You are on page 1of 295

‫بحار النوار‬

‫العلمة المجلسي ج ‪54‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهخخار تخخأليف العلخخم العلمخخة الحجخخة فخخخر‬
‫المة المخولى الشخيخ محمخد بخاقر المجلسخي )قخدس الخ سخره( الجخزء الرابخع‬
‫والخمسون دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان الطبعة الثالثخخة المصخخححة‬
‫‪‍ 1403‬ه ‪ 1983‬م دار احياء التراث العربي بيروت لبنخخان بنايخخة كليوبخخاترا ‪-‬‬
‫شارع دكاش ص‪ .‬ب ‪ 11 / 7957‬تلفون المستودع‪273032 - 274696 :‬‬
‫‪ 278766 -‬المنزل ‪ 830717 - 830711‬برقيا‪ :‬التراث تلكس ‪/ 44632‬‬
‫‪ LE‬تراث‬

‫]‪[1‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيخخم وبخخه ثقخختى الحمخخد لخ خخخالق الرضخخين والسخخماوات‪ ،‬وسخخامك‬
‫المسخخموكات‪ ،‬وداحخخي المخخدحوات ومخخخرج عبخخاده إلخخى النخخور مخخن الظلمخخات‪،‬‬
‫مخخزوج البخخاء العلويخخة )‪ (1‬امهخخات السخخفليات ومثمخخر المواليخخد مخخن أرحخخام‬
‫السطقسات )‪ (2‬ومظهر النخخواع المتوالخخدة والمتولخخدة مخخن مشخخائم القابليخخات‪.‬‬
‫والصلة على أشرف الخلئق والبريات وعين أعيان المكونات )‪ (3‬وأفضخخل‬
‫تتائج الباء والمهات‪ ،‬محمد المصطفى وأهل بيته القدسين الذين بهم جرت‬
‫جميع النعم على الكائنخخات‪ ،‬وبنخخورهم يهتخخدى إلخخى مناهخخج السخخعادات‪ ،‬وبخخذكر‬
‫شفاعتهم يشفى غليل صدور أرباب الجرائم والسخخيئات‪ .‬امخخا بعخخد فيقخخول أفقخخر‬
‫العباد إلى عفو ربه الغافر محمخد بخن محمخد تقخي المخدعو ببخاقر رزقهمخا الخ‬
‫السعادة في اليوم الخر‪ ،‬وثبت أقدامهما في المزالق والمعخخاثر )‪ :(4‬هخخذا هخخو‬
‫المجلد الرابع عشر من كتاب بحخار النخخوار المسخخمى بكتخاب السخخماء والعخالم‬
‫لشتماله على كشف الغطاء عن غوامض أسرار اليات والروايات المتعلقخخة‬
‫بخلق اللوح و القلم والعخخرش والكرسخخي والحجخخب والسخخرادقات والسخخماوات‪،‬‬
‫وأصخخخناف الملئكخخخة و الكخخخواكب والنجخخخوم وصخخخفاتها وأحكامهخخخا وآثارهخخخا‬
‫والرضين والعناصر والمواليد من‬

‫)‪ (1‬العلويخخات )خ ل(‪ (2) .‬السخخطقس‪ :‬لغخخة يونانيخخة معناهخخا بالعربيخخة الصخخل‪ ،‬وفخخي‬
‫اصطلح الفلسفة الطبيعيين أبسط أجزاء المركب‪ (3) .‬المكنونات )خ ل(‪.‬‬
‫)‪ (4‬المزالق والمعاثر‪ :‬المواضع التى تزل فيها القدام )*(‪.‬‬

‫]‪[2‬‬
‫المعادن والنباتات والحيوانات‪ ،‬وخواصها وحلها وحرمتها وصيدها وذبحهخخا‪ ،‬ومنخخافع‬
‫الدوية والثمار والحشايش والعقاقير وخواصها وفوائدهخخا‪ ،‬وأحخخوال النسخخان‬
‫و النفخخس والخخروح وتشخخريح البخخدان وعلخخم الطخخب‪ ،‬وأحخخوال البقخخاع والبلخخدان‬
‫والصقاع وساير ما يتعلق بتلك العيان‪ .‬وهذا مما لم يسخخبقني إليخخه أحخخد مخخن‬
‫علمائنا والمخالفين وأرجو بفضله سبحانه أن يكون مما تقربه أعين المؤمنين‬
‫ويسخن )‪ (1‬عيون المنافقين والملحدين‪ ،‬وأستمد المعونة فخخي ذلخخك مخخن ربخخي‬
‫جخخل شخأنه ثخم مخخن مخخوالي الكرميخخن وحسخبنا الخ ونعخخم الوكيخخل‪) .‬أبخخواب( *‬
‫)كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسخخماويات( * ‪) .1‬بخخاب( * )حخخدوث العخخالم‬
‫وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات المور( * )‪ (2‬اليخخات‪ :‬البقخخرة‪ :‬هخخو الخخذي‬
‫خلق لكم ما في الرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسخخويهن سخخبع سخخماوات‬
‫وهو بكخخل شخخئ عليخخم )‪ .(3‬النعخخام‪ :‬الحمخخد لخ الخخذي خلخخق السخخماوات وجعخخل‬
‫الظلمات النور )‪ .(4‬العراف‪ :‬إن ربكم ال الخخذي خلخخق السخخماوات والرض‬
‫في ستة أيام ثم استوى على العرش )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬سخنت عينه )بكسر الخخخاء المعجمخخة( يسخخخن )بفتحهخخا(‪ :‬نقيخخض )قخخرت( وأسخخخن‬
‫عينه وسخنها‪ :‬أبكاه‪ (2) .‬الحوال )خ ل(‪ (3) .‬البقرة‪ (4) .29 :‬النعام‪.1 :‬‬
‫)‪ (5‬العراف‪.(*) 54 :‬‬

‫]‪[3‬‬

‫يونس‪ :‬إن ربكخم الخ الخذي خلخق السخماوات والرض فخي سختة أيخام ثخم اسختوى علخى‬
‫العرش يدبر المر )‪ .(1‬هود‪ :‬وهو الذي خلق السخخماوات والرض فخخي سخختة‬
‫أيخخام وكخخان عرشخخه علخخى المخخاء ليبلخخوكم أيكخخم أحسخخن عمل )‪ .(2‬الكهخخف‪ :‬مخخا‬
‫أشهدتهم خلق السماوات والرض ول خلق أنفسهم وما كنت متخخخذ المضخخلين‬
‫عضدا )‪ .(3‬النبياء‪ :‬أولم ير الذين كفروا أن السماوات والرض كانتخخا رتقخخا‬
‫ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي أفل يؤمنون ) ‪ .(4‬الفرقان‪ :‬الذي خلق‬
‫السماوات والرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العخخرش الرحمخخن‬
‫فاسأل به خبيرا )‪ .(5‬التنزيل‪ :‬ال الذي خلق السماوات والرض ومخخا بينهمخخا‬
‫في ستة أيام ثم استوى على العرش )‪ .(6‬السجدة‪ :‬قخخل أئنكخخم لتكفخخرون بالخخذي‬
‫خلق الرض في يومين وتجعلون لخخه لخخه أنخخدادا ذلخخك رب العخخالمين * وجعخخل‬
‫فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيهخخا أقواتهخخا فخخي أربعخخة أيخخام سخخواء‬
‫للسائلين * ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها و للرض ائتيخخا طوعخخا‬
‫أو كرها قالتا أتينا طائعين * فقضيهن سبع سماوات في يخخومين و أوحخخى فخخي‬
‫كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم‬
‫)‪.(7‬‬
‫)‪ (1‬يونس‪ (2) .3 :‬هود‪ (3) .7 :‬الكهف‪ (4) .51 :‬النبياء‪ (5) .30 :‬الفرقان‪) .59 :‬‬
‫‪ (6‬الم السجدة‪ (7) .4 :‬حم السجدة‪.12 - 9 :‬‬

‫]‪[4‬‬

‫ق‪ :‬ولقد خلقنا السماوات والرض وما بينهما في ستة أيام وما مسخخنا مخخن لغخخوب )‪.(1‬‬
‫الحديد‪ :‬هخو الخذي خلخخق السخماوات والرض فخخي سختة أيخخام ثخم اسخختوى علخخى‬
‫العرش )‪ .(2‬النازعات‪ :‬ءأنتم أشد خلقا أم السماء بناها * رفع سمكها فسويها‬
‫* وأغطش ليلها وأخرج ضحيها * والرض بعد ذلك دحيهخخا * أخخخرج منهخخا‬
‫مائها ومرعيها * والجبال أرسيها * متاعا لكم ولنعامكم )‪ .(3‬العلى‪ :‬سخخبح‬
‫اسم ربك العلى * الذي خلق فسوى * والذي قدر فهخخدى )‪ .(4‬تفسخخير‪) :‬هخخو‬
‫الذي خلق لكم ما في الرض جميعا( امتنان على العباد بخلق ما يتوقف عليه‬
‫بقاؤهم ويتم به معاشهم ومعنى )لكم( لجلكم وانتفاعكم في دنياكم باسخختعمالكم‬
‫بها في مصالح أبدانكم بوسط أو غير وسط وفي دينكم بالسخختدلل والعتبخخار‬
‫والتعرف بما يلئمها من لذات الخخخرة وآلمهخخا‪ .‬وهخخذا ممخخا يسخختدل بخخه علخخى‬
‫إباحة جميع الشياء إل ما أخرجه الدليل‪ .‬و )ما( يعم كخخل مخخا فخخي الرض‪ ،‬ل‬
‫الرض‪ ،‬إل إذا اريد به جهة السفل كما يخخراد بالسخخماء جهخخة العلخخو‪) .‬جميعخخا(‬
‫حال عن الموصول الثاني )ثم استوى إلى السماء )‪ ((5‬أي قصد إليها بإرادته‬
‫من قولهم )استوى إليه(‬

‫)‪ (1‬ق‪ (2) .38 :‬الحديد‪ (3) .4 :‬النازعات‪ (4) .27 33 :‬العلى ‪ (5) .3 - 1‬قال‬
‫والراغب في مفرداته‪ :‬سماء كل شئ أعله‪ ،‬قال الشاعر في وصف فخخرس‪:‬‬
‫وأحمر كالديباج أما سماؤه * فريا وأما أرضه فمحول وسمى المطخر سخماء‬
‫لخروجه منها‪ ،‬وسمى النبات سماء إما لكخخونه مخخن المطخخر الخخذى هخخو سخخماء‬
‫وإما لرتفخخاعه عخخن الرض‪ .‬والسخخماء المقابخخل للرض مخخؤنث وقخخد يخخذكر‪،‬‬
‫ويستعمل للواحد والجمع لقوله )ثم استوى إلى السخخماء فسخخواهن( وقخخد يقخخال‬
‫في جمعها )سماوات( قال‪) :‬خلق السموات‪ ،‬قل مخخن رب السخخماوات( وقخخال‬
‫)السخخماء منفطخخر بخخه( فخخذكر وقخخال‪) :‬إذا السخخماء انشخخقت( و )إذا السخخماء‬
‫انفطرت( فأنث )انتهى ملخصا( )*(‪.‬‬

‫]‪[5‬‬

‫إذا قصده قصدا مستويا من غير أن يلوي على شئ‪ .‬وقيل‪ :‬اسخختوى أي اسخختولى وملخخك‬
‫قال الشاعر‪ :‬قخخد اسخختوى بشخخر علخخى العخخراق * مخخن غيخخر سخخيف ودم مهخخراق‬
‫والمراد بالسماء الجرام العلوية أو )‪ (1‬جهات العلو كما قيل‪) .‬فسخخويهن( أي‬
‫عدلهن وخلقهن مصونة من العوج والفطور‪ ،‬وقيل‪) :‬هن( ضمير السخخماء إن‬
‫فسرت بالجرام لنها جمع أوفي معنخخى الجمخخع‪ ،‬وإل فمبهخخم يفسخخره مخخا بعخخده‬
‫كقولهم‪ :‬ربه رجل )سبع سخخماوات( بخخدل أو تفسخخير‪ ،‬والسخخبع ل ينخخافي التسخخع‬
‫التي أثبتوها أصحاب الرصاد‪ ،‬إذ الثامن والتاسع مسميان فخخي لسخخان الشخخرع‬
‫بالكرسخي والعخرش )‪) .(2‬وهخو بكخل شخئ عليخم( قيخل‪ :‬فيخه تعليخل كخأنه قخال‬
‫ولكونه عالما بتلك الشياء كلها خلق ما خلق على هذا النمط الكمخخل والخخوجه‬
‫النفع‪ ،‬والستدلل بخأن مخخن كخان فعلخه علخخى هخخذا النسخق العجيخب والخترتيب‬
‫النيق كان عليما‪ ،‬وتدل الية على حخخدوث السخخماوات بخخل الرض أيضخخا كخخا‬
‫سيأتي بيانه‪) .‬الحمخخد لخ الخخذي خلخخق السخخماوات والرض( أخخخبر بخخأنه تعخخالى‬
‫حقيق بالحمد‬

‫)‪ (1‬أي )خ ل(‪ (2) .‬غير خفى أن هذا التطيبق مبنى على الفرضخخية البطلميوسخخية فخخي‬
‫الهيئة وهى كون الفلك الكلية تسعة وفيه جهات مخخن الشخخكال‪ .‬الولخخى أن‬
‫عدد الفلك بناء على تلك الفرضخخية تسخخعة والسخخماوات سخخبع بخخالنص غيخخر‬
‫القابل للتأويل‪ ،‬وتطبيق الثامن على الكرسي والعرش قخول مخن غيخر دليخل‪،‬‬
‫بل الدليل على خلفه كما سخخيجئ فخخي معنخخى العخخرش والكرسخخي‪ .‬الثانيخخة أن‬
‫القرآن يجعل الكواكب كلهخخا مصخخابيح للسخخماء الخخدنيا )وهخخى السخخماء الولخخى‬
‫ظاهرا( ل مثبتا فيها ول في غيرها من السخخماوات بخخل يصخخرح بأنهخخا تسخخبح‬
‫في الفلك‪ ،‬وأما على الفرض المذكور فمحل الثوابت هو الفك الثامن ومحخخل‬
‫كل من السيارات التى ينحصخخر عخخددها فخخي السخخبع علخخى الفخخرض فلخخك مخخن‬
‫الفلك المحوية وكلها مركوزة في الفلك يستحيل عليهخخا النتقخخال وتغيخخر‬
‫الوضع إل بتبع الفلك‪ .‬الثالثة أن الفلك بمعناه المصطلح في الهيئة القديمخخة‬
‫ل أثر منها في الخارج وقد استدل عليه علماء الهيئة الحديثة بدلئل متعددة‪.‬‬
‫إلى غير ذلك )*(‪.‬‬

‫]‪[6‬‬

‫ونبه على أنه المتسحق له على هذه النعم الجسام حمد أو لخخم يحمخخد ليكخخون حجخخة علخخى‬
‫الذين هخخم بربهخخم يعخخدلون‪ ،‬وجمخخع السخخماوات دون الرض وهخخي مثلهخخن لن‬
‫طبقاتها مختلفة بالذات متفاوتة الثار والحركات وقدمها لشرفها وعلو مكانها‬
‫)وجعل الظلمات والنور( أي أنشأهما والفرق بين )خلق( و )جعل( الخخذي لخخه‬
‫مفعول واحد أن )خلخخق( فيخخه معنخخى التقخخدير و )جعخخل( فيخخه معنخخى التضخخمين‪،‬‬
‫ولذلك عبر عن إحداث النور والظلمخخة بالجعخخل تنبيهخخا علخخى أنهمخخا ل يقومخخان‬
‫بأنفسهما كما زعمت الثنوية وجمع الظلمات لكثرة أسبابها والجخخرام الحاملخخة‬
‫لها أو لن المراد بالظلمة الضلل وبالنور الهخخدى‪ ،‬والهخخدى واحخخد والضخخلل‬
‫متعدد‪ .‬وتقديمها لتقخخدم العخخدام علخخى الملكخخات‪) .‬فخخي سخختة أيخخام( المشخخهور أن‬
‫المراد باليخام هنخخا مقخدار أيخام الخخدنيا‪ ،‬وروي عخخن ابخخن عبخخاس أنهخخا مخن أيخخام‬
‫الخرة كل يوم منها ألف سنة مما تعدون‪ .‬اقول‪ :‬وبمثخخل هخخذا الخخخبر ل يمكخخن‬
‫صرف الية عن ظاهرها‪ .‬ثم إنه سبحانه إنما خلق في هذه المدة مع أنه كخخان‬
‫قخخادرا علخخى خلقهخخا فخخي طرفخخة عيخخن إمخخا لعخخبرة مخخن خلقهخخا مخخن الملئكخخة‪ ،‬إذ‬
‫العتبار في التدريج أكثر كما ورد في الخبر‪ ،‬أو ليعلم بذلك أنها صادرة مخخن‬
‫قادر مختار عالم بالمصالح ووجوه الحكخخام‪ ،‬إذ لخخو حصخخلت مخخن مطبخخوع أو‬
‫موجب لحصلت في حالة واحخخدة‪ ،‬أو ليعلخخم النخخاس التخخأني فخخي المخخور وعخخدم‬
‫الستعجال فيهخخا كمخخا روي عخخن أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم )ولخخو شخخاء أن‬
‫يخلقها في أقل من لمح البصر لخلق ولكنه جعخخل النخخاء )‪ (1‬والمخخداراة مثخخال‬
‫لمنائه وإيجابخخا للحجخخة علخخى خلقخخه(‪ .‬واورد هنخخا إشخخكال وهخخو أن اليخخوم إنمخخا‬
‫يحصل بحركة الشمس وطلوعها وغروبها فما معنى اليوم ههنا ؟ ويمكخخن أن‬
‫يجاب بوجوه‪ :‬الول‪ :‬أن مناط تمخخايز اليخخام وتقخخدرها إنمخخا هخخو حركخخة الفلخخك‬
‫العلخخى دون السخخماوات السخخبع‪ ،‬والمخلخخوق فخخي اليخخام المتمخخايزة إنمخخا هخخو‬
‫السماوات السبع و‬

‫)‪ (1‬الناء‪ ،‬بفتح الهمزة اسم من اليناء أي البطاء والتأخير )*(‪.‬‬

‫]‪[7‬‬

‫الرض وما بينهما دون ما فوقهما‪ ،‬ول يلزم من ذلك الخل لتقدم الماء الذي خلق منخخه‬
‫الجميع على الجميع‪ .‬الثاني‪ :‬أن المراد باليام الوقخخات‪ ،‬كقخخوله تعخخالى )ومخخن‬
‫يولهم يخومئذ دبخره( )‪ .(1‬الثخالث‪ :‬أن المخراد‪ :‬فخي مقخدار سختة أيخام‪ ،‬ومرجخع‬
‫الجميع إلى واحد‪ ،‬إذ قبل وجود الشمس ل يتصخخور يخخوم حقيقخخة‪ ،‬فخخالمراد إمخخا‬
‫مقدار من الزمان مطلقا‪ ،‬أو مقدار حركة الشمس هذا القدر‪ ،‬وعلى التقخخديرين‬
‫إما مبني على كون الزمان أمرا موهوما منتزعخخا مخخن بقخخائه سخخبحانه‪ ،‬أو مخخن‬
‫أول الجسام المخلوقة كالماء‪ ،‬أو مخخن الرواح المخلوقخخة قبخخل الجسخخام علخخى‬
‫القول به‪ ،‬أو من الملئكة كما هو ظاهر الخبر التي وإما بخخالقول بخلخخق فلخخك‬
‫متحرك قبل ذلك بناء على القول بوجود الزمان وأنه مقدار حركة الفلك‪ ،‬فإن‬
‫التجدد والتقضي والتصرم الذي هو منشأ تحقخخق الزمخخان عنخخدهم فخخي الجميخخع‬
‫متصور )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬النفال‪ (2) .16 :‬يقع الكلم في قوله تعخخالى )خلخخق الخ السخخماوات والرض فخخي‬
‫ستة ايام( تخارة فخخي معنخى السخماوات وماهيتهخا‪ ،‬واخخخرى فخخي معنخى اليخام‬
‫المذكورة وكيفية تصويرها حين خلق السماوات والرض‪ ،‬وثالثة في معنى‬
‫الخلق وكيفية وقوعه فخخي برهخخة مخخن الزمخخان‪ .‬امخخا السخخماوات فالظخخاهر مخخن‬
‫اليات الكريمة والروايات الشريفة انها اجسام لطيفة خلقت من مادة سخخماها‬
‫القرآن )دخانا( قال تعالى‪ :‬ثم استوى إلخى السخماء وهخخى دخخان إلخخى ان قخال‬
‫فقضيهن سبع سخماوات( لكخن قخد يسخختعمل السخماء بمعنخخى الموجخخود العخخالي‬
‫سواء كان علخخوه حسخخيا أو غيخخر حسخخى كمخخا ورد فخخي صخخعود العمخخال إلخخى‬
‫السماء ونزول الرزاق منهخخا إلخخى غيخخر ذلخخك‪ ،‬ولعخخل قخخوله تعخالى )وفتحخخت‬
‫السماء فكانت ابوابا( ايضا من هخذا القبيخل‪ .‬ثخم الظخاهر انخه كخان قبخل خلخق‬
‫السماوات والرض شئ سماه القرآن )ماء( وانه مادة جميخخع الجسخام‪ ،‬قخال‬
‫تعالى )خلق السخماوات والرض فخي سختة ايخام وكخان عرشخه علخى المخاء(‬
‫ويؤيد ذلك كله روايات كثيرة ستطلع عليها مخخن قريخخب‪ .‬والظخخاهر ان اصخخل‬
‫السماء خلق قبل الرض لكن فتقها وتسخخويتها سخخبعا وقخخع بعخخده‪ ،‬قخخال تعخخالى‬
‫)خلخخق لكخخم مخخا فخخي الرض جميعخخا ثخخم اسخختوى إلخخى السخخماء فسخخواهن سخخبع‬
‫سماوات( كما ان الظاهر ان دحو الرض كان بعد تسخخوية السخخماوات‪ ،‬قخخال‬
‫تعالى )والرض بعد ذلك دحيها( وايضا الظاهر ان الكواكب كلهخخا ول اقخخل‬
‫من المرئية منها تحت )*(‪.‬‬

‫]‪[8‬‬

‫وقال بعض الصوفية‪ :‬للزمان المادي زمان مجرد كالنفس للجسد‪ ،‬وللمكان‬

‫السماء الولى‪ ،‬قال تعالى )وزينا السماء الدنيا بمصابيح( وقال تعالى )انازينخخا السخخماء‬
‫الدنيا بزينة الكواكب(‪ .‬واما اليام فالمتيقن انه لم يكن قبل خلق الرض يوم‬
‫بمعناه المشهور‪ ،‬اعني ما يحصخخل مخخن حركخخة الرض الوضخخعية‪ ،‬لن هخخذا‬
‫المعنى انما يمكن قرضه بعد وجود ارض متحركة‪ :‬فالمراد بها اما ساعات‬
‫مساوية لها‪ ،‬أو مقادير اخرى من الزمان اعتبرت أيامخخا بعنايخخة‪ :‬كمخخا يطلخخق‬
‫اليام على السخخنين والعخخوام بلخخى علخخى القخخرون والحقخخاب وهخخو اسخختعمال‬
‫شائع‪ .‬وعلى أي تقدير فان قيل بوجود الزمان قبل خلق السماوات والرض‬
‫فلبد من اللتزام بوجود جسم متحرك بحركة جوهرية أو عرضخخية قبلهخخا ‪-‬‬
‫وقد مر استظهار وجود المخاء عنخدئذ ‪ -‬وال فمعنخى وقخوع خلخخق السخماوات‬
‫والرض في تلك الزمنة مقارنته لها‪ :‬ويكفى في المقارنخة كونهخا بحركتهخا‬
‫راسمة للزمان‪ .‬وأما القول بخان الزمخان امخر موهخوم منختزع مخن بقخاء ذات‬
‫الباري سبحانه فان اريد ان ذاته تعالى منشأ ل نتزاعه ففيه مضافا إلخخى انخخه‬
‫ينافى مخلوقيته ان الزمان امر سيال متصرم وحقيقتخخه التجخخدد والتغيخخر ومخخا‬
‫هذا شانه يستحيل انخختزاعه ممخخا ل سخبيل للتغيخخر إليخه بخوجه‪ ،‬وكخخذلك القخخول‬
‫بانتزاعه من الملئكة أو الرواح‪ ،‬ال ان يقال بكونها اجساما قابلخخة للحركخخة‬
‫فتصير كسائر الجسام في صحة انخختزاع الزمخخان مخخن حركتهخخا فتأمخخل‪ .‬وان‬
‫اريد انه امر موهوم ل اثر منه في الخارج اصل فل يمكن اناطخخة البحخخاث‬
‫الحقيقية كبحث القدم والحدوث الزمانين وغيره من البحاث الهامة‪ :‬مع انخخه‬
‫بناء عليه ل يبقخى فخرق حقيقخي بيخن الحخوادث الماضخية والتيخة ! وسخيأتى‬
‫الكلم فيه‪ .‬واما الكلم في وقوع الخلق مقارنا لليام الستة فالذي يظهر مخخن‬
‫اليخخات الشخخريفة ان المخخراد بخخالخلق ليخخس هخخو الحخخداث الخخدفعي بخخل المخخراد‬
‫اليجاد التدريجي‪ :‬قال تعالى )هو الذى خلق السخخماوات والرض فخخي سخختة‬
‫ايام( وقال )خلق الرض في يومين( وقال )وجعل فيها رواسي من فوقها و‬
‫بارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام( والظاهر انه ليخخس المخخراد بهخخذه‬
‫الربعة اياما اخرى غير اليخخومين الوليخخن‪ ،‬وال لمخخا بقخخى لخلخخق السخخماوات‬
‫شئ من ستة ايام‪ ،‬وهو تعالى يقول بعيخد هنخا )فقضخيهن سخبع سخماوات فخي‬
‫يخخومين( فخلخخق الرض واكمالهخخا إلخخى ان تسخختعد لوجخخود الرواسخخى و تهيئة‬
‫القوات كل ذلك وقع في اربعة أيام‪ ،‬ال ان يقال بتداخل ايام خلق السماوات‬
‫في أيام خلق الرض ووقوع خلق السماوات مقارنا ليخخومين مخخن ايخخام خلخخق‬
‫الرض وكيف كان فيشبه ان يكون المراد باليام التى خلقخخت فيهخخا الرض‬
‫الدوار التى مرت عليها من حين احداثها إلى ان صارت علخخى حالهخخا هخخذه‬
‫واسخختعدت لنشخخوء الموجخخود الحخخى فيهخخا‪ ،‬فينطبخخق علخخى مخخا ذكخخره علمخخاء‬
‫)الجيولوجيا( في ادوار الرض بعض النطباق‪ .‬وان يكون المراد باليومين‬
‫اللذين خلق فيهما السماوات الدورتين اللتين مرتا عليها اعنخخي الخخدورة الخختى‬
‫كخخانت مرتتقخخة غيخخر متميخخزة‪ ،‬والخخدورة الخختى فتقخخت وسخخويت سخخبع سخخماوات‬
‫متميخخزة‪ .‬وسخخيأتى نقل عخخن تفسخخير القمخخى ان المخخراد باربعخخة أيخخام الفصخخول‬
‫الربعة لنهخخا الخختى يخخخرج الخ تعخخالى فيهخخا اقخخوات النخخاس والبهخخائم وسخخائر‬
‫الحيوانات وال العالم )*(‪.‬‬

‫]‪[9‬‬

‫المادي مكان مجرد وهمخا عارضخخان للمجخخردات ول يمكخخن فهمخخه وخخارج عخخن طخخور‬
‫العقل كسائر خيالتهم وأقخوالهم‪ .‬وعلخى أي حخال هخذه اليخة ومخا سخيأتي مخن‬
‫أشباهها تدل على حخخدوث السخخماوات والرض ومخخا بينهمخخا لن الحخخادث فخخي‬
‫اليوم الخير مثل مسبوق بخمسة أيام فيكون متناهي البقاء منقطع الوجود في‬
‫جهة الماضي‪ ،‬والموجود فخي اليخوم الول زمخان وجخوده أزيخد علخى الخيخر‬
‫بقدر متناه فالجميع متناهي الوجود حادث فيخخرد علخخى الحكمخخاء كخخون الزمخخان‬
‫ايضا حادثا متناهيا لنه عندهم مقدار حركة الفلك‪ .‬وأما ما ذكره الرازي فخخي‬
‫تفسخخيره )‪ (1‬مخخن أن المخخراد بسخختة أيخخام سخختة أحخخوال )‪ (2‬وذلخخك لن السخخماء‬
‫والرض وما بينهما ثلثة أشياء ولكل واحخخد منهمخخا ذات وصخخفة فنظخخرا )‪(3‬‬
‫إلى خلقه )‪ (4‬ذات السماء حالة‪ ،‬وإلى )‪ (5‬خلقه )‪ (6‬صفاتها اخرى‪ ،‬و نظرا‬
‫)‪ (7‬إلى خلقه )‪ (8‬ذات الرض وإلى صفاتها كخخذلك‪ ،‬ونظخخرا )‪ (9‬إلخخى ذوات‬
‫ما بينهما وإلى صفاتها اخرى )‪ (10‬فهي ستة أشياء فخخي سخختة أحخخوال‪ ،‬وإنمخخا‬
‫ذكر اليخخام لن النسخخان إذا رأى )‪ (11‬إلخخى الخلخخق رآه فعل‪ ،‬والفعخخل ظرفخخه‬
‫الزمان واليام أشهر الزمنخخة‪ ،‬وإل فقبخخل السخخماوات لخخم يكخخن ليخخل ول نهخخار‪،‬‬
‫وهذا مثل ما يقول القائل لغيره )إن يوما ولخخدت فيخخه كخخان يومخخا مباركخخا( وقخخد‬
‫يجوز أن يكون ولد ذلك ليل )‪ (12‬ول يخرج عن مراده لن المراد الزمان )‬
‫‪ (13‬الذي هو ظرف‬
‫)‪ (1‬مفاتيح الغيب‪ ،‬ج ‪ 6‬ص ‪ 751‬في تفسير سورة السخخجدة‪ (2) .‬فخخي نظخخر النخخاظرين‬
‫)كذا في مفاتيح الغيب(‪ 3) .‬و ‪ 7‬و ‪ (9‬فنظخخر )نسخخخة(‪ 4) .‬و ‪ 6‬و ‪ (8‬خلقخخة‬
‫)خ ل(‪ (5) .‬ونظرا لى خلقخخه )كخخذا فخخي المخخدر(‪ (10) .‬صخخفاتها كخخذلك )فخخي‬
‫المصدر(‪ (11) .‬إذا نظر )مفاتيح الغيب(‪ (12) .‬أن يكون ذلخخك قخخد ولخخد ليل‬
‫)المصدر(‪ (13) .‬هو الزمان )المصدر( )*(‪.‬‬

‫]‪[10‬‬

‫ولدته‪ .‬فهو تكلف بعيد مستغنى عنه‪ ،‬وما ذكرنا أقرب إلى لفظ اليخخة الكريمخة وأوفخخق‬
‫بالمراد‪ .‬وسيأتي معاني )‪) (1‬العرش( و )استوى )‪ (2‬عليه(‪) .‬وكخخان عرشخخه‬
‫على الماء( قال البيضاوي )‪ :(3‬أي قبل خلقهما لخخم يكخخن حخخائل بينهمخخا ل أنخخه‬
‫كان موضوعا على متن الماء واستدل به علخخى إمكخخان الخلء وأن المخخاء أول‬
‫حادث بعد العرش من أجرام هذا العالم وقيل‪ :‬كان الماء على متن الريح وال‬
‫أعلم بذلك )انتهى( وقال الطبرسي )‪ :(4‬وفخخي هخخذا دللخخة علخخى أن العخخرش و‬
‫الماء كانا موجودين قبل خلق السماوات والرض وكان الماء قائما بقدرة ال‬
‫على غير موضع قرار بخل كخان الخ يمكسخه بكمخال قخدرته وفخي ذلخك أعظخم‬
‫العتبار لهخخل النكخخار وقيخخل‪ :‬المخخراد )‪ (5‬بقخخوله )عرشخخه( بنخخاؤه يخخدل عليخخه‬
‫)ومما يعرشون( أي يبنون فالمعني )‪ :(6‬وكان بناؤه على المخخاء‪ ،‬فخخإن البنخخاء‬
‫على الماء أبدع وأعجب‪ ،‬عن أبي مسلم )انتهى(‪ .‬وقال الرازي في تفسخخيره )‬
‫‪ :(7‬قال كعب‪ :‬خلق ال تعالى ياقوتة خضراء ثم نظر إليها بالهيبخخة فصخخارت‬
‫ماء يرتعد ثم خلق الريح فجعل الماء على متنها ثم وضع العرش على المخخاء‪.‬‬
‫قال أبو بكر الصم‪ :‬ومعنى قوله )وكان عرشه علخخى المخخاء( كقخخولهم السخخماء‬
‫على الرض‪ ،‬وليس ذلك علخخى سخخبيل كخخون أحخخدهما ملتصخخقا بخخالخر وكيخخف‬
‫كانت الواقعة يدل )‪ (8‬على أن العرش والماء كانخخا قبخخل السخخماوات والرض‬
‫قالت المعتزلة‪ :‬وفي الية دللة على وجود الملئكة قبل خلقهما لنه ل يجوز‬
‫أن‬

‫)‪ (1‬في نسخة‪ :‬بيان العرش‪ (2) .‬والستواء )خ ل(‪ (3) .‬أنوار التنزيل‪ ،‬ج ‪ 1‬س هود‬
‫ى ‪ (4) .7‬مجمع البيان‪ ،‬ج ‪ ،5‬سورة هود وليس فيخخه لفظخخة الخخواو‪ (5) .‬ان‬
‫المراد )خ ل(‪ (6) .‬والمعنخخى )خ ل(‪ (7) .‬مفاتيخخح الغيخخب ج ‪ 5‬ص ‪ 57‬فخخي‬
‫تفسير سورة هود‪ (8) .‬فذلك يدل )مفاتيح الغيب للرازي( )*(‪.‬‬

‫]‪[11‬‬
‫يخلق ذلك ول أحد ينتفع بالعرش والماء )انتهى(‪ .‬وفي بعض الخبار أن المراد حمخخل‬
‫علمه ودينه الماء‪ ،‬وربما يؤول مخخن قخخال بخخالهيولى المخخاء بهخخا‪) .‬ليبلخخوكم أيكخخم‬
‫أحسن عمل( أي خلقهن لحكمة بالغة وهخخي أن يجعلهخخا مسخخاكن لعبخخاده وينعخخم‬
‫عليهم فيها بفنون النعخخم ويكلفهخخم ويعرضخخهم لثخخواب الخخخرة ولمخخا أشخخبه ذلخخك‬
‫اختبار المختبر‪ ،‬قال )ليبلوكم( أي ليفعل بكم ما يفعل المبتلي لحخخوالكم كيخخف‬
‫تعملون‪ .‬وعن الصادق عليه السلم‪ :‬ليس يعني أكثركم عمل ولكخخن أصخخوبكم‬
‫عمل‪ ،‬و إنما الصابة خشية ال والنية الصادقة‪) .‬ما أشهدتهم خلق السماوات‬
‫والرض( قخخال الطبرسخخي )‪ (1‬ره أي مخخا أحضخخرت إبليخخس وذريتخخه خلخخق‬
‫السماوات والرض ول خلق أنفسخخهم مسخختعينا بهخخم علخخى ذلخخك‪ ،‬ول اسخختعنت‬
‫ببعضهم على خلخخق بعخخض‪ ،‬وهخخذا إخبخخار عخخن كمخخال قخخدرته و اسخختغنائه عخخن‬
‫النصار والعوان‪ ،‬ويدل عليه قوله )وما كنخخت متخخخذ المضخخلين عضخخدا( أي‬
‫الشياطين الذين يضلون الناس أعوانا يعضدونني عليخخه‪ ،‬وكخخثيرا مخخا يسخختعمل‬
‫العضد بمعنى العون )‪ .(2‬وقيل‪ :‬المعنى أنكم اتبعتم الشخخياطين كمخخا يتبخخع مخخن‬
‫يكون عنده علم ل ينال إل من جهته وأنا ما طلعتهم على خلق السماوات )‪(3‬‬
‫ول على خلق أنفسهم‪ ،‬ولم اعطهم العلخخم بخخأنه كيخخف يخلخخق الشخخياء فمخخن أيخخن‬
‫يتبعونهم ؟ وقيل‪ :‬معناه ما أحضخخرت مشخخركي العخخرب وهخخؤلء الكفخخار خلخخق‬
‫السماوات والرض ول بعضهم خلق بعض بل لم يكونوا موجخخودين فخلقتهخخم‬
‫فمن أين قالوا إن الملئكة بنخات الخ و مخن أيخن ادعخوا ذلخك ؟ )انتهخى( وزاد‬
‫الرازي وجهين آخرين )‪ :(4‬أحدهما أن الضمير عائد إلى الكفار‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 6‬ص ‪ 476‬في تفسير سورة الكهف ى ‪ (2) .51‬وانما وحده هنا‬
‫لوفاق الفواصل )مجمع البيان(‪ (3) .‬والرض )مجمع البيان(‪ (4) .‬نقل عن‬
‫مفاتيح الغيب‪ ،‬ج ‪ 5‬ص ‪ 729‬في تفسير سورة الكهف ملخصا )*(‪.‬‬

‫]‪[12‬‬

‫الذين قالوا له صلى ال عليه وآله‪ :‬إن لم تطرد عن مجلسخخك هخؤلء الفقخخراء فل نخؤمن‬
‫بك‪ ،‬فكأنه تعالى قخخال‪ :‬إن هخخؤلء الخخذين أتخخوا بهخخذا القخختراح الفاسخخد والتعنخخت‬
‫الباطل ما كانوا شركائي في خلق العالم وتدبير الدنيا والخرة بل هخخم كسخخائر‬
‫الخلق‪ ،‬فلم أقدموا على هذا القتراح ؟ ونظيره أن من اقترح عليك اقتراحات‬
‫عظيمة فإنك تقول له‪ :‬لست بسلطان البلد ول وزير الملك حتى نقبل منك هذه‬
‫القتراحات‪ .‬وثانيهما‪ :‬أن يكون المراد هؤلء الكفخخار أيضخخا ويكخخون المعنخخى‪:‬‬
‫أنتم جاهلون بما جرى به القلم من أحوال السعادة والشقاوة فكيخخف يمكنكخخم أن‬
‫تحكموا لنفسكم بالرفعة والكمخخال والعلخخو ولغيركخخم بالخخذل والخخدفاءة )انتهخخى(‪.‬‬
‫وروى العياشي عن الباقر عليه السلم أن رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫قال‪ :‬اللهم أعز )‪ (1‬السلم بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشخخام فخخأنزل‬
‫ال هذه الية يعنيهما‪ .‬وفي الكافي )‪ (2‬عن الجواد عليه السلم‪ :‬إن ال تعخخالى‬
‫لم يزل متفردا بوحدانيته‪ ،‬ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة فمكثوا ألف دهر‪ ،‬ثخخم‬
‫خلق جميع الشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها‪ ،‬وفخخوض أمرهخخا )‬
‫‪ (3‬إليهم )الخبر( وهذا الخبر صريح في حدوث جميع أجزاء العالم‪) .‬أولم ير‬
‫الذين كفروا( قال الطبرسي ره‪ :‬استفهام يراد به التقريع )‪ (4‬والمعنخى‪ :‬أو لخم‬
‫يعلموا أن ال سبحانه )‪ (5‬الذي يفعل هذه الشياء ول يقدر عليهخخا غيخخره فهخخو‬
‫اللخخخه المسخخختحق للعبخخادة دون غيخخخره )أن السخخماوات والرض كانتخخا رتقخخخا‬
‫ففتقناهما( تقديرها‪ :‬كانتا ذواتي رتق )‪ (6‬والمعنى‪ :‬كانتخخا ملتزقخختين منسخخدتين‬
‫ففصلنا‬

‫)‪ (1‬أعن )خ ل(‪ (2) .‬ج ‪ 1‬ص ‪ 440‬من الطبعة الحديثة‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬امورهخخا‪.‬‬
‫)‪ (4‬التقريع‪ :‬التعنيف والعتاب الشديد‪ (5) .‬في المصخخدر‪ :‬أنخخه سخخبحانه‪(6) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬تقديره‪ :‬كانتا ذواتي رتق فجعلناهما ذواتي فتق )*(‪.‬‬

‫]‪[13‬‬

‫بينهما بالهواء‪ ،‬عن ابخن عبخاس وغيخره )‪ .(1‬وقيخل‪ :‬كخانت السخماوات مرتتقخة مطبقخة‬
‫ففتقناها سخخبع سخخماوات‪ ،‬وكخخانت الرض كخخذلك ففتقناهخخا سخخبع أرضخخين‪ ،‬عخخن‬
‫مجاهد و السدي‪ .‬وقيل‪ :‬كانت السماء رتقا ل تمطر‪ ،‬والرض رتقا ل تنبخخت‪،‬‬
‫ففتقنا السماء بالمطر والرض بالنبات‪ ،‬عن عكرمة وعطية وابن زيخد‪ ،‬وهخو‬
‫المروي عن أبخخي جعفخخر وأبخي عبخد الخ عليهمخا السخلم )‪) (2‬انتهخخى(‪ .‬وقخال‬
‫الرازي‪ :‬الرؤية إما بمعنخخى البصخخار أو العلخخم‪ ،‬والول مشخخكل لن القخخوم مخخا‬
‫رأوهما‪ ،‬ولقوله تعالى )ما أشهدتهم خلق السماوات والرض( والثخخاني أيضخخا‬
‫مشكل لن )‪ (3‬الجسام قابلة للرتق والفتق في أنفسها فخخالحكم عليهخخا بخخالرتق‬
‫أول وبالفتق ثانيا ل سخخبيل إليخخه إل السخخمع‪ ،‬والمنخخاظرة مخخع الكفخخار المنكريخخن‬
‫للرسالة‪ ،‬فكيف يجوز مثل هذا الستدلل ؟ ودفع الشكال بعد اختيخخار الثخخاني‬
‫بوجوه‪ :‬أحدها أنا نثبت نبوة محمد صلى ال عليه وآله بسخخائر المعجخخزات ثخخم‬
‫نستدل بقخخوله‪ ،‬ثخخم نجعلهمخخا دليل علخخى حصخخول المصخخالح فخخي العخخالم وانتفخخاء‬
‫الفساد عنه‪ .‬وثانيها أن نحمل الرتق والفتق على إمكانهمخخا والعقخخل يخخدل عليخخه‬
‫لن الجسام يصح عليها الجتماع و الفتراق فاختصاصخخها بالجتمخخاع دون‬
‫الفتراق أو بالعكس يستدعي مخصصا وثالثهخخا أن اليهخخود والنصخخارى كخخانوا‬
‫عالمين بذلك‪ ،‬فإنه جاء في التوراة أن ال تعالى خلخق جخخوهرة ثخم نظخر إليهخخا‬
‫بعين الهيبة فصارت ماء‪ ،‬ثم خلخخق السخخماوات والرض وفتخخق بينهمخخا‪ .‬وكخخان‬
‫بين عبدة الوثان وبين اليهود نوع صداقة بسبب الشتراك في عخخداوة محمخخد‬
‫صلى ال عليه وآله فاحتج ال تعالى عليهم بهذه الحجة بناء على أنهم يقبلخخون‬
‫قول اليهود في ذلك‪ .‬ثم قال‪ :‬اختلف المفسرون في المراد مخخن الرتخخق والفتخخق‬
‫على أقوال‪ :‬أحدها وذكر الوجه الول من وجوه الطبرسي ثم قال‪ :‬هذا القخخول‬
‫يوجب أن خلق‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬عن ابن عباس والضحاك وعطاء وقتخخادة‪ (2) .‬مجمخخع البيخخان‪ ،‬ج ‪7‬‬
‫ص ‪ (3) .45‬في بعض النسخ‪ :‬لن القوم ما رأوا الجسمام القابلة )*(‪.‬‬

‫]‪[14‬‬

‫الرض مقدم على خلق السماء لنه تعالى لما فصخخل بينهمخخا تخخرك الرض حيخخث هخخي‬
‫وأصخخعد الجخخزاء السخخماوية‪ ،‬قخخال كعخخب‪ :‬خلخخق ال خ السخخماوات والرضخخين‬
‫ملتصقتين ثم خلق ريحا توسطهما ففتقاتبها‪ ،‬ثخخم ذكخخر الثخخاني والثخخالث ورجخخح‬
‫الثخخالث بقخخوله تعخخالى )والسخخماء ذات الرجخخع والرض ذات الصخخدع( وبقخخوله‬
‫سبحانه )وجعلنا من الماء كخخل شخخئ حخخي( ثخخم قخخال‪ :‬ورابعهخخا قخخول أبخخي مسخخلم‬
‫الصفهاني‪ ،‬قخخال‪ :‬يجخخوز أن يخخراد بخخالفتق‪ ،‬اليجخخاد والظهخخار كقخخوله )فخخاطر‬
‫السماوات والرض( فأخبر عن اليجاد بلفظ الفتق‪ ،‬وعن الحال قبخخل اليجخخاد‬
‫بلفظ الرتق‪ .‬اقول‪ :‬وتحقيقته أن العدم نفخخي محخخض فليخخس فيخخه ذوات متميخخزة‪،‬‬
‫وأعيان متبائنة بل كأنه أمر واحد متصل متشابه‪ ،‬فخخإذا وجخخدت الحقخخائق فعنخخد‬
‫الوجود والتكوين يتميز بعضها عن بعض‪ ،‬فبهذا الطريق جعل الرتق مجخخازا‬
‫عن العدم‪ ،‬والفتق عن الوجود‪ .‬وخامسها أن الليخخل سخخابق علخخى النهخخار بقخخوله‬
‫)وآية لهم الليل نسلخ منه النهار( فكانت السخخماوات والرض مظلمخخة ففتقهمخخا‬
‫ال بإظهار النهار المبصرة )انتهى( )‪ .(1‬وأقول‪ :‬سيأتي في الخبار ما يؤيخخد‬
‫الوجه الثالث‪ ،‬ويومئ بعض خطب أمير المؤمنين عليه السلم إلى الثاني كما‬
‫ستعرف‪ .‬وروى الكليني في الروضة عخخن عخخدة مخن أصخحابه عخخن أحمخخد بخن‬
‫محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬مفاتيح الغيب‪ ،‬ج ‪ 6‬ص ‪) 144‬نقل عنه ملخصا( )‪ (2‬في المصدر‪) :‬عخخن الحسخخن‬
‫بن محبوب عن أبى حمزة ثابت بن دينار الثمالى‪ ،‬و أبو منصخخور عخخن أبخخى‬
‫الربيع(‪ ..‬والحسن بن محبوب السراد ويقال الزراد مولى بجيلخخة كخخوفى ثقخخة‬
‫جليل القدر من أصحاب الكاظم والرضخا عليهمخا السخلم وروى عخن سختين‬
‫رجل من أصحاب أبى عبد ال عليخخه السخخلم مخات رحمخخه الخ سخخنة )‪(224‬‬
‫وكان من ابناء خمس وسبعين سنة‪ .‬و أبو حمزة الثمالى ثابت من دينار ثقخخة‬
‫من خيار اصحابنا ومعتمديهم لقى على بن الحسين وابا جعفر وأبا عبخخد الخ‬
‫وابا الحسن عليهم السلم وروى عنهم ومات رحمه ال سخخنة )‪ (150‬وكخخان‬
‫ابن محبوب عندئذ صبيا يرضع وعلخخى هخخذا فروايتخخه عنخخه إمخخا بالوجخخادة أو‬
‫بالواسطة )*(‪.‬‬

‫]‪[15‬‬
‫قال‪ :‬سأل نافع أبا جعفر عليه السلم عن قول ال عزوجل )أو لم يخخر الخخذين كفخخروا أن‬
‫السماوات والرض كانتا رتقا ففتقناهما( قال‪ :‬إن ال تبخخارك وتعخخالى أهبخخط )‬
‫‪ (1‬آدم إلى الرض وكخخانت السخخماوات رتقخخا ل تمطخخر شخخيئا وكخخانت الرض‬
‫رتقا ل تنبت شخخيئا‪ ،‬فلمخا تخخاب )‪ (2‬الخ عزوجخخل علخخى آدم عليخخه السخخلم أمخخر‬
‫السماء فتقطخرت بالغمخام‪ ،‬ثخم أمرهخا فخأرخت عزالهخا )‪ (3‬ثخم أمخر الرض‬
‫فأنبتت الشجار وأثمرت الثمار‪ ،‬و تفهقت بالنهخخار‪ ،‬فكخخأن ذلخخك رتقهخخا وهخخذا‬
‫فتقها‪ .‬فقال نافع‪ :‬صدقت يا ابن رسول ال )إلى آخر الخبر( وهخخذا يخخدل علخخى‬
‫الثالث‪) .‬وجعلنا من الماء كل شخخئ حخخي( قخخال الطبرسخخي‪ :‬أي وأحيينخخا بالمخخاء‬
‫الذي ننزله من السماء كل شئ حي‪ ،‬وقيل‪ :‬وخلقنا مخخن النطفخخة كخخل مخلخخوق )‬
‫‪ .(4‬والول أصح‪ .‬وروى العياشي بإسناده عن الحسين بن علخخوان )‪ (5‬قخخال‪:‬‬
‫سئل أبو عبد ال عليه السلم عن طعم الماء فقخخال‪ (6) :‬سخخل تفقهخخا ول تسخخأل‬
‫تعنتا )‪ (7‬طعم الماء طعم الحياة‪ ،‬قال ال سبحانه‪) :‬وجعلنا من الماء كل شخخئ‬
‫حي(‪ .‬وقيل‪ :‬معناه و جعلنا من الماء حياة كل ذي روح ونماء كل نخام فيخدخل‬
‫فيه الحيوان والنبات والشجار‪ ،‬عن أبخخي مسخخلم )‪) .(8‬أفل يؤمنخخون( أي أفل‬
‫يصدقون بالقرآن وبما يشاهدون من الخخدليل و البرهخخان‪) .‬الرحخخم( قيخخل‪ :‬خخخبر‬
‫للذي إن جعلته مبتدأ‪ ،‬ولمحذوف إن جعلته صفة‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬لمخخا أهبخخط‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬فلمخخا أن تخخاب‪ (3) .‬وفخخي نسخخخة‬
‫)عزاليها( والعزالى باللف الخيرة والعزالى بالياء الخفيفة جمع )العزلء(‬
‫بفتح العين المهملة وسكون الزاى وهو مصخخب المخخاء مخخن القربخخة ونحوهخخا‪،‬‬
‫وأرخت عزاليها أي أمطرت بشدة‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬كل مخلوق حى‪ ،‬عن‬
‫أبى العالية‪ (5) .‬كذا في المصدر وفي بعض النسخ )الحسن بخخن علخخوان(‪) .‬‬
‫‪ (6‬في المصدر‪ :‬فقال له‪ (7) .‬تعنته‪ :‬طلب زلته ومشقته‪ ،‬وتعنخخت عليخخه فخخي‬
‫السؤال‪ :‬سأله علخخى وجخخه التلخبيس عليخخه‪ (8) .‬مجمخخع البيخان‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪45‬‬
‫)*(‪.‬‬

‫]‪[16‬‬

‫للحي‪ ،‬أو بدل من المستكن في )استوى( وقرئ بالجر صفة للحي )فاسخخأل بخخه خخخبيرا(‬
‫أي فاسأل عما ذكخر مخن الخلخق والسختواء عالمخا يخخبرك بحقيقتخه وهخو الخ‬
‫تعخخالى أو جبرئيخخل أو مخخن وجخخده فخخي الكتخخب المتقدمخخة ليصخخدقك فيخخه‪ .‬وقيخخل‪:‬‬
‫الضخخمير للرحمخخن‪ ،‬والمعنخخى‪ :‬إن أنكخخروا إطلقخخه علخخى الخ فاسخخئل عنخخه مخخن‬
‫يخبرك من أهل الكتاب ليعرفوا ما يرادفخخه فخخي كتبهخخم‪ .‬وعلخخى هخخذا يجخخوز أن‬
‫يكون الرحمن مبتدأ والخبر ما بعده والسؤال كما يعخخدى بعخخن لتضخخمنه معنخخى‬
‫التفتيش يعدى بالباء لتضمنه معنى العتناء‪ .‬وقيل‪ :‬إنه صلة خبيرا‪) .‬قل أئنكم‬
‫لتكفرون بالذي خلق الرض في يومين( قال البيضاوي‪ :‬أي مقدار يخخومين أو‬
‫بنوبخختين‪ ،‬وخلخخق فخخي كخخل نوبخخة مخا خلخخق فخخي أسخخرع مخخا يكخخون ولعخخل المخخراد‬
‫بالرض ما في جهة السفل من الجرام البسيطة‪ ،‬ومن خلقها فخخي يخخومين أنخخه‬
‫خلق لها أصل مشتركا ثم خلق لها صورا صخخارت بهخخا أنواعخخا‪ ،‬وكفرهخخم بخخه‬
‫إلحادهم في ذاتخخه وصخفاته )وتجعلخون لخخه أنخدادا( ول يصخخح أن يكخون لخه نخد‬
‫)ذلك( الذي خلق الرض في يومين )رب العالمين( خالق جميع ما وجخد مخن‬
‫الممكنات ومربيها )وجعل فيها رواسي( استئناف غير معطوف على )خلخخق(‬
‫للفصل بما هو خارج عن الصلة )من فوقها( مرتفعة عليها ليظهر للنظار مخخا‬
‫فيها مخخن وجخخوه الستبصخخار‪ ،‬وتكخخون منافعهخخا معرضخخة للطلب )‪ .(1‬اقخخول‪:‬‬
‫وقال الرازي‪ :‬إذ لو جعلت تحتها لوهخخم ذلخخك أنهخخا أسخخاطين تمسخخكها فجعلهخخا‬
‫فوقها ليرى النسان أن الرض والجبال أثقال على أثقال وكلهخخا مفتقخخرة إلخخى‬
‫ممسك وحافظ وليس ذلك إل ال سبحانه )‪) .(2‬وبارك فيها( قخال البيضخخاوي‪:‬‬
‫أي وأكثر خيرها بأن خلق فيها أنواع النبات والحيوانات )وقدر فيها أقواتهخخا(‬
‫أي أقوات أهلها بأن عين لكل نوع ما يصلحه ويعيش به‪ ،‬أو أقواتا تنشأ منهخخا‬
‫بأن خص حدوث كل قوت بقطر من‬

‫)‪ (1‬أنوار التنزيل‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (2) .384‬مفاتيخخح الغيخخب‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪ .353‬نقخخل عنخخه‬
‫ملخصا )*(‪.‬‬

‫]‪[17‬‬

‫أقطارها‪ .‬وقرئ )وقسم فيها أقواتها(‪) .‬في أربعة أيام( أي في تتمة أربعخخة أيخخام كقولخخك‬
‫سرت من البصرة إلى بغداد في عشر )‪ (1‬وإلى الكوفخخة فخخي خمخخس عشخخرة )‬
‫‪ .(2‬ولعلخه قخال ذلخك ولخم يقخل فخي يخومين للشخعار باتصخالهما لليخومين )‪(3‬‬
‫الولين‪ ،‬و التصخخريح علخخى الفذلكخخة )‪ .(4‬اقخخول‪ :‬وقخخد يحمخخل علخخى أن المخخراد‬
‫أربعة أوقات‪ ،‬وهي التي يخخخرج الخ فيهخخا أقخخوات العخخالم مخخن النخخاس والبهخخائم‬
‫والطيخخر وحشخخرات الرض ومخخا فخخي الخخبر والبحخخر مخخن الخلخخق‪ ،‬مخخن الثمخخار‬
‫والنبات والشجر وما يكون فيه معاش الحيوان كلخخه‪ ،‬وهخخي الربيخخع والصخخيف‬
‫والخريف والشتاء‪ .‬ول يخفى بعخخده عخخن السخخياق‪) .‬سخخواء( أي اسخختوت سخخواء‬
‫بمعنى استواء‪ ،‬والجملة صفة أيام‪ ،‬ويدل عليخه قخراءة يعقخوب بخالجر‪ ،‬وقيخل‪:‬‬
‫حال من الضمير في )أقواتها( أو في )فيها( وقرئ بالرفع على )هي سخخواء(‪.‬‬
‫)للسخخائلين( متعلخخق بمحخخذوف تقخخديره‪ :‬هخخذا الحصخخر للسخخائلين عخخن مخخدة خلخخق‬
‫الرض وما فيها‪ ،‬أو ‍ب )مقدر( أي قدر فيها القوات للطالبين‪) .‬ثم استوى إلى‬
‫السماء( قصد نحوها‪ ،‬من قولهم )استوى إلى مكان كذا( إذا توجه إليه توجهخخا‬
‫ل يلوي على غيره )وهي دخخخان( قخخال البيضخخاوي‪ :‬أي أمخخر ظلمخخاني‪ ،‬ولعلخخه‬
‫أراد بخخه مادتهخخا والجخخزاء )‪ (5‬المتصخخغرة الخختي ركبخخت منهخخا )‪ .(6‬و قخخال‬
‫الطبرسي‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬كانت بخار الرض‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه ثم استوى أمخخره‬
‫إلى السماء )‪ .(7‬وقال الرازي‪ :‬وذكر صاحب الثر أنه كان عرش ال خ علخخى‬
‫الماء‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬في عشرة‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬في خمسخخة عشخخر‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫بخخاليومين‪ (4) .‬أنخخوار التنزيخخل‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (5) .384‬فخخي المصخخدر‪ :‬أو‬
‫الجزاء‪ (6) .‬أنوار التنزيل‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (7) .385‬مجمع البيان‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص‬
‫‪.(*) 6‬‬

‫]‪[18‬‬

‫منذ )‪ (1‬خلق السماوات والرض‪ ،‬فأحدث ال في ذلك الماء سخونة فخخارتفع منخخه زبخخد‬
‫ودخان )‪ (2‬فبقي على وجه الماء‪ ،‬فخلق ال تعالى فيخخه )‪ (3‬اليبوسخخة وأحخخدث‬
‫منه الرض وأما الدخان فخخارتفع وعل فخلخخق الخ منخخه السخخماوات‪ .‬واعلخخم أن‬
‫هذه القصة غير موجودة في القخخرآن فخخإن دل عليهخخا دليخخل صخخحيح قبلخخت )‪(4‬‬
‫وإل فل‪ ،‬وهذه القصة مذكورة في أول الكتاب الذى تزعم اليهود أنه التوراة‪،‬‬
‫وفيه أنه تعالى خلق السماء من أجزاء مظلمة‪ ،‬وهذا هو المعقول لنا )‪ (5‬قخخد‬
‫دللنا في المعقولت على أن الظلمه ليست كيفية وجودية بل هخخي عبخخارة عخخن‬
‫عدم النور )‪ (6‬فال سبحانه لما خلق الجزاء التي ل تتجخخزى فقبخخل أن يخلخخق‬
‫فيهخخا كيفيخخة الضخخوء كخخانت مظلمخخة عديمخخة النخخور‪ ،‬ثخخم إذ ركبهخخا )‪ (7‬وجعلهخخا‬
‫سماوات وكواكب وشمسا وقمرا وأحدث صخخفة الضخخوء فيهخخا فحينئذ صخخارت‬
‫مستنيرة‪ ،‬فثبت أن تلك الجزاء حين قصد ال تعالى أن يخلق منها السماوات‬
‫والشمس والقمر كانت مظلمة فصح تسميتها بالدخان‪ ،‬لنخخه ل معنخخى للخخدخان‬
‫إل أجزاء متفرقة غير متواصلة عديمة النور )‪) .(8‬فقال لهخخا وللرض إتيخخا(‬
‫قال البيضاوي‪ :‬أي بما خلقت فيكما من التأثير والتأثر‪ ،‬وأبرزا مخخا أودعتكمخخا‬
‫من الوضاع المختلفة والكائنات المتنوعة أوائتيا في الوجود علخخى أن الخلخخق‬
‫السابق بمعنى التقدير أو الترتيب للرتبة أو الخبار أو إتيان السخخماء بحخخدوثها‬
‫وإتيان الرض أن تصير مدحوة‪ ،‬أو ليأت كل منكما الخرى فخخي حخخدوث مخخا‬
‫اريد توليده منكما‪ ،‬ويؤيده قراءة )آتيا( من المؤاتاة أي‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬قبل حلق‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬أما الزبد فبقى‪ (3) .‬في المصخخدر‪ :‬منخخه‬
‫اليبوسخخة‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬قبخخل‪ (5) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬لنخخه‪ (6) .‬والخخدليل‬
‫مذكور في المصدر‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬لما ركبها‪ (8) .‬مفاتيح الغيب‪ ،‬ج ‪،7‬‬
‫ص ‪.(*) 385‬‬

‫]‪[19‬‬

‫ليوافق كل واحدة منكما اختها فيما أردت منكما )طوعا أو كرها( شئتما ذلك أو أبيتما‪،‬‬
‫أو المراد إظهار كمال قدرته ووجوب وقوع مراده ل إثبات الطخخوع و الكخخره‬
‫لهما‪ ،‬وهما مصخخدران وقعخخا موقخخع الحخخال‪) .‬قالتخخا أتينخخا طخخائعين( أي منقخخادين‬
‫بالذات‪ .‬والظهر أن المراد تصوير تأثير قدرته فيهما وتأثرهما بالذات عنهخخا‬
‫و تمثيلها )‪ (1‬بأمر المطاع وإجابة المطيع الطخخائع كقخخوله )كخخن فيكخخون( ومخخا‬
‫قيل أنه تعالى خاطبهمخخا وأقخخدرهما علخخى الجخخواب إنمخخا يتصخخور علخخى الخخوجه‬
‫الول والخير وإنما قال )طائعين( على المعنخى باعتبخار كونهمخا مخخاطبتين‬
‫كقوله تعالى )ساجدين(‪ .‬وقال الطبرسخخي قخخدس سخخره‪ :‬قخخال ابخخن عبخخاس‪ :‬أتخخت‬
‫السماء بما فيهخا مخن الشخمس والقمخر والنجخوم‪ ،‬وأتخت الرض بمخا فيهخا مخن‬
‫النهار والشجار والثمخخار وليخخس هنخخاك أمخخر بخخالقول حقيقخخة )‪ (2‬ول جخخواب‬
‫لذلك القول‪ ،‬بل أخبر )‪ (3‬سبحانه عن اختراعه السماوات والرض وإنشخخائه‬
‫لهما من غير تعذر ول كلفة ول مشقة بمنزلة مخخا يقخخال )‪ (4‬افعخخل فيفعخخل مخخن‬
‫غير تلبث ول توقف ول تأن )‪ (5‬فعبر عن ذلك بالمر والطاعة‪ ،‬وهو كقوله‬
‫)إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون( وإنما قال )أتينا طائعين( ولخخم‬
‫يقل طائعتين لن المعنى‪ :‬أتينا بمن فينا من العقلء‪ ،‬فغلب حكخخم العقلء )‪.(6‬‬
‫وقيل‪ :‬إنه لما خوطبن خطاب من يعقل جمعن جمع من يعقل كما قخال‪) :‬وكخل‬
‫في فلك يسبحون( )‪) .(7‬فقضيهن سبع سماوات( قال البيضاوي‪ :‬أي فخلقهخخن‬
‫خلقا إبداعيا وأتقن‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وتمثيلهما‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬علخخى الحقيقخخة‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬بخخل‬
‫أخبر ال‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬ما يقال للمأمور‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬ليخخس لفظخخة‬
‫)ول تأن(‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬عخخن قطخخرب‪ (7) .‬مجمخخع البيخخان‪ ،‬ج ‪ 9‬ص ‪6‬‬
‫)*(‪.‬‬

‫]‪[20‬‬

‫أمرهن‪ ،‬والضمير للسخخماء علخخى المعنخخى )‪ (1‬أو مبهخخم‪) .‬وسخخبع سخخماوات( حخخال علخخى‬
‫الول‪ ،‬وتمييز على الثاني‪) .‬في يومين( قيخخل‪ :‬خلخخق السخخماوات يخخوم الخميخخس‬
‫والشمس والقمر والنجوم يوم الجمعة )وأوحى فخخي كخخل سخخماء أمرهخخا( شخخأنها‬
‫وما يتأتى منها بأن حملهخخا عليخخه اختيخخارا أو طبعخخا‪ ،‬وقيخخل‪ :‬أوحخخى إلخخى أهلهخخا‬
‫بأوامره‪) .‬وزينا السماء الدنيا بمصابيح( فإن الكواكب كلها تخخرى كأنهخخا تتلل‬
‫عليها‪) .‬وحفظخا( أي وحفظناهخا مخن الفخات أو مخن المسخترقة حفظخا‪ .‬وقيخل‪:‬‬
‫مفعول له على المعنخخى‪ ،‬كخخأنه قخخال‪ :‬خصصخخنا السخخماء الخخدنيا بمصخخابيح زينخخة‬
‫وحفظا‪) .‬ذلك تقدير العزيز العليم( البالغ فخخي القخدرة والعلخم‪) .‬ومخخا مسخنا مخخن‬
‫لغوب( قال الطبرسي‪ :‬أي تعب ونصب‪ ،‬أكذب ال تعالى بهذا اليهخخود‪ ،‬فخخانهم‬
‫قالوا‪ :‬استراح ال يوم السبت فلذلك ل نعمل فيه شيئا )‪ .(2‬وقال الخخرازي فخخي‬
‫تفسيره‪ :‬قال بعض المفسرين‪ :‬المراد من الية الرد على اليهخخود حيخخث قخخالوا‪:‬‬
‫بدأ ال خلق العالم يوم الحخخد وفخخرغ منخخه فخخي سخختة أيخخام آخرهخخا يخخوم الجمعخخة‬
‫واستراح يوم السبت واستوى )‪ (3‬على عرشه‪ .‬فقال تعخخالى‪) :‬ومخخا مسخخنا مخخن‬
‫لغوب( رادا )‪ (4‬عليهم‪ ،‬والظاهر أن المراد الرد على المشخخرك أي مخخا تعبنخخا‬
‫بالخلق الول حتى ل نقدر على العادة ثانيا وأما ما قخخاله اليهخخود ونقلخخوه مخخن‬
‫التورية فهو إما تحريف منهم أولم يعلموا تخخأويله‪ ،‬وذلخخك لن الحخخد والثنيخخن‬
‫أزمنة متميزة بعضها عن بعض فلو كخخان خلخق السخخماوات ابتخخداء يخخوم الحخخد‬
‫لكان الزمان متحققا قبل الجسام‪ ،‬والزمان ل ينفك عن الجسام‪ ،‬فيكخخون قبخخل‬
‫الجسام )‪ (5‬أجسام اخر‬

‫)‪ (1‬أي كانت المناسخب صخيغة التثنيخة ولمخا كخان فخي كخل منهمخا كخثرة اعتخبر جخانب‬
‫المعنى‪ ،‬و انما جمع على صخخيغة جمخخع العقلء باعتبخخار جعلهمخخا مخخخاطبتين‬
‫)منه(‪ (2) .‬مجمع البيان‪ ،‬ج ‪ ،9‬خ ‪ (3) .150‬في المصدر‪ :‬استلقى‪ (4) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬ردا‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬قبل خلق الجسام )*(‪.‬‬

‫]‪[21‬‬

‫فيلزم القول بقدم العالم وهو مذهب الفلسفة )انتهخخى( )‪ .(1‬وأقخخول‪ :‬تعييخخن تلخخك اليخخام‬
‫موجودة في الخبار المعتبرة كما ستعرف‪ ،‬ومخخا تخخوهم مخخن لخخزوم قخخدم العخخالم‬
‫خطاء كمخخا عرفخخت سخخابقا أنخخه يمكخخن تصخخحيحه بوجخخوه متعخخددة شخخئ منهخخا ل‬
‫يستلزم ذلك‪ ،‬وأما تعيين اليام فيمكن أن تقدر الزمنة بحيث تكون بعخخد خلخخق‬
‫الشمس وحركخة الفلك وتعييخن اليخام تلخك الزمخان الماضخية موافقخة لهخذه‬
‫اليام الستة‪ ،‬بحيث إذا كانت الشمس متحركخخة فيهخخا كخخانت تلخخك اليخخام بعينهخخا‬
‫فتأمل‪) .‬ءأنتم أشد خلقا( قال البيضاوي‪ :‬أي أصعب خلقا أم السخخماء ؟ ثخخم بيخخن‬
‫كيف خلقها وقال )‪) :(2‬بناها( ثخخم بيخخن البنخخاء فقخال‪) :‬رفخخع سخخمكها( أي جعخخل‬
‫مقدار ارتفاعها من الرض أو ثخنها الخذاهب فخي العلخو رفيعخا )فسخويها( أي‬
‫فعخخد لهخخا‪ ،‬أو جعلهخخا )‪ (3‬مسخختوية‪ ،‬أو فتممهخخا بمخخا بخخه يتخخم )‪ (4‬كمخخا لهخخا مخخن‬
‫الكواكب والتداوير وغيرها‪ (5) ،‬مخن قخولهم )سخوى فلن أمخره( إذا أصخلحه‬
‫)وأغطش ليلها( أي أظلمه منقول من )غطش الليخخل( إذا أظلخخم‪ .‬وأضخخاف )‪(6‬‬
‫إليها لنه يحدث بحركتها )وأخرج ضحيها( أي وأبرز ضخخوء شمسخخها كقخخوله‬
‫تعالى )والشمس وضحيها( يريد النهخار )والرض بعخد ذلخك دحيهخخا( بسخطها‬
‫ومهخخدها للسخخكني‪) ،‬أخخخرج منهخخا ماءهخخا( بتفجيخخر العيخخون )ومرعيهخخا( أي‬
‫ورعيها‪ ،‬وهو في الصل لمواضع الرعي )‪ .(7‬وتجريد الجملة عن العخخاطف‬
‫لنها حال بإضمار قد‪ ،‬أو بيان للدحو )والجبال أرسيها( أي أثبتها )متاعا لكم‬
‫ولنعامكم( تمتيعا لكم ولمواشيكم )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬مفاتيح الغيب‪ ،‬ج ‪ 7‬ص ‪ (2) .644‬في المصخخدر‪ :‬فقخخال‪ (3) .‬فخخي بعخخض النسخخخ‪:‬‬
‫فجعلها‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬بما يتم به‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬وغيرهما‪ (6) .‬فخخي‬
‫المصخخدر‪ :‬وإنمخخا أضخخاف‪ (7) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬لموضخخع الرعخخى‪ (8) .‬انخخوار‬
‫التنزيل‪ ،‬ج ‪ :2‬ص ‪.(*) 644‬‬

‫]‪[22‬‬

‫)الذي خلق فسوى( أي خلق كل شئ فسوى خلقه بأن جعل له ما به يتأتي كما له ويتخخم‬
‫معاشخخه )والخخذي قخخدر( أي قخخدر أجنخخاس الشخخياء وأنواعهخخا و أشخاصخخها‬
‫ومقاديرها وصفاتها وأفعالهخخا وآجالهخخا )فهخخدى( فخخوجهه إلخخى أفعخخاله طبعخخا أو‬
‫اختيارا بخلق الميول واللهامات‪ ،‬ونصب الدلئل وإنزال اليات‪) * .‬تحقيخخق‬
‫في دفع شبهة( * اعلم أن بعض الملحدة أوردوا تناقضا بيخخن آيخخات سخخورتي‬
‫البقرة والسجدة و بين آيات سخخورة النازعخخات‪ ،‬حيخخث زعمخخوا أن الولخخة تخخدل‬
‫على تقدم خلخق الرض علخخى السخخماء والخيخخرة علخخى العكخخس‪ .‬واجيخخب عنخخه‬
‫بوجوه‪ :‬احدها‪ :‬أن خلق الرض قبل السماء إل أن دحوهخخا متخخأخر عخخن خلخخق‬
‫السماء‪ .‬واستشخخكل بخخوجهين‪ :‬الول‪ :‬أن الرض جسخخم عظيخخم فخخامتنع انفكخخاك‬
‫خلقها عن التدحية فإذا كانت التدحية متأخرة عن خلخق السخماء كخان خلقهخا ل‬
‫محالة أيضا متأخرا عن خلق السماء‪ .‬والثانى‪ :‬أن الية الولخخى تخخدل علخخى أن‬
‫خلق الرض وخلق كل ما فيها مقدم على خلخخق السخخماء‪ ،‬وخلخخق الشخخياء فخخي‬
‫الرض ل يكون إل بعخد مخا كخانت مخدحوة‪ .‬واجيخب‪ :‬عخن الول بأنخال نسخلم‬
‫امتناع انفكاك خلق الرض عن دحوهخخا والمناقشخخة فخخي إطلق خلخخق الرض‬
‫علخخى إيجادهخخا غيخخر مخخدحوة مناقشخخة لفظيخخة‪ .‬وعخخر الثخخاني بخخأن قخخوله تعخخالى‬
‫)والرض بعد ذلك دحيها( يقتضي تقدم خلق السماء على دحخخو الرض‪ ،‬ول‬
‫يقتضي تقدم تسوية السماء على دحو الرض‪ ،‬فجاز أن تكون تسوية السخخماء‬
‫متأخرة عن دحو الرض فيكون خلق الرض قبل السماء وخلق السماء قبخخل‬
‫دحو الرض‪ ،‬ودحو الرض قبل تسوية السماء‪ ،‬فارتفع التنافي‪ .‬ويخخرد عليخخه‬
‫أن اليخخة الثالثخخة تقتضخخي تقخخدم تسخخوية السخخماء علخخى دحخخو الرض‪ ،‬والثانيخخة‬
‫تقتضي تقدم خلق الرض بما فيها على تسويتها سبع سماوات‪ ،‬وخلق ما فخخي‬
‫الرض قبل دحوها مستبعد‪ .‬ويمكن أن يجاب بأن المراد بخخالخلق فخخي الولخخى‬
‫التقدير وهو شائع في العخخرف واللغخخة‪ ،‬أو بخخأن المخخراد بخلخخق مخخا فخخي الرض‬
‫خلق موادها كما أن خلق‬

‫]‪[23‬‬

‫الرض قبل دحوها عبخخارة عخخن مثخخل ذلخخك فتكخخون تسخخوية السخخماء متقدمخخة علخخى دحخخو‬
‫الرض كما هو ظاهر الية الثالثة‪ ،‬أو بأن يفرق بين تسخخويتها المخخذكورة فخخي‬
‫الثالثة وبين تسويتها سبع سماوات كمخخا فخخي الولخخى‪ ،‬وحينئذ فتسخخويتها مطلقخخا‬
‫متقدمة على دحو الرض‪ ،‬وتسويتها سبعا متأخرة عنه‪ ،‬ولعل هذا أوفخخق فخخي‬
‫الجمع‪ ،‬أو بأن يقال‪ :‬الفاء في قوله تعالى )فسويها( بمعنى ثخخم‪ ،‬والمشخخار إليخخه‬
‫بذلك في قوله تعالى )والرض بعد ذلك دحيهخخا( هخخو بنخخاء السخخماء وخلقهخخا ل‬
‫مجموع ما ذكر قبله‪ ،‬أو بأن يقال كلمخخة )ثخخم( فخخي الولخخى للخخترتيب الخخذكري‪،‬‬
‫وتقديم خلق ما في الرض في معرض المتنان لمزيد الختصخخاص‪ ،‬فيكخخون‬
‫خلق ما في الرض بعد دحوها كما هو الظاهر‪ ،‬وتسوية السماء متقدمة عليه‬
‫وعلى دحو الرض كما هو ظاهر الية الثالثة‪ .‬لكن هخذا ل يخلخو مخن نخوع )‬
‫‪ (1‬منافرة لظاهر الية الثانية‪ ،‬وقد أوردنا بعخخض التوجيهخخات لهخخا فخخي شخخرح‬
‫بعض الخبار التية‪ .‬وقال البيضاوي‪ :‬كلمة )ثخخم( فخخي آيخختي البقخخرة والسخخجدة‬
‫لتفاوت )‪ (2‬ما بين الخلقين‪ ،‬وفضل خلخخق السخخماء علخخى خلخخق الرض كقخخوله‬
‫تعالى )ثم كان من الذين آمنوا( ل للتراخي في المدة )‪ (3‬فخخإنه يخخخالف ظخخاهر‬
‫قوله تعالى )والرض بعد ذلخخك دحيهخخا( فخخإنه يخخدل علخخى تخخأخر دحخخو الرض‬
‫المتقدم على خلق ما فيها عن خلق السماء وتسخخويتها‪ ،‬إل أن يسخختأنف بخخدحيها‬
‫مقخخدر النصخخب الرض فعل آخخخر دل عليخخه )أنتخخم أشخخد خلقخخا( مثخخل‪ :‬تعخخرف‬
‫الرض وتدبر أمرها بعخخد ذلخخك‪ .‬لكنخخه خلف الظخخاهر )‪) (4‬انتهخخى(‪ .‬والخخوجه‬
‫الثاني‪ :‬مما قد اجيب به عن أصخخل الشخخكال أن يقخخال‪ :‬كلمخخة )بعخخد( فخخي اليخخة‬
‫الثالثة ليست للتأخر الزماني‪ ،‬إنما هو على جهة تعداد النعم والذكار‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬عن نوع‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬لعله لتفاوت‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬فخخي‬
‫الوقت‪ (4) .‬أنوار التنزيل ج‪ 1 ،‬ص ‪.(*) 62‬‬

‫]‪[24‬‬

‫لها‪ ،‬كما يقول القائل‪ :‬أليس قد أعطيتك وفعلت بك كذا وكذا وبعد ذلك خلطتك ؟ وربما‬
‫يكون بعض ما تقدم في اللفظ متأخرا بحسخخب الزمخخان لنخخه لخخم يكخخن الغخخرض‬
‫الخبار عن الوقات والزمنة بخخل المخخراد ذكخخر النعخخم والتنبيخخة عليهخخا وربمخخا‬
‫اقتضت الحال إبراد الكلم على هذا الوجه‪ .‬والثالث‪ :‬ما ذكره الخخرازي‪ ،‬وهخخو‬
‫أن ل يكون معنى )دحيها( مجرد البسط‪ ،‬بل يكون المخخراد أنخخه بسخخطها بسخخطا‬
‫هيئات لنبخخات القخخوات‪ ،‬وهخخذا هخخو الخخذي بينخخه بقخخوله )أخخخرج منهخخا ماءهخخا‬
‫ومرعيها( وذلك لن )‪ (1‬الستعداد ل يحصل للرض إل بعد وجود السماء‪،‬‬
‫فإن الرض كالم والسماء كالب‪ ،‬ومخخا لخخم يحصخخل لخخم يتولخخد أولد المعخخادن‬
‫والنبات والحيوان‪ .‬والرابع‪ :‬ما ذكره أيضا وهو أن يكون قوله )والرض بعد‬
‫ذلك( أي مع ذلك‪ ،‬كقوله )عتل بعد ذلك زنيم( أي مع ذلخك‪ ،‬وكقولخك للرجخل‪:‬‬
‫أنت كذا وكذا‪ ،‬ثم أنت بعخخدها كخخذا‪ .‬ل تريخخد )‪ (2‬الخخترتيب‪ ،‬وقخخال تعخخالى )فخخك‬
‫رقبة( إلى قوله )ثم كان من الذين آمنوا‪ (.‬والمعنى‪ :‬وكان وهذا تقرير ما نقخخل‬
‫عن ابن عباس وغيخخره قخالوا فخخي قخوله )والرض بعخد ذلخك دحيهخخا(‪ :‬أي مخخع‬
‫مياده دحيها )‪ .(3‬اقول‪ :‬وهذا قريب من الثاني‪ .‬ثم المشهور أن خلخخق الرض‬
‫قبل خلق السماء وهو الظهر‪ ،‬وقيل بالعكس‪ ،‬نقل الواحدي فخخي البسخخيط عخخن‬
‫مقاتل أنه قال‪ :‬خلق ال السماء قبخخل الرض‪ ،‬وتاويخخل قخخوله )ثخخم اسخختوى إلخخى‬
‫السماء(‪ :‬ثم كان قد استوى وهي دخخخان قبخخل أن يخلخخق الرض‪ .‬فاضخخمر فيخخه‬
‫كان كما قال تعالى‪) :‬قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل( معناه‪ :‬إن يكخخن‬
‫سرق‪ .‬وقال الرازي‪ :‬المختار عندي أن يقال‪ :‬خلخخق السخخماء مقخخدم علخخى خلخخق‬
‫الرض‬

‫)‪ (1‬في المصخخدر‪ :‬لن هخخذا السخختعداد‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬ل تريخخد بخخه الخخترتيب‪(3) .‬‬
‫مفاتيح الغيب‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪) 465‬نقل عنه ملخصا( )*(‪.‬‬

‫]‪[25‬‬

‫بقي أن يقال‪ :‬كيف تأويل هذه الية يعني آية السجدة ؟ فنقول‪ :‬الخلق ليخخس عبخخارة عخخن‬
‫التكوين واليجاد‪ ،‬والدليل عليه قوله تعالى )إن مثل عيسى عند ال كمثخخل آدم‬
‫خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون( فلخخو كخخان الخلخخق عبخخارة عخخن اليجخخاد و‬
‫التكوين لصار معنى الية‪ :‬أوجخده مخن تخخراب ثخخم قخال لخخه كخن فيكخخون‪ ،‬وهخخذا‬
‫محال لنه يلزم أنه تعالى قد قال لشئ وجد‪ :‬كخخن وإذا ثبخخت هخخذا فنقخخول‪ :‬قخخوله‬
‫)خلق الرض في يومين( معناه أنه قضخخى بحخخدوثها فخخي يخخومين وقضخخاء الخ‬
‫بأنه سيحدث كذا في مدة كذا ل يقتضي حدوث ذلك الشئ في الحخخال‪ ،‬فقضخخاء‬
‫ال بحدوث الرض في يومين مقدم على إحخخداث السخخماء ول يلخزم منخه تقخدم‬
‫إحداث الرض على إحداث السماء )‪) (1‬انتهى( ول يخفى مخخا فيخخه وسخختطلع‬
‫على حقيقة المر في ضمن شرح الخبار إن شاء ال تعالى‪) * .‬الخبخخار( *‬
‫‪ 1‬نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم في خطبة له‪ :‬المعروف )‪ (2‬من غير‬
‫رؤية والخخالق مخخن غيخخر رويخخة‪ ،‬الخخذي لخم يخزل قائمخا دائمخخا‪ ،‬إذ لسخخماء ذات‬
‫أبخخراج‪ ،‬ول حجخخب ذات أرتخخاج‪ ،‬ول ليخخل داج‪ ،‬ول بحخخر سخخاج‪ ،‬ول جبخخل ذو‬
‫فجاج‪ ،‬ول فج ذو اعوجاج ول أرض ذات مهخخاد‪ ،‬ول خلخخق ذو اعتمخخاد‪ ،‬ذلخخك‬
‫مبتدع الخلق ووارثخخه‪ ،‬وإلخخه الخلخخق ورازقخخه )‪ .(3‬بيخخان‪ :‬مخخن غيخخر رويخخة أي‬
‫تفكر‪ ،‬لنه يستلزم الجهل السابق‪ ،‬وحدوث أمر فيه لم يكن‪ ،‬والسخختكمال بعخخد‬
‫النقص )الخخذي لخخم يخخزل قائمخخا( أي بخخذاته أو بخخأحوال الخلخخق‪ ،‬وقخخد مخخر مخخرارا‬
‫)دائما( أي باقيا بذاته من غير علة )ذات أبراج( أي بخخروج أو كخخواكب نيخخرة‪.‬‬
‫و )الحجب( جمع الحجاب والمراد هنا ما سيأتي من الحجخخب النورانيخخة الخختي‬
‫تحت العرش أو السماوات عبر عنها بلفظين‪ ،‬و )الرتاج( في بعض‬

‫)‪ (1‬مفاتيح الغيب‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪) 358‬نقل عنه ملخصا(‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬الحمخخد لخ‬
‫المعروف‪ (3) .‬نهج البلغة‪.(*) 158 :‬‬

‫]‪[26‬‬
‫النسخ بكسر الهمزة مصدر )أرتج الباب( أي أغلقه‪ ،‬وفي بعضها بالفتخخح جمخخع )رتخخج(‬
‫بالتحريك‪ ،‬أو )رتاج( بالكسر‪ .‬والول الباب العظيم‪ ،‬والثاني الباب المغلق أو‬
‫الخخذي عليخخه بخخاب صخخغير‪ ،‬و )الخخداجي( المظلخخم‪ ،‬و )السخخاجي( السخخاكن‪ ،‬و‬
‫)الفجاج( جمع )الفج( بالفتح وهو الطريخخق الواسخخع بيخخن الجبليخخن‪ ،‬و )المهخخاد(‬
‫بالكسر‪ :‬الفراش‪ .‬واعتمدت على الشئ‪ :‬اتكأت عليخخه‪ ،‬وكخخل حخخي يعتمخخد علخخى‬
‫رجله في المشي وعلى غيرها‪ ،‬ويمكن أن يراد به القوة والتصرف‪ .‬وأبدعت‬
‫الشئ‪ ،‬و ابتخخدعته‪ :‬أي اسخختخرجته وأحخخدثته‪ ،‬و )البتخخداع( الخلخخق علخخى غيخخر‬
‫مثال‪ ،‬و )وارثه( أي الباقي بعد فنائهم‪ ،‬والمالك لما ملكوا ظخخاهرا‪ ،‬ول يخفخخي‬
‫صراحته في حدوث العالم‪ 2 .‬النهج‪ :‬قال عليخخه السخخلم‪ :‬الول قبخخل كخخل أول‪،‬‬
‫والخر بعد كل آخر )‪ .(1‬بيان‪ :‬الغرض إثبات الوليخخة والخريخخة الحقيقيخختين‬
‫له سبحانه‪ ،‬وظاهر الول حدوث ما سواه‪ ،‬واستدل بالثاني على ما ذهب إليه‬
‫كثير من المتكلمين من انعدام العالم بأسره قبل قيام الساعة‪ ،‬ويمكن أن يكخخون‬
‫الخرية باعتبار أن كل ما عداه في التغير والتحول من حال إلخخى حخخال‪ ،‬كمخخا‬
‫ورد في الرواية‪ ،‬وقيل‪ :‬أوليته بحسب الخخخارج‪ ،‬وآخريتخخه بحسخخب الخخذهن‪ ،‬أو‬
‫الخر في سلسلة الفتقار لحتياج الكل إليه سبحانه )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة‪ (2) .194 :‬الولية والخرية وصفان اضافيان‪ ،‬فإذا قويس شئ إلى‬
‫آخر وجخد بعخده وصخف بالوليخة‪ ،‬وإذا قخويس إلخى شخئ وجخد قبلخه وصخف‬
‫بالخرية‪ .‬وللتقدم والتأخر أقسام مذكورة في محلهخخا وقخخد اختلخخف القخخوم فخخي‬
‫تقدم الواجب على الممكنات‪ ،‬فقيل‪ :‬إن تقدمه زمخخاني‪ ،‬و قيخخل‪ :‬علخخى‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫سرمدي إلى غيخخر ذلخخك‪ .‬لكخخن التقخخدم الزمخخانى بمعنخخاه المصخخطلح وهخخو وقخخع‬
‫المتقدم مقارنا لجزء من الزمان متقدم على الجزء الذى وقع المتأخر مقارنا‬
‫له مما يتسحيل في حخق الحخق سخبحانه وتقخدس لعخاليه عخن مقارنخة الزمخان‬
‫ومقايسته بالحدثان‪ .‬على أن يستلزم قدم الزمخخان وهخخو كخخر علخخى مخخا فرمنخخه‪.‬‬
‫وأما تفسير التقدم الزمانى بأن الواجب كان في زمان لم يكن شئ‪ ،‬وتتميمخخه‬
‫بأن=‬

‫]‪[27‬‬

‫‪ - 3‬النهج‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬الحمد ل الدال على وجوده بخلقخخه‪ ،‬وبمحخخدث خلقخخه علخخى‬
‫أزليته )‪ (1‬ومنه )‪ (2‬قال عليه السلم‪ :‬الحمد ل خالق العباد‪ ،‬وساطح المهاد‪،‬‬
‫ومسيل الوهاد‪ ،‬ومخصب النجاد‪ ،‬ليس لوليتخه ابتخداء‪ ،‬ول لزليتخه انقضخاء‪،‬‬
‫هو الول لم يزل‪ ،‬والباقي بل أجل إلى قوله عليه السلم قبل كل غاية ومخخدة‪،‬‬
‫وكل إحصاء وعدة إلى قوله عليه السلم لم يخلق الشياء من اصخخول أزليخخة‪،‬‬
‫ول من أوائل أبدية )‪ (3‬بل خلق ما خلق فأقام حده‪ ،‬وصور ما صور فأحسن‬
‫صورته )‪.(4‬‬
‫= الزمان أمر موهوم منتزع عن ذاته‪ ،‬ممخخا ل يجخخدى شخخيئا ول يسخخمن ول يغنخخى مخخن‬
‫جوع‪ .‬لن الزمخخان إن كخخان أمخخرا موهومخخا فل يمكخخن تخخأثيره فخخي الواقعيخخات‬
‫وإناطة البحث الحقيقي به‪ ،‬غاية المر تسميته تعالى بالقديم الزمانى تسخخمية‬
‫ليس وراءه حقيقه ول تجاوز حخخد السخخم والخخوهم وإن كخخان أمخخرا واقعيخخا فل‬
‫يمكن انتزاعه من ذات البارئ سبحانه وإل لتطرق التغيخخر والحخخدوث إليهخخا‪.‬‬
‫وأما آخرية الواجب فقيخخل بالخريخخة الزمانخخة بمعنخخى أنخخه يفخختى كخخل شخخئ إل‬
‫الواجب تعالى فيكون زمان ليس فيخخه غيخخره سخخبحانه ولمخخا كخخان ظخخاهر هخخذا‬
‫القول مخالفا لظواهر الكتاب والسنة مخخن أبديخخة نشخخأة الخخخرة وخلخخود أهلهخخا‬
‫فسر بفناء الموجودات قبل قيام الساعة ! ولقخخائل أن يقخخول‪ :‬هخخل يكخخون عنخخد‬
‫فنخخاء جميخخع الموجخخودات زمخخان أول ؟ فخخان كخخان فل يكخخون الخخواجب آخخخرا‬
‫بالنسبة إلى نفس الزمان‪ ،‬وإل فل يكون آخرا زمانيا‪ ،‬على أنه تعالى يكخخون‬
‫على هذا آخرا بالنسبة إلى الموجودات قبل قيخخام السخخاعة ل بعخخده ولخخه تخخوال‬
‫فاسدة اخرى‪ .‬وحق القول أن الواجب تعالى محيط بجميخخع العخخوالم‪ ،‬مهيمخخن‬
‫على كافة الموجودات‪ ،‬و يكون وجوده أوسع وأرفع من كل الوجودات‪ ،‬بخخل‬
‫هي بأسرها ظل وجوده وشخخعاع نخخوره تبخخارك وتعخخالى وليخخس لهخخا اسخختقلل‬
‫أصخخل‪ ،‬فليخخس بيخخن الوجخخودات المكانيخخة وبيخخن وجخخوده السخخرمدي الخخواجب‬
‫المحيط الغير المتنخخاهى بخخل فخخوق مخخا ل يتنخخاهى بمخخا ل يتنخخاهى نسخخبة‪ .‬فخخأين‬
‫المتناهى من غير المتناهى ؟ وما للخختراب ورب الربخخاب ؟ ! فكلمخخا قخخويس‬
‫وجود إمكانى إلى وجوده المتعالى كان من بين يديه ومن خليفة‪ ،‬ومن فخخوقه‬
‫ومن تحته‪ ،‬ومن كل جهة من جهاته‪ ،‬وكل شأن من شؤونه محخخدودا محاطخا‬
‫بوجوده تبارك و تعالى‪ .‬فإذا لخخوحظ الجهخخة السخخابقة علخخى الموجخخودات كخخان‬
‫سبحانه هو الول‪ ،‬وإذا لوحظ الجهة اللحقخخة كخخان هخخو الخخخر‪ ،‬وإذا لخخوحظ‬
‫ظاهرها كان هو الباطن‪ ،‬وإذا لخخوحظ باطنهخخا كخخان هخخو الظخخاهر )هخخو الول‬
‫والخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم( )أل إنه بكل شخخئ محيخخط(‪) .‬‬
‫‪ (1‬نهج البلغة‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (2) .274‬في بعض النسخ‪ :‬وفخخي خطبخخة‪(3) .‬‬
‫سيأتي من المؤلف في بيان الخطبة أن فخخي بعخخض النسخخخ )بديخخة(‪ (4) .‬نهخخج‬
‫البلغة‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.(*) 300‬‬

‫]‪[28‬‬

‫بيان‪) :‬الساطح( الباسط‪ ،‬و )المسيل( المجري‪ ،‬و )الوهاد( جمع )وهدة( وهي الرض‬
‫المنخفضخخة‪ ،‬وأخصخخب الخخ الرض أي جعلهخخا كخخثيرة العشخخب والكلء‪ ،‬و‬
‫)النجاد( بالكسر جمع )نجد( بالفتخخح وهخخو المرتفخخع مخخن الرض )ول لزليتخخه‬
‫انقضاء( أي في جانب البخخد‪ ،‬أي أزليتخخه أزليخخة مقرونخخة بالبديخخة‪ ،‬ويمكخخن أن‬
‫يكون إشارة إلى أن الزلية تستلزم البدية إذ ما ثبخخت قخخدمه امتنخخع عخخدمه‪ ،‬أو‬
‫في جخخانب الزل إذا رجخخع الخخوهم إليخخه‪ .‬ول يخفخخى دللخخة تلخخك الفقخخرات علخخى‬
‫اختصاص الزلية به و حخخدوث مخخا سخخواه‪ ،‬إذ ذكخخر الصخخفات المشخختركة بينخخه‬
‫وبين خلقه ل يناسب مقام المدح‪ .‬ثم صرح عليه السلم بذلك بقوله )لخخم يخلخخق‬
‫الشياء من أصول أزلية( ردا على ما زعمته الحكمخخاء مخخن الهيخخولى القديمخخة‬
‫ونحو ذلك و )البد( بالتحريك الدهر‪ ،‬و )الدائم( و )القديم( الزلي كما ذكخخره‬
‫في القاموس وقيل‪ :‬الزمان الطويل الخذي ليخس بمحخدود‪ ،‬والظخاهر أنخه تأكيخد‬
‫وتفسير للفقرة الولى‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد المثلة التي يخلق ال خ تعخخالى‬
‫الشياء على حذوها‪ .‬وفي بعض النسخخخ )بديخخة( والبخخدي كرضخخي الول )مخخن‬
‫أوائل( سابقة على إيجادها )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬الزلية والقخخدم مترادفخخان‪ ،‬ومعناهمخخا كخخون الموجخخود بحيخخث ل يسخخبقه عخخدم‪ ،‬فخخان‬
‫أضيف إلى العدم الذاتي سمى قخدما ذاتيخخا‪ ،‬وإن اضخخيف إلخى العخدم الزمخانى‬
‫سخخمى قخخدما زمانيخخا وحيخخث إن الزمخخان مقخخدار الحركخخة‪ ،‬والحركخخة تختخخص‬
‫بالجسام‪ ،‬فإذا لم يكن جسم لم يكن زمخخان‪ ،‬وكخخل شخخيئ غيخخر جسخخماني فخخانه‬
‫خارج عن حيطة الزمان البتة‪ ،‬فلو وجد شئ مجرد عن المادة كان ل محالة‬
‫غير محدود بالزمان‪ .‬وحيث إن الجسم ل ينفك عن الحركة بناء على القخخول‬
‫بالحركة الجوهرية فكلما فرض جسم كخخان حادثخخا زمانيخخا‪ .‬والخخواجب تعخخالى‬
‫قديم أزلى ذاتا بمعنى كون الوجود عيخخن ذاتخخه واسخختحالة العخخدم عليخخه بخخوجه‬
‫وزمانا بمعنخخى كخخونه خارجخا عخخن ظخخرف الزمخخان ومنزهخخا عخخن مقخخارنته ل‬
‫بمعنى كونه مقارنا لزمان غير متنخخاه مخخن جهخخة البخخدء وأمخخا مخا سخخواه فعلخخى‬
‫القول بوجود المجردات المحضة والموجودات النورية العاليخخة فانهخخا أيضخخا‬
‫غير مقيدة بالزمان لكنها ل تشارك الواجب تعالى في الزليخخة الذاتيخخة‪ .‬وأمخا‬
‫المادة أعنى الهيولى الولى فليست من الموجخخودات المتحصخخلة‪ ،‬وتحصخخلها‬
‫إنما يكون بالصور‪ ،‬ول شئ من الصخخور الجسخخمانية بقخخديم لمخخا ذكرنخخا‪ .‬نعخخم‬
‫على القول بقدم الصور الفلكية كما يراه بعض الفلسفة تكون مادتهخخا أيضخخا‬
‫قديمة لكنهخخا علخخى كخخل حخخال ليسخخت موجخخودة قيخخل الشخخياء ول أصخخل أزليخخا‬
‫للكائنات )*(‪.‬‬

‫]‪[29‬‬

‫‪ 4‬شرح النهج للكيدري‪ :‬ورد في الخبر أن ال تعخالى لمخا أراد خلخق السخخماء والرض‬
‫خلق جوهرا أخضر‪ ،‬ثم ذوبخه فصخار مخاء مضخطربا‪ ،‬ثخم أخخرج منخه بخخارا‬
‫كالدخان فخلق )‪ (1‬منه السماء كما قال )ثم استوى إلى السخخماء وهخخي دخخخان(‬
‫ثم فتق تلك السماء فجعلها سبعا‪ ،‬ثم جعل من ذلك الماء زبدا فخلق منه أرض‬
‫مكة‪ ،‬ثم بسط الرض كلها من تحت الكعبة ولذلك تسمى مكة ام القرى لنهخخا‬
‫أصل جميع الرض‪ ،‬ثم شق من تلك الرض سخخبع أرضخخين وجعخخل بيخخن كخخل‬
‫سماء وسماء مسيرة خمسمأة عام‪ ،‬وكذلك بين كل أرض وأرض‪ ،‬وكذلك بين‬
‫هذه السماء وهذه الرض‪ ،‬ثم بعث ملكا من تحت العخخرش حخختى نقخخل الرض‬
‫على منكبه وعنقه ومد اليخخدين فبلغخخت إحخخداهما إلخخى المشخخرق والخخخرى إلخخى‬
‫المغرب‪ ،‬ثم بعث لقرار قدم ذلك الملك بقرة من الجنة كان لهخخا أربعخخون ألخخف‬
‫قرن وأربعون ألخخف رجخخل ويخد‪ ،‬و بعخث ياقوتخخا مخن الفخردوس العلخخى حخختى‬
‫يوضع بين سخخنام تلخخك البقخخرة واذنهخخا‪ ،‬فاسخختقر قخخدما ذلخخك الملخخك علخخى السخخنام‬
‫واليخخاقوت‪ ،‬وإن قخخرون تلخخك البقخخرة لمرتفعخخة مخخن أقطخخار الرض إلخخى تحخخت‬
‫العرش‪ .‬وإن مناخر انوفها بإزاء الرض فإذا تنفست البقخخرة مخخد البحخخر‪ ،‬وإذا‬
‫قبضخخت أنفاسخخها جخخزر البحخخر‪ ،‬مخخن ذلخخك‪ ،‬ثخخم خلخخق لقخخرار قخخوائم تلخخك البقخخرة‬
‫صخرة‪ ،‬وهي التي حكى ال عن لقمان فخي قخوله )فتكخن فخي صخخرة( فيزيخد‬
‫مقخخدار سخخعة تلخك الصخخرة سخبع مخخرات علخى مقخدار سخخبع السخماوات وسخخبع‬
‫أرضين‪ ،‬ثم خلق حوتا وهو الذي أقسم ال فقال‪) :‬ن والقلم( والنخخون الحخخوت‪،‬‬
‫وأمر تعالى بوضع تلك الصخرة على ظهر ذلك الحوت وجعل ذلخخك الحخخوت‬
‫فخخي المخخاء وأمسخخك المخخاء علخخى الريخخح ويحفخخظ ال خ الريخخح بقخخدرته‪ 5 .‬النهخخج‬
‫والحتجاج‪ :‬في خطبة لمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬الدال على قدمه بحخخدوث‬
‫خلقه‪ ،‬وبحدوث خلقه على وجخوده إلخى قخوله عليخه السخلم مستشخهد بحخدوث‬
‫الشياء على أزليته )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬فخخي بعخخض النسخخخ‪ :‬وخلخخق‪ (2) .‬نهخخج البلغخخة‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ .350‬الحتجخخاج‪ ،‬ص‬
‫‪.(*) 107‬‬

‫]‪[30‬‬

‫‪ - 6‬وفي خطبة اخرى مشخخهورة‪ :‬ل نصخخحبه الوقخخات‪ ،‬ول ترفخخده )‪ (1‬الدوات سخخبق‬
‫الوقات كونه‪ ،‬والعدم وجوده‪ ،‬والبتداء أزله إلى قوله عليه السلم ل يجخخري‬
‫عليه السكون والحركة وكيف يجري عليه ما هو أجخخراه‪ ،‬ويعخخود فيخخه مخخا هخخو‬
‫أبداه‪ ،‬ويحدث فيه ما هو أحدثه ؟ إذا التفخاوتت ذاتخه‪ ،‬ولتجخزأ كنهخه‪ ،‬ولمتنخع‬
‫من الزل معناه إلى قوله عليه السلم يقول لما )‪ (2‬أراد كونه‪ :‬كخخن‪ ،‬فيكخخون‪،‬‬
‫ل بصوت يقرع‪ ،‬ولنداء )‪ (3‬يسخمع‪ ،‬وإنمخخا كلمخه سخبحانه فعخل منخخه أنشخأه‬
‫ومثله‪ ،‬لم يكن من قبل ذلك كائنا‪ ،‬ولو كان قديما لكان إلها ثانيا‪ ،‬ل يقخخال كخخان‬
‫بعد أن لم يكن فتجري عليه الصفات المحدثات‪ ،‬ول يكون بينها وبينه فصخخل‪،‬‬
‫ولله عليها فضل فيستوي الصانع والمصنوع‪ ،‬ويتكافأ المبتدع والبديع‪ ،‬خلق‬
‫الخلئق على غير مثخال خل مخن غيخره‪ ،‬ولخم يسختعن علخخى خلقهخخا بأحخخد مخن‬
‫خلقه‪ ،‬وأنشأ الرض فأمسكها من غير اشخختغال‪ ،‬وأرسخخاها علخخى غيخخر قخخرار‪،‬‬
‫وأقامها بغير قخخوائم‪ ،‬ورفعهخخا بغيخخر دعخخائم وحصخخنها مخخن الود والعوجخخاج‪،‬‬
‫ومنعها من التهافت والنفراج‪ .‬أرسى أوتادها وضخخرب أسخخدادها‪ ،‬واسخختفاض‬
‫عيونها‪ ،‬وخد أوديتها‪ ،‬فلم يهن ما بنخخاه‪ ،‬ول ضخخعف مخخا قخخواه إلخخى قخخوله عليخخه‬
‫السلم هو المنفي لها بعد وجودها حخختى يصخخير موجودهخخا كمفقودهخخا‪ ،‬وليخخس‬
‫فناء الدنيا بعد ابتدائها بأعجب من إنشائها واختراعها إلى قخخوله عليخخه السخخلم‬
‫وإنه )‪ (4‬سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده ل شئ معه كما كان قبل ابتدائها‪،‬‬
‫كذلك يكون بعد فنائها‪ .‬بل وقت ول مكان‪ ،‬ول حيخخن ول زمخخان عخخدمت عنخخد‬
‫ذلك الجال والوقات‪ ،‬وزالت السنون والساعات‪ ،‬فل شئ إل الواحد القهار‪،‬‬
‫الذي إليخه مصخير جميخع المخور‪ ،‬بل قخدرة منهخا كخان ابتخداء خلقهخا‪ ،‬وبغيخر‬
‫امتناع منها كان فناؤها‪ ،‬ولو قخدرت علخخى المتنخخاع لخخدام بقاؤهخخا‪ ،‬لخخم يتكخخاءده‬
‫صنع شئ‬

‫)‪ (1‬في بعخخض النسخخخ‪ ،‬ول تردفخخه‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬لمخخن أراد‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫بنداء‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬وإن ال )*(‪.‬‬

‫]‪[31‬‬

‫منها إذ صنعه‪ ،‬ولم يؤده منها خلق ما برأه وخلقه )‪ ،(1‬ولم يكونها لتشديد سخخلطان ول‬
‫لخوف من زوال ونقصان‪ ،‬ول للستعانة بها على نخخد مكخخاثر‪ ،‬ول للحخختراز‬
‫بها من ضد مثاور‪ ،‬ول للزدياد بها في ملكه‪ ،‬ول لمكاثرة شريك في شركه‪،‬‬
‫ول لوحشة كانت منه فأراد أن يستأنس إليهخخا‪ ،‬ثخخم هخخو يفنيهخخا بعخخد تكوينهخخا ل‬
‫لسأم دخل عليه في تصريفها وتدبيرها‪ ،‬ول لراحة واصلة إليه‪ ،‬ول لثقل شئ‬
‫منها عليه‪ ،‬لم يمله طول بقائها فيدعوه إلى سرعة إفنائها‪ ،‬لكنه سبحانه دبرها‬
‫بلطفه وأمسكها بأمره‪ ،‬و أتقنها بقدرته‪ ،‬ثم يعيدها بعد الفنخخاء مخخن غيخخر حاجخخة‬
‫منه إليها‪ ،‬ول استعانة بشئ منها عليها‪ ،‬ول ل نصراف من حال وحشخخة إلخخى‬
‫حال استئناس‪ ،‬ول من حال جهل وعمى إلى علم )‪ (2‬والتماس‪ ،‬ول من فقخخر‬
‫وحاجة إلى غنى وكثرة‪ ،‬ول مخن ذل وضخعة إلخى عخز وقخدرة )‪ .(3‬ايضخاح‪:‬‬
‫)الدال على قدمه بحدوث خلقه( فيه وفيما بعده دللة على أن علخخة الفاقخخة إلخخى‬
‫المؤثر الحدوث‪ ،‬وأنه ل يعقل التأثير في الزلي القديم )‪ .(4‬وكذا‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ما خلقه وبرأه‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬إلى حال علخم‪ (3) .‬نهخج البلغخخة‪:‬‬
‫ج ‪ ،1‬ص ‪ (4) .354‬الحدوث والقدم قد يستعملن بمعنى المسبوقية بالعدم‬
‫الذاتي ومقابلها‪ ،‬وقد يستعملن بمعنخى المسخبوقية بالعخخدم الزمخخانى ومقابلهخخا‬
‫فان كان المراد بهما في كلمه عليه السخخلم المعنخخى الول كخخان المعنخخى أن‬
‫العالم لمكان إمكانه يخخدل علخخى وجخخود الخخواجب‪ .‬وان كخخان المخخراد بالحخخدوث‬
‫الحدوث الزمانى وبالقدم‪ ،‬القدم الذاتي كان المعنى أن الحدوث الزمخخانى فخخي‬
‫الزمانيخخات دليخخل علخخى وجخخود الخخواجب‪ ،‬وذلخخك لن الحخخدوث تغيخخر والتغيخخر‬
‫يختخخص بخخالممكن والممكخخن يحتخخاج إلخخى الخخواجب‪ ،‬وايضخخا الحخخادث مسخخبوق‬
‫بالعدم وكل ما كان كذلك أمكن عدمه فاحتاج في الوجود إلى الخخواجب‪ ،‬وإن‬
‫كان المراد بهما الحدوث والقدم الزمانيين كان المعنى أن الحدوث الزمخخانى‬
‫في الزمانيات يدل على كون الخواجب قخديما غيخر مقيخد بالزمخان وذلخك لن‬
‫الحدوث نقص ومحدودية ووجود الواجب تام وفوق التمخخام فل يتصخخف بخخه‪.‬‬
‫وإن كخخان المخخراد بالحخخدوث‪ ،‬الحخخدوث الخخذاتي وبالقخخدم‪ ،‬القخخدم الزمخخانى كخخان‬
‫المعنى أن امكان الخلق يدل على قدم الواجب وعدم تقيده بالزمان لكنخخه فخخي‬
‫غاية البعد وعلخى الوليخن فكلمخه عليخه السخلم نخاظر إلخى إثبخات الخواجب‬
‫وعلى الخرين=‬

‫]‪[32‬‬

‫قوله )مستشهد بحدوث الشياء على أزليتخخه(‪) .‬ل تصخخحبه الوقخخات( يحتمخخل وجهيخخن‪:‬‬
‫أحخخدهما نفخخي المصخخاحبة علخخى الخخدوام بخخل وجخخوده سخخابق علخخى الزمخخان‬
‫كالزمانيات )‪ (1‬كما قال‪) :‬سبق الوقات كونه( و ثانيهما نفخخي الزمانيخخة عنخخه‬
‫سبحانه مطلقا كما ذهب إليه الحكماء من أن الزمان نسبة المتغير إلى المتغير‬
‫ول يكون فيما ل تغير فيخخه أصخل‪ ،‬فخالمراد بسخخبق كخخونه علخى الوقخات عخخدم‬
‫لحوقها له وامتناع مقارنته سبحانه لها‪ ،‬وربما يؤيخخد ذلخخك بقخخوله عليخخه السخخلم‬
‫)وكيف يجري عليخخه مخخا هخخو أجخخراه ؟( فخخإنه عليخخه السخخلم اسخختدل علخخى عخخدم‬
‫جريان السكون والحركة عليه بأنه موجدهما فل يكونان من صفاته الكمالية‪،‬‬
‫لن الفعل ل يكون كمال للفاعل واتصافه بهمخا ل علخى وجخه الكمخال يخوجب‬
‫التغير أو النقص وهذا جار في الزمان أيضا‪ .‬وكذا قوله )ويعخخود فيخخه مخخا هخخو‬
‫أبداه( أي أظهره‪ ،‬فقيل‪ :‬المعنخخى أنخه سخخبحانه أظهخخر الحركخخة والسخخكون فكانخخا‬
‫متأخرين عنه ذاتا‪ ،‬فلو كانا من صفاته لزم أن يعود المتخخأخر ويصخخير متقخخدما‬
‫لن صخخفاته سخخبحانه عيخخن ذاتخخه فل يجخخوز خلخخوه عنهخخا فخخي مرتبخخة الظهخخار‬
‫واليجاد‪) ،‬ويحدث فيه ما هو أحدثه( لن الشئ ل يكخخون فخخاعل وقخخابل لشخخئ‬
‫واحد‪ ،‬أو لما مر من لزوم الستكمال بغيره والنقص في ذاته‪.‬‬

‫= )‪ (1‬فناظر إلى إثبات قدمه وعلى كل حال فل يستفاد من كلمه عليه السلم أن مخخا‬
‫يحتاج إلى العلة ينحصر في الحادث الزمانى بحيث لخخو فخخرض ممكخخن غيخخر‬
‫حادث زمانا لم يحتج إلى الواجب فتأمخخل‪ .‬وأمخخا تحقيخخق القخخول فخخي أن ملك‬
‫الحتياج إلى العلة هل هو الحدوث أو المكان فله محخخل آخخخر‪ .‬وأمخخا النكتخخة‬
‫في جعله عليه السلم )الدال( صفة له سخخبحانه ل لخلقخخه مخخع أن الظخخاهر أن‬
‫الخلق يدل بحدوثه على قدم الخخواجب فهخخى أن الخخذى يخخدل النخخاس إلخخى الحخخق‬
‫حقيقخخة هخخو الحخخق سخخبحانه كمخخا فخخي الخخدعاء المخخأثور )وأنخخت دللتنخخي عليخخك‬
‫ودعوتني إليك( ويدل علخخى ذلخخك روايخخات كخخثيرة و أدعيخخة مخخاثورة ووجخخوه‬
‫عقلية يضيق المجال عن ذكرها‪ (1) .‬يعنى أن الزمانيخخات تصخخحب الزمخخان‬
‫مادامت موجودة لكن وجود الواجب غير مقارن للزمان دائمخخا‪ ،‬لنخخه تعخخالى‬
‫كان موجودا ولم يكن زمان فلما خلق الزمان صار مقارنا له‪ ،‬وأما الحكماء‬
‫فينفون مقارنته سبحانه للزمان مطلقا‪ ،‬لن الزمخخان أمخخر تخخدريجي ل يقخخارنه‬
‫إل ما شأنه الحركة والتغير وهو الجسم ل غير‪ ،‬ودللة كلمه عليخخه السخخلم‬
‫على مقالتهم ل غبار عليه )*(‪.‬‬
‫]‪[33‬‬

‫)إذا لتفاوتت داته( أي حصخخل الختلف والتغيخخر فخخي ذاتخخه )ولتجخخزأ كنهخخه( أي كخخانت‬
‫حقيقتخخه ذات أجخخزاء وأبعخخاض‪ ،‬لن الحركخخة والسخخكون مسخختلزمان للتحيخخز‬
‫المستلزم للجسمية‪ ،‬أو لكان فيه مخخا بخخه بخالقوة ومخخا بخخه بالفعخخل )ول متنخخع مخخن‬
‫الزل معناه( أي ذاته المقصودة مخخن أسخخمائه الحسخخنى‪ ،‬والمتنخخاع مخخن الزل‬
‫للجسمية وحدوث ما ل ينفخك عخن الحركخة والسخكون )ل بصخوت يقخرع( أي‬
‫يقرع السخخماع‪ ،‬والقخخرع الخخدق‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ علخخى بنخخاء المجهخخول أي‬
‫يحصل من قرع شئ‪) .‬ومثله( أي أقخخامه‪ ،‬وقيخخل‪ :‬البخخارئ تعخخالى مثخخل القخخرآن‬
‫لجبرئيخخل عليخخه السخخلم بالكتابخخة فخخي اللخخوح‪ ،‬ويقخخال )مثلتخخه بيخخن يخخدي( أي‬
‫أحضرته‪ ،‬فلما كان ال تعالى فعل القرآن واضحا بينا كأن قخخد مثلخخه للمكلفيخخن‬
‫انتهى والظاهر أن المراد أن قوله )كن فيكون( ليس المراد به الكلم الحقيقي‬
‫الذي له صوت بل كنايخخة عخخن تعلخخق الرادة وتمثيخخل لحخخول الشخخياء بمحخخض‬
‫إرادته بل تأخر ول توقف على أمر‪) .‬ولخخو كخخان قخخديما لكخخان إلهخخا ثانيخخا( هخخذا‬
‫صريح في أن المكان ل يجامع القدم وأن اليجاد إنما يكون لما هخخو مسخخبوق‬
‫بالعدم )‪ ،(1‬فالقول بتعدد القدماء مع القخخول بإمكخخان بعضخخها قخخول بالنقيضخخين‬
‫)فتجري( على المعلوم )‪ (2‬وفي بعض النسخ على المجهول‪) .‬عليه الصفات‬
‫المحدثات( في أكثر النسخ )الصفات( معرفة باللم‪ ،‬فالمحدثات صفة له وفي‬
‫بعضها بدون اللم على الضافة وهو أنسب‪ ،‬أي لو كان محدثا لجخخرت عليخخه‬
‫صخخفات الجسخخام المحدثخخة فلخخم يكخخن بينخخه وبينهخخا فخخرق‪ .‬و )الفصخخل( القطخخع‪،‬‬
‫والحاجز بين الشيئين‪ ،‬و )المبتدع( في بعض النسخ على صيغة الفاعل‪ ،‬وفي‬
‫بعضها على صيغة المفعول‪ ،‬فعلى الول )البديع( بمعنخخى المبخخدع علخخى بنخخاء‬
‫المفعول‪ ،‬وعلى الثاني بمعنى )المبدع( على بنخخاء الفاعخخل‪) .‬علخخى غيخخر مثخخال‬
‫خل( أي مضى وسبق )من غير اشتغال( أي لم يشغله إمساكها‬

‫)‪ (1‬كلمه عليه السلم صريح في أن القدم يلزم اللوهية ول يجخخامع المكخخان‪ ،‬لكنخخه‬
‫ليس بصريح في أن المراد به القدم الزمانى فخان كخخانت هنخاك قرينخخة عقليخخة‬
‫وجب حمله على القدم الذاتي‪ (2) .‬يعنى أن لفظة )تجرى( في كلمخخه علخخى‬
‫صيغة المعلوم أي المبنى للفاعل )*(‪.‬‬

‫]‪[34‬‬

‫عن غيره من المور )وأرساها( أي أثبتها )على غير قرار( أي مقر يتمكخخن عليخخه بخخل‬
‫قخخامت بخخأمره ل علخخى شخخئ )بغيخخر قخخوائم( أي ل كدابخخة تقخخوم بقوائمهخخا‪ .‬و‬
‫)الدعامة( بالكسر‪ :‬عماد البيت الذي يقوم عليخخه‪ .‬وحصخخنه تحصخخينا أي جعلخخه‬
‫منيعخخا‪ .‬و )الود( بالتحريخخك‪ :‬العوجخخاج‪ ،‬والعطخخف للتفسخخير‪ .‬و )التهخخافت(‬
‫التساقط قطعة قطعة )أوتادها( أي جبالهخخا الخختي هخخي للرض بمنزلخخة الوتخخاد‬
‫)وضرب أسدادها( السد بالفتح و بالضم الجبل والحاجز بين الشخخيئين‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫بالضم ما كان مخلوقا ل تعالى وبالفتح ما كخخان مخخن فعلنخخا‪ .‬وضخخرب السخخداد‬
‫نصبها‪ ،‬يقال‪ :‬ضربت الخيمة أي نصبتها‪ ،‬أو تعيينها كضرب الخراج‪ ،‬ولعل‬
‫المعنى خلق الجبال فيها والنهار التي هي كالحدود لهخخا ليتميخخز بعضخخها عخخن‬
‫بعض على حسب اقتضاء الحكمة الكاملة‪ .‬وقال الجوهري‪ :‬السد أيضا واحخخد‬
‫السدود وهي السحائب السود‪ ،‬عن أبي زيد‪) .‬واسخختقاض عيونهخخا( أي جعلهخخا‬
‫فائضخخة جاريخخة )وخخخد أوديتهخخا( أي شخخقها ومنخخه )الخخخدود( أي الحفخخرات‬
‫المستطيلة في الرض )حتى يصير موجودها كمفقودها( لعل المراد بالمفقود‬
‫ما لم يوجد أصخخل أي حخختى يصخخير كخخأن لخخم يكخخن‪ ،‬ويحتمخخل أن تكخخون الكخخاف‬
‫زائدة‪ .‬وقوله عليه السلم )كما كان قبل ابتدائها( إلى آخر الكلم صخخريح فخخي‬
‫حدوث ما سوى ال تعخخالى‪ ،‬وظخخاهره نفخخي الزمخخان أيضخخا قبخخل العخخالم‪ ،‬وعخخدم‬
‫زمخخانيته سخخبحانه إلخخى أن يحمخخل علخخى الزمنخخة المعينخخة مخخن الليخخالي واليخخام‬
‫والشهور والسنين و يدل علخخى فنخاء جميخخع أجخزاء الخخدنيا بعخخد الوجخود‪ .‬وهخذا‬
‫أيضا ينافي القدم لنهم أطبقوا علم أن ما ثبت قدمه امتنع عدمه‪ ،‬وأقاموا عليه‬
‫البراهين العقلية‪) .‬لم يتكاده( في أكثر النسخخخ علخخى صخخيغة التفاعخخل )‪ (1‬وفخخي‬
‫بعضها على صيغة النفعخل )‪ ،(2‬وكلهمخا بمعنخى نفخي المشخقة‪ .‬وفخي بعخض‬
‫النسخ )لم يتكاره( على صيغة التفاعل من الكره‪ ،‬يقال‪ :‬فعل المر على تكخخره‬
‫وتكخخاره أي علخخى تسخخخط وعخخدم الرضخخا بخخه‪ .‬والغخخرض أنخخه سخخبحانه لخخم يكخخن‬
‫مجبورا مكرها في خلق الشياء‪.‬‬

‫= )‪ (1‬أي باللف وتشديد الدال‪ (2) .‬أي بالهمزة المشددة وتخفيف الدال )*(‪.‬‬

‫]‪[35‬‬

‫وآده المر يؤده‪ :‬أثقله و )برأه( أي خلقه‪ ،‬و )تشديد السلطان( إحكام السلطنة وحفظهخخا‬
‫عن تطخرق الخلخل فيهخخا‪ ،‬و )النخد( بالكسخر‪ :‬المثخخل‪ ،‬قخالوا‪ :‬ول يكخخون النخخد إل‬
‫مخالفا‪ .‬و )المكاثرة( المغالبخخة بخخالكثرة‪ ،‬و )الضخخد( بالكسخخر‪ :‬النظيخخر والكفخخو‪،‬‬
‫وقيخل‪ ،‬مثخل الشخئ وخلفخه‪ ،‬وهخو مخن الضخداد‪) .‬والثخور( بالفتخح‪ :‬الهيجخان‬
‫والوثب‪ ،‬وثاوره أي واثبه‪ ،‬و )الشرك( بالكسر السم من شركته كعلمخت فخي‬
‫الخبيع والميخراث شخركة‪ .‬وفخي النسخخ )فخي شخركة( بالتخاء موضخع الضخمير‪.‬‬
‫)والستئناس( اتخاذ النيس ضد الستيحاش‪) ،‬والسخخأم( بالتحريخخك الملل‪ ،‬و‬
‫)التصريف( التغيير وتحويل الشئ من حال إلى حخال ومخن وجخه إلخخى وجخخه‪،‬‬
‫)والثقل( بالكسر كما في بعض النسخ وكعنب كما في بعضها‪ :‬ضخخد الخفخخة‪ .‬و‬
‫)لم يمله( على صيغة الفعخخال أي لخخم يجعلخخه سخخئما‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ )ول‬
‫يمله(‪ .‬وذكر السرعة لن الفناء ل يستدعي زمانا طويل إذا كخخان عخخن قخخدرة‬
‫كاملة‪ ،‬أو لنه إذا كان عن مللة من البقاء يكون بسرعة‪ .‬و )أتقنها( أحكمها‪،‬‬
‫و )اللتماس( الطلب‪ ،‬والمراد طلب علم مجهول‪ .‬و )الضعة( بالفتح كمخخا فخخي‬
‫النسخ وبالكسر‪ :‬انحطاط الدرجة ضد الرفعة‪ ،‬والضمير في قوله عليه السلم‬
‫)يعيدها( راجع إلى الدنيا كالضخخمائر السخخابقة‪ ،‬وجخخوز بعخخض شخخارحي النهخخج‬
‫عودها إلى )المور( في قوله عليه السلم )إليه مصير جميع المور( وعلخخى‬
‫أي حال ظاهره انعدام جميع المخلوقات حخختى الرواح والملئكخخة ثخخم عودهخخا‬
‫فيدل على جواز إعادة المعدوم وقد سبق الكلم فيخخه فخخي المجلخخد الثخخالث‪- 7 .‬‬
‫التوحيد والعيون‪ :‬عن محمد بن علي ما جيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم‬
‫عن أبي سمينة )‪ (1‬عن محمد بن عبد ال الخراساني عن الرضا عليه السلم‬
‫قال‪ :‬هو أين‬

‫)‪ (1‬هو محمد بن علخخى الصخخيرفى الكخخوفى ضخخعيف مرمخخى بالكخخذب وفسخخاد العتقخخاد‪،‬‬
‫والظاهر اتحاده مع محمد بن على بن إبراهيم بن موسى أبى جعفر القرشى‬
‫ومحمد بن على بن إبراهيم الكوفى كما يؤيده تتبع السانيد‪ ،‬وإن كان تكرار‬
‫العنوان في كتب الرجال ربما يوهم التعدد )*(‪.‬‬

‫]‪[36‬‬

‫الين‪ ،‬كان ول أين‪ ،‬وهو كيف الكيف‪ ،‬كان ول كيف )‪) (1‬الخبر(‪ 8 .‬الحتجاج‪ :‬عخخن‬
‫صفوان بن يحيى قال‪ :‬سخخألني أبخخو قخخرة المحخخدث أن ادخلخخه إلخخى أبخخي الحسخخن‬
‫الرضا عليه السلم فاستأذنته فأذن له‪ ،‬فدخل وسخخأله عخخن مسخخائل‪ ،‬فكخخان فيمخخا‬
‫سأله‪ :‬أخبرني جعلني الخ فخخداك عخخن كلم الخ لموسخخى وسخخاق الكلم إلخخى أن‬
‫قال‪ :‬فما تقول في الكتب‪ ،‬فقخخال‪ :‬التخخوراة والنجيخخل والزبخخور والفرقخخان وكخخل‬
‫كتاب انزل كان كلم ال أنزله للعالمين نورا وهدى‪ ،‬وهي كلها محدثة‪ ،‬وهي‬
‫غير ال‪ .‬فقال أبخخو قخرة‪ :‬فهخل يفنخخى ؟ فقخال أبخخو الحسخخن عليخه السخلم‪ :‬أجمخخع‬
‫المسخخلمون علخخى أن مخخا سخخوى الخ فخخان‪ ،‬ومخخا سخخوى الخ فعخخل الخخ‪ ،‬والتخخوراة‬
‫والنجيل والزبور والفرقان فعل ال‪ ،‬ألم تسمع النخخاس يقولخخون‪ :‬رب القخخرآن‪،‬‬
‫وإن القرآن يقول يوم القيامة‪ :‬يخخا رب هخخذا فلن وهخخو أعخخرف بخخه قخخد أظمخخأت‬
‫نهاره وأسهرت ليله فشفعني فيه ؟ و كخذلك التخوراة والنجيخخل والزبخخور كلهخا‬
‫محدثة مربوبة أحدثها من ليس كمثله شئ هدى لقوم يعقلون‪ ،‬فمن زعم أنهخخن‬
‫لم يزلن فقد أظهر أن ال ليس بأول قديم ول واحخخد‪ ،‬وأن الكلم لخخم يخخزل معخخه‬
‫وليس له بدء وليس بإله )‪ .(2‬بيان‪) :‬وليس له بدء( أي ليخخس للكلم علخخة‪ ،‬لن‬
‫القديم ل يكون مصنوعا )وليس بإله( أي والحال أنه ليس بإله فكيف لم يحتخخج‬
‫إلى الصانع ؟ أو الصانع يلزم أن ل يكون إلها لوجود الشريك معه في القخخدم‪.‬‬
‫وفي بعض النسخ )وليس بإله له( أي يلزم أن ل يكون ال خ إلهخخا للكلم لكخخونه‬
‫معه دائما‪ 9 .‬المهج‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن غالب‪ ،‬عن عبد ال خ بخخن‬
‫أبي حبيبة وخليل بن سالم‪ ،‬عن الحارث بن عمير‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عخخن‬
‫آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليهم السلم قال‪ :‬علمني رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله هذا الدعاء‪ ،‬وذكر له فضل كثيرا‪ :‬الحمد ل خ الخخذي ل إلخخه إل هخخو الملخخك‬
‫الحق المخخبين‪ ،‬المخخدبر بل وزيخخر‪ ،‬ول خلخخق مخخن عبخخاده يستشخخير‪ ،‬الول غيخخر‬
‫مصروف‪ ،‬والباقي بعد فناء الخلق‪ ،‬العظيم الربوبية‪ ،‬نور‬

‫)‪ (1‬العيون‪ :‬ص ‪ ،131‬ح ‪ ،28‬التوحيد‪ ،‬ص ‪ ،178‬ح ‪ (2) .3‬الحتجاج‪ ،‬ص ‪،220‬‬
‫احتجاج أبى الحسن الرضا عليه السلم ابا قرة المحدث )*(‪.‬‬

‫]‪[37‬‬

‫السماوات والرضين‪ ،‬وفاطرهما ومبتدعهما‪ ،‬بغير عمد خلقهما‪ ،‬فاستقرت الرضون‬


‫بأوتادها فوق الماء‪ ،‬ثم عل ربنا في السماوات العلى‪ ،‬الرحمخخن علخخى العخخرش‬
‫استوى له ما في السماوات وما في الرض‪ ،‬وما بينهما وما تحت الثرى إلخخى‬
‫قوله أنت ال ل إله إل أنت‪ ،‬كنت إذ لم تكن سخخماء مبنيخخة‪ ،‬ول أرض مدحيخخة‪،‬‬
‫ول شمس مضيئة ول ليل مظلم‪ ،‬ول نهار مضيئ‪ ،‬ول بحر لجخخي‪ ،‬ول جبخخل‬
‫راس‪ ،‬ول نجم سار‪ ،‬ول قمر منير‪ ،‬ول ريح تهخخب‪ ،‬ول سخحاب يسخخكب‪ ،‬ول‬
‫برق يلمع‪ ،‬ول روح تتنفس ول طائر يطير‪ ،‬ول نار تتوقخخد‪ ،‬ول مخاء يطخخرد‪،‬‬
‫كنت قبل كل شئ‪ ،‬وكونت كل شئ‪ ،‬وابتدعت كخخل شخخئ )إلخخى آخخخر الخخدعاء(‪.‬‬
‫‪ - 10‬ومنه‪ :‬بأسانيد ذكرها إلى ابخن عبخاس وعبخد الخ بخن جعفخر‪ ،‬عخن أميخر‬
‫المؤمنين عليه السلم في الخخدعاء اليمخاني المعخروف‪ :‬وأنخت الجبخار القخخدوس‬
‫الذي لم تزل أزليا دائما في الغيوب وحدك‪ ،‬ليس فيهخخا غيخخرك‪ ،‬ولخخم يكخخن لهخخا‬
‫سواك‪ - 11 .‬ومنه‪ :‬في دعاء علمه جبرئيخخل النخخبي صخخلى الخ عليهمخخا‪ :‬الول‬
‫والخر والكائن قبل كل شئ‪ ،‬والمكون لكل شئ‪ ،‬والكائن بعد فنخخاء كخخل شخخئ‪.‬‬
‫‪ - 12‬التوحيد‪ :‬عن محمد بن الحسن )‪ (1‬عن محمد بن الحسن الصخخفار‪ ،‬عخخن‬
‫محمد ابن عيسى )‪ (2‬عن سليمان الجعفري‪ ،‬قال‪ :‬قال الرضخخا عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫المشية من صفات الفعال‪ ،‬فمن زعم أن ال لم يزل مريدا شائيا فليس بموحد‬
‫)‪ .(3‬بيان‪ :‬لعل الشرك باعتبار أنه إذا كانت الرادة والمشية أزليتين فخخالمراد‬
‫و المشيئ أيضا يكونان أزليين‪ ،‬ول يعقل التأثير في القديم‪ ،‬فيكخخون إلهخخا ثانيخخا‬
‫كما مر مرارا‪ ،‬أو إنهما لما لم يكونا عين الذات‪ ،‬فكونهما دائما معه سخخبحانه‪،‬‬
‫يوجب إلهين‬

‫)‪ (1‬هو محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد أبو جعفر المتوفى سنة ‪ 343‬شيخ القميين‬
‫وفقيههم ثقة جليل القدر عظيم المنزلة‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬محمخخد بخخن عيسخخى‬
‫بن عبيد‪ (3) .‬التوحيد‪ ،‬باب صفات الفعال‪ ،‬ص ‪.(*) 93‬‬

‫]‪[38‬‬
‫آخرين بتقريب ما مر )‪ .(1‬ويؤيد الول مخخا رواه فخخي التوحيخخد أيضخخا عخخن عاصخخم بخخن‬
‫حميد‪ ،‬عن أبي عبد ال قال‪ :‬قلت له‪ :‬لم يزل ال مريخخدا ؟ فقخخال‪ :‬إن المريخخد ل‬
‫يكون إل لمراد معه‪ ،‬بل لم يزل عالما قادرا ثخخم أراد‪ - 13 .‬التوحيخخد‪ :‬بإسخخناده‬
‫عن سلمان‪ ،‬قال‪ :‬سأل الجاثليق أمير المؤمنين عليه السلم أخبرني عن الرب‬
‫أفي الدنيا هو أو في الخرة ؟ قال علي عليه السلم‪ :‬لم يزل ربنا قبل الخخدنيا )‬
‫‪ (2‬هو مدبر الدنيا وعالم بالخرة )‪ - 14 .(3‬وبإسناده عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬الحمد ل الذي كان قبل أن يكون كان‪ ،‬لم يوجد لوصخخفه كخخان‪ ،‬ثخخم‬
‫قال‪ :‬كان إذ لم يكن شخخئ ولخم ينطخق فيخخه نخاطق فكخان إذ ل كخان )‪- 15 .(4‬‬
‫النهج‪ :‬من خطبة له عليه السخخلم‪ :‬وكخخان مخخن اقتخخدار جخخبروته وبخخديع لطخخائف‬
‫صنعته أن جعل من ماء البحر الزاخر المتراكم المتقاصخخف يبسخخا جامخخدا‪ ،‬ثخخم‬
‫فطر منه أطباقا ففقتها سبع سماوات بعد ارتتاقها‪ ،‬فاستمسكت بأمره‪ ،‬وقخخامت‬
‫على حده يحملها )‪ (5‬الخضر المثعنجر‪ ،‬والقمقخخام المسخخخر‪ ،‬قخخد ذل لمخخره‪،‬‬
‫وأذعن لهيبته ووقف الجاري منه لخشيته‪ ،‬وجبخخل جلميخخدها ونشخخوز متونهخخا‬
‫وأطوادها فأرسيها‬

‫)‪ (1‬المشية والرادة من صخخفات الفعخخال كمخخا نطقخخت بخخه روايخخات كخخثيرة‪ ،‬والصخخفات‬
‫الفعلية ما ينتزع من نفس الفعال ول يوصف الواجب تعالى بها مخخن حيخخث‬
‫ذاته من قطع النظر عن الفعال التى تصدر عنه ول قبل صدورها‪ .‬فليست‬
‫أفعال خارجية حتى تكون ممكنخخة ل اسخختقلل لهخخا‪ ،‬ول صخخفات ذاتيخخة حخختى‬
‫تكون عين ذات الواجب غير زائدة عليها بل هي عناوين انتزاعية فمن قخخال‬
‫بأزليتها ووجودها قبل تحقق الفعال لزمه القول يكونهخخا موجخخودات حقيقيخخة‬
‫خارجية‪ ،‬وحيخخث إنهخخا ل تكخخون ممكنخخة ول عيخخن ذات الخخواجب لخخزم كونهخخا‬
‫واجبات مستقلة‪ ،‬كما تقول الشخاعرة فخي الصخخفات الذاتيخخة فخخالقول بأزليتهخا‬
‫يستلزم القول بتعدد الله‪ ،‬وذلك قوله عليه السلم )فمن زعم أن ال لم يخخزل‬
‫مريدا شائيا فليس بموحد(‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ول يخخزال أبخخدا‪ (3) .‬التوحيخخد‪:‬‬
‫باب الرحمن على العرش استوى‪ ،‬ص‪ (4) .232 :‬التوحيخخد‪ .28 :‬وسخخيأتى‬
‫الحديث مسندا تحت الرقم ‪ (5) .19‬فخخي المصخخدر‪ :‬وأرسخخى أرضخخا يحملهخخا‬
‫)*(‪.‬‬

‫]‪[39‬‬

‫في مراسيها‪ ،‬وألزمها قرارتها )‪ (1‬فمضت رؤسها في الهخخواء‪ ،‬ورسخخت اصخخولها فخخي‬
‫الماء فأنهد جبالها عن سهولها‪ ،‬وأساخ قواعدها في متون أقطارها‪ ،‬ومواضع‬
‫أنصابها فأشهق قللهخخا‪ ،‬وأطخخال أنشخخازها‪ ،‬وجعلهخخا للرض عمخخادا‪ ،‬وأرزهخخا‬
‫فيها أوتادا‪ .‬فسكنت على حركتها )‪ (2‬من أن تميد بأهلها أو تسيح بحملهخخا‪ ،‬أو‬
‫تزول عن مواضعها‪ ،‬فسبحان من أمسكها بعد موجان مياهها‪ ،‬وأجمخخدها بعخخد‬
‫رطوبة أكنافها‪ ،‬فجعلها لخلقه مهادا وبسطها لهم فراشا‪ ،‬فوق بحر لجي راكخخد‬
‫ل يجخخري‪ ،‬وقخخائم ل يسخخري‪ ،‬تكركخخره الريخخاح العواصخخف‪ ،‬وتمخضخخه الغمخخام‬
‫الذوارف‪ ،‬إن في ذلك لعبرة لمن يخشى )‪ .(3‬بيان‪ :‬القتدار على الشئ القدرة‬
‫على‪ ،‬و )الجبروت( فعلوت من الجبر وهو القهر‪ ،‬و )البديع( بمعنخخى المبخخدع‬
‫بالفتخخخح‪ ،‬و )اللطيخخخف( الخخخدقيق‪ .‬وزخخخخر البحخخخر كمنخخخع أي تمل وارتفخخخع‪ ،‬و‬
‫)المتراكم( المجتمع بعضه فوق بعخخض‪ .‬وتقاصخخف البحخخر تزاحمخخت أمخخواجه‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الحديد‪ :‬اليبس بالتحريك المكان يكون رطبا ثخخم يبخخس‪ ،‬قخخال ال خ‬
‫تعالى )فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا( واليبخخس بالسخخكون اليخخابس خلقخخة‪،‬‬
‫يقال )حطب يبس( وهكذا يقول أهل اللغة وفيه كلم لن الحطخخب ليخخس يابسخخا‬
‫خلقة بل كان رطبا من قبل‪ ،‬والصوب أن يقال‪ :‬ل تكون هذه اللفظة محركخخة‬
‫إل في المكان خاصة )انتهي( والجامد ضد الذائب‪ ،‬والمخخراد بخخاليبس الجامخخد‪:‬‬
‫الرض و )الفطر( بالفتح‪ :‬الخلق والنشاء‪ ،‬و )الطباق( بالفتح‪ :‬جمع )طبق(‬
‫بالتحريك وهو غطاء كل شئ‪ ،‬والطبق أيضا من كخخل شخخئ مخا سخخاواه‪ .‬وقخخوله‬
‫عليخخه السخخلم )ففتقهخخا( إشخخارة إلخخى قخخوله تعخخالى )أو لخخم يخخر الخخذين كفخخروا أن‬
‫السماوات والرض كانتا رتقخا ففتقناهمخا( وقخد مخخرت الوجخخوه فخخي تفسخيرها‪،‬‬
‫وهذا مما يؤيد بعضها فتذكر‪ .‬ويدل على حدوث السماوات وكونها اولي ) ‪(4‬‬
‫طبقات منفصلة في الحقيقة متصلة في الصورة‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬قراراتها‪ (2) .‬في بعض النسخ‪ :‬عن حركتها‪ (3) .‬نهخخج البلغخخة‪ ،‬ج‬
‫‪ (4) .426 ،1‬في بعض النسخ‪ :‬أول )*(‪.‬‬

‫]‪[40‬‬

‫بعضها فوق بعض‪ ،‬ففتقها وفرقها وباعد بعضها عن بعض‪ ،‬فحصخخلت سخخبع سخخماوات‬
‫متميخخزات بينهخخا أفضخخية للملئكخخة‪ .‬و )الستمسخخاك( الحتبخخاس والعتصخخام‪،‬‬
‫والغرض عدم تفرقها كأن بعضها معتصم ببعض‪ ،‬وقيامهخخا علخخى حخخده كنايخخة‬
‫عن وقوفها على ما حده لها من المكان و المقدار والشخخكل والهيئة والنهايخخات‬
‫والطبائع وعدم خروجها عن تلك‪ ،‬والضمير في )حده( راجع إلى ال أو إلخخى‬
‫اليبخخس‪ .‬وقخخال الكيخخدري‪) :‬الخضخخر( المخخاء‪ ،‬والعخخرب تصخخفه بالخضخخرة و‬
‫)المثعنجر( على صيغة اسم الفاعل كما في النسخ‪ :‬السائل مخخن مخخاء أو دمخخع‪،‬‬
‫وبفتح الجيم‪ :‬وسط البحر‪ ،‬وليس في البحر مخا يشخخبهه ذكخخره الفيخخروز آبخخادي‪.‬‬
‫وقال الجزري في حديث علي عليه السلم )يحملها الخضخخر المثعنجخخر( هخخو‬
‫أكثر موضع في البحر ماء‪ ،‬والميم و النون زائدتان‪ ،‬ومنه حديث ابن عبخخاس‬
‫)فإذا علمي بالقرآن في علخخم علخخي كخخالقرارة فخخي المثعنجخخر( القخخرارة‪ :‬الغخخدير‬
‫الصغير‪ .‬و )القمقام( بالفتح كما في النسخ وقد يضخخم‪ :‬البحخخر‪ ،‬ويكخخون بمعنخخى‬
‫السيد والمر العظيم‪ ،‬والعدد الكخخثير‪ .‬و )المسخخخر( فخخي بعخخض النسخخخ بالخخخاء‬
‫المعجمة‪ ،‬و في بعضخخها بخخالجيم‪ ،‬فخخي القخخاموس‪ :‬سخخجر النهخخر ملئه وتسخخجير‬
‫الماء تفجيره‪ .‬والضمير في قوله عليه السلم )منه( راجع إلى ماء البحخخر‪ ،‬أو‬
‫إلى اليبس الجامد‪ ،‬فيكون الدخان الذي خلق منه السماوات مرتفعا منخخه‪ .‬وفخخي‬
‫)استمسكت( إلى الطباق‪ ،‬أو إلى مخخا يرجخخع إليخخه الضخخمير فخخي يحملهخخا وهخخو‬
‫اليبس الجامد )‪ (1‬والتأنيث لن المراد بخخه الرض‪ .‬و )أذعخخن لخخه( أي خضخخع‬
‫وانفاد‪ ،‬و )الجاري منه( أي السائل بالطبع‪ .‬فوقوفه عدم جريانه طبعا بإرادته‬
‫سبحانه‪ ،‬أو السائل منه قبل إرادته وأمره بالجمود‪ .‬ويحتمل‬

‫)‪ (1‬هذا إذا لم يكن لفظة الرض في الكلم‪ ،‬وأما على نسخة المصدر )وأرسى أرضأ‬
‫يحملها( فل شبهة في رجوع الضمير إلى الرض )*(‪.‬‬

‫]‪[41‬‬

‫أن تكون الضمائر في )ذل( و )أذعن( و )وقف( راجعة إلى الخضر أو القمقام وهخخو‬
‫أنسب بتخخذكير الضخخمير والجريخخان‪ .‬و )جبخخل( كنصخخر وضخخرب‪ :‬أي خلخخق‪ ،‬و‬
‫)الجلمخخد( بالتفخخح و )الجلمخخود( بالضخخم‪ :‬الحجخخر العظيخخم الصخخلب‪ ،‬و )النشخخز(‬
‫بالفتخخح‪ :‬المكخخان المرتفخخع والجمخخع )نشخخوز( بالضخخم‪ .‬والمتخخن‪ :‬مخخا صخخلب مخخن‬
‫الرض وارتفع‪ ،‬والطود بالفتح‪ :‬الجبخخل أو العظيخخم منخخه‪ ،‬و الضخخمائر راجعخخة‬
‫إلى الرض المعبر عنها باليبس الجامد‪ ،‬و )أرسيها( أي أثبتها )في مراسيها(‬
‫أي في مواضعها المعينة بمقتضى الحكم اللهية‪ ،‬و )القرارة( موضع القخخرار‬
‫و )رست( أي ثبتخخت‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ )رسخخبت( يقخخال‪ :‬رسخخب كنصخخر إذا‬
‫ذهب إلى أسخخفل وإذا ثبخخت ويقخخال‪ :‬نهدثخخدي الجاريخخة كمنخخع ونصخخر أي كعخخب‬
‫وأشخخرف‪ .‬والسخخهل مخخن الرض ضخخد الحخخزن‪ ،‬وسخخاخت قخخوائمه فخخي الرض‬
‫تسوخ وتسيخ أي دخلت فيها وغابت‪ ،‬وأساخها غيبها‪ .‬وقواعد البيت أساسخخه‪.‬‬
‫والقطر بالضم‪ :‬الناحية‪ ،‬أي غيب قواعد الجبخخال فخخي متخخون نخخواحي الرض‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬أي في جوانب أقطارها‪ .‬و )النصب( بالفتح ويحرك‪ :‬العلم المنصوب‪،‬‬
‫وبالضم وبضمتين‪ :‬كل ما جعخخل علمخخا وكخخل مخخا عبخخد مخخن دون الخخ‪ .‬والمخخراد‬
‫بالنصاب الجبال‪ .‬وبمواضعها المكنة الصالحة للجبال بمقتضى الحكمخخة‪ .‬و‬
‫)القلل( بالكسر جمع )قلة( بالضم‪ ،‬وهي أعلى الجبخخل أو أعلخخى كخخل شخخئ‪ ،‬و‬
‫)الشخخاهق( المرتفخخع‪ ،‬أي جعخل قللهخخا مرتفعخة‪ ،‬وإطالخخة النشخخاز مؤكخدة لهخا‪.‬‬
‫والعماد بالكسر الخشبة التي تقوم عليها البيت والبنية الرفيعة‪ ،‬و الظخخاهر أن‬
‫المراد بجعلها للرض عمادا ما يستفاد من الفقرة التالية‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد جعلها‬
‫مواضع رفيعة في الرض‪ .‬و )أرز( بتقديم المهملة كنصر وضرب وعلم أي‬
‫ثبت‪ ،‬و )أرز( بتشديد المعجمة أي أثبت‪ ،‬وفخخي أكخخثر النسخخخ بخخالتخفيف وفتخخح‬
‫العين وفخي بعضخها بالتشخخديد‪ .‬قخال فخخي النهايخة‪ :‬فخي كلم علخي عليخه السخلم‬
‫)أرزهخخا فيهخخا أوتخخادا( أي أثبتهخخا‪ ،‬إن كخخانت الخخزاي مخففخخة فهخخي مخخن أرزت‬
‫الشخخجرة تخخأرز إذا أثبخخت فخخي الرض وإن كخخانت مشخخددة فهخخي مخخن )أرزت‬
‫الجرادة( إذا أدخلت دنبها في الرض لتلقي فيها بيضها‪ ،‬ورززت الشخخئ فخخي‬
‫الرض رزا‪ :‬أثبتته فيها‪ ،‬وحينئذ تكون الهمزة زائدة‬
‫]‪[42‬‬

‫)انتهى( وقيل‪ :‬وروي آرز بالمد من قولهم شجرة آرزة أي ثابتة في الرض‪) .‬فسكنت‬
‫على حركتها( أي حال حركتها التي هي من شأنها‪ ،‬لنها محمولة على سائل‬
‫متموج كما قيل‪ ،‬أو على أثر حركتها بتموج الماء )مخن أن تميخد( أي تتحخرك‬
‫وتضطرب )أو تسيخ بحملها( أي تغوص في الماء مع ما عليها‪ .‬قال ابن أبي‬
‫الحديد‪ :‬لو تحركت الرض فإما أن تتحرك علخخى مركزهخخا أول‪ ،‬والول هخخو‬
‫المراد بقوله عليه السلم )تميد بأهلها( والثاني ينقسم إلى أن تنزل إلى تحخخت‪،‬‬
‫وهو المراد بقوله عليه السلم )تسيخ بحملها( وأن ل تنزل إلخخى تحخخت‪ ،‬وهخخو‬
‫المراد بقوله )تزول عن مواضخخعها( )انتهخخى(‪ .‬ويحتمخخل أن يخخراد بقخخوله عليخخه‬
‫السلم )تميهد بأهلها( تحركها واضطرابها بدون الغوص في الماء كما يكون‬
‫عند الزلزلة‪ ،‬وبسوخها بحملها حركتهخا علخى وجخه يغخوص أهلهخا فخي المخاء‬
‫سواء كانت على المركز أم ل‪ ،‬فتكون الباء للتعدية‪ ،‬وبزوالها عن مواضخخعها‬
‫خراب قطعاتها بالرياح والسيول أو بتفرق القطعخخات وانفصخخال بعضخخها عخخن‬
‫بعض‪ ،‬فإن الجبال كالعروق السارية فيها تضبطها عخن التفخرق كمخا سخخيأتي‪،‬‬
‫ويؤيده إيراد المواضع بلفظ الجمع‪ .‬وصيغة )فعلن( بالتحريك فخخي المصخخدر‬
‫تدل على الضطراب والتقلب والتنقخخل كالميخخدان والنخخزوان والخفقخخان‪ ،‬ولعخخل‬
‫المراد بهخخذا الموجخخان مخخا كخخان غخخامرا للرض أو أكثرهخخا‪ ،‬وإمسخخاكها بخلخخق‬
‫الجبال التي تقدم في الكلم‪ .‬ورطوبة أكنافهخا أي جوانبهخا لميخخدانها قبخخل خلخق‬
‫الجبخخال‪ ،‬و )المهخخاد( بالكسخخر‪ :‬الفخخراش‪ ،‬والموضخخع يهيخخأ للصخخبي ويوطخخأ‪ ،‬و‬
‫)الفراش( ما يبسط‪ ،‬و )اللجة( بالضم‪ :‬معظخخم المخخاء‪ ،‬وركخخد كنصخخر أي ثبخخت‬
‫وسكن‪ ،‬وسرى عرق الشجر كرمى أي دب تحت الرض‪ .‬وقال الجخخوهري‪:‬‬
‫الكركرة تصخخريف الريخخاح )‪ (1‬السخخحاب إذا جمعتخخه بعخخد تفخخرق وقخخال )بخخاتت‬
‫تكركره الجنوب( وأصله تكرره من التكرير )‪ (2‬و كركرته عني‬

‫)‪ (1‬فخخي الصخخحاح‪ :‬الريخخح‪ (2) .‬فخخي الصخخحاح‪ :‬وكركخخرت بالدجاجخخة‪ :‬صخخحت بهخخا‬
‫وكركرته عنى‪...‬‬

‫]‪[43‬‬

‫أي دفعته ورددته‪ .‬و )الرياح العواصف( الشديدة الهبوب‪ ،‬ومخض اللبن يمخضه مثلة‬
‫أي أخذ زبخخده‪ ،‬وفخخي النسخخخ الفتخخح والضخخم‪ .‬و )الغمخام( جمخع )غمامخخة( وهخي‬
‫السحابة البيضاء أو العم‪ .‬وذرف الدمع كضرب أي سخخال‪ ،‬وذرف عينخخه أي‬
‫سال دمعها‪ ،‬وذرف العين دمعها أي أسالها‪ .‬و )من يخشى( العلماء‪ ،‬كما قخخال‬
‫سبحانه )إنما يخشى الخ مخخن عبخخاده العلمخخاء( ويحتمخخل أن يكخخون التخصخخيص‬
‫لجل أن عدم الخشية يوجب عدم المبالة بالعبر واللتفات إليها‪ - 16 .‬العلل‪:‬‬
‫بإسناده عن معاذ بن جبل‪ ،‬أن رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه قخخال‪ :‬إن الخ‬
‫خلقني وعليا وفاطمة والحسخخن والحسخخين عليهخخم السخخلم قبخخل أن يخلخخق الخخدنيا‬
‫بسبعة آلف عام‪ .‬قلت‪ :‬فأين كنتم يا رسول ال ؟ قال‪ :‬قدام العرش‪ ،‬نسبح ال خ‬
‫ونحمخخده و نقدسخخه ونمجخخده‪ .‬قلخخت‪ :‬علخخى أي مثخخال ؟ قخخال‪ :‬أشخخباح نخخور )‪(1‬‬
‫)الخبر(‪ - 17 .‬التوحيد والعيون‪ :‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن محمد بن عمخخرو‬
‫الكاتب‪ ،‬عن محمد بن زياد القلزمي‪ ،‬عن محمخخد بخخن أبخخي زيخخاد الجخخدي‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن يحيى العلوي عن الرضا عليه السلم في خطبته الطويلة قخخال‪ :‬أول‬
‫عبادة ال معرفته‪ ،‬وأصل معرفة ال توحيده ونظام توحيد ال خ نفخخي الصخخفات‬
‫عنه لشهادة العقول أن كل صفة وموصوف مخلوق وشخخهادة كخخل مخلخخوق أن‬
‫له خالقا ليس بصفة ول موصوف‪ ،‬وشهادة كل صفة وموصخخوف بخخالقتران‪،‬‬
‫وشخخهادة القخختران بالحخخدث )‪ (2‬وشخخهادة الحخخدث )‪ (3‬بالمتنخخاع مخخن الزل‬
‫الممتنخخع مخخن الحخخدث )‪ (4‬إلخخى قخخوله سخخبق الوقخخات كخخونه‪ ،‬والعخخدم وجخخوذه‪،‬‬
‫والبتداء أزله إلى قوله ففرق بها بين قبل وبعد‪ ،‬ليعلخخم أن ل قبخخل لخخه ول بعخخد‬
‫إلى قوله مخبرة بتوقيتها أن ل وقت لموقتها إلى قوله له معنى الربوبيخخة إذ ل‬
‫مربوب‪ ،‬و حقيقة اللهية إذ ل مألوه‪ ،‬ومعنى العالم إذ )‪ (5‬ل معلوم‪ ،‬ومعنخخى‬
‫الخالق إذ )‪(6‬‬

‫)‪ (1‬علل الشرائع‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ 198‬وسيأتى ايضا تحخخت الرقخخم )‪ 2) .(133‬و ‪ 3‬و ‪(4‬‬
‫في العيون‪ :‬الحدوث‪ (5) .‬في العيون‪ :‬ول معلوم‪ (6) .‬في العيون‪ :‬وليس‪.‬‬

‫]‪[44‬‬

‫ل مخلوق‪ ،‬وتأويل السمع ول مسموع‪ ،‬ليس منذ خلخخق اسختحق معنخخى الخخخالق )‪ (1‬ول‬
‫بإحداثه البرايا استفاد معنى البرائية‪ ،‬كيف ؟ ول تغيبه )‪ (2‬مذ‪ ،‬ول تدنيه قخخد‪،‬‬
‫وتحجبه لعل‪ ،‬ول يوقته )‪ (3‬متى‪ ،‬ول تشمله حين‪ ،‬ول تقخخارنه )‪ (4‬مخخع إلخخى‬
‫قوله فكل ما في الخلق ل يوجد فخي خخالقه‪ ،‬وكلمخا يمكخن فيخه يمتنخع مخن )‪(5‬‬
‫صانعه‪ ،‬ل تجري عليه الحركة والسكون‪ ،‬وكيف يجري عليه مخخا هخخو أجخخراه‬
‫أو يعود إليه )‪ (6‬ما هو ابتدأه ؟ إذا لتفاوتت ذاته‪ ،‬ولتجزأ كنهه‪ ،‬ولمتنخخع مخخن‬
‫الزل معنخخاه إلخخى قخخوله ليخخس فخخي محخخال القخخول حجخخة‪ ،‬ول فخخي المسخخألة عنخخه‬
‫جواب‪ ،‬ول فخي معنخاه لخ )‪ (7‬تعظيخم‪ ،‬ول فخي إبخانته عخن الخلخق ضخيم‪ ،‬إل‬
‫بامتناع الزلي أن يثنى‪ ،‬ولما )‪ (8‬لبدء له أن يبدأ )‪) (9‬إلخخى آخخخر الخطبخخة(‪.‬‬
‫الحتجاج‪ :‬مرسلة )‪ (10‬مثله‪ .‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن المفيخخد‪ ،‬عخخن‬
‫الحسن بن حمزة العلوى‪ ،‬عن محمد بخن عبخد الخ الحميخري‪ ،‬عخن أبيخه‪ ،‬عخن‬
‫أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن مروك بن عبيد‬
‫)‪ (1‬قال المؤلف رحمه ال في بيخخان هخخذه الفقخخرة )ج ‪ ،4‬ص ‪ (241‬مخخا هخخذا لفظخخه‪ :‬إذا‬
‫الخالقية التى هي كماله هي القدرة على خلق كل ما علم أنخخه أصخخلح‪ ،‬ونفخخس‬
‫الخلق من آثار تلك الصفة الكماليخخة ول يتوقخخف كمخخاله عليخخه )انتهخخى( يعنخخى‬
‫بذلك أن المراد بالخالقية ليس التى من الصفات الفعلية بل التى من الصفات‬
‫الكمالية الذاتية وهى القدرة على الخلق ل عنوان الخالق فتبصر وقس عليخخه‬
‫البرائيخخة ومخخا ضخخاهاها‪ (2) .‬فخخي العيخخون‪ :‬ول تخخوقته‪ (3) .‬فخخي العيخخون‪ :‬ول‬
‫تشمله‪ (4) .‬في العيون‪ :‬ول تقاربه‪ (5) .‬في العيخخون‪ :‬فخخي صخخانعه‪ (6) .‬فخخي‬
‫العيون‪ :‬فيه‪ (7) .‬في بعض النسخ‪ :‬له‪ (8) .‬في التوحيخخد‪ :‬ول بخخداله أن يبخخدو‬
‫وفخخي بعخخض النسخخخ )ومخخا ل بخخدء‪ (.‬وهخخو الظهخخر‪ (9) .‬التوحيخخد‪ :‬ص ‪.15‬‬
‫العيون‪ :‬ص ‪ (10) .150‬الحتجاج‪ :‬باب احتجاج الرضا عليه السخخلم ص‬
‫‪.217‬‬

‫]‪[45‬‬

‫عن محمد بن زيد الطبري‪ ،‬عن الرضا عليه السلم مثله‪ .‬مجالس المفيد‪ :‬عخخن الحسخخن‬
‫بن حمزة مثله‪ .‬بيان‪ :‬قد مر شرح الخطبة في كتاب التوحيد‪ ،‬وقخخد دلخخت علخخى‬
‫تنافي الحدوث أي المعلولية والزلية‪ ،‬وتأويخخل الزليخخة بوجخخوب الوجخخود مخخع‬
‫بعده يجعل الكلم خاليا عن الفائدة‪ ،‬ودللة سائر الفقرات ظاهرة كما فصخخلناه‬
‫سابقا‪ ،‬وظاهر أكخخثر الفقخخرات نفخخي الزمانيخخة عنخخه سخخبحانه‪ ،‬وكخخذا قخخوله عليخخه‬
‫السلم )إل بالمتناع الزلي أن يثنى( يدل علخخى امتنخخاع تعخخدد القخخدماء‪ ،‬وكخخذا‬
‫الفقرة التالية لها‪ - 18 .‬التوحيد‪ :‬عن محمد بن الحسخن‪ ،‬عخن الصخفار‪ ،‬وسخعد‬
‫بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬والهيثم بن أبي مسروق‪ ،‬ومحمخخد‬
‫بن الحسين كلهم عن الحسن ابن محبوب‪ ،‬عن عمخخرو بخخن أبخخي المقخخدام‪ ،‬عخخن‬
‫إسحق بن غالب‪ ،‬عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله في بعخخض خطبخخة‪ :‬الحمخخد لخ الخخذي كخخان فخخي أزليتخخه )‪(1‬‬
‫وحدانيا إلى قوله ابتدأ ما ابتدع‪ ،‬وأنشأ ما خلخخق‪ ،‬علخخى غيخخر مثخخال كخخان سخخبق‬
‫لشئ مما خلق‪ ،‬ربنا القديم بلطف ربوبيته وبعلم خخخبره فتخخق‪ ،‬وباحكخخام قخخدرته‬
‫خلق جميع ما خلق )‪) (2‬الخبر(‪ - 19 .‬ومنه‪ :‬عن على بن أحمد الدقاق‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن أبي عبد ال الكوفي عن موسى بن عمران‪ ،‬عن الحسين بخخن يزيخخد‪،‬‬
‫عن إبراهيم بن الحكم‪ ،‬عن عبد ال بن جرير‪ ،‬عخن جعفخر بخن محمخد عليهمخا‬
‫السلم أنه كان يقول‪ :‬الحمد ل الذي كان قبل أن يكون كان‪ ،‬لم يوجد لوصخخفه‬
‫كان‪ ،‬بل كان أول )‪ (3‬كائنا‪ ،‬لم يكونه مكون جل ثناؤه بل كخخون الشخخياء قبخخل‬
‫كونها‪ ،‬فكانت كما كونها‪ ،‬علم ما كان وما هو كائن‪ ،‬كان إذ لم يكن شئ‪ ،‬ولخخم‬
‫ينطق فيه ناطق‪ ،‬فكان إذ ل كان )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬فخخي بعخخض النسخخخ‪ :‬أوليتخخه‪ (2) .‬التوحيخخد‪ :‬ص ‪ (3) .20‬فخخي نسخخخة‪ :‬أزل‪(4) .‬‬
‫التوحيد‪ :‬ص ‪ .28‬وقد مر مقطعا تحت الرقم ‪.(*) 14‬‬
‫]‪[46‬‬

‫‪ - 20‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد )‪ (1‬بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عخخن سخخهل ابخخن‬
‫زياد‪ ،‬عن أحمد بن بشر )‪ (2‬عن محمد بخخن جمهخخور العمخخي‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫الفضيل‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السخخلم قخخال‪ :‬قخخال‪ :‬فخخي‬
‫الربوبية العظمى واللهية الكبرى ل يكون الشئ لمن شئ إل الخخ‪ ،‬ول ينقخخل‬
‫الشئ من جوهريته إلى جوهر آخر إل الخ ول ينقخل الشخئ مخن الوجخود إلخى‬
‫العدم إل ال )‪ - 21 .(3‬ومنه‪ :‬عن محمد بن إبراهيم الطالقاني‪ ،‬عخخن الحسخخن‬
‫بن علي العدوي عن الهيثم عبد الخ الرمخخاني‪ ،‬عخخن الرضخخا عخخن آبخخائه عليهخخم‬
‫السلم قال‪ :‬خطب أمير المؤمنين عليه السلم الناس في مسجد الكوفخخة فقخخال‪:‬‬
‫الحمد لخ الخذي ل مخن شخئ كخان‪ ،‬ول مخن شخئ كخون مخا كخان )‪ (4‬مستشخهد‬
‫بحدوث الشياء على أزليتخخه‪ ،‬وبفطورهخخا علخخى قخخدمته )‪) (5‬الخطبخخة(‪- 22 .‬‬
‫ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن إبراهيخخم بخخن هاشخخم‪ ،‬عخخن ابخخن أبخخي‬
‫عمير‪ ،‬عن منصور بن حازم )‪ (6‬قال‪ :‬قلت‪ :‬أرأيت ما كان وما هو كائن إلى‬
‫يوم القيامة أليس كان فخخي علخخم الخ تعخخالى ؟ قخخال‪ :‬فقخخال‪ :‬بلخخى‪ ،‬قبخخل أن يخلخخق‬
‫السماوات و الرض )‪ - 23 .(7‬ومنه‪ :‬عن الحسين بن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن محمد بن أحمد الشعري عن علي بن إسماعيل وإبراهيم بن هاشم‪،‬‬
‫جميعا عن صفوان‪ ،‬عخن منصخور بخن حخازم قخال‪ :‬سخألت أبخا عبخد الخ عليخه‬
‫السلم‪ :‬هل يكون اليوم شئ لم يكن في علم ال عزوجخخل ؟ قخخال‪ :‬ل‪ ،‬بخخل كخخان‬
‫في علمه قبل أن ينشئ السماوات والرض )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬أحمخخد بخخن إدريخخس‪ ،‬وهخخو الصخخحيح‪ (2) .‬كخخذا فخخي نسخخخ الكتخخاب‬
‫والمصدر‪ ،‬لكن الظاهر أنه مصحف )أحمد بن بشير( لرواية سهل بن زيخخاد‬
‫عنه‪ (3) .‬التوحيد‪ :‬ص ‪ (4) .32‬في المصدر‪ :‬ما قد كان‪ (5) .‬التوحيد‪ :‬ص‬
‫‪ (5) .33‬التوحيد‪ :‬ص ‪ (6) .33‬في المصدر‪ :‬عن أبى عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قلت له‪ (7) .‬التوحيد‪ (8) .85 :‬التوحيد‪ :‬ص ‪.85‬‬

‫]‪[47‬‬

‫‪ - 24‬ومنه‪ :‬عن عبخخد الخ بخخن محمخخد بخخن عبخخد الوهخخاب‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن الفضخخل‪ ،‬عخخن‬
‫منصور بن عبد ال‪ ،‬عن علي بن عبد ال‪ ،‬عن الحسين بخخن بشخخار‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫الحسن الرضا عليه السلم‪ ،‬قال‪ :‬إن ال )‪ (1‬العالم بالشياء قبل كون الشياء‬
‫إلى قوله فلم يزل الخ عزوجخل علمخه سخابقا للشخياء‪ ،‬قخديما قبخل أن يخلقهخا‪،‬‬
‫فتبارك ربنا وتعالى علوا كبيرا‪ ،‬خلق الشياء وعلمه بها سابق لها كما شخخاء‪،‬‬
‫كذلك لم يزل ربنا عليما سميعا بصيرا )‪ - 25 .(2‬وبهذا السناد عن علي بن‬
‫عبد ال‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبخخد الخ عليخخه السخخلم‬
‫عن ال تبارك وتعالى أكان يعلم المكان قبل أن يخلق المكخخان أم علمخخه عنخخدما‬
‫خلقه وبعد ما خلقه ؟ فقال‪ :‬تعالى ال‪ ،‬بل لم يزل عالمخخا بالمكخخان قبخخل تكخخوينه‬
‫كعلمه به بعد ما كونه‪ ،‬وكذلك علمه بجميع الشياء كعلمه بالمكان )‪- 26 .(3‬‬
‫ومنه‪ :‬عن علي بن أحمد الدقاق‪ ،‬عن محمخخد بخخن أبخخي عبخخد الخ الكخخوفي‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن إسماعيل البرمكي‪ ،‬عن الفضل بن سليمان‪ ،‬عن الحسين بخخن خالخخد‪،‬‬
‫قال‪ :‬قلت للرضا عليه السلم‪ :‬إن قوما يقولون‪ :‬إنخخه عزوجخخل لخخم يخخزل عالمخخا‬
‫بعلم‪ ،‬وقادرا بقدرة‪ ،‬وحيا بحياة‪ ،‬وقديما بقدم‪ ،‬وسميعا بسمع‪ ،‬وبصيرا ببصخخر‬
‫فقال عليه السلم‪ :‬من قال ذلك ودان به فقد اتخذ مع الخ آلهخخة اخخخرى‪ ،‬وليخخس‬
‫من وليتنا على شئ )‪ - 27 .(4‬العيون والتوحيد‪ :‬عخخن جعفخخر بخخن علخخي بخخن‬
‫أحمد الفقيه القمي‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن علي بخن صخدقة‪ ،‬عخن محمخد بخن‬
‫عبد العزيز النصاري‪ ،‬قال‪ :‬حدثني من سمع الحسن بن محمخخد النخخوفلي )‪(5‬‬
‫قال‪ :‬قال عمران الصابي للرضا عليه السلم‪ :‬أخبرني‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬إن ال تعالى هو العالم‪ (2) .‬التوحيد‪ (3) .86 :‬التوحيد‪ :‬ص ‪) .86‬‬
‫‪ (4‬التوحيد‪ :‬ص ‪ (5) .88‬هذا السم مشخخترك بيخخن )الحسخخن بخخن محمخخد بخخن‬
‫سهل النوفلي( الذى ضعفه النجاشي وبين الحسن بن محمخخد بخخن الفضخخل بخخن‬
‫يعقوب بن سعيد بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب‪=،‬‬

‫]‪[48‬‬

‫عن الكائن الول وعما خلق‪ .‬قال عليه السلم‪ :‬سألت فافهم‪ ،‬أما الواحد فلم يخخزل واحخخد‬
‫كائنا ل شئ معه بل حدود ول أعرض‪ ،‬ول يزال كذلك‪ ،‬ثم خلق خلقا مبتدعا‬
‫مختلفا بأعراض وحدود مختلفة‪ ،‬لفي شئ أقامه‪ ،‬ول في شئ حده‪ ،‬ول على‬
‫شئ حذاه )‪ (1‬ومثله )‪ (2‬له‪ ،‬فجعل من بعد ذلك الخلق صفوة وغيخخر صخخفوة‪،‬‬
‫واختلفا وائتلفا‪ ،‬وألوانا وذوقا وطعما‪ ،‬ل لحاجة كخخانت منخخه إلخخى ذلخخك‪ ،‬ول‬
‫لفضل منزلة لم يبلغها إل به‪ ،‬ول رأى لنفسه فيما خلق زيخخادة ول نقصخخا )‪(3‬‬
‫تعقل هذا يا عمران ؟ قال‪ :‬نعم وال يخخا سخخيدي‪ ،‬قخخال عليخخه السخخلم‪ :‬واعلخخم يخخا‬
‫عمران أنه لو كان خلق مخخا خلخخق لحاجخخة لخخم يخلخخق إل مخخن يسخختعين بخخه علخخى‬
‫حاجته‪ ،‬ولكان ينبغي أن يخلق أضخعاف مخا خلخق‪ ،‬لن العخوان كلمخا كخثروا‬
‫كان صاحبهم أقوى‪ ،‬والحاجة يخخا عمخخران ل تسخخعها )‪ (4‬لنخخه لخخم يحخخدث مخخن‬
‫الخلق شيئا إل حدثت فيه )‪ (5‬حاجة اخرى‪ ،‬ولذلك أقول‪:‬‬

‫= الثقة الجليل‪ ،‬وللعلمة البهبهانى كلم فخخي تنقيخخح المقخخال )ج ‪ 1‬ص ‪ (308‬حاصخخله‪:‬‬
‫أن الظاهر اتحاد الحسن بن محمد بن الفضل النوفلي المخخذكور مخخع الحسخخين‬
‫بن محمد بن الفضل النوفلي و أن الصحيح هو الحسن مكبرا والشاهد عليخخه‬
‫تصريح النجاشي بأن الحسن بن محمد بن الفضخخل روى عخخن الرضخخا عليخخه‬
‫السلم نسخة وبأن الحسين بن محمد بن الفضل صنف مجالس الرضا عليه‬
‫السلم مع أهل الديان‪ .‬وكذا الظاهر اتحاد الحسن بن محمد بن الفضخخل مخخع‬
‫الحسن بن محمد بن سهل النوفلي وأن )سهل( مصحف )سعيد( أو اسم جده‬
‫التى والشاهد عليه رواية الحسخخن بخخن محمخخد ابخخن جمهخخور العمخخى مجخخالس‬
‫الرضا عليه السلم عنهما )انتهى( لكخخن يحتمخخل كخخون الحسخخين أخخخا الحسخخن‬
‫لعدم تصريح النجاشي بكخخون الحسخخن مصخخنف الكتخخاب بخخل قخخال‪ ،‬روى عخخن‬
‫الرضا عليه السلم نسخة وأما احتمال اتحاد الحسن بخخن محمخخد بخخن الفضخخل‬
‫مع الحسن بن محمد بن سهل فقوى جدا والظاهر أن الراوى عن الحسن بن‬
‫محمد النوفلي في هذه الرواية هو الحسن بن محمد بن جمهور العمخخى‪(1) .‬‬
‫فخخي بعخخض النسخخخ‪ :‬حخخاذاه‪ (2) .‬فخخي التوحيخخد‪ :‬مثلخخه‪ (3) .‬فخخي التوحيخخد‪ :‬ول‬
‫نقصانا‪ (4) .‬في نسخة‪ ،‬ل يسعها‪ (5) .‬منه )خ ل( )*(‪.‬‬

‫]‪[49‬‬

‫لم يخلق الخلق لحاجة‪ ،‬ولكن نقل بالخلق بالحوائج بعضهم إلى بعض‪ ،‬وفضل بعضهم‬
‫على بعض‪ ،‬بل حاجة منه إلى من فضل‪ ،‬ول نقمة منه علخخى مخخن أذل‪ ،‬فلهخخذا‬
‫خلق )‪ .(1‬قال عمران‪ :‬يا سيدي‪ ،‬أل تخبرني عن حدود خلقه كيف هي ؟ وما‬
‫معانيها ؟ وعلى كم نوع تكون ؟ )‪ (2‬قخخال‪ :‬قخخد سخخألت فخخافهم‪ ،‬إن حخخدود خلقخخه‬
‫على ستة أنواع‪ :‬ملمخوس ومخوزون ومنظخور إليخه‪ ،‬ومخا ل وزن لخه‪ ،‬ومخا ل‬
‫ذوق )‪ (3‬له وهو الروح ومنها منظور إليه وليس له وزن ول لمس ول حس‬
‫ول لون )‪ (4‬والتقدير والعراض والصور والطول والعرض‪ ،‬ومنها العمخخل‬
‫والحركات الخختي تصخخنع )‪ (5‬الشخخياء وتعملهخخا وتغيرهخخا مخخن حخخال إلخخى حخخال‬
‫وتزيدها وتنقصها‪ .‬وأما العمال والحركخات فإنهخا تنطلخق لنخه )‪ (6‬ل وقخت‬
‫لها أكثر من قدر ما يحتاج إليه‪ ،‬فإذا فخخرغ مخخن الشخخئ انطلخخق بالحركخخة وبقخخي‬
‫الثر ويجري مجخخرى الكلم الخخذي يخخذهب ويبقخخى أثخخره‪ .‬قخخال لخخه عمخخران‪ :‬يخخا‬
‫سيدي‪ ،‬أل تخبرني عن الخالق إذا كان واحدا ل شئ غيره ول شئ معه أليس‬
‫قد تغير بخلقه الخلق ؟ قال ]له[ الرضا عليه السلم‪ :‬لم يتغير عزوجل بخلخخق‬
‫الخلق‪ ،‬ولكن الخلق يتغير بتغييره )‪ .(7‬قال عمخخران‪ :‬يخخا سخخيدي‪ ،‬أل تخخخبرني‬
‫عن ال عزوجل هل يوحد بحقيقة أو يوحد بوصف ؟ قال عليه السلم‪ :‬إن ال‬
‫المبدأ الواحد الكائن الول‪ ،‬لم يزل واحدا ل شئ معه‪ ،‬فردا ل ثخخاني معخخه‪ ،‬ل‬
‫معلوما ول مجهول‪ ،‬ول محكما ول متشابها‪ ،‬ول‬

‫)‪ (1‬من هنا اسقط شطر من الحخخديث‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬يتكخخون‪ (3) .‬فخخي نسخخخة )ل‬
‫لون له( وهو الظهر‪ (4) .‬في التوحيد‪ ،‬ول لون ول ذوق‪ (5) .‬فخخي نسخخخة‪:‬‬
‫فيها الشياء‪ (6) .‬في التوحيخخد‪ :‬لنهخخا‪ (7) .‬قخه اسخخقط هنخا أيضخخا شخخطر مخخن‬
‫الحديث )*(‪.‬‬
‫]‪[50‬‬

‫مذكورا ول منسيا‪ ،‬ول شيئا يقع عليه اسم شئ من الشياء )‪ (1‬ول من وقت كخخان ول‬
‫إلى وقت يكون‪ ،‬ول بشئ قام‪ ،‬ول إلى شئ يقوم‪ ،‬ول إلى شئ استند‪ ،‬ول في‬
‫شئ استكن‪ ،‬وذلك كله قبل الخلق إذ ل شئ غيره‪ ،‬وما أوقعت )‪ (2‬عليخخه مخخن‬
‫الكخخل فهخخي صخخفات محدثخخة‪ ،‬وترجمخخة يفهخخم بهخخا مخخن فهخخم‪ .‬واعلخخم أن البخخداع‬
‫والمشية والرادة معناها واحد‪ ،‬وأسماؤها ثلثة‪ ،‬وكخخان أول إبخخداعه وإرادتخخه‬
‫ومشخخيته الحخخروف الخختي جعلهخخا أصخخل لكخخل شخخئ‪ ،‬ودليل علخخى كخخل مخخدرك‪،‬‬
‫وفاصل لكل مشكل‪ ،‬وبتلك الحخخروف تفريخخق )‪ (3‬كخخل شخخئ مخخن اسخخم حخق أو‬
‫باطل‪ ،‬أو فعل أو مفعول‪ ،‬أو معنى أو غير معنخخى‪ ،‬وعليهخخا اجتمعخخت المخخور‬
‫كلها‪ ،‬ولم يجعل للحخروف فخي إبخخداعه لهخخا معنخى غيخر أنفسخها بتنخخاه )‪ (4‬ول‬
‫وجود لها لنها مبدعة بالبداع‪ ،‬والنخخور فخخي هخخذا الوضخخع )‪ (5‬أول فعخخل الخ‬
‫الذي هو نور السماوات والرض‪ ،‬والحروف هي المفعول بذلك الفعل‪ ،‬وهي‬
‫الحروف التي عليها الكلم والعبخخارات كلهخا مخخن الخ عزوجخخل علمهخخا خلقخه‪،‬‬
‫وهي ثلثة وثلثون حرفا‪ ،‬فمنها ثمخخانيه وعشخخرون حرفخخا تخخدل علخخى اللغخخات‬
‫العربية‪ ،‬ومن الثمانيخخة والعشخخرين اثنخخان وعشخخرون حرفخخا تخخدل علخخى اللغخخات‬
‫السريانية والعبرانية ومنها خمسة أحرف متحرفة في سائر اللغات من العجم‬
‫لقاليم )‪ (6‬اللغات كلها وهي خمسة أحرف تحرفخخت مخخن الثمانيخخة والعشخخرين‬
‫الحروف من اللغات‪ ،‬فصارت الحروف ثلثة وثلثيخخن حرفخخا‪ ،‬فأمخخا الخمسخخة‬
‫المختلفة فبحجج )‪ (7‬ل يجوز ذكرها أكثر مما ذكرناه‪ ،‬ثم جعل الحروف‬

‫)‪ (1‬في التوحيد‪ :‬من الشياء غيره‪ (2) .‬في التوحيد‪ :‬وما اوقخخع عليخخه مخخن المثخخل‪(3) .‬‬
‫في نسخة‪ ،‬تفرق‪ (4) .‬في المصدرين‪ :‬يتناهى‪ (5) .‬في بعخخض النسخخخ وكخخذا‬
‫في التوحيد )الموضع(‪ (6) .‬في العيون‪ :‬والقاليم واللغات‪ (7) ،‬النسخ ههنا‬
‫في غاية الختلف وسيأتى الشخخارة إليخخه مخخن العلمخخة المؤلخخف رحمخخه الخ‬
‫)*(‪.‬‬

‫]‪[51‬‬

‫بعد إحصائها وإحكام عدتها فعل منه كقوله عزوجل )كن فيكون( و )كخخن( منخخه صخخنع‬
‫وما يكون به المصنوع‪ ،‬فالخلق الول من ال عزوجل‪ :‬البخخداع‪ ،‬ل وزن لخخه‬
‫ول حركة ول سمع ول لون ول حس‪ ،‬والخلق الثاني‪ :‬الحروف‪ ،‬ل وزن لها‬
‫ول لون وهي مسموعة موصوفة )‪ (1‬غير منظور إليها والخلخخق الثخخالث‪ :‬مخخا‬
‫كان من النخخواع كلهخخا محسوسخخا ملموسخخا ذاذوق منظخخورا إليخخه‪ ،‬والخ تبخخارك‬
‫وتعخخالى سخخابق للبخخداع لنخخه ليخخس قبلخخه عزوجخخل شخخئ‪ ،‬ول كخخأن معخخه شخخئ‪،‬‬
‫والبخخداع سخخابق للحخخروف والحخخروف ل تخخدل علخخى غيخخر أنفسخخها )‪ .(2‬قخخال‬
‫المأمون‪ :‬وكيف ل تدل على غير أنفسها )‪ (3‬؟ قال الرضا عليه السخخلم‪ :‬لن‬
‫ال عزوجل ل يجمع منها شيئا لغير معنى أبدا‪ ،‬فإذا ألف منهخخا أحرفخخا أربعخخة‬
‫أو خمسة أو ستة أو أكثر من ذلك أو أقل لم يؤلفها لغير )‪ (4‬معنى‪ ،‬ولم يك )‬
‫‪ (5‬إل لمعنى محدث لم يكن قبل ذلك شيئا‪ .‬قال عمران‪ :‬فكيف لنا معرفة ذلك‬
‫؟ قال الرضا عليخخه السخخلم‪ :‬أمخخا المعرفخخة فخخوجه ذلخخك وبيخخانه )‪ (6‬أنخخك تخخذكر‬
‫الحروف إذا لم ترد بها غير نفسخخها‪ ،‬ذكرتهخخا فخخردا فقلخخت‪ :‬ا‪ ،‬ب‪ ،‬ت‪ ،‬ث‪ ،‬ج‪،‬‬
‫ح‪ ،‬خ‪ ،‬حتى تأتي علخخى آخرهخخا فلخخم تجخخد لهخخا معنخخى غيخخر أنفسخخها فخخإذا ألفتهخخا‬
‫وجمعت منها أحرفا وجعلتها اسما وصفة لمعنى ما طلبخخت ووجخخه مخخا عنيخخت‬
‫كانت دليلة على معانيها‪ ،‬داعية إلى الموصوف بها‪ ،‬أفهمتخخه ؟ قخخال‪ :‬نعخخم‪ ،‬ثخخم‬
‫قال‪ :‬يا سيدي‪ ،‬أل تخبرني عن البداع أخلق هو أم غيخر خلخق ؟ قخال الرضخا‬
‫عليه السلم‪ :‬بل خلق ساكن ل يدرك بالسخخكون‪ ،‬وإنمخخا صخخار خلقخخا لنخخه شخخئ‬
‫محدث وال الذي أحدثه‪ ،‬فصار‬

‫)‪ (1‬في التوحيد‪ :‬موضوعة‪ 2) .‬و ‪ (3‬نفسها )خ ل(‪ (4) .‬في العيخخون‪ :‬بغيخخر‪ (5) .‬فخخي‬
‫بعض النسخ‪ :‬ولم تكن‪ (6) .‬في بعض النسخ‪ :‬بابه )*(‪.‬‬

‫]‪[52‬‬

‫خلقا له‪ ،‬وإنما هو ال عزجل وخلقه ل ثالث بينهمخا ول ثخخالث غيرهمخخا‪ ،‬فمخا خلخق الخ‬
‫عزوجل لم يعد أن يكون خلقخه‪ ،‬وقخخد يكخون الخلخق سخاكنا ومتحركخا ومختلفخخا‬
‫ومؤتلفا ومعلوما ومتشابها‪ ،‬وكل ما وقخخع عليخخه حخد فهخخو خلخخق الخ عزوجخخل‪.‬‬
‫واعلم أن كل ما أوجدتك الحواس فهو معنى مدرك للحواس‪ ،‬وكل حاسة تدل‬
‫على ما جعل )‪ (1‬ال عزوجل لها في إدراكها‪ ،‬والفهم من القلب بجميخخع ذلخخك‬
‫كله واعلم أن الواحد الذي هو قخائم بغيخر تقخدير ول تحديخد خلخق خلقخا مقخدرا‬
‫بتحديد وتقدير‪ ،‬وكان الذي خلق خلقين اثنين التقدير والمقخخدر وليخخس فخخي )‪(2‬‬
‫واحد منهما لخخون ول وزن ول ذوق فجعخخل أحخخدهما يخخدرك بخخالخر وجعلهمخخا‬
‫مدركين بنفسهما ولم يخلق شيئا فردا قائمخخا بنفسخخه دون غيخخره للخخذي أراد مخخن‬
‫الدللة على نفسه وإثبات وجوده‪ ،‬فال تبارك وتعالى فرد واحد ل ثخخاني معخخه‬
‫يقيمخخه‪ ،‬ول يعضخخده ول يكنخخه )‪ (3‬والخلخخق يمسخخك بعضخخه بعضخخا بخخإذن ال خ‬
‫ومشيته‪ ،‬وإنما اختلف الناس فخخي هخخذا البخخاب حخختى تخخاهوا وتحيخخروا‪ ،‬وطلبخخوا‬
‫الخلص من الظلمة بالظلمة في وصفهم ال بصفة أنفسهم فازدادوا من الحق‬
‫بعدا‪ ،‬ولو وصفوا ال عزوجل بصفاته ووصخخفوا المخلخخوقين بصخخفاتهم لقخخالوا‬
‫بالفهم واليقين‪ ،‬ولما اختلفوا‪ ،‬فلما طلبوا من ذلك ما تحيروا فيه ارتبكخخوا وال خ‬
‫يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم )‪) (4‬تمام الخبر(‪ .‬بيان‪) :‬ل في شئ أقامه‬
‫)‪ ((5‬أي في مادة قديمة كما زعمته الفلسفة‪ ،‬و )مثله‬
‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬خلخخق‪ (2) .‬فخخي العيخخون‪ :‬فخخي كخخل واحخخد‪ (3) .‬فخخي التوحيخخد‪ :‬ول‬
‫يمسخخكه‪ (4) .‬التوحيخخد‪ :‬ص ‪ .318‬العيخخون‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (5) .169‬ظخخاهر‬
‫كلمه عليه السلم أن ال تعالى حين خلق المخلوق الول لم يقمخخه فخخي شخخئ‬
‫أي لم يجعله في مكان ول موضوع ول محل‪ ،‬لنه لم يكن عندئذ شخخئ آخخخر‬
‫حتى يقوم فيه‪ ،‬ويلزم من ذلك أن ل يكون المخلوق الول أمخخرا ماديخخا‪ ،‬وإل‬
‫لحتاج إلى مكان أول محل ل محالة‪ .‬و أما حديث قدم المادة فقد مرمنا أنها‬
‫ليست أمرا متحصل حتى يقال‪ :‬هل هي قديمة أو حادثة زمانخخا ؟ وتحصخخلها‬
‫إنما يكون بالصور‪ ،‬والصور الجسمانية حادثة زمانا عنخخد الكخخل ال الصخخور‬
‫الفلكية‪ ،‬فانها على فرض وجودها غيخخر حادثخخة زمانخخا عنخخد بعخض الفلسخخفة‬
‫فتدبر )*(‪.‬‬

‫]‪[53‬‬

‫له( أي مثل أول ذلك الشخئ للشخئ الكخائن ثخم خلخق الكخائن علخى حخذوه كمخا هخو شخأن‬
‫المخلخخوقين‪ ،‬ويحتمخخل أن يكخخون ضخخمير )لخخه( راجعخخا إلخخى الصخخانع تعخخالى‪،‬‬
‫)والحاجة يا عمران ل يسعها( أي ل يسع خلق الحاجخخة ول يخخدفعها‪ ،‬لن كخخل‬
‫من خلق لو كان على وجه الحتياج لكان يحتاج لحفظه وتربيته ورزقه ودفع‬
‫الشرور عنه إلى أضخخعافه وهكخخذا‪) .‬علخخى سخختة أنخخواع( لعخخل الول مخخا يكخخون‬
‫ملموسخخا وموزونخخا ومنظخخورا إليخخه والثخخانى مخخا ل تكخخون لخخه تلخخك الوصخخاف‬
‫كالروح‪ ،‬وإنما عبر عنه بما ل ذوق لخخه اكتفخخاء ببعخخض صخخفاته‪ ،‬وفخخي بعخخض‬
‫النسخ )وما ل لون له( وهو الروح وهخخو أظهخخر للمقابلخخة‪ ،‬والثخخالث مخخا يكخخون‬
‫منظورا إليه ول يكون ملموسا ول محسوسا ول موزونا ول لون له كخخالهواء‬
‫والسماء‪ ،‬فالمراد بكونه منظورا إليه أنه يظهر للنظخخر بآثخخاره‪ ،‬وقخخد يخخرى ول‬
‫لون له بالذات‪ ،‬أو يراد به الجن والملخخك وأشخباههما‪ ،‬والظخخاهر أن قخوله )ول‬
‫لون( زيد من النساخ‪ .‬والرابع التقدير‪ ،‬ويدخل فيه الصور والطول والعرض‬
‫والخامس العراض القارة المدركخخة بخخالحواس كخخاللون والضخخوء وهخخو الخخذي‬
‫عبر عنه بالعراض والسادس العراض غير القخخارة كالعمخخال والحركخخات‬
‫]التي[ تذهب هي وتبقى آثارها‪ .‬ويمكن تصوير التقسيم بوجوه اخخخر تركناهخخا‬
‫لمن تفكر فيه‪) .‬هخخل يوحخخد بحقيقخخة( بالحخخاء المهملخخة المشخخددة‪ ،‬أي هخخل يتخخأتى‬
‫توحيده مع تعقل كنه حقيقته‪ ،‬أو إنما )‪ (1‬يوحد مع تعقلخخه بخخوجه مخخن وجخخوهه‬
‫وصفة من صفاته وفي بعض النسخخخ بخخالجيم مخخن الوجخخدان‪ ،‬أي يعخخرف وهخخو‬
‫أظهر ؟ فأجاب عليه السلم بأنه سبحانه يعرف بالوجوه التي هي محدثخخة فخخي‬
‫أذهاننا‪ ،‬وهي مغائرة لحقيقته تعخخالى‪ ،‬ومخخا ذكخخره أول لبيخخان أنخخه قخخديم أزلخخي‪،‬‬
‫والقديم يخالف المحدثات في الحقيقة‪ ،‬وكل شئ غيره فهو حادث‪ .‬وقوله عليه‬
‫السلم )ل معلوما( تفصيل وتعميم للثاني‪ ،‬أي ليس معه غيخخره‪ :‬ل معلخخوم ول‬
‫مجهول‪ .‬والمراد بالمحكم ما يعلم حقيقته وبالمتشابه ضخده ويحتمخل أن يكخون‬
‫إشارة إلى نفي قول من قال بقدم القرآن‪ ،‬فإن المحكم والمتشابه‬
‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬وإنما )*(‪.‬‬

‫]‪[54‬‬

‫يطلخخق )‪ (1‬علخخى آيخخاته‪) .‬ولخخم يجعخخل للحخخروف فخخي إبخخداعه لهخخا معنخخى( أي إنمخخا خلخخق‬
‫الحروف المفردة التي ليس لها موضوع غير أنفسها‪ ،‬ولخخم يجعخل لهخخا وضخعا‬
‫ول معنى ينتهي إليه ويوجد ويعرف بذلك الحرف‪ ،‬ويحتمل أن يكون المخخراد‬
‫بالمعنى الصفة أي أول ما خلقها كخان غيخخر موصخخوف بمعنخى وصخفة ينتهخي‬
‫إليها ويوجد‪ ،‬لنها كانت مبدعخة بمحخض البخداع ولخم يكخن هنخاك شخئ غيخر‬
‫البداع والحروف حتى يكون معنى للحروف أو صخخفة لهخخا‪ ،‬والمخخراد بخخالنور‬
‫الوجود‪ ،‬إذ به تظهر الشياء كما تظهر الموجودات للحس بخخالنور‪ ،‬والبخخداع‬
‫هخخو اليجخخاد‪ ،‬وباليجخخاد تصخخير الشخخياء موجخخودة فالبخخداع هخخو التخخأثير‪،‬‬
‫والحخخروف هخخي الثخخر موجخخودة بالتخخأثير‪ ،‬وبعبخخارة اخخخرى‪ :‬الحخخروف محخخل‬
‫التخخأثير‪ ،‬وعخخبر عنخخه بخالمفعول والفعخل‪ ،‬والثخخر هخخو الوجخود‪) .‬فأمخا الخمسخة‬
‫المختلفة فبحجج( كخخذا فخخي أكخخثر النسخخخ‪ ،‬أي إنمخخا حخخدثت بأسخخباب وعلخخل مخخن‬
‫انحراف لهجات الخلخق‪ ،‬واختلف منطقهخم‪ ،‬ل ينبغخي ذكرهخا‪ .‬وفخخي بعضخخها‬
‫)فبحح( بالحائين من )البحة( وهي الغلظة فخخي الصخخوت‪ ،‬والظهخخر أنخخه عليخخه‬
‫السلم ذكر تلك الحروف فاشتبه على الرواة وصحفوها‪ ،‬فالخمسة‪) :‬الگخخاف(‬
‫في قولهم )بگو( أي تكلم‪ ،‬و )الچيم( المنقوطة بثلث نقاط كما في قولهم )چه‬
‫ميگوئى ؟( و )الژاء( في قولهم )ژاله( و )الپاء( في قولهم )پيخخاده( و )پيخخاله(‬
‫والتاء الهندية‪ .‬ثم ركب الحروف وأوجد الشياء )‪ (2‬وجعلها فعل منخخه‪ ،‬كمخخا‬
‫قخخال )إنمخخا أمخخره إذا أراد شخخيئا أن يقخخول لخخه كخخن فيكخخون( فكخخن صخخنع وإيجخخاد‬
‫للشياء‪ ،‬وما يوجد به هو المصخخنوع فخخأول صخخادر عنخخه تعخخالى هخخو اليجخخاد‪،‬‬
‫وهو معنى ل وزن له ول حركة‪ ،‬وليخخس بمسخخموع ول ملخخون ول محسخخوس‪،‬‬
‫والخلخخق الثخخاني يعنخخى الحخخروف غيخخر مخخوزون ول ملخخون لكنهخخا مسخخموعة‬
‫موصوفة ول يمكن إبصارها والخلق الثالث وهو ما وجد بهذه الحخخروف مخخن‬
‫السماوات والرضين وغيرهما هي محسوسة ملموسخخة مذوقخخة مبصخخرة فخخال‬
‫مقدم بوجوده‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ ،‬يطلقان‪ (2) .‬في نسخة‪ :‬بها الشياء )*(‪.‬‬

‫]‪[55‬‬

‫على البداع الذي هو الخلق الول‪ ،‬لنه ليس شخخئ قبلخخه حخختى يسخخبقه أيضخخا إبخخداع ول‬
‫كان شئ دائما معه‪ ،‬والبداع متقدم على الحروف لوجودها به‪ ،‬ومعنى كخخون‬
‫الحروف غيخر دالخة علخى معنخى غيخر نفسخها هخو أن الحخروف المفخردة إنمخا‬
‫وضعت للتركيب وليخخس لهخخا معنخى تخدل عليخخه إل بعخخد الخختركيب‪ .‬قخوله عليخخه‬
‫السلم )بل خلق ساكن( أي نسبة وإضافة بين العلخخة والمعلخخول‪ ،‬فكخخأنه سخخاكن‬
‫فيهما‪ ،‬أو عرض قائم بمحل ل يمكنه مفارقته‪ .‬وقوله )ل يدركه بالسكون( أي‬
‫أمر إضافي اعتباري ينتزعخة العقخل‪ ،‬ول يشخار إليخه فخي الخخارج ول يخدرك‬
‫بالحواس وإن كان ما يتعلق به من المحسوسات‪ .‬وإنما قلنا إنه خلق‪ ،‬لن هذه‬
‫النسبة والتأثير غيره تعالى وهو محدث‪ ،‬ول يمكخخن نفخخي الوجخخود عنخخه رأسخخا‬
‫لنه شئ حادث بعد أن لم يكن‪ ،‬فله خروج عن كتم العدم ودخول في نحو من‬
‫أنحاء الوجود وكل محدث معلول‪ ،‬فل يتوهم أنه خلق يحتاج إلخخى تخخأثير آخخخر‬
‫وهكذا حتى يلخخزم التسلسخخل‪ ،‬بخخل ليخخس فخخي الحقيقخخة إل الخخرب ومخلخخوقه الخخذي‬
‫أوجده‪ ،‬واليجاد معنى صار سببا لوجود المعلخخول بتخخأثيره تعخخالى‪ ،‬فكخخل شخخئ‬
‫خلقه ال لم يعد ولم يتجخخاوز أن يصخخدق عليخخه أن الخ خلقخخه‪ ،‬فهخخذا هخخو معنخخى‬
‫البداع ل غير‪ ،‬وهذا المعنى يقع عليه حد‪ ،‬وكل ما يقخع عليخخه حخد فهخخو خلخق‬
‫ال‪ ،‬أو يقال‪ :‬أشار بقوله )والخ الخخذي أحخخدثه( إلخخى رفخخع تخخوهم أنخخه مخخع كخخونه‬
‫موجودا حادثا ل يجوز أن يسخختند إليخخه تعخخالى لنخخه حينئذ يجخخب أن يتعلخخق بخخه‬
‫إبداع آخر وهكذا إلى غير النهاية‪ ،‬واستناد كل من هذه السلسلة موقوف على‬
‫استناد سابقه فل يحصل إل بعد تحقق المخخور الغيخخر المتناهيخخة وهخخو محخخال‪،‬‬
‫فكذا الموقوف عليه‪ ،‬فأثبت عليه السلم أول استناده إليه تعخخالى مخخن جهخخة أن‬
‫الحادث بتبعية حادث آخر في مرتبته من محدث ل يتصور أن يكخخون مسخختندا‬
‫إلى غيره‪ ،‬ثخخم أيخخده ثانيخخا بنفخخي ثخخالث بينهمخخا صخخالح لن يسخختند إليخخه كمخخا هخخو‬
‫المفروض ثم أكده ثالثا بنفي ثالث صالح لذلك مطلقا بناء علخخى أن الكلم فخخي‬
‫مطلق البداع ومن أفراده البداع الول الذي ل يتصور تقدم شئ عليه سوى‬
‫ال تعالى‪ ،‬فسائر‬

‫]‪[56‬‬

‫أفراده كذلك‪ ،‬لعدم الفرق ضرورة‪ .‬ثم أوثقه رابعا بدفع توهم بعيد هو أن يكون مستندا‬
‫إليه ول يكون مخلوقا له‪ ،‬بالشارة إلى أن الستناد وكل ما يعبر به عخخن هخخذا‬
‫المعنى يرجع إلى معنى الخلق‪ ،‬فل يمكن أن يكون خلقخخه فتجخخاوز عخخن كخخونه‬
‫مخلوقا له‪ ،‬ثم أحكمه خامسا بخخدفع شخخبهة لخخزوم التسلسخخل بخخالفرق بيخخن حقخخائق‬
‫الموجودات‪ ،‬وتفاوت مراتبهخخا فخخي المقتضخيات‪ ،‬وعخخدم جخخواز قيخاس بعضخها‬
‫على بعض في جميع الحخخالت‪ ،‬ليسخخهل بخخه التصخخديق بجخخواز أن يكخخون حكخخم‬
‫الموجودات الرابطية مخالفا لحكم الموجودات الحقيقيخخة‪ ،‬فل يلخخزم مخخن ثبخخوت‬
‫إبداع لها ثبوته للرابطية أيضا كمخخا اشخختهر أن الرادة ليخخس لهخخا إرادة اخخخرى‬
‫فل يلزم التسلسل‪ .‬ويمكن أن يحمل على الشارة إلى دفع مثخخل هخخذا التسلسخخل‬
‫باعتبار الفرق المذكور ما روي في الكافي عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫خلق ال المشية بنفسها‪ ،‬ثم خلخخق الشخخياء بالمشخخية )‪ (1‬ثخخم أفخخاد عليخخه السخخلم‬
‫سادسا ضابطة وعلمة لمعرفة خلقه تعالى تتميما للمقصخخود وتأكيخخدا لصخخحته‬
‫بأن كل ما لوجوده حد لم يكن قبله موجودا‪ ،‬فلبد له من أن يكون مخلوقخخا لخخه‬
‫تعالى لثبوت المكان ولزوم الحتياج‪ .‬قوله عليخخه السخخلم )وكخخان الخخذي خلخخق‬
‫خلقين اثنين( لعله إشارة إلى الخلق الول وهي الحروف‪ ،‬ففي خلقتهخخا يخلخخق‬
‫شيئان‪ :‬حرف‪ ،‬وتحديد وتقدير قائم به‪ ،‬وليس شخخئ مخخن الحخخروف و العخخرض‬
‫القائم به ذالخخون ووزن وذوق‪ ،‬وجعخخل أحخخدهما يخخدرك بخخالخر‪ ،‬أي الحخخروف‬
‫تعرف بالحدود القائمة بها‪ ،‬فيعرف بأنه شئ محدود‪ ،‬والمعنى‪ :‬أنه لو لم يكخخن‬
‫محخخدودا لخخم يكخخن مخخدركا بخخالحواس‪ ،‬وجعخخل الحخخرف وحخخده كليهمخخا مخخدركين‬
‫بنفسهما ل بآثارهما‪ ،‬فإن المخور المحسوسخة إنمخا تخدرك بأنفسخها ل بآثارهخا‬
‫)ولم يخلق شيئا فردا عن الحدود والتقديرات قائما بنفسه دون غيخخره( أي مخخن‬
‫غير أن يخلق معه غيره كالحدود‪ ،‬لنه أراد أن يكون حروفخخا وأصخخواتا دالخخة‬
‫على نفسه وإثبات وجخخوده‪ ،‬ومخخا يكخخون دال علخخى المعخخاني هاديخخا للنخخاس إلخخى‬
‫المعرفة ل يكون‬

‫)‪ (1‬اصول الكافي‪ 1 ،‬ص ‪.(*) 110‬‬

‫]‪[57‬‬

‫إل محسوسا وكل محسوس يكون محدودا‪ ،‬والمعنى أنخخه أراد أن يكخخون محخخدودا ليخخدل‬
‫بكونه على هذه الحالخخة علخخى إمكخخانه وافتقخخاره إلخخى الصخخانع‪ ،‬فيكخخون بوجخخوده‬
‫بنفسه دال على الصانع ل باعتبار مدلوله‪ ،‬ويحتمل أن يكون المخخراد بالتقخخدير‬
‫أول البداع أيضا‪ ،‬والمحخخدث إنمخخا يخخدرك ويظهخخر بالبخخداع‪ ،‬وفخخي كخخل خلخخق‬
‫يحدث شيئان‪ :‬مبدع وإبداع متعلق به‪ ،‬لكن في تطخخبيق مخخا بعخخده عليخخه يحتخخاج‬
‫إلى نوع عناية تظهر بالتأمل الصادق وقد سبق الخبر بتمامه مخخع شخخرحه فخخي‬
‫المجلد الرابع وإنمخخا أوردنخخا هنخخا مخخا يناسخخب المقخخام‪ - 28 .‬العيخخون والتوحيخخد‪:‬‬
‫بالسناد المتقدم‪ ،‬عن الحسخخن بخخن محمخخد النخخوفلي فخخي خخخبر طويخخل يخخذكر فيخخه‬
‫مناظرة الرضا عليه السلم مع سليمان المروزي‪ ،‬قال سليمان‪ :‬فإنه لخخم يخخزل‬
‫مريدا‪ .‬قال عليه السلم‪ :‬يا سليمان ! فإرادته غيره ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فقد أثبت‬
‫معه شيئا غيره لم يزل‪ .‬قال سليمان‪ :‬ما أثبت‪ .‬فقال عليه السخلم‪ :‬هخي محدثخة‬
‫يا سليمان‪ ،‬فإن الشئ إذا لم يكن أزليخا كخان محخدثا‪ ،‬وإذا لخم يكخن محخدثا كخان‬
‫أزليا وجرى المناظرة إلى أن قال عليه السلم‪ :‬أل تخبرني عخخن الرادة فعخخل‬
‫هخي أم غيخر فعخل ؟ قخال‪ :‬بخل هخي فعخل‪ ،‬قخال‪ :‬فهخي محدثخة‪ ،‬لن الفعخل كلخه‬
‫محدث‪ .‬قال‪ :‬ليست بفعل قال‪ :‬فمعه غيره لم يزل‪ .‬قال سليمان‪ :‬إنها مصنوعة‬
‫قال‪ :‬فهي محدثة وساق الكلم إلى أن قال‪ :‬قال سليمان‪ :‬إنما عنيت أنهخخا فعخخل‬
‫من ال لم يزل قال عليه السلم‪ :‬أل تعلم أن ما لم يزل ل يكون مفعول وقديما‬
‫حديثا في حالة واحدة‪ .‬فلم يحر جوابا‪ ،‬ثم أعاد الكلم إلى أن قال عليه السلم‪:‬‬
‫إن ما لم يزل ل يكون مفعول‪ .‬قال سليمان‪ :‬ليس الشياء إرادة ولم يرد شخخيئا‪.‬‬
‫قال عليخه السخلم‪ :‬وسوسخت يخا سخليمان ! فقخد فعخل وخلخق مخا لخم يخرد خلقخه‬
‫وفعله ؟ ! وهذه صفة ما ل يدري ما فعل‪ ،‬تعالى ال عن ذلك‪ .‬ثم أعخخاد الكلم‬
‫إلى أن قال عليه السلم‪ :‬فالرادة محدثخخة‪ ،‬وإل فمعخخه غيخخره )‪ .(1‬الحتجخخاج‪:‬‬
‫مرسل مثله )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬العيون‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ .183‬التوحيد‪ :‬ص ‪ (2) .323‬الحتجاج‪ :‬ص ‪.(*) 218‬‬

‫]‪[58‬‬

‫حكم عليه السلم في هذا الخخخبر مخخرارا بخخأنه ل يكخخون قخخديم سخخوى الخخ‪ ،‬وأنخخه ل يعقخخل‬
‫التأثير بخالرادة والختيخار فخخي شخئ لخخم يخخزل معخه )‪ - 29 .(1‬العيخخون‪ :‬عخن‬
‫الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي‪ ،‬عن فرات بن إبراهيم الكوفي )‪ ،(2‬عخخن‬
‫محمد بن أحمد بن علي الهمداني‪ ،‬عن العباس بن عبد ال البخاري عن محمد‬
‫بن القاسم بن إبراهيم‪ ،‬عن عبد السلم بن صالح الهروي‪ ،‬عخخن الرضخخا‪ ،‬عخخن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآلخخه‪ :‬إن أول مخخا خلخخق‬
‫ال خ عزوجخخل أرواحنخخا فأنطقهخخا بتوحيخخده وتحميخخده‪ ،‬ثخخم خلخخق الملئكخخة )‪.(3‬‬
‫)الخبر( ‪ - 30‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن محبخخوب )‪ ،(4‬عخخن عبخخد‬
‫ال بن سنان‬

‫)‪ (1‬يستفاده من الرواية كون الرادة صفة حادثة فعلية ل أزلية ذاتية‪ ،‬كما يستفاد مخخن‬
‫أمثالها من الروايات التى وردت في باب المشية والرادة‪ ،‬وقد مر نظيرتها‬
‫تحت الرقم ‪ 12‬من هذا البخخاب واوضخخحناها بمخخا كخخان يقتضخخيه المقخخام وبنخخاء‬
‫على هذا فذات البارئ من حيث هي ل تتصف بالمشية والرادة بخخل ينخختزع‬
‫من أفعاله عنوان المراد لها والمريد لفاعلها فتأثيره تعخخالى فخخي الموجخخودات‬
‫ليس بحدوث ارادة في ذاته فضل عن كونها سابقة على الفعل وكون الفعخخل‬
‫متأخرا عنها زمانا‪ .‬وان اطلقخت هنالخك ارادة كخانت ل محالخخة بمعنخى العلخم‬
‫بالصلح وهو مقدم على كافة الفعال كتقدم ذاته سبحانه عليها وقد بينخخا فخخي‬
‫ما مضى أن تقخخدم البخخارئ علخخى الممكنخخات ليخخس مخخن قبيخخل تقخخدم الزمانيخخات‬
‫بعضها علخخى بعخخض‪ .‬وأمخخا اسخختحالة قخخدم مخخا سخخوى الخ فقخخد مخخر الكلم فيخخه‬
‫وسيأتى أيضا بوجه أبسط وال الهادى‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فرات بن إبراهيم‬
‫بن فرات الكوفى‪ .‬وهو من مشايخ الشيخ أبى الحسن علخخى بخخن بخخابويه‪ ،‬وقخخد‬
‫اكثر لصدوق ره في كتبه الرواية عنه بواسطة الحسن بن محمخخد بخخن سخخعيد‬
‫الهاشمي وهو يروى عن الحسن بخخن سخخعيد غالبخخا‪ ،‬ويخخروى عخخن محمخخد بخخن‬
‫أحمد بن على الهمداني أيضا‪ .‬ولفرات تفسير بلسان الخبار جلها فخخي شخخأن‬
‫الئمة الطهار‪ ،‬يعد في عداد تفسخخيرى العياشخخي وعلخخى بخخن ابراهيخخم القمخخى‬
‫وظاهر صاحب الوسائل والعلمخخة المجلسخخي ره اعتمادهمخخا عليخخه‪ ،‬كمخخا أن‬
‫ذلخخك ظخخاهر الصخخدوق وغيخخره‪ (3) .‬العيخخون‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (4) .262‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬عنه عن عبد الخ بخخن سخخنان‪ ،‬والضخخمير راجخخع إلخخى ابخخن محبخخوب‬
‫بدليل الرواية السابقة عليها وهو الحسن بن محبوب الثقة الجليل‪ .‬وأما علخخى‬
‫نسخ البحار‪ ،‬فان كان=‬

‫]‪[59‬‬

‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬إن ال خلق الخير يوم الحد‪ ،‬وكخخان ليخلخخق‬
‫الشر قبل الخير‪ ،‬وفي يوم الحد والثنين خلق الرضين‪ ،‬وخلق أقواتهخخا فخخي‬
‫يوم الثلثاء‪ ،‬وخلق السماوات في يوم الربعاء ويوم الخميخخس‪ ،‬وخلخخق أقواتهخخا‬
‫يوم الجمعة وذلك قول ال عزوجل )خلق السماوات والرض وما بينهما فخخي‬
‫ستة أيام( )‪ .(1‬العياشي‪ :‬عن ابن سنان‪ ،‬مثله‪ ،‬إل أن فيه‪ :‬وخلق يوم الربعاء‬
‫السخخماوات وخلخخق يخخوم الخميخخس أقواتهخخا والجمعخخة‪ ،‬وذلخخك قخخوله )‪) (2‬خلخخق‬
‫السماوات والرض في ستة أيام( فلخخذلك أمسخخكت اليهخخود يخخوم السخخبت‪ .‬بيخخان‪:‬‬
‫)وما كان ليخلق قبل الخير( لعل الغرض أنه سبحانه ابتخدأ خلخق الجميخع يخوم‬
‫الحد‪ ،‬إذ خيريتخخه تعخخالى تقتضخخي أن ل يقخخدم خلخخق الشخخر علخخى خلخخق الخيخخر‪،‬‬
‫وابتداء خلق الخير كان يخخوم الحخخد فلخخم يخلخخق قبلخخه شخخئ أصخخل‪ .‬ثخخم اعلخخم أن‬
‫مدلول هذا الخبر ينافي ما مر مخخن اليخخات الكريمخخة وظواهرهخخا مخخن جهخختين‪:‬‬
‫الولى أن ظاهر اليخخة أن خلخخق أقخخوات الرض وتقخخديرها كخخان فخخي يخخومين‪،‬‬
‫والخبر يدل على أنه خلق أقوات الرض في يخخوم وأقخخوات السخخماء فخخي يخخوم‪.‬‬
‫والثانية أن ظاهر الية تقدم يومي خلق القوات على يومي خلق السخخماوات‪،‬‬
‫والخبر يدل على تأخر أحد يومي خلق القوات عنهما‪ .‬ويمكن أن يجاب عخخن‬
‫الولى بخخأن المخخراد بخلخخق أقخخوات السخخماء خلخخق أسخخباب أقخخوات أهخخل الرض‬
‫الكائنخخة فخخي السخخماء مخخن المطخخر والثلخخج واللخخواح الخختي يقخخدر فيهخخا القخخوات‬
‫والملئكة الموكلين بها‪ ،‬ويؤيده أن ليس لهل السماء قوت وطعخخام وشخخراب‪،‬‬
‫ففي يوم واحد قدر السباب الرضية لقوات أهخخل الرض وفخخي يخخوم الخخخر‬
‫قدر السباب السماوية لها‪ ،‬وفي الية نسبهما إلى الرض لكونهما‬

‫= المراد بابن محبوب )الحسن بن محبوب( كما هو الظاهر فل يروى عنه محمخخد بخخن‬
‫يحيى بل واسطة وإن كان المراد به )محمد بن على بن محبخخوب الثقخخة( فل‬
‫يروى عن عبد ال بن سنان بل واسطة والصخحيح مخا فخي المصخدر يعنخى‪:‬‬
‫محمد بن يحيى عخخن أحمخخد بخخن محمخخد عخخن ابخخن محبخخوب الخخخ‪ (1) .‬روضخخة‬
‫الكافي‪ :‬ص ‪ (2) .145‬قول ال عزوجل‪) .‬نسخة(‬

‫]‪[60‬‬
‫لهلها‪ ،‬وفي الخبر فصل ذلك لبيان اختلف موضع التقديرين‪ .‬وعن الثانية بنحخخو ممخا‬
‫ذكره البيضاوي بأن ل تكون لفظة )ثم( لخخترتيب والخختراخي فخخي المخخدة‪ .‬ومخخن‬
‫غرائب ما سنح لي أني لما كتبت شخخرح هخخذا الخخخبر اضخخطجعت فرأيخخت فيمخخا‬
‫يرى النائم أني أتفكر في هذه الية‪ ،‬فخطر ببالي في تلك الحالة أنه يحتمل أن‬
‫يكون المراد بأربعة أيام تمامها ل تتمتها‪ ،‬ويكون خلخخق السخخماوات أيضخخا مخخن‬
‫جملة تقدير أرزاق أهخخل الرض‪ ،‬فإنهخا مخخن جملخة السخخباب‪ ،‬ومحخال بعخض‬
‫السخخباب كالملئكخخة العاملخخة واللخخواح المنقوشخخة والشخخمس والقمخخر والنجخخوم‬
‫المؤثرة بكيفياتها كالحرارة والبرودة في الثمار والنباتات‪ ،‬وتكون لفظة )ثخخم(‬
‫في قوه تعالى )ثم استوى( للترتيب في الخبار‪ ،‬لتفصيل ذلخخك الجمخخال‪ ،‬بخخأن‬
‫يومين من تلك الربعة كانخا مصخخروفين فخي خلخخق السخماوات والخريخن فخي‬
‫خلق سائر السباب‪ ،‬ولو ل أنه سنح لي في هذه الحال لم أجسخخر علخخى إثبخخات‬
‫هذا الحتمال‪ ،‬وإن لم يقصر عما ذكره المفسرون وبه يندفع الشكالن‪ .‬وأما‬
‫رواية العياشي فالظاهر أن فيه تصحيفا وتحريفا ول يستقيم على وجه‪- 31 .‬‬
‫تفسير علي بن إبراهيم‪ :‬قل لهخخم يخخا محمخخد )ءإنكخخم لتكفخخرون بالخخذي خلخخق فخخي‬
‫يخخومين( ومعنخخى يخخومين أي وقخختين‪ :‬ابتخخداء الخلخخق‪ ،‬وانقضخخاؤه )وجعخخل فيهخخا‬
‫رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها( أي لتزول وتبقى )‪) (1‬في‬
‫أربعة أيام سواء للسائلين( يعني في أربعة أوقات‪ ،‬وهي التي يخرج ال خ فيهخخا‬
‫أقوات العالم‪ ،‬من الناس و البهخخائم والطيخخر وحشخخرات الرض ومخخا فخخي الخخبر‬
‫والبحر من الخلق والثمار )‪ (2‬والنبات والشجر ومخخا يكخخون فيخخه معخخايش )‪(3‬‬
‫الحيوان كله‪ ،‬وهو الربيع والصيف والخريف والشتاء‪ .‬ففي الشتاء يرسل ال خ‬
‫الرياح والمطار والنداء والطلول من السماء فيلقح الشخخجر ويسخخقي الرض‬
‫والشجر وهو وقت بارد‪ ،‬ثم يجيئ بعده الربيع وهو‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬ل يخخزول ول يفنخخى‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬ومخخن الثمخخار‪ (3) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬معاش )*(‪.‬‬

‫]‪[61‬‬

‫وقت معتدل حار وبارد‪ ،‬فيخرج الشجر ثمارها والرض نباتها فيكون أخضر ضخخعيفا‬
‫ثخخم يجيخخئ مخخن بعخخده وقخخت الصخخيف وهخخو حخار فينضخخج الثمخخار ويصخخلب )‪(1‬‬
‫الحبوب التي هخخي أقخخوات العبخخاد وجميخخع الحيخخوان‪ ،‬ثخخم يجخخئ مخخن بعخخده وقخخت‬
‫الخريف فيطيبه ويبرده ولو كان الوقت كله شيئا واحدا لم يخخخرج النبخخات مخخن‬
‫الرض‪ ،‬لنخخه لخخو كخخان الخخوقت كلخخه ربيعخخا لخخم تنضخخج )‪ (2‬الثمخخار ولخخم تبلخخغ‬
‫الحبوب‪ ،‬ولو كان الوقت كله صيفا لحخترق كخل شخئ فخي الرض ولخم يكخن‬
‫للحيوان معاش ول قوت‪ ،‬ولو كان الوقت كله خريفا لم يتقدمه شخخئ مخخن هخخذه‬
‫الوقات لم يكن شئ يتقوت به العالم‪ ،‬فجعل ال هذه القوات في هذه الربعخخة‬
‫الوقات‪ :‬في الشتاء‪ ،‬والربيع‪ ،‬والصيف‪ ،‬والخريف‪ .‬وقام به العخخالم واسخختوى‬
‫وبقي‪ ،‬وسمى ال هذه الوقات )أيامخخا سخخواء للسخخائلين( يعنخخي المحتخخاجين لن‬
‫كل محتاج سائل‪ ،‬وفي العالم من خلخخق الخ مخخن ل يسخخأل ول يقخخدر عليخخه مخخن‬
‫الحيوان كثير‪ ،‬فهم سائلون وإن لم يسألوا‪ .‬وقوله )ثم استوى إلى السخخماء( أي‬
‫دبر وخلق‪ ،‬وقد سئل أبو الحسن الرضا عليه السلم عمن )‪ (3‬كلم ال ل مخخن‬
‫الجن ول مخخن النخخس‪ ،‬فقخخال‪ :‬السخخماوات والرض فخخي قخخوله )ائتيخخا طوعخخا أو‬
‫كرها قالتا أتينا طائعين(‪) .‬فقضيهن( أي خلقهن )سخخبع سخخماوات فخخي يخخومين(‬
‫يعني في وقتين‪ :‬ابتداء‪ ،‬وانقضاء )وأوحى في كل سخخماء أمرهخخا( فهخخذا وحخخي‬
‫تقدير وتدبير )‪ .(4‬بيان‪ :‬هذا التأويل للية أقرب ممخا مخر‪ ،‬ولعلخه مخن بطخون‬
‫اليخخة‪ ،‬ول ينخخافي ظاهرهخخا‪ .‬قخخوله )أي ل تخخزول وتبقخخى( أي المخخراد بالتقخخدير‬
‫التقدير الدائمي‪ ،‬ويحتمل أن يكون تفسير )بارك فيها( قخخوله )وإن لخخم يسخخألوا(‬
‫أي هم سخخائلون بلسخخان افتقخخارهم واضخخطرارهم الخخرب سخخبحانه بسخخمع فيضخخه‬
‫وفضله ورحمانيته‪ ،‬ولسان الحال أبلغ من لسان المقال‪.‬‬

‫)‪ (1‬فخي المصخدر‪ :‬فتضخج الثمخار وتصخلب‪ (2) .‬فخي المصخدر‪ :‬لمخا تنضخج‪ (3) .‬فخي‬
‫المصدر‪ :‬عما‪ (4) .‬تفسير على بن ابراهيم‪ :‬ص ‪.590‬‬

‫]‪[62‬‬

‫‪ - 32‬التوحيد‪ :‬عن علي بن أحمخخد الخخدقاق‪ ،‬عخخن الكلينخخي‪ ،‬رفخخع الحخخديث إلخخى ابخخن أبخخي‬
‫العوجاء حين كلمه أبو عبد ال عليه السلم عاد إليه فخخي اليخوم الثخاني ثخم فخي‬
‫اليوم الثالث فقال‪ :‬ما الدليل على حدوث الجسام ؟ فقال‪ :‬إني ما وجدت شخخيئا‬
‫صغيرا ول كبيرا إل وإذا ضم إلى مثله صار أكبر‪ ،‬وفي ذلخخك زوال وانتقخخال‬
‫عن الحالة الولى‪ ،‬ولو كان قديما ما زال ول حال‪ ،‬لن الذي يخخزول ويحخخول‬
‫يجوز أن يوجد ويبطل‪ ،‬فيكون بوجوده بعد عدمه دخول )‪ (1‬في الحخخدث )‪(2‬‬
‫وفي كونه في الزل دخوله في القدم )‪ (3‬ولن تجتمع صفة الزل والعدم فخخي‬
‫شئ واحد‪ .‬فقال عبد الكريم‪ :‬هبخك علمخت فخي جخري الحخالتين والزمخانين مخا‬
‫ذكرت واستدللت على حدوثها‪ ،‬فلو بقيت الشياء على صغرها من أيخخن كخخان‬
‫لك أن تستدل على حدثها )‪ (4‬؟ فقال العالم عليه السلم‪ :‬إنما نتكلم علخخى هخخذا‬
‫العالم المصنوع )‪ (5‬فلو رفعناه ووضخعنا عالمخا آخخر كخان ل شخئ أدل علخى‬
‫الحدث من رفعنا إياه ووضعنا غيره‪ ،‬ولكن اجيبك من حيث قدرت أن تلزمنا‬
‫ونقول‪ :‬إن الشياء لو دامت على صغرها لكان في الخخوهم أنخخه مخختى مخخا ضخخم‬
‫شئ إلى مثله كان أكبر‪ ،‬وفي جواز التغيير عليه خروجخه مخن القخدم‪ ،‬كمخا أن‬
‫في تغييره دخوله في الحدث‪ ،‬ليس لخخك وراءه شخخئ يخخا عبخخد الكريخخم ! فخخانقطع‬
‫وخزي )‪ .(6‬الكخخافي والحتجخخاج‪ (7) :‬مرفوعخخا مثلخخه‪ .‬وفخخي الحتجخخاج‪ :‬ولخخن‬
‫تجتمع صفة الحدوث والقدم في شئ‪ .‬بيان‪ :‬قد مر الخبر بطخخوله وشخخرحه فخخي‬
‫كتاب التوحيد‪ ،‬وفيه إجمال‪ ،‬ويحتمل أن يراد فيخخه بكخل مخن الحخخدوث والقخخدم‪،‬‬
‫الذاتي أو الزماني فإن كان المراد الول كان الغرض‬
‫)‪ (1‬دخوله )خ ل(‪ (2) .‬الحخخدوث )خ ل(‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬وفخخي كخخونه فخخي الولخخى‬
‫دخخخوله فخخي العخخدم‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬علخخى حخخدوثها‪ (5) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫الموضوع‪ (6) .‬التوحيد‪ :‬ص ‪ (7) .216‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ .76‬الحتجاج‪:‬‬
‫‪.183‬‬

‫]‪[63‬‬

‫إثبخخات أن الجسخخام ممكنخخة الوجخخود مصخخنوعة معلومخخة تحتخخاج إلخخى صخخانع يصخخنعها‬
‫ويوجدها وعلى الثاني يكون مبنيا على ما سخخبق فخخي الخبخخار الكخخثيرة أن كخخل‬
‫قديم ل يكون إل واجبا بالذات‪ ،‬والمعلخخول ل يكخخون إل حادثخخا بالزمخخان‪ ،‬وهخخو‬
‫أظهر‪ ،‬وهكذا فهمه الصدوق وأورده في باب حخخدوث العخخالم وعقبخخه بالخخدلئل‬
‫المشهورة عند المتكلمين على الحدوث‪ .‬وقيل‪ :‬حاصل اسختدلله عليخه السخلم‬
‫إما راجع إلخخى دليخخل المتكلميخخن مخخن أن عخخدم النفكخخاك مخخن الحخخوادث يسخختلزم‬
‫الحدوث‪ ،‬وإمخخا إلخخى أنخخه ل يخلخخو إمخخا أن يكخخون بعخض تلخخك الحخخوال الزائلخخة‬
‫المتغيرة قديما أن يكون كلها حخخوادث‪ ،‬وهمخخا محخخالن‪ ،‬أمخخا الول فلمخخا تقخخرر‬
‫عندهم أما ما ثبت قخخدمه امتنخخع عخخدمه‪ ،‬وأمخخا الثخخاني فلسخختحالة التسلسخخل فخخي‬
‫المور المتعاقبة‪ ،‬والول أظهر )‪ - 33 .(1‬الكافي‪ :‬عخخن أحمخخد بخخن مهخخران‪،‬‬
‫عن عبد العظيم الحسني‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن خلف بن حمخخاد‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫مسكان‪ ،‬عن مالك الجهني‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عخخن قخخول ال خ‬
‫عزوجل )أو لم ير النسان أنا خلقناه ولم يك شخخيئا( قخخال‪ :‬فقخخال ل مقخخدارا ول‬
‫مكونا‪ .‬قال‪ :‬وسألته عن قوله عزوجل )هل أتى على النسان حين من الخخدهر‬
‫لم يكن شيئا مذكورا( قال‪ :‬كان مقدرا غير مذكور )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬يظهر بالتأمل في الروايخخة‪ ،‬أن المخخام عليخخه السخخلم يسخختدل بتغيخخر العخخالم وأخيخخرا‬
‫بامكان تغيره علخخى حخخدوثه يعنخخى أنخخه يمكخخن عخخدمه ؟ وهخخو معنخخى الحخخدوث‬
‫الذاتي وهو أول الحتمالمين المذكورين في كلم العلمة المؤلخخف رضخخوان‬
‫ال عليه فأمعن النظر في قوله عليه السلم )لن الذى يزول ويحول يجخخوز‬
‫أن يوجد أو يبطل( وفي قوله )وفي جواز التغيير عليه خروجخخه مخخن القخخدم(‬
‫فان إمكان التغير ل يثبت عدمه في زمان ما حتى يثبت الحخخدوث الزمخخانى‪،‬‬
‫وإنما يثبت إمكانى عدمه ذاتخخا وهخخو الحخخدوث الخخذاتي‪ .‬ولسخخنا نعنخخى بهخخذا أن‬
‫العالم ليس بحادث زماني‪ ،‬كل ! وإنمخخا نعنخخى أن المخخراد بهخخذا الكلم إثبخخات‬
‫الصانع وحدوث ما سواء ذاتا‪ .‬وربمخخا يظهخخر مخخن هنخخا أن المخخراد بالحخخدوث‬
‫والقدم في سائر الروايات التى تجرى هذا المجرى الحدوث والقدم الذاتيان‪،‬‬
‫ولكن حيث كان يصعب تفكيك الذاتيين من الزمانيين على افهخخام العامخخة بخخل‬
‫على كثير من أهل البحخث والنظخخر جخرى كلمهخخم عليهخخم الصخخلوة والسخخلم‬
‫مجرى يحتمل الوجهين فتأمل جيدا‪ (2) .‬الكافي‪ :‬ج ‪.(*) 147 ،1‬‬
‫]‪[64‬‬

‫بيان‪ :‬يدل ظاهرا على حدوث نوع النسان‪ - 35 .‬تفسير على بن ابراهيم‪ :‬سميت مكة‬
‫ام القرى لنها أول بقعة خلقها ال خ مخخن الرض‪ ،‬لقخخوله )إن اول بيخخت وضخخع‬
‫للنخاس للخذي ببكخة مباركخا( )‪ - 36 .(1‬العلخل والعيخون‪ :‬سخأل الشخامي أميخر‬
‫المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬لخخم سخخميت مكخخة ام القخخرى ؟ قخخال عليخخه السخخلم‪ :‬لن‬
‫الرض دحيخخت مخخن تحتهخخا‪ .‬وسخخأل عخخن أول بقعخخة بسخخطت مخخن الرض أيخخام‬
‫الطوفان‪ ،‬فقال له‪ :‬موضع الكعبة‪ ،‬وكانت زبرجدة خضخخراء )‪ .(2‬بيخخان‪ :‬لعخخل‬
‫المراد بأيام الطوفان أيام تموج الماء واضطرار به قبل خلخخق الرض‪- 37 .‬‬
‫ارشاد القلوب‪ :‬سئل أمير المؤمنين عليه السخخلم‪ :‬لخخم سخخميت مكخخة ؟ قخخال‪ :‬لن‬
‫ال مك الرض من تحتها أي دحاها‪ - 38 .‬مجالس الصدوق والتوحيد وكنخخز‬
‫الكراجكي والحتجاج )‪ :(3‬بأسانيدهم في مناظرة الصادق عليه السلم لبخخن‬
‫أبي العوجاء قال عليه السلم‪ :‬هذا بيخخت اسخختبعد الخ بخخه خلقخخه )‪ (4‬إلخخى قخخوله‬
‫خلقه ال قبل دحو الرض بألفي عخخام‪ - 39 .‬العلخخل والعيخخوب‪ :‬فخخي علخخل ابخخن‬
‫سنان عن الرضا عليه السلم‪ :‬علة وضع البيت وسخخط الرض أنخخه الموضخخع‬
‫الذي من تحته دحيت الرض‪ ،‬وكخل ريخح تهخب فخخي الخدنيا فإنهخخا تخخخرج مخخن‬
‫تحت الركخخن الشخخامي‪ ،‬وهخخي أول بقعخخة وضخخعت فخخي الرض‪ ،‬لنهخخا الوسخخط‬
‫ليكون الفرض لهل المشرق والمغرب )‪ (5‬في ذلك سواه )‪ - 40 .(6‬العلل‪:‬‬
‫عن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬وأحمد بن‬

‫)‪ (1‬تفسير علخخى بخخن إبراهيخخم القمخخى‪ :‬ص ‪ (2) .595‬العيخخون‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪(3) .241‬‬
‫التوحيد‪ :‬ص ‪ .180‬الحتجاج‪ :‬ص ‪ (4) .182‬في الحتجخخاج‪ :‬عبخخاده‪(5) .‬‬
‫في المصدرين‪ :‬لهخخل الشخخرق والغخخرب سخخواء‪ (6) .‬العلخخل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.82‬‬
‫العيون‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.(*) 90‬‬

‫]‪[65‬‬

‫إدريس عن محمد بن أحمخخد الشخخعري‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن علخخي )‪ ،(1‬عخخن مخخروان بخخن‬
‫مسلم‪ ،‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬إن خلق البيت‬
‫قبل الرض )‪ ،(2‬ثم خلق ]الخخ[ الرض مخخن بعخخده‪ ،‬فخخدحاها مخخن تحتخخه )‪.(3‬‬
‫الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن الحسن بخخن علخخي‪ ،‬عخخن‬
‫عدة من أصحابنا عن الثمالي مثله‪ - 41 .‬العياشي‪ :‬عن الحلبي‪ ،‬عن أبي عبخخد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬إنه وجد في حجر من حجرات البيت مكتوبا‪ :‬إني أنا ال‬
‫ذوبكة خلقتها يوم خلقخخت السخخماوات والرض ويخخوم خلقخخت الشخخمس والقمخخر‪،‬‬
‫وحففتهمخخا بسخخبعة أملك حفيفخخا‪ - 42 .‬الكخخافي‪ :‬عخخن أحمخخد بخخن إدريخخس‪ ،‬عخخن‬
‫الحسين بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن عيسى ومحمد بن عبيخخدال‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫الحديد‪ ،‬عخخن مخخرازم‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬قخخال الخ تبخخارك‬
‫وتعالى‪ :‬يا محمد إني خلقتك وعليا نورا يعنخخي روحخخا بل بخخدن قبخخل أن أخلخخق‬
‫سماواتي ]وأرضي وعرشي[ وبحري )الخبر( )‪ - 43 .(4‬وعنه عن الحسين‬
‫بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن عبد ال بن إدريس‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن سخخنان‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلم فأجريت اختلف الشيعة‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬هو الحسن بن على بن فضال التيملى مولى تيم ال بخخن ثعلبخخة‪ ،‬كخخوفى‪ ،‬روى عخخن‬
‫الرضخخا عليخخه السخخلم وكخخان خصيصخخا بخخه ثقخخة فخخي روايخخاته‪ ،‬وكخخان فطحيخخا‬
‫مشهورا بذلك حتى حضخخره المخخوت فمخخات وقخخد قخخال بخخالحق‪ .‬قخخال النجاشخخي‬
‫)ص‪ (28 :‬مات سنة ‪ .224‬ويروى عنه جماعة منهم موسى بن عمخخر ولخخم‬
‫يذكر في جملتهم محمد بن احمد بن يحيى‪ ،‬نعم في موضع مخخن الستبصخخار‬
‫)محمد بن احمد بن يحيى عن موسى بن عمر عن ابن فضال( وهو الحسخخن‬
‫بن على بن فضال‪ .‬فكأن في هذا السند إرسال ويؤيده أن محمد بن احمد بن‬
‫يحيى الشعري راويه على ومحمد ابني الحسن بن على بن فضخخال‪ ،‬فيشخخبه‬
‫أن يكون رواية محمد بن أحمد الشخعري عخن الحسخن بخن فضخال بواسخطة‬
‫ابنيه أو بواسطة اخرى وال اعلم‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬قبل الخلق‪ (3) .‬العلل‪:‬‬
‫ج ‪ ،2‬ص ‪ (4) .85‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.(*) 440‬‬

‫]‪[66‬‬

‫يا محمد إن ال تبارك وتعالى لم يزل متفردا بوحدانيته‪ ،‬ثم خلق محمدا وعليا وفاطمخخة‬
‫صلوات ال علهيم أجمعين فمكثوا ألف دهر‪ ،‬ثم خلق جميع الشياء فأشخخهدهم‬
‫خلقهخخا وأجخخرى طخخاعتهم عليهخخا )‪) (1‬الحخخديث(‪ .‬بيخخان‪) :‬لخخم يخخزل متفخخردا‬
‫بوحدانيته( أي متفردا بأنه متوحد ل شي ء معخخه أو البخخاء للسخخببية أي متفخخردا‬
‫بسبب أنه كان واحدا من جميع الوجوه‪ ،‬وما كان كخخذلك فهخخو واجخخب بالخخذات‪،‬‬
‫فيجوز عليه القدم بخلف غيره‪ ،‬فإن القدم ينخخافي التكخخثر والمكخخان الخخذي هخخو‬
‫لزمه )فأشهدهم خلقها( أي كانوا حاضرين عند خلقها عالمين بكيفيته‪ ،‬و لخخذا‬
‫قال تعالى فخخي شخخأن إبليخخس وذريتخخه وأتبخخاعه‪) :‬مخخا أشخخهدتهم خلخخق السخخماوات‬
‫والرض ول خلق أنفسهم( بعد قوله )أفتتخخخذونه وذريتخخه أوليخخاء مخخن دونخخي(‬
‫إشارة إلى أن المستحق للولية والمتابعة من كان شاهدا خلق الشياء‪ ،‬عالمخخا‬
‫بحقائقها و كيفياتها وصفاتها والغيوب الكامنة فيهخخا والمسخختنبطة منهخخا‪- 44 .‬‬
‫التوحيد‪ :‬عن علي بن أحمد الدقاق‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن جعفخخر السخخدي )‪ (2‬عخخن‬
‫محمد بن إسماعيل البرمكي‪ ،‬عن الحسين بن الحسن‪ ،‬عخخن أبخخي سخخمينة‪ ،‬عخخن‬
‫إسماعيل بن أبان‪ ،‬عن زيد بن جبير‪ ،‬عن جابر الجعفي قال‪ :‬جخخاء رجخخل مخخن‬
‫علماء أهل الشام إلى ابي جعفر عليه السلم فقال‪ :‬جئت أسألك عن مسخخألة لخخم‬
‫أجد أحدا يفسرها لي‪ ،‬وقد سألت ثلثة أصناف مخخن النخخاس‪ ،‬فقخخال كخخل صخخنف‬
‫غير ما قال الخر ! فقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬وما ذلك ؟ فقخخال‪ :‬أسخخألك مخخا‬
‫أول ما خلق ال عزوجل من خلقه ؟ فإن بعض من سخخألته قخخال القخخدرة‪ ،‬وقخخال‬
‫بعضهم العلم‪ :‬وقال بعضهم الروح‪ .‬فقخخال أبخخو جعفخخر عليخخه السخخلم‪ :‬مخخا قخخالوا‬
‫شيئا‪ ،‬اخبرك أن ال عل ذكره كان ول شئ غيره عزيزا ول‬

‫)‪ (1‬قد مر الحديث عنه مرسل في تفسير آية )ما أشهدتهم خلق السماوات‪ (2 ) (...‬في‬
‫المصدر‪ :‬عن محمد بن أبخخى عبخخد الخ الكخخوفى‪ .‬قخخال النجاشخخي )ص‪(289 :‬‬
‫محمد ابن جعفر بن محمد بن عون السدي أبو الحسين الكوفى ساكن الرى‬
‫يقال له )محمد بن أبى عبد ال( كان ثقة صحيح الحديث‪ ،‬إل أنخخه روى عخخن‬
‫الضعفاء وكان يقول بالجبر والتشبيه إلى أن قال‪ :‬مخخات أبخخو الحسخخين محمخخد‬
‫بن جعفر ليلة الخميس لعشر خلون من جمادى الولى سنة ‪312‬‬

‫]‪[67‬‬

‫عز لنه كان قبل عزه‪ ،‬وذلك قوله )سبحان ربك رب العزة عما يصفون( وكان خالقخخا‬
‫ول مخلوق )‪ ،(1‬فأول شئ خلقه من خلقه الشئ الذي جميع الشياء منه وهو‬
‫الماء‪ .‬فقال السائل‪] :‬فالشئ[ خلقه من شئ أو من ل شئ ؟ فقخخال‪ :‬خلخخق الشخخئ‬
‫ل من شئ كان قبله‪ ،‬ولو خلق الشئ من شئ إذا لم يكخن لخخه انقطخخاع أبخدا ولخم‬
‫يزل ال إذا ومعه شئ‪ ،‬ولكن كان ال ول شئ معه‪ ،‬فخلق الشخخئ الخخذي جميخخع‬
‫الشياء منه‪ ،‬وهو الماء )‪ .(2‬بيان‪ :‬قوله )فإن بعخخض مخن سخألته قخال القخدرة(‬
‫لعل هذا القائل زعم أن صفاته تعالى زائدة عى ذاتخخه مخلوقخخة لخخه‪ ،‬كمخخا ذهخخب‬
‫إليه جماعة من العامة‪ ،‬وسيأتي برواية الكليني )القدر( فلعله توهم أن تقخخديره‬
‫تعالى جوهر‪ ،‬أو يكون مراده بالقدرة اللوح الذي أثبت ال تعالى فيه تقديرات‬
‫المور‪ ،‬وكذا القول بخخأن أول المخلوقخخات العلخخم مبنخخي علخخى القخخول بمخلوقيخخة‬
‫الصخخفات‪ .‬وفخخي الكخخافي مكخخانه )القلخخم( وهخخو موافخخق لبعخخض مخخا سخخيأتي مخخن‬
‫الخبار‪ ،‬وسنذكر وجه الجمع بينها وبين غيرها‪ .‬قوله عليه السلم )لنه كخخان‬
‫قبل عزه( لعل المراد أنه كان غالبا وعزيزا قبل أن يظهر عزه وغلبتخخه علخخى‬
‫الشياء بخلقها‪ ،‬ولذا قال )رب العزة( إذ فعلية العزة وظهورها مسخخبب عنخخه‪،‬‬
‫والمعنى‪ :‬ول عز لغيخره‪ .‬فخالمراد بخالعزة فخي اليخة عخزة المخلوقخات‪ .‬و فخي‬
‫الكافي )ول أحد كان قبل عزه وذلك قوله( أي لخخم يكخخن أحخخد قبخخل عخخزة يكخخون‬
‫عزه به‪ .‬واستدل عليه بقوله )رب العزة( إذ هو يدل علخخى أنخخه سخخبحانه سخخبب‬
‫كل‬

‫)‪ (1‬قد نقلنا في ذيل الحديث ‪ 17‬في معنى كونه تعالى خالقا إذ ل مخلوق من المؤلخخف‬
‫رحمه ال أن المراد بالخالقية قبل الخلق القدرة علخى خلخق كخل مخا علخم أنخه‬
‫أصلح والسرفيه أن الصفات الفعلية خارجة عن الذات ومتخخأخرة عنهخخا لكخخن‬
‫ملكاتها موجودة فيها ومتحدة بها فكذا المراد بكونه عزيزا ول عز أنه كان‬
‫واجخخدا لمخخا هخخو ملك العخخزة وهخخو الكمخخالت الذاتيخخة‪ .‬وأمخخا هخخذا المفهخخوم‬
‫النتزاعي فليس عين ذات البارئ ولخخذا استشخخهد عليخخه السخخلم بقخخوله تعخخالى‬
‫)رب العزة( فان المربوب وهو العز غير الرب ومتأخر عنه‪ (2) .‬التوحيد‪:‬‬
‫ص ‪.32‬‬

‫]‪[68‬‬

‫عزة‪ ،‬فلو كان عزه بغيره كان ذلك الغير )رب العزة( وهخخذا الخخخبر نخخص صخخريح فخخي‬
‫الحدوث ول يقبل التأويل بوجه‪ - 45 .‬الحتجخخاج وتفسخخير المخخام ابخخى محمخخد‬
‫العسكري‪ :‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬احتج رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه‬
‫وسلم على الدهرية فقال‪ :‬ما الذي دعاكم إلى القول بخخأن الشخخياء ل بخخدء لهخخا‪،‬‬
‫وهي دائمة لم تزل ول تزال ؟ فقالوا‪ :‬لنا ل نحكخخم إل بمخا شخخاهدنا )‪ ،(1‬ولخخم‬
‫نجد للشياء حدثا فحكمنا بأنها لم تزل‪ ،‬ولخخم نجخخد لهخخا انقضخخاء وفنخخاء فحكمنخخا‬
‫بأنها ل تزال‪ .‬فقخخال رسخول الخ صخلى الخ عليخخه وآلخه‪ :‬أفوجخخدتم لهخا قخخدما أم‬
‫وجدتم لها بقاء أبدا )‪ (2‬؟ فإن قلتم إنكم وجدتم ذلك أنهضتم لنفسخخكم أنكخخم لخخم‬
‫تزالوا على هيئتكم وعقولكم بل نهاية ول تزالون كذلك ! ولئن قلتم هذا دفعتم‬
‫العيان وكذبكم العالمون الذين يشاهدونكم‪ .‬قخالوا‪ :‬بخل لخم نشخاهد لهخا قخدما ول‬
‫بقاء أبد البدين )‪ .(3‬قال رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬فلخخم صخخرتم بخخأن‬
‫تحكموا بالبقاء والقخدم )‪ (4‬لنكخم لخم تشخاهدوا حخدوثها وانقضخائها أولخى مخن‬
‫تارك التميز لها مثلكم‪ ،‬فيحكخم لهخا بالحخدوث والنقضخاء والنقطخاع لنخه لخم‬
‫يشخخاهد لهخا قخدما ول بقخخاء أبخد البخخد )‪ (5‬؟ أو لسخختم تشخاهدون الليخل والنهخار‬
‫وأحدهما بعد الخر ؟ فقالوا‪ :‬نعم فقال‪ :‬أترونهما لم يزال ول يزالن ؟ فقالوا‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬فقال‪ :‬أفيجوز عندكم اجتماع الليل والنهار ؟ فقخالوا‪ :‬ل‪ ،‬فقخال صخخلى الخ‬
‫عليه وآله‪ :‬فإذن ينقطع أحدهما عن الخر فيسبق أحدهما ويكون الثاني جاريا‬
‫بعده‪ ،‬قالوا‪ :‬كذلك هو‪ ،‬فقال‪ :‬قد حكمتم بحدوث مخخا تقخخدم مخخن ليخخل ونهخخار ولخخم‬
‫تشاهدوهما فل تنكروا ال قدره‪ .‬ثم قال صلى ال عليه وآله‪ :‬أتقولون ما قبلكم‬
‫من الليل والنهار متناه أم غير متناه ؟ فإن قلتم إنه غير متناه فقد وصخخل إليكخخم‬
‫آخر بل نهاية لوله‪ ،‬وإن قلتم إنه متناه فقد كان ول شئ منهما‪ .‬قالوا‪:‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بما نشاهد‪ 2) .‬و ‪ (3‬في المصدر‪ :‬أبد البد‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬بالقدم‬
‫والبقاء دائما‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬أبدا )*(‪.‬‬

‫]‪[69‬‬

‫نعم‪ .‬قال لهم‪ :‬أقلتم إن العالم قديم ليس بمحدث )‪ (1‬وأنتم عارفون بمعنى ما أقررتم بخخه‬
‫وبمعنى ما جحدتموه ؟ قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه‪ :‬فهخخذا‬
‫الذي نشاهده )‪ (2‬من الشياء بعضها إلى بعض يفتقر‪ ،‬لنه لقوام للبعض إل‬
‫بما يتصل إليه )‪ ،(3‬كما ترى )‪ (4‬البناء محتاجا بعخخض أجخخزائه إلخخى بعخخض‪،‬‬
‫وإل لم يتسق ولم يستحكم‪ ،‬وكخخذلك سخخائر مخخا نخخرى )‪ .(5‬قخخال‪ :‬فخخإن كخخان هخخذا‬
‫المحتاج بعضه إلى بعض لقخخوته وتمخخامه هخخو القخخديم‪ ،‬فخخأخبروني أن لخخو كخخان‬
‫محدثا كيف كان يكون ؟ وكيف إذا كانت تكون صفته ؟ قال‪ :‬فبهتخخوا وعلمخخوا‬
‫أنهم ل يجدون للمحدث صفة يصفونه بهخخا إل وهخخي موجخخودة فخخي هخخذا الخخذي‬
‫زعموا أنه قديم‪ ،‬فوجموا وقالوا سننظر في أمرنا‪) (6) .‬الخبر( بيخخان‪ :‬ذهبخخت‬
‫الدهرية إلى أن العالم قديم زماني )‪ ،(7‬و قالوا إن الشخياء دائمخة الوجخود لخم‬
‫تزل ول تزال‪ ،‬بل بعضهم أنكروا الحوادث اليومية أيضا وذهبوا إلى الكمون‬
‫والخخبروز لتصخخحيح قخخدم الحخخوادث اليوميخخة‪ ،‬و أنكخخروا وجخخود مخخا لخخم تخخدكره‬
‫الحواس الخمس‪ ،‬ولذا أنكروا وجود الصانع لعدم إدراك الحواس له تعالى‪ ،‬و‬
‫قالوا وجود الموجخخودات مخخن الطبخخائع المتعاقبخخة ل إلخخى نهايخخة‪ .‬إذا تقخخرر هخخذا‬
‫فاعلم أن الظاهر أن المطلوب أول إثبات الحدوث الزماني‪ ،‬فإن الظخخاهر مخخن‬
‫)البدء( البدء الزماني‪ ،‬ويؤيده قوله )وهي دائمخخة لخخم تخخزل ول تخخزال(‪ .‬وقخخوله‬
‫)أفوجدتم إلى قوله أتقولون ما قبلكم من الليل والنهار( إبطال‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬غير محدث‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬تشاهدونه‪ (3) .‬في المصخخدر‪ :‬بخخه‪) .‬‬
‫‪ (4‬في بعض النسخ‪ :‬ترى‪ (5) .‬في بعض النسخ‪) :‬ما تخخرون( وفخخى بعضخخها‬
‫)ما يرى(‪ (6) .‬الحتجاج‪ (7) .10 :‬بل إلى أنه قديم ذاتي )*(‪.‬‬

‫]‪[70‬‬

‫إنكارهم )‪ (1‬وجخخود مخخال تخخدركه الحخخواس وإثبخخات لوجخخود اليمخخان بخخالغيب عنخخد قيخخام‬
‫البرهخخان‪ ،‬وذلخخك لنهخخم يحكمخخون بالقخخدم وبتقخخدم الليخخل والنهخخار فخخي الزمنخخة‬
‫الماضية و عدم اجتماعهما فيها‪ ،‬مع أنهم لم يشاهدوا شيئا من ذلخخك‪ ،‬فيلزمهخخم‬
‫أن يعترفوا بوجود ما يغيب عخخن حواسخخهم‪ .‬ويحتمخخل أن يكخخون إلخخى قخخوله )أو‬
‫لسخختم تشخخاهدون الليخخل و النهخخار( إثباتخخا للحخخدوث الزمخخاني جخخدل بخخأنهم كمخخا‬
‫يحكمون بالقدم لعدم مشاهدة الحدوث يلزمهم أن يحكمخخوا بالحخخدوث لنهخخم لخخم‬
‫يشخخاهدوا القخخدم‪ ،‬والبقيخخة لثبخخات اليمخخان بخخالغيب أو البقيخخة لثبخخات الحخخدوث‬
‫بالدليل المشهور عند المتكلمين من عدم النفكاك عن الحوادث‪ ،‬أو أن الحكخخم‬
‫بحدوث كل ليل ونهار يكفي لحتياجها إلخى الصخانع‪ ،‬ول ينفخع قخدم الطبيعخة‪.‬‬
‫ومن قول )أتقولون ما قبلكم( إلى قخخوله عليخخه السخخلم )أقلتخخم( إثبخخات لنقطخخاع‬
‫الليل والنهار من جهة الماضي‪ ،‬لستحالة مال نهاية له وهو انقطاع الزمخخان‪،‬‬
‫ويلزم منه انقطاع الحركات وحدوث الجسام والعراض القائمخخة بهخخا‪ ،‬ومخخن‬
‫قخخوله )أقلتخخم( إثبخخات لمكخخان العخخالم المسخختلزم لوجخخود الصخخانع تعخخالى شخخأنه‪.‬‬
‫ويحتمل أن يكون صلى ال عليه وآله تدرج في الحتجخخاج‪ ،‬فنزلهخخم أول عخخن‬
‫مرتبة النكار إلى الشك‪ ،‬ثم أخذفي الحتجاج‪ ،‬فمن قوله )أتقولون( إلخخى آخخخر‬
‫الكلم يحتمل أن يكون دليل واحدا حاصله‪ :‬أنه ل يخلو من أن يكون الزمخخان‬
‫متناهيا أو غيره متناه‪ ،‬وعلى الول لبد للشياء لحخخدوثها مخخن صخخانع‪ ،‬فقخخوله‬
‫)فقد كان ول شئ منهما( أي كان الصانع قبخخل وجخخود شخخئ منهمخخا‪ ،‬ثخخم أبطخخل‬
‫الثاني بأنكم إنما حكمتم بقدمها لئل يحتاج إلى صخخانع‪ ،‬والعقخخل يحكخخم بخخأن مخخا‬
‫يوجب الحكم في الحادث بالحاجة إلى الصانع يحكم في القديم أيضا‪ .‬ويحتمخل‬
‫أن يكون إلى آخر الكلم دليلين‪ ،‬وقد فصلنا الكلم فيه فخخي المجلخخد الرابخخع فل‬
‫نعيدهنا ودللته على الحدوث على كل الوجوه ظاهرة‪ - 46 .‬تفسير علخخى بخخن‬
‫إبراهيم‪) :‬وهو الذي خلق السماوات والرض في ستة أيام وكان عرشه على‬
‫الماء( وذلك في مبدأ الخلق‪ ،‬إن الرب تبارك وتعالى خلق‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬لنكارهم )*(‪.‬‬

‫]‪[71‬‬

‫الهواء ثم خلق القلم فأمره أن يجري‪ ،‬فقال‪ :‬يا رب بما أجري ؟ فقال‪ :‬بما هو كائن‪ ،‬ثخم‬
‫خلق الظلمة من الهواء‪ ،‬وخلخخق النخخور مخخن الهخخواء‪ ،‬وخلخخق المخخاء مخخن الهخخواء‬
‫وخلق العرش من الهواء‪ ،‬وخلق العقيم من الهواء وهو الريخخح الشخخديد وخلخخق‬
‫النار من الهواء‪ ،‬وخلق الخلق كلهم من هخخذه السخختة الخختي خلقخخت مخخن الهخخواء‪،‬‬
‫فسلط العقيم على الماء فضربته فأكثرت الموج والزبد وجعل يثور دخانه في‬
‫الهواء‪ ،‬فلما بلغ الوقت الذي أراد قال للزبد‪ :‬اجمد فجمد‪ ،‬فقخخال للمخخوج‪ :‬اجمخخد‬
‫فجمد‪ ،‬فجعل الزبد أرضا وجعل الموج جبال رواسي للرض فلمخخا أجمخخدهما‬
‫قال للروح والقدرة‪ :‬سويا عرشي على السماء‪ ،‬فوسيا عرشخخه علخخى السخخماء )‬
‫‪ ،(1‬وقال للدخان‪ :‬اجمد‪ ،‬فجمد‪ ،‬ثم قخخال لخخه‪ :‬ازفخخر‪ ،‬فزفخخر‪ ،‬فناداهخخا والرض‬
‫جميعا‪ :‬ائتيا طوعا أو كرها‪ ،‬قالتا أتينخخا طخخائعين فقضخخيهن سخخبع سخخماوات فخخي‬
‫يومين‪ ،‬ومن الرض مثلهن‪ ،‬فلما أخذ في رزق خلقخخه خلخخق السخخماء وجناتهخخا‬
‫والملئكة يوم الخميس‪ ،‬وخلق الرض يوم الحد‪ ،‬وخلق دواب الخخبر والبحخخر‬
‫يوم الثنين‪ ،‬وهما اليومان اللذات يقول الخ عزوجخخل )أئنكخم لتكفخخرون بالخخذي‬
‫خلق الرض في يومين( وخلخخق الشخخجر ونبخخات الرض وأنهارهخخا ومخخا فيهخخا‬
‫والهوام في يوم الثلثاء‪ ،‬وخلق الجان وهو أبو الجن يوم السبت‪ ،‬وخلق الطيخخر‬
‫في يوم الربعاء‪ ،‬وخلق آدم في ست ساعات من يوم الجمعة‪ ،‬ففي هذه السخختة‬
‫أيام )‪ (2‬خلق ال السماوات والرض ومخخا بينهمخخا )‪ .(3‬بيخخان‪) :‬يخخوم السخخبت(‬
‫ليس في بعض النسخ‪ ،‬وهو أظهر‪ ،‬وعلى تقخخديره وإن كخخان خلف المشخخهور‬
‫يمكن أن ل يكون الجمعة محسوبا في الستة‪ ،‬لتأخره عخخن خلخخق العخخالم‪ ،‬أو لخخم‬
‫يحسب خلق الجان من خلق العالم بأن المراد بالعالم ما يشاهد ويخخرى ويكخخون‬
‫ذكر الملئكة اسخختطرادا لشخخرفهم‪ ،‬أو يكخخون بنخخاء الحسخخاب علخخى التلفيخخق بخخأن‬
‫يكون ابتداء الخلق من ظهخخر يخخوم السخخبت وانتهخخاؤه عنخخد ظهخخر يخخوم الجمعخخة‪،‬‬
‫فيكون ستة‬
‫)‪ (1‬في بعخض النسخخ )علخى المخاء( فخي الموضخعين‪ ،‬وهخو الظهخر‪ (2) .‬فخي بعخض‬
‫النسخ‪ :‬الستة اليام‪ (3) .‬تفسير على بن إبراهيم‪ :‬ص ‪.(*) 297‬‬

‫]‪[72‬‬

‫أيام على حساب أهل النجوم ويؤيده قوله )في سخخت سخاعات( وعلخخى التقخخادير ل يخلخخو‬
‫عن غرابة‪ ،‬وسيأتى بعض القول في ذلك‪ - 47 .‬التفسير‪ :‬عن أبيخه عخن علخي‬
‫بن الحكم‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن أبي بكر الحضرمي‪ ،‬عن أبخخي عبخخد ال خ‬
‫عليه السلم قال‪ :‬خرج هشام بن عبد الملك حاجا ومعه البرش الكلبي‪ ،‬فلقيخخا‬
‫أبا عبد ال عليه السلم في المسجد الحرام‪ ،‬فقال هشام للبرش‪ :‬تعرف هذا ؟‬
‫قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬هذا الذي تزعم الشيعة أنه نبي من كثرة علمه ! فقخخال البخخرش‪:‬‬
‫لسألنه عن مسألة )‪ (1‬ل يجيبني فيهخخا إل نخخبي أو وصخخي نخخبي ! فقخخال هشخخام‬
‫]للبرش[ وددت أنك فعلت ذلك‪ .‬فلقي البرش أبا عبد ال عليه السلم فقخخال‪:‬‬
‫يا أبخخا عبخد الخ أخخبرني عخن قخخول الخ عزوجخخل )أو لخخم يخخر الخذين كفخخروا أن‬
‫السماوات والرض كانتا رتقا ففتقناهما( فما كان رتقهما وما كان )‪ (2‬فتقهما‬
‫؟ فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يا أبرش هو كما وصف نفسخخه )كخخان عرشخخه‬
‫علخخى المخخاء( والمخخاء علخخى الهخخواء‪ ،‬والهخخواء ل يحخخد‪ ،‬ولخخم يكخخن يخخومئذ خلخخق‬
‫غيرهمخخا‪ ،‬والمخخاء يخخومئذ عخخذب فخخرات فلمخخا أراد )‪ (3‬أن يخلخخق الرض أمخخر‬
‫الرياح فضربت الماء حتى صار موجا‪ ،‬ثم أزبد فصار زبخخدا واحخخدا‪ ،‬فجمعخخه‬
‫في موضع البيت ثم جعله جبل من زبد‪ ،‬ثم دحى الرض من تحته‪ ،‬فقال ال خ‬
‫تعالى‪) :‬إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا( ثخخم مكخخث الخخرب تبخخارك‬
‫وتعالى ما شاء فلما أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضخخربت البحخخور حخختى‬
‫أزبدتها‪ ،‬فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غيخخر نخخار‪،‬‬
‫فخلق منخخه السخخماء‪ ،‬فجعخخل فيهخخا الخخبروج والنجخخوم ومنخخازل الشخخمس والقمخخر‪،‬‬
‫وأجراها في الفلك‪ ،‬وكانت السماء خضراء على لون الماء العذب الخضر )‬
‫‪ ،(4‬وكانت الرض خضراء )‪ (5‬على لون الماء‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬مسخخائل‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪) :‬بمخخا كخخان( فخخي الموضخخعين‪ (3) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬أراد ال‪ (4) .‬في المصخخدر‪ :‬علخخى لخخون المخخاء الخضخخر‪ (5) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬غبراء على لون الماء العذب )*(‪.‬‬

‫]‪[73‬‬

‫وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب ولم يكن للرض أبواب وهو النبت‪ ،‬ولم تمطخخر )‪(1‬‬
‫السماء عليها فتنبخخت‪ ،‬ففتخخق السخخماء بخخالمطر‪ ،‬وفتقخخل الرض بالنبخخات‪ ،‬وذلخخك‬
‫قوله عخخز وجخخل )أو لخخم يخخر الخخذين كفخخروا أن السخخماوات والرض كانتخخا رتقخخا‬
‫ففتقناهما( فقال البرش‪] :‬وال[ ما حدثني بمثل هخذا الحخخديث أحخد قخخط ! أعخخد‬
‫علي‪ ،‬فأعاد عليه وكان البرش ملحدا فقال‪] :‬و[ أنا أشهد أنك ابن بنخخي ثلث‬
‫مرات )‪ - 48 .(2‬ومنه‪) :‬إن ربكم الخ الخخذي خلخخق السخخماوات والرض فخخي‬
‫ستة أيام( قال‪ :‬في ستة أوقات )ثخخم اسخختوى علخخى العخخرش( أي عل )‪ (3‬علخخى‬
‫العرش )‪ .(4‬بيان‪ :‬تأويل اليام بالوقات إمخخا لعخدم خلخق الليخخل والنهخخار بعخخد‪،‬‬
‫فأول اليوم بمقداره‪ ،‬أو المراد باليوم النوبة والمرة فيكون خلق كخخل منهخخا فخخي‬
‫أسرع الزمنة وعبر عنه باليوم مجازا كما قيل‪ - 49 .‬العيون‪ :‬عن محمد بخخن‬
‫عمرو بن علي البصري‪ ،‬عن محمد بن علخي الخواعظ )‪ (5‬عخن عبخد الخ بخن‬
‫أحمد بن عامر الطائي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الرضخخا عخخن آبخخائه عليهخخم السخخلم قخخال‪:‬‬
‫كان علي عليه السلم في جامع الكوفة إذ قام إليه رجل من أهخل الشخام فقخال‪:‬‬
‫أخخخبرني عخخن أول مخخا خلخخق الخخ‪ .‬قخخال‪ :‬خلخخق النخخور‪ .‬قخخال‪ :‬فمخخم خلقخخت )‪(6‬‬
‫السماوات ؟ قال‪ :‬من بخار الماء‪ .‬قخخال‪ :‬فمخخم خلقخخت الرض ؟ قخخال‪ :‬مخخن زبخخد‬
‫الماء قال‪ :‬فمم خلقت الجبال ؟ قال‪ :‬من المواج )الخبر( )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬لم تقطر‪ (2) .‬تفسير على بن أبراهيخخم‪ :‬ص ‪ 427‬وسخخيأتى فخخي بخخاب‬
‫السحاب والمطر بعينه تحت الرقم )‪ (3) .(1‬في المصدر‪ :‬عل بقدرته على‬
‫العرش‪ (4) .‬تفسير على بن إبراهيم‪ ،‬ص ‪ (5) .219‬فخخي المصخخدر‪ :‬محمخخد‬
‫بن عبد ال بن أحمد بن جبلة الواعظ‪ .‬ولم نجد ذكره في كتب الرجخخال وكخخذا‬
‫محمد بن عمرو البصري الذى روى عنه )‪ (6‬في بعض النسخ‪ :‬خلخخق‪(7) .‬‬
‫العيون‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.(*) 240‬‬

‫]‪[74‬‬

‫بيان‪ :‬يمكن أن يكون المراد بالنور نور النبي والئمة عليهم السلم كما ورد فخخي أكخخثر‬
‫الخبار‪ - 49 .‬التوحيد‪ :‬عن علي بن أحمد الدقاق‪ :‬عن الكليني‪ ،‬عن العلن )‬
‫‪ (1‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن خالد‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليخخه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬اعلم علمك ال الخير أن ال تبارك وتعالى قديم والقخخدم صخخفة‬
‫دلت )‪ (2‬العاقل على أنه ل شئ قبله‪ ،‬ول شئ معه في ديمومته )‪ (3‬فقخخد بخخان‬
‫لنا بإقرار العامة )‪ (4‬معجزة الصفة أنه ل شئ قبل ال ول شخخئ مخخع ال خ فخخي‬
‫بقائه‪ ،‬وبطل قول من زعم أنه كان قبل أو كان معه شئ‪ ،‬وذلخخك أنخخه لخخو كخخان‬
‫معه شئ في بقائه لم يجز أن يكون خالقا له‪ ،‬لنه لخخم يخخزل معخخه فكيخخف يكخخون‬
‫خالقا لمن لم يزل معه ؟ ولخخو كخخان قبلخخه شخخئ كخخان الول ذلخخك الشخخئ ل هخخذا‪،‬‬
‫وكان الول أولى بأن يكون خالقا للثخخاني )‪ .(5‬الكخخافي‪ :‬عخخن علخخي بخخن محمخخد‬
‫مرسخخل عخخن أبخخي الحسخخن الرضخخا عليخخه السخخلم مثلخخه )‪ .(6‬بيخخان‪ :‬هخخذا الخخخبر‬
‫صريح في الحدوث ومعلل‪ ،‬وقد مر شرحه في كتاب التوحيد‪ - 50 .‬التوحيخخد‬
‫والعيون‪ :‬عن تميم بن عبد ال القرشي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد‬
‫)‪ (1‬العلن‪ :‬بفتح العين المهملة وتشديد اللم‪ ،‬وحكى عن الشخخهيد الثخخاني تخفيفخخه علخخى‬
‫بن محمد بن ابراهيم بن أبان الرازي الكليني ويكنى أبا الحسن ثقة عيخخن لخخه‬
‫كتاب اخبار القائم عجل ال فرجه وكان استأذن الصاحب فخخي الحخخج فخخخرج‬
‫)توقف عنه فخخي هخخذه السخخنة( فخخخالف فقتخخل بطريخخق مكخخة‪ (2) .‬فخخي الكخخافي‪:‬‬
‫صفته الخختى دلخخت‪ (3) .‬فخخي التوحيخخد والكخخافي‪ :‬ديمخخوميته‪ (4) .‬فخخي التوحيخخد‬
‫والكافي‪ :‬مع معجزة الصخخفة‪ (5) .‬فخخي الكخخافي )خالقخخا للول( وفخخي التوحيخخد‬
‫ص ‪) 125‬خالقا للول الثاني(‪ (6) .‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.(*) 120‬‬

‫]‪[75‬‬

‫علي النصاري )‪ (1‬عن أبي الصلت الهروي‪ ،‬قال‪ :‬سأل المأمون أبا الحسن علي بخخن‬
‫موسى الرضا عليه السلم عن قول ال عزوجل )وهو الذي خلخخق السخخماوات‬
‫والرض في ستة أيام وكخخان عرشخخه علخخى المخخاء ليبلخخوكم أيكخخم أحسخخن عمل(‬
‫فقال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى خلق العرش والماء والملئكة قبل خلق السماوات‬
‫والرض‪ ،‬وكخخانت الملئكخخة تسخختدل بأنفسخخها وبخخالعرش والمخخاء علخخى الخخ‬
‫عزوجل‪ ،‬ثم جعل عرشه على الماء ليظهر بخخذلك قخخدرته للملئكخخة فتعلخخم )‪(2‬‬
‫أنه على كل شئ قدير‪ ،‬ثم رفع العرش بقدرته‪ ،‬ونقله فجعلخخه فخخوق السخخماوات‬
‫السبع‪ ،‬ثخخم )‪ (3‬خلخخق السخخماوات والرض فخخي سخختة أيخخام وهخخو مسخختول علخخى‬
‫عرشه‪ ،‬وكان قادرا على أن يخلقها في طرفة عين‪ ،‬ولكنه عزوجل خلقها في‬
‫ستة أيام ليظهر للملئكة ما يخلقه منها شيئا بعد شئ فتستدل )‪ (4‬بحخخدوث مخخا‬
‫يحدث )‪ (5‬على ال تعالى ذكره مرة بعد مرة‪ .‬ولم يخلق ال خ العخخرش لحاجخخة‬
‫به إليه لنه غني عن العرش وعن جميع مخخا خلخخق‪ .‬ل يوصخخف بخخالكون علخخى‬
‫العرش لنه ليس بجسم تعالى )‪ (6‬عخخن صخخفة خلقخخه علخخوا كخخبيرا‪ .‬وأمخخا قخخوله‬
‫عزوجل )ليبلوكم أيكم أحسن عمل( فإنه عزوجل خلق خلقه ليبلخخوهم بتكليخخف‬
‫طاعته وعبادته ل على سبيل المتحان والتجربخخة‪ ،‬لنخخه لخخم يخخزل عليمخخا بكخخل‬
‫شئ‪.‬‬

‫)‪ (1‬هو أحمد بن على بن مهدى بن صخخدقة بخخن هشخخام بخخن غخخالب بخخن محمخخد بخخن علخخى‬
‫الرقى النصاري قال الشيخ في رجاله‪ :‬سخخمع منخخه التلعكخخبرى بمصخخر سخخنة‬
‫أربعين وثلثمائة عن أبيه عن الرضا عليه السخخلم ولخخه منخخه اجخخازة )انتهخخى(‬
‫وقال في التعليقة‪ :‬إن كونه شيخ الجازة يشير إلى الوثاقة )انتهى( وروايتخخه‬
‫بواسطة أبيه عخخن الرضخا عليخخه السخلم تخدل علخخى إمكخخان روايتخخه عخخن أبخخى‬
‫الصلت بل واسطة و ان لم يذكر في كتب الرجال في من يخخروى عنخخه‪(2) .‬‬
‫في التوحيد‪ :‬فيعلمون‪ (3) .‬في التوحيد‪ :‬وخلق‪ (4) .‬في التوحيد‪ :‬ويستدل‪) .‬‬
‫‪ (5‬في نسخة مخطوطة‪ :‬ما يحدث ال‪ (6) .‬في التوحيد‪ :‬تعالى ال‪.‬‬
‫]‪[76‬‬

‫فقال المأمون‪ :‬فرجت عني يا أبا الحسن‪ ،‬فرج ال عنك )‪ - 51 .(1‬العلخخل‪ :‬عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن أحمد السياري )‪ (2‬عن محمد بن عبد ال‬
‫بن مهران الكوفي‪ ،‬عن حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه عن أبي إسحق الليخخثي قخخال‪:‬‬
‫قال لي أبو جعفر عليه السلم‪ :‬يا إبراهيم إن ال تبارك وتعالى لم يزل عالمخخا‬
‫)‪ (3‬خلق الشياء ل من شئ‪ ،‬ومن زعخخم أن الخ عزوجخخل خلخخق الشخخياء مخخن‬
‫شئ فقد كفر‪ ،‬لنه لو كان ذلك الشئ الذي خلخخق منخخه الشخخياء قخخديما معخخه فخخي‬
‫أزليته و هويته كان ذلك )‪ (4‬أزليا بل خلق ال عزوجل الشخخياء كلهخخا ل مخخن‬
‫شئ‪ ،‬فكان مما خلق ال عزوجل أرضا طيبة‪ ،‬ثم فجر منها مخخاء عخخذبا زلل‪،‬‬
‫فعرض عليه )‪ (5‬وليتنا أهخخل الخخبيت فقبلهخخا )‪ ،(6‬فخخأجرى ذلخخك المخخاء عليهخخا‬
‫سبعة أيام حتى طبقها وعمها ثم نضب )‪ (7‬ذلك الماء عنها فأخخخذ مخخن صخخفوة‬
‫ذلك الطين طينا فجعله طين الئمة عليهم السلم ثم أخذ ثقل ذلك الطين فخلق‬
‫منه شيعتنا )الخبر( )‪ - 52 .(8‬العلل‪ :‬في خبر ابن سلم‪ ،‬قال‪ :‬أخخخبرني عخخن‬
‫أول يوم خلق ال عز وجل قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬يوم الحد قال‪ :‬ولم‬
‫سمي يوم الحد ؟ قال‪ :‬لنه واحد محدود قال‪ :‬فالثنين ؟ قال‪ :‬هو اليوم الثاني‬
‫من الدينا قال‪ :‬فالثلثا ؟ قخال‪ :‬الثخخالث مخخن الخخدنيا قخال‪ :‬فالربعخخاء ؟ قخخال‪ :‬اليخخوم‬
‫الرابع من الدنيا‪ .‬قال‪ :‬فالخميس ؟ قال‪ :‬هو يوم خخامس مخن الخدنيا‪ ،‬وهخو يخوم‬
‫أنيس‪ ،‬لعن فيه إبليس‪ ،‬ورفع فيه إدريس‪ .‬قال‪ :‬فالجمعة ؟‬

‫)‪ (1‬التوحيد‪ :‬ص ‪ (2) .236‬كذا في نسخ البحار‪ ،‬وفي المصدر‪ :‬محمد بن احمد‪ ،‬عن‬
‫احمخخد بخخن محمخخد السخخيارى‪ .‬وهخخو الصخخحيح‪ ،‬لعخخدم ذكخخر )محمخخد بخخن احمخخد‬
‫السخخيارى( فخخي كتخخب الرجخخال‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬عالمخخا قخخديما‪ (4) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬ذلك الشئ‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬عليها‪ (6) .‬في المصخخدر‪ :‬فقبلتهخخا‪) .‬‬
‫‪ (7‬نضب عنه الماء نضوبا بالضاد المعجمة‪ :‬انحسر وانفرج ونزح ونشف‪.‬‬
‫)‪ (8‬العلل‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪.(*) 295‬‬

‫]‪[77‬‬

‫قخخال‪ :‬هخخو يخخوم مجمخخوع لخخه النخخاس‪ ،‬وذلخخك يخخوم مشخخهود‪ ،‬ويخخوم شخخاهد ومشخخهود‪ .‬قخخال‪:‬‬
‫فالسبت ؟ قال‪ :‬يخوم مسخبوت‪ ،‬وذلخك قخوله عزوجخل فخي القخرآن )ولقخد خلقنخا‬
‫السماوات والرض وما بينهما في ستة أيام( فمن الحد إلى الجمعة ستة أيخخام‬
‫والسبت معطل )الخبر( )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال في القاموس‪ :‬السبت الراحة والقطخخع‪.‬‬
‫وقال في النهاية‪ :‬قيل‪ :‬سمي يوم السبت لن ال تعالى خلق العالم في ستة أيام‬
‫آخرهخخا الجمعخخة‪ ،‬وانقطخخع العمخخل فسخخمي يخخوم السخخابع يخخوم السخخبت‪- 53 .‬‬
‫الحتجاج‪ :‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬قال‪ :‬سأل الزنديق أبخخا عبخد الخ عليخه السخلم‬
‫فقال‪ :‬من أي شئ خلق ال الشياء ؟ قال عليه السلم‪ :‬من ل شئ قال‪ :‬فكيخخف‬
‫يجيئ من ل شئ شئ ؟ قال عليه السلم‪ :‬إن الشياء ل تخلو أن تكخخون خلقخخت‬
‫من شئ أو من غير شئ فإن كان خلقت مخخن شخخئ كخخان معخخه فخخإن ذلخخك الشخخئ‬
‫قديم‪ ،‬والقديم ل يكون حديثا ول يفنى ول يتغير‪ ،‬ول يخلو ذلك الشخخئ مخخن أن‬
‫يكخخون جخخوهرا واحخخدا ولونخخا واحخخدا فمخخن أيخخن جخخاءت هخخذه اللخخوان المختلفخخة‬
‫والجواهر الكثيرة الموجودة في هذا العالم من ضروب شتى ؟ ومن أين جخخاء‬
‫الموت إن كان الشئ الذي انشئت منه الشخخياء حيخخا ؟ و )‪ (2‬مخخن أيخخن جخخاءت‬
‫الحياة إن كان ذلك الشئ ميتا ؟ ول يجوز أن يكون من حى وميت قديمين لخخم‬
‫يزال‪ ،‬لن الحي ل يجئ منه ميت وهو لم يزل حيا ول يجوز أيضا أن يكون‬
‫الميت قديما لم يزل بما نسبوا )‪ (3‬من الموت‪ ،‬لن الميت ل قدرة له فل بقخخاء‬
‫)‪ .(4‬قال‪ :‬فمن أين قالوا إن الشياء أزلية ؟ قال‪ :‬هذه مقالة قوم جحدوا مخخدبر‬
‫الشياء فكذبوا الرسل ومقالتهم‪ ،‬والنبياء وما أنبؤوا عنه‬

‫)‪ (1‬العلخخل‪ :‬ج ‪،2‬خ ‪ (2) .156‬فخخي المصخخدر‪ :‬أو‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬لمخخا هخخو بخخه مخخن‬
‫الموت‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬ول بقاء )*(‪.‬‬

‫]‪[78‬‬

‫وسموا كتبهم أساطير الولين )‪ ،(1‬ووضعوا لنفسهم دينخخا برأيهخخم )‪ (2‬واستحسخخانهم‪.‬‬


‫إن الشياء تخخدل علخخى حخخدوثها مخخن دوران الفلخخك بمخا فيخخه وهخخي سخخبعة أفلك‬
‫وتحرك الرض ومن عليها‪ ،‬وانقلب الزمنخة واختلف الخوقت‪ ،‬والحخوادث‬
‫التي تحدث في العالم من زيادة ونقصان وموت وبلء )‪ (3‬واضطرار النفس‬
‫إلخخى القخخرار )‪ (4‬بخخأن لهخخا صخخانعا ومخخدبرا‪ .‬أمخخا تخخرى الحلويصخخير حامضخخا‪،‬‬
‫والعذب مرا‪ ،‬والجديد باليا‪ ،‬وكل إلخخى تغيخخر وفنخخاء ؟ وسخخاق الحخخديث إلخخى أن‬
‫قال‪ :‬قال الزنديق‪ :‬ومن زعم أن ال لم يخخزل ومعخخه طينخخة مؤذيخخة فلخخم يسخختطع‬
‫التفصي منها إل بامتزاجه بها و دخوله فيها‪ ،‬فمن تلك الطينة خلق الشخخياء !‬
‫قال عليه السخخلم‪ :‬سخبحان الخ ! مخخا أعجخز إلهخخا يوصخخف بالقخخدرة ل يسخختطيع‬
‫التفصي من الطينة ! إن كانت الطينة حية أزلية فكانا إلهين قخخديمين فامتزجخخا‬
‫ودبرا العالم من أنفسهما‪ ،‬فإن كان ذلك كان فمخخن أيخخن جخخاء المخخوت والفنخخاء ؟‬
‫وإن كانت الطينة ميتة فل بقاء للميت مع الزلي القديم والميت ل يجيخخئ )‪(5‬‬
‫منه حي‪ ،‬هذه مقالة الديصانية أشخخد الزنادقخخة قخخول‪ .‬ثخخم قخخال عليخخه السخخلم فخخي‬
‫مواضع من هذا الخبر‪ ،‬لو كانت قديمة أزلية لم تتغير من حال إلى حال‪ ،‬وإن‬
‫الزلي ل تغيره اليخخام‪ ،‬ول يخخأتي عليخخه الفنخخاء )‪ .(6‬بيخخان‪) :‬والقخخديم ل يكخخون‬
‫حخخديثا( أي مخخا يكخخون وجخخوده أزليخخا ل يكخخون محخخدثا معلخخول فيكخخون الخخوجب‬
‫الوجود بذاته‪ ،‬فل يعتريه التغير والفناء‪ .‬وقخخد نسخخب إلخخى بعخخض الحكمخخاء أنخخه‬
‫قال‪ :‬المبدع الول هو مبدع الصور فقط دون الهيولى‪ ،‬فإنها‬
‫)‪ (1‬ليس في المصدر لفظة )الولين(‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬بخخآرائهم‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫وبلى‪ (4) .‬في بعض النسخ )إلى القرار( وعليه فقوله )واضطرار النفخخس(‬
‫معطوف على قوله )حدوثها( أي الشخخياء تخخدل علخخى اضخخطرار النفخخس إلخخى‬
‫القرار بان لها صخخانعا‪ (5) .‬فخخي بعخخض النسخخخ‪ :‬ل يحيخخى‪ (6) .‬الحتجخخاج‪:‬‬
‫‪.(*) 188 ،184‬‬

‫]‪[79‬‬

‫لم تزل مع المبدع‪ .‬فأنكر عليه سائر الحكماء وقالوا‪ :‬إن الهيولى لو كانت أزلية قديمخخة‬
‫لما قبلت الصور‪ ،‬ولما تغيرت من حال إلى حال ولما قبلخخت فعخخل غيرهخخا‪ ،‬إذ‬
‫الزلي ل يتغير‪ .‬وقوله عليه السلم )فمن أين جاءت هخخذه اللخخوان المختلفخخة(‬
‫لعله مبني على ما زعموا من أن كل حخخادث لبخخدله مخخن منشخخأ ومبخخدأ يشخخاكله‬
‫ويناسبه في الذات والصفات فألزمه عليه السلم بحسب معتقدة‪ ،‬أو المراد أن‬
‫الحتياج إلى المادة إن كان لعجز الصانع تعالى عن إحداث شئ لم يكن فلبد‬
‫مخخن وجخخود الشخخياء بصخخاتها فخخي المخخادة حخختى يخرجهخخا منهخخا ! وهخخذا محخخال‬
‫لستلزامه كون المادة ذات حقائق متبائنخخة واتصخخافها بصخخفات متضخخادة‪ ،‬وإن‬
‫قلتم إنها مشتملة على بعضها فقد حكمتم بإحداث بعضها من غير مادة فليكخخن‬
‫الجميع كذلك‪ ،‬وإن قلتم إن جوهر المادة يتبدل جواهر )‪ (1‬اخر‪ ،‬وأعراضخخها‬
‫أعراضا اخرى فقد حكمتم بفناء ما هو أزلي وهذا محال‪ ،‬و بحدوث شئ آخر‬
‫من غير شئ وهو مستلزم للمطلوب‪ .‬وأما ما ذكره عليخه السخلم فخي الحيخات‬
‫والموت فيرجع إلى ما ذكرنا وملخصه أنه إما أن تكون مادة الكل حية بذاتها‬
‫أو ميتة بذاتها أو تكون الشياء من أصلين أحدهما حي بخخذاته والخخخر ميخخت‪،‬‬
‫وهذا أيضا يحتمل وجهين‪ :‬أحدهما أن يكخخون كخخل شخخي مخخأخوذا مخخن كخخل مخخن‬
‫الحي والميت‪ ،‬والثاني أن يكون الحي مأخوذا من الحي والميخخت مخخن الميخخت‪،‬‬
‫فأبطل عليه السلم الول بأنه لو حصل الميخخت بخخذاته عخخن الحخخي بخخذاته يلخخزم‬
‫زوال الحياة الزلية من هذا الجزء من المادة وقد مر امتناعه أو تبدل الحقيقة‬
‫الذي يحكم العقل ضخخرورة بامتنخاعه‪ .‬ولخخو قيخخل بإعخخدام الحخخي وإنشخخاء الميخت‬
‫فيلزم المفسدة الولى مع القرار بالمخخدعى وهخخو حخخدوث الشخخئ ل مخخن شخخئ‪،‬‬
‫وبهذا يبطل الثاني وكذا الثالث‪ ،‬لن الجزء الحخخي مخخن المخخادة يجخخري فيخخه مخخا‬
‫سبق إذا حصل منه ميخخت‪ ،‬وأشخخار إليخخه بقخخوله )لن الحخخي ل يجيخخئ )‪ (2‬منخخه‬
‫ميت( وأشار‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬جوهرا آخر‪ (2) .‬في بعض النسخ‪ :‬ل يحيى )*(‪.‬‬

‫]‪[80‬‬
‫إلى الرابع بقوله )ول يجوز أن يكون الميخخت قخديما( وبخخه يبطخل الثخاني الثخخالث أيضخخا‪،‬‬
‫وتقريره أن الزلي لبد أن يكون واجب الوجخخود بخخذاته كخخامل بخخذاته‪ ،‬لشخخهادة‬
‫العقخخول بخخأن الحتيخخاج والنقخخص مخخن شخخواهد المكخخان المحخخوج إلخخى المخخؤثر‬
‫والموجد فل يكخخون الزلخخي ميتخخا‪ .‬وربمخخا يحمخخل الحخخي فخخي هخخذا الخخخبر علخخى‬
‫الموجود‪ ،‬والميت على العتبخخاري المعخخدوم‪ .‬والظخخاهر أن أكخثر الكلم مبنخخي‬
‫على مقدمات موضوعة مسلمة عند الخصم‪ .‬وقد مخخر الخخخبر بتمخخامه وشخخرحه‬
‫في الجمله في المجلد الرابع‪ - 54 .‬التوحيد‪ :‬عن أبيه وابن عبدوس‪ ،‬عن ابخخن‬
‫قتيبة‪ ،‬عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير‪ ،‬قال‪ :‬قخخال موسخخى بخخن جعفخخر‬
‫عليهما السلم‪ :‬هو الول الذي ل شئ قبله والخر الخخذي ل شخخئ بعخخده‪ ،‬وهخخو‬
‫القديم وما سواه مخلوق محدث‪ ،‬تعالى عن صخخفات المخلخخوقين علخخوا كخخبيرا )‬
‫‪ - 55 .(1‬ومنه‪ :‬عن الفضل بن عباس الكندي‪ ،‬عن محمد بن سهل‪ ،‬عن عبد‬
‫ال ابن محمد البلوي )‪ (2‬عن عمارة بن زيخخد‪ ،‬عخخن عبيخخد الخ بخخن العلء )‪(3‬‬
‫عن صالح بن سبيع عن عمرو بن محمد بن صعصعة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخخن محمخخد‬
‫بن أوس )‪ (4‬عن أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم فخخي خطبخخة طويلخخة‪ :‬لخخم يخلخخق‬
‫الشياء من اصول أزلية‪ ،‬ول من أوائل كانت قبله بدية )‪ (5‬بل خلق ما خلخخق‬
‫وأتقن خلقه‪ ،‬وصور ما صخور فأحسخخن صخورته )الخخخبر( )‪ - 56 .(6‬ومنخه‪:‬‬
‫عن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن محمد بن يحيى الطعار‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬التوحيد‪ :‬ص ‪ (2) .29‬بفتح اللم نسبة إلى )بلى( كرضى قبيلخخة مخخن اهخخل مصخخر‬
‫كما صرح به الشيخ في الفهرست أو من قضاعة كمخخا قخخال غيخخره‪ (3) .‬فخخي‬
‫المصدر )عبد ال بن العلء( والظاهر أنه الصحيح لعدم ذكخر )عبيخدال بخن‬
‫العلء( في التراجم‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬عن أبى المعتصر مسلم بخخن أوس‪) .‬‬
‫‪ (5‬في المصدر‪ :‬أبدية‪ (6) .‬التوحيد‪ :‬ص ‪.(*) 40‬‬

‫]‪[81‬‬

‫الحسين بن الحسن بن أبان‪ :‬عن محمد بن اورمة )‪ (1‬عن إبراهيم بن الحكم بن ظهيخخر‬
‫عن عبد ال بن جوين )‪ (2‬العبدي‪ ،‬عن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم أنخخه كخخان‬
‫يقول‪ :‬الحمد ل الذي كان إذ لم يكن شخخئ غيخخره‪ ،‬وكخخون الشخخياء فكخخانت كمخخا‬
‫كونها وعلم ما كان وما هو كائن )‪ - 57 .(3‬ومنه‪ :‬عن محمد بن موسى بخخن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن عبد ال بن محمد‪ ،‬عن‬
‫علي بن مهزيار‪ ،‬قال‪ :‬كتب أبو جعفر عليه السلم في دعاء‪ :‬يا ذا الخخذي كخخان‬
‫قبل كل شئ‪ ،‬ثم خلق كل شئ )الخبر( )‪ - 58 .(4‬ومنخخه عخخن ابخخن المتوكخخل‪،‬‬
‫عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصخخقر ابخخن دلخخف )‪ (5‬عخخن أبخخي الحسخخن‬
‫الثالث عليه السلم قال‪ :‬يا ابن دلف‪ ،‬إن الجسم محدث وال محخخدثه ومجسخخمه‬
‫)الخبر( )‪ - 59 .(6‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي ما جيلويه‪ ،‬عن عمه محمد بن‬
‫أبي القاسم‪ ،‬عن محمد بن علي الصيرفي‪ ،‬عن علي بن حمخخاد‪ ،‬عخخن المفضخخل‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم في كلم يصف ]فيخخه[ البخخارئ تعخخالى‪ :‬كخخذلك لخخم‬
‫يزل ول يزال أبد البدين‪ ،‬وكذلك كان إذ لخخم تكخخن أرض ول سخخماء‪ ،‬ول ليخخل‬
‫ول نهار‪ ،‬ول شمس ول قمر‪ ،‬ول نجوم ول سحاب‬

‫)‪ (1‬محمد بن اورمة أبو جعفخر القمخى لخه كتخب مثخل كتخب الحسخين بخن سخعيد‪ ،‬رمخاه‬
‫القميون بالغلو وغمزوا عليه حتى دس عليه من يفتك به فوجدوه يصلى من‬
‫اول الليل إلى آخره فوقفوا عنه وحكى انه ورد توقيع من أبي الحسن الثالث‬
‫إلى اهل قم فخخي براءتخخه ممخخا قخخذف بخخه‪ .‬قخخال فخخي الخلصخخة وقخخد يقخخال )ابخخن‬
‫ارومه( بتقديم الراء‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬عبد ال بن جون‪ (3) .‬التوحيد‪ :‬ص‬
‫‪ (4) .38‬التوحيد‪ :‬ص ‪ (5) .22‬كذا في نسخ البحار والمصدر‪ ،‬والظخخاهر‬
‫أنه العقر بن أبى دلف الكرخي من شيعة المخخام الهخخادى عليخخه السخخلم بسخخر‬
‫من رآى‪ ،‬ولعل لفظة )أبى( سقطت من قلم النساخ وال العالم‪ (6) .‬التوحيد‪:‬‬
‫ص ‪.(*) 61‬‬

‫]‪[82‬‬

‫ول مطر ول رياح‪ ،‬ثم إن ال ]تبارك وتعالى[ أحب أن يخلق خلقا يعظمخخون عظمتخخه‪،‬‬
‫ويكبرون كبرياءه‪ ،‬ويجلون جلله‪ ،‬فقال‪ :‬كونا ظلين‪ ،‬فكانا )‪ .(1‬أقخخول‪ :‬تمخخام‬
‫الخبر في باب جوامع التوحيخخد‪ - 60 .‬ومنخخه‪ :‬عخخن مخخاجيلوه‪ ،‬عخخن عمخخه‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن النضر‪ ،‬عن عمخخرو بخخن‬
‫شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن ال تبارك وتعخخالى كخخان‬
‫ول شئ غيره )الخبر( )‪ - 61 .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمخخد العطخخار‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن ابن أبي عمير‪ ،‬عخخن هشخخام بخخن سخخالم‪،‬‬
‫عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬سمعت يقخخول‪ :‬كخخان ول‬
‫شئ غيره‪ .‬ولم يزل ال )‪ (3‬عالما بما كون‪ ،‬فعلمه به قبل كونه كعلمه به بعد‬
‫ما كونه )‪ - 62 .(4‬ومنه‪ :‬عن علي بن أحمد الخخدقاق‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن جعفخخر‬
‫السدي‪ ،‬عن محمد بن بشر‪ ،‬عن أبي هاشم الجعفري )‪ (5‬قال‪ :‬كنت عند أبي‬
‫جعفر الثاني عليه السلم فسأله رجل فقال‪ :‬أخبرني عن الرب تبارك وتعخخالى‬
‫له أسماء وصفات في كتابه فأسماؤه وصفاته هي هو ؟ فقال أبو جعفخخر عليخخه‬
‫السلم‪ :‬إن لهخخذا الكلم وجهيخن‪ ،‬إن كنخخت تقخول )هخي هخو( أنخخه )‪ (6‬ذو عخخدد‬
‫وكثرة فتعالى ال عن ذلك‪ ،‬وإن كنت تقول‪ :‬لم تزل هذه الصخخفات والسخخماء‪،‬‬
‫فإن )لم تزل( يحتمل معنيين‪ ،‬فإن قلت‪ :‬لم تزل‬

‫)‪ (1‬التوحيد‪ :‬ص ‪ (2) .80‬في المصدر‪ :‬ص ‪ (3) .89‬في المصدر‪ :‬كان ال ول شئ‬
‫غيره ولم يزل عالما‪ (4) .‬التوحيخخد‪ :‬ص ‪ (5) .92‬هخخو داود بخخن القاسخخم بخخن‬
‫إسحاق بن عبد ال بن جعفر بن أبى طالب ثقة شريف القدر عظيخخم المنزلخخة‬
‫عند الئمة عليهم السخخلم وقخخد أدرك الرضخخا والجخخواد والهخخادي والعسخخكري‬
‫وصاحب المر صلوات ال عليهخخم وروى عخخن كلهخخم‪ (6) .‬فخخي الكخخافي‪ :‬أي‬
‫أنه )*(‪.‬‬

‫]‪[83‬‬

‫عنده في علمه وهو مستحقها فنعخخم‪ ،‬وإن كنخخت تقخخول‪ :‬لخخم تخخزل تصخخويرها وهجائهخخا و‬
‫تقطيع حروفها فمعاذ ال أن يكون معه شئ غيره‪ ،‬بل كان ال خ ول خلخخق‪ ،‬ثخخم‬
‫خلقها وسيلة بينه وبين خلقه‪ ،‬يتضرعون بها إليه ويعبدونه‪ ،‬وهي ذكره وكان‬
‫ال سخبحانه ول ذكخر‪ ،‬والمخذكور بالخذكر هخو الخ القخديم الخذي لخم يخزل‪] ،‬و[‬
‫السماء والصفات مخلوقات والمعني بهخخا هخخو الخ )الخخخبر( )‪ .(1‬الحتجخخاج‪:‬‬
‫عن الجعفري مثله )‪ .(2‬الكافي‪ :‬عن محمد بن أبخخي عبخخد الخ رفعخخه إلخخى أبخخي‬
‫هاشم الجعفري مثله )‪ .(3‬أقول‪ :‬قد مخخر شخخرحه فخخي كتخخاب التوحيخخد‪ ،‬ودللتخخه‬
‫على المدعى صريحة‪ - 63 .‬التوحيد والكافي‪ :‬روي أنه سئل أمير المخخؤمنين‬
‫عليه السلم‪ :‬أين كان ربنا قبل أن يخلق سماء وأرضخخا ؟ فقخخال عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫)أين( سؤال عن مكان‪ ،‬وكان ال ول مكان )‪ - 64 .(4‬الحتجاج‪ :‬سخخئل أبخخو‬
‫الحسن علي بن محمد عليه السلم عن التوحيد فقيل‪ :‬لم يزل ال وحده ل شئ‬
‫معه‪ ،‬ثم خلق الشياء بديعا واختار لنفسخخه أحسخخن )‪ (5‬السخخماء ؟ أو لخخم تخخزل‬
‫السماء والحروف معه قديمة ؟ فكتب‪ :‬لم يزل ال موجخودا ثخم كخون مخا أراد‬
‫)الخبر( )‪ - 65 .(6‬التوحيد‪ :‬عن على بن أحمخد الخدقاق‪ ،‬عخن الكلينخي رفعخه‬
‫قال‪ :‬سأل ابن أبي العوجاء أبخخا عبخخد الخ عليخخه السخخلم فقخخال‪ :‬مخخا الخخدليل علخخى‬
‫حدوث )‪ (7‬الجسام ؟ فقال‪ :‬إني ما وجخخدت شخخيئا صخخغيرا ول كخخبيرا إل وإذا‬
‫ضم إليه مثله صار أكبر‪ ،‬وفي ذلك‬

‫)‪ (1‬التوحيخخد‪ :‬ص ‪ (2) .130‬الحتجخخاج‪ (3) .244 :‬الكخخافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪(4) .116‬‬
‫التوحيخخد‪ :‬ص ‪ ،115‬الكخخافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (5) .90‬فخخي المصخخدر‪ :‬لنفسخخه‬
‫السماء‪ (6) .‬الحتجاج‪ (7) .249 :‬في المصدر‪ :‬حدث )*(‪.‬‬

‫]‪[84‬‬

‫زوال وانتقال عن الحالة الولى‪ ،‬ولو كخخان قخخديما مخخا زال ول حخخال‪ ،‬لن الخخذي يخخزول‬
‫ويحول يجوز أن يوجد ويبطل فيكون بوجوده بعد عخخدمه دخخخول فخخي الحخخدث‬
‫وفي كونه في الولى دخوله في العدم‪ ،‬ولخخن تجتمخخع صخخفة الزل والعخخدم فخخي‬
‫شئ واحد )الخبر( )‪ - 66 .(1‬ومنخخه‪ :‬عخخن محمخخد بخخن الحسخخن الصخخفار‪ ،‬عخخن‬
‫العباس بن معروف‪ ،‬عن عبد الرحمان بن أبي نجران‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪،‬‬
‫عن عبد الرحيم‪ ،‬قال‪ :‬كتبت على يدي عبد الملك بن أعين )‪ (2‬إلى أبخخي عبخخد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬اختلف الناس في القرآن‪ ،‬فزعم قوم أن القخخرآن‬
‫كلم ال غير مخلوق‪ ،‬وقال آخرون‪ :‬كلم الخ مخلخوق‪ .‬فكتخب عليخه السخلم‪:‬‬
‫القرآن كلم ال محدث غير مخلوق وغير أزلي مع ال تعخخالى ذكخخره وتعخخالى‬
‫عخخن ذلخخك علخخوا كخخبيرا‪ ،‬كخخان ال خ عزوجخخل ول شخخئ غيخخر ال خ معخخروف ول‬
‫مجهول‪ ،‬وكان عزوجل ول متكلم ول مريد ول متحخخرك ول فاعخخل عزوجخخل‬
‫ربنخخا فجميخخع هخخذه الصخخفات محدثخخة عنخخد حخخدوث الفعخخل منخخه عزوجخخل ربنخخا‪،‬‬
‫والقرآن كلم ال غير مخلوق‪ ،‬فيه خبر من كان قبلكم وخبر ما يكون بعدكم‪،‬‬
‫انزل مخن عنخد الخ علخى محمخد رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه )‪ .(3‬قخال‬
‫الصدوق رحمه ال‪ :‬معنى قوله عليه السخخلم )غيخخر مخلخخوق( غيخخر مكخخذوب‪،‬‬
‫ول يعني به أنه غير محدث‪ ،‬لنه قد قال )محدث غيخخر مخلخخوق وغيخخر أزلخخي‬
‫مع ال تعالى ذكره( وإنما منعنا من إطلق المخلوق عليخخه لن المخلخخوق فخخي‬
‫اللغة قد يكون مكذوبا‬

‫)‪ (1‬التوحيد‪ :‬ص ‪ .216‬وقد مر الحديث بتمامه مع شرحه تحت الرقخخم ‪ (2) .32‬عبخد‬
‫الملك بن أعين الشيباني الكوفى تابعي أخو زرارة بن أعين ووالخخد ضخخريس‬
‫مات في حياة أبى عبد الخ عليخخه السخخلم ويخخذكر فخخي عخخداد اصخخحاب البخخاقر‬
‫والصادق عليهما السخخلم كخخان مسخختقيما دعخخا لخخه أبخخو عبخخد الخ عليخخه السخخلم‬
‫واجتهد في الدعاء والترحم عليه‪ .‬روى الكشى عخخن زرارة أن ابخخا عبخخد ال خ‬
‫عليه السلم قخخال بعخخد مخخوت عبخخد الملخخك‪ ،‬اللهخخم إن أبخخا الضخخريس كنخخا عنخخده‬
‫خيرتك من خلقك فصيره في ثقل محمد صلواتك عليه وآله يخخوم القيامخخة‪ .‬ثخخم‬
‫قال عليه السلم سبحان ال ! أين مثل أبخى الضخريس ؟ لخم يخأت بعخخد ! )‪(3‬‬
‫التوحيد‪ :‬ص ‪.(*) 159‬‬

‫]‪[85‬‬

‫ويقال )كلم مخلوق( أي مكذوب‪ ،‬قال ال تبارك وتعخخالى )إنمخخا تعبخخدون مخخن دون الخ‬
‫أوثانا وتخلقون إفكا( أي كذبا‪ .‬أقول‪ :‬الظاهر أن فيه نوعا من التقية أو التقاء‬
‫ل متناع المخالفين من إطلق هخخذا اللفخخظ علخخى القخخرآن أشخخد المتنخخاع‪- 67 .‬‬
‫قصص الراوندي‪ :‬بإسناده إلى الصدوق‪ ،‬عن أبيه وابن الوليد معخخا عخخن سخخعد‬
‫بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن الحسين بن أبخخي الخطخخاب‪ ،‬عخخن ابخخن محبخخوب )‪(1‬‬
‫عن عمرو بن أبي المقدام‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم‪ ،‬قخخال‪ :‬قخخال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إن ال لما خلق الرضين خلقهخا قبخخل السخماوات‪.‬‬
‫أقول‪ :‬تمامه في باب العوالم‪ - 68 .‬البصائر‪ :‬عن أحمد بخخن محمخخد وعبخخد ال خ‬
‫بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابن رئاب‪ ،‬عن سدير‪ ،‬قال‪ :‬سأل حمران أبخخا‬
‫جعفر عليه السلم عن قول ال خ تبخخارك وتعخخالى )بخخديع السخخماوات والرض(‬
‫قال عليه السخخلم‪ :‬إن الخ ابتخخدع الشخخياء كلهخخا علخخى غيخخر مثخال كخخان وابتخدع‬
‫السماوات والرض ولم يكن قبلهخخن سخخماوات ول أرضخخون أمخخا تسخخمع لقخخوله‬
‫تعالى )كان عرشه علخى المخاء( ؟ العياشخي‪ :‬عخن حمخران مثلخه‪ - 69 .‬ثخواب‬
‫العمال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن محمخخد الخخبرقي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن سنان‪ ،‬عن أبي العلء‪ ،‬عن أبي خالد الصيقل‪ ،‬عن أبي جعفر عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬إن ال عزوجل فوض المر إلى ملك مخخن الملئكخخة‪ ،‬فخلخخق سخخبع‬
‫سماوات وسبع أرضين وأشخياء‪ ،‬فلمخا رأى الشخياء قخد انقخادت لخه قخال‪ :‬مخن‬
‫مثلي ؟ فأرسل ال‬

‫)‪ (1‬هو الحسن بن محبوب ل )محمد بن على بن محبوب( لروايته عن عمرو بن أبي‬
‫المقدام ورواية محمخخد بخخن الحسخخين عنخخه‪ ،‬ومحمخخد بخخن علخخى بخخن محبخخوب ل‬
‫يروى عخخن )عمخخرو( بل واسخخطة‪ ،‬ومحمخخد بخخن الحسخخين راويخخة الحسخخن بخخن‬
‫محبوب )*(‪.‬‬

‫]‪[86‬‬

‫عزوجل نويرة من نار‪ .‬قال‪ (1) :‬وما نويرة )‪ (2‬من نار ؟ قال‪ :‬نار بمثخخل )‪ (3‬أنملخخة‪.‬‬
‫قال‪ :‬فاستقبلها بجميع مخخا خلخخق فتخللخخت )‪ (4‬لخخذلك حختى وصخخلت إليخخه لمخخا أن‬
‫أدخله )‪ (5‬العجب )‪ .(6‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن سنان مثله‪ - 70 .‬ومنخخه‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن بعض أصخخحابه‪ ،‬عخخن عمخخرو بخخن شخخمر‪ ،‬عخخن جخابر‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى كان وليس شئ غيخخره‪ ،‬نخخورا ل‬
‫ظلم فيه‪ ،‬وصخخدقا ل كخخذب فيخخه‪ ،‬وعلمخخا ل جهخخل فيخخه‪ ،‬وحيخخاة ل مخخوت فيخخه‪،‬‬
‫وكذلك )‪ (7‬ل يزال أبدا )‪ - 71 .(8‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مسخخلم‪ ،‬عخخن أبخي‬
‫جعفر عليه السلم قخخال‪ :‬كخخان الخ تبخخارك وتعخخالى كمخخا وصخخف نفسخخه‪ ،‬وكخخان‬
‫عرشه على الماء‪ ،‬والمخاء علخى الهخواء‪ ،‬والهخواء ل يجخري‪ ،‬ولخم يكخن غيخر‬
‫الماء خلق‪ ،‬والماء يومئذ عذب فخخرات‪ ،‬فلمخخا أراد الخ أن يخلخخق الرض أمخخر‬
‫الرياح الربع فضربن الماء حتى صار موجا‪ ،‬ثم أزبخخد زبخخدة واحخخدة فجمعخخه‬
‫في موضع البيت‪ ،‬فأمر ال فصار جبل من زبد‪ ،‬ثم دحخخى الرض مخخن تحتخخه‬
‫ثم قال‪ :‬إن أول بيت وضع للناس للذي ببكخخة مباركخخا وهخخدى للعخخالمين‪- 72 .‬‬
‫ومنه‪ :‬عن عيسى بن أبي حمزة )‪ (9‬قال‪ :‬قال رجل لبي عبد ال عليه السلم‬

‫)‪ (1‬في ثواب العمال‪ :‬قلت‪ (2) .‬في المحاسن‪ :‬وما النويرة‪ (3) .‬في المحاسخخن‪ :‬مثخخل‬
‫النملة‪ (4) .‬في المحاسن‪) :‬فتخبل( والظاهر أنه تصخخحيف‪ (5) .‬فخخي ثخخواب‬
‫العمال‪ :‬فاستقبلها بجميع ما خلق حتى وصلت إليه لما دخلخخه العجخخب‪(6) .‬‬
‫ثواب العمال‪ :‬ص ‪ ،242‬المحاسن‪ :‬ص ‪ (7) .123‬في المصدر‪ :‬وكخخذلك‬
‫هو اليوم وكذلك‪ (8) .‬المحاسن‪ :‬ص ‪ (9) .242‬كذا في جميع النسخ‪ ،‬لكخخن‬
‫الظاهر ان الصحيح )عيسى بن حمزة( لعدم ذكر عيسى=‬
‫]‪[87‬‬

‫جعلت فداك‪ ،‬إن الناس يزعمخخون أن الخخدنيا عمرهخخا سخخبعة آلف سخخنة فقخخال‪ :‬ليخخس كمخخا‬
‫يقولون‪ ،‬إن ال خلق لها خمسين ألف عام‪ ،‬فتركهخخا قاعخخا قفخخرا خاويخخة عشخخرة‬
‫آلف عام‪ ،‬ثم بدال بداء‪ ،‬فخلق فيها خلقا ليس من الجن ول من الملئكخخة ول‬
‫من النس وقدر لهم عشرة آلف عام‪ ،‬فلما قربت آجخخالهم أفسخخدوا فيهخخا فخخدمر‬
‫ال عليهم تدميرا ثم تركها قاعا قفرا خاوية عشخخرة آلف عخخام‪ ،‬ثخخم خلخخق فيهخخا‬
‫الجن‪ ،‬وقخخدر لهخخم عشخخرة آلف عخخام ]فيهخخا[ فلمخخا قربخخت آجخخالهم أفسخخدوا فيهخخا‬
‫وسفكوا الدماء وهو قول الملئكة )أتجعل فيها من يفسد فيها ويسخخفك الخخدماء(‬
‫كما سفكت بنو الجان‪ ،‬فأهلكهم ال‪ .‬ثم بدا ال فخلق آدم وقخرر )‪ (1‬لخه عشخرة‬
‫آلف‪ ،‬وقد مضى من ذلك سبعة آلف عام ومائتخخان وأنتخخم فخخي آخخخر الزمخخان‪.‬‬
‫‪ - 73‬تفسير المام‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬قال أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬قخخال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله فخخي قخخوله عزوجخخل )الخخذي جعخخل لكخخم الرض‬
‫فراشا(‪ :‬إن ال عزوجخخل لمخخا خلخخق المخخاء فجعخخل عرشخخه عليخخه قبخخل أن يخلخخق‬
‫السماوات والرض وذلك قوله عزوجل )هو الذي خلق السخخماوات والرض‬
‫في ستة أيام وكان عرشه على الماء( يعني وكان عرشخخه علخخى المخخاء قبخخل أن‬
‫يخلق السماوات والرض‪ ،‬فأرسل ال‬

‫= ابن أبى حمزة في التراجم‪ ،‬وهو عيسى بن حمزة بخخن حمخخزة المخخدائني‪ :‬عخخده الشخخيخ‬
‫تارة من اصحاب الباقر واخرى من اصحاب الصخخادق عليهمخخا السخخلم قخخال‬
‫النجاشي )ص‪ (226 :‬عيسى بن حمزة المدائني الثقفى روى عخخن ابخخى عبخخد‬
‫ال عليه السلم وقخخال فخخي تنقيخخح المقخخال )ج ‪ ،2‬ص ‪ (359‬مخخا حاصخخله انخخه‬
‫امامى إل أن حاله مجهول لكن يمكن الوثخخوق بروايتخخه لمخخا روى فخخي الفقيخخه‬
‫في باب ما يأخذ الب مخخن مخخال ابنخخه قخخال‪ :‬روى عخخن عيسخخى الثقفخخى وكخخان‬
‫ساحرا يأتيه الناس فيأخذ على ذلك الجر قال فحججخت فلقيخت ابخا عبخد الخ‬
‫عليه السلم بمنى فقلخخت‪ :‬جعلخخت فخخداك انخخا رجخخل وكخخانت بضخخاعتي السخخحر‬
‫وكنت آخذ عليه الجر ومن ال عزوجل على بلقائك وقد تبت إلى ال‪ ،‬فهخخل‬
‫لى في شئ منه ؟ فقال‪ :‬حل ول تعقد فان توبته تكشخخف عخخن ديخخانته ول أقخخل‬
‫من كون توبته بمنزلة المخخدخ فيكخخون الرجخخل مخخن الحسخخان‪ (1) .‬فخخي بعخخض‬
‫النسخ )فتبحز الماء( وفي بعضها )ففجر البحر(‪.‬‬

‫]‪[88‬‬

‫الرياح على الماء‪ ،‬فتفجخخر المخخاء )‪ (1‬مخخن أمخخواجه‪ ،‬فخخارتفع عنخخه الخخدخان‪ ،‬وعل فخخوق‬
‫الزبد‪ ،‬فخلق من دخانه السماوات السبع‪ ،‬فخلخخق مخخن زبخخده الرضخخين السخخبع‪،‬‬
‫فبسط الرض على الماء‪ ،‬وجعل الماء علخخى الصخخفا‪ ،‬والصخخفا علخخى الحخخوت‪،‬‬
‫والحوت على الثور والثور على الصخرة التي ذكرها لقمخخان لبنخخه فقخخال )يخخا‬
‫بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن فخخي صخخخرة أو فخخي السخخماوات أو‬
‫في الرض يأت بها ال( والصخره على الثرى‪ ،‬ول يعلم ما تحت الخخثرى إل‬
‫ال‪ .‬فلما خلق الخ الرض دحاهخخا مخخن تحخخت الكعبخخة ثخخم بسخخطها علخخى المخخاء‪،‬‬
‫فأحاطت بكل شئ‪ ،‬ففخرت الرض وقالت‪ :‬أحطت بكخخل شخخئ فمخخن يغلبنخخي ؟‬
‫وكخخان فخخي كخخل اذن مخخن آذان الحخخوت سلسخخلة مخخن ذهخخب مقرونخخة الطخخراف‬
‫بالعرش‪ ،‬فأمر ال الحخوت فتحركخت )‪ (1‬فتكفخأت الرض بأهلهخا كمخا تكفخئ‬
‫السفينة على متن المخخاء قخخد اشخختدت أمخخواجه‪ ،‬ولخخم تسخختطع الرض المتنخخاع‪،‬‬
‫ففخرت الحوت وقالت‪ :‬غلبت الرض التي أحاطت بكل شخخئ فمخخن يغلبنخخي ؟‬
‫فخلق ال عز وجل الجبال فأرسيها‪ ،‬وثقل الرض بها‪ ،‬فلم يستطع الحوت أن‬
‫يتحخخرك‪ ،‬ففخخخرت الجبخخال وقخخالت‪ :‬غلبخخت الحخخوت الخختي غلبخخت الرض فمخخن‬
‫يغلبني ؟ فخلق ال عزوجل الحديد‪ ،‬فقطعت به الجبال‪ ،‬ولم يكن عنخخدها دفخخاع‬
‫ول امتنخخاع‪ ،‬ففخخخر الحديخخد وقخخال‪ :‬غلبخخت الجبخخال الخختي غلبخخت الحخخوت فمخخن‬
‫يغلبني ؟ فخلق ال عزوجل النار فألنت الحديد وفرقت أجزاءه ولم يكن عنخخد‬
‫الحديد دفاع ول امتناع‪ ،‬ففخرت النار وقالت‪ :‬غلبت الحديد الذي غلب الجبال‬
‫فمن يغلبني ؟ فخلق ال عزوجل الماء فأطفأ النار ولخخم يكخخن عنخخدها دفخخاع ول‬
‫امتناع‪ ،‬ففخر الماء وقال‪ :‬غلبت النار التي غلبت الحديد فمن يغلبنخخي ؟ فخلخخق‬
‫ال عزوجل الريح )‪ (2‬فأيبسخخت المخاء ففخخخرت الريخح و قخالت‪ :‬غلبخخت المخخاء‬
‫الذي غلب النار فمن يغلبني ؟ فخلق ال عزوجل النسخخان فصخخرف الريخخاح )‬
‫‪ (3‬عن مجاريها بالبنيان ففخر النسان وقال‪ :‬غلبت الريح التي‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ )فتحرك( وفيها اثبتت الفعال التية المسندة إلى ضخخمير الحخخوت‬
‫مذكرة أما التذكير فظاهر وأما التأنيث فباعتبار أن معناه )السمكة(‪ (2 ) .‬في‬
‫النسخة )قال‪ :‬غلبت فأيبست الماء( وهو حشو )ب(‪ (3) .‬في بعخخض النسخخخ‪:‬‬
‫الريح )*(‪.‬‬

‫]‪[89‬‬

‫غلبت الماء فمن يغلبني ؟ فخلق ال عزوجل ملك المخخوت فأمخخات النسخخان ففخخخر ملخخك‬
‫المخخوت وقخخال‪ :‬غلبخخت النسخخان الخخذي غلخخب الريخخح فمخخن يغلبنخخي ؟ فقخخال ال خ‬
‫عزوجل‪ :‬أنا القهار الغلب الوهاب‪ ،‬أغلبك وأغلب كل شئ‪ ،‬فذلك قوله )إليخخه‬
‫يرجع المر كله(‪ - 74 .‬العياشي‪ :‬عن أبي جعفر عن رجل عن أبي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إن ال خلق السماوات والرض في ستة أيام‪ ،‬فالسنة تنقص‬
‫ستة أيام‪ .‬بيان‪ :‬لعل المعنى أن مقتضخخى ظخخاهر الحخخال كخخان تسخخاوي الشخخهور‬
‫وكون كلها ثلثين يوما‪ ،‬فأسقط ال الستة عن الشخخهور‪ ،‬وجعخخل حركخخة القمخخر‬
‫بحيث تصير السنة القمرية ثلث مخخائة وأربعخخة وخمسخخين يومخخا‪ ،‬ولخخذا تطلخخق‬
‫السنة في عرف الشرع وعرف العرب على الثلث مائة والستين‪ ،‬مع أنخخه ل‬
‫يوافق حركة الشمس ول حركة القمر وال يعلم‪ - 75 .‬العياشخخي‪ :‬عخخن جخخابر‪،‬‬
‫عن أبي جعفر عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬إن الخ جخخل ذكخخره وتقدسخخت أسخخماؤه خلخخق‬
‫الرض قبل السماء ثم استوى على العرش لتدبير المور‪ .‬ومنه‪ :‬عخخن محمخخد‬
‫بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬كان ال تبارك وتعالى كما وصف‬
‫نفسه‪ ،‬وكان عرشه على الماء‪ ،‬والماء على الهواء‪ ،‬والهواء ل يجري‪- 76 .‬‬
‫ومنه‪ :‬عن محمد بن عمران العجلي‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬أي‬
‫شئ كان موضع البيت حيث كان الماء في قول ال خ عزوجخخل )وكخخان عرشخخه‬
‫على الماء( ؟ قال‪ :‬كانت مهاة بيضاء‪ .‬يعني درة‪ - 77 .‬المناقب‪ :‬سأل ضخخباع‬
‫)‪ (1‬الهندي‪ :‬ما أصل الماء ؟ قال عليه السلم‪ :‬أصل المخخاء مخخن خشخخية ال خ )‬
‫‪ .(2‬بيان‪ :‬أي خشية ال صار سببا لذوبان الدرة وصيرورتها ماء كما سيأتي‬

‫)‪ (1‬كذا وفي المصدر‪ :‬صباح بن نصر الهندي‪ (2) .‬المناقب‪ :‬ج ‪ ،4‬ص ‪.(*) 354‬‬

‫]‪[90‬‬

‫‪ - 78‬تنبيه الخاطر للورام‪ :‬عن ابن عباس عن أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬قخخال‪ :‬إن‬
‫ال تعالى أول ما خلق الخلق خلق نورا )‪ (1‬ابتدعه مخخن غيخخر شخخئ‪ ،‬ثخخم خلخخق‬
‫منه ظلمة‪ ،‬وكان قديرا أن يخلق الظلمة ل من شئ كما خلق النخخور مخخن غيخخر‬
‫شئ‪ ،‬ثم خلق من الظلمة نورا‪ ،‬وخلخخق مخخن النخخور ياقوتخخة غلظهخخا كغلخخظ سخخبع‬
‫سخخماوات وسخخبع أرضخخين‪ ،‬ثخخم زجخخر الياقوتخخة فمخخاعت لهيبتخخه فصخخارت مخخاء‬
‫مرتعدا‪ ،‬ول يزال مرتعدا إلى يوم القيمة‪ ،‬ثم خلق عرشخخه مخخن نخخوره‪ ،‬وجعلخخه‬
‫على الماء‪ ،‬وللعرش عشرة آلف لسان يسبح ال كل لسان منها بعشخخرة آلف‬
‫لغة ليس فهيا لغة تشبه الخرى‪ ،‬وكان العرش على الماء‪ ،‬من دون حجخخب )‬
‫‪ (2‬الضباب )‪ - 79 .(3‬تفسير الفرات‪ :‬عن عبيد بن كثير معنعنا عن الحسن‬
‫بن علي بن أبي طالب عليهمخخا السخخلم قخخال‪ :‬شخخهدت أبخخي )‪ (4‬عنخخد عمخخر بخخن‬
‫الخطاب وعنده كعب الحبار وكان رجل قد قرأ التوراة وكتب النبياء عليهم‬
‫السلم‪ ،‬فقال له عمر‪ :‬يا كعب‪ ،‬من كان أعلخخم بنخخي إسخخرائيل بعخخد موسخخى بخخن‬
‫عمران عليه السلم ؟ قال‪ :‬كان أعلم بنخخى إسخخرائيل بعخخد موسخخى ابخن عمخران‬
‫يوشع بن نون‪ ،‬وكان وصى موسى بن عمران بعده )‪ (5‬وكذلك كل نخخبي خل‬
‫من بعد )‪ (6‬موسى بن عمران كان له وصي يقوم في امته من بعده‪ .‬فقال لخخه‬
‫عمر‪ :‬فمن وصي نبينا وعالمنا ؟ أبو بكر ؟ قال وعلي سخخاكت ل يتكلخخم‪ .‬فقخخال‬
‫كعب‪ :‬مهل )‪ ! (7‬فإن السكوت عن هذا أفضل‪ ،‬كان أبو بكر رجل خطا )‪(8‬‬
‫بالصخخلح فقخخدمه المسخخلمون لصخخلحه ولخخم يكخخن بوصخخي‪ ،‬فخخإن موسخخى ]بخخن‬
‫عمران[ لما توفي أوصى إلى‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬إنه عزوجل خلخخق نخخورا‪ (2) .‬فخخي بعخخض النسخخخ )مخخن دونخخه حجخخب‬
‫الضياء( وفي المصدر )ومن دونه حجب الضباب(‪ (3) .‬تنخخبيه الخخخاطر‪ :‬ج‬
‫‪ ،2‬ص ‪ (4) .6 - 5‬في المصدر‪ :‬مع أبى‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬وصى موسى‬
‫من بعده‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬من قبل موسخخى ومخخن بعخخده‪ (7) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫مهل يا عمر‪ (8) .‬في بعض النسخ )حظا( وكلهما بمعنى‪.‬‬

‫]‪[91‬‬

‫يوشع بن نون فقبله طائفة من بني إسرائيل وأنكرت فضله طائفة‪ ،‬وهي )‪ (1‬التي ذكر‬
‫ال تعالى في القرآن )فآمنت طائفة مخخن بنخخي إسخخرائيل وكفخخرت طائفخخة فأيخخدنا‬
‫الذين آمنخوا علخخى عخخدوهم فأصخبحوا ظخاهرين )‪ ((2‬وكخخذلك النبيخخاء السخخالفة‬
‫والمم الخالية لم يكن نبي إل وقد كان له وصي يحسده قومه ويدفعون فضله‬
‫! فقال‪ :‬ويحك يا كعب ! فمن تخخرى وصخخى نبينخخا ؟ قخخال كعخخب‪ :‬معخخروف فخخي‬
‫جميع كتب النبياء والكتب المنزلة من السماء )علي أخو النبي العربي عليخخه‬
‫السلم يعينه على أمره ويوازره على من ناواه ]و[ له زوجة مباركة ]و[ لخخه‬
‫منها ابنان يقتلهما امته من بعده‪ ،‬و يحسخخدون )‪ (3‬وصخخيه كمخخا حسخخدت المخخم‬
‫أوصياء أنبيائها‪ ،‬فيدفعونه عن حقه‪ ،‬ويقتلون من ولخخده بعخخده )‪ (4‬كحسخخد )‪(5‬‬
‫المم الماضية(‪ .‬وقال‪ :‬فأفحم عنخخدها وقخخال )‪ :(6‬يخخا كعخخب ! لئن صخخدقت فخخي‬
‫كتاب ال المنزل قليل فقد كذبت كثيرا ! فقال كعب‪ :‬وال ما كذبت فخخي كتخخاب‬
‫ال قط‪ ،‬ولكن سألتني عن أمر لم يكن لي بد من تفسيره و الجواب فيخخه‪ ،‬فخخإني‬
‫لعلم أن أعلم هذه المة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليخخه السخخلم بعخخد‬
‫نبيها )‪ (7‬لني لم أسأله عن شئ إل وجدت عنده كلما )‪ (8‬تصدقه به التورية‬
‫وجميع كتب النبياء عليهم السلم فقال له عمر‪ :‬اسكت يا ابن اليهودي )‪! (9‬‬
‫فو ال إنك لكثير التخرص )‪ (10‬بكذب )‪ (11‬فقال كعب‪ :‬وال ما علمت أنخخي‬
‫كذبت في شي من‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬فهى )‪ (2‬الصف‪ (3) 14 :‬في بعض النسخخخ‪ :‬ويحسخخد‪ (4) .‬فخخي‬
‫بعض النسخخخ‪ :‬ولخخده مخخن بعخخده وكخخذا فخخي المصخخدر‪ (5) .‬فخخي بعخخض النسخخخ‪:‬‬
‫كحذو‪ (6) .‬في بعض النسخ‪ :‬قال‪ :‬فخخأفحم عمخخر وفخخي المصخخدر‪ :‬قخخال فخخأفحم‬
‫عمر عندها وقال له‪ (7) .‬في بعض النسخ‪ :‬نبينا‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬علما‪) .‬‬
‫‪ (9‬في المصدر‪ :‬يا ابن اليهودية‪ (10) .‬في بعض النسخ‪ :‬لكثير التخخخرص )‬
‫‪ (11‬في المصدر‪ :‬لكثير التحرض والكذب )*(‪.‬‬

‫]‪[92‬‬

‫كتاب ال منذ جرى ل علي الحكم‪ ،‬ولئن شئت للقين عليك شيئا من علخخم التخخوراة فخخإن‬
‫فهمته فأنت أعلم منه‪ ،‬وإن فهم فهو أعلخخم منخخك‪ .‬فقخخال لخخه عمخخر‪ :‬هخخات بعخخض‬
‫هناتك فقال كعب‪ :‬أخبرني عن قول ال )وكان عرشه على الماء( فأين كخخانت‬
‫الرض ؟ و أين كانت السماء ؟ وأين كان جميع خلقه ؟ فقال لخخه عمخخر‪ :‬ومخخن‬
‫يعلم غيب )‪ (1‬ال منا إل ما سمعه رجل من نبينا ؟ قال‪ :‬ولكن إحال أبا حسن‬
‫لو سئل عن ذلك لشرحه بمثل ما قرأناه في التوراة‪ .‬فقال له عمخخر‪ :‬فخخدونك إذا‬
‫اختلف المجلس‪ .‬قال‪ :‬فلما دخل علي عليه السخلم علخى عمخر وأصخحابه )‪(2‬‬
‫أرادوا إسقاط أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم فقال كعب‪ :‬يا أبا‬
‫الحسن أخبرني عن قول ال تعالى في كتابه )وكان عرشه على الماء ليبلوكم‬
‫أيكم أحسن عمل( قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليخخه السخخلم‪ :‬نعخخم‪،‬‬
‫كان عرشه علخخى المخخاء حيخخن ل أرض مدحيخخة‪ ،‬ول سخخماء مبنيخخة ول صخخوت‬
‫يسمع ول عين تنبع‪ ،‬ول ملك مقرب‪ ،‬ول نبي مرسخخل‪ ،‬ول نجخخم يسخخري‪ ،‬ول‬
‫قمر يجري ول شمس تضيئ‪ ،‬عرشه على الماء‪ ،‬غير مستوحش إلى أحد من‬
‫خلقه‪ ،‬يمجد نفسه ويقدسها كما شاء أن يكون كان‪ ،‬ثم بخخداله أن يخلخخق الخلخخق‪،‬‬
‫فضرب بأمواج البحور فثار منها مثل الدخان كأعظم ما يكون من خلخق الخ‪،‬‬
‫فبنابها سماء رتقا‪ ،‬ثم دحا )‪ (3‬الرض مخخن موضخع )‪ (4‬الكعبخخة وهخخي وسخط‬
‫الرض فطبقت إلخخى البحخخار‪ ،‬ثخخم فتقهخخا بالبنيخخان وجعلهخخا سخخبعا بعخخد إذ كخخانت‬
‫واحدة‪ ،‬ثم استوى إلى السماء وهي دخان من ذلك الماء الذي أنشخخأه مخخن تلخخك‬
‫البحور‪ ،‬فجعلها سبعا طباقا بكلمته التي ل يعلمها غيره وجعل في كخخل سخخماء‬
‫ساكنا من الملئكة خلقهم معصومين من نور من بحور عذبة وهو )‪ (5‬بحخخر‬
‫الرحمة‪ ،‬وجعل طعامهم التسبيح والتهليل والتقديس‪ ،‬فلما قضى أمره‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬بغيخخب الخخ‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪) :‬فلمخخا دخخخل علخخى عمخخر أصخخحابه(‬
‫والظاهر أنه الصحيح‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬ثم انشخخق‪ (4) .‬فخخي بعخخض النسخخخ‪:‬‬
‫في موضع‪ (5) .‬وهى )خ( )*(‪.‬‬

‫]‪[93‬‬

‫وخلقه استوى على ملكه فمدح كما ينبغي لخخه أن يحمخخد‪ ،‬ثخخم قخدر ملكخخه فجعخخل فخخي كخخل‬
‫سماء شهبا معلقة )‪ (1‬كواكب كتعليق القناديل مخخن المسخخاجد ل يحصخخيها )‪(2‬‬
‫غيره تبارك وتعالى‪ ،‬والنجم من نجوم السماء كخخأكبر مدينخخة فخخي الرض‪ ،‬ثخخم‬
‫خلق الشمس والقمر فجعلهما شمسين‪ ،‬فلو تركهمخخا تبخخارك وتعخخالى كمخخا كخخان‬
‫ابتدأهما في أول مرة لم يعرف خلقة الليل من النهخخار‪ ،‬ول عخخرف الشخخهر ول‬
‫السنة‪ ،‬ول عرف الشتاء من الصخخيف‪ ،‬ول عخخرف الربيخخع مخخن الخريخخف‪ ،‬ول‬
‫علم أصحاب الدين متى يحل دينهم ول علخخم العامخخل مخختى يتصخخرف )‪ (3‬فخخي‬
‫معيشته ومتى يسكن لراحة بدنه‪ ،‬فكان ال تبارك وتعالى لرأفته بعباده نظر )‬
‫‪ (4‬لهم فبعث جبرئيل عليخخه السخخلم إلخخى إحخخدى الشمسخخين فمسخخح بهخخا جنخخاحه‬
‫فأذهب منها الشعاع والنور وتخخرك فيهخخا الضخخوء‪ ،‬فخخذلك قخخوله )وجعلنخخا الليخخل‬
‫والنهار آيتين فمحونا آية الليل فجعلنا آية النهخخار مبصخخرة لتبتغخخوا فضخخل مخخن‬
‫ربكم ولتعلموا عدد السنين والحسخخاب وكخخل شخخئ فصخخلناه تفصخخيل( وجعلهمخخا‬
‫يجريان في الفلك‪ ،‬والفلك بحر )‪ (5‬فيما بيخخن السخخماء والرض مسخختطيل فخخي‬
‫السماء‪ ،‬استطالته ثلثة فراسخ يجري في غمرة الشخخمس والقمخخر‪ ،‬كخخل واحخخد‬
‫منهما على عجلة يقودهما )‪ (6‬ثلثمائة ملك بيد كل ملك منها عروة يجرونها‬
‫في غمرة ذلك البحر‪ ،‬لهم زجخل بالتهليخل والتسخبيح والتقخديس‪ ،‬لخوبرز واحخد‬
‫منهما من غمر ذلك البحر لحترق كل شئ على وجخخه الرض حخختى الجبخخال‬
‫والصخور ما خلق ال مخخن شخخئ‪ ،‬فلمخخا خلخخق الخ السخخماوات والرض والليخخل‬
‫والنهخخار والنجخخوم والفلخخك وجعخخل الرضخخين علخخى ظهخخر حخخوت )‪ (7‬أثقلهخخا‬
‫فاضطربت فأثبتها بالجبال‪ ،‬فلما استكمل خلق ما في السماوات‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬معلقخخة الكخخواكب‪ (2) .‬مخخا ل يحصخخيها )خ(‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫ينصخخرف‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬أراف بعبخخاده وأنظخخر‪ (5) .‬فخخي المخطخخوط‪:‬‬
‫يجرى‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬يقوده‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬الحوت )*(‪.‬‬

‫]‪[94‬‬

‫والرض يومئذ خالية ليس فيها أحد قال للملئكة‪ :‬إني جاعل في الرض خليفخخة قخخالوا‬
‫أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قخخال‪:‬‬
‫إني أعلم ما ل تعلمون‪ .‬فبعث ال جبرئيل عليه السلم فأخذ من أديخخم الرض‬
‫قبضة فعجنه بالماء العذب والمالح )‪ (1‬وركب فيه الطبائع قبل أن ينفسخ فيخخه‬
‫الروح‪ ،‬فخلقه من أديم الرض فلذلك سمي )آدم( لنه لما عجن بالماء استأدم‬
‫فطرحه في الجبل كالجبل العظيخخم‪ ،‬وكخخان إبليخخس يخخومئذ خازنخخا علخخى السخخماء‬
‫الخامسة يدخل في منخر آدم ثم يخرج من دبره‪ ،‬ثم يضرب بيخخده علخخى بطنخخه‬
‫فيقول‪ :‬لى أمر خلقت ؟ لئن جعلت فوقي ل أطعتك‪ ،‬وإن جعلخخت أسخخفل منخخي‬
‫ل اعينك ! فمكث في الجنة ألف سنة مخا بيخن خلقخه إلخى أن ينفخخ فيخه الخروح‬
‫فخلقه من ماء وطين‪ ،‬نخور وظلمخة‪ ،‬وريخح ونخور مخن نخور الخ‪ ،‬فأمخا النخور‬
‫فيورثه اليمان‪ ،‬وأمخا الظلمخة فيخورثه الكفخر والضخللة وأمخخا الطيخن فيخخورثه‬
‫الرعدة والضعف والقشعرار )‪ (2‬عنخخد إصخخابة المخخاء‪ ،‬فينعخخت )‪ (3‬بخخه علخخى‬
‫أربع الطبائع‪ :‬على الدم‪ ،‬والبلغم‪ ،‬والمرار‪ ،‬والريح‪ .‬فذلك قوله تبارك وتعالى‬
‫)أو ل يذكر النسان أنا خلقناه من قبل ولم يكخخن شخخيئا(‪ .‬قخخال‪ :‬فقخخال كعخخب‪ :‬يخخا‬
‫عمر ! بال أتعلم كعلم أمير المخخؤمنين علخخي بخخن أبخخي طخخالب ؟ فقخخال‪ :‬ل فقخخال‬
‫كعب‪ :‬علي بن أبي طالب عليه السلم وصى النبياء‪ ،‬ومحمخخد خخخاتم النبيخخاء‬
‫عليهم السلم‪ ،‬وعلي خاتم الوصياء‪ ،‬وليس علخخى الرض اليخخوم منفوسخخة إل‬
‫]و[ علي بن أبخخي طخخالب أعلخخم منخخه‪ ،‬والخ مخخا ذكخخر مخخن خلخخق النخخس والجخخن‬
‫والسماء والرض والملئكة شيئا إل وقد قرأته فخخي التخخوراة كمخخا قخخرأ ! قخخال‪:‬‬
‫فمارئي عمر غضب قط مثل غضبه ذلك اليوم )‪ .(4‬بيخان‪ :‬الخخخرص‪ :‬الكخذب‬
‫والقول بالظن‪ ،‬والتخرص‪ :‬الفتراء‪) .‬بعض‬
‫)‪ (1‬في المصخخدر‪ :‬والمخخاء المالخخح‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬القشخخعريرة )‪ (3‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫فينبعث‪ (4) .‬تفسير فرات‪.(*) 65 :‬‬

‫]‪[95‬‬

‫هناتك( أي شرورك‪ ،‬أو كلماتك العجيبة ))ولكخخن إخخخال( بكسخخر الهمخخزة وقخخد تفتخخح أي‬
‫أظن )ثم فتقها بالبنيان( لعل المراد جعل الفرج بين قطعاتها فصارت كالبنيان‬
‫أو جعخخل فيهخخا البنخخاء والعمخخارة فقسخخمت بالقخخاليم علخخى قخخول‪ .‬والجبخخل بالفتخخح‬
‫الساحة‪ .‬وكان في الخبر تصحيفات وهو مشتمل على رموز ولعنخخا نتكلخخم فخخي‬
‫بعض أجزائه في موضع يناسبه‪ - 80 .‬الكافي‪ :‬عن محمخخد بخخن الحسخخن‪ ،‬عخخن‬
‫سهل‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد الرحمن ابن كخخثير‪ ،‬عخخن داود الرقخخي‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫سألت أبا عبد ال عليخخه السخخلم عخخن قخخول الخ عزوجخخل )وكخخان عرشخخه علخخى‬
‫الماء( فقخخال‪ :‬مخخا يقولخخون )‪ (1‬؟ قلخخت‪ :‬يقولخخون‪ :‬إن العخخرش كخخان علخخى المخخاء‬
‫والرب فوقه ! فقال‪ :‬كذبوا‪ ،‬من زعخخم هخخذا فقخخد صخخير الخ محمخخول‪ ،‬ووصخخفه‬
‫بصفة المخلوق )‪ (2‬ولزمه أن الشئ الذي يحمله أقخخوى منخخه ! قلخخت‪ :‬بيخخن لخخي‬
‫جعلت فداك‪ ،‬فقال‪ :‬إن الخ حمخخل دينخخه وعلمخخه المخخاء قبخخل أن تكخخون أرض أو‬
‫سماء‪ ،‬أوجن أو إنس‪ ،‬أو شمس أو قمر‪ ،‬فلما أراد أن يخلق الخلق نثرهم بيخخن‬
‫يديه‪ ،‬فقال لهم‪ :‬من ربكم ؟ فأول من نطق رسخخول ال خ صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫وأمير المؤمنين والئمة عليهم السلم فقالوا‪ :‬أنت ربنا‪ ،‬فحملهم العلم والخخدين‪،‬‬
‫ثخخم قخخال للملئكخخة‪ :‬هخخؤلء حملخخة دينخخي وعلمخخي و امنخخائي فخخي خلقخخي وهخخم‬
‫المسخخؤولون‪ ،‬ثخخم قخال لبنخخي آدم‪ :‬أقروالخ بالربوبيخخة‪ ،‬ولهخخؤلء النفخخر بالوليخخة‬
‫والطاعة‪ .‬فقالوا‪ :‬نعم‪ ،‬ربنا أقررنا‪ .‬فقال ال للملئكة‪ :‬اشهدوا فقالت الملئكه‪:‬‬
‫شهدنا على أن ل يقولوا غدا إنخخا كنخخا مخخن هخخذا غخخافلين أو يقولخخوا إنمخخا أشخخرك‬
‫آباؤنا من قبل وكنخا ذريخة مخن بعخدهم أفتهلكنخا بمخا فعخل المبطلخون ؟ يخا داود‬
‫وليتنا مؤكدة عليهم في الميثاق )‪ .(3‬التوحيد‪ :‬عن على بن أحمد الدقاق‪ ،‬عن‬
‫محمد بن أبي عبد ال الكوفي‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬في التوحيخخد‪ :‬فقخخال لخخى مخخا يقولخخون فخخي ذلخخك‪ (2) .‬فخخي التوحيخخد‪ :‬المخلخخوقين‪(3) .‬‬
‫الكافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص‪.(*) 132 :‬‬

‫]‪[96‬‬

‫محمد بن إسماعيل البرمكي‪ ،‬عن جزعان )‪ (1‬بن نصر الكندي‪ ،‬عن سهل مثله‪ .‬بيان‪:‬‬
‫ظخخاهره أن الخ سخخبحانه أعطخخى المخخاء حالخخة صخخار قخخابل لحمخخل دينخخه وعلمخخه‬
‫ويحتمل أن يكون المعنى أنه لما كان الماء أول المخلوقخخات وكخخان الخ تعخخالى‬
‫جعله قابل لن يخرج منه خلقا يكونون قابلين لعلمه ودينه وكان يهيئ أسباب‬
‫خروجهم منه فكأنه حمل دينه وعلمه المخخاء‪ ،‬ومخخن يسخخلك مسخخلك الحكمخخاء قخخد‬
‫يؤول الماء بالعقل وقد يؤوله بالهيولى‪ ،‬ونحن من ذلك بمعزل بفضله تعخخالى‪.‬‬
‫‪ - 81‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‬
‫عن محمد بن داود‪ ،‬عن محمد بن عطية )‪ (2‬قال‪ :‬جاء إلى أبخخي جعفخخر عليخخه‬
‫السلم رجل من أهل الشام من علمائهم فقال‪ :‬يا أبا جعفر ! جئت أسخخألك عخخن‬
‫مسأله قد أعيت علي أن أجد أحدا يفسرها ! وقخخد سخخألت عنهخخا ثلثخخة أصخخناف‬
‫من الناس فقال كل صنف منهم شيئا غير الذي قال الصخخنف الخخخر‪ .‬فقخخال لخخه‬
‫أبو جعفر عليه السلم‪ :‬ما ذاك ؟ قال‪ :‬فإني أسألك عخن أول مخا خلخق الخ مخن‬
‫خلقه‪ ،‬فإن بعض من سألته قال‪ :‬القدر‪ ،‬وقخال بعضخهم‪ :‬القلخم‪ ،‬وقخال بعضخهم‪:‬‬
‫الروح‪ .‬فقال أبو جعفر‪ :‬ما قالوا شيئا ! اخبرك أن ال تبارك وتعالى كخخان ول‬
‫شئ غيره‪ ،‬وكان عزيزا ول أحد كان قبخخل عخخزه‪ ،‬وذلخخك قخخوله )سخخبحان ربخخك‬
‫رب العزة عما يصفون( وكان الخالق قبل المخلوق‪ ،‬ولخخو كخخان أول مخخا خلخخق‬
‫من خلقه الشئ من الشئ إذا لم يكن له انقطاع أبدا‪ ،‬ولم يزل ال إذا ومعه شئ‬
‫ليس هو يتقدمه‪ ،‬ولكنه كان إذ ل شئ غيره‪ ،‬وخلق الشئ الذي جميع‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬جذعان بخخن أبخخى نصخر الكنخخدى‪ (2) .‬هخخو محمخد بخخن عطيخة الحنخاط‬
‫الكخخوفى اخخخو الحسخخن وجعفخخر‪ ،‬قخخال النجاشخخي عنخخد ترجمخخة اخيخخه الحسخخن‪:،‬‬
‫الحسن بن عطة الحناط كوفى‪ ،‬مولى‪ ،‬ثقخخة‪ ،‬واخخخواه أيضخخا‪ ،‬وكلهخخم يخخروون‬
‫عن أبى عبد ال عليه السلم وظاهره وثاقة محمد وجعفخخر أيضخخا‪ .‬لكخخن فخخي‬
‫روايته عن ابى جعفر بل واسطة اشكال‪ ،‬لنه روى عن أبى عبد ال خ عليخخه‬
‫السلم وهو صغير كما صرح به النجاشي‪ ،‬فكأن في السند ارسخخال‪ .‬ويؤيخخده‬
‫أنه لم يذكر روايتخخه فخخي سخخائر كتخخب الرجخخال أيضخخا إل عخخن الصخخادق عليخخه‬
‫السلم )*(‪.‬‬

‫]‪[97‬‬

‫الشياء منه وهو الماء الذي خلق الشياء منه‪ ،‬فجعل نسخخب كخخل شخخئ إلخخى المخخاء‪ ،‬ولخخم‬
‫يجعل للماء نسبا يضاف إليه‪ ،‬وخلق الريح مخخن المخخاء‪ ،‬ثخخم سخخلط الريخخح علخخى‬
‫الماء فشققت الريح متن الماء حتى ثار من المخاء زبخد علخخى قخخدر مخا شخاء أن‬
‫يثور‪ ،‬فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية ليس فيهخخا صخخدع ول ثقخخب )‪(1‬‬
‫ول صعود ول هبوط‪ ،‬ول شجرة ثم طواها فوضعها فوق الماء‪ ،‬ثم خلق الخخ‬
‫النار من الماء‪ ،‬فشققت النار متن الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر مخخا‬
‫شاء ال أن يثور‪ ،‬فخلق من ذلك الدخان سماء صخخافية نقيخخة ليخخس فيهخا صخخدع‬
‫ول نقب )‪ (2‬وذلك قوله )أم السماء بنيها * رفع سخخمكها فسخخويها * وأغطخخش‬
‫ليلها وأخرج ضحيها( قخخال‪ :‬ول شخخمس ول قمخخر‪ ،‬ول نجخخوم ول سخخحاب‪ ،‬ثخخم‬
‫طواها فوضعها فوق الرض‪ ،‬ثم نسب الخليقتين‪ ،‬فرفع السماء قبل الرض‪،‬‬
‫فذلك قوله عز ذكره )والرض بعد ذلك دحيها( يقول‪ :‬بسطها‪ .‬قخخال‪ :‬فقخخال لخخه‬
‫الشامي‪ :‬يا أبا جعفر ! قول ال عزوجل )أو لم ير الذين كفخخروا أن السخخماوات‬
‫والرض كانتا رتقا ففتقناهما( ؟ فقال له أبو جعفر عليه السلم‪ :‬فلعلخخك تزعخخم‬
‫أنهما كانتا رتقا ملتزقتين ملتصقتين ففتقت إحداهما من الخرى ؟ فقخخال‪ :‬نعخخم‬
‫فقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬استغفر ربك ! فإن قول ال عزوجل )كانتا رتقا(‬
‫يقخخول‪ :‬كخخانت السخخماء رتقخخا ل تنخخزل المطخخر‪ ،‬وكخخانت الرض رتقخخا ل تنبخخت‬
‫الحب‪ ،‬فلما خلق ال تبارك وتعالى الخلق وبث فيها من كل دابة ففتق السخخماء‬
‫بالمطر‪ ،‬والرض بنبات الحب‪ .‬فقال الشخخامي‪ :‬أشخخهد أنخخك مخخن ولخخد النبيخخاء‪،‬‬
‫وأن علمك علمهم )‪ .(3‬توضيح‪ :‬قوله عليه السلم )ولخخو كخخان أول مخخا خلخخق(‬
‫أي لو كان كما تزعمه الحكماء كل حادث مسبوقا بمادة فل يتحقق شئ يكخون‬
‫أول الشياء من الحوادث‪ ،‬فيلخخزم وجخخود قخخديم سخخوى الخ تعخخالى وهخخو محخخال‬
‫)فجعل نسب كل شئ إلى الماء( أي‬

‫)‪ (1‬نقب )خ(‪ (2) .‬ثقب )خ(‪ (3) .‬روضة الكافي‪(*) .94 :‬‬

‫]‪[98‬‬

‫بأن خلق جميعها منه‪ ،‬ل بقوله )وجعلنا من الماء كل شئ حي( لنخخه ظخخاهرا مختخخص‪.‬‬
‫بذوي الحياة‪ ،‬إل أن يقال‪ :‬المراد بكخخل شخخئ هنخخا أيضخخا ذو والحيخخاة‪ ،‬أو يقخخال‪:‬‬
‫انتساب ذوي الحياة إليه مستلزم لنتساب غيرهخخم أيضخخا مخخن العناصخخر لنهخخا‬
‫جزء الحيوان‪) .‬ثم نسب الخليقتين( أي رتبهما فخخي الوضخخع‪ ،‬وجعخخل إحخخداهما‬
‫فوق الخرى‪ ،‬أو بين نسبة خلقهما في كتابه بقوله )والرض بعد ذلك دحيها(‬
‫فبين أن دحو الرض بعد رفع السماء‪ - 82 .‬الكافي‪ :‬عخخن محمخخد‪ ،‬عخخن أحمخخد‬
‫بن محمد‪ ،‬عن ابخن محبخوب‪ ،‬عخن العلء بخن رزيخن‪ ،‬عخن محمخد بخن مسخلم‪،‬‬
‫والحجال عن العلء‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن مسخخلم‪ ،‬قخخال‪ :‬قخخال لخخي أبخخو جعفخخر عليخخه‬
‫السلم‪ :‬كان كل شئ ماء‪ ،‬وكان عرشه على الماء‪ ،‬فخأمر الخ عزوجخل المخاء‬
‫فاضطرم نارا‪ ،‬ثم أمر النار فخمدت‪ ،‬فارتفع مخخن خمودهخخا دخخخان‪ ،‬فخلخخق الخ‬
‫السماوات مخخن ذلخخك الخخدخان‪ ،‬وخلخخق الرض مخخن الرمخخاد‪ ،‬ثخخم اختصخخم المخخاء‬
‫والنار و الريح‪ ،‬فقال الماء‪ :‬أنخخا جنخخد الخ الكخخبر‪ ،‬وقخخال الريخخح‪ :‬أنخخا جنخخد الخ‬
‫الكبر‪ ،‬وقالت النار‪ :‬أنا جند ال الكبر‪ ،‬فأوحى ال عزوجل إلى الريح‪ :‬أنخخت‬
‫جنخخدي الكخخبر )‪ .(1‬بيخخان‪) :‬وخلخخق الرض مخخن الرمخخاد( لعخخل المخخراد بقيخخة‬
‫الرض التي حصلت بعد الدحو‪ ،‬ويحتمل أيضا أن يكون الزبد المخخذكور فخخي‬
‫الخبار الخر مادة بعيدة للرض بأن يكون الرمخخاد تكخخون مخخن الزبخخد‪ ،‬ومخخن‬
‫الرمخاد تكخونت الرض‪ ،‬أو يكخون الرمخاد أحخد أجخزاء الرض مخزج بالزبخد‬
‫فجمد الزبد بذلك المزج وتصلب‪ - 83 .‬الكخخافي‪ :‬عخخن محمخخد بخخن يحيخخى‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبخخوب‪ ،‬عخخن أبخخي جعفخخر الحخخول‪ ،‬عخخن سخخلم بخخن‬
‫المستنير‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن ال عزوجل خلق الجنة قبل أن‬
‫يخلخخق النخخار‪ ،‬وخلخخق الطاعخخة قبخخل أن يخلخخق المعصخخية‪ ،‬وخلخخق الرحمخخة قبخخل‬
‫الغضب‪ ،‬وخلق الخير قبل الشر‪ ،‬وخلق الرض قبخخل السخخماء‪ ،‬وخلخخق الحيخخاة‬
‫قبل الموت‪ ،‬وخلق الشمس قبل القمر‪ ،‬وخلق النور قبل )‪ (2‬أن يخلق الظلمخخة‬
‫)‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬روضة الكافي‪ 95 :‬و ‪ (2) .153‬في المصدر‪ :‬قبل الظلمة‪ (3) .‬روضة الكخخافي‪:‬‬
‫‪.145‬‬

‫]‪[99‬‬

‫بيان‪ :‬لعل المراد بخلق الطاعة تقديرها‪ ،‬بل الظاهر في الكثر ذلخخك‪ ،‬و الخلخخق بمعنخخى‬
‫التقدير شائع‪ ،‬والمراد بخلق الشر خلق ما يترتب عليه شخخر ظخخاهرا وإن كخخان‬
‫خيره غالبا ووجوده صلحا‪ - 84 .‬الكافي‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن هارون‬
‫بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬ما خلق ال عزوجل خلقا إل وقخد أمخر عليخه آخخر يغلبخه‬
‫فيخخه‪ ،‬وذلخخك أن ال خ تبخخارك وتعخخالى لمخخا خلخخق السخخحاب )‪ (1‬السخخفلى فخخخرت‬
‫وزخرت )‪ (2‬وقالت أي شئ يغلبني ؟ فخلق الرض فسخخطحها علخخى ظهرهخخا‬
‫فذلت‪ ،‬ثم إن الرض فخرت وقالت‪ :‬أي شئ يغلبنخخي ؟ فخلخخق الجبخخال فأثبتهخخا‬
‫على ظهرها أوتادا من أن تميخخد بمخخا عليهخخا فخخذلت الرض واسخختقرت‪ ،‬ثخخم إن‬
‫الجبال فخرت على الرض فشخخخمت واسخختطالت وقخخالت‪ :‬أي شخخئ يغلبنخخي ؟‬
‫فخلق الحديد فقطعها فقرت الجبخخال وذلخخت‪ ،‬ثخخم إن الحديخخد فخخخر علخخى الجبخخال‬
‫وقال‪ :‬أي شئ يغلبني ؟ فخلق النار فأذابت الحديخخد فخخذل الحديخخد‪ ،‬ثخخم إن النخخار‬
‫زفرت وشهقت وفخرت وقالت‪ :‬أي شئ يغلبني ؟ فخلق الماء فأطفأهخخا فخخذلت‬
‫النار‪ ،‬ثم إن الماء فخر وزخر وقال‪ :‬أي شئ يغلبني ؟ فخلخخق الريخخح فحركخخت‬
‫أمواجه وأثارت ما في قعره وحبسته عخخن مجخخاريه فخخذل المخخاء‪ ،‬ثخخم إن الريخخح‬
‫فخرت وعصفت ولوحت )‪ (3‬أذيالها وقالت‪ :‬أي شئ يغلبني ؟ فخلق النسان‬
‫فبنى واحتال واتخخخذ مخخا يسخختتر بخخه مخخن الريخخح وغيرهخخا فخخذلت الريخخح‪ ،‬ثخخم إن‬
‫النسان طغى وقال‪ :‬مخخن أشخخد منخخي قخخوة ؟ فخلخخق الخ لخخه المخخوت فقهخخره فخخذل‬
‫النسان‪ ،‬ثم إن الموت فخر في نفسه فقال ال عزوجل‪ :‬ل تفخر فخإني ذابحخك‬
‫بين الفريقين أهل الجنة وأهل النار‪ ،‬ثخخم ل احييخخك أبخخدا فخخترجى وتخخخاف )‪.(4‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬والحلم يغلب الغضب‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬البحار السخفلى‪ (2) .‬فخي المخطخوط‪ :‬زحزحخت‪ (3) .‬فخي المصخدر‪:‬‬
‫وأرخت أذيالها‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬أو تخاف‪.‬‬

‫]‪[100‬‬
‫والرحمة تغلب السخط‪ ،‬والصدقة الخطيئة‪ .‬ثم قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ومخخا أشخخبه‬
‫هذا مما يغلب غيره ! )‪ (1‬ايضاح‪ :‬في القخخاموس‪ :‬زخخخر البحخخر كمنخخع زخخخرا‬
‫وزخورا وتزخر طمأ وتمل‪ ،‬والوادي مد جداوارتفع‪ ،‬والنبات طال‪ ،‬والرجل‬
‫بمخخا عنخخده فخخخر )انتهخخى( )‪ (2‬والظخخاهر أن هخخذه الجمخخل جخخرت علخخى سخخبيل‬
‫الستعارة التمثيلية لبيان أن سخخوى الحخق تعخخالى مقهخخور مغلخخوب عخخن غيخخره‪،‬‬
‫وال سبحانه هو الغالب القاهر لجميع ما سواه‪ ،‬وأنه سبحانه بحكمته دفخخع فخخي‬
‫الدنيا عادية كل شخخئ بشخخئ ليسخختقيم للنخخاس التعيخخش فيهخخا‪ .‬و )الميخخل( الحركخخة‬
‫والضطراب‪ .‬وقال الجوهري‪ :‬الزفيخر اغختراق )‪ (3‬النفخس للشخدة‪ ،‬والزفيخر‬
‫أول صوت الحمار‪ ،‬والشهيق آخخخره )‪ .(4‬وقخخال الفيخخروز آبخخادي‪ :‬زفخخر النخخار‬
‫سمع لتوقخخدها صخخوت )‪ .(5‬قخخوله عليخخه السخخلم )إن المخخاء فخخخر( لعخخل المخخراد‬
‫بالماء ههنا المياه التي استكنت فخخي الرض وخلقخخت علخخى وجههخخا‪ ،‬ولخخذا قيخخد‬
‫الماء في أول الخبر بالبحار السفلى وغلبة الرض إنما هي عليها دون الميخخاه‬
‫الظاهرة‪ ،‬فل ينافي تأخر خلق هخخذا المخخاء عخخن كخخثير مخخن الشخخياء تقخخدم خلخخق‬
‫أصخخل المخخاء وحقيقتخخه علخخى غيخخره مخخن سخخائر الشخخياء‪ .‬قخخوله )وعصخخفت( أي‬
‫اشتدت و )لخوحت أذيالهخا( أي رفعتهخا وحركتهخخا تبخخترا وتكخبرا‪ ،‬وهخذا مخن‬
‫أحسن السخختعارات )فخخترجى أو تخخخاف( أي ل احييخخك فتكخخون حياتخخك رجخخاء‬
‫لهل النار وخوفا لهل الجنة‪ .‬وذبح الموت لعل المخخراد بخخه ذبخخح شخخئ يسخخمى‬
‫بهخخذا السخخم ليعخخرف الفريقخخان رفخخع المخخوت عنهمخخا عيانخخا إن لخخم نقخخل بتجسخخم‬
‫العخخراض فخخي تلخخك النشخخأة‪ ،‬ويحتمخخل أن يكخخون هخخذا أيضخخا علخخى السخختعارة‬
‫التمثيلية‪.‬‬

‫)‪ (1‬روضة الكافي‪ (2) .148 :‬القاموس‪ :‬ج ‪ ،2‬ص‪ (3) .38 :‬كذا في المصدر‪ ،‬وفي‬
‫بعض نسخ الكتاب )اغتراف( بالفاء‪ (4) .‬الصخخحاح‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ 670‬وزاد‪:‬‬
‫لن الزفير ادخال النفخخس والشخخهيق إخراجخخه‪ (5) .‬القخخاموس‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪39‬‬
‫)*(‪.‬‬

‫]‪[101‬‬

‫‪ - 85‬الختصاص‪ :‬قال يونس بن عبد الرحمن يوما لموسى بخخن جعفخخر عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫أين كان ربك حيث لسماء مبنية ول أرض مدحية ؟ قال‪ :‬كان نورا في نور‪،‬‬
‫ونورا على نور‪ ،‬خلق من ذلك النور ماء منكدرا فخلق من ذلك الماء ظلمخخة‪،‬‬
‫فكان عرشه على تلك الظلمة‪ .‬قال‪ :‬إنما سألتك عن المكخخان ! قخخال‪ :‬كلمخخا قلخخت‬
‫أيخخن فخخأين هخخو المكخخان‪ .‬قخخال‪ :‬وصخخفت فأجخخدت )‪ (1‬إنمخخا سخخألتك عخخن المكخخان‬
‫الموجود المعروف ! قخخال‪ :‬كخخان فخخي علمخخه لعلمخخه‪ ،‬فقصخخر علخخم العلمخخاء عنخخد‬
‫علمه‪ .‬قال‪ :‬إنما سألتك عن المكان ! قال‪ :‬يا لكع ! أليس قد أجبتك أنه كان في‬
‫علمه لعلمه‪ ،‬فقصر علم العلماء عنخخد علمخخه ؟ ‪ - 86‬سخخعد السخخعود للسخخيد ابخخن‬
‫طاوس‪ :‬قال‪ :‬وجدت في صحف إدريس عليه السخلم مخن نسخخخة عتيقخة‪ :‬أول‬
‫يوم خلق ال جل جلله يوم الحد‪ ،‬ثم كان صباح يوم الثنين فجمخخع ال خ جخخل‬
‫جلله البحار حول الرض‪ ،‬وجعلها أربعخخة بحخخار‪ :‬الفخخرات والنيخخل وسخخيحان‬
‫وجيحان‪ .‬ثم كان مساء ليلة الثلثاء جاء الليل بظلمته ووحشته ثخخم كخخان صخخباح‬
‫يوم الثلثاء فخلق ال جل جلله الشمس والقمر وشرح ذلخخك ومخخا بعخخده شخخرحا‬
‫طويل وقال‪ :‬ثم كخخان مسخخاء ليلخخة الربعخخاء فخلخخق الخ ألخخف ألخخف صخخنف مخخن‬
‫الملئكة منهم على خلق الغمام‪ ،‬ومنهم على خلق النخخار متفخخاوتين فخخي الخلخخق‬
‫والجناس ثم كان صباح يوم الربعاء فخلخخق الخ مخخن المخخاء أصخخناف البهخخائم‬
‫والطير وجعل لهن رزقا في الرض‪ ،‬وخلق النار العظام وأجناس الهوام‪ ،‬ثم‬
‫كان مساء ليلة الخميس فميز ال سباع الدواب وسباع الطير‪ ،‬ثم كخخان صخخباح‬
‫يوم الخميس فخلق ال ثمان جنان وجعل كل باب واحدة منهن إلى بعض‪ ،‬ثخخم‬
‫كان مساء ليلة الجمعة فخلق ال النور الزهراء‪ ،‬وفتح ال مائة باب رحمة في‬
‫كل باب جزء من الرحمة‪ ،‬ووكل بكل باب ألفا مخخن ملئكخخة الرحمخخة‪ ،‬وجعخخل‬
‫رئيسهم كلهم )ميكائيل( فجعل آخرها بابا لجميع الخلئق يتراحمون به بينهم‪،‬‬
‫ثم كان صباح يوم الجمعة فتح ال أبواب السماء بالغيث‪ ،‬وأهب الرياح‬

‫)‪ (1‬فأوجدت )خ( )*(‪.‬‬

‫]‪[102‬‬

‫وأنشأ السحاب‪ ،‬وأرسل ملئكة الرحمة للرض تأمر السحاب تمطخخر علخخى الرض و‬
‫زهرت )‪ (1‬الرض بنباتها وازدادت حسنا وبهجة‪ ،‬وغشى الملئكخخة النخخور‪،‬‬
‫وسمى ال يوم الجمعة لذلك )يوم أزهر( و )يوم المزيد( وقال ال‪ :‬قخخد جعلخخت‬
‫يوم الجمعة أكرم اليام كلها وأحبها إلي ثم ذكر شرحا جليل بعد ذلك ثم قخخال‪:‬‬
‫إن الرض عرفها ال جل جلله أنه يخلق منها خلقا فمنهم من يطيعه ومنهخخم‬
‫من يعصخخيه فاقشخخعرت الرض واسخختعفت الخ وسخخألته أن ل يأخخخذ منهخخا مخخن‬
‫يعصيه ويدخله النار‪ ،‬و أن جبرئيل أتاها ليأخذ عنها طينخخة آدم‪ ،‬فسخخألته بعخخزة‬
‫ال أن ل يأخذ منها شيئا حتى تتضرع إلى ال تعالى‪ ،‬وتضخخرعت فخخأمره ال خ‬
‫تعالى بالنصراف عنها‪ ،‬فأمر الخ ميكائيخخل عليخخه السخخلم فاقشخخعرت وسخخألت‬
‫وتضرعت فأمره ال تعالى بالنصراف عنها‪ ،‬فأمر ال تعالى إسرافيل بخخذلك‬
‫فاقشخخعرت وسخخألت وتضخخرعت فخخأمره ال خ تعخخالى بالنصخخراف عنهخخا فخخأمر‬
‫عزرائيل فاقشعرت وسألت وتضرعت فقال‪ :‬قد أمرني ربي بأمرأنا ماض له‬
‫سرك ذاك )‪ (2‬أم ساءك ؟ فقبض منها كما أمره ال‪ ،‬ثم صعد بها إلى موقفه‪،‬‬
‫فقال ال ]له[‪ :‬كمخا وليخخت قبضخخها مخن الرض وهخو كخخاره كخخذلك تلخخي قبخض‬
‫أرواح كل من عليها وكلما قضيت عليه الموت من اليوم إلى يوم القيامة‪ .‬فلما‬
‫غابت شمس يوم الجمعة خلق ال النعاس فغشاه دواب الرض‪ ،‬وجعل النخخوم‬
‫سباتا وسمى الليلة لذلك ليلة السبت‪ ،‬وقال‪ :‬أنا ال ل إله إل أنا خالق كل شئ‪،‬‬
‫خلقت السموات والرض وما بينهما وما تحت الثرى في ستة أيام مخخن شخخهر‬
‫)نيسان( وهو أول شخخهر مخخن شخخهور الخخدنيا وجعلخخت الليخخل والنهخخار‪ ،‬وجعلخخت‬
‫النهار نشورا ومعاشا‪ ،‬وجعلت الليل لباسا وسكنا ثم كخان صخخباح يخخوم السخبت‬
‫فميز ال لغات الكلم فسبح جميع الخلئق لعزة ال جل جللخخه فتخخم خلخخق ال خ‬
‫وتم أمره في الليل والنهار‪ ،‬ثم كان صباح يوم الحد الثاني اليخخوم الثخخامن مخخن‬
‫الدنيا‪ ،‬فأمر ال ملكا فعجن طينة آدم فخلط بعضها ببعض ثم خمرها‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬تزهرت‪ (2) .‬ذلك )خ( )*(‪.‬‬

‫]‪[103‬‬

‫أربعيخخن سخخنة‪ ،‬ثخخم جعلهخخا لزبخخا )‪ (1‬ثخخم جعلهخخا حمئا مسخخنونا أربعيخخن سخخنة ثخخم جعلهخخا‬
‫صلصال كالفخار أربعيخخن سخخنة‪ ،‬ثخخم قخخال للملئكخخة بعخخد عشخخرين ومخخائة سخخنة‬
‫مذخمر طينة آدم‪ :‬إني خالق بشخخرا مخخن طيخخن ! فخخإذا سخخويته ونفخخخت فيخخه مخخن‬
‫روحي فقعوا له ساجدين‪ .‬فقالوا‪ :‬نعم‪ .‬فقال في الصحف ما هخخذا لفظخخه‪ :‬فخلخخق‬
‫ال آدم على صورته التي صورها في اللوح المحفوظ‪ .‬يقول علي بن موسخخى‬
‫بن طاوس‪ :‬فأسقط بعض المسلمين بعض هخخذا الكلم وقخخال‪ :‬إن الخ خلخخق آدم‬
‫على صورته‪ .‬فاعتقد التجسيم‪ ،‬فاحتاج المسلمون إلى تأويلت الحخخديث‪ ،‬ولخخو‬
‫نقله بتمامه استغنى عن التأويل بتصديق )‪ (2‬وشهد العقل المستقيم‪ .‬وقال فخخي‬
‫الصحف ثم جعلها جسدا ملقى علخخى طريخخق الملئكخخة‪ ،‬الخخذي تصخخعد فيخخه إلخى‬
‫السماء أربعين سنة‪ .‬ثم ذكر تناسل الجن وفسادهم وهرب إبليس منهم إلى ال‬
‫و سؤاله أن يكون مع الملئكة وإجابة سؤاله‪ ،‬وما وقع من الجن حتى أمر ال‬
‫إبليس أن ينزل مع الملئكة لطرد الجخخن‪ ،‬فنخخزل وطردهخخم عخخن الرض الخختي‬
‫أفسدوا فيها وشرح كيفية خلق الروح في أعضاء آدم واستوائه جالسخخا‪ ،‬وأمخخر‬
‫ال الملئكة بالسخخجود فسخخجدوا لخخه إل إبليخخس كخخان مخخن الجخخن فلخخم يسخخجد لخخه‪،‬‬
‫فعطس آدم فقال ال‪ :‬يا آدم قل الحمد لخ رب العخخالمين‪ ،‬فقخال‪ :‬الحمخد لخ رب‬
‫العالمين‪ .‬قال الخخ‪ :‬يرحمخخك الخ ! لهخخذا خلقتخخك لتوحخخدني وتعبخخدني وتحمخخدني‬
‫وتؤمن بي ول تكفر بي ول تشرك بي شخيئا‪ - 87 .‬اقخول‪ :‬قخد مخر تمخامه فخخي‬
‫كتاب النبوة وكتاب الغيبخخة‪ :‬ووجخدت فخي بعخخض الكتخب‪ :‬عخخن الصخادق عليخخه‬
‫السلم في كلم له‪ :‬فخخالزم مخخا أجمخخع عليخخه أهخخل الصخخفاء والنقخخاء مخخن اصخخول‬
‫الخخدين‪ ،‬وحقخخائق اليقيخخن‪ ،‬والرضخخا والتسخخليم‪ ،‬ول تخخدخل فخخي اختلف الخلخخق‬
‫فيصعب عليك‪ ،‬وقد اجتمعت المة المختارة بأن ال واحخخد ليخخس كمثلخخه شخخئ‪،‬‬
‫وأنه‬

‫)‪ (1‬هذه الجملة أعنى )ثم جعلها لزبا( غير موجودة في النسخة المخطوطة‪ (2 ) .‬كذا‬
‫)*(‪.‬‬
‫]‪[104‬‬

‫عدل في حكمه‪ ،‬ويفعل ما يشاء ويحكم ما يريد‪ ،‬ول يقال له في شئ من صفته )لخخم ؟(‬
‫ول كان ول يكون شئ إل بمشيته‪ ،‬وأنه قادر على ما يشاء‪ ،‬صادق في وعده‬
‫ووعيده وأن القخخرآن كلمخخه‪ ،‬وأنخخه كخخان قبخخل الكخخون والمكخخان والزمخخان‪ ،‬وأن‬
‫إحداثه وإفناءه غيخخره سخخواء‪ ،‬مخخا ازداد هخخو بإحخخداثه علمخخا‪ ،‬ول ينقخخص بفنخخائه‬
‫ملكه‪ ،‬عز سلطانه وجل سبحانه فمن أورد عليخخك مخخا ينقخخض هخخذا الصخخل فل‬
‫تقبله‪) .‬الخبر( ‪ - 88‬الخبار المسلسخخلت لجعفخخر بخخن أحمخخد القمخخي )‪ (1‬قخخال‪:‬‬
‫حدثنا محمد بن علي بن الحسخخين وشخخبك بيخخدي‪ ،‬قخال‪ :‬شخخبك بيخخدي عتخخاب بخخن‬
‫محمد بن عتاب أبو القاسم‪ ،‬قال‪ :‬شبك بيدي أحمد بن محمد بن عمار ببغخخداد‪،‬‬
‫وقال لنا‪ :‬شبك بيدي محمد بن همام العراقخخي‪ ،‬قخخال‪ :‬شخخبك بيخخدي إسخخمعيل بخخن‬
‫إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬شبك بيدي عبد الكريم بن هشام‪ ،‬قخخال شخخبك بيخخدي إبراهيخخم بخخن‬
‫أبي يحيى‪ ،‬قال‪ :‬شبك بيدي صفوان بن سليمان‪ ،‬قخخال‪ :‬شخخبك بيخخدي أيخخوب بخخن‬
‫خالد‪ ،‬قال‪ :‬شبك بيدي عبيدال بن رافع‪ ،‬قخال‪ :‬شخخبك بيخخدي أبخخو هريخخرة‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫شبك بيخخدي رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه وقخخال‪ :‬خلخخق الخ الرض يخخوم‬
‫السخخبت‪ ،‬والجبخخال يخوم الحخد‪ ،‬والبحخخر يخخوم الثنيخن‪ ،‬والمكخخروه يخوم الثلثخاء‪،‬‬
‫والنخخور يخخوم الربعخخاء‪ ،‬والخخدواب يخخوم الخميخخس‪ ،‬وآدم يخخوم الجمعخخة‪ .‬أقخخول‪:‬‬
‫الحديث ضعيف مخالف للمشهور وسائر الخبار فل يعول عليه‪ - 89 .‬كتاب‬
‫زيد النرسى‪ :‬عن عبيد بن زرارة‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبخخد ال خ عليخخه السخخلم إذا‬
‫أمات ال أهل الرض لبث مثخل مخا كخان الخلخق ومثخل مخا أمخاتهم وأضخعاف‬
‫ذلك‪ ،‬ثم‬

‫)‪ (1‬هو الشيخ النبيل أبو محمد جعفر بن أحمد بن علخخى القمخخى نزيخخل الخخرى‪ ،‬قخخال فخخي‬
‫روضات الجنات‪ :‬هو من قدماء المحدثين العيان‪ ،‬قريبا من عصخخر المفيخخد‬
‫أو في عصره‪ ،‬يروى عن الصفوانى والصدوق وله تصخخنيفات منهخخا كتخخاب‬
‫)ادب المام والمأموم( إلى أن قال وكتاب مسلسلت الخبار وقد جمخخع فخخي‬
‫المسلسلت ما وقع في جميخخع طبقخخات اسخخناده لفظخخه خاصخخة إلخخى أن اتصخخل‬
‫بالمعصوم‪ .‬ثم قال‪ :‬والسيد ابن طاوس يخخروى عخخن كتبخخه فخخي كتخخاب القبخخال‬
‫وغيره وهذا مما يؤيد الوثوق عليها وروى عن بعخخض كتبخخه الشخخهيد الثخخاني‬
‫في شرح الرشاد ايضخخا )انتهخخى( وامخخا رجخخال هخخذا السخخند فجلهخخم عخخامى أو‬
‫مجهول )*(‪.‬‬

‫]‪[105‬‬

‫أمات أهل السماء الدنيا‪ ،‬ثم لبث مثل مخا خلخق الخلخق ومثخخل مخخا أمخات أهخخل الرض و‬
‫السماء الدنيا وأضعاف ذلك‪ ،‬ثم أمات أهل السماء الثانية ثم لبث مثل ما خلخخق‬
‫الخلق ومثل ما أمات أهل الرض والسماء الخدنيا والسخماء الثانيخة وأضخعاف‬
‫ذلك‪ ،‬ثم أمات أهل السماء الثالثة‪ ،‬ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثخخل مخخا أمخخات‬
‫أهل الرض والسماء الدنيا والسماء الثانية والسماء الثالثة وأضعاف ذلك‪ ،‬ثم‬
‫أمات أهل السماء الرابعة ثم لبث مثخخل مخخا خلخخق الخلخخق ومثخخل مخخا أمخخات أهخخل‬
‫الرض وأهل السماء الدنيا والسماء الثانية والسماء الثالثخخة والسخخماء الرابعخخة‬
‫وأضعاف ذلك‪ ،‬ثم أمات أهل السماء الخامسخة ثخخم لبخس مثخخل مخا خلخخق الخلخق‬
‫الرض ومثل مخخا أمخخات أهخخل الرض وأهخخل السخخماء الخخدنيا والثانيخخة والثالثخخة‬
‫والرابعة والخامسة وأضعاف ذلك‪ ،‬ثم أمات أهخخل السخخماء السادسخخة‪ ،‬ثخخم لبخخث‬
‫مثل ما خلق الخلق ومثل ما امأت أهل الرض وأهخخل السخخماء الخخدنيا والثانيخخة‬
‫والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة وأضعاف ذلك‪ ،‬ثخخم أمخخات أهخخل السخخماء‬
‫السابعة‪ ،‬ثخخم لبخخث مثخخل مخخا خلخخق الخلخخق ومثخخل مخخا أمخخات أهخخل الرض وأهخخل‬
‫السماوات إلى السماء السابعة وأضعاف ذلك ثم أمات ميكائيل‪ ،‬ثخخم لبخخث مثخخل‬
‫ما خلق الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ]كله[ ثم أمات جبرئيل‪ ،‬ثخخم لبخخث‬
‫]مثل[ ما خلق الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك كلخه‪ ،‬ثخم أمخات إسخرافيل‪،‬‬
‫ثم لبث ]مثل[ ما خلق الخلق ومثل ذلك كلخخه وأضخخعاف ذلخخك ]كلخخه[ ثخخم أمخخات‬
‫ملك الموت‪ .‬قال‪ :‬ثم يقول تبارك وتعالى‪ :‬لمن الملك اليوم ؟ فيرد على نفسخخه‪:‬‬
‫ل الواحد القهار‪ .‬أين الجبارون ؟ أين الذين ادعوا معي إلها ؟ أين المتكبرون‬
‫؟ ونحو هذا‪ ،‬ثم يلبث مثل ما خلق الخلق ومثخخل ذلخخك كلخخه وأضخخعاف ذلخخك ثخخم‬
‫يبعث الخلق أو ينفخ في الصور‪ .‬قال عبيد بخخن زرارة‪ :‬فقلخخت‪ :‬إن هخخذا المخخر‬
‫كائن ؟ طولت ذلك ! فقال‪ :‬أرأيت ما كان قبخخل أن يخلخق الخلخخق أطخخول أوذا ؟‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬ذا‪ .‬قال‪ :‬فهل علمت بخخه ؟ قخخال‪ :‬قلخخت‪ :‬ل‪ .‬قخخال‪ :‬فكخخذلك هخخذا‪ .‬بيخخان‪:‬‬
‫الخبر صريح في الحدوث‪ ،‬وقوله )قلت ذا( الظاهر أنه إشارة إلى المدة‬

‫]‪[106‬‬

‫قبل خلق الخلق ويدل على الزمان الموهوم‪ - 90 .(1) .‬النهج‪ :‬روى مسعدة بن صدقة‬
‫عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلم أنخخه قخخال‪ :‬خطخخب أميخخر المخخؤمنين‬
‫علي عليه السلم بهذه الخطبة على منبر الكوفة‪ ،‬وذلك أن رجل أتاه فقال‪ :‬يخخا‬
‫أمير المؤمنين‪ ،‬صف لنا ربنا لنزداد له حبا وبه معرفة‪ ،‬فغضب عليه السخخلم‬
‫ونادى‪ :‬الصلوة جامعة‪ ،‬فخخاجتمع النخخاس ]عليخخه[ حخختى غخخص المسخخجد بخخأهله‪،‬‬
‫فصعد المنبر وهو مغضب متغير اللون‪ ،‬فحمد ال سبحانه وصلى على النبي‬
‫عليه السلم ثم قال‪ :‬الحمد لخ الخخذي ل يفخخره )‪ (2‬المنخخع‪ ،‬ول يكخخديه العطخخاء‬
‫والجود‪ ،‬إذ كل معط منتقص سواه‪ ،‬وكل مانع مذموم ما خله‪] ،‬و[ هو المنان‬
‫بفوائد النعخخم‪ ،‬وعخخوائد المزيخخد والقسخخم‪ ،‬عيخخاله الخلئق )‪ (3‬ضخخمن أرزاقهخخم‪،‬‬
‫وقدر أقواتهم‪ ،‬ونهج سبيل الراغبين إليه‪ ،‬والطالبين ما لديه‪ ،‬وليس بمخخا سخخئل‬
‫بأجود منه بما لم يسأل‪ ،‬الول الذي لم يكن له قبل فيكون شخخئ قبلخخه‪ ،‬والخخخر‬
‫الذي ليس له بعد فيكون شئ بعده والرادع )‪ (4‬أناسي البصار عخخن أن تنخخاله‬
‫أو تدركه‪ ،‬ما اختلف عليه دهر فتختلف منه الحال‪ ،‬ول كان في مكان فيجوز‬
‫عليه النتقخخال‪ ،‬ولخخو وهخخب مخخا تنفسخخت عنخخه معخخادن الجبخخال‪ ،‬وضخخحكت عنخخه‬
‫أصداف البحار من فلز اللجين والعقيان‪ ،‬نثخخارة الخخدر وحصخخيد المرجخخان‪ ،‬مخخا‬
‫أثر ذلك في جوده‪ ،‬ول أنفد سعة ما عنده‪ ،‬ولكان عنده من ذخائر‬

‫)‪ (1‬أن كان المراد بالخلق جميع ما سوى ال فل ريب أنه لم يكن قبله شخخئ سخخوى الخ‬
‫تعالى لزمان ول مكان ول أي شئ فرض حتى يقايس به الزمنة الطويلخخة‬
‫في الغاية‪ ،‬ول يتوهم عندئذ شخخئ اصخخل )واطلق )عنخخد( و )إذ( مخخن ضخخيق‬
‫العبارة( على أن مقايسة المر الحقيقي بالموهوم غير صحيح كما ل يخفخخى‬
‫وان كان المراد بالخلق اهخل السخخماوات والرض دون نفسخها ومخخا وراءهخا‬
‫فيمكخخن تصخخوير الزمخخان الحقيقخخي قبخخل خلخخق اهخخل السخخماوات والرض ول‬
‫يحتاج إلى فرض الزمان الموهوم‪ .‬وللرواية معنى دقيق يطلب من محلخخه‪) .‬‬
‫‪ (2‬في المخطوطة‪ :‬ل يعزه المنع وفي المصدر‪ :‬ل يفره المنخخع والجمخخود‪) .‬‬
‫‪ (3‬في المصدر‪ :‬الخلق‪ (4) .‬في بعض النسخ‪ :‬فالرادع‬

‫]‪[107‬‬

‫النعام ما ل تنفده مطخخالب النخخام‪ ،‬لنخخه الجخخواد الخخذي ل يغيضخخه سخخؤال السخخائلين‪ ،‬ول‬
‫يبخله إلحاح الملحين‪ ،‬فانظر أيها السائل ! فما دلخخك القخخرآن عليخخه مخخن صخخفته‬
‫فائتم به واستضئ بنور هدايته‪ ،‬وما كلفك الشيطان علمه مما ليس في الكتاب‬
‫عليك فرضه ول في سنة النبي وأئمة الهدى أثره فكل علمه إلى ال سخخبحانه‪،‬‬
‫فإن ذلك منتهى حق ال عليك‪ .‬واعلم أن الراسخين في العلم هم الذين أغنخخاهم‬
‫عن اقتحام السدد المضروبة دون الغيوب القرار بجملة ما جهلوا تفسيره من‬
‫الغيب المحجوب‪ ،‬فمدح ال تعالى اعترافهم بالعجز عن تناول ما لخخم يحيطخخوا‬
‫به علما‪ ،‬وسمى تركهخخم التعمخخق فيمخخا لخخم يكلفهخخم البحخخث عخخن كنهخخه رسخخوخا‪،‬‬
‫فاقتصر على ذلك فل تقدر عظمة الخ سخخبحانه علخخى قخخدر عقلخخك فتكخخون مخخن‬
‫الهالكين‪ ،‬هو القادر الذي إذا ارتمت الوهخام لتخخدرك منقطخع قخخدرته‪ ،‬وحخاول‬
‫الفكر المبرأمن خطر الوساوس )‪ (1‬أن يقخخع عليخخه مخخن عميقخخات )‪ (2‬غيخخوب‬
‫ملكوته‪ ،‬وتولهت القلوب إليخخه لتجخخري فخخي كيفيخخة صخخفاته‪ ،‬وغمضخخت مخخداخل‬
‫العقخخول فخخي حيخث ل تبلغخخه الصخخفات لتنخخال علخخم ذاتخه‪ ،‬ردعهخا وهخخي تجخخوب‬
‫مهاوي سخخدف الغيخخوب متخلصخخة إليخخه سخخبحانه ]وتعخخالى[ فرجعخت إذ جبهخخت‬
‫معترفة بأنه ل ينخخال بجخخور العتسخخاف كنخخه معرفتخخه‪ ،‬ول تخطخخر ببخخال اولخخي‬
‫الرويات خاطرة من تقدير جلل عزتخه الخذي ابتخدع الخلخق علخى غيخر مثخال‬
‫امتثله‪ ،‬ول مقدار احتذى عليه من خالق معبود كان قبله‪ ،‬وأرانا مخخن ملكخخوت‬
‫قدرته وعجائب ما نطقت به آثار حكمته‪ ،‬واعتراف الحاجة من الخلق إلى أن‬
‫يقيمها بمساك قوته )‪ (3‬ما دلنا باضطرار قيام الحجة على معرفته‪ ،‬وظهرت‬
‫في البدائع التي أحدثها آثار صنعته وأعلم حكمته‪ ،‬فصار كل ما خلخخق حجخخة‬
‫له ودليل عليه‪ ،‬وإن كان خلقا صخخامتا فحجتخخه بالتخخدبير ناطقخخة‪ ،‬ودللتخخه علخخى‬
‫المبدع قائمة فأشهد )‪ (4‬أن من شبهك بتباين أعضاء خلقك‪ ،‬وتلحم حقاق‬

‫)‪ (1‬سيأتي من المؤلف رحمه ال أنه روى‪ ،‬من خطخخرات الوسخخاوس‪ (2) .‬فخخي بعخخض‬
‫النسخ وكذا في المصدر‪ :‬في عميقخخات‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬قخخدرته‪ (4) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ ،‬وأشهد‪ .‬وهكذا فيما يأتي )*(‪.‬‬

‫]‪[108‬‬

‫مفاصلهم المحتجبة لتدبير حكمتك لم يعقد غيب ضميره على معرفتك‪ ،‬ولم يباشر قلبخخه‬
‫اليقين بأنه لندلك‪ ،‬وكأنه لم يسخخمع تخخبرء التخخابعين مخخن المتبخخوعين إذ يقولخخون‬
‫)تال إن كنا لفي ضلل مبين إذ نسويكم برب العالمين( كذب العادلون بخخك إذ‬
‫شبهوك بأصنامهم‪ ،‬ونحلخخوك حليخخة المخلخخوقين بأوهخخامهم‪ ،‬وجخخزؤوك تجخخزئة‬
‫المجسمات بخواطرهم‪ ،‬وقدروك على الخلقة المختلفة القوى بقرائح عقولهم‪،‬‬
‫فأشهد أن من ساواك بشئ مخن خلقخخك فقخد عخخدل بخخك‪ ،‬والعخادل بخك كخخافر بمخا‬
‫تنزلت به محكمات آياتك‪ ،‬ونطقت به عنه شواهد حجج بيناتك‪ ،‬وأنك أنت ال‬
‫الذي لم يتنخخاه فخخي العقخخول فيكخخون فخخي مهخخب فكرهخخا مكيفخخا‪ ،‬ول فخخي روايخخات‬
‫خواطرها محدودا )‪ (1‬مصرفا‪ .‬ومنها‪ :‬قدر مخخا خلخخق فخخأحكم تقخخديره‪ ،‬ودبخخره‬
‫فألطف تدبيره‪ ،‬ووجهه لوجهته فلم يتعد حخخدود منزلتخخه‪ ،‬فلخخم يقصخخر )‪ (2‬دون‬
‫النتهاء إلى غايته‪ ،‬ولخخم يستصخعب إذ أمخخر بالمضخخي علخخى إرادتخخه‪ ،‬وكيخف ؟‬
‫وإنما صدرت المور عن مشيته‪ ،‬المنشئ أصناف الشياء بل رويخخة فكخخر آل‬
‫إليهخخا‪ ،‬ول قريحخخة غريخخزة أضخخمر عليهخخا‪ ،‬ول تجربخخة أفادهخخا مخخن حخخوادث‬
‫الدهور‪ ،‬ول شخخريك أعخانه علخى ابتخداع عجخائب المخخور‪ ،‬فتخخم خلقخه وأذعخخن‬
‫لطخخاعته‪ ،‬وأجخخاب إلخخى دعخخوته‪ ،‬ولخخم يعخخترض دونخخه ريخخث المبطخخئ‪ ،‬ول أنخخاة‬
‫المتلكخخئ فأقخخام مخخن الشخخياء أودهخخا‪ ،‬ونهخخج حخخدودها )‪ (3‬ولءم بقخخدرته بيخخن‬
‫متضخخادها‪ ،‬ووصخخل أسخخباب قرائنهخخا وفرقهخخا أجناسخخا مختلفخخات فخخي الحخخدود‬
‫والقدار‪ ،‬والغرائز والهيئات‪ ،‬بدايا خلئق أحكم صخخنعها‪ ،‬وفطرهخخا علخخى مخخا‬
‫أراد وابتدعها‪ .‬منها في صفة السماء‪ :‬ونظم بل تعليق رهوات فرجها‪ ،‬ولحم‬
‫صخخدوع انفراجهخخا‪ ،‬وشخخج بينهخخا وبيخخن أزواجهخخا‪ ،‬وذلخخل للهخخابطين بخخأمره‬
‫والصاعدين بأعمال خلقخخه حزونخخة معراجهخخا )‪ (4‬وناداهخخا بعخخد إذ هخخي دخخخان‬
‫فالتحمت عرى أشراجها‪ ،‬وفتق‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فتكون محدودا‪ (2) .‬في المصدر وكذا في بعض النسخ‪ :‬فلم يقصخر‪.‬‬
‫)‪ (3‬في النسخة المخطوطة‪ :‬جددها‪ (4) .‬في بعض النسخ‪ :‬معارجها )*(‪.‬‬
‫]‪[109‬‬

‫بعد الرتتاق صوامت أبوابها‪ ،‬وأقام رصدا من الشهب الثواقب على نقابها‪ ،‬وأمسخخكها‬
‫من أن تمور في خرق )‪ (1‬الهخخواء بخخائدة ]رائدة[ وأمرهخخا أن تقخخف مستسخخلمة‬
‫لمره وجعل شمسها آيخخة مبصخخرة لنهارهخخا‪ ،‬وقمرهخخا آيخخة ممحخخوة مخخن ليلهخخا‪،‬‬
‫وأجراهما )‪ (2‬في مناقل مجراهما‪ ،‬وقدر مسيرهما )‪ (3‬في مدارج درجهما‪،‬‬
‫ليميز بين الليل والنهار بهما‪ ،‬وليعلخخم عخخدد السخخنين والحسخخاب بمقاديرهخخا‪ ،‬ثخخم‬
‫علخخق فخخي جوهخخا فلكهخخا‪ ،‬ونخخاط بهخخا زينتهخخا مخخن خفيخخات دراريهخخا ومصخخابيح‬
‫كواكبهخخا‪ ،‬ورمخخى مسخخترقي السخخمع بثخخواقب شخخهبها‪ ،‬وأجراهخخا علخخى إذلل‬
‫تسخيرها‪ ،‬من ثبات ثابتها ومسير سائرها‪ ،‬وهبوطهخخا وصخخعودها‪ ،‬ونحوسخخها‬
‫وسعودها‪ .‬منها في صفة الملئكخخة عليهخخم السخخلم‪ :‬ثخخم خلخخق سخخبحانه لسخخكان‬
‫سخخماواته‪ ،‬وعمخارة الصخفيح العلخخى مخن ملكخخوته‪ ،‬خلقخخا بخديعا مخخن ملئكتخه‪،‬‬
‫ملبهم فروج فجاجها‪ ،‬و حشابهم فتوق أجوائها‪ ،‬وبيخخن فجخخوات تلخخك الفخخروج‬
‫زجل المسبحين منهم في حظائر القدس وسترات الحجب وسخخرادقات المجخخد‪،‬‬
‫ووراء ذلك الرجيج الذي تستك منه السماع سبحات نور تردع البصار عن‬
‫بلوغها‪ ،‬فتقت خاسئة على حخخدودها‪ ،‬أنشخخأهم علخخى صخخور مختلفخخات‪ ،‬وأقخخدار‬
‫متفاوتات‪ .‬اولي أجنحة تسبح جلل عزته‪ ،‬ل ينتحلون ما ظهر في الخلق مخخن‬
‫صخخنعه )‪ (4‬ول يخخدعون أنهخخم يخلقخخون شخخيئا معخخه ممخخا انفخخرد بخخه‪ ،‬بخخل عبخخاد‬
‫مكرمون‪ ،‬ل يسبقونه بخخالقول وهخخم بخخأمره يعملخخون‪ ،‬جعلهخخم فيمخخا هنالخخك أهخخل‬
‫المانة على وحيه‪ ،‬وحملهم إلى المرسلين ودائع أمره ونهيه‪ ،‬وعصخخمهم مخخن‬
‫ريب الشبهات فما منهم زائغ عن سبيل مرضاته‪ ،‬وأمدهم بفوائد المعونة ) ‪(5‬‬
‫وأشعر قلوبهم تواضع إخبخخات السخخكينة‪ ،‬وفتخخح لهخخم أبوابخخا ذلل إلخخى تماجيخخده‪،‬‬
‫ونصب لهم منارا واضحة على‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬في خراق‪ (2) .‬في بعض النسخ وكذا في المصدر‪ :‬فأجراهمخخا‪(3) .‬‬
‫في المصخخدر‪ :‬سخخيرهما‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬صخخنعته‪ (5) .‬فخخي المخطوطخخة‪:‬‬
‫بفوائد امره )*(‪.‬‬

‫]‪[110‬‬

‫أعلم توحيده‪ ،‬لم تثقلهم مؤصرات الثام‪ ،‬ولم ترتحهلم عقب الليالى واليام‪ ،‬ولخخم تخخرم‬
‫الشكوك بنوازعها عزيمة إيمانهم‪ ،‬ولم تعترك الظنون على معاقد يقينهم‪ ،‬ول‬
‫قخخدحت قادحخخة الحخخن فيمخخا بينهخخم‪ ،‬ول سخخلبتهم الحيخخرة مخخالق مخخن معرفتخخه‬
‫بضمائرهم وسكن بعظمته )‪ (1‬وهيبة جللخخه )‪ (2‬فخخي أثنخخاء صخخدورهم‪ ،‬ولخخم‬
‫تطمع فيهم الوساوس فتقترع برينها )‪ (3‬على فكرهم‪ ،‬منهم من هو فخخي خلخخق‬
‫الغمام الدلح )‪ (4‬وفي عظم الجبال الشمخ‪ ،‬وفخخي قخخترة الظلم اليهخخم‪ ،‬ومنهخخم‬
‫من ]قد[ خرقت أقدامهم تخوم الرض السفلى‪ ،‬فهي كرايات بيخخض قخخد نفخخذت‬
‫في مخارق الهواء‪ ،‬وتحتها ريح هفافة تحبسها على حيث انتهت مخخن الحخخدود‬
‫المتناهية‪ ،‬قد استفرغتهم )‪ (5‬أشغال عبخخادته‪ ،‬ووسخخلت حقخخائق اليمخخان بينهخخم‬
‫وبين معرفته‪ ،‬وقطعهم اليقان به إلى الوله إليه‪ ،‬ولم تجاوز رغابتهم ما عنده‬
‫إلى ما عند غيره‪ ،‬قخخد ذاقخخوا حلوة معرفتخخه‪ ،‬وشخخربوا مخخن كخخأس الرويخخة مخخن‬
‫محبته‪ ،‬وتمكنت مخخن سخخويداء قلخخوبهم وشخخيجة خيفتخخه‪ ،‬فحنخخوا بطخخول الطاعخخة‬
‫اعتدال ظهورهم‪ ،‬ولم ينفد طول الرغبة إليه مادة تضرعهم‪ ،‬ول أطلق عنهخخم‬
‫عظيم الزلفة ربق خشوعهم‪ ،‬ولم يتولهم العجاب فيستكثروا ما سخخلف منهخخم‪،‬‬
‫ول تركت لهم استكانة الجلل نصيبا في تعظيم حسناتهم‪ ،‬ولم تجر الفخخترات‬
‫فيهم على طول دؤوبهم ولم تغض )‪ (6‬رغباتهم فيخخخالفوا عخخن رجخخاء ربهخخم‪،‬‬
‫ولخخم تجخخف لطخخول المناجخخات أسخخلت ألسخخنتهم‪ ،‬ول ملكتهخخم الشخخغال فتنقطخخع‬
‫بهمس الخير )‪ (7‬إليه أصواتهم‪ ،‬ولم تختلف‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬من عظمته‪ (2) .‬في بعض النسخ وكذا في المصدر‪ :‬جللتخخه‪) .‬‬
‫‪ (3‬في بعض النسخ‪ :‬بريبها‪ (4) .‬الدلخخح‪ :‬بالحخخاء المهملخخة وزان عنخخق جمخخع‬
‫)دلخخوح( أي كخخثير المخخاء‪ ،‬ويحتمخخل ان يكخخون بتشخخديد اللم المفتوحخخة كركخخع‬
‫جميع )دالح(‪ (5) .‬في المخطوطة‪ :‬قد استفزعتهم‪ (6) .‬فخخي المخطوطخخة‪ :‬لخخم‬
‫تفض‪ (7) .‬في بعض النسخ‪ :‬بهمس الحنين‪.‬‬

‫]‪[111‬‬

‫في مقاوم الطاعة مناكبهم‪ ،‬ولم يثنوا إلى راحة التقصير فخخي أمخخره رقخخابهم‪ ،‬ول تعخخدوا‬
‫علخخى عزيمخخة جخخدهم بلدة الغفلت‪ ،‬ول تنتضخخل فخخي هممهخخم )‪ (1‬خخخدائع‬
‫الشهوات‪ ،‬قد اتخذوا ذا العرش ذخيرة ليوم فاقتهم‪ ،‬ويمموه عند انقطاع الخلق‬
‫إلخخى المخلخخوقين برغبتهخخم‪ ،‬ل يقطعخخون أمخخد غايخخة عبخخادته‪ ،‬ول يرجخخع بهخخم‬
‫الستهتار بلزوم طاعته‪ ،‬إل إلى مواد مخخن قلخخوبهم غيخخر منقطعخخة مخخن رجخخائه‬
‫ومخافته‪ ،‬لم تنقطع أسباب الشفقة منهم فينوا في جدهم‪ ،‬ولم تأسرهم الطمخخاع‬
‫فيؤثروا وشيك السعي على اجتهادهم‪ ،‬ولم يستعظموا ما مضى من أعمخخالهم‪،‬‬
‫ولو استعظموا ذلك لنسخ الرجاء منهم شفقات وجلهم‪ ،‬ولم يختلفخخوا فخخي ربهخخم‬
‫باستحواذ الشيطان عليهم‪ ،‬ولم يفرقهم سوء التقاطع‪ ،‬ول تولهم غل التحاسخخد‬
‫ول شعبتهم )‪ (2‬مصارف الريخب‪ ،‬ول اقتسخمتهم أخيخاف الهمخم‪ ،‬فهخم اسخراء‬
‫إيمان لخخم يفكهخخم مخخن ربقتخخه زيخخغ ول عخخدول‪ ،‬ولونخخى ول فتخخور‪ ،‬وليخخس فخخي‬
‫أطبقال السموات موضع إهاب إل وعليه ملك ساجد‪ ،‬أو ساع حافد‪ ،‬يزدادون‬
‫على طول الطاعة بربهم علما وتزداد عزة ربهم في قلوبهم عظما‪ .‬ومنها في‬
‫صفة الرض ودحوها على الماء‪ :‬كبس الرض علخى مورأمخواج مسختفحلة‪،‬‬
‫ولجخخج بحخخار زاخخخرة‪ ،‬تلتطخخم أواذي أموجهخخا‪ ،‬وتصخخطفق متقاذفخخات أثباجهخخا‪،‬‬
‫وترغو زبدا كالفحول عند هياجها‪ ،‬فخضع جماح الماء المتلطم لثقخخل حملهخخا‬
‫وسكن هيج ارتمائه إذ وطأته بكلكلها‪ ،‬وذل مستخذيا إذ تمعكت عليه بكواهلها‬
‫فأصبح بعد اصطخاب أمواجه ساجيا مقهورا‪ ،‬وفي حكمة الذل منقادا أسخخيرا‪،‬‬
‫وسخخكنت الرض مخخدحوة فخخي لجخخة تيخخاره‪ ،‬وردت مخخن نخخخوة بخخأوه واعتلئه‪،‬‬
‫وشموخ أنفه وسمو غلوائه‪ ،‬وكعمته على كظة جريته فهمد بعخخد نزقخخاته )‪،(3‬‬
‫ولبد بعد زيفان وثباته‪ ،‬فلما سكن هيخخج )‪ (4‬المخخاء مخخن تحخخت أكنافهخخا‪ ،‬وحمخخل‬
‫شواهق الجبال البذخ )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬همهم‪ (2) .‬في بعض النسخ‪ :‬ول تشعبتهم‪ (3) .‬في المخطوطة‪:‬‬
‫خرقاته‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬هياج‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬الشمخ البذخ )*(‪.‬‬

‫]‪[112‬‬

‫علخخى أكنافهخخا‪ ،‬فجخخر ينخخابيع العيخخون مخخن عرانيخخن انوفهخخا‪ ،‬وفرقهخخا فخخي سخخهوب بيخخدها‬
‫وأخاديدها‪ ،‬وعدل حركاتها بالراسيات من جلميدها‪ ،‬وذوات الشناخيب الشم‬
‫من صياخيدها‪ ،‬فسكنت من الميدان برسوب الجبال في قطع أديمها وتغلغلهخخا‬
‫متسربة في جوبات خياشيمها‪ ،‬وركوبها أعناق سهول الرضين وجراثيمهخخا‪،‬‬
‫وفسح بين الجو وبينها‪ ،‬وأعد الهواء متنسما لساكنها )‪ ،(1‬وأخرج إليها أهلها‬
‫على تمام مرافقها‪ ،‬ثم لخخم يخخدع جخخرز الرض الخختي تقصخخر ميخخاه العيخخون عخخن‬
‫روابيها‪ ،‬و ل تجد جداول النهار ذريعة إلخخى بلوغهخخا‪ ،‬حخختى أنشخأ لهخخا ناشخئة‬
‫سحاب تحيي مواتها وتستخرج نباتها الف غمامها‪ ،‬بعد افتراق لمعه‪ ،‬وتبخخاين‬
‫قزعه‪ ،‬حتى إذا تمخضت لجة المخخزن فيخخه‪ ،‬والتمخخع برقخخة فخخي كففخخه‪ ،‬ولخخم ينخخم‬
‫وميضه في كنهور ربابه‪ ،‬ومخختراكم سخحابه‪ ،‬أرسخخله سخخحا متخخداركا قخخد اسخخف‬
‫هيدبه تمر به الجنوب درر أهاضيبه ودفع شئابيبه‪ ،‬فلما ألقخخت السخخحاب بخخرك‬
‫بوانيها‪ ،‬وبعاع ما استقلت به من العب المحمول عليها‪ ،‬أخرج به من هوامخخل‬
‫)‪ (2‬الرض النبات‪ ،‬ومن زعر الجبال العشاب‪ ،‬فهى تبهج بزينة رياضخخها‪،‬‬
‫وتزدهي بما ألبسته من ربط أزاهيرها‪ ،‬وحلية ما شمطت )‪ (3‬به مخخن ناضخخر‬
‫أنوارها‪ ،‬وجعل ذلك بلغا للنام‪ ،‬ورزقا للنعخخام وخخخرق الفجخخاج فخخي آفاقهخخا‬
‫وأقام المنار للسالكين على جواد طرقها‪ ،‬فلما مهد أرضخخه وأنفخخذ أمخخره اختخخار‬
‫آدم عليه السلم خيره من خلقه‪ ،‬وجعله أول جبلته‪ ،‬وأسكن )‪ (4‬جنته‪ ،‬وأرغد‬
‫فيها أكله‪ ،‬وأوعز إليه فيما نهاه عنه‪ ،‬وأعلمخخه أن فخخي القخخدام عليخخه التعخخرض‬
‫لمعصيته والمخاطرة بمنزلته‪ ،‬فأقدم على ما نهخخاه عنخخه موافخخاة لسخخابق علمخخه‪،‬‬
‫فأهبطه بعد التوبة ليعمر أرضخه بنسخله‪ ،‬وليقيخم الحجخة بخه علخى عبخاده‪ ،‬ولخم‬
‫يخلهم بعد أن قبضخخه ممخخا يؤكخخد عليهخخم حجخخة ربخخوبيته‪ ،‬ويصخخل بينهخخم و بيخخن‬
‫معرفته‪ ،‬بل تعاهدهم بالحجج على ألسن الخيرة‬
‫)‪ (1‬لساكنيها )خ(‪ (2) .‬فخي بعخض النسخخ‪) :‬هوامخد الرض( وهخو الظهخر‪ (3) .‬فخي‬
‫المصدر‪ :‬سمطت‪ .‬وسخيأتى مخن المؤلخف رحمخه الخ ذكخر النسخختين وبيخان‬
‫معناهما‪ (4) .‬في بعض النسخ‪ :‬أسكنه )*(‪.‬‬

‫]‪[113‬‬

‫من أنبيائه‪ ،‬ومتحملي ودائع رسالته قرنا فقرنا حخختى تمخخت بنبينخخا ]محمخخد[ صخخلى الخ‬
‫عليه وآله حجته‪ ،‬وبلغ المقطع عذره ونخذره‪ ،‬وقخدر الرزاق فكثرهخا وقللهخا‪،‬‬
‫وقسخخمها علخخى الضخخيق والسخخعة‪ ،‬فعخخدل فيهخخا ليبتلخخي مخخن أراد بميسخخورها‬
‫ومعسخخورها‪ ،‬وليختخخبر بخخذلك الشخخكر والصخخبر مخخن غنيهخخا وفقيرهخخا‪ ،‬ثخخم قخخرن‬
‫بسعتها عقابيل فاقتهخا‪ ،‬وبسخلمتها طخوارق آفتهخا‪ ،‬وبفخرج أفراجهخا غصخص‬
‫أتراحها‪ ،‬وخلق الجال فأطالها وقصرها وقخخدمها وأخرهخخا‪ ،‬ووصخخل بخخالموت‬
‫أسبابها‪ ،‬وجعله خالجا لشطانها‪ ،‬وقاطعا لمرائر قرانها )‪ ،(1‬عالم السخخر مخخن‬
‫ضخخمائر المضخخمرين‪ ،‬ونجخخوى المتخخخافتين‪ ،‬وخخخواطر رجخخم الظنخخون‪ ،‬وعقخخد‬
‫عزيمات اليقين‪ ،‬ومسارق إيماض الجفون‪ ،‬ومخخا ضخخمنته أكنخخاف القلخخوب )‪(2‬‬
‫وغيابات الغيوب‪ ،‬وما أصغت لستراقه مصائخ السخخماع‪ ،‬ومصخخايف الخخذر‪،‬‬
‫ومشاتي الهوام‪ ،‬ورجع الحنين من المولهات‪ ،‬وهمس القدام‪ ،‬ومنفسح الثمرة‬
‫مخخن ولئج غلخخف الكمخخام‪ ،‬ومنقمخخع الوحخخوش مخخن غيخخران الجبخخال وأوديتهخخا‬
‫ومختباء البعوض بين سوق الشجار وألحيتها‪ ،‬ومغرز الوراق من الفنان‪،‬‬
‫ومحط المشاج من مسارب الصلب‪ ،‬وناشخخئة الغيخخوم ومتلحمهخخا‪ ،‬ودرور‬
‫قطر السحاب ومتراكمها‪ ،‬وما تسفي )‪ (3‬العاصير بذيولها‪ ،‬وتعفو المطار‬
‫بسيولها‪ ،‬وعخخوم نبخخات الرض فخخي كثبخخان الرمخخال‪ ،‬ومسخختقر ذوات الجنحخخة‬
‫بذرى شناخيب الجبال وتغريد ذوات المنطق في دياجير الوكار‪ ،‬وما أوعته‬
‫الصداف وحضنت عليه أمواج البحار‪ ،‬ومخخا غشخخيته سخخدفة ليخخل أو ذر عليخخه‬
‫شارق نهار‪ ،‬وما اعتقبت عليخه أطبخاق الخدياجير وسخبحات النخور‪ ،‬وأثخر كخل‬
‫خطوة‪ ،‬وحس كل حركة‪ ،‬ورجع كل كلمة‪ ،‬وتحريك كخخل شخخفة‪ ،‬ومسخختقر كخخل‬
‫نسمة‪ ،‬ومثقال كل ذرة‪ ،‬وهماهم كل نفس هامة‪ ،‬وما عليهخخا مخخن ثمخخر شخخجرة‪،‬‬
‫أو سخخاقط ورقخخة‪ ،‬أو قخخرارة نطفخخة‪ ،‬أو نقاعخخة دم ومضخخعة‪ ،‬أو ناشخخئة خلخخق‬
‫وسللة‪ ،‬لم تلحقه في ذلك كلفة‪ ،‬ول اعترضته في حفظ‬

‫)‪ (1‬في المخطوطخخة والمصخخدر‪ :‬اقرانهخخا‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬أكنخخان القلخخوب‪ (3) .‬فخخي‬
‫بعض النسخ‪ :‬تسقى )*(‪.‬‬

‫]‪[114‬‬
‫ما ابتدع من خلقه عارضة‪ ،‬ول اعتورته في تنفيخخد المخخور وتخخدابير المخلخخوقين مللخخة‬
‫ولفترة‪ ،‬بل نفذ فيهم علمه وأحصاهم عده ووسعهم عخخدله‪ ،‬وغمرهخخم فضخخله‪،‬‬
‫مع تقصيرهم عن كنه ما هو أهله‪ .‬اللهم أنت أهل الوصف الجميل‪ ،‬والتعدد )‬
‫‪ (1‬الكثير‪ ،‬إن تؤمل فخير مأمول )‪ ،(2‬وإن ترج فخير مرجو )‪ ،(3‬اللهم وقد‬
‫بسطت لي ]لسانا[ فيمال أمدح به غيرك‪ ،‬ول اثني به علخخى أحخخد سخخواك‪ ،‬ول‬
‫اوجهخخه إلخخى معخخادن الخيبخخة ومواضخخع الريبخخة‪ ،‬وعخخدلت بلسخخاني عخخن مخخدائح‬
‫الدميين‪ ،‬والثناء على المربوبين المخلوقين‪ .‬اللهم ولكل مثن علخخى مخخن أثنخخى‬
‫عليه مثوبة من جزاء‪ ،‬أو عارفة مخن عطخخاء وقخد رجوتخخك دليل علخى ذخخخائر‬
‫الرحمة‪ ،‬وكنوز المغفرة‪ .‬اللهم وهذا مقام من أفردك بالتوحيد الخخذي هخخو لخخك‪،‬‬
‫ولخخم يرمسخختحقا لهخخذه المحامخخد والممخخادح غيخخرك‪ ،‬وبخخي فاقخخة إليخخك ل يجخخبر‬
‫مسكنتها إل فضلك‪ ،‬ول ينعش من خلتها إل منك وجودك‪ ،‬فهخب لنخا فخي هخذا‬
‫المقام رضاك‪ ،‬أغننا عن مد اليدي إلى من سواك‪ ،‬إنك على كل شئ قخخدير )‬
‫‪ .(4‬التوحيد‪ :‬عن علي بن أحمد الخخدقاق عخن محمخد بخخن جعفخر السخخدي‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن إسماعيل البرمكي‪ ،‬عن علي بن العباس‪ ،‬عن إسماعيل بن مهخخران‪،‬‬
‫عن إسمعيل ابن الحق الجهني‪ ،‬عن فرج بن فروة‪ ،‬عخخن مسخخعدة ابخخن صخخدقة‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم مثله مع اختصار‪ ،‬وقد مر فخخي كتخخاب التوحيخخد )‬
‫‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬التعداد‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فخير مؤمل وإن ترج فأكرم مرجخخو‪(3) .‬‬
‫يظهر من شرح المؤلف رحمه ال لهذه الفقرة في بيانه التى ان هناك لفظة‬
‫)اكرم( لكن النسخخخ خاليخخة منهخخا إل نسخخخة المصخخدر وهخخى هكخخذا )وان تخخرج‬
‫فاكرم مرجو( فيحتمل ان سخة المؤلف ايضا كانت مثله أو كانت هكخخذا )ان‬
‫تؤمل فخخاكرم مخخأمول وان تخخرج فخيخخر مرجخخو(‪ (4) .‬نهخخج البلغخخة‪- 160 :‬‬
‫‪ (5) .181‬التوحيد‪.23 :‬‬

‫]‪[115‬‬

‫بيان‪ :‬قد مضى شرح أكثر أجزاء هذه الخطبة في كتاب التوحيخخد‪ ،‬ولعخخل غضخخبه عليخخه‬
‫السلم لعلمه بأن غرض السخخائل وصخخفه سخخبحانه بصخخفات الجسخخام‪ ،‬أو لنخخه‬
‫سأل بيان كنه حقيقته سخخبحانه أو وصخخفه بصخخفات أرفخخع وأبلخخغ ممخخا نطخخق بخخه‬
‫الكتاب والثار لزعمه أنه ل يكفي في معرفته سبحانه‪ ،‬ويؤيد كل من الوجوه‬
‫بعض الفقرات‪ .‬و )جامعة( منصوبة على الحالية‪ ،‬أي‪ :‬عليكخخم الصخخلة‪ .‬علخخى‬
‫رفع الصلة كما حكي أو احضروا الصلة على نصخخبها جامعخخة لكخخل النخخاس‪.‬‬
‫وربما يقرء برفعهمخخا علخخى البتخخداء والخبريخخة‪ .‬وهخخذا النخخداء كخخان شخخائعا فخخي‬
‫الخطوب الجليلة وإن كان أصله للصلة‪) .‬ل يفره( أي ل يكثره )المنخخع( )‪(1‬‬
‫أي ترك العطاء )ول يكخخديه العطخخاء( أي ل يجعلخخه قليخخل الخيخخر مبطئا فيخخه‪،‬‬
‫يقال )كدت الرض( إذا أبطأ نباتها‪) ،‬وأكدى‬
‫)‪ (1‬قول عليه الصلة والسلم )ل يفره المنع( أي ل يكثره ترك العطاء ول يزيد في‬
‫ملكه )ول يكديه العطاء( أي ل يفقره ول ينتقص مخخن ملكخخه )إذ كخخل معخخط‬
‫منتقص سواه وكخخل مخخانع مخخذموم مل خله( حسخخن العطخخاء والجخخود وقبخخح‬
‫المنع والبخل مخخن احكخخام العقخخل العملخخي‪ ،‬و ملك الحكخخم أنخخه يخخرى النسخخان‬
‫محتاجا إلى بنى نوعه مفتقرا إلى التعاون والتعاضد معهخخم حخختى يسخخعد فخخي‬
‫حياته ويبلغ غاية مناه‪ ،‬فلكل فرد من افراد المجتمع قخخدم فخخي تشخخكيله‪ ،‬وأثخخر‬
‫فخخي ابقخخائه‪ ،‬وحخخق علخخى زملئه‪ ،‬وحخخق عليهخخم جميعخخا ان يتحفظخخوا علخخى‬
‫الجتماع‪ ،‬ويراقبوا ثغوره‪ ،‬ويذبوا عن حدوده فحق على الغنيخخاء المخخثرين‬
‫ان يبذلوا على الفقراء المعخخدمين ول يخخدعوهم مفتقريخخن حخختى يهلكخخوا ويفقخخد‬
‫المجتمع بعض اعضائه فينتقض الغرض ويخيخخب المسخخعى‪ .‬ومخخن الواضخخح‬
‫عدم وجود هذا الملك في الحق سبحانه لتعاليه عخخن الحاجخخة‪ ،‬وترفعخخه عخخن‬
‫النقصان‪ ،‬وتنزهه عن الغرض الزائد على الذات‪ ،‬لكخخن حيخخث إن لخخه تعخخالى‬
‫مطلخخق الكمخخال لجمخخال ولخخه السخخماء الحسخخنى والصخخفات العليخخا كخخان ذاتخخه‬
‫المتعالية وصخخفاته الجميلخخة الغيخخر الخخزائدة عليهخخا مقتضخخية لصخخدور الفعخخال‬
‫الحسنة وكان كل افعاله ل محالة حسخخنة جميلخخة‪ ،‬لكخخن ليخخس للعقخخل أن يحكخخم‬
‫عليخخه بوجخخوب فعخخل الخيخخر وتخخرك الشخخر ال بمعنخخى ادراكخخه لقتضخخاء ذاتخخه‬
‫سبحانه لهما‪ ،‬و على هذا فلو صدر عنه سبحانه منع ايضا كخخان حسخخنا لنخخه‬
‫ليس لحد عليه تعالى حق حتى يحسن اعطاؤه ويقبح منعخخه ول يسخخأل عمخخا‬
‫يفعل وهم يسألون‪ .‬وهذا هو المراد بقول المخخام الثخخامن عليخخه السخخلم )فهخخو‬
‫الجواد ان أعطى وهو الجواد أن منع لنه ان اعطى عبدا اعطاه ما ليس لخخه‬
‫وان منعه منعه ما ليس له(‪.‬‬

‫]‪[116‬‬

‫فلن الرض( إذا جعلها كادية‪ ،‬أو ل ترده كخخثرة العطخخاء عخخن عخادته فيخخه‪ ،‬مخن قخولهم‬
‫)أكديت الرجل عن الشئ( أي رددته عنخه‪ ،‬ذكخره الجخوهري‪ ،‬وقخال‪ :‬الكديخة‪:‬‬
‫الرض الصلبة‪ ،‬وأكدى الحافر‪ :‬إذا بلغ الكديخخة فل يمكنخخه أن يحفخخر‪ ،‬وأكخخدى‬
‫الرجل‪ :‬إذ قل خيره وانتقض‪ ،‬يكون متعديا ولزما كنقخص‪ .‬وهخخذا فخخي النسخخ‬
‫على بناء المفعول‪ ،‬والتعليخخل بخخالجملتين بخاللف والنشخخر المرتخخب أو المشخخوش‬
‫لمطابقة العطاء والمنع في كل منهما‪ ،‬وعلى التقخخديرين التعليخخل فخخي الولخخى‬
‫ظاهر‪ ،‬والفقرة الثانية ليست في نسخ التوحيد وهو الصواب‪ ،‬وعلخخى تقخخديرها‬
‫ففي أصل الجملة والتعليل بها معا إشكال‪ ،‬أما الول فلنه إن اريد بخخالمنع مخخا‬
‫كان مستحسنا أو العم فكيف يصح الحكم بكونه مذموما‪ ،‬وإن اريد به مخخا لخخم‬
‫يكن مستحسنا فل يستقيم الستثناء‪ .‬ويمكن أن يجاب باختيار الثاني من الول‬
‫أي العم ويقال‪ :‬المراد بالمخخذموم مخخن أمكخخن أن يلحقخخه الخخذم‪ ،‬يصخخير حاصخخل‬
‫الكلم أن كل مانع غيره يمكن أن يلحقه الذم بخلفه سخخبحانه‪ ،‬فخخإنه ل يحتمخخل‬
‫أن يلحقه بالمنع ذم أو يقال المانع ل يصدق على غيره تعالى إل إذا بخل بمخخا‬
‫افترض عليخخه‪ ،‬وإذا اطلخخق عليخخه سخخبحانه يخخراد بخخه مقابخخل المعطخخي‪ ،‬والمخخراد‬
‫بالعنوان المعنى الشامل لهمخا‪ .‬ويخدل عليخه مخا مخر مرويخا عخن الرضخا عليخه‬
‫السلم أنه سئل عن الجواد فقال عليه السلم‪ :‬إن لكلمك وجهيخخن‪ :‬فخخان كنخخت‬
‫تسأل عن المخلوق فإن الجواد هو الذي يؤدي ما افخخترض ال خ سخخبحانه عليخخه‬
‫والبخيل هو الذي يبخل بما افترض ال عليه‪ ،‬وإن أردت الخالق لهخخو الجخخواد‬
‫إن أعطى‪ ،‬وهو الجواد إن منع‪ ،‬لنه إن أعطى عبدا أعطاه ما ليخخس لخخه‪ ،‬وإن‬
‫منعه منعه ما ليس له‪ .‬وأما الثاني فيحتمل أن تكون جملة مستقلة غيخخر داخلخخة‬
‫تحت التعليل مسوقة لرفع توهم ينشأ من التعليخخل بعخخدم النتقخخاص بالعطخخاء‪،‬‬
‫فإن لمتوهم أن يقول‪ :‬إذا لم ينقخخص مخخن خزائنخخه شخخئ بالعطخخاء فيجخخب أن ل‬
‫يتصف بالمنع أصل‪ ،‬ولو اتصف به لكان مذموما‪ ،‬مع أن من أسخخمائه تعخخالى‬
‫المانع‪ .‬فرد ذلك الوهم بأن منعه سبحانه‬

‫]‪[117‬‬

‫ليس للنتقاص بالعطاء‪ ،‬بل لقبح العطاء وعدم اقتضخخاء المصخخلحة لخخه‪ ،‬ومثخخل ذلخخك‬
‫المنع ل يستتبع الذم واستحقاقه‪ .‬ولو حملت على التعليل فيمكن أن يكخخون مخخن‬
‫قبيل الستدلل بعدم المعلول على عخخدم العلخخة‪ ،‬فخخإن الوفخخور بخخالمنع أو إكخخداء‬
‫العطاء )‪ (1‬علة للبخل التابع للخوف من الفاقة‪ ،‬وهو علخخة لخخترتب الخخذم مخخن‬
‫حيث إنه نقص أو لقتضخخائه المنخخع ورد السخخائل‪ ،‬ونفخخي الخخذم يخخدل علخخى عخخدم‬
‫الوفور أو الكداء المدعى في الجملتين المتقدمتين‪) .‬المنان بفوائد النعم( المن‬
‫يكون بمعنى النعام وبمعنى تعديد النعم والول هنا أظهر‪ ،‬وربما يحمل على‬
‫الثاني فإن منه سبحانه حسن وإن كان في المخلوق صفة ذم‪ .‬والفائدة‪ :‬الزيادة‬
‫تحصل للنسخخان مخخن مخخال أو غيخخره والعخخائد‪ :‬المعخخروف ]والعطخخف[‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫عوائد المزيد والقسم‪ :‬معتادهما‪ ،‬والمزيد‪ :‬الزيادة ولعل المراد به ما ل يتوهم‬
‫فيه استحقاق العبد‪ .‬و )القسم( جمع القسمة‪ ،‬هي السخخم مخخن قسخخمه ]كضخخربه[‬
‫وقسمه بالتشديد أي جزأه‪ .‬وعيال الرجل بالكسر أهل بيته ومن يمونهم‪ ،‬جمع‬
‫)عيخل( وجمعخه )عيخائل((‪) .‬ضخمن أرزاقهخم( أي كفلهخا )وقخد رأقخواتهم( أي‬
‫جعل لكل منهم من القخخوت قخخدرا تقتضخخيه الحكمخخة والمصخخلحة‪) .‬ونهخخج سخخبيل‬
‫الراغبين إليه( نهجت الطريق‪ :‬أبنته وأوضحته ونهج السبيل لصخخلح المعخخاد‬
‫كما أن ضمان الرزاق لصلح المعاش‪ ،‬ويحتمل العم )ليس بما سخخئل الخخخ(‬
‫عدم الفرق بينهما بالنظر إلى الجخخود ل ينخخافي الحخخث علخخى السخخؤال لنخخه مخخن‬
‫معدات السائل لستحقاق النعام‪ ،‬لن نسبته سبحانه إلى الخلق على السخخواء‪،‬‬
‫وإن استحق السائل ما ل يستحقه )‪ (2‬غيره‪ ،‬بخلف المخلخخوقين فخخإن السخخؤال‬
‫يهيج جودهم بالطبع مع قطع النظر عن السخختعداد‪) .‬الول الخخذي لخخم يكخخن لخخه‬
‫قبل فيكون شئ قبله( قيل‪ :‬وجوده سبحانه ليس بزماني فل يطلق عليه القبليخخة‬
‫والبعدية كما يطلق على الزمانيات‪ ،‬فمعناه الول‬
‫)‪ (1‬أو الكداء بالعطاء )ظ( )‪ (2‬في بعض النسخ‪ :‬ما لم يستحقه )*(‪.‬‬

‫]‪[118‬‬

‫الذي ل يصدق عليه القبلية ليمكن أن يكون شخخئ ]مخخا[ قبلخخه‪ ،‬والخخخر الخخذي ل يصخخدق‬
‫عليه البعدية الزمانية ليمكن أن يكون شئ ما بعده‪ .‬وقد يحمل على وجه آخخخر‬
‫وهو أنه لم يكن سبقه عدم فيقال إنه مسبوق بشئ من الشياء إمخا المخؤثر فيخه‬
‫أو الزمان المقدم عليه‪ ،‬وأنه ليس بذات يمكن فناؤها وعدمها فيكون بعده شئ‬
‫مخخن الشخخياء إمخخا الزمخخان أو غيخخره‪ .‬ويمكخخن أن يكخخون المخخراد بالقبخخل الزمخخان‬
‫المتقدم سواء كان أمرا موجودا أو موهوما‪ ،‬وبالشئ موجودا من الموجودات‬
‫أي ليس قبله زمان حتى يتصور تقدم موجود عليه‪ ،‬وكذا بقخخاء موجخخود بعخخده‪.‬‬
‫)والرادع أناسي البصخخار عخخن أن تنخخاله أو تخخدركه( الناسخخي بالتشخخديد جمخخع‬
‫)إنسان( وإنسان العين المثال الذي يرى في السواد‪ ،‬ول يجمخع علخى )انخاس(‬
‫كما يجمع النسان بمعنى البشر عليخخه‪ .‬وقيخخل‪ :‬الناسخخي جمخع )إنسخخان العيخن(‬
‫مشدد‪ ،‬و الخر يشدد ويخفف وقرء )أناسخخي كخخثيرا( بخخالتخفيف‪ .‬وردعهخخا أي‬
‫منعهخخا كنايخخة عخخن عخخدم إمكخخان إحساسخخها لخخه‪ ،‬لنخخه سخخبحانه ليخخس بجسخخم ول‬
‫جسخخماني ول فخخي جهخخة‪ ،‬ونلخخت الشخخئ أصخخبته وأدركتخخه‪ :‬أي تبعتخخه فلحقتخخه‪،‬‬
‫والمراد بالنيخخل الدراك التخخام وبخخالدراك غيخخره‪ ،‬ويتمخخل العكخخس‪ ،‬وأن يكخخون‬
‫العطف لتغاير اللفظين أو يكخون إشخارة إلخى جهختين لمتنخاع الرؤيخة‪ ،‬فالنيخل‬
‫إشارة إلى استلزام كونه ذاجهة وجسمانيا‪ ،‬والدراك إلخخى أنخخه يسخختلزم وجخخود‬
‫كنه ذاته في الذهان وهو ممتنع كما أشرنا إليه في كتاب التوحيد‪) .‬ما اختلف‬
‫عليه دهر( ظاهره نفي الزمانية عنه تعالى‪ ،‬ويحتمل أن يراد به جريانه علخخى‬
‫خلف مراده أحيانا وعلى وفق إرادته أحيانا حتى يلحقه ما يلحق الخلخخق مخخن‬
‫الشدة والرخاء‪ ،‬والنعم والبؤس‪ ،‬والصحة والسقم ونحو ذلك‪) .‬ولخخو وهخخب مخا‬
‫تتقست( استعار التنفس هنا لبراز المعادن ما يخرج منهما كما يخرج الهواء‬
‫من تنفس الحيوان )وضخحكت عنخه( أي تفتحخت وانشخقت حختى ظهخر ويقخال‬
‫للطلع حين تنشق )الضحك( بفتح الضاد‪ ،‬وقد مربيان لطخخف تلخخك التشخخبيهات‪.‬‬
‫)والفلز( بكسر الفاء واللم وتشديد الزاي‪ :‬الجواهر المعدنية كالذهب‬

‫]‪[119‬‬

‫الفضة‪ ،‬وفي الصحاح‪ :‬ما ينقيه )‪ (1‬الكير مما يذاب مخخن جخخواهر الرض‪) .‬واللجيخخن(‬
‫مصغرا الفضة‪) ،‬والعقيان( بالكسر‪ :‬الذهب الخالص‪ ،‬ونثرت الشئ كنصرت‬
‫رميته متفرقا‪ ،‬ونثارة الدر بالضخخم‪ :‬مخخا تنخخاثر منخخه‪ ،‬والخخدر جمخخع )درة( وهخخي‬
‫اللؤلخخؤة العظيمخخة أو مطلقخخا‪ .‬وحصخخد الخخزرع قطعخخه بالمنجخخل‪ ،‬والحصخخيد‪:‬‬
‫المحصود‪ ،‬والمراد بالمرجان إما صغار اللؤلؤ ووصخخفه بالحصخخيد )‪ (2‬لعلخخه‬
‫يناسب ما تذكره التجار أن الصدف كثيرا مخخا يغخخرز عرقخخه فخخي أرض البحخخر‬
‫فتحصده الغواصون‪ ،‬ولذا قيل إنه حيوان يشبه النبات‪ .‬وقخخال بعخخض شخخارحي‬
‫النهج‪ :‬كأن المراد المتبدد من المرجان كما يتبخخدد الحخخب المحصخخود‪ ،‬ويجخخوز‬
‫أن يعنى المحكخخم‪ ،‬مخخن قخخولهم )شخخئ مستحصخخد( أي مسخختحكم‪ ،‬قخخال‪ :‬ويخخروى‬
‫)وحصباء المرجان( والحصباء‪ :‬الحصا‪ ،‬وقال قوم‪ :‬هو البسخخد يعنخخي الحجخخر‬
‫الحمر‪ .‬وأنفده‪ :‬أي أفناه‪ ،‬وذخائر النعام ما بقي عنده من نعمخخه الجسخخام بعخخد‬
‫العطايا المفروضة‪ .‬والمطالب‪ :‬جمع المطلخخب بمعنخخى المصخخدر‪) .‬ل يغيضخخه(‬
‫جخاء متعخديا كمخا جخاء لزمخا )ول يبخلخه( أي ل يجعلخه بخيل‪ ،‬ويقخال أيضخا‬
‫)بخله تبخيل( إذا رماه بالبخل وروي على صيغة الفعال أي ل يجخخده بخيل‪.‬‬
‫والتعليل بقوله )لنه الجواد( إما للجملة الشرطية بتواليها فالوجه فخخي التعليخخل‬
‫بنفي التبخيل ظاهر‪ ،‬إذ لو أثره العطاء المفروض في جخخوده لبخلخخه اللحخخاح‪،‬‬
‫فإنه في الحقيقة منع )‪ (3‬التأثير في الجود‪ ،‬فنفيه يدل على نفيه‪ ،‬وإما لبقاء ما‬
‫ل ينفده المطالب فوجه التعليل أن العادة قد جرت بلحخخوق البخخخل لمخخن ينفخخدما‬
‫عنده بالطلب وإن أمكن عقل عدمه بأن يسخمح بكخل مخا عنخده‪ ،‬فنفخي التبخيخل‬
‫يدل على نفي النفاد‪.‬‬

‫)‪ (1‬في النسخة المطبوعة بمصر )ينفيه( وما في المتن أظهر‪) ،‬والكير( كما نقخخل فخخي‬
‫الصحاح عن أبى عمرو هو كير الحداد وهو زق أو جلخخد غليخخظ ذو حافخخات‬
‫وفي القاموس‪ :‬الفلز‪ :‬بكسر الفاء واللم وشد الزاى وكهجخخف وعتخخل نحخخاس‬
‫أبيض تجعل منه القدور المفرغة‪ ،‬أو خبث الحديد‪ ،‬أو الحجارة‪ ،‬أو جخخواهر‬
‫الرض كلها أو ما ينفيه الكير من كل مخخا يخخذاب منهخخا الخخخ‪ (2) .‬فخخي بعخخض‬
‫النسخ‪ :‬بالحصد‪ (3) .‬في المخطوطة‪ :‬معنى التأثير )*(‪.‬‬

‫]‪[120‬‬

‫)فانظر أيها السائل الخ( اليتمام‪ :‬القتداء‪ ،‬والثخخر بالتحريخخك‪ :‬نقخخل الحخخديث وروايتخخه‪.‬‬
‫ووكل المر إليه وكل ووكول‪ :‬سلمه وتركه‪ ،‬ويدل على المنخخع مخخن الخخخوض‬
‫في صفاته سبحانه ومن البحث عما لم يرد منها فخخي الكتخخاب والسخخنة‪) .‬واعلخخم‬
‫أن الراسخين في العلم( إلخخى آخخخره‪ .‬الراسخخخ فخخي العلخخم‪ :‬الثخخابت فيخخه )واقتحخخم‬
‫المنزل( أي دخله بغتة ومن غيخخر رويخخة‪) ،‬والسخخدد( جمخخع )سخخدة( وهخخي بخخاب‬
‫الدار‪ ،‬وضرب الباب‪ :‬نصبه‪ ،‬ودون الشئ‪ :‬ما قرب منه قبخخل الوصخخول إليخخه‪،‬‬
‫والمتعمق فخخي المخر‪ :‬الخخذي ببخالغ فيخخه ويطلخب أقصخخى غخخايته‪ ،‬وقخدر الشخخئ‪:‬‬
‫مبلغه‪ ،‬وتقديره‪ :‬أن تجعل له قدرا وتقيسه بشئ‪ ،‬والمعنى‪ :‬ل تقس عظمة الخخ‬
‫بمقيخخاس عقلخخك ومقخخداره‪ .‬والظخخاهر أن المخخراد بخخإقرار الراسخخخين فخخي العلخخم‬
‫ومدحهم ما تضمنه قوله سبحانه )فأمخخا الخخذين فخخي قلخخوبهم زيخخغ فيتسخخبعون مخخا‬
‫تشابه منه إلى قوله وما يتذكر إل اولو اللباب( فإقرارهم قولهم )آمنا بخخه كخخل‬
‫من عند ربنا( ومدح ال تعالى إياهم ذكر كلمهم المتضمن لليمخخان والتسخخليم‬
‫في مقام المدح‪ ،‬أو تسمية ترك تعمقهم رسوخا في العلخخم‪ ،‬فخخالعطف فخخي قخخوله‬
‫)وسمى( للتفسير أو الشارة إلخخى أنهخخم اولخخوا اللبخخاب بقخخوله )ومخخا يتخخذكر إل‬
‫اولوا اللباب( وحينئذ فالمراد بالمتشابه ما يشمل كنخخه ذاتخخه وصخخفاته سخخبحانه‬
‫مما استأثر ال بعلمه‪ ،‬وعلى هذا فمحخخل الوقخخف فخخي اليخخة )إل الخخ( كمخخا هخخو‬
‫المشخخهور بيخخن المفسخخرين والقخخراء‪ ،‬فتفيخخد اختصخخاص علخخم المتشخخابه )‪ (1‬بخخه‬
‫سبحانه‪ ،‬وقوله )والراسخون( مبتدأ و )يقولون( خبره‪ ،‬وهو بظاهره مناف‬

‫)‪ (1‬بل تفيد اختصاص العلم بتأويل القرآن به سبحانه فتأمل في قوله )وما يعلم تخخأويله‬
‫ال ال( والضمير في قوله )تأويله( راجخع إلخى )الكتخاب( ول ينخافى علمهخم‬
‫عليهم السلم بمتشابهات القرآن‪ ،‬بل ل ينافى علمهم بتأويله فان ظاهر الية‬
‫وان كان النحصار لكنه ل يأبى عن الستثناء‪ ،‬كما ان ظاهر بعص اليات‬
‫اختصاص علم الغيب به سبحانه لكنه تعالى استثنى عنخخه مخخن ارتضخخى مخخن‬
‫رسول في قوله )عالم الغيب فل يظهر على غيبه أحدا ال من ارتضخخى مخخن‬
‫رسول( ودليل علمهم بتأويل القرآن قخخوله تعخخالى )ل يمسخخه ال المطهخخرون(‬
‫وإن أردت توضيح ما ذكر فراجع إلى تفسير )الميخخزان( سخخورة آل عمخخران‬
‫)*(‪.‬‬

‫]‪[121‬‬

‫لما دلت عليه الخبار المستفيضة من أنهم عليهم السلم يعلمون ما تشخخابه مخخن القخخرآن‬
‫كما مر في كتاب المامة‪ ،‬وعلى هذا فالوقف على )العلم( وإليخخه ذهخخب أيضخخا‬
‫جماعة مخخن المفسخخر بخخن‪ ،‬فقخخوله )يقولخخون( حخخال مخخن الراسخخخين أو اسخختئناف‬
‫موضح لحالهم ويمكن الجمع بينهخخا بوجخخوه‪ :‬الول‪ :‬أن يكخخون مخخا ذكخخره عليخخه‬
‫السلم هنا مبنيا على ما اشتهر بين المخالفين إلزاما عليهم‪ .‬الثخخاني‪ :‬أن يكخخون‬
‫للية ظهر وبطن أحدها أن يكون المراد بالمتشخخابه مثخخل العلخخم بكنخخه الخخواجب‬
‫وما استأثر ال عزوجل بعلمه من صفاته وكنخخه ذاتخخه وأمثخخال ذلخخك ممخخا تفخخرد‬
‫سبحانه بعلمه‪ ،‬وإليه يشير ظخخاهر هخخذا الكلم‪ ،‬وثانيهمخخا أن يخخراد بخخه مخخا علخخم‬
‫الراسخون في العلخخم تخأويله‪ ،‬وإليخخه اشخخير فخخي سخائر الخبخار فيكخخون القخخارئ‬
‫مخيرا في الوقف على كل من الموضخعين‪ .‬الثخالث‪ :‬مخا قيخل انخه يمكخن حمخل‬
‫حكاية قول الراسخين على اعترافهم وتسليمهم قبل أن يعلمهخخم ال خ تأويخخل مخخا‬
‫تشخخابه مخخن القخخرآن فكخخأنه سخخبحانه بيخخن أنهخخم لمخخا آمنخخوا بجملخخة مخخا انخخزل مخخن‬
‫المحكمات والمتشابهات ولخخم يتبعخخوا مخخا تشخخابه منخخه كالخخذين فخخي قلخخوبهم زيخخغ‬
‫بالتعلق بالظاهر أو بتأويل باطلق فآتاهم ال علخم التأويخل وضخمهم إلخى نفسخه‬
‫في الستثناء‪ .‬والستئناف في قوة رفع الستبعاد عن مشاركتهم له تعالى فخخي‬
‫ذلك العلخم‪ ،‬وبيخان أنهخم إنمخخا اسخختحقوا إفاضخة ذلخخك العلخخم بخخاعترافهم بالجهخخل‬
‫وصورهم عن الحاطة بالمتشخخابهات مخن تلقخاء أنفسخخهم‪ ،‬وإن علمخخوا التأويخل‬
‫بتعليم إلهي‪ .‬وقد ورد عنه عليه السلم أنه لما أخخخبر ببعخخض الغيخخوب قخخال لخخه‬
‫رجل‪ :‬اعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب ! فقال عليه السلم‪ :‬ليس هو بعلم‬
‫غيخخب‪ ،‬وإنمخخا هخخو تعلخخم مخخن ذي علخخم‪ .‬وقخخد مخخر بعخخض الكلم فيخخه فخخي كتخخاب‬
‫التوحيخخد‪) .‬إذا ارتمخخت( يقخخال‪ :‬ارتمخخى القخخوم‪ ،‬إذا ترامخخوا بالنبخخال‪ .‬والوهخخام‪:‬‬
‫خطرات القلب‪ ،‬وفي اصطلح المتكليمخخن إحخخدى القخخوى الباطنخخة‪ ،‬شخخبه عليخخه‬
‫السلم جولن الفكار وتعارضها بالترامي‪ .‬و )المنقطع( موضخخع النقطخخاع‪،‬‬
‫ويحتمل المصدر‪ .‬وحاولت‬

‫]‪[122‬‬

‫الشئ‪ :‬أردته‪ ،‬والخطر بالتسكين‪ :‬مصدر )خطر له خاطر( أي عرض في قلبه وروي‬
‫)من خطرات الوساوس( والوسوسة حديث النفس والشيطان بما ل خيخخر فيخخه‬
‫ول نفع‪ ،‬والسم الوسواس‪ .‬و )الملكخخوت( العخخز والسخخلطان‪ ،‬و )تخولهت إليخه(‬
‫أي اشتد عشقها وحنت إليه والوله بالتحريك التحير وذهاب العقخخل مخخن حخخزن‬
‫أو فخخرح‪) .‬لتجخخري فخخي كيفيخخة صخخفاته( أي لتجخخد مجخخرى ومسخخلكا فخخي ذلخخك‪.‬‬
‫وغمض الشئ بالفتح والضم أي خفخخي مأخخخذه‪ ،‬والغخخامض مخخن الكلم‪ :‬خلف‬
‫الواضح‪ ،‬ومداخل العقول‪ :‬طرق الفكر‪ .‬وفاعل )تنال( ضمير العقول‪ ،‬أي إذا‬
‫دقت وغمضت طرق العقخخول ووصخخلت إلخخى حخخد ل تبلخخغ الصخخفات لدقخخة تلخخك‬
‫الطرق وخفائها‪ ،‬أو إذا دقت وانتهت العقول إلى أنهخخا ل تعتخخبر مخخع ملحظخخة‬
‫الحق صفة من صفاته كمخا قيخل طالبخة بخذلك أن تصخل إلخى علخم ذاتخه‪ ،‬وفخي‬
‫بعض النسخ )علم ذلك( والول أظهر‪) .‬ردعها( الردع الرد والكف‪ ،‬والجملة‬
‫جزاء للشرط السابق‪ ،‬والضمير المنصوب راجع إلى الوهام أو غيرهخخا ممخخا‬
‫سبق‪) .‬وهي تجوب( أي تقطع‪ ،‬والواو للحال‪ .‬والمهاوي‪ :‬جمع )مهواة( وهي‬
‫الحفرة أو ما بين الجبلين‪ ،‬والمراد هنا المهلكة‪ .‬والسدف‪ :‬جمع )سدفة( وهخخي‬
‫القطعة من الليل المظلم‪ ،‬ويطلق على الضياء أيضا وخصلته تخليصا‪ :‬نحيتخخه‬
‫فتخلص فقول )متخلصة إليخخه( أي متوجهخخة إليخخه بكليتهخخا متنحبخخة عخخن غيخخره‪،‬‬
‫وجبهخخه كمنعخخه أي ضخخرب جبهتخخه فخخرده‪ ،‬والجخخور‪ :‬العخخدول عخخن الطريخخق‪،‬‬
‫والعتساف‪ :‬قطع المسافة على غير جادة معلومة‪ ،‬والمخخراد بجخخور اعتسخخافها‬
‫شدة جولنها في ذلك المسخخلك الخخذي ل جخخادة لخخه‪ ،‬ول يفضخخي إلخخى المقصخخود‪.‬‬
‫والخاطرة المنفية )‪ (1‬ما يكون مطابقا للواقع‪.‬‬

‫)‪ (1‬التى نفيت بقوله عليه السلم )ول تخطر ببال اولى الروايات خخخاطرة‪ (..‬و مخخراده‬
‫رحمه ال أنه ربما يخطر بالبال خخخواطر مخخن تقخخدير جللخخه تبخخارك وتعخخالى‬
‫لكنها ليسخخت مطابقخخة للواقخخع فل تخطخخر خخخاطرة مطابقخخة للواقخخع ببخخال اولخخى‬
‫الروايات من تقدير الجلل واكتناه سائر صفاته سبحانه‪.‬‬

‫]‪[123‬‬
‫)الذي ابتدع الخلق( البتداع‪ :‬النشاء والحداث‪ ،‬ومثال الشئ بالكسر صورته وصفته‬
‫ومقداره‪ ،‬و )امتثله( أي تبعه ولم يتجخخاوز عنخخه‪ ،‬و )احتخخذى عليخخه( أي اقتخخدى‬
‫به‪ .‬وقوله )من خالق( متعلق بمحذوف ]و[ هو صخخفة لمقخخدار أو لمثخخال أيضخخا‬
‫كناشئ‪ ،‬والمراد بنفي امتثال المثال أنه لم يمثل لنفسه مثال قبخخل شخخروعه فخخي‬
‫خلق العالم ليخلق العالم على هيئته‪ ،‬وبنفي احتذاء المقدار أنه لخخم يقتخخد بخخخالق‬
‫كان قبلخخه‪ ،‬فخخالظرف صخخفة للمقخخدار فقخخط‪ .‬ويحتمخخل أن يكخخون الثخخاني كالتأكيخخد‬
‫للول فالظرف صفة للمثال والمقدار معا‪ ،‬ويكون المراد بالول نفي القتداء‬
‫بالغير في التصوير‪ ،‬وبالثاني في التقدير‪ ،‬أو يكون المراد بالمثخخال مخخا يرتسخخم‬
‫في الخيال من صورة المصنوع وهيئته‪ ،‬ولم يكن على حذ وفعخل فاعخخل آخخر‬
‫لتنزهخخه عخخن الصخخور والخخخواطر‪ ،‬فخخالظرف صخخفة لمقخخدار‪ .‬ووصخخف الخخخالق‬
‫بخخالمعبود لنخخه مخخن لخخوازمه‪ ،‬أو لنخخه لخخو كخخان كخخذلك لكخخان هخخو المعبخخود‪.‬‬
‫)والمسالك( بالكسر ما يمسك به‪ ،‬وفيه دللة على احتياج الباقي في بقائه إلخخى‬
‫المؤثر‪ .‬وقوله )ما دلنا( مفعول ثان لرانا‪ ،‬واضطرار قيام الحجة عبارة عخخن‬
‫إفادتها العلم القطعي بعد تحقيق الشروط وارتفاع الموانع‪ ،‬والظرف في قخخوله‬
‫)على معرفته( متعلق بقوله )دلنا( وأعلم الحكمة مخخا يخخدل عليهخخا‪ ،‬والضخخمير‬
‫في قوله )فحجته( يحتمل عوده إلى الخلق الصامت‪ ،‬كالضخخمير فخخي )دللتخخه(‬
‫أو إلى ال سبحانه )فأشهد( وفي بعض النسخ بالواو )بتبخخاين( المشخخبه بخخه فخخي‬
‫الحقيقة هو الخلق‪ ،‬وإنما ادخل الباء على التباين تنبيها على وجه الخطاء فخخي‬
‫التشبيه‪ ،‬والتلحم‪ :‬التلصق‪ .‬و )الحقاق( بالكسخخر جمخخع )حقخخة( بالضخخم وهخخي‬
‫في الصل وعاء من خشب‪ ،‬وحقاق المفاصل النقر التي ترتكز فيها العظخخام‪،‬‬
‫واحتجابهخخا اسخختتارها بالجلخخد واللحخخم‪ .‬وقخخوله )لتخخدبير( متعلخخق بالمحتجبخخة أي‬
‫المستورة للتدبير الذي اقتضته الحكمة‪ .‬قيخخل‪ :‬ومخخن حكمخخة احتجابهخخا أنهخخا لخخو‬
‫خلقت ظخخاهرة ليبسخخت رباطاتهخخا فيتعخخذر تصخخرف الحيخخوان وكخخانت معرضخخة‬
‫للفات أو بالتباين والتلحم‪ .‬وقال بعض شارحي النهج‪ :‬ومن روى‬

‫]‪[124‬‬

‫)المحتجة( أراد أنها كالمستدل )‪ (1‬علخخى التخخدبير الحكمخخي مخخن لخخدنه سخخبحانه‪ .‬والعقخخد‪:‬‬
‫الشد‪ ،‬وفاعل الفعل الموصول المشبه‪ ،‬و )غيخخب( منصخخوب علخخى المفعوليخخة‪،‬‬
‫وهو كل ما غاب‪ .‬والضمير اسخخم مخخن أضخخمرت فخخي نفسخخي شخخيئا‪ ،‬أو إضخخافة‬
‫الغيب ]إلخخى الضخخمير[ مخخن إضخخافة الصخخفة إلخخى الموصخخوف‪ ،‬والمخخراد بغيخخب‬
‫الضمير حقيقة عقيدته وباطنها لما يظهره منهخخا لغيخخره أو يظهخخر لخخه بحسخخب‬
‫توهمه‪ .‬وفي بعض النسخ )لم يعتقد( على صيغة المجهول‪ ،‬و )غيب( بالرفع‪.‬‬
‫والمباشرة‪ :‬لمس البشرة‪ ،‬والفاعل‪ :‬اليقين‪ ،‬وفي بعخخض النسخخخ )قلبخخه( بخخالرفع‬
‫على أنه الفاعل و )اليقين( بالنصب‪ ،‬والول الظهر‪ .‬و )الند( المثل‪ ،‬و )ان(‬
‫في الية مخففة من المثقلة‪ .‬ويظهر مخن كلمخه عليخه السخلم أن التسخوية فخي‬
‫اليخخة يشخخمل هخخذا التشخخبيه‪ ،‬ول يخخخص التسخخوية فخخي اسخختحقاق العبخخادة )كخخذب‬
‫العخخادلون بخخك( أي المسخخوون بخخك غيخخرك‪ ،‬و )نحلخخوك( أي أعطخخوك حليخخة‬
‫المخلوقين أي صفاتهم‪ ،‬والتعبير بالنحلة والحلية لزعم هخخؤلء أنهخخا كمخخال لخخه‬
‫عزوجل‪ .‬و )جزؤك( أي أثبتوا لك أجزاء‪ ،‬و )خخخواطرهم( مخخا يخطخخر ببخخالهم‬
‫من الوهام الفاسدة‪) .‬وقد روك على الخلقة( أي جعلوا لك قخخدرا فخخي العظمخخة‬
‫المعنوية كقدر الخلق فأثبتوا لك صفاتهم‪ ،‬و )قخخرائح عقخخولهم( مخخا يسخختنبطونه‬
‫بآرائهم‪ ،‬والقريحة في الصل أول ما يسخختنبط مخخن الخخبئر ومحكمخخات اليخخات‪:‬‬
‫نصوص الكتاب‪ ،‬وشواهد الحجج‪ :‬الدلة العقلية‪ ،‬ونطقها دللتها القطعية‪ ،‬أو‬
‫الشواهد الهداة المبينون للحجج التي هي الدلخخة‪ ،‬وكخخأنه ضخخمن النطخخق معنخخى‬
‫الكشخخف فعخخدى بعخخن‪ ،‬وإضخخافة الحجخخج إلخخى البينخخات للمبالغخخة‪) .‬لخخم يتنخخاه فخخي‬
‫العقول( أي لم تقدرك العقول بالنهاية والكنه بحيخخث ل تكخون لخك صخفة وراء‬
‫ما أدركتخه‪ ،‬أو لخم تحخط بخك العقخول فتكخون محخدودا متناهيخا فيهخا‪ .‬و )مهخب‬
‫الفكر( هبوبها‪ ،‬ولعله عليه السلم شبه الحركخخات الفكريخخة بهبخخوب الريخخاح‪ ،‬و‬
‫الفكخخار بمخا تجمعهخخا وتخذروها مخخن الحشخايش‪ ،‬إشخعارا بضخعفها وسخفالة مخا‬
‫يحصل منها‪.‬‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬كالمستدله )*(‪.‬‬

‫]‪[125‬‬

‫وقيل‪ :‬التناهي في العقل هو أن يدرك العقخخل الشخخئ مرسخخما فخخي القخخوى الجزئيخخة وهخخي‬
‫مهاب الفكر التي ترتسم فيها الصور وتزول‪ ،‬كالريح الهابة تمر بشئ‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫مهاب الفكر جهاتها‪ .‬و )رويات الخواطر( ما يخطر بالبال بالنظر والفكخخر‪ ،‬و‬
‫)المحدود( المحاط بالحخخدود‪ ،‬والمخخراد بالحخخدود مخخا يلخخزم الحاطخخة التامخخة‪ ،‬أو‬
‫الصخخفات والكيفيخخات الخختي ل يتعخخداها المعلخخوم‪ .‬و )المصخخرف( القابخخل للتغيخخر‬
‫والحركة أو المحكوم عليه بالتجزئة والتحليل والتركيب‪) .‬قدر ما خلق فأحكم‬
‫تقديره( أي جعل لكل شئ مقدارا مخصوصا بحسب الحكمة‪ ،‬أو هيأ كل شخخئ‬
‫لمخخا أراد منخخه مخخن الخصخخائص والفعخخال‪ ،‬أو قخخدره للبقخخاء إلخخى أجخخل معلخخوم‬
‫)فخخأحكم( أي أتقخخن‪ ،‬والتخخدبير فخخي المخخر‪ :‬النظخخر إلخخى مخخا تخخؤول إليخخه عخخاقبته‬
‫)فخخألطف تخخدبيره( أي أعمخخل فيخخه تخخدبيرات دقيقخخة لطيفخخة‪ ،‬أو كخخانت تخخدبيراته‬
‫مقرونة باللطف والرفق والرحمة على عباده‪) .‬ووجهه لوجهته( أي جعل كل‬
‫منها مهيأة وميسرة لمخخا خلخخق لخخه كخخالحبوب للكخخل والخخدواب للركخخوب‪ ،‬وكخخل‬
‫صنف من النسخخان لمخخر مخخن المخخور المصخخلحة للنظخخام‪ .‬ويحتمخخل أن يكخخون‬
‫إشارة إلى أمكنتها‪ ،‬والول أعخم وأظهخر‪ ،‬و )الوجهخخة( بالكسخخر الناحيخة وكخل‬
‫امر استقبلته‪ .‬وقصر السهم عن الهدف إذا لم يبلغه‪ ،‬وقصخخرت عخخن الشخخئ أي‬
‫عجزت عنه‪ ،‬واستصخخعب المخخر علينخخا أي صخخعب والصخخعب‪ :‬غيخخر المنقخخاد‪،‬‬
‫ومضخخى الشخخئ مضخخيا ومضخخوا أي نفخخذ ولخخم يمتنخخع‪ ،‬و )صخخدر( كعقخخد رجخخع‬
‫وانصرف كرجوع الشاربة عن الماء والمسافرين عن مقصدهم‪ ،‬ولمخخا كخخانت‬
‫المور لمكانها محتاجة في الوجود إلى مشيته فكأنما توجهت إليهخا فرجعخت‬
‫فائزة بمقصدها‪ ،‬و )المشية( الرادة‪ ،‬وأصلها المشيئة بخخالهمز‪) .‬آل إليهخخا( أي‬
‫رجع‪ ،‬والغريزة الطبيعة )‪ ،(1‬وقريحة الغريخخزة مخخا يسخختنبطه الخخذهن‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫قخخوة الفكخخر للعقخخل‪) .‬أضخخمر عليهخخا( أي أخفخخاه فخخي نفسخخه محتويخخا عليهخخا و‬
‫)التجربة( الختبار مرة بعد اخرى‪ .‬ويقال‪) :‬أفدته مال( أي أعطيته‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬الطبع )*(‪.‬‬

‫]‪[126‬‬

‫و )أفدت منخخه مخخال( أخخخذته‪ .‬وحكخخى الجخخوهري عخخن أبخخي زيخخد‪ :‬أفخخدت المخخال‪ :‬أعطيتخخه‬
‫غيري‪ ،‬وأفدته‪ :‬استفدته )‪ .(1‬وابتداع الخلئق‪ :‬إحداثهما )فتم خلقه( يمكن أن‬
‫يخخراد بخخالخلق المعنخخى المصخخدري‪ ،‬ويكخخون الضخخمير راجعخخا إليخخه سخخبحانه‬
‫كالضمير في )طخخاعته( و )دعخخوته( إلخخى )مخخا خلخخق( المخخذكور سخخابقا‪ ،‬وعلخخى‬
‫الول يكون في )أذعن( و )أجاب( راجعين إلخخى الخلخخق علخخى السخختخدام‪ ،‬أو‬
‫إلى )ما خلق( ويمكن أن يراد به المخلوق‪ ،‬وتمام مخلوقاته بإفاضته عليها ما‬
‫يليق بها وتستعد له‪ .‬وإذعان ما خلق لطاعته وإجابته إلخخى دعخخوته إمخخا بمعنخخى‬
‫استعداده لما خلق له أو تهيؤه لنفوذ تقديراته وإرادته سبحانه فيه‪ ،‬وفيه إشارة‬
‫إلى قوله تعالى )أتينا طخائعين )‪ ((2‬وربمخخا تحمخل أمثالهخخا علخخى ظخاهره بنخاء‬
‫على أن لكل مخلوق شخخعورا كمخخا هخخو ظخخاهر قخخوله تعخخالى )وإن مخخن شخخئ إل‬
‫يسخخبح بحمخخده )‪ .((3‬واعخختراض الشخخئ دون الشخخئ‪ :‬أي حخخال بينخخه وبينخخه‪ ،‬و‬
‫)دونه( أي قبل الوصول إليه‪ ،‬والضمير في )دونه( أيضا راجع إليخخه سخخبحانه‬
‫ويحتمل أن يكون راجعا إلخخى مصخخدر )أذعخخن( و )أجخخاب(‪ .‬والريخخث‪ :‬البطخخؤ‪،‬‬
‫والناة كفتاة السم من )تأنى في المر( أي تمكث ولخخم يعجخخل‪ .‬وتلكخخأ‪ :‬توقخخف‬
‫وأبطأ‪) .‬فأقام من الشياء أودها( الود بالتحريك‪ :‬العوجاج‪ ،‬وإقخخامته إعخخداد‬
‫كخخل شخخئ لمخخا ينبغخخي لخخه‪ ،‬أو دفخخع المفاسخخد الخختي تقتضخخيه الشخخياء لخخو خليخخت‬
‫وطباعهخخا‪ .‬و )نهخخج( أي أوضخخح‪ ،‬وحخخد الشخخئ‪ :‬منتهخخاه‪ ،‬وأصخخل الحخخد المنخخع‬
‫والفصل بين الشيئين ونهج الحدود قيل إيضاحه لكل شئ غايته وتيسيرها له‪،‬‬
‫أو المعنى‪ :‬جعل لكل شخص ونوع مشخصا ومميزا واضخخحا يمتخخاز بخخه عخخن‬
‫غيره‪ ،‬فإن من أعاظم )‪ (4‬المصالح وأعزها‬

‫)‪ (1‬الصحاح‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .518‬فصلت‪ (3) .11 :‬السراء‪ (4) .44 :‬في بعخخض‬
‫النسخ )من اعظم( وهو الظهر )*(‪.‬‬

‫]‪[127‬‬
‫امتيخخاز النخخواع والشخخخاص بعضخخها عخخن بعخخض‪ .‬أقخخول‪ :‬ويحتمخخل أن يكخخون المخخراد‬
‫بالحدود حدود أمكنتها كمكان العناصر فإن لكل منها حدا ل تتجخخاوزه‪ :‬ولعلخخه‬
‫أنسب بما بعده‪) .‬ولءم( أي جمع )بين متضاداتها( كجمع العناصخخر المتبائنخخة‬
‫فخخي الكيفيخخات والصخخفات لحصخخول المخخزاج‪ ،‬وكاللفخخة بيخخن الخخروح والبخخدن‪.‬‬
‫)ووصل أسباب قرائنها( السبب في الصل الحبل‪ ،‬ويقال لكل ما يتوصخخل بخخه‬
‫إلى شئ‪ ،‬و )القرينة( فعلية بمعنى مفعولخة‪ ،‬وقخرائن الشخياء مخا اقخترن منهخا‬
‫بعضها ببعض‪ ،‬ووصل أسبابها ملخخزوم لتصخخالها‪ .‬وقخخال ابخخن ميثخخم‪ :‬القخخرائن‬
‫النفوص المقرونة بالبدان‪ ،‬واعتدال المخزاج بسخبب بقخاء الخروح‪ ،‬أي وصخل‬
‫أسباب أنفسها بتعديل أمزجتها‪ ،‬والمراد بالجناس هنا أعم مما هخخو مصخخطلح‬
‫المنطقيين‪ ،‬وكذا المخخراد بالحخخدود غيخخر مخخا هخخو المعخخروف عنخخدهم‪ ،‬وإن كخخان‬
‫المقخخام ل يأباهمخخا‪ .‬والغخخرائز‪ :‬الطبخخائع والقخخوى النفسخخانية‪ ،‬و )البخخدايا( جمخخع‬
‫)بداية( وهي الحالخة العجيبخة‪ ،‬يقخال‪ :‬أبخدأ الرجخل إذا أتخى بخالمر المعجخب و‬
‫)البديئة( أيضا الحالة المبتدأه المبتكرة‪ ،‬أي عجخخائب مخلوقخخات‪ ،‬أو مخلوقخخات‬
‫مبتدأة بل اقتضاء مثال‪ ،‬وهو خبر مبتدأ محذوف أي‪ :‬هخخي بخخدايا‪ .‬و )الفطخخر(‬
‫البتداء والختراع‪ ،‬و )البتداع( كالتفسير له‪ ،‬و )نظم( أي جمع‪ .‬و )ألف بل‬
‫تعليخخق( أي مخخن غيخخر أن يعلخخق بعضخخها ببعخخض بخيخخط أو نحخخوه‪ .‬و )رهخخوات‬
‫فرجها( الرهوة‪ :‬المكان المرتفع والمنخفض أيضا‪ ،‬فنظمها تسويتها‪ .‬وقال في‬
‫النهاية‪ :‬في حديث علي )‪) :(1‬ونظم رهوات فرجها( أي المواضخخع المنفتحخخة‬
‫منها )‪ .(2‬وهو مأخوذ من قخخولهم )رهخخا رجليخخه رهخخوا( أي فتخخح‪ ،‬وفيخخه دللخخة‬
‫على أن السماء كانت ذات فرج وصدوع فنظمها سخخبحانه‪ ،‬وهخخو مناسخخب لمخخا‬
‫مر من أن مادتها الدخان المرتفع من المخخاء‪ ،‬إذ مثخخل ذلخخك تكخخون قطعخخا وذات‬
‫فرج‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وفي حديث على رضى ال عنه يصف السماء‪ (2) ..‬النهايخخة‪ :‬ج ‪،2‬‬
‫ص ‪.(*) 116‬‬

‫]‪[128‬‬

‫وأول بعض الشارحين بتباين أجزاء المركب لو ل الخختركيب والتخخأليف‪ ،‬أو بالفواصخخل‬
‫التي كانت بين السخخموات لخخو ل أن الصخخانع خلقهخخا اكخخرا )‪ (1‬متماسخخة‪ .‬وإنمخخا‬
‫اضطره إلى ذلك العتقاد بقواعد الفلسخخفة وتقليخخدهم‪ .‬و )ملحمخخة الصخخدوع(‬
‫إلصخخاق الجخخزاء ذوات الصخخدوع بعضخخها ببعخخض‪ ،‬وإضخخافة الصخخدوع إلخخى‬
‫النفراج من إضافة الخاص إلى العام‪ .‬و )وشج( بالتشديد أي شبك والضخخمير‬
‫في )بينها( راجع إلى ما يرجع إليه الضمائر السابقة‪ .‬وقال ابخخن ميثخخم‪ :‬المخخراد‬
‫بأزواجها نفوسخخها الخختي هخخي الملئكخخة السخخماوية بمعنخخى قرائنهخخا وكخخل قريخخن‬
‫زوج‪ ،‬أي ربط ما بينها وبين نفوسها بقبول كل جرم سخخماوي لنفسخخها الخختي ل‬
‫يقبلها غيره‪ .‬وأقول‪ :‬القول بكخخون السخخماوات حيوانخخات ذوات نفخخوس مخخخالف‬
‫للمشهور بين أهل السلم‪ ،‬بل نقل السيد المرتضخخى رضخخي الخ عنخخه إجمخخاع‬
‫المسلمين علخخى أن الفلك ل شخخعور لهخخا ول إرادة‪ ،‬بخخل هخخي أجسخخام جماديخخة‬
‫يحركها خالقها )‪ .(2‬ويمكن أن يراد‬

‫)‪ (1‬الكر بضم الهمزة وفتح الكاف جمع )كرة( وهى كل جسخخم مسخختدير‪ (2) .‬البحخخث‬
‫عن الفلك وماهيتهخا بحخث هيخوى اختلخف فيخه اقخوال قخدماء الهخويين مخن‬
‫يونان والمتأخرين من علماء اروبخة‪ :‬وفيخه فرضخية مشخهوة مخن بطلميخوس‬
‫وهومن أقخخدم فلكيخخى يونخخان وهخخى ان الفلك كخخرات يحتخخوى بعضخخها علخخى‬
‫بعض منها كلية ومنها جزئية وان الفلك الكلية تسعة وزعم أن لها احكاما‬
‫يختص بها من بين الجسام‪ ،‬منها استحالة الخرق واللتئام‪ ،‬واحكام اخخخرى‬
‫ل يسع ذكرها المقخخام وقخخد ابطلهخخا علمخخاء الهيئة الحديثخخة‪ ،‬وهخخدموا اساسخخها‪،‬‬
‫ونقضوا حدودها‪ ،‬و خرقوا كليهخخا وجزئيهخخا وكيخخف كخخان فخخالبحت عخخن هخخذه‬
‫المسألة شأن العالم الهيوى‪ .‬ل الفقيه والصولي والمحدث والمنطقي‪ ،‬وليس‬
‫العتقاد بوجود هذه الفلك أو عدمها من اصول الدين أو فروعه‪ ،‬ول مما‬
‫ورد فخي كتخخاب الخ أو سخخنة رسخوله‪ ،‬اللهخم ال مخا ذكخخر فخخي القخرآن الكريخم‬
‫والحاديث الشريفة مخخن السخخماوات والرض والكخخواكب والنجخخوم وان كخخل‬
‫كوكب يسبح في فلك إلى غير ذلك لكن ل يجد المتتبع الخبير من كتخخاب الخ‬
‫آيخخة ول ممخخا صخخدر عخخن معخخادن علخخم الخ روايخخة تخخدل علخخى اثبخخات الفلك‬
‫البطلميوسخخية وتصخخديق مخخا يسخختلزمه تلخخك الفرضخخية ان لخخم يجخخد مخخا يكخخذبها‬
‫ويبطلها ! ودعوى الجماع من المسلمين في مثخخل المسخخأله كمخخا تخخرى‪ ،‬وان‬
‫فرض اجماع المسلمين في زمان اوفى جميع الزمنة=‬

‫]‪[129‬‬

‫بالزواج الملئكة الموكلون بها أو القخخاطنون فيهخخا‪ ،‬أو المخخراد أشخخباهها مخخن الكخخواكب‬
‫والفلك الجزئية‪ ،‬ويمكن حمل الفقرات السابقة أيضخخا علخخى هخخذين الخخوجهين‬
‫الخيرين ويمكن أن يكون المراد بأزواجها أشخخباهها فخخي الجسخخمية والمكخخان‬
‫من الرضيات ويناسب ما جخرى علخى اللسخن مخن تشخبيه العلويخات بالبخاء‬
‫والسفليات بالمهات‪) .‬وذلل للهابطين( يقال )ذلل البعير( أي جعله ذلول وهو‬
‫ضد الصعب الذي ل ينقخخاد مخخن الخخذل بالكسخخر وهخخو الليخخن والحزونخخة‪ :‬خلف‬
‫السهولة‪ ،‬والمعراج‪ :‬السلم والمصعد‪ ،‬و )نداء السماء( إشارة إلى ما مخخر مخخن‬
‫قوله سبحانه )فقال لها وللرض ائتيا طوعا أو كرها )‪) .((1‬فالتحمت عخخرى‬
‫أشراجها( التحمت أي التزقت والتأمت‪ ،‬وعرى العيبة هي الحلق الخختي تضخخم‬
‫بعضها إلى بعض وتشد وتقفل‪ ،‬و )الشخخرج( بفتحخختين عخخرى العيبخخة والجمخخع‪:‬‬
‫أشراج‪ ،‬وقيل‪ :‬قد تطلق الشراج على حروف العيبة الخختي تخخخاط‪ .‬ولعخخل هخخذا‬
‫اللتحام كناية عن تمام خلقها وفيضان الصخور السخخماوية عليهخخا‪) .‬وفتخق بعخد‬
‫الرتتاق صوامت أبوابهخخا( فتخخق الثخخوب فتقخخا‪ :‬نقضخخت خيخاطته حختى انفصخخل‬
‫بعضه عن بعض‪ ،‬ورتقت الفتق رتقا‪ :‬أي سددته فارتتق‪ ،‬والبواب الصخخامتة‬
‫والمصمتة‪ :‬المغلقة منها‪ ،‬وفتق صوامت البواب إما كناية عن إيجاد البواب‬
‫فيها وخرقها بعد ما كانت رتقا لبخخاب فيهخخا‪ ،‬أو فتخخح البخخواب المخلوقخخة فيهخخا‬
‫حيخخن إيجادهخخا وهخخذه البخخواب هخخي الخختي منهخخا عخخروج الملئكخخة وهبوطهخخا‪،‬‬
‫وصعود أعمال العباد وأدعيتهم‬

‫= على امر ليس من دينهم‪ ،‬ول مخن واجخب اعتقخخادهم‪ ،‬ول ممخخا يرتبخط بافعخخالهم فخأى‬
‫دليخخل علخخى حجتخخه ؟ ومخخن أيخخن يمكخخن القخخول بوجخخوب اتبخخاعه والعتقخخاد‬
‫بمعقده ؟ ! هذا حال اصل الفلك ! فما ترى فخخي البحخخث عخخن كونهخخا ذوات‬
‫نفوس مدركة أو جمادات فاقدة للشخخعور والرادة ؟ وغيخخر خفخخى ان دعخخوى‬
‫الجماع على احد طرقي المسخخألة ممنوعخخة‪ ،‬وحجيتخخه علخخى فخخرض وحخخوده‬
‫غير مسلمة‪ ،‬بل ل ينبغى الشك في عدم حجيته‪ (1) .‬فصلت‪.11 :‬‬

‫]‪[130‬‬

‫وأرواحهم‪ ،‬كما قال تعخالى )ل تفتخخح لهخخم أبخخواب السخخماء )‪ ((1‬والخختي )‪ (2‬تنخخزل منهخخا‬
‫المطار كما أشار إليه بقوله )ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر )‪) .((3‬وأقخخام‬
‫رصدا( هو بالتحريك جمخخع )راصخخد( كخخخدم وخخخادم‪ ،‬أو اسخخم جمخخع كمخخا قيخخل‬
‫ويكون مصدرا كالرصخد بالفتخح‪) ،‬والراصخد( القاعخد علخى الطريخق منتظخرا‬
‫لغيره للستلب أو المنخخع‪ ،‬والمرصخخاد‪ :‬الطريخخق والمكخخان يرصخخد فيخخه العخخدو‬
‫وأرصدت له‪ :‬أعددت‪) .‬والثواقب( التي تثقب الشخخياطين أو الهخخواء‪ ،‬أو يثقخخب‬
‫الجو بضوئها‪) ،‬والنقاب( بالكسر جمع )نقخخب( بالفتخخح وهخخو الثقخخب والخخخرق‪،‬‬
‫والمراد إقامة الشهب الثواقب لطرد الشياطين عن استراق السخخمع كمخخا أشخخار‬
‫إليه سبحانه بقوله )وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمخخن يسخختمع الن يجخخد لخخه‬
‫شهابا رصدا )‪ ((4‬ول صراحة فيه بكون ذلخخك المنخخع مقارنخخا ليجخخاد السخخماء‬
‫حتى ينافي مادل على حدوثها ويحتمخخل تخلخخل الرخصخخة بيخخن المنعيخخن أيضخخا‪.‬‬
‫)وأمسكها من أن تمور( أي تموج وتضطرب‪ ،‬والخرق يكخخون بمعنخخى الثقخخب‬
‫في الحائط والشق فخخي الثخخوب وغيخخره‪ ،‬وهخخو فخخي الصخخل مصخخدر خرقتخخه إذا‬
‫قطعته ومزقته ويكون بمعنى القفر والرض الواسعة‪ ،‬تنخخخرق فيهخخا الريخخاح‪:‬‬
‫أي تهب وتشتد و )الهواء( يقال للجسم الذي هخخو أحخخد العناصخخر‪ ،‬ويقخخال لكخخل‬
‫خال هخخواء كمخخا قخخال سخخبحانه )وأفئدئهخخم هخخواء )‪ ((1‬أي خاليخخة مخخن العقخخل أو‬
‫الخير‪ ،‬والمراد بالمور في خرق الهواء إما الحركة الطبيعية أو القسخخرية فخخي‬
‫الفواصل التي تحدث بحركتها في الجسم الذي هو أحخخد العناصخخر‪ ،‬إذ ل دليخخل‬
‫على انحصاره في الذي بين السماء والرض أو حركتها فخخي المكخخان الخخخالي‬
‫الموهوم أو الموجود طبعا أو قسرا‪ ،‬أو حركة أجزائها فيما بين السماء‬
‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .40 :‬في المخطوط‪ :‬أو التى‪ (3) .‬القمر‪ (4) .11 :‬الجن‪(1) .9 :‬‬
‫إبراهيم‪.(*) 43 :‬‬

‫]‪[131‬‬

‫والرض‪ .‬واليخخد بالفتخخح‪ :‬القخخوة‪ ،‬والظخخرف متعلخخق بالمسخخاك‪ ،‬والستسخخلم‪ :‬النقيخخاد‪،‬‬


‫ويحتمل أن يكون المر كناية عن تعلق الرادة كما مر‪) .‬آية مبصرة( اليخخة‪:‬‬
‫العلمة‪] :‬و[ المبصر‪ :‬المدرك بالبصر‪ ،‬وفسخخرت المبصخخرة فخخي قخخوله تعخالى‬
‫)وجعلنا آية النهار مبصرة( بالبينة الواحضخة‪ ،‬وبالمضخيئة الخختي يبصخخر بهخا‪،‬‬
‫وبالمبصخخرة للنخخاس مخخن )أبصخخرته فبصخخر( وبالمبصخخر أهلخخه كقخخولهم )أجبخخن‬
‫الرجل( إذا كان أهله جبناء‪ ،‬والمحو‪ :‬إذهاب الثر وطمس النور‪ ،‬وفسر محو‬
‫القمر بكونه مظلمخا فخي نفسخه غيخر مضخيئ بخذاته كالشخمس وبنقصخان نخوره‬
‫بالنظر )‪ (1‬إلى الشمس وبنقصان )‪ (2‬نوره شيئا فشخيئا إلخى المحخاق‪ .‬وروي‬
‫أن ابن الكواء سأل أمير المؤمنين عليخخه السخخلم عخخن اللطحخخة الخختي فخخي وجخخه‬
‫القمر فقال‪ :‬ذاك محو آية الليل‪ .‬ويمكن أن يكون لها مدخل في نقصان ضخخوء‬
‫القمر من ليلها‪ .‬قيل‪) :‬من( لبتداء الغاية أو لبيان الجنس ويتعلخخق بممحخخوة أو‬
‫يجعل‪ ،‬وقيل‪ :‬أراد من آيخخات ليلهخخا‪ .‬و )المنقخخل( فخخي الصخخل الطريخخق الجبخخل‪،‬‬
‫والمخخخدرج‪ :‬المسخخخلك‪ ،‬ودرج‪ :‬أي مشخخخى‪ ،‬والخخخدرج بالتحريخخخك‪ :‬الطريخخخق‪ ،‬و‬
‫)درجيهما( في بعض النسخ على لفظ التثنيخة وفخي بعضخها مفخرد‪ ،‬ومناقلهمخا‬
‫ومخخدارجهما‪ :‬منازلهمخخا وبروجهمخخا‪ ،‬والظخخاهر أن التمييخخز والعلخخم غايتخخان‬
‫لمجمخخوع الفعخخال السخخابقة‪ ،‬فيكخخون إشخخارة إلخخى قخخوله تعخخالى‪) :‬وجعلنخخا الليخخل‬
‫والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهخار مبصخرة لتبتغخوا فضخل مخن‬
‫ربكم ولتعلموا عدد السخنين والحسخاب )‪ ((3‬وإلخى قخوله عزوجخل )هخو الخذي‬
‫جعخخل الشخخمس ضخخياء والقمخخر نخخورا وقخخدره منخخازل لتعلمخخوا عخخدد السخخنين‬
‫والحساب( )‪ (4‬ويحتمل‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬بالنسخخبة‪ (2) .‬فخخي المخطخخوط‪ :‬بنقخخص‪ (3) .‬السخخراء‪(4) .12 :‬‬
‫يونس‪.(*) 5 :‬‬

‫]‪[132‬‬

‫أن يكون التمييز غاية للول‪ ،‬والعلخخم غايخخة للخيخخر أو الخيريخخن‪ ،‬فيكخخون نشخخرا علخخى‬
‫ترتيب اللف‪ ،‬وظاهر كلمه عليه السلم تفسير اليخختين المفردتيخخن فخخي اليخخة‬
‫الولى بالشمس والقمر ل بالليل والنهار‪ ،‬وإن كان المراد باليتين أو ل الليل‬
‫والنهار وقيل‪ :‬المراد‪ :‬جعلناهما ذوي آيتين‪ ،‬فتكون الشمس والقمر مقصودين‬
‫بهما في الموضعين‪ ،‬والمراد بالحساب حساب العمار والجال الخختي يحتخخاج‬
‫إليه الناس في امخور دينهخم ودنيخاهم‪ .‬ومقاديرهمخا‪ :‬مقخادير سخيرهما وتفخاوت‬
‫أحوالهمخخا‪) .‬ثخخم علخخق فخي جوهخخا فلكهخا( الظخخاهر أن كلمخخة )ثخخم( هنخخا للخترتيب‬
‫الذكري ولعل المعنى أنه أقر فلكها في مكانه من الجو بقدرته ول ينخخافي نفخخي‬
‫التعليق في نظم الجزاء كما سبق‪ ،‬والجو‪ :‬الفضاء الواسع‪ ،‬أو ما بين السماء‬
‫الرض‪ ،‬والفلخخك بالتحريخخك‪ :‬مخخدار النجخخوم‪ ،‬وقيخخل‪ :‬أراد بالفلخخك دائرة معخخدل‬
‫النهار‪ ،‬وقيل‪ :‬أراد به الجنس وهو أجسامها المستديرة التي يصدق عليها هذا‬
‫السم‪ ،‬وقيل‪ :‬الفلخك هنخا عبخارة عخن السخماء الخدنيا‪ ،‬فيكخون علخى وفخق قخوله‬
‫سبحانه )إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب )‪ ((1‬والتوجيه مشترك‪ ،‬وعلخخى‬
‫المشهور من عدم كون جميعها في السماء الدنيا لعل الظهخخر أن يخخراد بافلخخك‬
‫ما ارتكز فيه كوكب بتحخخرك بحركتخخه وبخخالجو الفضخخاء الواسخخع الموهخخوم‪ ،‬أو‬
‫الموجود الذي هو مكان الفلخخك‪ ،‬ووجخه إضخخافته إليهخا واضخح فخإن الفلخخك مخن‬
‫جملتهخخا‪ ،‬وكخخذا إضخخافة الفلخخك إليهخخا‪ ،‬ويحتمخخل حينئذ أن يخخراد بفلكهخخا المحيخخط‬
‫المحرك لجملتها‪ .‬ويمكن على طريقخخة السخختخدام أو بخخدونه أن يخخراد بضخخمير‬
‫السماء الذي أحاط بجميع ما ارتكزت فيه الكواكب المدير لها فكون فلكها في‬
‫جوهخخا ظاهرهخخا‪ ،‬أو يخخراد بالسخخماء الفلك الكليخخة‪ ،‬وبالفلخخك الفلك الجزئيخخة‬
‫الواقعة في جوفها‪ .‬وفي بعخض النسخخ )علخق فخي جوهافلكخا( بخدون الضخمير‬
‫وهو يناسب كون الكواكب كلها في فلك واحد‪ .‬و )ناط( أي علق‪ ،‬والخخدراري‪:‬‬
‫جمع )دري( وهو المضيئ‪] ،‬و[ كأنه نسب إلى‬

‫)‪ (1‬الصافات‪.(*) 6 :‬‬

‫]‪[133‬‬

‫الدر تشبيها به لصفائه‪ ،‬وقال الفراء‪ :‬الكواكب الدري عند العرب هخخو العظيخخم المقخخدار‬
‫وقيل‪ :‬هو أحد الكخخواكب ]السخخبعة السخخيارة‪ ،‬وفخخي النهايخخة الكخخواكب[ الخمسخخة‬
‫السيارة ويخفى أن وصف الدراري بالخفيات ينافي القولين ظخاهرا واسختراق‬
‫السمع‪ :‬الستماع مختفيا‪) ،‬بثواقب شهبها( أي بشهبها الثاقبة تلميحا إلى قخخوله‬
‫سبحانه )إل من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين )‪ ((1‬وقوله )إل من خطف‬
‫الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب )‪ ((2‬والذلل جمع )ذل( بالكسر‪ ،‬يقال‪ :‬امور ال‬
‫جارية أذللها بالنصب وعلى أذللها أي مجاريها‪ .‬ويقال‪ :‬دعخخه علخخى أذللخخه‪،‬‬
‫أي على حاله‪ .‬وثبات الثوابت بالنسبة إلى سير السخخيارات‪ ،‬والمخخراد بخخالهبوط‬
‫إما مقابل الشرف كما هو مصطلح المنجمين‪ ،‬أو التوجه إلى حضين الحامل‪،‬‬
‫أو التخخدبير أو التخخوجه إلخخى الغخخروب فخخإنه الهبخخوط حسخخا ويقخخابله الصخخعود‪،‬‬
‫النحوس‪ :‬ضد السعود‪) .‬ثم خلق( الظاهر أن كلمة )ثم( هنا للترتيب الحقيقخخي‪،‬‬
‫وسيأتي بعض الخبار الدالة على تقدم خلق الملئكة على السماوات‪ ،‬ويمكن‬
‫الجمخخع بالتخصخخيص ههنخخا بسخخكان المسخخاوات الخخذين ل يفارقونهخخا‪ .‬وعمخخارة‬
‫المنزلة جعله آهل ضد الخراب الذي ل أهل له‪ ،‬والصفيح‪ :‬السطح ووجه كل‬
‫شئ عريض‪ .‬والصفيح أيضا اسم من أسماء السماء‪ ،‬والمراد هنخخا سخخطح كخخل‬
‫سماء‪ ،‬ويقابله الصفيح السفل وهو الرض أو فوق السماء السخخابعة أو فخخوق‬
‫الكرسي‪ .‬والملكوت كرهبخخوت العخخز والسخخلطان والفخخروج‪ :‬المخخاكن الخاليخخة‪،‬‬
‫والفج‪ :‬الطريق الواسع بين الجبلين‪ .‬وحشوت الوسادة بالقطن‪ :‬جعلتهخا مملخوة‬
‫منه‪ ،‬والفتق‪ :‬الشق‪ ،‬والجو‪ :‬الفضاء الواسع وما بين السخخماء والرض‪ ،‬وهخخذا‬
‫الكلم صريح في عدم تلصق السماوات‪ ،‬وفي تجسخخم الملئكخخة وأن مخخا بيخخن‬
‫السماوات مملوة منهم‪ ،‬وبه تندفع شبهة لخخزوم الخل كمخخا سخختعرف‪ .‬والفجخخوة‪:‬‬
‫الفرجة والموضع المتسع بين الشيئين‪ .‬وزجل المسبحين‪ :‬صوتهم‬

‫)‪ (1‬الحجر‪ (2) .18 :‬الصافات‪.(*) 10 :‬‬

‫]‪[134‬‬

‫الرفيع العالي‪ ،‬والحظيرة في الصل الموضع الذي يحاط عليه لتأوي إليه الغنم والبل‬
‫يقيها الحر والخبرد والريخح‪ .‬والقخد بالضخم وبضخمتين الطهخر‪ ،‬اسخم ومصخدر‪.‬‬
‫)والسترات( بضخمتين جمخع )سخترة( بالضخم‪ ،‬وهخو مخا يسختتر بخه كالسختارة‪.‬‬
‫والحجخخاب‪ :‬مخخا احتجخخب بخخه‪ ،‬والسخخرادق‪ :‬الخخذي يمخخد فخخوق صخخحن الخخبيت مخخن‬
‫الكرسف والمجد‪ :‬الشرف والعظمة‪ ،‬والرجيج‪ :‬الزلزلة والضخخطراب‪ ،‬ومنخخه‬
‫رجيخخج البحخخر‪) .‬تسخختك منخخه السخخماع( أي تصخخم‪ ،‬وفسخخروا السخخبحات بخخالنور‬
‫والبهاء والجلل والعظمة‪ ،‬وقيخخل‪ :‬سخخبحات الخخوجه محاسخخنه‪ ،‬لنخخك إذا رأيخخت‬
‫الوجه الحسن قلت‪ :‬سبحان ال‪ ،‬ولعل المراد بها النخخوار الخختي تحجخخب ]بهخخا[‬
‫البصخخار ويعخخبر عنهخخا بخخالحجب وردعخخه كمنعخخه‪ :‬كفخخه ورده‪ ،‬والخاسخخئ مخخن‬
‫الكلب وغيرها‪ :‬المبعد ل يترك أن يدنو من الناس‪ ،‬يقال‪ :‬خسخخأت الكلخخب أي‬
‫طردته وأبعدته‪ .‬والضمير في )حدودها( راجع إلى السحاب‪ ،‬وقيل‪ :‬أي تقخخف‬
‫البصار حيث تنتهخخي قوتهخخا لن قوتهخخا متناهيخخة فخخإذا بلغخخت حخخدودها وقفخخت‪.‬‬
‫)اولي أجنحة تسبح جلل عزته( إشارة إلى قوله تعخخالى )اولخخي أجنحخخة مثنخخى‬
‫وثلث ورباع( )‪ (1‬وتسبح في أكثر النسخ بالتشديد من التسبيح‪ ،‬وهو التنزيه‬
‫والتقديس من النقائص‪ ،‬والجلل‪ :‬العظمة‪ ،‬والعزة‪ :‬القخخوة والشخخدة والغلبخخة‪ ،‬و‬
‫الجملة صفة لولي أجنحة‪ ،‬وفي بعض النسخ )تسبح( بالتخفيف من السباحة‪،‬‬
‫و )خلل( بالخخخاء المعجمخخة المكسخخورة‪ ،‬وهخخو وسخخط الشخخئ أو جمخخع )خلخخل(‬
‫بالتحريك وهو الفرجة بين الشيئين‪ ،‬وفي بعضها )خلل بحخخار عزتخخه( ولعخخل‬
‫المراد بسباحتهم سيرهم في أطباق السخخماوات وفوقهخخا‪ ،‬أو عروجهخخم ونزلهخخم‬
‫لداء الرسالت وغيرها أو سيرهم في مراتب القرب بالعبخخادة والتسخخبيح‪) .‬ل‬
‫ينتحلون( انتحل الشئ وتنحله‪ :‬إذا ادعخخاه لنفسخخه وهخخو لغيخخره‪ ،‬أي‪ :‬ل يخخدعون‬
‫الربوبية لنفسهم كما يدعيه البشر لهم ولنفسهم‪ ،‬فتكون هذه الفقرة‬
‫)‪ (1‬فاطر‪.(*) 1 :‬‬

‫]‪[135‬‬

‫لنفي ادعاء الستبداد والثانية لنفي ادعاء المشاركة‪ ،‬أو الولى لنفخخي ادعخخائهم الخالقيخخة‬
‫فيما لهم مخدخل فخي وجخوده بخأمره تعخالى والثانيخة لنفخي ذلخك فيمخا خلقخه الخ‬
‫سخخبحانه بمجخخرد أمخره وإرادتخخه‪) .‬مكرمخخون( بخالتخفيف مخن الكخخرام‪ ،‬وقخرئ‬
‫بالتشديد من التكريم‪ ،‬واللم في قوله )بالقول( عوض عن المضاف إليخخه‪ ،‬أي‬
‫ل يسبقون ال بقولهم بل هم تابع )‪ (1‬لقوله سبحانه كما أن علمهم تابع لمره‪.‬‬
‫)جعلهم فيما هنا لك( لعله مخصوص ببعض الملئكة كما قال عزوجخخل )ال خ‬
‫يصطفي من الملئكة رسل )‪ ((2‬ويكفخخي للنسخخبة إلخخى الجميخخع كخخون بعضخخهم‬
‫كذلك‪ ،‬وما هنالك عبارة عن مراتب الملئكة أو الشغال والمخخور المفوضخخة‬
‫إليهم‪ ،‬أو عن أربابها وأصحابها‪ ،‬وفي قوله )حملهم( تضمين معنى البعخخث أو‬
‫الرسال ونحوه‪) .‬وعصمهم( هذا يشمل جميعهم‪ ،‬والريب‪ :‬الشخخك أو التهمخخة‪،‬‬
‫والزيخخغ‪ :‬العخخدول عخخن الحخخق‪ ،‬و المرضخخاة ضخخد السخخخط‪ ،‬والمخخداد‪ :‬العانخخة‬
‫والتقوية‪ ،‬والفائدة‪ :‬ما استفدته من طريفة مال أو علم أو غيرهمخخا‪ ،‬والمعونخخة‪:‬‬
‫مفعلة بضم العين من استعان بخخه فأعخخانه‪ ،‬وقيخخل‪ :‬الميخخم أصخخلية‪ ،‬مخخأخوذة مخخن‬
‫)المخخاعون( ولعخخل المعنخخى تأييخخدهم بأسخخباب الطاعخخات والقربخخات والمعخخارف‬
‫واللطاف الصارفة لهخخم عخخن المعاصخخي‪) .‬وأشخخعر قلخخوبهم( أي ألزمهخخم )‪،(3‬‬
‫مأخوذ من الشعار وهو مخخا يلبخخس تحخخت الخخدثار‪ ،‬وقيخخل‪ :‬مخخن الشخخعور بمعنخخى‬
‫الدراك‪ ،‬يقال‪ :‬اشخخعر المخخر وبخخه أي أعلمخخه‪ .‬والتواضخخع‪ :‬التخاشخخع والتخخذلل‪،‬‬
‫وأخبت الرجل‪ :‬خضع ل وخشع قلبه‪ ،‬والسكينة‪ :‬الطمأنينة والوقار والرزانخخة‬
‫والمهابة‪ ،‬والحاصل عدم انفكاكهم عن الخوف والخشوع‪ .‬والخخذلل ‪ -‬بضخخمتين‬
‫‪ :-‬جمع ذلول ضد الصعب‪ ،‬ومجده‪ :‬أثنى عليه وعظمه‪ ،‬والجمع للدللة علخخى‬
‫النواع‪ ،‬وفتح البواب كناية عن إلهامها وتسهيلها عليهم لعدم معارضة‬

‫)‪ (1‬كذا‪ (2) .‬الحج‪ (3) .75 :‬في بعض النسخ )ألزمها( وهو الظهر )*(‪.‬‬

‫]‪[136‬‬

‫شيطان أو نفس أمارة بالسوء بل خلقهم خلقة يلتذون بها كما ورد أن شخخرابهم التسخخبيح‬
‫وطعامهم التقديس‪ .‬والمنار‪ :‬جمع المنارة‪ ،‬وهي العلمة‪ ،‬وأصخخله النخخور ولخخذا‬
‫انثت )الواضحة( والعلم‪ :‬جمع )علم( بالتحريك وهو الجبل الطويخخل أو مخخا‬
‫يعلم به الشئ ونصب المنار لهم على العلم عبارة عن غاية ظهورها لعخخدم‬
‫معارضته الشكوك والشبهات التي تكون للبشر‪ ،‬ولوفور الخخدلئل لهخخم لقربهخخم‬
‫من ساحة عزه وملكوته ومشاهدتهم ما يخفى علينا من آثار ملكخخه وجخخبروته‪،‬‬
‫والمؤصخخرات‪ :‬المثقلت‪ ،‬وعخخدمها لعصخخمتهم وعخخدم خلخخق الشخخهوات فيهخخم‪.‬‬
‫ورحل البعير وارتحله‪ :‬حط عليه الرحل وهو مركخخب للبعيخخر‪ ،‬وفخخي الحخخديث‬
‫)ارتحلني ابني الحسن( أي جعلني كالراحلة وركب على ظهري‪ ،‬والرتحال‬
‫أيضا الزعاج والشخاص‪ .‬والعقبة بالضم‪ :‬النوبة‪ ،‬والجمخخع )عقخخب( كغرفخخة‬
‫وغرف والعقبة الليل والنهار لنهما يتعاقبان‪ ،‬قيل‪ :‬أي لم يؤثر فيهخخم ارتحخخال‬
‫الليالي واليام كما يؤثر ارتحال النسان البعير في ظهره‪ ،‬حمل على الخخوجه‬
‫الول‪ ،‬و على الثاني فالمعنى‪ :‬لم يزعجهم تعاقب الليالى واليخخام ولخخم يخخوجب‬
‫رحليهم عن دارهم والغرض تنزيههم عما يعرض للبشرمن ضعف القوى أو‬
‫القرب مخن المخوت بكخرور الزمنخة‪ .‬و )النخوازع( فخي بعخض النسخخ بخالعين‬
‫المهملة من نزع في القوس إذا جخخذبها ومخخدها‪ ،‬ونخخوازع الشخخكوك‪ :‬الشخخبهات‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬أي شهواتها‪ ،‬والنازعة‪ :‬المحركة وفي بعضها بالفين المعجمة كما فخخي‬
‫النهاية مخخن نخخزغ الشخخيطان بيخخن القخخوم أي أفسخخد‪ ،‬و يقخخال نزغخخه الشخخيطان أي‬
‫وسوس إليه‪ ،‬والعزيمة‪ :‬ما وكدت رأيك وعزمك عليخخه‪ ،‬و المعخخترك‪ :‬موضخخع‬
‫القتخخال‪ ،‬والعختراك‪ :‬الزدحخام والظخخن يكخون بمعنخى العتقخاد الراجخخح غيخخر‬
‫الجازم‪ ،‬وبمعنى الشك ويطلق على مخخا يشخخملهما‪ ،‬ولعخخل الخيخخر هنخخا أظهخخر‪،‬‬
‫ومعقد الشئ‪ :‬موضع شده‪ ،‬يقال‪ :‬عقدت الحبل والبيع والعهد ويكون مصدرا‪،‬‬
‫والحاصل نفي نظرق الشبه والكشوك إلى عقائدهم اليقينية‪.‬‬

‫]‪[137‬‬

‫)ول قدحت( يقال‪ :‬قدح بالزند كمنخخع أي رام اليخخراء )‪ (1‬بخخه‪ ،‬وهخخو اسخختخراج النخخار‪،‬‬
‫وربما يحمل على القدح بمعنى الطعخخن وهخخو بعيخخد‪ .‬و )الحخخن( جمخخع )إحنخخة(‬
‫وهي الحقد والغضب‪ ،‬أي ل يثير الغضب والعدوات الكامنة فتنة فيما بينهخخم‪،‬‬
‫والحيرة‪ :‬عدم الهتداء إلى وجه الصواب‪ ،‬ولق الشئ بغيخخره أي لخخزق ومنخخه‬
‫الليقة للصوق المداد بها‪ ،‬والغرض نفي الحيرة عنهم فخخي عقخخائدهم‪ ،‬ويحتمخخل‬
‫أن يكون المراد بالحيرة الولد لشدة الحب وكمال المعرفخخة كمخخا سخخيأتي‪ ،‬وفخخي‬
‫الصحيفة السجادية )ول يغفلون عن الخخوله إليخخك( فخخالمعنى أن شخخده ولههخخم ل‬
‫توجب نفصخخا فخخي معرفتهخخم وغفلخخة عخخن ملحظخخة العظمخخة والجلل كمخخا فخخي‬
‫البشر‪ .‬وأثناء الشئ‪ :‬تضاعيفه وجاء في أثناء المر أي في خلله جمع )ثنى(‬
‫بالكسر‪) .‬فتقترع( في بعض النسخ بالقاف من القتراع بمعنى ضرب القرعة‬
‫والختبار فالغرض نفخخي تنخخاوب الوسخخاوس وتواردهخخا عليهخخم‪ ،‬وفخخي بعضخخها‬
‫بالفخخاء مخخن فرعخخه أي عله والول أنسخخب بخخالطمع‪ ،‬والريخخن بخخالنون كمخخا فخخي‬
‫بعض النسخ‪ :‬الطبع والدنس والتغطية‪ ،‬وران ذنبه على قلبخخه رينخخا أي غلخخب‪،‬‬
‫وفي بعضها بالباء الموحدة‪ ،‬والفكرة إعمال النظر في الشخخئ )منهخخم( أي مخخن‬
‫مطلق الملئكة‪ ،‬والغمام والغمائم جمع الغمامة وهي السحابة‪ ،‬والدلخخح‪ :‬جمخخع‬
‫الدالح وهو الثقيل من السحاب لكثرة مائه‪ ،‬والدلخخح أن يمشخخي البعيخخر بالحمخخل‬
‫وقد أثقله‪ ،‬والشامخ من الجبال‪ :‬المرتفع العالي‪ ،‬والقترة بالضم‪ :‬بيخخت الصخخائد‬
‫الذي يتستر به عند تصيده من جص ونحوه‪ ،‬ويجمع على )قخختر( مثخخل غرفخخة‬
‫وغرف‪ ،‬ويطلق على حلقة الخخدرع‪ .‬والكخخوة‪ :‬النافخخذة‪ ،‬والظلم‪ :‬ذهخخاب النخخور‪،‬‬
‫واليهم‪ :‬الذي ل يهتدى فيه‪ ،‬ومنه فلة يهماء‪ ،‬قيل‪ :‬هخخذا النخخوع مخخن الملئكخخة‬
‫خخخزان المطخخر وزواجخخر السخخحاب ولعلخخه شخخامل لمشخخبعي )‪ (2‬الثلخخج والخخبرد‬
‫والهابطين مع قطر المطر إذا نزل وإن كخخان السخخحاب مكخخانهم قبخخل النخخزول‪،‬‬
‫والموكلون )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬من )ورت النار رويخخا( إذا اتقخخدت‪ (2) .‬فخخي المخطوطخخة‪ ،‬لمشخخيعي‪ (3) .‬كخخذا فخخي‬
‫النسخ والصحيح )الموكلين( وكذا )الساكنين( )*(‪.‬‬

‫]‪[138‬‬

‫بالجبال للحفظ وسائر المصالح والساكنون في الظلمات لهداية الخلق وحفظهم أو غير‬
‫ذلك‪ .‬وأقول‪ :‬يحتمل أن يكون المخخراد تشخخبيههم فخخي لطافخخة الجسخخم بالسخخحاب‪،‬‬
‫وفي عظم الخلقخخة بالجبخخال‪ ،‬وفخخي السخخواد بالظلمخخة‪ ،‬بخخل هخخو عنخخدي أظهخخر‪ .‬و‬
‫)تخوم الرض( بضم التاء معالمها وحدودها‪ ،‬وهي جمع تخوم بالضم أيضخخا‬
‫وقيل‪ :‬واحخدها )تخخخم( بالضخم والفتخخح‪ ،‬وقيخخل‪ :‬التخخخم‪ :‬حخخد الرض‪ ،‬والجمخع‪:‬‬
‫تخوم‪ ،‬نحو فلس وفلوس‪ .‬وقال ابخخن العرابخخي وابخخن السخخكيت‪ :‬الواحخخد تخخخوم‬
‫والجمع تخم‪ ،‬مثل رسول ورسل وفي النسخ بالضم‪ .‬والرايخخة‪ :‬علخخم الجيخخش و‬
‫)مخارق( المواضع التي تمكنخخت فيهخخا تلخخك الرايخخات بخخخرق الهخخواء‪ ،‬والريخخح‬
‫الهفافة‪ :‬الطيبة الساكنة‪ ،‬وقيل‪ :‬أي ليست بمضطربة فتموح تلخخك الرايخخات بخخل‬
‫هي ساكنة تحبسها حيث انتهت‪) .‬قد اسخختفرغتهم أشخخغال عبخخادته( أي جعلتهخخم‬
‫فارغين عن غيرها‪ ،‬وحقخائق اليمخان‪ :‬العقخائد اليقينيخة الختي تحخق أن تسخمى‬
‫إيمانا‪ ،‬أو البراهين الموجبة له‪ ،‬وفي بعض النسخ )وسلت( بالسخخين المشخخددة‪،‬‬
‫يقال‪ :‬وسل إلى ال توسيل وتوسخخل أي عمخخل عمل تقخخرب بخخه إليخخه )وقطعهخخم‬
‫اليقان به( أي صخخرفهم عمخخا سخخوى الخخوله ووجههخخم إليخخه‪ ،‬وهخخو فخخي الصخخل‬
‫التحير مخن شخخدة الوجخخد أو ذهخاب العقخل‪ ،‬والمخخراد عخدم اللتفخات إلخخى غيخخره‬
‫سبحانه‪ ،‬والرغبة‪ :‬الرادة والسؤال والطلب والحرص علخخى الشخخئ و الطمخخع‬
‫فيه‪ ،‬والمعنى أن رغباتهم وطلباتهم مقصورة على ما عنده سبحانه مخخن قربخخه‬
‫وثوابه وكرامته‪ ،‬ولعل الضمائر في تلك الفقرات راجعة إلى مطلق الملئكخخة‬
‫كالفقرات التيخة‪ ،‬والبخاء فخي قخوله عليخه السخلم )بالكخأس( إمخا للسختعانة أو‬
‫بمعنى )من( وربما يضمن في الشرب معنى اللتذاذ ليتعدى بالباء‪ ،‬والكخخأس‪:‬‬
‫الناء يشرب فيه أو مادام الشراب فيه‪ ،‬وهي مؤنثة‪ ،‬والروية‪ :‬المرويخخة الخختي‬
‫تزيل العطش‪ ،‬وسويداء القلب وسوداؤه‪ :‬حبته‪ ،‬والوشيجة فخخي الصخخل عخخرق‬
‫الشجرة‪ ،‬يقال‪ :‬وشجت‬
‫]‪[139‬‬

‫العروق والغصان أي اشتبكت‪ ،‬وحنيت الشخخئ أي عطفتخخه‪ ،‬وأنفخخد الشخخئ أفنخخاه ومخخادة‬
‫التضرع ما يدعو إليه‪ ،‬وأطلق عن السير إذا حل أسره والربقخخة بالكسخخر فخخي‬
‫الصل عروة في حبل تجعل في عنق البهيمخخة أو يخخدها تمسخخكها‪ ،‬وعخخدم نفخخاد‬
‫مادة التضرع فيهم لعدم تطرق النقص إلى علمهم بعظمة الخ وبحخاجتهم إليخخه‬
‫وعدم الشواغل لهم عن ذلك وعدم انتهاء مراتب العرفخخان والقخخرب الخخداعيين‬
‫لهم إلى التضرع والعبخخادة ومخخع ذلخخك ل يتطخخرق الضخخعف إلخخى قخخواهم فبقخخدر‬
‫صعودهم في مدارج الطاعة يزاد قربهم وكلما ازداد قربهم تضخخاعف علمهخخم‬
‫بعظمته سبحانه كما سيأتي الشارة إليه‪ ،‬ويقال‪ :‬توله أي اتخذه وليا‪ ،‬وتخخولى‬
‫المر أي تقلده‪ ،‬وعدم تولي العجاب كناية عن عخخدم السخختيلء‪ ،‬والعجخخاب‬
‫استعظام ما يعده النسان فضيلة لنفسه‪ ،‬ويقال‪ :‬اعجب زيد بنفسه علخى البنخاء‬
‫للمفعخخول إذا ترفخخع وسخخر بفضخخائله‪ ،‬وأعجبنخخي حسخخن زيخخد إذا عجبخخت منخخه‪.‬‬
‫واستكثره‪ :‬عده كثيرا‪ ،‬وما سلف منهم‪ :‬طاعاتهم السخخالفة‪ ،‬و السخختكانة‪ :‬الخخذل‬
‫والخضخخوع‪ ،‬واسخختكانة الجلل خضخخوعهم الناشخخئ عخخن ملحظخخة جلل الخ‬
‫وعظمته‪ ،‬والفترة‪ :‬مرة من الفتور وهخخو السخخكون بعخخد حخخدة والليخخن بعخخد شخخدة‬
‫ودأب في أمره كمنع دؤوبا‪ :‬حد وتعخخب‪ ،‬وغخخاض المخخاء غيضخخا ومغاضخخا قخخل‬
‫ونقص والمناجاة‪ :‬المخاطبة سرا‪ ،‬وأسلة اللسان‪ :‬طرفه ومسخختدقه‪ ،‬والهمخخس‪:‬‬
‫الصخخوت الخفخخي‪ ،‬والجخخوار كغخخراب‪ :‬رفخخع الصخخوت بالخخدعاء والتضخخرع‪ ،‬أي‬
‫ليست لهم أشغال خارجة عن العبادة فتكون لجلها أصواتهم المرتفعخخة خافيخخة‬
‫سخاكنة‪ ،‬وفخي بعخخض النسخخ )بهمخس الخيخخر( وفخخي بعضخها )بهمخس الحنيخخن(‬
‫وتوجيههما ل يخلو من تكلف ومقاوم الطاعة‪ :‬صخخفوف العبخخادة جمخخع )مقخخام(‬
‫وعدم اختلف المناكب عبخخارة عخخن عخخدم تقخخدم بعضخخهم علخخى بعخخض أو عخخدم‬
‫انحرافهم‪ ،‬وثنيت الشئ ثنيا‪ :‬عطفته أثناء أي كفه وثنيتخه ايضخا‪ :‬صخخرفته إلخخى‬
‫حخخاجته‪ ،‬وراحخخة التقصخخير‪ :‬الراحخخة الحاصخخلة بخخإقلل العبخخادة أو تركهخخا بعخخد‬
‫التعب‪ ،‬وعدا عليه أي قهره وظلمه‪ ،‬والتبلد ضد التجلد والتحير‪ ،‬وبلد الرجخخل‬
‫بلدة فهو بليد ]أي[ غير ذكي ول فطن‪ ،‬وانتضل القوم‬

‫]‪[140‬‬

‫وتناضخخلوا إذا رمخخوا للسخخبق‪ ،‬والهمخخة مخخا هخخم بخخه مخخن أمخخر ليفعخخل‪ ،‬وخخخدائع الشخخهوات‪:‬‬
‫وساوسها الصارفة عن العبادة‪ ،‬وانتضالها تواردها وتتابعهخخا‪ ،‬والفاقخخة‪ :‬الفقخخر‬
‫والحاجة ويوم فاقتهم يوم قبض أرواحهم كما يظهر مخخن بعخخض الخبخخار‪ ،‬ول‬
‫يبعد أن يكون لهم نخوع مخن الثخواب علخى طاعخاتهم بازديخاد القخرب وإفاضخة‬
‫المعارف وذكره سبحانه لهم وتعظيمه إياهم وغيخخر ذلخخك‪ ،‬فيكخخون إشخخارة إلخخى‬
‫يوم جزائهم ويمموه أي قصدوه والنقطاع إلى أحد‪ :‬صرف الوجه عن غيخخره‬
‫والتوجه )‪ (1‬إليه والضمير في )رغبتهخم( إمخا راجخع إلخى الملئكخة كضخمير‬
‫)فاقتهم( أو إلى الخلق أو إليهما علخى التنخازع‪ .‬والمخد‪ :‬المنتهخى‪ ،‬وقخد يكخون‬
‫بمعنى امتداد المسافة‪ ،‬و )يرجخع( يكخون لزمخا و متعخديا‪ ،‬تقخول‪ :‬رجخع زيخد‬
‫ورجعته أنخخا‪ .‬واهخختر فلن بكخخذا واسخختهتر فهخخو مهخختربه ومسخختهتر علخخى بنخخاء‬
‫المفعخخول أي مولخخع بخخه ل يتحخخدث بغيخخره ول يفعخخل غيخخره‪ ،‬والمخخادة‪ :‬الزيخخادة‬
‫المتصلة‪ ،‬وكل ما أعنت به قومخخا فخخي حخخرب أو غيخخره فهخخو مخخادة لهخخم‪ ،‬ولعخخل‬
‫المراد هنا بها المعين والمقوي‪ ،‬وكلمة )من( في قخخوله )مخخن قلخخوبهم( ابتدائيخخة‬
‫أي إلى مواد ناشئة من قلوبهم غير منقطعة‪ ،‬وفخخي قخخوله )مخخن رجخخائه( بيانيخخة‬
‫فالمراد الخوف والرجاء الباعثان لهم على لزوم الطاعخخة‪ ،‬ويحتمخخل أن تكخخون‬
‫الولى بيانية أو ابتدائية والثانية صلة للنقطاع‪ ،‬والغرض إثبات دوام خوفهم‬
‫ورجائهم الموجبين لعدم انفكاكهم عن الطاعة بل لزيادتها كما يشخخعر بخخه لفخخظ‬
‫)المواد( والسبب‪ :‬كل ما يتوصل به إلى غيخخره‪ ،‬والشخخفقة‪ :‬الخخخوف‪ ،‬والخخونى‪:‬‬
‫الضعف والفتور‪ ،‬ولخخم تأسخخرهم أي لخخم تجعلهخخم اسخخراء‪ ،‬واليثخخار‪ :‬الختيخخار‪،‬‬
‫والوشيك‪ :‬القريب والسريع‪ ،‬و المعنى‪ :‬ليسوا مأمورين في ربقة الطمع حخختى‬
‫يختاروا السعي القريب في تحصيل المطموع في الدنيا الفانية على اجتهادهم‬
‫الطويل في تحصيل السعادة الباقية كمخخا هخخو شخخأن البشخخر‪ .‬واسخختعظام العمخخل‪:‬‬
‫العجب المنهي عنه‪ ،‬ونسخ الشئ إزالته وإبطاله وتغييره‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬التوجيه )*(‪.‬‬

‫]‪[141‬‬

‫والمراد بالرجاء هنا ما تجاوز الحد المطلوب منخخه‪ ،‬ويعخخبر عنخخه بخخالغترار‪ ،‬وشخخفقات‬
‫الوجل تارات الخوف ومراته‪) .‬لم يختلفوا في ربهم( أي في الثبات والنقخخي‪،‬‬
‫أو في التعبين‪ ،‬أو في الصفات كخخالتجرد والتجسخخم وكيفيخخة العلخخم وغيخخر ذلخخك‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬أي في استحقاق كمال العبادة‪ ،‬ويقال‪ :‬استحوذ عليه أي اسخختولى‪ ،‬وهخخو‬
‫ممخخا جخخاء علخخى الصخخل مخخن غيخخر إعلل‪ ،‬والتقخخاطع‪ :‬التعخخادي وتخخرك الخخبر‬
‫والحسان‪ ،‬وتوليت المر أي قمت به‪ ،‬وتوليت فلنخخا‪ :‬اتخخخذته وليخخا أي محبخخا‬
‫وناصرا‪ ،‬والغل‪ :‬الحقد والشخخعبة مخخن كخخل شخخئ‪ :‬الطائفخخة منهخخم‪ ،‬وشخخعبتهم أي‬
‫فرقتهم‪ ،‬وفي بعض النسخخخ )تشخخعبتهم( علخخى التفعخخل والول أظهخخر‪ ،‬والريخخب‬
‫جمع )ريبخة( بالكسخر وهخو الشخك أو هخو مخع التهمخة‪ ،‬ومصخارفها‪ :‬وجوههخا‬
‫وطرقها من المور الباطلة التي تنصرف إليها الذهان عن الشبه‪ ،‬أو وجخخوه‬
‫انصراف الذهخخان عخخن الحخق بالشخخبه أو الشخخكوك والشخبه أنفسخها‪ .‬واقتسخخموا‬
‫المخخال بينهخخم أي تقاسخخموه‪ ،‬وأخيخخاف الهمخخم‪ :‬مختلفهخخا وأصخخله مخخن الخيخخف‬
‫بالتحريك وهو زرقة إحدى العينين وسواد الخرى في الفخخرس وغيخخره ومنخخه‬
‫قيل لخوة الم )أخياف( لن آباءهم شتى‪ .‬والهمة بالكسخخر‪ :‬مخخا عزمخخت عليخخه‬
‫لتفعله‪ ،‬وقيل‪ :‬أول العزم‪ ،‬والغرض نفي الختلف بينهخخم والتعخخادي والتفخخرق‬
‫بعروض الشكوك واختلف العزائم‪ ،‬أو نفي الختلف عنهم وبيان أنهم فرقة‬
‫واحدة لبراءتهم عخخن الريبخخة واختلف الهمخخم‪ .‬والزيخخغ‪ :‬الجخخور والعخخدول عخخن‬
‫الحق‪ ،‬وفي التفريخخع دللخخة علخخى أن الصخخفات السخخابقة مخخن فخخروع اليمخخان أو‬
‫لوازمه‪ ،‬والطبق محركة في الصل الشئ علخخى مقخخدار الشخخئ مطبقخخا لخخه مخخن‬
‫جميع جوانبه كالغطخخاء لخخه‪ ،‬ومنخخه )الحمخخى المطبقخخة( و )الجنخخون المطبخخق( و‬
‫)السماوات أطباق( لن كل سماء طبق لما تحتهخخا‪ .‬والهخخاب ككتخخاب‪ :‬الجلخخد‪،‬‬
‫والحافد‪ :‬المسرع والخفيف في العمل‪ ،‬ويجمع على )حفد( بالتحريخخك ويطلخخق‬
‫على الخدم لسراعهم فخخي الخدمخخة‪ ،‬والعخخزة‪ :‬القخخوة والغلبخخة‪ ،‬والعظخخم كعنخخب‪:‬‬
‫خلف الصغر مصدر )عظم( وفي بعض النسخ بالضم وهواسم من )تعظم(‬

‫]‪[142‬‬

‫أي تكبر‪ .‬ودحوها على الماء أي بسطها‪ ،‬وكبس الرجخخل رأسخخه فخخي قميصخخه إذا أدخلخخه‬
‫فيه‪ ،‬وكبس البئر والنهر طمهما بالتراب وملهما‪ ،‬قال بعض شارحي النهج‪:‬‬
‫كبخخس الرض أي أدخلهخخا المخخاء بقخخوة واعتمخخاد شخخديد‪ .‬ومخخور المخخواج أي‬
‫تحركها واضطرابها واستفحل المر‪ :‬أي تفاقم واشتد‪ ،‬وقيل‪ :‬أمواج مستفحلة‬
‫أي هائجة هيجان الفحول‪ ،‬وقيخخل‪ :‬أي صخخائلة‪ ،‬واللجخخة بالضخخم‪ :‬معظخم المخخاء‪،‬‬
‫ومنه )بحر لجى( وزخر البحر‪ :‬مد وكخخثر مخخاؤه وارتفعخخت أمخخواجه‪ ،‬واللطخخم‪:‬‬
‫ضرب الخد بالكف مفتوحة‪ ،‬والتطمت المخخواج وتلطمخخت‪ :‬ضخخرب بعضخخها‬
‫بعضا‪ ،‬والذي بالمخخد والتشخخديد‪ :‬المخخوج الشخخديد‪ ،‬والجمخخع )أواذي( والصخخفق‪:‬‬
‫الضرب يسمع له صخخوت والصخخفق‪ :‬الخخرد‪ ،‬واصخخطفقت المخخواج أي ضخخرب‬
‫بعضها بعضا وردها‪ ،‬والنقاذف‪ :‬الترامي بقوة‪ ،‬و )الثبج( بتقديم الثخخاء المثلثخخة‬
‫على الباء الموحدة وثبح البحر بالتحريك‪ :‬معظمه ووسطه‪ ،‬وقيخخل‪ :‬أصخخله مخخا‬
‫بين الكاهل إلخخى الظهخخر‪ ،‬والمخخراد أعخخالي المخخواج‪ .‬والرغخخاء بالضخخم صخخوت‬
‫البل‪ .‬والزبد بالتحريك الذي يعلو السيل‪ ،‬وقيل‪) :‬زيدا( منصخخوب بمقخدر‪ ،‬أي‬
‫ترغو قاذقة زبدا‪ .‬وأقول‪ :‬الظاهر أن )ترغو( من الرغخخوة مثلثخخة وهخخي الزبخخد‬
‫يعلو الشئ عند غليانه‪ ،‬يقال‪ :‬رغى اللبن أي صارت لخخه رغخخوة‪ ،‬ففيخخه تجريخخد‬
‫ول ينافيه التشبيه بالفحل‪ ،‬والفحل‪ :‬الذكر من كل حيوان‪ ،‬وأكخخثر مخخا يسخختعمل‬
‫في البل‪ ،‬وهاج الفحل‪ :‬ثار واشتهى الضراب‪ .‬وخضع أي ذل‪ ،‬وجماح الماء‬
‫غليانه من جمخخح الفخخرس إذا غلخخب فارسخخه ولخخم يملكخخه‪ .‬وهيخخج المخخاء‪ :‬ثخخورانه‬
‫وفخخورته‪ ،‬والرتمخخاء‪ :‬الخخترامي التقخخاذف‪ ،‬وارتمخخاء المخخاء‪ :‬تلطمخخه‪ ،‬وأصخخل‬
‫الوطئ‪ :‬الدوس بالقدم‪ ،‬والكلكل‪ :‬الصدر‪ ،‬وذل أي صخخار ذليل أو ذلخخول ضخخد‬
‫الصعب وفي بعض النسخ )كل( أي عرض له الكلل‪ ،‬من كل السخخيف إذا لخخم‬
‫يقطع والمستخذي بغير همزكما في النسخ‪ :‬الخاضع والمنقاد‪ ،‬وقد يهمز على‬
‫الصل‪ .‬و )تمعكخخت( مسخختعار مخخن تمعكخخت الدابخخة أي تمرغخخت فخخي الخختراب‪،‬‬
‫والكاهل‪ :‬ما بين الكتفين )فأصبح بعد اصطخاب أمواجه ساجيا( الصطخاب‬
‫افتعال من الصخب وهو كخخثرة الصخخياح واضخخطراب الصخخوات‪ ،‬والسخخاجي‪:‬‬
‫الساكن‪ ،‬والحكمة محركة‪:‬‬
‫]‪[143‬‬

‫حديدة في اللجام ]و[ تكون على حنك الفرس تمنعه عن مخالفة راكبه‪ .‬ثم إنه اورد هنا‬
‫)‪ (1‬إشكال‪ ،‬وهو أن كلمخخه عليخخه السخخلم يشخخعر بخخأن هيجخخان المخخاء وغليخخانه‬
‫وموجه سكن بوضع الرض عليه‪ ،‬وهذا خلف مخخا نشخخاهده ويقتضخخيه العقخخل‬
‫لن الماء السخاكن إذا جعخل فيخه جسخم ثقيخل اضخطرب وتمخوج وصخعد علخوا‬
‫فكيف الماء المتموج يسكن بطرح الجسم الثقيخل فيخه ؟ واجيخب بخأن المخاء إذا‬
‫كان تموجه من قبل ريح هائجة جاز أن يسكن هيجانه بجسم يحول بينه وبين‬
‫تلك الريح‪ ،‬ولذلك إذا جعلنا في الناء ماء وروحنا بمروحة فإنه يتحرك‪ ،‬فإن‬
‫جعلنا على سطح الماء جسخخما يمل حافخخات النخخاء و روحنخخاه بالمروحخخة فخخإن‬
‫الماء ل يتحرك‪ ،‬لن ذلك الجسم قد حال بين الهواء المجتلب بالمروحة وبيخخن‬
‫سطح الماء‪ ،‬فمن الجائز أن يكون الماء في الول هائجا لجخخل ريخخح محركخخة‬
‫له فإذا وضعت الرض عليه حال بين سطح الماء ويخخن تلخخك الريخخح وسخخيأتي‬
‫في كلمه عليه السلم ذكر هذه الريح حيث قخخال‪ :‬اعتقخخم مهبهخخا إلخخى آخخخر مخخا‬
‫سيأتي‪ .‬والولى أن يقال‪ :‬إن غرضه عليه السلم ليس نفي التموج مطلقخخا بخخل‬
‫نفي التموج الشديد الذي كان للماء إذ حمله سبحانه على متن الريح العاصفة‪،‬‬
‫والزعزع القاصفة بقدرته الكاملة وأنشأ ريحا لمخضه مخض السقاء‪ ،‬فكخخانت‬
‫كرة الماء تندفق من جميع الجوانب وترد الريح أوله على آخر وساجيه علخخى‬
‫مائره‪ ،‬كما سيأتي في كلمه عليه السلم ثم لما كبس الرض بحيث لخخم يحخخط‬
‫الماء بجميعها فل ريب في انقطاع الهبخخوب والتمويخخج )‪ (2‬مخخن ذلخخك الجخخانب‬
‫المماس للرض من الماء‪ ،‬وأيضا لما منعت الرض سخخيلن المخخاء مخخن ذلخخك‬
‫الجانب إذ ليست الرض كالهواء المنفتق المتحرك الذي كان ينتهي إليه ذلخخك‬
‫الحد من الماء كان ذلك أيضا من أسباب ضعف التموج وقلة التلطم‪ ،‬وأيضا‬
‫لما تفرقت كرة الماء في أطراف الرض ومال المخخاء بطبعخخه إلخخى المواضخخع‬
‫المنخفضخخة مخخن الرض وصخخار البحخخر الواحخخد المجتمخخع بحخخارا متعخخددة وإن‬
‫اتصل بعضها ببعض وأحاطت السواحل بأطراف‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬ههنا‪ (2) .‬في المخطوطة )التموج( وهو الظهر )*(‪.‬‬

‫]‪[144‬‬

‫البحار بحيث منعت الهبوب إل من جهة السطح الظاهر سخخكنت الفخخورة الشخخديدة بخخذلك‬
‫التفرق وقلة التعمق وانقطاع الهبوب فكل ذلك من أسباب السكون الذي أشار‬
‫إليه عليه السلم‪ .‬واقول‪ :‬مما يبين ذلك أنه إذا فرضخخنا حوضخخا يكخخون فرسخخخا‬
‫في فرسخ وقدرنا بناء عمارة عظيمة في وسطه فل ريب فخخي أنخخه يقخخل بخخذلك‬
‫أمواجه‪ ،‬وكلما وصل موج من جانب من الجوانب إليه يرتدع ويرجع‪ .‬ثخخم إن‬
‫هذه الوجوه إنما تبدى جريا على قواعخخد الطخخبيعيين وخيخخالتهم الواهيخخة‪ ،‬وإل‬
‫فبعد ما ذكره عليه السلم ل حاجة لنخخا إلخخى إبخخداء وجخخه‪ ،‬بخخل يمكخخن أن يكخخون‬
‫لخلق الرض وكبسها في الماء نوع آخر من التأثير في سخخكونه ل تحيخخط بخخه‬
‫عقولنا الضعيفة‪ .‬وقال ابن ميثم‪ :‬مقتضى الكلم أن ال تعالى خلق المخخاء قبخخل‬
‫الرض وسكن بها مستفحل أمواجه‪ ،‬وهذا مما شهد بخخه البرهخخان العقلخخي فخخإن‬
‫الماء لمخخا كخخان حاويخخا لكخخثر الرض كخخان سخخطحه البخخاطن الممخخاس لسخخطحه‬
‫الظاهر مكانا لها‪ ،‬وظاهر أن للمكان تقدما طبيعيا باعتبخخار مخخا علخخى المتمكخخن‬
‫فيه وإن كان اللفظ يعطي تقدم خلق الماء على خلق الرض تقدما زمانيا كمخخا‬
‫هخخو المقبخول عنخخد السخامعين )انتهخى(‪ .‬ول يخفخخى بعخخد أمثخال تلخخك التخخأويلت‬
‫الباردة في تلك العبارات الظاهرة الدللة على التقدم والحدوث الزمانيين كمخخا‬
‫سخختعرف إن شخخاء ال خ تعخخالى‪) .‬وسخخكنت الرض مخخدحوة( أي مبسخخوطة‪ ،‬ول‬
‫ينافي الكروية‪ ،‬وقيل‪ :‬هو من الدحو بمعنى القخخذف والرمخخي‪ ،‬واللجخخة‪ :‬معظخخم‬
‫الماء كما مر‪ ،‬والتيار‪ :‬الموج وقيل‪ :‬أعظم الموج‪ ،‬ولجتخخه‪ :‬أعمقخخه‪ ،‬والنخخخوة‪:‬‬
‫الفتخخخار والتعظخخم والنفخخة و الحميخخة‪ .‬والبخخأو‪ :‬الرفعخخة والتعظخخم والكخخبر‪،‬‬
‫والعتلء‪ :‬التيه والترفع‪ ،‬وشمخ بأنفه أي تكبر‪ .‬مخخن شخخمخ الجبخخل إذا ارتفخخع‪،‬‬
‫والسمو‪ :‬العلو‪ ،‬وغلواء الشباب‪ :‬أوله وشرته‪ ،‬والغرض بيان سخخكون الرض‬
‫في المخخاء المتلطخخم ومنعهخخا إيخخاه عخخن تمخخوجه وهيجخخانه‪ ،‬وكعمخخت البعيخخر أي‬
‫شددت فمه إذا هاج بالكعام‪ .‬ككتاب وهو شئ يجعل في فيه‪ ،‬والكظة بالكسخخر‪:‬‬
‫ما يعتري الممتلئ من الطعام‪ ،‬والجرية‬

‫]‪[145‬‬

‫بالكسر‪ :‬حالة الجريان‪ ،‬أو مصخخدر‪ ،‬وكظخخة الجريخخة‪ :‬مخخا يشخاهد مخخن المخخاء الكخخثير فخخي‬
‫جريانه من الثقل‪ ،‬وهمخخدت الريخخح‪ :‬سخخكنت‪ ،‬وهمخخود النخخار‪ :‬خمودهخخا‪ ،‬ونخخزق‬
‫الفرس كسمع ونصر وضرب نزقا ونزوقا‪ :‬نزى ووثخخب‪ ،‬والنزقخخات‪ :‬دفعخخاته‬
‫ونخخزق الغخخدير امتل إلخخى رأسخخه‪ ،‬وعلخخى هخخذا فخخالهمود بمعنخخى الغخخور والول‬
‫أظهر‪ ،‬و الزيفان بالتحريك التبختر فخخي المشخخي‪ ،‬مخخن زاف البعيخخر يزيخخف إذا‬
‫تبختر‪ ،‬وفي بعض النسخ )ولبد بعد زيفان وثباته( يقال‪ :‬لبد بخخالرض كنصخخر‬
‫إذا لزمهخا وأقخخام ومنخه اللبخد ككتخف لمخن ل يخبرح منزلخه ول يطلخب معاشخا‪،‬‬
‫ويروى )ولبد بعد زفيان( بتقديم الفاء علخخى اليخخاء‪ ،‬وهخخو شخخدة هبخخوب الريخخح‪،‬‬
‫يقال‪ :‬زفخخت الريخخح السخخحاب إذا طردتخخه‪ ،‬والزفيخخان بالفتخخح‪ :‬القخخوس السخخريعة‬
‫الرسال للسهم‪ ،‬والوثبة‪ :‬الطفرة‪ ،‬وهيج الماء‪ :‬ثوراته وفخخورته‪ ،‬وأكنافهخخا أي‬
‫جوانبها ونواحيها‪ ،‬وشواهق الجبال‪ :‬عواليها‪ ،‬والباذخ‪ :‬العالي‪ ،‬والينبخخوع‪ :‬مخخا‬
‫انفجر من الرض مخن المخاء ولعلخه اعتخبر فيخه الجريخان بالفعخل فيكخون مخن‬
‫إضافة الخاص إلى العام أو التكرير للمبالغة‪ ،‬وقيخل‪ :‬الينبخوع الجخدول الكخثير‬
‫الماء فل يحتاج إلى تكلف‪ ،‬وعرنيخخن النخخف‪ :‬أولخخه تحخخت مجتمخخع الحخخاجبين‪،‬‬
‫والظاهر أن ضمير )انوفها( راجع إلى الرض كالضمائر السابقة واللحقخخة‪،‬‬
‫واسخختعار لفخخظ )العرنيخخن( و )النخخف( لعخخالي رؤوس الجبخخال‪ ،‬وإنمخخا خخخص‬
‫الجبال بتفجر العيون منها لن العيون أكثر مخخا ينفجخخر مخخن الجبخخال والمخخاكن‬
‫المرتفعة‪ ،‬وأثر القدرة فيها أظهر ونفعها أتم‪ .‬و السهب‪ :‬الفلة البعيدة الكناف‬
‫والطخخراف‪ ،‬والبيخخد بالكسخخر‪ :‬جمخخع بيخخداء وهخخي الفلة الخختي يبيخخد سخخالكها أي‬
‫يهلكه‪ ،‬والخاديد‪ :‬جمع )اخدود( وهو الشق في الرض‪ ،‬والمخخراد بأخاديخخدها‬
‫مجاري النهار‪ ،‬ولعل تعديل الحركات بالراسيات أي الجبال الثابتات جعلهخخا‬
‫عديل للحركات بحيث ل تغلبه أسباب الحركة فيستفاد سخخكونها‪ ،‬فالبخخاء صخخلة‬
‫ل سببية‪ ،‬أو المعنى سوى الحركات فخخي الجهخخات أي جعخخل الميخخول متسخخاوية‬
‫بالجبال فسكنت لعدم المرجخخح‪ ،‬فالبخخاء سخخببية‪ ،‬ويحتمخخل أن يكخخون المخخراد أنخخه‬
‫جعلها بالجبال بحيث قد تتحرك للزلزل وقد ل تتحرك‪ ،‬ولم يجعل الحركة‬

‫]‪[146‬‬

‫غالبة على السكون مع احتمال كونها دائمخخا متحركخخة بحركخخة ضخخعيفة غيخخر محسوسخخة‬
‫ومن ذهب إلى اسخختناد الحركخخة السخخريعة إلخخى الرض ل يحتخخاج إلخخى تكلخخف‪،‬‬
‫والجلميد‪ :‬جمخخع جلمخخد وجلمخخود أي الصخخخور‪ ،‬والشخخناخيب‪ :‬جمخخع شخخنخوب‬
‫بالضم أي رؤوس الجبال العالية‪ ،‬والشم‪ :‬المرتفعة العالية‪ ،‬والصياخيد‪ :‬جمخخع‬
‫صيخود وهي الصخرة الشديدة‪ ،‬والميدان بالتحريخخك التحخخرك والضخخطراب‪،‬‬
‫ورسب في الماء كنصر وكرم رسوبا‪ :‬ذهب سفل‪ ،‬وجبخخل راسخخب أي ثخخابت‪،‬‬
‫والقطع كعنب‪ :‬جمع قطعة بالكسر وهي الطائفة من الشخخئ‪ ،‬ويخخروى بسخخكون‬
‫الطاء وهو طنفسة الرحخخل قيخخل‪ :‬كخخأنه جعخخل الرض ناقخخة وجعخخل لهخخا قطعخخا‪،‬‬
‫وجعخخل الجبخخال فخخي ذلخخك القطخخع‪ .‬و الديخخم‪ :‬الجلخخد المخخدبوغ‪ ،‬وأديخخم السخخماء‬
‫والرض‪ :‬مخخا ظهخخر منهمخخا ورسخخوب الجبخخال فخخي قطخخع أديمهخخا دخولهخخا فخخي‬
‫أعماقها‪ .‬والتغلغل‪ :‬الدخول‪ ،‬والسرب بالتحريك‪ :‬بيخخت فخخي الرض ل منفخخذله‬
‫يقال‪ :‬تسرب الوحش وانسرب في جحره أي دخل‪ ،‬والجوبة‪ :‬الحفرة والفرجة‬
‫والخيشوم‪ :‬أقصى النف‪ ،‬والسهل من الرض‪ :‬ضد الحزن‪ ،‬وجرثومة الشئ‬
‫بالضم‪ :‬أصله‪ ،‬وقيل‪ :‬التراب المجتمع في اصول الشجر‪ ،‬وهو أنسخخب‪ .‬ولعخخل‬
‫المراد بجراثيمها المواضخخع المرتفعخخة منهخخا‪ ،‬ومفخخاد الكلم أن الرض كخخانت‬
‫متحركة مضطربة قبل خلق الجبال فسكنت بها‪ ،‬وظاهره أن لنفوذ الجبال في‬
‫أعماق الرض وظهورها وارتفاعها عن الرض كليهما مدخل في سكونها‪،‬‬
‫وقد مر بعض القول في ذلك في كتاب التوحيد وسخخيأتي بعضخخه فخخي البخخواب‬
‫التية إن شاء ال‪ .‬وفسح له كمنع أي وسخع‪ ،‬ولعخل فخي الكلم تقخدير مضخاف‬
‫أي بين منتهى الجخخو وبينهخخا‪ ،‬أو المخخراد بخخالجو منتهخخاه أعنخخي السخخطح المقعخخر‬
‫للسخخماء‪ .‬والمتنسخخم‪ :‬موضخخع التنسخخم وهخخو طلخخب النسخخيم واستنشخخاقه‪ ،‬وفخخائدته‬
‫ترويح القلب حتى ل يتخخأذى بغلبخخة الحخخرارة‪ .‬ومرافخخق الخخدار‪ :‬مخخا يسخختعين بخخه‬
‫أهلها ويحتخخاج إليخخه فخخي التعيخخش‪ ،‬وإخخخراج أهخخل الرض علخخى تمخخام مرافقهخخا‬
‫إيجادهم وإسكانهم فيها بعد تهيئة ما يصلحهم بمعاشهم والتزود إلخخى معخخادهم‪.‬‬
‫والجرز بضمتين‪ :‬الرض التي لنبات بها ول ماء‪ ،‬و‬

‫]‪[147‬‬

‫الرابية‪ :‬مخخا ارتفخخع مخخن الرض وكخخذلك الربخخوة بالضخخم )‪ (1‬والجخخدول كجعفخخر‪ :‬النهخخر‬
‫الصغير‪ ،‬والذريعة‪ :‬الوسيلة‪ ،‬وناشئة السحاب‪ :‬أول مخخا ينشخخأ منخخه‪ ،‬أي يبتخخدئ‬
‫ظهوره‪ ،‬ويقال‪ :‬نشأت السحاب )‪ (2‬إذا ارتفعت‪ ،‬والغمخخام جمخخع الغمامخخة )‪(3‬‬
‫بالفتح فيهما وهي السحابة البيضاء‪ ،‬واللمع كصرد‪ :‬جمع لمعخخة بالضخخم وهخخي‬
‫في الصل قطعة من النبت إذا أخذت في اليبس كأنها تلمع وتضخخيئ مخخن بيخخن‬
‫سائر البقاع‪ ،‬و القزع‪ :‬جمع قزعة‪ :‬بالتحريك فيهما وهي القطعخخة مخخن الغيخخم‪،‬‬
‫وتباين القزع‪ :‬تباعدها‪ ،‬والمخض بالفتح‪ :‬تحريك السقاء )‪ (4‬الذي فيخخه اللبخخن‬
‫ليخرج زبده وتمخضت أي تحركخخت‪ ،‬واللجخخة‪ :‬معظخخم المخخاء‪ ،‬والمخخزن‪ :‬جمخخع‬
‫المزنة بالضم فيهمخخا وهخخي الغيخخم‪ ،‬وقيخخل‪ :‬السخخحابة البيضخخاء‪ ،‬وضخخمير )فيخخه(‬
‫راجع إلى المزن أي تحركت فيخخه اللجخخة المسخختودعة فيخخه واسخختعدت للنخخزول‪.‬‬
‫والتمع البرق ولمع أي أضاء وكففه‪ :‬حواشيه وجوانبه‪ ،‬وطرف كل شئ كفخخه‬
‫بالضم‪ ،‬وعن الصمعي‪ :‬كل مخخا اسخختطال كحاشخخية الثخخوب والرمخخل فهخخو كفخخة‬
‫بالضم‪ ،‬وكل ما استدار ككفخخة الميخخزان فهخخو كفخخة بالكسخخر ويجخخوز فيخخه الفتخخح‪.‬‬
‫ووميض البرق‪ :‬لمعانه‪ ،‬ولم ينم أي لم ينقطع ولم يفتر‪ ،‬والكنهخخور كسخخفرجل‪:‬‬
‫قطع من السحاب كالجبال‪ ،‬وقيل‪ :‬المتراكم منه‪ ،‬والربخاب كسخحاب‪ :‬البيخخض‬
‫منه‪ ،‬وقيل‪ :‬السحاب الذي تراه كأنه دون دون السحاب وقد يكخخون أسخخود وقخخد‬
‫يكون أبيضا جمع )ربابة( والمتراكم والمرتكم‪ :‬المجتمع‪ ،‬وقيل الميم بدل مخخن‬
‫البخخاء كخخأنه ركخخب بعضخخه بعضخخا‪ ،‬والسخخح‪ :‬الصخخب والسخخيلن مخخن فخخوق‪،‬‬
‫والمتدارك‪ :‬من الدرك بالتحريك وهخخو اللحخخاق‪ ،‬يقخخال‪ :‬تخخدارك القخخوم إذا لحخخر‬
‫آخرهم أولهم وأسف الطائر‪ :‬إذا دنا من الرض‪ ،‬وهيدبه‪ :‬مخخا تهخخدب منخخه أي‬
‫تدلى كما تتدلى هدب العيخخن‪ ،‬ومخخرى الناقخخة يمريهخا أي مسخح ضخرعها حختى‬
‫درلبنها‬

‫)‪ (1‬بل بالتثليث‪ (2) .‬في المخطوطة‪ :‬السخخحابة‪ (3) .‬فخخي بعخخض النسخخخ‪ :‬غمامخخة‪(4) .‬‬
‫السقاء بكسر السين وتخفيف القاف‪ :‬وعاء من الجلد للماء واللبن )*(‪.‬‬

‫]‪[148‬‬

‫وعدي ههنا إلى مفعولين‪ ،‬وروى تمرى بدون الضمير والجنوب بالفتخخح الريخخح مهبهخخا‬
‫من مطلع سهيل إلى مطلع الثريا‪ ،‬وهي أدر للمطر‪ ،‬والدرر كعنب‪ :‬جمع درة‬
‫بالكسر أي الصخخب والنخخدفاق‪ ،‬وقيخخل‪ :‬الخخدرر الخخدار كقخخوله تعخخالى )قيمخخا( أي‬
‫قائما‪ ،‬والهضخخب‪ :‬المطخخر‪ ،‬ويجمخخع علخخى أهضخخاب ثخخم علخخى أهاضخخيب كقخخول‬
‫وأقوال وأقاويل والدفعة من المطر بالضم ما انصخخب مخخرة‪ ،‬والشخخآبيب‪ :‬جمخخع‬
‫شؤب وما هو ما ينزل من المطر دفعخخة بشخخدة‪ ،‬والخخبرك‪ :‬الصخخدر‪ ،‬والبخخواني‪:‬‬
‫قوائم الناقة وأركان البنية‪ .‬وقال بعض شراح النهج‪ :‬بوانيها بفتح النون تثنيخخة‬
‫بوان على فعال بكسر الفاء‪ ،‬وهي عمود الخيمة‪ ،‬والجمخخع )بخخون( ومخخن روى‬
‫بوانيها أراد لواصقها مخخن قخخولهم قخخوس بانيخخة إذا التصخخقت بخخالوتر‪ ،‬والروايخخة‬
‫الولى اصح )انتهى( وفي النسخ القديمة المصححة على صيغة الجمع‪ ،‬وفي‬
‫النهاية فسر البواني على أركان البنيخة‪ ،‬وفخي القخاموس بقخوائم الناقخة‪ ،‬وعلخى‬
‫التاقدير الضافة لدنى ملبسة‪ .‬وفي الكلم تشبيه السخخحاب بالناقخخة المحمخخول‬
‫عليها‪ ،‬والخيمة التي جر عمودها‪ .‬والبعاع كسحاب‪ :‬ثقل السحاب من المطر‪،‬‬
‫واستقلت أي نهضت وارتفعت‪ ،‬واستقلت به‪ :‬حملته ورفعته‪ ،‬والعبء الحمخخل‬
‫والثقخخل بكسخخر الجميخخع‪ ،‬والهوامخخد مخخن الرض‪ :‬الخختي لنبخخات بهخخا‪ ،‬والزعخخر‬
‫بالتحريك‪ :‬قلخة الشخعر فخي الخرأس‪ ،‬يقخال رجخل أزعخر‪ ،‬والزعخر‪ :‬الموضخع‬
‫القليل النبات‪ ،‬والجمع زعر بالضم كأحمر وحمر والمخخراد هيهنخخا القليلخخة )‪(1‬‬
‫النبخخات مخخن الجبخخال تشخخبيها بخخالرؤس القليلخخة الشخخعر‪ ،‬والعشخخب بالضخخم الكل‬
‫الرطب‪ ،‬وبهج كمنع وفخخرح و ]سخخر[ وقخخال بعخخض الشخخراح‪ :‬مخخن رواه بضخخم‬
‫الهخخاء أراد يحسخخن ويملخخح مخخن البهجخخة أي الحسخخن‪ ،‬والروضخخة مخخن العشخخب‪:‬‬
‫الموضع الذي يستنقع فيخخه المخخاء‪ ،‬واسخختراض المخخاء أي اسخختنقع وتزدهخخي أي‬
‫تنكبر وتفتخر افتعال من الزهخخو وهخخو الكخخبر والفخخخر‪ ،‬والريخخط‪ :‬جمخخع ريطخخة‬
‫بالفتح فيهما‪ :‬كخخل ملءة ليسخخت بلفقيخخن أي قطعخختين كلهخخا نسخخج واحخخد وقطعخخة‬
‫واحدة‪ .‬وقيل كل ثوب رقيق لين‪ .‬والزاهير‪ :‬جمع أزهار جمع زهخخرة بالفتخخح‬
‫وهي النبات ونوره‪ ،‬وقيل‪ :‬الصفر‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬القليل‪.‬‬

‫]‪[149‬‬

‫منه‪ ،‬وأصل الزهرة الحسن والبهجة‪ ،‬والحلية بالسكر‪ :‬ما يتزين به من مصوغ الذهب‬
‫والفضة والمعدنيات‪ .‬ما سمطت به أي اعلقخخت )‪ (1‬علخخى بنخخاء المجهخخول مخخن‬
‫التفعيل‪ ،‬وفي بعض النسخ الصحيحة بالشين المعجمة‪ ،‬والشخخميط مخخن النبخخات‬
‫ما خالط سواده النور البيض‪ ،‬وأصله الشمط بالتحريك وهخخو بيخخاض الخخرأس‬
‫يخالط سواده والنضارة‪ :‬الحسن والطراوة‪ ،‬والنور بالفتح‪ :‬الزهر أو البيخخض‬
‫منه‪ ،‬والبلغ بالفتح‪ :‬ما يتبلغ به ويتوسل إلى الشئ المطلوب‪ ،‬والفج‪ :‬الطريق‬
‫الواسخخخع بيخخخن الجبليخخخن‪ ،‬والفجخخخاج‪ :‬جمعخخخه‪ ،‬وخرقهخخخا‪ :‬خلقهخخخا علخخخى الهيئة‬
‫المخصوصة‪ ،‬والفاق‪ :‬النواحي‪ ،‬والمنار‪ :‬جمع منارة وهي العلمة‪ ،‬والمراد‬
‫هيهنا )‪ (1‬ما يهتدي به السالكون من الجبخخال والتلل أو النجخخوم‪ ،‬والول هنخخا‬
‫أظهر‪ ،‬والجادة‪ :‬وسط الطريق ومعظمه‪ ،‬ومهد الشئ‪ :‬وسخعه وبسخطه‪ ،‬ومهخد‬
‫المر‪ :‬سواه وأصلحه‪ ،‬ولعل المراد هنا إتمام خلق الرض علخخى مخخا تقتضخخيه‬
‫المصلحة فخخي نظخخام امخخور سخخاكنيها‪ ،‬وقيخخل‪ :‬يحتمخخل أن يخخراد بتمهيخخد الرض‬
‫جعلها مهادا أي فراشا كما قال جل وعل )ألخخم نجعخخل الرض مهخخادا )‪ ((2‬أو‬
‫جعلها مهخخدا أي مسخختقرا كالمهخخد للصخخبي كمخخا قخخال سخخبحانه )الخخذي جعخخل لكخخم‬
‫الرض مهدا(‪ .‬وإنفاذ المر‪ :‬إمضخخاؤه وإجخخراؤه‪ ،‬والخيخخرة كعنبخخة‪ :‬المختخخار‪،‬‬
‫والجبلة بكسر الجيم والبخخاء وتشخخديد اللم‪ :‬الخلقخخة والطبيعخخة‪ ،‬وقيخخل فخخي قخخوله‬
‫تعالى )والجبلة الوليخخن )‪ ((4‬أي ذوي الجبلخخة‪ ،‬ويحتمخخل أن يكخخون مخخن قبيخخل‬
‫الخلق بمعنى المخلوق‪ ،‬وقيخخل‪ :‬الجبلخخة‪ :‬الجماعخخة مخخن النخخاس‪ ،‬والمخخراد بخخأول‬
‫الجبلة أول شخص من نوع النسان ردا على من قال بقدم النواع المتوالخخدة‪.‬‬
‫وأرغد ال عيشه أي‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬علقت‪ (1) .‬في المخطوطة‪ :‬هنا‪ (2) .‬النبأء‪ (3) .6 :‬طخخه‪.53 :‬‬
‫)‪ (4‬الشعراء‪.(*) 184 :‬‬

‫]‪[150‬‬

‫جعله واسعا طيبا‪ ،‬والكل بضمتين‪ :‬الرزق والحظ‪ ،‬قال ال خ تعخخالى )فكل منهخخا رغخخدا‬
‫حيث شئتما( وأوعزت إلى فلن في فعل أو ترك أي تقدمت‪ ،‬والمخخراد النهخخي‬
‫عن الكل من الشجرة‪ ،‬وخاطر بنفسه وماله أي أشفاهما على خطر وألقاهمخخا‬
‫في مهلكخخة‪ ،‬والضخخمير فخي )منزلتخخه( راجخخع إلخى آدم‪ ،‬ويحتمخل رجخخوعه إليخخه‬
‫سبحانه كضمير )معصيته( على الظاهر‪ .‬قوله عليه السلم )موافاة( قال ابخخن‬
‫أبي الحديد‪ :‬ل يجوز أن ينتصب لنه مفعول له ليكون عذرا وعلة للفعل‪ ،‬بخخل‬
‫على المصدرية المحضة كأنه قال‪ :‬فوافا بالمعصية موافاة وطابق بهخخا سخخابق‬
‫العلم مطابقة‪) :‬فأهبطه بعد التوبة( هو صريح في أن الهباط كان بعد التوبخخة‬
‫فما يظهر من كثير من اليات والخبار مخن عكخخس ذلخخك لعلخخه محمخخول علخى‬
‫التوبة الكاملة أو على القبول ويقال بتأخره عن التوبخخة‪ .‬وقخخد تقخخدم تأويخخل تلخخك‬
‫المعصية وأضرابها في المجلد الخامس‪) .‬مما يؤكد عليهم( لعل التعخبير بلفخظ‬
‫التأكيد لكون معرفة الرب سبحانه فطرية أو لوضوح آيات الصنع في الدللخخة‬
‫علخخى الخخخالق جخخل ذكخخره أو للمريخخن‪ .‬وقخخال فخخي المغخخرب‪ :‬تعهخخد الضخخيعة‬
‫وتعاهدها‪ :‬أتاها وأصلحها‪ ،‬وحقيقته جدد العهد بها‪ .‬والقرن‪ :‬أهل كخخل زمخخان‪،‬‬
‫مأخوذ من القتران‪ ،‬فكخخأنه المقخخدار الخخذي يقخخترن فيخخه أهخخل ذلخخك الزمخخان فخخي‬
‫أعمارهم وأحوالهم‪ ،‬فقيل‪ :‬أربعون سنة‪ ،‬وقيل ثمانون سنة وقيل‪ :‬مائة‪ .‬وقخخال‬
‫الزجاج‪ :‬الذي عندي وال أعلم أن القرن أهل كل مدة كان فيها نخخبي أو طبقخخة‬
‫من أهل العلم سواء قلت السنون أو كثرت‪ .‬ومقطع الشئ‪ :‬آخره كأنه قطع من‬
‫هناك‪ ،‬وعذر ال‪ :‬ما بين للمكلفيخخن مخخن العخخذار فخخي عقخخوبته لهخخم إن عصخخوه‬
‫ونذره‪ :‬ما أنذرهم به من الحوادث ومن أنذره على لسانه من الرسل كخخذا قيخخل‬
‫وقيل‪ :‬هما مصخدران بمعنخخى العخخذار والنخخذار والمخراد ختخم الرسخخالة بنبينخخا‬
‫صلى ال عليه وآله‪) .‬وقخخدر الرزاق( لمخخا كخخان المتبخخادر مخخن القسخخمة البسخخط‬
‫على التساوي بين ما‬

‫]‪[151‬‬

‫أراده بذكر الكثير والقليل‪ ،‬ثم لما كان ذلك موهما للجور دفع الوهم بخخذكر العخخدل ونبخخه‬
‫علخخخى وجخخخه الحكمخخخة بخخخذكر البتلء والختبخخخار‪ ،‬وروى )فعخخخدل( بالتشخخخديد‬
‫والتعديل‪ :‬التقويم‪ ،‬والمال واحد‪ .‬والبتلء‪ :‬المتحخخان‪ ،‬والميسخخور والمعسخخور‬
‫مصدران بمعنى العسر واليسر كالمفتون بمعنى الفتنه‪ ،‬ويمتنخخع عنخخد سخخيبويه‬
‫مجئ المصدر على مفعول‪ .‬قال‪ :‬الميسور الزمان الذي يوسر فيه‪ .‬والختبخخار‬
‫فيخخه سخخبحانه صخخورته‪ .‬و )غنيهخخا وفقيرهخخا( نشخخر علخخى ترتيخخب اللخخف علخخى‬
‫الظاهر‪ ،‬والضمير فيهما إلى الرزاق‪ ،‬وفي الضافة توسخخع‪ ،‬ويحتمخخل عخخوده‬
‫إلخخى الشخخخاص المفهخخوم مخخن المقخخام أو إلخخى الخخدنيا‪ ،‬أو إلخخى الرض‪ ،‬ولعخخل‬
‫إحديهما أنسخخب ببعخض الضخخمائر التيخة‪ .‬و العقابيخل‪ :‬جمخع عقبخخول وعقبولخخة‬
‫بالضم وهي قروح صغار تخرج بالشفة غخخب الحمخخى وبقايخخا المخخرض‪ ،‬وفخخي‬
‫تشبيه الفاقة وهخخي الفقخخر والحاجخخة وآثارهخخا )‪ (1‬بالعقابيخخل مخخن اللطخخف مخخا ل‬
‫يخفى لكونها مما يقبح في المنظر وتخرج في العضو الخذي ل يتيسخر سخترها‬
‫عن الناس وتشتمل على فوائد خفية وكخخذلك الفقخخر ومخخا يتبعخخه‪ ،‬وأيضخخا تكخخون‬
‫غالبا بعد التلذد بالنعم‪ ،‬وطوارق الفات‪ :‬متجددات المصائب ومخخا يخأتي منهخا‬
‫بغتة من الطروق وهو التيان بالليل‪ ،‬والفرج‪ :‬جمع فرجة وهي التفصي مخخن‬
‫الهم وفرجة الحائط أيضا‪ ،‬والفرح‪ :‬السخخرور والنشخخاط‪ ،‬والغصخخة بالضخخم‪ :‬مخخا‬
‫اعخخترض فخخي الحلخخق والنخخزح بالتحريخخك‪ :‬الهخخم والهلك والنقطخخاع ايضخخا‪،‬‬
‫والجل محركة‪ :‬مدة الشئ‪ ،‬وغاية الوقت في الموت‪ ،‬وحلول الدين‪ ،‬وتعليخخق‬
‫الطالة والتقصير على الول واضح‪ ،‬وأما التقديم والتأخير فيمكخخن أن يكخخون‬
‫باعتبار أن لكل مدة غاية وحينئذ يرجخخع التقخخديم إلخخى التقصخخير والطالخخة إلخخى‬
‫التأخير ويكون العطف للتفسير تأكيدا‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد بالتقديم جعل‬
‫بعض العمار سابقا على بعض وتقديم بعض المم على بعخخض مثل فيكخخون‬
‫تأسيسا‪ ،‬ويمكن أن يراد بتقديم الجال قطع بعخخض العمخخار لبعخخض السخخباب‬
‫كقطع الرحم مثل كما ورد في الخبار وبتأخيرها‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬أو آثارها )*(‪.‬‬

‫]‪[152‬‬

‫مدها لبعض السباب فيعود الضمير في )قدمها وأخرها( إلى الجخخال بخخالمعنى الثخخاني‬
‫على وجه الستخدام أو نوع من التجوز في التعليخخق كمخخا مخخر‪ ،‬والسخخبب‪ :‬فخخي‬
‫الصل الحبل يتوسل به إلى الماء ونحخخوه ثخخم توسخخعوا فيخخه‪ ،‬واتصخخال أسخخباب‬
‫الجال أي أسباب انقضائها أو أسباب نفسها )‪ (1‬على المعنى الثاني بخخالموت‬
‫)‪ (2‬واضح‪ ،‬ويحتمل أن تكون السباب عبخخارة عخخن الجخخال بخخالمعنى الول‪.‬‬
‫وخالجا أي جاذبا‪ ،‬والشطن بالتحريك‪ :‬الحبل‪ ،‬وأشطان الجال‪ :‬الخختي يجخخذبها‬
‫الموت هي العمخخار شخخبهت بالشخخطان لطولهخخا وامتخخدادها‪ .‬والمخخرائر‪ :‬جمخخع‬
‫مرير ومريرة وهي الحبال المفتولة على أكثر من طخخاق‪ ،‬ذكخخره فخخي النهايخخة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬الحبال الشديدة الفتل‪ ،‬وقيل‪ :‬الطول الدقاق منهخخا‪ .‬والقخخران جمخخع قخخرن‬
‫بالتحريك وهو في الصل حبل يجمع به البعيران ولعل المراد بمرائر أقخخران‬
‫الجال‪ :‬العمار التي يرجى امتدادها لقوة المزاج والبنية ونحخخو ذلخخك وكلمخخة‬
‫))من( في قوله )من ضمائر المضمرين( بيانية‪ ،‬والضمائر‪ :‬الصور الذهنيخخة‬
‫المكنونة في المخخدارك‪ ،‬والنجخخوى‪ :‬اسخخم يقخخام مقخخام المصخخدر‪ ،‬وهخخو المسخخارة‪،‬‬
‫والخواطر‪ :‬ما يخطر في القلب من تدبير أمخر ونحخو ذلخك‪ ،‬و رجخم الظنخون‪:‬‬
‫كل ما يسبق إليه الظن من غير برهان أو مسارعته‪ ،‬والحديث المرجم‪ :‬الخذي‬
‫ل يدرى أحق هو أم باطل‪ ،‬وعقدة كل شخخئ ‪ -‬بالضخخم ‪ :-‬الموضخخع الخخذي عقخخد‬
‫منه واحكم‪ ،‬ومسارق العيون‪ :‬النظرات الخفية كأنها تسترق النظخخر لخفائهخخا‬
‫وأومضت المخخرأة‪ :‬إذا سخخارقت النظخخر‪ ،‬وأومخخض الخخبرق‪ :‬إذا لمخخع خفيفخخا ولخخم‬
‫يعترض في نواحي الغيخخم‪ ،‬والجفخخن بالفتخخح‪ :‬غطخخاء العيخخن مخخن أعلخخى وأسخخفل‬
‫وجمعه جفون وأجفن وأجفان‪ ،‬والمقصود إحلطخخة علمخخه سخخبحانه بكخخل معلخخوم‬
‫جزئي وكلخخي ردا علخخى مخخن قصخخر علمخخه علخخى البعخخض كالكليخخات‪ .‬والكنخخان‬
‫والكنة‪ :‬جمع الكن بالكسر وهو اسم لكل مخا يسختتر فيخه النسخان لخدفع الحخر‬
‫والبرد من البنية ونحوها‪ ،‬وستر‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬انفسها‪ (2) .‬الجار والمجرور متعلق بقوله )اتصال( )*(‪.‬‬

‫]‪[153‬‬

‫كل شئ ووقاؤه كما قخخال تعخخالى )وجعخخل لكخخم مخخن الجبخخال أكنانخخا )‪ ((1‬وقخخال ابخخن أبخخي‬
‫الحديد‪ :‬ويخخروى )أكنخخة القلخخوب( وهخخي غلفهخخا وأغطيتهخخا ]و[ قخخال الخ تعخخالى‬
‫)وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه( )‪ .(2‬وغيابة البئر‪ :‬قعخخره‪ ،‬وأصخخغى أي‬
‫استمع‪ ،‬وأصغى إليه أي مال بسخخمعه نحخخوه واسخختراق السخخمع‪ :‬السخختماع فخخي‬
‫خفية‪ ،‬وصاخ وأصاخ له أي استمع ومصائخ السخخماع خروقهخا الخختي يسخختمع‬
‫بها‪ ،‬والذر‪ :‬صغار النمل‪ ،‬ومصخخايفها‪ :‬المواضخخع الخختي تصخخيف فيهخخا أي تقيخخم‬
‫فيها بالصيف‪ ،‬ومشاتي الهوام مواضع أقامتها بالشتاء‪ ،‬والهامة كخخل ذات سخخم‬
‫يقتل‪ ،‬وما ل يقتل فهو السامة كالعقرب‪ ،‬وقخخد يقخخع الهخخوام علخخى مخخا يخخدب مخخن‬
‫الحيوان كالحشخخرات‪ .‬والحنيخخن‪ :‬شخخدة البكخخاء وصخخوت الطخخرب عخخن حخخزن أو‬
‫فرح‪ ،‬و رجعه‪ :‬ترجيعه وترديده‪ ،‬وقيل‪ :‬أصل الحنين ترجيخخع الناقخخة صخخوتها‬
‫أثر ولدها و المولهات‪ :‬النوق‪ ،‬وكل انثى حيل بينها وبين أولدها وفي بعخخض‬
‫النسخخخ )الموالهخخات( وأصخخل الخخوله زوال العقخخل والتحيخخر مخخن شخخدة الوجخخد‪.‬‬
‫والهمس‪ :‬أخفى ما يكون من صخخوت القخخدم أو كخخل صخخوت خفخخي‪ ،‬والمنفسخخح‪:‬‬
‫موضع السعة‪ ،‬ومنفسح الثمرة‪ :‬موضع نموها في الكمخخام ويخخروى )متفسخخخ(‬
‫بالخاء المعجمة وتشديد السين والتاء مصدرا من تفسخت الثمرة إذا انقطعت‪،‬‬
‫والوليجة‪ :‬الدخيلة والبطانة‪ .‬وقال ابن أبي الحديد‪ :‬الولئج‪ :‬المواضع السخخاترة‬
‫والواحد )‪ (3‬وليجة وهخخي كخخالكهف يسخختتر فيهخخا المخخارة مخخن مطخخر أو غيخخره‪.‬‬
‫والغلف بضمة )‪ (4‬وبضمتين‪ :‬جمع غلف ككتاب‪ ،‬و يوجد في النسخخخ علخخى‬
‫الوجهين‪ ،‬والكم بالكسخخر‪ :‬وعخاء الطلخخع وغطخخاء النخور وجمعخخه أكمخام وأكمخخة‬
‫وكمام‪ .‬وكلمة )من( على ما في الصخخل بيانيخخة أو تبعيضخخية‪ ،‬وعلخخى الروايخخة‬
‫صلة أو بيانية‪ .‬والمنقمع على زنة المفعول من باب النفعال‪ :‬موضع‬

‫)‪ (1‬النحخخل‪ (2) .81 :‬النعخخام‪ (3) .25 :‬فخخي المخطوطخخة‪ :‬الواحخخدة‪ (4) .‬فخخي بعخخض‬
‫النسخ‪ :‬أو ضمتين )*(‪.‬‬

‫]‪[154‬‬

‫الختفاء كما في أكثر النسخ وفي بعضها من باب التفعل بمعناه والغيران‪ :‬جمع غخخار‪،‬‬
‫وهو ما ينحف في الجبل شبه المغارة‪ ،‬فإذا اتسع قيل )كهخخف(‪ .‬وقيخخل‪ :‬الغخخار‪:‬‬
‫الجحخخر يخخأوي إليخخه الخخوحش‪ ،‬أو كخخل مطمئن فخخي الرض أو المنخفخخض مخخن‬
‫الجبخخل‪ .‬و البعخخوض‪ :‬البخخق‪ ،‬وقيخخل‪ :‬صخخغارها‪ ،‬والواحخخدة بهخخاء )‪ ،(1‬ومختبخخأ‬
‫البعخخوض‪ :‬موضخخع اختفخخائه‪ ،‬والسخخوق‪ :‬جمخخع سخخاق‪ ،‬واللحيخخة‪ .‬جمخخع اللحخخاء‬
‫ككسخخاء وهخخو قشخخر الشخخجر‪ .‬و غخخرزه فخخي الرض كضخخربه‪ ،‬أدخلخخه وثبتخخه‪،‬‬
‫ومغخخرز الوراق‪ :‬موضخخع وصخخلها‪ ،‬و الفنخخان‪ :‬جمخخع فنخخن بالتحريخخك وهخخو‬
‫الغصن‪ ،‬والحط‪ :‬الحدر من علو إلى سخخفل والمشخخاج قيخخل مفخخرد وقيخخل جمخخع‬
‫مشج بالفتح أو بالتحريك أو مشيج على فعيل أي المختلط‪ .‬قيل في قوله تعالى‬
‫)مخخن نطفخخة أمشخخاج )‪ ((2‬أي أخلط مخخن الطبخخائع مخخن الحخخرارة والخخبرودة‬
‫والرطوبة واليبوسة‪ ،‬وقيل‪ :‬من الجزاء المختلفة في الستعداد وقيل‪ :‬أمشخخاج‬
‫أي أطوار‪ :‬طورا نطفخخة‪ ،‬وطخخورا علقخخة‪ ،‬وهكخخذا‪ .‬وقيخخل‪ :‬أي أخلط مخخن مخخاء‬
‫الرجل ومخاء المخخرأة وسخخيأتي الكلم فيخه‪ ،‬وكلمخخه عليخخه السخلم يؤيخد بعخض‬
‫الوجوه الولة‪ :‬كما ل يخفى‪ .‬والمسارب‪ :‬المواضع الخختي ينسخخرب فيخخه المنخخى‬
‫أي يسيل‪ ،‬أو ينسرب فيها المني أي يختفي‪ ،‬مخخن قخخولهم انسخخرب الوحشخخي إذا‬
‫دخل فخخي جحخخره واختفخخى‪ ،‬أو مجخخاري المنخخي مخخن السخخرب بمعنخخى الطريخخق‪،‬‬
‫والمراد أوعيتها من الصلب أو مجاريها‪ ،‬وتفسير المسارب بالخلط التي‬
‫يتولد منها المني كما احتملخخه ابخخن ميثخخم بعيخخد‪ ،‬والمخخراد بمحخخط المشخخاج مقخخر‬
‫النطفة من الرحم أو من الصلب على بعض الوجخوه فخي المسخارب فتكخون‬
‫كلمة )من( تبعيضية‪ ،‬ولعل الول أظهر‪ .‬والناشئة من السحاب‪ :‬أول ما ينشخخأ‬
‫منه ولم يتكامل اجتماعه أو المرتفع منه‪ ،‬و متلحم الغيخخوم‪ :‬مخخا التصخخق منهخخا‬
‫بعضها ببعض‪ ،‬والدرور‪ :‬السيلن‪ ،‬والقطر بالفتح‪:‬‬

‫)‪ (1‬يعنى يزاد في آخرها هاء فيقال )بعوضة(‪ (2) .‬الدهر‪.2 :‬‬

‫]‪[155‬‬

‫المطر‪ ،‬والواحدة )قطرة( والسخخحائب‪ :‬جمخخع سخحابة‪ ،‬ومتراكمهخا‪ :‬المجتمخخع المتكخخاثف‬


‫منها‪ ،‬وفي بعض النسخ )وتراكمها(‪ .‬وسخخفت الريخخح الخختراب تسخخفيه أي ذرتخخه‬
‫ورمت به أو حملته‪ ،‬والعاصير‪ :‬جمع العصخار وهخو بالكسخخر الريخخح الخختي‬
‫تهب صاعدا من الرض نحو السماء كالعمود‪ ،‬و قيل‪ :‬التي فيها نخخار‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫التي فيها العصار وهو الغبار الشخخديد‪ ،‬وذيولهخخا‪ :‬أطرافهخخا الخختي تجرهخخا علخخى‬
‫الرض‪ ،‬ولطف الستعارة ظاهر‪ .‬وعفخخت الريخخح الثخخر إذا طمسخخته ومحتخخه‪،‬‬
‫وعفي الثر إذا انمحى يتعخخدى ول يتعخخدى‪ ،‬والعخخوم‪ :‬السخخباحة وسخخير السخخفينة‬
‫والبل‪ ،‬و )بنات الرض( بتقديم الباء علخخى مخخا فخخي أكخخثر النسخخخ‪ :‬الحشخخرات‬
‫والهخخوام الخختي تكخخون فخخي الرمخخال وغيرهخخا كاللحكخخة والعصخخابة وغيرهمخخا‪،‬‬
‫وحركتها في الرمال لعدم استقرارها تشبه السباحة‪ ،‬وفي بعض النسخ بتقخخديم‬
‫النور فالمراد حركة عروقها في فخي الرمخال كأرجخل السخابحين وأيخديهم فخي‬
‫الماء‪ ،‬والكثبان بالضم جمع الكثيب وهو التل من الرمل‪ ،‬والمسخختقر‪ :‬موضخخع‬
‫الستقرار‪ ،‬ويحتمخل المصخدر‪ .‬وذروة الشخئ بالضخم والكسخر‪ :‬أعله‪ ،‬وغخرد‬
‫الطائر كفخخرح وغخخرد تغريخخدا‪ :‬رفخخع صخخوته وطخخرب بخخه وذوات المنطخخق مخخن‬
‫الطيور ماله صوت وغناء كأن غيره أبكم ل يقدر على المنطق‪ .‬و الخخدياجير‪:‬‬
‫جمع ديجور وهو الظلم والمظلم والضافة على الثاني مخخن إضخخافة الخخخاص‬
‫إلى العام‪ .‬والوكر بالفتح عش الطائر‪ ،‬ومخخا أوعتخخه الصخخداف أي مخخا حفظتخخه‬
‫وجمعته من اللئالى‪ .‬والحضن بالكسر‪ :‬ما دون البط إلى الكشخخح أو الصخخدر‪،‬‬
‫أو العضدان ومخخا بينهمخخا‪ .‬وحضخخن الصخخبي كنصخخر‪ :‬جعلخخه فخخي حضخخنه‪ ،‬ومخخا‬
‫حضنته المواج‪ :‬العنبر والمسك وغيرهما‪ ،‬وما غشخخيته أي غطتخخه‪ ،‬والسخخدفة‬
‫بالضم‪ :‬الظلمة‪ ،‬وذرت الشخخمس أي طلعخخت‪ ،‬وشخخرقت الشخخمس أي أضخخاءت‪،‬‬
‫وما اعتقبت أي تعاقبت وجاءت واحخخدة بعخخد اخخخرى‪ ،‬والطبخخاق‪ :‬جمخخع طبخخق‬
‫بالتحريك وهو غطاء كل شئ وتارات )‪ (1‬الظلمة تستر الشخخياء كالغطيخخة‪،‬‬
‫وسبحات النور‪ :‬مراته‪ ،‬وسبحات وجه‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬دثارات )*(‪.‬‬

‫]‪[156‬‬
‫ال أنواره‪ ،‬وقال ابن أبي الحديد‪ :‬ليخخس يعنخخي بالسخخبحات ههنخخا مخخا يعنخخى بخخه فخخي قخخوله‬
‫)سبحات وجه ربنا( لنه هناك بمعنى الجللة‪ ،‬وههنا بمعنخخى مخخا يسخخبح عليخخه‬
‫النور أي يجري‪ ،‬من سبح الفرس وهو جريه والمتعاقبان‪ :‬النور والظلمخخة أي‬
‫ما تغطيه ظلمة بعد نور ونور بعد ظلمة‪ ،‬ويحتمل أن يراد تعخخاقب أفخخراد كخخل‬
‫منهمخخا‪ .‬وأثخخر القخخدم‪ :‬علمتخخه الخختي تبقخخى فخخي الرض‪ ،‬والخطخخوة‪ :‬المشخخية‪،‬‬
‫والحس‪ :‬الصوت الخفي‪ ،‬ورجع الكلمة‪ :‬مخخا ترجخخع بخخه مخخن الكلم إلخخى نفسخخك‬
‫وتردده في فكرك أو جواب الكلمخة أو ترديخد الصخوت وترجيعخه عنخد التلفخظ‬
‫بالكلمة‪ ،‬أو إرجاع النفس للتلفظ بكلمة بعد الوقف على كلمخة‪ ،‬والرجخع يكخون‬
‫لزما ومتعديا‪ .‬والنسخمة محركخة‪ :‬النسخان أو كخل دابخة فيهخا روح‪ ،‬ومسختقر‬
‫النسمة‪ :‬إما الصلب أو الرحم أو القخخبر أو مكخانه فخخي الخدنيا أو فخي الخخخرة أو‬
‫العم‪ .‬ومثقال الذرة‪ :‬وزنها ل المثقال المعخخروف كمخخا قخخال تعخخالى )إن الخ ل‬
‫يظلم مثقال ذرة )‪ ((1‬والهمهمة‪ :‬الصوت الخفي أو ترديد الصوت في الحلخخق‬
‫أو تردد الصوت في الصدر من الهم‪ .‬كل نفس هامة أي ذات همة تعزم علخخى‬
‫أمر‪ ،‬والوصخخف للتعميخخم‪ ،‬ومخخا عليهخخا أي علخخى الرض بقرينخخة المقخخام كقخخوله‬
‫تعالى )كل من عليها فان )‪ ((2‬والنطقة مخخاء الرجخخل‪ ،‬والمخخاء الصخخافي قخخل أو‬
‫كخخثر ويطلخخق علخخى قليخخل مخخاء فخخي دلخخو أو قربخخة‪ ،‬والول أظهخخر فخخي المقخخام‪.‬‬
‫وقرارتها‪ :‬موضعها الذي تستقر فيه‪ ،‬وأصخخل القخخرارة‪ :‬المطمئن مخخن الرض‬
‫يستقر فيه ماء المطر وجمعها )القرار( ونقاعة كخخل شخخئ بالضخخم المخخاء الخخذي‬
‫ينقع فيه‪ ،‬وقال الشخخراح‪ :‬النقاعخخة نقخخرة يجتمخخع فيهخخا الخخدم‪ .‬والمضخخغة بالضخخم‪:‬‬
‫القطعة من اللحم قدر ما يمضع‪ ،‬وناشئة الخلق‪ :‬الصورة ينشخخئها سخخبحانه فخخي‬
‫البدن أو الروح التي ينفخها فيه‪ ،‬والسخخللة بالضخخم‪ :‬مخخا اسخختل واسخختخرج مخخن‬
‫شئ‪ ،‬وفي الكلم إشارة إلى قوله سبحانه )ولقد خلقنا النسان مخخن سخخللة مخخن‬
‫طين إلى قوله ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك ال أحسن الخالقين( )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬النساء‪ (2) .40 :‬الرحمن‪ (3) .26 :‬المؤمنون‪.(*) 14 :‬‬

‫]‪[157‬‬

‫ثم الغرض من ذكره هذه الشياء التنصيص على عموم علمه سبحانه مع الشارة إلى‬
‫أصناف خلقه وأنواع بريته وعجائب ربوبيته‪ ،‬فإن الدليل على علمه بها خلقه‬
‫لهخخا وحفظخخه وتربيتخخه لكخخل منهخخا وإظهخخار بخخدائع الحكمخخة فخخي كخخل صخخفة مخخن‬
‫أوصافها وحال من أحوالها كما قال سبحانه‪) :‬أل يعلم من خلق وهو اللطيخخف‬
‫الخبير )‪) .((1‬لم يلحقه في ذلك( المشار إليه إمخخا العلخخم بالجزئيخخات المخخذكورة‬
‫وإما خلق الشياء المذكورة قبل تفصيل المعلومات أو فيها أيضا كمخخا قلنخخا ان‬
‫الغخخرض ليخخس محخخض تعلخخق العلخخم بهخخا‪ .‬كلفخخة أي مشخخقة‪ ،‬ول اعترضخخته أي‬
‫منعته‪ ،‬والعارضة‪ :‬ما يستقبلك من شئ يمنعك عخخن مسخخيرك‪) .‬ول اعتخخورته(‬
‫قيل‪ :‬اعتورته‪ :‬أحاطت به‪ ،‬وفي اللغة‪ :‬اعتوروا الشئ أي تخخداولوه وتنخخاوبوه‪،‬‬
‫و )في تنفيذ المور( أي إجرائها وإمضائها والتدبير‪ :‬النظر في عاقبتة المخخر‬
‫أو الفعل عن روية‪ ،‬والمراد هنا إمضاء المور علخخى وفخخق المصخخلحة والعلخخم‬
‫بالعواقب‪ .‬والمللة‪ :‬السأمة والضجر‪ ،‬وفختر عخن العمخخل‪ :‬انكسخر حخدته ولن‬
‫بعد شدته )بل نفخخذ فيهخخم علمخخه( أي أحخخاط علمخخه بظخخواهرهم وبخخواطنهم وفخخي‬
‫بعض النسخ )نفذهم( على الحخذف واليصخال‪ .‬والعخد‪ :‬مصخدر عخددته‪ ،‬وفخي‬
‫بعض النسخ )عخخدده( وغمرهخخم أي غطخخاهم وسخخترهم وشخخملهم فضخخله‪ ،‬وكنخخه‬
‫الشئ‪ :‬نهايته وحقيقته‪ ،‬والوصخخف الجميخخل‪ :‬ذكخخر الفضخخائل‪ ،‬والتعخخداد بالفتخخح‪:‬‬
‫مصدر للمبالغة والتكثير‪ ،‬وقال الكوفيون‪ ،‬أصله التفعيل الخخذي يفيخخد المبالغخخة‪،‬‬
‫قلبخخت يخخاؤه ألفخخا وبالكسخخر شخخاذ‪ ،‬والمخخل‪ :‬ضخخد اليخخأس‪ ،‬و )خيخخر( خخخبر مبتخخدأ‬
‫محذوف‪ ،‬وكذلك )أكرم( والبسط‪ :‬النشر والتوسيع‪ ،‬وكلمة )في( إمخخا زائدة أو‬
‫للظرفية المجازية والمفعول محذوف أي بسطت لي القخخدرة أو الكلم فيمخخا ل‬
‫أمدح به غيخخرك‪ ،‬والغخخرض شخخكره سخخبحانه علخخى فضخخيلة البلغخخة والعلخخم بخخه‬
‫سبحانه ومدائحه والتوفيق على قصر المخخدح علخخى ال خ جخخل شخخأنه‪ ،‬والخيبخخة‪:‬‬
‫الحرمخخان‪ ،‬والمخلوقخخون هخخم معادنهخخا لن عطايخخاهم قليلخخة فانيخخة مخخع أنهخخم ل‬
‫يعطون غالبا‪ ،‬وهم مواضع الريبة أي التهمة والشك لعخخدم الوثخخوق بإعطخخائهم‬
‫وعدم العتماد عليهم في رعاية مصلحة في المنخخع وال خ سخخبحانه ل يمنخخع إل‬
‫لمصلحة‬

‫)‪ (1‬الملك‪.(*) 14 :‬‬

‫]‪[158‬‬

‫تعود إلى السائل ويدخر مخخع ذلخخك لخخه أضخخعاف مخخا سخخأل فخخي الخخدار الباقيخخة‪ .‬والمثوبخخة‪:‬‬
‫الثخخواب‪ ،‬والجخخزاء‪ :‬المكافخخاة علخخى الشخخئ‪ ،‬والعارفخخة‪ :‬الحسخخان‪) .‬دليل علخخى‬
‫ذخائر الرحمة( أي هاديخخا إلخخى أسخخبابها بخخالتوفيق والتأييخخد‪ ،‬وذخخخائر الرحمخخة‪:‬‬
‫عظائم العطايا‪ ،‬أصل الذخيرة المختار من كل شخخئ أو مخخا يعخخده الرجخخل ليخخوم‬
‫حاجته‪) .‬وهخذا مقخام( اسخم مكخان‪ ،‬ويحتمخل المصخدر‪ .‬والمحمخدة بفتخح العيخن‬
‫وكسرها‪ :‬مصدر حمده كسمعه‪ ،‬والفاقة‪ :‬الفقر‪ ،‬والجخخبر فخخي الصخخل إصخخلح‬
‫العظخخم المكسخخور‪ ،‬والمسخخكنة‪ :‬الخضخخوع والذلخخة وقلخخة المخخال وسخخوء الحخخال‪،‬‬
‫ونعشه‪ :‬رفعه‪ ،‬و الخلة بالفتح الفقر والحاجة‪ ،‬وضميرا )مسكنتها( و )خلتهخخا(‬
‫راجعان إلى الفاقة وفي الضافة توسع‪ .‬والمخخن‪ :‬العطخخاء‪ ،‬ومخخد اليخخدي كنايخخة‬
‫عن الطلب‪ ،‬وإظهار الحاجة‪ ،‬والقدير‪ :‬مبالغة في القادر‪ .‬وإنمخخا بسخخطنا الكلم‬
‫بعخخض البسخخط فخخي شخخرح هخخذه الخطبخخة لكونهخخا مخخن جلئل الخطخخب‪ ،‬وذكرنخخا‬
‫جميعهخخا لخخذلك ولكخخون أكثرهخخا متعلقخخا بمطخخالب هخخذا المجلخخد‪ ،‬وتفريقهخخا علخخى‬
‫البواب كان يخخوجب تفخخويت نظخخام البلغخخة وكمالهخخا كمخخا فخخوت السخخيد ‪ -‬ره ‪-‬‬
‫كثيرا من فوائد الخطبخة باختصخارها واختيارهخا‪ ،‬وأمخا دللتهخا علخى حخدوث‬
‫السماء والرض والملئكة وغير ذلك فغير خفخخي علخخى المتأمخخل فيهخخا‪- 91 .‬‬
‫الكافي‪ :‬عن محمد بن علي بن معمر‪ ،‬عن محمد بن علخخي‪ ،‬عخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫أيوب الشعري‪ ،‬عن عمرو الوزاعي‪ ،‬عن عمرو بن شخخمر‪ ،‬عخخن سخخلمة بخخن‬
‫كهيل )‪(1‬‬

‫)‪ (1‬في نسخخخ البحخخار )مسخخلمة بخخن كهيخخل( لكخخن الصخخحيح )سخخلمة بخخن كهيخخل( كمخخا فخخي‬
‫المصدر و )كهيل( بالضم وزان )زبير( وقخخد اختلفخخوا فخخي ان المسخخمى بهخخذا‬
‫السم واحد أو اثنان أو اكثر فاعتبره )ابن داود( ثلثة رجال‪ ،‬وعخخده الشخخيخ‬
‫تارة بهذا العنوان مخخن اصخخحاب اميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم واخخخرى مخخن‬
‫اصحاب الباقر عليه السلم وثالثة من اصحاب السجاد عليه السخخلم مضخخيفا‬
‫إليه قوله )أبو يحيى الحضرمي الكوفى( ورابعة من اصحاب الصادق عليه‬
‫السلم مضيفا إليه قوله )ابن الحصين أبو يحيى الحضرمي الكوفى تخخابعي(‬
‫وعند صاحب )جامع الرواة( رجلن احخخدهما مخخن خخخواص أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم والخر من عاصر السجاد والباقر والصادق=‬

‫]‪[159‬‬

‫عن أبي الهيثم بن التيهان‪ ،‬أن أمير المؤمنين عليه السلم خطب الناس بالمدينخخة فقخخال‪:‬‬
‫الحمد ل الذي ل إله إل هو‪ ،‬كان حيا بل كيف‪ ،‬ولم يكن له كان إلى قوله ول‬
‫قخخوي بعخخد مخخا كخخون شخخيئا‪ ،‬ول كخخان ضخخعيفا قبخخل أن يكخخون شخخيئا‪ ،‬ول كخخان‬
‫مستوحشا قبل أن يبتدع شيئا‪ ،‬ول يشبه شيئا‪ ،‬ول كخخان خلخخوا مخخن الملخخك قبخخل‬
‫إنشائه‪ ،‬ول يكون خلوا منه بعد ذهابه‪ ،‬كان إلها حيا بل حياة‪ ،‬ومالكخخا قبخخل أن‬
‫يكون ينشئ شيئا‪ ،‬و مالكا بعد إنشائه للكون )‪ .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد بخخن يحيخخى‬
‫عن أحمد بن موسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم ابن محمد عن علي بخخن‬
‫أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلم مثله )‪ .(2‬التوحيد‪ :‬عن‬
‫أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه مثله )‪ .(3‬بيان‪) :‬ولم يكن لخخه كخان( ظخخاهره‬
‫نفي الزمان عنه تعالى‪ ،‬وإن احتمل أن يكون )كان( اسما بمعنى الكخخون علخخى‬
‫لغة من يقلب الواو والياء الساكنين أيضا مع انفتاح ما قبلهما ألفا‪ ،‬ثم ل يخفى‬
‫دللة سائر الفقرات على حدوث ما سواه سخخبحانه‪ .‬قخخوله )ول كخخان خلخخوا مخخن‬
‫الملك قبل إنشائه( الملك يكون بمعنخخى السخخلطنة وبمعنخخى المملكخخة فيحتمخخل أن‬
‫يكون المخخراد عنخخد ذكخخره أول وعنخخد إرجخخاع الضخخمير إليخخه ثانيخخا هخخو المعنخخى‬
‫الول‪ ،‬أو في الول الول وفي الثاني الثاني على طريقة الستخدام‪ ،‬ويكخخون‬
‫الضمير راجعا إلى ال بالضافة إلى الفاعل ول يلئم الخيخخر الفقخخرة التاليخخة‪.‬‬
‫‪ - 92‬الكافي‪ :‬عن على بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن محمد بن‬

‫= عليهم السلم وهو من التبرية )وهم الذين قالوا بامامة ابى بكر وعمخخر وعلخخى ومخخن‬
‫خرج بالسيف من ولد على عليه السلم( واستظهره ايضا في تنقيخخح المقخخال‬
‫)ج ‪ ،2‬ص ‪ (51‬وقال‪ :‬الول من الحسان والثانى غيخر موثخوق بخه فينخخدرج‬
‫في الضعفاء‪ ،‬وكيف كخخان فالخخذي فخخي هخخذا السخخند غيخخر صخخاحب علخخى عليخخه‬
‫السخخلم بشخخهادة روايخخة )عمخخرو بخخن شخخمر( عنخخه وال خ العخخالم‪ (1) .‬روضخخة‬
‫الكافي‪ (2) .31 :‬الكافي‪ ،‬ج ‪ (3) .88 ،1‬التوحيد‪.(*) 113 :‬‬

‫]‪[160‬‬

‫النعمخان )‪ (1‬أو غيخره عخن أبخي عبخد الخ عليخه السخلم أنخه ذكخر هخذه الخطبخة لميخر‬
‫المؤمنين عليه السلم يوم الجمعة‪ :‬الحمد ل أهل الحمد ووليه‪ ،‬ومنتهى الحمد‬
‫ومحله‪ ،‬البدئ البديع إلى قوله الخخذي كخان فخي أوليتخخه متقادمخا وفخخي ديمخخوميته‬
‫متسخخيطرا خضخخع الخلئق لوحخخدانيته وربخخوبيته وقخخديم أزليتخخه‪ ،‬ودانخخوا لخخدوام‬
‫أبديته )‪ .(2‬بيان المتسيطر‪ :‬المتسلط‪ - 94 .‬الكافي‪ :‬عخخن عخخدة مخخن أصخخحابه‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن أحمخد بخن محمخد بخن أبخي نصخر‪ ،‬عخن أبخي‬
‫الحسن الموصلي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬جخخاء حخخبر مخخن الحبخخار‬
‫إلى أمير المؤمنين عليه السلم فقال‪ :‬يخخا أميخخر المخخؤمنين ! مخختى كخخان ربخخك ؟‬
‫فقال له‪ :‬ثكلتك امك ! ومتى لم يكن حتى يقال متى كان ؟ كان ربي قبل القبخخل‬
‫بل قبل‪ ،‬وبعد البعد بل بعخخد‪ ،‬ول غايخخة ول منتهخخى لغخخايته‪ ،‬انقطعخخت الغايخخات‬
‫عنده‪ ،‬فهو منتهى كل غاية )‪ - 95 .(3‬ومنه‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬رفعخخه عخخن‬
‫زرارة‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر عليه السلم كان ال ول شئ ؟ قال‪ :‬نعخخم‪ ،‬كخخان‬
‫ول شئ‪ .‬قلت‪ :‬فخأين كخان يكخون ؟ قخال‪ :‬وكخان متكئا فاسختوى جالسخا‪ .‬وقخال‪:‬‬
‫أحلت يا زرارة وسألت عن المكان إذ ل مكان )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬هو محمد بن على بن النعمان بن أبخخى طريفخخة البجلخخى مخخولى الحخخول أبخخو جعفخخر‬
‫كوفى صيرفي )النجاشي‪ (249 :‬يعد مخن اصخحاب الصخادق والكخاظم‪ ،‬ثقخة‬
‫جليخخل‪ ،‬يلقخخب بمخخؤمن الطخخاق وصخخاحب الطخخاق ويلقبخخه المخخخالفون )شخخيطان‬
‫الطاق( كخخان دكخخانه فخخي طخخاق المحامخخل بالكوفخخة‪ .‬وكخخان لخخه مخخع أبخخى حنيفخخة‬
‫حكايات كثيرة منها انه قال له يوما يا أبخخا جعفخخر تقخخول بالرجعخخة ؟ فقخخال لخخه‬
‫نعم‪ .‬قال‪ :‬أقرضنى من كيسك خمسمائة دينار فخإذا عخدت انخا وانخت رددتهخا‬
‫اليك ! فقال له في الحال‪ :‬اريد ضخمينا يضخمن لخى انخك تعخود انسخانا‪ ،‬فخانى‬
‫اخاف ان تعود قردا فل أتمكن من استرجاع ما اخذت منخخى !‪ (2) .‬روضخخة‬
‫الكافي‪ (3) .173 :‬الكافي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (4) .89‬في المصدر‪ :‬أكان ال‪(5) .‬‬
‫الكافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.(*) 90‬‬

‫]‪[161‬‬
‫بيان‪) :‬أحلت( أي تكلمت بالمحال‪ - 95 .‬الكافي‪ :‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عخخن سخخهل بخخن‬
‫زياد‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن زيد‪ ،‬قال‪ :‬جئت إلى الرضا عليخخه‬
‫السخخلم أسخخأله عخخن التوحيخخد فخخأملى علخخي‪ :‬الحمخخد ل خ فخخاطر الشخخياء إنشخخاء‪،‬‬
‫ومبتدعها ابتداء )‪ (1‬بقدرته وحكمته ل من شئ فيبطل الختراع ول لعلة فل‬
‫يصح البتداع )الخبر( )‪ .(2‬العلل‪ :‬عن محمد بن علي ما جيلويه‪ ،‬عن محمخخد‬
‫بن يحيى العطار‪ ،‬عن سهل مثله )‪ .(3‬التوحيخخد عخخن محمخخد بخخن الحسخخن‪ ،‬عخخن‬
‫الصفار‪ ،‬عن سهل مثله )‪ - 96 .(4‬الكافي‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمخخد‬
‫بن خالد الطيالسي‪ ،‬عخخن صخخفوان عخخن ابخخن مسخخكان‪ ،‬عخخن أبخخي بصخخير‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬لم يزل ال عز وجخخل ربنخخا والعلخخم ذاتخخه‬
‫ول معلوم‪ ،‬والسمع ذاته ول مسموع‪ ،‬والبصر ذاته ول مبصر والقخخدرة ذاتخخه‬
‫ول مقدور‪ .‬فلما أحدث الشياء وقع العلم )‪ (5‬منه على المعلوم والسمع علخخى‬
‫المسموع‪ ،‬والبصر على المبصر‪ ،‬والقدرة علخخى المقخخدور‪) .‬قخخال‪ (:‬قلخخت‪ :‬فلخخم‬
‫يزل ال متحركا ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬تعالى ال عن ذلخخك ! إن الحركخخة صخخفة محدثخخة‬
‫بالفعل‪ ،‬قال‪ ،‬قلت‪ :‬فلم يزل ال متكلما ؟ )قال‪ (:‬فقخال‪ :‬إن الكلم صخفة محدثخة‬
‫ليست بأزلية‪ ،‬كان ال عز وجل ول متكلم )‪ .(6‬التوحيد‪ :‬عن محمد بخخن علخخي‬
‫ماجيلويه‪ ،‬عن علي بن إبراهيم مثله )‪ - 97 .(7‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪،‬‬
‫عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ابتداعا‪ (2) .‬الكخافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (3) .105‬العلخل‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪) .9‬‬
‫‪ (4‬التوحيد‪ (5) .57 :‬في المصدر‪ :‬وكان‪ (6) .‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪) .107‬‬
‫‪ (7‬التوحيد‪.(*) 88 :‬‬

‫]‪[162‬‬

‫هشام بن سالم‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفخخر عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬سخخمعته يقخخول‪:‬‬
‫كان ال ول شئ غيره‪ ،‬ولم يزل عالما‪ ،‬فعلمخخه بخخه قبخخل كخخونه كعلمخخه بخخه بعخخد‬
‫كونه )‪ - 98 .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد‬
‫بن عيسى‪ ،‬عن أيوب بن )‪ (2‬نخخوح أنخخه كتخخب إلخخى أبخخي الحسخخن عليخخه السخخلم‬
‫يسأله عن ال عز وجل أكان يعلم الشياء قبل أن خلق الشياء وكونهخخا أو لخخم‬
‫يعلم ذلك حتى خلقها وأراد خلقها وتكوينها فعلم ما خلق عند ما خلق وما )‪(3‬‬
‫كون عند ما كون‪ .‬فوقع بخطه عليه السلم‪ :‬لم يزل ال عالما بالشياء قبل أن‬
‫يخلق الشياء كعلمه بالشياء بعد ما خلق الشياء )‪ .(4‬التوحيد‪ :‬عن أحمد بن‬
‫محمد بن يحيى عن أبيه مثله )‪ - 99 .(5‬الكافي‪ :‬عخخن علخخى بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن‬
‫سهل بن زياد‪ ،‬عن جعفر بن محمد بخخن حمخزة‪ ،‬قخخال‪ :‬كتبخت إلخى الرجخل )‪(6‬‬
‫عليه السلم أسأله أن مواليك اختلفخوا فخي العلخم‪ ،‬فقخال بعضخهم‪ :‬لخم يخزل الخ‬
‫عالما قبل فعل الشياء‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬ل نقول لم يزل عالما لن معنخخى يعلخخم‬
‫يفعل‪ ،‬فإن أثبتنا العلم فقد أثبتنا فخخي الزل معخخه شخيئا‪ .‬فخإن رأيخخت جعلنخخي الخ‬
‫فداك أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه ول أجوزه‪ .‬فكتب عليه السخخلم بخطخخه‪:‬‬
‫لم يزل ال تعالى عالما تبخخارك وتعخخالى ذكخخره )‪ .(7‬بيخخان‪ :‬قخخد مخخر شخخرح هخخذا‬
‫الخخخبر ويخخدل زائدا علخخى مخخا سخخبق فخخي الخبخخار علخخى أنخخه كخخان معلومخخا عنخخد‬
‫الصحاب أنه ل يجوز أن يكون شئ مع ال في الزل ولما توهموا‬

‫)‪ (1‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (2) .107‬من اصحاب الهخخادى عليخخه السخخلم ثقخخة روى عنخخه‬
‫سعد بن عبد ال بل واسطة وبواسطة محمد بخخن عيسخخى بخخن عبيخخد‪ (3) .‬فخخي‬
‫التوحيخخد‪ :‬فعلخخم مخخا خلخخق ومخخا كخخون‪ (4) ..‬الكخخافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪(5) .107‬‬
‫التوحيد‪ .92 :‬وفي المصدر‪ :‬احمد بن محمد بن يحيى عن سعد بن عبخخد ال خ‬
‫عن ايوب بن نوح‪ .‬ول بأس به‪ ،‬لن احمد بن محمد بخخن يحيخخى يخخروى عخخن‬
‫سعد بل واسطة وبواسطة أبيه‪ (6) .‬الظاهر ان المراد بخه الحسخن بخن علخى‬
‫العسكري عليهما السلم‪ (7) .‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.(*) 107‬‬

‫]‪[163‬‬

‫أن العلم يستلزم حصول صورة نفوا العلم في الزل لئل يكون معه تعالى غيره قياسخخا‬
‫على الشاهد فلم يتعرض عليه السلم لبطال توهمهم‪ ،‬وأثبت العلخخم القخخديم لخخه‬
‫تعالى وبالجملة هذه الخبار صريحة فخخي أن المخلوقخخات كلهخخا مسخخبوقة بعخخدم‬
‫يعلمها سبحانه في حال عخخدمها‪ - 100 .‬الكخخافي‪ :‬عخخن محمخخد بخخن يحيخخى‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد‪ ،‬عخخن عبخخد الصخخمد‬
‫بن بشير‪ ،‬عن فضيل سكرة‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر عليه السلم‪ :‬جعلخخت فخخداك‬
‫إن رأيت أن تعلمني هل كان ال جل وجهه )‪ (1‬يعلم قبل أن يخلق الخلق أنخخه‬
‫وحده‪ ،‬فقد اختلف مواليك‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬قد كان يعلم )‪ (2‬قبل أن يخلخخق شخخيئا‬
‫من خلقه‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬إنما معنى يعلم يفعخل‪ ،‬فهخو اليخوم يعلخم أنخه ل غيخره‬
‫قبل فعل الشياء‪ ،‬فقالوا )‪ :(3‬إن أثبتنا أنخخه لخخم يخخزل عالمخخا بخخأنه ل غيخخره فقخخد‬
‫أثبتنا معه غيره في أزليته‪ ،‬فإن رأيت يا سخيدي أن تعلمنخي مخا ل أعخدوه إلخى‬
‫غيره‪ .‬فكتب‪ :‬ما زال ال عالما تبارك وتعالى ذكره )‪ .(4‬التوحيد‪ :‬عخخن أحمخخد‬
‫بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه مثله )‪ - 101 .(5‬الكافي‪ :‬عن محمد بخخن‬
‫يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سخخويد‪ ،‬عخخن‬
‫عاصم بن حميد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قلت‪ :‬لم يزل ال مريخخدا ؟‬
‫قال‪ :‬إن المريد ل يكون إل لمراد معه‪ ،‬لم يزل ال عالمخخا قخادرا ثخخم أراد )‪.(6‬‬
‫‪ - 102‬ومنه‪ :‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الحسين بن عبد ال‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫عبد ال وموسى بن عمرو والحسن بن على بن عثمان‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫سألت أبا الحسن‬
‫)‪ (1‬في التوحيد‪ :‬جل ذكره‪ (2) .‬في التوحيد‪ :‬قد كان يعلم تبارك وتعالى انخخه وحخخده‪) .‬‬
‫‪ (3‬في التوحيد‪ :‬وقالوا‪ (4) .‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (5) .108‬التوحيد‪) .92 :‬‬
‫‪ (6‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،109‬وقد نقل المؤلف رحمه ال الرواية فخخي ضخخمن‬
‫بيان الحديث الرقم ‪ 12‬عن التوحيد عن عاصم بن حميد عخخن ابخخى عبخخد ال خ‬
‫عليه السلم )*(‪.‬‬

‫]‪[164‬‬

‫الرضا عليه السلم هل كان ال عزوجل عارفا بنفسه قبل أن يخلق الخلق ؟ قال‪ :‬نعخخم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يراها ويسمعها ؟ قال‪ :‬ما كان )‪ (1‬محتاجا إلى ذلك‪ ،‬لنه لم يكن يسألها‬
‫ول يطلب منها‪ ،‬هو نفسه ونفسه هو‪ ،‬قخخدرته نافخخذة فليخخس )‪ (2‬يحتخخاج )‪ (3‬أن‬
‫يسمي نفسه‪ ،‬لكن )‪ (4‬اختخخار لنفسخخه أسخخماء لغيخخره يخخدعوه بهخخا )الخخخبر( )‪.(5‬‬
‫التوحيد والعيون ومعانى الخبار‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن إدريس مثلخخه‪103 .‬‬
‫‪ -‬الكافي‪ :‬محمد بن يحيى ومحمد بن عبد ال جميعا رفعاه إلخخى أبخخي عبخخد ال خ‬
‫عليه السلم إن أمير المؤمنين عليه السلم قام خطيبا فقال‪ :‬الحمخخد لخ الواحخخد‬
‫الحد الصمد المتفرد الذي ل من شئ كان ول من شئ خلق ما كان إلى قخخوله‬
‫ولم يتكأده صنع شئ كان إنما قال لما شاء )‪ (6‬كن فكان‪ ،‬ابتخخدع مخخا خلخخق بل‬
‫مثال سبق‪ ،‬ول تعب ول نصب وكل صانع شئ فمن شئ صنع‪ ،‬وال خ ل مخخن‬
‫شئ صنع ما خلق‪ ،‬وكل عالم فمن بعد جهل تعلم‪ ،‬وال لخخم يجهخخل ولخخم يتعلخخم‪،‬‬
‫أحاط بالشياء علما قبل كونها‪ ،‬فلم يزدد بكونها علمخخا‪ ،‬علمخخه قبخخل أن يكونهخخا‬
‫كعلمه بهخا )‪ (7‬بعخد تكوينهخا إلخى قخوله الواحخد الحخد الصخمد‪ ،‬المبيخد للبخد‪،‬‬
‫والوارث للمد‪ ،‬الذي لم يزل ول يزال وحدانيا أزليا قبل بخخدء الخخدهور‪ ،‬وبعخخد‬
‫صخخروف )‪ (8‬المخخور )الخخخبر( )‪ .(9‬ثخخم قخخال الكلينخخي ره‪ :‬هخخذه الخطبخخة مخخن‬
‫مشهورات خطبه عليه السلم حتى لقد ابتذلها‬

‫)‪ (1‬في التوحيد‪ :‬ما كان ال‪ (2) .‬في التوحيد‪ :‬وليس‪ (3) .‬في العيون‪ :‬إلى أن يسخخمى‪.‬‬
‫)‪ (4‬كذا في التوحيد‪ ،‬وفخخي الكخخافي والعيخخون ومعخخانى الخبخخار‪ :‬ولكنخخه‪(5) .‬‬
‫الكافي‪ :‬ج ‪ ،113 ،1‬التوحيد‪ ،129 ،‬العيون‪ ،‬ج ‪ ،129 ،1‬معاني الخبار‪:‬‬
‫ص ‪ (6) .2‬في التوحيد‪ :‬لما شاء أن يكون كن‪ (7) ..‬في الكخافي والتوحيخد‪:‬‬
‫كعلمه بعد‪ (8) .‬في التوحيد‪ :‬صرف‪ (9) .‬الكافي‪ :‬ج ‪.(*) 134 ،1‬‬

‫]‪[165‬‬

‫العامة ! وهي كافية لمن طلب علم التوحيد إذا تدبرها وفهم ما فيها ‪ -‬إلى أن قخخال ‪ -‬أل‬
‫ترون إلى قوله )ل من شئ كان ول من شئ خلق ما كان( فنفى بقوله )ل من‬
‫شخخئ كخخان( معنخخى الحخخدوث‪ ،‬وكيخخف أوقخخع علخخى مخخا خلقخخه )‪ (1‬صخخفة الخلخخق‬
‫والختراع بل أصخخل ول مثخخال نفيخخا لقخخول مخخن قخخال إن الشخخياء كلهخخا محدثخخة‬
‫بعضها من بعض‪ ،‬وإبطال لقول الثنوية الذين زعموا أنخخه ل يحخخدث شخخيئا إل‬
‫من أصل ول يدبر إل باحتذاء المثال‪ ،‬فدفع عليخخه السخخلم بقخخوله )ل مخخن شخخئ‬
‫خلق ما كان( جميع حجج الثنويخخة وشخخبههم‪ ،‬لن أكخخثر مخخا تعتمخخد الثنويخخة فخخي‬
‫حدوث العالم أن يقولوا‪ :‬ل يخلو من أن يكون الخالق خلق الشياء من شئ أو‬
‫من ل شئ‪ ،‬فقولهم )من شئ( خطاء وقولهم )مخخن ل شخخئ( مناقضخخة وإحالخخة‪،‬‬
‫لن )من( يوجب شيئا و )ل شئ( ينفيه‪ ،‬فأخرج أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫هذه اللفظة على أبلغ اللفاظ‪ ،‬وأصحها وقال عليه السلم )ل من شئ خلق ما‬
‫كان( فنفى )من( إذ كانت توجب شيئا‪ ،‬ونفى )الشئ( إذا كان كل شئ مخلوقخخا‬
‫محدثا‪ ،‬ل من أصل أحدثه الخالق كما قالت الثنوية أنخخه خلخخق مخخن أصخخل قخديم‬
‫فل يكون تدبير إل باحتذاء مثال‪ .‬التوحيد‪ :‬عخخن علخخي بخخن أحمخخد الخخدقاق‪ ،‬عخخن‬
‫محمد السدي‪ ،‬وأحمد بن يحيى بن زكريا القطان‪ ،‬عن بكر بخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫حبيب‪ ،‬عن تميم بن بهلول‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي معاوية‪ ،‬عن الحصين بن عبخخد‬
‫الرحمن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬وعن أحمد بن محمد بن الصقر‪ ،‬عن محمد بن العباس بن‬
‫بسام‪ ،‬عن سعيد بن محمد البصري‪ ،‬عن عمرة بنت أوس )‪ ،(2‬عن الحصين‬
‫بن عبد الرحمن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصادق عليه السلم‪ ،‬عن آبائه عليهم السخخلم‬
‫مثله )‪ - 104 .(3‬الكافي‪ :‬وعنه‪ ،‬عن محمد بن أبي عبد ال‪ ،‬رفعخه عخن أبخي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم لخخذعلب‪ ،‬إن ربخخي‬
‫لطيف اللطافة‪ ،‬ل يوصف باللطف‪ ،‬قبل كل شئ ل يقال شئ قبله إلى قخخوله ل‬
‫تحويه الماكن‪ ،‬ول تضمنه الوقات ‪ -‬إلى قوله ‪-‬‬

‫)‪ (1‬في الكافي‪ :‬على ما أحدثه‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬بنت أويس‪ (3) .‬التوحيد‪.(*) 18 :‬‬

‫]‪[166‬‬

‫سبق الوقات كونه‪ ،‬والعدم وجوده‪ ،‬والبتداء أزله إلى قوله ففرق بين قبل وبعد ليعلخخم‬
‫أن ل قبل له ول بعد له‪ ،‬وشخخاهدة بغرائزهخا أن ل غريخخزة لمعززهخخا‪ ،‬مخخخبرة‬
‫بتوقيتها أن ل وقت لموقتها‪ ،‬حجب بعضها عن بعض ليعلم أن ل حجاب بينه‬
‫وبين خلقه كخخان ربخخا إذ ل مربخخوب‪ ،‬وإلهخخا إذ ل مخخألوه‪ ،‬وعالمخخا إذ ل معلخخوم‪،‬‬
‫وسميعا إذ ل مسموع )‪ .(1‬بيان‪ :‬ظخاهر قخوله عليخخه السخخلم )ففخخرق بيخن قبخل‬
‫وبعد( أنه سبحانه ليس بزماني أصل‪ ،‬ويحتمل أن يكون المعنى جعل حدوث‬
‫كل شئ منوطا بوقت ليعلم أنه ل ابتداء لوجوده‪ ،‬أو جعل الشياء بعضها علة‬
‫لبعض ليعلم أن ل علة‪ ،‬لخه‪ ،‬وهمخا بعيخدان والخيخر أبعخد‪ .‬وكخذا قخوله )أن ل‬
‫وقت لموقتها( ظاهره نفي الزمان وإن احتمل الوجه الثخخاني‪ ،‬وكخخذا قخخوله أول‬
‫)ل تضمنه الوقات( يخخدل علخخى ذلخخك‪ ،‬وإن احتمخخل أن يخخراد بخخه لخخم يكخخن قبلخخه‬
‫وبعده زمان فيكون قد تضمنه‪ ،‬وقد مر الكلم في قوله )سبق الوقات كخخونه(‬
‫ودللة سائر الفقرات على حدوث ما سخخواه سخخبحانه ظخخاهرة‪ - 105 .‬الكخخافي‪:‬‬
‫عن على بن محمد‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عخن شخباب الصخيرفي عخن علخي بخن‬
‫سيف بن عميره‪ ،‬عن إسمعيل بن قتيبة عن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم قخخال‪:‬‬
‫خطب أمير المؤمنين عليه السلم الناس بالكوفة فقال‪ :‬الحمد ل الملهم عبخخاده‬
‫حمده‪ ،‬وفاطرهم على معرفة ربوبيخخة‪ ،‬الخخدال علخخى وجخخوده بخلقخخه‪ ،‬وبحخخدوث‬
‫خلقه على أزله ‪ -‬إلى قخخوله ‪ -‬ول أمخخد لكخخونه‪ ،‬ول غايخخة لبقخخائه )‪- 106 .(2‬‬
‫قال‪ :‬ورواه محمد بن الحسين‪ ،‬عن صالح بخن حمخزة‪ ،‬عخن فتخح بخن عبخد الخ‬
‫مولى بني هاشم‪ ،‬قال‪ :‬كتبت إلى أبي إبراهيم عليه السلم أسأله عن شخخئ مخخن‬
‫التوحيد فكتب إلي بخطه‪ :‬الحمد ل عباده حمخخده وذكخخر مثخخل مخخا رواه سخخهل ‪-‬‬
‫إلى قوله ‪ -‬أول الديانة معرفته‪ ،‬وكمال معرفته توحيده‪ ،‬وكمخخال توحيخخده نفخخي‬
‫الصفات عنه بشهادة كل صفة أنها غير الموصوف‪ ،‬وشهادة الموصخخوف أنخخه‬
‫غير الصفة‪ ،‬وشهادتهما جميعا بالتثنية الممتنع منه الزل إلى قوله عالم إذ ل‬
‫معلوم‪ ،‬وخالق إذ ل مخلوق‬

‫)‪ (1‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (2) .138‬الكافي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.(*) 139‬‬

‫]‪[167‬‬

‫ورب إذ ل مربوب‪ ،‬وكذلك يوصف ربنا وفخخوق مخخا يصخخفه الواصخخفون )‪ .(1‬التوحيخخد‪:‬‬
‫عن علي بخن أحمخد الخدقاق‪ ،‬عخن محمخد بخن جعفخر السخدي‪ ،‬عخن محمخد بخن‬
‫اسمعيل البرمكي‪ ،‬عن علي بن عباس‪ ،‬عن جعفر بن محمخخد الشخخعري‪ ،‬عخخن‬
‫فتح بخخن يزيخخد الجرجخخاني )‪ (2‬عخخن الرضخخا عليخخه السخخلم مثلخخه )‪- 107 .(3‬‬
‫الكافي‪ :‬عن عدة من أصحابه‪ ،‬عن أحمد بخن محمخد بخن خالخد‪ ،‬عخن أبيخه عخن‬
‫أحمد بن النضر )‪ (4‬وغيره‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عخخن عمخخرو بخخن ثخخابت‪ ،‬عخخن رجخخل‬
‫سماه عن أبخخي إسخخحاق السخخبيعي‪ ،‬عخخن الحخخارث العخخور‪ ،‬قخخال‪ :‬خطخخب أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم فقال الحمد ل الذي ل يموت ول تنقضخي عجخائبه لنخه‬
‫كل يوم هو في شأن من إحداث بديع لم يكن ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬ليست له في أوليتخخه‬
‫نهاية‪ ،‬ول لخريته حد ول غاية الذي لم يسبقه وقت ولم يتقدمه زمخخان ‪ -‬إلخخى‬
‫قوله ‪ -‬الول قبل كل شئ ول قبل له‪ ،‬والخر بعد كل شئ ول بعخخد لخخه ‪ -‬إلخخى‬
‫قوله ‪ -‬أتقن ما أراد خلقه من الشباح )‪ (5‬كلها ل بمثخخال )‪ (6‬سخخبق إليخخه‪ ،‬ول‬
‫لغوب دخل عليه‪ ،‬في خلق ما خلق لديه‪ ،‬ابتدأ ما‬

‫)‪ (1‬الكافي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (2) .140‬فتح بن يزيد أبو عبد ال الجرجاني عده الشيخ تارة‬
‫من اصحاب الهادى عليه السلم و اخرى ممن لم يرو عنهخخم عليهخخم السخخلم‬
‫وروى الكليني ره عدة روايات عنه عخخن ابخخى الحسخخن الرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫ولذلك انكر بعضهم روايته عن الهادى ونسب السهو الى قلخخم الشخخيخ ‪ -‬ره ‪-‬‬
‫لكن روى في كشف الغمة عنه عن الهادى عليه السلم وقخخال فخخي التعليقخخة‪:‬‬
‫يظهر من بعضى الروايات غاية اخلصه لبي الحسن وهو الهادى على ما‬
‫نقله في كشف الغمة وفي موضعين من الرواية قال له )يرحمخخك الخخ( وفخخي‬
‫الرواية انه توهم ربوبية الئمة عليهم السلم فنهاه أبو الحسخخن عليخخه السخخلم‬
‫و قال بالمامة )انتهى(‪ (3) .‬التوحيد‪ (4) .26 :‬في المصدر‪) :‬عن النصر(‬
‫وأحمد بن النضر أبو الحسن الجعفي مولى كوفى ثقه‪ ،‬و اما النضر فالمسى‬
‫به كثير لكن لخخم نجخد روايخخة الخخبرقى عخخن أحخخدهم سخوى )النضخخر بخخن سخويد‬
‫الصيرفى الكوفى الثقة( وال العالم‪ (5) .‬في بعض النسخ وكذا في التوحيخد‪:‬‬
‫الشياء‪ (6) .‬في التوحيد‪ :‬بل مثال )*(‪.‬‬

‫]‪[168‬‬

‫أراد ابتداءه‪ ،‬وأنشأ ما أراد إنشاءه على ما أراد )‪ (1‬من الثقلين )‪ (2‬ليعرفوا )‪ (3‬بذلك‬
‫ربوبيته )الخطبة( )‪ .(4‬التوحيد‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبخخد الخخ‪ ،‬عخخن أحمخخد‬
‫بن محمد بن خالخخد مثلخخه )‪ - 108 (5‬تفسخخير الفخخرات‪ :‬عخخن جعفخخر بخخن محمخخد‬
‫الفزاري‪ ،‬بإسناده عن قبيصة الجعفي‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على الصادق عليه السخخلم‬
‫وعنده جماعة فسلمت وجلست وقلت‪ :‬أين كنتم قبل أن يخلق ال سخخماء مبينخخة‬
‫وأرضا مدحية أو ظلمة أو نورا )‪ (6‬؟ قال‪ :‬يا قبيصة ! كنا أشباح نور حخخول‬
‫العرش نسبح ال قبل أن يخلق آدم بخمسة عشر ألف عام )الخبر( )‪109 .(7‬‬
‫‪ -‬كتاب تأيل اليات‪ :‬نقل من كتخخاب المعخخراج للصخخدوق ره بإسخخناده عخخن ابخخن‬
‫عباس‪ ،‬قخخال‪ :‬سخخمعت رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه يخخخاطب عليخخا عليخخه‬
‫السلم‪ :‬يا علي‪ ،‬إن الخ تبخارك وتعخالى كخان ول شخئ معخه‪ ،‬فخلقنخي وخلقخك‬
‫زوجين )‪ (8‬من نور جلله‪ ،‬فكنا أمام عرش رب العالمين نسبح الخ ونقدسخخه‬
‫ونحمده ونهلله‪ ،‬وذلك قبل أن يخلق السخماوات والرضخين )الخخبر(‪- 110 .‬‬
‫كتاب المقتضب‪ :‬عن سلمان الفارسي ‪ -‬ره ‪ -‬قال‪ :‬قال رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه وآله يا سلمان‪ ،‬خلقني ال من صفاء نخخوره فخخدعاني فخخأطعته‪ ،‬فخلخخق )‪(9‬‬
‫من نوري عليا فدعاه فأطاعه‪ ،‬فخلق من نوري ونخخور علخخي فاطمخخة‪ ،‬فخخدعاها‬
‫فأطاعته‪ ،‬فخلق مني ومن‬

‫)‪ (1‬في التوحيد‪ :‬اراده‪ (2) .‬في الكافي‪ :‬الثقلين مخخن الجخخن والنخخس لتعرفخخوا‪ (3) .‬فخخي‬
‫التوحيد‪ :‬لتعرف )‪ (4‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (5) .141‬التوحيد‪ (6) .13 :‬فخخي‬
‫المخطوطة‪ ،‬ونورا‪ (7) .‬تفسير فرأت الكوفى‪ (8) .207 :‬في بعض النسخ‪:‬‬
‫روحين‪ (9) .‬في بعض النسخ )وخلق( في المواضع الثلثة )*(‪.‬‬

‫]‪[169‬‬
‫علي ومن فاطمة الحسن والحسين‪ ،‬فدعاهما فأطاعاه‪ ،‬ثم خلق من نور الحسخخين تسخخعة‬
‫أئمة فدعاهم فأطاعوه قبخخل أن يخلخخق الخ سخخماء مبنيخخة‪ ،‬أو أرضخخا مدحيخخة‪ ،‬أو‬
‫هواء أو ماء‪ ،‬أو ملكا أو بشرا‪ ،‬وكنا بعلمه أنوارا نسخخبحه ونسخخمع لخخه ونطيخخع‬
‫)الخبر( الختصاص‪ :‬بإسناده إلى سلمان مثله‪ - 111 .‬كتاب رياض الجنخخان‪:‬‬
‫لفضل ال الفارسي بإسناده عن أنس‪ ،‬قخال‪ :‬قخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخه‬
‫وآله‪ :‬خلقنا ال نحن حيخث ل سخخماء مبنيخخة ول أرض مدحيخخة‪ ،‬ول عخخرش ول‬
‫جنة ول نار‪ ،‬كنا نسبحه )الخبر(‪ - 112 .‬وبإسخناده إلخخى جخابر الجعفخي‪ ،‬عخن‬
‫أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال‪ :‬يا جابر كان ال ول شئ غيره )و( ل معلوم‬
‫ول مجهول‪ ،‬فأول ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمدا صلى ال عليه وآلخخه‬
‫وخلقنا أهل البيت معه من نور عظمته فأوقفنا أظلة خضراء بيخخن يخخديه حيخخث‬
‫ل سماء ول أرض ول مكخخان ول ليخخل ول نهخخار ول شخخمس ول قمخخر يفصخخل‬
‫نورنا من نور ربنا كشعاع الشخخمس مخخن الشخخمس نسخخبح الخ ونقدسخخه ونحمخخده‬
‫ونعبده حق عبادته‪ ،‬ثم بدا ل أن يخلق المكان فخلقه )‪ (1‬وكتب علخخى المكخخان‬
‫)ل إلخخه إل ال خ محمخخد رسخخول ال خ عخخي أميخخر المخخؤمنين ووصخخيه بخخه أيخخدته‬
‫ونصرته( ثم خلق ال العرش فكتب على سرادقات العرش مثل ذلك‪ ،‬ثم خلق‬
‫ال السماوات فكتب علخخى أطرافهخخا مثخخل ذلخخك‪ ،‬ثخخم خلخخق الجنخخة والنخخار فكتخخب‬
‫عليهما مثل ذلك‪ ،‬ثم خلق الملئكة فأسكنهم )‪ (2‬السماء‪ ،‬ثم خلق الهواء فكتب‬
‫عليه مثل ذلك‪ ،‬ثم خلق الجن فأسكنهم الهخخواء‪ ،‬ثخخم خلخخق الرض فكتخخب علخخى‬
‫أطرافهخخا مثخخل ذلخخك‪ ،‬فبخخذلك يخخا جخخابر قخخامت السخخماوات بغيخخر عمخخد‪ ،‬وثبتخخت‬
‫الرض‪ ،‬ثم خلق ال آدم من أديم الرض ثم ساق الحديث الطويخخل إلخخى قخخوله‬
‫فنحن أول خلق ال‪ .‬وأول خلق عبد الخ وسخخبحه‪ ،‬ونحخن سخخب الخلخق وسخبب‬
‫تسبيحهم وعبادتهم من الملئكة والدميين )تمام الخبر(‪.‬‬

‫)‪ (1‬يستفاد من هذه الرواية أن خلق نورهم عليهم السلم كخخان قبخخل خلخخق المكخخان ولخخو‬
‫كان محتاجا إلى المكان لزم خلق المكان قبله أو معخخه‪ ،‬والغنخخى عخخن المكخخان‬
‫مجرد فافهم‪ (2) .‬في بعض النسخ )وأسكنهم( في الموضعين )*(‪.‬‬

‫]‪[170‬‬

‫‪ - 113‬وبإسناده عن المفضل أنه سأل الصادق عليه السلم‪ :‬ما كنتم قبل أن يخلق الخخ‬
‫السماوات والرضين ؟ قال‪ :‬كنا أنوارا حول العرش نسبح ال ونقدسخخه حخختى‬
‫خلق ال سبحانه الملئكة )الخبر(‪ - 114 .‬وعن أحمد بخخن حنبخخل عخخن رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬كنت أنا وعلي نورا بين يدي الرحمن قبل أن‬
‫يخلق عرشه بأربعة عشر ألف عام‪ - 115 .‬وبإسناده إلى الصدوق‪ ،‬وبإسناده‬
‫إلى عبد ال بن المبارك عن جعفر بن محمد عن آبائه عليه السخخلم قخخال‪ :‬قخخال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إن ال خلق نور محمد صلى ال عليخخه وآلخخه قبخخل‬
‫المخلوقات بأربعة عشر ألف سخخنة‪ ،‬وخلخخق معخخه اثنخخي عشخخر حجابخخا‪- 116 .‬‬
‫وبإسناده عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬قلت لرسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أول‬
‫شئ خلق ال تعالى ما هو ؟ فقال‪ :‬نور نبيك يا جابر‪ ،‬خلقه ال خ ثخخم خلخخق منخخه‬
‫كل خير )الخبر بطوله(‪ - 117 .‬وعن جابر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال خ صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله أول ما خلخخق الخ نخخوري‪ ،‬ففتخخق منخخه نخخور علخخي‪ ،‬ثخخم خلخخق العخخرش‬
‫واللوح والشمس وضوء النهار ونور البصار والعقل والمعرفخخة‪) .‬الخخخبر( )‬
‫‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬يجد الغائض في بحار الخبار والثار روايات جمة تدل علخخى اختلف تعبيراتهخخا‬
‫على ان ال تبخخارك وتعخخالى خلخخق قبخخل خلخخق جميخخع الخلئق خلقخا فخخي غايخخة‬
‫الشرافة ونهاية الكرامة هو الواسطة بينها وبين سائر الممكنخخات بخخل السخخبب‬
‫لخلق سائر المخلوقات إذ لم يكخخن مكخخان ول زمخخان ول عخخرش‪ ،‬ول فخخرش‪،‬‬
‫ول سماء ول ارض‪ ،‬ول أي شى فرض‪ ،‬ولزم ذلك كونه امرا مجردا عن‬
‫نقائص المادة ومنزها عن غواشي الطبيعة ومتبرءا عخخن الزمخخان والمكخخان‪،‬‬
‫ولذا عبر عنه غالبا بالنور‪ ،‬لكونه الطف واشخخرف مخخا نخخدرك مخخن الجسخخام‪،‬‬
‫والجسمانيات‪ ،‬ومن المعلوم احتياج النور الحسى إلى الزمان والمكان سواء‬
‫كان جوهرا أو عرضا‪ :‬وذلك النور ارفع منخخه بكخخثير‪ ،‬ولخخه تعلخخق بالرسخخول‬
‫الخخخاتم وآلخخه الكخخرام عليهخخم الصخخلوة والسخخلم وإن لخخم نكخخن نحخخن معاشخخر‬
‫المتوغلين في المادة والمخلدين إلى ارض الطبيعة نخخدرك حقيقخخة تعلقخخه بهخخم‬
‫واتحاده معهم وحيخخث انخخه منخخزه مخخن المخخادة ولوازمهخخا مخخن التحيخخز والتغيخخر‬
‫وغيرهما فل محالة ل يمكن تقديره بزمان ول تقييده بمكان ول تحديده باى‬
‫حد جسماني غير حده المخخاهوى المكخخاني‪ ،‬وامخخا تحديخخد تقخخدم وجخخوده علخخى‬
‫وجود سائر=‬

‫]‪[171‬‬

‫‪ - 118‬كتاب الوصية للمسعودي بإسناده عن أمير المؤمنين عليه السلم قخخال‪ :‬خطخخب‬
‫فقال‪ :‬الحمد ل الذي توحد بصنع الشخياء‪ ،‬وفطخر أجنخاس البرايخا علخى غيخر‬
‫أصل ول مثال سبقه في إنشائها‪ ،‬ول إعانة معين علخخى ابتخخدائها‪ ،‬بخخل ابتخخدعها‬
‫بلطف قدرته فخخامتثلت بمشخخيته )‪ (1‬خاضخخعة ذليلخخة مسخختحدثة لمخخره‪ ،‬الواحخخد‬
‫الحد الدائم بغير حد ول أمد‪ ،‬ول زوال ول نفاد‪ ،‬وكذلك لخخم يخخزل ول يخخزال‪،‬‬
‫ل تغيره الزمنة‪ ،‬ول تحيط به المكنة‪ ،‬ول تبلغ صخخفاته اللسخخنة‪ ،‬ول تأخخخذه‬
‫نوم ول سنة لم تره العيون فتخبر عنه برؤية‪ ،‬ولم تهجم عليخخه العقخخول فتخخوهم‬
‫كنه صفته‪ ،‬ولم تدر كيف هو إل بما أخبر عن نفسخه‪ ،‬ليخس لقضخائه مخرد ول‬
‫لقخوله مكخذب‪ ،‬ابتخدع الشخياء بغيخر تفكخر ول معيخن‪ ،‬ول ظهيخر ول وزيخر‪،‬‬
‫فطرها بقدرته‪ ،‬وصيرها إلى مشيته‪ ،‬فصخخاغ )‪ (2‬أشخخباحها‪ ،‬وبخخرأ أرواحهخخا‪،‬‬
‫واستنبط أجناسها‪ ،‬خلقا مبروءا مذروءا في أقطار السماوات والرضخخين‪ ،‬لخخم‬
‫يأت بشئ على غير ما أراد أن يأتي عليه ليخخري عبخخاده آيخخات جللخخه و آلئه‪،‬‬
‫فسبحانه ل إلخخه إل هخخو الواحخخد القهخخار‪ ،‬وصخخلى الخ عليخخه محمخخد وآلخخه وسخخلم‬
‫تسليما‪ .‬اللهم فمن جهل فضل محمد صلى الخ عليخخه وآلخخه فخإني مقخخر بأنخخك ل‬
‫سطحت أرضا ول برأت خلقا حتى أحكمت خلقه من نور سبقت به السخخللة‪،‬‬
‫وأنشأت له آدم جزما فأدعته منه قرارا مكينا‪ ،‬ومسخختودعا مأمونخخا )إلخخى آخخخر‬
‫الخطبة الطويلة(‪ - 119 .‬الكافي‪ :‬عن عدة من أصحابه‪ ،‬عن أحمد بخخن محمخخد‬
‫بن خالد‪ ،‬عن أبيه عن ابن أبخخي عميخخر‪ ،‬عخخن ابخخن اذينخخة )‪ ،(3‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬

‫= الممكنات بالسنين والدهور فليس علخخى حخخد تقخخدير الزمانيخخات بهخخا‪ ،‬ولخخذا قخخرى بيخخن‬
‫التحديدات المذكورة في المقام اختلفخخات كخخثيرة ل تكخخاد تجخخد اثنيخخن متفقيخخن‬
‫فيها‪ ،‬فأجل النظر في ما نقخخل فخخي هخخذا البخخاب عخخن النخخبي وائمخخة اهخخل الخخبيت‬
‫عليهم السلم سابقا ولحقا وما نقل في كتاب المامة وال هخو الموفخخق‪(1) .‬‬
‫في بعض النسخ‪ :‬في مشيته‪ (2) .‬في بعض النسخ‪ :‬وصخخاغ‪ (3) .‬هخخو عمخخر‬
‫بن محمد بن عبد الرحمن بن اذينة بضم الهمزة وفتح الذال المعجمة و تقديم‬
‫الياء على النون قال الكشى‪ :‬قخال حمخخدويه‪ :‬سخخمعت أشخخياخى منهخخم العبيخخدي‬
‫وغيره ان=‬

‫]‪[172‬‬

‫المشية محدثة )‪ .(1‬بيان‪ :‬إذا كانت المشخخية محدثخخة وجميخخع الشخخياء موجخخودة بالمشخخية‬
‫فهي أولى بالحدوث‪ - 120 .‬المتهجد‪ :‬في دعخخاء يخخوم الحخخد‪ :‬أنخخت الخ الحخخي‬
‫الول‪ ،‬الكائن قبل جميع المور‪ ،‬والمكون لهخخا بقخخدرتك‪ ،‬والعخخالم بمصخخادرها‬
‫كيف تكون‪ ،‬أنخخت الخخذي سخخموت بعرشخخك فخخي الهخخواء لعلخخو مكخخانت‪ ،‬وسخخددت‬
‫البصار عنه بتللؤ نورك‪ ،‬واحتجبخخت عنهخخم بعظيخخم ملكخخك‪ ،‬وتوحخخدت فخخوق‬
‫عرشك بقهرك وسخخلطانك‪ ،‬ثخخم دعخوت السخماوات إلخى طاعخة أمخخرك‪ ،‬فخأجبن‬
‫مخخذعنات إلخخى دعوتخخك‪ ،‬واسخختقرت علخخى غيخخر عمخخد مخخن خيفتخخك وزينتهخخا‬
‫للناظرين‪ ،‬وأسكنتها العباد المسبحين‪ ،‬وفتقت الرضخخين فسخخطحتها لمخخن فيهخخا‬
‫مهادا وأرسيتها بالجبال أوتادا‪ ،‬فرسخ سخنها فخخي الخخثرى‪ ،‬وعلخخت ذراهخخا فخخي‬
‫الهواء فاستقرت على الرواسخخي الشخخامخات‪ ،‬وزينتهخخا بالنبخخات وخففخخت عنهخخا‬
‫بالحيخخاء والمخخوات )إلخخى آخخخر الخخدعاء(‪ - 121 .‬وفخخي دعخخاء ليلخخة الثنيخخن‪:‬‬
‫وعلخخوت بعرشخخك علخخى العخخالمين‪ ،‬وأعمخخرت سخخماواتك بالملئكخخة المقربيخخن‪،‬‬
‫وعلمت تسبيحك الولين والخرين‪ ،‬وانقخخادت لخخك الخخدنيا والخخخرة بأزمتهخخا )‬
‫‪ ،(2‬وحفظخخت السخخماوات والرض بمقاليخخدهما‪ ،‬وأذعنخخت لخخك بالطاعخخة ومخخن‬
‫فوقها‪ ،‬وأبت حمل المانة من شفقتها‪ ،‬وقامت بكلماتك في قرارها‪ ،‬واستقام )‬
‫‪(3‬‬
‫= ابن اذينه كوفى هرب من المهدى ومات بخالمين ولخذلك لخم يخرو عنخه كخثير‪ ،‬ويقخال‬
‫اسمه )محمد بن عمر بن اذينة( غلب عليه اسم ابيه وهو كخخوفى مخخولى عبخخد‬
‫القيس )انتهى( وعده الشيخ تارة من اصحاب الصادق واخرى من اصحاب‬
‫الكاظم عليهما السلم ويوجخخد لخخه الروايخخة عنهمخخا ول شخخبهة فخخي وثخخاقته ول‬
‫غمز لحد فيخخه‪ (1) .‬الكخخافي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ .110‬ويعنخخى بكونهخخا محدثخخة انهخخا‬
‫ليس من الصفات الذاتية التى هي عين ذات البارئ بل من الصخخفات الفعليخخة‬
‫التى تنتزع من مقام الفعل‪ ،‬وقد مر شطر من الكلم فخي المشخية والرادة‪) .‬‬
‫‪ (2‬بأزمتهما )خ(‪ (3) .‬في المخطوطة‪ :‬واستقر )*(‪.‬‬

‫]‪[173‬‬

‫البحران مكانهما‪ ،‬واختلف الليل والنهار كما أمرتهما‪ ،‬وأحصيت كل شئ منهما عددا‪،‬‬
‫وأحطت بهما علما‪ ،‬خالق الخلق ومصطفيه ومهيمنه ومنشئه وبخخارئه وذرائه‬
‫أنت كنت وحدك ل شريك لك إلها واحدا‪ ،‬وكان عرشك علخخى المخخاء مخخن قبخخل‬
‫أن تكون أرض ول سماء‪ ،‬ول شئ مما خلقت فيهما )‪ (1‬بعزتك كنخخت تخخدعى‬
‫بديعا مبتدعا كينونا كائنا مكونخخا كمخخا سخخميت نفسخخك‪ ،‬ابتخخدأت الخلخخق بعظمتخخك‬
‫ودبرت امورهم بعلمك )إلى آخخخر الخخدعاء(‪ - 122 .‬وفخخي دعخخاء ليلخخة الثلثخخاء‪:‬‬
‫يجول )‪ (2‬حول أركان عرشك النور والوقخخار مخخن قبخخل أن تخلخخق السخخماوات‬
‫والرض‪ ،‬وكان عرشك على الماء‪ ،‬وكرسيك يتوقد نورا‪ ،‬وسرادقك سرادق‬
‫النور والعظمة‪ ،‬والكليل المحيط به هكيل السلطان والعخخزة والمدحخخة‪ ،‬ل إلخخه‬
‫إل أنخخت رب العخخرش العظيخخم )إلخخى آخخخر الخخدعاء(‪ - 123 .‬وفخخي دعخخاء ليلخخة‬
‫الخميس‪ :‬خلقت خلقك فكل مشيتك أتتك بل لغوب وكان عرشخك علخى المخاء‪،‬‬
‫والظلمة على الهخخواء‪ ،‬والملئكخخة يحملخخون عرشخخك عخخرش النخخور والكرامخخة‪،‬‬
‫يسبحون بحمدك إلى قوله كنت قبل جميخخع خلقخك‪ - 124 .‬القبخال‪ :‬فخخي دعخاء‬
‫ليلخخة إحخخدى وعشخخرين مخخن شخخهر رمضخخان‪ :‬ل إلخخه إل الخخ مخخدبر المخخور‪،‬‬
‫ومصرف الدهور‪ ،‬وخالق الشياء جميعا )‪ (3‬بحكمته دالة على أزليته وقدمه‬
‫)الخخدعاء( )‪ - 125 .(4‬وفخخي وداع شخخهر رمضخان نقل مخن كتخب الخدعوات‪:‬‬
‫الحمد ل الذي ل يدرك العلماء علمه إلى قوله خلق خلقه من غيخخر أصخخل ول‬
‫مثخخال‪ ،‬بل تعخخب ول نصخخب ول تعليخخم ورفخخع السخخماوات الموطخخودات بل‬
‫أصحاب ول أعوان‪ ،‬وبسط الرض على الماء )‪ (5‬بغير‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬فيها‪ (2) .‬في المخطوطة‪ :‬يحول‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬جميعها‪(4) .‬‬
‫القبال‪ (5) .196 :‬في المصدر‪ :‬على الهواء )*(‪.‬‬

‫]‪[174‬‬
‫أركان‪ ،‬علم بغير تعليم وخلق بل مثال‪ ،‬علمخخه بخلقخخه قبخخل أن يكخخونهم كعلمخخه بهخخم بعخخد‬
‫تكوينه لهم ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬الحمخخد لخ الخخذي كخخان إذ لخخم تكخخن أرض مدحيخخة‪ ،‬ول‬
‫سماء مبنية ول جبال مرسية‪ ،‬ول شخخمس تجخخري‪ ،‬ول قمخخر يسخخري‪ ،‬ول ليخخل‬
‫يخخدجى‪ ،‬ول نهخخار يضخخحى )إلخخى آخخخر الخخدعاء( )‪ - 126 .(1‬وبإسخخناده عخخن‬
‫التلعكبري بإسناده إلى أيامن )‪ (2‬بن سلمة عن أبيخخه عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم في دعاء يوم العرفة‪ :‬أنت الكائن قبل كخل شخئ‪ ،‬والمكخون لكخل شخئ ‪-‬‬
‫إلى قوله ‪ -‬الحمد ل الذي كان عرشه على الماء‪ ،‬حين ل شخخمس تضخخيئ‪ ،‬ول‬
‫قمر يسري‪ ،‬ول بحر يجري‪ ،‬ول رياح تخخذري‪ ،‬ول سخخماء مبنيخخة‪ ،‬ول أرض‬
‫مدحية ول ليل يجن‪ ،‬ول نهار يكخخن‪ ،‬ول عيخخن تنبخخع‪ ،‬ول صخخوت يسخخمع‪ ،‬ول‬
‫جبل مرسى‪ ،‬ول سحاب منشأ‪ ،‬ول إنس مخبروء‪ ،‬ول جخن مخذروء‪ ،‬ول ملخك‬
‫كريم‪ ،‬ول شيطان رجيم‪ ،‬ول ظل ممدود‪ ،‬ول شخخئ معخخدود )‪ .(3‬وفخخي دعخخاء‬
‫آخر ليوم عرفة‪ :‬ولك الحمخخد قبخخل أن تخلخخق شخخيئا مخخن خلقخخك‪ ،‬وعلخخى بخخدء مخخا‬
‫خلقت إلى انقضاء خلقك )‪ - 128 .(4‬وفي دعاء الضخخحى بروايخخة مرسخخلة‪:‬‬
‫وأنت البديع قبل كل شئ )‪ .(5‬بيان‪) :‬ول نهار يكن( بضم الياء وكسر الكاف‬
‫أي يدعو إلى الكن لحرارة الشمس‪ ،‬في الصحاح‪ :‬كننت الشئ‪ :‬سترته وصنة‬
‫من الشمس‪ ،‬أو بفتح الكاف أي يستر بظلمة الليل‪ ،‬أو بفتح الياء وكسر الكاف‬
‫أي يستر الناس بضوئه‪ ،‬كأنه لباس لهم لحاطته بهم‪ ،‬والكنة بالكسر‪ :‬البياض‬
‫أيضا‪ ،‬أو بتخفيف النون من الوكن وهو السخخير الشخخديد‪ ،‬أو مخخن وكخخن الطخخائر‬
‫ببيضه يكنه أي حضنه‪ ،‬ول يخلو أكثرها من بعد‪.‬‬

‫)‪ (1‬القبال‪ (2) .256 :‬في المصدر )أياس بن سلمة الكوع عخخن ابيخخه( ولخخم نجخخد لخخه‬
‫ذكرا فخخي كتخخب الخختراجم )‪ (3‬القبخخال‪ (4) .271 :‬القبخخال‪ (5) .403 :‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬فانك بديع لم يكن قبلك شئ )‪.(*) (433‬‬

‫]‪[175‬‬

‫‪ - 129‬البلد الميخن مخن أدعيخة السخبوع للسخجاد عليخه السخلم‪ :‬الحمخد لخ الول قبخل‬
‫الشياء والحياء‪ - 130 .‬وعن أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬الحمد ل الذي ل‬
‫من شئ كان‪ ،‬ول من شئ كون ما كان‪ ،‬مستشهدا )‪ (1‬بحدوث الشخخياء علخخى‬
‫أزليته‪ ،‬وبفطورها على قدمته‪ ،‬كفى بإتقان الصخخنع لخخه آيخخة‪ ،‬وبحخخدوث الفطخخر‬
‫عليه قدمة‪ - 131 .‬وفي دعاء ليلخخة السخخبت‪ .‬الول الكخخائن ولخخم يكخخن شخخئ مخخن‬
‫خلقك‪ ،‬أو يعاين شئ من ملكك ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬خلقت السماوات والرض فراشا‬
‫وبناء‪ ،‬فسويت السماء منزل رضيته لجللك ووقارك وعزتك وسخخلطانك‪ ،‬ثخخم‬
‫جعلت فيها كرسيك وعرشك ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬وأنت ال الحي قبل كخخل شخخئ )‪،(2‬‬
‫والقديم قبل كل قديم‪ - 132 .‬المهج والبلد‪ :‬عن الكاظم عليه السلم كنت إذ لخم‬
‫تكن شئ‪ ،‬وكان عرشك على الماء‪ ،‬إذ ل سماء مبنية‪ ،‬ول أرض مدحيخخة‪ .‬ول‬
‫شمس تضيئ‪ ،‬ول قمر يجري ول كوكب دري‪ ،‬ول نجم يسري‪ ،‬ول سخخحابة‬
‫منشأة‪ ،‬ول دين معلومة‪ ،‬ول آخره مفهومة‪ ،‬وتبقى وحدك كما كنخخت وحخخدك‪،‬‬
‫علمخخت مخخا كخخان قبخخل أن يكخخون‪ - 133 .‬الخصخخال ومعخخانى الخبخخار‪ :‬بإسخخناده‬
‫المتصل إلى سفيان الثوري‪ ،‬عن الصادق عن آبائه عخخن علخخي عليهخخم السخخلم‬
‫قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى خلق نور محمد قبل أن يخلق السخخماوات والرض‬
‫والعرش والكرسي واللوح والقلم والجنخة والنخار‪ ،‬وقبخل أن يخلخق آدم ونوحخا‬
‫وإبراهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب وموسى وعيسى وداود وسليمان‪ ،‬وقبخخل‬
‫أن يخلق النبياء كلهم بأربعمائة ألف سخخنة وأربخخع وعشخخرين ألخخف سخخنة )إلخخى‬
‫آخر الخبر( )‪ - 134 .(3‬العلخخل للصخخدوق‪ :‬بإسخخناده إلخخى معخخاذ بخخن جبخخل‪ ،‬أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله قخخال‪ :‬إن ال خ خلقنخخي وعليخخا وفاطمخخة والحسخخن‬
‫والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬مستشهد‪ (2) .‬فخخي بعخخض النسخخخ )كخخل حخخى( وهخخو الظهخخر‪(3) .‬‬
‫معاني الخبار‪.(*) 306 .‬‬

‫]‪[176‬‬

‫آلف عام‪ ،‬قلت‪ :‬فأين كنتم يا رسول ال ؟ قال‪ :‬قدام العرش نسبح ال ونحمده ونقدسخخه‬
‫ونمجده‪ ،‬قلت‪ :‬على أي مثال ؟ قال‪ :‬أشباح نور )الخبر( )‪ - 135 .(1‬تفسخخير‬
‫فرات بن ابراهيم‪ :‬بإسناده عخخن أبخخي ذر ‪ -‬ره ‪ -‬فخخي خخخبر طويخخل فخخي وصخخف‬
‫المعراج‪ ،‬ساقه إلى أن قال‪ :‬قلت‪ :‬يا ملئكة ربي هل تعرفونا حخخق معرفتنخخا ؟‬
‫فقالوا‪ :‬يا نبي ال وكيف ل نعرفكم وأنتم أول ما خلق ال )‪ (2‬؟ خلقكم أشخخباح‬
‫نور من نوره‪ ،‬وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه‪ ،‬وعرشه على الماء قبخخل‬
‫أن تكون السماء مبينة‪ ،‬والرض مدحيخخة‪ ،‬ثخخم خلخخق السخخماوات والرض )‪(3‬‬
‫في ستة أيام ثم رفع العرش إلى السماء السابعة‪ ،‬فاستوى علخخى عرشخخه وأنتخخم‬
‫أمام عرشه تسبحون وتقدسون وتكبرون‪ ،‬ثم خلق الملئكخخة مخخن بخخدو مخخا أراد‬
‫من أنوار شتى )الخبر( )‪ - 136 .(4‬النهج‪ :‬فمن خطبة له عليه السلم يخخذكر‬
‫فيه ابتداء خلق السخخماوات )‪ (5‬والرض وخلخخق آدم عليخخه السخخلم‪ :‬الحمخخد لخ‬
‫الذي ل يبلغ مدحته القائلون‪ ،‬ول يحصي نعمه )‪ (6‬العادون‪ ،‬ول يخخؤدي حقخخه‬
‫المجتهدون‪ ،‬الذي ل يدركه بعخخد الهمخخم‪ ،‬ول ينخخاله غخخوص الفتخخن‪ ،‬الخخذي ليخخس‬
‫لصفته حد محدود‪ ،‬ول نعت موجود‪ ،‬ول وقت معدود ول أجل ممدود‪ ،‬فطخخر‬
‫الخلئق بقدرته‪ ،‬ونشر الرياح برحمته‪ ،‬ووتد بالصخخخور ميخخدان أرضخخه‪ .‬أول‬
‫الدين معرفتخخه‪ ،‬وكمخخال معرفتخخه التصخخديق بخخه‪ ،‬وكمخخال التصخخديق بخخه توحيخخده‬
‫وكمال توحيده الخلص له‪ ،‬وكمال الخلص له نفي الصفات عنه‪ ،‬لشخخهادة‬
‫كل صفة أنها غير الموصوف‪ ،‬وشهادة كل موصوف أنه غيخخر الصخخفة‪ ،‬فمخخن‬
‫وصف ال سبحانه فقد قرنه‪ ،‬ومن قرنه فقخخدثناه‪ ،‬ومخخن ثنخخاه فقخخد جخخزأه‪ ،‬ومخخن‬
‫جزأه فقد جهله‪ ،‬ومن )‪(7‬‬
‫)‪ (1‬قد مر الحديث بعينه تحت الرقم )‪ (2) .(16‬في المصدر‪ :‬أول خلق ال‪ (3) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬والرضين‪ (4) .‬تفسير فرات‪ (5) .134 :‬في المصدر‪ :‬السماء‪) .‬‬
‫‪ (6‬في المصدر‪ :‬نعماءه‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬ومن جهله فقد أشخخار إليخخه ومخخن‬
‫أشار‪...‬‬

‫]‪[177‬‬

‫أشار إليه فقد حده‪ ،‬ومن حده فقد عده‪ ،‬ومن قال )فيم ؟( فقد ضخخمنه‪ ،‬ومخخن قخخال )علخخى‬
‫م ؟( فقد أخلى منه‪ ،‬كائن ل عن حدث‪ ،‬موجود ل عن عخخدم‪ ،‬مخخع كخخل شخخئ ل‬
‫بمقارنة‪ ،‬وغير كل )‪ (1‬شخئ ل بمزايلخخة‪ ،‬فاعخل ل بمعنخى الحركخات واللخخة‪،‬‬
‫بصير إذل منظور إليه من خلقه متوحد إذ ل سكن يستأنس بخخه ول يسخختوحش‬
‫لفقده‪ ،‬أنشأ الخلق إنشاء وابتدأه ابتداء‪ ،‬بل روية أجالها‪ ،‬ول تجربة استفادها‪،‬‬
‫ول حركة أحدثها‪ ،‬ول همامة نفخخس اضخخطراب فيهخخا أحخخال الشخخياء لوقاتهخخا‬
‫ولءم بين مختلفاتها‪ ،‬وغخرز غرائزهخا وألزمهخا أشخباحها‪ ،‬عالمخا )بهخا( قبخل‬
‫ابتخخدائها‪ ،‬ومحيطخخا بحخخدودها وانتهائهخخا‪ ،‬عارفخخا بقرائنهخخا وأحنائهخخا‪ ،‬ثخخم أنشخخأ‬
‫سبحانه فتق الجواء‪ ،‬وشق الرجاء‪ ،‬وسكائك الهواء فخخأجرى )‪ (2‬فيهخخا مخخاء‬
‫متلطما تياره‪ ،‬متراكما زخاره‪ ،‬حمله على متخخن الريخخح العاصخخفة والزعخخزع‬
‫القاصفة‪ ،‬فأمرها برده‪ ،‬وسلطها علخخى شخخده‪ ،‬وقرنهخخا علخخى حخخده‪ :‬الهخخواء مخخن‬
‫تحتها فتيق‪ ،‬والماء من فوقها دفيق )‪ (3‬ثخخم أنشخخأ سخخبحانه ريحخا اعتقخخم مهبهخخا‬
‫وأدام مربها وأعصف مجريها‪ ،‬وأبعد منشأها‪ ،‬فأمرها بتصفيق الماء الزخخخار‬
‫وإثارة موج البحار فمخضته مخض السقاء‪ ،‬وعصفت به عصخخفها بالفضخخاء‪،‬‬
‫ترد أوله على آخخخره‪ ،‬وسخخاجيه علخخى مخخائره حخختى عخب عبخابه ورمخخى بالزبخخد‬
‫ركامه‪ ،‬فرفعه في هواء منفتق‪ ،‬وجو منفهق فسوى منه سخخبع سخخماوات جعخخل‬
‫سفلهن موجا مكفوفا‪ ،‬وعليخخاهن سخخقفا محفوظخخا وسخمكا مرفوعخخا بغيخر عمخد‬
‫يخخدعمها‪ ،‬ول دسخخار ينتظمهخخا‪ ،‬ثخخم زينهخخا بزينخخة الكخخواكب‪ ،‬وضخخياء الثخخواقب‬
‫فأجرى فيها سراجا مستطيرا‪ ،‬وقمخخرا منيخخرا‪ ،‬فخخي فلخخك دائر‪ ،‬وسخخقف سخخائر‪،‬‬
‫ورقيم مائر‪ ،‬ثم فتق ما بين السماوات العلخى‪ ،‬فملهخن أطخوارا مخن ملئكتخه‪،‬‬
‫منهخخم سخخجود ل يركعخخون‪ ،‬وركخخوع ل ينتصخخبون‪ ،‬وصخخافون ل يخختزايلون‪،‬‬
‫ومسخبحون ل يسخأمون ل يغشخاهم نخون العيخون )‪ ،(4‬ول سخهو العقخول‪ ،‬ول‬
‫فترة البدان‪ ،‬ول غفلة النسيان‬

‫)‪ (1‬وبائن عن كل شئ )خ(‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬فأجخخاز‪ (3) .‬كخخذا فخخي المصخخدر وهخخو‬
‫الحصيح ظاهرا‪ :‬وفي المخطوطخخة )رقيخخق( وفخخي اخخخرى )دقيخخق(‪ (4) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬العين )*(‪.‬‬

‫]‪[178‬‬
‫ومنهم امناء على وحيه‪ ،‬وألسنة إلى رسله‪ ،‬ومختلفون بقضائه وأمره‪ ،‬ومنهخخم الحفظخخة‬
‫لعباده‪ ،‬والسدنة لبواب جنانه‪ ،‬ومنهم الثابتة في الرضين السفلى أقدامهم‪ ،‬و‬
‫المارقة من السماء العليا أعناقهم‪ ،‬والخارجة من القطار أركانهم‪ ،‬والمناسبة‬
‫لقخخوائم العخخرش أكتخخافهم )‪ ،(1‬ناكسخخة دونهخخم )‪ (2‬أبصخخارهم‪ ،‬متلفعخخون تحتخخه‬
‫بأجنحتهم مضروبة بينهم وبين من دونهخخم حجخخب العخخزة‪ ،‬وأسخختار القخخدرة‪ ،‬ل‬
‫يتوهمخخون ربهخخم بالتصخخوير‪ ،‬ول يجخخرون عليخخه صخخفات المصخخنوعين‪ ،‬ول‬
‫يحخخدونه بالمخخاكن ول يشخخيرون إليخخه بالنظخخائر )‪ .(3‬مطخخالب السخخؤول‪ :‬لبخخن‬
‫طلحة مثله بأدنى تغيير‪ .‬ايضاح‪ :‬قد مضى شرح أكثر فقرات هذه الخطبة في‬
‫كتاب التوحيد‪ ،‬ونشير هنا إلى بعض ما يناسب المقام‪ .‬المدحة بالكسر‪ :‬الحالة‬
‫الخختي تكخخون المخخادح عليهخخا فخخي مخخدحه‪ ،‬والضخخافة للختصخخاص الخخخاص أي‬
‫المدحة اللئقة بعزة جلله‪ ،‬ولعل المراد عجخخز جميخخع القخخائلين وإن اجتمعخخوا‪.‬‬
‫والجتهاد‪ :‬السعي البليغ في العبادة‪ ،‬و ظاهر قوله )ول وقت معدود ول أجل‬
‫ممدود( نفي الزمان مطلقا عنه تعالى كالمكان ويمكن حملهمخخا علخخى الزمنخخة‬
‫المعدودة المتناهية‪ ،‬ولعل الول للماضي والثاني للمسخختقبل والفطخخر‪ :‬البتخخداء‬
‫والختراع‪ ،‬وأصله الشق‪ ،‬ونشر الرياح‪ :‬بسطها‪ ،‬وكخخل مخخا جخخاء فخخي القخخرآن‬
‫بلفظ الرياح فهو للرحمة وما ورد في العذاب فهو بلفظ المفرد‪ ،‬ولعلخخه إشخخارة‬
‫إلى قلة العذاب وسعة الرحمة‪ ،‬ويمكن أن يراد بالرحمة هذا المطر‪ ،‬كما قخخال‬
‫سبحانه )وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يخخدي رحمتخخه )‪ ((4‬وقخخرئ بالبخخاء‬
‫والنون‪ ،‬وقيخخل‪ :‬زعمخخت العخخرب أن السخخحاب ل تلقخخح إل مخخن ريخخاح مختلفخخة‪،‬‬
‫فيمكن أن يكون المراد بالنشر ذلك‪ ،‬وقال الفخخراء‪ :‬النشخخر مخخن الريخخاح الطيبخخة‬
‫اللينة التي تنشئ السحاب‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬اكنافهم‪ (2) .‬في بعخخض النسخخخ )دونخخه( وهخخو الظخخاهر‪ (3) .‬نهخخج‬
‫البلغة‪ :‬ج ‪ (4) .14 20 ،1‬العراف‪.(*) 56 :‬‬

‫]‪[179‬‬

‫والتعميم أولى لن رياح الرحمخخة كخخثيرة منهخخا اللواقخخح‪ ،‬ومهيجخخة السخخحب المخخاطرة‪ ،‬و‬
‫الحابسة لها بيخخن السخخماء والرض‪ ،‬والعاصخخرة لهخخا حخختى تمطخخر‪ ،‬والمجريخخة‬
‫للجواري في البحار وغيرها‪ .‬ووتخخد الشخخئ‪ :‬بخخالتخفيف )‪ (1‬أي جعلخخه محكمخخا‬
‫مثبتخخا بالوتخخد‪ ،‬و الصخخخور‪ :‬جمخخع الصخخخرة‪ ،‬وهخخي الحجخخر العظيخخم الصخخلب‪،‬‬
‫والميدان بالتحريخخك‪ :‬التحخخرك والضخخطراب‪ ،‬وقخخد مخخر تحقيخخق ذلخخك وسخخيأتي‬
‫بعضه‪) .‬وكمال الخلص له نفي الصفات عنه( لعل مناسبة الخلص لنفخخي‬
‫الصفات أن الخلص في العبادة بالنظر إلى عامة الخلق هخخو أن ل يقصخخدوا‬
‫في عبادتهم غيره تعالى من المخلوقين‪ ،‬وبالنظر إلى الخواص أن يعرفوا ال‬
‫بحسخب وسخعهم وطخاقتهم بالوحدانيخة ثخم يعبخدونه )‪ ،(2‬فمخن عبخد الخ وحخده‬
‫بزعمه وزعم أن له صفات زائدة فلم يعبد إلها واحدا بل آلهخخة كخخثيرة‪ ،‬بخخل لخخم‬
‫يعبد ال أصل كما مر في الخبر )من عبد السم دون المعنى فقخخد كفخر‪ ،‬ومخن‬
‫عبد السم والمعنى فقد أشرك‪ ،‬ومن عبدالمعنى بإيقاع السماء عليخه بصخفاته‬
‫التي وصف بها نفسه فعقد عليه قلبه ونطق به لسانه في سخخر أمخخره وعلنيتخخه‬
‫فاولئك أصحاب أمير المؤمنين حقا( وقال ابن ميثم‪ :‬المراد بالمعرفة المعرفخخة‬
‫التامة التي هي غاية العارف في مراتب السلوك‪ ،‬وأوليتها فخخي العقخخل لكونهخخا‬
‫علة غائية‪ ،‬وبين الترتيب بأن المعرفة تزاد بالعبارة وتلقي الوامخخر بخخالقبول‪،‬‬
‫فيستعد السالك أول بسببها للتصديق بوجوده يقينا‪ ،‬ثم لتوحيخده‪ ،‬ثخم للخلص‬
‫له‪ ،‬ثم لنفي ما عداه عنه‪ ،‬فيغرق في تيار بحار العظمة‪ ،‬وكل مرتبة كمال لما‬
‫قبلها إلى أن تتم المعرفة المطلوبة له بحسب ما في وسخخعه‪ ،‬وبكمخخال المعرفخخة‬
‫يتم الدين وينتهي السفر إلى ال تعالى‪ .‬وما ذكرنا أنسب كمخخا ل يخفخخى‪ .‬كخخائن‬
‫ل عن حدث موجود ل عن عدم( ظاهره الختصاص به سبحانه وحدوث مخخا‬
‫سواه‪ ،‬وكخذا قخوله عليخخه السخخلم )متوحخخد إذ ل سخخكن يسختأنس بخه( يخخدل علخخى‬
‫حدوث العخخالم‪ ،‬والنشخخاء‪ :‬الخلخخق‪ ،‬والفخخرق بينخخه وبيخخن البتخخداء بخخأن النشخخاء‬
‫كالخلق أعم‬

‫)‪ (1‬والتشديد‪ (2) .‬في بعض النسخ‪ :‬ثم يعبدوه )*(‪.‬‬

‫]‪[180‬‬

‫من البتداء‪ ،‬قال تعالى )خلق النسان من صلصخخال )‪ ((1‬والبتخخداء‪ :‬الخلخق مخن غيخخر‬
‫سبق مادة ومثال‪ ،‬وإن لم يفهم هذا الفرق من اللغخخة لحسخخن التقابخخل حينئذ وإن‬
‫أمكخخخن التأكيخخخد‪ .‬وهمامخخخة النفخخخس‪ :‬اهتمامهخخخا بخخخالمور وقصخخخدها إليهخخخا‪،‬‬
‫والضطراب‪ :‬الحركة‪ ،‬والحركة في الهمامة‪ :‬النتقال مخخن رأي إلخخى رأي أو‬
‫من قصد أمر إلى قصد أمر آخر بحصخخول صخخورة‪ ،‬وفخي بعخخض النسخخ )ول‬
‫همة نفس( بالكسر‪) .‬أحال الشياء لوقاتها( في أكخخثر النسخخخ بالحخخاء المهملخخة‬
‫إما من الحالة بمعنى التحويل أي نقل كلمنها إلى وقتها‪ ،‬فخخاللم بمعنخخى إلخخى‬
‫والتعليل كما قيل بعيد‪ ،‬وإما من قولهم )حال في متن فرسه( أي وثب‪ ،‬فعخخدي‬
‫بالهمزة أي أقر الشياء في أوقاتها كمن أحال غيره على فرسه كمخخا قيخخل ول‬
‫يخفخخى بعخخده‪ ،‬ولعلخخه بمعنخخى الحوالخخة المعروفخخة أظهخخر‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ‬
‫الصحيحة بالجيم كأنه سبحان حرك الشياء ورددهخخا فخخي العخخدم حخختى حضخخر‬
‫وقتها‪ ،‬وفي الحتجاج )أجل( بالجيم المشددة أي أخر‪) ،‬ولءم بين مختلفاتها(‬
‫أي جعلها ملتئمة مؤتلفة كما ألف بيخخن العناصخخر المتخالفخخة فخخي الطبخخاع وبيخخن‬
‫النفخخوس والبخخدان‪) .‬وغخخرز غرائزهخخا وألزمهخخا أسخخناخها( الغريخخزة‪ :‬الخلخخق‬
‫والطبيعة‪ ،‬والسنخ بكسر السين وسخخكون النخخون‪ :‬الصخخل وفخخي بعخخض النسخخخ‬
‫)أشباحها( جمع الشبح محركة أي أشخاصخخها‪ ،‬وتغريخخز الغخخرائز‪ :‬إيجادهخخا أو‬
‫تخصيص كل بغريزة خاصة لها )‪ (2‬أو من تغريز العود فخخي الرض ليثمخخر‬
‫على ما قيل‪ ،‬والضمير المنصوب في )ألزمها( راجع إلى الشياء كالسوابق‪،‬‬
‫والمعنى )‪ :(3‬جعلها بحيث ل يفارقهخا اصخخولها‪ ،‬أو جعخخل الشخخاص لزمخة‬
‫للكليات على النسخة الخيرة‪ ،‬أو راجع إلى الغرائز أي جعل كل ذي غريخخزة‬
‫أو كخخل شخخخص بحيخخث ل تفخخارقه غريزتخخه غالبخخا أو مطلقخخا‪) .‬عالمخخا بهخخا قبخخل‬
‫ابتدائها( العامل في )عالما( وما بعدها إما )ألزم( أو الفعال‬

‫)‪ (1‬الرحمن‪ (2) .14 :‬في بعض النسخ‪ :‬بها‪ (3) .‬في بعض النسخ‪ :‬فالمعنى )*(‪.‬‬

‫]‪[181‬‬

‫الثلثة الخيرة على الترتيب أو الربعة‪ ،‬أو العامخخل فخخي الجميخخع قخخوله )أنشخخأ وابتخخدء(‬
‫بقرينة قوله )قبل ابتدائها(‪) .‬محيطا بحدودها وانتهائها( لعخخل المخخراد بالحخخدود‬
‫الطراف والتشخصخخات )‪ (1‬أو الحخخدود الذهنيخخة‪ ،‬وبالنتهخخاء النتهخخاء اللزم‬
‫للمحدود )‪ (2‬أو انقطاع الوجود‪) .‬عارفا بقرائنها( أي ما يقترن بها على وجه‬
‫التركيب أو المجاورة أو العروض وأحنائها‪ :‬هخخي جمخخع )حنخخو( أي الجخخانب‪،‬‬
‫وأحناء الخخوادي‪ :‬معخخاطفه‪ ،‬ويخخدل علخخى جخخواز إطلق العخخارف عليخخه سخخبحانه‬
‫ومنعه بعضهم‪) .‬ثم أنشأ سبحانه فتق الجواء وشق الرجاء وسكائك الهواء(‬
‫الفتق بالفتح‪ :‬الشق‪ ،‬والجو‪ :‬ما بين السماء والرض وقيخخل‪ :‬الفضخخاء الواسخخع‪،‬‬
‫والرجخخاء‪ :‬جمخخع )الرجخخا( مقصخخورا‪ ،‬وهخخي الناحيخخة‪ ،‬والسخخكاك والسخخكاكة‬
‫بضخخمهما‪ :‬الهخخواء الملقخخي عنخخان السخخماء )‪ (3‬وقخخال فخخي النهايخخة‪ :‬السخخكاك‬
‫والسكاكة‪ :‬الجخخو‪ ،‬وهخخو مخخا بيخخن السخخماء والرض‪ ،‬ومنخخه حخخديث علخخي عليخخه‬
‫السخخلم )شخخق الرجخخاء وسخخكائك الهخخواء(‪ .‬وسخخكائك جمخخع )سخخكاكة( كذؤابخخة‬
‫وذوائب‪ ،‬والهواء بالمد‪ :‬ما بيخخن السخخماء والرض‪ ،‬ويقخخال‪ :‬كخخل خخخال هخخواء‪،‬‬
‫ومنه قوله تعالى )وأفئدتهم هواء )‪ ((4‬وكلمة )ثم( هنخخا إمخخا للخخترتيب الخخذكري‬
‫والتدرج في الكلم يكون لوجخخوه منهخخا النتقخخال مخخن الجمخخال إلخخى التفصخخيل‪،‬‬
‫ومنها الهتمام بتقديم المؤخر أو المقارن لخخوجه آخخخر‪ ،‬ويسخختعمل الفخخاء أيضخخا‬
‫كذلك كما مر مرارا‪ ،‬وإما بمعنى الخخواو المفيخخدة لمطلخخق الجمخخع كمخا قيخخل فخخي‬
‫قخخوله تعخخالى )ثخخم اهتخخدى )‪ ((5‬وعلخخى التقخخديرين ل ينخخافي كخخون المخخاء أول‬
‫المخلوقات كما سخخيأتي‪ ،‬والمخخراد بفتخخق الجخخواء إيجخخاد الجسخخام فخخي المكنخخة‬
‫الخالية بناء على وجود المكان بمعنى البعد وجواز الخلء‪ ،‬أو المراد‬

‫)‪ (1‬فخخي بعخخض النسخخخ‪ :‬أو التشخصخخات‪ (2) .‬فخخي بعخخض النسخخخ‪ :‬للحخخدود‪ (3) .‬عنخخان‬
‫السماء بالفتح‪ :‬ما ارتفع منها أو ما بدا للناظر‪ (4) .‬ابراهيم‪ (5) .43 :‬طخخه‪:‬‬
‫‪.(*) 82‬‬

‫]‪[182‬‬
‫بالجو البعد الموهوم‪ ،‬أو أحد العناصر بناء على تقدم خلق الهواء كما هو الظخاهر ممخا‬
‫سنورده من تفسير علي بخخن إبراهيخخم‪ ،‬وهخخذا الكلم ل تصخخريح فيخخه بالصخخادر‬
‫الول وسيأتي الكلم فيه انشاء ال‪ .‬وقخخوله )وشخخق الرجخخاء( كالتفسخخير لفتخخق‬
‫الجواء أو المراد بالرجاء المكنخخة والفضخخية‪ ،‬وبخخالجواء عنصخر الهخخواء‪،‬‬
‫وقوله )وسكائك الهواء( بالنصب كما في كثير من النسخ معطوف على )فتق‬
‫الجواء( أي أنشأ سبحانه سكائك الهواء‪ ،‬والجر كما في بعض النسخخخ أظهخخر‬
‫عطفا على الجواء أي أنشأ فتق سكائك الهواء‪ .‬قال ابن ميثخخم‪ :‬فخخإن قلخخت‪ :‬إن‬
‫الجواء والرجخخاء وسخخكائك الهخخواء امخخور عدميخخة فكيخخف تصخخح نسخخبتها إلخخى‬
‫النشخخاء عخخن القخخدره ؟ قلخخت‪ :‬إن هخخذه الشخخياء عبخخارة عخخن الخل والحيخخاز‪،‬‬
‫والخلف فخخي أن الخل والحيخخز والمكخخان هخخل هخخي امخخور وجوديخخة أو عدميخخة‬
‫مشهور‪ ،‬فإن كانت وجودية كانت نسبتها إلى القخخدرة ظخخاهرة‪ ،‬ويكخخون معنخخى‬
‫فتقهخخا وشخقها شخق العخخدم عنهخخا‪ ،‬وإن كخانت عدميخخة كخان معنخخى فتقهخخا وشخقها‬
‫ونسبتها إلى القدرة تقديرها وجعلهخخا أحيخخازا للمخخاء ومقخخرا لهخخا لنخخه لمخخا كخخان‬
‫تميزها عن مطلق الهواء والخلء بإيجاد ال فيهخخا المخخاء صخخار تعينهخخا بسخخبب‬
‫قدرته تعالى فتصح نسبتها إلى إنشائه‪ ،‬فكخان سخخبحانه شخخقها وفتقهخخا بحصخخول‬
‫الجسم فيها‪ .‬وروي أن زرارة وهشاما اختلفخخا فخخي الهخخواء أهخخو مخلخخوق أم ل‪،‬‬
‫فرفع بعض موالي جعفر بن محمد عليهمخخا السخخلم إليخخه ذلخخك‪ ،‬فقخخال لخخه‪ :‬إنخخي‬
‫متحير وأرى أصخخحابنا يختلفخخون فيخخه‪ .‬فقخخال عليخخه السخخلم‪ :‬ليخخس هخخذا بخلف‬
‫يؤدي إلى الكفر والضلل‪ :‬واعلم أنه عليه السلم إنما أعرض عن بيان ذلخخك‬
‫لن أولياء ال الموكلين بإيضاح سبله وتثبيت خلقه على صراطه المسخختقيم ل‬
‫يلتفتون بالذات إل إلى أحد أمرين‪ :‬احدهما ما يخخؤدي إلخخى الهخخدى إداء ظخخاهرا‬
‫واضحا والثانى ما يصرف عن الضلل ويرد إلخخى سخخواء السخخبيل‪ .‬وبيخخان أن‬
‫الهواء مخلوق أو غير مخلوق ل يفيد كثير فخخائدة فخخي أمخخر المعخخاد‪ ،‬فل يكخخون‬
‫الجهل به مما يضر في ذلك‪ ،‬فكان تركه )‪ (1‬والشتغال بما هو أهم منه أولى‬
‫)‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬ترك بيانه )خ(‪ (2) .‬انتهى كلم ابن ميثم رحمه ال‪.‬‬

‫]‪[183‬‬

‫)فأجرى فيها ماء متلطما تياره متراكما زخخخاره( اللطخخم فخخي الصخخل‪ :‬الضخخرب علخخى‬
‫الوجه بباطن الراحة‪ ،‬وتلطمت المواج‪ :‬ضرب بعضها بعضا كخخأنه يلطمخخه‬
‫والتيار‪ :‬موج البحر ولجته‪ ،‬وتراكم الشئ‪ :‬اجتمع‪ ،‬وزخر البحخخر‪ :‬مخخد و كخخثر‬
‫ماؤه وارتفعخخت أمخخواجه‪ ،‬أي إنخخه سخخبحانه خلخخق المخخاء المتلطخخم الزخخخار فخخي‬
‫المواج وخله وطبعه أول‪ ،‬فجرى في الهواء‪ ،‬ثم أمر الريح برده وشده كمخخا‬
‫يدل عليه قوله عليه السلم بعد ذلك )حتى تظهخخر قخخدرته(‪) .‬حملخخه علخخى متخخن‬
‫الريح العاصفة والزعزع القاصفة( المتن من كل شئ‪ :‬ما ظهر منخخه‪ ،‬والمتخخن‬
‫مخخن الرض‪ :‬مخخا ارتفخخع منخخه وصخخلب‪ ،‬وعصخخفت الريخخح‪ :‬اشخختد هبوبهخخا‬
‫والزعزعة‪ :‬تحريك الشئ ليقلعه ويزيله‪ ،‬وريح زعزع وزعازع أي يزعخخزع‬
‫الشياء‪ ،‬وقصفه ‪ -‬كضخخربه ‪ -‬قصخخفا‪ :‬كسخخره‪ ،‬وقصخخف الرعخخد وغيخخره‪ :‬اشخختد‬
‫صوته أي جعل الريح حال قصفها )‪ (1‬حاملة له‪ ،‬فكان متحركا بحركتها‪ ،‬أو‬
‫جعل الريخخح الخختي مخخن شخأنها العصخخف والقصخف‪ .‬وهخخذه الريخخح غيخخر الهخخواء‬
‫المذكور أول كما سيأتي في قول الصخادق عليخه السخلم فخي جخواب الزنخديق‬
‫)الريح على الهواء والهواء تمسكه القدرة( فيمكن أن تكون مقدمة فخخي الخلخخق‬
‫عليه أو متأخرة عنه أو مقارنة له‪ ،‬ويمكن أن يكون المراد بها ما تحرك منخخه‬
‫كما هو المشهور )‪) .(2‬فأمرها برده وسلطها على شده وقرنها إلى حخخده( أي‬
‫أمر الريح أن تحفظ الماء وترده بالمنع عن الجري الذي سبقت الشخخارة إليخخه‬
‫بقوله )فأجرى فيها ماء( فكان قبل الرد قد خلي وطبعه أي عن الجخخري الخخذي‬
‫يقتضيه طبعه‪ ،‬وقواها على ضخخبطه كالشخخئ المشخخدود‪ ،‬وجعلهخخا مقرونخخة إلخخى‬
‫انتهائه محيطة به‪ .‬ولعل المراد بالمر هنا المر التكويني كما في قخخوله )كخخن‬
‫فيكون )‪ ((3‬وقوله )كونوا قردة )‪((4‬‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬عصفها‪ (2) .‬وحينئذ فالمراد بكونها على الهواء عروضخخها لخخه‪.‬‬
‫)‪ (3‬يس‪ (4) .81 :‬البقرة‪.(*) 65 :‬‬

‫]‪[184‬‬

‫قال الكيدري‪ :‬قوله )فأمرها( مجازا لن الحكيم ل يأمر الجماد به‪) .‬الهخواء مخخن تحتهخا‬
‫فتيق والماء مخخن فوقهخخا دفيخخق( أي الهخخواء الخخذي هخخو محخخل الريخخح مفتخخوق أي‬
‫مفتوح منبسط مخخن تحخخت الريخخح الحاملخخة للمخخاء‪ ،‬والمخخاء دفيخخق مخخن فوقهخخا أي‬
‫)مصخخبوب( منخخدفق‪ ،‬والغخرض أنخه سخخبحانه بقخدرته ضخخبط المخخاء المصخخبوب‬
‫بالريح الحاملة له كما ضبط الريح بالهواء المنبسط وهو موضع العجخخب )ثخخم‬
‫أنشأ سبحانه ريحا اعتقم مهبها وأدام مربها( الظخاهر أن هخذه الريخح غيخر مخا‬
‫جعلها ال محل للمخخاء بخخل هخخي مخلوقخخة مخخن المخخاء كمخخا سخخيأتي فخخي الروايخخة‪،‬‬
‫والعتقام‪ :‬أن تحفر البئر فإذا قربت من الماء احتفرت بئرا صخخغيرا بقخخدر مخخا‬
‫تجد طعم المخخاء‪ ،‬فخإن كخخان عخخذبا حفخخرت بقيتهخخا ويكخخون اعتقخخم بمعنخخى صخخار‬
‫عقيما‪ ،‬ومنه الريح العقيم‪ ،‬وفي العين‪ :‬العتقام الدخول في المر‪ ،‬وقخخال ابخخن‬
‫ميثم تبعا للكيدري‪ :‬العتقام الشد والعقد‪ ،‬ولم نجده في كتخخب اللغخخة‪ .‬والمهخخب‪:‬‬
‫مصدر بمعنى الهبوب‪ ،‬أو اسخخم مكخخان‪ ،‬و علخخى الول فخخي السخخناد توسخخع‪ ،‬و‬
‫)رب( يأتي بمعنى جمع وزاد ولزم وأقام‪ ،‬قيل‪ :‬المعنى أن ال تعخخالى أرسخخلها‬
‫بمقدار مخصوص تقتضيه الحكمة ولم يرسلها مطلقا بخخل جعخخل مهبهخخا ضخخيقا‬
‫كما يحتفر البئر الصغير في الكبير‪ ،‬وقيل‪ :‬المعنى جعلها عقيمة ل تلقح وهذا‬
‫إنما يصح لو كان العتقام بهذا المعنى متعديا‪ ،‬أو كخخان مهبهخخا مرفوعخخا وفخخي‬
‫النسخ منصوب‪ ،‬وقيل‪ :‬وروي )أعقم( فيصح‪ ،‬ويحتمل أن يكخخون بمعنخخى شخخد‬
‫مهبها وعقده على ما تقتضخخيه الحكمخخة والمصخخلحة‪ ،‬وقيخخل‪ :‬علخخى تقخخدير كخخون‬
‫اعتقم بالتاء المراد أنه أخلى مهبها من العوائق وأنه أرسلها بحيخخث ل يعخخرف‬
‫مهبها من مربها‪ .‬وهو كما ترى‪ ،‬و معنى إدامة مربها جعلها ملزمة لتحريك‬
‫المخخاء وإدامخخة هبوبهخخا‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ )مخخدبها( بالخخدال أي جريهخخا‪ .‬و‬
‫)أعصف مجراها( أي جريانها‪ ،‬أو اسند إلى المحل مجخازا‪) .‬وأبعخخد منشخخاها(‬
‫أي أنشاها من مبدء بعيد‪ ،‬ولعله أدخل في شدتها و )المنشا( في بعخض النسخخ‬
‫بالهمزة على الصل وفي بعضها باللف للزدواج‪) .‬فأمرها بتصخخفيق المخخاء‬
‫الزخار( الصفق‪ :‬الضرب الذي يسمع له صوت‪ ،‬والتصفيق أيضا كذلك لكخخن‬
‫مع شدة‪ ،‬وإثارة‬

‫]‪[185‬‬

‫موج البحر أي تهييجه‪) .‬فمخضته مخض السقاء( المخض‪ :‬تحريخخك السخخقاء الخخذي فيخخه‬
‫اللبن ليخرج زبده‪ ،‬عصفها بالفضاء أي عصفا شخخديدا لن العصخخف بالفضخخاء‬
‫يكون أشد لعدم المخخانع‪ ،‬والسخاجي‪ :‬السخاكن‪ ،‬والمخائر‪ :‬المتحخخرك‪ ،‬يقخخال‪ :‬مخار‬
‫الشي‪ ،‬مورا أي تحرك‪ ،‬وجخخاء‪ ،‬وذهخخب‪ ،‬وبخخه فسخخر قخخوله تعخخالى )يخخوم تمخخور‬
‫السماء مورا )‪ ((1‬وقال الضحاك‪ :‬أي تموج موجا‪ .‬والعبخخاب بالضخخم‪ :‬معظخخم‬
‫المخخاء وكخخثرته و ارتفخخاعه‪ ،‬وعخخب عبخخابه أي ارتفخخع‪ ،‬وعخخب النبخخت إذا طخخال‪.‬‬
‫وركام الماء بالضم‪ :‬ما تراكم منه واجتمخخع بعضخخه فخخوق بعخخض‪) .‬فرفعخخه فخخي‬
‫هواء منفتق( أي رفع ال ذلك الزبد بأن جعل بعضه دخانا فخخي هخخواء مفتخخوق‬
‫مفتخخوح بخلخخق مخخا خلخخق سخخابقا‪ ،‬أو برفخخع ذلخخك الخخدخان )وفخخي جخخو منفهخخق(‬
‫والنفهاق‪ :‬التسخاع والنفتخخاح‪ .‬قخال ابخخن ميثخخم‪ :‬إن القخرآن الكريخخم نطخخق بخخأن‬
‫السماء تكونت من الدخان‪ ،‬وكلمه عليه السلم ناطق بأنها تكونت من الزبد‪،‬‬
‫وما ورد في الخبر أن ذلك الزبد هو الخخذي تكخخونت منخخه الرض‪ ،‬فل بخخد مخخن‬
‫بيان وجه الجمع بين هذه الشخخارات‪ ،‬فنقخخول‪ :‬وجخخه الجمخخع بيخخن كلمخخه عليخخه‬
‫السلم وبين لفظ القرآن الكريم ما ذكره الباقر عليه السلم وهو قوله )فخخخرج‬
‫من ذلك الموج والزبخخد دخخخان سخخاطع مخخن وسخخطه مخخن غيخخر نخخار( فخلخخق منخخه‬
‫السماء‪ ،‬ول شك أن القرآن الكريم ل يريد بلفظ الدخان حقيقته‪ ،‬لن ذلك إنمخخا‬
‫يكون عن النار‪ ،‬واتفق المفسرون على أن هذا الدخان لم يكن عن نار بل عن‬
‫تنفس الماء وتبخيخخره بسخخبب تمخخوجه‪ ،‬فهخخو إذا اسخختعارة للبخخخار الصخخاعد مخخن‬
‫الماء‪ ،‬وإذا كخخان كخخذلك فنقخخول‪ :‬إن كلمخخه عليخخه السخخلم مطخخابق للفخخظ القخخرآن‬
‫الكريم‪ ،‬وذلك أن الزبد بخار يتصاعد على وجه الماء عن حرارة حركتخخه إل‬
‫أنه ما دامت الكثافة غالبة عليه وهخخو بخخاق علخخى وجخخه المخخاء لخخم ينفصخخل فخخإنه‬
‫يخص باسم الزبد وما لطخخف وغلخخب عليخخه الجخخزاء الهوائيخخة فانفصخخل خخص‬
‫باسم البخار وإذا كان الزبد بخخخارا والبخخخار هخخو المخخراد بالخخدخان فخخي القخخرآن‬
‫الكريم كان مقصده‬
‫)‪ (1‬الطور‪.(*) 9 :‬‬

‫]‪[186‬‬

‫ومقصد القرآن واحخدا‪ ،‬فكخخان البخخار المنفصخخل هخو الخذي تكخخونت عنخه الرض وهخخو‬
‫الزبد‪ ،‬وأما وجه المشابهة بين الدخان والبخار الخخذي صخخحت لجلخخه اسخختعارة‬
‫لفظخخه لخخه فهخخو أمخخران‪ :‬أحخخدهما حسخخي وهخخو الصخخورة المشخخاهدة مخخن الخخدخان‬
‫والبخار حتى ل يكاد يفرق بينهما في الحس البصري‪ ،‬والثاني معنخخوي وهخخو‬
‫كون البخار أجزاء مائية خالطت الهواء بسبب لطافتهخخا عخخن حخخرارة الحركخخة‬
‫كما أن الدخان كذلك ولكن عن حرارة النار‪ ،‬فإن الدخان أيضخخا أجخخزاء مائيخخة‬
‫انفصلت عن جرم المحخخترق بسخخبب لطافتهخخا عخخن حخخر النخخار فكخخان الختلف‬
‫بينهمخخا ليخخس إل بالسخخبب‪ ،‬فلخخذك صخخح اسخختعارة اسخخم أحخخدهما للخخخر )وبخخال‬
‫التوفيق )‪) .((1‬جعل سفلهن موجا مكفوفخا وعليخخاهن سخخقفا محفوظخخا وسخمكا‬
‫مرفوعا( الكف‪ :‬المنع‪ ،‬والسقف‪ :‬معروف‪ ،‬وقال الجخخوهري وغيخخره‪ :‬السخخقف‬
‫اسم للسماء‪ .‬والمعروف ههنها أنسب‪ ،‬وسمك البيت‪ :‬سقفه‪ ،‬وسمك ال السماء‬
‫سخخمكا‪ :‬رفعهخخا‪ ،‬والمسخخموكات‪ :‬السخخماوات أي جعخخل السخخماء السخخفلى موجخخا‬
‫ممنوعا من السلن إما بإمساكه بقدرته أو بأن خلق تحته وحوله جسما جامدا‬
‫يمنعه عن النتشار والسيلن‪ ،‬أو بأن أجمدها بعد ما كانت سيالة‪ .‬وظاهر هذا‬
‫الكلم وغيره من الخبار اختصخخاص الحكخخم بالسخخماء الخخدنيا‪ ،‬قخخال الكيخخدري‪،‬‬
‫رحمه ال‪ :‬شبه السماء الدنيا بالموج لصفائها وارتفاعهخخا‪ ،‬أو أراد أنهخخا كخخانت‬
‫في الول موجا ثم عقدها‪ ،‬والمكفوف‪ :‬الممنوع من السقوط‪ .‬وقال ابخخن ميثخخم‪:‬‬
‫شخخبهها بخخالموج فخخي الرتفخخاع واللخخون الموهخخوم‪ ،‬وقيخخل‪ :‬شخخبهت بخخه لرتعخخاد‬
‫الكواكب حسا‪ :‬ولعل المراد بحفظ العليا إمساكها عن النقص والهدم والسقوط‬
‫والخرق إل بأمره سبحانه وقال أكثر الشخخارحبن‪ :‬أي عخخن الشخخياطين وهخخو ل‬
‫يناسخخب العليخا بخل السخخفلى‪ ،‬ويناسخخب أن يكخخون المخخراد بقخوله تعخالى )وجعلنخخا‬
‫السماء سقفا محفوظا )‪ ((2‬السماء العليا‪ ،‬ويخطر بالبال وجخخه آخخخر‪ ،‬وهخخو أن‬
‫يكون المراد أنه تعالى جعخخل الجهخخة السخخفلى مخخن كخخل مخخن السخخماوات مواجخخة‬
‫متحركة واقعا‬

‫)‪ (1‬انتهى كلم ابن ميثم رحمه ال‪ (2) .‬النبياء‪.(*) 32 :‬‬

‫]‪[187‬‬

‫أو فخخي النظخخر‪ ،‬والجهخخة العليخخا منهخخا سخخقفا محفوظخخا نسخختقر عليخخه الملئكخخة ول يمكخخن‬
‫للشخخياطين خرقهخخا‪ ،‬فيكخخون ضخخمير زينهخخا وسخخائر الضخخمائر راجعخخة إلخخى‬
‫المجموع‪ ،‬فيناسب الية المتقدمة وهو قوله سبحانه )وحفظا مخخن كخخل شخخيطان‬
‫مارد )‪ ((1‬وقد يمر بالخاطر وجه آخر يناسخخب قواعخخد الهيئة وهخخو أنخخه عليخخه‬
‫السلم شبه السماء الدنيا بالموج المكفوف لكون الحركة الخاصة للقمر أسرع‬
‫من جميع الكواكب‪ ،‬فكأنه دائما في الموج ومع ذلك ل تسقط‪ ،‬ووصف العليخخا‬
‫بالمحفوظيخخة لنخخه أبطأهخخا بالحركخخة الخاصخخة فكأنهخخا محفوظخخة ثابتخخة‪ ،‬وعلخخى‬
‫الطريقة السابقة يمكن أن يكون المراد بالسفلى من كل منها خوارج مراكزها‬
‫وتداويرها‪ ،‬وبالعليا منها متمثلتها‪ ،‬فالول مواجة لسرعة حركتهخخا والبخخواقي‬
‫محفوظة لبطؤها‪ ،‬لكن هذان الوجهان بعيدان عن لسان الشرع ومقاصد أهله‪،‬‬
‫والوجه الول مما أبدعنا ل يخلو مخخن قخخوة ولطافخخة‪) .‬بغيخخر عمخخد يخخدعمها ول‬
‫دسخخار ينظمهخخا( العمخخد بالتحريخخك‪ :‬جمخخع كخخثرة لعمخخود الخخبيت‪ ،‬وكخخذا )العمخخد(‬
‫بضمتين‪ ،‬وجمع القلة )أعمدة( وقال الخليل في العين‪ :‬العمخخد بضخخمتين‪ :‬جمخخع‬
‫عماد‪ ،‬والعمدة‪ :‬جمع عمود من حديد أو خشب‪ ،‬ويظهر من تذكير الفعل أنه‬
‫من أسماء الجمع‪ ،‬والدعم بالفتح‪ :‬أن يميخخل الشخخئ فتخخدعمه بخخدعام‪ ،‬كمخخا تخخدعم‬
‫عروش الكرم‪ ،‬ونحوه ليصير له مساكا‪ ،‬والدعامة‪ :‬الخشخخبة الخختي يخخدعم بهخخا‪،‬‬
‫وفي أكثر النسخ على بناء المجرد مفتوحة العيخن وهخو أظهخر‪ ،‬وفخي بعضخها‬
‫)يدعمها( بتشخخديد الخخدال علخخى بنخخاء الفتعخخال مخخن الدعخخام بمعنخخى التكخخاء‪ .‬و‬
‫الدسار ‪ -‬بالكسر ‪ :-‬المسمار‪ ،‬وجمعه )دسر( ونظم اللؤلؤ‪ :‬جمعه في السخخلك‪،‬‬
‫وفي بعض النسخ )ينتظمها( وهو أيضا جاء متعديا‪ ،‬والضميران المنصوبان‬
‫راجعان إلى السماوات أو إلى العليخخا أو إلخخى السخخفلى بقرينخخة قخخوله )ثخخم زينهخخا‬
‫بزينة الكواكب( حيث إن الظاهر إرجاع الضمير فيه إلى السفلى ليكون أوفق‬
‫بقوله تعالى )إنخخا زينخخا السخخماء الخخدنيا بزينخخة الكخخواكب )‪ ((2‬لكنخخه بعيخخد لفظخخا‪،‬‬
‫وإرجاع الضمير إلى‬

‫)‪ (1‬الصافات‪ (2) .7 :‬الصافات‪.(*) 6 :‬‬

‫]‪[188‬‬

‫الجميع أظهر‪ ،‬وتزيين البعض تزيين للجميع‪ ،‬وهذا مما يقرب الوجه الذي ذكرنا أول‪،‬‬
‫والزينة إما مصدر أو اسم ما )‪ (1‬يزان به كالليقة لما يلق بخخه أي يصخخلح بخخه‬
‫المداد‪ .‬قال في الكشاف‪ :‬قوله تعالى )بزينة الكخخواكب( يحتملهمخخا فعلخخى الول‬
‫إما من إضافة المصدر إلى الفاعل بأن تكون الكواكب مزينة للفلك‪ ،‬أو إلى‬
‫المفعول‪ ،‬بأن زين ال الكواكب وحسنها لنها إنما زينت السخخماء لحسخنها فخخي‬
‫أنفسها‪ ،‬وعلى الثاني فإضافتها إلى الكخخواكب بيانيخخة )‪ (2‬وتنخخوين الزينخخة كمخخا‬
‫قرئت الية به ليس موجودا في النسخ‪ ،‬وزينة الكواكب للسخخماء إمخخا لضخخوئها‬
‫أو للشخخخكال الحاصخخخلة منهخخخا كالثريخخخا والجخخخوزاء ونحوهمخخخا‪ ،‬أو بخخخاختلف‬
‫أوضاعها بحركتها أو لرؤية الناس إياها مضيئة في الليلة الظلماء أو للجميع‪.‬‬
‫وقوله تعالى )بمصابيح( في موضع آخر ممخخا يؤيخخد بعخخض الوجخخوه‪ ،‬وسخخيأتي‬
‫القخخول فخخي محخخال الكخخواكب فخخي محلخخه‪) .‬وضخخياء الثخخواقب( المخخراد بهخخا إمخخا‬
‫الكواكب‪ ،‬فيكون كالتفسير لزينة الكواكب والكواكب ثواقب أي مضيئة كأنهخخا‬
‫تثقب الظلمة بضخخوئها‪ ،‬أو الشخخهب الخختي ترمخخى بهخخا الشخخياطين فتثقخخب الهخخواء‬
‫بحركتها والظلمة بنورها‪) .‬فأجرى فيها سراجا مستطيرا وقمرا منيخخرا( وفخخي‬
‫بعض النسخ )وأجرى( بخخالواو‪ ،‬والمخخراد بالسخخراج الشخخمس‪ ،‬كمخخا قخخال تعخخالى‬
‫)سراجا وقمرا )‪ (3‬منيرا( قيل‪ :‬لما كان الليل عبارة عن ظل الرض وكانت‬
‫الشمس سببا لزواله كان شبيها بالسراج في ارتفاع الظلمخخة بخخه‪ ،‬والمسخختطير‪:‬‬
‫المنتشر الضوء‪ ،‬واستطار‪ :‬تفرق وسطح‪ ،‬وأنار الشخخئ واسخختنار‪ :‬أي أضخخاء‪،‬‬
‫وقيل ما بالذات من النور ضوء‪ ،‬وما بالعرض نخخور‪ .‬كمخخا قخخال سخخبحانه )هخخو‬
‫الذي جعل الشخخمس ضخخياء والقمخخر نخخورا )‪ (4‬وقيخخل‪ :‬لن النخخور أضخخعف مخخن‬
‫الضوء‪ ،‬والحتمالت‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬لما يزان‪ (2) .‬انتهى كلم الزمخشري‪ (3) .‬الفرقخخان‪(4) .61 :‬‬
‫يونس‪.(*) 5 :‬‬

‫]‪[189‬‬

‫في الضمائر السابقة جارية هنا وإن كان الظهر عند الكثر رجوعه إلى السفلى‪) .‬في‬
‫فلك دائر( الظرف إما بدل عن )فيها( فيفيد حركة السفلى أو العليا أو الجميخخع‬
‫على تقادير إرجاع الضمير بالحركة اليومية أو الخاصة أو العخخم‪ ،‬وإمخخا فخخي‬
‫موضع حال عن المنصوبين‪ ،‬فيمكن أن يكخخون المخخراد بالفلخخك الخخدائر الفلك‬
‫الجزئية‪ .‬والفلخك بالتحريخك‪ :‬كخخل شخئ دائر‪ ،‬ومنخه )فلكخة المغخخزل( بالتسخكين‬
‫ويقال‪ :‬فلك ثدي المرأة تفليكا إذا استدار‪) .‬وسقف سائر ورقيم مخخائر( الرقيخخم‪:‬‬
‫في الصل الكتاب‪ ،‬فعيل بمعنخخى مفعخخول قخخال ابخخن الثيخخر‪ :‬منخخه حخخديث علخخي‬
‫رضي ال عنه في صفة السخخماء )سخخقف سخائر ورقيخخم مخائر( يريخد بخه وشخخئ‬
‫السماء بالنجوم‪ .‬والمائر‪ :‬المتحرك‪ ،‬وليس هخذا بخالمور الخذي قخال الخ تعخالى‬
‫)يوم تمخخور السخخماء مخخورا( )‪ (1‬وهاتخخان الفقرتخخان أيضخخا تخخدلن علخخى حركخخة‬
‫السماء لكن ل تنافي حركة الكواكب بنفسها أيضا كمخخا هخخو ظخخاهر اليخخة‪) .‬ثخخم‬
‫فتق ما بين السماوات العلى فملهن أطخخوارا مخخن ملئكتخخه( الظخخاهر أن كلمخخة‬
‫)ثم( للترتيب المعنوي‪ ،‬فيكون فتق السماوات بعد خلق الشمس والقمر بل بعد‬
‫جعلها سبعا وخلق الكواكب فيه‪ ،‬ويحتمل أن يكون للترتيب الذكري والظاهر‬
‫أن المراد بفتقها فصل بعضها عخن بعخض فيؤيخد بعخض محتملت اليخة كمخا‬
‫أشرنا إليه سابقا‪ .‬ويدل على بطلن مخخا ذهبخخت الفلسخخفة )‪ (2‬إليخخه مخخن تمخخاس‬
‫الفلك وعدم الفصل بينها بهواء ونحوه‪ .‬والطوار‪ :‬جمع طور بالفتح‪ ،‬وهخخو‬
‫في الصل التارة‪ ،‬قال ال تعخالى )وقخد خلقكخم أطخوارا( )‪ (3‬قيخل‪ :‬أي طخورا‬
‫نطفة‪ ،‬وطورا علقة‪ ،‬وطخورا مضخغة‪ .‬وقيخل‪ :‬أي حخال بعخخد حخال‪ ،‬وقيخل‪ :‬أي‬
‫خلقكم مختلفين في الصخفات‪ :‬أغنيخاء وفقخراء‪ ،‬وزمنخى )‪ (4‬وأصخحاء‪ .‬ولعخل‬
‫الخير هنا أنسب‪ .‬ولو كانت‬
‫)‪ (1‬الطور‪ (2) .9 :‬يعنى الفلكيين‪ (3) .‬نوح‪ (4) .14 :‬الزمنى وزان مرضخى جمخع‬
‫)الزمين( وهو المبتلى بالزمانة وهى آفة تتعطل بها القوى )*(‪.‬‬

‫]‪[190‬‬

‫الملئكة مخلوقة قبل السماوات كما هو ظاهر بعض الخبار التيخخة فقبخخل فتقهخخا كخخانوا‬
‫فخخي مكخخان آخخخر يعلمخخه الخخ )‪) .(1‬منهخخم سخخجود ل يركعخخون‪ ،‬وركخخوع ل‬
‫ينتصبون‪ ،‬وصافون ل يتزايلون ومسبحون ل يسأمون السجود والركوع هنا‬
‫جمع )ساجد( و )راكع( وفاعخخل الصخخفة يجمخخع علخخى فعخخول إذا جخخاء مصخخدره‬
‫عليه إيضا‪ ،‬والنتصاب‪ :‬القيام‪ ،‬والصف‪ :‬ترتيب الجمع على خخخط‪ ،‬كالصخخف‬
‫في الصلوة والحرب‪ ،‬وقال أبو عبيدة‪ :‬كل شئ بين السماء والرض لم يضخخم‬
‫قطريخخه فهخخو صخخاف‪ ،‬ومنخخه قخخوله تعخخالى )والطيخخر صخخافات( )‪ (2‬أي نشخخرت‬
‫أجنحتها‪ ،‬وبالوجهين فسخخرق قخخوله تعخخالى )والصخخافات صخخفا )‪ ((3‬والتزايخخل‪:‬‬
‫التباين والتفارق‪ ،‬والسأمة‪ :‬المللخخة والضخخجر‪) .‬ل يغشخخاهم نخخوم العيخخون‪ ،‬ول‬
‫سهو العقول‪ ،‬ول فترة البدان ول غفلة النسيان( غشيه كعلمخخه إذا جخخاءه‪ ،‬أي‬
‫ل يعرضخخخهم‪ ،‬والفخخخترة‪ :‬النكسخخخار والضخخخعف‪ ،‬وظخخخاهر الكلم اختصخخخاص‬
‫الوصاف بهذا الصنف‪ ،‬ويمكن أن يكون التخصيص بها جميعخخا أو ببعضخخها‬
‫لمر آخر غير الختصاص‪) .‬ومنهم امناء على وحيه( الوحي في الصل أن‬
‫يلقي النسان إلى صخاحبه شخيئا بالسختتار والخفخاء‪ ،‬ويكخون بمعنخى الكتابخة‬
‫والشارة والرسالة‪) .‬وألسنة إلى رسله( أي رسل إليهم‪ ،‬كما قال تعخخالى )ال خ‬
‫يصطفي من الملئكة رسل( )‪) (4‬ومختلفون بقضائه( أي )‪ (5‬مقتضياته كما‬
‫يأتون به في ليلة القدر وغيرهخخا‪) ،‬وأمخخره( أي أحكخخامه‪ ،‬أو المخخور المقخخدرة‪،‬‬
‫كما قال تعالى )بإذن ربهم من كل أمر( )‪ (6‬فالحكخخام داخلخخة فخخي السخخابقتين‪،‬‬
‫ويمكن تخصيص الخير بغير الوحي‬

‫)‪ (1‬هذا على فرض وجود مكان غير السماوات والرض وأما على فرض عدمه كما‬
‫ل يبعد استظهاره من اليخخات والروايخخات فل محيخخص عخخن اللخختزام بتجخخرد‬
‫الملئكة‪ (2) .‬النور‪ (3) .41 :‬الصافات‪ (4) .1 :‬الحج‪ (5) .75 :‬في بعض‬
‫النسخ‪ :‬ومقضياته‪ (6) .‬القدر‪.(*) 4 :‬‬

‫]‪[191‬‬

‫أي يختلفون لتمشية قضائه وأمره )‪ (1‬وتسبيب أسبابهما‪) .‬ومنهم الحفظة لعبخاده( لعخل‬
‫المراد غير الحافظين عليهم الذين ذكرهم ال في قوله )وإن عليكخخم لحخخافظين‬
‫كراما كاتبين )‪ ((2‬بل من ذكرهم بقخخوله سخخبحانه )لخخه معقبخخات مخخن بيخخن يخخديه‬
‫ومن خلقه يحفظونه مخخن أمخخر الخ )‪ ((3‬ويمكخخن أن يكخخون المخخراد فخخي كلمخخه‬
‫الكخخاتبين للعمخخال بتقخخدير مضخخاف‪ ،‬وربمخخا يفهخخم مخخن بعخخض الخبخخار اتحخخاد‬
‫الصنفين‪ .‬والسدنة لبواب الجنان هم المتولخخون لمخخور الجنخخان وفتخخح أبوابهخخا‬
‫وإغلقهخخا‪ .‬وأصخخل السخخدانة فخخي الكعبخخة وبيخخت الصخخنام‪) .‬ومنهخخم الثابتخخة فخخي‬
‫الرضين السفلى أقخخدامهم( وفخخي بعخخض النسخخخ )فخخي الرض أقخخدامهم( وهخخو‬
‫أظهر‪ .‬والجمخخع علخخى الول إمخخا باعتبخخار القطعخخات والبقخخاع‪ ،‬أو لن كل مخخن‬
‫الرضين السبع موضع قدم بعضهم‪ ،‬والوصف على الول بالقياس على )‪(4‬‬
‫سائر الطبقات‪ ،‬وعلى الثاني بالقياس إلى السخخماء‪) .‬والمارقخخة( أي الخارجخخة‪،‬‬
‫يقال‪ :‬مرق السهم من الرمية إذ اخرج من الجانب الخر )من السخخماء العليخخا(‬
‫أي السخخابعة )أعنخخاقهم والخارجخخة مخخن القطخخار( أي مخخن جخخوانب الرض أو‬
‫جوانب السماء )أركخخانهم( أي جخخوارحهم‪ ،‬فهخخذا بيخخان لضخخخامتهم وعرضخخهم‬
‫)والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم( لعل المراد بالمناسبة القرب والشخخباهة فخخي‬
‫العظم‪ ،‬ويمكن أن يراد بها التماس‪ ،‬فالمراد بهم حملة العرش )ناكسخخة دونخخه(‬
‫أي دون العرش )أبصخخارهم( والنخخاكس‪ :‬المطخخاطئ رأسخخه( وفخخي إسخخناده إلخخى‬
‫البصار دللة على عخدم التفخخاتهم فخخي النكخس يمينخخا وشخمال )متلفعخخون تحتخخه‬
‫بأجنحتهم( اللفاع ثوب يجلل به الجسد كله كساء كان أو غيخخره وتلفخخع بخخالثوب‬
‫إذا اشختمل بخه )وبيخن مخن دونهخم( أي سخائر الملئكخة‪ :‬أو البشخر أو الجخن أو‬
‫العخخم‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ )ناكسخخة( و )مضخخروبة( و )متلفعيخخن( بنصخخف‬
‫الجميع‪.‬‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬قضاء وأمر‪ (2 ) .‬النفطار‪ (3) .11 - 10 :‬الرعد‪(4) .11 :‬‬
‫إلى )خ( )*(‪.‬‬

‫]‪[192‬‬

‫)ل يتوهمون ربهم بالتصوير( أي بأن يثبتخخوا لخ صخخورة‪ ،‬والغخرض تقخديس الملئكخة‬
‫عخخن إثبخخاتهم لخخوازم الجسخخمية والمكخخان لخخه سخخبحانه‪ ،‬والتعريخخض والتوبيخخخ‬
‫للمشبهين من البشر‪ .‬والنظائر‪ :‬جميع نظيرة وهي المثل والشبة فخخي الشخخكال‬
‫والخلق والفعخخال‪ ،‬والنظيخخر‪ :‬المثخخل فخخي كخخل شخخئ‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ‬
‫)بخخخالنواظر( أي بالبصخخخار أي ل يجخخخوزون عليخخخه الرؤيخخخة‪ ،‬وفخخخي بعضخخخها‬
‫)بالمواطن( أي المكنخخة‪ - 137 .‬النهخخج‪ :‬فخخي وصخخية أميخخر المخخؤمنين للحسخخن‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬ولكنه إلخه واحخد كمخا وصخف نفسخه و )‪ (1‬ل يضخاده فخي‬
‫ملكه أحد‪ ،‬ول يزول أبدا‪ ،‬ولم يزل أول )‪ (2‬قبل الشياء بل أوليخخة‪ ،‬وآخخخرا )‬
‫‪ (3‬بعد الشياء بل نهاية )‪ - 138 .(4‬تأويل اليات الظاهرة نقل مخخن كتخخاب‬
‫الواحدة عن الحسن بن عبد ال الكوفي‪ ،‬عخخن جعفخخر بخخن محمخخد البجلخخي‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بن حميد‪ ،‬عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السخخلم قخخال‪ :‬قخخال‬
‫أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬إن ال خ تبخخارك وتعخخالى أحخخد واحخخد تفخخرد فخخي‬
‫وحدانيته‪ ،‬ثم تكلم بكلمة فصارت نورا‪ ،‬ثم خلق بذلك )‪ (5‬النور محمدا صلى‬
‫ال عليه وآله وخلقني وذريتي‪ ،‬ثم تكلم بكلمة فصارت روحا‪ ،‬فأسكنه ال فخخي‬
‫ذلك النور‪ ،‬وأسكنه في أبخخداننا‪ ،‬فنحخخن روح الخ وكلمخخاته‪ ،‬وبنخخا احتجخخب عخخن‬
‫خلقه فما زلنا في ظلة خضراء‪ ،‬حيث ل شمس ول قمخخر‪ ،‬ول ليخخل ول نهخخار‪،‬‬
‫ول عين تطرف نعبده ونقدسه ونمجده ونسبحه قبل أن يخلق الخخخق )الخخخبر(‪.‬‬
‫‪ - 139‬مصباح النوار‪ :‬بإسناده عن أنس عن النبي صلى ال عليه وآله قخال‪:‬‬
‫إن ال خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسخخين قبخخل أن يخلخخق آدم حيخخن‬
‫لسماء مبنية ول أرض مدحية‪ ،‬ول ظلمة ول نور‪ ،‬ول شمس ول قمخخر‪ ،‬ول‬
‫نار‪ .‬فقال العباس‪:‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ل يضاده‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬أول‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬آخر‪ (4) .‬نهج‬
‫البلغة‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (5) .44‬في بعض النسخ‪ :‬من ذلك )*(‪.‬‬

‫]‪[193‬‬

‫فكيف كان بدء خلقكم يا رسول ال ؟ فقال‪ :‬يخخا عخخم لمخخا أراد الخ أن يخلقنخخا تكلخخم بكلمخخة‬
‫فخلق منها نورا‪ ،‬ثم تكلم بكلمة اخرى فخلق )‪ (1‬منها روحا‪ ،‬ثخخم خلخخط النخخور‬
‫بالروح فخلقني وخلق عليا وفاطمخة والحسخن والحسخين فكنخا نسخبحه حيخن ل‬
‫تسبيح‪ ،‬ونقدسه حين ل تقديس‪ ،‬فلما أراد ال تعخخالى أن ينشخئ خلقخخه )‪ (2‬فتخق‬
‫نوري فخلق منه العرش فالعرش من نوري‪ ،‬ونوري مخن نخور الخ‪ ،‬ونخوري‬
‫أفضل من العرش‪ ،‬ثم فتق نور أخي على‪ ،‬فخلق منه الملئكة‪ ،‬فالملكخخة مخخن‬
‫نور علي ونور علي من نور ال وعلخخى أفضخخل مخخن الملئكخخة‪ ،‬ثخخم فتخخق نخخور‬
‫ابنتى فخلخخق منخخه السخخماوات والرض فالسخخماوات والرض مخخن نخخور ابنخختي‬
‫فاطمة ونور ابنتي فاطمة من نور ال‪ ،‬وابنتي فاطمخخة أفضخخل مخخن السخخماوات‬
‫والرض ثم فتق نور ولخخدي الحسخخن‪ ،‬وخلخخق منخخه الشخخمس والقمخخر‪ ،‬فالشخخمس‬
‫والقمر من نور ولدي الحسن‪ ،‬ونور الحسن من نور ال‪ ،‬والحسن أفضل مخخن‬
‫الشمس والقمر‪ ،‬ثم فتق نور ولدي الحسين فخلق منخخه الجنخخة والحخخور العيخخن‪،‬‬
‫فالجنة والحور العين من نور ولدي الحسين‪ ،‬ونور ولخخدي الحسخخين مخخن نخخور‬
‫ال‪ ،‬وولدي الحسين أفضل من نخخور الجنخخة والحخخور العيخخن )الخخخبر(‪- 140 .‬‬
‫الكافي‪ :‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عخخن حسخخين بخخن عبيخخدال )‪ ،(3‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫عيسى‪ ،‬ومحمد بن عبد ال )‪ .(4‬عن علي بخخن حديخخد‪ ،‬عخخن مخخرازم‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال ال تبارك وتعالى‪ :‬يا محمخخد إنخخي خلقتخخك وعليخخا‬
‫نورا يعني روحا بل بدن قبل أن أخلق سماواتي وأرضي وعرشي وبحخخري‪،‬‬
‫فلم تزل تهللني وتمجدني‪ ،‬ثم‬
‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬خلق )‪ (2‬في المخطوطة‪ :‬خلقا‪ (3) .‬في المصخخدر‪ :‬الحسخخين بخخن‬
‫عبد ال‪ (4) .‬في المصدر )محمد بن عبد الرحمن( والظاهران ما فخخي نسخخخ‬
‫البحار هو الصحيح وهو محمد بخن عبخخد الخ بخخن زرارة بخن أعيخن قخال فخي‬
‫جامع الرواة )ج ‪ 2‬ص ‪ (141‬والعلمة ره قد وثق رواية هخخي فخخي طريقهخخا‬
‫)انتهى( ونقل في تنقيح المقال )ج ‪ 3‬ص ‪ (143‬انه اوصى بجميع ماله إلخخى‬
‫ابى الحسن عليه السلم فقبضه وترحم عليه )*(‪.‬‬

‫]‪[194‬‬

‫جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة‪ ،‬فكانت تجمدني وتقدسني وتهللني‪ ،‬ثم قسمتها ثنتين‪،‬‬
‫وقسمت الثنتين ثنتين‪ ،‬فصارت أربعة‪ :‬محمد واحخخد‪ ،‬وعلخخي واحخخد‪ ،‬والحسخخن‬
‫والحسين ثنتان‪ .‬ثم خلق ال‪ ،‬فاطمة من نور ابتدأها روحا بل بدن ثخخم مسخخحنا‬
‫بيمينه فأفضخخى نخخوره فينخخا )‪ .(1‬بيخان‪) :‬بل بخخدن( أي أصخخل )‪ ،(2‬أو بل بخخدن‬
‫عنصري بل بدن مثالي‪ ،‬و ظاهره تجسم الروح )‪ ،(3‬وربما يؤول الخلق هنا‬
‫بالتقخخدير‪) .‬قبخخل أن أخلخخق( بحسخخب الزمخخان الموهخخوم‪ ،‬وقيخخل‪ :‬بحسخخب الرتبخخة‬
‫)تهللني( بلسان الجسد المثخخالي )‪ (4‬أو بلسخخان الحخخال )ثخخم جمعخخت روحيكمخخا(‬
‫كأن المراد جعل مادة بدنهما في صلب آدم عليه السلم )فكانت تمجخخدني( أي‬
‫بنفسها أو بتوسط الطينات المقدسات )ثم قسمتها ثنتين( أي فخخي عبخخد المطلخخب‬
‫إلى عبخخد الخ وأبيطخخالب )ثخخم قسخخم الثنخختين( بعخخد انتقالهمخخا إلخخى علخخي وفاطمخخة‬
‫)ثنتين( أي في الحسنين كما تدل عليه أخبار كخخثيرة‪ .‬وقخخال بعخخض المحخخدثين‪:‬‬
‫من المور المعلومة أن جعل المجردين واحدا ممتنخخع وكخخذلك قسخخمة المجخخرد‬
‫فينبعي حمل الروح هنا على آلة جسمانية نورانية منزهة عن الكثافخخة البدنيخخة‬
‫وقخخال بعخخض الفاضخخل‪ :‬المخخراد بخلخخق الروحيخخن بل بخخدن خلقهمخخا مجرديخخن‪،‬‬
‫وبجمعهمخخا وجعلهمخخا واحخخدة جمعهمخخا فخخي بخخدن مثخخالي نخخوراني لهخخوتي‪،‬‬
‫وبتقسيمهما تفريقهمخخا وجعخخل كخخل واحخخد منهمخخا فخخي بخخدن شخخهودي جسخخماني‪،‬‬
‫واستحالة تعلق الروحين ببدن‬

‫)‪ (1‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (2) .440‬يعنى اعم من العنصري والمثالي وهخخو الظخخاهر‪) .‬‬
‫‪ (3‬منشأ الستظهار خفى جخخدا‪ (4) .‬علخخى فخخرض وجخخود بخخدن مثخخالي هنخخاك‬
‫وهو خلف الظاهر كما مر وكخخأن المؤلخخف رحمخخه الخ رأى الملزمخخة بيخخن‬
‫التهليل والتمجيد وبين وجود لسان جسخخماني اعخخم مخخن المثخخالي والعنصخخري‬
‫وليس كذلك فان للروح ايضا تهليل وتمجيدا بحسب حاله ويطلب توضخخيحه‬
‫من محله على أن الظاهر أن تفسير النور بالروح انما هو لدفع تخخوهم كخخونه‬
‫من النوار الجسمانية فليس المخخراد بخخالروح النفخخس المتعلقخخة بالبخخدن بخخل مخخا‬
‫يقابل الجسم مطلقا فتأمل )*(‪.‬‬
‫]‪[195‬‬

‫واحد إنما هي في البخخدان الشخخهودية ل فخخي البخخدان المثاليخخة اللهوتيخخة )انتهخخى( )‪.(1‬‬
‫وإطلق المسح واليمين هنا على الستعارة‪ ،‬إذ مريخخد اللطخخف بغيخخره يمسخخحه‬
‫بيمينه أو اليمين كناية عن الرحمة كما حققنا في قولهم عليهم السلم )والخيخخر‬
‫في يديك( أنه يمكن أن يكون المعنى أن النفع والضر الصادرين منخك كليهمخا‬
‫حكمة ومصخخلحة ورحمخخة فخخالنفع منسخخوب إلخخى اليميخخن والضخخر إلخخى الشخخمال‪.‬‬
‫)فأفضى نوره فينا( أي أوصله إلينا أو وصل إلينا‪ .‬وقيل‪ :‬اتسع فينا‪ .‬قخخال فخخي‬
‫المصباح‪ :‬الفضاء بالمد‪ :‬المكان الواسع وفضا المكان فضوا ‪ -‬مخخن بخخاب قعخخد‬
‫‪ :-‬اتسع فهو فضاء‪ ،‬وأفضى الرجل بيده إلى الرض‪ :‬مسخخها ببخخاطن راحتخخه‪.‬‬
‫قال ابن فارس وغيره‪ :‬وأفضى إلى امرأة‪ :‬باشخخرها وجامعهخخا وأفضخخيت إلخخى‬
‫الشخخئ‪ :‬وصخخلت إليخخه‪ ،‬والسخخر‪ :‬أعلمتخخه بخخه )انتهخخى( والنخخور‪ :‬العلخخم وسخخائر‬
‫الكمالت‪ - 141 .‬الكافي‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى عن عبد ال بخخن‬
‫إدريس‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبخخي جعفخخر الثخخاني عليخخه السخخلم‬
‫فأجريت اختلف الشيعة فقال‪ :‬يا محمد إن ال تبارك وتعالى لم يخخزل متفخخردا‬
‫بوحدانيته‪ ،‬ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة فمكثخخوا ألخخف دهخخر‪ ،‬ثخخم خلخخق جميخخع‬
‫الشياء فأشهدم خلقها‪ .‬وأجرى طاعتهم عليها‬

‫)‪ (1‬وانت ترى ما في هذه الوجوه من التكلف‪ ،‬والذى يظهر بالتأمخخل فخخي الروايخخة مخخع‬
‫ملحظة سائر الروايات الواردة في البخخاب ان المخخراد بقخخوله )خلقتخخك وعليخخا‬
‫نورا( انه تعخخالى خلقهمخخا خلقخخا غيخخر جسخخماني وكانخخا عنخخدئذ نخخورا واحخخدا ل‬
‫نورين مستقلين‪ ،‬فخخانظر إلخخى موضخخع قخخوله )نخخورا( وقخخوله بعخخده )فلخخم تخخزل‬
‫تهللني‪ (..‬ولم يقل )نورين( و )فلم تزول تهللننى‪ (..‬وعلي هذا فلفظخة )ثخم(‬
‫للترتيب الذكرى‪ ،‬ومعنى الرواية‪ ،‬انى خلقتكما نورا روحانيا وجعلتكما فخخي‬
‫تلك المرتبة واحدا‪ .‬وبهذا يجمع بين هذه الرواية والروايات الخخواردة فخخي ان‬
‫ال خلق نور محمد وخلق منه نور على فتدبر‪ ،‬واما حديث الجمع والتقسخخيم‬
‫واستحالتهما في المجردات فحمله علخى السختعارة اولخى مخن حمخخل الخروح‬
‫على اللة الجسمانية أو جمع الروحين في بدن مثالي مخخع أن دعخخوى امكخخان‬
‫تعلق الروحين يبدن مثالي واحد ووجود بدن مثالي هناك ممنوعتان والمقام‬
‫ل يقتضى بسط الكلم )*(‪.‬‬

‫]‪[196‬‬

‫وفوض امورها إليهم فهم يحلون ما يشاؤن‪ ،‬ويحرمخخون مخخا يشخخاؤن ولخخن يشخخاؤا إل أن‬
‫يشاء ال تبارك وتعالى‪ .‬ثم قال‪ :‬يا محمد هذه الديانة الخختي مخخن تقخخدمها مخخرق‪،‬‬
‫ومن تخلف عنها محق‪ ،‬ومن لزمها لحق‪ .‬خذها إليك يخا محمخد )‪- 142 .(1‬‬
‫ومنه‪ :‬عخخن علخي بخن محمخخد‪ ،‬عخخن سخهل بخخن زيخخاد‪ ،‬عخن محمخخد بخن علخي بخن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن علي بن حمخاد‪ ،‬عخن المفضخل‪ ،‬قخال‪ :‬قلخت لبخي عبخد الخ عليخه‬
‫السلم‪ :‬كيف كنتم حيث كنتم في الظلة ؟ فقال‪ :‬يا مفضل كنا عنخد ربنخا ليخخس‬
‫عنده أحد غيرنا في ظلة خضراء‪ ،‬نسبحه ونقدسه ونهلله ونمجخخده‪ ،‬ول مخخن )‬
‫‪ (2‬ملك مقرب ول ذي روح غيرنا‪ .‬حتى بخخداله فخخي خلخخق الشخخياء فخلخخق مخخا‬
‫شاء كيف شاء من الملئكة وغيرهم‪ ،‬ثم أنهى علم ذلك إلينا )‪ .(3‬بيخخان‪) :‬فخخي‬
‫الظلة( أي في عالم الرواح أو المثال أو الخخذر )كنخخا عنخخد ربنخخا( أي مقربيخخن‬
‫لديه سبحانه بالقرب المعنوي‪ ،‬أو كنا في علمه )‪ (4‬وملحخخوظين بعنخخايته )فخخي‬
‫ظلة خضراء( الظلة بالضم‪ :‬ما يستظل به‪ ،‬وشئ كالصفة يستتر به من الحخخر‬
‫والبرد‪ ،‬ذكره الفيروز آبادي‪ .‬وكأن المراد ظلل العرش قبل خلق السخخماوات‬
‫والرض وقيل‪ :‬أي في نور أخضخخر‪ ،‬والمخخراد تعلقهخخم بخخذلك العخخالم ل كخخونهم‬
‫فيه‪ .‬ويحتمل أن يكون كناية عن معرفة الخخرب سخخبحانه كمخخا سخخيأتي فخخي بخخاب‬
‫العرش إنشاء ال أي كانوا مغمورين في أنوار معرفته تعخخالى مشخخعوفين بخخه‪،‬‬
‫إذ لم يكن موجود غيره وغيرهم )حتى بداله في خلق الشياء( أي أراد خلقخخه‬
‫)ثم أنهى( أي أبلغ وأوصخخل علخم ذلخخك أي حقخخائق تلخك المخلوقخات وأحكامهخخا‬
‫إلينا‪ - 143 .‬الكافي‪ :‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الحسين بن عبد ال الصغير‪،‬‬
‫عن محمد‬

‫)‪ (1‬الكافي‪ ،‬ج ‪،1‬خ ‪ (2) .440‬فخي بعخض النسخخ وكخذا فخي المصخدر‪ :‬ومخا مخن‪(3 ) .‬‬
‫الكخخخافي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (4) .441‬هخخخذا الحتمخخال فخخخي غايخخخة السخخخقوط‪(5) .‬‬
‫القاموس‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.(*) 10‬‬

‫]‪[197‬‬

‫ابن إبراهيم الجعفري‪ ،‬عن أحمد بن علي بن محمد بن عبد ال بن عمخخر بخخن علخخي بخخن‬
‫أبيطالب عن أبي عبد ال عليهما السخخلم قخخال‪ :‬إن الخ كخخان إذ ل كخخان‪ ،‬فخلخخق‬
‫الكان والمكان وخلق نور النوار الذي نورت منه النوار‪ ،‬وأجخخرى فيخخه مخخن‬
‫نور الذي نورت منه النوار‪ ،‬وهو النور الذي خلخخق منخخه محمخخدا وعليخخا‪ ،‬فلخخم‬
‫يزالنورين أولين إذ ل شئ كون قبلهما‪ ،‬فلم يزال يجريان طاهرين مطهرين‬
‫في الصلب الطاهرة حتى افترقا في أطهر طاهرين في عبد ال خ وأبيطخخالب‬
‫)‪ .(1‬بيان‪) :‬إذ ل كان( يعني لم يكن شئ من الممكنات‪ ،‬وكأنه مصدر بمعنخخى‬
‫الكائن كالقيل والقال‪ ،‬ولعل المخخراد بنخور النخوار أول نخخور النخخبي صخخلى الخ‬
‫عليخخخه وآلخخخه إذ هخخخو منخخخور أرواح الخلئق بخخخالعلوم والكمخخخالت والهخخخدايات‬
‫والمعارف‪ ،‬بل سبب لوجود الموجودات وعلة غائيخخة لهخخا )وأجخخرى فيخخه( أي‬
‫في نور النوار )من نوره الذي نورت منه النوار( أي نور ذاته سبحانه من‬
‫إفاضاته وهداياته التي نورت منها النوار كلها حخختى نخخور النخخوار المخخذكور‬
‫أول )وهو النور( أي نور النوار المذكور أول )إذ ل شخخئ كخخون قبلهمخخا( أي‬
‫قبل نورهما الذي خلقا منه‪ ،‬أو سوى ذلك النور أول شخخئ مخخن ذوات الرواح‬
‫)أطهر طاهرين( أي في زمانهما‪ - 144 .‬الكافي‪ :‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عخخن‬
‫الحسين بن عبخخد الخخ‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن عبخخد الخخ‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن سخخنان‪ ،‬عخخن‬
‫المفضل‪ ،‬عن جابر بن يزيد‪ ،‬قال‪ :‬قال لي أبو جعفر عليه السلم‪ :‬يا جخخابر إن‬
‫ال أول ما خلق خلق محمدا وعترته الهداة المهتدين‪ ،‬فكانوا أشباح نخخور بيخخن‬
‫يدي ال‪ .‬قلخخت‪ :‬ومخخا الشخباح ؟ قخال‪ :‬ظخل النخخور‪ ،‬أبخدان نورانيخة بل أرواح‪،‬‬
‫وكان مؤيدا بنور واحد )‪ (2‬وهي روح القدس )‪ ،(3‬فبه كان يعبد ال‬

‫)‪ (1‬الكخخافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (2) .441‬فخخي المصخخدر‪ :‬بخخروح واحخخدة‪ (3) .‬الظخخاهران مخخا‬
‫يضاهى هذه الرواية في التعبير بالشباح والظلة ناظر إلى مرتبة اخرى=‬

‫]‪[198‬‬

‫وعترته‪ ،‬ولذلك خلقهم حلمخخاء علمخخاء بخخررة أصخخفياء‪ ،‬يعبخخدون الخ بالصخخلوة والصخخوم‬
‫والسجود والتسبيح والتهليل ويصلون الصخخلوات ويحجخخون ويصخخومون )‪.(1‬‬
‫اقول‪ :‬قد مضى شرح تلك الخبار وما يضاهيها في المجلد السخخادس والسخخابع‬
‫والتاسع‪ ،‬والخبار الدالخخة علخخى أن أول الموجخخودات أرواحهخخم عليهخخم السخخلم‬
‫كثيرة‪ ،‬ويمكن الستدلل بهخخا علخخى حخخدوث الجميخخع بانضخخمام مخخا سخخيأتي مخخن‬
‫الخبار الدالة على أن الفاصلة بين خلق الرواح والسجاد بزمخخان متبخخاه‪ ،‬إذ‬
‫الزائد على المتناهي بزمان متناه يكخخون ل محالخخة متناهيخخا‪ - 145 .‬وقخخال أبخخو‬
‫الحسن البكري )‪ (2‬استاذ الشهيد الثاني ره في كتاب النوار‪ :‬روي عن أمير‬
‫المؤمنين أنه قال‪ :‬كان ال ول شئ معه فأول ما خلق نور حبيبه محمد صخخلى‬
‫ال خ عليخخه وآلخخه قبخخل خلخخق المخخاء والعخخرش والكرسخخي والسخخماوات والرض‬
‫واللخخوح والقلخخم والجنخخة والنخخار والملئكخخة وآدم وحخخواء بأربعخخة وعشخخرين‬
‫وأربعمائة ألف عام‪ ،‬فلما خلق‬

‫= من الوجود غير المرتبة المذكورة في سخخائر الروايخخات فانهخخا تخخدل علخخى ان اول مخخا‬
‫خلق ال نور واحد بسيط هو نور النبي صلى ال عليه وآله وهو بعينه نخخور‬
‫عترته وذلك النور كان بين يدى ال يسبح ويهلل‪ ،‬ولخخم يفخخرض عنخخدئذ شخخبح‬
‫وظل وبدن وعرش وزمان ومكان ول أي شئ آخر‪ ،‬لكن هذه الروايخخة تخخدل‬
‫على وجود روح القدس قبخخل وجخخودهم وتأيخخدهم بهخخا فخخالمراد بالوليخخة ههنخخا‬
‫الولية الضافية دون الحقيقية وكذا ما ورد في روايات اخخخرى مخخن كخخونهم‬
‫حينئذ حول العرش اوفى الضلل إلى غير ذلك ممخخا يخخدل علخخى وجخخود شخخئ‬
‫آخر غير نورهم‪ (1) .‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (2) .442‬هو الشيخ الجليل احمد‬
‫بن عبد ال بن محمد البكري صاحب كتاب النوار في مولد النبي صلى ال‬
‫عليه وآله وكتخخاب مقتخخل أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم وكتخخاب وفخخاة فاطمخخة‬
‫الزهراء عليها السلم احد مشايخ الشهيد الثاني‪ ،‬سمع عليه بمصر جملة من‬
‫الكتب في الفقه والتفسير وبعخخض شخخرحه علخخى المنهخخاج‪ ،‬كخخان كخخثير البهخخه‬
‫والمهابة عند العوام والدولة‪ ،‬وكان إذا حج يجاور سنة ويقيخخم بمصخخر سخخنة‪،‬‬
‫ويحج ومعه من الكتب عدة احمخال‪ .‬تخخوفى رحمخه الخ سخنة ثلث وخمسخين‬
‫وتسعمائة بمصر‪ ،‬وكان يوم موته يوما عظيما لكثرة الجمع‪ ،‬ودفخخن بجخخانب‬
‫قبر الشافعي‪ ،‬وبنو اعليه قبة عظيمة )*(‪.‬‬

‫]‪[199‬‬

‫ال تعالى نور نبينا محمد صلى ال عليه وآله بقي ألف عام بين يدي ال عزوجل واقفا‬
‫يسبحه ويحمده والحق تبارك وتعالى ينظر إليه ويقول‪ :‬يا عبدي أنخخت المخخراد‬
‫والمريد‪ ،‬وأنت خيرتي من خلقي‪ ،‬وعزتي وجللي لولك ما خلقخخت الفلك‪،‬‬
‫من أحبك أحببته ومن أبغضك أبغضته‪ ،‬فتأل نوره وارتفع شعاعه‪ ،‬فخلق ال خ‬
‫منه اثني عشر حجابا أولهخخا حجخاب القخخدرة‪ ،‬ثخخم حجخخاب العظمخة‪ ،‬ثخم حجخاب‬
‫العزة‪ ،‬ثم حجاب الهيبة‪ ،‬ثم حجاب الجبروت‪ ،‬ثم حجاب الرحمة‪ ،‬ثخخم حجخخاب‬
‫النبوة‪ ،‬ثم حجاب الكبرياء‪ ،‬ثم حجاب المنزلة‪ ،‬ثم حجاب الرفعخخة‪ ،‬ثخخم حجخخاب‬
‫السعادة‪ ،‬ثم حجاب الشفاعة‪ ،‬ثم إن ال تعالى أمر نور رسخخول ال خ صخخلى الخ‬
‫عليخه وآلخه أن يخدخل فخي حجخاب القخدرة‪ ،‬فخدخل وهخو يقخول‪ :‬سخبحان العلخي‬
‫العلى وبقي على ذلك اثني عشر ألف عخخام‪ ،‬ثخخم أمخخره أن يخخدخل فخخي حجخخاب‬
‫العظمة‪ ،‬فدخل وهو يقول‪ :‬سبحان عالم السر وأخفى‪ ،‬أحد عشر ألف عام‪ ،‬ثم‬
‫دخل في حجاب العزة وهو يقول‪ :‬سبحان الملك المنان‪ ،‬عشرة آلف عخخام ثخخم‬
‫دخل في حجاب الهيبة وهو يقول‪ :‬سبحان من هو غني ل يفتقر‪ ،‬تسخخعة آلف‬
‫عام‪ ،‬ثم دخل في حجاب الجبروت وهو يقول‪ :‬سبحان الكريم الكخخرم‪ ،‬ثمانيخخة‬
‫آلف عخام‪ ،‬ثخخم دخخل فخخي حجخاب الرحمخخة وهخخو يقخخول‪ :‬سخخبحان رب العخرش‬
‫العظيم‪ ،‬سبعة آلف عام‪ ،‬ثم دخل في حجاب النبوة وهو يقول‪ :‬سخخبحان ربخخك‬
‫رب العزة عما يصفون‪ ،‬ستة آلف عام‪ ،‬ثم دخخل فخي حجخاب الكبريخاء وهخو‬
‫يقول‪ :‬سبحان العظيم العظم‪ ،‬خمسة آلف عام‪ ،‬ثم دخل في حجخخاب المنزلخخة‬
‫وهو يقخخول‪ :‬سخخبحان العليخخم الكريخخم‪ ،‬أربعخخة آلف عخخام‪ ،‬ثخخم دخخخل فخخي حجخاب‬
‫الرفعة وهو يقول‪ :‬سبحان ذي الملك والملكوت‪ ،‬ثلثة آلف عام‪ ،‬ثم دخل في‬
‫حجاب السعادة وهو يقول‪ :‬سبحان من يزيل الشياء ول يزول‪ ،‬ألفي عام‪ ،‬ثم‬
‫دخل في حجاب الشفاعة وهو يقول‪ :‬سبحان ال وبحمده سخبحان الخ العظيخم‪،‬‬
‫ألف عام‪ .‬قال المام علي بن أبي طالب عليه السلم‪ :‬ثخخم إن ال خ تعخخالى خلخخق‬
‫من نور محمد صلى ال عليه وآله عشرين بحرا من نور‪ ،‬في كل بحر علخخوم‬
‫ل يعلمها إل ال تعالى‬

‫]‪[200‬‬
‫ثم قال لنور محمد صلى ال عليه وآله‪ :‬انزل في بحر العز فنزل‪ ،‬ثم في بحر الصخخبر‪،‬‬
‫ثم في بحر الخشوع‪ ،‬ثم في بحر التواضع‪ ،‬ثم في بحر الرضخخا‪ ،‬ثخخم فخخي بحخخر‬
‫الوفاء‪ ،‬ثم في بحر الحلم‪ ،‬ثم في بحر التقى‪ ،‬ثم في بحر الخشية‪ ،‬ثم فخخي بحخخر‬
‫النابة‪ ،‬ثم في بحر العمل‪ ،‬ثم في بحر المزيد‪ ،‬ثم في بحر الهدى‪ ،‬ثم في بحخر‬
‫الصيانة‪ ،‬ثم في بحر الحياء‪ ،‬حتى تقلب فخخي عشخخرين بحخخرا‪ ،‬فلمخخا خخخرج مخخن‬
‫آخر البحر قال ال تعالى‪ :‬يا حبيبي ويا سيد رسخخلي ويخخا أول مخلوقخخاتي ويخخا‬
‫آخر رسلي‪ ،‬أنت الشفيع يوم المحشر فخر النور ساجدا‪ .‬ثم قال )‪ :(1‬فقطرت‬
‫منه قطرات كان عددها مائة ألف وأربعخخة وعشخخرين ألخخف قطخخرة‪ ،‬فخلخخق الخ‬
‫تعالى من كل قطرة من نوره نبيا من النبيخخاء فلمخخا تكخخاملت النخخوار صخخارت‬
‫تطوف حول نور محمد صلى ال عليه وآله كما تطخخوف الحجخخاج حخخول بيخخت‬
‫ال الحرام‪ ،‬وهم يسبحون ال ويحمخخدونه ويقولخخون‪ :‬سخخبحان مخخن هخخو عخخالم ل‬
‫يجهل‪ ،‬سبحان من هو عليخخم )‪ (2‬ل يعجخخل‪ ،‬سخخبحان مخخن هخخو غنخخي ل يفتقخخر‪.‬‬
‫فناداهم ال تعالى‪ :‬تعرفون من أنا ؟ فسبق نور محمد صلى ال عليه وآله قبل‬
‫النخخوار ونخخادى‪ :‬أنخخت ال خ الخخذي ل إلخخه إل أنخخت وحخخدك ل شخخريك لخخك‪ ،‬رب‬
‫الربخخاب‪ ،‬وملخخك الملخخوك‪ .‬فخخإذا بالنخخداء مخخن قبخخل الحخخق‪ :‬أنخخت صخخفيي‪ ،‬وأنخخت‬
‫حبيبي‪ ،‬وأنت خير خلقي‪ ،‬امتك خير امة اخرجت للنخخاس‪ .‬ثخخم خلخخق مخخن نخخور‬
‫محمد صلى ال عليه وآله جخخوهرة وقسخخمها قسخخمين‪ ،‬فنظخخر إلخخى القسخخم الول‬
‫بعين الهيبة فصار ماء عذبا‪ ،‬ونظر إلى القسم الثاني بعين الشخخفقة فخلخخق منخخه‬
‫العرش فاستوى على وجه الماء‪ ،‬فخلق الكرسي من نور العرش‪ ،‬وخلخق مخن‬
‫نور الكرسي اللوح‪ ،‬وخلق من نور اللخخوح القلخخم‪ ،‬وقخخال لخخه‪ :‬اكتخخب توحيخخدي‪،‬‬
‫فبقي القلم ألف عام سكران من كلم ال تعالى‪ ،‬فلما أفاق قال‪ :‬اكتب‪ ،‬قال‪ :‬يخخا‬
‫رب وما أكتب ؟ قال‪ :‬اكتب‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬محمد رسول ال‪ .‬فلما سخخمع القلخخم‬
‫اسم محمد صخلى الخ عليخه وآلخه خخر سخاجدا وقخال‪ :‬سخبحان الواحخد القهخار‪،‬‬
‫سبحان العظيم العظم‪ ،‬ثم رفع رأسه من السجود‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬ثم قام‪ (2) .‬في المخطوطة‪) :‬حليم( وهو الظهر )*(‪.‬‬

‫]‪[201‬‬

‫وكتب‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬محمد رسول ال‪ .‬ثم قال‪ :‬يا رب ومن محمد الخخذي قرنخخت اسخخمه‬
‫باسمك‪ ،‬وذكره بذكرك ؟ قخال الخ تعخالى لخه‪ :‬يخا قلخم‪ ،‬فلخوله مخا خلقتخك‪ ،‬ول‬
‫خلقت خلقي إل لجله‪ ،‬فهو بشير ونذير‪ ،‬وسراج منير‪ ،‬وشفيع وحبيب‪ ،‬فعنخخد‬
‫ذلك انشق القلم من حلوة ذكر محمد‪ ،‬ثم قال القلخخم‪ :‬السخخلم عليخخك يخخا رسخخول‬
‫ال‪ ،‬فقال ال تعالى‪ :‬وعليك السخخلم منخخي ورحمخخة الخ وبركخخاته‪ ،‬فلجخخل هخخذا‬
‫صار السلم سنة والرد فريضه‪ ،‬ثم قال ال تعالى‪ :‬اكتب قضائي وقدري وما‬
‫أنا خالقه إلى يوم القيامة‪ .‬ثم خلق ال ملئكة يصلون على محمخخد وآل محمخخد‪،‬‬
‫ويستغفرون لمته إلى يوم القيامة‪ ،‬ثم خلق ال تعالى من نور محمد صلى ال‬
‫عليه وآله الجنة وزينها بأربعة أشياء‪ :‬التعظيخخم والجللخخة والسخخخاء والمانخخة‪،‬‬
‫وجعلها لوليائه وأهل طاعته‪ ،‬ثم نظر إلى باقي الجوهرة بعين الهيبة فذابت‪،‬‬
‫فخلق من دخانهخخا السخخماوات‪ ،‬ومخخن زبخخدها الرضخخين فلمخخا خلخخق الخ تبخخارك‬
‫وتعالى الرض صارت تموج بأهلها كالسفينة فخلق ال الجبال فأرساها بهخخا‪،‬‬
‫ثم خلق ملكا من أعظم ما يكون فخخي القخخوة فخخدخل تحخخت الرض‪ ،‬ثخخم لخخم يكخخن‬
‫لقدمي الملك قرار‪ ،‬فخلق ال صخرة عظيمة وجعلها تحت قدمي الملك‪ ،‬ثم لم‬
‫يكن للصخرة قرار‪ ،‬فخلق لها ثورا عظيما لم يقدر أحد ينظر إليه لعظم خلقته‬
‫وبريق عيونه‪ ،‬حتى لو وضعت البحار كلها في إحدى منخريخخه مخخا كخخانت إل‬
‫كخردلة ملقاة في أرض فلة‪ ،‬فدخل الثور تحت الصخرة وحملها على ظهره‬
‫وقرونه واسم ذلك الثور )لهوتا( ثم لم يكن لذلك الثور قرار فخلق ال له حوتا‬
‫عظيما واسم ذلك الحوت )به موت( فدخل الحوت تحت قدمي الثخخور فاسخختقر‬
‫الثور علخخى ظهخخر الحخخوت فخخالرض كلهخخا علخخى كاهخخل الملخخك‪ ،‬والملخخك علخخى‬
‫الصخرة‪ ،‬والصخرة على الثور‪ ،‬والثور على الحوت‪ ،‬والحوت علخخى المخخاء‪،‬‬
‫والماء على الهواء‪ ،‬والهواء على الظلمة‪ ،‬ثم انقطع علخخم الخلئق عمخخا تحخخت‬
‫الظلمة‪ .‬ثم خلق الخ تعخخالى العخخرش مخخن ضخخيائين‪ :‬أحخخدهما الفضخخل‪ ،‬والثخخاني‬
‫العدل‪ ،‬ثم أمخر الضخيائين فانتفسخا بنفسخين فخلخق منهمخا أربعخة أشخياء‪ :‬العقخل‬
‫والحلم والعلم والسخاء‬

‫]‪[202‬‬

‫ثم خلق من العقل الخوف‪ ،‬وخلق من العلم الرضا‪ ،‬ومن الحلم المخخودة‪ ،‬ومخخن السخخخادء‬
‫المحبة‪ ،‬ثم عجن هذه الشياء في طينة محمد صلى ال عليه وآله ثم خلق مخخن‬
‫بعدهم أرواح المؤمنين من امة محمد صلى الخ عليخخه وآلخخه ثخخم خلخخق الشخخمس‬
‫والقمر والنجوم والليل والنهار والضخخياء والظلم وسخخائر الملئكخخة مخخن نخخور‬
‫محمد صلى ال عليه وآله فلما تكاملت النخخوار سخخكن نخخور محمخخد صخخلى الخ‬
‫عليه وآله وسلم تحت العرش ثلثة وسخخبعين ألخخف عخخام‪ ،‬ثخخم انتقخخل نخخوره إلخخى‬
‫الجنة فبقي سبعين ألف عام‪ ،‬ثم انتقل إلى سدرة المنتهخخى‪ ،‬فبقخخي سخخبعين ألخخف‬
‫عام‪ ،‬ثم انتقل نوره إلخخى السخخماء السخخابعة‪ ،‬ثخخم إلخخى السخخماء السادسخخة‪ ،‬ثخخم إلخخى‬
‫السماء الخامسة ثم إلى السماء الرابعة‪ ،‬ثم إلى السماء الثالثة‪ ،‬ثخم إلخى السخماء‬
‫الثانية‪ ،‬ثم إلى السماء الدنيا‪ ،‬فبقي نوره في السماء الدنيا إلى أن أراد ]ال[ أن‬
‫يخلق آدم عليه السلم إلى آخر ما مر في المجلد السادس‪ - 146 .‬كتخخاب أبخخي‬
‫سعيد عباد العصفرى )‪ :(1‬عن عمرو بن أبي المقدام‪ ،‬عن أبي حمخخزة‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫سمعت علي بن الحسين عليه السلم يقول‪ :‬إن ال خلق محمخخدا وعليخخا و أحخخد‬
‫عشر من ولده من نور عظمته‪ ،‬فأقامهم أشباحا في ضياء نوره يعبخخدونه قبخخل‬
‫خلق الخلق‪ ،‬يسبحون ال ويقدسونه‪ ،‬وهم الئمة من ولد رسول ال صلى ال خ‬
‫عليه وآله‪ - 147 .‬ومنه‪ :‬عن عمرو‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبخخي جعفخخر عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬خلق ال أرض كربلء قبل أن يخلق أرض الكعبة بأربعة وعشرين ألف‬
‫عام‪ ،‬وقدسها وبارك عليها فما زالت قبل خلق ال الخلق مقدسة مباركخخة‪ ،‬ول‬
‫تزال كذلك حتى يجعلها ال‬

‫)‪ (1‬العصفرى نسبة إلى الصعفر وزان بخخرئن نبخخات يصخخبغ بخخه‪ ،‬قخخال النجاشخخي )ص‪:‬‬
‫‪ :(225‬عباد أبخخو سخخعيد العصخخفرى كخخوفى‪ ،‬كخخان أبخخو عبخخد الخ الحسخخين بخخن‬
‫عبيدال ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬يقخخول‪ :‬سخخمعت اصخخحابنا يقولخخون‪ ،‬إن عبخخادا هخخذا هخخو‬
‫عباد بن يعقوب )انتهى( وجزم به المحدث الثوري ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في خاتمة‬
‫المستدركات‪ ،‬وكيف كان فلم ينص عليه بمدح أو قدح‪ ،‬نعخخم نقخخل فخخي تنقيخخح‬
‫المقال )ج ‪ ،2‬ص ‪ (120‬عخخن السخخيد صخخدر الخخدين فخخي تعليقخخه علخخى منتهخخى‬
‫المقال انه قال‪ :‬انى نظرت في كتاب عباد هذا وهو تسعة عشر حخخديثا كلهخخا‬
‫نقية واكثرها تدل على تشيعه ولم أر فيها شيئا ينكر )*(‪.‬‬

‫]‪[203‬‬

‫أفضل أرض في الجنة‪ ،‬وأفضل منزل ومسكن يسكن ال فيه أولياءه في الجنة‪ .‬ومنخخه‪:‬‬
‫عن رجل عن أبي الجارود )‪ (1‬عن علخى بخن الحسخين عليهمخا السخلم مثلخه‪.‬‬
‫‪ - 148‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بخخن الحسخخين‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫سنان عن محمد بن عمران العجلي قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليخخه السخخلم‪ :‬أي‬
‫شئ كان موضع البيت حيث كما الماء في قوله ال خ عزوجخخل )وكخخان عرشخخه‬
‫على الماء ؟( قال‪ :‬كانت مهاة بيضاء يعنخخي درة )‪ .(2‬بيخخان‪ :‬قخخال الجخخوهري‪:‬‬
‫المهاة بالفتح البلور )‪ - 149 .(3‬الكافي‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عخخن سخخهل بخخن‬
‫زياد‪ ،‬عن منصور بن العباس عن صخخالح اللفخخائفي‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬إن ال عزوجل دحا الرض من تحت الكعبة إلى منى‪ ،‬ثم دحاهخخا‬
‫من منى إلى عرفات ثم دحاها من عرفات إلى منى‪ ،‬فخخالرض مخخن عرفخخات‪،‬‬
‫وعرفات من منى ومنى من الكعبة )‪ .(4‬بيان‪ :‬قوله )ثخخم دحاهخخا مخخن عرفخخات‬
‫إلى منى( أبي دحا السطح الظاهر من الرض من عرفخات إلخخى منتهاهخخا‪ ،‬ثخم‬
‫ردها من تحت الرض لحصول الكروية إلى منخخى‪ ،‬ولخخم يخخذكر عليخخه السخخلم‬
‫كيفية إتمخخامه لظهخخوره‪ ،‬أو المعنخخى أنخخه ردهخخا مخخن جهخخة التحخخت إلخخى الجخخانب‬
‫الخر‪ ،‬ثم إلى الكعبة‪ ،‬ثم تمم أطراف الكخخرة مخخن جهخخة الفخخوق إلخخى منخخى ليتخخم‬
‫كلها‪ .‬وأما ما تكلف بعض أفاضل المعاصرين حيث قخخرأ )منخخى( أخيخخرا بفتخخح‬
‫الميم بمعنى قدر‪ ،‬أي إلى آخخخر مخخا قخخدره الخ مخخن منتهخخى الرض‪ ،‬فل يخفخخى‬
‫عليك بعده‪.‬‬

‫)‪ (1‬هو زياد بن المنذر الهمداني الخارفى‪ :‬كان من علماء الزيديخخة رئيخخس الجاروديخخة‬
‫منهم وكان اعمى‪ :‬قال ابن الغضائري‪ ،‬حديثه في حديث اصحابنا اكثر منخخه‬
‫في الزيدية و بالجملة فالرجل ضعيف عند الصحاب وسماه أبو جعفر عليه‬
‫السلم )سرحوبا( وهو اسم شيطان اعمى يسكن البحخخر‪ .‬واورد الكشخخى فخخي‬
‫رجاله عدة روايخخات تخخدل علخخى ذمخخه‪ (2) .‬فخخروع الكخخافي )الطبعخخة القديمخخة(‬
‫كتاب الحج‪ ،‬الباب الثالث‪ :‬ح ‪ :1‬ص ‪ (3) .216‬في المصدر )ص ‪:(2499‬‬
‫المهاة بالفتح ايضا البلورة‪ (4) .‬فروع الكافي‪ :‬ص ‪ ،116‬ب ‪ ،3‬ح ‪.3‬‬

‫]‪[204‬‬

‫‪ - 150‬الكافي‪ :‬عن عدة من أصحابه‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عخخن علخخي بخخن الحكخخم عخخن‬
‫سيف بن عميرة‪ ،‬عن أبي زرارة التميمي‪ ،‬عن أبي حسخخان‪ ،‬عخخن أبخخي جعفخخر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬لما أراد ال عزوجل أن يخلق الرض أمر الرياح فضر بن‬
‫وجه الماء حتى صار موجا‪ ،‬ثم أزبد فصار زبدا واحدا‪ ،‬فجمعخخه فخخي موضخخع‬
‫البيت‪ ،‬ثخم جعلخخه جبل مخخن زبخد‪ ،‬ثخم دحخا الرض مخخن تحتخه‪ ،‬وهخخو قخخول الخ‬
‫عزوجل )إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا( )‪ .(1‬ورواه أيضا عن‬
‫سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )‬
‫‪ - 151 .(2‬الخخدر المنثخخور للسخخيوطي‪ :‬بأسخخانيد عخخن مجاهخخد‪ ،‬قخخال‪ :‬خلخخق الخ‬
‫الرض قبل السماء‪ ،‬فلما خلق الرض ثار منها دخان فذلك قوله )ثم اسخختوى‬
‫إلى السماء فسويهن سبع سماوات( يقول‪ :‬خلق سخخبع سخخماوات بعضخخهن فخخوق‬
‫بعض‪ ،‬وسبع أرضين بعضهن تحت بعخخض )‪ - 152 .(3‬ومنخخه‪ :‬أيضخخا بعخخدة‬
‫طرق عن ابن عباس‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وناس من أصحاب رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله في قوله تعالى )هو الذي خلق لكم ما في الرض جميعا ثم اسخختوى‬
‫إلى السماء فسويهن سبع سماوات( قال‪ :‬إن ال كخخان عرشخخه علخخى المخخاء ولخخم‬
‫يخلق شيئا قبل الماء‪ ،‬فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فخخارتفع‬
‫فوق الماء )‪ (4‬فسمى عليه فسماه سماه‪ ،‬ثم أيبس الماء فجعله أرضخخا واحخخدة‪،‬‬
‫ثم فنقها فجعلهخا سخخبع أرضخين فخخي يخومين‪ :‬فخخي الحخد والثنيخخن‪ ،‬فجعخخل )‪(5‬‬
‫الرض على الحوت‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .96 :‬فروع الكافي )الطبعة القديمخخة(‪ :‬ص ‪ ،116‬ب ‪ ،3‬ح ‪) .7‬‬
‫‪ (3‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (4) .42 43‬في المصدر‪ :‬فخوق المخاء فسخماه‬
‫سماء‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬فخلق الرض )*(‪.‬‬

‫]‪[205‬‬

‫وهو الذي ذكره في قوله )ن والقلم( والحوت في الماء )‪ (1‬على صفاة‪ ،‬والصفاة علخخى‬
‫)‪ (2‬ملك‪ ،‬والملك على صخرة‪ ،‬والصخرة على )‪ (3‬الريخخح‪ ،‬وهخخي الصخخخرة‬
‫الخختي ذكرهخخا لقمخخان ليسخخت فخخي السخخماء ول فخخي الرض‪ ،‬فتحخخرك الحخخوت‬
‫فاضطرب فتزلزلت الرض فأرسخخى عليهخخا الجبخخال‪ ،‬فقخخرت )‪ (4‬فخخذلك قخخوله‬
‫)وجعل لها رواسي أن تميد بكم( وخلق الجبال فيها وأقخخوات أهلهخخا وشخخجرها‬
‫وما ينبغي لها في يومين‪ :‬في الثلثاء والربعاء‪ ،‬ودلخخك قخخوله )أئنكخخم لتكفخخرون‬
‫بالذي خلق الرض في يومين ‪ -‬إلى قخخوله ‪ -‬وبخخارك فيهخخا( يقخخول‪ :‬أنبخخت فيهخخا‬
‫شجرها )وقخدر فيهخا أقواتهخخا( وأهلهخخا )‪) (5‬فخي أربعخخة أيخخام سخواء للسخائلين(‬
‫يقول‪ :‬من سأل فهكذا المر )ثم استوى إلى السخخماء وهخخي دخخخان( فكخخان ذلخخك‬
‫الدخان من تنفس الماء حين تنفس فجعلها سماء واحدة ثم فتقها فجعلهخخا‪ ،‬سخخبع‬
‫سماوات فخي يخومين فخي الخميخس والجمعخة لنخه جمخع فيخه خلخق السخماوات‬
‫والرض )وأوحى في كل سماء أمرها( قال‪ :‬خلق فخخي كخخل سخخماء خلقهخخا مخخن‬
‫الملئكة والخلق الذي فيها من البحخخار والجبخخال الخخبرد ومخخا ل يعلخخم‪ ،‬ثخخم زيخخن‬
‫السماء الدنيا بالكواكب فجعلها زينة وحفظا من الشياطين‪ ،‬فلما فرغ من خلق‬
‫ما أحب استوى على العرش )‪ - 153 .(6‬وعن ابن عبخخاس فخخي قخخوله تعخخالى‬
‫)ثم استوى إلى السماء( يعني صعد أمره إلى السخخماء )فسخخويهن( يعنخخي خلخخق‬
‫سبع سماوات‪ ،‬قال‪ :‬أجرى النار على الماء فبخر البحر‪ ،‬فصخخعد فخخي الهخخواء‪،‬‬
‫فجعل السماوات منه )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬والماء على ظهر صفاة‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬على ظهر ملك‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬في الريح‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬فالجبال تفتخر علخخى الرض فخخذلك‪..‬‬
‫)‪ (5‬في المصخخدر‪ :‬ويقخول لهلهخا‪ (6) .‬الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪(7) .43‬‬
‫الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.(*) 43‬‬

‫]‪[206‬‬

‫‪ - 154‬وعن عبد ال بن عمرو‪ ،‬قخخال‪ :‬لمخخا أراد الخ أن يخلخخق الشخخياء إذ كخخان عرشخخه‬
‫على الماء‪ ،‬وإذ ل أرض ول سماء‪ ،‬خلخخق الريخخح فسخخلطها علخخى المخخاء‪ ،‬حخختى‬
‫اضطربت أمواجه‪ ،‬وأثار ركامه‪ ،‬فأخرج من الماء دخانا وطينا وزبخخدا فخخأمر‬
‫الدخان فعل و سما ونما‪ ،‬فخلق منه السماوات‪ ،‬وخلق من الطيخخن الرضخخين‪،‬‬
‫وخلق من الزبد الجبال )‪ - 155 .(1‬وعن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬أخذ النبي صلى‬
‫ال عليه وآله بيدي فقال‪ :‬خلق ال التربة يوم السبت‪ ،‬وخلق فيهخا الجبخال يخخوم‬
‫الحد‪ ،‬وخلق الشجر يوم الثنين‪ ،‬و خلق المكروه يخخوم الثلثخخاء‪ ،‬وخلخخق النخخور‬
‫يوم الربعاء‪ ،‬وبث فيها الخخدواب يخخوم الخميخخس‪ ،‬وخلخخق آدم يخخوم الجمعخخة بعخخد‬
‫العصر )‪ - 156 .(2‬وعن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬دحيت الرض من‬
‫مكة‪ ،‬وكانت الملئكة تطخخوف بخخالبيت‪ ،‬وهخخي أول )‪ (3‬مخخن طخخاف بخخه‪ ،‬وهخخي‬
‫الرض التي قال ال )إني جاعل في الرض خليفة )‪ ،((4‬خ ‪ - 157‬وعن ابخخن‬
‫عباس قال‪ :‬وضع البيت على الماء علخخى أربعخخة أركخخان قبخخل أن يخلخخق الخخدنيا‬
‫بألفي عام‪ ،‬ثم دحيت الرض من تحت البيت )‪ - 158 .(5‬وعن مجاهد قال‪:‬‬
‫خلق ال موضع البيت الحرام من قبل أن يخلق شيئا مخخن الرض بخخألفي سخخنة‬
‫وأركخخانه فخخي الرض السخخابعة )‪ - 159 .(6‬وعخخن كعخخب الحبخخار )‪ (7‬قخخال‪:‬‬
‫كانت الكعبة غثاء على الماه قبل أن يخلق‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (3) .43‬في بعض النسخ وكذا في المصدر‪ :‬فهخخى‪.‬‬
‫)‪ (4‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ (5) .46 ،1‬الدر المنثور‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (6) .127‬الدر‬
‫المنثور‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (7) .127‬بالحاء المهملة‪ .‬جمع )حبر( وهو عالم اهخخل‬
‫الكتاب‪ ،‬كان منحرفا عن على عليه السلم وروى ان أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬انه كذاب‪ .‬ولخخه مخاصخخمة مخخع أبخخى ذر فخخي مجلخخس عثمخخان فخخي‬
‫مسألة احراز بيت المال‪ ،‬فقال له أبو ذر‪ ،‬يا ابن اليهودية تعلمنا ديننا ؟ !‬

‫]‪[207‬‬

‫ال السموات والرض بأربعين سنة‪ ،‬ومنها دحيت الرض‪ - 160 .‬وعن ابخخن عبخخاس‬
‫قال‪ :‬لما كان العرش على الماء قبل أن يخلخخق الخ السخخماوات والرض بعخخث‬
‫ال ريحا هفافة فصفقت الريح الماء‪ ،‬فأبرزت عخن خشخفة فخي موضخع الخبيت‬
‫كأنها قبة‪ ،‬فدحا ال الرض من تحتها‪ ،‬فمادت ثم مادت فأوتدها الخ بالجبخخال‪،‬‬
‫فكان أول جبل وضع فيها )أبو قبيس( فلذلك سخخميت أم القخخرى‪ - 161 .‬وعخخن‬
‫مجاهد قال‪ :‬بدأ ال )‪ (1‬بخلق العرش والمخخاء والهخخواء‪ ،‬وخلقخخت الرض مخخن‬
‫الماء‪ ،‬وكان بدء الخلق يوم الحد‪ ،‬وجمع )‪ (2‬الخلق يوم الجمعخخة‪ ،‬و تهخخودت‬
‫اليهود يوم السبت‪ ،‬ويوم من الستة أيام كألف سنة ممخخا تعخخدون )‪- 162 .(3‬‬
‫وعن عكرمة قال‪ :‬إن ال بدأ خلق السماوات والرض وما بينهما يوم الحد‪،‬‬
‫ثم استوى على العرش يوم الجمعة في ثلث ساعات‪ ،‬فخلق فخخي سخخاعة منهخخا‬
‫الشموس كي يرغب الناس إلى ربهم في الدعاء والمسألة )‪ - 163 .(4‬وكتب‬
‫يزيد بن )‪ (5‬مسلم إلى جخخابر بخخن يزيخخد يسخأله عخخن بخخدء الخلخخق قخخال‪ :‬العخخرش‬
‫والماء والقلم وال أعلم )‪ - 164 .(6‬وعن عمخخران بخخن الحصخخين عخخن النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله قال‪ :‬كان ال قبل كل شئ وكان عرشه على الماء‪ ،‬وكتب‬
‫في اللوح المحفخخوظ ذكخر كخل شخخئ )‪) (7‬الخخبر(‪ - 165 .‬وعخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫عمرو بن العا ص‪ ،‬قال‪ :‬قخخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه إن الخ قخخدر‬
‫مقخخادير الخلئق قبخخل أن يخلخخق السخخماوات والرضخخين بخمسخخين ألخخف سخخنة‬
‫وعرشه )‪ (8‬على الماء )‪.(9‬‬

‫)‪ (1‬فخي المصخدر‪ :‬بخدء الخلخق‪ (2) .‬فخي المصخدر‪ :‬ويخوم الثنيخن والثلثخاء والربعخاء‬
‫والخميس وجميع الخلق في يوم الجمعخخة )‪ 3‬و ‪ (4‬الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪ ،3‬ص‬
‫‪ (5) .91‬في المصخخدر )يزيخخد بخخن أبخخى سخخلم( وليخخس لهمخخا ذكخخر فخخي تراجخخم‬
‫الخاصة والعامة‪ 6) .‬و ‪ (7‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪ (8) .91‬في المصدر‪:‬‬
‫وكان عرشه على الماء‪ (9) .‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪.(*) 321‬‬
‫]‪[208‬‬

‫‪ - 166‬وعن ابن عباس أنه سئل عن قوله تعالى )وكان عرشخخه علخخى المخخاء( علخخى أي‬
‫شئ كان الماء ؟ قال‪ :‬على متن الريخخح )‪ - 167 .(1‬وعخخن مجاهخخد فخخي قخخوله‬
‫)وكان عرشه على الماء( قبل أن يخلق شخخيئا )‪ - 168 .(2‬وعخخن الربيخخع بخخن‬
‫أنس‪ ،‬قال‪ :‬كان عرشه على الماء‪ ،‬فلمخخا خلخخق السخخماوات والرض قسخخم ذلخخك‬
‫الماء قسمين فجعل نصفا تحت العرش وهو البحخخر المسخخجور فل تقطخخر منخخه‬
‫قطرة حتى ينفخ في الصور فينزل )‪ - 169 .(3‬وعن عكرمة قال‪ :‬سئل ابخخن‬
‫عبخخاس عخخن الليخخل كخخان قبخخل أم النهخخار ؟ قخخال‪ :‬الليخخل‪ ،‬ثخخم قخخرأ )إن السخخموات‬
‫والرض كانتا رتقا ففتقناهما( فهل تعلمون كان بينهما إل ظلمة )‪ (4‬؟ ‪170‬‬
‫‪ -‬وعن النبي صلى ال عليه وآله في قوله )وجعلنا مخن المخخاء كخل شخئ حخخي(‬
‫قال‪ :‬كل شئ خلق من الماء )‪ - 171 .(5‬وعن وهب قخخال‪ :‬قخخال عزيخخز‪ :‬رب‬
‫أمرت الماء فجمد في وسط الهخواء فجعلخت منخه سخبعا وسخمية السخماوات ثخم‬
‫أمرت الماء ينفق عخخن الخختراب‪ ،‬وأمخخرت الخختراب أن يتميخخز مخخن المخخاء‪ ،‬فكخخان‬
‫كذلك فسميت جميع ذلك الرضين وجميع الماء البحار‪ ،‬ثم خلقخخت مخخن المخخاء‬
‫أعمى أعين بصرته )‪ (6‬ومنها‪ .‬أصم آذان أسمعته‪ ،‬ومنها ميت أنفخس أحييتخه‬
‫خلقت ذلك بكلمة واحدة منها ما عيشه الماء ومنها ما ل صبر لخخه علخخى المخخاء‬
‫خلقا مختلفا في الجسام واللوان جنسخخته أجناسخخا‪ ،‬وزوجتخخه أزواجخخا وخلقخخت‬
‫أصنافا وألهمته الذي خلقته‪ .‬ثم خلقت من الخختراب والمخخاء دواب الرض ومخخا‬
‫شيتها وسباعها فمنهم من يمشي على بطنه‪ ،‬ومنهم من يمشخخي علخخى رجليخخن‪،‬‬
‫ومنهم من يمشي على أربع ومنهم العظيم والصغير )‪ (7‬ثم زرعت في‬

‫)‪ (4 - 1‬الخخدر المنثخخور‪ ،‬ج ‪،3‬خ ‪ (5) 322‬الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪ ،4‬ص ‪ (6) .317‬فخخي‬
‫المخطوطخخة‪ :‬أبصخرته )‪ (7‬فخخي المصخدر‪ :‬ثخخم وعظتخخه بكتابخخك وحكمتخك ثخم‬
‫قضيت عليه الموت ل محالة ثخم انخت تعيخده كمخا بخدأته وقخال عزيخز‪ :‬اللهخم‬
‫بكلمتك خلقخت جميخع خلقخك فخاتى علخى مشخيتك ثخم زرعخت فخي أرضخك‪...‬‬
‫وسيأتى ما سقط هناك بعد أسطر )*(‪.‬‬

‫]‪[209‬‬

‫أرضك كل نبخخات فيهخخا بكلمخخة واحخخدة وتخخراب واحخخد وتسخخقى بمخخاء واحخخد‪ ،‬فجخخاء علخخى‬
‫مشيئتك مختلفا اكله ولونه وريحه وطعمه‪ ،‬منه الحلو‪ ،‬ومنه الحامض والمر‪،‬‬
‫و الطيب ريحه والمنتن‪ ،‬والقبيخخح والحسخخن‪ ،‬وقخخال عزيخخز‪ :‬يخخا رب إنمخخا نحخخن‬
‫خلقك وعمل يخدك )‪ (1‬خلقخت أجسخادنا فخي أرحخام امهاتنخا‪ ،‬وصخورتنا كيخف‬
‫تشاء بقدرتك جعلت لنا أركانا‪ ،‬وجعلت فيها عظاما‪ ،‬وشفقت )‪ (2‬لنخا أسخماعا‬
‫وأبصارا‪ ،‬ثم جعلت لها )‪ (3‬في تلك الظلمة نخخورا‪ ،‬وفخخي ذلخخك الضخخيق سخخعة‪،‬‬
‫وفي ذلك الغم روحا‪ ،‬ثم هيأت لها من فضلك رزقا يقخخويه علخخى مشخخيئتك‪ ،‬ثخخم‬
‫وعظته بكتابك وحكمتك‪ ،‬ثم قضيت عليه الموت ل محالة‪ ،‬ثم أنت تعيده كمخخا‬
‫بدأته‪ .‬قال عزيز‪ :‬اللهم بكلمتك خلقت جميع خلقك‪ ،‬فأتى على مشيتك‪ ،‬لم تخخأن‬
‫في ذلك مؤنة‪ ،‬ولم تنصب )‪ (4‬فيه نصبا‪ ،‬كان عرشك علخخى المخخاء‪ ،‬والظلمخخة‬
‫على الهواء والملئكة يحملون عرشخخك‪ ،‬ويسخخبحون بحمخخدك‪ ،‬والخلخخق مطيخخع‬
‫لك‪ ،‬خاشع من خوفك‪ ،‬ل يرى فيه نور إل نورك‪ ،‬ول يسخخمع فيخخه صخخوت إل‬
‫سمعك‪ ،‬ثم فتحخخت خزانخخة النخخور وطريخخق الظلمخخة فكانخخا ليل ونهخخارا يختلفخخان‬
‫بأمرك )‪ - 172 .(5‬وعن ابن عباس‪ :‬إن اليهود أتت النخخبي صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله فسألته عن خلق السماوات والرض‪ ،‬فقال‪ :‬خلق ال الرض يوم الحخخد‬
‫والثنين‪ ،‬وخلق الجبال وما فيهن من منافع يوم الثلثاء‪ ،‬وخلخخق يخخوم الربعخخاء‬
‫الشجر والماء والمدائن و العمران والخخخراب‪ ،‬فهخخذه أربعخخة فقخخال تعخخالى )قخخل‬
‫أئنكم لتكفرون بالذي خلق الرض في يومين إلى قوله في أربعخخة أيخخام سخخواء‬
‫للسائلين( وخلق يخخوم الخميخخس السخخماء وخلخخق يخخوم الجمعخخة النجخخوم والشخخمس‬
‫والقمر والملئكة إلى ثلث ساعات بقين منه‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يديك‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬وفتقخخت‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬لنخخا‪ (4) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬ولم ثعى منه نصبا‪ (5) .‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،5‬ص‪.(*) 6 :‬‬

‫]‪[210‬‬

‫فخلق في أول ساعة من هذه الثلث )‪ (1‬الجال حيخخن يمخخوت مخخن مخخات‪ ،‬وفخخي الثانيخخة‬
‫ألقى الفة على كل شئ مما ينتفع به‪ ،‬وفي الثالثخخة خلخخق آدم وأسخخكنه الجنخخة و‬
‫أمر إبليس بالسجود له‪ ،‬وأخرجه منها في آخر ساعة‪ .‬قالت اليهود‪ :‬ثم ماذا يخخا‬
‫محمد ؟ قال‪ :‬ثم استوى على العرش‪ .‬قالوا‪ :‬قد أصبت لو أتممخخت ! قخخالوا‪ :‬ثخخم‬
‫استراح‪ .‬فغضب النبي صلى ال عليه وآله غضخخبا شخخديدا فنخخزل )ولقخخد خلقنخخا‬
‫السماوات والرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر علخخى‬
‫ما يقولون )‪ - 173 .((2‬وعن ابن جريح في قخخوله )وبخخارك فيهخخا( قخخال‪ :‬كخخل‬
‫شئ فيه منفعة لبن آدم فهو مبارك )‪ - 174 .(3‬وعن ابخخن عبخخاس فخخي قخخوله‬
‫)وقدر فيها أقواتهخا( قخال‪ :‬شخق النهخار وغخرس الشخجار‪ ،‬ووضخع الجبخال‪،‬‬
‫وأجرى البحار‪ ،‬وجعل في هذه ما ليس في هذه وفي هذه مخخا ليخخس فخخي هخخذه )‬
‫‪ - 175 .(4‬وعن عكرمة في قوله تعالى )وقدر فيها أقواتهخخا( قخخال‪ :‬قخخدر فخخي‬
‫كخخل أرض شخخيئا ل يصخخلح فخخي غيرهخخا )‪ - 176 .(5‬وعخخن ابخخن جخخبير قخخال‪:‬‬
‫معاشخخها )‪ - 177 .(6‬وعخخن الحسخخن قخخال‪ :‬أرزاقهخخا )‪،(7‬خ ‪ - 178‬وعخخن ابخخن‬
‫عباس قال‪ :‬خلق ال السماوات من دخان‪ ،‬ثخخم ابتخخدأ خلخخق الرض يخخوم الحخخد‬
‫ويوم الثنين وذلك قوله )أئنكم لتكفرون بالذي خلخخق الرض فخخي يخخومين( ثخخم‬
‫قدر فيها أقواتها في يوم الثلثاء ويوم الربعاء‪ ،‬فذلك قوله )وقدر فيهخخا أقواتهخخا‬
‫في أربعة أيام سواء للسخخائلين ثخخم اسختوى إلخى السخماء وهخخي دخخان( فسخخمكها‬
‫وزينها بالنجوم والشمس والقمر وأجراهما في فلكهما‪ ،‬وخلق فيها ما شاء من‬

‫)‪ (1‬في المصخخدر‪ :‬الثلثخخة‪ (2) .‬ق‪ 38 :‬و ‪ .39‬والخخخبر فخخي الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪ ،5‬ص‬
‫‪ (6 - 3) .360‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪ (7) .360‬الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪،5‬‬
‫ص ‪.361‬‬

‫]‪[211‬‬

‫خلقه وملئكته ]في[ يوم الخميس ويوم الجمعة‪ ،‬وخلق الجنة ]في[ يوم الجمعة وخلخخق‬
‫آدم يوم الجمعة فذلك قول ال )خلق السماوات والرض في ستة أيام( وسبت‬
‫كل شخخئ يخخوم السخخبت فعظمخخت اليهخخود يخخوم السخخبت لنخخه سخخبت فيخخه كخخل شخخئ‬
‫وعظمت النصارى يوم الحد لنه ابتدأ فيه خلق كل شخخئ‪ ،‬وعظخخم المسخخلمون‬
‫يوم الجمعة لن ال فرغ فيه من خلقه‪ ،‬وخلق فخي الجنخة رحمتخه‪ ،‬وخلخق فيخه‬
‫آدم وفيه هبط مخخن الجنخخة إلخخى الرض‪ ،‬وفيخخه قبلخخت فخخي الرض تخخوبته وهخخو‬
‫أعظمها )‪ - 179 .(1‬وعن عبد ال بن سلم قال‪ :‬إن ال ابتدأ الخلخخق‪ ،‬وخلخخق‬
‫الرضين )‪ (2‬يوم الحد والثنين‪ ،‬وخلق القوات والرواسي في يخخوم الثلثخخاء‬
‫والربعاء‪ ،‬وخلق السماوات في الخميس والجمعة إلى صلوة العصر‪ ،‬وخلخخق‬
‫فيها )‪ (3‬آدم في تلك الساعة التي ل يوافقها عبد )‪ (4‬في صلة يدعو ربخخه إل‬
‫استجاب له‪ ،‬فهي ما بين صلة العصر إلخخى أن تغيخخب الشخخمس )‪- 180 .(5‬‬
‫وعن عكرمة أن اليهود قالوا للنبي صلى ال عليه وآله‪ :‬ما يوم الحخخد ؟ قخخال‪:‬‬
‫فيه خلخخق الخ الرض وكبسخها‪ ،‬قخالوا‪ :‬الثنيخن ؟ قخال خلخق فيخخه وفخي الثلثخخاء‬
‫الجبال والماء وكذا وكذا وما شاء ال‪ .‬قالوا‪ :‬فيوم الربعخخاء ؟ قخخال‪ :‬القخخوات‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬فيوم الخميس ؟ قال‪ :‬فيه خلق ال السماوات‪ .‬قالوا‪ :‬يوم الجمعخخة ؟ قخخال‪:‬‬
‫خلق في ساعتين الملئكة وفي ساعتين الجنة والنخار‪ ،‬وفخي سخاعتين الشخمس‬
‫والقمخخر والكخخواكب‪ ،‬وفخخي سخخاعتين الليخخل والنهخخار‪ .‬قخخالوا‪ :‬السخخبت‪ ،‬وذكخخروا‬
‫الراحة‪ ،‬فقال‪ :‬سبحان ال ! فأنزل الخ )ولقخخد خلقنخخا السخماوات والرض ومخخا‬
‫بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب )‪ .((6‬وعن ابن عباس أيضا نحوه‪.‬‬

‫)‪ (1‬الدر المنشور‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪ (2) .361‬فخخي المصخخدر‪ :‬الرض‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫وخلق آدم‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬عبد يدعو ربه‪ 5) .‬و ‪ (6‬الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪،5‬‬
‫ص ‪.(*) 361‬‬

‫]‪[212‬‬
‫‪ - 181‬وعن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إن ال تعالى فرغ من خلقخخه‬
‫في ستة أيام أولهن يوم الحد والثنين والثلثاء والربعاء والخميس والجمعة‪.‬‬
‫‪ - 182‬وعن ابن عباس في قخوله تعخالى )فقخال لهخا وللرض ائتيخا طوعخا أو‬
‫كرها( قال‪ :‬قال للسماء أخرجي شمسخخك وقمخرك ونجومخك‪ ،‬وللرض شخققي‬
‫أنهارك وأخرجي ثمارك ! فقالتا أتينا طائعين )‪ - 183 .(1‬وعن ابخخن عبخخاس‬
‫أن رجل قال له‪ :‬آيتان في كتاب الخ تخخخالف إحخخداهما الخخخرى ! فقخخال‪ :‬إنمخخا‬
‫اتيت من قبلك رأيك اقرء ! قال‪) :‬قل أئنكم لتكفرون بالذي خلخخق الرض فخخي‬
‫يومين حتى بلغ ثم استوى إلخخى السخخماء( وقخخوله )والرض بعخخد ذلخخك دحيهخخا(‬
‫قال‪ :‬خلق ال الرض قبل أن يخلق السماء‪ ،‬ثم خلق السماء‪ ،‬ثخم دحخا الرض‬
‫بعد ما خلق السماء‪ ،‬وإنما قوله دحاها بسطها )‪ .(2‬بيان‪ :‬في النهاية‪ :‬فيخخه )‪(3‬‬
‫كانت الكعبة خشعة على المخخاء فخخدحيت منهخخا الرض‪ .‬الخشخخعة‪ :‬أكمخخة لطئة‬
‫بالرض والجمخخع )خشخخع( قيخخل‪ :‬هخخو )‪ (4‬مخخا غلبخخت عليخخه السخخهولة أي ليخخس‬
‫بحجخخر ولطيخخن‪ ،‬ويخخروى )خشخخفة( بالخخخاء والفخخاء‪ .‬وقخخال الخطخخابي‪ :‬الخشخخفة‬
‫واحدة الخشف‪ ،‬وهي الحجارة تنبخخت فخخي الرض نباتخخا )‪ - 183 .(5‬مخخروج‬
‫الذهب للمسعودي عخخن أبخخي عبخخد الخ جعفخخر بخن محمخخد عخن آبخائه عخخن أميخخر‬
‫المخخؤمنين عليهخخم السخخلم )‪ (6‬قخخال‪ :‬إن الخ حيخخن شخخاء تقخخدير الخليقخخة‪ ،‬وذرء‬
‫البرية‪ ،‬وإبداع المبدعات‪ ،‬نصخب الخلخق فخي صخور كالهبخاء )‪ ،(7‬قبخل دحخو‬
‫الرض ورفع السماء‪ ،‬وهو في‬

‫)‪ (1‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪ (2) .361‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪ (3) .313‬يعنى في‬
‫كتاب ابى عبيد الهروي‪ (4) .‬كذا في المصخخدر‪ :‬وفخخي بعخخض النسخخخ البحخخار‬
‫)هي(‪ (5) .‬النهاية‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ 295‬وزاد‪ :‬وتروى بالحاء المهملخخة وبخخالعين‬
‫بدل الفاء‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬روى عن أمير المؤمنين عليه السلم‪ (7) .‬فخخي‬
‫بعض النسخ‪ :‬الهيآت )*(‪.‬‬

‫]‪[213‬‬

‫انفراد ملكوته‪ ،‬وتوحد جبروته‪ ،‬فأتاح نخخورا مخخن نخخوره فلمخخع‪ ،‬وقبسخخا )‪ (1‬مخخن ضخخيائه‬
‫فسطع‪ ،‬ثم اجتمع النور في وسط تلك الصور الخفية‪ ،‬فوافق ذلك صورة نبينا‬
‫محمد صلى ال عليه وآله فقخخال الخ عخز مخن قخائل‪ :‬أنخخت المختخخار المنتخخب‪،‬‬
‫وعندك أستودع نوري وكنوز هخخدايتي‪ ،‬ومخخن أجلخخك اسخخطح البطحخخاء وأرفخخع‬
‫السخخماء )‪ ،(2‬وأمخخزج المخخاء وأجعخخل الثخخواب والعخخذاب )‪ ،(3‬والجنخخة والنخخار‪،‬‬
‫وأنصب أهل بيتخخك بالهدايخخة )‪ (4‬واوتيهخم مخن مكنخون علخم مخا ل يخفخى )‪(5‬‬
‫عليهم دقيق‪ ،‬ول يغيبم )‪ (6‬خفي‪ ،‬وأجعلهم حجة على بريتي والمنبهيخخن علخخى‬
‫علمي )‪ (7‬وواحدانيتي‪ ،‬ثخخم أخخخذ الخ سخخبحانه الشخخهادة للربوبيخخة‪ ،‬والخلص‬
‫للوحدانية‪ ،‬فبعد )‪ (8‬أخذ ما أخذ مخخن ذلخخك شخخاء ببصخخائر الخلخخق انتخخخاب )‪(9‬‬
‫محمد‪ ،‬وأراهم أن الهداية معه‪ ،‬والنخور لخه‪ ،‬والمامخة فخي أهلخه )‪ (10‬تقخديما‬
‫لسنة العدل‪ ،‬وليكون العذار متقدما‪ ،‬ثم أخفى ال الخليقة فخخي غيبخخة‪ ،‬وغيبهخخا‬
‫في مكنون علمخخه‪ ،‬ثخخم نصخخب العخخوالم‪ ،‬وبسخخط الزمخخان‪ ،‬ومخخرج المخخاء‪ ،‬وأثخخار‬
‫الزبد‪ ،‬وأهاج الدخان‪ ،‬فطفى عرشه على الماء‪ ،‬وسخخطح )‪ (11‬الرض علخخى‬
‫ظهر الماء‪ ،‬ثم استجابهما إلى الطاعة‪ ،‬فأذعنتا بالستجابة‪ ،‬ثم أنشاء الملئكخخة‬
‫من أنوار نبوة قد ابتدعها‪ ،‬وأنوار اخترعها‪ ،‬وقرن بتوحيده نبخخوة نخخبيه محمخخد‬
‫صلى ال عليه وآله فشهرت نبوته في السماء قبل بعثته‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ونزع قبسا‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬اموج الماء وأرفخخع السخخماء‪ (3) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬العقاب )‪ (4‬في المصدر‪ :‬للهداية‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬مال يشكل‪) .‬‬
‫‪ (6‬فخخي المخطوطخخة‪ :‬ل يعييهخخم‪ (7) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬علخخى قخخدرتي‪ (8) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬فقبل اخذ ما اخذ جل شأنه‪ (9) .‬في المصدر‪ :‬انتخب محمدا وآلخخه‪.‬‬
‫)‪ (10‬في المصدر‪ :‬في آله‪ (11) .‬في المصدر‪ :‬فسطح‪.‬‬

‫]‪[214‬‬

‫في الرض‪ ،‬فلما خلق ال آدم أبان له فضله للملئكة‪ ،‬وأراهم ما خصه بخخه مخخن سخخابق‬
‫العلم‪ ،‬من حيث عرفهم عند استنابئه إياه أسماء الشياء‪ ،‬فجعل ال آدم محرابا‬
‫وكعبة وقبلة )‪ (1‬أسجد إليها النوار والروحانيين والبرار‪ ،‬ثم نبخخه آدم علخخى‬
‫مستودعه وكشف له خطر ما ائتمنه على أن سماه )‪ (2‬إمامخخا عنخخد الملئكخخة‪،‬‬
‫فكان حظ آدم من الخبر إنباءه ونطقه بمسخختودع نورنخخا‪ ،‬ولخخم يخخزل الخ تعخخالى‬
‫يخبأ النور تحت الزمان إلى أن فصل محمدا صلى ال عليه وآلخخه فخخي طخخاهر‬
‫القنوات )‪ (3‬فدعا النخخاس ظخخاهرا وباطنخخا‪ ،‬ونخخدبهم سخخرا وإعلنخخا‪ ،‬واسخختدعى‬
‫التنبيه على العهد الذي قدمه إلى الذر قبخخل النسخخل ومخخن وافقخخه قبخخس )‪ (4‬مخخن‬
‫مصباح النور المتقدم اهتدى إلى سره‪ ،‬واسخختبان واضخخح أمخخره‪ ،‬ومخخن ألبسخخته‬
‫الغفلة استحق السخطة لم يهتد إلى ذلك‪ ،‬ثم انتقل النخخور إلخخى غرائزنخخا‪ ،‬ولمخخع‬
‫مع أئمتنا )‪ (5‬فنحن أنوار السماء وأنوار الرض‪ ،‬فينخا النجخاة‪ ،‬ومنخخا مكنخخون‬
‫العلم وإلينا مصير المور‪ ،‬وبنا تقطع الحجج‪ ،‬ومنا خخخاتم )‪ (6‬الئمخخة‪ ،‬ومنقخخذ‬
‫المخخة وغايخخة النخخور‪ ،‬ومصخخدر امخخور‪ ،‬فنحخخن أفضخخل المخلخخوقين‪ ،‬وأكمخخل‬
‫الموجودين )‪ (7‬وحجج رب العالمين‪ ،‬فلتهنا )‪ (8‬النعمخخة مخخن تمسخخك بوليتنخخا‬
‫وقبخخض عروتنخخا )‪ .(9‬بيخخان‪ :‬أمخخزج المخخاء أي أخلطخخه بغيخخره فخخأخلق منخخه‬
‫المركبات‪ ،‬ويمكن أن يكون بخخالراء المهملخخة كقخخوله تعخخالى )مخخرج البحريخخن )‬
‫‪ ((10‬أي خلهما ببصائر الخلق أي لن‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وبابا وقبلة‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وكشف له عن خطر مخخا ائتمنخخه عليخخه‬
‫بعد ما سماه‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬في ظاهر الفترات‪ (4) .‬في المصخخدر‪ :‬فمخخن‬
‫وافقه واقتبس‪ (5) .‬في بعض النسخ‪) :‬من ائمتنا( وفي المصدر )في ائمتنا(‪.‬‬
‫)‪ (6‬وبمهخخدينا تقطخخن الحجخخج خخخاتم الئمخخة‪ (7) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬اشخخرف‬
‫الموحدين‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬فليهنا بالنعمة‪ (9) .‬مروج الخخذهب‪ ،‬ج ‪ ،1‬خ ‪17‬‬
‫و ‪ (10) .18‬الرحمن‪.(*) 19 :‬‬

‫]‪[215‬‬

‫يجعلهخخم ذوي بصخخائر‪ ،‬أو ملتبسخخا ببصخخائرهم وعلمهخخم‪ .‬والقنخخوات جمخخع قنخخاة‪ ،‬وقخخال‬
‫الجخخوهري قنخخاة الظهخخر‪ :‬الخختي تنتظخخم الفقخخار )‪) (1‬انتهخخى( والبلس بمعنخخى‬
‫الحيرة أو اليأس لزم واستعمل هنا متعديا‪ ،‬والظاهر أن فيه تصحيفا كما فخخي‬
‫كثير من الفقرات الخر‪ - 185 .‬الكافي‪ :‬عن عدة من أصحابه‪ ،‬عن سهل بخخن‬
‫زياد‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل عن بعخخض أصخخحابه‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى خلق الدنيا في ستة أيام‪ ،‬ثم اختزلها عن أيام‬
‫السنة‪ ،‬فالسنة ثلثمائة وأربع )‪ (2‬وخمسون يوما شعبان ل يتم أبدا‪ ،‬ورمضان‬
‫ل ينقخخص والخخ أبخخدا‪ ،‬ول تكخخون فريضخخة ناقصخخة‪ ،‬إن الخخ عزوجخخل يقخخول‬
‫)ولتكملوا العدة( وشوال تسعة وعشرون يوما‪ ،‬وذو القعدة ثلثون يوما لقخخول‬
‫ال عزوجل )وواعدنا موسى ثلثيخخن ليلخخة وأنممناهخخا بعشخخر فتخخم ميقخخات ربخخه‬
‫أربعين ليلة( وذو الحجة تسخخعة وعشخخرون يومخخا‪ ،‬والمحخخرم ثلثخخون يومخخا ثخخم‬
‫الشهور بعد ذلك شهر تام وشهر ناقص )‪) (3‬الخبر(‪ - 186 .‬الفقيخخه‪ :‬بإسخخناده‬
‫عن محمد بن يعقوب بن شعيب‪ ،‬عن أبيه )‪ (4‬عن الصادق عليه السلم قخخال‪:‬‬
‫قلت له‪ :‬إن الناس يروون أن رسول ال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه مخخا صخخام مخخن‬
‫شهر رمضان تسعة وعشرين يوما أكثر ممخخا صخخام ثلثيخخن‪ .‬قخخال‪ :‬كخخذبوا‪ ،‬مخخا‬
‫صام رسول ال صلى ال عليه وآله إل تاما‪ ،‬ول تكون الفرائض ناقصخخة‪ .‬إن‬
‫ال خلق السنة ثلثمائة وستين يوما‪ ،‬وخلق السماوات والرض في ستة أيام‪،‬‬
‫فحجزها من ثلثمائة وستين يوما فالسخخنة ثلثمخخائة وأربعخخة وخمسخخون يومخخا‪،‬‬
‫وشهر رمضان ثلثون يوما لقول ال عزوجل )ولتكملوا العدة( والكامل تخخام‪،‬‬
‫وشوال تسعة وعشرون يومخخا‪ ،‬وذو القعخخدة ثلثخخون يومخخا لقخخول الخ عزوجخخل‬
‫)وواعدنا موسى ثلثين ليلة( فالشهر هكذا ثم هكذا أي‬

‫)‪ (1‬الصحاح‪ (2) .2468 :‬في المصدر‪ :‬أربعة‪ (3) .‬فروع الكافي )الطبعة القديمخة(‪:‬‬
‫كتاب الصوم‪ ،‬ب ‪ ،7‬ح ‪ ،3‬ص ‪ (4) .184‬في المصدر‪ :‬في روايخخة حذيفخخة‬
‫بن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن محمد بن يعقوب ابن شعيب الخ )*(‪.‬‬

‫]‪[216‬‬

‫شهر تام وشهر ناقص وشهر رمضان ل ينقص أبدا‪ ،‬وشعبان ل يتم أبخخدا )‪ .(1‬تخخبيين‪:‬‬
‫قال بعض المحققين في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم ما حاصخخله‪ :‬ان‬
‫أفعاله سبحانه مبنية علخخى الحكخخم والمصخخالح‪ ،‬وإن حكمتخخه اقتضخخت أن تكخخون‬
‫أفعاله بالنسبة إلى مخلوقاته على قسمين‪ :‬قسخم يصخدر عنخه فخي كخل آن إرادة‬
‫دفعية بدون توقفه على مادة أو مدة‪ ،‬وقسم ال يصدر عنه إل بعد مخخدة أجخخرى‬
‫عادته بحصول استعداد مادته له في تلك المدة على سبيل التدريج‪ ،‬وإن خلخخق‬
‫الماء الذي جعله مخخادة لسخخائر الجسخخام والجسخخمانيات ومخخا يشخخبهه مخخن القسخخم‬
‫الول‪ ،‬وخلق السماوات والرضين وما في حكمهما من القسم الثخخاني‪ ،‬وهخخذا‬
‫حكم أطبق عليه جميع المليين وكثير من قدماء الفلسفة‪ ،‬فما ذكره المفسرون‬
‫من أن معنى خلق السماوات والرض إبداعهما ل من شئ ليس بشئ‪ ،‬ويخخدل‬
‫عليه خطب أمير المؤمنين عليه السلم وغيرها‪ .‬ثم إن القسم الثخخاني يسخختدعي‬
‫بالسنبة إلى كل مخلوق قدرا معينا من الزمخان كمخا يرشخخد إليخه تتبخع الزمنخخة‬
‫المعينة التي جرت عادته تعالى أن يخلق فيهخا أصخناف النباتخات مخن موادهخا‬
‫العنصرية‪ ،‬وأنواع الحيوانات من مواد نطفها في أرحخخام امهاتهخخا فعلخخى ذلخخك‬
‫خلق السخماوات والرض مخن مادتهخا الختي هخي المخاء بعخد خصخوص القخدر‬
‫المذكور من الزمان إنما هو من هذا القبيل ]و[ أما خصوص الحكمة الداعيخخة‬
‫إلى إجراء عادته بخلق تلك المور من موادها علخخى التدريخخج ثخخم تقخخدير قخخدر‬
‫خاص وزمخخان محخخدود لكخخل منهخخا فل مطمخخع فخخي معرفتخخه‪ ،‬فخخإنه مخخن أسخخرار‬
‫القضاء والقدر التي ل يمكن أن يحيط بها عقل البشر‪ ،‬ولذلك كتم عنا بل عخخن‬
‫بعخض المقربيخن والمرسخلين بخل سخد علينخا وعليهخم بخاب الفحخص والتفختيش‬
‫بالنهي الصريح الدال عليه كثير من القرآن والخبر‪ .‬ثخخم إن اليخخوم عبخخارة عخخن‬
‫زمان تمام دورة للشمس بحركتها السريعة العادية الموسومة باليومية‪ ،‬فكيف‬
‫يتصور أن يكون خلق السماوات الحاملة للشمس وغيرهخخا مخخن الكخخواكب فخخي‬
‫عدة من الزمان المذكور ؟ وهل ل يكون تكون الدائر في زمان‬

‫)‪ (1‬من ل يحضره الفقيه‪ ،‬ص ‪ ،196‬ح ‪.(*) 4‬‬

‫]‪[217‬‬

‫دورته مستلزما للخخدر المسخختحيل بالضخخرورة ؟ فقخخد ذكخخر ابخخن العربخخي فيمخخا )‪ (1‬سخخماه‬
‫بالفتوحات أن اليوم وزمان دورة للفلك الطلس فل يكخخون منطوطخخا بالشخخمس‬
‫ول بالسماوات السبع‪ ،‬إنما المنوط بها الليل والنهخار وهمخا غيخر اليخوم‪ .‬وفيخه‬
‫أنه اصطلح مبنخخي علخخى اصخخول الفلسخخفة تخخأبى عنخخه اللغخخة والعخخرف المبنخخي‬
‫عليهما لسان الشريعة‪ ،‬و لظهور ذلك أطبق المفسرون على تأويله إما بحمخخل‬
‫تلك اليام على زمان مساو لقدر زمانها‪ ،‬وإما بحملها علخى أوقخات أو مخرات‬
‫متعددة بعخخدتها حخختى يكخخون معنخخى خلخخق الرض فخخي يخخومين مثل خلقهخخا فخخي‬
‫مرتين مرة خلق أصلها‪ ،‬ومرة تمييز بعض أجزائها عن بعخخض‪ ،‬وكخخذلك فخخي‬
‫السماوات وغيرها‪ ،‬ول يخفى أن شيئا من التأويلين ول سخخيما الثخخاني ل يلئم‬
‫تعيين خصوص يوم من أيام السبوع لخلق كل منها كما في الروايات وذلخخك‬
‫ظاهر جدا‪ .‬وأيضا يستبعد العقل جدا أن ل يمكن خلق النسان مثل من نطفته‬
‫عادة في أقل من ستة أشهر ويكون خلق السماوات والرض ومخخا بينهمخخا فخخي‬
‫ستة أيام مع أن الحال كما قخخال تعخخالى‪ :‬لخلخخق السخخماوات والرض أكخخبر مخخن‬
‫خلق الناس ولكن أكثر الناس ل يعلمون وأيضا إخباره تعالى بخصوص قخخدر‬
‫زمان لبد له من نكتة‪ ،‬أقل ما فخخي البخخاب أن يكخخون مخخن جهخخة قلتخخه أو كخخثرته‬
‫دخيل في المطلوب‪ ،‬ول يناسب شئ منهمخخا ههنخخا‪ ،‬إذ لخخو كخخان لجخخل معرفخخة‬
‫العباد أنه تعالى قادر على خلق مثل السماوات والرض في هذه المدة القليلخخة‬
‫فمعلوم أن ذلك ليس له‬

‫)‪ (1‬هو أبو عبد ال محيى الدين محمد بن على بن محمخخد الحخخاتمى الطخخائى الندلسخخي‬
‫المكخخى الشخخامي صخخاحب كتخخاب الفتوحخخات‪ ،‬بخخرع فخخي علخخم التصخخوف ولقخخى‬
‫جماعخخة مخخن العلمخخاء والمتعبخخدين والنخخاس فيخخه علخخى ثلث طخخوائف‪ :‬طائفخخة‬
‫يعدونه من اكابر الولياء العارفين منهم الفيخخروز آبخخادي صخخاحب القخخاموس‬
‫والشعراني‪ ،‬وطائفة يكفرونه وينسبونه إلى اللحاد منهم التفتازانى والمولى‬
‫على القارئ‪ ،‬وطائفة يعتقدون وليته ويحرمون النظر في كتبه منهخخم جلل‬
‫الدين السيوطي‪ .‬وله مصنفات كثيرة‪ ،‬واعظم كتبه وآخرها تأليفا )الفتوحات‬
‫المكية( توفى سنة )‪ (638‬بعد وفاة الشيخ عبد القادر بثمان وسبعين‪ ،‬وقخخبره‬
‫بصالحية دمشق مزار مشهور ومن اشعاره‪ :‬رأيت ولئي آل طخخه وسخخيلة *‬
‫على رغم اهل البعد يورثني القربى فما طلب المبعوث اجرا على الهخخدى *‬
‫بتبليغه إل المودة في القربى‬

‫]‪[218‬‬

‫وقع فخخي هخخذا المطلخخوب بعخخد الخبخار بأمثخخال أن أمخخره إذا أراد شخخيئا أن يقخخول لخخه كخخن‬
‫فيكون‪ ،‬ولو كان للمتنان عليهم بأن خلقه فخي تلخك المخدة المديخدة كخان لجخل‬
‫تدبير ما يحتاجون إليه في امور معاشهم ومعادهم فظاهر أن قدر ستة أيخخام ل‬
‫يصلح لهذا المقصود‪ ،‬فالوجه أن يفسر اليوم ههنا والعلم عنخخد ال خ وأهلخخه بمخخا‬
‫فسره ال تعالى تارة بقوله )وإن يوما عند ربك كألف سخخنة ممخخا تعخخدون )‪((1‬‬
‫وتارة بقوله )في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون )‪ (2‬واخرى بقوله )في‬
‫يوم كان مقداره خمسين ألف سنة )‪ ((3‬فإن القرآن يفسر بعضخخه بعضخخا‪ ،‬وقخخد‬
‫يعبر عن الول باليوم الربانى‪ ،‬وعن الثاني بيوم ال‪ ،‬فعلى كخخل تقخخدير يكخخون‬
‫ملئما لما نسب من خلق كل منها إلى يوم من السبوع فخخي الروايخخات‪ ،‬ويتخخم‬
‫ما يقصر عنه عند حمله على اليوم الدنيوي من معنى المتنخخان المقصخخود لخخه‬
‫تعالى في كثير من أمثال تلك اليات‪ ،‬ولعل حمله علخخى الول فيمخخا نحخخن فيخخه‬
‫أنسخخب وأقخخرب‪ ،‬فتصخخويره علخخى ذلخخك أن كخخل امتخخداد سخخواء كخخان قخخار الخخذات‬
‫كالجسم أو غير قار الذات كالزمان ينبغي أن يقدر له أجزاء ولكل جخخزء منخخه‬
‫أجزاء وهكذا إلى ما يحتاج التعبير عن قدر معيخخن منهخخا للتفهيخخم بخخدون كلفخخة‪،‬‬
‫وذلك كتقدير الفلك بخخالبروج والمنخخازل والخخدرجات‪ ،‬وتقخخدير الزمخخان بالسخخنين‬
‫والشهور واليام والساعات‪ ،‬وعلى هذا ل بعد فخخي أن الحكمخخة اللهيخخة كخخانت‬
‫اقتضت أن يقدر للزمان المتقدم على زمان الخخدنيا‪ ،‬بخخل للزمخخان المتخخأخر عخخن‬
‫زمانها أيضا بأمثال ما قدره لزمانها من السنين إلى الساعات‪ ،‬لكن مع رعاية‬
‫نوع مناسبة لهذه الجزاء إلى المقدر بها‪ ،‬فكما أن المناسخخب لزمخخان الخخدنيا أن‬
‫يكون كل يوم منه بقدر دورة للشمس يجوز أن يكون المناسخب للزمخان الخدنيا‬
‫أن يكون كل يوم منه بقدر ألخخف سخخنة مخخن زمخخان الخخدنيا وللزمخخان المتخخأخر أن‬
‫يكون مساويا لخمسين ألف سنة منه‪ ،‬فيكون ما أخبرنا به في اليتين الوليين‬
‫حال الزمان المتقدم‪ ،‬وفي‬

‫)‪ (1‬الحج‪ (2) .47 :‬السجدة‪ (3) .5 :‬المعارج‪.(*) 4 ،‬‬

‫]‪[219‬‬

‫الثالثة حال الزمان المتأخر‪ ،‬فل بعد فيما يلوح من بعض الشارات المخخأثورة مخخن أنخخه‬
‫تعالى كان قدر للزمان المتقدم أسابيع‪ ،‬وسمى الول من أيامها بالحد والثاني‬
‫بالثنين وهكذا إلى السبت‪ ،‬وكذك قدر له شهورا تامة كل منهخخا ثلثخخون يومخخا‬
‫سمى أولها بالمحرم أو رمضان على اختلف الروايات في أول شهور السنة‬
‫وثانيها بصفر أو شوال وهكذا إلخخى ذي الحجخخة أو شخخعبان‪ ،‬وعلخخى كخخل تقخخدير‬
‫كان المجموع سنة كاملة موافقة لثلثمائة وستين يوما‪ ،‬ثم جعل أيخخام أسخخابيعنا‬
‫وشهورنا موافقة ليام تلك السخخابيع والشخخهور فخخي المبخخدء والعخخدة والتسخخمية‪،‬‬
‫وقد يساعد عليه ما في سورة التوبة من قوله تعالى )إن عدة الشهور عند ال خ‬
‫اثنا عشر شهرا في كتاب ال يوم خلق السماوات والرض منها أربعخخة حخخرم‬
‫)‪ ((1‬فتستقيم بذلك أمثال ما روي أنه تعخالى خلخق الرض والسخماء فخي يخوم‬
‫الحد‪ ،‬أو خلق الملئكة في يوم الجمعة فل يتوجه إشكال وجوب تأخر أصخخل‬
‫اليوم فضل عن خصوص الحد عن خلخخق السخخماوات والرض‪ ،‬ول إشخخكال‬
‫لزوم خلق الملئكة فيما تأخر عن المتأخر عنه من السماوات والرض علخخى‬
‫ما مر في حديث الرضا عليه السخخلم‪ ،‬وتسخختقيم بخخه أيضخخا أمثخخال مخخا روي أن‬
‫دحخخو الرض كخخان فخخي ليلخخة خمخخس وعشخخرين مخخن ذي القعخخدة بخخدون اسخختعاد‬
‫وانقباض للعقل مخخن جهخخة أن تقخخدم امتيخخاز تلخخك الشخخهور بعضخخها عخخن بعخخض‬
‫وإنضباطها بتلك السامي على دحو الرض وما يتبعه مخخن خلخخق النخخس بخخل‬
‫الجن أيضا خلف العادة‪ .‬ثم إنه يلوح مما ذكره صاحب الملل والنحخخل بقخخوله‬
‫)قد اجتمعت اليهود على أن ال تعالى لما فرغ من خلق الرض استوى على‬
‫عرشه مستلقيا على قفاه واضعا إحدى رجليه على الخرى فقالت فرقه منهخخم‬
‫إن الستة اليام هي الستة آلف سنة فإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون‬
‫وبالسير القمري‪ ،‬وذلك ما مضى من لدن آدم عليه السلم إلى يومنا هذا وبخخه‬
‫يتم الخلق‪ ،‬ثم إذا بلغ الخلق إلى النهاية ابتدأ المر‪ ،‬ومن ابتخخداء المخخر يكخخون‬
‫الستواء على العرش والفراغ من‬

‫)‪ (1‬التوبة‪.(*) 36 :‬‬

‫]‪[220‬‬

‫الخلق‪ ،‬وليس ذلك أمرا كان ومضى بخخل هخخو فخخي المسخختقبل إذا عخخددنا اليخخام بخخاللوف‬
‫)انتهى( أن بعضا من الكتب السماوية كالتورية كان متضمنا للشارة إلخخى أن‬
‫المراد باليام المخلوقة فيهخخا السخخماوات والرض هخخو اليخخام الربانيخخة‪ ،‬ولكخخن‬
‫اليهود لم يتفطنوا بكونها سابقة على زمان الخخدنيا وتعمخخدوا فخخي تحريفهخخا عخخن‬
‫موضعها بتطبيقها على بعض أزمنة الدنيا تصحيحا لما سولته لهم أنفسهم من‬
‫أن شريعة موسى عليه السلم هي أول أوامره وشروعه فخخي التكليخخف‪ ،‬حخختى‬
‫ل يلزمهخخم القخخرار بنسخخخ شخخريعة سخخابقة مسخختلزم لمكخخان وقخخع مثلخخه علخخى‬
‫شريعتهم أيضا فافهم‪ .‬ويظهر مما ذكخخره محمخخد بخخن جريخخر الطخخبري فخخي أول‬
‫تاريخه أن حمل تلك اليام علخخى اليخخام الربانيخخة أو مقخخرر بيخخن أهخخل السخخلم‬
‫أيضا من قديم اليام‪ .‬فإذا تأملت في مدارج ما صورناه وبينخخاه يظهخخر لخخك أن‬
‫السماوات والرض وما بينهما المعبر عنها بالدنيا بمنزلة شخص مخلوق من‬
‫نطفة هي الماء على طبق حصول استعداداته بالتدريج كما جخخرت بخخه عخخادته‬
‫تعالى في مدة مديدة هي على حسابنا ستة آلف سنة قمرية موافقة لسخختة أيخخام‬
‫من اليام الربانية‪ ،‬فبعد تمام هخخذه المخخدة الخختي هخخي بمنزلخخة زمخخان الحمخخل لهخخا‬
‫تولخخدت كاملخخة بطخخالع )‪ (1‬السخخرطان والكخخواكب فخخي شخخرفها‪ ،‬وحينئذ أخخخذت‬
‫الشمس والقمر في حركتهما المقدرة لهما المنوطة بهما الليل والنهخخار‪ ،‬وذلخخك‬
‫كان في يوم الجمعة كما مروجهه‪ ،‬وكان أيضا سادس شهر محرم الحخخرام أو‬
‫رمضان المبارك عند ما مضت ثلث ساعات واثنتا عشرة دقيقة من نهخخاره‪،‬‬
‫ول ينافي ذلك ما ورد في حديث الرضا عليه السلم أنخخه كخانت الشخخمس عنخخد‬
‫كينونتها في وسط السماء لنه عليه السلم في صدد تصوير وضع نهار أيخخام‬
‫الدنيا حينئذ ل اليام الربانية‪ ،‬وما نحن فيه مبني عليها فل يلزم الموافقة‪ .‬هخذا‬
‫هو مبدء عمر الدنيا‪ ،‬وأما مبدء خلقها من نطفتها فمقدم عليه بقدر مخخا عرفخخت‬
‫مخخن زمخخان حملهخخا‪ ،‬فكخخان مبخخدء أول يخخوم الحخخد مخخن تلخخك اليخخام غخخرة أحخخد‬
‫الشهرين‪ ،‬ول شك بما نصب لنخخا مخخن الخخدللت اليقينيخخة أن لهخخا أمخخدا ممخخدودا‬
‫وأجل محدودا‪ ،‬ويقرب احتمال أنه تعالى كان قخخدر لجملخخة زمانهخخا مخخن مبخخدء‬
‫خلقها إلى حلول أجلها سنة كاملة من السنين الربانيخخة‪ ،‬فجعخخل سخختة أيخخام منهخخا‬
‫بإزاء خلقها والباقية‬

‫]‪[221‬‬
‫وهي ثلثمائة وأربعة وخمسون يوما بإزاء عمرها‪ ،‬وأنها كمخخا مخخر مسخخاوية لثلثمخخائة‬
‫وأربعة وخمسين ألف سنة من السنين القمرية الدنيوية‪ ،‬يلوح ذلخخك مخخن جملخخة‬
‫روايات وعخخدة إشخخارات مخخن الصخخادقين عليهخخم السخخلم‪ :‬منهخخا‪ :‬مخخا روي عخخن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله في فضخخل الجهخخاد وتخخوابعه أن ربخخاط يخخوم فخخي‬
‫سبيل ال خير من عبادة الرجل في أهله سنة‪ ،‬ثلثمائة وسختين يومخا كخل يخوم‬
‫ألف سنة‪ .‬فأن الذكي يتفطن من الخصوصية المخخذكورة فيهخخا لكخخل مخخن السخخنة‬
‫واليوم بأن المراد بهما غير السنة واليوم الدنيويين‪ ،‬إذ ل سنة في الخخدنيا بهخخذا‬
‫العدد من اليام فإنه ل يوافق شيئا مخخن الشمسخخية والقمريخخة المعتخخبرتين فيهخخا‪،‬‬
‫ول يوم من أيام الدنيا موافقا لذلك المتداد من الزمان‪ ،‬فيظن أن هخخذا التعخخبير‬
‫كناية عن نهاية ما يتصور للرجل من العبادة‪ ،‬وهو تمام زمان الخدنيا‪ .‬ومنهخا‪:‬‬
‫ما رواه الصدوق في الفقيه والكليني في الكافي ثم أورد الروايتين فقال‪ :‬وجه‬
‫دللة الحديثين على ما ذكرنا أن السنة الولى فيه وهي المختزلة عنها اليخخام‬
‫السخختة يجخخب أن تحمخخل علخخى السخخنة الربانيخخة‪ ،‬لن شخخيئا مخخن السخخنة الشمسخخية‬
‫والقمرية الدنيويتين لم يخلخخق ثلثمخخأة وسخختين يومخخا كمخخا تقخخرر فخخي موضخخعه‪،‬‬
‫ولنه لو حملت على الدنيوية فإمخخا أن تحمخخل اليخخام السخختة أيضخخا علخخى اليخخام‬
‫الدنيوية فغاية ما يلزم من اختزالهخخا عنهخخا أن تكخخون السخخنة الولخخى مخخن سخخني‬
‫عمر الدنيا ثلثمأة و أربعة وخمسين يوما‪ ،‬فل يلزم هخذا النقصخان فخي جميخع‬
‫السنين وإمخا أن تحمخل علخخى اليخخام الربانيخة فل يتصخور الخخختزال المخخذكور‬
‫حينئذ فإذا يوما من تلك اليام كألف سنة مخن تلخك السخنين‪ ،‬فتحقخق أن المخراد‬
‫بتلك السنة السنة الربانيخة علخى وفخق مخا بينخا أن المخراد باليخام السختة اليخام‬
‫الربانية وأما السنة الثانية في الحديثين فيجب أن تحمخخل علخخى السخخنة الدنيويخخة‬
‫المستتبعة لنقصان بعض شهورها وهو ظخخاهر‪ .‬فعلخخى هخخذا مخخا يفهخخم منخخه مخخن‬
‫تفرع النقصان في تلك السنة وشهورها على الختزال المذكور يدل على أنخخه‬
‫لو لم يختزل اليام الستة المذكورة عن رأس السنة الربانية المذكورة بل وقع‬
‫خلق الدنيا في زمان خخخارج عخخن تلخخك السخخنة متصخخل بهخخا‪ ،‬لكخخانت أيخخام السخخنة‬
‫الدنيوية‬

‫]‪[222‬‬

‫ثلثمأة وستين وكذا يدل على أن اليام المختزلة لو كانت عشرة مثل لكانت أيام السنة‬
‫الدنيوية ثلثمأة وخمسين‪ ،‬وعلى هذا القياس فيظهر بذلك أنخخه مبنخخي علخخى أن‬
‫الحكمة اللهية اقتضت مساواة اليام الباقية بعد الختزال من السخخنة الربانيخخة‬
‫مع أيام كل سنة من السنين الدنيوية‪ ،‬فيتفطن الذكي من لخخزوم تلخخك المسخخاوات‬
‫بيخخن هخخاتين اليخخامين أنهمخخا منسخخوبتان إلخخى شخخئ واحخخد‪ ،‬فكمخخا أن أيخخام السخخنة‬
‫الدنيوية منسوبة إلى الدنيا ومحسوبة من عمرها كذلك اليام الباقية المذكورة‬
‫منسوبة إليها لجل عمرها‪ ،‬ويؤيده انتساب اليام السنة المختزلة أيضخخا إليهخخا‬
‫لجل خلقها‪ ،‬فتبين من مدارج ما قررنا سر هذا الختزال وكونه على النحخخو‬
‫المذكور أيضا‪ ،‬فإنه لو لم يقع أو وقع ل على النحو المذكور لكان يزيخخد ألخخف‬
‫سنة من سني الدنيا على يوم من اليام الربانية أو ينقص عنها وهو خلف ما‬
‫أخبرنا ال تعالى به من مساواتهما المبنية على حكمتخه ومصخخلحته بل شخبهة‪.‬‬
‫ثم ليعلم أن كون السنة الدنيوية القمرية ثلثمأة وأربعخة وخمسخين يومخا مبنخخي‬
‫على ما تعارف من إسقاط الكسر الناقص عن النصف فخخي الحسخخاب مسخخاهلة‬
‫فل ينخخافي كونهخخا فخخي الحقيقخخة زائدة عليخخه بثمخخاني سخخاعات مسخختوية وثمخخان‬
‫وأربعين دقيقة على ما هو المضبوط بالرصاد‪ ،‬فعلى ذلك تكون بقيخخة السخخنة‬
‫الربانية التي بإزاء عمر الدنيا أيضا زائدة بمثل تلك الساعات والدقائق بحكخخم‬
‫المساواة المذكورة‪ ،‬فيلزم من هذه الجهة أن يكخخون أيخخام )‪ (1‬السخختة المختزلخخة‬
‫لخلق الدنيا ناقصة عنها أيضا بالقخخدر المخخذكور‪ ،‬لئل يلخخزم زيخخادة مجموعهمخخا‬
‫على ثلثمأة وستين‪ ،‬وقد أشرنا في تصوير زمان حمل الدنيا إلى هذه الدقيقخخة‬
‫فتذكر‪ .‬انتهى كلمه رفع ال مقامه ولقد أحسن وأجاد‪ ،‬وحقق وأفاد‪ ،‬في إبداء‬
‫هذا الوجه الوجيه مع تايده بما ذكره وبغيره من الخبار المتقدمة عن مجاهخخد‬
‫وغيره‪ ،‬وبما رواه الصدوق ره في الفقيه وغيره في علخخة الصخخلوات الخمخخس‬
‫عن النبي صلى ال عليه وآله حيث قال‪ :‬وأمخخا صخخلوة المغخخرب فهخخي السخخاعة‬
‫التي تاب ال عزوجل فيها‬

‫)‪ (1‬اليام )ظ( )*(‪.‬‬

‫]‪[223‬‬

‫على آدم‪ ،‬وكان بين ما أكل من الشجرة وبين مات تاب ال عزوجل عليه ثلثمخأة سخنة‬
‫من أيام الدنيا في أيام الخرة يوم كألف سنة ما بين العصر إلى العشخخاء‪ ،‬وقخخد‬
‫أوردت مثله بأسخخانيد فخخي المجلخخد الخخخامس‪ .‬وبمخخا رواه السخخيوطي فخخي الخخدرر‬
‫المنثور عن عكرمة قال‪ :‬سأل رجل ابن عبخخاس مخخا هخخؤلء اليخخات )فخخي يخخوم‬
‫كان مقداره خمسين ألف سنة )‪ ((1‬و )يدبر المر من السماء إلى الرض ثخخم‬
‫يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سخخنة )‪ ((2‬و )يسخختعجلونك بالعخخذاب ولخخن‬
‫يخلف ال وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعخخدون )‪ ((3‬؟ قخخال‪ :‬يخخوم‬
‫القيامة حساب خمسين ألف سنة‪ ،‬و خلق السماوات والرض في ستة أيام كل‬
‫يوم ألف سنة‪ ،‬ويدبر المر من السماء إلى الرض ثم يعرج إليه في يوم كان‬
‫مقداره ألف سنة‪ ،‬وذلك )‪ (4‬مقدار السير‪ .‬وعن عكرمة )في يوم كان مقخخداره‬
‫خمسين ألف سنة( قال‪ :‬هي الدنيا أولها إلى آخرها يوم مقداره خمسخخون ألخخف‬
‫سنة‪ .‬لكن فيما زيف بن بعض الوجوه الخر نظر‪ ،‬إذ بناء تحقيقه على تحقخخق‬
‫الزمان الموهوم قبل خلق العالم وإن كان تقديره وقسخخمته باليخخام والسخخاعات‪،‬‬
‫فيمكن أن يقال‪ :‬بعد خلق الكواكب وحركاتها وتعيين الليالي واليام والشخخهور‬
‫والسابيع يمكن الرجوع القهقهرى‪ ،‬وتعيين جميع ذلك في الزمنخخة الماضخخية‬
‫تقخخديرا‪ ،‬وتكلخخف التقخخدير مشخخترك بيخخن الخخوجهين‪ ،‬مخخع أن هخخذا الخخوجه أوفخخق‬
‫بظواهر أكخثر اليخات والخبخار‪ ،‬وأمخا أن السختة اليخام ل يكخون مبالغخة فخي‬
‫جانب القلة إذا حملت على أيام الخخدنيا فليخخس كخخذلك‪ ،‬بخخل فخخي خلخخق السخخماوات‬
‫والرض مع وفور عظمتها واشتمالهما على أنواع الحكم الدقيقخخة والصخخمالح‬
‫النيقة مما يدل على غاية القدرة والعلم والحكمة‪ ،‬وأما أنه كان يمكن خلقهمخخا‬
‫في أقل من ذلك الزمخخان فخخبين الرضخخا عليخخه السخخلم الحكمخخة فخخي ذلخخك‪ ،‬فلعلخخه‬
‫سبحانه جمع بين المرين أي عدم الخلق دفعة وقلة الزمخخان رعايخخة للمريخخن‬
‫معا‪ ،‬وسائر ما ذكرت قدس سره إما محض‬

‫)‪ (1‬المعارج‪ (2) .4 :‬السجدة‪ (3) .5 :‬الحج‪ (4) .47 :‬في المخطوطة‪ :‬قال ذلك )*(‪.‬‬

‫]‪[224‬‬

‫استبعاد‪ ،‬أو مقايسة بعض المخلوقات ببعض‪ ،‬وكلهما مما ل وقع له فخخي هخخذا المقخخام‪.‬‬
‫وأما الختزال فيمكن أن يكون غرضه عليه السلم الشارة إلخخى علخخة شخخيوع‬
‫هخخذا الصخخطلح أي إطلق السخخنة فخخي عخخرف الشخخرع والعخخرف العخخام علخخى‬
‫ثلثمأة وستين مع أنها ل توافخخق السخخنة الشمسخخية ول القمريخخة‪ ،‬بأنهخخا مطابقخخة‬
‫للسنة الولى من خلق العالم إذا حسبت من ابتداء الخلق‪ ،‬وأما السخخنة القمريخخة‬
‫فهي مبنية على حركة القمخخر بعخخد وجخخوده‪ ،‬والسخختة المتقدمخخة المصخخروفة فخخي‬
‫خلق العالم مختزلة منهخخا‪ ،‬وسخخيأتي لخخذلك مزيخخد تحقيخخق فخخي محلخخه إنشخخاء الخ‬
‫تعالى‪ .‬ثم اعلم أنه قد تكلم كثير من الناس من الفرق المتشخختة فخخي قخخدر زمخخان‬
‫عمر الدنيا‪ ،‬فأكثر اليهود بل سائر أهل الكتاب مالوا إلى تقليله بامور خطابية‬
‫ل ترتضيها العقخخول السخخليمة‪ ،‬وجمهخخور الهنخخود بخخالغوا فخخي تكخخثيره بخيخخالت‬
‫حسابية تتنفر عنها الطبائع المستقيمة‪ ،‬وأما مشاهير قدماء الحكماء وجمخخاهير‬
‫عظماء الحكاميين فقخخد توسخخطوا فخخي ذلخخك‪ ،‬ولكخخن تفرقخخوا إلخخى أقخخوال شخختى‪،‬‬
‫وحكى أبو معشر البلخي في كتابه المسمي بسر السرار عن بعض أهل هنخخد‬
‫أن الدور الصغر ثلثمأة وسختون سخنة والوسخط ثلثخة آلف وسختمأة سخنة‪،‬‬
‫والكبر ثلثمأة وستون ألف سنة‪ ،‬ولعخخل المخخراد بالخخدور الكخخبر زمخخان عمخخر‬
‫الخخدنيا‪ ،‬وبالسخخنة السخخنة الشمسخخية‪ ،‬فيطخخابق مخخا اعتمخخد عليخخه جمخخع مخخن أعلم‬
‫المنجمين من قول حكماء فارس وبابل أن سني عمخخر العخخالم ثلثمخخأة وسخختون‬
‫ألف سنة شمسية‪ ،‬كل سنة ثلثمأة وخمسة وستون يوما وخمس عشخخرة دقيقخخة‬
‫واثنتان وثلثون ثانية وأربع وعشرون ثالثة‪ ،‬ومستندهم في ذلك على ما نقخخل‬
‫أبو معشر من )‪ (1‬أهل فارس أن الكواكب السبعة في أول خلخخق الخخدنيا كخخانت‬
‫مجتمعة في أول الحمل‪ ،‬ويكخخون اجتماعهخخا فخخي آخخخر زمخخان بقائهخخا فخخي آخخخر‬
‫الحوت وزمان ما بينهمخخا ثلثمخخأة وسخختون ألخخف سخخنة مخخن تلخخك السخخنين‪ ،‬وأمخخا‬
‫مستندهم في الجتماع المذكور علخخى نحخخو مخخا تصخخوروه فخخي المقخخامين فغيخخر‬
‫معلوم‪ .‬ثم اعلم أن هذه الخيالت والروايات وإن لخخم يكخخن مبتنيخخة علخخى أصخخل‬
‫متين‬
‫)‪ (1‬عن )خ( )*(‪.‬‬

‫]‪[225‬‬

‫لكنها مما يرفع استبعادات الوهام عن الخبار الواردة في الرجعخخة وطخخول امتخخداداتها‬
‫فإنها أيضا داخلة في زمان عمر الدنيا‪ ،‬فإذا حسبت تلك الزمان مخخع مخخا ورد‬
‫في بعض الخبار من أزمنة كون غير آدم وأولده في الرض يصخخير قريبخخا‬
‫مما ذكر بعض هؤلء الجماعخخة‪ .‬وبالجملخخة كخخل مخخن المريخخن ممخخا يصخخلح أن‬
‫يصير سببا لرفخخع السخختبعاد عخخن الخخخر‪ .‬ثخخم إن بعخخض المتصخخدين لحخخل هخخذا‬
‫الخبر سلك مسلكا أوحش وأغرب حيث قال‪ :‬السخخنة فخخي العخخرف تطلخخق علخخى‬
‫الشمسية التي هي عبارة عن عود الشمس بحركتها الخاصة لها إلخخى الوضخخع‬
‫الذي فرض أول كأول الحمل مثل الذي يتساوى عند حلولها فيه زمخخان الليخخل‬
‫والنهار تقريبا بعد أن كان الليل أطول في معظخخم المعمخخورة‪ ،‬وعلخخى القمريخخة‬
‫التي هي عبارة عن عود القمر إلى وضخخعه المفخخروض أول مخخع الشخخمس فخخي‬
‫سمت الحركة اثنتخا عشخرة مخرة كخل مخرة تسخمى شخهرا‪ ،‬وقخد علخم بالتجربخة‬
‫والرصد أن زمان الولى يكون ثلثمأة وخمسة وستين يوما وكسرا من يوم‪،‬‬
‫وزمان الثانية ثلثمأة وأربعة وخمسين يوما وكسرا‪ ،‬ولو فرض فارض كون‬
‫الشمس أسرع حركة بحيث تتم دورتها في ثلثمأة وستين بل زيادة ونقصخخان‬
‫والقمر بحاله يكون مقدار السنة القمرية أيضا ثلثمأة وستين يومخخا كخخل شخخهر‬
‫ثلثون يوما كما ل يخفى على المحاسب‪ ،‬وحينئذ لم يكن اختلف بيخخن السخخنة‬
‫القمرية والشمسية‪ ،‬لكن قد جعل ال سخخبحانه زمخخان الشمسخخية أكخخثر مخخن ذلخخك‬
‫بقريب من سنة أيخخام وزمخخان القمريخخة أنقخخص بنحخخو ذلخخك لمصخخالح تعخخود إلخخى‬
‫مخلوقاته في السماوات و الرضين ينتظخم بهخا النظخخام الكمخخل الخذي ل يعلخم‬
‫كنهه إل هو‪ ،‬فلعل هذا هو المراد من جعل السنة ثلثمأة وستين وحجز الستة‬
‫اليخخام عنهخخا‪ ،‬بخخل ل ينقبخخض العقخخل مخخن أن يكخخون المخخراد بخلخخق السخخماوات‬
‫والرض في سختة أيخام ذلخك‪ ،‬أعنخي علخى اختلف نظخام لحركخة السخماويات‬
‫خصوصا النيريخخن اللخخذين قخخدرت بهمخخا الشخخهور والعخخوام والليخخالي واليخخام‪،‬‬
‫وغير ذلك مخخن مصخخالح النخخام‪ ،‬قخخدر ذلخخك الختلف سخختة أيخخام فخخي كخخل سخخنة‬
‫فليتفكر جدا في ذلك )انتهى(‪.‬‬

‫]‪[226‬‬

‫واورد عليه بوجخخوه‪ :‬الول أن كخخون سخخرعة الشخخمس علخخى الخخوجه المخخذكور مسخختلزمة‬
‫لكون السنة القمرية أيضا ثلثمأة وستين يوما إنما يكخخون حقخخا إذا كخخان زيخخادة‬
‫أيام الشمسية على ثلثمأة وستين موافقة لنقصخخان أيخخام القمريخخة عنخخه ححقيقخخة‬
‫وليس كذلك‪ ،‬فخخإن الول ل يزيخخد علخخى خمسخخة أيخخام وربخخع يخخوم فخخي شخخئ مخخن‬
‫الرصخخاد المتداولخخة‪ ،‬والثخخاني يزيخخد علخخى خمسخخة أيخخام وخمسخخة أثمخخان يخخوم‬
‫بالتفاق‪ ،‬فأقل ما به التفاوت يزيد على تسخخع سخخاعات‪ ،‬فالصخخواب أن تفخخرض‬
‫سخخرعتها بقخخدر نصخخف التفخخاوت بيخخن زمخخاني السخخنتين حخختى يتسخخاويا ويرتفخخع‬
‫التفاوت عما بينهما بالكلية كما هو المقصود‪ ،‬وما يلزم حينئذ مخخن عخخدم بلخخوغ‬
‫شئ منهما إلى السنتين حقيقة بل يكون أقل منه بنحخخو خمخخس سخخاعات فخخالمر‬
‫فيه سخخهل فخخإنه ل ينخخافي إطلق السخختين عليخخه عرفخخا‪ .‬الثخخاني‪ :‬أن كخخون السخخنة‬
‫ثلثمأة وستين يوما في الحديث إخبخخار عخخن الواقخخع سخخواء حمخخل الخلخخق علخخى‬
‫معنى اليجاد أو التقدير‪ ،‬وعلى ما ذكخخره أمخخره فرضخخي ل وقخخوع لخخه اصخخل‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن المراد باليام المختزلة عن أيخام السخنة إذا كخان هخذه اليخام فكيخف‬
‫يتصور أن يكون بعضها لجل الرض وبعضها لجل السماء كما يظهر من‬
‫بعض اليات بل غاية ما يتصور أن يكخخون لهخخا مخخدخل فخخي النظخخام المقصخخود‬
‫بالنسبة إلى الجميع‪ .‬الرابخخع‪ :‬أن هخخذا المعنخخى لهخخذه اليخخام ل يوافخخق شخخيئا مخخن‬
‫الروايات الدالة على تعيين يوم من أيخخام السخبوع لخلخق كخخل مخخن المخلوقخات‬
‫المذكورة‪ - 187 .‬مجمع البيان‪ :‬نقل من تفسير العياشي بإسناده عن الشخخعث‬
‫بن حاتم‪ ،‬قال‪ :‬كنت بخراسان حيث اجتمع الرضا عليخخه السخخلم والفضخخل بخخن‬
‫سهل والمأمون في اليوان الحيري بمرو‪ ،‬فوضعت المائدة فقال الرضا عليه‬
‫السلم‪ :‬إن رجل من بني إسرائيل سألني بالمدينخة فقخال‪ :‬النهخار خلخق قبخل أم‬
‫الليل ؟ فما عندكم ؟ ]قال‪ [:‬فأداروا الكلم ولم يكن عندهم في ذلك شئ‪ ،‬فقخخال‬
‫الفضل للرضا عليه السلم‪ :‬أخبرنا بها أصلحك ال‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬مخخن القخخرآن أم‬
‫من الحساب‪ ،‬قال له الفضل‪ :‬من جهة‬

‫]‪[227‬‬

‫الحساب‪ .‬فقال‪ :‬قد علمت يا فضخخل أن طخخالع الخخدنيا السخخرطان والكخخواكب فخخي مواضخخع‬
‫شرفها‪ ،‬فزحل في الميزان‪ ،‬والمشتري في السخرطان‪ ،‬والشخمس فخي الحمخل‪،‬‬
‫والقمر في الثور‪ ،‬وذلك )‪ (1‬يخخدل علخى كينونخة الشخمس فخي الحمخخل مخخن )‪(2‬‬
‫العاشر من الطالع في وسط السماء‪ ،‬فالنهار خلق قبل الليل‪ ،‬وأما فخخي القخخرآن‬
‫فهو في قوله تعالى )ل الشخخمس ينبغخخي لهخخا أن تخخدرك القمخخر ول الليخخل سخخابق‬
‫النهار )‪ ((3‬أي قد سبقه النهار‪ .‬كتاب النجوم للسيد بن طاوس‪ :‬بأسخخانيده عخخن‬
‫محمد بن إبراهيم النعماني عن محمخخد بخخن همخخام‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن موسخخى بخخن‬
‫عبيخخد‪ ،‬عخخن إبراهيخخم بخخن أحمخخد اليقطينخخي‪ ،‬عخخن ابخخن ذي العلميخخن مثلخخه )‪.(4‬‬
‫وبأسخخانيده إلخخى كتخخاب الواحخخدة لبخخن جمهخخور العمخخي بإسخخناده مثلخخه‪ .‬تحقيخخق‬
‫وتوضيح‪ :‬اعلم أنخخه اورد علخخى هخخذا الخخخبر إشخخكالت‪ :‬الول أو الظلمخخة الخختي‬
‫تحصل منها الليل عدم النور الخخذي يحصخل منخه النهخخار وعخخدم الحخخادث مقخدم‬
‫على وجوده‪ .‬والجواب أن الظلمة ليست عدما مطلقخخا بخخل عخخدم ملكخخة‪ ،‬إذ هخخي‬
‫عخخدم النخخور عمخخا مخخن شخخأنه أن يكخخون نيخخرا‪ ،‬ومثلخخه يمكخخن أن يكخخون مقخخدما‬
‫ومؤخرا‪ ،‬والحاصل هنا أن أول خلق العالم هل كان نهخخارا أم ليل‪ .‬الثخخاني أن‬
‫عند خلق الشمس لبد أن يكون في بعض الرض ليل وفي بعضها نهارا فل‬
‫تقدم لحدهما على الخر‪ .‬والجواب أن السؤال عن معظم المعمورة هل كخخان‬
‫الزمان فيهخخا ليل أم نهخخارا فل ينخخافي وجخخود الليخخل فيمخخا يقاطرهخخا‪ .‬الثخخالث مخخا‬
‫المراد بطالع الدنيا ؟ فإن كل نقطة من نقاط الرض لها طالع‪،‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فذلك‪ (2) .‬في المخطوطة‪ :‬في العاشر‪ (3) .‬يس‪ (4) .40 :‬لخخم نجخخد‬
‫ترجمة رجال السند في شئ من تراجم العامة والخاصة )*(‪.‬‬

‫]‪[228‬‬

‫كل نقطة من نقاط منطقة البروج طالع افق من الفاق‪ .‬والجخخواب أنخخه يمكخخن أن يكخخون‬
‫المراد بطالع الدنيا طخخالع قبخخة الرض أي موضخخع مخخن الرابخخع المسخخكون فخخي‬
‫وسط خط الستواء يكون طوله من جانب المغرب على المشهور أو المشرق‬
‫على رأي أهل الهند تسعين درجة‪ ،‬وقد تطلق على موضع من الرض يكون‬
‫طوله نصخخف طخخول المعمخخورة منهخخا أعنخخي تسخخعين درجخخة‪ .‬وعرضخخه نصخخف‬
‫أرض المعمورة منها أي ثلثة وثلثين درجة تخمينا‪ ،‬ومن خواص القبة أنخخه‬
‫إذا وصلت الشمس فيها إلى نصف النهار كانت طالعة على جميع بقاع الربع‬
‫المسكون نهارا‪ ،‬فظهرت النكتة في التخصيص‪ .‬ويمكن أن يكون الطخخالع هنخخا‬
‫بالقياس إلى الكعبة لنهخخا وسخخط الرض خلقخخا وشخخرعا وشخخرفا‪ .‬الرابخخع كخخون‬
‫الكواكب في مواضع شرفها‪ ،‬ل يستقيم على قواعد المنجمين واصطلحاتهم‪،‬‬
‫إذ عطارد شرفه عندهم في السخخنبلة‪ ،‬وشخخرف الشخخمس فخخي الحمخخل‪ ،‬ول يبعخخد‬
‫العطارد عن الشمس بهذا المقدار‪ ،‬ولقد خبخخط الطخخبري )‪ (1‬وغيخخره فخخي ذلخخك‬
‫فحكموا بكون عطارد أيضا حينئذ في الدرجة الخامسة عشر من السخخنبلة نقل‬
‫من جماهير الحكماء‪ .‬والجواب أنه عليه السلم يمكن أن يكون بنى ذلك على‬
‫ما هو المقرر عنده ل ما زعمه المنجمخخون فخخي شخخرف عطخخارد‪ ،‬أو يقخخال‪ :‬إن‬
‫عطارد مستثنى من ذلك وأحال ذلك علخخى مخخا هخخو المعلخخوم عنخخدهم‪ ،‬أو يقخخال‪:‬‬
‫المراد بالكواكب الربعخخة المفصخخلة اعتمخخادا علخخى ذكرهخخا بعخخده‪ .‬الخخخامس أن‬
‫المقرر في كتب الحكام في بحث القرانات أن السبعة كانت مجتمعة فخخي أول‬
‫الحمل‪ ،‬ولو فرض أنهم أخطأوا في ذلك كخخان علخخى الفضخخل وسخخائر الحضخخار‬
‫المتدربين في صنعة النجوم أن يسألوا عن ذلك ويراجعوا فيه ولم ينقخخل منهخخم‬
‫ذلك‪ .‬والجواب أنهم ليسوا متفقين في ذلخخك كمخخا يظهخخر مخخن الطخخبري وغيخخره‪،‬‬
‫فلعل‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬ولقد خبط الطبري في تاريخه )*(‪.‬‬


‫]‪[229‬‬

‫الفضل وغيره ممن حضر المجلس كان يسلك هذا المسلك‪ ،‬وربما يقال‪ :‬لعخخل الخخراوي‬
‫سهى أو خبط في فهم كلمه عليه السلم وكخان مخا قخاله عليخه السخلم هخو أن‬
‫الكواكب كانت مع الشمس في شرفها‪ ،‬والضمير في )شرفها( كان للشمس ل‬
‫للكواكب‪ ،‬فاشتبه عليه وزعم أن الضمير للكواكب ففصل كما تخخرى‪ .‬واقخخول‪:‬‬
‫على ما ذكرنا ل حاجة إلى تحريف الحديث ونسخبة السخهو إلخى الخراوي ومخا‬
‫ذكروه ليس مستندا إلخى حجخة‪ ،‬وأكخثر أقخاويلهم فخي أمثخال ذلخك مسختندة إلخى‬
‫أوهام فاسدة وخيالت واهية كمخخا ل يخفخخى علخخى مخخن تتبخخع زبرهخخم‪ .‬قخخال أبخخو‬
‫ريحان )‪ (1‬فيما عنخخدنا مخخن تخخاريخه فخخي سخخياق ذكخخر ذلخخك‪ :‬وبكخخل واحخخد مخخن‬
‫الدوار تجتمع الكواكب في أول الحمل بدءا وعودا ولكنه في أوقخخات مختلفخخة‬
‫فلو حكم على أن الكواكب مخلوقة في أول الحمل في ذلك الوقت أو علخخى أن‬
‫اجتماعها فيه هو أول العالم أو آخره لتعرف دعواه تلك عخخن البينخخة وإن كخخان‬
‫داخل في المكخخان‪ ،‬ولكخخن مثخخل هخخذه القضخخايا ل تقبخخل إل بحجخخة واضخخحة أو‬
‫مخبر عن الوائل والمبادي موثوق بقوله‪ ،‬متقرر فخخي النفخخس صخخحة اتصخخال‬
‫الوحي والتأييد به‪ ،‬فإن‬

‫)‪ (1‬أبو ريحان محمد بن أحمخخد الخخبيرونى الخخخوارزمي الحكيخخم‪ ،‬الرياضخخي‪ ،‬الطخخبيب‪،‬‬
‫المنجم المعروف‪ ،‬كان فليسوفا عالمخخا بالفلسخخفة اليونانيخخة وفروعهخخا وفلسخخفة‬
‫الهنود‪ ،‬وبرع في علم الرياضيات والفلك‪ ،‬بل قيل انه اشخخهر علمخخاء النجخخوم‬
‫والرياضيات من المسلمين‪ ،‬كان معاصرا لبن سينا وكان بينهما مراسخخلت‬
‫وابحاث‪ ،‬كان اصله من )بيرون( بلد في السند وسافر إلى بلد الهند اربعين‬
‫سنة اطلع فيهخخا علخخى علخخوم الهنخخود واقخخام مخخدة فخخي )خخخوارزم( وكخخان اكخخثر‬
‫اشخختغاله فخخي النجخخوم والرياضخخيات والتاريخخخ‪ ،‬وخلخخف مؤلفخخات نفيسخخة منهخخا‬
‫)الثار الباقية عن القرون الخالية( في التاريخ الفه لشخخمس المعخخالى قخخابوس‬
‫حكى انه كان مكبا على تحصيل العلوم متفننا في التصخخنيف ل يكخخاد يفخخارق‬
‫يده القلم وعينه النظر وقلبه الفكر‪ ،‬وكان مشخختغل فخخي جميخخع ايخخام السخخنة ال‬
‫يوم النيروز والمهرجان‪ .‬وحكى عن الشيخ صلح الدين الصفدى انخخه قخخال‪:‬‬
‫كان أبو ريحان البيرونى حسخخن المعاشخخرة‪ ،‬لطيخخف المحاضخخرة‪ ،‬خليعخخا فخخي‬
‫الفاظه‪ ،‬عفيفا في أحواله لخم يخأت الزمخخان بمثلخخه علمخخا وفهمخا‪ .‬تخخوفى سخنة )‬
‫‪ (430‬تقريبا )*(‪.‬‬

‫]‪[230‬‬

‫من الممكن أن تكون هذه الجسام )‪ (1‬متفرقة غيخخر مجتمعخخة وقخخت إبخخداع المبخخدع لهخخا‬
‫وإحداثه إياها‪ ،‬ولها هذه الحركات التي أوجب الحسخخاب اجتماعهخخا فخخي نقطخخة‬
‫واحدة في تلك المدة )انتهى(‪ .‬السادس أن الستدلل بالية ليتم‪ ،‬إذ يمكخخن أن‬
‫يحمل قوله تعالى )ول الليل سابق النهخخار( علخخى أن الليخخل ل يخخأتي قبخخل وقتخخه‬
‫المقرر وزمانه المقدر كمخخا أن الشخخمس ل تطلخخع قبخخل أوانخخه‪ ،‬وكخخل مخخن الليخخل‬
‫والنهار ل يأتي أحدهما قبل تمام الخخخر كمخخا سخخيأتي بيخخانه فخخي تفسخخير اليخخة‪.‬‬
‫والجواب أنه عليه السلم بنى الستدلل على مخخا علخخم مخخن مخخراده تعخخالى فخخي‬
‫الية وكان عليه السلم عندهم مأمونا مصدقا في ذلك‪ .‬السابع أن ما تقدم نقل‬
‫من السيوطي عن ابن عباس ينافي ذلك‪ ،‬حيث حكم بتقدم الليخخل علخخى النهخخار‪،‬‬
‫وما ينقل عن التورية موافقا لذلك أيضا ينافيه‪ .‬والجواب أن حديث ابن عباس‬
‫ل يعارض به كلم المام عليه السلم المنقول من الصخخول المعتخخبرة‪ ،‬وكخخذا‬
‫نقل التورية لم يثبت‪ ،‬ولو ثبت فأكثرها محرفة ل يعتمد عليها‪ .‬وربمخخا يجخخاب‬
‫بأن حدوث النور إنما هو بعد الظلمة‪ ،‬فالظلمة مقدمة على النور‪ ،‬لكخخن طخخالع‬
‫خلق الدنيا يعني طالع دحو الرض كان هو السخخرطان‪ ،‬و الشخخمس حينئذ فخخي‬
‫الحمل في العاشر على ما ذكره المام عليه السخخلم فخخأول الوقخخات فخخي دحخخو‬
‫الرض هو الظهر‪ ،‬ولذا سميت صخخلة الظهخخر بالصخخلة الولخخى كمخخا سخخميت‬
‫بالوسطى أيضا عند كثير من العلمخخاء‪ ،‬وإنمخخا فسخخر طخخالع الخخدنيا بطخخالع دحخخو‬
‫الرض لن خلق الرض مقدم على خلق السماء لكن دحوهخخا مخخؤخر‪ ،‬جمعخخا‬
‫بين اليخخات )انتهخخى(‪ .‬واقخخول‪ :‬يمكخخن حملخخه علخخى ابتخخداء خلخخق الكخخواكب فخخإن‬
‫حصول النهار إنما هو عنده والحاصل أنه تم خلخخق أجخخزاء الخخدنيا حيخخن كخخون‬
‫السرطان على الفخق الشخرقي بالسخنبة إلخى قبخة الرض‪ ،‬فخإذا رجعخت علخى‬
‫توالي البروج وعددت ستة من تحت الرض وثلثة من فوقها كخخان العاشخخر‪،‬‬
‫وهو الحمل على سمعت الرأس‪ ،‬فإذا كانت الشمس فيه يكون‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬الجرام )*(‪.‬‬

‫]‪[231‬‬

‫بالنسبة إلى أكثر المعمخخورة نهخخارا كمخخا عرفخخت‪ ،‬فالنهخخار فخخي أول الخلخخق بالنسخخبة إلخخى‬
‫المعمورة التي هي مسكن أشرف الخلق مقخدم علخى الليخل‪ .‬ثخم إنخه يحتمخل أن‬
‫يكون ذكخر هخذه المصخطلحات الختي لخم تجخر عخادتهم عليهخم السخلم بخذكرها‬
‫وإجراء الكلم على قواعد النجوم التي نفوها وزيفوها كمخخا سختعلم إنشخاء الخ‬
‫إلزاما على الفضل المشهور في تلك الصناعة‪ ،‬وإظهارا لعلمهم عليهم السلم‬
‫بجميع العلوم والصطلحات‪ ،‬وقد يقال‪ :‬إن تلك الكواكب لما كانت في ابتداء‬
‫خلق العالم في مواضع مخصوصة مضبوطة عند أهل العلم أخذا عن النبياء‬
‫والحجج عليهم السلم فبعد ما أخذ المنجمون بعخخض ذلخخك عنهخخم زعمخخوا أنهخخا‬
‫لتلك الخصوصية كانت أحسن مواضع تلك الكواكب فسخخموها شخخرفا لهخخا‪ ،‬ثخخم‬
‫سموا المواضع التي تقابلهخخا هبوطخخا لهخخا‪ ،‬توهمخخا منهخخم أنهخخا عنخخد كونهخخا فيهخخا‬
‫هابطة من تلك المنزلة والشرف جدا‪ ،‬وأما ما فات منهم أخذه عن أهخخل العلخخم‬
‫كموضع عطارد مثل عينوه من عنخخد أنفسخخهم بخيخخالت شخخعرية مخخذكورة فخخي‬
‫كتبهم‪ .‬ثخخم إن بعخخض النخخاس توهمخخوا أن هخخذا الحخخديث مؤيخخد لكخخون اليخخوم مخخن‬
‫الزوال إلى مثله كمخخا اعتخخبره المنجمخخون لسخخهولة الحسخخاب‪ ،‬ول يخفخخى وهنخخه‬
‫على اولي البخخاب‪ .‬وبعخخد اللتيخخا والخختي فدللخخة الحخخديث علخخى حخخدوث أكخخثر مخخا‬
‫يزعمه الحكماء قديما من أجزاء العالم بين ل يحتاج إلى البيان‪ - 183 .‬كتاب‬
‫المحتضر للحسن بن سليمان ممخخا رواه مخخن كتخخاب الخطخخب لعبخخد العزيخخز بخخن‬
‫يحيى الجلودي‪ ،‬قال‪ :‬خطب أمير المؤمنين عليه السلم فقال‪ :‬سلوني فخخإني ل‬
‫اسأل عن شئ دون العرش إل أجبت فيخخه ل يقولهخا بعخخدي إل جاهخل مخخدع أو‬
‫كذاب مفتر‪ .‬فقام رجل من جانب )‪ (1‬مسجده في عنقه كتخخاب كخخأنه مصخخحف‬
‫وهو رجل آدم ضرب )‪ (2‬طوال‪ ،‬جعد الشعر‪ .‬كأنه من مهودة العرب‪ ،‬فقخخال‬
‫رافعا صوته لعلي‪ :‬أيها المدعي مخخا ل يعلخخم والمقلخخد مخخا ل يفهخخم ! أنخخا السخخائل‬
‫فأجب‪ .‬فوثب به أصحاب علي وشيعته من كل ناحية فهموا بخخه فنهزهخخم علخخي‬
‫عليه السلم فقال لهم‪ :‬دعوه ول تعجلوه ! فإن الطيش‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬من مجلسه‪ (2) .‬الدم هو السمر‪ ،‬والضرب بسكون الخخراء أي‬
‫الخفيف الظريف )*(‪.‬‬

‫]‪[232‬‬

‫ل تقوم به حجج ال ول به تظهر براهين ال‪ .‬ثم التفت إلى الرجل وقال لخخه‪ :‬سخخل بكخخل‬
‫لسانك وما في جوانحك فإني اجيبك‪ ،‬إن ال تعالى ل تعتلج عليه الشكوك ول‬
‫يهيجه وسن‪ .‬فقال الرجل‪ :‬كم بين المغرب والمشرق ؟ قال علي عليه السخخلم‬
‫مسافة الهخخواء‪ .‬قخخال‪ :‬ومخخا مسخخافة الهخخواء ؟ قخخال ]علخخي عليخخه السخخلم[ دوران‬
‫الفلك ؟ قال الرجل‪ :‬وما قدر دوران الفلخخك ؟ قخخال‪ :‬مسخخيرة يخخوم للشخخمس‪ .‬قخخال‬
‫الرجل‪ :‬صدقت‪ .‬قال‪ :‬فمتى القيامة ؟ قال‪ :‬على قدر قصور المنية ) ‪ (1‬وبلوغ‬
‫الجل‪ .‬قال الرجل‪ :‬صدقت‪ ،‬فكم عمر الدنيا ؟ قال علي‪ :‬يقال سخخبعة آلف ثخخم‬
‫ل تحديد‪ .‬قال الرجل‪ :‬صدقت‪ ،‬فأين بكة من مكة ؟ قال علي‪ :‬مكة من أكنخخاف‬
‫الحرم‪ ،‬وبكة موضع البيت‪ .‬قخال‪ :‬فلخم سخميت مكخة مكخة ؟ قخال‪ :‬لن الخ مخك‬
‫الرض من تحتها قال‪ :‬فلم سخخميت بكخخة ؟ قخخال‪ :‬لنهخخا بكخخت رقخخاب الجبخخارين‬
‫وعيون المذنبين قال‪ :‬صخدقت‪ ،‬وأيخن كخان الخ قبخل أن يخلخق عرشخه ؟ قخال‪:‬‬
‫علي‪ :‬سبحان من ل تدرك كنه صفته حملة العرش‪ .‬على قرب زمراتهخخم مخخن‬
‫كراسي كرامته‪ ،‬ول الملئكة المقربون من أنوار سبحات جلله‪ .‬ويحخخك ! ل‬
‫يقال أين‪ ،‬ول ثم‪ ،‬ولفيم‪ ،‬ول لم‪ ،‬ول أنى‪ ،‬ول حيث‪ ،‬ول كيف‪ .‬قال الرجخخل‪:‬‬
‫صدقت‪ ،‬فكم مقدار ما لبث ال عرشه على المخخاء مخخن قبخخل أن يخلخخق الرض‬
‫والسماء ؟ قال‪ :‬أتحسن أن تحسب ؟ قخخال‪ :‬نعخخم‪ ،‬قخخال‪ :‬لعلخخك ل تحسخخن ! قخخال‪:‬‬
‫بلى‪ ،‬إني لحسن أن أحسب‪ .‬قال علخى عليخه السخلم‪ :‬أفرأيخت لخو كخان صخب‬
‫خخخردل فخي الرض ]حخختى[ سخخد الهخواء ومخا بيخخن الرض والسخخماء‪ ،‬ثخم اذن‬
‫لمثلك على ضعفك أن تنقله حبة حبة من مقدار المشرق إلى المغرب‪ ،‬ثخخم مخخد‬
‫في عمرك واعطيت القوة على ذلك حتى تنقله وأحصيته لكان ذلك أيسر مخخن‬
‫إحصاء عخدد أعخوام مخا لبخث عرشخه علخى المخاء مخن قبخل أن يخلخق الرض‬
‫والسماء‪ ،‬وإنما وصفت لك ببعض عشر عشير العشير مخخن جخخزء مخخائة ألخخف‬
‫جزء‪ ،‬وأستغفر ال من القليل في التحديد‪ .‬قال‪ :‬فحرك الرجل رأسه وشخخهد أن‬
‫لإله إل ال وأن محمدا رسول الخ‪ .‬بيخان‪ :‬والضخرب بسخكون الخراء‪ :‬الرجخل‬
‫الخفيف اللحم‪) .‬على مسافة‬

‫)‪ (1‬عند حضور المنية )خ( )*(‪.‬‬

‫]‪[233‬‬

‫الهواء( هذه التبهيمات في الجوبة للتنبيه على عدم تكلخخف مخخا لخخم يخخؤمر النخخاس بعلمخخه‬
‫وأنه ل فائدة للنسخخان فخخي علخخم حقخخائق الموجخخودات ومقاديرهخخا‪ ،‬كمخخا تضخخيع‬
‫الفلسفة فيها أعمارهم‪) .‬على قرب زمراتهم( أي جماعاتهم‪) .‬تفهيخخم وتتميخخم(‬
‫* )نفعه عميم بعون ال الواهب الكريم( * اعلم أن المقصود الصلي من هذا‬
‫الباب أعني حدوث العخخالم لمخخا كخخان مخخن أعظخخم الصخخول السخخلمية ل سخخيما‬
‫الفرقة الناجية المامية وكان في قديم الزمخخان ل ينسخخب القخخول بالقخخدم إل إلخخى‬
‫الدهرية والملحدة والفلسفة المنكرين لجميع الديان و لذا لخم يخخورد الكلينخخي‬
‫ره وبعض المحدثين لذلك بابا مفردا في كتبهم‪ ،‬بخخل أوردوا فخخي بخخاب حخخدوث‬
‫العالم أخبار إثبخخات الصخخانع تعخخالى اتكخخال علخخى أن بعخخد القخخرار بخخالحق جخخل‬
‫وعل‪ ،‬ل مجال للقول بالقدم‪ ،‬لتفاق أرباب الملل عليه )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬قال الفيض رضوان ال عليه فخخي كتخخاب عيخخن اليقيخخن )ص ‪ (407‬مخخا هخخذا لفظخخه‪:‬‬
‫حدوث العالم بمعنى افتقاره إلى الصخخانع ومسخخبوقيته بالعخخدم فخخي الجملخخة أي‬
‫العم من العدم الزمانى من ضروريات الدين وعليه اجماع المسلمين ‪ -‬إلى‬
‫ان قال ‪ -‬ما يظهر من التتبع لكلمخخات السخخلف مخخن علمخخاء الخخدين ان الخخواجب‬
‫اعتقاده انمخا هخخو افتقخار العخخالم إلخخى الصخخانع ومسخخبوقيته بالعخخدم فخي الجملخخة‬
‫خاصة‪ ،‬وأن إطلق حدوث العالم راجع إليه‪ ،‬وأن الغرض مخخن اثبخخاته الخخرد‬
‫على الدهرية والطبيعيين المنكرين للصانع الزاعميخخن لقخخدم العخخالم ووجخخوب‬
‫وجوده خذلهم ال ولذلك كلما سخخئل العلمخاء عخن البرهخخان علخخى ذلخخك اخخخذوا‬
‫يستدلون على اثبات الصانع وليس في كلمهم عن الزمان حرف اصخخل إل‬
‫اشارات على الحدوث الزمخانى بخالمعنى الغخامض الخذى نشخبته وترميخزات‬
‫إليه ‪ -‬إلى ان قال ‪ -‬ولول مخافة التطويل لنقلنا عباراتهم حتى يتخخبين صخخدق‬
‫ما ذكرنا‪ .‬ثم ذكر كلم أبخخى عبخخد الخ عليخخه السخخلم لبخخن أبخخى العوجخخاء فخخي‬
‫حدوث الجسام وبيخان الصخدوق رحمخه الخ فخي ذيلخه فراجخع وسخيأتى مخن‬
‫الشيخ المحقق أبى الفتح الكراجكى ان القول بثبوت زمان بين الحخخق تعخخالى‬
‫وبين أفعاله مناقض للقول بالحدوث‪ ،‬وكخخذا يخخأتي نقخخل تصخخريح اسخختاده علخخم‬
‫الهدى بأن ال تعالى خلق اول الحوادث من غير زمان فتأهل حقه‪.‬‬

‫]‪[234‬‬

‫وفي قريب من عصرنا لما ولع الناس بمطالعة كتب المتفلسفين‪ ،‬ورغبوا عن الخوض‬
‫في الكتاب والسنة وأخبار أئمة الدين‪ ،‬وصار بعد العهد عن أعصارهم عليهم‬
‫السلم سببا لهجخخر آثخخارهم‪ ،‬وطمخخس أنخخوارهم‪ ،‬واختلطخخت الحقخخائق الشخخرعية‬
‫بالمصخخطلحات الفلسخخفية صخخارت هخخذه المسخخألة معخخترك الراء ومصخخطدم‬
‫الهخخواء‪ ،‬فمخخال كخخثير مخخن المتسخخمين بخخالعلم المنتحليخخن للخخدين‪ ،‬إلخخى شخخبهات‬
‫المضخخلين‪ ،‬وروجوهخخا بيخن المسخلمين فضخلوا وأضخخلوا‪ ،‬وطعنخوا علخخى أتبخخاع‬
‫الشريعة حتى ملوا وقلوا‪ ،‬حخختى أن بعخخض المعاصخخرين )‪ (1‬منهخخم يمضخخغون‬
‫بألسنتهم‪ ،‬ويسودون الوراق بأقلمهم أن ليس في الحدوث إل خبر واحد هو‬
‫)كان ال ولم يكخخن معخخه شخخئ( ثخخم يؤولخخونه بمخا يوافخخق آراءهخخم الفاسخخدة‪ ،‬فلخخذا‬
‫أوردت فخخي هخخذا البخخاب أكخخثر اليخخات والخبخخار المزيحخخة للشخخك والرتيخخاب‪،‬‬
‫وقفيتها بمقاصد أنيقة‪ ،‬ومباحث دقيقة‪ ،‬تأتي بنيان شبههم من قواعدها وتهخخزم‬
‫جنود شكوكهم من مراصدها‪ ،‬تشييدا لقواعد الدين‪ ،‬وتجنبا مخخن مسخخاخط رب‬
‫العالمين‪ ،‬كما روي عن سيد المرسلين صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا ظهرت البدع‬
‫في امتي فليظهر العالم علمه‪ ،‬وإل فعليه لعنة ال والملئكة والناس أجمعيخخن‪.‬‬
‫)المقصد الول( * )في بيان معاني الحدوث والقدم( * المشهور أن للحخخدوث‬
‫معنيين‪ :‬الذاتي‪ ،‬والزماني‪ .‬والمستفاد من كلم الشيخ أن معنخخى الحخخدوث هخخو‬
‫المسبوقية بالعدم إما بالذات ل بالزمان وهخو الحخدوث الخذاتي‪ ،‬وإمخا بالزمخان‬
‫وهو الحدوث الزماني‪ .‬وهو المتبادر )‪ (2‬من لفظ الحدوث‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬القاصرين‪ (2) .‬كأن الجملة الخيرة اعني قوله )وهو المتبادر‪(..‬‬
‫من كلم المؤلف ‪ -‬رحمه ال لنالم نجدها فخخي شخخئ مخخن كلمخخات الشخخيخ فخخي‬
‫الشفاء والشارات والنجاة والتعليقات‪ ،‬على انها غيخخر مشخخابهة لكلمخخه كمخخا‬
‫يعرفه العريف بلحن قوله‪ .‬ولعله استفاده ذلك مخخن كلمخخه فخخي الشخخفاء حيخخث‬
‫قال )ص‪) :(526 :‬فان اطلق اسم الحدث على كل ماله ايس بعخخد ليخس كخان‬
‫كل معلول=‬

‫]‪[235‬‬

‫إذ المتبادر منه أنه لم يكخخن موجخخودا فوجخخد‪ .‬واورد عليخخه أن تقخخدم العخخدم علخخى الوجخخود‬
‫بالذات ل معنى له‪ ،‬إذ التقدم بالذات مخصوص عندهم بالتقخخدم بالعليخخة‪ ،‬فتقخخدم‬
‫العدم بالعلية على الوجود يستلزم اجتماع النقيضين )‪.(1‬‬
‫= حادثا‪ ،‬وان لم يكن يطلق بل كان شرط المحخخدث ان يوجخخد زمخخان ووقخخت كخخان قبلخخه‬
‫فبطل بمجيئة بعده إذ يكون بعخديته ل يكخون مخع القبليخة موجخودة بخل يكخون‬
‫ممائزة في الوجود لنها زمانيخخة فل يكخخون كخخل معلخخول محخخدثا بخخل المعلخخول‬
‫الذى يسبق وجوده زمان ويسبق وجوده ل محالة حركة و تغير كما علمخخت‬
‫ونحن ل نناقش في السماء إلى ان قال فخخان كخخان وجخخوده بعخخد ليخخس مطلخخق‬
‫كان صدوره عن العلة ذلخخك الصخدور ابخداعا ويكخخون افضخل انحخخاء اعطخاء‬
‫الوجود لن العدم يكون قد منع البتة وسلط عليخخه الوجخخود( إلخخى آخخخره‪(1) .‬‬
‫اعلم ان السبق بالذات عند المتكلمين هو سبق اجخخزاء الزمخخان بعضخخها علخخى‬
‫بعخخض‪ ،‬و عنخخد الحكمخخاء معنخخى عخخام يطلخخق علخخى السخخبق بخخالطبع وبالمهيخخة‬
‫وبالعلية‪ ،‬ومسبوقية الحادث الذاتي بالعدم أو بالغبر على اختلف التعريفيخخن‬
‫ليس على شئ من هذين الصطلحين بل هو اصخخطلح خخخاص فخخي مقابخخل‬
‫الحادث الزمانى‪ ،‬توضخخيح ذلخخك انهخخم عرفخخوا الحخخادث بالمسخخبوق بالعخخدم أو‬
‫بالغير والمال واحد لن المراد بالغير اعم من العلة والعدم‪ ،‬ثخخم قسخخموه إلخخى‬
‫ما هو مسبوق بالعدم المجامع أي ما يكون ذاتخخه بخخذاته غيخخر واجخخده للوجخخود‬
‫فيكون من مرتبة ذاته خالية عن الوجود و سموه بالحادث الذاتي‪ ،‬وإلخخى مخخا‬
‫هو‪ ،‬سبوق بالعدم المقابل أي ما يكون موجودا فخخي زمخخان لخخم يكخخن موجخخودا‬
‫فبله فيكون مسبوقا بعده الغير المجامع لوجوده وسخخموه بالحخخادث الزمخخانى‪،‬‬
‫فالسبق ههنا بحسب الخارج وهناك بحسب نفس المر‪ ،‬ومرتبة نفس المخخر‬
‫اوسع من مرتبة نفس الماهيخخة مخخن حيخخث هخخي هخخي قخخال الشخخيخ فخخي الهيخخات‬
‫النجاة‪ :‬واعلم انه كما ان الشئ قد يكون محدثا بحسب الزمان كذلك قد يكون‬
‫محدثا بحسب الذات فان المحدث هو الكائن بعد ما لم يكن‪ ،‬والبعدية كالقبلية‬
‫قد تكون بالزمان وقد تكون بالذات ثم قال فيكون لكل معلخخول فخخي ذاتخخه اول‬
‫انه ليس‪ ،‬ثم عرض عن العلة وثانيا انه ايس‪ ،‬فيكون كخخل معلخخول محخخدثا أي‬
‫مستفيدا لوجوده من غيره‪ ،‬بعد ماله في ذاته انه ل يكون موجودا فيكون كل‬
‫معلول في ذاته محدثا‪ ،‬فخخان كخخان مثل فخخي جميخخع الزمخخان موجخخودا مسخختفيدا‬
‫لذلك الوجود عن موجد فهو محخخدث لن وجخخوده مخخن بعخخد ل وجخخوده بعديخخة‬
‫بالذات )انتهى موضع الحاجة( فتبين بما ذكرنخخا ان منشخأ هخخذا الشخخكال هخخو‬
‫الخلط بين الصطلحين وحاصل الجواب ان معنى تقدم العدم على الوجود‬
‫في الحادث الذات كون ذاته بذاته خالية عخخن الوجخخود وهخخو تقخخدم مخخا بالخخذات‬
‫على ما بالغير ل التقدم الذاتي الذى يسخختعمل فخخي تقخخدم العلخخة علخخى المعلخخول‬
‫وتقدم الجنس والفصل على النوع وغيرها‪.‬‬

‫]‪[236‬‬

‫وقال المحقق الطوسي ره‪ :‬الحدوث هخخو المسخخبوقية بخخالغير‪ ،‬وذلخخك الغيخخر إن كخخان هخخو‬
‫العلة فهو الحدوث الذاتي‪ ،‬وإن كان عدما فهو الحدوث الزمخخاني‪ .‬ويخخرد عليخخه‬
‫أيضخخا مخخا يخخرد علخخى الول‪ ،‬لن ذات المعلخخول يصخخدق عليهخخا أنهخخا ليسخخت‬
‫بموجودة في مرتبة ذات العلة ثم وجد المعلول بعد ذلك السلب‪ ،‬لوجوب تقخخدم‬
‫وجود العلة على وجود المعلول‪ ،‬ول يتصور في تقخخدم سخخلب وجخخود المعلخخول‬
‫على وجوده إل التقدم الذاتي المنحصخخر فخخي التقخخدم بالعليخخة‪ ،‬فيعخخود الشخخكال‪.‬‬
‫وللقوم في هذا المقام اعتراضات وأجوبة ل يناسب مقصودنا من هذا الكتخخاب‬
‫إيرادها‪ ،‬وأكثرها مذكورة في حواشي المحقق الخخدواني وغيخخره علخخى الشخخرح‬
‫الجديخخد للتجريخخد‪ .‬وبالجملخخة إطلق الحخخدوث عليخخه محخخض اصخخطلح لهخخم ل‬
‫يساعده لغة ول عرف‪ ،‬وإنما مرجعه الحقية أو إلخخى ترتخخب وجخخود المعلخخول‬
‫على وجود العلة إذ العقل يحكم بأنه وجد فوجد‪ .‬وأثبت السيد الداماد ره قسخخما‬
‫ثالثا وهو الحدوث الدهري حيث قخخال‪ :‬إن أنحخخاء العخخدم للممكخخن ثلثخخة‪ :‬الول‬
‫العدم الذي هو الليس المطلق في مرتبة الذات وهو لكل ممكخخن موجخخود حيخخن‬
‫وجوده الثاني العدم المتكمم وهو لكل حادث زماني قبل زمان وجوده‪ .‬الثالث‬
‫العخخدم الصخخريح الخخدهري قبخخل الوجخخود قبليخخة غيخخر متكممخخة‪ .‬وليخخس شخخئ مخخن‬
‫العدمين الولين هو العدم المقابل للوجود‪ ،‬أما الول فلنة يجامع الوجود فخخي‬
‫الوقخخع ويسخخبقه بحسخخب الخخذات سخخبقا ذاتيخخا‪ ،‬وأمخخا الثخخاني فلنخخه ممخخائز لزمخخان‬
‫الوجود‪ ،‬ومن شرائط التناقض في الزمانيات وحدة الزمان فخخإذا إنمخخا المقابخخل‬
‫للوجود العدم الصريح الذي ل يتصور فيه حد وحد‪ ،‬ولن يتميز فيه حال ) ‪(1‬‬
‫وحال‪ .‬ثم حقق في ذلك تحقيقا طخويل وحاصخل كلمخخه أن أثبخت للموجخودات‬
‫وعائين آخرين سوى الزمان وهو الدهر والسرمد‪ ،‬وقال‪ :‬نسخخبة المتغيخخر إلخخى‬
‫المتغير ظرفها الزمان ونسبة الثابت إلى المتغير ظرفها الدهر‪ ،‬ونسبة الثابت‬
‫إلى الثابت ظرفها السرمد‪ .‬ونقل على ذلك شواهد كخخثيرة مخخن الحكمخخاء‪ ،‬فمخخن‬
‫ذلك قول الشيخ في التعليقات حيث قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬ولجخخل ذلخخك اعنخخي كخخون الحخخادث الخخدهرى فقخخط مسخخبوقا بالعخخدم الصخخريح جعخخل‬
‫الحدوث الدهرى احق انواع الحدوث بهذا السم )*(‪.‬‬

‫]‪[237‬‬

‫تعليق‪ :‬العقل يدرك ثلثة أكوان‪ :‬أحدها الكون في الزمان وهو مخختى الشخخياء المتغيخخرة‬
‫التي يكون لها مبدء ومنتهى‪ ،‬ويكون مبدؤه غيخخر منتهخخاه‪ ،‬بخخل يكخخون متقضخخيا‬
‫ويكون دائما في السيلن وفخخي تقتضخخي حخخال وتجخخدد حخخال‪ .‬الثخخاني كخخون مخخع‬
‫الزمان ويسمى الخخدهر‪ ،‬وهخخذا الكخخون محيخخط بالزمخخان‪ ،‬وهخخو كخخون الفلخخك مخخع‬
‫الزمان‪ ،‬والزمان في ذلك الكون لنه ينشأ من حركة الفلك وهو نسخخبة الثخخابت‬
‫إلى المتغير إل أن الوهم ل يمكنه إدراكه‪ ،‬لنه رأى كل شئ في زمان ورأى‬
‫كل شئ يدخله كان ويكون والماضي والحاضر والمسخختقبل‪ ،‬ورأى لكخخل شخخئ‬
‫متى إما ماضيا أو حاضرا أو مستقبل‪ .‬الثالث كون الثابت مع الثابت ويسخخمى‬
‫السرمد‪ ،‬وهو محيط بالدهر‪ .‬تعليق‪ :‬الوهم يثبخخت لكخخل شخخئ مخختى‪ ،‬ومحخخال أن‬
‫يكون للزمان نفسه متى‪ .‬تعليق‪ :‬ما يكون في الشخخئ فخخإنه يكخخون محاطخخا بخخذلك‬
‫الشئ‪ ،‬فهو يتغير بتغير ذلك الشئ‪ ،‬فالشئ الذي يكون في الزمان يتغير بتغير‬
‫الزمان‪ ،‬ويلحقه جميع أعراض الزمان‪ ،‬ويتغير )‪ (1‬عليه أوقاته‪ ،‬فيكون هخخذا‬
‫الوقت الذي يكون مثل مبدء كونه أو مبدء فعلخخه غيخخر ذلخخك الخخوقت الخخذي هخخو‬
‫آخره لن زمانه يفوت ويلحق‪ ،‬ومخخا يكخون مخع الشخئ فل يتغيخخر بتغيخخره‪ ،‬ول‬
‫تتناوله أعراضه‪ .‬تعليق الدهر وعاء الزمان‪ ،‬لنه محيط به‪ .‬وبين في الشخخفاء‬
‫أيضا هذا المعنى‪ ،‬ثم قال‪ :‬ول يتوهم في الدهر ول فخخي السخخرمد امتخخداد‪ ،‬وإل‬
‫لكان مقدار للحركة‪ ،‬ثخخم الزمخخان كمعلخخول الخخدهر‪ ،‬والخخدهر كمعلخخول السخخرمد‪.‬‬
‫وقال أيضا في الشفاء‪ :‬إنه ل يكون في الزمان إل الحركات والمتحركات أمخخا‬
‫الحركة فذلك لها من تلقاء جوهرها‪ ،‬وأما المتحرك فمن تلقخاء الحركخة‪ ،‬وأمخا‬
‫سائر المور فإنها ليست في زمان‪ ،‬وإن كخخانت مخخع الزمخخان‪ ،‬فخخإن العخخالم مخخع‬
‫الخردلخخة وليسخخت فخخي الخردلخخة‪ .‬إلخخى آخخخر مخخا قخخال‪ .‬واستحسخخن ذلخخك المحقخخق‬
‫الطوسي ‪ -‬ره ‪ -‬و السيد الشريف وغيرهما‪ .‬واعلم أن ما نحن بصدد إثباته ل‬
‫يتوقف على تحقيق هذه المور‪ ،‬فإن الذي‬

‫)‪ (1‬يعتور )خ( )*(‪.‬‬

‫]‪[238‬‬

‫ثبت بإجماع أهل الملل والنصوص المتواترة هو أن جميع ما سوى الحق تعالى أزمنة‬
‫وجوده فخي جخانب الزل متناهيخة وفخي )‪ (1‬وجخوده ابتخداء‪ ،‬والزليخة وعخدم‬
‫انتهاء الوجود مخصوص بخالرب سخبحانه‪ ،‬سخواء كخان قبخل الحخوادث زمخان‬
‫موهوم أو دهر كما ستعرف إنشاء ال تعالى‪) .‬المقصد الثاني( * )في تحقيخخق‬
‫القوال في ذلك( * اعلم أنه ل خلف بين المسلمين بخخل جميخخع أربخخاب الملخخل‬
‫في أن ما سوى الخخرب سخخبحانه وصخخفاته الكماليخخة كلخخه حخخادث بخخالمعنى الخخذي‬
‫ذكرنا‪ ،‬ولوجوده ابتداء‪ ،‬بل عد من ضروريات الدين‪ .‬قال السخخيد الخخداماد فخخي‬
‫القبسات‪ :‬عليه إجماع جميخخع النبيخخاء والوصخخياء )‪ .(2‬وقخال صخخاحب الملخخل‬
‫والنحل في كتاب )نهاية القدام( وصححه المحقق الطوسخخي ره )‪ :(3‬مخخذهب‬
‫أهل الحق من الملل كلها أن العخخالم محخخدث مخلخخوق‪ ،‬لخخه أول‪ ،‬أحخخدثه البخخارئ‬
‫تعالى وأبدعه بعد أن لم يكن‪ ،‬وكان ال ولم يكن معه شئ‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة )لوجوده( وهو الظهر‪ (2) .‬ادعى السيد رضوان ال عليه اجماع‬
‫السفراء السانين الشارعين من النبياء والمرسلين والوصياء المعصخخومين‬
‫علخخى كخخون مخخا فخخي عخخوالم الخلخخق والمخخر واقليمخخى الغيخخب والشخخهادة حادثخخا‬
‫بالحخخخدوث الخخخذاتي والخخخدهرى‪ ،‬فراجخخخع كلمخخخه فخخخي القبسخخخات )ص‪(19 :‬‬
‫والنصاف ان دعوى الجماع على هذه الخصوصيات في غير محله‪ ،‬وأن‬
‫الجماع من اهل الملخخل انمخخا هخخو علخخى الحخخدوث الملزم للمكخخان وبعبخخارة‬
‫اخرى الجماع على كون العخخالم بأسخخره مخلوقخخا‪ ،‬فمخخن رأى الملزمخخة بيخخن‬
‫المخلوقية وبين الحخخدوث الزمخخانى ادعخخى الجمخاع علخخى الحخخدوث الزمخخانى‬
‫ومن رأى الملزمة بينها وبين الحدوث الذاتي فقط أو مع الحدوث الخخدهرى‬
‫ادعخخى الجمخخاع عليخخه فتخخذبر جيخخدا‪ (3) .‬أي صخخحح محقخخق الطوسخخى نقخخل‬
‫صاحب الملل والنحل‪ ،‬قال في القبسات بعد نقل هذا الكلم عن الشهرستاني‬
‫في )نهاية القدام( ونقل )يعنى الشهرستاني( مثل ذلك في كتاب المصارعة‬
‫مخخع الشخخيخ الرئيخخس( واستصخخح نقلخخه خخخاتم المحققيخخن )يعنخخى نصخخير الخخدين‬
‫الطوسى( في )مصارع المصارع( )*(‪.‬‬

‫]‪[239‬‬

‫ووافقهخخم علخخى ذلخخك جمخخع مخخن أسخخاطين الحكمخخة وقخخدماء الفلسخخفة‪ ،‬مثخخل ثخخاليس‪ ،‬و‬
‫انكساغورس‪ ،‬وانكسيمايس‪ ،‬من أهل )ملطية( ومثل فيثاغورس‪ ،‬وأنبخخاذقلس‪،‬‬
‫و سخخقراط‪ ،‬وأفلطخخن‪ ،‬مخخن أهخخل )آثينيخخة( و )يونخخان( وجماعخخة مخخن الشخخعراء‬
‫والوايل والنساك‪ .‬وإنما القول بقدم العالم وأزلية الحركات بعد إثبات الصانع‬
‫والقخخول بالعلخخة الولخخى إنمخخا ظهخخر بعخخد أرسخخطاطاليس‪ ،‬لنخخه خخخالف القخخدماء‬
‫صريحا وأبدع هذه المقالة على قياسات ظنها حجة وبرهانخخا‪ .‬وصخخرح القخخول‬
‫فيخخه مخخن كخخان مخخن تلمخخذته مثخخل السخخكندر الفروديسخخي‪ ،‬وثامسخخطيوس‪،‬‬
‫وفرفوريوس‪ .‬وصنف برقلس المنتسب إلى أفلطون فخخي هخخذه المسخخألة كتابخخا‬
‫أورد فيه هذه الشبه )‪ .(1‬وقال السخخيد الخخداماد ره‪ :‬مخخن النقخخل الخخذائع الصخخحيح‬
‫المتواتر أن أفلطن والستة الباقين من الساطين وغيرهخخم مخخن القخخدماء علخخى‬
‫حدوث عالمي المر والخلق بجميع أجزائه‪ ،‬وأرسطو وتلمذته علخخى قخخدمه )‬
‫‪) (2‬انتهى( لكن الظاهر أنه كخخان مخخذهب أفلطخخون حخخدوث الزمانيخخات فقخخط‪،‬‬
‫لشتهار القخخول بقخخدم النفخخوس والبعخخد المجخخرد عنخخه )‪ .(3‬وقخخال السخخيد ره فخخي‬
‫القبسات‪ :‬القول بقدم العالم نوع شرك‪ .‬وقال في‬

‫)‪ (1‬نقل في القبسات الكلم الخير أعنى من قوله )وإنما القول بقدم العالم‪ (..‬الخخخ عخخن‬
‫كتاب الملل والنحل‪ (2) .‬القبسات‪ .17 :‬نقلخخه بخخالمعنى‪ (3) :‬هخخذا يؤيخخد قخخول‬
‫السخخيد الخخداماد ‪ -‬ره ‪ -‬ان محخخط النخخزاع هخخو الحخخدوث الخخدهرى ل الحخخدوث‬
‫الزمانى‪ ،‬قال بعد نقل قول افلطون وارسخخطو مخخا هخخذا لفظخخه‪ :‬فل يصخخح ان‬
‫يعنى بهما القدم والحدوث الخذاتيان بتخة ول ان يتخوهم ان حريخخم النخزاع هخخو‬
‫الحدوث الزمانى‪ ،‬اما يشعر أن من العالم المبحوث عن حدوثه نفس الزمان‬
‫‪ -‬إلى ان قال ‪ -‬فكيف يظن بافلطن وسقراط ومن في مرتبتهمخخا مخخن افخخاخم‬
‫الفلسفة وأئمتهم انهم ينسبون الحدوث الزمخخانى للعخخالم الكخخبر ويقولخخون ان‬
‫نفخخس الزمخخان ومحلخخه وحامخخل محلخخه والجخخواهر المفارقخخة مسخخبوقة الوجخخود‬
‫بالزمان وحاصلة الذات في الزمان وليس يتفوه بذلك مخخن فخخي دائرة العقلء‬
‫والمحصلين ؟ ! وقال في رسالة )مذهب ارسخخطاطاليس( بعخخد كلم لخخه‪ :‬ول‬
‫يزيغ عن السبيل ول يذهب إلى القول بحدوث الكل حخخدثا زمانيخخا كيانيخخا فخخي‬
‫زمان أو آن عن عدم ممتد ل الى بداية الفريق مخخن المهوشخخين فخخي الخخدورة‬
‫اليونانية وجماهر المتكلفين في الملة السلمية )*(‪.‬‬

‫]‪[240‬‬

‫موضع آخر منه‪ :‬إنه إلحاد‪ .‬وقال الصدوق ره في كتاب التوحيخخد‪ :‬الخخدليل علخخى أن الخ‬
‫عزوجل عالم قادر حي لنفسه ل بعلخم وقخدرة وحيخوة هخو غيخره أنخه لخو كخان‬
‫عالما بعلم لم يخل علمه من أحد أمريخخن‪ :‬إمخخا أن يكخخون قخخديما أو حادثخخا‪ ،‬فخخإن‬
‫كان حادثا فهخو جخل ثنخخاؤه قبخخل حخدوث العلخخم غيخخر عخخالم‪ ،‬وهخذا مخن صخفات‬
‫النقص‪ ،‬وكل منقوص محدث بما قدمناه‪ .‬وإن كان قديما يجخخب )‪ (1‬أن يكخخون‬
‫غير ال عزوجل قديما‪ ،‬وهذا كفر بالجماع )‪ .(2‬وقال ره فخخي سخخياق إبطخخال‬
‫مذاهب الثنوية‪ :‬فأما ما ذهب إليه )ماني( )وابن ديصان( مخخن خرافاتهمخخا فخخي‬
‫المتزاج‪ ،‬ودانت به المجوس من حماقاتها فخخي )أهرمخخن( فقاسخخد بمخخابه يفسخخد‬
‫قدم الجسام )‪ .(3‬وقد عقد في هخخذا الكتخخاب بابخخا لثبخخات الحخخدوث وأورد فيخخه‬
‫الدلئل المشهورة الخختي سنشخخير إلخخى بعضخخها‪ ،‬ولخخم نوردهخخا مخافخخة الطنخخاب‬
‫والتكرار‪ .‬وقال فيما قال‪ :‬لن المحدث هو ما كان بعد أن لم يكن والقخخديم هخخو‬
‫الموجود لم يزل )‪ .(4‬وقال في آخر الكلم‪ :‬هذه أدلة التوحيد الموافقة للكتخخاب‬
‫والثخخار الصخخحيحة عخخن النخخبي والئمخخة عليهخخم السخخلم )‪ .(5‬وقخخال السخخيد‬
‫المرتضى نقل عن شيخه المفيد رفع ال شأنهما في الرد على أبخي هاشخم فخي‬
‫القخخول بالحخخال‪ ،‬فقخخال فخخي أثنخخاء كلمخخه‪ :‬وكخخره أن يثبخخت الحخخال شخخيئا فتكخخون‬
‫موجودة أو معدومة‪ ،‬ومتى كانت موجودة لزمه على أصله واصخخولنا جميعخخا‬
‫أنها ل تخلو من القدم أو الحدوث‪ ،‬وليس يمكنه الخبخخار عنهخخا بالقخخدم ليخخخرج‬
‫بذلك عن التوحيد ويصير بخخذلك أسخخوء حخخال مخخن أصخخحاب الصخخفات‪ .‬وسخخاق‬
‫الكلم إلى أن قال‪ :‬والقول بالهيولى وقدم الطينخخة أعخخذر مخخن هخخؤلء القخخوم إن‬
‫كان لهم عذر‪ ،‬ول عذر للجميع فيما‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وجب‪ (2) .‬التوحيد‪ (3) .156 :‬التوحيد‪ (4) .194 :‬التوحيد‪.222 :‬‬
‫)‪ (5‬التوحيد‪.(*) 223 :‬‬

‫]‪[241‬‬

‫ارتكبوا من الضلل‪ ،‬لنهم يقولون إن الهيولى هو أصل العخخالم‪ ،‬وأنخخه لخخم يخخزل قخخديما‪،‬‬
‫وال تعالى محدث كما يحدث الصائغ من السبيكة خاتما‪ ،‬والناسج مخن الغخزل‬
‫ثوبا‪ ،‬والنجار من الشجر لوحا إلى آخر ما رد )‪ (1‬عليهم‪ .‬ونقل العلمة ‪ -‬ره‬
‫‪ -‬في المختلف عن الشيخ المفيد كلمخخا يخخدل علخخى أن القخخول بالقخخدم ليخخس مخخن‬
‫مذاهب المليين‪ ،‬حيث قال‪ :‬وأما الصابئون فمنفردون بمذاهبهم ممخخن عخخددناه‪،‬‬
‫لن جمهورهم توحد الصانع في الزل‪ ،‬ومنهخخم مخخن يجعخخل معخخه هيخخولى فخخي‬
‫القدم صنع منها العالم فكانت عندهم الصخخل‪ ،‬ويعتقخخدون فخخي الفلخخك ومخخا فيخخه‬
‫الحياة والنطق وأنه المدبر لما في هذا العالم والدال عليه‪ ،‬وعظمخخوا الكخخواكب‬
‫وعبدوها من دون ال عزوجخخل‪ ،‬وسخخماها بعضخخهم ملئكخخة‪ ،‬وجعلهخخا بعضخخهم‬
‫آلهة‪ ،‬وبنوالهخخا بيوتخخا للعبخخادات‪ ،‬وهخخؤلء علخخى طريخخق القيخخاس إلخخى مشخخركي‬
‫العرب وعباد الوثان أقخرب مخخن المجخخوس‪ .‬إلخخى آخخخر مخا قخال ممخخا يؤيخد مخا‬
‫ذكرنا‪ .‬وشيخ الطائفة قدس ال لطيفه عقد في كتخخاب القتصخخاد فصخخل فخخي أن‬
‫ال تعالى واحد ل ثاني له في القدم‪ ،‬وأقام الدلئل على ذلك إلى أن قخخال‪ :‬فخخإذا‬
‫ثبت ذلخك بطخخل إثبخخات قخديمين‪ ،‬وإذا بطخخل وجخود قخخديمين بطخخل قخول الثنويخخة‬
‫القائلين بالنور والظلمة وبطل قول المجوس القائلين بخخال والشخخيطان‪ ،‬وبطخخل‬
‫قول النصارى القائلين بالتثليث‪ .‬على أن قخخول الثنويخخة يبطخخل مخخن حيخخث دللنخخا‬
‫على حدوث الجسام )‪ .(2‬وأثبت حدوث‬

‫)‪ (1‬أورد )ظ( اقول‪ :‬كون الموجودات المادية مخلوقة من المواد امر يصخخدقه الكتخخاب‬
‫والسنة‪ ،‬والنصوص على خلق النسان من الطين والسماوات والرض من‬
‫الدخان والماء وكذا سائر الشياء كثيرة جدا ل تكاد تخفى على من نظر في‬
‫القرآن الكريم والروايات الشريفة والفرق بين خلق ال تعالى شيئا من مخخادة‬
‫وبين تسوية النجار بابا من الخشب وصنع الصائغ خاتما من الذهب ان الخخ‬
‫تعالى يفيخخض الصخخور علخخى المخخواد المسخختعدة والنسخخان يعخخد المخخواد لقبخخول‬
‫الصور‪ ،‬مضافا إلى ان اعداده ايضخخا بخخاذن الخ تعخخالى واقخخداره عليخخه‪ .‬وامخخا‬
‫الهيولى الولى فقد مر الكلم فيها فخخي مخخا مضخخى فراجخخع‪ (2) .‬كلم الشخخيخ‬
‫قدس سره كما ترى يؤيد كلم الفيض ‪ -‬رضوان ال عليه ‪ -‬المتقدم ذكره=‬

‫]‪[242‬‬

‫الجسخخام بالخخدلئل المشخخهورة عنخخد المتكلميخخن‪ .‬والسخخيد المرتضخخى ‪ -‬ره ‪ -‬فخخي كتخخاب‬
‫)الغرر( أورد دلئل على إبطال القول بالهيولى القديمة‪ .‬وقال الشيخ المحقخخق‬
‫أبو الفتح الكراجكي )‪ (1‬تلميذ السيد المرتضخخى قخخدس الخ نفسخخهما فخخي كتخخاب‬
‫)كنخخز الفخخوائد(‪ :‬اعلخخم أيخخدك ال خ أن مخخن الملحخخدة فريقخخا يثبتخخون الحخخوادث‬
‫ومحدثها‪ ،‬ويقولون إنخخه ل أول لوجودهخخا‪ ،‬ول ابتخداء لهخا‪ ،‬ويزعمخخون أن الخ‬
‫سبحانه لم يزل يفعخل ول يخزال كخذلك‪ ،‬وأن أفعخال ل أول لهخا ول آخخر‪ ،‬فقخد‬
‫خالفونا في قولهم أن الفعال ل أول لهخخا‪ ،‬إذ كنخخا نعتقخخد أن الخ تعخخالى ابتخخدأها‬
‫وأنه موجود قبلها‪ ،‬ووافقونا بقولهم أنه ل آخر لها لنهم وإن ذهبخخوا فخخي ذلخخك‬
‫إلى بقاء الدنيا على ما هي عليه‪ ،‬واستمرار الفعال فيها‪ ،‬وأنه ل آخر لها فإنا‬
‫نذهب في دوام الفعال إلى وجه آخر وهو تقتضي أمر الخخدنيا وانتقخخال الحكخخم‬
‫إلى الخرة واستمرار الفعال فيها من نعيم أهل الجنة الذي ل ينقطع عن‬

‫= في ذيل الصفحة )‪ (223‬فتدبر‪ ،‬وقريب منه كلم الشيخ الكراجكى حيث نسخخب قخخدم‬
‫العالم إلى الدهرية القائلين بعدم تنخخاهى افخخراد النسخخان والحيخخوان مخخن جهخخة‬
‫البدء‪ ،‬لكنهم غير قائلين بالصانع الحكيم ولعله رحمه ال ألحق بهم من يقول‬
‫بقخخدم الطبخخائع الكليخخة وعخخدم تنخخاهى افرادهخخا فخخي البدايخخة والنهايخخة وان قخخال‬
‫بالصانع الحكيم أيضخخا‪ ،‬وسخخيأتى كلم لخخه صخخريح فخخي ان الزمخخان فعخخل مخخن‬
‫افعال ال وانه ليس بين الواجب تعالى واول الفعال زمان أصل‪ ،‬بل القول‬
‫بثبوت زمان عندئذ يناقض القول بالحدوث‪ .‬وهو يفسخخر قخخوله ههنخخا )ان الخ‬
‫موجود قبل الفعال( بأن تلك القبلية ليسخخت هخخي القبليخخة الزمانيخخة المقتضخخية‬
‫لوجود زمان قبل الخلق فتأمل‪ (1) .‬هو أبو الفتح محمد بن على بخخن عثمخخان‬
‫الكراجكى شيخ فقيه جليل يعبر عنه الشهيد كثيرا ما في كتبخخه بالعلمخخة مخخع‬
‫تعبيره عن العلمة الحلى ره بالفاضخخل‪ .‬ترجمخخه صخخاحب المسخختدرك وذكخخر‬
‫مؤلفخاته ومشخايخه منهخم الشخيخ المفيخد والسخيد المرتضخى وسخلر بخن عبخد‬
‫العزيز الديلمى‪ .‬وكتابه )كنز الفوائد( من الكتخخب المشخخهورة‪ ،‬وقخخد اخخخذ منخخه‬
‫جل من أتخخى بعخخده تخخوفى رحمخخه الخ كمخخا عخخن تاريخخخ اليخخافعي سخخنة )‪(449‬‬
‫والكراجكي بالكاف المفتوحة والراء المهملة والجيخخم المضخخمومة نسخخبة إلخخى‬
‫)كراجك( قرية على باب واسط )*(‪.‬‬

‫]‪[243‬‬

‫أهلها‪ ،‬وعذاب النار الذي ل ينقضي عن المخلدين فيها‪ ،‬فأفعال الخ عزوجخخل مخخن هخخذا‬
‫الوجه ل آخر لها‪ .‬وهؤلء أيدك ال هم الدهرية القائلون بخخأن الخخدهر سخخرمدية‬
‫ل أول لها ول آخر‪ ،‬وأن كل حركة تحرك بها الفلك فقد تحرك قبلهخخا بحركخخة‬
‫قبلها حركة من غير نهايخخة‪ ،‬وسخخيتحرك بعخخدها بحركخخة بعخخدها حركخخة ل إلخخى‬
‫غاية‪ ،‬وأنه ل يوم إل وقد كان قبله ليلة‪ ،‬ول ليلخخة إل وقخخد كخخان قبلهخخا يخخوم ول‬
‫إنسان تكون إل من نطفة‪ ،‬ول نطفة تكونت إل من إنسان‪ ،‬ول طخخائر إل مخخن‬
‫بيضة‪ ،‬ول بيضخخة إل مخخن طخخائر‪ ،‬ول شخخجرة إل مخخن حبخخة‪ ،‬ول حبخخة إل مخخن‬
‫شجرة‪ ،‬و أن هذه الحوادث لم تخخزل تتعخخاقب ول تخخزال كخخذلك‪ ،‬ليخخس للماضخخي‬
‫منها بداية‪ ،‬ول للمستقبل منها نهاية‪ ،‬وهي مع ذلك صنعة لصانع لم يتقخخدمها‪،‬‬
‫وحكمة من حكيم لخم يوجخد قبلهخا‪ ،‬وأن الصخنعة والصخانع قخد يمخان لخم يخزال‬
‫تعالى ال الذي ل قديم سخخواه‪ ،‬ولخخه الحمخخد علخخى مخخا أسخخداه مخخن معرفخخة الحخخق‬
‫وأولده‪ ،‬وأنخخا بعخخون الخ اورد لخخك طرفخخا مخخن الدلخخة علخخى بطلن مخخا ادعخخاه‬
‫الملحدون‪ ،‬وفساد ما انتحله الدهريون‪ .‬اقول‪ :‬ثم أورد رحمه ال أدلخخة شخخافية‪،‬‬
‫وأجوبة وافية‪ ،‬وتحقيقات متينة‪ ،‬و إلزامات رزينة‪ ،‬سيأتي بعضها في محلخخه‪،‬‬
‫ولم نوردهخا هنخا لنخا سخنذرها بخوجه أخصخر‪ .‬ثخم ذكخر منخاظرته مخع بعخض‬
‫القائلين بالقدم‪ ،‬وأنه كتب ذلك إلى الشريف المرتضى ‪ -‬ره ‪ -‬وذكره الجخخواب‬
‫الذي أورده السيد في ذلك‪ ،‬فمن أراد الطلع علخخى جميخخع ذلخخك فليرجخخع إلخخى‬
‫ذلك الكتاب‪ .‬وقال السيد المرتضى ‪ -‬ره ‪ -‬في جواب سؤال ورد عليه في آيخخة‬
‫التطهير‪ ،‬قال السائل‪ :‬وإذا كانت أشباحهم قديمخخة وهخخم فخخي الصخخل طخخاهرون‬
‫فأي رجس اذهب عنهم ؟ فقال السيد فخي تضخاعيف جخوابه‪ :‬وأمخا القخول بخأن‬
‫أشباحهم عليهم السلم قديمة فهو منكر ل يطلق‪ ،‬والقديم في الحقيقخخة هخخو ال خ‬
‫تعالى الواحد الذي لم يزل‪ ،‬وكل ما سواه محدث مصنوع مبتدأ‪ ،‬له أول‪ ،‬إلخخى‬
‫آخر ما قال ‪ -‬ره ‪ -‬ثم قال‪ :‬مسألة‪ :‬اعترض فلسفي فقال‪ :‬إذا قلتم إن ال وحده‬
‫ل شئ كان معه فالشياء المحدثة‪ :‬من أي شئ كخانت ؟ فقلنخا لهخم‪ :‬مبتدعخة ل‬
‫من شئ‪ .‬فقال‪ :‬أحدثها معا أو في‬

‫]‪[244‬‬

‫زمان بعد زمان ؟ فقال‪ :‬فإن قلتم معا فأوجدناكم )‪ (1‬أنهخخا لخخم تكخخن معخخا وأنهخخا احخخدثت‬
‫شيئا بعد شئ‪ ،‬وإن قلتم أحخخدثها فخخي زمخخان بعخخد زمخخان فقخخد صخخار لخخه شخخريك‪.‬‬
‫والجواب عن ذلك أن ال تعالى لم يزل واحدا ل شئ معه ول ثاني له‪ ،‬وابتدأ‬
‫ما أحدثه من غير زمخخان )‪ (2‬وليخخس يجخخب إذا أحخخدث بعخخد الول حخخوادث أن‬
‫يحدثها في زمان‪ ،‬ولو جعل لها زمانا لما وجب بذلك قدم الزمخخان‪ ،‬إذ الزمخخان‬
‫حركات الفلك وما يقوم مقامها مما هو مقدارها فخخي التخخوقيت فمخخن أيخخن يجخخب‬
‫عند هذا الفيلسوف أن يكون الزمان قديما إذا لم يوجد الشخخياء ضخخربة واحخخدة‬
‫لو ل أنه ل يعقل معنى الزمان إلى آخر ما أفاد في هذا المقام‪ .‬وقخخال المحقخخق‬
‫الطوسي طيب ال روحه القدوسي في التجريد‪ :‬ول قخخديم سخخوى ال خ تعخخالى )‬
‫‪ .(3‬وقال فيه‪ :‬وجود العالم بعد عدمه ينفي اليجاب‪ .‬وقال ‪ -‬ره ‪-‬‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬أوجخخدناكم‪ (2) .‬هخخذا كمخخا تخخرى تصخخريح مخخن السخخيد ‪ -‬ره ‪ -‬بخخان‬
‫الصادر الول احدث من غير زمان فهو غير مسبوق بعد زماني‪ ،‬بل يمكن‬
‫حدوث حوادث بعده ايضا من غير ان تحدث في زمان ول ينفك عن تجخخرد‬
‫الجميع أو الول خاصة‪ .‬وهخخذا ممخا يؤيخخد أن الحخدوث الخخذى كخخان دائرا فخخي‬
‫السنة العلماء ووقع عليه الجماع من اهل الملخل ليخس بمعنخخى وقخخوع العخالم‬
‫في جزء من الزمان ومسبوقيته بعدم زماني كما يخخدعيه جمهخخور المتكلميخخن‬
‫بخخل ل يلخخزم منخخه كخخون جميخخع العخخالم زمانيخخا أيضخخا ال ان يخخراد بخخه العخخالم‬
‫الجسماني فتبصر وهذا المعنى هو الخخذى يسخختفاد مخخن الروايخخات الشخخريفة ل‬
‫سيمامما ورد في خلق نور النبي والئمة عليهم السلم وقد مخخر شخخطر منهخخا‬
‫في هذا الكتاب فراجع‪ ،‬وسيأتى نقل المؤلف ‪ -‬ره ‪ -‬كلمخخات ثلخخة مخخن اعخخاظم‬
‫الصحاب فخخي هخخذا المعنخخى وارتضخخائه ايخخاه فخخانتظر‪ (3) .‬ينبغخخى لتحصخخيل‬
‫مرامه من هذا الكلم النظر في مخخا افخخاده فخخي معنخخى الحخخدوث والقخخدم فاليخخك‬
‫نص ما ذكره في التجريد‪ ،‬قال‪ :‬والموجودان اخذ غير مسبوق بالغير فقخخديم‬
‫وال فحخخادث‪ .‬ثخخم قخخال‪ :‬والقخخدم والحخخدوث الحقيقخخان ل يعتخخبر فيهمخخا الزمخخان‬
‫والتسلسخخل‪ .‬وقخال‪ :‬الحخخدوث الخخذاتي متحقخخق‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬ول قخخديم سخخوى الخ‬
‫تعالى‪ .‬هذا كلمه على اجمال ونقول‪ :‬الحادث الزمانى كما عرفت ما يكخخون‬
‫مسبوقا بعدم زماني‪ ،‬واثبات الحدوث بهذا المعنخخى للعخخالم مسخختلزم للتسلسخخل‬
‫كما اشار إليه‪ ،‬إذ من جملة العالم نفس الزمان وحدوثه بهخخذا المعنخخى يحتخخاج‬
‫إلى زمان آخر وهكذا إلى غير النهاية‪ .‬فالتزم جمهخخور المتكلميخخن تصخخحيحا‬
‫لذلك ولما قالوا في القديم انه مقخخارن لزمخخان غيخخره متنخخاء بخخان الزمخخان امخخر‬
‫منتزع من ذات البارئ سبحانه‪ .‬وهذا مضافا إلى عدم صحته=‬

‫]‪[245‬‬

‫في كتاب الفصول‪ :‬اصل قد ثبت أن وجود الممكن مخن غيخره‪ ،‬فحخال إيجخاده ل يكخون‬
‫موجودا لستحالة إيجاد الموجود‪ ،‬فيكخخون معخخدوما‪ ،‬فوجخخود الممكخخن مسخخبوق‬
‫بعدمه‪ ،‬و هذا الوجود )‪ (1‬يسمى حخخدوثا‪ ،‬والموجخخود محخخدثا‪ ،‬فكخخل مخخا سخخوى‬
‫الواجب من الموجودات محدث‪ .‬واسخختحالة الحخخوادث ل إلخخى أول كمخخا يقخخوله‬
‫الفلسفي ل يحتاج إلى بيان طائل‬

‫= في نفسخخه ل يخخدفع الشخخكال‪ ،‬امخخا فسخخاده فخخي نفسخخه فلنهخخم ان ارادوا بكخخون الزمخخان‬
‫منتزعا من ذات البارئ سبحانه انه موجود حقيقي ممكخن ومخع ذلخخك ينخختزع‬
‫من الباري تعالى فهو واضح السخافة على انه غيخر مسخبوق بعخدم زمخاني‪،‬‬
‫وان ارادوا به انه امر موهوم كما صرح به بعضهم ففيه انخخه يسخختلزم الغخخاء‬
‫كخخل تقخخديم وتخخأخر زمخخاني مخخن رأس‪ ،‬وعخخدم فخخرق بيخخن الحخخوادث الماضخخية‬
‫والتية وهو سفسطة ظاهرة واما عخخدم دفعخخه للشخخكال فلن العخخدم الزمخخانى‬
‫انما يتصور في ما شأنه الوقوع في ظرف الزمان وإذا فرض نفس الزمخخان‬
‫كذلك يجب فرض زمان آخر يقع هذا الزمان في بعض اجخخزاء ذلخخك وهكخخذا‬
‫فيبقى محذور التسلسل بحاله سواء قلنا بان الزمخخان امخخر منخختزع اولخخم نقخخل‪.‬‬
‫ولذا الغى المحقق الطوسى قدم سره القدوسي اعتبخخار الزمخخان فخخي الحخخدوث‬
‫والقخخدم مسخختدل باسخختلزامه التسلسخخل فخان اراد عخخدم اعتبخخاره فخخي مفهومهمخخا‬
‫لشولهما للذاتى والدهرى ايضا كخخان معنخخاه عخخدم انحصخخارهما فخخي الزمخخانى‬
‫حتى يلزم التسلسل على القول بحدوث نفس الزمان‪ ،‬وان اراد عدم اعتبخخاره‬
‫في الزمانيين كان ذلك اعتراضخخا عمخخا الخختزم بخخه المتكلمخخون فخخي القخخديم مخخن‬
‫مقارنته للزمان الغير المتناهى وفي الحادث من مسبوقيته بزمان خخخال عخخن‬
‫وجوده‪ ،‬وكان حاصله انه يكفى في القديم الزمانى كونه خارجا عخخن ظخخرف‬
‫الزمان ويجوز في الحادث الزمخخانى كخخونه غيخخر مسخخبوق بزمخخان بشخخرط ان‬
‫يكون زمانا أو زمانيا‪ .‬إذا عرفت هذا فاعلم انه ليس المخخراد بقخخوله )ل قخخديم‬
‫سوى ال تعالى( انه تعالى مقارن لزمان غير متناه من جهة البدء وما سواه‬
‫مقارن لزمان متناه بدءا وهذا ظاهر مما ذكرنا فالمراد به اما انحصار القدم‬
‫الذاتي بالبارئ سبحانه وهو ضروري‪ :‬أو نفى القدم المرادف للسرمدية عن‬
‫غيره وهو ملزم لثبات الحدوث الدهرى لما سخخوى الخ تعخخالى‪ .‬وامخخا نفخخى‬
‫القدم بمعنى الخخخروج عخخن ظخخرف الزمخخان عخخن غيخخره سخخبحانه وهخخو ملزم‬
‫لثبات الحدوث الزمانى بالمعنى الخيخخر للعخخالم‪ ،‬لكنخخه ل يتخخم ال مخخع انكخخار‬
‫الجواهر المجردة أو الحاق العالم العقلي بالصقع الربخخوبى كمخخا فعلخخه صخخدر‬
‫المتألهين رحمة ال عليه‪ (1) .‬الوجه )خ( )*(‪.‬‬

‫]‪[246‬‬

‫بعد ثبوت إمكانها المقتضي لحدوثها )‪ .(1‬ثم قال‪ :‬مقدمة كل مؤثر إمخخا أن يكخخون أثخخره‬
‫تابعخخا للقخخدرة والخخداعي أو ل يكخخون بخخل يكخخون مقتضخخى ذاتخخه‪ ،‬والول يسخخمى‬
‫قادرا‪ ،‬والثاني موجبا‪ ،‬وأثر القادر مسبوق بالعدم )‪ ،(2‬لن الخخداعي ل يخخدعو‬
‫إل إلى المعخدوم وأثخر المخوجب يقخارنه فخي الزمخان‪ ،‬إذ لخو تخأخر عنخه لكخان‬
‫وجوده في زمان دون آخر‪ ،‬فإن لم يتوقف على أمخخر غيخخر مخخا فخخرض مخخؤثرا‬
‫تاما كان ترجيحا من غير مرجح‪ ،‬وإن توقف لم يكن المؤثر تاما وقخخد فخخرض‬
‫تاما وهذا خلف‪ .‬ثم قال‪ :‬نتيجة‪ :‬الواجب المؤثر في الممكنات قادر‪ ،‬إذلو كخخان‬
‫موجبا لكانت الممكنات قديمة )‪ ،(3‬واللزم باطخل لمخا تقخدم‪ ،‬فخالملزوم مثلخه‪.‬‬
‫وسئل السيد مهنان بن سنان العلمة الحلي ‪ -‬ره ‪ -‬في جمله مسائله‪ :‬ما يقخخول‬
‫سيدنا في المثبتين الذين قخخالوا إن الجخخواهر والعخخراض ليسخخت بفعخخل الفاعخخل‬
‫وإن‬

‫)‪ (1‬الحدوث الذى يقتضيه امكان الحوادث هو الذاتي‪ ،‬وقد صرح في التجريخد بجخواز‬
‫اسخختناد الممكخخن القخخديم )علخخى فخخرض وجخخوده( إلخخى المخخؤثر‪ ،‬ولزمخخه عخخدم‬
‫الملزمة بين المكان و الحدوث الزمانى‪ ،‬ال انه استشكل فيه بانه مسخختلزم‬
‫ل يجاب المؤثر‪ ،‬وسيأتى الكلم فيه )‪ (2‬استحالة انفكاك المعلول مخخن العلخخة‬
‫قريب من البداهة وقد استدل به المحقق الطوسخخى نفسخخه فخخي كتبخخه الكلميخخة‬
‫والحكمية غير مرة ول فخخرق فيخخه بيخخن العلخخة الموجبخخة و المختخخارة لتسخخاوي‬
‫الملك فيهما‪ ،‬واما انفكاك الحوادث عن الحق تعالى فليخخس مخخن اجخخل كخخونه‬
‫تعالى مختارا أو لعدم كونه علة بل لجهة اخرى يضيق المجال عخخن ذكرهخخا‬
‫وسيأتى الشارة إليها واما ان الداعي ل يخخدعو ال إلخخى المعخخدوم فيعخخد حمخخل‬
‫الداعي في مورد الواجب تبارك وتعخالى علخى الغخرض الغيخر الخزائد علخى‬
‫الذات نقول‪ :‬ان اراد بالمعدوم ما يكون بذاته غير موجود فل يثبت به تأخر‬
‫الثر عن المؤثر المختار زمانا‪ ،‬وان اراد بخخه المعخخدوم فخخي زمخخان فممنخخوع‬
‫لن من الثر ما ل يكون زمانيا وليس من شأنه ان يقارن الزمان‪ ،‬والتخخأخر‬
‫الزمانى انما يتصور فخخي مخخا يقخخع فخخي ظخخرف الزمخخان‪ ،‬فكيخخف يحكخخم مطلقخخا‬
‫بوجوب تأخر الثر عن المؤثر القادر زمانا ؟ واماما ذكره في التجريد مخخن‬
‫استحالة استناد الممكن القديم إلى المخخؤثر المختخخار ففيخخه ان حقيقخخة الختيخخار‬
‫كون الفاعخخل بحيخخث ان شخخاء فعخخل وان شخخاء لخخم يفعخخل وصخخدق الشخخرطية ل‬
‫يتوقف على فعلية الطرفين فلقائل أن يقول‪ :‬يمكن ان يكون الواجب قد شخخاء‬
‫ان يخلق خلقخخا فخخي الزل وفعخخل باختيخخاره‪ (3) .‬لكخخن قخخدم المكخخن ل يسخختلزم‬
‫ايجاب المؤثر لما عرفت )*(‪.‬‬

‫]‪[247‬‬

‫الجوهر جوهر في العدم كما هو جوهر فخي الوجخود فهخل يكخون هخذا العتقخاد الفاسخد‬
‫موجبخخا لتكفيرهخخم وعخخدم قبخخول إيمخخانهم وأفعخخالهم الصخخالحة وقبخخول شخخهادتهم‬
‫ومناكحتهم أم ل يكون موجبا لشخخئ مخخن ذلخخك ؟ وأي شخخئ يكخخون حكمهخخم فخخي‬
‫الدنيا ؟ فأجاب ره بأنه ل شك في رداءة هخخذه المقالخخة‪ :‬وبطلن كلهخخا‪ ،‬لكخخن ل‬
‫توجب تكفيرهم ولعدم قبول إيمانهم وأفعالهم الصالحه‪ ،‬ولرد شهادتهم‪ ،‬ول‬
‫تحريم مناكحتهم‪ ،‬وحكمهم في الدنيا و الخرة حكخخم المخخؤمنين‪ ،‬لن المخخوجب‬
‫للتكفير هو اعتقاد قدم الجوهر وهم ل يقولخون بخذلك‪ ،‬لن القخديم يشخترط فيخه‬
‫الوجود وهم ل يقولون بوجوده في الزل‪ ،‬لكن حصلت لهم شبهة فخخي الفخخرق‬
‫بيخخن الوجخخود والثبخخوت‪ ،‬وجعلخخوا الثبخخت أعخخم مخخن الوجخخود‪ ،‬و أكخخثر مشخخايخ‬
‫المتكلمين من المعتزلة والشاعرة مثبتون‪ ،‬فكيخخف يجخخوز تكفيرهخخم ؟ ثخخم قخخال‬
‫السيد ره‪ :‬ما يقول سيدنا فيمن يعتقد التوحيد والعدل ولكنه يقول بقدم العخخالم ؟‬
‫ما يكون حكمه في الدنيا والخرة ؟ فأجاب ره‪ :‬من اعتقد قدم العالم فهو كافر‬
‫بل خلف‪ ،‬لن الفارق بين المسخخلم والكخخافر ذلخخك‪ ،‬وحكمخخه فخخي الخخخرة حكخخم‬
‫باقي الكفار بالجماع‪ .‬والشيخ الجليل أبو الصلح الحلبي صرح في )تقريخخب‬
‫المعارف( بالحدوث وأقام الدلئل عليه‪ ،‬وكذا السيد الكبير ابن زهرة )‪ (1‬في‬
‫كتاب )غنية النزوع( أورد الدلئل على ذلخخك‪ .‬وقخخال النوبخخختى ره فخخي كتخخاب‬
‫)الياقوت(‪ :‬الجسام حادثة لنها إذا اختصت بجهة فهي إما للنفس ويلزم منخخه‬
‫عخخدم النتقخخال‪ ،‬أو لغيخخره وهخخو إمخخا مخخوجب أو مختخخار‪ ،‬والمختخخار‪ ،‬قولنخخا‪،‬‬
‫والموجب يبطل ببطلن التسلسل‪ ،‬ولنها ل تخلو من‬

‫)‪ (1‬هخخو السخيد أبخو المكخخارم حمخخزة بخخن علخى بخن زهخرة الحسخينى السخخحاقي الحلخبي‬
‫المعروف بالشريف الطاهر‪ ،‬هو وأبوه وجده وأخوه أبو القاسم عبخد الخ بخن‬
‫على صاحب )التجريد( في الفقه وابنه محمد بخخن عبخخد الخ كلهخخم مخخن اكخخابر‬
‫فقهائنا‪ ،‬وبيتهخخم بيخخت جليخخل بحلخخب‪ ،‬قخخال فخخي القخخاموس )وبنخخو زهخخرة شخخيعة‬
‫بحلب( له مصنفات كثيرة في المامة والفقه والنحو وغير ذلك منهخخا )غنيخخة‬
‫النزوع إلى علمي الصول والفخروع( و )قبخس النخوار فخي نصخخرة العخترة‬
‫الطهار( توفى رحمه ال سنة )‪ (585‬في سن اربع وسخخبعين وقخخبره بحلخخب‬
‫بسفح جبل جوشن عند مشهد السقط )*(‪.‬‬
‫]‪[248‬‬

‫العراض الحادثة لعدمها المعلوم‪ ،‬والقديم ل يعخدم‪ ،‬لنخه واجخب الوجخود‪ ،‬إذ لخو كخان‬
‫وجوده جائزا لكان إما بالمختار وقد فرضناه قديما‪ ،‬أو بخخالموجب ويلخخزم منخخه‬
‫استمرار الوجود‪ .‬فالمقصود أيضا حاصل‪ .‬وقال العلمة ‪ -‬ره ‪ -‬فخخي شخخرحه‪:‬‬
‫هذه المسألة من أعظم المسائل في هذا العلم ومدار مسائل كلها عليهخخا‪ ،‬وهخخي‬
‫المعركة العظيمة بين المسلمين وخصومهم‪ .‬واعلم أن الناس اختلفوا في ذلخخك‬
‫اختلفا عظيما‪ ،‬وضبط أقوالهم أن العالم إمخخا محخخدث الخخذات والصخخفات وهخخو‬
‫قول المسلمين كافة والنصارى واليهود والمجوس‪ ،‬وإما أن يكون قديم الخخذات‬
‫والصفات وهو قول أرسطو‪ ،‬وثاوفرطيس‪ ،‬وثاميطوس‪ ،‬وأبخخي نصخخر‪ ،‬وأبخخي‬
‫علي بن سينا‪ ،‬فإنهم جعلوا السخخماوات قديمخخة بخخذاتها وصخخفاتها‪ ،‬إل الحركخخات‬
‫والوضاع فإنها قديمة بنوعها‪ ،‬بمعنى أن كل حادث مسبوق بمثله إلخخى مخخا ل‬
‫يتناهى وإما أن يكون قديم الذات محدث الصفات‪ ،‬وهو مذهب انكساغورس‪،‬‬
‫وفيثخخاغورس والسخخقراط‪ ،‬والثنويخخة‪ ،‬ولهخخم اختلفخخات كخخثيرة ل تليخخق بهخخذا‬
‫المختصر‪ .‬وإما أن يكون محدث الذات قديم الصفات‪ ،‬وذلخخك ممخخا لخخم يقخخل بخخة‬
‫أحد لستحالته وتوقف جالينوس في الجميع‪ .‬اقول‪ :‬ثم ساق ‪ -‬ره ‪ -‬الكلم فخخي‬
‫الدلئل المذكورة في المتن‪ .‬وقال ‪ -‬ره ‪ -‬في شرح التجريد مثل ذلخخك‪ ،‬ونسخخب‬
‫القول بالحدوث إلى جميع أرباب الملل‪ .‬وقال ‪ -‬ره ‪ -‬في كتخخاب نهايخخة المخخرام‬
‫في علم الكلم‪ :‬قد اتفق المسلمون كافة على نفي قديم غيخخر الخ تعخخالى وغيخخر‬
‫صفاته‪ ،‬وذهبت المامية إلى أن القديم هو ال تعالى ل غير‪ .‬وقال فيخخه أيضخخا‬
‫القسمة العقلية منحصرة في أقسام أربعة‪ :‬الول أن يكون العالم محدث الذات‬
‫والصفات‪ ،‬وهو مذهب المسلمين وغيرهخم مخن أربخاب الملخل وبعخض قخدماء‬
‫الحكماء‪ .‬الثاني أن يكون قديم الذات والصفات‪ ،‬وهو قخخول أرسخخطو وجماعخخة‬
‫مخخن القخخدماء ومخخن المتخخأخرين قخخول أبخخي نصخخر الفخخارابي والرئيخخس‪ ،‬قخخالوا‪:‬‬
‫السخخماوات قديمخخة بخخذواتها وصخخفاتها‪ ،‬إل الحركخخات والوضخخاع فإنهخخا قديمخخة‬
‫بنوعها ل بشخصها‪ ،‬والعناصر الهيولى‬

‫]‪[249‬‬

‫منهخخا قديمخخة بشخصخخها‪ ،‬وصخخورها الجسخخمية قديمخخة بنوعهخخا ل بشخصخخها‪ ،‬والصخخور‬


‫النوعية قديمة بجنسها لبنوعها ول بشخصخخها‪ .‬الثخخالث أن يكخخون قخخديم الخخذات‬
‫محدثة )‪ (1‬الصفات‪ ،‬وهو قول من تقخخدم أرسخخطو بالزمخخان كثخخاليس الملطخخي‪،‬‬
‫والنكخخخخاغورس‪ ،‬وفيثخخخخاغورس‪ ،‬وسخخخخقراط‪ ،‬وجميخخخخع الثنويخخخخة كالمانويخخخخة‪،‬‬
‫والديصخخانية‪ ،‬والمرقوبيخخة‪ ،‬والماهانيخخة‪ .‬ثخخم هخخؤلء افخخترقوا فرقخختين‪ :‬فخخذهب‬
‫بعضهم إلى أن تلخخك الخخذات القديمخخة كخخانت جسخخما‪ ،‬ثخخم اختلخخف هخخؤلء‪ :‬فزعخخم‬
‫ثاليس أنه الماء‪ ،‬لنه قابل لكل الصور‪ ،‬وزعم أنه إذا انجمد صار أرضا وإذا‬
‫لطف صار هواء ومن صفق الماء تكونت النار‪ ،‬ومخخن النخخار تكخخون الخخدخان‪،‬‬
‫ومن الدخان تكونت السماء‪ .‬ويقال‪ :‬إنه أخذه من التورية لنه جاء فخخي السخخفر‬
‫الول منخخه‪ :‬إن ال خ تعخخالى خلخخق جخخوهرا فنظخخر نظخخر الهيبخخة فخخذابت أجخخزاؤه‬
‫فصارت ماء‪ ،‬ثم ارتفع بخار كالدخان فخلق منه السماوات‪ ،‬وظهر على وجه‬
‫الماء زبد فخلق منه الرض‪ ،‬ثم أرساها بالجبال‪ .‬وأما النكسيمايس فإنه زعخخم‬
‫أن ذلك الجسم هو الهواء‪ ،‬والنار تكخخونت مخخن لطخخافته‪ ،‬والمخخاء والرض مخخن‬
‫كثافته‪ ،‬وتكونت الشياء عنها بالتلطيف‪ .‬وقال آخخخرون‪ :‬إنخخه البخخخار‪ ،‬وتكخخون‬
‫الهواء والنار عنه بالتلطيف والمخخاء والرض بخخالتكثيف‪ .‬وذهخخب انخخوفليطيس‬
‫أنه النار‪ ،‬وكونت الشياء عنها بالتكاثف‪ .‬وحكي أيضا أنخخه زعخخم أن الشخخياء‬
‫إنما انتظمت بالبخت‪ ،‬وجوهر البخت هو نظر عقلي ينفذ فخخي الجخخوهر الكلخخي‬
‫وأما انكساغورس فإنه قال‪ :‬ذلك الجسم هخخو الخليخخط الخخذي ل نهايخة لخخه‪ ،‬وهخخو‬
‫أجسام غير متناهية‪ ،‬وفيه من كل نوع أجزاء صغيرة‪ ،‬مثل فيه أجخخزاء علخخى‬
‫طبيعة الخبز‪ ،‬وأجزاء على طبيعة اللحم‪ ،‬فإذا اجتمخخع مخخن تلخخك الجخخزاء شخخئ‬
‫كثير فصار بحيث يحس ويرى ظن أنه حدث‪ .‬وهذا القخخائل بنخخى مخخذهبه علخخى‬
‫إنكار المزاج والستحالة‪ ،‬وقال بالكمون والظهور‪ .‬وزعخخم بعخخض هخخولء أن‬
‫ذلك الخليط كان سخخاكنا فخخي الزل ثخخم إن الخ تعخخالى حركخخه فتكخخون منخخه هخخذا‬
‫العالم‪ .‬وذهب ذيمقراطيس إلى أن أصل العالم أجزاء كثيرة كرية الشكل قابلة‬
‫للقسمة الوهمية دون‬

‫)‪ (1‬المحدث )خ(‪.‬‬

‫]‪[250‬‬

‫القسمة النفكاكية متحركه لذاتها حركات دائمة ثم اتفق في تلك الجخخزاء أن تصخخادمت‬
‫على وجه خاص‪ ،‬فحصل من تصادمها على ذلك الوجه هذا العالم علخخى هخخذا‬
‫الشخخكل فحخخدثت السخخماوات والعناصخخر‪ ،‬ثخخم حخخدثت مخخن الحركخخات السخخماوية‬
‫امتزاجات هذه العناصر‪ ،‬ومنها هذه المركبات‪ .‬ونقل الشخيخ فخي الشخفاء عنخه‬
‫أنه قال‪ :‬إن هذه الجخخزاء إنمخخا تتخخخالف بالشخخكل وإن جوهرهخخا جخخوهر واحخخد‬
‫بالطبع‪ ،‬وإنما تصخخدر عنهخخا أفعخخال مختلفخخة لجخخل الشخخكال المختلفخخة‪ .‬وقخخالت‬
‫الثنوية‪ :‬أصل العالم هو النور والظلمة‪ .‬والفرقة الثانية الذين قالوا أصل العالم‬
‫ليس بجسم‪ ،‬وهم فريقان‪ :‬الول الجرمانية‪ ،‬وهم الذين أثبتوا القدماء الخمسة‪:‬‬
‫البارئ تعالى‪ ،‬والنفس والهيولى‪ ،‬والدهر‪ ،‬والخلء‪ .‬قالوا‪ :‬البارئ تعخخالى فخخي‬
‫غاية التمام في العلم والحكمة ل يعرض له سهو ول غفلخخة‪] ،‬و[ يفيخخض عنخخه‬
‫العقل كفيض النور عن القرص‪ ،‬وهو يعلخخم الشخخياء علمخخا تامخا‪ ،‬وأمخخا النفخس‬
‫فإنه يفيض عنه الحياة فيض النور عن القرص لكنها جاهلخخة ل تعلخخم الشخخياء‬
‫ما لم تمارسها‪ ،‬وكخخان البخارئ تعخالى عالمخخا بخأن النفخخس تسختميل إلخى التعلخق‬
‫بخخالهيولى وتعشخخقها وتطلخخب اللخخذة الجسخخمية وتكخخره مفارقخخة الجسخخاد وتنسخخى‬
‫نفسها‪ ،‬ولما كان من شأن البارئ تعالى الحكمة التامة عمد إلخخى الهيخخولى بعخخد‬
‫تعلق النفس بها‪ ،‬فركبها ضروبا مخخن الخختركيب‪ ،‬مثخخل السخخماوات والعناصخخر‪،‬‬
‫وركب أجسام الحيوانات على الوجه الكمل‪ ،‬والذي بقي فيها من الفساد غير‬
‫ممكن الزوال‪ .‬ثم إن ال تعالى أفاض على النفس عقل وإدراكخخا وصخخار ذلخخك‬
‫سببا لتذكرها عالمها‪ ،‬وسببا لعلمها بأنها ل تنفك عن اللم مادامت في العخالم‬
‫الهيولني‪ ،‬وإذا عرفت النفس هذا وعرفت أن لها في عالمهخخا اللخخذات الخاليخخة‬
‫عن اللم اشتقات إلى ذلك العالم‪ ،‬وعرجخخت بعخخد المفارقخخة‪ ،‬وبقيخخت هنخاك أبخخد‬
‫الباد في نهاية البهجة والسعادة‪ .‬قالوا‪ :‬وبهذا الطريق زالت الشبهات الخخدائرة‬
‫بين الفلسفة القائلين بالقدم‪ ،‬وبين المتكلمين القخخائلين بالحخخدث‪ .‬الفريخخق الثخخاني‬
‫أصحاب فيثاغورس‪ ،‬وهخخم الخخذين قخخالوا‪ :‬المبخخادئ هخخي العخخداد المتولخخدة مخخن‬
‫الوحدات‪ ،‬لن قوام المركبات بالبسائط وهي امور كل واحد منهخخا واحخخد فخخي‬
‫نفسه‪ ،‬ثم تلك المور إما أن تكون لها جهات وراء كونها وحدات أول‬

‫]‪[251‬‬

‫يكون‪ ،‬فإن كخخان الول كخخانت مركبخخة‪ ،‬لن هنخخاك تلخخك الماهيخخة مخخع تلخخك الوحخخدة وكل‬
‫مناليس في المركبات بل في مبادئها‪ ،‬وإن كخخان الثخخاني كخخان مجخخرد وحخخدات‪،‬‬
‫وهي لبد وأن تكون مستقلة بأنفسها‪ ،‬وإل لكخانت مفتقخرة إلخى الغيخر‪ ،‬فيكخون‬
‫ذلك الغير أقدم منها وكلمنا في المبادئ المطلقخة وهخذا خلخق‪ ،‬فخإن الوحخدات‬
‫امور قائمة بأنفسها‪ ،‬فإن عرض الوضع للوحدة صارت نقطة‪ ،‬وإن اجتمعخخت‬
‫نقطتان حصل الخط فإن اجتمع خطان حصخل السخطح‪ ،‬فخإن اجتمخع سخطحان‬
‫حصل الجسم‪ ،‬فظهر أن مبدء الجسام الوحدات‪ .‬ونقل أيضا عنخخه أن الوحخخدة‬
‫تنقسم إلى وحدة بالذات غير مستفادة من الغير‪ ،‬وهو الذي ل تقابلهخخا الكخخثرة‪،‬‬
‫وهو المبدء الول‪ ،‬وإلى وحدة مستفادة من الغير وهي مبخخدأ الكخخثرة‪ ،‬وليسخخت‬
‫بداخلخخة فيهخخا بخخل يقابلهخخا الكخخثرة‪ ،‬ثخخم يتخخألف منهخخا العخخداد‪ ،‬وهخخى مبخخادئ‬
‫الموجودات‪ ،‬وإنمخا اختلخف )‪ (1‬الموجخودات فخي طبائعهخا لختلف العخداء‬
‫بخواصها‪ .‬الرابع أن يكون العالم قديم الصفات محدث الذات‪ ،‬وهو محال‪ ،‬لم‬
‫يقل به أحد لقضاء الضرورة ببطلنه‪ .‬وأمخخا جخخالينوس فخخانه كخخان متوقفخخا فخخي‬
‫الكل )انتهى(‪ .‬وإنما أوردنا هذه المذاهب السخفية ليعيم أن أسخخاطين الحكمخخاء‬
‫تمسكوا بهذه الخرافخخات وتفوهخوا بهخا‪ ،‬ويتبعهخخم أصخحابهم ويعظمخخونهم‪ ،‬وإذا‬
‫سخخمعوا مخخن أصخخحاب الشخخريعة شخخيئا ممخخا أخخخذوه مخخن كتخخاب الخ وكلم سخخيد‬
‫المرسلين والئمة الراشدين عليهم السخخلم ينكخخرون ويسخختهزئون‪ ،‬قخخاتلهم ال خ‬
‫أنى يؤفكون )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬اختلفت‪ (2) .‬نقل صدر المتألهين في خاتمة رسالته التى صخخنعها‬
‫فخخي حخخدوث العخخالم كلمخخات ثلخخة مخخن قخخدماء الفلسخخفة‪ ،‬وحملهخخا علخخى الرمخخز‬
‫والشارة‪ ،‬كما هخخو دأبخخه فخخي جميخخع المبخخاحث‪ ،‬ومقتضخخى حسخخن ظنخخه بهخخم‪،‬‬
‫لعتقاده أنهم اخذوا الحكمة مخخن النبيخخاء والوليخاء عليهخم السخلم كخادريس‬
‫وداود وسليمان ولقمان وغيرهم‪ ،‬وانمخخا لخخم يصخخرحوا بالمطخخالب خوفخخا مخخن‬
‫وقوعها في أيدى الجهال( وحرصا على كتمان العلم عخخن غيخخر أهلخخه وتقيخخة‬
‫مخخن السخخلطين والجبخخابرة الخخذين كخخانوا ينكخخرون هخخذه الحقخخائق‪ ،‬والخ اعلخخم‬
‫بالحقائق‪ .‬وقد مر حكاية صاحب الملل والنحل القول بالحخخدوث عخخن ثخخاليس‬
‫وانكسخخاغورس وانكسخخيمايس وفيثخخاغورس وانبخخاذقلس وسخخقراط وافلطخخون‬
‫وتصحيح المحقق الطوسى ‪ -‬ره ‪ -‬لنقله=‬

‫]‪[252‬‬

‫وقخال المحقخق الخدواني فخي انمخوذجه‪ :‬وقخد خخالف فخي الحخدوث الفلسخفة أهخل الملخل‬
‫الثلث‪ ،‬فإن أهلها مجمعون على حدوثه بل لم يشذ من الحكم بحدوثه من أهل‬
‫الملل مطلقا إل بعض المجوس‪ ،‬وأما الفلسفة فالمشهور أنهم مجمعون علخخى‬
‫قدمه على التفصيل التي‪ ،‬ونقل عن أفلطون القول بحدوثه وقد أوله بعضهم‬
‫بالحدوث الذاتي‪ .‬ثم قال‪ :‬فنقخخول‪ :‬ذهخخب أهخخل الملخخل الثلث إلخخى أن العخخالم مخخا‬
‫سوى ال تعالى وصفاته من الجواهر والعراض حادث أي كائن بعخخد أن لخخم‬
‫يكن بعدية حقيقة ل بالذات فقط‪ ،‬بمعنى أنها في حد ذاتهخخا ل يسخختحق الوجخخود‬
‫فوجودها متخخأخر عخخن عخخدمها بحسخخب الخخذات كمخخا تقخخوله الفلسخخفة‪ .‬ويسخخمونه‬
‫الحدوث الذاتي‪ ،‬على ما في تقرير هذا الحخخدوث علخخى وجخخه يظهخخر بخخه تخخأخر‬
‫الوجود عن العدم من بحث دقيق أوردناه في حاشخخية شخخرح التجريخخد‪ .‬وذهخخب‬
‫جمهور الفلسفة إلى أن العقخول والجخرام الفلكيخة ونفوسخها قديمخخة‪ ،‬ومطلخخق‬
‫حركاتها وأوضاعها وتخيلتها أيضخا قديمخخة‪ ،‬فإنهخا لخخم تخخل قخخط عخن حركخخة‬
‫ووضخخع وتخيخخل لجزئيخخات الحركخخة‪ ،‬وبعضخخهم يثبتخخون لهخخا بسخخبب اسخختخراج‬
‫الوضاع الممكنة من القوة إلى الفعل وحدوث مناسبة لها بمبدئها الكامل مخخن‬
‫جميع الوجوه كمالت تفيض على نفوسها من المبادئ‪ ،‬لكن محققيهم على مخخا‬
‫ذكره أبو نصر وأبو علي في تعليقاتهما نقل عن أرسطاطاليس ذهبوا إلخخى أن‬
‫المطلوب لها نفس الحركة‪ ،‬وبها يتم التشبه بمبادئها‪ ،‬فإنهخخا بالفعخخل مخخن حيخخث‬
‫الذات وسائر الصفات إل ما يتعلق بالحركة من الوضخخاع الجزئيخخة‪ ،‬فإنهخخا ل‬
‫تحتمل الثبات بالشخص‪ ،‬فاستحفظ نوعهخا تتميمخا للتشخبه بالمبخادئ الختي هخي‬
‫بالفعخخل مخخن جميخخع الوجخخوه‪ ،‬ولمخخا كخخان التشخخبه لزمخخا للحركخخة جعلهخخا الغايخخة‬
‫المطلوبة باعتبار اللزم‪.‬‬

‫= نعم نقخل عخن ثخاليس ان اصخل العخالم الجسخماني هخو المخاء‪ ،‬وعخن انكسخيمايس انخه‬
‫الهواء‪ ،‬وعن ذيمقراطيس انه الجزاء التى ل تتجزأ وهكذا‪ ،‬لكنها ل تنخخافى‬
‫القخخول بالحخخدوث‪ ،‬كمخخا ان ظخخاهر القخخرآن الشخخريف والخبخخار المتظخخافرة أن‬
‫أصل العالم الجسماني هو الماء كما مخخر الكلم فيخخه فخخي اوائل هخخذا الكتخخاب‪،‬‬
‫وأما أن المراد بالماء هل هو هذا الجسم المركخب مخخن اكسخيجين وايخدرجين‬
‫أو شئ آخر شبيه به فمما ل سبيل إلى تعيينه )*(‪.‬‬
‫]‪[253‬‬

‫والعنصريات بموادها ومطلق صورها الجسخخمية والنوعيخخة ومطلخخق أعراضخخها قديمخخة‬


‫عنخخدهم‪ ،‬لن مخخذهبهم أنخخه بالفخخك تنعخخدم الصخخورة الواحخخدة وتحخخدث الثنتخخان‪،‬‬
‫وباتصال المنفصل تنعدم الثنتان وتحدث واحدة‪ ،‬نعم الشراقيون منهم علخخى‬
‫بقاء الصورة الجسمية مع طريان النفصال والتصال‪ ،‬وأما النفوس النخخاطقه‬
‫النسانية فبعضهم قائل بقدمها‪ ،‬وربما ينقل عن أفلطون‪ ،‬وهخخذا مخخخالف لمخخا‬
‫ينقل عنه من حدوث العالم والمشاؤون منهم ومعظم من عداهم على حدوثها‪.‬‬
‫وقال نحوا من ذلك في كتاب شرح العقائد العضدية‪ ،‬وقال فيخه‪ :‬المتبخادر مخن‬
‫الحخخدوث الوجخخود بعخخد أن لخخم يكخخن بعديخخة زمانيخخة‪ ،‬والحخخدوث الخخذاتي مجخخرد‬
‫اصخخطلح مخخن الفلسخخفة‪ .‬وقخخال‪ :‬والمخخخالف فخخي هخخذا الحكخخم الفلسخخفة‪ ،‬فخخإن‬
‫أرسخخطاطاليس وأتبخخاعه ذهبخخوا إلخخى قخخدم العقخخول والنفخخوس الفلكيخخة والجسخام‬
‫الفلكيخخخة بموادهخخخا وصخخخورها الجسخخخمية والنوعيخخخة وأشخخخكالها وأضخخخوائها‪،‬‬
‫والعنصريات بموادها‪ ،‬ومطلخق صخورها الجسخمية ل أشخاصخها‪ ،‬وصخورها‬
‫النوعيخخة قيخخل بجنسخخها فخخإن صخخور خصوصخخيات أنواعهخخا ل يجخخب أن تكخخون‬
‫قديمة‪ ،‬والظاهر من كلمهخخم قخخدمها بأنواعهخخا‪ .‬ثخخم قخخال‪ :‬ونقخخل عخخن جخخالينوس‬
‫التوقف‪ ،‬ولذلك لم يعد من الفلسفة لتوقفه فيما هو من اصول الحكمة عنخخدهم‬
‫)انتهى(‪ .‬ولنكتخف بمخا أوردنخا مخن كلم القخول فخي ذلخك‪ ،‬وإيخراد جميعهخا أو‬
‫أكثرهخخا يخخوجب تطخخويل بلطخخائل‪ ،‬ويسخختنبط ممخخا أوردنخخا أحخخد الخخدلئل علخخى‬
‫الحدوث‪ ،‬فإنه ثبت بنقل المخخخالف والمؤالخخف اتفخخاق جميخخع أربخخاب الملخخل مخخع‬
‫تباين أهوائهم وتضاد آرائهم على هذا المر‪ ،‬وكلهم يدعون وصول ذلك عخخن‬
‫صاحب الشرع إليهم‪ ،‬وهذا مما يورث العلم العادي بكخخون ذلخخك صخخادرا عخخن‬
‫صاحب الشريعة‪ ،‬مأخوذا عنه‪ ،‬وليخخس هخخذا مثخخل سخخائر الجماعخخات المنقولخخة‬
‫التي ل يعلم المراد منها‪ ،‬وتنتهي إلى واحد وتبعه الخرون ول يخفخخى الفخخرق‬
‫بينهما على ذي مسكة من العقل والنصاف‪.‬‬

‫]‪[254‬‬

‫)المقصد الثالث( * )في كيفية الستدلل بما تقدم من النصخخوص( * فخخاقول‪ :‬إذا أمعنخخه‬
‫النظخخر فيمخخا قخخدمناه‪ ،‬وسخخلكت مسخخلك النصخخاف‪ ،‬ونزلخخت عخخن مطيخخة التعنخخت‬
‫والعتسخخاف‪ ،‬حصخخل لخك القطخع مخن اليخخات المتظخخافرة والخبخار المتخواترة‬
‫الواردة بأساليب مختلفة‪ ،‬وعبارات متفنة‪ ،‬مخخن اشخختمالها علخخى بيانخخات شخخافية‬
‫وأدلة وافية‪ ،‬بالحدوث بالمعنى الذي أسلفناه‪ .‬ومن تتبع كلم العخخرب ومخخوارد‬
‫استعمالتهم وكتب اللغة‪ ،‬يعلم أن اليجخخاد‪ ،‬والحخخداث‪ ،‬والخلخخق‪ ،‬والفطخخر‪ ،‬و‬
‫البداع‪ ،‬والختراع‪ ،‬والصنع‪ ،‬والبداء‪ ،‬ل تطلق إل على اليجاد بعد العخخدم‪.‬‬
‫قال المحقق الطوسخخي ره فخخي شخخرح الشخخارات‪ :‬إن أهخخل اللغخخة فسخخرو الفعخخل‬
‫بإحخداث شخئ وقخال أيضخا‪ :‬الصخنع إيجخاد شخئ مسخبوق بالعخدم‪ ،‬وفخي اللغخة‪:‬‬
‫البداع الحداث‪ ،‬ومنه )البدعخخة( لمحخخدثات المخخور‪ ،‬وفسخخروا الخلخخق بإبخخداع‬
‫شئ بلمثال سابق‪ .‬وقال ابن سينا في رسخخالة الحخخدود‪ :‬البخخداع اسخخم مشخخترك‬
‫لمفهومين‪ :‬أحدهما تأييس شئ لعن شئ ول بواسطة شخخئ‪ ،‬والمفهخخوم الثخخاني‬
‫أن يكون للشئ وجود مطلخخق عخخن سخخبب بل متوسخخط ولخخه فخخي ذاتخخه أن يكخخون‬
‫موجودا‪ ،‬وقد أفقد الذي في ذاته إفقادا تاما‪ .‬ونقل في الملل والنحل عن ثخخاليس‬
‫الملطي أنه قال‪ :‬البداع هو تاييس ما ليس بأيس‪ ،‬فخخإذا كخخان مخخؤيس اليسخخات‬
‫فالتأييس ل من شئ متقادم )انتهى(‪ .‬ومن تتبخخع اليخخات والخبخخار ل يبقخخى لخخه‬
‫ريخخب فخخي ذلخخك كقخخوله )ل مخخن شخخئ فيبطخخل الخخختراع‪ ،‬ول لعلخخة فل يصخخح‬
‫البتخخداع( مخخع أنخخه قخخد وقخخع التصخخريح بالحخخدوث بخالمعنى المعهخخود فخخي أكخخثر‬
‫النصوص المتقدمة‪ ،‬بحيث ل يقبخخل التأويخخل‪ ،‬وبانضخخمام الجميخخع بعضخخها مخخع‬
‫بعض يحصل القطع بالمراد‪ .‬ولذا ورد أكخخثر المطخخالب الصخخولية العتقاديخخة‬
‫كالمعاد الجسخخماني وإمامخخة أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم وأمثالهمخخا فخخي كلم‬
‫صاحب الشريعة بعبارات مختلفة وأساليب شتى‪ ،‬ليحصل الجزم بالمراد مخخن‬
‫جميعها‪ ،‬مع أنها‬

‫]‪[255‬‬

‫اشتملت على أدلة مجملة من تأمخخل فيهخخا يحصخخل لخخه القطخخع بالمقصخخود‪ ،‬أل تخخرى إلخخى‬
‫قولهم عليهم السلم في مواضع )لو كان الكلم قديما لكان إلها ثانيا(( وقولهم‬
‫)وكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه( إشارة إلى أن الجعل ل يتصور للقخخديم‪،‬‬
‫لن تأثير العلة إما إفاضة أصل الوجود وإما إفخخادة بقخخاء الوجخخود و اسخختمرار‬
‫الجعل الول‪ ،‬و الول هي العلة الموجخخدة‪ ،‬والثخخاني هخخي المبقيخخة‪ ،‬والموجخخود‬
‫الدائمي محال أن تكون له علة موجدة كما تحكخخم بخخه الفطخخرة السخخليمة‪ ،‬سخخواء‬
‫كان بالختيار أو باليجاب لكن الول أوضح وأظهر‪ .‬ومما ينبه عليه أن فخخي‬
‫الحوادث المشاهدة في الن الول تأثير العلة هو إفاضة أصل الوجخخود‪ ،‬وفخخي‬
‫كل آن بعده من آنات زمان الوجود تأثير العلخة هخو إبقخاء الوجخود واسختمرار‬
‫الجعل الول‪ ،‬فلو كان ممكن دائمي الوجود فكل آن يفرض مخخن آنخخات زمخخان‬
‫وجوده الغير المتناهي في طرف الماضي فهخوآن البقخاء واسخختمرار الوجخود‪،‬‬
‫ول يتحقق آن إفاضة أصل الوجود‪ ،‬فجميع زمان الوجخخود هخخو زمخخان البقخخاء‪،‬‬
‫ول يتحقق آن ول زمان لليجاد وأصل الوجود قطعا )‪ .(1‬فنقول فخخي تخخوجيه‬
‫الملزمة في الخبر الول‪ :‬لو كان الكلم الذي هخخو فعلخخه تعخخالى قخخديما دائمخخي‬
‫الوجود لزم أن ل يحتاج إلى علة أصل‪ ،‬أما الموجدة فلمخخا مخخر‪ ،‬وأمخخا المبقيخخة‬
‫فلنها فرع الموجدة‪ ،‬فلو انتفى الول انتفى الثاني بطريق أولخخى‪ ،‬والمسخختغني‬
‫عن العلة أصل هو الواجب الوجود‪ ،‬فيكون إلها ثانيا وهو خلف المفخخروض‬
‫أيضا لن المفروض أنه كلم الواجب وفعله سبحانه‪ .‬ومثله يجري في الخبر‬
‫الثاني‪ .‬ويؤيده ما روى في الكافي وغيخخره فخخي حخخديث الفرجخخة عخخن الصخخادق‬
‫عليه السلم حيث قال للزنديق‪ :‬ثم يلزمك إن ادعيخخت اثنيخخن فرجخخة مخخا بينهمخخا‬
‫حتى يكونا اثنين‪ ،‬فصارت الفرجة ثالثخخا بينهمخخا قخخديما معهمخخا‪ .‬فيلزمخخك ثلثخخة‬
‫)الخبر( )‪ (2‬حيث حكم على الفرجة‬

‫)‪ (1‬من الواضح اختصاص هذا البيان بما هو واقع في ظرف الزمان دون نفسخخه ومخخا‬
‫هو خارج عنه‪ (2) .‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.81‬‬

‫]‪[256‬‬

‫من جهة القدم بكونه إلها ثالثا واجب الوجود‪ .‬إذا تقرر هذا فاعلم أن علخخة الحاجخخة إلخخى‬
‫الموثر حينئذ يمكن أن تكون هي المكان لن مصداق مفهخخوم المكخخان حينئذ‬
‫منحصر في الحوادث‪ ،‬والفرد المفروض أنه قديم ل يصدق عليه المكان في‬
‫نفس المر‪ ،‬بل من أفراد الممتنع‪ ،‬لستلزامه التسلسخخل المسخختحيل مطلقخخا كمخخا‬
‫سيجيئ‪ ،‬والممتنع بالذات قد يكخخون مركبخخا كخالمجموع المركخب مخن الضخدين‬
‫والنقيضين‪ .‬ويمكن أن تكون علة الحاجة إلى المؤثر هي الحدوث أو المكان‬
‫بشرط الحدوث‪ ،‬وقد ذهب إلى كل منها جماعة‪ ،‬وأحد الخيرين هخخو الظخخاهر‬
‫من أكثر الخبار كما أومأنا إليه في بعضها )‪ .(1‬ومنها حخخديث الرضخخا عليخخه‬
‫السلم في علة خلق السماوات والرض في سخختة أيخخام‪ .‬ويخخدل عليخخه مخا روي‬
‫عن الرضا عليه السلم أنه دخل عليخخه رجخل فقخخال‪ :‬يخا ابخخن رسخخول الخ ! مخخا‬
‫الدليل على حدوث العالم ؟ قال‪ :‬إنك لم تكن ثم كنت‪ ،‬وقد علمت أنك لم تكون‬
‫نفسك‪ ،‬ول كونك‪ ،‬من هو مثلخخك‪ .‬فخخإن الظخخاهر أن مخخراد السخخائل مخخن حخخدوث‬
‫العالم إثبات الصانع بناء على التلزم بينهما بقرينخخة الجخخواب‪ ،‬واسخختدل عليخخه‬
‫السلم بوجود المخاطب بعد عدمه أي حدوثه الزماني على الصخخانع تعخخالى )‬
‫‪ .(2‬ومن الدلئل على الحدوث ما يدل على أوليته تعالى‪ ،‬فإن الولية‬

‫)‪ (1‬لم نجد في الخبار الشريفة ما يدل على المدعى‪ ،‬وقد عرفت عدم دللة ما تمسخخك‬
‫بخخه لخذلك فراجخع‪ (2) .‬لشخك انخه عليخخه السخخلم اسخختدل مخن طريخق حخدوث‬
‫المخاطب الثابت بالوجدان على وجود الصانع‪ ،‬لكن مخخن الممكخخن ان يكخخون‬
‫قد استدل بالحدوث على المكان وبالمكخخان علخخى وجخخود الصخخانع‪ ،‬واكتفخخى‬
‫بذكر الحدوث لوضوح الملزمة بينه وبيخخن المكخخان‪ ،‬فل يثبخخت بخخه العكخخس‬
‫اعني ملزمة المكان مخخع الحخخدوث ايضخخا‪ ،‬وعلخخى هخخذا فل يسخختفاد منخخه ان‬
‫ملك الحتياج إلى المؤثر هو الحدوث أو المكخان بشخرط الحخخدوث كمخخا ل‬
‫يخفى على انه قد ثبت في محله بالبرهان القطعي ان الملك مجرد المكخخان‬
‫لغير‪ ،‬وصريح به المحقق الطوسخخى فخخي التجريخخد‪ ،‬ولخخو فخخرض وجخخود مخخا‬
‫ظاهره خلف ذلك لوجب صرفه عن ظاهره )*(‪.‬‬
‫]‪[257‬‬

‫مفسرة بأنه سبحانه قبل كل شئ )‪ .(1‬ومنها‪ :‬اليات والخبار الدالخة علخى فنخاء جميخع‬
‫الموجودات‪ ،‬وقد مر بعضها هنخخا وبعضخخها فخخي المجلخخد الثخخالث‪ ،‬وذلخخك بضخخم‬
‫مقدمة مسلمة عند القائلين بالقدم‪ ،‬وهي أن ما ثبت قدمه امتنع عدمه )‪ .(2‬وقد‬
‫روى في الحتجاج في حديث الزنديق الذي سأل الصخخادق عليخخه السخخلم عخخن‬
‫مسائل أنه قال‪ :‬فيتلشى )‪ (3‬الروح بعد خروجها عن قالبه أم هو باق ؟ قخخال‬
‫عليه السلم بل باق إلى وقت ينفخ في الصور‪ ،‬فعند ذلك تبطل الشياء وتفنى‬
‫فل حس يبقى ول محسوس ثم اعيدت الشياء كمخخا بخخدأها يخخدبرها )‪ (4‬وذلخخك‬
‫أربعمأة سنة يثبت فيها الخلق و ذلك بيخخن النفخخختين )‪ .(5‬ويخخدل علخخى حخخدوث‬
‫السماوات اليات والخبار الدالة علخخى انشخخقاقها وانفطارهخخا وطيهخخا وانتشخخار‬
‫الكواكب منها بما مر من التقريب‪ ،‬وقد مضى جميع ذلك فخخي المجلخخد الثخخالث‪.‬‬
‫ومنها اليات والخبار الدالة على خلق السماوات والرض في ستة أيام‬

‫)‪ (1‬قد عرفت معنى الولية والخرية في اوائل الكتاب واستحالة كون تقدمه سخخبحانه‬
‫على العالم زمانيا فراجع‪ (2) .‬لو ثبت باخبار الصادقين ان العالم الجسماني‬
‫بجميع اجزائه وتوابعه يفنى قبل قيام الساعة حتى انه ل يبقى نفخخس الزمخخان‬
‫ايضا لكان ذلك دليل على حخخدوثه‪ ،‬لكخخن اثبخخاته ل يخلخخو عخخن اشخخكال‪ ،‬وممخخا‬
‫يشعر بعدمه تعيين الوقت لذلك في الروايات‪ ،‬فيشخخهد بوجخخود الزمخخان حينئذ‬
‫وهخخو غيخخره تعخخالى بالضخخرورة‪ ،‬وربمخخا يجخخد المتتبخخع شخخواهد اخخخرى‪ ،‬منهخخا‬
‫استثناء من شاء ال عن حكم نفخ الصخخور‪ ،‬قخخال تعخخالى )ونفخخخ فخخي الصخخور‬
‫فصعق من في السماوات ومن في الرض إل من شخخاء الخخ( )الزمخخر‪(68 :‬‬
‫علخخخى ان ظخخخاهر اليخخخة صخخخعق اهخخخل السخخخماوات والرض لفنخخخاء جميخخخع‬
‫الموجودات‪ .‬والبحث طويل الذيل ول مجال للتوسع فيه‪ ،‬واللخخبيب ل يحتخخاج‬
‫إلى التنبيه على أن عخخدم دللخخة هخخذه الدلخخة غيخخر ملزم للقخخول بقخخدم العخخالم‪،‬‬
‫فللحدوث برهان آخر مذكور في محلخخه‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬افتتلشخخى‪(4) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬مدبرها‪ (5) .‬الحتجاج‪.(*) 192 :‬‬

‫]‪[258‬‬

‫لن الحادث في اليوم الخير مسبوق بخمسة أيام فيكون منقطع الوجخخود فخخي الماضخخي‬
‫والموجود في اليوم الول زمان وجوده أزيد على زمخخان الخيخخر بقخخدر متنخخاه‬
‫فالجميع متناهي الوجود حادث‪ ،‬فيكون الزمان الموجخخود الخخذي يثبتخخونه أيضخخا‬
‫متناهيا‪ ،‬لنه عنخدهم مقخدار حركخة الفلخك )‪ (1‬وقخد مخر تأويخل اليخام وكيفيخة‬
‫تقديرها في تفسير اليات‪ .‬وإذا أحطت خبرا بمخخا نقلنخخا مخخن اليخخات والخبخخار‬
‫المتواترة الصريحة فهل يجترى عاقل استشخخم رائحخخة مخخن الخخدين أن يعخخرض‬
‫عن جميع ذلك وينبخذها وراء ظهخره تقليخدا للفلسخفة‪ ،‬واتكخال علخى شخبهاتهم‬
‫الكاسدة‪ ،‬ومذاهبهم الفاسدة ؟ ! وستعرف أنها أوهخخن بيخخت العنكبخخوت‪ ،‬بفضخخل‬
‫الحخخي الخخذي ل يمخخوت‪ .‬قخخال المحقخخق الخخدواني فخخي انمخخوذجه بعخخدما تكلخخم فخخي‬
‫شخخبهاتهم‪ :‬ل يخخذهب عليخخك أنخخه إذا ظهخخر الخلخخل فخخي دلئل قخخدم العخخالم وثبخخت‬
‫بالتواتر وإخبار النبياء الذين هم اصول البرايا وإجماع أهل الملل على ذلخخك‬
‫وقد نطق به الوحي اللهي على وجه ل يقبل التأويل إل بوجه بعيد تتنفر عنه‬
‫الطبائع السليمة والذهان المستقيمة فل محيص عخن اتبخخاع النبيخاء فخي ذلخخك‬
‫والخذ بقولهم كيف وأساطين الفلسفة ينسبون أنفسهم إليهم وينسبون اصخخول‬
‫مقالتهم على ما يزعمون أنها مأخوذة منهم‪ ،‬فإذن )‪ (2‬تقليد هخخؤلء العخخاظم‬
‫الخخذين اصخخطفاهم الخ تعخخالى وبعثهخخم لتكميخخل العبخخاد‪ ،‬والرشخخاد إلخخى صخخلح‬
‫المعاش والمعاد‪ ،‬وقد أذعن لكلمهم الفلسفة أولى وأخرى من تقليد الفلسفة‬
‫الخخذين هخخم معخخترفون برجحخخان النبيخخاء عليهخخم السخخلم عليهخخم‪ ،‬ويتخخبركون‬
‫بالنتساب إليهم‪ .‬ومن العجب العجاب أن بعض المتفلسفة يتمادون فخخي غيهخخم‬
‫ويقولون إن كلم النبياء مؤول ولم يريدوا بخخه ظخاهره‪ ،‬مخع أنخخا نعلخم أنخه قخخد‬
‫نطق القرآن المجيد في أكثر المطالب‬

‫)‪ (1‬هذا بناء على كون الفلك راسما للزمان‪ ،‬وأما على جواز ارتسخخام الزمخخان بحركخخة‬
‫كل جسم فيحتاج إلى اثبات حدوث جميع الجسام ومنها الماء الذى هو مادة‬
‫خلق الرض والدخان الذى هو مادة السخخماوات‪ (2) .‬فخخي المخطوطخخة‪ :‬فخخان‬
‫)*(‪.‬‬

‫]‪[259‬‬

‫العتقادية بوجه ل يقبل التأويل أصل‪ ،‬كما قال المخخام الخخرازي‪ :‬ل يمكخخن الجمخخع بيخخن‬
‫اليمان بما جاء به النبي صلى ال عليه وآله وإنكار الحشر الجسخخماني‪ ،‬فخخإنه‬
‫قد ورد من القرآن المجيد التصريح به‪ ،‬بحيث ل يقبل التأويل أصل‪ .‬واقخخول‪:‬‬
‫ل يمكن الجمع بين قدم العالم والحشر الجسماني أيضا‪ ،‬لن النفخخوس الناطقخخة‬
‫أو كانت غير متناهية على ما هو مقتضى القوم بقدم العالم )‪ (1‬امتنع الحشخخر‬
‫الجسماني عليهم‪ ،‬لنه لبد فخخي حشخخرهم جميعخخا مخخن أبخخدان غيخخر متناهيخخة‪ ،‬و‬
‫أمكنة غير متناهية‪ ،‬وقد ثبت أن البعاد متناهية‪ .‬ثم التأويلت التي يتمحلونها‬
‫فخخي كلم النبيخخاء عسخخى أن يتخخأتى مثلهخخا فخخي كلم الفلسخخفة‪ ،‬بخخل أكخخثر تلخخك‬
‫التأويلت من قبيل المكابرات للسوفسخخطائية‪ ،‬فإنخخا نعلخخم قطعخخا أن المخخراد مخخن‬
‫هخخذه اللفخخاظ الخخواردة فخخي الكتخخاب والسخخنة هخخي معانيهخخا المتعارفخخة عنخخد أهخخل‬
‫اللسان‪ ،‬فإنا كما ل نشك في أن مخخن يخاطبنخخا بالستفسخخار عخخن مسخخألة الجخخزء‬
‫الذي ل يتجزأل يريد بذلك الستفسار عن حال زيخخد مثل فخخي قيخخامه وقعخخوده‪،‬‬
‫كذلك ل نشك في أن المراد بقوله تعالى‪) :‬قال من يحيخخي العظخخام وهخخي رميخخم‬
‫قل يحييهخخا الخخذي أنشخخأها اول مخخرة وهخخو بكخخل خلخخق عليخخم( هخخو هخخذه المعخخاني‬
‫الظاهرة‪ ،‬ل معنى آخر من أحوال المعاد الروحانى الذي يقول به الفلسخخفة !‬
‫وبالجملة‪ :‬فنصوص الكتاب يجب الحمل على ظاهرهخخا‪ ،‬والتجخخاوز عخخن هخخذا‬
‫النهج غي وضلل‪ ،‬والتزامه طريق أهل الكمال )انتهى(‪ .‬ولقد أحسن وأجاد‪،‬‬
‫لكن ما يظهر من كلمه من أن النصوص الواردة في الحدوث قابلخخة للتأويخخل‬
‫البعيد ليس كذلك‪ ،‬بل إن كان بعضها قابل فالمجموع يفيد القطخخع بالمقصخخود‪،‬‬
‫ولعله إنما قال ذلك لعدم اطلعه على نصوص أئمة الهخخدى عليهخخم السخخلم أو‬
‫لعدم اعتقاده بها كما هو ظخخاهر حخاله‪ ،‬وإن أشخخعر بالتخخدين بخخالحق فخخي بعخض‬
‫المواضع‪ .‬وأما منافاة القول بالقدم مع الحشر الجسخخماني فإنمخخا يتخخم لخخو ذهبخخوا‬
‫إلى عدم تناهي‬

‫)‪ (1‬ل ملزمة بين القول بقدم العالم وبين القول بقخخدم النخخوع النسخخاني كمخخا ل يخفخخى‪،‬‬
‫نعم ظاهر ما حكى عن بعخخض قخخدماء الفلسخخفة قخخدم جميخخع النخخواع وانكخخار‬
‫الحشر الجسماني )*(‪.‬‬

‫]‪[260‬‬

‫عدد النفوس ووجوب تعلق كل واحدة بالبدان ل على سخخبيل التناسخخخ كمخخا ذهخخب إليخخه‬
‫أرسطو ومن تأخر عنه‪ ،‬أما لو قيل بقدمها وحدوث تعلقها بالبدان كما ذهخخب‬
‫إليه أفلطون ومن تبعه فإنه ذهب إلى قدم النفس وحدها وحدوث سائر العالم‬
‫وتناهي البدان أو قيل بجواز تعلق نفخخس واحخخدة بأبخدان كخثيرة غيخر متناهيخة‬
‫على سبيل التناسخ وأن في المعاد يرجع النفس مع بدن واحخخد فل يتخخم أصخخل‪.‬‬
‫نعم القول بقدم النفوس البشرية بالنوع وحدوثها بحخدوث البخدان علخى سخبيل‬
‫التعاقب وعدم تناهيها كما ذهب إليه المشائيون على ما نقل عنهم المتخخأخرون‬
‫مما ل يجتمع مع التصديق بما جاء به النبي صلى ال عليه وآلخخه بخخل النبيخخاء‬
‫عليهم السلم من وجوه اخر أيضا‪ :‬الول‪ :‬التصديق بوجود آدم وحخخواء علخخى‬
‫ما نطق به القرآن والسنة المتخخواترة مشخخروحا‪ .‬الثخخاني‪ :‬أنهخخم ذهبخخوا إلخخى قخخدم‬
‫هيولى العناصر بالشخص وتعاقب صور غير متناهية عليهخخا فلبخخد لهخخم مخخن‬
‫القول بتكون أبخخدان غيخخر متناهيخخة مخخن حصخخص تلخخك الهيخخولى وتعلخخق صخخور‬
‫نفوس غير متناهيخخة بكخخل حصخخة منهخخا‪ .‬وعنخخدهم أيضخخا أنخخه ل يمكخخن اجتمخخاع‬
‫صورتين في حصخخة مخخن تلخخك الهيخخولى دفعخخة‪ ،‬فيلزمهخخم اجتمخاع نفخخوس غيخخر‬
‫متناهية فخخي بخخدن واحخخد إن اعخخترفوا بالمعخخاد الجسخخماني‪ .‬إلخخى غيخخر ذلخخك مخخن‬
‫المفاسد تركناها روما للختصار‪) .‬المقصد الرابع( في ذكر نبخخذ مخخن الخخدلئل‬
‫العقلية على هذا المقصد وإن كان خارجا عخخن مقصخخود الكتخخاب‪ ،‬تشخخييدا لهخخذا‬
‫المقصد من كل باب‪ ،‬وإن أفضخخى إلخخى بعخخض الطنخخاب‪ .‬وهخخو مشخختمل علخخى‬
‫مطالب‪ :‬المطلب الول‪ :‬في إبطال التسلسل مطلقا )‪ (1‬وهو مفتقر إلى تمهيخخد‬
‫مقدمات‪:‬‬
‫)‪ (1‬هخذا البحخث مخن البحخاث الفلسخفية‪ ،‬وقخد اسختوفى بمخا ل مزيخد عليخه فخي الكتخب‬
‫الحكمية ل سيما في كتب صدر المتألهين فراجع )*(‪.‬‬

‫]‪[261‬‬

‫الولى‪ :‬ما ذكره السيد ره في القبسات‪ ،‬وهو أن الحكم المستوعب الشمول لكخخل واحخخد‬
‫إذا صح على جميع تقادير الوجود لكل من الحاد )‪ (1‬منفردا كان عن غيخخره‬
‫أو ملحوظا على الجتماع كان سحب )‪ (2‬ذيله على المجموع الجملخخي أيضخخا‬
‫من غيخر امخختراء‪ ،‬وإن اختخص بكخخل واحخد واحخد بشخخرط النفخراد كخان حكخخم‬
‫الجملة غير حكم الحاد )‪ .(3‬فإنه إذا كخخان سلسخخلة فخخرد منهخخا أبيخخض فالجملخخة‬
‫أيضا أبيض‪ ،‬وإذا كان لكل جزء مقدار فللكل أيضا كذلك إلخى غيخر ذلخك مخن‬
‫المثلخخة المنبهخخة علخخى المطلخخب‪ ،‬و إذا كخخان فخخرد متناهيخخا لخخم يلخخزم أن يكخخون‬
‫المجموع متناهيا‪ ،‬وإذا كان كل جخخزء مخخن الجخخزاء ل يتجخخزأ غيخخر منقسخخم ل‬
‫يكون الكل غير منقسم‪ ،‬وإذا كان كل فرد من أفراد السلسلة واجبخخا بالخخذات ل‬
‫يلزم أن تكخون الجملخة واجبخا بالخذات لن فخي تلخك للنفخراد مخدخل وتخأثيرا‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬ما أشار إليه المحقق الدواني وغيره‪ ،‬وهخخي أن العقخخل قخخد يحكخخم علخخى‬
‫الجمال حكما كليا بالبديهة أو الحدس على كل فخخرد وعلخخى كخخل جملخخة سخخواء‬
‫كانت متناهية أو غير متناهية‪ ،‬وإن كان لو لحظ التفصيل ابتخخداء توقخخف فخخي‬
‫بعض الفراد والجمل‪ ،‬كما يحكم العقل مجمل بأن كل موجد يجخخب أن يتقخخدم‬
‫على الموجد من غير تفصيل بين موجد نفسه وموجد غيره‪ ،‬ثخخم يثبخخت بخخه أن‬
‫الماهية ل يجوز أن تكون علة لوجودها‪ ،‬وهذا جار في جميع كبريات الشخخكل‬
‫الول بالنسبة إلى الصغر )انتهى(‪ .‬وبهذه يمكن تتميم البرهخخان السخخلمي بخخأن‬
‫كل بعد من البعاد المفروضة ]فيه[ يجب أن يوجد فيما فوقه فكذا الكل الغير‬
‫المتناهي‪ .‬الثالثة‪ :‬اعلم أن من النسب والضخخافات مخخاهي فخخرع اعتبخخار العقخخل‬
‫وانتزاعه‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬من الحاد مطلقا‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ينسحب‪ (3) .‬انتهى كلم السخخيد‬
‫في القبسات‪ ،‬ص‪.(*) 155 :‬‬

‫]‪[262‬‬

‫حتى لو لم يعتبرها العقل لم يتحقق في نفس المخخر أصخخل‪ ،‬وذلخخك إنمخخا يكخخون إذا كخخان‬
‫الموصوف أو التصاف والنسخبة والضخافة اعتباريخا محضخا يتوقخف تحققخه‬
‫على اعتبار العقل وفرضه‪ ،‬ومنه العدد إذا كان معروضه غير موجخخود )‪،(1‬‬
‫فإن العدد عرض ل يتحقق إل بتحقق معروضه وهو المعخخدود‪ ،‬ومنخخه وجخخود‬
‫الوجود ولزوم اللزوم وهكذا لن الموصوف والمنتزع عنخخه فيهمخخا ل يتحقخخق‬
‫إل بعد النتزاع وتوجه العقل إليه قصدا وبالذات‪ ،‬فإن الموصخخوف ل يتحقخخق‬
‫إل بهذا‪ ،‬ومنه النسب العتبارية المحضخخة والنطباقخخات الحاصخخلة بيخخن آحخخاد‬
‫السلسخخلتين إذا كخخانت باعتبخخار هخخذه الوجخخوه كخخانت اعتباريخخة محضخخة تنقطخخع‬
‫بانقطاع العتبار ومن التصافات والنسب ما ليسخت كخذلك ول يتوقخف علخى‬
‫اعتبار وفرض‪ ،‬بل هي متحققة في الواقع بدون فخخرض فخخارض‪ ،‬مثخخل لخخوازم‬
‫الماهية والتصخخافات الخارجيخخة والنفخخس المريخخة‪ ،‬فإنخخانجزم بديهخخة أن العخخدد‬
‫موصخخوف بالزوجيخخة أو الفرديخخة‪ ،‬والسخخماء موصخخوفة بالفوقيخخة بالنسخخبة إلخخى‬
‫الرض‪ ،‬والب بخالبوة‪ ،‬والبخن بخالنبوة وإن لخخم يفخرض العقخخل‪ ،‬بخخل انختزاع‬
‫العقل تابع لما هو متحقق في الواقع وإلصح انتزاع كخخل أمخخر مخخن كخخل شخخئ‪،‬‬
‫والمنبهات عليه كثيرة ل تخفى‪ .‬فظهر أن انتزاع العقخخل وصخخحة حكمخخه تخخابع‬
‫وفرع للواقع‪ ،‬وليس لفرض العقل مخخدخل فخخي صخخحة هخخذه المخخور وتحققهخخا‪،‬‬
‫وهذا القدر كاف في دفع العتراضات الواردة على البراهين التية‪ .‬ولنشرع‬
‫في إيراد البراهين على وجه الختصار وإن كانت مخخذكورة فخخي كتخخب القخخوم‪.‬‬
‫الول‪ :‬برهخخان التطخخبيق )‪ ،(2‬وهخخو ام الخخبراهين ولخخه تقريخخرات‪ :‬الول‪ :‬لخخو‬
‫تسلسلت امور مترتبة إلى غير النهاية بأي وجه من وجوه الترتيب‬

‫)‪ (1‬يعنى به مفهوم العدد‪ ،‬وال فحقيقته كم منفصل موجود في الخارج مع قطع النظر‬
‫عن اعتبار العقل‪ (2) .‬قخخال السخخيد الخخداماد فخخي القبسخخات )ص‪ :(156 :‬فأمخخا‬
‫السبيل التطبيقي فلثقة بجدواه ول تعويل على برهانيته‪ ،‬بخخل إن فيخخه تدليسخا‬
‫مغالطيا‪ ..‬الخ وحيث ان البحث خارج عن مقصد الكتاب‪ ،‬وانما اورد طردا‬
‫للبخخاب‪ ،‬فالصخخفح عخخن النقخخض والبخخرام أقخخرب إلخخى الصخخواب‪ ،‬ومخخن اراد‬
‫الستيفاء فعليه بكتاب السفار )*(‪.‬‬

‫]‪[263‬‬

‫اتفق كالترتيب الوضعي )‪ (1‬والطبعي‪ ،‬أو بالعليخخة‪ ،‬أو بالزمخخان‪ ،‬وسخخواء كخخانت عخخددا‬
‫أوزمانا‪ ،‬أو كما قارا‪ ،‬أو معدودا‪ ،‬أو حركة‪ ،‬أو حوادث متعاقبة فنفخخرض مخخن‬
‫حد معين منها على سبيل التصاعد مثل سلسلة غير متناهية‪ ،‬ومن الخخذي مخخن‬
‫فخخوق الخيخخر أيضخخا سلسخخلة اخخخرى‪ ،‬ول شخخك فخخي أنخخه يتحقخخق هنخخاك جملتخخان‬
‫إحداهما جزؤ للخرى ول في أن الول من إحداهما منطبق علخخى الول مخخن‬
‫الخرى والثاني على الثاني في نفس المخر‪ ،‬وهكخذا حختى يسختغرق التطخبيق‬
‫كل فرد فخرد بحيخث ل يشخد فخرد فخإن كخان فخي الواقخع بخإزاء كخل واحخد مخن‬
‫الناقصة واحد من الزائدة لزم تساوي الكل والجزء وهخخو محخخال‪ ،‬أو ل يكخخون‬
‫فقد وجد في الزائدة جزء ل يكون بازائه من الناقصة شئ‪ ،‬فتتنخخاهى الناقصخخة‬
‫أول‪ ،‬ويلزم تناهي الزائدة أيضا‪ ،‬لن زيادتها بقدر متناه هو ما بيخخن المبخخدئين‬
‫وقد فرضناهما غير متناهيين وهذا خلف‪ .‬واعلم أنه ل حاجة في التطبيق إلى‬
‫جخخذب السلسخخلة الناقصخخة أو رفخخع التامخخة و تحريكهمخخا عخخن موضخخعهما حخختى‬
‫تحصل نسبة المحاذاة بين آحاد أجزاء السلسخخلتين ويحصخخل التطخخبيق باعتبخخار‬
‫هذه النسبة‪ ،‬بل النسب الكثيرة فخخي الواقخخع متحققخخة بيخخن كخخل واحخخدة مخخن آحخاد‬
‫إحدى السلستين مع آحاد السلسلة الخرى بل تعمل من العقل فإنه للول مخخن‬
‫السلسلة التامة نسبة إلى الول من الناقصة وهو الخامس من السلسلة الولخخى‬
‫بعد إسقاط أربعخخة مخخن أولهخخا وللثخخاني مخخن الولخخى إلخخى السخخادس مخخن الثانيخخة‪،‬‬
‫وللثالث من الولى إلى السابع من الثانية تلك النسبة بعينها‪ ،‬وهكذا في جميخخع‬
‫آحخخاد السلسخخلتين علخخى التخخوالي حخختى يسخختغرق‪ ،‬وكخخذا الول مخخن السلسخختين‬
‫موصوف بالولية‪ ،‬والثاني بالثانوية والثالث بالثالثيخخة وهكخخذا‪ ،‬وباعتبخخار كخخل‬
‫من تللك النسب والمعاني تنطبق السلسلتان في الواقع كل جخخزء علخخى نظيخخره‬
‫على التوالي‪ ،‬ولما كان أول الناقصة منطبقخخا علخخى أول الخخزائدة وتاليهخخا علخخى‬
‫تاليها وهكذا على التوالي كل علخخى نظيخخره حخختى يسخختغرق ]الكخخل[ ول يمكخخن‬
‫فوات جزء من البين لترتب الجملتين واتساقهما‪ ،‬فلبد أن يتحقق فخخي الخخزائدة‬
‫جزء ل يوجد في الناقصة نظيره‪ ،‬وإل لتساوي الجزء والكل‬

‫)‪ (1‬أو )خ( )*(‪.‬‬

‫]‪[264‬‬

‫فيلزم انقطاع الناقصة وزيادة الزائدة بقدر متناه‪ .‬واعترض علخخى هخخذه الخخدليل بخخالنقض‬
‫بمراتب العدد وكل متناه بمعنى ل يقف كأجزاء الجسخخم ومثخخل اللخخزوم ولخخزوم‬
‫اللزوم وهكذا والمكان ونظائرهما‪ ،‬فخخان الخخدليل يجخخري فيهخخا‪ .‬والجخخواب‪ :‬أن‬
‫غير المتناهي الليقفي يستحيل وجود جميخخع أفخخراده بالفعخخل لسخختحالة وجخخود‬
‫غير المتناهي‪ ،‬بخل لن حقيقخة الليقفيخة تقتضخي ذلخك‪ ،‬فخإنه لخو خخرج جميخع‬
‫أفرادها إلى الفعل ولو كانت غير متناهية يقف ما فرضنا أنه ل يقخخف‪ ،‬ويلخخزم‬
‫في أجزاء الجسم الجزء الذي ل يتجزأ‪ ،‬وفي المراتب العدديخخة أن ل يتصخخور‬
‫فوقه عخخدد آخخخر‪ ،‬وهخخو خلف البديهخخة‪ ،‬بخخل مفهخخوم الجميخخع ومفهخخوم الليقخخف‬
‫متنافيان كما قخرروه فخي موضخعه‪ .‬إذا تقخرر هخذا فنقخول‪ :‬لعلخه يكخون وجخود‬
‫جميع الفراد خارجا وذهنا مستحيل نعم يمكن ملحظتها إجمخخال فخخي ضخخمن‬
‫الوصف العنواني فل يجري فيه البرهان‪ ،‬وإنما يتم النقض لو ثبت أن جميخخع‬
‫مراتب العخداد المسختحيلة الخخروج إلخى الفعخل موجخودة مفصخل مرتبخا فخي‬
‫الواقع‪ .‬وإن ارود النقض بتحققها في علمه سبحانه فالجواب أن علمه سبحانه‬
‫مجهول الكيفية ل تمكن الحاطة به‪ ،‬وأنه مخالف بالنوع لعلومنخخا‪ ،‬وإنمخخا يتخخم‬
‫النقض لو ثبت تحقق جميع شرائط البرهان في علمه تعالى‪ ،‬وفي المعلومات‬
‫باعتبخخار تحققخخه فخخي هخخذا النحخخو مخخن العلخخم وهخخو ممنخخوع‪ .‬وفخخي خخخبر سخخليمان‬
‫المروزي في البداء إيماء إلى حل هذه الشبهة لمن فهمه‪ ،‬وقد مر فخخي المجلخخد‬
‫الثاني والرابع‪ .‬الثاني‪ :‬لو كانت المور الغير المتناهية ممكنخخة لمكخخن وقخخوع‬
‫كخخل واحخخد مخخن إحخخدى السلسخخلتين بخخإزاء واحخخد مخخن الخخخرى علخخى سخخبيل‬
‫الستغراق‪ ،‬إلى آخر الدليل‪ .‬وهذا التقرير جار في غير المرتبخخة أيضخخا‪ ،‬لكنخخه‬
‫في المرتبة المتسقة أظهر‪ ،‬ومنع المكان الذاتي مكابرة‪ .‬وكيف يتوقف الذكي‬
‫فخخي أن القخخادر الخخذي أوجخخده أول مرتبخخا يمكنخخه أن يوجخخده مخخرة اخخخرى مرتبخخا‬
‫منطبقا‪ ،‬وأن يرتب الغير المرتبة ؟‬

‫]‪[265‬‬

‫وإنكاره تحكخخم‪ ،‬ومنعخخه مكخخابرة‪ .‬الثخخالث‪ :‬مخخا قخخرره المحقخخق الطوسخخي وهخخذبه الفاضخخل‬
‫الدواني‪ ،‬ول يرد عليه شئ من اليرادات المشخخهورة‪ ،‬ويكخخون النطبخخاق فيخخه‬
‫انطباقا برهانيا ل مجال لتشكيك الوهم فيه‪ .‬وتقخخع فيخخه الزيخخادة والنقصخخان فخخي‬
‫الجهة التي فرض فيها عدم التناهي‪ ،‬وهو أن يقال‪ :‬تلك السلسلة المرتبة علخخل‬
‫ومعلولت بل نهاية في جانب التصاعد مثل‪ ،‬وما خل المعلول الخيخخر علخخل‬
‫غير متناهية باعتبخخار‪ ،‬ومعلخخولت غيخخر متناهيخخة باعتبخخار‪ ،‬فخخالمعلول الخيخخر‬
‫مبدء لسلسلة المعلولية‪ ،‬والذي فوقه مبدء لسلسلة العلية‪ ،‬فإذا فرضنا تطبيقهما‬
‫بحيث ينطبق كل معلخخول علخخى علتخخه وجخخب أن تزيخخد سلسخخلة المعلوليخخة علخخى‬
‫سلسلة العلية بواحد من جانب التصخخاعد‪ ،‬ضخخرورة أن كخخل علخخة فرضخخت لهخخا‬
‫معلولية وهي بهخخذا العتبخخار داخلخخة فخخي سلسخخلة المعلخخول‪ ،‬والمعلخخول الخيخخر‬
‫داخل في جانب المبدء في سلسلة المعلول دون العلة‪ ،‬فلمالم تكن تلك الخخزائدة‬
‫بعد التطبيق من جانب المبخخدء كخخانت فخخي الجخخانب الخخخر ل محالخخة‪ ،‬لمتنخخاع‬
‫كونها في الوسط لتساق النظام‪ ،‬فيلزم النقطاع وأن يوجد معلول بدون علخخة‬
‫سخابقة عليخه‪ ،‬تأمخل فخإنه دقيخق‪ .‬ويجخري هخذا الخدليل فخي غيخر سلسخلة العلخل‬
‫والمعلولية من الجمل المترتبة )‪ ،(1‬فإن كل جملة فإن آحادهخخا موصخخوفة فخخي‬
‫الواقع بالسابقية والمسبوقية بأي نوع كخخان مخخن السخخبق‪ ،‬وبغيرهخخا مخخن النسخخب‬
‫الواقعية المتضائفة‪ .‬البرهان الثاني‪ :‬برهان التضايف‪ ،‬وتقريخخره لخخو تسلسخخلت‬
‫العلل إلى غير النهاية لخخزم زيخخادة عخخدد المعلوليخخة علخخى عخخدد العليخخة‪ ،‬والتخخالي‬
‫باطخخل‪ .‬بيخخان الملزمخخة أن آحخخاد السلسخخة مخخا عخخدا المعلخخول الخيخخر لهخخا عليخخة‬
‫ومعلولية فيتكافأ عددهما ويتساوى فيما سواه وبقيت معلولية المعلول الخيخخر‬
‫زائدا‪ ،‬فيزيد عدد المعلوليات الحاصلة في السلسلة على عدد العليات الواقعخخة‬
‫فيها بواحد‪ .‬وهذا الدليل يجري في كل سلسخلة يتحقخق فيهخا الضخافة فخي كخل‬
‫فرد منها في الواقع ل بحسب اختراع العقل‪ ،‬وجريانه في المقخخادير المتصخخلة‬
‫مشكل‪ ،‬فإن إثبات إضافة في كل حد من الحدود المفروضة فيها في الواقع‬

‫)‪ (1‬المرتبة )خ( )*(‪.‬‬

‫]‪[266‬‬
‫مشكل‪ ،‬اللهم إل أن يقال‪ :‬كل جزء من أجزاء المقدار المتصخخل متصخخف فخخي الواقخخع ل‬
‫بمجرد الفرض بصخخفات حقيقيخخة يتصخخف باعتبارهخخا بالتقخخدم والتخخأخر بحسخخب‬
‫الوضع وهما متضخائفان حقيقيخان ويؤيخد ذلخك أنهخم قخد صخرحوا بخأن أجخزاء‬
‫الجسام موجودة في الواقع بوجود الكل‪ ،‬وليست القسمة إيحادا للجزئيخخن مخخن‬
‫كتم العدم بل تمييز وتعيين حد بين الجزئين الموجخخودين فيخخه‪ .‬وفيخخه أنخخه يلخخزم‬
‫انتهاء أجزاء الجسم ويلزم الجزء الذي ل يتجزأ‪ .‬ثم اعلم أن هذا البرهان فخخي‬
‫التسلسل في أحد الجانبين فقخخط ظخخاهر‪ ،‬وأمخخا فخخي التسلسخخل فخخي الجخخانبين فقخخد‬
‫يتوهم عدم جريخانه فيخه‪ ،‬ودفعخه أنخا إذا أخخذنا معلخول معينخا ثخم تصخاعدنا أو‬
‫تسافلنا يجب أن يكون المتضائفان الواقعان في تلخك السلسخلة متسخاويين ويتخم‬
‫الدليل‪ ،‬ضرورة أن مضخخائف العليخخة الواقعخخة فخخي تلخخك القطعخخة هخخو المعلوليخخة‬
‫الواقعة فيها‪ ،‬ل ما يقع فيما تحت القطعة من الفراد‪ ،‬مثل إذا كخخان زيخخد علخخة‬
‫لعمرو وعمرو لبكخخر فمضخخائف معلوليخخة عمخخرو هخخو عليخخة زيخخد ل غيخخر‪ ،‬بخخل‬
‫الثنان منها على التوالي متضائفان تتحقق بينهما إضخافة شخصخية ل تتحقخق‬
‫في غيرهما‪ ،‬فالمضائف للمعلول الخير المأخوذ في تلخخك القطعخخة هخخي عليخخة‬
‫القرينة التي فوقها لغير فافهم‪ .‬والعتراضات الواردة على هخخذا الخخدليل مخخن‬
‫اعتبارية المتضائفين وغيرها مدفوعة بما مهدنا من المقدمات بعد التأمخخل فل‬
‫نطيل الكلم بالتعرض لدفعها‪ .‬البرهان الثالث‪ :‬ما أبخخداه بعخخض الزكيخخاء مخخن‬
‫المعاصرين‪ ،‬وسماه )برهان العدد والمعدود( وهو عندي متين‪ ،‬وتقريره‪ :‬أنه‬
‫لو تحققت امور غير متناهية سواء كخخانت مجتمعخخة فخخي الوجخخود أول وسخخواء‬
‫كانت مترتبة أم ل‪ ،‬تحقق لها عدد‪ ،‬لن حقيقة العدد هخخي مجمخخوع الوحخخدات‪،‬‬
‫ول ريب في تحقق الوحدات وتحقق مجموعهخخا فخخي السلسخخلة فتعخخرض العخخدد‬
‫للجملة ل محالة‪ ،‬إذ ل حقيقخخة للعخخدد إل مبلخخغ تكخخرار الوحخخدات‪ ،‬ويظهخخر مخخن‬
‫التأمل في المقدمات ذلك المطلخخوب أيضخخا كمخخا ل يخفخخى‪ ،‬وكخخل مرتبخخة يمكخخن‬
‫فرضها من مراتب العداد على سبيل الستغراق الشمولي فهي متناهية لنه‬
‫يمكن فرض مرتبة اخرى فوقها‪ ،‬وإللزم أن تقف مراتب العدد‪ ،‬وهو خلف‬

‫]‪[267‬‬

‫البديهخخة‪ ،‬بخخل هخي محصخخورة بيخن حاصخخرين‪ :‬أحخدهما الوحخخدة‪ ،‬والخخخر تلخك المرتبخة‬
‫المفروضية أخيخرا‪ ،‬فالمعخدود أيضخا وهخو مجمخوع السلسخلة الغيخر المتناهيخة‬
‫أيضا متناهية لنه ل يمكن أن يعرض للمجمخخوع بحيخخث ل يشخخذ منخخه فخخرد إل‬
‫مرتبة واحده من مراتب العدد من جهخخة واحخخدة‪ ،‬وكخخل مرتبخخة يمكخخن فرضخخها‬
‫فهي متناهية كما مخخر نعخخم لخو أمكخن فخرض جميخع المراتخخب الليقفيخة للعخدد‪،‬‬
‫وأمكن تصور خروج جميع المراتب الليقفيخخة إلخخى الفعخخل‪ ،‬وأمكخخن عخخروض‬
‫أكثر من مرتبة واحدة للعدد للجملة الواحدة مخن جهخة واحخدة أمكخن عخروض‬
‫العدد الغير المتناهي لهذه الجملة‪ ،‬لكنه محال‪ .‬لنه ل يمكن أخذ المجموع من‬
‫المخخور الليقفيخخة‪ ،‬ول يتصخخور خخخروج الجميخخع إلخخى الفعخخل ولخخو علخخى سخخبيل‬
‫التعاقب‪ ،‬وإل لزم أن يقف وهذا خلف وقد التزمه النظام في أجزاء الجسم بل‬
‫نقول‪ :‬مفهوم الليقفية ومفهوم المجموع متنافيان كمخخا قخخرر فخخي محلخخه‪ .‬وهخخذا‬
‫البرهان واضح المقدمات‪ ،‬يجري في المجمعة والمتعاقبخخة‪ ،‬والمترتبخخة وغيخخر‬
‫المترتبخخة بل تأمخخل‪ ،‬وكخخذا جريخخان برهخخاني التطخخبيق والتضخخايف ظخخاهر بعخخد‬
‫الرجوع في المقدمات الممهدة‪ ،‬والنظر الجميل في التقريرات السابقة‪ .‬وذهب‬
‫المحقق الطوسي ‪ -‬ره ‪ -‬في التجريخد إلخى جريخان التطخبيق والتضخايف فيهخا‪،‬‬
‫وقال في نقد المحصل بعد تزييف أدلخخة المتكلميخخن علخخى إ بطخخل التسلسخخل فخخي‬
‫المتعاقبة‪ .‬فهذا حاصل كلمهم في هخخذا الموضخخع‪ ،‬وأنخخا أقخخول‪ :‬إن كخخل حخخادث‬
‫موصوف بكونه سابقا على ما بعده‪ ،‬ولحقا بما قبله‪ ،‬والعتبخخاران مختلفخخان‪،‬‬
‫فإذا اعتبرنا الحوادث الماضية المبتخخدئة مخخن الن تخخارة مخخن حيخخث كخخل واحخخد‬
‫منهمخخا سخخابق وتخخارة مخخن حيخخث هخخو بعينخخه لحخخق كخخانت السخخوابق واللواحخخق‬
‫المتبائنتان بالعتبار متطابقتين في الوجود لنحتاج فخخي تطابقهمخخا إلخخى تخخوهم‬
‫تطبيق‪ ،‬و مع ذلك يجب كون السوابق أكخخثر مخخن اللواحخخق فخخي الجخخانب الخخذي‬
‫وقع النزاع فيه فإذن اللواحخخق متناهيخخة فخخي الماضخخي لوجخخوب انقطاعهخخا قبخخل‬
‫انقطاع السوابق‪ ،‬والسوابق زائدة عليهخخا بمقخخدار متنخخاه فتكخخون متناهيخخة أيضخخا‬
‫)انتهى(‪ .‬واعترض عليه بأن في التطبيق لبخد مخن وجخود الحخاد علخى نحخو‬
‫التعدد والمتياز‪ ،‬أما في الخارج فليس‪ ،‬وأما في الخخذهن فكخخذلك لعجخخز الخخذهن‬
‫عن ذلك‪ ،‬و‬

‫]‪[268‬‬

‫كذا ل يمكن للعقل تحصيل المتياز‪ ،‬ووجود كل واحد في الوقاف السابقة على زمان‬
‫التطبيق ل يفيد‪ ،‬لنه يرجع إلى تطبيق المعدوم‪ ،‬فإن الوجخخود ضخخروري عنخخد‬
‫التطبيق‪ .‬وأيضا لبد في النطباق من وجود مجموع الحاد‪ ،‬وذلك المجمخخوع‬
‫ل يمكن وجودها‪ ،‬لن ذلك المجموع لم يكخخن موجخخود أقبخخل الحخخادث الخيخخر‪،‬‬
‫وبعده لم يبق شئ منه موجودا‪ ،‬والقول بوجودها فخخي مجمخوع الوقخاب علخخى‬
‫سبيل التدريج كالحركة القطعية يدفعه أن وجود الكل في جميع الوقاف على‬
‫هذا النحو يستلزم وجود الكل بخخدون شخخئ مخخن أجخخزائه‪ .‬وفيخخه بحخخث‪ ،‬إذ يكفخخي‬
‫لوجود هذا الكل وجود أجزائه في أجزاء زمان الكخخل )انتهخخى(‪ .‬والتقحيخخق أن‬
‫الموجود قد يوجد فخخي ظخخرف الزمخخان وهخخو الخخدفعيات‪ ،‬وقخخد يوجخخد فخخي نفخخس‬
‫الزمان وهو التدريجيات‪ ،‬والمر التدريجي مجموعها موجخخودة فخخي مجمخخوع‬
‫زمان وجودها على سبيل النطبخخاق‪ ،‬وليخخس المجمخخوع موجخخودا فخخي أبعخخاض‬
‫الزمان‪ ،‬ول في آن من النات‪ .‬فإن سئل‪ :‬الحركة في اليوم هل هخخي موجخخودة‬
‫في آن من آنات اليوم المفروض أو شئ مخن سخاعاته ؟ فخخالجواب أنهخا ليسخت‬
‫بموجودة أصل بل في مجموع اليومين‪ ،‬وقد بين ذلك بوجه شاف في مظانه‪،‬‬
‫وانطباق الحوادث المتعاقبة الزمانيخخة بعضخخها علخخى بعخخض مخخن قبيخخل الثخخاني‪،‬‬
‫فخخالتطبيق موجخخود فخخي كخخل زمخخان لفخخي آن فخخآن‪ ،‬و النطبخخاق حكمخخه حكخخم‬
‫المنطبقين‪ ،‬كانطباق الحركة علخخى الزمخخان وانطبخخاق الحركخخة علخخى المسخخافة‪،‬‬
‫وهذا ظاهر‪ ،‬أل ترى أن الكرة المدحرجة على سطح مستو تنطبق دائرة مخخن‬
‫محيط الكرة على المسافة جزما‪ ،‬وانطباقها ل يمكن أن يكخون فخي آن لنخه ل‬
‫يمكخخن التمخخاس بيخخن المسخختدير والمسخختوي إل بنقطخخة‪ ،‬فظهخخر أن انطباقهمخخا‬
‫تدريجي في كل الزمان‪ ،‬أو ل تعلم أن الحركة والزمان متطابقان تدريجا فخخي‬
‫كل زمان الحركة‪ ،‬ولو لم ينطبق الزمان علخخى الحركخخة لخخم يكخخن مقخخدارا لهخخا‪،‬‬
‫سواء كانا موجودين في الخارج أول )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬وجه ما ذكره رحمه ال في انطباق الحركة على الزمان وكخخذا انطبخخاق دائرة مخخن‬
‫الكرة المدحرجة على خط من السطح المسخختوى تخخدريجا أنخخه ليخخس للحركخخه‬
‫والزمان أجزاء موجودة بالفعل=‬

‫]‪[269‬‬

‫ويمكن الجواب أيضا على القول بعدم وجود الزمانيات بأنه ل شك أن الحاد المتعاقبة‬
‫من إحدى السلسلتين منطبقة في الواقخخع علخخى الحخخاد السلسخخلة الخخخرى الخختي‬
‫كانتاهما معا في الوجود في أزمنخخة وجودهمخخا وإن لخخم يكونخخا موجخخودين حخال‬
‫حكمنا ووجودهما حال الحكم غير لزم فخي جريخان البرهخخان‪ ،‬بخخل وجودهمخا‬
‫حين النطباق وليس من قبيل تطخخبيق المعخخدوم علخخى المعخخدوم‪ ،‬بخخل مخخن قبيخخل‬
‫الحكم بانطباق المعدوم في حال الحكم على المعدوم الموجودين معخخافي حخخال‬
‫النطباق وذلك مثخخل سخخائر الحكخخام الصخخادقة علخخى المخخور الماضخخية‪ .‬وقيخخل‬
‫أيضا‪ :‬إن التطبيق يتوقف على الترتيب‪ ،‬وهخخو يتوقخخف علخخى تحقخخق أوصخخاف‬
‫ونسب وإضافات يسلكها في سلك الترتيب‪ ،‬وفي المتعاقبة ل يوجد ذلك‪ ،‬فخخإن‬
‫فيما عدا الحادث الخير ل يوجد شئ من طرفي النسبة‪ ،‬وفي الحادث الخير‬
‫ل يوجخخد إلطخخراف واحخخد‪ ،‬فل يتحقخخق النسخخبة أيضخخا ضخخرورة أنهخخا فخخرع‬
‫المنتسبين‪ .‬فان قلت‪ :‬لعل التصاف في الذهن كما قخخالوا فخخي اتصخخاف أجخخزاء‬
‫الزمخخان بالتقخخدم والتخخأخر‪ .‬قلخخت‪ :‬لمخخا كخخانت الحخخوادث ل نهايخخة لهخخا فل يمكخخن‬
‫التفصيل في الذهان والمبادئ العالية‪ ،‬والوجخخود الجمخخالي غيخخر كخخاف لعخخدم‬
‫المتياز فيه )انتهى(‪ .‬والجواب‪ :‬أنه يجزم العقل بأن حوادث زمخخان الطوفخخان‬
‫في الخارج قبل حخخوادث زمخخان البعثخخة وقبخخل الحخخادث اليخخومي بل ريخخب‪ ،‬ول‬
‫يتفرع على اعتبار العقل كيف وهم معترفون بأن الحادث المتقدمة علة معخخدة‬
‫للحادث المتأخر بالعليخة و المعلوليخة الخارجيخة‪ ،‬فخإن العلخة مخا لخم توجخد فخي‬
‫الخارج من حيث إنها علة لم يوجد المعلخخول فخي الخخارج‪ ،‬وهمخا متضخخائفان‪،‬‬
‫فظهخخر أن النسخخبة بالعليخخة والمعلوليخخة متحققخخة بيخخن المعلخخول والعلخخة المعخخدة‪،‬‬
‫ووجودها السابق وعدمها علة‪ ،‬فتحققت النسبة بين‬
‫= حتى ينطبق بعضها على بعض بل للكل وجود واحد فينطبق الكل على الكخخل‪ ،‬لكخخن‬
‫ل يمكخخن إسخخراؤه إلخخى الحخخوادث المتعاقبخخة‪ ،‬لن لكخخل منهخخا وجخخودا بالفعخخل‬
‫منحازا عن وجود الخر إل أن يفرض حادث ممتد تدريجي واحد فتأمل‪.‬‬

‫]‪[270‬‬

‫المعخخدوم والموجخخود‪ .‬والحخخق أن طرفخخي النسخخبة ل يمكخخن أن يكونخخا معخخدومين بالعخخدم‬


‫المطلق‪ ،‬وإذا تحققا نوع تحقق لم يجتمعا )‪ (1‬فخخي الوجخخود فخخإن العقخخل يجخخوز‬
‫تحقخخق النسخخبة بينهمخخا ولخخم ينقبخخض عنخخه )‪ .(2‬ومخخن تصخخور حقيقخخة وجخخود‬
‫العخخراض التدريجيخخة تصخخور كيفيخخة النسخخبة بيخخن أجزائهخخا المتعاقبخخة‪ ،‬وقخخل‬
‫استبعاده وأذعن بها‪ .‬ثخخم إن النسخخبة بالتقخخدم والتخخأخر بيخخن أجخخزاء الزمخخان فخخي‬
‫الواقخخع مخخن غيخخر فرعيخخة ول اعتبخخار العقخخل وتصخخوره واتصخخافها بالصخخفات‬
‫الثبوتيخخة والحكخخم بالحكخخام النفخخس المريخخة بخخل الخارجيخخة المسخختلزمة لثبخخوت‬
‫المثبت له في الواقع مما ل يشك فيه أحد وليس مخخن الحكخخام المتفرعخخة علخخى‬
‫اعتبار العقل الحاصلة بعد فرضه‪ ،‬وليخخس بحاصخخل بالفعخخل إل بعخخد الفخخرض‪،‬‬
‫فإنه لو كان كذلك لكان حكم العقخخل بخخأن هخخذا الجخخزء متقخخدم وذاك متخخأخر فخخي‬
‫الخارج من الحكام الكاذبة‪ ،‬لنه في الخارج ليس كخذلك فخخي الحقيقخة )‪ (3‬أل‬
‫ترى أنه يصح الحكم على الخخدورات الغيخخر المتناهيخخة مخخن الحركخخة و الزمخخان‬
‫بالتقدم والتأخر والقسمة‪ ،‬والنتزاع الجمالي غير كاف لتصخخاف كخخل جخخزء‬
‫جزء بالتقدم والتأخر‪ ،‬والتفصيل يعجز عنه العقل عنخخدهم‪ ،‬فكيخخف تكخخون هخخذه‬
‫التصافات بعد فرض الجزاء كما ذهبوا إليه‪ .‬وقد ذهب بعض المحققين فخخي‬
‫جواب شك من قال‪ :‬لم اتصف هذا الجزء من الزمان بالتأخر وذاك بالتقخخدم ؟‬
‫إلى أن هذه التصافات مستندة إلى هويات‬

‫)‪ (1‬وإن لم يجتمعا )ظ(‪ (2) .‬ان اريد بكفاية تحققهما نوعا من التحقخخق أنخخه يكفخخى فخخي‬
‫التصاف تحققهما في الذهن دون الخارج فهخخو خخاص بالتصخاف الخذهنى‪،‬‬
‫والكلم فخخي التصخخاف الخخخارجي‪ ،‬وان اريخخد كفايخخة نخخوع مخخن التحقخخق فخخي‬
‫الخارج فهو عين الجتماع في الوجود‪ ،‬إذ ل معنى لجتماعهما في الوجخخود‬
‫إل تحققهمخخا معخخا فخخي الخخخارج‪ .‬وأمخخا الضخخافة المتحققخخة بيخخن العلخخة المعخخدة‬
‫والمعلول فهى إضافة مقولية بين هذين العنوانين ل الوجخودين الخخارجيين‪،‬‬
‫فيكفخخى تصخخورهما فخخي الخخذهن لتحققهخخا‪ (3) .‬بنخخاء علخخى عخخدم تحقخخق أجخخزاء‬
‫الزمان في الخارج تحققا فعليا بل بخخالقوة القريبخخة مخخن الفعخخل‪ ،‬فخخالحكم بتقخخدم‬
‫بعض الجزاء على البعض فخي الخخارج انمخا هخو بلحخاظ قخرب قوتهخا مخن‬
‫الفعلية وإل فل موضوع لهذه القضية الخارجية بحسب الحقيقة فتأمل )*(‪.‬‬

‫]‪[271‬‬
‫الجزاء وتشخصاتها الحاصلة لها‪ ،‬فكما أنه ل يصح السؤال بأن زيخخدا لخخم صخخار زيخخدا‬
‫وعمروا عمروا ل يصح السؤال بأنه لم صار أمس أمس واليوم اليوم ) ‪ .(1‬و‬
‫ذهبوا أيضا إلى أن اختلف أجزاء الفلك بالقطب والمنطقة مسخختند إلخخى هويخخة‬
‫الجخخزاء ليخخس بفخخرض فخخارض )‪ (2‬بخخل موجخخودة فيخخه حقيقخخة‪ ،‬لكخخن الجخخزاء‬
‫وهوياتهخخا موجخخودة بوجخخود الكخخل بوجخخود واحخخد‪ ،‬وكمخخا أن أجخخزاء الجسخخم‬
‫وتشخصاتها موجودة بوجخخود الجسخخم ]و[ بوجخخود قخخار كخخذلك أجخخزاء الزمخخان‬
‫والحركة موجودة بوجود الكل بوجود تدريجي بل تفاوت‪ ،‬والمناقشة في هذه‬
‫ناشئة من عدم تصور الوجود التدريجي كما ينبغي‪ ،‬فل ينافي اتصال الزمان‬
‫والحركة إذا كانت موجودة بوجخخود واحخخد‪ ،‬فخخإن هخخذا النخخوع مخخن الختلف ل‬
‫يستلزم القسمة بالفعل والنفصال بعخخد التحخخاد بوجخخود الكخخل‪ .‬ثخخم إنهخخم قاطبخخة‬
‫صرحوا بأن الصفة ل يجب تحققها في ظخخرف التصخخاف‪ ،‬و المحكخخوم بخخه ل‬
‫يجب وجوده في الحكم )‪ (3‬مع أنخخه نسخخبة‪ ،‬وذهبخخوا أيضخخا إلخخى تسخخاوي نسخخبة‬
‫الممكن إلى طرفي الوجود والعدم‪ ،‬وإلى صخخحة التصخخاف بنحخخو العمخخى مخخن‬
‫المور العدمية في الخارج إلخخى غيخخر ذلخخك مخخن النظخخائر )‪ .(4‬ول يخفخخى أنخخه‬
‫يمكن إجزاء جميع‬

‫)‪ (1‬الستشهاد بهذا الكلم انما هو مخخن جهخخة تقريخخر هخخذا المحقخخق تقخخدم بعخخض اجخخزاء‬
‫الزمان على الخر‪ ،‬وإل فأصل الكلم أجنبي عما نحخخن فيخخه‪ (2) .‬الفخخارض‬
‫)خ(‪ (3) .‬ظرف الحكم )ظ(‪ (4) .‬النسبة امر رابط بيخخن الشخخيئين لاسخختقلل‬
‫له في نفسه ولذا يستحيل تحققخه مخع عخدم تحقخق الطرفيخن معخا‪ ،‬فخان كخانت‬
‫النسخخبة حاكيخخة عخخن اتحخاد الطرفيخخن فخخي الخخخارج نحخخو اتحخخاد وجخخب وجخخود‬
‫الطرفين في الخارج‪ ،‬وإل كفى تحققهما في الذهن‪ ،‬وهذا مما لم يختلف فيخخه‬
‫اثنخخان مخخن الحكمخخاء‪ .‬وأمخخا مخخا نسخخبه إليهخخم مخخن عخخدم وجخخوب تحقخخق الصخخفة‬
‫والمحكوم به في ظرف التصاف و الحكم فوجهه الصحيح انه ل يجب فخخي‬
‫التصافات الذهنية وجود الصفة والمحمول في الخارج حيخخن الحكخخم‪ ،‬وهخخذا‬
‫ل يفيد شيئا لثبات مرامه‪ ،‬واما الحكم بتسخخاوي نسخخبة الممكخخن إلخخى الوجخخود‬
‫والعدم فهو من الحكام النفس المرية ل الخارجيخخة وامخخا العمخخى فهخخو عخخدم‬
‫ملكة وهو امر عدمي لعدم‪ ،‬والتوضيح يقتضى مجال أوسع )*(‪.‬‬

‫]‪[272‬‬

‫ما ذكرنا في جريان هذا الدليل في المتعاقبة في جريان سائر البراهين فيها‪ ،‬فل نطيخخل‬
‫الكلم بخخالتعرض لخصخخوص كخخل مهخخا‪ .‬البرهخخان الرابخخع‪ :‬مخخا أورده الشخخيخ‬
‫الكراجكي في الكنز بعدما أورد برهان التطخخبيق بخخوجه مختصخخر أنيخخق‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫دليل آخر على تناهي ما مضى‪ ،‬وهو أنه قد مضخخت أيخخام وليخخالي وقفنخخا اليخخوم‬
‫عند آخرها‪ ،‬فل يخلو أن تكون اليام أكثر عخخددا مخخن الليخخالي‪ ،‬أو الليخخالي مخخن‬
‫اليام‪ ،‬أو يكونا في العدد سخخواء‪ ،‬فخخإن كخخانت اليخخام أكخخثر مخخن الليخخالي تنخخاهت‬
‫الليالي‪ ،‬لنها أقل منها‪ ،‬واقتضى ذلخخك تنخخاهي اليخخام أيضخخا‪ ،‬لبطلن اتصخخالها‬
‫قبل الليالي بغير ليال بينها‪ ،‬فوجب على هذا الوجه تناهيهما معها‪ ،‬وإن كانت‬
‫الليالي أكثر من اليام‪ ،‬كان الحكخخم فيهمخخا نظيخخر مخخا قخخدمنا مخخن تنخخاهي الول‪،‬‬
‫فتتناهى اليام لزيادة الليالى عليها‪ ،‬ويقتضي ذلك تناهي الليالي أيضا لما مر‪،‬‬
‫فيلخخزم تناهيهمخخا معهخخا‪ .‬وإن كخخانت اليخخام والليخخالي فخخي العخخدد سخخواء‪ ،‬كانخخا‬
‫بمجموعهما أكثر عددا من أحدهما بانفراده‪ ،‬وهذا يشهد بتناهيهما‪ ،‬إذ لو كخخان‬
‫كل واحد منهما في نفسه غير متناه ما تصورت العقول عددا أكثر منخخه‪ ،‬وقخخد‬
‫علمنا أن اليام مع الليالي جميعا أكثر عددا من أحخخدهما‪ ،‬وهخخذا موضخخح عخخن‬
‫تناهيهمخخا‪ .‬وبهخخذا الخخدليل نعلخخم أيضخخا تنخخاهي جميخخع مخخا مضخخى مخخن الحركخخات‬
‫والسكنات‪ ،‬ومن الجتماعات والفتراقات‪ ،‬ومن الطيخخور و الخخبيض والشخخجر‬
‫والحب وما يجري مجرى ذلك )‪) (1‬انتهخخى(‪ .‬ثخخم اعلخخم أنخخه يمكخخن إبطخخال مخخا‬
‫ادعوه من التسلسل في المور المتعاقبة بخخل فخخي غيخخر المرتبخخة أيضخخا بوجخخوه‬
‫اخرى نذكر بعضها‪ :‬الول أنهخخم قخخالوا بخخالحوادث الغيخخر المتناهيخخة الخختي كخخل‬
‫سابق منها علة معدة للحق على سبيل الستغراق‪ ،‬وأن إيجاد الواجب تعالى‬
‫لكخخل منهخخا مشخخروط بالسخخابق تحقيقخخا للعخخداد‪ ،‬وتصخخحيحا لرتبخخاط الحخخادث‬
‫بالقديم‪ ،‬وأنه تعالى ليس بمخوجب تخام لواحخد منهخا‪ .‬إذا تقخرر هخذا فنقخول‪ :‬لخو‬
‫تسلسلت المعدات على ما ذهبوا إليه لإلخخى نهايخخة لخخزم أن يكخخون وجخخوب كخخل‬
‫واحد منها وجوبا شرطيا‪ ،‬بمعنى أنه يجب كل‬

‫)‪ (1‬يرد على هذا البرهان والبرهان السابق ما يرد على برهان التطبيق فأجخخد التأمخخل‬
‫)*(‪.‬‬

‫]‪[273‬‬

‫منها بشرط وجود سابقة‪ ،‬ول ينتهخي إلخى الوجخوب القطعخي البخت الخذي يكخون تعخالى‬
‫موجبا له لذاته بدون شرط‪ ،‬لنه عندهم أنه تعالى ليس بموجب تام لكل واحد‬
‫من المعدات بل الحوادث مطلقا‪ ،‬وتأثيره تعخالى فخخي كخل منهخخا موقخوف علخى‬
‫تأثيره في معد سابق عليه لإلى نهاية فوجخخوب كخخل منهخخا وجخخوب شخخرطي ل‬
‫يجب حتى يجب سابقه والوجوب الشرطي غير كاف لتحقق واحد منها‪ ،‬فخخإنه‬
‫بمنزلة قضايا شرطية غير متناهية مقدم كل لحق تال لسابقه‪ ،‬فإنه ما لم ينته‬
‫إلى وضع مقدم لم ينتج شيئا ولو توقف تأثير الواجب في كل حخخادث وإيجخخاده‬
‫إياه علخخى إيجخخاد حخخادث آخخخر ولخخم تجخخب لخخذاتها تلخخك اليجخخادات لكخخان يجخخوز‬
‫للواجب ترك إيجاد الحوادث بالكلية‪ ،‬و ما لم يمتنخخع هخخذا الحتمخخال فخخي نفخخس‬
‫المر لم يجب واحد منها في الواقع‪ ،‬لن وجوب كل حخخادث إنمخخا هخخو بشخخرط‬
‫إيجاد حادث آخر‪ ،‬وهكذا الكلم في ترك اليجخاد رأسخا ومخا لخم يمتنخع جميخع‬
‫أنحاء ارتفاعاته وعدماته في الوقع لم يجب وجوده )‪ .(1‬وتخخوهم بعضخخهم أنخخه‬
‫ل يمكن ارتفاع جميع الحوادث‪ ،‬لستلزامه ارتفاع الطبيعخخة القديمخخة المسخختندة‬
‫بل شرط إلى الواجب تعالى شأنه‪ .‬وهو مردود بأنه ل يعقل استناد‬

‫)‪ (1‬حاصل هذا الوجه أنه بناء على كون كل حادث مسبوقا بمعد وكون المعد مسخخبقوا‬
‫بآخر وهكذا إلى غير النهاية يلزم عخخدم وجخخود حخخادث ل يتوقخخف علخخى معخخد‬
‫أصل‪ ،‬فكلمخخا فخخرض حخخادث كخخان مسخخبوقا بمعخخدات متسلسخخلة غيخخر متناهيخخة‬
‫ويتوقف وجوب وجود هذا الحادث عليها‪ ،‬فخاذن ليخخس شخخئ ل يتوقخخف علخخى‬
‫أمخخر سخخوى الخخواجب‪ ،‬فيلخخزم اول كخخون وجخخوب الوجخخود للحخخوادث شخخرطيا‬
‫والوجوب الشرطي ل يوجب التحقق في الخارج‪ ،‬وثانيا جواز ترك اليجاد‬
‫بالكلية على الخخواجب‪ ،‬لنخخه ليخخس شخخئ مخخن الحخخوادث بنفسخخه مسخختعدا لقبخخول‬
‫الوجود من الواجب بل بشرط وجود حادث قبله‪ ،‬فله ان يترك اليجاد رأسا‬
‫والجواب عن الول انه بعد فرض وجود الشرط يصخخير الوجخخوب فعليخخا‪ ،‬و‬
‫التعليق غير موجخود فخي الخخارج بخل الخذى هخو فخي الخخارج ويحكخى عنخه‬
‫بالقضية الشرطية هو نحخو مخن الرتبخاط الوجخودى‪ ،‬ففخى قولنخا )ان كخانت‬
‫الشمس طالعخخة فالنهخخار موجخخود( ل يخخوجب اشخختراط وجخخود النهخخار بطلخخوع‬
‫الشمس وجوب وجود النهار‪ ،‬لكن مع فرض طاءع الشمس ل محيص عخخن‬
‫وجخخوب وجخخوده والخصخخم يفخخرض وجخخود الحخخوادث الغيخخر المتناهيخخة ومعخخه‬
‫يصير وجوب الحادث فعليا‪ .‬وان سئل عن حخخاله قبخخل وجخخود تلخخك المعخخدات‬
‫اجاب بانه ل يمكن فرض حادث ل يكون قبله حخخوادث غيخخر متناهيخخة فكلمخخا‬
‫فرض حادث في زمان كخخانت قبلخخه حخخوادث وازمنخخة غيخخر متناهيخخة وليسخخت‬
‫قبلها قبلية زمانيخخة وعخخن الثخخاني بمنخخع الملزمخخة ومنيخخع بطلن التخخالى وهخخو‬
‫واضح )*(‪.‬‬

‫]‪[274‬‬

‫الطبيعة بل شرط إلى الواجب جل شأنه‪ ،‬لن الطبيعة عندهم إذا كانت ذاتية لما تحتهخخا‬
‫فإنما هي مجعولة بجعل ما هي ذاتيخخة لخخه جل واحخخدا‪ ،‬ول يمكخخن تعلخخق جعخخل‬
‫عليحدة بالطبيعة الكلية قطعا‪ ،‬وجعل كل فرد من أفخخراد الطبيعخخة عنخخدهم إنمخخا‬
‫هو بشرط سبق معد‪ .‬نعم لو تحقق تأثير منفرد في الطبيعخخة وراء التخخأثير فخخي‬
‫الفراد لوجب أن يكون التأثير من الواجب فيها إما ابتداء‪ ،‬أو بواسطة قديمة‪،‬‬
‫وتأثير الواجب في القديم بل واسطة وشرط أو بواسطة قديمة إنمخخا هخو منشخأ‬
‫استحالة انعدام القديم عندهم‪ .‬فظهر أن سلسلة الحوادث يجخخب أن تنتهخخي إلخخى‬
‫حادث يجب وجوده عن الواجب بل شرط معخخد فتنقطخخع سلسخخلة الحخخوادث بخخه‬
‫لنه ل يجوز تقدم شرط أو معد من الحوادث عليه‪ .‬وكذا يمكخخن إجخخراء كخخثير‬
‫من براهين إثبات الواجب التي ل يتوقف علخخى إبطخخال الخخدور والتسلسخخل هنخخا‬
‫بأدنى تصرف ل يخفى على الفطن اللبيب‪ ،‬فإن تأثير الخخواجب تعخخالى عنخخدهم‬
‫في كل حادث يتوقف على معد‪ ،‬ووجود الواجب مع عدم المعد في حكخخم قخخوة‬
‫)‪ (1‬فرض عدمه تعالى والعياذ بال في عدم التأثير )‪ (2‬والعلة التامة عنخخدهم‬
‫هو الواجب مع المعد‪ ،‬ومجموع المركب من الواجب والممكن ممكن‪ ،‬فالعلل‬
‫التامة لجميع الحوادث الغير المتناهية ممكنات‪ ،‬فكما ل ينفخخع الخختزام التسلسخخل‬
‫في مسألة إثبات الواجب ل ينفع التزامه هنا أيضا‪ ،‬إذ الدلة الدالة على إثبات‬
‫الواجب بدون التمسك بإبطال التسلسل يجري هنا أيضا بأدنى تفخاوت‪ .‬الثخاني‬
‫أن نقول‪ :‬على تقدير تسلسل الحوادث على سبيل التعاقب يلزم أن يتقدم علخخى‬
‫كل حادث مخخن الحخخوادث علخخى سخخبيل السخختغراق عخخدم أزلخخي لحخخادث حخادث‬
‫والحادث الول والثانى يجتمعان في العخخدم‪ ،‬إذ يوجخخد فخخي الواقخخع مرتبخخة مخخن‬
‫المراتب‬

‫)‪ (1‬كذا‪ ،‬والظاهر ان احد اللفظين كان في بعض النسخ بدل عن الخر فاثبتا معا فخخي‬
‫المتن‪ (2) .‬الشرائط التى يتوقف عليها وجخخود المعلخخول منهخخا مخخا هخخو شخخرط‬
‫فعل الفاعل ومنها ما هو شرط قبول القابل‪ ،‬والذى ينافى تمامية الفاعل فخخي‬
‫الفاعلية هو القسم الول وهو منفى عن الواجب تبخخارك وتعخخالى عنخخد جميخخع‬
‫الحكماء‪ ،‬والقسم الثخخاني راجخخع إلخخى نقخخص المعلخخول وعخخدم اسخختعداده لقبخخول‬
‫الفيض على كل تقدير‪ .‬وبهذا يظهر وجه الخلل في كلمه رحمه ال )*(‪.‬‬

‫]‪[275‬‬

‫كانا معدومين فيها‪ ،‬واجتمع معهما عدم الحادث الثالث‪ ،‬ضخخرورة أن عخخدم كخخل حخخادث‬
‫أزلي‪ ،‬وأن عدم الحادث المتأخر وإن كان أطول امتدادا مخخن الحخخادث المتقخخدم‬
‫إل أن الكخخل متحقخخق فخخي ظخخرف الزمخخان إذ طبيعخخة الزمخخان أزليخخة عنخخدهم‪،‬‬
‫والعدام كلها أزلية فلبد من اجتماعها قطعا في زمان ما‪ ،‬ويجتمخخع مخخع هخخذه‬
‫العدام الثالث عدم الحادث الرابع‪ ،‬وهكذا على ترتيب الحاد علخخى التخخوالي‪،‬‬
‫فإما أن يستغرق هذا الجتمخخاع أعخخدام جميخخع الحخخاد فيكخخون جميخخع الحخخوادث‬
‫معدوما في مرتبة ما من المراتب الواقعيخة فتخأخر جميخخع الحخوادث عخن تلخك‬
‫المرتبة الواقعية‪ ،‬ويكون الجميخخع معخخدوما فخخي تلخخك المرتبخخة فيكخخون لهخخا مبخخدأ‬
‫وانقطاع‪ ،‬وهو المطلوب )‪ .(1‬وإن لم يسخختغرق فينتهخخي إلخخى حخخادث معيخخن ل‬
‫يجتمع عدمه مع عخدم مخا قبلخه مخن الحخوادث إمخا لن هخذا الحخادث ل يسخبقه‬
‫عدمه فيكون قديما بالشخص‪ ،‬وإما لن الحادث الذي قبله ل يسبقه عدم أزلي‬
‫فيكون ذلك قديما‪ ،‬ضرورة أنه لو تقدمهما عدم أزلي يجب اجتماعهما مع مخخا‬
‫تخخأخر عنهمخخا‪ ،‬فنقطخخع سلسخخلة الحخخوادث علخخى أي تقخخدير‪ .‬ل يقخخال‪ :‬كخخل جملخخه‬
‫متناهية يجتمع في العدم ويتحقق عدم سابق على الجميع وأما جملة الحخخوادث‬
‫الغير المتناهية فل‪ .‬لنا نقول‪ :‬قد بينا أن هذا الحكخخم مسخختغرق لجميخخع الحخخاد‬
‫على التوالي وقد مر في المقدمات الممهخدة أن أمثخال هخذه الحكخام علخى كخل‬
‫فرد تسري إلى الجملة‪ ،‬فل مجال لهذا التوهم )‪.(2‬‬
‫)‪ (1‬ان اريد باثبات العدم الزلي لكل حادث حادث عدم وجود كل واحد من الحخخوادث‬
‫في زمان غير متناه من جهة البدء فل يمكن فرض ذلخخك فخخي الجميخخع‪ ،‬لنخخه‬
‫ليس قبل الجميع زمان لمتناه ول غير متناه‪ ،‬لن الزمان أيضا من الجميع‪،‬‬
‫كيف وهخخو مقخخدار الحركخخة والحركخخة تختخخص بخخالحوادث‪ ،‬وان اريخخد بالعخخدم‬
‫الزلي للكل عدمه في وعاء آخر غير الزمان فل يثبت به الحدوث الزمانى‬
‫لسلسلة الحوداث‪ (2) .‬سريان حكم الفرد إلى الجميع إنما هو في ما إذا كخخان‬
‫ملك الحكم الثابت لكل فرد موجودا في الجميع بعينه‪ ،‬لكن حكم المسخخبوقية‬
‫بالعدم الزلي بمعنى العدم المقارن للزمان الغيخخر المتنخخاهى انمخخا يثبخخت لكخخل‬
‫واحدة من الحوادث بلحاظ مسبوقيتها بحوادث غيخخر متناهيخخة‪ ،‬فخخإذا اعتبرنخخا‬
‫جميع الحوادث بحيث ل يشذ منها شئ لم يمكن تصور هذا الملك فيه‪ ،‬لن‬
‫الجميع غير مسبوق بحوادث غير متناهيخخة إذ ل حخخادث آخخخر وراء الجميخخع‬
‫فافهم واعرف به الخلل في التقريرات التية )*(‪.‬‬

‫]‪[276‬‬

‫ولك أن تقول‪ :‬ههنا سلسلتان‪ :‬إحداهما سلسخخلة وجخخودات الحخخوادث‪ ،‬والخخخرى سلسخخلة‬
‫عدماتها‪ ،‬فإذا أخذنا مجموع الوجودات بحيث ل يشذ عنها فرد وكذا العدمات‬
‫فل شك أن جملة العدمات بحيث ل يشذ فرد متقدمخة علخى جملخة الوجخودات‪،‬‬
‫لتقدم كل فرد منها على نظيره وعديله‪ ،‬ومثل هخخذا الحكخخم يسخخري مخخن الحخخاد‬
‫إلى الجملخة ولن جملخة العخخدمات لمخخا كخان كخخل فخرد منهخخا أزليخا )‪ (1‬وجملخة‬
‫الحوادث حادثة وتقدم الزلي على الحادث ضخخرورية‪ ،‬ول شخخبهة فخخي إمكخخان‬
‫أخذ المجموع بحيث ل يشذ فإنه ليس من قبيل الجملة الليقفية الخختي ل يمكخخن‬
‫فيها أخذ المجموع بحيث ل يشذ وقد أخذوا جملخخة الممكنخخات فخخي دليخخل إثبخخات‬
‫الواجب‪ ،‬فيكون ممكنا‪ ،‬فل يكون في تلك المرتبخخة شخخئ مخخن الحخخوادث‪ ،‬وهخخو‬
‫النقطاع‪ .‬ولنا أيضا أن نقول‪ :‬يتقدم على كل حادث عدم أزلي هخخو عخخدم لهخخذا‬
‫الحادث وينعدم معه جميع ما بعده من الحوادث التي هو معخدلها‪ ،‬وسخخبق هخخذا‬
‫العدم يستوعب جميع آحاد سلسلة الحوادث‪ ،‬وحكم الحاد يسري إلخخى الجملخخة‬
‫فيلزم عدم مجموع الحوادث رأسخخا وانقطاعهخخا‪ .‬أو نقخخول‪ :‬مجمخخوع الحخخوادث‬
‫واحد شخصي‪ ،‬لن كل جزء منه واحد شخصخخي وحخخادث أيضخخا‪ ،‬لن جميخخع‬
‫أجخخزائه حخخادث فيلخخزم النقطخخاع‪ .‬ونقخخول أيضخخا‪ :‬السلسخخلة المخخذكورة معخخدات‬
‫عندهم‪ ،‬والمعد يعتبر وجوده وعدمه فخخي المعلخخول المتخخأخر‪ ،‬وكلهمخخا سخخابق‬
‫عليه‪ ،‬فنأخذ سلسلة العدمات اللحقة السابقة علخى وجخود المعلخولت ونقخخول‪:‬‬
‫إما أن يستغرق سبق كل فرد من العدمات لكل فرد مخخن وجخخودات الحخخوادث‪،‬‬
‫النظير على النظير‪ ،‬فيلزم تقدم جملة سلسلة العدمات إذا أخذنا بحيث ل يشخخذ‬
‫منها شئ على سلسلة وجودات الحوادث‪ ،‬وهو يستلزم النقطخخاع وتقخخدم عخخدم‬
‫اللحق على الموجود‪ ،‬وهذا خلف‪ .‬وإن لم يستغرق فينتهي إلى فرد ل يسخخبقه‬
‫عدم المعد‪ ،‬فتنقطع سلسلة المعدات‪ .‬وعلى هذه التقريخخرات ل يتخخوجه مخخا قيخخل‬
‫إن الزل ليس وقتا محدودا تجتمع فيه العدمات وغيرها‪ ،‬بل مرجعخخه إلخخى أن‬
‫قبل كل حادث حادث إلى غير النهاية‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬فالجملة أزلية )*(‪.‬‬

‫]‪[277‬‬

‫وهكذا عدم الحوادث ول محذور فيه‪ ،‬لن اجتماع العخخدم الزلخخي الغيخخر المتنخخاهي فخخي‬
‫الماضي في زمان مع عدم تناهي الزمان عندهم مع مثله بالغا مخخا بلخخغ سخخواء‬
‫كانت العدام متناهية أم ل بديهي‪ ،‬ول يلزمنا تعيين زمان معين للزل‪ .‬وكذا‬
‫ما قيل‪ :‬وإن تحقخق فخي الزل عخدم الحخوادث لكنخه عخدم كخل حخادث مقخرون‬
‫بوجود حادث تقدم علخخى ذلخخك الحخادث أبخدا فل يتحقخخق وقخت ينتهخي )‪ (1‬فيخخه‬
‫جميع الموجودات ويبقى صرف العدم‪ .‬وهذا مع أنه مخخدفوع بمخخا قررنخخا لخخوتم‬
‫فهو فساد آخر نشأ من عدم تناهي الحوادث‪ ،‬إذ جميع المفاسد التي ذكرنا إنما‬
‫نشخأت مخن الحخوادث إلخى غيخر النهايخة‪ .‬ويمكخن أن يقخال أيضخا‪ :‬إن الحخادث‬
‫اليومي مسبوق بعدم معده‪ ،‬وبعدم معد معده وهكذا إلخخى غيخخر النهايخخة‪ ،‬وعخخدم‬
‫المعد البعيد بواسطة أطخخول امتخخدادا مخخن عخخدم المعخخد القريخخب‪ ،‬والمعخخد البعيخخد‬
‫بواسطتين أطول منهما‪ ،‬والمعد البعد بثلث وسائط أطول من الثلثة‪ ،‬وكلما‬
‫تمتد سلسلة المعدات تتزايد امتداد العدام اللحقة للمعدات فلو ذهبت السلسلة‬
‫إلى غير النهاية لزم أن يمتد العدم اللحق ل إلى نهايخخة‪ ،‬مخخع أنخخه عخخدم لحخخق‬
‫مسبوق بوجود المعد‪ ،‬واستحالته ظخخاهرة‪ .‬وهخخذا برهخخان لطيخخف قخخوي ل يخخرد‬
‫عليه ما يرد على برهان السلم‪ ،‬لن جميع العدام الغير المتناهية جزء للعلخخة‬
‫التامة للحخخادث اليخخومي ]مجتمعخخة ووجخخودات المعخخدات[ متحققخخة فخخي الواقخخع‪،‬‬
‫متمائزة بخلف برهان السلم لن ازديخخاد النفخخراج هنخخا علخخى سخخبيل الليقخخف‬
‫وموقوف على فرض النقاط فخخي السخخاقين‪ .‬الثخخالث‪ :‬قخخال بعخخض المحققيخخن‪ :‬إن‬
‫المور الغير المتناهية مطلقا يستلزم المور الغير المتناهية المترتبخخة‪ ،‬ويلخخزم‬
‫منه تناهي النفوس وحدوثها على بعض الوجوه‪ ،‬كما سلف بيانه أن المجموع‬
‫متوقف على المجموع إذا اسقط منه واحد‪ ،‬وذلك المجموع على مجموع أقخخل‬
‫منخخه بواحخخد‪ ،‬وهكخخذا إلخخى غيخخر النهايخخة‪ ،‬فيجخخري التطخخبيق والتضخخايف بيخخن‬
‫المجموعات الغير المتناهية إذ هي امور موجودة مترتبة‪.‬‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬ينتفى )*(‪.‬‬

‫]‪[278‬‬
‫)المقصخخد الخخخامس( فخخي دفخخع بعخخض شخخبه الفلسخخفة الخخدائرة علخخى ألسخخنة المنخخافقين‪،‬‬
‫والمشككين القاطعين لطريق الطالبين للحق واليقين‪ ،‬وفيه مراصد‪ :‬المرصخخد‬
‫الول‪ :‬قالوا‪ :‬إذا لحظنا الواجب تعخخالى شخخأنه فخخي طخخرف‪ ،‬وجميخخع مخخا عخخداه‬
‫بحيث ل يشذ منها شئ في طرف آخر‪ ،‬فحينئذ إما أن يكون الخخواجب سخخبحانه‬
‫علة تامة لشئ ما أول ؟ وبعبارة اخرى‪ :‬جميع ما لبد منه في وجود شخخئ مخخا‬
‫سواء كان ذلك الشئ الرادة الزائدة أو غيرها إمخخا ذاتخخه تعخخالى أول ؟ وعلخخى‬
‫الول يكون ذلك الشئ معه دائما فخخي الزل‪ ،‬لسخختحالة تخلخخف المعلخخول عخخن‬
‫العلة التامة‪ ،‬وعلى الثاني يستحيل وجود شخخئ مخا أبخخدا‪ ،‬لسختحالة التغيخخر فخخي‬
‫ذاته تعالى‪ .‬وبعبارة اخرى وبوجه أبسط وهخخو أن يقخخال‪ :‬ذات الخخواجب تعخخالى‬
‫إما أن يستجمع جميع شرائط التأثير في الزل أول ؟ وعلخخى الول يلخخزم قخخدم‬
‫الول )‪ (1‬بالضخرورة‪ ،‬لمتنخاع التخلخف عخن المخوجب التخام‪ ،‬وعلخى الثخاني‬
‫توقف وجود الثر وهو العالم على شرط حادث‪ ،‬ونتقل الكلم إليه حتى يلخخزم‬
‫التسلسل‪ :‬اما على سخخبيل الجتمخخاع‪ :‬وهخخو باطخخل بمخخا مخخر‪ ،‬وأيضخخا نقخخول‪ :‬إذا‬
‫أخخخذنا مجمخخوع تلخخك الشخخروط بحيخخث ل يشخخذ عنهخخا شخخرط‪ ،‬فإمخخا أن يتوقخخف‬
‫وجودهخخا علخخى شخخرط آخخخر غيخخر ذات الخخواجب تعخخالى خخخارج عخخن مجمخخوع‬
‫الشروط‪ ،‬فلم يكن ما فرضناه جميعا جميعا وهذا خلخخف‪ ،‬أو ل يتوقخخف فيكخخون‬
‫الذات وحده مستقل بإيجاد ذلخخك المجمخخوع‪ ،‬فإمخخا أن يكخخون اجتماعهخخا فخخي آن‬
‫حدوث الثر فيلزم إمخخا حخخدوث الخخواجب بالخخذات‪ ،‬وإمخخا تخلخخف الشخخروط عخخن‬
‫موجبهخخا التخخام وكلهمخخا محخخالن‪ ،‬أو يكخخون اجتماعهخخا فخخي الزل فيلخخزم قخخدم‬
‫أشخاص غير متناهية من العخخالم هخخي الشخخروط‪ ،‬بخخل والمشخخروط وجخخوده بهخخا‬
‫أيضا‪ ،‬وإللزم تخلف المشروط عن موجبه التام وهخخو الخخواجب مخخع جميعهخخا‪،‬‬
‫إذا المفروض عدم شخرط خخارج عخن المجمخوع‪ .‬أو علخى سخبيل تعخاقب تلخك‬
‫الشروط إما في الحدوث‬

‫)‪ (1‬الثر )ح( )*(‪.‬‬

‫]‪[279‬‬

‫مع اجتماعها في البقاء فتجتمع في آن الحخخدوث امخخور غيخخر متناهيخخة مترتبخخة موجخخودة‬
‫وتجري فيها براهين إبطال التسلسل بالتفاق‪ ،‬على أنخه يلخزم حينئذ قخدم نخوع‬
‫الفعل وطبيعته وهو مطلوب في الجملة‪ ،‬وإما على سبيل تعاقبها حدوثا وبقاء‬
‫بأن ل يجتمع اثنان منهخخا فخخي الوجخخود فخخي زمخخان ول فخخي آن‪ ،‬فتكخخون طبيعخخة‬
‫العالم قديمة محفوظة بتعاقب تلك الفراد الغير المتناهية‪ ،‬وتلخخك المخخور إنمخخا‬
‫يكون تعاقبها على مادة قديمة فيلزم أيضا قدم شخص هو المخخادة‪ ،‬ولكونهخخا ل‬
‫تنفك عن الصورة يكون الجسم قديما أيضا‪ ،‬أو يقال‪ :‬ل يجوز وجود الشرائط‬
‫على التعاقب أيضا فإن الفاعل لما توقف تخخأثيره فخخي كخخل مخخن الشخخرائط علخخى‬
‫شرط آخر‪ ،‬فهو في حخخد ذاتخخه متسخخاوي النسخخبة إلخخى طرفخخي اليجخخاد وتركخخه‪،‬‬
‫فيتساوى فرض وجخخوده بحيخخث ل يوجخخد منخخه شخخئ مخخن تلخخك الشخخروط أصخخل‬
‫وفرض وجوده موجداله فل يترجح أحد الطرفين على الخر إل لمر خارج‬
‫ونتقل الكلم إليه حتى يظهر أنه يجب أن يكون بين البارئ تعالى والحخخوادث‬
‫توسط أمر واحخد ذاتخا تتكخخثر إضخخافاته ونسخبه‪ ،‬فيكخخون قخديما بالخخذات وحادثخا‬
‫بالضافة وهو الحركة‪ ،‬فأوجبوا وجود حركة قديمة بل وجود جسم قخخديم هخخو‬
‫المتحرك بتلك الحركة وادعوا أنها حركة الفلك العظخخم فيكخخون قخخديما‪ ،‬وكخخذا‬
‫ما في جوفه لمتناع الخلء‪ ،‬ولن الحركخخة الواحخخدة البسخخطية كمخخا ل تختلخخف‬
‫ذاتها ل تختلف إعداداتها للمادة الواحدة‪ ،‬لتشابه أجزائها في الحقيقخخة‪ ،‬وأثبتخخوا‬
‫حركات مختلفة وأفلكا كثيرة يحصل من اجتماعها واختلفها سخخرعة وبطخخء‬
‫وجهة وأوضاع مختلفة من المقارنات والمقخخابلت والتربيعخخات والتسديسخخات‬
‫والتثليثات وغير ذلك فتنتظم بها سلسلة الحوادث عندهم‪ .‬وهخخذه الشخخبهة بتلخخك‬
‫التقريرات أقخخوى شخخكوكهم‪ ،‬وللتفصخخي عنهخا طخخرق‪ :‬الطريخق الول‪ :‬مخا هخو‬
‫المشهور بين المتكلميخن‪ ،‬وهخو أن يقخال‪ :‬إنهخم يقولخون بقخدم العخالم‪ ،‬لزعمهخم‬
‫لزوم توسط أمر ذي جهتي استمرار وتجدد بين الحادث اليخخومي والقخخديم لئل‬
‫يلزم التخلف عن العلة التامة‪ ،‬ونحن نقول‪ :‬إنه الزمان‪ ،‬ول يلزم القخخدم لكخخونه‬
‫أمرا اعتباريا انتزاعيا‪ ،‬وأدلة وجوده مدخولة‪ ،‬ول نقول بانتزاعه من‬

‫]‪[280‬‬

‫موجخخود ممكخخن حخختى يلخخزم القخخدم أيضخخا بخخل هخخو منخختزع مخخن بقخخائه تعخخالى‪ ،‬فكمخخا أنهخخم‬
‫يصخخححون ربخخط الحخخادث بالقخخديم بالحركخخة والزمخخان كخخذلك نصخخححه أيضخخا‬
‫بالزمان وكون الزمان مقدار حركة الفلك ممنوع‪ ،‬بخخل نعلخخم بديهخخة أنخخه إذا لخخم‬
‫يتحرك الفلك مثل يتوهم هذا المتداد المسمى بالزمان‪ ،‬والقول بأنه لعلخخه مخخن‬
‫بديهة الوهم ل يصغى إليه )‪ .(1‬ثخخم إن الزمخخان وإن كخخان وهميخخا فمعلخخوم أنخخه‬
‫ليس وهميا اختراعيا بل وهميا نفس أمخخري‪ ،‬ومثخخل الخخوهمي يصخخح أن يكخخون‬
‫منشأ للمور الموجودة في الخارج ل بأن يكون فاعل لها بل دخيل فيهخخا مخخع‬
‫أن محققي الفلسفة وافقونا على كون الزمان الممتخخد المتصخخل أمخخرا انتزاعيخخا‬
‫مرتسما في الخيال وخالفونا فيما هو منشأ لنتزاعه فقخخالوا بوجخخود أمخخر قخخديم‬
‫سرمدي في الخارج ل امتداد له ول تقدر‪ ،‬واعتقخخدوا أن لخخه جهخختي اسخختمرار‬
‫وتنقل كالحركة التوسطية وسموه بالن السيال‪ ،‬وزعموا أن ذلك المر يفعخخل‬
‫باستمراره وسيلنه فخخي الخيخخال أمخخرا ممتخخدا متصخخل غيخخر قخخار الجخخزاء فخخي‬
‫الوجود‬

‫)‪ (1‬المور التى لها حظ من الوجود ونحو تحقق في الخارج سواء فرض هناك مخخدك‬
‫أم ل هي المور الحقيقية كالماء والهواء والرض وغيرها‪ ،‬ول فخخرق فيهخخا‬
‫بيخخن مخخا يخخدرك بخخالحواس كالمبصخخرات والمسخخموعات ومخخال يخخدرك كخخذات‬
‫البخخارئ تبخخارك وتعخخالى‪ ،‬وتنقسخخم إلخخى الخخواجب و الممكخخن‪ ،‬والممكخخن إلخخى‬
‫الجوهر والعراض التسعة ومنها الكم وهو منفصل ومتصل والمتصل قار‬
‫وغير قاروالكم المتصل غير القار هو الزمان‪ .‬إذ عرفت هذا فاعلم ان قوله‬
‫)نعلم بديهة انه إذا لم يتحرك الفلك مثل اصل يتوهم هخخذا المتخخداد المسخخمى‬
‫بالزمان‪ (.‬ان اراد به انه يمكن وجود الزمان مع عدم وجود جسخخم اعخخم مخخن‬
‫الفلك وغيره فممنوع ودعوى البداهة كما ترى‪ .‬كيف والزمان كمخخا عرفخخت‬
‫عرض ل يقوم ال بجوهر‪ ،‬وذات البارئ سبحانه اعلى وارفع واجل وامنخخع‬
‫من ان يصير موضوعا لعرض أو محل لحال‪ ،‬أو يدركه عقل أو يناله وهم‬
‫! ومن هنا تعرف ما في القول بانتزاع الزمان من ذاته تعالى وتقخخدس‪ ،‬وان‬
‫اراد به عدم انحصار راسم الزمان في حركة الفلك الوضعية فله وجه لكنخخه‬
‫ل يلئم اللتزام بانتزاعه من بقائه تعالى‪ .‬وان اراد انه ل يتمكن الخخوهم مخخن‬
‫ادراك موجود خارج عن ظرف الزمان فيتوهم امتدادا يسمى بالزمخخان فانخخا‬
‫لننكر عجز الوهم عن ذلك‪ ،‬لكن التوهم غير إدراك الواقع فالوهم ل يدرك‬
‫ما هو خارج عن ظرف المكان أيضا فهل يمكن القول بعخخدم تحقخخق موجخخود‬
‫خارج عن ظرف المكان ؟ !‬

‫]‪[281‬‬

‫الفرضي الخارجي‪ ،‬أو في حدوث الرتسام كالحركة بمعنى القطخخع‪ ،‬وسخخموه بالزمخخان‬
‫بمعنى القطع‪ ،‬كل ذلك من غيخخر ضخخرورة ول برهخخان يخخدل علخخى ذلخخك المخخر‬
‫البسيط فخخي الخخخارج‪ ،‬فخإن الشخخيخ لخخم يخخزد فخخي الشخخفاء علخخى تحريخخر الخخدعوى‬
‫وإعادته بعبارات متكررة في فصول شتى‪ ،‬ول نقل عن السابقين عليخخه دليخخل‬
‫في هذا الباب‪ ،‬واقتفى المقلدون أثرهخخم بحسخخن الظخخن بهخخم‪ ،‬وليخخت شخخعري إذا‬
‫قنعوا بالتقليد فلم لم يقلدوا من قلدهم ال خ تقليخخده وتصخخديقه ؟ ! علخخى أن العقخخل‬
‫المستقيم ينقبض عن وجود ذلخك المخر فخي الخخارج بخل يمكخن إبطخاله أيضخا‬
‫بوجوه ليس هذا مقام إيرادها‪ ،‬مع أنه على هذا القول يرد عليهم ما يرد علينا‪.‬‬
‫وما قيل من أن الزمان الموهوم ل تمخخايز بيخخن أجخخزائه وطلخخب الترجيخخح فيمخخا‬
‫بينها غير معقول‪ ،‬مدفوع بمامر من أنه وإن لم يكن موجودا لكنه من المور‬
‫الواقعية التي يحكم العقل عليها بتلك الحكام حكمخخا واقعيخخا‪ ،‬مخخع أنخخه لخخو كخخان‬
‫وهميا محضا ل يترتب عليه حكم ل يتحق التخلف أيضا إذا لخخم يتخلخخل زمخخان‬
‫بين العلة وأول المعلولت أصل حتى يسأل عن الترجيح بيخخن أجخخزائه فيلخخزم‬
‫الترجيح بل مرجح والمتداد المتوهم محض اختراع الخخوهم حينئذ‪ .‬وحاصخخل‬
‫الجواب حينئذ‪ :‬أنا نختار أنه ليس في الزل مستجمعا لشخخرائط التخخأثير‪ ،‬قخخوله‬
‫)توقف على شرط حخادث( قلنخا‪ :‬هخو تمخخام قطعخة مخخن الزمخخان يتوقخخف عليهخا‬
‫وجود العالم ويرتبط بخه الحخادث بالقخديم علخى نحخو مخا الختزمه الفلسخفة فخي‬
‫الحركة إل أن توسيط الحركة يستدعي قدم الحركة التوسطية السخخرمدية‪ ،‬بخخل‬
‫قدم المتحرك بها‪ ،‬بل سائر الجسام على ما عرفت‪ ،‬وفي هذا المسلك ل يلزم‬
‫شئ من ذلك‪ ،‬لن الزمان وإن كان من المور المتحققة في نفسه المخخر لكنخخه‬
‫ليس من الموجودات الخارجية‪ ،‬ول مما ينتزع من حركة أو جسم حتى يلخخزم‬
‫من تحققه في الزل قخخدمه‪ ،‬أو قخخدم منشخخأ انخختزاعه‪ ،‬بخخل إنمخخا ينخختزع مخخن ذات‬
‫الول تعالى وما قيل من أن حقيقة الزمان هخخي التقضخخي والسخختمرار الممتخخد‬
‫فلو كان انتزاعيا لكان منتزعا ممخخا يناسخخبه ويشخخابه مهيتخخه كالحركخخة القطعيخخة‬
‫التي هي أمر تدريجي متصل غير قار‬

‫]‪[282‬‬

‫ووجود الواجب سبحانه أمر ثابت ل يتصور فيه شائبة تدريخخج وانقسخخام‪ ،‬فخخأي مناسخخبة‬
‫بينه وبين ما ينتزع منه ؟ فجوابه أن ما ادعيت من لزوم تحقق المناسخخبة بيخخن‬
‫كل انتزاعي ومنشأ انتزاعه حكم غير بين ول مبين‪ ،‬ولئن سلمنا لزومخخه فهخخو‬
‫ل ينحصر فيما نفهمه من الزمان من معنى التجدد والتصال‪ ،‬ولعلخخه تتحقخخق‬
‫مناسبة ما بينهما من جهة اخرى خفية عن إدراكنا‪ ،‬وعدم الوجخخدان ل يعطخخي‬
‫العدم‪ ،‬أل ترى أن أكثر النتزاعيات كالزوجيخخة والفرديخخة والفوقيخخة والتحتيخخة‬
‫وغيرها ينتزع من محالها ول يحكم وجخخداننا بتحقخخق مناسخخبات تفصخخيلية كخخل‬
‫منتزع وما ينخختزع منخخه‪ ،‬وذلخخك إمخخا لعخخدم لخخزوم تحققهخخا فخخي الواقخخع‪ ،‬أو لعخخدم‬
‫اطلعنا على تفاصيلها‪ ،‬وأيام ما كان فليكن المر فيمخخا نحخخن بصخخدده كخخذلك‪،‬‬
‫على أنه يرد مثل ذلك على الفلسفة أيضا‪ ،‬إذ الزمان والحركة بمعنى القطخخع‬
‫منتزعان عندهم من الن السيال والحركة التوسطية مع مباينتهما فيمخخا ذكخخره‬
‫المورد من الوصاف )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬ل ريب في عدم ثبوت واسطة بين الوجود والعدم ول احتمله أحخخد مخخن الخاصخخة‪،‬‬
‫وهذا لعمري من الواضحات بل البديهيات‪ ،‬وان تفوه بعض متكلمخي العامخة‬
‫بثبوت الواسطة وقال بالحوال والثابتات ! وكيخخف كخخان فل يظخخن بخخالمؤلف‬
‫رحمه ال مخالفته لجميخخع الصخخحاب‪ ،‬ومخخوافقته للمعتزلخخة فخخي هخخذا البخخاب‪،‬‬
‫فمعنى ما ذكره من كون المور النتزاعية غيخخر موجخخودة فخخي الخخخارج ول‬
‫معدومة صرفة انها عناوين ذهنية يتوسل بها إلى درك الحقخائق الخارجيخخة‪،‬‬
‫فهى موجودة فخخي الخخذهن معدومخخة فخخي الخخخارج ول تتعخخدى حخخد الخخذهن ابخخدا‬
‫وليست كالماهيات الحقيقية التى تتحد في الخارج مع الوجود الخارجي وفي‬
‫الذهن مع الوجود الذهنى لكن لهخخا مناشخخئ انخختزاع حقيقخخة خارجيخخة متناسخخبة‬
‫معها‪ ،‬ول يمكن انتزاع عنوان من شئ اللجخخل تلخخك المناسخخبة وال لمكخخن‬
‫انتزاع كل شئ من كل شئ‪ ،‬وكذا ل يمكن للعقل انتزاع عنوان مخخن شخخئ ل‬
‫يدرك مناسبته لذلك العنوان لن النتزاع فعل العقخخل والعقخخل انمخخا يفعخخل مخخا‬
‫يدرك‪ ،‬فل يكفى فرض مناسبة خفية عن ادراكه وهو بمكان من الوضخخوح‪،‬‬
‫وعلى هذا فلو فرض كون الزمان امرا انتزاعيخخا فل محيخخص عخخن اللخختزام‬
‫بادراك العقل مناسبته مع منشأ انخختزاعه‪ ،‬والمعنخخى الخخذى يحكخخى عنخخه لفظخخة‬
‫)الزمان( هو أمر تدريجي ل يكاد يوجد جزءان منه معا‪ ،‬فهل له مناسبة ال‬
‫مع الحركة التى هي أيضا كذلك ؟ وهل له مناسبة مع ذات البخخارئ سخخبحانه‬
‫الخختى ل يتطخخرق إليهخخا تغيخخر وتخخدرج‪ ،‬ونقخخص وقصخخور‪ ،‬وزوال ودثخخور ؟‬
‫سبحان ال عما يصفون‪ .‬وسيأتى مخن المؤلخخف ره السخختظهار مخن روايخات‬
‫كخخثيرة جخخدا ان ال خ تعخخالى غيخخر مقخخارن للزمخخان اصخخل‪ ،‬وان الزمخخان مخخن‬
‫المقادير‪ ،‬وان حدوث العالم ليس بمعنى سبق زمان عليه )*(‪.‬‬

‫]‪[283‬‬

‫وكذا ما قيل من أن اتصافه تعالى بالبقخاء يتوقخف علخى تحقخق زمخان‪ ،‬إذا لمفهخوم منخه‬
‫وجود أمر في آن مسبوق بوجود ذلخخك المخخر فخخي آن آخخخر يتقخخدمه‪ ،‬فلخخو كخخان‬
‫الزمان منتزعا من الذات المتصفة بالبقاء لزم الدور‪ ،‬مدفوع بأن هذه العبخخارة‬
‫صدرت منهم مسامحة واتكال على وضوح المر‪ ،‬بل المنشأ لنتزاع الزمان‬
‫هو وجوده سبحانه الخخذي يمتنخخع عليخخه طريخخان العخخدم بمدخليخخة هخخذا الوصخخف‪،‬‬
‫وظاهر أن هذا الوصف ثابت له سبحانه في ذاته من غير توقف على اعتبخخار‬
‫بقاء أو زمان أو غير ذلك‪ ،‬لن هذا الوصف من لوازم الوجخخود الخخذاتي الخخذي‬
‫هو عين ذاته‪ ،‬أو أمر ل يحتاج ثبوته للذات إلخخى أمخخر سخخوى الخخذات‪ ،‬ومجخخرد‬
‫الستلزام بين الوصف المذكور والبقاء غير كاف فيما المعترض بصدده كما‬
‫ل يخفى‪ ،‬فإن انتزاع البقاء بالمعنى المذكور عن الذات متأخر عن ثبوت هذا‬
‫الوصف‪ ،‬بل عن انتزاع الزمان أيضا‪ .‬واورد عليه أيضا أنه لو كان منتزعخخا‬
‫منه سبحانه لكان صفة له كما هو شأن سائر ما ينخختزع منخخه‪ ،‬كخخالعلم والرادة‬
‫والقدرة والخلق وغير ذلك من المعاني المصدرية والتالي باطل لنه سخخبحانه‬
‫ل يتصخخف بالزمخخان ل بالحمخخل مواطخخاة وهخخو ظخخاهر‪ ،‬ول اشخختقاقا لنخخه ليخخس‬
‫بزماني كما أنه ليس بمكاني كما تشهد به العقول السليمة والنصوص الواردة‬
‫عن الصادقين عليهم السلم‪ .‬واجيب عنه أول بأنا ل نسخخلم أن كخخل مخخا ينخختزع‬
‫من شئ يجب أن يكون صفة له‪ ،‬لن مناط كون شخخئ صخخفة لشخخئ هخخو وجخخود‬
‫العلقة الناعتية بينهما‪ ،‬وكون انتزاع شئ من شئ مطلقا مستلزما لوجود تلك‬
‫العلقة غير بين ول مبين‪ ،‬ومن تصدى له فعليه البيان )‪ ،(1‬وأما ثانيخخا فلنخخا‬
‫لو سلمنا ذلك نقول‪ :‬ما ورد من النصوص من أنخخه ليخخس بزمخخاني ول مكخخاني‬
‫معناه أنه كما ل يحيط به مكان حتى يكخخون ظرفخخا لخخه مشخختمل عليخخه كخخذلك ل‬
‫يحيط به زمان حتى يتقدم عليه جزء من ذلخخك الزمخخان‪ ،‬أو يتخخأخر عنخخه جخخزء‬
‫آخر منه‪ ،‬فيكون وجوده مقارنا لحد خاص من الزمان مسبوقا بحد آخخخر منخخه‬
‫خال عن وجوده‪ ،‬فيكون ذلك الحد ماضيا بالنسبة إلى وجوده الحق‬

‫)‪ (1‬قد عرفت لزوم العلقة بين العنوان المنخختزع ومنشخخأ النخختزاع فخخي البيخخان السخخابق‬
‫)*(‪.‬‬
‫]‪[284‬‬

‫وسابقا على حد آخر كذلك حتى يكون مستقبل بالقيخخاس إليخخه )‪ ،(1‬وأمخا مقارنخخة الحخق‬
‫القديم للزمان وتحققه معه في نفس المخخر مخخن الزل إلخخى البخخد فل شخخك فخخي‬
‫صحته ووقوعه‪ ،‬ويكفي في اتصخخافه تعخخالى بالزمخخاني تحقخخق المعنخخى الثخخاني‪،‬‬
‫وليس لمفهوم ]لفظ[ الزماني لغة ول اصطلحا اختصاص بما يقارنه الزمان‬
‫على النحو الول وأما اتصافه سبحانه بالمكاني فإنه إنما منع لنخخه لخخم يتحقخخق‬
‫المقارنة بين ذاته تعالى وبيخن المكخان بشخئ مخن المعنييخن‪ ،‬ل بمعنخى إحاطخة‬
‫المكان به ول بمعنى مقارنة وجوده لوجوده أزل وأبدا‪ ،‬ول شخخك أن اتصخخافه‬
‫سبحانه بالزماني بهخخذا المعنخخي ممخخا ل ينكخخره العقخخل ول النقخخل‪ ،‬بمخخا ورد فخخي‬
‫النصوص من توصيفه بالباقي‪ ،‬والدائم‪ ،‬والسخرمدي والزلخي والبخدي‪ ،‬ممخا‬
‫يشهد بصدقه ويؤذن بأن النصوص الدالخخة علخخى نفخخي اتصخخافه بالزمخخاني إنمخخا‬
‫المراد بها نفي إحاطة الزمان بوجوده الحق‪ ،‬على ما هو شأنه مع المتغيخخرات‬
‫الحادثة في حد منه دون حد‪ ،‬أو أنه ل يتقخدر وجخوده سخخبحانه بالليخخل والنهخخار‬
‫والشهور والسنين‪ .‬الطريق الثاني بناء الجواب على عدم كونه سبحانه زمانيا‬
‫كما أومأنا إليه سابقا‪ ،‬وعليه شواهد كثيرة من الخبار أشرنا إلى بعضخخها فخخي‬
‫مواضعها‪ ،‬وقد مر كثير منها في كتاب التوحيد نحخخو مخخا رواه الصخخدوق عخخن‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى ل يوصف بزمخخان ول مكخخان‬
‫ول حركة ول انتقال ول سخخكون‪ ،‬بخخل هخخو خخخالق الزمخخان والمكخخان والحركخخة‬
‫والسكون‪ ،‬تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا‪ .‬وما رواه عن أبخخي إبراهيخخم‬
‫عليه السلم أنه قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى لم يزل بل زمان ول مكان‪ ،‬وهو‬

‫)‪ (1‬لسائل أن يسأل‪ :‬هل تجوزون أنتم هذا التخخأول فخخي نفخخى المكانيخخة عنخخه تعخخالى بخخأن‬
‫يقال‪ :‬معنى كونه تعالى غير مكاني أنه ل يقارن مكانا أوسع من ذاته فيبقخخى‬
‫بعض أجزاء المكان خاليا فيعتبر مكان سابق علخخى ذاتخخه ؟ ول حخخق لخخذاته !‬
‫وإن لم تجوزوا ولن تجوزوا فما المصحح له في نفى الزمانية عنخخه سخخبحانه‬
‫ودعوى ظهور النصوص في كونه تعالى مقارنا لزمان أزلى أبدى كدعوى‬
‫ظهورها في كونه سبحانه مقارنا لمكان غير متناه من كل طرف والحخخل أن‬
‫معنى هذه الروايات إحاطته تعالى بكل شئ إحاطة ل يشخخذ عخخن دائرتهخخا أي‬
‫شئ‪ ،‬وان بلغ من المتخخداد والوسخخاعة إلخخى حيخخث يعجخخز الخخوهم عخخن نيلخخه ل‬
‫مقارنته للزمان الغيخخر المتنخخاهى مخخن جهخخة البخخدء والنهايخخة أو للمكخخان الغيخخر‬
‫المتناهى من كل جهة )*(‪.‬‬

‫]‪[285‬‬

‫الن كما كان )الخبر( وفي خبر آخر عنه‪ :‬إن ال ل يوصف بمكخخان ول يجخخري عليخخه‬
‫زمان‪ ،‬وفي الكافي وغيره في أخبار كثيرة )وال خ ل يصخخوف بخلقخخه( وروي‬
‫عن سيد الشهداء عليه السخخلم فخخي بعخخض خطبخخه‪ :‬ليخخس عخخن الخخدهر قخخدمه‪ .‬إذ‬
‫الظاهر أن المراد أن قدمه سبحانه ليس قدما زمانيا ينشأ مخخن مقارنخخة الزمخخان‬
‫أبدا‪ ،‬وقد مر قول أمير المؤمنين عليه السلم الذي ليس له وقت محخخدود‪ ،‬ول‬
‫أجل ممدود‪ ،‬ول نعت محدود‪ .‬وفي النهج‪ :‬لم يسبق له حال حخخال فيكخخون أول‬
‫قبل أن يكون آخرا‪ ،‬ويكون ظاهرا قبل أن يكخون باطنخا‪ .‬وقخد مخر قخوله عليخه‬
‫السلم ل تصحبه الوقات‪ ،‬وقوله عليه السلم‪ :‬ما اختلف عليه دهر فيختلخخف‬
‫منه الحال‪ ،‬وقوله عليه السلم‪ :‬ليس لصخخفته حخخد محخخدود‪ ،‬ول نعخخت موجخخود‪.‬‬
‫ول وقت معدود‪ ،‬ول أجل ممدود‪ .‬وفي التوحيد عن الكاظم عليخخه السخخلم‪ :‬إن‬
‫ال ل يوصف بزمان ول مكان‪ ،‬وعن أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬لم يختلخخف‬
‫عليه حقب الليالى واليام‪ ،‬وعنه عليه السلم‪ :‬ل يزال وحدانيا أزليا قبخخل بخخدو‬
‫الدهور‪ ،‬وبعد صرف المور‪ ،‬وقد مر أيضا قوله عليه السلم‪ :‬انه يعخخود بعخخد‬
‫فناء الدنيا وحده ل شئ معه كما كان قبل ابتدائها كخخذلك يكخخون بعخخد فنائهخا بل‬
‫وقخخت ول مكخخان ول حيخخن ول زمخخان‪ ،‬وقخخد مخخر أيضخخا فخخي حخخديث ذعلخخب‪ :‬ل‬
‫تضمنه الوقات إلى قوله مخخخبرة بتوقيتهخخا أن ل وقخخت لموقتهخخا‪ ،‬وفخخي خطبخخة‬
‫اخرى‪ :‬سبق الوقات كونه والبتداء أزله إلى قوله كيف يجري عليه مخخا هخخو‬
‫أجراه‪ ،‬وفي خطبة اخرى‪ :‬ل يقال له متى‪ ،‬ول يضرب له أمد بحتى‪ ،‬وقد مر‬
‫في خطبة الرضا عليه السلم‪ :‬ل تصحبه الوقات إلخخى قخخوله ففخخرق بهخخا بيخخن‬
‫قبل وبعد ليعلخم أن لقبخل لخخه ول بعخخد إلخى قخوله مخخخبره بتوقيتهخخا أن ل وقخخت‬
‫لموقتها إلى قوله ول توقته متى‪ ،‬ول تشمله حيخخن‪ ،‬ول تقخخارنه مخخع إلخخى قخخوله‬
‫فكل ما في الخلق ل يوجد في خالقه‪ ،‬وكل ما يمكخخن فيخخه يمتنخخع مخخن صخخانعه‪،‬‬
‫ول تجري عليه الحركة والسكون‪ ،‬وكيف يجرى عليه مخخا هخخو أجخخراه ويعخخود‬
‫فيه ما هو ابتداه ؟ وعن الباقر عليه السلم‪ :‬لم يكن له كان‪ ،‬وأمثال هذه كثيرة‬
‫قد مر أكثرها‪ ،‬وظاهر الجميع بل صريح بعضها نفي كخخونه سخخبحانه زمانيخخا‪،‬‬
‫وكذا يدل‬

‫]‪[286‬‬

‫على ذلك ما ينفي عنه سبحانه المقادير‪ ،‬فإن الظاهر أن الزمان أيضا من المقادير ) ‪(1‬‬
‫وكذا ما يدل على استحالة التغير وتجخخدد الحخخال عليخخه تعخخالى‪ ،‬فمخخا يخخدل علخخى‬
‫خلف ذلخخك مثخخل قخخوله تعخخالى )كخخل يخخوم هخخو فخخي شخخأن )‪ ((2‬وقخخوله )خلخخق‬
‫السماوات والرض في ستة أيام )‪ ((3‬وأمثخخال ذلخخك ممخخا مخخر بعضخخها فيمكخخن‬
‫حملها على ضيق العبخخارة‪ ،‬فخإن أهخخل اللغخخة ل يفهمخخون التجخخرد مخخن الزمخخان‪،‬‬
‫ووضخخعوا اللفخخاظ للمعخخاني المتعارفخخة بينهخخم وإمخخا لتفهيخخم عامخخة النخخاس‪ ،‬فخخإن‬
‫تصور التجرد عن الزمان صعب يحتاج إلى لطف قريحة‪ ،‬وإما أن يكون من‬
‫قبيل قوله تعالى )هو معكم أينما كنتم( )‪ (4‬ويكون المعية مع الزمان كالمعيخخة‬
‫مع المكان بل المكانيات‪ ،‬وإما أن يقال‪ :‬المنفي عنه تعالى هو الزمان بالذات‪،‬‬
‫والمثبت هو الزمان بالعرض‪ ،‬كما يفهم مخخن كلم السخخيد الشخخريف فخخي معنخخى‬
‫)السرمد(‪ ،‬وإما أن يكون من قبيل نفي الزمان وإثبات الثمرة‪ ،‬كما فخخي سخخائر‬
‫الصفات‪ ،‬فإن اللة منتفية وثمرة السمع والبصر وغيرهما ثابتة‪ ،‬وكخخذا مبخخدء‬
‫اشتقاق الرحمة والغضب واللطف وغيرها منتفيخخة وثمراتهخخا ثابتخخة‪ ،‬فالزمخخان‬
‫منفخخي عنخخه تعخخالى وثمرتخخه ثابتخخة مخخن توصخخيف أفعخخاله سخخبحانه بأوصخخاف‬
‫الزمانيات من التعاقب والترتيب ووقوعه في اليوم دون أمس إلخخى غيخخر ذلخخك‬
‫إما في الفعال في أنفسخخها أو بالنسخخبة إلينخخا بل تغيخخر فخخي ذاتخخه تعخخالى وتجخخدد‬
‫وتصرم بالنسبة إليه سبحانه‪ ،‬وكون بعضها بالفعل وبعضها بالقوة له تعخخالى‪،‬‬
‫ول استبعاد فيه‪ ،‬فإن جميع المور اللهية غريبة عجيبة ل تخخدركها البصخخار‬
‫)‪ ،(5‬ول يخطر ببال اولي الروايات خاطرة من تقدير جلله‪ ،‬و ل يصل إليه‬
‫ألباب البشر بالتفكير‪ ،‬بل ترجع خاسئة حسيرة‪ ،‬ونهاية علم الراسخين‬

‫)‪ (1‬هذا اعتراف منه ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬بأن الزمان مقدار كما ذكرنا سابقا انه كخخم متصخخل‬
‫غير قار‪ ،‬وكونه مقدارا يساوق كونه امرا حقيقيخخا‪ ،‬فخخان المخخور الحقيقيخخة ل‬
‫تنحصر في الجواهر ذات البعاد‪ ،‬فانا ل نشك في وجخخود السخخواد والبيخخاض‬
‫في الخارج حقيقة وهما من العراض‪ ،‬وكونه امرا حقيقيا ينافى كونه أمخخرا‬
‫موهوما فتأمل‪ (2) .‬الرحمن‪ (3) .29 :‬العراف‪ (4) .54 :‬الحديد‪(5) .4 :‬‬
‫في بعض النسخ‪ :‬الفكار )*(‪.‬‬

‫]‪[287‬‬

‫في العلم العتراف بالعجز عن إدراك حقيقتها وكيفيتها‪ ،‬فليس لخخدوامه سخخبحانه امتخخداد‬
‫وطول يمكن انطباقه على الزمان حقيقة كبقاء الممكنات المنطبقة على قطعخخة‬
‫من الزمان بل ال تعالى فوق ما يصخخفه الواصخخفون وليخخس مثلخخه شخخئ‪ .‬ويؤيخخد‬
‫بعخخض هخخذه الوجخخوده مخخا رواه الكلينخخي والصخخدوق فخخي الكخخافي والمجخخالس‬
‫بإسنادهما عن أمير المؤمنين عليه السلم أنه قال في خطبة الوسخخيلة‪ :‬إن قيخخل‬
‫كان فعلى تأويل أزلية الوجود‪ ،‬وإن قيل لم يزل فعلى تأويل نفي العخخدم‪ .‬وفخخي‬
‫الكافي في خطبة له عليه السلم‪ :‬أزلخخه نهيخخة لمجخخاول الفكخخار‪ ،‬ودوامخخه ردع‬
‫الطامحخخات العقخخول‪ ،‬قخخد حسخخر كنهخخه نوافخخذ البصخخار‪ ،‬وقمخخع وجخخوده جخخوائل‬
‫الوهخخام‪ .‬والنهيخخة بضخخم النخخون وسخخكون الهخخاء‪ :‬اسخخم مخخن نهخخاه ضخخد أمخخره‪،‬‬
‫والمجاول جمع مجول بفتح الميم وهخخو مكخخان الجخخولن أو زمخخانه‪ ،‬والجخخوائل‬
‫جمع جائلة من الجولن‪ .‬واعلم أن عقل العقلء في هذه المسألة متحير فكخخثير‬
‫من المحققين أثبتوا له سبحانه زمانخخا وقخخالوا إنخخه موهخخوم )‪ (1‬انخختزاعي نفخخس‬
‫أمري ينتزع من بقائه سبحانه كما عرفت وأكخخثر الحكمخخاء والمحققيخخن ذهبخخوا‬
‫إلى استحالة عخخروض الزمخخان ومخختى للخخواجب تعخخالى وللعقخخول المجخخردة فخخي‬
‫الذات والفعل التي كمالتها بالفعل على زعم الحكماء‪] ،‬و[ قخخال أرسخخطو فخخي‬
‫)اثولوجيا(‪ :‬الشئ الزماني ل يكون إل في الزمان الذي وافخخق أن يكخخون فيخخه‪،‬‬
‫فأما الفاعل الول )‪ (2‬فقد كان لنه ليس هناك زمان فإن الشخخئ الملقخخي فخخي‬
‫الزمان المستقبل قائم هنخاك‪ ،‬فل محالخة أنخه هنخاك يكخون موجخودا قائمخا كمخا‬
‫سيكون في المستقبل‪ (3) ،‬فالشياء إذن عنخخد البخخارئ جخخل ذكخخره كاملخخة تامخخة‬
‫زمانية كانت أو غير زمانية‪ ،‬وهي عنده دائما‪ ،‬وكذلك كخخانت عنخخده أول كمخخا‬
‫تكون عنده أخيرا )‪ (4‬وقال‪ :‬الشياء هناك دائم ل يتغير بل على حال واحد‪.‬‬

‫)‪ (1‬مفهوم )خ(‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وأما في الفاعل الول‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬فان كخخان‬
‫هذا هكذا فالشئ اذن الكائن في المستقبل هو هناك موجود قائم ل يحتاج في‬
‫تمامه وكماله هناك إلى احد الشياء البتخخة فالشخخياء‪ (4) ..‬هخخامش القبسخخات‪:‬‬
‫‪.(*) 218‬‬

‫]‪[288‬‬

‫وقال أيضا‪ :‬ل ينبغي لسامع قول الفيلسوف يعني شيخه أفلطون أن ينظخخر إلخخى لفظخخه‬
‫فيتوهم عليه أنه قال‪ :‬إن البارئ خلق الخلق في زمان‪ ،‬فإنه )‪ (1‬إنمخخا اضخخطر‬
‫الولون إلى ذكر زمخخان فخخي بخخدء الخلخخق لنهخخم أرادوا وصخخف كخخون الشخخياء‬
‫فاضطروا أن يدخلوا الزمان في وصفهم الكون‪ ،‬وفي وصف الخليقة التي لخخم‬
‫تكخخن فخخي زمخخان البتخخة‪ ،‬لن المخخرء إذا أراد أن يخخبين العلخخة اضخخطر إلخخى ذكخخر‬
‫الزمان‪ ،‬لنه لبد للعلة أن تكون قبل المعلول فيتوهم المتخخوهم أن القبليخخة هخخي‬
‫الزمان وليس ذلك كذلك )‪) (2‬انتهى(‪ .‬وقيل‪ :‬ولعله لهذا الوجه وقعت اللفخخاظ‬
‫الموهمة للزمان في كلم الشارع‪ .‬اقول‪ :‬وكذلك صرح الشيخ بأنه تعالى ليس‬
‫بزماني في تعليقاته والشفاء كما مر بعض كلماته‪ ،‬والفخخارابي فخخي الفصخخوص‬
‫والتعليقات‪ ،‬وشيخ الشراق‪ ،‬والعلمة الشيرازي‪ ،‬وشارح التلويحات‪ ،‬وفخر‬
‫الخخدين الخخرازي‪ ،‬والمحقخخق الخخدوانى‪ .‬وقخخال المحقخخق الطوسخخي ره فخخي نقخخد‬
‫المحصل‪ :‬وأما البارئ تعالى وكل ما هخخو علخخة الزمخخان أو شخخرط وجخخوده فل‬
‫يكون في الزمان ول معه إل في التوهم‪ ،‬حيث يقيسها الوهم إلخخى الزمانيخخات‪،‬‬
‫والعقل كما يخخأبى عخخن إطلق التقخخدم المكخخاني كخخذلك يخخأبى عخخن إطلق التقخخدم‬
‫الزماني‪ ،‬بل ينبغي أن يقال‪ :‬إن للبارئ تعالى تقدما خارجا عن القسمين‪ ،‬وإن‬
‫كان الوهم عاجزا عن فهمه‪ .‬وقال أيضا في جواب السئلة القونوية‪ :‬لما نفخخوا‬
‫عنه الكون في المكان جعلوا نسبة جميع المخاكن إليخه نسخبة واحخدة متسخاوية‬
‫ولما تقوا عنه الكون في الزمان جعلوا نسبة جميخخع الزمنخخة حالهخخا وماضخخيها‬
‫ومستقبلها إليه نسبة واحدة متساوية‪ .‬وقال ره في شرح رسخخالة العلخخم‪ :‬أزليتخخه‬
‫تعالى إثبات سابقية له على غيره‪ ،‬ونفي المسبوقية عنه‪ ،‬ومن تعرض للزمان‬
‫أو الدهر أو السرمد في بيان الزلية فقد ساوق معه غيره في الوجخخود انتهخخى‪.‬‬
‫واعلم أن تسليم الحكماء لهذا الصل بل تجويز العقل على‬
‫)‪ (1‬في المصدر فانه وإن توهم ذلك عليه في الفاظه وكلمه فانه انما لفظ بخخذلك إرادة‬
‫أن يتبع عادة الولين فانه‪ (2) .‬هامش القبسات‪ .177 :‬وكانه رحمه ال نقل‬
‫مخلصا )*(‪.‬‬

‫]‪[289‬‬

‫سبيل الحتمال كاف لحل بعض شبهاتهم علخخى الحخخدوث‪ .‬وقيخخل‪ :‬وممخخا يخخدل مخخن جهخخة‬
‫العقل على استحالة عروض الزمان له تعالى أن الزمان حقيقته تجدد شئ‪ ،‬و‬
‫تقضي شئ وتصرمه وهخذا ظخاهر عنخد العقخل ومخبين مشخروحا فخي الكتخب‪،‬‬
‫وتجدد شئ وانقضاء شئ آخر محخخال علخخى الخ تعخخالى كمخخا يخخدل عليخخه العقخخل‬
‫والنقل )انتهى( وإذا تمهد هذا مع ما نقلنخخا سخخالفا مخخن تحقيخخق الخخدهر والسخخرمد‬
‫نقول في دفع شبههم‪ :‬على تقدير الحخخدوث ل نسخخلم لخخزوم التخلخخف عخخن العلخخة‬
‫التامة‪ ،‬وإنما يتصور التخلف لو كانت العلة زمانية ووجدت العلخخة فخخي زمخخان‬
‫ولم يوجد المعلول معه في ذلخخك الزمخخان وهنخخا لعخخل العلخخة أو العلخخة والمعلخخول‬
‫كليهما لم يكونا زمانيين‪ ،‬أما العلة فقد مر‪ ،‬و أما المعلول فالكلم في الصخخادر‬
‫الول‪ ،‬وهناك لخم يوجخد زمخان وزمخاني أصخل‪ ،‬ول شخئ إل الواحخد القهخار‪.‬‬
‫وبالجملة إذا كانت العلة والمعلول كلهما زمخخانيين يجخخب أن يجمعهمخخا آن أو‬
‫زمخخان‪ ،‬وإل فل‪ ،‬ونظيخخره التخلخخف المكخخاني‪ ،‬فخخإنه لخخو كانخخا مكخخانيين يتصخخور‬
‫الجتماع والفتراق والمماسة والمماسة‪ ،‬وأما إذا لم يكخخن أحخخدهما أو كلهمخخا‬
‫مكانيين لم يتصور أمثال هذه المور‪ ،‬وكذا إنما يتصور الترجيخخح بل مرجخخح‬
‫إذا كان تحقق زمان وقع أمر في جزء منه دون جخخزء‪ ،‬وصخخدر المعلخخول مخخن‬
‫العلة مرة ولخخم يصخخدر مخخرة اخخخرى‪ ،‬وقبخخل خخخالق العخخالم الزمخخان والزمانيخخات‬
‫معدومخخة مطلقخخا ونفخخي صخخرف ل يجخخري فيخخه أمثخخال هخخذه الوهخخام الكاذبخخة‬
‫المخترعة الناشئة من اللفة بالزمان والمكخخان‪ .‬ولعلخخه يخخذهب بعخخض الوهخخام‬
‫إلى أن العالم لم وجد في المكان الخخذي فيخخه الن ولخخم يوجخخد فخخوقه أو تحتخخه أو‬
‫غيرهمخخا مخخن الجهخخات ؟ إلخخى غيخخر ذلخخك مخخن الوهخخام والخيخخالت الواهيخخة !‬
‫والواجب جل شانه مقدس عن أمثال هخخذه المخخور ول يبلخخغ إلخخى كنخخه عظمتخه‬
‫وجلله عقل عاقل وذهن ذاهن‪ ،‬ول يحوم حول كبريائه فكر مخلوق وما قيل‬
‫إنا نجزم بأن بعض المور مقدم على بعض وأن بعضخها مخع بعخخض ولخو لخم‬
‫يكن المتداد كذلك‪ ،‬بل ولو لم يكن فلك ول حركة ول ليل ول نهار فممنخخوع‪،‬‬
‫ومثل هذا ما يقال في المتداد المكخخاني انخخا نجخخزم بتقخخدم بعخخض الحخخدود علخخى‬
‫البعض بالتقدم والتأخر الوضعي والرتبي ولخخو لخخم يكخخن جسخخم ومتمكخخن‪ ،‬وبخخه‬
‫يثبتون البعد الموهخخوم الغيخخر المتنخخاهي الخخذي هخخو الخلء‪ ،‬ولعخخل تخخوهم هخخذين‬
‫المتدادين مما يحكم به الوهم‬

‫]‪[290‬‬
‫على اللف والعادة ول أصل لهمخخا أصخخل‪ ،‬فصخخاحب هخخذا المسخخلك يقخخول بخخأن الزمخخان‬
‫والحركات وسلسلة الحوادث كلها متناهيخخة فخخي طخخرف الماضخخي‪ ،‬وأن جميخخع‬
‫الممكنات ينتهي في جهة الماضي في الخارج إلى عدم مطلق ول شخخئ بحخخت‬
‫ل امتخخداد فيخخه ول تكمخخم ول تدريخخج ول قاريخخة ول سخخيلن‪ ،‬وقبخخل ابتخخداء‬
‫الموجودات ل شخخئ إل الواحخخد القهخخار وقخخوله )ينتهخخي الموجخخودات إلخخى عخخدم‬
‫مطلق( وكذا قوله )قبل ابتداء الموجودات ل شئ محض( من ضيق العبخخارة‪،‬‬
‫ول تتصور القبلية والنتهاء إلى العدم حقيقة‪ ،‬ونظير تناهي الزمان والمتداد‬
‫الغير القار تناهي المكان والبعاد القارة‪ ،‬فإن البعاد القخخارة والمكنخخة تنتهخخي‬
‫إلى العدم المطلق للبعاد والجسمانيات‪ ،‬ول يتصور وراء آخر الجسخخام بعخخد‬
‫ول فضاء‪ ،‬ل بعد موجود ول موهوم‪ ،‬حتى أنه لو مد أحديخخده فيخخه ل يتحخخرك‬
‫يده ول يلج فيخخه‪ ،‬ل لوجخخود حسخخم ل يمكخخن خرقخخه‪ ،‬ول لمصخخادم يمنعهخخا‪ ،‬بخخل‬
‫للعدم المطلق للبعد والفضاء‪ .‬وقد روي عن الصادق أنه قال بعخخد عخخد أجسخخام‬
‫العالم )ولوراء ذلك سعة ول ضيق‪ ،‬ول شئ يتوهم( فكذا الحال فخخي انقطخخاع‬
‫الزمان وجميع الموجودات الممكنة في جهة الماضخخي ل يتصخخور فيخخه امتخخداد‬
‫أصل‪ ،‬ل موجود كما زعم الحكماء ول موهخخوم كمخخا تخخوهمه المتكلمخخون‪ ،‬فل‬
‫يمكن فيه حركات كما استدل به الحكماء على عدم تناهي الزمان‪ ،‬بل ل شخخئ‬
‫مطلق وعدم صرف‪ ،‬ولما ألف الناس بالبعاد القارة وجسم خلف جسم تعسر‬
‫تصخخور عخخدمه علخخى بعخخض المتكلميخخن وذهخخب إلخخى البعخخاد الموهومخخة الغيخخر‬
‫المتناهية وقال بالخلء‪ ،‬وكذا لما شخاهدوا موجخخودا قبخخل موجخخود وزمانخخا قبخخل‬
‫زمان صعب عليهم تصور اللشئ المحض فذهب طائفة من الحكماء إلخخى ل‬
‫تناهي الزمان الموجود‪ ،‬وطائفة من المتكلمين إلى ل تناهي الزمان الموهوم‪،‬‬
‫و لكن تصور اللزمان المطلخق أصخعب مخن تصخور اللمكخان ويحتخاج إلخى‬
‫زيادة دقة ولطف قريحة‪ .‬واقول‪ :‬وهخخذا الجخخواب فخخي غايخخة المتانخخة‪ ،‬واختخخاره‬
‫السيد المرتضى والشيخ الكراجكي وغيرهمخخا‪ ،‬قخخال السخخيد فخخي جخخواب شخخبهة‬
‫القائل بالقخخدم فخخي تضخخاعيف كلمخخه‪ :‬غيخخر أن الصخخانع القخخديم يجخخب أن تتقخخدم‬
‫صنعته بما إذا قدرناه أوقاتا وأزمانا كانت‬

‫]‪[291‬‬

‫غير متناهية ول محصورة‪ .‬فدل على أنه ل يقخول بقخدم الزمخان‪ ،‬بخل يقخدره ويفرضخه‬
‫وقد مضى تصريحه رضي ال عنه بحدوث الزمخخان‪ ،‬وأنخخه سخخبحانه ابتخخدأ مخخا‬
‫أحخخدثه مخخن غيخخر زمخخان‪ ،‬وأن الزمخخان مقخخدار حركخخة )‪ (1‬الفلخخك فخخي المقصخخد‬
‫الثاني‪ .‬وقال الكراجكي‪ :‬اعلم أن الملحدة لما لخخم تجخد حيلخة تخدفع بهخا وجخخوب‬
‫تقدم الصانع على الصنعة قخالت إنخه متقخدم عليهخا تقخدم رتبخة ل تقخدم زمخان‪،‬‬
‫فيجب أن نطالبهم بمعنى تقدم الرتبة‪ ،‬وقد سمعنا قوما منهم يقولون إن معنخخى‬
‫ذلك أنه الفعال فيها والمدبر لها‪ ،‬فسألناهم هل يدافع ذلك عنهخخا حقيقخخة الحخخدث‬
‫فعادوا إلى الكلم الول من أن كل واحد من أجزاء الصخخنعة محخخدث‪ ،‬فأعخخدنا‬
‫عليهم ما سلف حتى لزمهم القرار بحدث الكل‪ ،‬وطالبنخخاهم بحقيقخخة المحخخدث‬
‫والقديم فلم يجدوا مهربا من القول بتقدم القديم في الوجود على المحدث التقدم‬
‫المفهوم المعلوم الذي يكون أحدهما به موجودا والخر معدوما‪ ،‬ولسخخنا نقخخول‬
‫إن هذا التقدم موجب للزمخخان‪ ،‬لن الزمخخان أحخخد الفعخخال‪ ،‬والخ تعخخالى متقخخدم‬
‫لجميع الفعال وليس أيضا من شرط التقدم والتأخر في الوجود أن يكون ذلك‬
‫في زمان‪ ،‬لن ]الزمان[ نفسه قد يتقدم بعضه علخخى بعخخض ول يقخخال إن ذلخخك‬
‫مقتض لزمان آخخخر‪ ،‬والكلم فخخي هخخذا الموضخخع جليخخل‪ ،‬ومخخن فهخخم الحخخق فيخخه‬
‫سقطت عنه شبه كثيرة‪ .‬وقال ‪ -‬ره ‪ -‬بعد إيراد جواب السيد عن شخخبهة القخخائل‬
‫بالقدم‪ :‬وجميع ما تضمنه مخخن إطلق القخول بخأن بيخخن القخديم وأول المحخخدثات‬
‫أوقاتا ل أول لها فإنما المراد به تقدير أوقات دون أن يكون القصد أوقاتخا فخي‬
‫الحقيقة‪ ،‬لن الوقات أفعال‪ ،‬وقد ثبت أن للفعال أول‪ ،‬فلو قلنا إن بين القخخديم‬
‫وأول الفعال أوقاتا في الحقيقة لناقضناه‪ ،‬ودخلنا فخخي مخخذهب خصخخمنا‪ ،‬نعخخوذ‬
‫بال من القول بهذا‪ .‬ثم قال‪ :‬وقال بعخخض أهخخل العلخخم‪ :‬ل ينبغخخي أن نقخخول بيخخن‬
‫القديم وبين المحدث لن هذه اللفظة إنما تقع بين شيئين محدودين‪ ،‬والقخخديم ل‬
‫أول له‪ ،‬والواجب أن نقول‪ :‬إن وجود القديم لم يكخخن عخخن عخخدم‪ .‬وسخخاق الكلم‬
‫إلى أن قال‪ :‬ولسنا نريد بذلك‬

‫)‪ (1‬حركات )خ( )*(‪.‬‬

‫]‪[292‬‬

‫أنه كان قبل أن فعل مدة يزيد امتخخدادها‪ ،‬لن هخخذا هخخو الحخخدوث والتجخخدد و هخخو معنخخى‬
‫الزمان والحركة‪ .‬فإن قال قائل‪ :‬إنه ل يثبت في الوهام إل هذا المتداد‪ .‬قيخخل‬
‫له‪ :‬ليس ]بحيث[ يجب إذا ثبت في الوهم أن يكون صحيحا‪ ،‬أليس عندكم أنخخه‬
‫ليس خارج العالم خل‪ ،‬وذلك غير متوهم ؟ وساق إلى أن قال‪ :‬ثخخم يقخخال لهخخم‪:‬‬
‫أرأيتم لو قال لكم قائل‪ :‬ليس يثبت في وهمي موجود ليس في جهخخة فيجخخب أن‬
‫يكون البارئ عزوجل في جهة‪ ،‬أليس يكون الجواب أن يقال‪ :‬إنما يثبت ذلخخك‬
‫في الوهم متى فرضتموه جسما‪ ،‬فأما متى فرضخختموه غيخخر جسخخم ول متحيخخز‬
‫فإنه ل يثبخت ذلخك فخي الخخوهم ؟ فهكخخذا يكخون جوابنخا لكخخم‪ .‬قخال‪ :‬ثخم قخخال هخذا‬
‫المتكلم‪ :‬فخإن قخالوا‪ :‬إذا لخم تثبتخوا مخدة مديخدة قبخل الفعخل فقخد قلتخم إن البخارئ‬
‫سبحانه لم يتقدم فعله ! قيل‪ :‬بل نقول‪ :‬إنه يتقدم علخى معنخى أن وجخوده قخارن‬
‫عدم فعله‪ ،‬ثم قارن وجود فعله وقولنا ثخخم يخخترتب علخخى عخخدم الفعخخل ل غيخخره‪.‬‬
‫اقول‪ :‬وتكلم في ذلك كثيرا إلى أن قال‪ :‬وهذه الطريقة التي حكيتها هي عندي‬
‫قاطعة لمادة الشبهة‪ ،‬كافية في إثبات الحجخخة علخخى المخخدل بهخخا‪ ،‬وهخخي مطابقخخة‬
‫لختيار أبي القاسم البلخي لنه ل يطلق القول بأن بين القديم وأول المحدثات‬
‫مدة‪ ،‬ويقول‪ :‬إنه قبلها بمعنى أنه كان موجودا ثم وجدت‪ ،‬وهو معنى ما ذكره‬
‫هذا المتكلم في قوله )إن وجوده قارن عدم فعلخخه ثخخم قخخارن وجخخود فعلخخه( فهخخو‬
‫على هذا الوجه قبل أفعاله‪ .‬ثخخم قخخال‪ :‬واعلخخم أيخخدك الخ أن العبخخارات فخخي هخخذه‬
‫المواضع تضيق عن المعاني وتدعوا الضرورة إلى النطخخق بمخخا عهخخد ووجخخد‬
‫في الشاهد وإن لم يكن المخخراد حقيقتخخه فخخي المتعخخارف‪ ،‬ويجخخوز ذلخخك إذا كخخان‬
‫مؤديخخا لحقيقخخة المعنخخى إلخخى النفخخس‪ ،‬كقولنخخا‪ :‬قبخخل وبعخخد‪ ،‬وكخخان‪ ،‬وثخخم‪ ،‬فليخخس‬
‫المعهود في الشاهد استعمال هذه اللفاظ إل في الوقات والمدد‪ ،‬فخخإذا قلنخخا إن‬
‫ال تعالى كخخان قبخخل خلقخخه ثخخم أوجخخد خلقخخه فليخخس هخخذا التقخخديم والتخخأخير مفيخخدا‬
‫لوقات ومدد‪ ،‬وقد يتقدم الوقات بعضخخها علخخى بعخخض بأنفسخخها مخخن غيخخر أن‬
‫يكون لها أوقات اخر‪ .‬وكذلك ما يطلق به اللفظ من قولنا إن وجود ال قبل‬

‫]‪[293‬‬

‫وجود خلقه‪ ،‬فليس الوجخخود فخخي الحقيقخخة معنخخى غيخخر الموجخخود‪ ،‬وإنمخخا هخخو اتسخخاع فخخي‬
‫القول‪ ،‬والمعنى مفهوم معقول )‪) (1‬انتهخخى(‪ .‬وقخخال الشخخيخ المفيخخد ‪ -‬ره ‪ -‬فخخي‬
‫كتاب المقالت‪ :‬الوقت هو ما جعله المخخوقت وقتخخا للشخخئ‪ ،‬وليخخس هخخو بحخخادث‬
‫مخصوص‪ ،‬والزمان اسم يقع على حركات الفلك فلذلك لم يكن الفعل محتاجا‬
‫في وجوده إلى وقت ول زمخخان‪ ،‬وعلخخى هخخذا القخخول سخخائر الموحخخدين انتهخخى‪.‬‬
‫وإنما أوردت كلم هؤلء الجلء لئل يتوهم أن هذا القول مستحدث مخخخالف‬
‫لمذهب المامية ولم يقل به القدماء‪ ،‬بل الظخخاهر مخخن كلم أكخخثر القخخدماء ذلخخك‬
‫وال يعلم حقيقة الحال‪ .‬الطريق الثالث‪ :‬أن إمكان وجود المعلول معتبر‪ ،‬وهو‬
‫من شرائط قبول المعلول للوجود‪ ،‬ول من شرائط تمامية الفاعل فخخي التخخأثير‪،‬‬
‫لكونه من متممات ذات المعلول المفتقر إلى المؤثر‪ ،‬ويجوز أن يكون بعخخض‬
‫أنحاء الوجود بالنسبة إلى مهية واحدة ممكنا دائما وبعض آخر ممتنعا بالذات‬
‫دائما كما بين في محله‪ ،‬ومثل هذا ل يستلزم تغييرا أصل ل من طرف العلخخة‬
‫ول من طرف المعلول حتى نطلب له سببا‪ ،‬بل أبخخدا هخخذا النحخخو مخخن الوجخخود‬
‫ممكن وذاك ممتنع‪ ،‬إذا تقرر هذا فنقول‪ :‬لعل الوجود الدائمي ل تقبله الماهيخخة‬
‫الممكنة أصل وقد مر من الخبخخار والمؤيخخدات العقليخخة مخخا يؤكخخده‪ ،‬وسخخيظهر‬
‫تأييد آخر من جواب النقخخض علخخى دليلهخخم‪ ،‬وبالجملخخة يجخخب عليهخخم إثبخخات أن‬
‫الممكن يقبل الوجود الزلخخي حخختى يتخخم دليلهخخم ودونخخه خخخرط القتخخاد‪ .‬الطريخخق‬
‫الرابع‪ :‬النقض بالحوادث اليومية‪ ،‬فإنا نقول‪ :‬لو كان الواجب‬

‫)‪ (1‬كلم هذا المحقق الجليل وكذا كلم استاذه المتقدم ذكخخره وكخخذا كلم الشخخيخ المفيخخد‬
‫رحمهخخم الخ وسخخائر كلمخخات اسخخاطين العلخخم واعخخاظم العلمخخاء تخخدل علخخى أن‬
‫الحدوث المجمع عليه ليس ما يدعيه جمهور المتكلمين من كون العالم واقعا‬
‫في جزء من الزمان ووجود زمان غير متناه قبل خلخخق العخخالم‪ ،‬بخخل صخخريح‬
‫كلم الكراجكى أن القخخول بوجخخود زمخخان بيخخن الحخخق تعخخالى أو أول الفعخخال‬
‫مناقض للقول بالحدوث‪ ،‬فتدبر جيدا )*(‪.‬‬
‫]‪[294‬‬

‫تعالى في طرف‪ ،‬وجميع ما عداه بحيث ل يشخخذ منهخخا شخخئ فخخي طخخرف آخخخر‪ ،‬فإمخخا أن‬
‫يكون ذاته تعالى وحده علة تامه لشئ ما أول يكخخون‪ ،‬وعلخخى الول يلخخزم قخخدم‬
‫شئ ما‪ ،‬و على الثاني يلزم أن ل يوجد شئ أبدا‪ ،‬ثم نأخذ الصادر الول معخخه‬
‫تعالى ونقول‪ :‬الواجب مع هذا الصادر إما أن يكونا علة تامة لشخخئ )مخخا( ممخخا‬
‫عداهما أول‪ ،‬ويلزم قدم الصادر الثاني‪ ،‬وهكخخذا فخخي الصخادر الثخخالث والرابخخع‬
‫حخختى ينتهخخي إلخخى الحخخادث اليخخومي‪ ،‬ول ينفعهخخم توسخخط الزمخخان والحركخخة‬
‫والستعداد‪ .‬قال المحقق الدواني فخخي بحخخث إعخخادة المعخخدوم‪ :‬إذا اقتضخخي ذات‬
‫الشئ في الزل وجوده فيما ل يخخزال يلخخزم كخخونه موجخخودا فخخي الزل فيمخخا ل‬
‫يزال ويلزم اجتماع أجزاء الزمخخان انتهخخى وتفصخخيله أنخخه إذا أخخخذنا مخخن العلخخة‬
‫الولى ثم لحظنا الشياء على سبيل التنازل فلبد من أن تنتهي نوبة اليجخخاد‬
‫إلى الزمان والحركخخة لنهمخخا مخخن جملخخه الممكنخخات‪ ،‬فلبخخد مخخن أن يكونخخا فخخي‬
‫سلسلة المعلولت‪ ،‬ول شك في أن كل مرتبة منها علة تامخخة للحقهخخا وقديمخخة‬
‫عندهم‪ ،‬فعلة الزمان والحركة تامة مسخختقلة بل مشخخاركة حخخادث أصخخل فيلخخزم‬
‫انقطاعهما واجتماع أجزائهما وقدم جميع الحوادث‪ ،‬لن العلة إذا كخخانت علخخة‬
‫لجميع أجزائهما فظاهر‪ ،‬وأما إذا لم تكن بخل تكخخون علخخة لجخزء مخا منهمخا ثخخم‬
‫يكون ذلك الجزء معدا لجزء آخر وهكذا فلن ذلخخك الجخخزء وان كخخان قصخخيرا‬
‫جدا فهو قابل للقسمة إلى أجزاء بعضها متقدم وبعضها متأخر‪ ،‬فيلزم اجتماع‬
‫أجزاء هذا الجزء فيلزم )‪ (1‬من اجتمخخاع هخخذا الجخخزء اجتمخخاع أجخخزاء الجخخزء‬
‫الذي يليه وهكخخذا‪ ،‬وأنخت خخبير بخأن الخخخذ مخن الحخخادث اليخومي علخخى سخخبيل‬
‫التصاعد والقول بأن كل سابق معد للحقه إلى غيخخر النهايخخة تخخدليس محخخض‪.‬‬
‫وتمسك بعضهم لدفع هذا الشكال بالحركخخة التوسخخطية والن السخخيال‪ ،‬لنهمخخا‬
‫ذات جهتين‪ :‬الستمرار‪ ،‬والتجدد‪ ،‬فمن جهة الستمرار صخخدرتا عخخن القخخديم‪،‬‬
‫ومن جهة التجدد صارتا واسطتين في صدور الحادث عن القديم‪ .‬وفيه أنه لو‬
‫تم هذا‬

‫)‪ (1‬ويلزم )خ( )*(‪.‬‬

‫]‪[295‬‬

‫لزم إمكان حدوث جميع أجزاء العالم بهذا الوجه فل يلزم القدم الشخصي في شئ مخخن‬
‫أجزاء العالم وهو خلف مذهبهم‪ ،‬مع أنه لنا أن ننقل الكلم إلى جهة التجخخدد‪،‬‬
‫فإن كانت موجودة في الواقع فيعود الكلم السابق بعينه‪ ،‬وإذا لم تكن موجودة‬
‫فل يمكن أن يصير واسطة‪ .‬وقال الغزالي ردا لجوابهم‪ :‬إن هذه الحركة مبخخدأ‬
‫للحوادث إما من حيث إنها مستمرة أو من حيث إنهخخا متجخخددة‪ ،‬فخخإن كخخان مخخن‬
‫حيث إنها مستمرة فكيف صدر من مستمر متشخخابه الجخخزاء شخخئ فخخي بعخخض‬
‫الحوال دون بعض ؟ وإن كانت من حيث إنها متجددة فما سبب تجخخددها فخخي‬
‫أنفسخخها فتحتخخاج )‪ (1‬إلخخى سخخبب آخخخر ويتسلسخخل‪ .‬واعخخترض عليخخه بخخأن هخخذا‬
‫التسلسل عندهم جائز لعدم وجوب اجتماع الحاد ههنا‪ .‬وقال المحقق الدواني‬
‫في شرح العقائد في دفعه‪ :‬إن التجدد عبارة عخخن انقضخخاء شخخئ وحخخدوث شخخئ‬
‫آخر‪ ،‬فإذا عدم جزء من الحركة فلبد لعدمه من علخخة حادثخة وتلخخك العلخخة إمخا‬
‫أمخخر موجخخود أو عخخدم أمخخر موجخخود أو بعضخخها موجخخود وبعضخخها عخخدم أمخخر‬
‫موجخخود‪ ،‬وعلخخى الول ننقخخل الكلم إلخخى علخخة ذلخخك المخخر وهكخخذا حخختى يلخخزم‬
‫التسلسل في المور الموجودة المجتمعة المترتبة‪ ،‬وعلخخى الثخخاني فيكخخون ذلخخك‬
‫العدم عدم جزء من أجزاء علة وجوده‪ ،‬ضرورة أن ما ل يكون وجخخوده علخخة‬
‫لوجود أمر ل يكون عدمه علة لعدمه فيلزم التسلسل في الموجودات التي هذه‬
‫العدام أعخخدام لهخخا‪ ،‬وعلخخى الثخخالث لبخخد أن يكخخون أحخخد القسخخمين مخخن المخخور‬
‫الموجودة وتلك العدام أو كلهما غير متناه‪ ،‬وعلى الوجهين يلخخزم التسلسخخل‬
‫في المخخور الموجخخودة المترتبخخة المجتمعخخة والحاصخخل أن يلخخزم التسلسخخل فخخي‬
‫المور الموجودة المترتبخخة المجتمعخخة إمخخا فخخي حخخال وجخخوده السخخابق أو حخخال‬
‫عدمه اللحق‪ ،‬لن عدمه إن كان بسخخبب أمخخر موجخخود أو عخخدمه بسخخبب عخخدم‬
‫يستلزم حدوث أمر موجود كعخخدم عخخدم المخخانع المسخختلزم لوجخخود المخخانع يلخخزم‬
‫التسلسل في الموجودات المترتبة المجتمعة الحادثة في حال عدمه‪ ،‬وإن كخخان‬
‫بسبب عدم أمر موجود ل يستلزم أمرا موجودا لزم التسلسخخل المخخذكور وقخخت‬
‫وجود ذلك‬

‫)‪ (1‬فنحتاج )خ( )*(‪.‬‬

‫]‪[296‬‬

‫الحادث‪ ،‬وقس عليه الشق الثالث‪ .‬فان قلت‪ :‬على تقدير أن يكون عدم كل جزء مسخختندا‬
‫إلى عدم عدم المانع المستلزم لوجود المانع ل يلزم الترتيب بين تلخخك الموانخخع‬
‫حتى يلزم التسلسل المتسحيل بخخل ل يلخخزم اجتمخخاع تلخخك الموانخخع فخخي الوجخخود‬
‫أيضا لجواز أن يكون حدوثها ولو في آن كافيا في انتفاء ما هخخي مانعخخة عنخخه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬تلك الموانع متعاقبة في الحدوث‪ ،‬فإن اجتمعت في الوجود لزم التسلسل‬
‫المستحيل‪ ،‬لن آحادها مترتبة في الحدود )و( بحسخب الزمخان ومجتمعخة فخي‬
‫الوجود‪ ،‬فيجري فيه التطبيق‪ ،‬ول يقدح فيه عدم ترتبها بحسب الخخذات كمخخا ل‬
‫يخفى على ذي فطرة سليمة‪ ،‬فإنا نأخذ السلسلة المبتدأة من الحادث فخخي اليخخوم‬
‫ونطبقها على السلسلة المبتدأة من الحادث بالمس ونسخخوق البرهخخان‪ ،‬وإن لخخم‬
‫تجتمع في الوجود نقلنا الكلم إلى علة عدمها حتى يلخخزم التسلسخخل المسخختحيل‬
‫في الموجودات الحادثة وقت عدمها أو وقت وجودها‪ ،‬فإن علة عدم كل مانع‬
‫إما عدم المانع المستلزم لوجود المانع‪ ،‬أو عدم جزء من أجزاء علتخخه‪ ،‬وعلخخى‬
‫الول يلزم وجود الموانع المترتبة في الحدوث الغير المتناهية‪ ،‬وعلى الثخخاني‬
‫يلزم أن يكون تحقق ذلخك المخخانع موقوفخا علخخى أمخخور موجخودة غيخخر متناهيخخة‬
‫مترتبة‪ ،‬فيلزم التسلسل المستحيل في أسباب وجوده انتهخخى وأنخخت خخخبير بخخأنه‬
‫على سبيل المماشاة مع الحكماء‪) ،‬وإل( فقد بيناه وبين هو نفسه أيضا ببعض‬
‫الوجوه التي ذكرنا أن التسلسل مطلقا محال‪ ،‬سواء كانت متعاقبة أو مجتمعة‪،‬‬
‫فظهر أن ل مخلص للحكمخخاء إل بخالتزام أن إمكخخان نحخخو الوجخود معتخبر فخي‬
‫جانب المعلخخول‪ ،‬ول يضخخر فخخي تماميخخة العلخخة‪ ،‬فلمخخا اسخختحال اجتمخخاع أجخخزاء‬
‫الحركة والزمان لكونهما غير قارين وقع التخلف وصارا واسطتين بين العلة‬
‫القديمة و المعلول الحادث‪ ،‬وهو بعينه الجواب عن أصخخل الخخدليل‪ .‬والحاصخخل‬
‫أنهم بأي وجخخه يسخخندون الحخخادث إلخخى القخخديم فلنخخا أن نسخخند جميخخع العخخالم إلخخى‬
‫الواجب تعالى بل فرق‪ .‬وقد يقرر النقض بعبارة اخرى‪ ،‬وهي أنه يخخرد علخخى‬
‫ما قرروه من كون‬

‫]‪[297‬‬

‫الحادث اليومي مرتبطا بالزلي بسبب توسط أمر شخصي لخخه جهتخخا اسخختمرار وتجخخدد‬
‫وهو الحركة التوسخخطية السخخرمدية‪ ،‬إذ هخخي باعتبخخار اسخختمرارها تصخخدر عخخن‬
‫القديم وباعتبار تجدد ذاتها تكون سخخببا للحخادث أنخخه حينئذ تكخخون العلخخة التامخخة‬
‫لوجود الحادث أمرا تدريجا واقعخخا فخخي زمخخان غيخخر متنخخاه مخخن جخخانب الزل‪،‬‬
‫ويكون الحادث الخخذي هخخو معلخخوله موجخخودا فخخي الن الخخذي هخخو طخخرف لخخذلك‬
‫الزمان‪ ،‬وما هذا إل تخلفا للمعلول عن علتخخه التامخخة‪ ،‬إذ ل معنخخى للتخلخخف إل‬
‫كون ظرف وجخخود المعلخخول مغخخائرا لظخخرف وجخخوده العلخخة‪ ،‬فقخخد وقعخخوا فيمخخا‬
‫هربوا عنه من لخخزوم التخلخخف‪ .‬واجيخخب عنخخه بخأن التخلخف المسختحيل هخخو مخا‬
‫استلزم الترجيح بل مرجح‪ ،‬و ذلك إنما يتصور بأن يتخلل زمخخان بيخخن وجخخود‬
‫العلة ووجود معلوله‪ ،‬إذ حينئذ يتوجه السؤال بخخأنه لخخم لخخم يوجخخد المعلخخول فخخي‬
‫جزء آخر من ذلك الزمخان المتخلخل ووجخد فخخي الحخد الخخذي وجخخد فيخه مخخع أن‬
‫اليجاب الحاصل من العلة متساوي النسبة إلى الزمانين وفيما نحن فيه ليخخس‬
‫كذلك‪ ،‬إذ لم يتخلل بين وجودي العلة والمعلول زمان‪ ،‬بل كان وجود المعلول‬
‫في آن هو طرف لزمان وجود العلة‪ ،‬وحينئذ لم يتوجه ل بأن يقال لم لم يوجد‬
‫المعلول في حد آخر غير ما وجد فيخخه بكخخون )ذلخخك( الحخخد بعخخد زمخخان وجخخود‬
‫العلة‪ ،‬لنتفاء زمان متخلل يفرض فيه حد بينهما‪ ،‬ول بخخأن يقخخال لخخم لخخم يوجخخد‬
‫المعلول في آن قبل الن الذي هو الطرف من آنات زمان وجود العلة‪ ،‬إذ في‬
‫شئ من تلك النات لم تخرج العلخخة التدريجيخخة بتمامهخخا مخخن القخخوة إلخخى الفعخخل‬
‫ووجود المعلول يتوقف على تمامها‪ .‬قيل‪ :‬وبهذا الجواب وإن اندفع المحخخذور‬
‫المذكور فيما إذا كان المعلول آنيا وعلته زمانية لكن ل تنحسم مخخادة الشخخكال‬
‫في المعلول الذي هو تدريجي بيان ذلك أن الواسطة التدريجية الخختي قرروهخخا‬
‫مشتملة على أجزاء تحليلة وقطعات يحكم العقل على كل منها بالكون بعد أن‬
‫لم يكن‪ ،‬فلبد فيها من القخول بكخون كخل سخخابقة مخن القطعخخات شخخرطا لوجخود‬
‫اللحقة حتى يصح ارتباطها بالقديم‪ ،‬وكون تلك القطعات غير موجودة علخخى‬
‫سبيل الجزئية بالفعل ل يقدح فيما قلنا كما تشهد‬

‫]‪[298‬‬

‫به الفطخخرة السخليمة‪ ،‬علخى أن كتخخب الفلسخفة مملخوءة بمخا يصخخرح بخذلك‪ .‬ول شخك أن‬
‫الجواب المذكور ل ينفخخع لخخدفع التخلخخف ههنخخا‪ ،‬إذ يتخخوجه أن يقخخال إن القطعخخة‬
‫السابقة إذا وجدت بتمامها في مجموع زمان كانت تمامها علة موجبة للحقخخه‬
‫فلم لم توجد اللحقة في الن الذي هو طرف لذلك الزمان‪ ،‬أو لم يقع في نفس‬
‫الزمان الذي هو ظرف لوجود علتها حتى تكون القطعتان مخخن الحركخخة الخختي‬
‫إحديهما علة والخرى معلولة متطابقتين فخخي الزمخخان‪ ،‬متوافقخختين فخخي الخخخذ‬
‫والترك‪ ،‬فإنه كما أن العلة زمانية الوجود فكذلك معلولهخخا‪ ،‬وكمخخا أن العلخخة لخخم‬
‫تخرج من القوة إلى الفعل في شئ من النات المفروضخخة فخخي زمخخان وجخخوده‬
‫فكذلك المعلول فكما أنه إذا انقضى مجموع ذلك الزمخان تخم وجخود العلخة فخي‬
‫مجموعها صح كون مجموعها كذلك بل تقدم للعلخخة علخخى المعلخخول بالزمخخان‪،‬‬
‫وإذا لم يقع المعلول كذلك بل وجد في مجموع زمان آخخخر يتصخخل بخخالول لخخم‬
‫يكن ذلك إل تخلفا‪ .‬والجخواب‪ :‬بخأنه لخو وجخدت القطعخخة اللحقخخة علخخى )أحخخد(‬
‫الوجهين اللذين ذكرتهما لزم كون الحركخخة قخخار الخخذات‪ ،‬ومخخا هيخخة الحركخخة ل‬
‫تحتمخل هخذا النحخو مخن الوجخود‪ ،‬فلخم يكخن مخا فرضخته حركخة حركخة‪ .‬وبخأن‬
‫الحتمال الثاني يستلزم اجتماع المثليخن فخخي محخل واحخخد هخو المتحخخرك وهخخو‬
‫محال على ما بين في محلخخه )‪ .(1‬مخخدفوع‪ :‬بخخأن مخخا يخخدفع التخلخخف المسخختحيل‬
‫الذي حقيقته تحقق ظرفين في نفخخس المخخر يتصخخور وجخخود المعلخخول فخخي كخخل‬
‫منهما ويكون تماميخخة العلخخة وشخخرائطها و إيجابهخخا متحققخخة فيهمخخا بل تفخخاوت‪،‬‬
‫ويكون مع ذلك وجود المعلول واقعا في أحدهما على سبيل الترجيح من غير‬
‫مرجح هو الجواب‪ ،‬إما بانحصار الظرف في واحخخد كخخالمعلول النخخي الواقخخع‬
‫في طرف زمان العلة‪ ،‬أو ببيان مرجخخح مختخخص بأحخخد الطرفيخخن حخختى تكخخون‬
‫العلة في أحدهما لم تتم ولم توجب بعد‪ ،‬وتمت في الخر واستجمعت شخخرائط‬
‫التخخأثير فخخخص وجخخود المعلخخول بالثخخاني ليخخس إل‪ .‬ول شخخك فخخي أن الجخخوابين‬
‫المذكورين ل يفيدان شيئا من هاتين الفادتين‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬في موضعه )*(‪.‬‬

‫]‪[299‬‬

‫بل ليس حاصلهما إل أن عدم وقوع تخلف المحال لما استلزم محال آخر هخخو اجتمخخاع‬
‫المثلين أو انقلب ماهية الحركخخة فل محالخخة وقخخع التخلخخف‪ ،‬وأنخخت خخخبير بخخأن‬
‫استلزام عدم التخلف للمحالين المذكورين ل يصير رافعا لوصخخف السخختحالة‬
‫عن التخلف الممتنع في بداهة العقول‪ ،‬ول مجخخوزا لوقخخوعه بخخل حاصخخل هخخذا‬
‫الكلم في الحقيقة ليس إل مغالطة ألزمت كون الواقع ظرفخخا لحخخد المحخخالت‬
‫إما المحالين المخخذكورين أو التخلخخف ول محيخخص عخخن هخخذا الشخخكال إل بخخأن‬
‫يقال‪ :‬القطعة اللحقة كما توقف وجودها على السابقة توقخخف علخخى أمخخر آخخخر‬
‫هخخو الجخخزاء التحليليخخة المفروضخخة فخخي نفخخس اللحقخخة كهخخذا النصخخف وذاك‬
‫النصف منها وبذلك يظهر أنه ل يمكن وجود اللحقة في نفس زمان السابقة‪،‬‬
‫لتوقف اللحقة حينئذ على أجزاء لم يشرع بعخخد فخخي الخخخروج مخخن القخخوة إلخخى‬
‫الفعخخل أصخخل‪ .‬وفيخخه بعخخد كلم‪ ،‬والصخخل مخخا قخخدمناه مخخن أن عخخذر السخختحالة‬
‫مشترك كما عرفت‪ ،‬وهخخذا الخخوجه الخيخخر أيضخخا يمكخخن إجخخراؤه فخخي الزمخخان‬
‫الموهخخوم كمخخا عرفخخت‪ .‬الطريخخق الخخخامس‪ :‬مخخا ذكخخره المحقخخق الخخدواني‪ ،‬وهخخو‬
‫اختيار أنه لم يكن جميع مخخا لبخخد منخخه فخخي وجخخوده متحققخخا فخخي الزل‪ ،‬إذ مخخن‬
‫جملته تعلق الرادة بوجوده في الزل‪ ،‬ولم تتعلق الرادة بوجوده في الزل‪،‬‬
‫بل بوجوده فيما ل يخخزال مخخن الوقخخات التيخة لحكمخخة ومصخخلحة‪ .‬ول يخخرد أن‬
‫التعلق الزلخخي بوجخخوده إمخخا أن يكخخون متممخخا للعلخخة أم ل‪ ،‬وعلخخى الول يلخخزم‬
‫وجوده في الزل لمتناع التخلف‪ ،‬وعلى الثاني يحتاج المعلول إلى أمر آخخخر‬
‫سوى هذا التعلق وهو خلف المفروض‪ ،‬على أنا ننقل الكلم إلى هذا المخخر‪،‬‬
‫لنا نقول‪ :‬القدرة تخخؤثر علخخى وفخخق الرادة‪ ،‬وقخخد تعلقخخت الرادة بوجخخوده فخخي‬
‫وقت معين فل يوجد إل فيه‪ .‬فان قيل‪ :‬لبد من اختيار أحد شقي الترديد الخخذي‬
‫أوردناه‪ .‬قلنخا‪ :‬إن أردتخم أنخه متمخم لعلخخة وجخخوده فخخي الزل فنختخار أنخخه ليخس‬
‫كذلك‪ ،‬و إن أردتم أنه متمم لعلة وجوده فيما ل يخخزال فنختخخار أنخخه كخخذلك‪ ،‬ول‬
‫يلزم أزليته ول احتياجه إلى أمر آخر‪ ،‬كما أن الفاعل المختخخار إذا أراد إيجخخاد‬
‫جسم ما على‬

‫]‪[300‬‬

‫صفة معينة كالطول مثل أو القصر يوجد المعلول بهذه الصخخفة‪ ،‬فكخخذا ههنخخا لمخخا تعلخخق‬
‫إرادة الفاعل المختار بوجود الحادث لم يتصور إل كونه حادثا والحاصخخل أن‬
‫المعلول إنما يوجد بإرادة الفاعل المختار على النحو الخخذي تعلخخق بخخه إرادتخخه‪،‬‬
‫سواء كان مقارنا لوجوده أو متأخرا عنه‪ .‬وقخخد يقخخال إن الزل فخخوق الزمخخان‪،‬‬
‫ومعنى كون الشئ أزليا أن يكون سابقا على الزمان‪ ،‬فالواجب تعالى لما كان‬
‫متعاليا عن الزمان ل يوصف بكونه فخخي الزمخخان كمخخا ل يوصخخف بكخخونه فخخي‬
‫المكان‪ ،‬فل شئ غيره في الزل‪ ،‬وإنما يوجد ما يوجخخد حسخخب مخخا تعلقخخت بخخه‬
‫الرادة الزليخخة مخخخن تخصيصخخها الزلخخي بأوقاتهخخا‪ ،‬والزمخخخان مخخخن جملخخه‬
‫الممكنات‪ ،‬وقد تعلقخخت الرادة الزليخخة بوجخخوده المتنخخاهي‪ ،‬وليخخس الخ تعخخالى‬
‫متقدما عليه بالزمان‪ ،‬إذا لواجب تعالى ليس بزماني حتى يقال إنه متقدم على‬
‫غيره بالزمان‪ .‬فان قيل‪ :‬ل شبهة في أن الرادة القديمة بذاتها ليست كافية في‬
‫وجود الممكن وعلى فرض أن تكون كافية يلزم قدم الممكن فلبد مخخن تعلقهخخا‬
‫وحينئذ ل يخلو هذا التعلق من أن يكخخون حادثخخا أو قخخديما‪ ،‬وعلخخى الول يلخخزم‬
‫التسلسل‪ ،‬لنا نتقل الكلم إلى سبب هخذا التعلخق حختى يلخخزم التسلسخخل‪ ،‬وعلخخى‬
‫الثاني قدم الممكن الذي تعلقت به الرادة‪ .‬فقد اجيب عنه تارة بأن التعلق أمر‬
‫عدمي فل يحتاج إلى أمر يخصصه بوقت دون وقت‪ ،‬ولئن سلم فالتسلسل في‬
‫المور العتبارية وهي التعلقات غير ممتنع‪ ،‬و أنت تعلم أن اختصخخاص كخخل‬
‫صفة سواء كانت وجودية أو عدمية بوقت يحتاج إلى مختص بالبديهة‪ ،‬وأمخخا‬
‫التسلسل في التعلقات بأن يكخخون مخصخخص تعلخخق الرادة بخخذلك الخخوقت تعلخخق‬
‫الرادة بتعلق الرادة في ذلك الوقت وهكذا حتى تكخخون إرادة وجخخود الممكخخن‬
‫في ذلخخك الخخوقت لنخخه أراد إرادة وجخخوده فخخي ذلخخك الخخوقت‪ ،‬وأراد إرادة إرادة‬
‫وجوده في ذلك الوقت لنخخه أراد إرادة تلخخك الرادة وهكخخذا فيتسلسخخل تعلقخخات‬
‫الرادة من جانب المبدأ وينتهي من الجخخانب الخخخر إلخخى إرادة ذلخخك الممكخخن‪،‬‬
‫وحينئذ تكون‬

‫]‪[301‬‬

‫الحال كما تقول به الفلسفة من تعاقب الستعدادات الغيخر المتناهيخة حختى ينتهخي إلخى‬
‫الستعداد القريب الذي يلي المعلول‪ .‬فقد قيل عليه أنه باطل مخخع قطخخع النظخخر‬
‫عن جريان التطخخبيق فيخخه‪ ،‬لنخخه يلخخزم انحصخخار المخخور الغيخخر المتناهيخخة بيخخن‬
‫حاصرين‪ ،‬وهما نفس الرادة وتعلقها الذي يلي الممكن‪ .‬اقول‪ :‬وأنت تعلم أنه‬
‫ل انحصار هنا بيخخن حاصخخرين أصخخل‪ ،‬بخخل ذات الرادة محفوظخخة فخخي جميخخع‬
‫المراتخخب وتتخخوارد عليهخخا تعلقخخات مترتبخخة غيخخر متناهيخخة علخخى نحخخو تعخخاقب‬
‫الستعدادات الغير المتناهية علخخى المخخادة‪ ،‬فليسخخت الرادة ول المريخخد طخخرف‬
‫السلسلة كما ليست المادة طرف السلسلة‪ ،‬فالقول بالنحصار هنا وهخخم ظخخاهر‬
‫الفساد‪ ،‬وإن ظهر بعخخض مخخن يعقخخد عليخخه النامخخل بالعتقخخاد )انتهخخى(‪ .‬واورد‬
‫عليه إيرادات ل طائل في إيرادها وهي مع أجوبتها مذكورة في كتخخب القخخوم‪.‬‬
‫الطريق السادس‪ :‬ما ذكره المحقق الطوسي ره في التجريد‪ ،‬وهو أن التخلخخف‬
‫عن العلة التامة إنما يستحيل إذا أمكن وجود ظرفين يمكن تحقق المعلول فخخي‬
‫كل منهما‪ ،‬ومع ذلك خص وجود المعلول بالخير منهما من غير تفاوت فخخي‬
‫أجزاء العلة وشخخرائط إيجابهخخا بالنسخخبة إلخخى الوقخختين‪ ،‬وههنخخا ليخخس كخخذلك‪ ،‬إذا‬
‫لوقت من جمله أجزاء العالم‪ ،‬فل وقخخت قبخخل حخخدوث العخخالم حخختى يسخخأل عخخن‬
‫حدود ذلك الوقت وأنه لم لم يقع المعلول في تلك الحدود ووقع فيما وقخخع فيخخه‪،‬‬
‫ولما كان هذا الوجه بعد التحقيق يرجع مآله إلى ما حررنا في الطريق الثاني‬
‫لم نتعرض لبسط القول فيه‪ .‬المرصد الثاني‪ .:‬دفع شبهة اخرى لهم‪ ،‬وهخخي أن‬
‫العالم ممكن‪ ،‬وإمكان وجوده أزلي‪ .‬إذ لو كان ممتنعا في الزل وصار ممكنخخا‬
‫لزم النقلب المحال‪ ،‬وإذا أمكن وجوده في الزل والبارئ تعالى قادر كامخخل‬
‫في تأثيره جواد فحض ل يفيد إل ما ينبغي ل لعوض ول لغخخرض فمخخا أوجخخد‬
‫العالم إل لجوده الذي هو مقتضى ذاته‪ ،‬فوجب أن يوجد العالم أزل‪.‬‬

‫]‪[302‬‬

‫والجواب أن يقال‪ :‬ما أردت بقولك )والبارئ تعالى قخخادر كامخخل فخخي تخخأثيره( إن أردت‬
‫أن ل نقص في ذاته وصفاته الكمالية كقخخدرته وعلمخخه وإرادتخخه وفخخي اقتضخخاء‬
‫ذاته القديمة إفاضة الخير والجود فذلك مسلم‪ ،‬ول يلزم )منخخه( وجخخوب إيجخخاد‬
‫العالم أزل‪ ،‬لجواز توقف اليجخخاد علخخى شخخرط يقتضخخيه العلخخم بالصخخلح‪ ،‬وإن‬
‫أردت به أن الفاعل في الزل مستجمع لرائط التأثير فهو ممنوع‪ ،‬والسخخند مخخا‬
‫مر‪ .‬والحاصل أن مقتضى كونه كامل جوادا فخخي ذاتخخه أن ل ينفخخك عخخن ذاتخخه‬
‫إفادة ما ينبغي‪ ،‬ول نسلم أن وجود العالم في الزل كذلك‪ ،‬إذ ما ينبغي عبخخارة‬
‫عما هو أصلح بالنظام بحسب علمه القديم‪ ،‬والصخخلح إنمخخا هخخو وجخخود العخخالم‬
‫فيما ل يزال‪ .‬وقال بعض المحققين في الجواب عن هخخذه الشخخبهة‪ :‬إنهخخا مبنيخخة‬
‫على استلزام أزلية المكخخان إمكخخان الزليخخة وهخخو ممنخخوع‪ ،‬فخخإن معنخخى الول‬
‫استمرار إمكان الشئ وجواز وجخوده‪ ،‬ومعنخى الثخاني جخواز أن يوجخد الشخئ‬
‫وجودا مستمرا أزل وأبدا وظاهر أن استلزام الول للثاني ليس مما ل يطلخخب‬
‫له دليل‪ .‬واستدل عليه بأنه إذا استمر المكان أزل لم يكن في ذاتخخه مخخانع مخخن‬
‫الوجود في شئ من أجزاء الزل فعدم منعخخه أمخخر مسخختمر فخخي جميخخع أجخخزاء‬
‫الزل‪ ،‬فإذا نظر إلى ذاته جاز له التصاف بالوجود في كل جخخزء منهخخا لبخخد‬
‫ل فقط بل ومعا أيضا‪ ،‬وهو إمكان اتصافه بالوجود المستمر الزلخخي‪ ،‬فأزليخخة‬
‫المكان استلزمت إمكان الزلية‪ .‬وفيه نظر إذ قوله )ومعا أيضا( ممنوع‪ ،‬بل‬
‫وقوله )جاز له التصاف بخخالوجود فخي كخخل جخزء منهخخا( أيضخخا ممنخخوع‪ ،‬فخإن‬
‫النيخخات يمتنخخع وجودهخخا فخخي الزمخخان‪ ،‬وأيضخخا مخخا ذكخخره منقخخوض بالحركخخة‬
‫التوسطية الخذة من مبدأ معين‪ ،‬فإنها ممكنة أزل ول يمكن لها الوجخخود أزل‬
‫لوجود مبدء لها فرضا )انتهى(‪ .‬واقول‪ :‬ويظهر من أجوبة سائر الشبه أجوبة‬
‫اخرى لهذه الشبهة تركناها للمتأمل الفطن‪ .‬المرصد الثالث‪ :‬دفع الشبهة الخختي‬
‫أوردها صاحب المحاكمات‪ ،‬وهي أنه ل يجوز أن يكون فعله تعخخالى معخخدوما‬
‫ثم يوجد‪ ،‬إذ العدم الصريح ل تمييز فيه حتى‬

‫]‪[303‬‬

‫يكون إمساك الفاعل من إيجاده في بعض الحوال أولى من إيجاده في بعخخض‪ ،‬وحخختى‬
‫يكون الصدور من الفاعل في بعض الحوال أولى مخخن صخخدوره فخخي بعخخض‪،‬‬
‫بل لو كان صدوره واجبخخا كخخان فخخي جميخخع الحخخوال‪ .‬أول صخخدوره كخخان فخخي‬
‫جميع الحوال‪ ،‬فيلزم إما قدم الفعل أو عدمه بالمرة‪ .‬وهخخذا بالحقيقخخة رد علخخى‬
‫من قال‪ :‬إنما حدث في الوقت لنخخه كخخان أصخخلح لوجخخوده أو كخخان ممكنخخا فيخخه‪،‬‬
‫وتقييد العدم بالصريح احخختراز عخخن العخخدم الحخخادث المسخخبوق بالمخخادة )انتهخخى‬
‫كلمه(‪ .‬والجواب‪ :‬أنه ل شخخك أن جميخع المعلخولت قخديمها وحخخديثها معخدوم‬
‫مطلخخخق فخخخي مرتبخخخة وجخخخود العلخخخة‪ ،‬فكيخخخف تعلخخخق الجعخخخل بالممكنخخخات دون‬
‫الممتنعات ؟ وكيف تعلق بالقديم وهو معدوم مطلق في هذه المرتبخخة ؟ وكيخخف‬
‫تعلق الجعل بالقديم ولم يتعلق بالحوادث إل بعد مدة غير متناهية ؟ فخخالحق أن‬
‫التميز العلمخخي فخخي علمخخه تعخخالى كخخاف فخخي الجميخخع‪ ،‬وإن كخخانت فخخي الخخخارج‬
‫معدومة صرفة‪ ،‬فهو سبحانه يعلم في ذاته الجميخخع ممكنهخخا وممتنعهخخا مطلقخخا‪،‬‬
‫أو على بعض أنحاء الوجود‪ ،‬ويريد ما أراد منها علخخى الخخوجه الخخذي تقتضخخيه‬
‫الحكمخخة والمصخخلحة‪ ،‬وتخخؤثر القخخدرة علخخى وفخخق الرادة‪ ،‬فيوجخخد العخخادم علخخى‬
‫النظام الذي وجد بل تغير في ذاته وصخخفاته الذاتيخخة‪ ،‬وإنمخخا التغيخخر والتفخخاوت‬
‫فيما عداه بالمكان والمتناع‪ ،‬والتقدم والتأخر‪ ،‬والصخخغر والكخخبر‪ ،‬إلخخى غيخخر‬
‫ذلخخك مخخن وجخخوه التفخخاوت‪ ،‬ول يمكخخن للعقخخول إدراك كنخخه تخأثيراته وإيجخخاداته‬
‫تعالى شأنه‪ ،‬كما يستفاد من الخطب والخبار المخخأثورة عخخن الئمخخة الطهخخار‬
‫عليهم السلم‪ ،‬و السؤال بأنه لم لم يخلق العالم قبل هخخذا أو بعخخد ذاك‪ ،‬أو فخخوق‬
‫الفضاء الذي هو الن فيه أو تحته‪ ،‬أو يمينه أو يساره‪ ،‬أو قخخدامه أو خلفخخه‪ ،‬أو‬
‫أصغر أو أكبر‪ ،‬أو المواد بحيث تقبل الستعدادات على نحو آخخخر‪ ،‬فهخخو مخخن‬
‫هخخذر السخخؤال‪ ،‬وقخخد ظهخخر الفخخرق بيخخن أزليخخة المكخخان وإمكخخان الزليخخة‪ ،‬وأن‬
‫المكان الذاتي من متممات ذات المعلول المحتاج‪ ،‬ومن مصححات المعلولية‬
‫ومكملت الحتياج إلى العلة على سبيل لخخوازم الماهيخخة المعلوليخخة وذاتياتهخخا‪،‬‬
‫وليس ملحوظا في طرف العلة التامة المفتقرة إليها‪ ،‬وقد مر ما يمكن استنباط‬
‫أجوبة اخرى منه لهذه الشبة فتفطن‪.‬‬

‫]‪[304‬‬

‫المرصد الرابع‪ :‬دفع شبهة اخرى لهم‪ ،‬وهي أن الزمخان لخو كخخان حادثخخا لكخان معخخدوما‬
‫قبل وجوده قبلية انفكاكية ل يجامع بحسبها القبل البعد في الواقع وهذه القبليخخة‬
‫معروضها بالذات أجزاء الزمان بعضها بالنسبة إلى بعض‪ ،‬ول يوصف بهخخا‬
‫ما عدا الزمان إل بالعرض من جهة مقارنة الزمان‪ ،‬فإذن يلزم وجود الزمان‬
‫على تقدير عدمه‪ ،‬وهذا خلف‪ .‬ويمكن بمثخخل هخخذا البيخخان إثبخخات امتنخخاع العخخدم‬
‫اللحق على الزمان فثبت سرمديته‪ .‬ومما ينبه أن هذا البيخخان مغالطخخة هخخو أن‬
‫الزمان إما أن يكخخون مسخختندا إلخى الخواجب بل واسخخطة‪ ،‬فيكخون هخو الصخادر‬
‫الول وهو خلف معتقدهم‪ ،‬وإما أن يكون بواسخخطة علخخة ممكنخخة ول شخخك أن‬
‫هذه العلة ممكنة لذاتها وبالنسبة إلى الزمان الذي هو معلولهخخا‪ ،‬لن بخخالمعلول‬
‫ل تجب العلة‪ ،‬ول يصير منشأ لوجوب علته‪ ،‬فظهخخر أن علخخة الزمخخان ممكنخخة‬
‫بالذات وبالنسبة إلى الزمان أيضا‪ ،‬وعدم الممكن بالوصف المخخذكور ل يلخخزم‬
‫من فرضه محال أصل‪ ،‬فإذا فرضنا انعدام علة الزمان فإما أن يبقخخى الزمخخان‬
‫موجودا بل علة مبقية وهو محال‪ ،‬لن علة الحاجخخة إلخخى المخخوثر عنخخدهم هخخو‬
‫إمكخخان المعلخخول وحخخده‪ ،‬وإمخخا أن ينعخخدم الزمخخان أيضخخا وهخخو محخخال عنخخدهم‪،‬‬
‫واقتضاه هذا الدليل‪ ،‬فإن مخخذهبهم أن العخخدم بعخخد الوجخخود محخخال بالخخذات علخخى‬
‫الزمان‪ ،‬وإنما الممكن بالنظر إلى الزمان هو العدم رأسا وابتداء‪ ،‬وأمخخا العخخدم‬
‫بعد الوجود فل يجوزونه ويصرحون بامتناعه بالذات‪ .‬والجخخواب عخخن أصخخل‬
‫الدليل أنا ل نسلم أن العدم الصرف الذي صورناه قبل العالم يمكن أن يتصف‬
‫بشئ‪ ،‬كيف وهو نفي صرف ول شئ محض في الواقع‪ ،‬نعم بعد وجود العالم‬
‫وتحقق الموجودات ربما يمكن سريان بعض هذه الحكام إلى العدم‪ ،‬ولو سلم‬
‫فل نسلم أن منشأ استحالة اجتماعه مع الوجود اللحخق هخو اتصخافه بالسخبق‪،‬‬
‫بل يجوز أن يكون لنهما متقابلن باليجاب والسلب‪ ،‬ولجخل هخذا التقابخل ل‬
‫يجتمعان‪ ،‬ولو سلم فل نسلم أن مثل هذا السبق ل يعخخرض إل للزمخخان و دون‬
‫إثباته خرط القتاد‪ ،‬وغاية ما لزم من دليلهم على تقدير تسليمه أن هذا النوع‬

‫]‪[305‬‬

‫من السبق يعرض للزمان بالذات وأما إثبات أنه ل يعرض لغيخخر الزمخخان إل بواسخخطة‬
‫فل سبيل لهم إليهم‪ .‬والمشهور بين المتكلمين في جواب هذا الدليل إثبات قسم‬
‫آخر للسبق سموه بالسبق بالذات‪ ،‬وهو في مقام المنع حسن‪ ،‬وإن اريخخد إثبخخاته‬
‫فمشكل‪ .‬قال المحقق الطوسي ‪ -‬ره ‪ -‬في قواعد العقائد‪ :‬التقخخدم يكخخون بالخخذات‬
‫كتقدم الموجد على ما يوجد‪ ،‬أو بالطبع كتقدم الواحد على الثنين‪ ،‬أو بالزمان‬
‫كتقدم الماضي على الحاضر‪ ،‬أو بالشرف كتقخخدم العخخالم )‪ (1‬علخخى المتعلخخم أو‬
‫بالوضع كتقدم القرب إلى مبدء على البعد‪ ،‬والمتكلمون يزيدون علخخى ذلخخك‬
‫التقدم بالرتبة كتقدم المس على اليوم‪ .‬وقال الرازي في الربعيخخن‪ :‬إنخخا نثبخخت‬
‫نوعا آخر من التقدم وراء هه القسام الخمسة‪ ،‬والدليل عليه أنا ببديهخخة العقخخل‬
‫نعلخخم أن المخخس متقخخدم علخخى اليخخوم وليخخس تقخخدما بالعليخخة‪ ،‬ول بالخخذات‪ ،‬ول‬
‫بالشرف‪ ،‬ول بالمكان‪ ،‬ول يمكن أن يكون تقدما بالزمان‪ ،‬وإل لزم أن يكخخون‬
‫ذلك الزمان حاصل في زمان آخر‪ ،‬ثم الكلم في الزمان الثاني كما في الول‬
‫فيفضي إلى أن تحصل أزمنة ل نهاية لها دفعة واحدة ويكون لكل منها ظرفخخا‬
‫للخر وذلك محال‪ ،‬فهو تقدم خارج عن هذه القسام فنقخخول تقخخدم عخخدم العخخالم‬
‫على وجوده وتقدم وجود ال على وجود العالم يكون على هذا الوجه‪ ،‬ويزول‬
‫الشكال )انتهى(‪ .‬وأقول‪ :‬لهم شبهه واهية اخرى يظهر جوابها للمتأمخخل فيمخخا‬
‫أوردناه‪ ،‬وأنت بعدما أحطت خبرا بما حققناه‪ ،‬وتركت تقليد السادة والكخخبراء‪،‬‬
‫والتمسخخك بالشخخكوك والهخخواء‪ ،‬ل أظنخخك تسخختريب فخخي قخخوة دلئل الحخخدوث‬
‫وضعف شبه القدم ولو لم تكن أقوى فل ريب في أنها متعارضخخة‪ ،‬فلخخو كخخانت‬
‫متكافئة أيضا كيف تجترئ على مخالفة الكتب السماوية‪ ،‬والخبار المتخخواترة‬
‫النبوية‪ ،‬والثار المتظافرة المأثورة عخن الئمخخة الهاديخخة‪ ،‬والعتخخبرة الطخاهرة‪،‬‬
‫الذين هم معادن الحكمة والوحي‬
‫)‪ (1‬المعلم )خ(‪.‬‬

‫]‪[306‬‬

‫واللهام‪ ،‬وبعثهم ال لتكميل النعام‪ .‬لشبه واهية اعترف مبخخدؤها بضخخعفها‪ ،‬حيخخث قخخال‬
‫الشيخ وأرسطو‪ :‬إنها مسألة جدلية الطرفين فيا إخخخوان الخخدين‪ ،‬وخلن اليقيخخن‬
‫إن لم يغلب على قلخوبكم الريخن‪ ،‬فخافتحوا العيخخن‪ ،‬وارفعخخوا العنخاد مخخن الخخبين‪،‬‬
‫وانظروا بأبصار مكحولة بالنصاف مشفية من رمد التعصخخب والعتسخخاف‪،‬‬
‫فتكونوا في اصول الدين مخخن أصخخحاب اليقيخخن‪ ،‬وتخخدخلوا فخخي حخخزب النبيخخاء‬
‫والوصخخياء و الصخخديقين‪ ،‬ول تعتمخخدوا علخخى اصخخولكم‪ ،‬ول تتكلمخخوا علخخى‬
‫عقولكم‪ ،‬ل سيما في المقاصد الدينية‪ ،‬و المطخخالب اللهيخخة‪ ،‬فخخإن بديهخخة العقخخل‬
‫كثيرا ما تشتبه ببديهة الوهم‪ ،‬والمألوفات الطلبيعة بالمور اليقينية‪ ،‬والمنطخخق‬
‫ل يفي بتصحيح مواد القيسة‪ ،‬وزن أفكارك بميزان الشرع المبين‪ ،‬ومقيخخاس‬
‫الدين المتين‪ ،‬وما تحقق صدوره عن الئمة الراسخخخين‪ ،‬صخخلوات ال خ عليهخخم‬
‫أجمعين‪ ،‬لئل تكون من الهالكين‪) .‬تكملخخة( اعلخخم أن العلمخخاء اختلفخخوا فخخي أول‬
‫المخلوقخخخات‪ ،‬واختلخخخف الخبخخخار أيضخخخا فخخخي ذلخخخك فالحكمخخخاء يقولخخخون‪ :‬أول‬
‫المخلوقات العقخخل الول‪ ،‬ثخخم العقخخل الول خلخخق العقخخل الثخخاني والفلخخك الول‪،‬‬
‫وهكخخذا إلخخى أن انتهخخى إلخخى العقخخل العاشخخر فهخخو خلخخق الفلخخك التاسخخع وهيخخولى‬
‫العناصر‪ ،‬وجماعة منهم يقول بأن تلك العقول سائط ليجاده تعالى ول مخخوثر‬
‫في الوجود إل ال‪ ،‬وكل ذلك مخالف لما ظهر وتبين مخخن اليخخات و الخبخار‪،‬‬
‫وأجمع عليه المليون )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬العقول العشرة فرضية فرضها المشخخاؤون لتصخخحيح صخخدور الكخخثير مخخن الواحخخد‬
‫وهى مبتنيخخة علخخى وجخخود الفلك التسخخعة وكونهخخا ذوات نفخخوس مريخخدة ول‬
‫برهان على شئ منها‪ ،‬لكن ل مجال لنكار العالم العقلخخي فخخي الجملخخة‪ ،‬وقخخد‬
‫اشبع الكلم في اثبخخاته فخخي الكتخخب الحكميخخة ل سخخيما فخخي الحكمخخة المتعاليخخة‪،‬‬
‫فلنشر ههنا إلى ما يستفاد من الخبار الشريفة فنقول‪ :‬الروايات التى وردت‬
‫في تعيين اول ما خلق ال تعالى على صنفين‪ :‬منها ما هو صريح في تعيين‬
‫جسم ما كالماء مثل‪ ،‬ومنها ما يتشابه المراد منه في بدء المر هل هو جسم‬
‫أو غير جسم ؟=‬

‫]‪[307‬‬

‫وأما غير هم فقيل‪ :‬أولها الماء‪ ،‬كما يدل عليه أكثر الخبار المتقدمة‪ ،‬و نقلنا ذلك سابقا‬
‫عن )ثاليس الملطي( ورأيت في كتاب )علل الشياء( المنسوب إلخخى )بلينخخاس‬
‫الحكيم( أنه قال‪ :‬إن الخالق تبارك وتعالى كخخان قبخخل الخلخخق‪ ،‬و أراد أن يخلخخق‬
‫الخلخخق‪ ،‬فقخخال‪ :‬ليكخخن كخخذا وكخخذا فكخخانت هخخذه الكلمخخة علخخة الخلخخق‪ ،‬و سخخائر‬
‫المخلوقات معلول‪ ،‬وكلم ال عزوجل أعلى وأعظم وأجل من أن يكون شيئا‬
‫تخخدركه الحخخواس‪ ،‬لنخخه ليخخس بطبيعخخة‪ ،‬ول جخخوهر‪ ،‬ول حخخار‪ ،‬ول بخخارد‪ ،‬ول‬
‫رطب‪ ،‬ول يابس‪ .‬ثم قال بعده‪ :‬إن أول ما حدث بعخخد كلم ال خ تعخخالى الفعخخل‪،‬‬
‫فدل بالفعل على الحركة‪ ،‬ودل بالحركة على الحرارة‪ ،‬ثم لما نقصت الحرارة‬
‫جاء السكون عند فنائها‪ ،‬فدل بالسكون على البرد‪ ،‬ثم ذكر بعد ذلك أن طبخخائع‬
‫العناصر الربعة إنما كانت من هاتين القوتين أعني الحر والبرد‪ ،‬قال‪ :‬وذلك‬
‫أن الحرارة حدث منها اللين‪ ،‬ومن البرودة اليبس‪ ،‬فكانت أربع قوى مفخخردات‬
‫فامتزج بعضها ببعض فحدث من امتزاجهخخا الطبخخائع‪ ،‬وكخخانت هخخذه الكيفيخخات‬
‫قائمة‬

‫= مثل ما ورد في كونه نور النبي صلى ال عليه وآله أو العقل أو القلخخم لكخخن فيهخخا مخخا‬
‫يفسر سائر الروايات ويوضحها كما ورد في ان نور النبي صلى ال خ عليخخه‬
‫وآله خلق قبخل خلخق المكخان‪ ،‬وقخد اسخلفنا ان تنزهخه عخن لخوازم المخادة مخن‬
‫الزمان والمكان دليل تجرده عنها‪ ،‬والتجرد ل ينفك عن العقل كما ثبخخت فخخي‬
‫محله‪ .‬وفي الروايات اشخخارات إلخخى تجخخرد العقخخل والقلخخم أيضخخا ولعنخخا نوفخخق‬
‫للتنبيه عليها ان شاء ال تعالى فالجمع بين ما يدل علخخى كخخون اول مخخا خلخخق‬
‫ال نور النبي صلى ال عليه وآله أو العقل أو قلم وبين مخخا يخخدل علخخى كخخونه‬
‫المخخاء مثل بحمخخل الول علخخى اول المجخخردات والثخخانى علخخى اول الماديخخات‬
‫وأما الجمع بين ما يدل على كونه نور النبي صلى ال عليخخه وآلخخه وبيخخن مخخا‬
‫يدل على كونه العلل أو القلم فان قيل بوحدة الجميع أو كونها مراتب حقيقخخة‬
‫واحدة فواضح وإل فحمخخل الوليخخة علخخى الضخخافية دون الحقيقيخخة‪ .‬وقخخد مخخر‬
‫تصريح ثلة من اساطين العلم والحكمة على كون خلق المحلخخوق الول قبخخل‬
‫خلق الزمان بل على جواز وجود موجودات كثيرة قبل وجود الزمان‪ ،‬وقخخد‬
‫اشرنا عند ذكر كلمهم إلى ان ذلك ل ينفك عن تجرد الصادر الول أو كل‬
‫ما وجد بل زمان فتذكر )*(‪.‬‬

‫]‪[308‬‬

‫بأنفسها غير مركبة‪ ،‬فمن امتزاج الحخخرارة واليبخخس حصخخلت النخخار‪ ،‬ومخخن الرطوبخخة و‬
‫البرد حدث الماء‪ ،‬ومن الحرارة والرطوبة حدث الهواء‪ ،‬ومن امخختزاج الخخبرد‬
‫و اليبخخس حصخخلت الرض‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬إن الحخخرارة لمخخا حركخخت طبيعخخة المخخاء‬
‫والرض تحرك الماء للطفه عن ثقل الرض‪ ،‬وانقلخخب مخخا أصخخابه مخخن الحخخر‬
‫فصار بخارا لطيفا هوائيخخا رقيقخخا روحانيخخا‪ ،‬وهخو أول دخخان طلخخع مخن أسخفل‬
‫الماء وامتزج بالهواء فسما إلى العلو لخفته ولطافته‪ ،‬وبلغ الغاية في صخخعوده‬
‫على قدر قوته ونفرته من الحرارة‪ ،‬ثم وقف فكخخان منخخه الفلخخك العلخخى‪ ،‬وهخخو‬
‫فلك زخل‪ ،‬ثم حركت النار الماء أيضخخا فطلخخع منخخه دخخان هخخو أقخخل لطفخخا ممخخا‬
‫صعد أو ل وأضعف‪ ،‬فلما صار بخارا سما إلى العلو بجخخوهره ولطخخافته ولخخم‬
‫يبلخخغ فلخخك زحخخل لقلخخة لطخخافته عمخخا قبلخخه فكخخان منخخه الفلخخك الثخخاني‪ ،‬وهخخو فلخخك‬
‫المشتري‪ ،‬وهكذا بين طلوع الدخان مرة مرة وتكون الفلك الخمسخخة الباقيخخة‬
‫عنه‪ .‬ثم قال‪ :‬والفلك السبعة بعضها في جوف بعض‪ ،‬وبين كل فلكين منهخخا‬
‫هواء واسع مملو أجزاء ل تتحخخرك‪ .‬ونقخخل صخخاحب الملخخل والنحخخل عخخن )فلخخو‬
‫طرخيس( أيضا من الحكماء القدماء أنه قال‪ :‬أصل المركبات هو الماء‪ ،‬فخخإذا‬
‫تخلخل صافيا وجدت النار‪ ،‬وإذا تخلخل وفيه بعض الثقخخل صخخار هخخواء‪ ،‬وإذا‬
‫تكاثف تكاثقا مبسوطا بالغا صار أرضا‪ .‬وقخخد مخخر نقل مخخن التوريخخة أن مبخخدء‬
‫الخلق جوهر خلقه ال ثم نظر إليه نظر الهيبة فخخذابت أجخخزاؤه فصخخارت مخخاء‬
‫إلى آخر ما مر‪ ،‬وقريب منه ما رواه العامة عن كعب أنخخه قخخال‪ :‬إن الخ خلخخق‬
‫ياقوتة خضراء ثم نظخخر إليهخخا بالهيبخخة فصخخارت مخخاء يرتعخخد‪ ،‬ثخخم خلخخق الريخخح‬
‫فجعل الماء على متنها‪ ،‬ثم وضع العرش على الماء‪ ،‬كمخخا قخال تعخالى )وكخخان‬
‫عرشه على الماء(‪ .‬وقيل‪ :‬أول المخلوقات الهواء‪ ،‬كما دل عليه ما ذكره علي‬
‫بن إبراهيخم فخي تفسخخيره‪ ،‬والظخخاهر أنخخه اخخذ مخخن خخبر‪ ،‬لكخن ل تعخارض بخه‬
‫الخبار الكثيرة المسندة ومخخع صخخحته يمكخخن الجمخخع بحمخخل أوليخخة المخخاء علخخى‬
‫التقدم الضافي بالنسبة إلى الجسام المشاهدة المحسوسة التي يخخدركها جميخخع‬
‫الخلق‪ ،‬فإن الهواء ليس منها‪ ،‬و‬

‫]‪[309‬‬

‫لذا أنكر وجوده جماعة‪ .‬وقيل‪ :‬أول المخلوقات النار‪ .‬كما مخخر‪ ،‬وقخخد مخخر )فخخي( بعخخض‬
‫الخبار أن أول ما خلق ال النور‪ ،‬وفي بعضخخها نخخور النخخبي صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله وفي بعضها نوره مع أنوار الئمخخة عليهخخم السخخلم وفخخي بعخخض الخبخخار‬
‫العامية عن الني صلى ال عليه وآله أول ما خلق ال روحي فيمكن أن يكخخون‬
‫المراد بالجميع واحدا‪ ،‬ويكون خلق الرواح قبل خلق الماء وسائر الجسخخام‪،‬‬
‫وتكون أولية الماء بالنسبة إلى العناصخخر والفلك‪ ،‬فخإن بعخخض الخبخار يخخدل‬
‫علخخى تقخخدم خلخخق الملئكخخة علخخى خلخخق العناصخخر والفلك كمخخا مخخر‪ ،‬و دلخخت‬
‫الخبار الكثيرة على تقدم خلق أرواحهخخم وأنخخوارهم عليهخخم السخخلم علخخى كخخل‬
‫شئ‪ .‬وروى الكليني وغيره بأسانيدهم الكثيرة عن أبي عبخخد الخ عليخخه السخخلم‬
‫أنه قال‪ :‬إن ال خلق العقل وهو أول خلق من الروحانيين عخخن يميخخن العخخرش‬
‫من نوره )الخبر( )‪ (1‬وهذا ل يدل على تقدم العقل على جميخخع الموجخخودات‪،‬‬
‫بل على خلق الروحانيين‪ ،‬ويمكخخن أن يكخخون خلقهخخا متخخأخرا عخخن خلخخق المخخاء‬
‫والهواء‪ ،‬وأما خبر )أول ما خلق ال العقل( فلم أجده في طرقنا‪ ،‬وإنما هو في‬
‫طرق العامة‪ ،‬وعلى تقديره يمكن أن يراد به نفخخس الرسخخول صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله لنه أحد إطلقات العقل‪ ،‬على أنه يمكخخن حمخخل العقخخل علخخى التقخخدير فخخي‬
‫بعض تلك الخبار‪ ،‬كما هو أحد معانيه‪ ،‬وكذا حديث )أول ما خلق ال خ القلخخم(‬
‫يمكن حمله على الولية الضافية بالنسبة إلى جنسه من الملئكخخة‪ ،‬أو بعخخض‬
‫المخلوقات كما يدل عليه خخخبر عبخخد الرحيخخم القصخخير التخخي فخخي بخخابه‪) .‬فخخائدة‬
‫جليلة( اعلم أنه أورد إشكال فخخي آيخخات سخخورة السخخجدة‪ ،‬حيخخث ظاهرهخا كخخون‬
‫خلق السماوات والرض وما بينهما في ثمانية أيام‪ ،‬مع أن سائر اليخات تخدل‬
‫على خلقها في ستة أيام والثاني ظاهر‪ ،‬والول لنه قخخال سخخبحانه أول )خلخخق‬
‫الرض‬

‫)‪ (1‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.(*) 21‬‬

‫]‪[310‬‬

‫في يومين( وقال بعده )وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في‬
‫أربعة أيام( وقال بعد ذلك )فقضخخيهن سخخبع سخخماوات فخخي يخخومين )‪ (1‬فيصخخير‬
‫المجمخخوع ثمانيخخة‪ ،‬ويمكخخن التفصخخي عخخن ذلخخك بوجخخوه‪ :‬الول‪ :‬مخا مخخر‪ ،‬وهخخو‬
‫المشهور بين المفسرين‪ ،‬أن المراد بقوله )أربعة أيام( فخخي تتمخخة أربعخخة أيخخام‪،‬‬
‫بأن يكون خلق الرض في يومين منها‪ ،‬وتقدير القوات فيها أو هو مع جعل‬
‫الرواسي من فوقها والبركة فيها في يومين آخرين‪ ،‬ويؤيده كثير من الخبخخار‬
‫المتقدمة‪ .‬الثاني‪ :‬ما ذكره بعض الفاضل ممن كخخان فخخي عصخخرنا ‪ -‬ره ‪ -‬فخخي‬
‫شرحه على الكافي‪ :‬أن أربعة أيام مخصوصة بخلق ما علخخى الرض‪ ،‬أولهخخا‬
‫بخلق الرواسي‪ ،‬و الثاني بخلق البركة‪ ،‬والثالث والرابع بخلق القخخوات الخختي‬
‫هي عبارة عن خلق الماء والمرعى المخخذكورين فخخي سخخورة النازعخخات بقخخوله‬
‫تعالى )أخخخرج منهخخا ماءهخخا ومرعيهخخا )‪ ((2‬وأن اليخخومين اللخخذين خلخخق فيهمخخا‬
‫الرض متحدان مع ما خلق فيهما السخخماوات‪ ،‬إل أن الخلخخق فخخي اليخخوم الول‬
‫متعلق بأصل السماوات والرض‪ ،‬وفي اليوم الثاني بتمييز بعخخض أجزائهمخخا‬
‫عن بعض‪ ،‬فيصدق أن السماوات مخلوقة فخخي يخخومين‪ ،‬والرض فخخي يخخومين‬
‫ول تزيد أيام خلق المجموع على الستة‪ .‬الثخخالث‪ :‬مخخا ذكرنخخاه فخخي تأويخخل خخخبر‬
‫الكافي بأن يكون يوما خلق السماوات داخلين في الربعة فتخذكر‪ .‬الرابخع‪ :‬مخا‬
‫ذكخخره بعخخض المحققيخخن مخخن المعاصخخرين وهخخو أن يكخخون اليخخام الربعخخة بخخل‬
‫اليومان الخيران أيضا في سورة السجدة غيخخر اليخخام السخختة الخختي فخخي سخخائر‬
‫السور‪ ،‬ويؤيده تغيير السخخلوب بخايراد لفخخظ الخلخخق فخخي سخخائر اليخخات‪ ،‬ولفخخظ‬
‫الجعل والبركة والتقدير والقضاء سبعا في السجدة‪ ،‬ويؤيده لفخخظ )مخخا بينهمخخا(‬
‫في آيات سور الفرقان والتنزيل وق‪ ،‬فإنه سواء كان خلق الرض وبعض ما‬
‫عليها في أربعة‬

‫)‪ (1‬فصلت‪ (2) .12 :‬النازعات‪.(*) 31 :‬‬


‫]‪[311‬‬

‫أيخخام وخلخخق السخخماوات فخخي يخخومين أو خلخخق مخخا علخخى الرض فخخي أربعخخة أيخخام وخلخخق‬
‫السماوات والرض في يومين كما في التخخأويلين السخخابقين ل يبقخخى لخلخخق مخخا‬
‫بين السماوات والرض كالهواء وما فيها من كائنات الجو وقخخت‪ ،‬فينبغخخي أن‬
‫يحمل على أن خلق السماوات في يومين‪ ،‬وخلق الرض في يومين غيرهما‪،‬‬
‫وخلق ما بينهما في يومين غير الربعة فيبلغ ستة كما هو ظاهر اليات‪ ،‬فتتم‬
‫في هذه الستة ما ذكره تعالى في سورة النازعخخات بقخخوله )ءأنتخخم أشخخد خلقخخا أم‬
‫السماء بناها رفع سمكها فسويها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها )‪ ((1‬فيكخخون‬
‫كل ما ذكره فيها متصخخل بخخه بقخخوله )والرض بعخخد ذلخخك دحاهخخا أخخخرج منهخخا‬
‫ماءها ومرعاها والجبال أرساها )‪ ((2‬في يوم آخر أو أيخخام اخخخر غيخخر السخختة‬
‫المذكورة‪ ،‬ويؤيده ما روي أن دحو الرض كان بعد خلقها بألفي سخخنة‪ ،‬فعلخخى‬
‫ذلخك ل يبعخد أن يكخون خلخق مخا سخوى المخذكورات كتقخدير القخوات و سخار‬
‫المخلوقات التي ل تعد ول تحصى في أيخخام اخخخر‪ ،‬كيخخف ومخخا فخخي السخخماوات‬
‫كالملئكخخة ومخخا فخخي تحخخت الرض كالصخخخرة والخخديك والحخخوت وغيرهخخا‬
‫المذكورات في حديث زينب العطخخارة غيخخر السخخماوات والرض ومخخا بينهمخخا‬
‫كما يرشد إليه التسبيح المأثور المشخخهور )سخخبحان الخ رب السخخماوات السخخبع‬
‫ورب الرضين السبع وما فيهن ومخخا بينهخخن ومخخا تحتهخخن( فيكخخون خلقهخخا فخخي‬
‫غير السخختة المخخذكورة‪ ،‬فل حاجخخة إلخخى تكلخخف لدخخخال زمخخان تقخخدير القخخوات‬
‫وجعل الرواسي مثل في زمان خلق السماوات والرض وما بينهما‪ ،‬حتى ل‬
‫يزيد زمان خلق المجموع على ستة أيام‪ ،‬وأما الروايات التي ايد بهخخا التأويخخل‬
‫فحملهخخا علخخى أن يكخخون المخخراد بهخخا التعييخخن النخخوعي فخخي أيخخام خلخخق كخخل مخخن‬
‫المذكورات فيها فل ينافي أن يكون خلق الشجار مثل في أربعاء والمياه في‬
‫أربعاء اخرى‪ ،‬وكذا خلق الشخخمس والقمخخر مثل فخخي جمعخخة وكخخل مخخن النجخخوم‬
‫والملئكة وآدم عليه السلم في جمعخخات اخخخر‪ ،‬فل يلخخزم التحخخاد الشخصخخي‪،‬‬
‫ول التوالي في تلك اليام‪ ،‬كيف ولو لم تحمل على ذلك لما أمكن الجمع بينهخا‬
‫وبين‬

‫)‪ (1‬النازعات‪ (2) .29 :‬النازعات‪.(*) 32 :‬‬

‫]‪[312‬‬

‫مخخا مخخر مخخن الرضخخا عليخخه السخخلم مخخن أن خلخخق العخخرش والمخخاء والملئكخخة قبخخل خلخخق‬
‫السخخماوات والرض‪ ،‬وكخخذا بينهخخا وبيخخن مخخا ل ريخخب فيخخه لحخخد مخخن أن خلخخق‬
‫الملئكة والجان قبل خلخخق آدم عليخخه السخخلم بخخدهور طويلخخة‪ ،‬وأمخخا المنظومخخة‬
‫المشهورة المنسوبة إلى أمير المؤمنين عليه السلم من قوله‪ :‬لنعم اليخخوم يخخوم‬
‫السبت حقا * لصيد إن أردت بل امتراء وفخي الحخد البنخاء لن فيخه * تبخدى‬
‫ال في خلق السماء حيث صرح فيها بأن خلق السماء في يوم الحخخد‪ ،‬فيمكخخن‬
‫أن يجمع بينها و بين الروايات الدالة على أن خلقها فخخي يخخوم الخميخخس بكخخون‬
‫أصل خلقها فخخي أحخخد ذينخخك اليخخومين‪ ،‬وتمييخخز بعضخخها عخخن بعخخض فخخي اليخخوم‬
‫الخر‪ ،‬ومما يلئم هذا الجمع وقوع السماء بلفظ المفرد في المنظومخخة وبلفخخظ‬
‫الجمخخع فخخي الروايخخات‪ ،‬وإدراج لفخخظ البتخخداء فخخي المنظومخخة دون الروايخخات‪،‬‬
‫فيسهل بما ذكرنا طريق الجمع بين الروايات المتعارضخخة الظخخواهر فخخي هخخذا‬
‫البخخاب‪ .‬ولنختخخم الكلم بخخذكر أقخخوال بعخخض مخخن يعخخول علخخى قخخوله مخخن قخخدماء‬
‫المؤرخين ليعلم اتفاق جميع فرق المسلمين على الحدوث‪ ،‬قخخال المسخخعودي ‪-‬‬
‫ره ‪ -‬وكان من علماء المامية فخي كتخخاب )مخروج الخذهب(‪ :‬اتفخق أهخخل الملخخة‬
‫جميعا من أهل السلم على أن ال خلق الشياء علخخى غيخخر مثخخال‪ ،‬وابتخخدعها‬
‫من غير أصل‪ ،‬ثم روى عن ابن عباس وغيره أن أول ما خلق ال عز وجخخل‬
‫الماء فكان عرشه عليه‪ ،‬فلمخا أراد أن يخلخق السخماء أخخرج مخن المخاء دخانخا‬
‫فارتفع فوق الماء فسمي )السماء( ثخخم أيبخخس المخخاء فجعلخخه أرضخخا واحخخدة‪ ،‬ثخخم‬
‫فتقها فجعلها سبع أرضخخين فخخي يخخومين فخخي الحخخد والثنيخخن‪ ،‬و خلخخق الرض‬
‫على حوت‪ ،‬والحوت هو الذي ذكره ال في كتابه )ن والقلخخم ومخخا يسخخطرون(‬
‫والحوت والماء على الصفا‪ ،‬والصفا على ظهر ملخخك‪ ،‬والملخخك علخخى صخخخرة‬
‫والصخرة على الريح‪ ،‬وهي الصخرة الخختي فخخي القخخرآن )فتكخخن فخخي صخخخرة(‬
‫فاضطرب الحوت‪ ،‬فتزلزلت الرض‪ ،‬فأرسى ال عليها الجبخخال فقخخرت‪ ،‬كمخخا‬
‫قال تعالى )أن تميد بكم( وخلق الجبال فيها‪ ،‬وخلق أقوات أهلها وشجرها وما‬
‫ينبغي لها في‬

‫]‪[313‬‬

‫يومين في يوم الثلثخخاء ويخخوم الربعخخاء‪ ،‬كمخخا قخخال تعخخالى )أئنكخخم لتكفخخرون بالخخذي خلخخق‬
‫الرض في يومين إلى قوله ثم استوى إلخخى السخخماء وهخخي دخخخان( فكخخان ذلخخك‬
‫الدخان من نفس الماء حين تنفس فجعلها سماء واحدة‪ ،‬ثم فتقها وجعلها سخخبعا‬
‫في يومين في يوم الخميس ويوم الجمعة‪ ،‬وإنما سمي بالجمعة لنه جمخخع فيخخه‬
‫خلق السماوات و الرض‪ ،‬ثم قال تعالى )وأوحى فخخي كخخل سخخماء أمرهخخا( أي‬
‫وجعل في كل سماء خلقها من الملئكة والبحار )‪ (1‬وجبخخال الخخبرد‪ ،‬ثخخم قخخال‪:‬‬
‫وما ذكرنا من الخبار عخخن بخخدء الخليقخخة هخخو مخخا جخخاءت بخخه الشخخريعة‪ ،‬ونقلخخه‬
‫الخلف عن السلف‪ ،‬والباقي عن الماضي‪ ،‬عبرنا عنهم على ما نقخخل إلينخخا مخخن‬
‫ألفخخاظهم‪ ،‬ووجخخدنا فخي كتبهخخم مخن شخهادة الخخدلئل بحخدوث العخالم وإيضخاحها‬
‫بكونه‪ ،‬ولم نعرض لوصف قول من وافق ذلك و انقاد إليه من الملخخل القخخائلين‬
‫بالحدوث‪ ،‬ول الرد على من سواهم ممخخن خخخالف ذلخخك و قخخال بالقخخدم‪ ،‬لخخذكرنا‬
‫ذلك فيما سخخلف مخخن كتبنخخا وتقخخدم مخخن تصخخانيفنا )انتهخخى( )‪ .(2‬وقخخد ذكخخر أبخخو‬
‫ريحان البيروني في تاريخه مدة عمر الدنيا وابتداء وجودها عن جماعخخة مخخن‬
‫المنجميخخن والحكمخخاء‪ ،‬وقطخخع لهخخا بالبتخخداء‪ ،‬واسخختدل عليخخه فل نطيخخل الكلم‬
‫بإيرادها‪ .‬وقال ابن الثير في )الكامل(‪ :‬صح في الخبر عن رسول ال صخخلى‬
‫ال عليه وآله فيما رواه عنه عبادة بن الصامت أنخخه سخخمعه يقخخول‪ :‬إن أول مخخا‬
‫خلق ال القلم‪ ،‬فقال له اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن‪ .‬وروى نحو‬
‫ذلك عن ابن عباس‪ .‬وقال محمد ابخن إسخحاق أول مخا خلخق الخ تعخالى النخور‬
‫والظلمة‪ ،‬فجعل الظلمة ليل أسود‪ ،‬و جعل النهخخار نخخورا )‪ (3‬مضخخيئا‪ ،‬والول‬
‫أصح‪ .‬وعن ابن عباس أنه قخخال‪ :‬إن الخ تعخخالى كخخان عرشخخه ! قبخخل أن يخلخخق‬
‫شيئا‪ ،‬فكان أول ما خلق القلم‪ ،‬فجرى بما هو كائن إلى يخخوم القيامخخة‪ .‬قخخال‪ :‬ثخخم‬
‫خلق بعد القلم الغمام‪ ،‬وقيل‪ :‬ثم اللوح ثم الغمام‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬والبخار‪ (2) .‬مروج الذهب‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .15 17‬فخخي بعخض‬
‫النسخ‪ :‬وجعل النور نهارا )*(‪.‬‬

‫]‪[314‬‬

‫ثم اختلف فيما خلق بعد الغمخام‪ ،‬فخروى الضخخحاك عخخن ابخخن عبخاس‪ :‬أول مخا خلخق الخ‬
‫العرش فاستوى عليه‪ ،‬وقال آخرون‪ :‬خلخخق الخ المخخاء قبخخل العخخرش‪ ،‬ثخخم خلخخق‬
‫العرش فوضعه على الماء‪ ،‬وهو قول أبي صالح عن ابخخن عبخخاس وقخخول ابخخن‬
‫مسعود ووهخخب بخخن منبخخه )‪ (1‬وقيخخل‪ :‬إن الخخذي خلخخق بعخخد القلخخم الكرسخخي‪ ،‬ثخخم‬
‫العرش‪ ،‬ثم الهواء‪ ،‬ثم الظلمات‪ ،‬ثم الماء‪ ،‬فوضع عرشه عليخخه‪ .‬وقخخال‪ :‬وقخخول‬
‫من قال‪ :‬إن الماء خلق قبخخل العخخرش أولخخى بالصخخواب‪ ،‬لحخخديث ابخخن أبخخي )‪(2‬‬
‫رزين عن النبي صلى ال عليه وآله‪ ،‬وقد قيل‪ :‬إن الماء كان على متن الريخخح‬
‫حين خلق العرش‪ ،‬قاله ابن جبير عن ابن عباس‪ ،‬فإن كان كذلك فقد خلقا قبل‬
‫العخخرش‪ ،‬وقخخال ضخخمرة‪ :‬إن الخ خلخخق القلخخم قبخخل أن يخلخخق شخخيئا بخخألف عخخام‪،‬‬
‫واختلفوا أيضا في اليوم الذي ابتخخدء الخ فيخخه خلخخق السخخماوات والرض فقخخال‬
‫عبد ال بن سلم وكعب والضحاك ومجاهد‪ :‬ابتداء الخلخخق يخخوم الحخخد‪ ،‬وقخخال‬
‫محمد بن إسحق‪ :‬ابتدأ الخلق يوم السبت‪ ،‬وكخخذلك قخخال أبخخو هريخخرة‪ ،‬واختلفخخوا‬
‫أيضا فيما خلق في كل يخخوم‪ :‬فقخخال ابخخن سخخلم‪ :‬إن الخ تعخخالى بخخدأ الخلخخق يخخوم‬
‫الحد‪ ،‬فخلق الرضين يوم الحد والثنيخخن‪ ،‬وخلخخق القخخوات والرواسخخي فخخي‬
‫الثلثاء والربعاء‪ ،‬و خلق السماوات في الخميخخس والجمعخخة‪ ،‬وفخخرغ فخخي آخخخر‬
‫ساعة من الجمعة‪ ،‬فخلق‬

‫)‪ (1‬وهب بن منبه بتقديم النون على البخخاء الموحخخدة والهخخاء الخيخخرة ذكخخر فخخي تراجخخم‬
‫العامة مقرونا بالثنخخاء والتوثيخخق‪ ،‬قخخال الحخخافظ صخخفى الخخدين الخزرجخخي فخخي‬
‫خلصة تخخذهيب الكمخخال )ص‪ ،(359 :‬وهخخب بخخن منبخخه بخخن كامخخل النبخخاوى‬
‫الصنعانى أبو عبد ال الخباري عن ابن عباس وجابر وابخخى سخخعيد إلخخى ان‬
‫قال وثقه النسائي‪ ،‬قال مسلم بن خالد‪ :‬لبث وهب اربعين سنة لخم يرقخد علخى‬
‫فراشه‪ ،‬قتلخخه يوسخخف بخخن عمخخر سخخنة عشخخر ومخخائة )انتهخخى( وعخخن مختصخخر‬
‫الذهبي‪ :‬وهب ابن منبه الصنعانى اخو همام‪ ،‬عخخن ابخخن عبخخاس وابخخن عمخخر‪،‬‬
‫اخباري‪ :‬علمة‪ ،‬قاض‪ ،‬صدوق‪ ،‬صخخاحب كتخخاب‪ ،‬مخخات سخخنة اربعخخة عشخخر‬
‫ومائة )انتهخخى( لكخخن المخخر فخخي رجخخال الخاصخخة بخخالعكس‪ ،‬نقخخل عخخن الشخخيخ‬
‫والنجاشى ان القميين استثنوه من رجخخال )نخخوادر الحكمخخة( وقخخال فخخي تنقيخخح‬
‫المقال )ج ‪ 3‬ص ‪ (281‬مخخن راجخخع كتخخابه فخخي قصخخص النبيخخاء عخخرف أنخخه‬
‫كتاب ل ينطبخخق علخخى اصخخول الشخخيعة وعقائدهخخا فخخي النبيخخاء‪ ،‬ويتخخبين سخخر‬
‫استثنائه من رجال )نوادر الحكمخخة( )انتهخخى(‪ (2) .‬فخخي بعخخض النسخخخ‪ :‬أبخخى‬
‫رزين )*(‪.‬‬

‫]‪[315‬‬

‫فيها آدم عليه السلم فتلك الساعة التي تقوم فيها الساعة‪ ،‬ومثله قال ابن مسعود‪ ،‬وابخخن‬
‫عباس من رواية أبي صالح عنه‪ ،‬إل أنهمخخا لخخم يخخذكرا خلخخق آدم ول السخخاعة‪،‬‬
‫وقال ابن عباس من رواية علخخي بخخن أبخخي طلحخخة عنخخه‪ :‬إن ال خ خلخخق الرض‬
‫بأقواتها من غير أن يدحوها‪ ،‬ثم استوى إلى السماء فسخخويهن سخخبع سخخماوات‪،‬‬
‫ثم دحا الرض بعد ذلك‪ ،‬فذلك قوله )والرض بعد ذلك دحاهخخا( وهخخذا القخخول‬
‫عندي هو الصواب‪ .‬وقال ابن عباس أيضا مخخن روايخخة عكرمخخة عنخخه‪ :‬إن الخ‬
‫وضع البيت على الماء على أربعة أركان قبل أن يخلق الدنيا بخخألفي عخخام‪ ،‬ثخخم‬
‫دحيت الرض من تحت البيت‪ .‬ومثله قال ابن عمر‪ ،‬ورواه السدي عخخن أبخخي‬
‫صالح وعن أبي مالك عن ابن عباس وأبخخي مخخرة عخخن ابخخن مسخخعود فخخي قخخوله‬
‫تعالى )هو الذي خلق لكم ما في الرض جميعا ثم استوى إلى السماء( إن ال‬
‫عز وجل كان عرشه على الماء‪ ،‬ولم يخلق شيئا غير ما خلق قبل الماء‪ ،‬فلمخخا‬
‫أراد أن يخلق الخلق أخرج مخخن المخخاء دخانخخا فخخارتفع فخخوق المخخاء فسخخما عليخخه‬
‫فسماه )سخخماء( ثخخم أيبخخس المخخاء فجعلخخه أرضخخا واحخخدة‪ ،‬ثخخم فتقهخخا فجعخخل سخخبع‬
‫أرضخخين فخي يخخومين يخخوم الحخخد ويخوم الثنيخن‪ ،‬فخلخخق الرض علخخى حخوت‪،‬‬
‫والحوت النون الذي ذكره ال في القرآن )ن والقلم( والحوت في الماء والماء‬
‫على ظهر صفاة‪ ،‬والصفاة على ظهر ملك‪ ،‬والملك على صخخخرة‪ ،‬والصخخخرة‬
‫فخخي الريخخح‪ ،‬وهخخي الصخخخرة الخختي ذكرهخخا لقمخخان ليسخخت فخخي السخخماء ول فخخي‬
‫الرض‪ ،‬فتحخخرك الحخخوت واضخخطربت وتزلزلخخت الرض‪ ،‬فأرسخخى عليهخخا‬
‫الجبال فقرت‪ ،‬والجبال تفخخخر علخخى الرض فخخذلك قخخوله تعخخالى )وجعخخل فيهخخا‬
‫رواسي(‪ .‬وقال ابن عباس والضحاك ومجاهد وكعب وغيرهم‪ :‬كخخل يخخوم مخخن‬
‫هذه اليام الستة الختي خلخق الخ فيهخا السخماء والرض كخألف سخنة )انتهخى(‪.‬‬
‫وكلم سائر المؤرخين جار هذا المجرى‪ ،‬ول جدوى في إيرادها‪.‬‬

‫]‪[316‬‬
‫)باب العوالم( * )ومن كان في الرض قبل خلخخق آدم عليخخه السخخلم ومخخن يكخخون( * *‬
‫)فيها بعد انقضاء القيامة وأحوال جابلقخخا وجابرسخخا( * اليخخات‪ :‬الفاتحخخة‪ :‬رب‬
‫العالمين‪ .‬العراف‪ :‬ومن قوم موسخخى امخخة يهخخدون بخخالحق وبخخه يعخخدلون )‪.(1‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬وممن قوم موسى امة يهخدون بخالحق وبخه يعخدلون )‪ .(2‬تفسخير‪:‬‬
‫جمع )العالمين( يومئ إلى تعخدد العخوالم كمخا سخيأتي‪ ،‬وإن اول بخأن الجمعيخة‬
‫باعتبار ما تحته من الجناس المختلفة‪) .‬ومن قوم موسى امة( قال الطبرسخخي‬
‫‪ -‬ره ‪ :-‬أي جماعة يهدون بالحق أي يدعون إلى الحق ويرشخخدون إليخخه )وبخخه‬
‫يعدلون( أي وبالحق يحكمون ويعدلون في حكمهخخم‪ .‬واختلخخف فخخي هخخذه المخخة‬
‫من هم ؟ على أقوال‪ :‬أحدها أنهم قخخوم مخخن وراء الصخخين بينهخخم وبيخخن الصخخين‬
‫وادجار من الرمل لم يغيروا ولم يبدلوا عن ابخخن عبخخاس‪ ،‬والسخخدي‪ ،‬والربيخخع‪،‬‬
‫والضحاك‪ ،‬وعطاء وهو المروي عن أبي جعفخخر عليخخه السخخلم قخخالوا‪ :‬وليخخس‬
‫لحد منهم مال دون صاحبه‪ ،‬يمطرون بالليل‪ ،‬ويضحون بالنهار ويزرعون‪،‬‬
‫ل يصل إليهم منا أحد‪ ،‬ول منهخخم إلينخخا‪ ،‬و هخخم علخخى الحخخق‪ .‬قخخال ابخخن جريخخج‪:‬‬
‫بلغني أن بني إسرائيل لما قتلوا أنبياءهم وكفروا وكانوا اثني عشر سبطا تبرأ‬
‫سبط منهم مما صنعوا‪ ،‬واعتذروا وسألوا ال أن يفرق بينهم وبينهم‪ ،‬ففتح الخ‬
‫لهم نفقا من الرض‪ ،‬فساروا فيه سنة ونصخخف سخخنة حخختى خرجخخوا مخخن وراء‬
‫الصين‪ ،‬فهم هناك حنفاء مسلمين‪ ،‬يستقبلون قبلتنا‪ .‬وقيل‪ :‬إن جبرئيل‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .158 :‬العراف‪.(*) 180 :‬‬

‫]‪[317‬‬

‫انطلق بالنبي ليلة المعراج إليهم‪ ،‬فقرأ عليهم من القرآن عشر سور نزلت بمكة فخخآمنوا‬
‫به وصدقوه‪ ،‬وأمرهم أن يقيموا مكخخانهم ويخختركوا السخخبت‪ ،‬وأمرهخخم بالصخخلوة‬
‫والزكوة ولم يكن نزلت فريضة غيرهما ففعلوا‪ .‬قال ابن عبخخاس‪ :‬وذلخخك قخخوله‬
‫)و قلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الرض فإذا جاء وعد الخرة جئنا بكخخم‬
‫لفيفخخا )‪ ((1‬يعنخخي عيسخخى بخخن مريخخم يخرجخخون معخخه‪ .‬وروى أصخخحابنا أنهخخم‬
‫يخرجون من قائم آل محمد صلى ال عليخخه وآلخخه وروي أن ذا القرنيخخن رآهخخم‬
‫فقال‪ :‬لو أمرت بالمقام لسرني أن اقيم بين أظهركم‪ .‬وثانيها‪ :‬أنهم قوم من بني‬
‫إسرائيل تمسكوا بالحق وبشريعة موسى عليه السلم في وقت ضللة القخخوم‪،‬‬
‫وقتلهم أنبياءهم‪ ،‬وكان ذلك قبل نسخ شخخريعتهم بشخخريعة عليخخس عليخخه السخخلم‬
‫فيكون تقدير الية‪ :‬ومن قوم موسى امة كانوا يهخخدون بخخالحق‪ ،‬عخخن الجبخخائي‪.‬‬
‫وثالثها‪ :‬أنهم الذين آمنوا بالنبي صلى ال عليه وآله مثل )عبد ال بن سلم( و‬
‫)ابن صوريا( وغيرهما‪ ،‬وفي حديث أبي حمزة الثمالي والحكم بن ظهيخخر أن‬
‫موسى لما أخذ اللواح قال‪ :‬رب إني أجد )‪ (2‬في اللواح امة هخخي خيخخر امخخة‬
‫اخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر‪ ،‬فاجعلهم امخختي‪ .‬قخخال‪:‬‬
‫تلك امة أحمد‪ .‬قال‪ :‬رب إني أجد فخخي اللخخواح امخخة هخخم الخخخرون فخخي الخلخخق‬
‫السابقون في دخول الجنة فاجعلهم امتي‪ .‬قال‪ :‬تلخخك امخخة أحمخخد )‪ (3‬قخخال‪ :‬رب‬
‫إني أجد في اللواح أنه كتبهم في صدورهم يقرؤونهخخا فخخاجعلهم امخختي‪ ،‬قخخال‪،‬‬
‫تلك امة أحمد‪ .‬قال‪ :‬رب إني أجد في اللواح امة إذا هم أحدهم بحسخخنة ثخخم لخخم‬
‫يعملها كتبت له حسنة‪ ،‬وإن عملها كتبت له عشر أمثالها‪ ،‬وإن هم بسخخيئة ولخخم‬
‫يعملها لم تكتب عليه‪ ،‬وإن عملها كتبخخت عليخخه سخخيئة واحخخدة‪ ،‬فخخاجعلهم امخختي‪.‬‬
‫قال‪ :‬تلك امة أحمد‪ .‬قال‪) :‬رب( إني أجد في‬

‫)‪ (1‬السراء‪ (2) .104 :‬في المصدر‪ :‬لجد‪ (3) .‬هذه القطعة من المكالمخخة لخخم توجخخد‬
‫في المصدر )*(‪.‬‬

‫]‪[318‬‬

‫اللواح امة يؤمنون بالكتاب الول والكتاب الخر‪ ،‬ويقاتلون العور الكذا ب فاجعلهم‬
‫امتي‪ .‬قال‪ :‬تلك امة أحمد قال‪ :‬رب إني أجخخد فخخي اللخخواح امخخة هخخم الشخخافعون‬
‫وهم المشفوع لهم‪ ،‬فخخاجعلهم أمخختي‪ ،‬قخخال‪ :‬تلخخك امخخة أحمخخد‪ .‬قخخال موسخخى عليخخه‬
‫السلم رب اجعلني من امة أحمد‪ .‬قال أبخخو حمخخزة‪ :‬فخخأعطى موسخخى آيخختين لخخم‬
‫يعطوهخخا يعنخخي امخخة احمخخد قخخال الخخ‪ :‬يخخا موسخخى إنخخي اصخخطفيتك علخخى النخخاس‬
‫برسالتي وبكلمي )‪ (1‬قال‪ :‬ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون‪.‬‬
‫قال‪ :‬فرضي موسى كل الرضا‪ .‬وفي حديث غير أبي حمخخزة‪ :‬قخخال‪ :‬إن النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله لما قرأ )وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعخخدلون )‪((2‬‬
‫قال‪ :‬هذه لكم وقد اعطي )‪ (3‬قوم موسى مثلها )انتهى( )‪ .(4‬وأما الية الثانية‬
‫فالمشهور أنها لهذه المة‪ ،‬ودلت الخبار الكثيرة على أن المخخراد بهخخم الئمخخة‬
‫وشيعتهم كما مر في كتاب المامة‪ .‬وقخخال الطبرسخخي ‪ -‬ره ‪ :-‬قخخال الربيخخع بخخن‬
‫أنس‪ :‬قرأ النبي صلى ال عليه وآله هذه الية فقال‪ :‬إن مخخن امخختي قومخخا علخخى‬
‫الحق حتى ينزل عيسى بن مريم‪ .‬وروى العياشي بإسناده عن أمير المخخؤمنين‬
‫عليه السلم أنه قال‪ :‬والذي نفسي بيده لتفترقن هذه المة على ثلث وسخخبعين‬
‫فرقة كلها فخخي النخخار إل فرقخخة واحخخدة )وممخخن خلقنخخا امخخة يهخخدون بخخالحق وبخخه‬
‫يعدلون( فهذه التي تنجو‪ ،‬وروي عن أبي جعفر وأبي عبد ال عليهمخخا السخخلم‬
‫أنهما قال‪ :‬نحن هم )‪) (5‬انتهى(‪ .‬وأقول‪ :‬قال الخخرازي فخخي تفسخخيره‪ :‬روي أن‬
‫بني آدم عشر الجن‪ ،‬والجن وبنو آدم عشر حيوانات البر‪ ،‬وهؤلء كلهم عشر‬
‫الطيور‪ ،‬وهؤلء كلهم عشر‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .144 :‬العراف‪ (3) .181 :‬في المصدر‪ :‬وقخخد أعطخخى الخخ‪(4) .‬‬
‫مجمع البيان‪ :‬ج ‪ ،4‬ص ‪ (5) .489‬مجمع البيان‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص‪.(*) 503 :‬‬
‫]‪[319‬‬

‫حيوانات البحر‪ ،‬وهؤلء كلهم عشر ملئكة الرض الموكلين بها‪ ،‬وكل هخخؤلء عشخخر‬
‫ملئكة السماء الدنيا‪ ،‬وكل هخؤلء عشخر ملئكخة السخماء الثانيخة‪ ،‬وعلخى هخذا‬
‫الترتيب إلى السماء السابعة‪ ،‬ثم الكل في مقابلة ملئكة الكرسي نزر قليل‪ ،‬ثم‬
‫كل هؤلء عشر ملئكة سرادق واحد )‪ (1‬من سرادقات العرش الخختي عخخددها‬
‫ستمأة ألخخف‪ ،‬طخخول كخخل سخخرادق وعرضخخه وسخخمكه إذا قخخوبلت بخخه السخخماوات‬
‫والرضون وما فيهما وما بينهما )‪ (2‬فإنهخا كلهخخا تكخون شخيئا يسخيرا‪ ،‬وقخدرا‬
‫صغيرا‪ ،‬وما من مقدار موضع قدم إل وفيه ملك ساجد أو راكخخع أو قخخائم لهخخم‬
‫زجل بالتسبيح والتقديس‪ ،‬ثم كل هخخؤلء فخخي مقابلخخة الملئكخخة الخخذين يحومخخون‬
‫حول العرش كالقطرة في البحر ول يعرف )‪ (3‬عددهم إل ال‪ ،‬ثم مع هخخؤلء‬
‫ملئكة اللوح الذين هم أشياع إسرافيل عليه السلم والملئكة الذين هخم جنخود‬
‫جبرئيل عليه السلم وهم كلهم سامعون مطيعون ل يفترون مشتغلون بعبادته‬
‫سبحانه‪ ،‬رطاب اللسنة بذكره وتعظيمه‪ ،‬يتسابقون في ذلك منخخذ )‪ (4‬خلقهخخم‪،‬‬
‫ل يسخختكبرون عخخن عبخخادته آنخخاء الليخخل والنهخخار ]و[ ل يسخخأمون‪ ،‬ل تحصخخى‬
‫أجناسخخهم‪ ،‬ول مخخدة أعمخخارهم‪ ،‬ول كيفيخخة عبخخاداتهم )‪ (5‬وهخخذا تحقيخخق حقيقخخة‬
‫ملكوته جل جللخخه علخخى مخخا قخخال )ومخخا يعلخخم جنخخود ربخخك إل هخخو )‪- 1 .((6‬‬
‫الخصال‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن محمد بن الحسن الصخخفار عخخن‬
‫محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن عبخخد الخ بخخن هلل‪ ،‬عخخن‬
‫العل‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪ :‬لقد خلخخق‬
‫ال عزوجل في الرض منذ خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم‪ ،‬خلقهخخم‬
‫من أديم الرض فأسكنهم فيها‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬السرادق الواحد‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وما فيها وما بينها‪ (3) .‬فخخي‬
‫المصخخدر‪ :‬ول يعلخخم‪ (4) .‬فخخي المصخدر‪ :‬مخخذ )‪ (5‬فخخي المصخدر ول يحصخخى‬
‫اجناسهم ول مدة اعمخخارهم ول كيفيخخة عبخخادتهم إل الخ تعخخالى‪ (6) .‬المخخدثر‪:‬‬
‫‪ ،31‬مفاتيح الغيب‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.378‬‬

‫]‪[320‬‬

‫واحدا بعد واحد مع عالمه‪ ،‬ثم خلق ال عزوجل آدم أبا البشر )‪ (1‬وخلخخق ذريتخخه منخخه‪،‬‬
‫ول وال ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقهخخا‪ ،‬ول خلخخت النخخار مخخن‬
‫أرواح الكفار والعصاة منخخذ خلقهخخا عزوجخخل‪ ،‬لعلكخخم تخخرون أنخخه إذا كخخان يخخوم‬
‫القيامة وصير ال أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجنة‪ ،‬وصير أبدان أهخخل‬
‫النار مع أرواحهم في النار أن ال تبارك وتعالى ل يعبد في بلده‪ ،‬ول يخلخخق‬
‫خلقا يعبدونه و يوحدونه ؟ ! بلى وال‪ ،‬ليخلقن ال خلقخخا مخخن غيخخر فحولخخة ول‬
‫إناث‪ ،‬يعبخخدونه و يوحخخدونه ويعظمخخونه‪ ،‬ويخلخخق لهخخم أرضخخا تحملهخخم وسخخماء‬
‫تظلهخخم‪ ،‬أليخخس الخخ عزوجخخل يقخخول‪) :‬يخخوم تبخخدل الرض غيخخر الرضخخل‬
‫والسماوات( وقال ال عزوجل )أفعيينا بالخلق الول بل هم في لبس من خلق‬
‫جديد )‪ .((2‬العياشي‪ :‬عن محمد مثله‪ - 2 .‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عخخن سخخعد بخخن‬
‫عبد ال‪ ،‬عن الحسن بن عبد الصمد‪ ،‬عن الحسن بخخن )‪ (3‬أبخخي عثمخخان‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫حدثنا العبادي بن عبد الخالق‪ ،‬عمن حدثه عن أبي عبد ال عليه السخخلم قخخال‪:‬‬
‫إن ل عزوجل اثني عشر ألف عالم‪ ،‬كل عالم منهم أكخخبر مخخن سخخبع سخخماوات‬
‫وسبع أرضين‪ ،‬مخخا يخخرى عخخالم منهخخم أن لخ عزوجخخل عالمخخا غيرهخخم‪ ،‬و إنخخي‬
‫الحجة عليهم )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬أبا هذا البشر‪ (2) .‬الخصال‪ (3) .11 :‬فخخي المصخخدر‪) :‬الحسخخن بخخن‬
‫على بن ابى عثمان( وكلهما واحخخد‪ ،‬قخخال النجاشخخي )‪ (48‬الحسخخن بخخن أبخخى‬
‫عثمان الملقب )سخجادة( أبخو محمخد كخوفى ضخعفه اصخحابنا )انتهخى( وقخال‬
‫الكشى‪ :‬على السجادة لعنة ال ولعنخخة اللعنيخخن والملئكخخة والنخخاس اجمعيخخن‬
‫فلقد كان من العليانية الذين يقعون في رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه ليخخس‬
‫لهم في السلم نصيب )انتهى( و )سجاده( بكسر السبن وسمع ضخخمها كمخخا‬
‫في الساس بعدها جيم‪ :‬مقدار ما يضع الرجل وجهه في سخجوده ‪ -‬كمخا فخي‬
‫النهاية ‪ -‬ولعل تلقيبه بها للتزامه بها‪ ،‬عده الشيخ تارة مخخن اصخخحاب الجخخود‬
‫واخرى من أصحاب الهادى عليهما السلم‪ (4) .‬الخصال‪.(*) 172 :‬‬

‫]‪[321‬‬

‫منتخب البصائر لسعد بن عبد ال‪ :‬عن الحسن بن عبخد الصخمد إلخى آخخر السخند وعخن‬
‫محمد بن سنان عن المنفضل عنه عليه السلم مثله‪ - 3 .‬التوحيخخد والخصخخال‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب‪،‬‬
‫عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر بن يزيد‪ ،‬قال‪ :‬سخخألت أبخخا جعفخخر عليخخه السخخلم‬
‫عن قول ال عزوجل )أفعيينا بالخلق الول بل هم في لبخخس مخخن خلخخق جديخخد(‬
‫فقال‪ :‬يا جابر‪ ،‬تأويل ذلك أن الخ عزوجخخل إذا أفنخخى هخخذا الخلخخق وهخخذا العخخالم‬
‫وسكن )‪ (1‬أهل الجنة الجنة‪ ،‬وأهل النار النار‪ ،‬جدد )‪ (2‬الخ عزوجخخل عالمخخا‬
‫غير هذا العالم‪ ،‬وجدد عالما )‪ (3‬من غير فحولة ول إناث يعبدونه ويوحدونه‬
‫ويخلق )‪ (4‬لهم أرضا غير هذه الرض تحملهخخم‪ ،‬وسخخماء غيخخر هخخذه السخخماء‬
‫تظلهم‪ ،‬لعلك ترى أن ال عزوجل إنما خلق هخخذا العخخالم الواحخخد ! أو تخخرى أن‬
‫ال عزوجل لم يخلق بشرا غيركم ؟ ! بلى وال‪ ،‬لقد خلق ال خ تبخخارك وتعخخالى‬
‫ألخخف ألخخف عخخالم‪ ،‬وألخخف ألخخف آدم‪ ،‬وأنخخت )‪ (5‬فخخي آخخخر تلخخك العخخوالم واولئك‬
‫الدميين )‪ .(6‬بيان‪ :‬قوله عزوجل )أفعيينخخا بخخالخلق الول( المشخخهور أن هخخذه‬
‫اليخخة لثبخخات البعخخث‪ ،‬وهخخو المخخراد بخخالخلق الجديخخد‪ .‬قخخال الطبرسخخي ره‪ :‬أي‬
‫أفعجزنا حين خلقناهم أول ولم يكونوا شيئا‪ ،‬فكيف نعجز عن بعثهم وإعادتهم‬
‫؟ )بخخل هخخم فخخي لبخخس( أي فخخي ضخخلل وشخخك مخخن إعخخادة الخلخخق جديخخد )‪.(7‬‬
‫والصوفيه حملوه على تجخدد المثخخال الخخذي قخالوا بخه مخخالفين لسخائر العقلء‬
‫والمتدينين‪ ،‬ولعل التأويل الوارد فخخي الخخخبر مخخن بطخخون اليخخة‪ ،‬والجمخخع بينخخه‬
‫وبين ما‬

‫)‪ (1‬في الخصال‪ :‬واسكن‪ (2) .‬في الخصال‪ :‬أوجد الخخ‪ (3) .‬فخخي التوحيخخد‪ :‬خلقخخا‪(4) .‬‬
‫في بعخخض النسخخخ وفخخي الخصخخال‪ :‬وخلخخق‪ (5) .‬فخخي المصخخدرين‪ :‬انخخت‪(6) .‬‬
‫التوحيد‪ ،200 :‬الخصال‪ (7) .180 :‬مجمع البيان‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪.(*) 144‬‬

‫]‪[322‬‬

‫سبق يمكن بأن يكون الول محمول على الجناس وهذا على أنواع العوالم‪ ،‬وعلى أي‬
‫حال هذه الخبار تدل على حخدوث العخالم ل علخى قخدمه‪ ،‬كمخا تخوهمه بعخض‬
‫القائلين به‪ ،‬إذ الرزمان المعدود بالكثرة ل يصير غير متناه‪ - 4 .‬تفسير علخخى‬
‫بن ابراهيم‪ :‬عن سعيد بن محمد‪ ،‬عن بكر بن سهل‪ ،‬عن عبد الغني بن سعيد‪،‬‬
‫عن موسى بن عبد الرحمن‪ ،‬عن ابن جريج‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬عن ابن عبخخاس فخخي‬
‫قوله )رب العالمين( قال‪ :‬إن ال عزوجل خلخخق ثلثمخخأة عخخالم وبضخخعة عشخخر‬
‫عالما خلف قاف‪ ،‬وخلف البحار السبعة‪ ،‬لم يعصوا ال طرفة عيخخن قخخط‪ ،‬ولخخم‬
‫يعرفوا آدم ول ولده‪ ،‬كل عالم منهم يزيد من )‪ (1‬ثلثمائة وثلثخخة عشخخر مثخخل‬
‫آدم ومخخا ولخخد‪ ،‬فخخذلك )‪ (2‬قخخوله )إل أن يشخخاء ال خ رب العخخالمين( )‪- 5 .(3‬‬
‫قصص الراوندي‪ :‬بإسناده إلخخى الصخخدوق‪ ،‬عخخن أبيخخه ومحمخخد بخخن الحسخخن بخخن‬
‫الوليد معا‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن‬
‫الحسن ابن محبوب‪ ،‬عن عمرو بن أبي المقدام‪ ،‬عخن جخابر‪ ،‬عخن أبخي جعفخر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬سئل أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬هل كان في الرض خلخخق‬
‫من خلخق الخ تعخالى يعبخدون الخ قبخل آدم وذريتخة‪ ،‬فقخال‪ :‬نعخم‪ ،‬قخد كخان فخي‬
‫السخموات والرض خلخق مخن خلخق الخ يقدسخون الخ ويسخبحونه ويعظمخونه‬
‫بالليل والنهار ل يفترون‪ ،‬فإن الخ عزوجخخل لمخخا خلخخق الرضخخين خلقهخخا قبخخل‬
‫السماوات‪ ،‬ثم خلق الملئكة روحانيين لهم أجنحخخة يطيخخرون بهخخا حيخخث يشخخاء‬
‫ال‪ ،‬فأسكنهم فيما بين أطبخخاق السخخماوات يقدسخخونه الليخخل والنهخخار‪ ،‬واصخخطفى‬
‫منهخخم إسخخرافيل وميكائيخخل وجبرئيخخل‪ ،‬ثخخم خلخخق عزوجخخل فخخي الرض الجخخن‬
‫روحانيين لهم أجنحة فخلقهخخم دون خلخخق الملئكخخة‪ ،‬وحفظهخخم أن يبلغخخوا مبلخخغ‬
‫الملئكة في الطيران وغير ذلك‪ ،‬فأسكنهم فيما بيخخن أطبخخاق الرضخخين السخخبع‬
‫وفوقهن يقدسون ال الليل والنهار ل يفترون‪ ،‬ثم خلق خلقا دونهخخم لهخخم أبخخدان‬
‫وأرواح بغير أجنحة يأكلون ويشربون‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬عن‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وذلك‪ (3) .‬تفسير القمى‪.(*) 715 :‬‬
‫]‪[323‬‬

‫)نسناس( أشباه خلقهم‪ ،‬وليسوا بإنس‪ ،‬وأسكنهم أوساط الرض على ظهر الرض مع‬
‫الجن يقدسون ال الليل والنهار ل يفترون‪ ،‬قال‪ :‬وكان الجن تطير في السخخماء‬
‫فتلقى الملئكة في السماوات فيسلمون عليهم ويزورونهم ويسخختريحون إليهخخم‬
‫ويتعلمون منهم )الخبر(‪ .‬ثم إن طائفة مخن الجخن والنسخخناس الخذين خلقهخم الخ‬
‫وأسكنهم أوساط الرض مع الجن تمردوا وعتوا عن أمر ال‪ ،‬فمرحوا وبغوا‬
‫في الرض بغير الحق‪ ،‬وعل بعضهم على بعض في العتو على ال تعخخالى )‬
‫‪ (1‬حتى سفكوا الدماء فيما بينهم‪ ،‬وأظهروا الفساد وجحدوا ربوبية ال تعالى‪.‬‬
‫قال‪ :‬وأقامت الطائفة المطيعون من الجن على رضوان ال وطاعته‪ ،‬وبخخاينوا‬
‫الطائفتين من الجن والنسناس الذين عتوا عن أمر ال تعخخالى‪ .‬قخخال‪ :‬فحخخط الخ‬
‫أجنحة الطائفة من الجن الذين عتوا عن أمر الخ وتمخردوا فكخانوا ل يقخدرون‬
‫على الطيخخران إلخخى السخخماء وإلخخى ملقخخاة الملئكخخة لمخخا ارتكبخخوا مخخن الخخذنوب‬
‫والمعاصي‪ .‬قخخال‪ :‬وكخخانت الطائفخخة المطيعخخة لمخخر الخ مخخن الجخخن تطيخخر إلخخى‬
‫السماء الليل والنهار علخخى مخخا كخخانت عليخخه‪ ،‬وكخخان إبليخخس واسخخمه )الحخخارث(‬
‫يظهر للملئكة أنه من الطائفة المطيعة‪ ،‬ثم خلق ال ]تعالى[ خلقا على خلف‬
‫خلق الملئكة وعلى خلف خلق الجن وعلخخى خلف خلخخق النسخخناس‪ ،‬يخخدبون‬
‫كما يدب الهوام في الرض يأكلون ويشربون كما تأكل النعخخام مخخن مراعخخي‬
‫الرض كلهم ذكران ليس فيهم إناث‪ ،‬لخخم يجعخخل الخ فيهخخم شخخهوة النسخخاء‪ ،‬ول‬
‫حب الولد‪ ،‬ول الحرص‪ ،‬ول طول المخخل ول لخخذة عيخخش‪ ،‬ل يلبسخخهم الليخخل‬
‫ول يغشاهم النهار ]و[ ليسوا ببهائم ول هوام‪ ،‬لباسهم ورق الشجر‪ ،‬وشخخربهم‬
‫من العيون الغزار والوديخخة الكبخخار‪ ،‬ثخخم أراد الخ أن يفرقهخخم فرقخختين‪ ،‬فجعخخل‬
‫فرقة خلف مطلع الشمس مخخن وراء البحخخر‪ ،‬فكخخون لهخخم مدينخخة أنشخخأها تسخخمى‬
‫)جابرسا( طولها اثنا عشر ألف فرسخخ فخي اثنخي عشخر ألخف فرسخخ‪ ،‬وكخون‬
‫عليها سورا من حديد يقطخع الرض إلخى السخماء‪ ،‬ثخم أسخكنهم فيهخا‪ ،‬وأسخكن‬
‫الفرقة الخرى خلق مغرب الشمس من وراء البحر‪ ،‬وكون لهم مدينة أنشأها‬
‫تسمى )جابلقا(‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬حيث )*(‪.‬‬

‫]‪[324‬‬

‫طولها اثنا عشر ألف فرسخ في اثني عشر ألف فرسخخخ‪ ،‬وكخخون لهخخم سخخورا مخخن حديخخد‬
‫يقطخخع إلخخى السخخماء‪ ،‬فأسخخكن الفرقخخة الخخخرى فيهخخا‪ ،‬ل يعلخخم أهخخل )جابرسخخا(‬
‫بموضع أهل )جابلقا( ول يعلم أهل )جابلقا( بموضع أهل )جابرسا( ول يعلخخم‬
‫بهم أهل أوساط الرض من الجن والنسناس‪ ،‬فكانت الشمس تطلع علخخى أهخخل‬
‫أوساط الرضين من الجن والنسناس فينتفعون بحرها ويستضيئون بنورهخخا‪،‬‬
‫ثم تغرب في عين حمئة فل يعلم بها أهل جابلقا إذا غربت‪ ،‬ول يعلم بها أهخخل‬
‫جابرسا إذا طلعت‪ ،‬لنها تطلع مخخن دون جابرسخخا‪ ،‬وتغخخرب مخخن دون جابلقخخا‪.‬‬
‫فقيل‪ :‬يا أمير المؤمنين فكيف يبصرون ويحيون ؟ وكيخخف يخخأكلون ويشخخربون‬
‫وليس تطلع الشمش عليهم ؟ فقال‪ :‬إنهم يستضخخيئون بنخخور الخخ‪ ،‬فهخخم فخخي أشخخد‬
‫ضوء من نور الشخخمس‪ ،‬ول يخخرون أن الخ تعخخالى خلخخق شمسخخا ول قمخخرا ول‬
‫نجوما ول كواكب‪ ،‬ول يعرفون شخخيئا غيخخره‪ .‬فقيخخل‪ :‬يخخا أميخخر المخخؤمنين فخخأين‬
‫إبليس عنهم ؟ قال‪ :‬ل يعرفخخون إبليخخس ول سخخمعوا بخخذكره ل يعرفخخون إل الخ‬
‫وحده ل شريك لخخه‪ ،‬لخخم يكنسخخب أحخخد منهخخم قخخط خطيئة‪ ،‬ولخخم يقخخترب إثمخخا‪ ،‬ل‬
‫يسقمون ول يهرمون ول يموتون إلى يخخوم القيامخخة‪ ،‬يعبخخدون الخ ل يفخخترون‪،‬‬
‫الليل والنهار عندهم سواء‪ .‬وقال‪ :‬إن ال أحب أن يخلق خلقخخا‪ ،‬وذلخخك بعخخد مخخا‬
‫مضى للجن والنسناس سبعة آلف سنة‪ ،‬فلما كان من خلق )‪ (1‬الخ أن يخلخخق‬
‫آدم للذي أراد من التدبير والتقدير فيما هو مكونة فخخي السخخماوات والرضخخين‬
‫كشط عن أطباق السماوات‪ ،‬ثم قال للملئكة‪ :‬انظخخروا إلخخى أهخخل الرض مخخن‬
‫خلقي من الجن والنسناس هل ترضون أعمالهم وطاعتهم لي ؟ فخخاطلعت )‪(2‬‬
‫ورأوا مخخا يعملخخون فيهخخا مخخن المعاصخخي وسخخفك الخخدماء والفسخخاد فخخي الرض‬
‫الرض بغير الحق أعظموا ذلك وغضبوا ال وأسفوا على أهل الرض ولخخم‬
‫يملكوا غضخخبهم وقخخالوا‪ :‬يخخا ربنخخا أنخخت العزيخخز الجبخخار القخخاهر العظيخخم الشخخأن‬
‫وهؤلء كلهم خلقك الضعيف الخخذليل فخخي أرضخخك كلهخخم يتقلبخخون فخخي قبضخختك‬
‫ويعيشون برزقك ويتمتعون بعافيتك وهم يعصونك‬

‫)‪ (1‬شأن )خ(‪ (2) .‬في المخطوطة‪ :‬فلما اطلعوا )*(‪.‬‬

‫]‪[325‬‬

‫بمثل هذه الذنوب العظام ل تغضب ول تنتقم منهم لنفسك بما تسخخمع منهخخم وتخخرى وقخخد‬
‫عظم ذلك علينا وأكبرناه فيك ! قال‪ :‬فلما سمع ال تعالى مقالة الملئكخخة قخخال‪:‬‬
‫إني جاعل في الرض خليفة‪ ،‬فيكون حجتي على خلقخخي فخخي أرضخخي‪ .‬فقخخالت‬
‫الملئكة‪ :‬سبحانك ربنا ! أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح‬
‫بحمدك ونقدس لك ؟ ! فقال ال تعالى‪ :‬يا ملئكخختي إنخخي أعلخخم مخخا ل تعلمخخون‪،‬‬
‫إني أخلق خلقا بيدي‪ ،‬وأجعل من ذريتخخه أتبيخخاء ومرسخخلين وعبخخادا صخخالحين‪،‬‬
‫وأئمخخة مهتخخدين‪ ،‬وأجعلهخخم خلفخخائي علخخى خلقخخي فخخي أرضخخي‪ ،‬ينهخخونهم عخخن‬
‫معصيتي‪ ،‬وينذرونهم من عذابي‪ ،‬ويهدونهم إلى طاعتي ويسلكون بهم طريق‬
‫سخخبيلي‪ ،‬أجعلهخخم حجخخة لخخي عخخذرا أو نخخذرا‪ ،‬وأنفخخي الشخخياطين مخخن أرضخخي‪،‬‬
‫وأطهرها منهم‪ ،‬فاسكنهم في الهواء وأقطار الرض وفخخي الفيخخافي فل يراهخخم‬
‫خلقي )‪ ،(1‬ول يرون شخصهم ول يجالسونهم ول يخالطونهم ول يؤاكلونهم‬
‫ول يشاربونهم وأنفر مردة الجن العصاة من نسخخل بريخختي وخلقخخي وخيرتخخي‪،‬‬
‫فل يجارون خلقي وأجعل بين خلقي وبين الجان حجابخخا فل يخخري خلقخخي )‪(2‬‬
‫شخص الجن‪ ،‬ول يجالسونهم ول يشاربونهم‪ ،‬ول يتهجمخخون تهجمهخخم‪ ،‬ومخخن‬
‫عصخخاني مخخن نسخخل خلقخخي الخخذي عظمتخخه واصخخطفيته لغيخخبي اسخخكنهم مسخخاكن‬
‫العصاة‪ ،‬واوردهم موردهم ول ابالي‪ .‬فقالت الملئكة‪ :‬ل علم لنا إل ما علمتنا‬
‫إنك أنت العليم الحكيم‪ .‬فقال للملئكة‪ :‬إني خالق بشرا من صلصال مخخن حمخخأ‬
‫مسنون‪ ،‬فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعواله ساجدين‪ .‬قال‪ :‬وكان ذلخخك‬
‫من ال تقدمة للملئكة قبل أن يخلقه احتجاجا منه عليهم وما كان ال ليغير ما‬
‫بقوم إل بعد الحجة عخخذرا أو نخخذرا‪ ،‬فخخأمر تبخخارك وتعخخالى ملكخخا مخخن الملئكخخة‬
‫فاغترف غرفة بيمينه فصلصلها في كفخه فجمخخدت‪ ،‬فقخال الخ عزوجخخل‪ :‬منخخك‬
‫أخلق‪ .‬ايضاح‪) :‬أشباه خلقهم( أي بخخالنس‪ ،‬أو بعضخخهم ببعخخض‪ ،‬أو بالضخخافة‬
‫أي أشباه خلق الجن‪) .‬فمرحوا( بالحاء المهملخة‪ ،‬يقخال‪ :‬مخرح كفخرح أي أشخر‬
‫وبطر‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬في المخطوطة‪ :‬نسل خلقي )*(‪.‬‬

‫]‪[326‬‬

‫واختخخال ونشخخط تبخخخترا )‪ ،(1‬أو بخخالجيم والمخخرج بالتحريخخك الفسخخاد والقلخخق والختلط‬
‫والضطراب والفعل كفخخرح أيضخخا‪) .‬ل يلبسخخهم الليخخل( لعخخل المعنخخى أنهخخم لخخم‬
‫يكونوا يحتاجون في الليل إى ستر‪ ،‬وفي النهار إلى غشاء وستر‪ ،‬أو أنهم لمخخا‬
‫لم تطلع عليهم الشمس ل ليل عندهم ول نهار )‪ (2‬ويظهر من هخخذا الخخخبر أن‬
‫جابلقا وجابرسا خارجان من هذا العالم خلف السماء الرابعة بل السابعة على‬
‫المشهور‪ ،‬وأهلهمخا صخنف مخن الملئكخة‪ ،‬أو شخبيه بهخم واختصخر الراونخدي‬
‫الخبر‪ ،‬وتمامه مر بسند آخر في المجلد الخامس‪ - 6 .‬البصخخائر‪ :‬عخخن يعقخخوب‬
‫بن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير )‪ (3‬عن رجاله‪ ،‬عن أبي‬

‫)‪ (1‬في اكثر النسخ‪ :‬وتبختر‪ (2) .‬بل الثاني متعين‪ (3) .‬هو محمد بن زياد بن عيسخخى‬
‫أبو أحمد الزدي من موالى المهلب بن أبى صفرة‪ ،‬و قيل مخخولى بنخخى اميخخة‬
‫والول أصخخح‪ ،‬بغخخدادي الصخخل والمقخخام‪ ،‬كخخان اوثخخق النخخاس عنخخد الخاصخخة‬
‫والعامة وانسكهم نسكا وأورعهم واعبخخدهم‪ ،‬وكخخان مخخن اصخخحاب الجمخخاع‪،‬‬
‫جليل القدر‪ ،‬عظيم الشأن‪ .‬قال الفضل بن شاذان‪ :‬دخلت العراق فرأيت أحدا‬
‫يعاتب صاحبه ويقول له‪ :‬أنت رجل عليك عيال وتحتاج ان تكسب عليهخخم ؟‬
‫وما آمن أن تذهب عيناك لطول سجودك‪ ،‬فلما اكثر عليه قال‪ :‬اكثرت على‪،‬‬
‫ويحك لو ذهبت عين أحد من السجود لذهبت ين ابخخن ابخخى عميخخر‪ ،‬مخخا ظنخخك‬
‫برجل يسجد سجدة الشكر بعد صلوة الفجر فمخخا يرفخخع رأسخخه ال عنخخد زوال‬
‫الشمس ! كان متمول رب خمسمائة الف درهخخم‪ ،‬روى الكشخخى انخخه ضخخرب‬
‫مائة وعشرين خشبة امام هارون‪ ،‬وتولى ضخخربه السخخندي بخخن شخخاهك علخخى‬
‫التشيع‪ ،‬وحبس فأدى مائة وأحخخد وعشخخرين الخخف درهخخم حخختى خلخخى عنخخه‪ .‬و‬
‫ايضا اخذه المأمون وحبسه‪ ،‬وأصابه من الجهد والضيق امخخر عظيخخم واخخخذا‬
‫المأمون كل شئ كان له وذلك بعد موت الرضا عليخخه السخخلم قيخخل انخخه كخخان‬
‫في الحبس اربع سنين‪ ،‬وروى المفيد )ره( في الختصاص انخخه حبخخس سخخبع‬
‫عشر سنين‪ ،‬وفي حال استتاره وكونه في الحبس دفنخخت اختخخه كتبخخه فهلكخخت‬
‫الكتب‪ ،‬وقيل‪ :‬تركها في غرفة فسال عليها المطر فحخخدث مخخن حفظخخه وممخخا‬
‫كان سلف له في ايدى النخخاس‪ ،‬فلهخخذا تسخخكن الصخخحاب إلخخى مراسخخيله‪ ،‬قخخال‬
‫المحقق الداماد في الرواشخح السخماوية )ص‪ (67 :‬مراسخيل محمخد بخن أبخى‬
‫عمير تعد في حكخم المسخخانيد‪ ،‬إلخخى ان قخخال‪ :‬كخان يخخروى مخخا يرويخه باسخانيد‬
‫صحيحة‪ ،‬فلما ذهبت كتبخخه ارسخخل روايخخاته الخختى كخخانت هخخي مخخن المضخخبوط‬
‫المعلوم المسند عنده بسند صخخحيح‪ ،‬فمراسخخيله فخخي الحقيقخخة مسخخانيد معلومخخة‬
‫التصال )انتهى( قال النجاشخخي )ص‪ (250 :‬لقخى أبخخا الحسخن موسخى عليخخه‬
‫السخلم وسخمع منخه احخاديث إلخى ان قخال وروى عخن الرضخا عليخه السخلم‬
‫)انتهى( وقيل انه ادرك أبا الحسن موسى عليه السلم ولم يرو عنخخه وروى‬
‫عن الرضا والجواد عليهما السلم واستظهر في )جخخامع الخخرواة( انخخه ادرك‬
‫اربعة من الئمة‪ :‬الصادق‪ :‬والكاظم والرضا والجخخواد عليهخخم السخخلم وأيخخده‬
‫بتأييدات يطول ذكرها )*(‪.‬‬

‫]‪[327‬‬

‫عبد ال عليه السلم يرفع الحديث إلى الحسن بن علي عليهما السخخلم أنخخه قخخال‪ :‬إن لخ‬
‫مدينتين‪ :‬إحداهما بالمشرق والخرى بالمغرب‪ ،‬عليهمخخا سخخوران مخخن حديخخد‪،‬‬
‫وعلى كل مدينة ألف ألف مصراع مخخن ذهخخب‪ ،‬وفيهخخا سخخبعين )‪ (1‬ألخخف ألخخف‬
‫لغة‪ ،‬يتكلم كل لغة بخلف لغة صاحبه‪ ،‬وأنا أعرف جميع اللغخخات ومخخا فيهمخخا‬
‫وما بينهما‪ ،‬وما عليهما حجة غيري والحسين أخي )‪ .(2‬ومنه‪ :‬عن أحمد بخخن‬
‫الحسين عن أبيه بهذا السناد مثلخخه‪ - 7 .‬ومنخخه‪ :‬عخخن محمخخد بخخن المثنخخى‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن عثمان بن زيد‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السخخلم قخخال‪ :‬سخخألته‬
‫عن قول ال عزوجخخل )وكخخذلك نخخري إبراهيخخم ملكخخوت السخخماوات والرض(‬
‫قال‪ :‬فكنت مطرقا إلى الرض فرفع يده إلى فوق‪ ،‬ثم قخخال لخخي‪ :‬ارفخخع رأسخخك‬
‫فرفعت رأسي فنظرت إلى السقف قد انفجر‪ ،‬حتى خلخخص بصخخري إلخخى نخخور‬
‫ساطع حار بصري دونه قال‪ :‬ثخخم قخخال لخخي‪ :‬رأى إبراهيخخم ملكخخوت السخخماوات‬
‫والرض هكخخذا‪ ،‬قخخال لخخي‪ :‬أطخخرق‪ ،‬فخخأطرقت‪ ،‬ثخخم قخخال ]لخخي[‪ :‬ارفخخع رأسخخك‪،‬‬
‫فرفعت رأسي‪ ،‬فإذا السقف على حاله‪ ،‬قال‪ :‬ثم أخذ بيدي وقام وأخرجني مخخن‬
‫البيت الذي كنت فيه‪ ،‬وأدخلني بيتا آخر‪ ،‬فخلع ثيابه الخختى كخخانت عليخخه ولبخخس‬
‫ثيابا غيرها‪ ،‬ثم قال لي‪ :‬غض بصرك‪ ،‬فغضضت بصري‪ ،‬وقال لي‪ :‬ل تفتح‬
‫عينك‪ ،‬فلبثت ساعة ثم قال لي‪ :‬أتدري أين أنت ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬جعلت فداك‪ .‬فقخخال‬
‫لي‪ :‬في الظلمه التي سلكها ذوالقرنين‪ .‬فقلت لخخه‪ :‬جلعخخت فخخداك‪ ،‬أتخخأذن لخخي أن‬
‫أفتح عيني‪ .‬فقال لي‪ :‬افتح‪ ،‬فإنك ل ترى شيئا‪ .‬ففتحت عيني فإذا أنا في ظلمخخة‬
‫ل ابصر فيها موضع قدمي‪ ،‬ثم سار قليل ووقف‪ ،‬فقخخال لخخي‪ :‬هخخل تخخدري أيخخن‬
‫أنت ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬أنت واقف على عين الحياة الخختي شخخرب منهخخا الخضخخر‪.‬‬
‫وخرجنا من ذلك العالم إلى عخخالم آخخخر‪ ،‬فسخخلكنا فيخخه فرأينخخا كهيئة عالمنخخا فخخي‬
‫بنائه متساكنه وأهله‪ ،‬ثم خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة الول‬

‫)‪ (1‬سبعون )ط(‪ (2) .‬رواه في الكافي )ج ‪ ،1‬ص ‪ (462‬عن أحمد بن محمد ومحمخخد‬
‫بن يحيى‪ ،‬عن محمد الحسين‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن ابن أبى عمير عخخن‬
‫رجاله )*(‪.‬‬

‫]‪[328‬‬

‫والثاني‪ ،‬حخختى وردنخخا خمسخخة عخخوالم‪ ،‬قخخال‪ :‬ثخخم قخخال‪ :‬هخخذه ملكخخوت الرض ولخخم يرهخخا‬
‫إبراهيم‪ ،‬وإنما رأى ملكوت السماوات‪ ،‬وهي اثنا عشر عالما كل عخخالم كهيئة‬
‫ما رأيت كلما مضى منا إمام يكن أحد هذه العوالم‪ ،‬حتى يكون آخرهخخم القخخائم‬
‫في عالمنا الذي نحن ساكنوه‪ .‬قخخال‪ :‬ثخخم قخخال لخخي‪ :‬غخخض بصخخرك‪ ،‬فغضضخخت‬
‫بصري ثم أخذ بيدي‪ ،‬فإذا نحن في البيت الذي خرجنا منه‪ ،‬فنزع تلك الثيخخاب‬
‫ولبس الثياب التي كانت عليه‪ ،‬وعدنا إلخى مجلسخنا‪ .‬فقلخت‪ :‬جعلخت فخداك‪ ،‬كخخم‬
‫مضى من النهار‪ ،‬قال‪ :‬ثلث ساعات‪ .‬بيان‪) :‬ولم يرها إبراهيم( أي كلهخخا‪ ،‬أو‬
‫في وقت الحتجاج على قومه ورآها بعدا‪ ،‬وكخخأن فخخي قرائتهخخم عليهخخم السخخلم‬
‫)والرض( بالنصب‪ - 8 .‬البصائر‪ :‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‬
‫بن مالك الكوفي‪ ،‬عن محمد بن عمار‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قخخال‪ :‬كنخخت عنخخد أبخخي‬
‫عبد ال عليه السخلم فركخض برجلخه الرض فخإذا بحرفيخة سخفن مخن فضخة‪،‬‬
‫فركب وركبت معه حتى انتهى إلى موضع فيخخه خيخخام مخخن فضخخة‪ ،‬فخخدخلها ثخخم‬
‫خرج فقال‪ :‬رأيت الخيمة التي دخلتها أول‪ ،‬فقلت‪ :‬نعم قال‪ :‬تلك خيمة رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬والخرى خيمة أمير المؤمنين عليه السخخلم والثالثخخة‬
‫خيمخخة فاطمخخة والرابعخخة خيمخخة الخديجخخة )‪ ،(1‬والخامسخخة خيمخخة الحسخخن‪،‬‬
‫والسادسة خيمة الحسين‪ ،‬و السابعة خيمة علخخي بخخن الحسخخين‪ ،‬والثامنخخة خيمخخة‬
‫أبي‪ ،‬والتاسعة خيمتي‪ ،‬وليس أحد منا يموت إل ولخه خيمخخة يسخكن فيهخخا‪- 9 .‬‬
‫ومنه‪ :‬عن عبد ال بن محمد الحجال‪ ،‬عن الحسخخن بخخن الحسخخين اللؤلخخؤي عخخن‬
‫محمد بن سنان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن سدير‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السخخلم‬
‫يا أبا الفضل إني لعخخرف رجل مخخن المدينخخة أخخخذ قبخخل مطلخخع الشخخمس وقبخخل‬
‫غروبها إلى الفئة الخختي قخخال الخ )ومخخن قخخوم موسخخى امخخة يهخخدون بخخالحق وبخخه‬
‫يعدلون( لمشاجرة كانت فيما بينهم فأصلح بينهم‪ - 10 .‬ومنه‪ :‬عن محمخخد بخخن‬
‫عبد ال‪ ،‬عن إسماعيل بن موسى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‬
‫)‪ (1‬خديجة )خ( )*(‪.‬‬

‫]‪[329‬‬

‫عن عمه عبد الصمد بن علي‪ ،‬قال‪ :‬دخل رجل على علي بخخن الحسخخين عليهمخخا السخخلم‬
‫فقال له علي بن الحسين‪ :‬من أنت ؟ قال‪ :‬أنا منجم‪ ،‬قال‪ :‬فخخأنت عخخراف‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فنظر إليه ثم قال‪ :‬هل أدلك على رجل قدم مخخذ دخلخخت علينخخا فخخي أربخخع عشخخر‬
‫عالما كل عالم أكبر من الدنيا ثلث مرات لم يتحرك من مكانه ؟ ! قخخال‪ :‬مخخن‬
‫هو ؟ قال‪ :‬أنا‪ ،‬وإن شئت أنبأتك بما أكلخخت وادخخخرت فخخي بيتخخك‪ - 11 .‬ومنخخه‪:‬‬
‫عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن صفوان بن يحيي‪ ،‬عن بعض رجاله عن أبي عبد‬
‫ال عن أبيه‪ ،‬عن على بن الحسين‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليهم السلم قخخال‪ :‬إن‬
‫ل بلدة خلف المغرب يقال لها )جابلقا( وفي جابلقا سبعون ألف امة ليس منها‬
‫امة إل مثل هذه المة‪ ،‬فمخخا عصخخوا الخ طرفخخة عيخخن‪ ،‬فمخخا يعملخخون عمل ول‬
‫يقولون قول إل الدعاء على الولين )‪ (1‬والبرائة منهما‪ ،‬والولية لهل بيخخت‬
‫رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ - 12 .‬ومنخخه‪ :‬عخخن يعقخخوب بخخن إسخخحق بخخن‬
‫إبراهيم الجريري‪ ،‬عن أبي عمران الرمني‪ ،‬عن الحسين بن الجارود‪ ،‬عمن‬
‫حدثه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السخخلم قخخال‪ :‬إن مخخن وراء أرضخخكم هخخذه أرضخخا‬
‫بيضاء ضوؤها منها‪ ،‬فيها خلق يعبدون ال ل يشركون به شخخيئا يتخخبرؤن مخخن‬
‫فلن وفلن‪ - 13 .‬ومنخخه‪ :‬عخخن أحمخخد بخخن موسخخى‪ ،‬عخخن الحسخخين بخخن موسخخى‬
‫الخشاب‪ ،‬عن علي ابن حسان‪ ،‬عن عبد الرحيم بن كخخثير‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إن من وراء عين شمسكم هذه أربعين عين شمس فيها خلق‬
‫كثير‪ ،‬وإن من وراء قمركم أربعين قمرا فيهخخا خلخخق كخخثير‪ ،‬ل يخخدرون أن الخ‬
‫خلق آدم أم لم يخلقه‪ ،‬الهموا إلهاما لعنة فلن وفلن‪ - 14 .‬ومنخخه‪ :‬عخخن سخخلمة‬
‫بن الخطاب‪ ،‬عن سليمان بن سماعة‪ ،‬وعبد الخ بخخن محمخخد عخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫القاسم‪ ،‬عن سماعة يرفعه إلى الحسن وأبي الجارود‪ ،‬وذكراه عن أبخخي سخخعيد‬
‫الهمداني‪ ،‬قال‪ :‬قال الحسين بن علي عليهما السلم إن ل مدينة في المشخخرق‪،‬‬
‫ومدينة في المغرب‪ ،‬على كل واحد سخور مخن حديخد‪ ،‬فخي كخل سخور سخبعون‬
‫ألف مصراع‪ ،‬يدخل‬

‫)‪ (1‬يعنى الجبت والطاغوت‪.‬‬

‫]‪[330‬‬

‫من كل مصراع سبعون ألف لغة آدمي ليس منها لغة إل مخخخالف الخخخرى‪ ،‬ومخخا منهخخا‬
‫لغة إل وقد علمناها‪ ،‬وما فيهما وما بينهما ابن نبي غيخخري وغيخخر أخخخي‪ ،‬وأنخخا‬
‫الحجة عليهم‪ - 15 .‬ومنه‪ :‬عن أحمد بن الحسين‪ ،‬عن علي بخخن الزيخخات )‪،(1‬‬
‫عن عبيدال ابن عبد ال الدهقان‪ ،‬عن أبي الحسخن عليخه السخلم قخال‪ :‬سخمعته‬
‫يقول‪ :‬إن ل خلف هذا النطاق زبرجخخدة خضخخراء‪ ،‬فمخخن خضخخرتها اخضخخرت‬
‫السماء‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬وما النطاق ؟ قال‪ :‬الحجاب‪ ،‬ول وراء ذلخخك سخخبعون ألخخف‬
‫عالم أكثر من عدد النس والجن وكلهم يلعن فلنا وفلنا‪ .‬بيخخان‪ :‬لعخخل المخخراد‬
‫بالنطاق الجبال المحسوسة لنخخا‪ ،‬وبالزبرجخخدة جبخخل قخخاف‪ ،‬أو المخخراد بالنطخخاق‬
‫ذلك الجبل‪ ،‬والزبرجدة خلفه‪ ،‬ويحتمل على بعد السماء‪ .‬قال فخخي النهايخخة‪ :‬فخخي‬
‫حديث العباس يمدح النبي صلى ال عليه وآلخخه‪ :‬حخختى احتخخوى بيتخخك المهيمخخن‬
‫من * خندف علياء تحتهخا النطخق النطخخق جمخع )نطخخاق( وهخخي أعخخراض مخخن‬
‫جبال بعضها فوق بعض‪ ،‬أي نواح وأوساط منها شبهت بالنطق التي تشد بها‬
‫أوساط الناس )‪) (2‬انتهى( وفي بعض الكتب )النطاف( بالفخخاء جمخخع )نطفخخة(‬
‫وهي الماء الصافي‪ ،‬أي خلف البحار‪ ،‬فتفسخخيرها بالحجخخاب لنهخخا موانخخع مخخن‬
‫الوصول إلى ما وراءها‪ ،‬لكنخخه بعيخخد‪ .‬اقخخول‪ :‬أوردنخخا أخبخخارا كخخثيرة مخخن هخخذه‬
‫الباب في كتاب الحجة في باب أنهم الحجة علخخى جميخخع العخخوالم‪ - 16 .‬جخخامع‬
‫الخبار‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن موسى سأل ربه عزوجل‬

‫)‪ (1‬الظاهر أنه مصحف )على بخخن الريخخان( كمخخا روى فخخي الكخخافي )ج ‪ ،2‬ص ‪(494‬‬
‫عن احمد بن الحسين عن على بن الريان عن عبيدال بن عبد ال خ الخخدهقان‪،‬‬
‫وهو على بن الريان بن الصلت الشعري القمى الثقخخة‪ ،‬عخخدة الشخخيخ ره مخخن‬
‫اصحاب الهادى عليه السلم ووكلئه‪ ،‬وذكر في الفهرست ان لخخه مخخع اخيخخه‬
‫)محمد( كتابا مشتركا بينهما‪ (2) .‬النهاية‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.(*) 154‬‬

‫]‪[331‬‬

‫أن يعرفه بدء الدنيا منذكم خلقت‪ ،‬فأوحى ال تعالى إلى موسى‪ :‬تسألني عخخن غخخوامض‬
‫علمي ؟ فقال‪ :‬يا رب احب أن أعلم ذلك‪ .‬فقال‪ :‬يا موسخخى ! خلقخخت الخخدنيا منخخذ‬
‫مائة ألف ألف عام عشر مرات‪ ،‬وكانت خرابا خمسين ألف عام‪ ،‬ثم بدأت في‬
‫عمارتها فعمرتها خمسين ألخخف عخخام‪ ،‬ثخخم خلقخخت فيهخخا خلقخخا علخخى مثخخال البقخخر‬
‫يأكلون رزقي ويعبدون غيري خمسين ألف عخخام‪ ،‬ثخخم أمتهخخم كلهخخم فخخي سخخاعة‬
‫واحدة‪ ،‬ثم خربخت الخدنيا خمسخين ألخف عخام‪ ،‬ثخم بخدأت فخي عمارتهخا فمكثخت‬
‫عامرة خمسين ألف عام‪ ،‬ثم خلقت فيها بحرا فمكث البحر خمسخين ألخف عخام‬
‫ل شئ مجاجا من الدنيا يشخخرب‪ ،‬ثخخم خلقخخت دابخخة وسخخلطتها علخخى ذلخخك البحخخر‬
‫فشربه بنفس واحخخد‪ ،‬ثخخم خلقخخت خلقخخا أصخخغر مخخن الزنبخخور وأكخخبر مخخن البخخق‪،‬‬
‫فسخخلطت ذلخخك الخلخخق علخخى هخخذه الدابخخة فلخخدغها وقتلهخخا‪ ،‬فمكثخخت الخخدنيا خرابخخا‬
‫خمسين ألف عام‪ ،‬ثم بدأت في عمارتها فمكثت خمسين ألف سخخنة‪ ،‬ثخم جعلخخت‬
‫الدنيا كلها آجام القصب وخلقت السلحف وسخخلطتها عليهخخا‪ ،‬فأكلتهخخا حخختى لخخم‬
‫يبق منها شئ‪ ،‬ثم أهلكتها في ساعة واحدة‪ ،‬فمكثت الدنيا خرابا خمسخخين ألخخف‬
‫عام‪ ،‬ثم بدأت في عمارتها فمكثت عامرة خمسين ألف عام ثخخم خلقخخت ثلثيخخن‬
‫آدم ثلثين ألف سنة من آدم إلى آدم ألف سنة‪ ،‬فأفنيتهم كلهم بقضائي وقدري‪،‬‬
‫ثم خلقت فيها خمسين ألف ألف مدينة من الفضخخة البيضخخاء‪ ،‬وخلقخخت فخخي كخخل‬
‫مدينة مائة ألف ألخف قصخر مخن الخذهب الحمخر‪ ،‬فملت المخخدن خخردل عنخد‬
‫الهواء يومئذ ألذ من من الشهد وأحلى من العسل وأبيض من الثلج‪ ،‬ثم خلقخخت‬
‫طيرا واحدا أعمى‪ ،‬وجعلت طعامه في كل ألف سنة حبخخة مخن الخخردل أكلهخخا‬
‫حتى فنيت‪ ،‬ثم خربتها فمكثت خرابا خمسين ألف عام ثم بخخدأت فخخي عمارتهخخا‬
‫فمكثت عامرة خمسين ألف عام‪ ،‬ثم خلقخخت أبخخاك آدم عليخخه السخخلم بيخخدي يخخوم‬
‫الجمعة وقت الظهر ولم أخلق من الطيخخن غيخخره وأخرجخخت مخخن صخخلبه النخخبي‬
‫محمخخدا )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬هخخذه مخخن روايخخات المخخخالفين‪ ،‬أوردهخخا صخخاحب الجخخامع‬
‫فأوردتها ولم أعتمد عليها‪.‬‬

‫)‪ (1‬هذه الرواية أشبه بالقصص التخيلية‪ ،‬والعراض عن الشرح والتوجيه لها أولى‪،‬‬
‫على أنها مرسلة ل تعويل عليها‪.‬‬

‫]‪[332‬‬

‫‪ - 17‬كتاب منتخب البصائر وكتاب المحتضر‪ :‬عن سعد بن عبخخد الخخ‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن‬
‫محمد بن عيسى ومحمد بن عيسى اليقطيني‪ ،‬عن الحسين بن سخخعيد )‪ (1‬عخخن‬
‫فضالة عن القاسم بن بريد‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليخخه‬
‫السلم عن ميراث العلم ما مبلغه ؟ أجوامع ما هو من هذا العلم أم تفسير كخخل‬
‫شئ من هذه المور التي تتكلم فيها ؟ فقخخال‪ :‬إن لخ عزوجخخل مخخدينتين‪ :‬مدينخخة‬
‫بالمشرق‪ ،‬ومدينة بالمغرب‪ ،‬فيهما قوم ل يعرفون إبليخخس ول يعلمخخون بخلخخق‬
‫إبليس‪ ،‬نلقاهم في كل حين فيسألونا عما يحتاجون إليخه ويسخألونا عخخن الخخدعاء‬
‫فنعلمهخخم ويسخخألونا عخخن قائمنخخا مخختى يظهخخر ؟ وفيهخخم عبخخادة واجتهخخاد شخخديد‪،‬‬
‫ولمدينتهم أبواب ما بين المصخراع إلخى الصخمراع مخائة فرسخخ‪ ،‬لهخم تقخديس‬
‫وتمجيد ودعاء واجتهاد شديد‪ ،‬لو رأيتموهم ل حتقرتم عملكم ! يصلي الرجل‬
‫منهم شهرا ل يرفع رأسخه مخن سخجدته‪ ،‬طعخامهم التسخبيح‪ ،‬ولباسخهم الخورق‪،‬‬
‫ووجوههم مشرقة بالنور‪ ،‬إذا رأوا منا واحدا لحسوه‪ ،‬واجتمعوا إليه‪ ،‬وأخخخذوا‬
‫من أثره من الرض يتبركون به‪ ،‬لهم دوي إذا صلوا كأشخخد مخخن دوي الريخخح‬
‫العاصخخف‪ ،‬منهخخم جماعخخة لهخخم يضخخعوا السخخلح منخخذ كخخانوا ينتظخخرون قائمنخخا‪،‬‬
‫يدعون ال عزجل أن يريهم إياه‪ ،‬و عمر أحدهم ألف سخخنة‪ ،‬إذا رأيتهخخم رأيخخت‬
‫الخشوع والستكانة وطلب مخا يقربهخم إلخى الخ عزوجخل‪ ،‬إذا احتبسخنا عنهخم‬
‫ظنوا أن ذلك من سخط‪ ،‬يتعاهدون أوقاتنا التي نأتيهم‬

‫)‪ (1‬الحسين بن سعيد بن حماد بن مهران مولى على بن الحسخخين عليهمخخا السخخلم ابخخو‬
‫محمد الهوازي الثقة‪ ،‬روى عخخن الرضخخا والجخخواد والهخخادي عليهخخم السخخلم‬
‫اصله كوفى وانتقل مع أخيه الحسن إلى الهواز ثم تحول إلى قم فنزل على‬
‫الحسن بن ابان وتوفى بهخا‪ ،‬وعخن النجاشخي انخه قخال‪ :‬قخال لخى أبخو الحسخن‬
‫البغدادي السورائى البزاز‪ ،‬قال لنخا الحسخين بخن يزيخد السخورائى‪ :‬كخل شخئ‬
‫تراه )الحسين بن سعيد عن فضالة( فهو غلط‪ ،‬انما هو )الحسخخين عخخن اخيخخه‬
‫الحسخخن عخخن فضخخالة( لن الحسخخين لخخم يلخخق فضخخالة وان اخخخاه الحسخخن تفخخرد‬
‫بفضالة دون الحسين انتهى لكن ذكر في جامع الرواة )ج ‪ ،2‬ص ‪ (3‬موارد‬
‫كثيرة من التهذيبين والفقيه تربو على عشرين موردا فيها رواية الحسين بن‬
‫سعيد عن فضالة‪ ،‬ثم قال‪ ،‬ومع هذه الكثرة بعيد غاية البعد حمل روايته عخخن‬
‫فضالة على الغلط‪ :‬وقال فخخي تنقيخخح المقخخال بعخخد نقخخل كلم الردبيلخخى‪ :‬وهخخو‬
‫كلم موجه مخختين‪ ،‬ثخخم ذكخخران الشخخيخ الطوسخخى ره ممخخن تحقخخق عنخخده خطخخأ‬
‫السورائي‪ .‬وال العالم )*(‪.‬‬

‫]‪[333‬‬

‫فيها‪ ،‬ل يسأمون ول يفترون‪ ،‬يتلون كتاب ال عزوجل كما علمناهم‪ ،‬وإن فيما نعلمهخخم‬
‫ما لو تلي على الناس لكفروا به ولنكروه ! يسألونا عن الشئ إذا ورد عليهخخم‬
‫من القرآن ل يعرفونه فإذا أخبرناهم به انشرحت صدورهم لما يستمعون منخخا‬
‫وسألوا لنا طول البقاء وأن ل يفقدونا‪ ،‬ويعلمون أن المنة من ال خ عليهخخم فيمخخا‬
‫نعلمهم عظيمة ولهم خرجة مع المام إذا قام يسخخبقون فيهخخا أصخخحاب السخخلح‬
‫ويدعون ال عزوجل أن يجعلهم ممن ينتصر بهم لدينه‪ ،‬فيهم كهخخول وشخخبان‪،‬‬
‫إذا رأى شاب منهم الكهل جلس بين يديه جلسة العبد ل يقوم حتى يأمره‪ ،‬لهخخم‬
‫طريق هم أعلم به من الخلق إلى حيث يريد المخخام عليخخه السخخلم فخخإذا أمرهخخم‬
‫المام بأمر قاموا عليخخه أبخخدا حخختى يكخخون هخخو الخخذي يخخأمرهم بغيخخره‪ ،‬لخخو أنهخخم‬
‫وردوا على ما بين المشرق والمغرب من الخلق لفنوهم في ساعة واحدة‪ ،‬ل‬
‫يختل فيهم الحديد‪ ،‬لهم سيوف من حديد غير هذا الحديخخد‪ ،‬لخخو ضخخرب أحخخدهم‬
‫بسيفه جبل لقده حخختى يفصخخله‪ ،‬ويغزويهخخم المخخام عليخخه السخخلم الهنخخد والخخديلم‬
‫والكرد والروم وبربر وفارس‪ ،‬وبين جابرسا إلى جابلقا وهما مدينتان واحخدة‬
‫بالمشخخرق وواحخخدة بخخالمغرب ل يخخأتون علخخى أهخخل ديخخن إل دعخخوهم إلخخى ال خ‬
‫عزوجل‪ ،‬وإلى السلم والقرار بمحمد صخخلى الخ عليخخه وآلخخه والتوحيخخد ول‬
‫وليتنا أهل البيت‪ ،‬فمن أجاب منهم ودخل في السخخلم تركخخوه وأمخخروا عليخخه‬
‫أميرا منهم‪ ،‬ومخن لخم يجخب ولخم يقخر بمحمخد صخلى الخ عليخه وآلخه ولخم يقخر‬
‫بالسلم ولم يسلم قتلوه حتى ل يبقى بين المشرق والمغرب ومخخا دون الجبخخل‬
‫أحد إل آمن‪ - 18 .‬البصائر للصفار‪ :‬عن أحمد بخخن محمخخد بخخن الحسخخين‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بن إبراهيم عن عمار‪ ،‬عن إبراهيم بن الحسين عن بسطام‪ ،‬عن عبد ال‬
‫بن بكير‪ ،‬عن عمر بن يزيد عخخن هشخخام الجخخواليقي‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬إن ل مدينة خلف البحخر‪ ،‬سخعتها مسخخيره أربعيخخن يومخخا للشخمس‪،‬‬
‫فيها قوم لم يعصوا ال قط‪ ،‬ول يعرفون إبليس )إلى آخر الخخبر(‪ .‬بيخان‪ :‬كخأن‬
‫حديث محمد بن مسلم حديثان‪ ،‬سقط من الراوي أو الناسخ آخر‬

‫]‪[334‬‬

‫الول وأول الثاني‪ ،‬وآخر الول ما تقدم بهذا السند في كتاب )‪ (1‬المامة‪ ،‬حيخخث قخخال‪:‬‬
‫من هذه المور التي يتكلم فيها لناس من الطلق والفرائض‪ .‬فقخخال‪ :‬إن عليخخا‬
‫عليه السلم كتب‪ :‬العلم كله القضاء والفرائض‪ ،‬فلو ظهر أمرنا فلم يكن شخخئ‬
‫إل وفيه سنة نمضيها‪ .‬وصدر الثاني ما ذكرناه برواية الصفار‪ .‬واللحس‪ :‬أخذ‬
‫الشئ باللسخخان‪ ،‬ولعخخل المخخراد بخخه هنخخا بيخخان اهتمخخامهم فخخي أخخخذ العلخخم‪ ،‬كخخأنهم‬
‫يريدون أن يأخذوا جميع علمه‪ ،‬كما أن من يلحس القصعة يأخذ جميع ما فيه‪،‬‬
‫وفي بعض النسخ )لحبسوه( أي للستفادة‪ .‬قوله )ل يختل فيهم الحديخخد( أي ل‬
‫ينفذ‪ ،‬إما افتعال من قولهم )اختله بالرمح( أي نفذه وانتظمه وتخللخخه بخخه طعنخة‬
‫إثخخر اخخخرى‪ ،‬أو مخخن الختخخل بمعنخخى الخديعخخة مجخخازا‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ )ل‬
‫يحتك( من الحك أي ل يعمل فيهم شيئا قليل‪ ،‬وفي بعضخخها )ل يحيخخك( باليخخاء‬
‫من حاك السيف أي أثر وهو أظهر‪ ،‬والمراد بالجبل هو المحيط بالدنيا‪- 19 .‬‬
‫منتخب البصائر‪ :‬عن سعد‪ ،‬عخخن الحسخين بخن عبخخد الصخخمد‪ ،‬عخخن الحسخخن بخن‬
‫علي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي الهيثم خالد الرمني‪ ،‬عن هشام بخخن سخخالم‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬إن لخ عزوجخخل مدينخخة بالمشخخرق اسخخمها‬
‫)جابلقا( لها اثنا عشر ألف باب من ذهب‪ ،‬بين كل بخخاب إلخخى صخخاحبه مسخخيرة‬
‫فرسخخخ‪ ،‬علخخى كخخل بخخاب بخخرج فيخخه اثنخخا عشخخر ألخخف مقاتخخل‪ ،‬يهلبخخون الخيخخل‪،‬‬
‫ويشخخحذون السخخيوف والسخخلح‪ ،‬ينتظخخرون قيخخام قائمنخخا‪ ،‬وإن لخخ عزوجخخل‬
‫بالمغرب مدينة يقال لها )جابرسا( لها اثنا عشر ألف باب من ذهخخب بيخخن كخخل‬
‫باب إلى صاحبه مسيرة فرسخ‪ ،‬على كل باب برج فيه اثنا عشر ألف مقاتخخل‪،‬‬
‫يهلبون الخيل‪ ،‬ويشحذون السخلح والسخيوف‪ ،‬ينتظخرون قائمنخا‪ ،‬وأنخا الحجخة‬
‫عليهم‪ .‬بيان‪ :‬الهلب بالضم‪ :‬ما غلظ من شعر أو شعر الذنب‪ ،‬وهلبه نتف هلبه‬
‫كهلبخخه ويقخخال‪ :‬شخخحذ السخخكن كمنخخع أي أحخخدها كأشخخحذها‪ - 20 .‬الكخخافي‪ :‬عخخن‬
‫الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عبد ال‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬في باب المامة )*(‪.‬‬

‫]‪[335‬‬

‫عن العباس بن العل‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عخن ابخن عبخاس‪ ،‬قخال‪ :‬سخئل أميخر المخؤمنين عليخه‬
‫السلم عن الخلق‪ ،‬فقال‪ :‬خلخخق الخ ألفخخا ومخخأتين فخخي الخخبر‪ ،‬وألفخخا ومخخأتين فخخي‬
‫البحخخر‪ ،‬وأجنخخاس بنخخي آدم سخخبعون جنسخخا‪ ،‬والنخخاس ولخخد آدم مخخا خل يخخأجوج‬
‫ومأجوج )‪ - 21 .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمخخد بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن‬
‫الحسن بن علي الوشاء عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي حمخخزة‪ :‬قخخال‪ :‬قخخال لخخي‬
‫أبو جعفر عليه السلم ليلة وأنا عنده ونظر إلى السخخماء فقخخال‪ :‬يخخا أبخخا حمخخزة‪،‬‬
‫هذه قبة أبينا آدم عليه السلم وإن ل عزوجل سواها تسعة وثلثيخخن قبخخة فيهخخا‬
‫خلق ما عصوا ال طرفة عين )‪ - 22 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمخد بخن يحيخى‪ ،‬عخن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن أبي يحيى الواسطي‪ ،‬عخخن عجلن بخخن صخخالح )‪ (2‬قخخال‪:‬‬
‫دخل رجل على أبي عبد ال عليه السلم فقال له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬هذه قبة آدم ؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ :‬ول قباب كثيرة‪ ،‬أل إن خلف مغربكخخم هخخذا تسخخعة وثلثخخون مغربخخا‬
‫أرضا بيضاء مملوة خلقا يستضيئون بنوره‪ ،‬لخخم يعصخوا الخ عزوجخل طرفخخة‬
‫عين ما يخخدرون خلخخق آدم أم لخخم يخلخخق‪ ،‬يخخبرؤن مخخن فلن وفلن )‪- 23 .(4‬‬
‫الخرائج‪ :‬بإسناده عن محمد بخخن عيسخخى بخخن عبيخخد‪ ،‬عخخن زكريخخا المخخؤمن عخخن‬
‫حسان الجمال‪ ،‬عن أبي داود السبيعي‪ ،‬عن بريدة السلمي‪ ،‬عن رسول ال‬

‫)‪ (1‬روضة الكافي‪ (2) .220 :‬روضة الكافي‪ (3) .231 :‬كذا في نسخ البحار وفخخي‬
‫المصخخدر )عجلن ابخخو صخخالح( وذكخخر الردبيلخخى ‪ -‬ره ‪ -‬فخخي جخخامع الخخرواة‬
‫)عجلن بن صالح( واشار إلى روايته هذه ثم قال‪ :‬ل يبعد كونه عجلن ابخخا‬
‫صالح الواسطي المتقدم ذكره )انتهى( وعد الشيخ ‪ -‬ره ‪ -‬عجلن ابا صخخالح‬
‫من اصحاب الصخخادق عليخخه السخخلم وذكخخره ثلث مخخرات قخخائل فخخي الولخخى‬
‫)عجلن ابخخو صخخالح الخبخخاز الواسخخطي مخخولى بنخخى تيخخم الخخ( وفخخي الثانيخخة‬
‫)عجلن ابخخو صخخالح السخخكوني الزرق الكخخوفى( وفخخي الثالثخخة )عجلن ابخخو‬
‫صخخالح المخخدائني( لكخخن يحتمخخل قويخخا اتحخخاد الجميخخع‪ ،‬وأمخخا اختلف النسخخب‬
‫كالكوفي والمدائني فيمكن‪ .‬حمله على انه كان كوفيا ثم انتقخخل إلخخى )مخخدائن(‬
‫وهكخذا أو بخالعكس‪ ،‬وكيخف كخان فالكشخى ‪ -‬ره ‪ -‬روى عخن ابخن فضخال ان‬
‫عجلن ابا صالح ثقة وان ابا عبد ال عليه السلم قال لخخه‪ :‬يخخا عجلن كخخأنى‬
‫انظر اليك إلخخى جنخخبى والنخخاس يعرضخخون علخخى )‪ (4‬روضخخة الكخخافي‪231 :‬‬
‫)*(‪.‬‬

‫]‪[336‬‬

‫صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬يا علي‪ ،‬إن ال أشهدك معي سبعة مواطن‪ ،‬فذكرها حخختى‬
‫المخخوطن الثخخاني فقخخال‪ :‬أتخخاني جبرئيخخل فاسخخري بخخي إلخخى السخخماء‪ ،‬فقخخال‪ :‬أيخخن‬
‫أخوك ؟ فقلت‪ :‬أودعته خلفي‪ .‬فقال‪ :‬ادع الخ أن يأتيخخك بخخه‪ ،‬فخخدعوت الخ فخخإذا‬
‫أنت معي وكشخخط لخخي عخخن السخخماوات السخخبع والرضخخين السخخبع حخختى رأيخخت‬
‫سكانها وعمارها وموضع كل ملك فيها‪ ،‬فلم أرمن ذلخخك شخخيئا إل وقخخد رأيتخخه‪.‬‬
‫‪ - 24‬أقول‪ :‬روى البرسي في )مشارق النخخوار( عخن الثمخالي عخن علخي بخن‬
‫الحسين عليهما السلم قال‪ :‬إن ال خلق محمدا وعليا والطيخخبين مخخن ذريتهمخخا‬
‫من نور عظمته وأقامهم أشخخباحا قبخخل المخلوقخخات‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬أتظخخن أن الخ لخخم‬
‫يخلق خلقا سواكم ؟ بلى وال ! لقد خلق ال ألف ألف آدم‪ ،‬وألخخف ألخخف عخخالم‪،‬‬
‫وأنت وال في آخر تلك العوالم‪ - 25 .‬وروى من كتاب الواحدة عن الصخخادق‬
‫عليه السلم أن ل مدينتين‪ :‬إحداهما بالمغرب‪ ،‬والخرى بالمشرق‪ ،‬يقال لهما‬
‫جابلقا وجابرسا‪ ،‬طول كل مدينة منهما اثنا عشر ألف فرسخ‪ ،‬في كخخل فرسخخخ‬
‫باب‪ ،‬يدخلون في كل ]يوم من كل[ باب سبعون ألفا‪ ،‬ويخرج منها مثل ذلخخك‪،‬‬
‫ول يعودون إلخخى يخخوم القيامخخة‪ ،‬ل يعلمخخون أن الخ خلخخق آدم‪ ،‬ول إبليخخس‪ ،‬ول‬
‫شمس‪ ،‬ول قمر‪ ،‬هم وال أطوع لنخا منكخم‪ ،‬يأتونخا بالفاكهخة فخي غيخر أوانهخا‪،‬‬
‫موكلين بلعنة فرعخخون وهامخخان وقخارون‪ - 26 .‬وروى عخن ابخخن عبخخاس عخخن‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم أنه قال‪ :‬إن من وراء قاف عالما ل يصل إليه أحد‬
‫غيري‪ ،‬وأنا المحيط بما وراءه‪ ،‬وعلمي به كعلمي بدنياكم هخخذه‪ ،‬وأنخخا الحفيخخظ‬
‫الشخخهيد عليهخخا‪ ،‬ولخخو أردت أن أجخخوب الخخدنيا بأسخخرها والسخخماوات السخخبع‬
‫والرضين في أقل من طرفة عين لفعلت لما عندي من السخخم العظخخم‪ ،‬وأنخخا‬
‫الية العظمى‪ ،‬والمعجز الباهر‪ - 27 .‬وروى أيضا قال‪ :‬قال أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم ذات يوم‪ :‬آه لو أجدله حملة ! قال‪ :‬فقام إليه رجل في عنقه كتخخاب‬
‫فقال رافعا صوته‪ :‬أيها المدعي ما ل يعلم والمتقلخخد مخخا ل يفهخخم ! إنخخي سخخائلك‬
‫فأجب‪ .‬قال‪ :‬فوثب إليه أصحاب علي عليه السلم ليقتلوه‪ ،‬فقال‬

‫]‪[337‬‬

‫لهم أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬دعوه‪ ،‬لن حجخخج ال خ ل تفخخوم بخخالطيش‪ ،‬ول بالباطخخل‬
‫تظهر براهين ال‪ ،‬ثم التفت إلى الرجل وقال‪ :‬سل بكل لسانك فإني مجيب إن‬
‫شاء ال‪ .‬فقال‪ :‬كم بين المشرق والمغرب ! فقخال‪ :‬مسخافة الهخواء‪ ،‬قخال فكخم )‬
‫‪ :(1‬مسافة الهواء قال‪ :‬دوران الفلك قال‪ :‬ما دوران الفلك ؟ قال‪ :‬مسخخيرة يخخوم‬
‫للشمس قال الرجال‪ :‬صدقت‪ ،‬فمتى القيامة ؟ قال‪ :‬عند حضور المنيخة وبلخوغ‬
‫الجل‪ .‬قال صدقت‪ ،‬فكم عمر الدنيا ؟ قال‪ :‬يقال سبعة آلف ثم ل تحديد‪ .‬قال‪:‬‬
‫صدقت فأين مكة من بكة ؟ قال‪ :‬مكة أكناف الحرم‪ ،‬وبكة مكان الخخبيت‪ .‬قخخال‪:‬‬
‫ولم سميت مكة مكة‪ ،‬قال‪ :‬لن ال مك الرض من تحتها أي دحاها‪ ،‬قال‪ :‬فلم‬
‫سميت بكة ؟ قال‪ :‬لنها بكت عيخخون الجبخخارين والمخخذنبين )‪ .(2‬قخخال‪ :‬صخخدقت‬
‫قال‪ :‬وأين كان ال قبل ]خلخخق[ عرشخخه ؟ فقخخال أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫سبحان من ل يدرك كنه صفته حملة عرشه على قرب زمراتهم مخن كراسخي‬
‫كرامته‪ .‬ول الملئكة المقربون من أنوار سبحات جلله ! ويحك ل يقخخال لخخم‪،‬‬
‫ول كيخخف‪ ،‬ول أيخخن‪ ،‬ولمخختى ولبخخم‪ ،‬ولمخخم )‪ ،(3‬ول حيخث‪ ،‬ول أنخخى‪ .‬فقخال‬
‫الرجل‪ :‬صدقت‪ ،‬فكم مقخخدار مخخا لبخخث العخخرش علخخى المخخاء قبخخل خلخخق الرض‬
‫والسماء فقال‪ :‬أتحسن أن تحسب ؟ فقال‪ :‬نعم )‪ (1‬فقخخال أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم أفرأيت لخخو صخخبت فخخي الرض خخخردل حخختى سخخد الهخخواء ومل مخخابين‬
‫الرض والسماء‪ ،‬ثم اذن لك على ضعفك أن تنقله حبة حبة من المشرق إلخخى‬
‫المغرب ثم مدلك في العمر حتى نقلته وأحصيته لكان ذلك أيسر مخخن إحصخخاء‬
‫ما لبث العرش على الماء قبل خلق الرض والسماء‪ ،‬وإنما وصفت لك جزء‬
‫من عشر عشير ما لبث العرش على الماء قبل خلق الرض والسماء‪ ،‬وإنمخخا‬
‫وصفت لك ]جزء[ من عشر عشير من جزء من مأة ألف جزء‪ ،‬وأستغفر ال‬
‫من التقليل في التحديد ! قال‪ :‬فحرك الرجل‬

‫)‪ (1‬وكم )خ(‪ (2) .‬في المخطوطة‪ :‬بكت عيون المخخذنبين ورقخخاب الجبخخارين‪ (3) .‬فخخي‬
‫بعض النسخ‪ :‬ولفيم ول أنى‪ (4) .‬في المخطوطخخة‪ :‬فقخخال‪ :‬لعلخخك ل تحسخخن‪،‬‬
‫فقال‪ :‬بلى‪.‬‬

‫]‪[338‬‬

‫رأسه وقال‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأن محمخخدا رسخخول الخخ‪ - 28 .‬المحتضخخر‪ :‬بإسخخناده‬
‫قال‪ :‬خطب أمير المؤمنين عليه السلم فقال‪ :‬سلونى فخخإني ل اسخخأل عخخن شخخئ‬
‫دون العرش إل أجبت فيه‪ ،‬ل يقولهخا بعخدي إل جاهخخل مخدع أو كخخذاب مفخختر‪،‬‬
‫فقخخام رجخخل‪ ،‬ثخخم ذكخخر نحخخوه‪ - 29 .‬وقخخال البرسخخى‪ :‬روى الخخرازي فخخي كتخخابه‬
‫المسمى بمفاتيح الغيب قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه ليلخخة اسخخري‬
‫بي إلخخى السخخماء رأيخخت فخخي السخخماء السخخابعة ميخخادين كميخخادين أرضخخكم هخخذه‪،‬‬
‫ورأيت أفواجا من الملئكة يطيرون ل يقف هؤلء لهؤلء ول هؤلء لهخخؤلء‬
‫قال‪ :‬فقلت لجبرئيل‪ :‬من هؤلء ؟ فقال‪ :‬ل أعلم‪ ،‬فقلت‪ :‬من أين جاؤوا ؟ فقال‪:‬‬
‫ل أعلم‪ .‬فقلت‪ :‬وأين يمضون ؟ فقال‪ :‬ل أعلخخم‪ ،‬فقلخخت‪ :‬سخخلهم‪ ،‬فقخخال‪ :‬ل أقخخدر‪،‬‬
‫ولكن سلهم أنت يخخا حخخبيب الخخ‪ ،‬قخخال‪ :‬فاعترضخخت ملكخخا منهخخم‪ ،‬فقلخخت لخخه‪ :‬مخخا‬
‫اسمك ؟ فقال‪ :‬كيكائيل‪ ،‬فقلت‪ :‬مخخن أيخخن أتيخخت ؟ فقخخال‪ :‬ل أعلخخم‪ ،‬فقلخخت‪ :‬وأيخخن‬
‫تمضي ؟ فقال‪ :‬ل أعلم فقلت‪ :‬وكم لك في السير ؟ فقال‪ :‬ل أعلم‪ ،‬غير أني يخخا‬
‫حبيب ال أعلم أن ال سبحانه يخلق في كل ألف سنة كوكبا‪ ،‬وقخخد رأيخخت سخختة‬
‫آلف كوكب خلقن وأنا في السير‪ - 30 .‬النجخخوم‪ :‬قخال‪ :‬ذكخخر محمخخد بخخن علخخي‬
‫مؤلف كتخخاب )النبيخخاء والوصخخياء(‪ :‬روي أن رجل أتخخى علخخي بخخن الحسخخين‬
‫عليهما السلم وعنده أصحابه فقال له‪ :‬ممخخن الرجخخل ؟ قخخال‪ :‬أنخخا منجخخم قخخائف‬
‫عراف‪ ،‬فنظر إليه ثم قال‪ :‬هل أدلك على رجل قد مخخر منخخذ يخخوم دخلخخت علينخخا‬
‫في أربعة آلف عالم‪ ،‬قخال‪ :‬مخن هخو ؟ قخال‪ :‬أمخا الرجخل فل أذكخره ولكخن إن‬
‫شئت أخبرتك بما أكلت وادخرت في بيتك‪ ،‬قال‪ :‬نبئني‪ ،‬قخخال‪ :‬أكلخخت فخخي هخخذا‬
‫اليوم حيسا‪ ،‬فأما في بيتك فعشرون دينارا منها ثلثة دنخانير وازنخة‪ ،‬فقخال لخه‬
‫الرجل‪ :‬أشهد أنك الحجة العظمخخى والمثخخل العلخخى وكلمخخة التقخخوى‪ .‬فقخخال لخخه‪:‬‬
‫وأنت صديق امتحن الخ قلبخخك باليمخخان ]واثبخخت[‪ .‬بيخخان‪ :‬أراد بالرجخخل نفسخخه‬
‫عليه السلم و )الحيس( تمر ينزع نواه ويخخدق مخخع أقخخط ويعجنخخان بالسخخمن ثخخم‬
‫يدلك باليد حتى يبقى كالتريد والوازنة‪ :‬الكاملة الوزن‪ ،‬أو‬
‫]‪[339‬‬

‫الصحيحة الوزن التي توزن بها غيره‪ .‬قال في المصباح المنير‪ :‬وزن الشئ نفسه ثقخخل‬
‫فهو وازن‪ - 31 .‬اقخخول‪ :‬وجخخدت فخخي كتخخاب مخخن كتخخب قخخدماء الصخخحاب فخخي‬
‫نوادر المعجزات بإسناده إلى الصدوق‪ ،‬عن محمد بن الحسخخن الصخخفار‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن زكريا‪ ،‬عن أبي المعافا‪ ،‬عن وكيخخع‪ ،‬عخخن زاذان عخخن سخخلمان‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫كنا مع أمير المؤمنين عليه السلم ونحن نخذكر شخيئا مخن معجخزات النبيخاء‪،‬‬
‫فقلت له‪ :‬يا سيدي احب أن تريني ناقة ثمود و شيئا من معجزاتك‪ .‬قال‪ :‬أفعخخل‬
‫ثم وثخخب فخخدخل منزلخخه وخخخرج إلخخي وتحتخخه فخخرس أدهخخم‪ ،‬وعليخخه قبخخاء أبيخخض‬
‫وقلنسوة بيضاء‪ ،‬ونادى‪ :‬يا قنبر اخرج إلى ذلخخك الفخخرس فخخأخرج فرسخخا أغخخر‬
‫أدهم‪ ،‬فقال لي اركب يا أبخخا عبخخد الخخ‪ ،‬قخخال سخخلمان‪ :‬فركبتخخه فخخإذا لخخه جناحخخان‬
‫ملتصقان إلى جنبه‪ ،‬فصاح به المام فتحلق في الهخخواء‪ ،‬وكنخخت أسخخمع خفيخخق‬
‫أجنحة الملئكة تحت العرش‪ ،‬ثم خطرنا على سخخاحل بحخخر عجخخاج‪ ،‬مغطمخخط‬
‫المواج‪ ،‬فنظر إليه المام شزرا‪ ،‬فسكن البحر‪ ،‬فقلت‪ :‬يا سخخيدي سخخكن البحخخر‬
‫من غليانه من نظرك إليه‪ ،‬فقال‪ :‬يا سلمان‪ ،‬حسخخبني أنخخي آمخخر فيخخه بخخأمر‪ ،‬ثخخم‬
‫قبض على يدي وسار على وجه الماء‪ ،‬والفرسان يتبعاننا ل يقودهما أحد‪ ،‬فو‬
‫ال ما ابتلت أقدامنا ول حوافر الخيل‪ ،‬فعبرنخخا ذلخخك البحخخر‪ ،‬ووقعنخخا )‪ (1‬إلخخى‬
‫جزيرة كثيرة الشجار والثمار والطيار والنهخخار‪ ،‬وإذا شخخجرة عظيمخخة بل‬
‫ثمر بل ورد وزهر‪ ،‬فهزها بقضيب كان فخخي يخخده فانشخخقت وخخخرج منهخخا ناقخخة‬
‫طولها ثمانون ذراعا وعرضها أربعون ذراعا خلفهخا فصخيل‪ ،‬فقخال لخي‪ :‬ادن‬
‫منها واشرب من لبنها‪ ،‬فدنوت وشربت حتى رويت‪ ،‬وكان أعخخذ مخخن الشخخهد‪،‬‬
‫وألين من الزبد‪ ،‬وقد اكتفيت‪ .‬قال‪ :‬هذا حسن ؟ قلخخت‪ :‬حسخخن يخخا سخخيدي‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫تريد ان اريك أحسن منها ؟ فقلت‪ :‬نعم يا سيدي‪ ،‬قال‪ :‬يا سلمان ناد )اخرجخخي‬
‫يا حسناء فنخخاديت‪ ،‬فخرجخخت ناقخخة طولهخخا مخخائة وعشخخرون ذراعخخا وعرضخخها‬
‫ستون ذراعا من اليخخاقوت الحمخخر وزمامهخخا مخخن اليخخاقوت الصخخفر‪ ،‬وجنبهخخا‬
‫اليمن من الذهب‪ ،‬وجنبها اليسر من الفضة‪ ،‬وضرعها من اللؤلؤ الرطخخب‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا سلمان‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬دفعنا )*(‪.‬‬

‫]‪[340‬‬

‫اشرب من لبنها‪ ،‬قال‪ :‬سلمان فالتقمت الضرع فخخإذا هخخي تحلخخب عسخخل صخخافيا محضخخا‬
‫فقلت‪ :‬يا سيدي هذه لمن ؟ قال هذه لك ولسائر الشيعة من أوليائي‪ .‬ثم قال لها‪:‬‬
‫ارجعي فرجعت من الوقت وسار بخخي فخخي تلخخك الجزيخخرة حخختى ورد بخخي إلخخى‬
‫شجرة عظيمة وفي أصلها مائدة عظيمة عليها طعام تفوح منه رائحة المسك‪،‬‬
‫وإذا بطائر فخخي صخخورة النسخخر العظيخخم‪ ،‬قخخال‪ :‬فخخوثب ذلخخك الطيخخر فسخخلم عليخخه‬
‫ورجع إلى موضعه‪ ،‬فقلت‪ :‬يا سيدي ما هذه المائدة ؟ قال هذه مائدة منصخخوبة‬
‫في هذا الموضع للشيعة من موالي إلى يوم القيامخة‪ .‬فقلخخت‪ :‬مخا هخذا الطخائر ؟‬
‫فقال‪ :‬ملك موكل بها‪ ،‬فقلت‪ :‬وحده يا سيدي فقال‪ :‬يجتاز بخخه الخضخخر فخخي كخخل‬
‫يوم مرة‪ .‬ثم قبض علخخى يخخدي فسخخار بخخي إلخخى بحرثخخان‪ ،‬فعبرنخخا وإذا بجزيخخرة‬
‫عظيمة فيها قصر لبنة من الذهب‪ ،‬ولبنة من الفضة البيضاء‪ ،‬وشرفه العقيخخق‬
‫الصفر وعلى كل ركن من القصر سبعون صنفا من الملئكة فجلخخس المخخام‬
‫على ذلك الركن وأقبلت الملئكة تأتي وتسلم عليه‪ ،‬ثم أذن لهخخم فرجعخخوا إلخخى‬
‫مواضعهم‪ ،‬قال سلمان‪ :‬ثم دخل عليخخه السخخلم إلخخى القصخخر‪ ،‬فخخإذا فيخخه أشخخجار‬
‫وأنهار وأطيار وألوان النبات‪ ،‬فجعل المام يمشي فيه حتى وصل إلى آخره‪،‬‬
‫فوقف على بركة كانت في البستان‪ ،‬ثم صعد إلخخى سخخطحه‪ ،‬فخخإذا كراسخي مخن‬
‫الذهب الحمر‪ ،‬فجلس عليه وأشرفنا منه‪ ،‬فإذا بحخخر أسخخود يغطمخخط بخخأمواجه‬
‫كالجبال الراسيات‪ ،‬فنظر إليه شزرا فسكن من غليانه‪ ،‬حتى كخخان كالمخخذيب )‬
‫‪ (1‬فقلت‪ :‬يا سيدي سكن البحر من غليانه لما نظرت إليه‪ ،‬قخخال‪ :‬حسخخبني أنخخي‬
‫آمر فيه بأمر‪ ،‬أتدري يا سلمان أي بحر هذا ؟ فقلت‪ :‬ل‪ ،‬يا سيدي‪ .‬فقخخال‪ :‬هخخذا‬
‫البحر الذي غرق فيه فرعون وقومه‪ ،‬إن المدينخخة حملخخت علخخى معاقخخل جنخخاح‬
‫جبرئيل‪ ،‬ثم رمى بها في هذا البحر‪ ،‬فهويت ل تبلغ قخخراره إلخخى يخخوم القيامخخة‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬يا سيدي هل سرنا فرسخين ؟ فقال‪ :‬يا سلمان لقد سخخرت خمسخخين ألخخف‬
‫فرسخ‪ ،‬ودرت حول الدنيا عشرين مرة ! فقلت‪ :‬يخخا سخخيدي فكيخخف )‪ (2‬هخخذا ؟‬
‫فقال‪ :‬يا سلمان‪ ،‬إذا كان ذوالقرنين طاف‬

‫)‪ (1‬كالمذنب )خ(‪ (2) .‬وكيف )خ( )*(‪.‬‬

‫]‪[341‬‬

‫شرقها وغربها وبلغ إلى سد يأجوج ومأجوج فانى يتعذر علي وأنا أخو سيد المرسلين‬
‫وأمين رب العالمين‪ ،‬وحجته على خلقه أجمعين‪ .‬يا سخخلمان‪ ،‬أمخخا قخخرأت قخخول‬
‫ال تعخخالى حيخخث قخخال )‪) (1‬عخخالم الغيخخب فل يظهخخر علخخى غيبخخه أحخخدا إل مخخن‬
‫ارتضخخى مخخن رسخخول )‪ ((2‬؟ فقلخخت‪ :‬بلخخى‪ ،‬يخخا سخخيدي‪ .‬فقخخال‪ :‬يخخا سخخلمان‪ ،‬أنخخا‬
‫المرتضى من الرسول الذي أظهره على غيبه‪ ،‬أنا العخخالم الربخخاني‪ ،‬أنخخا الخخذي‬
‫هون ال علي الشدائد وطوى لي البعيد‪ .‬قال سلمان‪ :‬فسخخمعت صخخائحا يصخخيح‬
‫في السماء نسمع الصوت ول نخخرى الشخخخص يقخخول‪ :‬صخخدقت صخخدقت‪ ،‬أنخخت‬
‫الصادق المصدق‪ ،‬ثم وثب فركب الفرس وركبت معه وصاح به فتحلخخق فخخي‬
‫الهواء‪ ،‬ثم حصرنا بأرض الكوفة هذا وما مضخخى مخخن الليخخل ثلث سخخاعات !‬
‫فقال‪ :‬يخخا سخخلمان‪ ،‬الويخخل ثخخم الويخخل علخخى مخخن ل يعرفنخخا حخخق معرفتنخخا وأنكخخر‬
‫وليتنا ! يا سلمان أيما أفضل محمخخد أم سخخليمان بخخن داود ؟ قلخخت‪ :‬بخخل محمخخد‪.‬‬
‫فقال‪ :‬يا سلمان‪ ،‬فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس مخخن اليمخخن‬
‫إلى بيت المقدس في طرفة عين وعنده علخخم الكتخخاب‪ ،‬ول أفعخخل ذلخخك وعنخخدي‬
‫علم مأة ألف كتاب وأربعة وعشرين ألف كتاب أنزل منها على شيث يبن آدم‬
‫خمسخخين صخخحيفة‪ ،‬وعلخخى إدريخخس ثلثيخخن صخخحيفة‪ ،‬وعلخخى إبراهيخخم عشخخرين‬
‫صحيفة‪ ،‬والتورية والنجيل والزبور ؟ فقلت‪ :‬صدقت يخخا سخخيدي‪ .‬قخخال المخخام‬
‫عليه السلم‪ :‬اعلم يخا سخخلمان أن الشخخاك فخخي امورنخا وعلومنخخا كخالممتري فخي‬
‫معرفتنا وحقوقنا‪ ،‬وقد فرض الخ عزوجخخل وليتنخخا فخخي كتخخابه‪ ،‬وبيخخن فيخخه مخخا‬
‫أوجب العمل به وهو غير مكشوف‪ .‬بيان‪ :‬قخال فخي النهايخخة‪ :‬كخان يخطخر فخي‬
‫مشيته أي يتمايل ويمشي ميشية المعجب )‪ (3‬انتهخخى والغطمطخخة‪ :‬اضخخطراب‬
‫أمواج البحر‪ ،‬والشزر‪ :‬نظر الغضبان بمؤخر العين‪ .‬واقول‪ :‬الخبر في غايخخة‬
‫الغرابة‪ ،‬ول أعتمد عليه لعدم كونه مأخوذا من أصل معتخخبر‪ ،‬وإن نسخخب إلخخى‬
‫الصدوق ‪ -‬ره ‪.-‬‬

‫)‪ (1‬يقول )خ(‪ (2) .‬الجن‪ (3) .26 27 :‬النهايه‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪.302‬‬

‫]‪[342‬‬

‫‪ - 32‬البصائر‪ :‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن علخخي بخخن سخخعدان )‪ ،(1‬عخخن عبخخد الخ ابخخن‬
‫القاسم‪ ،‬عن عمر بن أبان الكلبي‪ ،‬عن أبان بن تغلب‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبخخد‬
‫ال عليه السلم حيث دخل عليه رجل من علماء أهخخل اليمخخن‪ ،‬فقخخال أبخخو عبخخد‬
‫ال‪ :‬يا يماني أفيكم علماء ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فأي شئ يبلغ مخخن علخخم علمخخائكم ؟‬
‫قال‪ :‬إنه ليسير في ليلة واحخخدة مسخخيرة شخخهرين يزجخر الطيخر ويقفخو الثخار !‬
‫فقال له‪ :‬فعالم المدينة أعلم من عالمكم‪ .‬قال‪ :‬فأي شخخئ يبلخخغ مخخن علخخم عخخالمكم‬
‫بالمدينة ؟ قال‪ :‬إنه يسير في صياح واحخخد مسخخيرة سخخنة كالشخخمس إذا امخخرت‪،‬‬
‫إنها اليوم غير مأمورة‪ ،‬ولكن إذا امرت تقطع اثني عشر شمسا‪ ،‬واثني عشر‬
‫قمرا‪ ،‬واثني عشر مشرقا‪ ،‬واثني عشر مغربا‪ ،‬واثني عشر برا‪ ،‬واثني عشخخر‬
‫بحرا‪ ،‬واثني عشر عالما‪ ،‬قال‪ :‬فما بقي في يدي اليماني‪ ،‬فما درى مخخا يقخخول‪،‬‬
‫وكف أبو عبد ال عليه السلم‪ .‬بيان‪ :‬لعل المراد بسير اليماني مسيرة شهرين‬
‫الحكم بحسخخب النجخوم فخي ليلخخة واحخخدة علخخى قخدر مسخيرة شخخهرين مخخن البلد‬
‫وأهلهخخا‪ ،‬ويؤيخخده أن فخخي الحتجخخاج هكخخذا )إن عخخالمهم ليزجخخر الطيخخر ويقفخخوا‬
‫الثر‪ ،‬في ساعة واحدة مسيرة شهر للراكب المحث( ولعل المراد بقفو الثخخر‬
‫الحكم بأوضاع النجخخوم وحركاتهخخا وبزجخخر الطيخخر مخخا كخخان بيخخن العخخرب مخخن‬
‫الستدلل بحركات الطيور وأصواتها علخخى الحخخوادث‪ - 32 .‬البصخخائر‪ :‬عخخن‬
‫الحسين بن أحمد )‪ ،(2‬عن سلمة‪ ،‬عن الحسن بن علي بن‬

‫)‪ (1‬كذا في نسخ البحار‪ ،‬والظاهر انه مصخخحف )موسخخى بخخن سخخعدان( لن )علخخى بخخن‬
‫سعدان( كما قال الشيخ ‪ -‬ره ‪ -‬من اصحاب الصادق عليه السلم ولخخم يخخذكر‬
‫في كتب الرجال رواية له‪ ،‬و عبد ال بن القاسم الذى روى عنه ابن سخخعدان‬
‫هذه الرواية من الصحاب الكاظم عليه السلم ومحمخخد بخخن الحسخخين الخخراوى‬
‫عن ابن سعدان من اصحاب الجواد والهادي والعسكري عليهم السلم وهخخو‬
‫يروى عن موسى بن سعدان كثيرا كما انه يروى عخخن عبخخد ال خ بخخن القاسخخم‬
‫كثيرا وكيف كان فعلى ابن سعدان مجهول وموسى بن سعدان ضعيف كمخخا‬
‫قال النجاشي )ص ‪ (317‬وقال العلمة في الخلصة‪ :‬في مخخذهبه غلخخو‪(2) .‬‬
‫في المخطوطة‪ :‬الحسن بن أحمد‪.‬‬

‫]‪[343‬‬

‫بقاح )‪ ،(1‬عن ابن جبلة‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبخا عبخخد الخ عليخخه السخخلم‬
‫فقال لي حوض ما بيخخن بصخخري إلخخى صخخنعاء‪ ،‬أتحخخب أن تخخراه ؟ قلخخت‪ :‬نعخخم‪،‬‬
‫جعلت فداك‪ .‬قال‪ :‬فأخذ بيدي وأخرجني إلى ظهر المدينة‪ ،‬ثم ضخخرب برجلخخه‬
‫فنظرت إلى نهر يجري ل يدرك حافتاه إل الموضع الذي أنخخا فيخخه قخخائم‪ ،‬فخخإنه‬
‫شبيه بالجزيرة فكنت أنا وهو وقوفا فنظرت إلى نهخخر جخخانبه مخخاء أبيخخض مخخن‬
‫الثلج‪ ،‬ومن جانبه هخخذا لبخخن أبيخخض مخخن الثلخخج‪ ،‬وفخخي وسخخط خمخخر أحسخخن مخخن‬
‫الياقوت‪ ،‬فما رأيت شيئا أحسن من تلك الخمخخر بيخخن اللبخخن والمخخاء‪ ،‬فقلخخت لخخه‪:‬‬
‫جعلت فداك‪ ،‬من أين يخرج هذا وما مجراه ؟ فقال‪ :‬هذه العيخون الختي ذكرهخا‬
‫ال في كتابه أنهار في الجنة‪ :‬عين من ماء‪ ،‬وعين من لبن‪ ،‬وعين مخخن خمخخر‪،‬‬
‫تجخخري فخخي ذهخخا النهخخر‪ ،‬ورأيخخت حخخافته عليخخه شخخجر فيهخخن حخخور معلقخخات‪،‬‬
‫برؤوسهن شعر ما رأيت شخخيئا أحسخخن منهخخن‪ ،‬وبأيخخديهن آنيخخة مخخا رأيخخت آنيخخة‬
‫أحسن منها‪ ،‬ليست من آنية الدنيا‪ ،‬فدنا من إحداهن فأومأ بيده لتسقيه‪ ،‬فنظرت‬
‫إليها وقد مالت لتغرف من النهر فمال الشجر معها‪ ،‬فاغترفت فمالت الشجرة‬
‫معها‪ ،‬ثم ناولته فناولني فشربت‪ ،‬فما رأيت شرابا كان ألين منه ول ألخخذ منخخه‪،‬‬
‫وكانت رائحته رائحة المسك‪ ،‬فنظرت في الكخخأس فخخإذا فيخخه ثلثخخة ألخخوان مخخن‬
‫الشراب‪ ،‬فقلت له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬ما رأيت كاليوم قط ول كنخخت أرى أن المخخر‬
‫هكذا ! فقال لي‪ ،‬هذا أقل ما أعده ال لشخخيعتنا‪ ،‬إن المخخؤمن إذا تخخوفي صخخارت‬
‫روحه إلى هذا النهر‪ ،‬ورعت في رياضه‪ ،‬وشخخربت مخخن شخخرابه‪ ،‬وإن عخخدونا‬
‫إذا توفي صارت روحه إلى وادي )برهوت( فاخلخخدت فخخي عخخذابه‪ ،‬واطعمخخت‬
‫من زقومه‪ ،‬واسقيت من حميمه فاستعيذوا بال من ذالخخك الخخوادي‪ 34 .‬ومنخخه‪:‬‬
‫عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن أبي خالد وأبي سلم‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬الحسن بن على بن بقاح بفتح الباء الموحدة وشد القخخاف والحخخاء المهملخخة الخيخخرة‬
‫كوفى ثقة مشهور صحيح الحديث روى عخخن اصخخحاب ابخخى عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم له كتاب النوادر )النجاشي‪ (31 :‬وابخن جبلخة هخو عبخد الخ بخن جبلخة‬
‫بفتح الثلثة بن حنان بن الحر الكنانى ابو محمد عربخي ثقخة روى عخن ابيخه‬
‫عن جده ومات سنة )‪) (219‬النجاشي‪.(*) (160 :‬‬
‫]‪[344‬‬

‫سورة )‪ ،(1‬عن أبي جعفر عليه السلم قال أما إن ذا القرنيخخن قخخد خيخخر بيخخن الحسخخابين‬
‫فاختار الذلول‪ ،‬ذخر لصاحبكم الصعب‪ .‬قال‪ :‬قلخخت‪ :‬ومخخا الصخخعب ؟ قخخال‪ :‬مخخا‬
‫كان من سحاب فيه رعد وصاعقة أو برق فصاحبكم يركبه‪ ،‬أما إنه سخخيركب‬
‫السحاب ويرقي في السباب أسباب السماوات السبع والرضين السبع خمس‬
‫عوامر واثنتان خرابان‪ - 35 .‬ومنه‪ :‬عن أحمد بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن الحسخخين بخخن‬
‫سعيد‪ ،‬عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم أنه قخخال‪ :‬إن عليخخا عليخخه السخخلم ملخخك مخخا فخخي الرض ومخخا‬
‫تحتها‪ ،‬فعرضت له السحابان‪ :‬الصعب‪ ،‬والذلول فاختار الصخخعب‪ ،‬وكخخان فخخي‬
‫الصعب ملك ما تحت الرض‪ ،‬وفي الخخذلول ملخخك مخخا فخخوق الرض‪ ،‬واختخخار‬
‫الصعب على الخخذلول فخخدارت بخخه سخخبع أرضخخين‪ ،‬فوجخخد ثلث خخخراب وأربخخع‬
‫عخخوامر‪ - 36 .‬مخخن بعخخض مؤلفخخات القخخدماء مخخن )‪ (2‬القاضخخي أبخخي الحسخخن‬
‫الطبري‪ ،‬عن سعيد بن يونس المقدسي‪ ،‬عن المبخخارك‪ ،‬عخخن خخخالص بخخن أبخخي‬
‫سعيد‪ ،‬عن وهب الجمال‪ ،‬عن عبد المنعم بن سلمة‪ ،‬عن وهخخب الخخرائدي عخخن‬
‫يونس بن ميسرة‪ ،‬عن الشيخ المعتمر الرقي‪ ،‬رفعه إلى أبي جعفر ميثم التمار‬
‫قال‪ :‬كنت بين يدي مولي أمير المؤمنين عليه السخخلم إذ دخخخل غلم وجلخخس‬
‫في وسط المسلمين فلما فرغ مخخن الحكخخام‪ ،‬نهخخض إليخخه الغلم‪ ،‬وقخخال‪ :‬يخخا أبخخا‬
‫تراب ! أنا إليك رسول‪ ،‬جئتك برسخخالة تزعخخزع لهخخا الجبخخال مخخن رجخخل حفخخظ‬
‫كتاب ال من أوله إلى آخره‪ ،‬وعلم علم القضايا والحكام‪ ،‬وهو أبلغ منك فخخي‬
‫الكلم‪ ،‬وأحق منك بهذا المقام‪ ،‬فاستعد للجواب‪ ،‬ول تزخخخرف المقخخال ! فلح‬
‫الغضب في وجه أمير المؤمنين عليه السلم وقال لعمار اركب جملك وطخخف‬
‫في قبائل الكوفة وقل لهم‪ :‬أجيبوا عليا ليعرفوا الحق من الباطل‬

‫)‪ (1‬هو سوره )بفتح السين( بن كليب )وزان زبير( بخن معاويخة السخدي الكخوفى مخن‬
‫اصحاب الباقر والصادق عليهما السلم روى الكشى )ره( رواية تدل علخخى‬
‫حسن حاله مضافا إلخخى روايخخة )جميخخل بخخن دراج( عنخخه وهخخو مخخن أصخخحاب‬
‫الجماع‪ (2) .‬في بعض النسخ‪ :‬عن القاضى )*(‪.‬‬

‫]‪[345‬‬

‫والحلل والحرام‪ ،‬والصحة والسقم‪ .‬فركب عمار فما كان إل هنيئة حتى رأيت العرب‬
‫كما قال ال تعالى )إن كانت إل صيحة واحدة فإذاهم من الجداث إلخخى ربهخخم‬
‫ينسلون )‪ ((1‬فضاق جامع الكوفة وتكاثف الناس تكاثف الجراد علخخى الخخزرع‬
‫الغض في أوانخخه‪ ،‬ونهخخض )‪ (2‬العخخالم الروع‪ ،‬والبطخخل النخخزع‪ ،‬ورقخخى فخخي‬
‫المنبر وراقى ثم تنحنح فسكت جميع من في الجامع‪ ،‬فقال‪ :‬رحم ال من سخمع‬
‫فوعى‪ ،‬أيها الناس من يزعم أنه أمير المؤمنين ؟ والخ ل يكخخون المخخام إمامخا‬
‫حتى يحبي الموتى‪ ،‬أو ينزل من السماء مطرا أو يخخأتي بمخخا يشخخاكل ذلخخك ممخخا‬
‫يعجز عنه غيره وفيكم من يعلم أنخخي اليخخة الباقيخخة‪ ،‬والكلمخخة التامخخة‪ ،‬والحجخخة‬
‫البالغة‪ ،‬ولقد أرسل إلي معاوية جاهل من جاهلية العرب عجرف فخخي مقخخاله‪،‬‬
‫وأنتم تعلمون لو شئت لطحنت عظامه طحنا‪ ،‬ونسفت الرض من تحته نسفا‪،‬‬
‫وخسفتها عليه خسفا‪ ،‬إل أن احتمال الجاهل صدقة‪ ،‬ثم حمد ال خ وأثنخخى عليخخه‬
‫وصلى على النبي صلى ال عليه وآله وأشار بيده إلى الجخو فدمخخدم‪ ،‬و أقبلخخت‬
‫غمامخخة وعلخخت سخخحابة‪ ،‬وسخخمعنا منهخخا نخخداء يقخخول‪ :‬السخخلم عليخخك يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين‪ ،‬ويا سيد الوصيين ويا إمام المتقين‪ ،‬ويا غياث المستغيثين‪ ،‬ويا كنز‬
‫المساكين‪ ،‬ومعدن الراغبين وأشار إلخخى السخخحابة فخخدنت ! قخخال ميثخخم‪ :‬فرأيخخت‬
‫الناس كلهم قد أخخخذتهم السخخكرة‪ ،‬فرفخخع رجلخخه وركخخب السخخحابة وقخخال لعمخخار‪:‬‬
‫اركب معي وقل )بسم ال مجريها ومرسيها( فركب عمار وغابا عن أعيننخخا‪،‬‬
‫فلما كان بعخخد سخخاعة أقبلخخت سخخحابة حخختى أظلخخت جخخامع الكوفخخة‪ ،‬فخخالتفت فخخإذا‬
‫مولي جالس على دكة القضاء ؟ وعمار بين يديه‪ :‬والناس حافون به ثخخم قخخام‬
‫وصخخعد المنخخبر وأخخخذ بالخطبخخة المعروفخخة بالشقشخخقية‪ .‬فلمخخا فخخرغ اضخخطرب‬
‫الناس ! وقالوا فيه أقاويل مختلفة‪ .‬فمنهم مخخن زاده الخ إيمانخخا ويقينخخا ! ومنهخخم‬
‫من زاده كفرا وطغيانا‪ .‬قال عمار‪ :‬قد طارت بنا السحابة في الجخخو‪ ،‬فمخا كخخان‬
‫هنيئة حتى أشرفنا على بلد كبير حواليها أشجار وأنهار‪ ،‬فنزلخت بنخا السخحابة‬
‫وإذا نحن في مدينة كبيرة‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬يس‪ (2) .51 :‬فنهص )خ(‪.‬‬

‫]‪[346‬‬

‫الناس يتكلمون بكلم غير العربية‪ ،‬فاجتمعوا عليه ولذوا به‪ ،‬فوعظهم وأنذرهم بمثخخل‬
‫كلمهم‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا عمار اركب ففعلت ما أمرنخخي‪ ،‬فأدركنخخا جخامع الكوفخخة ثخخم‬
‫قال لي‪ :‬يا عمار تعرف البلدة التي كنت فيها‪ .‬قلت ال أعلخخم ورسخخوله ووليخخه‪،‬‬
‫قال‪ :‬كنا في الجزيرة السابعة من الصين أخطب كمخخا رأيتنخخي‪ ،‬إن الخ تبخخارك‬
‫وتعالى أرسل رسوله إلى كافة النخاس‪ ،‬وعليخه أن يخخدعوهم ويهخخدي المخؤمنين‬
‫منهم إلى الصراط المستقيم واشكر ما أوليتك من نعمة‪ ،‬واكتم من غير أهلخخه‪،‬‬
‫فإن لخ تعخخالى ألطافخا خفيخة فخخي خلقخه‪ ،‬ل يعلمهخخا إل هخخو ومخن ارتضخى مخخن‬
‫رسول‪ ،‬ثم قالوا‪ :‬أعطاك ال هذه القدرة الباهرة وأنت تستنهض النخخاس لقتخخال‬
‫معاويخخة ؟ فقخخال‪ :‬إن الخخ تعبخخدهم بمجاهخخدة الكفخخار والمنخخافقين‪ ،‬والنخخاكثين‪،‬‬
‫والقاسطين‪ ،‬والمارقين‪ ،‬و ال لو شئت لمددت يدي هذه القصيرة في أرضخخكم‬
‫هذه الطويلة‪ ،‬وضربت بها صدر معاوية بالشام‪ ،‬وأجخخذب بهخخا مخخن شخخاربه أو‬
‫قال من لحيته فمد يده وردهخخا وفيهخخا شخخعرات كخخثيرة‪ ،‬فتعجبخخوا مخخن ذلخخك‪ .‬ثخخم‬
‫وصل الخبر بعد مدة أن معاوية سقط من سخريره فخي اليخوم الخذي كخان عليخه‬
‫السلم مد يده وغشي عليه‪ ،‬ثم أفاق وافتقد من شاربه ولحيته شخخعرات‪ .‬بيخخان‪:‬‬
‫)الروع( مخخن الرجخخال الخخذي يعجبخخك حسخخنه‪) ،‬و العجرفخخة( الخخخرق وقلخخة‬
‫المبخخالت‪ ،‬ويقخخال )دمخخدم عليخخه( أي كلمخخه مغضخخبا‪ - 37 .‬كتخخاب الحسخخين بخخن‬
‫عثمان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قخخال‪ :‬تقخخول الجنخخة‪ :‬يخخا رب ملت النخخار‬
‫كما وعدتها فاملني كما وعدتني‪ .‬قال‪ :‬فيخلق ال خلقا يومئذ فيدخلهم الجنخخة‪،‬‬
‫ثخخم قخخال أبخخو عبخخد الخ عليخخه السخخلم طخخوبى لهخخم ! لخخم يخخروا أهخخوال الخخدنيا ول‬
‫غمومها‪ - 38 .‬الدرر المنثور‪ :‬عن ابن جريج‪ ،‬فخخي قخخوله )ومخخن قخخوم موسخخى‬
‫امة( الية‪ ،‬قال‪ :‬بلغني أن بني إسرائيل لما قتلوا أنبياءهم وكفروا وكانوا اثني‬
‫عشر سبطا تبرأ سبط منهم مما صنعوا واعتذروا وسألوا ال أن يفخخرق بينهخخم‬
‫وبينهم‪ ،‬ففتح ال لهم نفقا فخخي الرض فسخخاروا فيخخه‪ ،‬حخختى خرجخخوا مخخن وراء‬
‫الصين‪ ،‬فهم هنالك حنفاء مسلمين‪ ،‬يستقبلون قبلتنا‪ .‬قال ابن جريخخج‪ :‬قخخال ابخخن‬
‫عباس‪ :‬فذلك قوله )وقلنا من بعده لبني إسرائيل‬

‫]‪[347‬‬

‫اسكنوا الرض فإذا جاء وعد الخرة جئنا بكخخم لفيفخخا )‪ ((1‬ووعخخد الخخخرة عيسخخى بخخن‬
‫مريم‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬ساروا في السرب سنة ونصفا )‪ - 39 .(2‬وعن مقاتل‬
‫قال‪ :‬إن مما فضل ال به محمدا صلى ال عليه وآله أنخخه عخخاين ليلخخة المعخخراج‬
‫قخخوم موسخخى الخخذين مخخن وراء الصخخين‪ ،‬وذلخخك أن بنخخي إسخخرائيل حيخخن عملخخوا‬
‫بالمعاصي وقتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس دعوا ربهم وهخخم بخخالرض‬
‫المقدسة‪ ،‬فقالوا‪ :‬اللهم أخرجنا من بين أظهرهخخم‪ ،‬فاسخختجاب لهخخم فجعخخل سخخربا‬
‫في الرض‪ ،‬فدخلوا عليه )‪ (3‬وجعل معهم نهرا يجري‪ ،‬وجعل لهم مصخخباحا‬
‫من نور من بين أيديهم‪ ،‬فساروا فيه سنة ونصفا‪ ،‬وذلك من بيت المقخخدس إلخخى‬
‫مجلسهم الذي هم فيه‪ ،‬فأخرجهم ال إلى الرض تجتمع فيها الهوام والبهخخائهم‬
‫والسباع مختلطين بها ليست فيها ذنوب ول معخخاص فأتخخاهم النخخبي صخخلى الخ‬
‫عليه وآله تلك الليلخخة‪ ،‬ومعخخه جبرئيخخل فخخآمنوا بخخه وصخخدقوه‪ ،‬وعلمهخخم الصخخلة‬
‫وقالوا‪ :‬إن موسى قد بشرهم به )‪ - 40 .(4‬وعن السدي في قوله )ومخخن قخخوم‬
‫موسى امة يهدون بالحق وبه يعخخدلون( قخخال‪ :‬بينكخخم وبينهخخم نهخخر مخخن سخخهل ‪-‬‬
‫يعني من رمل ‪ -‬يجري )‪ - 41 .(5‬وعن صفوان بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬هخخم الخخذين‬
‫قال ال‪) :‬ومن قوم موسى امة يهخخدون بخخالحق( يعنخخي سخخبطا مخخن أسخخباط بنخخي‬
‫إسرائيل يوم الملحمة العظمخخى‪ ،‬ينصخخرون السخخلم وأهلخخه )‪ - 42 .(6‬وعخخن‬
‫الشعبي قال‪ :‬إن ل عبادا من وراء الندلس ل يرون أن ال خ عصخخاه مخلخخوق‪.‬‬
‫رضراضهم )‪ (7‬الدر والياقوت‪ ،‬وجبالهم الخخذهب والفضخخة‪ ،‬ل يزرعخخون ول‬
‫يحصدون‪ ،‬ول يعملون عمل‪ ،‬لهم شجر على أبوابهم لها أوراق عراض هخخي‬
‫لبوسهم‬
‫)‪ (1‬السراء‪ (2) .104 :‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪ (3) .136‬فخخي المخطوطخخة )فيخخه(‬
‫وكخخذا فخخي المصخخدر‪ (6 - 4) .‬الخخدرر المنثخخور‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪(7) .136‬‬
‫الرضراض‪ :‬ما صغر ودق من الحصى )*(‪.‬‬

‫]‪[348‬‬

‫ولهم شجر على أبوابهم لها ثمر فمنها يأكلون )‪ - 43 .(1‬وعن بعض أئمة الكوفة قال‪:‬‬
‫قام ناس من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وآله فقصخخد نحخخوهم فسخخكتوا‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ما كنتم تقولون ؟ قالوا‪ :‬نظرنا إلى الشمس‪ ،‬فتفكرنا فيها من أيخخن تجيخخئ‬
‫وأين تذهب‪ ،‬وتفكرنا في خلق ال‪ .‬فقال‪ :‬كذلك فخافعلوا ]و[ تفكخروا فخي خلخخق‬
‫ال‪ ،‬ول تفكروا في ال‪ ،‬فإن ل تعالى وراء المغخخرب أرضخخا بيضخخاء بياضخخها‬
‫ونورها مسيرة الشمس أربعين يوما‪ ،‬فيها خلق من خلخخق الخ لخخم يعصخخوا الخ‬
‫طرفة عين‪ .‬قيل‪ :‬يا نبي ال من ولد آدم هم ؟ قال‪ :‬مخخا يخخدرون خلخخق آدم أم لخخم‬
‫يخلق‪ .‬قيل‪ :‬يا نبي ال فأين إبليس عنهم ؟ قال‪ :‬مخخا يخخدرون خلخخق إبليخخس أم لخخم‬
‫يخلق‪ - 44 .‬وعن ابن عباس قال‪ :‬دخل علينا رسول ال صلى ال عليه وآلخخه‬
‫ونحن في المسجد حلق حلق‪ ،‬فقال لنا‪ :‬فيم أنتم ؟ قلنا‪ :‬نتفكر في الشمس كيخخف‬
‫طلعت وكيف غربخخت‪ ،‬قخخال‪ :‬أحسخخنتم كونخخوا هكخخذا تفكخخروا فخخي المخلخخوق ول‬
‫تفكروا في الخالق‪ ،‬فإن ال خلق ما شاء لما شاء وتعجبون مخخن ذلخخك‪ ،‬إن مخخن‬
‫وراء قاف سبع بحار كل بحار خمسخخمأة عخخام ومخخن وراء ذلخخك سخخبع أرضخخين‬
‫يضئ نورها لهلها ومن وراء ذلك سبعين ألف امة خلقوا على أمثخخال الطيخخر‬
‫هو وفرخه في الهواء ل يفترون عن تسبيحة واحخدة ومخن وراء ذلخك سخبعين‬
‫ألف امة خلقوا من ريح‪ ،‬فطعامهم ريح‪ ،‬وشرابهم ريح‪ ،‬وثيابهم مخخن ريخخح‪ ،‬و‬
‫آنيتهم من ريح‪ ،‬ودوابهم من ريح‪ ،‬ل تستقر حوافر دوابهخخم إلخخى الرض إلخخى‬
‫قيام الساعة‪ ،‬أعينهم في صدورهم‪ ،‬ينام أحدهم نومة واحدة ينتبه ورزقه عنخخد‬
‫رأسه‪ ،‬ومن وراء ذلك ظل العرش‪ ،‬وفي ظخخل العخخرش سخخبعون ألخخف امخخة مخخا‬
‫يعلمون أن ال خلق آدم ول ولخخد آدم‪ ،‬ول إبليخخس ول ولخخد إبليخخس‪ ،‬وهخخو قخخوله‬
‫)ويخلق ما ل تعلمون )‪ - 45 .(2‬وعن ابن عباس في قوله تعالى )والرض‬
‫وضعها للنام( قال‪ :‬النام الخلق‪ ،‬وهم ألف امة ستمأة فخخي البحخخر‪ ،‬وأربعمخخأة‬
‫في البر )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬الدرر المنثور‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪ (2) .136‬النحل‪ (3) .8 :‬الدرر المنثور‪ :‬ج ‪141 ،6‬‬
‫)*(‪.‬‬

‫]‪[349‬‬
‫أقول‪ :‬أوردت أخبارا كثيرة من هذا الباب في الملجد السابع في باب أنهم الحجخخة علخخى‬
‫جميع العوالم وجميع المخلوقات‪ - 46 .‬وروى الكفعمي والبرسخخي فخخي فضخخل‬
‫الدعاء المعروف بالجوشن الكبير بإسناديهما عن موسى بن جعفر عخخن آبخخائه‬
‫عليهم السلم عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال له جبرئيل‪ :‬والخخذي بعثخخك‬
‫بالحق نبيا إن خلف المغرب أرضا بيضاء فيها خلق من خلق ال يعبدونه ول‬
‫يعصونه‪ ،‬وقد تمزقت لحومهم ووجوههم مخخن البكخخاء‪ ،‬فخخأوحى ال خ إليهخخم‪ :‬لخخم‬
‫تبكون ولم تعصوني طرفة عين ؟ قال‪ :‬نخشى أن يغضب ال خ علينخخا ويعخخذبنا‬
‫بالنار قال علي عليه السلم‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال ! ليخخس هنخخاك إبليخخس أو أحخخد‬
‫من بني آدم ؟ فقال‪ :‬والذي بعثنى بالحق نبيا مخخا يعلمخخون أن الخ خلخخق آدم ول‬
‫إبليس‪ ،‬ول يحصي عددهم إل ال‪ ،‬ومسير الشمس في بلدهخخم أربعخخون يومخخا‬
‫ل يأكلون ول يشربون )‪) (1‬الخبر(‪ .‬تذنيب‪ :‬اعلم أن الخبار الواردة في هذا‬
‫البخخاب غريبخخة وبعضخخها غيخخر معتخخبرة السخخانيد كروايخخات البرسخخي وجخخامع‬
‫الخبار‪ ،‬والمأخوذ من الكتاب القديم‪ ،‬وبعضخخها معتخخبرة مخخأخوذة مخخن اصخخول‬
‫القدماء‪ ،‬وليس ما تتضمنها بعيدا من قدرة ال تعالى )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬قد حاول بعض علماء العصر تطبيق هذه الرض على الكوكبخخة المكتشخخفة اخيخخرا‬
‫المسماة ‍ب )فلكان( بتقريب انها لمكان قربها من المشس انور الكخخواكب ولخخذا‬
‫وصف بانها بيضاء‪ ،‬ولما كانت تدور حول الشمس في عشرين يومخخا وكخخل‬
‫يوم مشتمل على نهار وليلة وكثيرا ما يطلق اليوم على النهار فقط صخخح ان‬
‫يقال انها تدور حول الشمس اربعين يوما وانت خبير بأن الرواية تأبى عخخن‬
‫هذه التكلفات والتعسفات كل البخخاء‪ ،‬فخخان ظخخاهر قخخوله )مسخخير الشخخمس فخخي‬
‫بلدهم اربعون يوما( ان اليوم في بلدهم يساوى اربعين يوما في بلدنخخا ل‬
‫أن السنة فيها تساوى اربعيخخن يومخخا‪ ،‬علخخى ان هخخذه الكوكبخخة لشخخدة حرارتهخخا‬
‫غير قابلة لنشوء موجود حى فيها ال ان يكون المراد باهلها الملئكة بقرينة‬
‫قوله )ل يأكلون ول يشربون( فتأمل‪ (2) .‬الخبار المخخوردة فخخي هخخذا البخخاب‬
‫مخخع قطخخع النظخخر عخخن ضخخعافها الخختى ل يوثخخق بصخخدورها ل تجخخرى جميعخخا‬
‫مجرى واحدا في المضمون والدللة‪ ،‬والتعرض لكل واحد منهخخا علخى حخدة‬
‫والتدقيق في ما يشتمل عليه من الدقائق وتحقيق ما تشخخير إليخخه مخخن الحقخخائق‬
‫يؤدى إلى تطويل ممل لكن=‬

‫]‪[350‬‬

‫و )جابلقا( و )جابرسا( ذكرهما اللغويون على وجه آخر‪ ،‬قال الفيروز آبادي‪ :‬جابلص‬
‫بفتح الباء واللم أو سكونها‪ :‬بلد بالمغرب وليس وراءه إنسي‬
‫= ل بأس بالشارة إلى مهام ما يستفاد منهخا وهخى امخور‪ :‬الول‪ :‬ان خلخق الخ تبخارك‬
‫وتعالى ل ينحصر في ابينا آدم وذريته‪ ،‬فقد خلق قبله خلئق كثيرة وسيخلق‬
‫بعد انقراضهم ايضا‪ ،‬قال عليه السخخلم )أو تخرى ان الخ عزوجخل لخم يخلخخق‬
‫بشرا غيركم ؟ بلى وال لقد خلق ال تبخارك وتعخالى ألخف ألخف عخالم وألخف‬
‫ألف آدم( وقال عليه السلم )لعلكم ترون أنه إذا كخخان يخخوم القيامخخة‪ ..‬ل يعبخخد‬
‫في بلده ول يخلق خلقا يعبدونه ويوحدونه ؟‪ (..‬إلخى غيخر ذلخك‪ .‬الثخخاني‪ :‬ان‬
‫وراء هذه المنظومة الشمسية المشتملة على شمس وارض وكواكب واقمار‬
‫منظومات شمسية اخرى مشتملة على شموس وكواكب واقمخخار كخخثيرة وأن‬
‫لها أهلين في الجملة قال عليه السخخلم )ان وراء عيخخن شمسخخكم هخذه اربعيخخن‬
‫عين شمس‪ :‬وان وراء قمركم اربعين قمرا( وقال عليه السلم لما نظر إلخخى‬
‫السماء )هذه قبة ابينا آدم وان لخ عزوجخخل سخخواها تسخخعة وثلثيخخن قبخخة فيهخخا‬
‫خلق ما عصوا ال طرفة عين( وغير خفى على اللخخبيب المتأمخخل ان اظهخخار‬
‫هذا المعنى في عصر لم يكن يتوهم احد ذلك ول يقبلخخه لخخو ل تسخخليمه لئمخخة‬
‫الدين واهل بيت العصخمة واليقيخن كاشخف عخن اعتمخاد القخائلين علخى مبخدء‬
‫علمي الهى‪ ،‬واخذهم من منبع غزير ربخخاني‪ ،‬وإل فمخخن كخخان يجخخترئ علخخى‬
‫التفوه بان عبر الشمس التى كان بزعم انها مركوزة في الفلك الرابع والقمر‬
‫الذى كان يزعم انه مركوز في الفلك الول تكون شموس واقمخخار اخخخرى ؟‬
‫وهذا لعمر الحق من اعظم الكرامات‪ ،‬وأدل الدلئل على امامخخة اهخخل الخخبيت‬
‫عليهم السلم‪ ،‬وقد كان هذا العلم مخزونا في كتب الشيعة مكنونا عنخخه اهلخخه‬
‫حتى كشف التجاوب العلمية والمكبرات العظيمة النقاب عن وجهه والغطاء‬
‫عخخن سخخره‪ .‬الثخخالث‪ :‬أن وراء هخخذا العخخالم المخخادى عخخوالم اخخخرى تغيخخب عخخن‬
‫حواسنا‪ ،‬ول تنالها علومنا المتعارفة‪ ،‬وهى محيطة بهذا العالم نحو احاطخخة‪،‬‬
‫وباطنة فيه نحو بطون‪ ،‬وخارجة عنخخه نحخخو خخخروج وقخخد أراهخخا الخ بعخخض‬
‫اوليائه وعباده الصالحين وهو على ما يشاء قدير‪ .‬قال زيخخن العابخخدين عليخخه‬
‫السلم للمنجم‪) :‬هل أدلك على رجل قدمر مذ دخلت علينخخا فخخي اربخخع عشخخر‬
‫عالما كل عالم اكبر من الدنيا ثلث مرات لخخم يتحخخرك مخخن مكخخانه ؟ !( فخخان‬
‫المرور في تلك العوالم الكبيرة في زمن يسير في الغايخخة مخخع عخخدم التحخخرك‬
‫من المكان إنما يتصور بغير هذا البدن المخخادى الخخذى ل يمكخخن أن يسخخير إل‬
‫بالحركة والنتقال‪ ،‬وفي عوالم خارجة من عالم المادة‪ ،‬مطلقخخة مخخن قيودهخخا‬
‫وحخخدودها‪ .‬وقخخال الصخخادق عليخخه السخخلم فخخي بيخخان حخخال أهخخل المخخدينتين‬
‫)وطعامهم التسبيح( فان ذلك ليخخس مخخن شخخأن الموجخخود المخخادى‪ ،‬ويمكخخن ان‬
‫يكون حديث اراءة الملكوت لجابر وحديث خيام=‬

‫]‪[351‬‬

‫وجابلق بلد بالمشرق )‪) (1‬انتهى( ويقال إن فيهما أو في إحداهما أصحاب القائم عليخخه‬
‫السلم والصخخوفية والمتخخألهون مخخن الحكمخخاء أولخخوا أكخخثر هخخذه الخبخخار بعخخالم‬
‫المثال قال شارح المقاصد‪ :‬ذهب بعخخض المتخخألهين مخخن الحكمخخاء ونسخخب إلخخى‬
‫القدماء أن بين عالمي المحسوس والمعقول واسطة تسمى عخخالم المثخخل‪ ،‬ليخخس‬
‫فخخي تجخخرد المجخخردات ول فخخي مخالطخخة الماديخخات‪ ،‬وفيخخه لكخخل موجخخود مخخن‬
‫المجخخردات‪ ،‬والجسخخام‪ ،‬والعخخراض والحركخخات‪ ،‬والسخخكنات‪ ،‬والوضخخاع‪،‬‬
‫والهيئات‪ ،‬والطعوم‪ ،‬والروائح‪ ،‬مثال قائم بخخذاته‪ ،‬معلخخق ل فخخي مخخادة ومحخخل‪،‬‬
‫يظهر للحس بمعونة مظهر كالمرآة والخيال والماء والهواء ونحو ذلخخك‪ ،‬وقخخد‬
‫ينتقل من مظهر إلى مظهخر‪ ،‬وقخد يبطخل كمخا إذا فسخدت المخرآة والخيخال‪ ،‬أو‬
‫زالت المقابلة أو التخيل وبالجملة هو عالم عظيخخم الفسخخحة غيخخر متنخخاه‪ ،‬يحخخذو‬
‫حخخذوا العخخالم الحسخخي فخخي دوام حركخخة أفلكخخه المثاليخخة‪ ،‬و قبخخول عناصخخره‬
‫ومركبخخاته آثخخار حركخخات أفلكخخه وإشخخراقات العخخالم العقلخخي‪ ،‬وهخخذا مخخا قخخال‬
‫القدمون إن في الوجود عالما مقداريا غير العالم الحسخخي ل يتنخخاهى عجخخائبه‬
‫ول تحصى مخدنه‪ ،‬ومخن جملخخة تلخك المخدن جابلقخخا وجابرسخا‪ ،‬وهمخخا مخدينتان‬
‫عظيمتان لكل منهما ألف باب ل يحصى ما فيها من الخلئق‪ ،‬ومن هذا عخخالم‬
‫يكون فيه الملئكة‬

‫= رسول ال صلى ال عليه وآله وأهل بيته عليهم السلم وماضاها هما أيضخخا نخخاظرة‬
‫إلى هخخذه العخخوالم والخ أعلخخم‪ .‬وبالجملخخة يسخختفاد مخخن هخخذه الروايخخات ان تلخخك‬
‫العوالم اشرف وألطف من عالم المادة وإن لم تخل عن المقادير والعوارض‬
‫الجسمانية مطلقا‪ ،‬فتنطبق على عالم المثال‪ ،‬لكن ل يوجب ذلك اثبات جميخع‬
‫الخواص التى يأتي نقلها عن شارح المقاصخخد لهخخا‪ ،‬فخخان جلهخخا ل يخلخخو عخخن‬
‫مناقشة كظهخخور الصخخور المثاليخخة فخخي المخخرآة وادراكهخخا عنخخد غلبخخة الخخخوف‬
‫والمراض‪ ،‬فان ما يصح من ذلخخك إنمخخا هخخو مخخن خخخواص المثخخال الصخخغر‬
‫الذى هو من مراتب النفس النسانية والكلم في العوالم الخارجية وما يجئ‬
‫من طعن العلمة المؤلف رحمه ال على هذا القول انمخخا هخخو لللخختزام بهخخذه‬
‫الخصوصيات وال فهو ل ينكر الموجخخود المثخخالي رأسخخا‪ ،‬كيخخف وقخخد اذعخخن‬
‫بصراحة روايات كثيرة في اثباته‪ ،‬وبه صحح كثيرا من المسائل العتقادية‬
‫كما اشار إلى بعضها في ذيخخل هخخذا البخخاب‪ (1) .‬القخخاموس‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪،297‬‬
‫وج ‪ ،3‬ص ‪.(*) 217‬‬

‫]‪[352‬‬

‫والجن والشياطين والغيلن لكونها من قبيل المثل أو النفوس الناطقة المفارقة الظاهرة‬
‫فيها‪ ،‬وبه يظهر المجردات فخخي صخخور مختلفخخة بالحسخخن والقبخخح‪ ،‬واللطخخافه و‬
‫الكثافة‪ ،‬وغير ذلك بحسب استعداد القابخخل والفاعخخل‪ ،‬وعليخخه بنخخوا أمخخر المعخخاد‬
‫الجسماني فخإن البخدن المثخالي الخذي يتصخرف فيخه النفخس حكمخه حكخم البخدن‬
‫الحسي في أن له جميع الحواس الظاهرة والباطنخخة فيلتخخذ )‪ (1‬ويتخخألم باللخخذات‬
‫واللم الجسخخمانية وأيضخخا تكخخون مخخن الصخخور المعلقخخة نورانيخخة فيهخخا نعيخخم‬
‫السخخعداء‪ ،‬وظلمانيخخة فيهخخا عخخذاب الشخخقياء‪ ،‬وكخخذا أمخخر المنامخخات وكخخثير مخخن‬
‫الدراكات‪ ،‬فإن جميع ما يرى في المنام أو التخيل في اليقظة بخخل نشخخاهد فخخي‬
‫المراض وعند غلبة الخوف ونحو ذلك من الصور المقدارية الخختي ل تحقخخق‬
‫لها في عالم الحس كلها من عالم المثخخل‪ ،‬وكخخذا كخخثير مخخن الغخخرائب وخخخوارق‬
‫العخخادات‪ ،‬كمخخا يحكخخى عخخن بعخخض الوليخخاء أنخخه مخخع إقخخامته ببلخخدته كخخان مخخن‬
‫حاضري المسجد الحرام أيام الحج‪ ،‬وأنه ظهخر مخن بعخخض جخدران الخخبيت أو‬
‫خخخرج مخن بيخت مسخخدود البخخواب والكخخواء‪ ،‬وأنخه أحضخر بعخض الشخخاص‬
‫والثمار أو غير ذلك من مسافة بعيدة جخخدا فخخي زمخخان قريبخخة إلخخى غيخخر ذلخخك‪،‬‬
‫والقائلون بهذا العالم منهم من يدعي ثبوته بالمكاشخخفة والتجخخارب الصخخحيحة‪،‬‬
‫ومنهم من يحتج بأن ما يشاهد من تلك الصخخور الجزئيخخة ليسخخت عخخدما صخخرفا‬
‫ول من عالم الماديات وهو ظاهر‪ ،‬ول من عالم العقخخل لكونهخخا ذوات مقخخدار‪،‬‬
‫ول مر تسمة في الجزاء الدماغية لمتناع ارتسام الكبير في الصخخغير‪ ،‬ولمخخا‬
‫كانت الدعوى عالية والشخخبه واهيخخة كمخخا سخخبق لخخم يلتفخخت إليخخه المحققخخون مخخن‬
‫الحكماء والمتكلمين )انتهى(‪ .‬ونقل بعضهم عن المعلخخم الول فخخي الخخرد علخخى‬
‫مخن قخال‪ :‬إن العخالم الجسخماني أكخثر مخن واحخد‪ :‬وقخد قخالت متخألهو الحكمخاء‬
‫كهرمس‪ ،‬وأنباذ قلس‪ ،‬وفيثاغورس وأفلطن وغيرهم مخخن الفاضخخل القخخدماء‬
‫إن في الوجود عخخوالم اخخخرى ذوات مقخخادير غيخخر هخذا العخالم الخذي نحخخن فيخه‬
‫وغير النفس والعقل‪ ،‬وفيها العجخخائب والغخخرائب‪ ،‬و فيهخخا مخخن البلد والعبخخاد‪،‬‬
‫والنهار والبحار والشجار‪ ،‬والصور المليحة والقبيحة‬

‫)‪ (1‬فيتلذذ )خ( )*(‪.‬‬

‫]‪[353‬‬

‫ما ل يتناهى‪ ،‬ويقع هذا العالم في القليم الثامن الذي فيه جابلقخخا وجابرسخخا‪ ،‬وهخخو إقليخخم‬
‫ذات العجائب‪ ،‬وهي في وسط ترتيب العوالم‪ ،‬ولهذا العالم افقان‪ :‬الول و هو‬
‫اللطف من الفلك القصى الذي نحن فيه‪ ،‬وهو يقع )‪ (1‬مخخن إدراك الحخخواس‬
‫والفخخق العلخخى يلخخي النفخخس الناطقخخة وهخخو أكثخخف منهخخا‪ ،‬والطبقخخات المختلفخخة‬
‫النخخواع مخخن اللطيفخخة والكثيفخخة والمتلخخذذة والمهجخخة والموملخخة والمزعجخخة ل‬
‫يتناهى بينهما‪ ،‬و لبد لخك مخن المخرور عليخه‪ ،‬وقخد يشخاهد هخذا العخالم بعخض‬
‫الكهنة والسحرة وأهل العلوم الروحانية‪ ،‬فعليك باليمان بها‪ ،‬وإياك والنكار‪.‬‬
‫وقال أرسخخطو فخخي )اثولوجيخخا(‪ :‬مخخن وراء هخخذا العخخالم سخخماء وأرض وبحخخرو‬
‫حيوان ونبات وناس سماويون‪ ،‬وكخل مخخن فخخي هخذا العخخالم الجسخخماني‪ ،‬وليخس‬
‫هناك شئ أرضي‪ ،‬والروحانيون الذين هناك ملئمون للنس الذي هنخخاك‪ ،‬ل‬
‫ينفر بعضهم عن بعض‪ ،‬وكخخل واحخخد ل ينفخخر عخخن صخخاحبه‪ ،‬ول يضخخاده‪ ،‬بخخل‬
‫يستريح إليه‪ .‬وقال صاحب الفتوحات‪ :‬في كل خلق ال تعالى عوالم يسخخبحون‬
‫الليل و النهار ل يفترون‪ ،‬وخلق ال من جملة عوالمهخخا عامخخا علخخى صخخورنا‪،‬‬
‫إذا أبصرها العارف يشاهد نفسه فيها‪ ،‬وقد أشار إلى ذلك عبد الخ بخخن عبخخاس‬
‫فيما روي عنه في حديث‪ :‬هذه الكعبة وإنها بيت واحد من أربعخخة عشخخر بيتخخا‪،‬‬
‫وإن في كل أرض من الرضين السبع خلقا مثلنخخا حخختى أن فيهخخم ابخخن عبخخاس‬
‫مثلي‪ .‬وصدقت هذه الرواية عند أهل الكشف‪ ،‬وكخخل منهخخا حخخي نخخاطق‪ ،‬وهخخي‬
‫باقيخخة ل تفنخخى ول تتبخخدل‪ ،‬وإذا دخلهخخا العخخارفون إنمخخا يخخدخلون بخخأرواحهم ل‬
‫بأجسامهم‪ ،‬فيتركون هياكلهم في هذه الرض الدنيا ويتجردون‪ ،‬وفيها مخخدائن‬
‫ل تحصى‪ ،‬وبعضها تسخخمى )مخخدائن النخخور( ل يخخدخلها مخخن العخخارفين إل كخخل‬
‫مصخخطفى مختخخار‪ ،‬وكخخل حخخديث وآيخخة وردت عنخخدنا ممخخا صخخرفها العقخخل مخخن‬
‫ظاهرها وجخخدناها علخخى ظاهرهخخا فخخي هخخذه الرض‪ ،‬وكخخل جسخخد يتشخخكل فيخخه‬
‫الروحاني من ملك وجن‪ ،‬وكل صورة يرى النسان فيها نفسه في النوم فمخخن‬
‫أجساد هذه الرض )انتهى(‪.‬‬

‫)‪ (1‬يقطع )خ( )*(‪.‬‬

‫]‪[354‬‬

‫واقول‪ :‬ما أشبه هذه المزخرفات بالخرافات والخيالت الواهية والوهخخام الفاسخخدة‪ ،‬ول‬
‫يتوقف تصحيح شئ مما ذكروه على القول بهخخذا المخخذهب السخخخيف‪ ،‬و بسخخط‬
‫القول فيه يؤدي إلى الطناب‪ ،‬وأما الجساد المثالية التي قلنخخا بهخخا فليخخس مخخن‬
‫هذا القبيل كما عرفت تحقيقه في المجلد الثالث‪ ،‬وأكثر أخبار هذا الباب يمكن‬
‫حملها على ظواهرهخا‪ ،‬إذ لخم يخدر أحخد سخوى النبيخاء والوصخياء مخا حخول‬
‫جميع العالم حتى يحكم بعدمها‪ ،‬وما قاله الحكماء والرياضيون فخخي ذلخخك فهخخو‬
‫على الخرص والتخمين وال الهادي إلى الحق المبين‪) .‬تنبيه( قد يستدل على‬
‫ثبوت عالم المثال بما رواه الشخخيخ البهخخائي ‪ -‬ره ‪ -‬فخخي كتخخاب )مفتخخاح الفلح(‬
‫عند تأويل ما ورد في دعاء التعقيب )يامن أظهر الجميل وسخختر القبيخخح( عخخن‬
‫الصادق عليه السلم أنه قال‪ :‬ما مخن مخؤمن إل ولخه مثخال فخي العخخرش‪ ،‬فخإذا‬
‫اشتغل بالركوع والسخخجود ونحوهمخخا فعخخل مثخخاله مثخخل فعلخخه‪ ،‬فعنخخد ذلخخك تخخراه‬
‫الملئكخخة عنخخد العخخرش ويصخخلون )‪ (1‬ويسخختغفرون لخخه‪ ،‬وإذا اشخختغل العبخخد‬
‫بمعصية أرخى ال تعالى على مثخخاله سخخترا لئل تطلخخع المئلكخخة عليهخخا‪ ،‬فهخخذا‬
‫تأويل )يا من أظهر الجميل وستر القبيح( )انتهى(‪ .‬واقول‪ :‬وإن أمكخخن تخخأويله‬
‫)‪ (2‬على ما ذكروه‪ ،‬لكن ليس فيه دللخخة علخخى الخصوصخخيات الخختي أثبتوهخخا‪،‬‬
‫ول على عمومها في كل شئ‪ ،‬وكذا الكلم فيما ورد مخخن كخخون صخخورة أميخخر‬
‫المؤمنين والحسنين عليهم السلم ورؤية الرسول صخخلى الخ عليخخه وآلخخه وآدم‬
‫عليه السلم أشباح الئمة علهيم السلم عن يمين العرش‪ ،‬وأمثال ذلخخك كخخثيرة‬
‫والكلم فخخي الجميخع واحخخد‪ ،‬و نحخن ل ننكخر وجخخود الجسخام المثاليخخة وتعلخخق‬
‫الرواح بها بعد الموت‪ ،‬بل نثبتها لدللة الحاديث المعتبرة الصريحة عليها‪،‬‬
‫بل ل يبعد عندي وجودها قبل الموت أيضا فتتعلق‬
‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬فيصلون‪ (2) .‬في المخطوطة‪ :‬تطبيقه )*(‪.‬‬

‫]‪[355‬‬

‫بها الرواح في حال النوم وشبهه من الحوال التي يضعف تعلفها بالجسخخاد الصخخلية‬
‫فيسير بها في عوالم الملك والملكوت‪ ،‬ول أستبعد فخخي الرواح القويخخة تعلقهخخا‬
‫بالجساد المثالية الكثيرة‪ ،‬وتصرفها في جميعها في حالة واحخخدة‪ ،‬فل يسخختبعد‬
‫حضورهم في آن واحد عند جميع كثير من المحتضرين وغيرهم‪ ،‬لكن علخخى‬
‫وجه ل ينافي القواعد العقلية والقوانين الشرعية‪ ،‬وهخخذا المقخخام ل يسخخع لبسخخط‬
‫القخخول فيهخخا‪ ،‬وبعخخض العقخخول القاصخخرة عخخن درك الحقخخائق الخفيخخة ربمخخا لخخم‬
‫يحتملهخخا‪ ،‬فلخخذا طويناهخخا علخخى غرهخخا‪ ،‬وال خ الموفخخق لنيخخل غخخوامض الخخدقائق‬
‫وسرها‪) .3 .‬باب( * )أنه لم سميت الدنيا دنيا والخخخرة آخخخرة( * ‪ - 1‬العلخخل‪:‬‬
‫عن علي بن أحمد بن )‪ (1‬محمد‪ ،‬عن محمد بن يعقوب‪ ،‬عن علي بن محمخخد‪،‬‬
‫بإسناده رفعه قخال‪ :‬أتخى علخي بخن أبيطخخالب عليخخه السخخلم يهخخودي فسخأله عخخن‬
‫مسائل‪ ،‬فكان فيما يسأله )‪ (2‬لم سميت الدنيا دنيا ؟ ولم سميت الخخخرة آخخخرة‪،‬‬
‫فقال عليه السلم‪ :‬إنما سميت الدنيا دنيخخا لنهخخا أدنخخى مخخن كخخل شخخئ‪ ،‬وسخخميت‬
‫الخره آخرة لن فيها الجزاء والثواب )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬الظاهر انه على بن أحمد الدقاق‪ ،‬وروى الصدوق ‪ -‬ره ‪ -‬في التوحيد وغيره مخخن‬
‫كتبه عنه وعن على بن احمد بن محمد‪ ،‬وعن على بن احمخخد بخخن محمخخد بخخن‬
‫عمران‪ ،‬وفي الفقيه عن على بن احمد بن موسى الدقاق‪ ،‬وفي كمال الدين )‬
‫‪ (177‬عن على بن احمد بن محمد بن موسخخى بخخن عمخخران والظخخاهر اتحخخاد‬
‫الجميع‪ ،‬قال الوحيد ‪ -‬ره ‪ -‬الظاهران على بن احمد بخخن محمخخد بخخن عمخخران‬
‫من مشايخ الصدوق وهو على بن احمد بن موسى الدقاق‪ ،‬وقخخال فخخي تنقيخخح‬
‫المقال‪ :‬لم اقف على رواية الصدوق عمن سماه )يعنى الوحيد( واتحاد على‬
‫بن احمد بن موسخخى مخخع علخخى بخخن احمخخد بخخن محمخخد بخخن عمخخران بعيخخدا جخدا‬
‫)انتهى( لكن روايته عخخن احمخخد بخخن محمخخد بخخن عمخخران كخخثيرة فخخي التوحيخخد‬
‫وسائر كتبه وما رواه في كمال الدين يقرب ما استبعده ويؤيخد مخا اسختظهره‬
‫الوحيد رحمهما ال بل ما استظهرنا من اتحاد الجميع والخ العخخالم‪ (2) .‬فخخي‬
‫المخطوطة‪ :‬في ما سأله‪ (3) .‬علل الشرائع‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.(*) 2‬‬

‫]‪[356‬‬

‫‪ - 2‬ومنه‪ :‬فيما سأل يزيد بن سلم النبي صلى ال عليه وآله سأله عن الدنيا لم سخخميت‬
‫الدنيا ؟ قال‪ :‬لن الدنيا دنية خلقت من دون الخرة‪ ،‬ولو خلقت مع الخرة لخخم‬
‫يفن أهلها كما ل يفنى أهل الخرة‪ .‬قال‪ :‬فأخبرني لخخم سخخميت الخخخرة آخخخرة ؟‬
‫قال‪ :‬لنها متأخرة تجئ من بعد الدنيا‪ ،‬ل توصف سنينها‪ ،‬ول تحصى أيامها‪،‬‬
‫ول يموت سكانها )‪) (1‬الخبر(‪ .‬بيان‪ :‬قوله في الخبر الول )لنهخخا أدنخخى مخخن‬
‫كل شئ( أي أقرب بحسب المكان أو بحسخخب الزمخخان‪ ،‬أو أخخخس وأرذل علخخى‬
‫وفق الخبر الثاني‪ .‬وقوله )لن فيها الجزاء( لعله بيان لملخخزوم العلخخة‪ ،‬أي لمخخا‬
‫كان فيها الجزاء‪ ،‬والجزاء متأخر عن العمل‪ ،‬فلذا جعلت بعخخد الخخدنيا وسخخميت‬
‫بذلك‪ .‬قال ال عزوجل )يأخذون عرض هذا الدنى )‪ (2‬يعني الدنيا من الدنو‬
‫بمعنى القرب‪ ،‬وقال سخخبحانه )ولنخخذيقنهم مخخن العخخذاب الدنخخى )‪ ((3‬وبالجملخخة‬
‫الدنى والدنيا يصرفان على وجوه‪ ،‬فتارة يعبر به عن القخخل فيقابخخل بخخالكثر‬
‫والكبر‪ ،‬وتارة عن الرذل والحقر فيقابخخل بخخالعلى والفضخخل‪ ،‬وتخخارة عخخن‬
‫القرب فيقابل بالقصى‪ ،‬وتارة عن الولى فيقابل بالخرة وبجميع ذلخخك ورد‬
‫التنزيخل علخى بعخض الوجخوه‪ .‬وقخال الجخزري‪ :‬الخدنيا اسخم لهخذه الحيخاة لبعخد‬
‫الخرة عنها‪.‬‬

‫)‪ (1‬علل الشرائع ج ‪ ،2‬ص ‪ (2) .156‬العراف‪ (3) .169 :‬الرعد‪.(*) 21 :‬‬

‫]‪[357‬‬

‫‪) 4‬بخخاب( * )القلخخم‪ ،‬واللخخوح المحفخخوظ‪ ،‬والكتخخاب المخخبين‪ ،‬والمخخام( * * )المخخبين‪ ،‬وام‬
‫الكتاب( * اليات‪ :‬هود‪ :‬وما من دابة في الرض إل على ال خ رزقهخخا ويعلخخم‬
‫مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين )‪ .(1‬طه‪ :‬قال علمها عنخخد ربخخي فخخي‬
‫كتاب ل يضل ربي ول ينسى )‪ .(2‬الحج‪ :‬ألم تعلم أن ال يعلم ما فخخي السخخماء‬
‫والرض إن ذلك في كتخخاب‪ ،‬إن ذلخخك علخخى الخ يسخخير )‪ .(3‬النمخخل‪ :‬ومخخا مخخن‬
‫غائبة في السماء والرض إل في كتاب مبين )‪ .(4‬سبأ‪ :‬ل يعزب عنه مثقخخال‬
‫ذرة في السماوات ول في الرض ول أصغر من ذلك ول أكبر إل في كتخخاب‬
‫مبين )‪ .(5‬فاطر‪ :‬وما يعمر من معمر ول ينقص من عمره إل فخخي كتخخاب إن‬
‫ذلخخك علخخى ال خ يسخخير )‪ .(6‬يخخس‪ :‬وكخخل شخخئ أحصخخيناه فخخي إمخخام مخخبين )‪.(7‬‬
‫الزخرف‪ :‬وإنه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬هود‪ (2) .6 :‬طه‪ (3) .52 :‬الحج‪ (4) .70 :‬النمل‪ (5) .75 :‬سبأ‪ (6) .3 :‬فاطر‪:‬‬
‫‪ (7) .11‬يس‪ (8) .12 :‬الزخرف‪.4 :‬‬

‫]‪[358‬‬

‫ق وعندنا كتاب حفيظ )‪ .(1‬الطور‪ :‬وكتاب مسطور في رق منشخخور )‪ .(2‬الحديخخد‪ :‬مخخا‬


‫أصاب من مصيبة في الرض ول في أنفسكم إل في كتاب من قبل أن نبرأها‬
‫إن ذلك على ال بسير‪ .‬لكيل تأسوا على ما فاتكم ول تفرحوا بمخخا آتيكخخم )‪.(3‬‬
‫القلخخم‪ :‬ن والقلخخم ومخخا يسخخطرون )‪ .(4‬النبخخأ‪ :‬وكخخل شخخئ أحصخخيناه كتابخخا )‪.(5‬‬
‫البروج‪ :‬بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ )‪ .(6‬تفسير‪ :‬قال الطبرسخخي ‪ -‬ره‬
‫‪) :-‬كل في كتاب مبين( هذا إخبخخار منخخه سخخبحانه أن جميخخع ذلخخك مكتخخوب فخخي‬
‫كتاب ظاهر‪ ،‬وهو اللوح المحفخخوظ‪ ،‬وإنمخخا اثبخخت ذلخخك مخخع أنخخه عخخالم لخخذاته ل‬
‫يعزب عن علمه شئ من مخلوقاته لما فيه من اللطف للملئكة أو لمخخن يخخخبر‬
‫بذلك )‪ .(7‬وقخخال ‪ -‬ره ‪ -‬فخخي قخخوله سخخبحانه )علمهخخا عنخخد ربخخي(‪ :‬أي أعمخخالهم‬
‫محفوظة عند ال يجازيهم بها‪ ،‬والتقدير‪ :‬علم أعمالهم عند ربخخي )فخخي كتخخاب(‬
‫يعني اللوح المحفخخوظ‪ ،‬و المعنخخى‪ :‬أن أعمخخالهم مكتوبخخة مثبتخخه عليهخخم‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫المراد بالكتاب ما تكتبه الملئكخخة‪) .‬ل يضخخل ربخخي( أي ل يخخذهب عليخخه شخخئ‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬أي ل يخطخخئ ربخخي )ول ينسخخى( مخخن النسخخيان‪ ،‬أو بمعنخخى الخخترك )‪.(8‬‬
‫وقال الرازي في قوله تعالى )إن ذلك في كتاب( في الكتاب قولن‪ :‬أحدهما ‪-‬‬
‫وهو قول أبي مسلم ‪ -‬أن معنى الكتاب الحفظ والضبط والشد‪ ،‬يقال‪ :‬كتبت‬

‫)‪ (1‬ق‪ (2) .4 :‬الطور‪ (3) .3 - 2 :‬الحديد‪ (4) .22 :‬القلم‪ (5) .1 :‬النبأ‪(6) .29 :‬‬
‫البروج‪ (7) .22 - 21 :‬مجمع البيان‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪ (8) .144‬مجمع البيان‪:‬‬
‫ج ‪ ،7‬ص ‪.(*) 13‬‬

‫]‪[359‬‬

‫المزادة )‪ (1‬إذا خرزتها فحفظت بذلك ما فيها‪ ،‬ومعنخخى الكتخخاب بيخخن النخخاس‪ :‬حفخخظ مخخا‬
‫يتعاملون بخخه‪ ،‬فخخالمراد مخخن قخخوله )إن ذلخخك فخخي كتخخاب( أنخخه محفخخوظ عنخخده‪ .‬و‬
‫الثاني‪ :‬وهو قول الجمهور أن كل ما يحدثه ال في السخخماوات والرض كتبخخه‬
‫)‪ (2‬فخخي اللخوح المحفخوظ‪ ،‬وهخذا أولخى‪ ،‬لن القخول الول وإن كخان صخخحيحا‬
‫نظرا إلى الشتقاق‪ ،‬ولكن الواجب حمخل اللفخظ علخى المتعخارف‪ ،‬ومعلخوم أن‬
‫الكتاب هو ما تكتب فيه المور‪ ،‬فكان حمله عليه أولى‪ .‬فإن قيخخل‪ :‬يخخوهم ذلخخك‬
‫أن علمه مستفاد من الكتاب‪ ،‬وأيضا فأي فائدة في ذلك الكتاب ؟ فالجواب عن‬
‫الول أن كتبه تلك الشياء في ذلك الكتاب مع كونها مطابقة للموجودات مخخن‬
‫أدل الدلئل على أنه سبحانه غني في علمه عن ذلك الكتاب‪ ،‬وعخخن الثخخاني أن‬
‫الملئكة ينظرون فيه ثم يرون الحوادث داخلة في الوجود على وفقه‪ ،‬فصخخار‬
‫ذلك دليل لهم زائدا على كونه سبحانه عالما بكل المعلومات‪ .‬وأمخخا قخخوله )إن‬
‫ذلك على ال يسير( فمعناه أن كتبه جملة الحوادث مخخن أنهخخا مخخن الغيخخب ممخخا‬
‫يتعذر عى الخلق‪ ،‬لكنها بحيث متى أرادها ال تعخخالى‪ ،‬كخخانت يعخخبر عخخن ذلخخك‬
‫بخخأنه يسخخير‪ ،‬وإن كخخان هخخذا الوصخخف ل يسخختعمل إل فينخخا مخخن حيخخث تسخخهل‬
‫وتصعب علينا المور‪ ،‬ويتعالى )‪ (3‬الخ عخن ذلخك )‪ .(4‬وقخال الطبرسخي ره‬
‫في قوله سبحانه )وما مخخن غائبخة( أي خصخخلة غائبخة )فخي السخخماء والرض(‬
‫يعني جميع ما أخفاه عن خلقه وغيبه عنهم )إل في كتاب مخخبين( أي إل وهخخو‬
‫مبين في اللوح المحفخخوظ )‪) .(5‬ل يعخخزب عنخخه( أي ل يفخخوته )إل فخخي كتخخاب‬
‫مبين( يعني اللوح المحفوظ )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬المزادة بفتخح الميخم‪ :‬مخخا يوضخح فيخه الخخزاد‪ ،‬وخرزهخخا بالخخاء المعجمخخة ثخم الخراء‬
‫المهملة ثم الزاى المعجمة‪ :‬شدها وإحكامها‪ .‬وفخخي المصخخدر‪ :‬كتبخخت المخخزادة‬
‫اكتبها )‪ (2‬في المصدر‪ :‬فقخخد كتبخخه‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬تعخخالى‪ (4) .‬مفاتيخخح‬
‫الغيب‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪ (5) .259‬مجمخخع البيخخان‪ :‬ج ‪ ،7‬ص ‪ (6) .232‬مجمخخع‬
‫البيان‪ :‬ج ‪ 8‬ص ‪.(*) 377‬‬

‫]‪[360‬‬

‫وفي قوله )وما يعمر من معمر( أي ل يمد في عمر معمر )ول ينقص من عمخخره( أي‬
‫من عمر ذلك المعمر بانقضاء الوقخخات عليخخه‪ ،‬وقيخخل‪ :‬معنخخاه ول ينقخخص مخخن‬
‫عمر غير ذلك المعمر‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ما يعلمه الخ أن فلنخخا لخخو أطخخاع لبقخخي إلخخى‬
‫وقت كخذا‪ ،‬وإذا عصخى نقخص عمخره فل يبقخى )إل فخي كتخاب( أي إل وذلخك‬
‫مثبت فخخي اللخخوح المحفخخوظ )‪ .(1‬وقخخال‪) :‬وكخخل شخخيئ أحصخخيناه( أي أحصخخينا‬
‫وعددنا كل شئ من الحوادث في كتاب ظخاهر وهخو اللخوح المحفخوظ‪ ،‬وقيخل‪:‬‬
‫أراد به صخخحائف العمخخال )‪ .(2‬اقخخول‪ :‬وقخخد ورد فخخي كخخثير مخخن الخبخخار أن‬
‫المراد بالمام المبين أمير المؤمنين عليه السلم كما مخخر‪) .‬وأنخخه( أي القخخرآن‬
‫)في ام الكتاب( في اللوح المحفوظ فإنه أصل الكتخخب السخخماوية )لخخدينا لعلخخي(‬
‫رفيع الشأن )حكيخم( ذو حكمخة بالغخة‪ ،‬كخذا قيخل‪ ،‬وفخي كخثير مخن الخبخار أن‬
‫الضمير راجع إلى أمير المؤمنين عليخه السخلم والمخراد بخام الكتخاب السخورة‬
‫الفاتحخخة‪ ،‬فخخإنه عليخخه السخخلم مكتخخوب فيهخخا فخخي قخخوله تعخخالى )اهخخدنا الصخخراط‬
‫المستقيم( قالوا‪ :‬الصراط المستقيم هو أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم ومعرفتخخه‬
‫وطريقتخخه‪) .‬وعنخخدنا كتخخاب حفيخخظ( قخخال الطبرسخخي ‪ -‬ره ‪ -‬أي حخخافظ لعخخدتهم‬
‫وأسمائهم وهو اللوح المحفوظ‪ ،‬وقيل‪ :‬أي محفوظ عن البلى والدروس‪ ،‬وهخخو‬
‫كتخخاب الحفظخخة )‪) .3‬وكتخخاب مسخخطور( أي مكتخخوب )فخخي رق منشخخور( وهخخو‬
‫الكتاب الذي كتبه ال لملئكته في السخماء يقخخرؤون فيخخه مخا كخخان ومخا يكخخون‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هو القرآن مكتوب عند ال في اللوح )‪ (4‬وهو الخخرق المنشخخور‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫هو صحائف العمال‪ ،‬وقيل‪ :‬هو التورية وقيل‪ :‬إنخخه القخخرآن يكتبخخه المؤمنخخون‬
‫في رق وينشرونه لقراءته والرق ما يكتب فيه )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيخخان‪ :‬ج ‪ 8‬ص ‪ (2) .403‬مجمخخع البيخخان‪ :‬ج ‪ ،8‬ص ‪ (3) .418‬مجمخخع‬
‫البيخخان‪ :‬ج ‪،9‬خ ‪ (4) .141‬فخخي المصخخدر‪ :‬فخخي اللخخوح المحفخخوظ‪ (5) .‬مجمخخع‬
‫البيان‪ :‬ج ‪ ،9‬ص ‪.(*) 163‬‬
‫]‪[361‬‬

‫وفي قوله تعالى )ما أصاب من مصيبة فخخي الرض( مثخخل قحخخط المطخخرو قلخخة النبخخات‬
‫ونقص الثمخرات )ول فخي أنفسخكم( مخن المخراض والثكخل بخالولد )إل فخي‬
‫كتاب( أي إل وهو مثبت )‪ (1‬في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق النفس )لكيل‬
‫تأسوا على ما فاتكم( أي فعلنا ذلك لكيل تحزنوا على ما يفوتكم من نعم الدنيا‬
‫)ول تفرحوا بما آتيكم( أي بما أعطاكم ال منهخا‪ ،‬والخخذي يخوجب نفخخي السخى‬
‫والفخخرح مخخن هخخذين أن النسخخان إذا علخخم أن مخخا فخخات منهخخا ضخخمن الخ تعخخالى‬
‫العوض عليه في الخرة فل ينبغي أن يحزن لذلك‪ ،‬وإذا علم أن ما نخخاله منهخخا‬
‫كلف الشكر عليه والحقوق الواجبة فيه فل ينبغي أن يفرح به‪ ،‬وأيضا إذا علم‬
‫أن شيئا منها ل يبقى فل ينبغي أن يهتم له بل يجب أن يهتم لمر الخره التي‬
‫تخخدوم ول تبيخخد )‪ .(2‬وقخخال البيضخخاوي‪) :‬مخخن قبخخل أن نبرأهخخا( أي نخلقهخخا‪،‬‬
‫والضمير للمصيبة‪ ،‬أو لرض‪ ،‬أو للنفس‪ ،‬وقال في قوله )لكيل تأسوا( فخخإن‬
‫من علم أن الكل مقدر هان عليه المخخر‪ ،‬وفيخخه إشخخعار بخخأن فواتهخخا يلحقهخخا إذا‬
‫خليت وطباعها‪ ،‬وأما حصولها وبقاؤها فلبد لهما من سبب يوجدها ويبقيهخخا‪،‬‬
‫والمراد منه نفي السى المانع من التسليم لمر ال والفرح المخخوجب للبطخخرو‬
‫الختيال‪ ،‬ولذلك عقبه بقوله )وال ل يحب كل مختخخال فخخخور )‪) ((3‬انتهخخى(‪.‬‬
‫وقال الطبرسي ‪ -‬ره ‪ :-‬اختلف في معنخخى )نخخون( فقيخل‪ :‬هخو اسخخم مخن أسخماء‬
‫السورة‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الحوت الذي عليخخه الرضخخون‪ ،‬عخخن ابخخن عبخخاس وغيخخره‪:‬‬
‫وقيل‪ :‬هو حرف من حخخروف الرحمخخن‪ .‬فخخي روايخة اخخرى عخخن ابخخن عبخخاس‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هو الدواة عن الحسن وغيره‪ ،‬وقيل‪ :‬هو لوح من نور‪ ،‬وروي مرفوعا‬
‫إلى النبي صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬هو نهر في الجنة‪ ،‬قال ال له كن مدادا‬
‫فجمد‪ ،‬وكان أبيض من اللبن وأحلى من الشهد‪ ،‬ثم قال للقلم‪ :‬اكتب فكتب القلم‬
‫ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يعنى إل وهو مثبت مذكور في اللوح المحفوظ‪ (2) .‬مجمخخع البيخخان‪:‬‬
‫ج ‪ ،9‬ص ‪ (3) .240‬انوار التنزيل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.(*) 469‬‬

‫]‪[362‬‬

‫عن أبي جعفر الباقر عليه السلم‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد به الحوت في البحر‪ ،‬وهخخو مخخن آيخخات‬
‫ال تعالى‪ ،‬إذ خلقها من الماء‪ ،‬فإذا فارق الماء مات‪ ،‬كمخخا أن حيخخوان الخخبر إذا‬
‫خالط الماء مات‪ ،‬والقلم هو الذي يكتب به‪ ،‬أقسم ال تعالى به لمنخخافع الخلخخق‪،‬‬
‫إذ هو أحد لساني النسان يؤدي عنه ما في جنانه‪ ،‬ويبلغ البعيخد عنخه مخا يبلخغ‬
‫القريب بلسانه وبه يحفظ أحكام الدين‪ ،‬وبه تستقيم امخخور العخخالمين‪ ،‬وقخخد قيخل‪:‬‬
‫إن البيان بيانان‪ :‬بيان اللسان‪ ،‬وبيان البنخخان‪ ،‬وبيخخان اللسخخان تدرسخخه العخخوام‪،‬‬
‫وبيان القلم باق على مر اليام‪) .‬ومخخا يسخخطرون( ومخخا تكتبخخه الملئكخخة ممخا‬
‫يخخوحى إليهخخم‪ ،‬ومخخا يكتبخخونه مخخن أعمخخال بنخخي آدم‪ ،‬وقيخخل‪ :‬مخخا مصخخدرية )‪(1‬‬
‫)انتهى(‪ .‬وقال الرازي‪ :‬والقلخخم فيخخه وجهخخان‪ :‬أحخخدهما أن المقسخخم بخخه هخخو هخخذا‬
‫الجنس وهو واقع على كل قلخخم فخخي السخخماء وفخخي الرض‪ ،‬كمخخا قخخال )وربخخك‬
‫الكرم الذي علم بالقلم )‪ ((2‬الثاني‪ :‬أن المقسم به هخخو القلخخم المعهخخود‪ ،‬والخخذي‬
‫جاء في الخبر )أول ما خلق ال القلم( قال ابن عباس‪ :‬أول ما خلق الخ القلخخم‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة‪ ،‬قال‪ :‬وهو قلم من نخخور طخخوله كمخخا‬
‫بين السماء والرض‪ ،‬و روى مجاهد عنخخه قخخال‪ :‬إن أول مخخا خلخخق الخ القلخخم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬اكتب القدر‪ ،‬فكتب ما هو كائن إلخخى يخخوم القيامخخة‪ ،‬وإنمخخا يجخخري النخخاس‬
‫على أمر قد فرغ منه‪ .‬قال القاضي‪ :‬هذا الخبر يجب حمله على المجخخاز‪ ،‬لن‬
‫القلم الذي هو آلة مخصوصة في الكتابخخة ل يجخخوز أن يكخخون حيخخا عخخاقل )‪(3‬‬
‫فيؤمر وينهى‪ ،‬فإن الجمخخع بيخخن كخخونه حيوانخخا مكلفخخا و بيخخن كخخونه آلخخة الكتابخخة‬
‫محال‪ ،‬قال‪ :‬بل المراد أنه تعالى أجراه بكل ما يكون وهخخو كقخخوله )إذا قضخخى‬
‫أمرا فإنما يقول له كن فيكون )‪ ((4‬فإنه ليس هناك أمر‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪ (2) .332‬العلق‪ (3) .4 :‬بناء على كون القلم مجخردا‬
‫عن المادة يندفع هذا الشكال لن التجرد ل ينفك عن العقل والحياة فافهم‪) .‬‬
‫‪ (4‬البقرة‪.(*) 117 :‬‬

‫]‪[363‬‬

‫ول تكليف‪ ،‬بل هو مجرد نفاذ القدرة في المقدور من غير منازعخخة ول مدافعخخة‪ ،‬ومخخن‬
‫الناس من زعم أن القلم المذكور هاهنا هو العقل‪ ،‬وأنه شخخئ كالصخخل لجميخخع‬
‫المخلوقات‪ ،‬قالوا‪ :‬والدليل عليه أنه روي في الخبخخار أنخخه أول مخخا خلخخق الخخ‪،‬‬
‫وفي خبر ]آخر[ أن أول ما خلق ال العقل‪ ،‬وفي خبر آخر‪ :‬أول ما خلخخق ال خ‬
‫جوهرة فنظر إليها بعين الهيبة فذابت إلى آخر مخخا مخخر‪ ،‬قخخالوا‪ :‬فهخخذه الخبخخار‬
‫مجموعهخخا تخخدل علخخى أن العقخخل والقلخخم وتلخخك الجخخوهرة الخختي هخخي أصخخل‪.‬‬
‫المخلوقات شئ واحد وإل لتناقض )‪) (1‬انتهى(‪ .‬اقول‪ :‬ويمكن الجمع بوجخخوه‬
‫اخرى كما مر‪) .‬وكل شئ أحصخخيناه كتابخخا( قخخال البيضخخاوي‪) :‬كتابخخا( مصخخدر‬
‫لحصيناه فإن الحصاء والكتبة مشاركان )‪ (2‬فخخي معنخخى الضخخبط‪ ،‬أو لفعلخخه‬
‫المقدر‪ ،‬أو حال بمعنى مكتوبا في اللخخوح أو صخخحف الحفظخخة )‪) .(3‬فخخي لخخوح‬
‫محفخخوظ( قخخال الخخرازي‪ :‬أي محفخخوظ عخخن أن يمسخخه إل المطهخخرون‪ ،‬أو عخخن‬
‫اطلع الخلق عليخخه سخخوى الملئكخخة المقربيخخن‪ ،‬أو عخخن أن يجخخري فيخخه تغييخخر‬
‫وتبديل ثم قال‪ :‬قال بعض المتكلمين‪ :‬إن اللوح شخئ يلخوح للملئكخة فيقرؤنخه‪،‬‬
‫فلما )‪ (4‬كانت الخبار والثار واردة بذلك وجب التصديق به )‪) (5‬انتهخخى(‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬ما ورد في الكتاب والسنة من أمثال ذلك ل يجوز تخخأويله والتصخخرف‬
‫فيه بمحض استبعاد الوهم بل برهان وحجة ونص معارض يدعو إلخخى ذلخخك‪،‬‬
‫وما ورد في بعض الخبار أن اللخخوح والقلخخم ملكخخان ل ينخخافي ظخخاهره كمخخا ل‬
‫يخفى‪ .‬ويظهر من الخبار أن ل عزوجخخل لخخوحين‪ :‬اللخخوح المحفخخوظ وهخخو ل‬
‫يتغير‪ ،‬ولوح المحو و الثبات وفيه يكون البخخداء‪ ،‬كمخخا مخخر تحقيقخخه فخخي بخخابه‪،‬‬
‫ويومئ إليه قوله سبحانه‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬وإل حصخخل التنخخاقض‪ .‬مفاتيخخح الغيخخب‪ :‬ج ‪ ،8‬ص ‪ (2) .260‬فخخي‬
‫المصخخخدر‪ :‬يتشخخخاركان‪ (3) .‬انخخخوار التنزيخخخل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (4) .589‬فخخخي‬
‫المخطوطة‪ :‬ولما‪ (5) .‬مفاتيح الغيب‪ :‬ج ‪ ،8‬ص ‪.(*) 528‬‬

‫]‪[364‬‬

‫)يمحوا ال ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب )‪ .((1‬وذكر الرازي في المحخخو والثبخخات‬


‫وجوها إلى أن قال‪ :‬الثامن أنخخه فخخي الرزاق والمحخخن والمصخخائب يثبتهخخا فخخي‬
‫الكتاب ثم يزيلها بالدعاء والصدقة‪ ،‬ثم قال‪ :‬وأمخخا )ام الكتخخاب( فخخالمراد أصخخل‬
‫الكتخاب‪ ،‬والعخرب تسخمي كخل مخا يجخري مجخرى الصخل امخا )‪ (2‬ومنخه )ام‬
‫الرأس( للدماغ‪ ،‬و )ام القرى( لمكة‪ ،‬فكذلك )ام الكتاب( هو الذي يكون أصل‬
‫لجميع الكتب‪ ،‬وفيه قولن الول أن ام الكتخخاب هخخو اللخوح المحفخخوظ‪ ،‬وجميخع‬
‫حوادث العالم العلوي والسفلي مثبت فيه‪ ،‬عن النبي صلى ال عليخخه وآلخخه أنخخه‬
‫قال‪ :‬كان ال ول شئ )‪ (3‬ثم خلق اللوح وأثبت فيه جميع أحخخوال الخلخخق )‪(4‬‬
‫إلى يوم القيامة‪ ،‬وعلى هذا التقدير عند ال كتابان‪ :‬أحدهما الكتاب الذي تكتبه‬
‫الملئكة على الخلق‪ ،‬وذلك الكتخخاب محخخل المحخخو والثبخخات‪ ،‬والكتخخاب الثخخاني‬
‫اللوح المحفوظ وهو الكتاب المشتمل على تعيين نفس جميع الحوال العلويخخة‬
‫والسفلية‪ ،‬وهو الباقي‪ .‬روى أبو الدرداء عن النبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه أنخخه‬
‫قال‪ :‬إن ال تعالى في ثلث ساعات بقين من الليل ينظر فخخي الكتخخاب الخخذي ل‬
‫ينظر فيه أحد غيره‪ ،‬فيمحو مخخا يشخخاء ويثبخخت مخخا يشخخاء‪ .‬والقخخول الثخخاني أن ام‬
‫الكتخخاب هخخو علخخم الخ فخخإنه تعخخالى عخخالم بجميخخع المعلومخخات مخخن الموجخخودات‬
‫والمعدومات‪ ،‬والمعلومات وإن تغيرت إل أن علم ال خ تعخخالى بهخخا بخخاق منخخزه‬
‫عن التغيير‪ ،‬فالمراد بام الكتاب هو ذاك )‪) (5‬انتهى( وقال الطبرسي ‪ -‬ره ‪:-‬‬
‫في تضاعيف القوال في ذلك‪ :‬الرابع أنه عام في كل شئ فيمحو مخخن الخخرزق‬
‫ويزيد فيه‪ ،‬ومن الجل‪ ،‬ويمحو )‪ (6‬السعادة والشقاوة‪ ،‬وروى عكرمة‬

‫)‪ (1‬الرعد‪ (2) .39 :‬في المصدر‪ :‬مجرى الصل للشئ اما له‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬ول‬
‫شئ معه‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬أحوال جميع الخلق‪ (5) .‬مفاتيخخح الغيخخب‪ :‬ج ‪،5‬‬
‫ص ‪ (6) .309‬في المصدر‪ :‬فيمحو )*(‪.‬‬

‫]‪[365‬‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬هما كتابان‪ :‬كتاب سوى ام الكتاب يمحو ال منه ما يشاء و يثبت‪،‬‬
‫وام الكتاب ل يغير منه شئ‪ ،‬ورواه عمران بن حصين عن النخخبي صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله ثم قال‪ :‬وام الكتاب هو اللوح المحفوظ الذي ل يغير ول يبخخدل‪ ،‬لن‬
‫الكتب المنزلة انتسخت منه‪ ،‬فالمحو والثبات إنما يقع في الكتب المنتسخخة ل‬
‫في أصل الكتاب‪ ،‬عن أكثر المفسرين‪ ،‬وقيخخل‪ :‬سخخمي ام الكتخخاب لنخخه الصخخل‬
‫الذي كتب فيه أول سيكون كذا وكذا لكل ما يكون‪ ،‬فإذا وقع كتب أنه قخخد كخخان‬
‫ما قيل إنه سيكون‪ ،‬والوجه في ذلك ما فيه من المصلحة والعتبار لمن تفكخخر‬
‫فيه مخن الملئكخة الخذين يشخاهدونه إذا قخابلوا مخا يكخون بمخا هخو مكتخوب فيخه‬
‫وعلموا أن ما يحدث على كثرته قد أحصاه ال وعلمه قبل أن يكخخون‪ ،‬مخخع أن‬
‫ذلك أهول في الصدور‪ ،‬و أعظم في النفوس‪ ،‬حتى كخأن مخخن تصخوره وتفكخخر‬
‫فيه مشاهد لخخه )‪) (1‬انتهخخى(‪ .‬واعلخخم أن للحكمخخاء فخخي تلخخك البخخواب خرافخخات‬
‫تنتهي إلى المحالت‪ ،‬ثم إلى الزندقة والخروج عن مذاهب أربخخاب الخخديانات‪،‬‬
‫وردوا في لباس التأويل أكثر اليات والروايات‪ ،‬وإن زعمخخوا تطبيقهخخا عليهخخا‬
‫بخخأنواع المتحملت‪ ،‬فبعضخخهم يقخخول‪ :‬القلخخم هخخو العقخخل الول‪ ،‬وجميخخع صخخور‬
‫الشياء حاصلة فيه على وجه بسيط عقلي مقدس عن شخخائبة كخخثرة وتفصخخيل‪،‬‬
‫وهو صورة القضخاء اللهخي‪ ،‬وهخو بهخخذا العتبخخار يسخخمى بخام الكخخاب‪ ،‬ومنخخه‬
‫ينتقش في ألواح النفوس الكلية السماوية كمخا ينتسخخ بخالقلم فخي اللخوح صخور‬
‫معلومة مضبوطة منوطة بعللها وأسبابها على وجه كلخخي‪ ،‬وهخخو قخخدره تعخخالى‬
‫ومن هذه النفوس الكليخخة ينتقخخش فخخي قواهخخا المنطبعخخة الخياليخخة نقخخوش جزئيخخة‬
‫متشكلة بأشكال وهيئات معينة على طبق ما يظهر في الخخخارج‪ ،‬وهخخذا العخخالم‬
‫هو لوح القدر كما أن عالم النفوس الكلية هو لوح القضاء‪ ،‬وكخخل منهمخخا بهخخذا‬
‫العتبخخار كتخخاب مخخبين‪ ،‬إل أن الول محفخخوظ مخخن المحخخو والثبخخات‪ ،‬والثخخاني‬
‫كتاب المحو والثبات وفيه يكون البداء‪ ،‬لن القوى المنطبعة الفلكية لخخم تحخخط‬
‫بتفاصيل ما سيقع من المور دفعة واحدة‪ ،‬لعدم تناهيها‪ ،‬بل إنمخخا ينتقخخش فيهخخا‬
‫الحوادث شيئا فشيئا‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪.(*) 298‬‬

‫]‪[366‬‬

‫جملة فجملة‪ ،‬مع أسبابها وعللها على نهج مستمر‪ ،‬ونظام مستمر‪ ،‬فان مخخا يحخخدث فخخي‬
‫عالم الكون والفساد إنما هو من لوازم حركات الفلك ونتائج بركاتها‪ ،‬فمتى‬
‫يعلم أن كلما كان كذا كان كذا ومهما حصل العلم بأسباب حدوث أمر مخخا فخخي‬
‫هذا العالم حكمت بوقوعه فيه‪ ،‬فينتقش فيها ذلخك الحكخم‪ ،‬وربمخا تخأخر بعخض‬
‫السباب الموجب لوقوع الحادث على خلف ما يخخوجبه بقيخخة السخخباب لخخو ل‬
‫ذلك السبب‪ ،‬ولم يحصل لها العلم بذلك السبب بعد‪ ،‬لعدم اطلعها على سخخبب‬
‫ذلك السبب‪ ،‬ثم لما جخخاء أوانخخه واطلعخخت عليخخه حكمخخت بخلف الحكخخم الول‪،‬‬
‫يمحو عنها نقش الحكم السابق ويثبخخت الحكخخم الخخخر‪ ،‬ولمخخا كخخان أسخخباب هخخذا‬
‫التخيل ينتهي إليه سبحانه نسب البداء إليها مع إحاطة علمه سبحانه بالكليخخات‬
‫والجزئيات جميعا أزل وأبدا‪ - 1 .‬تفسير على بن ابراهيم‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابخخن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن هشام‪ ،‬عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬أول مخخا خلخخق الخ‬
‫القلم‪ ،‬فقال له )اكتب( فكتب ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامخخة )‪- 2 .(1‬‬
‫ومنه‪ :‬في قوله )بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ( قال‪ :‬اللوح المحفخخوظ لخخه‬
‫طرفان‪ :‬طرف على ]يمين[ العرش‪ ،‬وطرف على جبهة إسرافيل‪ ،‬فخخإذا تكلخخم‬
‫الرب جل ذكره بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل فنظر في اللوح‪ ،‬فيوحي‬
‫بما في اللوح إلى جبرئيل )‪ - 3 .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫عبد الرحيم القصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‪ :‬قال‪ :‬سألته عن )ن والقلم(‬
‫قال‪ :‬إن ال خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لهخخا الخلخخد‪ ،‬ثخخم قخخال لنهخخر فخخي‬
‫الجنة كن مدادا فجمد النهر‪ ،‬وكان أشد بياضا من الثلج‪ ،‬وأحلى من الشهد‪ ،‬ثم‬
‫قال للقلم‪ :‬اكتب‪ ،‬قال‪ :‬يا رب ما أكتب ؟ قال‪ :‬اكتب ما كان وما هو كخخائن إلخخى‬
‫يوم القيامة‪ ،‬فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة‪ ،‬وأصفى من اليخخاقوت‪،‬‬
‫ثم طواه فجعله في ركن العرش‪ ،‬ثم ختم على‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ (2) .536 :‬تفسير القمى‪.(*) 720 :‬‬

‫]‪[367‬‬

‫فم القلم‪ ،‬فلم ينطق بعد‪ ،‬ول ينطق أبدا‪ ،‬فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخخخ كلهخخا‪ ،‬أو‬
‫لسخختم عربخخا ؟ ! فكيخخف ل تعرفخخون معنخخى الكلم ؟ ! وأحخخدكم يقخخول لصخخاحبه‬
‫)انسخ ذلك الكتاب( أو ليس إنما ينسخ من كتاب آخر )‪ (1‬من الصخخل‪ ،‬وهخخو‬
‫قوله )إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون( )‪ .(2‬بيان‪ :‬هذا يدل على أن أولية خلق‬
‫القلم إضافية‪ ،‬لسبق خلق الجنة عليخخه )‪ - 4 .(3‬العلخخل‪ :‬قخخال‪ :‬حخخدثنا علخخي بخخن‬
‫حبشي بخخن قخخوني فيمخخا كتخخب إلخخي عخخن حميخخد )‪ (4‬بخخن زيخخاد‪ ،‬عخخن القاسخخم بخخن‬
‫إسماعيل‪ ،‬عن محمد بن سلمة‪ ،‬عن يحيى بخخن أبخخي العلء الخخرازي‪ ،‬أن رجل‬
‫دخل على أبي عبد ال عليه السلم فقال‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬أخبرني عن قخخول ال خ‬
‫عزوجل )ن والقلم وما يسطرون( وأخبرني عخخن قخخول ال خ عزوجخخل لبليخخس‬
‫)فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم( وأخبرني عخن هخذا الخبيت كيخف‬
‫صار فريضة على الخلق أن يأتوه ؟ قال‪ :‬فالتفت أبو عبد ال عليه السلم إليه‬
‫وقال‪ :‬ما سألني عن مسئلتك أحد قط قبلك‪ ،‬إن ال عزوجل لمخخا قخخال للملئكخخة‬
‫)إني جاعل في الرض خليفة( ضجت الملئكة مخخن ذلخخك وقخخالوا‪ :‬يخخا رب إن‬
‫كنت لبد جاعل في أرضك خليفة فاجعله منا من يعمل فخخي خلقخخك بطاعتخخك‪.‬‬
‫فرد عليهم )إني‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬اخذ من الصل‪ (2) .‬تفسخخير القمخخى‪ (3) .960 :‬الظخخاهر ممخخا يخخأتي‬
‫عن الصادق عليه السلم في رواية سفيان الثوري عنه أن ذكر كيفيخخة خلخخق‬
‫اللوح والقلم من نهر الخلد يجرى مجرى المثل‪ ،‬وحقيقة المز انهما ملكان‪،‬‬
‫ول يبعد استظهار ذلك من كل ما يدل على كونهما ملكين‪ .‬وربما يؤيد ذلخخك‬
‫ما يدل على تأخر خلخخق الجنخخة عخخن خلخخق القلخخم فتأمخخل‪ (4) .‬هكخخذا فخخي نسخخخ‬
‫البحخخار‪ ،‬وفخخي المصخخدر )جميخخل بخخن زيخخاد( والظخخاهران نسخخخة البحخخار هخخو‬
‫الصحيح‪ ،‬لكثرة رواية )حميد بن زيخخاد( عخخن القاسخخم بخخن اسخخماعيل القرشخخى‬
‫ووجود رواية )على بن حبشي( عنه‪ ،‬وهو حميد بن زياد بن حماد بن حماد‬
‫بن زياد الدهقان ابو القاسم كوفى سكن )سوراع( وانتقل إلى )نينخخوى( كخخان‬
‫ثقة واقفا وجها فيهم‪ ،‬سمع الكتب وصنف كتاب الجامع في انخخواع الشخخرائع‪،‬‬
‫توفى سنة عشر وثلثمائة )*(‪.‬‬

‫]‪[368‬‬

‫أعلم ما ل تعلمخون( فظنخت الملئكخة أن ذلخك سخخط مخن الخ عزوجخل عليهخم‪ ،‬فلذوا‬
‫بالعرش يطوفون به‪ ،‬فأمر الخ عزوجخخل لهخخم بخخبيت مخخن مرمخخر سخخقفه ياقوتخخة‬
‫حمراء‪ ،‬و أساطينه الزبرجد‪ ،‬يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ل يدخلونه بعخد‬
‫ذلك إلى يوم الوقت المعلوم‪ .‬قال‪ :‬ويوم الوقت المعلوم يوم ينفخخخ فخخي الصخخور‬
‫نفخة واحدة فيموت إبليس ما بين النفخة الولى والثانية‪ .‬وأما )ن( فكان نهرا‬
‫في الجنة أشد بياضا من الثلج‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬قال الخ عزوجخخل لخخه‪ :‬كخخن‬
‫مدادا‪ ،‬فكان مدادا‪ ،‬ثم أخذ شجرة فغرسها بيخخده‪ .‬ثخخم قخخال‪ :‬واليخخد القخخوة‪ ،‬وليخخس‬
‫بحيث تذهب إليه المشبهة ثم قال لها‪ :‬كوني قلما‪ ،‬ثم قال له‪ :‬اكتخخب‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫رب وما أكتب ؟ قال‪ :‬ما هو كائن إلى يوم القيامة‪ .‬ففعل ذلك‪ ،‬ثخخم ختخخم عليخخه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬ل تنطقن إلى يوم الوقت المعلوم )‪ - 5 .(1‬معاني الخبار‪ :‬عن محمخخد‬
‫بن هرون الزنجاني‪ ،‬عخخن معخخاذ بخخن المثنخخى‪ ،‬عخخن عبخخد الخ بخخن أسخخماء‪ ،‬عخخن‬
‫جويرة‪ ،‬عن سفيان الثوري‪ ،‬قال‪ :‬سألت جعفر بن محمخد عليهمخا السخلم عخن‬
‫)ن( فقال‪ :‬هو نهر في الجنة‪ ،‬قال ال عزوجل‪ :‬احمد‪ ،‬فجمد فصخخار مخخدادا ثخخم‬
‫قال عزوجل للقلم‪ :‬اكتب‪ ،‬فسطر القلم فخخي اللخخوح المحفخخوظ مخخا كخخان ومخخا هخخو‬
‫كائن إلى يوم القيامة‪ ،‬فالمداد مداد من نور‪ ،‬والقلم قلم مخخن نخخور واللخخوح لخخوح‬
‫من نور‪ ،‬قال سفيان‪ :‬فقلت له‪ :‬يا ابن رسخخول الخ بيخخن لخخي أمخخر اللخخوح والقلخخم‬
‫والمداد فضل بيان‪ ،‬وعلمني مما علمك ال‪ .‬فقال‪ :‬يا ابن سعيد‪ ،‬لو ل أنك أهل‬
‫للجواب ما أجبتك فنون ملك يخخؤدي إلخخى القلخخم وهخخو ملخخك‪ ،‬والقلخخم يخخؤدي إلخخى‬
‫اللوح وهو ملك‪ ،‬واللوح يؤدي إلى إسرافيل‪ ،‬وإسرافيل يخخؤدي إلخخى ميكائيخخل‪،‬‬
‫وميكائيل يؤدي إلى جبرئيل وجبرئيل يؤدي إلخخى النبيخخاء والرسخخل‪ .‬قخخال‪ :‬ثخخم‬
‫قال لي‪ :‬قم يا سخخفيان فل آمخخن عليخخك )‪ - 6 .(2‬ومنخخه عخخن أحمخخد بخخن الحسخخن‬
‫القطان‪ ،‬عن عبد الرحمن بن محمد الحسني‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن عيسخخى بخخن أبخخي‬
‫مريم‪ ،‬عن محمد بن أحمد العرزمي‪ ،‬عن علي بن حاتم المنقري‬
‫)‪ (1‬علل الشرائع‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .87‬معاني الخبار‪.23 :‬‬

‫]‪[369‬‬

‫عن إبراهيم الكرخي‪ ،‬قال‪ :‬سألت جعفر بن محمخخد عليهمخخا السخخلم عخخن اللخخوح والقلخخم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬هما ملكان )‪ - 7 .(1‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن الصادق عن‬
‫أبيه عليهما السلم في قوله تعالى )ن والقلم وما يسطرون( قال‪) :‬ن( نهر في‬
‫الجنة أشد بياضا من اللبن‪ .‬قال‪ :‬فأمر ال القلم فجرى بما هو كائن وما يكون‪،‬‬
‫فهو بين يديه موضوع‪ ،‬ما شاء منه زاد فيه‪ ،‬وما شخاء نقخص منخه‪ ،‬ومخا شخاء‬
‫كان‪ ،‬وما شاء ل يكون‪ .‬أقخخول‪ :‬تمخخامه فخخي بخخاب الطخخواف‪ - 8 .‬الختصخخاص‪:‬‬
‫سأل ابن سلم النبي صلى ال عليه وآلخخه عخخن )ن والقلخخم( قخخال‪ :‬النخخون اللخخوح‬
‫المحفخخوظ‪ ،‬والقلخخم نخخور سخخاطع وذلخخك قخخوله )ن والقلخخم ومخخا يسخخطرون( قخخال‪:‬‬
‫صدقت يا محمد‪ ،‬فأخبرني ما طوله ؟ وما عرضه ؟ وما مداده ؟ وأين مجراه‬
‫؟ قال‪ :‬طول القلم خمسمأة سنة‪ ،‬وعرضه مسيرة ثمانين سنة‪ ،‬له ثمخخانون سخخنا‬
‫يخرج المداد من بين أسنانه‪ ،‬يجري في اللوح المحفخخوظ بخخأمر الخ وسخخلطانه‪.‬‬
‫قال‪ :‬صدقت يا محمخخد‪ ،‬فخخأخبرني عخخن اللخخوح المحفخخوظ ممخخا هخخو ؟ قخخال‪ :‬مخخن‬
‫زمردة خضراء أجوافه اللؤلؤ‪ ،‬بطانته الرحمة‪ .‬قال‪ :‬صخخدقت يخخا محمخخد‪ ،‬قخخال‬
‫فأخبرني كم لحظة لرب العالمين في اللوح المحفوظ في كل يوم وليلة ؟ قال‪:‬‬
‫ثلثمأة وستون لحظة‪ - 9 .‬العلل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عخخن‬
‫الحسين بن الحسن بن أبان‪ ،‬عن محمد بن اورمة‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن علي بخخن‬
‫داود اليعقوبي‪ ،‬عن الحسن بن مقاتل‪ ،‬عمن سمع زرارة يقول‪ :‬سئل أبخخو عبخخد‬
‫ال عليه السلم عن بدء النسل من آدم‪ ،‬فقال فيما قال‪ :‬لخخم يختلخخف فقهخخاء أهخخل‬
‫الحجاز ول فقهاء أهل العراق أن ال عزوجل أمخخر القلخخم فجخرى علخى اللخوح‬
‫المحفوظ بما هو كائن إلى يوم القيمة قبل حلق آدم بألفي عخخام‪ ،‬وأن كتخخب ال خ‬
‫كلها فيما جرى فيخخه القلخخم‪ ،‬هخخذه الكتخخب المشخخهورة فخخي هخخذا العخخالم‪ :‬التوريخخة‪،‬‬
‫والنجيل‪ ،‬والزبور‪ ،‬والقرآن )‪ ،(2‬أنزلها ال من )‪ (3‬اللوح‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار‪ (2) .30 :‬في المصدر‪ :‬الفرقان‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬عن‬

‫]‪[370‬‬

‫المحفوظ عن رسله )الخخخبر( )‪ - 10 .(1‬عقخائد الصخدوق‪ :‬اعتقادنخخا فخي اللخخوح والقلخم‬


‫أنهما ملكان‪ .‬أقول‪ :‬قال الشيخ المفيخخد ‪ -‬ره ‪ :-‬اللخخوح كتخخاب الخ كتخخب فيخخه مخخا‬
‫يكون إلى يوم القيامة‪ ،‬وهو قوله تعالى )ولقد كتبنا في الزبور من بعخخد الخخذكر‬
‫أن الرض يرثها عبادي الصالحون( فاللوح هو الذكر والقلم هو الشخخئ الخخذي‬
‫أحدث ال به الكتاب في اللوح وجعل اللخوح أصخل لتعخرف الملئكخة منخه مخا‬
‫يكون‪ ،‬فإذا أراد ال تعالى أن يطلخع الملئكخة علخى غيخب لخه أو يرسخلهم إلخى‬
‫النبياء بذلك أمرهم بالطلع فخي اللخوح‪ ،‬فحفظخوا منخه مخا يخؤدونه إلخى مخن‬
‫ارسلوا إليه‪ ،‬وعرفوا منه ما يعملون ولقد جاءت بذلك آثار عخخن النخخبي صخخلى‬
‫ال عليه وآله وعن الئمة عليهم السلم فأما مخخن ذهخخب إلخخى أن اللخخوح والقلخخم‬
‫ملكان فقد أبعد بذلك ونآى عن الحق‪ ،‬إذ الملئكة ل تسمى ألواحخخا ول أقلمخخا‬
‫ول يعرف في اللغة اسم ملك ول بشخر لخوح ول قلخم‪ .‬بيخان‪ :‬الصخدوق ‪ -‬ره ‪-‬‬
‫تبع فيما ذكره الرواية‪ ،‬فل اعتراض عليه‪ ،‬مع أنه ل تنافي بين ما ذكر المفيد‬
‫وبين ذلك‪ ،‬إذ يمكن كونهما ملكين ومع ذلك يكون أحدهما آلة النقش‪ ،‬والخر‬
‫منقوشا فيه‪ ،‬ويحتمل أيضا أن يكخخون المخخراد بكونهمخخا ملكيخخن كخخون حامليهمخخا‬
‫ملكيخخن مجخخازا‪ .‬ولعخخل اليمخخان بمثخخل ذلخخك علخخى الجمخخال أسخخلم مخخن الخطخخاء‬
‫والضلل‪ - 11 .‬العقائد للصخخدوق‪ :‬اعتقادنخخا فخخي نخخزول الخخوحي مخخن عنخخد الخ‬
‫عزوجل أن بين عيني إسرافيل لوحا‪ ،‬فإذا أراد ال سبحانه أن يتكلخخم بخخالوحي‬
‫ضرب ال ذلك اللوح جبين إسخخرافيل‪ ،‬فينظخخر فيخخه فيقخخرء مخخا فيخخه فيلقيخخه إلخخى‬
‫ميكائيل ويلقيه ميكائيل إلى جبرئيل فيلقيه جبرئيل إلخخى النبيخخاء‪ - 12 .‬الخخدرر‬
‫المنثخخور‪ :‬عخخن أبخي نعيخم فخي الحليخخة‪ ،‬عخخن علخي عليخه السخلم مرفوعخا قخال‪:‬‬
‫الكرسي لؤلؤ‪ ،‬والقلم لؤلؤ‪ ،‬وطول القلم سبعمأة سنة‪ ،‬وطول الكرسي حيث ل‬

‫)‪ (1‬علل الشرائع‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.(*) 18‬‬

‫]‪[371‬‬

‫يعلمه إل العالمون )‪ - 13 .(1‬وعن ابن عباس قال‪ :‬إن أول ما خلق ال من شئ القلم‪،‬‬
‫فأمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة والكتخخاب عنخخده قخخرأ )وإنخخه فخخي ام‬
‫الكتاب لدينا لعلي حكيم( )‪ - 14 .(2‬وعن جعفر بن محمد عليهما السلم قال‪:‬‬
‫كنت مع أبي محمد بن علي‪ ،‬فقال له رجخخل‪ :‬يخخا أبخخا جفعخخر مخخا بخخدء خلخخق هخخذا‬
‫الركن ؟ فقال‪ :‬إن ال لما خلق الخلق قال لبني آدم‪ :‬ألست بربكم ؟ قالوا‪ :‬بلى‪،‬‬
‫فأقروا‪ ،‬وأجرى نهرا أحلى من العسل‪ ،‬وألين من الزبد‪ ،‬ثم أمر القلخخم فاسخختمد‬
‫من ذلك النهر‪ ،‬فكتب إقرارهم وما هخخو كخائن إلخى يخوم القيامخخة‪ ،‬ثخخم ألقخم ذلخك‬
‫الكتاب هذا الحجر‪ ،‬فهذا الستلم الذي ترى إنما هو بيعة على إقرارهم الذي‬
‫كانوا أقروا به )‪ - 15 .(3‬وعن أنس‪ ،‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪:‬‬
‫إن ال كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والرض وهو عنده فخخوق العخخرش‪،‬‬
‫والخلق منتهون إلى ما في ذلك الكتاب‪ ،‬وتصديق ذلك في كتاب ال )وإنه في‬
‫ام الكتاب لدينا لعلي حكيم(‪ - 16 .‬وعن ابن سابط قال‪ :‬في ام الكتخخاب مخخا هخخو‬
‫كائن إلى يوم القيامة‪ ،‬ووكل بما )‪ (4‬فيه ثلثة من الملئكة يحفظخخون‪ ،‬فوكخخل‬
‫جبرئيل بالوحي ينزل به إلخخى الرسخخل وبخخالهلك إذا أراد أن يهلخخك قومخخا كخخان‬
‫صاحب ذلك‪ ،‬ووكل أيضخا بالنصخرف فخي الحخروب إذا أراد الخ أن ينصخر‪،‬‬
‫ووكل ميكائيل بالقطر أن يحفظخخه‪ ،‬ووكخخل بنبخخات الرض أن يحفظخخه‪ ،‬ووكخخل‬
‫ملك الموت بقبخخض النفخخس‪ ،‬فخخإذا ذهبخخت الخخدنيا جمخخع بيخخن حفظهخخم وحفخخظ ام‬
‫الكتاب فوجدهما )‪ (5‬سواء )‪.(6‬‬

‫)‪ (2) (1‬الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (2) .328‬الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪،6‬خ ‪ (3) .13‬الخخدر‬
‫المنثور‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪ (4) .144‬في المصدر‪ :‬ووكل ثلثة‪ (5) .‬في المصدر‪:‬‬
‫فوجدوه‪ (6) .‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪.(*) 13 ،6‬‬

‫]‪[372‬‬

‫‪ - 17‬وعن ابن جريج في قوله )وإنه في ام الكتاب( قال‪ :‬الخخذكر الحكيخخم فيخخه كخخل شخخئ‬
‫كان‪ ،‬وكل شئ يكون‪ ،‬وما نزل من كتاب فمنه )‪ - 18 .(1‬وعن ابخخن عبخخاس‬
‫أنه سئل عن هذه الية )إنا كنخخا نستنسخخخ مخخا كنتخخم تعلمخخون( فقخخال‪ :‬إن أول مخخا‬
‫خلق ال القلم‪ ،‬ثم خلق النون‪ ،‬وهي الدواة‪ ،‬ثم خلق اللواح فكتخخب الخخدنيا ومخخا‬
‫يكون فيها حتى تفنى‪ ،‬من خلق مخلوق‪ ،‬وعمل معمول‪ ،‬من بر أو فجور ) ‪(2‬‬
‫وما كان من رزق حلل أو حرام‪ ،‬وما كان من رطب ويخخابس‪ ،‬ثخخم ألخخزم كخخل‬
‫شئ من ذلك شأنه‪ ،‬دخوله في الدنيا متى‪ ،‬وبقاؤه فيها كم‪ ،‬وإلى كخخم يفنخخى‪ ،‬ثخخم‬
‫وكل بذلك الكتاب الملئكة‪ ،‬ووكل بالخلق ملئكخخة فتخخأتي ملئكخخة الخلخخق إلخخى‬
‫ملئكة ذلك الكتاب فينسخون )‪ (3‬ما يكون في كل يوم وليلة مقسوم علخخى مخخا‬
‫وكلوا به‪ ،‬ثم يأتون إلى الناس فيحفظونهم بخأمر الخ ويسختبقونهم )‪ (4‬إلخى مخا‬
‫في أيديهم من تلك النسخ‪ .‬فقام رجل فقال‪ :‬يا ابخخن عبخخاس مخخا كنخخا نخخرى هخخذا !‬
‫أتكتب الملئكة في كل يوم وليلة ؟ فقال‪ :‬ابن عباس‪ :‬ألستم قوما عربا ؟ ! )إنا‬
‫كنا نستنسخ ما كنتم تعملون( هل يستنسخ الشئ إل من كتاب ؟ ! )‪- 19 .(5‬‬
‫وعن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وآله في قوله )إنخخا كنخخا نستنسخخخ مخخا‬
‫كنتم تعملون( قخخال‪ :‬هخخي أعمخخال أهخخل الخخدنيا الحسخخنات والسخخيئات‪ ،‬تنخخزل مخخن‬
‫السماء كل غداة وعشية ما يصيب النسان في ذلك اليوم أو الليلة الخخذي يقتخخل‬
‫والذي يغرق والذي يقع من فوق بيت والذي يخختردى مخخن فخخوق جبخخل‪ ،‬والخخذي‬
‫يقع في بئر والذي يحرق بالنار‪ ،‬فيحفظون عليه ذلخخك كلخخه‪ ،‬فخخإذا كخخان العشخخي‬
‫صعدوا به إلى السماء فيجدونه كما في السماء مكتوبا في الذكر الحكيخخم )‪.(6‬‬
‫وعن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬كتب في الذكر عنده كل شئ هو كائن‪ ،‬ثم بعث‬

‫)‪ (1‬الخخدر المنشخخور ج ‪ 6‬ص ‪ (2) .13‬فخخي المصخخدر‪ :‬أو فخخاجر‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫فيستنسخون‪ (4) .‬في المصخخدر‪ :‬فيسخخوقونهم‪ (5) .‬الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪ ،6‬ص‬
‫‪ (6) .36‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪.(*) 37‬‬
‫]‪[373‬‬

‫الحفظة على آدم وذريته‪ ،‬فالحفظة ينسخون من الذكر مخخا يعمخخل العبخخاد‪ ،‬ثخخم قخخرأ )هخخذا‬
‫كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ مخا كنتخم تعملخون( )‪ - 21 (1‬وعخن‬
‫ابن عباس أن ال جل ذكره خلق العرش فاستوى عليه‪ ،‬ثخخم خلخخق القلخخم فخخأمره‬
‫ليجري بأمره‪ ،‬وعظم القلم ما بين السماء والرض‪ ،‬فقال القلم‪ :‬بما أجري يخخا‬
‫رب ؟ قال‪ :‬بما أنا خالق وكائن في خلقي من قطر‪ ،‬أو نبات‪ ،‬أو نفخخس أو أثخخر‬
‫‪ -‬يعني بخه العمخل ‪ -‬أو رزق‪ ،‬أو أجخل‪ .‬فجخرى القلخم بمخا هخو كخائن إلخى يخوم‬
‫القيامة فأثبته ال في الكتاب المكنون عنده تحت العرش‪ .‬وأمخخا قخخوله )إنخخا كنخخا‬
‫نستنسخ ما كنتم تعملون( فإن ال وكل ملئكة يستنسخون من ذلك الكتاب كل‬
‫عام في رمضان ليلة القدر مخخا يكخخون فخخي الرض مخخن حخخدث إلخخى مثلهخخا مخخن‬
‫السنة المقبلة‪ ،‬فيعارضون به حفظخخة الخ مخخن العبخخاد )‪ (2‬كخخل عشخخية خميخخس‪،‬‬
‫فيجدون مخخا رفخخع الحفظخخة موافقخخا لمخخا فخخي كتخخابهم ذلخخك‪ ،‬ليخخس فيخخه زيخخادة ول‬
‫نقصان‪ .‬وأما قوله )إنا كل شئ خلقناه بقدر( فإن ال خلق لكل شئ ما يشخخاكله‬
‫من خلقه‪ ،‬وما يصلحه من رزقه‪ ،‬وخلق البعير خلقا ل يصلح شخخئ مخخن خلقخخه‬
‫علخى غيخره مخن الخدواب‪ ،‬وكخذلك كخل شخئ مخن الخدواب وخلخق لخدواب الخبر‬
‫وطيرها من الرزق ما يصلحها في البر‪ ،‬وخلخخق لخخدواب البحخخر وطيرهخخا مخخن‬
‫الرزق ما يصلحها في البحر فلذلك قوله )إنا كل شئ خلقناه بقدر( )‪- 21 .(3‬‬
‫وعن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬أول ما خلق ال القلم‪ ،‬فتصور قلما من نخخور فقيخخل لخخه‪:‬‬
‫اجر في اللوح المحفوظ‪ ،‬قال‪ :‬يا رب بماذا ؟ قال‪ :‬بما يكون إلى يوم القيامخخة‪،‬‬
‫فلما خلق ال الخلق وكل بالخلق حفظه يحفظون عليهخم أعمخالهم‪ ،‬فلمخا قخامت‬
‫القيامة عرضت عليهم أعمالهم‪ ،‬وقيل )هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنخخا كنخخا‬
‫نستنسخ ما كنتم تعملون( عرض بالكتابين فكانا سواء )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪ (2) .37‬في المخطوطة‪ :‬على العباد‪ (3) .‬الدر المنثور‪:‬‬
‫ج‪ (4) .‬الدر المنثور‪ :‬ج‪.‬‬

‫]‪[374‬‬

‫‪ - 22‬وعن ابن عباس في قوله تعالى )كل يوم هخخو فخخي شخخأن( قخخال‪ :‬إن ممخا خلخخق الخ‬
‫لوحا محفوظا من درة بيضاء‪ ،‬دفتاة مخخن ياقوتخخة حمخخراء‪ ،‬قلمخخه نخخور‪ ،‬وكتخخابه‬
‫نور‪ ،‬وعرضه ما بين السماء والرض‪ ،‬ينظخخر فيخخه كخخل يخخوم ثلثمخخأة وسخختين‬
‫نظرة‪ ،‬يخلق في كل نظرة‪ ،‬ويرزق‪ ،‬ويحيي ويميت‪ ،‬ويعز ويذل‪ ،‬ويفخخك )‪(1‬‬
‫ويفعل ما يشاء فذلك قوله )كل يوم هو في شأن( )‪ - 23 .(2‬وعن الربيع بخخن‬
‫أنس في قوله تعالى )إنه لقرآن كريم في كتخاب مكنخون( قخال‪ :‬القخرآن الكريخم‬
‫هو القرآن‪ ،‬والكتاب المكنخخون هخخو اللخخوح المحفخخوظ ل يمسخخه إل المطهخخرون‪.‬‬
‫قال‪ :‬الملئكة هم المطهرون من الذنوب )‪ - 24 .(3‬وعن عبادة بن الصامت‬
‫قال‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬إن أول ما خلخخق الخ القلخخم‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬اكتب‪ ،‬فجرى بما هو كائن إلخخى البخخد )‪ - 25 .(4‬وعخخن معاويخخة بخخن‬
‫قرة‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬قخال‪ :‬قخال رسخول الخ صخلى الخ عليخخه وآلخخه )ن والقلخم ومخا‬
‫يسطرون( قال‪ :‬لوح من نور‪ ،‬وقلم من نور‪ :‬يجخخري بمخخا هخخو كخخائن إلخخى يخخوم‬
‫القيامة )‪ - 26 .(5‬وعن ابن عبخخاس قخخال‪ :‬إن الخ خلخخق النخخون‪ ،‬وهخخي الخخدواة‬
‫وخلق القلم فقال‪ :‬اكتب‪ ،‬قال‪ :‬وما أكتب ؟ قال‪ :‬اكتخخب مخخا هخخو كخخائن إلخخى يخخوم‬
‫القيامة )‪ .(6‬وعنه‪ :‬قال‪ :‬قال رسول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه‪ :‬النخون اللخوح‬
‫المحفوظ‪ ،‬والقلم من نور ساطع )‪ - 28 .(7‬وعن النبي صلى ال عليخخه وآلخخه‬
‫قال‪ :‬إن أول شئ خلق ال القلم‪ ،‬ثم خلق النون وهي الدواة‪ ،‬ثم قال له‪ :‬اكتخخب‪،‬‬
‫قال‪ :‬وما أكتب ؟ قال‪ :‬ما كان وما هو كخخائن إلخخى يخخوم القيامخخة‪ ،‬مخخن عمخخل‪ ،‬أو‬
‫أثر‪ ،‬أو رزق‪ ،‬أو أجل‪ .‬فكتب ما يكون وما هو كائن إلى‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ويغل ويفك‪ (2) .‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪ (3) .143‬الدر المنثور‪:‬‬
‫ج ‪ ،6‬ص ‪ (7 - 4) .162‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪.(*) 250‬‬

‫]‪[375‬‬

‫يوم القيامة‪ ،‬وذلك قوله )ن والقلم وما يسطرون( ثم ختم على فم القلخخم‪ ،‬فلخخم ينطخخق ول‬
‫ينطق )‪ (1‬إلى يوم القيامة‪ ،‬ثم خلق الخ العقخل فقخال‪ :‬وعزتخي لكملنخك فيمخن‬
‫أحببت‪ ،‬ولنقصنك فيمن أبغضت )‪ - 29 .(2‬وعن قتادة والحسن قال‪ :‬النون‬
‫الدواة )‪ - 30 .(3‬وعن ابن عباس في الية قال‪ :‬خلق ال القلم‪ ،‬فقخخال )اجخخر(‬
‫فجرى بما هو كائن إلى يخخوم القيامخخة‪ ،‬ثخخم خلخخق الحخخوت‪ ،‬وهخخي النخخون فكبخخس‬
‫عليها الرض ثم قال )ن والقلم وما يسطرون( )‪ - 31 .(4‬وعن ابخخن عبخخاس‬
‫في قوله )لوح محفوظ( قال‪ :‬اخبرت أنه لوح واحد فيه الذكر‪ ،‬وأن ذلك اللوح‬
‫من نور‪ ،‬وأنه مسيرة ثلثمأة سنة‪ - 32 .‬وعن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬خلق ال اللوح‬
‫المحفوظ كمسيرة مائة عام‪ ،‬فقال للقلم قبل أن يخلق الخلق‪ :‬اكتخخب علمخخي فخخي‬
‫خلقي‪ .‬فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة‪ - 33 .‬وعن أنس‪ ،‬قال رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله إن ل لوحا مخخن زبرجخخدة خضخخراء جعلخه تحخخت العخخرش‪،‬‬
‫وكتب فيه أني أنا ال‪ ،‬ل إله إل أنا‪ ،‬خلقت بضعة )‪ (5‬عشر و ثلثمخخأة خلخخق‪،‬‬
‫من جاء مع شهادة أن ل إله إل ال ادخل الجنة )‪ - 34 .(6‬وعن أنخخس‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله إن بين يدي الرحمن تبارك وتعالى للوحخخا‬
‫فيه ثلثمأة وخمس عشرة شريعة‪ ،‬يقول الرحمن‪ :‬وعزتي وجللخخي ل يجيئنخخي‬
‫عبد من عبادي ل يشرك بي شيئا فيه واحدة منكن إل أدخلته الجنة )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ )فل ينطق إلخى يخوم القيامخة( )‪ 2‬و ‪ (3‬الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪ ،6‬ص‬
‫‪ (4) .250‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪ (5) .250‬في المصدر‪ :‬خلقت ثلثمأة‬
‫وبضعة عشر خلقا من جخاء بخلخخق منهخا مخخع شخهادة أن ل إلخه إل الخ دخخل‬
‫الجنخخة‪ (6) .‬الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪ 6‬ص ‪ (7) .335‬الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪ ،6‬ص‬
‫‪.(*) 335‬‬

‫]‪[376‬‬

‫‪ - 35‬وعن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآلخخه‪ :‬خلخخق ال خ لوحخخا مخخن‬
‫درة بيضاء‪ ،‬دفتاه من زبرجدة خضراء‪ ،‬كتابه من نخخور‪ ،‬يلحخخظ إليخخه فخخي كخخل‬
‫يوم ثلثمأة وسخختين لحظخخة‪ ،‬يحيخخي‪ ،‬ويميخخت‪ ،‬ويخلخخق ويخخرزق‪ ،‬ويعخخز ويخخذل‪،‬‬
‫ويفعل ما يشاء )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪ 335‬أقول‪ :‬الروايات في كون خلق القلم قبل خلق العخخالم‬
‫كثيرة جدا يوثق بصدور بعضها إجمخخال‪ ،‬وقخخد ذكرنخخا مخخرارا ان مخخن العخخالم‬
‫الزمان والمكان وانه ان وجد شئ قبلهما كان غنيا عنهما‪ ،‬وليس إل مخخا هخخو‬
‫مجرد عن شوائب المادة ونقائصها ويؤيد ذلك ما ورد في كون القلم واللوح‬
‫ملكين فتفطن‪ ،‬ولعل السرفى التعبير عنهما بالنور هو تنزههما عن ظلمخخات‬
‫المادة وغواشى الطبيعة كما ذكرنا فخخي نخخور النخخبي والئمخخة عليهخخم الصخخلة‬
‫والسلم وعلى هذا فعلة عدم التصريح بالتجرد عن المادة والقصخختار علخخى‬
‫الرمز والشخخارة فخخي أمثخخال هخخذه الروايخخات هخخي الشخخفقة علخخى عامخخة النخخاس‬
‫لقصور فهخم الكخثر عخن درك حقيقتخه بخل عخن تصخوره أيضخا والخ العخالم‬
‫وكيف كان فالتصديق الجمخالي بمخا ورد عخن النخخبي وعخترته المعصخومين‬
‫عليهم الصلة والسلم في أمثال هذه المقامات أقرب إلى السلمة وأبعد عن‬
‫الخطاء والزلة وال الهادى )*(‪.‬‬

‫]‪[377‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيخخم أحمخخدك اللهخخم علخخى أن وفقتنخخي للغخخوص فخخي بحخخار النخخوار‪،‬‬
‫واقتناء درر الحكم وللخي الخبخار‪ ،‬واصخلي واسخلم علخى رسخولك المختخار‪،‬‬
‫وآله المصخخطفين الخيخخار المجتخخبين الطهخخار‪ ،‬معخخادن العلخخم وينخخابيع الحكمخخة‬
‫ومصادر الثار‪ .‬أقتصر من حمدك بالعتراف بخخالعجز عخخن اكتنخخاه وصخخفك‪،‬‬
‫وإحصاء نعمك‪ ،‬و مخخن شخخكر أوليخخائك أوليخخاء النعمخخة بالتطخخأمن تجخخاه مقخخامهم‬
‫المنيع‪ ،‬ومكانهم الرفيع استحياء مخخن القصخخور عخخن إيفخخاء حقهخخم‪ ،‬وخجل مخخن‬
‫التقصير في أداء شكرهم‪ ،‬و إجلل لشأنهم عندك‪ ،‬وإكبارا لقربهم منك‪ .‬أنخخت‬
‫كما أثنيت على نفسك‪ ،‬وأولياؤك كما أثنيت عليهم‪ ،‬فصل عليهم صلة كخخثيرة‬
‫دائمة ل تنبغي إل لهم‪ ،‬ول يعلم مبلغها غيرك‪ .‬وبعد من الواجب علينا بنخخص‬
‫فتيا العقل‪ ،‬وبما تواتر عليه من النقل‪ ،‬شكر المنعم وإيفاء الحق‪ .‬ولعمر الحخخق‬
‫من أعظم الناس حقا علينخخا معاشخخر المسخخلمين وأكخخبرهم إحسخخانا إلينخخا العلمخخاء‬
‫العظام والمحدثون الكبار‪ ،‬حيث بذلوا جهيخخداهم وأفرغخخوا طخخاقتهم ومقخخدرتهم‬
‫لحفظ سنن النبي صلى ال عليه وآله وآثار الئمة من أهل بيته عليهخخم السخخلم‬
‫ونشر علومهم وحكمهم وإبقائها لنخخا ولمخخن أراد الخ أن يسخختخلفه مخخن بعخخدهم‪،‬‬
‫فجزاهم ال عنا وعن كافخخة أهخخل السخخلم خيخخر الجخخزاء‪ ،‬وأجخخزل لهخخم الجخخر‬
‫والعطاء‪ .‬ومخن فطاحخخل العلمخاء وجهابخخذتهم‪ ،‬وفحخول المحخخدثين وعبخخاقرتهم‪،‬‬
‫مولنا شيخ السلم محمخخد بخخاقر المجلسخخي رضخخوان الخ عليخخه ولخخه مخخن تلخخك‬
‫الفضيلة حظ وافر‪ ،‬وعليه منا ومن قاطبة الشيعة ثناء عاطر‪ ،‬وشكر متواتر‪.‬‬

‫]‪[378‬‬

‫وقد كابد رحمخخه الخ مخخن المشخخقة والتعخخب‪ ،‬وقاسخخى مخخن العنخخاء والنصخخب‪ ،‬فخخي الجمخخع‬
‫والتأليف‪ ،‬والنظخم والترصخيف‪ ،‬مخا جخاز حخد البيخان‪ ،‬وأعجخز القلخم واللسخان‬
‫وليس يخفى ذلك على مخخن تأمخخل فخخي آثخخاره النفيسخخة البهيخخة‪ ،‬ونظخخر فخخي كتبخخه‬
‫الثمينة القيمة‪ ،‬وسبرغور تآليفه الضخمة الفخمة‪ .‬فعلينا وعلى كل من اقتطف‬
‫من ثمار آثاره‪ ،‬وسبح فخخي أجخخواء بحخخاره‪ ،‬وارتشخخف مخخن مناهخخل موسخخوعاته‬
‫إجمال الثناء عليه إعظاما لشأنه‪ ،‬وإكثار الدعاء له إيفاء لحقه‪ .‬قدس ال سره‪،‬‬
‫ورفع شأنه‪ ،‬و أعلى مقامه‪ .‬ولقد بذلنا غاية مجهودنا في تصحيح هخخذا الجخخزء‬
‫من كتابه المسمى )بحار النوار( متنا وسندا‪ ،‬وتخريجه‪ ،‬والتعليخخق عليخخه بمخخا‬
‫يوضح جدده‪ ،‬ويقيم صدده أداء لبعض حقه‪ ،‬وشكرا لمخخا أنعخخم المخخولى تعخخالى‬
‫علينا من ولية أوليائه‪ ،‬ولما بسر لنا من الستضاءة بأنوارهم والستفادة مخخن‬
‫علومهم‪ .‬ولست أنسى الثناء على من وازرني وسخخاهمني فخخي هخخذا المشخخروع‬
‫من إخواني الماجد‪ ،‬ل سيما على زميلي الثقة الفاضخخل البخخارع )الشخخيخ عبخخد‬
‫الكريخخم النيخري الخبروجردي( حيخخث عاضخدني بتصخحيح السخانيد‪ ،‬وترجمخخة‬
‫بعض الرجال‪ ،‬وعلى الفاضل المتتبع الذكي )السيد جعفخخر الحسخخني اليخخزدي(‬
‫وعلخخى سخخائر إخخخوانى الخخذين سخخاعدوني فخخي التخريخخج والمقابلخخة بالنسخخخ‬
‫والمصادر‪ ،‬وأسأل ال الكريم أن يديم توفيقنا جميعا ويزيخخدنا مخن فضخله‪ ،‬إنخه‬
‫ذو فضل عظيم‪ .‬قم المشرفة‪ :‬محمد تقى اليزدى ‪ / 12‬شعبان المعظم ‪.1379‬‬

‫]‪[379‬‬

‫)مراجخخع التصخخحيح والتخريخخج والتعليخخق( قوبخخل هخخذا الجخخزء بعخخدة نسخخخ مطبوعخخة‬
‫ومخطوطة‪ ،‬منها النسخة المطبوعة بطهران سنة )‪ (1305‬المعروفخخة بطبعخخة‬
‫أمين الضرب‪ ،‬ومنها النسخخخة المطبوعخخة بتخخبرير ومنهخخا النسخخخة المخطوطخخة‬
‫النفيسخخة لمكتبخخة صخخاحب الفضخخيلة السخخيد جلل الخخدين الرمخخوي الشخخهير ب‍‬
‫)المحدث( واعتمدنا في التخريج والتصحيح والتعليق على كتب كثيرة نسخخرد‬
‫بعخخض أسخخاميها‪ - 1 :‬القخخرآن الكريخخم‪ - 2 .‬تفسخخير علخخي بخخن إبراهيخخم القمخخي‬
‫المطبخخوع سخخنة ‪ 1311‬فخخي ايخخران ‪ - 3‬تفسخخير فخخرات الكخخوفي المطبخخوع سخخنة‬
‫‪ 1354‬في النجف ‪ - 4‬تفسير مجمع البيان المطبوع سنة ‪ 1373‬فخخي طهخخران‬
‫‪ - 5‬تفسخخير أنخخوار التنزيخخل للقاضخخي البيضخخاوي المطبخخوع سخخنة ‪ 1285‬فخخي‬
‫استانبول ‪ - 6‬تفسير مفاتيح الغيب للفخخر الخرازي المطبخوع سخنة ‪ 1294‬فخي‬
‫اسختانبول ‪ - 7‬الحتجخاج للطبرسخيي المطبخوع سخنة ‪ 1350‬فخي النجخف ‪- 8‬‬
‫اصول الكخخافي للكلينخخي المطبخخوع سخخنة ‪ -‬فخخي طهخخران ‪ - 9‬القبخخال للسخخيد بخخن‬
‫طاوس المطبوع سنة ‪ 1312‬في طهران ‪ - 10‬تنبيه الخواطر لورام بخخن أبخخي‬
‫فراس المطبخوع سخنة ‪ -‬فخي طهخران ‪ - 11‬التوحيخد للصخدوق المطبخوع سخنة‬
‫‪ 1375‬في طهران ‪ - 12‬ثواب العمال للصخخدوق المطبخخوع سخخنة ‪ 1375‬فخخي‬
‫طهران ‪ - 13‬الخصال للصدوق المطبوع سنة ‪ 1374‬في طهران ‪ - 14‬الدر‬
‫المنثور للسيوطي ‪ - 15‬روضة الكافي للكليني المطبوع سنة ‪ -‬في طهران‬

‫]‪[380‬‬

‫‪ - 16‬علخخل الشخخرائع للصخخدوق المطبخخوع سخخنة ‪ 1378‬فخخي قخخم ‪ - 17‬عيخخون الخبخخار‬


‫للصدوق المطبوع سنة ‪ 1377‬في قم ‪ - 18‬فخخروع الكخخافي للكلينخخي المطبخخوع‬
‫سنة ‪ -‬في ‪ - 19 -‬المحاسن للبرقي المطبوع سخخنة ‪ 1371‬فخخي طهخخران ‪- 20‬‬
‫معاني الخبار للصدوق المطبخخوع سخخنة ‪ 1379‬فخخي طهخخران ‪ - 21‬منخخاقب آل‬
‫أبخخي طخخالب لبخخن شخخهر آشخخوب المطبخخوع سخخنة ‪ 1378‬فخخي قخخم ‪ - 22‬مخخن ل‬
‫يحضره الفقيه للصدوق المطبوع سنة ‪ 1376‬في طهران ‪ - 23‬نهخخج البلغخخة‬
‫للشريف الرضي المطبوع سنة ؟ ؟ في مصر ‪ - 24‬اسد الغابة لعز الدين ابخخن‬
‫الثيخخر المطبخخوع سخخنة ؟ ؟ فخخي طهخخران ‪ - 25‬تنقيخخح المقخخال للشخخيخ عبخخد ال خ‬
‫المامقاني المطبوع سخخنة ‪ 1350‬فخخي النجخخف ‪ - 26‬تهخخذيب السخخماء واللغخخات‬
‫للحافظ محيى الدين بن شرف النوري المطبوع في مصر ‪ - 27‬جامع الرواة‬
‫للردبيلي المطبوع سخخنة ‪ 1331‬فخخي طهخخران ‪ - 28‬خلصخخة تخخذهيب الكمخخال‬
‫للحخخافظ الخزرجخخي المطبخخوع سخخنة ‪ 1322‬فخخي مصخخر ‪ - 29‬رجخخال النجاشخخي‬
‫المطبخخوع‪ ....‬فخخي طهخخران ‪ - 30‬روضخخات الجنخخات للميخخرزا محمخخد بخخاقر‬
‫الموسوي المطبوع سنة ‪ 1367‬فخخي طهخخران ‪ - 31‬الكنخخى واللقخخاب للمحخخدث‬
‫القمي المطبوع سنة‪ ....‬في صيدا ‪ - 32‬لسان الميزان لبن حجخخر العسخخقلني‬
‫المطبوع سنة‪ ....‬في حيدر آباد الدكن ‪ - 33‬الرواشخخح السخخماوية للسخخيد محمخخد‬
‫باقر الحسيني الشهير بالداماد المطبوع سنة ‪ 1311‬في ايخخران ‪ - 34‬القبسخخات‬
‫للسيد محمد باقر الحسين الشهير بالداماد المطبوع سنة ‪ 1315‬في ايخخران ‪35‬‬
‫‪ -‬رسخالة مخخذهب ارسخطاطاليس للسخيد محمخد بخاقر الحسخخين الشخخهير بالخخداماد‬
‫المطبوعخخة بهخخامش القبسخخات ‪ - 36‬اثولخخو جيخخا المنسخخوب إلخخى ارسخخطاطاليس‬
‫المطبوعة بهامش القبسات‬

‫]‪[381‬‬
‫‪ - 37‬رسالة الحدوث لصدر المتألهين المطبخخوع سخخنة ‪ 1302‬فخخي ايخخران ‪ - 38‬الشخخفاء‬
‫للشيخ الرئيس ابى على بن سينا المطبوع سنة ‪ 1303‬في ايخخران ‪ - 39‬شخخرح‬
‫التجريد تأليف المحقق الطوسى للعلمة الحلى المطبخخوع سخخنة ‪ 1367‬فخخي قخخم‬
‫‪ - 40‬عين اليقين للمولى محسن الفيض الكاشخخاني المطبخخوع سخخنة ‪ 1313‬فخخي‬
‫طهران ‪ - 41‬مروج الذهب للمسعودي المطبوع سنة ‪ 1346‬في مصر ‪- 42‬‬
‫القاموس المحيط للفيروز آبادي المطبوع سنة ‪ 1332‬في مصر ‪ - 35‬رسخخالة‬
‫مذهب ارسطاطاليس للسيد محمخخد بخخاقر الحسخخين الشخخهير بالخخداماد المطبوعخخة‬
‫بهخخامش القبسخخات ‪ - 36‬اثولخخو جيخخا المنسخخوب إلخخى ارسخخطاطاليس المطبوعخخة‬
‫بهامش القبسات‬

‫]‪[381‬‬

‫‪ - 37‬رسالة الحدوث لصدر المتألهين المطبخخوع سخخنة ‪ 1302‬فخخي ايخخران ‪ - 38‬الشخخفاء‬


‫للشيخ الرئيس ابى على بن سينا المطبوع سنة ‪ 1303‬في ايخخران ‪ - 39‬شخخرح‬
‫التجريد تأليف المحقق الطوسى للعلمة الحلى المطبخخوع سخخنة ‪ 1367‬فخخي قخخم‬
‫‪ - 40‬عين اليقين للمولى محسن الفيض الكاشخخاني المطبخخوع سخخنة ‪ 1313‬فخخي‬
‫طهران ‪ - 41‬مروج الذهب للمسعودي المطبوع سنة ‪ 1346‬في مصر ‪- 42‬‬
‫القخخاموس المحيخخط للفيخخروز آبخخادي المطبخخوع سخخنة ‪ 1332‬فخخي مصخخر ‪- 43‬‬
‫الصحاح للجوهري المطبوع سنة ‪ 1377‬في مصر ‪ - 44‬النهاية لمجد الخخدين‬
‫ابن الثير المطبوع سنة ‪ 1311‬في مصر‬

‫]‪[382‬‬

‫)بسمه تعالى( إلى هنا تم الجزء الول من الملجد الرابخع عشخخر كتخاب السخخماء والعخالم‬
‫من بحار النخخوار وهخخو الجخخزء الرابخخع والخمسخخون حسخخب تجزئتنخخا مخخن هخخذه‬
‫الطبعة البهية‪ .‬وقد قابلناه على النسخة التي صخخححها الفاضخخل الخخخبير الشخخيخ‬
‫محمد تقي اليزدي بما فيها مخخن التعليخخق والتنميخخق والخ ولخخي التوفيخخق‪ .‬محمخخد‬
‫الباقر البهبودى‬

‫مكتبة يعسوب الدين عليه السلم اللكترونية‬

You might also like