمة كان في اليقظخخة وهخخو‬
‫بعيد والظاهر أنه في المنام وال العالم‪.‬‬

‫)‪ (1‬هذا هو الصحيح‪ ،‬يقال‪ :‬تلمذ له وتتلمذ‪ :‬صار تلميذا له‪ ،‬والتلميذ المتعلم والخخخادم‪،‬‬
‫وعن بعضهم هو الشخص الذي يسلم نفسه لمعلم ليعلمه صنعته سواء كانت‬
‫علما أو غيره فيخدمه مدة حتى يتعلمها منه‪ ،‬وأما ما في الصل المطبوع "‬
‫تلمذ " بتشديد الميم فهو من الغلط المشخخهورة‪ (2) .‬ورأيخخت هخخذه الحكايخخة‬
‫في مجموعة كبيرة‪ ،‬من جمع الفاضل اللمعى على بن ابراهيم المازندراني‬
‫وبخطه‪ ،‬وكان معاصرا للشيخ البهائي رحمه ال‪ ،‬هكذا‪= :‬‬

‫]‪[253‬‬

‫الحكاية الثالثة والعشرون في مجموعة نفيسة عنخخدي كلهخخا بخخخط العخخالم الجليخخل شخخمس‬
‫الدين محمد ابن علي بن الحسن الجباعي جد شيخنا البهائي وهو الذي ينتهخخي‬
‫نسخ الصحيفة الكاملة إلخخى الصخخحيفة الختي كخانت بخطخخه‪ ،‬وكتبهخا مخخن نسخخة‬
‫الشهيد الول رحمه ال وقد نقل عنخخه عخخن تلخخك المجموعخخة وغيرهخخا العلمخخة‬
‫المجلسي كثيرا في البحار‪ ،‬وربما عبر هو وغيره كالسيد نعمة ال الجزائري‬
‫في أول شرح الصحيفة عنه بصخاحب الكرامخخات‪ ،‬مخا لفظخه‪ :‬قخال السخخيد تخاج‬
‫الدين محمد بن معية الحسني أحسن ال إليه حدثني والدي القاسخخم بخن الحسخن‬
‫بن معية الحسني تجاوز ال عن سيئاته أن المعمخخر بخخن غخخوث السنبسخخي ورد‬
‫إلى الحلة مرتين إحداهما قديمة ل احقق تاريخهخخا والخخخرى قبخخل فتخخح بغخخداد‬
‫بسنتين قال والدي‪ :‬وكنت حينئذ ابن ثمخخان سخخنوات‪ ،‬ونخخزل علخخى الفقيخخه مفيخخد‬
‫الدين ابن جهم‪ ،‬وتردد إليه الناس‪ ،‬وزاره خالي السعيد تخاج الخخدين بخخن معيخة‪،‬‬
‫وأنا‬

‫= الشيخ الجليل جمال الدين الحلي‪ ،‬كان علمة علمخخاء الزمخخان ‪ -‬إلخخى أن قخخال ‪ :-‬وقخخد‬
‫قيل‪ :‬انه كان يطلب من بعض الفاضل كتابا لينتسخه‪ ،‬وهو كان يأبى عليه‪،‬‬
‫وكان كتابا كبيرا جدا‪ ،‬فاتفق أن أخذه منه شرطا‪ :‬بأن ل يبقى عنده غير ليلة‬
‫واحدة‪ ،‬وهذا كتاب ل يمكن نسخه ال في سنة أو أكثر‪ .‬فآلى به الشيخ رحمه‬
‫ال‪ ،‬وشرع في كتابته في تلك الليلة فكتخخب منخخه صخخفحات وملخخه وإذا برجخخل‬
‫دخل عليه من الباب بصفة أهل الحجاز‪ ،‬فسلم وجلس‪ ،‬ثخم قخال‪ :‬أيهخخا الشخيخ‬
‫أنت مصطر لى الوراق وأنا أكتب‪ .‬فكان الشيخ يمصطر لخخه الخخورق وذلخخك‬
‫الرجل يكتب وكان ل يلحق المصطر بسرعة كتابته فلما نقخر ديخخك الصخخباح‬
‫وصاح‪ ،‬وإذا الكتاب بأسره مكتوب تماما‪ .‬وقد قيل‪ :‬ان الشيخ لما مل الكتابة‬
‫نام فانتبه فرأى الكتاب مكتوبا‪ ،‬وال أعلم منه رحمه ال‪.‬‬

‫]‪[254‬‬

‫معه طفل ابن ثمان سنوات‪ ،‬ورأيته وكان شخصا طوال من الرجال‪ ،‬يعد فخخي الكهخخول‬
‫وكان ذراعه كأنه الخشبة المجلدة‪ ،‬ويركب الخيل العتاق‪ ،‬وأقخخام أيامخخا بالحلخخة‬
‫وكان يحكي أنه كان أحد غلمان المام أبي محمد الحسن بخن علخي العسخكري‬
‫عليهما السلم وأنه شاهد ولدة القخخائم عليخخه السخخلم‪ .‬قخخال والخخدي رحمخخه الخخ‪:‬‬
‫وسمعت الشيخ مفيد ]الدين[ بن جهم يحكي بعد مفارقته وسفره عن الحلة أنخخه‬
‫قال‪ :‬أخبرنا بسر ل يمكننا الن إشاعته‪ ،‬وكانوا يقولون إنه أخبره بزوال ملك‬
‫بنخخي العبخخاس‪ ،‬فلمخخا مضخخى لخخذلك سخخنتان أو مخخا يقاربهمخخا اخخخذت بغخخداد وقتخخل‬
‫المستعصم‪ ،‬وانقرض ملك بني العباس‪ ،‬فسبحان من له الدوام والبقاء‪ .‬وكتخخب‬
‫ذلك محمد بن علي الجباعي من خط السيد تاج الدين يخخوم الثلثخخاء فخخي شخخعبان‬
‫سنة تسع وخمسين وثمانمائة‪ .‬ونقل قبل هذه الحكاية عن المعمر خخخبرين )‪(1‬‬
‫هكذا من خط ابن معية ويرفع السناد عن المعمر بخخن غخخوث السنبسخخي‪ ،‬عخخن‬
‫أبي الحسن الداعي بن نوفل السلمي قال‪ :‬سمعت رسول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله يقول‪ :‬إن ال خلق خلقا من رحمته لرحمته برحمته وهخخم الخخذين يقضخخون‬
‫الحوائج للنخخاس‪ ،‬فمخخن اسخختطاع منكخخم أن يكخخون منهخخم فليكخخن‪ .‬وبالسخخناد عخخن‬
‫المعمر بن غوث السنبسي‪ ،‬عخخن المخخام الحسخخن بخخن علخخي العسخخكري عليهمخخا‬
‫السلم أنه قال‪ :‬أحسن ظنك ولو بحجر يطرح ال شره فيه فتتناول حظك منه‬
‫فقلت‪ :‬أيدك ال‪ ،‬حتى بحجر ؟ قال‪ :‬أفل ترى حجر السخخود‪ .‬قلخخت‪ :‬أمخخا الولخخد‬
‫فهو القاضي السيد النسابة تاج الدين أبو عبد ال محمد بن القاسم عظيم الشأن‬
‫جليل القدر‪ ،‬استجاز منه الشهيد الول لنفسه ولولديه محمد‬

‫)‪ (1‬وروى هذين الخبرين الشيخ الفاضل ابن أبخخي جمهخخور الحسخخائي فخخي أول كتخخاب‬
‫غوالي اللئالى مسندا عن شيخ الفقهاء أبي القاسخخم جعفخخر بخخن سخخعيد المحقخخق‬
‫رحمخخه الخ عخخن مفيخخد ]الخخدين[ ابخخن جهخخم المخخذكور عخخن المعمخخر بخخن غخخوث‬
‫السنبسي عخن أبخي الحسخن العسخخكري عليخخه السخخلم مثلخخه وهخخذا ممخا يشخخبهه‬
‫بصحة الحكايخخة المخخذكورة‪ ،‬مخخع أن سخخندها فخخي أعل درجخخات الصخخحة‪ ،‬منخخه‬
‫رحمه ال‪.‬‬

‫]‪[255‬‬
‫وعلي‪ ،‬ولبنته ست المشايخ )‪ (1‬وأما والده فهو السيد جلل الدين أبو جعفر القاسم بخخن‬
‫الحسن بخخن محمخخد بخخن الحسخخن بخخن معيخخة بخخن سخخعيد الخخديباجي الحسخخني الفقيخخة‬
‫الفاضخخل العخخالم الجليخخل عظيخخم الشخخأن تلميخخذ عميخخد الرؤسخخاء وابخخن السخخكون‪،‬‬
‫ومعاصر العلمة والراوي للصحيفة الشريفة الكاملة عنهما عخخن السخخيد بهخخاء‬
‫الشرف المذكور في أول الصحيفة كما تبين فخخي محلخخه‪ ،‬وأمخخا ابخخن جهخخم فهخخو‬
‫الشيخ الفقيه محمد بن جهم‪ ،‬وهخخو الخخذي لمخخا سخأل الخاجخخة نصخير الخخدين عخخن‬
‫المحقخخق أعلخخم تلمخخذته فخخي الصخخوليين‪ ،‬أشخخار إليخخه وإلخخى سخخديد الخخدين والخخد‬
‫العلمة‪ .‬الحكاية الرابعة والعشرون العالم الجليل الشيخ يوسف البحريني فخخي‬
‫اللؤلؤة في ترجمة العالم الشيخ إبراهيم القطيفي المعاصر للمحقق الثاني‪ ،‬عن‬
‫بعض أهل البحرين أن هذا الشيخ دخل عليه المخخام الحجخخة عليخخه السخخلم فخخي‬
‫صورة رجل يعرفه الشيخ فسأله أي اليات من القرآن في المخخواعظ أعظخخم ؟‬
‫فقال الشيخ " إن الذين يلحدون في آياتنا ل يخفون علينا أفمن يلقخخى فخخي النخخار‬
‫خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصخخير " )‪(2‬‬
‫فقال‪ :‬صدقت يا شيخ ثم خرج منه‪ ،‬فسأل أهل البيت‪ :‬خرج فلن ؟ فقالوا‪ :‬مخخا‬
‫رأينخخا أحخخدا داخل ول خارجخخا‪ .‬الحكايخخة الخامسخخة والعشخخرون ]قخخال[ السخخيد‬
‫القاضي نور ال الشوشتري في مجخخالس المخخؤمنين مخخا معنخخاه‪ :‬إنخخه وجخخد هخخذه‬
‫البيات بخط صاحب المر عليه السلم مكتوبا على قبر الشيخ المفيد رحمخخه‬
‫ال‪ :‬ل صوت الناعي بفقدك إنه * يخخوم علخخى آل الرسخخول عظيخخم إن كنخخت قخخد‬
‫غيبت في جدث الثرى * فالعخدل والتوحيخد فيخك مقيخخم والقخخائم المهخخدي يفخخرح‬
‫كلما * تليت عليك من الدروس علوم‬

‫)‪ (1‬مخفف " سيدة المشايخ "‪ (2) .‬فصلت‪.40 :‬‬

‫]‪[256‬‬

‫الحكاية السادسة والعشرون في الصراط المستقيم للشيخ زيخخن الخخدين علخخي بخخن يخخونس‬
‫العاملي البياضي قال مؤلف هذا الكتاب علي بخخن محمخخد بخخن يخخونس‪ :‬خرجخخت‬
‫مع جماعة تزيد على أربعين رجل إلى زيارة القاسم بن موسى الكخخاظم عليخخه‬
‫السلم )‪ (1‬فكنا عن حضرته نحو ميخخل مخخن الرض فرأينخخا فارسخخا معترضخخا‬
‫فظنناه يريد أخذ ما معنا فخبينا ما خفنا عليه‪ .‬فلما وصخخلنا‪ ،‬رأينخخا آثخخار فرسخخه‬
‫ولم نره‪ ،‬فنظرنا ما حول القبلة‪ ،‬فلخخم نخخر أحخخدا فتعجبنخخا مخخن ذلخخك مخخع اسخختواء‬
‫الرض‪ ،‬وحضور الشمس‪ ،‬وعدم المانع‪ ،‬فل يمتنع أن يكون هو المام عليخخه‬
‫السلم أو أحد البدال‪ .‬قلت‪ :‬وهذا الشيخ جليل القخخدر عظيخخم الشخخأن‪ ،‬صخخاحب‬
‫المصنفات الرائقة‪ ،‬وصفه الشيخ إبراهيم الكفعمي في بعض كلماته فخخي ذكخخر‬
‫الكتب التي ينقل عنها بقوله‪ :‬ومن ذلك " زبدة البيان وإنسان النسان المنتزع‬
‫من مجمع البيان " جمع المام العلمة‬
‫)‪ (1‬هذا القاسم عظيم القدر‪ ،‬جليل الشأن‪ :‬روى الكليني فخخي الكخخافي فخخي بخخاب الشخخارة‬
‫والنص على أبي الحسن الرضا عليه السخخلم )راجخخع ج ‪ 1‬ص ‪ (314‬بسخخند‬
‫معتبر عن أبي ابراهيم عليه السلم في خبر طويل أنه قال لزيخخد بخخن سخخليط‪:‬‬
‫أخخخبرك يابخخا عمخخارة انخخي خرجخخت مخخن منزلخخي فأوصخخيت إلخخى ابنخخي فلن‬
‫وأشركت معه بني في الظاهر وأوصيته فخخي البخخاطن ]فخخأفردته وحخخده[ ولخخو‬
‫كان المر إلى لجعلته في القاسم ابني لحبي اياه ورأفخختي عليخخه‪ ،‬ولكخخن ذلخخك‬
‫إلى ال عزوجل يجعله حيث يشاء‪ .‬وقال السيد الجليل على بخخن طخخاوس فخخي‬
‫مصباح الخخزائر‪ :‬ذكخخر زيخخارة أبخخرار أولد الئمخخة عليهخخم السخخلم‪ ،‬إذا أردت‬
‫زيارة أحد منهم كالقاسم بن الكاظم والعباس بن أمير المخخؤمنين أو علخخي بخخن‬
‫الحسين المقتول بالطف عليهم السلم ومن جرى في الحكم مجراهخخم‪ ،‬تقخخف‬
‫على المزور الخ‪ .‬ومن الخبخخار المشخخهورة وان لخخم نعخخثر علخخى مأخخخذها مخخا‬
‫روى عن الرضا عليه السلم أنه قال ما معناه‪ :‬مخن لخم يقخخدر علخخى زيخخارتي‬
‫فليزر أخي القاسم بحلة‪ ،‬وال العالم‪ ،‬منه رحمه ال‪.‬‬

‫]‪[257‬‬

‫فريد الدهر‪ ،‬ووحيد العصر‪ ،‬مهبط أنوار الجبروت‪ ،‬وفاتح أسخخرار الملكخخوت خلصخخة‬
‫المخخاء والطيخخن‪ ،‬جخخامع كمخخالت المتقخخدمين والمتخخأخرين‪ ،‬بقيخخة الحجخخج علخخى‬
‫العالمين‪ ،‬الشيخ زين الملة والحق والدين‪ ،‬علي بن يونس ل أخلى ال الزمان‬
‫من أنوار شموسخخه‪ ،‬وإيضخخاح براهينخخه ودروسخخه بمحمخخد وآلخخه عليهخخم السخخلم‬
‫الحكاية السابعة والعشرون حدثني مشافهة العالم العامل فخر الواخر وذخخخر‬
‫الوائل‪ ،‬شمس فلك الزهخخد والتقخخى وحخخاوي درجخخات السخخداد والهخخدى‪ ،‬الفقيخخه‬
‫المؤيخخد النبيخخل‪ ،‬شخخيخنا الجخخل الحخخاج المخخولى علخخي بخخن الحخخاج ميخخرزا خليخخل‬
‫الطهراني المتوطن في الغري حيا وميتا وكان يزور أئمة سامراء فخي أغلخخب‬
‫السنين‪ ،‬ويأنس بالسرداب المغيب ويستمد فيه الفيوضخخات ويعتقخخد فيخخه رجخخاء‬
‫نيخخل المكرمخات‪ .‬وكخخان يقخول‪ :‬إنخي مخا زرت مخرة إل ورأيخت كرامخخة ونلخخت‬
‫مكرمة‪ ،‬وكان يستر ما رآه غير أنه ذكر لي وسمعه عنه غيري أني كثير أما‬
‫وصلت إلى باب السرداب الشريف في جوف الليل المظلم‪ ،‬وحين هخخدوء مخخن‬
‫الناس‪ ،‬فأرى عند البخاب قبخل النخخزول مخخن الخخدرج نخخورا يشخخرق مخخن سخرداب‬
‫الغيبة على جدران الدهليز الول‪ ،‬ويتحرك من موضخخع إلخخى آخخخر‪ ،‬كخخأن بيخخد‬
‫أحد هناك شمعة مضيئة‪ ،‬وهو ينتقل من مكان إلخخى آخخخر فيتحخخرك النخخور هنخخا‬
‫بحركتخخه‪ ،‬ثخخم أنخخزل وأدخخخل فخخي السخخرداب الشخخريف فمخخا أجخخد أحخخدا ول أرى‬
‫سراجا‪ .‬الحكاية الثامنة والعشرون حخخدثني السخخيد الثقخخة التقخخي الصخخالح السخخيد‬
‫مرتضى النجفي رحمه الخ وقخد أدرك الشخيخ شخيخ الفقهخاء وعمخادهم الشخيخ‬
‫جعفر النجفي وكان معروفا عند علماء العراق بالصلح والسداد‪ ،‬وصخخاحبته‬
‫سنين سفرا وحضرا فما وقفت منه على عثرة في الدين قخال‪ :‬كنخا فخخي مسخجد‬
‫الكوفة مع جماعة فيهم أحد من العلماء المعروفين‬
‫]‪[258‬‬

‫المبرزين في المشهد الغروي‪ ،‬وقد سألته عن اسمه غير مرة فمخخا كشخخف عنخخه‪ ،‬لكخخونه‬
‫محل هتك الستر‪ ،‬وإذاعة السخخر‪ .‬قخخال‪ :‬ولمخخا حضخخرت وقخخت صخخلة المغخخرب‬
‫جلس الشيخ لدى المحراب للصلة والجماعخخة فخخي تهيئة الصخخلة بيخخن جخخالس‬
‫عنده‪ ،‬ومؤذن ومتطهر‪ ،‬وكان في ذلك الوقت في داخخخل الموضخخع المعخخروف‬
‫بالتنور ماء قليل من قناة خربة وقد رأينا مجراها عند عمارة مقبرة هانئ بخخن‬
‫عروة‪ ،‬والدرج التي تنزل إليه ضيقة مخروبة‪ ،‬ل تسع غير واحد‪ .‬فجئت إليه‬
‫وأردت النزول‪ ،‬فرأيت شخصا جليل علخخى هيئة العخخراب قاعخخدا عنخخد المخخاء‬
‫يتوضخخأ وهخخو فخخي غايخة مخخن السخكينة والوقخار والطمأنينخة‪ ،‬وكنخت مسختعجل‬
‫لخوف عدم إدراك الجماعة فوقفت قليل فرأيته كالجبل ل يحركه شئ فقلخخت‪:‬‬
‫وقد اقيمت الصلة ما معناه لعلخخك ل تريخخد الصخخلة مخخع الشخخيخ ؟ أردت بخخذلك‬
‫تعجيله فقال‪ :‬ل‪ ،‬قلت‪ :‬ولخخم ؟ قخخال‪ :‬لنخخه الشخخيخ الخخدخني‪ ،‬فمخخا فهمخخت مخخراده‪،‬‬
‫فوقفت حتى أتم وضخخوءه‪ ،‬فصخخعد وذهخخب ونزلخخت وتوضخخأت وصخخليت‪ ،‬فلمخخا‬
‫قضيت الصلة وانتشر الناس وقد مل قلبي وعينخي هيئتخه وسخكونه وكلمخه‪،‬‬
‫فذكرت للشيخ ما رأيت وسمعت منه فتغيرت حخخاله وألخخوانه‪ ،‬وصخخار متفكخخرا‬
‫مهموما فقال‪ :‬قد أدركت الحجة عليه السلم وما عرفته‪ ،‬وقد أخخخبر عخخن شخخئ‬
‫ما اطلع عليه إل ال تعالى‪ .‬اعلم أني زرعت الدخنة )‪ (1‬فخخي هخخذه السخخنة فخخي‬
‫الرحبة وهخخي موضخخع فخخي طخخرف الغربخخي مخخن بحيخخرة الكوفخخة‪ ،‬محخخل خخخوف‬
‫وخطر من جهة أعراب البادية المترددين إليه‪ ،‬فلما قمت إلى الصلة ودخلت‬
‫فيها ذهب فكري إلى زرع الدخنخخة وأهمنخخي أمخخره‪ ،‬فصخخرت أتفكخخر فيخخه وفخخي‬
‫آفاته‪ .‬هذا خلصة ما سمعته منه ‪ -‬رحمه الخ ‪ -‬قبخخل هخخذا التاريخخخ بأزيخخد مخخن‬
‫عشرين سنة وأستغفر ال من الزيادة والنقصان في بعض كلماته‪.‬‬

‫)‪ (1‬الدخن بالضم حب الجاورس‪ ،‬أو حب أصغر منه أملخخس جخخدا بخخارد يخخابس حخخابس‬
‫للطبع‪.‬‬

‫]‪[259‬‬

‫الحكاية التاسعة والعشرون في كتاب نور العيون تأليف الفاضل الخبير اللمعي السخخيد‬
‫محمد شريف الحسيني الصبهاني عن استاذه العخخالم الصخخالح الزاهخخد الخخورع‬
‫الميرزا محمد تقي بن الميخخرزا محمخخد كخخاظم بخخن الميخخرزا عزيخخز الخ ابخخن‬
‫المولى محمد تقي المجلسخخي الملقخخب باللماسخخي وهخخو مخخن العلمخخاء الزاهخخدين‬
‫وكان بصيرا في الفقه والحديث والرجال‪ ،‬وقد ذكرنا شرح حخخاله فخخي رسخخالة‬
‫الفيض القدسي في ذكر أحوال العلمة المجلسي رضوان ال عليخخه‪ .‬قخخال فخخي‬
‫رسالة له في ذكخخر مخخن رآه عليخخه السخخلم فخخي الغيبخخة الكخخبرى‪ :‬حخخدثني بعخخض‬
‫أصحابنا عن رجل صالح من أهل بغداد وهو حخخي إلخخى هخخذا الخخوقت أي سخخنة‬
‫ست وثلثين بعد المائة واللف‪ ،‬قال‪ :‬إني كنت قد سافرت في بعخخض السخخنين‬
‫مع جماعة‪ ،‬فركبنا السفينة وسخخرنا فخخي البحخخر‪ ،‬فخخاتفق أنخخه انكسخخرت سخخفينتنا‪،‬‬
‫وغرق جميع من فيها وتعلقت أنا بلوح مكسور فألقخخاني البحخخر بعخخد مخخدة إلخخى‬
‫جزيرة‪ ،‬فسرت في أطراف الجزيرة‪ ،‬فوصلت بعد اليأس من الحياة بصحراء‬
‫فيها جبل عظيم‪ .‬فلما وصلت إليه رأيته محيطا بخخالبحر إل طرفخخا منخخه يتصخخل‬
‫بالصحراء واستشممت منه رائحة الفواكه‪ ،‬ففرحخخت وزاد شخخوقي‪ ،‬وصخخعدت‬
‫قدرا من الجبل حتى إذا بلغت إلى وسطه فخخي موضخخع أملخخس مقخخدار عشخخرين‬
‫ذراعا ل يمكن الجتيخخاز منخخه أبخخدا‪ ،‬فتحيخخرت فخخي أمخخري فصخخرت أتفكخخر فخخي‬
‫أمري فإذا أنا بحية عظيمة كالشجار العظيمة تسخختقبلني فخخي غايخخة السخخرعة‪،‬‬
‫ففررت منها منهزما مستغيثا بال تبارك وتعخخالى فخخي النجخخاة مخخن شخخرها كمخخا‬
‫نجاني من الغرق‪ .‬فإذا أنا بحيوان شبه الرنب قصد الحية مسرعا مخخن أعلخخى‬
‫الجبل حتى وصل إلى ذنبها فصعد منه حتى إذا وصل رأس الحيخخة إلخخى ذلخخك‬
‫الحجر الملس وبقي ذنبه فوق الحجر‪ ،‬وصخخل الحيخخوان إلخخى رأسخخها وأخخخرج‬
‫من فمه حمة )‪ (1‬مقدار أصبع فأدخلها‬

‫)‪ (1‬الحمة ‪ -‬وزان ثبة ‪ -‬البرة يضرب بها الزنبخخور والحيخخة ونحخخو ذلخخك أو يلخخدغ بهخخا‬
‫وتاؤها عوض عن اللم المحذوفة لن أصلها حمو‪ ،‬أو حمى‪.‬‬

‫]‪[260‬‬

‫في رأسها ثم نزعها وأدخلهخخا فخخي موضخخع آخخخر منهخخا وولخخى مخخدبرا فمخاتت الحيخخة فخخي‬
‫مكانها من وقتهخخا‪ ،‬وحخخدث فيهخخا عفونخخة كخخادت نفسخخي أن تطلخخع مخخن رائحتهخخا‬
‫الكريهة فما كان بأسرع من أن ذاب لحمها‪ ،‬وسال في البحر‪ ،‬وبقخخي عظامهخخا‬
‫كسلم ثابت في الرض يمكن الصخخعود منخخه‪ .‬فتفكخخرت فخخي نفسخخي‪ ،‬وقلخخت‪ :‬إن‬
‫بقيت هنا أموت من الجوع فتوكلت على ال فخخي ذلخخك‪ ،‬وصخخعدت منهخخا حخختى‬
‫علوت الجبل‪ ،‬وسرت من طرف قبلة الجبل فإذا أنا بحديقخخة بالغخخة حخخد الغايخخة‬
‫في الغضارة والنضخارة والطخراوة والعمخارة فسخرت حختى دخلتهخا وإذا فيهخا‬
‫أشجار مثمرة كثيرة‪ ،‬وبناء عخخال مشخختمل علخخى بيوتخخات‪ ،‬وغخخرف كخخثيرة فخخي‬
‫وسطها‪ .‬فأكلت مخخن تلخخك الفخخواكه‪ ،‬واختفيخخت فخخي بعخخض الغخخرف وأنخخا أتفخخرج‬
‫الحديقة وأطرافها فإذا أنا بفوارس قد ظهروا من جانب البر قاصدي الحديقة‪،‬‬
‫يقدمهم رجل ذوبهاء وجمال وجلل‪ ،‬وغاية مخخن المهابخخة‪ ،‬يعلخخم مخخن ذلخخك أنخخه‬
‫سيدهم‪ ،‬فدخلوا الحديقة‪ ،‬ونزلوا من خيولهم وخلوا سبيلها‪ ،‬وتوسطوا القصخخر‬
‫فتصدر السيد وجلس الباقون متأدبين حوله‪ .‬ثخخم أحضخخروا الطعخخام‪ ،‬فقخخال لهخخم‬
‫ذلك السيد‪ :‬إن لنا في هذا اليوم ضيفا في الغرفة الفلنية ولبد من دعوته إلى‬
‫الطعام فجاء بعضهم في طلبي فخفت وقلخت‪ :‬اعفنخي مخن ذلخك‪ ،‬فخأخبر السخيد‬
‫بذلك‪ ،‬فقال‪ :‬اذهبوا بطعامه إليه في مكانه ليأكله‪ ،‬فلما فرغنا من الطعام‪ ،‬أمخخر‬
‫باحضاري وسألني عن قصتي‪ ،‬فحكيت له القصة‪ ،‬فقال‪ :‬أتحب أن ترجع إلى‬
‫أهلخخك ؟ قلخخت‪ :‬نعخخم‪ ،‬فأقبخخل علخخى واحخخد منهخخم‪ ،‬وأمخخره بايصخخالي إلخخى أهلخخي‪،‬‬
‫فخرجت أنا وذلك الرجل من عنده‪ .‬فلما سرنا قليل قال لي الرجل‪ :‬انظر فهذا‬
‫سور بغداد ! فنظرت إذا أنا بسوره وغاب عني الرجل‪ ،‬فتفطنت من سخخاعتي‬
‫هذه‪ ،‬وعلمت أني لقيت سيدي ومولي عليه السلم‪ ،‬ومن سوء حظي حرمت‬
‫من هذا الفيض العظيم‪ ،‬فدخلت بلدي وبيتي في غاية من الحسرة والندامة‪.‬‬

‫]‪[261‬‬

‫قلت‪ :‬وحدثني العالم الفقيه النبيه الصفي الحاج المولى الهادي الطهراني قدس سره أنه‬
‫رأى هذه الحكاية في الرسالة المذكورة‪ ،‬والظخخاهر أن اسخمها بهجخة الوليخخاء‪.‬‬
‫الحكاية الثلثون وفيه‪ :‬وعن المولى المتقي المذكور قال‪ :‬حخخدثني ثقخخة صخخالح‬
‫من أهل العلم من سادات شولستان‪ ،‬عخخن رجخخل ثقخخة أنخخه قخخال‪ :‬اتفخخق فخخي هخخذه‬
‫السنين أن جماعة من أهل بحرين عزموا على إطعام جمع من المؤمنين على‬
‫التناوب‪ ،‬فأطعموا حتى بلغ النوبة إلى رجل منهم لخخم يكخخن عنخخده شخخئ‪ ،‬فخخاغتم‬
‫لذلك وكثر حزنه وهمه‪ ،‬فاتفق أنه خرج ليلة إلى الصحراء‪ ،‬فإذا بشخخخص قخخد‬
‫وافاه‪ ،‬وقال له‪ :‬اذهب إلى التاجر الفلني وقخخل‪ :‬يقخخول لخخك محمخخد بخخن الحسخخن‬
‫أعطني الثنا عشر دينارا التي نذرتها لنخخا فخخخذها منخه وأنفقهخخا فخخي ضخيافتك‪،‬‬
‫فذهب الرجل إلى ذلك التاجر‪ ،‬وبلغه رسالة الشخص المذكور‪ .‬فقخخال التخخاجر‪:‬‬
‫قال لك ذلك محمد بن الحسن بنفسه ؟ فقخخال البحرينخخي‪ :‬نعخخم‪ ،‬فقخخال‪ :‬عرفتخخه ؟‬
‫فقال‪ :‬ل‪ ،‬فقال التاجر‪ :‬هو صاحب الزمان عليه السلم وهذه الخخدنانير نخخذرتها‬
‫له‪ .‬فأكرم الرجل وأعطاه المبلغ المذكور‪ ،‬وسأله الخخدعاء‪ ،‬وقخخال لخخه‪ :‬لمخخا قبخخل‬
‫نخخذري أرجخخو منخخك أن تعطينخخي منخخه نصخخف دينخخار واعطيخخك عوضخخه‪ ،‬فجخخاء‬
‫البحريني وأنفق المبلغ في مصرفه وقال ذلك الثقة‪ :‬إنخخي سخخمعت القصخخة عخخن‬
‫البحريني بواسطتين‪ .‬ومما استطرفناه من هذا الكتخخاب ويناسخخب المقصخخود أن‬
‫المؤلف ذكر في باب من رأى أربعة عشر حكاية ذكرنا منهخخا اثنخختين وإحخخدى‬
‫عشرة منها موجودة في البحار وذكر في الرابعخخة عشخخر قصخخة عجيبخخة‪ .‬قخخال‪:‬‬
‫يقول المؤلف الضعيف محمد باقر الشخخريف إن فخخي سخخنة ألخخف ومخخائة وثلث‬
‫وسبعين كنت في طريق مكة المعظمخخة‪ ،‬صخخاحبت رجل ورعخخا موثقخخا يسخخمى‬
‫حاج عبد الغفور في ما بين الحرمين‪ ،‬وهو من تجار تبريز يسكن في اليخخزد‪،‬‬
‫وقد حج‬

‫]‪[262‬‬

‫قبل ذلك ثلث مرات وبنى في هذا السفر على مجاورة بيت ال سنتين‪ ،‬ليخخدرك فيخخض‬
‫الحج ثلث سنين متوالية‪ .‬ثم بعد ذلخخك فخخي سخنة ألخخف ومخخائة وسختة وسخخبعين‪،‬‬
‫حين معاودتي من زيارة المشهد الرضوي على صاحبه السلم ‪ -‬رأيته أيضا‬
‫في اليزد‪ ،‬وقد مر في رجوعه من مكة‪ ،‬بعد ثلث حجات إلى بنخخدر صخخورت‬
‫من بنادر هند لحاجة له‪ ،‬ورجع في سنة إلخخى بيتخخه فخخذكر لخخي عنخخد اللقخخاء أنخخي‬
‫سمعت من مير أبو طالب أن فخخي السخخنة الماضخخية جخخاء مكتخخوب مخخن سخخلطان‬
‫الفرنج إلى الرئيس الذي يسكن بندر بمبئي من جانبه ويعرف بجندر أن فخخي‬
‫هذا الوقت ورد علينا رجلن عليهما لباس الصوف ويدعي أحدهما أن عمره‬
‫سبعمائة وخمسين سنة‪ ،‬والخر سبعمائة سنة‪ ،‬ويقولن‪ :‬بعثنا صاحب المخخر‬
‫عليه السلم لندعوكم إلى دين محمد المصطفى عليه السلم‪ ،‬ويقولن‪ :‬إن لخخم‬
‫تقبلوا دعوتنا ولم تتدينوا بديننا‪ ،‬يغرق البحر بلدكم بعد ثمان أو عشر سنين‪،‬‬
‫والترديد مخخن الحخخاج المخخذكور‪ ،‬وقخخد أمرنخخا بقتلهمخخا فلخخم يعمخخل فيهمخخا الحديخخد‪،‬‬
‫ووضعناهما على الثواب وقيناره )‪ (1‬فلم يحترقا فشخددنا أيخديهما وأرجلهمخا‬
‫وألقيناهما في البحر فخرجا منه سالمين‪ .‬وكتب إلى الرئيخخس أن يتفحخخص فخخي‬
‫أرباب مذاهب السلم واليهود والمجوس والنصارى‪ ،‬وأنهم هل رأوا ظهور‬
‫صاحب المر عليخخه السخخلم فخخي آخخخر الزمخخان فخخي كتبهخخم أم ل ؟ قخخال الحخخاج‬
‫المزبور‪ :‬وقد سألت من قسيس كان فخخي بنخخدر صخخورت عخخن صخخحة المكاتبخخة‬
‫المذكورة فذكر لي كما سمعت‪ ،‬وسللة النجباء مير أبو طالب وميرزا بزرك‬
‫اليراني‪ ،‬وهم الن من وجوه معارف البندر المخخذكور نقل لخخي كمخخا ذكخخرت‪،‬‬
‫وبالجملة الخبر مشهور منتشر في تلك البلدة وال العالم‪.‬‬

‫)‪ (1‬كذا في الصل المطبوع‪.‬‬

‫]‪[263‬‬

‫الحكاية الحادية والثلثون حدثني العالم النبيل‪ ،‬والفاضل الجليل‪ ،‬الصخخالح الثقخخة العخخدل‬
‫الذي قل له البديل‪ ،‬الحاج المولى محسن الصفهاني المجاور لمشهد أبي عبد‬
‫ال عليه السلم حيا وميتا وكان من أوثخق أئمخة الجماعخة قخال‪ :‬حخدثني السخيد‬
‫السند‪ ،‬والعالم المؤيد‪ ،‬التقي الصفي السيد محمد بن السيد مخخال الخ بخخن السخخيد‬
‫معصوم القطيفي رحمهم ال‪ ،‬قخخال‪ :‬قصخخدت مسخخجد الكوفخخة فخخي بعخخض ليخخالي‬
‫الجمع‪ ،‬وكان في زمان مخوف ل يتردد إلى المسجد أحد إل مع عدة وتهيئة‪،‬‬
‫لكثرة من كان في أطراف النجف الشخخرف مخخن القطخخاع واللصخخوص‪ ،‬وكخخان‬
‫معي واحد من الطلب‪ .‬فلما دخلنا المسخجد لخم نجخد فيخه إل رجل واحخدا مخن‬
‫المشتغلين فأخذنا في آداب المسجد‪ ،‬فلمخخا حخخان غخخروب الشخخمس‪ ،‬عمخخدنا إلخخى‬
‫الباب فأغلقناه‪ ،‬وطرحنا خلفه من الحجار والخشاب والطخخوب )‪ (1‬والمخخدر‬
‫إلخى أن اطمئنخا بعخدم إمكخان انفتخاحه مخن الخخارج عخادة‪ .‬ثخم دخلنخا المسخجد‪،‬‬
‫واشتغلنا بالصلة والدعاء فلما فرغنخخا جلسخخت أنخخا ورفيقخخي فخخي دكخخة القضخخاء‬
‫مستقبل القبلة‪ ،‬وذاك الرجخخل الصخخالح كخخان مشخخغول بقخخراءة دعخخاء كميخخل فخخي‬
‫الدهليز القريب من باب الفيل بصوت عال شجي‪ ،‬وكانت ليلة قمراء صاحية‬
‫وكنت متوجها إلى نحو السماء‪ .‬فبينخخا نحخخن كخخذلك فخخإذا بطيخخب قخخد انتشخخر فخخي‬
‫الهواء‪ ،‬ومل الفضاء أحسن من ربيح نوافج المسك الذفر‪ ،‬وأروح للقلب من‬
‫النسيم إذا تسحر‪ ،‬ورأيت في خلل أشعة القمر أشعاعا كشعلة النار‪ ،‬قد غلخب‬
‫عليها‪ ،‬وانخمد في تلك الحخخال صخخوت ذلخخك الرجخخل الخخداعي‪ ،‬فخخالتفت فخخإذا أنخخا‬
‫بشخص جليل‪ ،‬قد دخل المسجد من طرف ذلك الباب المنغلق فخخي زي لبخخاس‬
‫الحجاز‪ ،‬وعلى كتفه الشريف سجادة كما هو عخخادة أهخخل الحرميخخن إلخخى الن‪،‬‬
‫وكان يمشي في سكينة ووقار‪ ،‬وهيبة وجلل‬

‫)‪ (1‬الطوب‪ :‬الجر بلغة أهل مصر‪.‬‬

‫]‪[264‬‬

‫قاصدا باب المسلم ولم يبق لنا مخخن الحخخواس إل البصخخر الخاسخخر‪ ،‬واللخخب الطخخائر فلمخخا‬
‫صار بحذائنا من طرف القبلة‪ ،‬سلم علينا‪ .‬قال رحمه ال‪ :‬أما رفيقي فلخخم يبخخق‬
‫له شعور أصل‪ ،‬ولم يتمكن من الرد وأما أنا فاجتهخخدت كخخثيرا إلخخى أن رددت‬
‫عليه في غاية الصعوبة والمشقة‪ ،‬فلما دخل باب المسجد وغاب عنا تراجعت‬
‫القلوب إلى الصدور‪ ،‬فقلنا‪ :‬من كان هذا ومخخن أيخخن دخخل ؟ فمشخخينا نحخو ذلخخك‬
‫الرجل فرأيناه قد خرق ثوبه ويبكي بكخخاء الخخواله الحزيخخن فسخخألناه عخخن حقيقخخة‬
‫الحال‪ ،‬فقال‪ :‬واظبت هذا المسجد أربعين ليلة من ليالي الجمعة طلبا للتشخخرف‬
‫بلقاء خليفة العصر‪ ،‬وناموس الدهر عجل ال تعالى فرجخخه وهخخذه الليلخخة تمخخام‬
‫الربعين ولم أتزود من لقائه ظاهرا‪ ،‬غير أني حيث رأيتموني كنت مشخخغول‬
‫بالدعاء فإذا به عليه السلم واقفا على رأسي فالتفت إليه عليه السلم فقخخال‪" :‬‬
‫چه ميكني " أو " چه ميخواني " أي ما تفعخخل ؟ أو مخخا تقخخرء ؟ والترديخخد مخخن‬
‫الفاضل المتقدم‪ ،‬ولم أتمكن من الجواب فمضى عني كمخخا شخخاهدتموه‪ ،‬فخخذهبنا‬
‫إلى الباب فوجخدناه علخخى النحخخو الخخذي أغلقنخخاه‪ ،‬فرجعنخا شخاكرين متحسخرين‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا السيد كان عظيم الشأن‪ ،‬جليل القدر‪ ،‬وكان شيخنا الستاذ العلمخخة‬
‫الشيخ عبد الحسين الطهراني أعلى ال مقخخامه كخخثيرا مخخا يخخذكره بخيخخر ويثنخخي‬
‫عليه ثناء بليغا قال‪ :‬كان رحمه ال تقيا صخخالحا وشخخاعرا مجيخخدا وأديبخخا قخخارئا‬
‫غريقا في بحار محبة أهل البيت عليهم السلم وأكثر ذكره وفكره فيهم ولهم‪،‬‬
‫حتى أنا كثيرا ما نلقاه في الصحن الشريف‪ ،‬فنسأله عن مسألة أدبيخخة فيجيبنخخا‪،‬‬
‫ويستشهد في خلل كلمه بمخخا أنشخخده هخخو وغيخخره فخخي المراثخخي فتتغيخخر حخخاله‬
‫فيشرع في ذكر مصائبهم على أحسن ما ينبغي وينقلب مجلس الشعر والدب‬
‫إلى مجلس المصيبة والكرب‪ ،‬وله رحمه ال قصائد رائقة في المراثخخي دائرة‬
‫على ألسن القراء منها القصيدة التي أولها‪ :‬مالي إذا ما الليل جنا * أهفو لمخخن‬
‫غنى وحنا وهي طويلة‪ ،‬ومنها القصخخيدة الخختي أولهخخا‪ :‬ألقخخت لخخي اليخخام فضخخل‬
‫قيادها * فأردت غير مرامها ومرادها الخ‪.‬‬
‫]‪[265‬‬

‫ومنها القصيدة التي يقول فيها في مدح الشهداء‪ :‬وذوي المروة والوفخخا أنصخخاره * لهخخم‬
‫على الجيش اللهام زئير طهرت نفوسخخهم بطيخخب اصخخولها * فعناصخخر طخخابت‬
‫لهم وحجور عشقوا العنا للدفع ل عشقوا * العنخا للنفخع لكخن امضخي المقخدور‬
‫فتمثلت لهم القصور وما بهم * لول تمثلت القصور قصور ما شخخاقهم للمخخوت‬
‫إل وعدة الر * حمن ل ولدانها والحخخور الخخخ‪ .‬الحكايخخة الثانيخخة والثلثخخون فخخي‬
‫شهر جمادي الولى من سخنة ألخف ومخائتين وتسخعة وتسخعين ورد الكخاظمين‬
‫عليهما السلم رجل اسمه آقا محمد مهدي وكان من قاطني بندر ملومين مخخن‬
‫بنادر ماجين وممالك برمه وهو الن في تصرف النجريز‪ ،‬ومن بلدة كلكتخخة‬
‫قاعخخدة سخخلطنة ممالخخك الهنخخد إليخخه مسخخافة سخختة أيخخام مخخن البحخخر مخخع المراكخخب‬
‫الدخانية‪ ،‬وكان أبوه من أهل شيراز ولكنه ولد وتعيخخش فخخي البنخخدر المخخذكور‪،‬‬
‫وابتلى قبل التاريخ المذكور بثلث سنين بمرض شديد‪ ،‬فلما عوفي منخخه بقخخي‬
‫أصم أخرس‪ .‬فتوسل لشفاء مرضه بزيارة أئمة العراق عليهم السلم وكان له‬
‫أقارب في بلدة كاظمين عليهما السلم مخخن التجخخار المعروفيخخن‪ ،‬فنخخزل عليهخخم‬
‫وبقي عندهم عشرين يوما فصادف وقت حركة مركب الخدخان إلخى سخر مخن‬
‫رأى لطغيان الماء فأتوا به إلى المركب وسلموه إلى راكخخبيه‪ ،‬وهخخم مخخن أهخخل‬
‫بغداد وكربل‪ ،‬وسألوهم المراقبة في حاله والنظخخر فخخي حخخوائجه لعخخدم قخخدرته‬
‫على إبرازها وكتبوا إلى بعض المجاورين من أهل سامرا للتوجه في اموره‪.‬‬
‫فلما ورد تلك الرض المشرفة والناحية المقدسة‪ ،‬أتى إلخخى السخخرداب المنخخور‬
‫بعد الظهر من يوم الجمعة العاشر من جمادي الخخخرة مخخن السخخنة المخخذكورة‪،‬‬
‫وكان فيه جماعة من الثقات والمقدسين إلى أن أتى إلى الصفة المباركة فبكى‬
‫وتضرع‬

‫]‪[266‬‬

‫فيها زمانا طويل وكان يكتب قبيله حاله علخخى الجخخدار‪ ،‬ويسخخأل مخخن النخخاظرين الخخدعاء‬
‫والشخفاعة‪ .‬فمخا تخم بكخاؤه وتضخرعه إل وقخد فتخح الخ تعخالى لسخانه‪ ،‬وخخرج‬
‫باعجاز الحجة عليه السخخلم مخخن ذلخخك المقخخام المنيخخف مخخع لسخخان ذلخخق‪ ،‬وكلم‬
‫فصيح‪ ،‬واحضر في يوم السبت في محفل تدريس سيد الفقهاء وشخخيخ العلمخخاء‬
‫رئيس الشخخيعة‪ ،‬وتخخاج الشخخريعة المنتهخخى إليخخه رياسخخة الماميخخة سخخيدنا الفخخخم‬
‫واستاذنا العظم الحاج الميرزا محمد حسخخن الشخخيرازي متخخع الخ المسخخلمين‬
‫بطخخول بقخخائه‪ ،‬وقخخرأ عنخخده متبركخخا سخخورة المباركخخة الفاتحخخة بنحخخو أذعخخن‬
‫الحاضرون بصحته وحسن قراءته‪ ،‬وصخخار يومخخا مشخخهودا ومقامخخا محمخخودا‪.‬‬
‫وفخخي ليلخخة الحخخد والثنيخخن اجتمخخع العلمخخاء والفضخخلء فخخي الصخخحن الشخخريف‬
‫فرحين مسرورين‪ ،‬وأضاؤا فضاءه من المصابيح والقناديل‪ ،‬ونظموا القصخخة‬
‫ونشروها في البلد‪ ،‬وكان معه في المركب مادح أهخخل الخخبيت عليهخخم السخخلم‬
‫الفاضل اللبيب الحاج مل عباس الصفار الزنوزي البغدادي فقال ‪ -‬وهخخو مخخن‬
‫قصيدة طويلة ورآه مريضا وصخخحيحا‪ :‬وفخخي عامهخخا جئت والزائريخخن * إلخخى‬
‫بلدة سر من قد رآها رأيت من الصخين فيهخخا فختى * وكخخان سخمي إمخخام هخخداها‬
‫يشير إذا ما أراد الكلم * وللنفس منه‪ ...‬كذا براها وقد قيخخد السخخقم منخخه الكلم‬
‫* وأطلق من مقلتيه دماها فوافا إلى باب سرداب من * بخه النخاس طخرا ينخال‬
‫مناها يروم بغير لسان يزور * وللنفخخس منخخه دهخخت بعناهخخا وقخخد صخخار يكتخخب‬
‫فوق الجدار * ما فيه للروح منه شفاها أروم الزيارة بعد الدعاء * ممخخن رأى‬
‫أسطري وتلها لعل لساني يعود الفصيح * وعلي أزور وأدعو اللها إذا هخخو‬
‫في رجل مقبل * تراه ورى البعض من أتقياها‬

‫]‪[267‬‬

‫تأبط خير كتاب له * وقد جاء من حيث غاب ابن طه فخخأومى إليخخه ادع مخخا قخخد كتخخب *‬
‫وجاء فلما تله دعاها وأوصى به سيدا جالسا * أن ادعخخوا لخخه بالشخخفاء شخخفاها‬
‫فقام وأدخله غيبة ال * مام المغيب من أوصياها وجخخاء إلخخى حفخخرة الصخخفة *‬
‫التي هي للعين نور ضياها وأسرج آخر فيها السراج * وأدناه من فمه ليراها‬
‫هناك دعا ال مستغفرا * وعيناه مشغولة ببكاها ومذ عاد منهخخا يريخخد الصخخلة‬
‫* قد عاود النفس منه شفاها وقد أطلق الخ منخخه اللسخخان * وتلخخك الصخخلة أتخخم‬
‫أداها ولما بلغ الخبر إلى خريت صناعة الشعر السخخيد المؤيخخد الديخخب اللخخبيب‬
‫فخر الطالبيين‪ ،‬وناموس العلويين‪ ،‬السيد حيدر بن السيد سخخليمان الحلخخي أيخخده‬
‫ال تعالى بعث إلى سر من رأى كتابا صورته‪ :‬بسم ال الرحمخخن الرحيخخم لمخخا‬
‫هبت من الناحية المقدسة نسمات كرم المامخخة فنشخخرت نفحخخات عخخبير هاتيخخك‬
‫الكرامة‪ ،‬فأطلقت لسان زائرها من اعتقاله‪ ،‬عند مخخا قخخام عنخخدها فخخي تضخخرعه‬
‫وابتهاله‪ ،‬أحببت أن أنتظم في سلك من خدم تلخخك الحضخخرة‪ ،‬فخخي نظخخم قصخخيدة‬
‫تتضمن بيان هخذا المعجخز العظيخم ونشخره‪ ،‬وأن اهنخئ علمخة الزمخن وغخرة‬
‫وجهه الحسن‪ ،‬فرع الراكة المحمدية‪ ،‬ومنار الملة الحمدية‪ ،‬علخخم الشخخريعة‪،‬‬
‫وإمام الشيعة‪ ،‬لجمع بين العبادتين في خدمة هاتين الحضرتين‪ ،‬فنظمت هخخذه‬
‫القصيدة الغراء‪ ،‬وأهديتها إلى دار إقامته وهي سخخامرا‪ ،‬راجيخخا أن تقخخع موقخخع‬
‫القبول‪ ،‬فقلت ومن ال بلوغ المأمول‪ :‬كخخذا يظهخخر المعجخخز البخخاهر * ويشخخهده‬
‫البر والفاجر وتروى الكرامة مأثورة * يبلغها الغائب الحاضر يقر لقخخوم بهخخا‬
‫ناظر * ويقذي لقوم بها ناظر فقلب لها ترحا واقع * وقلب بها فرحا طائر‬

‫]‪[268‬‬

‫أجل طرف فكرك يخا مسخختدل * وأنجخد بطرفخخك يخخا غخائر تصخخفح مخخآثر آل الرسخخول *‬
‫وحسبك ما نشر الناشر ودونكخه نبخاء صخخادقا * لقلخخب العخخدو هخخو البخخاقر فمخن‬
‫صاحب المر أمس استبان * لنا معجز أمره باهر بموضخخع غيبتخخه مخخذ ألخخم *‬
‫أخو علة داؤها ظاهر رمى فمه باعتقال اللسان * رام هو الزمن الغادر فأقبل‬
‫ملتمسا للشفاء * لدى من هو الغخخائب الحاضخخر ولقنخخه القخخول مسخختأجر * عخخن‬
‫القصد في أمره جائر فبيناه فخخي تعخب ناصخب * ومخن ضخجر فكخخره حخائر إذ‬
‫انحل من ذلك العتقال * وبارحه ذلك الضائر فراح لموله فخخي الحامخخدين *‬
‫وهو للئه ذاكر لعمري لقد مسحت داءه * يد كل خلق لها شاكر يد لخخم تخخزل‬
‫رحمة للعباد * لذلك أنشأها الفاطر تحدر وإن كرهت أنفخخس * يضخخيق شخخجى‬
‫صدرها الواغر وقل إن قائم آل النبي * له النهي وهو هو المر أيمنخخع زائره‬
‫العتقال * مما به ينطق الزائر ويدعوه صدقا إلى حله * ويقضخخي علخخى أنخخه‬
‫القادر ويكبو مرجيه دون الغياث * وهو يقال به العخخاثر فحاشخخاه بخخل هخخو نعخخم‬
‫المغيث * إذا نضنض الحارث الفاغر )‪ (1‬فهذي الكرامة ل مخخا غخخدا * يلفقخخه‬
‫الفاسق الفاجر أدم ذكرها يا لسان الزمان * وفي نشخخرها فمخخك العخخاطر وهخخن‬
‫بها سر من را ومن * به ربعها آهل عامر‬

‫)‪ (1‬الحارث‪ :‬لقب السد‪ ،‬والفاغر‪ :‬الخخذي فتخخح فخاه يقخخال‪ :‬نضخخنض لسخخانه‪ :‬إذا حركخخه‪،‬‬
‫فالسبع إذا فغر فاه ونضنض لسانه أشد ما يكون‪(*) .‬‬

‫]‪[269‬‬

‫هو السيد الحسن المجتبى * خضم الندى غيثه الهامر وقل يا تقدسخخت مخخن بقعخخة * بهخخا‬
‫يهب الزلة الغافر كل اسميك في الناس باد لخخه * بخخأوجههم أثخخر ظخخاهر فخخأنت‬
‫لبعضهم سر من * رأى وهو نعت لهم ظاهر وأنت لبعضهم ساء مخخن * رأى‬
‫وبه يوصف الخاسر لقد أطلق الحسخخن المكرمخخات * مهيخخاك فهخخو بهخخي سخخافر‬
‫فأنت حديقة زهو به * وأخلفه روضك الناضر عليم تربى بحجخخر الهخخدى *‬
‫ونسج التقخخى بخخرده الطخخاهر إلخخى أن قخال سخخلمه الخ تعخخالى‪ :‬كخخذا فلتكخخن عخخترة‬
‫المرسلين * وإل فما الفخر يا فخخاخر الحكايخخة الثالثخخة والثلثخخون حخخدثني الثقخخة‬
‫العدل المين آغا محمد المجاور لمشخخهد العسخخكريين عليهمخخا السخخلم المتخخولي‬
‫لمر الشموعات‪ ،‬لتلك البقعة العالية‪ ،‬فيما ينيف على أربعين سنة‪ ،‬وهو أمين‬
‫السيد الجل الستاذ دام عله‪ ،‬عن امه وهي من الصالحات قالت‪ :‬كنت يومخخا‬
‫في السرداب الشريف‪ ،‬مع أهل بيت العالم الرباني والمؤيد السبحاني المخخولى‬
‫زين العابدين السلماسي المتقدم ذكره ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬وكان حين مجخخاورته فخخي‬
‫هذه البلدة الشريفة لبناء سورها‪ .‬قالت‪ :‬وكان يوم الجمعة‪ ،‬والمخخولى المخخذكور‬
‫يقرأ دعاء الندبة‪ ،‬وكنخا نقرؤهخا بقراءتخه‪ ،‬وكخان يبكخي بكخاء الخواله الحزيخن‪،‬‬
‫ويضج ضجيج المستصرخين‪ ،‬وكنا نبكي ببكائه‪ ،‬ولم يكخخن معنخخا فيخخه غيرنخخا‪.‬‬
‫فبينا نحن في هذه الحالة‪ ،‬وإذا بشرق مسك ونفحتخخه قخخد انتشخخر فخخي السخخرداب‬
‫وملء فضاءه وأخذ هواءه واشتد نفاحه‪ ،‬بحيث ذهبت عن جميعنا تلك الحالخخة‬
‫فسكتنا كأن على رؤوسنا الطير‪ ،‬ولم نقدر على حركة وكلم‪ ،‬فبقينا متحيرين‬
‫إلى أن مضى‬
‫]‪[270‬‬

‫زمان قليل‪ ،‬فذهب ما كنا نستشمه من تلك الرائحة الطيبة ورجعنا إلى ما كنخخا فيخخه مخخن‬
‫قراءة الدعاء فلما رجعنا إلى البيت سألت عن المخخولى رحمخخه الخ عخخن سخخبب‬
‫ذلك الطيب‪ ،‬فقال‪ :‬مالك والسؤال عخخن هخخذا وأعخخرض عخخن جخخوابي‪ .‬وحخخدثني‬
‫الخ الصفي العالم المتقي الغا علي رضا الصفهاني الذي مر ذكره‪ ،‬وكخان‬
‫صديقه وصاحب سره‪ ،‬قال‪ :‬سألته يوما عن لقائه الحجة عليخخه السخخلم وكنخخت‬
‫أظن في حقه ذلك كشيخه السيد المعظم العلمة الطباطبائي كما تقدم فأجخخابني‬
‫بتلخخك الواقعخخة‪ ،‬حرفخخا بحخخرف‪ ،‬وقخخد ذكخخرت فخخي دار السخخلم بعخخض كرامخخاته‬
‫ومقاماته رحمخة الخ عليخه‪ .‬الحكايخة الرابعخة والثلثخون قخال الفاضخل الجليخل‬
‫النحرير ال ميرزا عبد ال الصفهاني الشهير بالفندي فخخي المجلخخد الخخخامس‬
‫من كتاب رياض العلماء في ترجمخخة الشخخيخ بخخن ]أبخخي[ الجخخواد النعمخخاني أنخخه‬
‫ممن رأى القائم عليه السلم في زمن الغيبة الكبرى‪ ،‬وروى عنه عليه السلم‬
‫ورأيت في بعض المواضع نقل عن خط الشيخ زين الخخدين علخخي بخخن الحسخخن‬
‫بن محمد الخازن الحائري تلميذ الشهيد أنه قد رأى ابخخن أبخخي جخخواد النعمخخاني‬
‫مولنا المهدي عليه السلم فقخخال لخخه‪ :‬يخخا مخخولي لخخك مقخخام بالنعمانيخخة‪ ،‬ومقخخام‬
‫بالحلة‪ ،‬فأين تكون فيهما ؟ فقال له‪ :‬أكون بالنعمانية ليلة الثلثاء ويخخوم الثلثخخاء‪،‬‬
‫ويوم الجمعة وليلة الجمعخخة أكخخون بالحلخخة ولكخخن أهخخل الحلخخة مخخا يتخخأدبون فخخي‬
‫مقامي‪ ،‬وما من رجل دخل مقامي بالدب يتخخأدب ويسخخلم علخخي وعلخخى الئمخخة‬
‫وصلى علي وعليهم اثني عشر مرة ثم صلى ركعتين بسورتين‪ ،‬ونخخاجى ال خ‬
‫بهما المناجاة‪ ،‬إل أعطاه ال تعالى ما يسأله‪ ،‬أحدها المغفرة‪ .‬فقلت‪ :‬يا مخخولي‬
‫علمني ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬قل‪ :‬اللهم قد أخذ التخخأديب منخخي حخختى مسخخني الضخخر وأنخخت‬
‫أرحم الراحمين‪ ،‬وإن كان ما اقترفته من الذنوب أستحق به أضعاف أضعاف‬
‫ما أدبتني به‪ ،‬وأنت حليم ذو أناة تعفو عن كثير حتى يسخخبق عفخخوك ورحمتخخك‬
‫عذابك‪ ،‬وكررها علي ثلثا حتى فهمتها‪.‬‬

‫]‪[271‬‬

‫قلت‪ :‬والنعمانية بلد بين واسط وبغداد‪ ،‬والظاهر أن منه الشيخ أبخخا عبخخد الخ محمخخد بخخن‬
‫محمد بن إبراهيم بخن جعفخر الكخاتب الشخهير بالنعمخاني المعخروف بخابن أبخي‬
‫زينب تلميذ الكليني وهو صاحب الغيبخخة والتفسخخير‪ ،‬وهخخو والشخخيخ الصخخفواني‬
‫المعاصر له‪ ،‬قد ضبط كل واحد منهما نسخة الكافي ولذا ترى أنه قد يقع فخخي‬
‫الكافي كثيرا‪ :‬وفي نسخة النعماني كذا‪ ،‬وفي نسخخخة الصخخفواني كخخذا‪ .‬الحكايخخة‬
‫الخامسة والثلثون السيد الجل علي بن طاوس في جمال السبوع أنه شخخاهد‬
‫أحد صاحب الزمان عليه السلم وهو يزور بهذه الزيارة أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم في اليقظخخة ل فخخي النخخوم‪ ،‬يخخوم الحخخد وهخخو يخخوم أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم‪] :‬السلم[ على الشجرة النبوية‪ ،‬والدوحة الهاشمية المضخخيئة‪ ،‬المثمخخرة‬
‫بالنبوة المونعة بالمامة‪ ،‬السخخلم عليخخك وعلخخى ضخخجيعيك آدم ونخخوح‪ ،‬السخخلم‬
‫عليك وعلخخى أهخخل بيتخخك الطيخخبين الطخخاهرين‪ ،‬السخخلم عليخخك وعلخخى الملئكخخة‬
‫المحدقين بك‪ ،‬والحافين بقبرك‪ ،‬يا مولي يا أمير المخخؤمنين هخخذا يخخوم الحخخد‪،‬‬
‫وهو يومك وباسمك‪ ،‬وأنا ضيفك فيه وجارك‪ ،‬فأضفني يخخا مخخولي‪ ،‬وأجرنخخي‬
‫فانك كريم‪ ،‬تحب الضيافة‪ ،‬ومخخأمول بالجابخخة‪ ،‬فافعخخل مخخا رغبخخت إليخخك فيخخه‪،‬‬
‫ورجوته منك‪ ،‬بمنزلتك وآل بيتك عند ال ومنزلته عندكم‪ ،‬وبحخخق ابخخن عمخخك‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله وعليكم أجمعين‪ .‬الحكايخخة السادسخخة والثلثخخون‬
‫العلمة الحلي رحمه ال في منهاج الصلح قخخال‪ :‬نخخوع آخخخر مخخن السخختخارة‬
‫رويته عن والدي الفقيه سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر رحمه ال عن‬
‫السيد رضي الدين محمخخد الوي الحسخخيني عخخن صخخاحب المخخر عليخخه السخخلم‬
‫وهو أن يقرء فاتحة الكتخخاب عشخخر مخخرات وأقلخخه ثلث مخخرات‪ ،‬والدون منخخه‬
‫مرة‪ ،‬ثم يقرء " إنا أنزلناه " عشر مرات ثم يقخخرء هخخذا الخخدعاء ثلث مخخرات‪:‬‬
‫اللهم إني أستخيرك لعلمك بعواقب المور‬

‫]‪[272‬‬

‫وأستشيرك لحسن ظني بك في المخأمول والمحخذور‪ ،‬اللهخم إن كخان المخر الفلنخي قخد‬
‫نيطت بالبركة أعجازه وبواديه‪ ،‬وحفت بالكرامة أيامه ولياليه‪ ،‬فخخخر لخخي فيخخه‬
‫خيرة ترد شموسه ذلول‪ ،‬تقعض أيامه سرورا‪ .‬اللهم إما أمر فأئتمر وإما نهي‬
‫فأنتهي اللهم إني أستخيرك برحمتك خيرة في عافيخخة‪ .‬ثخخم يقبخخض علخخى قطعخخة‬
‫من السبحة‪ ،‬ويضمر حاجته‪ ،‬ويخرج إن كخخان عخخدد تلخخك القطعخخة زوجخخا فهخخو‬
‫افعل وإن كان فخردا ل تفعخل‪ ،‬أو بخالعكس‪ .‬قخال الكفعمخي رحمخه الخخ‪ :‬نيطخخت‬
‫تعلقت‪ ،‬وناط الشئ تعلخخق‪ ،‬وهخخذا منخخوط بخخك أي متعلخخق‪ ،‬والنخخواط المعخخاليق‪،‬‬
‫ونيط فلن بكذا أي تعلق قال الشاعر‪ :‬وأنخخت زنيخخم نيخخط فخخي آل هاشخخم * كمخخا‬
‫نيط خلف الراكب القدح الفرد وأعجخاز الشخئ آخخره‪ ،‬وبخواديه أولخه‪ .‬ومفتتخح‬
‫المر ومبتداه‪ ،‬ومهله وعنفخخوانه‪ ،‬وأوائلخخه ومخخوارده وبخخدائهه وبخخواديه نظخخائر‬
‫وشوافعه وتواليه وأعقابه ومصادره ورواجعه ومصائره وعخخواقبه وأعجخخازه‬
‫نظائر‪ ،‬وقوله شموسه أي صخخعوبته ورجخخل شخخموس‪ :‬أي صخعب الخلخق‪ ،‬ول‬
‫تقل‪ :‬شموص بالصاد‪ ،‬وأشمس الفرس منع ظهره‪ ،‬والخخذلول ضخخد الصخخعوبة‪،‬‬
‫وتقعض أي ترد وتعطف‪ ،‬وقعضت العود عطفته وتقعص بالصخخاد تصخخحيف‬
‫والعين مفتوحة لنه إذا كانت عيخخن الفعخخل أو لمخخه أحخخد حخخروف الحلخخق كخخان‬
‫الغلب فتحها في المضارع‪ .‬قال في البحار‪ :‬وفخخي كخخثير مخخن النسخخخ بالصخخاد‬
‫المهملة‪ ،‬ولعله مبالغة في السرور وهذا شائع في العرب والعجخخم‪ ،‬يقخخال لمخخن‬
‫أصابه سرور عظيم‪ :‬مات سرورا أو يكون المراد بخخه النقضخخاء أي تنقضخخي‬
‫بالسرور‪ ،‬والتعبير به لن أيام السرور سريعة النقضاء‪ ،‬فان القعص الموت‬
‫سريعا فعلى هذا يمكن أن يقرء علخخى بنخخاء المعلخخوم والمجهخخول‪ ،‬و " أيخخامه "‬
‫بالرفع والنصب معا‪ .‬قال الشهيد رحمخخه الخ فخخي الخذكرى‪ :‬ومنهخخا السختخارة‬
‫بالعدد ولم يكن هذه مشهورة في العصور الماضية‪ ،‬قبل زمخخان السخخيد الكخخبير‬
‫العابد رضي الدين محمد الوي الحسيني المجاور بالمشهد المقخخدس الغخخروي‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬وقد رويناها عنه وجميع‬

‫]‪[273‬‬

‫مروياته عن عدة من مشايخنا‪ ،‬عن الشيخ الكبير الفاضل جمال الدين ابن المطهر عن‬
‫السيد الرضي‪ ،‬عن صاحب المر عليه السلم وتقدم عنخخه رحمخخه الخ حكايخخة‬
‫اخرى‪ .‬وهذه الحكاية ذكرها المحقق الكاظميني في مسألة الجماع في بعض‬
‫وجوهه في عداد من تلقى عن الحجة عليه السلم فخخي غيبتخخه الكخخبرى بعخخض‬
‫الحكام سماعا أو مكاتبة‪ .‬الحكاية السابعة والثلثون فخخي كتخاب إثبخات الهخخداة‬
‫بالنصوص والمعجزات للشيخ المحدث الجليل محمد بن الحسن الحر العاملي‬
‫رحمه ال قال‪ :‬قد أخبرني جماعخخة مخخن ثقخخات الصخخحاب أنهخخم رأوا صخخاحب‬
‫المر عليه السلم في اليقظة‪ ،‬وشخخاهدوا منخخه معجخخزات متعخخددات‪ ،‬وأخخخبرهم‬
‫بعدة مغيبات‪ ،‬ودعا لهم بدعوات مستجابات‪ ،‬وأنجخخاهم مخخن أخطخخار مهلكخخات‪.‬‬
‫قال رحمه ال‪ :‬وكنا جالسين في بلدنا في قرية مشغر فخخي يخخوم عيخخد‪ ،‬ونحخخن‬
‫جماعة من أهل العلم والصلحاء‪ ،‬فقلت لهم‪ :‬ليت شعري في العيد المقبخخل مخخن‬
‫يكون من هؤلء حيا ومن يكون قد مات ؟ فقال لي رجل كان اسخخمه " الشخخيخ‬
‫محمد " وكان شريكنا في الدروس‪ :‬أنا أعلم أني أكون في عيد آخر حيا وفخخي‬
‫عيد آخر حيا وعيد آخر إلى ستة وعشرين سنة‪ ،‬وظهر منه أنخخه جخخازم بخخذلك‬
‫من غير مزاح‪ ،‬فقلت له‪ :‬أنت تعلم الغيخخب ؟ قخخال‪ :‬ل‪ ،‬ولكنخخي رأيخخت المهخخدي‬
‫عليه السلم فخخي النخخوم وأنخخا مريخخض شخخديد المخخرض‪ ،‬فقلخخت لخخه‪ :‬أنخخا مريخخض‬
‫وأخاف أن أموت‪ ،‬وليس لي عمل صالح ألقى ال به فقخال‪ :‬ل تخخف فخان الخ‬
‫تعالى يشفيك من هذا المرض‪ ،‬ول تموت فيه بل تعيش ستا وعشرين سنة ثخخم‬
‫ناولني كأسا كان في يده فشربت منه وزال عني المرض وحصل لي الشفاء‪،‬‬
‫وأنا أعلم أن هذا ليس من الشيطان‪ .‬فلما سمعت كلم الرجخخل كتبخخت التاريخخخ‪،‬‬
‫وكان سخخنة ألخخف وتسخخعة وأربعيخخن ومضخخت لخخذلك مخخدة وانتقلخخت إلخخى المشخخهد‬
‫المقدس سنة ألف واثنين وسبعين‪ ،‬فلما كانت السنة الخيرة وقع فخخي قلخخبي أن‬
‫المدة قد انقضت فرجعت إلى ذلك التاريخ‬

‫]‪[274‬‬

‫وحسبته فرأيته قد مضى منه ست وعشرون سنة‪ ،‬فقلت‪ :‬ينبغي أن يكون الرجل مات‪.‬‬
‫فما مضت مدة نحو شهر أو شهرين حتى جاءتني كتابة من أخي ‪ -‬وكان فخخي‬
‫البلد ‪ -‬يخبرني أن الرجخخل المخخذكور مخخات‪ .‬الحكايخخة الثامنخخة والثلثخخون وفخخي‬
‫الكتاب المذكور قال رحمه ال‪ :‬إنخخي كنخخت فخخي عصخخر الصخخبى وسخخني عشخخر‬
‫سنين أو نحوها أصابني مرض شديد جدا حتى اجتمع أهلخخي وأقخخاربي وبكخخوا‬
‫وتهيأوا للتعزية‪ ،‬وأيقنوا أني أموت تلك الليلخخة‪ .‬فرأيخخت النخخبي والئمخخة الثنخخي‬
‫عشخخر صخخلوات الخ عليهخخم‪ ،‬وأنخخا فيمخخا بيخخن النخخائم واليقظخخان‪ ،‬فسخخلمت عليهخخم‬
‫وصافحتهم واحدا واحدا‪ ،‬وجرى بيني وبين الصادق عليه السخخلم كلم‪ ،‬ولخخم‬
‫يبق في خاطري إل أنه دعا لخخي‪ .‬فلمخخا سخخلمت علخخى الصخخاحب عليخخه السخخلم‪،‬‬
‫وصافحته‪ ،‬بكيت وقلت‪ :‬يا مخخولي أخخاف أن أمخخوت فخخي هخخذا المخخرض‪ ،‬ولخخم‬
‫أقض وطري من العلم والعمل‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬ل تخف فانك ل تموت في‬
‫هذا المرض بل يشفيك ال تعالى وتعمر عمرا طويل ثم ناولني قدحا كان في‬
‫يخخده فشخخربت منخخه وأفقخخت فخخي الحخخال وزال عنخخي المخخرض بالكليخخة‪ ،‬وجلسخخت‬
‫وتعجب أهلي وأقاربي‪ ،‬ولم احدثهم بما رأيخت إل بعخد أيخام‪ .‬الحكايخة التاسخعة‬
‫والثلثون وحدثني الثقة المين آغا محمد المتقدم ذكخره قخال‪ :‬كخان رجخل مخن‬
‫أهل سامراء مخخن أهخخل الخلف يسخخمى مصخخطفى الحمخخود‪ ،‬وكخخان مخخن الخخخدام‬
‫الذين ديدنهم أذية الزوار‪ ،‬وأخذ أموالهم بطخخرق فيهخخا غضخخب الجبخخار‪ ،‬وكخخان‬
‫أغلب أوقاته في السرداب المقدس على الصفة الصغيرة‪ ،‬خلف الشخخباك الخذي‬
‫وضعه هناك ]ومن جاء[ من الزوار ويشتغل بالزيخخارة‪ ،‬يحخخول الخخخبيث بينخخه‬
‫وبين موله فينبهه على الغلط‬

‫]‪[275‬‬

‫المتعارفة التي ل تخلو أغلب العوام منهخخا‪ ،‬بحيخخث لخخم يبخخق لهخخم حالخخة حضخخور وتخخوجه‬
‫أصل‪ .‬فرأى ليلة في المنام الحجة من ال الملك العلم عليه السلم‪ ،‬فقال لخخه‪:‬‬
‫إلى متى تؤذي زواري ول تدعهم أن يزوروا ؟ مالك وللدخول في ذلك‪ ،‬خخخل‬
‫بينهم وبين ما يقولون فانتبه‪ ،‬وقد أصم الخ اذنيخخه‪ ،‬فكخخان ل يسخخمع بعخخده شخخيئا‬
‫واستراح منه الزوار‪ ،‬وكان كذلك إلى أن ألحقه ال بأسلفه في النار‪ .‬الحكاية‬
‫الربعون الشيخ الجليل أمين السخخلم فضخخل بخخن الحسخخن الطبرسخخي صخخاحب‬
‫التفسير في كتاب كنوز النجاح قال‪ :‬دعاء علمه صخخاحب الزمخخان عليخخه سخخلم‬
‫ال الملك المنان‪ ،‬أبا الحسن محمد بن أحمد بن أبي الليث رحمه ال تعالى في‬
‫بلدة بغداد‪ ،‬في مقابر قريش‪ ،‬وكان أبخخو الحسخخن قخخد هخخرب إلخخى مقخخابر قريخخش‬
‫والتجأ إليه من خوف القتل فنجخخي منخخه ببركخخة هخخذا الخخدعاء‪ .‬قخخال أبخخو الحسخخن‬
‫المذكور‪ :‬إنه علمني أن أقخخول‪ " :‬اللهخخم عظخخم البلء‪ ،‬وبخخرح الخفخخاء‪ ،‬وانقطخخع‬
‫الرجاء‪ ،‬وانكشف الغطاء‪ ،،‬وضاقت الرض‪ ،‬ومنعت السماء‪ ،‬وإليك يخخا رب‬
‫المشتكى‪ ،‬وعليك المعول في الشخخدة والرخخخاء‪ ،‬اللهخخم فصخخل علخخى محمخخد وآل‬
‫محمد اولي المر الذين فرضت علينا طاعتهم‪ ،‬فعرفتنا بذلك منزلتهم‪ ،‬ففخخرج‬
‫عنا بحقهم فرجا عاجل كلمح البصر‪ ،‬أو هو أقرب‪ ،‬يا محمد يا علي اكفيخخاني‬
‫فانكما كافيخاي وانصخخراني فانكمخخا ناصخخراي‪ ،‬يخخا مخخولي يخخا صخخاحب الزمخخان‬
‫الغوث الغوث ]الغوث[ أدركني أدركني أدركنخخي "‪ .‬قخخال الخخراوي‪ :‬إنخخه عليخخه‬
‫السلم عند قوله‪ " :‬يا صاحب الزمان " كان يشير إلى صدره الشريف‪.‬‬
‫]‪[276‬‬

‫الحكاية الحادية والربعون قال العخخالم النحريخخر‪ ،‬النقخخاد البصخخير‪ ،‬المخخولى أبخخو الحسخخن‬
‫الشريف العاملي الغروي تلميذ العلمة المجلسي وهخخو جخخد شخخيخ الفقهخخاء فخخي‬
‫عصره صاحب جخخواهر الكلم‪ ،‬مخخن طخخرف امخخه‪ ،‬وينقخخل عنخخه فخخي الجخخواهر‬
‫كثيرا‪ ،‬صاحب التفسير الحسن الذي لم يؤلف مثله وإن لم يبرز منخخه إل قليخخل‬
‫إل أن في مقدماته من الفوائد ما يشفي العليل‪ ،‬ويخخروي الغليخخل‪ ،‬وغيخخره‪ ،‬قخخال‬
‫في كتاب ضياء العالمين‪ ،‬وهو كتاب كبير منيف على ستين ألخخف بيخخت كخخثير‬
‫الفوائد‪ ،‬قليل النظيخخر‪ ،‬قخخال فخخي أواخخخر المجلخخد الول منخخه فخخي ضخخمن أحخخوال‬
‫الحجة عليه السلم بعد ذكر قصة الجزيرة الخضراء‪ ،‬مختصرا ما لفظخخه‪ :‬ثخخم‬
‫إن المنقولت المعتبرة في رؤية صاحب المر عليه السلم سخخوى مخخا ذكرنخخا‬
‫كثيرة جدا حتى في هذه الزمنة القريبة‪ ،‬فقد سمعت أنخخا مخخن ثقخخات أن مولنخخا‬
‫أحمد الردبيلي رآه عليه السلم في جخخامع الكوفخخة‪ ،‬وسخخأل منخخه مسخخائل‪ ،‬وأن‬
‫مولنا محمد تقخخي والخخد شخخيخنا رآه فخخي الجخخامع العخختيق باصخخبهان‪ ،‬والحكايخخة‬
‫الولى موجودة في البحار وأما الثانية فهي غير معروفة‪ ،‬ولم نعثر عليهخا إل‬
‫ما ذكخخره المخخولى المخخذكور رحمخه الخ فخي شخخرح مشخيخة الفقيخخه فخي ترجمخخة‬
‫المتوكل بن عمير راوي الصحيفة‪ .‬قال رحمه ال‪ :‬إني كنت في أوائل البلوغ‬
‫طالبا لمرضاة ال‪ ،‬ساعيا في طلب رضاه‪ ،‬ولم يكن لي قخخرار بخخذكره إلخخى أن‬
‫رأيت بين النوم واليقظة أن صاحب الزمان صلوات ال عليه كخخان واقفخخا فخخي‬
‫الجامع القديم باصبهان قريبا مخخن بخخاب الطنخخبى الخخذي الن مدرسخخي‪ ،‬فسخخلمت‬
‫عليه وأردت أن اقبل رجله‪ ،‬فلخخم يخخدعني وأخخخذني‪ ،‬فقبلخخت يخخده‪ ،‬وسخخألت عنخخه‬
‫مسائل قد أشكلت علي‪ .‬منها أني كنت اوسوس في صلتي‪ ،‬وكنت أقول إنهخخا‬
‫ليست كما طلبت مني وأنا مشتغل بالقضاء‪ ،‬ول يمكنني صلة الليل‪ ،‬وسخخألت‬
‫عنخخه شخخيخنا البهخخائي رحمخخه الخ تعخخالى فقخخال‪ :‬صخخل صخخلة الظهخخر والعصخخر‬
‫والمغرب بقصد صخخلة الليخخل‪ ،‬وكنخخت أفعخخل هكخخذا فسخخألت عخخن الحجخخة عليخخه‬
‫السلم اصلي صلة الليل ؟ فقال‪ :‬صلها‪ ،‬ول تفعل كالمصنوع الذي‬

‫]‪[277‬‬

‫كنت تفعل‪ ،‬إلى غير ذلك من المسائل الخختي لخخم يبخخق فخخي بخالي‪ .‬ثخخم قلخخت‪ :‬يخخا مخخولي ل‬
‫يتيسر لي أن أصل إلى خدمتك كل وقت فأعطني كتابا أعمل عليه دائما فقخخال‬
‫عليه السلم‪ :‬أعطيت لجلك كتابا إلى مولنا محمد التاج‪ ،‬وكنخخت أعرفخخه فخخي‬
‫النوم‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬رح وخذ منه‪ ،‬فخرجت من باب المسخخجد الخخذي كخخان‬
‫مقابل لوجهه إلى جانب دار البطيخ محلة من إصبهان‪ ،‬فلما وصلت إلى ذلك‬
‫الشخص فلما رآني قال لي‪ :‬بعثك الصخخاحب عليخخه السخخلم إلخخي ؟ قلخخت‪ :‬نعخخم‪،‬‬
‫فأخرج من جيبه كتابخا قخخديما فلمخا فتحتخه ظهخخر لخي أنخه كتخاب الخخدعاء فقبلتخه‬
‫ووضعته على عينخخي وانصخخرفت عنخخه متوجهخخا إلخخى الصخخاحب عليخخه السخخلم‬
‫فانتبهت ولم يكن معي ذلك الكتاب‪ .‬فشرعت فخخي التضخخرع والبكخخاء والحخخوار‬
‫لفوت ذلك الكتاب إلى أن طلع الفجر فلما فرغت من الصلة والتعقيب‪ ،‬وكان‬
‫في بالي أن مولنا محمد )‪ (1‬هو الشخخيخ وتسخخميته بالتخخاج لشخختهاره مخخن بيخخن‬
‫العلمخخاء‪ .‬فلمخخا جئت إلخخى مدرسخخته وكخخان فخخي جخخوار المسخخجد الجخخامع فرأيتخخه‬
‫مشخختغل بمقابلخخة الصخخحيفة‪ ،‬وكخخان القخخاري السخخيد صخخالح أميخخر ذو الفقخخار‬
‫الجرفادقاني فجلست ساعة حتى فرغ منه والظاهر أنه كان في سند الصحيفة‬
‫لكن للغم الذي كان لي لم أعرف كلمه ول كلمهم‪ ،‬وكنت أبكي فخخذهبت إلخخى‬
‫الشيخ وقلت له رؤياي وكنت أبكي لفوات الكتاب‪ ،‬فقال الشيخ‪ :‬ابشخر بخالعلوم‬
‫اللهية‪ ،‬والمعارف اليقينية وجميع ما كنت تطلب دائما‪ ،‬وكان أكخخثر صخخحبتي‬
‫مع الشيخ فخي التصخخوف وكخخان مخائل إليخخه‪ ،‬فلخخم يسخكن قلخخبي وخرجخخت باكيخا‬
‫متفكرا إلى أن القي في روعي أن أذهخخب إلخخى الجخخانب الخخذي ذهبخخت إليخخه فخخي‬
‫النوم‪ ،‬فلما وصخخلت إلخخى دار البطيخخخ رأيخخت رجل صخخالحا اسخخمه آغخخا حسخخن‪،‬‬
‫وكان يلقب بتاجا‪ ،‬فلما وصلت إليه وسلمت عليه قال‪ :‬يا فلن الكتخخب الوقفيخخة‬
‫التي عندي كل من يأخذه من الطلبة ل يعمل بشروط الوقف وأنت تعمخخل بخخه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬وانظر إلى هذه الكتب وكلما تحتاج إليخخه خخخذه‪ ،‬فخخذهبت معخخه إلخخى بيخخت‬
‫كتبه فأعطاني أول ما أعطاني الكتاب الذي رأيته في النوم‪ ،‬فشرعت في‬

‫)‪ (1‬يعنى الشيخ البهائي رحمه ال‪.‬‬

‫]‪[278‬‬

‫البكاء والنحيب‪ ،‬وقلت‪ :‬يكفيني وليس في بالي أني ذكرت لخخه النخخوم أم ل‪ ،‬وجئت عنخخد‬
‫الشيخ وشرعت في المقابلة مع نسخته التي كتبها جد أبيخخه مخخع نسخخخة الشخخهيد‬
‫وكتب الشهيد نسخته مخخع نسخخخة عميخخد الرؤسخخاء وابخخن السخخكون‪ ،‬وقابلهخخا مخخع‬
‫نسخة ابن إدريس بواسطة أو بدونها وكانت النسخة التي أعطانيها الصخخاحب‬
‫مكتوبة من خط الشهيد‪ ،‬وكانت موافقة غايخخة الموافقخخة حخختى فخخي النسخخخ الخختي‬
‫كانت مكتوبة على هامشخها‪ ،‬وبعخد أن فرغخت مخن المقابلخة شخرع النخاس فخي‬
‫المقابلة عندي‪ ،‬وببركة إعطاء الحجة عليه السلم صخخارت الصخخحيفة الكاملخة‬
‫في جميع البلد كالشمس طالعة في كل بيت‪ ،‬وسخيما فخخي إصخبهان فخان أكخخثر‬
‫الناس لهم الصحيفة المتعددة وصخخار أكخخثرهم صخخلحاء وأهخخل الخخدعاء‪ ،‬وكخخثير‬
‫منهم مسخختجابو الخخدعوة‪ ،‬وهخخذه الثخخار معجخخزة لصخخاحب المخخر عليخخه السخخلم‬
‫والذي أعطاني ال من العلوم بسبب الصخخحيفة ل احصخخيها‪ .‬وذكرهخخا العلمخخة‬
‫المجلسي رضوان ال عليخخه فخخي إجخخازات البحخخار مختصخخرا‪ .‬الحكايخخة الثانيخخة‬
‫والربعخخون حخخدث السخخيد الجليخخل والمحخخدث العليخخم النبيخخل‪ ،‬السخخيد نعمخخة ال خ‬
‫الجزائري في مقدمات شرح العوالي قال‪ :‬حدثني وأجازني السيد الثقخة هاشخم‬
‫بخخن الحسخخين الحسخائي فخخي دار العلخخم شخخيراز‪ ،‬فخخي المدرسخخة المقابلخخة للبقعخخة‬
‫المباركة‪ ،‬مزار السيد محمد عابد عليه الرحمة والرضخخوان‪ ،‬فخخي حجخخرة مخخن‬
‫الطبقة الثانية‪ ،‬على يمين الداخل قال‪ :‬حكى لي اسخختاذي الثقخخة المعخخدل الشخخيخ‬
‫محمد الحرفوشي قدس الخ تربتخخه قخخال‪ :‬لمخخا كنخخت بالشخخام‪ ،‬عمخخدت يومخخا إلخخى‬
‫مسجد مهجور‪ ،‬بعيد من العمخخران‪ ،‬فرأيخخت شخخيخا أزهخخر الخخوجه‪ ،‬عليخخه ثيخخاب‬
‫بيض‪ ،‬وهيئة جميلة‪ ،‬فتجارينا في الحديث‪ ،‬وفنون العلم فرأيته فوق ما يصفه‬
‫الواصف‪ ،‬ثم تحققت منه السم والنسبة ثم بعد جهد طويل قال‪ :‬أنا معمخخر بخخن‬
‫أبي الدنيا صاحب أمير المؤمنين‪ ،‬وحضرت معه حروب صفين وهذه الشجة‬
‫في رأسي وفي وجهي من زجة فرسه )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬في الصل المطبوع رمحة فرسه وهو تصحيف‪ ،‬والمراد بالزجة‪ :‬الشكيمة =‬

‫]‪[279‬‬

‫ثم ذكر لي من الصفات والعلمات ما تحققت معه صدقه في كل ما قال‪ ،‬ثخخم اسخختجزته‬
‫كتب الخبار‪ ،‬فأجازني عن أمير المؤمنين وعن جميع الئمخخة عليهخخم السخخلم‬
‫حتى انتهى في الجازة إلى صاحب الخدار عجخل الخ فرجخه وكخذلك أجخازني‬
‫كتب العربية مخخن مصخخنفيها كالشخخيخ عبخخدالقاهر والسخخكاكي وسخخعد التفتخخازاني‬
‫وكتب النحو عن أهلها وذكر العلوم المتعارفة‪ .‬ثخخم قخخال السخخيد رحمخخه الخخ‪ :‬إن‬
‫الشيخ محمد الحرفوشي أجازني كتب الحاديث الصخخول الربعخخة‪ ،‬وغيرهخخا‬
‫من كتب الخبار بتلك الجخازة‪ ،‬وكخذلك أجخازني الكتخب المصخنفة فخي فنخون‬
‫العلوم‪ ،‬ثم إن السيد رضوان ال عليه أجازني بتلك الجازة كلما أجازه شيخه‬
‫الحرفوشي‪ ،‬عن معمر بن أبي الخخدنيا صخخاحب أميخخر المخخؤمنين علخخي بخخن أبخخي‬
‫طالب عليه السلم وأما أنخخا فأضخمن ثقخة المشخخايخ السخخيد والشخيخ‪ ،‬وتعخخديلهما‬
‫وورعهما ولكني ل أضمن وقوع المخخر فخخي الواقخخع علخخى مخخا حكيخخت‪ ،‬وهخخذه‬
‫الجازة العالية لم تتفق لحد من علمائنا‪ ،‬ول محدثنا‪ ،‬ل في الصدر السخخالف‪،‬‬
‫ول في العصار المتأخرة انتهى‪ .‬وقال سبطه العخخالم الجليخخل السخخيد عبخخد الخ‬
‫صاحب شرح النخبة‪ ،‬وغيره في إجازته الكبيرة‪ ،‬لربعة من علماء حخخويزة‪،‬‬
‫بعد نقل كلم جده وكأنه رضي ال عنه استنكر هذه القصة أو خاف أن تنكخخر‬
‫عليه فتبرء من عهدتها في آخر كلمه وليست بذلك فان معمر بن أبخخي الخخدنيا‬
‫المغربي له ذكر متكرر في الكتب‪ ،‬وقصة طويلة فخخي خروجخخه مخخع أبيخخه فخخي‬
‫طلب ماء الحياة‪ ،‬وعثوره عليخخه دون أصخخحابه‪ ،‬مخخذكورة فخخي كتخخب التواريخخخ‬
‫وغيرها‪ ،‬وقد نقل منها نبذا صاحب البحخخار فخخي أحخخوال صخخاحب الخخدار عليخخه‬
‫السلم )‪ (1‬وذكر الصدوق في كتاب إكمال الدين أن اسمه علي بن عثمان‬

‫= من اللجام‪ :‬وهي الحديخخدة المعترضخخة فخخي فخخم الفخخرس فيهخخا الفخخاس‪ ،‬وقخخد كخخانت تلخخك‬
‫الحديدة مزججة على ما فخخي نسخخخة كمخخال الخخدين قخخال‪ " :‬وكخخان لجخخام دابتخخه‬
‫حديدا مزججا فرفع الفرس رأسه فشجنى هذه الشجة التي فخخي صخخدغى "‪) .‬‬
‫‪ (1‬راجع باب ذكر أخبار المعمرين ج ‪ 51‬ص ‪ ،225‬كمال الدين ج ‪ 3‬ص‬
‫‪.220‬‬

‫]‪[280‬‬

‫ابن خطاب بن مرة بن مؤيد الهمداني إل أنخخه قخخال‪ :‬معمخخر أبخخي الخخدنيا باسخخقاط " بخخن "‬
‫والظاهر أنه هو الصواب كمخخا ل يخفخخى‪ ،‬وذكخخر أنخخه مخخن حضخخرموت والبلخخد‬
‫الذي هو مقيم فيه طنجة‪ ،‬وروى عنه أحاديث مسندة بأسانيد مختلفة‪ .‬وأما مخخا‬
‫نقله الشيخ في مجالسه عن أبي بكر الجرجاني أن المعمر المقيم ببلخخدة طنجخخة‬
‫توفي سنة سبع عشرة وثلثمائة‪ ،‬فليس بمنخخاف شخخيئا لن الظخخاهر أن أحخخدهما‬
‫غير الخر‪ ،‬لتغاير اسميهما وقصتيهما وأحوالهما المنقولة‪ ،‬وال يعلم انتهخخى‪،‬‬
‫وشرح حال المعمر مذكور في آخر فتن البحار‪ .‬وقخال السخيد الجليخل المعظخم‬
‫والحبر المكرم السيد حسين ابن العالم العليم السخخيد إبراهيخخم القزوينخخي رحمخخه‬
‫ال في آخر إجخخازته ليخخة الخ بحخخر العلخخوم‪ :‬وللعبخخد طريخخق آخخخر إلخخى الكتخخب‬
‫الربعة وغيرها لم يسمح العصار بمثلها‪ ،‬وهو مخخا أجخخاز لخخي السخخيد السخخعيد‬
‫الشهيد السيد نصر ال الحائري‪ ،‬عن شيخه مولنخخا أبخخي الحسخخن‪ ،‬عخخن شخخيخه‬
‫الفاضل السيد نعمة ال‪ ،‬عن شيخه السيد هاشم الحسائي‪ ،‬إلى آخر ما نقلنخخاه‪.‬‬
‫والشيخ محمد الحرفوشي من الجلء‪ ،‬قال الشيخ الحر في أمل المل‪ :‬الشيخ‬
‫محمد بن علي بن أحمد الحرفوشي الحريري العخخاملي الكركخخي الشخخامي كخخان‬
‫فاضل عالما أديبا ماهرا محققا مدققا شاعرا أديبا منشخخيا حافظخخا أعخخرف أهخخل‬
‫عصره بعلوم العربية‪ ،‬وذكر له مؤلفات فخخي الدبيخخة وشخخرح قواعخخد الشخخهيد‪،‬‬
‫وغيرها وذكره السيد علي خان في سلفة العصر وبالغ في الثناء عليه وقال‪:‬‬
‫إنه توفي سنة ‪ .1059‬الحكاية الثالثة والربعون حدثني سخخيد الفقهخخاء‪ ،‬وسخخناد‬
‫العلماء‪ ،‬العالم الرباني المؤيد باللطاف الخفية السيد مهدي القزويني السخخاكن‬
‫في الحلة السيفية‪ ،‬صخخاحب التصخخانيف الكخخثيرة والمقامخخات العاليخخة أعلخخى الخ‬
‫تعالى مقامه فيما كتب بخطه قال‪ :‬حدثني والدي الروحاني وعمي الجسخخماني‬
‫جناب المرحوم المبرور العلمة الفهامة‪ ،‬صاحب الكرامات‪ ،‬والخبار‬

‫]‪[281‬‬

‫ببعض المغيبات‪ ،‬السيد محمد باقر نجل المرحوم السخخيد أحمخخد الحسخخيني القزوينخخي أن‬
‫في الطاعون الشديد الذي حدث في أرض العراق مخخن المشخخاهد وغيرهخخا فخخي‬
‫عام ست وثمانين بعخخد المخخائة واللخخف‪ ،‬وهخخرب جميخخع مخخن كخخان فخخي المشخخهد‬
‫الغروي من العلماء المعروفين وغيرهم‪ ،‬حتى العلمة الطباطبخخائي والمحقخخق‬
‫صاحب كشف الغطاء وغيرهما بعد ما تخخوفي منهخخم جخخم غفيخخر‪ ،‬ولخخم يبخخق إل‬
‫معدودين من أهله‪ ،‬منهم السيد رحمه ال‪ .‬قال‪ :‬وكان يقول‪ :‬كنخخت أقعخخد اليخخوم‬
‫في الصحن الشريف‪ ،‬ولم يكن فيه ول في غيره أحد من أهخخل العلخخم إل رجل‬
‫معمما من مجاوري أهل العجم‪ ،‬كان يقعد في مقخخابلي وفخخي تلخخك اليخخام لقيخخت‬
‫شخصا معظما مبجل في بعض سكك المشخخهد مخخا رأيتخخه قبخخل ذلخخك اليخخوم ول‬
‫بعده‪ ،‬مع كون أهل المشهد في تلك اليام محصورين‪ ،‬ولم يكن يخخدخل عليهخخم‬
‫أحد من الخارج‪ ،‬قال‪ :‬ولما رآني قال ابتداء منه‪ :‬أنت ترزق علم التوحيد بعخخد‬
‫حين‪ .‬وحدثني السيد المعظم‪ ،‬عن عمه الجليل أنه رحمه ال بعد ذلك فخي ليلخة‬
‫من الليالي قد رأى ملكين نزل عليه بيد أحدهما عدة ألخخواح فيهخخا كتابخخة‪ ،‬وبيخخد‬
‫الخخخر ميخزان فأخخخذا يجعلن فخخي كخل كفخخة مخن الميخزان لوحخا يوزنونهخخا ثخم‬
‫يعرضون اللواح المتقابلة علي فأقرؤها وهكذا إلى آخخخر اللخخواح‪ ،‬وإذا همخخا‬
‫يقابلن عقيدة كخل واحخخد مخخن خخواص أصخخحاب النخبي صخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫وخواص أصحاب الئمة عليهم السلم مع عقيخخدة واحخخد مخخن علمخخاء الماميخخة‬
‫من سلمان وأبي ذر إلى آخخخر البخخوابين‪ ،‬ومخخن الكلينخخي والصخخدوقين‪ ،‬والمفيخخد‬
‫والمرتضى‪ ،‬والشيخ الطوسي إلى بحر العلوم خالي العلمة الطباطبائي ومن‬
‫بعده من العلماء‪ .‬قال‪ :‬فاطلعت في ذلك المنام على عقائد جميخخع الماميخة مخن‬
‫الصحابة وأصحاب الئمة عليهم السلم وبقية علماء المامية‪ ،‬وإذا أنا محيط‬
‫بأسخخرار مخخن العلخخوم لخخو كخخان عمخخري عمخخر نخخوح عليخخه السخخلم وأطلخخب هخخذه‬
‫المعرفة‪ ،‬لما أحطت بعشر معشار ذلخخك وذلخخك بعخخد أن قخال الملخخك الخخذي بيخخده‬
‫الميزان للملك الخخر الخذي بيخده اللخواح‪ :‬اعخرض اللخواح علخى فلن‪ ،‬فانخا‬
‫مأمورون بعرض اللواح عليه‪ ،‬فأصبحت وأنا‬

‫]‪[282‬‬

‫علمة زماني في العرفان‪ .‬فلما جلسخخت مخخن المنخخام‪ ،‬وصخخليت الفريضخخة وفرغخخت مخخن‬
‫تعقيب صلة الصبح فإذا بطارق يطرق الباب‪ ،‬فخرجخخت الجاريخخة فخخأتت إلخخي‬
‫بقرطاس مرسول من أخي في الدين المرحوم الشيخ عبد الحسين العشم فيه‬
‫أبيات يمدحني فيها فإذا قد جرى على لسانه في الشعر تفسير المنام على نحو‬
‫الجمال‪ ،‬قد ألهمه ال تعالى ذلك وأما أبيات المدح فمنها قخخوله شخخعرا‪ :‬نرجخخو‬
‫سعادة فالي إلى سعادة فالك * بك اختتام معال قد افتتحن بخالك وقخد أخخبرني‬
‫بعقائد جملة من الصحابة المتقابلة مع بعض العلماء المامية‪ ،‬ومن جملة ذلك‬
‫عقيدة المرحوم خالي العلمة بحر العلخوم فخي مقابلخة عقيخدة بعخض أصخحاب‬
‫النبي صلى ال عليه وآله الذينهم مخخن خواصخخه وعقيخخدة علمخخاء آخريخخن الخخذين‬
‫يزيدون علخى السخيد المرحخوم المخذكور أو ينقصخون إل أن هخخذه المخخور لمخخا‬
‫كانت من السرار التي ل يمكن إباحتها لكل أحد‪ ،‬لعخخدم تحمخخل الخلخخق لخخذلك‪،‬‬
‫مع أنه رحمه ال أخذ علي العهد أل أبوح به لحد وكانت تلخخك الرؤيخخا نتيجخخة‬
‫قول ذلك القائل الذي تشهد القرائن بكونه المنتظر المهدي‪ .‬قلت‪ :‬وهخخذا السخخيد‬
‫المبجل كان صاحب أسرار خاله العلمخخة بحخخر العلخخوم وخاصخخته‪ ،‬وصخخاحب‬
‫القبة المواجهة لقبة شيخ الفقهاء صاحب جواهر الكلم‪ ،‬في النجف الشرف‪،‬‬
‫وحدثني السيد المعظم المزبور وغيره بجملة مخخن كرامخخاته ذكرناهخخا فخخي دار‬
‫السخلم‪ .‬الحكايخة الرابعخة والربعخون حخدثني جماعخة مخن الفاضخل الكخرام‪،‬‬
‫والصلحاء الفخام‪ ،‬منهم السيد السند والحخخبر المعتمخخد‪ ،‬زبخخدة العلمخخاء العلم‪،‬‬
‫وعمدة الفقهاء العظام‪ ،‬حاوي فنون الفضخخل والدب‪ ،‬وحخخائز معخخالي الحسخخب‬
‫والنسخخخب الميخخخرزا صخخخالح دام عله ابخخخن سخخخيد المحققيخخخن ونخخخور مصخخخباح‬
‫المجاهدين‪ ،‬وحيد عصره‪ ،‬وفريد دهره سيدنا المعظم السيد مهدي‬

‫]‪[283‬‬

‫المتقدم ذكره أعلى ال مقامه‪ ،‬ورفع في الخلد أعلمه وقد كنت سألت عنه سلمه ال أن‬
‫يكتب لي تلك الحكايات التية المنسوبة إلى والخخده المعظخخم الخختي سخخمعتها مخخن‬
‫الجماعة فان أهل البيت أدرى بما فيه‪ ،‬مع ما هو عليخخه‪ :‬مخخن التقخخان والحفخخظ‬
‫والضبط والصلح والسداد والطلع‪ ،‬وقد صاحبته في طريق مكة المعظمة‬
‫ذهابا وإيابا فوجدته أيده ال بحرا ل ينزح وكنزا ل ينفخخد‪ ،‬فكتخخب إلخخي مطابقخخا‬
‫لما سمعته من تلك العصابة‪ .‬وكتب أخوه العخخالم النحريخخر‪ ،‬وصخخاحب الفضخخل‬
‫المنير‪ ،‬السيد المجد السيد محمد سلمه ال تعالى فخخي آخخخر مخخا كتبخخه‪ :‬سخخمعت‬
‫هذه الكرامات الثلثخخة سخخماعا مخخن لفخخظ الوالخخد المرحخخوم المخخبرور عطخخر الخ‬
‫مرقده‪ .‬صورة مخخا كتبخه‪ :‬بسخم الخ الرحمخن الرحيخم حخدثني بعخخض الصخلحاء‬
‫البرار من أهل الحلخخة قخخال‪ :‬خرجخخت غخخدوة مخخن داري قاصخخدا داركخخم لجخخل‬
‫زيارة السيد أعلى ال مقامه فصار ممري في الطريق على المقخخام المعخخروف‬
‫بقبر السيد محمد ذي الدمعة فرأيت على شباكه الخارج إلى الطريخخق شخصخخا‬
‫بهي المنظر يقرأ فاتحة الكتاب‪ ،‬فتأملته فخخإذا هخخو غريخخب الشخخكل‪ ،‬وليخخس مخخن‬
‫أهل الحلة‪ .‬فقلت في نفسي‪ :‬هذا رجل غريب قد اعتنى بصاحب هخذا المرقخخد‪،‬‬
‫ووقف وقرأ له فاتحة الكتاب‪ ،‬ونحن أهخخل البلخخد نمخخر ول نفعخخل ذلخخك‪ ،‬فخخوقفت‬
‫وقرأت الفاتحة والتوحيد‪ ،‬فلما فرغت سلمت عليه‪ ،‬فرد السلم‪ ،‬وقال لخخي‪ :‬يخخا‬
‫علي أنت ذاهب لزيارة السيد مهدي ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فاني معك‪ .‬فلما صخخرنا‬
‫ببعض الطريق قخال لخي‪ :‬يخا علخي ل تحخزن علخى مخا أصخابك مخن الخسخران‬
‫وذهاب المال في هذه السنة‪ ،‬فانخك رجخل امتحنخك الخ بالمخال فوجخدك مؤديخا‬
‫للحق وقد قضيت ما فرض ال عليخخك‪ ،‬وأمخخا المخخال فخخانه عخخرض زائل يجيخخئ‬
‫ويذهب‪ ،‬وكان قد أصابني خسران في تلك السنة لخخم يطلخخع عليخخه أحخخد مخافخخة‬
‫الكسر‪ ،‬فاغتممت في نفسي وقلت‪ :‬سبحان ال كسري قد شاع وبلغ حختى إلخى‬
‫الجانب‪ ،‬إل أني قلت له في الجواب‪ :‬الحمد ل على كخخل حخخال‪ ،‬فقخخال‪ :‬إن مخخا‬
‫ذهب من مالك سيعود‬

‫]‪[284‬‬

‫إليك بعد مدة‪ ،‬وترجع كحالك الول‪ ،‬وتقضي ما عليك من الخخديون‪ .‬قخخال‪ :‬فسخخكت وأنخخا‬
‫مفكر في كلمه حتى انتهينا إلى باب داركم‪ ،‬فوقفت ووقف‪ ،‬فقلخخت‪ :‬ادخخخل يخخا‬
‫مولي فأنا من أهل الدار فقال لي‪ :‬ادخخخل أنخخت أنخخا صخخاحب الخخدار‪ ،‬فخخامتنعت‬
‫فأخذ بيدي وأدخلني أمامه فلما صرنا إلى المسجد وجخخدنا جماعخخة مخن الطلبخة‬
‫جلوسا ينتظخخرون خخخروج السخخيد قخدس سخره مخخن داخخخل الخدار لجخخل البحخث‪.‬‬
‫ومكانه من المجلس خال لم يجلس فيه أحد احتراما له‪ ،‬وفيه كتخخاب مطخخروح‪.‬‬
‫فذهب الرجل‪ ،‬وجلس في الموضع الذي كان السيد قدس سره يعتخخاد الجلخخوس‬
‫فيخخه ثخخم أخخخذ الكتخخاب وفتحخخه‪ ،‬وكخخان الكتخخاب شخخرائع المحقخخق قخخدس سخخره ثخخم‬
‫استخرج من الكتاب كراريس مسودة بخط السيد قدس سره‪ ،‬وكان خطخخه فخخي‬
‫غاية الضعف ل يقدر كل أحد على قراءته‪ ،‬فأخخخذ يقخخرء فخخي تلخخك الكراريخخس‬
‫ويقول للطلبة‪ :‬أل تعجبون من هذه الفروع وهذه الكراريس ؟ هي بعخض مخن‬
‫جملة كتاب مواهب الفهام في شرح شرائع السلم وهخخو كتخخاب عجيخخب فخخي‬
‫فنه لم يبرز منه إل ست مجلدا ت من أول الطهارة إلى أحكام المخخوات‪ .‬قخخال‬
‫الوالد أعلى ال درجته‪ :‬لما خرجت من داخل الدار رأيخت الرجخل جالسخا فخي‬
‫موضعي فلما رآني قام وتنحى عن الموضع فخخألزمته بخخالجلوس فيخخه‪ ،‬ورأيتخخه‬
‫رجل بهي المنظر‪ ،‬وسخخيم الشخخكل فخخي زي غريخخب‪ ،‬فلمخخا جلسخخنا أقبلخخت عليخخه‬
‫بطلقة وجه وبشاشة‪ ،‬وسؤال عن حخخاله واسخختحييت أن أسخخأله مخخن هخخو وأيخخن‬
‫وطنه ؟ ثم شرعت في البحث فجعخخل الرجخخل يتكلخخم فخخي المسخخألة الخختي نبحخخث‬
‫عنها بكلم كأنه اللؤلؤ المتساقط فبهرني كلمه فقال له بعض الطلبخة‪ :‬اسخكت‬
‫ما أنت وهذا‪ ،‬فتبسم وسكت‪ .‬قال رحمه ال‪ :‬فلما انقضى البحث قلت لخخه‪ :‬مخخن‬
‫أين كان مجيئك إلى الحلة ؟ فقال‪ :‬من بلد السخخليمانية‪ ،‬فقلخخت‪ :‬مخختى خرجخخت ؟‬
‫فقال‪ :‬بالمس خرجت منها‪ ،‬وما خرجت منها حتى دخلها نجيخخب باشخخا فاتحخخا‬
‫لها عنوة بالسيف وقد قبض على أحمخخد باشخخا البابخخاني المتغلخخب عليهخخا‪ ،‬وأقخخام‬
‫مقامه أخاه عبد ال باشا‪ ،‬وقد كان أحمد باشا المتقدم‬

‫]‪[285‬‬

‫قد خلع طاعة الدولة العثمانية وادعى السلطنة لنفسه فخي السخخليمانية‪ .‬قخال الوالخخد قخدس‬
‫سره‪ :‬فبقيت مفكرا في حديثه وأن هذا الفتح وخبره لم يبلغ إلخخى حكخخام الحلخخة‪،‬‬
‫ولخخم يخطخخر لخخي أن أسخخأله كيخخف وصخخلت إلخخى الحلخخة وبخخالمس خرجخخت مخخن‬
‫السليمانية‪ ،‬وبين الحلة والسليمانية ما تزيد على عشرة أيام للراكب المجد‪ .‬ثم‬
‫إن الرجل أمر بعض خدمة الدار أن يأتيه بماء فأخذ الخادم الناء ليغترف بخخه‬
‫ماء من الحب فناداه ل تفعل ! فان في الناء حيوانا ميتا فنظر فيخخه‪ ،‬فخخإذا فيخخه‬
‫سام أبرص ميت فأخذ غيره وجاء بالماء إليه فلمخخا شخخرب قخخام للخخخروج‪ .‬قخخال‬
‫الوالد قدس سره فقمت لقيامه فودعني وخخخرج فلمخخا صخخار خخخارج الخخدار قلخخت‬
‫للجماعة هل أنكرتم على الرجل خبره في فتح السليمانية فقخخالوا‪ :‬هل أنكخخرت‬
‫عليه ؟ قال‪ :‬فحدثني الحخاج علخي المتقخدم بمخا وقخع لخه فخي الطريخق وحخدثني‬
‫الجماعة بما وقع قبل خروجي من قراءته في المسودة‪ ،‬وإظهخخار العجخخب مخخن‬
‫الفروع التي فيها‪ .‬قال الوالد أعلى ال مقامه‪ :‬فقلت‪ :‬اطلبوا الرجل وما أظنكخخم‬
‫تجدونه هو وال صاحب المر روحخخي فخخداه فتفخخرق الجماعخخة فخخي طلبخخه فمخخا‬
‫وجدوا له عينا ول أثرا فكأنما صخخعد فخخي السخخماء أو نخخزل فخخي الرض‪ .‬قخخال‪:‬‬
‫فضبطنا اليوم الذي أخبر فيه عن فتح السليمانية فورد الخبر ببشارة الفتح إلى‬
‫الحلة بعد عشرة أيام من ذلك اليوم‪ ،‬وأعلن ذلك عند حكامها بضرب المخخدافع‬
‫المعتاد ضربها عند البشائر‪ ،‬عند ذوي الدولة العثمانية‪ .‬قلخخت‪ :‬الموجخخود فيمخخا‬
‫عندنا من كتب النساب أن اسم ذا الدمعة حسخخين ويلقخخب أيضخخا بخخذي العخخبرة‪،‬‬
‫وهو ابن زيد الشهيد ابن علي بن الحسين عليهما السلم ويكنى بخخأبي عاتقخخة‪،‬‬
‫وإنما لقب بذي الدمعة لبكائه في تهجده في صلة الليل‪ ،‬ورباه الصادق عليخخه‬
‫السلم فأرثه علما جما وكان زاهدا عابدا وتوفي سنة خمس وثلثين ومائة‬

‫]‪[286‬‬

‫وزوج ابنته بالمهدي الخليفة العباسي وله أعقاب كثيرة‪ ،‬ولكنخخه سخخلمه الخ أعخخرف بمخخا‬
‫كتب‪ .‬الحكاية الخامسة والربعون قال سخخلمه الخخ‪ :‬وحخخدثني الوالخخد أعلخخى الخ‬
‫مقامه قال‪ :‬لزمت الخروج إلى الجزيرة مدة مديدة لجل إرشاد عشخخائر بنخخي‬
‫زبيد إلى مذهب الحق‪ ،‬وكانوا كلهخخم علخخى راي أهخخل التسخخنن‪ ،‬وببركخخة هدايخخة‬
‫الوالد قدس سره وإرشاده‪ ،‬رجعوا إلى مذهب المامية كماهم عليه الن‪ ،‬وهم‬
‫عدد كثير يزيدون على عشرة آلف نفس وكان في الجزيخخرة مخخزار معخخروف‬
‫بقبر الحمزة بن الكاظم‪ ،‬يزوره الناس ويذكرون لخخه كرامخخات كخخثيرة‪ ،‬وحخخوله‬
‫قرية تحتوي على مائة دار تقريبا‪ .‬قال قدس سره‪ :‬فكنخخت أسخختطرق الجزيخخرة‬
‫وأمر عليه ول أزوره لما صح عندي أن الحمزة بن الكاظم مقبور فخخي الخخري‬
‫مع عبد العظيم الحسني فخرجت مرة على عادتي ونزلت ضيفا عند أهل تلك‬
‫القرية‪ ،‬فتوقعوا مني أن أزور المرقد المذكور فأبيت وقلت لهم‪ :‬ل أزور مخخن‬
‫ل أعرف‪ ،‬وكان المزار المذكور قلت رغبة الناس فيه ل عراضخخي عنخخه‪ .‬ثخخم‬
‫ركبت من عندهم وبت تلك الليلة في قرية المزيدية‪ ،‬عند بعض سخخاداتها فلمخخا‬
‫كان وقت السحر جلست لنافلة الليل وتهيأت للصلة‪ ،‬فلما صليت النافلة بقيت‬
‫أرتقخخب طلخخوع الفجخخر‪ ،‬وأنخخا علخخى هيئة التعقيخخب إذ دخخخل علخخي سخخيد أعرفخخه‬
‫بالصلح والتقوى‪ ،‬من سادة تلخخك القريخخة‪ ،‬فسخخلم وجلخخس‪ .‬ثخخم قخخال‪ :‬يخخا مولنخخا‬
‫بالمس تضيفت أهل قرية الحمزة‪ ،‬وما زرتخخه ؟ قلخخت‪ :‬نعخخم قخخال‪ :‬ولخخم ذلخخك ؟‬
‫قلت‪ :‬لني ل أزور من ل أعرف‪ ،‬والحمزة بن الكاظم مدفون بخخالري‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫رب مشهور ل أصل له‪ ،‬ليس هذا قبر الحمزة بن موسى الكخخاظم وإن اشخختهر‬
‫أنه كذلك بل هو قبر أبي يعلى حمزة بن القاسم العلخخوي العباسخخي أحخخد علمخخاء‬
‫الجازة وأهل الحديث‪ ،‬وقد ذكره أهل الرجال في كتبهم‪ ،‬وأثنوا عليه‬

‫]‪[287‬‬
‫بالعلم والورع‪ .‬فقلت في نفسي‪ :‬هذا السيد من عوام السخخادة‪ ،‬وليخخس مخخن أهخخل الطلع‬
‫على الرجال والحديث‪ ،‬فلعله أخخخذ هخخذا الكلم عخخن بعخخض العلمخخاء‪ ،‬ثخخم قمخخت‬
‫لرتقب طلوع الفجر‪ ،‬فقام ذلك السيد وخرج واغفلت أن أسأله عمن أخذ هخخذا‬
‫لن الفجر قد طلع‪ ،‬وتشاغلت بالصلة‪ .‬فلما صليت جلست للتعقيب حتى طلع‬
‫الشمس وكان معي جملة من كتب الرجال فنظرت فيها وإذا الحخخال كمخخا ذكخخر‬
‫فجاءني أهل القرية مسلمين علي وفي جملتهم ذلك السخخيد فقلخخت‪ :‬جئتنخخي قبخخل‬
‫الفجر وأخبرتني عن قبر الحمزة أنه أبو يعلى حمزة بن القاسخخم العلخخوي فمخخن‬
‫أين لك هذا وعمن أخذته ؟ فقال‪ :‬وال ما جئتك قبل الفجر ول رأيتك قبل هذه‬
‫الساعة‪ ،‬ولقد كنت ليلة أمس بائتا خارج القريخة ‪ -‬فخخي مكخان سخخماه ‪ -‬وسخمعنا‬
‫بقدومك فجئنا فخخي هخخذا اليخخوم زائريخخن لخخك‪ .‬فقلخخت لهخخل القريخخة‪ :‬الن لزمنخخي‬
‫الرجوع إلى زيارة الحمخخزة فخخاني ل أشخخك فخخي أن الشخخخص الخخذي رأيتخخه هخخو‬
‫صاحب المر عليه السلم‪ ،‬قال‪ :‬فركبت أنا وجميع أهل تلك القرية لزيخخارته‪،‬‬
‫ومن ذلك الوقت ظهر هذا المزار ظهورا تاما علخخى وجخخه صخخار بحيخخث تشخخد‬
‫الرحال إليه من الماكن البعيدة‪ .‬قلت‪ :‬في رجال النجاشي‪ :‬حمخخزة بخخن القاسخخم‬
‫بن علي بن حمزة بن الحسن ابن عبيدال بن العباس بن علي بخخن أبخخي طخخالب‬
‫عليه السلم أبو يعلى ثقة جليل القدر من أصحابنا كخخثير الحخخديث لخخه كتخخاب "‬
‫من روى عن جعفر بن محمد عليهما السلم من الرجال " وهو كتاب حسخخن‪.‬‬
‫وذكر الشيخ الطوسي أنه يروي عن سعد بن عبد ال ويروي عنه التلعكخخبري‬
‫رحمه ال إجازة فهو في طبقة والد الصدوق‪.‬‬

‫]‪[288‬‬

‫الحكاية السادسة والربعون قال أيده ال‪ :‬وحدثني الوالد أعلى ال مقامه قال‪ :‬خرجخخت‬
‫يوم الرابع عشر من شهر شعبان من الحلة اريد زيارة الحسخخين عليخخه السخخلم‬
‫ليلة النصف منه‪ ،‬فلما وصلت إلى شط الهندية‪ ،‬وعبرت إلى الجخخانب الغربخخي‬
‫منه‪ ،‬وجدت الخزوار الخذاهبين مخن الحلخة وأطرافهخا‪ ،‬والخواردين مخن النجخف‬
‫ونواحيه‪ ،‬جميعا محاصرين في بيوت عشيرة بني طرف من عشائر الهندية‪،‬‬
‫ول طريق لهم إلى كربلء لن عشيرة عنزة قد نزلوا على الطريق‪ ،‬وقطعوه‬
‫عن المارة‪ ،‬ول يدعون أحدا يخرج من كربل ول أحدا يلج إل انتهبخخوه‪ .‬قخخال‪:‬‬
‫فنزلت علخخى رجخخل مخخن العخخرب وصخخليت صخخلة الظهخخر والعصخخر‪ ،‬وجلسخخت‬
‫أنتظر ما يكون من أمر الزوار‪ ،‬وقد تغيمت السخخماء ومطخخرت مطخخرا يسخخيرا‪.‬‬
‫فبينما نحخخن جلخوس إذ خرجخت الخخزوار بأسخخرها مخن الخبيوت متخوجهين نحخو‬
‫طريق كربل‪ ،‬فقلت لبعض من معي‪ :‬اخرج واسأل ما الخبر ؟ فخرج ورجخخع‬
‫إلي وقال لي‪ :‬إن عشيرة بني طرف قد خرجخخوا بالسخخلحة الناريخخة‪ ،‬وتجمعخخوا‬
‫ليصال الخخزوار إلخخى كخخربل‪ ،‬ولخخو آل المخخر إلخخى المحاربخخة مخخع عنخخزة‪ .‬فلمخخا‬
‫سمعت قلت لمن معي‪ :‬هذا الكلم ل أصل له‪ ،‬لن بنخخي طخخرف ل قابليخخة لهخخم‬
‫على مقابلة عنزة في البر‪ ،‬واظن هذه مكيدة منهم لخراج الزوار عن بيوتهم‬
‫لنهم استثقلوا بقاءهم عنخخدهم‪ ،‬وفخخي ضخخيافتهم‪ .‬فبينمخخا نحخخن كخخذلك إذ رجعخخت‬
‫الزوار إلى الخخبيوت‪ ،‬فتخخبين الحخخال كمخخا قلخخت فلخخم تخخدخل الخخزوار إلخخى الخخبيوت‬
‫وجلسوا في ظللهخا والسخماء متغيمخة‪ ،‬فأخخذتني لهخم رقخة شخديدة‪ ،‬وأصخابني‬
‫انكسار عظيم‪ ،‬وتوجهت إلى ال بالدعاء والتوسل بالنبي وآله‪ ،‬وطلبت إغاثخخة‬
‫الزوار مما هم فيه‪ .‬فبينما أنا على هذا الحال إذ أقبل فارس على فرس رابع )‬
‫‪ (1‬كريم لم أر مثله‬

‫)‪ (1‬يعنى أنه داخل في السنة الخامسة‪ ،‬يقخخال‪ :‬أربخخع الغنخخم‪ :‬دخلخخت فخخي السخخنة الرابعخخة‬
‫والبقر وذوات الحافر‪ :‬دخلت في السنة الخامسة‪ ،‬وذوات الخخف دخلخخت فخخي‬
‫السابعة‪.‬‬

‫]‪[289‬‬

‫وبيده رمح طويل وهو مشمر عن ذراعيه‪ ،‬فأقبل يخب به جواده )‪ (1‬حتى وقف علخخى‬
‫البيت الذي أنا فيه‪ ،‬وكان بيتا من شعر مرفوع الجخخوانب‪ ،‬فسخخلم فرددنخخا عليخخه‬
‫السلم ثم قال‪ :‬يا مولنا ‪ -‬يسميني باسمي ‪ -‬بعثني من يسلم عليك‪ ،‬وهخخم كنخخج‬
‫محمخخد آغخخا وصخخفر آغخخا‪ ،‬وكانخخا مخخن قخخواد العسخخاكر العثمانيخخة يقخخولن فليخخأت‬
‫بالزوار‪ ،‬فانا قد طردنا عنزة عن الطريخخق‪ ،‬ونحخخن ننتظخخره مخخع عسخخكرنا فخخي‬
‫عرقخخوب السخخليمانية علخخى الجخخادة‪ ،‬فقلخخت لخخه‪ :‬وأنخخت معنخخا إلخخى عرقخخوب‬
‫السليمانية ؟ قخخال‪ :‬نعخخم‪ ،‬فخخأخرجت السخخاعة وإذا قخخد بقخخي مخخن النهخخار سخخاعتان‬
‫ونصف تقريبا فقلت‪ :‬بخيلنا‪ ،‬فقدمت إلينا‪ ،‬فتعلق بي ذلخخك البخخدوي الخخذي نحخخن‬
‫عنده وقال‪ :‬يا مخخولي ل تخخخاطر بنفسخخك وبخخالزوار وأقخخم الليلخخة حخختى يتضخخح‬
‫المر‪ ،‬فقلت له‪ :‬ل بد من الركوب لدراك الزيخارة المخصوصخة‪ .‬فلمخا رأتنخا‬
‫الزوار قد ركبنا‪ ،‬تبعوا أثرنا بين حاشر وراكب فسرنا والفارس المذكور بين‬
‫أيدينا كأنه السد الخادر‪ ،‬ونحن خلفه‪ ،‬حتى وصخخلنا إلخخى عرقخخوب السخخليمانية‬
‫فصعد عليخخه وتبعنخخاه فخخي الصخخعود‪ ،‬ثخخم نخخزل وارتقينخخا علخخى أعلخخى العرقخخوب‬
‫فنظرنا ولم نر له عينا ول أثرا‪ ،‬فكأنما صعد في السماء أو نخخزل فخخي الرض‬
‫ولم نر قائدا ول عسكرا‪ .‬فقلت لمن معي‪ :‬أبقي شك في أنخخه صخخاحب المخخر ؟‬
‫فقالوا‪ :‬ل وال‪ ،‬وكنت وهو بين أيدينا اطيل النظر إليه كأني رأيته قبخخل ذلخخك‪،‬‬
‫لكنني ل أذكر أين رأيته فلما فارقنا تخخذكرت أنخخه هخخو الشخخخص الخخذي زارنخخي‬
‫بالحلة‪ ،‬وأخبرني بواقعة السليمانية‪ .‬وأما عشيرة عنزة‪ ،‬فلم نخخر لهخخم أثخخرا فخخي‬
‫منازلهم‪ ،‬ولم نر أحدا نسأله عنهم سوى أنا رأينا غبرة شديدة مرتفعة في كبخخد‬
‫البر‪ ،‬فوردنا كربل تخب بنا خيولنا‬

‫)‪ (1‬الخبخخب‪ :‬مراوحخخة الفخخرس بيخخن يخخديه ورجليخخه أي قخخام علخخى احخخداهما مخخرة وعلخخى‬
‫الخرى مرة‪ ،‬وقيل هو السرعة‪(*) .‬‬
‫]‪[290‬‬

‫فوصلنا إلى باب البلد‪ ،‬وإذا بعسكر علخخى سخخور البلخخد فنخخادوا مخخن أيخخن جئتخخم ؟ وكيخخف‬
‫وصلتم ؟ ثم نظروا إلخخى سخخواد الخخزوار ثخخم قخخالوا سخخبحان الخ هخخذه البريخخة قخخد‬
‫امتلت من الزوار أجخخل أيخن صخخارت عنخخزة ؟ فقلخخت لهخخم‪ :‬اجلسخخوا فخخي البلخد‬
‫وخذوا أرزاقكم ولمكة رب يرعاها‪ .‬ثم دخلنا البلخخد فخخإذا أنخخا بكنخخج محمخخد آغخخا‬
‫جالسا على تخت قريب من البخخاب فسخخلمت عليخخه فقخخام فخخي وجهخخي فقلخخت لخخه‪:‬‬
‫يكفيك فخرا أنك ذكرت باللسان‪ ،‬فقال‪ :‬ما الخبر ؟ فأخبرته بالقصة‪ ،‬فقال لي‪:‬‬
‫يا مولي من أين لي علم بأنك زائر حتى ارسل لخخك رسخخول وأنخخا وعسخخكري‬
‫منذ خمسة عشر يوما محاصخخرين فخخي البلخخد ل نسخختطيع أن نخخخرج خوفخخا مخخن‬
‫عنزة‪ ،‬ثم قال‪ :‬فأين صارت عنزة ؟ قلت‪ :‬ل علم لي سخخوى أنخخي رأيخخت غخخبرة‬
‫شديدة في كبد البر كأنها غبرة الظعائن ثم أخرجت السخخاعة وإذا قخخد بقخخي مخخن‬
‫النهار ساعة ونصف‪ ،‬فكان مسيرنا كله في سخخاعة وبيخخن منخخازل بنخخي طخخرف‬
‫وكربل ثلث ساعات ثم بتنا تلك الليلة في كربل‪ .‬فلما أصبحنا سألنا عن خبر‬
‫عنزة فأخبر بعض الفلحين الذين في بساتين كربل قال‪ :‬بينما عنخخزة جلخخوس‬
‫في أنديتهم وبيوتهم إذا بفارس قد طلع عليهم على فخرس مطهخم‪ ،‬وبيخده رمخح‬
‫طويل‪ ،‬فصرخ فيهم بأعلى صوته يا معاشر عنزة قد جاء الموت الخخزؤام )‪(1‬‬
‫عساكر الدولة العثمانية تجبهت عليكم بخيلها ورجلهخخا‪ ،‬وهخخا هخخم علخخى أثخخري‬
‫مقبلون فارحلوا وما أظنكم تنجون منهم‪ .‬فألقى ال عليهم الخوف والذل حخختى‬
‫أن الرجل يترك بعض متاع بيته استعجال بالرحيل‪ ،‬فلخخم تمخخض سخخاعة حخختى‬
‫ارتحلوا بأجمعهم وتوجهوا نحو البر فقلت له‪ :‬صف لي الفارس فوصخخف لخخي‬
‫وإذا هو صاحبنا بعينه‪ ،‬وهو الفارس الخخذي جاءنخخا والحمخخد لخ رب العخخالمين‪،‬‬
‫والصلة على محمد وآله الطاهرين حرره القل ميرزا صالح الحسيني‪.‬‬

‫)‪ (1‬الزؤام من الموت‪ :‬الكريه أو المجهز السريع‪.‬‬

‫]‪[291‬‬

‫قلت‪ :‬وهذه الحكاية سمعتها شفاها منه أعلى ال مقخامه‪ ،‬ولخم يكخن هخذه الكرامخات منخه‬
‫ببعيدة‪ ،‬فانه ورث العلم والعمل من عمه الجل الكمل السخخيد بخخاقر القزوينخخي‬
‫خاصة السيد العظم‪ ،‬والطود الشيم‪ ،‬بحر العلوم أعلى الخ تعخالى درجتهخخم‪،‬‬
‫وكان عمه أدبه ورباه وأطلعه على الخفايا والسرار‪ ،‬حتى بلغ مقاما ل يحوم‬
‫حوله الفكار‪ ،‬وحاز من الفضائل والخصائص مخخا لخم يجتمخخع فخي غيخخره مخخن‬
‫العلماء البرار‪ .‬منها أنه بعد مخخا هخاجر إلخخى الحلخخة واسخختقر فيهخا وشخخرع فخخي‬
‫هداية الناس وإيضاح الحق وإبطال الباطل‪ ،‬صخخار ببركخخة دعخخوته مخخن داخخخل‬
‫الحلة وأطرافها من العراب قريبا من مائة ألف نفخس شخيعيا إماميخا مخلصخخا‬
‫مواليا لولياء ال‪ ،‬ومعاديا لعداء الخخ‪ .‬بخخل حخخدثني طخخاب ثخخراه أنخخه لمخخا ورد‬
‫الحلة لم يكن في الذين يدعون التشيع من علئم المامية وشعارهم‪ ،‬إل حمخخل‬
‫موتاهم إلى النجف الشرف‪ ،‬ول يعرفون من أحكامهم شيئا حتى البراءة مخخن‬
‫أعداء ال‪ ،‬وصاروا بهدايته صلحاء أبرار أتقياء وهذه منقبة عظيمخخة اختخخص‬
‫بها من بيخخن مخخن تقخخدم عليخخه وتخخأخر‪ .‬ومنهخخا الكمخخالت النفسخخانية مخخن الصخخبر‬
‫والتقوى‪ ،‬وتحمل أعباء العبادة‪ ،‬و سكون النفخخس‪ ،‬ودوام الشخختغال بخخذكر ال خ‬
‫تعالى‪ ،‬وكان رحمه ال ل يسأل في بيته عن أحد من أهله وأولده مخخا يحتخخاج‬
‫إليه من الغداء والعشاء والقهوة والغليان وغيرها عند وقتها‪ ،‬ول يأمر عبيخخده‬
‫وإماءه بشئ منها‪ ،‬ولول التفاتهم ومواظبتهم لكان يمر عليه اليوم والليلخخة مخخن‬
‫غير أن يتناول شيئا منهخخا مخع مخا كخخان عليخه مخن التمكخن والخثروة والسخخلطنة‬
‫الظاهرة‪ ،‬وكان يجيب الدعوة‪ ،‬ويحضر الولئم والضيافات‪ ،‬لكن يحمخخل معخخه‬
‫كتبا ويقعد فخخي ناحيخخة‪ ،‬ويشخختغل بالتخخأليف‪ ،‬ول خخخبر لخخه عمخخا فيخخه القخخوم‪ ،‬ول‬
‫يخوض معهم في حديثهم إل أن يسأل عن أمر ديني فيجيبهم‪ .‬وكان دأبخخه فخخي‬
‫شهر الصيام أن يصلي المغرب فخخي المسخخجد ويجتمخخع النخخاس‪ ،‬ويصخخلي بعخخده‬
‫النوافل المرتبة في شهر رمضان‪ ،‬ثخخم يخخأتي منزلخخه ويفطخخر ويرجخخع ويصخخلي‬
‫العشاء‬

‫]‪[292‬‬

‫بالناس‪ ،‬ثم يصخلي نوافلهخا المرتبخة‪ ،‬ثخم يخأتي منزلخه والنخاس معخه علخى كخثرتهم فلمخا‬
‫اجتمعوا واستقروا‪ ،‬شرع واحد من القراء فيتلو بصوت حسن رفيع آيات مخخن‬
‫كتاب ال في التحذير والترغيب‪ ،‬والموعظة‪ ،‬مما يذوب منه الصخر الصخخم‬
‫ويرق القلوب القاسية‪ ،‬ثم يقرء آخرا خطبة من مواعظ نهج البلغة‪ ،‬ثم يقخخرء‬
‫آخرا تعزية أبي عبد ال عليه السلم ثم يشرع أحخخد مخخن الصخخلحاء فخخي قخخراءة‬
‫أدعية شهر رمضان ويتابعه الخرون إلى أن يجئ وقت السحور‪ ،‬فيتفرقخخون‬
‫ويذهب كل إلى مستقره‪ .‬وبالجملة فقد كان فخخي المراقبخخة‪ ،‬ومواظبخخة الوقخخات‬
‫والنوافل والسنن والقراءة مع كونه طاعنا في السن آية في عصخره‪ ،‬وقخد كنخا‬
‫معه في طريق الحج ذهابا وإيابا وصلينا معه فخخي مسخخجد الغخخدير‪ ،‬والجحفخخة‪،‬‬
‫وتوفي رحمه ال الثاني عشر من ربيع الول سنة ‪ 1300‬قبل الوصخخول إلخخى‬
‫سماوة‪ ،‬بخمس فراسخ تقريبخا‪ ،‬وقخد ظهخر منخه حيخن وفخاته مخن قخوة اليمخان‬
‫والطمأنينة والقبال وصدق اليقين ما يقضي منه العجخخب‪ ،‬وظهخخر منخخه حينئذ‬
‫كرامة باهرة بمحضر مخخن جماعخخة‪ ،‬مخخن الموافخخق والمخخخالف ليخخس هنخخا مقخخام‬
‫ذكرهخخا‪ .‬ومنهخخا التصخخانيف الرائقخخة الكخخثيرة‪ ،‬فخخي الفقخخه والصخخول والتوحيخخد‬
‫والكلم وغيرها‪ ،‬ومنها كتاب في إثبات كخخون الفرقخخة الناجيخخة فرقخخة الماميخخة‬
‫أحسخخن مخخا كتخخب فخخي هخخذا البخخاب‪ ،‬طخخوبى لخخه وحسخخن مخآب‪ .‬الحكايخخة السخخابعة‬
‫والربعون حدثني العالم الجليل‪ ،‬والحبر النبيل‪ ،‬مجمع الفضخخائل والفواضخخل‪،‬‬
‫الصفي الوفي المولى على الرشتي طخخاب ثخخراه وكخخان عالمخخا بخخرا تقيخخا زاهخخدا‬
‫حاويا لنواع العلم بصيرا ناقدا من تلمخخذة السخخيد السخخند السخختاذ العظخخم دام‬
‫ظله‪ ،‬ولما طال شكوى أهل الرض‪ ،‬حدود فارس ومخخن واله إليخخه مخخن عخخدم‬
‫وجود عالم عامل كامل نافذ الحكم فيهم أرسله إليهم عاش فيهم سخخعيدا ومخخات‬
‫هناك حميدا رحمه ال‪ ،‬وقد صاحبته مدة‬

‫]‪[293‬‬

‫سفرا وحضرا ولم أجد في خلقه وفضله نظيرا إل يسيرا‪ .‬قال‪ :‬رجعت مرة من زيخخارة‬
‫أبي عبد ال عليه السلم عازمخخا للنجخخف الشخخرف مخخن طريخخق الفخخرات‪ ،‬فلمخخا‬
‫ركبنا في بعض السفن الصغار التي كانت بين كربل وطويرج‪ ،‬رأيخخت أهلهخخا‬
‫من أهل حلة‪ ،‬ومن طويرج تفترق طريق الحلة والنجخخف‪ ،‬واشخختغل الجماعخخة‬
‫باللهو واللعب والمزاح‪ ،‬رأيت واحدا منهخخم ل يخخدخل فخخي عملهخخم‪ ،‬عليخخه آثخخار‬
‫السكينة والوقار ل يمازح ول يضاحك‪ ،‬وكانوا يعيبون على مذهبه ويقدحون‬
‫فيه‪ ،‬ومع ذلك كان شريكا في أكلهم وشربهم‪ ،‬فتعجبت منه إلى أن وصلنا إلى‬
‫محل كان الماء قليل فأخرجنا صاحب السفينة فكنا نمشي على شاطئ النهخخر‪.‬‬
‫فاتفق اجتماعي مع هذا الرجل في الطريق‪ ،‬فسخخألته عخخن سخخبب مجخخانبته عخخن‬
‫أصحابه‪ ،‬وذمهم إياه‪ ،‬وقدحهم فيه‪ ،‬فقال‪ :‬هؤلء من أقاربي مخخن أهخخل السخخنة‪،‬‬
‫وأبي منهم وامي من أهل اليمان‪ ،‬وكنخخت أيضخخا منهخخم‪ ،‬ولكخخن الخ مخخن علخخي‬
‫بالتشيع ببركة الحجة صاحب الزمان عليه السلم‪ ،‬فسألت عن كيفيخخة إيمخخانه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬اسمي ياقوت وأنا أبيخخع الخخدهن عنخخد جسخخر الحلخخة‪ ،‬فخرجخخت فخخي بعخخض‬
‫السنين لجلب الدهن‪ ،‬من أهل البراري خارج الحلخة‪ ،‬فبعخدت عنهخا بمراحخل‪،‬‬
‫إلى أن قضيت وطري من شراء ما كنت اريخخده منخخه‪ ،‬وحملتخخه علخخى حمخخاري‬
‫ورجعت مع جماعة من أهل الحلة‪ ،‬ونزلنا في بعض المنازل ونمنا وانتبهخخت‬
‫فما رأيت أحدا منهم وقد ذهبوا جميعا وكان طريقنا في برية قفر‪ ،‬ذات سخخباع‬
‫كثيرة‪ ،‬ليس في أطرافها معمورة إل بعد فراسخ كثيرة‪ .‬فقمت وجعلت الحمخخل‬
‫على الحمار‪ ،‬ومشيت خلفهم فضل عني الطريق‪ ،‬وبقيخخت متحيخخرا خائفخخا مخخن‬
‫السخخباع والعطخخش فخخي يخخومه‪ ،‬فأخخخذت أسخختغيث بالخلفخخاء والمشخخايخ وأسخخألهم‬
‫العانة وجعلتهم شفعاء عند ال تعالى وتضرعت كثيرا فلم يظهر منهخخم شخخئ‬
‫فقلت في نفسي‪ :‬إني سمعت من امي أنها كانت تقول‪ :‬إن لنا إمامخا حيخخا يكنخخى‬
‫أبا صالح يرشد الضخخال‪ ،‬ويغيخخث الملهخخوف‪ ،‬ويعيخخن الضخخعيف‪ ،‬فعاهخخدت الخ‬
‫تعالى إن استغثت به فأغاثني‪ ،‬أن أدخل في دين امخخي‪ .‬فنخخاديته واسخختغثت بخخه‪،‬‬
‫فإذا بشخص في جنبي‪ ،‬وهو يمشي معي وعليه عمامة‬

‫]‪[294‬‬

‫خضراء قال رحمه ال‪ :‬وأشار حينئذ إلى نبخخات حافخخة النهخخر‪ ،‬وقخخال‪ :‬كخخانت خضخخرتها‬
‫مثل خضرة هذا النبات‪ .‬ثخخم دلنخخي علخخى الطريخخق وأمرنخخي بالخخدخول فخخي ديخخن‬
‫امي‪ (1) ،‬وذكر كلمات نسيتها‪ ،‬وقخخال‪ :‬ستصخخل عخخن قريخخب إلخخى قريخخة أهلهخخا‬
‫جميعا من الشيعة‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬يا سيدي أنت ل تجيئ معخخي إلخخى هخخذه القريخخة‪،‬‬
‫فقال ما معناه‪ :‬ل‪ ،‬لنخخه اسخختغاث بخخي ألخخف نفخخس فخخي أطخخراف البلد اريخخد أن‬
‫اغيثهم‪ ،‬ثم غاب عني‪ ،‬فما مشيت إل قليل حتى وصلت إلى القرية‪ ،‬وكان في‬
‫مسافة بعيدة‪ ،‬ووصل الجماعة إليها بعدي بيوم فلما دخلخخت الحلخخة ذهبخخت إلخخى‬
‫سيد الفقهاء السيد مهدي القزويني طخخاب ثخخراه‪ ،‬وذكخخرت لخخه القصخخة‪ ،‬فعلمنخخي‬
‫معالم ديني‪ ،‬فسألت عنه عمل أتوصل به إلى لقائه عليخخه السخخلم مخخرة اخخخرى‬
‫فقال‪ :‬زر أبا عبد ال عليه السلم أربعين ليلة الجمعة‪ ،‬قال‪ :‬فكنت أزوره مخخن‬
‫الحلة في ليالي الجمع إلى أن بقي واحدة فذهبت من الحلة فخخي يخخوم الخميخخس‪،‬‬
‫فلما وصلت إلى باب البلد‪ ،‬فإذا جماعة من أعوان الظلمة يطخخالبون الخخواردين‬
‫التذكرة‪ ،‬وما كان عندي تذكرة ول قيمتها‪ ،‬فبقيت متحيرا والناس مخختزاحمون‬
‫علخخى البخخاب فخخأردت مخخرارا أن أتخفخخى وأجخخوز عنهخخم‪ ،‬فمخخا تيسخخر لخخي‪ ،‬وإذا‬
‫بصاحبي صاحب المر عليه السلم في زي لباس طلبة العاجم عليه عمامة‬
‫بيضاء في داخل البلد‪ ،‬فلما رأيته استغثت به فخرج وأخخخذني معخخه‪ ،‬وأدخلنخخي‬
‫من الباب فمخخا رآنخخي أحخخد فلمخخا دخلخخت البلخخد افتقخخدته مخخن بيخخن النخخاس‪ ،‬وبقيخخت‬
‫متحيرا على فراقه عليه السلم‪ ،‬وقد ذهب عخن خخاطري بعخض مخا كخان فخي‬
‫تلك الحكاية‪ .‬الحكاية الثامنة والربعون حدثني العالم الجليل‪ ،‬والمولى النبيخخل‬
‫العدل الثقة الرضي المرضي الميرزا إسخخماعيل السلماسخخي وهخخو مخخن أوثخخق‬
‫أهل العلم والفضل وأئمة الجماعة في مشهد الكخخاظم عليخخه السخخلم عخخن والخخده‬
‫العالم العليم المتقدم ذكره المولى زين العابدين السلماسي‬

‫)‪ (1‬في الصل المطبوع‪ " :‬ثم دله على الطريق وأمره بالخخدخول فخخي ديخخن امخخه " الخخخ‬
‫وأظنه تصحيفا‪.‬‬

‫]‪[295‬‬

‫أو عن أخيه الثقة الصالح الكبر منه في السخخن الميخخرزا محمخخد بخخاقر رحمخخه الخ قخخال‬
‫سخخلمه الخ والترديخخد لتطخخاول الزمخخان لن سخخماعي لهخخذه الحكايخخة يقخخرب مخخن‬
‫خمسين سنة قال‪ :‬قال والدي‪ :‬مما ذكر من الكرامات للئمة الطاهرين عليهخخم‬
‫السلم في سر من رأى في المائة الثانية‪ ،‬والظاهر أنخخه أواخخخر المخخائة أو فخخي‬
‫أوائل المائة الثالثة بعد اللف مخخن الهجخخرة أنخخه جخخاء رجخخل مخخن العخخاجم إلخخى‬
‫زيارة العسكريين عليهما السلم وذلك فخخي زمخخن الصخخيف وشخخدة الحخخر‪ ،‬وقخخد‬
‫قصد الزيارة فخخي وقخخت كخخان الكليخخد دار فخخي الخخرواق ومغلقخخا أبخخواب الحخخرم‪،‬‬
‫ومتهيئا للنوم‪ ،‬عند الشخباك الغربخي‪ .‬فلمخا أحخس بمجيخئ الخزوار‪ ،‬فتخح البخاب‬
‫وأراد أن يزوره فقال له الزائر‪ :‬خذ هذا الدينار واتركنخخي حخختى أزور بتخخوجه‬
‫وحضخور فخامتنع المخزور وقخال‪ :‬ل أخخرم القاعخدة فخدفع إليخه الخدينار الثخاني‬
‫والثخخالث فلمخخا رأى المخخزور كخخثرة الخخدنانير ازداد امتناعخخا ومنخخع الخخزائر مخخن‬
‫الدخول إلى الحرم الشريف ورد إليه الدنانير‪ .‬فتوجه الزائر إلى الحرم وقخخال‬
‫بانكسار‪ :‬بأبي أنتما وأمي أردت زيارتكما بخضخخوع وخشخخوع‪ ،‬وقخخد اطلعتمخخا‬
‫على منعه إياي‪ ،‬فأخرجه المزور‪ ،‬وغلخق البخواب ظنخا منخه أنخه يرجخع إليخه‬
‫ويعطيه بكل ما يقدر عليه‪ ،‬وتوجه إلى الطرف الشرقي قاصخخدا السخخلوك إلخخى‬
‫الشباك الذي في الطرف الغربي‪ .‬فلما وصل إلى الركن وأراد النحراف إلى‬
‫طرف الشباك‪ ،‬رأى ثلثة أشخاص مقبلين صافين إل أن أحخخدهم متقخخدم علخخى‬
‫الذي في جنبه بيسير وكذا الثاني ممن يليه‪ ،‬وكان الثالث هخخو أصخخغرهم وفخخي‬
‫يده قطعة رمح وفي رأسه سنان فبهت المزور عند رؤيتهخم‪ ،‬فتخوجه صخاحب‬
‫الرمح إليه وقد امتل غيظا واحمرت عيناه من الغضب‪ ،‬وحرك الرمح مريدا‬
‫طعنخخه قخخائل‪ :‬يخخا ملعخخون بخخن الملعخخون كخخأنه جخخاء إلخخى دارك أو إلخخى زيارتخخك‬
‫فمنعته ؟‪ .‬فعند ذلك توجه إليه أكبرهم مشيرا بكفه مانعا له قائل‪ :‬جارك ارفق‬
‫بجارك فأمسك صاحب الرمح‪ ،‬ثم هاج غضبه ثانيخخا محركخخا للرمخخح قخخائل مخخا‬
‫قاله أول فأشار إليه الكبر أيضا كما فعل‪ ،‬فأمسك صاحب الرمح‪.‬‬

‫]‪[296‬‬

‫وفي المرة الثالثة لم يشعر المزور أن سقط مغشيا عليه‪ ،‬ولم يفق إل فخخي اليخخوم الثخخاني‬
‫أو الثالث وهو في داره أتوا به أقاربه‪ ،‬بعد أن فتحخخوا البخخاب عنخخد المسخخاء لمخخا‬
‫رأوه مغلقا‪ ،‬فوجدوه كذلك وهم حوله باكون فقص عليهم ما جرى بينخخه وبيخخن‬
‫الزائر والشخاص وصخخاح ادركخخوني بالمخخاء فقخخد احخخترقت وهلكخخت‪ ،‬فأخخخذوا‬
‫يصبون عليه الماء‪ ،‬وهو يستغيث إلى أن كشفوا عن جنبه فرأوا مقدار درهخخم‬
‫منه قد اسود وهو يقول قد طعنني صاحب القطعة‪ .‬فعنخخد ذلخخك أشخصخخوه إلخخى‬
‫بغداد‪ ،‬وعرضون على الطباء‪ ،‬فعجز الطبخخاء مخخن علجخخه فخخذهبوا بخخه إلخخى‬
‫البصرة وعرضوه على الطبيب الفرنجي فتحير في علجه لنه جخخس يخخده )‬
‫‪ (1‬فما أحس بما يدل على سوء المزاج وما رأى ورمخخا ومخخادة فخخي الموضخخع‬
‫المذكور فقال‪ :‬مبتدئا‪ :‬إني أظن أن هخذا الشخخص قخد أسخاء الدب مخع بعخض‬
‫الولياء فاشتد بهذا البلء‪ ،‬فلما يئسوا من العلج رجعوا به إلخخى بغخخداد فمخخات‬
‫في الرجوع إما في الطريق أو في بغداد والظاهر أن اسخخم هخخذا الخخخبيث كخخان‬
‫حسانا‪ .‬الحكاية التاسعة والربعون بغية المريد في الكشف عن أحوال الشهيد‬
‫للشيخ الفاضل الجل تلميذه محمد ابن علي بن الحسن العودي قال في ضخخمن‬
‫وقائع سفر الشهيد رحمه ال من دمشق إلخخى مصخخر مخخا لفظخخه‪ :‬واتفخخق لخخه فخخي‬
‫الطريق ألطاف إلهية‪ ،‬وكرامات جلية حكى لنا بعضها‪ .‬منهخخا مخخا أخخخبرني بخخه‬
‫ليلة الربعاء عاشر ربيع الول سنة ستين وتسخخعمائة أنخخه فخخي الرملخخة مضخخى‬
‫إلى مسجدها المعروف بالجخخامع البيخخض لزيخخارة النبيخخاء والخخذين فخخي الغخخار‬
‫وحده‪ ،‬فوجد الباب مقفول وليخخس فخخي المسخخجد أحخخد‪ ،‬فوضخخع يخخده علخخى القفخخل‬
‫وجذبه فانفتح فنزل إلى الغار‪ ،‬واشتغل بالصلة والخخدعاء‪ ،‬وحصخخل لخخه إقبخخال‬
‫على ال‬
‫)‪ (1‬يقال‪ :‬جس الشئ يجس ‪ -‬بالضم ‪ -‬مسه بيده ليتعرفه‪ .‬والمراد أنخخه أخخخذ نبضخخه فلخخم‬
‫يجد اختلل في الدم يكون سببا لحتراقه والتهابه‪.‬‬

‫]‪[297‬‬

‫بحيث ذهل عن انتقال القافلة‪ ،‬فوجدها قد ارتحلت‪ ،‬ولم يبق منها أحد فبقي متحيرا فخخي‬
‫أمره مفكرا في اللحاق مع عجخخزه عخخن المشخخي وأخخخذ أسخخبابه ومخخخافته وأخخخذ‬
‫يمشي على أثرها وحده فمشى حتى أعياه التعب‪ ،‬فلم يلحقهخخا‪ ،‬ولخخم يرهخخا مخخن‬
‫البعد‪ ،‬فبينما هو في هذا المضيق إذ أقبل عليخخه رجخخل لحخخق بخخه وهخخو راكخخب‬
‫بغل‪ ،‬فلما وصل إليه قال له‪ :‬اركب خلفي فردفه ومضى كالبرق‪ ،‬فما كان إل‬
‫قليل حتى لحق به القافلة وأنزله وقال له‪ :‬اذهب إلى رفقتخخك‪ ،‬ودخخخل هخخو فخخي‬
‫القافلة قال‪ :‬فتحريته مدة الطريق أني أراه ثانيا فما رأيته أصل ول قبل ذلخخك‪.‬‬
‫الحكاية الخمسون قال الشيخ الجل الكمل الشخخيخ علخخي ابخخن العخخالم النحريخخر‬
‫الشيخ محمد ابن المحقق المدقق الشيخ حسن ابن العالم الرباني الشهيد الثخخاني‬
‫في الدر المنثور في ضمن أحوال والده المجد وكان مجاورا بمكة حيا وميتا‬
‫أخبرتني زوجته بنت السيد محمد بن أبي الحسن رحمه ال وأم ولخخده أنخخه لمخخا‬
‫توفي كن يسمعن عنده تلوة القرآن‪ ،‬طول تلك الليلة‪ .‬وممخخا هخخو مشخخهور أنخخه‬
‫كان طائفا فجاءه رجل بورد من ورد شتاء ليست في تلك البلد‪ ،‬ول في ذلخخك‬
‫الوان‪ ،‬فقال له‪ :‬من أين أتيت ؟ فقال‪ :‬من هذه الخرابات ثم أراد أن يراه بعخخد‬
‫ذلك السؤال فلم يره‪ .‬قلت‪ :‬ونقل نظيخره فخي البحخخار )‪ (1‬عخن شخخيخه واسختاذه‬
‫السيد المؤيد المجد الميرزا محمد السترابادي صاحب الكتخب فخي الرجخخال‬
‫وآيات الحكام وغيرهخخا ويحتمخخل التحخخاد وكخخون الخخوهم مخخن الخخراوي لتحخخاد‬
‫السم والمكان والعمل‪ ،‬وال العالم‪ ،‬وهذا المقام من الشيخ المزبور غير بعيخخد‬
‫فقد رأينا في ظهر نسخة من شرحه على الستبصخخار وكخخانت مخخن متملكخخاته‪،‬‬
‫وكان في مواضع منها خطه وفي ظهره خط ولده المذكور ما صورته‪ :‬انتقل‬
‫مصنف هذا الكتاب وهو الشيخ السعيد الحميد بقية‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 52‬ص ‪.176‬‬

‫]‪[298‬‬

‫العلماء الماضين وخلخخف الكملء الراسخخين أعنخي شخخيخنا ومولنخخا ومخن اسختفدنا مخخن‬
‫بركاته العلوم الشرعية من الحديث والفروع والرجال وغيخخره‪ ،‬الشخخيخ محمخخد‬
‫بن الشهيد الثاني من دار الغرور إلخى دار السخخرور ليلخخة الثنيخخن العاشخخر مخخن‬
‫شهر ذي القعدة الحخرام سخنة ألخف وثلثيخن مخن هجخرة سخيد المرسخلين‪ ،‬وقخد‬
‫سمعت منه قدس ال روحه قبيل انتقاله بأيام قلئل مشخخافهة‪ ،‬وهخخو يقخخول لخخي‪:‬‬
‫إني أنتقل في هذه اليام‪ ،‬عسخخى الخ أن يعيننخخي عليهخخا‪ ،‬وكخخذا سخخمعه غيخخري‪،‬‬
‫وذلك في مكة المشرفة‪ ،‬ودفناه برد ال مضجعه في المعلى قريبخخا مخخن مخخزار‬
‫خديجخخة الكخخبرى‪ ،‬حخخرره الفقيخخر إلخخى ال خ الغنخخي حسخخين بخخن حسخخن العخخاملي‬
‫المشغري عامله ال بلطفه الخفي والجلي بالنبي والولي والصحب الوفي فخخي‬
‫التاريخ المذكور‪ ،‬ونقل في الدر المنثور هخخذه العبخخارة عخخن النسخخة المخذكورة‬
‫التي كانت عنده‪ ،‬ورزقنخخا الخ زيخخارته‪ .‬وفخخي أمخخل المخخل‪ :‬الشخخيخ حسخخين بخخن‬
‫الحسن العاملي المشغري كان فاضل صالحا جليخخل القخخدر شخخاعرا أديبخخا قخخرء‬
‫علخخي‪ .‬الحكايخخة الحاديخخة والخمسخخون مخخا فخخي كتخخاب الدمعخخة السخخاكبة لبعخخض‬
‫الصلحاء من المعاصرين في آخر اللمعة الولى‪ ،‬من النور السادس منه‪ ،‬فخخي‬
‫معجزات الحجة عليه السلم‪ .‬قال‪ :‬فالولى أن يختم الكلم‪ ،‬بذكر مخخا شخخاهدته‬
‫في سالف اليام‪ ،‬وهو أنخه أصخاب ثمخرة فخؤادي ومخن انحصخرت فيخه ذكخور‬
‫أولدي‪ ،‬قرة عيني علي محمد حفظه ال الفرد الصمد‪ ،‬مرض يزداد آنخخا فآنخخا‬
‫ويشتد فيورثني أحزانا وأشجانا إلى أن حصل للناس من برئه اليخخأس وكخخانت‬
‫العلماء والطلب والسادات النجاب يدعون لخخه بالشخخفاء فخخي مظخخان اسخختجابة‬
‫الدعوات كمجالس التعزية وعقيب الصلوات‪ .‬فلما كانت الليلة الحادية عشخخرة‬
‫مخخن مرضخخه‪ ،‬اشخختدت حخخاله وثقلخخت أحخخواله وزاد اضخخطرابه‪ ،‬وكخخثر التهخخابه‪،‬‬
‫فانقطعت بي الوسيلة‪ ،‬ولم يكن لنا في ذلك حيلة فالتجأت بسخخيدنا القخخائم عجخخل‬
‫ال ظهوره وأرانا نوره‪ ،‬فخرجت من عنده وأنا في‬

‫]‪[299‬‬

‫غاية الضطراب ونهاية اللتهاب‪ ،‬وصعدت سطح الدار‪ ،‬وليس لخخي قخخرار‪ ،‬وتوسخخلت‬
‫بخخه عليخخه السخخلم خاشخخعا‪ ،‬وانتخخدبت خاضخخعا‪ ،‬ونخخاديته متواضخخعا‪ ،‬وأقخخول‪ :‬يخخا‬
‫صاحب الزمان أغثنخخي يخخا صخخاحب الزمخخان أدركنخخي‪ ،‬متمرغخخا فخخي الرض‪،‬‬
‫ومتدحرجا في الطول والعرض‪ ،‬ثم نزلت ودخلت عليه‪ ،‬وجلست بيخخن يخخديه‪،‬‬
‫فرأيته مستقر النفاس مطمئن الحواس قد بلخخه العخخرق ل بخخل أصخخابه الغخخرق‪،‬‬
‫فحمدت الخ وشخخكرت نعمخخاءه الخختي تتخخوالى فألبسخخه الخ تعخخالى لبخخاس العافيخخة‬
‫ببركته عليه السلم‪ .‬الحكاية الثانية والخمسون العالم الفاضل السيد علي خان‬
‫الحويزاوي في كتاب خير المقال عند ذكر من رأى القائم عليخخه السخخلم قخخال‪:‬‬
‫فمن ذلك ما حدثني به رجل من أهل اليمان ممن أثق به أنه حج مخخع جماعخخة‬
‫على طريق الحساء في ركب قليل‪ ،‬فلما رجعوا كان معهم رجل يمشي تخخارة‬
‫ويركب اخرى‪ ،‬فاتفق أنهم أولجوا في بعض المنازل أكثر من غيره ولم يتفق‬
‫لذلك الرجل الركوب‪ ،‬فلما نزلوا للنوم واسخختراحوا‪ ،‬ثخخم رحلخخوا مخخن هنخخاك لخخم‬
‫يتنبه ذلك الرجل من شدة التعب الذي أصابه‪ ،‬ولم يفتقدوه هم وبقي نائمخا إلخى‬
‫أن أيقظه حر الشمس‪ .‬فلما انتبه لم ير أحدا‪ ،‬فقام يمشي وهو مخخوقن بخخالهلك‪،‬‬
‫فاستغاث بالمهدي عليه السلم فبينما هو كذلك‪ ،‬فإذا هو برجخخل فخخي زي أهخخل‬
‫البادية‪ ،‬راكب ناقته‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬يا هخذا أنخت منقطخع بخك ؟ قخال‪ :‬فقلخت‪ :‬نعخم‪،‬‬
‫قال‪ :‬فقال‪ :‬أتحب أن ألحقك برفقائك ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬هذا وال مطلخخوبي ل سخخواه‪،‬‬
‫فقرب مني وأناخ ناقته‪ ،‬وأردفني خلفه‪ ،‬ومشى فما مشينا خطا يسيرة إل وقخخد‬
‫أدركنا الركخخب‪ ،‬فلمخخا قربنخخا منهخخم أنزلنخخي وقخخال‪ :‬هخخؤلء رفقخخاؤك ثخخم تركنخخي‬
‫وذهب‪.‬‬

‫]‪[300‬‬

‫الحكاية الثالثة والخمسون وفيه ومن ذلك ما حدثني به رجل من أهل اليمان مخخن أهخخل‬
‫بلدنا‪ ،‬يقال له‪ :‬الشيخ قاسم‪ ،‬وكان كثير السفر إلى الحج قال‪ :‬تعبت يوما مخخن‬
‫المشخي‪ ،‬فنمخت تحخت شخجرة فطخال نخومي ومضخى عنخي الحخاج كخثيرا فلمخا‬
‫انتبهت علمت من الوقت أن نومي قد طال وأن الحاج بعد عنخخي‪ ،‬وصخخرت ل‬
‫أدري إلى أين أتخخوجه‪ ،‬فمشخخيت علخخى الجهخخة وأنخخا أصخخيح بخخأعلى صخخوتي‪ :‬يخخا‬
‫باصالح قاصدا بذلك صاحب المر عليه السخخلم كمخخا ذكخخره ابخخن طخخاوس فخخي‬
‫كتاب المان فيما يقال عند إضلل الطريق‪ .‬فبينا أنا أصيح كذلك وإذا براكب‬
‫على ناقة وهو على زي البدو‪ ،‬فلما رآني قال لي‪ :‬أنخخت منقطخخع عخخن الحخخاج ؟‬
‫فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬اركب خلفي للحقك بهم فركبت خلفخخه‪ ،‬فلخخم يكخخن إل سخخاعة‬
‫وإذا قد أدركنا الحاج‪ ،‬فلما قربنا أنزلني وقال لي‪ :‬امض لشأنك ! فقلت له‪ :‬إن‬
‫العطش قد أضر بي فأخرج من شداده ركوة فيها ماء‪ ،‬وسقاني منه‪ ،‬فوال إنه‬
‫ألذ وأعذب ماء شربته‪ .‬ثم إني مشيت حتى دخلت الحاج والتفت إليه فلخخم أره‪،‬‬
‫ول رأيته في الحاج قبل ذلخخك‪ ،‬ول بعخخده‪ ،‬حخختى رجعنخخا‪ .‬قلخخت‪ :‬إن الصخخحاب‬
‫ذكروا أمثال هذه الوقائع فخخي بخخاب مخخن رآه عليخخه السخخلم بنخخاء منهخخم علخخى أن‬
‫إغاثة الملهوف كذلك فخي الفلخخوات‪ ،‬وصخدور هخخذه المعجخزات والكرامخخات ل‬
‫يتيسر لحد إل لخليفة ال في البريات‪ ،‬بل هو من مناصبه اللهيخخة كمخخا يخخأتي‬
‫فخخي الفخخائدة الولخخى‪ ،‬وأبخخو صخخالح كنيتخخه عنخخد عامخخة العخخرب‪ ،‬يكنخخونه بخخه فخخي‬
‫أشعارهم‪ ،‬ومراثيهم وندبهم‪ ،‬والظاهر أنهم أخخخذوه مخخن الخخخبر المخخذكور وأنخخه‬
‫عليه السلم المراد من أبي صالح الذي هو مرشد الضخال فخي الطريخق‪ ،‬ولخو‬
‫نوقش في ذلك وادعي إمكان صخخدورها مخخن بعخض الصخخلحاء والوليخخاء فهخو‬
‫أيضا يدل على المطلوب إذ ل يستغيث شخخيعته ومخخواليه عليخخه السخخلم إل مخخن‬
‫هو منهخخم‪ ،‬وواسخخطة بينهخخم وبيخخن إمخخامهم الغخائب عنهخم‪ ،‬بخل هخخو مخخن رجخاله‬
‫وخاصته وحواشيه وأهل خدمته‪ ،‬فالمضطر رأى من رآه عليه السلم‪.‬‬

‫]‪[301‬‬

‫وقال الشيخ الكفعمي‪ ،‬رحمه ال‪ ،‬فخي هخامش جنتخه عنخد ذكخر دعخاء ام داود‪ :‬قيخل‪ :‬إن‬
‫الرض ل يخلو من القطب‪ ،‬وأربعخخة أوتخخاد‪ ،‬وأربعيخخن أبخخدال وسخخبعين نجيبخخا‬
‫وثلثمائة وستين صالحا‪ ،‬فالقطب هو المهدي عليه السلم‪ ،‬ول يكون الوتخاد‬
‫أقل من أربعة لن الدنيا كالخيمة والمهخدي كخالعمود وتلخك الربعخة أطنابهخا‪،‬‬
‫وقد يكون الوتاد أكثر من أربعة‪ ،‬والبدال أكثر من أربعين‪ ،‬والنجبخخاء أكخخثر‬
‫مخن سخبعين والصخلحاء أكخثر مخن ثلث مخائة وسختين‪ ،‬والظخاهر أن الخضخر‬
‫وإلياس‪ ،‬من الوتاد فهما ملصقان لدائرة القطخخب‪ .‬وأمخخا صخخفة الوتخخاد‪ ،‬فهخخم‬
‫قوم ل يغفلون عن ربهم طرفة عين‪ ،‬ول يجمعخخون مخخن الخخدنيا إل البلغ‪ ،‬ول‬
‫تصدر منهم هفوات الشر ول يشترط فيهم العصمة من السهو والنسخخيان‪ ،‬بخخل‬
‫من فعل القبيخخح‪ ،‬ويشخترط ذلخك فخخي القطخب‪ .‬وأمخخا البخدال فخدون هخخؤلء فخي‬
‫المراقبة‪ ،‬وقد تصخخدر منهخخم الغفلخخة فيتخخداركونها بالتخخذكر‪ ،‬ول يتعمخخدون ذنبخخا‪.‬‬
‫وأما النجباء فهم دون البدال‪ .‬وأما الصلحاء‪ ،‬فهم المتقون الموفون بالعدالخخة‪،‬‬
‫وقد يصدر منهم الذنب فيتخخداركونه بالسخختغفار والنخخدم‪ ،‬قخخال الخ تعخخالى " إن‬
‫الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان‪ ،‬تخخذكروا فخخإذا هخخم مبصخخرون " )‪(1‬‬
‫جعلنا ال من قسم الخير لنا لسخخنا مخخن القسخخام الول لكخخن نخخدين الخ بحبهخخم‬
‫ووليتهخخم ومخخن أحخخب قومخخا حشخخر معهخخم‪ .‬وقيخخل‪ :‬إذا نقخخص أحخخد مخخن الوتخخاد‬
‫الربعة وضع بدله من الربعين وإذا نقص أحد من الربعين وضع بدله مخخن‬
‫السبعين‪ ،‬وإذا نقص أحد من السبعين‪ ،‬وضع بدله من الثلثمائة وسخختين‪ ،‬وإذا‬
‫نقص أحد من الثلثمائة وستين‪ ،‬وضع بدله من سائر الناس‪.‬‬

‫)‪ (1‬العراف‪.201 :‬‬

‫]‪[302‬‬

‫الحكاية الرابعة والخمسون حدثني العالم الفاضل الصخالح الخورع فخي الخدين الميخرزا‬
‫حسخخين اللهيجخخي المجخخاور للمشخخهد الغخخروي أيخخده الخخ‪ ،‬وهخخو مخخن الصخخلحاء‬
‫التقياء‪ ،‬والثقة الثبت عند العلماء‪ ،‬قخال‪ :‬حخدثني العخالم الصخفي المخولى زيخن‬
‫العابدين السلماسي المتقدم ذكره قدس ال روحه أن السيد الجليل بحر العلوم‪،‬‬
‫أعلخخى ال خ مقخخامه‪ ،‬ورد يومخخا فخخي حخخرم أميخخر المخخؤمنين عليخخه آلف التحيخخة‬
‫والسلم‪ ،‬فجعل يترنم بهذا المصرع‪ :‬جه خوش اسخخت صخخوت قخخرآن * ز تخخو‬
‫دل ربا شنيدن فسئل رحمه الخ عخخن سخخبب قراءتخخه هخخذا المصخخرع‪ ،‬فقخخل‪ :‬لمخخا‬
‫وردت في الحرم المطهر رأيت الحجة عليه السلم جالسا عنخخد الخخرأس يقخخرء‬
‫القخخرآن بصخخوت عخخال‪ ،‬فلمخخا سخخمعت صخخوته قخخرأت المصخخرع المزبخخور ولمخخا‬
‫وردت الحخخرم تخخرك قخخراءة القخخرآن‪ ،‬وخخخرج مخخن الحخخرم الشخخريف‪ .‬الحكايخخة‬
‫الخامسة والخمسون رأيت في ملحقات كتاب أنيس العابدين‪ ،‬وهو كتاب كبير‬
‫في الدعية والوراد ينقل عنه العلمة المجلسي في المجلد التاسع عشخخر مخخن‬
‫البحار والميرزا عبد ال تلميذه في الصحيفة الثالثة مخخا لفظخخه‪ :‬نقخخل عخخن ابخخن‬
‫طاوس رحمه ال أنخخه سخخمع سخخحرا فخخي السخخرداب عخخن صخخاحب المخخر عليخخه‬
‫السلم أنه يقول‪ :‬اللهم إن شيعتنا خلقت من شعاع أنوارنا وبقيخخة طينتنخخا‪ ،‬وقخخد‬
‫فعلوا ذنوبا كثيرة اتكال على حبنا ووليتنا‪ ،‬فخخان كخخانت ذنخخوبهم بينخخك وبينهخخم‬
‫فاصفح عنهم فقد رضينا‪ ،‬وما كان منها فيما بينهم فأصخخلح بينهخخم وقخخاص بهخخا‬
‫عن خمسنا‪ ،‬وأدخلهخم الجنخة‪ ،‬وزحزحهخم عخن النخار‪ ،‬ول تجمخع بينهخم وبيخن‬
‫أعخدائنا فخي سخخطك‪ .‬قلخت‪ :‬ويوجخد فخي غيخر واحخد مخن مؤلفخات جملخة مخن‬
‫المتأخرين الذين قاربنا عصرهم والمعاصخخرين هخخذه الحكايخخة بعبخخارة تخخخالف‬
‫العبارة الولى وهي هكذا‪:‬‬

‫]‪[303‬‬

‫" اللهم إن شيعتنا منا خلقوا من فاضل طينتنا‪ ،‬وعجنوا بماء وليتنا اللهم اغفر لهم من‬
‫الذنوب مخخا فعلخخوه اتكخخال علخخى حبنخخا وولئنخخا يخخوم القيامخخة‪ ،‬ول تؤاخخخذهم بمخخا‬
‫اقترفوه من السيئات إكراما لنا‪ ،‬ول تقاصهم يخخوم القيامخخة مقابخخل أعخخدائنا فخخان‬
‫خففت موازينهم فثقلها بفاضل حسناتنا "‪ .‬ولم نجد أحدا منهخخم إلخخى الن أسخخند‬
‫هذه الحكاية إلى أحد رواها عن السيد أو رآها فخخي واحخخد مخخن كتبخخه‪ ،‬ول نقلخخه‬
‫العلمة المجلسي ومعاصروه ومن تقدم عليه إلى عهد السخخيد‪ ،‬ول يوجخخد فخخي‬
‫شئ من كتبه الموجودة التي لم يكن عندهم أزيد منها‪ .‬نعم الموجود في أواخر‬
‫المهج وقد نقله في البحار أيضا هكذا‪ :‬كنت أنا بسر من رأى‪ ،‬فسمعت سخخحرا‬
‫دعاء القخخائم عليخخه السخخلم فحفظخخت منخخه ]مخخن[ الخخدعاء لمخخن ذكخخره " الحيخخاء‬
‫والموات )‪ (1‬وأبقهم أو قال وأحيهخخم فخي عزنخخا وملكنخخا وسخلطاننا ودولتنخخا "‬
‫وكخخان ذلخخك فخخي ليلخخة الربعخخاء ثخخالث عشخخر ذي القعخخدة سخخنة ثمخخان وثلثيخخن‬
‫وستمائة‪ .‬وأظن وإن كان بعض الظن إثما أن ما نقلنخخاه أول مخخأخوذ مخخن كلم‬
‫الحخخافظ الشخيخ رجخخب البرسخخي ونقخخل كلمخخاته بخالمعنى فخانه قخال‪ :‬فخخي أواخخر‬
‫مشارق النوار بعد نقل كلم المهج إلى قخخوله " ملكنخخا " مخخا لفظخخه‪ :‬ومملكتنخخا‬
‫وان كان شيعتهم منهم وإليهم وعنايتهم مصخخروفة إليهخخم‪ ،‬فكخخأنه عليخخه السخخلم‬
‫يقخخول‪ :‬اللهخخم إن شخخيعتنا منخخا ومضخخافين إلينخخا‪ ،‬وإنهخخم قخخد أسخخاؤا وقخخد قصخخروا‬
‫وأخطأوا‬

‫)‪ (1‬كذا في الصل المطبوع وهكذا المصدر ص ‪ ،368‬لكنه ذكر قبل ذلك دعاء عخخن‬
‫الحجة عليه السلم ولفظه‪ " :‬الهى بحق من ناجاك‪ ،‬وبحق مخخن دعخخاك‪ ،‬فخخي‬
‫البر والبحر‪ ،‬تفضخخل علخخى فقخخراء المخخؤمنين والمؤمنخخات‪ ،‬بالغنخخاء والخخثروة‪،‬‬
‫وعلخخى مرضخخى المخخؤمنين والمؤمنخخات‪ ،‬بالشخخفاء والصخخحة‪ ،‬وعلخخى أحيخخاء‬
‫المؤمنين والمؤمنات‪ ،‬باللطف والكرم‪ ،‬وعلى أموات المؤمنين والمؤمنخخات‪،‬‬
‫بالمغفرة والرحمة‪ ،‬وعلى غرباء المؤمنين والمؤمنخخات بخخالرد إلخخى أوطخخانهم‬
‫سالمين غانمين بحخخق محمخخد وآلخخه الطخخاهرين " فكخخأنه يريخخد أنخخه سخخمع ذلخخك‬
‫الدعاء وقد زيخد فيخخه عنخد ذكخخر أحيخاء المخخؤمنين قخوله " وأحيهخم فخي عزنخخا‬
‫وملكنا " الخ فتحرر‪.‬‬
‫]‪[304‬‬

‫رأونا صاحبا لهم رضا منهم‪ ،‬وقد تقبلنا عنهم بذنوبهم‪ ،‬وتحملنا خطايخخاهم لن معخخولهم‬
‫علينا‪ ،‬ورجوعهم إلينا‪ ،‬فصرنا لختصاصهم بنا‪ ،‬واتكالهم علينا كأنا أصحاب‬
‫الذنوب‪ ،‬إذ العبد مضاف إلى سيده‪ ،‬ومعول المماليك إلى مواليهم‪ .‬اللهم اغفر‬
‫لهم من الذنوب ما فعلوه اتكال على حبنخخا وطمعخخا فخخي وليتنخخا وتعخخويل علخخى‬
‫شفاعتنا‪ ،‬ول تفضحهم بالسيئات عند أعدائنا‪ ،‬وولنخخا أمرهخخم فخخي الخخخرة كمخخا‬
‫وليتنا أمرهم في الدنيا‪ ،‬وإن أحبطت أعمالهم‪ ،‬فثقل موازينهم بوليتنا‪ ،‬وارفع‬
‫درجاتهم بمحبتنا‪ .‬انتهى‪ .‬وهذه الكلمات كما ترى من تلفيقخخاته شخخرحا لكلمخخات‬
‫المام عليه السلم تقارب العبارة الشائعة‪ ،‬وعصره قريب من عصر السخخيد‪،‬‬
‫وحرصه على ضبط مثل هذه الكلمات أشد مخن غيخره‪ ،‬فهخو أحخق بنقلهخا مخن‬
‫غيره لو صحت الرواية وصدقت النسبة وإن لم يكن بعيدا من مقام السيد بعخخد‬
‫كلم مهجه‪ ،‬بل له في كتاب كشف المحجة كلمات تنبئ عن أمر عظيم ومقام‬
‫كريم‪ :‬منها قوله‪ :‬واعلم يا ولدي محمد ألهمك ال ما يريده منك‪ ،‬ويرضى بخخه‬
‫عنك أن غيبة مولنا المهدي صلوات ال عليه التي تحيرت المخالف وبعخض‬
‫المؤالف هي من جملة الحجخج علخى ثبخوت إمخامته‪ ،‬وإمامخة آبخائه الطخاهرين‬
‫صلوات ال على جده محمد وعليهم أجمعين لنك إذا وقفت على كتب الشيعة‬
‫وغيرهم‪ ،‬مثل كتاب الغيبة لبن بابويه‪ ،‬وكتاب الغيبة للنعمخخاني ومثخخل كتخخاب‬
‫الشفاء والجلء‪ ،‬ومثخل كتخخاب أبخخي نعيخم الحخافظ فخخي أخبخخار المهخدي ونعخخوته‬
‫وحقيقة مخرجه وثبوته‪ ،‬والكتب التي أشرت إليها فخخي الطخخوائف‪ ،‬وجخخدتها أو‬
‫أكثرها تضمنت قبل ولدته أنه يغيب عليه السلم غيبة طويلخخة‪ ،‬حخختى يرجخخع‬
‫عن إمامته بعض من كان يقول بها‪ ،‬فلو لم يغب هخخذه الغيبخخة‪ ،‬كخخان طعنخخا فخخي‬
‫إمامة آبائه وفيه‪ ،‬فصخخارت الغيبخخة حجخخة لهخخم عليهخخم السخخلم وحجخخة لخخه علخخى‬
‫مخالفيه في ثبوت إمامته‪ ،‬وصحة غيبته‪ ،‬مع أنه عليه السلم حاضر مخخع ال خ‬
‫على اليقين‪ ،‬وإنما غاب من لخخم يلقخخه عنهخخم لغيبتهخخم عخخن حضخخرة المتابعخخة لخخه‬
‫ولرب العالمين‪ .‬ومنها قوله فيه‪ :‬وان أدركت يا ولدي موافقة توفيقخخك لكشخخف‬
‫السرار عليك‬

‫]‪[305‬‬

‫عرفتك من حديث المهدي صلوات ال عليه مخا ل يشختبه عليخك‪ ،‬وتسختغني بخذلك عخن‬
‫الحجج المعقولت ومن الروايات فانه صلى ال عليه وآله حي موجخخود علخخى‬
‫التحقيق‪ ،‬ومعذور عن كشف أمره إلى أن يأذن له تدبير الخ الرحيخخم الشخخفيق‪،‬‬
‫كما جرت عليه عادة كثير من النبياء والوصياء‪ ،‬فخخاعلم ذلخخك يقينخخا واجعلخخه‬
‫عقيدة ودينا‪ ،‬فان أباك عرفخخه أبلخخغ مخخن معرفخخة ضخخياء شخخمس السخخماء‪ .‬ومنهخخا‬
‫قوله‪ :‬واعلم يا ولدي محمد زين ال جل جلله سخخرائرك وظخخواهرك بمخخوالة‬
‫أوليائه ومعاداة أعدائه أنني كنخخت لمخخا بلغتنخخي ولدتخخك بمشخخهد الحسخخين عليخخه‬
‫السلم في زيارة عاشورا قمت بين يدي ال جل جلله مقخخام الخذل والنكسخار‬
‫والشكر لما رأفني به من ولدتك من المسار والمبار‪ ،‬وجعلتك بأمر ال خ جخخل‬
‫جلله عبد مولنا المهدي عليه السلم ومتعلقا عليه‪ ،‬وقد احتجنا كم مرة عنخخد‬
‫حوادث حدث لك إليه ورأيناه في عدة مقامات في مناجات‪ ،‬وقد تخخولى قضخخاء‬
‫حوائجك بانعام عظيم في حقنا وحقك ل يبلغ وصخفي إليخه‪ .‬فكخن فخخي مخوالته‬
‫والوفاء له‪ ،‬وتعلق الخاطر به على قدر مراد ال جخخل جللخخه و مخخراد رسخخوله‬
‫ومراد آبائه عليهخخم السخخلم ومخخراده عليخخه السخخلم منخخك‪ ،‬وقخخدم حخخوائجه علخخى‬
‫حوائجك عند صلة الحاجات‪ ،‬والصدقه عنه قبل الصخخدقة عنخخك وعمخخن يعخخز‬
‫عليك‪ ،‬والدعاء له قبل الدعاء لك‪ ،‬وقدمه عليه السلم في كل خير يكون وفاء‬
‫له‪ ،‬ومقتضيا لقباله عليك وإحسانه إليخك‪ ،‬واعخرض حاجاتخك عليخه كخل يخوم‬
‫الثنين ويوم الخميس‪ ،‬من كل اسبوع بما يجب له من أدب الخضخخوع‪ .‬ومنهخخا‬
‫قوله بعد تعليم ولده كيفية عرض الحاجة إليه عليه السلم‪ :‬واذكر له أن أبا قد‬
‫ذكر لك أنه أوصى به إليك‪ ،‬وجعلك باذن ال جل جلله عبده‪ ،‬وأننخخي علقتخخك‬
‫عليه فانه يأتيك جوابه صلوات ال وسخخلمه عليخخه‪ .‬وممخخا أقخخول لخخك يخخا ولخخدي‬
‫محمد مل ال جل جلله عقلك وقلبك من التصديق لهخخل الصخخدق‪ ،‬والتوفيخخق‬
‫في معرفة الحق‪ :‬أن طريق تعريف ال جل جلله لك بجواب مولنا المهخخدي‬
‫صلوات ال وسلمه عليه على قدرته جل جلله ورحمته‪:‬‬

‫]‪[306‬‬

‫فمن ذلك ما رواه محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الوسائل عمخخن سخخماه قخخال‪ :‬كتبخخت‬
‫إلى أبي الحسن عليه السلم أن الرجل يحب أن يفضي إلى إمامه ما يحب أن‬
‫يفضي به إلى ربه قال‪ :‬فكتب إن كانت لك حاجة فحرك شفتيك فخخان الجخخواب‬
‫يأتيك‪ .‬ومن ذلك ما رواه هبة ال بن سعيد الراوندي فخي كتخاب الخخرائج عخن‬
‫محمد بن الفرج قال‪ :‬قخخال لخخي علخخي بخخن محمخخد عليهمخخا السخخلم‪ :‬إذا أردت أن‬
‫تسأل مسألة فاكتبها‪ ،‬وضع الكتاب تحت مصخخلك‪ ،‬ودعخخه سخخاعة ثخخم أخرجخخه‬
‫وانظر فيه‪ ،‬قال‪ :‬ففعلت فوجدت ما سألته عنه موقعا فيه‪ ،‬وقخخد اقتصخخرت لخخك‬
‫على هذا التنبيه‪ ،‬والطريق مفتوحة إلى إمامك لمن يريد ال جل جلله عنايته‬
‫به‪ ،‬وتمام إحسانه إليه‪ .‬ومنها قوله في آخر الكتاب‪ :‬ثخخم مخخا أوردنخخاه بخخال جخخل‬
‫جلله من هذه الرسالة ثم عرضناه على قبخخول واهبخخه صخخاحب الجللخخة نخخائبه‬
‫عليخخه السخخلم فخخي النبخخوة والرسخخالة‪ ،‬وورد الجخخواب فخخي المنخخام‪ ،‬بمخخا يقتضخخي‬
‫حصول القبول والنعخخام‪ ،‬والوصخخية بخخأمرك‪ ،‬والوعخخد بخخبرك وارتفخخاع قخخدرك‬
‫انتهى‪ .‬وعليخخك بالتأمخخل فخخي هخخذه الكلمخخات‪ ،‬الخختي تفتخخح لخخك أبوابخخا مخخن الخيخخر‬
‫والسعادات ويظهر منها عدم استبعاد كل ما ينسب إليه من هخخذا البخخاب‪ ،‬وال خ‬
‫الموفق لكل خير وثخخواب‪ .‬الحكايخخة السادسخخة والخمسخخون قخخال العخخالم الفاضخخل‬
‫المتبحر النبيل الصمداني الحاج المولى رضا الهمداني في المفتاح الول مخخن‬
‫الباب الثالث من كتاب مفتخخاح النبخخوة فخخي جملخخة كلم لخخه فخخي أن الحجخخة عليخخه‬
‫السلم قد يظهر نفسه المقدسة لبعخخض خخواص الشخخيعة‪ :‬أنخخه عليخخه السخخلم قخد‬
‫أظهر نفسه الشريفة قبل هذا بخمسين سنة لواحد من العلمخخاء المتقيخخن المخخولى‬
‫عبد الرحيم الدماوندي الذي ليس لحد كلم في صلحه وسخخداده‪ .‬قخخال‪ :‬وقخخال‬
‫هذا العالم في كتابه‪ :‬إني رأيته عليخخه السخخلم فخخي داري فخخي ليلخخة مظلمخخة جخخدا‬
‫بحيث ل تبصر العين شيئا واقفا في جهة القبلة وكان النور يسطع من وجهخخه‬
‫المبارك حتى أني كنت أرى نقوش الفراش بهذا النور‪.‬‬

‫]‪[307‬‬

‫الحكاية السابعة والخمسون في كتاب المقامات للعالم الجليل المحخخدث السخخيد نعمخخة الخ‬
‫الجزائري حكاية اخرى‪ :‬حدثني رجل من أوثق إخواني في شوشتر في دارنا‬
‫القريبة من المسجد العظم قخخال‪ :‬لمخخا كنخخا فخخي بحخخور الهنخخد تعاطينخخا عجخخائب‬
‫البحر‪ ،‬فحكى لنا رجل من الثقات قال‪ :‬روى من أعتمد عليه أنخخه كخخان منزلخخه‬
‫في بلد على ساحل البحر‪ ،‬وكان بينهم وبين جزيرة من جخخزائر البحخخر مسخخير‬
‫يوم أو أقل‪ ،‬وفي تلك الجزيرة مياههم وحطبهم وثمارهم‪ ،‬وما يحتاجون إليه‪،‬‬
‫فاتفق أنهم على عادتهم ركبوا في سفينة قاصدين تلك الجزيرة‪ ،‬وحملوا معهم‬
‫زاد يوم‪ .‬فلما توسطوا البحر‪ ،‬أتاهم ريح عدلهم عن ذلك القصخد‪ ،‬وبقخوا علخى‬
‫تلك الحالة تسعة أيام حتى أشرفوا على الهلك من قلة الماء والطعخخام‪ ،‬ثخخم إن‬
‫الهوى رماهم في ذلك اليوم على جزيرة في البحر‪ ،‬فخرجوا إليها وكان فيهخخا‬
‫المياه العذبة والثمار الحلوة‪ ،‬وأنواع الشجر‪ ،‬فبقوا فيها نهارا ثخخم حملخخوا منهخخا‬
‫ما يحتاجون إليه وركبوا سفينتهم‪ ،‬ودفعوا‪ .‬فلما بعخخدوا عخخن السخخاحل‪ ،‬نظخخروا‬
‫إلى رجل منهم بقي في الجزيرة فناداهم ولم يتمكنوا من الرجوع فرأوه قد شد‬
‫حزمة حطب‪ ،‬ووضعها تحت صدره‪ ،‬وضخخرب البحخخر عليهخخا قاصخخدا لحخخوق‬
‫السفينة‪ ،‬فحال الليخخل بينهخخم وبينخخه وبقخخي فخخي البحخخر‪ .‬وأمخخا أهخخل السخخفينة‪ ،‬فمخخا‬
‫وصلوا إل بعد مضي أشهر‪ ،‬فلما بلغوا أهلهم أخبروا أهل ذلك الرجل فأقاموا‬
‫مأتمه‪ ،‬فبقوا على ذلك عاما أو أكثر‪ ،‬ثم رأوا أن ذلك الرجخخل قخخدم إلخخى أهلخخه‪،‬‬
‫فتباشروا به‪ ،‬وجاء إليه أصحابه فقخخص عليهخخم قصخخته‪ .‬فقخخال‪ :‬لمخخا حخخال الليخخل‬
‫بيني وبينكم بقيت تقلبني المواج وأنا على الحزمة يومين حتى أوقعتني على‬
‫جبخخل فخخي السخخاحل‪ ،‬فتعلقخخت بصخخخرة منخخه‪ ،‬ولخخم اطخخق الصخخعود إلخخى جخخوفه‬
‫لرتفاعه‪ ،‬فبقيت في الماء وما شعرت إل بأفعى عظيمة‪ ،‬أطول من المنار‬

‫]‪[308‬‬

‫وأغلظ منها‪ ،‬فوقعت على ذلك الجبل‪ ،‬ومدت رأسها تصخطاد الحيتخخان مخخن المخاء فخوق‬
‫رأسي فأيقنت بالهلك وتضخرعت إلخى الخ تعخالى فرأيخت عقربخا يخدب علخى‬
‫ظهر الفعى فلما وصل إلى دماغها لسعتها بابرته‪ ،‬فإذا لحمها قخخد تنخخاثر عخخن‬
‫عظامها‪ ،‬وبقي عظم ظهرها وأضلعها كالسلم العظيم الذي له مراقي يسخخهل‬
‫الصعود عليها‪ .‬قال‪ :‬فرقيت على تلك الضلع حخختى خرجخخت إلخخى الجزيخخرة‬
‫شاكرا ل تعالى على ما صنع فمشيت في تلك الجزيخخرة إلخخى قريخخب العصخخر‪،‬‬
‫فرأيت منازل حسنة مرتفعة البنيان إل أنها خالية لكن فيها آثار النخخس‪ .‬قخخال‪:‬‬
‫فاستترت في موضع منها فلما صار العصر رأيخخت عبيخخدا وخخخدما كخخل واحخخد‬
‫منهم علخخى بغخخل فنزلخخوا وفرشخخوا فرشخخا نظيفخخة‪ ،‬وشخخرعوا فخخي تهيئة الطعخخام‪،‬‬
‫وطبخه‪ ،‬فلما فرغوا منه رأيت فرسانا مقبلين‪ ،‬عليهم ثيخخاب بيخخض‪ ،‬وخضخخر‪،‬‬
‫ويلوح من وجوههم النوار فنزلوا وقدم إليهم الطعام‪ .‬فلما شرعوا في الكخخل‬
‫قال أحسنهم هيئة‪ ،‬وأعلهم نورا‪ :‬ارفعوا حصة من هذا الطعام لرجل غائب‪،‬‬
‫فلما فرغوا ناداني يا فلن بن فلن أقبل فعجبت منه فأتيت إليهم‪ ،‬ورحبوا بي‬
‫فأكلت ذلك الطعام‪ ،‬ومخخا تحققخخت إل أنخخه مخخن طعخخام الجنخخة فلمخخا صخخار النهخخار‬
‫ركبوا بأجمعهم‪ ،‬وقالوا لي‪ :‬انتظر هنا‪ ،‬فرجعوا وقخخت العصخخر وبقيخخت معهخخم‬
‫أياما فقال لي يوما ذلك الرجل النور‪ :‬إن شئت القامة معنا في هذه الجزيرة‬
‫أقمخخت‪ ،‬وإن شخخئت المضخخي إلخخى أهلخخك‪ ،‬أرسخخلنا إلخخى معخخك مخخن يبلغخخك بلخخدك‪.‬‬
‫فاخترت على شقاوتي بلدي فلما دخل الليل أمخخر لخخي بمركخخب وأرسخخل معخخي‬
‫عبدا من عبيده‪ ،‬فسرنا ساعة من الليل وأنا أعلم أن بيني وبيخخن أهلخخي مسخخيرة‬
‫أشهر وأيام‪ ،‬فما مضى من الليل قليل منه إل وقد سخخمعنا نبيخخح الكلب‪ ،‬فقخخال‬
‫لي ذلك الغلم‪ :‬هذا نبيح كلبكم‪ ،‬فما شعرت إل وأنا واقخخف علخخى بخخاب داري‬
‫فقال‪ :‬هذه دارك انزل إليها‪ .‬فلما نزلت‪ ،‬قال لي‪ :‬قد خسخخرت الخخدنيا والخخخرة‪،‬‬
‫ذلك الرجل صاحب‬

‫]‪[309‬‬

‫الدار عليه السلم فالتفت إلى الغلم فلم أره‪ .‬وأنا في هذا الخخوقت بينكخخم نادمخخا علخخى مخخا‬
‫فرطت‪ .‬هذه حكايتي‪ .‬وأمثال هذه الغرائب كثيرة ل نطخخول الكلم بهخخا‪ .‬قلخخت‪:‬‬
‫قد ذكرنا حكايخخة عخخن كتخخاب نخخور العيخخون )‪ (1‬تقخخرب مخخن هخخذه إل أن بينهمخخا‬
‫اختلف كثير‪ ،‬وال العالم بالتحاد والتعدد‪ .‬الحكاية الثامنة والخمسون حدثني‬
‫جماعة من التقياء البرار‪ ،‬منهم السيد السند‪ ،‬والحبر المعتمد العخخالم العامخخل‬
‫والفقيه النبيه‪ ،‬الكامل المؤيد المسدد السيد محمد ابن العالم الوحد السيد أحمد‬
‫ابن العالم الجليخخل‪ ،‬والحخخبر المتوحخخد النبيخخل‪ ،‬السخخيد حيخخدر الكخخاظمي أيخخده الخ‬
‫تعالى وهو من أجلء تلمذة المحقق الستاذ العظخم النصخاري طخاب ثخراه‬
‫وأحخخد أعيخخان أتقيخخاء بلخخد الكخخاظمين عليهمخخا السخخلم وملذ الطلب والخخزوار‬
‫والمجاورين‪ ،‬وهو وإخوته وآبخخاؤه أهخخل بيخخت جليخخل‪ ،‬معروفخخون فخخي العخخراق‬
‫بالصلح والسداد‪ ،‬والعلم والفضل والتقوى‪ ،‬يعرفون ببيت السخخيد حيخخدر جخخده‬
‫سلمه ال تعالى‪ .‬قال فيما كتبه إلي وحدثني بخخه شخخفاها أيضخخا‪ :‬قخخال محمخخد بخخن‬
‫أحمد بن حيدر الحسني الحسيني‪ :‬لما كنت مجاورا في النجف الشرف لجل‬
‫تحصيل العلوم الدينية وذلك في حدود السنة الخامسة والسبعين بعخخد المخخائتين‬
‫واللف من الهجرة النبوية كنت أسمع جماعة من أهل العلم وغيرهم من أهل‬
‫الديانة‪ ،‬يصفون رجل يبيع البقل وشبهه أنه رأى مولنا المام المنتظر سخخلم‬
‫ال عليه‪ ،‬فطلبت معرفة شخصه حتى عرفتخخه‪ ،‬فوجخخدته رجل صخخالحا متخخدينا‬
‫وكنت احب الجتماع معه‪ ،‬في مكان خال لستفهم منخخه كيفيخخة رؤيتخخه مولنخخا‬
‫الحجة روحي فداه‪ ،‬فصرت كثيرا ما اسلم عليخخه وأشخختري منخخه ممخخا يتغخخاطى‬
‫ببيعه‪ ،‬حخختى صخخار بينخخي وبينخخه نخخوع مخخودة‪ ،‬كخخل ذلخخك مقدمخخة لتعخخرف خخخبره‬
‫المرغوب في سماعه عندي حتى اتفق لخخي أنخخي تخخوجهت إلخخى مسخخجد السخخهلة‬
‫للستجارة فيه‪ ،‬والصلة والدعاء في مقاماته الشريفة ليلة الربعاء‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع ص ‪ :259‬الحكاية التاسعة والعشرين‪ ،‬والظاهر بل المسلم اتحادهما‪.‬‬

‫]‪[310‬‬

‫فلما وصلت إلى باب المسجد رأيت الرجل المخخذكور علخخى البخخاب‪ ،‬فخخاغتنمت الفرصخخة‬
‫وكلفته المقام معي تلك الليلة‪ ،‬فأقام معي حتى فرغنا من العمل الموظخخف فخخي‬
‫مسخخجد سخخهيل وتوجهنخخا إلخخى المسخخجد العظخخم مسخخجد الكوفخخة علخخى القاعخخدة‬
‫المتعارفة في ذلك الزمان‪ ،‬حيث لم يكن في مسجد السخخهلة معظخخم الضخخافات‬
‫الجديدة من الخدام والمساكن‪ .‬فلما وصلنا إلى المسجد الشخخريف‪ ،‬واسخختقر بنخخا‬
‫المقام‪ ،‬وعملنا بعض العمال الموظفة فيه‪ ،‬سألته عن خبره والتمست منه أن‬
‫يحدثني بالقصة تفصيل‪ ،‬فقال ما معناه‪ :‬إني كنخخت كخخثيرا مخخا أسخخمع مخخن أهخخل‬
‫المعرفة والديانة أن من لزم عمل الستجارة في مسجد السخخهلة أربعيخخن ليلخخة‬
‫أربعاء متوالية‪ ،‬بنية رؤية المام المنتظر عليه السلم وفق لرؤيته‪ ،‬وأن ذلخخك‬
‫قد جربت مرارا فاشتاقت نفسي إلى ذلك‪ ،‬ونخخويت ملزمخخة عمخخل السخختجارة‬
‫في كل ليلة أربعاء‪ ،‬ولم يمنعني من ذلك شدة حر ول برد‪ ،‬ول مطر ول غير‬
‫ذلك‪ ،‬حتى مضى لي ما يقخخرب مخخن مخخدة سخخنة‪ ،‬وأنخخا ملزم لعمخخل السخختجارة‬
‫وأبات )‪ (1‬في مسجد الكوفة على القاعدة المتعارفة‪ .‬ثخخم إنخخي خرجخخت عشخخية‬
‫يوم الثلثاء ماشيا على عادتي وكان الزمان شتاء‪ ،‬وكانت تلك العشخخية مظلمخخة‬
‫جدا لتراكم الغيوم مع قليل مطر‪ ،‬فتوجهت إلخى المسخجد وأنخا مطمئن بمجيخئ‬
‫الناس على العادة المستمرة‪ ،‬حتى وصلت إلى المسجد‪ ،‬وقخخد غربخخت الشخخمس‬
‫واشتد الظلم وكثر الرعد والبرق‪ ،‬فاشختد بخي الخخوف وأخخذني الرعخب مخن‬
‫الوحدة لني لم اصخخادف فخخي المسخخجد الشخخريف أحخخدا أصخخل حخختى أن الخخخادم‬
‫المقرر للمجيئ ليلة الربعاء لم يجئ تلك الليلة‪ .‬فاستوحشخخت لخخذلك للغايخخة ثخخم‬
‫قلت في نفسي‪ :‬ينبغي أن اصخخلي المغخخرب وأعمخخل عمخخل السخختجارة عجخخاله‪،‬‬
‫وأمضي إلى مسجد الكوفة فصبرت نفسي‪ ،‬وقمت إلى‬

‫)‪ (1‬قال الفيروز آبادي‪ :‬بات يفعل كذا يبيت ويبات بيتا ومبيتا وبيتوتخخة‪ :‬أي يفعلخخه ليل‬
‫وليس من النوم‪ ،‬ومن أدركه الليل فقد بات‪.‬‬
‫]‪[311‬‬

‫صلة المغرب فصخخليتها‪ ،‬ثخخم تخخوجهت لعمخخل السخختجارة‪ ،‬وصخخلتها ودعائهخخا‪ ،‬وكنخخت‬
‫أحفظخخه‪ .‬فبينمخخا أنخخا فخخي صخخلة السخختجارة إذ حخخانت منخخي التفاتخخة إلخخى المقخخام‬
‫الشريف المعروف بمقام صاحب الزمان عليه السخخلم‪ ،‬وهخخو فخخي قبلخخة مكخخان‬
‫مصلي‪ ،‬فرأيت فيه ضياء كامل وسمعت فيخه قخخراءة مصخخل فطخابت نفسخي‪،‬‬
‫وحصخخل كمخخال المخخن والطمينخخان‪ ،‬وظننخخت أن فخخي المقخخام الشخخريف بعخخض‬
‫الخخزوار‪ ،‬وأنخخا لخخم أطلخخع عليهخخم وقخخت قخخدومي إلخخى المسخخجد فخخأكملت عمخخل‬
‫السختجارة‪ ،‬وأنخا مطمئن القلخب‪ .‬ثخم تخوجهت نحخو المقخام الشخريف ودخلتخه‪،‬‬
‫فرأيت فيه ضياء عظيما لكني لم أر بعيني سراجا ولكني في غفلة عن التفكر‬
‫في ذلك‪ ،‬ورأيت فيه سيدا جليل مهابا بصورة أهخخل العلخخم‪ ،‬وهخخو قخخائم يصخخلي‬
‫فارتاحت نفسي إليه‪ ،‬وأنا أظن أنه من الزوار الغرباء لني تأملته في الجملخخة‬
‫فعلمت أنه من سكنة النجف الشرف‪ .‬فشرعت في زيارة مولنا الحجة سلم‬
‫ال عليه عمل بوظيفخة المقخام‪ ،‬وصخخليت صخلة الزيخخارة‪ ،‬فلمخخا فرغخت أردت‬
‫اكلمه في المضي إلى مسجد الكوفة‪ ،‬فهبته وأكخخبرته‪ ،‬وأنخخا أنظخخر إلخخى خخخارج‬
‫المقام‪ ،‬فأرى شدة الظلم‪ ،‬وأسمع صوت الرعد والمطر‪ ،‬فالتفت إلخخي بخخوجهه‬
‫الكريم برأفة وابتسام‪ ،‬وقال لي‪ :‬تحب أن تمضي إلى مسخخجد الكوفخخة ؟ فقلخخت‪:‬‬
‫نعم يا سيدنا عادتنا أهخخل النجخف إذا تشخرفنا بعمخخل هخذا المسخجد نمضخخي إلخخى‬
‫مسجد الكوفة‪ ،‬ونبات فيه‪ ،‬لن فيه سكانا وخخخداما ومخخاء‪ .‬فقخخام‪ ،‬وقخخال‪ :‬قخخم بنخخا‬
‫نمضي إلى مسجد الكوفة‪ ،‬فخرجت معخخه وأنخخا مسخخرور بخخه وبحسخخن صخخحبته‬
‫فمشينا في ضياء وحسن هواء وأرض يابسة ل تعلق بالرجل وأنا غافخخل عخخن‬
‫حال المطر والظلم الخخذي كنخخت أراه‪ ،‬حختى وصخخلنا إلخخى بخخاب المسخخجد وهخخو‬
‫روحي فداه معي وأنا في غاية السرور والمن بصخخحبته‪ ،‬ولخخم أر ظلمخخا ول‬
‫مطرا‪ .‬فطرقت باب الخارجة عن المسجد‪ ،‬وكانت مغلقة فأجابني الخخخادم مخخن‬
‫الطارق ؟ فقلت‪ :‬افتح الباب‪ ،‬فقال‪ :‬من أيخخن أقبلخخت فخخي هخخذه الظلمخخة والمطخخر‬
‫الشديد ؟ فقلت‪ :‬من مسجد السهلة‪ ،‬فلما فتح الخادم الباب التفت إلى ذلك السيد‬
‫الجليل فلم أره وإذا‬

‫]‪[312‬‬

‫بالدنيا مظلمة للغاية‪ ،‬وأصابني المطر فجعلخخت انخخادي يخخا سخخيدنا يخخا مولنخخا تفضخخل فقخخد‬
‫فتحت الباب‪ ،‬ورجعت إلى ورائي أتفحخخص عنخخه وانخخادي فلخخم أر أحخخدا أصخخل‬
‫وأضر بي الهواء والمطخر والخبرد فخي ذلخك الزمخان القليخل‪ .‬فخدخلت المسخجد‬
‫وانتبهت من غفلتي وكأني كنت نائما فاستيقظت وجعلت ألوم نفسي على عدم‬
‫التنبه لما كنت أرى من اليات البخخاهرة‪ ،‬وأتخخذكر مخخا شخاهدته وأنخا غافخخل مخن‬
‫كراماته‪ :‬من الضياء العظيم في المقام الشريف مع أني لم أر سراجا ولو كان‬
‫في ذلك المقام عشرون سراجا لما وفي بذلك الضياء وذكخخرت أن ذلخخك السخخيد‬
‫الجليل سماني باسمي مع أني لم أعرفه ولم أره قبل ذلخخك‪ .‬وتخخذكرت أنخخي لمخخا‬
‫كنت في المقام كنت أنظر إلى فضاء المسجد‪ ،‬فخخأرى الظلم الشخخديد‪ ،‬وأسخخمع‬
‫صوت المطر والرعد‪ ،‬وإني لما خرجخخت مخخن المقخخام مصخخاحبا لخخه سخخلم الخ‬
‫عليخخه‪ ،‬كنخخت أمشخخي فخخي ضخخياء بحيخخث أرى موضخخع قخخدمي‪ ،‬والرض يابسخخة‬
‫والهواء عذب‪ ،‬حتى وصلنا إلى باب المسجد‪ ،‬ومنذ فخخارقني شخخاهدت الظلمخخة‬
‫والمطر وصعوبة الهواء‪ ،‬إلى غير ذلخك مخن المخخور العجيبخخة‪ ،‬الخختي أفخخادتني‬
‫اليقين بأنه الحجة صاحب الزمان عليه السلم الذي كنت أتمنى من فضل الخ‬
‫التشرف برؤيتخخه‪ ،‬وتحملخخت مشخخاق عمخخل السخختجارة عنخخد قخخوة الحخخر والخخبرد‬
‫لمطالعة حضرته سلم ال عليه فشكرت ال تعالى شأنه‪ ،‬والحمد ل‪ .‬الحكايخخة‬
‫التاسعة والخمسون وقال أدام ال أيام سخخعادته فخخي كتخخابه إلخخي‪ :‬حكايخخة اخخخرى‬
‫اتفقت لي أيضا وهي أني منذ سنين متطاولة كنخخت أسخخمع بعخخض أهخخل الديانخخة‬
‫والوثاقة يصفون رجل من كسبة أهل بغداد أنخخه رأى مولنخخا المخخام المنتظخخر‬
‫سلم ال عليه‪ ،‬وكنت أعرف ذلك الرجل‪ ،‬وبيني وبينه مودة‪ ،‬وهو ثقة عدل‪،‬‬
‫معروف بأداء الحقوق المالية‪ ،‬وكنت احب أن أسأله بيني وبينخخه‪ ،‬لنخه بلغنخي‬
‫أنخخه يخفخخي حخخديثه ول يبخخديه إل لبعخخض الخخخواص ممخخن يخخأمن إذاعتخخه خشخخية‬
‫الشتهار‪ ،‬فيهزأ به من ينكر ولدة المهدي وغيبته‬

‫]‪[313‬‬

‫أو ينسبه العوام إلى الفخر وتنزيه النفس‪ ،‬وحيث إن هذا الرجل في الحيخخاة ل احخخب أن‬
‫اصرح باسمه خشية كراهته )‪ .(1‬وبالجملة فاني في هذه المدة كنت احخخب أن‬
‫أسمع منه ذلك تفصيل حتى اتفخق لخي أنخي حضخرت تشخييع جنخازة مخن أهخل‬
‫بغداد في أواسط شهر شعبان من هذه السنة‪ ،‬وهي سنة اثنخختين وثلثمخائة بعخخد‬
‫اللف من الهجرة النبوية الشريفة فخخي حضخخرة المخخامين‪ :‬مولنخخا موسخخى بخخن‬
‫جعفر وسيدنا محمد بن علي الجواد سلم ال عليهمخخا وكخخان الرجخخل المزبخخور‬
‫في جملة المشيعين‪ ،‬فذكرت ما بلغني من قصته‪ ،‬ودعوته وجلسنا في الرواق‬
‫الشريف‪ ،‬عند باب الشباك النافذ إلى قبة مولنا الجخخواد عليخخه السخخلم‪ ،‬فكلفتخخه‬
‫بأن يحدثني بالقصة‪ ،‬فقال ما معناه‪:‬‬

‫)‪ (1‬ومن عجيب التفاق أنى لما اشخختغلت بتخخأليف هخخذه الرسخخالة صخخادف أيخخام الزيخخارة‬
‫المخصوصة فخرجت من سامراء ولما دخلت بلد الكاظمين عليهمخخا السخخلم‬
‫نزلت على جنابه سلمه ال فسألته عما عنده من تلك الوقخخائع‪ ،‬فحخخدثني بهخخذه‬
‫الحكاية‪ .‬فسألته أن يكتب إلى فقال اني سمعتها منذ سنين ولعلخخه سخخقط عنخخى‬
‫منها شئ وصاحبها موجود نسأله مرة أخخخرى حخختى نكتبهخخا كمخخا هخخي ال أن‬
‫لقائي أياه صعب جدا فانه منذ اتفقت له هذه القصخخة قليخخل النخخس بالنخخاس إذا‬
‫جاء من بغداد للزيخخارة يخخدخل الحخخرم ويخخزور ويقضخخى وطخخره ويرجخخع إلخخى‬
‫بغداد ول يطلع عليه أحد فيتفق أنى ل أراه في السنة ال مرة أو مرتيخخن فخخي‬
‫الطريق‪ .‬فقلت له سلمه ال‪ :‬انخخى أزور المشخخهد الغخخروى وأرجخخع إلخخى آخخخر‬
‫الشهر ونرجو من ال أن يتفق لقاؤكم اياه في هذه المدة‪ .‬ثخم قمخخت مخخن عنخده‬
‫ودخلت منزلي فدخل على سلمه ال بعد زمان قليل من هذا اليوم وقال كنت‬
‫فخخي منزلخخي فجخاءني شخخص وقخخال‪ :‬جخخاؤا بجنخخازة مخخن بغخخداد فخخي الصخخحن‬
‫الشريف وينتظرونخخك للصخخلة عليخخه فقمخخت وذهبخخت معخخه ودخلخخت الصخخحن‬
‫وصليت عليها وإذا بالمؤمن الصالح المذكور وهو فيهم‪ ،‬إلى آخر مخخا ذكخخره‬
‫أيده ال تعالى وهذه من بركات الحجة عليه السلم‪ ،‬منه رحمه ال‪.‬‬

‫]‪[314‬‬

‫إنه في سنة من سني عشرة السبعين‪ ،‬كان عندي مقخدار مخن مخال المخام عليخه السخلم‬
‫عزمت على إيصاله إلى العلماء العلم في النجف الشرف‪ ،‬وكان لي طلب‬
‫على تجارها فمضيت إلى زيارة أميخخر المخخؤمنين سخخلم الخ عليخخه فخخي إحخخدى‬
‫زياراته المخصوصة واستوفيت ما أمكنني استيفاؤه مخخن الخخديون الخختي كخخانت‬
‫لي وأوصلت ذلك إلى متعددين من العلمخخاء العلم مخخن طخخرف المخخام عليخخه‬
‫السلم لكن لم يف بما كان علخخي منخخه‪ ،‬بخخل بقخخي علخخي مقخخدار عشخخرين تومانخخا‬
‫فعزمت على إيصال ذلك إلى أحد علماء مشهد الكخخاظمين‪ .‬فلمخخا رجعخخت إلخخى‬
‫بغداد أحببت أداء ما بقي في ذمتي على التعجيل‪ ،‬ولخخم يكخخن عنخخدي مخخن النقخخد‬
‫شخخئ فتخوجهت إلخخى زيخخارة المخخامين عليهمخخا السخلم فخي يخخوم خميخخس‪ ،‬وبعخخد‬
‫التشرف بالزيارة‪ ،‬دخلت على المجتهد دام توفيقه وأخبرته بما بقي في ذمخختي‬
‫من مال المام عليه السلم وسألته أن يحول ذلك علي تخخدريجا ورجعخخت إلخخى‬
‫بغداد في أواخر النهار حيث لم يسعني لشغل كخان لخي‪ ،‬وتخوجهت إلخى بغخداد‬
‫ماشيا لعدم تمكني من كراء دابة‪ .‬فلما تجاوزت نصخخف الطريخخق رأيخخت سخخيدا‬
‫جليل مهابا متوجها إلى مشهد الكاظمين عليهما السلم ماشخخيا‪ ،‬فسخخلمت عليخخه‬
‫فرد علي السخخلم‪ ،‬وقخخال لخخي‪ :‬يخخا فلن وذكخخر اسخخمي ‪ -‬لخخم لخخم تبخخق هخخذه الليلخخة‬
‫الشريفة ليلة الجمعة في مشهد المامين ؟ فقلت‪ :‬يا سخيدنا عنخدي مطلخب مهخم‬
‫منعني من ذلك‪ ،‬فقال لي‪ :‬ارجع معي وبت هذه الليلة الشخخريفة عنخخد المخخامين‬
‫عليهما السلم وارجع إلى مهمك غدا إنشاء ال‪ .‬فارتاحت نفسي إلخخى كلمخخه‪،‬‬
‫ورجعت معه منقادا لمره‪ ،‬ومشيت معه بجنب نهر جار تحت ظلل أشخخجار‬
‫خضرة نضرة‪ ،‬متدلية على رؤوسنا‪ ،‬وهواء عذب‪ ،‬وأنا غافل عن التفكر في‬
‫ذلك‪ ،‬وخطر ببالي أن هذا السيد الجليل سماني باسمي مع أنخخه لخخم أعرفخخه‪ ،‬ثخخم‬
‫قلت في نفسي‪ :‬لعله هو يعرفني وأنا ناس له‪ .‬ثم قلت في نفسي‪ :‬إن هذا السخخيد‬
‫كأنه يريد مني من حق السادة وأحببت أن اوصل إلخخى خخخدمته شخخيئا مخخن مخخال‬
‫المام الذي عندي‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا سيدنا عندي من حقكم بقية‪ ،‬لكن راجعخخت فيخخه‬
‫جناب الشيخ الفلني لؤدي حقكم باذنه‬

‫]‪[315‬‬
‫‪ -‬وأنا أعني السادة ‪ -‬فتبسخم فخخي وجهخي‪ ،‬وقخخال‪ :‬نعخخم‪ ،‬وقخد أوصخخلت بعخض حقنخا إلخخى‬
‫وكلئنا في النجف الشرف أيضا‪ .‬وجرى على لساني أني قلت له‪ :‬مخخا أديتخخه‬
‫مقبول ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬ثم خطر في نفسي أن هذا السيد يقول بالنسبة إلى العلمخخاء‬
‫العلم " وكلئنا " واسخختعظمت ذلخخك‪ :‬ثخخم قلخخت‪ :‬العلمخخاء وكلء علخخى قبخخض‬
‫حقوق السادة وشملتني الغفلة‪ .‬ثم قلخخت‪ :‬يخخا سخخيدنا قخخراء تعزيخخة الحسخخين عليخخه‬
‫السلم يقرؤن حديثا أن رجل رأى فخخي المنخخام هودجخخا بيخخن السخخماء والرض‬
‫فسأل عمن فيه‪ ،‬فقيل له‪ :‬فاطمة الزهخخراء وخديجخخة الكخخبرى‪ ،‬فقخخال‪ :‬إلخخى أيخخن‬
‫يريدون ؟ فقيل‪ :‬زيارة الحسين عليه السلم في هذه الليلة ليلة الجمعخخة‪ ،‬ورأى‬
‫رقاعا تتساقط من الهودج‪ ،‬مكتوب فيها أمان من النخخار لخخزوار الحسخخين عليخخه‬
‫السلم في ليلة الجمعة‪ ،‬هذا الحديث صحيح ؟ فقال عليخه السخلم‪ :‬نعخم زيخارة‬
‫الحسين عليه السلم في ليلة الجمعة أمان من النار يخخوم القيامخخة‪ .‬قخخال‪ :‬وكنخخت‬
‫قبل هذه الحكاية بقليل قد تشرفت بزيارة مولنا الرضا عليه السلم فقلت لخخه‪:‬‬
‫يا سيدنا قد زرت الرضا علي بن موسى عليهما السلم وقد بلغني أنخخه ضخخمن‬
‫لزواره الجنة‪ ،‬هذا صحيح ؟ فقال عليه السخخلم‪ :‬هخخو المخخام الضخخامن‪ ،‬فقلخخت‪:‬‬
‫زيخخارتي مقبولخخة ؟ فقخال عليخخه السخخلم‪ :‬نعخم مقبولخخة‪ .‬وكخخان معخي فخي طريخخق‬
‫الزيارة رجل متدين من الكسخخبة‪ ،‬وكخخان خليطخخا لخخي وشخخريكا فخخي المصخخرف‪،‬‬
‫فقلت له‪ :‬يا سيدنا إن فلنا كان معي في الزيارة زيارته مقبولة ؟ فقخخال‪ :‬نعخخم‪،‬‬
‫العبد الصالح فلن بن فلن زيارته مقبولة‪ ،‬ثم ذكخخرت لخخه جماعخخة مخخن كسخخبة‬
‫أهخخل بغخخداد كخخانوا معنخخا فخخي تلخخك الزيخخارة وقلخخت‪ :‬إن فلنخخا وفلنخخا و ذكخخرت‬
‫أسماءهم كانوا معنا‪ ،‬زيارتهم مقبولة ؟ فأدار عليه السخخلم وجهخخه إلخخى الجهخخة‬
‫الخرى وأعرض عن الجواب‪ ،‬فهبته وأكخخبرته وسخخكت عخخن سخخؤاله فلخخم أزل‬
‫ماشيا معه على الصفة التي ذكرتها حخختى دخلنخخا الصخخحن الشخخريف ثخخم دخلنخخا‬
‫الروضة المقدسة‪ ،‬مخخن البخخاب المعخخروف ببخخاب المخخراد‪ ،‬فلخخم يقخخف علخخى بخخاب‬
‫الرواق‪ ،‬ولم يقل شيئا حتى وقف على باب الروضخخة مخخن عنخخد رجلخخي المخخام‬
‫موسى‬

‫]‪[316‬‬

‫عليه السلم‪ ،‬فوقفت بجنبه‪ ،‬وقلت له‪ :‬يخا سخيدنا اقخرء حختى أقخرأ معخك‪ ،‬فقخال‪ :‬السخلم‬
‫عليك يا رسول ال‪ ،‬السلم عليك يا أميخخر المخخؤمنين‪ ،‬وسخخاق علخخى بخخاقي أهخخل‬
‫العصمة عليهم السلم حتى وصل إلى المام الحسن العسكري عليخخه السخخلم‪.‬‬
‫ثم التفت إلي بخخوجهه الشخخريف‪ ،‬ووقخخف متبسخخما وقخخال‪ :‬أنخخت إذا وصخخلت إلخخى‬
‫السلم على المام العسكري ما تقول ؟ فقلت‪ :‬أقول‪ :‬السلم عليك يا حجة ال‬
‫يا صاحب الزمان‪ ،‬قال‪ :‬فخخدخل الروضخخة الشخخريفة‪ ،‬ووقخخف علخخى قخخبر المخخام‬
‫موسى عليه السلم والقبلة بين كتفيه‪ .‬فوقفت إلى جنبه‪ ،‬وقلخخت‪ :‬يخخا سخخيدنا زر‬
‫حتى أزور معك‪ ،‬فبدأ عليه السلم بزيارة أمين ال الجامعخخة المعروفخخة فخخزار‬
‫بها وأنا اتابعه‪ ،‬ثم زار مولنا الجواد عليخخه السخخلم‪ ،‬ودخخخل القبخخة الثانيخخة قبخخة‬
‫محمد بن علي عليهما السلم ووقخخف يصخخلي فخخوقفت إلخخى جنبخخه متخخأخرا عنخخه‬
‫قليل‪ ،‬احتراما له‪ ،‬ودخلت في صلة الزيارة فخطر ببخخالي أن أسخخأله أن يبخخات‬
‫معي تلك الليلة لتشرف بضيافته وخدمته‪ ،‬ورفعت بصري إلى جهتخخه‪ ،‬وهخخو‬
‫بجنبي متقدما علخخي قليل فلخخم أره‪ .‬فخففخخت صخخلتي‪ ،‬وقمخخت وجعلخخت أتصخخفح‬
‫وجوه المصلين والخخزوار لعلخخي أصخخل إلخخى خخخدمته‪ ،‬حخختى لخخم يبخخق مكخخان فخخي‬
‫الروضة والرواق إل ونظرت فيه‪ ،‬فلم أر لخه أثخخرا أبخخدا‪ ،‬ثخخم انتبهخت وجعلخخت‬
‫أتأسف على عدم التنبه لمخا شخاهدته مخخن كرامخخاته وآيخخاته مخن انقيخادي لمخخره‬
‫]مع[ ما كان لي من المر المهم في بغداد‪ ،‬ومن تسميته إياي مع أني لم أكخخن‬
‫رأيته ول عرفته‪ ،‬ولما خطر في قلبي أن أدفع إليه شيئا من حق المخخام عليخخه‬
‫السلم وذكرت له أني راجعت فخخي ذلخك المجتهخد الفلنخخي لدفخخع إلخى السخادة‬
‫باذنه‪ ،‬قال لي ابتداء منه‪ :‬نعم وأوصلت بعض حقنا إلخخى وكلئنخخا فخخي النجخخف‬
‫الشرف‪ .‬ثم تذكرت أني مشيت معه بجنب نهخخر جخخار تحخخت أشخخجار مزهخخرة‬
‫متدلية على رؤوسنا‪ ،‬وأيخخن طريخخق بغخخداد وظخخل الشخخجار الزاهخخرة فخخي ذلخخك‬
‫التاريخ‪ ،‬وذكخخرت أيضخخا أنخخه سخخمى خليطخخي فخخي سخخفر زيخخارة مولنخخا الرضخخا‬
‫باسمه‪ ،‬ووصفه بالعبد الصالح‪ ،‬وبشرني‬

‫]‪[317‬‬

‫بقبول زيارته وزيارتي ثم إنخخه أعخخرض بخخوجهه الشخخريف عنخخد سخخؤالي إيخخاه عخخن حخخال‬
‫جماعة من أهخخل بغخخداد مخخن السخخوقة كخخانوا معنخخا فخخي طريخخق الزيخخارة‪ ،‬وكنخخت‬
‫أعرفهم بسوء العمخخل‪ ،‬مخخع أنخخه ليخخس مخخن أهخخل بغخخداد‪ ،‬ول كخخان مطلعخخا علخخى‬
‫أحوالهم لول أنه من أهل بيخت النبخوة والوليخخة‪ ،‬ينظخخر إلخخى الغيخخب مخخن وراء‬
‫ستر رقيق‪ .‬ومما أفادني اليقين بأنه المهدي عليه السلم أنه لما سلم على أهل‬
‫العصمة عليهم السلم في مقام طلب الذن‪ ،‬ووصل السلم إلى مولنا المخخام‬
‫العسكري‪ ،‬التفت إلي وقال لي‪ :‬أنخت مخخا تقخول إذا وصخلت إلخخى هنخخا ؟ فقلخخت‪:‬‬
‫أقول‪ :‬السلم عليك يا حجة الخ يخخا صخاحب الزمخخان‪ ،‬فتبسخخم ودخخل الروضخخة‬
‫المقدسة ثم افتقادي إياه وهو في صلة الزيارة لمخخا عزمخخت علخخى تكليفخخه بخخأن‬
‫أقوم بخدمته وضيافته تلك الليلة‪ ،‬إلى غير ذلخخك ممخخا أفخخادني القطخخع بخخأنه هخخو‬
‫المام الثاني عشر صلوات ال عليه وعلى آبخخائه الطخخاهرين والحمخخد ل خ رب‬
‫العالمين‪ .‬وينبغي أن يعلم أن هخخذا الرجخخل والرجخخل المتقخخدم ذكخخره فخخي القصخخة‬
‫السابقة هما من السوقة‪ ،‬وقد حدثاني بهخخذين الحخخديثين باللغخخة المصخخحفة الخختي‬
‫هي لسان أهل هذا الزمان‪ ،‬فاللفظ مني‪ ،‬مخخع المحافظخخة التامخخة علخخى المعنخخى‪،‬‬
‫فهو حديث بالمعنى وكتب أقل أهل العلم‪ :‬محمد بن أحمد بن الحسن الحسخخيني‬
‫الكاظمي مسكنا‪ .‬قلت‪ :‬ثم سألته أيده ال تعالى عن اسمه وحدثني غيره أيضخخا‬
‫أن اسمه الحاج علي البغدادي وهو من التجار وأغلب تجارته في طرف جدة‬
‫ومكة وما والها‪ ،‬بطريق المكاتبة‪ ،‬وحدثني جماعة مخخن أهخخل العلخخم والتقخخوى‬
‫من سكنة بلدة الكخخاظم عليخخه السخخلم بخخأن الرجخخل مخخن أهخخل الصخخلح والديانخخة‬
‫والورع‪ ،‬والمواظخخبين علخخى أداء الخمخخاس والحقخخوق وهخخو فخخي هخخذا التاريخخخ‬
‫طاعن في السن )‪ (1‬أحسن ال عاقبته‪.‬‬

‫)‪ (1‬يقال‪ :‬طعن في السن‪ :‬شاخ وهرم‪.‬‬

‫]‪[318‬‬

‫* )فائدتخخان مهمتخخان( * * )الولخخى( * روى الشخخيخ الطوسخخي فخخي كتخخاب الغيبخخة عخخن‬
‫الحسن بن أحمد المكتب والطبرسي في الحتجاج مرسخخل أنخخه خخخرج التوقيخخع‬
‫إلى أبي الحسن السمري‪ :‬يا علي بخخن محمخخد السخخمري اسخخمع أعظخخم الخ أجخخر‬
‫إخوانك فيك‪ ،‬فانك ميت ما بينك وما بين ستة أيام‪ ،‬فاجمع أمخخرك‪ ،‬ول تخخوص‬
‫إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك‪ ،‬فقد وقعت الغيبخخة التامخخة‪ ،‬فل ظهخخور إل بعخخد‬
‫إذن ال تعالى ذكره‪ ،‬وذلك بعد المد‪ ،‬وقسوة القلوب وامتلء الرض جورا‪،‬‬
‫وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة أل فمن ادعى المشخخاهدة قبخخل خخخروج‬
‫السفياني والصيحة‪ ،‬فهو كذاب مفتر‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيخخم‬
‫)‪ .(1‬وهذا الخبر بظاهره ينافي الحكايات السابقة وغيرها مما هو مذكور في‬
‫البحار والجواب عنه من وجوه‪ :‬الول‪ :‬أنه خبر واحد مرسخخل‪ ،‬غيخخر مخخوجب‬
‫علما‪ ،‬فل يعارض تلك الوقائع والقصص التي يحصل القطع عخخن مجموعهخخا‬
‫بل ومن بعضها المتضمن لكرامخخات ومفخخاخر ل يمكخخن صخخدورها مخخن غيخخره‬
‫عليه السلم‪ ،‬فكيف يجوز العراض عنها لوجود خبر ضخخعيف لخخم يعمخخل بخخه‬
‫ناقله‪ ،‬وهو الشيخ فخي الكتخاب المخذكور كمخا يخأتي كلمخه فيخه‪ ،‬فكيخف بغيخره‬
‫والعلماء العلم تلقوها بالقبول‪ ،‬وذكروها فخخي زبرهخخم وتصخخانيفهم‪ ،‬معخخولين‬
‫عليها معتنين بها‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع غيبة الشيخ ص ‪ 257‬وقد أخرجه في البحخخار بخخاب أحخخوال السخخفراء ج ‪51‬‬
‫ص ‪ 361‬عن غيبة الشيخ وكمال الدين )ج ‪ 2‬ص ‪ .(193‬فراجع‪.‬‬

‫]‪[319‬‬

‫الثاني‪ :‬ما ذكره في البحار بعد ذكر الخبر المزبور ما لفظخخه‪ :‬لعلخخه محمخخول علخخى مخخن‬
‫يدعي المشاهدة مع النيابة‪ ،‬وإيصال الخبار من جانبه إلى الشيعة على مثخخال‬
‫السفراء لئل ينافي الخبار التي مضت وسيأتي فيمخخن رآه عليخخه السخخلم والخ‬
‫يعلم )‪ .(1‬الثالث‪ :‬ما يظهر من قصة الجزيرة الخضراء‪ ،‬قال الشخخيخ الفاضخخل‬
‫علي بن فاضخل المازنخدراني‪ :‬فقلخخت للسخخيد شخمس الخدين محمخد وهخخو العقخخب‬
‫السادس من أولده عليه السخخلم‪ :‬يخخا سخخيدي قخخد روينخخا عخخن مشخخايخنا أحخخاديث‬
‫رويت عن صاحب المر عليه السلم أنه قال‪ :‬لما امر بالغيبخخة الكخخبرى‪ :‬مخخن‬
‫رآني بعد غيبتي فقد كذب‪ ،‬فكيخف فيكخخم مخن يخراه ؟ فقخال‪ :‬صخخدقت إنخخه عليخه‬
‫السلم إنما قال ذلك في ذلك الزمان لكثرة أعدائه من أهل بيته‪ ،‬وغيرهخخم مخن‬
‫فراعنة بني العباس‪ ،‬حتى أن الشيعة يمنع بعضها بعضا عن التحدث بخخذكره‪،‬‬
‫وفي هذا الزمان تطاولت المدة وأيس منه العداء‪ ،‬وبلدنا نائية عنهم‪ ،‬وعخخن‬
‫ظلمهم وعنائهم‪ ،‬الحكاية )‪ .(2‬وهذا الوجه كما ترى يجري في كثير مخخن بلد‬
‫أوليائه عليهم السلم‪ .‬الرابخع‪ :‬مخخا ذكخره العلمخة الطباطبخائي فخي رجخاله فخخي‬
‫ترجمة الشيخ المفيد بعد ذكر التوقيعخخات )‪ (3‬المشخخهورة الصخخادرة منخخه عليخخه‬
‫السلم في حقخخه مخخا لفظخخه‪ :‬وقخخد يشخخكل أمخخر هخخذا التوقيخخع بوقخخوعه فخخي الغيبخخة‬
‫الكبرى‪ ،‬مع جهالة المبلغ‪ ،‬ودعواه المشخخاهدة المنافيخخة بعخخد الغيبخخة الصخخغرى‪،‬‬
‫ويمكن دفعه باحتمال حصول العلم بمقتضى القرائن‪ ،‬واشخختمال التوقيخع علخى‬
‫الملحم والخبار عن الغيخخب الخخذي ل يطلخخع عليخه إل الخ وأوليخخاؤه باظهخخاره‬
‫لهم‪ ،‬وأن المشاهدة المنفية أن يشاهد المام عليه السلم ويعلم أنه الحجة عليه‬
‫السلم حال مشاهدته له‪ ،‬ولم يعلم من المبلغ ادعاؤه لذلك‪ .‬وقال رحمه ال في‬
‫فوائده في مسألة الجماع بعد اشتراط دخول كل من‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 52‬ص ‪ 151‬باب من ادعى الرؤيخخة فخخي الغيبخخة الكخخبرى‪ (2) .‬راجخخع ج‬
‫‪ 52‬ص ‪ " 172‬باب نادر فيمن رآه عليخخه السخخلم "‪ (3) .‬ذكرهخخا المجلسخخي‬
‫رحمه ال في باب ما خخخرج مخخن توقيعخخاته عليخخه السخخلم راجخخع ص ‪- 174‬‬
‫‪ 178‬من هذا المجلد‪.‬‬

‫]‪[320‬‬

‫ل نعرفه‪ :‬وربما يحصل لبعض حفظة السرار من العلماء البرار العلخم بقخول المخام‬
‫عليه السلم بعينه على وجه ل ينافي امتناع الرؤية في مدة الغيبة‪ ،‬فل يسخخعه‬
‫التصريح بنسبة القول إليه عليه السلم فيخخبرزه فخخي صخخورة الجمخخاع‪ ،‬جمعخخا‬
‫بين المر باظهار الحق والنهي عن إذاعة مثله بقول مطلخخق‪ ،‬انتهخخى‪ .‬ويمكخخن‬
‫أن يكون نظره في هذا الكلم إلى الوجه التي‪ .‬الخامس‪ :‬ما ذكره رحمخخه ال خ‬
‫فيه أيضا بقوله‪ :‬وقد يمنع أيضا امتناعه في شأن الخواص وإن اقتضاه ظاهر‬
‫النصوص بشهادة العتبار‪ ،‬ودللة بعض الثار‪ .‬ولعل مراده بالثار الوقخخائع‬
‫المذكورة هنا وفي البحار أو خصوص ما رواه الكليني في الكافي والنعمخخاني‬
‫في غيبته والشيخ في غيبته بأسانيدهم المعتبرة عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم‬
‫أنه قال‪ :‬ل بد لصاحب هذا المر من غيبة‪ ،‬ول بد له فخخي غيبتخخه مخخن عزلخخة‪،‬‬
‫وما بثلثين من وحشة )‪ .(1‬وظاهر الخبر كما صرح به شراح الحاديث أنه‬
‫عليه السلم يستأنس بثلثين من أوليائه في غيبته‪ ،‬وقيل‪ :‬إن المراد أنخخه علخخى‬
‫هيئة من سنه ثلثون أبدا وما في هذا السن وحشخخة وهخخذا المعنخخى بمكخخان مخخن‬
‫البعد والغرابة‪ ،‬وهذه الثلثون الذين يستأنس بهم المام عليه السلم في غيبته‬
‫ل بد أن يتبادلوا في كل قرن إذ لم يقدر لهم من العمخر مخا قخخدر لسخيدهم عليخخه‬
‫السلم ففي كل عصر يوجد ثلثون مؤمنا وليا يتشرفون بلقائه‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع الكافي في ج ‪ 1‬ص ‪ ،340‬غيبة النعماني ص ‪ ،99‬غيبخخة الشخخيخ ص ‪111‬‬


‫وقخخد ذكخخره المجلسخخي ‪ -‬رضخخوان الخ عليخخه ‪ -‬فخخي ج ‪ 52‬ص ‪ 153‬و ‪،157‬‬
‫وقال‪ :‬يدل على كونه عليه السلم غالبا في المدينة وحواليها وعلى أن معخخه‬
‫ثلثين من مواليه وخواصه‪ ،‬ان مات أحدهم قام آخر مقخخامه‪ .‬أقخخول‪ :‬ويؤيخخده‬
‫ما رواه الشيخ في غيبته ص ‪ 111‬عن المفضل بخخن عمخخر قخخال‪ :‬سخخمعت أبخخا‬
‫عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬ان لصاحب هخخذا المخخر غيبخختين احخخداهما تطخخول‬
‫حتى يقول بعضهم مات ويقول بعضهم قتل‪ ،‬ويقول بعضهم ذهخخب‪ ،‬حخختى ل‬
‫يبقى على أمره من أصحابه النفر يسخخير ل يطلخخع علخخى موضخخعه أحخخد مخخن‬
‫ولده ول غيره ال المولى الذي يلي أمره‪.‬‬

‫]‪[321‬‬

‫وفي خبر علي بن إبراهيخم بخن مهزيخار الهخوازي المخروي فخي إكمخال الخدين وغيبخة‬
‫الشيخ )‪ (1‬ومسند فاطمة عليها السلم لبي جعفر محمد بخخن جريخخر الطخخبري‬
‫وفي لفظ الخير أنه قال له الفتى الذي لقيخخه عنخخد بخخاب الكعبخخة‪ ،‬وأوصخخله إلخخى‬
‫المام عليه السلم‪ :‬ما الذي تريد يا أبا الحسن ؟ قخخال‪ :‬المخخام المحجخخوب عخخن‬
‫العالم‪ ،‬قال‪ :‬ما هو محجوب عنكم ولكخخن حجبخخه سخخوء أعمخخالكم‪ .‬الخخخبر‪ .‬وفيخخه‬
‫إشارة إلى أن من ليس له عمل سوء فل شئ يحجبه عخخن إمخخامه عليخخه السخخلم‬
‫وهو من الوتاد أو من البدال‪ ،‬في الكلم المتقدم عخن الكفعمخي‪ ،‬رحمخه الخ‪.‬‬
‫وقال المحقق الكاظمي في أقسام الجماع الذي استخرجه من مطاوي كلمخخات‬
‫العلماء‪ ،‬وفحاوي عباراتهم‪ ،‬غير الجماع المصخخطلح المعخخروف‪ :‬وثالثهخخا أن‬
‫يحصل لحد من سفراء المام الغائب عجل ال فرجخخه‪ ،‬وصخخلى عليخخه‪ ،‬العلخخم‬
‫بقوله إما بنقل مثله له سرا‪ ،‬أو بتوقيع أو مكاتبة‪ ،‬أو بالسماع منه شفاها‪ ،‬على‬
‫وجه ل ينافي امتناع الرؤيخخة فخخي زمخخن الغيبخخة‪ ،‬ويحصخخل ذلخخك لبعخخض حملخخة‬
‫أسرارهم‪ ،‬ول يمكنهم التصريح بما اطلع عليه‪ ،‬والعلن بنسبة القخخول إليخخه‪،‬‬
‫والتكال في إبراز المدعى على غير الجماع مخخن الدلخخة الشخخرعية‪ ،‬لفقخخدها‪.‬‬
‫وحينئذ فيجوز له إذا لم يكن مخخأمورا بالخفخخاء‪ ،‬أو كخخان مخخأمورا بالظهخخار ل‬
‫على وجه الفشاء أن يخخبرزه لغيخخره فخخي مقخخام الحتجخاج‪ ،‬بصخخورة الجمخخاع‪،‬‬
‫خوفا مخخن الضخخياع وجمعخخا بيخخن امتثخخال لمخخر باظهخخار الحخخق بقخخدر المكخخان‪،‬‬
‫وامتثال النهي عن إذاعة مثله لغير أهله من أبناء الزمان‪ ،‬ول ريب في كخخونه‬
‫حجة أما لنفسه فلعلمه بقول المام عليه السلم‪ ،‬وأما لغيره فلكشخخفه عخن قخول‬
‫المام عليه السلم أيضا غاية ما هناك أنه يستكشف قول المام عليخخه السخخلم‬
‫بطريق غير ثابت‪ ،‬ول ضخخير فيخه‪ ،‬بعخخد حصخول الوصخول إلخخى مخا انيخخط بخخه‬
‫حجية الجماع‪ ،‬ولصحة هذا الوجه وإمكانه شواهد تدل عليه‪ :‬منها كخثير مخن‬
‫الزيارات والداب والعمال المعروفة التي تداولت بيخخن الماميخخة ول مسخختند‬
‫لها ظاهرا من أخبارهم‪ ،‬ول من كتب قدمائهم الواقفين على آثار‬

‫)‪ (1‬ونقله المجلسي رحمه ال في ج ‪ 52‬ص ‪ 9‬و ‪ 32‬فراجع‪.‬‬

‫]‪[322‬‬

‫الئمة عليهم السلم وأسرارهم‪ ،‬ول أمارة تشهد بأن منشأها أخبخخار مطلقخخة‪ ،‬أو وجخخوه‬
‫اعتبارية مستحسنة‪ ،‬هي التي دعتهم إلى إنشائها وترتيبها‪ ،‬والعتناء لجمعهخخا‬
‫وتدوينها كما هو الظاهر في جملة منها‪ ،‬نعم ل نضائق في ورود الخبار في‬
‫بعضها‪ .‬ومنها ما رواه والد العلمة وابن طخخاووس عخخن السخخيد الكخخبير العابخخد‬
‫رضي الدين محمد بن محمد الوي ‪ -‬إلى آخر مخخا مخخر فخخي الحكايخخة السادسخخة‬
‫والثلثيخخن )‪ .(1‬ومنهخخا قصخخة الجزيخخرة الخضخخراء المعروفخخة المخخذكورة فخخي‬
‫البحار‪ ،‬وتفسير الئمة عليهم السلم وغيرها‪ .‬ومنها ما سخخمعه منخخه علخخي بخخن‬
‫طاووس في السرداب الشريف )‪ .(2‬ومنها مخخا علخخم محمخخد بخخن علخخي العلخخوي‬
‫الحسيني المصري في الحائر الحسيني وهو بين النوم واليقظخخة‪ ،‬وقخخد أتخخاه ال‬
‫إمام عليه السلم مكررا وعلمه إلى أن تعلمه في خمس ليال وحفظخخه ثخخم دعخخا‬
‫به واستجيب دعاؤه‪ ،‬وهو الدعاء المعروف بخخالعلوي المصخخري وغيخخر ذلخخك‪.‬‬
‫ولعل هذا هو الصل أيضا فخخي كخخثير مخخن القخخوال المجهولخخة القخخائل‪ ،‬فيكخخون‬
‫المطلع على قول المام عليه السلم لمخا وجخده مخالفخا لمخا عليخه الماميخة أو‬
‫معظمهم‪ ،‬ولم يتمكن من إظهاره على وجهه‪ ،‬وخشي أن يضيع الحق ويذهب‬
‫عن أهله‪ ،‬جعله قخخول مخخن أقخخوالهم‪ ،‬وربمخخا اعتمخخد عليخخه وأفخختى بخخه مخخن غيخخر‬
‫تصريح بدليله لعدم قيام الدلة الظاهرة باثباته‪ ،‬ولعله الخخوجه أيضخخا فيمخا عخخن‬
‫بعض المشايخ من اعتبار تلك القوال أو تقويتها بحسب المكان‪ ،‬نظخخرا إلخخى‬
‫احتمال كونها قول المام عليه السلم ألقاها بين العلمخخاء‪ ،‬كيل يجمعخخوا علخخى‬
‫الخطاء‪ ،‬ول طريق ل لقائها حينئذ إل بالوجه المذكور‪ .‬وقال السيد المرتضى‬
‫في كتاب تنزيه النبياء في جواب من قخخال‪ " :‬فخخإذا كخخان المخخام عليخخه السخخلم‬
‫غائبا بحيث ل يصل إليه أحد من الخلق ول ينتفع به‪ ،‬فما الفرق‬

‫)‪ (1‬راجع ص ‪ 273 - 271‬مما سبق في هذا المجلد‪ (2) .‬راجع ص ‪.306 - 302‬‬

‫]‪[323‬‬

‫بين وجوده وعدمه الخ "‪ :‬قلنا الجواب أول ما نقوله‪ :‬إنا غير قخخاطعين علخخى أن المخخام‬
‫ل يصل إليه أحد‪ ،‬ول يلقاه بشر‪ ،‬فهذا أمر غير معلوم‪ ،‬ول سبيل إلخخى القطخخع‬
‫عليه الخ‪ .‬وقال أيضا في جواب من قال‪ :‬إذا كانت العلخخة فخخي اسخختتار المخخام‪،‬‬
‫خوفه مخخن الظخخالمين‪ ،‬واتقخخاءه مخخن المعانخخدين‪ ،‬فهخخذه العلخخة زائلخخة فخخي أوليخخائه‬
‫وشيعته‪ ،‬فيجب أن يكون ظاهرا لهم‪ :‬بعد كلم له ‪ -‬وقلنا أيضا إنه غير ممتنع‬
‫أن يكون المام يظهر لبعض أوليائه ممن ل يخشى من جهته شيئا من أسباب‬
‫الخوف‪ ،‬وإن هذا مما ل يمكن القطع على ارتفاعه وامتناعه‪ ،‬وإنما يعلخخم كخخل‬
‫واحد من شيعته حال نفسه‪ ،‬ول سبيل له إلى العلم بحال غيره‪ .‬وله في كتخخاب‬
‫المقنع في الغيبة كلم يقرب مما ذكره هناك‪ .‬وقال الشخخيخ الطوسخخي رضخخوان‬
‫ال عليه في كتاب الغيبة في الجواب عخخن هخخذا السخخؤال بعخخد كلم لخخه‪ :‬والخخذي‬
‫ينبغي أن يجاب عن هذا السؤال الذي ذكرناه عن المخالف أن نقول‪ :‬إنخخا أول‬
‫لنقطع على استتاره عن جميع أوليائه بل يجوز أن يخخبرز لكخخثرهم ول يعلخخم‬
‫كل إنسان إل حال نفسه‪ ،‬فإن كان ظاهرا له فعلته مزاحة‪ ،‬وإن لم يكن ظاهرا‬
‫علم أنه إنما لم يظهر له لمر يرجع إليه‪ ،‬وإن لم يعلمه مفصخخل لتقصخخير مخخن‬
‫جهته الخ )‪ .(1‬وتقدم كلمات للسيد علي بن طاووس تناسب المقخخام خصوصخخا‬
‫قوله مع أنه عليه السلم حاضر مع ال جل جلله على اليقين وإنما غاب من‬
‫لم يلقه عنهم‪ ،‬لغيبته عن حضرة المتابعة له‪ ،‬ولرب العالمين )‪ .(2‬وفيما نقلنخخا‬
‫من كلماتهم وغيرهخا ممخا يطخول بنقلخه الكتخاب كفايخة لرفخع السختبعاد وعخدم‬
‫حملهم الخبر على ظاهره‪ ،‬وصرفه إلى أحد الوجوه التي ذكرناها‪.‬‬

‫)‪ (1‬وقد مر نقله في ج ‪ 51‬ص ‪ 196‬مستوفى‪ ،‬عن كتاب الغيبة للشيخ الطوسي قخخدس‬
‫سره ص ‪ (2) .75‬راجع ص ‪ 304‬مما سبق‪.‬‬

‫]‪[324‬‬

‫السادس أن يكون المخفي على النام‪ ،‬والمحجوب عنهم‪ ،‬مكانه عليه السلم ومسخختقره‬
‫الذي يقيم فيه‪ ،‬فل يصل إليه أحد‪ ،‬ول يعرفه غيره حتى ولده‪ ،‬فل ينافي لقاءه‬
‫ومشاهدته في الماكن والمقامات التي قخخد مخخر ذكخخر بعضخخها‪ ،‬وظهخخوره عنخخد‬
‫المضطر المستغيث به‪ ،‬الملتجئ إليخخه الخختي انقطعخخت عنخخه السخخباب واغلقخخت‬
‫دونه البواب‪ .‬وفي دعوات السخخيد الراونخخدي ومجمخخوع الخخدعوات للتلعكخخبري‬
‫وقبس المصباح للصخخهر شخختي فخخي خخخبر أبخخي الوفخخاء الشخخيرازي أنخخه قخخال لخخه‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله في النوم‪ :‬وأما الحجة‪ ،‬فخخإذا بلخخغ منخخك السخخيف‬
‫للذبح‪ ،‬وأومأ بيده إلى الحلق‪ ،‬فاستغث به فانه يغيثك‪ ،‬وهو غياث وكهف لمخخن‬
‫استغاث‪ ،‬فقل‪ :‬يا مولي يا صاحب الزمان أنا مستغيث بك‪ ،‬وفخخي لفخخظ‪ :‬وأمخخا‬
‫صاحب الزمان فإذا بلغ منك السيف هنا‪ ،‬ووضع يده على حلقخه‪ ،‬فاسختعن بخه‬
‫فانه يعينك‪ .‬ومما يؤيخخد هخخذا الحتمخخال مخخا رواه الشخخيخ والنعمخخاني فخخي كتخخابي‬
‫الغيبة عن المفضل بن عمر قال‪ :‬سمعت أبا عبخد الخ عليخه السخلم يقخول‪ :‬إن‬
‫لصاحب هذا المر غيبتين إحداهما يطول‪ ،‬حتى يقول بعضهم مخخات‪ ،‬ويقخخول‬
‫بعضهم قتل‪ ،‬ويقول بعضهم ذهب حتى ل يبقخخى علخخى أمخخره مخخن أصخخحابه إل‬
‫نفر يسير‪ ،‬ل يطلع على موضخعه أحخد مخن ولخده‪ ،‬ول غيخره إل الخذي ]يلخي[‬
‫أمره )‪ .(1‬وروى الكليني عن إسحاق بن عمار قال أبو عبد ال عليه السخخلم‪:‬‬
‫للقائم غيبتان إحداهما قصيرة والخرى طويلة‪ :‬الغيبة الولى ل يعلخخم بمكخخانه‬
‫فيها إل خاصة شيعته‪ ،‬والخرى ل يعلم بمكانه فيها إل خاصة مواليه‪ .‬ورواه‬
‫النعماني وفي لفظه بدون الستثناء فخي الثخخاني‪ ،‬ورواه بسخخند آخخر عنخخه عليخه‬
‫السلم قال‪ :‬للقائم غيبتان إحداهما قصخخيرة والخخخرى طويلخخة الولخخى ل يعلخخم‬
‫بمكانه إل خاصة ]شيعته‪ ،‬والخرى ل يعلخخم بمكخخانه إل خاصخخة[ مخخواليه فخخي‬
‫دينه )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬راجخخع غيبخخة الشخخيخ ص ‪ ،111‬غيبخخة النعمخخاني ص ‪ ،89‬وقخخد أخرجخخه المجلسخخي‬


‫رحمه الخ فخي ج ‪ 52‬ص ‪ 153‬فراجخخع‪ (2) .‬الكخخافي ج ‪ 1‬ص ‪ ،340‬غيبخخة‬
‫النعماني ص ‪.89‬‬

‫]‪[325‬‬

‫وليس في تلك القصص ما يدل على أن أحدا لقيه عليه السلم في مقر سخخلطنته ومحخخل‬
‫إقامته‪ .‬ثم ل يخفى على الجائس في خلل ديار الخبار أنه عليه السلم ظهر‬
‫في الغيبة الصغرى لغير خاصته ومواليه أيضا‪ ،‬فالذي انفرد به الخواص في‬
‫الصغرى هو العلم بمستقره‪ ،‬وعرض حوائجهم عليه عليخخه السخخلم فيخخه‪ ،‬فهخخو‬
‫المنفي عنهخم فخي الكخبرى‪ ،‬فحخالهم وحخال غيرهخم فيهخا كغيخر الخخواص فخي‬
‫الصغرى‪ ،‬وال العالم‪) * .‬الثانية( * أنه قد علم من تضاعيف تلخخك الحكايخخات‬
‫أن المداومة على العبادة‪ ،‬والمواظبة‪ .‬على التضرع والنابة‪ ،‬في أربعين ليلة‬
‫الربعاء في مسجد السهلة أو ليلة الجمعة فيها أو في مسجد الكوفة أو الحخخائر‬
‫الحسيني علخى مشخرفه السخلم أو أربعيخن ليلخة مخن أي الليخالي فخي أي محخل‬
‫ومكان‪ ،‬كما في قصة الرمان المنقولة في البحار طريق إلى الفوز بلقائه عليه‬
‫السلم ومشاهدة جماله‪ ،‬وهذا عمل شائع‪ ،‬معروف في المشخخهدين الشخخريفين‪،‬‬
‫ولهم في ذلك حكايات كثيرة‪ ،‬ولخخم نتعخخرض لخخذكر أكثرهخخا لعخخدم وصخخول كخخل‬
‫واحد منها إلينا بطريخخق يعتمخخد عليخخه‪ ،‬إل أن الظخخاهر أن العمخخل مخخن العمخخال‬
‫المجربخة‪ ،‬وعليخه العلمخاء والصخلحاء والتقيخاء‪ ،‬ولخم نعخثر لهخم علخى مسختند‬
‫خاص وخبر مخصوص‪ ،‬ولعلهم عثروا عليه أو استنبطوا ذلك من كخخثير مخخن‬
‫الخبار التي يستظهر منها أن للمداومة على عمخخل مخصخخوص مخخن دعخخاء أو‬
‫صلة أو قراءة أو ذكر أو أكخخل شخخئ مخصخخوص أو تركخخه فخخي أربعيخخن يومخخا‬
‫تأثير في النتقال والترقي من درجة إلى درجة‪ ،‬ومن حالة إلى حالة‪ ،‬بل فخخي‬
‫النزول كذلك‪ ،‬فيسخختظهر منهخخا أن فخخي المواظبخخة عليخخه فخخي تلخخك اليخخام تخخأثير‬
‫لنجاح كل مهم أراده‪ .‬ففي الكافي‪ :‬ما أخلص عبد اليمان بال وفي رواية ما‬
‫أجمخخل عبخخد ذكخخر ال خ أربعيخخن صخخباحا إل زهخخده فخخي الخخدنيا‪ ،‬وبصخخره داءهخخا‬
‫ودواءها وأثبت الحكمة‬
‫]‪[326‬‬

‫فخخي قلبخخه ]وأنطخخق بهخخا لسخخانه[ )‪ .(1‬وفخخي النبخخوي المخخروي فخخي لخخب اللبخخاب للقطخخب‬
‫الراوندي‪ :‬من أخلص العبادة ل أربعين صخخباحا ظهخخرت ينخخابيع الحكمخخة مخخن‬
‫قلبه على لسانه )‪ .(2‬وفي أخبار كثيرة ما حاصلها‪ :‬النطفة تكخخون فخخي الرحخخم‬
‫أربعين يوما‪ ،‬ثم تصير علقة أربعين يوما‪ ،‬ثخخم تصخخير مضخخغة أربعيخخن يومخخا‪،‬‬
‫فمن أراد أن يدعو للحبلى أن يجعل ال ما في بطنها ذكرا سويا يدعو ما بينخخه‬
‫وبين تلك الربعة أشهر‪ .‬وفي الكافي أنه قيل للكاظم عليه السخخلم‪ :‬إنخخا روينخخا‬
‫عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬من شرب الخمر لم يحتسب له صلته‬
‫أربعين يوما ‪ -‬إلى أن قال‪ :‬إذا شرب الخمر بقخخي فخخي مشاشخخه أربعيخخن يومخخا‪،‬‬
‫على قدر انتقال خلقتخخه‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬كخخذلك جميخخع غخخذاء أكلخخه وشخخربه يبقخخى فخخي‬
‫مشاشه أربعين )‪ .(3‬وورد أن من ترك اللحم أربعين صباحا ساء خلقخخه‪ ،‬لن‬
‫انتقال النطفة في أربعين يوما‪ ،‬ومن أكخخل اللحخخم أربعيخخن صخخباحا سخخاء خلقخخه‪،‬‬
‫ومن أكل الزيخت وادهخخن بخخه لخم يقربخه الشخخيطان أربعيخخن يومخخا‪ ،‬ومخخن شخرب‬
‫السويق أربعين صباحا امتلت كتفاه قوة‪ ،‬ومن أكل الحلل أربعين يوما نور‬
‫ال قلبه‪ .‬وفي أمالي الصدوق فخخي خخخبر بهلخخول النبخخاش والتجخخاؤه إلخخى بعخخض‬
‫جبال المدينة وتضرعه وإنابته أربعين يوما‪ ،‬وقبول توبته في يوم الربعيخخن‪،‬‬
‫ونزول الية فيه وذهاب النبي صلى الخ عليخخه وآلخخه عنخخده‪ ،‬وقراءتهخخا عليخخه‪،‬‬
‫وبشارته بقبول التوبة‪ ،‬ثم قال صلى الخ عليخخه وآلخخه لصخخحابه‪ :‬هكخخذا تخخدارك‬
‫الذنوب كما تداركها بهلخخول‪ .‬وورد أن داود عليخخه السخخلم بكخخى علخخى الخطيئة‬
‫أربعين يوما‪ .‬وأحسن من الجميع شاهدا أنه تعخخالى جعخخل ميقخخات نخخبيه موسخخى‬
‫أربعين يوما‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 16‬باب الخلص الرقم ‪ (2) .6‬وأخرجه السيوطي في الجخامع‬
‫الصغير عخخن حليخخة الوليخخاء كمخخا فخخي السخخراج المنيخخر ج ‪ 3‬ص ‪(3) .323‬‬
‫الكافي ج ‪ 6‬ص ‪.402‬‬

‫]‪[327‬‬

‫وفي النبوي أنه ما أكل وما شرب ول نام ول اشتهى شيئا من ذلك فخخي ذهخخابه ومجيئه‬
‫أربعين يوما شوقا إلى ربه‪ .‬وفي تفسير العسكري عليخخه السخخلم كخخان موسخخى‬
‫عليه السلم يقول لبني إسرائيل‪ :‬إذا فخخرج الخ عنكخخم‪ ،‬وأهلخخك أعخخداءكم آتيكخخم‬
‫بكتاب من عند ربكم يشمل على أوامره ونواهيه ومخخواعظه وعخخبره وأمثخخاله‪،‬‬
‫فلما فرج ال عنهم أمره ال عزوجخخل أن يخخأتي للميعخخاد ويصخخوم ثلثيخخن يومخخا‬
‫عند أصل الجبل‪ ،‬إلى أن قال‪ :‬فأوحى ال إليه‪ :‬صم عشرا آخر وكان وعد ال‬
‫أن يعطيه الكتاب بعد أربعين ليلة‪ .‬بل ورد أن النبي صلى ال عليه وآلخخه امخخر‬
‫أن يهجر خديجة أربعين يوما قبل يوم بعثته‪ .‬ومن الشواهد التي تناسب المقام‬
‫ما روي بالسانيد المعتبرة عن الصادق عليه السلم أنه قال‪ :‬من دعا إلى ال‬
‫تعالى أربعين صباحا بهذا العهد كان من أنصار قائمنا فان مات قبله‪ ،‬أخرجه‬
‫ال من قبره وأعطاه بكل كلمة ألف حسنة‪ ،‬ومحي عنه ألف سيئة‪ ،‬وهو‪ :‬اللهم‬
‫رب النور العظيم‪ ،‬الدعاء )‪ .(1‬وفي إكمال الدين في حديث حكيمة فخخي ولدة‬
‫المهدي صلوات ال عليه أنه عليخخه السخخلم لمخخا ولخخد وسخخجد‪ ،‬وشخخهد بالتوحيخخد‬
‫والرسالة‪ ،‬وإمامة آبائه عليهم السلم قخخالت‪ :‬فصخخاح أبخخو محمخخد الحسخخن عليخخه‬
‫السلم فقال‪ :‬يا عمة تناوليه فهاتيه‪ ،‬قالت‪ :‬فتناولته وأتيت به نحوه فلمخخا مثلخخت‬
‫بين يدي أبيه وهو على يخخدي‪ ،‬سخخلم علخخى أبيخخه‪ ،‬فتنخخاوله الحسخخن عليخخه السخخلم‬
‫والطير ترفرف على رأسه‪ ،‬فصاح بطيخخر منهخخا فقخخال‪ :‬احملخخه واحفظخخه ورده‬
‫إلينا في كل أربعين يوما فتناوله الطير وطار به في جو السماء‪ ،‬واتبعه سائر‬
‫الطيور فسمعت أبا محمد عليخخه السخخلم يقخخول‪ :‬أسخختودعك الخخذي اسخختودعته أم‬
‫موسى عليه السلم فبكت نرجس فقال لها‪ :‬اسكتي فان الرضخخاع محخخرم عليخه‬
‫إل من ثديك إلى أن قخخال‪ :‬قخخالت حكيمخخة‪ :‬فلمخخا أن كخخان بعخخد أربعيخخن يومخخا رد‬
‫الغلم ووجه إلي ابن أخي فدعاني فدخلت عليخخه فخخإذا أنخخا بصخخبي يمشخخي بيخخن‬
‫يديه إلى أن قال‪ :‬قالت حكيمة‪ :‬فلم أزل أرى ذلك‬

‫)‪ (1‬أخرجه المجلسي رحمه ال في باب الرجعة تحت الرقم ‪ 111‬عن مصباح الخخزائر‬
‫راجع ص ‪ 95‬من هذا المجلد الذي بين يديك‪.‬‬

‫]‪[328‬‬

‫الصبي كل أربعين يوما إلى أن رأيته رجل قبل مضي أبي محمد عليه السلم الخبر )‬
‫‪ .(1‬واعلم أنا قد ذكرنا فخخي الفصخخل الول مخخن المجلخخد الثخخاني مخخن كتابنخخا دار‬
‫السلم أعمال مخصوصة عند المنام للتوسل إلى رؤية النبي صلى ال خ عليخخه‬
‫وآله وأمير المؤمنين عليه السلم والئمة عليهم السخخلم فخخي المنخام‪ ،‬وأكثرهخا‬
‫مختص بالنبي وبعضها بالوصي صلوات ال عليهما‪ ،‬ولعله يجري في سخخائر‬
‫الئمة ما جرى لهما صلوات الخ عليهمخخا لبعخخض عمومخخات المنزلخخة‪ ،‬وبخخذلك‬
‫صرح المحقق الجليل المولى زين العابخخدين الجرفادقخخاني ‪ -‬رحمخخه الخ ‪ -‬فخخي‬
‫شرح المنظومة‪ ،‬حيث قال‪ :‬في شرح قوله في غايات الغسخخل‪ :‬ورؤيخخة المخخام‬
‫في المنام * لدرك ما يقصد من مرام أنه يدل عليه النبوي المروي في القبال‬
‫في أعمال ليلة النصف من شعبان " فأحسن الطهر ‪ -‬إلى أن قخخال‪ - :‬ثخخم سخخأل‬
‫ال تعالى أن يراني من ليلته يراني "‪ .‬ولكن فيه مضافا إلى استهجان خخخروج‬
‫المورد عن البيت إل بتكلف ل يخفى أن الظاهر بل المقطوع أن نظر السيد ‪-‬‬
‫رحمه ال ‪ -‬إلى ما رواه الشيخ المفيد رحمخخه الخ فخخي الختصخخاص عخخن أبخخي‬
‫المغرى عن موسى بن جعفر عليهما السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬من كخخانت لخخه‬
‫إلخخى ال خ حاجخخة وأراد أن يرانخخا‪ ،‬وأن يعخخرف موضخخعه‪ ،‬فليغتسخخل ثلث ليخخال‬
‫يناجي بنا‪ ،‬فانه يرانا ويغفر له بنا‪ ،‬ول يخفى عليه موضعه‪ ،‬الخبر ) ‪ .(2‬قوله‬
‫عليه السلم‪ " :‬يناجي بنا " أي يناجي الخ تعخخالى بنخخا‪ ،‬ويعخخزم عليخخه ويتوسخخل‬
‫إليه بنا أن يرينا إيخخاه‪ ،‬ويعخخرف موضخخعه عنخخدنا )‪ (3‬وقيخخل أي يهتخخم برؤيتنخخا‪،‬‬
‫ويحدث نفسه بنا‪ ،‬ورؤيتنا ومحبتنا‪ ،‬فخخانه يراهخخم أو يسخخألنا ذلخخك‪ .‬وفخخي الجنخخة‬
‫الواقية للشيخ إبراهيم الكفعمي‪ :‬رأيت في بعض كتب أصحابنا‬

‫)‪ (1‬أخرجه المجلسي ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في باب ولدته وأحوال أمه عليه السلم راجخخع ج‬
‫‪ 51‬ص ‪ ،14‬كمال الدين ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .102‬راجع الختصاص ص ‪.90‬‬
‫)‪ (3‬في نسخة الختصاص المطبوع‪ " :‬وأن يعرف موضعه عند ال "‪.‬‬

‫]‪[329‬‬

‫أنه من أراد رؤية أحد من النبياء والئمة عليهم السلم أو الوالدان في نخخومه فليقخخرء‪:‬‬
‫والشمس‪ ،‬والقدر‪ ،‬والجحد‪ ،‬والخلص‪ ،‬والمعوذتين ثم يقرء الخلص مائة‬
‫مرة ويصلى على النبي صلى ال عليه وآلخه مخائة مخرة‪ ،‬وينخام علخى الجخانب‬
‫اليمن على وضوئه فانه يرى من يريده إنشاء ال تعالى‪ ،‬ويكلمهخخم بمخخا يريخخد‬
‫من سؤال وجواب‪ .‬ورأيت في نسخة اخرى هذا بعينخخه غيخخر أنخخه‪ ،‬يفعخخل ذلخخك‬
‫سبع ليال بعد الدعاء الذي أوله‪ :‬اللهم أنت الحي الذي الخ‪ ،‬وهذا الخخدعاء رواه‬
‫السيد علي بن طاوس في فلح السائل‪ ،‬مسندا عن بعض الئمة عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬إذا أردت أن ترى ميتك‪ ،‬فبت على طهر‪ ،‬وانضجع على يمينخخك‪ ،‬وسخخبح‬
‫تسبيح فاطمة عليها السلم‪ .‬وقخخال الشخخيخ الطوسخخي فخخي مصخخباحه‪ :‬ومخخن أراد‬
‫رؤيا ميت في منامه فليقل ]فخي منخامه[‪ :‬اللهخم أنخت الحخي الخذي ل يوصخف‪،‬‬
‫واليمان يعرف منه‪ ،‬منك بدأت الشياء وإليك تعود فما أقبل منها كنت ملجأه‬
‫ومنجاه‪ ،‬وما أدبر منها لم يكن له ملجأ ول منجا منك إل إليك‪ ،‬فأسألك بل إله‬
‫إل أنت‪ ،‬وأسألك ببسم ال الرحمن الرحيم وبحق حبيبك محمد صلى ال عليه‬
‫وآلخخه سخخيد النخخبيين‪ ،‬وبحخخق علخخي خيخخر الوصخخيين‪ ،‬وبحخخق فاطمخخة سخخيدة نسخخاء‬
‫العالمين‪ ،‬وبحق الحسخخن والحسخين الخذين جعلتهمخا سخخيدي شخباب أهخخل الجنخة‬
‫أجمعين أن تصلي على محمد وآله وأهل بيتخخه‪ ،‬وأن ترينخخي ميخختي فخخي الحخخال‬
‫التى هو فيها فانك تراه إنشخاء الخ تعخالى‪ .‬ومقتضخى إطلق صخدر الخخبر أن‬
‫يكون للداعي إذا عمل بهذه النسخخة أن يبخخدل آخخخر الخدعاء بمخخا يناسخب رؤيخخة‬
‫المام الحي والنبي الحي بل الظاهر أن يكون له ذلك إن أراد رؤية كل واحد‬
‫من النبياء والئمخخة عليهخخم السخخلم حيخخا كخخان أو ميتخخا‪ .‬بخخل فخخي كتخخاب تسخخهيل‬
‫الدواء‪ ،‬بعد ذكر الدعاء المذكور‪ ،‬وذكر مشايخنا رضوان ال خ عليهخخم أن مخخن‬
‫أراد أن يخخرى أحخدا مخن النبيخخاء أو أئمخخة الهخخدى صخخلوات الخ عليهخم فليقخخرء‬
‫الدعاء المذكور إلى قوله أن تصلي على محمد وآل محمد ثم يقول‪ :‬أن تريني‬
‫فلنا ويقرء بعده سورة والشمس‪ ،‬ووالليل‪ ،‬والقدر‪ ،‬والجحد‪ ،‬والخلص‬
‫]‪[330‬‬

‫والمعوذتين‪ ،‬ثم يقرء مخائه مخرة سخورة التوحيخد فكخل مخن أراده يخراه ويسخأل عنخه مخا‬
‫أراده‪ ،‬ويجيبه إنشاء ال‪ .‬وحيث بلخخغ بنخخا الكلم إلخخى هخخذا المقخخام‪ ،‬فخخالولى أن‬
‫نتخخبرك بخخذكر بعخخض العمخخال المختصخخرة للغايخخة المخخذكورة‪ ،‬بنخخاء علخخى مخخا‬
‫احتملنخخاه وصخخرح بخخه المحقخخق المخخذكور‪ ،‬وهخخو مخخن أعخخاظم العلمخخاء الخخذين‬
‫عاصرناهم‪ .‬فمنها مخا فخخي فلح السخخائل للسخخيد علخخي بخخن طخاوس لرؤيخخا أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم في المنام‪ ،‬قال‪ :‬إذا أردت ذلخخك‪ ،‬فقخخل عنخخد مضخخجعك "‬
‫اللهم إني أسألك يا من لطفه خفي‪ ،‬وأياديه باسطة ل تنقضخخي‪ ،‬أسخخألك بلطفخخك‬
‫الخفي‪ ،‬الذي ما لطفت به لعبد إل كفي‪ ،‬أن تريني مولي علي بن أبي طخخالب‬
‫عليه السلم في منامي‪ .‬وحدثني بعض الصلحاء البرار طاب ثراه أنه جربه‬
‫مرارا‪ .‬ومنها‪ :‬ما في المصباح للكفعمي وتفسير البرهان عخخن كتخخاب خخخواص‬
‫القرآن عن الصادق عليه السلم أن من أدمن قراءة سورة المزمل رأى النبي‬
‫صلى ال عليه وآله وسأله ما يريد وأعطاه ال كل ما يريد من الخيخخر‪ .‬ومنهخخا‬
‫ما رواه الول أن من قرأ ]سورة[ القخخدر عنخخد زوال الشخخمس مخخائة مخخرة رأى‬
‫النبي صلى ال عليه وآله في منخخامه‪ .‬ومنهخا مخا فخي المجلخخد الول مخن كتخخاب‬
‫المجموع الرائق للسيد الجليخخل هبخخة الخ بخخن أبخخي محمخخد الموسخخوي المعاصخخر‬
‫للعلمة رحمه ال أن من أدمن تلوة سورة الجن رأى النبي صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله وسأله ما يريد‪ .‬ومنها ما فيه أن من قخخرء سخورة الكخافرون نصخف الليخخل‬
‫من ليلة الجمعة‪ ،‬رأى النبي صلى ال عليه وآله‪ .‬ومنهخا قخراءة دعخاء المجيخر‬
‫على طهارة سبعا عند النوم‪ ،‬بعد صوم سبعة أيخخام‪ ،‬رواه الكفعمخخي فخخي جنتخخه‪.‬‬
‫ومنها قراءة الدعاء المعروف بالصحيفة المروي فخخي مهخخج الخخدعوات خمخخس‬
‫مرات على طهارة‪.‬‬

‫]‪[331‬‬

‫ومنها ما رواه الكفعمي عن الصادق عليه السلم أنه قال‪ :‬مخخن قخخرء سخخورة القخخدر بعخخد‬
‫صلة الزوال وقبل الظهر‪ ،‬إحدى وعشرين مرة‪ ،‬لم يمخخت حخختى يخخرى النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪ .‬ومنها ما فخي بعخخض المجخاميع المعتخخبرة أن مخن أراد أن‬
‫يرى سيد البريات في المنام فليصل ركعخختين بعخخد صخخلة العشخخاء بخخأي سخخورة‬
‫أراد‪ ،‬ثم يقرء هذا الدعاء مائة مرة بسم ال الرحمن الرحيم يا نور النخخور‪ ،‬يخخا‬
‫مدبر المور‪ ،‬بلغ مني روح محمد وأرواح آل محمد تحية وسلما‪ .‬ومنها مخخا‬
‫في جنة الكفعمي عن كتخخاب خخخواص القخخرآن أنخخه مخخن قخخرء ليلخخة الجمعخخة بعخخد‬
‫صلة يصليها من الليل الكوثر ألف مرة‪ ،‬وصلى على محمد وآل محمد ألخخف‬
‫مرة رأى النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه فخخي نخخومه‪ .‬تلخخك عشخخرة كاملخخة وبخخاقي‬
‫العمال والوراد والصلوات يطلب من كتابنا المخخذكور فخخان فيخخه مخخا تشخختهيه‬
‫النفس وتلذ العين )‪ .(1‬ولنختم هذه المقالة الشريفة بذكر ندبة أنشأها السخخيد‬
‫السخخند الصخخالح الصخخفي إمخخام شخخعراء العخخراق‪ ،‬بخخل سخخيد الشخخعراء فخخي النخخدب‬
‫والمراثي على الطلق‪ ،‬السيد حيدر ابخن السخيد سخخليمان الحلخخي‪ ،‬المؤيخخد مخخن‬
‫عند الملك العلخخي‪ ،‬وقخخد جمخخع أيخخده الخ تعخخالى بيخخن فصخخاحة اللسخخان‪ ،‬وبلغخخة‬
‫البيان‪ ،‬وشدة التقوى‪ ،‬وقخخوة اليمخخان‪ ،‬بحيخخث لخخو رآه أحخخد ل يتخخوهم فخخي حقخخه‬
‫القدرة علخخى النظخخم‪ ،‬فكيخخف بخخأعلى مراتبخخه‪ .‬أنشخخأها بخخأمر سخخيد الفقهخخاء السخخيد‬
‫المهدي القزويني النزيل في الحلة في السنة التي صار عمر پاشا واليخخا علخخى‬
‫أهل العراق‪ ،‬وشخخدد عليهخخم‪ ،‬وأمخخر بتحريخخر النفخخوس لجخخراء القرعخخة‪ ،‬وأخخخذ‬
‫العسكر من أهل القرى والمصار سواء الشريف فيخخه والوضخيع والعخالم فيخه‬
‫والجاهخل‪ ،‬والعلخوي فيخه وغيخره‪ ،‬والغنخي فيخه والفقيخر‪ ،‬فاشختد عليهخم المخر‬
‫وعظخخم البلء‪ ،‬وضخخاقت الرض‪ ،‬ومنعخخت السخخماء‪ ،‬فأنشخخأ السخخيد هخخذه الندبخخة‬
‫المشجية فرأى واحخخد مخخن صخخلحاء المجخخاورين فخخي النجخخف الشخخرف الحجخخة‬
‫المنتظر عليه السلم فقال‬

‫)‪ (1‬يريد كتابه دار السلم فراجع‪.‬‬

‫]‪[332‬‬

‫له ما معناه‪ :‬قد أقلقني السيد حيدر قل له‪ :‬ل يؤذيني فخخان المخخر ليخخس بيخخدي ورفخخع الخ‬
‫عنهم القرعة في أيامه وبعده بسنين‪ ،‬وهي هذه‪ :‬يا غمرة مخخن لنخخا بمعبرهخخا *‬
‫موارد الموت دون مصدرها يطفح موج البل الخطير بها * فيغرق العقل في‬
‫تصورها وشدة عندها انتهت عظما * شدائد الخخدهر مخخع تكثرهخخا ضخخاقت ولخخم‬
‫يأتها مفرجها * فجاشت النفس من تحيرها الن رجخخس الضخخللة اسخختغرق *‬
‫الرض فضخخجت إلخخى مطهرهخخا وملخخة الخ غيخخرت فغخخدت * تصخخرخ لخ مخخن‬
‫مغيرها من مخبري والنفوس عاتبة * ماذا يؤدي لسخخان مخبرهخا لخخم صخخاحب‬
‫المر عن رعيتخه * أغضخى فغضخت بجخور أكفرهخا مخا عخذره نصخب عينخه‬
‫اخخخذت * شخخيعته وهخخو بيخخن أظهرهخخا يخخا غيخخرة الخ ل قخخرار علخخى * ركخخوب‬
‫فحشائها ومنكرها سيفك والضرب إن شيعتكم * قد بلغ السخخيف حخخز منحرهخخا‬
‫مات الهدى سيدي فقم وأمت * شمس ضحاها بليل عيثرها )‪ (1‬واترك منايخخا‬
‫العدى بأنفسهم * تكثر في الروع من تعثرها لم يشف من هذه الصدور سوى‬
‫* كسرك صدر القنا بموغرها )‪ (2‬وهذه الصخخحف محخخو سخخيفك لل * عمخخار‬
‫منهم امحى لسطرها )‪ (3‬فالنطف اليوم تشتكي وهخخي فخخي ال * رحخخام منهخخا‬
‫إلى مصورها فال يا ابن النبي في فئة * مخخا ذخخخرت غيركخخم لمحشخخرها مخخاذا‬
‫لعدائها تقول إذا * لم تنجها اليوم من مدمرها‬

‫)‪ (1‬العيثر ‪ -‬وهكذا العثير ‪ -‬التراب والعجخخاج‪ ،‬ومخخا قلبخت مخخن تخخراب بخأطراف سخابع‬
‫رجلك إذا مشيت ل يرى للقدم أثر غيره‪ .‬وقد عيثر القوم‪ :‬إذا أثاروا العيخخثر‪.‬‬
‫)‪ (2‬أوغر صدره‪ :‬أحمخاه مخخن الغيخخظ وأوقخخده‪ (3) .‬امحخى ‪ -‬بتشخخديد الميخخم ‪-‬‬
‫اصله‪ :‬انمحى فادغم النون في الميم‪.‬‬

‫]‪[333‬‬

‫أشقة البعد دونك اعترضت * أم حجبت منك عين مبصرها فهاك قلب قلوبنخخا ترهخخا *‬
‫تفطرت فيك من تنضرها كم سهرت أعين وليخخس سخخوى * انتظارهخخا غخخوثكم‬
‫بمسهرها أين الحفيظ العليم للفئة * المضاعة الحق عند أفخرها تغضي وأنت‬
‫الب الرحيم لها * ما هكذا الظن في ابن أطهرها إن لم تغثها لجرم أكبرها *‬
‫فارحم لها ضعف جرم أصغرها كيف رقاب من الجحيخخم بكخخم * حررهخخا ال خ‬
‫في تبصرها ترضى بأن تسترقها عصخخب * لخخم تلخخه عخخن نأيهخخا ومزهرهخخا إن‬
‫ترض يا صاحب الزمان بها * ودام للقوم فعل منكرها مخخاتت شخخعار اليمخخان‬
‫واندفنت * ما بين خمر العدى وميسرها أبعد بهخا خطخة تخزاد لهخا * ل قخرب‬
‫ال دار مؤثرها الموت خير من الحياة بها * لو تملك النفخخس مخخن تخيرهخخا مخخا‬
‫غر أعداءنا بربهم * وهو مليئ بقصم أظهرها مهل فلله من بريتخخه * عخخوائد‬
‫جل قدر أيسرها فدعوة الناس إن تكن حجبت * لنها ساء فعل أكثرهخخا فخخرب‬
‫جرى حشى لواحدها ! * شخخكت إلخخى الخ فخخي تصخخورها توشخخك أنفاسخخها وقخخد‬
‫صعدت * أن تحرق القوم في تسعرها وله أيد ال تعالى ندبخخة اخخخرى تجخخري‬
‫في هذا المجرى‪ ،‬تورث في العين قذي‪ ،‬وفي القلب شجى‪ :‬أقخخائم بيخخت الهخخدى‬
‫الطاهر * كم الصبر فت حشى الصخخابر وكخخم يتظلخخم ديخخن ال * لخخه إليخخك مخخن‬
‫النفر الجائر يمد يدا تشخختكي ضخخعفها * لطبخخك فخخي نبضخخها الفخخاتر تخخرى منخخك‬
‫ناصره غائبا * وشرك العخخدى حاضخخر الناصخخر فنوسخخع سخخمعك عتبخخا يكخخاد *‬
‫يثيرك قبل ندا المر‬

‫]‪[334‬‬

‫نهزك ل مؤثرا للقعود * على وثبة السد الخادر ونوقض عزمك ل بائتا * بمقلخخة مخخن‬
‫ليس بالساهر ونعلم أنك عما تروم * لخخم يخخك باعخخك بالقاصخخر ولخخم تخخخش مخخن‬
‫قاهر حيث ما * سوى ال فوقك مخخن قخخاهر ول بخخد مخخن أن نخخرى الظخخالمين *‬
‫بسخخيفك مقطوعخخة الخخدابر بيخخوم بخخه ليخخس تبقخخى ضخخباك * علخخى دارع الشخخرك‬
‫والحاسر ولو كنخخت تملخخك أمخخر النهخخوض * أخخخذت لخخه اهبخخة الثخخائر وإنخخا وإن‬
‫ضرستنا الخطوب * لنعطيك جهد رضى العاذر ولكن نرى ليس عند الله *‬
‫أكبر من جاهك الوافر فلو نسأل ال تعجيله * ظهخخورك فخخي الزمخخن الحاضخخر‬
‫لوافتك دعوته في الظهور * بأسرع من لمحة الناظر فثقف عدلك من ديننا *‬
‫قنا عجمتها يد الطر وسكن أمنك منا حشى * غخدت بيخن خخافقتي طخائر إلم‬
‫وحتى م تشكو العقام * لسيفك ام الوغى العاقر ولم تتلظى عطاش السيوف *‬
‫إلى ورد ماء الطلى الهامر )‪ (1‬أما لقعودك من آخر * أثرها فديتك مخخن ثخخائر‬
‫وقدها يميت ضحى المشرقين * بظلمخخة قسخخطلها المخخائر يخخردن بمخخن ل يغيخخر‬
‫الحمام * أو درك الوتر بالصادر وكل فتى حنيخخت ضخخلعه * علخخى قلخخب ليخخث‬
‫شرى هامر )‪ (2‬يحدثه أسمر حاذق * بزجر عقاب الوغا الكاسخر بخخأن لخه أن‬
‫يسر مستميتا * لطعن العدى أوبة الظخخافر فيغخخدو أخخخف لضخخم الرمخخاح * منخخه‬
‫لضم المها العاطر‬

‫)‪ (1‬الهامر‪ :‬الهاطل السيال‪ (2) .‬من قولهم‪ :‬همخخر الفخخرس الرض‪ :‬ضخخربها بحخخوافره‬
‫شديدا‪.‬‬

‫]‪[335‬‬

‫اولئك آل الخخوغى الملبسخخون * عخخدوهم ذلخخة الصخخاغر هخخم صخخفوة المجخخد مخخن هاشخخم *‬
‫وخالصة الحسب الفاخر كواكب منك بليل الكفاح * تحف بنيرها البخخاهر لهخخم‬
‫أنت قطب وغى ثابت * وهم لك كالفلخخك الخخدائر ظمخخاء الجيخخاد ولكنهخخم * رؤا‬
‫المثقف والباتر كماة تلقب أرماحهم * برضاعة الكبد الواغر وتسمى سخخيوفهم‬
‫الماضيات * لدى الروع بالجل الحاضر فان سددوا السمر حكخخوا السخخماء *‬
‫وسدوا الفضاء على الطائر وإن جردوا البيض فالصخافنات * تعخخوم ببحخخر دم‬
‫زاخخر فثمخة طعخن قنخا ل تقيخل * أسخنتها عخثرة الغخادر وضخرب يؤلخف بيخن‬
‫النفوس * وبين الردى الفة القاهر أل أين أنت أيخخا طالبخخا * بماضخخي الخخذحول‬
‫وبالغابر وأين المعد لمحو الضلل * وتجديد رسم الهدى الداثر وناشخخر رايخخة‬
‫دين الله * وناعش جد التقى العاثر ويابن العلى ورثوا كابرا * حميد المخخآثر‬
‫عن كابر ومدحهم مفخخخر المخخادحين * وذكرهخخم شخخرف الخخذاكر ومخخن عاقخخدوا‬
‫الحرب أن ل تنام * عن السيف عنهم يد الشاهر تدارك بسيفك وتر الهخخدى *‬
‫فقد أمكنتك طلى الواتر كفى أسفا أن يمر الزمان * ولسخخت بنخخاه ول آمخخر وأن‬
‫ليس أعيننا تستضئ * بمصباح طلعتك الزاهر علخخى أن فينخخا اشخختياقا إليخخك *‬
‫كشوق الربا للحيا الماطر عليك إمام الهدى غرما * غدا البر تلقى من الفاخر‬
‫لك ال حلمك غر النعام * فأنساهم بطشة القادر لك ال خ حلمخخك غخخر النعخخام *‬
‫فأنساهم بطشة القادر‬

‫]‪[336‬‬

‫وطول انتظارك فت القلوب * وأغضى الجفون على عائر فكم ينحت الهم أحشخخاءنا *‬
‫وكم تستطيل يد الجائر وكخخم نصخخب عينخخك يخخا ابخخن النخخبي * نسخخاط بقخخدر البل‬
‫الفاتر وكم نحن في كهوات الخطوب * نناديك من فمها الفخخاغر ولخخم تخخك منخخا‬
‫عيون الرجا * ء بغيرك معقودة الناظر أصبرا على مثل حز المدى * ونفحة‬
‫جمر الغضا الساغر أصبرا وهذي تيوس الضلل * قد أمنخخت شخخفرة الجخخازر‬
‫أصخخبرا وسخخرب العخخدى واقخخع * يخخروح ويغخخدو بل ذاعخخر نخخرى سخخيف أولهخخم‬
‫منتضى * على هامنا بيد الخر به تعرق اللحم منا وفيه * تشظى العظخخام يخخد‬
‫الكاسر وفيه يسوموننا خطة * بها ليس يرضى سوى الكافر فنشكو إليهم ول‬
‫يعطفون * كشكوى العقيرة للعاقر وحين البطان التقت حلقتاه * ولم نر للبغي‬
‫من زاجر )‪ (1‬عججنا إليك من الظالمين * عجيخج الجمخال مخن النخاحر تمخت‬
‫الرسخخالة الشخخريفة بيخخد مؤلفهخخا العبخخد المخخذنب المسخخيئ حسخخين بخخن محمخخد تقخخي‬
‫النوري الطبرسي في عصر يوم الحد الثالث عشر مخخن شخخوال المكخخرم سخخنة‬
‫‪ 1302‬في بلدة سر من رأى حامدا مصليا مستغفرا‪ ،‬اللهم وفقه وكل المؤلفين‬
‫والبانين للخير بحق محمد وآله‪.‬‬

‫)‪ (1‬البطان للقتب‪ :‬الحزام الذي يجعل تحت بطن البعير ويقال‪ " :‬التقت حلقتخخا البطخخان‬
‫" للمر إذا اشتد‪ ،‬وهو بمنزلة التصدير للرحل‪(*) .‬‬

‫مكتبة يعسوب الدين عليه السلم اللكترونية‬

You might also like