Professional Documents
Culture Documents
][1
بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهخخار تخخأليف العلخخم العلمخخة الحجخخة فخخخر
المة المخولى الشخيخ محمخد بخاقر المجلسخي )قخدس الخ سخره( الجخزء الرابخع
والخمسون دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان الطبعة الثالثخخة المصخخححة
1403ه 1983م دار احياء التراث العربي بيروت لبنخخان بنايخخة كليوبخخاترا -
شارع دكاش ص .ب 11 / 7957تلفون المستودع273032 - 274696 :
278766 -المنزل 830717 - 830711برقيا :التراث تلكس / 44632
LEتراث
][1
بسم ال الرحمن الرحيخخم وبخخه ثقخختى الحمخخد لخ خخخالق الرضخخين والسخخماوات ،وسخخامك
المسخخموكات ،وداحخخي المخخدحوات ومخخخرج عبخخاده إلخخى النخخور مخخن الظلمخخات،
مخخزوج البخخاء العلويخخة ) (1امهخخات السخخفليات ومثمخخر المواليخخد مخخن أرحخخام
السطقسات ) (2ومظهر النخخواع المتوالخخدة والمتولخخدة مخخن مشخخائم القابليخخات.
والصلة على أشرف الخلئق والبريات وعين أعيان المكونات ) (3وأفضخخل
تتائج الباء والمهات ،محمد المصطفى وأهل بيته القدسين الذين بهم جرت
جميع النعم على الكائنخخات ،وبنخخورهم يهتخخدى إلخخى مناهخخج السخخعادات ،وبخخذكر
شفاعتهم يشفى غليل صدور أرباب الجرائم والسخخيئات .امخخا بعخخد فيقخخول أفقخخر
العباد إلى عفو ربه الغافر محمخد بخن محمخد تقخي المخدعو ببخاقر رزقهمخا الخ
السعادة في اليوم الخر ،وثبت أقدامهما في المزالق والمعخخاثر ) :(4هخخذا هخخو
المجلد الرابع عشر من كتاب بحخار النخخوار المسخخمى بكتخاب السخخماء والعخالم
لشتماله على كشف الغطاء عن غوامض أسرار اليات والروايات المتعلقخخة
بخلق اللوح و القلم والعخخرش والكرسخخي والحجخخب والسخخرادقات والسخخماوات،
وأصخخخناف الملئكخخخة و الكخخخواكب والنجخخخوم وصخخخفاتها وأحكامهخخخا وآثارهخخخا
والرضين والعناصر والمواليد من
) (1العلويخخات )خ ل( (2) .السخخطقس :لغخخة يونانيخخة معناهخخا بالعربيخخة الصخخل ،وفخخي
اصطلح الفلسفة الطبيعيين أبسط أجزاء المركب (3) .المكنونات )خ ل(.
) (4المزالق والمعاثر :المواضع التى تزل فيها القدام )*(.
][2
المعادن والنباتات والحيوانات ،وخواصها وحلها وحرمتها وصيدها وذبحهخخا ،ومنخخافع
الدوية والثمار والحشايش والعقاقير وخواصها وفوائدهخخا ،وأحخخوال النسخخان
و النفخخس والخخروح وتشخخريح البخخدان وعلخخم الطخخب ،وأحخخوال البقخخاع والبلخخدان
والصقاع وساير ما يتعلق بتلك العيان .وهذا مما لم يسخخبقني إليخخه أحخخد مخخن
علمائنا والمخالفين وأرجو بفضله سبحانه أن يكون مما تقربه أعين المؤمنين
ويسخن ) (1عيون المنافقين والملحدين ،وأستمد المعونة فخخي ذلخخك مخخن ربخخي
جخخل شخأنه ثخم مخخن مخخوالي الكرميخخن وحسخبنا الخ ونعخخم الوكيخخل) .أبخخواب( *
)كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسخخماويات( * ) .1بخخاب( * )حخخدوث العخخالم
وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات المور( * ) (2اليخخات :البقخخرة :هخخو الخخذي
خلق لكم ما في الرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسخخويهن سخخبع سخخماوات
وهو بكخخل شخخئ عليخخم ) .(3النعخخام :الحمخخد لخ الخخذي خلخخق السخخماوات وجعخخل
الظلمات النور ) .(4العراف :إن ربكم ال الخخذي خلخخق السخخماوات والرض
في ستة أيام ثم استوى على العرش ).(5
) (1سخنت عينه )بكسر الخخخاء المعجمخخة( يسخخخن )بفتحهخخا( :نقيخخض )قخخرت( وأسخخخن
عينه وسخنها :أبكاه (2) .الحوال )خ ل( (3) .البقرة (4) .29 :النعام.1 :
) (5العراف.(*) 54 :
][3
يونس :إن ربكخم الخ الخذي خلخق السخماوات والرض فخي سختة أيخام ثخم اسختوى علخى
العرش يدبر المر ) .(1هود :وهو الذي خلق السخخماوات والرض فخخي سخختة
أيخخام وكخخان عرشخخه علخخى المخخاء ليبلخخوكم أيكخخم أحسخخن عمل ) .(2الكهخخف :مخخا
أشهدتهم خلق السماوات والرض ول خلق أنفسهم وما كنت متخخخذ المضخخلين
عضدا ) .(3النبياء :أولم ير الذين كفروا أن السماوات والرض كانتخخا رتقخخا
ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي أفل يؤمنون ) .(4الفرقان :الذي خلق
السماوات والرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العخخرش الرحمخخن
فاسأل به خبيرا ) .(5التنزيل :ال الذي خلق السماوات والرض ومخخا بينهمخخا
في ستة أيام ثم استوى على العرش ) .(6السجدة :قخخل أئنكخخم لتكفخخرون بالخخذي
خلق الرض في يومين وتجعلون لخخه لخخه أنخخدادا ذلخخك رب العخخالمين * وجعخخل
فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيهخخا أقواتهخخا فخخي أربعخخة أيخخام سخخواء
للسائلين * ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها و للرض ائتيخخا طوعخخا
أو كرها قالتا أتينا طائعين * فقضيهن سبع سماوات في يخخومين و أوحخخى فخخي
كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم
).(7
) (1يونس (2) .3 :هود (3) .7 :الكهف (4) .51 :النبياء (5) .30 :الفرقان) .59 :
(6الم السجدة (7) .4 :حم السجدة.12 - 9 :
][4
ق :ولقد خلقنا السماوات والرض وما بينهما في ستة أيام وما مسخخنا مخخن لغخخوب ).(1
الحديد :هخو الخذي خلخخق السخماوات والرض فخخي سختة أيخخام ثخم اسخختوى علخخى
العرش ) .(2النازعات :ءأنتم أشد خلقا أم السماء بناها * رفع سمكها فسويها
* وأغطش ليلها وأخرج ضحيها * والرض بعد ذلك دحيهخخا * أخخخرج منهخخا
مائها ومرعيها * والجبال أرسيها * متاعا لكم ولنعامكم ) .(3العلى :سخخبح
اسم ربك العلى * الذي خلق فسوى * والذي قدر فهخخدى ) .(4تفسخخير) :هخخو
الذي خلق لكم ما في الرض جميعا( امتنان على العباد بخلق ما يتوقف عليه
بقاؤهم ويتم به معاشهم ومعنى )لكم( لجلكم وانتفاعكم في دنياكم باسخختعمالكم
بها في مصالح أبدانكم بوسط أو غير وسط وفي دينكم بالسخختدلل والعتبخخار
والتعرف بما يلئمها من لذات الخخخرة وآلمهخخا .وهخخذا ممخخا يسخختدل بخخه علخخى
إباحة جميع الشياء إل ما أخرجه الدليل .و )ما( يعم كخخل مخخا فخخي الرض ،ل
الرض ،إل إذا اريد به جهة السفل كما يخخراد بالسخخماء جهخخة العلخخو) .جميعخخا(
حال عن الموصول الثاني )ثم استوى إلى السماء ) ((5أي قصد إليها بإرادته
من قولهم )استوى إليه(
) (1ق (2) .38 :الحديد (3) .4 :النازعات (4) .27 33 :العلى (5) .3 - 1قال
والراغب في مفرداته :سماء كل شئ أعله ،قال الشاعر في وصف فخخرس:
وأحمر كالديباج أما سماؤه * فريا وأما أرضه فمحول وسمى المطخر سخماء
لخروجه منها ،وسمى النبات سماء إما لكخخونه مخخن المطخخر الخخذى هخخو سخخماء
وإما لرتفخخاعه عخخن الرض .والسخخماء المقابخخل للرض مخخؤنث وقخخد يخخذكر،
ويستعمل للواحد والجمع لقوله )ثم استوى إلى السخخماء فسخخواهن( وقخخد يقخخال
في جمعها )سماوات( قال) :خلق السموات ،قل مخخن رب السخخماوات( وقخخال
)السخخماء منفطخخر بخخه( فخخذكر وقخخال) :إذا السخخماء انشخخقت( و )إذا السخخماء
انفطرت( فأنث )انتهى ملخصا( )*(.
][5
إذا قصده قصدا مستويا من غير أن يلوي على شئ .وقيل :اسخختوى أي اسخختولى وملخخك
قال الشاعر :قخخد اسخختوى بشخخر علخخى العخخراق * مخخن غيخخر سخخيف ودم مهخخراق
والمراد بالسماء الجرام العلوية أو ) (1جهات العلو كما قيل) .فسخخويهن( أي
عدلهن وخلقهن مصونة من العوج والفطور ،وقيل) :هن( ضمير السخخماء إن
فسرت بالجرام لنها جمع أوفي معنخخى الجمخخع ،وإل فمبهخخم يفسخخره مخخا بعخخده
كقولهم :ربه رجل )سبع سخخماوات( بخخدل أو تفسخخير ،والسخخبع ل ينخخافي التسخخع
التي أثبتوها أصحاب الرصاد ،إذ الثامن والتاسع مسميان فخخي لسخخان الشخخرع
بالكرسخي والعخرش )) .(2وهخو بكخل شخئ عليخم( قيخل :فيخه تعليخل كخأنه قخال
ولكونه عالما بتلك الشياء كلها خلق ما خلق على هذا النمط الكمخخل والخخوجه
النفع ،والستدلل بخأن مخخن كخان فعلخه علخخى هخخذا النسخق العجيخب والخترتيب
النيق كان عليما ،وتدل الية على حخخدوث السخخماوات بخخل الرض أيضخخا كخخا
سيأتي بيانه) .الحمخخد لخ الخخذي خلخخق السخخماوات والرض( أخخخبر بخخأنه تعخخالى
حقيق بالحمد
) (1أي )خ ل( (2) .غير خفى أن هذا التطيبق مبنى على الفرضخخية البطلميوسخخية فخخي
الهيئة وهى كون الفلك الكلية تسعة وفيه جهات مخخن الشخخكال .الولخخى أن
عدد الفلك بناء على تلك الفرضخخية تسخخعة والسخخماوات سخخبع بخخالنص غيخخر
القابل للتأويل ،وتطبيق الثامن على الكرسي والعرش قخول مخن غيخر دليخل،
بل الدليل على خلفه كما سخخيجئ فخخي معنخخى العخخرش والكرسخخي .الثانيخخة أن
القرآن يجعل الكواكب كلهخخا مصخخابيح للسخخماء الخخدنيا )وهخخى السخخماء الولخخى
ظاهرا( ل مثبتا فيها ول في غيرها من السخخماوات بخخل يصخخرح بأنهخخا تسخخبح
في الفلك ،وأما على الفرض المذكور فمحل الثوابت هو الفك الثامن ومحخخل
كل من السيارات التى ينحصخخر عخخددها فخخي السخخبع علخخى الفخخرض فلخخك مخخن
الفلك المحوية وكلها مركوزة في الفلك يستحيل عليهخخا النتقخخال وتغيخخر
الوضع إل بتبع الفلك .الثالثة أن الفلك بمعناه المصطلح في الهيئة القديمخخة
ل أثر منها في الخارج وقد استدل عليه علماء الهيئة الحديثة بدلئل متعددة.
إلى غير ذلك )*(.
][6
ونبه على أنه المتسحق له على هذه النعم الجسام حمد أو لخخم يحمخخد ليكخخون حجخخة علخخى
الذين هخخم بربهخخم يعخخدلون ،وجمخخع السخخماوات دون الرض وهخخي مثلهخخن لن
طبقاتها مختلفة بالذات متفاوتة الثار والحركات وقدمها لشرفها وعلو مكانها
)وجعل الظلمات والنور( أي أنشأهما والفرق بين )خلق( و )جعل( الخخذي لخخه
مفعول واحد أن )خلخخق( فيخخه معنخخى التقخخدير و )جعخخل( فيخخه معنخخى التضخخمين،
ولذلك عبر عن إحداث النور والظلمخخة بالجعخخل تنبيهخخا علخخى أنهمخخا ل يقومخخان
بأنفسهما كما زعمت الثنوية وجمع الظلمات لكثرة أسبابها والجخخرام الحاملخخة
لها أو لن المراد بالظلمة الضلل وبالنور الهخخدى ،والهخخدى واحخخد والضخخلل
متعدد .وتقديمها لتقخخدم العخخدام علخخى الملكخخات) .فخخي سخختة أيخخام( المشخخهور أن
المراد باليخام هنخخا مقخدار أيخام الخخدنيا ،وروي عخخن ابخخن عبخخاس أنهخخا مخن أيخخام
الخرة كل يوم منها ألف سنة مما تعدون .اقول :وبمثخخل هخخذا الخخخبر ل يمكخخن
صرف الية عن ظاهرها .ثم إنه سبحانه إنما خلق في هذه المدة مع أنه كخخان
قخخادرا علخخى خلقهخخا فخخي طرفخخة عيخخن إمخخا لعخخبرة مخخن خلقهخخا مخخن الملئكخخة ،إذ
العتبار في التدريج أكثر كما ورد في الخبر ،أو ليعلم بذلك أنها صادرة مخخن
قادر مختار عالم بالمصالح ووجوه الحكخخام ،إذ لخخو حصخخلت مخخن مطبخخوع أو
موجب لحصلت في حالة واحخخدة ،أو ليعلخخم النخخاس التخخأني فخخي المخخور وعخخدم
الستعجال فيهخخا كمخخا روي عخخن أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم )ولخخو شخخاء أن
يخلقها في أقل من لمح البصر لخلق ولكنه جعخخل النخخاء ) (1والمخخداراة مثخخال
لمنائه وإيجابخخا للحجخخة علخخى خلقخخه( .واورد هنخخا إشخخكال وهخخو أن اليخخوم إنمخخا
يحصل بحركة الشمس وطلوعها وغروبها فما معنى اليوم ههنا ؟ ويمكخخن أن
يجاب بوجوه :الول :أن مناط تمخخايز اليخخام وتقخخدرها إنمخخا هخخو حركخخة الفلخخك
العلخخى دون السخخماوات السخخبع ،والمخلخخوق فخخي اليخخام المتمخخايزة إنمخخا هخخو
السماوات السبع و
][7
الرض وما بينهما دون ما فوقهما ،ول يلزم من ذلك الخل لتقدم الماء الذي خلق منخخه
الجميع على الجميع .الثاني :أن المراد باليام الوقخخات ،كقخخوله تعخخالى )ومخخن
يولهم يخومئذ دبخره( ) .(1الثخالث :أن المخراد :فخي مقخدار سختة أيخام ،ومرجخع
الجميع إلى واحد ،إذ قبل وجود الشمس ل يتصخخور يخخوم حقيقخخة ،فخخالمراد إمخخا
مقدار من الزمان مطلقا ،أو مقدار حركة الشمس هذا القدر ،وعلى التقخخديرين
إما مبني على كون الزمان أمرا موهوما منتزعخخا مخخن بقخخائه سخخبحانه ،أو مخخن
أول الجسام المخلوقة كالماء ،أو مخخن الرواح المخلوقخخة قبخخل الجسخخام علخخى
القول به ،أو من الملئكة كما هو ظاهر الخبر التي وإما بخخالقول بخلخخق فلخخك
متحرك قبل ذلك بناء على القول بوجود الزمان وأنه مقدار حركة الفلك ،فإن
التجدد والتقضي والتصرم الذي هو منشأ تحقخخق الزمخخان عنخخدهم فخخي الجميخخع
متصور ).(2
) (1النفال (2) .16 :يقع الكلم في قوله تعخخالى )خلخخق الخ السخخماوات والرض فخخي
ستة ايام( تخارة فخخي معنخى السخماوات وماهيتهخا ،واخخخرى فخخي معنخى اليخام
المذكورة وكيفية تصويرها حين خلق السماوات والرض ،وثالثة في معنى
الخلق وكيفية وقوعه فخخي برهخخة مخخن الزمخخان .امخخا السخخماوات فالظخخاهر مخخن
اليات الكريمة والروايات الشريفة انها اجسام لطيفة خلقت من مادة سخخماها
القرآن )دخانا( قال تعالى :ثم استوى إلخى السخماء وهخخى دخخان إلخخى ان قخال
فقضيهن سبع سخماوات( لكخن قخد يسخختعمل السخماء بمعنخخى الموجخخود العخخالي
سواء كان علخخوه حسخخيا أو غيخخر حسخخى كمخخا ورد فخخي صخخعود العمخخال إلخخى
السماء ونزول الرزاق منهخخا إلخخى غيخخر ذلخخك ،ولعخخل قخخوله تعخالى )وفتحخخت
السماء فكانت ابوابا( ايضا من هخذا القبيخل .ثخم الظخاهر انخه كخان قبخل خلخق
السماوات والرض شئ سماه القرآن )ماء( وانه مادة جميخخع الجسخام ،قخال
تعالى )خلق السخماوات والرض فخي سختة ايخام وكخان عرشخه علخى المخاء(
ويؤيد ذلك كله روايات كثيرة ستطلع عليها مخخن قريخخب .والظخخاهر ان اصخخل
السماء خلق قبل الرض لكن فتقها وتسخخويتها سخخبعا وقخخع بعخخده ،قخخال تعخخالى
)خلخخق لكخخم مخخا فخخي الرض جميعخخا ثخخم اسخختوى إلخخى السخخماء فسخخواهن سخخبع
سماوات( كما ان الظاهر ان دحو الرض كان بعد تسخخوية السخخماوات ،قخخال
تعالى )والرض بعد ذلك دحيها( وايضا الظاهر ان الكواكب كلهخخا ول اقخخل
من المرئية منها تحت )*(.
][8
وقال بعض الصوفية :للزمان المادي زمان مجرد كالنفس للجسد ،وللمكان
السماء الولى ،قال تعالى )وزينا السماء الدنيا بمصابيح( وقال تعالى )انازينخخا السخخماء
الدنيا بزينة الكواكب( .واما اليام فالمتيقن انه لم يكن قبل خلق الرض يوم
بمعناه المشهور ،اعني ما يحصخخل مخخن حركخخة الرض الوضخخعية ،لن هخخذا
المعنى انما يمكن قرضه بعد وجود ارض متحركة :فالمراد بها اما ساعات
مساوية لها ،أو مقادير اخرى من الزمان اعتبرت أيامخخا بعنايخخة :كمخخا يطلخخق
اليام على السخخنين والعخخوام بلخخى علخخى القخخرون والحقخخاب وهخخو اسخختعمال
شائع .وعلى أي تقدير فان قيل بوجود الزمان قبل خلق السماوات والرض
فلبد من اللتزام بوجود جسم متحرك بحركة جوهرية أو عرضخخية قبلهخخا -
وقد مر استظهار وجود المخاء عنخدئذ -وال فمعنخى وقخوع خلخخق السخماوات
والرض في تلك الزمنة مقارنته لها :ويكفى في المقارنخة كونهخا بحركتهخا
راسمة للزمان .وأما القول بخان الزمخان امخر موهخوم منختزع مخن بقخاء ذات
الباري سبحانه فان اريد ان ذاته تعالى منشأ ل نتزاعه ففيه مضافا إلخخى انخخه
ينافى مخلوقيته ان الزمان امر سيال متصرم وحقيقتخخه التجخخدد والتغيخخر ومخخا
هذا شانه يستحيل انخختزاعه ممخخا ل سخبيل للتغيخخر إليخه بخوجه ،وكخخذلك القخخول
بانتزاعه من الملئكة أو الرواح ،ال ان يقال بكونها اجساما قابلخخة للحركخخة
فتصير كسائر الجسام في صحة انخختزاع الزمخخان مخخن حركتهخخا فتأمخخل .وان
اريد انه امر موهوم ل اثر منه في الخارج اصل فل يمكن اناطخخة البحخخاث
الحقيقية كبحث القدم والحدوث الزمانين وغيره من البحاث الهامة :مع انخخه
بناء عليه ل يبقخى فخرق حقيقخي بيخن الحخوادث الماضخية والتيخة ! وسخيأتى
الكلم فيه .واما الكلم في وقوع الخلق مقارنا لليام الستة فالذي يظهر مخخن
اليخخات الشخخريفة ان المخخراد بخخالخلق ليخخس هخخو الحخخداث الخخدفعي بخخل المخخراد
اليجاد التدريجي :قال تعالى )هو الذى خلق السخخماوات والرض فخخي سخختة
ايام( وقال )خلق الرض في يومين( وقال )وجعل فيها رواسي من فوقها و
بارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام( والظاهر انه ليخخس المخخراد بهخخذه
الربعة اياما اخرى غير اليخخومين الوليخخن ،وال لمخخا بقخخى لخلخخق السخخماوات
شئ من ستة ايام ،وهو تعالى يقول بعيخد هنخا )فقضخيهن سخبع سخماوات فخي
يخخومين( فخلخخق الرض واكمالهخخا إلخخى ان تسخختعد لوجخخود الرواسخخى و تهيئة
القوات كل ذلك وقع في اربعة أيام ،ال ان يقال بتداخل ايام خلق السماوات
في أيام خلق الرض ووقوع خلق السماوات مقارنا ليخخومين مخخن ايخخام خلخخق
الرض وكيف كان فيشبه ان يكون المراد باليام التى خلقخخت فيهخخا الرض
الدوار التى مرت عليها من حين احداثها إلى ان صارت علخخى حالهخخا هخخذه
واسخختعدت لنشخخوء الموجخخود الحخخى فيهخخا ،فينطبخخق علخخى مخخا ذكخخره علمخخاء
)الجيولوجيا( في ادوار الرض بعض النطباق .وان يكون المراد باليومين
اللذين خلق فيهما السماوات الدورتين اللتين مرتا عليها اعنخخي الخخدورة الخختى
كخخانت مرتتقخخة غيخخر متميخخزة ،والخخدورة الخختى فتقخخت وسخخويت سخخبع سخخماوات
متميخخزة .وسخخيأتى نقل عخخن تفسخخير القمخخى ان المخخراد باربعخخة أيخخام الفصخخول
الربعة لنهخخا الخختى يخخخرج الخ تعخخالى فيهخخا اقخخوات النخخاس والبهخخائم وسخخائر
الحيوانات وال العالم )*(.
][9
المادي مكان مجرد وهمخا عارضخخان للمجخخردات ول يمكخخن فهمخخه وخخارج عخخن طخخور
العقل كسائر خيالتهم وأقخوالهم .وعلخى أي حخال هخذه اليخة ومخا سخيأتي مخن
أشباهها تدل على حخخدوث السخخماوات والرض ومخخا بينهمخخا لن الحخخادث فخخي
اليوم الخير مثل مسبوق بخمسة أيام فيكون متناهي البقاء منقطع الوجود في
جهة الماضي ،والموجود فخي اليخوم الول زمخان وجخوده أزيخد علخى الخيخر
بقدر متناه فالجميع متناهي الوجود حادث فيخخرد علخخى الحكمخخاء كخخون الزمخخان
ايضا حادثا متناهيا لنه عندهم مقدار حركة الفلك .وأما ما ذكره الرازي فخخي
تفسخخيره ) (1مخخن أن المخخراد بسخختة أيخخام سخختة أحخخوال ) (2وذلخخك لن السخخماء
والرض وما بينهما ثلثة أشياء ولكل واحخخد منهمخخا ذات وصخخفة فنظخخرا )(3
إلى خلقه ) (4ذات السماء حالة ،وإلى ) (5خلقه ) (6صفاتها اخرى ،و نظرا
) (7إلى خلقه ) (8ذات الرض وإلى صفاتها كخخذلك ،ونظخخرا ) (9إلخخى ذوات
ما بينهما وإلى صفاتها اخرى ) (10فهي ستة أشياء فخخي سخختة أحخخوال ،وإنمخخا
ذكر اليخخام لن النسخخان إذا رأى ) (11إلخخى الخلخخق رآه فعل ،والفعخخل ظرفخخه
الزمان واليام أشهر الزمنخخة ،وإل فقبخخل السخخماوات لخخم يكخخن ليخخل ول نهخخار،
وهذا مثل ما يقول القائل لغيره )إن يوما ولخخدت فيخخه كخخان يومخخا مباركخخا( وقخخد
يجوز أن يكون ولد ذلك ليل ) (12ول يخرج عن مراده لن المراد الزمان )
(13الذي هو ظرف
) (1مفاتيح الغيب ،ج 6ص 751في تفسير سورة السخخجدة (2) .فخخي نظخخر النخخاظرين
)كذا في مفاتيح الغيب( 3) .و 7و (9فنظخخر )نسخخخة( 4) .و 6و (8خلقخخة
)خ ل( (5) .ونظرا لى خلقخخه )كخخذا فخخي المخخدر( (10) .صخخفاتها كخخذلك )فخخي
المصدر( (11) .إذا نظر )مفاتيح الغيب( (12) .أن يكون ذلخخك قخخد ولخخد ليل
)المصدر( (13) .هو الزمان )المصدر( )*(.
][10
ولدته .فهو تكلف بعيد مستغنى عنه ،وما ذكرنا أقرب إلى لفظ اليخخة الكريمخة وأوفخخق
بالمراد .وسيأتي معاني )) (1العرش( و )استوى ) (2عليه() .وكخخان عرشخخه
على الماء( قال البيضاوي ) :(3أي قبل خلقهما لخخم يكخخن حخخائل بينهمخخا ل أنخخه
كان موضوعا على متن الماء واستدل به علخخى إمكخخان الخلء وأن المخخاء أول
حادث بعد العرش من أجرام هذا العالم وقيل :كان الماء على متن الريح وال
أعلم بذلك )انتهى( وقال الطبرسي ) :(4وفخخي هخخذا دللخخة علخخى أن العخخرش و
الماء كانا موجودين قبل خلق السماوات والرض وكان الماء قائما بقدرة ال
على غير موضع قرار بخل كخان الخ يمكسخه بكمخال قخدرته وفخي ذلخك أعظخم
العتبار لهخخل النكخخار وقيخخل :المخخراد ) (5بقخخوله )عرشخخه( بنخخاؤه يخخدل عليخخه
)ومما يعرشون( أي يبنون فالمعني ) :(6وكان بناؤه على المخخاء ،فخخإن البنخخاء
على الماء أبدع وأعجب ،عن أبي مسلم )انتهى( .وقال الرازي في تفسخخيره )
:(7قال كعب :خلق ال تعالى ياقوتة خضراء ثم نظر إليها بالهيبخخة فصخخارت
ماء يرتعد ثم خلق الريح فجعل الماء على متنها ثم وضع العرش على المخخاء.
قال أبو بكر الصم :ومعنى قوله )وكان عرشه علخخى المخخاء( كقخخولهم السخخماء
على الرض ،وليس ذلك علخخى سخخبيل كخخون أحخخدهما ملتصخخقا بخخالخر وكيخخف
كانت الواقعة يدل ) (8على أن العرش والماء كانخخا قبخخل السخخماوات والرض
قالت المعتزلة :وفي الية دللة على وجود الملئكة قبل خلقهما لنه ل يجوز
أن
) (1في نسخة :بيان العرش (2) .والستواء )خ ل( (3) .أنوار التنزيل ،ج 1س هود
ى (4) .7مجمع البيان ،ج ،5سورة هود وليس فيخخه لفظخخة الخخواو (5) .ان
المراد )خ ل( (6) .والمعنخخى )خ ل( (7) .مفاتيخخح الغيخخب ج 5ص 57فخخي
تفسير سورة هود (8) .فذلك يدل )مفاتيح الغيب للرازي( )*(.
][11
يخلق ذلك ول أحد ينتفع بالعرش والماء )انتهى( .وفي بعض الخبار أن المراد حمخخل
علمه ودينه الماء ،وربما يؤول مخخن قخخال بخخالهيولى المخخاء بهخخا) .ليبلخخوكم أيكخخم
أحسن عمل( أي خلقهن لحكمة بالغة وهخخي أن يجعلهخخا مسخخاكن لعبخخاده وينعخخم
عليهم فيها بفنون النعخخم ويكلفهخخم ويعرضخخهم لثخخواب الخخخرة ولمخخا أشخخبه ذلخخك
اختبار المختبر ،قال )ليبلوكم( أي ليفعل بكم ما يفعل المبتلي لحخخوالكم كيخخف
تعملون .وعن الصادق عليه السلم :ليس يعني أكثركم عمل ولكخخن أصخخوبكم
عمل ،و إنما الصابة خشية ال والنية الصادقة) .ما أشهدتهم خلق السماوات
والرض( قخخال الطبرسخخي ) (1ره أي مخخا أحضخخرت إبليخخس وذريتخخه خلخخق
السماوات والرض ول خلق أنفسخخهم مسخختعينا بهخخم علخخى ذلخخك ،ول اسخختعنت
ببعضهم على خلخخق بعخخض ،وهخخذا إخبخخار عخخن كمخخال قخخدرته و اسخختغنائه عخخن
النصار والعوان ،ويدل عليه قوله )وما كنخخت متخخخذ المضخخلين عضخخدا( أي
الشياطين الذين يضلون الناس أعوانا يعضدونني عليخخه ،وكخخثيرا مخخا يسخختعمل
العضد بمعنى العون ) .(2وقيل :المعنى أنكم اتبعتم الشخخياطين كمخخا يتبخخع مخخن
يكون عنده علم ل ينال إل من جهته وأنا ما طلعتهم على خلق السماوات )(3
ول على خلق أنفسهم ،ولم اعطهم العلخخم بخخأنه كيخخف يخلخخق الشخخياء فمخخن أيخخن
يتبعونهم ؟ وقيل :معناه ما أحضخخرت مشخخركي العخخرب وهخخؤلء الكفخخار خلخخق
السماوات والرض ول بعضهم خلق بعض بل لم يكونوا موجخخودين فخلقتهخخم
فمن أين قالوا إن الملئكة بنخات الخ و مخن أيخن ادعخوا ذلخك ؟ )انتهخى( وزاد
الرازي وجهين آخرين ) :(4أحدهما أن الضمير عائد إلى الكفار
) (1مجمع البيان ج 6ص 476في تفسير سورة الكهف ى (2) .51وانما وحده هنا
لوفاق الفواصل )مجمع البيان( (3) .والرض )مجمع البيان( (4) .نقل عن
مفاتيح الغيب ،ج 5ص 729في تفسير سورة الكهف ملخصا )*(.
][12
الذين قالوا له صلى ال عليه وآله :إن لم تطرد عن مجلسخخك هخؤلء الفقخخراء فل نخؤمن
بك ،فكأنه تعالى قخخال :إن هخخؤلء الخخذين أتخخوا بهخخذا القخختراح الفاسخخد والتعنخخت
الباطل ما كانوا شركائي في خلق العالم وتدبير الدنيا والخرة بل هخخم كسخخائر
الخلق ،فلم أقدموا على هذا القتراح ؟ ونظيره أن من اقترح عليك اقتراحات
عظيمة فإنك تقول له :لست بسلطان البلد ول وزير الملك حتى نقبل منك هذه
القتراحات .وثانيهما :أن يكون المراد هؤلء الكفخخار أيضخخا ويكخخون المعنخخى:
أنتم جاهلون بما جرى به القلم من أحوال السعادة والشقاوة فكيخخف يمكنكخخم أن
تحكموا لنفسكم بالرفعة والكمخخال والعلخخو ولغيركخخم بالخخذل والخخدفاءة )انتهخخى(.
وروى العياشي عن الباقر عليه السلم أن رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه
قال :اللهم أعز ) (1السلم بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشخخام فخخأنزل
ال هذه الية يعنيهما .وفي الكافي ) (2عن الجواد عليه السلم :إن ال تعخخالى
لم يزل متفردا بوحدانيته ،ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة فمكثوا ألف دهر ،ثخخم
خلق جميع الشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها ،وفخخوض أمرهخخا )
(3إليهم )الخبر( وهذا الخبر صريح في حدوث جميع أجزاء العالم) .أولم ير
الذين كفروا( قال الطبرسي ره :استفهام يراد به التقريع ) (4والمعنخى :أو لخم
يعلموا أن ال سبحانه ) (5الذي يفعل هذه الشياء ول يقدر عليهخخا غيخخره فهخخو
اللخخخه المسخخختحق للعبخخادة دون غيخخخره )أن السخخماوات والرض كانتخخا رتقخخخا
ففتقناهما( تقديرها :كانتا ذواتي رتق ) (6والمعنى :كانتخخا ملتزقخختين منسخخدتين
ففصلنا
) (1أعن )خ ل( (2) .ج 1ص 440من الطبعة الحديثة (3) .في المصدر :امورهخخا.
) (4التقريع :التعنيف والعتاب الشديد (5) .في المصخخدر :أنخخه سخخبحانه(6) .
في المصدر :تقديره :كانتا ذواتي رتق فجعلناهما ذواتي فتق )*(.
][13
بينهما بالهواء ،عن ابخن عبخاس وغيخره ) .(1وقيخل :كخانت السخماوات مرتتقخة مطبقخة
ففتقناها سخخبع سخخماوات ،وكخخانت الرض كخخذلك ففتقناهخخا سخخبع أرضخخين ،عخخن
مجاهد و السدي .وقيل :كانت السماء رتقا ل تمطر ،والرض رتقا ل تنبخخت،
ففتقنا السماء بالمطر والرض بالنبات ،عن عكرمة وعطية وابن زيخد ،وهخو
المروي عن أبخخي جعفخخر وأبخي عبخد الخ عليهمخا السخلم )) (2انتهخخى( .وقخال
الرازي :الرؤية إما بمعنخخى البصخخار أو العلخخم ،والول مشخخكل لن القخخوم مخخا
رأوهما ،ولقوله تعالى )ما أشهدتهم خلق السماوات والرض( والثخخاني أيضخخا
مشكل لن ) (3الجسام قابلة للرتق والفتق في أنفسها فخخالحكم عليهخخا بخخالرتق
أول وبالفتق ثانيا ل سخخبيل إليخخه إل السخخمع ،والمنخخاظرة مخخع الكفخخار المنكريخخن
للرسالة ،فكيف يجوز مثل هذا الستدلل ؟ ودفع الشكال بعد اختيخخار الثخخاني
بوجوه :أحدها أنا نثبت نبوة محمد صلى ال عليه وآله بسخخائر المعجخخزات ثخخم
نستدل بقخخوله ،ثخخم نجعلهمخخا دليل علخخى حصخخول المصخخالح فخخي العخخالم وانتفخخاء
الفساد عنه .وثانيها أن نحمل الرتق والفتق على إمكانهمخخا والعقخخل يخخدل عليخخه
لن الجسام يصح عليها الجتماع و الفتراق فاختصاصخخها بالجتمخخاع دون
الفتراق أو بالعكس يستدعي مخصصا وثالثهخخا أن اليهخخود والنصخخارى كخخانوا
عالمين بذلك ،فإنه جاء في التوراة أن ال تعالى خلخق جخخوهرة ثخم نظخر إليهخخا
بعين الهيبة فصارت ماء ،ثم خلخخق السخخماوات والرض وفتخخق بينهمخخا .وكخخان
بين عبدة الوثان وبين اليهود نوع صداقة بسبب الشتراك في عخخداوة محمخخد
صلى ال عليه وآله فاحتج ال تعالى عليهم بهذه الحجة بناء على أنهم يقبلخخون
قول اليهود في ذلك .ثم قال :اختلف المفسرون في المراد مخخن الرتخخق والفتخخق
على أقوال :أحدها وذكر الوجه الول من وجوه الطبرسي ثم قال :هذا القخخول
يوجب أن خلق
) (1في المصدر :عن ابن عباس والضحاك وعطاء وقتخخادة (2) .مجمخخع البيخخان ،ج 7
ص (3) .45في بعض النسخ :لن القوم ما رأوا الجسمام القابلة )*(.
][14
الرض مقدم على خلق السماء لنه تعالى لما فصخخل بينهمخخا تخخرك الرض حيخخث هخخي
وأصخخعد الجخخزاء السخخماوية ،قخخال كعخخب :خلخخق ال خ السخخماوات والرضخخين
ملتصقتين ثم خلق ريحا توسطهما ففتقاتبها ،ثخخم ذكخخر الثخخاني والثخخالث ورجخخح
الثخخالث بقخخوله تعخخالى )والسخخماء ذات الرجخخع والرض ذات الصخخدع( وبقخخوله
سبحانه )وجعلنا من الماء كخخل شخخئ حخخي( ثخخم قخخال :ورابعهخخا قخخول أبخخي مسخخلم
الصفهاني ،قخخال :يجخخوز أن يخخراد بخخالفتق ،اليجخخاد والظهخخار كقخخوله )فخخاطر
السماوات والرض( فأخبر عن اليجاد بلفظ الفتق ،وعن الحال قبخخل اليجخخاد
بلفظ الرتق .اقول :وتحقيقته أن العدم نفخخي محخخض فليخخس فيخخه ذوات متميخخزة،
وأعيان متبائنة بل كأنه أمر واحد متصل متشابه ،فخخإذا وجخخدت الحقخخائق فعنخخد
الوجود والتكوين يتميز بعضها عن بعض ،فبهذا الطريق جعل الرتق مجخخازا
عن العدم ،والفتق عن الوجود .وخامسها أن الليخخل سخخابق علخخى النهخخار بقخخوله
)وآية لهم الليل نسلخ منه النهار( فكانت السخخماوات والرض مظلمخخة ففتقهمخخا
ال بإظهار النهار المبصرة )انتهى( ) .(1وأقول :سيأتي في الخبار ما يؤيخخد
الوجه الثالث ،ويومئ بعض خطب أمير المؤمنين عليه السلم إلى الثاني كما
ستعرف .وروى الكليني في الروضة عخخن عخخدة مخن أصخحابه عخخن أحمخخد بخن
محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي )(2
) (1مفاتيح الغيب ،ج 6ص ) 144نقل عنه ملخصا( ) (2في المصدر) :عخخن الحسخخن
بن محبوب عن أبى حمزة ثابت بن دينار الثمالى ،و أبو منصخخور عخخن أبخخى
الربيع( ..والحسن بن محبوب السراد ويقال الزراد مولى بجيلخخة كخخوفى ثقخخة
جليل القدر من أصحاب الكاظم والرضخا عليهمخا السخلم وروى عخن سختين
رجل من أصحاب أبى عبد ال عليخخه السخخلم مخات رحمخخه الخ سخخنة )(224
وكان من ابناء خمس وسبعين سنة .و أبو حمزة الثمالى ثابت من دينار ثقخخة
من خيار اصحابنا ومعتمديهم لقى على بن الحسين وابا جعفر وأبا عبخخد الخ
وابا الحسن عليهم السلم وروى عنهم ومات رحمه ال سخخنة ) (150وكخخان
ابن محبوب عندئذ صبيا يرضع وعلخخى هخخذا فروايتخخه عنخخه إمخخا بالوجخخادة أو
بالواسطة )*(.
][15
قال :سأل نافع أبا جعفر عليه السلم عن قول ال عزوجل )أو لم يخخر الخخذين كفخخروا أن
السماوات والرض كانتا رتقا ففتقناهما( قال :إن ال تبخخارك وتعخخالى أهبخخط )
(1آدم إلى الرض وكخخانت السخخماوات رتقخخا ل تمطخخر شخخيئا وكخخانت الرض
رتقا ل تنبت شخخيئا ،فلمخا تخخاب ) (2الخ عزوجخخل علخخى آدم عليخخه السخخلم أمخخر
السماء فتقطخرت بالغمخام ،ثخم أمرهخا فخأرخت عزالهخا ) (3ثخم أمخر الرض
فأنبتت الشجار وأثمرت الثمار ،و تفهقت بالنهخخار ،فكخخأن ذلخخك رتقهخخا وهخخذا
فتقها .فقال نافع :صدقت يا ابن رسول ال )إلى آخر الخبر( وهخخذا يخخدل علخخى
الثالث) .وجعلنا من الماء كل شخخئ حخخي( قخخال الطبرسخخي :أي وأحيينخخا بالمخخاء
الذي ننزله من السماء كل شئ حي ،وقيل :وخلقنا مخخن النطفخخة كخخل مخلخخوق )
.(4والول أصح .وروى العياشي بإسناده عن الحسين بن علخخوان ) (5قخخال:
سئل أبو عبد ال عليه السلم عن طعم الماء فقخخال (6) :سخخل تفقهخخا ول تسخخأل
تعنتا ) (7طعم الماء طعم الحياة ،قال ال سبحانه) :وجعلنا من الماء كل شخخئ
حي( .وقيل :معناه و جعلنا من الماء حياة كل ذي روح ونماء كل نخام فيخدخل
فيه الحيوان والنبات والشجار ،عن أبخخي مسخخلم )) .(8أفل يؤمنخخون( أي أفل
يصدقون بالقرآن وبما يشاهدون من الخخدليل و البرهخخان) .الرحخخم( قيخخل :خخخبر
للذي إن جعلته مبتدأ ،ولمحذوف إن جعلته صفة
) (1فخخي المصخخدر :لمخخا أهبخخط (2) .فخخي المصخخدر :فلمخخا أن تخخاب (3) .وفخخي نسخخخة
)عزاليها( والعزالى باللف الخيرة والعزالى بالياء الخفيفة جمع )العزلء(
بفتح العين المهملة وسكون الزاى وهو مصخخب المخخاء مخخن القربخخة ونحوهخخا،
وأرخت عزاليها أي أمطرت بشدة (4) .في المصدر :كل مخلوق حى ،عن
أبى العالية (5) .كذا في المصدر وفي بعض النسخ )الحسن بخخن علخخوان() .
(6في المصدر :فقال له (7) .تعنته :طلب زلته ومشقته ،وتعنخخت عليخخه فخخي
السؤال :سأله علخخى وجخخه التلخبيس عليخخه (8) .مجمخخع البيخان ،ج ،7ص 45
)*(.
][16
للحي ،أو بدل من المستكن في )استوى( وقرئ بالجر صفة للحي )فاسخخأل بخخه خخخبيرا(
أي فاسأل عما ذكخر مخن الخلخق والسختواء عالمخا يخخبرك بحقيقتخه وهخو الخ
تعخخالى أو جبرئيخخل أو مخخن وجخخده فخخي الكتخخب المتقدمخخة ليصخخدقك فيخخه .وقيخخل:
الضخخمير للرحمخخن ،والمعنخخى :إن أنكخخروا إطلقخخه علخخى الخ فاسخخئل عنخخه مخخن
يخبرك من أهل الكتاب ليعرفوا ما يرادفخخه فخخي كتبهخخم .وعلخخى هخخذا يجخخوز أن
يكون الرحمن مبتدأ والخبر ما بعده والسؤال كما يعخخدى بعخخن لتضخخمنه معنخخى
التفتيش يعدى بالباء لتضمنه معنى العتناء .وقيل :إنه صلة خبيرا) .قل أئنكم
لتكفرون بالذي خلق الرض في يومين( قال البيضاوي :أي مقدار يخخومين أو
بنوبخختين ،وخلخخق فخخي كخخل نوبخخة مخا خلخخق فخخي أسخخرع مخخا يكخخون ولعخخل المخخراد
بالرض ما في جهة السفل من الجرام البسيطة ،ومن خلقها فخخي يخخومين أنخخه
خلق لها أصل مشتركا ثم خلق لها صورا صخخارت بهخخا أنواعخخا ،وكفرهخخم بخخه
إلحادهم في ذاتخخه وصخفاته )وتجعلخون لخخه أنخدادا( ول يصخخح أن يكخون لخه نخد
)ذلك( الذي خلق الرض في يومين )رب العالمين( خالق جميع ما وجخد مخن
الممكنات ومربيها )وجعل فيها رواسي( استئناف غير معطوف على )خلخخق(
للفصل بما هو خارج عن الصلة )من فوقها( مرتفعة عليها ليظهر للنظار مخخا
فيها مخخن وجخخوه الستبصخخار ،وتكخخون منافعهخخا معرضخخة للطلب ) .(1اقخخول:
وقال الرازي :إذ لو جعلت تحتها لوهخخم ذلخخك أنهخخا أسخخاطين تمسخخكها فجعلهخخا
فوقها ليرى النسان أن الرض والجبال أثقال على أثقال وكلهخخا مفتقخخرة إلخخى
ممسك وحافظ وليس ذلك إل ال سبحانه )) .(2وبارك فيها( قخال البيضخخاوي:
أي وأكثر خيرها بأن خلق فيها أنواع النبات والحيوانات )وقدر فيها أقواتهخخا(
أي أقوات أهلها بأن عين لكل نوع ما يصلحه ويعيش به ،أو أقواتا تنشأ منهخخا
بأن خص حدوث كل قوت بقطر من
) (1أنوار التنزيل ،ج ،2ص (2) .384مفاتيخخح الغيخخب ،ج ،7ص .353نقخخل عنخخه
ملخصا )*(.
][17
أقطارها .وقرئ )وقسم فيها أقواتها() .في أربعة أيام( أي في تتمة أربعخخة أيخخام كقولخخك
سرت من البصرة إلى بغداد في عشر ) (1وإلى الكوفخخة فخخي خمخخس عشخخرة )
.(2ولعلخه قخال ذلخك ولخم يقخل فخي يخومين للشخعار باتصخالهما لليخومين )(3
الولين ،و التصخخريح علخخى الفذلكخخة ) .(4اقخخول :وقخخد يحمخخل علخخى أن المخخراد
أربعة أوقات ،وهي التي يخخخرج الخ فيهخخا أقخخوات العخخالم مخخن النخخاس والبهخخائم
والطيخخر وحشخخرات الرض ومخخا فخخي الخخبر والبحخخر مخخن الخلخخق ،مخخن الثمخخار
والنبات والشجر وما يكون فيه معاش الحيوان كلخخه ،وهخخي الربيخخع والصخخيف
والخريف والشتاء .ول يخفى بعخخده عخخن السخخياق) .سخخواء( أي اسخختوت سخخواء
بمعنى استواء ،والجملة صفة أيام ،ويدل عليخه قخراءة يعقخوب بخالجر ،وقيخل:
حال من الضمير في )أقواتها( أو في )فيها( وقرئ بالرفع على )هي سخخواء(.
)للسخخائلين( متعلخخق بمحخخذوف تقخخديره :هخخذا الحصخخر للسخخائلين عخخن مخخدة خلخخق
الرض وما فيها ،أو ب )مقدر( أي قدر فيها القوات للطالبين) .ثم استوى إلى
السماء( قصد نحوها ،من قولهم )استوى إلى مكان كذا( إذا توجه إليه توجهخخا
ل يلوي على غيره )وهي دخخخان( قخخال البيضخخاوي :أي أمخخر ظلمخخاني ،ولعلخخه
أراد بخخه مادتهخخا والجخخزاء ) (5المتصخخغرة الخختي ركبخخت منهخخا ) .(6و قخخال
الطبرسي :قال ابن عباس :كانت بخار الرض ،وقيل :معناه ثم استوى أمخخره
إلى السماء ) .(7وقال الرازي :وذكر صاحب الثر أنه كان عرش ال خ علخخى
الماء
) (1في المصدر :في عشرة (2) .في المصدر :في خمسخخة عشخخر (3) .فخخي المصخخدر:
بخخاليومين (4) .أنخخوار التنزيخخل ،ج ،2ص (5) .384فخخي المصخخدر :أو
الجزاء (6) .أنوار التنزيل ،ج ،2ص (7) .385مجمع البيان ،ج ،9ص
.(*) 6
][18
منذ ) (1خلق السماوات والرض ،فأحدث ال في ذلك الماء سخونة فخخارتفع منخخه زبخخد
ودخان ) (2فبقي على وجه الماء ،فخلق ال تعالى فيخخه ) (3اليبوسخخة وأحخخدث
منه الرض وأما الدخان فخخارتفع وعل فخلخخق الخ منخخه السخخماوات .واعلخخم أن
هذه القصة غير موجودة في القخخرآن فخخإن دل عليهخخا دليخخل صخخحيح قبلخخت )(4
وإل فل ،وهذه القصة مذكورة في أول الكتاب الذى تزعم اليهود أنه التوراة،
وفيه أنه تعالى خلق السماء من أجزاء مظلمة ،وهذا هو المعقول لنا ) (5قخخد
دللنا في المعقولت على أن الظلمه ليست كيفية وجودية بل هخخي عبخخارة عخخن
عدم النور ) (6فال سبحانه لما خلق الجزاء التي ل تتجخخزى فقبخخل أن يخلخخق
فيهخخا كيفيخخة الضخخوء كخخانت مظلمخخة عديمخخة النخخور ،ثخخم إذ ركبهخخا ) (7وجعلهخخا
سماوات وكواكب وشمسا وقمرا وأحدث صخخفة الضخخوء فيهخخا فحينئذ صخخارت
مستنيرة ،فثبت أن تلك الجزاء حين قصد ال تعالى أن يخلق منها السماوات
والشمس والقمر كانت مظلمة فصح تسميتها بالدخان ،لنخخه ل معنخخى للخخدخان
إل أجزاء متفرقة غير متواصلة عديمة النور )) .(8فقال لهخخا وللرض إتيخخا(
قال البيضاوي :أي بما خلقت فيكما من التأثير والتأثر ،وأبرزا مخخا أودعتكمخخا
من الوضاع المختلفة والكائنات المتنوعة أوائتيا في الوجود علخخى أن الخلخخق
السابق بمعنى التقدير أو الترتيب للرتبة أو الخبار أو إتيان السخخماء بحخخدوثها
وإتيان الرض أن تصير مدحوة ،أو ليأت كل منكما الخرى فخخي حخخدوث مخخا
اريد توليده منكما ،ويؤيده قراءة )آتيا( من المؤاتاة أي
) (1في المصدر :قبل حلق (2) .في المصدر :أما الزبد فبقى (3) .في المصخخدر :منخخه
اليبوسخخة (4) .فخخي المصخخدر :قبخخل (5) .فخخي المصخخدر :لنخخه (6) .والخخدليل
مذكور في المصدر (7) .في المصدر :لما ركبها (8) .مفاتيح الغيب ،ج ،7
ص .(*) 385
][19
ليوافق كل واحدة منكما اختها فيما أردت منكما )طوعا أو كرها( شئتما ذلك أو أبيتما،
أو المراد إظهار كمال قدرته ووجوب وقوع مراده ل إثبات الطخخوع و الكخخره
لهما ،وهما مصخخدران وقعخخا موقخخع الحخخال) .قالتخخا أتينخخا طخخائعين( أي منقخخادين
بالذات .والظهر أن المراد تصوير تأثير قدرته فيهما وتأثرهما بالذات عنهخخا
و تمثيلها ) (1بأمر المطاع وإجابة المطيع الطخخائع كقخخوله )كخخن فيكخخون( ومخخا
قيل أنه تعالى خاطبهمخخا وأقخخدرهما علخخى الجخخواب إنمخخا يتصخخور علخخى الخخوجه
الول والخير وإنما قال )طائعين( على المعنخى باعتبخار كونهمخا مخخاطبتين
كقوله تعالى )ساجدين( .وقال الطبرسخخي قخخدس سخخره :قخخال ابخخن عبخخاس :أتخخت
السماء بما فيهخا مخن الشخمس والقمخر والنجخوم ،وأتخت الرض بمخا فيهخا مخن
النهار والشجار والثمخخار وليخخس هنخخاك أمخخر بخخالقول حقيقخخة ) (2ول جخخواب
لذلك القول ،بل أخبر ) (3سبحانه عن اختراعه السماوات والرض وإنشخخائه
لهما من غير تعذر ول كلفة ول مشقة بمنزلة مخخا يقخخال ) (4افعخخل فيفعخخل مخخن
غير تلبث ول توقف ول تأن ) (5فعبر عن ذلك بالمر والطاعة ،وهو كقوله
)إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون( وإنما قال )أتينا طائعين( ولخخم
يقل طائعتين لن المعنى :أتينا بمن فينا من العقلء ،فغلب حكخخم العقلء ).(6
وقيل :إنه لما خوطبن خطاب من يعقل جمعن جمع من يعقل كما قخال) :وكخل
في فلك يسبحون( )) .(7فقضيهن سبع سماوات( قال البيضاوي :أي فخلقهخخن
خلقا إبداعيا وأتقن
) (1في المصدر :وتمثيلهما (2) .في المصدر :علخخى الحقيقخخة (3) .فخخي المصخخدر :بخخل
أخبر ال (4) .في المصدر :ما يقال للمأمور (5) .في المصدر :ليخخس لفظخخة
)ول تأن( (6) .في المصدر :عخخن قطخخرب (7) .مجمخخع البيخخان ،ج 9ص 6
)*(.
][20
أمرهن ،والضمير للسخخماء علخخى المعنخخى ) (1أو مبهخخم) .وسخخبع سخخماوات( حخخال علخخى
الول ،وتمييز على الثاني) .في يومين( قيخخل :خلخخق السخخماوات يخخوم الخميخخس
والشمس والقمر والنجوم يوم الجمعة )وأوحى فخخي كخخل سخخماء أمرهخخا( شخخأنها
وما يتأتى منها بأن حملهخخا عليخخه اختيخخارا أو طبعخخا ،وقيخخل :أوحخخى إلخخى أهلهخخا
بأوامره) .وزينا السماء الدنيا بمصابيح( فإن الكواكب كلها تخخرى كأنهخخا تتلل
عليها) .وحفظخا( أي وحفظناهخا مخن الفخات أو مخن المسخترقة حفظخا .وقيخل:
مفعول له على المعنخخى ،كخخأنه قخخال :خصصخخنا السخخماء الخخدنيا بمصخخابيح زينخخة
وحفظا) .ذلك تقدير العزيز العليم( البالغ فخخي القخدرة والعلخم) .ومخخا مسخنا مخخن
لغوب( قال الطبرسي :أي تعب ونصب ،أكذب ال تعالى بهذا اليهخخود ،فخخانهم
قالوا :استراح ال يوم السبت فلذلك ل نعمل فيه شيئا ) .(2وقال الخخرازي فخخي
تفسيره :قال بعض المفسرين :المراد من الية الرد على اليهخخود حيخخث قخخالوا:
بدأ ال خلق العالم يوم الحخخد وفخخرغ منخخه فخخي سخختة أيخخام آخرهخخا يخخوم الجمعخخة
واستراح يوم السبت واستوى ) (3على عرشه .فقال تعخخالى) :ومخخا مسخخنا مخخن
لغوب( رادا ) (4عليهم ،والظاهر أن المراد الرد على المشخخرك أي مخخا تعبنخخا
بالخلق الول حتى ل نقدر على العادة ثانيا وأما ما قخخاله اليهخخود ونقلخخوه مخخن
التورية فهو إما تحريف منهم أولم يعلموا تخخأويله ،وذلخخك لن الحخخد والثنيخخن
أزمنة متميزة بعضها عن بعض فلو كخخان خلخق السخخماوات ابتخخداء يخخوم الحخخد
لكان الزمان متحققا قبل الجسام ،والزمان ل ينفك عن الجسام ،فيكخخون قبخخل
الجسام ) (5أجسام اخر
) (1أي كانت المناسخب صخيغة التثنيخة ولمخا كخان فخي كخل منهمخا كخثرة اعتخبر جخانب
المعنى ،و انما جمع على صخخيغة جمخخع العقلء باعتبخخار جعلهمخخا مخخخاطبتين
)منه( (2) .مجمع البيان ،ج ،9خ (3) .150في المصدر :استلقى (4) .فخخي
المصدر :ردا (5) .في المصدر :قبل خلق الجسام )*(.
][21
فيلزم القول بقدم العالم وهو مذهب الفلسفة )انتهخخى( ) .(1وأقخخول :تعييخخن تلخخك اليخخام
موجودة في الخبار المعتبرة كما ستعرف ،ومخخا تخخوهم مخخن لخخزوم قخخدم العخخالم
خطاء كمخخا عرفخخت سخخابقا أنخخه يمكخخن تصخخحيحه بوجخخوه متعخخددة شخخئ منهخخا ل
يستلزم ذلك ،وأما تعيين اليام فيمكن أن تقدر الزمنة بحيث تكون بعخخد خلخخق
الشمس وحركخة الفلك وتعييخن اليخام تلخك الزمخان الماضخية موافقخة لهخذه
اليام الستة ،بحيث إذا كانت الشمس متحركخخة فيهخخا كخخانت تلخخك اليخخام بعينهخخا
فتأمل) .ءأنتم أشد خلقا( قال البيضاوي :أي أصعب خلقا أم السخخماء ؟ ثخخم بيخخن
كيف خلقها وقال )) :(2بناها( ثخخم بيخخن البنخخاء فقخال) :رفخخع سخخمكها( أي جعخخل
مقدار ارتفاعها من الرض أو ثخنها الخذاهب فخي العلخو رفيعخا )فسخويها( أي
فعخخد لهخخا ،أو جعلهخخا ) (3مسخختوية ،أو فتممهخخا بمخخا بخخه يتخخم ) (4كمخخا لهخخا مخخن
الكواكب والتداوير وغيرها (5) ،مخن قخولهم )سخوى فلن أمخره( إذا أصخلحه
)وأغطش ليلها( أي أظلمه منقول من )غطش الليخخل( إذا أظلخخم .وأضخخاف )(6
إليها لنه يحدث بحركتها )وأخرج ضحيها( أي وأبرز ضخخوء شمسخخها كقخخوله
تعالى )والشمس وضحيها( يريد النهخار )والرض بعخد ذلخك دحيهخخا( بسخطها
ومهخخدها للسخخكني) ،أخخخرج منهخخا ماءهخخا( بتفجيخخر العيخخون )ومرعيهخخا( أي
ورعيها ،وهو في الصل لمواضع الرعي ) .(7وتجريد الجملة عن العخخاطف
لنها حال بإضمار قد ،أو بيان للدحو )والجبال أرسيها( أي أثبتها )متاعا لكم
ولنعامكم( تمتيعا لكم ولمواشيكم ).(8
) (1مفاتيح الغيب ،ج 7ص (2) .644في المصخخدر :فقخخال (3) .فخخي بعخخض النسخخخ:
فجعلها (4) .في المصدر :بما يتم به (5) .في المصدر :وغيرهما (6) .فخخي
المصخخدر :وإنمخخا أضخخاف (7) .فخخي المصخخدر :لموضخخع الرعخخى (8) .انخخوار
التنزيل ،ج :2ص .(*) 644
][22
)الذي خلق فسوى( أي خلق كل شئ فسوى خلقه بأن جعل له ما به يتأتي كما له ويتخخم
معاشخخه )والخخذي قخخدر( أي قخخدر أجنخخاس الشخخياء وأنواعهخخا و أشخاصخخها
ومقاديرها وصفاتها وأفعالهخخا وآجالهخخا )فهخخدى( فخخوجهه إلخخى أفعخخاله طبعخخا أو
اختيارا بخلق الميول واللهامات ،ونصب الدلئل وإنزال اليات) * .تحقيخخق
في دفع شبهة( * اعلم أن بعض الملحدة أوردوا تناقضا بيخخن آيخخات سخخورتي
البقرة والسجدة و بين آيات سخخورة النازعخخات ،حيخخث زعمخخوا أن الولخخة تخخدل
على تقدم خلخق الرض علخخى السخخماء والخيخخرة علخخى العكخخس .واجيخخب عنخخه
بوجوه :احدها :أن خلق الرض قبل السماء إل أن دحوهخخا متخخأخر عخخن خلخخق
السماء .واستشخخكل بخخوجهين :الول :أن الرض جسخخم عظيخخم فخخامتنع انفكخخاك
خلقها عن التدحية فإذا كانت التدحية متأخرة عن خلخق السخماء كخان خلقهخا ل
محالة أيضا متأخرا عن خلق السماء .والثانى :أن الية الولخخى تخخدل علخخى أن
خلق الرض وخلق كل ما فيها مقدم على خلخخق السخخماء ،وخلخخق الشخخياء فخخي
الرض ل يكون إل بعخد مخا كخانت مخدحوة .واجيخب :عخن الول بأنخال نسخلم
امتناع انفكاك خلق الرض عن دحوهخخا والمناقشخخة فخخي إطلق خلخخق الرض
علخخى إيجادهخخا غيخخر مخخدحوة مناقشخخة لفظيخخة .وعخخر الثخخاني بخخأن قخخوله تعخخالى
)والرض بعد ذلك دحيها( يقتضي تقدم خلق السماء على دحخخو الرض ،ول
يقتضي تقدم تسوية السماء على دحو الرض ،فجاز أن تكون تسوية السخخماء
متأخرة عن دحو الرض فيكون خلق الرض قبل السماء وخلق السماء قبخخل
دحو الرض ،ودحو الرض قبل تسوية السماء ،فارتفع التنافي .ويخخرد عليخخه
أن اليخخة الثالثخخة تقتضخخي تقخخدم تسخخوية السخخماء علخخى دحخخو الرض ،والثانيخخة
تقتضي تقدم خلق الرض بما فيها على تسويتها سبع سماوات ،وخلق ما فخخي
الرض قبل دحوها مستبعد .ويمكن أن يجاب بأن المراد بخخالخلق فخخي الولخخى
التقدير وهو شائع في العخخرف واللغخخة ،أو بخخأن المخخراد بخلخخق مخخا فخخي الرض
خلق موادها كما أن خلق
][23
الرض قبل دحوها عبخخارة عخخن مثخخل ذلخخك فتكخخون تسخخوية السخخماء متقدمخخة علخخى دحخخو
الرض كما هو ظاهر الية الثالثة ،أو بأن يفرق بين تسخخويتها المخخذكورة فخخي
الثالثة وبين تسويتها سبع سماوات كمخخا فخخي الولخخى ،وحينئذ فتسخخويتها مطلقخخا
متقدمة على دحو الرض ،وتسويتها سبعا متأخرة عنه ،ولعل هذا أوفخخق فخخي
الجمع ،أو بأن يقال :الفاء في قوله تعالى )فسويها( بمعنى ثخخم ،والمشخخار إليخخه
بذلك في قوله تعالى )والرض بعد ذلك دحيهخخا( هخخو بنخخاء السخخماء وخلقهخخا ل
مجموع ما ذكر قبله ،أو بأن يقال كلمخخة )ثخخم( فخخي الولخخى للخخترتيب الخخذكري،
وتقديم خلق ما في الرض في معرض المتنان لمزيد الختصخخاص ،فيكخخون
خلق ما في الرض بعد دحوها كما هو الظاهر ،وتسوية السماء متقدمة عليه
وعلى دحو الرض كما هو ظاهر الية الثالثة .لكن هخذا ل يخلخو مخن نخوع )
(1منافرة لظاهر الية الثانية ،وقد أوردنا بعخخض التوجيهخخات لهخخا فخخي شخخرح
بعض الخبار التية .وقال البيضاوي :كلمة )ثخخم( فخخي آيخختي البقخخرة والسخخجدة
لتفاوت ) (2ما بين الخلقين ،وفضل خلخخق السخخماء علخخى خلخخق الرض كقخخوله
تعالى )ثم كان من الذين آمنوا( ل للتراخي في المدة ) (3فخخإنه يخخخالف ظخخاهر
قوله تعالى )والرض بعد ذلخخك دحيهخخا( فخخإنه يخخدل علخخى تخخأخر دحخخو الرض
المتقدم على خلق ما فيها عن خلق السماء وتسخخويتها ،إل أن يسخختأنف بخخدحيها
مقخخدر النصخخب الرض فعل آخخخر دل عليخخه )أنتخخم أشخخد خلقخخا( مثخخل :تعخخرف
الرض وتدبر أمرها بعخخد ذلخخك .لكنخخه خلف الظخخاهر )) (4انتهخخى( .والخخوجه
الثاني :مما قد اجيب به عن أصخخل الشخخكال أن يقخخال :كلمخخة )بعخخد( فخخي اليخخة
الثالثة ليست للتأخر الزماني ،إنما هو على جهة تعداد النعم والذكار
) (1في بعض النسخ :عن نوع (2) .في المصدر :لعله لتفاوت (3) .في المصدر :فخخي
الوقت (4) .أنوار التنزيل ج 1 ،ص .(*) 62
][24
لها ،كما يقول القائل :أليس قد أعطيتك وفعلت بك كذا وكذا وبعد ذلك خلطتك ؟ وربما
يكون بعض ما تقدم في اللفظ متأخرا بحسخخب الزمخخان لنخخه لخخم يكخخن الغخخرض
الخبار عن الوقات والزمنة بخخل المخخراد ذكخخر النعخخم والتنبيخخة عليهخخا وربمخخا
اقتضت الحال إبراد الكلم على هذا الوجه .والثالث :ما ذكره الخخرازي ،وهخخو
أن ل يكون معنى )دحيها( مجرد البسط ،بل يكون المخخراد أنخخه بسخخطها بسخخطا
هيئات لنبخخات القخخوات ،وهخخذا هخخو الخخذي بينخخه بقخخوله )أخخخرج منهخخا ماءهخخا
ومرعيها( وذلك لن ) (1الستعداد ل يحصل للرض إل بعد وجود السماء،
فإن الرض كالم والسماء كالب ،ومخخا لخخم يحصخخل لخخم يتولخخد أولد المعخخادن
والنبات والحيوان .والرابع :ما ذكره أيضا وهو أن يكون قوله )والرض بعد
ذلك( أي مع ذلك ،كقوله )عتل بعد ذلك زنيم( أي مع ذلخك ،وكقولخك للرجخل:
أنت كذا وكذا ،ثم أنت بعخخدها كخخذا .ل تريخخد ) (2الخخترتيب ،وقخخال تعخخالى )فخخك
رقبة( إلى قوله )ثم كان من الذين آمنوا (.والمعنى :وكان وهذا تقرير ما نقخخل
عن ابن عباس وغيخخره قخالوا فخخي قخوله )والرض بعخد ذلخك دحيهخخا( :أي مخخع
مياده دحيها ) .(3اقول :وهذا قريب من الثاني .ثم المشهور أن خلخخق الرض
قبل خلق السماء وهو الظهر ،وقيل بالعكس ،نقل الواحدي فخخي البسخخيط عخخن
مقاتل أنه قال :خلق ال السماء قبخخل الرض ،وتاويخخل قخخوله )ثخخم اسخختوى إلخخى
السماء( :ثم كان قد استوى وهي دخخخان قبخخل أن يخلخخق الرض .فاضخخمر فيخخه
كان كما قال تعالى) :قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل( معناه :إن يكخخن
سرق .وقال الرازي :المختار عندي أن يقال :خلخخق السخخماء مقخخدم علخخى خلخخق
الرض
) (1في المصخخدر :لن هخخذا السخختعداد (2) .فخخي المصخخدر :ل تريخخد بخخه الخخترتيب(3) .
مفاتيح الغيب ،ج ،8ص ) 465نقل عنه ملخصا( )*(.
][25
بقي أن يقال :كيف تأويل هذه الية يعني آية السجدة ؟ فنقول :الخلق ليخخس عبخخارة عخخن
التكوين واليجاد ،والدليل عليه قوله تعالى )إن مثل عيسى عند ال كمثخخل آدم
خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون( فلخخو كخخان الخلخخق عبخخارة عخخن اليجخخاد و
التكوين لصار معنى الية :أوجخده مخن تخخراب ثخخم قخال لخخه كخن فيكخخون ،وهخخذا
محال لنه يلزم أنه تعالى قد قال لشئ وجد :كخخن وإذا ثبخخت هخخذا فنقخخول :قخخوله
)خلق الرض في يومين( معناه أنه قضخخى بحخخدوثها فخخي يخخومين وقضخخاء الخ
بأنه سيحدث كذا في مدة كذا ل يقتضي حدوث ذلك الشئ في الحخخال ،فقضخخاء
ال بحدوث الرض في يومين مقدم على إحخخداث السخخماء ول يلخزم منخه تقخدم
إحداث الرض على إحداث السماء )) (1انتهى( ول يخفى مخخا فيخخه وسخختطلع
على حقيقة المر في ضمن شرح الخبار إن شاء ال تعالى) * .الخبخخار( *
1نهج :قال أمير المؤمنين عليه السلم في خطبة له :المعروف ) (2من غير
رؤية والخخالق مخخن غيخخر رويخخة ،الخخذي لخم يخزل قائمخا دائمخخا ،إذ لسخخماء ذات
أبخخراج ،ول حجخخب ذات أرتخخاج ،ول ليخخل داج ،ول بحخخر سخخاج ،ول جبخخل ذو
فجاج ،ول فج ذو اعوجاج ول أرض ذات مهخخاد ،ول خلخخق ذو اعتمخخاد ،ذلخخك
مبتدع الخلق ووارثخخه ،وإلخخه الخلخخق ورازقخخه ) .(3بيخخان :مخخن غيخخر رويخخة أي
تفكر ،لنه يستلزم الجهل السابق ،وحدوث أمر فيه لم يكن ،والسخختكمال بعخخد
النقص )الخخذي لخخم يخخزل قائمخخا( أي بخخذاته أو بخخأحوال الخلخخق ،وقخخد مخخر مخخرارا
)دائما( أي باقيا بذاته من غير علة )ذات أبراج( أي بخخروج أو كخخواكب نيخخرة.
و )الحجب( جمع الحجاب والمراد هنا ما سيأتي من الحجخخب النورانيخخة الخختي
تحت العرش أو السماوات عبر عنها بلفظين ،و )الرتاج( في بعض
) (1مفاتيح الغيب ،ج ،7ص ) 358نقل عنه ملخصا( (2) .فخخي المصخخدر :الحمخخد لخ
المعروف (3) .نهج البلغة.(*) 158 :
][26
النسخ بكسر الهمزة مصدر )أرتج الباب( أي أغلقه ،وفي بعضها بالفتخخح جمخخع )رتخخج(
بالتحريك ،أو )رتاج( بالكسر .والول الباب العظيم ،والثاني الباب المغلق أو
الخخذي عليخخه بخخاب صخخغير ،و )الخخداجي( المظلخخم ،و )السخخاجي( السخخاكن ،و
)الفجاج( جمع )الفج( بالفتح وهو الطريخخق الواسخخع بيخخن الجبليخخن ،و )المهخخاد(
بالكسر :الفراش .واعتمدت على الشئ :اتكأت عليخخه ،وكخخل حخخي يعتمخخد علخخى
رجله في المشي وعلى غيرها ،ويمكن أن يراد به القوة والتصرف .وأبدعت
الشئ ،و ابتخخدعته :أي اسخختخرجته وأحخخدثته ،و )البتخخداع( الخلخخق علخخى غيخخر
مثال ،و )وارثه( أي الباقي بعد فنائهم ،والمالك لما ملكوا ظخخاهرا ،ول يخفخخي
صراحته في حدوث العالم 2 .النهج :قال عليخخه السخخلم :الول قبخخل كخخل أول،
والخر بعد كل آخر ) .(1بيان :الغرض إثبات الوليخخة والخريخخة الحقيقيخختين
له سبحانه ،وظاهر الول حدوث ما سواه ،واستدل بالثاني على ما ذهب إليه
كثير من المتكلمين من انعدام العالم بأسره قبل قيام الساعة ،ويمكن أن يكخخون
الخرية باعتبار أن كل ما عداه في التغير والتحول من حال إلخخى حخخال ،كمخخا
ورد في الرواية ،وقيل :أوليته بحسب الخخخارج ،وآخريتخخه بحسخخب الخخذهن ،أو
الخر في سلسلة الفتقار لحتياج الكل إليه سبحانه ).(2
) (1نهج البلغة (2) .194 :الولية والخرية وصفان اضافيان ،فإذا قويس شئ إلى
آخر وجخد بعخده وصخف بالوليخة ،وإذا قخويس إلخى شخئ وجخد قبلخه وصخف
بالخرية .وللتقدم والتأخر أقسام مذكورة في محلهخخا وقخخد اختلخخف القخخوم فخخي
تقدم الواجب على الممكنات ،فقيل :إن تقدمه زمخخاني ،و قيخخل :علخخى ،وقيخخل:
سرمدي إلى غيخخر ذلخخك .لكخخن التقخخدم الزمخخانى بمعنخخاه المصخخطلح وهخخو وقخخع
المتقدم مقارنا لجزء من الزمان متقدم على الجزء الذى وقع المتأخر مقارنا
له مما يتسحيل في حخق الحخق سخبحانه وتقخدس لعخاليه عخن مقارنخة الزمخان
ومقايسته بالحدثان .على أن يستلزم قدم الزمخخان وهخخو كخخر علخخى مخخا فرمنخخه.
وأما تفسير التقدم الزمانى بأن الواجب كان في زمان لم يكن شئ ،وتتميمخخه
بأن=
][27
- 3النهج :قال عليه السلم :الحمد ل الدال على وجوده بخلقخخه ،وبمحخخدث خلقخخه علخخى
أزليته ) (1ومنه ) (2قال عليه السلم :الحمد ل خالق العباد ،وساطح المهاد،
ومسيل الوهاد ،ومخصب النجاد ،ليس لوليتخه ابتخداء ،ول لزليتخه انقضخاء،
هو الول لم يزل ،والباقي بل أجل إلى قوله عليه السلم قبل كل غاية ومخخدة،
وكل إحصاء وعدة إلى قوله عليه السلم لم يخلق الشياء من اصخخول أزليخخة،
ول من أوائل أبدية ) (3بل خلق ما خلق فأقام حده ،وصور ما صور فأحسن
صورته ).(4
= الزمان أمر موهوم منتزع عن ذاته ،ممخخا ل يجخخدى شخخيئا ول يسخخمن ول يغنخخى مخخن
جوع .لن الزمخخان إن كخخان أمخخرا موهومخخا فل يمكخخن تخخأثيره فخخي الواقعيخخات
وإناطة البحث الحقيقي به ،غاية المر تسميته تعالى بالقديم الزمانى تسخخمية
ليس وراءه حقيقه ول تجاوز حخخد السخخم والخخوهم وإن كخخان أمخخرا واقعيخخا فل
يمكن انتزاعه من ذات البارئ سبحانه وإل لتطرق التغيخخر والحخخدوث إليهخخا.
وأما آخرية الواجب فقيخخل بالخريخخة الزمانخخة بمعنخخى أنخخه يفخختى كخخل شخخئ إل
الواجب تعالى فيكون زمان ليس فيخخه غيخخره سخخبحانه ولمخخا كخخان ظخخاهر هخخذا
القول مخالفا لظواهر الكتاب والسنة مخخن أبديخخة نشخخأة الخخخرة وخلخخود أهلهخخا
فسر بفناء الموجودات قبل قيام الساعة ! ولقخخائل أن يقخخول :هخخل يكخخون عنخخد
فنخخاء جميخخع الموجخخودات زمخخان أول ؟ فخخان كخخان فل يكخخون الخخواجب آخخخرا
بالنسبة إلى نفس الزمان ،وإل فل يكون آخرا زمانيا ،على أنه تعالى يكخخون
على هذا آخرا بالنسبة إلى الموجودات قبل قيخخام السخخاعة ل بعخخده ولخخه تخخوال
فاسدة اخرى .وحق القول أن الواجب تعالى محيط بجميخخع العخخوالم ،مهيمخخن
على كافة الموجودات ،و يكون وجوده أوسع وأرفع من كل الوجودات ،بخخل
هي بأسرها ظل وجوده وشخخعاع نخخوره تبخخارك وتعخخالى وليخخس لهخخا اسخختقلل
أصخخل ،فليخخس بيخخن الوجخخودات المكانيخخة وبيخخن وجخخوده السخخرمدي الخخواجب
المحيط الغير المتنخخاهى بخخل فخخوق مخخا ل يتنخخاهى بمخخا ل يتنخخاهى نسخخبة .فخخأين
المتناهى من غير المتناهى ؟ وما للخختراب ورب الربخخاب ؟ ! فكلمخخا قخخويس
وجود إمكانى إلى وجوده المتعالى كان من بين يديه ومن خليفة ،ومن فخخوقه
ومن تحته ،ومن كل جهة من جهاته ،وكل شأن من شؤونه محخخدودا محاطخا
بوجوده تبارك و تعالى .فإذا لخخوحظ الجهخخة السخخابقة علخخى الموجخخودات كخخان
سبحانه هو الول ،وإذا لوحظ الجهة اللحقخخة كخخان هخخو الخخخر ،وإذا لخخوحظ
ظاهرها كان هو الباطن ،وإذا لخخوحظ باطنهخخا كخخان هخخو الظخخاهر )هخخو الول
والخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم( )أل إنه بكل شخخئ محيخخط() .
(1نهج البلغة ،ج ،1ص (2) .274في بعض النسخ :وفخخي خطبخخة(3) .
سيأتي من المؤلف في بيان الخطبة أن فخخي بعخخض النسخخخ )بديخخة( (4) .نهخخج
البلغة ،ج ،1ص .(*) 300
][28
بيان) :الساطح( الباسط ،و )المسيل( المجري ،و )الوهاد( جمع )وهدة( وهي الرض
المنخفضخخة ،وأخصخخب الخخ الرض أي جعلهخخا كخخثيرة العشخخب والكلء ،و
)النجاد( بالكسر جمع )نجد( بالفتخخح وهخخو المرتفخخع مخخن الرض )ول لزليتخخه
انقضاء( أي في جانب البخخد ،أي أزليتخخه أزليخخة مقرونخخة بالبديخخة ،ويمكخخن أن
يكون إشارة إلى أن الزلية تستلزم البدية إذ ما ثبخخت قخخدمه امتنخخع عخخدمه ،أو
في جخخانب الزل إذا رجخخع الخخوهم إليخخه .ول يخفخخى دللخخة تلخخك الفقخخرات علخخى
اختصاص الزلية به و حخخدوث مخخا سخخواه ،إذ ذكخخر الصخخفات المشخختركة بينخخه
وبين خلقه ل يناسب مقام المدح .ثم صرح عليه السلم بذلك بقوله )لخخم يخلخخق
الشياء من أصول أزلية( ردا على ما زعمته الحكمخخاء مخخن الهيخخولى القديمخخة
ونحو ذلك و )البد( بالتحريك الدهر ،و )الدائم( و )القديم( الزلي كما ذكخخره
في القاموس وقيل :الزمان الطويل الخذي ليخس بمحخدود ،والظخاهر أنخه تأكيخد
وتفسير للفقرة الولى ،ويحتمل أن يكون المراد المثلة التي يخلق ال خ تعخخالى
الشياء على حذوها .وفي بعض النسخخخ )بديخخة( والبخخدي كرضخخي الول )مخخن
أوائل( سابقة على إيجادها ).(1
) (1الزلية والقخخدم مترادفخخان ،ومعناهمخخا كخخون الموجخخود بحيخخث ل يسخخبقه عخخدم ،فخخان
أضيف إلى العدم الذاتي سمى قخدما ذاتيخخا ،وإن اضخخيف إلخى العخدم الزمخانى
سخخمى قخخدما زمانيخخا وحيخخث إن الزمخخان مقخخدار الحركخخة ،والحركخخة تختخخص
بالجسام ،فإذا لم يكن جسم لم يكن زمخخان ،وكخخل شخخيئ غيخخر جسخخماني فخخانه
خارج عن حيطة الزمان البتة ،فلو وجد شئ مجرد عن المادة كان ل محالة
غير محدود بالزمان .وحيث إن الجسم ل ينفك عن الحركة بناء على القخخول
بالحركة الجوهرية فكلما فرض جسم كخخان حادثخخا زمانيخخا .والخخواجب تعخخالى
قديم أزلى ذاتا بمعنى كون الوجود عيخخن ذاتخخه واسخختحالة العخخدم عليخخه بخخوجه
وزمانا بمعنخخى كخخونه خارجخا عخخن ظخخرف الزمخخان ومنزهخخا عخخن مقخخارنته ل
بمعنى كونه مقارنا لزمان غير متنخخاه مخخن جهخخة البخخدء وأمخخا مخا سخخواه فعلخخى
القول بوجود المجردات المحضة والموجودات النورية العاليخخة فانهخخا أيضخخا
غير مقيدة بالزمان لكنها ل تشارك الواجب تعالى في الزليخخة الذاتيخخة .وأمخا
المادة أعنى الهيولى الولى فليست من الموجخخودات المتحصخخلة ،وتحصخخلها
إنما يكون بالصور ،ول شئ من الصخخور الجسخخمانية بقخخديم لمخخا ذكرنخخا .نعخخم
على القول بقدم الصور الفلكية كما يراه بعض الفلسفة تكون مادتهخخا أيضخخا
قديمة لكنهخخا علخخى كخخل حخخال ليسخخت موجخخودة قيخخل الشخخياء ول أصخخل أزليخخا
للكائنات )*(.
][29
4شرح النهج للكيدري :ورد في الخبر أن ال تعخالى لمخا أراد خلخق السخخماء والرض
خلق جوهرا أخضر ،ثم ذوبخه فصخار مخاء مضخطربا ،ثخم أخخرج منخه بخخارا
كالدخان فخلق ) (1منه السماء كما قال )ثم استوى إلى السخخماء وهخخي دخخخان(
ثم فتق تلك السماء فجعلها سبعا ،ثم جعل من ذلك الماء زبدا فخلق منه أرض
مكة ،ثم بسط الرض كلها من تحت الكعبة ولذلك تسمى مكة ام القرى لنهخخا
أصل جميع الرض ،ثم شق من تلك الرض سخخبع أرضخخين وجعخخل بيخخن كخخل
سماء وسماء مسيرة خمسمأة عام ،وكذلك بين كل أرض وأرض ،وكذلك بين
هذه السماء وهذه الرض ،ثم بعث ملكا من تحت العخخرش حخختى نقخخل الرض
على منكبه وعنقه ومد اليخخدين فبلغخخت إحخخداهما إلخخى المشخخرق والخخخرى إلخخى
المغرب ،ثم بعث لقرار قدم ذلك الملك بقرة من الجنة كان لهخخا أربعخخون ألخخف
قرن وأربعون ألخخف رجخخل ويخد ،و بعخث ياقوتخخا مخن الفخردوس العلخخى حخختى
يوضع بين سخخنام تلخخك البقخخرة واذنهخخا ،فاسخختقر قخخدما ذلخخك الملخخك علخخى السخخنام
واليخخاقوت ،وإن قخخرون تلخخك البقخخرة لمرتفعخخة مخخن أقطخخار الرض إلخخى تحخخت
العرش .وإن مناخر انوفها بإزاء الرض فإذا تنفست البقخخرة مخخد البحخخر ،وإذا
قبضخخت أنفاسخخها جخخزر البحخخر ،مخخن ذلخخك ،ثخخم خلخخق لقخخرار قخخوائم تلخخك البقخخرة
صخرة ،وهي التي حكى ال عن لقمان فخي قخوله )فتكخن فخي صخخرة( فيزيخد
مقخخدار سخخعة تلخك الصخخرة سخبع مخخرات علخى مقخدار سخخبع السخماوات وسخخبع
أرضين ،ثم خلق حوتا وهو الذي أقسم ال فقال) :ن والقلم( والنخخون الحخخوت،
وأمر تعالى بوضع تلك الصخرة على ظهر ذلك الحوت وجعل ذلخخك الحخخوت
فخخي المخخاء وأمسخخك المخخاء علخخى الريخخح ويحفخخظ ال خ الريخخح بقخخدرته 5 .النهخخج
والحتجاج :في خطبة لمير المؤمنين عليه السلم :الدال على قدمه بحخخدوث
خلقه ،وبحدوث خلقه على وجخوده إلخى قخوله عليخه السخلم مستشخهد بحخدوث
الشياء على أزليته ).(2
) (1فخخي بعخخض النسخخخ :وخلخخق (2) .نهخخج البلغخخة ،ج ،1ص .350الحتجخخاج ،ص
.(*) 107
][30
- 6وفي خطبة اخرى مشخخهورة :ل نصخخحبه الوقخخات ،ول ترفخخده ) (1الدوات سخخبق
الوقات كونه ،والعدم وجوده ،والبتداء أزله إلى قوله عليه السلم ل يجخخري
عليه السكون والحركة وكيف يجري عليه ما هو أجخخراه ،ويعخخود فيخخه مخخا هخخو
أبداه ،ويحدث فيه ما هو أحدثه ؟ إذا التفخاوتت ذاتخه ،ولتجخزأ كنهخه ،ولمتنخع
من الزل معناه إلى قوله عليه السلم يقول لما ) (2أراد كونه :كخخن ،فيكخخون،
ل بصوت يقرع ،ولنداء ) (3يسخمع ،وإنمخخا كلمخه سخبحانه فعخل منخخه أنشخأه
ومثله ،لم يكن من قبل ذلك كائنا ،ولو كان قديما لكان إلها ثانيا ،ل يقخخال كخخان
بعد أن لم يكن فتجري عليه الصفات المحدثات ،ول يكون بينها وبينه فصخخل،
ولله عليها فضل فيستوي الصانع والمصنوع ،ويتكافأ المبتدع والبديع ،خلق
الخلئق على غير مثخال خل مخن غيخره ،ولخم يسختعن علخخى خلقهخخا بأحخخد مخن
خلقه ،وأنشأ الرض فأمسكها من غير اشخختغال ،وأرسخخاها علخخى غيخخر قخخرار،
وأقامها بغير قخخوائم ،ورفعهخخا بغيخخر دعخخائم وحصخخنها مخخن الود والعوجخخاج،
ومنعها من التهافت والنفراج .أرسى أوتادها وضخخرب أسخخدادها ،واسخختفاض
عيونها ،وخد أوديتها ،فلم يهن ما بنخخاه ،ول ضخخعف مخخا قخخواه إلخخى قخخوله عليخخه
السلم هو المنفي لها بعد وجودها حخختى يصخخير موجودهخخا كمفقودهخخا ،وليخخس
فناء الدنيا بعد ابتدائها بأعجب من إنشائها واختراعها إلى قخخوله عليخخه السخخلم
وإنه ) (4سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده ل شئ معه كما كان قبل ابتدائها،
كذلك يكون بعد فنائها .بل وقت ول مكان ،ول حيخخن ول زمخخان عخخدمت عنخخد
ذلك الجال والوقات ،وزالت السنون والساعات ،فل شئ إل الواحد القهار،
الذي إليخه مصخير جميخع المخور ،بل قخدرة منهخا كخان ابتخداء خلقهخا ،وبغيخر
امتناع منها كان فناؤها ،ولو قخدرت علخخى المتنخخاع لخخدام بقاؤهخخا ،لخخم يتكخخاءده
صنع شئ
) (1في بعخخض النسخخخ ،ول تردفخخه (2) .فخخي المصخخدر :لمخخن أراد (3) .فخخي المصخخدر:
بنداء (4) .في المصدر :وإن ال )*(.
][31
منها إذ صنعه ،ولم يؤده منها خلق ما برأه وخلقه ) ،(1ولم يكونها لتشديد سخخلطان ول
لخوف من زوال ونقصان ،ول للستعانة بها على نخخد مكخخاثر ،ول للحخختراز
بها من ضد مثاور ،ول للزدياد بها في ملكه ،ول لمكاثرة شريك في شركه،
ول لوحشة كانت منه فأراد أن يستأنس إليهخخا ،ثخخم هخخو يفنيهخخا بعخخد تكوينهخخا ل
لسأم دخل عليه في تصريفها وتدبيرها ،ول لراحة واصلة إليه ،ول لثقل شئ
منها عليه ،لم يمله طول بقائها فيدعوه إلى سرعة إفنائها ،لكنه سبحانه دبرها
بلطفه وأمسكها بأمره ،و أتقنها بقدرته ،ثم يعيدها بعد الفنخخاء مخخن غيخخر حاجخخة
منه إليها ،ول استعانة بشئ منها عليها ،ول ل نصراف من حال وحشخخة إلخخى
حال استئناس ،ول من حال جهل وعمى إلى علم ) (2والتماس ،ول من فقخخر
وحاجة إلى غنى وكثرة ،ول مخن ذل وضخعة إلخى عخز وقخدرة ) .(3ايضخاح:
)الدال على قدمه بحدوث خلقه( فيه وفيما بعده دللة على أن علخخة الفاقخخة إلخخى
المؤثر الحدوث ،وأنه ل يعقل التأثير في الزلي القديم ) .(4وكذا
) (1في المصدر :ما خلقه وبرأه (2) .في المصدر :إلى حال علخم (3) .نهخج البلغخخة:
ج ،1ص (4) .354الحدوث والقدم قد يستعملن بمعنى المسبوقية بالعدم
الذاتي ومقابلها ،وقد يستعملن بمعنخى المسخبوقية بالعخخدم الزمخخانى ومقابلهخخا
فان كان المراد بهما في كلمه عليه السخخلم المعنخخى الول كخخان المعنخخى أن
العالم لمكان إمكانه يخخدل علخخى وجخخود الخخواجب .وان كخخان المخخراد بالحخخدوث
الحدوث الزمانى وبالقدم ،القدم الذاتي كان المعنى أن الحدوث الزمخخانى فخخي
الزمانيخخات دليخخل علخخى وجخخود الخخواجب ،وذلخخك لن الحخخدوث تغيخخر والتغيخخر
يختخخص بخخالممكن والممكخخن يحتخخاج إلخخى الخخواجب ،وايضخخا الحخخادث مسخخبوق
بالعدم وكل ما كان كذلك أمكن عدمه فاحتاج في الوجود إلى الخخواجب ،وإن
كان المراد بهما الحدوث والقدم الزمانيين كان المعنى أن الحدوث الزمخخانى
في الزمانيات يدل على كون الخواجب قخديما غيخر مقيخد بالزمخان وذلخك لن
الحدوث نقص ومحدودية ووجود الواجب تام وفوق التمخخام فل يتصخخف بخخه.
وإن كخخان المخخراد بالحخخدوث ،الحخخدوث الخخذاتي وبالقخخدم ،القخخدم الزمخخانى كخخان
المعنى أن امكان الخلق يدل على قدم الواجب وعدم تقيده بالزمان لكنخخه فخخي
غاية البعد وعلخى الوليخن فكلمخه عليخه السخلم نخاظر إلخى إثبخات الخواجب
وعلى الخرين=
][32
قوله )مستشهد بحدوث الشياء على أزليتخخه() .ل تصخخحبه الوقخخات( يحتمخخل وجهيخخن:
أحخخدهما نفخخي المصخخاحبة علخخى الخخدوام بخخل وجخخوده سخخابق علخخى الزمخخان
كالزمانيات ) (1كما قال) :سبق الوقات كونه( و ثانيهما نفخخي الزمانيخخة عنخخه
سبحانه مطلقا كما ذهب إليه الحكماء من أن الزمان نسبة المتغير إلى المتغير
ول يكون فيما ل تغير فيخخه أصخل ،فخالمراد بسخخبق كخخونه علخى الوقخات عخخدم
لحوقها له وامتناع مقارنته سبحانه لها ،وربما يؤيخخد ذلخخك بقخخوله عليخخه السخخلم
)وكيف يجري عليخخه مخخا هخخو أجخخراه ؟( فخخإنه عليخخه السخخلم اسخختدل علخخى عخخدم
جريان السكون والحركة عليه بأنه موجدهما فل يكونان من صفاته الكمالية،
لن الفعل ل يكون كمال للفاعل واتصافه بهمخا ل علخى وجخه الكمخال يخوجب
التغير أو النقص وهذا جار في الزمان أيضا .وكذا قوله )ويعخخود فيخخه مخخا هخخو
أبداه( أي أظهره ،فقيل :المعنخخى أنخه سخخبحانه أظهخخر الحركخخة والسخخكون فكانخخا
متأخرين عنه ذاتا ،فلو كانا من صفاته لزم أن يعود المتخخأخر ويصخخير متقخخدما
لن صخخفاته سخخبحانه عيخخن ذاتخخه فل يجخخوز خلخخوه عنهخخا فخخي مرتبخخة الظهخخار
واليجاد) ،ويحدث فيه ما هو أحدثه( لن الشئ ل يكخخون فخخاعل وقخخابل لشخخئ
واحد ،أو لما مر من لزوم الستكمال بغيره والنقص في ذاته.
= ) (1فناظر إلى إثبات قدمه وعلى كل حال فل يستفاد من كلمه عليه السلم أن مخخا
يحتاج إلى العلة ينحصر في الحادث الزمانى بحيث لخخو فخخرض ممكخخن غيخخر
حادث زمانا لم يحتج إلى الواجب فتأمخخل .وأمخخا تحقيخخق القخخول فخخي أن ملك
الحتياج إلى العلة هل هو الحدوث أو المكان فله محخخل آخخخر .وأمخخا النكتخخة
في جعله عليه السلم )الدال( صفة له سخخبحانه ل لخلقخخه مخخع أن الظخخاهر أن
الخلق يدل بحدوثه على قدم الخخواجب فهخخى أن الخخذى يخخدل النخخاس إلخخى الحخخق
حقيقخخة هخخو الحخخق سخخبحانه كمخخا فخخي الخخدعاء المخخأثور )وأنخخت دللتنخخي عليخخك
ودعوتني إليك( ويدل علخخى ذلخخك روايخخات كخخثيرة و أدعيخخة مخخاثورة ووجخخوه
عقلية يضيق المجال عن ذكرها (1) .يعنى أن الزمانيخخات تصخخحب الزمخخان
مادامت موجودة لكن وجود الواجب غير مقارن للزمان دائمخخا ،لنخخه تعخخالى
كان موجودا ولم يكن زمان فلما خلق الزمان صار مقارنا له ،وأما الحكماء
فينفون مقارنته سبحانه للزمان مطلقا ،لن الزمخخان أمخخر تخخدريجي ل يقخخارنه
إل ما شأنه الحركة والتغير وهو الجسم ل غير ،ودللة كلمه عليخخه السخخلم
على مقالتهم ل غبار عليه )*(.
][33
)إذا لتفاوتت داته( أي حصخخل الختلف والتغيخخر فخخي ذاتخخه )ولتجخخزأ كنهخخه( أي كخخانت
حقيقتخخه ذات أجخخزاء وأبعخخاض ،لن الحركخخة والسخخكون مسخختلزمان للتحيخخز
المستلزم للجسمية ،أو لكان فيه مخخا بخخه بخالقوة ومخخا بخخه بالفعخخل )ول متنخخع مخخن
الزل معناه( أي ذاته المقصودة مخخن أسخخمائه الحسخخنى ،والمتنخخاع مخخن الزل
للجسمية وحدوث ما ل ينفخك عخن الحركخة والسخكون )ل بصخوت يقخرع( أي
يقرع السخخماع ،والقخخرع الخخدق ،وفخخي بعخخض النسخخخ علخخى بنخخاء المجهخخول أي
يحصل من قرع شئ) .ومثله( أي أقخخامه ،وقيخخل :البخخارئ تعخخالى مثخخل القخخرآن
لجبرئيخخل عليخخه السخخلم بالكتابخخة فخخي اللخخوح ،ويقخخال )مثلتخخه بيخخن يخخدي( أي
أحضرته ،فلما كان ال تعالى فعل القرآن واضحا بينا كأن قخخد مثلخخه للمكلفيخخن
انتهى والظاهر أن المراد أن قوله )كن فيكون( ليس المراد به الكلم الحقيقي
الذي له صوت بل كنايخخة عخخن تعلخخق الرادة وتمثيخخل لحخخول الشخخياء بمحخخض
إرادته بل تأخر ول توقف على أمر) .ولخخو كخخان قخخديما لكخخان إلهخخا ثانيخخا( هخخذا
صريح في أن المكان ل يجامع القدم وأن اليجاد إنما يكون لما هخخو مسخخبوق
بالعدم ) ،(1فالقول بتعدد القدماء مع القخخول بإمكخخان بعضخخها قخخول بالنقيضخخين
)فتجري( على المعلوم ) (2وفي بعض النسخ على المجهول) .عليه الصفات
المحدثات( في أكثر النسخ )الصفات( معرفة باللم ،فالمحدثات صفة له وفي
بعضها بدون اللم على الضافة وهو أنسب ،أي لو كان محدثا لجخخرت عليخخه
صخخفات الجسخخام المحدثخخة فلخخم يكخخن بينخخه وبينهخخا فخخرق .و )الفصخخل( القطخخع،
والحاجز بين الشيئين ،و )المبتدع( في بعض النسخ على صيغة الفاعل ،وفي
بعضها على صيغة المفعول ،فعلى الول )البديع( بمعنخخى المبخخدع علخخى بنخخاء
المفعول ،وعلى الثاني بمعنى )المبدع( على بنخخاء الفاعخخل) .علخخى غيخخر مثخخال
خل( أي مضى وسبق )من غير اشتغال( أي لم يشغله إمساكها
) (1كلمه عليه السلم صريح في أن القدم يلزم اللوهية ول يجخخامع المكخخان ،لكنخخه
ليس بصريح في أن المراد به القدم الزمانى فخان كخخانت هنخاك قرينخخة عقليخخة
وجب حمله على القدم الذاتي (2) .يعنى أن لفظة )تجرى( في كلمخخه علخخى
صيغة المعلوم أي المبنى للفاعل )*(.
][34
عن غيره من المور )وأرساها( أي أثبتها )على غير قرار( أي مقر يتمكخخن عليخخه بخخل
قخخامت بخخأمره ل علخخى شخخئ )بغيخخر قخخوائم( أي ل كدابخخة تقخخوم بقوائمهخخا .و
)الدعامة( بالكسر :عماد البيت الذي يقوم عليخخه .وحصخخنه تحصخخينا أي جعلخخه
منيعخخا .و )الود( بالتحريخخك :العوجخخاج ،والعطخخف للتفسخخير .و )التهخخافت(
التساقط قطعة قطعة )أوتادها( أي جبالهخخا الخختي هخخي للرض بمنزلخخة الوتخخاد
)وضرب أسدادها( السد بالفتح و بالضم الجبل والحاجز بين الشخخيئين ،وقيخخل:
بالضم ما كان مخلوقا ل تعالى وبالفتح ما كخخان مخخن فعلنخخا .وضخخرب السخخداد
نصبها ،يقال :ضربت الخيمة أي نصبتها ،أو تعيينها كضرب الخراج ،ولعل
المعنى خلق الجبال فيها والنهار التي هي كالحدود لهخخا ليتميخخز بعضخخها عخخن
بعض على حسب اقتضاء الحكمة الكاملة .وقال الجوهري :السد أيضا واحخخد
السدود وهي السحائب السود ،عن أبي زيد) .واسخختقاض عيونهخخا( أي جعلهخخا
فائضخخة جاريخخة )وخخخد أوديتهخخا( أي شخخقها ومنخخه )الخخخدود( أي الحفخخرات
المستطيلة في الرض )حتى يصير موجودها كمفقودها( لعل المراد بالمفقود
ما لم يوجد أصخخل أي حخختى يصخخير كخخأن لخخم يكخخن ،ويحتمخخل أن تكخخون الكخخاف
زائدة .وقوله عليه السلم )كما كان قبل ابتدائها( إلى آخر الكلم صخخريح فخخي
حدوث ما سوى ال تعخخالى ،وظخخاهره نفخخي الزمخخان أيضخخا قبخخل العخخالم ،وعخخدم
زمخخانيته سخخبحانه إلخخى أن يحمخخل علخخى الزمنخخة المعينخخة مخخن الليخخالي واليخخام
والشهور والسنين و يدل علخخى فنخاء جميخخع أجخزاء الخخدنيا بعخخد الوجخود .وهخذا
أيضا ينافي القدم لنهم أطبقوا علم أن ما ثبت قدمه امتنع عدمه ،وأقاموا عليه
البراهين العقلية) .لم يتكاده( في أكثر النسخخخ علخخى صخخيغة التفاعخخل ) (1وفخخي
بعضها على صيغة النفعخل ) ،(2وكلهمخا بمعنخى نفخي المشخقة .وفخي بعخض
النسخ )لم يتكاره( على صيغة التفاعل من الكره ،يقال :فعل المر على تكخخره
وتكخخاره أي علخخى تسخخخط وعخخدم الرضخخا بخخه .والغخخرض أنخخه سخخبحانه لخخم يكخخن
مجبورا مكرها في خلق الشياء.
= ) (1أي باللف وتشديد الدال (2) .أي بالهمزة المشددة وتخفيف الدال )*(.
][35
وآده المر يؤده :أثقله و )برأه( أي خلقه ،و )تشديد السلطان( إحكام السلطنة وحفظهخخا
عن تطخرق الخلخل فيهخخا ،و )النخد( بالكسخر :المثخخل ،قخالوا :ول يكخخون النخخد إل
مخالفا .و )المكاثرة( المغالبخخة بخخالكثرة ،و )الضخخد( بالكسخخر :النظيخخر والكفخخو،
وقيخل ،مثخل الشخئ وخلفخه ،وهخو مخن الضخداد) .والثخور( بالفتخح :الهيجخان
والوثب ،وثاوره أي واثبه ،و )الشرك( بالكسر السم من شركته كعلمخت فخي
الخبيع والميخراث شخركة .وفخي النسخخ )فخي شخركة( بالتخاء موضخع الضخمير.
)والستئناس( اتخاذ النيس ضد الستيحاش) ،والسخخأم( بالتحريخخك الملل ،و
)التصريف( التغيير وتحويل الشئ من حال إلى حخال ومخن وجخه إلخخى وجخخه،
)والثقل( بالكسر كما في بعض النسخ وكعنب كما في بعضها :ضخخد الخفخخة .و
)لم يمله( على صيغة الفعخخال أي لخخم يجعلخخه سخخئما ،وفخخي بعخخض النسخخخ )ول
يمله( .وذكر السرعة لن الفناء ل يستدعي زمانا طويل إذا كخخان عخخن قخخدرة
كاملة ،أو لنه إذا كان عن مللة من البقاء يكون بسرعة .و )أتقنها( أحكمها،
و )اللتماس( الطلب ،والمراد طلب علم مجهول .و )الضعة( بالفتح كمخخا فخخي
النسخ وبالكسر :انحطاط الدرجة ضد الرفعة ،والضمير في قوله عليه السلم
)يعيدها( راجع إلى الدنيا كالضخخمائر السخخابقة ،وجخخوز بعخخض شخخارحي النهخخج
عودها إلى )المور( في قوله عليه السلم )إليه مصير جميع المور( وعلخخى
أي حال ظاهره انعدام جميع المخلوقات حخختى الرواح والملئكخخة ثخخم عودهخخا
فيدل على جواز إعادة المعدوم وقد سبق الكلم فيخخه فخخي المجلخخد الثخخالث- 7 .
التوحيد والعيون :عن محمد بن علي ما جيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم
عن أبي سمينة ) (1عن محمد بن عبد ال الخراساني عن الرضا عليه السلم
قال :هو أين
) (1هو محمد بن علخخى الصخخيرفى الكخخوفى ضخخعيف مرمخخى بالكخخذب وفسخخاد العتقخخاد،
والظاهر اتحاده مع محمد بن على بن إبراهيم بن موسى أبى جعفر القرشى
ومحمد بن على بن إبراهيم الكوفى كما يؤيده تتبع السانيد ،وإن كان تكرار
العنوان في كتب الرجال ربما يوهم التعدد )*(.
][36
الين ،كان ول أين ،وهو كيف الكيف ،كان ول كيف )) (1الخبر( 8 .الحتجاج :عخخن
صفوان بن يحيى قال :سخخألني أبخخو قخخرة المحخخدث أن ادخلخخه إلخخى أبخخي الحسخخن
الرضا عليه السلم فاستأذنته فأذن له ،فدخل وسخخأله عخخن مسخخائل ،فكخخان فيمخخا
سأله :أخبرني جعلني الخ فخخداك عخخن كلم الخ لموسخخى وسخخاق الكلم إلخخى أن
قال :فما تقول في الكتب ،فقخخال :التخخوراة والنجيخخل والزبخخور والفرقخخان وكخخل
كتاب انزل كان كلم ال أنزله للعالمين نورا وهدى ،وهي كلها محدثة ،وهي
غير ال .فقال أبخخو قخرة :فهخل يفنخخى ؟ فقخال أبخخو الحسخخن عليخه السخلم :أجمخخع
المسخخلمون علخخى أن مخخا سخخوى الخ فخخان ،ومخخا سخخوى الخ فعخخل الخخ ،والتخخوراة
والنجيل والزبور والفرقان فعل ال ،ألم تسمع النخخاس يقولخخون :رب القخخرآن،
وإن القرآن يقول يوم القيامة :يخخا رب هخخذا فلن وهخخو أعخخرف بخخه قخخد أظمخخأت
نهاره وأسهرت ليله فشفعني فيه ؟ و كخذلك التخوراة والنجيخخل والزبخخور كلهخا
محدثة مربوبة أحدثها من ليس كمثله شئ هدى لقوم يعقلون ،فمن زعم أنهخخن
لم يزلن فقد أظهر أن ال ليس بأول قديم ول واحخخد ،وأن الكلم لخخم يخخزل معخخه
وليس له بدء وليس بإله ) .(2بيان) :وليس له بدء( أي ليخخس للكلم علخخة ،لن
القديم ل يكون مصنوعا )وليس بإله( أي والحال أنه ليس بإله فكيف لم يحتخخج
إلى الصانع ؟ أو الصانع يلزم أن ل يكون إلها لوجود الشريك معه في القخخدم.
وفي بعض النسخ )وليس بإله له( أي يلزم أن ل يكون ال خ إلهخخا للكلم لكخخونه
معه دائما 9 .المهج :بإسناده ،عن أحمد بن محمد بن غالب ،عن عبد ال خ بخخن
أبي حبيبة وخليل بن سالم ،عن الحارث بن عمير ،عن جعفر بن محمد ،عخخن
آبائه ،عن أمير المؤمنين عليهم السلم قال :علمني رسول ال صلى ال عليه
وآله هذا الدعاء ،وذكر له فضل كثيرا :الحمد ل خ الخخذي ل إلخخه إل هخخو الملخخك
الحق المخخبين ،المخخدبر بل وزيخخر ،ول خلخخق مخخن عبخخاده يستشخخير ،الول غيخخر
مصروف ،والباقي بعد فناء الخلق ،العظيم الربوبية ،نور
) (1العيون :ص ،131ح ،28التوحيد ،ص ،178ح (2) .3الحتجاج ،ص ،220
احتجاج أبى الحسن الرضا عليه السلم ابا قرة المحدث )*(.
][37
) (1هو محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد أبو جعفر المتوفى سنة 343شيخ القميين
وفقيههم ثقة جليل القدر عظيم المنزلة (2) .في المصدر :محمخخد بخخن عيسخخى
بن عبيد (3) .التوحيد ،باب صفات الفعال ،ص .(*) 93
][38
آخرين بتقريب ما مر ) .(1ويؤيد الول مخخا رواه فخخي التوحيخخد أيضخخا عخخن عاصخخم بخخن
حميد ،عن أبي عبد ال قال :قلت له :لم يزل ال مريخخدا ؟ فقخخال :إن المريخخد ل
يكون إل لمراد معه ،بل لم يزل عالما قادرا ثخخم أراد - 13 .التوحيخخد :بإسخخناده
عن سلمان ،قال :سأل الجاثليق أمير المؤمنين عليه السلم أخبرني عن الرب
أفي الدنيا هو أو في الخرة ؟ قال علي عليه السلم :لم يزل ربنا قبل الخخدنيا )
(2هو مدبر الدنيا وعالم بالخرة ) - 14 .(3وبإسناده عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :الحمد ل الذي كان قبل أن يكون كان ،لم يوجد لوصخخفه كخخان ،ثخخم
قال :كان إذ لم يكن شخخئ ولخم ينطخق فيخخه نخاطق فكخان إذ ل كخان )- 15 .(4
النهج :من خطبة له عليه السخخلم :وكخخان مخخن اقتخخدار جخخبروته وبخخديع لطخخائف
صنعته أن جعل من ماء البحر الزاخر المتراكم المتقاصخخف يبسخخا جامخخدا ،ثخخم
فطر منه أطباقا ففقتها سبع سماوات بعد ارتتاقها ،فاستمسكت بأمره ،وقخخامت
على حده يحملها ) (5الخضر المثعنجر ،والقمقخخام المسخخخر ،قخخد ذل لمخخره،
وأذعن لهيبته ووقف الجاري منه لخشيته ،وجبخخل جلميخخدها ونشخخوز متونهخخا
وأطوادها فأرسيها
) (1المشية والرادة من صخخفات الفعخخال كمخخا نطقخخت بخخه روايخخات كخخثيرة ،والصخخفات
الفعلية ما ينتزع من نفس الفعال ول يوصف الواجب تعالى بها مخخن حيخخث
ذاته من قطع النظر عن الفعال التى تصدر عنه ول قبل صدورها .فليست
أفعال خارجية حتى تكون ممكنخخة ل اسخختقلل لهخخا ،ول صخخفات ذاتيخخة حخختى
تكون عين ذات الواجب غير زائدة عليها بل هي عناوين انتزاعية فمن قخخال
بأزليتها ووجودها قبل تحقق الفعال لزمه القول يكونهخخا موجخخودات حقيقيخخة
خارجية ،وحيخخث إنهخخا ل تكخخون ممكنخخة ول عيخخن ذات الخخواجب لخخزم كونهخخا
واجبات مستقلة ،كما تقول الشخاعرة فخي الصخخفات الذاتيخخة فخخالقول بأزليتهخا
يستلزم القول بتعدد الله ،وذلك قوله عليه السلم )فمن زعم أن ال لم يخخزل
مريدا شائيا فليس بموحد( (2) .في المصدر :ول يخخزال أبخخدا (3) .التوحيخخد:
باب الرحمن على العرش استوى ،ص (4) .232 :التوحيخخد .28 :وسخخيأتى
الحديث مسندا تحت الرقم (5) .19فخخي المصخخدر :وأرسخخى أرضخخا يحملهخخا
)*(.
][39
في مراسيها ،وألزمها قرارتها ) (1فمضت رؤسها في الهخخواء ،ورسخخت اصخخولها فخخي
الماء فأنهد جبالها عن سهولها ،وأساخ قواعدها في متون أقطارها ،ومواضع
أنصابها فأشهق قللهخخا ،وأطخخال أنشخخازها ،وجعلهخخا للرض عمخخادا ،وأرزهخخا
فيها أوتادا .فسكنت على حركتها ) (2من أن تميد بأهلها أو تسيح بحملهخخا ،أو
تزول عن مواضعها ،فسبحان من أمسكها بعد موجان مياهها ،وأجمخخدها بعخخد
رطوبة أكنافها ،فجعلها لخلقه مهادا وبسطها لهم فراشا ،فوق بحر لجي راكخخد
ل يجخخري ،وقخخائم ل يسخخري ،تكركخخره الريخخاح العواصخخف ،وتمخضخخه الغمخخام
الذوارف ،إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ) .(3بيان :القتدار على الشئ القدرة
على ،و )الجبروت( فعلوت من الجبر وهو القهر ،و )البديع( بمعنخخى المبخخدع
بالفتخخخح ،و )اللطيخخخف( الخخخدقيق .وزخخخخر البحخخخر كمنخخخع أي تمل وارتفخخخع ،و
)المتراكم( المجتمع بعضه فوق بعخخض .وتقاصخخف البحخخر تزاحمخخت أمخخواجه.
وقال ابن أبي الحديد :اليبس بالتحريك المكان يكون رطبا ثخخم يبخخس ،قخخال ال خ
تعالى )فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا( واليبخخس بالسخخكون اليخخابس خلقخخة،
يقال )حطب يبس( وهكذا يقول أهل اللغة وفيه كلم لن الحطخخب ليخخس يابسخخا
خلقة بل كان رطبا من قبل ،والصوب أن يقال :ل تكون هذه اللفظة محركخخة
إل في المكان خاصة )انتهي( والجامد ضد الذائب ،والمخخراد بخخاليبس الجامخخد:
الرض و )الفطر( بالفتح :الخلق والنشاء ،و )الطباق( بالفتح :جمع )طبق(
بالتحريك وهو غطاء كل شئ ،والطبق أيضا من كخخل شخخئ مخا سخخاواه .وقخخوله
عليخخه السخخلم )ففتقهخخا( إشخخارة إلخخى قخخوله تعخخالى )أو لخخم يخخر الخخذين كفخخروا أن
السماوات والرض كانتا رتقخا ففتقناهمخا( وقخد مخخرت الوجخخوه فخخي تفسخيرها،
وهذا مما يؤيد بعضها فتذكر .ويدل على حدوث السماوات وكونها اولي ) (4
طبقات منفصلة في الحقيقة متصلة في الصورة
) (1في المصدر :قراراتها (2) .في بعض النسخ :عن حركتها (3) .نهخخج البلغخخة ،ج
(4) .426 ،1في بعض النسخ :أول )*(.
][40
بعضها فوق بعض ،ففتقها وفرقها وباعد بعضها عن بعض ،فحصخخلت سخخبع سخخماوات
متميخخزات بينهخخا أفضخخية للملئكخخة .و )الستمسخخاك( الحتبخخاس والعتصخخام،
والغرض عدم تفرقها كأن بعضها معتصم ببعض ،وقيامهخخا علخخى حخخده كنايخخة
عن وقوفها على ما حده لها من المكان و المقدار والشخخكل والهيئة والنهايخخات
والطبائع وعدم خروجها عن تلك ،والضمير في )حده( راجع إلى ال أو إلخخى
اليبخخس .وقخخال الكيخخدري) :الخضخخر( المخخاء ،والعخخرب تصخخفه بالخضخخرة و
)المثعنجر( على صيغة اسم الفاعل كما في النسخ :السائل مخخن مخخاء أو دمخخع،
وبفتح الجيم :وسط البحر ،وليس في البحر مخا يشخخبهه ذكخخره الفيخخروز آبخخادي.
وقال الجزري في حديث علي عليه السلم )يحملها الخضخخر المثعنجخخر( هخخو
أكثر موضع في البحر ماء ،والميم و النون زائدتان ،ومنه حديث ابن عبخخاس
)فإذا علمي بالقرآن في علخخم علخخي كخخالقرارة فخخي المثعنجخخر( القخخرارة :الغخخدير
الصغير .و )القمقام( بالفتح كما في النسخ وقد يضخخم :البحخخر ،ويكخخون بمعنخخى
السيد والمر العظيم ،والعدد الكخخثير .و )المسخخخر( فخخي بعخخض النسخخخ بالخخخاء
المعجمة ،و في بعضخخها بخخالجيم ،فخخي القخخاموس :سخخجر النهخخر ملئه وتسخخجير
الماء تفجيره .والضمير في قوله عليه السلم )منه( راجع إلى ماء البحخخر ،أو
إلى اليبس الجامد ،فيكون الدخان الذي خلق منه السماوات مرتفعا منخخه .وفخخي
)استمسكت( إلى الطباق ،أو إلى مخخا يرجخخع إليخخه الضخخمير فخخي يحملهخخا وهخخو
اليبس الجامد ) (1والتأنيث لن المراد بخخه الرض .و )أذعخخن لخخه( أي خضخخع
وانفاد ،و )الجاري منه( أي السائل بالطبع .فوقوفه عدم جريانه طبعا بإرادته
سبحانه ،أو السائل منه قبل إرادته وأمره بالجمود .ويحتمل
) (1هذا إذا لم يكن لفظة الرض في الكلم ،وأما على نسخة المصدر )وأرسى أرضأ
يحملها( فل شبهة في رجوع الضمير إلى الرض )*(.
][41
أن تكون الضمائر في )ذل( و )أذعن( و )وقف( راجعة إلى الخضر أو القمقام وهخخو
أنسب بتخخذكير الضخخمير والجريخخان .و )جبخخل( كنصخخر وضخخرب :أي خلخخق ،و
)الجلمخخد( بالتفخخح و )الجلمخخود( بالضخخم :الحجخخر العظيخخم الصخخلب ،و )النشخخز(
بالفتخخح :المكخخان المرتفخخع والجمخخع )نشخخوز( بالضخخم .والمتخخن :مخخا صخخلب مخخن
الرض وارتفع ،والطود بالفتح :الجبخخل أو العظيخخم منخخه ،و الضخخمائر راجعخخة
إلى الرض المعبر عنها باليبس الجامد ،و )أرسيها( أي أثبتها )في مراسيها(
أي في مواضعها المعينة بمقتضى الحكم اللهية ،و )القرارة( موضع القخخرار
و )رست( أي ثبتخخت ،وفخخي بعخخض النسخخخ )رسخخبت( يقخخال :رسخخب كنصخخر إذا
ذهب إلى أسخخفل وإذا ثبخخت ويقخخال :نهدثخخدي الجاريخخة كمنخخع ونصخخر أي كعخخب
وأشخخرف .والسخخهل مخخن الرض ضخخد الحخخزن ،وسخخاخت قخخوائمه فخخي الرض
تسوخ وتسيخ أي دخلت فيها وغابت ،وأساخها غيبها .وقواعد البيت أساسخخه.
والقطر بالضم :الناحية ،أي غيب قواعد الجبخخال فخخي متخخون نخخواحي الرض،
وقيل :أي في جوانب أقطارها .و )النصب( بالفتح ويحرك :العلم المنصوب،
وبالضم وبضمتين :كل ما جعخخل علمخخا وكخخل مخخا عبخخد مخخن دون الخخ .والمخخراد
بالنصاب الجبال .وبمواضعها المكنة الصالحة للجبال بمقتضى الحكمخخة .و
)القلل( بالكسر جمع )قلة( بالضم ،وهي أعلى الجبخخل أو أعلخخى كخخل شخخئ ،و
)الشخخاهق( المرتفخخع ،أي جعخل قللهخخا مرتفعخة ،وإطالخخة النشخخاز مؤكخدة لهخا.
والعماد بالكسر الخشبة التي تقوم عليها البيت والبنية الرفيعة ،و الظخخاهر أن
المراد بجعلها للرض عمادا ما يستفاد من الفقرة التالية ،وقيل :المراد جعلها
مواضع رفيعة في الرض .و )أرز( بتقديم المهملة كنصر وضرب وعلم أي
ثبت ،و )أرز( بتشديد المعجمة أي أثبت ،وفخخي أكخخثر النسخخخ بخخالتخفيف وفتخخح
العين وفخي بعضخها بالتشخخديد .قخال فخخي النهايخة :فخي كلم علخي عليخه السخلم
)أرزهخخا فيهخخا أوتخخادا( أي أثبتهخخا ،إن كخخانت الخخزاي مخففخخة فهخخي مخخن أرزت
الشخخجرة تخخأرز إذا أثبخخت فخخي الرض وإن كخخانت مشخخددة فهخخي مخخن )أرزت
الجرادة( إذا أدخلت دنبها في الرض لتلقي فيها بيضها ،ورززت الشخخئ فخخي
الرض رزا :أثبتته فيها ،وحينئذ تكون الهمزة زائدة
][42
)انتهى( وقيل :وروي آرز بالمد من قولهم شجرة آرزة أي ثابتة في الرض) .فسكنت
على حركتها( أي حال حركتها التي هي من شأنها ،لنها محمولة على سائل
متموج كما قيل ،أو على أثر حركتها بتموج الماء )مخن أن تميخد( أي تتحخرك
وتضطرب )أو تسيخ بحملها( أي تغوص في الماء مع ما عليها .قال ابن أبي
الحديد :لو تحركت الرض فإما أن تتحرك علخخى مركزهخخا أول ،والول هخخو
المراد بقوله عليه السلم )تميد بأهلها( والثاني ينقسم إلى أن تنزل إلى تحخخت،
وهو المراد بقوله عليه السلم )تسيخ بحملها( وأن ل تنزل إلخخى تحخخت ،وهخخو
المراد بقوله )تزول عن مواضخخعها( )انتهخخى( .ويحتمخخل أن يخخراد بقخخوله عليخخه
السلم )تميهد بأهلها( تحركها واضطرابها بدون الغوص في الماء كما يكون
عند الزلزلة ،وبسوخها بحملها حركتهخا علخى وجخه يغخوص أهلهخا فخي المخاء
سواء كانت على المركز أم ل ،فتكون الباء للتعدية ،وبزوالها عن مواضخخعها
خراب قطعاتها بالرياح والسيول أو بتفرق القطعخخات وانفصخخال بعضخخها عخخن
بعض ،فإن الجبال كالعروق السارية فيها تضبطها عخن التفخرق كمخا سخخيأتي،
ويؤيده إيراد المواضع بلفظ الجمع .وصيغة )فعلن( بالتحريك فخخي المصخخدر
تدل على الضطراب والتقلب والتنقخخل كالميخخدان والنخخزوان والخفقخخان ،ولعخخل
المراد بهخخذا الموجخخان مخخا كخخان غخخامرا للرض أو أكثرهخخا ،وإمسخخاكها بخلخخق
الجبال التي تقدم في الكلم .ورطوبة أكنافهخا أي جوانبهخا لميخخدانها قبخخل خلخق
الجبخخال ،و )المهخخاد( بالكسخخر :الفخخراش ،والموضخخع يهيخخأ للصخخبي ويوطخخأ ،و
)الفراش( ما يبسط ،و )اللجة( بالضم :معظخخم المخخاء ،وركخخد كنصخخر أي ثبخخت
وسكن ،وسرى عرق الشجر كرمى أي دب تحت الرض .وقال الجخخوهري:
الكركرة تصخخريف الريخخاح ) (1السخخحاب إذا جمعتخخه بعخخد تفخخرق وقخخال )بخخاتت
تكركره الجنوب( وأصله تكرره من التكرير ) (2و كركرته عني
) (1فخخي الصخخحاح :الريخخح (2) .فخخي الصخخحاح :وكركخخرت بالدجاجخخة :صخخحت بهخخا
وكركرته عنى...
][43
أي دفعته ورددته .و )الرياح العواصف( الشديدة الهبوب ،ومخض اللبن يمخضه مثلة
أي أخذ زبخخده ،وفخخي النسخخخ الفتخخح والضخخم .و )الغمخام( جمخع )غمامخخة( وهخي
السحابة البيضاء أو العم .وذرف الدمع كضرب أي سخخال ،وذرف عينخخه أي
سال دمعها ،وذرف العين دمعها أي أسالها .و )من يخشى( العلماء ،كما قخخال
سبحانه )إنما يخشى الخ مخخن عبخخاده العلمخخاء( ويحتمخخل أن يكخخون التخصخخيص
لجل أن عدم الخشية يوجب عدم المبالة بالعبر واللتفات إليها - 16 .العلل:
بإسناده عن معاذ بن جبل ،أن رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه قخخال :إن الخ
خلقني وعليا وفاطمة والحسخخن والحسخخين عليهخخم السخخلم قبخخل أن يخلخخق الخخدنيا
بسبعة آلف عام .قلت :فأين كنتم يا رسول ال ؟ قال :قدام العرش ،نسبح ال خ
ونحمخخده و نقدسخخه ونمجخخده .قلخخت :علخخى أي مثخخال ؟ قخخال :أشخخباح نخخور )(1
)الخبر( - 17 .التوحيد والعيون :عن محمد بن الحسن ،عن محمد بن عمخخرو
الكاتب ،عن محمد بن زياد القلزمي ،عن محمخخد بخخن أبخخي زيخخاد الجخخدي ،عخخن
محمد بن يحيى العلوي عن الرضا عليه السلم في خطبته الطويلة قخخال :أول
عبادة ال معرفته ،وأصل معرفة ال توحيده ونظام توحيد ال خ نفخخي الصخخفات
عنه لشهادة العقول أن كل صفة وموصوف مخلوق وشخخهادة كخخل مخلخخوق أن
له خالقا ليس بصفة ول موصوف ،وشهادة كل صفة وموصخخوف بخخالقتران،
وشخخهادة القخختران بالحخخدث ) (2وشخخهادة الحخخدث ) (3بالمتنخخاع مخخن الزل
الممتنخخع مخخن الحخخدث ) (4إلخخى قخخوله سخخبق الوقخخات كخخونه ،والعخخدم وجخخوذه،
والبتداء أزله إلى قوله ففرق بها بين قبل وبعد ،ليعلخخم أن ل قبخخل لخخه ول بعخخد
إلى قوله مخبرة بتوقيتها أن ل وقت لموقتها إلى قوله له معنى الربوبيخخة إذ ل
مربوب ،و حقيقة اللهية إذ ل مألوه ،ومعنى العالم إذ ) (5ل معلوم ،ومعنخخى
الخالق إذ )(6
) (1علل الشرائع :ج ،1ص 198وسيأتى ايضا تحخخت الرقخخم ) 2) .(133و 3و (4
في العيون :الحدوث (5) .في العيون :ول معلوم (6) .في العيون :وليس.
][44
ل مخلوق ،وتأويل السمع ول مسموع ،ليس منذ خلخخق اسختحق معنخخى الخخخالق ) (1ول
بإحداثه البرايا استفاد معنى البرائية ،كيف ؟ ول تغيبه ) (2مذ ،ول تدنيه قخخد،
وتحجبه لعل ،ول يوقته ) (3متى ،ول تشمله حين ،ول تقخخارنه ) (4مخخع إلخخى
قوله فكل ما في الخلق ل يوجد فخي خخالقه ،وكلمخا يمكخن فيخه يمتنخع مخن )(5
صانعه ،ل تجري عليه الحركة والسكون ،وكيف يجري عليه مخخا هخخو أجخخراه
أو يعود إليه ) (6ما هو ابتدأه ؟ إذا لتفاوتت ذاته ،ولتجزأ كنهه ،ولمتنخخع مخخن
الزل معنخخاه إلخخى قخخوله ليخخس فخخي محخخال القخخول حجخخة ،ول فخخي المسخخألة عنخخه
جواب ،ول فخي معنخاه لخ ) (7تعظيخم ،ول فخي إبخانته عخن الخلخق ضخيم ،إل
بامتناع الزلي أن يثنى ،ولما ) (8لبدء له أن يبدأ )) (9إلخخى آخخخر الخطبخخة(.
الحتجاج :مرسلة ) (10مثله .مجالس ابن الشيخ :عن أبيه ،عن المفيخخد ،عخخن
الحسن بن حمزة العلوى ،عن محمد بخن عبخد الخ الحميخري ،عخن أبيخه ،عخن
أحمد بن محمد بن عيسى ،عن مروك بن عبيد
) (1قال المؤلف رحمه ال في بيخخان هخخذه الفقخخرة )ج ،4ص (241مخخا هخخذا لفظخخه :إذا
الخالقية التى هي كماله هي القدرة على خلق كل ما علم أنخخه أصخخلح ،ونفخخس
الخلق من آثار تلك الصفة الكماليخخة ول يتوقخخف كمخخاله عليخخه )انتهخخى( يعنخخى
بذلك أن المراد بالخالقية ليس التى من الصفات الفعلية بل التى من الصفات
الكمالية الذاتية وهى القدرة على الخلق ل عنوان الخالق فتبصر وقس عليخخه
البرائيخخة ومخخا ضخخاهاها (2) .فخخي العيخخون :ول تخخوقته (3) .فخخي العيخخون :ول
تشمله (4) .في العيون :ول تقاربه (5) .في العيخخون :فخخي صخخانعه (6) .فخخي
العيون :فيه (7) .في بعض النسخ :له (8) .في التوحيخخد :ول بخخداله أن يبخخدو
وفخخي بعخخض النسخخخ )ومخخا ل بخخدء (.وهخخو الظهخخر (9) .التوحيخخد :ص .15
العيون :ص (10) .150الحتجاج :باب احتجاج الرضا عليه السخخلم ص
.217
][45
عن محمد بن زيد الطبري ،عن الرضا عليه السلم مثله .مجالس المفيد :عخخن الحسخخن
بن حمزة مثله .بيان :قد مر شرح الخطبة في كتاب التوحيد ،وقخخد دلخخت علخخى
تنافي الحدوث أي المعلولية والزلية ،وتأويخخل الزليخخة بوجخخوب الوجخخود مخخع
بعده يجعل الكلم خاليا عن الفائدة ،ودللة سائر الفقرات ظاهرة كما فصخخلناه
سابقا ،وظاهر أكخخثر الفقخخرات نفخخي الزمانيخخة عنخخه سخخبحانه ،وكخخذا قخخوله عليخخه
السلم )إل بالمتناع الزلي أن يثنى( يدل علخخى امتنخخاع تعخخدد القخخدماء ،وكخخذا
الفقرة التالية لها - 18 .التوحيد :عن محمد بن الحسخن ،عخن الصخفار ،وسخعد
بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،والهيثم بن أبي مسروق ،ومحمخخد
بن الحسين كلهم عن الحسن ابن محبوب ،عن عمخخرو بخخن أبخخي المقخخدام ،عخخن
إسحق بن غالب ،عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله في بعخخض خطبخخة :الحمخخد لخ الخخذي كخخان فخخي أزليتخخه )(1
وحدانيا إلى قوله ابتدأ ما ابتدع ،وأنشأ ما خلخخق ،علخخى غيخخر مثخخال كخخان سخخبق
لشئ مما خلق ،ربنا القديم بلطف ربوبيته وبعلم خخخبره فتخخق ،وباحكخخام قخخدرته
خلق جميع ما خلق )) (2الخبر( - 19 .ومنه :عن على بن أحمد الدقاق ،عخخن
محمد بن أبي عبد ال الكوفي عن موسى بن عمران ،عن الحسين بخخن يزيخخد،
عن إبراهيم بن الحكم ،عن عبد ال بن جرير ،عخن جعفخر بخن محمخد عليهمخا
السلم أنه كان يقول :الحمد ل الذي كان قبل أن يكون كان ،لم يوجد لوصخخفه
كان ،بل كان أول ) (3كائنا ،لم يكونه مكون جل ثناؤه بل كخخون الشخخياء قبخخل
كونها ،فكانت كما كونها ،علم ما كان وما هو كائن ،كان إذ لم يكن شئ ،ولخخم
ينطق فيه ناطق ،فكان إذ ل كان ).(4
) (1فخخي بعخخض النسخخخ :أوليتخخه (2) .التوحيخخد :ص (3) .20فخخي نسخخخة :أزل(4) .
التوحيد :ص .28وقد مر مقطعا تحت الرقم .(*) 14
][46
- 20ومنه :عن أبيه ،عن محمد ) (1بن إدريس ،عن محمد بن أحمد ،عخخن سخخهل ابخخن
زياد ،عن أحمد بن بشر ) (2عن محمد بخخن جمهخخور العمخخي ،عخخن محمخخد بخخن
الفضيل ،عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال عليه السخخلم قخخال :قخخال :فخخي
الربوبية العظمى واللهية الكبرى ل يكون الشئ لمن شئ إل الخخ ،ول ينقخخل
الشئ من جوهريته إلى جوهر آخر إل الخ ول ينقخل الشخئ مخن الوجخود إلخى
العدم إل ال ) - 21 .(3ومنه :عن محمد بن إبراهيم الطالقاني ،عخخن الحسخخن
بن علي العدوي عن الهيثم عبد الخ الرمخخاني ،عخخن الرضخخا عخخن آبخخائه عليهخخم
السلم قال :خطب أمير المؤمنين عليه السلم الناس في مسجد الكوفخخة فقخخال:
الحمد لخ الخذي ل مخن شخئ كخان ،ول مخن شخئ كخون مخا كخان ) (4مستشخهد
بحدوث الشياء على أزليتخخه ،وبفطورهخخا علخخى قخخدمته )) (5الخطبخخة(- 22 .
ومنه :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن إبراهيخخم بخخن هاشخخم ،عخخن ابخخن أبخخي
عمير ،عن منصور بن حازم ) (6قال :قلت :أرأيت ما كان وما هو كائن إلى
يوم القيامة أليس كان فخخي علخخم الخ تعخخالى ؟ قخخال :فقخخال :بلخخى ،قبخخل أن يخلخخق
السماوات و الرض ) - 23 .(7ومنه :عن الحسين بن أحمد بن إدريس ،عن
أبيه ،عن محمد بن أحمد الشعري عن علي بن إسماعيل وإبراهيم بن هاشم،
جميعا عن صفوان ،عخن منصخور بخن حخازم قخال :سخألت أبخا عبخد الخ عليخه
السلم :هل يكون اليوم شئ لم يكن في علم ال عزوجخخل ؟ قخخال :ل ،بخخل كخخان
في علمه قبل أن ينشئ السماوات والرض ).(8
) (1فخخي المصخخدر :أحمخخد بخخن إدريخخس ،وهخخو الصخخحيح (2) .كخخذا فخخي نسخخخ الكتخخاب
والمصدر ،لكن الظاهر أنه مصحف )أحمد بن بشير( لرواية سهل بن زيخخاد
عنه (3) .التوحيد :ص (4) .32في المصدر :ما قد كان (5) .التوحيد :ص
(5) .33التوحيد :ص (6) .33في المصدر :عن أبى عبد ال عليه السلم
قال :قلت له (7) .التوحيد (8) .85 :التوحيد :ص .85
][47
- 24ومنه :عن عبخخد الخ بخخن محمخخد بخخن عبخخد الوهخخاب ،عخخن أحمخخد بخخن الفضخخل ،عخخن
منصور بن عبد ال ،عن علي بن عبد ال ،عن الحسين بخخن بشخخار ،عخخن أبخخي
الحسن الرضا عليه السلم ،قال :إن ال ) (1العالم بالشياء قبل كون الشياء
إلى قوله فلم يزل الخ عزوجخل علمخه سخابقا للشخياء ،قخديما قبخل أن يخلقهخا،
فتبارك ربنا وتعالى علوا كبيرا ،خلق الشياء وعلمه بها سابق لها كما شخخاء،
كذلك لم يزل ربنا عليما سميعا بصيرا ) - 25 .(2وبهذا السناد عن علي بن
عبد ال ،عن صفوان ،عن ابن مسكان ،قال :سألت أبا عبخخد الخ عليخخه السخخلم
عن ال تبارك وتعالى أكان يعلم المكان قبل أن يخلق المكخخان أم علمخخه عنخخدما
خلقه وبعد ما خلقه ؟ فقال :تعالى ال ،بل لم يزل عالمخخا بالمكخخان قبخخل تكخخوينه
كعلمه به بعد ما كونه ،وكذلك علمه بجميع الشياء كعلمه بالمكان )- 26 .(3
ومنه :عن علي بن أحمد الدقاق ،عن محمخخد بخخن أبخخي عبخخد الخ الكخخوفي ،عخخن
محمد بن إسماعيل البرمكي ،عن الفضل بن سليمان ،عن الحسين بخخن خالخخد،
قال :قلت للرضا عليه السلم :إن قوما يقولون :إنخخه عزوجخخل لخخم يخخزل عالمخخا
بعلم ،وقادرا بقدرة ،وحيا بحياة ،وقديما بقدم ،وسميعا بسمع ،وبصيرا ببصخخر
فقال عليه السلم :من قال ذلك ودان به فقد اتخذ مع الخ آلهخخة اخخخرى ،وليخخس
من وليتنا على شئ ) - 27 .(4العيون والتوحيد :عخخن جعفخخر بخخن علخخي بخخن
أحمد الفقيه القمي ،عن الحسن بن محمد بن علي بخن صخدقة ،عخن محمخد بخن
عبد العزيز النصاري ،قال :حدثني من سمع الحسن بن محمخخد النخخوفلي )(5
قال :قال عمران الصابي للرضا عليه السلم :أخبرني
) (1في المصدر :إن ال تعالى هو العالم (2) .التوحيد (3) .86 :التوحيد :ص ) .86
(4التوحيد :ص (5) .88هذا السم مشخخترك بيخخن )الحسخخن بخخن محمخخد بخخن
سهل النوفلي( الذى ضعفه النجاشي وبين الحسن بن محمخخد بخخن الفضخخل بخخن
يعقوب بن سعيد بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب=،
][48
عن الكائن الول وعما خلق .قال عليه السلم :سألت فافهم ،أما الواحد فلم يخخزل واحخخد
كائنا ل شئ معه بل حدود ول أعرض ،ول يزال كذلك ،ثم خلق خلقا مبتدعا
مختلفا بأعراض وحدود مختلفة ،لفي شئ أقامه ،ول في شئ حده ،ول على
شئ حذاه ) (1ومثله ) (2له ،فجعل من بعد ذلك الخلق صفوة وغيخخر صخخفوة،
واختلفا وائتلفا ،وألوانا وذوقا وطعما ،ل لحاجة كخخانت منخخه إلخخى ذلخخك ،ول
لفضل منزلة لم يبلغها إل به ،ول رأى لنفسه فيما خلق زيخخادة ول نقصخخا )(3
تعقل هذا يا عمران ؟ قال :نعم وال يخخا سخخيدي ،قخخال عليخخه السخخلم :واعلخخم يخخا
عمران أنه لو كان خلق مخخا خلخخق لحاجخخة لخخم يخلخخق إل مخخن يسخختعين بخخه علخخى
حاجته ،ولكان ينبغي أن يخلق أضخعاف مخا خلخق ،لن العخوان كلمخا كخثروا
كان صاحبهم أقوى ،والحاجة يخخا عمخخران ل تسخخعها ) (4لنخخه لخخم يحخخدث مخخن
الخلق شيئا إل حدثت فيه ) (5حاجة اخرى ،ولذلك أقول:
= الثقة الجليل ،وللعلمة البهبهانى كلم فخخي تنقيخخح المقخخال )ج 1ص (308حاصخخله:
أن الظاهر اتحاد الحسن بن محمد بن الفضل النوفلي المخخذكور مخخع الحسخخين
بن محمد بن الفضل النوفلي و أن الصحيح هو الحسن مكبرا والشاهد عليخخه
تصريح النجاشي بأن الحسن بن محمد بن الفضخخل روى عخخن الرضخخا عليخخه
السلم نسخة وبأن الحسين بن محمد بن الفضل صنف مجالس الرضا عليه
السلم مع أهل الديان .وكذا الظاهر اتحاد الحسن بن محمد بن الفضخخل مخخع
الحسن بن محمد بن سهل النوفلي وأن )سهل( مصحف )سعيد( أو اسم جده
التى والشاهد عليه رواية الحسخخن بخخن محمخخد ابخخن جمهخخور العمخخى مجخخالس
الرضا عليه السلم عنهما )انتهى( لكخخن يحتمخخل كخخون الحسخخين أخخخا الحسخخن
لعدم تصريح النجاشي بكخخون الحسخخن مصخخنف الكتخخاب بخخل قخخال ،روى عخخن
الرضا عليه السلم نسخة وأما احتمال اتحاد الحسن بخخن محمخخد بخخن الفضخخل
مع الحسن بن محمد بن سهل فقوى جدا والظاهر أن الراوى عن الحسن بن
محمد النوفلي في هذه الرواية هو الحسن بن محمد بن جمهور العمخخى(1) .
فخخي بعخخض النسخخخ :حخخاذاه (2) .فخخي التوحيخخد :مثلخخه (3) .فخخي التوحيخخد :ول
نقصانا (4) .في نسخة ،ل يسعها (5) .منه )خ ل( )*(.
][49
لم يخلق الخلق لحاجة ،ولكن نقل بالخلق بالحوائج بعضهم إلى بعض ،وفضل بعضهم
على بعض ،بل حاجة منه إلى من فضل ،ول نقمة منه علخخى مخخن أذل ،فلهخخذا
خلق ) .(1قال عمران :يا سيدي ،أل تخبرني عن حدود خلقه كيف هي ؟ وما
معانيها ؟ وعلى كم نوع تكون ؟ ) (2قخخال :قخخد سخخألت فخخافهم ،إن حخخدود خلقخخه
على ستة أنواع :ملمخوس ومخوزون ومنظخور إليخه ،ومخا ل وزن لخه ،ومخا ل
ذوق ) (3له وهو الروح ومنها منظور إليه وليس له وزن ول لمس ول حس
ول لون ) (4والتقدير والعراض والصور والطول والعرض ،ومنها العمخخل
والحركات الخختي تصخخنع ) (5الشخخياء وتعملهخخا وتغيرهخخا مخخن حخخال إلخخى حخخال
وتزيدها وتنقصها .وأما العمال والحركخات فإنهخا تنطلخق لنخه ) (6ل وقخت
لها أكثر من قدر ما يحتاج إليه ،فإذا فخخرغ مخخن الشخخئ انطلخخق بالحركخخة وبقخخي
الثر ويجري مجخخرى الكلم الخخذي يخخذهب ويبقخخى أثخخره .قخخال لخخه عمخخران :يخخا
سيدي ،أل تخبرني عن الخالق إذا كان واحدا ل شئ غيره ول شئ معه أليس
قد تغير بخلقه الخلق ؟ قال ]له[ الرضا عليه السلم :لم يتغير عزوجل بخلخخق
الخلق ،ولكن الخلق يتغير بتغييره ) .(7قال عمخخران :يخخا سخخيدي ،أل تخخخبرني
عن ال عزوجل هل يوحد بحقيقة أو يوحد بوصف ؟ قال عليه السلم :إن ال
المبدأ الواحد الكائن الول ،لم يزل واحدا ل شئ معه ،فردا ل ثخخاني معخخه ،ل
معلوما ول مجهول ،ول محكما ول متشابها ،ول
) (1من هنا اسقط شطر من الحخخديث (2) .فخخي المصخخدر :يتكخخون (3) .فخخي نسخخخة )ل
لون له( وهو الظهر (4) .في التوحيد ،ول لون ول ذوق (5) .فخخي نسخخخة:
فيها الشياء (6) .في التوحيخخد :لنهخخا (7) .قخه اسخخقط هنخا أيضخخا شخخطر مخخن
الحديث )*(.
][50
مذكورا ول منسيا ،ول شيئا يقع عليه اسم شئ من الشياء ) (1ول من وقت كخخان ول
إلى وقت يكون ،ول بشئ قام ،ول إلى شئ يقوم ،ول إلى شئ استند ،ول في
شئ استكن ،وذلك كله قبل الخلق إذ ل شئ غيره ،وما أوقعت ) (2عليخخه مخخن
الكخخل فهخخي صخخفات محدثخخة ،وترجمخخة يفهخخم بهخخا مخخن فهخخم .واعلخخم أن البخخداع
والمشية والرادة معناها واحد ،وأسماؤها ثلثة ،وكخخان أول إبخخداعه وإرادتخخه
ومشخخيته الحخخروف الخختي جعلهخخا أصخخل لكخخل شخخئ ،ودليل علخخى كخخل مخخدرك،
وفاصل لكل مشكل ،وبتلك الحخخروف تفريخخق ) (3كخخل شخخئ مخخن اسخخم حخق أو
باطل ،أو فعل أو مفعول ،أو معنى أو غير معنخخى ،وعليهخخا اجتمعخخت المخخور
كلها ،ولم يجعل للحخروف فخي إبخخداعه لهخخا معنخى غيخر أنفسخها بتنخخاه ) (4ول
وجود لها لنها مبدعة بالبداع ،والنخخور فخخي هخخذا الوضخخع ) (5أول فعخخل الخ
الذي هو نور السماوات والرض ،والحروف هي المفعول بذلك الفعل ،وهي
الحروف التي عليها الكلم والعبخخارات كلهخا مخخن الخ عزوجخخل علمهخخا خلقخه،
وهي ثلثة وثلثون حرفا ،فمنها ثمخخانيه وعشخخرون حرفخخا تخخدل علخخى اللغخخات
العربية ،ومن الثمانيخخة والعشخخرين اثنخخان وعشخخرون حرفخخا تخخدل علخخى اللغخخات
السريانية والعبرانية ومنها خمسة أحرف متحرفة في سائر اللغات من العجم
لقاليم ) (6اللغات كلها وهي خمسة أحرف تحرفخخت مخخن الثمانيخخة والعشخخرين
الحروف من اللغات ،فصارت الحروف ثلثة وثلثيخخن حرفخخا ،فأمخخا الخمسخخة
المختلفة فبحجج ) (7ل يجوز ذكرها أكثر مما ذكرناه ،ثم جعل الحروف
) (1في التوحيد :من الشياء غيره (2) .في التوحيد :وما اوقخخع عليخخه مخخن المثخخل(3) .
في نسخة ،تفرق (4) .في المصدرين :يتناهى (5) .في بعخخض النسخخخ وكخخذا
في التوحيد )الموضع( (6) .في العيون :والقاليم واللغات (7) ،النسخ ههنا
في غاية الختلف وسيأتى الشخخارة إليخخه مخخن العلمخخة المؤلخخف رحمخخه الخ
)*(.
][51
بعد إحصائها وإحكام عدتها فعل منه كقوله عزوجل )كن فيكون( و )كخخن( منخخه صخخنع
وما يكون به المصنوع ،فالخلق الول من ال عزوجل :البخخداع ،ل وزن لخخه
ول حركة ول سمع ول لون ول حس ،والخلق الثاني :الحروف ،ل وزن لها
ول لون وهي مسموعة موصوفة ) (1غير منظور إليها والخلخخق الثخخالث :مخخا
كان من النخخواع كلهخخا محسوسخخا ملموسخخا ذاذوق منظخخورا إليخخه ،والخ تبخخارك
وتعخخالى سخخابق للبخخداع لنخخه ليخخس قبلخخه عزوجخخل شخخئ ،ول كخخأن معخخه شخخئ،
والبخخداع سخخابق للحخخروف والحخخروف ل تخخدل علخخى غيخخر أنفسخخها ) .(2قخخال
المأمون :وكيف ل تدل على غير أنفسها ) (3؟ قال الرضا عليه السخخلم :لن
ال عزوجل ل يجمع منها شيئا لغير معنى أبدا ،فإذا ألف منهخخا أحرفخخا أربعخخة
أو خمسة أو ستة أو أكثر من ذلك أو أقل لم يؤلفها لغير ) (4معنى ،ولم يك )
(5إل لمعنى محدث لم يكن قبل ذلك شيئا .قال عمران :فكيف لنا معرفة ذلك
؟ قال الرضا عليخخه السخخلم :أمخخا المعرفخخة فخخوجه ذلخخك وبيخخانه ) (6أنخخك تخخذكر
الحروف إذا لم ترد بها غير نفسخخها ،ذكرتهخخا فخخردا فقلخخت :ا ،ب ،ت ،ث ،ج،
ح ،خ ،حتى تأتي علخخى آخرهخخا فلخخم تجخخد لهخخا معنخخى غيخخر أنفسخخها فخخإذا ألفتهخخا
وجمعت منها أحرفا وجعلتها اسما وصفة لمعنى ما طلبخخت ووجخخه مخخا عنيخخت
كانت دليلة على معانيها ،داعية إلى الموصوف بها ،أفهمتخخه ؟ قخخال :نعخخم ،ثخخم
قال :يا سيدي ،أل تخبرني عن البداع أخلق هو أم غيخر خلخق ؟ قخال الرضخا
عليه السلم :بل خلق ساكن ل يدرك بالسخخكون ،وإنمخخا صخخار خلقخخا لنخخه شخخئ
محدث وال الذي أحدثه ،فصار
) (1في التوحيد :موضوعة 2) .و (3نفسها )خ ل( (4) .في العيخخون :بغيخخر (5) .فخخي
بعض النسخ :ولم تكن (6) .في بعض النسخ :بابه )*(.
][52
خلقا له ،وإنما هو ال عزجل وخلقه ل ثالث بينهمخا ول ثخخالث غيرهمخخا ،فمخا خلخق الخ
عزوجل لم يعد أن يكون خلقخه ،وقخخد يكخون الخلخق سخاكنا ومتحركخا ومختلفخخا
ومؤتلفا ومعلوما ومتشابها ،وكل ما وقخخع عليخخه حخد فهخخو خلخخق الخ عزوجخخل.
واعلم أن كل ما أوجدتك الحواس فهو معنى مدرك للحواس ،وكل حاسة تدل
على ما جعل ) (1ال عزوجل لها في إدراكها ،والفهم من القلب بجميخخع ذلخخك
كله واعلم أن الواحد الذي هو قخائم بغيخر تقخدير ول تحديخد خلخق خلقخا مقخدرا
بتحديد وتقدير ،وكان الذي خلق خلقين اثنين التقدير والمقخخدر وليخخس فخخي )(2
واحد منهما لخخون ول وزن ول ذوق فجعخخل أحخخدهما يخخدرك بخخالخر وجعلهمخخا
مدركين بنفسهما ولم يخلق شيئا فردا قائمخخا بنفسخخه دون غيخخره للخخذي أراد مخخن
الدللة على نفسه وإثبات وجوده ،فال تبارك وتعالى فرد واحد ل ثخخاني معخخه
يقيمخخه ،ول يعضخخده ول يكنخخه ) (3والخلخخق يمسخخك بعضخخه بعضخخا بخخإذن ال خ
ومشيته ،وإنما اختلف الناس فخخي هخخذا البخخاب حخختى تخخاهوا وتحيخخروا ،وطلبخخوا
الخلص من الظلمة بالظلمة في وصفهم ال بصفة أنفسهم فازدادوا من الحق
بعدا ،ولو وصفوا ال عزوجل بصفاته ووصخخفوا المخلخخوقين بصخخفاتهم لقخخالوا
بالفهم واليقين ،ولما اختلفوا ،فلما طلبوا من ذلك ما تحيروا فيه ارتبكخخوا وال خ
يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم )) (4تمام الخبر( .بيان) :ل في شئ أقامه
) ((5أي في مادة قديمة كما زعمته الفلسفة ،و )مثله
) (1في بعض النسخ :خلخخق (2) .فخخي العيخخون :فخخي كخخل واحخخد (3) .فخخي التوحيخخد :ول
يمسخخكه (4) .التوحيخخد :ص .318العيخخون ،ج ،1ص (5) .169ظخخاهر
كلمه عليه السلم أن ال تعالى حين خلق المخلوق الول لم يقمخخه فخخي شخخئ
أي لم يجعله في مكان ول موضوع ول محل ،لنه لم يكن عندئذ شخخئ آخخخر
حتى يقوم فيه ،ويلزم من ذلك أن ل يكون المخلوق الول أمخخرا ماديخخا ،وإل
لحتاج إلى مكان أول محل ل محالة .و أما حديث قدم المادة فقد مرمنا أنها
ليست أمرا متحصل حتى يقال :هل هي قديمة أو حادثة زمانخخا ؟ وتحصخخلها
إنما يكون بالصور ،والصور الجسمانية حادثة زمانا عنخخد الكخخل ال الصخخور
الفلكية ،فانها على فرض وجودها غيخخر حادثخخة زمانخخا عنخخد بعخض الفلسخخفة
فتدبر )*(.
][53
له( أي مثل أول ذلك الشخئ للشخئ الكخائن ثخم خلخق الكخائن علخى حخذوه كمخا هخو شخأن
المخلخخوقين ،ويحتمخخل أن يكخخون ضخخمير )لخخه( راجعخخا إلخخى الصخخانع تعخخالى،
)والحاجة يا عمران ل يسعها( أي ل يسع خلق الحاجخخة ول يخخدفعها ،لن كخخل
من خلق لو كان على وجه الحتياج لكان يحتاج لحفظه وتربيته ورزقه ودفع
الشرور عنه إلى أضخخعافه وهكخخذا) .علخخى سخختة أنخخواع( لعخخل الول مخخا يكخخون
ملموسخخا وموزونخخا ومنظخخورا إليخخه والثخخانى مخخا ل تكخخون لخخه تلخخك الوصخخاف
كالروح ،وإنما عبر عنه بما ل ذوق لخخه اكتفخخاء ببعخخض صخخفاته ،وفخخي بعخخض
النسخ )وما ل لون له( وهو الروح وهخخو أظهخخر للمقابلخخة ،والثخخالث مخخا يكخخون
منظورا إليه ول يكون ملموسا ول محسوسا ول موزونا ول لون له كخخالهواء
والسماء ،فالمراد بكونه منظورا إليه أنه يظهر للنظخخر بآثخخاره ،وقخخد يخخرى ول
لون له بالذات ،أو يراد به الجن والملخخك وأشخباههما ،والظخخاهر أن قخوله )ول
لون( زيد من النساخ .والرابع التقدير ،ويدخل فيه الصور والطول والعرض
والخامس العراض القارة المدركخخة بخخالحواس كخخاللون والضخخوء وهخخو الخخذي
عبر عنه بالعراض والسادس العراض غير القخخارة كالعمخخال والحركخخات
]التي[ تذهب هي وتبقى آثارها .ويمكن تصوير التقسيم بوجوه اخخخر تركناهخخا
لمن تفكر فيه) .هخخل يوحخخد بحقيقخخة( بالحخخاء المهملخخة المشخخددة ،أي هخخل يتخخأتى
توحيده مع تعقل كنه حقيقته ،أو إنما ) (1يوحد مع تعقلخخه بخخوجه مخخن وجخخوهه
وصفة من صفاته وفي بعض النسخخخ بخخالجيم مخخن الوجخخدان ،أي يعخخرف وهخخو
أظهر ؟ فأجاب عليه السلم بأنه سبحانه يعرف بالوجوه التي هي محدثخخة فخخي
أذهاننا ،وهي مغائرة لحقيقته تعخخالى ،ومخخا ذكخخره أول لبيخخان أنخخه قخخديم أزلخخي،
والقديم يخالف المحدثات في الحقيقة ،وكل شئ غيره فهو حادث .وقوله عليه
السلم )ل معلوما( تفصيل وتعميم للثاني ،أي ليس معه غيخخره :ل معلخخوم ول
مجهول .والمراد بالمحكم ما يعلم حقيقته وبالمتشابه ضخده ويحتمخل أن يكخون
إشارة إلى نفي قول من قال بقدم القرآن ،فإن المحكم والمتشابه
) (1في بعض النسخ :وإنما )*(.
][54
يطلخخق ) (1علخخى آيخخاته) .ولخخم يجعخخل للحخخروف فخخي إبخخداعه لهخخا معنخخى( أي إنمخخا خلخخق
الحروف المفردة التي ليس لها موضوع غير أنفسها ،ولخخم يجعخل لهخخا وضخعا
ول معنى ينتهي إليه ويوجد ويعرف بذلك الحرف ،ويحتمل أن يكون المخخراد
بالمعنى الصفة أي أول ما خلقها كخان غيخخر موصخخوف بمعنخى وصخفة ينتهخي
إليها ويوجد ،لنها كانت مبدعخة بمحخض البخداع ولخم يكخن هنخاك شخئ غيخر
البداع والحروف حتى يكون معنى للحروف أو صخخفة لهخخا ،والمخخراد بخخالنور
الوجود ،إذ به تظهر الشياء كما تظهر الموجودات للحس بخخالنور ،والبخخداع
هخخو اليجخخاد ،وباليجخخاد تصخخير الشخخياء موجخخودة فالبخخداع هخخو التخخأثير،
والحخخروف هخخي الثخخر موجخخودة بالتخخأثير ،وبعبخخارة اخخخرى :الحخخروف محخخل
التخخأثير ،وعخخبر عنخخه بخالمفعول والفعخل ،والثخخر هخخو الوجخود) .فأمخا الخمسخة
المختلفة فبحجج( كخخذا فخخي أكخخثر النسخخخ ،أي إنمخخا حخخدثت بأسخخباب وعلخخل مخخن
انحراف لهجات الخلخق ،واختلف منطقهخم ،ل ينبغخي ذكرهخا .وفخخي بعضخخها
)فبحح( بالحائين من )البحة( وهي الغلظة فخخي الصخخوت ،والظهخخر أنخخه عليخخه
السلم ذكر تلك الحروف فاشتبه على الرواة وصحفوها ،فالخمسة) :الگخخاف(
في قولهم )بگو( أي تكلم ،و )الچيم( المنقوطة بثلث نقاط كما في قولهم )چه
ميگوئى ؟( و )الژاء( في قولهم )ژاله( و )الپاء( في قولهم )پيخخاده( و )پيخخاله(
والتاء الهندية .ثم ركب الحروف وأوجد الشياء ) (2وجعلها فعل منخخه ،كمخخا
قخخال )إنمخخا أمخخره إذا أراد شخخيئا أن يقخخول لخخه كخخن فيكخخون( فكخخن صخخنع وإيجخخاد
للشياء ،وما يوجد به هو المصخخنوع فخخأول صخخادر عنخخه تعخخالى هخخو اليجخخاد،
وهو معنى ل وزن له ول حركة ،وليخخس بمسخخموع ول ملخخون ول محسخخوس،
والخلخخق الثخخاني يعنخخى الحخخروف غيخخر مخخوزون ول ملخخون لكنهخخا مسخخموعة
موصوفة ول يمكن إبصارها والخلق الثالث وهو ما وجد بهذه الحخخروف مخخن
السماوات والرضين وغيرهما هي محسوسة ملموسخخة مذوقخخة مبصخخرة فخخال
مقدم بوجوده
) (1في بعض النسخ ،يطلقان (2) .في نسخة :بها الشياء )*(.
][55
على البداع الذي هو الخلق الول ،لنه ليس شخخئ قبلخخه حخختى يسخخبقه أيضخخا إبخخداع ول
كان شئ دائما معه ،والبداع متقدم على الحروف لوجودها به ،ومعنى كخخون
الحروف غيخر دالخة علخى معنخى غيخر نفسخها هخو أن الحخروف المفخردة إنمخا
وضعت للتركيب وليخخس لهخخا معنخى تخدل عليخخه إل بعخخد الخختركيب .قخوله عليخخه
السلم )بل خلق ساكن( أي نسبة وإضافة بين العلخخة والمعلخخول ،فكخخأنه سخخاكن
فيهما ،أو عرض قائم بمحل ل يمكنه مفارقته .وقوله )ل يدركه بالسكون( أي
أمر إضافي اعتباري ينتزعخة العقخل ،ول يشخار إليخه فخي الخخارج ول يخدرك
بالحواس وإن كان ما يتعلق به من المحسوسات .وإنما قلنا إنه خلق ،لن هذه
النسبة والتأثير غيره تعالى وهو محدث ،ول يمكخخن نفخخي الوجخخود عنخخه رأسخخا
لنه شئ حادث بعد أن لم يكن ،فله خروج عن كتم العدم ودخول في نحو من
أنحاء الوجود وكل محدث معلول ،فل يتوهم أنه خلق يحتاج إلخخى تخخأثير آخخخر
وهكذا حتى يلخخزم التسلسخخل ،بخخل ليخخس فخخي الحقيقخخة إل الخخرب ومخلخخوقه الخخذي
أوجده ،واليجاد معنى صار سببا لوجود المعلخخول بتخخأثيره تعخخالى ،فكخخل شخخئ
خلقه ال لم يعد ولم يتجخخاوز أن يصخخدق عليخخه أن الخ خلقخخه ،فهخخذا هخخو معنخخى
البداع ل غير ،وهذا المعنى يقع عليه حد ،وكل ما يقخع عليخخه حخد فهخخو خلخق
ال ،أو يقال :أشار بقوله )والخ الخخذي أحخخدثه( إلخخى رفخخع تخخوهم أنخخه مخخع كخخونه
موجودا حادثا ل يجوز أن يسخختند إليخخه تعخخالى لنخخه حينئذ يجخخب أن يتعلخخق بخخه
إبداع آخر وهكذا إلى غير النهاية ،واستناد كل من هذه السلسلة موقوف على
استناد سابقه فل يحصل إل بعد تحقق المخخور الغيخخر المتناهيخخة وهخخو محخخال،
فكذا الموقوف عليه ،فأثبت عليه السلم أول استناده إليه تعخخالى مخخن جهخخة أن
الحادث بتبعية حادث آخر في مرتبته من محدث ل يتصور أن يكخخون مسخختندا
إلى غيره ،ثخخم أيخخده ثانيخخا بنفخخي ثخخالث بينهمخخا صخخالح لن يسخختند إليخخه كمخخا هخخو
المفروض ثم أكده ثالثا بنفي ثالث صالح لذلك مطلقا بناء علخخى أن الكلم فخخي
مطلق البداع ومن أفراده البداع الول الذي ل يتصور تقدم شئ عليه سوى
ال تعالى ،فسائر
][56
أفراده كذلك ،لعدم الفرق ضرورة .ثم أوثقه رابعا بدفع توهم بعيد هو أن يكون مستندا
إليه ول يكون مخلوقا له ،بالشارة إلى أن الستناد وكل ما يعبر به عخخن هخخذا
المعنى يرجع إلى معنى الخلق ،فل يمكن أن يكون خلقخخه فتجخخاوز عخخن كخخونه
مخلوقا له ،ثم أحكمه خامسا بخخدفع شخخبهة لخخزوم التسلسخخل بخخالفرق بيخخن حقخخائق
الموجودات ،وتفاوت مراتبهخخا فخخي المقتضخيات ،وعخخدم جخخواز قيخاس بعضخها
على بعض في جميع الحخخالت ،ليسخخهل بخخه التصخخديق بجخخواز أن يكخخون حكخخم
الموجودات الرابطية مخالفا لحكم الموجودات الحقيقيخخة ،فل يلخخزم مخخن ثبخخوت
إبداع لها ثبوته للرابطية أيضا كمخخا اشخختهر أن الرادة ليخخس لهخخا إرادة اخخخرى
فل يلزم التسلسل .ويمكن أن يحمل على الشارة إلى دفع مثخخل هخخذا التسلسخخل
باعتبار الفرق المذكور ما روي في الكافي عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
خلق ال المشية بنفسها ،ثم خلخخق الشخخياء بالمشخخية ) (1ثخخم أفخخاد عليخخه السخخلم
سادسا ضابطة وعلمة لمعرفة خلقه تعالى تتميما للمقصخخود وتأكيخخدا لصخخحته
بأن كل ما لوجوده حد لم يكن قبله موجودا ،فلبد له من أن يكون مخلوقخخا لخخه
تعالى لثبوت المكان ولزوم الحتياج .قوله عليخخه السخخلم )وكخخان الخخذي خلخخق
خلقين اثنين( لعله إشارة إلى الخلق الول وهي الحروف ،ففي خلقتهخخا يخلخخق
شيئان :حرف ،وتحديد وتقدير قائم به ،وليس شخخئ مخخن الحخخروف و العخخرض
القائم به ذالخخون ووزن وذوق ،وجعخخل أحخخدهما يخخدرك بخخالخر ،أي الحخخروف
تعرف بالحدود القائمة بها ،فيعرف بأنه شئ محدود ،والمعنى :أنه لو لم يكخخن
محخخدودا لخخم يكخخن مخخدركا بخخالحواس ،وجعخخل الحخخرف وحخخده كليهمخخا مخخدركين
بنفسهما ل بآثارهما ،فإن المخور المحسوسخة إنمخا تخدرك بأنفسخها ل بآثارهخا
)ولم يخلق شيئا فردا عن الحدود والتقديرات قائما بنفسه دون غيخخره( أي مخخن
غير أن يخلق معه غيره كالحدود ،لنه أراد أن يكون حروفخخا وأصخخواتا دالخخة
على نفسه وإثبات وجخخوده ،ومخخا يكخخون دال علخخى المعخخاني هاديخخا للنخخاس إلخخى
المعرفة ل يكون
][57
إل محسوسا وكل محسوس يكون محدودا ،والمعنى أنخخه أراد أن يكخخون محخخدودا ليخخدل
بكونه على هذه الحالخخة علخخى إمكخخانه وافتقخخاره إلخخى الصخخانع ،فيكخخون بوجخخوده
بنفسه دال على الصانع ل باعتبار مدلوله ،ويحتمل أن يكون المخخراد بالتقخخدير
أول البداع أيضا ،والمحخخدث إنمخخا يخخدرك ويظهخخر بالبخخداع ،وفخخي كخخل خلخخق
يحدث شيئان :مبدع وإبداع متعلق به ،لكن في تطخخبيق مخخا بعخخده عليخخه يحتخخاج
إلى نوع عناية تظهر بالتأمل الصادق وقد سبق الخبر بتمامه مخخع شخخرحه فخخي
المجلد الرابع وإنمخخا أوردنخخا هنخخا مخخا يناسخخب المقخخام - 28 .العيخخون والتوحيخخد:
بالسناد المتقدم ،عن الحسخخن بخخن محمخخد النخخوفلي فخخي خخخبر طويخخل يخخذكر فيخخه
مناظرة الرضا عليه السلم مع سليمان المروزي ،قال سليمان :فإنه لخخم يخخزل
مريدا .قال عليه السلم :يا سليمان ! فإرادته غيره ؟ قال :نعم ،قال :فقد أثبت
معه شيئا غيره لم يزل .قال سليمان :ما أثبت .فقال عليه السخلم :هخي محدثخة
يا سليمان ،فإن الشئ إذا لم يكن أزليخا كخان محخدثا ،وإذا لخم يكخن محخدثا كخان
أزليا وجرى المناظرة إلى أن قال عليه السلم :أل تخبرني عخخن الرادة فعخخل
هخي أم غيخر فعخل ؟ قخال :بخل هخي فعخل ،قخال :فهخي محدثخة ،لن الفعخل كلخه
محدث .قال :ليست بفعل قال :فمعه غيره لم يزل .قال سليمان :إنها مصنوعة
قال :فهي محدثة وساق الكلم إلى أن قال :قال سليمان :إنما عنيت أنهخخا فعخخل
من ال لم يزل قال عليه السلم :أل تعلم أن ما لم يزل ل يكون مفعول وقديما
حديثا في حالة واحدة .فلم يحر جوابا ،ثم أعاد الكلم إلى أن قال عليه السلم:
إن ما لم يزل ل يكون مفعول .قال سليمان :ليس الشياء إرادة ولم يرد شخخيئا.
قال عليخه السخلم :وسوسخت يخا سخليمان ! فقخد فعخل وخلخق مخا لخم يخرد خلقخه
وفعله ؟ ! وهذه صفة ما ل يدري ما فعل ،تعالى ال عن ذلك .ثم أعخخاد الكلم
إلى أن قال عليه السلم :فالرادة محدثخخة ،وإل فمعخخه غيخخره ) .(1الحتجخخاج:
مرسل مثله ).(2
) (1العيون :ج ،1ص .183التوحيد :ص (2) .323الحتجاج :ص .(*) 218
][58
حكم عليه السلم في هذا الخخخبر مخخرارا بخخأنه ل يكخخون قخخديم سخخوى الخخ ،وأنخخه ل يعقخخل
التأثير بخالرادة والختيخار فخخي شخئ لخخم يخخزل معخه ) - 29 .(1العيخخون :عخن
الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي ،عن فرات بن إبراهيم الكوفي ) ،(2عخخن
محمد بن أحمد بن علي الهمداني ،عن العباس بن عبد ال البخاري عن محمد
بن القاسم بن إبراهيم ،عن عبد السلم بن صالح الهروي ،عخخن الرضخخا ،عخخن
آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآلخخه :إن أول مخخا خلخخق
ال خ عزوجخخل أرواحنخخا فأنطقهخخا بتوحيخخده وتحميخخده ،ثخخم خلخخق الملئكخخة ).(3
)الخبر( - 30الكافي :عن محمد بن يحيى ،عن ابن محبخخوب ) ،(4عخخن عبخخد
ال بن سنان
) (1يستفاده من الرواية كون الرادة صفة حادثة فعلية ل أزلية ذاتية ،كما يستفاد مخخن
أمثالها من الروايات التى وردت في باب المشية والرادة ،وقد مر نظيرتها
تحت الرقم 12من هذا البخخاب واوضخخحناها بمخخا كخخان يقتضخخيه المقخخام وبنخخاء
على هذا فذات البارئ من حيث هي ل تتصف بالمشية والرادة بخخل ينخختزع
من أفعاله عنوان المراد لها والمريد لفاعلها فتأثيره تعخخالى فخخي الموجخخودات
ليس بحدوث ارادة في ذاته فضل عن كونها سابقة على الفعل وكون الفعخخل
متأخرا عنها زمانا .وان اطلقخت هنالخك ارادة كخانت ل محالخخة بمعنخى العلخم
بالصلح وهو مقدم على كافة الفعال كتقدم ذاته سبحانه عليها وقد بينخخا فخخي
ما مضى أن تقخخدم البخخارئ علخخى الممكنخخات ليخخس مخخن قبيخخل تقخخدم الزمانيخخات
بعضها علخخى بعخخض .وأمخخا اسخختحالة قخخدم مخخا سخخوى الخ فقخخد مخخر الكلم فيخخه
وسيأتى أيضا بوجه أبسط وال الهادى (2) .في المصدر :فرات بن إبراهيم
بن فرات الكوفى .وهو من مشايخ الشيخ أبى الحسن علخخى بخخن بخخابويه ،وقخخد
اكثر لصدوق ره في كتبه الرواية عنه بواسطة الحسن بن محمخخد بخخن سخخعيد
الهاشمي وهو يروى عن الحسن بخخن سخخعيد غالبخخا ،ويخخروى عخخن محمخخد بخخن
أحمد بن على الهمداني أيضا .ولفرات تفسير بلسان الخبار جلها فخخي شخخأن
الئمة الطهار ،يعد في عداد تفسخخيرى العياشخخي وعلخخى بخخن ابراهيخخم القمخخى
وظاهر صاحب الوسائل والعلمخخة المجلسخخي ره اعتمادهمخخا عليخخه ،كمخخا أن
ذلخخك ظخخاهر الصخخدوق وغيخخره (3) .العيخخون :ج ،1ص (4) .262فخخي
المصدر :عنه عن عبد الخ بخخن سخخنان ،والضخخمير راجخخع إلخخى ابخخن محبخخوب
بدليل الرواية السابقة عليها وهو الحسن بن محبوب الثقة الجليل .وأما علخخى
نسخ البحار ،فان كان=
][59
قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :إن ال خلق الخير يوم الحد ،وكخخان ليخلخخق
الشر قبل الخير ،وفي يوم الحد والثنين خلق الرضين ،وخلق أقواتهخخا فخخي
يوم الثلثاء ،وخلق السماوات في يوم الربعاء ويوم الخميخخس ،وخلخخق أقواتهخخا
يوم الجمعة وذلك قول ال عزوجل )خلق السماوات والرض وما بينهما فخخي
ستة أيام( ) .(1العياشي :عن ابن سنان ،مثله ،إل أن فيه :وخلق يوم الربعاء
السخخماوات وخلخخق يخخوم الخميخخس أقواتهخخا والجمعخخة ،وذلخخك قخخوله )) (2خلخخق
السماوات والرض في ستة أيام( فلخخذلك أمسخخكت اليهخخود يخخوم السخخبت .بيخخان:
)وما كان ليخلق قبل الخير( لعل الغرض أنه سبحانه ابتخدأ خلخق الجميخع يخوم
الحد ،إذ خيريتخخه تعخخالى تقتضخخي أن ل يقخخدم خلخخق الشخخر علخخى خلخخق الخيخخر،
وابتداء خلق الخير كان يخخوم الحخخد فلخخم يخلخخق قبلخخه شخخئ أصخخل .ثخخم اعلخخم أن
مدلول هذا الخبر ينافي ما مر مخخن اليخخات الكريمخخة وظواهرهخخا مخخن جهخختين:
الولى أن ظاهر اليخخة أن خلخخق أقخخوات الرض وتقخخديرها كخخان فخخي يخخومين،
والخبر يدل على أنه خلق أقوات الرض في يخخوم وأقخخوات السخخماء فخخي يخخوم.
والثانية أن ظاهر الية تقدم يومي خلق القوات على يومي خلق السخخماوات،
والخبر يدل على تأخر أحد يومي خلق القوات عنهما .ويمكن أن يجاب عخخن
الولى بخخأن المخخراد بخلخخق أقخخوات السخخماء خلخخق أسخخباب أقخخوات أهخخل الرض
الكائنخخة فخخي السخخماء مخخن المطخخر والثلخخج واللخخواح الخختي يقخخدر فيهخخا القخخوات
والملئكة الموكلين بها ،ويؤيده أن ليس لهل السماء قوت وطعخخام وشخخراب،
ففي يوم واحد قدر السباب الرضية لقوات أهخخل الرض وفخخي يخخوم الخخخر
قدر السباب السماوية لها ،وفي الية نسبهما إلى الرض لكونهما
= المراد بابن محبوب )الحسن بن محبوب( كما هو الظاهر فل يروى عنه محمخخد بخخن
يحيى بل واسطة وإن كان المراد به )محمد بن على بن محبخخوب الثقخخة( فل
يروى عن عبد ال بن سنان بل واسطة والصخحيح مخا فخي المصخدر يعنخى:
محمد بن يحيى عخخن أحمخخد بخخن محمخخد عخخن ابخخن محبخخوب الخخخ (1) .روضخخة
الكافي :ص (2) .145قول ال عزوجل) .نسخة(
][60
لهلها ،وفي الخبر فصل ذلك لبيان اختلف موضع التقديرين .وعن الثانية بنحخخو ممخا
ذكره البيضاوي بأن ل تكون لفظة )ثم( لخخترتيب والخختراخي فخخي المخخدة .ومخخن
غرائب ما سنح لي أني لما كتبت شخخرح هخخذا الخخخبر اضخخطجعت فرأيخخت فيمخخا
يرى النائم أني أتفكر في هذه الية ،فخطر ببالي في تلك الحالة أنه يحتمل أن
يكون المراد بأربعة أيام تمامها ل تتمتها ،ويكون خلخخق السخخماوات أيضخخا مخخن
جملة تقدير أرزاق أهخخل الرض ،فإنهخا مخخن جملخة السخخباب ،ومحخال بعخض
السخخباب كالملئكخخة العاملخخة واللخخواح المنقوشخخة والشخخمس والقمخخر والنجخخوم
المؤثرة بكيفياتها كالحرارة والبرودة في الثمار والنباتات ،وتكون لفظة )ثخخم(
في قوه تعالى )ثم استوى( للترتيب في الخبار ،لتفصيل ذلخخك الجمخخال ،بخخأن
يومين من تلك الربعة كانخا مصخخروفين فخي خلخخق السخماوات والخريخن فخي
خلق سائر السباب ،ولو ل أنه سنح لي في هذه الحال لم أجسخخر علخخى إثبخخات
هذا الحتمال ،وإن لم يقصر عما ذكره المفسرون وبه يندفع الشكالن .وأما
رواية العياشي فالظاهر أن فيه تصحيفا وتحريفا ول يستقيم على وجه- 31 .
تفسير علي بن إبراهيم :قل لهخخم يخخا محمخخد )ءإنكخخم لتكفخخرون بالخخذي خلخخق فخخي
يخخومين( ومعنخخى يخخومين أي وقخختين :ابتخخداء الخلخخق ،وانقضخخاؤه )وجعخخل فيهخخا
رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها( أي لتزول وتبقى )) (1في
أربعة أيام سواء للسائلين( يعني في أربعة أوقات ،وهي التي يخرج ال خ فيهخخا
أقوات العالم ،من الناس و البهخخائم والطيخخر وحشخخرات الرض ومخخا فخخي الخخبر
والبحر من الخلق والثمار ) (2والنبات والشجر ومخخا يكخخون فيخخه معخخايش )(3
الحيوان كله ،وهو الربيع والصيف والخريف والشتاء .ففي الشتاء يرسل ال خ
الرياح والمطار والنداء والطلول من السماء فيلقح الشخخجر ويسخخقي الرض
والشجر وهو وقت بارد ،ثم يجيئ بعده الربيع وهو
) (1فخخي المصخخدر :ل يخخزول ول يفنخخى (2) .فخخي المصخخدر :ومخخن الثمخخار (3) .فخخي
المصدر :معاش )*(.
][61
وقت معتدل حار وبارد ،فيخرج الشجر ثمارها والرض نباتها فيكون أخضر ضخخعيفا
ثخخم يجيخخئ مخخن بعخخده وقخخت الصخخيف وهخخو حخار فينضخخج الثمخخار ويصخخلب )(1
الحبوب التي هخخي أقخخوات العبخخاد وجميخخع الحيخخوان ،ثخخم يجخخئ مخخن بعخخده وقخخت
الخريف فيطيبه ويبرده ولو كان الوقت كله شيئا واحدا لم يخخخرج النبخخات مخخن
الرض ،لنخخه لخخو كخخان الخخوقت كلخخه ربيعخخا لخخم تنضخخج ) (2الثمخخار ولخخم تبلخخغ
الحبوب ،ولو كان الوقت كله صيفا لحخترق كخل شخئ فخي الرض ولخم يكخن
للحيوان معاش ول قوت ،ولو كان الوقت كله خريفا لم يتقدمه شخخئ مخخن هخخذه
الوقات لم يكن شئ يتقوت به العالم ،فجعل ال هذه القوات في هذه الربعخخة
الوقات :في الشتاء ،والربيع ،والصيف ،والخريف .وقام به العخخالم واسخختوى
وبقي ،وسمى ال هذه الوقات )أيامخخا سخخواء للسخخائلين( يعنخخي المحتخخاجين لن
كل محتاج سائل ،وفي العالم من خلخخق الخ مخخن ل يسخخأل ول يقخخدر عليخخه مخخن
الحيوان كثير ،فهم سائلون وإن لم يسألوا .وقوله )ثم استوى إلى السخخماء( أي
دبر وخلق ،وقد سئل أبو الحسن الرضا عليه السلم عمن ) (3كلم ال ل مخخن
الجن ول مخخن النخخس ،فقخخال :السخخماوات والرض فخخي قخخوله )ائتيخخا طوعخخا أو
كرها قالتا أتينا طائعين() .فقضيهن( أي خلقهن )سخخبع سخخماوات فخخي يخخومين(
يعني في وقتين :ابتداء ،وانقضاء )وأوحى في كل سخخماء أمرهخخا( فهخخذا وحخخي
تقدير وتدبير ) .(4بيان :هذا التأويل للية أقرب ممخا مخر ،ولعلخه مخن بطخون
اليخخة ،ول ينخخافي ظاهرهخخا .قخخوله )أي ل تخخزول وتبقخخى( أي المخخراد بالتقخخدير
التقدير الدائمي ،ويحتمل أن يكون تفسير )بارك فيها( قخخوله )وإن لخخم يسخخألوا(
أي هم سخخائلون بلسخخان افتقخخارهم واضخخطرارهم الخخرب سخخبحانه بسخخمع فيضخخه
وفضله ورحمانيته ،ولسان الحال أبلغ من لسان المقال.
) (1فخي المصخدر :فتضخج الثمخار وتصخلب (2) .فخي المصخدر :لمخا تنضخج (3) .فخي
المصدر :عما (4) .تفسير على بن ابراهيم :ص .590
][62
- 32التوحيد :عن علي بن أحمخخد الخخدقاق ،عخخن الكلينخخي ،رفخخع الحخخديث إلخخى ابخخن أبخخي
العوجاء حين كلمه أبو عبد ال عليه السلم عاد إليه فخخي اليخوم الثخاني ثخم فخي
اليوم الثالث فقال :ما الدليل على حدوث الجسام ؟ فقال :إني ما وجدت شخخيئا
صغيرا ول كبيرا إل وإذا ضم إلى مثله صار أكبر ،وفي ذلخخك زوال وانتقخخال
عن الحالة الولى ،ولو كان قديما ما زال ول حال ،لن الذي يخخزول ويحخخول
يجوز أن يوجد ويبطل ،فيكون بوجوده بعد عدمه دخول ) (1في الحخخدث )(2
وفي كونه في الزل دخوله في القدم ) (3ولن تجتمع صفة الزل والعدم فخخي
شئ واحد .فقال عبد الكريم :هبخك علمخت فخي جخري الحخالتين والزمخانين مخا
ذكرت واستدللت على حدوثها ،فلو بقيت الشياء على صغرها من أيخخن كخخان
لك أن تستدل على حدثها ) (4؟ فقال العالم عليه السلم :إنما نتكلم علخخى هخخذا
العالم المصنوع ) (5فلو رفعناه ووضخعنا عالمخا آخخر كخان ل شخئ أدل علخى
الحدث من رفعنا إياه ووضعنا غيره ،ولكن اجيبك من حيث قدرت أن تلزمنا
ونقول :إن الشياء لو دامت على صغرها لكان في الخخوهم أنخخه مخختى مخخا ضخخم
شئ إلى مثله كان أكبر ،وفي جواز التغيير عليه خروجخه مخن القخدم ،كمخا أن
في تغييره دخوله في الحدث ،ليس لخخك وراءه شخخئ يخخا عبخخد الكريخخم ! فخخانقطع
وخزي ) .(6الكخخافي والحتجخخاج (7) :مرفوعخخا مثلخخه .وفخخي الحتجخخاج :ولخخن
تجتمع صفة الحدوث والقدم في شئ .بيان :قد مر الخبر بطخخوله وشخخرحه فخخي
كتاب التوحيد ،وفيه إجمال ،ويحتمل أن يراد فيخخه بكخل مخن الحخخدوث والقخخدم،
الذاتي أو الزماني فإن كان المراد الول كان الغرض
) (1دخوله )خ ل( (2) .الحخخدوث )خ ل( (3) .فخخي المصخخدر :وفخخي كخخونه فخخي الولخخى
دخخخوله فخخي العخخدم (4) .فخخي المصخخدر :علخخى حخخدوثها (5) .فخخي المصخخدر:
الموضوع (6) .التوحيد :ص (7) .216الكافي :ج ،1ص .76الحتجاج:
.183
][63
إثبخخات أن الجسخخام ممكنخخة الوجخخود مصخخنوعة معلومخخة تحتخخاج إلخخى صخخانع يصخخنعها
ويوجدها وعلى الثاني يكون مبنيا على ما سخخبق فخخي الخبخخار الكخخثيرة أن كخخل
قديم ل يكون إل واجبا بالذات ،والمعلخخول ل يكخخون إل حادثخخا بالزمخخان ،وهخخو
أظهر ،وهكذا فهمه الصدوق وأورده في باب حخخدوث العخخالم وعقبخخه بالخخدلئل
المشهورة عند المتكلمين على الحدوث .وقيل :حاصل اسختدلله عليخه السخلم
إما راجع إلخخى دليخخل المتكلميخخن مخخن أن عخخدم النفكخخاك مخخن الحخخوادث يسخختلزم
الحدوث ،وإمخخا إلخخى أنخخه ل يخلخخو إمخخا أن يكخخون بعخض تلخخك الحخخوال الزائلخخة
المتغيرة قديما أن يكون كلها حخخوادث ،وهمخخا محخخالن ،أمخخا الول فلمخخا تقخخرر
عندهم أما ما ثبت قخخدمه امتنخخع عخخدمه ،وأمخخا الثخخاني فلسخختحالة التسلسخخل فخخي
المور المتعاقبة ،والول أظهر ) - 33 .(1الكافي :عخخن أحمخخد بخخن مهخخران،
عن عبد العظيم الحسني ،عن علي بن أسباط ،عن خلف بن حمخخاد ،عخخن ابخخن
مسكان ،عن مالك الجهني ،قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عخخن قخخول ال خ
عزوجل )أو لم ير النسان أنا خلقناه ولم يك شخخيئا( قخخال :فقخخال ل مقخخدارا ول
مكونا .قال :وسألته عن قوله عزوجل )هل أتى على النسان حين من الخخدهر
لم يكن شيئا مذكورا( قال :كان مقدرا غير مذكور ).(2
) (1يظهر بالتأمل في الروايخخة ،أن المخخام عليخخه السخخلم يسخختدل بتغيخخر العخخالم وأخيخخرا
بامكان تغيره علخخى حخخدوثه يعنخخى أنخخه يمكخخن عخخدمه ؟ وهخخو معنخخى الحخخدوث
الذاتي وهو أول الحتمالمين المذكورين في كلم العلمة المؤلخخف رضخخوان
ال عليه فأمعن النظر في قوله عليه السلم )لن الذى يزول ويحول يجخخوز
أن يوجد أو يبطل( وفي قوله )وفي جواز التغيير عليه خروجخخه مخخن القخخدم(
فان إمكان التغير ل يثبت عدمه في زمان ما حتى يثبت الحخخدوث الزمخخانى،
وإنما يثبت إمكانى عدمه ذاتخخا وهخخو الحخخدوث الخخذاتي .ولسخخنا نعنخخى بهخخذا أن
العالم ليس بحادث زماني ،كل ! وإنمخخا نعنخخى أن المخخراد بهخخذا الكلم إثبخخات
الصانع وحدوث ما سواء ذاتا .وربمخخا يظهخخر مخخن هنخخا أن المخخراد بالحخخدوث
والقدم في سائر الروايات التى تجرى هذا المجرى الحدوث والقدم الذاتيان،
ولكن حيث كان يصعب تفكيك الذاتيين من الزمانيين على افهخخام العامخخة بخخل
على كثير من أهل البحخث والنظخخر جخرى كلمهخخم عليهخخم الصخخلوة والسخخلم
مجرى يحتمل الوجهين فتأمل جيدا (2) .الكافي :ج .(*) 147 ،1
][64
بيان :يدل ظاهرا على حدوث نوع النسان - 35 .تفسير على بن ابراهيم :سميت مكة
ام القرى لنها أول بقعة خلقها ال خ مخخن الرض ،لقخخوله )إن اول بيخخت وضخخع
للنخاس للخذي ببكخة مباركخا( ) - 36 .(1العلخل والعيخون :سخأل الشخامي أميخر
المخخؤمنين عليخخه السخخلم :لخخم سخخميت مكخخة ام القخخرى ؟ قخخال عليخخه السخخلم :لن
الرض دحيخخت مخخن تحتهخخا .وسخخأل عخخن أول بقعخخة بسخخطت مخخن الرض أيخخام
الطوفان ،فقال له :موضع الكعبة ،وكانت زبرجدة خضخخراء ) .(2بيخخان :لعخخل
المراد بأيام الطوفان أيام تموج الماء واضطرار به قبل خلخخق الرض- 37 .
ارشاد القلوب :سئل أمير المؤمنين عليه السخخلم :لخخم سخخميت مكخخة ؟ قخخال :لن
ال مك الرض من تحتها أي دحاها - 38 .مجالس الصدوق والتوحيد وكنخخز
الكراجكي والحتجاج ) :(3بأسانيدهم في مناظرة الصادق عليه السلم لبخخن
أبي العوجاء قال عليه السلم :هذا بيخخت اسخختبعد الخ بخخه خلقخخه ) (4إلخخى قخخوله
خلقه ال قبل دحو الرض بألفي عخخام - 39 .العلخخل والعيخخوب :فخخي علخخل ابخخن
سنان عن الرضا عليه السلم :علة وضع البيت وسخخط الرض أنخخه الموضخخع
الذي من تحته دحيت الرض ،وكخل ريخح تهخب فخخي الخدنيا فإنهخخا تخخخرج مخخن
تحت الركخخن الشخخامي ،وهخخي أول بقعخخة وضخخعت فخخي الرض ،لنهخخا الوسخخط
ليكون الفرض لهل المشرق والمغرب ) (5في ذلك سواه ) - 40 .(6العلل:
عن محمد بن الحسن بن الوليد ،عن محمد بن يحيى ،وأحمد بن
) (1تفسير علخخى بخخن إبراهيخخم القمخخى :ص (2) .595العيخخون :ج ،1ص (3) .241
التوحيد :ص .180الحتجاج :ص (4) .182في الحتجخخاج :عبخخاده(5) .
في المصدرين :لهخخل الشخخرق والغخخرب سخخواء (6) .العلخخل :ج ،2ص .82
العيون :ج ،2ص .(*) 90
][65
إدريس عن محمد بن أحمخخد الشخخعري ،عخخن الحسخخن بخخن علخخي ) ،(1عخخن مخخروان بخخن
مسلم ،عن أبي حمزة الثمالي ،قال :قال أبو جعفر عليه السلم :إن خلق البيت
قبل الرض ) ،(2ثم خلق ]الخخ[ الرض مخخن بعخخده ،فخخدحاها مخخن تحتخخه ).(3
الكافي :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن أحمد ،عن الحسن بخخن علخخي ،عخخن
عدة من أصحابنا عن الثمالي مثله - 41 .العياشي :عن الحلبي ،عن أبي عبخخد
ال عليه السلم قال :إنه وجد في حجر من حجرات البيت مكتوبا :إني أنا ال
ذوبكة خلقتها يوم خلقخخت السخخماوات والرض ويخخوم خلقخخت الشخخمس والقمخخر،
وحففتهمخخا بسخخبعة أملك حفيفخخا - 42 .الكخخافي :عخخن أحمخخد بخخن إدريخخس ،عخخن
الحسين بن عبد ال ،عن محمد بن عيسى ومحمد بن عبيخخدال ،عخخن علخخي بخخن
الحديد ،عخخن مخخرازم ،عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم قخخال :قخخال الخ تبخخارك
وتعالى :يا محمد إني خلقتك وعليا نورا يعنخخي روحخخا بل بخخدن قبخخل أن أخلخخق
سماواتي ]وأرضي وعرشي[ وبحري )الخبر( ) - 43 .(4وعنه عن الحسين
بن محمد ،عن المعلى ،عن عبد ال بن إدريس ،عخخن محمخخد بخخن سخخنان ،قخخال:
كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلم فأجريت اختلف الشيعة ،فقال:
) (1هو الحسن بن على بن فضال التيملى مولى تيم ال بخخن ثعلبخخة ،كخخوفى ،روى عخخن
الرضخخا عليخخه السخخلم وكخخان خصيصخخا بخخه ثقخخة فخخي روايخخاته ،وكخخان فطحيخخا
مشهورا بذلك حتى حضخخره المخخوت فمخخات وقخخد قخخال بخخالحق .قخخال النجاشخخي
)ص (28 :مات سنة .224ويروى عنه جماعة منهم موسى بن عمخخر ولخخم
يذكر في جملتهم محمد بن احمد بن يحيى ،نعم في موضع مخخن الستبصخخار
)محمد بن احمد بن يحيى عن موسى بن عمر عن ابن فضال( وهو الحسخخن
بن على بن فضال .فكأن في هذا السند إرسال ويؤيده أن محمد بن احمد بن
يحيى الشعري راويه على ومحمد ابني الحسن بن على بن فضخخال ،فيشخخبه
أن يكون رواية محمد بن أحمد الشخعري عخن الحسخن بخن فضخال بواسخطة
ابنيه أو بواسطة اخرى وال اعلم (2) .في المصدر :قبل الخلق (3) .العلل:
ج ،2ص (4) .85الكافي :ج ،1ص .(*) 440
][66
يا محمد إن ال تبارك وتعالى لم يزل متفردا بوحدانيته ،ثم خلق محمدا وعليا وفاطمخخة
صلوات ال علهيم أجمعين فمكثوا ألف دهر ،ثم خلق جميع الشياء فأشخخهدهم
خلقهخخا وأجخخرى طخخاعتهم عليهخخا )) (1الحخخديث( .بيخخان) :لخخم يخخزل متفخخردا
بوحدانيته( أي متفردا بأنه متوحد ل شي ء معخخه أو البخخاء للسخخببية أي متفخخردا
بسبب أنه كان واحدا من جميع الوجوه ،وما كان كخخذلك فهخخو واجخخب بالخخذات،
فيجوز عليه القدم بخلف غيره ،فإن القدم ينخخافي التكخخثر والمكخخان الخخذي هخخو
لزمه )فأشهدهم خلقها( أي كانوا حاضرين عند خلقها عالمين بكيفيته ،و لخخذا
قال تعالى فخخي شخخأن إبليخخس وذريتخخه وأتبخخاعه) :مخخا أشخخهدتهم خلخخق السخخماوات
والرض ول خلق أنفسهم( بعد قوله )أفتتخخخذونه وذريتخخه أوليخخاء مخخن دونخخي(
إشارة إلى أن المستحق للولية والمتابعة من كان شاهدا خلق الشياء ،عالمخخا
بحقائقها و كيفياتها وصفاتها والغيوب الكامنة فيهخخا والمسخختنبطة منهخخا- 44 .
التوحيد :عن علي بن أحمد الدقاق ،عخخن محمخخد بخخن جعفخخر السخخدي ) (2عخخن
محمد بن إسماعيل البرمكي ،عن الحسين بن الحسن ،عخخن أبخخي سخخمينة ،عخخن
إسماعيل بن أبان ،عن زيد بن جبير ،عن جابر الجعفي قال :جخخاء رجخخل مخخن
علماء أهل الشام إلى ابي جعفر عليه السلم فقال :جئت أسألك عن مسخخألة لخخم
أجد أحدا يفسرها لي ،وقد سألت ثلثة أصناف مخخن النخخاس ،فقخخال كخخل صخخنف
غير ما قال الخر ! فقال أبو جعفر عليه السلم :وما ذلك ؟ فقخخال :أسخخألك مخخا
أول ما خلق ال عزوجل من خلقه ؟ فإن بعض من سخخألته قخخال القخخدرة ،وقخخال
بعضهم العلم :وقال بعضهم الروح .فقخخال أبخخو جعفخخر عليخخه السخخلم :مخخا قخخالوا
شيئا ،اخبرك أن ال عل ذكره كان ول شئ غيره عزيزا ول
) (1قد مر الحديث عنه مرسل في تفسير آية )ما أشهدتهم خلق السماوات (2 ) (...في
المصدر :عن محمد بن أبخخى عبخخد الخ الكخخوفى .قخخال النجاشخخي )ص(289 :
محمد ابن جعفر بن محمد بن عون السدي أبو الحسين الكوفى ساكن الرى
يقال له )محمد بن أبى عبد ال( كان ثقة صحيح الحديث ،إل أنخخه روى عخخن
الضعفاء وكان يقول بالجبر والتشبيه إلى أن قال :مخخات أبخخو الحسخخين محمخخد
بن جعفر ليلة الخميس لعشر خلون من جمادى الولى سنة 312
][67
عز لنه كان قبل عزه ،وذلك قوله )سبحان ربك رب العزة عما يصفون( وكان خالقخخا
ول مخلوق ) ،(1فأول شئ خلقه من خلقه الشئ الذي جميع الشياء منه وهو
الماء .فقال السائل] :فالشئ[ خلقه من شئ أو من ل شئ ؟ فقخخال :خلخخق الشخخئ
ل من شئ كان قبله ،ولو خلق الشئ من شئ إذا لم يكخن لخخه انقطخخاع أبخدا ولخم
يزل ال إذا ومعه شئ ،ولكن كان ال ول شئ معه ،فخلق الشخخئ الخخذي جميخخع
الشياء منه ،وهو الماء ) .(2بيان :قوله )فإن بعخخض مخن سخألته قخال القخدرة(
لعل هذا القائل زعم أن صفاته تعالى زائدة عى ذاتخخه مخلوقخخة لخخه ،كمخخا ذهخخب
إليه جماعة من العامة ،وسيأتي برواية الكليني )القدر( فلعله توهم أن تقخخديره
تعالى جوهر ،أو يكون مراده بالقدرة اللوح الذي أثبت ال تعالى فيه تقديرات
المور ،وكذا القول بخخأن أول المخلوقخخات العلخخم مبنخخي علخخى القخخول بمخلوقيخخة
الصخخفات .وفخخي الكخخافي مكخخانه )القلخخم( وهخخو موافخخق لبعخخض مخخا سخخيأتي مخخن
الخبار ،وسنذكر وجه الجمع بينها وبين غيرها .قوله عليه السلم )لنه كخخان
قبل عزه( لعل المراد أنه كان غالبا وعزيزا قبل أن يظهر عزه وغلبتخخه علخخى
الشياء بخلقها ،ولذا قال )رب العزة( إذ فعلية العزة وظهورها مسخخبب عنخخه،
والمعنى :ول عز لغيخره .فخالمراد بخالعزة فخي اليخة عخزة المخلوقخات .و فخي
الكافي )ول أحد كان قبل عزه وذلك قوله( أي لخخم يكخخن أحخخد قبخخل عخخزة يكخخون
عزه به .واستدل عليه بقوله )رب العزة( إذ هو يدل علخخى أنخخه سخخبحانه سخخبب
كل
) (1قد نقلنا في ذيل الحديث 17في معنى كونه تعالى خالقا إذ ل مخلوق من المؤلخخف
رحمه ال أن المراد بالخالقية قبل الخلق القدرة علخى خلخق كخل مخا علخم أنخه
أصلح والسرفيه أن الصفات الفعلية خارجة عن الذات ومتخخأخرة عنهخخا لكخخن
ملكاتها موجودة فيها ومتحدة بها فكذا المراد بكونه عزيزا ول عز أنه كان
واجخخدا لمخخا هخخو ملك العخخزة وهخخو الكمخخالت الذاتيخخة .وأمخخا هخخذا المفهخخوم
النتزاعي فليس عين ذات البارئ ولخخذا استشخخهد عليخخه السخخلم بقخخوله تعخخالى
)رب العزة( فان المربوب وهو العز غير الرب ومتأخر عنه (2) .التوحيد:
ص .32
][68
عزة ،فلو كان عزه بغيره كان ذلك الغير )رب العزة( وهخخذا الخخخبر نخخص صخخريح فخخي
الحدوث ول يقبل التأويل بوجه - 45 .الحتجخخاج وتفسخخير المخخام ابخخى محمخخد
العسكري :عن آبائه عليهم السلم قال :احتج رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه
وسلم على الدهرية فقال :ما الذي دعاكم إلى القول بخخأن الشخخياء ل بخخدء لهخخا،
وهي دائمة لم تزل ول تزال ؟ فقالوا :لنا ل نحكخخم إل بمخا شخخاهدنا ) ،(1ولخخم
نجد للشياء حدثا فحكمنا بأنها لم تزل ،ولخخم نجخخد لهخخا انقضخخاء وفنخخاء فحكمنخخا
بأنها ل تزال .فقخخال رسخول الخ صخلى الخ عليخخه وآلخه :أفوجخخدتم لهخا قخخدما أم
وجدتم لها بقاء أبدا ) (2؟ فإن قلتم إنكم وجدتم ذلك أنهضتم لنفسخخكم أنكخخم لخخم
تزالوا على هيئتكم وعقولكم بل نهاية ول تزالون كذلك ! ولئن قلتم هذا دفعتم
العيان وكذبكم العالمون الذين يشاهدونكم .قخالوا :بخل لخم نشخاهد لهخا قخدما ول
بقاء أبد البدين ) .(3قال رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه :فلخخم صخخرتم بخخأن
تحكموا بالبقاء والقخدم ) (4لنكخم لخم تشخاهدوا حخدوثها وانقضخائها أولخى مخن
تارك التميز لها مثلكم ،فيحكخم لهخا بالحخدوث والنقضخاء والنقطخاع لنخه لخم
يشخخاهد لهخا قخدما ول بقخخاء أبخد البخخد ) (5؟ أو لسخختم تشخاهدون الليخل والنهخار
وأحدهما بعد الخر ؟ فقالوا :نعم فقال :أترونهما لم يزال ول يزالن ؟ فقالوا:
نعم ،فقال :أفيجوز عندكم اجتماع الليل والنهار ؟ فقخالوا :ل ،فقخال صخخلى الخ
عليه وآله :فإذن ينقطع أحدهما عن الخر فيسبق أحدهما ويكون الثاني جاريا
بعده ،قالوا :كذلك هو ،فقال :قد حكمتم بحدوث مخخا تقخخدم مخخن ليخخل ونهخخار ولخخم
تشاهدوهما فل تنكروا ال قدره .ثم قال صلى ال عليه وآله :أتقولون ما قبلكم
من الليل والنهار متناه أم غير متناه ؟ فإن قلتم إنه غير متناه فقد وصخخل إليكخخم
آخر بل نهاية لوله ،وإن قلتم إنه متناه فقد كان ول شئ منهما .قالوا:
) (1في المصدر :بما نشاهد 2) .و (3في المصدر :أبد البد (4) .في المصدر :بالقدم
والبقاء دائما (5) .في المصدر :أبدا )*(.
][69
نعم .قال لهم :أقلتم إن العالم قديم ليس بمحدث ) (1وأنتم عارفون بمعنى ما أقررتم بخخه
وبمعنى ما جحدتموه ؟ قالوا :نعم .قال رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه :فهخخذا
الذي نشاهده ) (2من الشياء بعضها إلى بعض يفتقر ،لنه لقوام للبعض إل
بما يتصل إليه ) ،(3كما ترى ) (4البناء محتاجا بعخخض أجخخزائه إلخخى بعخخض،
وإل لم يتسق ولم يستحكم ،وكخخذلك سخخائر مخخا نخخرى ) .(5قخخال :فخخإن كخخان هخخذا
المحتاج بعضه إلى بعض لقخخوته وتمخخامه هخخو القخخديم ،فخخأخبروني أن لخخو كخخان
محدثا كيف كان يكون ؟ وكيف إذا كانت تكون صفته ؟ قال :فبهتخخوا وعلمخخوا
أنهم ل يجدون للمحدث صفة يصفونه بهخخا إل وهخخي موجخخودة فخخي هخخذا الخخذي
زعموا أنه قديم ،فوجموا وقالوا سننظر في أمرنا) (6) .الخبر( بيخخان :ذهبخخت
الدهرية إلى أن العالم قديم زماني ) ،(7و قالوا إن الشخياء دائمخة الوجخود لخم
تزل ول تزال ،بل بعضهم أنكروا الحوادث اليومية أيضا وذهبوا إلى الكمون
والخخبروز لتصخخحيح قخخدم الحخخوادث اليوميخخة ،و أنكخخروا وجخخود مخخا لخخم تخخدكره
الحواس الخمس ،ولذا أنكروا وجود الصانع لعدم إدراك الحواس له تعالى ،و
قالوا وجود الموجخخودات مخخن الطبخخائع المتعاقبخخة ل إلخخى نهايخخة .إذا تقخخرر هخخذا
فاعلم أن الظاهر أن المطلوب أول إثبات الحدوث الزماني ،فإن الظخخاهر مخخن
)البدء( البدء الزماني ،ويؤيده قوله )وهي دائمخخة لخخم تخخزل ول تخخزال( .وقخخوله
)أفوجدتم إلى قوله أتقولون ما قبلكم من الليل والنهار( إبطال
) (1في المصدر :غير محدث (2) .في المصدر :تشاهدونه (3) .في المصخخدر :بخخه) .
(4في بعض النسخ :ترى (5) .في بعض النسخ) :ما تخخرون( وفخخى بعضخخها
)ما يرى( (6) .الحتجاج (7) .10 :بل إلى أنه قديم ذاتي )*(.
][70
إنكارهم ) (1وجخخود مخخال تخخدركه الحخخواس وإثبخخات لوجخخود اليمخخان بخخالغيب عنخخد قيخخام
البرهخخان ،وذلخخك لنهخخم يحكمخخون بالقخخدم وبتقخخدم الليخخل والنهخخار فخخي الزمنخخة
الماضية و عدم اجتماعهما فيها ،مع أنهم لم يشاهدوا شيئا من ذلخخك ،فيلزمهخخم
أن يعترفوا بوجود ما يغيب عخخن حواسخخهم .ويحتمخخل أن يكخخون إلخخى قخخوله )أو
لسخختم تشخخاهدون الليخخل و النهخخار( إثباتخخا للحخخدوث الزمخخاني جخخدل بخخأنهم كمخخا
يحكمون بالقدم لعدم مشاهدة الحدوث يلزمهم أن يحكمخخوا بالحخخدوث لنهخخم لخخم
يشخخاهدوا القخخدم ،والبقيخخة لثبخخات اليمخخان بخخالغيب أو البقيخخة لثبخخات الحخخدوث
بالدليل المشهور عند المتكلمين من عدم النفكاك عن الحوادث ،أو أن الحكخخم
بحدوث كل ليل ونهار يكفي لحتياجها إلخى الصخانع ،ول ينفخع قخدم الطبيعخة.
ومن قول )أتقولون ما قبلكم( إلى قخخوله عليخخه السخخلم )أقلتخخم( إثبخخات لنقطخخاع
الليل والنهار من جهة الماضي ،لستحالة مال نهاية له وهو انقطاع الزمخخان،
ويلزم منه انقطاع الحركات وحدوث الجسام والعراض القائمخخة بهخخا ،ومخخن
قخخوله )أقلتخخم( إثبخخات لمكخخان العخخالم المسخختلزم لوجخخود الصخخانع تعخخالى شخخأنه.
ويحتمل أن يكون صلى ال عليه وآله تدرج في الحتجخخاج ،فنزلهخخم أول عخخن
مرتبة النكار إلى الشك ،ثم أخذفي الحتجاج ،فمن قوله )أتقولون( إلخخى آخخخر
الكلم يحتمل أن يكون دليل واحدا حاصله :أنه ل يخلو من أن يكون الزمخخان
متناهيا أو غيره متناه ،وعلى الول لبد للشياء لحخخدوثها مخخن صخخانع ،فقخخوله
)فقد كان ول شئ منهما( أي كان الصانع قبخخل وجخخود شخخئ منهمخخا ،ثخخم أبطخخل
الثاني بأنكم إنما حكمتم بقدمها لئل يحتاج إلى صخخانع ،والعقخخل يحكخخم بخخأن مخخا
يوجب الحكم في الحادث بالحاجة إلى الصانع يحكم في القديم أيضا .ويحتمخل
أن يكون إلى آخر الكلم دليلين ،وقد فصلنا الكلم فيه فخخي المجلخخد الرابخخع فل
نعيدهنا ودللته على الحدوث على كل الوجوه ظاهرة - 46 .تفسير علخخى بخخن
إبراهيم) :وهو الذي خلق السماوات والرض في ستة أيام وكان عرشه على
الماء( وذلك في مبدأ الخلق ،إن الرب تبارك وتعالى خلق
][71
الهواء ثم خلق القلم فأمره أن يجري ،فقال :يا رب بما أجري ؟ فقال :بما هو كائن ،ثخم
خلق الظلمة من الهواء ،وخلخخق النخخور مخخن الهخخواء ،وخلخخق المخخاء مخخن الهخخواء
وخلق العرش من الهواء ،وخلق العقيم من الهواء وهو الريخخح الشخخديد وخلخخق
النار من الهواء ،وخلق الخلق كلهم من هخخذه السخختة الخختي خلقخخت مخخن الهخخواء،
فسلط العقيم على الماء فضربته فأكثرت الموج والزبد وجعل يثور دخانه في
الهواء ،فلما بلغ الوقت الذي أراد قال للزبد :اجمد فجمد ،فقخخال للمخخوج :اجمخخد
فجمد ،فجعل الزبد أرضا وجعل الموج جبال رواسي للرض فلمخخا أجمخخدهما
قال للروح والقدرة :سويا عرشي على السماء ،فوسيا عرشخخه علخخى السخخماء )
،(1وقال للدخان :اجمد ،فجمد ،ثم قخخال لخخه :ازفخخر ،فزفخخر ،فناداهخخا والرض
جميعا :ائتيا طوعا أو كرها ،قالتا أتينخخا طخخائعين فقضخخيهن سخخبع سخخماوات فخخي
يومين ،ومن الرض مثلهن ،فلما أخذ في رزق خلقخخه خلخخق السخخماء وجناتهخخا
والملئكة يوم الخميس ،وخلق الرض يوم الحد ،وخلق دواب الخخبر والبحخخر
يوم الثنين ،وهما اليومان اللذات يقول الخ عزوجخخل )أئنكخم لتكفخخرون بالخخذي
خلق الرض في يومين( وخلخخق الشخخجر ونبخخات الرض وأنهارهخخا ومخخا فيهخخا
والهوام في يوم الثلثاء ،وخلق الجان وهو أبو الجن يوم السبت ،وخلق الطيخخر
في يوم الربعاء ،وخلق آدم في ست ساعات من يوم الجمعة ،ففي هذه السخختة
أيام ) (2خلق ال السماوات والرض ومخخا بينهمخخا ) .(3بيخخان) :يخخوم السخخبت(
ليس في بعض النسخ ،وهو أظهر ،وعلى تقخخديره وإن كخخان خلف المشخخهور
يمكن أن ل يكون الجمعة محسوبا في الستة ،لتأخره عخخن خلخخق العخخالم ،أو لخخم
يحسب خلق الجان من خلق العالم بأن المراد بالعالم ما يشاهد ويخخرى ويكخخون
ذكر الملئكة اسخختطرادا لشخخرفهم ،أو يكخخون بنخخاء الحسخخاب علخخى التلفيخخق بخخأن
يكون ابتداء الخلق من ظهخخر يخخوم السخخبت وانتهخخاؤه عنخخد ظهخخر يخخوم الجمعخخة،
فيكون ستة
) (1في بعخض النسخخ )علخى المخاء( فخي الموضخعين ،وهخو الظهخر (2) .فخي بعخض
النسخ :الستة اليام (3) .تفسير على بن إبراهيم :ص .(*) 297
][72
أيام على حساب أهل النجوم ويؤيده قوله )في سخخت سخاعات( وعلخخى التقخخادير ل يخلخخو
عن غرابة ،وسيأتى بعض القول في ذلك - 47 .التفسير :عن أبيخه عخن علخي
بن الحكم ،عن سيف بن عميرة ،عن أبي بكر الحضرمي ،عن أبخخي عبخخد ال خ
عليه السلم قال :خرج هشام بن عبد الملك حاجا ومعه البرش الكلبي ،فلقيخخا
أبا عبد ال عليه السلم في المسجد الحرام ،فقال هشام للبرش :تعرف هذا ؟
قال :ل ،قال :هذا الذي تزعم الشيعة أنه نبي من كثرة علمه ! فقخخال البخخرش:
لسألنه عن مسألة ) (1ل يجيبني فيهخخا إل نخخبي أو وصخخي نخخبي ! فقخخال هشخخام
]للبرش[ وددت أنك فعلت ذلك .فلقي البرش أبا عبد ال عليه السلم فقخخال:
يا أبخخا عبخد الخ أخخبرني عخن قخخول الخ عزوجخخل )أو لخخم يخخر الخذين كفخخروا أن
السماوات والرض كانتا رتقا ففتقناهما( فما كان رتقهما وما كان ) (2فتقهما
؟ فقال أبو عبد ال عليه السلم :يا أبرش هو كما وصف نفسخخه )كخخان عرشخخه
علخخى المخخاء( والمخخاء علخخى الهخخواء ،والهخخواء ل يحخخد ،ولخخم يكخخن يخخومئذ خلخخق
غيرهمخخا ،والمخخاء يخخومئذ عخخذب فخخرات فلمخخا أراد ) (3أن يخلخخق الرض أمخخر
الرياح فضربت الماء حتى صار موجا ،ثم أزبد فصار زبخخدا واحخخدا ،فجمعخخه
في موضع البيت ثم جعله جبل من زبد ،ثم دحى الرض من تحته ،فقال ال خ
تعالى) :إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا( ثخخم مكخخث الخخرب تبخخارك
وتعالى ما شاء فلما أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضخخربت البحخخور حخختى
أزبدتها ،فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غيخخر نخخار،
فخلق منخخه السخخماء ،فجعخخل فيهخخا الخخبروج والنجخخوم ومنخخازل الشخخمس والقمخخر،
وأجراها في الفلك ،وكانت السماء خضراء على لون الماء العذب الخضر )
،(4وكانت الرض خضراء ) (5على لون الماء
) (1فخخي المصخخدر :مسخخائل (2) .فخخي المصخخدر) :بمخخا كخخان( فخخي الموضخخعين (3) .فخخي
المصدر :أراد ال (4) .في المصخخدر :علخخى لخخون المخخاء الخضخخر (5) .فخخي
المصدر :غبراء على لون الماء العذب )*(.
][73
وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب ولم يكن للرض أبواب وهو النبت ،ولم تمطخخر )(1
السماء عليها فتنبخخت ،ففتخخق السخخماء بخخالمطر ،وفتقخخل الرض بالنبخخات ،وذلخخك
قوله عخخز وجخخل )أو لخخم يخخر الخخذين كفخخروا أن السخخماوات والرض كانتخخا رتقخخا
ففتقناهما( فقال البرش] :وال[ ما حدثني بمثل هخذا الحخخديث أحخد قخخط ! أعخخد
علي ،فأعاد عليه وكان البرش ملحدا فقال] :و[ أنا أشهد أنك ابن بنخخي ثلث
مرات ) - 48 .(2ومنه) :إن ربكم الخ الخخذي خلخخق السخخماوات والرض فخخي
ستة أيام( قال :في ستة أوقات )ثخخم اسخختوى علخخى العخخرش( أي عل ) (3علخخى
العرش ) .(4بيان :تأويل اليام بالوقات إمخخا لعخدم خلخق الليخخل والنهخخار بعخخد،
فأول اليوم بمقداره ،أو المراد باليوم النوبة والمرة فيكون خلق كخخل منهخخا فخخي
أسرع الزمنة وعبر عنه باليوم مجازا كما قيل - 49 .العيون :عن محمد بخخن
عمرو بن علي البصري ،عن محمد بن علخي الخواعظ ) (5عخن عبخد الخ بخن
أحمد بن عامر الطائي ،عن أبيه ،عن الرضخخا عخخن آبخخائه عليهخخم السخخلم قخخال:
كان علي عليه السلم في جامع الكوفة إذ قام إليه رجل من أهخل الشخام فقخال:
أخخخبرني عخخن أول مخخا خلخخق الخخ .قخخال :خلخخق النخخور .قخخال :فمخخم خلقخخت )(6
السماوات ؟ قال :من بخار الماء .قخخال :فمخخم خلقخخت الرض ؟ قخخال :مخخن زبخخد
الماء قال :فمم خلقت الجبال ؟ قال :من المواج )الخبر( ).(7
) (1في المصدر :لم تقطر (2) .تفسير على بن أبراهيخخم :ص 427وسخخيأتى فخخي بخخاب
السحاب والمطر بعينه تحت الرقم ) (3) .(1في المصدر :عل بقدرته على
العرش (4) .تفسير على بن إبراهيم ،ص (5) .219فخخي المصخخدر :محمخخد
بن عبد ال بن أحمد بن جبلة الواعظ .ولم نجد ذكره في كتب الرجخخال وكخخذا
محمد بن عمرو البصري الذى روى عنه ) (6في بعض النسخ :خلخخق(7) .
العيون :ج ،1ص .(*) 240
][74
بيان :يمكن أن يكون المراد بالنور نور النبي والئمة عليهم السلم كما ورد فخخي أكخخثر
الخبار - 49 .التوحيد :عن علي بن أحمد الدقاق :عن الكليني ،عن العلن )
(1عن محمد بن عيسى ،عن الحسين بن خالد ،عن أبي الحسن الرضا عليخخه
السلم أنه قال :اعلم علمك ال الخير أن ال تبارك وتعالى قديم والقخخدم صخخفة
دلت ) (2العاقل على أنه ل شئ قبله ،ول شئ معه في ديمومته ) (3فقخخد بخخان
لنا بإقرار العامة ) (4معجزة الصفة أنه ل شئ قبل ال ول شخخئ مخخع ال خ فخخي
بقائه ،وبطل قول من زعم أنه كان قبل أو كان معه شئ ،وذلخخك أنخخه لخخو كخخان
معه شئ في بقائه لم يجز أن يكون خالقا له ،لنه لخخم يخخزل معخخه فكيخخف يكخخون
خالقا لمن لم يزل معه ؟ ولخخو كخخان قبلخخه شخخئ كخخان الول ذلخخك الشخخئ ل هخخذا،
وكان الول أولى بأن يكون خالقا للثخخاني ) .(5الكخخافي :عخخن علخخي بخخن محمخخد
مرسخخل عخخن أبخخي الحسخخن الرضخخا عليخخه السخخلم مثلخخه ) .(6بيخخان :هخخذا الخخخبر
صريح في الحدوث ومعلل ،وقد مر شرحه في كتاب التوحيد - 50 .التوحيخخد
والعيون :عن تميم بن عبد ال القرشي ،عن أبيه ،عن أحمد
) (1العلن :بفتح العين المهملة وتشديد اللم ،وحكى عن الشخخهيد الثخخاني تخفيفخخه علخخى
بن محمد بن ابراهيم بن أبان الرازي الكليني ويكنى أبا الحسن ثقة عيخخن لخخه
كتاب اخبار القائم عجل ال فرجه وكان استأذن الصاحب فخخي الحخخج فخخخرج
)توقف عنه فخخي هخخذه السخخنة( فخخخالف فقتخخل بطريخخق مكخخة (2) .فخخي الكخخافي:
صفته الخختى دلخخت (3) .فخخي التوحيخخد والكخخافي :ديمخخوميته (4) .فخخي التوحيخخد
والكافي :مع معجزة الصخخفة (5) .فخخي الكخخافي )خالقخخا للول( وفخخي التوحيخخد
ص ) 125خالقا للول الثاني( (6) .الكافي :ج ،1ص .(*) 120
][75
علي النصاري ) (1عن أبي الصلت الهروي ،قال :سأل المأمون أبا الحسن علي بخخن
موسى الرضا عليه السلم عن قول ال عزوجل )وهو الذي خلخخق السخخماوات
والرض في ستة أيام وكخخان عرشخخه علخخى المخخاء ليبلخخوكم أيكخخم أحسخخن عمل(
فقال :إن ال تبارك وتعالى خلق العرش والماء والملئكة قبل خلق السماوات
والرض ،وكخخانت الملئكخخة تسخختدل بأنفسخخها وبخخالعرش والمخخاء علخخى الخخ
عزوجل ،ثم جعل عرشه على الماء ليظهر بخخذلك قخخدرته للملئكخخة فتعلخخم )(2
أنه على كل شئ قدير ،ثم رفع العرش بقدرته ،ونقله فجعلخخه فخخوق السخخماوات
السبع ،ثخخم ) (3خلخخق السخخماوات والرض فخخي سخختة أيخخام وهخخو مسخختول علخخى
عرشه ،وكان قادرا على أن يخلقها في طرفة عين ،ولكنه عزوجل خلقها في
ستة أيام ليظهر للملئكة ما يخلقه منها شيئا بعد شئ فتستدل ) (4بحخخدوث مخخا
يحدث ) (5على ال تعالى ذكره مرة بعد مرة .ولم يخلق ال خ العخخرش لحاجخخة
به إليه لنه غني عن العرش وعن جميع مخخا خلخخق .ل يوصخخف بخخالكون علخخى
العرش لنه ليس بجسم تعالى ) (6عخخن صخخفة خلقخخه علخخوا كخخبيرا .وأمخخا قخخوله
عزوجل )ليبلوكم أيكم أحسن عمل( فإنه عزوجل خلق خلقه ليبلخخوهم بتكليخخف
طاعته وعبادته ل على سبيل المتحان والتجربخخة ،لنخخه لخخم يخخزل عليمخخا بكخخل
شئ.
) (1هو أحمد بن على بن مهدى بن صخخدقة بخخن هشخخام بخخن غخخالب بخخن محمخخد بخخن علخخى
الرقى النصاري قال الشيخ في رجاله :سخخمع منخخه التلعكخخبرى بمصخخر سخخنة
أربعين وثلثمائة عن أبيه عن الرضا عليه السخخلم ولخخه منخخه اجخخازة )انتهخخى(
وقال في التعليقة :إن كونه شيخ الجازة يشير إلى الوثاقة )انتهى( وروايتخخه
بواسطة أبيه عخخن الرضخا عليخخه السخلم تخدل علخخى إمكخخان روايتخخه عخخن أبخخى
الصلت بل واسطة و ان لم يذكر في كتب الرجال في من يخخروى عنخخه(2) .
في التوحيد :فيعلمون (3) .في التوحيد :وخلق (4) .في التوحيد :ويستدل) .
(5في نسخة مخطوطة :ما يحدث ال (6) .في التوحيد :تعالى ال.
][76
فقال المأمون :فرجت عني يا أبا الحسن ،فرج ال عنك ) - 51 .(1العلخخل :عخخن أبيخخه،
عن سعد بن عبد ال ،عن محمد بن أحمد السياري ) (2عن محمد بن عبد ال
بن مهران الكوفي ،عن حنان بن سدير ،عن أبيه عن أبي إسحق الليخخثي قخخال:
قال لي أبو جعفر عليه السلم :يا إبراهيم إن ال تبارك وتعالى لم يزل عالمخخا
) (3خلق الشياء ل من شئ ،ومن زعخخم أن الخ عزوجخخل خلخخق الشخخياء مخخن
شئ فقد كفر ،لنه لو كان ذلك الشئ الذي خلخخق منخخه الشخخياء قخخديما معخخه فخخي
أزليته و هويته كان ذلك ) (4أزليا بل خلق ال عزوجل الشخخياء كلهخخا ل مخخن
شئ ،فكان مما خلق ال عزوجل أرضا طيبة ،ثم فجر منها مخخاء عخخذبا زلل،
فعرض عليه ) (5وليتنا أهخخل الخخبيت فقبلهخخا ) ،(6فخخأجرى ذلخخك المخخاء عليهخخا
سبعة أيام حتى طبقها وعمها ثم نضب ) (7ذلك الماء عنها فأخخخذ مخخن صخخفوة
ذلك الطين طينا فجعله طين الئمة عليهم السلم ثم أخذ ثقل ذلك الطين فخلق
منه شيعتنا )الخبر( ) - 52 .(8العلل :في خبر ابن سلم ،قال :أخخخبرني عخخن
أول يوم خلق ال عز وجل قال النبي صلى ال عليه وآله :يوم الحد قال :ولم
سمي يوم الحد ؟ قال :لنه واحد محدود قال :فالثنين ؟ قال :هو اليوم الثاني
من الدينا قال :فالثلثا ؟ قخال :الثخخالث مخخن الخخدنيا قخال :فالربعخخاء ؟ قخخال :اليخخوم
الرابع من الدنيا .قال :فالخميس ؟ قال :هو يوم خخامس مخن الخدنيا ،وهخو يخوم
أنيس ،لعن فيه إبليس ،ورفع فيه إدريس .قال :فالجمعة ؟
) (1التوحيد :ص (2) .236كذا في نسخ البحار ،وفي المصدر :محمد بن احمد ،عن
احمخخد بخخن محمخخد السخخيارى .وهخخو الصخخحيح ،لعخخدم ذكخخر )محمخخد بخخن احمخخد
السخخيارى( فخخي كتخخب الرجخخال (3) .فخخي المصخخدر :عالمخخا قخخديما (4) .فخخي
المصدر :ذلك الشئ (5) .في المصدر :عليها (6) .في المصخخدر :فقبلتهخخا) .
(7نضب عنه الماء نضوبا بالضاد المعجمة :انحسر وانفرج ونزح ونشف.
) (8العلل ،ج 2ص .(*) 295
][77
قخخال :هخخو يخخوم مجمخخوع لخخه النخخاس ،وذلخخك يخخوم مشخخهود ،ويخخوم شخخاهد ومشخخهود .قخخال:
فالسبت ؟ قال :يخوم مسخبوت ،وذلخك قخوله عزوجخل فخي القخرآن )ولقخد خلقنخا
السماوات والرض وما بينهما في ستة أيام( فمن الحد إلى الجمعة ستة أيخخام
والسبت معطل )الخبر( ) .(1بيان :قال في القاموس :السبت الراحة والقطخخع.
وقال في النهاية :قيل :سمي يوم السبت لن ال تعالى خلق العالم في ستة أيام
آخرهخخا الجمعخخة ،وانقطخخع العمخخل فسخخمي يخخوم السخخابع يخخوم السخخبت- 53 .
الحتجاج :عن هشام بن الحكم ،قال :سأل الزنديق أبخخا عبخد الخ عليخه السخلم
فقال :من أي شئ خلق ال الشياء ؟ قال عليه السلم :من ل شئ قال :فكيخخف
يجيئ من ل شئ شئ ؟ قال عليه السلم :إن الشياء ل تخلو أن تكخخون خلقخخت
من شئ أو من غير شئ فإن كان خلقت مخخن شخخئ كخخان معخخه فخخإن ذلخخك الشخخئ
قديم ،والقديم ل يكون حديثا ول يفنى ول يتغير ،ول يخلو ذلك الشخخئ مخخن أن
يكخخون جخخوهرا واحخخدا ولونخخا واحخخدا فمخخن أيخخن جخخاءت هخخذه اللخخوان المختلفخخة
والجواهر الكثيرة الموجودة في هذا العالم من ضروب شتى ؟ ومن أين جخخاء
الموت إن كان الشئ الذي انشئت منه الشخخياء حيخخا ؟ و ) (2مخخن أيخخن جخخاءت
الحياة إن كان ذلك الشئ ميتا ؟ ول يجوز أن يكون من حى وميت قديمين لخخم
يزال ،لن الحي ل يجئ منه ميت وهو لم يزل حيا ول يجوز أيضا أن يكون
الميت قديما لم يزل بما نسبوا ) (3من الموت ،لن الميت ل قدرة له فل بقخخاء
) .(4قال :فمن أين قالوا إن الشياء أزلية ؟ قال :هذه مقالة قوم جحدوا مخخدبر
الشياء فكذبوا الرسل ومقالتهم ،والنبياء وما أنبؤوا عنه
) (1العلخخل :ج ،2خ (2) .156فخخي المصخخدر :أو (3) .فخخي المصخخدر :لمخخا هخخو بخخه مخخن
الموت (4) .في المصدر :ول بقاء )*(.
][78
][79
لم تزل مع المبدع .فأنكر عليه سائر الحكماء وقالوا :إن الهيولى لو كانت أزلية قديمخخة
لما قبلت الصور ،ولما تغيرت من حال إلى حال ولما قبلخخت فعخخل غيرهخخا ،إذ
الزلي ل يتغير .وقوله عليه السلم )فمن أين جاءت هخخذه اللخخوان المختلفخخة(
لعله مبني على ما زعموا من أن كل حخخادث لبخخدله مخخن منشخخأ ومبخخدأ يشخخاكله
ويناسبه في الذات والصفات فألزمه عليه السلم بحسب معتقدة ،أو المراد أن
الحتياج إلى المادة إن كان لعجز الصانع تعالى عن إحداث شئ لم يكن فلبد
مخخن وجخخود الشخخياء بصخخاتها فخخي المخخادة حخختى يخرجهخخا منهخخا ! وهخخذا محخخال
لستلزامه كون المادة ذات حقائق متبائنخخة واتصخخافها بصخخفات متضخخادة ،وإن
قلتم إنها مشتملة على بعضها فقد حكمتم بإحداث بعضها من غير مادة فليكخخن
الجميع كذلك ،وإن قلتم إن جوهر المادة يتبدل جواهر ) (1اخر ،وأعراضخخها
أعراضا اخرى فقد حكمتم بفناء ما هو أزلي وهذا محال ،و بحدوث شئ آخر
من غير شئ وهو مستلزم للمطلوب .وأما ما ذكره عليخه السخلم فخي الحيخات
والموت فيرجع إلى ما ذكرنا وملخصه أنه إما أن تكون مادة الكل حية بذاتها
أو ميتة بذاتها أو تكون الشياء من أصلين أحدهما حي بخخذاته والخخخر ميخخت،
وهذا أيضا يحتمل وجهين :أحدهما أن يكخخون كخخل شخخي مخخأخوذا مخخن كخخل مخخن
الحي والميت ،والثاني أن يكون الحي مأخوذا من الحي والميخخت مخخن الميخخت،
فأبطل عليه السلم الول بأنه لو حصل الميخخت بخخذاته عخخن الحخخي بخخذاته يلخخزم
زوال الحياة الزلية من هذا الجزء من المادة وقد مر امتناعه أو تبدل الحقيقة
الذي يحكم العقل ضخخرورة بامتنخاعه .ولخخو قيخخل بإعخخدام الحخخي وإنشخخاء الميخت
فيلزم المفسدة الولى مع القرار بالمخخدعى وهخخو حخخدوث الشخخئ ل مخخن شخخئ،
وبهذا يبطل الثاني وكذا الثالث ،لن الجزء الحخخي مخخن المخخادة يجخخري فيخخه مخخا
سبق إذا حصل منه ميخخت ،وأشخخار إليخخه بقخخوله )لن الحخخي ل يجيخخئ ) (2منخخه
ميت( وأشار
) (1في بعض النسخ :جوهرا آخر (2) .في بعض النسخ :ل يحيى )*(.
][80
إلى الرابع بقوله )ول يجوز أن يكون الميخخت قخديما( وبخخه يبطخل الثخاني الثخخالث أيضخخا،
وتقريره أن الزلي لبد أن يكون واجب الوجخخود بخخذاته كخخامل بخخذاته ،لشخخهادة
العقخخول بخخأن الحتيخخاج والنقخخص مخخن شخخواهد المكخخان المحخخوج إلخخى المخخؤثر
والموجد فل يكخخون الزلخخي ميتخخا .وربمخخا يحمخخل الحخخي فخخي هخخذا الخخخبر علخخى
الموجود ،والميت على العتبخخاري المعخخدوم .والظخخاهر أن أكخثر الكلم مبنخخي
على مقدمات موضوعة مسلمة عند الخصم .وقد مخخر الخخخبر بتمخخامه وشخخرحه
في الجمله في المجلد الرابع - 54 .التوحيد :عن أبيه وابن عبدوس ،عن ابخخن
قتيبة ،عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير ،قال :قخخال موسخخى بخخن جعفخخر
عليهما السلم :هو الول الذي ل شئ قبله والخر الخخذي ل شخخئ بعخخده ،وهخخو
القديم وما سواه مخلوق محدث ،تعالى عن صخخفات المخلخخوقين علخخوا كخخبيرا )
- 55 .(1ومنه :عن الفضل بن عباس الكندي ،عن محمد بن سهل ،عن عبد
ال ابن محمد البلوي ) (2عن عمارة بن زيخخد ،عخخن عبيخخد الخ بخخن العلء )(3
عن صالح بن سبيع عن عمرو بن محمد بن صعصعة ،عن أبيه ،عخخن محمخخد
بن أوس ) (4عن أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم فخخي خطبخخة طويلخخة :لخخم يخلخخق
الشياء من اصول أزلية ،ول من أوائل كانت قبله بدية ) (5بل خلق ما خلخخق
وأتقن خلقه ،وصور ما صخور فأحسخخن صخورته )الخخخبر( ) - 56 .(6ومنخه:
عن محمد بن الحسن بن الوليد ،عن محمد بن يحيى الطعار ،عن
) (1التوحيد :ص (2) .29بفتح اللم نسبة إلى )بلى( كرضى قبيلخخة مخخن اهخخل مصخخر
كما صرح به الشيخ في الفهرست أو من قضاعة كمخخا قخخال غيخخره (3) .فخخي
المصدر )عبد ال بن العلء( والظاهر أنه الصحيح لعدم ذكخر )عبيخدال بخن
العلء( في التراجم (4) .في المصدر :عن أبى المعتصر مسلم بخخن أوس) .
(5في المصدر :أبدية (6) .التوحيد :ص .(*) 40
][81
الحسين بن الحسن بن أبان :عن محمد بن اورمة ) (1عن إبراهيم بن الحكم بن ظهيخخر
عن عبد ال بن جوين ) (2العبدي ،عن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم أنخخه كخخان
يقول :الحمد ل الذي كان إذ لم يكن شخخئ غيخخره ،وكخخون الشخخياء فكخخانت كمخخا
كونها وعلم ما كان وما هو كائن ) - 57 .(3ومنه :عن محمد بن موسى بخخن
المتوكل ،عن محمد العطار ،عن محمد بن أحمد ،عن عبد ال بن محمد ،عن
علي بن مهزيار ،قال :كتب أبو جعفر عليه السلم في دعاء :يا ذا الخخذي كخخان
قبل كل شئ ،ثم خلق كل شئ )الخبر( ) - 58 .(4ومنخخه عخخن ابخخن المتوكخخل،
عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن الصخخقر ابخخن دلخخف ) (5عخخن أبخخي الحسخخن
الثالث عليه السلم قال :يا ابن دلف ،إن الجسم محدث وال محخخدثه ومجسخخمه
)الخبر( ) - 59 .(6ومنه :عن محمد بن علي ما جيلويه ،عن عمه محمد بن
أبي القاسم ،عن محمد بن علي الصيرفي ،عن علي بن حمخخاد ،عخخن المفضخخل
عن أبي عبد ال عليه السلم في كلم يصف ]فيخخه[ البخخارئ تعخخالى :كخخذلك لخخم
يزل ول يزال أبد البدين ،وكذلك كان إذ لخخم تكخخن أرض ول سخخماء ،ول ليخخل
ول نهار ،ول شمس ول قمر ،ول نجوم ول سحاب
) (1محمد بن اورمة أبو جعفخر القمخى لخه كتخب مثخل كتخب الحسخين بخن سخعيد ،رمخاه
القميون بالغلو وغمزوا عليه حتى دس عليه من يفتك به فوجدوه يصلى من
اول الليل إلى آخره فوقفوا عنه وحكى انه ورد توقيع من أبي الحسن الثالث
إلى اهل قم فخخي براءتخخه ممخخا قخخذف بخخه .قخخال فخخي الخلصخخة وقخخد يقخخال )ابخخن
ارومه( بتقديم الراء (2) .في المصدر :عبد ال بن جون (3) .التوحيد :ص
(4) .38التوحيد :ص (5) .22كذا في نسخ البحار والمصدر ،والظخخاهر
أنه العقر بن أبى دلف الكرخي من شيعة المخخام الهخخادى عليخخه السخخلم بسخخر
من رآى ،ولعل لفظة )أبى( سقطت من قلم النساخ وال العالم (6) .التوحيد:
ص .(*) 61
][82
ول مطر ول رياح ،ثم إن ال ]تبارك وتعالى[ أحب أن يخلق خلقا يعظمخخون عظمتخخه،
ويكبرون كبرياءه ،ويجلون جلله ،فقال :كونا ظلين ،فكانا ) .(1أقخخول :تمخخام
الخبر في باب جوامع التوحيخخد - 60 .ومنخخه :عخخن مخخاجيلوه ،عخخن عمخخه ،عخخن
أحمد بن أبي عبد ال البرقي ،عن أبيه ،عن أحمد بن النضر ،عن عمخخرو بخخن
شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن ال تبارك وتعخخالى كخخان
ول شئ غيره )الخبر( ) - 61 .(2ومنه :عن أبيه ،عن محمخخد العطخخار ،عخخن
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن ابن أبي عمير ،عخخن هشخخام بخخن سخخالم،
عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :سمعت يقخخول :كخخان ول
شئ غيره .ولم يزل ال ) (3عالما بما كون ،فعلمه به قبل كونه كعلمه به بعد
ما كونه ) - 62 .(4ومنه :عن علي بن أحمد الخخدقاق ،عخخن محمخخد بخخن جعفخخر
السدي ،عن محمد بن بشر ،عن أبي هاشم الجعفري ) (5قال :كنت عند أبي
جعفر الثاني عليه السلم فسأله رجل فقال :أخبرني عن الرب تبارك وتعخخالى
له أسماء وصفات في كتابه فأسماؤه وصفاته هي هو ؟ فقال أبو جعفخخر عليخخه
السلم :إن لهخخذا الكلم وجهيخن ،إن كنخخت تقخول )هخي هخو( أنخخه ) (6ذو عخخدد
وكثرة فتعالى ال عن ذلك ،وإن كنت تقول :لم تزل هذه الصخخفات والسخخماء،
فإن )لم تزل( يحتمل معنيين ،فإن قلت :لم تزل
) (1التوحيد :ص (2) .80في المصدر :ص (3) .89في المصدر :كان ال ول شئ
غيره ولم يزل عالما (4) .التوحيخخد :ص (5) .92هخخو داود بخخن القاسخخم بخخن
إسحاق بن عبد ال بن جعفر بن أبى طالب ثقة شريف القدر عظيخخم المنزلخخة
عند الئمة عليهم السخخلم وقخخد أدرك الرضخخا والجخخواد والهخخادي والعسخخكري
وصاحب المر صلوات ال عليهخخم وروى عخخن كلهخخم (6) .فخخي الكخخافي :أي
أنه )*(.
][83
عنده في علمه وهو مستحقها فنعخخم ،وإن كنخخت تقخخول :لخخم تخخزل تصخخويرها وهجائهخخا و
تقطيع حروفها فمعاذ ال أن يكون معه شئ غيره ،بل كان ال خ ول خلخخق ،ثخخم
خلقها وسيلة بينه وبين خلقه ،يتضرعون بها إليه ويعبدونه ،وهي ذكره وكان
ال سخبحانه ول ذكخر ،والمخذكور بالخذكر هخو الخ القخديم الخذي لخم يخزل] ،و[
السماء والصفات مخلوقات والمعني بهخخا هخخو الخ )الخخخبر( ) .(1الحتجخخاج:
عن الجعفري مثله ) .(2الكافي :عن محمد بن أبخخي عبخخد الخ رفعخخه إلخخى أبخخي
هاشم الجعفري مثله ) .(3أقول :قد مخخر شخخرحه فخخي كتخخاب التوحيخخد ،ودللتخخه
على المدعى صريحة - 63 .التوحيد والكافي :روي أنه سئل أمير المخخؤمنين
عليه السلم :أين كان ربنا قبل أن يخلق سماء وأرضخخا ؟ فقخخال عليخخه السخخلم:
)أين( سؤال عن مكان ،وكان ال ول مكان ) - 64 .(4الحتجاج :سخخئل أبخخو
الحسن علي بن محمد عليه السلم عن التوحيد فقيل :لم يزل ال وحده ل شئ
معه ،ثم خلق الشياء بديعا واختار لنفسخخه أحسخخن ) (5السخخماء ؟ أو لخخم تخخزل
السماء والحروف معه قديمة ؟ فكتب :لم يزل ال موجخودا ثخم كخون مخا أراد
)الخبر( ) - 65 .(6التوحيد :عن على بن أحمخد الخدقاق ،عخن الكلينخي رفعخه
قال :سأل ابن أبي العوجاء أبخخا عبخخد الخ عليخخه السخخلم فقخخال :مخخا الخخدليل علخخى
حدوث ) (7الجسام ؟ فقال :إني ما وجخخدت شخخيئا صخخغيرا ول كخخبيرا إل وإذا
ضم إليه مثله صار أكبر ،وفي ذلك
) (1التوحيخخد :ص (2) .130الحتجخخاج (3) .244 :الكخخافي :ج ،1ص (4) .116
التوحيخخد :ص ،115الكخخافي :ج ،1ص (5) .90فخخي المصخخدر :لنفسخخه
السماء (6) .الحتجاج (7) .249 :في المصدر :حدث )*(.
][84
زوال وانتقال عن الحالة الولى ،ولو كخخان قخخديما مخخا زال ول حخخال ،لن الخخذي يخخزول
ويحول يجوز أن يوجد ويبطل فيكون بوجوده بعد عخخدمه دخخخول فخخي الحخخدث
وفي كونه في الولى دخوله في العدم ،ولخخن تجتمخخع صخخفة الزل والعخخدم فخخي
شئ واحد )الخبر( ) - 66 .(1ومنخخه :عخخن محمخخد بخخن الحسخخن الصخخفار ،عخخن
العباس بن معروف ،عن عبد الرحمان بن أبي نجران ،عن حماد بن عثمان،
عن عبد الرحيم ،قال :كتبت على يدي عبد الملك بن أعين ) (2إلى أبخخي عبخخد
ال عليه السلم :جعلت فداك ،اختلف الناس في القرآن ،فزعم قوم أن القخخرآن
كلم ال غير مخلوق ،وقال آخرون :كلم الخ مخلخوق .فكتخب عليخه السخلم:
القرآن كلم ال محدث غير مخلوق وغير أزلي مع ال تعخخالى ذكخخره وتعخخالى
عخخن ذلخخك علخخوا كخخبيرا ،كخخان ال خ عزوجخخل ول شخخئ غيخخر ال خ معخخروف ول
مجهول ،وكان عزوجل ول متكلم ول مريد ول متحخخرك ول فاعخخل عزوجخخل
ربنخخا فجميخخع هخخذه الصخخفات محدثخخة عنخخد حخخدوث الفعخخل منخخه عزوجخخل ربنخخا،
والقرآن كلم ال غير مخلوق ،فيه خبر من كان قبلكم وخبر ما يكون بعدكم،
انزل مخن عنخد الخ علخى محمخد رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه ) .(3قخال
الصدوق رحمه ال :معنى قوله عليه السخخلم )غيخخر مخلخخوق( غيخخر مكخخذوب،
ول يعني به أنه غير محدث ،لنه قد قال )محدث غيخخر مخلخخوق وغيخخر أزلخخي
مع ال تعالى ذكره( وإنما منعنا من إطلق المخلوق عليخخه لن المخلخخوق فخخي
اللغة قد يكون مكذوبا
) (1التوحيد :ص .216وقد مر الحديث بتمامه مع شرحه تحت الرقخخم (2) .32عبخد
الملك بن أعين الشيباني الكوفى تابعي أخو زرارة بن أعين ووالخخد ضخخريس
مات في حياة أبى عبد الخ عليخخه السخخلم ويخخذكر فخخي عخخداد اصخخحاب البخخاقر
والصادق عليهما السخخلم كخخان مسخختقيما دعخخا لخخه أبخخو عبخخد الخ عليخخه السخخلم
واجتهد في الدعاء والترحم عليه .روى الكشى عخخن زرارة أن ابخخا عبخخد ال خ
عليه السلم قخخال بعخخد مخخوت عبخخد الملخخك ،اللهخخم إن أبخخا الضخخريس كنخخا عنخخده
خيرتك من خلقك فصيره في ثقل محمد صلواتك عليه وآله يخخوم القيامخخة .ثخخم
قال عليه السلم سبحان ال ! أين مثل أبخى الضخريس ؟ لخم يخأت بعخخد ! )(3
التوحيد :ص .(*) 159
][85
ويقال )كلم مخلوق( أي مكذوب ،قال ال تبارك وتعخخالى )إنمخخا تعبخخدون مخخن دون الخ
أوثانا وتخلقون إفكا( أي كذبا .أقول :الظاهر أن فيه نوعا من التقية أو التقاء
ل متناع المخالفين من إطلق هخخذا اللفخخظ علخخى القخخرآن أشخخد المتنخخاع- 67 .
قصص الراوندي :بإسناده إلى الصدوق ،عن أبيه وابن الوليد معخخا عخخن سخخعد
بن عبد ال ،عن محمد بن الحسين بن أبخخي الخطخخاب ،عخخن ابخخن محبخخوب )(1
عن عمرو بن أبي المقدام ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم ،قخخال :قخخال
أمير المؤمنين عليه السلم :إن ال لما خلق الرضين خلقهخا قبخخل السخماوات.
أقول :تمامه في باب العوالم - 68 .البصائر :عن أحمد بخخن محمخخد وعبخخد ال خ
بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن ابن رئاب ،عن سدير ،قال :سأل حمران أبخخا
جعفر عليه السلم عن قول ال خ تبخخارك وتعخخالى )بخخديع السخخماوات والرض(
قال عليه السخخلم :إن الخ ابتخخدع الشخخياء كلهخخا علخخى غيخخر مثخال كخخان وابتخدع
السماوات والرض ولم يكن قبلهخخن سخخماوات ول أرضخخون أمخخا تسخخمع لقخخوله
تعالى )كان عرشه علخى المخاء( ؟ العياشخي :عخن حمخران مثلخه - 69 .ثخواب
العمال :عن أبيه ،عن سعد ،عخخن أحمخخد بخخن محمخخد الخخبرقي ،عخخن أبيخخه ،عخخن
محمد بن سنان ،عن أبي العلء ،عن أبي خالد الصيقل ،عن أبي جعفر عليخخه
السلم قال :إن ال عزوجل فوض المر إلى ملك مخخن الملئكخخة ،فخلخخق سخخبع
سماوات وسبع أرضين وأشخياء ،فلمخا رأى الشخياء قخد انقخادت لخه قخال :مخن
مثلي ؟ فأرسل ال
) (1هو الحسن بن محبوب ل )محمد بن على بن محبوب( لروايته عن عمرو بن أبي
المقدام ورواية محمخخد بخخن الحسخخين عنخخه ،ومحمخخد بخخن علخخى بخخن محبخخوب ل
يروى عخخن )عمخخرو( بل واسخخطة ،ومحمخخد بخخن الحسخخين راويخخة الحسخخن بخخن
محبوب )*(.
][86
عزوجل نويرة من نار .قال (1) :وما نويرة ) (2من نار ؟ قال :نار بمثخخل ) (3أنملخخة.
قال :فاستقبلها بجميع مخخا خلخخق فتخللخخت ) (4لخخذلك حختى وصخخلت إليخخه لمخخا أن
أدخله ) (5العجب ) .(6المحاسن :عن أبيه ،عن ابن سنان مثله - 70 .ومنخخه:
عن أبيه ،عن بعض أصخخحابه ،عخخن عمخخرو بخخن شخخمر ،عخخن جخابر ،عخخن أبخخي
جعفر عليه السلم قال :إن ال تبارك وتعالى كان وليس شئ غيخخره ،نخخورا ل
ظلم فيه ،وصخخدقا ل كخخذب فيخخه ،وعلمخخا ل جهخخل فيخخه ،وحيخخاة ل مخخوت فيخخه،
وكذلك ) (7ل يزال أبدا ) - 71 .(8العياشي :عن محمد بن مسخخلم ،عخخن أبخي
جعفر عليه السلم قخخال :كخخان الخ تبخخارك وتعخخالى كمخخا وصخخف نفسخخه ،وكخخان
عرشه على الماء ،والمخاء علخى الهخواء ،والهخواء ل يجخري ،ولخم يكخن غيخر
الماء خلق ،والماء يومئذ عذب فخخرات ،فلمخخا أراد الخ أن يخلخخق الرض أمخخر
الرياح الربع فضربن الماء حتى صار موجا ،ثم أزبخخد زبخخدة واحخخدة فجمعخخه
في موضع البيت ،فأمر ال فصار جبل من زبد ،ثم دحخخى الرض مخخن تحتخخه
ثم قال :إن أول بيت وضع للناس للذي ببكخخة مباركخخا وهخخدى للعخخالمين- 72 .
ومنه :عن عيسى بن أبي حمزة ) (9قال :قال رجل لبي عبد ال عليه السلم
) (1في ثواب العمال :قلت (2) .في المحاسن :وما النويرة (3) .في المحاسخخن :مثخخل
النملة (4) .في المحاسن) :فتخبل( والظاهر أنه تصخخحيف (5) .فخخي ثخخواب
العمال :فاستقبلها بجميع ما خلق حتى وصلت إليه لما دخلخخه العجخخب(6) .
ثواب العمال :ص ،242المحاسن :ص (7) .123في المصدر :وكخخذلك
هو اليوم وكذلك (8) .المحاسن :ص (9) .242كذا في جميع النسخ ،لكخخن
الظاهر ان الصحيح )عيسى بن حمزة( لعدم ذكر عيسى=
][87
جعلت فداك ،إن الناس يزعمخخون أن الخخدنيا عمرهخخا سخخبعة آلف سخخنة فقخخال :ليخخس كمخخا
يقولون ،إن ال خلق لها خمسين ألف عام ،فتركهخخا قاعخخا قفخخرا خاويخخة عشخخرة
آلف عام ،ثم بدال بداء ،فخلق فيها خلقا ليس من الجن ول من الملئكخخة ول
من النس وقدر لهم عشرة آلف عام ،فلما قربت آجخخالهم أفسخخدوا فيهخخا فخخدمر
ال عليهم تدميرا ثم تركها قاعا قفرا خاوية عشخخرة آلف عخخام ،ثخخم خلخخق فيهخخا
الجن ،وقخخدر لهخخم عشخخرة آلف عخخام ]فيهخخا[ فلمخخا قربخخت آجخخالهم أفسخخدوا فيهخخا
وسفكوا الدماء وهو قول الملئكة )أتجعل فيها من يفسد فيها ويسخخفك الخخدماء(
كما سفكت بنو الجان ،فأهلكهم ال .ثم بدا ال فخلق آدم وقخرر ) (1لخه عشخرة
آلف ،وقد مضى من ذلك سبعة آلف عام ومائتخخان وأنتخخم فخخي آخخخر الزمخخان.
- 73تفسير المام :قال عليه السلم :قال أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم :قخخال
رسول ال صلى ال عليه وآله فخخي قخخوله عزوجخخل )الخخذي جعخخل لكخخم الرض
فراشا( :إن ال عزوجخخل لمخخا خلخخق المخخاء فجعخخل عرشخخه عليخخه قبخخل أن يخلخخق
السماوات والرض وذلك قوله عزوجل )هو الذي خلق السخخماوات والرض
في ستة أيام وكان عرشه على الماء( يعني وكان عرشخخه علخخى المخخاء قبخخل أن
يخلق السماوات والرض ،فأرسل ال
= ابن أبى حمزة في التراجم ،وهو عيسى بن حمزة بخخن حمخخزة المخخدائني :عخخده الشخخيخ
تارة من اصحاب الباقر واخرى من اصحاب الصخخادق عليهمخخا السخخلم قخخال
النجاشي )ص (226 :عيسى بن حمزة المدائني الثقفى روى عخخن ابخخى عبخخد
ال عليه السلم وقخخال فخخي تنقيخخح المقخخال )ج ،2ص (359مخخا حاصخخله انخخه
امامى إل أن حاله مجهول لكن يمكن الوثخخوق بروايتخخه لمخخا روى فخخي الفقيخخه
في باب ما يأخذ الب مخخن مخخال ابنخخه قخخال :روى عخخن عيسخخى الثقفخخى وكخخان
ساحرا يأتيه الناس فيأخذ على ذلك الجر قال فحججخت فلقيخت ابخا عبخد الخ
عليه السلم بمنى فقلخخت :جعلخخت فخخداك انخخا رجخخل وكخخانت بضخخاعتي السخخحر
وكنت آخذ عليه الجر ومن ال عزوجل على بلقائك وقد تبت إلى ال ،فهخخل
لى في شئ منه ؟ فقال :حل ول تعقد فان توبته تكشخخف عخخن ديخخانته ول أقخخل
من كون توبته بمنزلة المخخدخ فيكخخون الرجخخل مخخن الحسخخان (1) .فخخي بعخخض
النسخ )فتبحز الماء( وفي بعضها )ففجر البحر(.
][88
الرياح على الماء ،فتفجخخر المخخاء ) (1مخخن أمخخواجه ،فخخارتفع عنخخه الخخدخان ،وعل فخخوق
الزبد ،فخلق من دخانه السماوات السبع ،فخلخخق مخخن زبخخده الرضخخين السخخبع،
فبسط الرض على الماء ،وجعل الماء علخخى الصخخفا ،والصخخفا علخخى الحخخوت،
والحوت على الثور والثور على الصخرة التي ذكرها لقمخخان لبنخخه فقخخال )يخخا
بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن فخخي صخخخرة أو فخخي السخخماوات أو
في الرض يأت بها ال( والصخره على الثرى ،ول يعلم ما تحت الخخثرى إل
ال .فلما خلق الخ الرض دحاهخخا مخخن تحخخت الكعبخخة ثخخم بسخخطها علخخى المخخاء،
فأحاطت بكل شئ ،ففخرت الرض وقالت :أحطت بكخخل شخخئ فمخخن يغلبنخخي ؟
وكخخان فخخي كخخل اذن مخخن آذان الحخخوت سلسخخلة مخخن ذهخخب مقرونخخة الطخخراف
بالعرش ،فأمر ال الحخوت فتحركخت ) (1فتكفخأت الرض بأهلهخا كمخا تكفخئ
السفينة على متن المخخاء قخخد اشخختدت أمخخواجه ،ولخخم تسخختطع الرض المتنخخاع،
ففخرت الحوت وقالت :غلبت الرض التي أحاطت بكل شخخئ فمخخن يغلبنخخي ؟
فخلق ال عز وجل الجبال فأرسيها ،وثقل الرض بها ،فلم يستطع الحوت أن
يتحخخرك ،ففخخخرت الجبخخال وقخخالت :غلبخخت الحخخوت الخختي غلبخخت الرض فمخخن
يغلبني ؟ فخلق ال عزوجل الحديد ،فقطعت به الجبال ،ولم يكن عنخخدها دفخخاع
ول امتنخخاع ،ففخخخر الحديخخد وقخخال :غلبخخت الجبخخال الخختي غلبخخت الحخخوت فمخخن
يغلبني ؟ فخلق ال عزوجل النار فألنت الحديد وفرقت أجزاءه ولم يكن عنخخد
الحديد دفاع ول امتناع ،ففخرت النار وقالت :غلبت الحديد الذي غلب الجبال
فمن يغلبني ؟ فخلق ال عزوجل الماء فأطفأ النار ولخخم يكخخن عنخخدها دفخخاع ول
امتناع ،ففخر الماء وقال :غلبت النار التي غلبت الحديد فمن يغلبنخخي ؟ فخلخخق
ال عزوجل الريح ) (2فأيبسخخت المخاء ففخخخرت الريخح و قخالت :غلبخخت المخخاء
الذي غلب النار فمن يغلبني ؟ فخلق ال عزوجل النسخخان فصخخرف الريخخاح )
(3عن مجاريها بالبنيان ففخر النسان وقال :غلبت الريح التي
) (1في بعض النسخ )فتحرك( وفيها اثبتت الفعال التية المسندة إلى ضخخمير الحخخوت
مذكرة أما التذكير فظاهر وأما التأنيث فباعتبار أن معناه )السمكة( (2 ) .في
النسخة )قال :غلبت فأيبست الماء( وهو حشو )ب( (3) .في بعخخض النسخخخ:
الريح )*(.
][89
غلبت الماء فمن يغلبني ؟ فخلق ال عزوجل ملك المخخوت فأمخخات النسخخان ففخخخر ملخخك
المخخوت وقخخال :غلبخخت النسخخان الخخذي غلخخب الريخخح فمخخن يغلبنخخي ؟ فقخخال ال خ
عزوجل :أنا القهار الغلب الوهاب ،أغلبك وأغلب كل شئ ،فذلك قوله )إليخخه
يرجع المر كله( - 74 .العياشي :عن أبي جعفر عن رجل عن أبي عبخخد الخ
عليه السلم قال :إن ال خلق السماوات والرض في ستة أيام ،فالسنة تنقص
ستة أيام .بيان :لعل المعنى أن مقتضخخى ظخخاهر الحخخال كخخان تسخخاوي الشخخهور
وكون كلها ثلثين يوما ،فأسقط ال الستة عن الشخخهور ،وجعخخل حركخخة القمخخر
بحيث تصير السنة القمرية ثلث مخخائة وأربعخخة وخمسخخين يومخخا ،ولخخذا تطلخخق
السنة في عرف الشرع وعرف العرب على الثلث مائة والستين ،مع أنخخه ل
يوافق حركة الشمس ول حركة القمر وال يعلم - 75 .العياشخخي :عخخن جخخابر،
عن أبي جعفر عليخخه السخخلم قخخال :إن الخ جخخل ذكخخره وتقدسخخت أسخخماؤه خلخخق
الرض قبل السماء ثم استوى على العرش لتدبير المور .ومنه :عخخن محمخخد
بن مسلم ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :كان ال تبارك وتعالى كما وصف
نفسه ،وكان عرشه على الماء ،والماء على الهواء ،والهواء ل يجري- 76 .
ومنه :عن محمد بن عمران العجلي ،قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :أي
شئ كان موضع البيت حيث كان الماء في قول ال خ عزوجخخل )وكخخان عرشخخه
على الماء( ؟ قال :كانت مهاة بيضاء .يعني درة - 77 .المناقب :سأل ضخخباع
) (1الهندي :ما أصل الماء ؟ قال عليه السلم :أصل المخخاء مخخن خشخخية ال خ )
.(2بيان :أي خشية ال صار سببا لذوبان الدرة وصيرورتها ماء كما سيأتي
) (1كذا وفي المصدر :صباح بن نصر الهندي (2) .المناقب :ج ،4ص .(*) 354
][90
- 78تنبيه الخاطر للورام :عن ابن عباس عن أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم :قخخال :إن
ال تعالى أول ما خلق الخلق خلق نورا ) (1ابتدعه مخخن غيخخر شخخئ ،ثخخم خلخخق
منه ظلمة ،وكان قديرا أن يخلق الظلمة ل من شئ كما خلق النخخور مخخن غيخخر
شئ ،ثم خلق من الظلمة نورا ،وخلخخق مخخن النخخور ياقوتخخة غلظهخخا كغلخخظ سخخبع
سخخماوات وسخخبع أرضخخين ،ثخخم زجخخر الياقوتخخة فمخخاعت لهيبتخخه فصخخارت مخخاء
مرتعدا ،ول يزال مرتعدا إلى يوم القيمة ،ثم خلق عرشخخه مخخن نخخوره ،وجعلخخه
على الماء ،وللعرش عشرة آلف لسان يسبح ال كل لسان منها بعشخخرة آلف
لغة ليس فهيا لغة تشبه الخرى ،وكان العرش على الماء ،من دون حجخخب )
(2الضباب ) - 79 .(3تفسير الفرات :عن عبيد بن كثير معنعنا عن الحسن
بن علي بن أبي طالب عليهمخخا السخخلم قخخال :شخخهدت أبخخي ) (4عنخخد عمخخر بخخن
الخطاب وعنده كعب الحبار وكان رجل قد قرأ التوراة وكتب النبياء عليهم
السلم ،فقال له عمر :يا كعب ،من كان أعلخخم بنخخي إسخخرائيل بعخخد موسخخى بخخن
عمران عليه السلم ؟ قال :كان أعلم بنخخى إسخخرائيل بعخخد موسخخى ابخن عمخران
يوشع بن نون ،وكان وصى موسى بن عمران بعده ) (5وكذلك كل نخخبي خل
من بعد ) (6موسى بن عمران كان له وصي يقوم في امته من بعده .فقال لخخه
عمر :فمن وصي نبينا وعالمنا ؟ أبو بكر ؟ قال وعلي سخخاكت ل يتكلخخم .فقخخال
كعب :مهل ) ! (7فإن السكوت عن هذا أفضل ،كان أبو بكر رجل خطا )(8
بالصخخلح فقخخدمه المسخخلمون لصخخلحه ولخخم يكخخن بوصخخي ،فخخإن موسخخى ]بخخن
عمران[ لما توفي أوصى إلى
) (1في المصدر :إنه عزوجل خلخخق نخخورا (2) .فخخي بعخخض النسخخخ )مخخن دونخخه حجخخب
الضياء( وفي المصدر )ومن دونه حجب الضباب( (3) .تنخخبيه الخخخاطر :ج
،2ص (4) .6 - 5في المصدر :مع أبى (5) .في المصدر :وصى موسى
من بعده (6) .في المصدر :من قبل موسخخى ومخخن بعخخده (7) .فخخي المصخخدر:
مهل يا عمر (8) .في بعض النسخ )حظا( وكلهما بمعنى.
][91
يوشع بن نون فقبله طائفة من بني إسرائيل وأنكرت فضله طائفة ،وهي ) (1التي ذكر
ال تعالى في القرآن )فآمنت طائفة مخخن بنخخي إسخخرائيل وكفخخرت طائفخخة فأيخخدنا
الذين آمنخوا علخخى عخخدوهم فأصخبحوا ظخاهرين ) ((2وكخخذلك النبيخخاء السخخالفة
والمم الخالية لم يكن نبي إل وقد كان له وصي يحسده قومه ويدفعون فضله
! فقال :ويحك يا كعب ! فمن تخخرى وصخخى نبينخخا ؟ قخخال كعخخب :معخخروف فخخي
جميع كتب النبياء والكتب المنزلة من السماء )علي أخو النبي العربي عليخخه
السلم يعينه على أمره ويوازره على من ناواه ]و[ له زوجة مباركة ]و[ لخخه
منها ابنان يقتلهما امته من بعده ،و يحسخخدون ) (3وصخخيه كمخخا حسخخدت المخخم
أوصياء أنبيائها ،فيدفعونه عن حقه ،ويقتلون من ولخخده بعخخده ) (4كحسخخد )(5
المم الماضية( .وقال :فأفحم عنخخدها وقخخال ) :(6يخخا كعخخب ! لئن صخخدقت فخخي
كتاب ال المنزل قليل فقد كذبت كثيرا ! فقال كعب :وال ما كذبت فخخي كتخخاب
ال قط ،ولكن سألتني عن أمر لم يكن لي بد من تفسيره و الجواب فيخخه ،فخخإني
لعلم أن أعلم هذه المة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليخخه السخخلم بعخخد
نبيها ) (7لني لم أسأله عن شئ إل وجدت عنده كلما ) (8تصدقه به التورية
وجميع كتب النبياء عليهم السلم فقال له عمر :اسكت يا ابن اليهودي )! (9
فو ال إنك لكثير التخرص ) (10بكذب ) (11فقال كعب :وال ما علمت أنخخي
كذبت في شي من
) (1في بعض النسخ :فهى ) (2الصف (3) 14 :في بعض النسخخخ :ويحسخخد (4) .فخخي
بعض النسخخخ :ولخخده مخخن بعخخده وكخخذا فخخي المصخخدر (5) .فخخي بعخخض النسخخخ:
كحذو (6) .في بعض النسخ :قال :فخخأفحم عمخخر وفخخي المصخخدر :قخخال فخخأفحم
عمر عندها وقال له (7) .في بعض النسخ :نبينا (8) .في المصدر :علما) .
(9في المصدر :يا ابن اليهودية (10) .في بعض النسخ :لكثير التخخخرص )
(11في المصدر :لكثير التحرض والكذب )*(.
][92
كتاب ال منذ جرى ل علي الحكم ،ولئن شئت للقين عليك شيئا من علخخم التخخوراة فخخإن
فهمته فأنت أعلم منه ،وإن فهم فهو أعلخخم منخخك .فقخخال لخخه عمخخر :هخخات بعخخض
هناتك فقال كعب :أخبرني عن قول ال )وكان عرشه على الماء( فأين كخخانت
الرض ؟ و أين كانت السماء ؟ وأين كان جميع خلقه ؟ فقال لخخه عمخخر :ومخخن
يعلم غيب ) (1ال منا إل ما سمعه رجل من نبينا ؟ قال :ولكن إحال أبا حسن
لو سئل عن ذلك لشرحه بمثل ما قرأناه في التوراة .فقال له عمخخر :فخخدونك إذا
اختلف المجلس .قال :فلما دخل علي عليه السخلم علخى عمخر وأصخحابه )(2
أرادوا إسقاط أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم فقال كعب :يا أبا
الحسن أخبرني عن قول ال تعالى في كتابه )وكان عرشه على الماء ليبلوكم
أيكم أحسن عمل( قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليخخه السخخلم :نعخخم،
كان عرشه علخخى المخخاء حيخخن ل أرض مدحيخخة ،ول سخخماء مبنيخخة ول صخخوت
يسمع ول عين تنبع ،ول ملك مقرب ،ول نبي مرسخخل ،ول نجخخم يسخخري ،ول
قمر يجري ول شمس تضيئ ،عرشه على الماء ،غير مستوحش إلى أحد من
خلقه ،يمجد نفسه ويقدسها كما شاء أن يكون كان ،ثم بخخداله أن يخلخخق الخلخخق،
فضرب بأمواج البحور فثار منها مثل الدخان كأعظم ما يكون من خلخق الخ،
فبنابها سماء رتقا ،ثم دحا ) (3الرض مخخن موضخع ) (4الكعبخخة وهخخي وسخط
الرض فطبقت إلخخى البحخخار ،ثخخم فتقهخخا بالبنيخخان وجعلهخخا سخخبعا بعخخد إذ كخخانت
واحدة ،ثم استوى إلى السماء وهي دخان من ذلك الماء الذي أنشخخأه مخخن تلخخك
البحور ،فجعلها سبعا طباقا بكلمته التي ل يعلمها غيره وجعل في كخخل سخخماء
ساكنا من الملئكة خلقهم معصومين من نور من بحور عذبة وهو ) (5بحخخر
الرحمة ،وجعل طعامهم التسبيح والتهليل والتقديس ،فلما قضى أمره
) (1فخخي المصخخدر :بغيخخب الخخ (2) .فخخي المصخخدر) :فلمخخا دخخخل علخخى عمخخر أصخخحابه(
والظاهر أنه الصحيح (3) .في المصدر :ثم انشخخق (4) .فخخي بعخخض النسخخخ:
في موضع (5) .وهى )خ( )*(.
][93
وخلقه استوى على ملكه فمدح كما ينبغي لخخه أن يحمخخد ،ثخخم قخدر ملكخخه فجعخخل فخخي كخخل
سماء شهبا معلقة ) (1كواكب كتعليق القناديل مخخن المسخخاجد ل يحصخخيها )(2
غيره تبارك وتعالى ،والنجم من نجوم السماء كخخأكبر مدينخخة فخخي الرض ،ثخخم
خلق الشمس والقمر فجعلهما شمسين ،فلو تركهمخخا تبخخارك وتعخخالى كمخخا كخخان
ابتدأهما في أول مرة لم يعرف خلقة الليل من النهخخار ،ول عخخرف الشخخهر ول
السنة ،ول عرف الشتاء من الصخخيف ،ول عخخرف الربيخخع مخخن الخريخخف ،ول
علم أصحاب الدين متى يحل دينهم ول علخخم العامخخل مخختى يتصخخرف ) (3فخخي
معيشته ومتى يسكن لراحة بدنه ،فكان ال تبارك وتعالى لرأفته بعباده نظر )
(4لهم فبعث جبرئيل عليخخه السخخلم إلخخى إحخخدى الشمسخخين فمسخخح بهخخا جنخخاحه
فأذهب منها الشعاع والنور وتخخرك فيهخخا الضخخوء ،فخخذلك قخخوله )وجعلنخخا الليخخل
والنهار آيتين فمحونا آية الليل فجعلنا آية النهخخار مبصخخرة لتبتغخخوا فضخخل مخخن
ربكم ولتعلموا عدد السنين والحسخخاب وكخخل شخخئ فصخخلناه تفصخخيل( وجعلهمخخا
يجريان في الفلك ،والفلك بحر ) (5فيما بيخخن السخخماء والرض مسخختطيل فخخي
السماء ،استطالته ثلثة فراسخ يجري في غمرة الشخخمس والقمخخر ،كخخل واحخخد
منهما على عجلة يقودهما ) (6ثلثمائة ملك بيد كل ملك منها عروة يجرونها
في غمرة ذلك البحر ،لهم زجخل بالتهليخل والتسخبيح والتقخديس ،لخوبرز واحخد
منهما من غمر ذلك البحر لحترق كل شئ على وجخخه الرض حخختى الجبخخال
والصخور ما خلق ال مخخن شخخئ ،فلمخخا خلخخق الخ السخخماوات والرض والليخخل
والنهخخار والنجخخوم والفلخخك وجعخخل الرضخخين علخخى ظهخخر حخخوت ) (7أثقلهخخا
فاضطربت فأثبتها بالجبال ،فلما استكمل خلق ما في السماوات
) (1في بعض النسخ :معلقخخة الكخخواكب (2) .مخخا ل يحصخخيها )خ( (3) .فخخي المصخخدر:
ينصخخرف (4) .فخخي المصخخدر :أراف بعبخخاده وأنظخخر (5) .فخخي المخطخخوط:
يجرى (6) .في المصدر :يقوده (7) .في المصدر :الحوت )*(.
][94
والرض يومئذ خالية ليس فيها أحد قال للملئكة :إني جاعل في الرض خليفخخة قخخالوا
أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قخخال:
إني أعلم ما ل تعلمون .فبعث ال جبرئيل عليه السلم فأخذ من أديخخم الرض
قبضة فعجنه بالماء العذب والمالح ) (1وركب فيه الطبائع قبل أن ينفسخ فيخخه
الروح ،فخلقه من أديم الرض فلذلك سمي )آدم( لنه لما عجن بالماء استأدم
فطرحه في الجبل كالجبل العظيخخم ،وكخخان إبليخخس يخخومئذ خازنخخا علخخى السخخماء
الخامسة يدخل في منخر آدم ثم يخرج من دبره ،ثم يضرب بيخخده علخخى بطنخخه
فيقول :لى أمر خلقت ؟ لئن جعلت فوقي ل أطعتك ،وإن جعلخخت أسخخفل منخخي
ل اعينك ! فمكث في الجنة ألف سنة مخا بيخن خلقخه إلخى أن ينفخخ فيخه الخروح
فخلقه من ماء وطين ،نخور وظلمخة ،وريخح ونخور مخن نخور الخ ،فأمخا النخور
فيورثه اليمان ،وأمخا الظلمخة فيخورثه الكفخر والضخللة وأمخخا الطيخن فيخخورثه
الرعدة والضعف والقشعرار ) (2عنخخد إصخخابة المخخاء ،فينعخخت ) (3بخخه علخخى
أربع الطبائع :على الدم ،والبلغم ،والمرار ،والريح .فذلك قوله تبارك وتعالى
)أو ل يذكر النسان أنا خلقناه من قبل ولم يكخخن شخخيئا( .قخخال :فقخخال كعخخب :يخخا
عمر ! بال أتعلم كعلم أمير المخخؤمنين علخخي بخخن أبخخي طخخالب ؟ فقخخال :ل فقخخال
كعب :علي بن أبي طالب عليه السلم وصى النبياء ،ومحمخخد خخخاتم النبيخخاء
عليهم السلم ،وعلي خاتم الوصياء ،وليس علخخى الرض اليخخوم منفوسخخة إل
]و[ علي بن أبخخي طخخالب أعلخخم منخخه ،والخ مخخا ذكخخر مخخن خلخخق النخخس والجخخن
والسماء والرض والملئكة شيئا إل وقد قرأته فخخي التخخوراة كمخخا قخخرأ ! قخخال:
فمارئي عمر غضب قط مثل غضبه ذلك اليوم ) .(4بيخان :الخخخرص :الكخذب
والقول بالظن ،والتخرص :الفتراء) .بعض
) (1في المصخخدر :والمخخاء المالخخح (2) .فخخي المصخخدر :القشخخعريرة ) (3فخخي المصخخدر:
فينبعث (4) .تفسير فرات.(*) 65 :
][95
هناتك( أي شرورك ،أو كلماتك العجيبة ))ولكخخن إخخخال( بكسخخر الهمخخزة وقخخد تفتخخح أي
أظن )ثم فتقها بالبنيان( لعل المراد جعل الفرج بين قطعاتها فصارت كالبنيان
أو جعخخل فيهخخا البنخخاء والعمخخارة فقسخخمت بالقخخاليم علخخى قخخول .والجبخخل بالفتخخح
الساحة .وكان في الخبر تصحيفات وهو مشتمل على رموز ولعنخخا نتكلخخم فخخي
بعض أجزائه في موضع يناسبه - 80 .الكافي :عن محمخخد بخخن الحسخخن ،عخخن
سهل ،عن ابن محبوب ،عن عبد الرحمن ابن كخخثير ،عخخن داود الرقخخي ،قخخال:
سألت أبا عبد ال عليخخه السخخلم عخخن قخخول الخ عزوجخخل )وكخخان عرشخخه علخخى
الماء( فقخخال :مخخا يقولخخون ) (1؟ قلخخت :يقولخخون :إن العخخرش كخخان علخخى المخخاء
والرب فوقه ! فقال :كذبوا ،من زعخخم هخخذا فقخخد صخخير الخ محمخخول ،ووصخخفه
بصفة المخلوق ) (2ولزمه أن الشئ الذي يحمله أقخخوى منخخه ! قلخخت :بيخخن لخخي
جعلت فداك ،فقال :إن الخ حمخخل دينخخه وعلمخخه المخخاء قبخخل أن تكخخون أرض أو
سماء ،أوجن أو إنس ،أو شمس أو قمر ،فلما أراد أن يخلق الخلق نثرهم بيخخن
يديه ،فقال لهم :من ربكم ؟ فأول من نطق رسخخول ال خ صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه
وأمير المؤمنين والئمة عليهم السلم فقالوا :أنت ربنا ،فحملهم العلم والخخدين،
ثخخم قخخال للملئكخخة :هخخؤلء حملخخة دينخخي وعلمخخي و امنخخائي فخخي خلقخخي وهخخم
المسخخؤولون ،ثخخم قخال لبنخخي آدم :أقروالخ بالربوبيخخة ،ولهخخؤلء النفخخر بالوليخخة
والطاعة .فقالوا :نعم ،ربنا أقررنا .فقال ال للملئكة :اشهدوا فقالت الملئكه:
شهدنا على أن ل يقولوا غدا إنخخا كنخخا مخخن هخخذا غخخافلين أو يقولخخوا إنمخخا أشخخرك
آباؤنا من قبل وكنخا ذريخة مخن بعخدهم أفتهلكنخا بمخا فعخل المبطلخون ؟ يخا داود
وليتنا مؤكدة عليهم في الميثاق ) .(3التوحيد :عن على بن أحمد الدقاق ،عن
محمد بن أبي عبد ال الكوفي ،عن
) (1في التوحيخخد :فقخخال لخخى مخخا يقولخخون فخخي ذلخخك (2) .فخخي التوحيخخد :المخلخخوقين(3) .
الكافي :ج ،1ص.(*) 132 :
][96
محمد بن إسماعيل البرمكي ،عن جزعان ) (1بن نصر الكندي ،عن سهل مثله .بيان:
ظخخاهره أن الخ سخخبحانه أعطخخى المخخاء حالخخة صخخار قخخابل لحمخخل دينخخه وعلمخخه
ويحتمل أن يكون المعنى أنه لما كان الماء أول المخلوقخخات وكخخان الخ تعخخالى
جعله قابل لن يخرج منه خلقا يكونون قابلين لعلمه ودينه وكان يهيئ أسباب
خروجهم منه فكأنه حمل دينه وعلمه المخخاء ،ومخخن يسخخلك مسخخلك الحكمخخاء قخخد
يؤول الماء بالعقل وقد يؤوله بالهيولى ،ونحن من ذلك بمعزل بفضله تعخخالى.
- 81الكافي :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد
عن محمد بن داود ،عن محمد بن عطية ) (2قال :جاء إلى أبخخي جعفخخر عليخخه
السلم رجل من أهل الشام من علمائهم فقال :يا أبا جعفر ! جئت أسخخألك عخخن
مسأله قد أعيت علي أن أجد أحدا يفسرها ! وقخخد سخخألت عنهخخا ثلثخخة أصخخناف
من الناس فقال كل صنف منهم شيئا غير الذي قال الصخخنف الخخخر .فقخخال لخخه
أبو جعفر عليه السلم :ما ذاك ؟ قال :فإني أسألك عخن أول مخا خلخق الخ مخن
خلقه ،فإن بعض من سألته قال :القدر ،وقخال بعضخهم :القلخم ،وقخال بعضخهم:
الروح .فقال أبو جعفر :ما قالوا شيئا ! اخبرك أن ال تبارك وتعالى كخخان ول
شئ غيره ،وكان عزيزا ول أحد كان قبخخل عخخزه ،وذلخخك قخخوله )سخخبحان ربخخك
رب العزة عما يصفون( وكان الخالق قبل المخلوق ،ولخخو كخخان أول مخخا خلخخق
من خلقه الشئ من الشئ إذا لم يكن له انقطاع أبدا ،ولم يزل ال إذا ومعه شئ
ليس هو يتقدمه ،ولكنه كان إذ ل شئ غيره ،وخلق الشئ الذي جميع
) (1في المصدر :جذعان بخخن أبخخى نصخر الكنخخدى (2) .هخخو محمخد بخخن عطيخة الحنخاط
الكخخوفى اخخخو الحسخخن وجعفخخر ،قخخال النجاشخخي عنخخد ترجمخخة اخيخخه الحسخخن:،
الحسن بن عطة الحناط كوفى ،مولى ،ثقخخة ،واخخخواه أيضخخا ،وكلهخخم يخخروون
عن أبى عبد ال عليه السلم وظاهره وثاقة محمد وجعفخخر أيضخخا .لكخخن فخخي
روايته عن ابى جعفر بل واسطة اشكال ،لنه روى عن أبى عبد ال خ عليخخه
السلم وهو صغير كما صرح به النجاشي ،فكأن في السند ارسخخال .ويؤيخخده
أنه لم يذكر روايتخخه فخخي سخخائر كتخخب الرجخخال أيضخخا إل عخخن الصخخادق عليخخه
السلم )*(.
][97
الشياء منه وهو الماء الذي خلق الشياء منه ،فجعل نسخخب كخخل شخخئ إلخخى المخخاء ،ولخخم
يجعل للماء نسبا يضاف إليه ،وخلق الريح مخخن المخخاء ،ثخخم سخخلط الريخخح علخخى
الماء فشققت الريح متن الماء حتى ثار من المخاء زبخد علخخى قخخدر مخا شخاء أن
يثور ،فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية ليس فيهخخا صخخدع ول ثقخخب )(1
ول صعود ول هبوط ،ول شجرة ثم طواها فوضعها فوق الماء ،ثم خلق الخخ
النار من الماء ،فشققت النار متن الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر مخخا
شاء ال أن يثور ،فخلق من ذلك الدخان سماء صخخافية نقيخخة ليخخس فيهخا صخخدع
ول نقب ) (2وذلك قوله )أم السماء بنيها * رفع سخخمكها فسخخويها * وأغطخخش
ليلها وأخرج ضحيها( قخخال :ول شخخمس ول قمخخر ،ول نجخخوم ول سخخحاب ،ثخخم
طواها فوضعها فوق الرض ،ثم نسب الخليقتين ،فرفع السماء قبل الرض،
فذلك قوله عز ذكره )والرض بعد ذلك دحيها( يقول :بسطها .قخخال :فقخخال لخخه
الشامي :يا أبا جعفر ! قول ال عزوجل )أو لم ير الذين كفخخروا أن السخخماوات
والرض كانتا رتقا ففتقناهما( ؟ فقال له أبو جعفر عليه السلم :فلعلخخك تزعخخم
أنهما كانتا رتقا ملتزقتين ملتصقتين ففتقت إحداهما من الخرى ؟ فقخخال :نعخخم
فقال أبو جعفر عليه السلم :استغفر ربك ! فإن قول ال عزوجل )كانتا رتقا(
يقخخول :كخخانت السخخماء رتقخخا ل تنخخزل المطخخر ،وكخخانت الرض رتقخخا ل تنبخخت
الحب ،فلما خلق ال تبارك وتعالى الخلق وبث فيها من كل دابة ففتق السخخماء
بالمطر ،والرض بنبات الحب .فقال الشخخامي :أشخخهد أنخخك مخخن ولخخد النبيخخاء،
وأن علمك علمهم ) .(3توضيح :قوله عليه السلم )ولخخو كخخان أول مخخا خلخخق(
أي لو كان كما تزعمه الحكماء كل حادث مسبوقا بمادة فل يتحقق شئ يكخون
أول الشياء من الحوادث ،فيلخخزم وجخخود قخخديم سخخوى الخ تعخخالى وهخخو محخخال
)فجعل نسب كل شئ إلى الماء( أي
) (1نقب )خ( (2) .ثقب )خ( (3) .روضة الكافي(*) .94 :
][98
بأن خلق جميعها منه ،ل بقوله )وجعلنا من الماء كل شئ حي( لنخخه ظخخاهرا مختخخص.
بذوي الحياة ،إل أن يقال :المراد بكخخل شخخئ هنخخا أيضخخا ذو والحيخخاة ،أو يقخخال:
انتساب ذوي الحياة إليه مستلزم لنتساب غيرهخخم أيضخخا مخخن العناصخخر لنهخخا
جزء الحيوان) .ثم نسب الخليقتين( أي رتبهما فخخي الوضخخع ،وجعخخل إحخخداهما
فوق الخرى ،أو بين نسبة خلقهما في كتابه بقوله )والرض بعد ذلك دحيها(
فبين أن دحو الرض بعد رفع السماء - 82 .الكافي :عخخن محمخخد ،عخخن أحمخخد
بن محمد ،عن ابخن محبخوب ،عخن العلء بخن رزيخن ،عخن محمخد بخن مسخلم،
والحجال عن العلء ،عخخن محمخخد بخخن مسخخلم ،قخخال :قخخال لخخي أبخخو جعفخخر عليخخه
السلم :كان كل شئ ماء ،وكان عرشه على الماء ،فخأمر الخ عزوجخل المخاء
فاضطرم نارا ،ثم أمر النار فخمدت ،فارتفع مخخن خمودهخخا دخخخان ،فخلخخق الخ
السماوات مخخن ذلخخك الخخدخان ،وخلخخق الرض مخخن الرمخخاد ،ثخخم اختصخخم المخخاء
والنار و الريح ،فقال الماء :أنخخا جنخخد الخ الكخخبر ،وقخخال الريخخح :أنخخا جنخخد الخ
الكبر ،وقالت النار :أنا جند ال الكبر ،فأوحى ال عزوجل إلى الريح :أنخخت
جنخخدي الكخخبر ) .(1بيخخان) :وخلخخق الرض مخخن الرمخخاد( لعخخل المخخراد بقيخخة
الرض التي حصلت بعد الدحو ،ويحتمل أيضا أن يكون الزبد المخخذكور فخخي
الخبار الخر مادة بعيدة للرض بأن يكون الرمخخاد تكخخون مخخن الزبخخد ،ومخخن
الرمخاد تكخونت الرض ،أو يكخون الرمخاد أحخد أجخزاء الرض مخزج بالزبخد
فجمد الزبد بذلك المزج وتصلب - 83 .الكخخافي :عخخن محمخخد بخخن يحيخخى ،عخخن
أحمد بن محمد ،عن ابن محبخخوب ،عخخن أبخخي جعفخخر الحخخول ،عخخن سخخلم بخخن
المستنير ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن ال عزوجل خلق الجنة قبل أن
يخلخخق النخخار ،وخلخخق الطاعخخة قبخخل أن يخلخخق المعصخخية ،وخلخخق الرحمخخة قبخخل
الغضب ،وخلق الخير قبل الشر ،وخلق الرض قبخخل السخخماء ،وخلخخق الحيخخاة
قبل الموت ،وخلق الشمس قبل القمر ،وخلق النور قبل ) (2أن يخلق الظلمخخة
).(3
) (1روضة الكافي 95 :و (2) .153في المصدر :قبل الظلمة (3) .روضة الكخخافي:
.145
][99
بيان :لعل المراد بخلق الطاعة تقديرها ،بل الظاهر في الكثر ذلخخك ،و الخلخخق بمعنخخى
التقدير شائع ،والمراد بخلق الشر خلق ما يترتب عليه شخخر ظخخاهرا وإن كخخان
خيره غالبا ووجوده صلحا - 84 .الكافي :عن علي بن إبراهيم ،عن هارون
بن مسلم ،عن مسعدة بن صدقة ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال النخخبي
صلى ال عليه وآله :ما خلق ال عزوجل خلقا إل وقخد أمخر عليخه آخخر يغلبخه
فيخخه ،وذلخخك أن ال خ تبخخارك وتعخخالى لمخخا خلخخق السخخحاب ) (1السخخفلى فخخخرت
وزخرت ) (2وقالت أي شئ يغلبني ؟ فخلق الرض فسخخطحها علخخى ظهرهخخا
فذلت ،ثم إن الرض فخرت وقالت :أي شئ يغلبنخخي ؟ فخلخخق الجبخخال فأثبتهخخا
على ظهرها أوتادا من أن تميخخد بمخخا عليهخخا فخخذلت الرض واسخختقرت ،ثخخم إن
الجبال فخرت على الرض فشخخخمت واسخختطالت وقخخالت :أي شخخئ يغلبنخخي ؟
فخلق الحديد فقطعها فقرت الجبخخال وذلخخت ،ثخخم إن الحديخخد فخخخر علخخى الجبخخال
وقال :أي شئ يغلبني ؟ فخلق النار فأذابت الحديخخد فخخذل الحديخخد ،ثخخم إن النخخار
زفرت وشهقت وفخرت وقالت :أي شئ يغلبني ؟ فخلق الماء فأطفأهخخا فخخذلت
النار ،ثم إن الماء فخر وزخر وقال :أي شئ يغلبني ؟ فخلخخق الريخخح فحركخخت
أمواجه وأثارت ما في قعره وحبسته عخخن مجخخاريه فخخذل المخخاء ،ثخخم إن الريخخح
فخرت وعصفت ولوحت ) (3أذيالها وقالت :أي شئ يغلبني ؟ فخلق النسان
فبنى واحتال واتخخخذ مخخا يسخختتر بخخه مخخن الريخخح وغيرهخخا فخخذلت الريخخح ،ثخخم إن
النسان طغى وقال :مخخن أشخخد منخخي قخخوة ؟ فخلخخق الخ لخخه المخخوت فقهخخره فخخذل
النسان ،ثم إن الموت فخر في نفسه فقال ال عزوجل :ل تفخر فخإني ذابحخك
بين الفريقين أهل الجنة وأهل النار ،ثخخم ل احييخخك أبخخدا فخخترجى وتخخخاف ).(4
وقال أيضا :والحلم يغلب الغضب
) (1في المصدر :البحار السخفلى (2) .فخي المخطخوط :زحزحخت (3) .فخي المصخدر:
وأرخت أذيالها (4) .في المصدر :أو تخاف.
][100
والرحمة تغلب السخط ،والصدقة الخطيئة .ثم قال أبو عبد ال عليه السلم :ومخخا أشخخبه
هذا مما يغلب غيره ! ) (1ايضاح :في القخخاموس :زخخخر البحخخر كمنخخع زخخخرا
وزخورا وتزخر طمأ وتمل ،والوادي مد جداوارتفع ،والنبات طال ،والرجل
بمخخا عنخخده فخخخر )انتهخخى( ) (2والظخخاهر أن هخخذه الجمخخل جخخرت علخخى سخخبيل
الستعارة التمثيلية لبيان أن سخخوى الحخق تعخخالى مقهخخور مغلخخوب عخخن غيخخره،
وال سبحانه هو الغالب القاهر لجميع ما سواه ،وأنه سبحانه بحكمته دفخخع فخخي
الدنيا عادية كل شخخئ بشخخئ ليسخختقيم للنخخاس التعيخخش فيهخخا .و )الميخخل( الحركخخة
والضطراب .وقال الجوهري :الزفيخر اغختراق ) (3النفخس للشخدة ،والزفيخر
أول صوت الحمار ،والشهيق آخخخره ) .(4وقخخال الفيخخروز آبخخادي :زفخخر النخخار
سمع لتوقخخدها صخخوت ) .(5قخخوله عليخخه السخخلم )إن المخخاء فخخخر( لعخخل المخخراد
بالماء ههنا المياه التي استكنت فخخي الرض وخلقخخت علخخى وجههخخا ،ولخخذا قيخخد
الماء في أول الخبر بالبحار السفلى وغلبة الرض إنما هي عليها دون الميخخاه
الظاهرة ،فل ينافي تأخر خلق هخخذا المخخاء عخخن كخخثير مخخن الشخخياء تقخخدم خلخخق
أصخخل المخخاء وحقيقتخخه علخخى غيخخره مخخن سخخائر الشخخياء .قخخوله )وعصخخفت( أي
اشتدت و )لخوحت أذيالهخا( أي رفعتهخا وحركتهخخا تبخخترا وتكخبرا ،وهخذا مخن
أحسن السخختعارات )فخخترجى أو تخخخاف( أي ل احييخخك فتكخخون حياتخخك رجخخاء
لهل النار وخوفا لهل الجنة .وذبح الموت لعل المخخراد بخخه ذبخخح شخخئ يسخخمى
بهخخذا السخخم ليعخخرف الفريقخخان رفخخع المخخوت عنهمخخا عيانخخا إن لخخم نقخخل بتجسخخم
العخخراض فخخي تلخخك النشخخأة ،ويحتمخخل أن يكخخون هخخذا أيضخخا علخخى السخختعارة
التمثيلية.
) (1روضة الكافي (2) .148 :القاموس :ج ،2ص (3) .38 :كذا في المصدر ،وفي
بعض نسخ الكتاب )اغتراف( بالفاء (4) .الصخخحاح :ج ،2ص 670وزاد:
لن الزفير ادخال النفخخس والشخخهيق إخراجخخه (5) .القخخاموس :ج ،2ص 39
)*(.
][101
- 85الختصاص :قال يونس بن عبد الرحمن يوما لموسى بخخن جعفخخر عليخخه السخخلم:
أين كان ربك حيث لسماء مبنية ول أرض مدحية ؟ قال :كان نورا في نور،
ونورا على نور ،خلق من ذلك النور ماء منكدرا فخلق من ذلك الماء ظلمخخة،
فكان عرشه على تلك الظلمة .قال :إنما سألتك عن المكخخان ! قخخال :كلمخخا قلخخت
أيخخن فخخأين هخخو المكخخان .قخخال :وصخخفت فأجخخدت ) (1إنمخخا سخخألتك عخخن المكخخان
الموجود المعروف ! قخخال :كخخان فخخي علمخخه لعلمخخه ،فقصخخر علخخم العلمخخاء عنخخد
علمه .قال :إنما سألتك عن المكان ! قال :يا لكع ! أليس قد أجبتك أنه كان في
علمه لعلمه ،فقصر علم العلماء عنخخد علمخخه ؟ - 86سخخعد السخخعود للسخخيد ابخخن
طاوس :قال :وجدت في صحف إدريس عليه السخلم مخن نسخخخة عتيقخة :أول
يوم خلق ال جل جلله يوم الحد ،ثم كان صباح يوم الثنين فجمخخع ال خ جخخل
جلله البحار حول الرض ،وجعلها أربعخخة بحخخار :الفخخرات والنيخخل وسخخيحان
وجيحان .ثم كان مساء ليلة الثلثاء جاء الليل بظلمته ووحشته ثخخم كخخان صخخباح
يوم الثلثاء فخلق ال جل جلله الشمس والقمر وشرح ذلخخك ومخخا بعخخده شخخرحا
طويل وقال :ثم كخخان مسخخاء ليلخخة الربعخخاء فخلخخق الخ ألخخف ألخخف صخخنف مخخن
الملئكة منهم على خلق الغمام ،ومنهم على خلق النخخار متفخخاوتين فخخي الخلخخق
والجناس ثم كان صباح يوم الربعاء فخلخخق الخ مخخن المخخاء أصخخناف البهخخائم
والطير وجعل لهن رزقا في الرض ،وخلق النار العظام وأجناس الهوام ،ثم
كان مساء ليلة الخميس فميز ال سباع الدواب وسباع الطير ،ثم كخخان صخخباح
يوم الخميس فخلق ال ثمان جنان وجعل كل باب واحدة منهن إلى بعض ،ثخخم
كان مساء ليلة الجمعة فخلق ال النور الزهراء ،وفتح ال مائة باب رحمة في
كل باب جزء من الرحمة ،ووكل بكل باب ألفا مخخن ملئكخخة الرحمخخة ،وجعخخل
رئيسهم كلهم )ميكائيل( فجعل آخرها بابا لجميع الخلئق يتراحمون به بينهم،
ثم كان صباح يوم الجمعة فتح ال أبواب السماء بالغيث ،وأهب الرياح
][102
وأنشأ السحاب ،وأرسل ملئكة الرحمة للرض تأمر السحاب تمطخخر علخخى الرض و
زهرت ) (1الرض بنباتها وازدادت حسنا وبهجة ،وغشى الملئكخخة النخخور،
وسمى ال يوم الجمعة لذلك )يوم أزهر( و )يوم المزيد( وقال ال :قخخد جعلخخت
يوم الجمعة أكرم اليام كلها وأحبها إلي ثم ذكر شرحا جليل بعد ذلك ثم قخخال:
إن الرض عرفها ال جل جلله أنه يخلق منها خلقا فمنهم من يطيعه ومنهخخم
من يعصخخيه فاقشخخعرت الرض واسخختعفت الخ وسخخألته أن ل يأخخخذ منهخخا مخخن
يعصيه ويدخله النار ،و أن جبرئيل أتاها ليأخذ عنها طينخخة آدم ،فسخخألته بعخخزة
ال أن ل يأخذ منها شيئا حتى تتضرع إلى ال تعالى ،وتضخخرعت فخخأمره ال خ
تعالى بالنصراف عنها ،فأمر الخ ميكائيخخل عليخخه السخخلم فاقشخخعرت وسخخألت
وتضرعت فأمره ال تعالى بالنصراف عنها ،فأمر ال تعالى إسرافيل بخخذلك
فاقشخخعرت وسخخألت وتضخخرعت فخخأمره ال خ تعخخالى بالنصخخراف عنهخخا فخخأمر
عزرائيل فاقشعرت وسألت وتضرعت فقال :قد أمرني ربي بأمرأنا ماض له
سرك ذاك ) (2أم ساءك ؟ فقبض منها كما أمره ال ،ثم صعد بها إلى موقفه،
فقال ال ]له[ :كمخا وليخخت قبضخخها مخن الرض وهخو كخخاره كخخذلك تلخخي قبخض
أرواح كل من عليها وكلما قضيت عليه الموت من اليوم إلى يوم القيامة .فلما
غابت شمس يوم الجمعة خلق ال النعاس فغشاه دواب الرض ،وجعل النخخوم
سباتا وسمى الليلة لذلك ليلة السبت ،وقال :أنا ال ل إله إل أنا خالق كل شئ،
خلقت السموات والرض وما بينهما وما تحت الثرى في ستة أيام مخخن شخخهر
)نيسان( وهو أول شخخهر مخخن شخخهور الخخدنيا وجعلخخت الليخخل والنهخخار ،وجعلخخت
النهار نشورا ومعاشا ،وجعلت الليل لباسا وسكنا ثم كخان صخخباح يخخوم السخبت
فميز ال لغات الكلم فسبح جميع الخلئق لعزة ال جل جللخخه فتخخم خلخخق ال خ
وتم أمره في الليل والنهار ،ثم كان صباح يوم الحد الثاني اليخخوم الثخخامن مخخن
الدنيا ،فأمر ال ملكا فعجن طينة آدم فخلط بعضها ببعض ثم خمرها
][103
أربعيخخن سخخنة ،ثخخم جعلهخخا لزبخخا ) (1ثخخم جعلهخخا حمئا مسخخنونا أربعيخخن سخخنة ثخخم جعلهخخا
صلصال كالفخار أربعيخخن سخخنة ،ثخخم قخخال للملئكخخة بعخخد عشخخرين ومخخائة سخخنة
مذخمر طينة آدم :إني خالق بشخخرا مخخن طيخخن ! فخخإذا سخخويته ونفخخخت فيخخه مخخن
روحي فقعوا له ساجدين .فقالوا :نعم .فقال في الصحف ما هخخذا لفظخخه :فخلخخق
ال آدم على صورته التي صورها في اللوح المحفوظ .يقول علي بن موسخخى
بن طاوس :فأسقط بعض المسلمين بعض هخخذا الكلم وقخخال :إن الخ خلخخق آدم
على صورته .فاعتقد التجسيم ،فاحتاج المسلمون إلى تأويلت الحخخديث ،ولخخو
نقله بتمامه استغنى عن التأويل بتصديق ) (2وشهد العقل المستقيم .وقال فخخي
الصحف ثم جعلها جسدا ملقى علخخى طريخخق الملئكخخة ،الخخذي تصخخعد فيخخه إلخى
السماء أربعين سنة .ثم ذكر تناسل الجن وفسادهم وهرب إبليس منهم إلى ال
و سؤاله أن يكون مع الملئكة وإجابة سؤاله ،وما وقع من الجن حتى أمر ال
إبليس أن ينزل مع الملئكة لطرد الجخخن ،فنخخزل وطردهخخم عخخن الرض الخختي
أفسدوا فيها وشرح كيفية خلق الروح في أعضاء آدم واستوائه جالسخخا ،وأمخخر
ال الملئكة بالسخخجود فسخخجدوا لخخه إل إبليخخس كخخان مخخن الجخخن فلخخم يسخخجد لخخه،
فعطس آدم فقال ال :يا آدم قل الحمد لخ رب العخخالمين ،فقخال :الحمخد لخ رب
العالمين .قال الخخ :يرحمخخك الخ ! لهخخذا خلقتخخك لتوحخخدني وتعبخخدني وتحمخخدني
وتؤمن بي ول تكفر بي ول تشرك بي شخيئا - 87 .اقخول :قخد مخر تمخامه فخخي
كتاب النبوة وكتاب الغيبخخة :ووجخدت فخي بعخخض الكتخب :عخخن الصخادق عليخخه
السلم في كلم له :فخخالزم مخخا أجمخخع عليخخه أهخخل الصخخفاء والنقخخاء مخخن اصخخول
الخخدين ،وحقخخائق اليقيخخن ،والرضخخا والتسخخليم ،ول تخخدخل فخخي اختلف الخلخخق
فيصعب عليك ،وقد اجتمعت المة المختارة بأن ال واحخخد ليخخس كمثلخخه شخخئ،
وأنه
) (1هذه الجملة أعنى )ثم جعلها لزبا( غير موجودة في النسخة المخطوطة (2 ) .كذا
)*(.
][104
عدل في حكمه ،ويفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ،ول يقال له في شئ من صفته )لخخم ؟(
ول كان ول يكون شئ إل بمشيته ،وأنه قادر على ما يشاء ،صادق في وعده
ووعيده وأن القخخرآن كلمخخه ،وأنخخه كخخان قبخخل الكخخون والمكخخان والزمخخان ،وأن
إحداثه وإفناءه غيخخره سخخواء ،مخخا ازداد هخخو بإحخخداثه علمخخا ،ول ينقخخص بفنخخائه
ملكه ،عز سلطانه وجل سبحانه فمن أورد عليخخك مخخا ينقخخض هخخذا الصخخل فل
تقبله) .الخبر( - 88الخبار المسلسخخلت لجعفخخر بخخن أحمخخد القمخخي ) (1قخخال:
حدثنا محمد بن علي بن الحسخخين وشخخبك بيخخدي ،قخال :شخخبك بيخخدي عتخخاب بخخن
محمد بن عتاب أبو القاسم ،قال :شبك بيدي أحمد بن محمد بن عمار ببغخخداد،
وقال لنا :شبك بيدي محمد بن همام العراقخخي ،قخخال :شخخبك بيخخدي إسخخمعيل بخخن
إبراهيم ،قال :شبك بيدي عبد الكريم بن هشام ،قخخال شخخبك بيخخدي إبراهيخخم بخخن
أبي يحيى ،قال :شبك بيدي صفوان بن سليمان ،قخخال :شخخبك بيخخدي أيخخوب بخخن
خالد ،قال :شبك بيدي عبيدال بن رافع ،قخال :شخخبك بيخخدي أبخخو هريخخرة ،قخخال:
شبك بيخخدي رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه وقخخال :خلخخق الخ الرض يخخوم
السخخبت ،والجبخخال يخوم الحخد ،والبحخخر يخخوم الثنيخن ،والمكخخروه يخوم الثلثخاء،
والنخخور يخخوم الربعخخاء ،والخخدواب يخخوم الخميخخس ،وآدم يخخوم الجمعخخة .أقخخول:
الحديث ضعيف مخالف للمشهور وسائر الخبار فل يعول عليه - 89 .كتاب
زيد النرسى :عن عبيد بن زرارة ،قال :سمعت أبا عبخخد ال خ عليخخه السخخلم إذا
أمات ال أهل الرض لبث مثخل مخا كخان الخلخق ومثخل مخا أمخاتهم وأضخعاف
ذلك ،ثم
) (1هو الشيخ النبيل أبو محمد جعفر بن أحمد بن علخخى القمخخى نزيخخل الخخرى ،قخخال فخخي
روضات الجنات :هو من قدماء المحدثين العيان ،قريبا من عصخخر المفيخخد
أو في عصره ،يروى عن الصفوانى والصدوق وله تصخخنيفات منهخخا كتخخاب
)ادب المام والمأموم( إلى أن قال وكتاب مسلسلت الخبار وقد جمخخع فخخي
المسلسلت ما وقع في جميخخع طبقخخات اسخخناده لفظخخه خاصخخة إلخخى أن اتصخخل
بالمعصوم .ثم قال :والسيد ابن طاوس يخخروى عخخن كتبخخه فخخي كتخخاب القبخخال
وغيره وهذا مما يؤيد الوثوق عليها وروى عن بعخخض كتبخخه الشخخهيد الثخخاني
في شرح الرشاد ايضخخا )انتهخخى( وامخخا رجخخال هخخذا السخخند فجلهخخم عخخامى أو
مجهول )*(.
][105
أمات أهل السماء الدنيا ،ثم لبث مثل مخا خلخق الخلخق ومثخخل مخخا أمخات أهخخل الرض و
السماء الدنيا وأضعاف ذلك ،ثم أمات أهل السماء الثانية ثم لبث مثل ما خلخخق
الخلق ومثل ما أمات أهل الرض والسماء الخدنيا والسخماء الثانيخة وأضخعاف
ذلك ،ثم أمات أهل السماء الثالثة ،ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثخخل مخخا أمخخات
أهل الرض والسماء الدنيا والسماء الثانية والسماء الثالثة وأضعاف ذلك ،ثم
أمات أهل السماء الرابعة ثم لبث مثخخل مخخا خلخخق الخلخخق ومثخخل مخخا أمخخات أهخخل
الرض وأهل السماء الدنيا والسماء الثانية والسماء الثالثخخة والسخخماء الرابعخخة
وأضعاف ذلك ،ثم أمات أهل السماء الخامسخة ثخخم لبخس مثخخل مخا خلخخق الخلخق
الرض ومثل مخخا أمخخات أهخخل الرض وأهخخل السخخماء الخخدنيا والثانيخخة والثالثخخة
والرابعة والخامسة وأضعاف ذلك ،ثم أمات أهخخل السخخماء السادسخخة ،ثخخم لبخخث
مثل ما خلق الخلق ومثل ما امأت أهل الرض وأهخخل السخخماء الخخدنيا والثانيخخة
والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة وأضعاف ذلك ،ثخخم أمخخات أهخخل السخخماء
السابعة ،ثخخم لبخخث مثخخل مخخا خلخخق الخلخخق ومثخخل مخخا أمخخات أهخخل الرض وأهخخل
السماوات إلى السماء السابعة وأضعاف ذلك ثم أمات ميكائيل ،ثخخم لبخخث مثخخل
ما خلق الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ]كله[ ثم أمات جبرئيل ،ثخخم لبخخث
]مثل[ ما خلق الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك كلخه ،ثخم أمخات إسخرافيل،
ثم لبث ]مثل[ ما خلق الخلق ومثل ذلك كلخخه وأضخخعاف ذلخخك ]كلخخه[ ثخخم أمخخات
ملك الموت .قال :ثم يقول تبارك وتعالى :لمن الملك اليوم ؟ فيرد على نفسخخه:
ل الواحد القهار .أين الجبارون ؟ أين الذين ادعوا معي إلها ؟ أين المتكبرون
؟ ونحو هذا ،ثم يلبث مثل ما خلق الخلق ومثخخل ذلخخك كلخخه وأضخخعاف ذلخخك ثخخم
يبعث الخلق أو ينفخ في الصور .قال عبيد بخخن زرارة :فقلخخت :إن هخخذا المخخر
كائن ؟ طولت ذلك ! فقال :أرأيت ما كان قبخخل أن يخلخق الخلخخق أطخخول أوذا ؟
قال :قلت :ذا .قال :فهل علمت بخخه ؟ قخخال :قلخخت :ل .قخخال :فكخخذلك هخخذا .بيخخان:
الخبر صريح في الحدوث ،وقوله )قلت ذا( الظاهر أنه إشارة إلى المدة
][106
قبل خلق الخلق ويدل على الزمان الموهوم - 90 .(1) .النهج :روى مسعدة بن صدقة
عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلم أنخخه قخخال :خطخخب أميخخر المخخؤمنين
علي عليه السلم بهذه الخطبة على منبر الكوفة ،وذلك أن رجل أتاه فقال :يخخا
أمير المؤمنين ،صف لنا ربنا لنزداد له حبا وبه معرفة ،فغضب عليه السخخلم
ونادى :الصلوة جامعة ،فخخاجتمع النخخاس ]عليخخه[ حخختى غخخص المسخخجد بخخأهله،
فصعد المنبر وهو مغضب متغير اللون ،فحمد ال سبحانه وصلى على النبي
عليه السلم ثم قال :الحمد لخ الخخذي ل يفخخره ) (2المنخخع ،ول يكخخديه العطخخاء
والجود ،إذ كل معط منتقص سواه ،وكل مانع مذموم ما خله] ،و[ هو المنان
بفوائد النعخخم ،وعخخوائد المزيخخد والقسخخم ،عيخخاله الخلئق ) (3ضخخمن أرزاقهخخم،
وقدر أقواتهم ،ونهج سبيل الراغبين إليه ،والطالبين ما لديه ،وليس بمخخا سخخئل
بأجود منه بما لم يسأل ،الول الذي لم يكن له قبل فيكون شخخئ قبلخخه ،والخخخر
الذي ليس له بعد فيكون شئ بعده والرادع ) (4أناسي البصار عخخن أن تنخخاله
أو تدركه ،ما اختلف عليه دهر فتختلف منه الحال ،ول كان في مكان فيجوز
عليه النتقخخال ،ولخخو وهخخب مخخا تنفسخخت عنخخه معخخادن الجبخخال ،وضخخحكت عنخخه
أصداف البحار من فلز اللجين والعقيان ،نثخخارة الخخدر وحصخخيد المرجخخان ،مخخا
أثر ذلك في جوده ،ول أنفد سعة ما عنده ،ولكان عنده من ذخائر
) (1أن كان المراد بالخلق جميع ما سوى ال فل ريب أنه لم يكن قبله شخخئ سخخوى الخ
تعالى لزمان ول مكان ول أي شئ فرض حتى يقايس به الزمنة الطويلخخة
في الغاية ،ول يتوهم عندئذ شخخئ اصخخل )واطلق )عنخخد( و )إذ( مخخن ضخخيق
العبارة( على أن مقايسة المر الحقيقي بالموهوم غير صحيح كما ل يخفخخى
وان كان المراد بالخلق اهخل السخخماوات والرض دون نفسخها ومخخا وراءهخا
فيمكخخن تصخخوير الزمخخان الحقيقخخي قبخخل خلخخق اهخخل السخخماوات والرض ول
يحتاج إلى فرض الزمان الموهوم .وللرواية معنى دقيق يطلب من محلخخه) .
(2في المخطوطة :ل يعزه المنع وفي المصدر :ل يفره المنخخع والجمخخود) .
(3في المصدر :الخلق (4) .في بعض النسخ :فالرادع
][107
النعام ما ل تنفده مطخخالب النخخام ،لنخخه الجخخواد الخخذي ل يغيضخخه سخخؤال السخخائلين ،ول
يبخله إلحاح الملحين ،فانظر أيها السائل ! فما دلخخك القخخرآن عليخخه مخخن صخخفته
فائتم به واستضئ بنور هدايته ،وما كلفك الشيطان علمه مما ليس في الكتاب
عليك فرضه ول في سنة النبي وأئمة الهدى أثره فكل علمه إلى ال سخخبحانه،
فإن ذلك منتهى حق ال عليك .واعلم أن الراسخين في العلم هم الذين أغنخخاهم
عن اقتحام السدد المضروبة دون الغيوب القرار بجملة ما جهلوا تفسيره من
الغيب المحجوب ،فمدح ال تعالى اعترافهم بالعجز عن تناول ما لخخم يحيطخخوا
به علما ،وسمى تركهخخم التعمخخق فيمخخا لخخم يكلفهخخم البحخخث عخخن كنهخخه رسخخوخا،
فاقتصر على ذلك فل تقدر عظمة الخ سخخبحانه علخخى قخخدر عقلخخك فتكخخون مخخن
الهالكين ،هو القادر الذي إذا ارتمت الوهخام لتخخدرك منقطخع قخخدرته ،وحخاول
الفكر المبرأمن خطر الوساوس ) (1أن يقخخع عليخخه مخخن عميقخخات ) (2غيخخوب
ملكوته ،وتولهت القلوب إليخخه لتجخخري فخخي كيفيخخة صخخفاته ،وغمضخخت مخخداخل
العقخخول فخخي حيخث ل تبلغخخه الصخخفات لتنخخال علخخم ذاتخه ،ردعهخا وهخخي تجخخوب
مهاوي سخخدف الغيخخوب متخلصخخة إليخخه سخخبحانه ]وتعخخالى[ فرجعخت إذ جبهخخت
معترفة بأنه ل ينخخال بجخخور العتسخخاف كنخخه معرفتخخه ،ول تخطخخر ببخخال اولخخي
الرويات خاطرة من تقدير جلل عزتخه الخذي ابتخدع الخلخق علخى غيخر مثخال
امتثله ،ول مقدار احتذى عليه من خالق معبود كان قبله ،وأرانا مخخن ملكخخوت
قدرته وعجائب ما نطقت به آثار حكمته ،واعتراف الحاجة من الخلق إلى أن
يقيمها بمساك قوته ) (3ما دلنا باضطرار قيام الحجة على معرفته ،وظهرت
في البدائع التي أحدثها آثار صنعته وأعلم حكمته ،فصار كل ما خلخخق حجخخة
له ودليل عليه ،وإن كان خلقا صخخامتا فحجتخخه بالتخخدبير ناطقخخة ،ودللتخخه علخخى
المبدع قائمة فأشهد ) (4أن من شبهك بتباين أعضاء خلقك ،وتلحم حقاق
) (1سيأتي من المؤلف رحمه ال أنه روى ،من خطخخرات الوسخخاوس (2) .فخخي بعخخض
النسخ وكذا في المصدر :في عميقخخات (3) .فخخي المصخخدر :قخخدرته (4) .فخخي
المصدر ،وأشهد .وهكذا فيما يأتي )*(.
][108
مفاصلهم المحتجبة لتدبير حكمتك لم يعقد غيب ضميره على معرفتك ،ولم يباشر قلبخخه
اليقين بأنه لندلك ،وكأنه لم يسخخمع تخخبرء التخخابعين مخخن المتبخخوعين إذ يقولخخون
)تال إن كنا لفي ضلل مبين إذ نسويكم برب العالمين( كذب العادلون بخخك إذ
شبهوك بأصنامهم ،ونحلخخوك حليخخة المخلخخوقين بأوهخخامهم ،وجخخزؤوك تجخخزئة
المجسمات بخواطرهم ،وقدروك على الخلقة المختلفة القوى بقرائح عقولهم،
فأشهد أن من ساواك بشئ مخن خلقخخك فقخد عخخدل بخخك ،والعخادل بخك كخخافر بمخا
تنزلت به محكمات آياتك ،ونطقت به عنه شواهد حجج بيناتك ،وأنك أنت ال
الذي لم يتنخخاه فخخي العقخخول فيكخخون فخخي مهخخب فكرهخخا مكيفخخا ،ول فخخي روايخخات
خواطرها محدودا ) (1مصرفا .ومنها :قدر مخخا خلخخق فخخأحكم تقخخديره ،ودبخخره
فألطف تدبيره ،ووجهه لوجهته فلم يتعد حخخدود منزلتخخه ،فلخخم يقصخخر ) (2دون
النتهاء إلى غايته ،ولخخم يستصخعب إذ أمخخر بالمضخخي علخخى إرادتخخه ،وكيخف ؟
وإنما صدرت المور عن مشيته ،المنشئ أصناف الشياء بل رويخخة فكخخر آل
إليهخخا ،ول قريحخخة غريخخزة أضخخمر عليهخخا ،ول تجربخخة أفادهخخا مخخن حخخوادث
الدهور ،ول شخخريك أعخانه علخى ابتخداع عجخائب المخخور ،فتخخم خلقخه وأذعخخن
لطخخاعته ،وأجخخاب إلخخى دعخخوته ،ولخخم يعخخترض دونخخه ريخخث المبطخخئ ،ول أنخخاة
المتلكخخئ فأقخخام مخخن الشخخياء أودهخخا ،ونهخخج حخخدودها ) (3ولءم بقخخدرته بيخخن
متضخخادها ،ووصخخل أسخخباب قرائنهخخا وفرقهخخا أجناسخخا مختلفخخات فخخي الحخخدود
والقدار ،والغرائز والهيئات ،بدايا خلئق أحكم صخخنعها ،وفطرهخخا علخخى مخخا
أراد وابتدعها .منها في صفة السماء :ونظم بل تعليق رهوات فرجها ،ولحم
صخخدوع انفراجهخخا ،وشخخج بينهخخا وبيخخن أزواجهخخا ،وذلخخل للهخخابطين بخخأمره
والصاعدين بأعمال خلقخخه حزونخخة معراجهخخا ) (4وناداهخخا بعخخد إذ هخخي دخخخان
فالتحمت عرى أشراجها ،وفتق
) (1في المصدر :فتكون محدودا (2) .في المصدر وكذا في بعض النسخ :فلم يقصخر.
) (3في النسخة المخطوطة :جددها (4) .في بعض النسخ :معارجها )*(.
][109
بعد الرتتاق صوامت أبوابها ،وأقام رصدا من الشهب الثواقب على نقابها ،وأمسخخكها
من أن تمور في خرق ) (1الهخخواء بخخائدة ]رائدة[ وأمرهخخا أن تقخخف مستسخخلمة
لمره وجعل شمسها آيخخة مبصخخرة لنهارهخخا ،وقمرهخخا آيخخة ممحخخوة مخخن ليلهخخا،
وأجراهما ) (2في مناقل مجراهما ،وقدر مسيرهما ) (3في مدارج درجهما،
ليميز بين الليل والنهار بهما ،وليعلخخم عخخدد السخخنين والحسخخاب بمقاديرهخخا ،ثخخم
علخخق فخخي جوهخخا فلكهخخا ،ونخخاط بهخخا زينتهخخا مخخن خفيخخات دراريهخخا ومصخخابيح
كواكبهخخا ،ورمخخى مسخخترقي السخخمع بثخخواقب شخخهبها ،وأجراهخخا علخخى إذلل
تسخيرها ،من ثبات ثابتها ومسير سائرها ،وهبوطهخخا وصخخعودها ،ونحوسخخها
وسعودها .منها في صفة الملئكخخة عليهخخم السخخلم :ثخخم خلخخق سخخبحانه لسخخكان
سخخماواته ،وعمخارة الصخفيح العلخخى مخن ملكخخوته ،خلقخخا بخديعا مخخن ملئكتخه،
ملبهم فروج فجاجها ،و حشابهم فتوق أجوائها ،وبيخخن فجخخوات تلخخك الفخخروج
زجل المسبحين منهم في حظائر القدس وسترات الحجب وسخخرادقات المجخخد،
ووراء ذلك الرجيج الذي تستك منه السماع سبحات نور تردع البصار عن
بلوغها ،فتقت خاسئة على حخخدودها ،أنشخخأهم علخخى صخخور مختلفخخات ،وأقخخدار
متفاوتات .اولي أجنحة تسبح جلل عزته ،ل ينتحلون ما ظهر في الخلق مخخن
صخخنعه ) (4ول يخخدعون أنهخخم يخلقخخون شخخيئا معخخه ممخخا انفخخرد بخخه ،بخخل عبخخاد
مكرمون ،ل يسبقونه بخخالقول وهخخم بخخأمره يعملخخون ،جعلهخخم فيمخخا هنالخخك أهخخل
المانة على وحيه ،وحملهم إلى المرسلين ودائع أمره ونهيه ،وعصخخمهم مخخن
ريب الشبهات فما منهم زائغ عن سبيل مرضاته ،وأمدهم بفوائد المعونة ) (5
وأشعر قلوبهم تواضع إخبخخات السخخكينة ،وفتخخح لهخخم أبوابخخا ذلل إلخخى تماجيخخده،
ونصب لهم منارا واضحة على
) (1في المصدر :في خراق (2) .في بعض النسخ وكذا في المصدر :فأجراهمخخا(3) .
في المصخخدر :سخخيرهما (4) .فخخي المصخخدر :صخخنعته (5) .فخخي المخطوطخخة:
بفوائد امره )*(.
][110
أعلم توحيده ،لم تثقلهم مؤصرات الثام ،ولم ترتحهلم عقب الليالى واليام ،ولخخم تخخرم
الشكوك بنوازعها عزيمة إيمانهم ،ولم تعترك الظنون على معاقد يقينهم ،ول
قخخدحت قادحخخة الحخخن فيمخخا بينهخخم ،ول سخخلبتهم الحيخخرة مخخالق مخخن معرفتخخه
بضمائرهم وسكن بعظمته ) (1وهيبة جللخخه ) (2فخخي أثنخخاء صخخدورهم ،ولخخم
تطمع فيهم الوساوس فتقترع برينها ) (3على فكرهم ،منهم من هو فخخي خلخخق
الغمام الدلح ) (4وفي عظم الجبال الشمخ ،وفخخي قخخترة الظلم اليهخخم ،ومنهخخم
من ]قد[ خرقت أقدامهم تخوم الرض السفلى ،فهي كرايات بيخخض قخخد نفخخذت
في مخارق الهواء ،وتحتها ريح هفافة تحبسها على حيث انتهت مخخن الحخخدود
المتناهية ،قد استفرغتهم ) (5أشغال عبخخادته ،ووسخخلت حقخخائق اليمخخان بينهخخم
وبين معرفته ،وقطعهم اليقان به إلى الوله إليه ،ولم تجاوز رغابتهم ما عنده
إلى ما عند غيره ،قخخد ذاقخخوا حلوة معرفتخخه ،وشخخربوا مخخن كخخأس الرويخخة مخخن
محبته ،وتمكنت مخخن سخخويداء قلخخوبهم وشخخيجة خيفتخخه ،فحنخخوا بطخخول الطاعخخة
اعتدال ظهورهم ،ولم ينفد طول الرغبة إليه مادة تضرعهم ،ول أطلق عنهخخم
عظيم الزلفة ربق خشوعهم ،ولم يتولهم العجاب فيستكثروا ما سخخلف منهخخم،
ول تركت لهم استكانة الجلل نصيبا في تعظيم حسناتهم ،ولم تجر الفخخترات
فيهم على طول دؤوبهم ولم تغض ) (6رغباتهم فيخخخالفوا عخخن رجخخاء ربهخخم،
ولخخم تجخخف لطخخول المناجخخات أسخخلت ألسخخنتهم ،ول ملكتهخخم الشخخغال فتنقطخخع
بهمس الخير ) (7إليه أصواتهم ،ولم تختلف
) (1في بعض النسخ :من عظمته (2) .في بعض النسخ وكذا في المصدر :جللتخخه) .
(3في بعض النسخ :بريبها (4) .الدلخخح :بالحخخاء المهملخخة وزان عنخخق جمخخع
)دلخخوح( أي كخخثير المخخاء ،ويحتمخخل ان يكخخون بتشخخديد اللم المفتوحخخة كركخخع
جميع )دالح( (5) .في المخطوطة :قد استفزعتهم (6) .فخخي المخطوطخخة :لخخم
تفض (7) .في بعض النسخ :بهمس الحنين.
][111
في مقاوم الطاعة مناكبهم ،ولم يثنوا إلى راحة التقصير فخخي أمخخره رقخخابهم ،ول تعخخدوا
علخخى عزيمخخة جخخدهم بلدة الغفلت ،ول تنتضخخل فخخي هممهخخم ) (1خخخدائع
الشهوات ،قد اتخذوا ذا العرش ذخيرة ليوم فاقتهم ،ويمموه عند انقطاع الخلق
إلخخى المخلخخوقين برغبتهخخم ،ل يقطعخخون أمخخد غايخخة عبخخادته ،ول يرجخخع بهخخم
الستهتار بلزوم طاعته ،إل إلى مواد مخخن قلخخوبهم غيخخر منقطعخخة مخخن رجخخائه
ومخافته ،لم تنقطع أسباب الشفقة منهم فينوا في جدهم ،ولم تأسرهم الطمخخاع
فيؤثروا وشيك السعي على اجتهادهم ،ولم يستعظموا ما مضى من أعمخخالهم،
ولو استعظموا ذلك لنسخ الرجاء منهم شفقات وجلهم ،ولم يختلفخخوا فخخي ربهخخم
باستحواذ الشيطان عليهم ،ولم يفرقهم سوء التقاطع ،ول تولهم غل التحاسخخد
ول شعبتهم ) (2مصارف الريخب ،ول اقتسخمتهم أخيخاف الهمخم ،فهخم اسخراء
إيمان لخخم يفكهخخم مخخن ربقتخخه زيخخغ ول عخخدول ،ولونخخى ول فتخخور ،وليخخس فخخي
أطبقال السموات موضع إهاب إل وعليه ملك ساجد ،أو ساع حافد ،يزدادون
على طول الطاعة بربهم علما وتزداد عزة ربهم في قلوبهم عظما .ومنها في
صفة الرض ودحوها على الماء :كبس الرض علخى مورأمخواج مسختفحلة،
ولجخخج بحخخار زاخخخرة ،تلتطخخم أواذي أموجهخخا ،وتصخخطفق متقاذفخخات أثباجهخخا،
وترغو زبدا كالفحول عند هياجها ،فخضع جماح الماء المتلطم لثقخخل حملهخخا
وسكن هيج ارتمائه إذ وطأته بكلكلها ،وذل مستخذيا إذ تمعكت عليه بكواهلها
فأصبح بعد اصطخاب أمواجه ساجيا مقهورا ،وفي حكمة الذل منقادا أسخخيرا،
وسخخكنت الرض مخخدحوة فخخي لجخخة تيخخاره ،وردت مخخن نخخخوة بخخأوه واعتلئه،
وشموخ أنفه وسمو غلوائه ،وكعمته على كظة جريته فهمد بعخخد نزقخخاته )،(3
ولبد بعد زيفان وثباته ،فلما سكن هيخخج ) (4المخخاء مخخن تحخخت أكنافهخخا ،وحمخخل
شواهق الجبال البذخ )(5
) (1في بعض النسخ :همهم (2) .في بعض النسخ :ول تشعبتهم (3) .في المخطوطة:
خرقاته (4) .في المصدر :هياج (5) .في المصدر :الشمخ البذخ )*(.
][112
علخخى أكنافهخخا ،فجخخر ينخخابيع العيخخون مخخن عرانيخخن انوفهخخا ،وفرقهخخا فخخي سخخهوب بيخخدها
وأخاديدها ،وعدل حركاتها بالراسيات من جلميدها ،وذوات الشناخيب الشم
من صياخيدها ،فسكنت من الميدان برسوب الجبال في قطع أديمها وتغلغلهخخا
متسربة في جوبات خياشيمها ،وركوبها أعناق سهول الرضين وجراثيمهخخا،
وفسح بين الجو وبينها ،وأعد الهواء متنسما لساكنها ) ،(1وأخرج إليها أهلها
على تمام مرافقها ،ثم لخخم يخخدع جخخرز الرض الخختي تقصخخر ميخخاه العيخخون عخخن
روابيها ،و ل تجد جداول النهار ذريعة إلخخى بلوغهخخا ،حخختى أنشخأ لهخخا ناشخئة
سحاب تحيي مواتها وتستخرج نباتها الف غمامها ،بعد افتراق لمعه ،وتبخخاين
قزعه ،حتى إذا تمخضت لجة المخخزن فيخخه ،والتمخخع برقخخة فخخي كففخخه ،ولخخم ينخخم
وميضه في كنهور ربابه ،ومخختراكم سخحابه ،أرسخخله سخخحا متخخداركا قخخد اسخخف
هيدبه تمر به الجنوب درر أهاضيبه ودفع شئابيبه ،فلما ألقخخت السخخحاب بخخرك
بوانيها ،وبعاع ما استقلت به من العب المحمول عليها ،أخرج به من هوامخخل
) (2الرض النبات ،ومن زعر الجبال العشاب ،فهى تبهج بزينة رياضخخها،
وتزدهي بما ألبسته من ربط أزاهيرها ،وحلية ما شمطت ) (3به مخخن ناضخخر
أنوارها ،وجعل ذلك بلغا للنام ،ورزقا للنعخخام وخخخرق الفجخخاج فخخي آفاقهخخا
وأقام المنار للسالكين على جواد طرقها ،فلما مهد أرضخخه وأنفخخذ أمخخره اختخخار
آدم عليه السلم خيره من خلقه ،وجعله أول جبلته ،وأسكن ) (4جنته ،وأرغد
فيها أكله ،وأوعز إليه فيما نهاه عنه ،وأعلمخخه أن فخخي القخخدام عليخخه التعخخرض
لمعصيته والمخاطرة بمنزلته ،فأقدم على ما نهخخاه عنخخه موافخخاة لسخخابق علمخخه،
فأهبطه بعد التوبة ليعمر أرضخه بنسخله ،وليقيخم الحجخة بخه علخى عبخاده ،ولخم
يخلهم بعد أن قبضخخه ممخخا يؤكخخد عليهخخم حجخخة ربخخوبيته ،ويصخخل بينهخخم و بيخخن
معرفته ،بل تعاهدهم بالحجج على ألسن الخيرة
) (1لساكنيها )خ( (2) .فخي بعخض النسخخ) :هوامخد الرض( وهخو الظهخر (3) .فخي
المصدر :سمطت .وسخيأتى مخن المؤلخف رحمخه الخ ذكخر النسخختين وبيخان
معناهما (4) .في بعض النسخ :أسكنه )*(.
][113
من أنبيائه ،ومتحملي ودائع رسالته قرنا فقرنا حخختى تمخخت بنبينخخا ]محمخخد[ صخخلى الخ
عليه وآله حجته ،وبلغ المقطع عذره ونخذره ،وقخدر الرزاق فكثرهخا وقللهخا،
وقسخخمها علخخى الضخخيق والسخخعة ،فعخخدل فيهخخا ليبتلخخي مخخن أراد بميسخخورها
ومعسخخورها ،وليختخخبر بخخذلك الشخخكر والصخخبر مخخن غنيهخخا وفقيرهخخا ،ثخخم قخخرن
بسعتها عقابيل فاقتهخا ،وبسخلمتها طخوارق آفتهخا ،وبفخرج أفراجهخا غصخص
أتراحها ،وخلق الجال فأطالها وقصرها وقخخدمها وأخرهخخا ،ووصخخل بخخالموت
أسبابها ،وجعله خالجا لشطانها ،وقاطعا لمرائر قرانها ) ،(1عالم السخخر مخخن
ضخخمائر المضخخمرين ،ونجخخوى المتخخخافتين ،وخخخواطر رجخخم الظنخخون ،وعقخخد
عزيمات اليقين ،ومسارق إيماض الجفون ،ومخخا ضخخمنته أكنخخاف القلخخوب )(2
وغيابات الغيوب ،وما أصغت لستراقه مصائخ السخخماع ،ومصخخايف الخخذر،
ومشاتي الهوام ،ورجع الحنين من المولهات ،وهمس القدام ،ومنفسح الثمرة
مخخن ولئج غلخخف الكمخخام ،ومنقمخخع الوحخخوش مخخن غيخخران الجبخخال وأوديتهخخا
ومختباء البعوض بين سوق الشجار وألحيتها ،ومغرز الوراق من الفنان،
ومحط المشاج من مسارب الصلب ،وناشخخئة الغيخخوم ومتلحمهخخا ،ودرور
قطر السحاب ومتراكمها ،وما تسفي ) (3العاصير بذيولها ،وتعفو المطار
بسيولها ،وعخخوم نبخخات الرض فخخي كثبخخان الرمخخال ،ومسخختقر ذوات الجنحخخة
بذرى شناخيب الجبال وتغريد ذوات المنطق في دياجير الوكار ،وما أوعته
الصداف وحضنت عليه أمواج البحار ،ومخخا غشخخيته سخخدفة ليخخل أو ذر عليخخه
شارق نهار ،وما اعتقبت عليخه أطبخاق الخدياجير وسخبحات النخور ،وأثخر كخل
خطوة ،وحس كل حركة ،ورجع كل كلمة ،وتحريك كخخل شخخفة ،ومسخختقر كخخل
نسمة ،ومثقال كل ذرة ،وهماهم كل نفس هامة ،وما عليهخخا مخخن ثمخخر شخخجرة،
أو سخخاقط ورقخخة ،أو قخخرارة نطفخخة ،أو نقاعخخة دم ومضخخعة ،أو ناشخخئة خلخخق
وسللة ،لم تلحقه في ذلك كلفة ،ول اعترضته في حفظ
) (1في المخطوطخخة والمصخخدر :اقرانهخخا (2) .فخخي المصخخدر :أكنخخان القلخخوب (3) .فخخي
بعض النسخ :تسقى )*(.
][114
ما ابتدع من خلقه عارضة ،ول اعتورته في تنفيخخد المخخور وتخخدابير المخلخخوقين مللخخة
ولفترة ،بل نفذ فيهم علمه وأحصاهم عده ووسعهم عخخدله ،وغمرهخخم فضخخله،
مع تقصيرهم عن كنه ما هو أهله .اللهم أنت أهل الوصف الجميل ،والتعدد )
(1الكثير ،إن تؤمل فخير مأمول ) ،(2وإن ترج فخير مرجو ) ،(3اللهم وقد
بسطت لي ]لسانا[ فيمال أمدح به غيرك ،ول اثني به علخخى أحخخد سخخواك ،ول
اوجهخخه إلخخى معخخادن الخيبخخة ومواضخخع الريبخخة ،وعخخدلت بلسخخاني عخخن مخخدائح
الدميين ،والثناء على المربوبين المخلوقين .اللهم ولكل مثن علخخى مخخن أثنخخى
عليه مثوبة من جزاء ،أو عارفة مخن عطخخاء وقخد رجوتخخك دليل علخى ذخخخائر
الرحمة ،وكنوز المغفرة .اللهم وهذا مقام من أفردك بالتوحيد الخخذي هخخو لخخك،
ولخخم يرمسخختحقا لهخخذه المحامخخد والممخخادح غيخخرك ،وبخخي فاقخخة إليخخك ل يجخخبر
مسكنتها إل فضلك ،ول ينعش من خلتها إل منك وجودك ،فهخب لنخا فخي هخذا
المقام رضاك ،أغننا عن مد اليدي إلى من سواك ،إنك على كل شئ قخخدير )
.(4التوحيد :عن علي بن أحمد الخخدقاق عخن محمخد بخخن جعفخر السخخدي ،عخخن
محمد بن إسماعيل البرمكي ،عن علي بن العباس ،عن إسماعيل بن مهخخران،
عن إسمعيل ابن الحق الجهني ،عن فرج بن فروة ،عخخن مسخخعدة ابخخن صخخدقة،
عن أبي عبد ال عليه السلم مثله مع اختصار ،وقد مر فخخي كتخخاب التوحيخخد )
.(5
) (1في المصدر :التعداد (2) .في المصدر :فخير مؤمل وإن ترج فأكرم مرجخخو(3) .
يظهر من شرح المؤلف رحمه ال لهذه الفقرة في بيانه التى ان هناك لفظة
)اكرم( لكن النسخخخ خاليخخة منهخخا إل نسخخخة المصخخدر وهخخى هكخخذا )وان تخخرج
فاكرم مرجو( فيحتمل ان سخة المؤلف ايضا كانت مثله أو كانت هكخخذا )ان
تؤمل فخخاكرم مخخأمول وان تخخرج فخيخخر مرجخخو( (4) .نهخخج البلغخخة- 160 :
(5) .181التوحيد.23 :
][115
بيان :قد مضى شرح أكثر أجزاء هذه الخطبة في كتاب التوحيخخد ،ولعخخل غضخخبه عليخخه
السلم لعلمه بأن غرض السخخائل وصخخفه سخخبحانه بصخخفات الجسخخام ،أو لنخخه
سأل بيان كنه حقيقته سخخبحانه أو وصخخفه بصخخفات أرفخخع وأبلخخغ ممخخا نطخخق بخخه
الكتاب والثار لزعمه أنه ل يكفي في معرفته سبحانه ،ويؤيد كل من الوجوه
بعض الفقرات .و )جامعة( منصوبة على الحالية ،أي :عليكخخم الصخخلة .علخخى
رفع الصلة كما حكي أو احضروا الصلة على نصخخبها جامعخخة لكخخل النخخاس.
وربما يقرء برفعهمخخا علخخى البتخخداء والخبريخخة .وهخخذا النخخداء كخخان شخخائعا فخخي
الخطوب الجليلة وإن كان أصله للصلة) .ل يفره( أي ل يكثره )المنخخع( )(1
أي ترك العطاء )ول يكخخديه العطخخاء( أي ل يجعلخخه قليخخل الخيخخر مبطئا فيخخه،
يقال )كدت الرض( إذا أبطأ نباتها) ،وأكدى
) (1قول عليه الصلة والسلم )ل يفره المنع( أي ل يكثره ترك العطاء ول يزيد في
ملكه )ول يكديه العطاء( أي ل يفقره ول ينتقص مخخن ملكخخه )إذ كخخل معخخط
منتقص سواه وكخخل مخخانع مخخذموم مل خله( حسخخن العطخخاء والجخخود وقبخخح
المنع والبخل مخخن احكخخام العقخخل العملخخي ،و ملك الحكخخم أنخخه يخخرى النسخخان
محتاجا إلى بنى نوعه مفتقرا إلى التعاون والتعاضد معهخخم حخختى يسخخعد فخخي
حياته ويبلغ غاية مناه ،فلكل فرد من افراد المجتمع قخخدم فخخي تشخخكيله ،وأثخخر
فخخي ابقخخائه ،وحخخق علخخى زملئه ،وحخخق عليهخخم جميعخخا ان يتحفظخخوا علخخى
الجتماع ،ويراقبوا ثغوره ،ويذبوا عن حدوده فحق على الغنيخخاء المخخثرين
ان يبذلوا على الفقراء المعخخدمين ول يخخدعوهم مفتقريخخن حخختى يهلكخخوا ويفقخخد
المجتمع بعض اعضائه فينتقض الغرض ويخيخخب المسخخعى .ومخخن الواضخخح
عدم وجود هذا الملك في الحق سبحانه لتعاليه عخخن الحاجخخة ،وترفعخخه عخخن
النقصان ،وتنزهه عن الغرض الزائد على الذات ،لكخخن حيخخث إن لخخه تعخخالى
مطلخخق الكمخخال لجمخخال ولخخه السخخماء الحسخخنى والصخخفات العليخخا كخخان ذاتخخه
المتعالية وصخخفاته الجميلخخة الغيخخر الخخزائدة عليهخخا مقتضخخية لصخخدور الفعخخال
الحسنة وكان كل افعاله ل محالة حسخخنة جميلخخة ،لكخخن ليخخس للعقخخل أن يحكخخم
عليخخه بوجخخوب فعخخل الخيخخر وتخخرك الشخخر ال بمعنخخى ادراكخخه لقتضخخاء ذاتخخه
سبحانه لهما ،و على هذا فلو صدر عنه سبحانه منع ايضا كخخان حسخخنا لنخخه
ليس لحد عليه تعالى حق حتى يحسن اعطاؤه ويقبح منعخخه ول يسخخأل عمخخا
يفعل وهم يسألون .وهذا هو المراد بقول المخخام الثخخامن عليخخه السخخلم )فهخخو
الجواد ان أعطى وهو الجواد أن منع لنه ان اعطى عبدا اعطاه ما ليس لخخه
وان منعه منعه ما ليس له(.
][116
فلن الرض( إذا جعلها كادية ،أو ل ترده كخخثرة العطخخاء عخخن عخادته فيخخه ،مخن قخولهم
)أكديت الرجل عن الشئ( أي رددته عنخه ،ذكخره الجخوهري ،وقخال :الكديخة:
الرض الصلبة ،وأكدى الحافر :إذا بلغ الكديخخة فل يمكنخخه أن يحفخخر ،وأكخخدى
الرجل :إذ قل خيره وانتقض ،يكون متعديا ولزما كنقخص .وهخخذا فخخي النسخخ
على بناء المفعول ،والتعليخخل بخخالجملتين بخاللف والنشخخر المرتخخب أو المشخخوش
لمطابقة العطاء والمنع في كل منهما ،وعلى التقخخديرين التعليخخل فخخي الولخخى
ظاهر ،والفقرة الثانية ليست في نسخ التوحيد وهو الصواب ،وعلخخى تقخخديرها
ففي أصل الجملة والتعليل بها معا إشكال ،أما الول فلنه إن اريد بخخالمنع مخخا
كان مستحسنا أو العم فكيف يصح الحكم بكونه مذموما ،وإن اريد به مخخا لخخم
يكن مستحسنا فل يستقيم الستثناء .ويمكن أن يجاب باختيار الثاني من الول
أي العم ويقال :المراد بالمخخذموم مخخن أمكخخن أن يلحقخخه الخخذم ،يصخخير حاصخخل
الكلم أن كل مانع غيره يمكن أن يلحقه الذم بخلفه سخخبحانه ،فخخإنه ل يحتمخخل
أن يلحقه بالمنع ذم أو يقال المانع ل يصدق على غيره تعالى إل إذا بخل بمخخا
افترض عليخخه ،وإذا اطلخخق عليخخه سخخبحانه يخخراد بخخه مقابخخل المعطخخي ،والمخخراد
بالعنوان المعنى الشامل لهمخا .ويخدل عليخه مخا مخر مرويخا عخن الرضخا عليخه
السلم أنه سئل عن الجواد فقال عليه السلم :إن لكلمك وجهيخخن :فخخان كنخخت
تسأل عن المخلوق فإن الجواد هو الذي يؤدي ما افخخترض ال خ سخخبحانه عليخخه
والبخيل هو الذي يبخل بما افترض ال عليه ،وإن أردت الخالق لهخخو الجخخواد
إن أعطى ،وهو الجواد إن منع ،لنه إن أعطى عبدا أعطاه ما ليخخس لخخه ،وإن
منعه منعه ما ليس له .وأما الثاني فيحتمل أن تكون جملة مستقلة غيخخر داخلخخة
تحت التعليل مسوقة لرفع توهم ينشأ من التعليخخل بعخخدم النتقخخاص بالعطخخاء،
فإن لمتوهم أن يقول :إذا لم ينقخخص مخخن خزائنخخه شخخئ بالعطخخاء فيجخخب أن ل
يتصف بالمنع أصل ،ولو اتصف به لكان مذموما ،مع أن من أسخخمائه تعخخالى
المانع .فرد ذلك الوهم بأن منعه سبحانه
][117
ليس للنتقاص بالعطاء ،بل لقبح العطاء وعدم اقتضخخاء المصخخلحة لخخه ،ومثخخل ذلخخك
المنع ل يستتبع الذم واستحقاقه .ولو حملت على التعليل فيمكن أن يكخخون مخخن
قبيل الستدلل بعدم المعلول على عخخدم العلخخة ،فخخإن الوفخخور بخخالمنع أو إكخخداء
العطاء ) (1علة للبخل التابع للخوف من الفاقة ،وهو علخخة لخخترتب الخخذم مخخن
حيث إنه نقص أو لقتضخخائه المنخخع ورد السخخائل ،ونفخخي الخخذم يخخدل علخخى عخخدم
الوفور أو الكداء المدعى في الجملتين المتقدمتين) .المنان بفوائد النعم( المن
يكون بمعنى النعام وبمعنى تعديد النعم والول هنا أظهر ،وربما يحمل على
الثاني فإن منه سبحانه حسن وإن كان في المخلوق صفة ذم .والفائدة :الزيادة
تحصل للنسخخان مخخن مخخال أو غيخخره والعخخائد :المعخخروف ]والعطخخف[ ،وقيخخل:
عوائد المزيد والقسم :معتادهما ،والمزيد :الزيادة ولعل المراد به ما ل يتوهم
فيه استحقاق العبد .و )القسم( جمع القسمة ،هي السخخم مخخن قسخخمه ]كضخخربه[
وقسمه بالتشديد أي جزأه .وعيال الرجل بالكسر أهل بيته ومن يمونهم ،جمع
)عيخل( وجمعخه )عيخائل(() .ضخمن أرزاقهخم( أي كفلهخا )وقخد رأقخواتهم( أي
جعل لكل منهم من القخخوت قخخدرا تقتضخخيه الحكمخخة والمصخخلحة) .ونهخخج سخخبيل
الراغبين إليه( نهجت الطريق :أبنته وأوضحته ونهج السبيل لصخخلح المعخخاد
كما أن ضمان الرزاق لصلح المعاش ،ويحتمل العم )ليس بما سخخئل الخخخ(
عدم الفرق بينهما بالنظر إلى الجخخود ل ينخخافي الحخخث علخخى السخخؤال لنخخه مخخن
معدات السائل لستحقاق النعام ،لن نسبته سبحانه إلى الخلق على السخخواء،
وإن استحق السائل ما ل يستحقه ) (2غيره ،بخلف المخلخخوقين فخخإن السخخؤال
يهيج جودهم بالطبع مع قطع النظر عن السخختعداد) .الول الخخذي لخخم يكخخن لخخه
قبل فيكون شئ قبله( قيل :وجوده سبحانه ليس بزماني فل يطلق عليه القبليخخة
والبعدية كما يطلق على الزمانيات ،فمعناه الول
) (1أو الكداء بالعطاء )ظ( ) (2في بعض النسخ :ما لم يستحقه )*(.
][118
الذي ل يصدق عليه القبلية ليمكن أن يكون شخخئ ]مخخا[ قبلخخه ،والخخخر الخخذي ل يصخخدق
عليه البعدية الزمانية ليمكن أن يكون شئ ما بعده .وقد يحمل على وجه آخخخر
وهو أنه لم يكن سبقه عدم فيقال إنه مسبوق بشئ من الشياء إمخا المخؤثر فيخه
أو الزمان المقدم عليه ،وأنه ليس بذات يمكن فناؤها وعدمها فيكون بعده شئ
مخخن الشخخياء إمخخا الزمخخان أو غيخخره .ويمكخخن أن يكخخون المخخراد بالقبخخل الزمخخان
المتقدم سواء كان أمرا موجودا أو موهوما ،وبالشئ موجودا من الموجودات
أي ليس قبله زمان حتى يتصور تقدم موجود عليه ،وكذا بقخخاء موجخخود بعخخده.
)والرادع أناسي البصخخار عخخن أن تنخخاله أو تخخدركه( الناسخخي بالتشخخديد جمخخع
)إنسان( وإنسان العين المثال الذي يرى في السواد ،ول يجمخع علخى )انخاس(
كما يجمع النسان بمعنى البشر عليخخه .وقيخخل :الناسخخي جمخع )إنسخخان العيخن(
مشدد ،و الخر يشدد ويخفف وقرء )أناسخخي كخخثيرا( بخخالتخفيف .وردعهخخا أي
منعهخخا كنايخخة عخخن عخخدم إمكخخان إحساسخخها لخخه ،لنخخه سخخبحانه ليخخس بجسخخم ول
جسخخماني ول فخخي جهخخة ،ونلخخت الشخخئ أصخخبته وأدركتخخه :أي تبعتخخه فلحقتخخه،
والمراد بالنيخخل الدراك التخخام وبخخالدراك غيخخره ،ويتمخخل العكخخس ،وأن يكخخون
العطف لتغاير اللفظين أو يكخون إشخارة إلخى جهختين لمتنخاع الرؤيخة ،فالنيخل
إشارة إلى استلزام كونه ذاجهة وجسمانيا ،والدراك إلخخى أنخخه يسخختلزم وجخخود
كنه ذاته في الذهان وهو ممتنع كما أشرنا إليه في كتاب التوحيد) .ما اختلف
عليه دهر( ظاهره نفي الزمانية عنه تعالى ،ويحتمل أن يراد به جريانه علخخى
خلف مراده أحيانا وعلى وفق إرادته أحيانا حتى يلحقه ما يلحق الخلخخق مخخن
الشدة والرخاء ،والنعم والبؤس ،والصحة والسقم ونحو ذلك) .ولخخو وهخخب مخا
تتقست( استعار التنفس هنا لبراز المعادن ما يخرج منهما كما يخرج الهواء
من تنفس الحيوان )وضخحكت عنخه( أي تفتحخت وانشخقت حختى ظهخر ويقخال
للطلع حين تنشق )الضحك( بفتح الضاد ،وقد مربيان لطخخف تلخخك التشخخبيهات.
)والفلز( بكسر الفاء واللم وتشديد الزاي :الجواهر المعدنية كالذهب
][119
الفضة ،وفي الصحاح :ما ينقيه ) (1الكير مما يذاب مخخن جخخواهر الرض) .واللجيخخن(
مصغرا الفضة) ،والعقيان( بالكسر :الذهب الخالص ،ونثرت الشئ كنصرت
رميته متفرقا ،ونثارة الدر بالضخخم :مخخا تنخخاثر منخخه ،والخخدر جمخخع )درة( وهخخي
اللؤلخخؤة العظيمخخة أو مطلقخخا .وحصخخد الخخزرع قطعخخه بالمنجخخل ،والحصخخيد:
المحصود ،والمراد بالمرجان إما صغار اللؤلؤ ووصخخفه بالحصخخيد ) (2لعلخخه
يناسب ما تذكره التجار أن الصدف كثيرا مخخا يغخخرز عرقخخه فخخي أرض البحخخر
فتحصده الغواصون ،ولذا قيل إنه حيوان يشبه النبات .وقخخال بعخخض شخخارحي
النهج :كأن المراد المتبدد من المرجان كما يتبخخدد الحخخب المحصخخود ،ويجخخوز
أن يعنى المحكخخم ،مخخن قخخولهم )شخخئ مستحصخخد( أي مسخختحكم ،قخخال :ويخخروى
)وحصباء المرجان( والحصباء :الحصا ،وقال قوم :هو البسخخد يعنخخي الحجخخر
الحمر .وأنفده :أي أفناه ،وذخائر النعام ما بقي عنده من نعمخخه الجسخخام بعخخد
العطايا المفروضة .والمطالب :جمع المطلخخب بمعنخخى المصخخدر) .ل يغيضخخه(
جخاء متعخديا كمخا جخاء لزمخا )ول يبخلخه( أي ل يجعلخه بخيل ،ويقخال أيضخا
)بخله تبخيل( إذا رماه بالبخل وروي على صيغة الفعال أي ل يجخخده بخيل.
والتعليل بقوله )لنه الجواد( إما للجملة الشرطية بتواليها فالوجه فخخي التعليخخل
بنفي التبخيل ظاهر ،إذ لو أثره العطاء المفروض في جخخوده لبخلخخه اللحخخاح،
فإنه في الحقيقة منع ) (3التأثير في الجود ،فنفيه يدل على نفيه ،وإما لبقاء ما
ل ينفده المطالب فوجه التعليل أن العادة قد جرت بلحخخوق البخخخل لمخخن ينفخخدما
عنده بالطلب وإن أمكن عقل عدمه بأن يسخمح بكخل مخا عنخده ،فنفخي التبخيخل
يدل على نفي النفاد.
) (1في النسخة المطبوعة بمصر )ينفيه( وما في المتن أظهر) ،والكير( كما نقخخل فخخي
الصحاح عن أبى عمرو هو كير الحداد وهو زق أو جلخخد غليخخظ ذو حافخخات
وفي القاموس :الفلز :بكسر الفاء واللم وشد الزاى وكهجخخف وعتخخل نحخخاس
أبيض تجعل منه القدور المفرغة ،أو خبث الحديد ،أو الحجارة ،أو جخخواهر
الرض كلها أو ما ينفيه الكير من كل مخخا يخخذاب منهخخا الخخخ (2) .فخخي بعخخض
النسخ :بالحصد (3) .في المخطوطة :معنى التأثير )*(.
][120
)فانظر أيها السائل الخ( اليتمام :القتداء ،والثخخر بالتحريخخك :نقخخل الحخخديث وروايتخخه.
ووكل المر إليه وكل ووكول :سلمه وتركه ،ويدل على المنخخع مخخن الخخخوض
في صفاته سبحانه ومن البحث عما لم يرد منها فخخي الكتخخاب والسخخنة) .واعلخخم
أن الراسخين في العلم( إلخخى آخخخره .الراسخخخ فخخي العلخخم :الثخخابت فيخخه )واقتحخخم
المنزل( أي دخله بغتة ومن غيخخر رويخخة) ،والسخخدد( جمخخع )سخخدة( وهخخي بخخاب
الدار ،وضرب الباب :نصبه ،ودون الشئ :ما قرب منه قبخخل الوصخخول إليخخه،
والمتعمق فخخي المخر :الخخذي ببخالغ فيخخه ويطلخب أقصخخى غخخايته ،وقخدر الشخخئ:
مبلغه ،وتقديره :أن تجعل له قدرا وتقيسه بشئ ،والمعنى :ل تقس عظمة الخخ
بمقيخخاس عقلخخك ومقخخداره .والظخخاهر أن المخخراد بخخإقرار الراسخخخين فخخي العلخخم
ومدحهم ما تضمنه قوله سبحانه )فأمخخا الخخذين فخخي قلخخوبهم زيخخغ فيتسخخبعون مخخا
تشابه منه إلى قوله وما يتذكر إل اولو اللباب( فإقرارهم قولهم )آمنا بخخه كخخل
من عند ربنا( ومدح ال تعالى إياهم ذكر كلمهم المتضمن لليمخخان والتسخخليم
في مقام المدح ،أو تسمية ترك تعمقهم رسوخا في العلخخم ،فخخالعطف فخخي قخخوله
)وسمى( للتفسير أو الشارة إلخخى أنهخخم اولخخوا اللبخخاب بقخخوله )ومخخا يتخخذكر إل
اولوا اللباب( وحينئذ فالمراد بالمتشابه ما يشمل كنخخه ذاتخخه وصخخفاته سخخبحانه
مما استأثر ال بعلمه ،وعلى هذا فمحخخل الوقخخف فخخي اليخخة )إل الخخ( كمخخا هخخو
المشخخهور بيخخن المفسخخرين والقخخراء ،فتفيخخد اختصخخاص علخخم المتشخخابه ) (1بخخه
سبحانه ،وقوله )والراسخون( مبتدأ و )يقولون( خبره ،وهو بظاهره مناف
) (1بل تفيد اختصاص العلم بتأويل القرآن به سبحانه فتأمل في قوله )وما يعلم تخخأويله
ال ال( والضمير في قوله )تأويله( راجخع إلخى )الكتخاب( ول ينخافى علمهخم
عليهم السلم بمتشابهات القرآن ،بل ل ينافى علمهم بتأويله فان ظاهر الية
وان كان النحصار لكنه ل يأبى عن الستثناء ،كما ان ظاهر بعص اليات
اختصاص علم الغيب به سبحانه لكنه تعالى استثنى عنخخه مخخن ارتضخخى مخخن
رسول في قوله )عالم الغيب فل يظهر على غيبه أحدا ال من ارتضخخى مخخن
رسول( ودليل علمهم بتأويل القرآن قخخوله تعخخالى )ل يمسخخه ال المطهخخرون(
وإن أردت توضيح ما ذكر فراجع إلى تفسير )الميخخزان( سخخورة آل عمخخران
)*(.
][121
لما دلت عليه الخبار المستفيضة من أنهم عليهم السلم يعلمون ما تشخخابه مخخن القخخرآن
كما مر في كتاب المامة ،وعلى هذا فالوقف على )العلم( وإليخخه ذهخخب أيضخخا
جماعة مخخن المفسخخر بخخن ،فقخخوله )يقولخخون( حخخال مخخن الراسخخخين أو اسخختئناف
موضح لحالهم ويمكن الجمع بينهخخا بوجخخوه :الول :أن يكخخون مخخا ذكخخره عليخخه
السلم هنا مبنيا على ما اشتهر بين المخالفين إلزاما عليهم .الثخخاني :أن يكخخون
للية ظهر وبطن أحدها أن يكون المراد بالمتشخخابه مثخخل العلخخم بكنخخه الخخواجب
وما استأثر ال عزوجل بعلمه من صفاته وكنخخه ذاتخخه وأمثخخال ذلخخك ممخخا تفخخرد
سبحانه بعلمه ،وإليه يشير ظخخاهر هخخذا الكلم ،وثانيهمخخا أن يخخراد بخخه مخخا علخخم
الراسخون في العلخخم تخأويله ،وإليخخه اشخخير فخخي سخائر الخبخار فيكخخون القخخارئ
مخيرا في الوقف على كل من الموضخعين .الثخالث :مخا قيخل انخه يمكخن حمخل
حكاية قول الراسخين على اعترافهم وتسليمهم قبل أن يعلمهخخم ال خ تأويخخل مخخا
تشخخابه مخخن القخخرآن فكخخأنه سخخبحانه بيخخن أنهخخم لمخخا آمنخخوا بجملخخة مخخا انخخزل مخخن
المحكمات والمتشابهات ولخخم يتبعخخوا مخخا تشخخابه منخخه كالخخذين فخخي قلخخوبهم زيخخغ
بالتعلق بالظاهر أو بتأويل باطلق فآتاهم ال علخم التأويخل وضخمهم إلخى نفسخه
في الستثناء .والستئناف في قوة رفع الستبعاد عن مشاركتهم له تعالى فخخي
ذلك العلخم ،وبيخان أنهخم إنمخخا اسخختحقوا إفاضخة ذلخخك العلخخم بخخاعترافهم بالجهخخل
وصورهم عن الحاطة بالمتشخخابهات مخن تلقخاء أنفسخخهم ،وإن علمخخوا التأويخل
بتعليم إلهي .وقد ورد عنه عليه السلم أنه لما أخخخبر ببعخخض الغيخخوب قخخال لخخه
رجل :اعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب ! فقال عليه السلم :ليس هو بعلم
غيخخب ،وإنمخخا هخخو تعلخخم مخخن ذي علخخم .وقخخد مخخر بعخخض الكلم فيخخه فخخي كتخخاب
التوحيخخد) .إذا ارتمخخت( يقخخال :ارتمخخى القخخوم ،إذا ترامخخوا بالنبخخال .والوهخخام:
خطرات القلب ،وفي اصطلح المتكليمخخن إحخخدى القخخوى الباطنخخة ،شخخبه عليخخه
السلم جولن الفكار وتعارضها بالترامي .و )المنقطع( موضخخع النقطخخاع،
ويحتمل المصدر .وحاولت
][122
الشئ :أردته ،والخطر بالتسكين :مصدر )خطر له خاطر( أي عرض في قلبه وروي
)من خطرات الوساوس( والوسوسة حديث النفس والشيطان بما ل خيخخر فيخخه
ول نفع ،والسم الوسواس .و )الملكخخوت( العخخز والسخخلطان ،و )تخولهت إليخه(
أي اشتد عشقها وحنت إليه والوله بالتحريك التحير وذهاب العقخخل مخخن حخخزن
أو فخخرح) .لتجخخري فخخي كيفيخخة صخخفاته( أي لتجخخد مجخخرى ومسخخلكا فخخي ذلخخك.
وغمض الشئ بالفتح والضم أي خفخخي مأخخخذه ،والغخخامض مخخن الكلم :خلف
الواضح ،ومداخل العقول :طرق الفكر .وفاعل )تنال( ضمير العقول ،أي إذا
دقت وغمضت طرق العقخخول ووصخخلت إلخخى حخخد ل تبلخخغ الصخخفات لدقخخة تلخخك
الطرق وخفائها ،أو إذا دقت وانتهت العقول إلى أنهخخا ل تعتخخبر مخخع ملحظخخة
الحق صفة من صفاته كمخا قيخل طالبخة بخذلك أن تصخل إلخى علخم ذاتخه ،وفخي
بعض النسخ )علم ذلك( والول أظهر) .ردعها( الردع الرد والكف ،والجملة
جزاء للشرط السابق ،والضمير المنصوب راجع إلى الوهام أو غيرهخخا ممخخا
سبق) .وهي تجوب( أي تقطع ،والواو للحال .والمهاوي :جمع )مهواة( وهي
الحفرة أو ما بين الجبلين ،والمراد هنا المهلكة .والسدف :جمع )سدفة( وهخخي
القطعة من الليل المظلم ،ويطلق على الضياء أيضا وخصلته تخليصا :نحيتخخه
فتخلص فقول )متخلصة إليخخه( أي متوجهخخة إليخخه بكليتهخخا متنحبخخة عخخن غيخخره،
وجبهخخه كمنعخخه أي ضخخرب جبهتخخه فخخرده ،والجخخور :العخخدول عخخن الطريخخق،
والعتساف :قطع المسافة على غير جادة معلومة ،والمخخراد بجخخور اعتسخخافها
شدة جولنها في ذلك المسخخلك الخخذي ل جخخادة لخخه ،ول يفضخخي إلخخى المقصخخود.
والخاطرة المنفية ) (1ما يكون مطابقا للواقع.
) (1التى نفيت بقوله عليه السلم )ول تخطر ببال اولى الروايات خخخاطرة (..و مخخراده
رحمه ال أنه ربما يخطر بالبال خخخواطر مخخن تقخخدير جللخخه تبخخارك وتعخخالى
لكنها ليسخخت مطابقخخة للواقخخع فل تخطخخر خخخاطرة مطابقخخة للواقخخع ببخخال اولخخى
الروايات من تقدير الجلل واكتناه سائر صفاته سبحانه.
][123
)الذي ابتدع الخلق( البتداع :النشاء والحداث ،ومثال الشئ بالكسر صورته وصفته
ومقداره ،و )امتثله( أي تبعه ولم يتجخخاوز عنخخه ،و )احتخخذى عليخخه( أي اقتخخدى
به .وقوله )من خالق( متعلق بمحذوف ]و[ هو صخخفة لمقخخدار أو لمثخخال أيضخخا
كناشئ ،والمراد بنفي امتثال المثال أنه لم يمثل لنفسه مثال قبخخل شخخروعه فخخي
خلق العالم ليخلق العالم على هيئته ،وبنفي احتذاء المقدار أنه لخخم يقتخخد بخخخالق
كان قبلخخه ،فخخالظرف صخخفة للمقخخدار فقخخط .ويحتمخخل أن يكخخون الثخخاني كالتأكيخخد
للول فالظرف صفة للمثال والمقدار معا ،ويكون المراد بالول نفي القتداء
بالغير في التصوير ،وبالثاني في التقدير ،أو يكون المراد بالمثخخال مخخا يرتسخخم
في الخيال من صورة المصنوع وهيئته ،ولم يكن على حذ وفعخل فاعخخل آخخر
لتنزهخخه عخخن الصخخور والخخخواطر ،فخخالظرف صخخفة لمقخخدار .ووصخخف الخخخالق
بخخالمعبود لنخخه مخخن لخخوازمه ،أو لنخخه لخخو كخخان كخخذلك لكخخان هخخو المعبخخود.
)والمسالك( بالكسر ما يمسك به ،وفيه دللة على احتياج الباقي في بقائه إلخخى
المؤثر .وقوله )ما دلنا( مفعول ثان لرانا ،واضطرار قيام الحجة عبارة عخخن
إفادتها العلم القطعي بعد تحقيق الشروط وارتفاع الموانع ،والظرف في قخخوله
)على معرفته( متعلق بقوله )دلنا( وأعلم الحكمة مخخا يخخدل عليهخخا ،والضخخمير
في قوله )فحجته( يحتمل عوده إلى الخلق الصامت ،كالضخخمير فخخي )دللتخخه(
أو إلى ال سبحانه )فأشهد( وفي بعض النسخ بالواو )بتبخخاين( المشخخبه بخخه فخخي
الحقيقة هو الخلق ،وإنما ادخل الباء على التباين تنبيها على وجه الخطاء فخخي
التشبيه ،والتلحم :التلصق .و )الحقاق( بالكسخخر جمخخع )حقخخة( بالضخخم وهخخي
في الصل وعاء من خشب ،وحقاق المفاصل النقر التي ترتكز فيها العظخخام،
واحتجابهخخا اسخختتارها بالجلخخد واللحخخم .وقخخوله )لتخخدبير( متعلخخق بالمحتجبخخة أي
المستورة للتدبير الذي اقتضته الحكمة .قيخخل :ومخخن حكمخخة احتجابهخخا أنهخخا لخخو
خلقت ظخخاهرة ليبسخخت رباطاتهخخا فيتعخخذر تصخخرف الحيخخوان وكخخانت معرضخخة
للفات أو بالتباين والتلحم .وقال بعض شارحي النهج :ومن روى
][124
)المحتجة( أراد أنها كالمستدل ) (1علخخى التخخدبير الحكمخخي مخخن لخخدنه سخخبحانه .والعقخخد:
الشد ،وفاعل الفعل الموصول المشبه ،و )غيخخب( منصخخوب علخخى المفعوليخخة،
وهو كل ما غاب .والضمير اسخخم مخخن أضخخمرت فخخي نفسخخي شخخيئا ،أو إضخخافة
الغيب ]إلخخى الضخخمير[ مخخن إضخخافة الصخخفة إلخخى الموصخخوف ،والمخخراد بغيخخب
الضمير حقيقة عقيدته وباطنها لما يظهره منهخخا لغيخخره أو يظهخخر لخخه بحسخخب
توهمه .وفي بعض النسخ )لم يعتقد( على صيغة المجهول ،و )غيب( بالرفع.
والمباشرة :لمس البشرة ،والفاعل :اليقين ،وفي بعخخض النسخخخ )قلبخخه( بخخالرفع
على أنه الفاعل و )اليقين( بالنصب ،والول الظهر .و )الند( المثل ،و )ان(
في الية مخففة من المثقلة .ويظهر مخن كلمخه عليخه السخلم أن التسخوية فخي
اليخخة يشخخمل هخخذا التشخخبيه ،ول يخخخص التسخخوية فخخي اسخختحقاق العبخخادة )كخخذب
العخخادلون بخخك( أي المسخخوون بخخك غيخخرك ،و )نحلخخوك( أي أعطخخوك حليخخة
المخلوقين أي صفاتهم ،والتعبير بالنحلة والحلية لزعم هخخؤلء أنهخخا كمخخال لخخه
عزوجل .و )جزؤك( أي أثبتوا لك أجزاء ،و )خخخواطرهم( مخخا يخطخخر ببخخالهم
من الوهام الفاسدة) .وقد روك على الخلقة( أي جعلوا لك قخخدرا فخخي العظمخخة
المعنوية كقدر الخلق فأثبتوا لك صفاتهم ،و )قخخرائح عقخخولهم( مخخا يسخختنبطونه
بآرائهم ،والقريحة في الصل أول ما يسخختنبط مخخن الخخبئر ومحكمخخات اليخخات:
نصوص الكتاب ،وشواهد الحجج :الدلة العقلية ،ونطقها دللتها القطعية ،أو
الشواهد الهداة المبينون للحجج التي هي الدلخخة ،وكخخأنه ضخخمن النطخخق معنخخى
الكشخخف فعخخدى بعخخن ،وإضخخافة الحجخخج إلخخى البينخخات للمبالغخخة) .لخخم يتنخخاه فخخي
العقول( أي لم تقدرك العقول بالنهاية والكنه بحيخخث ل تكخون لخك صخفة وراء
ما أدركتخه ،أو لخم تحخط بخك العقخول فتكخون محخدودا متناهيخا فيهخا .و )مهخب
الفكر( هبوبها ،ولعله عليه السلم شبه الحركخخات الفكريخخة بهبخخوب الريخخاح ،و
الفكخخار بمخا تجمعهخخا وتخذروها مخخن الحشخايش ،إشخعارا بضخعفها وسخفالة مخا
يحصل منها.
][125
وقيل :التناهي في العقل هو أن يدرك العقخخل الشخخئ مرسخخما فخخي القخخوى الجزئيخخة وهخخي
مهاب الفكر التي ترتسم فيها الصور وتزول ،كالريح الهابة تمر بشئ .وقيل:
مهاب الفكر جهاتها .و )رويات الخواطر( ما يخطر بالبال بالنظر والفكخخر ،و
)المحدود( المحاط بالحخخدود ،والمخخراد بالحخخدود مخخا يلخخزم الحاطخخة التامخخة ،أو
الصخخفات والكيفيخخات الخختي ل يتعخخداها المعلخخوم .و )المصخخرف( القابخخل للتغيخخر
والحركة أو المحكوم عليه بالتجزئة والتحليل والتركيب) .قدر ما خلق فأحكم
تقديره( أي جعل لكل شئ مقدارا مخصوصا بحسب الحكمة ،أو هيأ كل شخخئ
لمخخا أراد منخخه مخخن الخصخخائص والفعخخال ،أو قخخدره للبقخخاء إلخخى أجخخل معلخخوم
)فخخأحكم( أي أتقخخن ،والتخخدبير فخخي المخخر :النظخخر إلخخى مخخا تخخؤول إليخخه عخخاقبته
)فخخألطف تخخدبيره( أي أعمخخل فيخخه تخخدبيرات دقيقخخة لطيفخخة ،أو كخخانت تخخدبيراته
مقرونة باللطف والرفق والرحمة على عباده) .ووجهه لوجهته( أي جعل كل
منها مهيأة وميسرة لمخخا خلخخق لخخه كخخالحبوب للكخخل والخخدواب للركخخوب ،وكخخل
صنف من النسخخان لمخخر مخخن المخخور المصخخلحة للنظخخام .ويحتمخخل أن يكخخون
إشارة إلى أمكنتها ،والول أعخم وأظهخر ،و )الوجهخخة( بالكسخخر الناحيخة وكخل
امر استقبلته .وقصر السهم عن الهدف إذا لم يبلغه ،وقصخخرت عخخن الشخخئ أي
عجزت عنه ،واستصخخعب المخخر علينخخا أي صخخعب والصخخعب :غيخخر المنقخخاد،
ومضخخى الشخخئ مضخخيا ومضخخوا أي نفخخذ ولخخم يمتنخخع ،و )صخخدر( كعقخخد رجخخع
وانصرف كرجوع الشاربة عن الماء والمسافرين عن مقصدهم ،ولمخخا كخخانت
المور لمكانها محتاجة في الوجود إلى مشيته فكأنما توجهت إليهخا فرجعخت
فائزة بمقصدها ،و )المشية( الرادة ،وأصلها المشيئة بخخالهمز) .آل إليهخخا( أي
رجع ،والغريزة الطبيعة ) ،(1وقريحة الغريخخزة مخخا يسخختنبطه الخخذهن ،وقيخخل:
قخخوة الفكخخر للعقخخل) .أضخخمر عليهخخا( أي أخفخخاه فخخي نفسخخه محتويخخا عليهخخا و
)التجربة( الختبار مرة بعد اخرى .ويقال) :أفدته مال( أي أعطيته
][126
و )أفدت منخخه مخخال( أخخخذته .وحكخخى الجخخوهري عخخن أبخخي زيخخد :أفخخدت المخخال :أعطيتخخه
غيري ،وأفدته :استفدته ) .(1وابتداع الخلئق :إحداثهما )فتم خلقه( يمكن أن
يخخراد بخخالخلق المعنخخى المصخخدري ،ويكخخون الضخخمير راجعخخا إليخخه سخخبحانه
كالضمير في )طخخاعته( و )دعخخوته( إلخخى )مخخا خلخخق( المخخذكور سخخابقا ،وعلخخى
الول يكون في )أذعن( و )أجاب( راجعين إلخخى الخلخخق علخخى السخختخدام ،أو
إلى )ما خلق( ويمكن أن يراد به المخلوق ،وتمام مخلوقاته بإفاضته عليها ما
يليق بها وتستعد له .وإذعان ما خلق لطاعته وإجابته إلخخى دعخخوته إمخخا بمعنخخى
استعداده لما خلق له أو تهيؤه لنفوذ تقديراته وإرادته سبحانه فيه ،وفيه إشارة
إلى قوله تعالى )أتينا طخائعين ) ((2وربمخخا تحمخل أمثالهخخا علخخى ظخاهره بنخاء
على أن لكل مخلوق شخخعورا كمخخا هخخو ظخخاهر قخخوله تعخخالى )وإن مخخن شخخئ إل
يسخخبح بحمخخده ) .((3واعخختراض الشخخئ دون الشخخئ :أي حخخال بينخخه وبينخخه ،و
)دونه( أي قبل الوصول إليه ،والضمير في )دونه( أيضا راجع إليخخه سخخبحانه
ويحتمل أن يكون راجعا إلخخى مصخخدر )أذعخخن( و )أجخخاب( .والريخخث :البطخخؤ،
والناة كفتاة السم من )تأنى في المر( أي تمكث ولخخم يعجخخل .وتلكخخأ :توقخخف
وأبطأ) .فأقام من الشياء أودها( الود بالتحريك :العوجاج ،وإقخخامته إعخخداد
كخخل شخخئ لمخخا ينبغخخي لخخه ،أو دفخخع المفاسخخد الخختي تقتضخخيه الشخخياء لخخو خليخخت
وطباعهخخا .و )نهخخج( أي أوضخخح ،وحخخد الشخخئ :منتهخخاه ،وأصخخل الحخخد المنخخع
والفصل بين الشيئين ونهج الحدود قيل إيضاحه لكل شئ غايته وتيسيرها له،
أو المعنى :جعل لكل شخص ونوع مشخصا ومميزا واضخخحا يمتخخاز بخخه عخخن
غيره ،فإن من أعاظم ) (4المصالح وأعزها
) (1الصحاح :ج 1ص (2) .518فصلت (3) .11 :السراء (4) .44 :في بعخخض
النسخ )من اعظم( وهو الظهر )*(.
][127
امتيخخاز النخخواع والشخخخاص بعضخخها عخخن بعخخض .أقخخول :ويحتمخخل أن يكخخون المخخراد
بالحدود حدود أمكنتها كمكان العناصر فإن لكل منها حدا ل تتجخخاوزه :ولعلخخه
أنسب بما بعده) .ولءم( أي جمع )بين متضاداتها( كجمع العناصخخر المتبائنخخة
فخخي الكيفيخخات والصخخفات لحصخخول المخخزاج ،وكاللفخخة بيخخن الخخروح والبخخدن.
)ووصل أسباب قرائنها( السبب في الصل الحبل ،ويقال لكل ما يتوصخخل بخخه
إلى شئ ،و )القرينة( فعلية بمعنى مفعولخة ،وقخرائن الشخياء مخا اقخترن منهخا
بعضها ببعض ،ووصل أسبابها ملخخزوم لتصخخالها .وقخخال ابخخن ميثخخم :القخخرائن
النفوص المقرونة بالبدان ،واعتدال المخزاج بسخبب بقخاء الخروح ،أي وصخل
أسباب أنفسها بتعديل أمزجتها ،والمراد بالجناس هنا أعم مما هخخو مصخخطلح
المنطقيين ،وكذا المخخراد بالحخخدود غيخخر مخخا هخخو المعخخروف عنخخدهم ،وإن كخخان
المقخخام ل يأباهمخخا .والغخخرائز :الطبخخائع والقخخوى النفسخخانية ،و )البخخدايا( جمخخع
)بداية( وهي الحالخة العجيبخة ،يقخال :أبخدأ الرجخل إذا أتخى بخالمر المعجخب و
)البديئة( أيضا الحالة المبتدأه المبتكرة ،أي عجخخائب مخلوقخخات ،أو مخلوقخخات
مبتدأة بل اقتضاء مثال ،وهو خبر مبتدأ محذوف أي :هخخي بخخدايا .و )الفطخخر(
البتداء والختراع ،و )البتداع( كالتفسير له ،و )نظم( أي جمع .و )ألف بل
تعليخخق( أي مخخن غيخخر أن يعلخخق بعضخخها ببعخخض بخيخخط أو نحخخوه .و )رهخخوات
فرجها( الرهوة :المكان المرتفع والمنخفض أيضا ،فنظمها تسويتها .وقال في
النهاية :في حديث علي )) :(1ونظم رهوات فرجها( أي المواضخخع المنفتحخخة
منها ) .(2وهو مأخوذ من قخخولهم )رهخخا رجليخخه رهخخوا( أي فتخخح ،وفيخخه دللخخة
على أن السماء كانت ذات فرج وصدوع فنظمها سخخبحانه ،وهخخو مناسخخب لمخخا
مر من أن مادتها الدخان المرتفع من المخخاء ،إذ مثخخل ذلخخك تكخخون قطعخخا وذات
فرج.
) (1في المصدر :وفي حديث على رضى ال عنه يصف السماء (2) ..النهايخخة :ج ،2
ص .(*) 116
][128
وأول بعض الشارحين بتباين أجزاء المركب لو ل الخختركيب والتخخأليف ،أو بالفواصخخل
التي كانت بين السخخموات لخخو ل أن الصخخانع خلقهخخا اكخخرا ) (1متماسخخة .وإنمخخا
اضطره إلى ذلك العتقاد بقواعد الفلسخخفة وتقليخخدهم .و )ملحمخخة الصخخدوع(
إلصخخاق الجخخزاء ذوات الصخخدوع بعضخخها ببعخخض ،وإضخخافة الصخخدوع إلخخى
النفراج من إضافة الخاص إلى العام .و )وشج( بالتشديد أي شبك والضخخمير
في )بينها( راجع إلى ما يرجع إليه الضمائر السابقة .وقال ابخخن ميثخخم :المخخراد
بأزواجها نفوسخخها الخختي هخخي الملئكخخة السخخماوية بمعنخخى قرائنهخخا وكخخل قريخخن
زوج ،أي ربط ما بينها وبين نفوسها بقبول كل جرم سخخماوي لنفسخخها الخختي ل
يقبلها غيره .وأقول :القول بكخخون السخخماوات حيوانخخات ذوات نفخخوس مخخخالف
للمشهور بين أهل السلم ،بل نقل السيد المرتضخخى رضخخي الخ عنخخه إجمخخاع
المسلمين علخخى أن الفلك ل شخخعور لهخخا ول إرادة ،بخخل هخخي أجسخخام جماديخخة
يحركها خالقها ) .(2ويمكن أن يراد
) (1الكر بضم الهمزة وفتح الكاف جمع )كرة( وهى كل جسخخم مسخختدير (2) .البحخخث
عن الفلك وماهيتهخا بحخث هيخوى اختلخف فيخه اقخوال قخدماء الهخويين مخن
يونان والمتأخرين من علماء اروبخة :وفيخه فرضخية مشخهوة مخن بطلميخوس
وهومن أقخخدم فلكيخخى يونخخان وهخخى ان الفلك كخخرات يحتخخوى بعضخخها علخخى
بعض منها كلية ومنها جزئية وان الفلك الكلية تسعة وزعم أن لها احكاما
يختص بها من بين الجسام ،منها استحالة الخرق واللتئام ،واحكام اخخخرى
ل يسع ذكرها المقخخام وقخخد ابطلهخخا علمخخاء الهيئة الحديثخخة ،وهخخدموا اساسخخها،
ونقضوا حدودها ،و خرقوا كليهخخا وجزئيهخخا وكيخخف كخخان فخخالبحت عخخن هخخذه
المسألة شأن العالم الهيوى .ل الفقيه والصولي والمحدث والمنطقي ،وليس
العتقاد بوجود هذه الفلك أو عدمها من اصول الدين أو فروعه ،ول مما
ورد فخي كتخخاب الخ أو سخخنة رسخوله ،اللهخم ال مخا ذكخخر فخخي القخرآن الكريخم
والحاديث الشريفة مخخن السخخماوات والرض والكخخواكب والنجخخوم وان كخخل
كوكب يسبح في فلك إلى غير ذلك لكن ل يجد المتتبع الخبير من كتخخاب الخ
آيخخة ول ممخخا صخخدر عخخن معخخادن علخخم الخ روايخخة تخخدل علخخى اثبخخات الفلك
البطلميوسخخية وتصخخديق مخخا يسخختلزمه تلخخك الفرضخخية ان لخخم يجخخد مخخا يكخخذبها
ويبطلها ! ودعوى الجماع من المسلمين في مثخخل المسخخأله كمخخا تخخرى ،وان
فرض اجماع المسلمين في زمان اوفى جميع الزمنة=
][129
بالزواج الملئكة الموكلون بها أو القخخاطنون فيهخخا ،أو المخخراد أشخخباهها مخخن الكخخواكب
والفلك الجزئية ،ويمكن حمل الفقرات السابقة أيضخخا علخخى هخخذين الخخوجهين
الخيرين ويمكن أن يكون المراد بأزواجها أشخخباهها فخخي الجسخخمية والمكخخان
من الرضيات ويناسب ما جخرى علخى اللسخن مخن تشخبيه العلويخات بالبخاء
والسفليات بالمهات) .وذلل للهابطين( يقال )ذلل البعير( أي جعله ذلول وهو
ضد الصعب الذي ل ينقخخاد مخخن الخخذل بالكسخخر وهخخو الليخخن والحزونخخة :خلف
السهولة ،والمعراج :السلم والمصعد ،و )نداء السماء( إشارة إلى ما مخخر مخخن
قوله سبحانه )فقال لها وللرض ائتيا طوعا أو كرها )) .((1فالتحمت عخخرى
أشراجها( التحمت أي التزقت والتأمت ،وعرى العيبة هي الحلق الخختي تضخخم
بعضها إلى بعض وتشد وتقفل ،و )الشخخرج( بفتحخختين عخخرى العيبخخة والجمخخع:
أشراج ،وقيل :قد تطلق الشراج على حروف العيبة الخختي تخخخاط .ولعخخل هخخذا
اللتحام كناية عن تمام خلقها وفيضان الصخور السخخماوية عليهخخا) .وفتخق بعخد
الرتتاق صوامت أبوابهخخا( فتخخق الثخخوب فتقخخا :نقضخخت خيخاطته حختى انفصخخل
بعضه عن بعض ،ورتقت الفتق رتقا :أي سددته فارتتق ،والبواب الصخخامتة
والمصمتة :المغلقة منها ،وفتق صوامت البواب إما كناية عن إيجاد البواب
فيها وخرقها بعد ما كانت رتقا لبخخاب فيهخخا ،أو فتخخح البخخواب المخلوقخخة فيهخخا
حيخخن إيجادهخخا وهخخذه البخخواب هخخي الخختي منهخخا عخخروج الملئكخخة وهبوطهخخا،
وصعود أعمال العباد وأدعيتهم
= على امر ليس من دينهم ،ول مخن واجخب اعتقخخادهم ،ول ممخخا يرتبخط بافعخخالهم فخأى
دليخخل علخخى حجتخخه ؟ ومخخن أيخخن يمكخخن القخخول بوجخخوب اتبخخاعه والعتقخخاد
بمعقده ؟ ! هذا حال اصل الفلك ! فما ترى فخخي البحخخث عخخن كونهخخا ذوات
نفوس مدركة أو جمادات فاقدة للشخخعور والرادة ؟ وغيخخر خفخخى ان دعخخوى
الجماع على احد طرقي المسخخألة ممنوعخخة ،وحجيتخخه علخخى فخخرض وحخخوده
غير مسلمة ،بل ل ينبغى الشك في عدم حجيته (1) .فصلت.11 :
][130
وأرواحهم ،كما قال تعخالى )ل تفتخخح لهخخم أبخخواب السخخماء ) ((1والخختي ) (2تنخخزل منهخخا
المطار كما أشار إليه بقوله )ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر )) .((3وأقخخام
رصدا( هو بالتحريك جمخخع )راصخخد( كخخخدم وخخخادم ،أو اسخخم جمخخع كمخخا قيخخل
ويكون مصدرا كالرصخد بالفتخح) ،والراصخد( القاعخد علخى الطريخق منتظخرا
لغيره للستلب أو المنخخع ،والمرصخخاد :الطريخخق والمكخخان يرصخخد فيخخه العخخدو
وأرصدت له :أعددت) .والثواقب( التي تثقب الشخخياطين أو الهخخواء ،أو يثقخخب
الجو بضوئها) ،والنقاب( بالكسر جمع )نقخخب( بالفتخخح وهخخو الثقخخب والخخخرق،
والمراد إقامة الشهب الثواقب لطرد الشياطين عن استراق السخخمع كمخخا أشخخار
إليه سبحانه بقوله )وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمخخن يسخختمع الن يجخخد لخخه
شهابا رصدا ) ((4ول صراحة فيه بكون ذلخخك المنخخع مقارنخخا ليجخخاد السخخماء
حتى ينافي مادل على حدوثها ويحتمخخل تخلخخل الرخصخخة بيخخن المنعيخخن أيضخخا.
)وأمسكها من أن تمور( أي تموج وتضطرب ،والخرق يكخخون بمعنخخى الثقخخب
في الحائط والشق فخخي الثخخوب وغيخخره ،وهخخو فخخي الصخخل مصخخدر خرقتخخه إذا
قطعته ومزقته ويكون بمعنى القفر والرض الواسعة ،تنخخخرق فيهخخا الريخخاح:
أي تهب وتشتد و )الهواء( يقال للجسم الذي هخخو أحخخد العناصخخر ،ويقخخال لكخخل
خال هخخواء كمخخا قخخال سخخبحانه )وأفئدئهخخم هخخواء ) ((1أي خاليخخة مخخن العقخخل أو
الخير ،والمراد بالمور في خرق الهواء إما الحركة الطبيعية أو القسخخرية فخخي
الفواصل التي تحدث بحركتها في الجسم الذي هو أحخخد العناصخخر ،إذ ل دليخخل
على انحصاره في الذي بين السماء والرض أو حركتها فخخي المكخخان الخخخالي
الموهوم أو الموجود طبعا أو قسرا ،أو حركة أجزائها فيما بين السماء
) (1العراف (2) .40 :في المخطوط :أو التى (3) .القمر (4) .11 :الجن(1) .9 :
إبراهيم.(*) 43 :
][131
) (1في بعض النسخ :بالنسخخبة (2) .فخخي المخطخخوط :بنقخخص (3) .السخخراء(4) .12 :
يونس.(*) 5 :
][132
أن يكون التمييز غاية للول ،والعلخخم غايخخة للخيخخر أو الخيريخخن ،فيكخخون نشخخرا علخخى
ترتيب اللف ،وظاهر كلمه عليه السلم تفسير اليخختين المفردتيخخن فخخي اليخخة
الولى بالشمس والقمر ل بالليل والنهار ،وإن كان المراد باليتين أو ل الليل
والنهار وقيل :المراد :جعلناهما ذوي آيتين ،فتكون الشمس والقمر مقصودين
بهما في الموضعين ،والمراد بالحساب حساب العمار والجال الخختي يحتخخاج
إليه الناس في امخور دينهخم ودنيخاهم .ومقاديرهمخا :مقخادير سخيرهما وتفخاوت
أحوالهمخخا) .ثخخم علخخق فخي جوهخخا فلكهخا( الظخخاهر أن كلمخخة )ثخخم( هنخخا للخترتيب
الذكري ولعل المعنى أنه أقر فلكها في مكانه من الجو بقدرته ول ينخخافي نفخخي
التعليق في نظم الجزاء كما سبق ،والجو :الفضاء الواسع ،أو ما بين السماء
الرض ،والفلخخك بالتحريخخك :مخخدار النجخخوم ،وقيخخل :أراد بالفلخخك دائرة معخخدل
النهار ،وقيل :أراد به الجنس وهو أجسامها المستديرة التي يصدق عليها هذا
السم ،وقيل :الفلخك هنخا عبخارة عخن السخماء الخدنيا ،فيكخون علخى وفخق قخوله
سبحانه )إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ) ((1والتوجيه مشترك ،وعلخخى
المشهور من عدم كون جميعها في السماء الدنيا لعل الظهخخر أن يخخراد بافلخخك
ما ارتكز فيه كوكب بتحخخرك بحركتخخه وبخخالجو الفضخخاء الواسخخع الموهخخوم ،أو
الموجود الذي هو مكان الفلخخك ،ووجخه إضخخافته إليهخا واضخح فخإن الفلخخك مخن
جملتهخخا ،وكخخذا إضخخافة الفلخخك إليهخخا ،ويحتمخخل حينئذ أن يخخراد بفلكهخخا المحيخخط
المحرك لجملتها .ويمكن على طريقخخة السخختخدام أو بخخدونه أن يخخراد بضخخمير
السماء الذي أحاط بجميع ما ارتكزت فيه الكواكب المدير لها فكون فلكها في
جوهخخا ظاهرهخخا ،أو يخخراد بالسخخماء الفلك الكليخخة ،وبالفلخخك الفلك الجزئيخخة
الواقعة في جوفها .وفي بعخض النسخخ )علخق فخي جوهافلكخا( بخدون الضخمير
وهو يناسب كون الكواكب كلها في فلك واحد .و )ناط( أي علق ،والخخدراري:
جمع )دري( وهو المضيئ] ،و[ كأنه نسب إلى
][133
الدر تشبيها به لصفائه ،وقال الفراء :الكواكب الدري عند العرب هخخو العظيخخم المقخخدار
وقيل :هو أحد الكخخواكب ]السخخبعة السخخيارة ،وفخخي النهايخخة الكخخواكب[ الخمسخخة
السيارة ويخفى أن وصف الدراري بالخفيات ينافي القولين ظخاهرا واسختراق
السمع :الستماع مختفيا) ،بثواقب شهبها( أي بشهبها الثاقبة تلميحا إلى قخخوله
سبحانه )إل من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين ) ((1وقوله )إل من خطف
الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ) ((2والذلل جمع )ذل( بالكسر ،يقال :امور ال
جارية أذللها بالنصب وعلى أذللها أي مجاريها .ويقال :دعخخه علخخى أذللخخه،
أي على حاله .وثبات الثوابت بالنسبة إلى سير السخخيارات ،والمخخراد بخخالهبوط
إما مقابل الشرف كما هو مصطلح المنجمين ،أو التوجه إلى حضين الحامل،
أو التخخدبير أو التخخوجه إلخخى الغخخروب فخخإنه الهبخخوط حسخخا ويقخخابله الصخخعود،
النحوس :ضد السعود) .ثم خلق( الظاهر أن كلمة )ثم( هنا للترتيب الحقيقخخي،
وسيأتي بعض الخبار الدالة على تقدم خلق الملئكة على السماوات ،ويمكن
الجمخخع بالتخصخخيص ههنخخا بسخخكان المسخخاوات الخخذين ل يفارقونهخخا .وعمخخارة
المنزلة جعله آهل ضد الخراب الذي ل أهل له ،والصفيح :السطح ووجه كل
شئ عريض .والصفيح أيضا اسم من أسماء السماء ،والمراد هنخخا سخخطح كخخل
سماء ،ويقابله الصفيح السفل وهو الرض أو فوق السماء السخخابعة أو فخخوق
الكرسي .والملكوت كرهبخخوت العخخز والسخخلطان والفخخروج :المخخاكن الخاليخخة،
والفج :الطريق الواسع بين الجبلين .وحشوت الوسادة بالقطن :جعلتهخا مملخوة
منه ،والفتق :الشق ،والجو :الفضاء الواسع وما بين السخخماء والرض ،وهخخذا
الكلم صريح في عدم تلصق السماوات ،وفي تجسخخم الملئكخخة وأن مخخا بيخخن
السماوات مملوة منهم ،وبه تندفع شبهة لخخزوم الخل كمخخا سخختعرف .والفجخخوة:
الفرجة والموضع المتسع بين الشيئين .وزجل المسبحين :صوتهم
][134
الرفيع العالي ،والحظيرة في الصل الموضع الذي يحاط عليه لتأوي إليه الغنم والبل
يقيها الحر والخبرد والريخح .والقخد بالضخم وبضخمتين الطهخر ،اسخم ومصخدر.
)والسترات( بضخمتين جمخع )سخترة( بالضخم ،وهخو مخا يسختتر بخه كالسختارة.
والحجخخاب :مخخا احتجخخب بخخه ،والسخخرادق :الخخذي يمخخد فخخوق صخخحن الخخبيت مخخن
الكرسف والمجد :الشرف والعظمة ،والرجيج :الزلزلة والضخخطراب ،ومنخخه
رجيخخج البحخخر) .تسخختك منخخه السخخماع( أي تصخخم ،وفسخخروا السخخبحات بخخالنور
والبهاء والجلل والعظمة ،وقيخخل :سخخبحات الخخوجه محاسخخنه ،لنخخك إذا رأيخخت
الوجه الحسن قلت :سبحان ال ،ولعل المراد بها النخخوار الخختي تحجخخب ]بهخخا[
البصخخار ويعخخبر عنهخخا بخخالحجب وردعخخه كمنعخخه :كفخخه ورده ،والخاسخخئ مخخن
الكلب وغيرها :المبعد ل يترك أن يدنو من الناس ،يقال :خسخخأت الكلخخب أي
طردته وأبعدته .والضمير في )حدودها( راجع إلى السحاب ،وقيل :أي تقخخف
البصار حيث تنتهخخي قوتهخخا لن قوتهخخا متناهيخخة فخخإذا بلغخخت حخخدودها وقفخخت.
)اولي أجنحة تسبح جلل عزته( إشارة إلى قوله تعخخالى )اولخخي أجنحخخة مثنخخى
وثلث ورباع( ) (1وتسبح في أكثر النسخ بالتشديد من التسبيح ،وهو التنزيه
والتقديس من النقائص ،والجلل :العظمة ،والعزة :القخخوة والشخخدة والغلبخخة ،و
الجملة صفة لولي أجنحة ،وفي بعض النسخ )تسبح( بالتخفيف من السباحة،
و )خلل( بالخخخاء المعجمخخة المكسخخورة ،وهخخو وسخخط الشخخئ أو جمخخع )خلخخل(
بالتحريك وهو الفرجة بين الشيئين ،وفي بعضها )خلل بحخخار عزتخخه( ولعخخل
المراد بسباحتهم سيرهم في أطباق السخخماوات وفوقهخخا ،أو عروجهخخم ونزلهخخم
لداء الرسالت وغيرها أو سيرهم في مراتب القرب بالعبخخادة والتسخخبيح) .ل
ينتحلون( انتحل الشئ وتنحله :إذا ادعخخاه لنفسخخه وهخخو لغيخخره ،أي :ل يخخدعون
الربوبية لنفسهم كما يدعيه البشر لهم ولنفسهم ،فتكون هذه الفقرة
) (1فاطر.(*) 1 :
][135
لنفي ادعاء الستبداد والثانية لنفي ادعاء المشاركة ،أو الولى لنفخخي ادعخخائهم الخالقيخخة
فيما لهم مخدخل فخي وجخوده بخأمره تعخالى والثانيخة لنفخي ذلخك فيمخا خلقخه الخ
سخخبحانه بمجخخرد أمخره وإرادتخخه) .مكرمخخون( بخالتخفيف مخن الكخخرام ،وقخرئ
بالتشديد من التكريم ،واللم في قوله )بالقول( عوض عن المضاف إليخخه ،أي
ل يسبقون ال بقولهم بل هم تابع ) (1لقوله سبحانه كما أن علمهم تابع لمره.
)جعلهم فيما هنا لك( لعله مخصوص ببعض الملئكة كما قال عزوجخخل )ال خ
يصطفي من الملئكة رسل ) ((2ويكفخخي للنسخخبة إلخخى الجميخخع كخخون بعضخخهم
كذلك ،وما هنالك عبارة عن مراتب الملئكة أو الشغال والمخخور المفوضخخة
إليهم ،أو عن أربابها وأصحابها ،وفي قوله )حملهم( تضمين معنى البعخخث أو
الرسال ونحوه) .وعصمهم( هذا يشمل جميعهم ،والريب :الشخخك أو التهمخخة،
والزيخخغ :العخخدول عخخن الحخخق ،و المرضخخاة ضخخد السخخخط ،والمخخداد :العانخخة
والتقوية ،والفائدة :ما استفدته من طريفة مال أو علم أو غيرهمخخا ،والمعونخخة:
مفعلة بضم العين من استعان بخخه فأعخخانه ،وقيخخل :الميخخم أصخخلية ،مخخأخوذة مخخن
)المخخاعون( ولعخخل المعنخخى تأييخخدهم بأسخخباب الطاعخخات والقربخخات والمعخخارف
واللطاف الصارفة لهخخم عخخن المعاصخخي) .وأشخخعر قلخخوبهم( أي ألزمهخخم )،(3
مأخوذ من الشعار وهو مخخا يلبخخس تحخخت الخخدثار ،وقيخخل :مخخن الشخخعور بمعنخخى
الدراك ،يقال :اشخخعر المخخر وبخخه أي أعلمخخه .والتواضخخع :التخاشخخع والتخخذلل،
وأخبت الرجل :خضع ل وخشع قلبه ،والسكينة :الطمأنينة والوقار والرزانخخة
والمهابة ،والحاصل عدم انفكاكهم عن الخوف والخشوع .والخخذلل -بضخخمتين
:-جمع ذلول ضد الصعب ،ومجده :أثنى عليه وعظمه ،والجمع للدللة علخخى
النواع ،وفتح البواب كناية عن إلهامها وتسهيلها عليهم لعدم معارضة
) (1كذا (2) .الحج (3) .75 :في بعض النسخ )ألزمها( وهو الظهر )*(.
][136
شيطان أو نفس أمارة بالسوء بل خلقهم خلقة يلتذون بها كما ورد أن شخخرابهم التسخخبيح
وطعامهم التقديس .والمنار :جمع المنارة ،وهي العلمة ،وأصخخله النخخور ولخخذا
انثت )الواضحة( والعلم :جمع )علم( بالتحريك وهو الجبل الطويخخل أو مخخا
يعلم به الشئ ونصب المنار لهم على العلم عبارة عن غاية ظهورها لعخخدم
معارضته الشكوك والشبهات التي تكون للبشر ،ولوفور الخخدلئل لهخخم لقربهخخم
من ساحة عزه وملكوته ومشاهدتهم ما يخفى علينا من آثار ملكخخه وجخخبروته،
والمؤصخخرات :المثقلت ،وعخخدمها لعصخخمتهم وعخخدم خلخخق الشخخهوات فيهخخم.
ورحل البعير وارتحله :حط عليه الرحل وهو مركخخب للبعيخخر ،وفخخي الحخخديث
)ارتحلني ابني الحسن( أي جعلني كالراحلة وركب على ظهري ،والرتحال
أيضا الزعاج والشخاص .والعقبة بالضم :النوبة ،والجمخخع )عقخخب( كغرفخخة
وغرف والعقبة الليل والنهار لنهما يتعاقبان ،قيل :أي لم يؤثر فيهخخم ارتحخخال
الليالي واليام كما يؤثر ارتحال النسان البعير في ظهره ،حمل على الخخوجه
الول ،و على الثاني فالمعنى :لم يزعجهم تعاقب الليالى واليخخام ولخخم يخخوجب
رحليهم عن دارهم والغرض تنزيههم عما يعرض للبشرمن ضعف القوى أو
القرب مخن المخوت بكخرور الزمنخة .و )النخوازع( فخي بعخض النسخخ بخالعين
المهملة من نزع في القوس إذا جخخذبها ومخخدها ،ونخخوازع الشخخكوك :الشخخبهات،
وقيل :أي شهواتها ،والنازعة :المحركة وفي بعضها بالفين المعجمة كما فخخي
النهاية مخخن نخخزغ الشخخيطان بيخخن القخخوم أي أفسخخد ،و يقخخال نزغخخه الشخخيطان أي
وسوس إليه ،والعزيمة :ما وكدت رأيك وعزمك عليخخه ،و المعخخترك :موضخخع
القتخخال ،والعختراك :الزدحخام والظخخن يكخون بمعنخى العتقخاد الراجخخح غيخخر
الجازم ،وبمعنى الشك ويطلق على مخخا يشخخملهما ،ولعخخل الخيخخر هنخخا أظهخخر،
ومعقد الشئ :موضع شده ،يقال :عقدت الحبل والبيع والعهد ويكون مصدرا،
والحاصل نفي نظرق الشبه والكشوك إلى عقائدهم اليقينية.
][137
)ول قدحت( يقال :قدح بالزند كمنخخع أي رام اليخخراء ) (1بخخه ،وهخخو اسخختخراج النخخار،
وربما يحمل على القدح بمعنى الطعخخن وهخخو بعيخخد .و )الحخخن( جمخخع )إحنخخة(
وهي الحقد والغضب ،أي ل يثير الغضب والعدوات الكامنة فتنة فيما بينهخخم،
والحيرة :عدم الهتداء إلى وجه الصواب ،ولق الشئ بغيخخره أي لخخزق ومنخخه
الليقة للصوق المداد بها ،والغرض نفي الحيرة عنهم فخخي عقخخائدهم ،ويحتمخخل
أن يكون المراد بالحيرة الولد لشدة الحب وكمال المعرفخخة كمخخا سخخيأتي ،وفخخي
الصحيفة السجادية )ول يغفلون عن الخخوله إليخخك( فخخالمعنى أن شخخده ولههخخم ل
توجب نفصخخا فخخي معرفتهخخم وغفلخخة عخخن ملحظخخة العظمخخة والجلل كمخخا فخخي
البشر .وأثناء الشئ :تضاعيفه وجاء في أثناء المر أي في خلله جمع )ثنى(
بالكسر) .فتقترع( في بعض النسخ بالقاف من القتراع بمعنى ضرب القرعة
والختبار فالغرض نفخخي تنخخاوب الوسخخاوس وتواردهخخا عليهخخم ،وفخخي بعضخخها
بالفخخاء مخخن فرعخخه أي عله والول أنسخخب بخخالطمع ،والريخخن بخخالنون كمخخا فخخي
بعض النسخ :الطبع والدنس والتغطية ،وران ذنبه على قلبخخه رينخخا أي غلخخب،
وفي بعضها بالباء الموحدة ،والفكرة إعمال النظر في الشخخئ )منهخخم( أي مخخن
مطلق الملئكة ،والغمام والغمائم جمع الغمامة وهي السحابة ،والدلخخح :جمخخع
الدالح وهو الثقيل من السحاب لكثرة مائه ،والدلخخح أن يمشخخي البعيخخر بالحمخخل
وقد أثقله ،والشامخ من الجبال :المرتفع العالي ،والقترة بالضم :بيخخت الصخخائد
الذي يتستر به عند تصيده من جص ونحوه ،ويجمع على )قخختر( مثخخل غرفخخة
وغرف ،ويطلق على حلقة الخخدرع .والكخخوة :النافخخذة ،والظلم :ذهخخاب النخخور،
واليهم :الذي ل يهتدى فيه ،ومنه فلة يهماء ،قيل :هخخذا النخخوع مخخن الملئكخخة
خخخزان المطخخر وزواجخخر السخخحاب ولعلخخه شخخامل لمشخخبعي ) (2الثلخخج والخخبرد
والهابطين مع قطر المطر إذا نزل وإن كخخان السخخحاب مكخخانهم قبخخل النخخزول،
والموكلون )(3
) (1من )ورت النار رويخخا( إذا اتقخخدت (2) .فخخي المخطوطخخة ،لمشخخيعي (3) .كخخذا فخخي
النسخ والصحيح )الموكلين( وكذا )الساكنين( )*(.
][138
بالجبال للحفظ وسائر المصالح والساكنون في الظلمات لهداية الخلق وحفظهم أو غير
ذلك .وأقول :يحتمل أن يكون المخخراد تشخخبيههم فخخي لطافخخة الجسخخم بالسخخحاب،
وفي عظم الخلقخخة بالجبخخال ،وفخخي السخخواد بالظلمخخة ،بخخل هخخو عنخخدي أظهخخر .و
)تخوم الرض( بضم التاء معالمها وحدودها ،وهي جمع تخوم بالضم أيضخخا
وقيل :واحخدها )تخخخم( بالضخم والفتخخح ،وقيخخل :التخخخم :حخخد الرض ،والجمخع:
تخوم ،نحو فلس وفلوس .وقال ابخخن العرابخخي وابخخن السخخكيت :الواحخخد تخخخوم
والجمع تخم ،مثل رسول ورسل وفي النسخ بالضم .والرايخخة :علخخم الجيخخش و
)مخارق( المواضع التي تمكنخخت فيهخخا تلخخك الرايخخات بخخخرق الهخخواء ،والريخخح
الهفافة :الطيبة الساكنة ،وقيل :أي ليست بمضطربة فتموح تلخخك الرايخخات بخخل
هي ساكنة تحبسها حيث انتهت) .قد اسخختفرغتهم أشخخغال عبخخادته( أي جعلتهخخم
فارغين عن غيرها ،وحقخائق اليمخان :العقخائد اليقينيخة الختي تحخق أن تسخمى
إيمانا ،أو البراهين الموجبة له ،وفي بعض النسخ )وسلت( بالسخخين المشخخددة،
يقال :وسل إلى ال توسيل وتوسخخل أي عمخخل عمل تقخخرب بخخه إليخخه )وقطعهخخم
اليقان به( أي صخخرفهم عمخخا سخخوى الخخوله ووجههخخم إليخخه ،وهخخو فخخي الصخخل
التحير مخن شخخدة الوجخخد أو ذهخاب العقخل ،والمخخراد عخدم اللتفخات إلخخى غيخخره
سبحانه ،والرغبة :الرادة والسؤال والطلب والحرص علخخى الشخخئ و الطمخخع
فيه ،والمعنى أن رغباتهم وطلباتهم مقصورة على ما عنده سبحانه مخخن قربخخه
وثوابه وكرامته ،ولعل الضمائر في تلك الفقرات راجعة إلى مطلق الملئكخخة
كالفقرات التيخة ،والبخاء فخي قخوله عليخه السخلم )بالكخأس( إمخا للسختعانة أو
بمعنى )من( وربما يضمن في الشرب معنى اللتذاذ ليتعدى بالباء ،والكخخأس:
الناء يشرب فيه أو مادام الشراب فيه ،وهي مؤنثة ،والروية :المرويخخة الخختي
تزيل العطش ،وسويداء القلب وسوداؤه :حبته ،والوشيجة فخخي الصخخل عخخرق
الشجرة ،يقال :وشجت
][139
العروق والغصان أي اشتبكت ،وحنيت الشخخئ أي عطفتخخه ،وأنفخخد الشخخئ أفنخخاه ومخخادة
التضرع ما يدعو إليه ،وأطلق عن السير إذا حل أسره والربقخخة بالكسخخر فخخي
الصل عروة في حبل تجعل في عنق البهيمخخة أو يخخدها تمسخخكها ،وعخخدم نفخخاد
مادة التضرع فيهم لعدم تطرق النقص إلى علمهم بعظمة الخ وبحخاجتهم إليخخه
وعدم الشواغل لهم عن ذلك وعدم انتهاء مراتب العرفخخان والقخخرب الخخداعيين
لهم إلى التضرع والعبخخادة ومخخع ذلخخك ل يتطخخرق الضخخعف إلخخى قخخواهم فبقخخدر
صعودهم في مدارج الطاعة يزاد قربهم وكلما ازداد قربهم تضخخاعف علمهخخم
بعظمته سبحانه كما سيأتي الشارة إليه ،ويقال :توله أي اتخذه وليا ،وتخخولى
المر أي تقلده ،وعدم تولي العجاب كناية عن عخخدم السخختيلء ،والعجخخاب
استعظام ما يعده النسان فضيلة لنفسه ،ويقال :اعجب زيد بنفسه علخى البنخاء
للمفعخخول إذا ترفخخع وسخخر بفضخخائله ،وأعجبنخخي حسخخن زيخخد إذا عجبخخت منخخه.
واستكثره :عده كثيرا ،وما سلف منهم :طاعاتهم السخخالفة ،و السخختكانة :الخخذل
والخضخخوع ،واسخختكانة الجلل خضخخوعهم الناشخخئ عخخن ملحظخخة جلل الخ
وعظمته ،والفترة :مرة من الفتور وهخخو السخخكون بعخخد حخخدة والليخخن بعخخد شخخدة
ودأب في أمره كمنع دؤوبا :حد وتعخخب ،وغخخاض المخخاء غيضخخا ومغاضخخا قخخل
ونقص والمناجاة :المخاطبة سرا ،وأسلة اللسان :طرفه ومسخختدقه ،والهمخخس:
الصخخوت الخفخخي ،والجخخوار كغخخراب :رفخخع الصخخوت بالخخدعاء والتضخخرع ،أي
ليست لهم أشغال خارجة عن العبادة فتكون لجلها أصواتهم المرتفعخخة خافيخخة
سخاكنة ،وفخي بعخخض النسخخ )بهمخس الخيخخر( وفخخي بعضخها )بهمخس الحنيخخن(
وتوجيههما ل يخلو من تكلف ومقاوم الطاعة :صخخفوف العبخخادة جمخخع )مقخخام(
وعدم اختلف المناكب عبخخارة عخخن عخخدم تقخخدم بعضخخهم علخخى بعخخض أو عخخدم
انحرافهم ،وثنيت الشئ ثنيا :عطفته أثناء أي كفه وثنيتخه ايضخا :صخخرفته إلخخى
حخخاجته ،وراحخخة التقصخخير :الراحخخة الحاصخخلة بخخإقلل العبخخادة أو تركهخخا بعخخد
التعب ،وعدا عليه أي قهره وظلمه ،والتبلد ضد التجلد والتحير ،وبلد الرجخخل
بلدة فهو بليد ]أي[ غير ذكي ول فطن ،وانتضل القوم
][140
وتناضخخلوا إذا رمخخوا للسخخبق ،والهمخخة مخخا هخخم بخخه مخخن أمخخر ليفعخخل ،وخخخدائع الشخخهوات:
وساوسها الصارفة عن العبادة ،وانتضالها تواردها وتتابعهخخا ،والفاقخخة :الفقخخر
والحاجة ويوم فاقتهم يوم قبض أرواحهم كما يظهر مخخن بعخخض الخبخخار ،ول
يبعد أن يكون لهم نخوع مخن الثخواب علخى طاعخاتهم بازديخاد القخرب وإفاضخة
المعارف وذكره سبحانه لهم وتعظيمه إياهم وغيخخر ذلخخك ،فيكخخون إشخخارة إلخخى
يوم جزائهم ويمموه أي قصدوه والنقطاع إلى أحد :صرف الوجه عن غيخخره
والتوجه ) (1إليه والضمير في )رغبتهخم( إمخا راجخع إلخى الملئكخة كضخمير
)فاقتهم( أو إلى الخلق أو إليهما علخى التنخازع .والمخد :المنتهخى ،وقخد يكخون
بمعنى امتداد المسافة ،و )يرجخع( يكخون لزمخا و متعخديا ،تقخول :رجخع زيخد
ورجعته أنخخا .واهخختر فلن بكخخذا واسخختهتر فهخخو مهخختربه ومسخختهتر علخخى بنخخاء
المفعخخول أي مولخخع بخخه ل يتحخخدث بغيخخره ول يفعخخل غيخخره ،والمخخادة :الزيخخادة
المتصلة ،وكل ما أعنت به قومخخا فخخي حخخرب أو غيخخره فهخخو مخخادة لهخخم ،ولعخخل
المراد هنا بها المعين والمقوي ،وكلمة )من( في قخخوله )مخخن قلخخوبهم( ابتدائيخخة
أي إلى مواد ناشئة من قلوبهم غير منقطعة ،وفخخي قخخوله )مخخن رجخخائه( بيانيخخة
فالمراد الخوف والرجاء الباعثان لهم على لزوم الطاعخخة ،ويحتمخخل أن تكخخون
الولى بيانية أو ابتدائية والثانية صلة للنقطاع ،والغرض إثبات دوام خوفهم
ورجائهم الموجبين لعدم انفكاكهم عن الطاعة بل لزيادتها كما يشخخعر بخخه لفخخظ
)المواد( والسبب :كل ما يتوصل به إلى غيخخره ،والشخخفقة :الخخخوف ،والخخونى:
الضعف والفتور ،ولخخم تأسخخرهم أي لخخم تجعلهخخم اسخخراء ،واليثخخار :الختيخخار،
والوشيك :القريب والسريع ،و المعنى :ليسوا مأمورين في ربقة الطمع حخختى
يختاروا السعي القريب في تحصيل المطموع في الدنيا الفانية على اجتهادهم
الطويل في تحصيل السعادة الباقية كمخخا هخخو شخخأن البشخخر .واسخختعظام العمخخل:
العجب المنهي عنه ،ونسخ الشئ إزالته وإبطاله وتغييره
][141
والمراد بالرجاء هنا ما تجاوز الحد المطلوب منخخه ،ويعخخبر عنخخه بخخالغترار ،وشخخفقات
الوجل تارات الخوف ومراته) .لم يختلفوا في ربهم( أي في الثبات والنقخخي،
أو في التعبين ،أو في الصفات كخخالتجرد والتجسخخم وكيفيخخة العلخخم وغيخخر ذلخخك،
وقيل :أي في استحقاق كمال العبادة ،ويقال :استحوذ عليه أي اسخختولى ،وهخخو
ممخخا جخخاء علخخى الصخخل مخخن غيخخر إعلل ،والتقخخاطع :التعخخادي وتخخرك الخخبر
والحسان ،وتوليت المر أي قمت به ،وتوليت فلنخخا :اتخخخذته وليخخا أي محبخخا
وناصرا ،والغل :الحقد والشخخعبة مخخن كخخل شخخئ :الطائفخخة منهخخم ،وشخخعبتهم أي
فرقتهم ،وفي بعض النسخخخ )تشخخعبتهم( علخخى التفعخخل والول أظهخخر ،والريخخب
جمع )ريبخة( بالكسخر وهخو الشخك أو هخو مخع التهمخة ،ومصخارفها :وجوههخا
وطرقها من المور الباطلة التي تنصرف إليها الذهان عن الشبه ،أو وجخخوه
انصراف الذهخخان عخخن الحخق بالشخخبه أو الشخخكوك والشخبه أنفسخها .واقتسخخموا
المخخال بينهخخم أي تقاسخخموه ،وأخيخخاف الهمخخم :مختلفهخخا وأصخخله مخخن الخيخخف
بالتحريك وهو زرقة إحدى العينين وسواد الخرى في الفخخرس وغيخخره ومنخخه
قيل لخوة الم )أخياف( لن آباءهم شتى .والهمة بالكسخخر :مخخا عزمخخت عليخخه
لتفعله ،وقيل :أول العزم ،والغرض نفي الختلف بينهخخم والتعخخادي والتفخخرق
بعروض الشكوك واختلف العزائم ،أو نفي الختلف عنهم وبيان أنهم فرقة
واحدة لبراءتهم عخخن الريبخخة واختلف الهمخخم .والزيخخغ :الجخخور والعخخدول عخخن
الحق ،وفي التفريخخع دللخخة علخخى أن الصخخفات السخخابقة مخخن فخخروع اليمخخان أو
لوازمه ،والطبق محركة في الصل الشئ علخخى مقخخدار الشخخئ مطبقخخا لخخه مخخن
جميع جوانبه كالغطخخاء لخخه ،ومنخخه )الحمخخى المطبقخخة( و )الجنخخون المطبخخق( و
)السماوات أطباق( لن كل سماء طبق لما تحتهخخا .والهخخاب ككتخخاب :الجلخخد،
والحافد :المسرع والخفيف في العمل ،ويجمع على )حفد( بالتحريخخك ويطلخخق
على الخدم لسراعهم فخخي الخدمخخة ،والعخخزة :القخخوة والغلبخخة ،والعظخخم كعنخخب:
خلف الصغر مصدر )عظم( وفي بعض النسخ بالضم وهواسم من )تعظم(
][142
أي تكبر .ودحوها على الماء أي بسطها ،وكبس الرجخخل رأسخخه فخخي قميصخخه إذا أدخلخخه
فيه ،وكبس البئر والنهر طمهما بالتراب وملهما ،قال بعض شارحي النهج:
كبخخس الرض أي أدخلهخخا المخخاء بقخخوة واعتمخخاد شخخديد .ومخخور المخخواج أي
تحركها واضطرابها واستفحل المر :أي تفاقم واشتد ،وقيل :أمواج مستفحلة
أي هائجة هيجان الفحول ،وقيخخل :أي صخخائلة ،واللجخخة بالضخخم :معظخم المخخاء،
ومنه )بحر لجى( وزخر البحر :مد وكخخثر مخخاؤه وارتفعخخت أمخخواجه ،واللطخخم:
ضرب الخد بالكف مفتوحة ،والتطمت المخخواج وتلطمخخت :ضخخرب بعضخخها
بعضا ،والذي بالمخخد والتشخخديد :المخخوج الشخخديد ،والجمخخع )أواذي( والصخخفق:
الضرب يسمع له صخخوت والصخخفق :الخخرد ،واصخخطفقت المخخواج أي ضخخرب
بعضها بعضا وردها ،والنقاذف :الترامي بقوة ،و )الثبج( بتقديم الثخخاء المثلثخخة
على الباء الموحدة وثبح البحر بالتحريك :معظمه ووسطه ،وقيخخل :أصخخله مخخا
بين الكاهل إلخخى الظهخخر ،والمخخراد أعخخالي المخخواج .والرغخخاء بالضخخم صخخوت
البل .والزبد بالتحريك الذي يعلو السيل ،وقيل) :زيدا( منصخخوب بمقخدر ،أي
ترغو قاذقة زبدا .وأقول :الظاهر أن )ترغو( من الرغخخوة مثلثخخة وهخخي الزبخخد
يعلو الشئ عند غليانه ،يقال :رغى اللبن أي صارت لخخه رغخخوة ،ففيخخه تجريخخد
ول ينافيه التشبيه بالفحل ،والفحل :الذكر من كل حيوان ،وأكخخثر مخخا يسخختعمل
في البل ،وهاج الفحل :ثار واشتهى الضراب .وخضع أي ذل ،وجماح الماء
غليانه من جمخخح الفخخرس إذا غلخخب فارسخخه ولخخم يملكخخه .وهيخخج المخخاء :ثخخورانه
وفخخورته ،والرتمخخاء :الخخترامي التقخخاذف ،وارتمخخاء المخخاء :تلطمخخه ،وأصخخل
الوطئ :الدوس بالقدم ،والكلكل :الصدر ،وذل أي صخخار ذليل أو ذلخخول ضخخد
الصعب وفي بعض النسخ )كل( أي عرض له الكلل ،من كل السخخيف إذا لخخم
يقطع والمستخذي بغير همزكما في النسخ :الخاضع والمنقاد ،وقد يهمز على
الصل .و )تمعكخخت( مسخختعار مخخن تمعكخخت الدابخخة أي تمرغخخت فخخي الخختراب،
والكاهل :ما بين الكتفين )فأصبح بعد اصطخاب أمواجه ساجيا( الصطخاب
افتعال من الصخب وهو كخخثرة الصخخياح واضخخطراب الصخخوات ،والسخخاجي:
الساكن ،والحكمة محركة:
][143
حديدة في اللجام ]و[ تكون على حنك الفرس تمنعه عن مخالفة راكبه .ثم إنه اورد هنا
) (1إشكال ،وهو أن كلمخخه عليخخه السخخلم يشخخعر بخخأن هيجخخان المخخاء وغليخخانه
وموجه سكن بوضع الرض عليه ،وهذا خلف مخخا نشخخاهده ويقتضخخيه العقخخل
لن الماء السخاكن إذا جعخل فيخه جسخم ثقيخل اضخطرب وتمخوج وصخعد علخوا
فكيف الماء المتموج يسكن بطرح الجسم الثقيخل فيخه ؟ واجيخب بخأن المخاء إذا
كان تموجه من قبل ريح هائجة جاز أن يسكن هيجانه بجسم يحول بينه وبين
تلك الريح ،ولذلك إذا جعلنا في الناء ماء وروحنا بمروحة فإنه يتحرك ،فإن
جعلنا على سطح الماء جسخخما يمل حافخخات النخخاء و روحنخخاه بالمروحخخة فخخإن
الماء ل يتحرك ،لن ذلك الجسم قد حال بين الهواء المجتلب بالمروحة وبيخخن
سطح الماء ،فمن الجائز أن يكون الماء في الول هائجا لجخخل ريخخح محركخخة
له فإذا وضعت الرض عليه حال بين سطح الماء ويخخن تلخخك الريخخح وسخخيأتي
في كلمه عليه السلم ذكر هذه الريح حيث قخخال :اعتقخخم مهبهخخا إلخخى آخخخر مخخا
سيأتي .والولى أن يقال :إن غرضه عليه السلم ليس نفي التموج مطلقخخا بخخل
نفي التموج الشديد الذي كان للماء إذ حمله سبحانه على متن الريح العاصفة،
والزعزع القاصفة بقدرته الكاملة وأنشأ ريحا لمخضه مخض السقاء ،فكخخانت
كرة الماء تندفق من جميع الجوانب وترد الريح أوله على آخر وساجيه علخخى
مائره ،كما سيأتي في كلمه عليه السلم ثم لما كبس الرض بحيث لخخم يحخخط
الماء بجميعها فل ريب في انقطاع الهبخخوب والتمويخخج ) (2مخخن ذلخخك الجخخانب
المماس للرض من الماء ،وأيضا لما منعت الرض سخخيلن المخخاء مخخن ذلخخك
الجانب إذ ليست الرض كالهواء المنفتق المتحرك الذي كان ينتهي إليه ذلخخك
الحد من الماء كان ذلك أيضا من أسباب ضعف التموج وقلة التلطم ،وأيضا
لما تفرقت كرة الماء في أطراف الرض ومال المخخاء بطبعخخه إلخخى المواضخخع
المنخفضخخة مخخن الرض وصخخار البحخخر الواحخخد المجتمخخع بحخخارا متعخخددة وإن
اتصل بعضها ببعض وأحاطت السواحل بأطراف
) (1في بعض النسخ :ههنا (2) .في المخطوطة )التموج( وهو الظهر )*(.
][144
البحار بحيث منعت الهبوب إل من جهة السطح الظاهر سخخكنت الفخخورة الشخخديدة بخخذلك
التفرق وقلة التعمق وانقطاع الهبوب فكل ذلك من أسباب السكون الذي أشار
إليه عليه السلم .واقول :مما يبين ذلك أنه إذا فرضخخنا حوضخخا يكخخون فرسخخخا
في فرسخ وقدرنا بناء عمارة عظيمة في وسطه فل ريب فخخي أنخخه يقخخل بخخذلك
أمواجه ،وكلما وصل موج من جانب من الجوانب إليه يرتدع ويرجع .ثخخم إن
هذه الوجوه إنما تبدى جريا على قواعخخد الطخخبيعيين وخيخخالتهم الواهيخخة ،وإل
فبعد ما ذكره عليه السلم ل حاجة لنخخا إلخخى إبخخداء وجخخه ،بخخل يمكخخن أن يكخخون
لخلق الرض وكبسها في الماء نوع آخر من التأثير في سخخكونه ل تحيخخط بخخه
عقولنا الضعيفة .وقال ابن ميثم :مقتضى الكلم أن ال تعالى خلق المخخاء قبخخل
الرض وسكن بها مستفحل أمواجه ،وهذا مما شهد بخخه البرهخخان العقلخخي فخخإن
الماء لمخخا كخخان حاويخخا لكخخثر الرض كخخان سخخطحه البخخاطن الممخخاس لسخخطحه
الظاهر مكانا لها ،وظاهر أن للمكان تقدما طبيعيا باعتبخخار مخخا علخخى المتمكخخن
فيه وإن كان اللفظ يعطي تقدم خلق الماء على خلق الرض تقدما زمانيا كمخخا
هخخو المقبخول عنخخد السخامعين )انتهخى( .ول يخفخخى بعخخد أمثخال تلخخك التخخأويلت
الباردة في تلك العبارات الظاهرة الدللة على التقدم والحدوث الزمانيين كمخخا
سخختعرف إن شخخاء ال خ تعخخالى) .وسخخكنت الرض مخخدحوة( أي مبسخخوطة ،ول
ينافي الكروية ،وقيل :هو من الدحو بمعنى القخخذف والرمخخي ،واللجخخة :معظخخم
الماء كما مر ،والتيار :الموج وقيل :أعظم الموج ،ولجتخخه :أعمقخخه ،والنخخخوة:
الفتخخخار والتعظخخم والنفخخة و الحميخخة .والبخخأو :الرفعخخة والتعظخخم والكخخبر،
والعتلء :التيه والترفع ،وشمخ بأنفه أي تكبر .مخخن شخخمخ الجبخخل إذا ارتفخخع،
والسمو :العلو ،وغلواء الشباب :أوله وشرته ،والغرض بيان سخخكون الرض
في المخخاء المتلطخخم ومنعهخخا إيخخاه عخخن تمخخوجه وهيجخخانه ،وكعمخخت البعيخخر أي
شددت فمه إذا هاج بالكعام .ككتاب وهو شئ يجعل في فيه ،والكظة بالكسخخر:
ما يعتري الممتلئ من الطعام ،والجرية
][145
بالكسر :حالة الجريان ،أو مصخخدر ،وكظخخة الجريخخة :مخخا يشخاهد مخخن المخخاء الكخخثير فخخي
جريانه من الثقل ،وهمخخدت الريخخح :سخخكنت ،وهمخخود النخخار :خمودهخخا ،ونخخزق
الفرس كسمع ونصر وضرب نزقا ونزوقا :نزى ووثخخب ،والنزقخخات :دفعخخاته
ونخخزق الغخخدير امتل إلخخى رأسخخه ،وعلخخى هخخذا فخخالهمود بمعنخخى الغخخور والول
أظهر ،و الزيفان بالتحريك التبختر فخخي المشخخي ،مخخن زاف البعيخخر يزيخخف إذا
تبختر ،وفي بعض النسخ )ولبد بعد زيفان وثباته( يقال :لبد بخخالرض كنصخخر
إذا لزمهخا وأقخخام ومنخه اللبخد ككتخف لمخن ل يخبرح منزلخه ول يطلخب معاشخا،
ويروى )ولبد بعد زفيان( بتقديم الفاء علخخى اليخخاء ،وهخخو شخخدة هبخخوب الريخخح،
يقال :زفخخت الريخخح السخخحاب إذا طردتخخه ،والزفيخخان بالفتخخح :القخخوس السخخريعة
الرسال للسهم ،والوثبة :الطفرة ،وهيج الماء :ثوراته وفخخورته ،وأكنافهخخا أي
جوانبها ونواحيها ،وشواهق الجبال :عواليها ،والباذخ :العالي ،والينبخخوع :مخخا
انفجر من الرض مخن المخاء ولعلخه اعتخبر فيخه الجريخان بالفعخل فيكخون مخن
إضافة الخاص إلى العام أو التكرير للمبالغة ،وقيخل :الينبخوع الجخدول الكخثير
الماء فل يحتاج إلى تكلف ،وعرنيخخن النخخف :أولخخه تحخخت مجتمخخع الحخخاجبين،
والظاهر أن ضمير )انوفها( راجع إلى الرض كالضمائر السابقة واللحقخخة،
واسخختعار لفخخظ )العرنيخخن( و )النخخف( لعخخالي رؤوس الجبخخال ،وإنمخخا خخخص
الجبال بتفجر العيون منها لن العيون أكثر مخخا ينفجخخر مخخن الجبخخال والمخخاكن
المرتفعة ،وأثر القدرة فيها أظهر ونفعها أتم .و السهب :الفلة البعيدة الكناف
والطخخراف ،والبيخخد بالكسخخر :جمخخع بيخخداء وهخخي الفلة الخختي يبيخخد سخخالكها أي
يهلكه ،والخاديد :جمع )اخدود( وهو الشق في الرض ،والمخخراد بأخاديخخدها
مجاري النهار ،ولعل تعديل الحركات بالراسيات أي الجبال الثابتات جعلهخخا
عديل للحركات بحيث ل تغلبه أسباب الحركة فيستفاد سخخكونها ،فالبخخاء صخخلة
ل سببية ،أو المعنى سوى الحركات فخخي الجهخخات أي جعخخل الميخخول متسخخاوية
بالجبال فسكنت لعدم المرجخخح ،فالبخخاء سخخببية ،ويحتمخخل أن يكخخون المخخراد أنخخه
جعلها بالجبال بحيث قد تتحرك للزلزل وقد ل تتحرك ،ولم يجعل الحركة
][146
غالبة على السكون مع احتمال كونها دائمخخا متحركخخة بحركخخة ضخخعيفة غيخخر محسوسخخة
ومن ذهب إلى اسخختناد الحركخخة السخخريعة إلخخى الرض ل يحتخخاج إلخخى تكلخخف،
والجلميد :جمخخع جلمخخد وجلمخخود أي الصخخخور ،والشخخناخيب :جمخخع شخخنخوب
بالضم أي رؤوس الجبال العالية ،والشم :المرتفعة العالية ،والصياخيد :جمخخع
صيخود وهي الصخرة الشديدة ،والميدان بالتحريخخك التحخخرك والضخخطراب،
ورسب في الماء كنصر وكرم رسوبا :ذهب سفل ،وجبخخل راسخخب أي ثخخابت،
والقطع كعنب :جمع قطعة بالكسر وهي الطائفة من الشخخئ ،ويخخروى بسخخكون
الطاء وهو طنفسة الرحخخل قيخخل :كخخأنه جعخخل الرض ناقخخة وجعخخل لهخخا قطعخخا،
وجعخخل الجبخخال فخخي ذلخخك القطخخع .و الديخخم :الجلخخد المخخدبوغ ،وأديخخم السخخماء
والرض :مخخا ظهخخر منهمخخا ورسخخوب الجبخخال فخخي قطخخع أديمهخخا دخولهخخا فخخي
أعماقها .والتغلغل :الدخول ،والسرب بالتحريك :بيخخت فخخي الرض ل منفخخذله
يقال :تسرب الوحش وانسرب في جحره أي دخل ،والجوبة :الحفرة والفرجة
والخيشوم :أقصى النف ،والسهل من الرض :ضد الحزن ،وجرثومة الشئ
بالضم :أصله ،وقيل :التراب المجتمع في اصول الشجر ،وهو أنسخخب .ولعخخل
المراد بجراثيمها المواضخخع المرتفعخخة منهخخا ،ومفخخاد الكلم أن الرض كخخانت
متحركة مضطربة قبل خلق الجبال فسكنت بها ،وظاهره أن لنفوذ الجبال في
أعماق الرض وظهورها وارتفاعها عن الرض كليهما مدخل في سكونها،
وقد مر بعض القول في ذلك في كتاب التوحيد وسخخيأتي بعضخخه فخخي البخخواب
التية إن شاء ال .وفسح له كمنع أي وسخع ،ولعخل فخي الكلم تقخدير مضخاف
أي بين منتهى الجخخو وبينهخخا ،أو المخخراد بخخالجو منتهخخاه أعنخخي السخخطح المقعخخر
للسخخماء .والمتنسخخم :موضخخع التنسخخم وهخخو طلخخب النسخخيم واستنشخخاقه ،وفخخائدته
ترويح القلب حتى ل يتخخأذى بغلبخخة الحخخرارة .ومرافخخق الخخدار :مخخا يسخختعين بخخه
أهلها ويحتخخاج إليخخه فخخي التعيخخش ،وإخخخراج أهخخل الرض علخخى تمخخام مرافقهخخا
إيجادهم وإسكانهم فيها بعد تهيئة ما يصلحهم بمعاشهم والتزود إلخخى معخخادهم.
والجرز بضمتين :الرض التي لنبات بها ول ماء ،و
][147
الرابية :مخخا ارتفخخع مخخن الرض وكخخذلك الربخخوة بالضخخم ) (1والجخخدول كجعفخخر :النهخخر
الصغير ،والذريعة :الوسيلة ،وناشئة السحاب :أول مخخا ينشخخأ منخخه ،أي يبتخخدئ
ظهوره ،ويقال :نشأت السحاب ) (2إذا ارتفعت ،والغمخخام جمخخع الغمامخخة )(3
بالفتح فيهما وهي السحابة البيضاء ،واللمع كصرد :جمع لمعخخة بالضخخم وهخخي
في الصل قطعة من النبت إذا أخذت في اليبس كأنها تلمع وتضخخيئ مخخن بيخخن
سائر البقاع ،و القزع :جمع قزعة :بالتحريك فيهما وهي القطعخخة مخخن الغيخخم،
وتباين القزع :تباعدها ،والمخض بالفتح :تحريك السقاء ) (4الذي فيخخه اللبخخن
ليخرج زبده وتمخضت أي تحركخخت ،واللجخخة :معظخخم المخخاء ،والمخخزن :جمخخع
المزنة بالضم فيهمخخا وهخخي الغيخخم ،وقيخخل :السخخحابة البيضخخاء ،وضخخمير )فيخخه(
راجع إلى المزن أي تحركت فيخخه اللجخخة المسخختودعة فيخخه واسخختعدت للنخخزول.
والتمع البرق ولمع أي أضاء وكففه :حواشيه وجوانبه ،وطرف كل شئ كفخخه
بالضم ،وعن الصمعي :كل مخخا اسخختطال كحاشخخية الثخخوب والرمخخل فهخخو كفخخة
بالضم ،وكل ما استدار ككفخخة الميخخزان فهخخو كفخخة بالكسخخر ويجخخوز فيخخه الفتخخح.
ووميض البرق :لمعانه ،ولم ينم أي لم ينقطع ولم يفتر ،والكنهخخور كسخخفرجل:
قطع من السحاب كالجبال ،وقيل :المتراكم منه ،والربخاب كسخحاب :البيخخض
منه ،وقيل :السحاب الذي تراه كأنه دون دون السحاب وقد يكخخون أسخخود وقخخد
يكون أبيضا جمع )ربابة( والمتراكم والمرتكم :المجتمع ،وقيل الميم بدل مخخن
البخخاء كخخأنه ركخخب بعضخخه بعضخخا ،والسخخح :الصخخب والسخخيلن مخخن فخخوق،
والمتدارك :من الدرك بالتحريك وهخخو اللحخخاق ،يقخخال :تخخدارك القخخوم إذا لحخخر
آخرهم أولهم وأسف الطائر :إذا دنا من الرض ،وهيدبه :مخخا تهخخدب منخخه أي
تدلى كما تتدلى هدب العيخخن ،ومخخرى الناقخخة يمريهخا أي مسخح ضخرعها حختى
درلبنها
) (1بل بالتثليث (2) .في المخطوطة :السخخحابة (3) .فخخي بعخخض النسخخخ :غمامخخة(4) .
السقاء بكسر السين وتخفيف القاف :وعاء من الجلد للماء واللبن )*(.
][148
وعدي ههنا إلى مفعولين ،وروى تمرى بدون الضمير والجنوب بالفتخخح الريخخح مهبهخخا
من مطلع سهيل إلى مطلع الثريا ،وهي أدر للمطر ،والدرر كعنب :جمع درة
بالكسر أي الصخخب والنخخدفاق ،وقيخخل :الخخدرر الخخدار كقخخوله تعخخالى )قيمخخا( أي
قائما ،والهضخخب :المطخخر ،ويجمخخع علخخى أهضخخاب ثخخم علخخى أهاضخخيب كقخخول
وأقوال وأقاويل والدفعة من المطر بالضم ما انصخخب مخخرة ،والشخخآبيب :جمخخع
شؤب وما هو ما ينزل من المطر دفعخخة بشخخدة ،والخخبرك :الصخخدر ،والبخخواني:
قوائم الناقة وأركان البنية .وقال بعض شراح النهج :بوانيها بفتح النون تثنيخخة
بوان على فعال بكسر الفاء ،وهي عمود الخيمة ،والجمخخع )بخخون( ومخخن روى
بوانيها أراد لواصقها مخخن قخخولهم قخخوس بانيخخة إذا التصخخقت بخخالوتر ،والروايخخة
الولى اصح )انتهى( وفي النسخ القديمة المصححة على صيغة الجمع ،وفي
النهاية فسر البواني على أركان البنيخة ،وفخي القخاموس بقخوائم الناقخة ،وعلخى
التاقدير الضافة لدنى ملبسة .وفي الكلم تشبيه السخخحاب بالناقخخة المحمخخول
عليها ،والخيمة التي جر عمودها .والبعاع كسحاب :ثقل السحاب من المطر،
واستقلت أي نهضت وارتفعت ،واستقلت به :حملته ورفعته ،والعبء الحمخخل
والثقخخل بكسخخر الجميخخع ،والهوامخخد مخخن الرض :الخختي لنبخخات بهخخا ،والزعخخر
بالتحريك :قلخة الشخعر فخي الخرأس ،يقخال رجخل أزعخر ،والزعخر :الموضخع
القليل النبات ،والجمع زعر بالضم كأحمر وحمر والمخخراد هيهنخخا القليلخخة )(1
النبخخات مخخن الجبخخال تشخخبيها بخخالرؤس القليلخخة الشخخعر ،والعشخخب بالضخخم الكل
الرطب ،وبهج كمنع وفخخرح و ]سخخر[ وقخخال بعخخض الشخخراح :مخخن رواه بضخخم
الهخخاء أراد يحسخخن ويملخخح مخخن البهجخخة أي الحسخخن ،والروضخخة مخخن العشخخب:
الموضع الذي يستنقع فيخخه المخخاء ،واسخختراض المخخاء أي اسخختنقع وتزدهخخي أي
تنكبر وتفتخر افتعال من الزهخخو وهخخو الكخخبر والفخخخر ،والريخخط :جمخخع ريطخخة
بالفتح فيهما :كخخل ملءة ليسخخت بلفقيخخن أي قطعخختين كلهخخا نسخخج واحخخد وقطعخخة
واحدة .وقيل كل ثوب رقيق لين .والزاهير :جمع أزهار جمع زهخخرة بالفتخخح
وهي النبات ونوره ،وقيل :الصفر
][149
منه ،وأصل الزهرة الحسن والبهجة ،والحلية بالسكر :ما يتزين به من مصوغ الذهب
والفضة والمعدنيات .ما سمطت به أي اعلقخخت ) (1علخخى بنخخاء المجهخخول مخخن
التفعيل ،وفي بعض النسخ الصحيحة بالشين المعجمة ،والشخخميط مخخن النبخخات
ما خالط سواده النور البيض ،وأصله الشمط بالتحريك وهخخو بيخخاض الخخرأس
يخالط سواده والنضارة :الحسن والطراوة ،والنور بالفتح :الزهر أو البيخخض
منه ،والبلغ بالفتح :ما يتبلغ به ويتوسل إلى الشئ المطلوب ،والفج :الطريق
الواسخخخع بيخخخن الجبليخخخن ،والفجخخخاج :جمعخخخه ،وخرقهخخخا :خلقهخخخا علخخخى الهيئة
المخصوصة ،والفاق :النواحي ،والمنار :جمع منارة وهي العلمة ،والمراد
هيهنا ) (1ما يهتدي به السالكون من الجبخخال والتلل أو النجخخوم ،والول هنخخا
أظهر ،والجادة :وسط الطريق ومعظمه ،ومهد الشئ :وسخعه وبسخطه ،ومهخد
المر :سواه وأصلحه ،ولعل المراد هنا إتمام خلق الرض علخخى مخخا تقتضخخيه
المصلحة فخخي نظخخام امخخور سخخاكنيها ،وقيخخل :يحتمخخل أن يخخراد بتمهيخخد الرض
جعلها مهادا أي فراشا كما قال جل وعل )ألخخم نجعخخل الرض مهخخادا ) ((2أو
جعلها مهخخدا أي مسخختقرا كالمهخخد للصخخبي كمخخا قخخال سخخبحانه )الخخذي جعخخل لكخخم
الرض مهدا( .وإنفاذ المر :إمضخخاؤه وإجخخراؤه ،والخيخخرة كعنبخخة :المختخخار،
والجبلة بكسر الجيم والبخخاء وتشخخديد اللم :الخلقخخة والطبيعخخة ،وقيخخل فخخي قخخوله
تعالى )والجبلة الوليخخن ) ((4أي ذوي الجبلخخة ،ويحتمخخل أن يكخخون مخخن قبيخخل
الخلق بمعنى المخلوق ،وقيخخل :الجبلخخة :الجماعخخة مخخن النخخاس ،والمخخراد بخخأول
الجبلة أول شخص من نوع النسان ردا على من قال بقدم النواع المتوالخخدة.
وأرغد ال عيشه أي
) (1في بعض النسخ :علقت (1) .في المخطوطة :هنا (2) .النبأء (3) .6 :طخخه.53 :
) (4الشعراء.(*) 184 :
][150
جعله واسعا طيبا ،والكل بضمتين :الرزق والحظ ،قال ال خ تعخخالى )فكل منهخخا رغخخدا
حيث شئتما( وأوعزت إلى فلن في فعل أو ترك أي تقدمت ،والمخخراد النهخخي
عن الكل من الشجرة ،وخاطر بنفسه وماله أي أشفاهما على خطر وألقاهمخخا
في مهلكخخة ،والضخخمير فخي )منزلتخخه( راجخخع إلخى آدم ،ويحتمخل رجخخوعه إليخخه
سبحانه كضمير )معصيته( على الظاهر .قوله عليه السلم )موافاة( قال ابخخن
أبي الحديد :ل يجوز أن ينتصب لنه مفعول له ليكون عذرا وعلة للفعل ،بخخل
على المصدرية المحضة كأنه قال :فوافا بالمعصية موافاة وطابق بهخخا سخخابق
العلم مطابقة) :فأهبطه بعد التوبة( هو صريح في أن الهباط كان بعد التوبخخة
فما يظهر من كثير من اليات والخبار مخن عكخخس ذلخخك لعلخخه محمخخول علخى
التوبة الكاملة أو على القبول ويقال بتأخره عن التوبخخة .وقخخد تقخخدم تأويخخل تلخخك
المعصية وأضرابها في المجلد الخامس) .مما يؤكد عليهم( لعل التعخبير بلفخظ
التأكيد لكون معرفة الرب سبحانه فطرية أو لوضوح آيات الصنع في الدللخخة
علخخى الخخخالق جخخل ذكخخره أو للمريخخن .وقخخال فخخي المغخخرب :تعهخخد الضخخيعة
وتعاهدها :أتاها وأصلحها ،وحقيقته جدد العهد بها .والقرن :أهل كخخل زمخخان،
مأخوذ من القتران ،فكخخأنه المقخخدار الخخذي يقخخترن فيخخه أهخخل ذلخخك الزمخخان فخخي
أعمارهم وأحوالهم ،فقيل :أربعون سنة ،وقيل ثمانون سنة وقيل :مائة .وقخخال
الزجاج :الذي عندي وال أعلم أن القرن أهل كل مدة كان فيها نخخبي أو طبقخخة
من أهل العلم سواء قلت السنون أو كثرت .ومقطع الشئ :آخره كأنه قطع من
هناك ،وعذر ال :ما بين للمكلفيخخن مخخن العخخذار فخخي عقخخوبته لهخخم إن عصخخوه
ونذره :ما أنذرهم به من الحوادث ومن أنذره على لسانه من الرسل كخخذا قيخخل
وقيل :هما مصخدران بمعنخخى العخخذار والنخخذار والمخراد ختخم الرسخخالة بنبينخخا
صلى ال عليه وآله) .وقخخدر الرزاق( لمخخا كخخان المتبخخادر مخخن القسخخمة البسخخط
على التساوي بين ما
][151
أراده بذكر الكثير والقليل ،ثم لما كان ذلك موهما للجور دفع الوهم بخخذكر العخخدل ونبخخه
علخخخى وجخخخه الحكمخخخة بخخخذكر البتلء والختبخخخار ،وروى )فعخخخدل( بالتشخخخديد
والتعديل :التقويم ،والمال واحد .والبتلء :المتحخخان ،والميسخخور والمعسخخور
مصدران بمعنى العسر واليسر كالمفتون بمعنى الفتنه ،ويمتنخخع عنخخد سخخيبويه
مجئ المصدر على مفعول .قال :الميسور الزمان الذي يوسر فيه .والختبخخار
فيخخه سخخبحانه صخخورته .و )غنيهخخا وفقيرهخخا( نشخخر علخخى ترتيخخب اللخخف علخخى
الظاهر ،والضمير فيهما إلى الرزاق ،وفي الضافة توسخخع ،ويحتمخخل عخخوده
إلخخى الشخخخاص المفهخخوم مخخن المقخخام أو إلخخى الخخدنيا ،أو إلخخى الرض ،ولعخخل
إحديهما أنسخخب ببعخض الضخخمائر التيخة .و العقابيخل :جمخع عقبخخول وعقبولخخة
بالضم وهي قروح صغار تخرج بالشفة غخخب الحمخخى وبقايخخا المخخرض ،وفخخي
تشبيه الفاقة وهخخي الفقخخر والحاجخخة وآثارهخخا ) (1بالعقابيخخل مخخن اللطخخف مخخا ل
يخفى لكونها مما يقبح في المنظر وتخرج في العضو الخذي ل يتيسخر سخترها
عن الناس وتشتمل على فوائد خفية وكخخذلك الفقخخر ومخخا يتبعخخه ،وأيضخخا تكخخون
غالبا بعد التلذد بالنعم ،وطوارق الفات :متجددات المصائب ومخخا يخأتي منهخا
بغتة من الطروق وهو التيان بالليل ،والفرج :جمع فرجة وهي التفصي مخخن
الهم وفرجة الحائط أيضا ،والفرح :السخخرور والنشخخاط ،والغصخخة بالضخخم :مخخا
اعخخترض فخخي الحلخخق والنخخزح بالتحريخخك :الهخخم والهلك والنقطخخاع ايضخخا،
والجل محركة :مدة الشئ ،وغاية الوقت في الموت ،وحلول الدين ،وتعليخخق
الطالة والتقصير على الول واضح ،وأما التقديم والتأخير فيمكخخن أن يكخخون
باعتبار أن لكل مدة غاية وحينئذ يرجخخع التقخخديم إلخخى التقصخخير والطالخخة إلخخى
التأخير ويكون العطف للتفسير تأكيدا ،ويحتمل أن يكون المراد بالتقديم جعل
بعض العمار سابقا على بعض وتقديم بعض المم على بعخخض مثل فيكخخون
تأسيسا ،ويمكن أن يراد بتقديم الجال قطع بعخخض العمخخار لبعخخض السخخباب
كقطع الرحم مثل كما ورد في الخبار وبتأخيرها
][152
مدها لبعض السباب فيعود الضمير في )قدمها وأخرها( إلى الجخخال بخخالمعنى الثخخاني
على وجه الستخدام أو نوع من التجوز في التعليخخق كمخخا مخخر ،والسخخبب :فخخي
الصل الحبل يتوسل به إلى الماء ونحخخوه ثخخم توسخخعوا فيخخه ،واتصخخال أسخخباب
الجال أي أسباب انقضائها أو أسباب نفسها ) (1على المعنى الثاني بخخالموت
) (2واضح ،ويحتمل أن تكون السباب عبخخارة عخخن الجخخال بخخالمعنى الول.
وخالجا أي جاذبا ،والشطن بالتحريك :الحبل ،وأشطان الجال :الخختي يجخخذبها
الموت هي العمخخار شخخبهت بالشخخطان لطولهخخا وامتخخدادها .والمخخرائر :جمخخع
مرير ومريرة وهي الحبال المفتولة على أكثر من طخخاق ،ذكخخره فخخي النهايخخة،
وقيل :الحبال الشديدة الفتل ،وقيل :الطول الدقاق منهخخا .والقخخران جمخخع قخخرن
بالتحريك وهو في الصل حبل يجمع به البعيران ولعل المراد بمرائر أقخخران
الجال :العمار التي يرجى امتدادها لقوة المزاج والبنية ونحخخو ذلخخك وكلمخخة
))من( في قوله )من ضمائر المضمرين( بيانية ،والضمائر :الصور الذهنيخخة
المكنونة في المخخدارك ،والنجخخوى :اسخخم يقخخام مقخخام المصخخدر ،وهخخو المسخخارة،
والخواطر :ما يخطر في القلب من تدبير أمخر ونحخو ذلخك ،و رجخم الظنخون:
كل ما يسبق إليه الظن من غير برهان أو مسارعته ،والحديث المرجم :الخذي
ل يدرى أحق هو أم باطل ،وعقدة كل شخخئ -بالضخخم :-الموضخخع الخخذي عقخخد
منه واحكم ،ومسارق العيون :النظرات الخفية كأنها تسترق النظخخر لخفائهخخا
وأومضت المخخرأة :إذا سخخارقت النظخخر ،وأومخخض الخخبرق :إذا لمخخع خفيفخخا ولخخم
يعترض في نواحي الغيخخم ،والجفخخن بالفتخخح :غطخخاء العيخخن مخخن أعلخخى وأسخخفل
وجمعه جفون وأجفن وأجفان ،والمقصود إحلطخخة علمخخه سخخبحانه بكخخل معلخخوم
جزئي وكلخخي ردا علخخى مخخن قصخخر علمخخه علخخى البعخخض كالكليخخات .والكنخخان
والكنة :جمع الكن بالكسر وهو اسم لكل مخا يسختتر فيخه النسخان لخدفع الحخر
والبرد من البنية ونحوها ،وستر
) (1في المخطوطة :انفسها (2) .الجار والمجرور متعلق بقوله )اتصال( )*(.
][153
كل شئ ووقاؤه كما قخخال تعخخالى )وجعخخل لكخخم مخخن الجبخخال أكنانخخا ) ((1وقخخال ابخخن أبخخي
الحديد :ويخخروى )أكنخخة القلخخوب( وهخخي غلفهخخا وأغطيتهخخا ]و[ قخخال الخ تعخخالى
)وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه( ) .(2وغيابة البئر :قعخخره ،وأصخخغى أي
استمع ،وأصغى إليه أي مال بسخخمعه نحخخوه واسخختراق السخخمع :السخختماع فخخي
خفية ،وصاخ وأصاخ له أي استمع ومصائخ السخخماع خروقهخا الخختي يسخختمع
بها ،والذر :صغار النمل ،ومصخخايفها :المواضخخع الخختي تصخخيف فيهخخا أي تقيخخم
فيها بالصيف ،ومشاتي الهوام مواضع أقامتها بالشتاء ،والهامة كخخل ذات سخخم
يقتل ،وما ل يقتل فهو السامة كالعقرب ،وقخخد يقخخع الهخخوام علخخى مخخا يخخدب مخخن
الحيوان كالحشخخرات .والحنيخخن :شخخدة البكخخاء وصخخوت الطخخرب عخخن حخخزن أو
فرح ،و رجعه :ترجيعه وترديده ،وقيل :أصل الحنين ترجيخخع الناقخخة صخخوتها
أثر ولدها و المولهات :النوق ،وكل انثى حيل بينها وبين أولدها وفي بعخخض
النسخخخ )الموالهخخات( وأصخخل الخخوله زوال العقخخل والتحيخخر مخخن شخخدة الوجخخد.
والهمس :أخفى ما يكون من صخخوت القخخدم أو كخخل صخخوت خفخخي ،والمنفسخخح:
موضع السعة ،ومنفسح الثمرة :موضع نموها في الكمخخام ويخخروى )متفسخخخ(
بالخاء المعجمة وتشديد السين والتاء مصدرا من تفسخت الثمرة إذا انقطعت،
والوليجة :الدخيلة والبطانة .وقال ابن أبي الحديد :الولئج :المواضع السخخاترة
والواحد ) (3وليجة وهخخي كخخالكهف يسخختتر فيهخخا المخخارة مخخن مطخخر أو غيخخره.
والغلف بضمة ) (4وبضمتين :جمع غلف ككتاب ،و يوجد في النسخخخ علخخى
الوجهين ،والكم بالكسخخر :وعخاء الطلخخع وغطخخاء النخور وجمعخخه أكمخام وأكمخخة
وكمام .وكلمة )من( على ما في الصخخل بيانيخخة أو تبعيضخخية ،وعلخخى الروايخخة
صلة أو بيانية .والمنقمع على زنة المفعول من باب النفعال :موضع
) (1النحخخل (2) .81 :النعخخام (3) .25 :فخخي المخطوطخخة :الواحخخدة (4) .فخخي بعخخض
النسخ :أو ضمتين )*(.
][154
الختفاء كما في أكثر النسخ وفي بعضها من باب التفعل بمعناه والغيران :جمع غخخار،
وهو ما ينحف في الجبل شبه المغارة ،فإذا اتسع قيل )كهخخف( .وقيخخل :الغخخار:
الجحخخر يخخأوي إليخخه الخخوحش ،أو كخخل مطمئن فخخي الرض أو المنخفخخض مخخن
الجبخخل .و البعخخوض :البخخق ،وقيخخل :صخخغارها ،والواحخخدة بهخخاء ) ،(1ومختبخخأ
البعخخوض :موضخخع اختفخخائه ،والسخخوق :جمخخع سخخاق ،واللحيخخة .جمخخع اللحخخاء
ككسخخاء وهخخو قشخخر الشخخجر .و غخخرزه فخخي الرض كضخخربه ،أدخلخخه وثبتخخه،
ومغخخرز الوراق :موضخخع وصخخلها ،و الفنخخان :جمخخع فنخخن بالتحريخخك وهخخو
الغصن ،والحط :الحدر من علو إلى سخخفل والمشخخاج قيخخل مفخخرد وقيخخل جمخخع
مشج بالفتح أو بالتحريك أو مشيج على فعيل أي المختلط .قيل في قوله تعالى
)مخخن نطفخخة أمشخخاج ) ((2أي أخلط مخخن الطبخخائع مخخن الحخخرارة والخخبرودة
والرطوبة واليبوسة ،وقيل :من الجزاء المختلفة في الستعداد وقيل :أمشخخاج
أي أطوار :طورا نطفخخة ،وطخخورا علقخخة ،وهكخخذا .وقيخخل :أي أخلط مخخن مخخاء
الرجل ومخاء المخخرأة وسخخيأتي الكلم فيخه ،وكلمخخه عليخخه السخلم يؤيخد بعخض
الوجوه الولة :كما ل يخفى .والمسارب :المواضع الخختي ينسخخرب فيخخه المنخخى
أي يسيل ،أو ينسرب فيها المني أي يختفي ،مخخن قخخولهم انسخخرب الوحشخخي إذا
دخل فخخي جحخخره واختفخخى ،أو مجخخاري المنخخي مخخن السخخرب بمعنخخى الطريخخق،
والمراد أوعيتها من الصلب أو مجاريها ،وتفسير المسارب بالخلط التي
يتولد منها المني كما احتملخخه ابخخن ميثخخم بعيخخد ،والمخخراد بمحخخط المشخخاج مقخخر
النطفة من الرحم أو من الصلب على بعض الوجخوه فخي المسخارب فتكخون
كلمة )من( تبعيضية ،ولعل الول أظهر .والناشئة من السحاب :أول ما ينشخخأ
منه ولم يتكامل اجتماعه أو المرتفع منه ،و متلحم الغيخخوم :مخخا التصخخق منهخخا
بعضها ببعض ،والدرور :السيلن ،والقطر بالفتح:
) (1يعنى يزاد في آخرها هاء فيقال )بعوضة( (2) .الدهر.2 :
][155
][156
ال أنواره ،وقال ابن أبي الحديد :ليخخس يعنخخي بالسخخبحات ههنخخا مخخا يعنخخى بخخه فخخي قخخوله
)سبحات وجه ربنا( لنه هناك بمعنى الجللة ،وههنا بمعنخخى مخخا يسخخبح عليخخه
النور أي يجري ،من سبح الفرس وهو جريه والمتعاقبان :النور والظلمخخة أي
ما تغطيه ظلمة بعد نور ونور بعد ظلمة ،ويحتمل أن يراد تعخخاقب أفخخراد كخخل
منهمخخا .وأثخخر القخخدم :علمتخخه الخختي تبقخخى فخخي الرض ،والخطخخوة :المشخخية،
والحس :الصوت الخفي ،ورجع الكلمة :مخخا ترجخخع بخخه مخخن الكلم إلخخى نفسخخك
وتردده في فكرك أو جواب الكلمخة أو ترديخد الصخوت وترجيعخه عنخد التلفخظ
بالكلمة ،أو إرجاع النفس للتلفظ بكلمة بعد الوقف على كلمخة ،والرجخع يكخون
لزما ومتعديا .والنسخمة محركخة :النسخان أو كخل دابخة فيهخا روح ،ومسختقر
النسمة :إما الصلب أو الرحم أو القخخبر أو مكخانه فخخي الخدنيا أو فخي الخخخرة أو
العم .ومثقال الذرة :وزنها ل المثقال المعخخروف كمخخا قخخال تعخخالى )إن الخ ل
يظلم مثقال ذرة ) ((1والهمهمة :الصوت الخفي أو ترديد الصوت في الحلخخق
أو تردد الصوت في الصدر من الهم .كل نفس هامة أي ذات همة تعزم علخخى
أمر ،والوصخخف للتعميخخم ،ومخخا عليهخخا أي علخخى الرض بقرينخخة المقخخام كقخخوله
تعالى )كل من عليها فان ) ((2والنطقة مخخاء الرجخخل ،والمخخاء الصخخافي قخخل أو
كخخثر ويطلخخق علخخى قليخخل مخخاء فخخي دلخخو أو قربخخة ،والول أظهخخر فخخي المقخخام.
وقرارتها :موضعها الذي تستقر فيه ،وأصخخل القخخرارة :المطمئن مخخن الرض
يستقر فيه ماء المطر وجمعها )القرار( ونقاعة كخخل شخخئ بالضخخم المخخاء الخخذي
ينقع فيه ،وقال الشخخراح :النقاعخخة نقخخرة يجتمخخع فيهخخا الخخدم .والمضخخغة بالضخخم:
القطعة من اللحم قدر ما يمضع ،وناشئة الخلق :الصورة ينشخخئها سخخبحانه فخخي
البدن أو الروح التي ينفخها فيه ،والسخخللة بالضخخم :مخخا اسخختل واسخختخرج مخخن
شئ ،وفي الكلم إشارة إلى قوله سبحانه )ولقد خلقنا النسان مخخن سخخللة مخخن
طين إلى قوله ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك ال أحسن الخالقين( )(3
][157
ثم الغرض من ذكره هذه الشياء التنصيص على عموم علمه سبحانه مع الشارة إلى
أصناف خلقه وأنواع بريته وعجائب ربوبيته ،فإن الدليل على علمه بها خلقه
لهخخا وحفظخخه وتربيتخخه لكخخل منهخخا وإظهخخار بخخدائع الحكمخخة فخخي كخخل صخخفة مخخن
أوصافها وحال من أحوالها كما قال سبحانه) :أل يعلم من خلق وهو اللطيخخف
الخبير )) .((1لم يلحقه في ذلك( المشار إليه إمخخا العلخخم بالجزئيخخات المخخذكورة
وإما خلق الشياء المذكورة قبل تفصيل المعلومات أو فيها أيضا كمخخا قلنخخا ان
الغخخرض ليخخس محخخض تعلخخق العلخخم بهخخا .كلفخخة أي مشخخقة ،ول اعترضخخته أي
منعته ،والعارضة :ما يستقبلك من شئ يمنعك عخخن مسخخيرك) .ول اعتخخورته(
قيل :اعتورته :أحاطت به ،وفي اللغة :اعتوروا الشئ أي تخخداولوه وتنخخاوبوه،
و )في تنفيذ المور( أي إجرائها وإمضائها والتدبير :النظر في عاقبتة المخخر
أو الفعل عن روية ،والمراد هنا إمضاء المور علخخى وفخخق المصخخلحة والعلخخم
بالعواقب .والمللة :السأمة والضجر ،وفختر عخن العمخخل :انكسخر حخدته ولن
بعد شدته )بل نفخخذ فيهخخم علمخخه( أي أحخخاط علمخخه بظخخواهرهم وبخخواطنهم وفخخي
بعض النسخ )نفذهم( على الحخذف واليصخال .والعخد :مصخدر عخددته ،وفخي
بعض النسخ )عخخدده( وغمرهخخم أي غطخخاهم وسخخترهم وشخخملهم فضخخله ،وكنخخه
الشئ :نهايته وحقيقته ،والوصخخف الجميخخل :ذكخخر الفضخخائل ،والتعخخداد بالفتخخح:
مصدر للمبالغة والتكثير ،وقال الكوفيون ،أصله التفعيل الخخذي يفيخخد المبالغخخة،
قلبخخت يخخاؤه ألفخخا وبالكسخخر شخخاذ ،والمخخل :ضخخد اليخخأس ،و )خيخخر( خخخبر مبتخخدأ
محذوف ،وكذلك )أكرم( والبسط :النشر والتوسيع ،وكلمة )في( إمخخا زائدة أو
للظرفية المجازية والمفعول محذوف أي بسطت لي القخخدرة أو الكلم فيمخخا ل
أمدح به غيخخرك ،والغخخرض شخخكره سخخبحانه علخخى فضخخيلة البلغخخة والعلخخم بخخه
سبحانه ومدائحه والتوفيق على قصر المخخدح علخخى ال خ جخخل شخخأنه ،والخيبخخة:
الحرمخخان ،والمخلوقخخون هخخم معادنهخخا لن عطايخخاهم قليلخخة فانيخخة مخخع أنهخخم ل
يعطون غالبا ،وهم مواضع الريبة أي التهمة والشك لعخخدم الوثخخوق بإعطخخائهم
وعدم العتماد عليهم في رعاية مصلحة في المنخخع وال خ سخخبحانه ل يمنخخع إل
لمصلحة
][158
تعود إلى السائل ويدخر مخخع ذلخخك لخخه أضخخعاف مخخا سخخأل فخخي الخخدار الباقيخخة .والمثوبخخة:
الثخخواب ،والجخخزاء :المكافخخاة علخخى الشخخئ ،والعارفخخة :الحسخخان) .دليل علخخى
ذخائر الرحمة( أي هاديخخا إلخخى أسخخبابها بخخالتوفيق والتأييخخد ،وذخخخائر الرحمخخة:
عظائم العطايا ،أصل الذخيرة المختار من كل شخخئ أو مخخا يعخخده الرجخخل ليخخوم
حاجته) .وهخذا مقخام( اسخم مكخان ،ويحتمخل المصخدر .والمحمخدة بفتخح العيخن
وكسرها :مصدر حمده كسمعه ،والفاقة :الفقر ،والجخخبر فخخي الصخخل إصخخلح
العظخخم المكسخخور ،والمسخخكنة :الخضخخوع والذلخخة وقلخخة المخخال وسخخوء الحخخال،
ونعشه :رفعه ،و الخلة بالفتح الفقر والحاجة ،وضميرا )مسكنتها( و )خلتهخخا(
راجعان إلى الفاقة وفي الضافة توسع .والمخخن :العطخخاء ،ومخخد اليخخدي كنايخخة
عن الطلب ،وإظهار الحاجة ،والقدير :مبالغة في القادر .وإنمخخا بسخخطنا الكلم
بعخخض البسخخط فخخي شخخرح هخخذه الخطبخخة لكونهخخا مخخن جلئل الخطخخب ،وذكرنخخا
جميعهخخا لخخذلك ولكخخون أكثرهخخا متعلقخخا بمطخخالب هخخذا المجلخخد ،وتفريقهخخا علخخى
البواب كان يخخوجب تفخخويت نظخخام البلغخخة وكمالهخخا كمخخا فخخوت السخخيد -ره -
كثيرا من فوائد الخطبخة باختصخارها واختيارهخا ،وأمخا دللتهخا علخى حخدوث
السماء والرض والملئكة وغير ذلك فغير خفخخي علخخى المتأمخخل فيهخخا- 91 .
الكافي :عن محمد بن علي بن معمر ،عن محمد بن علخخي ،عخخن عبخخد الخ بخخن
أيوب الشعري ،عن عمرو الوزاعي ،عن عمرو بن شخخمر ،عخخن سخخلمة بخخن
كهيل )(1
) (1في نسخخخ البحخخار )مسخخلمة بخخن كهيخخل( لكخخن الصخخحيح )سخخلمة بخخن كهيخخل( كمخخا فخخي
المصدر و )كهيل( بالضم وزان )زبير( وقخخد اختلفخخوا فخخي ان المسخخمى بهخخذا
السم واحد أو اثنان أو اكثر فاعتبره )ابن داود( ثلثة رجال ،وعخخده الشخخيخ
تارة بهذا العنوان مخخن اصخخحاب اميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم واخخخرى مخخن
اصحاب الباقر عليه السلم وثالثة من اصحاب السجاد عليه السخخلم مضخخيفا
إليه قوله )أبو يحيى الحضرمي الكوفى( ورابعة من اصحاب الصادق عليه
السلم مضيفا إليه قوله )ابن الحصين أبو يحيى الحضرمي الكوفى تخخابعي(
وعند صاحب )جامع الرواة( رجلن احخخدهما مخخن خخخواص أميخخر المخخؤمنين
عليه السلم والخر من عاصر السجاد والباقر والصادق=
][159
عن أبي الهيثم بن التيهان ،أن أمير المؤمنين عليه السلم خطب الناس بالمدينخخة فقخخال:
الحمد ل الذي ل إله إل هو ،كان حيا بل كيف ،ولم يكن له كان إلى قوله ول
قخخوي بعخخد مخخا كخخون شخخيئا ،ول كخخان ضخخعيفا قبخخل أن يكخخون شخخيئا ،ول كخخان
مستوحشا قبل أن يبتدع شيئا ،ول يشبه شيئا ،ول كخخان خلخخوا مخخن الملخخك قبخخل
إنشائه ،ول يكون خلوا منه بعد ذهابه ،كان إلها حيا بل حياة ،ومالكخخا قبخخل أن
يكون ينشئ شيئا ،و مالكا بعد إنشائه للكون ) .(1ومنه :عن محمد بخخن يحيخخى
عن أحمد بن موسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم ابن محمد عن علي بخخن
أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلم مثله ) .(2التوحيد :عن
أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه مثله ) .(3بيان) :ولم يكن لخخه كخان( ظخخاهره
نفي الزمان عنه تعالى ،وإن احتمل أن يكون )كان( اسما بمعنى الكخخون علخخى
لغة من يقلب الواو والياء الساكنين أيضا مع انفتاح ما قبلهما ألفا ،ثم ل يخفى
دللة سائر الفقرات على حدوث ما سواه سخخبحانه .قخخوله )ول كخخان خلخخوا مخخن
الملك قبل إنشائه( الملك يكون بمعنخخى السخخلطنة وبمعنخخى المملكخخة فيحتمخخل أن
يكون المخخراد عنخخد ذكخخره أول وعنخخد إرجخخاع الضخخمير إليخخه ثانيخخا هخخو المعنخخى
الول ،أو في الول الول وفي الثاني الثاني على طريقة الستخدام ،ويكخخون
الضمير راجعا إلى ال بالضافة إلى الفاعل ول يلئم الخيخخر الفقخخرة التاليخخة.
- 92الكافي :عن على بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن محبوب ،عن محمد بن
= عليهم السلم وهو من التبرية )وهم الذين قالوا بامامة ابى بكر وعمخخر وعلخخى ومخخن
خرج بالسيف من ولد على عليه السلم( واستظهره ايضا في تنقيخخح المقخخال
)ج ،2ص (51وقال :الول من الحسان والثانى غيخر موثخوق بخه فينخخدرج
في الضعفاء ،وكيف كخخان فالخخذي فخخي هخخذا السخخند غيخخر صخخاحب علخخى عليخخه
السخخلم بشخخهادة روايخخة )عمخخرو بخخن شخخمر( عنخخه وال خ العخخالم (1) .روضخخة
الكافي (2) .31 :الكافي ،ج (3) .88 ،1التوحيد.(*) 113 :
][160
النعمخان ) (1أو غيخره عخن أبخي عبخد الخ عليخه السخلم أنخه ذكخر هخذه الخطبخة لميخر
المؤمنين عليه السلم يوم الجمعة :الحمد ل أهل الحمد ووليه ،ومنتهى الحمد
ومحله ،البدئ البديع إلى قوله الخخذي كخان فخي أوليتخخه متقادمخا وفخخي ديمخخوميته
متسخخيطرا خضخخع الخلئق لوحخخدانيته وربخخوبيته وقخخديم أزليتخخه ،ودانخخوا لخخدوام
أبديته ) .(2بيان المتسيطر :المتسلط - 94 .الكافي :عخخن عخخدة مخخن أصخخحابه،
عن أحمد بن محمد بن خالد ،عن أحمخد بخن محمخد بخن أبخي نصخر ،عخن أبخي
الحسن الموصلي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :جخخاء حخخبر مخخن الحبخخار
إلى أمير المؤمنين عليه السلم فقال :يخخا أميخخر المخخؤمنين ! مخختى كخخان ربخخك ؟
فقال له :ثكلتك امك ! ومتى لم يكن حتى يقال متى كان ؟ كان ربي قبل القبخخل
بل قبل ،وبعد البعد بل بعخخد ،ول غايخخة ول منتهخخى لغخخايته ،انقطعخخت الغايخخات
عنده ،فهو منتهى كل غاية ) - 95 .(3ومنه :عن علي بن محمد ،رفعخخه عخخن
زرارة ،قال :قلت لبي جعفر عليه السلم كان ال ول شئ ؟ قال :نعخخم ،كخخان
ول شئ .قلت :فخأين كخان يكخون ؟ قخال :وكخان متكئا فاسختوى جالسخا .وقخال:
أحلت يا زرارة وسألت عن المكان إذ ل مكان ).(4
) (1هو محمد بن على بن النعمان بن أبخخى طريفخخة البجلخخى مخخولى الحخخول أبخخو جعفخخر
كوفى صيرفي )النجاشي (249 :يعد مخن اصخحاب الصخادق والكخاظم ،ثقخة
جليخخل ،يلقخخب بمخخؤمن الطخخاق وصخخاحب الطخخاق ويلقبخخه المخخخالفون )شخخيطان
الطاق( كخخان دكخخانه فخخي طخخاق المحامخخل بالكوفخخة .وكخخان لخخه مخخع أبخخى حنيفخخة
حكايات كثيرة منها انه قال له يوما يا أبخخا جعفخخر تقخخول بالرجعخخة ؟ فقخخال لخخه
نعم .قال :أقرضنى من كيسك خمسمائة دينار فخإذا عخدت انخا وانخت رددتهخا
اليك ! فقال له في الحال :اريد ضخمينا يضخمن لخى انخك تعخود انسخانا ،فخانى
اخاف ان تعود قردا فل أتمكن من استرجاع ما اخذت منخخى ! (2) .روضخخة
الكافي (3) .173 :الكافي ،ج ،1ص (4) .89في المصدر :أكان ال(5) .
الكافي :ج ،1ص .(*) 90
][161
بيان) :أحلت( أي تكلمت بالمحال - 95 .الكافي :عن محمد بن الحسن ،عخخن سخخهل بخخن
زياد ،عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن زيد ،قال :جئت إلى الرضا عليخخه
السخخلم أسخخأله عخخن التوحيخخد فخخأملى علخخي :الحمخخد ل خ فخخاطر الشخخياء إنشخخاء،
ومبتدعها ابتداء ) (1بقدرته وحكمته ل من شئ فيبطل الختراع ول لعلة فل
يصح البتداع )الخبر( ) .(2العلل :عن محمد بن علي ما جيلويه ،عن محمخخد
بن يحيى العطار ،عن سهل مثله ) .(3التوحيخخد عخخن محمخخد بخخن الحسخخن ،عخخن
الصفار ،عن سهل مثله ) - 96 .(4الكافي :عن علي بن إبراهيم ،عن محمخخد
بن خالد الطيالسي ،عخخن صخخفوان عخخن ابخخن مسخخكان ،عخخن أبخخي بصخخير ،قخخال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :لم يزل ال عز وجخخل ربنخخا والعلخخم ذاتخخه
ول معلوم ،والسمع ذاته ول مسموع ،والبصر ذاته ول مبصر والقخخدرة ذاتخخه
ول مقدور .فلما أحدث الشياء وقع العلم ) (5منه على المعلوم والسمع علخخى
المسموع ،والبصر على المبصر ،والقدرة علخخى المقخخدور) .قخخال (:قلخخت :فلخخم
يزل ال متحركا ؟ قال :فقال :تعالى ال عن ذلخخك ! إن الحركخخة صخخفة محدثخخة
بالفعل ،قال ،قلت :فلم يزل ال متكلما ؟ )قال (:فقخال :إن الكلم صخفة محدثخة
ليست بأزلية ،كان ال عز وجل ول متكلم ) .(6التوحيد :عن محمد بخخن علخخي
ماجيلويه ،عن علي بن إبراهيم مثله ) - 97 .(7الكافي :عن محمد بن يحيى،
عن محمد بن الحسين ،عن ابن أبي عمير ،عن
) (1في المصدر :ابتداعا (2) .الكخافي :ج ،1ص (3) .105العلخل :ج ،1ص ) .9
(4التوحيد (5) .57 :في المصدر :وكان (6) .الكافي :ج ،1ص ) .107
(7التوحيد.(*) 88 :
][162
هشام بن سالم ،عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفخخر عليخخه السخخلم قخخال :سخخمعته يقخخول:
كان ال ول شئ غيره ،ولم يزل عالما ،فعلمخخه بخخه قبخخل كخخونه كعلمخخه بخخه بعخخد
كونه ) - 98 .(1ومنه :عن محمد بن يحيى ،عن سعد بن عبد ال ،عن محمد
بن عيسى ،عن أيوب بن ) (2نخخوح أنخخه كتخخب إلخخى أبخخي الحسخخن عليخخه السخخلم
يسأله عن ال عز وجل أكان يعلم الشياء قبل أن خلق الشياء وكونهخخا أو لخخم
يعلم ذلك حتى خلقها وأراد خلقها وتكوينها فعلم ما خلق عند ما خلق وما )(3
كون عند ما كون .فوقع بخطه عليه السلم :لم يزل ال عالما بالشياء قبل أن
يخلق الشياء كعلمه بالشياء بعد ما خلق الشياء ) .(4التوحيد :عن أحمد بن
محمد بن يحيى عن أبيه مثله ) - 99 .(5الكافي :عخخن علخخى بخخن محمخخد ،عخخن
سهل بن زياد ،عن جعفر بن محمد بخخن حمخزة ،قخخال :كتبخت إلخى الرجخل )(6
عليه السلم أسأله أن مواليك اختلفخوا فخي العلخم ،فقخال بعضخهم :لخم يخزل الخ
عالما قبل فعل الشياء ،وقال بعضهم :ل نقول لم يزل عالما لن معنخخى يعلخخم
يفعل ،فإن أثبتنا العلم فقد أثبتنا فخخي الزل معخخه شخيئا .فخإن رأيخخت جعلنخخي الخ
فداك أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه ول أجوزه .فكتب عليه السخخلم بخطخخه:
لم يزل ال تعالى عالما تبخخارك وتعخخالى ذكخخره ) .(7بيخخان :قخخد مخخر شخخرح هخخذا
الخخخبر ويخخدل زائدا علخخى مخخا سخخبق فخخي الخبخخار علخخى أنخخه كخخان معلومخخا عنخخد
الصحاب أنه ل يجوز أن يكون شئ مع ال في الزل ولما توهموا
) (1الكافي :ج ،1ص (2) .107من اصحاب الهخخادى عليخخه السخخلم ثقخخة روى عنخخه
سعد بن عبد ال بل واسطة وبواسطة محمد بخخن عيسخخى بخخن عبيخخد (3) .فخخي
التوحيخخد :فعلخخم مخخا خلخخق ومخخا كخخون (4) ..الكخخافي :ج ،1ص (5) .107
التوحيد .92 :وفي المصدر :احمد بن محمد بن يحيى عن سعد بن عبخخد ال خ
عن ايوب بن نوح .ول بأس به ،لن احمد بن محمد بخخن يحيخخى يخخروى عخخن
سعد بل واسطة وبواسطة أبيه (6) .الظاهر ان المراد بخه الحسخن بخن علخى
العسكري عليهما السلم (7) .الكافي :ج ،1ص .(*) 107
][163
أن العلم يستلزم حصول صورة نفوا العلم في الزل لئل يكون معه تعالى غيره قياسخخا
على الشاهد فلم يتعرض عليه السلم لبطال توهمهم ،وأثبت العلخخم القخخديم لخخه
تعالى وبالجملة هذه الخبار صريحة فخخي أن المخلوقخخات كلهخخا مسخخبوقة بعخخدم
يعلمها سبحانه في حال عخخدمها - 100 .الكخخافي :عخخن محمخخد بخخن يحيخخى ،عخخن
أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد ،عخخن عبخخد الصخخمد
بن بشير ،عن فضيل سكرة ،قال :قلت لبي جعفر عليه السلم :جعلخخت فخخداك
إن رأيت أن تعلمني هل كان ال جل وجهه ) (1يعلم قبل أن يخلق الخلق أنخخه
وحده ،فقد اختلف مواليك ،فقال بعضهم :قد كان يعلم ) (2قبل أن يخلخخق شخخيئا
من خلقه ،وقال بعضهم :إنما معنى يعلم يفعخل ،فهخو اليخوم يعلخم أنخه ل غيخره
قبل فعل الشياء ،فقالوا ) :(3إن أثبتنا أنخخه لخخم يخخزل عالمخخا بخخأنه ل غيخخره فقخخد
أثبتنا معه غيره في أزليته ،فإن رأيت يا سخيدي أن تعلمنخي مخا ل أعخدوه إلخى
غيره .فكتب :ما زال ال عالما تبارك وتعالى ذكره ) .(4التوحيد :عخخن أحمخخد
بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه مثله ) - 101 .(5الكافي :عن محمد بخخن
يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سخخويد ،عخخن
عاصم بن حميد ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قلت :لم يزل ال مريخخدا ؟
قال :إن المريد ل يكون إل لمراد معه ،لم يزل ال عالمخخا قخادرا ثخخم أراد ).(6
- 102ومنه :عن أحمد بن إدريس ،عن الحسين بن عبد ال ،عخخن محمخخد بخخن
عبد ال وموسى بن عمرو والحسن بن على بن عثمان ،عن ابن سنان ،قخخال:
سألت أبا الحسن
) (1في التوحيد :جل ذكره (2) .في التوحيد :قد كان يعلم تبارك وتعالى انخخه وحخخده) .
(3في التوحيد :وقالوا (4) .الكافي :ج ،1ص (5) .108التوحيد) .92 :
(6الكافي :ج ،1ص ،109وقد نقل المؤلف رحمه ال الرواية فخخي ضخخمن
بيان الحديث الرقم 12عن التوحيد عن عاصم بن حميد عخخن ابخخى عبخخد ال خ
عليه السلم )*(.
][164
الرضا عليه السلم هل كان ال عزوجل عارفا بنفسه قبل أن يخلق الخلق ؟ قال :نعخخم.
قلت :يراها ويسمعها ؟ قال :ما كان ) (1محتاجا إلى ذلك ،لنه لم يكن يسألها
ول يطلب منها ،هو نفسه ونفسه هو ،قخخدرته نافخخذة فليخخس ) (2يحتخخاج ) (3أن
يسمي نفسه ،لكن ) (4اختخخار لنفسخخه أسخخماء لغيخخره يخخدعوه بهخخا )الخخخبر( ).(5
التوحيد والعيون ومعانى الخبار :عن أبيه ،عن أحمد بن إدريس مثلخخه103 .
-الكافي :محمد بن يحيى ومحمد بن عبد ال جميعا رفعاه إلخخى أبخخي عبخخد ال خ
عليه السلم إن أمير المؤمنين عليه السلم قام خطيبا فقال :الحمخخد لخ الواحخخد
الحد الصمد المتفرد الذي ل من شئ كان ول من شئ خلق ما كان إلى قخخوله
ولم يتكأده صنع شئ كان إنما قال لما شاء ) (6كن فكان ،ابتخخدع مخخا خلخخق بل
مثال سبق ،ول تعب ول نصب وكل صانع شئ فمن شئ صنع ،وال خ ل مخخن
شئ صنع ما خلق ،وكل عالم فمن بعد جهل تعلم ،وال لخخم يجهخخل ولخخم يتعلخخم،
أحاط بالشياء علما قبل كونها ،فلم يزدد بكونها علمخخا ،علمخخه قبخخل أن يكونهخخا
كعلمه بهخا ) (7بعخد تكوينهخا إلخى قخوله الواحخد الحخد الصخمد ،المبيخد للبخد،
والوارث للمد ،الذي لم يزل ول يزال وحدانيا أزليا قبل بخخدء الخخدهور ،وبعخخد
صخخروف ) (8المخخور )الخخخبر( ) .(9ثخخم قخخال الكلينخخي ره :هخخذه الخطبخخة مخخن
مشهورات خطبه عليه السلم حتى لقد ابتذلها
) (1في التوحيد :ما كان ال (2) .في التوحيد :وليس (3) .في العيون :إلى أن يسخخمى.
) (4كذا في التوحيد ،وفخخي الكخخافي والعيخخون ومعخخانى الخبخخار :ولكنخخه(5) .
الكافي :ج ،113 ،1التوحيد ،129 ،العيون ،ج ،129 ،1معاني الخبار:
ص (6) .2في التوحيد :لما شاء أن يكون كن (7) ..في الكخافي والتوحيخد:
كعلمه بعد (8) .في التوحيد :صرف (9) .الكافي :ج .(*) 134 ،1
][165
العامة ! وهي كافية لمن طلب علم التوحيد إذا تدبرها وفهم ما فيها -إلى أن قخخال -أل
ترون إلى قوله )ل من شئ كان ول من شئ خلق ما كان( فنفى بقوله )ل من
شخخئ كخخان( معنخخى الحخخدوث ،وكيخخف أوقخخع علخخى مخخا خلقخخه ) (1صخخفة الخلخخق
والختراع بل أصخخل ول مثخخال نفيخخا لقخخول مخخن قخخال إن الشخخياء كلهخخا محدثخخة
بعضها من بعض ،وإبطال لقول الثنوية الذين زعموا أنخخه ل يحخخدث شخخيئا إل
من أصل ول يدبر إل باحتذاء المثال ،فدفع عليخخه السخخلم بقخخوله )ل مخخن شخخئ
خلق ما كان( جميع حجج الثنويخخة وشخخبههم ،لن أكخخثر مخخا تعتمخخد الثنويخخة فخخي
حدوث العالم أن يقولوا :ل يخلو من أن يكون الخالق خلق الشياء من شئ أو
من ل شئ ،فقولهم )من شئ( خطاء وقولهم )مخخن ل شخخئ( مناقضخخة وإحالخخة،
لن )من( يوجب شيئا و )ل شئ( ينفيه ،فأخرج أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم
هذه اللفظة على أبلغ اللفاظ ،وأصحها وقال عليه السلم )ل من شئ خلق ما
كان( فنفى )من( إذ كانت توجب شيئا ،ونفى )الشئ( إذا كان كل شئ مخلوقخخا
محدثا ،ل من أصل أحدثه الخالق كما قالت الثنوية أنخخه خلخخق مخخن أصخخل قخديم
فل يكون تدبير إل باحتذاء مثال .التوحيد :عخخن علخخي بخخن أحمخخد الخخدقاق ،عخخن
محمد السدي ،وأحمد بن يحيى بن زكريا القطان ،عن بكر بخخن عبخخد الخ بخخن
حبيب ،عن تميم بن بهلول ،عن أبيه ،عن أبي معاوية ،عن الحصين بن عبخخد
الرحمن ،عن أبيه ،وعن أحمد بن محمد بن الصقر ،عن محمد بن العباس بن
بسام ،عن سعيد بن محمد البصري ،عن عمرة بنت أوس ) ،(2عن الحصين
بن عبد الرحمن ،عن أبيه ،عن الصادق عليه السلم ،عن آبائه عليهم السخخلم
مثله ) - 104 .(3الكافي :وعنه ،عن محمد بن أبي عبد ال ،رفعخه عخن أبخي
عبد ال عليه السلم قال :قال أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم لخخذعلب ،إن ربخخي
لطيف اللطافة ،ل يوصف باللطف ،قبل كل شئ ل يقال شئ قبله إلى قخخوله ل
تحويه الماكن ،ول تضمنه الوقات -إلى قوله -
) (1في الكافي :على ما أحدثه (3) .في المصدر :بنت أويس (3) .التوحيد.(*) 18 :
][166
سبق الوقات كونه ،والعدم وجوده ،والبتداء أزله إلى قوله ففرق بين قبل وبعد ليعلخخم
أن ل قبل له ول بعد له ،وشخخاهدة بغرائزهخا أن ل غريخخزة لمعززهخخا ،مخخخبرة
بتوقيتها أن ل وقت لموقتها ،حجب بعضها عن بعض ليعلم أن ل حجاب بينه
وبين خلقه كخخان ربخخا إذ ل مربخخوب ،وإلهخخا إذ ل مخخألوه ،وعالمخخا إذ ل معلخخوم،
وسميعا إذ ل مسموع ) .(1بيان :ظخاهر قخوله عليخخه السخخلم )ففخخرق بيخن قبخل
وبعد( أنه سبحانه ليس بزماني أصل ،ويحتمل أن يكون المعنى جعل حدوث
كل شئ منوطا بوقت ليعلم أنه ل ابتداء لوجوده ،أو جعل الشياء بعضها علة
لبعض ليعلم أن ل علة ،لخه ،وهمخا بعيخدان والخيخر أبعخد .وكخذا قخوله )أن ل
وقت لموقتها( ظاهره نفي الزمان وإن احتمل الوجه الثخخاني ،وكخخذا قخخوله أول
)ل تضمنه الوقات( يخخدل علخخى ذلخخك ،وإن احتمخخل أن يخخراد بخخه لخخم يكخخن قبلخخه
وبعده زمان فيكون قد تضمنه ،وقد مر الكلم في قوله )سبق الوقات كخخونه(
ودللة سائر الفقرات على حدوث ما سخخواه سخخبحانه ظخخاهرة - 105 .الكخخافي:
عن على بن محمد ،عن سهل بن زياد ،عخن شخباب الصخيرفي عخن علخي بخن
سيف بن عميره ،عن إسمعيل بن قتيبة عن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم قخخال:
خطب أمير المؤمنين عليه السلم الناس بالكوفة فقال :الحمد ل الملهم عبخخاده
حمده ،وفاطرهم على معرفة ربوبيخخة ،الخخدال علخخى وجخخوده بخلقخخه ،وبحخخدوث
خلقه على أزله -إلى قخخوله -ول أمخخد لكخخونه ،ول غايخخة لبقخخائه )- 106 .(2
قال :ورواه محمد بن الحسين ،عن صالح بخن حمخزة ،عخن فتخح بخن عبخد الخ
مولى بني هاشم ،قال :كتبت إلى أبي إبراهيم عليه السلم أسأله عن شخخئ مخخن
التوحيد فكتب إلي بخطه :الحمد ل عباده حمخخده وذكخخر مثخخل مخخا رواه سخخهل -
إلى قوله -أول الديانة معرفته ،وكمال معرفته توحيده ،وكمخخال توحيخخده نفخخي
الصفات عنه بشهادة كل صفة أنها غير الموصوف ،وشهادة الموصخخوف أنخخه
غير الصفة ،وشهادتهما جميعا بالتثنية الممتنع منه الزل إلى قوله عالم إذ ل
معلوم ،وخالق إذ ل مخلوق
) (1الكافي :ج ،1ص (2) .138الكافي ،ج ،1ص .(*) 139
][167
ورب إذ ل مربوب ،وكذلك يوصف ربنا وفخخوق مخخا يصخخفه الواصخخفون ) .(1التوحيخخد:
عن علي بخن أحمخد الخدقاق ،عخن محمخد بخن جعفخر السخدي ،عخن محمخد بخن
اسمعيل البرمكي ،عن علي بن عباس ،عن جعفر بن محمخخد الشخخعري ،عخخن
فتح بخخن يزيخخد الجرجخخاني ) (2عخخن الرضخخا عليخخه السخخلم مثلخخه )- 107 .(3
الكافي :عن عدة من أصحابه ،عن أحمد بخن محمخد بخن خالخد ،عخن أبيخه عخن
أحمد بن النضر ) (4وغيره ،عمن ذكره ،عخخن عمخخرو بخخن ثخخابت ،عخخن رجخخل
سماه عن أبخخي إسخخحاق السخخبيعي ،عخخن الحخخارث العخخور ،قخخال :خطخخب أميخخر
المؤمنين عليه السلم فقال الحمد ل الذي ل يموت ول تنقضخي عجخائبه لنخه
كل يوم هو في شأن من إحداث بديع لم يكن -إلى قوله -ليست له في أوليتخخه
نهاية ،ول لخريته حد ول غاية الذي لم يسبقه وقت ولم يتقدمه زمخخان -إلخخى
قوله -الول قبل كل شئ ول قبل له ،والخر بعد كل شئ ول بعخخد لخخه -إلخخى
قوله -أتقن ما أراد خلقه من الشباح ) (5كلها ل بمثخخال ) (6سخخبق إليخخه ،ول
لغوب دخل عليه ،في خلق ما خلق لديه ،ابتدأ ما
) (1الكافي ،ج ،1ص (2) .140فتح بن يزيد أبو عبد ال الجرجاني عده الشيخ تارة
من اصحاب الهادى عليه السلم و اخرى ممن لم يرو عنهخخم عليهخخم السخخلم
وروى الكليني ره عدة روايات عنه عخخن ابخخى الحسخخن الرضخخا عليخخه السخخلم
ولذلك انكر بعضهم روايته عن الهادى ونسب السهو الى قلخخم الشخخيخ -ره -
لكن روى في كشف الغمة عنه عن الهادى عليه السلم وقخخال فخخي التعليقخخة:
يظهر من بعضى الروايات غاية اخلصه لبي الحسن وهو الهادى على ما
نقله في كشف الغمة وفي موضعين من الرواية قال له )يرحمخخك الخخ( وفخخي
الرواية انه توهم ربوبية الئمة عليهم السلم فنهاه أبو الحسخخن عليخخه السخخلم
و قال بالمامة )انتهى( (3) .التوحيد (4) .26 :في المصدر) :عن النصر(
وأحمد بن النضر أبو الحسن الجعفي مولى كوفى ثقه ،و اما النضر فالمسى
به كثير لكن لخخم نجخد روايخخة الخخبرقى عخخن أحخخدهم سخوى )النضخخر بخخن سخويد
الصيرفى الكوفى الثقة( وال العالم (5) .في بعض النسخ وكذا في التوحيخد:
الشياء (6) .في التوحيد :بل مثال )*(.
][168
أراد ابتداءه ،وأنشأ ما أراد إنشاءه على ما أراد ) (1من الثقلين ) (2ليعرفوا ) (3بذلك
ربوبيته )الخطبة( ) .(4التوحيد :عن أبيه ،عن سعد بن عبخخد الخخ ،عخخن أحمخخد
بن محمد بن خالخخد مثلخخه ) - 108 (5تفسخخير الفخخرات :عخخن جعفخخر بخخن محمخخد
الفزاري ،بإسناده عن قبيصة الجعفي ،قال :دخلت على الصادق عليه السخخلم
وعنده جماعة فسلمت وجلست وقلت :أين كنتم قبل أن يخلق ال سخخماء مبينخخة
وأرضا مدحية أو ظلمة أو نورا ) (6؟ قال :يا قبيصة ! كنا أشباح نور حخخول
العرش نسبح ال قبل أن يخلق آدم بخمسة عشر ألف عام )الخبر( )109 .(7
-كتاب تأيل اليات :نقل من كتخخاب المعخخراج للصخخدوق ره بإسخخناده عخخن ابخخن
عباس ،قخخال :سخخمعت رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه يخخخاطب عليخخا عليخخه
السلم :يا علي ،إن الخ تبخارك وتعخالى كخان ول شخئ معخه ،فخلقنخي وخلقخك
زوجين ) (8من نور جلله ،فكنا أمام عرش رب العالمين نسبح الخ ونقدسخخه
ونحمده ونهلله ،وذلك قبل أن يخلق السخماوات والرضخين )الخخبر(- 110 .
كتاب المقتضب :عن سلمان الفارسي -ره -قال :قال رسخخول الخ صخخلى الخ
عليه وآله يا سلمان ،خلقني ال من صفاء نخخوره فخخدعاني فخخأطعته ،فخلخخق )(9
من نوري عليا فدعاه فأطاعه ،فخلق من نوري ونخخور علخخي فاطمخخة ،فخخدعاها
فأطاعته ،فخلق مني ومن
) (1في التوحيد :اراده (2) .في الكافي :الثقلين مخخن الجخخن والنخخس لتعرفخخوا (3) .فخخي
التوحيد :لتعرف ) (4الكافي :ج ،1ص (5) .141التوحيد (6) .13 :فخخي
المخطوطة ،ونورا (7) .تفسير فرأت الكوفى (8) .207 :في بعض النسخ:
روحين (9) .في بعض النسخ )وخلق( في المواضع الثلثة )*(.
][169
علي ومن فاطمة الحسن والحسين ،فدعاهما فأطاعاه ،ثم خلق من نور الحسخخين تسخخعة
أئمة فدعاهم فأطاعوه قبخخل أن يخلخخق الخ سخخماء مبنيخخة ،أو أرضخخا مدحيخخة ،أو
هواء أو ماء ،أو ملكا أو بشرا ،وكنا بعلمه أنوارا نسخخبحه ونسخخمع لخخه ونطيخخع
)الخبر( الختصاص :بإسناده إلى سلمان مثله - 111 .كتاب رياض الجنخخان:
لفضل ال الفارسي بإسناده عن أنس ،قخال :قخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخه
وآله :خلقنا ال نحن حيخث ل سخخماء مبنيخخة ول أرض مدحيخخة ،ول عخخرش ول
جنة ول نار ،كنا نسبحه )الخبر( - 112 .وبإسخناده إلخخى جخابر الجعفخي ،عخن
أبي جعفر عليه السلم قال :قال :يا جابر كان ال ول شئ غيره )و( ل معلوم
ول مجهول ،فأول ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمدا صلى ال عليه وآلخخه
وخلقنا أهل البيت معه من نور عظمته فأوقفنا أظلة خضراء بيخخن يخخديه حيخخث
ل سماء ول أرض ول مكخخان ول ليخخل ول نهخخار ول شخخمس ول قمخخر يفصخخل
نورنا من نور ربنا كشعاع الشخخمس مخخن الشخخمس نسخخبح الخ ونقدسخخه ونحمخخده
ونعبده حق عبادته ،ثم بدا ل أن يخلق المكان فخلقه ) (1وكتب علخخى المكخخان
)ل إلخخه إل ال خ محمخخد رسخخول ال خ عخخي أميخخر المخخؤمنين ووصخخيه بخخه أيخخدته
ونصرته( ثم خلق ال العرش فكتب على سرادقات العرش مثل ذلك ،ثم خلق
ال السماوات فكتب علخخى أطرافهخخا مثخخل ذلخخك ،ثخخم خلخخق الجنخخة والنخخار فكتخخب
عليهما مثل ذلك ،ثم خلق الملئكة فأسكنهم ) (2السماء ،ثم خلق الهواء فكتب
عليه مثل ذلك ،ثم خلق الجن فأسكنهم الهخخواء ،ثخخم خلخخق الرض فكتخخب علخخى
أطرافهخخا مثخخل ذلخخك ،فبخخذلك يخخا جخخابر قخخامت السخخماوات بغيخخر عمخخد ،وثبتخخت
الرض ،ثم خلق ال آدم من أديم الرض ثم ساق الحديث الطويخخل إلخخى قخخوله
فنحن أول خلق ال .وأول خلق عبد الخ وسخخبحه ،ونحخن سخخب الخلخق وسخبب
تسبيحهم وعبادتهم من الملئكة والدميين )تمام الخبر(.
) (1يستفاد من هذه الرواية أن خلق نورهم عليهم السلم كخخان قبخخل خلخخق المكخخان ولخخو
كان محتاجا إلى المكان لزم خلق المكان قبله أو معخخه ،والغنخخى عخخن المكخخان
مجرد فافهم (2) .في بعض النسخ )وأسكنهم( في الموضعين )*(.
][170
- 113وبإسناده عن المفضل أنه سأل الصادق عليه السلم :ما كنتم قبل أن يخلق الخخ
السماوات والرضين ؟ قال :كنا أنوارا حول العرش نسبح ال ونقدسخخه حخختى
خلق ال سبحانه الملئكة )الخبر( - 114 .وعن أحمد بخخن حنبخخل عخخن رسخخول
ال صلى ال عليه وآله أنه قال :كنت أنا وعلي نورا بين يدي الرحمن قبل أن
يخلق عرشه بأربعة عشر ألف عام - 115 .وبإسناده إلى الصدوق ،وبإسناده
إلى عبد ال بن المبارك عن جعفر بن محمد عن آبائه عليه السخخلم قخخال :قخخال
أمير المؤمنين عليه السلم :إن ال خلق نور محمد صلى ال عليخخه وآلخخه قبخخل
المخلوقات بأربعة عشر ألف سخخنة ،وخلخخق معخخه اثنخخي عشخخر حجابخخا- 116 .
وبإسناده عن جابر بن عبد ال قال :قلت لرسول ال صلى ال عليه وآله :أول
شئ خلق ال تعالى ما هو ؟ فقال :نور نبيك يا جابر ،خلقه ال خ ثخخم خلخخق منخخه
كل خير )الخبر بطوله( - 117 .وعن جابر ،قال :قال رسول ال خ صخخلى ال خ
عليه وآله أول ما خلخخق الخ نخخوري ،ففتخخق منخخه نخخور علخخي ،ثخخم خلخخق العخخرش
واللوح والشمس وضوء النهار ونور البصار والعقل والمعرفخخة) .الخخخبر( )
.(1
) (1يجد الغائض في بحار الخبار والثار روايات جمة تدل علخخى اختلف تعبيراتهخخا
على ان ال تبخخارك وتعخخالى خلخخق قبخخل خلخخق جميخخع الخلئق خلقخا فخخي غايخخة
الشرافة ونهاية الكرامة هو الواسطة بينها وبين سائر الممكنخخات بخخل السخخبب
لخلق سائر المخلوقات إذ لم يكخخن مكخخان ول زمخخان ول عخخرش ،ول فخخرش،
ول سماء ول ارض ،ول أي شى فرض ،ولزم ذلك كونه امرا مجردا عن
نقائص المادة ومنزها عن غواشي الطبيعة ومتبرءا عخخن الزمخخان والمكخخان،
ولذا عبر عنه غالبا بالنور ،لكونه الطف واشخخرف مخخا نخخدرك مخخن الجسخخام،
والجسمانيات ،ومن المعلوم احتياج النور الحسى إلى الزمان والمكان سواء
كان جوهرا أو عرضا :وذلك النور ارفع منخخه بكخخثير ،ولخخه تعلخخق بالرسخخول
الخخخاتم وآلخخه الكخخرام عليهخخم الصخخلوة والسخخلم وإن لخخم نكخخن نحخخن معاشخخر
المتوغلين في المادة والمخلدين إلى ارض الطبيعة نخخدرك حقيقخخة تعلقخخه بهخخم
واتحاده معهم وحيخخث انخخه منخخزه مخخن المخخادة ولوازمهخخا مخخن التحيخخز والتغيخخر
وغيرهما فل محالة ل يمكن تقديره بزمان ول تقييده بمكان ول تحديده باى
حد جسماني غير حده المخخاهوى المكخخاني ،وامخخا تحديخخد تقخخدم وجخخوده علخخى
وجود سائر=
][171
- 118كتاب الوصية للمسعودي بإسناده عن أمير المؤمنين عليه السلم قخخال :خطخخب
فقال :الحمد ل الذي توحد بصنع الشخياء ،وفطخر أجنخاس البرايخا علخى غيخر
أصل ول مثال سبقه في إنشائها ،ول إعانة معين علخخى ابتخخدائها ،بخخل ابتخخدعها
بلطف قدرته فخخامتثلت بمشخخيته ) (1خاضخخعة ذليلخخة مسخختحدثة لمخخره ،الواحخخد
الحد الدائم بغير حد ول أمد ،ول زوال ول نفاد ،وكذلك لخخم يخخزل ول يخخزال،
ل تغيره الزمنة ،ول تحيط به المكنة ،ول تبلغ صخخفاته اللسخخنة ،ول تأخخخذه
نوم ول سنة لم تره العيون فتخبر عنه برؤية ،ولم تهجم عليخخه العقخخول فتخخوهم
كنه صفته ،ولم تدر كيف هو إل بما أخبر عن نفسخه ،ليخس لقضخائه مخرد ول
لقخوله مكخذب ،ابتخدع الشخياء بغيخر تفكخر ول معيخن ،ول ظهيخر ول وزيخر،
فطرها بقدرته ،وصيرها إلى مشيته ،فصخخاغ ) (2أشخخباحها ،وبخخرأ أرواحهخخا،
واستنبط أجناسها ،خلقا مبروءا مذروءا في أقطار السماوات والرضخخين ،لخخم
يأت بشئ على غير ما أراد أن يأتي عليه ليخخري عبخخاده آيخخات جللخخه و آلئه،
فسبحانه ل إلخخه إل هخخو الواحخخد القهخخار ،وصخخلى الخ عليخخه محمخخد وآلخخه وسخخلم
تسليما .اللهم فمن جهل فضل محمد صلى الخ عليخخه وآلخخه فخإني مقخخر بأنخخك ل
سطحت أرضا ول برأت خلقا حتى أحكمت خلقه من نور سبقت به السخخللة،
وأنشأت له آدم جزما فأدعته منه قرارا مكينا ،ومسخختودعا مأمونخخا )إلخخى آخخخر
الخطبة الطويلة( - 119 .الكافي :عن عدة من أصحابه ،عن أحمد بخخن محمخخد
بن خالد ،عن أبيه عن ابن أبخخي عميخخر ،عخخن ابخخن اذينخخة ) ،(3عخخن محمخخد بخخن
مسلم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
= الممكنات بالسنين والدهور فليس علخخى حخخد تقخخدير الزمانيخخات بهخخا ،ولخخذا قخخرى بيخخن
التحديدات المذكورة في المقام اختلفخخات كخخثيرة ل تكخخاد تجخخد اثنيخخن متفقيخخن
فيها ،فأجل النظر في ما نقخخل فخخي هخخذا البخخاب عخخن النخخبي وائمخخة اهخخل الخخبيت
عليهم السلم سابقا ولحقا وما نقل في كتاب المامة وال هخو الموفخخق(1) .
في بعض النسخ :في مشيته (2) .في بعض النسخ :وصخخاغ (3) .هخخو عمخخر
بن محمد بن عبد الرحمن بن اذينة بضم الهمزة وفتح الذال المعجمة و تقديم
الياء على النون قال الكشى :قخال حمخخدويه :سخخمعت أشخخياخى منهخخم العبيخخدي
وغيره ان=
][172
المشية محدثة ) .(1بيان :إذا كانت المشخخية محدثخخة وجميخخع الشخخياء موجخخودة بالمشخخية
فهي أولى بالحدوث - 120 .المتهجد :في دعخخاء يخخوم الحخخد :أنخخت الخ الحخخي
الول ،الكائن قبل جميع المور ،والمكون لهخخا بقخخدرتك ،والعخخالم بمصخخادرها
كيف تكون ،أنخخت الخخذي سخخموت بعرشخخك فخخي الهخخواء لعلخخو مكخخانت ،وسخخددت
البصار عنه بتللؤ نورك ،واحتجبخخت عنهخخم بعظيخخم ملكخخك ،وتوحخخدت فخخوق
عرشك بقهرك وسخخلطانك ،ثخخم دعخوت السخماوات إلخى طاعخة أمخخرك ،فخأجبن
مخخذعنات إلخخى دعوتخخك ،واسخختقرت علخخى غيخخر عمخخد مخخن خيفتخخك وزينتهخخا
للناظرين ،وأسكنتها العباد المسبحين ،وفتقت الرضخخين فسخخطحتها لمخخن فيهخخا
مهادا وأرسيتها بالجبال أوتادا ،فرسخ سخنها فخخي الخخثرى ،وعلخخت ذراهخخا فخخي
الهواء فاستقرت على الرواسخخي الشخخامخات ،وزينتهخخا بالنبخخات وخففخخت عنهخخا
بالحيخخاء والمخخوات )إلخخى آخخخر الخخدعاء( - 121 .وفخخي دعخخاء ليلخخة الثنيخخن:
وعلخخوت بعرشخخك علخخى العخخالمين ،وأعمخخرت سخخماواتك بالملئكخخة المقربيخخن،
وعلمت تسبيحك الولين والخرين ،وانقخخادت لخخك الخخدنيا والخخخرة بأزمتهخخا )
،(2وحفظخخت السخخماوات والرض بمقاليخخدهما ،وأذعنخخت لخخك بالطاعخخة ومخخن
فوقها ،وأبت حمل المانة من شفقتها ،وقامت بكلماتك في قرارها ،واستقام )
(3
= ابن اذينه كوفى هرب من المهدى ومات بخالمين ولخذلك لخم يخرو عنخه كخثير ،ويقخال
اسمه )محمد بن عمر بن اذينة( غلب عليه اسم ابيه وهو كخخوفى مخخولى عبخخد
القيس )انتهى( وعده الشيخ تارة من اصحاب الصادق واخرى من اصحاب
الكاظم عليهما السلم ويوجخخد لخخه الروايخخة عنهمخخا ول شخخبهة فخخي وثخخاقته ول
غمز لحد فيخخه (1) .الكخخافي ،ج ،1ص .110ويعنخخى بكونهخخا محدثخخة انهخخا
ليس من الصفات الذاتية التى هي عين ذات البارئ بل من الصخخفات الفعليخخة
التى تنتزع من مقام الفعل ،وقد مر شطر من الكلم فخي المشخية والرادة) .
(2بأزمتهما )خ( (3) .في المخطوطة :واستقر )*(.
][173
البحران مكانهما ،واختلف الليل والنهار كما أمرتهما ،وأحصيت كل شئ منهما عددا،
وأحطت بهما علما ،خالق الخلق ومصطفيه ومهيمنه ومنشئه وبخخارئه وذرائه
أنت كنت وحدك ل شريك لك إلها واحدا ،وكان عرشك علخخى المخخاء مخخن قبخخل
أن تكون أرض ول سماء ،ول شئ مما خلقت فيهما ) (1بعزتك كنخخت تخخدعى
بديعا مبتدعا كينونا كائنا مكونخخا كمخخا سخخميت نفسخخك ،ابتخخدأت الخلخخق بعظمتخخك
ودبرت امورهم بعلمك )إلى آخخخر الخخدعاء( - 122 .وفخخي دعخخاء ليلخخة الثلثخخاء:
يجول ) (2حول أركان عرشك النور والوقخخار مخخن قبخخل أن تخلخخق السخخماوات
والرض ،وكان عرشك على الماء ،وكرسيك يتوقد نورا ،وسرادقك سرادق
النور والعظمة ،والكليل المحيط به هكيل السلطان والعخخزة والمدحخخة ،ل إلخخه
إل أنخخت رب العخخرش العظيخخم )إلخخى آخخخر الخخدعاء( - 123 .وفخخي دعخخاء ليلخخة
الخميس :خلقت خلقك فكل مشيتك أتتك بل لغوب وكان عرشخك علخى المخاء،
والظلمة على الهخخواء ،والملئكخخة يحملخخون عرشخخك عخخرش النخخور والكرامخخة،
يسبحون بحمدك إلى قوله كنت قبل جميخخع خلقخك - 124 .القبخال :فخخي دعخاء
ليلخخة إحخخدى وعشخخرين مخخن شخخهر رمضخخان :ل إلخخه إل الخخ مخخدبر المخخور،
ومصرف الدهور ،وخالق الشياء جميعا ) (3بحكمته دالة على أزليته وقدمه
)الخخدعاء( ) - 125 .(4وفخخي وداع شخخهر رمضخان نقل مخن كتخب الخدعوات:
الحمد ل الذي ل يدرك العلماء علمه إلى قوله خلق خلقه من غيخخر أصخخل ول
مثخخال ،بل تعخخب ول نصخخب ول تعليخخم ورفخخع السخخماوات الموطخخودات بل
أصحاب ول أعوان ،وبسط الرض على الماء ) (5بغير
) (1في المخطوطة :فيها (2) .في المخطوطة :يحول (3) .في المصدر :جميعها(4) .
القبال (5) .196 :في المصدر :على الهواء )*(.
][174
أركان ،علم بغير تعليم وخلق بل مثال ،علمخخه بخلقخخه قبخخل أن يكخخونهم كعلمخخه بهخخم بعخخد
تكوينه لهم -إلى قوله -الحمخخد لخ الخخذي كخخان إذ لخخم تكخخن أرض مدحيخخة ،ول
سماء مبنية ول جبال مرسية ،ول شخخمس تجخخري ،ول قمخخر يسخخري ،ول ليخخل
يخخدجى ،ول نهخخار يضخخحى )إلخخى آخخخر الخخدعاء( ) - 126 .(1وبإسخخناده عخخن
التلعكبري بإسناده إلى أيامن ) (2بن سلمة عن أبيخخه عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه
السلم في دعاء يوم العرفة :أنت الكائن قبل كخل شخئ ،والمكخون لكخل شخئ -
إلى قوله -الحمد ل الذي كان عرشه على الماء ،حين ل شخخمس تضخخيئ ،ول
قمر يسري ،ول بحر يجري ،ول رياح تخخذري ،ول سخخماء مبنيخخة ،ول أرض
مدحية ول ليل يجن ،ول نهار يكخخن ،ول عيخخن تنبخخع ،ول صخخوت يسخخمع ،ول
جبل مرسى ،ول سحاب منشأ ،ول إنس مخبروء ،ول جخن مخذروء ،ول ملخك
كريم ،ول شيطان رجيم ،ول ظل ممدود ،ول شخخئ معخخدود ) .(3وفخخي دعخخاء
آخر ليوم عرفة :ولك الحمخخد قبخخل أن تخلخخق شخخيئا مخخن خلقخخك ،وعلخخى بخخدء مخخا
خلقت إلى انقضاء خلقك ) - 128 .(4وفي دعاء الضخخحى بروايخخة مرسخخلة:
وأنت البديع قبل كل شئ ) .(5بيان) :ول نهار يكن( بضم الياء وكسر الكاف
أي يدعو إلى الكن لحرارة الشمس ،في الصحاح :كننت الشئ :سترته وصنة
من الشمس ،أو بفتح الكاف أي يستر بظلمة الليل ،أو بفتح الياء وكسر الكاف
أي يستر الناس بضوئه ،كأنه لباس لهم لحاطته بهم ،والكنة بالكسر :البياض
أيضا ،أو بتخفيف النون من الوكن وهو السخخير الشخخديد ،أو مخخن وكخخن الطخخائر
ببيضه يكنه أي حضنه ،ول يخلو أكثرها من بعد.
) (1القبال (2) .256 :في المصدر )أياس بن سلمة الكوع عخخن ابيخخه( ولخخم نجخخد لخخه
ذكرا فخخي كتخخب الخختراجم ) (3القبخخال (4) .271 :القبخخال (5) .403 :فخخي
المصدر :فانك بديع لم يكن قبلك شئ ).(*) (433
][175
- 129البلد الميخن مخن أدعيخة السخبوع للسخجاد عليخه السخلم :الحمخد لخ الول قبخل
الشياء والحياء - 130 .وعن أمير المؤمنين عليه السلم :الحمد ل الذي ل
من شئ كان ،ول من شئ كون ما كان ،مستشهدا ) (1بحدوث الشخخياء علخخى
أزليته ،وبفطورها على قدمته ،كفى بإتقان الصخخنع لخخه آيخخة ،وبحخخدوث الفطخخر
عليه قدمة - 131 .وفي دعاء ليلخخة السخخبت .الول الكخخائن ولخخم يكخخن شخخئ مخخن
خلقك ،أو يعاين شئ من ملكك -إلى قوله -خلقت السماوات والرض فراشا
وبناء ،فسويت السماء منزل رضيته لجللك ووقارك وعزتك وسخخلطانك ،ثخخم
جعلت فيها كرسيك وعرشك -إلى قوله -وأنت ال الحي قبل كخخل شخخئ )،(2
والقديم قبل كل قديم - 132 .المهج والبلد :عن الكاظم عليه السلم كنت إذ لخم
تكن شئ ،وكان عرشك على الماء ،إذ ل سماء مبنية ،ول أرض مدحيخخة .ول
شمس تضيئ ،ول قمر يجري ول كوكب دري ،ول نجم يسري ،ول سخخحابة
منشأة ،ول دين معلومة ،ول آخره مفهومة ،وتبقى وحدك كما كنخخت وحخخدك،
علمخخت مخخا كخخان قبخخل أن يكخخون - 133 .الخصخخال ومعخخانى الخبخخار :بإسخخناده
المتصل إلى سفيان الثوري ،عن الصادق عن آبائه عخخن علخخي عليهخخم السخخلم
قال :إن ال تبارك وتعالى خلق نور محمد قبل أن يخلق السخخماوات والرض
والعرش والكرسي واللوح والقلم والجنخة والنخار ،وقبخل أن يخلخق آدم ونوحخا
وإبراهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب وموسى وعيسى وداود وسليمان ،وقبخخل
أن يخلق النبياء كلهم بأربعمائة ألف سخخنة وأربخخع وعشخخرين ألخخف سخخنة )إلخخى
آخر الخبر( ) - 134 .(3العلخخل للصخخدوق :بإسخخناده إلخخى معخخاذ بخخن جبخخل ،أن
رسول ال صلى ال عليه وآله قخخال :إن ال خ خلقنخخي وعليخخا وفاطمخخة والحسخخن
والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة
) (1في المخطوطة :مستشهد (2) .فخخي بعخخض النسخخخ )كخخل حخخى( وهخخو الظهخخر(3) .
معاني الخبار.(*) 306 .
][176
آلف عام ،قلت :فأين كنتم يا رسول ال ؟ قال :قدام العرش نسبح ال ونحمده ونقدسخخه
ونمجده ،قلت :على أي مثال ؟ قال :أشباح نور )الخبر( ) - 135 .(1تفسخخير
فرات بن ابراهيم :بإسناده عخخن أبخخي ذر -ره -فخخي خخخبر طويخخل فخخي وصخخف
المعراج ،ساقه إلى أن قال :قلت :يا ملئكة ربي هل تعرفونا حخخق معرفتنخخا ؟
فقالوا :يا نبي ال وكيف ل نعرفكم وأنتم أول ما خلق ال ) (2؟ خلقكم أشخخباح
نور من نوره ،وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه ،وعرشه على الماء قبخخل
أن تكون السماء مبينة ،والرض مدحيخخة ،ثخخم خلخخق السخخماوات والرض )(3
في ستة أيام ثم رفع العرش إلى السماء السابعة ،فاستوى علخخى عرشخخه وأنتخخم
أمام عرشه تسبحون وتقدسون وتكبرون ،ثم خلق الملئكخخة مخخن بخخدو مخخا أراد
من أنوار شتى )الخبر( ) - 136 .(4النهج :فمن خطبة له عليه السلم يخخذكر
فيه ابتداء خلق السخخماوات ) (5والرض وخلخخق آدم عليخخه السخخلم :الحمخخد لخ
الذي ل يبلغ مدحته القائلون ،ول يحصي نعمه ) (6العادون ،ول يخخؤدي حقخخه
المجتهدون ،الذي ل يدركه بعخخد الهمخخم ،ول ينخخاله غخخوص الفتخخن ،الخخذي ليخخس
لصفته حد محدود ،ول نعت موجود ،ول وقت معدود ول أجل ممدود ،فطخخر
الخلئق بقدرته ،ونشر الرياح برحمته ،ووتد بالصخخخور ميخخدان أرضخخه .أول
الدين معرفتخخه ،وكمخخال معرفتخخه التصخخديق بخخه ،وكمخخال التصخخديق بخخه توحيخخده
وكمال توحيده الخلص له ،وكمال الخلص له نفي الصفات عنه ،لشخخهادة
كل صفة أنها غير الموصوف ،وشهادة كل موصوف أنه غيخخر الصخخفة ،فمخخن
وصف ال سبحانه فقد قرنه ،ومن قرنه فقخخدثناه ،ومخخن ثنخخاه فقخخد جخخزأه ،ومخخن
جزأه فقد جهله ،ومن )(7
) (1قد مر الحديث بعينه تحت الرقم ) (2) .(16في المصدر :أول خلق ال (3) .فخخي
المصدر :والرضين (4) .تفسير فرات (5) .134 :في المصدر :السماء) .
(6في المصدر :نعماءه (7) .في المصدر :ومن جهله فقد أشخخار إليخخه ومخخن
أشار...
][177
أشار إليه فقد حده ،ومن حده فقد عده ،ومن قال )فيم ؟( فقد ضخخمنه ،ومخخن قخخال )علخخى
م ؟( فقد أخلى منه ،كائن ل عن حدث ،موجود ل عن عخخدم ،مخخع كخخل شخخئ ل
بمقارنة ،وغير كل ) (1شخئ ل بمزايلخخة ،فاعخل ل بمعنخى الحركخات واللخخة،
بصير إذل منظور إليه من خلقه متوحد إذ ل سكن يستأنس بخخه ول يسخختوحش
لفقده ،أنشأ الخلق إنشاء وابتدأه ابتداء ،بل روية أجالها ،ول تجربة استفادها،
ول حركة أحدثها ،ول همامة نفخخس اضخخطراب فيهخخا أحخخال الشخخياء لوقاتهخخا
ولءم بين مختلفاتها ،وغخرز غرائزهخا وألزمهخا أشخباحها ،عالمخا )بهخا( قبخل
ابتخخدائها ،ومحيطخخا بحخخدودها وانتهائهخخا ،عارفخخا بقرائنهخخا وأحنائهخخا ،ثخخم أنشخخأ
سبحانه فتق الجواء ،وشق الرجاء ،وسكائك الهواء فخخأجرى ) (2فيهخخا مخخاء
متلطما تياره ،متراكما زخاره ،حمله على متخخن الريخخح العاصخخفة والزعخخزع
القاصفة ،فأمرها برده ،وسلطها علخخى شخخده ،وقرنهخخا علخخى حخخده :الهخخواء مخخن
تحتها فتيق ،والماء من فوقها دفيق ) (3ثخخم أنشخخأ سخخبحانه ريحخا اعتقخخم مهبهخخا
وأدام مربها وأعصف مجريها ،وأبعد منشأها ،فأمرها بتصفيق الماء الزخخخار
وإثارة موج البحار فمخضته مخض السقاء ،وعصفت به عصخخفها بالفضخخاء،
ترد أوله على آخخخره ،وسخخاجيه علخخى مخخائره حخختى عخب عبخابه ورمخخى بالزبخخد
ركامه ،فرفعه في هواء منفتق ،وجو منفهق فسوى منه سخخبع سخخماوات جعخخل
سفلهن موجا مكفوفا ،وعليخخاهن سخخقفا محفوظخخا وسخمكا مرفوعخخا بغيخر عمخد
يخخدعمها ،ول دسخخار ينتظمهخخا ،ثخخم زينهخخا بزينخخة الكخخواكب ،وضخخياء الثخخواقب
فأجرى فيها سراجا مستطيرا ،وقمخخرا منيخخرا ،فخخي فلخخك دائر ،وسخخقف سخخائر،
ورقيم مائر ،ثم فتق ما بين السماوات العلخى ،فملهخن أطخوارا مخن ملئكتخه،
منهخخم سخخجود ل يركعخخون ،وركخخوع ل ينتصخخبون ،وصخخافون ل يخختزايلون،
ومسخبحون ل يسخأمون ل يغشخاهم نخون العيخون ) ،(4ول سخهو العقخول ،ول
فترة البدان ،ول غفلة النسيان
) (1وبائن عن كل شئ )خ( (2) .فخخي المصخخدر :فأجخخاز (3) .كخخذا فخخي المصخخدر وهخخو
الحصيح ظاهرا :وفي المخطوطخخة )رقيخخق( وفخخي اخخخرى )دقيخخق( (4) .فخخي
المصدر :العين )*(.
][178
ومنهم امناء على وحيه ،وألسنة إلى رسله ،ومختلفون بقضائه وأمره ،ومنهخخم الحفظخخة
لعباده ،والسدنة لبواب جنانه ،ومنهم الثابتة في الرضين السفلى أقدامهم ،و
المارقة من السماء العليا أعناقهم ،والخارجة من القطار أركانهم ،والمناسبة
لقخخوائم العخخرش أكتخخافهم ) ،(1ناكسخخة دونهخخم ) (2أبصخخارهم ،متلفعخخون تحتخخه
بأجنحتهم مضروبة بينهم وبين من دونهخخم حجخخب العخخزة ،وأسخختار القخخدرة ،ل
يتوهمخخون ربهخخم بالتصخخوير ،ول يجخخرون عليخخه صخخفات المصخخنوعين ،ول
يحخخدونه بالمخخاكن ول يشخخيرون إليخخه بالنظخخائر ) .(3مطخخالب السخخؤول :لبخخن
طلحة مثله بأدنى تغيير .ايضاح :قد مضى شرح أكثر فقرات هذه الخطبة في
كتاب التوحيد ،ونشير هنا إلى بعض ما يناسب المقام .المدحة بالكسر :الحالة
الخختي تكخخون المخخادح عليهخخا فخخي مخخدحه ،والضخخافة للختصخخاص الخخخاص أي
المدحة اللئقة بعزة جلله ،ولعل المراد عجخخز جميخخع القخخائلين وإن اجتمعخخوا.
والجتهاد :السعي البليغ في العبادة ،و ظاهر قوله )ول وقت معدود ول أجل
ممدود( نفي الزمان مطلقا عنه تعالى كالمكان ويمكن حملهمخخا علخخى الزمنخخة
المعدودة المتناهية ،ولعل الول للماضي والثاني للمسخختقبل والفطخخر :البتخخداء
والختراع ،وأصله الشق ،ونشر الرياح :بسطها ،وكخخل مخخا جخخاء فخخي القخخرآن
بلفظ الرياح فهو للرحمة وما ورد في العذاب فهو بلفظ المفرد ،ولعلخخه إشخخارة
إلى قلة العذاب وسعة الرحمة ،ويمكن أن يراد بالرحمة هذا المطر ،كما قخخال
سبحانه )وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يخخدي رحمتخخه ) ((4وقخخرئ بالبخخاء
والنون ،وقيخخل :زعمخخت العخخرب أن السخخحاب ل تلقخخح إل مخخن ريخخاح مختلفخخة،
فيمكن أن يكون المراد بالنشر ذلك ،وقال الفخخراء :النشخخر مخخن الريخخاح الطيبخخة
اللينة التي تنشئ السحاب
) (1في المخطوطة :اكنافهم (2) .في بعخخض النسخخخ )دونخخه( وهخخو الظخخاهر (3) .نهخخج
البلغة :ج (4) .14 20 ،1العراف.(*) 56 :
][179
والتعميم أولى لن رياح الرحمخخة كخخثيرة منهخخا اللواقخخح ،ومهيجخخة السخخحب المخخاطرة ،و
الحابسة لها بيخخن السخخماء والرض ،والعاصخخرة لهخخا حخختى تمطخخر ،والمجريخخة
للجواري في البحار وغيرها .ووتخخد الشخخئ :بخخالتخفيف ) (1أي جعلخخه محكمخخا
مثبتخخا بالوتخخد ،و الصخخخور :جمخخع الصخخخرة ،وهخخي الحجخخر العظيخخم الصخخلب،
والميدان بالتحريخخك :التحخخرك والضخخطراب ،وقخخد مخخر تحقيخخق ذلخخك وسخخيأتي
بعضه) .وكمال الخلص له نفي الصفات عنه( لعل مناسبة الخلص لنفخخي
الصفات أن الخلص في العبادة بالنظر إلى عامة الخلق هخخو أن ل يقصخخدوا
في عبادتهم غيره تعالى من المخلوقين ،وبالنظر إلى الخواص أن يعرفوا ال
بحسخب وسخعهم وطخاقتهم بالوحدانيخة ثخم يعبخدونه ) ،(2فمخن عبخد الخ وحخده
بزعمه وزعم أن له صفات زائدة فلم يعبد إلها واحدا بل آلهخخة كخخثيرة ،بخخل لخخم
يعبد ال أصل كما مر في الخبر )من عبد السم دون المعنى فقخخد كفخر ،ومخن
عبد السم والمعنى فقد أشرك ،ومن عبدالمعنى بإيقاع السماء عليخه بصخفاته
التي وصف بها نفسه فعقد عليه قلبه ونطق به لسانه في سخخر أمخخره وعلنيتخخه
فاولئك أصحاب أمير المؤمنين حقا( وقال ابن ميثم :المراد بالمعرفة المعرفخخة
التامة التي هي غاية العارف في مراتب السلوك ،وأوليتها فخخي العقخخل لكونهخخا
علة غائية ،وبين الترتيب بأن المعرفة تزاد بالعبارة وتلقي الوامخخر بخخالقبول،
فيستعد السالك أول بسببها للتصديق بوجوده يقينا ،ثم لتوحيخده ،ثخم للخلص
له ،ثم لنفي ما عداه عنه ،فيغرق في تيار بحار العظمة ،وكل مرتبة كمال لما
قبلها إلى أن تتم المعرفة المطلوبة له بحسب ما في وسخخعه ،وبكمخخال المعرفخخة
يتم الدين وينتهي السفر إلى ال تعالى .وما ذكرنا أنسب كمخخا ل يخفخخى .كخخائن
ل عن حدث موجود ل عن عدم( ظاهره الختصاص به سبحانه وحدوث مخخا
سواه ،وكخذا قخوله عليخخه السخخلم )متوحخخد إذ ل سخخكن يسختأنس بخه( يخخدل علخخى
حدوث العخخالم ،والنشخخاء :الخلخخق ،والفخخرق بينخخه وبيخخن البتخخداء بخخأن النشخخاء
كالخلق أعم
][180
من البتداء ،قال تعالى )خلق النسان من صلصخخال ) ((1والبتخخداء :الخلخق مخن غيخخر
سبق مادة ومثال ،وإن لم يفهم هذا الفرق من اللغخخة لحسخخن التقابخخل حينئذ وإن
أمكخخخن التأكيخخخد .وهمامخخخة النفخخخس :اهتمامهخخخا بخخخالمور وقصخخخدها إليهخخخا،
والضطراب :الحركة ،والحركة في الهمامة :النتقال مخخن رأي إلخخى رأي أو
من قصد أمر إلى قصد أمر آخر بحصخخول صخخورة ،وفخي بعخخض النسخخ )ول
همة نفس( بالكسر) .أحال الشياء لوقاتها( في أكخخثر النسخخخ بالحخخاء المهملخخة
إما من الحالة بمعنى التحويل أي نقل كلمنها إلى وقتها ،فخخاللم بمعنخخى إلخخى
والتعليل كما قيل بعيد ،وإما من قولهم )حال في متن فرسه( أي وثب ،فعخخدي
بالهمزة أي أقر الشياء في أوقاتها كمن أحال غيره على فرسه كمخخا قيخخل ول
يخفخخى بعخخده ،ولعلخخه بمعنخخى الحوالخخة المعروفخخة أظهخخر ،وفخخي بعخخض النسخخخ
الصحيحة بالجيم كأنه سبحان حرك الشياء ورددهخخا فخخي العخخدم حخختى حضخخر
وقتها ،وفي الحتجاج )أجل( بالجيم المشددة أي أخر) ،ولءم بين مختلفاتها(
أي جعلها ملتئمة مؤتلفة كما ألف بيخخن العناصخخر المتخالفخخة فخخي الطبخخاع وبيخخن
النفخخوس والبخخدان) .وغخخرز غرائزهخخا وألزمهخخا أسخخناخها( الغريخخزة :الخلخخق
والطبيعة ،والسنخ بكسر السين وسخخكون النخخون :الصخخل وفخخي بعخخض النسخخخ
)أشباحها( جمع الشبح محركة أي أشخاصخخها ،وتغريخخز الغخخرائز :إيجادهخخا أو
تخصيص كل بغريزة خاصة لها ) (2أو من تغريز العود فخخي الرض ليثمخخر
على ما قيل ،والضمير المنصوب في )ألزمها( راجع إلى الشياء كالسوابق،
والمعنى ) :(3جعلها بحيث ل يفارقهخا اصخخولها ،أو جعخخل الشخخاص لزمخة
للكليات على النسخة الخيرة ،أو راجع إلى الغرائز أي جعل كل ذي غريخخزة
أو كخخل شخخخص بحيخخث ل تفخخارقه غريزتخخه غالبخخا أو مطلقخخا) .عالمخخا بهخخا قبخخل
ابتدائها( العامل في )عالما( وما بعدها إما )ألزم( أو الفعال
) (1الرحمن (2) .14 :في بعض النسخ :بها (3) .في بعض النسخ :فالمعنى )*(.
][181
الثلثة الخيرة على الترتيب أو الربعة ،أو العامخخل فخخي الجميخخع قخخوله )أنشخخأ وابتخخدء(
بقرينة قوله )قبل ابتدائها() .محيطا بحدودها وانتهائها( لعخخل المخخراد بالحخخدود
الطراف والتشخصخخات ) (1أو الحخخدود الذهنيخخة ،وبالنتهخخاء النتهخخاء اللزم
للمحدود ) (2أو انقطاع الوجود) .عارفا بقرائنها( أي ما يقترن بها على وجه
التركيب أو المجاورة أو العروض وأحنائها :هخخي جمخخع )حنخخو( أي الجخخانب،
وأحناء الخخوادي :معخخاطفه ،ويخخدل علخخى جخخواز إطلق العخخارف عليخخه سخخبحانه
ومنعه بعضهم) .ثم أنشأ سبحانه فتق الجواء وشق الرجاء وسكائك الهواء(
الفتق بالفتح :الشق ،والجو :ما بين السماء والرض وقيخخل :الفضخخاء الواسخخع،
والرجخخاء :جمخخع )الرجخخا( مقصخخورا ،وهخخي الناحيخخة ،والسخخكاك والسخخكاكة
بضخخمهما :الهخخواء الملقخخي عنخخان السخخماء ) (3وقخخال فخخي النهايخخة :السخخكاك
والسكاكة :الجخخو ،وهخخو مخخا بيخخن السخخماء والرض ،ومنخخه حخخديث علخخي عليخخه
السخخلم )شخخق الرجخخاء وسخخكائك الهخخواء( .وسخخكائك جمخخع )سخخكاكة( كذؤابخخة
وذوائب ،والهواء بالمد :ما بيخخن السخخماء والرض ،ويقخخال :كخخل خخخال هخخواء،
ومنه قوله تعالى )وأفئدتهم هواء ) ((4وكلمة )ثم( هنخخا إمخخا للخخترتيب الخخذكري
والتدرج في الكلم يكون لوجخخوه منهخخا النتقخخال مخخن الجمخخال إلخخى التفصخخيل،
ومنها الهتمام بتقديم المؤخر أو المقارن لخخوجه آخخخر ،ويسخختعمل الفخخاء أيضخخا
كذلك كما مر مرارا ،وإما بمعنى الخخواو المفيخخدة لمطلخخق الجمخخع كمخا قيخخل فخخي
قخخوله تعخخالى )ثخخم اهتخخدى ) ((5وعلخخى التقخخديرين ل ينخخافي كخخون المخخاء أول
المخلوقات كما سخخيأتي ،والمخخراد بفتخخق الجخخواء إيجخخاد الجسخخام فخخي المكنخخة
الخالية بناء على وجود المكان بمعنى البعد وجواز الخلء ،أو المراد
) (1فخخي بعخخض النسخخخ :أو التشخصخخات (2) .فخخي بعخخض النسخخخ :للحخخدود (3) .عنخخان
السماء بالفتح :ما ارتفع منها أو ما بدا للناظر (4) .ابراهيم (5) .43 :طخخه:
.(*) 82
][182
بالجو البعد الموهوم ،أو أحد العناصر بناء على تقدم خلق الهواء كما هو الظخاهر ممخا
سنورده من تفسير علي بخخن إبراهيخخم ،وهخخذا الكلم ل تصخخريح فيخخه بالصخخادر
الول وسيأتي الكلم فيه انشاء ال .وقخخوله )وشخخق الرجخخاء( كالتفسخخير لفتخخق
الجواء أو المراد بالرجاء المكنخخة والفضخخية ،وبخخالجواء عنصخر الهخخواء،
وقوله )وسكائك الهواء( بالنصب كما في كثير من النسخ معطوف على )فتق
الجواء( أي أنشأ سبحانه سكائك الهواء ،والجر كما في بعض النسخخخ أظهخخر
عطفا على الجواء أي أنشأ فتق سكائك الهواء .قال ابن ميثخخم :فخخإن قلخخت :إن
الجواء والرجخخاء وسخخكائك الهخخواء امخخور عدميخخة فكيخخف تصخخح نسخخبتها إلخخى
النشخخاء عخخن القخخدره ؟ قلخخت :إن هخخذه الشخخياء عبخخارة عخخن الخل والحيخخاز،
والخلف فخخي أن الخل والحيخخز والمكخخان هخخل هخخي امخخور وجوديخخة أو عدميخخة
مشهور ،فإن كانت وجودية كانت نسبتها إلى القخخدرة ظخخاهرة ،ويكخخون معنخخى
فتقهخخا وشخقها شخق العخخدم عنهخخا ،وإن كخانت عدميخخة كخان معنخخى فتقهخخا وشخقها
ونسبتها إلى القدرة تقديرها وجعلهخخا أحيخخازا للمخخاء ومقخخرا لهخخا لنخخه لمخخا كخخان
تميزها عن مطلق الهواء والخلء بإيجاد ال فيهخخا المخخاء صخخار تعينهخخا بسخخبب
قدرته تعالى فتصح نسبتها إلى إنشائه ،فكخان سخخبحانه شخخقها وفتقهخخا بحصخخول
الجسم فيها .وروي أن زرارة وهشاما اختلفخخا فخخي الهخخواء أهخخو مخلخخوق أم ل،
فرفع بعض موالي جعفر بن محمد عليهمخخا السخخلم إليخخه ذلخخك ،فقخخال لخخه :إنخخي
متحير وأرى أصخخحابنا يختلفخخون فيخخه .فقخخال عليخخه السخخلم :ليخخس هخخذا بخلف
يؤدي إلى الكفر والضلل :واعلم أنه عليه السلم إنما أعرض عن بيان ذلخخك
لن أولياء ال الموكلين بإيضاح سبله وتثبيت خلقه على صراطه المسخختقيم ل
يلتفتون بالذات إل إلى أحد أمرين :احدهما ما يخخؤدي إلخخى الهخخدى إداء ظخخاهرا
واضحا والثانى ما يصرف عن الضلل ويرد إلخخى سخخواء السخخبيل .وبيخخان أن
الهواء مخلوق أو غير مخلوق ل يفيد كثير فخخائدة فخخي أمخخر المعخخاد ،فل يكخخون
الجهل به مما يضر في ذلك ،فكان تركه ) (1والشتغال بما هو أهم منه أولى
).(2
) (1ترك بيانه )خ( (2) .انتهى كلم ابن ميثم رحمه ال.
][183
)فأجرى فيها ماء متلطما تياره متراكما زخخخاره( اللطخخم فخخي الصخخل :الضخخرب علخخى
الوجه بباطن الراحة ،وتلطمت المواج :ضرب بعضها بعضا كخخأنه يلطمخخه
والتيار :موج البحر ولجته ،وتراكم الشئ :اجتمع ،وزخر البحخخر :مخخد و كخخثر
ماؤه وارتفعخخت أمخخواجه ،أي إنخخه سخخبحانه خلخخق المخخاء المتلطخخم الزخخخار فخخي
المواج وخله وطبعه أول ،فجرى في الهواء ،ثم أمر الريح برده وشده كمخخا
يدل عليه قوله عليه السلم بعد ذلك )حتى تظهخخر قخخدرته() .حملخخه علخخى متخخن
الريح العاصفة والزعزع القاصفة( المتن من كل شئ :ما ظهر منخخه ،والمتخخن
مخخن الرض :مخخا ارتفخخع منخخه وصخخلب ،وعصخخفت الريخخح :اشخختد هبوبهخخا
والزعزعة :تحريك الشئ ليقلعه ويزيله ،وريح زعزع وزعازع أي يزعخخزع
الشياء ،وقصفه -كضخخربه -قصخخفا :كسخخره ،وقصخخف الرعخخد وغيخخره :اشخختد
صوته أي جعل الريح حال قصفها ) (1حاملة له ،فكان متحركا بحركتها ،أو
جعل الريخخح الخختي مخخن شخأنها العصخخف والقصخف .وهخخذه الريخخح غيخخر الهخخواء
المذكور أول كما سيأتي في قول الصخادق عليخه السخلم فخي جخواب الزنخديق
)الريح على الهواء والهواء تمسكه القدرة( فيمكن أن تكون مقدمة فخخي الخلخخق
عليه أو متأخرة عنه أو مقارنة له ،ويمكن أن يكون المراد بها ما تحرك منخخه
كما هو المشهور )) .(2فأمرها برده وسلطها على شده وقرنها إلى حخخده( أي
أمر الريح أن تحفظ الماء وترده بالمنع عن الجري الذي سبقت الشخخارة إليخخه
بقوله )فأجرى فيها ماء( فكان قبل الرد قد خلي وطبعه أي عن الجخخري الخخذي
يقتضيه طبعه ،وقواها على ضخخبطه كالشخخئ المشخخدود ،وجعلهخخا مقرونخخة إلخخى
انتهائه محيطة به .ولعل المراد بالمر هنا المر التكويني كما في قخخوله )كخخن
فيكون ) ((3وقوله )كونوا قردة )((4
) (1في بعض النسخ :عصفها (2) .وحينئذ فالمراد بكونها على الهواء عروضخخها لخخه.
) (3يس (4) .81 :البقرة.(*) 65 :
][184
قال الكيدري :قوله )فأمرها( مجازا لن الحكيم ل يأمر الجماد به) .الهخواء مخخن تحتهخا
فتيق والماء مخخن فوقهخخا دفيخخق( أي الهخخواء الخخذي هخخو محخخل الريخخح مفتخخوق أي
مفتوح منبسط مخخن تحخخت الريخخح الحاملخخة للمخخاء ،والمخخاء دفيخخق مخخن فوقهخخا أي
)مصخخبوب( منخخدفق ،والغخرض أنخه سخخبحانه بقخدرته ضخخبط المخخاء المصخخبوب
بالريح الحاملة له كما ضبط الريح بالهواء المنبسط وهو موضع العجخخب )ثخخم
أنشأ سبحانه ريحا اعتقم مهبها وأدام مربها( الظخاهر أن هخذه الريخح غيخر مخا
جعلها ال محل للمخخاء بخخل هخخي مخلوقخخة مخخن المخخاء كمخخا سخخيأتي فخخي الروايخخة،
والعتقام :أن تحفر البئر فإذا قربت من الماء احتفرت بئرا صخخغيرا بقخخدر مخخا
تجد طعم المخخاء ،فخإن كخخان عخخذبا حفخخرت بقيتهخخا ويكخخون اعتقخخم بمعنخخى صخخار
عقيما ،ومنه الريح العقيم ،وفي العين :العتقام الدخول في المر ،وقخخال ابخخن
ميثم تبعا للكيدري :العتقام الشد والعقد ،ولم نجده في كتخخب اللغخخة .والمهخخب:
مصدر بمعنى الهبوب ،أو اسخخم مكخخان ،و علخخى الول فخخي السخخناد توسخخع ،و
)رب( يأتي بمعنى جمع وزاد ولزم وأقام ،قيل :المعنى أن ال تعخخالى أرسخخلها
بمقدار مخصوص تقتضيه الحكمة ولم يرسلها مطلقا بخخل جعخخل مهبهخخا ضخخيقا
كما يحتفر البئر الصغير في الكبير ،وقيل :المعنى جعلها عقيمة ل تلقح وهذا
إنما يصح لو كان العتقام بهذا المعنى متعديا ،أو كخخان مهبهخخا مرفوعخخا وفخخي
النسخ منصوب ،وقيل :وروي )أعقم( فيصح ،ويحتمل أن يكخخون بمعنخخى شخخد
مهبها وعقده على ما تقتضخخيه الحكمخخة والمصخخلحة ،وقيخخل :علخخى تقخخدير كخخون
اعتقم بالتاء المراد أنه أخلى مهبها من العوائق وأنه أرسلها بحيخخث ل يعخخرف
مهبها من مربها .وهو كما ترى ،و معنى إدامة مربها جعلها ملزمة لتحريك
المخخاء وإدامخخة هبوبهخخا ،وفخخي بعخخض النسخخخ )مخخدبها( بالخخدال أي جريهخخا .و
)أعصف مجراها( أي جريانها ،أو اسند إلى المحل مجخازا) .وأبعخخد منشخخاها(
أي أنشاها من مبدء بعيد ،ولعله أدخل في شدتها و )المنشا( في بعخض النسخخ
بالهمزة على الصل وفي بعضها باللف للزدواج) .فأمرها بتصخخفيق المخخاء
الزخار( الصفق :الضرب الذي يسمع له صوت ،والتصفيق أيضا كذلك لكخخن
مع شدة ،وإثارة
][185
موج البحر أي تهييجه) .فمخضته مخض السقاء( المخض :تحريخخك السخخقاء الخخذي فيخخه
اللبن ليخرج زبده ،عصفها بالفضاء أي عصفا شخخديدا لن العصخخف بالفضخخاء
يكون أشد لعدم المخخانع ،والسخاجي :السخاكن ،والمخائر :المتحخخرك ،يقخخال :مخار
الشي ،مورا أي تحرك ،وجخخاء ،وذهخخب ،وبخخه فسخخر قخخوله تعخخالى )يخخوم تمخخور
السماء مورا ) ((1وقال الضحاك :أي تموج موجا .والعبخخاب بالضخخم :معظخخم
المخخاء وكخخثرته و ارتفخخاعه ،وعخخب عبخخابه أي ارتفخخع ،وعخخب النبخخت إذا طخخال.
وركام الماء بالضم :ما تراكم منه واجتمخخع بعضخخه فخخوق بعخخض) .فرفعخخه فخخي
هواء منفتق( أي رفع ال ذلك الزبد بأن جعل بعضه دخانا فخخي هخخواء مفتخخوق
مفتخخوح بخلخخق مخخا خلخخق سخخابقا ،أو برفخخع ذلخخك الخخدخان )وفخخي جخخو منفهخخق(
والنفهاق :التسخاع والنفتخخاح .قخال ابخخن ميثخخم :إن القخرآن الكريخخم نطخخق بخخأن
السماء تكونت من الدخان ،وكلمه عليه السلم ناطق بأنها تكونت من الزبد،
وما ورد في الخبر أن ذلك الزبد هو الخخذي تكخخونت منخخه الرض ،فل بخخد مخخن
بيان وجه الجمع بين هذه الشخخارات ،فنقخخول :وجخخه الجمخخع بيخخن كلمخخه عليخخه
السلم وبين لفظ القرآن الكريم ما ذكره الباقر عليه السلم وهو قوله )فخخخرج
من ذلك الموج والزبخخد دخخخان سخخاطع مخخن وسخخطه مخخن غيخخر نخخار( فخلخخق منخخه
السماء ،ول شك أن القرآن الكريم ل يريد بلفظ الدخان حقيقته ،لن ذلك إنمخخا
يكون عن النار ،واتفق المفسرون على أن هذا الدخان لم يكن عن نار بل عن
تنفس الماء وتبخيخخره بسخخبب تمخخوجه ،فهخخو إذا اسخختعارة للبخخخار الصخخاعد مخخن
الماء ،وإذا كخخان كخخذلك فنقخخول :إن كلمخخه عليخخه السخخلم مطخخابق للفخخظ القخخرآن
الكريم ،وذلك أن الزبد بخار يتصاعد على وجه الماء عن حرارة حركتخخه إل
أنه ما دامت الكثافة غالبة عليه وهخخو بخخاق علخخى وجخخه المخخاء لخخم ينفصخخل فخخإنه
يخص باسم الزبد وما لطخخف وغلخخب عليخخه الجخخزاء الهوائيخخة فانفصخخل خخص
باسم البخار وإذا كان الزبد بخخخارا والبخخخار هخخو المخخراد بالخخدخان فخخي القخخرآن
الكريم كان مقصده
) (1الطور.(*) 9 :
][186
ومقصد القرآن واحخدا ،فكخخان البخخار المنفصخخل هخو الخذي تكخخونت عنخه الرض وهخخو
الزبد ،وأما وجه المشابهة بين الدخان والبخار الخخذي صخخحت لجلخخه اسخختعارة
لفظخخه لخخه فهخخو أمخخران :أحخخدهما حسخخي وهخخو الصخخورة المشخخاهدة مخخن الخخدخان
والبخار حتى ل يكاد يفرق بينهما في الحس البصري ،والثاني معنخخوي وهخخو
كون البخار أجزاء مائية خالطت الهواء بسبب لطافتهخخا عخخن حخخرارة الحركخخة
كما أن الدخان كذلك ولكن عن حرارة النار ،فإن الدخان أيضخخا أجخخزاء مائيخخة
انفصلت عن جرم المحخخترق بسخخبب لطافتهخخا عخخن حخخر النخخار فكخخان الختلف
بينهمخخا ليخخس إل بالسخخبب ،فلخخذك صخخح اسخختعارة اسخخم أحخخدهما للخخخر )وبخخال
التوفيق )) .((1جعل سفلهن موجا مكفوفخا وعليخخاهن سخخقفا محفوظخخا وسخمكا
مرفوعا( الكف :المنع ،والسقف :معروف ،وقال الجخخوهري وغيخخره :السخخقف
اسم للسماء .والمعروف ههنها أنسب ،وسمك البيت :سقفه ،وسمك ال السماء
سخخمكا :رفعهخخا ،والمسخخموكات :السخخماوات أي جعخخل السخخماء السخخفلى موجخخا
ممنوعا من السلن إما بإمساكه بقدرته أو بأن خلق تحته وحوله جسما جامدا
يمنعه عن النتشار والسيلن ،أو بأن أجمدها بعد ما كانت سيالة .وظاهر هذا
الكلم وغيره من الخبار اختصخخاص الحكخخم بالسخخماء الخخدنيا ،قخخال الكيخخدري،
رحمه ال :شبه السماء الدنيا بالموج لصفائها وارتفاعهخخا ،أو أراد أنهخخا كخخانت
في الول موجا ثم عقدها ،والمكفوف :الممنوع من السقوط .وقال ابخخن ميثخخم:
شخخبهها بخخالموج فخخي الرتفخخاع واللخخون الموهخخوم ،وقيخخل :شخخبهت بخخه لرتعخخاد
الكواكب حسا :ولعل المراد بحفظ العليا إمساكها عن النقص والهدم والسقوط
والخرق إل بأمره سبحانه وقال أكثر الشخخارحبن :أي عخخن الشخخياطين وهخخو ل
يناسخخب العليخا بخل السخخفلى ،ويناسخخب أن يكخخون المخخراد بقخوله تعخالى )وجعلنخخا
السماء سقفا محفوظا ) ((2السماء العليا ،ويخطر بالبال وجخخه آخخخر ،وهخخو أن
يكون المراد أنه تعالى جعخخل الجهخخة السخخفلى مخخن كخخل مخخن السخخماوات مواجخخة
متحركة واقعا
) (1انتهى كلم ابن ميثم رحمه ال (2) .النبياء.(*) 32 :
][187
أو فخخي النظخخر ،والجهخخة العليخخا منهخخا سخخقفا محفوظخخا نسخختقر عليخخه الملئكخخة ول يمكخخن
للشخخياطين خرقهخخا ،فيكخخون ضخخمير زينهخخا وسخخائر الضخخمائر راجعخخة إلخخى
المجموع ،فيناسب الية المتقدمة وهو قوله سبحانه )وحفظا مخخن كخخل شخخيطان
مارد ) ((1وقد يمر بالخاطر وجه آخر يناسخخب قواعخخد الهيئة وهخخو أنخخه عليخخه
السلم شبه السماء الدنيا بالموج المكفوف لكون الحركة الخاصة للقمر أسرع
من جميع الكواكب ،فكأنه دائما في الموج ومع ذلك ل تسقط ،ووصف العليخخا
بالمحفوظيخخة لنخخه أبطأهخخا بالحركخخة الخاصخخة فكأنهخخا محفوظخخة ثابتخخة ،وعلخخى
الطريقة السابقة يمكن أن يكون المراد بالسفلى من كل منها خوارج مراكزها
وتداويرها ،وبالعليا منها متمثلتها ،فالول مواجة لسرعة حركتهخخا والبخخواقي
محفوظة لبطؤها ،لكن هذان الوجهان بعيدان عن لسان الشرع ومقاصد أهله،
والوجه الول مما أبدعنا ل يخلو مخخن قخخوة ولطافخخة) .بغيخخر عمخخد يخخدعمها ول
دسخخار ينظمهخخا( العمخخد بالتحريخخك :جمخخع كخخثرة لعمخخود الخخبيت ،وكخخذا )العمخخد(
بضمتين ،وجمع القلة )أعمدة( وقال الخليل في العين :العمخخد بضخخمتين :جمخخع
عماد ،والعمدة :جمع عمود من حديد أو خشب ،ويظهر من تذكير الفعل أنه
من أسماء الجمع ،والدعم بالفتح :أن يميخخل الشخخئ فتخخدعمه بخخدعام ،كمخخا تخخدعم
عروش الكرم ،ونحوه ليصير له مساكا ،والدعامة :الخشخخبة الخختي يخخدعم بهخخا،
وفي أكثر النسخ على بناء المجرد مفتوحة العيخن وهخو أظهخر ،وفخي بعضخها
)يدعمها( بتشخخديد الخخدال علخخى بنخخاء الفتعخخال مخخن الدعخخام بمعنخخى التكخخاء .و
الدسار -بالكسر :-المسمار ،وجمعه )دسر( ونظم اللؤلؤ :جمعه في السخخلك،
وفي بعض النسخ )ينتظمها( وهو أيضا جاء متعديا ،والضميران المنصوبان
راجعان إلى السماوات أو إلى العليخخا أو إلخخى السخخفلى بقرينخخة قخخوله )ثخخم زينهخخا
بزينة الكواكب( حيث إن الظاهر إرجاع الضمير فيه إلى السفلى ليكون أوفق
بقوله تعالى )إنخخا زينخخا السخخماء الخخدنيا بزينخخة الكخخواكب ) ((2لكنخخه بعيخخد لفظخخا،
وإرجاع الضمير إلى
][188
الجميع أظهر ،وتزيين البعض تزيين للجميع ،وهذا مما يقرب الوجه الذي ذكرنا أول،
والزينة إما مصدر أو اسم ما ) (1يزان به كالليقة لما يلق بخخه أي يصخخلح بخخه
المداد .قال في الكشاف :قوله تعالى )بزينة الكخخواكب( يحتملهمخخا فعلخخى الول
إما من إضافة المصدر إلى الفاعل بأن تكون الكواكب مزينة للفلك ،أو إلى
المفعول ،بأن زين ال الكواكب وحسنها لنها إنما زينت السخخماء لحسخنها فخخي
أنفسها ،وعلى الثاني فإضافتها إلى الكخخواكب بيانيخخة ) (2وتنخخوين الزينخخة كمخخا
قرئت الية به ليس موجودا في النسخ ،وزينة الكواكب للسخخماء إمخخا لضخخوئها
أو للشخخخكال الحاصخخخلة منهخخخا كالثريخخخا والجخخخوزاء ونحوهمخخخا ،أو بخخخاختلف
أوضاعها بحركتها أو لرؤية الناس إياها مضيئة في الليلة الظلماء أو للجميع.
وقوله تعالى )بمصابيح( في موضع آخر ممخخا يؤيخخد بعخخض الوجخخوه ،وسخخيأتي
القخخول فخخي محخخال الكخخواكب فخخي محلخخه) .وضخخياء الثخخواقب( المخخراد بهخخا إمخخا
الكواكب ،فيكون كالتفسير لزينة الكواكب والكواكب ثواقب أي مضيئة كأنهخخا
تثقب الظلمة بضخخوئها ،أو الشخخهب الخختي ترمخخى بهخخا الشخخياطين فتثقخخب الهخخواء
بحركتها والظلمة بنورها) .فأجرى فيها سراجا مستطيرا وقمرا منيخخرا( وفخخي
بعض النسخ )وأجرى( بخخالواو ،والمخخراد بالسخخراج الشخخمس ،كمخخا قخخال تعخخالى
)سراجا وقمرا ) (3منيرا( قيل :لما كان الليل عبارة عن ظل الرض وكانت
الشمس سببا لزواله كان شبيها بالسراج في ارتفاع الظلمخخة بخخه ،والمسخختطير:
المنتشر الضوء ،واستطار :تفرق وسطح ،وأنار الشخخئ واسخختنار :أي أضخخاء،
وقيل ما بالذات من النور ضوء ،وما بالعرض نخخور .كمخخا قخخال سخخبحانه )هخخو
الذي جعل الشخخمس ضخخياء والقمخخر نخخورا ) (4وقيخخل :لن النخخور أضخخعف مخخن
الضوء ،والحتمالت
) (1في بعض النسخ :لما يزان (2) .انتهى كلم الزمخشري (3) .الفرقخخان(4) .61 :
يونس.(*) 5 :
][189
في الضمائر السابقة جارية هنا وإن كان الظهر عند الكثر رجوعه إلى السفلى) .في
فلك دائر( الظرف إما بدل عن )فيها( فيفيد حركة السفلى أو العليا أو الجميخخع
على تقادير إرجاع الضمير بالحركة اليومية أو الخاصة أو العخخم ،وإمخخا فخخي
موضع حال عن المنصوبين ،فيمكن أن يكخخون المخخراد بالفلخخك الخخدائر الفلك
الجزئية .والفلخك بالتحريخك :كخخل شخئ دائر ،ومنخه )فلكخة المغخخزل( بالتسخكين
ويقال :فلك ثدي المرأة تفليكا إذا استدار) .وسقف سائر ورقيم مخخائر( الرقيخخم:
في الصل الكتاب ،فعيل بمعنخخى مفعخخول قخخال ابخخن الثيخخر :منخخه حخخديث علخخي
رضي ال عنه في صفة السخخماء )سخخقف سخائر ورقيخخم مخائر( يريخد بخه وشخخئ
السماء بالنجوم .والمائر :المتحرك ،وليس هخذا بخالمور الخذي قخال الخ تعخالى
)يوم تمخخور السخخماء مخخورا( ) (1وهاتخخان الفقرتخخان أيضخخا تخخدلن علخخى حركخخة
السماء لكن ل تنافي حركة الكواكب بنفسها أيضا كمخخا هخخو ظخخاهر اليخخة) .ثخخم
فتق ما بين السماوات العلى فملهن أطخخوارا مخخن ملئكتخخه( الظخخاهر أن كلمخخة
)ثم( للترتيب المعنوي ،فيكون فتق السماوات بعد خلق الشمس والقمر بل بعد
جعلها سبعا وخلق الكواكب فيه ،ويحتمل أن يكون للترتيب الذكري والظاهر
أن المراد بفتقها فصل بعضها عخن بعخض فيؤيخد بعخض محتملت اليخة كمخا
أشرنا إليه سابقا .ويدل على بطلن مخخا ذهبخخت الفلسخخفة ) (2إليخخه مخخن تمخخاس
الفلك وعدم الفصل بينها بهواء ونحوه .والطوار :جمع طور بالفتح ،وهخخو
في الصل التارة ،قال ال تعخالى )وقخد خلقكخم أطخوارا( ) (3قيخل :أي طخورا
نطفة ،وطورا علقة ،وطخورا مضخغة .وقيخل :أي حخال بعخخد حخال ،وقيخل :أي
خلقكم مختلفين في الصخفات :أغنيخاء وفقخراء ،وزمنخى ) (4وأصخحاء .ولعخل
الخير هنا أنسب .ولو كانت
) (1الطور (2) .9 :يعنى الفلكيين (3) .نوح (4) .14 :الزمنى وزان مرضخى جمخع
)الزمين( وهو المبتلى بالزمانة وهى آفة تتعطل بها القوى )*(.
][190
الملئكة مخلوقة قبل السماوات كما هو ظاهر بعض الخبار التيخخة فقبخخل فتقهخخا كخخانوا
فخخي مكخخان آخخخر يعلمخخه الخخ )) .(1منهخخم سخخجود ل يركعخخون ،وركخخوع ل
ينتصبون ،وصافون ل يتزايلون ومسبحون ل يسأمون السجود والركوع هنا
جمع )ساجد( و )راكع( وفاعخخل الصخخفة يجمخخع علخخى فعخخول إذا جخخاء مصخخدره
عليه إيضا ،والنتصاب :القيام ،والصف :ترتيب الجمع على خخخط ،كالصخخف
في الصلوة والحرب ،وقال أبو عبيدة :كل شئ بين السماء والرض لم يضخخم
قطريخخه فهخخو صخخاف ،ومنخخه قخخوله تعخخالى )والطيخخر صخخافات( ) (2أي نشخخرت
أجنحتها ،وبالوجهين فسخخرق قخخوله تعخخالى )والصخخافات صخخفا ) ((3والتزايخخل:
التباين والتفارق ،والسأمة :المللخخة والضخخجر) .ل يغشخخاهم نخخوم العيخخون ،ول
سهو العقول ،ول فترة البدان ول غفلة النسيان( غشيه كعلمخخه إذا جخخاءه ،أي
ل يعرضخخخهم ،والفخخخترة :النكسخخخار والضخخخعف ،وظخخخاهر الكلم اختصخخخاص
الوصاف بهذا الصنف ،ويمكن أن يكون التخصيص بها جميعخخا أو ببعضخخها
لمر آخر غير الختصاص) .ومنهم امناء على وحيه( الوحي في الصل أن
يلقي النسان إلى صخاحبه شخيئا بالسختتار والخفخاء ،ويكخون بمعنخى الكتابخة
والشارة والرسالة) .وألسنة إلى رسله( أي رسل إليهم ،كما قال تعخخالى )ال خ
يصطفي من الملئكة رسل( )) (4ومختلفون بقضائه( أي ) (5مقتضياته كما
يأتون به في ليلة القدر وغيرهخخا) ،وأمخخره( أي أحكخخامه ،أو المخخور المقخخدرة،
كما قال تعالى )بإذن ربهم من كل أمر( ) (6فالحكخخام داخلخخة فخخي السخخابقتين،
ويمكن تخصيص الخير بغير الوحي
) (1هذا على فرض وجود مكان غير السماوات والرض وأما على فرض عدمه كما
ل يبعد استظهاره من اليخخات والروايخخات فل محيخخص عخخن اللخختزام بتجخخرد
الملئكة (2) .النور (3) .41 :الصافات (4) .1 :الحج (5) .75 :في بعض
النسخ :ومقضياته (6) .القدر.(*) 4 :
][191
أي يختلفون لتمشية قضائه وأمره ) (1وتسبيب أسبابهما) .ومنهم الحفظة لعبخاده( لعخل
المراد غير الحافظين عليهم الذين ذكرهم ال في قوله )وإن عليكخخم لحخخافظين
كراما كاتبين ) ((2بل من ذكرهم بقخخوله سخخبحانه )لخخه معقبخخات مخخن بيخخن يخخديه
ومن خلقه يحفظونه مخخن أمخخر الخ ) ((3ويمكخخن أن يكخخون المخخراد فخخي كلمخخه
الكخخاتبين للعمخخال بتقخخدير مضخخاف ،وربمخخا يفهخخم مخخن بعخخض الخبخخار اتحخخاد
الصنفين .والسدنة لبواب الجنان هم المتولخخون لمخخور الجنخخان وفتخخح أبوابهخخا
وإغلقهخخا .وأصخخل السخخدانة فخخي الكعبخخة وبيخخت الصخخنام) .ومنهخخم الثابتخخة فخخي
الرضين السفلى أقخخدامهم( وفخخي بعخخض النسخخخ )فخخي الرض أقخخدامهم( وهخخو
أظهر .والجمخخع علخخى الول إمخخا باعتبخخار القطعخخات والبقخخاع ،أو لن كل مخخن
الرضين السبع موضع قدم بعضهم ،والوصف على الول بالقياس على )(4
سائر الطبقات ،وعلى الثاني بالقياس إلى السخخماء) .والمارقخخة( أي الخارجخخة،
يقال :مرق السهم من الرمية إذ اخرج من الجانب الخر )من السخخماء العليخخا(
أي السخخابعة )أعنخخاقهم والخارجخخة مخخن القطخخار( أي مخخن جخخوانب الرض أو
جوانب السماء )أركخخانهم( أي جخخوارحهم ،فهخخذا بيخخان لضخخخامتهم وعرضخخهم
)والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم( لعل المراد بالمناسبة القرب والشخخباهة فخخي
العظم ،ويمكن أن يراد بها التماس ،فالمراد بهم حملة العرش )ناكسخخة دونخخه(
أي دون العرش )أبصخخارهم( والنخخاكس :المطخخاطئ رأسخخه( وفخخي إسخخناده إلخخى
البصار دللة على عخدم التفخخاتهم فخخي النكخس يمينخخا وشخمال )متلفعخخون تحتخخه
بأجنحتهم( اللفاع ثوب يجلل به الجسد كله كساء كان أو غيخخره وتلفخخع بخخالثوب
إذا اشختمل بخه )وبيخن مخن دونهخم( أي سخائر الملئكخة :أو البشخر أو الجخن أو
العخخم ،وفخخي بعخخض النسخخخ )ناكسخخة( و )مضخخروبة( و )متلفعيخخن( بنصخخف
الجميع.
) (1في بعض النسخ :قضاء وأمر (2 ) .النفطار (3) .11 - 10 :الرعد(4) .11 :
إلى )خ( )*(.
][192
)ل يتوهمون ربهم بالتصوير( أي بأن يثبتخخوا لخ صخخورة ،والغخرض تقخديس الملئكخة
عخخن إثبخخاتهم لخخوازم الجسخخمية والمكخخان لخخه سخخبحانه ،والتعريخخض والتوبيخخخ
للمشبهين من البشر .والنظائر :جميع نظيرة وهي المثل والشبة فخخي الشخخكال
والخلق والفعخخال ،والنظيخخر :المثخخل فخخي كخخل شخخئ ،وفخخي بعخخض النسخخخ
)بخخخالنواظر( أي بالبصخخخار أي ل يجخخخوزون عليخخخه الرؤيخخخة ،وفخخخي بعضخخخها
)بالمواطن( أي المكنخخة - 137 .النهخخج :فخخي وصخخية أميخخر المخخؤمنين للحسخخن
عليهما السلم قال :ولكنه إلخه واحخد كمخا وصخف نفسخه و ) (1ل يضخاده فخي
ملكه أحد ،ول يزول أبدا ،ولم يزل أول ) (2قبل الشياء بل أوليخخة ،وآخخخرا )
(3بعد الشياء بل نهاية ) - 138 .(4تأويل اليات الظاهرة نقل مخخن كتخخاب
الواحدة عن الحسن بن عبد ال الكوفي ،عخخن جعفخخر بخخن محمخخد البجلخخي ،عخخن
أحمد بن حميد ،عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السخخلم قخخال :قخخال
أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم :إن ال خ تبخخارك وتعخخالى أحخخد واحخخد تفخخرد فخخي
وحدانيته ،ثم تكلم بكلمة فصارت نورا ،ثم خلق بذلك ) (5النور محمدا صلى
ال عليه وآله وخلقني وذريتي ،ثم تكلم بكلمة فصارت روحا ،فأسكنه ال فخخي
ذلك النور ،وأسكنه في أبخخداننا ،فنحخخن روح الخ وكلمخخاته ،وبنخخا احتجخخب عخخن
خلقه فما زلنا في ظلة خضراء ،حيث ل شمس ول قمخخر ،ول ليخخل ول نهخخار،
ول عين تطرف نعبده ونقدسه ونمجده ونسبحه قبل أن يخلق الخخخق )الخخخبر(.
- 139مصباح النوار :بإسناده عن أنس عن النبي صلى ال عليه وآله قخال:
إن ال خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسخخين قبخخل أن يخلخخق آدم حيخخن
لسماء مبنية ول أرض مدحية ،ول ظلمة ول نور ،ول شمس ول قمخخر ،ول
نار .فقال العباس:
) (1في المصدر :ل يضاده (2) .في المصدر :أول (3) .في المصدر :آخر (4) .نهج
البلغة :ج ،2ص (5) .44في بعض النسخ :من ذلك )*(.
][193
فكيف كان بدء خلقكم يا رسول ال ؟ فقال :يخخا عخخم لمخخا أراد الخ أن يخلقنخخا تكلخخم بكلمخخة
فخلق منها نورا ،ثم تكلم بكلمة اخرى فخلق ) (1منها روحا ،ثخخم خلخخط النخخور
بالروح فخلقني وخلق عليا وفاطمخة والحسخن والحسخين فكنخا نسخبحه حيخن ل
تسبيح ،ونقدسه حين ل تقديس ،فلما أراد ال تعخخالى أن ينشخئ خلقخخه ) (2فتخق
نوري فخلق منه العرش فالعرش من نوري ،ونوري مخن نخور الخ ،ونخوري
أفضل من العرش ،ثم فتق نور أخي على ،فخلق منه الملئكة ،فالملكخخة مخخن
نور علي ونور علي من نور ال وعلخخى أفضخخل مخخن الملئكخخة ،ثخخم فتخخق نخخور
ابنتى فخلخخق منخخه السخخماوات والرض فالسخخماوات والرض مخخن نخخور ابنخختي
فاطمة ونور ابنتي فاطمة من نور ال ،وابنتي فاطمخخة أفضخخل مخخن السخخماوات
والرض ثم فتق نور ولخخدي الحسخخن ،وخلخخق منخخه الشخخمس والقمخخر ،فالشخخمس
والقمر من نور ولدي الحسن ،ونور الحسن من نور ال ،والحسن أفضل مخخن
الشمس والقمر ،ثم فتق نور ولدي الحسين فخلق منخخه الجنخخة والحخخور العيخخن،
فالجنة والحور العين من نور ولدي الحسين ،ونور ولخخدي الحسخخين مخخن نخخور
ال ،وولدي الحسين أفضل من نخخور الجنخخة والحخخور العيخخن )الخخخبر(- 140 .
الكافي :عن أحمد بن إدريس ،عخخن حسخخين بخخن عبيخخدال ) ،(3عخخن محمخخد بخخن
عيسى ،ومحمد بن عبد ال ) .(4عن علي بخخن حديخخد ،عخخن مخخرازم ،عخخن أبخخي
عبد ال عليه السلم قال :قال ال تبارك وتعالى :يا محمخخد إنخخي خلقتخخك وعليخخا
نورا يعني روحا بل بدن قبل أن أخلق سماواتي وأرضي وعرشي وبحخخري،
فلم تزل تهللني وتمجدني ،ثم
) (1في بعض النسخ :خلق ) (2في المخطوطة :خلقا (3) .في المصخخدر :الحسخخين بخخن
عبد ال (4) .في المصدر )محمد بن عبد الرحمن( والظاهران ما فخخي نسخخخ
البحار هو الصحيح وهو محمد بخن عبخخد الخ بخخن زرارة بخن أعيخن قخال فخي
جامع الرواة )ج 2ص (141والعلمة ره قد وثق رواية هخخي فخخي طريقهخخا
)انتهى( ونقل في تنقيح المقال )ج 3ص (143انه اوصى بجميع ماله إلخخى
ابى الحسن عليه السلم فقبضه وترحم عليه )*(.
][194
جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة ،فكانت تجمدني وتقدسني وتهللني ،ثم قسمتها ثنتين،
وقسمت الثنتين ثنتين ،فصارت أربعة :محمد واحخخد ،وعلخخي واحخخد ،والحسخخن
والحسين ثنتان .ثم خلق ال ،فاطمة من نور ابتدأها روحا بل بدن ثخخم مسخخحنا
بيمينه فأفضخخى نخخوره فينخخا ) .(1بيخان) :بل بخخدن( أي أصخخل ) ،(2أو بل بخخدن
عنصري بل بدن مثالي ،و ظاهره تجسم الروح ) ،(3وربما يؤول الخلق هنا
بالتقخخدير) .قبخخل أن أخلخخق( بحسخخب الزمخخان الموهخخوم ،وقيخخل :بحسخخب الرتبخخة
)تهللني( بلسان الجسد المثخخالي ) (4أو بلسخخان الحخخال )ثخخم جمعخخت روحيكمخخا(
كأن المراد جعل مادة بدنهما في صلب آدم عليه السلم )فكانت تمجخخدني( أي
بنفسها أو بتوسط الطينات المقدسات )ثم قسمتها ثنتين( أي فخخي عبخخد المطلخخب
إلى عبخخد الخ وأبيطخخالب )ثخخم قسخخم الثنخختين( بعخخد انتقالهمخخا إلخخى علخخي وفاطمخخة
)ثنتين( أي في الحسنين كما تدل عليه أخبار كخخثيرة .وقخخال بعخخض المحخخدثين:
من المور المعلومة أن جعل المجردين واحدا ممتنخخع وكخخذلك قسخخمة المجخخرد
فينبعي حمل الروح هنا على آلة جسمانية نورانية منزهة عن الكثافخخة البدنيخخة
وقخخال بعخخض الفاضخخل :المخخراد بخلخخق الروحيخخن بل بخخدن خلقهمخخا مجرديخخن،
وبجمعهمخخا وجعلهمخخا واحخخدة جمعهمخخا فخخي بخخدن مثخخالي نخخوراني لهخخوتي،
وبتقسيمهما تفريقهمخخا وجعخخل كخخل واحخخد منهمخخا فخخي بخخدن شخخهودي جسخخماني،
واستحالة تعلق الروحين ببدن
) (1الكافي :ج ،1ص (2) .440يعنى اعم من العنصري والمثالي وهخخو الظخخاهر) .
(3منشأ الستظهار خفى جخخدا (4) .علخخى فخخرض وجخخود بخخدن مثخخالي هنخخاك
وهو خلف الظاهر كما مر وكخخأن المؤلخخف رحمخخه الخ رأى الملزمخخة بيخخن
التهليل والتمجيد وبين وجود لسان جسخخماني اعخخم مخخن المثخخالي والعنصخخري
وليس كذلك فان للروح ايضا تهليل وتمجيدا بحسب حاله ويطلب توضخخيحه
من محله على أن الظاهر أن تفسير النور بالروح انما هو لدفع تخخوهم كخخونه
من النوار الجسمانية فليس المخخراد بخخالروح النفخخس المتعلقخخة بالبخخدن بخخل مخخا
يقابل الجسم مطلقا فتأمل )*(.
][195
واحد إنما هي في البخخدان الشخخهودية ل فخخي البخخدان المثاليخخة اللهوتيخخة )انتهخخى( ).(1
وإطلق المسح واليمين هنا على الستعارة ،إذ مريخخد اللطخخف بغيخخره يمسخخحه
بيمينه أو اليمين كناية عن الرحمة كما حققنا في قولهم عليهم السلم )والخيخخر
في يديك( أنه يمكن أن يكون المعنى أن النفع والضر الصادرين منخك كليهمخا
حكمة ومصخخلحة ورحمخخة فخخالنفع منسخخوب إلخخى اليميخخن والضخخر إلخخى الشخخمال.
)فأفضى نوره فينا( أي أوصله إلينا أو وصل إلينا .وقيل :اتسع فينا .قخخال فخخي
المصباح :الفضاء بالمد :المكان الواسع وفضا المكان فضوا -مخخن بخخاب قعخخد
:-اتسع فهو فضاء ،وأفضى الرجل بيده إلى الرض :مسخخها ببخخاطن راحتخخه.
قال ابن فارس وغيره :وأفضى إلى امرأة :باشخخرها وجامعهخخا وأفضخخيت إلخخى
الشخخئ :وصخخلت إليخخه ،والسخخر :أعلمتخخه بخخه )انتهخخى( والنخخور :العلخخم وسخخائر
الكمالت - 141 .الكافي :عن الحسين بن محمد ،عن المعلى عن عبد ال بخخن
إدريس ،عن محمد بن سنان ،قال :كنت عند أبخخي جعفخخر الثخخاني عليخخه السخخلم
فأجريت اختلف الشيعة فقال :يا محمد إن ال تبارك وتعالى لم يخخزل متفخخردا
بوحدانيته ،ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة فمكثخخوا ألخخف دهخخر ،ثخخم خلخخق جميخخع
الشياء فأشهدم خلقها .وأجرى طاعتهم عليها
) (1وانت ترى ما في هذه الوجوه من التكلف ،والذى يظهر بالتأمخخل فخخي الروايخخة مخخع
ملحظة سائر الروايات الواردة في البخخاب ان المخخراد بقخخوله )خلقتخخك وعليخخا
نورا( انه تعخخالى خلقهمخخا خلقخخا غيخخر جسخخماني وكانخخا عنخخدئذ نخخورا واحخخدا ل
نورين مستقلين ،فخخانظر إلخخى موضخخع قخخوله )نخخورا( وقخخوله بعخخده )فلخخم تخخزل
تهللني (..ولم يقل )نورين( و )فلم تزول تهللننى (..وعلي هذا فلفظخة )ثخم(
للترتيب الذكرى ،ومعنى الرواية ،انى خلقتكما نورا روحانيا وجعلتكما فخخي
تلك المرتبة واحدا .وبهذا يجمع بين هذه الرواية والروايات الخخواردة فخخي ان
ال خلق نور محمد وخلق منه نور على فتدبر ،واما حديث الجمع والتقسخخيم
واستحالتهما في المجردات فحمله علخى السختعارة اولخى مخن حمخخل الخروح
على اللة الجسمانية أو جمع الروحين في بدن مثالي مخخع أن دعخخوى امكخخان
تعلق الروحين يبدن مثالي واحد ووجود بدن مثالي هناك ممنوعتان والمقام
ل يقتضى بسط الكلم )*(.
][196
وفوض امورها إليهم فهم يحلون ما يشاؤن ،ويحرمخخون مخخا يشخخاؤن ولخخن يشخخاؤا إل أن
يشاء ال تبارك وتعالى .ثم قال :يا محمد هذه الديانة الخختي مخخن تقخخدمها مخخرق،
ومن تخلف عنها محق ،ومن لزمها لحق .خذها إليك يخا محمخد )- 142 .(1
ومنه :عخخن علخي بخن محمخخد ،عخخن سخهل بخخن زيخخاد ،عخن محمخخد بخن علخي بخن
إبراهيم ،عن علي بن حمخاد ،عخن المفضخل ،قخال :قلخت لبخي عبخد الخ عليخه
السلم :كيف كنتم حيث كنتم في الظلة ؟ فقال :يا مفضل كنا عنخد ربنخا ليخخس
عنده أحد غيرنا في ظلة خضراء ،نسبحه ونقدسه ونهلله ونمجخخده ،ول مخخن )
(2ملك مقرب ول ذي روح غيرنا .حتى بخخداله فخخي خلخخق الشخخياء فخلخخق مخخا
شاء كيف شاء من الملئكة وغيرهم ،ثم أنهى علم ذلك إلينا ) .(3بيخخان) :فخخي
الظلة( أي في عالم الرواح أو المثال أو الخخذر )كنخخا عنخخد ربنخخا( أي مقربيخخن
لديه سبحانه بالقرب المعنوي ،أو كنا في علمه ) (4وملحخخوظين بعنخخايته )فخخي
ظلة خضراء( الظلة بالضم :ما يستظل به ،وشئ كالصفة يستتر به من الحخخر
والبرد ،ذكره الفيروز آبادي .وكأن المراد ظلل العرش قبل خلق السخخماوات
والرض وقيل :أي في نور أخضخخر ،والمخخراد تعلقهخخم بخخذلك العخخالم ل كخخونهم
فيه .ويحتمل أن يكون كناية عن معرفة الخخرب سخخبحانه كمخخا سخخيأتي فخخي بخخاب
العرش إنشاء ال أي كانوا مغمورين في أنوار معرفته تعخخالى مشخخعوفين بخخه،
إذ لم يكن موجود غيره وغيرهم )حتى بداله في خلق الشياء( أي أراد خلقخخه
)ثم أنهى( أي أبلغ وأوصخخل علخم ذلخخك أي حقخخائق تلخك المخلوقخات وأحكامهخخا
إلينا - 143 .الكافي :عن أحمد بن إدريس ،عن الحسين بن عبد ال الصغير،
عن محمد
) (1الكافي ،ج ،1خ (2) .440فخي بعخض النسخخ وكخذا فخي المصخدر :ومخا مخن(3 ) .
الكخخخافي ،ج ،1ص (4) .441هخخخذا الحتمخخال فخخخي غايخخخة السخخخقوط(5) .
القاموس ،ج ،4ص .(*) 10
][197
ابن إبراهيم الجعفري ،عن أحمد بن علي بن محمد بن عبد ال بن عمخخر بخخن علخخي بخخن
أبيطالب عن أبي عبد ال عليهما السخخلم قخخال :إن الخ كخخان إذ ل كخخان ،فخلخخق
الكان والمكان وخلق نور النوار الذي نورت منه النوار ،وأجخخرى فيخخه مخخن
نور الذي نورت منه النوار ،وهو النور الذي خلخخق منخخه محمخخدا وعليخخا ،فلخخم
يزالنورين أولين إذ ل شئ كون قبلهما ،فلم يزال يجريان طاهرين مطهرين
في الصلب الطاهرة حتى افترقا في أطهر طاهرين في عبد ال خ وأبيطخخالب
) .(1بيان) :إذ ل كان( يعني لم يكن شئ من الممكنات ،وكأنه مصدر بمعنخخى
الكائن كالقيل والقال ،ولعل المخخراد بنخور النخوار أول نخخور النخخبي صخخلى الخ
عليخخخه وآلخخخه إذ هخخخو منخخخور أرواح الخلئق بخخخالعلوم والكمخخخالت والهخخخدايات
والمعارف ،بل سبب لوجود الموجودات وعلة غائيخخة لهخخا )وأجخخرى فيخخه( أي
في نور النوار )من نوره الذي نورت منه النوار( أي نور ذاته سبحانه من
إفاضاته وهداياته التي نورت منها النوار كلها حخختى نخخور النخخوار المخخذكور
أول )وهو النور( أي نور النوار المذكور أول )إذ ل شخخئ كخخون قبلهمخخا( أي
قبل نورهما الذي خلقا منه ،أو سوى ذلك النور أول شخخئ مخخن ذوات الرواح
)أطهر طاهرين( أي في زمانهما - 144 .الكافي :عن أحمد بن إدريس ،عخخن
الحسين بن عبخخد الخخ ،عخخن محمخخد بخخن عبخخد الخخ ،عخخن محمخخد بخخن سخخنان ،عخخن
المفضل ،عن جابر بن يزيد ،قال :قال لي أبو جعفر عليه السلم :يا جخخابر إن
ال أول ما خلق خلق محمدا وعترته الهداة المهتدين ،فكانوا أشباح نخخور بيخخن
يدي ال .قلخخت :ومخخا الشخباح ؟ قخال :ظخل النخخور ،أبخدان نورانيخة بل أرواح،
وكان مؤيدا بنور واحد ) (2وهي روح القدس ) ،(3فبه كان يعبد ال
) (1الكخخافي :ج ،1ص (2) .441فخخي المصخخدر :بخخروح واحخخدة (3) .الظخخاهران مخخا
يضاهى هذه الرواية في التعبير بالشباح والظلة ناظر إلى مرتبة اخرى=
][198
وعترته ،ولذلك خلقهم حلمخخاء علمخخاء بخخررة أصخخفياء ،يعبخخدون الخ بالصخخلوة والصخخوم
والسجود والتسبيح والتهليل ويصلون الصخخلوات ويحجخخون ويصخخومون ).(1
اقول :قد مضى شرح تلك الخبار وما يضاهيها في المجلد السخخادس والسخخابع
والتاسع ،والخبار الدالخخة علخخى أن أول الموجخخودات أرواحهخخم عليهخخم السخخلم
كثيرة ،ويمكن الستدلل بهخخا علخخى حخخدوث الجميخخع بانضخخمام مخخا سخخيأتي مخخن
الخبار الدالة على أن الفاصلة بين خلق الرواح والسجاد بزمخخان متبخخاه ،إذ
الزائد على المتناهي بزمان متناه يكخخون ل محالخخة متناهيخخا - 145 .وقخخال أبخخو
الحسن البكري ) (2استاذ الشهيد الثاني ره في كتاب النوار :روي عن أمير
المؤمنين أنه قال :كان ال ول شئ معه فأول ما خلق نور حبيبه محمد صخخلى
ال خ عليخخه وآلخخه قبخخل خلخخق المخخاء والعخخرش والكرسخخي والسخخماوات والرض
واللخخوح والقلخخم والجنخخة والنخخار والملئكخخة وآدم وحخخواء بأربعخخة وعشخخرين
وأربعمائة ألف عام ،فلما خلق
= من الوجود غير المرتبة المذكورة في سخخائر الروايخخات فانهخخا تخخدل علخخى ان اول مخخا
خلق ال نور واحد بسيط هو نور النبي صلى ال عليه وآله وهو بعينه نخخور
عترته وذلك النور كان بين يدى ال يسبح ويهلل ،ولخخم يفخخرض عنخخدئذ شخخبح
وظل وبدن وعرش وزمان ومكان ول أي شئ آخر ،لكن هذه الروايخخة تخخدل
على وجود روح القدس قبخخل وجخخودهم وتأيخخدهم بهخخا فخخالمراد بالوليخخة ههنخخا
الولية الضافية دون الحقيقية وكذا ما ورد في روايات اخخخرى مخخن كخخونهم
حينئذ حول العرش اوفى الضلل إلى غير ذلك ممخخا يخخدل علخخى وجخخود شخخئ
آخر غير نورهم (1) .الكافي :ج ،1ص (2) .442هو الشيخ الجليل احمد
بن عبد ال بن محمد البكري صاحب كتاب النوار في مولد النبي صلى ال
عليه وآله وكتخخاب مقتخخل أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم وكتخخاب وفخخاة فاطمخخة
الزهراء عليها السلم احد مشايخ الشهيد الثاني ،سمع عليه بمصر جملة من
الكتب في الفقه والتفسير وبعخخض شخخرحه علخخى المنهخخاج ،كخخان كخخثير البهخخه
والمهابة عند العوام والدولة ،وكان إذا حج يجاور سنة ويقيخخم بمصخخر سخخنة،
ويحج ومعه من الكتب عدة احمخال .تخخوفى رحمخه الخ سخنة ثلث وخمسخين
وتسعمائة بمصر ،وكان يوم موته يوما عظيما لكثرة الجمع ،ودفخخن بجخخانب
قبر الشافعي ،وبنو اعليه قبة عظيمة )*(.
][199
ال تعالى نور نبينا محمد صلى ال عليه وآله بقي ألف عام بين يدي ال عزوجل واقفا
يسبحه ويحمده والحق تبارك وتعالى ينظر إليه ويقول :يا عبدي أنخخت المخخراد
والمريد ،وأنت خيرتي من خلقي ،وعزتي وجللي لولك ما خلقخخت الفلك،
من أحبك أحببته ومن أبغضك أبغضته ،فتأل نوره وارتفع شعاعه ،فخلق ال خ
منه اثني عشر حجابا أولهخخا حجخاب القخخدرة ،ثخخم حجخخاب العظمخة ،ثخم حجخاب
العزة ،ثم حجاب الهيبة ،ثم حجاب الجبروت ،ثم حجاب الرحمة ،ثخخم حجخخاب
النبوة ،ثم حجاب الكبرياء ،ثم حجاب المنزلة ،ثم حجاب الرفعخخة ،ثخخم حجخخاب
السعادة ،ثم حجاب الشفاعة ،ثم إن ال تعالى أمر نور رسخخول ال خ صخخلى الخ
عليخه وآلخه أن يخدخل فخي حجخاب القخدرة ،فخدخل وهخو يقخول :سخبحان العلخي
العلى وبقي على ذلك اثني عشر ألف عخخام ،ثخخم أمخخره أن يخخدخل فخخي حجخخاب
العظمة ،فدخل وهو يقول :سبحان عالم السر وأخفى ،أحد عشر ألف عام ،ثم
دخل في حجاب العزة وهو يقول :سبحان الملك المنان ،عشرة آلف عخخام ثخخم
دخل في حجاب الهيبة وهو يقول :سبحان من هو غني ل يفتقر ،تسخخعة آلف
عام ،ثم دخل في حجاب الجبروت وهو يقول :سبحان الكريم الكخخرم ،ثمانيخخة
آلف عخام ،ثخخم دخخل فخخي حجخاب الرحمخخة وهخخو يقخخول :سخخبحان رب العخرش
العظيم ،سبعة آلف عام ،ثم دخل في حجاب النبوة وهو يقول :سخخبحان ربخخك
رب العزة عما يصفون ،ستة آلف عام ،ثم دخخل فخي حجخاب الكبريخاء وهخو
يقول :سبحان العظيم العظم ،خمسة آلف عام ،ثم دخل في حجخخاب المنزلخخة
وهو يقخخول :سخخبحان العليخخم الكريخخم ،أربعخخة آلف عخخام ،ثخخم دخخخل فخخي حجخاب
الرفعة وهو يقول :سبحان ذي الملك والملكوت ،ثلثة آلف عام ،ثم دخل في
حجاب السعادة وهو يقول :سبحان من يزيل الشياء ول يزول ،ألفي عام ،ثم
دخل في حجاب الشفاعة وهو يقول :سبحان ال وبحمده سخبحان الخ العظيخم،
ألف عام .قال المام علي بن أبي طالب عليه السلم :ثخخم إن ال خ تعخخالى خلخخق
من نور محمد صلى ال عليه وآله عشرين بحرا من نور ،في كل بحر علخخوم
ل يعلمها إل ال تعالى
][200
ثم قال لنور محمد صلى ال عليه وآله :انزل في بحر العز فنزل ،ثم في بحر الصخخبر،
ثم في بحر الخشوع ،ثم في بحر التواضع ،ثم في بحر الرضخخا ،ثخخم فخخي بحخخر
الوفاء ،ثم في بحر الحلم ،ثم في بحر التقى ،ثم في بحر الخشية ،ثم فخخي بحخخر
النابة ،ثم في بحر العمل ،ثم في بحر المزيد ،ثم في بحر الهدى ،ثم في بحخر
الصيانة ،ثم في بحر الحياء ،حتى تقلب فخخي عشخخرين بحخخرا ،فلمخخا خخخرج مخخن
آخر البحر قال ال تعالى :يا حبيبي ويا سيد رسخخلي ويخخا أول مخلوقخخاتي ويخخا
آخر رسلي ،أنت الشفيع يوم المحشر فخر النور ساجدا .ثم قال ) :(1فقطرت
منه قطرات كان عددها مائة ألف وأربعخخة وعشخخرين ألخخف قطخخرة ،فخلخخق الخ
تعالى من كل قطرة من نوره نبيا من النبيخخاء فلمخخا تكخخاملت النخخوار صخخارت
تطوف حول نور محمد صلى ال عليه وآله كما تطخخوف الحجخخاج حخخول بيخخت
ال الحرام ،وهم يسبحون ال ويحمخخدونه ويقولخخون :سخخبحان مخخن هخخو عخخالم ل
يجهل ،سبحان من هو عليخخم ) (2ل يعجخخل ،سخخبحان مخخن هخخو غنخخي ل يفتقخخر.
فناداهم ال تعالى :تعرفون من أنا ؟ فسبق نور محمد صلى ال عليه وآله قبل
النخخوار ونخخادى :أنخخت ال خ الخخذي ل إلخخه إل أنخخت وحخخدك ل شخخريك لخخك ،رب
الربخخاب ،وملخخك الملخخوك .فخخإذا بالنخخداء مخخن قبخخل الحخخق :أنخخت صخخفيي ،وأنخخت
حبيبي ،وأنت خير خلقي ،امتك خير امة اخرجت للنخخاس .ثخخم خلخخق مخخن نخخور
محمد صلى ال عليه وآله جخخوهرة وقسخخمها قسخخمين ،فنظخخر إلخخى القسخخم الول
بعين الهيبة فصار ماء عذبا ،ونظر إلى القسم الثاني بعين الشخخفقة فخلخخق منخخه
العرش فاستوى على وجه الماء ،فخلق الكرسي من نور العرش ،وخلخق مخن
نور الكرسي اللوح ،وخلق من نور اللخخوح القلخخم ،وقخخال لخخه :اكتخخب توحيخخدي،
فبقي القلم ألف عام سكران من كلم ال تعالى ،فلما أفاق قال :اكتب ،قال :يخخا
رب وما أكتب ؟ قال :اكتب :ل إله إل ال ،محمد رسول ال .فلما سخخمع القلخخم
اسم محمد صخلى الخ عليخه وآلخه خخر سخاجدا وقخال :سخبحان الواحخد القهخار،
سبحان العظيم العظم ،ثم رفع رأسه من السجود
) (1في بعض النسخ :ثم قام (2) .في المخطوطة) :حليم( وهو الظهر )*(.
][201
وكتب :ل إله إل ال ،محمد رسول ال .ثم قال :يا رب ومن محمد الخخذي قرنخخت اسخخمه
باسمك ،وذكره بذكرك ؟ قخال الخ تعخالى لخه :يخا قلخم ،فلخوله مخا خلقتخك ،ول
خلقت خلقي إل لجله ،فهو بشير ونذير ،وسراج منير ،وشفيع وحبيب ،فعنخخد
ذلك انشق القلم من حلوة ذكر محمد ،ثم قال القلخخم :السخخلم عليخخك يخخا رسخخول
ال ،فقال ال تعالى :وعليك السخخلم منخخي ورحمخخة الخ وبركخخاته ،فلجخخل هخخذا
صار السلم سنة والرد فريضه ،ثم قال ال تعالى :اكتب قضائي وقدري وما
أنا خالقه إلى يوم القيامة .ثم خلق ال ملئكة يصلون على محمخخد وآل محمخخد،
ويستغفرون لمته إلى يوم القيامة ،ثم خلق ال تعالى من نور محمد صلى ال
عليه وآله الجنة وزينها بأربعة أشياء :التعظيخخم والجللخخة والسخخخاء والمانخخة،
وجعلها لوليائه وأهل طاعته ،ثم نظر إلى باقي الجوهرة بعين الهيبة فذابت،
فخلق من دخانهخخا السخخماوات ،ومخخن زبخخدها الرضخخين فلمخخا خلخخق الخ تبخخارك
وتعالى الرض صارت تموج بأهلها كالسفينة فخلق ال الجبال فأرساها بهخخا،
ثم خلق ملكا من أعظم ما يكون فخخي القخخوة فخخدخل تحخخت الرض ،ثخخم لخخم يكخخن
لقدمي الملك قرار ،فخلق ال صخرة عظيمة وجعلها تحت قدمي الملك ،ثم لم
يكن للصخرة قرار ،فخلق لها ثورا عظيما لم يقدر أحد ينظر إليه لعظم خلقته
وبريق عيونه ،حتى لو وضعت البحار كلها في إحدى منخريخخه مخخا كخخانت إل
كخردلة ملقاة في أرض فلة ،فدخل الثور تحت الصخرة وحملها على ظهره
وقرونه واسم ذلك الثور )لهوتا( ثم لم يكن لذلك الثور قرار فخلق ال له حوتا
عظيما واسم ذلك الحوت )به موت( فدخل الحوت تحت قدمي الثخخور فاسخختقر
الثور علخخى ظهخخر الحخخوت فخخالرض كلهخخا علخخى كاهخخل الملخخك ،والملخخك علخخى
الصخرة ،والصخرة على الثور ،والثور على الحوت ،والحوت علخخى المخخاء،
والماء على الهواء ،والهواء على الظلمة ،ثم انقطع علخخم الخلئق عمخخا تحخخت
الظلمة .ثم خلق الخ تعخخالى العخخرش مخخن ضخخيائين :أحخخدهما الفضخخل ،والثخخاني
العدل ،ثم أمخر الضخيائين فانتفسخا بنفسخين فخلخق منهمخا أربعخة أشخياء :العقخل
والحلم والعلم والسخاء
][202
ثم خلق من العقل الخوف ،وخلق من العلم الرضا ،ومن الحلم المخخودة ،ومخخن السخخخادء
المحبة ،ثم عجن هذه الشياء في طينة محمد صلى ال عليه وآله ثم خلق مخخن
بعدهم أرواح المؤمنين من امة محمد صلى الخ عليخخه وآلخخه ثخخم خلخخق الشخخمس
والقمر والنجوم والليل والنهار والضخخياء والظلم وسخخائر الملئكخخة مخخن نخخور
محمد صلى ال عليه وآله فلما تكاملت النخخوار سخخكن نخخور محمخخد صخخلى الخ
عليه وآله وسلم تحت العرش ثلثة وسخخبعين ألخخف عخخام ،ثخخم انتقخخل نخخوره إلخخى
الجنة فبقي سبعين ألف عام ،ثم انتقل إلى سدرة المنتهخخى ،فبقخخي سخخبعين ألخخف
عام ،ثم انتقل نوره إلخخى السخخماء السخخابعة ،ثخخم إلخخى السخخماء السادسخخة ،ثخخم إلخخى
السماء الخامسة ثم إلى السماء الرابعة ،ثم إلى السماء الثالثة ،ثخم إلخى السخماء
الثانية ،ثم إلى السماء الدنيا ،فبقي نوره في السماء الدنيا إلى أن أراد ]ال[ أن
يخلق آدم عليه السلم إلى آخر ما مر في المجلد السادس - 146 .كتخخاب أبخخي
سعيد عباد العصفرى ) :(1عن عمرو بن أبي المقدام ،عن أبي حمخخزة ،قخخال:
سمعت علي بن الحسين عليه السلم يقول :إن ال خلق محمخخدا وعليخخا و أحخخد
عشر من ولده من نور عظمته ،فأقامهم أشباحا في ضياء نوره يعبخخدونه قبخخل
خلق الخلق ،يسبحون ال ويقدسونه ،وهم الئمة من ولد رسول ال صلى ال خ
عليه وآله - 147 .ومنه :عن عمرو ،عن أبيه ،عن أبخخي جعفخخر عليخخه السخخلم
قال :خلق ال أرض كربلء قبل أن يخلق أرض الكعبة بأربعة وعشرين ألف
عام ،وقدسها وبارك عليها فما زالت قبل خلق ال الخلق مقدسة مباركخخة ،ول
تزال كذلك حتى يجعلها ال
) (1العصفرى نسبة إلى الصعفر وزان بخخرئن نبخخات يصخخبغ بخخه ،قخخال النجاشخخي )ص:
:(225عباد أبخخو سخخعيد العصخخفرى كخخوفى ،كخخان أبخخو عبخخد الخ الحسخخين بخخن
عبيدال -رحمه ال -يقخخول :سخخمعت اصخخحابنا يقولخخون ،إن عبخخادا هخخذا هخخو
عباد بن يعقوب )انتهى( وجزم به المحدث الثوري -رحمه ال -في خاتمة
المستدركات ،وكيف كان فلم ينص عليه بمدح أو قدح ،نعخخم نقخخل فخخي تنقيخخح
المقال )ج ،2ص (120عخخن السخخيد صخخدر الخخدين فخخي تعليقخخه علخخى منتهخخى
المقال انه قال :انى نظرت في كتاب عباد هذا وهو تسعة عشر حخخديثا كلهخخا
نقية واكثرها تدل على تشيعه ولم أر فيها شيئا ينكر )*(.
][203
أفضل أرض في الجنة ،وأفضل منزل ومسكن يسكن ال فيه أولياءه في الجنة .ومنخخه:
عن رجل عن أبي الجارود ) (1عن علخى بخن الحسخين عليهمخا السخلم مثلخه.
- 148الكافي :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بخخن الحسخخين ،عخخن محمخخد بخخن
سنان عن محمد بن عمران العجلي قال :قلت لبي عبد ال عليخخه السخخلم :أي
شئ كان موضع البيت حيث كما الماء في قوله ال خ عزوجخخل )وكخخان عرشخخه
على الماء ؟( قال :كانت مهاة بيضاء يعنخخي درة ) .(2بيخخان :قخخال الجخخوهري:
المهاة بالفتح البلور ) - 149 .(3الكافي :عن علي بن محمد ،عخخن سخخهل بخخن
زياد ،عن منصور بن العباس عن صخخالح اللفخخائفي ،عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه
السلم قال :إن ال عزوجل دحا الرض من تحت الكعبة إلى منى ،ثم دحاهخخا
من منى إلى عرفات ثم دحاها من عرفات إلى منى ،فخخالرض مخخن عرفخخات،
وعرفات من منى ومنى من الكعبة ) .(4بيان :قوله )ثخخم دحاهخخا مخخن عرفخخات
إلى منى( أبي دحا السطح الظاهر من الرض من عرفخات إلخخى منتهاهخخا ،ثخم
ردها من تحت الرض لحصول الكروية إلى منخخى ،ولخخم يخخذكر عليخخه السخخلم
كيفية إتمخخامه لظهخخوره ،أو المعنخخى أنخخه ردهخخا مخخن جهخخة التحخخت إلخخى الجخخانب
الخر ،ثم إلى الكعبة ،ثم تمم أطراف الكخخرة مخخن جهخخة الفخخوق إلخخى منخخى ليتخخم
كلها .وأما ما تكلف بعض أفاضل المعاصرين حيث قخخرأ )منخخى( أخيخخرا بفتخخح
الميم بمعنى قدر ،أي إلى آخخخر مخخا قخخدره الخ مخخن منتهخخى الرض ،فل يخفخخى
عليك بعده.
) (1هو زياد بن المنذر الهمداني الخارفى :كان من علماء الزيديخخة رئيخخس الجاروديخخة
منهم وكان اعمى :قال ابن الغضائري ،حديثه في حديث اصحابنا اكثر منخخه
في الزيدية و بالجملة فالرجل ضعيف عند الصحاب وسماه أبو جعفر عليه
السلم )سرحوبا( وهو اسم شيطان اعمى يسكن البحخخر .واورد الكشخخى فخخي
رجاله عدة روايخخات تخخدل علخخى ذمخخه (2) .فخخروع الكخخافي )الطبعخخة القديمخخة(
كتاب الحج ،الباب الثالث :ح :1ص (3) .216في المصدر )ص :(2499
المهاة بالفتح ايضا البلورة (4) .فروع الكافي :ص ،116ب ،3ح .3
][204
- 150الكافي :عن عدة من أصحابه ،عن أحمد بن محمد ،عخخن علخخي بخخن الحكخخم عخخن
سيف بن عميرة ،عن أبي زرارة التميمي ،عن أبي حسخخان ،عخخن أبخخي جعفخخر
عليه السلم قال :لما أراد ال عزوجل أن يخلق الرض أمر الرياح فضر بن
وجه الماء حتى صار موجا ،ثم أزبد فصار زبدا واحدا ،فجمعخخه فخخي موضخخع
البيت ،ثخم جعلخخه جبل مخخن زبخد ،ثخم دحخا الرض مخخن تحتخه ،وهخخو قخخول الخ
عزوجل )إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا( ) .(1ورواه أيضا عن
سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )
- 151 .(2الخخدر المنثخخور للسخخيوطي :بأسخخانيد عخخن مجاهخخد ،قخخال :خلخخق الخ
الرض قبل السماء ،فلما خلق الرض ثار منها دخان فذلك قوله )ثم اسخختوى
إلى السماء فسويهن سبع سماوات( يقول :خلق سخخبع سخخماوات بعضخخهن فخخوق
بعض ،وسبع أرضين بعضهن تحت بعخخض ) - 152 .(3ومنخخه :أيضخخا بعخخدة
طرق عن ابن عباس ،وابن مسعود ،وناس من أصحاب رسول ال صلى ال
عليه وآله في قوله تعالى )هو الذي خلق لكم ما في الرض جميعا ثم اسخختوى
إلى السماء فسويهن سبع سماوات( قال :إن ال كخخان عرشخخه علخخى المخخاء ولخخم
يخلق شيئا قبل الماء ،فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فخخارتفع
فوق الماء ) (4فسمى عليه فسماه سماه ،ثم أيبس الماء فجعله أرضخخا واحخخدة،
ثم فنقها فجعلهخا سخخبع أرضخين فخخي يخومين :فخخي الحخد والثنيخخن ،فجعخخل )(5
الرض على الحوت
) (1آل عمران (2) .96 :فروع الكافي )الطبعة القديمخخة( :ص ،116ب ،3ح ) .7
(3الدر المنثور :ج ،1ص (4) .42 43في المصدر :فخوق المخاء فسخماه
سماء (5) .في المصدر :فخلق الرض )*(.
][205
وهو الذي ذكره في قوله )ن والقلم( والحوت في الماء ) (1على صفاة ،والصفاة علخخى
) (2ملك ،والملك على صخرة ،والصخرة على ) (3الريخخح ،وهخخي الصخخخرة
الخختي ذكرهخخا لقمخخان ليسخخت فخخي السخخماء ول فخخي الرض ،فتحخخرك الحخخوت
فاضطرب فتزلزلت الرض فأرسخخى عليهخخا الجبخخال ،فقخخرت ) (4فخخذلك قخخوله
)وجعل لها رواسي أن تميد بكم( وخلق الجبال فيها وأقخخوات أهلهخخا وشخخجرها
وما ينبغي لها في يومين :في الثلثاء والربعاء ،ودلخخك قخخوله )أئنكخخم لتكفخخرون
بالذي خلق الرض في يومين -إلى قخخوله -وبخخارك فيهخخا( يقخخول :أنبخخت فيهخخا
شجرها )وقخدر فيهخا أقواتهخخا( وأهلهخخا )) (5فخي أربعخخة أيخخام سخواء للسخائلين(
يقول :من سأل فهكذا المر )ثم استوى إلى السخخماء وهخخي دخخخان( فكخخان ذلخخك
الدخان من تنفس الماء حين تنفس فجعلها سماء واحدة ثم فتقها فجعلهخخا ،سخخبع
سماوات فخي يخومين فخي الخميخس والجمعخة لنخه جمخع فيخه خلخق السخماوات
والرض )وأوحى في كل سماء أمرها( قال :خلق فخخي كخخل سخخماء خلقهخخا مخخن
الملئكة والخلق الذي فيها من البحخخار والجبخخال الخخبرد ومخخا ل يعلخخم ،ثخخم زيخخن
السماء الدنيا بالكواكب فجعلها زينة وحفظا من الشياطين ،فلما فرغ من خلق
ما أحب استوى على العرش ) - 153 .(6وعن ابن عبخخاس فخخي قخخوله تعخخالى
)ثم استوى إلى السماء( يعني صعد أمره إلى السخخماء )فسخخويهن( يعنخخي خلخخق
سبع سماوات ،قال :أجرى النار على الماء فبخر البحر ،فصخخعد فخخي الهخخواء،
فجعل السماوات منه ).(7
) (1في المصدر :والماء على ظهر صفاة (2) .في المصدر :على ظهر ملك (3) .في
المصدر :في الريح (4) .في المصدر :فالجبال تفتخر علخخى الرض فخخذلك..
) (5في المصخخدر :ويقخول لهلهخا (6) .الخخدر المنثخخور :ج ،1ص (7) .43
الدر المنثور :ج ،1ص .(*) 43
][206
- 154وعن عبد ال بن عمرو ،قخخال :لمخخا أراد الخ أن يخلخخق الشخخياء إذ كخخان عرشخخه
على الماء ،وإذ ل أرض ول سماء ،خلخخق الريخخح فسخخلطها علخخى المخخاء ،حخختى
اضطربت أمواجه ،وأثار ركامه ،فأخرج من الماء دخانا وطينا وزبخخدا فخخأمر
الدخان فعل و سما ونما ،فخلق منه السماوات ،وخلق من الطيخخن الرضخخين،
وخلق من الزبد الجبال ) - 155 .(1وعن أبي هريرة ،قال :أخذ النبي صلى
ال عليه وآله بيدي فقال :خلق ال التربة يوم السبت ،وخلق فيهخا الجبخال يخخوم
الحد ،وخلق الشجر يوم الثنين ،و خلق المكروه يخخوم الثلثخخاء ،وخلخخق النخخور
يوم الربعاء ،وبث فيها الخخدواب يخخوم الخميخخس ،وخلخخق آدم يخخوم الجمعخخة بعخخد
العصر ) - 156 .(2وعن النبي صلى ال عليه وآله قال :دحيت الرض من
مكة ،وكانت الملئكة تطخخوف بخخالبيت ،وهخخي أول ) (3مخخن طخخاف بخخه ،وهخخي
الرض التي قال ال )إني جاعل في الرض خليفة ) ،((4خ - 157وعن ابخخن
عباس قال :وضع البيت على الماء علخخى أربعخخة أركخخان قبخخل أن يخلخخق الخخدنيا
بألفي عام ،ثم دحيت الرض من تحت البيت ) - 158 .(5وعن مجاهد قال:
خلق ال موضع البيت الحرام من قبل أن يخلق شيئا مخخن الرض بخخألفي سخخنة
وأركخخانه فخخي الرض السخخابعة ) - 159 .(6وعخخن كعخخب الحبخخار ) (7قخخال:
كانت الكعبة غثاء على الماه قبل أن يخلق
) 1و (2الدر المنثور :ج ،1ص (3) .43في بعض النسخ وكذا في المصدر :فهخخى.
) (4الدر المنثور :ج (5) .46 ،1الدر المنثور ،ج ،1ص (6) .127الدر
المنثور :ج ،1ص (7) .127بالحاء المهملة .جمع )حبر( وهو عالم اهخخل
الكتاب ،كان منحرفا عن على عليه السلم وروى ان أميخخر المخخؤمنين عليخخه
السلم قال :انه كذاب .ولخخه مخاصخخمة مخخع أبخخى ذر فخخي مجلخخس عثمخخان فخخي
مسألة احراز بيت المال ،فقال له أبو ذر ،يا ابن اليهودية تعلمنا ديننا ؟ !
][207
ال السموات والرض بأربعين سنة ،ومنها دحيت الرض - 160 .وعن ابخخن عبخخاس
قال :لما كان العرش على الماء قبل أن يخلخخق الخ السخخماوات والرض بعخخث
ال ريحا هفافة فصفقت الريح الماء ،فأبرزت عخن خشخفة فخي موضخع الخبيت
كأنها قبة ،فدحا ال الرض من تحتها ،فمادت ثم مادت فأوتدها الخ بالجبخخال،
فكان أول جبل وضع فيها )أبو قبيس( فلذلك سخخميت أم القخخرى - 161 .وعخخن
مجاهد قال :بدأ ال ) (1بخلق العرش والمخخاء والهخخواء ،وخلقخخت الرض مخخن
الماء ،وكان بدء الخلق يوم الحد ،وجمع ) (2الخلق يوم الجمعخخة ،و تهخخودت
اليهود يوم السبت ،ويوم من الستة أيام كألف سنة ممخخا تعخخدون )- 162 .(3
وعن عكرمة قال :إن ال بدأ خلق السماوات والرض وما بينهما يوم الحد،
ثم استوى على العرش يوم الجمعة في ثلث ساعات ،فخلق فخخي سخخاعة منهخخا
الشموس كي يرغب الناس إلى ربهم في الدعاء والمسألة ) - 163 .(4وكتب
يزيد بن ) (5مسلم إلى جخخابر بخخن يزيخخد يسخأله عخخن بخخدء الخلخخق قخخال :العخخرش
والماء والقلم وال أعلم ) - 164 .(6وعن عمخخران بخخن الحصخخين عخخن النخخبي
صلى ال عليه وآله قال :كان ال قبل كل شئ وكان عرشه على الماء ،وكتب
في اللوح المحفخخوظ ذكخر كخل شخخئ )) (7الخخبر( - 165 .وعخخن عبخخد الخ بخخن
عمرو بن العا ص ،قال :قخخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه إن الخ قخخدر
مقخخادير الخلئق قبخخل أن يخلخخق السخخماوات والرضخخين بخمسخخين ألخخف سخخنة
وعرشه ) (8على الماء ).(9
) (1فخي المصخدر :بخدء الخلخق (2) .فخي المصخدر :ويخوم الثنيخن والثلثخاء والربعخاء
والخميس وجميع الخلق في يوم الجمعخخة ) 3و (4الخخدر المنثخخور :ج ،3ص
(5) .91في المصخخدر )يزيخخد بخخن أبخخى سخخلم( وليخخس لهمخخا ذكخخر فخخي تراجخخم
الخاصة والعامة 6) .و (7الدر المنثور :ج ،3ص (8) .91في المصدر:
وكان عرشه على الماء (9) .الدر المنثور :ج ،3ص .(*) 321
][208
- 166وعن ابن عباس أنه سئل عن قوله تعالى )وكان عرشخخه علخخى المخخاء( علخخى أي
شئ كان الماء ؟ قال :على متن الريخخح ) - 167 .(1وعخخن مجاهخخد فخخي قخخوله
)وكان عرشه على الماء( قبل أن يخلق شخخيئا ) - 168 .(2وعخخن الربيخخع بخخن
أنس ،قال :كان عرشه على الماء ،فلمخخا خلخخق السخخماوات والرض قسخخم ذلخخك
الماء قسمين فجعل نصفا تحت العرش وهو البحخخر المسخخجور فل تقطخخر منخخه
قطرة حتى ينفخ في الصور فينزل ) - 169 .(3وعن عكرمة قال :سئل ابخخن
عبخخاس عخخن الليخخل كخخان قبخخل أم النهخخار ؟ قخخال :الليخخل ،ثخخم قخخرأ )إن السخخموات
والرض كانتا رتقا ففتقناهما( فهل تعلمون كان بينهما إل ظلمة ) (4؟ 170
-وعن النبي صلى ال عليه وآله في قوله )وجعلنا مخن المخخاء كخل شخئ حخخي(
قال :كل شئ خلق من الماء ) - 171 .(5وعن وهب قخخال :قخخال عزيخخز :رب
أمرت الماء فجمد في وسط الهخواء فجعلخت منخه سخبعا وسخمية السخماوات ثخم
أمرت الماء ينفق عخخن الخختراب ،وأمخخرت الخختراب أن يتميخخز مخخن المخخاء ،فكخخان
كذلك فسميت جميع ذلك الرضين وجميع الماء البحار ،ثم خلقخخت مخخن المخخاء
أعمى أعين بصرته ) (6ومنها .أصم آذان أسمعته ،ومنها ميت أنفخس أحييتخه
خلقت ذلك بكلمة واحدة منها ما عيشه الماء ومنها ما ل صبر لخخه علخخى المخخاء
خلقا مختلفا في الجسام واللوان جنسخخته أجناسخخا ،وزوجتخخه أزواجخخا وخلقخخت
أصنافا وألهمته الذي خلقته .ثم خلقت من الخختراب والمخخاء دواب الرض ومخخا
شيتها وسباعها فمنهم من يمشي على بطنه ،ومنهم من يمشخخي علخخى رجليخخن،
ومنهم من يمشي على أربع ومنهم العظيم والصغير ) (7ثم زرعت في
) (4 - 1الخخدر المنثخخور ،ج ،3خ (5) 322الخخدر المنثخخور :ج ،4ص (6) .317فخخي
المخطوطخخة :أبصخرته ) (7فخخي المصخدر :ثخخم وعظتخخه بكتابخخك وحكمتخك ثخم
قضيت عليه الموت ل محالة ثخم انخت تعيخده كمخا بخدأته وقخال عزيخز :اللهخم
بكلمتك خلقخت جميخع خلقخك فخاتى علخى مشخيتك ثخم زرعخت فخي أرضخك...
وسيأتى ما سقط هناك بعد أسطر )*(.
][209
أرضك كل نبخخات فيهخخا بكلمخخة واحخخدة وتخخراب واحخخد وتسخخقى بمخخاء واحخخد ،فجخخاء علخخى
مشيئتك مختلفا اكله ولونه وريحه وطعمه ،منه الحلو ،ومنه الحامض والمر،
و الطيب ريحه والمنتن ،والقبيخخح والحسخخن ،وقخخال عزيخخز :يخخا رب إنمخخا نحخخن
خلقك وعمل يخدك ) (1خلقخت أجسخادنا فخي أرحخام امهاتنخا ،وصخورتنا كيخف
تشاء بقدرتك جعلت لنا أركانا ،وجعلت فيها عظاما ،وشفقت ) (2لنخا أسخماعا
وأبصارا ،ثم جعلت لها ) (3في تلك الظلمة نخخورا ،وفخخي ذلخخك الضخخيق سخخعة،
وفي ذلك الغم روحا ،ثم هيأت لها من فضلك رزقا يقخخويه علخخى مشخخيئتك ،ثخخم
وعظته بكتابك وحكمتك ،ثم قضيت عليه الموت ل محالة ،ثم أنت تعيده كمخخا
بدأته .قال عزيز :اللهم بكلمتك خلقت جميع خلقك ،فأتى على مشيتك ،لم تخخأن
في ذلك مؤنة ،ولم تنصب ) (4فيه نصبا ،كان عرشك علخخى المخخاء ،والظلمخخة
على الهواء والملئكة يحملون عرشخخك ،ويسخخبحون بحمخخدك ،والخلخخق مطيخخع
لك ،خاشع من خوفك ،ل يرى فيه نور إل نورك ،ول يسخخمع فيخخه صخخوت إل
سمعك ،ثم فتحخخت خزانخخة النخخور وطريخخق الظلمخخة فكانخخا ليل ونهخخارا يختلفخخان
بأمرك ) - 172 .(5وعن ابن عباس :إن اليهود أتت النخخبي صخخلى ال خ عليخخه
وآله فسألته عن خلق السماوات والرض ،فقال :خلق ال الرض يوم الحخخد
والثنين ،وخلق الجبال وما فيهن من منافع يوم الثلثاء ،وخلخخق يخخوم الربعخخاء
الشجر والماء والمدائن و العمران والخخخراب ،فهخخذه أربعخخة فقخخال تعخخالى )قخخل
أئنكم لتكفرون بالذي خلق الرض في يومين إلى قوله في أربعخخة أيخخام سخخواء
للسائلين( وخلق يخخوم الخميخخس السخخماء وخلخخق يخخوم الجمعخخة النجخخوم والشخخمس
والقمر والملئكة إلى ثلث ساعات بقين منه
) (1في المصدر :يديك (2) .فخخي المصخخدر :وفتقخخت (3) .فخخي المصخخدر :لنخخا (4) .فخخي
المصدر :ولم ثعى منه نصبا (5) .الدر المنثور :ج ،5ص.(*) 6 :
][210
فخلق في أول ساعة من هذه الثلث ) (1الجال حيخخن يمخخوت مخخن مخخات ،وفخخي الثانيخخة
ألقى الفة على كل شئ مما ينتفع به ،وفي الثالثخخة خلخخق آدم وأسخخكنه الجنخخة و
أمر إبليس بالسجود له ،وأخرجه منها في آخر ساعة .قالت اليهود :ثم ماذا يخخا
محمد ؟ قال :ثم استوى على العرش .قالوا :قد أصبت لو أتممخخت ! قخخالوا :ثخخم
استراح .فغضب النبي صلى ال عليه وآله غضخخبا شخخديدا فنخخزل )ولقخخد خلقنخخا
السماوات والرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر علخخى
ما يقولون ) - 173 .((2وعن ابن جريح في قخخوله )وبخخارك فيهخخا( قخخال :كخخل
شئ فيه منفعة لبن آدم فهو مبارك ) - 174 .(3وعن ابخخن عبخخاس فخخي قخخوله
)وقدر فيها أقواتهخا( قخال :شخق النهخار وغخرس الشخجار ،ووضخع الجبخال،
وأجرى البحار ،وجعل في هذه ما ليس في هذه وفي هذه مخخا ليخخس فخخي هخخذه )
- 175 .(4وعن عكرمة في قوله تعالى )وقدر فيها أقواتهخخا( قخخال :قخخدر فخخي
كخخل أرض شخخيئا ل يصخخلح فخخي غيرهخخا ) - 176 .(5وعخخن ابخخن جخخبير قخخال:
معاشخخها ) - 177 .(6وعخخن الحسخخن قخخال :أرزاقهخخا )،(7خ - 178وعخخن ابخخن
عباس قال :خلق ال السماوات من دخان ،ثخخم ابتخخدأ خلخخق الرض يخخوم الحخخد
ويوم الثنين وذلك قوله )أئنكم لتكفرون بالذي خلخخق الرض فخخي يخخومين( ثخخم
قدر فيها أقواتها في يوم الثلثاء ويوم الربعاء ،فذلك قوله )وقدر فيهخخا أقواتهخخا
في أربعة أيام سواء للسخخائلين ثخخم اسختوى إلخى السخماء وهخخي دخخان( فسخخمكها
وزينها بالنجوم والشمس والقمر وأجراهما في فلكهما ،وخلق فيها ما شاء من
) (1في المصخخدر :الثلثخخة (2) .ق 38 :و .39والخخخبر فخخي الخخدر المنثخخور :ج ،5ص
(6 - 3) .360الدر المنثور :ج ،5ص (7) .360الخخدر المنثخخور :ج ،5
ص .361
][211
خلقه وملئكته ]في[ يوم الخميس ويوم الجمعة ،وخلق الجنة ]في[ يوم الجمعة وخلخخق
آدم يوم الجمعة فذلك قول ال )خلق السماوات والرض في ستة أيام( وسبت
كل شخخئ يخخوم السخخبت فعظمخخت اليهخخود يخخوم السخخبت لنخخه سخخبت فيخخه كخخل شخخئ
وعظمت النصارى يوم الحد لنه ابتدأ فيه خلق كل شخخئ ،وعظخخم المسخخلمون
يوم الجمعة لن ال فرغ فيه من خلقه ،وخلق فخي الجنخة رحمتخه ،وخلخق فيخه
آدم وفيه هبط مخخن الجنخخة إلخخى الرض ،وفيخخه قبلخخت فخخي الرض تخخوبته وهخخو
أعظمها ) - 179 .(1وعن عبد ال بن سلم قال :إن ال ابتدأ الخلخخق ،وخلخخق
الرضين ) (2يوم الحد والثنين ،وخلق القوات والرواسي في يخخوم الثلثخخاء
والربعاء ،وخلق السماوات في الخميس والجمعة إلى صلوة العصر ،وخلخخق
فيها ) (3آدم في تلك الساعة التي ل يوافقها عبد ) (4في صلة يدعو ربخخه إل
استجاب له ،فهي ما بين صلة العصر إلخخى أن تغيخخب الشخخمس )- 180 .(5
وعن عكرمة أن اليهود قالوا للنبي صلى ال عليه وآله :ما يوم الحخخد ؟ قخخال:
فيه خلخخق الخ الرض وكبسخها ،قخالوا :الثنيخن ؟ قخال خلخق فيخخه وفخي الثلثخخاء
الجبال والماء وكذا وكذا وما شاء ال .قالوا :فيوم الربعخخاء ؟ قخخال :القخخوات.
قالوا :فيوم الخميس ؟ قال :فيه خلق ال السماوات .قالوا :يوم الجمعخخة ؟ قخخال:
خلق في ساعتين الملئكة وفي ساعتين الجنة والنخار ،وفخي سخاعتين الشخمس
والقمخخر والكخخواكب ،وفخخي سخخاعتين الليخخل والنهخخار .قخخالوا :السخخبت ،وذكخخروا
الراحة ،فقال :سبحان ال ! فأنزل الخ )ولقخخد خلقنخخا السخماوات والرض ومخخا
بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ) .((6وعن ابن عباس أيضا نحوه.
) (1الدر المنشور :ج ،5ص (2) .361فخخي المصخخدر :الرض (3) .فخخي المصخخدر:
وخلق آدم (4) .في المصدر :عبد يدعو ربه 5) .و (6الخخدر المنثخخور :ج ،5
ص .(*) 361
][212
- 181وعن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وآله قال :إن ال تعالى فرغ من خلقخخه
في ستة أيام أولهن يوم الحد والثنين والثلثاء والربعاء والخميس والجمعة.
- 182وعن ابن عباس في قخوله تعخالى )فقخال لهخا وللرض ائتيخا طوعخا أو
كرها( قال :قال للسماء أخرجي شمسخخك وقمخرك ونجومخك ،وللرض شخققي
أنهارك وأخرجي ثمارك ! فقالتا أتينا طائعين ) - 183 .(1وعن ابخخن عبخخاس
أن رجل قال له :آيتان في كتاب الخ تخخخالف إحخخداهما الخخخرى ! فقخخال :إنمخخا
اتيت من قبلك رأيك اقرء ! قال) :قل أئنكم لتكفرون بالذي خلخخق الرض فخخي
يومين حتى بلغ ثم استوى إلخخى السخخماء( وقخخوله )والرض بعخخد ذلخخك دحيهخخا(
قال :خلق ال الرض قبل أن يخلق السماء ،ثم خلق السماء ،ثخم دحخا الرض
بعد ما خلق السماء ،وإنما قوله دحاها بسطها ) .(2بيان :في النهاية :فيخخه )(3
كانت الكعبة خشعة على المخخاء فخخدحيت منهخخا الرض .الخشخخعة :أكمخخة لطئة
بالرض والجمخخع )خشخخع( قيخخل :هخخو ) (4مخخا غلبخخت عليخخه السخخهولة أي ليخخس
بحجخخر ولطيخخن ،ويخخروى )خشخخفة( بالخخخاء والفخخاء .وقخخال الخطخخابي :الخشخخفة
واحدة الخشف ،وهي الحجارة تنبخخت فخخي الرض نباتخخا ) - 183 .(5مخخروج
الذهب للمسعودي عخخن أبخخي عبخخد الخ جعفخخر بخن محمخخد عخن آبخائه عخخن أميخخر
المخخؤمنين عليهخخم السخخلم ) (6قخخال :إن الخ حيخخن شخخاء تقخخدير الخليقخخة ،وذرء
البرية ،وإبداع المبدعات ،نصخب الخلخق فخي صخور كالهبخاء ) ،(7قبخل دحخو
الرض ورفع السماء ،وهو في
) (1الدر المنثور :ج ،5ص (2) .361الدر المنثور :ج ،6ص (3) .313يعنى في
كتاب ابى عبيد الهروي (4) .كذا في المصخخدر :وفخخي بعخخض النسخخخ البحخخار
)هي( (5) .النهاية ،ج ،1ص 295وزاد :وتروى بالحاء المهملخخة وبخخالعين
بدل الفاء (6) .في المصدر :روى عن أمير المؤمنين عليه السلم (7) .فخخي
بعض النسخ :الهيآت )*(.
][213
انفراد ملكوته ،وتوحد جبروته ،فأتاح نخخورا مخخن نخخوره فلمخخع ،وقبسخخا ) (1مخخن ضخخيائه
فسطع ،ثم اجتمع النور في وسط تلك الصور الخفية ،فوافق ذلك صورة نبينا
محمد صلى ال عليه وآله فقخخال الخ عخز مخن قخائل :أنخخت المختخخار المنتخخب،
وعندك أستودع نوري وكنوز هخخدايتي ،ومخخن أجلخخك اسخخطح البطحخخاء وأرفخخع
السخخماء ) ،(2وأمخخزج المخخاء وأجعخخل الثخخواب والعخخذاب ) ،(3والجنخخة والنخخار،
وأنصب أهل بيتخخك بالهدايخخة ) (4واوتيهخم مخن مكنخون علخم مخا ل يخفخى )(5
عليهم دقيق ،ول يغيبم ) (6خفي ،وأجعلهم حجة على بريتي والمنبهيخخن علخخى
علمي ) (7وواحدانيتي ،ثخخم أخخخذ الخ سخخبحانه الشخخهادة للربوبيخخة ،والخلص
للوحدانية ،فبعد ) (8أخذ ما أخذ مخخن ذلخخك شخخاء ببصخخائر الخلخخق انتخخخاب )(9
محمد ،وأراهم أن الهداية معه ،والنخور لخه ،والمامخة فخي أهلخه ) (10تقخديما
لسنة العدل ،وليكون العذار متقدما ،ثم أخفى ال الخليقة فخخي غيبخخة ،وغيبهخخا
في مكنون علمخخه ،ثخخم نصخخب العخخوالم ،وبسخخط الزمخخان ،ومخخرج المخخاء ،وأثخخار
الزبد ،وأهاج الدخان ،فطفى عرشه على الماء ،وسخخطح ) (11الرض علخخى
ظهر الماء ،ثم استجابهما إلى الطاعة ،فأذعنتا بالستجابة ،ثم أنشاء الملئكخخة
من أنوار نبوة قد ابتدعها ،وأنوار اخترعها ،وقرن بتوحيده نبخخوة نخخبيه محمخخد
صلى ال عليه وآله فشهرت نبوته في السماء قبل بعثته
) (1في المصدر :ونزع قبسا (2) .في المصدر :اموج الماء وأرفخخع السخخماء (3) .فخخي
المصدر :العقاب ) (4في المصدر :للهداية (5) .في المصدر :مال يشكل) .
(6فخخي المخطوطخخة :ل يعييهخخم (7) .فخخي المصخخدر :علخخى قخخدرتي (8) .فخخي
المصدر :فقبل اخذ ما اخذ جل شأنه (9) .في المصدر :انتخب محمدا وآلخخه.
) (10في المصدر :في آله (11) .في المصدر :فسطح.
][214
في الرض ،فلما خلق ال آدم أبان له فضله للملئكة ،وأراهم ما خصه بخخه مخخن سخخابق
العلم ،من حيث عرفهم عند استنابئه إياه أسماء الشياء ،فجعل ال آدم محرابا
وكعبة وقبلة ) (1أسجد إليها النوار والروحانيين والبرار ،ثم نبخخه آدم علخخى
مستودعه وكشف له خطر ما ائتمنه على أن سماه ) (2إمامخخا عنخخد الملئكخخة،
فكان حظ آدم من الخبر إنباءه ونطقه بمسخختودع نورنخخا ،ولخخم يخخزل الخ تعخخالى
يخبأ النور تحت الزمان إلى أن فصل محمدا صلى ال عليه وآلخخه فخخي طخخاهر
القنوات ) (3فدعا النخخاس ظخخاهرا وباطنخخا ،ونخخدبهم سخخرا وإعلنخخا ،واسخختدعى
التنبيه على العهد الذي قدمه إلى الذر قبخخل النسخخل ومخخن وافقخخه قبخخس ) (4مخخن
مصباح النور المتقدم اهتدى إلى سره ،واسخختبان واضخخح أمخخره ،ومخخن ألبسخخته
الغفلة استحق السخطة لم يهتد إلى ذلك ،ثم انتقل النخخور إلخخى غرائزنخخا ،ولمخخع
مع أئمتنا ) (5فنحن أنوار السماء وأنوار الرض ،فينخا النجخاة ،ومنخخا مكنخخون
العلم وإلينا مصير المور ،وبنا تقطع الحجج ،ومنا خخخاتم ) (6الئمخخة ،ومنقخخذ
المخخة وغايخخة النخخور ،ومصخخدر امخخور ،فنحخخن أفضخخل المخلخخوقين ،وأكمخخل
الموجودين ) (7وحجج رب العالمين ،فلتهنا ) (8النعمخخة مخخن تمسخخك بوليتنخخا
وقبخخض عروتنخخا ) .(9بيخخان :أمخخزج المخخاء أي أخلطخخه بغيخخره فخخأخلق منخخه
المركبات ،ويمكن أن يكون بخخالراء المهملخخة كقخخوله تعخخالى )مخخرج البحريخخن )
((10أي خلهما ببصائر الخلق أي لن
) (1في المصدر :وبابا وقبلة (2) .في المصدر :وكشف له عن خطر مخخا ائتمنخخه عليخخه
بعد ما سماه (3) .في المصدر :في ظاهر الفترات (4) .في المصخخدر :فمخخن
وافقه واقتبس (5) .في بعض النسخ) :من ائمتنا( وفي المصدر )في ائمتنا(.
) (6وبمهخخدينا تقطخخن الحجخخج خخخاتم الئمخخة (7) .فخخي المصخخدر :اشخخرف
الموحدين (8) .في المصدر :فليهنا بالنعمة (9) .مروج الخخذهب ،ج ،1خ 17
و (10) .18الرحمن.(*) 19 :
][215
يجعلهخخم ذوي بصخخائر ،أو ملتبسخخا ببصخخائرهم وعلمهخخم .والقنخخوات جمخخع قنخخاة ،وقخخال
الجخخوهري قنخخاة الظهخخر :الخختي تنتظخخم الفقخخار )) (1انتهخخى( والبلس بمعنخخى
الحيرة أو اليأس لزم واستعمل هنا متعديا ،والظاهر أن فيه تصحيفا كما فخخي
كثير من الفقرات الخر - 185 .الكافي :عن عدة من أصحابه ،عن سهل بخخن
زياد ،عن محمد بن إسماعيل عن بعخخض أصخخحابه ،عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه
السلم قال :إن ال تبارك وتعالى خلق الدنيا في ستة أيام ،ثم اختزلها عن أيام
السنة ،فالسنة ثلثمائة وأربع ) (2وخمسون يوما شعبان ل يتم أبدا ،ورمضان
ل ينقخخص والخخ أبخخدا ،ول تكخخون فريضخخة ناقصخخة ،إن الخخ عزوجخخل يقخخول
)ولتكملوا العدة( وشوال تسعة وعشرون يوما ،وذو القعدة ثلثون يوما لقخخول
ال عزوجل )وواعدنا موسى ثلثيخخن ليلخخة وأنممناهخخا بعشخخر فتخخم ميقخخات ربخخه
أربعين ليلة( وذو الحجة تسخخعة وعشخخرون يومخخا ،والمحخخرم ثلثخخون يومخخا ثخخم
الشهور بعد ذلك شهر تام وشهر ناقص )) (3الخبر( - 186 .الفقيخخه :بإسخخناده
عن محمد بن يعقوب بن شعيب ،عن أبيه ) (4عن الصادق عليه السلم قخخال:
قلت له :إن الناس يروون أن رسول ال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه مخخا صخخام مخخن
شهر رمضان تسعة وعشرين يوما أكثر ممخخا صخخام ثلثيخخن .قخخال :كخخذبوا ،مخخا
صام رسول ال صلى ال عليه وآله إل تاما ،ول تكون الفرائض ناقصخخة .إن
ال خلق السنة ثلثمائة وستين يوما ،وخلق السماوات والرض في ستة أيام،
فحجزها من ثلثمائة وستين يوما فالسخخنة ثلثمخخائة وأربعخخة وخمسخخون يومخخا،
وشهر رمضان ثلثون يوما لقول ال عزوجل )ولتكملوا العدة( والكامل تخخام،
وشوال تسعة وعشرون يومخخا ،وذو القعخخدة ثلثخخون يومخخا لقخخول الخ عزوجخخل
)وواعدنا موسى ثلثين ليلة( فالشهر هكذا ثم هكذا أي
) (1الصحاح (2) .2468 :في المصدر :أربعة (3) .فروع الكافي )الطبعة القديمخة(:
كتاب الصوم ،ب ،7ح ،3ص (4) .184في المصدر :في روايخخة حذيفخخة
بن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن محمد بن يعقوب ابن شعيب الخ )*(.
][216
شهر تام وشهر ناقص وشهر رمضان ل ينقص أبدا ،وشعبان ل يتم أبخخدا ) .(1تخخبيين:
قال بعض المحققين في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم ما حاصخخله :ان
أفعاله سبحانه مبنية علخخى الحكخخم والمصخخالح ،وإن حكمتخخه اقتضخخت أن تكخخون
أفعاله بالنسبة إلى مخلوقاته على قسمين :قسخم يصخدر عنخه فخي كخل آن إرادة
دفعية بدون توقفه على مادة أو مدة ،وقسم ال يصدر عنه إل بعد مخخدة أجخخرى
عادته بحصول استعداد مادته له في تلك المدة على سبيل التدريج ،وإن خلخخق
الماء الذي جعله مخخادة لسخخائر الجسخخام والجسخخمانيات ومخخا يشخخبهه مخخن القسخخم
الول ،وخلق السماوات والرضين وما في حكمهما من القسم الثخخاني ،وهخخذا
حكم أطبق عليه جميع المليين وكثير من قدماء الفلسفة ،فما ذكره المفسرون
من أن معنى خلق السماوات والرض إبداعهما ل من شئ ليس بشئ ،ويخخدل
عليه خطب أمير المؤمنين عليه السلم وغيرها .ثم إن القسم الثخخاني يسخختدعي
بالسنبة إلى كل مخلوق قدرا معينا من الزمخان كمخا يرشخخد إليخه تتبخع الزمنخخة
المعينة التي جرت عادته تعالى أن يخلق فيهخا أصخناف النباتخات مخن موادهخا
العنصرية ،وأنواع الحيوانات من مواد نطفها في أرحخخام امهاتهخخا فعلخخى ذلخخك
خلق السخماوات والرض مخن مادتهخا الختي هخي المخاء بعخد خصخوص القخدر
المذكور من الزمان إنما هو من هذا القبيل ]و[ أما خصوص الحكمة الداعيخخة
إلى إجراء عادته بخلق تلك المور من موادها علخخى التدريخخج ثخخم تقخخدير قخخدر
خاص وزمخخان محخخدود لكخخل منهخخا فل مطمخخع فخخي معرفتخخه ،فخخإنه مخخن أسخخرار
القضاء والقدر التي ل يمكن أن يحيط بها عقل البشر ،ولذلك كتم عنا بل عخخن
بعخض المقربيخن والمرسخلين بخل سخد علينخا وعليهخم بخاب الفحخص والتفختيش
بالنهي الصريح الدال عليه كثير من القرآن والخبر .ثخخم إن اليخخوم عبخخارة عخخن
زمان تمام دورة للشمس بحركتها السريعة العادية الموسومة باليومية ،فكيف
يتصور أن يكون خلق السماوات الحاملة للشمس وغيرهخخا مخخن الكخخواكب فخخي
عدة من الزمان المذكور ؟ وهل ل يكون تكون الدائر في زمان
][217
دورته مستلزما للخخدر المسخختحيل بالضخخرورة ؟ فقخخد ذكخخر ابخخن العربخخي فيمخخا ) (1سخخماه
بالفتوحات أن اليوم وزمان دورة للفلك الطلس فل يكخخون منطوطخخا بالشخخمس
ول بالسماوات السبع ،إنما المنوط بها الليل والنهخار وهمخا غيخر اليخوم .وفيخه
أنه اصطلح مبنخخي علخخى اصخخول الفلسخخفة تخخأبى عنخخه اللغخخة والعخخرف المبنخخي
عليهما لسان الشريعة ،و لظهور ذلك أطبق المفسرون على تأويله إما بحمخخل
تلك اليام على زمان مساو لقدر زمانها ،وإما بحملها علخى أوقخات أو مخرات
متعددة بعخخدتها حخختى يكخخون معنخخى خلخخق الرض فخخي يخخومين مثل خلقهخخا فخخي
مرتين مرة خلق أصلها ،ومرة تمييز بعض أجزائها عن بعخخض ،وكخخذلك فخخي
السماوات وغيرها ،ول يخفى أن شيئا من التأويلين ول سخخيما الثخخاني ل يلئم
تعيين خصوص يوم من أيام السبوع لخلق كل منها كما في الروايات وذلخخك
ظاهر جدا .وأيضا يستبعد العقل جدا أن ل يمكن خلق النسان مثل من نطفته
عادة في أقل من ستة أشهر ويكون خلق السماوات والرض ومخخا بينهمخخا فخخي
ستة أيام مع أن الحال كما قخخال تعخخالى :لخلخخق السخخماوات والرض أكخخبر مخخن
خلق الناس ولكن أكثر الناس ل يعلمون وأيضا إخباره تعالى بخصوص قخخدر
زمان لبد له من نكتة ،أقل ما فخخي البخخاب أن يكخخون مخخن جهخخة قلتخخه أو كخخثرته
دخيل في المطلوب ،ول يناسب شئ منهمخخا ههنخخا ،إذ لخخو كخخان لجخخل معرفخخة
العباد أنه تعالى قادر على خلق مثل السماوات والرض في هذه المدة القليلخخة
فمعلوم أن ذلك ليس له
) (1هو أبو عبد ال محيى الدين محمد بن على بن محمخخد الحخخاتمى الطخخائى الندلسخخي
المكخخى الشخخامي صخخاحب كتخخاب الفتوحخخات ،بخخرع فخخي علخخم التصخخوف ولقخخى
جماعخخة مخخن العلمخخاء والمتعبخخدين والنخخاس فيخخه علخخى ثلث طخخوائف :طائفخخة
يعدونه من اكابر الولياء العارفين منهم الفيخخروز آبخخادي صخخاحب القخخاموس
والشعراني ،وطائفة يكفرونه وينسبونه إلى اللحاد منهم التفتازانى والمولى
على القارئ ،وطائفة يعتقدون وليته ويحرمون النظر في كتبه منهخخم جلل
الدين السيوطي .وله مصنفات كثيرة ،واعظم كتبه وآخرها تأليفا )الفتوحات
المكية( توفى سنة ) (638بعد وفاة الشيخ عبد القادر بثمان وسبعين ،وقخخبره
بصالحية دمشق مزار مشهور ومن اشعاره :رأيت ولئي آل طخخه وسخخيلة *
على رغم اهل البعد يورثني القربى فما طلب المبعوث اجرا على الهخخدى *
بتبليغه إل المودة في القربى
][218
وقع فخخي هخخذا المطلخخوب بعخخد الخبخار بأمثخخال أن أمخخره إذا أراد شخخيئا أن يقخخول لخخه كخخن
فيكون ،ولو كان للمتنان عليهم بأن خلقه فخي تلخك المخدة المديخدة كخان لجخل
تدبير ما يحتاجون إليه في امور معاشهم ومعادهم فظاهر أن قدر ستة أيخخام ل
يصلح لهذا المقصود ،فالوجه أن يفسر اليوم ههنا والعلم عنخخد ال خ وأهلخخه بمخخا
فسره ال تعالى تارة بقوله )وإن يوما عند ربك كألف سخخنة ممخخا تعخخدون )((1
وتارة بقوله )في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ) (2واخرى بقوله )في
يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) ((3فإن القرآن يفسر بعضخخه بعضخخا ،وقخخد
يعبر عن الول باليوم الربانى ،وعن الثاني بيوم ال ،فعلى كخخل تقخخدير يكخخون
ملئما لما نسب من خلق كل منها إلى يوم من السبوع فخخي الروايخخات ،ويتخخم
ما يقصر عنه عند حمله على اليوم الدنيوي من معنى المتنخخان المقصخخود لخخه
تعالى في كثير من أمثال تلك اليات ،ولعل حمله علخخى الول فيمخخا نحخخن فيخخه
أنسخخب وأقخخرب ،فتصخخويره علخخى ذلخخك أن كخخل امتخخداد سخخواء كخخان قخخار الخخذات
كالجسم أو غير قار الذات كالزمان ينبغي أن يقدر له أجزاء ولكل جخخزء منخخه
أجزاء وهكذا إلى ما يحتاج التعبير عن قدر معيخخن منهخخا للتفهيخخم بخخدون كلفخخة،
وذلك كتقدير الفلك بخخالبروج والمنخخازل والخخدرجات ،وتقخخدير الزمخخان بالسخخنين
والشهور واليام والساعات ،وعلى هذا ل بعد فخخي أن الحكمخخة اللهيخخة كخخانت
اقتضت أن يقدر للزمان المتقدم على زمان الخخدنيا ،بخخل للزمخخان المتخخأخر عخخن
زمانها أيضا بأمثال ما قدره لزمانها من السنين إلى الساعات ،لكن مع رعاية
نوع مناسبة لهذه الجزاء إلى المقدر بها ،فكما أن المناسخخب لزمخخان الخخدنيا أن
يكون كل يوم منه بقدر دورة للشمس يجوز أن يكون المناسخب للزمخان الخدنيا
أن يكون كل يوم منه بقدر ألخخف سخخنة مخخن زمخخان الخخدنيا وللزمخخان المتخخأخر أن
يكون مساويا لخمسين ألف سنة منه ،فيكون ما أخبرنا به في اليتين الوليين
حال الزمان المتقدم ،وفي
][219
الثالثة حال الزمان المتأخر ،فل بعد فيما يلوح من بعض الشارات المخخأثورة مخخن أنخخه
تعالى كان قدر للزمان المتقدم أسابيع ،وسمى الول من أيامها بالحد والثاني
بالثنين وهكذا إلى السبت ،وكذك قدر له شهورا تامة كل منهخخا ثلثخخون يومخخا
سمى أولها بالمحرم أو رمضان على اختلف الروايات في أول شهور السنة
وثانيها بصفر أو شوال وهكذا إلخخى ذي الحجخخة أو شخخعبان ،وعلخخى كخخل تقخخدير
كان المجموع سنة كاملة موافقة لثلثمائة وستين يوما ،ثم جعل أيخخام أسخخابيعنا
وشهورنا موافقة ليام تلك السخخابيع والشخخهور فخخي المبخخدء والعخخدة والتسخخمية،
وقد يساعد عليه ما في سورة التوبة من قوله تعالى )إن عدة الشهور عند ال خ
اثنا عشر شهرا في كتاب ال يوم خلق السماوات والرض منها أربعخخة حخخرم
) ((1فتستقيم بذلك أمثال ما روي أنه تعخالى خلخق الرض والسخماء فخي يخوم
الحد ،أو خلق الملئكة في يوم الجمعة فل يتوجه إشكال وجوب تأخر أصخخل
اليوم فضل عن خصوص الحد عن خلخخق السخخماوات والرض ،ول إشخخكال
لزوم خلق الملئكة فيما تأخر عن المتأخر عنه من السماوات والرض علخخى
ما مر في حديث الرضا عليه السخخلم ،وتسخختقيم بخخه أيضخخا أمثخخال مخخا روي أن
دحخخو الرض كخخان فخخي ليلخخة خمخخس وعشخخرين مخخن ذي القعخخدة بخخدون اسخختعاد
وانقباض للعقل مخخن جهخخة أن تقخخدم امتيخخاز تلخخك الشخخهور بعضخخها عخخن بعخخض
وإنضباطها بتلك السامي على دحو الرض وما يتبعه مخخن خلخخق النخخس بخخل
الجن أيضا خلف العادة .ثم إنه يلوح مما ذكره صاحب الملل والنحخخل بقخخوله
)قد اجتمعت اليهود على أن ال تعالى لما فرغ من خلق الرض استوى على
عرشه مستلقيا على قفاه واضعا إحدى رجليه على الخرى فقالت فرقه منهخخم
إن الستة اليام هي الستة آلف سنة فإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون
وبالسير القمري ،وذلك ما مضى من لدن آدم عليه السلم إلى يومنا هذا وبخخه
يتم الخلق ،ثم إذا بلغ الخلق إلى النهاية ابتدأ المر ،ومن ابتخخداء المخخر يكخخون
الستواء على العرش والفراغ من
][220
الخلق ،وليس ذلك أمرا كان ومضى بخخل هخخو فخخي المسخختقبل إذا عخخددنا اليخخام بخخاللوف
)انتهى( أن بعضا من الكتب السماوية كالتورية كان متضمنا للشارة إلخخى أن
المراد باليام المخلوقة فيهخخا السخخماوات والرض هخخو اليخخام الربانيخخة ،ولكخخن
اليهود لم يتفطنوا بكونها سابقة على زمان الخخدنيا وتعمخخدوا فخخي تحريفهخخا عخخن
موضعها بتطبيقها على بعض أزمنة الدنيا تصحيحا لما سولته لهم أنفسهم من
أن شريعة موسى عليه السلم هي أول أوامره وشروعه فخخي التكليخخف ،حخختى
ل يلزمهخخم القخخرار بنسخخخ شخخريعة سخخابقة مسخختلزم لمكخخان وقخخع مثلخخه علخخى
شريعتهم أيضا فافهم .ويظهر مما ذكخخره محمخخد بخخن جريخخر الطخخبري فخخي أول
تاريخه أن حمل تلك اليام علخخى اليخخام الربانيخخة أو مقخخرر بيخخن أهخخل السخخلم
أيضا من قديم اليام .فإذا تأملت في مدارج ما صورناه وبينخخاه يظهخخر لخخك أن
السماوات والرض وما بينهما المعبر عنها بالدنيا بمنزلة شخص مخلوق من
نطفة هي الماء على طبق حصول استعداداته بالتدريج كما جخخرت بخخه عخخادته
تعالى في مدة مديدة هي على حسابنا ستة آلف سنة قمرية موافقة لسخختة أيخخام
من اليام الربانية ،فبعد تمام هخخذه المخخدة الخختي هخخي بمنزلخخة زمخخان الحمخخل لهخخا
تولخخدت كاملخخة بطخخالع ) (1السخخرطان والكخخواكب فخخي شخخرفها ،وحينئذ أخخخذت
الشمس والقمر في حركتهما المقدرة لهما المنوطة بهما الليل والنهخخار ،وذلخخك
كان في يوم الجمعة كما مروجهه ،وكان أيضا سادس شهر محرم الحخخرام أو
رمضان المبارك عند ما مضت ثلث ساعات واثنتا عشرة دقيقة من نهخخاره،
ول ينافي ذلك ما ورد في حديث الرضا عليه السلم أنخخه كخانت الشخخمس عنخخد
كينونتها في وسط السماء لنه عليه السلم في صدد تصوير وضع نهار أيخخام
الدنيا حينئذ ل اليام الربانية ،وما نحن فيه مبني عليها فل يلزم الموافقة .هخذا
هو مبدء عمر الدنيا ،وأما مبدء خلقها من نطفتها فمقدم عليه بقدر مخخا عرفخخت
مخخن زمخخان حملهخخا ،فكخخان مبخخدء أول يخخوم الحخخد مخخن تلخخك اليخخام غخخرة أحخخد
الشهرين ،ول شك بما نصب لنخخا مخخن الخخدللت اليقينيخخة أن لهخخا أمخخدا ممخخدودا
وأجل محدودا ،ويقرب احتمال أنه تعالى كان قخخدر لجملخخة زمانهخخا مخخن مبخخدء
خلقها إلى حلول أجلها سنة كاملة من السنين الربانيخخة ،فجعخخل سخختة أيخخام منهخخا
بإزاء خلقها والباقية
][221
وهي ثلثمائة وأربعة وخمسون يوما بإزاء عمرها ،وأنها كمخخا مخخر مسخخاوية لثلثمخخائة
وأربعة وخمسين ألف سنة من السنين القمرية الدنيوية ،يلوح ذلخخك مخخن جملخخة
روايات وعخخدة إشخخارات مخخن الصخخادقين عليهخخم السخخلم :منهخخا :مخخا روي عخخن
رسول ال صلى ال عليه وآله في فضخخل الجهخخاد وتخخوابعه أن ربخخاط يخخوم فخخي
سبيل ال خير من عبادة الرجل في أهله سنة ،ثلثمائة وسختين يومخا كخل يخوم
ألف سنة .فأن الذكي يتفطن من الخصوصية المخخذكورة فيهخخا لكخخل مخخن السخخنة
واليوم بأن المراد بهما غير السنة واليوم الدنيويين ،إذ ل سنة في الخخدنيا بهخخذا
العدد من اليام فإنه ل يوافق شيئا مخخن الشمسخخية والقمريخخة المعتخخبرتين فيهخخا،
ول يوم من أيام الدنيا موافقا لذلك المتداد من الزمان ،فيظن أن هخخذا التعخخبير
كناية عن نهاية ما يتصور للرجل من العبادة ،وهو تمام زمان الخدنيا .ومنهخا:
ما رواه الصدوق في الفقيه والكليني في الكافي ثم أورد الروايتين فقال :وجه
دللة الحديثين على ما ذكرنا أن السنة الولى فيه وهي المختزلة عنها اليخخام
السخختة يجخخب أن تحمخخل علخخى السخخنة الربانيخخة ،لن شخخيئا مخخن السخخنة الشمسخخية
والقمرية الدنيويتين لم يخلخخق ثلثمخخأة وسخختين يومخخا كمخخا تقخخرر فخخي موضخخعه،
ولنه لو حملت على الدنيوية فإمخخا أن تحمخخل اليخخام السخختة أيضخخا علخخى اليخخام
الدنيوية فغاية ما يلزم من اختزالهخخا عنهخخا أن تكخخون السخخنة الولخخى مخخن سخخني
عمر الدنيا ثلثمأة و أربعة وخمسين يوما ،فل يلزم هخذا النقصخان فخي جميخع
السنين وإمخا أن تحمخل علخخى اليخخام الربانيخة فل يتصخور الخخختزال المخخذكور
حينئذ فإذا يوما من تلك اليام كألف سنة مخن تلخك السخنين ،فتحقخق أن المخراد
بتلك السنة السنة الربانيخة علخى وفخق مخا بينخا أن المخراد باليخام السختة اليخام
الربانية وأما السنة الثانية في الحديثين فيجب أن تحمخخل علخخى السخخنة الدنيويخخة
المستتبعة لنقصان بعض شهورها وهو ظخخاهر .فعلخخى هخخذا مخخا يفهخخم منخخه مخخن
تفرع النقصان في تلك السنة وشهورها على الختزال المذكور يدل على أنخخه
لو لم يختزل اليام الستة المذكورة عن رأس السنة الربانية المذكورة بل وقع
خلق الدنيا في زمان خخخارج عخخن تلخخك السخخنة متصخخل بهخخا ،لكخخانت أيخخام السخخنة
الدنيوية
][222
ثلثمأة وستين وكذا يدل على أن اليام المختزلة لو كانت عشرة مثل لكانت أيام السنة
الدنيوية ثلثمأة وخمسين ،وعلى هذا القياس فيظهر بذلك أنخخه مبنخخي علخخى أن
الحكمة اللهية اقتضت مساواة اليام الباقية بعد الختزال من السخخنة الربانيخخة
مع أيام كل سنة من السنين الدنيوية ،فيتفطن الذكي من لخخزوم تلخخك المسخخاوات
بيخخن هخخاتين اليخخامين أنهمخخا منسخخوبتان إلخخى شخخئ واحخخد ،فكمخخا أن أيخخام السخخنة
الدنيوية منسوبة إلى الدنيا ومحسوبة من عمرها كذلك اليام الباقية المذكورة
منسوبة إليها لجل عمرها ،ويؤيده انتساب اليام السنة المختزلة أيضخخا إليهخخا
لجل خلقها ،فتبين من مدارج ما قررنا سر هذا الختزال وكونه على النحخخو
المذكور أيضا ،فإنه لو لم يقع أو وقع ل على النحو المذكور لكان يزيخخد ألخخف
سنة من سني الدنيا على يوم من اليام الربانية أو ينقص عنها وهو خلف ما
أخبرنا ال تعالى به من مساواتهما المبنية على حكمتخه ومصخخلحته بل شخبهة.
ثم ليعلم أن كون السنة الدنيوية القمرية ثلثمأة وأربعخة وخمسخين يومخا مبنخخي
على ما تعارف من إسقاط الكسر الناقص عن النصف فخخي الحسخخاب مسخخاهلة
فل ينخخافي كونهخخا فخخي الحقيقخخة زائدة عليخخه بثمخخاني سخخاعات مسخختوية وثمخخان
وأربعين دقيقة على ما هو المضبوط بالرصاد ،فعلى ذلك تكون بقيخخة السخخنة
الربانية التي بإزاء عمر الدنيا أيضا زائدة بمثل تلك الساعات والدقائق بحكخخم
المساواة المذكورة ،فيلزم من هذه الجهة أن يكخخون أيخخام ) (1السخختة المختزلخخة
لخلق الدنيا ناقصة عنها أيضا بالقخخدر المخخذكور ،لئل يلخخزم زيخخادة مجموعهمخخا
على ثلثمأة وستين ،وقد أشرنا في تصوير زمان حمل الدنيا إلى هذه الدقيقخخة
فتذكر .انتهى كلمه رفع ال مقامه ولقد أحسن وأجاد ،وحقق وأفاد ،في إبداء
هذا الوجه الوجيه مع تايده بما ذكره وبغيره من الخبار المتقدمة عن مجاهخخد
وغيره ،وبما رواه الصدوق ره في الفقيه وغيره في علخخة الصخخلوات الخمخخس
عن النبي صلى ال عليه وآله حيث قال :وأمخخا صخخلوة المغخخرب فهخخي السخخاعة
التي تاب ال عزوجل فيها
][223
على آدم ،وكان بين ما أكل من الشجرة وبين مات تاب ال عزوجل عليه ثلثمخأة سخنة
من أيام الدنيا في أيام الخرة يوم كألف سنة ما بين العصر إلى العشخخاء ،وقخخد
أوردت مثله بأسخخانيد فخخي المجلخخد الخخخامس .وبمخخا رواه السخخيوطي فخخي الخخدرر
المنثور عن عكرمة قال :سأل رجل ابن عبخخاس مخخا هخخؤلء اليخخات )فخخي يخخوم
كان مقداره خمسين ألف سنة ) ((1و )يدبر المر من السماء إلى الرض ثخخم
يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سخخنة ) ((2و )يسخختعجلونك بالعخخذاب ولخخن
يخلف ال وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعخخدون ) ((3؟ قخخال :يخخوم
القيامة حساب خمسين ألف سنة ،و خلق السماوات والرض في ستة أيام كل
يوم ألف سنة ،ويدبر المر من السماء إلى الرض ثم يعرج إليه في يوم كان
مقداره ألف سنة ،وذلك ) (4مقدار السير .وعن عكرمة )في يوم كان مقخخداره
خمسين ألف سنة( قال :هي الدنيا أولها إلى آخرها يوم مقداره خمسخخون ألخخف
سنة .لكن فيما زيف بن بعض الوجوه الخر نظر ،إذ بناء تحقيقه على تحقخخق
الزمان الموهوم قبل خلق العالم وإن كان تقديره وقسخخمته باليخخام والسخخاعات،
فيمكن أن يقال :بعد خلق الكواكب وحركاتها وتعيين الليالي واليام والشخخهور
والسابيع يمكن الرجوع القهقهرى ،وتعيين جميع ذلك في الزمنخخة الماضخخية
تقخخديرا ،وتكلخخف التقخخدير مشخخترك بيخخن الخخوجهين ،مخخع أن هخخذا الخخوجه أوفخخق
بظواهر أكخثر اليخات والخبخار ،وأمخا أن السختة اليخام ل يكخون مبالغخة فخي
جانب القلة إذا حملت على أيام الخخدنيا فليخخس كخخذلك ،بخخل فخخي خلخخق السخخماوات
والرض مع وفور عظمتها واشتمالهما على أنواع الحكم الدقيقخخة والصخخمالح
النيقة مما يدل على غاية القدرة والعلم والحكمة ،وأما أنه كان يمكن خلقهمخخا
في أقل من ذلك الزمخخان فخخبين الرضخخا عليخخه السخخلم الحكمخخة فخخي ذلخخك ،فلعلخخه
سبحانه جمع بين المرين أي عدم الخلق دفعة وقلة الزمخخان رعايخخة للمريخخن
معا ،وسائر ما ذكرت قدس سره إما محض
) (1المعارج (2) .4 :السجدة (3) .5 :الحج (4) .47 :في المخطوطة :قال ذلك )*(.
][224
استبعاد ،أو مقايسة بعض المخلوقات ببعض ،وكلهما مما ل وقع له فخخي هخخذا المقخخام.
وأما الختزال فيمكن أن يكون غرضه عليه السلم الشارة إلخخى علخخة شخخيوع
هخخذا الصخخطلح أي إطلق السخخنة فخخي عخخرف الشخخرع والعخخرف العخخام علخخى
ثلثمأة وستين مع أنها ل توافخخق السخخنة الشمسخخية ول القمريخخة ،بأنهخخا مطابقخخة
للسنة الولى من خلق العالم إذا حسبت من ابتداء الخلق ،وأما السخخنة القمريخخة
فهي مبنية على حركة القمخخر بعخخد وجخخوده ،والسخختة المتقدمخخة المصخخروفة فخخي
خلق العالم مختزلة منهخخا ،وسخخيأتي لخخذلك مزيخخد تحقيخخق فخخي محلخخه إنشخخاء الخ
تعالى .ثم اعلم أنه قد تكلم كثير من الناس من الفرق المتشخختة فخخي قخخدر زمخخان
عمر الدنيا ،فأكثر اليهود بل سائر أهل الكتاب مالوا إلى تقليله بامور خطابية
ل ترتضيها العقخخول السخخليمة ،وجمهخخور الهنخخود بخخالغوا فخخي تكخخثيره بخيخخالت
حسابية تتنفر عنها الطبائع المستقيمة ،وأما مشاهير قدماء الحكماء وجمخخاهير
عظماء الحكاميين فقخخد توسخخطوا فخخي ذلخخك ،ولكخخن تفرقخخوا إلخخى أقخخوال شخختى،
وحكى أبو معشر البلخي في كتابه المسمي بسر السرار عن بعض أهل هنخخد
أن الدور الصغر ثلثمأة وسختون سخنة والوسخط ثلثخة آلف وسختمأة سخنة،
والكبر ثلثمأة وستون ألف سنة ،ولعخخل المخخراد بالخخدور الكخخبر زمخخان عمخخر
الخخدنيا ،وبالسخخنة السخخنة الشمسخخية ،فيطخخابق مخخا اعتمخخد عليخخه جمخخع مخخن أعلم
المنجمين من قول حكماء فارس وبابل أن سني عمخخر العخخالم ثلثمخخأة وسخختون
ألف سنة شمسية ،كل سنة ثلثمأة وخمسة وستون يوما وخمس عشخخرة دقيقخخة
واثنتان وثلثون ثانية وأربع وعشرون ثالثة ،ومستندهم في ذلك على ما نقخخل
أبو معشر من ) (1أهل فارس أن الكواكب السبعة في أول خلخخق الخخدنيا كخخانت
مجتمعة في أول الحمل ،ويكخخون اجتماعهخخا فخخي آخخخر زمخخان بقائهخخا فخخي آخخخر
الحوت وزمان ما بينهمخخا ثلثمخخأة وسخختون ألخخف سخخنة مخخن تلخخك السخخنين ،وأمخخا
مستندهم في الجتماع المذكور علخخى نحخخو مخخا تصخخوروه فخخي المقخخامين فغيخخر
معلوم .ثم اعلم أن هذه الخيالت والروايات وإن لخخم يكخخن مبتنيخخة علخخى أصخخل
متين
) (1عن )خ( )*(.
][225
لكنها مما يرفع استبعادات الوهام عن الخبار الواردة في الرجعخخة وطخخول امتخخداداتها
فإنها أيضا داخلة في زمان عمر الدنيا ،فإذا حسبت تلك الزمان مخخع مخخا ورد
في بعض الخبار من أزمنة كون غير آدم وأولده في الرض يصخخير قريبخخا
مما ذكر بعض هؤلء الجماعخخة .وبالجملخخة كخخل مخخن المريخخن ممخخا يصخخلح أن
يصير سببا لرفخخع السخختبعاد عخخن الخخخر .ثخخم إن بعخخض المتصخخدين لحخخل هخخذا
الخبر سلك مسلكا أوحش وأغرب حيث قال :السخخنة فخخي العخخرف تطلخخق علخخى
الشمسية التي هي عبارة عن عود الشمس بحركتها الخاصة لها إلخخى الوضخخع
الذي فرض أول كأول الحمل مثل الذي يتساوى عند حلولها فيه زمخخان الليخخل
والنهار تقريبا بعد أن كان الليل أطول في معظخخم المعمخخورة ،وعلخخى القمريخخة
التي هي عبارة عن عود القمر إلى وضخخعه المفخخروض أول مخخع الشخخمس فخخي
سمت الحركة اثنتخا عشخرة مخرة كخل مخرة تسخمى شخهرا ،وقخد علخم بالتجربخة
والرصد أن زمان الولى يكون ثلثمأة وخمسة وستين يوما وكسرا من يوم،
وزمان الثانية ثلثمأة وأربعة وخمسين يوما وكسرا ،ولو فرض فارض كون
الشمس أسرع حركة بحيث تتم دورتها في ثلثمأة وستين بل زيادة ونقصخخان
والقمر بحاله يكون مقدار السنة القمرية أيضا ثلثمأة وستين يومخخا كخخل شخخهر
ثلثون يوما كما ل يخفى على المحاسب ،وحينئذ لم يكن اختلف بيخخن السخخنة
القمرية والشمسية ،لكن قد جعل ال سخخبحانه زمخخان الشمسخخية أكخخثر مخخن ذلخخك
بقريب من سنة أيخخام وزمخخان القمريخخة أنقخخص بنحخخو ذلخخك لمصخخالح تعخخود إلخخى
مخلوقاته في السماوات و الرضين ينتظخم بهخا النظخخام الكمخخل الخذي ل يعلخم
كنهه إل هو ،فلعل هذا هو المراد من جعل السنة ثلثمأة وستين وحجز الستة
اليخخام عنهخخا ،بخخل ل ينقبخخض العقخخل مخخن أن يكخخون المخخراد بخلخخق السخخماوات
والرض في سختة أيخام ذلخك ،أعنخي علخى اختلف نظخام لحركخة السخماويات
خصوصا النيريخخن اللخخذين قخخدرت بهمخخا الشخخهور والعخخوام والليخخالي واليخخام،
وغير ذلك مخخن مصخخالح النخخام ،قخخدر ذلخخك الختلف سخختة أيخخام فخخي كخخل سخخنة
فليتفكر جدا في ذلك )انتهى(.
][226
واورد عليه بوجخخوه :الول أن كخخون سخخرعة الشخخمس علخخى الخخوجه المخخذكور مسخختلزمة
لكون السنة القمرية أيضا ثلثمأة وستين يوما إنما يكخخون حقخخا إذا كخخان زيخخادة
أيام الشمسية على ثلثمأة وستين موافقة لنقصخخان أيخخام القمريخخة عنخخه ححقيقخخة
وليس كذلك ،فخخإن الول ل يزيخخد علخخى خمسخخة أيخخام وربخخع يخخوم فخخي شخخئ مخخن
الرصخخاد المتداولخخة ،والثخخاني يزيخخد علخخى خمسخخة أيخخام وخمسخخة أثمخخان يخخوم
بالتفاق ،فأقل ما به التفاوت يزيد على تسخخع سخخاعات ،فالصخخواب أن تفخخرض
سخخرعتها بقخخدر نصخخف التفخخاوت بيخخن زمخخاني السخخنتين حخختى يتسخخاويا ويرتفخخع
التفاوت عما بينهما بالكلية كما هو المقصود ،وما يلزم حينئذ مخخن عخخدم بلخخوغ
شئ منهما إلى السنتين حقيقة بل يكون أقل منه بنحخخو خمخخس سخخاعات فخخالمر
فيه سخخهل فخخإنه ل ينخخافي إطلق السخختين عليخخه عرفخخا .الثخخاني :أن كخخون السخخنة
ثلثمأة وستين يوما في الحديث إخبخخار عخخن الواقخخع سخخواء حمخخل الخلخخق علخخى
معنى اليجاد أو التقدير ،وعلى ما ذكخخره أمخخره فرضخخي ل وقخخوع لخخه اصخخل.
الثالث :أن المراد باليام المختزلة عن أيخام السخنة إذا كخان هخذه اليخام فكيخف
يتصور أن يكون بعضها لجل الرض وبعضها لجل السماء كما يظهر من
بعض اليات بل غاية ما يتصور أن يكخخون لهخخا مخخدخل فخخي النظخخام المقصخخود
بالنسبة إلى الجميع .الرابخخع :أن هخخذا المعنخخى لهخخذه اليخخام ل يوافخخق شخخيئا مخخن
الروايات الدالة على تعيين يوم من أيخخام السخبوع لخلخق كخخل مخخن المخلوقخات
المذكورة - 187 .مجمع البيان :نقل من تفسير العياشي بإسناده عن الشخخعث
بن حاتم ،قال :كنت بخراسان حيث اجتمع الرضا عليخخه السخخلم والفضخخل بخخن
سهل والمأمون في اليوان الحيري بمرو ،فوضعت المائدة فقال الرضا عليه
السلم :إن رجل من بني إسرائيل سألني بالمدينخة فقخال :النهخار خلخق قبخل أم
الليل ؟ فما عندكم ؟ ]قال [:فأداروا الكلم ولم يكن عندهم في ذلك شئ ،فقخخال
الفضل للرضا عليه السلم :أخبرنا بها أصلحك ال .قال :نعم ،مخخن القخخرآن أم
من الحساب ،قال له الفضل :من جهة
][227
الحساب .فقال :قد علمت يا فضخخل أن طخخالع الخخدنيا السخخرطان والكخخواكب فخخي مواضخخع
شرفها ،فزحل في الميزان ،والمشتري في السخرطان ،والشخمس فخي الحمخل،
والقمر في الثور ،وذلك ) (1يخخدل علخى كينونخة الشخمس فخي الحمخخل مخخن )(2
العاشر من الطالع في وسط السماء ،فالنهار خلق قبل الليل ،وأما فخخي القخخرآن
فهو في قوله تعالى )ل الشخخمس ينبغخخي لهخخا أن تخخدرك القمخخر ول الليخخل سخخابق
النهار ) ((3أي قد سبقه النهار .كتاب النجوم للسيد بن طاوس :بأسخخانيده عخخن
محمد بن إبراهيم النعماني عن محمخخد بخخن همخخام ،عخخن محمخخد بخخن موسخخى بخخن
عبيخخد ،عخخن إبراهيخخم بخخن أحمخخد اليقطينخخي ،عخخن ابخخن ذي العلميخخن مثلخخه ).(4
وبأسخخانيده إلخخى كتخخاب الواحخخدة لبخخن جمهخخور العمخخي بإسخخناده مثلخخه .تحقيخخق
وتوضيح :اعلم أنخخه اورد علخخى هخخذا الخخخبر إشخخكالت :الول أو الظلمخخة الخختي
تحصل منها الليل عدم النور الخخذي يحصخل منخه النهخخار وعخخدم الحخخادث مقخدم
على وجوده .والجواب أن الظلمة ليست عدما مطلقخخا بخخل عخخدم ملكخخة ،إذ هخخي
عخخدم النخخور عمخخا مخخن شخخأنه أن يكخخون نيخخرا ،ومثلخخه يمكخخن أن يكخخون مقخخدما
ومؤخرا ،والحاصل هنا أن أول خلق العالم هل كان نهخخارا أم ليل .الثخخاني أن
عند خلق الشمس لبد أن يكون في بعض الرض ليل وفي بعضها نهارا فل
تقدم لحدهما على الخر .والجواب أن السؤال عن معظم المعمورة هل كخخان
الزمان فيهخخا ليل أم نهخخارا فل ينخخافي وجخخود الليخخل فيمخخا يقاطرهخخا .الثخخالث مخخا
المراد بطالع الدنيا ؟ فإن كل نقطة من نقاط الرض لها طالع،
) (1في المصدر :فذلك (2) .في المخطوطة :في العاشر (3) .يس (4) .40 :لخخم نجخخد
ترجمة رجال السند في شئ من تراجم العامة والخاصة )*(.
][228
كل نقطة من نقاط منطقة البروج طالع افق من الفاق .والجخخواب أنخخه يمكخخن أن يكخخون
المراد بطالع الدنيا طخخالع قبخخة الرض أي موضخخع مخخن الرابخخع المسخخكون فخخي
وسط خط الستواء يكون طوله من جانب المغرب على المشهور أو المشرق
على رأي أهل الهند تسعين درجة ،وقد تطلق على موضع من الرض يكون
طوله نصخخف طخخول المعمخخورة منهخخا أعنخخي تسخخعين درجخخة .وعرضخخه نصخخف
أرض المعمورة منها أي ثلثة وثلثين درجة تخمينا ،ومن خواص القبة أنخخه
إذا وصلت الشمس فيها إلى نصف النهار كانت طالعة على جميع بقاع الربع
المسكون نهارا ،فظهرت النكتة في التخصيص .ويمكن أن يكون الطخخالع هنخخا
بالقياس إلى الكعبة لنهخخا وسخخط الرض خلقخخا وشخخرعا وشخخرفا .الرابخخع كخخون
الكواكب في مواضع شرفها ،ل يستقيم على قواعد المنجمين واصطلحاتهم،
إذ عطارد شرفه عندهم في السخخنبلة ،وشخخرف الشخخمس فخخي الحمخخل ،ول يبعخخد
العطارد عن الشمس بهذا المقدار ،ولقد خبخخط الطخخبري ) (1وغيخخره فخخي ذلخخك
فحكموا بكون عطارد أيضا حينئذ في الدرجة الخامسة عشر من السخخنبلة نقل
من جماهير الحكماء .والجواب أنه عليه السلم يمكن أن يكون بنى ذلك على
ما هو المقرر عنده ل ما زعمه المنجمخخون فخخي شخخرف عطخخارد ،أو يقخخال :إن
عطارد مستثنى من ذلك وأحال ذلك علخخى مخخا هخخو المعلخخوم عنخخدهم ،أو يقخخال:
المراد بالكواكب الربعخخة المفصخخلة اعتمخخادا علخخى ذكرهخخا بعخخده .الخخخامس أن
المقرر في كتب الحكام في بحث القرانات أن السبعة كانت مجتمعة فخخي أول
الحمل ،ولو فرض أنهم أخطأوا في ذلك كخخان علخخى الفضخخل وسخخائر الحضخخار
المتدربين في صنعة النجوم أن يسألوا عن ذلك ويراجعوا فيه ولم ينقخخل منهخخم
ذلك .والجواب أنهم ليسوا متفقين في ذلخخك كمخخا يظهخخر مخخن الطخخبري وغيخخره،
فلعل
الفضل وغيره ممن حضر المجلس كان يسلك هذا المسلك ،وربما يقال :لعخخل الخخراوي
سهى أو خبط في فهم كلمه عليه السلم وكخان مخا قخاله عليخه السخلم هخو أن
الكواكب كانت مع الشمس في شرفها ،والضمير في )شرفها( كان للشمس ل
للكواكب ،فاشتبه عليه وزعم أن الضمير للكواكب ففصل كما تخخرى .واقخخول:
على ما ذكرنا ل حاجة إلى تحريف الحديث ونسخبة السخهو إلخى الخراوي ومخا
ذكروه ليس مستندا إلخى حجخة ،وأكخثر أقخاويلهم فخي أمثخال ذلخك مسختندة إلخى
أوهام فاسدة وخيالت واهية كمخخا ل يخفخخى علخخى مخخن تتبخخع زبرهخخم .قخخال أبخخو
ريحان ) (1فيما عنخخدنا مخخن تخخاريخه فخخي سخخياق ذكخخر ذلخخك :وبكخخل واحخخد مخخن
الدوار تجتمع الكواكب في أول الحمل بدءا وعودا ولكنه في أوقخخات مختلفخخة
فلو حكم على أن الكواكب مخلوقة في أول الحمل في ذلك الوقت أو علخخى أن
اجتماعها فيه هو أول العالم أو آخره لتعرف دعواه تلك عخخن البينخخة وإن كخخان
داخل في المكخخان ،ولكخخن مثخخل هخخذه القضخخايا ل تقبخخل إل بحجخخة واضخخحة أو
مخبر عن الوائل والمبادي موثوق بقوله ،متقرر فخخي النفخخس صخخحة اتصخخال
الوحي والتأييد به ،فإن
) (1أبو ريحان محمد بن أحمخخد الخخبيرونى الخخخوارزمي الحكيخخم ،الرياضخخي ،الطخخبيب،
المنجم المعروف ،كان فليسوفا عالمخخا بالفلسخخفة اليونانيخخة وفروعهخخا وفلسخخفة
الهنود ،وبرع في علم الرياضيات والفلك ،بل قيل انه اشخخهر علمخخاء النجخخوم
والرياضيات من المسلمين ،كان معاصرا لبن سينا وكان بينهما مراسخخلت
وابحاث ،كان اصله من )بيرون( بلد في السند وسافر إلى بلد الهند اربعين
سنة اطلع فيهخخا علخخى علخخوم الهنخخود واقخخام مخخدة فخخي )خخخوارزم( وكخخان اكخخثر
اشخختغاله فخخي النجخخوم والرياضخخيات والتاريخخخ ،وخلخخف مؤلفخخات نفيسخخة منهخخا
)الثار الباقية عن القرون الخالية( في التاريخ الفه لشخخمس المعخخالى قخخابوس
حكى انه كان مكبا على تحصيل العلوم متفننا في التصخخنيف ل يكخخاد يفخخارق
يده القلم وعينه النظر وقلبه الفكر ،وكان مشخختغل فخخي جميخخع ايخخام السخخنة ال
يوم النيروز والمهرجان .وحكى عن الشيخ صلح الدين الصفدى انخخه قخخال:
كان أبو ريحان البيرونى حسخخن المعاشخخرة ،لطيخخف المحاضخخرة ،خليعخخا فخخي
الفاظه ،عفيفا في أحواله لخم يخأت الزمخخان بمثلخخه علمخخا وفهمخا .تخخوفى سخنة )
(430تقريبا )*(.
][230
من الممكن أن تكون هذه الجسام ) (1متفرقة غيخخر مجتمعخخة وقخخت إبخخداع المبخخدع لهخخا
وإحداثه إياها ،ولها هذه الحركات التي أوجب الحسخخاب اجتماعهخخا فخخي نقطخخة
واحدة في تلك المدة )انتهى( .السادس أن الستدلل بالية ليتم ،إذ يمكخخن أن
يحمل قوله تعالى )ول الليل سابق النهخخار( علخخى أن الليخخل ل يخخأتي قبخخل وقتخخه
المقرر وزمانه المقدر كمخخا أن الشخخمس ل تطلخخع قبخخل أوانخخه ،وكخخل مخخن الليخخل
والنهار ل يأتي أحدهما قبل تمام الخخخر كمخخا سخخيأتي بيخخانه فخخي تفسخخير اليخخة.
والجواب أنه عليه السلم بنى الستدلل على مخخا علخخم مخخن مخخراده تعخخالى فخخي
الية وكان عليه السلم عندهم مأمونا مصدقا في ذلك .السابع أن ما تقدم نقل
من السيوطي عن ابن عباس ينافي ذلك ،حيث حكم بتقدم الليخخل علخخى النهخخار،
وما ينقل عن التورية موافقا لذلك أيضا ينافيه .والجواب أن حديث ابن عباس
ل يعارض به كلم المام عليه السلم المنقول من الصخخول المعتخخبرة ،وكخخذا
نقل التورية لم يثبت ،ولو ثبت فأكثرها محرفة ل يعتمد عليها .وربمخخا يجخخاب
بأن حدوث النور إنما هو بعد الظلمة ،فالظلمة مقدمة على النور ،لكخخن طخخالع
خلق الدنيا يعني طالع دحو الرض كان هو السخخرطان ،و الشخخمس حينئذ فخخي
الحمل في العاشر على ما ذكره المام عليه السخخلم فخخأول الوقخخات فخخي دحخخو
الرض هو الظهر ،ولذا سميت صخخلة الظهخخر بالصخخلة الولخخى كمخخا سخخميت
بالوسطى أيضا عند كثير من العلمخخاء ،وإنمخخا فسخخر طخخالع الخخدنيا بطخخالع دحخخو
الرض لن خلق الرض مقدم على خلق السماء لكن دحوهخخا مخخؤخر ،جمعخخا
بين اليخخات )انتهخخى( .واقخخول :يمكخخن حملخخه علخخى ابتخخداء خلخخق الكخخواكب فخخإن
حصول النهار إنما هو عنده والحاصل أنه تم خلخخق أجخخزاء الخخدنيا حيخخن كخخون
السرطان على الفخق الشخرقي بالسخنبة إلخى قبخة الرض ،فخإذا رجعخت علخى
توالي البروج وعددت ستة من تحت الرض وثلثة من فوقها كخخان العاشخخر،
وهو الحمل على سمعت الرأس ،فإذا كانت الشمس فيه يكون
][231
بالنسبة إلى أكثر المعمخخورة نهخخارا كمخخا عرفخخت ،فالنهخخار فخخي أول الخلخخق بالنسخخبة إلخخى
المعمورة التي هي مسكن أشرف الخلق مقخدم علخى الليخل .ثخم إنخه يحتمخل أن
يكون ذكخر هخذه المصخطلحات الختي لخم تجخر عخادتهم عليهخم السخلم بخذكرها
وإجراء الكلم على قواعد النجوم التي نفوها وزيفوها كمخخا سختعلم إنشخاء الخ
إلزاما على الفضل المشهور في تلك الصناعة ،وإظهارا لعلمهم عليهم السلم
بجميع العلوم والصطلحات ،وقد يقال :إن تلك الكواكب لما كانت في ابتداء
خلق العالم في مواضع مخصوصة مضبوطة عند أهل العلم أخذا عن النبياء
والحجج عليهم السلم فبعد ما أخذ المنجمون بعخخض ذلخخك عنهخخم زعمخخوا أنهخخا
لتلك الخصوصية كانت أحسن مواضع تلك الكواكب فسخخموها شخخرفا لهخخا ،ثخخم
سموا المواضع التي تقابلهخخا هبوطخخا لهخخا ،توهمخخا منهخخم أنهخخا عنخخد كونهخخا فيهخخا
هابطة من تلك المنزلة والشرف جدا ،وأما ما فات منهم أخذه عن أهخخل العلخخم
كموضع عطارد مثل عينوه من عنخخد أنفسخخهم بخيخخالت شخخعرية مخخذكورة فخخي
كتبهم .ثخخم إن بعخخض النخخاس توهمخخوا أن هخخذا الحخخديث مؤيخخد لكخخون اليخخوم مخخن
الزوال إلى مثله كمخخا اعتخخبره المنجمخخون لسخخهولة الحسخخاب ،ول يخفخخى وهنخخه
على اولي البخخاب .وبعخخد اللتيخخا والخختي فدللخخة الحخخديث علخخى حخخدوث أكخخثر مخخا
يزعمه الحكماء قديما من أجزاء العالم بين ل يحتاج إلى البيان - 183 .كتاب
المحتضر للحسن بن سليمان ممخخا رواه مخخن كتخخاب الخطخخب لعبخخد العزيخخز بخخن
يحيى الجلودي ،قال :خطب أمير المؤمنين عليه السلم فقال :سلوني فخخإني ل
اسأل عن شئ دون العرش إل أجبت فيخخه ل يقولهخا بعخخدي إل جاهخل مخخدع أو
كذاب مفتر .فقام رجل من جانب ) (1مسجده في عنقه كتخخاب كخخأنه مصخخحف
وهو رجل آدم ضرب ) (2طوال ،جعد الشعر .كأنه من مهودة العرب ،فقخخال
رافعا صوته لعلي :أيها المدعي مخخا ل يعلخخم والمقلخخد مخخا ل يفهخخم ! أنخخا السخخائل
فأجب .فوثب به أصحاب علي وشيعته من كل ناحية فهموا بخخه فنهزهخخم علخخي
عليه السلم فقال لهم :دعوه ول تعجلوه ! فإن الطيش
) (1في بعض النسخ :من مجلسه (2) .الدم هو السمر ،والضرب بسكون الخخراء أي
الخفيف الظريف )*(.
][232
ل تقوم به حجج ال ول به تظهر براهين ال .ثم التفت إلى الرجل وقال لخخه :سخخل بكخخل
لسانك وما في جوانحك فإني اجيبك ،إن ال تعالى ل تعتلج عليه الشكوك ول
يهيجه وسن .فقال الرجل :كم بين المغرب والمشرق ؟ قال علي عليه السخخلم
مسافة الهخخواء .قخخال :ومخخا مسخخافة الهخخواء ؟ قخخال ]علخخي عليخخه السخخلم[ دوران
الفلك ؟ قال الرجل :وما قدر دوران الفلخخك ؟ قخخال :مسخخيرة يخخوم للشخخمس .قخخال
الرجل :صدقت .قال :فمتى القيامة ؟ قال :على قدر قصور المنية ) (1وبلوغ
الجل .قال الرجل :صدقت ،فكم عمر الدنيا ؟ قال علي :يقال سخخبعة آلف ثخخم
ل تحديد .قال الرجل :صدقت ،فأين بكة من مكة ؟ قال علي :مكة من أكنخخاف
الحرم ،وبكة موضع البيت .قخال :فلخم سخميت مكخة مكخة ؟ قخال :لن الخ مخك
الرض من تحتها قال :فلم سخخميت بكخخة ؟ قخخال :لنهخخا بكخخت رقخخاب الجبخخارين
وعيون المذنبين قال :صخدقت ،وأيخن كخان الخ قبخل أن يخلخق عرشخه ؟ قخال:
علي :سبحان من ل تدرك كنه صفته حملة العرش .على قرب زمراتهخخم مخخن
كراسي كرامته ،ول الملئكة المقربون من أنوار سبحات جلله .ويحخخك ! ل
يقال أين ،ول ثم ،ولفيم ،ول لم ،ول أنى ،ول حيث ،ول كيف .قال الرجخخل:
صدقت ،فكم مقدار ما لبث ال عرشه على المخخاء مخخن قبخخل أن يخلخخق الرض
والسماء ؟ قال :أتحسن أن تحسب ؟ قخخال :نعخخم ،قخخال :لعلخخك ل تحسخخن ! قخخال:
بلى ،إني لحسن أن أحسب .قال علخى عليخه السخلم :أفرأيخت لخو كخان صخب
خخخردل فخي الرض ]حخختى[ سخخد الهخواء ومخا بيخخن الرض والسخخماء ،ثخم اذن
لمثلك على ضعفك أن تنقله حبة حبة من مقدار المشرق إلى المغرب ،ثخخم مخخد
في عمرك واعطيت القوة على ذلك حتى تنقله وأحصيته لكان ذلك أيسر مخخن
إحصاء عخدد أعخوام مخا لبخث عرشخه علخى المخاء مخن قبخل أن يخلخق الرض
والسماء ،وإنما وصفت لك ببعض عشر عشير العشير مخخن جخخزء مخخائة ألخخف
جزء ،وأستغفر ال من القليل في التحديد .قال :فحرك الرجل رأسه وشخخهد أن
لإله إل ال وأن محمدا رسول الخ .بيخان :والضخرب بسخكون الخراء :الرجخل
الخفيف اللحم) .على مسافة
][233
الهواء( هذه التبهيمات في الجوبة للتنبيه على عدم تكلخخف مخخا لخخم يخخؤمر النخخاس بعلمخخه
وأنه ل فائدة للنسخخان فخخي علخخم حقخخائق الموجخخودات ومقاديرهخخا ،كمخخا تضخخيع
الفلسفة فيها أعمارهم) .على قرب زمراتهم( أي جماعاتهم) .تفهيخخم وتتميخخم(
* )نفعه عميم بعون ال الواهب الكريم( * اعلم أن المقصود الصلي من هذا
الباب أعني حدوث العخخالم لمخخا كخخان مخخن أعظخخم الصخخول السخخلمية ل سخخيما
الفرقة الناجية المامية وكان في قديم الزمخخان ل ينسخخب القخخول بالقخخدم إل إلخخى
الدهرية والملحدة والفلسفة المنكرين لجميع الديان و لذا لخم يخخورد الكلينخخي
ره وبعض المحدثين لذلك بابا مفردا في كتبهم ،بخخل أوردوا فخخي بخخاب حخخدوث
العالم أخبار إثبخخات الصخخانع تعخخالى اتكخخال علخخى أن بعخخد القخخرار بخخالحق جخخل
وعل ،ل مجال للقول بالقدم ،لتفاق أرباب الملل عليه ).(1
) (1قال الفيض رضوان ال عليه فخخي كتخخاب عيخخن اليقيخخن )ص (407مخخا هخخذا لفظخخه:
حدوث العالم بمعنى افتقاره إلى الصخخانع ومسخخبوقيته بالعخخدم فخخي الجملخخة أي
العم من العدم الزمانى من ضروريات الدين وعليه اجماع المسلمين -إلى
ان قال -ما يظهر من التتبع لكلمخخات السخخلف مخخن علمخخاء الخخدين ان الخخواجب
اعتقاده انمخا هخخو افتقخار العخخالم إلخخى الصخخانع ومسخخبوقيته بالعخخدم فخي الجملخخة
خاصة ،وأن إطلق حدوث العالم راجع إليه ،وأن الغرض مخخن اثبخخاته الخخرد
على الدهرية والطبيعيين المنكرين للصانع الزاعميخخن لقخخدم العخخالم ووجخخوب
وجوده خذلهم ال ولذلك كلما سخخئل العلمخاء عخن البرهخخان علخخى ذلخخك اخخخذوا
يستدلون على اثبات الصانع وليس في كلمهم عن الزمان حرف اصخخل إل
اشارات على الحدوث الزمخانى بخالمعنى الغخامض الخذى نشخبته وترميخزات
إليه -إلى ان قال -ولول مخافة التطويل لنقلنا عباراتهم حتى يتخخبين صخخدق
ما ذكرنا .ثم ذكر كلم أبخخى عبخخد الخ عليخخه السخخلم لبخخن أبخخى العوجخخاء فخخي
حدوث الجسام وبيخان الصخدوق رحمخه الخ فخي ذيلخه فراجخع وسخيأتى مخن
الشيخ المحقق أبى الفتح الكراجكى ان القول بثبوت زمان بين الحخخق تعخخالى
وبين أفعاله مناقض للقول بالحدوث ،وكخخذا يخخأتي نقخخل تصخخريح اسخختاده علخخم
الهدى بأن ال تعالى خلق اول الحوادث من غير زمان فتأهل حقه.
][234
وفي قريب من عصرنا لما ولع الناس بمطالعة كتب المتفلسفين ،ورغبوا عن الخوض
في الكتاب والسنة وأخبار أئمة الدين ،وصار بعد العهد عن أعصارهم عليهم
السلم سببا لهجخخر آثخخارهم ،وطمخخس أنخخوارهم ،واختلطخخت الحقخخائق الشخخرعية
بالمصخخطلحات الفلسخخفية صخخارت هخخذه المسخخألة معخخترك الراء ومصخخطدم
الهخخواء ،فمخخال كخخثير مخخن المتسخخمين بخخالعلم المنتحليخخن للخخدين ،إلخخى شخخبهات
المضخخلين ،وروجوهخخا بيخن المسخلمين فضخلوا وأضخخلوا ،وطعنخوا علخخى أتبخخاع
الشريعة حتى ملوا وقلوا ،حخختى أن بعخخض المعاصخخرين ) (1منهخخم يمضخخغون
بألسنتهم ،ويسودون الوراق بأقلمهم أن ليس في الحدوث إل خبر واحد هو
)كان ال ولم يكخخن معخخه شخخئ( ثخخم يؤولخخونه بمخا يوافخخق آراءهخخم الفاسخخدة ،فلخخذا
أوردت فخخي هخخذا البخخاب أكخخثر اليخخات والخبخخار المزيحخخة للشخخك والرتيخخاب،
وقفيتها بمقاصد أنيقة ،ومباحث دقيقة ،تأتي بنيان شبههم من قواعدها وتهخخزم
جنود شكوكهم من مراصدها ،تشييدا لقواعد الدين ،وتجنبا مخخن مسخخاخط رب
العالمين ،كما روي عن سيد المرسلين صلى ال عليه وآله :إذا ظهرت البدع
في امتي فليظهر العالم علمه ،وإل فعليه لعنة ال والملئكة والناس أجمعيخخن.
)المقصد الول( * )في بيان معاني الحدوث والقدم( * المشهور أن للحخخدوث
معنيين :الذاتي ،والزماني .والمستفاد من كلم الشيخ أن معنخخى الحخخدوث هخخو
المسبوقية بالعدم إما بالذات ل بالزمان وهخو الحخدوث الخذاتي ،وإمخا بالزمخان
وهو الحدوث الزماني .وهو المتبادر ) (2من لفظ الحدوث
) (1في المخطوطة :القاصرين (2) .كأن الجملة الخيرة اعني قوله )وهو المتبادر(..
من كلم المؤلف -رحمه ال لنالم نجدها فخخي شخخئ مخخن كلمخخات الشخخيخ فخخي
الشفاء والشارات والنجاة والتعليقات ،على انها غيخخر مشخخابهة لكلمخخه كمخخا
يعرفه العريف بلحن قوله .ولعله استفاده ذلك مخخن كلمخخه فخخي الشخخفاء حيخخث
قال )ص) :(526 :فان اطلق اسم الحدث على كل ماله ايس بعخخد ليخس كخان
كل معلول=
][235
إذ المتبادر منه أنه لم يكخخن موجخخودا فوجخخد .واورد عليخخه أن تقخخدم العخخدم علخخى الوجخخود
بالذات ل معنى له ،إذ التقدم بالذات مخصوص عندهم بالتقخخدم بالعليخخة ،فتقخخدم
العدم بالعلية على الوجود يستلزم اجتماع النقيضين ).(1
= حادثا ،وان لم يكن يطلق بل كان شرط المحخخدث ان يوجخخد زمخخان ووقخخت كخخان قبلخخه
فبطل بمجيئة بعده إذ يكون بعخديته ل يكخون مخع القبليخة موجخودة بخل يكخون
ممائزة في الوجود لنها زمانيخخة فل يكخخون كخخل معلخخول محخخدثا بخخل المعلخخول
الذى يسبق وجوده زمان ويسبق وجوده ل محالة حركة و تغير كما علمخخت
ونحن ل نناقش في السماء إلى ان قال فخخان كخخان وجخخوده بعخخد ليخخس مطلخخق
كان صدوره عن العلة ذلخخك الصخدور ابخداعا ويكخخون افضخل انحخخاء اعطخاء
الوجود لن العدم يكون قد منع البتة وسلط عليخخه الوجخخود( إلخخى آخخخره(1) .
اعلم ان السبق بالذات عند المتكلمين هو سبق اجخخزاء الزمخخان بعضخخها علخخى
بعخخض ،و عنخخد الحكمخخاء معنخخى عخخام يطلخخق علخخى السخخبق بخخالطبع وبالمهيخخة
وبالعلية ،ومسبوقية الحادث الذاتي بالعدم أو بالغبر على اختلف التعريفيخخن
ليس على شئ من هذين الصطلحين بل هو اصخخطلح خخخاص فخخي مقابخخل
الحادث الزمانى ،توضخخيح ذلخخك انهخخم عرفخخوا الحخخادث بالمسخخبوق بالعخخدم أو
بالغير والمال واحد لن المراد بالغير اعم من العلة والعدم ،ثخخم قسخخموه إلخخى
ما هو مسبوق بالعدم المجامع أي ما يكون ذاتخخه بخخذاته غيخخر واجخخده للوجخخود
فيكون من مرتبة ذاته خالية عن الوجود و سموه بالحادث الذاتي ،وإلخخى مخخا
هو ،سبوق بالعدم المقابل أي ما يكون موجودا فخخي زمخخان لخخم يكخخن موجخخودا
فبله فيكون مسبوقا بعده الغير المجامع لوجوده وسخخموه بالحخخادث الزمخخانى،
فالسبق ههنا بحسب الخارج وهناك بحسب نفس المر ،ومرتبة نفس المخخر
اوسع من مرتبة نفس الماهيخخة مخخن حيخخث هخخي هخخي قخخال الشخخيخ فخخي الهيخخات
النجاة :واعلم انه كما ان الشئ قد يكون محدثا بحسب الزمان كذلك قد يكون
محدثا بحسب الذات فان المحدث هو الكائن بعد ما لم يكن ،والبعدية كالقبلية
قد تكون بالزمان وقد تكون بالذات ثم قال فيكون لكل معلخخول فخخي ذاتخخه اول
انه ليس ،ثم عرض عن العلة وثانيا انه ايس ،فيكون كخخل معلخخول محخخدثا أي
مستفيدا لوجوده من غيره ،بعد ماله في ذاته انه ل يكون موجودا فيكون كل
معلول في ذاته محدثا ،فخخان كخخان مثل فخخي جميخخع الزمخخان موجخخودا مسخختفيدا
لذلك الوجود عن موجد فهو محخخدث لن وجخخوده مخخن بعخخد ل وجخخوده بعديخخة
بالذات )انتهى موضع الحاجة( فتبين بما ذكرنخخا ان منشخأ هخخذا الشخخكال هخخو
الخلط بين الصطلحين وحاصل الجواب ان معنى تقدم العدم على الوجود
في الحادث الذات كون ذاته بذاته خالية عخخن الوجخخود وهخخو تقخخدم مخخا بالخخذات
على ما بالغير ل التقدم الذاتي الذى يسخختعمل فخخي تقخخدم العلخخة علخخى المعلخخول
وتقدم الجنس والفصل على النوع وغيرها.
][236
وقال المحقق الطوسي ره :الحدوث هخخو المسخخبوقية بخخالغير ،وذلخخك الغيخخر إن كخخان هخخو
العلة فهو الحدوث الذاتي ،وإن كان عدما فهو الحدوث الزمخخاني .ويخخرد عليخخه
أيضخخا مخخا يخخرد علخخى الول ،لن ذات المعلخخول يصخخدق عليهخخا أنهخخا ليسخخت
بموجودة في مرتبة ذات العلة ثم وجد المعلول بعد ذلك السلب ،لوجوب تقخخدم
وجود العلة على وجود المعلول ،ول يتصور في تقخخدم سخخلب وجخخود المعلخخول
على وجوده إل التقدم الذاتي المنحصخخر فخخي التقخخدم بالعليخخة ،فيعخخود الشخخكال.
وللقوم في هذا المقام اعتراضات وأجوبة ل يناسب مقصودنا من هذا الكتخخاب
إيرادها ،وأكثرها مذكورة في حواشي المحقق الخخدواني وغيخخره علخخى الشخخرح
الجديخخد للتجريخخد .وبالجملخخة إطلق الحخخدوث عليخخه محخخض اصخخطلح لهخخم ل
يساعده لغة ول عرف ،وإنما مرجعه الحقية أو إلخخى ترتخخب وجخخود المعلخخول
على وجود العلة إذ العقل يحكم بأنه وجد فوجد .وأثبت السيد الداماد ره قسخخما
ثالثا وهو الحدوث الدهري حيث قخخال :إن أنحخخاء العخخدم للممكخخن ثلثخخة :الول
العدم الذي هو الليس المطلق في مرتبة الذات وهو لكل ممكخخن موجخخود حيخخن
وجوده الثاني العدم المتكمم وهو لكل حادث زماني قبل زمان وجوده .الثالث
العخخدم الصخخريح الخخدهري قبخخل الوجخخود قبليخخة غيخخر متكممخخة .وليخخس شخخئ مخخن
العدمين الولين هو العدم المقابل للوجود ،أما الول فلنة يجامع الوجود فخخي
الوقخخع ويسخخبقه بحسخخب الخخذات سخخبقا ذاتيخخا ،وأمخخا الثخخاني فلنخخه ممخخائز لزمخخان
الوجود ،ومن شرائط التناقض في الزمانيات وحدة الزمان فخخإذا إنمخخا المقابخخل
للوجود العدم الصريح الذي ل يتصور فيه حد وحد ،ولن يتميز فيه حال ) (1
وحال .ثم حقق في ذلك تحقيقا طخويل وحاصخل كلمخخه أن أثبخت للموجخودات
وعائين آخرين سوى الزمان وهو الدهر والسرمد ،وقال :نسخخبة المتغيخخر إلخخى
المتغير ظرفها الزمان ونسبة الثابت إلى المتغير ظرفها الدهر ،ونسبة الثابت
إلى الثابت ظرفها السرمد .ونقل على ذلك شواهد كخخثيرة مخخن الحكمخخاء ،فمخخن
ذلك قول الشيخ في التعليقات حيث قال:
) (1ولجخخل ذلخخك اعنخخي كخخون الحخخادث الخخدهرى فقخخط مسخخبوقا بالعخخدم الصخخريح جعخخل
الحدوث الدهرى احق انواع الحدوث بهذا السم )*(.
][237
تعليق :العقل يدرك ثلثة أكوان :أحدها الكون في الزمان وهو مخختى الشخخياء المتغيخخرة
التي يكون لها مبدء ومنتهى ،ويكون مبدؤه غيخخر منتهخخاه ،بخخل يكخخون متقضخخيا
ويكون دائما في السيلن وفخخي تقتضخخي حخخال وتجخخدد حخخال .الثخخاني كخخون مخخع
الزمان ويسمى الخخدهر ،وهخخذا الكخخون محيخخط بالزمخخان ،وهخخو كخخون الفلخخك مخخع
الزمان ،والزمان في ذلك الكون لنه ينشأ من حركة الفلك وهو نسخخبة الثخخابت
إلى المتغير إل أن الوهم ل يمكنه إدراكه ،لنه رأى كل شئ في زمان ورأى
كل شئ يدخله كان ويكون والماضي والحاضر والمسخختقبل ،ورأى لكخخل شخخئ
متى إما ماضيا أو حاضرا أو مستقبل .الثالث كون الثابت مع الثابت ويسخخمى
السرمد ،وهو محيط بالدهر .تعليق :الوهم يثبخخت لكخخل شخخئ مخختى ،ومحخخال أن
يكون للزمان نفسه متى .تعليق :ما يكون في الشخخئ فخخإنه يكخخون محاطخخا بخخذلك
الشئ ،فهو يتغير بتغير ذلك الشئ ،فالشئ الذي يكون في الزمان يتغير بتغير
الزمان ،ويلحقه جميع أعراض الزمان ،ويتغير ) (1عليه أوقاته ،فيكون هخخذا
الوقت الذي يكون مثل مبدء كونه أو مبدء فعلخخه غيخخر ذلخخك الخخوقت الخخذي هخخو
آخره لن زمانه يفوت ويلحق ،ومخخا يكخون مخع الشخئ فل يتغيخخر بتغيخخره ،ول
تتناوله أعراضه .تعليق الدهر وعاء الزمان ،لنه محيط به .وبين في الشخخفاء
أيضا هذا المعنى ،ثم قال :ول يتوهم في الدهر ول فخخي السخخرمد امتخخداد ،وإل
لكان مقدار للحركة ،ثخخم الزمخخان كمعلخخول الخخدهر ،والخخدهر كمعلخخول السخخرمد.
وقال أيضا في الشفاء :إنه ل يكون في الزمان إل الحركات والمتحركات أمخخا
الحركة فذلك لها من تلقاء جوهرها ،وأما المتحرك فمن تلقخاء الحركخة ،وأمخا
سائر المور فإنها ليست في زمان ،وإن كخخانت مخخع الزمخخان ،فخخإن العخخالم مخخع
الخردلخخة وليسخخت فخخي الخردلخخة .إلخخى آخخخر مخخا قخخال .واستحسخخن ذلخخك المحقخخق
الطوسي -ره -و السيد الشريف وغيرهما .واعلم أن ما نحن بصدد إثباته ل
يتوقف على تحقيق هذه المور ،فإن الذي
][238
ثبت بإجماع أهل الملل والنصوص المتواترة هو أن جميع ما سوى الحق تعالى أزمنة
وجوده فخي جخانب الزل متناهيخة وفخي ) (1وجخوده ابتخداء ،والزليخة وعخدم
انتهاء الوجود مخصوص بخالرب سخبحانه ،سخواء كخان قبخل الحخوادث زمخان
موهوم أو دهر كما ستعرف إنشاء ال تعالى) .المقصد الثاني( * )في تحقيخخق
القوال في ذلك( * اعلم أنه ل خلف بين المسلمين بخخل جميخخع أربخخاب الملخخل
في أن ما سوى الخخرب سخخبحانه وصخخفاته الكماليخخة كلخخه حخخادث بخخالمعنى الخخذي
ذكرنا ،ولوجوده ابتداء ،بل عد من ضروريات الدين .قال السخخيد الخخداماد فخخي
القبسات :عليه إجماع جميخخع النبيخخاء والوصخخياء ) .(2وقخال صخخاحب الملخخل
والنحل في كتاب )نهاية القدام( وصححه المحقق الطوسخخي ره ) :(3مخخذهب
أهل الحق من الملل كلها أن العخخالم محخخدث مخلخخوق ،لخخه أول ،أحخخدثه البخخارئ
تعالى وأبدعه بعد أن لم يكن ،وكان ال ولم يكن معه شئ.
) (1في المخطوطة )لوجوده( وهو الظهر (2) .ادعى السيد رضوان ال عليه اجماع
السفراء السانين الشارعين من النبياء والمرسلين والوصياء المعصخخومين
علخخى كخخون مخخا فخخي عخخوالم الخلخخق والمخخر واقليمخخى الغيخخب والشخخهادة حادثخخا
بالحخخخدوث الخخخذاتي والخخخدهرى ،فراجخخخع كلمخخخه فخخخي القبسخخخات )ص(19 :
والنصاف ان دعوى الجماع على هذه الخصوصيات في غير محله ،وأن
الجماع من اهل الملخخل انمخخا هخخو علخخى الحخخدوث الملزم للمكخخان وبعبخخارة
اخرى الجماع على كون العخخالم بأسخخره مخلوقخخا ،فمخخن رأى الملزمخخة بيخخن
المخلوقية وبين الحخخدوث الزمخخانى ادعخخى الجمخاع علخخى الحخخدوث الزمخخانى
ومن رأى الملزمة بينها وبين الحدوث الذاتي فقط أو مع الحدوث الخخدهرى
ادعخخى الجمخخاع عليخخه فتخخذبر جيخخدا (3) .أي صخخحح محقخخق الطوسخخى نقخخل
صاحب الملل والنحل ،قال في القبسات بعد نقل هذا الكلم عن الشهرستاني
في )نهاية القدام( ونقل )يعنى الشهرستاني( مثل ذلك في كتاب المصارعة
مخخع الشخخيخ الرئيخخس( واستصخخح نقلخخه خخخاتم المحققيخخن )يعنخخى نصخخير الخخدين
الطوسى( في )مصارع المصارع( )*(.
][239
ووافقهخخم علخخى ذلخخك جمخخع مخخن أسخخاطين الحكمخخة وقخخدماء الفلسخخفة ،مثخخل ثخخاليس ،و
انكساغورس ،وانكسيمايس ،من أهل )ملطية( ومثل فيثاغورس ،وأنبخخاذقلس،
و سخخقراط ،وأفلطخخن ،مخخن أهخخل )آثينيخخة( و )يونخخان( وجماعخخة مخخن الشخخعراء
والوايل والنساك .وإنما القول بقدم العالم وأزلية الحركات بعد إثبات الصانع
والقخخول بالعلخخة الولخخى إنمخخا ظهخخر بعخخد أرسخخطاطاليس ،لنخخه خخخالف القخخدماء
صريحا وأبدع هذه المقالة على قياسات ظنها حجة وبرهانخخا .وصخخرح القخخول
فيخخه مخخن كخخان مخخن تلمخخذته مثخخل السخخكندر الفروديسخخي ،وثامسخخطيوس،
وفرفوريوس .وصنف برقلس المنتسب إلى أفلطون فخخي هخخذه المسخخألة كتابخخا
أورد فيه هذه الشبه ) .(1وقال السخخيد الخخداماد ره :مخخن النقخخل الخخذائع الصخخحيح
المتواتر أن أفلطن والستة الباقين من الساطين وغيرهخخم مخخن القخخدماء علخخى
حدوث عالمي المر والخلق بجميع أجزائه ،وأرسطو وتلمذته علخخى قخخدمه )
) (2انتهى( لكن الظاهر أنه كخخان مخخذهب أفلطخخون حخخدوث الزمانيخخات فقخخط،
لشتهار القخخول بقخخدم النفخخوس والبعخخد المجخخرد عنخخه ) .(3وقخخال السخخيد ره فخخي
القبسات :القول بقدم العالم نوع شرك .وقال في
) (1نقل في القبسات الكلم الخير أعنى من قوله )وإنما القول بقدم العالم (..الخخخ عخخن
كتاب الملل والنحل (2) .القبسات .17 :نقلخخه بخخالمعنى (3) :هخخذا يؤيخخد قخخول
السخخيد الخخداماد -ره -ان محخخط النخخزاع هخخو الحخخدوث الخخدهرى ل الحخخدوث
الزمانى ،قال بعد نقل قول افلطون وارسخخطو مخخا هخخذا لفظخخه :فل يصخخح ان
يعنى بهما القدم والحدوث الخذاتيان بتخة ول ان يتخوهم ان حريخخم النخزاع هخخو
الحدوث الزمانى ،اما يشعر أن من العالم المبحوث عن حدوثه نفس الزمان
-إلى ان قال -فكيف يظن بافلطن وسقراط ومن في مرتبتهمخخا مخخن افخخاخم
الفلسفة وأئمتهم انهم ينسبون الحدوث الزمخخانى للعخخالم الكخخبر ويقولخخون ان
نفخخس الزمخخان ومحلخخه وحامخخل محلخخه والجخخواهر المفارقخخة مسخخبوقة الوجخخود
بالزمان وحاصلة الذات في الزمان وليس يتفوه بذلك مخخن فخخي دائرة العقلء
والمحصلين ؟ ! وقال في رسالة )مذهب ارسخخطاطاليس( بعخخد كلم لخخه :ول
يزيغ عن السبيل ول يذهب إلى القول بحدوث الكل حخخدثا زمانيخخا كيانيخخا فخخي
زمان أو آن عن عدم ممتد ل الى بداية الفريق مخخن المهوشخخين فخخي الخخدورة
اليونانية وجماهر المتكلفين في الملة السلمية )*(.
][240
موضع آخر منه :إنه إلحاد .وقال الصدوق ره في كتاب التوحيخخد :الخخدليل علخخى أن الخ
عزوجل عالم قادر حي لنفسه ل بعلخم وقخدرة وحيخوة هخو غيخره أنخه لخو كخان
عالما بعلم لم يخل علمه من أحد أمريخخن :إمخخا أن يكخخون قخخديما أو حادثخخا ،فخخإن
كان حادثا فهخو جخل ثنخخاؤه قبخخل حخدوث العلخخم غيخخر عخخالم ،وهخذا مخن صخفات
النقص ،وكل منقوص محدث بما قدمناه .وإن كان قديما يجخخب ) (1أن يكخخون
غير ال عزوجل قديما ،وهذا كفر بالجماع ) .(2وقال ره فخخي سخخياق إبطخخال
مذاهب الثنوية :فأما ما ذهب إليه )ماني( )وابن ديصان( مخخن خرافاتهمخخا فخخي
المتزاج ،ودانت به المجوس من حماقاتها فخخي )أهرمخخن( فقاسخخد بمخخابه يفسخخد
قدم الجسام ) .(3وقد عقد في هخخذا الكتخخاب بابخخا لثبخخات الحخخدوث وأورد فيخخه
الدلئل المشهورة الخختي سنشخخير إلخخى بعضخخها ،ولخخم نوردهخخا مخافخخة الطنخخاب
والتكرار .وقال فيما قال :لن المحدث هو ما كان بعد أن لم يكن والقخخديم هخخو
الموجود لم يزل ) .(4وقال في آخر الكلم :هذه أدلة التوحيد الموافقة للكتخخاب
والثخخار الصخخحيحة عخخن النخخبي والئمخخة عليهخخم السخخلم ) .(5وقخخال السخخيد
المرتضى نقل عن شيخه المفيد رفع ال شأنهما في الرد على أبخي هاشخم فخي
القخخول بالحخخال ،فقخخال فخخي أثنخخاء كلمخخه :وكخخره أن يثبخخت الحخخال شخخيئا فتكخخون
موجودة أو معدومة ،ومتى كانت موجودة لزمه على أصله واصخخولنا جميعخخا
أنها ل تخلو من القدم أو الحدوث ،وليس يمكنه الخبخخار عنهخخا بالقخخدم ليخخخرج
بذلك عن التوحيد ويصير بخخذلك أسخخوء حخخال مخخن أصخخحاب الصخخفات .وسخخاق
الكلم إلى أن قال :والقول بالهيولى وقدم الطينخخة أعخخذر مخخن هخخؤلء القخخوم إن
كان لهم عذر ،ول عذر للجميع فيما
) (1في المصدر :وجب (2) .التوحيد (3) .156 :التوحيد (4) .194 :التوحيد.222 :
) (5التوحيد.(*) 223 :
][241
ارتكبوا من الضلل ،لنهم يقولون إن الهيولى هو أصل العخخالم ،وأنخخه لخخم يخخزل قخخديما،
وال تعالى محدث كما يحدث الصائغ من السبيكة خاتما ،والناسج مخن الغخزل
ثوبا ،والنجار من الشجر لوحا إلى آخر ما رد ) (1عليهم .ونقل العلمة -ره
-في المختلف عن الشيخ المفيد كلمخخا يخخدل علخخى أن القخخول بالقخخدم ليخخس مخخن
مذاهب المليين ،حيث قال :وأما الصابئون فمنفردون بمذاهبهم ممخخن عخخددناه،
لن جمهورهم توحد الصانع في الزل ،ومنهخخم مخخن يجعخخل معخخه هيخخولى فخخي
القدم صنع منها العالم فكانت عندهم الصخخل ،ويعتقخخدون فخخي الفلخخك ومخخا فيخخه
الحياة والنطق وأنه المدبر لما في هذا العالم والدال عليه ،وعظمخخوا الكخخواكب
وعبدوها من دون ال عزوجخخل ،وسخخماها بعضخخهم ملئكخخة ،وجعلهخخا بعضخخهم
آلهة ،وبنوالهخخا بيوتخخا للعبخخادات ،وهخخؤلء علخخى طريخخق القيخخاس إلخخى مشخخركي
العرب وعباد الوثان أقخرب مخخن المجخخوس .إلخخى آخخخر مخا قخال ممخخا يؤيخد مخا
ذكرنا .وشيخ الطائفة قدس ال لطيفه عقد في كتخخاب القتصخخاد فصخخل فخخي أن
ال تعالى واحد ل ثاني له في القدم ،وأقام الدلئل على ذلك إلى أن قخخال :فخخإذا
ثبت ذلخك بطخخل إثبخخات قخديمين ،وإذا بطخخل وجخود قخخديمين بطخخل قخول الثنويخخة
القائلين بالنور والظلمة وبطل قول المجوس القائلين بخخال والشخخيطان ،وبطخخل
قول النصارى القائلين بالتثليث .على أن قخخول الثنويخخة يبطخخل مخخن حيخخث دللنخخا
على حدوث الجسام ) .(2وأثبت حدوث
) (1أورد )ظ( اقول :كون الموجودات المادية مخلوقة من المواد امر يصخخدقه الكتخخاب
والسنة ،والنصوص على خلق النسان من الطين والسماوات والرض من
الدخان والماء وكذا سائر الشياء كثيرة جدا ل تكاد تخفى على من نظر في
القرآن الكريم والروايات الشريفة والفرق بين خلق ال تعالى شيئا من مخخادة
وبين تسوية النجار بابا من الخشب وصنع الصائغ خاتما من الذهب ان الخخ
تعالى يفيخخض الصخخور علخخى المخخواد المسخختعدة والنسخخان يعخخد المخخواد لقبخخول
الصور ،مضافا إلى ان اعداده ايضخخا بخخاذن الخ تعخخالى واقخخداره عليخخه .وامخخا
الهيولى الولى فقد مر الكلم فيها فخخي مخخا مضخخى فراجخخع (2) .كلم الشخخيخ
قدس سره كما ترى يؤيد كلم الفيض -رضوان ال عليه -المتقدم ذكره=
][242
الجسخخام بالخخدلئل المشخخهورة عنخخد المتكلميخخن .والسخخيد المرتضخخى -ره -فخخي كتخخاب
)الغرر( أورد دلئل على إبطال القول بالهيولى القديمة .وقال الشيخ المحقخخق
أبو الفتح الكراجكي ) (1تلميذ السيد المرتضخخى قخخدس الخ نفسخخهما فخخي كتخخاب
)كنخخز الفخخوائد( :اعلخخم أيخخدك ال خ أن مخخن الملحخخدة فريقخخا يثبتخخون الحخخوادث
ومحدثها ،ويقولون إنخخه ل أول لوجودهخخا ،ول ابتخداء لهخا ،ويزعمخخون أن الخ
سبحانه لم يزل يفعخل ول يخزال كخذلك ،وأن أفعخال ل أول لهخا ول آخخر ،فقخد
خالفونا في قولهم أن الفعال ل أول لهخخا ،إذ كنخخا نعتقخخد أن الخ تعخخالى ابتخخدأها
وأنه موجود قبلها ،ووافقونا بقولهم أنه ل آخر لها لنهم وإن ذهبخخوا فخخي ذلخخك
إلى بقاء الدنيا على ما هي عليه ،واستمرار الفعال فيها ،وأنه ل آخر لها فإنا
نذهب في دوام الفعال إلى وجه آخر وهو تقتضي أمر الخخدنيا وانتقخخال الحكخخم
إلى الخرة واستمرار الفعال فيها من نعيم أهل الجنة الذي ل ينقطع عن
= في ذيل الصفحة ) (223فتدبر ،وقريب منه كلم الشيخ الكراجكى حيث نسخخب قخخدم
العالم إلى الدهرية القائلين بعدم تنخخاهى افخخراد النسخخان والحيخخوان مخخن جهخخة
البدء ،لكنهم غير قائلين بالصانع الحكيم ولعله رحمه ال ألحق بهم من يقول
بقخخدم الطبخخائع الكليخخة وعخخدم تنخخاهى افرادهخخا فخخي البدايخخة والنهايخخة وان قخخال
بالصانع الحكيم أيضخخا ،وسخخيأتى كلم لخخه صخخريح فخخي ان الزمخخان فعخخل مخخن
افعال ال وانه ليس بين الواجب تعالى واول الفعال زمان أصل ،بل القول
بثبوت زمان عندئذ يناقض القول بالحدوث .وهو يفسخخر قخخوله ههنخخا )ان الخ
موجود قبل الفعال( بأن تلك القبلية ليسخخت هخخي القبليخخة الزمانيخخة المقتضخخية
لوجود زمان قبل الخلق فتأمل (1) .هو أبو الفتح محمد بن على بخخن عثمخخان
الكراجكى شيخ فقيه جليل يعبر عنه الشهيد كثيرا ما في كتبخخه بالعلمخخة مخخع
تعبيره عن العلمة الحلى ره بالفاضخخل .ترجمخخه صخخاحب المسخختدرك وذكخخر
مؤلفخاته ومشخايخه منهخم الشخيخ المفيخد والسخيد المرتضخى وسخلر بخن عبخد
العزيز الديلمى .وكتابه )كنز الفوائد( من الكتخخب المشخخهورة ،وقخخد اخخخذ منخخه
جل من أتخخى بعخخده تخخوفى رحمخخه الخ كمخخا عخخن تاريخخخ اليخخافعي سخخنة )(449
والكراجكي بالكاف المفتوحة والراء المهملة والجيخخم المضخخمومة نسخخبة إلخخى
)كراجك( قرية على باب واسط )*(.
][243
أهلها ،وعذاب النار الذي ل ينقضي عن المخلدين فيها ،فأفعال الخ عزوجخخل مخخن هخخذا
الوجه ل آخر لها .وهؤلء أيدك ال هم الدهرية القائلون بخخأن الخخدهر سخخرمدية
ل أول لها ول آخر ،وأن كل حركة تحرك بها الفلك فقد تحرك قبلهخخا بحركخخة
قبلها حركة من غير نهايخخة ،وسخخيتحرك بعخخدها بحركخخة بعخخدها حركخخة ل إلخخى
غاية ،وأنه ل يوم إل وقد كان قبله ليلة ،ول ليلخخة إل وقخخد كخخان قبلهخخا يخخوم ول
إنسان تكون إل من نطفة ،ول نطفة تكونت إل من إنسان ،ول طخخائر إل مخخن
بيضة ،ول بيضخخة إل مخخن طخخائر ،ول شخخجرة إل مخخن حبخخة ،ول حبخخة إل مخخن
شجرة ،و أن هذه الحوادث لم تخخزل تتعخخاقب ول تخخزال كخخذلك ،ليخخس للماضخخي
منها بداية ،ول للمستقبل منها نهاية ،وهي مع ذلك صنعة لصانع لم يتقخخدمها،
وحكمة من حكيم لخم يوجخد قبلهخا ،وأن الصخنعة والصخانع قخد يمخان لخم يخزال
تعالى ال الذي ل قديم سخخواه ،ولخخه الحمخخد علخخى مخخا أسخخداه مخخن معرفخخة الحخخق
وأولده ،وأنخخا بعخخون الخ اورد لخخك طرفخخا مخخن الدلخخة علخخى بطلن مخخا ادعخخاه
الملحدون ،وفساد ما انتحله الدهريون .اقول :ثم أورد رحمه ال أدلخخة شخخافية،
وأجوبة وافية ،وتحقيقات متينة ،و إلزامات رزينة ،سيأتي بعضها في محلخخه،
ولم نوردهخا هنخا لنخا سخنذرها بخوجه أخصخر .ثخم ذكخر منخاظرته مخع بعخض
القائلين بالقدم ،وأنه كتب ذلك إلى الشريف المرتضى -ره -وذكره الجخخواب
الذي أورده السيد في ذلك ،فمن أراد الطلع علخخى جميخخع ذلخخك فليرجخخع إلخخى
ذلك الكتاب .وقال السيد المرتضى -ره -في جواب سؤال ورد عليه في آيخخة
التطهير ،قال السائل :وإذا كانت أشباحهم قديمخخة وهخخم فخخي الصخخل طخخاهرون
فأي رجس اذهب عنهم ؟ فقال السيد فخي تضخاعيف جخوابه :وأمخا القخول بخأن
أشباحهم عليهم السلم قديمة فهو منكر ل يطلق ،والقديم في الحقيقخخة هخخو ال خ
تعالى الواحد الذي لم يزل ،وكل ما سواه محدث مصنوع مبتدأ ،له أول ،إلخخى
آخر ما قال -ره -ثم قال :مسألة :اعترض فلسفي فقال :إذا قلتم إن ال وحده
ل شئ كان معه فالشياء المحدثة :من أي شئ كخانت ؟ فقلنخا لهخم :مبتدعخة ل
من شئ .فقال :أحدثها معا أو في
][244
زمان بعد زمان ؟ فقال :فإن قلتم معا فأوجدناكم ) (1أنهخخا لخخم تكخخن معخخا وأنهخخا احخخدثت
شيئا بعد شئ ،وإن قلتم أحخخدثها فخخي زمخخان بعخخد زمخخان فقخخد صخخار لخخه شخخريك.
والجواب عن ذلك أن ال تعالى لم يزل واحدا ل شئ معه ول ثاني له ،وابتدأ
ما أحدثه من غير زمخخان ) (2وليخخس يجخخب إذا أحخخدث بعخخد الول حخخوادث أن
يحدثها في زمان ،ولو جعل لها زمانا لما وجب بذلك قدم الزمخخان ،إذ الزمخخان
حركات الفلك وما يقوم مقامها مما هو مقدارها فخخي التخخوقيت فمخخن أيخخن يجخخب
عند هذا الفيلسوف أن يكون الزمان قديما إذا لم يوجد الشخخياء ضخخربة واحخخدة
لو ل أنه ل يعقل معنى الزمان إلى آخر ما أفاد في هذا المقام .وقخخال المحقخخق
الطوسي طيب ال روحه القدوسي في التجريد :ول قخخديم سخخوى ال خ تعخخالى )
.(3وقال فيه :وجود العالم بعد عدمه ينفي اليجاب .وقال -ره -
) (1في بعض النسخ :أوجخخدناكم (2) .هخخذا كمخخا تخخرى تصخخريح مخخن السخخيد -ره -بخخان
الصادر الول احدث من غير زمان فهو غير مسبوق بعد زماني ،بل يمكن
حدوث حوادث بعده ايضا من غير ان تحدث في زمان ول ينفك عن تجخخرد
الجميع أو الول خاصة .وهخخذا ممخا يؤيخخد أن الحخدوث الخخذى كخخان دائرا فخخي
السنة العلماء ووقع عليه الجماع من اهل الملخل ليخس بمعنخخى وقخخوع العخالم
في جزء من الزمان ومسبوقيته بعدم زماني كما يخخدعيه جمهخخور المتكلميخخن
بخخل ل يلخخزم منخخه كخخون جميخخع العخخالم زمانيخخا أيضخخا ال ان يخخراد بخخه العخخالم
الجسماني فتبصر وهذا المعنى هو الخخذى يسخختفاد مخخن الروايخخات الشخخريفة ل
سيمامما ورد في خلق نور النبي والئمة عليهم السلم وقد مخخر شخخطر منهخخا
في هذا الكتاب فراجع ،وسيأتى نقل المؤلف -ره -كلمخخات ثلخخة مخخن اعخخاظم
الصحاب فخخي هخخذا المعنخخى وارتضخخائه ايخخاه فخخانتظر (3) .ينبغخخى لتحصخخيل
مرامه من هذا الكلم النظر في مخخا افخخاده فخخي معنخخى الحخخدوث والقخخدم فاليخخك
نص ما ذكره في التجريد ،قال :والموجودان اخذ غير مسبوق بالغير فقخخديم
وال فحخخادث .ثخخم قخخال :والقخخدم والحخخدوث الحقيقخخان ل يعتخخبر فيهمخخا الزمخخان
والتسلسخخل .وقخال :الحخخدوث الخخذاتي متحقخخق ،ثخخم قخخال :ول قخخديم سخخوى الخ
تعالى .هذا كلمه على اجمال ونقول :الحادث الزمانى كما عرفت ما يكخخون
مسبوقا بعدم زماني ،واثبات الحدوث بهذا المعنخخى للعخخالم مسخختلزم للتسلسخخل
كما اشار إليه ،إذ من جملة العالم نفس الزمان وحدوثه بهخخذا المعنخخى يحتخخاج
إلى زمان آخر وهكذا إلى غير النهاية .فالتزم جمهخخور المتكلميخخن تصخخحيحا
لذلك ولما قالوا في القديم انه مقخخارن لزمخخان غيخخره متنخخاء بخخان الزمخخان امخخر
منتزع من ذات البارئ سبحانه .وهذا مضافا إلى عدم صحته=
][245
في كتاب الفصول :اصل قد ثبت أن وجود الممكن مخن غيخره ،فحخال إيجخاده ل يكخون
موجودا لستحالة إيجاد الموجود ،فيكخخون معخخدوما ،فوجخخود الممكخخن مسخخبوق
بعدمه ،و هذا الوجود ) (1يسمى حخخدوثا ،والموجخخود محخخدثا ،فكخخل مخخا سخخوى
الواجب من الموجودات محدث .واسخختحالة الحخخوادث ل إلخخى أول كمخخا يقخخوله
الفلسفي ل يحتاج إلى بيان طائل
= في نفسخخه ل يخخدفع الشخخكال ،امخخا فسخخاده فخخي نفسخخه فلنهخخم ان ارادوا بكخخون الزمخخان
منتزعا من ذات البارئ سبحانه انه موجود حقيقي ممكخن ومخع ذلخخك ينخختزع
من الباري تعالى فهو واضح السخافة على انه غيخر مسخبوق بعخدم زمخاني،
وان ارادوا به انه امر موهوم كما صرح به بعضهم ففيه انخخه يسخختلزم الغخخاء
كخخل تقخخديم وتخخأخر زمخخاني مخخن رأس ،وعخخدم فخخرق بيخخن الحخخوادث الماضخخية
والتية وهو سفسطة ظاهرة واما عخخدم دفعخخه للشخخكال فلن العخخدم الزمخخانى
انما يتصور في ما شأنه الوقوع في ظرف الزمان وإذا فرض نفس الزمخخان
كذلك يجب فرض زمان آخر يقع هذا الزمان في بعض اجخخزاء ذلخخك وهكخخذا
فيبقى محذور التسلسل بحاله سواء قلنا بان الزمخخان امخخر منخختزع اولخخم نقخخل.
ولذا الغى المحقق الطوسى قدم سره القدوسي اعتبخخار الزمخخان فخخي الحخخدوث
والقخخدم مسخختدل باسخختلزامه التسلسخخل فخان اراد عخخدم اعتبخخاره فخخي مفهومهمخخا
لشولهما للذاتى والدهرى ايضا كخخان معنخخاه عخخدم انحصخخارهما فخخي الزمخخانى
حتى يلزم التسلسل على القول بحدوث نفس الزمان ،وان اراد عدم اعتبخخاره
في الزمانيين كان ذلك اعتراضخخا عمخخا الخختزم بخخه المتكلمخخون فخخي القخخديم مخخن
مقارنته للزمان الغير المتناهى وفي الحادث من مسبوقيته بزمان خخخال عخخن
وجوده ،وكان حاصله انه يكفى في القديم الزمانى كونه خارجا عخخن ظخخرف
الزمان ويجوز في الحادث الزمخخانى كخخونه غيخخر مسخخبوق بزمخخان بشخخرط ان
يكون زمانا أو زمانيا .إذا عرفت هذا فاعلم انه ليس المخخراد بقخخوله )ل قخخديم
سوى ال تعالى( انه تعالى مقارن لزمان غير متناه من جهة البدء وما سواه
مقارن لزمان متناه بدءا وهذا ظاهر مما ذكرنا فالمراد به اما انحصار القدم
الذاتي بالبارئ سبحانه وهو ضروري :أو نفى القدم المرادف للسرمدية عن
غيره وهو ملزم لثبات الحدوث الدهرى لما سخخوى الخ تعخخالى .وامخخا نفخخى
القدم بمعنى الخخخروج عخخن ظخخرف الزمخخان عخخن غيخخره سخخبحانه وهخخو ملزم
لثبات الحدوث الزمانى بالمعنى الخيخخر للعخخالم ،لكنخخه ل يتخخم ال مخخع انكخخار
الجواهر المجردة أو الحاق العالم العقلي بالصقع الربخخوبى كمخخا فعلخخه صخخدر
المتألهين رحمة ال عليه (1) .الوجه )خ( )*(.
][246
بعد ثبوت إمكانها المقتضي لحدوثها ) .(1ثم قال :مقدمة كل مؤثر إمخخا أن يكخخون أثخخره
تابعخخا للقخخدرة والخخداعي أو ل يكخخون بخخل يكخخون مقتضخخى ذاتخخه ،والول يسخخمى
قادرا ،والثاني موجبا ،وأثر القادر مسبوق بالعدم ) ،(2لن الخخداعي ل يخخدعو
إل إلى المعخدوم وأثخر المخوجب يقخارنه فخي الزمخان ،إذ لخو تخأخر عنخه لكخان
وجوده في زمان دون آخر ،فإن لم يتوقف على أمخخر غيخخر مخخا فخخرض مخخؤثرا
تاما كان ترجيحا من غير مرجح ،وإن توقف لم يكن المؤثر تاما وقخخد فخخرض
تاما وهذا خلف .ثم قال :نتيجة :الواجب المؤثر في الممكنات قادر ،إذلو كخخان
موجبا لكانت الممكنات قديمة ) ،(3واللزم باطخل لمخا تقخدم ،فخالملزوم مثلخه.
وسئل السيد مهنان بن سنان العلمة الحلي -ره -في جمله مسائله :ما يقخخول
سيدنا في المثبتين الذين قخخالوا إن الجخخواهر والعخخراض ليسخخت بفعخخل الفاعخخل
وإن
) (1الحدوث الذى يقتضيه امكان الحوادث هو الذاتي ،وقد صرح في التجريخد بجخواز
اسخختناد الممكخخن القخخديم )علخخى فخخرض وجخخوده( إلخخى المخخؤثر ،ولزمخخه عخخدم
الملزمة بين المكان و الحدوث الزمانى ،ال انه استشكل فيه بانه مسخختلزم
ل يجاب المؤثر ،وسيأتى الكلم فيه ) (2استحالة انفكاك المعلول مخخن العلخخة
قريب من البداهة وقد استدل به المحقق الطوسخخى نفسخخه فخخي كتبخخه الكلميخخة
والحكمية غير مرة ول فخخرق فيخخه بيخخن العلخخة الموجبخخة و المختخخارة لتسخخاوي
الملك فيهما ،واما انفكاك الحوادث عن الحق تعالى فليخخس مخخن اجخخل كخخونه
تعالى مختارا أو لعدم كونه علة بل لجهة اخرى يضيق المجال عخخن ذكرهخخا
وسيأتى الشارة إليها واما ان الداعي ل يخخدعو ال إلخخى المعخخدوم فيعخخد حمخخل
الداعي في مورد الواجب تبارك وتعخالى علخى الغخرض الغيخر الخزائد علخى
الذات نقول :ان اراد بالمعدوم ما يكون بذاته غير موجود فل يثبت به تأخر
الثر عن المؤثر المختار زمانا ،وان اراد بخخه المعخخدوم فخخي زمخخان فممنخخوع
لن من الثر ما ل يكون زمانيا وليس من شأنه ان يقارن الزمان ،والتخخأخر
الزمانى انما يتصور فخخي مخخا يقخخع فخخي ظخخرف الزمخخان ،فكيخخف يحكخخم مطلقخخا
بوجوب تأخر الثر عن المؤثر القادر زمانا ؟ واماما ذكره في التجريد مخخن
استحالة استناد الممكن القديم إلى المخخؤثر المختخخار ففيخخه ان حقيقخخة الختيخخار
كون الفاعخخل بحيخخث ان شخخاء فعخخل وان شخخاء لخخم يفعخخل وصخخدق الشخخرطية ل
يتوقف على فعلية الطرفين فلقائل أن يقول :يمكن ان يكون الواجب قد شخخاء
ان يخلق خلقخخا فخخي الزل وفعخخل باختيخخاره (3) .لكخخن قخخدم المكخخن ل يسخختلزم
ايجاب المؤثر لما عرفت )*(.
][247
الجوهر جوهر في العدم كما هو جوهر فخي الوجخود فهخل يكخون هخذا العتقخاد الفاسخد
موجبخخا لتكفيرهخخم وعخخدم قبخخول إيمخخانهم وأفعخخالهم الصخخالحة وقبخخول شخخهادتهم
ومناكحتهم أم ل يكون موجبا لشخخئ مخخن ذلخخك ؟ وأي شخخئ يكخخون حكمهخخم فخخي
الدنيا ؟ فأجاب ره بأنه ل شك في رداءة هخخذه المقالخخة :وبطلن كلهخخا ،لكخخن ل
توجب تكفيرهم ولعدم قبول إيمانهم وأفعالهم الصالحه ،ولرد شهادتهم ،ول
تحريم مناكحتهم ،وحكمهم في الدنيا و الخرة حكخخم المخخؤمنين ،لن المخخوجب
للتكفير هو اعتقاد قدم الجوهر وهم ل يقولخون بخذلك ،لن القخديم يشخترط فيخه
الوجود وهم ل يقولون بوجوده في الزل ،لكن حصلت لهم شبهة فخخي الفخخرق
بيخخن الوجخخود والثبخخوت ،وجعلخخوا الثبخخت أعخخم مخخن الوجخخود ،و أكخخثر مشخخايخ
المتكلمين من المعتزلة والشاعرة مثبتون ،فكيخخف يجخخوز تكفيرهخخم ؟ ثخخم قخخال
السيد ره :ما يقول سيدنا فيمن يعتقد التوحيد والعدل ولكنه يقول بقدم العخخالم ؟
ما يكون حكمه في الدنيا والخرة ؟ فأجاب ره :من اعتقد قدم العالم فهو كافر
بل خلف ،لن الفارق بين المسخخلم والكخخافر ذلخخك ،وحكمخخه فخخي الخخخرة حكخخم
باقي الكفار بالجماع .والشيخ الجليل أبو الصلح الحلبي صرح في )تقريخخب
المعارف( بالحدوث وأقام الدلئل عليه ،وكذا السيد الكبير ابن زهرة ) (1في
كتاب )غنية النزوع( أورد الدلئل على ذلخخك .وقخخال النوبخخختى ره فخخي كتخخاب
)الياقوت( :الجسام حادثة لنها إذا اختصت بجهة فهي إما للنفس ويلزم منخخه
عخخدم النتقخخال ،أو لغيخخره وهخخو إمخخا مخخوجب أو مختخخار ،والمختخخار ،قولنخخا،
والموجب يبطل ببطلن التسلسل ،ولنها ل تخلو من
) (1هخخو السخيد أبخو المكخخارم حمخخزة بخخن علخى بخن زهخرة الحسخينى السخخحاقي الحلخبي
المعروف بالشريف الطاهر ،هو وأبوه وجده وأخوه أبو القاسم عبخد الخ بخن
على صاحب )التجريد( في الفقه وابنه محمد بخخن عبخخد الخ كلهخخم مخخن اكخخابر
فقهائنا ،وبيتهخخم بيخخت جليخخل بحلخخب ،قخخال فخخي القخخاموس )وبنخخو زهخخرة شخخيعة
بحلب( له مصنفات كثيرة في المامة والفقه والنحو وغير ذلك منهخخا )غنيخخة
النزوع إلى علمي الصول والفخروع( و )قبخس النخوار فخي نصخخرة العخترة
الطهار( توفى رحمه ال سنة ) (585في سن اربع وسخخبعين وقخخبره بحلخخب
بسفح جبل جوشن عند مشهد السقط )*(.
][248
العراض الحادثة لعدمها المعلوم ،والقديم ل يعخدم ،لنخه واجخب الوجخود ،إذ لخو كخان
وجوده جائزا لكان إما بالمختار وقد فرضناه قديما ،أو بخخالموجب ويلخخزم منخخه
استمرار الوجود .فالمقصود أيضا حاصل .وقال العلمة -ره -فخخي شخخرحه:
هذه المسألة من أعظم المسائل في هذا العلم ومدار مسائل كلها عليهخخا ،وهخخي
المعركة العظيمة بين المسلمين وخصومهم .واعلم أن الناس اختلفوا في ذلخخك
اختلفا عظيما ،وضبط أقوالهم أن العالم إمخخا محخخدث الخخذات والصخخفات وهخخو
قول المسلمين كافة والنصارى واليهود والمجوس ،وإما أن يكون قديم الخخذات
والصفات وهو قول أرسطو ،وثاوفرطيس ،وثاميطوس ،وأبخخي نصخخر ،وأبخخي
علي بن سينا ،فإنهم جعلوا السخخماوات قديمخخة بخخذاتها وصخخفاتها ،إل الحركخخات
والوضاع فإنها قديمة بنوعها ،بمعنى أن كل حادث مسبوق بمثله إلخخى مخخا ل
يتناهى وإما أن يكون قديم الذات محدث الصفات ،وهو مذهب انكساغورس،
وفيثخخاغورس والسخخقراط ،والثنويخخة ،ولهخخم اختلفخخات كخخثيرة ل تليخخق بهخخذا
المختصر .وإما أن يكون محدث الذات قديم الصفات ،وذلخخك ممخخا لخخم يقخخل بخخة
أحد لستحالته وتوقف جالينوس في الجميع .اقول :ثم ساق -ره -الكلم فخخي
الدلئل المذكورة في المتن .وقال -ره -في شرح التجريد مثل ذلخخك ،ونسخخب
القول بالحدوث إلى جميع أرباب الملل .وقال -ره -في كتخخاب نهايخخة المخخرام
في علم الكلم :قد اتفق المسلمون كافة على نفي قديم غيخخر الخ تعخخالى وغيخخر
صفاته ،وذهبت المامية إلى أن القديم هو ال تعالى ل غير .وقال فيخخه أيضخخا
القسمة العقلية منحصرة في أقسام أربعة :الول أن يكون العالم محدث الذات
والصفات ،وهو مذهب المسلمين وغيرهخم مخن أربخاب الملخل وبعخض قخدماء
الحكماء .الثاني أن يكون قديم الذات والصفات ،وهو قخخول أرسخخطو وجماعخخة
مخخن القخخدماء ومخخن المتخخأخرين قخخول أبخخي نصخخر الفخخارابي والرئيخخس ،قخخالوا:
السخخماوات قديمخخة بخخذواتها وصخخفاتها ،إل الحركخخات والوضخخاع فإنهخخا قديمخخة
بنوعها ل بشخصها ،والعناصر الهيولى
][249
][250
القسمة النفكاكية متحركه لذاتها حركات دائمة ثم اتفق في تلك الجخخزاء أن تصخخادمت
على وجه خاص ،فحصل من تصادمها على ذلك الوجه هذا العالم علخخى هخخذا
الشخخكل فحخخدثت السخخماوات والعناصخخر ،ثخخم حخخدثت مخخن الحركخخات السخخماوية
امتزاجات هذه العناصر ،ومنها هذه المركبات .ونقل الشخيخ فخي الشخفاء عنخه
أنه قال :إن هذه الجخخزاء إنمخخا تتخخخالف بالشخخكل وإن جوهرهخخا جخخوهر واحخخد
بالطبع ،وإنما تصخخدر عنهخخا أفعخخال مختلفخخة لجخخل الشخخكال المختلفخخة .وقخخالت
الثنوية :أصل العالم هو النور والظلمة .والفرقة الثانية الذين قالوا أصل العالم
ليس بجسم ،وهم فريقان :الول الجرمانية ،وهم الذين أثبتوا القدماء الخمسة:
البارئ تعالى ،والنفس والهيولى ،والدهر ،والخلء .قالوا :البارئ تعخخالى فخخي
غاية التمام في العلم والحكمة ل يعرض له سهو ول غفلخخة] ،و[ يفيخخض عنخخه
العقل كفيض النور عن القرص ،وهو يعلخخم الشخخياء علمخخا تامخا ،وأمخخا النفخس
فإنه يفيض عنه الحياة فيض النور عن القرص لكنها جاهلخخة ل تعلخخم الشخخياء
ما لم تمارسها ،وكخخان البخارئ تعخالى عالمخخا بخأن النفخخس تسختميل إلخى التعلخق
بخخالهيولى وتعشخخقها وتطلخخب اللخخذة الجسخخمية وتكخخره مفارقخخة الجسخخاد وتنسخخى
نفسها ،ولما كان من شأن البارئ تعالى الحكمة التامة عمد إلخخى الهيخخولى بعخخد
تعلق النفس بها ،فركبها ضروبا مخخن الخختركيب ،مثخخل السخخماوات والعناصخخر،
وركب أجسام الحيوانات على الوجه الكمل ،والذي بقي فيها من الفساد غير
ممكن الزوال .ثم إن ال تعالى أفاض على النفس عقل وإدراكخخا وصخخار ذلخخك
سببا لتذكرها عالمها ،وسببا لعلمها بأنها ل تنفك عن اللم مادامت في العخالم
الهيولني ،وإذا عرفت النفس هذا وعرفت أن لها في عالمهخخا اللخخذات الخاليخخة
عن اللم اشتقات إلى ذلك العالم ،وعرجخخت بعخخد المفارقخخة ،وبقيخخت هنخاك أبخخد
الباد في نهاية البهجة والسعادة .قالوا :وبهذا الطريق زالت الشبهات الخخدائرة
بين الفلسفة القائلين بالقدم ،وبين المتكلمين القخخائلين بالحخخدث .الفريخخق الثخخاني
أصحاب فيثاغورس ،وهخخم الخخذين قخخالوا :المبخخادئ هخخي العخخداد المتولخخدة مخخن
الوحدات ،لن قوام المركبات بالبسائط وهي امور كل واحد منهخخا واحخخد فخخي
نفسه ،ثم تلك المور إما أن تكون لها جهات وراء كونها وحدات أول
][251
يكون ،فإن كخخان الول كخخانت مركبخخة ،لن هنخخاك تلخخك الماهيخخة مخخع تلخخك الوحخخدة وكل
مناليس في المركبات بل في مبادئها ،وإن كخخان الثخخاني كخخان مجخخرد وحخخدات،
وهي لبد وأن تكون مستقلة بأنفسها ،وإل لكخانت مفتقخرة إلخى الغيخر ،فيكخون
ذلك الغير أقدم منها وكلمنا في المبادئ المطلقخة وهخذا خلخق ،فخإن الوحخدات
امور قائمة بأنفسها ،فإن عرض الوضع للوحدة صارت نقطة ،وإن اجتمعخخت
نقطتان حصل الخط فإن اجتمع خطان حصخل السخطح ،فخإن اجتمخع سخطحان
حصل الجسم ،فظهر أن مبدء الجسام الوحدات .ونقل أيضا عنخخه أن الوحخخدة
تنقسم إلى وحدة بالذات غير مستفادة من الغير ،وهو الذي ل تقابلهخخا الكخخثرة،
وهو المبدء الول ،وإلى وحدة مستفادة من الغير وهي مبخخدأ الكخخثرة ،وليسخخت
بداخلخخة فيهخخا بخخل يقابلهخخا الكخخثرة ،ثخخم يتخخألف منهخخا العخخداد ،وهخخى مبخخادئ
الموجودات ،وإنمخا اختلخف ) (1الموجخودات فخي طبائعهخا لختلف العخداء
بخواصها .الرابع أن يكون العالم قديم الصفات محدث الذات ،وهو محال ،لم
يقل به أحد لقضاء الضرورة ببطلنه .وأمخخا جخخالينوس فخخانه كخخان متوقفخخا فخخي
الكل )انتهى( .وإنما أوردنا هذه المذاهب السخفية ليعيم أن أسخخاطين الحكمخخاء
تمسكوا بهذه الخرافخخات وتفوهخوا بهخا ،ويتبعهخخم أصخحابهم ويعظمخخونهم ،وإذا
سخخمعوا مخخن أصخخحاب الشخخريعة شخخيئا ممخخا أخخخذوه مخخن كتخخاب الخ وكلم سخخيد
المرسلين والئمة الراشدين عليهم السخخلم ينكخخرون ويسخختهزئون ،قخخاتلهم ال خ
أنى يؤفكون ).(2
) (1في المخطوطة :اختلفت (2) .نقل صدر المتألهين في خاتمة رسالته التى صخخنعها
فخخي حخخدوث العخخالم كلمخخات ثلخخة مخخن قخخدماء الفلسخخفة ،وحملهخخا علخخى الرمخخز
والشارة ،كما هخخو دأبخخه فخخي جميخخع المبخخاحث ،ومقتضخخى حسخخن ظنخخه بهخخم،
لعتقاده أنهم اخذوا الحكمة مخخن النبيخخاء والوليخاء عليهخم السخلم كخادريس
وداود وسليمان ولقمان وغيرهم ،وانمخخا لخخم يصخخرحوا بالمطخخالب خوفخخا مخخن
وقوعها في أيدى الجهال( وحرصا على كتمان العلم عخخن غيخخر أهلخخه وتقيخخة
مخخن السخخلطين والجبخخابرة الخخذين كخخانوا ينكخخرون هخخذه الحقخخائق ،والخ اعلخخم
بالحقائق .وقد مر حكاية صاحب الملل والنحل القول بالحخخدوث عخخن ثخخاليس
وانكسخخاغورس وانكسخخيمايس وفيثخخاغورس وانبخخاذقلس وسخخقراط وافلطخخون
وتصحيح المحقق الطوسى -ره -لنقله=
][252
وقخال المحقخق الخدواني فخي انمخوذجه :وقخد خخالف فخي الحخدوث الفلسخفة أهخل الملخل
الثلث ،فإن أهلها مجمعون على حدوثه بل لم يشذ من الحكم بحدوثه من أهل
الملل مطلقا إل بعض المجوس ،وأما الفلسفة فالمشهور أنهم مجمعون علخخى
قدمه على التفصيل التي ،ونقل عن أفلطون القول بحدوثه وقد أوله بعضهم
بالحدوث الذاتي .ثم قال :فنقخخول :ذهخخب أهخخل الملخخل الثلث إلخخى أن العخخالم مخخا
سوى ال تعالى وصفاته من الجواهر والعراض حادث أي كائن بعخخد أن لخخم
يكن بعدية حقيقة ل بالذات فقط ،بمعنى أنها في حد ذاتهخخا ل يسخختحق الوجخخود
فوجودها متخخأخر عخخن عخخدمها بحسخخب الخخذات كمخخا تقخخوله الفلسخخفة .ويسخخمونه
الحدوث الذاتي ،على ما في تقرير هذا الحخخدوث علخخى وجخخه يظهخخر بخخه تخخأخر
الوجود عن العدم من بحث دقيق أوردناه في حاشخخية شخخرح التجريخخد .وذهخخب
جمهور الفلسفة إلى أن العقخول والجخرام الفلكيخة ونفوسخها قديمخخة ،ومطلخخق
حركاتها وأوضاعها وتخيلتها أيضخا قديمخخة ،فإنهخا لخخم تخخل قخخط عخن حركخخة
ووضخخع وتخيخخل لجزئيخخات الحركخخة ،وبعضخخهم يثبتخخون لهخخا بسخخبب اسخختخراج
الوضاع الممكنة من القوة إلى الفعل وحدوث مناسبة لها بمبدئها الكامل مخخن
جميع الوجوه كمالت تفيض على نفوسها من المبادئ ،لكن محققيهم على مخخا
ذكره أبو نصر وأبو علي في تعليقاتهما نقل عن أرسطاطاليس ذهبوا إلخخى أن
المطلوب لها نفس الحركة ،وبها يتم التشبه بمبادئها ،فإنهخخا بالفعخخل مخخن حيخخث
الذات وسائر الصفات إل ما يتعلق بالحركة من الوضخخاع الجزئيخخة ،فإنهخخا ل
تحتمل الثبات بالشخص ،فاستحفظ نوعهخا تتميمخا للتشخبه بالمبخادئ الختي هخي
بالفعخخل مخخن جميخخع الوجخخوه ،ولمخخا كخخان التشخخبه لزمخخا للحركخخة جعلهخخا الغايخخة
المطلوبة باعتبار اللزم.
= نعم نقخل عخن ثخاليس ان اصخل العخالم الجسخماني هخو المخاء ،وعخن انكسخيمايس انخه
الهواء ،وعن ذيمقراطيس انه الجزاء التى ل تتجزأ وهكذا ،لكنها ل تنخخافى
القخخول بالحخخدوث ،كمخخا ان ظخخاهر القخخرآن الشخخريف والخبخخار المتظخخافرة أن
أصل العالم الجسماني هو الماء كما مخخر الكلم فيخخه فخخي اوائل هخخذا الكتخخاب،
وأما أن المراد بالماء هل هو هذا الجسم المركخب مخخن اكسخيجين وايخدرجين
أو شئ آخر شبيه به فمما ل سبيل إلى تعيينه )*(.
][253
][254
)المقصد الثالث( * )في كيفية الستدلل بما تقدم من النصخخوص( * فخخاقول :إذا أمعنخخه
النظخخر فيمخخا قخخدمناه ،وسخخلكت مسخخلك النصخخاف ،ونزلخخت عخخن مطيخخة التعنخخت
والعتسخخاف ،حصخخل لخك القطخع مخن اليخخات المتظخخافرة والخبخار المتخواترة
الواردة بأساليب مختلفة ،وعبارات متفنة ،مخخن اشخختمالها علخخى بيانخخات شخخافية
وأدلة وافية ،بالحدوث بالمعنى الذي أسلفناه .ومن تتبع كلم العخخرب ومخخوارد
استعمالتهم وكتب اللغة ،يعلم أن اليجخخاد ،والحخخداث ،والخلخخق ،والفطخخر ،و
البداع ،والختراع ،والصنع ،والبداء ،ل تطلق إل على اليجاد بعد العخخدم.
قال المحقق الطوسخخي ره فخخي شخخرح الشخخارات :إن أهخخل اللغخخة فسخخرو الفعخخل
بإحخداث شخئ وقخال أيضخا :الصخنع إيجخاد شخئ مسخبوق بالعخدم ،وفخي اللغخة:
البداع الحداث ،ومنه )البدعخخة( لمحخخدثات المخخور ،وفسخخروا الخلخخق بإبخخداع
شئ بلمثال سابق .وقال ابن سينا في رسخخالة الحخخدود :البخخداع اسخخم مشخخترك
لمفهومين :أحدهما تأييس شئ لعن شئ ول بواسطة شخخئ ،والمفهخخوم الثخخاني
أن يكون للشئ وجود مطلخخق عخخن سخخبب بل متوسخخط ولخخه فخخي ذاتخخه أن يكخخون
موجودا ،وقد أفقد الذي في ذاته إفقادا تاما .ونقل في الملل والنحل عن ثخخاليس
الملطي أنه قال :البداع هو تاييس ما ليس بأيس ،فخخإذا كخخان مخخؤيس اليسخخات
فالتأييس ل من شئ متقادم )انتهى( .ومن تتبخخع اليخخات والخبخخار ل يبقخخى لخخه
ريخخب فخخي ذلخخك كقخخوله )ل مخخن شخخئ فيبطخخل الخخختراع ،ول لعلخخة فل يصخخح
البتخخداع( مخخع أنخخه قخخد وقخخع التصخخريح بالحخخدوث بخالمعنى المعهخخود فخخي أكخخثر
النصوص المتقدمة ،بحيث ل يقبخخل التأويخخل ،وبانضخخمام الجميخخع بعضخخها مخخع
بعض يحصل القطع بالمراد .ولذا ورد أكخخثر المطخخالب الصخخولية العتقاديخخة
كالمعاد الجسخخماني وإمامخخة أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم وأمثالهمخخا فخخي كلم
صاحب الشريعة بعبارات مختلفة وأساليب شتى ،ليحصل الجزم بالمراد مخخن
جميعها ،مع أنها
][255
اشتملت على أدلة مجملة من تأمخخل فيهخخا يحصخخل لخخه القطخخع بالمقصخخود ،أل تخخرى إلخخى
قولهم عليهم السلم في مواضع )لو كان الكلم قديما لكان إلها ثانيا(( وقولهم
)وكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه( إشارة إلى أن الجعل ل يتصور للقخخديم،
لن تأثير العلة إما إفاضة أصل الوجود وإما إفخخادة بقخخاء الوجخخود و اسخختمرار
الجعل الول ،و الول هي العلة الموجخخدة ،والثخخاني هخخي المبقيخخة ،والموجخخود
الدائمي محال أن تكون له علة موجدة كما تحكخخم بخخه الفطخخرة السخخليمة ،سخخواء
كان بالختيار أو باليجاب لكن الول أوضح وأظهر .ومما ينبه عليه أن فخخي
الحوادث المشاهدة في الن الول تأثير العلة هو إفاضة أصل الوجخخود ،وفخخي
كل آن بعده من آنات زمان الوجود تأثير العلخة هخو إبقخاء الوجخود واسختمرار
الجعل الول ،فلو كان ممكن دائمي الوجود فكل آن يفرض مخخن آنخخات زمخخان
وجوده الغير المتناهي في طرف الماضي فهخوآن البقخاء واسخختمرار الوجخود،
ول يتحقق آن إفاضة أصل الوجود ،فجميع زمان الوجخخود هخخو زمخخان البقخخاء،
ول يتحقق آن ول زمان لليجاد وأصل الوجود قطعا ) .(1فنقول فخخي تخخوجيه
الملزمة في الخبر الول :لو كان الكلم الذي هخخو فعلخخه تعخخالى قخخديما دائمخخي
الوجود لزم أن ل يحتاج إلى علة أصل ،أما الموجدة فلمخخا مخخر ،وأمخخا المبقيخخة
فلنها فرع الموجدة ،فلو انتفى الول انتفى الثاني بطريق أولخخى ،والمسخختغني
عن العلة أصل هو الواجب الوجود ،فيكون إلها ثانيا وهو خلف المفخخروض
أيضا لن المفروض أنه كلم الواجب وفعله سبحانه .ومثله يجري في الخبر
الثاني .ويؤيده ما روى في الكافي وغيخخره فخخي حخخديث الفرجخخة عخخن الصخخادق
عليه السلم حيث قال للزنديق :ثم يلزمك إن ادعيخخت اثنيخخن فرجخخة مخخا بينهمخخا
حتى يكونا اثنين ،فصارت الفرجة ثالثخخا بينهمخخا قخخديما معهمخخا .فيلزمخخك ثلثخخة
)الخبر( ) (2حيث حكم على الفرجة
) (1من الواضح اختصاص هذا البيان بما هو واقع في ظرف الزمان دون نفسخخه ومخخا
هو خارج عنه (2) .الكافي :ج ،1ص .81
][256
من جهة القدم بكونه إلها ثالثا واجب الوجود .إذا تقرر هذا فاعلم أن علخخة الحاجخخة إلخخى
الموثر حينئذ يمكن أن تكون هي المكان لن مصداق مفهخخوم المكخخان حينئذ
منحصر في الحوادث ،والفرد المفروض أنه قديم ل يصدق عليه المكان في
نفس المر ،بل من أفراد الممتنع ،لستلزامه التسلسخخل المسخختحيل مطلقخخا كمخخا
سيجيئ ،والممتنع بالذات قد يكخخون مركبخخا كخالمجموع المركخب مخن الضخدين
والنقيضين .ويمكن أن تكون علة الحاجة إلى المؤثر هي الحدوث أو المكان
بشرط الحدوث ،وقد ذهب إلى كل منها جماعة ،وأحد الخيرين هخخو الظخخاهر
من أكثر الخبار كما أومأنا إليه في بعضها ) .(1ومنها حخخديث الرضخخا عليخخه
السلم في علة خلق السماوات والرض في سخختة أيخخام .ويخخدل عليخخه مخا روي
عن الرضا عليه السلم أنه دخل عليخخه رجخل فقخخال :يخا ابخخن رسخخول الخ ! مخخا
الدليل على حدوث العالم ؟ قال :إنك لم تكن ثم كنت ،وقد علمت أنك لم تكون
نفسك ،ول كونك ،من هو مثلخخك .فخخإن الظخخاهر أن مخخراد السخخائل مخخن حخخدوث
العالم إثبات الصانع بناء على التلزم بينهما بقرينخخة الجخخواب ،واسخختدل عليخخه
السلم بوجود المخاطب بعد عدمه أي حدوثه الزماني على الصخخانع تعخخالى )
.(2ومن الدلئل على الحدوث ما يدل على أوليته تعالى ،فإن الولية
) (1لم نجد في الخبار الشريفة ما يدل على المدعى ،وقد عرفت عدم دللة ما تمسخخك
بخخه لخذلك فراجخع (2) .لشخك انخه عليخخه السخخلم اسخختدل مخن طريخق حخدوث
المخاطب الثابت بالوجدان على وجود الصانع ،لكن مخخن الممكخخن ان يكخخون
قد استدل بالحدوث على المكان وبالمكخخان علخخى وجخخود الصخخانع ،واكتفخخى
بذكر الحدوث لوضوح الملزمة بينه وبيخخن المكخخان ،فل يثبخخت بخخه العكخخس
اعني ملزمة المكان مخخع الحخخدوث ايضخخا ،وعلخخى هخخذا فل يسخختفاد منخخه ان
ملك الحتياج إلى المؤثر هو الحدوث أو المكخان بشخرط الحخخدوث كمخخا ل
يخفى على انه قد ثبت في محله بالبرهان القطعي ان الملك مجرد المكخخان
لغير ،وصريح به المحقق الطوسخخى فخخي التجريخخد ،ولخخو فخخرض وجخخود مخخا
ظاهره خلف ذلك لوجب صرفه عن ظاهره )*(.
][257
مفسرة بأنه سبحانه قبل كل شئ ) .(1ومنها :اليات والخبار الدالخة علخى فنخاء جميخع
الموجودات ،وقد مر بعضها هنخخا وبعضخخها فخخي المجلخخد الثخخالث ،وذلخخك بضخخم
مقدمة مسلمة عند القائلين بالقدم ،وهي أن ما ثبت قدمه امتنع عدمه ) .(2وقد
روى في الحتجاج في حديث الزنديق الذي سأل الصخخادق عليخخه السخخلم عخخن
مسائل أنه قال :فيتلشى ) (3الروح بعد خروجها عن قالبه أم هو باق ؟ قخخال
عليه السلم بل باق إلى وقت ينفخ في الصور ،فعند ذلك تبطل الشياء وتفنى
فل حس يبقى ول محسوس ثم اعيدت الشياء كمخخا بخخدأها يخخدبرها ) (4وذلخخك
أربعمأة سنة يثبت فيها الخلق و ذلك بيخخن النفخخختين ) .(5ويخخدل علخخى حخخدوث
السماوات اليات والخبار الدالة علخخى انشخخقاقها وانفطارهخخا وطيهخخا وانتشخخار
الكواكب منها بما مر من التقريب ،وقد مضى جميع ذلك فخخي المجلخخد الثخخالث.
ومنها اليات والخبار الدالة على خلق السماوات والرض في ستة أيام
) (1قد عرفت معنى الولية والخرية في اوائل الكتاب واستحالة كون تقدمه سخخبحانه
على العالم زمانيا فراجع (2) .لو ثبت باخبار الصادقين ان العالم الجسماني
بجميع اجزائه وتوابعه يفنى قبل قيام الساعة حتى انه ل يبقى نفخخس الزمخخان
ايضا لكان ذلك دليل على حخخدوثه ،لكخخن اثبخخاته ل يخلخخو عخخن اشخخكال ،وممخخا
يشعر بعدمه تعيين الوقت لذلك في الروايات ،فيشخخهد بوجخخود الزمخخان حينئذ
وهخخو غيخخره تعخخالى بالضخخرورة ،وربمخخا يجخخد المتتبخخع شخخواهد اخخخرى ،منهخخا
استثناء من شاء ال عن حكم نفخ الصخخور ،قخخال تعخخالى )ونفخخخ فخخي الصخخور
فصعق من في السماوات ومن في الرض إل من شخخاء الخخ( )الزمخخر(68 :
علخخخى ان ظخخخاهر اليخخخة صخخخعق اهخخخل السخخخماوات والرض لفنخخخاء جميخخخع
الموجودات .والبحث طويل الذيل ول مجال للتوسع فيه ،واللخخبيب ل يحتخخاج
إلى التنبيه على أن عخخدم دللخخة هخخذه الدلخخة غيخخر ملزم للقخخول بقخخدم العخخالم،
فللحدوث برهان آخر مذكور في محلخخه (3) .فخخي المصخخدر :افتتلشخخى(4) .
في المصدر :مدبرها (5) .الحتجاج.(*) 192 :
][258
لن الحادث في اليوم الخير مسبوق بخمسة أيام فيكون منقطع الوجخخود فخخي الماضخخي
والموجود في اليوم الول زمان وجوده أزيد على زمخخان الخيخخر بقخخدر متنخخاه
فالجميع متناهي الوجود حادث ،فيكون الزمان الموجخخود الخخذي يثبتخخونه أيضخخا
متناهيا ،لنه عنخدهم مقخدار حركخة الفلخك ) (1وقخد مخر تأويخل اليخام وكيفيخة
تقديرها في تفسير اليات .وإذا أحطت خبرا بمخخا نقلنخخا مخخن اليخخات والخبخخار
المتواترة الصريحة فهل يجترى عاقل استشخخم رائحخخة مخخن الخخدين أن يعخخرض
عن جميع ذلك وينبخذها وراء ظهخره تقليخدا للفلسخفة ،واتكخال علخى شخبهاتهم
الكاسدة ،ومذاهبهم الفاسدة ؟ ! وستعرف أنها أوهخخن بيخخت العنكبخخوت ،بفضخخل
الحخخي الخخذي ل يمخخوت .قخخال المحقخخق الخخدواني فخخي انمخخوذجه بعخخدما تكلخخم فخخي
شخخبهاتهم :ل يخخذهب عليخخك أنخخه إذا ظهخخر الخلخخل فخخي دلئل قخخدم العخخالم وثبخخت
بالتواتر وإخبار النبياء الذين هم اصول البرايا وإجماع أهل الملل على ذلخخك
وقد نطق به الوحي اللهي على وجه ل يقبل التأويل إل بوجه بعيد تتنفر عنه
الطبائع السليمة والذهان المستقيمة فل محيص عخن اتبخخاع النبيخاء فخي ذلخخك
والخذ بقولهم كيف وأساطين الفلسفة ينسبون أنفسهم إليهم وينسبون اصخخول
مقالتهم على ما يزعمون أنها مأخوذة منهم ،فإذن ) (2تقليد هخخؤلء العخخاظم
الخخذين اصخخطفاهم الخ تعخخالى وبعثهخخم لتكميخخل العبخخاد ،والرشخخاد إلخخى صخخلح
المعاش والمعاد ،وقد أذعن لكلمهم الفلسفة أولى وأخرى من تقليد الفلسفة
الخخذين هخخم معخخترفون برجحخخان النبيخخاء عليهخخم السخخلم عليهخخم ،ويتخخبركون
بالنتساب إليهم .ومن العجب العجاب أن بعض المتفلسفة يتمادون فخخي غيهخخم
ويقولون إن كلم النبياء مؤول ولم يريدوا بخخه ظخاهره ،مخع أنخخا نعلخم أنخه قخخد
نطق القرآن المجيد في أكثر المطالب
) (1هذا بناء على كون الفلك راسما للزمان ،وأما على جواز ارتسخخام الزمخخان بحركخخة
كل جسم فيحتاج إلى اثبات حدوث جميع الجسام ومنها الماء الذى هو مادة
خلق الرض والدخان الذى هو مادة السخخماوات (2) .فخخي المخطوطخخة :فخخان
)*(.
][259
العتقادية بوجه ل يقبل التأويل أصل ،كما قال المخخام الخخرازي :ل يمكخخن الجمخخع بيخخن
اليمان بما جاء به النبي صلى ال عليه وآله وإنكار الحشر الجسخخماني ،فخخإنه
قد ورد من القرآن المجيد التصريح به ،بحيث ل يقبل التأويل أصل .واقخخول:
ل يمكن الجمع بين قدم العالم والحشر الجسماني أيضا ،لن النفخخوس الناطقخخة
أو كانت غير متناهية على ما هو مقتضى القوم بقدم العالم ) (1امتنع الحشخخر
الجسماني عليهم ،لنه لبد فخخي حشخخرهم جميعخخا مخخن أبخخدان غيخخر متناهيخخة ،و
أمكنة غير متناهية ،وقد ثبت أن البعاد متناهية .ثم التأويلت التي يتمحلونها
فخخي كلم النبيخخاء عسخخى أن يتخخأتى مثلهخخا فخخي كلم الفلسخخفة ،بخخل أكخخثر تلخخك
التأويلت من قبيل المكابرات للسوفسخخطائية ،فإنخخا نعلخخم قطعخخا أن المخخراد مخخن
هخخذه اللفخخاظ الخخواردة فخخي الكتخخاب والسخخنة هخخي معانيهخخا المتعارفخخة عنخخد أهخخل
اللسان ،فإنا كما ل نشك في أن مخخن يخاطبنخخا بالستفسخخار عخخن مسخخألة الجخخزء
الذي ل يتجزأل يريد بذلك الستفسار عن حال زيخخد مثل فخخي قيخخامه وقعخخوده،
كذلك ل نشك في أن المراد بقوله تعالى) :قال من يحيخخي العظخخام وهخخي رميخخم
قل يحييهخخا الخخذي أنشخخأها اول مخخرة وهخخو بكخخل خلخخق عليخخم( هخخو هخخذه المعخخاني
الظاهرة ،ل معنى آخر من أحوال المعاد الروحانى الذي يقول به الفلسخخفة !
وبالجملة :فنصوص الكتاب يجب الحمل على ظاهرهخخا ،والتجخخاوز عخخن هخخذا
النهج غي وضلل ،والتزامه طريق أهل الكمال )انتهى( .ولقد أحسن وأجاد،
لكن ما يظهر من كلمه من أن النصوص الواردة في الحدوث قابلخخة للتأويخخل
البعيد ليس كذلك ،بل إن كان بعضها قابل فالمجموع يفيد القطخخع بالمقصخخود،
ولعله إنما قال ذلك لعدم اطلعه على نصوص أئمة الهخخدى عليهخخم السخخلم أو
لعدم اعتقاده بها كما هو ظخخاهر حخاله ،وإن أشخخعر بالتخخدين بخخالحق فخخي بعخض
المواضع .وأما منافاة القول بالقدم مع الحشر الجسخخماني فإنمخخا يتخخم لخخو ذهبخخوا
إلى عدم تناهي
) (1ل ملزمة بين القول بقدم العالم وبين القول بقخخدم النخخوع النسخخاني كمخخا ل يخفخخى،
نعم ظاهر ما حكى عن بعخخض قخخدماء الفلسخخفة قخخدم جميخخع النخخواع وانكخخار
الحشر الجسماني )*(.
][260
عدد النفوس ووجوب تعلق كل واحدة بالبدان ل على سخخبيل التناسخخخ كمخخا ذهخخب إليخخه
أرسطو ومن تأخر عنه ،أما لو قيل بقدمها وحدوث تعلقها بالبدان كما ذهخخب
إليه أفلطون ومن تبعه فإنه ذهب إلى قدم النفس وحدها وحدوث سائر العالم
وتناهي البدان أو قيل بجواز تعلق نفخخس واحخخدة بأبخدان كخثيرة غيخر متناهيخة
على سبيل التناسخ وأن في المعاد يرجع النفس مع بدن واحخخد فل يتخخم أصخخل.
نعم القول بقدم النفوس البشرية بالنوع وحدوثها بحخدوث البخدان علخى سخبيل
التعاقب وعدم تناهيها كما ذهب إليه المشائيون على ما نقل عنهم المتخخأخرون
مما ل يجتمع مع التصديق بما جاء به النبي صلى ال عليه وآلخخه بخخل النبيخخاء
عليهم السلم من وجوه اخر أيضا :الول :التصديق بوجود آدم وحخخواء علخخى
ما نطق به القرآن والسنة المتخخواترة مشخخروحا .الثخخاني :أنهخخم ذهبخخوا إلخخى قخخدم
هيولى العناصر بالشخص وتعاقب صور غير متناهية عليهخخا فلبخخد لهخخم مخخن
القول بتكون أبخخدان غيخخر متناهيخخة مخخن حصخخص تلخخك الهيخخولى وتعلخخق صخخور
نفوس غير متناهيخخة بكخخل حصخخة منهخخا .وعنخخدهم أيضخخا أنخخه ل يمكخخن اجتمخخاع
صورتين في حصخخة مخخن تلخخك الهيخخولى دفعخخة ،فيلزمهخخم اجتمخاع نفخخوس غيخخر
متناهية فخخي بخخدن واحخخد إن اعخخترفوا بالمعخخاد الجسخخماني .إلخخى غيخخر ذلخخك مخخن
المفاسد تركناها روما للختصار) .المقصد الرابع( في ذكر نبخخذ مخخن الخخدلئل
العقلية على هذا المقصد وإن كان خارجا عخخن مقصخخود الكتخخاب ،تشخخييدا لهخخذا
المقصد من كل باب ،وإن أفضخخى إلخخى بعخخض الطنخخاب .وهخخو مشخختمل علخخى
مطالب :المطلب الول :في إبطال التسلسل مطلقا ) (1وهو مفتقر إلى تمهيخخد
مقدمات:
) (1هخذا البحخث مخن البحخاث الفلسخفية ،وقخد اسختوفى بمخا ل مزيخد عليخه فخي الكتخب
الحكمية ل سيما في كتب صدر المتألهين فراجع )*(.
][261
الولى :ما ذكره السيد ره في القبسات ،وهو أن الحكم المستوعب الشمول لكخخل واحخخد
إذا صح على جميع تقادير الوجود لكل من الحاد ) (1منفردا كان عن غيخخره
أو ملحوظا على الجتماع كان سحب ) (2ذيله على المجموع الجملخخي أيضخخا
من غيخر امخختراء ،وإن اختخص بكخخل واحخد واحخد بشخخرط النفخراد كخان حكخخم
الجملة غير حكم الحاد ) .(3فإنه إذا كخخان سلسخخلة فخخرد منهخخا أبيخخض فالجملخخة
أيضا أبيض ،وإذا كان لكل جزء مقدار فللكل أيضا كذلك إلخى غيخر ذلخك مخن
المثلخخة المنبهخخة علخخى المطلخخب ،و إذا كخخان فخخرد متناهيخخا لخخم يلخخزم أن يكخخون
المجموع متناهيا ،وإذا كان كل جخخزء مخخن الجخخزاء ل يتجخخزأ غيخخر منقسخخم ل
يكون الكل غير منقسم ،وإذا كان كل فرد من أفراد السلسلة واجبخخا بالخخذات ل
يلزم أن تكخون الجملخة واجبخا بالخذات لن فخي تلخك للنفخراد مخدخل وتخأثيرا.
الثانية :ما أشار إليه المحقق الدواني وغيره ،وهخخي أن العقخخل قخخد يحكخخم علخخى
الجمال حكما كليا بالبديهة أو الحدس على كل فخخرد وعلخخى كخخل جملخخة سخخواء
كانت متناهية أو غير متناهية ،وإن كان لو لحظ التفصيل ابتخخداء توقخخف فخخي
بعض الفراد والجمل ،كما يحكم العقل مجمل بأن كل موجد يجخخب أن يتقخخدم
على الموجد من غير تفصيل بين موجد نفسه وموجد غيره ،ثخخم يثبخخت بخخه أن
الماهية ل يجوز أن تكون علة لوجودها ،وهذا جار في جميع كبريات الشخخكل
الول بالنسبة إلى الصغر )انتهى( .وبهذه يمكن تتميم البرهخخان السخخلمي بخخأن
كل بعد من البعاد المفروضة ]فيه[ يجب أن يوجد فيما فوقه فكذا الكل الغير
المتناهي .الثالثة :اعلم أن من النسب والضخخافات مخخاهي فخخرع اعتبخخار العقخخل
وانتزاعه
) (1في المصدر :من الحاد مطلقا (2) .في المصدر :ينسحب (3) .انتهى كلم السخخيد
في القبسات ،ص.(*) 155 :
][262
حتى لو لم يعتبرها العقل لم يتحقق في نفس المخخر أصخخل ،وذلخخك إنمخخا يكخخون إذا كخخان
الموصوف أو التصاف والنسخبة والضخافة اعتباريخا محضخا يتوقخف تحققخه
على اعتبار العقل وفرضه ،ومنه العدد إذا كان معروضه غير موجخخود )،(1
فإن العدد عرض ل يتحقق إل بتحقق معروضه وهو المعخخدود ،ومنخخه وجخخود
الوجود ولزوم اللزوم وهكذا لن الموصوف والمنتزع عنخخه فيهمخخا ل يتحقخخق
إل بعد النتزاع وتوجه العقل إليه قصدا وبالذات ،فإن الموصخخوف ل يتحقخخق
إل بهذا ،ومنه النسب العتبارية المحضخخة والنطباقخخات الحاصخخلة بيخخن آحخخاد
السلسخخلتين إذا كخخانت باعتبخخار هخخذه الوجخخوه كخخانت اعتباريخخة محضخخة تنقطخخع
بانقطاع العتبار ومن التصافات والنسب ما ليسخت كخذلك ول يتوقخف علخى
اعتبار وفرض ،بل هي متحققة في الواقع بدون فخخرض فخخارض ،مثخخل لخخوازم
الماهية والتصخخافات الخارجيخخة والنفخخس المريخخة ،فإنخخانجزم بديهخخة أن العخخدد
موصخخوف بالزوجيخخة أو الفرديخخة ،والسخخماء موصخخوفة بالفوقيخخة بالنسخخبة إلخخى
الرض ،والب بخالبوة ،والبخن بخالنبوة وإن لخخم يفخرض العقخخل ،بخخل انختزاع
العقل تابع لما هو متحقق في الواقع وإلصح انتزاع كخخل أمخخر مخخن كخخل شخخئ،
والمنبهات عليه كثيرة ل تخفى .فظهر أن انتزاع العقخخل وصخخحة حكمخخه تخخابع
وفرع للواقع ،وليس لفرض العقل مخخدخل فخخي صخخحة هخخذه المخخور وتحققهخخا،
وهذا القدر كاف في دفع العتراضات الواردة على البراهين التية .ولنشرع
في إيراد البراهين على وجه الختصار وإن كانت مخخذكورة فخخي كتخخب القخخوم.
الول :برهخخان التطخخبيق ) ،(2وهخخو ام الخخبراهين ولخخه تقريخخرات :الول :لخخو
تسلسلت امور مترتبة إلى غير النهاية بأي وجه من وجوه الترتيب
) (1يعنى به مفهوم العدد ،وال فحقيقته كم منفصل موجود في الخارج مع قطع النظر
عن اعتبار العقل (2) .قخخال السخخيد الخخداماد فخخي القبسخخات )ص :(156 :فأمخخا
السبيل التطبيقي فلثقة بجدواه ول تعويل على برهانيته ،بخخل إن فيخخه تدليسخا
مغالطيا ..الخ وحيث ان البحث خارج عن مقصد الكتاب ،وانما اورد طردا
للبخخاب ،فالصخخفح عخخن النقخخض والبخخرام أقخخرب إلخخى الصخخواب ،ومخخن اراد
الستيفاء فعليه بكتاب السفار )*(.
][263
اتفق كالترتيب الوضعي ) (1والطبعي ،أو بالعليخخة ،أو بالزمخخان ،وسخخواء كخخانت عخخددا
أوزمانا ،أو كما قارا ،أو معدودا ،أو حركة ،أو حوادث متعاقبة فنفخخرض مخخن
حد معين منها على سبيل التصاعد مثل سلسلة غير متناهية ،ومن الخخذي مخخن
فخخوق الخيخخر أيضخخا سلسخخلة اخخخرى ،ول شخخك فخخي أنخخه يتحقخخق هنخخاك جملتخخان
إحداهما جزؤ للخرى ول في أن الول من إحداهما منطبق علخخى الول مخخن
الخرى والثاني على الثاني في نفس المخر ،وهكخذا حختى يسختغرق التطخبيق
كل فرد فخرد بحيخث ل يشخد فخرد فخإن كخان فخي الواقخع بخإزاء كخل واحخد مخن
الناقصة واحد من الزائدة لزم تساوي الكل والجزء وهخخو محخخال ،أو ل يكخخون
فقد وجد في الزائدة جزء ل يكون بازائه من الناقصة شئ ،فتتنخخاهى الناقصخخة
أول ،ويلزم تناهي الزائدة أيضا ،لن زيادتها بقدر متناه هو ما بيخخن المبخخدئين
وقد فرضناهما غير متناهيين وهذا خلف .واعلم أنه ل حاجة في التطبيق إلى
جخخذب السلسخخلة الناقصخخة أو رفخخع التامخخة و تحريكهمخخا عخخن موضخخعهما حخختى
تحصل نسبة المحاذاة بين آحاد أجزاء السلسخخلتين ويحصخخل التطخخبيق باعتبخخار
هذه النسبة ،بل النسب الكثيرة فخخي الواقخخع متحققخخة بيخخن كخخل واحخخدة مخخن آحخاد
إحدى السلستين مع آحاد السلسلة الخرى بل تعمل من العقل فإنه للول مخخن
السلسلة التامة نسبة إلى الول من الناقصة وهو الخامس من السلسلة الولخخى
بعد إسقاط أربعخخة مخخن أولهخخا وللثخخاني مخخن الولخخى إلخخى السخخادس مخخن الثانيخخة،
وللثالث من الولى إلى السابع من الثانية تلك النسبة بعينها ،وهكذا في جميخخع
آحخخاد السلسخخلتين علخخى التخخوالي حخختى يسخختغرق ،وكخخذا الول مخخن السلسخختين
موصوف بالولية ،والثاني بالثانوية والثالث بالثالثيخخة وهكخخذا ،وباعتبخخار كخخل
من تللك النسب والمعاني تنطبق السلسلتان في الواقع كل جخخزء علخخى نظيخخره
على التوالي ،ولما كان أول الناقصة منطبقخخا علخخى أول الخخزائدة وتاليهخخا علخخى
تاليها وهكذا على التوالي كل علخخى نظيخخره حخختى يسخختغرق ]الكخخل[ ول يمكخخن
فوات جزء من البين لترتب الجملتين واتساقهما ،فلبد أن يتحقق فخخي الخخزائدة
جزء ل يوجد في الناقصة نظيره ،وإل لتساوي الجزء والكل
][264
فيلزم انقطاع الناقصة وزيادة الزائدة بقدر متناه .واعترض علخخى هخخذه الخخدليل بخخالنقض
بمراتب العدد وكل متناه بمعنى ل يقف كأجزاء الجسخخم ومثخخل اللخخزوم ولخخزوم
اللزوم وهكذا والمكان ونظائرهما ،فخخان الخخدليل يجخخري فيهخخا .والجخخواب :أن
غير المتناهي الليقفي يستحيل وجود جميخخع أفخخراده بالفعخخل لسخختحالة وجخخود
غير المتناهي ،بخل لن حقيقخة الليقفيخة تقتضخي ذلخك ،فخإنه لخو خخرج جميخع
أفرادها إلى الفعل ولو كانت غير متناهية يقف ما فرضنا أنه ل يقخخف ،ويلخخزم
في أجزاء الجسم الجزء الذي ل يتجزأ ،وفي المراتب العدديخخة أن ل يتصخخور
فوقه عخخدد آخخخر ،وهخخو خلف البديهخخة ،بخخل مفهخخوم الجميخخع ومفهخخوم الليقخخف
متنافيان كما قخرروه فخي موضخعه .إذا تقخرر هخذا فنقخول :لعلخه يكخون وجخود
جميع الفراد خارجا وذهنا مستحيل نعم يمكن ملحظتها إجمخخال فخخي ضخخمن
الوصف العنواني فل يجري فيه البرهان ،وإنما يتم النقض لو ثبت أن جميخخع
مراتب العخداد المسختحيلة الخخروج إلخى الفعخل موجخودة مفصخل مرتبخا فخي
الواقع .وإن ارود النقض بتحققها في علمه سبحانه فالجواب أن علمه سبحانه
مجهول الكيفية ل تمكن الحاطة به ،وأنه مخالف بالنوع لعلومنخخا ،وإنمخخا يتخخم
النقض لو ثبت تحقق جميع شرائط البرهان في علمه تعالى ،وفي المعلومات
باعتبخخار تحققخخه فخخي هخخذا النحخخو مخخن العلخخم وهخخو ممنخخوع .وفخخي خخخبر سخخليمان
المروزي في البداء إيماء إلى حل هذه الشبهة لمن فهمه ،وقد مر فخخي المجلخخد
الثاني والرابع .الثاني :لو كانت المور الغير المتناهية ممكنخخة لمكخخن وقخخوع
كخخل واحخخد مخخن إحخخدى السلسخخلتين بخخإزاء واحخخد مخخن الخخخرى علخخى سخخبيل
الستغراق ،إلى آخر الدليل .وهذا التقرير جار في غير المرتبخخة أيضخخا ،لكنخخه
في المرتبة المتسقة أظهر ،ومنع المكان الذاتي مكابرة .وكيف يتوقف الذكي
فخخي أن القخخادر الخخذي أوجخخده أول مرتبخخا يمكنخخه أن يوجخخده مخخرة اخخخرى مرتبخخا
منطبقا ،وأن يرتب الغير المرتبة ؟
][265
وإنكاره تحكخخم ،ومنعخخه مكخخابرة .الثخخالث :مخخا قخخرره المحقخخق الطوسخخي وهخخذبه الفاضخخل
الدواني ،ول يرد عليه شئ من اليرادات المشخخهورة ،ويكخخون النطبخخاق فيخخه
انطباقا برهانيا ل مجال لتشكيك الوهم فيه .وتقخخع فيخخه الزيخخادة والنقصخخان فخخي
الجهة التي فرض فيها عدم التناهي ،وهو أن يقال :تلك السلسلة المرتبة علخخل
ومعلولت بل نهاية في جانب التصاعد مثل ،وما خل المعلول الخيخخر علخخل
غير متناهية باعتبخخار ،ومعلخخولت غيخخر متناهيخخة باعتبخخار ،فخخالمعلول الخيخخر
مبدء لسلسلة المعلولية ،والذي فوقه مبدء لسلسلة العلية ،فإذا فرضنا تطبيقهما
بحيث ينطبق كل معلخخول علخخى علتخخه وجخخب أن تزيخخد سلسخخلة المعلوليخخة علخخى
سلسلة العلية بواحد من جانب التصخخاعد ،ضخخرورة أن كخخل علخخة فرضخخت لهخخا
معلولية وهي بهخخذا العتبخخار داخلخخة فخخي سلسخخلة المعلخخول ،والمعلخخول الخيخخر
داخل في جانب المبدء في سلسلة المعلول دون العلة ،فلمالم تكن تلك الخخزائدة
بعد التطبيق من جانب المبخخدء كخخانت فخخي الجخخانب الخخخر ل محالخخة ،لمتنخخاع
كونها في الوسط لتساق النظام ،فيلزم النقطاع وأن يوجد معلول بدون علخخة
سخابقة عليخه ،تأمخل فخإنه دقيخق .ويجخري هخذا الخدليل فخي غيخر سلسخلة العلخل
والمعلولية من الجمل المترتبة ) ،(1فإن كل جملة فإن آحادهخخا موصخخوفة فخخي
الواقع بالسابقية والمسبوقية بأي نوع كخخان مخخن السخخبق ،وبغيرهخخا مخخن النسخخب
الواقعية المتضائفة .البرهان الثاني :برهان التضايف ،وتقريخخره لخخو تسلسخخلت
العلل إلى غير النهاية لخخزم زيخخادة عخخدد المعلوليخخة علخخى عخخدد العليخخة ،والتخخالي
باطخخل .بيخخان الملزمخخة أن آحخخاد السلسخخة مخخا عخخدا المعلخخول الخيخخر لهخخا عليخخة
ومعلولية فيتكافأ عددهما ويتساوى فيما سواه وبقيت معلولية المعلول الخيخخر
زائدا ،فيزيد عدد المعلوليات الحاصلة في السلسلة على عدد العليات الواقعخخة
فيها بواحد .وهذا الدليل يجري في كل سلسخلة يتحقخق فيهخا الضخافة فخي كخل
فرد منها في الواقع ل بحسب اختراع العقل ،وجريانه في المقخخادير المتصخخلة
مشكل ،فإن إثبات إضافة في كل حد من الحدود المفروضة فيها في الواقع
][266
مشكل ،اللهم إل أن يقال :كل جزء من أجزاء المقدار المتصخخل متصخخف فخخي الواقخخع ل
بمجرد الفرض بصخخفات حقيقيخخة يتصخخف باعتبارهخخا بالتقخخدم والتخخأخر بحسخخب
الوضع وهما متضخائفان حقيقيخان ويؤيخد ذلخك أنهخم قخد صخرحوا بخأن أجخزاء
الجسام موجودة في الواقع بوجود الكل ،وليست القسمة إيحادا للجزئيخخن مخخن
كتم العدم بل تمييز وتعيين حد بين الجزئين الموجخخودين فيخخه .وفيخخه أنخخه يلخخزم
انتهاء أجزاء الجسم ويلزم الجزء الذي ل يتجزأ .ثم اعلم أن هذا البرهان فخخي
التسلسل في أحد الجانبين فقخخط ظخخاهر ،وأمخخا فخخي التسلسخخل فخخي الجخخانبين فقخخد
يتوهم عدم جريخانه فيخه ،ودفعخه أنخا إذا أخخذنا معلخول معينخا ثخم تصخاعدنا أو
تسافلنا يجب أن يكون المتضائفان الواقعان في تلخك السلسخلة متسخاويين ويتخم
الدليل ،ضرورة أن مضخخائف العليخخة الواقعخخة فخخي تلخخك القطعخخة هخخو المعلوليخخة
الواقعة فيها ،ل ما يقع فيما تحت القطعة من الفراد ،مثل إذا كخخان زيخخد علخخة
لعمرو وعمرو لبكخخر فمضخخائف معلوليخخة عمخخرو هخخو عليخخة زيخخد ل غيخخر ،بخخل
الثنان منها على التوالي متضائفان تتحقق بينهما إضخافة شخصخية ل تتحقخق
في غيرهما ،فالمضائف للمعلول الخير المأخوذ في تلخخك القطعخخة هخخي عليخخة
القرينة التي فوقها لغير فافهم .والعتراضات الواردة على هخخذا الخخدليل مخخن
اعتبارية المتضائفين وغيرها مدفوعة بما مهدنا من المقدمات بعد التأمخخل فل
نطيل الكلم بالتعرض لدفعها .البرهان الثالث :ما أبخخداه بعخخض الزكيخخاء مخخن
المعاصرين ،وسماه )برهان العدد والمعدود( وهو عندي متين ،وتقريره :أنه
لو تحققت امور غير متناهية سواء كخخانت مجتمعخخة فخخي الوجخخود أول وسخخواء
كانت مترتبة أم ل ،تحقق لها عدد ،لن حقيقة العدد هخخي مجمخخوع الوحخخدات،
ول ريب في تحقق الوحدات وتحقق مجموعهخخا فخخي السلسخخلة فتعخخرض العخخدد
للجملة ل محالة ،إذ ل حقيقخخة للعخخدد إل مبلخخغ تكخخرار الوحخخدات ،ويظهخخر مخخن
التأمل في المقدمات ذلك المطلخخوب أيضخخا كمخخا ل يخفخخى ،وكخخل مرتبخخة يمكخخن
فرضها من مراتب العداد على سبيل الستغراق الشمولي فهي متناهية لنه
يمكن فرض مرتبة اخرى فوقها ،وإللزم أن تقف مراتب العدد ،وهو خلف
][267
البديهخخة ،بخخل هخي محصخخورة بيخن حاصخخرين :أحخدهما الوحخخدة ،والخخخر تلخك المرتبخة
المفروضية أخيخرا ،فالمعخدود أيضخا وهخو مجمخوع السلسخلة الغيخر المتناهيخة
أيضا متناهية لنه ل يمكن أن يعرض للمجمخخوع بحيخخث ل يشخخذ منخخه فخخرد إل
مرتبة واحده من مراتب العدد من جهخخة واحخخدة ،وكخخل مرتبخخة يمكخخن فرضخخها
فهي متناهية كما مخخر نعخخم لخو أمكخن فخرض جميخع المراتخخب الليقفيخة للعخدد،
وأمكن تصور خروج جميع المراتب الليقفيخخة إلخخى الفعخخل ،وأمكخخن عخخروض
أكثر من مرتبة واحدة للعدد للجملة الواحدة مخن جهخة واحخدة أمكخن عخروض
العدد الغير المتناهي لهذه الجملة ،لكنه محال .لنه ل يمكن أخذ المجموع من
المخخور الليقفيخخة ،ول يتصخخور خخخروج الجميخخع إلخخى الفعخخل ولخخو علخخى سخخبيل
التعاقب ،وإل لزم أن يقف وهذا خلف وقد التزمه النظام في أجزاء الجسم بل
نقول :مفهوم الليقفية ومفهوم المجموع متنافيان كمخخا قخخرر فخخي محلخخه .وهخخذا
البرهان واضح المقدمات ،يجري في المجمعة والمتعاقبخخة ،والمترتبخخة وغيخخر
المترتبخخة بل تأمخخل ،وكخخذا جريخخان برهخخاني التطخخبيق والتضخخايف ظخخاهر بعخخد
الرجوع في المقدمات الممهدة ،والنظر الجميل في التقريرات السابقة .وذهب
المحقق الطوسي -ره -في التجريخد إلخى جريخان التطخبيق والتضخايف فيهخا،
وقال في نقد المحصل بعد تزييف أدلخخة المتكلميخخن علخخى إ بطخخل التسلسخخل فخخي
المتعاقبة .فهذا حاصل كلمهم في هخخذا الموضخخع ،وأنخخا أقخخول :إن كخخل حخخادث
موصوف بكونه سابقا على ما بعده ،ولحقا بما قبله ،والعتبخخاران مختلفخخان،
فإذا اعتبرنا الحوادث الماضية المبتخخدئة مخخن الن تخخارة مخخن حيخخث كخخل واحخخد
منهمخخا سخخابق وتخخارة مخخن حيخخث هخخو بعينخخه لحخخق كخخانت السخخوابق واللواحخخق
المتبائنتان بالعتبار متطابقتين في الوجود لنحتاج فخخي تطابقهمخخا إلخخى تخخوهم
تطبيق ،و مع ذلك يجب كون السوابق أكخخثر مخخن اللواحخخق فخخي الجخخانب الخخذي
وقع النزاع فيه فإذن اللواحخخق متناهيخخة فخخي الماضخخي لوجخخوب انقطاعهخخا قبخخل
انقطاع السوابق ،والسوابق زائدة عليهخخا بمقخخدار متنخخاه فتكخخون متناهيخخة أيضخخا
)انتهى( .واعترض عليه بأن في التطبيق لبخد مخن وجخود الحخاد علخى نحخو
التعدد والمتياز ،أما في الخارج فليس ،وأما في الخخذهن فكخخذلك لعجخخز الخخذهن
عن ذلك ،و
][268
كذا ل يمكن للعقل تحصيل المتياز ،ووجود كل واحد في الوقاف السابقة على زمان
التطبيق ل يفيد ،لنه يرجع إلى تطبيق المعدوم ،فإن الوجخخود ضخخروري عنخخد
التطبيق .وأيضا لبد في النطباق من وجود مجموع الحاد ،وذلك المجمخخوع
ل يمكن وجودها ،لن ذلك المجموع لم يكخخن موجخخود أقبخخل الحخخادث الخيخخر،
وبعده لم يبق شئ منه موجودا ،والقول بوجودها فخخي مجمخوع الوقخاب علخخى
سبيل التدريج كالحركة القطعية يدفعه أن وجود الكل في جميع الوقاف على
هذا النحو يستلزم وجود الكل بخخدون شخخئ مخخن أجخخزائه .وفيخخه بحخخث ،إذ يكفخخي
لوجود هذا الكل وجود أجزائه في أجزاء زمان الكخخل )انتهخخى( .والتقحيخخق أن
الموجود قد يوجد فخخي ظخخرف الزمخخان وهخخو الخخدفعيات ،وقخخد يوجخخد فخخي نفخخس
الزمان وهو التدريجيات ،والمر التدريجي مجموعها موجخخودة فخخي مجمخخوع
زمان وجودها على سبيل النطبخخاق ،وليخخس المجمخخوع موجخخودا فخخي أبعخخاض
الزمان ،ول في آن من النات .فإن سئل :الحركة في اليوم هل هخخي موجخخودة
في آن من آنات اليوم المفروض أو شئ مخن سخاعاته ؟ فخخالجواب أنهخا ليسخت
بموجودة أصل بل في مجموع اليومين ،وقد بين ذلك بوجه شاف في مظانه،
وانطباق الحوادث المتعاقبة الزمانيخخة بعضخخها علخخى بعخخض مخخن قبيخخل الثخخاني،
فخخالتطبيق موجخخود فخخي كخخل زمخخان لفخخي آن فخخآن ،و النطبخخاق حكمخخه حكخخم
المنطبقين ،كانطباق الحركة علخخى الزمخخان وانطبخخاق الحركخخة علخخى المسخخافة،
وهذا ظاهر ،أل ترى أن الكرة المدحرجة على سطح مستو تنطبق دائرة مخخن
محيط الكرة على المسافة جزما ،وانطباقها ل يمكن أن يكخون فخي آن لنخه ل
يمكخخن التمخخاس بيخخن المسخختدير والمسخختوي إل بنقطخخة ،فظهخخر أن انطباقهمخخا
تدريجي في كل الزمان ،أو ل تعلم أن الحركة والزمان متطابقان تدريجا فخخي
كل زمان الحركة ،ولو لم ينطبق الزمان علخخى الحركخخة لخخم يكخخن مقخخدارا لهخخا،
سواء كانا موجودين في الخارج أول ).(1
) (1وجه ما ذكره رحمه ال في انطباق الحركة على الزمان وكخخذا انطبخخاق دائرة مخخن
الكرة المدحرجة على خط من السطح المسخختوى تخخدريجا أنخخه ليخخس للحركخخه
والزمان أجزاء موجودة بالفعل=
][269
ويمكن الجواب أيضا على القول بعدم وجود الزمانيات بأنه ل شك أن الحاد المتعاقبة
من إحدى السلسلتين منطبقة في الواقخخع علخخى الحخخاد السلسخخلة الخخخرى الخختي
كانتاهما معا في الوجود في أزمنخخة وجودهمخخا وإن لخخم يكونخخا موجخخودين حخال
حكمنا ووجودهما حال الحكم غير لزم فخي جريخان البرهخخان ،بخخل وجودهمخا
حين النطباق وليس من قبيل تطخخبيق المعخخدوم علخخى المعخخدوم ،بخخل مخخن قبيخخل
الحكم بانطباق المعدوم في حال الحكم على المعدوم الموجودين معخخافي حخخال
النطباق وذلك مثخخل سخخائر الحكخخام الصخخادقة علخخى المخخور الماضخخية .وقيخخل
أيضا :إن التطبيق يتوقف على الترتيب ،وهخخو يتوقخخف علخخى تحقخخق أوصخخاف
ونسب وإضافات يسلكها في سلك الترتيب ،وفي المتعاقبة ل يوجد ذلك ،فخخإن
فيما عدا الحادث الخير ل يوجد شئ من طرفي النسبة ،وفي الحادث الخير
ل يوجخخد إلطخخراف واحخخد ،فل يتحقخخق النسخخبة أيضخخا ضخخرورة أنهخخا فخخرع
المنتسبين .فان قلت :لعل التصاف في الذهن كما قخخالوا فخخي اتصخخاف أجخخزاء
الزمخخان بالتقخخدم والتخخأخر .قلخخت :لمخخا كخخانت الحخخوادث ل نهايخخة لهخخا فل يمكخخن
التفصيل في الذهان والمبادئ العالية ،والوجخخود الجمخخالي غيخخر كخخاف لعخخدم
المتياز فيه )انتهى( .والجواب :أنه يجزم العقل بأن حوادث زمخخان الطوفخخان
في الخارج قبل حخخوادث زمخخان البعثخخة وقبخخل الحخخادث اليخخومي بل ريخخب ،ول
يتفرع على اعتبار العقل كيف وهم معترفون بأن الحادث المتقدمة علة معخخدة
للحادث المتأخر بالعليخة و المعلوليخة الخارجيخة ،فخإن العلخة مخا لخم توجخد فخي
الخارج من حيث إنها علة لم يوجد المعلخخول فخي الخخارج ،وهمخا متضخخائفان،
فظهخخر أن النسخخبة بالعليخخة والمعلوليخخة متحققخخة بيخخن المعلخخول والعلخخة المعخخدة،
ووجودها السابق وعدمها علة ،فتحققت النسبة بين
= حتى ينطبق بعضها على بعض بل للكل وجود واحد فينطبق الكل على الكخخل ،لكخخن
ل يمكخخن إسخخراؤه إلخخى الحخخوادث المتعاقبخخة ،لن لكخخل منهخخا وجخخودا بالفعخخل
منحازا عن وجود الخر إل أن يفرض حادث ممتد تدريجي واحد فتأمل.
][270
) (1وإن لم يجتمعا )ظ( (2) .ان اريد بكفاية تحققهما نوعا من التحقخخق أنخخه يكفخخى فخخي
التصاف تحققهما في الذهن دون الخارج فهخخو خخاص بالتصخاف الخذهنى،
والكلم فخخي التصخخاف الخخخارجي ،وان اريخخد كفايخخة نخخوع مخخن التحقخخق فخخي
الخارج فهو عين الجتماع في الوجود ،إذ ل معنى لجتماعهما في الوجخخود
إل تحققهمخخا معخخا فخخي الخخخارج .وأمخخا الضخخافة المتحققخخة بيخخن العلخخة المعخخدة
والمعلول فهى إضافة مقولية بين هذين العنوانين ل الوجخودين الخخارجيين،
فيكفخخى تصخخورهما فخخي الخخذهن لتحققهخخا (3) .بنخخاء علخخى عخخدم تحقخخق أجخخزاء
الزمان في الخارج تحققا فعليا بل بخخالقوة القريبخخة مخخن الفعخخل ،فخخالحكم بتقخخدم
بعض الجزاء على البعض فخي الخخارج انمخا هخو بلحخاظ قخرب قوتهخا مخن
الفعلية وإل فل موضوع لهذه القضية الخارجية بحسب الحقيقة فتأمل )*(.
][271
الجزاء وتشخصاتها الحاصلة لها ،فكما أنه ل يصح السؤال بأن زيخخدا لخخم صخخار زيخخدا
وعمروا عمروا ل يصح السؤال بأنه لم صار أمس أمس واليوم اليوم ) .(1و
ذهبوا أيضا إلى أن اختلف أجزاء الفلك بالقطب والمنطقة مسخختند إلخخى هويخخة
الجخخزاء ليخخس بفخخرض فخخارض ) (2بخخل موجخخودة فيخخه حقيقخخة ،لكخخن الجخخزاء
وهوياتهخخا موجخخودة بوجخخود الكخخل بوجخخود واحخخد ،وكمخخا أن أجخخزاء الجسخخم
وتشخصاتها موجودة بوجخخود الجسخخم ]و[ بوجخخود قخخار كخخذلك أجخخزاء الزمخخان
والحركة موجودة بوجود الكل بوجود تدريجي بل تفاوت ،والمناقشة في هذه
ناشئة من عدم تصور الوجود التدريجي كما ينبغي ،فل ينافي اتصال الزمان
والحركة إذا كانت موجودة بوجخخود واحخخد ،فخخإن هخخذا النخخوع مخخن الختلف ل
يستلزم القسمة بالفعل والنفصال بعخخد التحخخاد بوجخخود الكخخل .ثخخم إنهخخم قاطبخخة
صرحوا بأن الصفة ل يجب تحققها في ظخخرف التصخخاف ،و المحكخخوم بخخه ل
يجب وجوده في الحكم ) (3مع أنخخه نسخخبة ،وذهبخخوا أيضخخا إلخخى تسخخاوي نسخخبة
الممكن إلى طرفي الوجود والعدم ،وإلى صخخحة التصخخاف بنحخخو العمخخى مخخن
المور العدمية في الخارج إلخخى غيخخر ذلخخك مخخن النظخخائر ) .(4ول يخفخخى أنخخه
يمكن إجزاء جميع
) (1الستشهاد بهذا الكلم انما هو مخخن جهخخة تقريخخر هخخذا المحقخخق تقخخدم بعخخض اجخخزاء
الزمان على الخر ،وإل فأصل الكلم أجنبي عما نحخخن فيخخه (2) .الفخخارض
)خ( (3) .ظرف الحكم )ظ( (4) .النسبة امر رابط بيخخن الشخخيئين لاسخختقلل
له في نفسه ولذا يستحيل تحققخه مخع عخدم تحقخق الطرفيخن معخا ،فخان كخانت
النسخخبة حاكيخخة عخخن اتحخاد الطرفيخخن فخخي الخخخارج نحخخو اتحخخاد وجخخب وجخخود
الطرفين في الخارج ،وإل كفى تحققهما في الذهن ،وهذا مما لم يختلف فيخخه
اثنخخان مخخن الحكمخخاء .وأمخخا مخخا نسخخبه إليهخخم مخخن عخخدم وجخخوب تحقخخق الصخخفة
والمحكوم به في ظرف التصاف و الحكم فوجهه الصحيح انه ل يجب فخخي
التصافات الذهنية وجود الصفة والمحمول في الخارج حيخخن الحكخخم ،وهخخذا
ل يفيد شيئا لثبات مرامه ،واما الحكم بتسخخاوي نسخخبة الممكخخن إلخخى الوجخخود
والعدم فهو من الحكام النفس المرية ل الخارجيخخة وامخخا العمخخى فهخخو عخخدم
ملكة وهو امر عدمي لعدم ،والتوضيح يقتضى مجال أوسع )*(.
][272
ما ذكرنا في جريان هذا الدليل في المتعاقبة في جريان سائر البراهين فيها ،فل نطيخخل
الكلم بخخالتعرض لخصخخوص كخخل مهخخا .البرهخخان الرابخخع :مخخا أورده الشخخيخ
الكراجكي في الكنز بعدما أورد برهان التطخخبيق بخخوجه مختصخخر أنيخخق ،قخخال:
دليل آخر على تناهي ما مضى ،وهو أنه قد مضخخت أيخخام وليخخالي وقفنخخا اليخخوم
عند آخرها ،فل يخلو أن تكون اليام أكثر عخخددا مخخن الليخخالي ،أو الليخخالي مخخن
اليام ،أو يكونا في العدد سخخواء ،فخخإن كخخانت اليخخام أكخخثر مخخن الليخخالي تنخخاهت
الليالي ،لنها أقل منها ،واقتضى ذلخخك تنخخاهي اليخخام أيضخخا ،لبطلن اتصخخالها
قبل الليالي بغير ليال بينها ،فوجب على هذا الوجه تناهيهما معها ،وإن كانت
الليالي أكثر من اليام ،كان الحكخخم فيهمخخا نظيخخر مخخا قخخدمنا مخخن تنخخاهي الول،
فتتناهى اليام لزيادة الليالى عليها ،ويقتضي ذلك تناهي الليالي أيضا لما مر،
فيلخخزم تناهيهمخخا معهخخا .وإن كخخانت اليخخام والليخخالي فخخي العخخدد سخخواء ،كانخخا
بمجموعهما أكثر عددا من أحدهما بانفراده ،وهذا يشهد بتناهيهما ،إذ لو كخخان
كل واحد منهما في نفسه غير متناه ما تصورت العقول عددا أكثر منخخه ،وقخخد
علمنا أن اليام مع الليالي جميعا أكثر عددا من أحخخدهما ،وهخخذا موضخخح عخخن
تناهيهمخخا .وبهخخذا الخخدليل نعلخخم أيضخخا تنخخاهي جميخخع مخخا مضخخى مخخن الحركخخات
والسكنات ،ومن الجتماعات والفتراقات ،ومن الطيخخور و الخخبيض والشخخجر
والحب وما يجري مجرى ذلك )) (1انتهخخى( .ثخخم اعلخخم أنخخه يمكخخن إبطخخال مخخا
ادعوه من التسلسل في المور المتعاقبة بخخل فخخي غيخخر المرتبخخة أيضخخا بوجخخوه
اخرى نذكر بعضها :الول أنهخخم قخخالوا بخخالحوادث الغيخخر المتناهيخخة الخختي كخخل
سابق منها علة معدة للحق على سبيل الستغراق ،وأن إيجاد الواجب تعالى
لكخخل منهخخا مشخخروط بالسخخابق تحقيقخخا للعخخداد ،وتصخخحيحا لرتبخخاط الحخخادث
بالقديم ،وأنه تعالى ليس بمخوجب تخام لواحخد منهخا .إذا تقخرر هخذا فنقخول :لخو
تسلسلت المعدات على ما ذهبوا إليه لإلخخى نهايخخة لخخزم أن يكخخون وجخخوب كخخل
واحد منها وجوبا شرطيا ،بمعنى أنه يجب كل
) (1يرد على هذا البرهان والبرهان السابق ما يرد على برهان التطبيق فأجخخد التأمخخل
)*(.
][273
منها بشرط وجود سابقة ،ول ينتهخي إلخى الوجخوب القطعخي البخت الخذي يكخون تعخالى
موجبا له لذاته بدون شرط ،لنه عندهم أنه تعالى ليس بموجب تام لكل واحد
من المعدات بل الحوادث مطلقا ،وتأثيره تعخالى فخخي كخل منهخخا موقخوف علخى
تأثيره في معد سابق عليه لإلى نهاية فوجخخوب كخخل منهخخا وجخخوب شخخرطي ل
يجب حتى يجب سابقه والوجوب الشرطي غير كاف لتحقق واحد منها ،فخخإنه
بمنزلة قضايا شرطية غير متناهية مقدم كل لحق تال لسابقه ،فإنه ما لم ينته
إلى وضع مقدم لم ينتج شيئا ولو توقف تأثير الواجب في كل حخخادث وإيجخخاده
إياه علخخى إيجخخاد حخخادث آخخخر ولخخم تجخخب لخخذاتها تلخخك اليجخخادات لكخخان يجخخوز
للواجب ترك إيجاد الحوادث بالكلية ،و ما لم يمتنخخع هخخذا الحتمخخال فخخي نفخخس
المر لم يجب واحد منها في الواقع ،لن وجوب كل حخخادث إنمخخا هخخو بشخخرط
إيجاد حادث آخر ،وهكذا الكلم في ترك اليجخاد رأسخا ومخا لخم يمتنخع جميخع
أنحاء ارتفاعاته وعدماته في الوقع لم يجب وجوده ) .(1وتخخوهم بعضخخهم أنخخه
ل يمكن ارتفاع جميع الحوادث ،لستلزامه ارتفاع الطبيعخخة القديمخخة المسخختندة
بل شرط إلى الواجب تعالى شأنه .وهو مردود بأنه ل يعقل استناد
) (1حاصل هذا الوجه أنه بناء على كون كل حادث مسبوقا بمعد وكون المعد مسخخبقوا
بآخر وهكذا إلى غير النهاية يلزم عخخدم وجخخود حخخادث ل يتوقخخف علخخى معخخد
أصل ،فكلمخخا فخخرض حخخادث كخخان مسخخبوقا بمعخخدات متسلسخخلة غيخخر متناهيخخة
ويتوقف وجوب وجود هذا الحادث عليها ،فخاذن ليخخس شخخئ ل يتوقخخف علخخى
أمخخر سخخوى الخخواجب ،فيلخخزم اول كخخون وجخخوب الوجخخود للحخخوادث شخخرطيا
والوجوب الشرطي ل يوجب التحقق في الخارج ،وثانيا جواز ترك اليجاد
بالكلية على الخخواجب ،لنخخه ليخخس شخخئ مخخن الحخخوادث بنفسخخه مسخختعدا لقبخخول
الوجود من الواجب بل بشرط وجود حادث قبله ،فله ان يترك اليجاد رأسا
والجواب عن الول انه بعد فرض وجود الشرط يصخخير الوجخخوب فعليخخا ،و
التعليق غير موجخود فخي الخخارج بخل الخذى هخو فخي الخخارج ويحكخى عنخه
بالقضية الشرطية هو نحخو مخن الرتبخاط الوجخودى ،ففخى قولنخا )ان كخانت
الشمس طالعخخة فالنهخخار موجخخود( ل يخخوجب اشخختراط وجخخود النهخخار بطلخخوع
الشمس وجوب وجود النهار ،لكن مع فرض طاءع الشمس ل محيص عخخن
وجخخوب وجخخوده والخصخخم يفخخرض وجخخود الحخخوادث الغيخخر المتناهيخخة ومعخخه
يصير وجوب الحادث فعليا .وان سئل عن حخخاله قبخخل وجخخود تلخخك المعخخدات
اجاب بانه ل يمكن فرض حادث ل يكون قبله حخخوادث غيخخر متناهيخخة فكلمخخا
فرض حادث في زمان كخخانت قبلخخه حخخوادث وازمنخخة غيخخر متناهيخخة وليسخخت
قبلها قبلية زمانيخخة وعخخن الثخخاني بمنخخع الملزمخخة ومنيخخع بطلن التخخالى وهخخو
واضح )*(.
][274
الطبيعة بل شرط إلى الواجب جل شأنه ،لن الطبيعة عندهم إذا كانت ذاتية لما تحتهخخا
فإنما هي مجعولة بجعل ما هي ذاتيخخة لخخه جل واحخخدا ،ول يمكخخن تعلخخق جعخخل
عليحدة بالطبيعة الكلية قطعا ،وجعل كل فرد من أفخخراد الطبيعخخة عنخخدهم إنمخخا
هو بشرط سبق معد .نعم لو تحقق تأثير منفرد في الطبيعخخة وراء التخخأثير فخخي
الفراد لوجب أن يكون التأثير من الواجب فيها إما ابتداء ،أو بواسطة قديمة،
وتأثير الواجب في القديم بل واسطة وشرط أو بواسطة قديمة إنمخخا هخو منشخأ
استحالة انعدام القديم عندهم .فظهر أن سلسلة الحوادث يجخخب أن تنتهخخي إلخخى
حادث يجب وجوده عن الواجب بل شرط معخخد فتنقطخخع سلسخخلة الحخخوادث بخخه
لنه ل يجوز تقدم شرط أو معد من الحوادث عليه .وكذا يمكخخن إجخخراء كخخثير
من براهين إثبات الواجب التي ل يتوقف علخخى إبطخخال الخخدور والتسلسخخل هنخخا
بأدنى تصرف ل يخفى على الفطن اللبيب ،فإن تأثير الخخواجب تعخخالى عنخخدهم
في كل حادث يتوقف على معد ،ووجود الواجب مع عدم المعد في حكخخم قخخوة
) (1فرض عدمه تعالى والعياذ بال في عدم التأثير ) (2والعلة التامة عنخخدهم
هو الواجب مع المعد ،ومجموع المركب من الواجب والممكن ممكن ،فالعلل
التامة لجميع الحوادث الغير المتناهية ممكنات ،فكما ل ينفخخع الخختزام التسلسخخل
في مسألة إثبات الواجب ل ينفع التزامه هنا أيضا ،إذ الدلة الدالة على إثبات
الواجب بدون التمسك بإبطال التسلسل يجري هنا أيضا بأدنى تفخاوت .الثخاني
أن نقول :على تقدير تسلسل الحوادث على سبيل التعاقب يلزم أن يتقدم علخخى
كل حادث مخخن الحخخوادث علخخى سخخبيل السخختغراق عخخدم أزلخخي لحخخادث حخادث
والحادث الول والثانى يجتمعان في العخخدم ،إذ يوجخخد فخخي الواقخخع مرتبخخة مخخن
المراتب
) (1كذا ،والظاهر ان احد اللفظين كان في بعض النسخ بدل عن الخر فاثبتا معا فخخي
المتن (2) .الشرائط التى يتوقف عليها وجخخود المعلخخول منهخخا مخخا هخخو شخخرط
فعل الفاعل ومنها ما هو شرط قبول القابل ،والذى ينافى تمامية الفاعل فخخي
الفاعلية هو القسم الول وهو منفى عن الواجب تبخخارك وتعخخالى عنخخد جميخخع
الحكماء ،والقسم الثخخاني راجخخع إلخخى نقخخص المعلخخول وعخخدم اسخختعداده لقبخخول
الفيض على كل تقدير .وبهذا يظهر وجه الخلل في كلمه رحمه ال )*(.
][275
كانا معدومين فيها ،واجتمع معهما عدم الحادث الثالث ،ضخخرورة أن عخخدم كخخل حخخادث
أزلي ،وأن عدم الحادث المتأخر وإن كان أطول امتدادا مخخن الحخخادث المتقخخدم
إل أن الكخخل متحقخخق فخخي ظخخرف الزمخخان إذ طبيعخخة الزمخخان أزليخخة عنخخدهم،
والعدام كلها أزلية فلبد من اجتماعها قطعا في زمان ما ،ويجتمخخع مخخع هخخذه
العدام الثالث عدم الحادث الرابع ،وهكذا على ترتيب الحاد علخخى التخخوالي،
فإما أن يستغرق هذا الجتمخخاع أعخخدام جميخخع الحخخاد فيكخخون جميخخع الحخخوادث
معدوما في مرتبة ما من المراتب الواقعيخة فتخأخر جميخخع الحخوادث عخن تلخك
المرتبة الواقعية ،ويكون الجميخخع معخخدوما فخخي تلخخك المرتبخخة فيكخخون لهخخا مبخخدأ
وانقطاع ،وهو المطلوب ) .(1وإن لم يسخختغرق فينتهخخي إلخخى حخخادث معيخخن ل
يجتمع عدمه مع عخدم مخا قبلخه مخن الحخوادث إمخا لن هخذا الحخادث ل يسخبقه
عدمه فيكون قديما بالشخص ،وإما لن الحادث الذي قبله ل يسبقه عدم أزلي
فيكون ذلك قديما ،ضرورة أنه لو تقدمهما عدم أزلي يجب اجتماعهما مع مخخا
تخخأخر عنهمخخا ،فنقطخخع سلسخخلة الحخخوادث علخخى أي تقخخدير .ل يقخخال :كخخل جملخخه
متناهية يجتمع في العدم ويتحقق عدم سابق على الجميع وأما جملة الحخخوادث
الغير المتناهية فل .لنا نقول :قد بينا أن هذا الحكخخم مسخختغرق لجميخخع الحخخاد
على التوالي وقد مر في المقدمات الممهخدة أن أمثخال هخذه الحكخام علخى كخل
فرد تسري إلى الجملة ،فل مجال لهذا التوهم ).(2
) (1ان اريد باثبات العدم الزلي لكل حادث حادث عدم وجود كل واحد من الحخخوادث
في زمان غير متناه من جهة البدء فل يمكن فرض ذلخخك فخخي الجميخخع ،لنخخه
ليس قبل الجميع زمان لمتناه ول غير متناه ،لن الزمان أيضا من الجميع،
كيف وهخخو مقخخدار الحركخخة والحركخخة تختخخص بخخالحوادث ،وان اريخخد بالعخخدم
الزلي للكل عدمه في وعاء آخر غير الزمان فل يثبت به الحدوث الزمانى
لسلسلة الحوداث (2) .سريان حكم الفرد إلى الجميع إنما هو في ما إذا كخخان
ملك الحكم الثابت لكل فرد موجودا في الجميع بعينه ،لكن حكم المسخخبوقية
بالعدم الزلي بمعنى العدم المقارن للزمان الغيخخر المتنخخاهى انمخخا يثبخخت لكخخل
واحدة من الحوادث بلحاظ مسبوقيتها بحوادث غيخخر متناهيخخة ،فخخإذا اعتبرنخخا
جميع الحوادث بحيث ل يشذ منها شئ لم يمكن تصور هذا الملك فيه ،لن
الجميع غير مسبوق بحوادث غير متناهيخخة إذ ل حخخادث آخخخر وراء الجميخخع
فافهم واعرف به الخلل في التقريرات التية )*(.
][276
ولك أن تقول :ههنا سلسلتان :إحداهما سلسخخلة وجخخودات الحخخوادث ،والخخخرى سلسخخلة
عدماتها ،فإذا أخذنا مجموع الوجودات بحيث ل يشذ عنها فرد وكذا العدمات
فل شك أن جملة العدمات بحيث ل يشذ فرد متقدمخة علخى جملخة الوجخودات،
لتقدم كل فرد منها على نظيره وعديله ،ومثل هخخذا الحكخخم يسخخري مخخن الحخخاد
إلى الجملخة ولن جملخة العخخدمات لمخخا كخان كخخل فخرد منهخخا أزليخا ) (1وجملخة
الحوادث حادثة وتقدم الزلي على الحادث ضخخرورية ،ول شخخبهة فخخي إمكخخان
أخذ المجموع بحيث ل يشذ فإنه ليس من قبيل الجملة الليقفية الخختي ل يمكخخن
فيها أخذ المجموع بحيث ل يشذ وقد أخذوا جملخخة الممكنخخات فخخي دليخخل إثبخخات
الواجب ،فيكون ممكنا ،فل يكون في تلك المرتبخخة شخخئ مخخن الحخخوادث ،وهخخو
النقطاع .ولنا أيضا أن نقول :يتقدم على كل حادث عدم أزلي هخخو عخخدم لهخخذا
الحادث وينعدم معه جميع ما بعده من الحوادث التي هو معخدلها ،وسخخبق هخخذا
العدم يستوعب جميع آحاد سلسلة الحوادث ،وحكم الحاد يسري إلخخى الجملخخة
فيلزم عدم مجموع الحوادث رأسخخا وانقطاعهخخا .أو نقخخول :مجمخخوع الحخخوادث
واحد شخصي ،لن كل جزء منه واحد شخصخخي وحخخادث أيضخخا ،لن جميخخع
أجخخزائه حخخادث فيلخخزم النقطخخاع .ونقخخول أيضخخا :السلسخخلة المخخذكورة معخخدات
عندهم ،والمعد يعتبر وجوده وعدمه فخخي المعلخخول المتخخأخر ،وكلهمخخا سخخابق
عليه ،فنأخذ سلسلة العدمات اللحقة السابقة علخى وجخود المعلخولت ونقخخول:
إما أن يستغرق سبق كل فرد من العدمات لكل فرد مخخن وجخخودات الحخخوادث،
النظير على النظير ،فيلزم تقدم جملة سلسلة العدمات إذا أخذنا بحيث ل يشخخذ
منها شئ على سلسلة وجودات الحوادث ،وهو يستلزم النقطخخاع وتقخخدم عخخدم
اللحق على الموجود ،وهذا خلف .وإن لم يستغرق فينتهي إلى فرد ل يسخخبقه
عدم المعد ،فتنقطع سلسلة المعدات .وعلى هذه التقريخخرات ل يتخخوجه مخخا قيخخل
إن الزل ليس وقتا محدودا تجتمع فيه العدمات وغيرها ،بل مرجعخخه إلخخى أن
قبل كل حادث حادث إلى غير النهاية
][277
وهكذا عدم الحوادث ول محذور فيه ،لن اجتماع العخخدم الزلخخي الغيخخر المتنخخاهي فخخي
الماضي في زمان مع عدم تناهي الزمان عندهم مع مثله بالغا مخخا بلخخغ سخخواء
كانت العدام متناهية أم ل بديهي ،ول يلزمنا تعيين زمان معين للزل .وكذا
ما قيل :وإن تحقخق فخي الزل عخدم الحخوادث لكنخه عخدم كخل حخادث مقخرون
بوجود حادث تقدم علخخى ذلخخك الحخادث أبخدا فل يتحقخخق وقخت ينتهخي ) (1فيخخه
جميع الموجودات ويبقى صرف العدم .وهذا مع أنه مخخدفوع بمخخا قررنخخا لخخوتم
فهو فساد آخر نشأ من عدم تناهي الحوادث ،إذ جميع المفاسد التي ذكرنا إنما
نشخأت مخن الحخوادث إلخى غيخر النهايخة .ويمكخن أن يقخال أيضخا :إن الحخادث
اليومي مسبوق بعدم معده ،وبعدم معد معده وهكذا إلخخى غيخخر النهايخخة ،وعخخدم
المعد البعيد بواسطة أطخخول امتخخدادا مخخن عخخدم المعخخد القريخخب ،والمعخخد البعيخخد
بواسطتين أطول منهما ،والمعد البعد بثلث وسائط أطول من الثلثة ،وكلما
تمتد سلسلة المعدات تتزايد امتداد العدام اللحقة للمعدات فلو ذهبت السلسلة
إلى غير النهاية لزم أن يمتد العدم اللحق ل إلى نهايخخة ،مخخع أنخخه عخخدم لحخخق
مسبوق بوجود المعد ،واستحالته ظخخاهرة .وهخخذا برهخخان لطيخخف قخخوي ل يخخرد
عليه ما يرد على برهان السلم ،لن جميع العدام الغير المتناهية جزء للعلخخة
التامة للحخخادث اليخخومي ]مجتمعخخة ووجخخودات المعخخدات[ متحققخخة فخخي الواقخخع،
متمائزة بخلف برهان السلم لن ازديخخاد النفخخراج هنخخا علخخى سخخبيل الليقخخف
وموقوف على فرض النقاط فخخي السخخاقين .الثخخالث :قخخال بعخخض المحققيخخن :إن
المور الغير المتناهية مطلقا يستلزم المور الغير المتناهية المترتبخخة ،ويلخخزم
منه تناهي النفوس وحدوثها على بعض الوجوه ،كما سلف بيانه أن المجموع
متوقف على المجموع إذا اسقط منه واحد ،وذلك المجموع على مجموع أقخخل
منخخه بواحخخد ،وهكخخذا إلخخى غيخخر النهايخخة ،فيجخخري التطخخبيق والتضخخايف بيخخن
المجموعات الغير المتناهية إذ هي امور موجودة مترتبة.
][278
)المقصخخد الخخخامس( فخخي دفخخع بعخخض شخخبه الفلسخخفة الخخدائرة علخخى ألسخخنة المنخخافقين،
والمشككين القاطعين لطريق الطالبين للحق واليقين ،وفيه مراصد :المرصخخد
الول :قالوا :إذا لحظنا الواجب تعخخالى شخخأنه فخخي طخخرف ،وجميخخع مخخا عخخداه
بحيث ل يشذ منها شئ في طرف آخر ،فحينئذ إما أن يكون الخخواجب سخخبحانه
علة تامة لشئ ما أول ؟ وبعبارة اخرى :جميع ما لبد منه في وجود شخخئ مخخا
سواء كان ذلك الشئ الرادة الزائدة أو غيرها إمخخا ذاتخخه تعخخالى أول ؟ وعلخخى
الول يكون ذلك الشئ معه دائما فخخي الزل ،لسخختحالة تخلخخف المعلخخول عخخن
العلة التامة ،وعلى الثاني يستحيل وجود شخخئ مخا أبخخدا ،لسختحالة التغيخخر فخخي
ذاته تعالى .وبعبارة اخرى وبوجه أبسط وهخخو أن يقخخال :ذات الخخواجب تعخخالى
إما أن يستجمع جميع شرائط التأثير في الزل أول ؟ وعلخخى الول يلخخزم قخخدم
الول ) (1بالضخرورة ،لمتنخاع التخلخف عخن المخوجب التخام ،وعلخى الثخاني
توقف وجود الثر وهو العالم على شرط حادث ،ونتقل الكلم إليه حتى يلخخزم
التسلسل :اما على سخخبيل الجتمخخاع :وهخخو باطخخل بمخخا مخخر ،وأيضخخا نقخخول :إذا
أخخخذنا مجمخخوع تلخخك الشخخروط بحيخخث ل يشخخذ عنهخخا شخخرط ،فإمخخا أن يتوقخخف
وجودهخخا علخخى شخخرط آخخخر غيخخر ذات الخخواجب تعخخالى خخخارج عخخن مجمخخوع
الشروط ،فلم يكن ما فرضناه جميعا جميعا وهذا خلخخف ،أو ل يتوقخخف فيكخخون
الذات وحده مستقل بإيجاد ذلخخك المجمخخوع ،فإمخخا أن يكخخون اجتماعهخخا فخخي آن
حدوث الثر فيلزم إمخخا حخخدوث الخخواجب بالخخذات ،وإمخخا تخلخخف الشخخروط عخخن
موجبهخخا التخخام وكلهمخخا محخخالن ،أو يكخخون اجتماعهخخا فخخي الزل فيلخخزم قخخدم
أشخاص غير متناهية من العخخالم هخخي الشخخروط ،بخخل والمشخخروط وجخخوده بهخخا
أيضا ،وإللزم تخلف المشروط عن موجبه التام وهخخو الخخواجب مخخع جميعهخخا،
إذا المفروض عدم شخرط خخارج عخن المجمخوع .أو علخى سخبيل تعخاقب تلخك
الشروط إما في الحدوث
][279
مع اجتماعها في البقاء فتجتمع في آن الحخخدوث امخخور غيخخر متناهيخخة مترتبخخة موجخخودة
وتجري فيها براهين إبطال التسلسل بالتفاق ،على أنخه يلخزم حينئذ قخدم نخوع
الفعل وطبيعته وهو مطلوب في الجملة ،وإما على سبيل تعاقبها حدوثا وبقاء
بأن ل يجتمع اثنان منهخخا فخخي الوجخخود فخخي زمخخان ول فخخي آن ،فتكخخون طبيعخخة
العالم قديمة محفوظة بتعاقب تلك الفراد الغير المتناهية ،وتلخخك المخخور إنمخخا
يكون تعاقبها على مادة قديمة فيلزم أيضا قدم شخص هو المخخادة ،ولكونهخخا ل
تنفك عن الصورة يكون الجسم قديما أيضا ،أو يقال :ل يجوز وجود الشرائط
على التعاقب أيضا فإن الفاعل لما توقف تخخأثيره فخخي كخخل مخخن الشخخرائط علخخى
شرط آخر ،فهو في حخخد ذاتخخه متسخخاوي النسخخبة إلخخى طرفخخي اليجخخاد وتركخخه،
فيتساوى فرض وجخخوده بحيخخث ل يوجخخد منخخه شخخئ مخخن تلخخك الشخخروط أصخخل
وفرض وجوده موجداله فل يترجح أحد الطرفين على الخر إل لمر خارج
ونتقل الكلم إليه حتى يظهر أنه يجب أن يكون بين البارئ تعالى والحخخوادث
توسط أمر واحخد ذاتخا تتكخخثر إضخخافاته ونسخبه ،فيكخخون قخديما بالخخذات وحادثخا
بالضافة وهو الحركة ،فأوجبوا وجود حركة قديمة بل وجود جسم قخخديم هخخو
المتحرك بتلك الحركة وادعوا أنها حركة الفلك العظخخم فيكخخون قخخديما ،وكخخذا
ما في جوفه لمتناع الخلء ،ولن الحركخخة الواحخخدة البسخخطية كمخخا ل تختلخخف
ذاتها ل تختلف إعداداتها للمادة الواحدة ،لتشابه أجزائها في الحقيقخخة ،وأثبتخخوا
حركات مختلفة وأفلكا كثيرة يحصل من اجتماعها واختلفها سخخرعة وبطخخء
وجهة وأوضاع مختلفة من المقارنات والمقخخابلت والتربيعخخات والتسديسخخات
والتثليثات وغير ذلك فتنتظم بها سلسلة الحوادث عندهم .وهخخذه الشخخبهة بتلخخك
التقريرات أقخخوى شخخكوكهم ،وللتفصخخي عنهخا طخخرق :الطريخق الول :مخا هخو
المشهور بين المتكلميخن ،وهخو أن يقخال :إنهخم يقولخون بقخدم العخالم ،لزعمهخم
لزوم توسط أمر ذي جهتي استمرار وتجدد بين الحادث اليخخومي والقخخديم لئل
يلزم التخلف عن العلة التامة ،ونحن نقول :إنه الزمان ،ول يلزم القخخدم لكخخونه
أمرا اعتباريا انتزاعيا ،وأدلة وجوده مدخولة ،ول نقول بانتزاعه من
][280
موجخخود ممكخخن حخختى يلخخزم القخخدم أيضخخا بخخل هخخو منخختزع مخخن بقخخائه تعخخالى ،فكمخخا أنهخخم
يصخخححون ربخخط الحخخادث بالقخخديم بالحركخخة والزمخخان كخخذلك نصخخححه أيضخخا
بالزمان وكون الزمان مقدار حركة الفلك ممنوع ،بخخل نعلخخم بديهخخة أنخخه إذا لخخم
يتحرك الفلك مثل يتوهم هذا المتداد المسمى بالزمان ،والقول بأنه لعلخخه مخخن
بديهة الوهم ل يصغى إليه ) .(1ثخخم إن الزمخخان وإن كخخان وهميخخا فمعلخخوم أنخخه
ليس وهميا اختراعيا بل وهميا نفس أمخخري ،ومثخخل الخخوهمي يصخخح أن يكخخون
منشأ للمور الموجودة في الخارج ل بأن يكون فاعل لها بل دخيل فيهخخا مخخع
أن محققي الفلسفة وافقونا على كون الزمان الممتخخد المتصخخل أمخخرا انتزاعيخخا
مرتسما في الخيال وخالفونا فيما هو منشأ لنتزاعه فقخخالوا بوجخخود أمخخر قخخديم
سرمدي في الخارج ل امتداد له ول تقدر ،واعتقخخدوا أن لخخه جهخختي اسخختمرار
وتنقل كالحركة التوسطية وسموه بالن السيال ،وزعموا أن ذلك المر يفعخخل
باستمراره وسيلنه فخخي الخيخخال أمخخرا ممتخخدا متصخخل غيخخر قخخار الجخخزاء فخخي
الوجود
) (1المور التى لها حظ من الوجود ونحو تحقق في الخارج سواء فرض هناك مخخدك
أم ل هي المور الحقيقية كالماء والهواء والرض وغيرها ،ول فخخرق فيهخخا
بيخخن مخخا يخخدرك بخخالحواس كالمبصخخرات والمسخخموعات ومخخال يخخدرك كخخذات
البخخارئ تبخخارك وتعخخالى ،وتنقسخخم إلخخى الخخواجب و الممكخخن ،والممكخخن إلخخى
الجوهر والعراض التسعة ومنها الكم وهو منفصل ومتصل والمتصل قار
وغير قاروالكم المتصل غير القار هو الزمان .إذ عرفت هذا فاعلم ان قوله
)نعلم بديهة انه إذا لم يتحرك الفلك مثل اصل يتوهم هخخذا المتخخداد المسخخمى
بالزمان (.ان اراد به انه يمكن وجود الزمان مع عدم وجود جسخخم اعخخم مخخن
الفلك وغيره فممنوع ودعوى البداهة كما ترى .كيف والزمان كمخخا عرفخخت
عرض ل يقوم ال بجوهر ،وذات البارئ سبحانه اعلى وارفع واجل وامنخخع
من ان يصير موضوعا لعرض أو محل لحال ،أو يدركه عقل أو يناله وهم
! ومن هنا تعرف ما في القول بانتزاع الزمان من ذاته تعالى وتقخخدس ،وان
اراد به عدم انحصار راسم الزمان في حركة الفلك الوضعية فله وجه لكنخخه
ل يلئم اللتزام بانتزاعه من بقائه تعالى .وان اراد انه ل يتمكن الخخوهم مخخن
ادراك موجود خارج عن ظرف الزمان فيتوهم امتدادا يسمى بالزمخخان فانخخا
لننكر عجز الوهم عن ذلك ،لكن التوهم غير إدراك الواقع فالوهم ل يدرك
ما هو خارج عن ظرف المكان أيضا فهل يمكن القول بعخخدم تحقخخق موجخخود
خارج عن ظرف المكان ؟ !
][281
الفرضي الخارجي ،أو في حدوث الرتسام كالحركة بمعنى القطخخع ،وسخخموه بالزمخخان
بمعنى القطع ،كل ذلك من غيخخر ضخخرورة ول برهخخان يخخدل علخخى ذلخخك المخخر
البسيط فخخي الخخخارج ،فخإن الشخخيخ لخخم يخخزد فخخي الشخخفاء علخخى تحريخخر الخخدعوى
وإعادته بعبارات متكررة في فصول شتى ،ول نقل عن السابقين عليخخه دليخخل
في هذا الباب ،واقتفى المقلدون أثرهخخم بحسخخن الظخخن بهخخم ،وليخخت شخخعري إذا
قنعوا بالتقليد فلم لم يقلدوا من قلدهم ال خ تقليخخده وتصخخديقه ؟ ! علخخى أن العقخخل
المستقيم ينقبض عن وجود ذلخك المخر فخي الخخارج بخل يمكخن إبطخاله أيضخا
بوجوه ليس هذا مقام إيرادها ،مع أنه على هذا القول يرد عليهم ما يرد علينا.
وما قيل من أن الزمان الموهوم ل تمخخايز بيخخن أجخخزائه وطلخخب الترجيخخح فيمخخا
بينها غير معقول ،مدفوع بمامر من أنه وإن لم يكن موجودا لكنه من المور
الواقعية التي يحكم العقل عليها بتلك الحكام حكمخخا واقعيخخا ،مخخع أنخخه لخخو كخخان
وهميا محضا ل يترتب عليه حكم ل يتحق التخلف أيضا إذا لخخم يتخلخخل زمخخان
بين العلة وأول المعلولت أصل حتى يسأل عن الترجيح بيخخن أجخخزائه فيلخخزم
الترجيح بل مرجح والمتداد المتوهم محض اختراع الخخوهم حينئذ .وحاصخخل
الجواب حينئذ :أنا نختار أنه ليس في الزل مستجمعا لشخخرائط التخخأثير ،قخخوله
)توقف على شرط حخادث( قلنخا :هخو تمخخام قطعخة مخخن الزمخخان يتوقخخف عليهخا
وجود العالم ويرتبط بخه الحخادث بالقخديم علخى نحخو مخا الختزمه الفلسخفة فخي
الحركة إل أن توسيط الحركة يستدعي قدم الحركة التوسطية السخخرمدية ،بخخل
قدم المتحرك بها ،بل سائر الجسام على ما عرفت ،وفي هذا المسلك ل يلزم
شئ من ذلك ،لن الزمان وإن كان من المور المتحققة في نفسه المخخر لكنخخه
ليس من الموجودات الخارجية ،ول مما ينتزع من حركة أو جسم حتى يلخخزم
من تحققه في الزل قخخدمه ،أو قخخدم منشخخأ انخختزاعه ،بخخل إنمخخا ينخختزع مخخن ذات
الول تعالى وما قيل من أن حقيقة الزمان هخخي التقضخخي والسخختمرار الممتخخد
فلو كان انتزاعيا لكان منتزعا ممخخا يناسخخبه ويشخخابه مهيتخخه كالحركخخة القطعيخخة
التي هي أمر تدريجي متصل غير قار
][282
ووجود الواجب سبحانه أمر ثابت ل يتصور فيه شائبة تدريخخج وانقسخخام ،فخخأي مناسخخبة
بينه وبين ما ينتزع منه ؟ فجوابه أن ما ادعيت من لزوم تحقق المناسخخبة بيخخن
كل انتزاعي ومنشأ انتزاعه حكم غير بين ول مبين ،ولئن سلمنا لزومخخه فهخخو
ل ينحصر فيما نفهمه من الزمان من معنى التجدد والتصال ،ولعلخخه تتحقخخق
مناسبة ما بينهما من جهة اخرى خفية عن إدراكنا ،وعدم الوجخخدان ل يعطخخي
العدم ،أل ترى أن أكثر النتزاعيات كالزوجيخخة والفرديخخة والفوقيخخة والتحتيخخة
وغيرها ينتزع من محالها ول يحكم وجخخداننا بتحقخخق مناسخخبات تفصخخيلية كخخل
منتزع وما ينخختزع منخخه ،وذلخخك إمخخا لعخخدم لخخزوم تحققهخخا فخخي الواقخخع ،أو لعخخدم
اطلعنا على تفاصيلها ،وأيام ما كان فليكن المر فيمخخا نحخخن بصخخدده كخخذلك،
على أنه يرد مثل ذلك على الفلسفة أيضا ،إذ الزمان والحركة بمعنى القطخخع
منتزعان عندهم من الن السيال والحركة التوسطية مع مباينتهما فيمخخا ذكخخره
المورد من الوصاف ).(1
) (1ل ريب في عدم ثبوت واسطة بين الوجود والعدم ول احتمله أحخخد مخخن الخاصخخة،
وهذا لعمري من الواضحات بل البديهيات ،وان تفوه بعض متكلمخي العامخة
بثبوت الواسطة وقال بالحوال والثابتات ! وكيخخف كخخان فل يظخخن بخخالمؤلف
رحمه ال مخالفته لجميخخع الصخخحاب ،ومخخوافقته للمعتزلخخة فخخي هخخذا البخخاب،
فمعنى ما ذكره من كون المور النتزاعية غيخخر موجخخودة فخخي الخخخارج ول
معدومة صرفة انها عناوين ذهنية يتوسل بها إلى درك الحقخائق الخارجيخخة،
فهى موجودة فخخي الخخذهن معدومخخة فخخي الخخخارج ول تتعخخدى حخخد الخخذهن ابخخدا
وليست كالماهيات الحقيقية التى تتحد في الخارج مع الوجود الخارجي وفي
الذهن مع الوجود الذهنى لكن لهخخا مناشخخئ انخختزاع حقيقخخة خارجيخخة متناسخخبة
معها ،ول يمكن انتزاع عنوان من شئ اللجخخل تلخخك المناسخخبة وال لمكخخن
انتزاع كل شئ من كل شئ ،وكذا ل يمكن للعقل انتزاع عنوان مخخن شخخئ ل
يدرك مناسبته لذلك العنوان لن النتزاع فعل العقخخل والعقخخل انمخخا يفعخخل مخخا
يدرك ،فل يكفى فرض مناسبة خفية عن ادراكه وهو بمكان من الوضخخوح،
وعلى هذا فلو فرض كون الزمان امرا انتزاعيخخا فل محيخخص عخخن اللخختزام
بادراك العقل مناسبته مع منشأ انخختزاعه ،والمعنخخى الخخذى يحكخخى عنخخه لفظخخة
)الزمان( هو أمر تدريجي ل يكاد يوجد جزءان منه معا ،فهل له مناسبة ال
مع الحركة التى هي أيضا كذلك ؟ وهل له مناسبة مع ذات البخخارئ سخخبحانه
الخختى ل يتطخخرق إليهخخا تغيخخر وتخخدرج ،ونقخخص وقصخخور ،وزوال ودثخخور ؟
سبحان ال عما يصفون .وسيأتى مخن المؤلخخف ره السخختظهار مخن روايخات
كخخثيرة جخخدا ان ال خ تعخخالى غيخخر مقخخارن للزمخخان اصخخل ،وان الزمخخان مخخن
المقادير ،وان حدوث العالم ليس بمعنى سبق زمان عليه )*(.
][283
وكذا ما قيل من أن اتصافه تعالى بالبقخاء يتوقخف علخى تحقخق زمخان ،إذا لمفهخوم منخه
وجود أمر في آن مسبوق بوجود ذلخخك المخخر فخخي آن آخخخر يتقخخدمه ،فلخخو كخخان
الزمان منتزعا من الذات المتصفة بالبقاء لزم الدور ،مدفوع بأن هذه العبخخارة
صدرت منهم مسامحة واتكال على وضوح المر ،بل المنشأ لنتزاع الزمان
هو وجوده سبحانه الخخذي يمتنخخع عليخخه طريخخان العخخدم بمدخليخخة هخخذا الوصخخف،
وظاهر أن هذا الوصف ثابت له سبحانه في ذاته من غير توقف على اعتبخخار
بقاء أو زمان أو غير ذلك ،لن هذا الوصف من لوازم الوجخخود الخخذاتي الخخذي
هو عين ذاته ،أو أمر ل يحتاج ثبوته للذات إلخخى أمخخر سخخوى الخخذات ،ومجخخرد
الستلزام بين الوصف المذكور والبقاء غير كاف فيما المعترض بصدده كما
ل يخفى ،فإن انتزاع البقاء بالمعنى المذكور عن الذات متأخر عن ثبوت هذا
الوصف ،بل عن انتزاع الزمان أيضا .واورد عليه أيضا أنه لو كان منتزعخخا
منه سبحانه لكان صفة له كما هو شأن سائر ما ينخختزع منخخه ،كخخالعلم والرادة
والقدرة والخلق وغير ذلك من المعاني المصدرية والتالي باطل لنه سخخبحانه
ل يتصخخف بالزمخخان ل بالحمخخل مواطخخاة وهخخو ظخخاهر ،ول اشخختقاقا لنخخه ليخخس
بزماني كما أنه ليس بمكاني كما تشهد به العقول السليمة والنصوص الواردة
عن الصادقين عليهم السلم .واجيب عنه أول بأنا ل نسخخلم أن كخخل مخخا ينخختزع
من شئ يجب أن يكون صفة له ،لن مناط كون شخخئ صخخفة لشخخئ هخخو وجخخود
العلقة الناعتية بينهما ،وكون انتزاع شئ من شئ مطلقا مستلزما لوجود تلك
العلقة غير بين ول مبين ،ومن تصدى له فعليه البيان ) ،(1وأما ثانيخخا فلنخخا
لو سلمنا ذلك نقول :ما ورد من النصوص من أنخخه ليخخس بزمخخاني ول مكخخاني
معناه أنه كما ل يحيط به مكان حتى يكخخون ظرفخخا لخخه مشخختمل عليخخه كخخذلك ل
يحيط به زمان حتى يتقدم عليه جزء من ذلخخك الزمخخان ،أو يتخخأخر عنخخه جخخزء
آخر منه ،فيكون وجوده مقارنا لحد خاص من الزمان مسبوقا بحد آخخخر منخخه
خال عن وجوده ،فيكون ذلك الحد ماضيا بالنسبة إلى وجوده الحق
) (1قد عرفت لزوم العلقة بين العنوان المنخختزع ومنشخخأ النخختزاع فخخي البيخخان السخخابق
)*(.
][284
وسابقا على حد آخر كذلك حتى يكون مستقبل بالقيخخاس إليخخه ) ،(1وأمخا مقارنخخة الحخق
القديم للزمان وتحققه معه في نفس المخخر مخخن الزل إلخخى البخخد فل شخخك فخخي
صحته ووقوعه ،ويكفي في اتصخخافه تعخخالى بالزمخخاني تحقخخق المعنخخى الثخخاني،
وليس لمفهوم ]لفظ[ الزماني لغة ول اصطلحا اختصاص بما يقارنه الزمان
على النحو الول وأما اتصافه سبحانه بالمكاني فإنه إنما منع لنخخه لخخم يتحقخخق
المقارنة بين ذاته تعالى وبيخن المكخان بشخئ مخن المعنييخن ،ل بمعنخى إحاطخة
المكان به ول بمعنى مقارنة وجوده لوجوده أزل وأبدا ،ول شخخك أن اتصخخافه
سبحانه بالزماني بهخخذا المعنخخي ممخخا ل ينكخخره العقخخل ول النقخخل ،بمخخا ورد فخخي
النصوص من توصيفه بالباقي ،والدائم ،والسخرمدي والزلخي والبخدي ،ممخا
يشهد بصدقه ويؤذن بأن النصوص الدالخخة علخخى نفخخي اتصخخافه بالزمخخاني إنمخخا
المراد بها نفي إحاطة الزمان بوجوده الحق ،على ما هو شأنه مع المتغيخخرات
الحادثة في حد منه دون حد ،أو أنه ل يتقخدر وجخوده سخخبحانه بالليخخل والنهخخار
والشهور والسنين .الطريق الثاني بناء الجواب على عدم كونه سبحانه زمانيا
كما أومأنا إليه سابقا ،وعليه شواهد كثيرة من الخبار أشرنا إلى بعضخخها فخخي
مواضعها ،وقد مر كثير منها في كتاب التوحيد نحخخو مخخا رواه الصخخدوق عخخن
الصادق عليه السلم قال :إن ال تبارك وتعالى ل يوصف بزمخخان ول مكخخان
ول حركة ول انتقال ول سخخكون ،بخخل هخخو خخخالق الزمخخان والمكخخان والحركخخة
والسكون ،تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا .وما رواه عن أبخخي إبراهيخخم
عليه السلم أنه قال :إن ال تبارك وتعالى لم يزل بل زمان ول مكان ،وهو
) (1لسائل أن يسأل :هل تجوزون أنتم هذا التخخأول فخخي نفخخى المكانيخخة عنخخه تعخخالى بخخأن
يقال :معنى كونه تعالى غير مكاني أنه ل يقارن مكانا أوسع من ذاته فيبقخخى
بعض أجزاء المكان خاليا فيعتبر مكان سابق علخخى ذاتخخه ؟ ول حخخق لخخذاته !
وإن لم تجوزوا ولن تجوزوا فما المصحح له في نفى الزمانية عنخخه سخخبحانه
ودعوى ظهور النصوص في كونه تعالى مقارنا لزمان أزلى أبدى كدعوى
ظهورها في كونه سبحانه مقارنا لمكان غير متناه من كل طرف والحخخل أن
معنى هذه الروايات إحاطته تعالى بكل شئ إحاطة ل يشخخذ عخخن دائرتهخخا أي
شئ ،وان بلغ من المتخخداد والوسخخاعة إلخخى حيخخث يعجخخز الخخوهم عخخن نيلخخه ل
مقارنته للزمان الغيخخر المتنخخاهى مخخن جهخخة البخخدء والنهايخخة أو للمكخخان الغيخخر
المتناهى من كل جهة )*(.
][285
الن كما كان )الخبر( وفي خبر آخر عنه :إن ال ل يوصف بمكخخان ول يجخخري عليخخه
زمان ،وفي الكافي وغيره في أخبار كثيرة )وال خ ل يصخخوف بخلقخخه( وروي
عن سيد الشهداء عليه السخخلم فخخي بعخخض خطبخخه :ليخخس عخخن الخخدهر قخخدمه .إذ
الظاهر أن المراد أن قدمه سبحانه ليس قدما زمانيا ينشأ مخخن مقارنخخة الزمخخان
أبدا ،وقد مر قول أمير المؤمنين عليه السلم الذي ليس له وقت محخخدود ،ول
أجل ممدود ،ول نعت محدود .وفي النهج :لم يسبق له حال حخخال فيكخخون أول
قبل أن يكون آخرا ،ويكون ظاهرا قبل أن يكخون باطنخا .وقخد مخر قخوله عليخه
السلم ل تصحبه الوقات ،وقوله عليه السلم :ما اختلف عليه دهر فيختلخخف
منه الحال ،وقوله عليه السلم :ليس لصخخفته حخخد محخخدود ،ول نعخخت موجخخود.
ول وقت معدود ،ول أجل ممدود .وفي التوحيد عن الكاظم عليخخه السخخلم :إن
ال ل يوصف بزمان ول مكان ،وعن أمير المؤمنين عليه السلم :لم يختلخخف
عليه حقب الليالى واليام ،وعنه عليه السلم :ل يزال وحدانيا أزليا قبخخل بخخدو
الدهور ،وبعد صرف المور ،وقد مر أيضا قوله عليه السلم :انه يعخخود بعخخد
فناء الدنيا وحده ل شئ معه كما كان قبل ابتدائها كخخذلك يكخخون بعخخد فنائهخا بل
وقخخت ول مكخخان ول حيخخن ول زمخخان ،وقخخد مخخر أيضخخا فخخي حخخديث ذعلخخب :ل
تضمنه الوقات إلى قوله مخخخبرة بتوقيتهخخا أن ل وقخخت لموقتهخخا ،وفخخي خطبخخة
اخرى :سبق الوقات كونه والبتداء أزله إلى قوله كيف يجري عليه مخخا هخخو
أجراه ،وفي خطبة اخرى :ل يقال له متى ،ول يضرب له أمد بحتى ،وقد مر
في خطبة الرضا عليه السلم :ل تصحبه الوقات إلخخى قخخوله ففخخرق بهخخا بيخخن
قبل وبعد ليعلخم أن لقبخل لخخه ول بعخخد إلخى قخوله مخخخبره بتوقيتهخخا أن ل وقخخت
لموقتها إلى قوله ول توقته متى ،ول تشمله حيخخن ،ول تقخخارنه مخخع إلخخى قخخوله
فكل ما في الخلق ل يوجد في خالقه ،وكل ما يمكخخن فيخخه يمتنخخع مخخن صخخانعه،
ول تجري عليه الحركة والسكون ،وكيف يجرى عليه مخخا هخخو أجخخراه ويعخخود
فيه ما هو ابتداه ؟ وعن الباقر عليه السلم :لم يكن له كان ،وأمثال هذه كثيرة
قد مر أكثرها ،وظاهر الجميع بل صريح بعضها نفي كخخونه سخخبحانه زمانيخخا،
وكذا يدل
][286
على ذلك ما ينفي عنه سبحانه المقادير ،فإن الظاهر أن الزمان أيضا من المقادير ) (1
وكذا ما يدل على استحالة التغير وتجخخدد الحخخال عليخخه تعخخالى ،فمخخا يخخدل علخخى
خلف ذلخخك مثخخل قخخوله تعخخالى )كخخل يخخوم هخخو فخخي شخخأن ) ((2وقخخوله )خلخخق
السماوات والرض في ستة أيام ) ((3وأمثخخال ذلخخك ممخخا مخخر بعضخخها فيمكخخن
حملها على ضيق العبخخارة ،فخإن أهخخل اللغخخة ل يفهمخخون التجخخرد مخخن الزمخخان،
ووضخخعوا اللفخخاظ للمعخخاني المتعارفخخة بينهخخم وإمخخا لتفهيخخم عامخخة النخخاس ،فخخإن
تصور التجرد عن الزمان صعب يحتاج إلى لطف قريحة ،وإما أن يكون من
قبيل قوله تعالى )هو معكم أينما كنتم( ) (4ويكون المعية مع الزمان كالمعيخخة
مع المكان بل المكانيات ،وإما أن يقال :المنفي عنه تعالى هو الزمان بالذات،
والمثبت هو الزمان بالعرض ،كما يفهم مخخن كلم السخخيد الشخخريف فخخي معنخخى
)السرمد( ،وإما أن يكون من قبيل نفي الزمان وإثبات الثمرة ،كما فخخي سخخائر
الصفات ،فإن اللة منتفية وثمرة السمع والبصر وغيرهما ثابتة ،وكخخذا مبخخدء
اشتقاق الرحمة والغضب واللطف وغيرها منتفيخخة وثمراتهخخا ثابتخخة ،فالزمخخان
منفخخي عنخخه تعخخالى وثمرتخخه ثابتخخة مخخن توصخخيف أفعخخاله سخخبحانه بأوصخخاف
الزمانيات من التعاقب والترتيب ووقوعه في اليوم دون أمس إلخخى غيخخر ذلخخك
إما في الفعال في أنفسخخها أو بالنسخخبة إلينخخا بل تغيخخر فخخي ذاتخخه تعخخالى وتجخخدد
وتصرم بالنسبة إليه سبحانه ،وكون بعضها بالفعل وبعضها بالقوة له تعخخالى،
ول استبعاد فيه ،فإن جميع المور اللهية غريبة عجيبة ل تخخدركها البصخخار
) ،(5ول يخطر ببال اولي الروايات خاطرة من تقدير جلله ،و ل يصل إليه
ألباب البشر بالتفكير ،بل ترجع خاسئة حسيرة ،ونهاية علم الراسخين
) (1هذا اعتراف منه -رحمه ال -بأن الزمان مقدار كما ذكرنا سابقا انه كخخم متصخخل
غير قار ،وكونه مقدارا يساوق كونه امرا حقيقيخخا ،فخخان المخخور الحقيقيخخة ل
تنحصر في الجواهر ذات البعاد ،فانا ل نشك في وجخخود السخخواد والبيخخاض
في الخارج حقيقة وهما من العراض ،وكونه امرا حقيقيا ينافى كونه أمخخرا
موهوما فتأمل (2) .الرحمن (3) .29 :العراف (4) .54 :الحديد(5) .4 :
في بعض النسخ :الفكار )*(.
][287
في العلم العتراف بالعجز عن إدراك حقيقتها وكيفيتها ،فليس لخخدوامه سخخبحانه امتخخداد
وطول يمكن انطباقه على الزمان حقيقة كبقاء الممكنات المنطبقة على قطعخخة
من الزمان بل ال تعالى فوق ما يصخخفه الواصخخفون وليخخس مثلخخه شخخئ .ويؤيخخد
بعخخض هخخذه الوجخخوده مخخا رواه الكلينخخي والصخخدوق فخخي الكخخافي والمجخخالس
بإسنادهما عن أمير المؤمنين عليه السلم أنه قال في خطبة الوسخخيلة :إن قيخخل
كان فعلى تأويل أزلية الوجود ،وإن قيل لم يزل فعلى تأويل نفي العخخدم .وفخخي
الكافي في خطبة له عليه السلم :أزلخخه نهيخخة لمجخخاول الفكخخار ،ودوامخخه ردع
الطامحخخات العقخخول ،قخخد حسخخر كنهخخه نوافخخذ البصخخار ،وقمخخع وجخخوده جخخوائل
الوهخخام .والنهيخخة بضخخم النخخون وسخخكون الهخخاء :اسخخم مخخن نهخخاه ضخخد أمخخره،
والمجاول جمع مجول بفتح الميم وهخخو مكخخان الجخخولن أو زمخخانه ،والجخخوائل
جمع جائلة من الجولن .واعلم أن عقل العقلء في هذه المسألة متحير فكخخثير
من المحققين أثبتوا له سبحانه زمانخخا وقخخالوا إنخخه موهخخوم ) (1انخختزاعي نفخخس
أمري ينتزع من بقائه سبحانه كما عرفت وأكخخثر الحكمخخاء والمحققيخخن ذهبخخوا
إلى استحالة عخخروض الزمخخان ومخختى للخخواجب تعخخالى وللعقخخول المجخخردة فخخي
الذات والفعل التي كمالتها بالفعل على زعم الحكماء] ،و[ قخخال أرسخخطو فخخي
)اثولوجيا( :الشئ الزماني ل يكون إل في الزمان الذي وافخخق أن يكخخون فيخخه،
فأما الفاعل الول ) (2فقد كان لنه ليس هناك زمان فإن الشخخئ الملقخخي فخخي
الزمان المستقبل قائم هنخاك ،فل محالخة أنخه هنخاك يكخون موجخودا قائمخا كمخا
سيكون في المستقبل (3) ،فالشياء إذن عنخخد البخخارئ جخخل ذكخخره كاملخخة تامخخة
زمانية كانت أو غير زمانية ،وهي عنده دائما ،وكذلك كخخانت عنخخده أول كمخخا
تكون عنده أخيرا ) (4وقال :الشياء هناك دائم ل يتغير بل على حال واحد.
) (1مفهوم )خ( (2) .في المصدر :وأما في الفاعل الول (3) .في المصدر :فان كخخان
هذا هكذا فالشئ اذن الكائن في المستقبل هو هناك موجود قائم ل يحتاج في
تمامه وكماله هناك إلى احد الشياء البتخخة فالشخخياء (4) ..هخخامش القبسخخات:
.(*) 218
][288
وقال أيضا :ل ينبغي لسامع قول الفيلسوف يعني شيخه أفلطون أن ينظخخر إلخخى لفظخخه
فيتوهم عليه أنه قال :إن البارئ خلق الخلق في زمان ،فإنه ) (1إنمخخا اضخخطر
الولون إلى ذكر زمخخان فخخي بخخدء الخلخخق لنهخخم أرادوا وصخخف كخخون الشخخياء
فاضطروا أن يدخلوا الزمان في وصفهم الكون ،وفي وصف الخليقة التي لخخم
تكخخن فخخي زمخخان البتخخة ،لن المخخرء إذا أراد أن يخخبين العلخخة اضخخطر إلخخى ذكخخر
الزمان ،لنه لبد للعلة أن تكون قبل المعلول فيتوهم المتخخوهم أن القبليخخة هخخي
الزمان وليس ذلك كذلك )) (2انتهى( .وقيل :ولعله لهذا الوجه وقعت اللفخخاظ
الموهمة للزمان في كلم الشارع .اقول :وكذلك صرح الشيخ بأنه تعالى ليس
بزماني في تعليقاته والشفاء كما مر بعض كلماته ،والفخخارابي فخخي الفصخخوص
والتعليقات ،وشيخ الشراق ،والعلمة الشيرازي ،وشارح التلويحات ،وفخر
الخخدين الخخرازي ،والمحقخخق الخخدوانى .وقخخال المحقخخق الطوسخخي ره فخخي نقخخد
المحصل :وأما البارئ تعالى وكل ما هخخو علخخة الزمخخان أو شخخرط وجخخوده فل
يكون في الزمان ول معه إل في التوهم ،حيث يقيسها الوهم إلخخى الزمانيخخات،
والعقل كما يخخأبى عخخن إطلق التقخخدم المكخخاني كخخذلك يخخأبى عخخن إطلق التقخخدم
الزماني ،بل ينبغي أن يقال :إن للبارئ تعالى تقدما خارجا عن القسمين ،وإن
كان الوهم عاجزا عن فهمه .وقال أيضا في جواب السئلة القونوية :لما نفخخوا
عنه الكون في المكان جعلوا نسبة جميع المخاكن إليخه نسخبة واحخدة متسخاوية
ولما تقوا عنه الكون في الزمان جعلوا نسبة جميخخع الزمنخخة حالهخخا وماضخخيها
ومستقبلها إليه نسبة واحدة متساوية .وقال ره في شرح رسخخالة العلخخم :أزليتخخه
تعالى إثبات سابقية له على غيره ،ونفي المسبوقية عنه ،ومن تعرض للزمان
أو الدهر أو السرمد في بيان الزلية فقد ساوق معه غيره في الوجخخود انتهخخى.
واعلم أن تسليم الحكماء لهذا الصل بل تجويز العقل على
) (1في المصدر فانه وإن توهم ذلك عليه في الفاظه وكلمه فانه انما لفظ بخخذلك إرادة
أن يتبع عادة الولين فانه (2) .هامش القبسات .177 :وكانه رحمه ال نقل
مخلصا )*(.
][289
سبيل الحتمال كاف لحل بعض شبهاتهم علخخى الحخخدوث .وقيخخل :وممخخا يخخدل مخخن جهخخة
العقل على استحالة عروض الزمان له تعالى أن الزمان حقيقته تجدد شئ ،و
تقضي شئ وتصرمه وهخذا ظخاهر عنخد العقخل ومخبين مشخروحا فخي الكتخب،
وتجدد شئ وانقضاء شئ آخر محخخال علخخى الخ تعخخالى كمخخا يخخدل عليخخه العقخخل
والنقل )انتهى( وإذا تمهد هذا مع ما نقلنخخا سخخالفا مخخن تحقيخخق الخخدهر والسخخرمد
نقول في دفع شبههم :على تقدير الحخخدوث ل نسخخلم لخخزوم التخلخخف عخخن العلخخة
التامة ،وإنما يتصور التخلف لو كانت العلة زمانية ووجدت العلخخة فخخي زمخخان
ولم يوجد المعلول معه في ذلخخك الزمخخان وهنخخا لعخخل العلخخة أو العلخخة والمعلخخول
كليهما لم يكونا زمانيين ،أما العلة فقد مر ،و أما المعلول فالكلم في الصخخادر
الول ،وهناك لخم يوجخد زمخان وزمخاني أصخل ،ول شخئ إل الواحخد القهخار.
وبالجملة إذا كانت العلة والمعلول كلهما زمخخانيين يجخخب أن يجمعهمخخا آن أو
زمخخان ،وإل فل ،ونظيخخره التخلخخف المكخخاني ،فخخإنه لخخو كانخخا مكخخانيين يتصخخور
الجتماع والفتراق والمماسة والمماسة ،وأما إذا لم يكخخن أحخخدهما أو كلهمخخا
مكانيين لم يتصور أمثال هذه المور ،وكذا إنما يتصور الترجيخخح بل مرجخخح
إذا كان تحقق زمان وقع أمر في جزء منه دون جخخزء ،وصخخدر المعلخخول مخخن
العلة مرة ولخخم يصخخدر مخخرة اخخخرى ،وقبخخل خخخالق العخخالم الزمخخان والزمانيخخات
معدومخخة مطلقخخا ونفخخي صخخرف ل يجخخري فيخخه أمثخخال هخخذه الوهخخام الكاذبخخة
المخترعة الناشئة من اللفة بالزمان والمكخخان .ولعلخخه يخخذهب بعخخض الوهخخام
إلى أن العالم لم وجد في المكان الخخذي فيخخه الن ولخخم يوجخخد فخخوقه أو تحتخخه أو
غيرهمخخا مخخن الجهخخات ؟ إلخخى غيخخر ذلخخك مخخن الوهخخام والخيخخالت الواهيخخة !
والواجب جل شانه مقدس عن أمثال هخخذه المخخور ول يبلخخغ إلخخى كنخخه عظمتخه
وجلله عقل عاقل وذهن ذاهن ،ول يحوم حول كبريائه فكر مخلوق وما قيل
إنا نجزم بأن بعض المور مقدم على بعض وأن بعضخها مخع بعخخض ولخو لخم
يكن المتداد كذلك ،بل ولو لم يكن فلك ول حركة ول ليل ول نهار فممنخخوع،
ومثل هذا ما يقال في المتداد المكخخاني انخخا نجخخزم بتقخخدم بعخخض الحخخدود علخخى
البعض بالتقدم والتأخر الوضعي والرتبي ولخخو لخخم يكخخن جسخخم ومتمكخخن ،وبخخه
يثبتون البعد الموهخخوم الغيخخر المتنخخاهي الخخذي هخخو الخلء ،ولعخخل تخخوهم هخخذين
المتدادين مما يحكم به الوهم
][290
على اللف والعادة ول أصل لهمخخا أصخخل ،فصخخاحب هخخذا المسخخلك يقخخول بخخأن الزمخخان
والحركات وسلسلة الحوادث كلها متناهيخخة فخخي طخخرف الماضخخي ،وأن جميخخع
الممكنات ينتهي في جهة الماضي في الخارج إلى عدم مطلق ول شخخئ بحخخت
ل امتخخداد فيخخه ول تكمخخم ول تدريخخج ول قاريخخة ول سخخيلن ،وقبخخل ابتخخداء
الموجودات ل شخخئ إل الواحخخد القهخخار وقخخوله )ينتهخخي الموجخخودات إلخخى عخخدم
مطلق( وكذا قوله )قبل ابتداء الموجودات ل شئ محض( من ضيق العبخخارة،
ول تتصور القبلية والنتهاء إلى العدم حقيقة ،ونظير تناهي الزمان والمتداد
الغير القار تناهي المكان والبعاد القارة ،فإن البعاد القخخارة والمكنخخة تنتهخخي
إلى العدم المطلق للبعاد والجسمانيات ،ول يتصور وراء آخر الجسخخام بعخخد
ول فضاء ،ل بعد موجود ول موهوم ،حتى أنه لو مد أحديخخده فيخخه ل يتحخخرك
يده ول يلج فيخخه ،ل لوجخخود حسخخم ل يمكخخن خرقخخه ،ول لمصخخادم يمنعهخخا ،بخخل
للعدم المطلق للبعد والفضاء .وقد روي عن الصادق أنه قال بعخخد عخخد أجسخخام
العالم )ولوراء ذلك سعة ول ضيق ،ول شئ يتوهم( فكذا الحال فخخي انقطخخاع
الزمان وجميع الموجودات الممكنة في جهة الماضخخي ل يتصخخور فيخخه امتخخداد
أصل ،ل موجود كما زعم الحكماء ول موهخخوم كمخخا تخخوهمه المتكلمخخون ،فل
يمكن فيه حركات كما استدل به الحكماء على عدم تناهي الزمان ،بل ل شخخئ
مطلق وعدم صرف ،ولما ألف الناس بالبعاد القارة وجسم خلف جسم تعسر
تصخخور عخخدمه علخخى بعخخض المتكلميخخن وذهخخب إلخخى البعخخاد الموهومخخة الغيخخر
المتناهية وقال بالخلء ،وكذا لما شخاهدوا موجخخودا قبخخل موجخخود وزمانخخا قبخخل
زمان صعب عليهم تصور اللشئ المحض فذهب طائفة من الحكماء إلخخى ل
تناهي الزمان الموجود ،وطائفة من المتكلمين إلى ل تناهي الزمان الموهوم،
و لكن تصور اللزمان المطلخق أصخعب مخن تصخور اللمكخان ويحتخاج إلخى
زيادة دقة ولطف قريحة .واقول :وهخخذا الجخخواب فخخي غايخخة المتانخخة ،واختخخاره
السيد المرتضى والشيخ الكراجكي وغيرهمخخا ،قخخال السخخيد فخخي جخخواب شخخبهة
القائل بالقخخدم فخخي تضخخاعيف كلمخخه :غيخخر أن الصخخانع القخخديم يجخخب أن تتقخخدم
صنعته بما إذا قدرناه أوقاتا وأزمانا كانت
][291
غير متناهية ول محصورة .فدل على أنه ل يقخول بقخدم الزمخان ،بخل يقخدره ويفرضخه
وقد مضى تصريحه رضي ال عنه بحدوث الزمخخان ،وأنخخه سخخبحانه ابتخخدأ مخخا
أحخخدثه مخخن غيخخر زمخخان ،وأن الزمخخان مقخخدار حركخخة ) (1الفلخخك فخخي المقصخخد
الثاني .وقال الكراجكي :اعلم أن الملحدة لما لخخم تجخد حيلخة تخدفع بهخا وجخخوب
تقدم الصانع على الصنعة قخالت إنخه متقخدم عليهخا تقخدم رتبخة ل تقخدم زمخان،
فيجب أن نطالبهم بمعنى تقدم الرتبة ،وقد سمعنا قوما منهم يقولون إن معنخخى
ذلك أنه الفعال فيها والمدبر لها ،فسألناهم هل يدافع ذلك عنهخخا حقيقخخة الحخخدث
فعادوا إلى الكلم الول من أن كل واحد من أجزاء الصخخنعة محخخدث ،فأعخخدنا
عليهم ما سلف حتى لزمهم القرار بحدث الكل ،وطالبنخخاهم بحقيقخخة المحخخدث
والقديم فلم يجدوا مهربا من القول بتقدم القديم في الوجود على المحدث التقدم
المفهوم المعلوم الذي يكون أحدهما به موجودا والخر معدوما ،ولسخخنا نقخخول
إن هذا التقدم موجب للزمخخان ،لن الزمخخان أحخخد الفعخخال ،والخ تعخخالى متقخخدم
لجميع الفعال وليس أيضا من شرط التقدم والتأخر في الوجود أن يكون ذلك
في زمان ،لن ]الزمان[ نفسه قد يتقدم بعضه علخخى بعخخض ول يقخخال إن ذلخخك
مقتض لزمان آخخخر ،والكلم فخخي هخخذا الموضخخع جليخخل ،ومخخن فهخخم الحخخق فيخخه
سقطت عنه شبه كثيرة .وقال -ره -بعد إيراد جواب السيد عن شخخبهة القخخائل
بالقدم :وجميع ما تضمنه مخخن إطلق القخول بخأن بيخخن القخديم وأول المحخخدثات
أوقاتا ل أول لها فإنما المراد به تقدير أوقات دون أن يكون القصد أوقاتخا فخي
الحقيقة ،لن الوقات أفعال ،وقد ثبت أن للفعال أول ،فلو قلنا إن بين القخخديم
وأول الفعال أوقاتا في الحقيقة لناقضناه ،ودخلنا فخخي مخخذهب خصخخمنا ،نعخخوذ
بال من القول بهذا .ثم قال :وقال بعخخض أهخخل العلخخم :ل ينبغخخي أن نقخخول بيخخن
القديم وبين المحدث لن هذه اللفظة إنما تقع بين شيئين محدودين ،والقخخديم ل
أول له ،والواجب أن نقول :إن وجود القديم لم يكخخن عخخن عخخدم .وسخخاق الكلم
إلى أن قال :ولسنا نريد بذلك
][292
أنه كان قبل أن فعل مدة يزيد امتخخدادها ،لن هخخذا هخخو الحخخدوث والتجخخدد و هخخو معنخخى
الزمان والحركة .فإن قال قائل :إنه ل يثبت في الوهام إل هذا المتداد .قيخخل
له :ليس ]بحيث[ يجب إذا ثبت في الوهم أن يكون صحيحا ،أليس عندكم أنخخه
ليس خارج العالم خل ،وذلك غير متوهم ؟ وساق إلى أن قال :ثخخم يقخخال لهخخم:
أرأيتم لو قال لكم قائل :ليس يثبت في وهمي موجود ليس في جهخخة فيجخخب أن
يكون البارئ عزوجل في جهة ،أليس يكون الجواب أن يقال :إنما يثبت ذلخخك
في الوهم متى فرضتموه جسما ،فأما متى فرضخختموه غيخخر جسخخم ول متحيخخز
فإنه ل يثبخت ذلخك فخي الخخوهم ؟ فهكخخذا يكخون جوابنخا لكخخم .قخال :ثخم قخخال هخذا
المتكلم :فخإن قخالوا :إذا لخم تثبتخوا مخدة مديخدة قبخل الفعخل فقخد قلتخم إن البخارئ
سبحانه لم يتقدم فعله ! قيل :بل نقول :إنه يتقدم علخى معنخى أن وجخوده قخارن
عدم فعله ،ثم قارن وجود فعله وقولنا ثخخم يخخترتب علخخى عخخدم الفعخخل ل غيخخره.
اقول :وتكلم في ذلك كثيرا إلى أن قال :وهذه الطريقة التي حكيتها هي عندي
قاطعة لمادة الشبهة ،كافية في إثبات الحجخخة علخخى المخخدل بهخخا ،وهخخي مطابقخخة
لختيار أبي القاسم البلخي لنه ل يطلق القول بأن بين القديم وأول المحدثات
مدة ،ويقول :إنه قبلها بمعنى أنه كان موجودا ثم وجدت ،وهو معنى ما ذكره
هذا المتكلم في قوله )إن وجوده قارن عدم فعلخخه ثخخم قخخارن وجخخود فعلخخه( فهخخو
على هذا الوجه قبل أفعاله .ثخخم قخخال :واعلخخم أيخخدك الخ أن العبخخارات فخخي هخخذه
المواضع تضيق عن المعاني وتدعوا الضرورة إلى النطخخق بمخخا عهخخد ووجخخد
في الشاهد وإن لم يكن المخخراد حقيقتخخه فخخي المتعخخارف ،ويجخخوز ذلخخك إذا كخخان
مؤديخخا لحقيقخخة المعنخخى إلخخى النفخخس ،كقولنخخا :قبخخل وبعخخد ،وكخخان ،وثخخم ،فليخخس
المعهود في الشاهد استعمال هذه اللفاظ إل في الوقات والمدد ،فخخإذا قلنخخا إن
ال تعالى كخخان قبخخل خلقخخه ثخخم أوجخخد خلقخخه فليخخس هخخذا التقخخديم والتخخأخير مفيخخدا
لوقات ومدد ،وقد يتقدم الوقات بعضخخها علخخى بعخخض بأنفسخخها مخخن غيخخر أن
يكون لها أوقات اخر .وكذلك ما يطلق به اللفظ من قولنا إن وجود ال قبل
][293
وجود خلقه ،فليس الوجخخود فخخي الحقيقخخة معنخخى غيخخر الموجخخود ،وإنمخخا هخخو اتسخخاع فخخي
القول ،والمعنى مفهوم معقول )) (1انتهخخى( .وقخخال الشخخيخ المفيخخد -ره -فخخي
كتاب المقالت :الوقت هو ما جعله المخخوقت وقتخخا للشخخئ ،وليخخس هخخو بحخخادث
مخصوص ،والزمان اسم يقع على حركات الفلك فلذلك لم يكن الفعل محتاجا
في وجوده إلى وقت ول زمخخان ،وعلخخى هخخذا القخخول سخخائر الموحخخدين انتهخخى.
وإنما أوردت كلم هؤلء الجلء لئل يتوهم أن هذا القول مستحدث مخخخالف
لمذهب المامية ولم يقل به القدماء ،بل الظخخاهر مخخن كلم أكخخثر القخخدماء ذلخخك
وال يعلم حقيقة الحال .الطريق الثالث :أن إمكان وجود المعلول معتبر ،وهو
من شرائط قبول المعلول للوجود ،ول من شرائط تمامية الفاعل فخخي التخخأثير،
لكونه من متممات ذات المعلول المفتقر إلى المؤثر ،ويجوز أن يكون بعخخض
أنحاء الوجود بالنسبة إلى مهية واحدة ممكنا دائما وبعض آخر ممتنعا بالذات
دائما كما بين في محله ،ومثل هذا ل يستلزم تغييرا أصل ل من طرف العلخخة
ول من طرف المعلول حتى نطلب له سببا ،بل أبخخدا هخخذا النحخخو مخخن الوجخخود
ممكن وذاك ممتنع ،إذا تقرر هذا فنقول :لعل الوجود الدائمي ل تقبله الماهيخخة
الممكنة أصل وقد مر من الخبخخار والمؤيخخدات العقليخخة مخخا يؤكخخده ،وسخخيظهر
تأييد آخر من جواب النقخخض علخخى دليلهخخم ،وبالجملخخة يجخخب عليهخخم إثبخخات أن
الممكن يقبل الوجود الزلخخي حخختى يتخخم دليلهخخم ودونخخه خخخرط القتخخاد .الطريخخق
الرابع :النقض بالحوادث اليومية ،فإنا نقول :لو كان الواجب
) (1كلم هذا المحقق الجليل وكذا كلم استاذه المتقدم ذكخخره وكخخذا كلم الشخخيخ المفيخخد
رحمهخخم الخ وسخخائر كلمخخات اسخخاطين العلخخم واعخخاظم العلمخخاء تخخدل علخخى أن
الحدوث المجمع عليه ليس ما يدعيه جمهور المتكلمين من كون العالم واقعا
في جزء من الزمان ووجود زمان غير متناه قبل خلخخق العخخالم ،بخخل صخخريح
كلم الكراجكى أن القخخول بوجخخود زمخخان بيخخن الحخخق تعخخالى أو أول الفعخخال
مناقض للقول بالحدوث ،فتدبر جيدا )*(.
][294
تعالى في طرف ،وجميع ما عداه بحيث ل يشخخذ منهخخا شخخئ فخخي طخخرف آخخخر ،فإمخخا أن
يكون ذاته تعالى وحده علة تامه لشئ ما أول يكخخون ،وعلخخى الول يلخخزم قخخدم
شئ ما ،و على الثاني يلزم أن ل يوجد شئ أبدا ،ثم نأخذ الصادر الول معخخه
تعالى ونقول :الواجب مع هذا الصادر إما أن يكونا علة تامة لشخخئ )مخخا( ممخخا
عداهما أول ،ويلزم قدم الصادر الثاني ،وهكخخذا فخخي الصخادر الثخخالث والرابخخع
حخختى ينتهخخي إلخخى الحخخادث اليخخومي ،ول ينفعهخخم توسخخط الزمخخان والحركخخة
والستعداد .قال المحقق الدواني فخخي بحخخث إعخخادة المعخخدوم :إذا اقتضخخي ذات
الشئ في الزل وجوده فيما ل يخخزال يلخخزم كخخونه موجخخودا فخخي الزل فيمخخا ل
يزال ويلزم اجتماع أجزاء الزمخخان انتهخخى وتفصخخيله أنخخه إذا أخخخذنا مخخن العلخخة
الولى ثم لحظنا الشياء على سبيل التنازل فلبد من أن تنتهي نوبة اليجخخاد
إلى الزمان والحركخخة لنهمخخا مخخن جملخخه الممكنخخات ،فلبخخد مخخن أن يكونخخا فخخي
سلسلة المعلولت ،ول شك في أن كل مرتبة منها علة تامخخة للحقهخخا وقديمخخة
عندهم ،فعلة الزمان والحركة تامة مسخختقلة بل مشخخاركة حخخادث أصخخل فيلخخزم
انقطاعهما واجتماع أجزائهما وقدم جميع الحوادث ،لن العلة إذا كخخانت علخخة
لجميع أجزائهما فظاهر ،وأما إذا لم تكن بخل تكخخون علخخة لجخزء مخا منهمخا ثخخم
يكون ذلك الجزء معدا لجزء آخر وهكذا فلن ذلخخك الجخخزء وان كخخان قصخخيرا
جدا فهو قابل للقسمة إلى أجزاء بعضها متقدم وبعضها متأخر ،فيلزم اجتماع
أجزاء هذا الجزء فيلزم ) (1من اجتمخخاع هخخذا الجخخزء اجتمخخاع أجخخزاء الجخخزء
الذي يليه وهكخخذا ،وأنخت خخبير بخأن الخخخذ مخن الحخخادث اليخومي علخخى سخخبيل
التصاعد والقول بأن كل سابق معد للحقه إلى غيخخر النهايخخة تخخدليس محخخض.
وتمسك بعضهم لدفع هذا الشكال بالحركخخة التوسخخطية والن السخخيال ،لنهمخخا
ذات جهتين :الستمرار ،والتجدد ،فمن جهة الستمرار صخخدرتا عخخن القخخديم،
ومن جهة التجدد صارتا واسطتين في صدور الحادث عن القديم .وفيه أنه لو
تم هذا
][295
لزم إمكان حدوث جميع أجزاء العالم بهذا الوجه فل يلزم القدم الشخصي في شئ مخخن
أجزاء العالم وهو خلف مذهبهم ،مع أنه لنا أن ننقل الكلم إلى جهة التجخخدد،
فإن كانت موجودة في الواقع فيعود الكلم السابق بعينه ،وإذا لم تكن موجودة
فل يمكن أن يصير واسطة .وقال الغزالي ردا لجوابهم :إن هذه الحركة مبخخدأ
للحوادث إما من حيث إنها مستمرة أو من حيث إنهخخا متجخخددة ،فخخإن كخخان مخخن
حيث إنها مستمرة فكيف صدر من مستمر متشخخابه الجخخزاء شخخئ فخخي بعخخض
الحوال دون بعض ؟ وإن كانت من حيث إنها متجددة فما سبب تجخخددها فخخي
أنفسخخها فتحتخخاج ) (1إلخخى سخخبب آخخخر ويتسلسخخل .واعخخترض عليخخه بخخأن هخخذا
التسلسل عندهم جائز لعدم وجوب اجتماع الحاد ههنا .وقال المحقق الدواني
في شرح العقائد في دفعه :إن التجدد عبارة عخخن انقضخخاء شخخئ وحخخدوث شخخئ
آخر ،فإذا عدم جزء من الحركة فلبد لعدمه من علخخة حادثخة وتلخخك العلخخة إمخا
أمخخر موجخخود أو عخخدم أمخخر موجخخود أو بعضخخها موجخخود وبعضخخها عخخدم أمخخر
موجخخود ،وعلخخى الول ننقخخل الكلم إلخخى علخخة ذلخخك المخخر وهكخخذا حخختى يلخخزم
التسلسل في المور الموجودة المجتمعة المترتبة ،وعلخخى الثخخاني فيكخخون ذلخخك
العدم عدم جزء من أجزاء علة وجوده ،ضرورة أن ما ل يكون وجخخوده علخخة
لوجود أمر ل يكون عدمه علة لعدمه فيلزم التسلسل في الموجودات التي هذه
العدام أعخخدام لهخخا ،وعلخخى الثخخالث لبخخد أن يكخخون أحخخد القسخخمين مخخن المخخور
الموجودة وتلك العدام أو كلهما غير متناه ،وعلى الوجهين يلخخزم التسلسخخل
في المخخور الموجخخودة المترتبخخة المجتمعخخة والحاصخخل أن يلخخزم التسلسخخل فخخي
المور الموجودة المترتبخخة المجتمعخخة إمخخا فخخي حخخال وجخخوده السخخابق أو حخخال
عدمه اللحق ،لن عدمه إن كان بسخخبب أمخخر موجخخود أو عخخدمه بسخخبب عخخدم
يستلزم حدوث أمر موجود كعخخدم عخخدم المخخانع المسخختلزم لوجخخود المخخانع يلخخزم
التسلسل في الموجودات المترتبة المجتمعة الحادثة في حال عدمه ،وإن كخخان
بسبب عدم أمر موجود ل يستلزم أمرا موجودا لزم التسلسخخل المخخذكور وقخخت
وجود ذلك
][296
الحادث ،وقس عليه الشق الثالث .فان قلت :على تقدير أن يكون عدم كل جزء مسخختندا
إلى عدم عدم المانع المستلزم لوجود المانع ل يلزم الترتيب بين تلخخك الموانخخع
حتى يلزم التسلسل المتسحيل بخخل ل يلخخزم اجتمخخاع تلخخك الموانخخع فخخي الوجخخود
أيضا لجواز أن يكون حدوثها ولو في آن كافيا في انتفاء ما هخخي مانعخخة عنخخه.
قلت :تلك الموانع متعاقبة في الحدوث ،فإن اجتمعت في الوجود لزم التسلسل
المستحيل ،لن آحادها مترتبة في الحدود )و( بحسخب الزمخان ومجتمعخة فخي
الوجود ،فيجري فيه التطبيق ،ول يقدح فيه عدم ترتبها بحسب الخخذات كمخخا ل
يخفى على ذي فطرة سليمة ،فإنا نأخذ السلسلة المبتدأة من الحادث فخخي اليخخوم
ونطبقها على السلسلة المبتدأة من الحادث بالمس ونسخخوق البرهخخان ،وإن لخخم
تجتمع في الوجود نقلنا الكلم إلى علة عدمها حتى يلخخزم التسلسخخل المسخختحيل
في الموجودات الحادثة وقت عدمها أو وقت وجودها ،فإن علة عدم كل مانع
إما عدم المانع المستلزم لوجود المانع ،أو عدم جزء من أجزاء علتخخه ،وعلخخى
الول يلزم وجود الموانع المترتبة في الحدوث الغير المتناهية ،وعلى الثخخاني
يلزم أن يكون تحقق ذلخك المخخانع موقوفخا علخخى أمخخور موجخودة غيخخر متناهيخخة
مترتبة ،فيلزم التسلسل المستحيل في أسباب وجوده انتهخخى وأنخخت خخخبير بخخأنه
على سبيل المماشاة مع الحكماء) ،وإل( فقد بيناه وبين هو نفسه أيضا ببعض
الوجوه التي ذكرنا أن التسلسل مطلقا محال ،سواء كانت متعاقبة أو مجتمعة،
فظهر أن ل مخلص للحكمخخاء إل بخالتزام أن إمكخخان نحخخو الوجخود معتخبر فخي
جانب المعلخخول ،ول يضخخر فخخي تماميخخة العلخخة ،فلمخخا اسخختحال اجتمخخاع أجخخزاء
الحركة والزمان لكونهما غير قارين وقع التخلف وصارا واسطتين بين العلة
القديمة و المعلول الحادث ،وهو بعينه الجواب عن أصخخل الخخدليل .والحاصخخل
أنهم بأي وجخخه يسخخندون الحخخادث إلخخى القخخديم فلنخخا أن نسخخند جميخخع العخخالم إلخخى
الواجب تعالى بل فرق .وقد يقرر النقض بعبارة اخرى ،وهي أنه يخخرد علخخى
ما قرروه من كون
][297
الحادث اليومي مرتبطا بالزلي بسبب توسط أمر شخصي لخخه جهتخخا اسخختمرار وتجخخدد
وهو الحركة التوسخخطية السخخرمدية ،إذ هخخي باعتبخخار اسخختمرارها تصخخدر عخخن
القديم وباعتبار تجدد ذاتها تكون سخخببا للحخادث أنخخه حينئذ تكخخون العلخخة التامخخة
لوجود الحادث أمرا تدريجا واقعخخا فخخي زمخخان غيخخر متنخخاه مخخن جخخانب الزل،
ويكون الحادث الخخذي هخخو معلخخوله موجخخودا فخخي الن الخخذي هخخو طخخرف لخخذلك
الزمان ،وما هذا إل تخلفا للمعلول عن علتخخه التامخخة ،إذ ل معنخخى للتخلخخف إل
كون ظرف وجخخود المعلخخول مغخخائرا لظخخرف وجخخوده العلخخة ،فقخخد وقعخخوا فيمخخا
هربوا عنه من لخخزوم التخلخخف .واجيخخب عنخخه بخأن التخلخف المسختحيل هخخو مخا
استلزم الترجيح بل مرجح ،و ذلك إنما يتصور بأن يتخلل زمخخان بيخخن وجخخود
العلة ووجود معلوله ،إذ حينئذ يتوجه السؤال بخخأنه لخخم لخخم يوجخخد المعلخخول فخخي
جزء آخر من ذلك الزمخان المتخلخل ووجخد فخخي الحخد الخخذي وجخخد فيخه مخخع أن
اليجاب الحاصل من العلة متساوي النسبة إلى الزمانين وفيما نحن فيه ليخخس
كذلك ،إذ لم يتخلل بين وجودي العلة والمعلول زمان ،بل كان وجود المعلول
في آن هو طرف لزمان وجود العلة ،وحينئذ لم يتوجه ل بأن يقال لم لم يوجد
المعلول في حد آخر غير ما وجد فيخخه بكخخون )ذلخخك( الحخخد بعخخد زمخخان وجخخود
العلة ،لنتفاء زمان متخلل يفرض فيه حد بينهما ،ول بخخأن يقخخال لخخم لخخم يوجخخد
المعلول في آن قبل الن الذي هو الطرف من آنات زمان وجود العلة ،إذ في
شئ من تلك النات لم تخرج العلخخة التدريجيخخة بتمامهخخا مخخن القخخوة إلخخى الفعخخل
ووجود المعلول يتوقف على تمامها .قيل :وبهذا الجواب وإن اندفع المحخخذور
المذكور فيما إذا كان المعلول آنيا وعلته زمانية لكن ل تنحسم مخخادة الشخخكال
في المعلول الذي هو تدريجي بيان ذلك أن الواسطة التدريجية الخختي قرروهخخا
مشتملة على أجزاء تحليلة وقطعات يحكم العقل على كل منها بالكون بعد أن
لم يكن ،فلبد فيها من القخول بكخون كخل سخخابقة مخن القطعخخات شخخرطا لوجخود
اللحقة حتى يصح ارتباطها بالقديم ،وكون تلك القطعات غير موجودة علخخى
سبيل الجزئية بالفعل ل يقدح فيما قلنا كما تشهد
][298
به الفطخخرة السخليمة ،علخى أن كتخخب الفلسخفة مملخوءة بمخا يصخخرح بخذلك .ول شخك أن
الجواب المذكور ل ينفخخع لخخدفع التخلخخف ههنخخا ،إذ يتخخوجه أن يقخخال إن القطعخخة
السابقة إذا وجدت بتمامها في مجموع زمان كانت تمامها علة موجبة للحقخخه
فلم لم توجد اللحقة في الن الذي هو طرف لذلك الزمان ،أو لم يقع في نفس
الزمان الذي هو ظرف لوجود علتها حتى تكون القطعتان مخخن الحركخخة الخختي
إحديهما علة والخرى معلولة متطابقتين فخخي الزمخخان ،متوافقخختين فخخي الخخخذ
والترك ،فإنه كما أن العلة زمانية الوجود فكذلك معلولهخخا ،وكمخخا أن العلخخة لخخم
تخرج من القوة إلى الفعل في شئ من النات المفروضخخة فخخي زمخخان وجخخوده
فكذلك المعلول فكما أنه إذا انقضى مجموع ذلك الزمخان تخم وجخود العلخة فخي
مجموعها صح كون مجموعها كذلك بل تقدم للعلخخة علخخى المعلخخول بالزمخخان،
وإذا لم يقع المعلول كذلك بل وجد في مجموع زمان آخخخر يتصخخل بخخالول لخخم
يكن ذلك إل تخلفا .والجخواب :بخأنه لخو وجخدت القطعخخة اللحقخخة علخخى )أحخخد(
الوجهين اللذين ذكرتهما لزم كون الحركخخة قخخار الخخذات ،ومخخا هيخخة الحركخخة ل
تحتمخل هخذا النحخو مخن الوجخود ،فلخم يكخن مخا فرضخته حركخة حركخة .وبخأن
الحتمال الثاني يستلزم اجتماع المثليخن فخخي محخل واحخخد هخو المتحخخرك وهخخو
محال على ما بين في محلخخه ) .(1مخخدفوع :بخخأن مخخا يخخدفع التخلخخف المسخختحيل
الذي حقيقته تحقق ظرفين في نفخخس المخخر يتصخخور وجخخود المعلخخول فخخي كخخل
منهما ويكون تماميخخة العلخخة وشخخرائطها و إيجابهخخا متحققخخة فيهمخخا بل تفخخاوت،
ويكون مع ذلك وجود المعلول واقعا في أحدهما على سبيل الترجيح من غير
مرجح هو الجواب ،إما بانحصار الظرف في واحخخد كخخالمعلول النخخي الواقخخع
في طرف زمان العلة ،أو ببيان مرجخخح مختخخص بأحخخد الطرفيخخن حخختى تكخخون
العلة في أحدهما لم تتم ولم توجب بعد ،وتمت في الخر واستجمعت شخخرائط
التخخأثير فخخخص وجخخود المعلخخول بالثخخاني ليخخس إل .ول شخخك فخخي أن الجخخوابين
المذكورين ل يفيدان شيئا من هاتين الفادتين
][299
بل ليس حاصلهما إل أن عدم وقوع تخلف المحال لما استلزم محال آخر هخخو اجتمخخاع
المثلين أو انقلب ماهية الحركخخة فل محالخخة وقخخع التخلخخف ،وأنخخت خخخبير بخخأن
استلزام عدم التخلف للمحالين المذكورين ل يصير رافعا لوصخخف السخختحالة
عن التخلف الممتنع في بداهة العقول ،ول مجخخوزا لوقخخوعه بخخل حاصخخل هخخذا
الكلم في الحقيقة ليس إل مغالطة ألزمت كون الواقع ظرفخخا لحخخد المحخخالت
إما المحالين المخخذكورين أو التخلخخف ول محيخخص عخخن هخخذا الشخخكال إل بخخأن
يقال :القطعة اللحقة كما توقف وجودها على السابقة توقخخف علخخى أمخخر آخخخر
هخخو الجخخزاء التحليليخخة المفروضخخة فخخي نفخخس اللحقخخة كهخخذا النصخخف وذاك
النصف منها وبذلك يظهر أنه ل يمكن وجود اللحقة في نفس زمان السابقة،
لتوقف اللحقة حينئذ على أجزاء لم يشرع بعخخد فخخي الخخخروج مخخن القخخوة إلخخى
الفعخخل أصخخل .وفيخخه بعخخد كلم ،والصخخل مخخا قخخدمناه مخخن أن عخخذر السخختحالة
مشترك كما عرفت ،وهخخذا الخخوجه الخيخخر أيضخخا يمكخخن إجخخراؤه فخخي الزمخخان
الموهخخوم كمخخا عرفخخت .الطريخخق الخخخامس :مخخا ذكخخره المحقخخق الخخدواني ،وهخخو
اختيار أنه لم يكن جميع مخخا لبخخد منخخه فخخي وجخخوده متحققخخا فخخي الزل ،إذ مخخن
جملته تعلق الرادة بوجوده في الزل ،ولم تتعلق الرادة بوجوده في الزل،
بل بوجوده فيما ل يخخزال مخخن الوقخخات التيخة لحكمخخة ومصخخلحة .ول يخخرد أن
التعلق الزلخخي بوجخخوده إمخخا أن يكخخون متممخخا للعلخخة أم ل ،وعلخخى الول يلخخزم
وجوده في الزل لمتناع التخلف ،وعلى الثاني يحتاج المعلول إلى أمر آخخخر
سوى هذا التعلق وهو خلف المفروض ،على أنا ننقل الكلم إلى هذا المخخر،
لنا نقول :القدرة تخخؤثر علخخى وفخخق الرادة ،وقخخد تعلقخخت الرادة بوجخخوده فخخي
وقت معين فل يوجد إل فيه .فان قيل :لبد من اختيار أحد شقي الترديد الخخذي
أوردناه .قلنخا :إن أردتخم أنخه متمخم لعلخخة وجخخوده فخخي الزل فنختخار أنخخه ليخس
كذلك ،و إن أردتم أنه متمم لعلة وجوده فيما ل يخخزال فنختخخار أنخخه كخخذلك ،ول
يلزم أزليته ول احتياجه إلى أمر آخر ،كما أن الفاعل المختخخار إذا أراد إيجخخاد
جسم ما على
][300
صفة معينة كالطول مثل أو القصر يوجد المعلول بهذه الصخخفة ،فكخخذا ههنخخا لمخخا تعلخخق
إرادة الفاعل المختار بوجود الحادث لم يتصور إل كونه حادثا والحاصخخل أن
المعلول إنما يوجد بإرادة الفاعل المختار على النحو الخخذي تعلخخق بخخه إرادتخخه،
سواء كان مقارنا لوجوده أو متأخرا عنه .وقخخد يقخخال إن الزل فخخوق الزمخخان،
ومعنى كون الشئ أزليا أن يكون سابقا على الزمان ،فالواجب تعالى لما كان
متعاليا عن الزمان ل يوصف بكونه فخخي الزمخخان كمخخا ل يوصخخف بكخخونه فخخي
المكان ،فل شئ غيره في الزل ،وإنما يوجد ما يوجخخد حسخخب مخخا تعلقخخت بخخه
الرادة الزليخخة مخخخن تخصيصخخها الزلخخي بأوقاتهخخا ،والزمخخخان مخخخن جملخخه
الممكنات ،وقد تعلقخخت الرادة الزليخخة بوجخخوده المتنخخاهي ،وليخخس الخ تعخخالى
متقدما عليه بالزمان ،إذا لواجب تعالى ليس بزماني حتى يقال إنه متقدم على
غيره بالزمان .فان قيل :ل شبهة في أن الرادة القديمة بذاتها ليست كافية في
وجود الممكن وعلى فرض أن تكون كافية يلزم قدم الممكن فلبد مخخن تعلقهخخا
وحينئذ ل يخلو هذا التعلق من أن يكخخون حادثخخا أو قخخديما ،وعلخخى الول يلخخزم
التسلسل ،لنا نتقل الكلم إلى سبب هخذا التعلخق حختى يلخخزم التسلسخخل ،وعلخخى
الثاني قدم الممكن الذي تعلقت به الرادة .فقد اجيب عنه تارة بأن التعلق أمر
عدمي فل يحتاج إلى أمر يخصصه بوقت دون وقت ،ولئن سلم فالتسلسل في
المور العتبارية وهي التعلقات غير ممتنع ،و أنت تعلم أن اختصخخاص كخخل
صفة سواء كانت وجودية أو عدمية بوقت يحتاج إلى مختص بالبديهة ،وأمخخا
التسلسل في التعلقات بأن يكخخون مخصخخص تعلخخق الرادة بخخذلك الخخوقت تعلخخق
الرادة بتعلق الرادة في ذلك الوقت وهكذا حتى تكخخون إرادة وجخخود الممكخخن
في ذلخخك الخخوقت لنخخه أراد إرادة وجخخوده فخخي ذلخخك الخخوقت ،وأراد إرادة إرادة
وجوده في ذلك الوقت لنخخه أراد إرادة تلخخك الرادة وهكخخذا فيتسلسخخل تعلقخخات
الرادة من جانب المبدأ وينتهي من الجخخانب الخخخر إلخخى إرادة ذلخخك الممكخخن،
وحينئذ تكون
][301
الحال كما تقول به الفلسفة من تعاقب الستعدادات الغيخر المتناهيخة حختى ينتهخي إلخى
الستعداد القريب الذي يلي المعلول .فقد قيل عليه أنه باطل مخخع قطخخع النظخخر
عن جريان التطخخبيق فيخخه ،لنخخه يلخخزم انحصخخار المخخور الغيخخر المتناهيخخة بيخخن
حاصرين ،وهما نفس الرادة وتعلقها الذي يلي الممكن .اقول :وأنت تعلم أنه
ل انحصار هنا بيخخن حاصخخرين أصخخل ،بخخل ذات الرادة محفوظخخة فخخي جميخخع
المراتخخب وتتخخوارد عليهخخا تعلقخخات مترتبخخة غيخخر متناهيخخة علخخى نحخخو تعخخاقب
الستعدادات الغير المتناهية علخخى المخخادة ،فليسخخت الرادة ول المريخخد طخخرف
السلسلة كما ليست المادة طرف السلسلة ،فالقول بالنحصار هنا وهخخم ظخخاهر
الفساد ،وإن ظهر بعخخض مخخن يعقخخد عليخخه النامخخل بالعتقخخاد )انتهخخى( .واورد
عليه إيرادات ل طائل في إيرادها وهي مع أجوبتها مذكورة في كتخخب القخخوم.
الطريق السادس :ما ذكره المحقق الطوسي ره في التجريد ،وهو أن التخلخخف
عن العلة التامة إنما يستحيل إذا أمكن وجود ظرفين يمكن تحقق المعلول فخخي
كل منهما ،ومع ذلك خص وجود المعلول بالخير منهما من غير تفاوت فخخي
أجزاء العلة وشخخرائط إيجابهخخا بالنسخخبة إلخخى الوقخختين ،وههنخخا ليخخس كخخذلك ،إذا
لوقت من جمله أجزاء العالم ،فل وقخخت قبخخل حخخدوث العخخالم حخختى يسخخأل عخخن
حدود ذلك الوقت وأنه لم لم يقع المعلول في تلك الحدود ووقع فيما وقخخع فيخخه،
ولما كان هذا الوجه بعد التحقيق يرجع مآله إلى ما حررنا في الطريق الثاني
لم نتعرض لبسط القول فيه .المرصد الثاني .:دفع شبهة اخرى لهم ،وهخخي أن
العالم ممكن ،وإمكان وجوده أزلي .إذ لو كان ممتنعا في الزل وصار ممكنخخا
لزم النقلب المحال ،وإذا أمكن وجوده في الزل والبارئ تعالى قادر كامخخل
في تأثيره جواد فحض ل يفيد إل ما ينبغي ل لعوض ول لغخخرض فمخخا أوجخخد
العالم إل لجوده الذي هو مقتضى ذاته ،فوجب أن يوجد العالم أزل.
][302
والجواب أن يقال :ما أردت بقولك )والبارئ تعالى قخخادر كامخخل فخخي تخخأثيره( إن أردت
أن ل نقص في ذاته وصفاته الكمالية كقخخدرته وعلمخخه وإرادتخخه وفخخي اقتضخخاء
ذاته القديمة إفاضة الخير والجود فذلك مسلم ،ول يلزم )منخخه( وجخخوب إيجخخاد
العالم أزل ،لجواز توقف اليجخخاد علخخى شخخرط يقتضخخيه العلخخم بالصخخلح ،وإن
أردت به أن الفاعل في الزل مستجمع لرائط التأثير فهو ممنوع ،والسخخند مخخا
مر .والحاصل أن مقتضى كونه كامل جوادا فخخي ذاتخخه أن ل ينفخخك عخخن ذاتخخه
إفادة ما ينبغي ،ول نسلم أن وجود العالم في الزل كذلك ،إذ ما ينبغي عبخخارة
عما هو أصلح بالنظام بحسب علمه القديم ،والصخخلح إنمخخا هخخو وجخخود العخخالم
فيما ل يزال .وقال بعض المحققين في الجواب عن هخخذه الشخخبهة :إنهخخا مبنيخخة
على استلزام أزلية المكخخان إمكخخان الزليخخة وهخخو ممنخخوع ،فخخإن معنخخى الول
استمرار إمكان الشئ وجواز وجخوده ،ومعنخى الثخاني جخواز أن يوجخد الشخئ
وجودا مستمرا أزل وأبدا وظاهر أن استلزام الول للثاني ليس مما ل يطلخخب
له دليل .واستدل عليه بأنه إذا استمر المكان أزل لم يكن في ذاتخخه مخخانع مخخن
الوجود في شئ من أجزاء الزل فعدم منعخخه أمخخر مسخختمر فخخي جميخخع أجخخزاء
الزل ،فإذا نظر إلى ذاته جاز له التصاف بالوجود في كل جخخزء منهخخا لبخخد
ل فقط بل ومعا أيضا ،وهو إمكان اتصافه بالوجود المستمر الزلخخي ،فأزليخخة
المكان استلزمت إمكان الزلية .وفيه نظر إذ قوله )ومعا أيضا( ممنوع ،بل
وقوله )جاز له التصاف بخخالوجود فخي كخخل جخزء منهخخا( أيضخخا ممنخخوع ،فخإن
النيخخات يمتنخخع وجودهخخا فخخي الزمخخان ،وأيضخخا مخخا ذكخخره منقخخوض بالحركخخة
التوسطية الخذة من مبدأ معين ،فإنها ممكنة أزل ول يمكن لها الوجخخود أزل
لوجود مبدء لها فرضا )انتهى( .واقول :ويظهر من أجوبة سائر الشبه أجوبة
اخرى لهذه الشبهة تركناها للمتأمل الفطن .المرصد الثالث :دفع الشبهة الخختي
أوردها صاحب المحاكمات ،وهي أنه ل يجوز أن يكون فعله تعخخالى معخخدوما
ثم يوجد ،إذ العدم الصريح ل تمييز فيه حتى
][303
يكون إمساك الفاعل من إيجاده في بعض الحوال أولى من إيجاده في بعخخض ،وحخختى
يكون الصدور من الفاعل في بعض الحوال أولى مخخن صخخدوره فخخي بعخخض،
بل لو كان صدوره واجبخخا كخخان فخخي جميخخع الحخخوال .أول صخخدوره كخخان فخخي
جميع الحوال ،فيلزم إما قدم الفعل أو عدمه بالمرة .وهخخذا بالحقيقخخة رد علخخى
من قال :إنما حدث في الوقت لنخخه كخخان أصخخلح لوجخخوده أو كخخان ممكنخخا فيخخه،
وتقييد العدم بالصريح احخختراز عخخن العخخدم الحخخادث المسخخبوق بالمخخادة )انتهخخى
كلمه( .والجواب :أنه ل شخخك أن جميخع المعلخولت قخديمها وحخخديثها معخدوم
مطلخخخق فخخخي مرتبخخخة وجخخخود العلخخخة ،فكيخخخف تعلخخخق الجعخخخل بالممكنخخخات دون
الممتنعات ؟ وكيف تعلق بالقديم وهو معدوم مطلق في هذه المرتبخخة ؟ وكيخخف
تعلق الجعل بالقديم ولم يتعلق بالحوادث إل بعد مدة غير متناهية ؟ فخخالحق أن
التميز العلمخخي فخخي علمخخه تعخخالى كخخاف فخخي الجميخخع ،وإن كخخانت فخخي الخخخارج
معدومة صرفة ،فهو سبحانه يعلم في ذاته الجميخخع ممكنهخخا وممتنعهخخا مطلقخخا،
أو على بعض أنحاء الوجود ،ويريد ما أراد منها علخخى الخخوجه الخخذي تقتضخخيه
الحكمخخة والمصخخلحة ،وتخخؤثر القخخدرة علخخى وفخخق الرادة ،فيوجخخد العخخادم علخخى
النظام الذي وجد بل تغير في ذاته وصخخفاته الذاتيخخة ،وإنمخخا التغيخخر والتفخخاوت
فيما عداه بالمكان والمتناع ،والتقدم والتأخر ،والصخخغر والكخخبر ،إلخخى غيخخر
ذلخخك مخخن وجخخوه التفخخاوت ،ول يمكخخن للعقخخول إدراك كنخخه تخأثيراته وإيجخخاداته
تعالى شأنه ،كما يستفاد من الخطب والخبار المخخأثورة عخخن الئمخخة الطهخخار
عليهم السلم ،و السؤال بأنه لم لم يخلق العالم قبل هخخذا أو بعخخد ذاك ،أو فخخوق
الفضاء الذي هو الن فيه أو تحته ،أو يمينه أو يساره ،أو قخخدامه أو خلفخخه ،أو
أصغر أو أكبر ،أو المواد بحيث تقبل الستعدادات على نحو آخخخر ،فهخخو مخخن
هخخذر السخخؤال ،وقخخد ظهخخر الفخخرق بيخخن أزليخخة المكخخان وإمكخخان الزليخخة ،وأن
المكان الذاتي من متممات ذات المعلول المحتاج ،ومن مصححات المعلولية
ومكملت الحتياج إلى العلة على سبيل لخخوازم الماهيخخة المعلوليخخة وذاتياتهخخا،
وليس ملحوظا في طرف العلة التامة المفتقرة إليها ،وقد مر ما يمكن استنباط
أجوبة اخرى منه لهذه الشبة فتفطن.
][304
المرصد الرابع :دفع شبهة اخرى لهم ،وهي أن الزمخان لخو كخخان حادثخخا لكخان معخخدوما
قبل وجوده قبلية انفكاكية ل يجامع بحسبها القبل البعد في الواقع وهذه القبليخخة
معروضها بالذات أجزاء الزمان بعضها بالنسبة إلى بعض ،ول يوصف بهخخا
ما عدا الزمان إل بالعرض من جهة مقارنة الزمان ،فإذن يلزم وجود الزمان
على تقدير عدمه ،وهذا خلف .ويمكن بمثخخل هخخذا البيخخان إثبخخات امتنخخاع العخخدم
اللحق على الزمان فثبت سرمديته .ومما ينبه أن هذا البيخخان مغالطخخة هخخو أن
الزمان إما أن يكخخون مسخختندا إلخى الخواجب بل واسخخطة ،فيكخون هخو الصخادر
الول وهو خلف معتقدهم ،وإما أن يكون بواسخخطة علخخة ممكنخخة ول شخخك أن
هذه العلة ممكنة لذاتها وبالنسبة إلى الزمان الذي هو معلولهخخا ،لن بخخالمعلول
ل تجب العلة ،ول يصير منشأ لوجوب علته ،فظهخخر أن علخخة الزمخخان ممكنخخة
بالذات وبالنسبة إلى الزمان أيضا ،وعدم الممكن بالوصف المخخذكور ل يلخخزم
من فرضه محال أصل ،فإذا فرضنا انعدام علة الزمان فإما أن يبقخخى الزمخخان
موجودا بل علة مبقية وهو محال ،لن علة الحاجخخة إلخخى المخخوثر عنخخدهم هخخو
إمكخخان المعلخخول وحخخده ،وإمخخا أن ينعخخدم الزمخخان أيضخخا وهخخو محخخال عنخخدهم،
واقتضاه هذا الدليل ،فإن مخخذهبهم أن العخخدم بعخخد الوجخخود محخخال بالخخذات علخخى
الزمان ،وإنما الممكن بالنظر إلى الزمان هو العدم رأسا وابتداء ،وأمخخا العخخدم
بعد الوجود فل يجوزونه ويصرحون بامتناعه بالذات .والجخخواب عخخن أصخخل
الدليل أنا ل نسلم أن العدم الصرف الذي صورناه قبل العالم يمكن أن يتصف
بشئ ،كيف وهو نفي صرف ول شئ محض في الواقع ،نعم بعد وجود العالم
وتحقق الموجودات ربما يمكن سريان بعض هذه الحكام إلى العدم ،ولو سلم
فل نسلم أن منشأ استحالة اجتماعه مع الوجود اللحخق هخو اتصخافه بالسخبق،
بل يجوز أن يكون لنهما متقابلن باليجاب والسلب ،ولجخل هخذا التقابخل ل
يجتمعان ،ولو سلم فل نسلم أن مثل هذا السبق ل يعخخرض إل للزمخخان و دون
إثباته خرط القتاد ،وغاية ما لزم من دليلهم على تقدير تسليمه أن هذا النوع
][305
من السبق يعرض للزمان بالذات وأما إثبات أنه ل يعرض لغيخخر الزمخخان إل بواسخخطة
فل سبيل لهم إليهم .والمشهور بين المتكلمين في جواب هذا الدليل إثبات قسم
آخر للسبق سموه بالسبق بالذات ،وهو في مقام المنع حسن ،وإن اريخخد إثبخخاته
فمشكل .قال المحقق الطوسي -ره -في قواعد العقائد :التقخخدم يكخخون بالخخذات
كتقدم الموجد على ما يوجد ،أو بالطبع كتقدم الواحد على الثنين ،أو بالزمان
كتقدم الماضي على الحاضر ،أو بالشرف كتقخخدم العخخالم ) (1علخخى المتعلخخم أو
بالوضع كتقدم القرب إلى مبدء على البعد ،والمتكلمون يزيدون علخخى ذلخخك
التقدم بالرتبة كتقدم المس على اليوم .وقال الرازي في الربعيخخن :إنخخا نثبخخت
نوعا آخر من التقدم وراء هه القسام الخمسة ،والدليل عليه أنا ببديهخخة العقخخل
نعلخخم أن المخخس متقخخدم علخخى اليخخوم وليخخس تقخخدما بالعليخخة ،ول بالخخذات ،ول
بالشرف ،ول بالمكان ،ول يمكن أن يكون تقدما بالزمان ،وإل لزم أن يكخخون
ذلك الزمان حاصل في زمان آخر ،ثم الكلم في الزمان الثاني كما في الول
فيفضي إلى أن تحصل أزمنة ل نهاية لها دفعة واحدة ويكون لكل منها ظرفخخا
للخر وذلك محال ،فهو تقدم خارج عن هذه القسام فنقخخول تقخخدم عخخدم العخخالم
على وجوده وتقدم وجود ال على وجود العالم يكون على هذا الوجه ،ويزول
الشكال )انتهى( .وأقول :لهم شبهه واهية اخرى يظهر جوابها للمتأمخخل فيمخخا
أوردناه ،وأنت بعدما أحطت خبرا بما حققناه ،وتركت تقليد السادة والكخخبراء،
والتمسخخك بالشخخكوك والهخخواء ،ل أظنخخك تسخختريب فخخي قخخوة دلئل الحخخدوث
وضعف شبه القدم ولو لم تكن أقوى فل ريب في أنها متعارضخخة ،فلخخو كخخانت
متكافئة أيضا كيف تجترئ على مخالفة الكتب السماوية ،والخبار المتخخواترة
النبوية ،والثار المتظافرة المأثورة عخن الئمخخة الهاديخخة ،والعتخخبرة الطخاهرة،
الذين هم معادن الحكمة والوحي
) (1المعلم )خ(.
][306
واللهام ،وبعثهم ال لتكميل النعام .لشبه واهية اعترف مبخخدؤها بضخخعفها ،حيخخث قخخال
الشيخ وأرسطو :إنها مسألة جدلية الطرفين فيا إخخخوان الخخدين ،وخلن اليقيخخن
إن لم يغلب على قلخوبكم الريخن ،فخافتحوا العيخخن ،وارفعخخوا العنخاد مخخن الخخبين،
وانظروا بأبصار مكحولة بالنصاف مشفية من رمد التعصخخب والعتسخخاف،
فتكونوا في اصول الدين مخخن أصخخحاب اليقيخخن ،وتخخدخلوا فخخي حخخزب النبيخخاء
والوصخخياء و الصخخديقين ،ول تعتمخخدوا علخخى اصخخولكم ،ول تتكلمخخوا علخخى
عقولكم ،ل سيما في المقاصد الدينية ،و المطخخالب اللهيخخة ،فخخإن بديهخخة العقخخل
كثيرا ما تشتبه ببديهة الوهم ،والمألوفات الطلبيعة بالمور اليقينية ،والمنطخخق
ل يفي بتصحيح مواد القيسة ،وزن أفكارك بميزان الشرع المبين ،ومقيخخاس
الدين المتين ،وما تحقق صدوره عن الئمة الراسخخخين ،صخخلوات ال خ عليهخخم
أجمعين ،لئل تكون من الهالكين) .تكملخخة( اعلخخم أن العلمخخاء اختلفخخوا فخخي أول
المخلوقخخخات ،واختلخخخف الخبخخخار أيضخخخا فخخخي ذلخخخك فالحكمخخخاء يقولخخخون :أول
المخلوقات العقخخل الول ،ثخخم العقخخل الول خلخخق العقخخل الثخخاني والفلخخك الول،
وهكخخذا إلخخى أن انتهخخى إلخخى العقخخل العاشخخر فهخخو خلخخق الفلخخك التاسخخع وهيخخولى
العناصر ،وجماعة منهم يقول بأن تلك العقول سائط ليجاده تعالى ول مخخوثر
في الوجود إل ال ،وكل ذلك مخالف لما ظهر وتبين مخخن اليخخات و الخبخار،
وأجمع عليه المليون ).(1
) (1العقول العشرة فرضية فرضها المشخخاؤون لتصخخحيح صخخدور الكخخثير مخخن الواحخخد
وهى مبتنيخخة علخخى وجخخود الفلك التسخخعة وكونهخخا ذوات نفخخوس مريخخدة ول
برهان على شئ منها ،لكن ل مجال لنكار العالم العقلخخي فخخي الجملخخة ،وقخخد
اشبع الكلم في اثبخخاته فخخي الكتخخب الحكميخخة ل سخخيما فخخي الحكمخخة المتعاليخخة،
فلنشر ههنا إلى ما يستفاد من الخبار الشريفة فنقول :الروايات التى وردت
في تعيين اول ما خلق ال تعالى على صنفين :منها ما هو صريح في تعيين
جسم ما كالماء مثل ،ومنها ما يتشابه المراد منه في بدء المر هل هو جسم
أو غير جسم ؟=
][307
وأما غير هم فقيل :أولها الماء ،كما يدل عليه أكثر الخبار المتقدمة ،و نقلنا ذلك سابقا
عن )ثاليس الملطي( ورأيت في كتاب )علل الشياء( المنسوب إلخخى )بلينخخاس
الحكيم( أنه قال :إن الخالق تبارك وتعالى كخخان قبخخل الخلخخق ،و أراد أن يخلخخق
الخلخخق ،فقخخال :ليكخخن كخخذا وكخخذا فكخخانت هخخذه الكلمخخة علخخة الخلخخق ،و سخخائر
المخلوقات معلول ،وكلم ال عزوجل أعلى وأعظم وأجل من أن يكون شيئا
تخخدركه الحخخواس ،لنخخه ليخخس بطبيعخخة ،ول جخخوهر ،ول حخخار ،ول بخخارد ،ول
رطب ،ول يابس .ثم قال بعده :إن أول ما حدث بعخخد كلم ال خ تعخخالى الفعخخل،
فدل بالفعل على الحركة ،ودل بالحركة على الحرارة ،ثم لما نقصت الحرارة
جاء السكون عند فنائها ،فدل بالسكون على البرد ،ثم ذكر بعد ذلك أن طبخخائع
العناصر الربعة إنما كانت من هاتين القوتين أعني الحر والبرد ،قال :وذلك
أن الحرارة حدث منها اللين ،ومن البرودة اليبس ،فكانت أربع قوى مفخخردات
فامتزج بعضها ببعض فحدث من امتزاجهخخا الطبخخائع ،وكخخانت هخخذه الكيفيخخات
قائمة
= مثل ما ورد في كونه نور النبي صلى ال عليه وآله أو العقل أو القلخخم لكخخن فيهخخا مخخا
يفسر سائر الروايات ويوضحها كما ورد في ان نور النبي صلى ال خ عليخخه
وآله خلق قبخل خلخق المكخان ،وقخد اسخلفنا ان تنزهخه عخن لخوازم المخادة مخن
الزمان والمكان دليل تجرده عنها ،والتجرد ل ينفك عن العقل كما ثبخخت فخخي
محله .وفي الروايات اشخخارات إلخخى تجخخرد العقخخل والقلخخم أيضخخا ولعنخخا نوفخخق
للتنبيه عليها ان شاء ال تعالى فالجمع بين ما يدل علخخى كخخون اول مخخا خلخخق
ال نور النبي صلى ال عليه وآله أو العقل أو قلم وبين مخخا يخخدل علخخى كخخونه
المخخاء مثل بحمخخل الول علخخى اول المجخخردات والثخخانى علخخى اول الماديخخات
وأما الجمع بين ما يدل على كونه نور النبي صلى ال عليخخه وآلخخه وبيخخن مخخا
يدل على كونه العلل أو القلم فان قيل بوحدة الجميع أو كونها مراتب حقيقخخة
واحدة فواضح وإل فحمخخل الوليخخة علخخى الضخخافية دون الحقيقيخخة .وقخخد مخخر
تصريح ثلة من اساطين العلم والحكمة على كون خلق المحلخخوق الول قبخخل
خلق الزمان بل على جواز وجود موجودات كثيرة قبل وجود الزمان ،وقخخد
اشرنا عند ذكر كلمهم إلى ان ذلك ل ينفك عن تجرد الصادر الول أو كل
ما وجد بل زمان فتذكر )*(.
][308
بأنفسها غير مركبة ،فمن امتزاج الحخخرارة واليبخخس حصخخلت النخخار ،ومخخن الرطوبخخة و
البرد حدث الماء ،ومن الحرارة والرطوبة حدث الهواء ،ومن امخختزاج الخخبرد
و اليبخخس حصخخلت الرض ،ثخخم قخخال :إن الحخخرارة لمخخا حركخخت طبيعخخة المخخاء
والرض تحرك الماء للطفه عن ثقل الرض ،وانقلخخب مخخا أصخخابه مخخن الحخخر
فصار بخارا لطيفا هوائيخخا رقيقخخا روحانيخخا ،وهخو أول دخخان طلخخع مخن أسخفل
الماء وامتزج بالهواء فسما إلى العلو لخفته ولطافته ،وبلغ الغاية في صخخعوده
على قدر قوته ونفرته من الحرارة ،ثم وقف فكخخان منخخه الفلخخك العلخخى ،وهخخو
فلك زخل ،ثم حركت النار الماء أيضخخا فطلخخع منخخه دخخان هخخو أقخخل لطفخخا ممخخا
صعد أو ل وأضعف ،فلما صار بخارا سما إلى العلو بجخخوهره ولطخخافته ولخخم
يبلخخغ فلخخك زحخخل لقلخخة لطخخافته عمخخا قبلخخه فكخخان منخخه الفلخخك الثخخاني ،وهخخو فلخخك
المشتري ،وهكذا بين طلوع الدخان مرة مرة وتكون الفلك الخمسخخة الباقيخخة
عنه .ثم قال :والفلك السبعة بعضها في جوف بعض ،وبين كل فلكين منهخخا
هواء واسع مملو أجزاء ل تتحخخرك .ونقخخل صخخاحب الملخخل والنحخخل عخخن )فلخخو
طرخيس( أيضا من الحكماء القدماء أنه قال :أصل المركبات هو الماء ،فخخإذا
تخلخل صافيا وجدت النار ،وإذا تخلخل وفيه بعض الثقخخل صخخار هخخواء ،وإذا
تكاثف تكاثقا مبسوطا بالغا صار أرضا .وقخخد مخخر نقل مخخن التوريخخة أن مبخخدء
الخلق جوهر خلقه ال ثم نظر إليه نظر الهيبة فخخذابت أجخخزاؤه فصخخارت مخخاء
إلى آخر ما مر ،وقريب منه ما رواه العامة عن كعب أنخخه قخخال :إن الخ خلخخق
ياقوتة خضراء ثم نظخخر إليهخخا بالهيبخخة فصخخارت مخخاء يرتعخخد ،ثخخم خلخخق الريخخح
فجعل الماء على متنها ،ثم وضع العرش على الماء ،كمخخا قخال تعخالى )وكخخان
عرشه على الماء( .وقيل :أول المخلوقات الهواء ،كما دل عليه ما ذكره علي
بن إبراهيخم فخي تفسخخيره ،والظخخاهر أنخخه اخخذ مخخن خخبر ،لكخن ل تعخارض بخه
الخبار الكثيرة المسندة ومخخع صخخحته يمكخخن الجمخخع بحمخخل أوليخخة المخخاء علخخى
التقدم الضافي بالنسبة إلى الجسام المشاهدة المحسوسة التي يخخدركها جميخخع
الخلق ،فإن الهواء ليس منها ،و
][309
لذا أنكر وجوده جماعة .وقيل :أول المخلوقات النار .كما مخخر ،وقخخد مخخر )فخخي( بعخخض
الخبار أن أول ما خلق ال النور ،وفي بعضخخها نخخور النخخبي صخخلى الخ عليخخه
وآله وفي بعضها نوره مع أنوار الئمخخة عليهخخم السخخلم وفخخي بعخخض الخبخخار
العامية عن الني صلى ال عليه وآله أول ما خلق ال روحي فيمكن أن يكخخون
المراد بالجميع واحدا ،ويكون خلق الرواح قبل خلق الماء وسائر الجسخخام،
وتكون أولية الماء بالنسبة إلى العناصخخر والفلك ،فخإن بعخخض الخبخار يخخدل
علخخى تقخخدم خلخخق الملئكخخة علخخى خلخخق العناصخخر والفلك كمخخا مخخر ،و دلخخت
الخبار الكثيرة على تقدم خلق أرواحهخخم وأنخخوارهم عليهخخم السخخلم علخخى كخخل
شئ .وروى الكليني وغيره بأسانيدهم الكثيرة عن أبي عبخخد الخ عليخخه السخخلم
أنه قال :إن ال خلق العقل وهو أول خلق من الروحانيين عخخن يميخخن العخخرش
من نوره )الخبر( ) (1وهذا ل يدل على تقدم العقل على جميخخع الموجخخودات،
بل على خلق الروحانيين ،ويمكخخن أن يكخخون خلقهخخا متخخأخرا عخخن خلخخق المخخاء
والهواء ،وأما خبر )أول ما خلق ال العقل( فلم أجده في طرقنا ،وإنما هو في
طرق العامة ،وعلى تقديره يمكن أن يراد به نفخخس الرسخخول صخخلى الخ عليخخه
وآله لنه أحد إطلقات العقل ،على أنه يمكخخن حمخخل العقخخل علخخى التقخخدير فخخي
بعض تلك الخبار ،كما هو أحد معانيه ،وكذا حديث )أول ما خلق ال خ القلخخم(
يمكن حمله على الولية الضافية بالنسبة إلى جنسه من الملئكخخة ،أو بعخخض
المخلوقات كما يدل عليه خخخبر عبخخد الرحيخخم القصخخير التخخي فخخي بخخابه) .فخخائدة
جليلة( اعلم أنه أورد إشكال فخخي آيخخات سخخورة السخخجدة ،حيخخث ظاهرهخا كخخون
خلق السماوات والرض وما بينهما في ثمانية أيام ،مع أن سائر اليخات تخدل
على خلقها في ستة أيام والثاني ظاهر ،والول لنه قخخال سخخبحانه أول )خلخخق
الرض
][310
في يومين( وقال بعده )وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في
أربعة أيام( وقال بعد ذلك )فقضخخيهن سخخبع سخخماوات فخخي يخخومين ) (1فيصخخير
المجمخخوع ثمانيخخة ،ويمكخخن التفصخخي عخخن ذلخخك بوجخخوه :الول :مخا مخخر ،وهخخو
المشهور بين المفسرين ،أن المراد بقوله )أربعة أيام( فخخي تتمخخة أربعخخة أيخخام،
بأن يكون خلق الرض في يومين منها ،وتقدير القوات فيها أو هو مع جعل
الرواسي من فوقها والبركة فيها في يومين آخرين ،ويؤيده كثير من الخبخخار
المتقدمة .الثاني :ما ذكره بعض الفاضل ممن كخخان فخخي عصخخرنا -ره -فخخي
شرحه على الكافي :أن أربعة أيام مخصوصة بخلق ما علخخى الرض ،أولهخخا
بخلق الرواسي ،و الثاني بخلق البركة ،والثالث والرابع بخلق القخخوات الخختي
هي عبارة عن خلق الماء والمرعى المخخذكورين فخخي سخخورة النازعخخات بقخخوله
تعالى )أخخخرج منهخخا ماءهخخا ومرعيهخخا ) ((2وأن اليخخومين اللخخذين خلخخق فيهمخخا
الرض متحدان مع ما خلق فيهما السخخماوات ،إل أن الخلخخق فخخي اليخخوم الول
متعلق بأصل السماوات والرض ،وفي اليوم الثاني بتمييز بعخخض أجزائهمخخا
عن بعض ،فيصدق أن السماوات مخلوقة فخخي يخخومين ،والرض فخخي يخخومين
ول تزيد أيام خلق المجموع على الستة .الثخخالث :مخخا ذكرنخخاه فخخي تأويخخل خخخبر
الكافي بأن يكون يوما خلق السماوات داخلين في الربعة فتخذكر .الرابخع :مخا
ذكخخره بعخخض المحققيخخن مخخن المعاصخخرين وهخخو أن يكخخون اليخخام الربعخخة بخخل
اليومان الخيران أيضا في سورة السجدة غيخخر اليخخام السخختة الخختي فخخي سخخائر
السور ،ويؤيده تغيير السخخلوب بخايراد لفخخظ الخلخخق فخخي سخخائر اليخخات ،ولفخخظ
الجعل والبركة والتقدير والقضاء سبعا في السجدة ،ويؤيده لفخخظ )مخخا بينهمخخا(
في آيات سور الفرقان والتنزيل وق ،فإنه سواء كان خلق الرض وبعض ما
عليها في أربعة
أيخخام وخلخخق السخخماوات فخخي يخخومين أو خلخخق مخخا علخخى الرض فخخي أربعخخة أيخخام وخلخخق
السماوات والرض في يومين كما في التخخأويلين السخخابقين ل يبقخخى لخلخخق مخخا
بين السماوات والرض كالهواء وما فيها من كائنات الجو وقخخت ،فينبغخخي أن
يحمل على أن خلق السماوات في يومين ،وخلق الرض في يومين غيرهما،
وخلق ما بينهما في يومين غير الربعة فيبلغ ستة كما هو ظاهر اليات ،فتتم
في هذه الستة ما ذكره تعالى في سورة النازعخخات بقخخوله )ءأنتخخم أشخخد خلقخخا أم
السماء بناها رفع سمكها فسويها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها ) ((1فيكخخون
كل ما ذكره فيها متصخخل بخخه بقخخوله )والرض بعخخد ذلخخك دحاهخخا أخخخرج منهخخا
ماءها ومرعاها والجبال أرساها ) ((2في يوم آخر أو أيخخام اخخخر غيخخر السخختة
المذكورة ،ويؤيده ما روي أن دحو الرض كان بعد خلقها بألفي سخخنة ،فعلخخى
ذلخك ل يبعخد أن يكخون خلخق مخا سخوى المخذكورات كتقخدير القخوات و سخار
المخلوقات التي ل تعد ول تحصى في أيخخام اخخخر ،كيخخف ومخخا فخخي السخخماوات
كالملئكخخة ومخخا فخخي تحخخت الرض كالصخخخرة والخخديك والحخخوت وغيرهخخا
المذكورات في حديث زينب العطخخارة غيخخر السخخماوات والرض ومخخا بينهمخخا
كما يرشد إليه التسبيح المأثور المشخخهور )سخخبحان الخ رب السخخماوات السخخبع
ورب الرضين السبع وما فيهن ومخخا بينهخخن ومخخا تحتهخخن( فيكخخون خلقهخخا فخخي
غير السخختة المخخذكورة ،فل حاجخخة إلخخى تكلخخف لدخخخال زمخخان تقخخدير القخخوات
وجعل الرواسي مثل في زمان خلق السماوات والرض وما بينهما ،حتى ل
يزيد زمان خلق المجموع على ستة أيام ،وأما الروايات التي ايد بهخخا التأويخخل
فحملهخخا علخخى أن يكخخون المخخراد بهخخا التعييخخن النخخوعي فخخي أيخخام خلخخق كخخل مخخن
المذكورات فيها فل ينافي أن يكون خلق الشجار مثل في أربعاء والمياه في
أربعاء اخرى ،وكذا خلق الشخخمس والقمخخر مثل فخخي جمعخخة وكخخل مخخن النجخخوم
والملئكة وآدم عليه السلم في جمعخخات اخخخر ،فل يلخخزم التحخخاد الشخصخخي،
ول التوالي في تلك اليام ،كيف ولو لم تحمل على ذلك لما أمكن الجمع بينهخا
وبين
][312
مخخا مخخر مخخن الرضخخا عليخخه السخخلم مخخن أن خلخخق العخخرش والمخخاء والملئكخخة قبخخل خلخخق
السخخماوات والرض ،وكخخذا بينهخخا وبيخخن مخخا ل ريخخب فيخخه لحخخد مخخن أن خلخخق
الملئكة والجان قبل خلخخق آدم عليخخه السخخلم بخخدهور طويلخخة ،وأمخخا المنظومخخة
المشهورة المنسوبة إلى أمير المؤمنين عليه السلم من قوله :لنعم اليخخوم يخخوم
السبت حقا * لصيد إن أردت بل امتراء وفخي الحخد البنخاء لن فيخه * تبخدى
ال في خلق السماء حيث صرح فيها بأن خلق السماء في يوم الحخخد ،فيمكخخن
أن يجمع بينها و بين الروايات الدالة على أن خلقها فخخي يخخوم الخميخخس بكخخون
أصل خلقها فخخي أحخخد ذينخخك اليخخومين ،وتمييخخز بعضخخها عخخن بعخخض فخخي اليخخوم
الخر ،ومما يلئم هذا الجمع وقوع السماء بلفظ المفرد في المنظومخخة وبلفخخظ
الجمخخع فخخي الروايخخات ،وإدراج لفخخظ البتخخداء فخخي المنظومخخة دون الروايخخات،
فيسهل بما ذكرنا طريق الجمع بين الروايات المتعارضخخة الظخخواهر فخخي هخخذا
البخخاب .ولنختخخم الكلم بخخذكر أقخخوال بعخخض مخخن يعخخول علخخى قخخوله مخخن قخخدماء
المؤرخين ليعلم اتفاق جميع فرق المسلمين على الحدوث ،قخخال المسخخعودي -
ره -وكان من علماء المامية فخي كتخخاب )مخروج الخذهب( :اتفخق أهخخل الملخخة
جميعا من أهل السلم على أن ال خلق الشياء علخخى غيخخر مثخخال ،وابتخخدعها
من غير أصل ،ثم روى عن ابن عباس وغيره أن أول ما خلق ال عز وجخخل
الماء فكان عرشه عليه ،فلمخا أراد أن يخلخق السخماء أخخرج مخن المخاء دخانخا
فارتفع فوق الماء فسمي )السماء( ثخخم أيبخخس المخخاء فجعلخخه أرضخخا واحخخدة ،ثخخم
فتقها فجعلها سبع أرضخخين فخخي يخخومين فخخي الحخخد والثنيخخن ،و خلخخق الرض
على حوت ،والحوت هو الذي ذكره ال في كتابه )ن والقلخخم ومخخا يسخخطرون(
والحوت والماء على الصفا ،والصفا على ظهر ملخخك ،والملخخك علخخى صخخخرة
والصخرة على الريح ،وهي الصخرة الخختي فخخي القخخرآن )فتكخخن فخخي صخخخرة(
فاضطرب الحوت ،فتزلزلت الرض ،فأرسى ال عليها الجبخخال فقخخرت ،كمخخا
قال تعالى )أن تميد بكم( وخلق الجبال فيها ،وخلق أقوات أهلها وشجرها وما
ينبغي لها في
][313
يومين في يوم الثلثخخاء ويخخوم الربعخخاء ،كمخخا قخخال تعخخالى )أئنكخخم لتكفخخرون بالخخذي خلخخق
الرض في يومين إلى قوله ثم استوى إلخخى السخخماء وهخخي دخخخان( فكخخان ذلخخك
الدخان من نفس الماء حين تنفس فجعلها سماء واحدة ،ثم فتقها وجعلها سخخبعا
في يومين في يوم الخميس ويوم الجمعة ،وإنما سمي بالجمعة لنه جمخخع فيخخه
خلق السماوات و الرض ،ثم قال تعالى )وأوحى فخخي كخخل سخخماء أمرهخخا( أي
وجعل في كل سماء خلقها من الملئكة والبحار ) (1وجبخخال الخخبرد ،ثخخم قخخال:
وما ذكرنا من الخبار عخخن بخخدء الخليقخخة هخخو مخخا جخخاءت بخخه الشخخريعة ،ونقلخخه
الخلف عن السلف ،والباقي عن الماضي ،عبرنا عنهم على ما نقخخل إلينخخا مخخن
ألفخخاظهم ،ووجخخدنا فخي كتبهخخم مخن شخهادة الخخدلئل بحخدوث العخالم وإيضخاحها
بكونه ،ولم نعرض لوصف قول من وافق ذلك و انقاد إليه من الملخخل القخخائلين
بالحدوث ،ول الرد على من سواهم ممخخن خخخالف ذلخخك و قخخال بالقخخدم ،لخخذكرنا
ذلك فيما سخخلف مخخن كتبنخخا وتقخخدم مخخن تصخخانيفنا )انتهخخى( ) .(2وقخخد ذكخخر أبخخو
ريحان البيروني في تاريخه مدة عمر الدنيا وابتداء وجودها عن جماعخخة مخخن
المنجميخخن والحكمخخاء ،وقطخخع لهخخا بالبتخخداء ،واسخختدل عليخخه فل نطيخخل الكلم
بإيرادها .وقال ابن الثير في )الكامل( :صح في الخبر عن رسول ال صخخلى
ال عليه وآله فيما رواه عنه عبادة بن الصامت أنخخه سخخمعه يقخخول :إن أول مخخا
خلق ال القلم ،فقال له اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن .وروى نحو
ذلك عن ابن عباس .وقال محمد ابخن إسخحاق أول مخا خلخق الخ تعخالى النخور
والظلمة ،فجعل الظلمة ليل أسود ،و جعل النهخخار نخخورا ) (3مضخخيئا ،والول
أصح .وعن ابن عباس أنه قخخال :إن الخ تعخخالى كخخان عرشخخه ! قبخخل أن يخلخخق
شيئا ،فكان أول ما خلق القلم ،فجرى بما هو كائن إلى يخخوم القيامخخة .قخخال :ثخخم
خلق بعد القلم الغمام ،وقيل :ثم اللوح ثم الغمام.
) (1في المخطوطة :والبخار (2) .مروج الذهب :ج 1ص (3) .15 17فخخي بعخض
النسخ :وجعل النور نهارا )*(.
][314
ثم اختلف فيما خلق بعد الغمخام ،فخروى الضخخحاك عخخن ابخخن عبخاس :أول مخا خلخق الخ
العرش فاستوى عليه ،وقال آخرون :خلخخق الخ المخخاء قبخخل العخخرش ،ثخخم خلخخق
العرش فوضعه على الماء ،وهو قول أبي صالح عن ابخخن عبخخاس وقخخول ابخخن
مسعود ووهخخب بخخن منبخخه ) (1وقيخخل :إن الخخذي خلخخق بعخخد القلخخم الكرسخخي ،ثخخم
العرش ،ثم الهواء ،ثم الظلمات ،ثم الماء ،فوضع عرشه عليخخه .وقخخال :وقخخول
من قال :إن الماء خلق قبخخل العخخرش أولخخى بالصخخواب ،لحخخديث ابخخن أبخخي )(2
رزين عن النبي صلى ال عليه وآله ،وقد قيل :إن الماء كان على متن الريخخح
حين خلق العرش ،قاله ابن جبير عن ابن عباس ،فإن كان كذلك فقد خلقا قبل
العخخرش ،وقخخال ضخخمرة :إن الخ خلخخق القلخخم قبخخل أن يخلخخق شخخيئا بخخألف عخخام،
واختلفوا أيضا في اليوم الذي ابتخخدء الخ فيخخه خلخخق السخخماوات والرض فقخخال
عبد ال بن سلم وكعب والضحاك ومجاهد :ابتداء الخلخخق يخخوم الحخخد ،وقخخال
محمد بن إسحق :ابتدأ الخلق يوم السبت ،وكخخذلك قخخال أبخخو هريخخرة ،واختلفخخوا
أيضا فيما خلق في كل يخخوم :فقخخال ابخخن سخخلم :إن الخ تعخخالى بخخدأ الخلخخق يخخوم
الحد ،فخلق الرضين يوم الحد والثنيخخن ،وخلخخق القخخوات والرواسخخي فخخي
الثلثاء والربعاء ،و خلق السماوات في الخميخخس والجمعخخة ،وفخخرغ فخخي آخخخر
ساعة من الجمعة ،فخلق
) (1وهب بن منبه بتقديم النون على البخخاء الموحخخدة والهخخاء الخيخخرة ذكخخر فخخي تراجخخم
العامة مقرونا بالثنخخاء والتوثيخخق ،قخخال الحخخافظ صخخفى الخخدين الخزرجخخي فخخي
خلصة تخخذهيب الكمخخال )ص ،(359 :وهخخب بخخن منبخخه بخخن كامخخل النبخخاوى
الصنعانى أبو عبد ال الخباري عن ابن عباس وجابر وابخخى سخخعيد إلخخى ان
قال وثقه النسائي ،قال مسلم بن خالد :لبث وهب اربعين سنة لخم يرقخد علخى
فراشه ،قتلخخه يوسخخف بخخن عمخخر سخخنة عشخخر ومخخائة )انتهخخى( وعخخن مختصخخر
الذهبي :وهب ابن منبه الصنعانى اخو همام ،عخخن ابخخن عبخخاس وابخخن عمخخر،
اخباري :علمة ،قاض ،صدوق ،صخخاحب كتخخاب ،مخخات سخخنة اربعخخة عشخخر
ومائة )انتهخخى( لكخخن المخخر فخخي رجخخال الخاصخخة بخخالعكس ،نقخخل عخخن الشخخيخ
والنجاشى ان القميين استثنوه من رجخخال )نخخوادر الحكمخخة( وقخخال فخخي تنقيخخح
المقال )ج 3ص (281مخخن راجخخع كتخخابه فخخي قصخخص النبيخخاء عخخرف أنخخه
كتاب ل ينطبخخق علخخى اصخخول الشخخيعة وعقائدهخخا فخخي النبيخخاء ،ويتخخبين سخخر
استثنائه من رجال )نوادر الحكمخخة( )انتهخخى( (2) .فخخي بعخخض النسخخخ :أبخخى
رزين )*(.
][315
فيها آدم عليه السلم فتلك الساعة التي تقوم فيها الساعة ،ومثله قال ابن مسعود ،وابخخن
عباس من رواية أبي صالح عنه ،إل أنهمخخا لخخم يخخذكرا خلخخق آدم ول السخخاعة،
وقال ابن عباس من رواية علخخي بخخن أبخخي طلحخخة عنخخه :إن ال خ خلخخق الرض
بأقواتها من غير أن يدحوها ،ثم استوى إلى السماء فسخخويهن سخخبع سخخماوات،
ثم دحا الرض بعد ذلك ،فذلك قوله )والرض بعد ذلك دحاهخخا( وهخخذا القخخول
عندي هو الصواب .وقال ابن عباس أيضا مخخن روايخخة عكرمخخة عنخخه :إن الخ
وضع البيت على الماء على أربعة أركان قبل أن يخلق الدنيا بخخألفي عخخام ،ثخخم
دحيت الرض من تحت البيت .ومثله قال ابن عمر ،ورواه السدي عخخن أبخخي
صالح وعن أبي مالك عن ابن عباس وأبخخي مخخرة عخخن ابخخن مسخخعود فخخي قخخوله
تعالى )هو الذي خلق لكم ما في الرض جميعا ثم استوى إلى السماء( إن ال
عز وجل كان عرشه على الماء ،ولم يخلق شيئا غير ما خلق قبل الماء ،فلمخخا
أراد أن يخلق الخلق أخرج مخخن المخخاء دخانخخا فخخارتفع فخخوق المخخاء فسخخما عليخخه
فسماه )سخخماء( ثخخم أيبخخس المخخاء فجعلخخه أرضخخا واحخخدة ،ثخخم فتقهخخا فجعخخل سخخبع
أرضخخين فخي يخخومين يخخوم الحخخد ويخوم الثنيخن ،فخلخخق الرض علخخى حخوت،
والحوت النون الذي ذكره ال في القرآن )ن والقلم( والحوت في الماء والماء
على ظهر صفاة ،والصفاة على ظهر ملك ،والملك على صخخخرة ،والصخخخرة
فخخي الريخخح ،وهخخي الصخخخرة الخختي ذكرهخخا لقمخخان ليسخخت فخخي السخخماء ول فخخي
الرض ،فتحخخرك الحخخوت واضخخطربت وتزلزلخخت الرض ،فأرسخخى عليهخخا
الجبال فقرت ،والجبال تفخخخر علخخى الرض فخخذلك قخخوله تعخخالى )وجعخخل فيهخخا
رواسي( .وقال ابن عباس والضحاك ومجاهد وكعب وغيرهم :كخخل يخخوم مخخن
هذه اليام الستة الختي خلخق الخ فيهخا السخماء والرض كخألف سخنة )انتهخى(.
وكلم سائر المؤرخين جار هذا المجرى ،ول جدوى في إيرادها.
][316
)باب العوالم( * )ومن كان في الرض قبل خلخخق آدم عليخخه السخخلم ومخخن يكخخون( * *
)فيها بعد انقضاء القيامة وأحوال جابلقخخا وجابرسخخا( * اليخخات :الفاتحخخة :رب
العالمين .العراف :ومن قوم موسخخى امخخة يهخخدون بخخالحق وبخخه يعخخدلون ).(1
وقال تعالى :وممن قوم موسى امة يهخدون بخالحق وبخه يعخدلون ) .(2تفسخير:
جمع )العالمين( يومئ إلى تعخدد العخوالم كمخا سخيأتي ،وإن اول بخأن الجمعيخة
باعتبار ما تحته من الجناس المختلفة) .ومن قوم موسى امة( قال الطبرسخخي
-ره :-أي جماعة يهدون بالحق أي يدعون إلى الحق ويرشخخدون إليخخه )وبخخه
يعدلون( أي وبالحق يحكمون ويعدلون في حكمهخخم .واختلخخف فخخي هخخذه المخخة
من هم ؟ على أقوال :أحدها أنهم قخخوم مخخن وراء الصخخين بينهخخم وبيخخن الصخخين
وادجار من الرمل لم يغيروا ولم يبدلوا عن ابخخن عبخخاس ،والسخخدي ،والربيخخع،
والضحاك ،وعطاء وهو المروي عن أبي جعفخخر عليخخه السخخلم قخخالوا :وليخخس
لحد منهم مال دون صاحبه ،يمطرون بالليل ،ويضحون بالنهار ويزرعون،
ل يصل إليهم منا أحد ،ول منهخخم إلينخخا ،و هخخم علخخى الحخخق .قخخال ابخخن جريخخج:
بلغني أن بني إسرائيل لما قتلوا أنبياءهم وكفروا وكانوا اثني عشر سبطا تبرأ
سبط منهم مما صنعوا ،واعتذروا وسألوا ال أن يفرق بينهم وبينهم ،ففتح الخ
لهم نفقا من الرض ،فساروا فيه سنة ونصخخف سخخنة حخختى خرجخخوا مخخن وراء
الصين ،فهم هناك حنفاء مسلمين ،يستقبلون قبلتنا .وقيل :إن جبرئيل
][317
انطلق بالنبي ليلة المعراج إليهم ،فقرأ عليهم من القرآن عشر سور نزلت بمكة فخخآمنوا
به وصدقوه ،وأمرهم أن يقيموا مكخخانهم ويخختركوا السخخبت ،وأمرهخخم بالصخخلوة
والزكوة ولم يكن نزلت فريضة غيرهما ففعلوا .قال ابن عبخخاس :وذلخخك قخخوله
)و قلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الرض فإذا جاء وعد الخرة جئنا بكخخم
لفيفخخا ) ((1يعنخخي عيسخخى بخخن مريخخم يخرجخخون معخخه .وروى أصخخحابنا أنهخخم
يخرجون من قائم آل محمد صلى ال عليخخه وآلخخه وروي أن ذا القرنيخخن رآهخخم
فقال :لو أمرت بالمقام لسرني أن اقيم بين أظهركم .وثانيها :أنهم قوم من بني
إسرائيل تمسكوا بالحق وبشريعة موسى عليه السلم في وقت ضللة القخخوم،
وقتلهم أنبياءهم ،وكان ذلك قبل نسخ شخخريعتهم بشخخريعة عليخخس عليخخه السخخلم
فيكون تقدير الية :ومن قوم موسى امة كانوا يهخخدون بخخالحق ،عخخن الجبخخائي.
وثالثها :أنهم الذين آمنوا بالنبي صلى ال عليه وآله مثل )عبد ال بن سلم( و
)ابن صوريا( وغيرهما ،وفي حديث أبي حمزة الثمالي والحكم بن ظهيخخر أن
موسى لما أخذ اللواح قال :رب إني أجد ) (2في اللواح امة هخخي خيخخر امخخة
اخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ،فاجعلهم امخختي .قخخال:
تلك امة أحمد .قال :رب إني أجد فخخي اللخخواح امخخة هخخم الخخخرون فخخي الخلخخق
السابقون في دخول الجنة فاجعلهم امتي .قال :تلخخك امخخة أحمخخد ) (3قخخال :رب
إني أجد في اللواح أنه كتبهم في صدورهم يقرؤونهخخا فخخاجعلهم امخختي ،قخخال،
تلك امة أحمد .قال :رب إني أجد في اللواح امة إذا هم أحدهم بحسخخنة ثخخم لخخم
يعملها كتبت له حسنة ،وإن عملها كتبت له عشر أمثالها ،وإن هم بسخخيئة ولخخم
يعملها لم تكتب عليه ،وإن عملها كتبخخت عليخخه سخخيئة واحخخدة ،فخخاجعلهم امخختي.
قال :تلك امة أحمد .قال) :رب( إني أجد في
) (1السراء (2) .104 :في المصدر :لجد (3) .هذه القطعة من المكالمخخة لخخم توجخخد
في المصدر )*(.
][318
اللواح امة يؤمنون بالكتاب الول والكتاب الخر ،ويقاتلون العور الكذا ب فاجعلهم
امتي .قال :تلك امة أحمد قال :رب إني أجخخد فخخي اللخخواح امخخة هخخم الشخخافعون
وهم المشفوع لهم ،فخخاجعلهم أمخختي ،قخخال :تلخخك امخخة أحمخخد .قخخال موسخخى عليخخه
السلم رب اجعلني من امة أحمد .قال أبخخو حمخخزة :فخخأعطى موسخخى آيخختين لخخم
يعطوهخخا يعنخخي امخخة احمخخد قخخال الخخ :يخخا موسخخى إنخخي اصخخطفيتك علخخى النخخاس
برسالتي وبكلمي ) (1قال :ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون.
قال :فرضي موسى كل الرضا .وفي حديث غير أبي حمخخزة :قخخال :إن النخخبي
صلى ال عليه وآله لما قرأ )وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعخخدلون )((2
قال :هذه لكم وقد اعطي ) (3قوم موسى مثلها )انتهى( ) .(4وأما الية الثانية
فالمشهور أنها لهذه المة ،ودلت الخبار الكثيرة على أن المخخراد بهخخم الئمخخة
وشيعتهم كما مر في كتاب المامة .وقخخال الطبرسخخي -ره :-قخخال الربيخخع بخخن
أنس :قرأ النبي صلى ال عليه وآله هذه الية فقال :إن مخخن امخختي قومخخا علخخى
الحق حتى ينزل عيسى بن مريم .وروى العياشي بإسناده عن أمير المخخؤمنين
عليه السلم أنه قال :والذي نفسي بيده لتفترقن هذه المة على ثلث وسخخبعين
فرقة كلها فخخي النخخار إل فرقخخة واحخخدة )وممخخن خلقنخخا امخخة يهخخدون بخخالحق وبخخه
يعدلون( فهذه التي تنجو ،وروي عن أبي جعفر وأبي عبد ال عليهمخخا السخخلم
أنهما قال :نحن هم )) (5انتهى( .وأقول :قال الخخرازي فخخي تفسخخيره :روي أن
بني آدم عشر الجن ،والجن وبنو آدم عشر حيوانات البر ،وهؤلء كلهم عشر
الطيور ،وهؤلء كلهم عشر
) (1العراف (2) .144 :العراف (3) .181 :في المصدر :وقخخد أعطخخى الخخ(4) .
مجمع البيان :ج ،4ص (5) .489مجمع البيان ،ج ،4ص.(*) 503 :
][319
حيوانات البحر ،وهؤلء كلهم عشر ملئكة الرض الموكلين بها ،وكل هخخؤلء عشخخر
ملئكة السماء الدنيا ،وكل هخؤلء عشخر ملئكخة السخماء الثانيخة ،وعلخى هخذا
الترتيب إلى السماء السابعة ،ثم الكل في مقابلة ملئكة الكرسي نزر قليل ،ثم
كل هؤلء عشر ملئكة سرادق واحد ) (1من سرادقات العرش الخختي عخخددها
ستمأة ألخخف ،طخخول كخخل سخخرادق وعرضخخه وسخخمكه إذا قخخوبلت بخخه السخخماوات
والرضون وما فيهما وما بينهما ) (2فإنهخا كلهخخا تكخون شخيئا يسخيرا ،وقخدرا
صغيرا ،وما من مقدار موضع قدم إل وفيه ملك ساجد أو راكخخع أو قخخائم لهخخم
زجل بالتسبيح والتقديس ،ثم كل هخخؤلء فخخي مقابلخخة الملئكخخة الخخذين يحومخخون
حول العرش كالقطرة في البحر ول يعرف ) (3عددهم إل ال ،ثم مع هخخؤلء
ملئكة اللوح الذين هم أشياع إسرافيل عليه السلم والملئكة الذين هخم جنخود
جبرئيل عليه السلم وهم كلهم سامعون مطيعون ل يفترون مشتغلون بعبادته
سبحانه ،رطاب اللسنة بذكره وتعظيمه ،يتسابقون في ذلك منخخذ ) (4خلقهخخم،
ل يسخختكبرون عخخن عبخخادته آنخخاء الليخخل والنهخخار ]و[ ل يسخخأمون ،ل تحصخخى
أجناسخخهم ،ول مخخدة أعمخخارهم ،ول كيفيخخة عبخخاداتهم ) (5وهخخذا تحقيخخق حقيقخخة
ملكوته جل جللخخه علخخى مخخا قخخال )ومخخا يعلخخم جنخخود ربخخك إل هخخو )- 1 .((6
الخصال :عن محمد بن الحسن بن الوليد ،عن محمد بن الحسن الصخخفار عخخن
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ،عخخن محمخخد بخخن عبخخد الخ بخخن هلل ،عخخن
العل ،عن محمد بن مسلم ،قال :سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول :لقد خلخخق
ال عزوجل في الرض منذ خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم ،خلقهخخم
من أديم الرض فأسكنهم فيها
) (1في بعض النسخ :السرادق الواحد (2) .في المصدر :وما فيها وما بينها (3) .فخخي
المصخخدر :ول يعلخخم (4) .فخخي المصخدر :مخخذ ) (5فخخي المصخدر ول يحصخخى
اجناسهم ول مدة اعمخخارهم ول كيفيخخة عبخخادتهم إل الخ تعخخالى (6) .المخخدثر:
،31مفاتيح الغيب ،ج ،1ص .378
][320
واحدا بعد واحد مع عالمه ،ثم خلق ال عزوجل آدم أبا البشر ) (1وخلخخق ذريتخخه منخخه،
ول وال ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقهخخا ،ول خلخخت النخخار مخخن
أرواح الكفار والعصاة منخخذ خلقهخخا عزوجخخل ،لعلكخخم تخخرون أنخخه إذا كخخان يخخوم
القيامة وصير ال أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجنة ،وصير أبدان أهخخل
النار مع أرواحهم في النار أن ال تبارك وتعالى ل يعبد في بلده ،ول يخلخخق
خلقا يعبدونه و يوحدونه ؟ ! بلى وال ،ليخلقن ال خلقخخا مخخن غيخخر فحولخخة ول
إناث ،يعبخخدونه و يوحخخدونه ويعظمخخونه ،ويخلخخق لهخخم أرضخخا تحملهخخم وسخخماء
تظلهخخم ،أليخخس الخخ عزوجخخل يقخخول) :يخخوم تبخخدل الرض غيخخر الرضخخل
والسماوات( وقال ال عزوجل )أفعيينا بالخلق الول بل هم في لبس من خلق
جديد ) .((2العياشي :عن محمد مثله - 2 .الخصال :عن أبيه ،عخخن سخخعد بخخن
عبد ال ،عن الحسن بن عبد الصمد ،عن الحسن بخخن ) (3أبخخي عثمخخان ،قخخال:
حدثنا العبادي بن عبد الخالق ،عمن حدثه عن أبي عبد ال عليه السخخلم قخخال:
إن ل عزوجل اثني عشر ألف عالم ،كل عالم منهم أكخخبر مخخن سخخبع سخخماوات
وسبع أرضين ،مخخا يخخرى عخخالم منهخخم أن لخ عزوجخخل عالمخخا غيرهخخم ،و إنخخي
الحجة عليهم ).(4
) (1في المصدر :أبا هذا البشر (2) .الخصال (3) .11 :فخخي المصخخدر) :الحسخخن بخخن
على بن ابى عثمان( وكلهما واحخخد ،قخخال النجاشخخي ) (48الحسخخن بخخن أبخخى
عثمان الملقب )سخجادة( أبخو محمخد كخوفى ضخعفه اصخحابنا )انتهخى( وقخال
الكشى :على السجادة لعنة ال ولعنخخة اللعنيخخن والملئكخخة والنخخاس اجمعيخخن
فلقد كان من العليانية الذين يقعون في رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه ليخخس
لهم في السلم نصيب )انتهى( و )سجاده( بكسر السبن وسمع ضخخمها كمخخا
في الساس بعدها جيم :مقدار ما يضع الرجل وجهه في سخجوده -كمخا فخي
النهاية -ولعل تلقيبه بها للتزامه بها ،عده الشيخ تارة مخخن اصخخحاب الجخخود
واخرى من أصحاب الهادى عليهما السلم (4) .الخصال.(*) 172 :
][321
منتخب البصائر لسعد بن عبد ال :عن الحسن بن عبخد الصخمد إلخى آخخر السخند وعخن
محمد بن سنان عن المنفضل عنه عليه السلم مثله - 3 .التوحيخخد والخصخخال:
عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب،
عن عمرو بن شمر ،عن جابر بن يزيد ،قال :سخخألت أبخخا جعفخخر عليخخه السخخلم
عن قول ال عزوجل )أفعيينا بالخلق الول بل هم في لبخخس مخخن خلخخق جديخخد(
فقال :يا جابر ،تأويل ذلك أن الخ عزوجخخل إذا أفنخخى هخخذا الخلخخق وهخخذا العخخالم
وسكن ) (1أهل الجنة الجنة ،وأهل النار النار ،جدد ) (2الخ عزوجخخل عالمخخا
غير هذا العالم ،وجدد عالما ) (3من غير فحولة ول إناث يعبدونه ويوحدونه
ويخلق ) (4لهم أرضا غير هذه الرض تحملهخخم ،وسخخماء غيخخر هخخذه السخخماء
تظلهم ،لعلك ترى أن ال عزوجل إنما خلق هخخذا العخخالم الواحخخد ! أو تخخرى أن
ال عزوجل لم يخلق بشرا غيركم ؟ ! بلى وال ،لقد خلق ال خ تبخخارك وتعخخالى
ألخخف ألخخف عخخالم ،وألخخف ألخخف آدم ،وأنخخت ) (5فخخي آخخخر تلخخك العخخوالم واولئك
الدميين ) .(6بيان :قوله عزوجل )أفعيينخخا بخخالخلق الول( المشخخهور أن هخخذه
اليخخة لثبخخات البعخخث ،وهخخو المخخراد بخخالخلق الجديخخد .قخخال الطبرسخخي ره :أي
أفعجزنا حين خلقناهم أول ولم يكونوا شيئا ،فكيف نعجز عن بعثهم وإعادتهم
؟ )بخخل هخخم فخخي لبخخس( أي فخخي ضخخلل وشخخك مخخن إعخخادة الخلخخق جديخخد ).(7
والصوفيه حملوه على تجخدد المثخخال الخخذي قخالوا بخه مخخالفين لسخائر العقلء
والمتدينين ،ولعل التأويل الوارد فخخي الخخخبر مخخن بطخخون اليخخة ،والجمخخع بينخخه
وبين ما
) (1في الخصال :واسكن (2) .في الخصال :أوجد الخخ (3) .فخخي التوحيخخد :خلقخخا(4) .
في بعخخض النسخخخ وفخخي الخصخخال :وخلخخق (5) .فخخي المصخخدرين :انخخت(6) .
التوحيد ،200 :الخصال (7) .180 :مجمع البيان ،ج ،9ص .(*) 144
][322
سبق يمكن بأن يكون الول محمول على الجناس وهذا على أنواع العوالم ،وعلى أي
حال هذه الخبار تدل على حخدوث العخالم ل علخى قخدمه ،كمخا تخوهمه بعخض
القائلين به ،إذ الرزمان المعدود بالكثرة ل يصير غير متناه - 4 .تفسير علخخى
بن ابراهيم :عن سعيد بن محمد ،عن بكر بن سهل ،عن عبد الغني بن سعيد،
عن موسى بن عبد الرحمن ،عن ابن جريج ،عن عطاء ،عن ابن عبخخاس فخخي
قوله )رب العالمين( قال :إن ال عزوجل خلخخق ثلثمخخأة عخخالم وبضخخعة عشخخر
عالما خلف قاف ،وخلف البحار السبعة ،لم يعصوا ال طرفة عيخخن قخخط ،ولخخم
يعرفوا آدم ول ولده ،كل عالم منهم يزيد من ) (1ثلثمائة وثلثخخة عشخخر مثخخل
آدم ومخخا ولخخد ،فخخذلك ) (2قخخوله )إل أن يشخخاء ال خ رب العخخالمين( )- 5 .(3
قصص الراوندي :بإسناده إلخخى الصخخدوق ،عخخن أبيخخه ومحمخخد بخخن الحسخخن بخخن
الوليد معا ،عن سعد بن عبد ال ،عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ،عن
الحسن ابن محبوب ،عن عمرو بن أبي المقدام ،عخن جخابر ،عخن أبخي جعفخر
عليه السلم قال :سئل أمير المؤمنين عليه السلم :هل كان في الرض خلخخق
من خلخق الخ تعخالى يعبخدون الخ قبخل آدم وذريتخة ،فقخال :نعخم ،قخد كخان فخي
السخموات والرض خلخق مخن خلخق الخ يقدسخون الخ ويسخبحونه ويعظمخونه
بالليل والنهار ل يفترون ،فإن الخ عزوجخخل لمخخا خلخخق الرضخخين خلقهخخا قبخخل
السماوات ،ثم خلق الملئكة روحانيين لهم أجنحخخة يطيخخرون بهخخا حيخخث يشخخاء
ال ،فأسكنهم فيما بين أطبخخاق السخخماوات يقدسخخونه الليخخل والنهخخار ،واصخخطفى
منهخخم إسخخرافيل وميكائيخخل وجبرئيخخل ،ثخخم خلخخق عزوجخخل فخخي الرض الجخخن
روحانيين لهم أجنحة فخلقهخخم دون خلخخق الملئكخخة ،وحفظهخخم أن يبلغخخوا مبلخخغ
الملئكة في الطيران وغير ذلك ،فأسكنهم فيما بيخخن أطبخخاق الرضخخين السخخبع
وفوقهن يقدسون ال الليل والنهار ل يفترون ،ثم خلق خلقا دونهخخم لهخخم أبخخدان
وأرواح بغير أجنحة يأكلون ويشربون
) (1في المصدر :عن (2) .في المصدر :وذلك (3) .تفسير القمى.(*) 715 :
][323
)نسناس( أشباه خلقهم ،وليسوا بإنس ،وأسكنهم أوساط الرض على ظهر الرض مع
الجن يقدسون ال الليل والنهار ل يفترون ،قال :وكان الجن تطير في السخخماء
فتلقى الملئكة في السماوات فيسلمون عليهم ويزورونهم ويسخختريحون إليهخخم
ويتعلمون منهم )الخبر( .ثم إن طائفة مخن الجخن والنسخخناس الخذين خلقهخم الخ
وأسكنهم أوساط الرض مع الجن تمردوا وعتوا عن أمر ال ،فمرحوا وبغوا
في الرض بغير الحق ،وعل بعضهم على بعض في العتو على ال تعخخالى )
(1حتى سفكوا الدماء فيما بينهم ،وأظهروا الفساد وجحدوا ربوبية ال تعالى.
قال :وأقامت الطائفة المطيعون من الجن على رضوان ال وطاعته ،وبخخاينوا
الطائفتين من الجن والنسناس الذين عتوا عن أمر ال تعخخالى .قخخال :فحخخط الخ
أجنحة الطائفة من الجن الذين عتوا عن أمر الخ وتمخردوا فكخانوا ل يقخدرون
على الطيخخران إلخخى السخخماء وإلخخى ملقخخاة الملئكخخة لمخخا ارتكبخخوا مخخن الخخذنوب
والمعاصي .قخخال :وكخخانت الطائفخخة المطيعخخة لمخخر الخ مخخن الجخخن تطيخخر إلخخى
السماء الليل والنهار علخخى مخخا كخخانت عليخخه ،وكخخان إبليخخس واسخخمه )الحخخارث(
يظهر للملئكة أنه من الطائفة المطيعة ،ثم خلق ال ]تعالى[ خلقا على خلف
خلق الملئكة وعلى خلف خلق الجن وعلخخى خلف خلخخق النسخخناس ،يخخدبون
كما يدب الهوام في الرض يأكلون ويشربون كما تأكل النعخخام مخخن مراعخخي
الرض كلهم ذكران ليس فيهم إناث ،لخخم يجعخخل الخ فيهخخم شخخهوة النسخخاء ،ول
حب الولد ،ول الحرص ،ول طول المخخل ول لخخذة عيخخش ،ل يلبسخخهم الليخخل
ول يغشاهم النهار ]و[ ليسوا ببهائم ول هوام ،لباسهم ورق الشجر ،وشخخربهم
من العيون الغزار والوديخخة الكبخخار ،ثخخم أراد الخ أن يفرقهخخم فرقخختين ،فجعخخل
فرقة خلف مطلع الشمس مخخن وراء البحخخر ،فكخخون لهخخم مدينخخة أنشخخأها تسخخمى
)جابرسا( طولها اثنا عشر ألف فرسخخ فخي اثنخي عشخر ألخف فرسخخ ،وكخون
عليها سورا من حديد يقطخع الرض إلخى السخماء ،ثخم أسخكنهم فيهخا ،وأسخكن
الفرقة الخرى خلق مغرب الشمس من وراء البحر ،وكون لهم مدينة أنشأها
تسمى )جابلقا(
][324
طولها اثنا عشر ألف فرسخ في اثني عشر ألف فرسخخخ ،وكخخون لهخخم سخخورا مخخن حديخخد
يقطخخع إلخخى السخخماء ،فأسخخكن الفرقخخة الخخخرى فيهخخا ،ل يعلخخم أهخخل )جابرسخخا(
بموضع أهل )جابلقا( ول يعلم أهل )جابلقا( بموضع أهل )جابرسا( ول يعلخخم
بهم أهل أوساط الرض من الجن والنسناس ،فكانت الشمس تطلع علخخى أهخخل
أوساط الرضين من الجن والنسناس فينتفعون بحرها ويستضيئون بنورهخخا،
ثم تغرب في عين حمئة فل يعلم بها أهل جابلقا إذا غربت ،ول يعلم بها أهخخل
جابرسا إذا طلعت ،لنها تطلع مخخن دون جابرسخخا ،وتغخخرب مخخن دون جابلقخخا.
فقيل :يا أمير المؤمنين فكيف يبصرون ويحيون ؟ وكيخخف يخخأكلون ويشخخربون
وليس تطلع الشمش عليهم ؟ فقال :إنهم يستضخخيئون بنخخور الخخ ،فهخخم فخخي أشخخد
ضوء من نور الشخخمس ،ول يخخرون أن الخ تعخخالى خلخخق شمسخخا ول قمخخرا ول
نجوما ول كواكب ،ول يعرفون شخخيئا غيخخره .فقيخخل :يخخا أميخخر المخخؤمنين فخخأين
إبليس عنهم ؟ قال :ل يعرفخخون إبليخخس ول سخخمعوا بخخذكره ل يعرفخخون إل الخ
وحده ل شريك لخخه ،لخخم يكنسخخب أحخخد منهخخم قخخط خطيئة ،ولخخم يقخخترب إثمخخا ،ل
يسقمون ول يهرمون ول يموتون إلى يخخوم القيامخخة ،يعبخخدون الخ ل يفخخترون،
الليل والنهار عندهم سواء .وقال :إن ال أحب أن يخلق خلقخخا ،وذلخخك بعخخد مخخا
مضى للجن والنسناس سبعة آلف سنة ،فلما كان من خلق ) (1الخ أن يخلخخق
آدم للذي أراد من التدبير والتقدير فيما هو مكونة فخخي السخخماوات والرضخخين
كشط عن أطباق السماوات ،ثم قال للملئكة :انظخخروا إلخخى أهخخل الرض مخخن
خلقي من الجن والنسناس هل ترضون أعمالهم وطاعتهم لي ؟ فخخاطلعت )(2
ورأوا مخخا يعملخخون فيهخخا مخخن المعاصخخي وسخخفك الخخدماء والفسخخاد فخخي الرض
الرض بغير الحق أعظموا ذلك وغضبوا ال وأسفوا على أهل الرض ولخخم
يملكوا غضخخبهم وقخخالوا :يخخا ربنخخا أنخخت العزيخخز الجبخخار القخخاهر العظيخخم الشخخأن
وهؤلء كلهم خلقك الضعيف الخخذليل فخخي أرضخخك كلهخخم يتقلبخخون فخخي قبضخختك
ويعيشون برزقك ويتمتعون بعافيتك وهم يعصونك
][325
بمثل هذه الذنوب العظام ل تغضب ول تنتقم منهم لنفسك بما تسخخمع منهخخم وتخخرى وقخخد
عظم ذلك علينا وأكبرناه فيك ! قال :فلما سمع ال تعالى مقالة الملئكخخة قخخال:
إني جاعل في الرض خليفة ،فيكون حجتي على خلقخخي فخخي أرضخخي .فقخخالت
الملئكة :سبحانك ربنا ! أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح
بحمدك ونقدس لك ؟ ! فقال ال تعالى :يا ملئكخختي إنخخي أعلخخم مخخا ل تعلمخخون،
إني أخلق خلقا بيدي ،وأجعل من ذريتخخه أتبيخخاء ومرسخخلين وعبخخادا صخخالحين،
وأئمخخة مهتخخدين ،وأجعلهخخم خلفخخائي علخخى خلقخخي فخخي أرضخخي ،ينهخخونهم عخخن
معصيتي ،وينذرونهم من عذابي ،ويهدونهم إلى طاعتي ويسلكون بهم طريق
سخخبيلي ،أجعلهخخم حجخخة لخخي عخخذرا أو نخخذرا ،وأنفخخي الشخخياطين مخخن أرضخخي،
وأطهرها منهم ،فاسكنهم في الهواء وأقطار الرض وفخخي الفيخخافي فل يراهخخم
خلقي ) ،(1ول يرون شخصهم ول يجالسونهم ول يخالطونهم ول يؤاكلونهم
ول يشاربونهم وأنفر مردة الجن العصاة من نسخخل بريخختي وخلقخخي وخيرتخخي،
فل يجارون خلقي وأجعل بين خلقي وبين الجان حجابخخا فل يخخري خلقخخي )(2
شخص الجن ،ول يجالسونهم ول يشاربونهم ،ول يتهجمخخون تهجمهخخم ،ومخخن
عصخخاني مخخن نسخخل خلقخخي الخخذي عظمتخخه واصخخطفيته لغيخخبي اسخخكنهم مسخخاكن
العصاة ،واوردهم موردهم ول ابالي .فقالت الملئكة :ل علم لنا إل ما علمتنا
إنك أنت العليم الحكيم .فقال للملئكة :إني خالق بشرا من صلصال مخخن حمخخأ
مسنون ،فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعواله ساجدين .قال :وكان ذلخخك
من ال تقدمة للملئكة قبل أن يخلقه احتجاجا منه عليهم وما كان ال ليغير ما
بقوم إل بعد الحجة عخخذرا أو نخخذرا ،فخخأمر تبخخارك وتعخخالى ملكخخا مخخن الملئكخخة
فاغترف غرفة بيمينه فصلصلها في كفخه فجمخخدت ،فقخال الخ عزوجخخل :منخخك
أخلق .ايضاح) :أشباه خلقهم( أي بخخالنس ،أو بعضخخهم ببعخخض ،أو بالضخخافة
أي أشباه خلق الجن) .فمرحوا( بالحاء المهملخة ،يقخال :مخرح كفخرح أي أشخر
وبطر
][326
واختخخال ونشخخط تبخخخترا ) ،(1أو بخخالجيم والمخخرج بالتحريخخك الفسخخاد والقلخخق والختلط
والضطراب والفعل كفخخرح أيضخخا) .ل يلبسخخهم الليخخل( لعخخل المعنخخى أنهخخم لخخم
يكونوا يحتاجون في الليل إى ستر ،وفي النهار إلى غشاء وستر ،أو أنهم لمخخا
لم تطلع عليهم الشمس ل ليل عندهم ول نهار ) (2ويظهر من هخخذا الخخخبر أن
جابلقا وجابرسا خارجان من هذا العالم خلف السماء الرابعة بل السابعة على
المشهور ،وأهلهمخا صخنف مخن الملئكخة ،أو شخبيه بهخم واختصخر الراونخدي
الخبر ،وتمامه مر بسند آخر في المجلد الخامس - 6 .البصخخائر :عخخن يعقخخوب
بن يزيد ،عن ابن أبي عمير ) (3عن رجاله ،عن أبي
) (1في اكثر النسخ :وتبختر (2) .بل الثاني متعين (3) .هو محمد بن زياد بن عيسخخى
أبو أحمد الزدي من موالى المهلب بن أبى صفرة ،و قيل مخخولى بنخخى اميخخة
والول أصخخح ،بغخخدادي الصخخل والمقخخام ،كخخان اوثخخق النخخاس عنخخد الخاصخخة
والعامة وانسكهم نسكا وأورعهم واعبخخدهم ،وكخخان مخخن اصخخحاب الجمخخاع،
جليل القدر ،عظيم الشأن .قال الفضل بن شاذان :دخلت العراق فرأيت أحدا
يعاتب صاحبه ويقول له :أنت رجل عليك عيال وتحتاج ان تكسب عليهخخم ؟
وما آمن أن تذهب عيناك لطول سجودك ،فلما اكثر عليه قال :اكثرت على،
ويحك لو ذهبت عين أحد من السجود لذهبت ين ابخخن ابخخى عميخخر ،مخخا ظنخخك
برجل يسجد سجدة الشكر بعد صلوة الفجر فمخخا يرفخخع رأسخخه ال عنخخد زوال
الشمس ! كان متمول رب خمسمائة الف درهخخم ،روى الكشخخى انخخه ضخخرب
مائة وعشرين خشبة امام هارون ،وتولى ضخخربه السخخندي بخخن شخخاهك علخخى
التشيع ،وحبس فأدى مائة وأحخخد وعشخخرين الخخف درهخخم حخختى خلخخى عنخخه .و
ايضا اخذه المأمون وحبسه ،وأصابه من الجهد والضيق امخخر عظيخخم واخخخذا
المأمون كل شئ كان له وذلك بعد موت الرضا عليخخه السخخلم قيخخل انخخه كخخان
في الحبس اربع سنين ،وروى المفيد )ره( في الختصاص انخخه حبخخس سخخبع
عشر سنين ،وفي حال استتاره وكونه في الحبس دفنخخت اختخخه كتبخخه فهلكخخت
الكتب ،وقيل :تركها في غرفة فسال عليها المطر فحخخدث مخخن حفظخخه وممخخا
كان سلف له في ايدى النخخاس ،فلهخخذا تسخخكن الصخخحاب إلخخى مراسخخيله ،قخخال
المحقق الداماد في الرواشخح السخماوية )ص (67 :مراسخيل محمخد بخن أبخى
عمير تعد في حكخم المسخخانيد ،إلخخى ان قخخال :كخان يخخروى مخخا يرويخه باسخانيد
صحيحة ،فلما ذهبت كتبخخه ارسخخل روايخخاته الخختى كخخانت هخخي مخخن المضخخبوط
المعلوم المسند عنده بسند صخخحيح ،فمراسخخيله فخخي الحقيقخخة مسخخانيد معلومخخة
التصال )انتهى( قال النجاشخخي )ص (250 :لقخى أبخخا الحسخن موسخى عليخخه
السخلم وسخمع منخه احخاديث إلخى ان قخال وروى عخن الرضخا عليخه السخلم
)انتهى( وقيل انه ادرك أبا الحسن موسى عليه السلم ولم يرو عنخخه وروى
عن الرضا والجواد عليهما السلم واستظهر في )جخخامع الخخرواة( انخخه ادرك
اربعة من الئمة :الصادق :والكاظم والرضا والجخخواد عليهخخم السخخلم وأيخخده
بتأييدات يطول ذكرها )*(.
][327
عبد ال عليه السلم يرفع الحديث إلى الحسن بن علي عليهما السخخلم أنخخه قخخال :إن لخ
مدينتين :إحداهما بالمشرق والخرى بالمغرب ،عليهمخخا سخخوران مخخن حديخخد،
وعلى كل مدينة ألف ألف مصراع مخخن ذهخخب ،وفيهخخا سخخبعين ) (1ألخخف ألخخف
لغة ،يتكلم كل لغة بخلف لغة صاحبه ،وأنا أعرف جميع اللغخخات ومخخا فيهمخخا
وما بينهما ،وما عليهما حجة غيري والحسين أخي ) .(2ومنه :عن أحمد بخخن
الحسين عن أبيه بهذا السناد مثلخخه - 7 .ومنخخه :عخخن محمخخد بخخن المثنخخى ،عخخن
أبيه ،عن عثمان بن زيد ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السخخلم قخخال :سخخألته
عن قول ال عزوجخخل )وكخخذلك نخخري إبراهيخخم ملكخخوت السخخماوات والرض(
قال :فكنت مطرقا إلى الرض فرفع يده إلى فوق ،ثم قخخال لخخي :ارفخخع رأسخخك
فرفعت رأسي فنظرت إلى السقف قد انفجر ،حتى خلخخص بصخخري إلخخى نخخور
ساطع حار بصري دونه قال :ثخخم قخخال لخخي :رأى إبراهيخخم ملكخخوت السخخماوات
والرض هكخخذا ،قخخال لخخي :أطخخرق ،فخخأطرقت ،ثخخم قخخال ]لخخي[ :ارفخخع رأسخخك،
فرفعت رأسي ،فإذا السقف على حاله ،قال :ثم أخذ بيدي وقام وأخرجني مخخن
البيت الذي كنت فيه ،وأدخلني بيتا آخر ،فخلع ثيابه الخختى كخخانت عليخخه ولبخخس
ثيابا غيرها ،ثم قال لي :غض بصرك ،فغضضت بصري ،وقال لي :ل تفتح
عينك ،فلبثت ساعة ثم قال لي :أتدري أين أنت ؟ قلت :ل ،جعلت فداك .فقخخال
لي :في الظلمه التي سلكها ذوالقرنين .فقلت لخخه :جلعخخت فخخداك ،أتخخأذن لخخي أن
أفتح عيني .فقال لي :افتح ،فإنك ل ترى شيئا .ففتحت عيني فإذا أنا في ظلمخخة
ل ابصر فيها موضع قدمي ،ثم سار قليل ووقف ،فقخخال لخخي :هخخل تخخدري أيخخن
أنت ؟ قلت :ل ،قال :أنت واقف على عين الحياة الخختي شخخرب منهخخا الخضخخر.
وخرجنا من ذلك العالم إلى عخخالم آخخخر ،فسخخلكنا فيخخه فرأينخخا كهيئة عالمنخخا فخخي
بنائه متساكنه وأهله ،ثم خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة الول
) (1سبعون )ط( (2) .رواه في الكافي )ج ،1ص (462عن أحمد بن محمد ومحمخخد
بن يحيى ،عن محمد الحسين ،عن يعقوب بن يزيد ،عن ابن أبى عمير عخخن
رجاله )*(.
][328
والثاني ،حخختى وردنخخا خمسخخة عخخوالم ،قخخال :ثخخم قخخال :هخخذه ملكخخوت الرض ولخخم يرهخخا
إبراهيم ،وإنما رأى ملكوت السماوات ،وهي اثنا عشر عالما كل عخخالم كهيئة
ما رأيت كلما مضى منا إمام يكن أحد هذه العوالم ،حتى يكون آخرهخخم القخخائم
في عالمنا الذي نحن ساكنوه .قخخال :ثخخم قخخال لخخي :غخخض بصخخرك ،فغضضخخت
بصري ثم أخذ بيدي ،فإذا نحن في البيت الذي خرجنا منه ،فنزع تلك الثيخخاب
ولبس الثياب التي كانت عليه ،وعدنا إلخى مجلسخنا .فقلخت :جعلخت فخداك ،كخخم
مضى من النهار ،قال :ثلث ساعات .بيان) :ولم يرها إبراهيم( أي كلهخخا ،أو
في وقت الحتجاج على قومه ورآها بعدا ،وكخخأن فخخي قرائتهخخم عليهخخم السخخلم
)والرض( بالنصب - 8 .البصائر :عن أحمد بن محمد ،عن جعفر بن محمد
بن مالك الكوفي ،عن محمد بن عمار ،عن أبي بصير ،قخخال :كنخخت عنخخد أبخخي
عبد ال عليه السخلم فركخض برجلخه الرض فخإذا بحرفيخة سخفن مخن فضخة،
فركب وركبت معه حتى انتهى إلى موضع فيخخه خيخخام مخخن فضخخة ،فخخدخلها ثخخم
خرج فقال :رأيت الخيمة التي دخلتها أول ،فقلت :نعم قال :تلك خيمة رسخخول
ال صلى ال عليه وآله ،والخرى خيمة أمير المؤمنين عليه السخخلم والثالثخخة
خيمخخة فاطمخخة والرابعخخة خيمخخة الخديجخخة ) ،(1والخامسخخة خيمخخة الحسخخن،
والسادسة خيمة الحسين ،و السابعة خيمة علخخي بخخن الحسخخين ،والثامنخخة خيمخخة
أبي ،والتاسعة خيمتي ،وليس أحد منا يموت إل ولخه خيمخخة يسخكن فيهخخا- 9 .
ومنه :عن عبد ال بن محمد الحجال ،عن الحسخخن بخخن الحسخخين اللؤلخخؤي عخخن
محمد بن سنان ،عن ابن مسكان ،عن سدير ،قال :قال أبو جعفر عليه السخخلم
يا أبا الفضل إني لعخخرف رجل مخخن المدينخخة أخخخذ قبخخل مطلخخع الشخخمس وقبخخل
غروبها إلى الفئة الخختي قخخال الخ )ومخخن قخخوم موسخخى امخخة يهخخدون بخخالحق وبخخه
يعدلون( لمشاجرة كانت فيما بينهم فأصلح بينهم - 10 .ومنه :عن محمخخد بخخن
عبد ال ،عن إسماعيل بن موسى ،عن أبيه ،عن جده
) (1خديجة )خ( )*(.
][329
عن عمه عبد الصمد بن علي ،قال :دخل رجل على علي بخخن الحسخخين عليهمخخا السخخلم
فقال له علي بن الحسين :من أنت ؟ قال :أنا منجم ،قال :فخخأنت عخخراف ،قخخال:
فنظر إليه ثم قال :هل أدلك على رجل قدم مخخذ دخلخخت علينخخا فخخي أربخخع عشخخر
عالما كل عالم أكبر من الدنيا ثلث مرات لم يتحرك من مكانه ؟ ! قخخال :مخخن
هو ؟ قال :أنا ،وإن شئت أنبأتك بما أكلخخت وادخخخرت فخخي بيتخخك - 11 .ومنخخه:
عن محمد بن الحسين ،عن صفوان بن يحيي ،عن بعض رجاله عن أبي عبد
ال عن أبيه ،عن على بن الحسين ،عن أمير المؤمنين عليهم السلم قخخال :إن
ل بلدة خلف المغرب يقال لها )جابلقا( وفي جابلقا سبعون ألف امة ليس منها
امة إل مثل هذه المة ،فمخخا عصخخوا الخ طرفخخة عيخخن ،فمخخا يعملخخون عمل ول
يقولون قول إل الدعاء على الولين ) (1والبرائة منهما ،والولية لهل بيخخت
رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه - 12 .ومنخخه :عخخن يعقخخوب بخخن إسخخحق بخخن
إبراهيم الجريري ،عن أبي عمران الرمني ،عن الحسين بن الجارود ،عمن
حدثه ،عن أبي عبد ال عليه السخخلم قخخال :إن مخخن وراء أرضخخكم هخخذه أرضخخا
بيضاء ضوؤها منها ،فيها خلق يعبدون ال ل يشركون به شخخيئا يتخخبرؤن مخخن
فلن وفلن - 13 .ومنخخه :عخخن أحمخخد بخخن موسخخى ،عخخن الحسخخين بخخن موسخخى
الخشاب ،عن علي ابن حسان ،عن عبد الرحيم بن كخخثير ،عخخن أبخخي عبخخد الخ
عليه السلم قال :إن من وراء عين شمسكم هذه أربعين عين شمس فيها خلق
كثير ،وإن من وراء قمركم أربعين قمرا فيهخخا خلخخق كخخثير ،ل يخخدرون أن الخ
خلق آدم أم لم يخلقه ،الهموا إلهاما لعنة فلن وفلن - 14 .ومنخخه :عخخن سخخلمة
بن الخطاب ،عن سليمان بن سماعة ،وعبد الخ بخخن محمخخد عخخن عبخخد الخ بخخن
القاسم ،عن سماعة يرفعه إلى الحسن وأبي الجارود ،وذكراه عن أبخخي سخخعيد
الهمداني ،قال :قال الحسين بن علي عليهما السلم إن ل مدينة في المشخخرق،
ومدينة في المغرب ،على كل واحد سخور مخن حديخد ،فخي كخل سخور سخبعون
ألف مصراع ،يدخل
][330
من كل مصراع سبعون ألف لغة آدمي ليس منها لغة إل مخخخالف الخخخرى ،ومخخا منهخخا
لغة إل وقد علمناها ،وما فيهما وما بينهما ابن نبي غيخخري وغيخخر أخخخي ،وأنخخا
الحجة عليهم - 15 .ومنه :عن أحمد بن الحسين ،عن علي بخخن الزيخخات )،(1
عن عبيدال ابن عبد ال الدهقان ،عن أبي الحسخن عليخه السخلم قخال :سخمعته
يقول :إن ل خلف هذا النطاق زبرجخخدة خضخخراء ،فمخخن خضخخرتها اخضخخرت
السماء .قال :قلت :وما النطاق ؟ قال :الحجاب ،ول وراء ذلخخك سخخبعون ألخخف
عالم أكثر من عدد النس والجن وكلهم يلعن فلنا وفلنا .بيخخان :لعخخل المخخراد
بالنطاق الجبال المحسوسة لنخخا ،وبالزبرجخخدة جبخخل قخخاف ،أو المخخراد بالنطخخاق
ذلك الجبل ،والزبرجدة خلفه ،ويحتمل على بعد السماء .قال فخخي النهايخخة :فخخي
حديث العباس يمدح النبي صلى ال عليه وآلخخه :حخختى احتخخوى بيتخخك المهيمخخن
من * خندف علياء تحتهخا النطخق النطخخق جمخع )نطخخاق( وهخخي أعخخراض مخخن
جبال بعضها فوق بعض ،أي نواح وأوساط منها شبهت بالنطق التي تشد بها
أوساط الناس )) (2انتهى( وفي بعض الكتب )النطاف( بالفخخاء جمخخع )نطفخخة(
وهي الماء الصافي ،أي خلف البحار ،فتفسخخيرها بالحجخخاب لنهخخا موانخخع مخخن
الوصول إلى ما وراءها ،لكنخخه بعيخخد .اقخخول :أوردنخخا أخبخخارا كخخثيرة مخخن هخخذه
الباب في كتاب الحجة في باب أنهم الحجة علخخى جميخخع العخخوالم - 16 .جخخامع
الخبار :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن موسى سأل ربه عزوجل
) (1الظاهر أنه مصحف )على بخخن الريخخان( كمخخا روى فخخي الكخخافي )ج ،2ص (494
عن احمد بن الحسين عن على بن الريان عن عبيدال بن عبد ال خ الخخدهقان،
وهو على بن الريان بن الصلت الشعري القمى الثقخخة ،عخخدة الشخخيخ ره مخخن
اصحاب الهادى عليه السلم ووكلئه ،وذكر في الفهرست ان لخخه مخخع اخيخخه
)محمد( كتابا مشتركا بينهما (2) .النهاية ،ج ،4ص .(*) 154
][331
أن يعرفه بدء الدنيا منذكم خلقت ،فأوحى ال تعالى إلى موسى :تسألني عخخن غخخوامض
علمي ؟ فقال :يا رب احب أن أعلم ذلك .فقال :يا موسخخى ! خلقخخت الخخدنيا منخخذ
مائة ألف ألف عام عشر مرات ،وكانت خرابا خمسين ألف عام ،ثم بدأت في
عمارتها فعمرتها خمسين ألخخف عخخام ،ثخخم خلقخخت فيهخخا خلقخخا علخخى مثخخال البقخخر
يأكلون رزقي ويعبدون غيري خمسين ألف عخخام ،ثخخم أمتهخخم كلهخخم فخخي سخخاعة
واحدة ،ثم خربخت الخدنيا خمسخين ألخف عخام ،ثخم بخدأت فخي عمارتهخا فمكثخت
عامرة خمسين ألف عام ،ثم خلقت فيها بحرا فمكث البحر خمسخين ألخف عخام
ل شئ مجاجا من الدنيا يشخخرب ،ثخخم خلقخخت دابخخة وسخخلطتها علخخى ذلخخك البحخخر
فشربه بنفس واحخخد ،ثخخم خلقخخت خلقخخا أصخخغر مخخن الزنبخخور وأكخخبر مخخن البخخق،
فسخخلطت ذلخخك الخلخخق علخخى هخخذه الدابخخة فلخخدغها وقتلهخخا ،فمكثخخت الخخدنيا خرابخخا
خمسين ألف عام ،ثم بدأت في عمارتها فمكثت خمسين ألف سخخنة ،ثخم جعلخخت
الدنيا كلها آجام القصب وخلقت السلحف وسخخلطتها عليهخخا ،فأكلتهخخا حخختى لخخم
يبق منها شئ ،ثم أهلكتها في ساعة واحدة ،فمكثت الدنيا خرابا خمسخخين ألخخف
عام ،ثم بدأت في عمارتها فمكثت عامرة خمسين ألف عام ثخخم خلقخخت ثلثيخخن
آدم ثلثين ألف سنة من آدم إلى آدم ألف سنة ،فأفنيتهم كلهم بقضائي وقدري،
ثم خلقت فيها خمسين ألف ألف مدينة من الفضخخة البيضخخاء ،وخلقخخت فخخي كخخل
مدينة مائة ألف ألخف قصخر مخن الخذهب الحمخر ،فملت المخخدن خخردل عنخد
الهواء يومئذ ألذ من من الشهد وأحلى من العسل وأبيض من الثلج ،ثم خلقخخت
طيرا واحدا أعمى ،وجعلت طعامه في كل ألف سنة حبخخة مخن الخخردل أكلهخخا
حتى فنيت ،ثم خربتها فمكثت خرابا خمسين ألف عام ثم بخخدأت فخخي عمارتهخخا
فمكثت عامرة خمسين ألف عام ،ثم خلقخخت أبخخاك آدم عليخخه السخخلم بيخخدي يخخوم
الجمعة وقت الظهر ولم أخلق من الطيخخن غيخخره وأخرجخخت مخخن صخخلبه النخخبي
محمخخدا ) .(1بيخخان :هخخذه مخخن روايخخات المخخخالفين ،أوردهخخا صخخاحب الجخخامع
فأوردتها ولم أعتمد عليها.
) (1هذه الرواية أشبه بالقصص التخيلية ،والعراض عن الشرح والتوجيه لها أولى،
على أنها مرسلة ل تعويل عليها.
][332
- 17كتاب منتخب البصائر وكتاب المحتضر :عن سعد بن عبخخد الخخ ،عخخن أحمخخد بخخن
محمد بن عيسى ومحمد بن عيسى اليقطيني ،عن الحسين بن سخخعيد ) (1عخخن
فضالة عن القاسم بن بريد ،عن محمد بن مسلم ،قال :سألت أبا عبد ال عليخخه
السلم عن ميراث العلم ما مبلغه ؟ أجوامع ما هو من هذا العلم أم تفسير كخخل
شئ من هذه المور التي تتكلم فيها ؟ فقخخال :إن لخ عزوجخخل مخخدينتين :مدينخخة
بالمشرق ،ومدينة بالمغرب ،فيهما قوم ل يعرفون إبليخخس ول يعلمخخون بخلخخق
إبليس ،نلقاهم في كل حين فيسألونا عما يحتاجون إليخه ويسخألونا عخخن الخخدعاء
فنعلمهخخم ويسخخألونا عخخن قائمنخخا مخختى يظهخخر ؟ وفيهخخم عبخخادة واجتهخخاد شخخديد،
ولمدينتهم أبواب ما بين المصخراع إلخى الصخمراع مخائة فرسخخ ،لهخم تقخديس
وتمجيد ودعاء واجتهاد شديد ،لو رأيتموهم ل حتقرتم عملكم ! يصلي الرجل
منهم شهرا ل يرفع رأسخه مخن سخجدته ،طعخامهم التسخبيح ،ولباسخهم الخورق،
ووجوههم مشرقة بالنور ،إذا رأوا منا واحدا لحسوه ،واجتمعوا إليه ،وأخخخذوا
من أثره من الرض يتبركون به ،لهم دوي إذا صلوا كأشخخد مخخن دوي الريخخح
العاصخخف ،منهخخم جماعخخة لهخخم يضخخعوا السخخلح منخخذ كخخانوا ينتظخخرون قائمنخخا،
يدعون ال عزجل أن يريهم إياه ،و عمر أحدهم ألف سخخنة ،إذا رأيتهخخم رأيخخت
الخشوع والستكانة وطلب مخا يقربهخم إلخى الخ عزوجخل ،إذا احتبسخنا عنهخم
ظنوا أن ذلك من سخط ،يتعاهدون أوقاتنا التي نأتيهم
) (1الحسين بن سعيد بن حماد بن مهران مولى على بن الحسخخين عليهمخخا السخخلم ابخخو
محمد الهوازي الثقة ،روى عخخن الرضخخا والجخخواد والهخخادي عليهخخم السخخلم
اصله كوفى وانتقل مع أخيه الحسن إلى الهواز ثم تحول إلى قم فنزل على
الحسن بن ابان وتوفى بهخا ،وعخن النجاشخي انخه قخال :قخال لخى أبخو الحسخن
البغدادي السورائى البزاز ،قال لنخا الحسخين بخن يزيخد السخورائى :كخل شخئ
تراه )الحسين بن سعيد عن فضالة( فهو غلط ،انما هو )الحسخخين عخخن اخيخخه
الحسخخن عخخن فضخخالة( لن الحسخخين لخخم يلخخق فضخخالة وان اخخخاه الحسخخن تفخخرد
بفضالة دون الحسين انتهى لكن ذكر في جامع الرواة )ج ،2ص (3موارد
كثيرة من التهذيبين والفقيه تربو على عشرين موردا فيها رواية الحسين بن
سعيد عن فضالة ،ثم قال ،ومع هذه الكثرة بعيد غاية البعد حمل روايته عخخن
فضالة على الغلط :وقال فخخي تنقيخخح المقخخال بعخخد نقخخل كلم الردبيلخخى :وهخخو
كلم موجه مخختين ،ثخخم ذكخخران الشخخيخ الطوسخخى ره ممخخن تحقخخق عنخخده خطخخأ
السورائي .وال العالم )*(.
][333
فيها ،ل يسأمون ول يفترون ،يتلون كتاب ال عزوجل كما علمناهم ،وإن فيما نعلمهخخم
ما لو تلي على الناس لكفروا به ولنكروه ! يسألونا عن الشئ إذا ورد عليهخخم
من القرآن ل يعرفونه فإذا أخبرناهم به انشرحت صدورهم لما يستمعون منخخا
وسألوا لنا طول البقاء وأن ل يفقدونا ،ويعلمون أن المنة من ال خ عليهخخم فيمخخا
نعلمهم عظيمة ولهم خرجة مع المام إذا قام يسخخبقون فيهخخا أصخخحاب السخخلح
ويدعون ال عزوجل أن يجعلهم ممن ينتصر بهم لدينه ،فيهم كهخخول وشخخبان،
إذا رأى شاب منهم الكهل جلس بين يديه جلسة العبد ل يقوم حتى يأمره ،لهخخم
طريق هم أعلم به من الخلق إلى حيث يريد المخخام عليخخه السخخلم فخخإذا أمرهخخم
المام بأمر قاموا عليخخه أبخخدا حخختى يكخخون هخخو الخخذي يخخأمرهم بغيخخره ،لخخو أنهخخم
وردوا على ما بين المشرق والمغرب من الخلق لفنوهم في ساعة واحدة ،ل
يختل فيهم الحديد ،لهم سيوف من حديد غير هذا الحديخخد ،لخخو ضخخرب أحخخدهم
بسيفه جبل لقده حخختى يفصخخله ،ويغزويهخخم المخخام عليخخه السخخلم الهنخخد والخخديلم
والكرد والروم وبربر وفارس ،وبين جابرسا إلى جابلقا وهما مدينتان واحخدة
بالمشخخرق وواحخخدة بخخالمغرب ل يخخأتون علخخى أهخخل ديخخن إل دعخخوهم إلخخى ال خ
عزوجل ،وإلى السلم والقرار بمحمد صخخلى الخ عليخخه وآلخخه والتوحيخخد ول
وليتنا أهل البيت ،فمن أجاب منهم ودخل في السخخلم تركخخوه وأمخخروا عليخخه
أميرا منهم ،ومخن لخم يجخب ولخم يقخر بمحمخد صخلى الخ عليخه وآلخه ولخم يقخر
بالسلم ولم يسلم قتلوه حتى ل يبقى بين المشرق والمغرب ومخخا دون الجبخخل
أحد إل آمن - 18 .البصائر للصفار :عن أحمد بخخن محمخخد بخخن الحسخخين ،عخخن
أحمد بن إبراهيم عن عمار ،عن إبراهيم بن الحسين عن بسطام ،عن عبد ال
بن بكير ،عن عمر بن يزيد عخخن هشخخام الجخخواليقي ،عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه
السلم قال :إن ل مدينة خلف البحخر ،سخعتها مسخخيره أربعيخخن يومخخا للشخمس،
فيها قوم لم يعصوا ال قط ،ول يعرفون إبليس )إلى آخر الخخبر( .بيخان :كخأن
حديث محمد بن مسلم حديثان ،سقط من الراوي أو الناسخ آخر
][334
الول وأول الثاني ،وآخر الول ما تقدم بهذا السند في كتاب ) (1المامة ،حيخخث قخخال:
من هذه المور التي يتكلم فيها لناس من الطلق والفرائض .فقخخال :إن عليخخا
عليه السلم كتب :العلم كله القضاء والفرائض ،فلو ظهر أمرنا فلم يكن شخخئ
إل وفيه سنة نمضيها .وصدر الثاني ما ذكرناه برواية الصفار .واللحس :أخذ
الشئ باللسخخان ،ولعخخل المخخراد بخخه هنخخا بيخخان اهتمخخامهم فخخي أخخخذ العلخخم ،كخخأنهم
يريدون أن يأخذوا جميع علمه ،كما أن من يلحس القصعة يأخذ جميع ما فيه،
وفي بعض النسخ )لحبسوه( أي للستفادة .قوله )ل يختل فيهم الحديخخد( أي ل
ينفذ ،إما افتعال من قولهم )اختله بالرمح( أي نفذه وانتظمه وتخللخخه بخخه طعنخة
إثخخر اخخخرى ،أو مخخن الختخخل بمعنخخى الخديعخخة مجخخازا ،وفخخي بعخخض النسخخخ )ل
يحتك( من الحك أي ل يعمل فيهم شيئا قليل ،وفي بعضخخها )ل يحيخخك( باليخخاء
من حاك السيف أي أثر وهو أظهر ،والمراد بالجبل هو المحيط بالدنيا- 19 .
منتخب البصائر :عن سعد ،عخخن الحسخين بخن عبخخد الصخخمد ،عخخن الحسخخن بخن
علي ،عن ابن أبي عمير ،عن أبي الهيثم خالد الرمني ،عن هشام بخخن سخخالم،
عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم قخخال :إن لخ عزوجخخل مدينخخة بالمشخخرق اسخخمها
)جابلقا( لها اثنا عشر ألف باب من ذهب ،بين كل بخخاب إلخخى صخخاحبه مسخخيرة
فرسخخخ ،علخخى كخخل بخخاب بخخرج فيخخه اثنخخا عشخخر ألخخف مقاتخخل ،يهلبخخون الخيخخل،
ويشخخحذون السخخيوف والسخخلح ،ينتظخخرون قيخخام قائمنخخا ،وإن لخخ عزوجخخل
بالمغرب مدينة يقال لها )جابرسا( لها اثنا عشر ألف باب من ذهخخب بيخخن كخخل
باب إلى صاحبه مسيرة فرسخ ،على كل باب برج فيه اثنا عشر ألف مقاتخخل،
يهلبون الخيل ،ويشحذون السخلح والسخيوف ،ينتظخرون قائمنخا ،وأنخا الحجخة
عليهم .بيان :الهلب بالضم :ما غلظ من شعر أو شعر الذنب ،وهلبه نتف هلبه
كهلبخخه ويقخخال :شخخحذ السخخكن كمنخخع أي أحخخدها كأشخخحذها - 20 .الكخخافي :عخخن
الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن أحمد بن محمد بن عبد ال
][335
عن العباس بن العل ،عن مجاهد ،عخن ابخن عبخاس ،قخال :سخئل أميخر المخؤمنين عليخه
السلم عن الخلق ،فقال :خلخخق الخ ألفخخا ومخخأتين فخخي الخخبر ،وألفخخا ومخخأتين فخخي
البحخخر ،وأجنخخاس بنخخي آدم سخخبعون جنسخخا ،والنخخاس ولخخد آدم مخخا خل يخخأجوج
ومأجوج ) - 21 .(1ومنه :عن محمد بن يحيى ،عن أحمخخد بخخن محمخخد ،عخخن
الحسن بن علي الوشاء عن عبد ال بن سنان ،عن أبي حمخخزة :قخخال :قخخال لخخي
أبو جعفر عليه السلم ليلة وأنا عنده ونظر إلى السخخماء فقخخال :يخخا أبخخا حمخخزة،
هذه قبة أبينا آدم عليه السلم وإن ل عزوجل سواها تسعة وثلثيخخن قبخخة فيهخخا
خلق ما عصوا ال طرفة عين ) - 22 .(2ومنه :عن محمخد بخن يحيخى ،عخن
أحمد بن محمد ،عن أبي يحيى الواسطي ،عخخن عجلن بخخن صخخالح ) (2قخخال:
دخل رجل على أبي عبد ال عليه السلم فقال له :جعلت فداك ،هذه قبة آدم ؟
قال :نعم :ول قباب كثيرة ،أل إن خلف مغربكخخم هخخذا تسخخعة وثلثخخون مغربخخا
أرضا بيضاء مملوة خلقا يستضيئون بنوره ،لخخم يعصخوا الخ عزوجخل طرفخخة
عين ما يخخدرون خلخخق آدم أم لخخم يخلخخق ،يخخبرؤن مخخن فلن وفلن )- 23 .(4
الخرائج :بإسناده عن محمد بخخن عيسخخى بخخن عبيخخد ،عخخن زكريخخا المخخؤمن عخخن
حسان الجمال ،عن أبي داود السبيعي ،عن بريدة السلمي ،عن رسول ال
) (1روضة الكافي (2) .220 :روضة الكافي (3) .231 :كذا في نسخ البحار وفخخي
المصخخدر )عجلن ابخخو صخخالح( وذكخخر الردبيلخخى -ره -فخخي جخخامع الخخرواة
)عجلن بن صالح( واشار إلى روايته هذه ثم قال :ل يبعد كونه عجلن ابخخا
صالح الواسطي المتقدم ذكره )انتهى( وعد الشيخ -ره -عجلن ابا صخخالح
من اصحاب الصخخادق عليخخه السخخلم وذكخخره ثلث مخخرات قخخائل فخخي الولخخى
)عجلن ابخخو صخخالح الخبخخاز الواسخخطي مخخولى بنخخى تيخخم الخخ( وفخخي الثانيخخة
)عجلن ابخخو صخخالح السخخكوني الزرق الكخخوفى( وفخخي الثالثخخة )عجلن ابخخو
صخخالح المخخدائني( لكخخن يحتمخخل قويخخا اتحخخاد الجميخخع ،وأمخخا اختلف النسخخب
كالكوفي والمدائني فيمكن .حمله على انه كان كوفيا ثم انتقخخل إلخخى )مخخدائن(
وهكخذا أو بخالعكس ،وكيخف كخان فالكشخى -ره -روى عخن ابخن فضخال ان
عجلن ابا صالح ثقة وان ابا عبد ال عليه السلم قال لخخه :يخخا عجلن كخخأنى
انظر اليك إلخخى جنخخبى والنخخاس يعرضخخون علخخى ) (4روضخخة الكخخافي231 :
)*(.
][336
صلى ال عليه وآله أنه قال :يا علي ،إن ال أشهدك معي سبعة مواطن ،فذكرها حخختى
المخخوطن الثخخاني فقخخال :أتخخاني جبرئيخخل فاسخخري بخخي إلخخى السخخماء ،فقخخال :أيخخن
أخوك ؟ فقلت :أودعته خلفي .فقال :ادع الخ أن يأتيخخك بخخه ،فخخدعوت الخ فخخإذا
أنت معي وكشخخط لخخي عخخن السخخماوات السخخبع والرضخخين السخخبع حخختى رأيخخت
سكانها وعمارها وموضع كل ملك فيها ،فلم أرمن ذلخخك شخخيئا إل وقخخد رأيتخخه.
- 24أقول :روى البرسي في )مشارق النخخوار( عخن الثمخالي عخن علخي بخن
الحسين عليهما السلم قال :إن ال خلق محمدا وعليا والطيخخبين مخخن ذريتهمخخا
من نور عظمته وأقامهم أشخخباحا قبخخل المخلوقخخات ،ثخخم قخخال :أتظخخن أن الخ لخخم
يخلق خلقا سواكم ؟ بلى وال ! لقد خلق ال ألف ألف آدم ،وألخخف ألخخف عخخالم،
وأنت وال في آخر تلك العوالم - 25 .وروى من كتاب الواحدة عن الصخخادق
عليه السلم أن ل مدينتين :إحداهما بالمغرب ،والخرى بالمشرق ،يقال لهما
جابلقا وجابرسا ،طول كل مدينة منهما اثنا عشر ألف فرسخ ،في كخخل فرسخخخ
باب ،يدخلون في كل ]يوم من كل[ باب سبعون ألفا ،ويخرج منها مثل ذلخخك،
ول يعودون إلخخى يخخوم القيامخخة ،ل يعلمخخون أن الخ خلخخق آدم ،ول إبليخخس ،ول
شمس ،ول قمر ،هم وال أطوع لنخا منكخم ،يأتونخا بالفاكهخة فخي غيخر أوانهخا،
موكلين بلعنة فرعخخون وهامخخان وقخارون - 26 .وروى عخن ابخخن عبخخاس عخخن
أمير المؤمنين عليه السلم أنه قال :إن من وراء قاف عالما ل يصل إليه أحد
غيري ،وأنا المحيط بما وراءه ،وعلمي به كعلمي بدنياكم هخخذه ،وأنخخا الحفيخخظ
الشخخهيد عليهخخا ،ولخخو أردت أن أجخخوب الخخدنيا بأسخخرها والسخخماوات السخخبع
والرضين في أقل من طرفة عين لفعلت لما عندي من السخخم العظخخم ،وأنخخا
الية العظمى ،والمعجز الباهر - 27 .وروى أيضا قال :قال أميخخر المخخؤمنين
عليه السلم ذات يوم :آه لو أجدله حملة ! قال :فقام إليه رجل في عنقه كتخخاب
فقال رافعا صوته :أيها المدعي ما ل يعلم والمتقلخخد مخخا ل يفهخخم ! إنخخي سخخائلك
فأجب .قال :فوثب إليه أصحاب علي عليه السلم ليقتلوه ،فقال
][337
لهم أمير المؤمنين عليه السلم :دعوه ،لن حجخخج ال خ ل تفخخوم بخخالطيش ،ول بالباطخخل
تظهر براهين ال ،ثم التفت إلى الرجل وقال :سل بكل لسانك فإني مجيب إن
شاء ال .فقال :كم بين المشرق والمغرب ! فقخال :مسخافة الهخواء ،قخال فكخم )
:(1مسافة الهواء قال :دوران الفلك قال :ما دوران الفلك ؟ قال :مسخخيرة يخخوم
للشمس قال الرجال :صدقت ،فمتى القيامة ؟ قال :عند حضور المنيخة وبلخوغ
الجل .قال صدقت ،فكم عمر الدنيا ؟ قال :يقال سبعة آلف ثم ل تحديد .قال:
صدقت فأين مكة من بكة ؟ قال :مكة أكناف الحرم ،وبكة مكان الخخبيت .قخخال:
ولم سميت مكة مكة ،قال :لن ال مك الرض من تحتها أي دحاها ،قال :فلم
سميت بكة ؟ قال :لنها بكت عيخخون الجبخخارين والمخخذنبين ) .(2قخخال :صخخدقت
قال :وأين كان ال قبل ]خلخخق[ عرشخخه ؟ فقخخال أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم:
سبحان من ل يدرك كنه صفته حملة عرشه على قرب زمراتهم مخن كراسخي
كرامته .ول الملئكة المقربون من أنوار سبحات جلله ! ويحك ل يقخخال لخخم،
ول كيخخف ،ول أيخخن ،ولمخختى ولبخخم ،ولمخخم ) ،(3ول حيخث ،ول أنخخى .فقخال
الرجل :صدقت ،فكم مقخخدار مخخا لبخخث العخخرش علخخى المخخاء قبخخل خلخخق الرض
والسماء فقال :أتحسن أن تحسب ؟ فقال :نعم ) (1فقخخال أميخخر المخخؤمنين عليخخه
السلم أفرأيت لخخو صخخبت فخخي الرض خخخردل حخختى سخخد الهخخواء ومل مخخابين
الرض والسماء ،ثم اذن لك على ضعفك أن تنقله حبة حبة من المشرق إلخخى
المغرب ثم مدلك في العمر حتى نقلته وأحصيته لكان ذلك أيسر مخخن إحصخخاء
ما لبث العرش على الماء قبل خلق الرض والسماء ،وإنما وصفت لك جزء
من عشر عشير ما لبث العرش على الماء قبل خلق الرض والسماء ،وإنمخخا
وصفت لك ]جزء[ من عشر عشير من جزء من مأة ألف جزء ،وأستغفر ال
من التقليل في التحديد ! قال :فحرك الرجل
) (1وكم )خ( (2) .في المخطوطة :بكت عيون المخخذنبين ورقخخاب الجبخخارين (3) .فخخي
بعض النسخ :ولفيم ول أنى (4) .في المخطوطخخة :فقخخال :لعلخخك ل تحسخخن،
فقال :بلى.
][338
رأسه وقال :أشهد أن ل إله إل ال وأن محمخخدا رسخخول الخخ - 28 .المحتضخخر :بإسخخناده
قال :خطب أمير المؤمنين عليه السلم فقال :سلونى فخخإني ل اسخخأل عخخن شخخئ
دون العرش إل أجبت فيه ،ل يقولهخا بعخدي إل جاهخخل مخدع أو كخخذاب مفخختر،
فقخخام رجخخل ،ثخخم ذكخخر نحخخوه - 29 .وقخخال البرسخخى :روى الخخرازي فخخي كتخخابه
المسمى بمفاتيح الغيب قال :قال رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه ليلخخة اسخخري
بي إلخخى السخخماء رأيخخت فخخي السخخماء السخخابعة ميخخادين كميخخادين أرضخخكم هخخذه،
ورأيت أفواجا من الملئكة يطيرون ل يقف هؤلء لهؤلء ول هؤلء لهخخؤلء
قال :فقلت لجبرئيل :من هؤلء ؟ فقال :ل أعلم ،فقلت :من أين جاؤوا ؟ فقال:
ل أعلم .فقلت :وأين يمضون ؟ فقال :ل أعلخخم ،فقلخخت :سخخلهم ،فقخخال :ل أقخخدر،
ولكن سلهم أنت يخخا حخخبيب الخخ ،قخخال :فاعترضخخت ملكخخا منهخخم ،فقلخخت لخخه :مخخا
اسمك ؟ فقال :كيكائيل ،فقلت :مخخن أيخخن أتيخخت ؟ فقخخال :ل أعلخخم ،فقلخخت :وأيخخن
تمضي ؟ فقال :ل أعلم فقلت :وكم لك في السير ؟ فقال :ل أعلم ،غير أني يخخا
حبيب ال أعلم أن ال سبحانه يخلق في كل ألف سنة كوكبا ،وقخخد رأيخخت سخختة
آلف كوكب خلقن وأنا في السير - 30 .النجخخوم :قخال :ذكخخر محمخخد بخخن علخخي
مؤلف كتخخاب )النبيخخاء والوصخخياء( :روي أن رجل أتخخى علخخي بخخن الحسخخين
عليهما السلم وعنده أصحابه فقال له :ممخخن الرجخخل ؟ قخخال :أنخخا منجخخم قخخائف
عراف ،فنظر إليه ثم قال :هل أدلك على رجل قد مخخر منخخذ يخخوم دخلخخت علينخخا
في أربعة آلف عالم ،قخال :مخن هخو ؟ قخال :أمخا الرجخل فل أذكخره ولكخن إن
شئت أخبرتك بما أكلت وادخرت في بيتك ،قال :نبئني ،قخخال :أكلخخت فخخي هخخذا
اليوم حيسا ،فأما في بيتك فعشرون دينارا منها ثلثة دنخانير وازنخة ،فقخال لخه
الرجل :أشهد أنك الحجة العظمخخى والمثخخل العلخخى وكلمخخة التقخخوى .فقخخال لخخه:
وأنت صديق امتحن الخ قلبخخك باليمخخان ]واثبخخت[ .بيخخان :أراد بالرجخخل نفسخخه
عليه السلم و )الحيس( تمر ينزع نواه ويخخدق مخخع أقخخط ويعجنخخان بالسخخمن ثخخم
يدلك باليد حتى يبقى كالتريد والوازنة :الكاملة الوزن ،أو
][339
الصحيحة الوزن التي توزن بها غيره .قال في المصباح المنير :وزن الشئ نفسه ثقخخل
فهو وازن - 31 .اقخخول :وجخخدت فخخي كتخخاب مخخن كتخخب قخخدماء الصخخحاب فخخي
نوادر المعجزات بإسناده إلى الصدوق ،عن محمد بن الحسخخن الصخخفار ،عخخن
محمد بن زكريا ،عن أبي المعافا ،عن وكيخخع ،عخخن زاذان عخخن سخخلمان ،قخخال:
كنا مع أمير المؤمنين عليه السلم ونحن نخذكر شخيئا مخن معجخزات النبيخاء،
فقلت له :يا سيدي احب أن تريني ناقة ثمود و شيئا من معجزاتك .قال :أفعخخل
ثم وثخخب فخخدخل منزلخخه وخخخرج إلخخي وتحتخخه فخخرس أدهخخم ،وعليخخه قبخخاء أبيخخض
وقلنسوة بيضاء ،ونادى :يا قنبر اخرج إلى ذلخخك الفخخرس فخخأخرج فرسخخا أغخخر
أدهم ،فقال لي اركب يا أبخخا عبخخد الخخ ،قخخال سخخلمان :فركبتخخه فخخإذا لخخه جناحخخان
ملتصقان إلى جنبه ،فصاح به المام فتحلق في الهخخواء ،وكنخخت أسخخمع خفيخخق
أجنحة الملئكة تحت العرش ،ثم خطرنا على سخخاحل بحخخر عجخخاج ،مغطمخخط
المواج ،فنظر إليه المام شزرا ،فسكن البحر ،فقلت :يا سخخيدي سخخكن البحخخر
من غليانه من نظرك إليه ،فقال :يا سلمان ،حسخخبني أنخخي آمخخر فيخخه بخخأمر ،ثخخم
قبض على يدي وسار على وجه الماء ،والفرسان يتبعاننا ل يقودهما أحد ،فو
ال ما ابتلت أقدامنا ول حوافر الخيل ،فعبرنخخا ذلخخك البحخخر ،ووقعنخخا ) (1إلخخى
جزيرة كثيرة الشجار والثمار والطيار والنهخخار ،وإذا شخخجرة عظيمخخة بل
ثمر بل ورد وزهر ،فهزها بقضيب كان فخخي يخخده فانشخخقت وخخخرج منهخخا ناقخخة
طولها ثمانون ذراعا وعرضها أربعون ذراعا خلفهخا فصخيل ،فقخال لخي :ادن
منها واشرب من لبنها ،فدنوت وشربت حتى رويت ،وكان أعخخذ مخخن الشخخهد،
وألين من الزبد ،وقد اكتفيت .قال :هذا حسن ؟ قلخخت :حسخخن يخخا سخخيدي ،قخخال:
تريد ان اريك أحسن منها ؟ فقلت :نعم يا سيدي ،قال :يا سلمان ناد )اخرجخخي
يا حسناء فنخخاديت ،فخرجخخت ناقخخة طولهخخا مخخائة وعشخخرون ذراعخخا وعرضخخها
ستون ذراعا من اليخخاقوت الحمخخر وزمامهخخا مخخن اليخخاقوت الصخخفر ،وجنبهخخا
اليمن من الذهب ،وجنبها اليسر من الفضة ،وضرعها من اللؤلؤ الرطخخب،
فقال :يا سلمان
][340
اشرب من لبنها ،قال :سلمان فالتقمت الضرع فخخإذا هخخي تحلخخب عسخخل صخخافيا محضخخا
فقلت :يا سيدي هذه لمن ؟ قال هذه لك ولسائر الشيعة من أوليائي .ثم قال لها:
ارجعي فرجعت من الوقت وسار بخخي فخخي تلخخك الجزيخخرة حخختى ورد بخخي إلخخى
شجرة عظيمة وفي أصلها مائدة عظيمة عليها طعام تفوح منه رائحة المسك،
وإذا بطائر فخخي صخخورة النسخخر العظيخخم ،قخخال :فخخوثب ذلخخك الطيخخر فسخخلم عليخخه
ورجع إلى موضعه ،فقلت :يا سيدي ما هذه المائدة ؟ قال هذه مائدة منصخخوبة
في هذا الموضع للشيعة من موالي إلى يوم القيامخة .فقلخخت :مخا هخذا الطخائر ؟
فقال :ملك موكل بها ،فقلت :وحده يا سيدي فقال :يجتاز بخخه الخضخخر فخخي كخخل
يوم مرة .ثم قبض علخخى يخخدي فسخخار بخخي إلخخى بحرثخخان ،فعبرنخخا وإذا بجزيخخرة
عظيمة فيها قصر لبنة من الذهب ،ولبنة من الفضة البيضاء ،وشرفه العقيخخق
الصفر وعلى كل ركن من القصر سبعون صنفا من الملئكة فجلخخس المخخام
على ذلك الركن وأقبلت الملئكة تأتي وتسلم عليه ،ثم أذن لهخخم فرجعخخوا إلخخى
مواضعهم ،قال سلمان :ثم دخل عليخخه السخخلم إلخخى القصخخر ،فخخإذا فيخخه أشخخجار
وأنهار وأطيار وألوان النبات ،فجعل المام يمشي فيه حتى وصل إلى آخره،
فوقف على بركة كانت في البستان ،ثم صعد إلخخى سخخطحه ،فخخإذا كراسخي مخن
الذهب الحمر ،فجلس عليه وأشرفنا منه ،فإذا بحخخر أسخخود يغطمخخط بخخأمواجه
كالجبال الراسيات ،فنظر إليه شزرا فسكن من غليانه ،حتى كخخان كالمخخذيب )
(1فقلت :يا سيدي سكن البحر من غليانه لما نظرت إليه ،قخخال :حسخخبني أنخخي
آمر فيه بأمر ،أتدري يا سلمان أي بحر هذا ؟ فقلت :ل ،يا سيدي .فقخخال :هخخذا
البحر الذي غرق فيه فرعون وقومه ،إن المدينخخة حملخخت علخخى معاقخخل جنخخاح
جبرئيل ،ثم رمى بها في هذا البحر ،فهويت ل تبلغ قخخراره إلخخى يخخوم القيامخخة.
فقلت :يا سيدي هل سرنا فرسخين ؟ فقال :يا سلمان لقد سخخرت خمسخخين ألخخف
فرسخ ،ودرت حول الدنيا عشرين مرة ! فقلت :يخخا سخخيدي فكيخخف ) (2هخخذا ؟
فقال :يا سلمان ،إذا كان ذوالقرنين طاف
][341
شرقها وغربها وبلغ إلى سد يأجوج ومأجوج فانى يتعذر علي وأنا أخو سيد المرسلين
وأمين رب العالمين ،وحجته على خلقه أجمعين .يا سخخلمان ،أمخخا قخخرأت قخخول
ال تعخخالى حيخخث قخخال )) (1عخخالم الغيخخب فل يظهخخر علخخى غيبخخه أحخخدا إل مخخن
ارتضخخى مخخن رسخخول ) ((2؟ فقلخخت :بلخخى ،يخخا سخخيدي .فقخخال :يخخا سخخلمان ،أنخخا
المرتضى من الرسول الذي أظهره على غيبه ،أنا العخخالم الربخخاني ،أنخخا الخخذي
هون ال علي الشدائد وطوى لي البعيد .قال سلمان :فسخخمعت صخخائحا يصخخيح
في السماء نسمع الصوت ول نخخرى الشخخخص يقخخول :صخخدقت صخخدقت ،أنخخت
الصادق المصدق ،ثم وثب فركب الفرس وركبت معه وصاح به فتحلخخق فخخي
الهواء ،ثم حصرنا بأرض الكوفة هذا وما مضخخى مخخن الليخخل ثلث سخخاعات !
فقال :يخخا سخخلمان ،الويخخل ثخخم الويخخل علخخى مخخن ل يعرفنخخا حخخق معرفتنخخا وأنكخخر
وليتنا ! يا سلمان أيما أفضل محمخخد أم سخخليمان بخخن داود ؟ قلخخت :بخخل محمخخد.
فقال :يا سلمان ،فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس مخخن اليمخخن
إلى بيت المقدس في طرفة عين وعنده علخخم الكتخخاب ،ول أفعخخل ذلخخك وعنخخدي
علم مأة ألف كتاب وأربعة وعشرين ألف كتاب أنزل منها على شيث يبن آدم
خمسخخين صخخحيفة ،وعلخخى إدريخخس ثلثيخخن صخخحيفة ،وعلخخى إبراهيخخم عشخخرين
صحيفة ،والتورية والنجيل والزبور ؟ فقلت :صدقت يخخا سخخيدي .قخخال المخخام
عليه السلم :اعلم يخا سخخلمان أن الشخخاك فخخي امورنخا وعلومنخخا كخالممتري فخي
معرفتنا وحقوقنا ،وقد فرض الخ عزوجخخل وليتنخخا فخخي كتخخابه ،وبيخخن فيخخه مخخا
أوجب العمل به وهو غير مكشوف .بيان :قخال فخي النهايخخة :كخان يخطخر فخي
مشيته أي يتمايل ويمشي ميشية المعجب ) (3انتهخخى والغطمطخخة :اضخخطراب
أمواج البحر ،والشزر :نظر الغضبان بمؤخر العين .واقول :الخبر في غايخخة
الغرابة ،ول أعتمد عليه لعدم كونه مأخوذا من أصل معتخخبر ،وإن نسخخب إلخخى
الصدوق -ره .-
) (1يقول )خ( (2) .الجن (3) .26 27 :النهايه :ج 1ص .302
][342
- 32البصائر :عن محمد بن الحسين ،عن علخخي بخخن سخخعدان ) ،(1عخخن عبخخد الخ ابخخن
القاسم ،عن عمر بن أبان الكلبي ،عن أبان بن تغلب ،قال :كنت عند أبي عبخخد
ال عليه السلم حيث دخل عليه رجل من علماء أهخخل اليمخخن ،فقخخال أبخخو عبخخد
ال :يا يماني أفيكم علماء ؟ قال :نعم ،قال :فأي شئ يبلغ مخخن علخخم علمخخائكم ؟
قال :إنه ليسير في ليلة واحخخدة مسخخيرة شخخهرين يزجخر الطيخر ويقفخو الثخار !
فقال له :فعالم المدينة أعلم من عالمكم .قال :فأي شخخئ يبلخخغ مخخن علخخم عخخالمكم
بالمدينة ؟ قال :إنه يسير في صياح واحخخد مسخخيرة سخخنة كالشخخمس إذا امخخرت،
إنها اليوم غير مأمورة ،ولكن إذا امرت تقطع اثني عشر شمسا ،واثني عشر
قمرا ،واثني عشر مشرقا ،واثني عشر مغربا ،واثني عشر برا ،واثني عشخخر
بحرا ،واثني عشر عالما ،قال :فما بقي في يدي اليماني ،فما درى مخخا يقخخول،
وكف أبو عبد ال عليه السلم .بيان :لعل المراد بسير اليماني مسيرة شهرين
الحكم بحسخخب النجخوم فخي ليلخخة واحخخدة علخخى قخدر مسخيرة شخخهرين مخخن البلد
وأهلهخخا ،ويؤيخخده أن فخخي الحتجخخاج هكخخذا )إن عخخالمهم ليزجخخر الطيخخر ويقفخخوا
الثر ،في ساعة واحدة مسيرة شهر للراكب المحث( ولعل المراد بقفو الثخخر
الحكم بأوضاع النجخخوم وحركاتهخخا وبزجخخر الطيخخر مخخا كخخان بيخخن العخخرب مخخن
الستدلل بحركات الطيور وأصواتها علخخى الحخخوادث - 32 .البصخخائر :عخخن
الحسين بن أحمد ) ،(2عن سلمة ،عن الحسن بن علي بن
) (1كذا في نسخ البحار ،والظاهر انه مصخخحف )موسخخى بخخن سخخعدان( لن )علخخى بخخن
سعدان( كما قال الشيخ -ره -من اصحاب الصادق عليه السلم ولخخم يخخذكر
في كتب الرجال رواية له ،و عبد ال بن القاسم الذى روى عنه ابن سخخعدان
هذه الرواية من الصحاب الكاظم عليه السلم ومحمخخد بخخن الحسخخين الخخراوى
عن ابن سعدان من اصحاب الجواد والهادي والعسكري عليهم السلم وهخخو
يروى عن موسى بن سعدان كثيرا كما انه يروى عخخن عبخخد ال خ بخخن القاسخخم
كثيرا وكيف كان فعلى ابن سعدان مجهول وموسى بن سعدان ضعيف كمخخا
قال النجاشي )ص (317وقال العلمة في الخلصة :في مخخذهبه غلخخو(2) .
في المخطوطة :الحسن بن أحمد.
][343
بقاح ) ،(1عن ابن جبلة ،عن عبد ال بن سنان ،قال :سألت أبخا عبخخد الخ عليخخه السخخلم
فقال لي حوض ما بيخخن بصخخري إلخخى صخخنعاء ،أتحخخب أن تخخراه ؟ قلخخت :نعخخم،
جعلت فداك .قال :فأخذ بيدي وأخرجني إلى ظهر المدينة ،ثم ضخخرب برجلخخه
فنظرت إلى نهر يجري ل يدرك حافتاه إل الموضع الذي أنخخا فيخخه قخخائم ،فخخإنه
شبيه بالجزيرة فكنت أنا وهو وقوفا فنظرت إلى نهخخر جخخانبه مخخاء أبيخخض مخخن
الثلج ،ومن جانبه هخخذا لبخخن أبيخخض مخخن الثلخخج ،وفخخي وسخخط خمخخر أحسخخن مخخن
الياقوت ،فما رأيت شيئا أحسن من تلك الخمخخر بيخخن اللبخخن والمخخاء ،فقلخخت لخخه:
جعلت فداك ،من أين يخرج هذا وما مجراه ؟ فقال :هذه العيخون الختي ذكرهخا
ال في كتابه أنهار في الجنة :عين من ماء ،وعين من لبن ،وعين مخخن خمخخر،
تجخخري فخخي ذهخخا النهخخر ،ورأيخخت حخخافته عليخخه شخخجر فيهخخن حخخور معلقخخات،
برؤوسهن شعر ما رأيت شخخيئا أحسخخن منهخخن ،وبأيخخديهن آنيخخة مخخا رأيخخت آنيخخة
أحسن منها ،ليست من آنية الدنيا ،فدنا من إحداهن فأومأ بيده لتسقيه ،فنظرت
إليها وقد مالت لتغرف من النهر فمال الشجر معها ،فاغترفت فمالت الشجرة
معها ،ثم ناولته فناولني فشربت ،فما رأيت شرابا كان ألين منه ول ألخخذ منخخه،
وكانت رائحته رائحة المسك ،فنظرت في الكخخأس فخخإذا فيخخه ثلثخخة ألخخوان مخخن
الشراب ،فقلت له :جعلت فداك ،ما رأيت كاليوم قط ول كنخخت أرى أن المخخر
هكذا ! فقال لي ،هذا أقل ما أعده ال لشخخيعتنا ،إن المخخؤمن إذا تخخوفي صخخارت
روحه إلى هذا النهر ،ورعت في رياضه ،وشخخربت مخخن شخخرابه ،وإن عخخدونا
إذا توفي صارت روحه إلى وادي )برهوت( فاخلخخدت فخخي عخخذابه ،واطعمخخت
من زقومه ،واسقيت من حميمه فاستعيذوا بال من ذالخخك الخخوادي 34 .ومنخخه:
عن أحمد بن محمد ،عن ابن سنان ،عن أبي خالد وأبي سلم ،عن
) (1الحسن بن على بن بقاح بفتح الباء الموحدة وشد القخخاف والحخخاء المهملخخة الخيخخرة
كوفى ثقة مشهور صحيح الحديث روى عخخن اصخخحاب ابخخى عبخخد الخ عليخخه
السلم له كتاب النوادر )النجاشي (31 :وابخن جبلخة هخو عبخد الخ بخن جبلخة
بفتح الثلثة بن حنان بن الحر الكنانى ابو محمد عربخي ثقخة روى عخن ابيخه
عن جده ومات سنة )) (219النجاشي.(*) (160 :
][344
سورة ) ،(1عن أبي جعفر عليه السلم قال أما إن ذا القرنيخخن قخخد خيخخر بيخخن الحسخخابين
فاختار الذلول ،ذخر لصاحبكم الصعب .قال :قلخخت :ومخخا الصخخعب ؟ قخخال :مخخا
كان من سحاب فيه رعد وصاعقة أو برق فصاحبكم يركبه ،أما إنه سخخيركب
السحاب ويرقي في السباب أسباب السماوات السبع والرضين السبع خمس
عوامر واثنتان خرابان - 35 .ومنه :عن أحمد بخخن محمخخد ،عخخن الحسخخين بخخن
سعيد ،عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران ،عن أبي بصير ،عن أبي
جعفر عليه السلم أنه قخخال :إن عليخخا عليخخه السخخلم ملخخك مخخا فخخي الرض ومخخا
تحتها ،فعرضت له السحابان :الصعب ،والذلول فاختار الصخخعب ،وكخخان فخخي
الصعب ملك ما تحت الرض ،وفي الخخذلول ملخخك مخخا فخخوق الرض ،واختخخار
الصعب على الخخذلول فخخدارت بخخه سخخبع أرضخخين ،فوجخخد ثلث خخخراب وأربخخع
عخخوامر - 36 .مخخن بعخخض مؤلفخخات القخخدماء مخخن ) (2القاضخخي أبخخي الحسخخن
الطبري ،عن سعيد بن يونس المقدسي ،عن المبخخارك ،عخخن خخخالص بخخن أبخخي
سعيد ،عن وهب الجمال ،عن عبد المنعم بن سلمة ،عن وهخخب الخخرائدي عخخن
يونس بن ميسرة ،عن الشيخ المعتمر الرقي ،رفعه إلى أبي جعفر ميثم التمار
قال :كنت بين يدي مولي أمير المؤمنين عليه السخخلم إذ دخخخل غلم وجلخخس
في وسط المسلمين فلما فرغ مخخن الحكخخام ،نهخخض إليخخه الغلم ،وقخخال :يخخا أبخخا
تراب ! أنا إليك رسول ،جئتك برسخخالة تزعخخزع لهخخا الجبخخال مخخن رجخخل حفخخظ
كتاب ال من أوله إلى آخره ،وعلم علم القضايا والحكام ،وهو أبلغ منك فخخي
الكلم ،وأحق منك بهذا المقام ،فاستعد للجواب ،ول تزخخخرف المقخخال ! فلح
الغضب في وجه أمير المؤمنين عليه السلم وقال لعمار اركب جملك وطخخف
في قبائل الكوفة وقل لهم :أجيبوا عليا ليعرفوا الحق من الباطل
) (1هو سوره )بفتح السين( بن كليب )وزان زبير( بخن معاويخة السخدي الكخوفى مخن
اصحاب الباقر والصادق عليهما السلم روى الكشى )ره( رواية تدل علخخى
حسن حاله مضافا إلخخى روايخخة )جميخخل بخخن دراج( عنخخه وهخخو مخخن أصخخحاب
الجماع (2) .في بعض النسخ :عن القاضى )*(.
][345
والحلل والحرام ،والصحة والسقم .فركب عمار فما كان إل هنيئة حتى رأيت العرب
كما قال ال تعالى )إن كانت إل صيحة واحدة فإذاهم من الجداث إلخخى ربهخخم
ينسلون ) ((1فضاق جامع الكوفة وتكاثف الناس تكاثف الجراد علخخى الخخزرع
الغض في أوانخخه ،ونهخخض ) (2العخخالم الروع ،والبطخخل النخخزع ،ورقخخى فخخي
المنبر وراقى ثم تنحنح فسكت جميع من في الجامع ،فقال :رحم ال من سخمع
فوعى ،أيها الناس من يزعم أنه أمير المؤمنين ؟ والخ ل يكخخون المخخام إمامخا
حتى يحبي الموتى ،أو ينزل من السماء مطرا أو يخخأتي بمخخا يشخخاكل ذلخخك ممخخا
يعجز عنه غيره وفيكم من يعلم أنخخي اليخخة الباقيخخة ،والكلمخخة التامخخة ،والحجخخة
البالغة ،ولقد أرسل إلي معاوية جاهل من جاهلية العرب عجرف فخخي مقخخاله،
وأنتم تعلمون لو شئت لطحنت عظامه طحنا ،ونسفت الرض من تحته نسفا،
وخسفتها عليه خسفا ،إل أن احتمال الجاهل صدقة ،ثم حمد ال خ وأثنخخى عليخخه
وصلى على النبي صلى ال عليه وآله وأشار بيده إلى الجخو فدمخخدم ،و أقبلخخت
غمامخخة وعلخخت سخخحابة ،وسخخمعنا منهخخا نخخداء يقخخول :السخخلم عليخخك يخخا أميخخر
المؤمنين ،ويا سيد الوصيين ويا إمام المتقين ،ويا غياث المستغيثين ،ويا كنز
المساكين ،ومعدن الراغبين وأشار إلخخى السخخحابة فخخدنت ! قخخال ميثخخم :فرأيخخت
الناس كلهم قد أخخخذتهم السخخكرة ،فرفخخع رجلخخه وركخخب السخخحابة وقخخال لعمخخار:
اركب معي وقل )بسم ال مجريها ومرسيها( فركب عمار وغابا عن أعيننخخا،
فلما كان بعخخد سخخاعة أقبلخخت سخخحابة حخختى أظلخخت جخخامع الكوفخخة ،فخخالتفت فخخإذا
مولي جالس على دكة القضاء ؟ وعمار بين يديه :والناس حافون به ثخخم قخخام
وصخخعد المنخخبر وأخخخذ بالخطبخخة المعروفخخة بالشقشخخقية .فلمخخا فخخرغ اضخخطرب
الناس ! وقالوا فيه أقاويل مختلفة .فمنهم مخخن زاده الخ إيمانخخا ويقينخخا ! ومنهخخم
من زاده كفرا وطغيانا .قال عمار :قد طارت بنا السحابة في الجخخو ،فمخا كخخان
هنيئة حتى أشرفنا على بلد كبير حواليها أشجار وأنهار ،فنزلخت بنخا السخحابة
وإذا نحن في مدينة كبيرة ،و
][346
الناس يتكلمون بكلم غير العربية ،فاجتمعوا عليه ولذوا به ،فوعظهم وأنذرهم بمثخخل
كلمهم ،ثم قال :يا عمار اركب ففعلت ما أمرنخخي ،فأدركنخخا جخامع الكوفخخة ثخخم
قال لي :يا عمار تعرف البلدة التي كنت فيها .قلت ال أعلخخم ورسخخوله ووليخخه،
قال :كنا في الجزيرة السابعة من الصين أخطب كمخخا رأيتنخخي ،إن الخ تبخخارك
وتعالى أرسل رسوله إلى كافة النخاس ،وعليخه أن يخخدعوهم ويهخخدي المخؤمنين
منهم إلى الصراط المستقيم واشكر ما أوليتك من نعمة ،واكتم من غير أهلخخه،
فإن لخ تعخخالى ألطافخا خفيخة فخخي خلقخه ،ل يعلمهخخا إل هخخو ومخن ارتضخى مخخن
رسول ،ثم قالوا :أعطاك ال هذه القدرة الباهرة وأنت تستنهض النخخاس لقتخخال
معاويخخة ؟ فقخخال :إن الخخ تعبخخدهم بمجاهخخدة الكفخخار والمنخخافقين ،والنخخاكثين،
والقاسطين ،والمارقين ،و ال لو شئت لمددت يدي هذه القصيرة في أرضخخكم
هذه الطويلة ،وضربت بها صدر معاوية بالشام ،وأجخخذب بهخخا مخخن شخخاربه أو
قال من لحيته فمد يده وردهخخا وفيهخخا شخخعرات كخخثيرة ،فتعجبخخوا مخخن ذلخخك .ثخخم
وصل الخبر بعد مدة أن معاوية سقط من سخريره فخي اليخوم الخذي كخان عليخه
السلم مد يده وغشي عليه ،ثم أفاق وافتقد من شاربه ولحيته شخخعرات .بيخخان:
)الروع( مخخن الرجخخال الخخذي يعجبخخك حسخخنه) ،و العجرفخخة( الخخخرق وقلخخة
المبخخالت ،ويقخخال )دمخخدم عليخخه( أي كلمخخه مغضخخبا - 37 .كتخخاب الحسخخين بخخن
عثمان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قخخال :تقخخول الجنخخة :يخخا رب ملت النخخار
كما وعدتها فاملني كما وعدتني .قال :فيخلق ال خلقا يومئذ فيدخلهم الجنخخة،
ثخخم قخخال أبخخو عبخخد الخ عليخخه السخخلم طخخوبى لهخخم ! لخخم يخخروا أهخخوال الخخدنيا ول
غمومها - 38 .الدرر المنثور :عن ابن جريج ،فخخي قخخوله )ومخخن قخخوم موسخخى
امة( الية ،قال :بلغني أن بني إسرائيل لما قتلوا أنبياءهم وكفروا وكانوا اثني
عشر سبطا تبرأ سبط منهم مما صنعوا واعتذروا وسألوا ال أن يفخخرق بينهخخم
وبينهم ،ففتح ال لهم نفقا فخخي الرض فسخخاروا فيخخه ،حخختى خرجخخوا مخخن وراء
الصين ،فهم هنالك حنفاء مسلمين ،يستقبلون قبلتنا .قال ابن جريخخج :قخخال ابخخن
عباس :فذلك قوله )وقلنا من بعده لبني إسرائيل
][347
اسكنوا الرض فإذا جاء وعد الخرة جئنا بكخخم لفيفخخا ) ((1ووعخخد الخخخرة عيسخخى بخخن
مريم .قال ابن عباس :ساروا في السرب سنة ونصفا ) - 39 .(2وعن مقاتل
قال :إن مما فضل ال به محمدا صلى ال عليه وآله أنخخه عخخاين ليلخخة المعخخراج
قخخوم موسخخى الخخذين مخخن وراء الصخخين ،وذلخخك أن بنخخي إسخخرائيل حيخخن عملخخوا
بالمعاصي وقتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس دعوا ربهم وهخخم بخخالرض
المقدسة ،فقالوا :اللهم أخرجنا من بين أظهرهخخم ،فاسخختجاب لهخخم فجعخخل سخخربا
في الرض ،فدخلوا عليه ) (3وجعل معهم نهرا يجري ،وجعل لهم مصخخباحا
من نور من بين أيديهم ،فساروا فيه سنة ونصفا ،وذلك من بيت المقخخدس إلخخى
مجلسهم الذي هم فيه ،فأخرجهم ال إلى الرض تجتمع فيها الهوام والبهخخائهم
والسباع مختلطين بها ليست فيها ذنوب ول معخخاص فأتخخاهم النخخبي صخخلى الخ
عليه وآله تلك الليلخخة ،ومعخخه جبرئيخخل فخخآمنوا بخخه وصخخدقوه ،وعلمهخخم الصخخلة
وقالوا :إن موسى قد بشرهم به ) - 40 .(4وعن السدي في قوله )ومخخن قخخوم
موسى امة يهدون بالحق وبه يعخخدلون( قخخال :بينكخخم وبينهخخم نهخخر مخخن سخخهل -
يعني من رمل -يجري ) - 41 .(5وعن صفوان بن عمرو ،قال :هخخم الخخذين
قال ال) :ومن قوم موسى امة يهخخدون بخخالحق( يعنخخي سخخبطا مخخن أسخخباط بنخخي
إسرائيل يوم الملحمة العظمخخى ،ينصخخرون السخخلم وأهلخخه ) - 42 .(6وعخخن
الشعبي قال :إن ل عبادا من وراء الندلس ل يرون أن ال خ عصخخاه مخلخخوق.
رضراضهم ) (7الدر والياقوت ،وجبالهم الخخذهب والفضخخة ،ل يزرعخخون ول
يحصدون ،ول يعملون عمل ،لهم شجر على أبوابهم لها أوراق عراض هخخي
لبوسهم
) (1السراء (2) .104 :الدر المنثور :ج ،3ص (3) .136فخخي المخطوطخخة )فيخخه(
وكخخذا فخخي المصخخدر (6 - 4) .الخخدرر المنثخخور :ج ،3ص (7) .136
الرضراض :ما صغر ودق من الحصى )*(.
][348
ولهم شجر على أبوابهم لها ثمر فمنها يأكلون ) - 43 .(1وعن بعض أئمة الكوفة قال:
قام ناس من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وآله فقصخخد نحخخوهم فسخخكتوا،
فقال :ما كنتم تقولون ؟ قالوا :نظرنا إلى الشمس ،فتفكرنا فيها من أيخخن تجيخخئ
وأين تذهب ،وتفكرنا في خلق ال .فقال :كذلك فخافعلوا ]و[ تفكخروا فخي خلخخق
ال ،ول تفكروا في ال ،فإن ل تعالى وراء المغخخرب أرضخخا بيضخخاء بياضخخها
ونورها مسيرة الشمس أربعين يوما ،فيها خلق من خلخخق الخ لخخم يعصخخوا الخ
طرفة عين .قيل :يا نبي ال من ولد آدم هم ؟ قال :مخخا يخخدرون خلخخق آدم أم لخخم
يخلق .قيل :يا نبي ال فأين إبليس عنهم ؟ قال :مخخا يخخدرون خلخخق إبليخخس أم لخخم
يخلق - 44 .وعن ابن عباس قال :دخل علينا رسول ال صلى ال عليه وآلخخه
ونحن في المسجد حلق حلق ،فقال لنا :فيم أنتم ؟ قلنا :نتفكر في الشمس كيخخف
طلعت وكيف غربخخت ،قخخال :أحسخخنتم كونخخوا هكخخذا تفكخخروا فخخي المخلخخوق ول
تفكروا في الخالق ،فإن ال خلق ما شاء لما شاء وتعجبون مخخن ذلخخك ،إن مخخن
وراء قاف سبع بحار كل بحار خمسخخمأة عخخام ومخخن وراء ذلخخك سخخبع أرضخخين
يضئ نورها لهلها ومن وراء ذلك سبعين ألف امة خلقوا على أمثخخال الطيخخر
هو وفرخه في الهواء ل يفترون عن تسبيحة واحخدة ومخن وراء ذلخك سخبعين
ألف امة خلقوا من ريح ،فطعامهم ريح ،وشرابهم ريح ،وثيابهم مخخن ريخخح ،و
آنيتهم من ريح ،ودوابهم من ريح ،ل تستقر حوافر دوابهخخم إلخخى الرض إلخخى
قيام الساعة ،أعينهم في صدورهم ،ينام أحدهم نومة واحدة ينتبه ورزقه عنخخد
رأسه ،ومن وراء ذلك ظل العرش ،وفي ظخخل العخخرش سخخبعون ألخخف امخخة مخخا
يعلمون أن ال خلق آدم ول ولخخد آدم ،ول إبليخخس ول ولخخد إبليخخس ،وهخخو قخخوله
)ويخلق ما ل تعلمون ) - 45 .(2وعن ابن عباس في قوله تعالى )والرض
وضعها للنام( قال :النام الخلق ،وهم ألف امة ستمأة فخخي البحخخر ،وأربعمخخأة
في البر ).(3
) (1الدرر المنثور :ج ،3ص (2) .136النحل (3) .8 :الدرر المنثور :ج 141 ،6
)*(.
][349
أقول :أوردت أخبارا كثيرة من هذا الباب في الملجد السابع في باب أنهم الحجخخة علخخى
جميع العوالم وجميع المخلوقات - 46 .وروى الكفعمي والبرسخخي فخخي فضخخل
الدعاء المعروف بالجوشن الكبير بإسناديهما عن موسى بن جعفر عخخن آبخخائه
عليهم السلم عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال له جبرئيل :والخخذي بعثخخك
بالحق نبيا إن خلف المغرب أرضا بيضاء فيها خلق من خلق ال يعبدونه ول
يعصونه ،وقد تمزقت لحومهم ووجوههم مخخن البكخخاء ،فخخأوحى ال خ إليهخخم :لخخم
تبكون ولم تعصوني طرفة عين ؟ قال :نخشى أن يغضب ال خ علينخخا ويعخخذبنا
بالنار قال علي عليه السلم :قلت :يا رسول ال ! ليخخس هنخخاك إبليخخس أو أحخخد
من بني آدم ؟ فقال :والذي بعثنى بالحق نبيا مخخا يعلمخخون أن الخ خلخخق آدم ول
إبليس ،ول يحصي عددهم إل ال ،ومسير الشمس في بلدهخخم أربعخخون يومخخا
ل يأكلون ول يشربون )) (1الخبر( .تذنيب :اعلم أن الخبار الواردة في هذا
البخخاب غريبخخة وبعضخخها غيخخر معتخخبرة السخخانيد كروايخخات البرسخخي وجخخامع
الخبار ،والمأخوذ من الكتاب القديم ،وبعضخخها معتخخبرة مخخأخوذة مخخن اصخخول
القدماء ،وليس ما تتضمنها بعيدا من قدرة ال تعالى ).(2
) (1قد حاول بعض علماء العصر تطبيق هذه الرض على الكوكبخخة المكتشخخفة اخيخخرا
المسماة ب )فلكان( بتقريب انها لمكان قربها من المشس انور الكخخواكب ولخخذا
وصف بانها بيضاء ،ولما كانت تدور حول الشمس في عشرين يومخخا وكخخل
يوم مشتمل على نهار وليلة وكثيرا ما يطلق اليوم على النهار فقط صخخح ان
يقال انها تدور حول الشمس اربعين يوما وانت خبير بأن الرواية تأبى عخخن
هذه التكلفات والتعسفات كل البخخاء ،فخخان ظخخاهر قخخوله )مسخخير الشخخمس فخخي
بلدهم اربعون يوما( ان اليوم في بلدهم يساوى اربعين يوما في بلدنخخا ل
أن السنة فيها تساوى اربعيخخن يومخخا ،علخخى ان هخخذه الكوكبخخة لشخخدة حرارتهخخا
غير قابلة لنشوء موجود حى فيها ال ان يكون المراد باهلها الملئكة بقرينة
قوله )ل يأكلون ول يشربون( فتأمل (2) .الخبار المخخوردة فخخي هخخذا البخخاب
مخخع قطخخع النظخخر عخخن ضخخعافها الخختى ل يوثخخق بصخخدورها ل تجخخرى جميعخخا
مجرى واحدا في المضمون والدللة ،والتعرض لكل واحد منهخخا علخى حخدة
والتدقيق في ما يشتمل عليه من الدقائق وتحقيق ما تشخخير إليخخه مخخن الحقخخائق
يؤدى إلى تطويل ممل لكن=
][350
و )جابلقا( و )جابرسا( ذكرهما اللغويون على وجه آخر ،قال الفيروز آبادي :جابلص
بفتح الباء واللم أو سكونها :بلد بالمغرب وليس وراءه إنسي
= ل بأس بالشارة إلى مهام ما يستفاد منهخا وهخى امخور :الول :ان خلخق الخ تبخارك
وتعالى ل ينحصر في ابينا آدم وذريته ،فقد خلق قبله خلئق كثيرة وسيخلق
بعد انقراضهم ايضا ،قال عليه السخخلم )أو تخرى ان الخ عزوجخل لخم يخلخخق
بشرا غيركم ؟ بلى وال لقد خلق ال تبخارك وتعخالى ألخف ألخف عخالم وألخف
ألف آدم( وقال عليه السلم )لعلكم ترون أنه إذا كخخان يخخوم القيامخخة ..ل يعبخخد
في بلده ول يخلق خلقا يعبدونه ويوحدونه ؟ (..إلخى غيخر ذلخك .الثخخاني :ان
وراء هذه المنظومة الشمسية المشتملة على شمس وارض وكواكب واقمار
منظومات شمسية اخرى مشتملة على شموس وكواكب واقمخخار كخخثيرة وأن
لها أهلين في الجملة قال عليه السخخلم )ان وراء عيخخن شمسخخكم هخذه اربعيخخن
عين شمس :وان وراء قمركم اربعين قمرا( وقال عليه السلم لما نظر إلخخى
السماء )هذه قبة ابينا آدم وان لخ عزوجخخل سخخواها تسخخعة وثلثيخخن قبخخة فيهخخا
خلق ما عصوا ال طرفة عين( وغير خفى على اللخخبيب المتأمخخل ان اظهخخار
هذا المعنى في عصر لم يكن يتوهم احد ذلك ول يقبلخخه لخخو ل تسخخليمه لئمخخة
الدين واهل بيت العصخمة واليقيخن كاشخف عخن اعتمخاد القخائلين علخى مبخدء
علمي الهى ،واخذهم من منبع غزير ربخخاني ،وإل فمخخن كخخان يجخخترئ علخخى
التفوه بان عبر الشمس التى كان بزعم انها مركوزة في الفلك الرابع والقمر
الذى كان يزعم انه مركوز في الفلك الول تكون شموس واقمخخار اخخخرى ؟
وهذا لعمر الحق من اعظم الكرامات ،وأدل الدلئل على امامخخة اهخخل الخخبيت
عليهم السلم ،وقد كان هذا العلم مخزونا في كتب الشيعة مكنونا عنخخه اهلخخه
حتى كشف التجاوب العلمية والمكبرات العظيمة النقاب عن وجهه والغطاء
عخخن سخخره .الثخخالث :أن وراء هخخذا العخخالم المخخادى عخخوالم اخخخرى تغيخخب عخخن
حواسنا ،ول تنالها علومنا المتعارفة ،وهى محيطة بهذا العالم نحو احاطخخة،
وباطنة فيه نحو بطون ،وخارجة عنخخه نحخخو خخخروج وقخخد أراهخخا الخ بعخخض
اوليائه وعباده الصالحين وهو على ما يشاء قدير .قال زيخخن العابخخدين عليخخه
السلم للمنجم) :هل أدلك على رجل قدمر مذ دخلت علينخخا فخخي اربخخع عشخخر
عالما كل عالم اكبر من الدنيا ثلث مرات لخخم يتحخخرك مخخن مكخخانه ؟ !( فخخان
المرور في تلك العوالم الكبيرة في زمن يسير في الغايخخة مخخع عخخدم التحخخرك
من المكان إنما يتصور بغير هذا البدن المخخادى الخخذى ل يمكخخن أن يسخخير إل
بالحركة والنتقال ،وفي عوالم خارجة من عالم المادة ،مطلقخخة مخخن قيودهخخا
وحخخدودها .وقخخال الصخخادق عليخخه السخخلم فخخي بيخخان حخخال أهخخل المخخدينتين
)وطعامهم التسبيح( فان ذلك ليخخس مخخن شخخأن الموجخخود المخخادى ،ويمكخخن ان
يكون حديث اراءة الملكوت لجابر وحديث خيام=
][351
وجابلق بلد بالمشرق )) (1انتهى( ويقال إن فيهما أو في إحداهما أصحاب القائم عليخخه
السلم والصخخوفية والمتخخألهون مخخن الحكمخخاء أولخخوا أكخخثر هخخذه الخبخخار بعخخالم
المثال قال شارح المقاصد :ذهب بعخخض المتخخألهين مخخن الحكمخخاء ونسخخب إلخخى
القدماء أن بين عالمي المحسوس والمعقول واسطة تسمى عخخالم المثخخل ،ليخخس
فخخي تجخخرد المجخخردات ول فخخي مخالطخخة الماديخخات ،وفيخخه لكخخل موجخخود مخخن
المجخخردات ،والجسخخام ،والعخخراض والحركخخات ،والسخخكنات ،والوضخخاع،
والهيئات ،والطعوم ،والروائح ،مثال قائم بخخذاته ،معلخخق ل فخخي مخخادة ومحخخل،
يظهر للحس بمعونة مظهر كالمرآة والخيال والماء والهواء ونحو ذلخخك ،وقخخد
ينتقل من مظهر إلى مظهخر ،وقخد يبطخل كمخا إذا فسخدت المخرآة والخيخال ،أو
زالت المقابلة أو التخيل وبالجملة هو عالم عظيخخم الفسخخحة غيخخر متنخخاه ،يحخخذو
حخخذوا العخخالم الحسخخي فخخي دوام حركخخة أفلكخخه المثاليخخة ،و قبخخول عناصخخره
ومركبخخاته آثخخار حركخخات أفلكخخه وإشخخراقات العخخالم العقلخخي ،وهخخذا مخخا قخخال
القدمون إن في الوجود عالما مقداريا غير العالم الحسخخي ل يتنخخاهى عجخخائبه
ول تحصى مخدنه ،ومخن جملخخة تلخك المخدن جابلقخخا وجابرسخا ،وهمخخا مخدينتان
عظيمتان لكل منهما ألف باب ل يحصى ما فيها من الخلئق ،ومن هذا عخخالم
يكون فيه الملئكة
= رسول ال صلى ال عليه وآله وأهل بيته عليهم السلم وماضاها هما أيضخخا نخخاظرة
إلى هخخذه العخخوالم والخ أعلخخم .وبالجملخخة يسخختفاد مخخن هخخذه الروايخخات ان تلخخك
العوالم اشرف وألطف من عالم المادة وإن لم تخل عن المقادير والعوارض
الجسمانية مطلقا ،فتنطبق على عالم المثال ،لكن ل يوجب ذلك اثبات جميخع
الخواص التى يأتي نقلها عن شارح المقاصخخد لهخخا ،فخخان جلهخخا ل يخلخخو عخخن
مناقشة كظهخخور الصخخور المثاليخخة فخخي المخخرآة وادراكهخخا عنخخد غلبخخة الخخخوف
والمراض ،فان ما يصح من ذلخخك إنمخخا هخخو مخخن خخخواص المثخخال الصخخغر
الذى هو من مراتب النفس النسانية والكلم في العوالم الخارجية وما يجئ
من طعن العلمة المؤلف رحمه ال على هذا القول انمخخا هخخو لللخختزام بهخخذه
الخصوصيات وال فهو ل ينكر الموجخخود المثخخالي رأسخخا ،كيخخف وقخخد اذعخخن
بصراحة روايات كثيرة في اثباته ،وبه صحح كثيرا من المسائل العتقادية
كما اشار إلى بعضها في ذيخخل هخخذا البخخاب (1) .القخخاموس :ج ،2ص ،297
وج ،3ص .(*) 217
][352
والجن والشياطين والغيلن لكونها من قبيل المثل أو النفوس الناطقة المفارقة الظاهرة
فيها ،وبه يظهر المجردات فخخي صخخور مختلفخخة بالحسخخن والقبخخح ،واللطخخافه و
الكثافة ،وغير ذلك بحسب استعداد القابخخل والفاعخخل ،وعليخخه بنخخوا أمخخر المعخخاد
الجسماني فخإن البخدن المثخالي الخذي يتصخرف فيخه النفخس حكمخه حكخم البخدن
الحسي في أن له جميع الحواس الظاهرة والباطنخخة فيلتخخذ ) (1ويتخخألم باللخخذات
واللم الجسخخمانية وأيضخخا تكخخون مخخن الصخخور المعلقخخة نورانيخخة فيهخخا نعيخخم
السخخعداء ،وظلمانيخخة فيهخخا عخخذاب الشخخقياء ،وكخخذا أمخخر المنامخخات وكخخثير مخخن
الدراكات ،فإن جميع ما يرى في المنام أو التخيل في اليقظة بخخل نشخخاهد فخخي
المراض وعند غلبة الخوف ونحو ذلك من الصور المقدارية الخختي ل تحقخخق
لها في عالم الحس كلها من عالم المثخخل ،وكخخذا كخخثير مخخن الغخخرائب وخخخوارق
العخخادات ،كمخخا يحكخخى عخخن بعخخض الوليخخاء أنخخه مخخع إقخخامته ببلخخدته كخخان مخخن
حاضري المسجد الحرام أيام الحج ،وأنه ظهخر مخن بعخخض جخدران الخخبيت أو
خخخرج مخن بيخت مسخخدود البخخواب والكخخواء ،وأنخه أحضخر بعخض الشخخاص
والثمار أو غير ذلك من مسافة بعيدة جخخدا فخخي زمخخان قريبخخة إلخخى غيخخر ذلخخك،
والقائلون بهذا العالم منهم من يدعي ثبوته بالمكاشخخفة والتجخخارب الصخخحيحة،
ومنهم من يحتج بأن ما يشاهد من تلك الصخخور الجزئيخخة ليسخخت عخخدما صخخرفا
ول من عالم الماديات وهو ظاهر ،ول من عالم العقخخل لكونهخخا ذوات مقخخدار،
ول مر تسمة في الجزاء الدماغية لمتناع ارتسام الكبير في الصخخغير ،ولمخخا
كانت الدعوى عالية والشخخبه واهيخخة كمخخا سخخبق لخخم يلتفخخت إليخخه المحققخخون مخخن
الحكماء والمتكلمين )انتهى( .ونقل بعضهم عن المعلخخم الول فخخي الخخرد علخخى
مخن قخال :إن العخالم الجسخماني أكخثر مخن واحخد :وقخد قخالت متخألهو الحكمخاء
كهرمس ،وأنباذ قلس ،وفيثاغورس وأفلطن وغيرهم مخخن الفاضخخل القخخدماء
إن في الوجود عخخوالم اخخخرى ذوات مقخخادير غيخخر هخذا العخالم الخذي نحخخن فيخه
وغير النفس والعقل ،وفيها العجخخائب والغخخرائب ،و فيهخخا مخخن البلد والعبخخاد،
والنهار والبحار والشجار ،والصور المليحة والقبيحة
][353
ما ل يتناهى ،ويقع هذا العالم في القليم الثامن الذي فيه جابلقخخا وجابرسخخا ،وهخخو إقليخخم
ذات العجائب ،وهي في وسط ترتيب العوالم ،ولهذا العالم افقان :الول و هو
اللطف من الفلك القصى الذي نحن فيه ،وهو يقع ) (1مخخن إدراك الحخخواس
والفخخق العلخخى يلخخي النفخخس الناطقخخة وهخخو أكثخخف منهخخا ،والطبقخخات المختلفخخة
النخخواع مخخن اللطيفخخة والكثيفخخة والمتلخخذذة والمهجخخة والموملخخة والمزعجخخة ل
يتناهى بينهما ،و لبد لخك مخن المخرور عليخه ،وقخد يشخاهد هخذا العخالم بعخض
الكهنة والسحرة وأهل العلوم الروحانية ،فعليك باليمان بها ،وإياك والنكار.
وقال أرسخخطو فخخي )اثولوجيخخا( :مخخن وراء هخخذا العخخالم سخخماء وأرض وبحخخرو
حيوان ونبات وناس سماويون ،وكخل مخخن فخخي هخذا العخخالم الجسخخماني ،وليخس
هناك شئ أرضي ،والروحانيون الذين هناك ملئمون للنس الذي هنخخاك ،ل
ينفر بعضهم عن بعض ،وكخخل واحخخد ل ينفخخر عخخن صخخاحبه ،ول يضخخاده ،بخخل
يستريح إليه .وقال صاحب الفتوحات :في كل خلق ال تعالى عوالم يسخخبحون
الليل و النهار ل يفترون ،وخلق ال من جملة عوالمهخخا عامخخا علخخى صخخورنا،
إذا أبصرها العارف يشاهد نفسه فيها ،وقد أشار إلى ذلك عبد الخ بخخن عبخخاس
فيما روي عنه في حديث :هذه الكعبة وإنها بيت واحد من أربعخخة عشخخر بيتخخا،
وإن في كل أرض من الرضين السبع خلقا مثلنخخا حخختى أن فيهخخم ابخخن عبخخاس
مثلي .وصدقت هذه الرواية عند أهل الكشف ،وكخخل منهخخا حخخي نخخاطق ،وهخخي
باقيخخة ل تفنخخى ول تتبخخدل ،وإذا دخلهخخا العخخارفون إنمخخا يخخدخلون بخخأرواحهم ل
بأجسامهم ،فيتركون هياكلهم في هذه الرض الدنيا ويتجردون ،وفيها مخخدائن
ل تحصى ،وبعضها تسخخمى )مخخدائن النخخور( ل يخخدخلها مخخن العخخارفين إل كخخل
مصخخطفى مختخخار ،وكخخل حخخديث وآيخخة وردت عنخخدنا ممخخا صخخرفها العقخخل مخخن
ظاهرها وجخخدناها علخخى ظاهرهخخا فخخي هخخذه الرض ،وكخخل جسخخد يتشخخكل فيخخه
الروحاني من ملك وجن ،وكل صورة يرى النسان فيها نفسه في النوم فمخخن
أجساد هذه الرض )انتهى(.
][354
واقول :ما أشبه هذه المزخرفات بالخرافات والخيالت الواهية والوهخخام الفاسخخدة ،ول
يتوقف تصحيح شئ مما ذكروه على القول بهخخذا المخخذهب السخخخيف ،و بسخخط
القول فيه يؤدي إلى الطناب ،وأما الجساد المثالية التي قلنخخا بهخخا فليخخس مخخن
هذا القبيل كما عرفت تحقيقه في المجلد الثالث ،وأكثر أخبار هذا الباب يمكن
حملها على ظواهرهخا ،إذ لخم يخدر أحخد سخوى النبيخاء والوصخياء مخا حخول
جميع العالم حتى يحكم بعدمها ،وما قاله الحكماء والرياضيون فخخي ذلخخك فهخخو
على الخرص والتخمين وال الهادي إلى الحق المبين) .تنبيه( قد يستدل على
ثبوت عالم المثال بما رواه الشخخيخ البهخخائي -ره -فخخي كتخخاب )مفتخخاح الفلح(
عند تأويل ما ورد في دعاء التعقيب )يامن أظهر الجميل وسخختر القبيخخح( عخخن
الصادق عليه السلم أنه قال :ما مخن مخؤمن إل ولخه مثخال فخي العخخرش ،فخإذا
اشتغل بالركوع والسخخجود ونحوهمخخا فعخخل مثخخاله مثخخل فعلخخه ،فعنخخد ذلخخك تخخراه
الملئكخخة عنخخد العخخرش ويصخخلون ) (1ويسخختغفرون لخخه ،وإذا اشخختغل العبخخد
بمعصية أرخى ال تعالى على مثخخاله سخخترا لئل تطلخخع المئلكخخة عليهخخا ،فهخخذا
تأويل )يا من أظهر الجميل وستر القبيح( )انتهى( .واقول :وإن أمكخخن تخخأويله
) (2على ما ذكروه ،لكن ليس فيه دللخخة علخخى الخصوصخخيات الخختي أثبتوهخخا،
ول على عمومها في كل شئ ،وكذا الكلم فيما ورد مخخن كخخون صخخورة أميخخر
المؤمنين والحسنين عليهم السلم ورؤية الرسول صخخلى الخ عليخخه وآلخخه وآدم
عليه السلم أشباح الئمة علهيم السلم عن يمين العرش ،وأمثال ذلخخك كخخثيرة
والكلم فخخي الجميخع واحخخد ،و نحخن ل ننكخر وجخخود الجسخام المثاليخخة وتعلخخق
الرواح بها بعد الموت ،بل نثبتها لدللة الحاديث المعتبرة الصريحة عليها،
بل ل يبعد عندي وجودها قبل الموت أيضا فتتعلق
) (1في المخطوطة :فيصلون (2) .في المخطوطة :تطبيقه )*(.
][355
بها الرواح في حال النوم وشبهه من الحوال التي يضعف تعلفها بالجسخخاد الصخخلية
فيسير بها في عوالم الملك والملكوت ،ول أستبعد فخخي الرواح القويخخة تعلقهخخا
بالجساد المثالية الكثيرة ،وتصرفها في جميعها في حالة واحخخدة ،فل يسخختبعد
حضورهم في آن واحد عند جميع كثير من المحتضرين وغيرهم ،لكن علخخى
وجه ل ينافي القواعد العقلية والقوانين الشرعية ،وهخخذا المقخخام ل يسخخع لبسخخط
القخخول فيهخخا ،وبعخخض العقخخول القاصخخرة عخخن درك الحقخخائق الخفيخخة ربمخخا لخخم
يحتملهخخا ،فلخخذا طويناهخخا علخخى غرهخخا ،وال خ الموفخخق لنيخخل غخخوامض الخخدقائق
وسرها) .3 .باب( * )أنه لم سميت الدنيا دنيا والخخخرة آخخخرة( * - 1العلخخل:
عن علي بن أحمد بن ) (1محمد ،عن محمد بن يعقوب ،عن علي بن محمخخد،
بإسناده رفعه قخال :أتخى علخي بخن أبيطخخالب عليخخه السخخلم يهخخودي فسخأله عخخن
مسائل ،فكان فيما يسأله ) (2لم سميت الدنيا دنيا ؟ ولم سميت الخخخرة آخخخرة،
فقال عليه السلم :إنما سميت الدنيا دنيخخا لنهخخا أدنخخى مخخن كخخل شخخئ ،وسخخميت
الخره آخرة لن فيها الجزاء والثواب ).(3
) (1الظاهر انه على بن أحمد الدقاق ،وروى الصدوق -ره -في التوحيد وغيره مخخن
كتبه عنه وعن على بن احمد بن محمد ،وعن على بن احمخخد بخخن محمخخد بخخن
عمران ،وفي الفقيه عن على بن احمد بن موسى الدقاق ،وفي كمال الدين )
(177عن على بن احمد بن محمد بن موسخخى بخخن عمخخران والظخخاهر اتحخخاد
الجميع ،قال الوحيد -ره -الظاهران على بن احمد بخخن محمخخد بخخن عمخخران
من مشايخ الصدوق وهو على بن احمد بن موسى الدقاق ،وقخخال فخخي تنقيخخح
المقال :لم اقف على رواية الصدوق عمن سماه )يعنى الوحيد( واتحاد على
بن احمد بن موسخخى مخخع علخخى بخخن احمخخد بخخن محمخخد بخخن عمخخران بعيخخدا جخدا
)انتهى( لكن روايته عخخن احمخخد بخخن محمخخد بخخن عمخخران كخخثيرة فخخي التوحيخخد
وسائر كتبه وما رواه في كمال الدين يقرب ما استبعده ويؤيخد مخا اسختظهره
الوحيد رحمهما ال بل ما استظهرنا من اتحاد الجميع والخ العخخالم (2) .فخخي
المخطوطة :في ما سأله (3) .علل الشرائع :ج ،1ص .(*) 2
][356
- 2ومنه :فيما سأل يزيد بن سلم النبي صلى ال عليه وآله سأله عن الدنيا لم سخخميت
الدنيا ؟ قال :لن الدنيا دنية خلقت من دون الخرة ،ولو خلقت مع الخرة لخخم
يفن أهلها كما ل يفنى أهل الخرة .قال :فأخبرني لخخم سخخميت الخخخرة آخخخرة ؟
قال :لنها متأخرة تجئ من بعد الدنيا ،ل توصف سنينها ،ول تحصى أيامها،
ول يموت سكانها )) (1الخبر( .بيان :قوله في الخبر الول )لنهخخا أدنخخى مخخن
كل شئ( أي أقرب بحسب المكان أو بحسخخب الزمخخان ،أو أخخخس وأرذل علخخى
وفق الخبر الثاني .وقوله )لن فيها الجزاء( لعله بيان لملخخزوم العلخخة ،أي لمخخا
كان فيها الجزاء ،والجزاء متأخر عن العمل ،فلذا جعلت بعخخد الخخدنيا وسخخميت
بذلك .قال ال عزوجل )يأخذون عرض هذا الدنى ) (2يعني الدنيا من الدنو
بمعنى القرب ،وقال سخخبحانه )ولنخخذيقنهم مخخن العخخذاب الدنخخى ) ((3وبالجملخخة
الدنى والدنيا يصرفان على وجوه ،فتارة يعبر به عن القخخل فيقابخخل بخخالكثر
والكبر ،وتارة عن الرذل والحقر فيقابخخل بخخالعلى والفضخخل ،وتخخارة عخخن
القرب فيقابل بالقصى ،وتارة عن الولى فيقابل بالخرة وبجميع ذلخخك ورد
التنزيخل علخى بعخض الوجخوه .وقخال الجخزري :الخدنيا اسخم لهخذه الحيخاة لبعخد
الخرة عنها.
) (1علل الشرائع ج ،2ص (2) .156العراف (3) .169 :الرعد.(*) 21 :
][357
) 4بخخاب( * )القلخخم ،واللخخوح المحفخخوظ ،والكتخخاب المخخبين ،والمخخام( * * )المخخبين ،وام
الكتاب( * اليات :هود :وما من دابة في الرض إل على ال خ رزقهخخا ويعلخخم
مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين ) .(1طه :قال علمها عنخخد ربخخي فخخي
كتاب ل يضل ربي ول ينسى ) .(2الحج :ألم تعلم أن ال يعلم ما فخخي السخخماء
والرض إن ذلك في كتخخاب ،إن ذلخخك علخخى الخ يسخخير ) .(3النمخخل :ومخخا مخخن
غائبة في السماء والرض إل في كتاب مبين ) .(4سبأ :ل يعزب عنه مثقخخال
ذرة في السماوات ول في الرض ول أصغر من ذلك ول أكبر إل في كتخخاب
مبين ) .(5فاطر :وما يعمر من معمر ول ينقص من عمره إل فخخي كتخخاب إن
ذلخخك علخخى ال خ يسخخير ) .(6يخخس :وكخخل شخخئ أحصخخيناه فخخي إمخخام مخخبين ).(7
الزخرف :وإنه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم ).(8
) (1هود (2) .6 :طه (3) .52 :الحج (4) .70 :النمل (5) .75 :سبأ (6) .3 :فاطر:
(7) .11يس (8) .12 :الزخرف.4 :
][358
) (1ق (2) .4 :الطور (3) .3 - 2 :الحديد (4) .22 :القلم (5) .1 :النبأ(6) .29 :
البروج (7) .22 - 21 :مجمع البيان :ج ،5ص (8) .144مجمع البيان:
ج ،7ص .(*) 13
][359
المزادة ) (1إذا خرزتها فحفظت بذلك ما فيها ،ومعنخخى الكتخخاب بيخخن النخخاس :حفخخظ مخخا
يتعاملون بخخه ،فخخالمراد مخخن قخخوله )إن ذلخخك فخخي كتخخاب( أنخخه محفخخوظ عنخخده .و
الثاني :وهو قول الجمهور أن كل ما يحدثه ال في السخخماوات والرض كتبخخه
) (2فخخي اللخوح المحفخوظ ،وهخذا أولخى ،لن القخول الول وإن كخان صخخحيحا
نظرا إلى الشتقاق ،ولكن الواجب حمخل اللفخظ علخى المتعخارف ،ومعلخوم أن
الكتاب هو ما تكتب فيه المور ،فكان حمله عليه أولى .فإن قيخخل :يخخوهم ذلخخك
أن علمه مستفاد من الكتاب ،وأيضا فأي فائدة في ذلك الكتاب ؟ فالجواب عن
الول أن كتبه تلك الشياء في ذلك الكتاب مع كونها مطابقة للموجودات مخخن
أدل الدلئل على أنه سبحانه غني في علمه عن ذلك الكتاب ،وعخخن الثخخاني أن
الملئكة ينظرون فيه ثم يرون الحوادث داخلة في الوجود على وفقه ،فصخخار
ذلك دليل لهم زائدا على كونه سبحانه عالما بكل المعلومات .وأمخخا قخخوله )إن
ذلك على ال يسير( فمعناه أن كتبه جملة الحوادث مخخن أنهخخا مخخن الغيخخب ممخخا
يتعذر عى الخلق ،لكنها بحيث متى أرادها ال تعخخالى ،كخخانت يعخخبر عخخن ذلخخك
بخخأنه يسخخير ،وإن كخخان هخخذا الوصخخف ل يسخختعمل إل فينخخا مخخن حيخخث تسخخهل
وتصعب علينا المور ،ويتعالى ) (3الخ عخن ذلخك ) .(4وقخال الطبرسخي ره
في قوله سبحانه )وما مخخن غائبخة( أي خصخخلة غائبخة )فخي السخخماء والرض(
يعني جميع ما أخفاه عن خلقه وغيبه عنهم )إل في كتاب مخخبين( أي إل وهخخو
مبين في اللوح المحفخخوظ )) .(5ل يعخخزب عنخخه( أي ل يفخخوته )إل فخخي كتخخاب
مبين( يعني اللوح المحفوظ ).(6
) (1المزادة بفتخح الميخم :مخخا يوضخح فيخه الخخزاد ،وخرزهخخا بالخخاء المعجمخخة ثخم الخراء
المهملة ثم الزاى المعجمة :شدها وإحكامها .وفخخي المصخخدر :كتبخخت المخخزادة
اكتبها ) (2في المصدر :فقخخد كتبخخه (3) .فخخي المصخخدر :تعخخالى (4) .مفاتيخخح
الغيب ،ج ،6ص (5) .259مجمخخع البيخخان :ج ،7ص (6) .232مجمخخع
البيان :ج 8ص .(*) 377
][360
وفي قوله )وما يعمر من معمر( أي ل يمد في عمر معمر )ول ينقص من عمخخره( أي
من عمر ذلك المعمر بانقضاء الوقخخات عليخخه ،وقيخخل :معنخخاه ول ينقخخص مخخن
عمر غير ذلك المعمر ،وقيل :هو ما يعلمه الخ أن فلنخخا لخخو أطخخاع لبقخخي إلخخى
وقت كخذا ،وإذا عصخى نقخص عمخره فل يبقخى )إل فخي كتخاب( أي إل وذلخك
مثبت فخخي اللخخوح المحفخخوظ ) .(1وقخخال) :وكخخل شخخيئ أحصخخيناه( أي أحصخخينا
وعددنا كل شئ من الحوادث في كتاب ظخاهر وهخو اللخوح المحفخوظ ،وقيخل:
أراد به صخخحائف العمخخال ) .(2اقخخول :وقخخد ورد فخخي كخخثير مخخن الخبخخار أن
المراد بالمام المبين أمير المؤمنين عليه السلم كما مخخر) .وأنخخه( أي القخخرآن
)في ام الكتاب( في اللوح المحفوظ فإنه أصل الكتخخب السخخماوية )لخخدينا لعلخخي(
رفيع الشأن )حكيخم( ذو حكمخة بالغخة ،كخذا قيخل ،وفخي كخثير مخن الخبخار أن
الضمير راجع إلى أمير المؤمنين عليخه السخلم والمخراد بخام الكتخاب السخورة
الفاتحخخة ،فخخإنه عليخخه السخخلم مكتخخوب فيهخخا فخخي قخخوله تعخخالى )اهخخدنا الصخخراط
المستقيم( قالوا :الصراط المستقيم هو أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم ومعرفتخخه
وطريقتخخه) .وعنخخدنا كتخخاب حفيخخظ( قخخال الطبرسخخي -ره -أي حخخافظ لعخخدتهم
وأسمائهم وهو اللوح المحفوظ ،وقيل :أي محفوظ عن البلى والدروس ،وهخخو
كتخخاب الحفظخخة )) .3وكتخخاب مسخخطور( أي مكتخخوب )فخخي رق منشخخور( وهخخو
الكتاب الذي كتبه ال لملئكته في السخماء يقخخرؤون فيخخه مخا كخخان ومخا يكخخون،
وقيل :هو القرآن مكتوب عند ال في اللوح ) (4وهو الخخرق المنشخخور ،وقيخخل:
هو صحائف العمال ،وقيل :هو التورية وقيل :إنخخه القخخرآن يكتبخخه المؤمنخخون
في رق وينشرونه لقراءته والرق ما يكتب فيه ).(5
) (1مجمع البيخخان :ج 8ص (2) .403مجمخخع البيخخان :ج ،8ص (3) .418مجمخخع
البيخخان :ج ،9خ (4) .141فخخي المصخخدر :فخخي اللخخوح المحفخخوظ (5) .مجمخخع
البيان :ج ،9ص .(*) 163
][361
وفي قوله تعالى )ما أصاب من مصيبة فخخي الرض( مثخخل قحخخط المطخخرو قلخخة النبخخات
ونقص الثمخرات )ول فخي أنفسخكم( مخن المخراض والثكخل بخالولد )إل فخي
كتاب( أي إل وهو مثبت ) (1في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق النفس )لكيل
تأسوا على ما فاتكم( أي فعلنا ذلك لكيل تحزنوا على ما يفوتكم من نعم الدنيا
)ول تفرحوا بما آتيكم( أي بما أعطاكم ال منهخا ،والخخذي يخوجب نفخخي السخى
والفخخرح مخخن هخخذين أن النسخخان إذا علخخم أن مخخا فخخات منهخخا ضخخمن الخ تعخخالى
العوض عليه في الخرة فل ينبغي أن يحزن لذلك ،وإذا علم أن ما نخخاله منهخخا
كلف الشكر عليه والحقوق الواجبة فيه فل ينبغي أن يفرح به ،وأيضا إذا علم
أن شيئا منها ل يبقى فل ينبغي أن يهتم له بل يجب أن يهتم لمر الخره التي
تخخدوم ول تبيخخد ) .(2وقخخال البيضخخاوي) :مخخن قبخخل أن نبرأهخخا( أي نخلقهخخا،
والضمير للمصيبة ،أو لرض ،أو للنفس ،وقال في قوله )لكيل تأسوا( فخخإن
من علم أن الكل مقدر هان عليه المخخر ،وفيخخه إشخخعار بخخأن فواتهخخا يلحقهخخا إذا
خليت وطباعها ،وأما حصولها وبقاؤها فلبد لهما من سبب يوجدها ويبقيهخخا،
والمراد منه نفي السى المانع من التسليم لمر ال والفرح المخخوجب للبطخخرو
الختيال ،ولذلك عقبه بقوله )وال ل يحب كل مختخخال فخخخور )) ((3انتهخخى(.
وقال الطبرسي -ره :-اختلف في معنخخى )نخخون( فقيخل :هخو اسخخم مخن أسخماء
السورة ،وقيل :هو الحوت الذي عليخخه الرضخخون ،عخخن ابخخن عبخخاس وغيخخره:
وقيل :هو حرف من حخخروف الرحمخخن .فخخي روايخة اخخرى عخخن ابخخن عبخخاس،
وقيل :هو الدواة عن الحسن وغيره ،وقيل :هو لوح من نور ،وروي مرفوعا
إلى النبي صلى ال عليه وآله أنه قال :هو نهر في الجنة ،قال ال له كن مدادا
فجمد ،وكان أبيض من اللبن وأحلى من الشهد ،ثم قال للقلم :اكتب فكتب القلم
ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة
) (1في المصدر :يعنى إل وهو مثبت مذكور في اللوح المحفوظ (2) .مجمخخع البيخخان:
ج ،9ص (3) .240انوار التنزيل :ج ،2ص .(*) 469
][362
عن أبي جعفر الباقر عليه السلم ،وقيل :المراد به الحوت في البحر ،وهخخو مخخن آيخخات
ال تعالى ،إذ خلقها من الماء ،فإذا فارق الماء مات ،كمخخا أن حيخخوان الخخبر إذا
خالط الماء مات ،والقلم هو الذي يكتب به ،أقسم ال تعالى به لمنخخافع الخلخخق،
إذ هو أحد لساني النسان يؤدي عنه ما في جنانه ،ويبلغ البعيخد عنخه مخا يبلخغ
القريب بلسانه وبه يحفظ أحكام الدين ،وبه تستقيم امخخور العخخالمين ،وقخخد قيخل:
إن البيان بيانان :بيان اللسان ،وبيان البنخخان ،وبيخخان اللسخخان تدرسخخه العخخوام،
وبيان القلم باق على مر اليام) .ومخخا يسخخطرون( ومخخا تكتبخخه الملئكخخة ممخا
يخخوحى إليهخخم ،ومخخا يكتبخخونه مخخن أعمخخال بنخخي آدم ،وقيخخل :مخخا مصخخدرية )(1
)انتهى( .وقال الرازي :والقلخخم فيخخه وجهخخان :أحخخدهما أن المقسخخم بخخه هخخو هخخذا
الجنس وهو واقع على كل قلخخم فخخي السخخماء وفخخي الرض ،كمخخا قخخال )وربخخك
الكرم الذي علم بالقلم ) ((2الثاني :أن المقسم به هخخو القلخخم المعهخخود ،والخخذي
جاء في الخبر )أول ما خلق ال القلم( قال ابن عباس :أول ما خلق الخ القلخخم،
ثم قال :اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ،قال :وهو قلم من نخخور طخخوله كمخخا
بين السماء والرض ،و روى مجاهد عنخخه قخخال :إن أول مخخا خلخخق الخ القلخخم،
فقال :اكتب القدر ،فكتب ما هو كائن إلخخى يخخوم القيامخخة ،وإنمخخا يجخخري النخخاس
على أمر قد فرغ منه .قال القاضي :هذا الخبر يجب حمله على المجخخاز ،لن
القلم الذي هو آلة مخصوصة في الكتابخخة ل يجخخوز أن يكخخون حيخخا عخخاقل )(3
فيؤمر وينهى ،فإن الجمخخع بيخخن كخخونه حيوانخخا مكلفخخا و بيخخن كخخونه آلخخة الكتابخخة
محال ،قال :بل المراد أنه تعالى أجراه بكل ما يكون وهخخو كقخخوله )إذا قضخخى
أمرا فإنما يقول له كن فيكون ) ((4فإنه ليس هناك أمر
) (1مجمع البيان ،ج ،10ص (2) .332العلق (3) .4 :بناء على كون القلم مجخردا
عن المادة يندفع هذا الشكال لن التجرد ل ينفك عن العقل والحياة فافهم) .
(4البقرة.(*) 117 :
][363
ول تكليف ،بل هو مجرد نفاذ القدرة في المقدور من غير منازعخخة ول مدافعخخة ،ومخخن
الناس من زعم أن القلم المذكور هاهنا هو العقل ،وأنه شخخئ كالصخخل لجميخخع
المخلوقات ،قالوا :والدليل عليه أنه روي في الخبخخار أنخخه أول مخخا خلخخق الخخ،
وفي خبر ]آخر[ أن أول ما خلق ال العقل ،وفي خبر آخر :أول ما خلخخق ال خ
جوهرة فنظر إليها بعين الهيبة فذابت إلى آخر مخخا مخخر ،قخخالوا :فهخخذه الخبخخار
مجموعهخخا تخخدل علخخى أن العقخخل والقلخخم وتلخخك الجخخوهرة الخختي هخخي أصخخل.
المخلوقات شئ واحد وإل لتناقض )) (1انتهى( .اقول :ويمكن الجمع بوجخخوه
اخرى كما مر) .وكل شئ أحصخخيناه كتابخخا( قخخال البيضخخاوي) :كتابخخا( مصخخدر
لحصيناه فإن الحصاء والكتبة مشاركان ) (2فخخي معنخخى الضخخبط ،أو لفعلخخه
المقدر ،أو حال بمعنى مكتوبا في اللخخوح أو صخخحف الحفظخخة )) .(3فخخي لخخوح
محفخخوظ( قخخال الخخرازي :أي محفخخوظ عخخن أن يمسخخه إل المطهخخرون ،أو عخخن
اطلع الخلق عليخخه سخخوى الملئكخخة المقربيخخن ،أو عخخن أن يجخخري فيخخه تغييخخر
وتبديل ثم قال :قال بعض المتكلمين :إن اللوح شخئ يلخوح للملئكخة فيقرؤنخه،
فلما ) (4كانت الخبار والثار واردة بذلك وجب التصديق به )) (5انتهخخى(.
وأقول :ما ورد في الكتاب والسنة من أمثال ذلك ل يجوز تخخأويله والتصخخرف
فيه بمحض استبعاد الوهم بل برهان وحجة ونص معارض يدعو إلخخى ذلخخك،
وما ورد في بعض الخبار أن اللخخوح والقلخخم ملكخخان ل ينخخافي ظخخاهره كمخخا ل
يخفى .ويظهر من الخبار أن ل عزوجخخل لخخوحين :اللخخوح المحفخخوظ وهخخو ل
يتغير ،ولوح المحو و الثبات وفيه يكون البخخداء ،كمخخا مخخر تحقيقخخه فخخي بخخابه،
ويومئ إليه قوله سبحانه
) (1فخخي المصخخدر :وإل حصخخل التنخخاقض .مفاتيخخح الغيخخب :ج ،8ص (2) .260فخخي
المصخخخدر :يتشخخخاركان (3) .انخخخوار التنزيخخخل :ج ،2ص (4) .589فخخخي
المخطوطة :ولما (5) .مفاتيح الغيب :ج ،8ص .(*) 528
][364
) (1الرعد (2) .39 :في المصدر :مجرى الصل للشئ اما له (3) .في المصدر :ول
شئ معه (4) .في المصدر :أحوال جميع الخلق (5) .مفاتيخخح الغيخخب :ج ،5
ص (6) .309في المصدر :فيمحو )*(.
][365
عن ابن عباس قال :هما كتابان :كتاب سوى ام الكتاب يمحو ال منه ما يشاء و يثبت،
وام الكتاب ل يغير منه شئ ،ورواه عمران بن حصين عن النخخبي صخخلى ال خ
عليه وآله ثم قال :وام الكتاب هو اللوح المحفوظ الذي ل يغير ول يبخخدل ،لن
الكتب المنزلة انتسخت منه ،فالمحو والثبات إنما يقع في الكتب المنتسخخة ل
في أصل الكتاب ،عن أكثر المفسرين ،وقيخخل :سخخمي ام الكتخخاب لنخخه الصخخل
الذي كتب فيه أول سيكون كذا وكذا لكل ما يكون ،فإذا وقع كتب أنه قخخد كخخان
ما قيل إنه سيكون ،والوجه في ذلك ما فيه من المصلحة والعتبار لمن تفكخخر
فيه مخن الملئكخة الخذين يشخاهدونه إذا قخابلوا مخا يكخون بمخا هخو مكتخوب فيخه
وعلموا أن ما يحدث على كثرته قد أحصاه ال وعلمه قبل أن يكخخون ،مخخع أن
ذلك أهول في الصدور ،و أعظم في النفوس ،حتى كخأن مخخن تصخوره وتفكخخر
فيه مشاهد لخخه )) (1انتهخخى( .واعلخخم أن للحكمخخاء فخخي تلخخك البخخواب خرافخخات
تنتهي إلى المحالت ،ثم إلى الزندقة والخروج عن مذاهب أربخخاب الخخديانات،
وردوا في لباس التأويل أكثر اليات والروايات ،وإن زعمخخوا تطبيقهخخا عليهخخا
بخخأنواع المتحملت ،فبعضخخهم يقخخول :القلخخم هخخو العقخخل الول ،وجميخخع صخخور
الشياء حاصلة فيه على وجه بسيط عقلي مقدس عن شخخائبة كخخثرة وتفصخخيل،
وهو صورة القضخاء اللهخي ،وهخو بهخخذا العتبخخار يسخخمى بخام الكخخاب ،ومنخخه
ينتقش في ألواح النفوس الكلية السماوية كمخا ينتسخخ بخالقلم فخي اللخوح صخور
معلومة مضبوطة منوطة بعللها وأسبابها على وجه كلخخي ،وهخخو قخخدره تعخخالى
ومن هذه النفوس الكليخخة ينتقخخش فخخي قواهخخا المنطبعخخة الخياليخخة نقخخوش جزئيخخة
متشكلة بأشكال وهيئات معينة على طبق ما يظهر في الخخخارج ،وهخخذا العخخالم
هو لوح القدر كما أن عالم النفوس الكلية هو لوح القضاء ،وكخخل منهمخخا بهخخذا
العتبخخار كتخخاب مخخبين ،إل أن الول محفخخوظ مخخن المحخخو والثبخخات ،والثخخاني
كتاب المحو والثبات وفيه يكون البداء ،لن القوى المنطبعة الفلكية لخخم تحخخط
بتفاصيل ما سيقع من المور دفعة واحدة ،لعدم تناهيها ،بل إنمخخا ينتقخخش فيهخخا
الحوادث شيئا فشيئا ،و
][366
جملة فجملة ،مع أسبابها وعللها على نهج مستمر ،ونظام مستمر ،فان مخخا يحخخدث فخخي
عالم الكون والفساد إنما هو من لوازم حركات الفلك ونتائج بركاتها ،فمتى
يعلم أن كلما كان كذا كان كذا ومهما حصل العلم بأسباب حدوث أمر مخخا فخخي
هذا العالم حكمت بوقوعه فيه ،فينتقش فيها ذلخك الحكخم ،وربمخا تخأخر بعخض
السباب الموجب لوقوع الحادث على خلف ما يخخوجبه بقيخخة السخخباب لخخو ل
ذلك السبب ،ولم يحصل لها العلم بذلك السبب بعد ،لعدم اطلعها على سخخبب
ذلك السبب ،ثم لما جخخاء أوانخخه واطلعخخت عليخخه حكمخخت بخلف الحكخخم الول،
يمحو عنها نقش الحكم السابق ويثبخخت الحكخخم الخخخر ،ولمخخا كخخان أسخخباب هخخذا
التخيل ينتهي إليه سبحانه نسب البداء إليها مع إحاطة علمه سبحانه بالكليخخات
والجزئيات جميعا أزل وأبدا - 1 .تفسير على بن ابراهيم :عن أبيه ،عن ابخخن
أبي عمير ،عن هشام ،عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم قخخال :أول مخخا خلخخق الخ
القلم ،فقال له )اكتب( فكتب ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامخخة )- 2 .(1
ومنه :في قوله )بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ( قال :اللوح المحفخخوظ لخخه
طرفان :طرف على ]يمين[ العرش ،وطرف على جبهة إسرافيل ،فخخإذا تكلخخم
الرب جل ذكره بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل فنظر في اللوح ،فيوحي
بما في اللوح إلى جبرئيل ) - 3 .(2ومنه :عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن
عبد الرحيم القصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم :قال :سألته عن )ن والقلم(
قال :إن ال خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لهخخا الخلخخد ،ثخخم قخخال لنهخخر فخخي
الجنة كن مدادا فجمد النهر ،وكان أشد بياضا من الثلج ،وأحلى من الشهد ،ثم
قال للقلم :اكتب ،قال :يا رب ما أكتب ؟ قال :اكتب ما كان وما هو كخخائن إلخخى
يوم القيامة ،فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة ،وأصفى من اليخخاقوت،
ثم طواه فجعله في ركن العرش ،ثم ختم على
][367
فم القلم ،فلم ينطق بعد ،ول ينطق أبدا ،فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخخخ كلهخخا ،أو
لسخختم عربخخا ؟ ! فكيخخف ل تعرفخخون معنخخى الكلم ؟ ! وأحخخدكم يقخخول لصخخاحبه
)انسخ ذلك الكتاب( أو ليس إنما ينسخ من كتاب آخر ) (1من الصخخل ،وهخخو
قوله )إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون( ) .(2بيان :هذا يدل على أن أولية خلق
القلم إضافية ،لسبق خلق الجنة عليخخه ) - 4 .(3العلخخل :قخخال :حخخدثنا علخخي بخخن
حبشي بخخن قخخوني فيمخخا كتخخب إلخخي عخخن حميخخد ) (4بخخن زيخخاد ،عخخن القاسخخم بخخن
إسماعيل ،عن محمد بن سلمة ،عن يحيى بخخن أبخخي العلء الخخرازي ،أن رجل
دخل على أبي عبد ال عليه السلم فقال :جعلت فداك ،أخبرني عن قخخول ال خ
عزوجل )ن والقلم وما يسطرون( وأخبرني عخخن قخخول ال خ عزوجخخل لبليخخس
)فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم( وأخبرني عخن هخذا الخبيت كيخف
صار فريضة على الخلق أن يأتوه ؟ قال :فالتفت أبو عبد ال عليه السلم إليه
وقال :ما سألني عن مسئلتك أحد قط قبلك ،إن ال عزوجل لمخخا قخخال للملئكخخة
)إني جاعل في الرض خليفة( ضجت الملئكة مخخن ذلخخك وقخخالوا :يخخا رب إن
كنت لبد جاعل في أرضك خليفة فاجعله منا من يعمل فخخي خلقخخك بطاعتخخك.
فرد عليهم )إني
) (1في المصدر :اخذ من الصل (2) .تفسخخير القمخخى (3) .960 :الظخخاهر ممخخا يخخأتي
عن الصادق عليه السلم في رواية سفيان الثوري عنه أن ذكر كيفيخخة خلخخق
اللوح والقلم من نهر الخلد يجرى مجرى المثل ،وحقيقة المز انهما ملكان،
ول يبعد استظهار ذلك من كل ما يدل على كونهما ملكين .وربما يؤيد ذلخخك
ما يدل على تأخر خلخخق الجنخخة عخخن خلخخق القلخخم فتأمخخل (4) .هكخخذا فخخي نسخخخ
البحخخار ،وفخخي المصخخدر )جميخخل بخخن زيخخاد( والظخخاهران نسخخخة البحخخار هخخو
الصحيح ،لكثرة رواية )حميد بن زيخخاد( عخخن القاسخخم بخخن اسخخماعيل القرشخخى
ووجود رواية )على بن حبشي( عنه ،وهو حميد بن زياد بن حماد بن حماد
بن زياد الدهقان ابو القاسم كوفى سكن )سوراع( وانتقل إلى )نينخخوى( كخخان
ثقة واقفا وجها فيهم ،سمع الكتب وصنف كتاب الجامع في انخخواع الشخخرائع،
توفى سنة عشر وثلثمائة )*(.
][368
أعلم ما ل تعلمخون( فظنخت الملئكخة أن ذلخك سخخط مخن الخ عزوجخل عليهخم ،فلذوا
بالعرش يطوفون به ،فأمر الخ عزوجخخل لهخخم بخخبيت مخخن مرمخخر سخخقفه ياقوتخخة
حمراء ،و أساطينه الزبرجد ،يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ل يدخلونه بعخد
ذلك إلى يوم الوقت المعلوم .قال :ويوم الوقت المعلوم يوم ينفخخخ فخخي الصخخور
نفخة واحدة فيموت إبليس ما بين النفخة الولى والثانية .وأما )ن( فكان نهرا
في الجنة أشد بياضا من الثلج ،وأحلى من العسل ،قال الخ عزوجخخل لخخه :كخخن
مدادا ،فكان مدادا ،ثم أخذ شجرة فغرسها بيخخده .ثخخم قخخال :واليخخد القخخوة ،وليخخس
بحيث تذهب إليه المشبهة ثم قال لها :كوني قلما ،ثم قال له :اكتخخب ،فقخخال :يخخا
رب وما أكتب ؟ قال :ما هو كائن إلى يوم القيامة .ففعل ذلك ،ثخخم ختخخم عليخخه،
وقال :ل تنطقن إلى يوم الوقت المعلوم ) - 5 .(1معاني الخبار :عن محمخخد
بن هرون الزنجاني ،عخخن معخخاذ بخخن المثنخخى ،عخخن عبخخد الخ بخخن أسخخماء ،عخخن
جويرة ،عن سفيان الثوري ،قال :سألت جعفر بن محمخد عليهمخا السخلم عخن
)ن( فقال :هو نهر في الجنة ،قال ال عزوجل :احمد ،فجمد فصخخار مخخدادا ثخخم
قال عزوجل للقلم :اكتب ،فسطر القلم فخخي اللخخوح المحفخخوظ مخخا كخخان ومخخا هخخو
كائن إلى يوم القيامة ،فالمداد مداد من نور ،والقلم قلم مخخن نخخور واللخخوح لخخوح
من نور ،قال سفيان :فقلت له :يا ابن رسخخول الخ بيخخن لخخي أمخخر اللخخوح والقلخخم
والمداد فضل بيان ،وعلمني مما علمك ال .فقال :يا ابن سعيد ،لو ل أنك أهل
للجواب ما أجبتك فنون ملك يخخؤدي إلخخى القلخخم وهخخو ملخخك ،والقلخخم يخخؤدي إلخخى
اللوح وهو ملك ،واللوح يؤدي إلى إسرافيل ،وإسرافيل يخخؤدي إلخخى ميكائيخخل،
وميكائيل يؤدي إلى جبرئيل وجبرئيل يؤدي إلخخى النبيخخاء والرسخخل .قخخال :ثخخم
قال لي :قم يا سخخفيان فل آمخخن عليخخك ) - 6 .(2ومنخخه عخخن أحمخخد بخخن الحسخخن
القطان ،عن عبد الرحمن بن محمد الحسني ،عخخن أحمخخد بخخن عيسخخى بخخن أبخخي
مريم ،عن محمد بن أحمد العرزمي ،عن علي بن حاتم المنقري
) (1علل الشرائع ،ج 2ص (2) .87معاني الخبار.23 :
][369
عن إبراهيم الكرخي ،قال :سألت جعفر بن محمخخد عليهمخخا السخخلم عخخن اللخخوح والقلخخم،
فقال :هما ملكان ) - 7 .(1العياشي :عن محمد بن مروان ،عن الصادق عن
أبيه عليهما السلم في قوله تعالى )ن والقلم وما يسطرون( قال) :ن( نهر في
الجنة أشد بياضا من اللبن .قال :فأمر ال القلم فجرى بما هو كائن وما يكون،
فهو بين يديه موضوع ،ما شاء منه زاد فيه ،وما شخاء نقخص منخه ،ومخا شخاء
كان ،وما شاء ل يكون .أقخخول :تمخخامه فخخي بخخاب الطخخواف - 8 .الختصخخاص:
سأل ابن سلم النبي صلى ال عليه وآلخخه عخخن )ن والقلخخم( قخخال :النخخون اللخخوح
المحفخخوظ ،والقلخخم نخخور سخخاطع وذلخخك قخخوله )ن والقلخخم ومخخا يسخخطرون( قخخال:
صدقت يا محمد ،فأخبرني ما طوله ؟ وما عرضه ؟ وما مداده ؟ وأين مجراه
؟ قال :طول القلم خمسمأة سنة ،وعرضه مسيرة ثمانين سنة ،له ثمخخانون سخخنا
يخرج المداد من بين أسنانه ،يجري في اللوح المحفخخوظ بخخأمر الخ وسخخلطانه.
قال :صدقت يا محمخخد ،فخخأخبرني عخخن اللخخوح المحفخخوظ ممخخا هخخو ؟ قخخال :مخخن
زمردة خضراء أجوافه اللؤلؤ ،بطانته الرحمة .قال :صخخدقت يخخا محمخخد ،قخخال
فأخبرني كم لحظة لرب العالمين في اللوح المحفوظ في كل يوم وليلة ؟ قال:
ثلثمأة وستون لحظة - 9 .العلل :عن أبيه ،عن محمد بن يحيى العطار ،عخخن
الحسين بن الحسن بن أبان ،عن محمد بن اورمة ،عن النوفلي ،عن علي بخخن
داود اليعقوبي ،عن الحسن بن مقاتل ،عمن سمع زرارة يقول :سئل أبخخو عبخخد
ال عليه السلم عن بدء النسل من آدم ،فقال فيما قال :لخخم يختلخخف فقهخخاء أهخخل
الحجاز ول فقهاء أهل العراق أن ال عزوجل أمخخر القلخخم فجخرى علخى اللخوح
المحفوظ بما هو كائن إلى يوم القيمة قبل حلق آدم بألفي عخخام ،وأن كتخخب ال خ
كلها فيما جرى فيخخه القلخخم ،هخخذه الكتخخب المشخخهورة فخخي هخخذا العخخالم :التوريخخة،
والنجيل ،والزبور ،والقرآن ) ،(2أنزلها ال من ) (3اللوح
) (1معاني الخبار (2) .30 :في المصدر :الفرقان (3) .في المصدر :عن
][370
][371
يعلمه إل العالمون ) - 13 .(1وعن ابن عباس قال :إن أول ما خلق ال من شئ القلم،
فأمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة والكتخخاب عنخخده قخخرأ )وإنخخه فخخي ام
الكتاب لدينا لعلي حكيم( ) - 14 .(2وعن جعفر بن محمد عليهما السلم قال:
كنت مع أبي محمد بن علي ،فقال له رجخخل :يخخا أبخخا جفعخخر مخخا بخخدء خلخخق هخخذا
الركن ؟ فقال :إن ال لما خلق الخلق قال لبني آدم :ألست بربكم ؟ قالوا :بلى،
فأقروا ،وأجرى نهرا أحلى من العسل ،وألين من الزبد ،ثم أمر القلخخم فاسخختمد
من ذلك النهر ،فكتب إقرارهم وما هخخو كخائن إلخى يخوم القيامخخة ،ثخخم ألقخم ذلخك
الكتاب هذا الحجر ،فهذا الستلم الذي ترى إنما هو بيعة على إقرارهم الذي
كانوا أقروا به ) - 15 .(3وعن أنس ،إن رسول ال صلى ال عليه وآله قال:
إن ال كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والرض وهو عنده فخخوق العخخرش،
والخلق منتهون إلى ما في ذلك الكتاب ،وتصديق ذلك في كتاب ال )وإنه في
ام الكتاب لدينا لعلي حكيم( - 16 .وعن ابن سابط قال :في ام الكتخخاب مخخا هخخو
كائن إلى يوم القيامة ،ووكل بما ) (4فيه ثلثة من الملئكة يحفظخخون ،فوكخخل
جبرئيل بالوحي ينزل به إلخخى الرسخخل وبخخالهلك إذا أراد أن يهلخخك قومخخا كخخان
صاحب ذلك ،ووكل أيضخا بالنصخرف فخي الحخروب إذا أراد الخ أن ينصخر،
ووكل ميكائيل بالقطر أن يحفظخخه ،ووكخخل بنبخخات الرض أن يحفظخخه ،ووكخخل
ملك الموت بقبخخض النفخخس ،فخخإذا ذهبخخت الخخدنيا جمخخع بيخخن حفظهخخم وحفخخظ ام
الكتاب فوجدهما ) (5سواء ).(6
) (2) (1الخخدر المنثخخور :ج ،1ص (2) .328الخخدر المنثخخور :ج ،6خ (3) .13الخخدر
المنثور :ج ،3ص (4) .144في المصدر :ووكل ثلثة (5) .في المصدر:
فوجدوه (6) .الدر المنثور :ج .(*) 13 ،6
][372
- 17وعن ابن جريج في قوله )وإنه في ام الكتاب( قال :الخخذكر الحكيخخم فيخخه كخخل شخخئ
كان ،وكل شئ يكون ،وما نزل من كتاب فمنه ) - 18 .(1وعن ابخخن عبخخاس
أنه سئل عن هذه الية )إنا كنخخا نستنسخخخ مخخا كنتخخم تعلمخخون( فقخخال :إن أول مخخا
خلق ال القلم ،ثم خلق النون ،وهي الدواة ،ثم خلق اللواح فكتخخب الخخدنيا ومخخا
يكون فيها حتى تفنى ،من خلق مخلوق ،وعمل معمول ،من بر أو فجور ) (2
وما كان من رزق حلل أو حرام ،وما كان من رطب ويخخابس ،ثخخم ألخخزم كخخل
شئ من ذلك شأنه ،دخوله في الدنيا متى ،وبقاؤه فيها كم ،وإلى كخخم يفنخخى ،ثخخم
وكل بذلك الكتاب الملئكة ،ووكل بالخلق ملئكخخة فتخخأتي ملئكخخة الخلخخق إلخخى
ملئكة ذلك الكتاب فينسخون ) (3ما يكون في كل يوم وليلة مقسوم علخخى مخخا
وكلوا به ،ثم يأتون إلى الناس فيحفظونهم بخأمر الخ ويسختبقونهم ) (4إلخى مخا
في أيديهم من تلك النسخ .فقام رجل فقال :يا ابخخن عبخخاس مخخا كنخخا نخخرى هخخذا !
أتكتب الملئكة في كل يوم وليلة ؟ فقال :ابن عباس :ألستم قوما عربا ؟ ! )إنا
كنا نستنسخ ما كنتم تعملون( هل يستنسخ الشئ إل من كتاب ؟ ! )- 19 .(5
وعن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وآله في قوله )إنخخا كنخخا نستنسخخخ مخخا
كنتم تعملون( قخخال :هخخي أعمخخال أهخخل الخخدنيا الحسخخنات والسخخيئات ،تنخخزل مخخن
السماء كل غداة وعشية ما يصيب النسان في ذلك اليوم أو الليلة الخخذي يقتخخل
والذي يغرق والذي يقع من فوق بيت والذي يخختردى مخخن فخخوق جبخخل ،والخخذي
يقع في بئر والذي يحرق بالنار ،فيحفظون عليه ذلخخك كلخخه ،فخخإذا كخخان العشخخي
صعدوا به إلى السماء فيجدونه كما في السماء مكتوبا في الذكر الحكيخخم ).(6
وعن ابن عباس ،قال :كتب في الذكر عنده كل شئ هو كائن ،ثم بعث
) (1الخخدر المنشخخور ج 6ص (2) .13فخخي المصخخدر :أو فخخاجر (3) .فخخي المصخخدر:
فيستنسخون (4) .في المصخخدر :فيسخخوقونهم (5) .الخخدر المنثخخور :ج ،6ص
(6) .36الدر المنثور :ج ،6ص .(*) 37
][373
الحفظة على آدم وذريته ،فالحفظة ينسخون من الذكر مخخا يعمخخل العبخخاد ،ثخخم قخخرأ )هخخذا
كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ مخا كنتخم تعملخون( ) - 21 (1وعخن
ابن عباس أن ال جل ذكره خلق العرش فاستوى عليه ،ثخخم خلخخق القلخخم فخخأمره
ليجري بأمره ،وعظم القلم ما بين السماء والرض ،فقال القلم :بما أجري يخخا
رب ؟ قال :بما أنا خالق وكائن في خلقي من قطر ،أو نبات ،أو نفخخس أو أثخخر
-يعني بخه العمخل -أو رزق ،أو أجخل .فجخرى القلخم بمخا هخو كخائن إلخى يخوم
القيامة فأثبته ال في الكتاب المكنون عنده تحت العرش .وأمخخا قخخوله )إنخخا كنخخا
نستنسخ ما كنتم تعملون( فإن ال وكل ملئكة يستنسخون من ذلك الكتاب كل
عام في رمضان ليلة القدر مخخا يكخخون فخخي الرض مخخن حخخدث إلخخى مثلهخخا مخخن
السنة المقبلة ،فيعارضون به حفظخخة الخ مخخن العبخخاد ) (2كخخل عشخخية خميخخس،
فيجدون مخخا رفخخع الحفظخخة موافقخخا لمخخا فخخي كتخخابهم ذلخخك ،ليخخس فيخخه زيخخادة ول
نقصان .وأما قوله )إنا كل شئ خلقناه بقدر( فإن ال خلق لكل شئ ما يشخخاكله
من خلقه ،وما يصلحه من رزقه ،وخلق البعير خلقا ل يصلح شخخئ مخخن خلقخخه
علخى غيخره مخن الخدواب ،وكخذلك كخل شخئ مخن الخدواب وخلخق لخدواب الخبر
وطيرها من الرزق ما يصلحها في البر ،وخلخخق لخخدواب البحخخر وطيرهخخا مخخن
الرزق ما يصلحها في البحر فلذلك قوله )إنا كل شئ خلقناه بقدر( )- 21 .(3
وعن ابن عباس ،قال :أول ما خلق ال القلم ،فتصور قلما من نخخور فقيخخل لخخه:
اجر في اللوح المحفوظ ،قال :يا رب بماذا ؟ قال :بما يكون إلى يوم القيامخخة،
فلما خلق ال الخلق وكل بالخلق حفظه يحفظون عليهخم أعمخالهم ،فلمخا قخامت
القيامة عرضت عليهم أعمالهم ،وقيل )هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنخخا كنخخا
نستنسخ ما كنتم تعملون( عرض بالكتابين فكانا سواء ).(4
) (1الدر المنثور :ج ،6ص (2) .37في المخطوطة :على العباد (3) .الدر المنثور:
ج (4) .الدر المنثور :ج.
][374
- 22وعن ابن عباس في قوله تعالى )كل يوم هخخو فخخي شخخأن( قخخال :إن ممخا خلخخق الخ
لوحا محفوظا من درة بيضاء ،دفتاة مخخن ياقوتخخة حمخخراء ،قلمخخه نخخور ،وكتخخابه
نور ،وعرضه ما بين السماء والرض ،ينظخخر فيخخه كخخل يخخوم ثلثمخخأة وسخختين
نظرة ،يخلق في كل نظرة ،ويرزق ،ويحيي ويميت ،ويعز ويذل ،ويفخخك )(1
ويفعل ما يشاء فذلك قوله )كل يوم هو في شأن( ) - 23 .(2وعن الربيع بخخن
أنس في قوله تعالى )إنه لقرآن كريم في كتخاب مكنخون( قخال :القخرآن الكريخم
هو القرآن ،والكتاب المكنخخون هخخو اللخخوح المحفخخوظ ل يمسخخه إل المطهخخرون.
قال :الملئكة هم المطهرون من الذنوب ) - 24 .(3وعن عبادة بن الصامت
قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :إن أول ما خلخخق الخ القلخخم،
فقال له :اكتب ،فجرى بما هو كائن إلخخى البخخد ) - 25 .(4وعخخن معاويخخة بخخن
قرة ،عخخن أبيخخه ،قخال :قخال رسخول الخ صخلى الخ عليخخه وآلخخه )ن والقلخم ومخا
يسطرون( قال :لوح من نور ،وقلم من نور :يجخخري بمخخا هخخو كخخائن إلخخى يخخوم
القيامة ) - 26 .(5وعن ابن عبخخاس قخخال :إن الخ خلخخق النخخون ،وهخخي الخخدواة
وخلق القلم فقال :اكتب ،قال :وما أكتب ؟ قال :اكتخخب مخخا هخخو كخخائن إلخخى يخخوم
القيامة ) .(6وعنه :قال :قال رسول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه :النخون اللخوح
المحفوظ ،والقلم من نور ساطع ) - 28 .(7وعن النبي صلى ال عليخخه وآلخخه
قال :إن أول شئ خلق ال القلم ،ثم خلق النون وهي الدواة ،ثم قال له :اكتخخب،
قال :وما أكتب ؟ قال :ما كان وما هو كخخائن إلخخى يخخوم القيامخخة ،مخخن عمخخل ،أو
أثر ،أو رزق ،أو أجل .فكتب ما يكون وما هو كائن إلى
) (1في المصدر :ويغل ويفك (2) .الدر المنثور :ج ،6ص (3) .143الدر المنثور:
ج ،6ص (7 - 4) .162الدر المنثور :ج ،6ص .(*) 250
][375
يوم القيامة ،وذلك قوله )ن والقلم وما يسطرون( ثم ختم على فم القلخخم ،فلخخم ينطخخق ول
ينطق ) (1إلى يوم القيامة ،ثم خلق الخ العقخل فقخال :وعزتخي لكملنخك فيمخن
أحببت ،ولنقصنك فيمن أبغضت ) - 29 .(2وعن قتادة والحسن قال :النون
الدواة ) - 30 .(3وعن ابن عباس في الية قال :خلق ال القلم ،فقخخال )اجخخر(
فجرى بما هو كائن إلى يخخوم القيامخخة ،ثخخم خلخخق الحخخوت ،وهخخي النخخون فكبخخس
عليها الرض ثم قال )ن والقلم وما يسطرون( ) - 31 .(4وعن ابخخن عبخخاس
في قوله )لوح محفوظ( قال :اخبرت أنه لوح واحد فيه الذكر ،وأن ذلك اللوح
من نور ،وأنه مسيرة ثلثمأة سنة - 32 .وعن ابن عباس ،قال :خلق ال اللوح
المحفوظ كمسيرة مائة عام ،فقال للقلم قبل أن يخلق الخلق :اكتخخب علمخخي فخخي
خلقي .فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة - 33 .وعن أنس ،قال رسخخول الخ
صلى ال عليه وآله إن ل لوحا مخخن زبرجخخدة خضخخراء جعلخه تحخخت العخخرش،
وكتب فيه أني أنا ال ،ل إله إل أنا ،خلقت بضعة ) (5عشر و ثلثمخخأة خلخخق،
من جاء مع شهادة أن ل إله إل ال ادخل الجنة ) - 34 .(6وعن أنخخس ،قخخال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله إن بين يدي الرحمن تبارك وتعالى للوحخخا
فيه ثلثمأة وخمس عشرة شريعة ،يقول الرحمن :وعزتي وجللخخي ل يجيئنخخي
عبد من عبادي ل يشرك بي شيئا فيه واحدة منكن إل أدخلته الجنة ).(7
) (1في بعض النسخ )فل ينطق إلخى يخوم القيامخة( ) 2و (3الخخدر المنثخخور :ج ،6ص
(4) .250الدر المنثور :ج ،6ص (5) .250في المصدر :خلقت ثلثمأة
وبضعة عشر خلقا من جخاء بخلخخق منهخا مخخع شخهادة أن ل إلخه إل الخ دخخل
الجنخخة (6) .الخخدر المنثخخور :ج 6ص (7) .335الخخدر المنثخخور :ج ،6ص
.(*) 335
][376
- 35وعن ابن عباس ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآلخخه :خلخخق ال خ لوحخخا مخخن
درة بيضاء ،دفتاه من زبرجدة خضراء ،كتابه من نخخور ،يلحخخظ إليخخه فخخي كخخل
يوم ثلثمأة وسخختين لحظخخة ،يحيخخي ،ويميخخت ،ويخلخخق ويخخرزق ،ويعخخز ويخخذل،
ويفعل ما يشاء ).(1
) (1الدر المنثور :ج ،6ص 335أقول :الروايات في كون خلق القلم قبل خلق العخخالم
كثيرة جدا يوثق بصدور بعضها إجمخخال ،وقخخد ذكرنخخا مخخرارا ان مخخن العخخالم
الزمان والمكان وانه ان وجد شئ قبلهما كان غنيا عنهما ،وليس إل مخخا هخخو
مجرد عن شوائب المادة ونقائصها ويؤيد ذلك ما ورد في كون القلم واللوح
ملكين فتفطن ،ولعل السرفى التعبير عنهما بالنور هو تنزههما عن ظلمخخات
المادة وغواشى الطبيعة كما ذكرنا فخخي نخخور النخخبي والئمخخة عليهخخم الصخخلة
والسلم وعلى هذا فعلة عدم التصريح بالتجرد عن المادة والقصخختار علخخى
الرمز والشخخارة فخخي أمثخخال هخخذه الروايخخات هخخي الشخخفقة علخخى عامخخة النخخاس
لقصور فهخم الكخثر عخن درك حقيقتخه بخل عخن تصخوره أيضخا والخ العخالم
وكيف كان فالتصديق الجمخالي بمخا ورد عخن النخخبي وعخترته المعصخومين
عليهم الصلة والسلم في أمثال هذه المقامات أقرب إلى السلمة وأبعد عن
الخطاء والزلة وال الهادى )*(.
][377
بسم ال الرحمن الرحيخخم أحمخخدك اللهخخم علخخى أن وفقتنخخي للغخخوص فخخي بحخخار النخخوار،
واقتناء درر الحكم وللخي الخبخار ،واصخلي واسخلم علخى رسخولك المختخار،
وآله المصخخطفين الخيخخار المجتخخبين الطهخخار ،معخخادن العلخخم وينخخابيع الحكمخخة
ومصادر الثار .أقتصر من حمدك بالعتراف بخخالعجز عخخن اكتنخخاه وصخخفك،
وإحصاء نعمك ،و مخخن شخخكر أوليخخائك أوليخخاء النعمخخة بالتطخخأمن تجخخاه مقخخامهم
المنيع ،ومكانهم الرفيع استحياء مخخن القصخخور عخخن إيفخخاء حقهخخم ،وخجل مخخن
التقصير في أداء شكرهم ،و إجلل لشأنهم عندك ،وإكبارا لقربهم منك .أنخخت
كما أثنيت على نفسك ،وأولياؤك كما أثنيت عليهم ،فصل عليهم صلة كخخثيرة
دائمة ل تنبغي إل لهم ،ول يعلم مبلغها غيرك .وبعد من الواجب علينا بنخخص
فتيا العقل ،وبما تواتر عليه من النقل ،شكر المنعم وإيفاء الحق .ولعمر الحخخق
من أعظم الناس حقا علينخخا معاشخخر المسخخلمين وأكخخبرهم إحسخخانا إلينخخا العلمخخاء
العظام والمحدثون الكبار ،حيث بذلوا جهيخخداهم وأفرغخخوا طخخاقتهم ومقخخدرتهم
لحفظ سنن النبي صلى ال عليه وآله وآثار الئمة من أهل بيته عليهخخم السخخلم
ونشر علومهم وحكمهم وإبقائها لنخخا ولمخخن أراد الخ أن يسخختخلفه مخخن بعخخدهم،
فجزاهم ال عنا وعن كافخخة أهخخل السخخلم خيخخر الجخخزاء ،وأجخخزل لهخخم الجخخر
والعطاء .ومخن فطاحخخل العلمخاء وجهابخخذتهم ،وفحخول المحخخدثين وعبخخاقرتهم،
مولنا شيخ السلم محمخخد بخخاقر المجلسخخي رضخخوان الخ عليخخه ولخخه مخخن تلخخك
الفضيلة حظ وافر ،وعليه منا ومن قاطبة الشيعة ثناء عاطر ،وشكر متواتر.
][378
وقد كابد رحمخخه الخ مخخن المشخخقة والتعخخب ،وقاسخخى مخخن العنخخاء والنصخخب ،فخخي الجمخخع
والتأليف ،والنظخم والترصخيف ،مخا جخاز حخد البيخان ،وأعجخز القلخم واللسخان
وليس يخفى ذلك على مخخن تأمخخل فخخي آثخخاره النفيسخخة البهيخخة ،ونظخخر فخخي كتبخخه
الثمينة القيمة ،وسبرغور تآليفه الضخمة الفخمة .فعلينا وعلى كل من اقتطف
من ثمار آثاره ،وسبح فخخي أجخخواء بحخخاره ،وارتشخخف مخخن مناهخخل موسخخوعاته
إجمال الثناء عليه إعظاما لشأنه ،وإكثار الدعاء له إيفاء لحقه .قدس ال سره،
ورفع شأنه ،و أعلى مقامه .ولقد بذلنا غاية مجهودنا في تصحيح هخخذا الجخخزء
من كتابه المسمى )بحار النوار( متنا وسندا ،وتخريجه ،والتعليخخق عليخخه بمخخا
يوضح جدده ،ويقيم صدده أداء لبعض حقه ،وشكرا لمخخا أنعخخم المخخولى تعخخالى
علينا من ولية أوليائه ،ولما بسر لنا من الستضاءة بأنوارهم والستفادة مخخن
علومهم .ولست أنسى الثناء على من وازرني وسخخاهمني فخخي هخخذا المشخخروع
من إخواني الماجد ،ل سيما على زميلي الثقة الفاضخخل البخخارع )الشخخيخ عبخخد
الكريخخم النيخري الخبروجردي( حيخخث عاضخدني بتصخحيح السخانيد ،وترجمخخة
بعض الرجال ،وعلى الفاضل المتتبع الذكي )السيد جعفخخر الحسخخني اليخخزدي(
وعلخخى سخخائر إخخخوانى الخخذين سخخاعدوني فخخي التخريخخج والمقابلخخة بالنسخخخ
والمصادر ،وأسأل ال الكريم أن يديم توفيقنا جميعا ويزيخخدنا مخن فضخله ،إنخه
ذو فضل عظيم .قم المشرفة :محمد تقى اليزدى / 12شعبان المعظم .1379
][379
)مراجخخع التصخخحيح والتخريخخج والتعليخخق( قوبخخل هخخذا الجخخزء بعخخدة نسخخخ مطبوعخخة
ومخطوطة ،منها النسخة المطبوعة بطهران سنة ) (1305المعروفخخة بطبعخخة
أمين الضرب ،ومنها النسخخخة المطبوعخخة بتخخبرير ومنهخخا النسخخخة المخطوطخخة
النفيسخخة لمكتبخخة صخخاحب الفضخخيلة السخخيد جلل الخخدين الرمخخوي الشخخهير ب
)المحدث( واعتمدنا في التخريج والتصحيح والتعليق على كتب كثيرة نسخخرد
بعخخض أسخخاميها - 1 :القخخرآن الكريخخم - 2 .تفسخخير علخخي بخخن إبراهيخخم القمخخي
المطبخخوع سخخنة 1311فخخي ايخخران - 3تفسخخير فخخرات الكخخوفي المطبخخوع سخخنة
1354في النجف - 4تفسير مجمع البيان المطبوع سنة 1373فخخي طهخخران
- 5تفسخخير أنخخوار التنزيخخل للقاضخخي البيضخخاوي المطبخخوع سخخنة 1285فخخي
استانبول - 6تفسير مفاتيح الغيب للفخخر الخرازي المطبخوع سخنة 1294فخي
اسختانبول - 7الحتجخاج للطبرسخيي المطبخوع سخنة 1350فخي النجخف - 8
اصول الكخخافي للكلينخخي المطبخخوع سخخنة -فخخي طهخخران - 9القبخخال للسخخيد بخخن
طاوس المطبوع سنة 1312في طهران - 10تنبيه الخواطر لورام بخخن أبخخي
فراس المطبخوع سخنة -فخي طهخران - 11التوحيخد للصخدوق المطبخوع سخنة
1375في طهران - 12ثواب العمال للصخخدوق المطبخخوع سخخنة 1375فخخي
طهران - 13الخصال للصدوق المطبوع سنة 1374في طهران - 14الدر
المنثور للسيوطي - 15روضة الكافي للكليني المطبوع سنة -في طهران
][380
][381
- 37رسالة الحدوث لصدر المتألهين المطبخخوع سخخنة 1302فخخي ايخخران - 38الشخخفاء
للشيخ الرئيس ابى على بن سينا المطبوع سنة 1303في ايخخران - 39شخخرح
التجريد تأليف المحقق الطوسى للعلمة الحلى المطبخخوع سخخنة 1367فخخي قخخم
- 40عين اليقين للمولى محسن الفيض الكاشخخاني المطبخخوع سخخنة 1313فخخي
طهران - 41مروج الذهب للمسعودي المطبوع سنة 1346في مصر - 42
القاموس المحيط للفيروز آبادي المطبوع سنة 1332في مصر - 35رسخخالة
مذهب ارسطاطاليس للسيد محمخخد بخخاقر الحسخخين الشخخهير بالخخداماد المطبوعخخة
بهخخامش القبسخخات - 36اثولخخو جيخخا المنسخخوب إلخخى ارسخخطاطاليس المطبوعخخة
بهامش القبسات
][381
][382
)بسمه تعالى( إلى هنا تم الجزء الول من الملجد الرابخع عشخخر كتخاب السخخماء والعخالم
من بحار النخخوار وهخخو الجخخزء الرابخخع والخمسخخون حسخخب تجزئتنخخا مخخن هخخذه
الطبعة البهية .وقد قابلناه على النسخة التي صخخححها الفاضخخل الخخخبير الشخخيخ
محمد تقي اليزدي بما فيها مخخن التعليخخق والتنميخخق والخ ولخخي التوفيخخق .محمخخد
الباقر البهبودى