You are on page 1of 294

‫بحار النوار‬

‫العلمة المجلسي ج ‪56‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهخخار تخخأليف العلخخم العلمخخة الحجخخة فخخخر‬
‫المة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي " قدس الخ سخخره " الجخخزء السخخادس‬
‫والخمسخخون دار إحيخخاء الخختراث العربخخي بيخخروت ‪ -‬لبنخخان الطبعخخة الثالثخخة‬
‫المصخخححة ‪‍ 1403‬ه ‪ 1983‬م دار إحيخخاء الخختراث العربخخي بيخخروت ‪ -‬لبنخخان ‪-‬‬
‫بنايخخة كليوبخخاترا ‪ -‬شخخارع دكخخاش ‪ -‬ص‪ .‬ب ‪ 11 / 7957‬تلفخخون المسخختودع‪:‬‬
‫‪ - 278766 - 273032 - 274696‬المنزل ‪ 830717 - 830711‬برقيا‪:‬‬
‫التراث تلكس ‪ LE / 44632‬تراث‬

‫]‪[1‬‬

‫‪) .14‬بخخاب( * )اليخخام والسخخاعات والليخخل والنهخخار( * ‪ - 1‬الخصخخال‪ :‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫موسى بن المتوكل‪ ،‬عن علي بن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن أبخي عبخد‬
‫ال البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬ساعات الليل اثنتخخا عشخخرة سخخاعة‪ ،‬وسخخاعات النهخخار اثنتخخا عشخخرة‬
‫ساعة وأفضل ساعات الليل والنهار أوقات الصلوات‪ ،‬ثخخم قخخال عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫إنه إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء‪ ،‬وهبت الرياح‪ ،‬ونظر ال عزوجل‬
‫إلى خلقه‪ ،‬وإني لحب أن يصعد لي عند ذلخخك إلخخى السخخماء عمخخل صخخالح‪ .‬ثخخم‬
‫قال‪ :‬عليكم بالدعاء في أدبار الصلوات فخخإنه مسخختجاب )‪ - 2 .(1‬ومنخخه‪ :‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن يحيى‪ ،‬عن إبراهيخخم‬
‫بن إسحاق‪ ،‬عن محمد بن الحسن بن شمون‪ ،‬عن أبي هاشم‪ ،‬قال‪ :‬قلخخت لبخخي‬
‫الحسن الماضي عليه السلم‪ :‬لم جعلت صلوة الفريضة والسنة خمسين ركعة‬
‫ل يزاد فيها ول ينقص منها ؟ قال‪ :‬إن ساعات الليل اثنتا عشرة ساعة‪ ،‬وفيما‬
‫بين طلوع الفجخخر إلخخى طلخخوع الشخخمس سخخاعة‪ ،‬وسخخاعات النهخخار اثنتخخا عشخخرة‬
‫ساعة‪ ،‬فجعل لكل ساعة ركعتين‪ ،‬وما بين غروب الشمس إلى سخخقوط الشخخفق‬
‫غسق )‪ - 3 .(2‬العلل‪ :‬عن أبيه ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬عخخن أبخخي هاشخخم الخخخادم‪ ،‬وذكخخر‬
‫الحديث وزاد في آخره‪ :‬فجعل للغسق ركعة )‪ .(3‬بيان‪ :‬المراد بالركعة ركعتا‬
‫الخخوتيرة‪ ،‬فإنهمخخا تعخخدان بركعخخة‪ ،‬والمخخراد بالسخخاعة فخخي الخخخبرين السخخاعات‬
‫المعوجة )‪ (4‬الزمانية كما سيأتي بيانها‪ ،‬وعدم‬
‫)‪ (1‬الخصخخال‪ (2) .86 :‬الخصخخال‪ (3) .86 :‬العلخخل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (4) .17‬سخخمي بهخخا‬
‫لختلف مقاديرهخخا طخخول وقصخخرا بخخاختلف الفصخخول بخلف السخخاعات‬
‫المستوية‪.‬‬

‫]‪[2‬‬

‫إدخال الساعتين في الليل والنهار مبني على اصطلح خاص كان عنخخد القخخدماء وأهخخل‬
‫الكتاب‪ ،‬ونقل أبو ريحان البيروني في القانون المسعودي عخخن براهمخخة الهنخخد‬
‫أن مخخا بيخخن طلخخوع الفجخخر وطلخخوع الشخخمس وكخخذلك مخخا بيخخن غخخروب الشخخمس‬
‫وغروب الشفق خارجان عن الليل والنهار‪ ،‬بل هما بمنزلة الفصخل المشخترك‬
‫بينهما‪ ،‬وذكره البرجندي في بعض تعليقاته‪ - 4 .‬العلخخل‪ :‬فخخي خخخبر ابخخن سخخلم‬
‫سأل النبي صلى ال عليه وآله لم سمي الليل ليل ؟ قخخال‪ :‬لنخخه يليخخل الرجخخال‬
‫من النساء‪ ،‬جعله ال عزوجل الفة ولباسا‪ ،‬وذلك قول ال عزوجخخل " وجعلنخخا‬
‫الليخخل لباسخخا )‪ (1‬وجعلنخخا النهخخار معاشخخا )‪ ." (2‬بيخخان‪ :‬المليلخخة المعاملخخة ليل‬
‫كالمياومة المعاملة يوما‪ ،‬ويظهر منخخه أن الليخخل مخخن المليلخخة مخخع أن الظخخاهر‬
‫العكس‪ ،‬ويمكن أن يكون تنبيها على أن أصخخل الليخخل السخختر‪ - 5 .‬العلخخل‪ :‬عخخن‬
‫أبيخخه‪ ،‬عخخن سخخعد بخخن عبخخد الخخ‪ ،‬عخخن إبراهيخخم بخخن هاشخخم‪ ،‬عخخن النخخوفلي‪ ،‬عخخن‬
‫السكوني‪ ،‬عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السخخلم قخخال‪ :‬قخخال رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تسخخبوا الريخخاح فإنهخخا مخخأمورة‪ ،‬ول تسخخبوا الجبخخال ول‬
‫الساعات ول اليام ول الليالي فتأثموا وترجع عليكخخم )‪ .(3‬بيخخان‪ :‬حاصخخله أن‬
‫تلك المور إن كان فيها شخخر أو نحوسخخة أو ضخخرر فكخخل ذلخخك بتقخخدير خالقهخخا‬
‫وهي مجبولة عليها‪ ،‬فلعنهخخا لعخخن مخخن ل يسخختحقه‪ ،‬ومخخن لعخخن مخخن ل يسخختحقه‬
‫يرجع اللعن عليه‪ - 6 .‬تحف العقول‪ :‬قال الحسن بن مسعود‪ :‬دخلت على أبي‬
‫الحسن علي ابخخن محمخخد عليهمخخا السخخلم وقخخد نكيخخت إصخخبعي وتلقخخاني راكخخب‬
‫وصدم كتفي‪ ،‬ودخلت في زحمة فخرقوا علي بعض ثيابي‪ ،‬فقلت‪ :‬كفخخاني ال خ‬
‫شرك من يوم فما أشأمك ! فقخخال لخخي‪ :‬يخخا حسخخن‪ ،‬هخخذا وأنخخت تغشخخانا ! ترمخخي‬
‫بذنبك من ل ذنب له ؟ ! قال الحسن‪ :‬فأثاب‬

‫)‪ (1‬النبأ‪ (2) .11 - 10 :‬العلل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (3) .155‬العلل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.264‬‬

‫]‪[3‬‬

‫إلي عقلي‪ ،‬وتبينت خطأي‪ ،‬فقلت‪ :‬مولي أستغفر ال‪ .‬فقخخال‪ :‬يخخا حسخخن مخخا ذنخخب اليخخام‬
‫حتى صرتم تتشأمون بها إذا جوزيتم بأعمالكم فيها ؟ قال الحسن‪ :‬أنا أسخختغفر‬
‫ال أبدا‪ ،‬وهي توبتي يا ابن رسول ال‪ .‬قال‪ :‬وال ما ينفعكم‪ ،‬ولكن ال يعاقبكم‬
‫بذمها على ما لذم عليها فيه‪ ،‬أما علمت يا حسن أن ال هو المثيب والمعاقب‬
‫والمجازي بالعمال عاجل وآجل ؟ قلخخت‪ :‬بلخخى يخخا مخخولي‪ ،‬قخخال‪ :‬ل تعخخد ول‬
‫تجعل لليام صنعا في حكخخم الخ )‪ .(1‬بيخخان‪ " :‬هخخذا " أي تقخخول هخخذا " وأنخخت‬
‫تغشانا " أي تدخل علينا " فأثاب " أي أرجع المام " إلي عقلي " ويدل على‬
‫أنه ليس لحركخخات الفلك وحخخدوث الزمنخخة مخخدخل فخخي الحخخوادث‪ ،‬وهخخذا ل‬
‫ينافي ما وقع من التحرز عن بعض الساعات واليام للعمخخال‪ ،‬لنهخخا بخخأمره‬
‫تعالى تحرزا عما قدر ال حدوثه فيها‪ ،‬كما قال أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫أفر من قضاء ال إلى قدره‪ - 7 .‬النهج‪ :‬قال عليه السلم وقد سئل عن مسخخافة‬
‫ما بين المشرق والمغرب‪ :‬مسيرة يوم للشمس )‪ .(2‬بيخخان‪ :‬لعخخل عخخدوله عليخخه‬
‫السلم عن الجواب الحقيقي إلى القناعي للشعار بقلة الفائدة في معرفة تلخخك‬
‫المسافة نحو ما قيل في قوله تعالى " قل هي مخواقيت للنخاس " )‪ (3‬أو لعسخر‬
‫إثباتها على وجه ل يبقى للمنافقين مخخن الحاضخخرين سخخبيل إلخخى النكخخار‪ ،‬كمخخا‬
‫صرح عليه السلم به في جخخواب مخخن سخخأل عخخن عخخدد شخخعر لحيتخخه‪ ،‬أو لعخخدم‬
‫استعداد الحاضرين لفهمه بحجة ودليل‪ ،‬وعدم المصلحة فخخي ذكخخره بل دليخخل‪.‬‬
‫‪ - 8‬العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم‪ :‬قال‪ :‬علة فضخخل الليخخل علخخى النهخخار أن‬
‫بالليل يكون البيات‪ ،‬ويرفع العذاب‪ ،‬وتقل المعاصي‪ ،‬وفيه ليلة القدر التي هي‬
‫خير من ألف شهر )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬تحف العقول‪ (2) .482 :‬نهج البلغة‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (3) .207‬البقرة‪(4) .189 :‬‬
‫لم يوجد في العلل‪.‬‬

‫]‪[4‬‬

‫بيخخان‪ :‬لعخخل المخخراد بالبيخخات الخخبيتوته والنخخوم والسخختراحة‪ ،‬أو البيخخات إلخخى الطاعخخات‪،‬‬
‫والظاهر أنه كان " السبات " فصحفه النساخ‪ ،‬قال الجوهري‪ :‬السبات النخخوم‪،‬‬
‫وأصله الراحة‪ ،‬ومنه قوله تعالى " وجعلنا نومكم سباتا " )‪ (1‬ويرفع العخذاب‬
‫عذاب المخلوقين على الغالب‪ - 9 .‬الكافي‪ :‬عن علي بخن إبراهيخم‪ ،‬عخن أبيخه‪،‬‬
‫عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن إسماعيل بن أبان‪ ،‬عن عمر بن عبد ال الثقفخخي‪،‬‬
‫قال‪ :‬لما أخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفر عليه السلم إلى الشام سأله عالم‬
‫من علماء النصارى عن مسائل‪ ،‬فكان فيما سأله‪ :‬أخخبرني عخن سخاعة مخاهي‬
‫من الليل ول من النهار أي ساعة هي ؟ فقال أبو جعفر عليه السخخلم‪ :‬مخخا بيخخن‬
‫طلوع الفجر إلى طلوع الشمس‪ .‬فقال النصخخراني‪ :‬فخخإذا لخخم تكخخن مخخن سخخاعات‬
‫الليل ول من ساعات النهار فمخخن أي السخخاعات هخخي ؟ فقخخال أبخخو جعفخخر عليخخه‬
‫السلم‪ :‬من ساعات الجنة‪ ،‬وفيهخخا تفيخخق مرضخخانا )الخخخبر( )‪ .(2‬توضخخيح‪ :‬قخخد‬
‫عرفت أن هذا اصطلح آخر في الليل والنهار وساعاتهما كخخان معروفخخا بيخخن‬
‫أهل الكتاب‪ ،‬فأجابه عليه السلم على مصطلحهم‪ ،‬والحاصل أن هذه السخخاعة‬
‫ل تشبه شيئا من ساعات الليل والنهار بل هي شخخبيهة بسخخاعات الجنخخة‪ ،‬وإنمخخا‬
‫جعلها ال في الدنيا ليعرفوا بها طيب هخخواء الجنخخة ولطخخافته واعتخخداله‪- 10 .‬‬
‫ارشاد القلوب‪ :‬بإسناده رفعه إلى الكاظم عليه السلم عن آبخخائه عليهخخم السخخلم‬
‫قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السخلم‪ :‬إن الخ تعخالى فخرض علخى امخة محمخد‬
‫صلى ال عليه وآله في الليل والنهار خمس صلوات في خمسة أوقات‪ ،‬اثنتان‬
‫بالليل وثلث بالنهار‪ ،‬ثم جعل هخخذه الخمخخس صخخلوات تعخخدل خمسخخين صخخلوة‪،‬‬
‫وجعلها كفارة خطاياهم )الخبر(‪ .‬الخصال‪ :‬عن الحسن بن عبد الخ بخن سخخعيد‬
‫العسكري‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن أبخخي إسخخحاق قخخال‪ :‬أملخخى علينخخا " تغلخخب " سخخاعات‬
‫الليل‪ :‬الغسق‪ ،‬والفحمة‪ ،‬والعشوة والهدأة )‪ (3‬والسباع‬

‫)‪ (1‬النباء‪ (2) .9 :‬روضة الكافي‪ (3) .123 :‬في المصدر‪ :‬المهدأة‪.‬‬

‫]‪[5‬‬

‫والجنح‪ ،‬والهزيع‪ ،‬والعفر )‪ ،(1‬والزلفة‪ ،‬والسحرة‪ ،‬البهخخرة‪ .‬وسخخاعات النهخخار‪ :‬الخخراد‪،‬‬


‫والشخخخروق‪ ،‬والمتخخخوع )‪ ،(2‬والترجخخخل‪ ،‬والخخخدلوك‪ ،‬والجنخخخوح‪ ،‬والهجيخخخرة‬
‫والظهيرة‪ ،‬والصيل‪ ،‬والطفل‪ .‬توضيح‪ :‬قال الفيروز آبادي‪ :‬الغسق ‪ -‬محركة‬
‫‪ -‬ظلمة أول الليل‪ .‬وقال‪ :‬الفحمة مخخن الليخل أولخه‪ ،‬أو أشخخد سخواده‪ ،‬أو مخا بيخخن‬
‫غروب الشمس إلى نوم الناس خخخاص بالصخخيف‪ .‬جمخخع‪ :‬فحخخام وفحخخوم وقخخال‪:‬‬
‫العشوة بالفتح الظلمة كالعشاء )‪ (3‬مابين أول الليل إلخخى ربعخخه‪ ،‬والعشخخاء أول‬
‫الظلم‪ ،‬أو من المغرب إلى العتمة‪ ،‬أو من زوال الشمس إلخخى طلخخوع الفجخخر‪،‬‬
‫والعشية آخر النهخار‪ ،‬والعشخاءان المغخرب والعتمخة و فخي المصخباح المنيخر‪:‬‬
‫العشي قيل ما بين الخخزوال إلخخى الصخخباح‪ ،‬وقيخخل العشخخي والعشخخاء مخخن صخخلة‬
‫المغرب إلى العتمة‪ ،‬وعليه قول ابن فارس " العشخخاء ان المغخخرب والعتمخخة "‬
‫قال ابخخن النبخخاري‪ :‬العشخخية مؤنثخخة‪ ،‬وربمخخا ذكرتهخخا العخخرب‪ ،‬وقخخال بعضخخهم‪:‬‬
‫العشية واحدة جميعا عشي‪ ،‬والعشاء بالكسر والمد أول ظلم الليل‪ ،‬والعشخخاء‬
‫بالفتح والمد الطعام الذي يتعشى به وقت العشخخاء‪ .‬وقخخال‪ :‬أتانخخا بعخخد هخخدء مخخن‬
‫الليل وهدء وهدأة وهدئ ومهدأ وهدوء أي حين هدأ الليل والرجخخل‪ ،‬أو الهخخدء‬
‫أول الليل إلى ثلثه‪ .‬وأما السباع فلم أجده فيما عندنا من كتب اللغة‪ ،‬وكأنه مخخن‬
‫السباع ككتاب بمعنى الجماع لنه وقته‪ ،‬أو من السخبع لنخه مضخخى مخخن الليخخل‬
‫سبع ساعات‪ ،‬أو هو بالياء المثناة التحتانية‪ .‬قال في القاموس‪ :‬بعد سبعاء مخخن‬
‫الليل بالكسر وكسيراء بعد قطع منه وبعد سوع من الليل وسواع كغراب بعخخد‬
‫هدء‪ .‬وقال‪ :‬جنوح الليل إقباله والجنخخح بالكسخخر الجخخانب‪ ،‬ومخخن الليخخل الطائفخخة‬
‫ويضخم‪ .‬وقخال الراغخب فخي مفرداتخه‪ :‬الجنخح قطعخة مخن الليخل مظلمخة‪ .‬وفخي‬
‫القاموس‪ :‬هزيع مخن الليخخل كخأمير طائفخخة أو نحخو ثلثخخه أو ربعخه‪ .‬والعفخخر فخي‬
‫بعض النسخ بالعين المهملة والفاء‪ ،‬وفي بعضها بالمعجمة‪ ،‬و‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬الفقد‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬المنزع‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬كالعشخخواء أو مخخا‬
‫بين‪....‬‬

‫]‪[6‬‬

‫على التقادير آخره راء مهملة‪ ،‬وفي بعضها " الفغد " بالفاء ثم الغيخخن المعجمخخة‪ ،‬وفخخي‬
‫بعضها بالفاء ثم القاف‪ ،‬وفي بعضها بالنون ثم القخخاف‪ ،‬وعلخخى التقخخادير آخخخره‬
‫دال مهملة‪ ،‬ولم أجد لشئ منها معنى مناسبا‪ .‬وفي القاموس‪ :‬اليعفور جزء من‬
‫أجزاء الليل‪ .‬فالول أنسب إن لم يكن تصحيفه‪ .‬وفي القاموس‪ :‬الزلفخخة بالضخخم‬
‫الطائفخخة مخخن الليخل والجمخع زلخف كغخرف وغرفخات وغرفخخات وغرفخخات‪ ،‬أو‬
‫الزلف ساعات الليل الخذة مخن النهخخار‪ ،‬وسخخاعات النهخار الخخخذة مخخن الليخل‪.‬‬
‫وقال الجوهري‪ :‬الزلفة الطائفخخة مخخن أول الليخخل‪ .‬وقخخال‪ :‬السخخحر قبخخل الصخخبح‪،‬‬
‫والسخخحرة بالضخخم السخخحر العلخخى‪ .‬وقخخال الراغخخب فخخي المفخخردات‪ :‬السخخحر‬
‫والسحرة اختلط ظلم آخر الليل بضياء النهار‪ ،‬وجعخخل اسخخما لخخذلك الخخوقت‪،‬‬
‫يقال لقيته بأعلى سحرين‪ .‬وفي القاموس‪ :‬ابهار الليل انتصخخف‪ ،‬أو تراكبخخت )‬
‫‪ (1‬ظلمتخخه‪ ،‬أو ذهبخخت عخامته‪ ،‬أو بقخخي نحخخو ثلثخخه‪ .‬والبهخخرة بالضخخم مخخن الليخخل‬
‫وسطه‪ .‬وقال‪ :‬رائد الضحى ورأده ارتفاعه‪ .‬وقخخال‪ :‬الشخخرق الشخخمس ويحخخرك‬
‫وإسفارها‪ ،‬وشخخرقت الشخخمس شخخرقا وشخخروقا طلعخخت كأشخخرقت‪ .‬و قخخال‪ :‬متخخع‬
‫النهار كمنع متوعا ارتفع قبل الزوال‪ ،‬والضحى بلخخغ آخخخر غخخايته‪ .‬وهخخو عنخخد‬
‫الضحى الكبر‪ ،‬أو ترجل وبلغ الغاية‪ .‬وقال ترجل النهار ارتفع‪ .‬وقال‪ :‬دلكت‬
‫الشمس دلوكا غربت أو اصفرت أو مالت أو زالت من كبد السخخماء )انتهخخى(‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬قخخد ورد فخخي الخبخخار أن دلخخوك الشخخمس زوالهخخا‪ ،‬والجنخخوح لعلخخه هنخخا‬
‫بمعنى الميل لميل الشمس إلى المغرب‪ ،‬ولم أر بهذا المعنخخى فخخي كتخخب اللغخخة‪.‬‬
‫وفي القاموس‪ :‬الهجير والهجيرة والهجر والهاجرة نصف النهخخار عنخخد زوال‬
‫الشمس مع الظهر‪ ،‬أو من عند زوالها إلى العصر‪ ،‬لن النخخاس يسخختكنون فخخي‬
‫بيخخوتهم كخخأنهم قخخد تهخخاجروا شخخدة الحخخر )‪ .(2‬وقخخال‪ :‬الظهخخر سخخاعة الخخزوال‪،‬‬
‫والظهيخخرة حخخد انتصخخاف النهخخار وإنمخخا )‪ (3‬ذلخخك فخخي القيخخظ‪ .‬وقخخال الراغخخب‪:‬‬
‫الظهيرة وقت الظهر‪ ،‬وقال‪ :‬يقال للعشية‬

‫)‪ (1‬تراكمت )خ( )‪ (2‬في المصدر " وشدة الحر "‪ (3) .‬في المصدر " أو انما "‪.‬‬

‫]‪[7‬‬

‫أصيل وأصيلة‪ .‬وقال الجوهري‪ :‬الصيل الخخوقت بعخخد العصخخر إلخخى المغخخرب‪ ،‬وجمعخخه‬
‫أصل وآصال‪ .‬وقال‪ :‬الطفل بالتحريك بعد العصر إذا طفلت الشمس للمغخخرب‬
‫)‪ (1‬يقال‪ :‬أتيته طفل‪ .‬أقول‪ :‬ورأيت في بعخخض الكتخخب أن العخخرب قسخخموا كل‬
‫من الليل والنهار باثنتي عشرة ساعة وسموا كل منها باسم‪ ،‬فساعات النهخخار‪:‬‬
‫البكخور‪ ،‬والشخروق‪ ،‬و الغخدو‪ ،‬والضخحى‪ ،‬والهخاجرة‪ ،‬والظهيخرة‪ ،‬والخرواح‪،‬‬
‫والعصر‪ ،‬والقصر‪ ،‬والصيل والعشي‪ ،‬والغخخروب‪ .‬وسخاعات الليخخل‪ :‬الشخفق‪،‬‬
‫والغسق‪ ،‬والعتمة‪ ،‬والسدفة والجهمة‪ ،‬والزلفة‪ ،‬والبهرة‪ ،‬والسحر‪ ،‬والسخخحرة‪،‬‬
‫والفجر‪ ،‬والصبح‪ ،‬والصباح‪ .‬وبعضهم ذكروا فخخي سخخاعات النهخخار‪ :‬الخخذرور‪،‬‬
‫والخخبزوغ‪ ،‬والضخخحى‪ ،‬والغزالخخة‪ ،‬والهخخاجرة والخخزوال‪ ،‬والخخدلوك‪ ،‬والعصخخر‪،‬‬
‫والصخخيل‪ ،‬والصخخبوب‪ ،‬والحخخدود‪ ،‬والغخخروب‪ ،‬وبعضخخهم هكخخذا‪ :‬البكخخور‪،‬‬
‫والشروق‪ ،‬والشخخراق‪ ،‬والخخراد‪ ،‬والضخحى‪ ،‬والمتخوع‪ ،‬والهخخاجرة والصخخيل‪،‬‬
‫والعصر‪ ،‬والقصر‪ ،‬والطفل‪ ،‬والغروب‪ .‬ففي القاموس‪ :‬البكرة بالضخخم الغخخدوة‬
‫كالبكر محركة‪ ،‬واسمها البكار‪ ،‬وبكر إليه وعليخخه وفيخخه وبكخخر وابتكخخر‪ :‬أتخخاه‬
‫بكرة‪ ،‬وكل من بادر إلى شئ فقد أبكر إليه في أي وقخخت كخخان‪ .‬وقخخال‪ :‬الغخخدوة‬
‫بالضخم البكخرة‪ ،‬أو مخا بيخن صخلوة الفجخر وطلخوع الشخمس‪ ،‬كالغخداة والغديخة‬
‫والجمع غدوات وغديات وغدايا وغدوا ول يقال غدايا إل مخخع عشخخايا‪ ،‬وغخخدا‬
‫عليه غدوا وغدوة بالضم واغتدى‪ :‬بكر‪ .‬وقال‪ :‬الضحو والضخخحوة والضخخحية‬
‫كعشية ارتفاع النهار‪ ،‬والضحى فخخويقه‪ ،‬والضخخحاء بالمخخد إذا قخخرب انتصخخاف‬
‫النهار‪ .‬وقال‪ :‬الرواح العشي )‪ (2‬من الزوال إلى الليل‪ .‬وقال‪ :‬العصر العشي‬
‫إلى احمرار الشخخمس‪ .‬وقخخال الجخخوهري‪ :‬قصخخر الظلم اختلطخخه‪ ،‬وقخخد قصخخر‬
‫العشي يقصر قصورا إذا أمسيت‪ ،‬ويقال أتيته قصرا أي عشيا‪ .‬وقال‪ :‬الشخخفق‬
‫بقية ضوء الشمس لخه حمرتهخخا فخي أول الليخل إلخى قريخب مخن العتمخخة‪ .‬وقخخال‬
‫الخليل‪ :‬الشفق الحمرة من‬

‫)‪ (1‬في المصدر " للغروب "‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬أو من الزوال‬

‫]‪[8‬‬

‫غروب الشمس إلى وقت العشاء الخرة‪ ،‬فإذا ذهخخب قيخخل غخاب الشخخفق‪ .‬وقخال‪ :‬العتمخة‬
‫وقت صلة العشاء‪ ،‬قال الخليل‪ :‬العتمة هو الثلث الول من الليل بعد غيبوبخخة‬
‫الشفق‪ ،‬وقد عتم الليل يعتم‪ ،‬وعتمتخخه ظلمخخه‪ .‬وقخال‪ :‬قخال الصخخمعي‪ :‬السخخدفة‬
‫والسدفة في لغة نجد الظلمة‪ ،‬وفي لغة غيرهم الضوء‪ ،‬وهو مخخن الضخخداد‪ ،‬و‬
‫كذلك السدف بالتحريك‪ .‬وقال أبو عبيد‪ :‬بعضهم يجعل السدفة اختلط الضوء‬
‫والظلمة معا كوقت ما بين طلوع الفجر إلخخى السخخفار‪ ،‬وقخخد أسخخدف الليخخل أي‬
‫أظلم وقال الفيروز آبادي‪ :‬الجهمة أول مآخير الليل أو بقية سخخواده مخخن آخخخره‬
‫ويضم‪ .‬وقال‪ :‬الفجر ضوء الصباح‪ ،‬وهو حمرة الشمس في سواد الليخل‪ ،‬وقخد‬
‫انفجر الصبح وتفجر وانفجر عنه الليل‪ ،‬وأفجروا دخلوا فيه‪ ،‬وأنت مفجر إلى‬
‫طلوع الشمس‪ .‬وقال‪ :‬الصبح الفجر‪ ،‬أو أول النهخخار‪ ،‬والجمخخع أصخخباح‪ ،‬وهخخو‬
‫الصبيحة والصباح والصباح )انتهى(‪ .‬وأقخخول‪ :‬الظخخاهر أن مرادهخخم بخخالفجر‬
‫الول‪ ،‬وبالصبح إلثخخاني‪ ،‬وبالصخخباح السخخفار‪ ،‬وللصخخبح عنخخد العخخرب أسخخماء‬
‫كثيرة‪ :‬الفلق بالتحريك‪ ،‬والسطيع‪ ،‬والصديع والمغرب‪ ،‬والصرام‪ ،‬والصريم‪،‬‬
‫والشخخميط‪ ،‬والسخخدف‪ ،‬والشخخق‪ ،‬والفتخخق‪ ،‬والخخذرور ‪ -‬مخخن ذرت الشخخمس تخخذر‬
‫ذرورا إذا طلعت ‪ -‬وبزوغ الشمس أيضخخا طلوعهخخا‪ .‬وفخخي القخخاموس‪ :‬الغزالخخة‬
‫كسحابة الشمس‪ ،‬لنها تمد حبال كأنها تغزل أو الشمس عند طلوعها أو عنخخد‬
‫ارتفاعها‪ ،‬وغزالة الضحى وغزالته أولهخخا‪ ،‬أو بعخخد )‪ (1‬مخخا تنبسخخط الشخخمس‬
‫وتضحى‪ ،‬أو أولها إلى مضي خمس النهار )انتهى(‪ .‬والصخخبوب والحخخدود لخخم‬
‫أر لهما معنى مناسبا‪ ،‬ويقال للغداة والعشي‪ :‬البردان والبردان‪ ،‬والعصران‪،‬‬
‫والصرعان‪ ،‬والقرتان‪ ،‬والكرتان‪ ،‬ويقخخال وسخخق الليخخل لسخخاعة منخخه‪ ،‬وسخخهواء‬
‫الليل وروبته بالفتح والضم بغير همخخز اسخخمان لبعخخض سخخاعات الليخخل والهبخخة‬
‫بكسر الهاء وتشديد الباء الساعة تبقى من السحر‪ ،‬ويقال رأيخخت بلجخخة الصخبح‬
‫بالفتح والضخخم إذا رأيخخت ضخخوءه‪ .‬فهخخذا مخخا وجخخدنا مخخن أسخخماء سخخاعات الليخخل‬
‫والنهار عند‬

‫)‪ (1‬في المصدر " أو بعيد‪" ...‬‬

‫]‪[9‬‬

‫العخخرب‪ ،‬ولليخخل والنهخخار أيضخخا عنخخدهم اسخخماء‪ :‬الخخدائبان‪ ،‬والصخخرفان‪ ،‬والجديخخدان‬


‫والجخخدان‪ ،‬والحاديخخان‪ ،‬والصخخرمان‪ ،‬والملخخوان‪ ،‬والعصخخران‪ ،‬والردفخخان‬
‫والصرعان‪ ،‬والثرمخخان‪ ،‬والمتباديخخان‪ ،‬والفتيخخان‪ ،‬والطريخخدان‪ ،‬وإبنخخا سخخبات‪،‬‬
‫وإبنا ‪ -‬جمير‪ ،‬وإبنا سمير‪ ،‬فالدائبان لدؤوبهما وجدهما في السير‪ ،‬والصرفان‬
‫لصخخروف الخخدهر فيهمخخا‪ :‬والجديخخدان لحخخدوثهما وتجخخددهما‪ ،‬ولخخذلك سخخمي‬
‫الجخخدان‪ ،‬و الحاديخخان لسخخوقهما النخخاس إلخخى المخخوت‪ ،‬والصخخرمان لقطعهمخخا‬
‫العمار‪ ،‬والملوان من قولهم عشت معه ملوة مخخن الخخدهر أي حينخخا وبرهخخة‪،‬‬
‫ويقال سكت مليا أي طويل والعصران من العصر بمعنخخى الخخدهر‪ ،‬والردفخخان‬
‫لترادفهما وتواليهما‪ ،‬والصرعان إبلن تخخرد أحخخدهما حيخخن تصخخدر الخخخرى‪،‬‬
‫والصرعان أيضا المثلن‪ ،‬والثرمان أي القديمان الشائبان‪ ،‬فإن الثرم سقوط‬
‫الثنايا من السنان‪ ،‬والمتباديخخان مخخن البخخدو بمعنخخى الظهخخور‪ ،‬والفتيخخان لنهمخخا‬
‫يتجخخددان شخخابين‪ ،‬والطريخخدان لنهمخخا يطخخردان و يخخدفعان سخخريعا‪ ،‬والسخخبات‬
‫بالضم الدهر‪ ،‬والجمير من قولهم أجمر القوم على الشخخئ إذا اجتمعخخوا عليخخه‪،‬‬
‫وهذا جمير القوم أي مجتمعهم‪ ،‬والسمير من المسامرة وهخخو الحخخديث بالليخخل‪،‬‬
‫والسمير أيضا الدهر‪ ،‬وأبناه الليل والنهار‪ .‬فوائد جليلة الولى‪ :‬اعلم أن اليخخوم‬
‫نوعان‪ :‬حقيقي‪ ،‬ووسطي‪ ،‬فالحقيقي عند بعض المنجميخخن مخخن زوال الشخخمس‬
‫من دائرة نصف النهار فوق الرض إلى وصولها إليها‪ ،‬و عنخخد بعضخخهم مخخن‬
‫زوال مركخز الشخمس مخخن دائرة نصخخف النهخار تحخخت الرض إلخى وصخولها‬
‫إليها‪ ،‬وعلى التقديرين يكون اليوم بليلته بمقدار دورة من المعدل مع المطخخالع‬
‫الستوائية لقوس يقطعه الشمس من فلك البروج بحركتها الخاصة من نصف‬
‫اليوم إلى نصف اليوم‪ ،‬أو من نصف الليل إلى نصخخف الليخخل‪ ،‬والوسخخطي هخخو‬
‫مقدار دورة من المعدل مخخع مطخخالع قخخوس تقطعخخه الشخخمس بالسخخير الوسخخطي‪،‬‬
‫وبسخخبب الختلف بيخخن الحركخخة الوسخخطية والحركخخة التقويميخخة يختلخخف اليخخوم‬
‫بالمعنى الول والثاني اختلفا‬

‫]‪[10‬‬

‫يسيرا يظهر في أيام كثيرة‪ ،‬لكن اليوم بالصخخطلحين ل يختلخخف بخخاختلف الفخخاق‪ ،‬و‬
‫بعضهم يأخذون اليوم من طلوع الشمس إلى طلوعها‪ ،‬وبعضهم من غروبهخخا‬
‫إلى غروبها‪ ،‬وذلك يختلف بخخاختلف الفخخاق كمخخا تقخخرر فخخي محلخخه‪ .‬قخخال أبخخو‬
‫ريحان البيروني‪ :‬إن اليوم بليلته هو عخخودة الشخخمس بخخدوران الكخخل إلخخى دائرة‬
‫فرضت ابتداء لذلك اليخخوم بليلتخخه أي دائرة كخخانت إذا وقخخع عليهخخا الصخخطلح‬
‫وكانت عظيمة‪ ،‬لن كل واحدة من العظام أفق بالقوة أعنخخي بخالقوة أنخخه يمكخخن‬
‫فيها أن يكون أفقا لمسكن ما‪ ،‬وبدوران الكل حركة الفلك بما فيه المرئيخخة مخخن‬
‫المشرق إلى المغرب على قطبيه‪ .‬ثم إن العخخرب فرضخخت أول مجمخخوع اليخخوم‬
‫والليلة نقط المغارب على دائرة الفق‪ ،‬فصخخار اليخخوم عنخخدهم بليلتخخه مخخن لخخدن‬
‫غروب الشمس عن الفق إلى غروبها من الغد‪ ،‬والذي دعخخاهم إلخى ذلخك هخو‬
‫أن شهورهم مبتنية على مسير القمر‪ ،‬مستخرجة من حركاته المختلفة‪ ،‬مقيخخدة‬
‫برؤية الهلة ل الحساب‪ ،‬وهي ترى لخخدى غخخروب الشخخمس ورؤيتهخخا عنخخدهم‬
‫أول الشهر فصارت الليلة عندهم قبل النهار‪ ،‬وعلى ذلخخك جخخرت عخخادتهم فخخي‬
‫تقديم الليخخالي علخخى اليخخام إذا نسخخبوها إلخخى أسخخماء السخابيع‪ .‬واحتخخج لهخخم مخخن‬
‫وافقهم على ذلك بأن الظلمة أقدم في المرتبة من النور‪ ،‬وأن النور طار علخخى‬
‫الظلمة‪ ،‬فالقدم أولى أن يبتدأ به‪ ،‬وغلبوا السكون لذلك على الحركخخة بإضخخافة‬
‫الراحة والدعة‪ ،‬وأن الحركخخة لحاجخخة وضخخرورة‪ ،‬والتعخخب عقيخخب الضخخرورة‬
‫فالتعب نتيجة الحركخخة‪ ،‬وبخخأن السخكون إذا دام فخي السطقسخات مخدة لخخم يولخخد‬
‫فسخخادا فخخإذا دامخخت الحركخخة فيهخخا واسخختحكمت أفسخخدت وحخخدثت الخخزلزل‬
‫والعواصف والمواج وأشباهها‪ .‬فأما عند غيرهخخم مخخن الخخروم والفخخرس ومخخن‬
‫وافقهم فإن الصطلح واقع بينهم على أن اليوم بليلته هخخو مخخن لخخدن طلوعهخخا‬
‫مخخن أفخخق المشخخرق إلخخى طلوعهخخا منخخه بالغخخد‪ ،‬إذ كخخانت شخخهورهم مسخختخرجة‬
‫بالحساب غير متعلقة بأحوال القمر ول غيخخره مخخن الكخخواكب‪ ،‬وابتخخداؤها مخخن‬
‫أول النهخخار‪ ،‬فصخخار النهخخار عنخخدهم قبخخل الليخخل‪ .‬واحتجخخوا بخخأن النخخور وجخخود‬
‫والظلمة عدم‪ ،‬ومقدموا النور على الظلمة يقولون بتغليب‬

‫]‪[11‬‬

‫الحركة على السكون‪ ،‬لنها وجود ل عدم وحيوة ل مخخوت‪ ،‬ويعارضخخونهم بنظخخائر مخخا‬
‫قخخاله اولئك‪ ،‬كقخخولهم‪ ،‬إن السخخماء أفضخخل مخخن الرض‪ ،‬وإن العامخخل والشخخاب‬
‫أصح‪ ،‬والماء الجاري ل يقبل عفونة كالراكد‪ .‬وأما أصحاب التنجيم فإن اليوم‬
‫بليلته عند جلهم والجمهور من علمائهم هو من لدن موافاة الشمس فلك نصف‬
‫النهار إلى موافاتها إياه في نهار الغد‪ ،‬وهو قول بيخخن القخخولين‪ ،‬فصخخار ابتخخداء‬
‫اليام بلياليها عندهم من النصف الظاهر من فلك نصف النهخخار‪ ،‬وبنخخوا علخخى‬
‫ذلخخك حسخخابهم واسخختخرجوا عليهخخا مواضخخع الكخخواكب بحركاتهخخا المسخختوية‬
‫ومواضعها المقومة في دفاتر السنة‪ ،‬و بعضهم آثر النصخخف الخفخخي مخخن فلخخك‬
‫نصف النهار‪ ،‬فابتدؤوا به من نصخخف الليخخل كصخخاحب زيخخج شخخهرياران‪ ،‬ول‬
‫بأس بذلك‪ ،‬فإن المرجخع إلخى أصخل واحخد‪ .‬والخذي دعخاهم إلخى اختيخار دائرة‬
‫نصخخف النهخخار دون دائرة الفخخق هخو أمخور كخثيرة منهخا‪ :‬أنهخم وجخخدوا اليخخام‬
‫بلياليهخخا مختلفخخة المقخخادير غيخخر متفقخخة كمخخا يظهخخر ذلخخك مخخن اختلفهخخا عنخخد‬
‫الكسوفات ظهورا بينا للحس‪ ،‬وكان ذلك من أجل اختلف مسير الشخخمس فخخي‬
‫فلك البروج وسرعته فيه مرة وبطئه أخرى‪ ،‬واختلف مرور القطع من فلخخك‬
‫الخخبروج علخخى الخخدوائر‪ ،‬فاحتخخاجوا إلخخى تعخخديلها لزالخخة مخخا عخخرض لهخخا مخخن‬
‫الختلف وكان تعديلها بمطالع فلك البروج على دائرة نصف النهار مطخخردا‬
‫في جميع المواضع إذ كانت هذه الدائرة بعخض آفخاق الكخخرة المنتصخبة وغيخخر‬
‫متغيخخرة اللخخوازم فخخي جميخخع البقخخاع مخخن الرض‪ ،‬ولخخم يجخخدوا ذلخخك فخخي دوائر‬
‫الفاق‪ ،‬لختلفها في كل موضخخع وحخخدوثها لكخخل واحخخد مخخن العخخروض علخخى‬
‫شكل مخالف لما سواه‪ ،‬وتفاوت مرور قطع فلك البروج عليهخخا‪ ،‬والعمخخل بهخخا‬
‫غير تام ول جار على نظام‪ .‬ومنها‪ :‬أنه ليس بيخخن دوائر أنصخخاف نهخخار البلد‬
‫إل ما بينهما من دائرة معدل النهار والمدارات المشبهة بها‪ ،‬فأما الفخخاق فخخإن‬
‫ما بينها مركب مخخن ذلخخك ومخخن انحرافهخخا إلخخى الشخخمال والجنخخوب‪ ،‬وتصخخحيح‬
‫أحوال الكواكب ومواضعها إنما هو بالجهة التي يلزم من فلخك نصخف النهخار‬
‫وتسمى الطول ليس له خط في الجهخخة الخخخرى اللزمخخة عخخن الفخخق وتسخخمى‬
‫العرض‪ ،‬فلجل هذا اختاروا الدائرة التي‬

‫]‪[12‬‬

‫تطرد عليهخخا حسخخباناتهم وأعرضخخوا عخخن غيرهخخا‪ .‬علخخى أنهخخم لورامخخوا العمخخل بالفخخاق‬
‫لتهيألهم ولدتهم إلى ما أدتهم إليه دائرة نصف النهار لكن بعد سلوك المسخخلك‬
‫البعيد وأعظم الخطأ هو تنكب الطريق المستقيم إلى البعد الطول على عمخخد‪.‬‬
‫الفائدة الثانية‪ :‬اعلم أن اليوم قد يطلق على مجموع اليخخوم والليلخخة‪ ،‬وقخخد يطلخخق‬
‫على ما يقابخخل الليخخل‪ ،‬وهخخو يخخرادف النهخخار‪ ،‬ول ريخخب فخخي أن اليخخوم والنهخخار‬
‫الشرعيين مبدؤهما من طلوع الفجر الثاني إلى غيبوبخخة قخخرص الشخخمس عنخخد‬
‫بعض‪ ،‬و إلى ذهخخاب الحمخخرة المشخخرقية عنخخد أكخخثر الشخخيعة‪ ،‬وعنخخد المنجميخخن‬
‫وأهل فارس والروم مخخن طلخخوع الشخخمس إلخخى غروبهخخا‪ .‬وخلخخط بعضخخهم بيخخن‬
‫الصطلحين فتوهم أن اليوم الشرعي أيضا في غير الصوم من الطلوع إلخى‬
‫الغروب‪ ،‬وهذا خطأ‪ ،‬وقخخد أوردنخخا اليخخات والخبخخار الكخخثيرة الدالخخة علخخى مخخا‬
‫اخترناه في كتاب الصلوة وأجبنا عن شبه المخالفين في ذلك‪ .‬قال أبو ريحخخان‬
‫بعد إيراد ما تقدم منخخه‪ :‬هخخذا الحخد هخخو الخخذي نحخد بخخه اليخوم علخخى الطلق إذا‬
‫اشترط الليلة في التركيب‪ ،‬فأما علخخى التقسخخيم والتفصخخيل فخخإن اليخخوم بخخانفراده‬
‫والنهار بمعنى واحد‪ ،‬وهو من طلوع جرم الشمس إلى غروبه والليل بخلف‬
‫ذلك وعكسه بتعارف من الناس قاطبخخة فيمخخا بينهخخم واتفخخاق مخخن جمهخخورهم ل‬
‫يتنازعون فيه‪ ،‬إل أن بعض علماء الفقه في السخخلم حخخد أول النهخخار بطلخخوع‬
‫الفجر وآخره بغروب الشخخمس‪ ،‬تسخخوية منخخه بينخخه وبيخخن مخخدة الصخخوم‪ .‬واحتخخج‬
‫بقوله تعخالى " وكلخوا واشخخربوا حخختى يتخبين لكخم الخيخط البيخخض مخن الخيخط‬
‫السود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليخخل " )‪ (1‬فخخادعى أن هخخذين الحخخدين‬
‫هما طرفا النهار‪ .‬ول تعلق لمن رأى هذا الرأي بهذه الية بوجه من الوجوه‪،‬‬
‫لنه لو كان أول الصوم أول النهار لكان تحديده ما هو ظاهر بين للناس بمثل‬
‫ما حده به جاريا مجرى التكلف لما ل معنى له‪ ،‬كما لم يحد آخر النهار وأول‬
‫الليل بمثل ذلك‪ ،‬إذ هو معلوم متعارف ل يجهلخخه أحخخد‪ ،‬ولكنخخه تعخخالى لمخخا حخخد‬
‫أول الصوم بطلوع الفجر ولم‬

‫)‪ (1‬البقرة‪.187 :‬‬

‫]‪[13‬‬

‫يحد آخره بمثله بخل أطلقخخه بخخذكر الليخخل فقخخط لعلخم النخاس بأسخخرهم أنخخه غخروب قخخرص‬
‫الشمس علم أن المراد بما ذكر في الول لم يكن مبدأ النهار‪ ،‬ومما يخخدل علخخى‬
‫صحة قولنا قوله تعالى " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ‪ -‬إلخخى قخخوله‬
‫]تعالى[ ‪ -‬ثم أتموا الصيام إلى الليل " )‪ (1‬فأطلق المباشرة والكل والشخخرب‬
‫إلى وقت محدود ل الليل كله‪ ،‬كما كان محظخخورا علخخى المسخخلمين قبخخل نخخزول‬
‫هذه الية الكل والشرب بعد عشاء الخرة‪ ،‬وما كانوا يعخخدون صخخومهم بيخوم‬
‫وبعض ليلتخخه‪ ،‬بخخل كخخانوا يخخذكرونها أيامخا بخخإطلق‪ .‬فخخان قيخخل‪ :‬إنخخه أراد بخخذلك‬
‫تعريفهخخم أول النهخخار‪ ،‬للخخزم أن يكخخون النخخاس قبخخل ذلخخك جخخاهلين بخخأول اليخخام‬
‫والليالي‪ ،‬وذلك ظاهر المحخخال‪ .‬فخخإن قيخخل‪ :‬إن النهخخار الشخخرعي خلف النهخخار‬
‫الوضعي‪ ،‬فما ذلك إل خلف في العبارة وتسمية شئ باسم وقع في التعخخارف‬
‫على غيره مع تعري الية عن ذكر النهار وأوله‪ ،‬والمشاحة في مثل ذلك مما‬
‫نعتزلها ونوافق الخصوم في العبارات إذا وافقونا في المعخخاني‪ ،‬وكيخخف يعتقخخد‬
‫أمر ظهر للعيان خلفه ؟ فإن الشفق من جهة المغرب هخخو نظيخخر الفجخخر مخخن‬
‫جهة المشرق‪ ،‬وهما متساويان في العلة متوازيان في الحالة‪ ،‬فلو كان طلخخوع‬
‫الفجر أول النهار لكان غروب الشفق آخره‪ ،‬وقد اضطر إلى قبول ذلك بعض‬
‫الشيعة )‪ (2‬وعلى أن من خالفنا فيما قدمناه يوافقنا في مسخخاواة الليخخل والنهخخار‬
‫مرتين في السنة‪ :‬إحداهما في الربيع‪ ،‬والخرى في الخريخخف‪ ،‬ويطخخابق قخخوله‬
‫قولنا في أن النهار ينتهخخي فخخي طخخوله عنخخد تنخخاهي قخخرب الشخخمس مخخن القطخخب‬
‫الشمالي‪ ،‬وأنه ينتهي فخخي قصخخره عنخخد تنخخاهي بعخخدها منخخه‪ ،‬وأن ليخخل الصخخيف‬
‫القصر يساوي نهار الشتاء القصر‪ ،‬وأن‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .187 :‬القول باعتبار غخخروب الشخخفق لتحقخخق الليخخل غيخخر معهخخود مخخن‬
‫الشيعة‪ ،‬والظاهر أن منشأ الشتباه المشهور ارتفاع الحمخخرة المشخخرقية إلخخى‬
‫قمة الرأس‪ .‬ولعله أراد ببعخض الشخيعة أبخا الخطخاب العخالي‪ ،‬فقخد روي فخي‬
‫السرائر عن عمار الساباطي عن أبي عبخخد الخ عليخخه السخخلم أنخخه قخال‪ :‬إنمخا‬
‫أمرت أبا الخطاب أن يصلي المغرب حين تغرب الحمرة من مطلع الشمس‬
‫عند مغربها فجعله هو الحمرة الخختي مخخن قبخخل المغخخرب‪ ،‬فكخخان يصخخلي حيخخن‬
‫يغيب الشفق‪.‬‬

‫]‪[14‬‬

‫معنى قوله تعالى " يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ) ‪ " (1‬وقوله تعالى‪" :‬‬
‫يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل )‪ " (2‬راجع إلخخى ذلخخك‪ ،‬فخخإن‬
‫جهلوا ذلك كله أو تجاهلوا لم يجدوا بدا من كون النصخخف النهخخار الول سخخت‬
‫ساعات‪ ،‬والنصف الخير ست ساعات‪ ،‬ول يمكنهم التعامي عن ذلك لشخخيوع‬
‫الخبر المأثور في ذكر فضخخائل السخخابقين إلخخى الجخخامع يخخوم الجمعخخة وتفاضخخل‬
‫]أجورهم بتفاضل[ قصورهم في الساعات السخخت الخختي هخخي أول النهخخار إلخخى‬
‫وقت الزوال‪ ،‬وذلك مقول علخخى السخخاعات الزمانيخخة المعوجخخة دون المسخختوية‬
‫التي تسمى المعتدلة‪ ،‬فلو سامحناهم بالتسليم لهم في دعواهم لخوجب أن يكخون‬
‫استواء الليل والنهار حيخخن تكخخون الشخخمس بجنبخختي النقلب الشخختوي ويكخخون‬
‫ذلك فخي بعخض المواضخع دون بعخض‪ ،‬وأن ل يكخون الليخل الشختوي مسخاويا‬
‫للنهار الصيفي‪ ،‬وأن ل يكون نصف النهار موافاة الشخخمس منتصخخف مخخا بيخخن‬
‫الطلوع والغروب‪ ،‬وخلفات هذه اللوازم هخي القضخايا المقبولخة عنخد مخن لخه‬
‫أدنى بصر‪ ،‬وليس يتحقق لزوم هذه الشناعات إيخاهم إل مخن لخه دريخة يسخيرة‬
‫بحركات الكر )‪ .(3‬فإن تعلق متعلخخق بقخخول النخخاس عنخخد طلخخوع الفجخخر " قخخد‬
‫أصخبحنا وذهخب الليخل " فخأين هخو عخن قخولهم عنخد تقخارب غخروب الشخمس‬
‫واصفرارها " قد أمسينا وذهب النهار و جخخاء الليخخل " وإنمخخا ذلخخك إنبخخاء عخخن‬
‫دنوه وإقباله وإدبار ما هم فيه‪ ،‬وذلك جار علخخى طريخخق المجخخاز والسخختعارة‪،‬‬
‫وجائز في اللغة كقول ال تبارك وتعالى " أتى أمر ال فل تسخختعجلوه )‪" (4‬‬
‫ويشهد لصحة قولنا ما روي عن النبي صلى ال عليه وآله أنخخه قخخال " صخخلة‬
‫النهخخار عجمخخاء " وتسخخمية النخخاس صخخلة الظهخخر بخخالولى لنهخخا الولخخى مخخن‬
‫صخخلوتي النهخخار‪ ،‬وتسخخمية صخخلة العصخخر بالوسخخطى لتوسخخطها بيخخن الصخخلة‬
‫الولى من صلتي النهار وبيخخن الصخخلة الولخخى مخخن صخخلوات الليخخل‪ ،‬وليخخس‬
‫قصدي فيما أوردته في هذا الموضع إل نفي‬
‫)‪ (1‬الحج‪ (2) .16 :‬الزمر‪ (3) .5 :‬الكر كصرد جمع الكرة‪ (4) .‬النحل‪.1 :‬‬

‫]‪[15‬‬

‫ظن من يظن أن الضروريات تشهد بخلف ما يدل عليه القرآن‪ ،‬ويحتخخج لثبخات ظنخخه‬
‫بقول أحد الفقهاء والمفسرين وال الموفق للصواب )انتهخخى كلمخخه(‪ .‬وأقخخول‪:‬‬
‫سيأتي جواب ذلك كله‪ ،‬والدلئل الكثيرة الدالة على خلفخخه‪ ،‬ومخخا ذكخخره علخخى‬
‫تقدير تمامه ل ينافي ما ادعينخخاه مخخع أن عخخرف الشخخرع بخخل العخخرف العخخام قخخد‬
‫استقر على أن ابتداء اليوم والنهار طلوع الفجر الثخخاني )‪ (1‬وأكخخثر مخخا ذكخخره‬
‫يدل على أنه بحسب الحساب والقواعد النجومية أو لهما طلخخوع الشخخمس‪ ،‬ول‬
‫مشاحة في ذلك‪ .‬وقوله لو كان أول الصوم أول النهار إلخخخ فخخالجواب أنخخه لمخخا‬
‫كان أول النهار عند أهل الحساب طلوع الشمس بيخخن سخخبحانه أن المخخراد هنخخا‬
‫اليوم الشرعي‪ ،‬كما أنه لما كانت اليد تطلق على معان قال في آية الوضوء "‬
‫إلى المرافق " لتعيين أحد المعاني‪ ،‬ولما لم يكن في آخخخر النهخخار اختلف فخخي‬
‫الصطلح لم يتعرض لتعيينه‪ ،‬و إنمخخا اسخختقر العخخرف العخخام والخخخاص علخخى‬
‫جعل أول النهار الفجر وأول الليل الغروب لما سيأتي أن الناس لما كانوا فخخي‬
‫الليل فخخارغين عخخن أعمخخالهم الضخخرورية للظلمخخة المانعخخة فخخاغتنموا شخخيئا مخخن‬
‫الضياء لحركتهم وتوجههم إلى أعمالهم الدينية والدنيوية‬

‫)‪ (1‬الظاهر ان المتبادر من الليل والنهار هو ما بين غروب الشمس إلى طلوعها ومخخا‬
‫بين طلوعها إلى غيبوبتها‪ ،‬وأما تحديد بعض العبادات كالصوم بغيخخر هخخذين‬
‫الحدين فل يدل على أن للفظة اليوم أو النهار معنخخى شخخرعيا مغخخائرا لمعنخخاه‬
‫العرفي واللغوى‪ ،‬ودعوى دللة آية الصوم على كون مبخخدأ اليخخوم الشخخرعي‬
‫طلوع الفجر ممنوعة‪ ،‬لن الية انما تتعرض لوقت الصوم وليس فيها ذكخخر‬
‫من اليوم والنهار ول دللة لها على كون مبدأ الصوم هو مبدأ النهار بعينخخه‪.‬‬
‫نعم يظهر من قوله تعالى‪ " :‬ثم اتموا الصيام إلى الليل " ان منتهاه هو مبخخدأ‬
‫الليل فبناء علخخى مخخا هخخو المشخخهور بيخخن الشخخيعة مخخن اعتبخخار ذهخخاب الحمخخرة‬
‫المشرقية يقع الكلم في ان مبدأ الليل العرفي هخخو غخخروب الشخخمس فاعتبخخار‬
‫امر زائد عليه يدل على ان مبدأه عند الشرع غير ذلك‪ .‬ولقائل أن يقول‪ :‬إن‬
‫استتار القرص لما كان يختلف في الراضي المتقاربة لجل حيلولة الجبخال‬
‫الشاهقة بل التلل المرتفعة جعل ارتفاع الحمرة كاشفا عخخن تحقخخق الغخخروب‬
‫في الراضي المتفقة الفق‪ .‬ويؤيد ذلك رواية ابن أبي عميخخر عخخن الصخخادق‬
‫عليه السلم " فإذا جازت ‪ -‬يعني الحمرة ‪ -‬قمة الرأس إلخخى ناحيخخة المغخخرب‬
‫فقد وجخخب الفطخخار وسخخقط القخخرص " وفخخي روايخخة اخخخرى " والخخدليل علخخى‬
‫غروب الشمس ذهاب الحمرة من جانب المشرق "‪.‬‬
‫]‪[16‬‬

‫وفي الليل بالعكس لنهم لما كلوا وملوا من حركات النهار وأعماله اغتنمخخوا شخخيئا مخخن‬
‫الظلمة لتركهم ذلك‪ ،‬فلذا اختلف المر في أول النهار وآخخخره‪ ،‬ومخخا وقخخع فخخي‬
‫الشرع من أن الزوال نصف النهار فهو على التقريب والتخميخخن‪ ،‬ومخخا ذكخخره‬
‫من استواء الليخل والنهخار فخي العتخدالين فمعلخوم أنخه مبنخي علخى اصخطلح‬
‫المنجمين‪ ،‬وسيأتي الكلم في جميع ذلك في كتاب الصلة إن شاء ال تعخخالى‪.‬‬
‫الفائدة الثالثة‪ :‬ل ريب في أن الليل بحسب الشرع مقدم علخخى اليخخوم‪ ،‬فمخخا ورد‬
‫فخخي ليلخخة الجمعخخة مثل إنمخخا هخخي الليلخخة المتقدمخخة ل المتخخأخرة‪ ،‬ومخخا يعتخخبره‬
‫المنجمون وبعض العرب من تأخير الليلة فهخخو محخخض اصخخطلح منهخخم‪ ،‬ول‬
‫يبتني عليه شئ مخخن أحكخخام الشخخريعة‪ .‬وممخخا يخخدل عليخخه مخخا رواه الكلينخخي فخخي‬
‫الروضة بسند موثق عن عمر بن يزيد قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫إن المغيرية يزعمون أن هذا اليوم لهخخذه الليلخخة المسخختقبلة‪ ،‬فقخخال‪ :‬كخخذبوا‪ ،‬هخخذا‬
‫اليوم لليلة الماضخخية‪ ،‬إن أهخخل بطخخن نخلخخة حيخخث رأوا الهلل قخخالوا‪ :‬قخخد دخخخل‬
‫الشهر الحرام )‪ (1‬وتوضيحه‪ :‬أن المغيرية هم أتباع المغيرة بن سعد البجلي‪،‬‬
‫وهو من المذمومين المطعونين‪ ،‬وقد روى الكشي أخبارا كثيرة فخخي أنخخه كخخان‬
‫من الكذابين على أبي جعفر عليخخه السخخلم وروي أنخه كخان يخخدعو النخاس إلخخى‬
‫محمد بن عبد ال بن الحسن‪ ،‬و كان من الزيدية التبرية‪ .‬وفي بعض النسخخخ "‬
‫المغيرة " أي الذين غيروا دين ال من المخالفين‪ .‬وقصة بطخخن نخلخخة هخخي مخخا‬
‫ذكره المفسرون والمؤرخون أن النبي صلى ال عليه وآله بعث عبخخد ال خ بخخن‬
‫جحش ومعه ثمانية رهط من المهاجرين‪ ،‬وقيل اثنا عشر‪ ،‬وأمره أن ينخخزل "‬
‫نخلة " بيخخن مكخخة والطخخائف‪ ،‬فيرصخخد قريشخخا ويعلخخم أخبخخارهم فخخانطلقوا حخختى‬
‫هبطوا نخلة‪ ،‬فوجدوا بها عمرو بن الحضخخرمي فخخي عيخخر تجخخارة قريخخش فخخي‬
‫آخر يوم من جمخخادى الخخخرة‪ ،‬وكخخانوا يخخرون أنخخه مخخن جمخخادى وهخخو رجخخب‪،‬‬
‫فاختصم المسلمون‪ ،‬فقال قائل منهم‪ ،‬هذا غرة من عدو‪ ،‬وغنم )‪ (1‬رزقتموه‪،‬‬
‫فل ندري أمن‬

‫)‪ (1‬روضة الكافي‪ (2) .332 :‬الغرة‪ :‬الغفلة‪ ،‬والغنم كالقفل الغنيمة‪(*) .‬‬

‫]‪[17‬‬

‫الشهر الحرام هخخذا اليخخوم أم ل‪ ،‬فقخخال قخخائل منهخخم‪ ،‬ل نعلخخم هخخذا اليخخوم إل مخخن الشخخهر ‪-‬‬
‫الحرام‪ ،‬ول نرى أن تستحلوه لطمع اشفيتم عليه‪ ،‬فشدوا على ابن الحضرمي‬
‫فقتلوه وغنموا عيره‪ ،‬فبلغ ذلك كفار قريش فركخخب وفخخدهم حخختى قخخدموا علخخى‬
‫النبي صلى ال عليه وآله فقالوا‪ :‬أيحل القتال في الشخخهر الحخخرام ؟ فخخأنزل الخ‬
‫تعالى " يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه اليخخة )‪ " - (1‬ويظهخخر مخخن هخخذا‬
‫الخبر كما ورد في بعض السير‪ ،‬أيضا أنهم إنما فعلخخوا ذلخخك بعخخد رؤيخخة هلل‬
‫رجب وعلمهم بكونه منه‪ ،‬واستشهاده عليه السلم بأن الصخخحابة حكمخخوا بعخخد‬
‫رؤية الهلل بدخلول رجب‪ ،‬فالليل سخخابق علخخى النهخخار ومحسخخوب مخخع اليخخوم‬
‫الذي بعده يوما‪ ،‬وما سبق من تقدم خلق النهار على الليل ل ينافي ذلك كما ل‬
‫يخفخخى‪ .‬الفخخائدة الرابعخخة‪ :‬اعلخخم أنهخخم يقسخخمون كل مخخن اليخخوم الحقيقخخي واليخخوم‬
‫الوسطي إلى أربعة وعشخخرين قسخخما متسخخاوية يسخخمونها بالسخخاعات المسخختوية‬
‫والمعتدلة‪ ،‬وأقسام اليوم الحقيقي تسمى بالحقيقيخخة‪ ،‬والوسخخطي بالوسخخطية وقخخد‬
‫يقسمون كل من الليل والنهار في أي وقت كان باثنتي عشرة ساعة متساوية‪،‬‬
‫ويسخخمونها بالسخخاعات المعوجخخة ل ختلف مقاديرهخخا بخخاختلف اليخخام طخخول‬
‫وقصخخرا بخلف المسخختوية فانهخخا تختلخخف أعخخدادها ول تختلخخف مقاديرهخخا‪،‬‬
‫والمعوجة بعكسها‪ ،‬وتسمى المعوجة بالساعات الزمانيخخة أيضخخا لنهخخا نصخخف‬
‫سخخدس زمخخان النهخخار أو زمخخان الليخخل‪ ،‬وكخخثير مخخن الخبخخار مبنيخخة علخخى هخخذا‬
‫الصطلح كما أو مأنا إليه‪ ،‬والساعتان تستويان في خط الستواء أبدا‪ ،‬وعند‬
‫حلول الشمس أحد العتدالين في سائر الفاق‪ .‬وقد تطلق الساعة في الخبخخار‬
‫علخخى مقخخدار مخخن أجخخزاء الليخخل والنهخخار مختخخص بحكخخم معيخخن أو صخخفة‬
‫مخصوصة‪ ،‬كساعة ما بين طلوع الفجر والشمس‪ ،‬وساعة الزوال‪ ،‬والسخخاعة‬
‫بعد العصر وساعة آخر الليل‪ ،‬وأشباه ذلك‪ ،‬بل على مقدار من الزمان وإن لم‬
‫يكن من أجزاء الليل والنهار كالساعة التي تطلخخع علخخى يخخوم القيامخخة‪ ،‬كمخخا أن‬
‫اليوم قد يطلق على مقدار من الزمان مخصوص بواقعة أو حكم كيوم القيامة‬
‫ويوم حنين‪ ،‬وقال‬

‫)‪ (1‬البقرة‪.217 :‬‬

‫]‪[18‬‬

‫تعالى " وذكرهم بأيام ال " )‪ - 12 .(1‬الكافي‪ :‬عن محمد بخخن يحيخخى‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن‬
‫محمد عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا‪ ،‬عن النضخخر‪ ،‬عخخن يحيخخى‬
‫الحلبي‪ ،‬عن المثنى‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السخخلم فخخي قخخوله‬
‫عزوجل " كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما )‪ " (2‬قال‪ :‬أما ترى‬
‫البيت إذا كان الليل أشد سوادا من خارج ؟ فكخخذلك هخخم يخخزدادون سخخوادا )‪.(3‬‬
‫‪ - 13‬التهذيب‪ :‬بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسخخى‪ ،‬عخخن علخخي بخخن الحكخخم‬
‫عن سيف عن أبي بكر الحضرمي‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم فقلت‪:‬‬
‫متى أصلي ركعتي الفجخخر ؟ قخخال‪ :‬حيخخن يعخخترض الفجخخر‪ ،‬وهخخو الخخذي تسخخميه‬
‫العخخرب " الصخخديع "‪ .‬بيخخان‪ :‬فخخي القخخاموس‪ :‬الصخخديع كخخأمير الصخخبح‪ .‬وفخخي‬
‫الساس‪ :‬ومن المجاز انصخخدع الفجخخر وطلخخع الصخخديع‪ ،‬وهخخو الفجخخر‪* .15 .‬‬
‫)باب( * * )ما روى في سعادة أيخخام السخخبوع ونحوسخختها( * ‪ - 1‬الخصخخال‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن علي بن عبديخد )‪ (4‬الشخعري‪ ،‬عخن ابخن‬
‫محبوب‪ ،‬عن حبيب السجسخختاني‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم قخال‪ :‬قخال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله يخوم الجمعخة يخوم عبخادة فتعبخدوا لخ عزوجخل‬
‫فيه‪ ،‬ويوم السبت لل محمد عليهم السلم‪ ،‬ويوم الحد لشيعتهم‪ ،‬ويوم الثنين‬
‫يوم بني امية‪ ،‬ويوم الثلثاء‬

‫)‪ (1‬ابراهيم‪ (2) .5 :‬يونس‪ (3) .27 :‬روضة الكافي‪ (4) .253 :‬وفي بعض النسخ "‬
‫عبديل " ولم نجد منهما ذكخخرا فخخي تراجخخم العامخخة والخاصخخة‪ ،‬و الظخخاهر أن‬
‫الصواب كما في المصدر " علخخي بخخن اسخخحاق الشخخعري " وهخخو علخخي بخخن‬
‫اسحاق بن عبد ال الشعري الذي وثقه النجاشي‪.‬‬

‫]‪[19‬‬

‫يوم لين‪ ،‬ويوم الربعاء لبني العباس وفتحهخخم )‪ (1‬ويخخوم الخميخخس يخخوم مبخخارك بخخورك‬
‫لمتي في بكورها فيه )‪ .(2‬بيان‪ :‬ضمير " بكورهخخا " راجخخع إلخخى المخخة‪ ،‬أي‬
‫مباكرتهم في طلب الحوائج وتخخوجههم إليهخخا بكخخرة‪ - 2 .‬الخصخخال‪ :‬عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫عن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عخخن عمخخر بخخن سخخفيان‪ ،‬رفخخع‬
‫الحديث إلى أبي عبد ال عليه السلم أنه قال لرجل من مواليه‪ :‬يا فلن‪ ،‬مالك‬
‫لم تخرج ؟ قال‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬اليوم الحخد‪ .‬قخال‪ :‬ومخا للحخخد ؟ قخال‪ :‬الرجخخل‪:‬‬
‫للحديث الذي جاء عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قخال‪ :‬احخذروا حخد الحخد‬
‫فإن له حدا مثل حد السيف‪ .‬قال‪ :‬كذبوا‪ ،‬كذبوا‪ ،‬ما قال ذاك رسول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه وآله فإن الحد اسم من أسماء ال عزوجل‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فخخداك‪،‬‬
‫فالثنين ؟ قال‪ :‬سمي باسمهما‪ ،‬قال الرجل‪ :‬سمي باسمهما ولخخم يكونخخا ؟ فقخخال‬
‫له أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إذا حدثت فخخافهم‪ ،‬إن الخ تبخخارك وتعخخالى قخخد علخخم‬
‫اليوم الذي يقبض فيه نبيه صلى ال عليه وآله واليوم الذي يظلم فيخخه وصخخيه‪،‬‬
‫فسماه باسمهما‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فالثلثاء ؟ قال‪ :‬خلقت يوم الثلثاء النار‪ ،‬وذلخخك قخخوله‬
‫عزوجل " انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون انطلقوا إلى ظل ذي ثلث شعب *‬
‫ل ظليل ول يغني من اللهب )‪ " (3‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فالربعاء ؟ قخخال‪ :‬بنيخخت أربعخخة‬
‫أركان للنار‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فالخميس ؟ قال‪ :‬خلق ال الخمسخخة )‪ (4‬يخخوم الخميخخس‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬فالجمعة ؟ قال‪ :‬جمع ال عزوجل الخلق لوليتنا يوم الجمعة‪ .‬قخخال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬فالسبت ؟ قال‪ :‬سبت الملئكة لربها يوم السبت‪ ،‬فوجدته لم يخخزل واحخخدا‬
‫)‪ .(5‬بيان‪ " :‬باسمهما " أي باسم أبي بكر وعمر‪ .‬والخمسخخة أصخخحاب العبخخاء‬
‫عليهم السلم‬

‫)‪ (1‬ليس في المصدر لفظة " وفتحهم "‪ (2) .‬الخصخخال‪ (3) .26 :‬المرسخلت‪- 29 :‬‬
‫‪ (4) .31‬في المصدر‪ :‬الجنة‪ (5) .‬الخصال‪.26 :‬‬
‫]‪[20‬‬

‫]سبت الملئكة[ أي قطعت أعمالها للتفكر في ذاته تعالى‪ :‬قخال الراغخب فخي مفرداتخه‪:‬‬
‫أصل السبت قطع العمل‪ ،‬ومنه سخخبت السخخير أي قطعخخه‪ ،‬وسخخبت شخخعره حلقخخه‬
‫وأنفه اصطلمه‪ ،‬وقيل سمي يوم السبت لن ال تعخخالى ابتخخدأ بخلخخق السخخماوات‬
‫والرض يوم الحد فخلقها في ستة أيام كمخخا ذكخخره فقطخخع عملخخه يخخوم السخخبت‬
‫فسمي بذلك‪ - 3 .‬الخصال‪ :‬عن محمد بن موسى بن المتوكخخل‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن عبد ال بن أحمد الموصلي‪ ،‬عن الصقر بن أبي دلف الكرخخخي‪،‬‬
‫قال‪ :‬لما حمل المتوكل سيدنا أبخا الحسخن العسخكري عليخه السخلم جئت أسخأل‬
‫عن خبره‪ ،‬قال‪ :‬فنظر إلي الزراقي وكان حاجبا للمتوكل فأمر أن أدخل إليخخه‪،‬‬
‫فأدخلت إليه فقال‪ :‬يا صقر ما شأنك ؟ فقلت‪ :‬خير أيهخخا السخختاد‪ ،‬فقخخال‪ :‬اقعخخد‪،‬‬
‫فأخذني ما تقدم وما تأخر وقلت أخطأت في المجئ‪ ،‬قال‪ :‬فخخوحى النخخاس عنخخه‬
‫ثم قال لي‪ :‬ما شأنك وفيم جئت ؟ قلت‪ :‬لخبرما )‪ (1‬فقال لعلك تسأل عن خخخبر‬
‫مولك )‪ ! (2‬فقلت له‪ :‬ومن مولي ؟ مولي أمير المؤمنين‪ .‬فقخخال‪ :‬اسخخكت !‬
‫مولك ]مولك[ هو الحق‪ ،‬فل تحتشمني فإني على مذهبك‪ .‬فقلخخت‪ :‬الحمخخدل‪،‬‬
‫قال‪ :‬أتحب أن تراه ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬اجلس حتى يخرج صخخاحب البريخخد مخخن‬
‫عنده‪ ،‬قال‪ :‬فجلسخخت فلمخا خخخرج قخخال لغلم لخخه‪ :‬خخخذ بيخخد الصخخقر وأدخلخخه إلخخى‬
‫الحجرة الخختي فيهخخا العلخخوي المحبخخوس وخخخل بينخخه وبينخخه‪ .‬قخخال‪ :‬فخخأدخلني إلخخى‬
‫الحجرة‪ ،‬وأومأ إلى بيخخت فخخدخلت فخخإذا هخخو عليخخه السخخلم جخخالس علخخى صخخدر‬
‫حصير وبحذائه قبر محفور‪ ،‬قال‪ :‬فسلمت عليه فرد علي ثم أمرني بخخالجلوس‬
‫ثم قال لي‪ :‬يا صقر ما أتى بك ؟ قلت‪ :‬سخخيدي جئت أتعخخرف خخخبرك‪ .‬قخخال‪ :‬ثخخم‬
‫نظرت إلى القبر فبكيت‪ ،‬فنظر إلي فقال‪ :‬يا صقر ل عليخخك‪ ،‬لخخن يصخخلوا إلينخخا‬
‫بسوء الن‪ .‬فقلت‪ :‬الحمد ل‪ ،‬ثم قلت‪ :‬يا سيدي حديث يروى عن النخخبي صخخلى‬
‫ال عليه وآله ل أعرف معناه‪ ،‬قال‪ :‬وما هو ؟ فقلت‪ :‬قخخوله " ل تعخخادوا اليخخام‬
‫فتعاديكم " ما معناه ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬اليام نحخخن مخخا قخخامت السخخماوات والرض‪،‬‬
‫فالسبت اسم رسول ال‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬لخير ما‪ (2) .‬عن خبر صاحبك ومولك )خ(‪.‬‬

‫]‪[21‬‬

‫صلى ال عليه وآله والحد كنايخة عخن أميخر المخؤمنين عليخه السخلم والثنيخن الحسخن‬
‫والحسخخين والثلثخخاء علخخي بخخن الحسخخين ومحمخخد بخخن علخخي وجعفخخر بخخن محمخخد‪،‬‬
‫والربعاء موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وأنا‪ ،‬والخميخخس‬
‫ابني الحسن بن علي‪ ،‬والجمعة ابن ابني‪ ،‬وإليه تجتمخخع عصخخابة الحخخق‪ ،‬وهخخو‬
‫الذي يملؤها قسخخطا وعخخدل كمخخا ملئت ظلمخخا وجخخورا‪ .‬فهخخذا معنخخى اليخخام‪ ،‬فل‬
‫تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الخرة ثم قال عليه السخخلم‪ :‬ودع واخخخرج فل‬
‫آمن عليك‪ .‬قال الصدوق ‪ -‬ره ‪ :-‬اليام ليست بأئمة ولكن كني بها عن الئمخخة‬
‫لئل يدرك معناه غيخخر أهخخل الحخخق‪ ،‬كمخخا كنخخى الخ عزوجخخل بخخالتين والزيتخخون‬
‫وطور سينين وهذا البلد المين عخخن النخخبي وعلخخي والحسخخن والحسخخين‪ ،‬وكمخخا‬
‫كنى عزوجل بالنعاج عخخن النسخخاء علخخى قخخول مخخن روى ذلخخك فخخي قصخخة داود‬
‫والخصخخمين‪ ،‬وكمخا كنخخى بالسخخير فخي الرض عخخن النظخخر فخخي القخرآن‪ ،‬سخخئل‬
‫الصادق عليه السلم عن قول ال عزوجل " أولم يسيروا في الرض )‪" (1‬‬
‫قال‪ :‬معناه أولم ينظروا في القرآن‪ ،‬وكما كنى عزوجل بالسر عن النكاح فخخي‬
‫قوله عزوجل " ولكخخن ل تواعخخدوهن سخخرا )‪ " (2‬وكمخخا كنخخى عزوجخخل بأكخخل‬
‫الطعام عن التغوط فقال في عيسى وامه " كانا يأكلن الطعخخام )‪ " (3‬ومعنخخاه‬
‫أنهما كانا يتغوطان‪ ،‬وكما كنى بالنحل عن رسول ال صلى ال عليه وآله في‬
‫قوله " وأوحى ربك إلى النحل )‪ " (4‬ومثل هذا كخخثير )‪ .(5‬بيخخان‪ " :‬فأخخخذني‬
‫مخخا تقخخدم " أي بالسخخؤال عمخخا تقخخدم وعمخخا تخخأخر‪ ،‬أي عخخن المخخور المختلفخخة‬
‫لستعلم حالي وسبب مجيئي‪ ،‬لذا ندم على الذهاب إليه لئل يطلع علخخى حخخاله‬
‫ومذهبه‪ ،‬أو الموصول فاعل " أخذني " بتقدير‪ ،‬أي أخذني التفكخخر فيمخخا تقخخدم‬
‫من المور مخخن ظنخخه التشخخيع بخخي وفيمخخا تخخأخر ممخخا يخخترتب علخخى مجيئي مخخن‬
‫المفاسد‪.‬‬

‫)‪ (1‬الروم‪ (2) .9 :‬البقرة‪ (3) .235 :‬المائدة‪ (4) .75 :‬النحل‪ (5) .68 :‬الخصال‪:‬‬
‫‪.34 - 33‬‬

‫]‪[22‬‬

‫" فوحى الناس " أي أشار إليهم أن يبعدوا عنه‪ ،‬أو على بنخخاء التفعيخخل أي عجلهخخم فخخي‬
‫الخخذهاب عنخخه‪ ،‬أو ]هخخو[ علخخى بنخخاء المجخخرد والنخخاس فاعخخل أي أسخخرعوا فخخي‬
‫الذهاب قال في المصباح‪ :‬الوحي الشخخارة‪ ،‬والخخوحى السخخرعة يمخخد ويقصخخر‪،‬‬
‫وموت وحي مثل سريع وزنا ومعنى‪ ،‬يقخخال وحيخخت الذبيحخخة أحيهخخا مخخن بخخاب‬
‫وعد‪ :‬ذبحتها ذبحا وحيا‪ ،‬ووحى الدواء للموت توحية‪ :‬عجله‪ ،‬وأوحاه باللف‬
‫مثله )انتهى( وصخاحب البريخد‪ :‬الرسخول المسختعجل‪ ،‬إذ البريخد‪ ،‬يطلخق علخى‬
‫الرسخخول وعلخخى دابتخخه‪ ،‬ويحتمخخل أن يخخراد بخخه هنخخا رئيخخس هخخذه الطائفخخة‪ ،‬فخخي‬
‫القاموس‪ :‬البريخخد المرتخخب والرسخخل علخخى دواب البريخخد )‪ .(1‬وفخخي الصخخحاح‪:‬‬
‫البريد‪ :‬المرتب‪ ،‬يقال‪ :‬حمل فلن على البريد‪ .‬وصاحب البريخخد قخخد أبخخرد إلخخى‬
‫المير فهو مبرد‪ ،‬والرسول بريد )‪ .(2‬وفي النهاية‪ :‬البريد كلمة فارسية يخخراد‬
‫بها في الصل البغل‪ ،‬وأصخخلها " بريخخده دم " أي محخخذوف الخخذنب‪ ،‬لن بغخخال‬
‫البريخخد كخخانت محذوفخخة الذنخخاب كالعلمخخة لهخخا فخخاعربت وخففخخت‪ ،‬ثخخم سخخمي‬
‫الرسول الذي يركبه بريدا‪ ،‬والمسافة التي بين السكتين بريدا )‪) (3‬انتهخى(‪" .‬‬
‫ل عليك " أي ل حزن عليك‪ ،‬والكناية عن العسكري عليخخه السخخلم بخخالخميس‬
‫إما لكون إمامته أو ولدته في يوم الخميخخس وإن كخخان ضخخبط بعضخخهم مخالفخخا‬
‫لذلك‪ ،‬إذا لكثر لم يعينوا خصوص اليوم‪ ،‬أو لن سني إمامته خمس سنين إذ‬
‫السنة السادسخخة لخخم تكمخخل أو لنخخه عليخخه السخخلم خخخامس ]مخخن[ سخخمي أو كنخخي‬
‫بالحسن‪ ،‬أو لنه متصل بالقائم عليخخه السخخلم المكنخخي عنخخه بالجمعخخة‪ ،‬أو لعلخخة‬
‫أخرى ل نعرفها‪ .‬ولعل هذه من بطخخون الخخخبر فخخإن لخبخخارهم عليهخخم السخخلم‬
‫ظهخخرا وبطنخخا كخخالقرآن‪ ،‬ويكخخون ظخخاهره أيضخخا مخخرادا بخخأن يكخخون المعنخخى أن‬
‫التشخخؤم والتطيخخر بهخخا يخخوجب تأثيرهخخا وهخخذا معنخخى معاداتهخخا )‪ (4‬لهخخم‪ ،‬فأمخخا‬
‫المتوكلون‬

‫)‪ (1‬القاموس‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (2) .277‬الصخخحاح‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (3) .444‬النهخخايه‪ :‬ج ‪،1‬‬
‫ص ‪ .72‬ثم قال‪ :‬السكة موضع كان يسكنه الفيوج المرتبون من بيت أو قبخخة‬
‫أو رباط وكان يرتب في كل سخخكة بغخخال‪ ،‬وبعخخد مخخا بيخخن السخخكتين فرسخخخان‬
‫وقيل أربعة‪ (4) .‬معاداتهم‬

‫]‪[23‬‬

‫على ال المتوسلون بولء أهل البيت عليهم السلم فل تضرهم نحوسة اليام الساعات‬
‫كما سيأتي في رواية الشيخ في مجالسه‪ - 4 .‬العلل والعيخون والخصخال‪ :‬عخن‬
‫محمد بن عمرو البصري‪ ،‬عن محمد بن عبد ال الخخواعظ‪ ،‬عخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫أحمد بن عامر الطائي‪ ،‬عن أبيه )‪ (1‬عخخن الرضخخا‪ ،‬عخخن آبخخائه عليهخخم السخخلم‬
‫قال‪ :‬سأل الشامي أمير المؤمنين عليه السلم عن اليام ومخخا يجخخوز فيهخخا مخخن‬
‫العمل‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬يخخوم السخخبت يخخوم مكخخر وخديعخخة‪ ،‬ويخخوم الحخخد يخخوم‬
‫عرس )‪ (2‬وبناء ويوم الثنين يوم سفر وطلب‪ ،‬ويوم الثلثاء يوم حخخرب ودم‪،‬‬
‫ويوم الربعاء يوم شوم فيه يتطير الناس‪ ،‬ويخخوم الخميخخس يخخوم الخخدخول علخخى‬
‫المراء وقضاء الحوائج‪ ،‬ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح )‪ .(3‬قخخال الصخخدوق‬
‫‪ -‬ره ‪ :-‬يو م الثنين يوم سخفر إلخى موضخع الستسخقاء والطلخب للمطخر )‪.(4‬‬
‫بيان‪ :‬يمكن حمل من ما ورد في الثنين علخخى التقيخخة‪ - 5 .‬العيخخون‪ :‬عخخن أبيخخه‬
‫ومحمد بن الحسن‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريخخس معخخا‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن أحمد الشعري‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال خ الخخبرقي‪ ،‬عخخن أبيخخه عخخن‬
‫بكر بن صالح الجعفري‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبخخا الحسخخن عليخخه السخخلم يقخخول‪ :‬قلمخخوا‬
‫أظفاركم يخخوم الثلثخخاء‪ ،‬واسخختحموا يخخوم الربعخخاء‪ ،‬وأصخخيبوا مخخن الحجخخام )‪(5‬‬
‫حاجتكم يوم الخميس وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬السند عامي غير مرضي‪ (2) .‬في المصادر الثلث " يخخوم غخخرس " بالمعجمخخة "‬
‫وهو الظهر لما يأتي من أن يوم الجمعة يوم خطبخخة ونكخخاح‪ (3) .‬العلخخل‪ :‬ج‬
‫‪ ،2‬ص ‪ ،285‬العيون‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (4) .247‬الخصال‪ (5) .27 :‬الحجامخخة‬
‫)خ(‪ (6) .‬العيون " ج ‪ ،1‬ص ‪.279‬‬
‫]‪[24‬‬

‫الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمخخد العطخخار‪ ،‬عخخن الشخخعري عخخن الخخبرقي مثلخخه )‪- 6 .(1‬‬
‫العلل‪ :‬في خبر ابن سلم أنه سأل النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه عخخن أول يخخوم‬
‫خلق ال عزوجل‪ ،‬قال‪ :‬يوم الحد‪ ،‬قخخال‪ :‬ولخخم سخخمي يخخوم الحخخد ؟ قخخال‪ :‬لنخخه‬
‫واحد محدود‪ ،‬قال‪ :‬فالثنين ؟ قال‪ :‬هو اليوم الثاني من الدنيا‪ ،‬قال‪ :‬والثلثخخاء ؟‬
‫قال‪ :‬الثالث من الدنيا‪ ،‬قال‪ :‬فالربعخخاء ؟ قخخال‪ :‬اليخخوم الرابخخع مخخن الخخدنيا‪ ،‬قخال‪:‬‬
‫فالخميس ؟ قال‪ :‬هو يوم خامس من الخخدنيا‪ ،‬وهخخو يخخوم أنيخخس لعخخن فيخخه إبليخخس‬
‫ورفع فيه إدريس‪ ،‬قال‪ :‬فالجمعة ؟ قال‪ :‬هو يوم مجموع له الناس‪ ،‬وذلك يخخوم‬
‫مشهود‪ ،‬ويوم )‪ (2‬شاهد و مشهود‪ .‬قال‪ :‬فالسبت ؟ قال‪ :‬يوم مسخخبوت‪ ،‬وذلخخك‬
‫قوله عزوجل في القرآن " ولقد خلقنا السماوات والرض وما بينهما في ستة‬
‫أيام )‪ " (3‬فمن الحد إلى الجمعة ستة أيام‪ ،‬والسبت معطل ) ‪ .(4‬بيان‪ " :‬لنه‬
‫واحد محدود " لعل المعنى أنه أول زمان حد أوله وآخره فصخخار يومخخا‪ ،‬لنخخه‬
‫أول يوم خلق فيه العالم‪ ،‬وقبله لم يكن زمان محدود كخخذلك‪ ،‬فينطبخخق علخخى مخخا‬
‫بعده وعلى سائر الخبار " ومشهود " أي مشهود فيه أوله‪ ،‬وهو شخخاهد لمخخن‬
‫أتى الجمعة " يوم مسبوت " أي مقطخخوع فيخخه خلخخق العخخالم‪ - 7 .‬مجخخالس ابخخن‬
‫الشيخ‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي محمد الفحام‪ ،‬عن محمد بن أحمد المنصوري‪ ،‬عن‬
‫سهل بن يعقوب الملقب بأبي نواس‪ ،‬قخخال‪ :‬قلخخت للعسخخكري عليخخه السخخلم ذات‬
‫يوم‪ :‬يا سيدي ! قد وقع إلي اختيارات اليام عن سيدنا الصخخادق عليخخه السخخلم‬
‫مما حدثني به الحسن بن عبد ال بن مطهر‪ ،‬عن محمد بخخن سخخليمان الخخديلمي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن سيدنا الصادق عليه السلم في كل شهر فأعرضه عليك ؟ فقال‬
‫لي‪ :‬افعل‪ ،‬فلما عرضته عليه وصححته قلت له‪ :‬يا سيدي في أكثر هذه اليخخام‬
‫قواطع عن المقاصد لما ذكر‬

‫)‪ (1‬الخصال‪ (2) .31 :‬في المصدر‪ :‬وهو شاهد‪ (3) .‬سورة ق‪ (4) .38 :‬العلخخل‪ :‬ج‬
‫‪ ،2‬ص ‪.156‬‬

‫]‪[25‬‬

‫فيها من النحس )‪ (1‬والمخخاوف‪ ،‬فتخخدلني علخخى الحخختراز مخخن المخخاوف فيهخا ؟ فإنمخا‬
‫تدعوني الضرورة إلخخى التخخوجه فخخي الحخخوائج فيهخخا‪ ،‬فقخخال لخخي‪ :‬يخخا سخخهل ! إن‬
‫لشيعتنا بوليتنا لعصمة لو سلكوا بها في لجة البحار الغامرة‪ ،‬وسباسخب البيخد‬
‫)‪ (2‬الغائرة )‪ (3‬بين سباع وذئاب وأعادي الجن والنس لمنوا من مخاوفهم‬
‫بوليتهم لنا‪ ،‬فثق بال عزوجل وأخلص في الولء لئمتك الطخخاهرين وتخخوجه‬
‫حيث شئت‪ ،‬واقصد ما شئت إذا أصبحت وقلت ثلثا‪ :‬أصبحت اللهم معتصما‬
‫بذمامك المنيع الذي ل يطاول ول يحاول‪ ،‬من كل طارق وغاشم من سائر ما‬
‫خلقت ومن خلقت من خلقك الصامت والناطق في جنة من كل مخوف بلباس‬
‫سابغة ولء أهل بيخخت نبيخخك‪ ،‬محتجخخزا )‪ (4‬مخخن كخخل قاصخخد إلخخى أذيخخة بجخخدار‬
‫حصين )‪ (5‬الخلص في العتراف بحقهم والتمسخك بحبلهخم جميعخا‪ ،‬موقنخا‬
‫أن الحخخق لهخخم ومعهخخم وفيهخخم وبهخخم‪ ،‬أوالخخي مخخن والخخوا وأجخخانب مخخن جخخانبوا‪،‬‬
‫فأعذني اللهم بهم من شر كل ما أتقيه يا عظيم‪ ،‬حجزت العادي عنخخي ببخخديع‬
‫السماوات والرض إنا جعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سخخدا فأغشخخيناهم‬
‫فهم ل يبصرون‪ .‬وقلتها عشيا ثلثا حصلت في حصن من مخاوفك وأمن من‬
‫محذورك‪ ،‬فإذا أردت التوجه في يوم قد حذرت فيه فقدم أمام توجهك‪ :‬الحمخخد‬
‫ل رب العالمين والمعوذتين‪ ،‬وآيخخة الكرسخي‪ ،‬وسخخورة القخخدر‪ ،‬وآخخخر آيخة فخي‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬و قل‪ :‬اللهم بك يصول الصائل‪ ،‬وبقخخدرتك يطخخول الطخخائل‪،‬‬
‫ول حول لكل ذي حول إل بك‪ ،‬ول قخخوة يمتارهخخا ذوقخخوة إل منخخك‪ ،‬بصخخفوتك‬
‫من خلقك وخيرتك مخخن بريتخخك محمخخد نبيخخك وعخخترته وسخخللته عليخخه وعليهخخم‬
‫السلم صل عليهم واكفني شر هخخذا اليخخوم وضخخرره وارزقنخخي خيخخره ويمنخخه‪،‬‬
‫واقض لي في متصرفاتي بحسن العاقبة وبلوغ المحبة‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬التحذير )خ(‪ (2) .‬البيداء )خ(‪ (3) .‬الغخخابرة )خ(‪ (4) .‬محتجبخخا )خ(‪ (5) .‬حصخخن‬
‫)خ(‪.‬‬

‫]‪[26‬‬

‫الظفر بالمنية وكفاية الطاغية الغوية‪ ،‬وكل ذي قدرة لي علخخى أذيخخة‪ ،‬حخختى أكخخون فخخي‬
‫جنة وعصمة‪ ،‬من كل بلء ونقمة‪ ،‬وأبدلني من المخاوف أمنا‪ ،‬ومن العخخوائق‬
‫فيه يسرا‪ ،‬حتى ل يصدني صخاد عخن المخراد‪ ،‬ول يحخل بخي طخارق مخن أذى‬
‫العباد‪ ،‬إنك على كل شئ قدير‪ ،‬والمور إليك تصير‪ ،‬يا من ليخخس كمثلخخه شخخئ‬
‫وهو السميع البصير‪ .‬بيان‪ :‬اللجة ‪ -‬بالضم ‪ :-‬معظم الماء‪ ،‬ويقال غمخخر المخخاء‬
‫أي كثر‪ ،‬وغمخخره المخخاء أي غطخخاه‪ ،‬والسبسخخب‪ :‬المفخخازة أو الرض المسخختوية‬
‫البعيدة‪ ،‬بلد سبسب وسباسب‪ .‬والبيد ‪ -‬بالكسر ‪ :-‬جمع البيداء‪ ،‬وهي الفلة أي‬
‫الرض الخالية ل ماء فيها والغائرة من الغور أي المنخفضخخة‪ ،‬فإنهخخا أهخخول‪،‬‬
‫وفي بعض النسخ بالباء الموحدة من الغبار فإنه ل يهتدى إلى الخروج منهخخا‪.‬‬
‫والذمام ‪ -‬بالكسر ‪ :-‬العهد والكفالخخة والمخخان والمطاولخخة المغالبخخة فخخي الطخول‬
‫والطول‪ ،‬وحاوله‪ :‬رامه‪ ،‬والغشم‪ :‬الظلم‪ " .‬بلباس سابغة " بغير تنوين فيهما‪،‬‬
‫بالضافة‪ ،‬فالولى من إضافة الموصوف إلخخى الصخخفة‪ ،‬و الثانيخخة البيانيخخة‪ ،‬أو‬
‫بالتنوين فيهما‪ ،‬أو في الثاني منهما‪ ،‬فقوله " ولء " بدل أو عطف بيان‪ ،‬وكذا‬
‫قوله " بجدار حصين " يحتمل الضخخافة والتوصخخيف‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ "‬
‫حصخخن " بغيخخر يخخاء‪ ،‬فالضخخافة ل غيخخر‪ .‬والحجخخز‪ :‬المنخخع والكخخف " ببخخديع‬
‫السخخماوات والرض " أي مبخخدعهما‪ ،‬أو بمخخن سخخماواته وأرضخخه بخخديعتان‪،‬‬
‫وصال على قرنه‪ :‬سطا و استطال‪ ،‬والمتيار‪ :‬جلب الميرة ‪ -‬بالكسر ‪ -‬وهخخي‬
‫الطعام‪ ،‬والسللة ‪ -‬بالضم ‪ :-‬ما انسل من الشئ‪ ،‬والولخخد‪ - 8 .‬الخصخخال‪ :‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن يعقوب بن يزيخخد‪ ،‬عخخن ابخخن أبخخي عميخخر‪ ،‬عخخن‬
‫غير واحد عن أبي عبخد الخ عليخه السخخلم قخال‪ :‬السخبت لنخا‪ ،‬والحخخد لشخيعتنا‬
‫والثنين لعدائنا‪ ،‬والثلثاء لبني أمية‪ ،‬والربعاء يوم شرب الدواء‪ ،‬والخميخخس‬
‫تقضى فيه الحوائج‪ ،‬والجمعة للتنظيف )‪ (1‬والتطيب‪ ،‬وهو عيخخد المسخخلمين )‬
‫‪ ،(2‬و‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬للتنظف‪ (2) .‬في المخطوطة‪ :‬للمسلمين‪.‬‬

‫]‪[27‬‬

‫هو أفضل من الفطر والضحى‪ ،‬ويوم غدير )‪ (1‬أفضل العيخخاد‪ ،‬وهخخو الثخخامن عشخخر‬
‫من ذي الحجة‪ ،‬وكان يوم الجمعة‪ ،‬ويخرج قائمنا أهل الخخبيت يخخوم الجمعخخة‪ ،‬و‬
‫تقوم القيامة يوم الجمعة‪ ،‬وما من عمل )‪ (2‬أفضل يخخوم الجمعخخة مخخن الصخخلوة‬
‫على محمد وآله )‪ .(3‬بيان‪ " :‬لعدائنا " أي لجميع المخخخالفين‪ ،‬وإن كخخان بنخخو‬
‫أمية منهخم‪ ،‬والثلثخخاء لخصوصخخهم وشخخيعتهم‪ - 9 .‬العلخخل لمحمخخد بخن علخخي بخخن‬
‫إبراهيخخم‪ :‬قخخال‪ :‬العلخخة فخخي صخخوم الخميخخس والربعخخاء أن العمخخال ترفخخع يخخوم‬
‫الخميس والنار خلقت يوم الربعاء‪ - 10 .‬الدر المنثور‪ :‬عن ابن عباس قخخال‪:‬‬
‫إن ال تعالى خلق يوما فسماه الحد‪ ،‬ثم خلق ثانيا فسماه الثنين‪ ،‬ثم خلق ثالثا‬
‫فسماه الثلثاء‪ ،‬ثم خلق رابعا فسماه الربعاء‪ ،‬وخلخخق خامسخخا فسخخماه الخميخخس‪،‬‬
‫فخلق ال الرض يوم الحد و الثنين‪ ،‬وخلق الجبال يوم الثلثاء‪ ،‬ولذلك يقول‬
‫الناس إنه يوم ثقيل‪ ،‬وخلق مواضع النهار والشخخجر والقخخرى يخخوم الربعخخاء‪،‬‬
‫وخلق الطير والوحش والسباع والهوام والفة يوم الخميخخس‪ ،‬وخلخخق النسخخان‬
‫يوم الجمعة‪ ،‬وفرغ من الخلق يوم السبت‪ - 11 .‬العيون‪ :‬عن محمد بخخن علخخي‬
‫بن الشاه‪ ،‬عن أبي بكر عبد ال النيسابوري عن عبد ال بخخن أحمخخد بخخن عخخامر‬
‫الطائي‪ ،‬عخخن أبيخخه وعخخن أحمخخد بخخن إبراهيخخم الخخخوزي و إبراهيخخم بخخن مخخروان‬
‫الخوزي‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن زياد‪ ،‬عن أحمد بن عبد ال الشيباني‪ ،‬وعن‬
‫الحسين بن محمد الشناني عن علي بن محمد بخخن مهرويخخه‪ ،‬عخخن داوود ابخخن‬
‫سليمان جميعا عن الرضا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جعفر بن محمد عليهم السخخلم قخخال‪:‬‬
‫السبت لنا و الحد لشيعتنا‪ ،‬والثنين لبني أمية‪ ،‬والثلثخاء لشخيعتهم‪ ،‬والربعخاء‬
‫لبني العباس‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يوم الغدير‪ (2) .‬في المصخخدر‪ :‬يخخوم الجمعخخة أفضخخل‪ (3) .‬الخصخخال‪:‬‬
‫‪.33‬‬
‫]‪[28‬‬

‫والخميس لشيعتهم‪ ،‬والجمعخخة لسخخائر النخخاس جميعخا وليخخس فيخخه سخخفر‪ ،‬قخخال الخ تبخخارك‬
‫وتعالى )‪ " (1‬فإذا قضيت الصلوة فانتشروا فخخي الرض وابتغخخوا مخخن فضخخل‬
‫ال )‪ " (2‬يعني يوم السبت )‪ .(3‬صحيفة الرضا‪ :‬بالسناد عنخخه عليخخه السخخلم‬
‫مثله )‪ .(4‬بيان‪ :‬فيه مخالفخخة لسخخائر الخبخخار فخخي ذم الثلثخخاء والخميخخس‪ ،‬إل أن‬
‫يقال‪ :‬تبرك المخالفين بهما ل يدل علخخى ذمهمخخا إل إذا اقخخترن بهمخخا شخخئ آخخخر‬
‫كخخالثنين‪ ،‬ثخخم علخخى تخخأويله عليخخه السخخلم لعخخل المخخراد بقضخخاء الصخخلة العمخخل‬
‫بتوابعها ومكملتها من سائر أعمال يوم الجمعة‪ - 12 .‬المكارم‪ :‬عخخن الحلخخبي‬
‫عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم‪ :‬أيكخخره السخخفر فخخي شخخئ مخخن اليخخام المكروهخخة‬
‫الربعاء )‪ (5‬وغيخخره ؟ قخخال‪ :‬افتتخخح سخخفرك بالصخخدقة واقخخرأ آيخخة الكرسخخي إذا‬
‫بدالك‪ .‬وعن حماد بن عثمان عنه عليخخه السخخلم مثلخخه )‪ (6‬إل أنخخه قخخال‪ :‬افتتخخح‬
‫سفرك بالصدقة و اخرج إذا بدالك‪ ،‬واقرأ آية الكرسي واحتجم إذا بخخدالك‪13 .‬‬
‫في الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬لنعم اليخخوم يخخوم السخخبت‬
‫حقا * لصيد إن أردت بل امتراء وفي الحد البناء لن فيخخه * تبخخدى ال خ فخخي‬
‫خلق السماء وفي الثنين إن سافرت فيه * ستظفر بالنجاح وبالثراء ومن يرد‬
‫الحجامة فالثلثاء * ففي ساعاته هخخرق الخخدماء وإن شخخرب امخخرؤ يومخخا دواء *‬
‫فنعم اليوم يوم الربعاء‬

‫)‪ (1‬في صحيفة الرضا‪ :‬ال عزوجل‪ (2) .‬الجمعة‪ (3) .10 :‬العيون ج ‪ :2‬ص ‪) .42‬‬
‫‪ (4‬صحيفة الرضا‪ (5) .32 ،‬في المصدر‪ :‬مثل يوم الربعخخاء‪ (6) .‬مكخخارم‬
‫الخلق‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.278‬‬

‫]‪[29‬‬

‫وفي يوم الخميس قضاء حاج * ففيه ال يأذن بالدعاء وفي الجمعات تزويج وعرس *‬
‫ولذات الرجال مع النساء وهخخذا العلخخم ل يعلمخخه إل * نخخبي أو وصخخي النبيخخاء‬
‫بيان‪ " :‬لنعم " اللم لم البتداء للتأكيد‪ ،‬ول تدخل علخخى الماضخخي إل مخخع قخخد‬
‫في غيخخر نعخخم وبئس‪ ،‬والحخخق‪ :‬ضخخد الباطخخل‪ ،‬واليقيخخن‪ :‬الثخخابت‪ ،‬وهخخو مفعخخول‬
‫مطلق لفعل لزم الحذف أي أقول قول حقا‪ ،‬أو علمت ذلك حقا يقينا‪ ،‬أو حخخق‬
‫ذلك حقا‪ ،‬والظرف في قوله " بل امتراء " متعلق بنعم‪ ،‬أو بقوله " حقخخا "‪" ،‬‬
‫تبدى " أي ابتدأ‪ ،‬قلبت الهمزة ألفا‪ ،‬ويؤيخده قخول الجخوهري‪ :‬إن أهخل المدينخة‬
‫يقولون بدينا بمعنى بدأنا‪ .‬كذا قال الشارح‪ ،‬وقال‪ :‬بعض الفاضخخل‪ :‬مخخا ذكخخره‬
‫ل يوافقه اللغة‪ ،‬والظاهر أن يكون الصل في كلمه عليخخه السخخلم " لن فيخخه‬
‫ابتدأ ال " على الماضي من الفتعال‪ ،‬فأسقط الكتاب الهمزة مخخن أولخخه حفظخخا‬
‫لرعاية الوزن عند القطع عن المصراع الول‪ ،‬ولم يتفطنخخوا لجخخواز الوصخخل‬
‫لتلك الرعاية‪ ،‬ثم كتبوا الهمزة الخيرة بالياء على مخخا اشخختهر مخخن الخطخخأ فخخي‬
‫أمثاله بينهم )انتهى( و " فيه " متعلق بقوله " ستظفر " والضمير راجع إلخخى‬
‫السخخفر‪ ،‬كخخذا ذكخخره الشخخارح‪ ،‬ويمكخخن أن يكخخون الضخخمير راجعخخا إلخخى الثنيخخن‬
‫ويكخخون تأكيخخدا‪ ،‬أو يكخخون تقخخدير الكلم‪ :‬وأقخخول فخخي الثنيخخن‪ .‬والخخثراء‪ :‬كخخثرة‬
‫المال‪ ،‬وهرق الدماء بالفتح على المصدر سفكها‪ ،‬في المصباح‪ :‬تقول هرقتخخه‬
‫هرقا من باب نفخخع )انتهخى( والمشخخهور فيخه الهخخراق‪ ،‬ويمكخخر أن يكخون هنخا‬
‫لزما أي انصباب الدماء‪ .‬والحاج‪ :‬جمع الحاجة‪ ،‬ذكره الفيروز آبادي‪ .‬وقال‪:‬‬
‫أذن بالشئ كسمع علم به‪ ،‬وأذن له في الشئ كصمع إذنا بالكسر أبخخاحه‪ ،‬وأذن‬
‫إليخخه ولخخه كفخخرح اسخختمع معجبخخا أو عخخام )انتهخخى( وعلخخى التقخخادير كنايخخة عخخن‬
‫اسخختجابة الخخدعاء‪ ،‬والتزويخخج‪ :‬النكخخاح‪ ،‬والعخخرس‪ :‬الزفخخاف أو إطعخخامه‪ ،‬فخخي‬
‫القاموس العرس ‪ -‬بالضم وبضمتين ‪ :-‬طعام الوليمة والنكاح‪ .‬وقال الشخخارح‪:‬‬
‫قد تقرر في علم النجوم أن السبت متعلق بزحل‪ ،‬والحخخد بالشخخمس‪ ،‬والثنيخخن‬
‫بالقمر‪ ،‬والثلثاء بالمريخ‪ ،‬والبعاء بالعطارد‪ ،‬والخميس بالمشتري‪ ،‬والجمعخخة‬
‫بالزهرة‪ ،‬ومناسبة‬

‫]‪[30‬‬

‫القمر بالسفر والمريخ بالحجامة وسفك الدم والعطارد لشرب الدواء والمشتري بقضاء‬
‫الحاجخخات والخخدعاء والزهخخرة للتزويخخج والعخخرس واجتمخخاع الرجخخال والنسخخاء‬
‫مسلمة في هذا الفن لكن مناسبة الزحل بالصخخيد والشخخمس بالبنخخاء ل تظهخخران‬
‫من هذا الفن‪ ،‬ولعل تخصيص السبت بالصخخيد مبنخخي علخخى مخخا روي عخخن ابخخن‬
‫عباس ومجاهخخد أن اليهخخود أمخخروا بخخاليوم الخخذي أمرتخخم بخخه وهخخو يخخوم الجمعخخة‬
‫فتركوه واختاروا السبت فابتلهم ال به وحرم عليهخخم الصخخيد فيخخه‪ ،‬فخخإذا كخخان‬
‫يوم السبت شرعت لهم الحيتان ينظرون إليها في البحر فخخإذا انقضخخت السخخبت‬
‫ذهبت وما عخادت إل فخي السخبت المقبخل وذلخك بلء ابتلهخم الخ بخه‪ ،‬ووجخه‬
‫التخصيص للحد بالبناء مذكور في البيت )انتهخخى(‪ .‬وأقخخول‪ :‬لعخخل تخصخخيص‬
‫السبت بالصيد لن ال رخص لنا فيه‪ ،‬ويجب المبادرة إلى رخصه كما يجخخب‬
‫المبادرة إلى عزائمه‪ ،‬ولذا يستحب الجماع في أول ليلة من شهر رمضان‪ .‬أو‬
‫مخالفة لليهود في تحريمهم الصيد فيه‪ .‬ثم إن البيت الخير يخخدل علخى أن هخخذا‬
‫العلم الذي هخخو شخخعبة مخخن علخخم النجخخوم مختخص بهخخم عليهخخم السخخلم ل يعلمخخه‬
‫غيرهم كما مر في الخبار‪ ،‬قال الغزالي في الحياء‪ :‬المنهي عنه من النجخخوم‬
‫أمران‪ :‬أحدهما أن يصدق بأنها فاعلة لثارها مسخختقلة بهخخا‪ ،‬والثخخاني تصخخديق‬
‫المنجمين في أحكخخامهم لنهخخم يقولونهخخا مخخن جهخخل‪ ،‬وهخخذا العلخخم كخخان معجخخزة‬
‫لبعض النبياء عليهم السلم ثم اندرس فلم يبق إل ما هو مختلط ل يتميز فيخخه‬
‫الصواب عن الخطأ‪ ،‬فاعتقاد كون الكخخواكب أسخخبابا لثخخار تحصخخل بخلخخق الخ‬
‫ليس قادحا في الدين بل هو الحق )انتهى( وقخخال علء الدولخخة مخخن الصخخوفية‪:‬‬
‫إذا أردت أن تعرف أن المطر يحدث بسبب التصالت العلوية الخختي يسخخميها‬
‫المنجمون فتح الباب فاقرأ قوله تعالى " ففتحنا أبواب السخخماء بمخخاء منهمخخر )‬
‫‪ " (1‬وإذا أردت أن تعرف أن علم النجوم علخخم النبيخخاء فخخاقرأ قخخوله تعخخالى "‬
‫فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم " )‪ (2‬ومراد النبي صلى ال عليه وآله‬
‫من قوله " من آمن بالنجوم فقد كفر " أن من آمن بأنها مستقلت بأنفسها فخخي‬
‫تدبير العالم غير مسخرات بأمر ال تعالى فقد كفر بال الذي خلقها وسخرها‪،‬‬
‫وجعلها‬

‫)‪ (1‬القمر‪ (2) .11 :‬الصافات‪.89 - 88 :‬‬

‫]‪[31‬‬

‫مدبرات بأمره‪ ،‬وأودع في كل واحد منها خاصية خاصة دون غيخخره‪ ،‬وفخخي اجتماعهخخا‬
‫خاصية دون ما اختص به كل واحد قبل الجتماع )انتهى( وقد مر الكلم منا‬
‫في ذلك في بابه‪ - 14 .‬المكارم‪ :‬من كتاب المحاسن عن عبد الخ بخخن سخخليمان‬
‫عن أحدهما عليهم السلم قال‪ :‬كان أبخخي إذا خخخرج يخخوم الربعخخاء أو فخخي يخخوم‬
‫يكرهه الناس من محاق أو غيره تصدق بصدقة ثم خرج )‪ .(1‬وعن أبي عبخخد‬
‫ال عليه السلم من تصدق بصدقة إذا أصبح دفع ال عنه نحس ذلخخك اليخخوم )‬
‫‪ .(2‬ومن كتاب طب الئمة عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬قلمخخوا أظفخخاركم‬
‫يوم الثلثاء‪ ،‬واحتجموا يوم الربعاء‪ ،‬وأصيبوا من الحمام )‪ (3‬يخخوم الخميخخس‪،‬‬
‫وتطيبوا بخخأطيب طيبكخخم يخخوم الجمعخخة )‪) * 16 .(4‬بخخاب( * * )مخخا ورد فخخي‬
‫خصوص يوم الجمعة( * ‪ - 1‬قرب السناد‪ :‬عن أحمخد بخن محمخد‪ ،‬عخن عبخد‬
‫الرحمن بن عمر بن أسلم قال‪ :‬رأيت أبا الحسن موسخخى عليخخه السخخلم احتجخخم‬
‫يوم الربعاء وهخخو محمخخوم فلخخم تخختركه الحمخخى فخخاحتجم يخخوم الجمعخخة فخختركته‬
‫الحمى )‪ - 2 .(5‬العيون‪ :‬عن محمد بن موسخخى بخخن المتوكخخل‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ :" (2) .291‬ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .279‬في المصدر‪ :‬من الحمخخام‬
‫حاجتكم‪ (4) .‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (5) 60‬قرب السناد‪.168 :‬‬

‫]‪[32‬‬

‫عن إسحاق بن إبراهيم‪ ،‬عن مقاتل بن مقاتل )‪ (1‬قال‪ :‬رأيت أبخا الحسخخن الرضخا عليخه‬
‫السلم في يوم الجمعخخة فخخي وقخخت الخخزوال علخخى ظهخخر الطريخخق يحتجخخم وهخخو‬
‫محرم‪ .‬قال الصدوق ‪ -‬ره ‪ -‬في هذا الحخخديث فخخوائد‪ :‬إحخخداها إطلق الحجامخخة‬
‫في يوم الجمعة عند الضرورة‪ ،‬وليعلم أن ما ورد من كراهة ذلك إنما هو في‬
‫)‪ (2‬حالة الختيار‪ ،‬والفائدة الثانية الطلق في الحجامخخة فخخي وقخخت الخخزوال‪،‬‬
‫والفخخائدة الثالثخخة أنخخه يجخخوز للمحخخرم أن يحتجخخم إذا اضخخطر ول يحلخخق مكخخان‬
‫الحجامة ول قوة إل بال العلي العظيم )‪ - 3 .(3‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‬
‫بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن عيسى اليقطيني عن زكريا المؤمن‪ ،‬عن محمد بن‬
‫رباح القلء‪ ،‬قال‪ :‬رأيت أبا إبراهيم عليه السلم يحتجخخم يخخوم الجمعخخة‪ ،‬فقلخخت‪:‬‬
‫جعلت فداك تحتجم يوم الجمعة ؟ قال‪ :‬أقرأ آية الكرسخخي‪ ،‬فخخإذا هخخاج بخخك الخخدم‬
‫ليل كان أو نهارا فاقرأ آية الكرسي واحتجم )‪ - 4 .(4‬ومنه‪ :‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫سعد بن عبد ال‪ ،‬عخن إبراهيخم بخن هاشخم‪ ،‬عخن النخوفلي عخن السخكوني‪ ،‬عخن‬
‫جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليهم السلم قال‪ :‬قخخال رسخخول الخ صخخلى‬
‫ال عليه وآله أطرفوا )‪ (5‬أهاليكم في كل جمعة بشئ من الفاكهة واللحم حتى‬
‫يفرحوا بالجمعة‪ .‬وكان النبي صلى ال عليه وآله إذا خخخرج فخخي الصخخيف مخخن‬
‫بيت خرج يوم الخميس وإذا أراد أن يدخل البيت في الشخختاء مخخن الخخبرد دخخخل‬
‫يوم الجمعة‪ .‬وقد روي أنه كان دخوله و‬

‫)‪ (1‬قال الشيخ ‪ -‬ره ‪ -‬مقاتل بن مقاتل بن قياما واقفى خبيث من أصحاب الرضا عليه‬
‫السلم وتبعه في نسبة الوقف إليه جماعة منهم العلمة‪ ،‬وابن داود‪ ،‬وظاهر‬
‫النجاشي كونه إماميا حيث لم يغمز في مخخذهبه ويؤيخخده روايتخخه عخخن الرضخخا‬
‫عليه السلم ولعل الشيخ إنما طعن فيه لما ورد من ان " ابن قيامخخا " واقفخخى‬
‫خبيث شديد العناد فتوهم أنه مقاتل بن مقاتل بن قيامخخا مخخع انخخه الحسخخين ابخخن‬
‫قياما ولعله عم مقاتل‪ .‬كذا نقخل عخخن الوحيخخد البهبهخخاني رحمخخه الخخ‪ (2) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬في حال‪ (3) .‬العيون‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (4) .16‬الخصال‪ (5) .30 :‬أي‬
‫اتحفوهم‪.‬‬

‫]‪[33‬‬

‫خروجه يوم الجمعخخة )‪ - 5 .(1‬ومنخخه‪ :‬عخخن أحمخخد بخخن زيخخاد الهمخخداني‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن أبيه عن ابخن أبخي عميخر وعلخي بخن الحكخم معخا عخن هشخام بخن‬
‫الحكم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم في الرجل يريد أن يعمل شيئا من الخيخخر‬
‫مثل الصدقة والصوم ونحو هذا‪ ،‬قخال‪ :‬يسختحب أن يكخون ذلخك يخوم الجمعخة‪،‬‬
‫فإن العمل يوم الجمعة )‪ (2‬يضاعف )‪ - 6 .(3‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بخخن‬
‫عبد ال‪ ،‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عبد ال بن سخخنان‪ ،‬عخخن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬يكره السفر والسعي فخخي الحخخوائج يخخوم الجمعخخة‬
‫بكرة من أجل الصلوة‪ ،‬فأما بعد الصلة فجائز يتبرك به ) ‪ - 7 .(4‬ومنه‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن محمد بن أحمخخد الشخخعري عخخن محمخخد‬
‫بن حسان الرازي‪ ،‬عن أبي محمد الرازي‪ ،‬عن النخوفلي‪ ،‬عخن السخكوني عخن‬
‫أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآلخخه‪:‬‬
‫من قلم أظفاره يوم الجمعة أخخخرج الخ مخخن أنخخامله الخخداء وأدخخخل فيخخه الخخدواء‪.‬‬
‫وروي أنه ل يصيبه جنون ول جذام ول بخخرص )‪ - 8 .(5‬ومنخخه‪ :‬عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن أحمد بخخن أبخخي عبخخد الخ الخخبرقي‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن موسى بن الفرات‪ ،‬عن علي بن المطر‪ ،‬عن السخخكن الخخخزاز‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم‪ :‬يقول‪ :‬ل حق على كل محتلم فخخي كخخل جمعخخة‬
‫أخذ شار به وأظفاره ومس شئ من الطيب )‪ - 9 .(6‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن‬
‫علي * عن عبد الرحمن بن أبي هاشم‪ ،‬عن إبراهيم ابخخن يحيخخى المخخديني )‪(7‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل بأس بالخروج في السخخفر ليلخخة الجمعخخة )‬
‫‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬الخصال‪ (2) .30 :‬فيه‪) :‬خ(‪ (3) .‬الخصال‪ (4) .32 - 31 :‬الخصال‪ 5) .32 :‬و‬
‫‪ (6‬الخصال‪ (7) .31 :‬في المصدر " ابراهيم بخخن يحيخخى المخخدائني " ولعخخل‬
‫الصواب " ابراهيم بن أبي يحيى المدائني " كما عنونه في جامع الخخرواة‪) .‬‬
‫‪ (8‬المحاسن‪.347 :‬‬

‫]‪[34‬‬

‫‪ - 10‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بخخن عيسخخى اليقطينخخي‪ ،‬عخخن‬
‫القاسم ابن يحيى‪ ،‬عن جده الحسن‪ ،‬عن أبي بصير ومحمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قخخال أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬فخخي‬
‫الجمعة ساعة ل يحتجم فيها أحخخد إل مخخات )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬قخخد جخخرب مخخرارا فخخي‬
‫الحجامة يوم الجمعة أنه لم يرقأ الخدم حختى مخخات ومخا ورد مخن فعلهخخم عليهخخم‬
‫السلم ل ينافيه‪ ،‬لنهم يعلمون تلك الساعة فيجتنبونها‪ ،‬أو هذا فيما إذا لم يقرأ‬
‫آية الكرسي‪ .‬ولما ذكره الصدوق ‪ -‬ره ‪ -‬من الفخخرق بيخخن الضخخرورة وعخخدمها‬
‫أيضا وجه‪ - 11 .‬روضة الواعظين‪ :‬قخخال‪ :‬قخخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله‪ :‬خمخخس خصخخال تخخورث الخخبرص‪ :‬النخخورة يخخوم الجمعخخة ويخخوم الربعخخاء‪،‬‬
‫والتوضي والغتسخخال بالمخخاء الخخذي تسخخخنه الشخخمس‪ ،‬والكخخل علخخى الجنابخخة‪،‬‬
‫وغشيان المخخرأة فخخي حيضخخها‪ ،‬والكخخل علخخى الشخخبع )‪ .(2‬بيخخان‪ :‬سخخيأتي عخخدم‬
‫كراهة النورة في يوم الجمعة‪ ،‬وأن أخبار النهي محمولخخة علخخى التقيخخة‪- 12 .‬‬
‫المكارم‪ :‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬كان أحب اليام إلى رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه‬
‫أن يسافر فيه يوم الجمعة )‪ - 13 .(3‬ومنه‪ :‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬ل تخرج في يوم الجمعة في حاجة فإذا كان يوم السبت وطلعت الشخخمس‬
‫فاخرج في حاجتك )‪ - 14 .(4‬ومنه‪ :‬عن المفضل بن عمر‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على‬
‫الصادق عليه السلم وهو يحتجم يوم الجمعة فقال‪ :‬أو ليس تقرأ آية الكرسي‪،‬‬
‫ونهى عن الحجامة مع الزوال في يوم الجمعة )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬الخصال‪ (2) .171 :‬روضة الواعظين‪ 3) .363 :‬و ‪ (4‬مكخخارم الخلق‪ :‬ج ‪،1‬‬
‫ص ‪ (5) .276‬مكارم الخلق‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.83‬‬
‫]‪[35‬‬

‫‪) * 17‬باب( * * )يوم السبت ويوم الحد( * ‪ - 1‬الخصال‪ :‬عخن أبيخه‪ ،‬عخن سخعد بخن‬
‫عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن الحسين بن أسخخد البصخخري‪ ،‬عخخن‬
‫الحسين بن سعيد‪ ،‬عمن رواه‪ ،‬عن خلف بن حماد عخخن رجخل‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد‬
‫ال عليه السلم أنه مر بقخخوم يحتجمخخون‪ ،‬فقخخال‪ :‬مخخا كخخان عليكخخم لخخو أخرتمخخوه‬
‫لعشية الحد‪ ،‬فكان يكون أنزل للداء )‪ - 2 .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد بن الحسن بن‬
‫الوليد‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن القاسم بن محمخخد الصخخبهاني‪ ،‬عخخن سخخليمان‬
‫بن داود المنقري‪ ،‬عن حفص بن غياث‪ ،‬عن أبي عبد الخ عليخخه السخخلم قخخال‪:‬‬
‫من كان مسافرا فليسافر يوم السبت‪ ،‬فلو أن حجخخرا زال عخخن حجخخر )‪ (2‬يخخوم‬
‫السبت لرده ال تعالى إلى مكانه‪ ،‬ومن تعذرت عليه الحوائج فليلتمخخس طلبهخخا‬
‫يوم الثلثاء‪ ،‬فإنه اليخخوم الخخذي ألن الخ فيخخه الحديخخد لخخداوود عليخخه السخخلم )‪.(3‬‬
‫ومنخخه‪ :‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن سخخعد‪ ،‬إلخخى قخخوله " إلخخى مكخخانه " ) ‪ - 3 .(4‬العيخخون‪:‬‬
‫بالسانيد الثلثة المتقدمة في الباب الول عن الرضا عن آبائه عليهخخم السخخلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬اللهم بارك لمختي فخي بكورهخا يخوم‬
‫سبتها وخميسها )‪ .(5‬ومنه‪ :‬عن محمخخد بخخن أحمخخد بخخن الحسخخين الخخوراق‪ ،‬عخخن‬
‫علي بن محمد بن عنبسة مولى رشيد‪ ،‬عن دارم بن قبيصة‪ ،‬عن الرضا عليه‬
‫السلم مثله )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬الخصخخال‪ (2) .26 ،‬جبخخل )خ( )‪ (3‬الخصخخال‪ (4) .28 :‬الخصخخال‪(5) .38 :‬‬
‫العيون‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (6) .34‬العيون‪ :‬؟‬

‫]‪[36‬‬

‫صحيفة الرضا‪ :‬بالسناد عنه عليخخه السخخلم مثلخخه )‪ - 4 .(1‬الخصخال‪ :‬عخن محمخخد بخن‬
‫الحسين بن الوليد‪ ،‬عن محمد بن الحسن الصفار عن يعقخخوب بخخن يزيخخد‪ ،‬عخخن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي أيوب الخزاز‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبخخا عبخخد الخ عليخخه السخخلم‬
‫عن قول ال عزوجل " فإذا قضيت الصخخلوة فانتشخخروا فخخي الرض و ابتغخخوا‬
‫من فضل ال " )‪ (2‬قال‪ :‬الصلة يوم الجمعة‪ ،‬والنتشخخار يخخوم السخخبت‪ .‬وقخخال‬
‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬اف للرجل المسلم أن ل يفرغ نفسه في السبوع يوم‬
‫الجمعة لمر دينخه فيسخخأل عنخه )‪ - 5 .(3‬ومنخخه‪ :‬عخخن محمخد بخن الحسخخن بخن‬
‫الوليد‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن أحمخخد بخخن يحيخخى الشخخعري‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن حسان‪ .‬عن أبي محمخد الخخرازي‪ ،‬عخن النخخوفلي عخن السخكوني‪ ،‬عخن‬
‫جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال رسول ال صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله‪ :‬من قلم أظفاره يوم السبت ويوم الخميس وأخذ من شخخار بخخه عخخوفي مخخن‬
‫وجع الضراس و وجع العين )‪ - 6 .(4‬المحاسن‪ :‬عخخن عثمخخان بخخن عيسخخى‪،‬‬
‫عن عبد ال بن سنان وأبي أيوب الخزاز‪ ،‬قال‪ :‬سألنا أبا عبد ال عليه السخخلم‬
‫عن قول ال عزوجل " فإذا قضيت الصلة فانتشروا في الرض وابتغوا من‬
‫فضل ال " قال‪ :‬الصلوة يوم الجمعة‪ ،‬والنتشخار يخوم السخبت‪ .‬وقخال‪ :‬السخبت‬
‫لنا‪ ،‬والحد لبني أمية )‪ - 7 .(5‬جمال السبوع‪ :‬الحديث مشخخهور عخخن النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآلخخه بخخورك لمخختي فخخي سخخبتها وخميسخخها‪ - 8 .‬المكخخارم‪ :‬عخخن‬
‫الكاظم عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآلخخه‪ :‬مخخن كخخان منكخخم‬
‫محتجما فليحتجم يوم السبت )‪ - 9 .(6‬وقال الصخخادق عليخخه السخخلم الحجامخخة‬
‫يوم الحد‪ ،‬فيها شفاء من كل داء )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬صحيفة الرضا‪ (2) .9 :‬الجمعخة‪ 3) .10 :‬و ‪ (4‬الخصخال‪ (5) .32 :‬المحاسخن‪:‬‬
‫‪ 6) .346‬و ‪ (7‬المكارم " ج ‪ ،1‬ص ‪.82‬‬

‫]‪[37‬‬

‫‪) * 18‬باب( * * )يوم الثنين ويوم الثلثاء( * ‪ - 1‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عخخن سخخعد بخخن‬
‫عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن موسى بخخن القاسخخم البجلخخي‪ ،‬عخخن‬
‫علي بن جعفر‪ ،‬قال‪ :‬جاء رجل إلى أخي موسى بن جعفر عليهما السلم فقال‬
‫له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬إني أريد الخروج فادع لي‪ .‬فقال‪ :‬ومتى تخخخرج ؟ قخخال‪ :‬يخخوم‬
‫الثنين‪ ،‬فقال له‪ :‬ولم تخرج يوم الثنين ؟ قال‪ :‬أطلب فيه البركة‪ ،‬لن رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله ولد يوم الثنين‪ ،‬فقال‪ :‬كذبوا‪ ،‬ولخخد رسخخول الخ صخخلى‬
‫ال عليه وآله يوم الجمعة‪ ،‬وما من يوم أعظم شوما من يوم مات فيخخه رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله وانقطع فيه وحي السماء وظلمنخخا فيخخه حقنخخا‪ ،‬أل أدلخخك‬
‫على يوم سهل ألن ال لداوود فيه الحديد ؟ فقال الرجخخل‪ :‬بلخخى جعلخخت فخخداك‪،‬‬
‫فقال‪ :‬اخرج يوم الثلثاء )‪ .(1‬قرب السناد‪ :‬بإسناده عن علخخي بخخن جعفخخر عخخن‬
‫أخيه عليه السلم مثله )‪ - 2 .(2‬ومنه‪ :‬عن الحسن بن ظريف‪ ،‬عخخن الحسخخين‬
‫بن علوان‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال خ‬
‫عليخخه وآلخخه يسخخافر يخخوم الثنيخخن والخميخخس ويعقخخد فيهمخخا اللويخخة ) ‪- 3 .(3‬‬
‫الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن أحمد الشخخعري عخخن‬
‫علي بن السندي‪ ،‬عن محمد بن عمرو بن سعيد‪ ،‬عن يونس بخن يعقخوب قخال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬احتجم رسول ال صلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫يوم الثنين‪ ،‬وأعطى الحجام برا )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الخصال‪ (2) .27 :‬لم يوجد‪ (3) .‬قرب السناد‪ (4) .76 :‬الخصال‪(*) .27 :‬‬

‫]‪[38‬‬
‫‪ - 4‬ومنه‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن محمد ابخخن‬
‫أحمد الشعري‪ ،‬عن الحسن بن الحسخخين اللؤلخخؤي‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن إسخخماعيل‬
‫وأحمد ابن الحسن الميثمي أو أحدهما‪ ،‬عن إبراهيخم بخن مهخزم‪ ،‬عمخن ذكخره‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله يحتجخخم‬
‫يوم الثنين بعد العصر )‪ - 5 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عخخن‬
‫يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن حمخخاد بخخن عيسخخى‪،‬‬
‫عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الحجامة يوم الثنين مخخن آخخخر‬
‫النهار تسل الداء سل من البدن )‪ - 5 .(2‬ومنخخه‪ :‬عخخن محمخخد بخخن الحسخخن بخخن‬
‫الوليد‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمخخد بخخن أبخخي عبخخد الخ الخخبرقي‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫الخزرج )‪ (3‬عن سليمان‪ ،‬عن أبي نضرة‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬قال‪ :‬قخخال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من احتجم يخخوم الثلثخخاء لسخخبع عشخخرة أو أربخخع‬
‫عشرة أو لحدى وعشرين من الشخخهر كخخانت لخخه شخخفاء مخخن أدواء )‪ (4‬السخخنة‬
‫كلها‪ ،‬وكانت لما سوى ذلك شفاء مخخن وجخخع الخخرأس والضخخراس والجنخخون و‬
‫الجذام والبرص )‪ .(5‬بيان‪ " :‬وكانت لما سوى ذلك " أي كانت الحجامة يخخوم‬
‫الثلثاء في غير تلك اليام من الشهر‪ - 6 .‬الخصال‪ :‬عن محمد بن الحسن بخخن‬
‫الوليد‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الخصال‪ (3) .27 :‬هو الحسين بن الزبرقان كما ذكره الشيخ في رجاله فخخي‬
‫من لم يرو عنهم عليهم السلم مضيفا إليه انه روى عنه الخخبرقي‪ ،‬وقخخال فخخي‬
‫الفهرست‪ :‬الحسين بن الزبرقان يكنى ابا الخزرج له كتاب أخبرنخخا بخخه عخخدة‬
‫من أصحابنا عن أبي المفضخخل عخن ابخخن بطخخة عخخن أحمخد بخخن أبخخي عبخخد الخ‬
‫)انتهى( لكن النجاشي ضبطه مكبرا فقال‪ :‬الحسن بن الزبرقان ابو الخزرج‬
‫قمي له كتاب اخبرنا احمد بن علي بن نوح قال حدثنا الحسن بن حمزة قخخال‬
‫حدثنا محمد بن جعفر بخخن بطخخة قخخال حخخدثنا أحمخخد بخخن محمخخد بخخن خالخخد عنخخه‬
‫)انتهى( وتعددهما بعيد‪ ،‬وعلى التحاد فالمعتمد هو ضخخبط النجاشخخي لكخخونه‬
‫أضبط‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬من كل داء‪ (5) .‬الخصال‪.28 :‬‬

‫]‪[39‬‬

‫محمد بن أحمد الشعري‪ ،‬عن العباس بخخن معخخروف‪ ،‬عخخن ابخخن أبخخي عميخخر‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫حمزة عن عقبة بن بشير الزدي‪ ،‬قال‪ :‬جئت إلى أبي جعفر عليه السلم يخخوم‬
‫الثنين فقال‪ :‬كخخل فقلخخت‪ :‬إنخخي صخخائم‪ ،‬فقخخال‪ :‬كيخخف صخخمت ؟ قخخال‪ :‬قلخخت‪ :‬لن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله ولد فيه فقال‪ :‬أما ما فيه ولد فل تعلمون‪ ،‬وأمخخا‬
‫ما قبض فيه فنعم‪ ،‬ثم قخخال‪ :‬فل تصخخم ول تسخخافر فيخخه )‪ - 7 .(1‬مجخخالس ابخخن‬
‫الشيخ‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن المفيد‪ ،‬عن جعفر بن محمد بخخن قولخخويه عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫سعد بن عبد ال‪ ،‬عن علي بن عمخخر العطخخار‪ ،‬قخخال‪ :‬دخلخخت إلخخى أبخخي الحسخخن‬
‫العسكري عليه السلم يوم الثلثاء فقال‪ :‬لم أرك أمخخس‪ ،‬قخخال‪ :‬كرهخخت الحركخخة‬
‫في يوم الثنين‪ ،‬قال‪ :‬يا علي من أحب أن يقيه ال شر يوم الثنين فليقخخرأ فخخي‬
‫أول ركعة من صلوة الغداة " هل أتى على النسان " ثم قرأ أبو الحسن عليه‬
‫السلم " فخخوقيهم الخ شخخر ذلخخك اليخخوم ولقيهخخم نضخخرة وسخخرورا )‪- 8 ." (2‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابه يرفعه قال‪ :‬قال أبو عبد الخ عليخه السخلم‪ :‬مخن‬
‫كانت له حاجة فليطلبها يوم الثلثاء‪ ،‬فإن ال خ تبخخارك وتعخخالى ألن فيخخه الحديخخد‬
‫لداوود عليه السلم )‪ - 9 .(3‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن عبخد‬
‫الرحمن بن عمران‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السخخلم قخخال‪ :‬ل تسخخافر‬
‫يوم الثنين‪ ،‬ول تطلب فيه الحاجة )‪ - 10 .(4‬ومنه‪ :‬عن القاسخخم بخخن محمخخد‪،‬‬
‫عن جميل بن صالح‪ ،‬عن محمخخد بخخن أبخخي الكخخرام قخخال‪ :‬تهيخخأت الخخخروج إلخخى‬
‫العراق فأتيت أبا عبد ال عليه السلم لسلم عليه وأودعه‪ ،‬فقال‪ :‬أيخخن تريخخد ؟‬
‫قلت‪ :‬أريد الخروج إلى العراق‪ ،‬فقال لي‪ :‬في هذا اليوم ‪ -‬وكان يوم الثنيخخن ؟‬
‫فقلت‪ :‬إن هذا اليوم يقول الناس إنه يوم مبارك‪ ،‬فيه ولد النبي صلى الخ عليخه‬
‫وآله فقال‪ :‬وال ما يعلمون أي يوم ولخخد فيخخه )‪ (5‬النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫وإنه ليوم مشوم فيه قبض‬

‫)‪ (1‬الخصال‪ (2) .27 :‬الدهر‪ (3) .11 :‬المحاسن‪ (4) .345 :‬المحاسن‪ .346 :‬وفيه‬
‫" حاجة " بل لم‪ (5) .‬ليس في المصدر هذه الجملة " وال مخخا يعلمخخون أي‬
‫يوم ولد فيه النبي "‪.‬‬

‫]‪[40‬‬

‫النبي صلى ال عليه وآله وانقطع الوحي‪ ،‬ولكن أحخخب أن تخخخرج يخخوم الخميخخس‪ ،‬وهخخو‬
‫اليوم الذي كان يخرج فيه إذا غزا )‪ - 11 .(1‬ومنه‪ :‬عن عثمان بخخن عيسخخى‪،‬‬
‫عن أبي أيوب الخزاز‪ ،‬قال‪ :‬أردنا أن نخرج فجئنخخا نسخخلم علخخى أبخخي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم فقال‪ :‬كأنكم طلبتخم بركخة الثنيخن ؟ ! فقلنخا‪ :‬نعخم‪ ،‬قخال‪ :‬وأي يخوم‬
‫أعظم شوما من يوم الثنين‪ ،‬يخخوم فقخخدنا فيخخه نبينخخا‪ ،‬و ارتفخخع فيخخه الخخوحي ؟ ل‬
‫تخرجوا يوم الثنين‪ ،‬واخرجوا يوم الثلثاء )‪ .(2‬الفقيخخه‪ :‬بإسخخناده عخخن الخخخزاز‬
‫مثله )‪ .(3‬الكافي‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن عثمان مثله )‪ - 12 .(4‬مجمع‬
‫البيان‪ :‬في تفسخخير قخخوله تعخخالى‪ " :‬قخخل اعملخخوا فسخخيرى الخ عملكخخم و رسخخوله‬
‫والمؤمنون )‪ " (5‬روى أصحابنا أن أعمال المة تعرض علخخى النخخبي صخخلى‬
‫ال عليه وآله في كل يوم اثنين وخميس فيعرفها‪ ،‬وكذلك تعرض على الئمخخة‬
‫القائمين )‪ (6‬مقامه وهم المعنيون بقخخوله " والمؤمنخخون )‪ - 13 ." (7‬جمخخال‬
‫السخخبوع‪ :‬روي مخخن طريخخق الخاصخخة أن وقخخت عخخرض العمخخال فخخي هخخذين‬
‫اليومين عند انقضاء نهارهما‪ - 14 .‬وروى مسلم في صحيحه قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬تعرض أعمال النخخاس فخخي كخخل جمعخخة )‪ (8‬مرتيخخن‪ :‬يخخوم‬
‫الثنين‪ ،‬ويوم الخميس‪ ،‬فيغفر لكل عبد مؤمن إل عبد بينه وبين أخيه شحناء‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬اتركوا أو أرجؤوا هذين حتى يفيئا‪.‬‬
‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المحاسن‪ (3) .347 :‬الفقيه‪ (4) .222 :‬روضة الكافي‪ .314 :‬التوبة‪.106 :‬‬
‫)‪ (6‬في المصدر‪ :‬على أئمة الهدى‪ (7) .‬مجمع البيخخان‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪(8) .69‬‬
‫أي في كل اسبوع‪.‬‬

‫]‪[41‬‬

‫‪ - 15‬وروى أيضا عنه صلى ال عليه وسلم أنه تفتح أبواب الجنخخة يخخوم الثنيخخن ويخخوم‬
‫الخميس‪ ،‬فيغفر لكل عبد مخؤمن ل يشخرك بخخال شخخيئا‪ - 16 .‬تفسخخير علخي بخن‬
‫إبراهيم‪ :‬قال‪ :‬قال الصخادق عليخه السخلم‪ :‬اطلبخوا الحخوائج يخوم الثلثخاء‪ ،‬فخإنه‬
‫اليوم الذي ألن ال فيه الحديد لداوود عليه السلم )‪ - 17 .(1‬رجال الكشخخي‪:‬‬
‫قال‪ :‬كتب الهادي عليه السلم إلى علي بن مهزيار‪ :‬أسأل ال أن يحفظك مخخن‬
‫بين يديك ومن خلفك وفي كل حالتك‪ ،‬فأبشر فإني أرجو أن يخخدفع الخ عنخخك‪،‬‬
‫وال أسأل أن يجعل لك الخيرة فيما عزم لك مخخن الشخخخوص فخخي يخخوم الحخخد‪،‬‬
‫وأخر ذلك إلى يوم الثنين إن شاء ال‪ ،‬صحبك الخ فخخي سخخفرك‪ ،‬وخلفخخك فخخي‬
‫أهلك‪ ،‬وأدى عنك‪ ،‬وسلمت بقدرته‪) * 19 .‬باب( * * )يوم الربعاء( * ‪- 1‬‬
‫العلل والعيون والخصال‪ :‬عن محمد بن عمر البصري‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن عبخخد‬
‫ال الواعظ‪ ،‬عن عبد ال بن أحمد بن عامر الطائي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن الرضخخا‪،‬‬
‫عن آبائه عليهم السلم في سؤالت الشامي عن أميخر المخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬أخبرني عن يوم الربعاء والتطير منه وثقله وأي أربعاء هو‪ ،‬فقال عليه‬
‫السلم‪ :‬آخر أربعاء ]في الشهر[ وهو المحخاق وفيخخه قتخل قابيخل هابيخخل أخخاه‪،‬‬
‫ويوم الربعاء ألقي إبراهيم عليه السلم في النار ويوم الربعاء وضعوا )‪(2‬‬
‫المنجنيق‪ ،‬ويوم الربعاء غرق ال فرعون‪ ،‬ويوم الربعاء جعل ال عزوجل‬
‫أرض )‪ (3‬قوم لوط عاليها سافلها‪ ،‬ويوم الربعاء أرسل ال عز‬

‫)‪ (1‬تفسير القمي‪ (2) .536 :‬في العلل والعيون‪ :‬وضعوه في المنجنيق‪ (3) .‬في العلل‬
‫والعيون‪ :‬قرية‪.‬‬

‫]‪[42‬‬

‫وجل الريح على قوم عاد‪ ،‬ويوم الربعاء أصبحت كالصريم‪ ،‬ويوم الربعاء سلط الخخ‬
‫على نمرود البقة‪ ،‬ويوم الربعاء طلب فرعون موسى ليقتله‪ ،‬ويخخوم الربعخخاء‬
‫خر عليهم السقف من فوقهم‪ ،‬ويوم الربعاء أمر فرعون بذبح الغلمان‪ ،‬ويخخوم‬
‫الربعاء خرب بيت المقدس‪ ،‬ويوم الربعاء أحرق مسجد سخخليمان بخخن داوود‬
‫بإصطخر مخخن كخخورة فخخارس‪ ،‬ويخخوم الربعخخاء قتخخل يحيخخى بخخن زكريخخا‪ ،‬ويخخوم‬
‫الربعاء أظل قوم فرعون أول العذاب‪ ،‬ويوم الربعخخاء خسخخف ال خ عزوجخخل‬
‫بقارون‪ ،‬ويوم الربعاء ابتلى الخ أيخخوب عليخخه السخخلم بخخذهاب مخخاله ]وولخخده[‬
‫ويوم الربعاء أدخخل يوسخف عليخه السخلم السخجن‪ ،‬ويخوم الربعخاء قخال الخ‬
‫عزوجخخل " إنخخا دمرنخخاهم وقخخومهم أجمعيخخن )‪ " (1‬ويخخوم الربعخخاء أخخخذتهم‬
‫الصيحة‪ ،‬ويوم الربعاء عقروا )‪ (2‬الناقة‪ ،‬ويوم الربعاء أمطخخر )‪ (3‬عليهخخم‬
‫حجارة من سجيل‪ ،‬ويوم الربعاء شج النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه وكسخخرت‬
‫رباعيته‪ ،‬ويوم الربعاء أخذت العماليق )‪ (4‬التابوت )‪ .(5‬قال الصدوق ‪ -‬ره‬
‫‪ :-‬من اضطر إلى الخروج في سفر يخخوم الربعخخاء أو تخخبيغ بخخه الخخدم فخخي يخخوم‬
‫الربعاء فجائز له أن يسافر أو يحتجم فيه ول يكون ذلك شوما عليه ل سخخيما‬
‫إذا فعل ذلك خلفا على أهل الطيرة‪ ،‬ومن استغنى عخخن الخخخروج فيخخه أو عخخن‬
‫إخراج الدم فالولى أن يتوقى ول يسافر )‪ (6‬ول يحتجخخم‪ (7) .‬بيخخان‪ :‬يحتمخخل‬
‫أن يكون وضع المنجنيق في غير يوم اللقاء في النخار‪ ،‬ويحتمخل اتحادهمخا "‬
‫ويوم الربعاء قال ال " أي في شأنه‪ ،‬وهذا في قصخخة صخخالح وقخخومه‪ ،‬و كخخذا‬
‫الصيحة لهم‪ ،‬وهو ينافي كون عقر الناقة يوم الربعاء‪ ،‬لنه لم يكن بينهما إل‬

‫)‪ (1‬النمل‪ (2) .51 :‬في العلل‪ :‬عقرت‪ (3) .‬في العيخخون‪ :‬امطخخرت‪ (4) .‬فخخي العيخخون‪:‬‬
‫العمالقخخة‪ (5) .‬العلخخل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ ،284‬العيخخون‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (6) .247‬فخخي‬
‫الخصال‪ ،‬ول يسافر فيه‪ (7) .‬الخصال‪.29 :‬‬

‫]‪[43‬‬

‫ثلثة أيام‪ ،‬إل أن يكون المراد ابتداء إرادتهم وتمهيدهم للعقر‪ ،‬وأيضا شج النبي صخخلى‬
‫ال عليه وآله كان في غزوة أحد‪ ،‬والمشهور بين المفسرين والمخخورخين أنهخخا‬
‫كانت يوم السبت‪ ،‬و كل ذلك مما يضخخعف الروايخخة‪ .‬وفخخي القخخاموس‪ :‬المحخخاق‬
‫مثلثة آخر الشهر‪ ،‬أو ثلث ليال من آخره‪ ،‬أو أن يستتر القمر فل يرى غخخدوة‬
‫ول عشية‪ ،‬سمي لنه طلخخع مخخع الشخخمس فمحقتخخه )‪ (1‬وفخخي القخخاموس‪ :‬الخخبيغ‪:‬‬
‫ثوران الدم‪ ،‬وتبيغ )‪ (2‬الدم‪ :‬هاج وغلب )‪ - 2 .(3‬الخصال‪ :‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫سعد بن عبد ال‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على‬
‫أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليه السلم يوم الربعاء وهخخو يحتجخخم‪،‬‬
‫فقلت له‪ :‬إن أهل الحرمين يروون عن رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه أنخخه‬
‫قال‪ :‬من احتجم يوم الربعاء فأصابه بياض فل يلومن إل نفسه‪ .‬فقال‪ :‬كذبوا‪،‬‬
‫إنما يصيب ذلك من حملته أمخخه فخخي طمخخث )‪ - 3 .(4‬ومنخخه‪ :‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫الحسن بن الوليد‪ ،‬عن محمد بخخن الحسخخن الصخخفار‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن محمخخد بخخن‬
‫عيسى‪ ،‬عن عبد الرحمن بن عمرو بن أسلم‪ ،‬قال‪ :‬رأيخخت أبخخا الحسخخن موسخخى‬
‫بن جعفر عليه السلم احتجم يوم الربعاء وهو محمخخوم‪ ،‬فلخخم تخختركه الحمخخى‪،‬‬
‫فاحتجم يوم الجمعة فتركته الحمى )‪ - 4 .(5‬ومنخخه‪ :‬عخخن محمخخد بخخن الحسخخن‪،‬‬
‫عن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن محمد بن أحمخخد الشخخعري‪ ،‬عخخن السخخياري‪،‬‬
‫عن محمد بن أحمد الدقاق البغدادي‪ ،‬قال‪ :‬كتبت إلى أبي الحسن الثخخاني عليخخه‬
‫السلم أسأله عن الخروج يخخوم الربعخخاء ل يخخدور‪ ،‬فكتخخب عليخخه السخخلم‪ :‬مخخن‬
‫خرج يخخوم الربعخخاء ل يخخدور خلفخخا علخخى أهخخل الطيخخرة‪ ،‬وقخخي مخخن كخخل آفخخة‪،‬‬
‫وعوفي من كل عاهة وقضى ال له حاجته‪ .‬وكتب إليه مرة اخرى يسأله عن‬
‫الحجامة يوم الربعاء ل يدور‪ ،‬فكتب‬

‫)‪ (1‬القاموس‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪ (2) .282‬فخخي القخخاموس‪ :‬تبخخوغ‪ (3) .‬القخخاموس‪ :‬ج ‪ ،3‬ص‬
‫‪ 4) .104‬و ‪ (5‬الخصال‪.28 :‬‬

‫]‪[44‬‬

‫عليه السلم‪ :‬من احتجم في يوم الربعاء ل يدور خلفا على أهخخل الطيخخرة عخخوفي مخخن‬
‫كل آفة‪ ،‬ووقي من كل عاهة‪ ،‬ولم تخضر محاجمه )‪ .(1‬بيخخان‪ " :‬الربعخخاء ل‬
‫يدور " آخر أربعخخاء مخخن الشخخهر‪ ،‬والجملخخة صخخفة ليخخوم الربعخخاء‪ ،‬واللم فيخخه‬
‫كاللم في قوله " ولقد أمر على اللئيم يسبني "‪ - 5 .‬العيخخون‪ :‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫موسى بن المتوكل‪ ،‬عن عبد ال بن جعفر الحميري‪ ،‬عن إبراهيم بخخن هاشخخم‪،‬‬
‫عن أحمد بن عخخامر الطخخائي‪ ،‬قخخال‪ :‬سخخمعت الرضخخا عليخخه السخخلم يقخخول‪ :‬يخخوم‬
‫الربعاء يوم نحس مستمر‪ ،‬من احتجم فيخخه خيخخف )‪ (2‬أن تخضخخر محخخاجمه‪،‬‬
‫ومن انتار )‪ (3‬فيه خيف عليه البرص )‪ .(4‬بيخخان‪ :‬اخضخخرار المحخخاجم فسخخاد‬
‫محل الحجامة وسواده‪ ،‬و " مخخن انتخخار " أي اسخختعمل النخخورة‪ ،‬والشخخهر فيخخه‬
‫التنور‪ ،‬وإن كان أصل هذا البناء مخخن اللغخخات المولخخدة كمخخا يسخختفاد مخخن كتخخب‬
‫اللغة‪ ،‬وفي أكثر النسخ " اتنر " بتشديد التخخاء‪ ،‬واتخخاذه مخخن النخخورة ل يوافخخق‬
‫القاعدة‪ ،‬وليس له معنى آخر‪ :‬ولعله تصحيف‪ ،‬وفي بعض النسخ " من تنخخور‬
‫" وهو أصوب‪ - 6 .‬الخصال‪ :‬عن محمد بن أحمخخد البغخخدادي‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫محمد بن عنبسة‪ ،‬عن دارم بن قبيصة‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبخخائه عليهخخم السخخلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬آخر أربعخخاء فخخي الشخخهر يخخوم نحخخس‬
‫مستمر )‪ - 7 .(5‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن محمد بخخن عيسخخى‪،‬‬
‫عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عخخن أبخخان‪ ،‬عخخن الحخخول‪ ،‬عخخن بشخخار بخخن‬
‫بشار )‪ (6‬قال‪ :‬قلت‬

‫)‪ (1‬الخصال‪ (2) .28 :‬في المصدر‪ :‬خيف عليخخه‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ " :‬مخخن تنخخور "‬
‫وكلهما بمعنى‪ (4) .‬العيون‪ :‬ج ‪ :1‬ص ‪ (5) .248‬الخصال‪ (6) .28 :‬كذا‬
‫في جميع النسخ التي بأيدينا وهكذا في المصدر‪ ،‬قال في تنقيح المقخخال )ج ‪1‬‬
‫ص ‪ :(170‬الضبط الموجود في رجال الكشي والشيخ والخلصخخة وغيرهخخا‬
‫" بشار بن يسار "‬
‫]‪[45‬‬

‫لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬لي شئ يصام يوم الربعخخاء ؟ قخخال‪ :‬لن النخخار خلقخخت يخخوم‬
‫الربعاء )‪ - 8 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن سهل بن‬
‫زياد‪ ،‬عن محمد ابن الحسين بخخن أبخخي الخطخخاب‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن سخخنان‪ ،‬عخخن‬
‫حذيفة بن منصور‪ ،‬قال‪ :‬رأيت أبا عبد ال عليه السخخلم احتجخم يخوم الربعخخاء‬
‫بعد العصر )‪ - 9 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليخخد‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن‬
‫إدريس‪ ،‬عن محمد بن أحمد الشعري‪ ،‬عن إبراهيم بن إسخخحاق‪ ،‬عخخن القاسخخم‬
‫بن يحيى‪ ،‬عن جده الحسن عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبخخائه‪ ،‬عخخن‬
‫أمير المؤمنين عليهم السلم قال‪ :‬توقوا الحجامة والنورة يخخوم الربعخخاء‪ ،‬فخخإن‬
‫يوم الربعاء يوم نحسن مستمر‪ ،‬وفيه خلقت جهنم )‪ - 10 .(3‬ومنه‪ :‬بالسناد‬
‫المتقدم عن الشعري‪ ،‬عن محمد بن عيسى اليقطيني عخخن القاسخخم بخخن يحيخخى‪،‬‬
‫عن جده الحسن‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قخال‪ :‬قخال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ينبغي للرجل أن يتوقى النورة يوم الربعاء فخخإنه‬
‫يوم نحس مستمر )‪ - 11 .(4‬ومنه‪ :‬عن محمخخد بخخن الحسخخن بخخن الوليخخد‪ ،‬عخخن‬
‫الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن النضر عخخن هشخخام بخخن‬
‫سالم‪ ،‬عن الحول‪ ،‬عن أبي عبد الخ عليخخه السخخلم أن رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه وآله سئل عن صوم خميسين بينهمخخا أربعخخاء‪ ،‬فقخخال‪ :‬أمخخا الخميخخس فيخخوم‬
‫تعرض فيه العمال‪ ،‬وأما الربعاء فيوم خلقت فيه النار‪ ،‬وأما الصوم فجنة )‬
‫‪ - 12 .(5‬مشارق النوار‪ :‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬عادانا من كل شئ حتى من الطيور الفاختة ومن اليام الربعاء‪.‬‬

‫بالباء الموحدة والشين المعجمة في البن والياء المثناة من تحخت والسخين المهملخة فخي‬
‫الب وقد زاد ابن داود فضبطهما‪ ،‬وفي نسخة النجاشي الذي عندنا " بشخخار‬
‫بن بشار " بالباء الموحدة والشين المعجمة فيهما لكخخن ذلخخك غلخخط بل شخخبهة‬
‫لنقخخل ابخخن داود والعلمخخة فخخي الخلصخخة عخخن النجاشخخي الول دون الثخخاني‬
‫)انتهى( وبشاربن يسار هو اخو سعيد الضبيعى مولى بني ضبيعة بن عجل‬
‫ثقة روى هو وأخوه عن أبي عبد ال وأبي الحسن عليهما السلم وله كتخخاب‬
‫رواه عنه ابن ابي عمير‪ (1) .‬الخصال‪ (4 - 2) .28 :‬الخصال ‪(5) .29‬‬
‫الخصال‪.30 :‬‬

‫]‪[46‬‬

‫‪ - 13‬العلخخل‪ :‬لمحمخخد بخخن علخخي بخخن إبراهيخخم‪ :‬العلخخة فخخي صخخوم الخميخخس والربعخخاء أن‬
‫العمخخال ترفخخع يخخوم الخميخخس‪ ،‬والنخخار خلقخخت يخخوم الربعخخاء‪ - 14 .‬الخخدروع‬
‫الواقية‪ :‬عن الصادق عليه السلم‪ :‬امرنا بصوم الربعخخاء مخخن وسخخط الشخخهور‬
‫لنه لم يعذب ؟ ؟ ؟ قط إل فيه فيرد عنا بصخخومه نحسخخه‪ - 15 .‬وعخخن الرضخخا‬
‫عليه السلم يوم الربعاء يوم نحخخس مسخختمر‪ ،‬لنخخه أول اليخخام و آخخخر اليخخام‬
‫التي ذكرها ال تعالى في قوله " سبع ليال وثمانية أيام حسوما " ) ‪- 16 .(1‬‬
‫المكارم‪ :‬عن زيد بن علي‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي عليه السلم قال‪ :‬قخال رسخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من احتجم يوم الربعاء فأصابه وضح فل يلومن إل‬
‫نفسه )‪ - 17 .(2‬وعن شعيب العقرقوفي‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على أبي الحسن عليخخه‬
‫السلم وهو يحتجم يوم الربعاء في الحبس‪ ،‬فقلت‪ :‬إن هخذا يخوم يقخول النخاس‬
‫من احتجم فيه أصابه البرص )‪ .(3‬فقال‪ :‬إنما يخاف ذلك على من حملته أمخخه‬
‫في حيضها )‪ - 18 .(4‬كتاب المسلسلت‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر الوكيل مخخن‬
‫بنخخي هاشخخم‪ ،‬قخخال حخخدثني أبخخو بكخخر محمخخد بخخن أحمخخد بخخن الحسخخين بخخن زريخخق‬
‫البغدادي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن حمدون السمسار‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن حماد‬
‫بن عيسخخى‪ ،‬قخال‪ :‬سخخمعت الفضخخل بخخن الربيخخع يقخخول‪ :‬كنخخت يومخخا مخخع مخخولي‬
‫المأمون فأردنا الخروج يوم الربعخاء‪ ،‬فقخال المخأمون‪ :‬يخوم مكخروه‪ ،‬سخمعت‬
‫أبي الرشيد يقول‪ :‬سمعت المهدى يقول‪ :‬سمعت المنصور يقول‪ :‬سمعت أبخخي‬
‫محمد بن علي يقول‪ :‬سمعت أبي عليا يقول‪ :‬سمعت أبي عبخخد ال خ بخخن عبخخاس‬
‫يقول سمعت رسول الخ صخخلى الخ عليخه وآلخه يقخول‪ :‬إن آخخخر الربعخاء فخي‬
‫الشهر يخخوم نحخخس مسخختمر‪ .‬قخخال المصخخنف‪ :‬وروي أن معنخخى " مسخختمر " أن‬
‫يكون النهار نحسا من أوله إلى الليل‪ .‬وقال عليه السخخلم‪ :‬إن معنخخى المسخختمر‬
‫هو أن ل يذهب نحسه إلى أن يذهب من يوم الخميس ساعة‪.‬‬

‫)‪ (1‬الحاقة‪ (2) .7 :‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (3) .83‬في المصدر‪ :‬فأصخخابه الخخبرص فل‬
‫يلومن ال نفسه‪ (4) .‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.84‬‬

‫]‪[47‬‬

‫‪) * 20‬باب( * * )يوم الخميس( * ‪ - 1‬قرب السناد‪ :‬عخخن الحسخن بخن ظريخخف‪ ،‬عخخن‬
‫الحسين بن علوان‪ ،‬عن جعفر عن أبيه عليهما السخخلم قخخال‪ :‬كخخان رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله يسافر يوم الثنين والخميس ويعقد فيهما اللويخخة )‪2 .(1‬‬
‫‪ -‬ومنه‪ :‬بالسناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يخخوم الخميخخس يخخوم‬
‫يحبه ال ورسوله‪ ،‬وفيه ألن ال الحديد )‪ - 3 .(2‬وقال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬اللهخخم بخخارك لمخختي فخخي بكورهخخا‪ ،‬واجعلخخه يخخوم الخميخخس )‪.(3‬‬
‫بيان‪ :‬هذا يخالف ظاهرا مخخا مخخر مخخن أن إلنخخة الحديخخد كخخانت فخخي يخخوم الثلثخخاء‬
‫ويمكن حمل هذا على التقية لن راويه من العامة‪ ،‬أو يقال‪ :‬وقعت فيهما معا‪.‬‬
‫‪ - 4‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بخخن عبخخد الخخ‪ ،‬عخخن يعقخخوب بخخن يزيخخد‪ ،‬عخخن‬
‫مروك بن عبيد‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عخن معتخب بخن المبخارك‪ ،‬قخال‪ :‬دخلخت‬
‫على أبي عبد ال عليه السلم في يوم خميس وهخخو يحتجخخم فقلخخت لخخه‪ :‬يخخا ابخخن‬
‫رسول ال تحتجم في يوم الخميس ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬من كان منكم محتجما فليحتجم‬
‫في يوم الخميس‪ ،‬فإن كل عشية )‪ (4‬جمعة يبتخخدر الخخدم فرقخخا مخخن القيامخخة ول‬
‫يرجع إلى وكره إلى غداة الخميس‪ .‬وقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من احتجم‬
‫في آخر خميس‪ .‬من الشخخهر فخخي أول النهخخار سخخل عنخخه الخخداء سخخل )‪- 5 .(5‬‬
‫العيون‪ :‬بالسانيد الثلثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال‪:‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪ (3‬قخخرب السخخناد‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ .76‬وقخخد مخخر الحخخديث الول فخخي بخخاب يخخوم‬
‫الثنين والثلثاء تحت الرقم )‪ (4) .(2‬في المصدر‪ :‬عشخخية كخخل جمعخخة‪(5) .‬‬
‫الخصال‪.30 :‬‬

‫]‪[48‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬اللهم بارك لمتي في بكورها يوم سبتها وخميسها‬
‫)‪ .(1‬صحيفة الرضا‪ :‬بالسناد عنه عليه السلم مثله ) ‪ - 6 .(2‬الخصال‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن أحمد الشخخعري عخخن أبخخي عبخخد الخ‬
‫الرازي‪ ،‬عن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن عقبة‪ ،‬عخخن زكريخخا‪ ،‬عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫عن يحيى‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من قص أظافيره يوم الخميخخس‬
‫وترك واحدة ليوم الجمعخخة نفخخى الخ عنخخه الفقخخر )‪ - 7 .(3‬العيخخون‪ :‬بالسخخانيد‬
‫الثلثة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله يسافر يوم الخميس‪ ،‬ويقول‪ :‬فيه ترفع العمال إلى ال عزوجل‪ ،‬و تعقخخد‬
‫)‪ (4‬فيه اللوية )‪ - 8 .(5‬الخصال‪ :‬عن محمخخد بخخن الحسخخن بخخن الوليخخد‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد ابن أحمد الشعري‪ ،‬عن محمد بخخن حسخخان‪ ،‬عخخن‬
‫أبي محمد الرازي‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عخخن جعفخخر بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآلخخه‪ :‬مخخن قلخخم أظفخخاره‬
‫يوم السبت ويوم الخميس وأخذ من شاربه عوفي من وجع الضراس ووجخخع‬
‫العين )‪ .(6‬بيان‪ :‬الظاهر أن الواو بمعنخخى أو‪ - 9 .‬صخخحيفة الرضخخا‪ :‬بالسخخناد‬
‫عنه عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬كان رسول صلى ال عليه وآلخخه يسخخافر يخخوم‬
‫الثنين والخميس ويقول‪ :‬فيهما ترفع العمال إلى الخ عزوجخخل‪ ،‬و تعقخخد )‪(7‬‬
‫فيهما اللوية )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬العيون‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ .34‬وقد مر الحديث في باب يوم السبت والحد تحت الرقخخم )‬
‫‪ (2) .(3‬صحيفة الرضا‪ (3) .9 :‬الخصال‪ (4) .30 :‬كذا ولعل الصوب "‬
‫يعقد " عطفا على " يسخخافر " )‪ (5‬العيخخون‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (6) .37‬الخصخخال‪:‬‬
‫‪ (7) .32‬قخخد مرمنخخا ان الصخخوب " يعقخخد " عطفخخا علخخى " يسخخافر "‪(8) .‬‬
‫صحيفة الرضا‪ :‬ص ‪.20‬‬

‫]‪[49‬‬
‫‪ - 10‬محاسبة النفس ‪ -‬للسيد علي بن طاووس ‪ -‬ره ‪ -‬نقل مخخن كتخخاب الزمنخخة لمحمخخد‬
‫بن عمران المرزبخاني‪ ،‬قخال‪ :‬كخان رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه يصخوم‬
‫الثنين والخميس فقيل له‪ :‬لم ذلخخك ؟ فقخخال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه إن العمخخال‬
‫ترفع في كل اثنين وخميس‪ ،‬فاحب أن يرفع عملي وأنا صائم‪ - 11 .‬وبإسناده‬
‫أيضا عن أبي أيوب‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآلخه‪ :‬مخا مخن اثنيخن‬
‫ول خميس إل ترفع فيه العمال إل عمل المقادير‪ - 12 .‬ومنه‪ :‬بإسخخناده إلخخى‬
‫شيخ الطائفة‪ ،‬بإسناده إلى عنبسة بن بجاد العابد قال‪ :‬سعمت أبا عبد ال عليخخه‬
‫السلم يقول‪ :‬آخر خميخخس فخخي الشخخهر ترفخخع فيخخه أعمخخال الشخخهر‪ .‬بيخخان‪ :‬كخخأن‬
‫المراد بعمل المقادير العمال الخختي لاختيخخار للعبخخد فيهخخا‪ ،‬فإنهخخا ليسخخت محل‬
‫للتكليف‪ - 13 .‬المكارم‪ :‬عن الصادق عليه السلم‪ :‬إن الدم يجتمع في موضع‬
‫الحجامة يوم الخميس‪ ،‬فإذا زالت الشمس تفرق‪ ،‬فخذ حظك من الحجامة قبخخل‬
‫الزوال )‪ .(3‬فذلكة اعلم أن يوم الجمعة بضم الجيم وسكون الميم وضمها اسم‬
‫يوم من السبوع وكان يسمى في القديم " عروبة " بفتخخح العيخخن وضخخم الخخراء‬
‫المهملخختين‪ ،‬قخخال الجخخوهري‪ :‬يخخوم العروبخخة يخخوم الجمعخخة‪ ،‬وهخخو مخخن أسخخمائهم‬
‫القديمة )‪ ،(2‬وقال‪ :‬يوم الجمعخخة يخخوم العروبخخة‪ ،‬وكخخذلك الجمعخخة بضخخم الميخخم‪،‬‬
‫ويجمع على جمعات وجمخخع )‪) .(3‬انتهخخى( وقخخال فخخي المصخخباح المنيخخر‪ :‬يخخوم‬
‫الجمعة سمي بذلك لجتماع الناس به‪ ،‬و ضم الميم لغة الحجاز‪ ،‬وفتحهخخا لغخخة‬
‫بني تميم‪ ،‬وإسخخكانها لغخخة عقيخخل‪ ،‬وقخخرأ بهخخا العمخخش‪ .‬ثخخم قخال‪ :‬وأمخخا الجمعخخة‬
‫بسكون الميم فاسم ليام السبوع‪ ،‬وأولها السبت‪ ،‬قال أبخو عمخر والزاهخد فخي‬
‫كتاب المداخل‪ :‬أخبرنا تغلب عن ابن العرابي‪ ،‬قال‪ :‬قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (2) .83‬الصحاح‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .180‬الصحاح‪ :‬ج ‪ ،3‬ص‬
‫‪.1198‬‬

‫]‪[50‬‬

‫أول الجمعة يوم السبت‪ ،‬وأول اليام يوم الحد‪ ،‬هكخخذا عنخخد العخخرب‪ .‬وقخخال فخخي مجمخخع‬
‫البيان‪ :‬إنما سميت جمعة لن ال تعالى فرغ فيه من خلخخق الشخخياء فخخاجتمعت‬
‫فيه المخلوقات‪ ،‬وقيل‪ :‬لنه تجتمع فيه الجماعات‪ ،‬وقيخخل‪ :‬إن أول مخخن سخخماها‬
‫جمعة كعب بن لوي‪ ،‬وهو أول من قال " أما بعد " وقيل‪ :‬إن أول من سخخماها‬
‫جمعة النصار )انتهى( وهو أسعد اليام وأشرفها كما مر‪ ،‬وسيأتي في كتاب‬
‫الصلوة إن شاء ال‪ ،‬لكن لما كان يوم عبادة وقربة ل ينبغي أن يرتكب فيه ما‬
‫ينافيها كالسفر والشتغال بالمور الدنيوية‪ ،‬وليلته مثل يخخومه مباركخخة زاهخخرة‬
‫منورة‪ ،‬ويستحب فيهما التزويج‪ ،‬والزفاف‪ ،‬وحلق الخخرأس‪ ،‬وأخخخذ الظفخخار و‬
‫الشارب‪ ،‬والستحمام‪ ،‬وغسل الرأس بالسدر والخطمي‪ ،‬وسائر ما سيأتي في‬
‫محله فأما التنور فالظاهر أن المنع فيه محمول على التقية‪ ،‬واختلف الخبخخار‬
‫أيضا في الحجامة‪ ،‬ولعل الولى تركها إل مع الضرورة‪ ،‬ولم أر فخخي الفصخخد‬
‫نهيا‪ .‬وقال المنجمون‪ :‬يومه متعلق بالزهرة‪ ،‬وليلته بالقمر‪ .‬وأمخخا يخخوم السخخبت‬
‫فقال الجوهري‪ :‬السبت‪ :‬الراحة‪ ،‬والدهر‪ ،‬وحلق الرأس‪ ،‬وسبت علوته سبتا‬
‫إذا ضرب عنقه‪ ،‬ومنه سخخمي يخخوم السخخبت‪ ،‬لنقطخخاع اليخخام عنخخده )‪ .(1‬وقخخال‬
‫الراغب‪ :‬قيل سمي يوم السبت لن ال تعالى ابتدأ خلق السماوات يوم الحد‪،‬‬
‫فخلقها في ستة أيام كما ذكره‪ ،‬فقطع عمله يوم السخخبت فسخخمي بخخذلك )انتهخخى(‬
‫وقيل‪ :‬لقطع اليهود أعمالهم فيخخه‪ ،‬وقيخخل‪ :‬لسخختراحتهم فيخخه‪ .‬قخال السخخيد الجخخل‬
‫المرتضى ‪ -‬ره ‪ -‬في الغرر والدرر في جواب سائل سأل عن قخخوله تعخخالى "‬
‫وجعلنا نومكم سباتا )‪ " (2‬فقال )‪ :(3‬إذا كخخان السخبات هخو النخخوم فكخخأنه قخال‪:‬‬
‫وجعلنخخا نخخومكم نومخخا‪ ،‬وهخخذا ممخخا ل فخخائدة فيخخه فأجخخاب ‪ -‬ره ‪ -‬فخخي هخخذه اليخخة‬
‫بوجوه‪ :‬منها‪ :‬أن يكخون المخراد بالسخبات الراحخخة والدعخخة‪ ،‬وقخد قخال قخخوم‪ :‬إن‬
‫اجتماع‬

‫)‪ (1‬الصحاح‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (2) .250‬النبأ‪ (3) .9 :‬أي السائل‪.‬‬

‫]‪[51‬‬

‫الخلق كان في يوم الجمعة والفراغ منه في يوم السخخبت‪ ،‬فسخخمي اليخخوم بالسخخبت للفخخراغ‬
‫الخخذي كخخان فيخخه‪ ،‬ولن ال خ تعخخالى أمخخر بنخخي إسخخرائيل فيخخه بالسخختراحة مخخن‬
‫العمال‪ ،‬قيل‪ :‬وأصل السبات التمدد‪ ،‬يقال سبتت المرأة شعرها إذا حلتخخه مخخن‬
‫العقص وأرسلته‪ .‬ومنها‪ :‬أن يكخخون المخخراد بخخذلك القطخخع‪ ،‬لن السخخبت القطخخع‪،‬‬
‫والسبت أيضا الحلق‪ ،‬يقال سبت شعره إذا حلقه وهو يرجع إلى معنى القطع‪،‬‬
‫والنعال السبتية التي ل شعر عليهخا‪ ،‬فخالمعنى‪ :‬جعلنخا نخومكم قطعخا لعمخالكم‬
‫وتصرفكم‪ .‬ومن أجاب بهذا الجواب يقول‪ :‬إنمخا سخمي يخوم السخبت بخذلك لن‬
‫بدء الخلق كان يوم الحخخد وجمخخع يخخوم الجمعخخة‪ ،‬وقطخخع يخخوم السخخبت‪ ،‬فخخترجع‬
‫التسمية إلى معنى القطخخع‪ .‬وقخخد اختلخخف النخخاس فخخي ابتخخداء الخلخخق‪ ،‬فقخخال أهخخل‬
‫التورية‪ :‬إن ال تعالى ابتدأه في يوم الحد‪ ،‬فكان الخلخخق يخخوم الحخخد والثنيخخن‬
‫والثلثاء والربعاء والخميس والجمعة ثم فرغ في يوم السبت‪ ،‬وهذا قول أهخخل‬
‫التورية‪ .‬وقال آخرون‪ :‬إن البتداء كان في يوم الثنين إلى السبت‪ ،‬وفرغ في‬
‫يوم الحد‪ ،‬وهذا قول أهخخل النجيخخل‪ ،‬فأمخخا قخخول أهخخل السخخلم فهخخو أن ابتخخداء‬
‫الخلق كان في يوم السبت واتصل إلى الخميس وجعلت الجمعخخة عيخخدا‪ ،‬فعلخخى‬
‫هذا القخخول يمكخخن أن يسخخمى اليخخوم بالسخخبت مخخن حيخخث قطخخع فيخخه بعخخض خلخخق‬
‫الرض‪ ،‬فقد روى أبو هريرة عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قخخال‪ :‬إن ال خ‬
‫خلق التربة في يوم السبت‪ ،‬وخلق الجبال فيها يوم الحد‪ .‬إلى آخر ما أفخخاده ‪-‬‬
‫ره ‪ -‬ومخخا ذكخخره مخخن كخخون ابتخخداء الخلخخق يخخوم السخخبت خلف المشخخهور بيخخن‬
‫الفريقين‪ .‬وبالجملة يوم السبت يوم مبخارك صخالح لجميخع العمخال‪ ،‬والبكخور‬
‫فيه أسعد وأيمخخن كمخخا عرفخخت‪ ،‬لسخخيما للسخخفر وطلخخب الحخخوائج‪ ،‬ويخخومه عنخخد‬
‫الحكاميين متعلق بزحل‪ ،‬وليلته بالمريخ‪ ،‬واسمه بالعربية القديمخخة " شخخيار "‬
‫كتاب‪ .‬ويوم الحد‪ :‬وكخخان يسخخمى فخخي القخخديم بخخالول‪ ،‬وسخخمي أحخخدا لنخخه أول‬
‫اليام‪ ،‬أو اليوم الول من خلق العالم‪ ،‬وهو يوم متوسط لكثر العمال‪ ،‬وذمه‬
‫ومدحه متعارضان‪ ،‬بل مدحه أقوى‪ ،‬وعند الحكاميين يومه متعلق بالشمس‪،‬‬
‫و ليلته بعطارد‪.‬‬

‫]‪[52‬‬

‫ويوم الثنين يسمى في اللغة القديمة بأهون‪ ،‬قال الجوهري‪ :‬كانت العخخرب تسخخمي يخخوم‬
‫الثنين " أهون " في أسمائهم القديمة‪ :‬أنشدني أبخو سخعيد‪ ،‬قخال‪ :‬أنشخدني ابخن‬
‫دريد لبعض شعراء الجاهلية‪ :‬اؤمل أن أعيش وأن يخخومي * بخخأول أو بخخأهون‬
‫أو جبخخار أم التخخالي دبخار أم فيخومي * بمخؤنس أو عروبخخة أو شخيار )‪ (1‬وفخخي‬
‫كتاب أبي ريحان‪ ..:‬أو التالي دبار * فإن أفته فمؤنس ‪ -‬الخخخ‪ .‬ووجخخه التسخخمية‬
‫ظاهر مما مر‪ ،‬وهو أنحس أيام السبوع ول يصلح لشئ مخخن العمخخال‪ ،‬ومخخا‬
‫ورد في مدحه فمحمول على التقية‪ ،‬لنبرك المخخخالفين بخخه اقتفخخاء ببنخخي اميخخة ‪-‬‬
‫لعنهم ال ‪ -‬وأكثر مصائب أهل البيت عليهم السخخلم وقخخع فيخخه‪ ،‬ولخخذا وضخخعوا‬
‫الخبار للتبرك به كما وضعوها للتبرك بيوم عاشوراء‪ .‬ويمكن حمخخل بعخخض‬
‫الخبار على الضرورة‪ ،‬ويمكن حمل بعضها على النسخ أيضا بأن يكون في‬
‫الول مباركا حيث لم يقع بعخخد فيخخه مخخا يصخخير سخخببا لنحوسخخته فلمخخا فخخات فيخخه‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله وجرت المصائب فيه على أهخخل الخخبيت عليهخخم‬
‫السلم وتبرك المخالفون به صار أنحس اليخام‪ ،‬ويكخخون ذلخخك أيضخخا بإخبخاره‬
‫صلى ال عليه وآله لئل يلزم النسخ بعده صلى ال عليخخه وآلخخه ويمكخخن القخخول‬
‫بمثله في يخوم عاشخوراء‪ ،‬وهخذا وجخه قريخب للجمخع بيخن الخبخار‪ ،‬وإن كخان‬
‫الول أقرب‪ .‬وعند المنجمين يخخومه متعلخخق بخخالقمر‪ ،‬وليلتخخه بالمشخختري‪ .‬ويخخوم‬
‫الثلثاء بفتح الثاء وقد يضم ثم لم ثم ألخخف‪ ،‬وهخخو ممخخدود‪ ،‬وفخخي اللغخخة القديمخخة‬
‫يسمى الجبخار كغخراب‪ ،‬وهخو يخوم متوسخط لكخثر العمخال ل سخيما صخعاب‬
‫المور‪ ،‬لن ال تعالى ألن فيه الحديد لداوود عليه السلم وفي مجمع البيان‪:‬‬
‫إن الخ خلخخق فيخخه الجبخخال‪ ،‬وروي أنخخه سخخبحانه خلخخق فيخخه الشخخجار والنهخخار‬
‫والهوام‪ ،‬وورد فيه النهي عن الحجامة وتجويزهخخا والتجخخويز أقخخوى‪ ،‬والسخخفر‬
‫أيضا فيه محمود‪ .‬و‬

‫)‪ (1‬الصحاح‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪.2218‬‬

‫]‪[53‬‬

‫عند الحكاميين يخخومه متعلخخق بالمريخخخ‪ ،‬وليلتخخه بخخالزهرة‪ .‬ويخخوم الربعخخاء مثلثخخة البخخاء‬
‫ممدودة‪ ،‬وفي المصباح‪ :‬هو بكسر الباء‪ ،‬ول نظير لخخه فخخي المفخخردات‪ ،‬وإنمخخا‬
‫يأتي وزنه في الجمع‪ ،‬وبعخخض بنخخي أسخخد يفتخخح البخخاء‪ ،‬والضخخم لغخخة قليلخخة فيخخه‬
‫)انتهى( وفي اللغة القديمة اسمه دبار‪ ،‬فخخي القخخاموس‪ :‬دبخخار كغخخرات و كتخخاب‬
‫يوم الربعاء‪ ،‬وفي كتاب العين ليلته )انتهى( )‪ (1‬وفي المجمع‪ :‬خلق ال فيخخه‬
‫الشجر والعمران والخراب‪ ،‬وقيل‪ :‬خلق فيه الطير‪ ،‬وهو يخخوم نحخخس ل سخخيما‬
‫آخر أربعاء من الشهر‪ ،‬وليست نحوسته كالثنين‪ ،‬وقخخد مخخر أن الخ خلخخق فيخخه‬
‫النار وقد ورد تجويز بعض العمال فيه كالسخختحمام وشخخرب الخخدواء‪ ،‬ومنخخع‬
‫فيه من الحجامة والنورة والسفر‪ ،‬وعند أرباب النجوم يومه متعلق بالعطخخارد‬
‫وليلته بزحل‪ .‬ويوم الخميس كخخانت العخخرب تسخخميه مؤنسخخا ذكخخره الجخخوهري‪،‬‬
‫وهو مناسب لما ورد في الخبر أنه يوم أنيس‪ ،‬وهو يوم مبارك صالح لجميخخع‬
‫العمال‪ ،‬ل سيما السفر وطلب الحخخوائج‪ ،‬والبكخخور فيخخه أشخخد بركخخة‪ ،‬وسخخيأتي‬
‫فضله والعمال المطلوبة فيه في كتاب الصخخلوة إن شخخاء الخخ‪ .‬وقخخد روي فيخخه‬
‫منع عن الحجامة‪ ،‬والتجويز أصح وأقوى‪ ،‬وايد المنع بأن الرشيد احتجخخم فيخخه‬
‫ومات‪ ،‬وهذا مؤيد لسعادة هخخذا اليخخوم‪ .‬وعنخخد الحكخخاميين يخخومه منسخخوب إلخخى‬
‫المشتري وليلته إلى الشمس‪ .‬والمراد بالليلخة فخي جميخع مخا نقلنخا عنهخم الليلخة‬
‫المستقبلة على خلف أهل الشرع‪ ،‬فإنهم يعدون الليلة الماضية من اليوم‪.‬‬

‫)‪ (1‬القاموس‪ :‬ج ‪ :2‬ص ‪27‬‬

‫]‪[54‬‬

‫‪) * 21‬باب( * * )سعادة أيام الشهور العربية ونحوستها ومخخا يصخخلح( * * )فخخي كخخل‬
‫يوم منها من العمال( * ‪ - 1‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد الخخ‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن عيسى اليقطيني عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عخخن جخخده الحسخخن‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫بصير ومحمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه عليهخخم السخخلم قخخال‪ :‬قخخال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا أراد أحدكم أن يأتي أهلخخه فليتخخوق أول الهلخخة‬
‫وأنصاف الشهور‪ ،‬فإن الشيطان يطلب الولد فخخي هخخذين الوقخختين‪ ،‬والشخخياطين‬
‫يطلبون الشخخرك فيهمخخا فيجيئون ويحبلخخون )‪ - 2 .(1‬المكخخارم‪ :‬عخخن الصخخادق‬
‫عليه السلم‪ :‬اتق الخروج إلخخى السخخفر يخخوم )‪ (2‬الثخخالث مخخن الشخخهر‪ ،‬والرابخخع‬
‫منه‪ ،‬والحادي والعشرين منه‪ ،‬والخامس والعشرين منه فإنها أيام منحوسخخة )‬
‫‪ .(3‬وكخخان أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم يكخخره أن يسخخافر الرجخخل أو يخختزوج‬
‫والقمر في المحاق‪ .‬وروي في بعض الكتب عن الحسخخن بخخن علخخي العسخخكري‬
‫عليه السلم أن في كل شهر من الشهور العربية يوم نحس ل يصلح ارتكخخاب‬
‫شيئ من العمال فيه سوى الخلوة والعبادة والصوم‪ ،‬وهي الثاني والعشرون‬
‫مخخن المحخخرم‪ ،‬والعاشخخر مخخن صخخفر‪ ،‬والرابخخع مخخن الربيخخع الول‪ ،‬والثخخامن‬
‫والعشرون من الربيع الثاني والثامن والعشرون من جمادى الولى‪ ،‬والثخخاني‬
‫عشر من جمادى الثانية‪ ،‬والثاني عشر من رجب والسادس و العشخخرون مخخن‬
‫شعبان‪ ،‬والرابع والعشرون من شهر رمضان‪ ،‬والثاني من شخخوال‪ ،‬و الثخخامن‬
‫والعشرون من ذي القعدة‪ ،‬والثامن ذي الحجة‪.‬‬

‫)‪ (1‬الخصال‪ (2) .71 :‬في المصدر‪ :‬في اليوم الثالث )‪ (3‬المكارم‪ :‬ج ‪.276 ،1‬‬

‫]‪[55‬‬

‫ويظهخخر مخخن بعخخض الروايخخات نحوسخخة الثخخالث‪ ،‬والرابخخع‪ .‬والخخخامس‪ ،‬والثخخالث عشخخر‪،‬‬
‫والسخخخادس عشخخخر‪ ،‬والحخخخادي والعشخخخرين والرابخخخع والعشخخخرين‪ ،‬والخخخخامس‬
‫والعشخخرين‪ ،‬والسخخادس والعشخخرين‪ .‬وروي المنخخع مخخن السخخفر فخخي الثخخامن مخخن‬
‫الشهر والثالث والعشخخرين منخخه‪ ،‬وروي أنخخه يصخخلح السخخفر فخخي الرابخخع‪ ،‬وفخخي‬
‫الحادي والعشرين‪ .‬وعن بعخخض الفاضخخل‪ " .‬النظخخم " تخخوق مخخن اليخخام سخخبع‬
‫كوامل * فل تتخذ فيهخن عرسخا ول سخفر ثلثخا وخمسخا ثخم ثخالث عشخرها *‬
‫وسادس عشر هكذا جاء في الخبر وواحد والعشرين قد شاع ذكخخره * ورابخخع‬
‫والعشرين والخمس في الثر فتوقها مهما استطعت فإنها * كأيام عاد ل تبقي‬
‫ول تذر رويناه عن بحر العلوم بهمة * علي بخخن عخخم المصخخطفى سخخيد البشخخر‬
‫ولغيره‪ :‬تخف رابع العشرين من رمضان * وأسقط شوال منه الثاني والثامن‬
‫العشرين من ذي قعدة * وتوق ما بعده لثمان وثاني العشرين شخخهر محخخرم *‬
‫وعاشر من صفر بلنكران وربيع رابعه فحاذر يومه * وثامن عشري ربيخخع‬
‫الثاني وثامن عشري جمادى الولى * ثم ما يتلخخوه ثخخاني عشخخر يخخامن حثخخاني‬
‫وإذا أتى رجب فثاني عشرها * والسادس والعشرون من شعبان فتوقها مهما‬
‫استطعت فإنها * خباث مخخن اليخخام كخخل زمخخان ‪ - 3‬المكخخارم‪ :‬عخخن أبخخي سخخعيد‬
‫الخدري‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬مخخن احتجخخم يخخوم الثلثخخاء‬
‫لسبع عشرة ]أو لتسع عشخخرة[ أو لحخخدى وعشخخرين كخخانت لخخه شخخفاء مخخن داء‬
‫السنة‪ - 4 .‬وقال أيضا‪ :‬احتجموا يوم الخميخخس لخمخخس عشخخرة‪ ،‬وسخخبع عشخخرة‬
‫وإحدى وعشرين‪ ،‬ل يتبيغ بكم الدم فيقتلكم )‪.(2‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المكارم ج ‪ ،1‬ص ‪.83‬‬

‫]‪[56‬‬

‫‪ - 5‬وعن الصادق عليه السلم‪ :‬من احتجم في آخر خميس في الشهر آخر النهار سخخل‬
‫الداء سل )‪ - 6 .(1‬وعن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬الحجامة يوم الثلثخخاء‬
‫لسبع عشرة تمضي من الشهر دواء لداء سنة )‪ - 7 .(2‬وقال صلى ال عليخخه‬
‫وآله‪ :‬الحجامة في سبع وعشر من الشهر شفاء‪ ،‬ويخخوم الثلثخخاء صخخحة للبخخدن )‬
‫‪ .(3‬وأقول‪ :‬روي عخن الصخادق عليخه السخلم أخبخار فخي سخعادة أيخام الشخهر‬
‫ونحوستها جمعت بينها مشيرا إلى مواضعها ومآخخذها‪ .‬اليخوم الول الخدروع‬
‫الواقية‪ :‬قال السيد ‪ -‬ره ‪ :-‬فيما نذكره من الرواية بأدعية ثلثيخن فصخل‪ ،‬لكخل‬
‫يوم من الشهر فصل منها مروية عن الصادق عليه السلم بروايات متكخخثرة‪:‬‬
‫وهي اختيارات اليام ودعاؤها لكل يخخوم دعخخاء جديخخد ‪ -‬إلخخى أن قخخال ‪ :-‬اليخخوم‬
‫الول من الشهر‪ - 8 .‬عن الصادق عليه السلم أنه خلخخق فيخخه آدم‪ ،‬وهخخو يخخوم‬
‫مبارك لطلب الحوائج‪ ،‬و للدخول علخخى السخخلطان‪ ،‬وطلخخب العلخخم‪ ،‬والتزويخخج‪،‬‬
‫والسفر‪ ،‬والبيع‪ ،‬والشراء واتخاذ الماشية‪ ،‬ومن هرب فيه أو ضخخل قخخدر عليخخه‬
‫إلى ثماني ليال‪ ،‬والمريض فيه يبرأ‪ ،‬والمولود يكخخون سخخمحا مرزوقخخا مباركخخا‬
‫عليه‪ .‬وقال سلمان الفارسي ‪ -‬ره ‪ -‬هو روز هرمزد اسم مخخن أسخخمائه تعخخالى‪،‬‬
‫يوم مختار مبارك يصلح لطلب الحخخوائج والخخدخول علخخى السخخلطان‪ - 9 .‬قخخال‬
‫السيد‪ :‬وفي رواية اخرى بحذف السناد عن الصادق عليه السخخلم وقخخد سخخأله‬
‫سائل عن اختيارات اليام فقال عليه السلم‪ :‬اليخخوم الول خلخخق فيخخه آدم عليخخه‬
‫السلم يوم صالح مسعود‪ ،‬خاطب فيه السلطان وتزوج‪ ،‬واعمل فيه كخخل شخخئ‬
‫تريده من حاجة‪ - 10 .‬المكارم‪ :‬عن الصادق عليه السلم‪ :‬سعد يصخخلح للقخخاء‬
‫المراء‪ ،‬وطلب الحوائج‬

‫)‪ (3 - 1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ 83‬و ‪.84‬‬

‫]‪[57‬‬

‫والشراء‪ ،‬والبيع‪ ،‬والزراعخة‪ ،‬والسخخفر )‪ - 11 .(1‬زوائد الفخوائد‪ :‬عخخن الصخخادق عليخخه‬


‫السلم قال‪ :‬هو يوم مبارك محمود‪ ،‬فيه خلق ال تعخخالى آدم‪ ،‬وهخخو يخخوم سخخعيد‬
‫لطلب الحوائج‪ ،‬وللدخول على السلطان‪ ،‬وابتداء العمخخال‪ ،‬والخخبيع والشخخراء‪،‬‬
‫والخذ والعطاء‪ ،‬ومن ولخد فيخه كخان محبوبخا مقبخول مرزوقخا مباركخا‪ ،‬ومخن‬
‫مرض فيه يبرأ بإذن ال تعالى‪ - 12 .‬وفي رواية اخرى‪ :‬من خرج فيه هاربا‬
‫أو ضال قدر عليه إلى ثمان ليال‪ .‬بيان‪ :‬مخخا روي فخخي سخخياق مخخا مخخر وسخخيأتي‬
‫عن سخخلمان ‪ -‬رضخخي الخ عنخخه ‪ -‬موافخخق لمخخا رواه علمخخاء النجخخوم وأصخخحاب‬
‫التقاويم عن الفخخرس لكخخن فخخي تصخخحيحها اختلفخخات نشخخير إليهخخا قخالوا‪ :‬اليخخوم‬
‫الول اسمه " اور مزد " وبعضهم يسخميه " فخرخ " وبعضخهم " بخه روز "‪.‬‬
‫اليوم الثاني ‪ - 13‬الدروع‪ :‬قال الصادق عليخه السخلم‪ :‬فيخه خلقخت حخواء مخن‬
‫آدم‪ ،‬يصلح للتزويج وبناء المنازل‪ ،‬وكتب العهود‪ ،‬والسفر‪ ،‬وطلب الحخخوائج‪،‬‬
‫والختيار‪ ،‬ومن مرض فيه أول النهخخار خخف أمخخره بخلف آخخخره‪ ،‬والمولخخود‬
‫فيه يكون صالح التربية وقال سلمان‪ :‬هو روز بهمن اسم ملك تحت العخخرش‪،‬‬
‫يوم مبارك للتزويج‪ ،‬و قضاء الحوائج‪ ،‬سعيد‪ - 14 .‬وفخخي الروايخخة الخخخرى‪:‬‬
‫تزوج‪ ،‬وائت فيه أهلك من السفر‪ ،‬واشتر‪ ،‬وبع‪ ،‬واطلب فيخخه الحخخوائج‪ ،‬واتخخق‬
‫فيه السلطان‪ - 15 .‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم‪ :‬يصلح للسفر وطلخخب الحخخوائج‬
‫)‪ - 16 .(2‬الزوائد‪ :‬عن الصادق عليه السلم‪ :‬يوم محمود خلق ال تعالى فيه‬
‫حخخواء‪ ،‬وهخخو يخخوم يصخخلح للتزويخخج‪ ،‬والتحويخخل‪ ،‬والشخخراء‪ ،‬والخخبيع‪ ،‬والبنخخاء‪،‬‬
‫والزرع‪ ،‬والغرس والسلف‪ ،‬والقرض‪ ،‬والمعاملة‪ ،‬والدخول بالهخخل‪ ،‬وطلخخب‬
‫الحوائج‪ ،‬ولقاء السلطان‪ ،‬ومن مرض فيه يخخبرأ‪ ،‬ومخخن ولخخد فيخخه كخخان مباركخخا‬
‫ميمونا‪.‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.558‬‬

‫]‪[58‬‬

‫‪ - 17‬وفي رواية اخرى‪ :‬أنه يصلح لكتبة العهد‪ ،‬ومخخن مخخرض فخخي أولخخه كخخان مرضخخه‬
‫خفيفا‪ ،‬وفي آخره كان ثقيل‪ .‬اليوم الثالث ‪ - 18‬الخخدروع‪ :‬عخخن الصخخادق عليخخه‬
‫السلم‪ :‬أنه يوم نحس مستمر‪ ،‬نزع آدم وحوا لباسخخهما‪ ،‬واخرجخخا مخخن الجنخخة‪،‬‬
‫فاجعل شغلك فيه صلح منزلك‪ ،‬ول تخرج مخخن دارك إن أمكنخخك‪ ،‬واتخخق فيخخه‬
‫السلطان‪ ،‬والبيع‪ ،‬والشراء‪ ،‬وطلب الحوائج‪ ،‬والمعاملة والمشاركة والهخخارب‬
‫فيه يؤخذ‪ ،‬والمريض يجهد‪ ،‬والمولود فيه يكون مرزوقا طويل العمخخر‪ .‬وقخخال‬
‫سلمان‪ :‬هو روز اردي بهشت اسم الملك الموكل بالشخخقاء والسخخقم‪ ،‬يخخوم ثقيخخل‬
‫نحس ل يصخخلح لمخخر مخخن المخخور‪ - 19 .‬وفخخي الروايخخة الخخخرى عنخخه عليخخه‬
‫السلم‪ :‬يوم نحس فيه سلب آدم وحواء لباسهما‪ ،‬ول تشتر فيخخه‪ ،‬ول تبخخع‪ ،‬ول‬
‫تأت فيه السلطان‪ ،‬ول تطلب فيه حاجة‪ - 20 .‬المكارم‪ :‬ردئ ل يصخخلح لشخخئ‬
‫جملة‪ - 21 .(1) :‬الزوائد‪ :‬عنه عليه السلم‪ :‬يوم نحس فيه قتل هابيخخل‪ ،‬قتلخخه‬
‫أخوه قابيل عليه اللعنة والعذاب السرمد‪ ،‬وهو يوم مذموم‪ ،‬ل تسافر فيخخه‪ ،‬ول‬
‫تعمل عمل‪ ،‬ول تلق فيه أحدا‪ ،‬واستعذ بخال مخن شخره بعخوذة أميخر المخؤمنين‬
‫علي عليه السلم ومن ولد فيه كان منحوسخخا‪ ،‬ومخخن مخخرض فيخخه أو فخخي ليلتخخه‬
‫خيف عليه إل أن يشاء ال غير ذلك‪ - 22 .‬وفخخي روايخخة اخخخرى‪ :‬أن مخخن ولخخد‬
‫فيه كان مرزوقا طويل العمر‪ ،‬وفيه سلب آدم وحخواء لباسخهما‪ ،‬واخرجخا مخخن‬
‫الجنة‪ ،‬والهارب فيه يؤخذ )‪ (2‬والمريض فيخخه يجهخخد‪ .‬أقخخول‪ :‬المضخخبوط عنخخد‬
‫الفرس " أردي بهشت " بضم الهمخخزة وسخخكون الخخراء المهملخخة وكسخخر الخخدال‬
‫المهملة‪ ،‬أي الشهر الذي العالم فيه مثل الجنة‪ ،‬لخضرار‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (2) .558‬في المخطوطة‪ :‬يوجد‪.‬‬

‫]‪[59‬‬

‫الشجار والراضي وظهور الزهار‪ .‬اليوم الرابع ‪ - 23‬الدروع‪ :‬عن الصخخادق عليخخه‬
‫السلم‪ :‬أنه يوم صالح للزرع‪ ،‬والصيد‪ ،‬والبناء واتخخخاذ الماشخخية‪ ،‬ويكخخره فيخخه‬
‫السفر‪ ،‬فمن سافر فيه خيخخف عليخخه القتخخل والسخخلب أو بلء يصخخيبه‪ ،‬وفيخخه ولخخد‬
‫هابيل‪ ،‬والمولود فيه يكون صالحا مباركا مخخا عخخاش‪ ،‬ومخخن هخخرب فيخخه عسخخر‬
‫طلبه‪ ،‬ولجأ إلخى مخن يمنعخه‪ .‬وقخال سخلمان‪ :‬روز شخهريور اسخم الملخك الخذي‬
‫خلقت فيه الجواهر ]منه[ و وكل بها‪ ،‬وهخخو موكخخل ببحخخر الخخروم‪ - 24 .‬وفخخي‬
‫الرواية الخرى‪ :‬يوم صالح للتزويج والصيد‪ ،‬ويذم فيه السفر فمن سافر فيخخه‬
‫سلب‪ ،‬وفيه ولد هابيل بن آدم عليه السلم‪ - 25 .‬المكارم‪ :‬عنه عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫صالح للتزويج ويكره السفر فيه )‪ - 26 .(1‬الزوائد‪ :‬عنه عليخخه السخخلم‪ :‬هخخو‬
‫يوم متوسط صالح لقضاء الحوائج‪ ،‬فيه ولد هبة ال شيث بخن آدم‪ ،‬ول تسخافر‬
‫فيه فإنه مكروه‪ ،‬ومن ولد فيه كان مباركا‪ ،‬و من مرض فيه شفي ليلته وبرئ‬
‫باذن ال تعالى‪ - 27 .‬وفي رواية اخرى أن هابيل عليه السلم ولد فيه أيضا‪،‬‬
‫ويخاف فيه على المسافر السلب والقتل وبلء يصخخيبه‪ ،‬ومخخن هخخرب فيخخه لجخخأ‬
‫إلى من يمنع منه‪ .‬أقول‪ :‬اسمه عند الفرس بفتح الشين المعجمة وسكون الهاء‬
‫وكسر الراء المهملة وسكون الياء وفتح الواو‪ .‬اليوم الخخخامس ‪ - 28‬الخخدروع‪:‬‬
‫عخخن الصخخادق عليخخه السخخلم‪ :‬أنخخه يخخوم نحخخس مسخختمر‪ ،‬فيخخه ولخخد قابيخخل الشخخقي‬
‫الملعون‪ ،‬وفيه قتل أخاه‪ ،‬وفيه دعا بالويل على نفسه‪ ،‬وهو أول مخن بكخى فخي‬
‫الرض فل تعمل فيه عمل‪ ،‬ول تخخخرج مخخن منزلخخك‪ ،‬ومخخن حلخخف فيخخه كاذبخخا‬
‫عجل له الجزاء ومن ولد فيه صلحت حاله‪.‬‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.558‬‬

‫]‪[60‬‬

‫وقال سلمان‪ :‬روز إسفندار اسم الملك الموكخخل بالرضخخين‪ :‬يخخوم نحخخس فل تطلخخب فيخخه‬
‫حاجة‪ ،‬ول تلق فيه سلطانا‪ - 29 .‬وفي الرواية الخرى عنه عليه السلم‪ :‬ولد‬
‫فيه قابيل‪ ،‬وفيه قتخخل أخخخاه ول تطلخخب فيخخه حاجخخة‪ - 30 .‬المكخخارم‪ :‬عنخخه عليخخه‬
‫السخخلم‪ :‬ردئ نحخخس )‪ - 31 .(1‬الخخزوائد‪ :‬هخخو يخخوم نحخخس فيخخه لعخخن إبليخخس‬
‫وهاروت وماروت وكل فرعون وجبار‪ ،‬وفيخخه لعخخن وعخخذب‪ ،‬وهخخو يخخوم نكخخد‬
‫عسير ل خير فيه‪ ،‬فاستعذ بال من شره‪ ،‬ومن ولد فيه كخخان مشخخوما ثقيل نكخخد‬
‫الحياة عسير الرزق‪ ،‬ومن مرض فيه أو فيه ليلته ثقل مرضخخه وخيخخف عليخخه‪.‬‬
‫‪ - 32‬وفي رواية أخرى أن فيه قتل قابيل هابيل‪ ،‬وينظر في إصلح الماشخخية‬
‫ومن كذب فيه عجل ال له الجزاء‪ .‬أقول‪ :‬المشهور عند الفرس " إسفندار مذ‬
‫" وقخد يقخال " إسخپندار " و " سخفندار " و " سخخپندار‪ " .‬بإلحخخاق " مخخذ " فخي‬
‫الجميع‪ .‬اليوم السادس ‪ - 33‬الدروع‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم صالح‬
‫للتزويج‪ ،‬ومن سافر فيه في بر أو بحر رجع إلى أهله بما يحبه‪ ،‬جيخخد لشخخراء‬
‫الماشية‪ ،‬ومن ضل فيه أو أبق وجد‪ ،‬ومخخن مخخرض فيخخه بخخرئ‪ ،‬ومخخن ولخخد فيخخه‬
‫صلحت تربيته وسلم من الفات‪ .‬وقال سلمان رضخخي الخ عنخخه‪ :‬روز خخخرداد‬
‫اسم ملك موكل بالجن‪ ،‬يصلح للتزويج والمعاش وكل حاجة‪ ،‬والحلم يظهر‬
‫تأويلها بعد يوم أو يومين‪ - 34 .‬وفي الرواية الخخخرى‪ :‬يخخوم صخخالح للتزويخخج‬
‫والصيد وطلب المعاش و كل حاجة‪ - 35 .‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم‪ :‬مبارك‬
‫يصلح للتزيج وطلب الحوائج )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (2) .558‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.558‬‬

‫]‪[61‬‬

‫‪ - 36‬الزوائد‪ :‬عنه عليه السلم يوم صالح ولد فيه نوح عليه السخخلم يصخخلح للحخخوائج‪،‬‬
‫و السلطان‪ ،‬والسفر‪ ،‬والبيع‪ ،‬والشراء‪ ،‬والديون‪ ،‬والقضاء‪ ،‬والخذ‪ ،‬والعطاء‬
‫والنزهة‪ ،‬والصيد‪ .‬ومن ولد فيه كان مباركا ميمونا موسخعا عليخخه فخخي حيخاته‪،‬‬
‫ومن مرض فيه أو في ليلته لم يجاوز مرضه اسبوعا ثم يبرأ بإذن ال‪- 37 .‬‬
‫وفي رواية اخرى‪ :‬يصلح للتزويج‪ ،‬وشراء الماشية‪ .‬أقول‪ " :‬خرداد " عندهم‬
‫بضم الخاء المعجمة‪ .‬اليوم السابع ‪ - 38‬الدروع‪ :‬عخخن الصخخادق عليخخه السخخلم‬
‫أنه يوم صالح لجميع المور‪ ،‬ومن بخخدأ بالكتابخخة أكملهخخا حخخذقا‪ ،‬ومخخن بخخدأ فيخخه‬
‫بعمارة أو غرس حمدت عاقبته‪ ،‬ومن ولد فيه صخخلحت تربيتخخه‪ .‬ووسخخع عليخخه‬
‫رزقه‪ .‬وقال سلمان ‪ -‬رضى ال عنخخه ‪ :-‬روز مرداداسخخم ملخخك موكخخل بالنخخاس‬
‫وأرزاقهم وهو يوم مبارك سعيد‪ ،‬فاعمل فيه ما تشاء مخخن الخيخخر‪ - 39 .‬وفخخي‬
‫رواية أخرى‪ :‬يخخوم صخخالح مثخخل السخخادس‪ - 40 .‬المكخخارم‪ :‬عنخخه عليخخه السخخلم‬
‫مبارك مختار يصلح لكل ما يراد ويسعى فيه )‪ - 41 .(1‬الزوائد‪ :‬عنه عليخخه‬
‫السلم يوم سعيد مبارك‪ ،‬فيه ركب نوح عليه السلم السخخفينة فخخاركب البحخخر‪،‬‬
‫وسافر في البر‪ ،‬والق العدو‪ ،‬واعمل ما شئت‪ ،‬فإنه يوم عظيم البركة‪ ،‬محمود‬
‫لطلب الحوائج والسعي فيها‪ .‬ومخن ولخد فيخه كخان مباركخا ميمونخخا علخى نفسخه‬
‫وأبويه‪ ،‬خفيف النجم‪ ،‬موسعا عيشه‪ .‬ومن مرض فيه أو في ليلتخخه بخخرئ بخخاذن‬
‫ال خ تعخخالى‪ - 42 .‬وفخخي روايخخة أخخخرى‪ :‬يصخخلح لبتخخداء الكتابخخة‪ ،‬والعمخخارة‪،‬‬
‫وغرس الشجار‪ .‬أقول‪ " :‬مرداد " أيضخخا بالضخخم‪ .‬وقخخال أبخخو ريحخخان‪ :‬معنخخاه‬
‫دوام الخلق أبدا من غير موت ول فناء‪.‬‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪558‬‬

‫]‪[62‬‬

‫اليوم الثامن ‪ - 43‬الدروع‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم صالح لكل حاجة من بيع‬
‫أو شراء‪ ،‬ومن دخل فيخخه علخخى سخخلطان قضخخيت حخخاجته‪ ،‬ويكخخره فيخخه ركخخوب‬
‫البحخخر‪ ،‬والسخخفر فخخي الخخبر‪ ،‬والخخخروج إلخخى الحخخرب‪ ،‬ومخخن ولخخد فيخخه صخخلحت‬
‫ولدته‪ ،‬ومن هرب فيه لم يقدر عليه إل بتعب‪ ،‬ومخخن ضخخل فيخخه لخخم يرشخخد إل‬
‫بجهد‪ ،‬والمريض فيه يجهد‪ .‬وقال سلمان‪ :‬روز نمادر اسم من أسمائه تعخخالى‪،‬‬
‫وهو يوم مبارك سعيد صالح لكل أمخخر تريخد مخن الخيخر‪ - 44 .‬وفخي الروايخخة‬
‫الخرى‪ :‬يوم صخخالح مبخخارك‪ ،‬صخخالح لكخخل حاجخخة إل السخخفر‪ - 45 .‬المكخخارم‪:‬‬
‫يصلح لكل حاجة سوى السفر‪ ،‬فإنه يكره فيه )‪ - 46 .(1‬الزوائد‪ :‬عنخخه عليخخه‬
‫السلم يوم صالح للشراء والبيع فاشخختر فيخخه وبخخع‪ ،‬وخخخذو أعخخط‪ ،‬ول تعخخرض‬
‫للسفر‪ ،‬فإنه يكره فيه سفر الخخبر والبحخخر‪ :‬ومخخن ولخخد فيخخه كخخان متوسخخط الحخخال‬
‫طويل العمر‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته برئ بخخإذن الخ تعخخالى‪ - 47 .‬وفخخي‬
‫رواية اخرى‪ :‬تصلح للقاء السلطان وقضاء الحوائج منه‪ ،‬ومن هخخرب فيخخه لخخم‬
‫يقدر عليه إل بتعب‪ ،‬ومن ضل فيه لم يرشد إل بجهد‪ .‬وقيل‪ :‬مخخن مخخرض فيخخه‬
‫هلك‪ .‬أقول‪ :‬المعروف عندهم " ديبازر "‪ .‬اليخخوم التاسخخع ‪ - 48‬الخخدروع‪ :‬عخخن‬
‫الصادق عليه السلم أنه يوم خفيف صالح لكل أمر تريخخده فابخخدأ فيخخه بالعمخخل‪،‬‬
‫واقترض فيه‪ ،‬وازرع‪ ،‬واغرس‪ .‬ومن حارب فيه غلب‪ ،‬ومن سافر فيه رزق‬
‫مال ورأى خيرا‪ ،‬ومن هرب فيه نجا‪ ،‬ومن مرض فيه ثقل‪ ،‬ومخخن ضخخل قخخدر‬
‫عليه‪ ،‬ومن ولد فيه صلحت ولدته ووفق فيه في كخخل حخخالته‪ .‬وقخخال سخخلمان‪:‬‬
‫روز آذر اسم ملك موكل بالميزان يوم القيامة محمود والحلم تصح فيه من‬
‫يومها‪.‬‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.558‬‬

‫]‪[63‬‬

‫‪ - 49‬وفي الرواية الخرى‪ :‬يوم خفيف صالح لكخخل أمخخر يريخخده‪ ،‬والمولخخود فيخخه يكخخون‬
‫مرزوقا فخخي معيشخخته‪ ،‬ول يصخخيبه ضخخيق‪ - 50 .‬المكخخارم‪ :‬عنخخه عليخخه السخخلم‬
‫مبارك يصلح لكل ما يريده النسان‪ ،‬ومخخن سخخافر فيخخه رزق مخخال ويخخرى فخخي‬
‫سفره كل خير )‪ - 51 .(1‬الزوائد‪ :‬عنه عليه السلم يوم صالح محمخخود‪ ،‬فيخه‬
‫ولد سام بن نوح‪ ،‬وهو يوم مبارك يصلح للحوائج‪ ،‬والدخول علخخى السخخلطان‪،‬‬
‫وجميع العمال‪ ،‬والدين والقرض والخذ والعطاء‪ ،‬ومن ولد فيه كان محبوبا‬
‫مقبول عند الناس‪ ،‬يطلب العلم ويعمل بأعمال الصالحين‪ ،‬ومن مرض فيه أو‬
‫في ليلة برئ بإذن ال تعالى‪ - 52 .‬وفي رواية اخخخرى‪ :‬مخخن سخخافر فيخخه رزق‬
‫ولقي خيرا‪ ،‬ويصلح للغرس والزرع‪ ،‬ومن حارب فيه غلب‪ ،‬ومن هرب فيخخه‬
‫لجأ إلى سلطان يمنع عليه‪ ،‬ومن مرض فيخخه ثقخخل‪ .‬أقخخول‪ :‬عنخخدهم آذر بخخاللف‬
‫الممدودة ثم الذال المعجمة المفتوحة اسم للنار والملك الموكخخل بهخخا‪ ،‬وصخخحح‬
‫بعضهم بضم الذال والول أشهر‪ .‬اليوم العاشر ‪ - 53‬الخدروع‪ :‬عخن الصخادق‬
‫عليه السلم أنه ولد فيه نوح عليه السلم ومن ولد فيه يكبر ويهخخرم ويخخرزق‪،‬‬
‫ويصلح للبيع والشراء والسفر‪ ،‬والضالة فيه توجخخد‪ ،‬والهخخارب فيخخه يظفخخر بخخه‬
‫ويحبس‪ ،‬وينبغي للمريض فيه أن يوصي‪ .‬وقال سخخلمان ‪ -‬رضخخي ال خ عنخخه ‪-‬‬
‫روز أبان اسم ملك موكل بالبحار والودية يوم خفيخخف مبخخارك‪ ،‬ومخخن هخخرب‬
‫فيه من سلطان اخذ‪ ،‬ومن ولد فيه لم يصبه ضخخيق و كخخان مرزوقخخا‪ ،‬والحلم‬
‫فيه تظهر في مدة عشرين يوما‪ - 54 .‬وفي الروايخخة الخخخرى‪ :‬فيخخه ولخخد نخخوح‬
‫عليه السلم يوم صالح للحرث والزرع والسخخلف وكخخل خيخخر‪ - 55 .‬المكخارم‪:‬‬
‫صالح لكل حاجة سوى الدخول على السلطان‪ ،‬ومن‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.559‬‬

‫]‪[64‬‬

‫فر فيه من السلطان أخذ‪ ،‬ومن ضلت له ضالة وجدها‪ ،‬وهو جيد للشخخراء والخخبيع ومخخن‬
‫مرض فيه برأ )‪ - 56 (1‬الزوائد‪ :‬عنه عليه السلم يوم محمود رفع الخ فيخخه‬
‫إدريس مكانا عليا‪ ،‬وفيه أخذ موسى التورية‪ ،‬تصلح لكتخخب الكتخخب والشخخروط‬
‫والعهود وأعمال الدواوين والحساب‪ ،‬ومن ولد فيه كان مباركا حليما صخخالحا‬
‫عفيفا‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلتخه يخخاف عليخخه‪ - 57 .‬وفخي روايخخة اخخخرى‪:‬‬
‫يصلح للبيع والشراء‪ ،‬ومن ضلت له ضالة وجخخدها‪ ،‬ويسخختحب للمريخخض فيخخه‬
‫أن يوصخخي‪ ،‬ومخخن هخخرب فيخخه ظفخخر بخخه وسخخجن‪ .‬اليخخوم الحخخادي عشخخر ‪- 58‬‬
‫الدروع‪ :‬عن الصادق عليه السخخلم أنخخه ولخخد فيخخه شخخيث عليخخه السخخلم‪ ،‬صخخالح‬
‫لبتداء العمل والبيع والشراء والسفر‪ ،‬ويجتنب فيخخه الخخدخول علخخى السخخلطان‪،‬‬
‫ومن هرب فيه رجع طائعا‪ ،‬ومن مرض فيه يوشك أن يبرأ ]فيه[‪ ،‬ومن ضل‬
‫فيه سلم‪ ،‬ومن ولد فيه طابت عيشته غير أنه ل يموت حتى يفتقر ويهرب من‬
‫سلطان‪ .‬وقال سلمان ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬روز خوراسم ملك موكل بالشمس‪،‬‬
‫يوم خفيف مثل الذي تقدمه‪ - 59 .‬وفي الرواية الخرى‪ :‬من هرب فيخخه اخخخذ‪،‬‬
‫ومن ولد فيه يكون مرزوقا في معيشته ويعمر حتى يهرم ول يفتقر أبخخدا‪60 .‬‬
‫‪ -‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم يصلح للشراء والبيع‪ ،‬ولجميع الحوائج‪ ،‬و للسخخفر‬
‫ما خل الدخول على السلطان‪ ،‬وإن التواري فيه يصخخلح )‪ - 61 .(2‬الخخزوائد‪:‬‬
‫عنه عليه السلم يوم صالح للشراء والبيع والمعاملخخة والقخخرض‪ ،‬و يكخخره فيخخه‬
‫الدخول على السلطان ومعاملته والتصرف فيخخه‪ ،‬ومخخن ولخخد فيخخه كخخان مباركخخا‬
‫صالح التربية‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته برئ بإذن ال تعالى‪.‬‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (2) .559‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.559‬‬

‫]‪[65‬‬

‫أقول‪ :‬عندهم " خور " بضم الخاء‪ ،‬ومنهم من صححه بالفتح‪ ،‬والول أظهر‪ ،‬ويؤيخخده‬
‫دخول الواو في الكتابخخة‪ - 62 .‬وفخخي روايخخة أخخخرى أنخخه ولخخد فيخخه شخخيث عليخخه‬
‫السلم‪ ،‬ومن هرب فيه رجع طائعا ومن ضل فيه سلم‪ .‬وذكر أيضا أنه يموت‬
‫فقيرا أو يهرب من السلطان‪ .‬اليوم الثاني عشر ‪ - 63‬الخخدروع‪ :‬عخخن الصخخادق‬
‫عليخخه السخخلم أنخخه يخخوم صخخالح للتزويخخج وفتخخح الحخخوانيت والشخخركة وركخخوب‬
‫البحخخار‪ ،‬ويجتنخخب فيخخه الوسخخاطة بيخخن النخخاس‪ ،‬والمريخخض يوشخخك أن يخخبرأ‪،‬‬
‫والمولود فيه يكون هين التربية‪ .‬وقال سلمان ‪ -‬رضخخي الخ عنخخه ‪ :-‬روز مخخاه‬
‫يوم مختار وهو اسم ملك موكل بالقمر‪ .‬وفخي الروايخة الخخرى مثخل الحخخادي‬
‫عشخخر‪ - 64 .‬المكخخارم‪ :‬عنخخه عليخخه السخخلم يخخوم صخخالح مبخخارك‪ ،‬فخخاطلبوا فيخخه‬
‫حوائجكم‪ ،‬و اسعوالها فإنها تقضى )‪ - 65 .(1‬الزوائد‪ :‬عنه عليه السلم يوم‬
‫مبخخارك‪ ،‬فيخخه قضخخى موسخخى الجخخل‪ ،‬وهخخو يخخوم التزويخخج والمشخخاركة وفتخخح‬
‫الحوانيت وعمارة المنازل والبيع والشراء والخذ و العطخخاء‪ ،‬ومخخن ولخخد فيخخه‬
‫كان عفيفا ناسكا صالحا‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته مخخن حمخخى خيخخف عليخخه‬
‫إل أن يشاء ال عزوجل‪ - 66 .‬وفي أخرى‪ :‬يسخختحب فيخخه ركخخوب المخخاء‪ ،‬ول‬
‫يرتكب فيه الوسائط ‪ -‬يعني الوساطة بين الناس ‪ .-‬اليوم الثخخالث عشخخر ‪- 67‬‬
‫الخخدروع‪ :‬عخخن الصخخادق عليخخه السخخلم أنخخه يخخوم نحخخس‪ ،‬فخخاتق فيخخه المنازعخخة‬
‫والحكومخخة ولقخخاء السخخلطان وكخخل أمخخر‪ ،‬ول تخخدهن فيخخه رأسخخا‪ ،‬ول تحلخخق فيخخه‬
‫شعرا‪ ،‬ومن ضل فيه أو هرب سلم‪ ،‬ومن مرض فيه أجهد‪ ،‬والمولود فيه ذكر‬
‫أنه ل يعيش‪.‬‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.559‬‬

‫]‪[66‬‬

‫وقال سلمان رضي ال عنه‪ :‬روز تير اسم ملك موكل بالنجوم‪ ،‬يوم نحس ردئ‪ ،‬فخخاتق‬
‫فيخخه السخخلطان وجميخخع العمخخال‪ ،‬والحلم تصخخح فيخخه بعخخد تسخخعة أيخخام‪ .‬وفخخي‬
‫الرواية الخرى‪ :‬يوم نحس ل تطلخخب فيخخه حاجخخة‪ - 68 .‬المكخخارم‪ :‬عنخخه عليخخه‬
‫السلم يوم نحس فأتقوا فيخخه جميخخع العمخخال )‪ - 69 .(1‬الخخزوائد‪ :‬عنخخه عليخخه‬
‫السلم يوم نحس فيه هلك ابن نوح وامخخرأة لخخوط‪ ،‬وهخخو يخخوم مخخذموم فخخي كخخل‬
‫حال‪ ،‬فاستعذ بال من شره‪ ،‬ومن ولخخد فيخخه كخخان مشخخوما عسخخير الخخرزق كخخثير‬
‫الحقد نكد الخلق‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته يخاف عليخخه والخ أعلخخم‪- 70 .‬‬
‫وفي رواية اخرى‪ :‬تتقي فيه المنازعات‪ ،‬ولقاء السلطين والحكومات وحلخخق‬
‫الرأس‪ ،‬ودهن الشعر‪ ،‬ومن هرب فيه سلم‪ ،‬وإن ولد فيه ذكر لخخم يعخخش‪ .‬اليخخوم‬
‫الرابع عشر ‪ - 71‬الدروع‪ :‬عن الصادق عليه السخخلم أنخخه صخخالح لكخخل شخخئ‪،‬‬
‫ومن ولد فيه يكون غشوما‪ ،‬وهو جيخخد لطلخخب العلخخم والخخبيع والشخخراء والسخخفر‬
‫والستقراض و ركوب البحر‪ ،‬ومن هرب فيه اخذ‪ ،‬ومن مرض فيه برئ إن‬
‫شاء ال تعالى‪ .‬وقال سخلمان رضخي الخ عنخه‪ :‬روز جخوش اسخم ملخك موكخل‬
‫بالنس والجن والريح‪ ،‬يوم سعيد مبخخارك‪ ،‬يصخخلح لكخخل شخخئ وللقخاء السخلطان‬
‫وأشراف الناس و علمائهم‪ ،‬ومن ولد فيه يكون كاتبخخا أديبخخا ويكخخثر مخخاله آخخخر‬
‫عمره‪ ،‬والحلم تصح بعد ستة وعشرين يوما‪ - 72 .‬وفي الرواية الخخخرى‪:‬‬
‫يوم سعيد صالح لكل حاجة‪ ،‬ومن ولد فيه عمر طويل‪ ،‬ويكون مشعوفا بطلب‬
‫العلم‪ ،‬ويكخخثر مخخاله فخخي آخخخر عمخخره‪ - 73 .‬المكخخارم‪ :‬عنخخه عليخخه السخخلم جيخخد‬
‫للحوائج ولكل عمل )‪ - 74 .(2‬الزوائد‪ :‬عنه عليه السلم يوم صالح لما تريد‬
‫من قضاء الحوائج ولقاء الملوك‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (2) .559‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.559‬‬

‫]‪[67‬‬

‫وطلب العلم وأعمال الديون‪ ،‬ومن ولد فيه عاش سليما سعيدا‪ ،‬وكان في أموره مسخخددا‬
‫محمودا مرزوقا‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته بخرئ مخن مرضخخه ولخم يطخخل ‪-‬‬
‫وال أعلم ‪ - 75 .-‬وفي رواية أخرى‪ :‬أنه من ولد فيه يكخخون فخخي آخخخر عمخخره‬
‫كثير المال‪ ،‬و يكون غشخخوما ظلومخخا‪ ،‬ويصخخلح للخخبيع والشخخراء والسخختقراض‬
‫والقرض والركوب في البحخخر‪ ،‬ومخخن هخخرب فيخخه يؤخخخذ‪ .‬أقخخول‪ :‬جخخوش بضخخم‬
‫الجيم وسكون الواو‪ .‬اليوم الخامس عشر ‪ - 76‬العخخدد القويخخة لخخدفع المخخخاوف‬
‫اليومية للشيخ رضي الدين علخي بخن يوسخف بخن مطهخر الحلخي‪ :‬قخال مولنخا‬
‫جعفر بن محمخد الصخادق عليخه السخلم‪ :‬إنخه يخوم مبخارك يصخلح لكخل حاجخة‬
‫والسفر وغيره‪ ،‬فاطلبوا فيه الحوائج فإنها مقضية‪ - 77 .‬وفي روايخخة أخخخرى‪:‬‬
‫محذور نحس في كل المور إل من أراد أن يسخختقرض أو يقخخرض أو يشخخاهد‬
‫ما يشتري‪ ،‬ولد فيه قابيل وكان ملعونا‪ ،‬وهو الذي قتل أخاه‪ ،‬فاحذروا فيه كل‬
‫الحذر‪ ،‬ففيه خلق الغضب‪ ،‬ومن مرض فيه مات‪ - 78 .‬وفخخي روايخخة أخخخرى‪:‬‬
‫من مرض فيه برئ عاجل‪ ،‬ومن هرب فيه ظفخخر بخخه فخخي مكخخان قريخخب )‪،(1‬‬
‫ومن ولد فيه يكون سيئ الخلق‪ - 79 .‬وفي رواية اخرى‪ :‬من ولخخد فيخخه يكخخون‬
‫ألثغ أو أخرس أو ثقيل اللسان‪ - 80 .‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬من ولد‬
‫فيه يكون أخرس أو ألثغ‪ .‬وقالت الفرس‪ :‬إنه يوم خفيف‪ .‬وفي روايخخة أخخخرى‪:‬‬
‫يوم مبارك يصلح لكل عمل وحاجة‪ ،‬والحلم فيه تصح بعد ثلثة أيام‪ ،‬يحمد‬
‫فيه لقاء القضاة والعلماء والتعليم وطلب ما عند الرؤساء والكتاب‪.‬‬

‫)‪ (1‬غريب )خ(‪.‬‬

‫]‪[68‬‬

‫وقال سلمان الفارسي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬ديمهروز اسم من أسخخماء الخ تعخخالى‪- 81 .‬‬
‫الدروع‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم صالح لكل المور إل مخخن أراد أن‬
‫يستقرض أو يقرض‪ ،‬ومن مرض فيه برئ عاجل ومن هرب فيخخه ظفخخر بخخه‪،‬‬
‫والمولود فيه يكون ألثغ أو أخرس‪ .‬وقال سلمان ‪ -‬رضي ال خ عنخخه ‪ :-‬روز "‬
‫ديبهر " )‪ (1‬اسم من أسمائه تعالى‪ ،‬يصلح لكخخل حاجخخة‪ ،‬والحلم فيخخه تصخخح‬
‫بعد ثلثة أيام‪ .‬وفي الرواية الخرى‪ :‬يوم صخخالح لكخخل أمخخر‪ ،‬والمولخخود يكخخون‬
‫أخخخرس أو ألثخخغ ‪ - 82‬المكخخارم‪ :‬صخخالح لكخخل حاجخخة تريخخدها‪ ،‬فخخاطلبوا فيخخه‬
‫حوائجكم فإنها تقضى )‪ - 83 .(2‬الزوائد‪ :‬يوم صالح لكل عمل وحاجة ولقاء‬
‫الشراف والعظماء و الرؤساء فاطلب فيه حوائجك‪ ،‬والق سخخلطانك‪ ،‬واعمخخل‬
‫ما بدالك فإنه يوم سعيد‪ ،‬و من ولد فيخخه يكخخون ألثخخغ اللسخخان أو أخخخرس‪ ،‬ومخخن‬
‫مرض فيه أو في ليلته خيف عليه إل أن يشاء ال عزوجل‪ - 84 .‬وفي رواية‬
‫أخرى‪ :‬يوم محخخذور ويصخخلح للسخختقراض والقخخرض ومشخخاهدة مخخا يشخخترى‪،‬‬
‫ومن مرض فيه برئ بإذن الخ تعخخالى‪ ،‬ومخخن هخخرب فيخخه ظفخخر بخخه فخخي مكخخان‬
‫غريب‪ .‬بيان‪ :‬اللثغ محركة واللثغة بالضم تحول اللسان من السخخين إلخخى الثخخاء‬
‫أو من الراء إلى الغين أو اللم أو الياء أو من حرف إلى حرف‪ ،‬أو أن ل يتم‬
‫رفع لسانه‪ ،‬وفيه ثقخخل لثخخغ كفخخرح فهخخو ألثخخغ‪ .‬وتصخخحيح السخخم عنخخدهم بالخخدال‬
‫المفتوحة والياء الساكنة والباء المكسورة‪ ،‬وفخخي نسخخخ الخخدروع بسخخقوط الميخخم‬
‫وفتح الباء‪ .‬وإنما ابتدأنا النقل من " العدد " من هذا اليوم لنخه لخم يصخل إلينخا‬
‫من هذا الكتاب إل من اليوم الخامس‬

‫)‪ (1‬ديمهر )خ(‪ (2) .‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.559‬‬

‫]‪[69‬‬

‫عشر إلى آخر الشهر‪ ،‬ومن أول الشهر إلى هذا اليوم كان ساقطا‪ .‬اليوم السادس عشخخر‬
‫‪ - 85‬العدد‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه السخخلم إنخخه يخخوم نحخخس‬
‫مستمر ردئ فل تسافر فيه ومن سافر فيه هلك وينخخاله مكخخروه‪ ،‬فخخاجتنبوا فيخخه‬
‫الحركات واتقوا فيه الحوائج ما استطعتم‪ ،‬فل تطلبوا فيخه حاجخة‪ ،‬ويكخخره فيخخه‬
‫لقاء السلطان‪ - 86 .‬وفي رواية‪ :‬يصلح للتجارة والبيع والمشاركة والخخخروج‬
‫إلى البحر ويصلح للبنية ووضخخع الساسخخات‪ ،‬ويصخخلح لعمخخل الخيخخر‪- 87 .‬‬
‫وفي رواية‪ :‬خلقت فيه المحبة والشهوة‪ ،‬وهخخو يخخوم السخخفر فيخخه جيخخد فخخي الخخبر‬
‫والبحر‪ ،‬استأجر فيه من شئت‪ ،‬وادفع فيه إلى من شخئت‪ ،‬مخن ولخد فيخه يكخون‬
‫مجنونا ل محالة ويكون بخيل‪ - 88 .‬وفي رواية‪ :‬من ولخخد فخخي صخخبيحته إلخخى‬
‫الزوال كان مجنونا وإن ولد بعد الزوال إلى آخره صلحت حاله‪ ،‬ومن هخخرب‬
‫فيه يرجع‪ ،‬ومن ضل فيه سلم و من ضلت له ضالة وجدها‪ ،‬ومن مرض فيخخه‬
‫برئ عاجل‪ - 89 .‬قال مولنا أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬مخخن مخخرض فيخخه‬
‫خيف عليه الهلك‪ .‬وقالت الفرس‪ :‬إنه يوم خفيف ‪ - 90‬وفخي روايخخة أنخخه يخخوم‬
‫جيد لكخخل مخخا يخخراد مخخن العمخخال والنيخخات والتصخخرفات والمولخخود فيخخه يكخخون‬
‫عامل‪ ،‬وهو يوم لجميع ما يطلب فيه من المور الجيدة‪ .‬وفي رواية أنخخه يخخوم‬
‫نحس‪ ،‬من ولد فيه يكون مجنونا لبد من ذلك‪ ،‬و من سافر فيه يهلك‪ ،‬وتصلح‬
‫لعمل الخير‪ ،‬ويتقى فيه الحركة‪ ،‬والحلم تصح فيه بعد يخخومين‪ .‬قخخال سخخلمان‬
‫الفارسي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬مهخخرروز اسخخم الملخخك الموكخخل بالرحمخخة‪- 91 .‬‬
‫الدروع‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم نحس ل يصلح لشئ سخخوى البنيخخة‬
‫والساسات‪ ،‬من سافر فيه هلك‪ ،‬ومن هرب فيه رجع‪ ،‬ومن ضل سخخلم‪ ،‬ومخخن‬
‫مرض‬

‫]‪[70‬‬

‫فيه برئ سريعا‪ ،‬والمولود فيه يكون مجنونا إن ولد قبل الزوال‪ ،‬وإن ولد بعخخد الخخزوال‬
‫صلحت حاله‪ .‬وقال سلمان ‪ -‬رضي الخ عنخه ‪ :-‬روز مهخخر اسخخم ملخك موكخل‬
‫بالرحمة‪ ،‬وهو يوم نحس‪ ،‬فاتق فيه الحركة‪ ،‬والحلم تصح فيه بعخخد يخخومين‪.‬‬
‫‪ 92‬وفي الروية الخرى‪ :‬يوم نحس‪ ،‬ومن ولد فيه يكون مجنونا‪ ،‬ومن سخخافر‬
‫فيه هلك‪ - 93 .‬المكارم‪ :‬ردئ مذموم لكل شئ )‪ - 94 .(1‬الزوائد‪ :‬عنه عليه‬
‫السلم‪ :‬يوم نحس ردئ مذموم ل خير فيه‪ ،‬فل تسافر فيه‪ ،‬ول تطلب حاجخخة‪،‬‬
‫وتوق ما استطعت‪ ،‬وتعوذ بال من شره‪ ،‬ومن ولخخد فيخخه يكخخون مشخخوما عسخخر‬
‫التربية منحوسا في عيشه‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته يخخخاف عليخخه ويطخخول‬
‫مرضه وال أعلم‪ - 95 .‬وفي رواية أخرى‪ :‬من سافر فيخخه هلخخك‪ ،‬ويكخخره فيخخه‬
‫لقاء السلطان ويصلح للتجارة والبيع والمشاركة والخروج إلى البحر والبنية‬
‫والساسات والخخذي يهخخرب فيخخه يرجخع‪ ،‬ومخخن ضخخل فيخه سخخلم‪ ،‬ومخخن ولخد فخي‬
‫صبيحته إلى الزوال كان مجنونا‪ ،‬ومخخن بعخخد الخخزوال تكخخون أعمخخاله صخخالحة‪.‬‬
‫أقول‪ " :‬مهر " عندهم بكسر الميم وسكون الهخخاء‪ .‬اليخخوم السخخابع عشخخر ‪- 96‬‬
‫العدد‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلم‪ :‬إنه يوم صاف مختار‬
‫لجميع الحوائج‪ ،‬ويصلح للشخخراء والخخبيع والتزويخخج والخخدخول علخخى السخخلطان‬
‫وغير ذلك‪ ،‬صالح لكل حاجة‪ ،‬فاطلب فيه ما تريد فإنه جيد‪ ،‬خلقت فيه القخخوة‪،‬‬
‫و خلق فيه ملك الموت‪ ،‬وهو الذي بارك فيه الحق على يعقوب عليه السخخلم‪،‬‬
‫جيد صالح للعمارة‪ ،‬وفتق النهار‪ ،‬وغرس الشجار‪ ،‬والسفر فيه ل يتخخم‪97 .‬‬
‫‪ -‬وفي رواية أخرى‪ :‬هذا اليوم متوسط يحذر فيه المنازعة‪ ،‬ومن أقرض‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.559‬‬

‫]‪[71‬‬

‫فيه شيئا لم يرد إليه‪ ،‬فإن رد فيجهد‪ ،‬ومن استقرض فيه شيئا لخخم يخخرده‪ - 98 .‬قخخال ابخخن‬
‫معمر‪] :‬وفي[ رواية أخرى أنه يوم ثقيل ل يصلح لطلب الحوائج فاحذر فيه‪،‬‬
‫وأحسن إلى ولدك وعبدك‪ ،‬ومن مرض فيه يبرأ‪ ،‬والرؤيا فيه كاذبخخة‪ ،‬والبخخق‬
‫فيه يوجد‪ ،‬ومن ولد فيه عاش طويل وصخلحت حخاله وتربيتخه ويكخخون عيشخخه‬
‫طيبا ل يرى فيخخه فقخخرا‪ .‬وقخخالت الفخخرس‪ :‬إنخخه يخخوم خفيخخف‪ - 99 .‬وفخخي روايخخة‬
‫أخرى‪ :‬أنه يوم ثقيل غير صالح لعمل الخير‪ ،‬فل تلتمس فيخخه حاجخخة‪- 100 .‬‬
‫وفي رواية أخرى‪ :‬يوم جيد مختار‪ ،‬يحمخخد فيخخه التزويخخج والختانخخة و الشخخركة‬
‫والتجارة ولقاء الخوان والمضاربة للموال‪ .‬وقال سلمان الفارسي ‪ -‬رضخخي‬
‫ال عنه ‪ :-‬سروش روز اسم الملك الموكل بحراسة العالم وهو جبرئيل عليخخه‬
‫السلم‪ - 101 .‬الدروع‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنخخه يخخوم متوسخخط‪ ،‬واحخخذر‬
‫فيه المنازعة و القرض والستقراض‪ ،‬فمخخن أقخخرض فيخخه شخخيئا لخخم يخخرد إليخخه‪،‬‬
‫ومن استقرض لم يرده ومن ولد فيه صلحت حاله‪ .‬وقال سلمان ‪ -‬رضخي الخ‬
‫عنخه ‪ :-‬روز سخروش‪ ،‬اسخم ملخك موكخل بحراسخة العخالم وهخو يخوم ثقيخل فل‬
‫تلتمس فيه حاجة‪ .‬وفي الرواية الخرى‪ :‬يوم صالح‪ - 102 .‬قال وفخخي روايخخة‬
‫أخرى أنه يوم ثقيل ل يصلح لطلب حاجة‪ - 103 .‬المكارم‪ :‬عنه عليه السخخلم‬
‫صاف )‪ (1‬مختار‪ ،‬فاطلبوا فيه ما شئتم وتزوجوا وبيعوا واشخختروا وازرعخخوا‬
‫وابنوا وادخلوا على السلطان في حوائجكم فإنها تقضى )‪ - 104 .(2‬الزوائد‪:‬‬
‫عنه عليه السلم‪ :‬يوم صالح مختار محمود لكل عمل وحاجة‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬صالح‪ (2) .‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.559‬‬

‫]‪[72‬‬

‫فاطلب فيه الحوائج‪ ،‬واشتر وبع والق الكتاب والعمال ومن شئت‪ ،‬ومن ولخخد فيخخه كخخان‬
‫مباركا سعيدا في كل أمره‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلتخخه خلخخص وبخخرئ بخخإذن‬
‫ال تعالى‪ - 105 .‬وفي رواية أخرى‪ :‬متوسط تحذر فيخخه المنازعخخة والقخخرض‬
‫والسخخختقراض‪ .‬أقخخخول‪ " :‬سخخخروش " عنخخخدهم بالسخخخين والخخخراء المهملخخختين‬
‫المضمومتين‪ .‬اليوم الثامن عشر ‪ - 106‬العدد‪ :‬قخال مولنخا جعفخر بخن محمخد‬
‫الصخخادق عليخخه السخخلم‪ :‬إنخخه يخخوم مختخار جيخخد مبخخارك سخخعيد يصخخلح للتزويخخج‬
‫والسفر‪ ،‬ومن سافر فيه قضيت حاجته‪ ،‬مبارك لكخل مخا تريخد عملخه‪ ،‬ولطلخب‬
‫الحوائج‪ ،‬صالح لكل حاجخخة مخخن بيخخع وشخخراء وزرع فإنخخك تربخخح‪ ،‬واسخخع فخخي‬
‫جميع حوائجك فإنها تقضى‪ ،‬واطلب فيه ما شئت فإنك تظفر ويصلح للدخول‬
‫على السلطان والقضاة والعمال‪ ،‬ومخن خاصخم فيخه عخدوه ظفخر بخه بخإذن الخ‬
‫وغلبه‪ ،‬ومن تزوج فيه يرى خيرا‪ ،‬ومن اقترض قرضا رده إلى من اقترض‬
‫منه‪ ،‬ومن مرض فيه يوشك أن يبرأ‪ :‬والمولخخود يصخخلح حخخاله‪ ،‬ويكخخون عيشخخه‬
‫طيبا‪ ،‬ول يرى فقرا‪ ،‬ول يموت إل عن توبة‪ .‬وقال الفرس‪ :‬إنخخه يخخوم خفيخخف‪.‬‬
‫‪ - 107‬وفي رواية اخرى‪ :‬تحمد فيه العمارات والبنية‪ ،‬ويشترى فيه البيوت‬
‫والمنازل‪ ،‬وتقضخخى فيخخه الحخخوائج والمهمخخات‪ ،‬ويصخخلح للسخخفر‪ .‬وقخخال سخخلمان‬
‫الفارسي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬رش روزاسم الملخخك الموكخخل بخخالنيران‪- 108 .‬‬
‫الدروع‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم سعيد صالح لكخخل شخخئ مخخن بيخخع أو‬
‫شراء أو زرع أو سفر‪ ،‬ومن خاصم فيه عدوه ظفر به‪ ،‬والقرض فيه يخخرد‪ ،‬و‬
‫المريض يبرأ‪ ،‬ومن ولد فيه صلحت حاله‪ .‬وقال سلمان ‪ -‬رضي ال خ عنخخه ‪:-‬‬
‫روزرش اسم ]ملك[ موكل بالنيران‪ ،‬يصلح للسفر وطلخخب الحخخوائج‪- 109 .‬‬
‫وفي الرواية الخرى‪ :‬يوم صالح للسفر وكل ما تريده من حاجة‪.‬‬

‫]‪[73‬‬

‫‪ - 110‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم‪ :‬مختار صالح للسفر وطلب الحخخوائج‪ ،‬ومخخن خاصخم‬
‫فيه عدوه خصمه وغلبه وظفر به بقدرة ال )‪ - 111 .(1‬الزوائد‪ :‬عنخخه عليخخه‬
‫السلم‪ :‬يوم مختار للسفر والتزويج ولطلب الحوائج ومخخن خاصخخم فيخخه عخخدوه‬
‫خصمه وغلبه وقهره‪ ،‬ومن ولد فيه كان حسن التربية محمخخود العيخخش‪ ،‬ومخخن‬
‫مرض فيه أو في ليلته برئ ونجا بإذن ال تعالى‪ - 112 .‬وفي رواية أخخخرى‪:‬‬
‫يصلح للخخبيع والشخخراء والخخزرع‪ .‬أقخخول‪ :‬أكخخثرهم صخخححوا السخخم بفتخخح الخخراء‬
‫المهملة وسكون الشين المعجمة والنون وصحح بعضهم رش بغير نخخون كمخخا‬
‫في الدروع‪ .‬اليوم التاسع عشخخر ‪ - 113‬العخخدد‪ :‬قخخال مولنخخا جعفخخر بخخن محمخخد‬
‫الصادق عليه السلم إنه يوم خفيف يصلح لكل شخخئ والسخخفر فمخخن سخخافر فيخخه‬
‫قضي حخخاجته وقضخخيت أمخخوره‪ ،‬وكلمخخا ]يريخخد[ يصخخل إليخخه‪ ،‬صخخالح للتزويخخج‬
‫والمعاش والحوائج وتعلم العلم وشراء الرقيق والماشية‪ ،‬سخخعيد مبخخارك‪ ،‬ولخخد‬
‫فيه إسحاق بن إبراهيم عليهما السلم ومن ضل فيه أو هخخرب قخخدر عليخخه بعخخد‬
‫خمسة عشر ليلة‪ ،‬ومن ولد فيه كان صالح الحال متوقعخخا لكخخل خيخخر‪- 114 .‬‬
‫وفي رواية أخرى‪ :‬أنه يوم شخخديد كخخثر شخخره‪ ،‬ل تعمخخل فيخخه عمل مخخن أعمخخال‬
‫الدنيا‪ ،‬والزم فيه بيتك‪ ،‬وأكثر فيه ذكخر الخ عزوجخل وذكخر النخبي صخلى الخ‬
‫عليه وآله من مرض فيه ينجو‪ ،‬ول تسافر فيه‪ ،‬ول تدفع فيخخه إلخخى أحخخد شخخيئا‪،‬‬
‫ول تدخل على سلطان‪ ،‬ومن رزق فيه يكون سيئ الخلق‪ - 115 .‬وقال أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬من ولد فيه يكون مرزوقا مباركا‪ .‬وقخخال الفخخرس‪ :‬يخخوم‬
‫ثقيل‪ - 116 .‬وفي رواية أخرى‪ :‬أنه يحمد فيه لقاء الملوك والسلطين لطلخخب‬
‫الحوائج وطلب ما عندهم وفي أيديهم‪ ،‬وهو يوم مبارك‪.‬‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.559‬‬

‫]‪[74‬‬

‫وقال سلمان الفارسي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬فروردين روز اسم الملك الموكل بخخالرواح‬
‫]و[ قبضها‪ .‬وفي ليلة تسع عشخخرة مخخن شخخهر رمضخخان يكتخخب وفخخد الحخخاج‪ ،‬و‬
‫يستحب فيه الغسل وفي ليلة الربعاء تاسع عشر شهر رمضان سخخنة أربعيخخن‬
‫من الهجرة ضرب مولنا أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه السلم‪117 .‬‬
‫‪ -‬الدروع‪ :‬عن الصادق عليه السخخلم أنخخه يخخوم سخخعيد ولخخد فيخخه إسخخحاق‪ ،‬وهخخو‬
‫صالح للسفر والمعاش والحوائج وتعلم العلم وشراء الرقيخخق والماشخخية‪ ،‬ومخخن‬
‫ضل فيه أو هرب قدر عليه بعد خمس عشرة ليلة‪ ،‬ومن ولد فيه يكون صالحا‬
‫موفقا للخيرات إن شاء ال‪ .‬وقال سلمان ‪ -‬رضي ال عنخخه ‪ :-‬روز فرورديخخن‬
‫اسم ملك موكل بالرواح و قبضها‪ ،‬وهو يوم مبارك‪ ،‬وفي الروايخخة الخخخرى‬
‫مثل الثخخامن عشخخر‪ - 118 .‬المكخخارم‪ :‬عنخخه عليخخه السخخلم‪ :‬مختخخار صخخالح لكخخل‬
‫عمل‪ ،‬ومن ولد فيه يكون مباركا )‪ - 119 .(1‬الزوائد‪ :‬عنه عليه السلم يخخوم‬
‫مختار مبارك صالح لكل عمل تريد‪ ،‬وفيخخه ولخخد إسخخحاق بخخن إبراهيخخم عليهمخخا‬
‫السلم فاطلب فيه الحوائج‪ ،‬والق السلطان‪ ،‬واكتب الكتخخب واعمخخل العمخخال‪،‬‬
‫ومن ولد فيه كان كاتبا مباركا مرزوقا‪ ،‬ومن مخخرض فيخخه أو فخخي ليلتخخه خيخخف‬
‫عليه‪ - 120 .‬وفي رواية أخرى‪ :‬يصلح للسفر والمعاش وطلب العلم وشخخراء‬
‫الرقيق والماشية‪ ،‬ومن ضل فيه أو هرب يقدر عليه بعد نصف شخخهر‪ .‬أقخخول‪:‬‬
‫فروردين عندهم بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الواو ثم سكون الخخراء وكسخخر‬
‫الدال‪ .‬اليوم العشرون ‪ - 121‬العدد‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه‬
‫السلم‪ :‬إنه يوم جيد مبارك‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪.559 ،2‬‬

‫]‪[75‬‬

‫يصلح لطلب الحوائج والسفر‪ ،‬فمن سافر فيه كانت حاجته مقضية‪ ،‬والبنخخاء والتزويخخج‬
‫والخخدخول علخخى السخخلطان وغيخخره‪ - 122 .‬وفخخي روايخة أخخرى‪ :‬أنخه ولخد فيخخه‬
‫إسحاق عليه السلم محمود العاقبة جيخخد لطلخخب الحخخوائج‪ ،‬طخخالب فيخخه بحقخخك‪،‬‬
‫وازرع ما شئت‪ ،‬ول تشتر فيه عبدا‪ - 123 .‬وفي رواية أخرى‪ :‬يجتنخخب فيخخه‬
‫شراء العبيد‪ - 124 .‬وفي رواية أخرى‪ :‬أنه يوم متوسط الحال‪ ،‬صالح للسفر‬
‫والبنخخاء ووضخخع السخخاس وحصخخاد الخخزرع وغخخرس الشخخجر والكخخرم واتخخخاذ‬
‫الماشية‪ ،‬من هرب فيه كان بعيخخد الخخدرك‪ ،‬ومخخن ضخخل فيخخه خفخخي أمخخره‪ ،‬ومخخن‬
‫مرض فيه صعب مرضه‪ - 125 .‬وفي رواية‪ :‬مخخن مخخرض فيخخه مخخات‪ ،‬ومخخن‬
‫ولد فيه يكون في صعوبة مخخن العيخخش‪ ،‬ويكخخون ضخخعيفا‪ - 126 .‬وفخخي روايخخة‬
‫أخرى‪ :‬من ولد فيه كان حليما فاضل‪ - 127 .‬قال مولنا أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم‪ :‬من سافر فيه رجع سالما غانما‪ ،‬و قضخخى الخ حخخوائجه وحصخخنه مخخن‬
‫جميع المكاره‪ .‬وقالت الفخخرس‪ :‬إنخخه يخخوم خفيخخف مبخخارك‪ - 128 .‬وفخخي روايخخة‬
‫أخرى‪ :‬أنه يوم محمود يحمد فيه الطلب للمعاش والتوجه بالنتقال والشخخغال‬
‫والعمال الرضية والبتداءات للمور‪ .‬وقال سخخلمان الفارسخخي ‪ -‬رضخخي الخ‬
‫عنخخه ‪ :-‬بهخخرام روز‪ - 129 .‬الخخدروع‪ :‬عخخن الصخخادق عليخخه السخخلم أنخخه يخخوم‬
‫متوسط صالح للسفر وقضاء الحوائج والبناء ووضع الساس وغرس الشجر‬
‫والكرم واتخاذ الماشية‪ ،‬ومن هرب فيه بعد دركه‪ ،‬ومن ضل فيه خيف أمره‪،‬‬
‫ومن مرض فيه صعب مرضه‪ ،‬ومن ولد فيه صعب عيشخخته‪ .‬وقخخال سخخلمان ‪-‬‬
‫رضي ال عنه ‪ :-‬روز بهرام اسم ملك موكخخل بالنصخخر والخخخذلن والحخخروب‬
‫والجدال‪ ،‬وهو يوم جيد مبارك‪ - 130 .‬وفخخي الروايخخة الخخخرى‪ :‬يخخوم مبخخارك‬
‫يصلح للسفر وطلب الحوائج‪.‬‬

‫]‪[76‬‬

‫‪ - 131‬المكخخارم‪ :‬عنخخه عليخخه السخخلم جيخخد مختخخار للحخخوائج والسخخفر والبنخخاء والغخخرس‬
‫والدخول إلى السلطان )‪ ،(1‬يوم مبارك بمشية ال )‪ - 132 .(2‬الزوائد‪ :‬عنه‬
‫عليه السلم يوم جيد محمود صالح مسعود مبارك لما يخؤتى فاشختر فيخه وبخع‬
‫واعمل ما شئت‪ ،‬ومن ولد فيه كان طويخخل العمخخر‪ ،‬ملكخخا يملخخك بلخخدا أو ناحيخخة‬
‫منه‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته يخلص بإذن ال تعالى‪ - 133 .‬وفي روايخخة‬
‫أخخخرى‪ :‬يخخوم متوسخخط يصخخلح للسخخفر والحخخوائج والبنخخاء و وضخخع الساسخخات‬
‫وغرس الشجر والكرم واتخاذ الماشخخية‪ ،‬ومخخن هخخرب فيخخه كخخان بعيخخد الخخدرك‪،‬‬
‫ومن ضل فيه خفي أمره‪ ،‬ومخخن مخخرض فيخخه صخخعب مرضخخه‪ ،‬ومخخن ولخخد فيخخه‬
‫عاش في صعوبة‪ .‬أقول‪ :‬المضبوط عندهم بهرام بفتخخح البخخاء وسخخكون الهخخاء‪.‬‬
‫اليوم الحادي والعشرون ‪ - 134‬العدد‪ :‬قال مولنا جعفر بخخن محمخخد الصخخادق‬
‫عليه السلم‪ :‬إنه يوم نحس مسخختمر يصخخلح فيخخه إراقخخة الخخدماء‪ ،‬فخخاتقوا فيخخه مخخا‬
‫استطعتم‪ ،‬ول تطلبوا فيه حاجة ول تنازعوا فيه‪ ،‬فإنه ردئ منحخخوس مخخذموم‪،‬‬
‫ول تلق فيه سلطانا تتقيه‪ ،‬فهو يوم ردئ لسائر المور‪ ،‬ول تخرج من بيتخخك‪،‬‬
‫وتوق ما استطعت‪ ،‬وتجنب فيه اليمين الصادقة‪ ،‬وتجنب فيه الهوام‪ ،‬فخخإن مخخن‬
‫لسع فيه مات‪ ،‬ول تواصل فيه أحدا‪ ،‬فهو أول يخخوم اريخخق فيخخه الخخدم وحاضخخت‬
‫فيه حواء‪ ،‬ومن سافر فيه لم يرجع وخيف عليه ولخخم يربخخح‪ ،‬والمريخخض يشخختد‬
‫علته ولم يخخبرأ‪] ،‬و[ مخخن ولخخد فيخخه يكخخون محتاجخخا فقيخخرا‪ - 135 .‬وفخخي روايخخة‬
‫أخرى‪ :‬من ولد فيه يكون صالحا‪ .‬قالت الفخخرس‪ :‬إنخخه يخخوم جيخخد‪ - 136 .‬وفخخي‬
‫رواية أخرى‪ :‬يصلح فيه إهراق الدم‪ ،‬ول تطلب فيه حاجخخة‪ ،‬و تتقخخي فيخخه مخخن‬
‫الذى‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬على السلطان‪ (2) .‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.559‬‬

‫]‪[77‬‬

‫‪ - 137‬وفي رواية أخرى‪ :‬يكره فيه سائر العمال والفصد والحجامخخة و لقخخاء الجنخخاد‬
‫والقواد والساسة‪ .‬قال سلمان الفارسي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬رام روز‪- 138 .‬‬
‫الدروع‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه يوم نحس ردئ‪ ،‬فل تطلب فيه حاجخخة‪،‬‬
‫واتق فيه السلطان‪ ،‬ومن سافر فيخخه خيخخف عليخخه‪ ،‬ومخخن ولخخد فيخخه يكخخون فقيخخرا‬
‫محتاجا‪ .‬وقال سلمان ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬روز ماه اسم ملخخك موكخخل بخخالفرح‪،‬‬
‫يصلح لهراق الدماء حسب‪ - 139 .‬وفي الرواية الخرى‪ :‬يوم نحس‪ ،‬وهخخو‬
‫يوم إراقة الدم‪ ،‬فل تطلب فيه حاجة‪ - 140 .‬المكارم‪ :‬عنه عليه السخخلم‪ :‬يخخوم‬
‫نحس مستمر )‪ - 141 .(1‬الزوائد‪ :‬عنه عليه السلم‪ :‬يوم نحس مخخذموم أكخخل‬
‫فيه آدم من الشخخجرة وعصخخى ربخخه‪ ،‬فاحخخذره ول تطلخخب فيخخه حاجخخة‪ ،‬ول تلخخق‬
‫سلطانا‪ ،‬ول تعمل عمل‪ ،‬ول تشارك أحدا واقعد في منزلك واسختعذ بخال مخن‬
‫شره‪ ،‬ومن ولد فيه كان ضخخيق العيخخش نكخخد الحيخخاة‪ ،‬ومخخن مخخرض فيخخه يخخخاف‬
‫عليه‪ - 142 .‬وفي رواية أخرى‪ :‬يتقى فيه السلطان والسفر‪ .‬أقول‪ :‬المضبوط‬
‫عندهم رام بفتح الراء المهملخخة‪ .‬اليخخوم الثخخاني والعشخخرون ‪ - 143‬العخخدد‪ :‬قخخال‬
‫مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه السخخلم‪ :‬إنخخه يخخوم مختخخار حسخخن مخخا فيخخه‬
‫مكروه‪ ،‬يصلح لكل حاجة وللشراء والبيع والصخخيد فيخخه والسخخفر‪ ،‬ومخخن سخخافر‬
‫فيه ربح ويرجع معافى إلى أهلخه سخالما‪ ،‬وطلخب الحخوائج والمهمخات وسخائر‬
‫العمال‪ ،‬والصدقة فيه مقبولة‪ ،‬ومن دخل على سلطان قضيت حخخاجته ويبلخخغ‬
‫بقضاء‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.559‬‬

‫]‪[78‬‬

‫الحوائج‪ .‬وفي نسخة أخخخرى‪ :‬ومخخن قصخخد السخخلطان وجخخد مخافخخة‪ - 144 .‬وفخخي روايخخة‬
‫أخخخرى‪ :‬خفيخخف صخخالح لكخخل شخخئ يلتمخخس فيخخه‪ ،‬والرؤيخخا ]فيخخه[ مقصوصخخة‪،‬‬
‫والتجارة فيه مباركة‪ ،‬والبق فيه يوجد‪ ،‬وإن خاصمت فيه كخخانت الغلبخخة لخخك‪،‬‬
‫والتزويج فيه جيد‪ ،‬ومخخن ولخخد فيخخه يكخخون عيشخخه طيبخخا ويكخخون مباركخخا‪ ،‬ومخخن‬
‫مرض فيه يبرأ سخخريعا‪ .‬وقخخالت الفخخرس‪ :‬إنخخه يخخوم ثقيخخل‪ - 145 .‬وفخخي روايخخة‬
‫أخرى‪ :‬أنه يحمد فيه كل حاجة‪ ،‬والعمال السلطانية وسخخائر التصخخاريف فخخي‬
‫العمال المرضية‪ ،‬وهو يوم خفيخخف يصخخلح لكخخل حاجخخة يخخراد قضخخاؤها‪ .‬قخخال‬
‫سلمان الفارسي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬بادروز‪ - 146 .‬الخخدروع‪ :‬عخخن الصخخادق‬
‫عليه السلم أنه يوم صالح لقضخخاء الحخخوائج والخخبيع والشخخراء والخخدخول علخخى‬
‫السلطان‪ ،‬والصدقة فيخخه مقبولخخة‪ ،‬والمريخخض فيخخه يخخبرأ سخخريعا والمسخخافر فيخخه‬
‫يرجع معافى‪ .‬وقال سخخلمان ‪ -‬رضخخي الخ عنخخه ‪ :-‬روز بخخاد اسخخم ملخخك موكخخل‬
‫بالريح‪ ،‬يوم خفيف يصخخلح لكخخل حاجخخة‪ - 147 .‬وفخخي الروايخخة الخخخرى‪ :‬يخخوم‬
‫صالح لكل شئ‪ - 148 .‬المكارم‪ :‬عنخخه عليخخه السخخلم‪ :‬مختخخار صخخالح للشخخراء‬
‫والخخبيع ولقخخاء السخخلطان والسخخفر والصخخدقة )‪ - 149 .(1‬الخخزوائد‪ :‬عنخخه عليخخه‬
‫السلم‪ :‬يوم سعيد مبارك مختار لما تريد من العمال فاعمل ما شخخئت‪ ،‬والخخق‬
‫من شئت‪ ،‬فإنه مبارك‪ ،‬ومن ولد فيه كان مباركا ميمونا سعيدا‪ ،‬ومخخن مخخرض‬
‫فيه أو في ليلته ل يخاف عليه ويخلص‪ ،‬ويستحب فيخخه الشخخراء والخخبيع‪ .‬بيخخان‪:‬‬
‫قوله عليه السلم " ويبلغ بقضاء الحوائج " أي حوائج غيره‪ ،‬أو هو تأكيد‬
‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ 2‬ص‪.559 ،‬‬

‫]‪[79‬‬

‫" مقصوصة " أي ينبغي أن يقص لغيخخره ليعبرهخخا‪ .‬اليخخوم الثخخالث والعشخخرون ‪- 150‬‬
‫العدد‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلم‪ :‬إنه يوم سعيد مختخخار‬
‫ولخخد فيخخه يوسخخف النخخبي الصخخديق عليخخه السخخلم يصخخلح لكخخل حاجخخة ولكخخل مخخا‬
‫يريدونه‪ ،‬وخاصة للتزيج والتجارات كلها‪ ،‬وللدخول على السخخلطان والسخخفر‪،‬‬
‫ومن سافر فيه غنم وأصاب خيرا‪ ،‬جيد للقخخاء الملخخوك والشخخراف والمهمخخات‬
‫وسائر العمال‪ ،‬وهخخو يخخوم خفيخخف مثخخل الخخذي قبلخخه‪ ،‬يصخخلح للخخبيع والشخخراء‪،‬‬
‫والرؤيا فيه كاذبة‪ ،‬والبق فيه يوجد‪ ،‬والضالة ترجع‪ ،‬والمريض يخخبرأ‪ ،‬ومخخن‬
‫ولد فيه يكون صالحا طيب النفس حسنا محبوبا حسخخن التربيخخة فخخي كخخل حخخاله‬
‫رخي البال‪ .‬وفي نسخة اخرى‪ :‬يوم نحس مشخخوم‪ ،‬مخخن ولخخد فيخخه ل يمخخوت إل‬
‫مقتول‪ ،‬ولد فيه فرعون‪ - 151 .‬قال مولنا أمير المؤمنين عليه السخخلم‪ :‬ولخخد‬
‫فيه ابخخن يخامين أخخو يوسخخف‪ ،‬ومخخن ولخخد فيخه يكخخون مرزوقخخا مباركخا‪ .‬وقخخالت‬
‫الفرس‪ :‬إنه يوم خفيف يحمخخد فيخخه التزويخخج والنقلخخة والسخخفر والخخخذ والعطخخاء‬
‫ولقخخاء السخخلطين‪ ،‬صخخالح لسخخائر العمخخال ولقضخخاء الحخخوائج‪ .‬وقخخال سخخلمان‬
‫الفارسي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬ديبدين روز اسم الملك الموكخخل بخخالنوم واليقظخخة‬
‫وحراسة الرواح حتى ترجع إلى البدان‪ .‬ومن رواية أنه اسم من أسماء الخخ‬
‫تعالى‪ - 152 .‬الدروع‪ :‬عن الصادق عليه السخخلم أنخخه ولخخد فيخخه يوسخخف عليخخه‬
‫السلم وهو يوم صخخالح لطلخخب الحخخوائج والتجخخارة والتزويخخج والخخدخول علخخى‬
‫السلطان‪ ،‬ومن سافر فيه غنم وأصاب خيرا‪ ،‬ومن ولد فيه كان حسن التربية‪.‬‬
‫وقال سلمان ‪ -‬رضخي الخ عنخه ‪ :-‬روز بنخدين اسخم مخن أسخمائه تعخالى‪ ،‬يخوم‬
‫خفيف صالح لسائر الحوائج‪ .‬وفي الرواية الخرى مثل الثاني والعشرين‪.‬‬

‫]‪[80‬‬

‫‪ - 153‬المكخخارم‪ :‬مختخخار جيخخد خاصخخة للتزويخخج والتجخخارات كلهخخا والخخدخول إلخخى )‪(1‬‬
‫السلطان )‪ - 154 .(2‬الزوائد‪ :‬عنه عليه السلم‪ :‬يخوم سخعيد مبخارك لكخل مخا‬
‫تريد‪ :‬للسفر‪ ،‬و التحويل )‪ (3‬من مكان إلى مكان‪ ،‬وهخخو جيخخد للحخخوائج ولقخخاء‬
‫الملوك‪ ،‬ومن ولد فيه كان سعيدا وعاش عيشا طيبا‪ ،‬ومن مخخرض فيخخه أو فخخي‬
‫ليلته نجا بخخإذن الخ تعخخالى‪ - 155 .‬وفخخي روايخخة أخخخرى‪ :‬أن يوسخخف ولخخد فيخخه‬
‫ويصلح للتزويج‪ .‬أقول‪ :‬السم عندهم " ديبدين " بفتح الدال المهملخخة وسخخكون‬
‫الياء المثناة التحتانية وكسر الباء أو فتحها وكسر الخخدال المهملخخة‪ ،‬ومنهخخم مخخن‬
‫صححه " ديبادين " وفي نسخ الدروع تصخخحيفات‪ .‬اليخخوم الرابخخع والعشخخرون‬
‫‪ - 156‬العدد‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلم‪ :‬إنه يوم نحس‬
‫مستمر مذموم مشوم ملعون‪ ،‬ولد فيه فرعون لعنه ال وهو يخخوم عسخخير نكخخد‪،‬‬
‫فخخاتقوا الخ مخخا اسخختطعتم‪ ،‬ل ينبغخخي أن يبتخخدأ فيخخه بحاجخخة‪ ،‬ويكخخره فخخي جميخخع‬
‫الحوال والعمال نحس لكل أمر يطلب فيه‪ ،‬من سافر فيخخه مخخات فخخي سخخفره‪.‬‬
‫‪ - 157‬وفي رواية أخرى‪ :‬ومن مرض فيخخه طخخالت مرضخخته‪ ،‬ومخخن ولخخد فيخخه‬
‫يكون سقيما حتى يموت نكدا في عيشخخه ول يوفخخق لخيخخر‪ ،‬وإن حخخرص عليخخه‬
‫جهده‪ ،‬ويقتل في آخر عمره أو يغخخرق‪ - 158 .‬وفخخي روايخخة أخخخرى أنخخه جيخخد‬
‫للسفر‪ ،‬والرؤيا فيه كاذبة‪ - 159 .‬قال أمير المخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬مخخن ولخخد‬
‫في هذا اليوم عل أمره إل أنخخه يكخخون حزينخخا حقيخخرا‪ ،‬ومخخن مخخرض فيخخه طخخال‬
‫مرضه‪ .‬وقالت الفرس‪ :‬إنه يوم خفيف جيد‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬على السلطان‪ (2) .‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (3) .559‬في بعض النسخ‬
‫" التحول " وهو أظهر‪.‬‬

‫]‪[81‬‬

‫‪ - 160‬وفي رواية أخرى‪ :‬أنه ردئ مذموم ل يطلب فيه حاجخخة‪ ،‬ولخخد فيخخه فرعخخون ذو‬
‫الوتخخاد‪ .‬وقخخال سخخلمان الفارسخخي ‪ -‬رضخخي الخ عنخخه ‪ :-‬ديخخن روز اسخخم الملخخك‬
‫الموكخل بالسخعي والحركخة‪ .‬وفخي روايخة أخخرى‪ :‬اسخم الملخك الموكخل بخالنوم‬
‫واليقظخة وحراسخة الرواح حختى ترجخع إلخى البخدان‪ - 161 .‬الخدروع‪ :‬عخن‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬أنه يخخوم ردئ نحخخس‪ ،‬فيخخه ولخخد فرعخخون فل تطلخخب فيخخه‬
‫أمرا من المور‪ ،‬ومن ولد فيه نكد عيشه ولم يوفق لخير ويقتل آخر عمره أو‬
‫يغرق‪ ،‬والمريض فيه يطول مرضه‪ .‬وقال سلمان ‪ -‬رضي ال خ عنخخه ‪ :-‬روز‬
‫دين اسم ملك موكل بالنوم واليقظة والسعي والحركخخة وحراسخخة الرواح إلخى‬
‫أن ترجع إلى البدان‪ ،‬يوم نحس مستمر والمولود فيه كما ذكخخر آنفخخا‪- 162 .‬‬
‫وفي الرواية الخرى‪ :‬يوم نحس مستمر‪ ،‬فيه ولد فرعون‪ ،‬من ولخخد فيخخه يقتخخل‬
‫ول يكون موفقا وإن حرص جهده‪ ،‬ويكون مخخا عخخاش نكخخدا‪ - 163 .‬المكخخارم‪:‬‬
‫عنه عليه السلم يخخوم مشخخوم )‪ - 164 .(1‬الخخزوائد‪ :‬عنخخه عليخخه السخخلم‪ :‬يخخوم‬
‫نحس مستمر مكروه لكل حال وعمل فاحخخذره ول تعمخخل فيخخه عمل‪ ،‬ول تلخخق‬
‫أحدا‪ ،‬واقعد في منزلك واستعذ بال من شره ومن ولد فيه كان منحوسا‪ ،‬ومن‬
‫مخخرض فيخخه أو فخخي ليلتخخه خيخخف عليخخه أو طخخال مرضخخه‪ - 165 .‬وفخخي روايخخة‬
‫أخرى‪ :‬ولد فيه فرعون‪ :‬والمولود فيه يقتخخل فخخي آخخخر عمخخره إذا حخخرص فخخي‬
‫طلخخب الخخرزق أو يغخخرق‪ .‬أقخخول‪ " :‬ديخخن " بكسخخر الخخدال وسخخكون اليخخاء‪ .‬اليخخوم‬
‫الخامس والعشرون ‪ - 166‬العدد‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمد الصخخادق عليخخه‬
‫السخخلم‪ :‬إنخخه يخخوم مخخذموم نحخخس وهخخو اليخخوم الخخذي أصخخاب مصخخر فيخخه تسخخعة‬
‫ضروب من الفات‪ ،‬فل تطلب فيه حاجة‪ .‬و‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يوم نحس مشؤوم‪ .‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.559‬‬
‫]‪[82‬‬

‫احفظ فيه نفسك‪ ،‬فإنه اليوم الذي ضرب ال عزوجل فيه أهل اليات مع فرعون وهخخو‬
‫شديد البلء‪ ،‬والبق فيه يرجع‪ ،‬ول تحلخخف فيخخه صخخادقا ول كاذبخخا‪ ،‬وهخخو يخخوم‬
‫سوء من سافر فيه ل يربح‪ ،‬ومن مرض فيه اجهد‪ ،‬ومن لم يفخخق مخخن مرضخخه‬
‫فاتقه‪ - 167 .‬وفي روايخخة أخخخرى‪ :‬مخخن مخخرض فيخخه ل يكخخاد يخخبرأ‪ ،‬وهخخو إلخخى‬
‫الموت أقرب من الحياة‪ ،‬ومن مرض فيه ل ينجخخو‪ ،‬ومخخن ولخخد فيخخه كخخان ملكخخا‬
‫مرزوقا نجيبا من الناس تصيبه عله شديدة ويسخخلم منهخخا‪ - 168 .‬وفخخي روايخخة‬
‫أخرى‪ :‬من ولد فيه يكون فقيها عالما‪ - 169 .‬وفي رواية أخرى‪ :‬أنه يوم جيد‬
‫للشراء والبيع والبناء والزرع‪ ،‬و يصلح لقضاء الحوائج‪ ،‬ومن ولخخد فيخخه كخخان‬
‫كذابا نماما ل خير فيه‪ - 170 .‬وقال أميخر المخؤمنين عليخه السخلم‪ :‬اسختعيذوا‬
‫فيه بال تعالى‪ .‬وقالت الفرس‪ :‬إنه يخخوم ثقيخخل ردئ مكخخروه‪ ،‬اصخخيب فيخخه أهخخل‬
‫مصر بسبع ضربات من البلء‪ ،‬وهو ]يوم[ نحس‪ ،‬تفرغ فيه للدعاء والصلوة‬
‫وعمل الخير‪ .‬وقال سلمان الفارسي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬أرد روز اسم الملخخك‬
‫الموكل بالجن والشياطين‪ - 171 .‬الدروع‪ :‬عن الصادق عليه السلم إنه يخخوم‬
‫نحس ردئ‪ ،‬فاحفظ نفسك فيه‪ ،‬ول تطلب فيه حاجخخة‪ ،‬فخخإنه يخخوم شخخديد البلء‪،‬‬
‫ضخخرب ال خ فيخخه أهخخل مصخخر باليخخات مخخع فرعخخون‪ ،‬والمريخخض فيخخه يجهخخد‪،‬‬
‫والمولود فيه يكون مباركا مرزوقا نجيبا‪ ،‬و تصيبه علة شخخديدة ويسخخلم منهخخا‪.‬‬
‫وقال سلمان ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬روز أرد اسم ملك موكل بخخالجن والشخخياطين‬
‫يوم نحس ضرب ال فيه أهخخل مصخخر باليخخات‪ ،‬فتفخخرغ فيخخه للخخدعاء والصخخلوة‬
‫وعمل الخير‪ - 172 .‬وفخخي الروايخخة الخخخرى عنخخه عليخخه السخخلم‪ :‬يخخوم نحخخس‬
‫مشوم‪ .‬فيه أصيب أهل مصر باليات‪ ،‬فاتقه جهدك‪ ،‬ومن مرض فيه لخخم يفخخق‬
‫من مرضه‪ - 173 .‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم‪ :‬ردئ مذموم يحذر فيه من كل‬
‫شئ )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.559‬‬

‫]‪[83‬‬

‫‪ - 174‬الزوائد‪ :‬عنه عليه السلم‪ :‬يوم نحس مكروه ثقيل نكخخد‪ ،‬فل تطلخخب فيخخه حاجخخة‪،‬‬
‫ول تلق أحدا‪ ،‬ول تسافر فيه‪ ،‬واقعد في منزلك‪ ،‬واستعذ بال من شره‪ ،‬و مخخن‬
‫ولد فيه كان ثقيل التربية نكد الحياة‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته يخاف عليه‪.‬‬
‫‪ - 175‬وفي رواية أخرى‪ :‬أنه يوم ضرب ال فيخخه أهخخل اليخخات مخخع فرعخخون‬
‫والمولود فيه يكون نجيبخخا مباركخخا مرزوقخخا تصخخيبه علخخة شخخديدة ويسخخلم منهخخا‪.‬‬
‫أقول‪ :‬المشهور في تصحيح السم أنه بفتح الهمزة وسكون الراء المهملخخة ثخخم‬
‫الخخدال المهملخخة‪ ،‬وقخخد يمخخد الهمخخزة‪ ،‬وبعضخخهم صخخححه بكسخخر الهمخخزة‪ .‬اليخخوم‬
‫السادس والعشرون ‪ - 176‬العدد‪ :‬قال مولنا جعفر بن محمخخد الصخخادق عليخخه‬
‫السلم‪ :‬إنه يوم مبارك للسيف‪ ،‬ضرب موسى عليه السلم فيه البحر فخخانفلق‪،‬‬
‫يصلح لكل حاجة ما خل التزويج والسفر‪ ،‬فاجتنبوا فيه ذلك‪ ،‬فإنه مخخن تخخزوج‬
‫فيه لم يتم تزويجه ويفارق أهله‪ ،‬و من سافر فيه لم يصلح له ذلخخك فليتصخخدق‪.‬‬
‫‪ - 177‬وفيه رواية أخرى‪ :‬يوم صخخالح للسخخفر‪ ،‬ولكخخل أمخخر يخخراد إل التزويخخج‬
‫فإنه من تزوج فيه فرق بينهما كما انفرق البحر لموسى عليه السخخلم ويكخخون‬
‫عيشهما بغيضا‪ ،‬ول تدخل إذا وردت من سفرك فيخه إلخى أهلخك‪ ،‬والنقلخة فيخه‬
‫جيدة‪ ،‬ومن ولد فيه يكون قليل الحظ ويغرق كما غرق فرعون في اليم‪178 .‬‬
‫‪ -‬وفي رواية أخرى‪ :‬من ولد فيه طال عمره‪ - 179 .‬فيه روايخخة أخخخرى‪ :‬مخخن‬
‫ولد فيه يكون مجنونا بخيل‪ ،‬ومن مرض فيخخه اجهخخد‪ .‬قخخالت الفخخرس‪ :‬إنخخه يخخوم‬
‫جيد مختار مبارك‪ ،‬ومن تزوج فيه ل يتم أمره و يفخخارق أهلخخه‪ .‬وقخخال سخخلمان‬
‫الفارسي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬اشتاد روز اسخخم الملخخك الخخذي خلخخق عنخخد ظهخخور‬
‫الدين‪ - 180 .‬الدروع‪ :‬عن الصخخادق عليخخه السخخلم‪ :‬إنخخه يخخوم صخخالح‪ ،‬يصخخلح‬
‫للسفر ولكل‬

‫]‪[84‬‬

‫أمر يراد إل التزويج‪ ،‬فمن تزوج فيه فارق زوجته‪ ،‬لن فيه انفلق البحر لموسى عليخخه‬
‫السلم ول تدخل فيه على أهلك إذا قدمت من سفر‪ ،‬والمريخخض فيخخه يجهخخد‪ ،‬و‬
‫المولود فيه يطول عمره‪ .‬وقال سلمان ‪ -‬رضي ال خ عنخخه ‪ ،-‬روز أشخختاد اسخخم‬
‫ملك خلق عند ظهور الخدين يخوم صخالح لكخل أمخر إل التزويخج‪ - 181 .‬وفخي‬
‫الرواية الخرى عنه عليه السلم‪ :‬فيه فرق ال البحر لموسى عليخخه السخخلم و‬
‫هو يوم صالح لكل أمر إل للتزويج‪ ،‬فمن تزوج فيه فرق بينهما كما فرق الخخ‬
‫البحر‪ - 182 .‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم‪ :‬صالح لكخخل حاجخخة سخخوى التزويخخج‬
‫والسفر‪ ،‬و عليكم بالصدقة فإنكم تنتفعون بها )‪ - 183 .(1‬الزوائد‪ :‬عنه عليه‬
‫السلم‪ :‬يوم صالح متوسط للشراء والخخبيع والسخخفر و قضخخاء الحخخوائج والبنخخاء‬
‫والغرس والزرع‪ ،‬وهو يوم جيد )‪ (2‬فسافر فيه‪ ،‬والق من شئت تغنم وتقخخض‬
‫حوائجك‪ ،‬ومن ولد فيه كان متوسط الحال‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته بخخرئ‬
‫بعد مدة‪ ،‬ويكره فيخه التزويخج‪ - 184 .‬وفخي روايخة أخخرى‪ :‬هخو يخوم ضخرب‬
‫موسى بعصاه البحر‪ ،‬فل تعبر )‪ (3‬على أهلك إذا أتيت مخخن سخخفر‪ ،‬والمولخخود‬
‫يطول عمره‪ ،‬والمريض يجهد‪ .‬أقول‪ :‬المضبوط عند أكثرهم " أشخختاد " بفتخخح‬
‫الهمزة وسكون الشين المعجمة وفتح التاء ثم اللف ثخخم الخخدال المهملخخة‪ ،‬ونقخخل‬
‫عن السيد ركن الدين الملخخي أنخخه بالسخخين المهملخخة‪ .‬اليخخوم السخخابع والعشخخرون‬
‫‪ - 185‬العدد‪ :‬قال مولنا أبو عبد ال جعفر بن محمد الصخخادق عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫إنه يوم‬
‫)‪ (1‬مكخخارم الخلق‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (2) .559‬فخخي المخطوطخخة‪ :‬جيخخد للسخخفر‪ (3) .‬فخخي‬
‫المخطوطة‪ :‬فل تدخل‪.‬‬

‫]‪[85‬‬

‫مبارك مختار جيد‪ ،‬يصلح لطلخخب الحخخوائج والشخخراء والخخبيع والخخدخول علخخى السخخلطان‬
‫والبناء والزرع والخصومة ولقاء القضاة والسفر والبتداءات والسباب )‪(1‬‬
‫و التزويج‪ ،‬وهو يوم سعيد جيخخد‪ ،‬وفيخخه ليلخخة القخخدر فخخاطلب مخخا شخخئت‪ ،‬خفيخخف‬
‫لسائر الحوال‪ ،‬اتجر فيه‪ ،‬وطالب بحقخخك‪ ،‬واطلخخب عخخدوك‪ ،‬وتخخزوج وادخخخل‬
‫على السلطان‪ ،‬والق من فيه شئت‪ ،‬ويكره فيه إخراج الدم‪ ،‬ومخخن مخخرض فيخخه‬
‫مات‪ ،‬و من ولد فيه يكون جميل حسنا طويل العمر كخخثير الخخرزق قريبخخا إلخخى‬
‫الناس محببا إليهم‪ - 186 .‬وفي رواية أخرى‪ :‬يكون غشوما مرزوقا‪- 187 .‬‬
‫قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ولخخد فيخخه يعقخخوب عليخخه السخخلم مخخن ولخخد فيخخه‬
‫يكون مرزوقا محبوبخخا عنخخد أهلخخه لكنخخه تكخخثر أحزانخخه ويفسخخد بصخخره‪ .‬وقخخالت‬
‫الفرس‪ :‬إنه يوم جيد‪ ،‬يحمد للحوائج وتسهيل المخخور والعمخخال والتصخخرفات‬
‫ولقاء التجار والسفر‪ ،‬والمسافر يحمد فيه أمره‪ ،‬مخخن ولخخد فيخخه يكخخون مرزوقخخا‬
‫محببا إلى الناس طويل عمره‪ .‬وقخخال سخخلمان الفارسخخي ‪ -‬رضخخي ال خ عنخخه ‪:-‬‬
‫روز آسمان اسم الملك الموكل بخخالطير )‪ - 188 .(2‬الخخدروع‪ :‬عخخن الصخخادق‬
‫عليه السلم‪ :‬إنه يوم صالح لكل أمر‪ ،‬والمولود فيه يكون حسنا جميل طويخخل‬
‫العمر كثير الخير قريبا إلى الناس محببا إليهم‪ .‬قال سلمان ‪ -‬رضخخي الخ عنخخه‬
‫‪ :-‬روز آسمان اسم ملك موكل بالطير‪ ،‬والمولخخود فيخخه كمخخا مخخر آنفخخا‪- 189 .‬‬
‫وفي الرواية الخرى‪ :‬يوم سعيد صالح لكل شئ تريده‪ - 190 .‬المكارم‪ :‬جيخخد‬
‫مختار للحوائج‪ ،‬وكل مخخا يخخراد‪ ،‬ولقخخاء السخخلطان )‪ - 191 .(3‬الخخزوائد‪ :‬عنخخه‬
‫عليه السلم‪ :‬يوم صاف مبارك من النحوس صالح للحوائج إلى‬

‫)‪ (1‬والساسات )خ(‪ (2) .‬بالسماوات )خ(‪ (3) .‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.559‬‬

‫]‪[86‬‬

‫لسلطان وإلى الخوان‪ ،‬والسفر إلى البلخخدان‪ ،‬فخخالق فيخخه مخخن شخخئت‪ ،‬وسخخافر إلخخى حيخخث‬
‫أردت ومن ولد فيه كان )‪ (1‬مباركا خفيف التربية‪ ،‬ومخخن مخخرض فيخخه أو فخخي‬
‫ليلة نجا من مرضخخه سخخريعا‪ - 192 .‬ومخخن روايخخة أخخخرى‪ :‬إنخخه يكخخون طويخخل‬
‫العمر كثير الخير‪ .‬أقول‪ :‬آسمان باللف الممدود كاسم السماء‪ ،‬ولذا قيخخل اسخخم‬
‫ملك موكل بالسماء‪ ،‬وقيل موكخخل بخخالطير‪ ،‬وقيخخل بالممخخات والمخخور المتعلقخخة‬
‫بهذا اليوم‪ .‬اليوم الثخامن والعشخرون ‪ - 193‬العخدد‪ :‬قخال مولنخا أبخو عبخخد الخ‬
‫جعفر بن محمد الصادق عليه السلم‪ :‬إنخخه يخخوم ]مختخخار وصخخالح لكخخل حاجخخة‬
‫وإخراج الدم وهو يوم[ سعيد مبخخارك‪ ،‬ولخخد فيخخه يعقخخوب عليخخه السخخلم يصخخلح‬
‫للسفر وجميع الحوائج وكل أمخخر والعمخخارة والخخبيع والشخخراء و الخخدخول علخخى‬
‫السلطان‪ ،‬قاتل فيه أعخخداءك فإنخخك تظفخر بهخم والتزويخخج‪ - 194 .‬وفخخي روايخة‬
‫أخرى‪ :‬ل تخرج فيه الدم فخخإنه ردئ مخخن مخخرض فيخخه يمخخوت‪ ،‬ومخخن أبخخق فيخخه‬
‫رجع‪ ،‬ومن ولد فيه يكون حسنا جميل مرزوقا محبوبا محببا إلى الناس وإلى‬
‫أهله مشغوفا محزونا طول عمره‪ ،‬ويصيبه الغموم‪ ،‬ويبتلي في بخخدنه ويعخخافى‬
‫في آخر عمره‪ ،‬ويعمر طويل ويبتلخخي فخخي بصخخره‪ - 195 .‬قخخال مولنخخا أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم من ولد فيه يكخخون صخخبيح الخخوجه مسخخعود الجخخد مباركخخا‬
‫ميمونا‪ ،‬ومن طلب فيه شيئا تم له وكانت عاقبته محمودة‪ .‬وقالت الفرس‪ :‬إنخخه‬
‫يوم ثقيل منحخخوس‪ - 196 .‬وفخخي روايخخة أخخخرى‪ :‬يحمخخد فيخخه قضخخاء الحخخوائج‪،‬‬
‫ومبخخارك فيهخخا وقضخخاء المخخور والمهمخخات ودفخخع الضخخرورات ولقخخاء القخخواد‬
‫والحجاب والجناد‪ ،‬وهو يوم مبارك سعيد‪ ،‬والحلم تصح في يومهخخا‪ .‬وقخخال‬
‫سلمان الفارسي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬راهياد روز اسم الملك الموكل بالقضخخاء‬
‫بين الخلق‪ .‬وروي‪ :‬اسم الملك الموكل بالسماوات‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬يكون‪.‬‬

‫]‪[87‬‬

‫‪ - 197‬الدروع‪ :‬عن الصادق عليه السلم‪ :‬إنه يوم صالح لكخخل أمخخر‪ ،‬ولخخد فيخخه يعقخخوب‬
‫عليه السلم فمن ولد فيخخه يكخون محزونخا وتصخخيبه الغمخوم ويبتلخخي فخخي بخدنه‪.‬‬
‫وقال سلمان ‪ -‬رضي الخ عنخخه ‪ :-‬روز راميخخاد اسخخم ملخخك موكخخل بالسخخماوات‬
‫وقيل بالقضاء بين الخلق‪ ،‬يوم مبارك سعيد‪ ،‬والحلم تصح في يومها‪198 .‬‬
‫‪ -‬وفي الرواية الخرى‪ :‬يوم سعيد ولد فيه يعقوب عليه السلم‪ ،‬ومن ولد فيخخه‬
‫يكون مرزوقا محببا إلى أهله وإلى الناس‪ ،‬ويعمر طخخويل وتصخخيبه الهمخخوم و‬
‫يبتلى في بصره‪ - 199 .‬المكارم‪ :‬ممزوج )‪ - 200 .(1‬الزوائد‪ :‬يوم مبخخارك‬
‫سعيد لكل عمل وحاجة وسفر وبناء وغرس واعمل فيه مخا شخخئت‪ ،‬والخخق مخخن‬
‫شئت‪ ،‬فإنه يوم مبارك سعيد‪ ،‬ومن ولد فيه يكون مباركا مقبل‪ ،‬ومخخن مخخرض‬
‫فيه أو في ليلته برئ من مرضه‪ - 201 .‬وفي رواية أخرى‪ :‬أن يعقوب عليخخه‬
‫السلم ولد فيه‪ ،‬ومخن ولخد فيخه يكخخون محزونخا طخويل عمخره‪ ،‬ويصخيبه الغخم‬
‫ويبتلي في بدنه‪ .‬أقول‪ :‬المضبوط في السم " رامياد " بفتح الراء المهملة ثخخم‬
‫اللف وسكون الميم والياء المثناة التحتانية ثم اللف ثم الخخدال المهملخخة‪ .‬اليخخوم‬
‫التاسع والعشرون ‪ - 202‬العدد‪ :‬قخخال مولنخخا أبخخو عبخخد الخ جعفخخر بخخن محمخخد‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬إنه يوم مختار يصلح لكخخل حاجخخة وإخخخراج الخخدم‪ ،‬وهخخو‬
‫يخخوم سخخعيد لسخخائر المخخور والحخخوائج والعمخخال فيخخه بخخارك ال خ تعخخالى علخخى‬
‫الرض المقدسخخة‪ ،‬ويصخخلح للنقلخخة وشخخراء العبيخخد والبهخخائم ولقخخاء الخخخوان‬
‫والصدقاء وفعل البر والحركة‪ .،‬ويكخخره فيخخه الخخدين والسخخلف واليمخخان‪ ،‬مخخن‬
‫سافر فيه يصيب مال كثيرا إل من كان كاتبا فإنه يكره له ذلك‪ ،‬و الرؤيخخا فيخخه‬
‫صادقة‪ ،‬ول تقصها إل بعد يوم‪ ،‬والمريض فيه يموت‪ ،‬والبق فيه يوجخخد ول‬
‫تستحلف فيه أحدا‪ ،‬ول تأخذ فيه من أحد ؟ وادخل فيه على السلطان‪ .‬ول‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.559‬‬

‫]‪[88‬‬

‫تضرب فيه حرا ول عبدا‪ .‬ومخخن ضخخلت لخخه ضخخالة وجخخدها‪ - 203 .‬وفخخي روايخخة‪ :‬مخخن‬
‫مرض فيه يخخبرا ؟ ومخخن ولخخد فيخخه يكخخون صخخالحا حليمخخا‪ - 204 .‬وفخخي روايخخة‬
‫أخرى أنه متوسط ل محمود ول مذموم ؟ تجتنب فيه الحركة‪ .‬وقالت الفرس‪:‬‬
‫إنه يوم جيد صخخالح يحمخخد فيخخه النقلخخة والسخخفر والحركخخة والمولخخود فيخخه يكخخون‬
‫شجاعا‪ ،‬وهو صالح لكخخل حاجخخة ولقخخاء الخخخوان والصخخدقاء والوداء وفعخخل‬
‫الخير‪ ،‬والحلم فيه تصح في يومها‪ .‬وقال سلمان الفارسي ‪ -‬رضي ال عنخخه‬
‫‪ -‬مار اسفند روز اسم الملك الموكل بالوقات والزمخخان والعقخخول والسخخماع‬
‫والبصار‪ .‬وفي رواية اخرى‪ :‬الموكل بالفئدة‪ - 205 .‬الدروع‪ :‬عن الصادق‬
‫عليه السلم‪ :‬إنه يوم صالح لكل أمر‪ ،‬ومن ولد فيه يكون حليمخخا‪ ،‬ومخخن سخخافر‬
‫فيه أصاب مال جزيل‪ ،‬ومن مرض فيه برئ سخخريعا ول تكتخخب فيخخه وصخخية‪.‬‬
‫وقال سلمان ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬فارسفند اسخخم ملخخك موكخخل بخخالفئدة والعقخخول‬
‫والسخخماع والبصخخار‪ ،‬يصخخلح للقخخاء الخخخوان والصخخدقاء‪ ،‬ولكخخل حاجخخة‪،‬‬
‫والحلم تصح فيه مخخن يومهخخا‪ - 206 .‬وفخخي الروايخخة الخخخرى‪ :‬يخخوم مبخخارك‬
‫صالح لكل حاجة من لقاء السلطان والصدقاء‪ ،‬وفعل البر وغيخخر ذلخخك‪207 .‬‬
‫‪ -‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم‪ :‬مختار جيد لكل حاجة ما خل الكاتب‪ ،‬فإنه يكره‬
‫له ذلك‪ ،‬ول أرى له أن يسعى في حاجة إن قدر على ذلك‪ .‬ومخخن مخخرض فيخخه‬
‫برئ سريعا‪ ،‬ومن سافر فيخخه أصخخاب مخخال كخخثيرا‪ ،‬ومخخن أبخخق فيخخه رجخخع )‪.(1‬‬
‫‪ - 208‬الزوائد‪ :‬عنخخه عليخخه السخخلم يخخوم مبخخارك سخخعيد قريخخب المخخر‪ ،‬يصخخلح‬
‫للحوائج والتصرف فيها ولقاء الملوك والسفر والنقلة‪ ،‬فاقض فيه كخخل حاجخخة‪،‬‬
‫وسافر‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.559‬‬

‫]‪[89‬‬

‫الق من شئت‪ ،‬ومن ولد فيه كان مباركا‪ ،‬ومن مخخرض فيخخه أو فخخي ليلتخخه يخخخاف عليخخه‪.‬‬
‫‪ - 209‬وفي رواية أخرى‪ :‬الذي يولد فيه يكون حليما‪ ،‬والمسافر فيخخه يصخخيب‬
‫مال كثيرا‪ ،‬وتكره فيه الوصية‪ .‬أقول‪ :‬السم عندهم " مار اسفند " بفتح الميخخم‬
‫ثم اللف والراء الساكنة ثم الهمزة المكسورة والسين المهملة السخخاكنة والفخخاء‬
‫المفتوحة والنون الساكنة‪ ،‬و قيل‪ :‬مار اسفندان‪ ،‬وقيل‪ :‬إسپند‪ ،‬وقيخخل‪ :‬إسخخپندان‬
‫بالباء العجمية فيهما‪ .‬اليوم الثلثون ‪ - 210‬العدد القوية‪ :‬قال مولنا أبخخو عبخخد‬
‫ال جعفر بن محمد الصادق عليه السخخلم‪ :‬إنخخه يخخوم مختخخار جيخخد يصخخلح لكخخل‬
‫شئ‪ ،‬وللشراء والبيع الزرع والغرس والبناء والتزويج والسفر وإخراج الدم‪.‬‬
‫‪ - 211‬وفي رواية أخرى‪ :‬ل تسخخافر فيخخه‪ ،‬ول تتعخخرض لغيخخره إل المعاملخخة‪،‬‬
‫وقلل فيخخه الحركخخة‪ ،‬والسخخفر فيخخه ردئ‪ ،‬ومخخن ولخخد فيخخه يكخخون حليمخخا مباركخخا‪،‬‬
‫وتعسر تربيته‪ ،‬ويسوء خلقه‪ ،‬ويرزق رزقا يكخخون لغيخخره‪ ،‬ويمنخخع مخخن التمتخخع‬
‫بشئ منه‪ - 212 .‬وفي رواية أخرى‪ :‬من ولد فيه كفي كل أمر يؤذيه‪ ،‬ويكون‬
‫المولود فيه مباركا صالحا‪ ،‬يرتفع أمره ويعلخخو شخخأنه‪ ،‬ولخخد فيخخه إسخخماعيل بخخن‬
‫إبراهيم عليخه السخلم وفيخه خلخق الخ العقخل‪ ،‬وأسخكنه رؤوس مخن أحخب مخن‬
‫عباده‪ ،‬ومن هرب فيه أخذ‪ ،‬ومن ضلت منه ضالة وجدها‪ ،‬ومن اقترض فيخخه‬
‫شيئا رده سخخريعا‪ ،‬ومخخن مخخرض فيخخه بخخرئ سخخريعا‪ - 213 .‬قخخال مولنخخا أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬مخن ولخد فيخه يكخون حليمخا مباركخا صخادقا أمينخا يعلخو‬
‫شأنه‪ ،‬ومن ضاع له شئ يجده بإذن ال تعالى‪ .‬قالت الفرس‪ :‬إنخخه يخخوم خفيخخف‬
‫يحمد فيه سائر العمال والتصرفات‪ ،‬ويصلح لشرب الدوية المسخهلة‪ .‬وقخال‬
‫سلمان الفارسي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :(1) -‬ايران روز اسم الملك الموكل‬

‫)‪ (1‬انيران )خ(‪.‬‬

‫]‪[90‬‬

‫بالدهور والزمنة‪ - 214 .‬الدروع الواقية‪ :‬عن الصخخادق عليخخه السخخلم‪ :‬إنخخه يخخوم جيخخد‬
‫للبيع والشراء والتزويج‪ ،‬ومن ولد فيه يكون حليمخا مباركخخا‪ ،‬وتعسخر تربيتخه‪،‬‬
‫ويسوء خلقه ويرزق رزقا يمنع منه‪ ،‬ومخن هخخرب فيخخه أخخذ‪ ،‬ومخخن ضخخلت لخخه‬
‫ضالة وجدها‪ ،‬ومن اقترض فيه شيئا رده سريعا‪ .‬وقخال سخخلمان ‪ -‬رضخخي الخ‬
‫عنه ‪ :-‬روز أنيخران اسخم ملخك موكخل بالخدهور والزمنخة يخوم سخعيد مبخارك‬
‫يصلح لكل شئ تريده‪ - 215 .‬وفي الرواية الخرى‪ :‬يوم سعيد مبارك يصلح‬
‫لكل حاجة تلتمس‪ - 216 .‬مكارم الخلق‪ :‬عنه عليه السلم مختار جيخد لكخل‬
‫شئ ولكل حاجخخة مخخن شخخراء وبيخخع وزرع وتزويخخج‪ ،‬ومخخن مخخرض فيخخه بخخرئ‬
‫سريعا‪ ،‬ومن ولخخد فيخخه يكخخون حليمخخا مباركخخا‪ ،‬ويرتفخخع أمخخره‪ ،‬ويكخخون صخخادق‬
‫اللسان صاحب وفاء )‪ - 217 .(1‬زوائد الفوائد‪ :‬عن الصخادق عليخه السخلم‪:‬‬
‫يوم مبارك ميمون مسعود مفلح منجح مفرح‪ ،‬فاعمل فيه ما شئت‪ ،‬والخخق مخخن‬
‫أردت‪ ،‬وخذ وأعط وسخخافر وانتقخل وبخع واشخختر‪ ،‬فخإنه صخالح لكخل مخخا تريخد‪،‬‬
‫موافق لكل ما يعمل‪ ،‬ومن ولد فيخخه كخخان مباركخخا ميمونخخا مقبل حسخخن التربيخخة‬
‫موسعا عليه‪ ،‬ومن مرض فيه أو في ليلته لم تطل علته ونجا سخخالما بخخإذن الخ‬
‫تعالى‪ - 217 .‬وفي رواية أخرى‪ :‬يكره فيه السفر‪ ،‬والمولود فيه يرزق رزقا‬
‫واسعا يكون لغيره‪ ،‬ويمنع من التمتع بشخخئ منخخه‪ ،‬ومخخن هخخرب فيخخه اخخخذ‪ ،‬وإذا‬
‫ضلت فيه ضالة وجدت‪ ،‬والقرض فيه يعود سريعا‪ ،‬وال أحكم وأعلم )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (2) 560‬هذه الروايات باجمعها مرسلة غير منقولة في شئ‬
‫من الكتب المعتبرة فل يثبت بها ما يثبت بالخبار الحاد فضل عخخن غيخخره‪،‬‬
‫علخخى انخخه لخخم يثبخخت مخخن سخخيرتهم عليهخخم السخخلم رعايخخة اليخخام وسخخعادتها‬
‫ونحوستها واختيارها لفعالهم واعمالهم ل سخخيما الشخخهور واليخخام الفارسخخية‬
‫ولو كان شئ من ذلك لتكثر نقلها لتوفر الدواعي إلى مثخخل هخخذه المخخور فخخي‬
‫جميع الزمنة فهذه الروايات‬

‫]‪[91‬‬

‫بيخخان‪ :‬السخخم عنخخدهم بفتخخح الهمخخزة وكسخخر النخخون ثخخم اليخخاء السخخاكنة ثخخم الخخراء المهملخخة‬
‫المفتوحخخة‪ .‬ثخخم اعلخخم أن الظخخاهر مخخن أكخخثر هخخذه الروايخخات أن المخخراد باليخخام‬
‫المخذكورة فيهخا أيخام الشخهور العربيخة‪ ،‬ويظهخر مخن بعضخها كخخبر سخلمان ‪-‬‬
‫رضي ال عنخه ‪ -‬أن المخراد بهخا الشخهور العجميخة وأيامهخا‪ ،‬كمخا يظهخر مخن‬
‫أسمائها وتوافقها لما نقله المنجمون عن الفرس في ذلك‪ .‬ويمكن أن يقال‪ :‬لمخخا‬
‫كان في بدء خلق العالم شهر فروردين مطابقا علخخى بعخخض الشخخهور العربيخخة‬
‫ابتداء وانتهاء سرت السعادة والنحوسة في أيام الشهرين معا‪ ،‬كما نقل أن في‬
‫أول خلق العالم كان الشمس في الحمل‪ ،‬وعند افتراقها سرتا فيهما أو اختصتا‬
‫بأحدهما‪ .‬ويمكن حمل اختلف الخبار أيضا على ذلك بأن يكون ما ورد فخخي‬
‫سعادة بعض اليام في بعخخض الخبخخار ونحوسخخته بعينخخه فخخي الخخخرى بسخخبب‬
‫اختلف المقصود من الشهر فيهما وكون المخخراد فخخي إحخخداهما العربيخخة وفخخي‬
‫الخرى الفارسية‪ ،‬لكن التعيين والتخصيص مشكل‪ ،‬ولو أمكن رعايتهما معخخا‬
‫كان أولى‪ ،‬وسيأتي تمام القول في ذلك في الباب التي إن شاء ال تعالى‪22 .‬‬
‫* )باب( * * )يوم النيروز وتعيينه وسعادة أيام شهور الفرس والخخروم( * *‬
‫)ونحوستها وبعض النوادر( * ‪ - 1‬أقول‪ :‬رأيت في بعخخض الكتخخب المعتخخبرة‪:‬‬
‫روى فضل ال بن علي بن عبيد ال بن محمد بن عبد ال بن محمد بن محمخخد‬
‫بن عبيد ال بن الحسين بن علي بن محمد بن الحسن ابن جفعر بن الحسن بن‬
‫الحسن بن علي بن أبيطالب ‪ -‬توله ال في الدارين بالحسنى ‪ -‬عخن أبخي عبخد‬
‫ال جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الدوريستي‪ ،‬عن أبي محمد جعفر بن‬

‫ومخخا يشخخابهها ممخخا سخخيأتي ل سخخيما مخخا يتعلخخق بالعجميخخة منهخخا أشخخبه شخخئ بمجعخخولت‬
‫الحكاميين من منجمي الفرس ول يبعد وجود أغراض سياسخخية فخخي جعلهخخا‬
‫كإحياء السنن القومية وتقوية الدول الفارسية ونزعات أخرى ل تخفى علخخى‬
‫من يعرف العيب السخخلطات الحاكمخخة بعقخخائد النخخاس وافكخخارهم ومقدسخخاتهم‬
‫وخاصة استخدام الكهنة والحكاميين في هذا السبيل‪.‬‬

‫]‪[92‬‬

‫أحمد بن علي المونسي القمي‪ ،‬عن علي بن بلل‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن يوسف‪ ،‬عن‬
‫حبيب الخير‪ ،‬عن محمد بن الحسين الصائغ‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن معلى بن خنيخخس‪،‬‬
‫قال‪ :‬دخلت على الصادق جعفر بخن محمخد عليخه السخلم يخوم النيخروز‪ ،‬فقخال‬
‫عليه السلم‪ :‬أتعرف هذا اليوم ؟ قلت‪ :‬جعلت فخخداك‪ ،‬هخخذا يخخوم تعظمخخه العجخخم‬
‫وتتهادى فيه‪ .‬فقال أبو عبد الخ الصخخادق عليخخه السخخلم‪ :‬والخخبيت العخختيق الخخذي‬
‫بمكة ما هذا إل لمر قديم افسره لك حتى تفهمه‪ .‬قلت‪ :‬يا سيدي ! إن علم هذا‬
‫من عندك أحب إلي من أن يعيش أمواتي وتموت أعدائي ! فقخخال‪ :‬يخخا معلخخى !‬
‫إن يوم النيخروز هخو اليخوم الخذي أخخذ الخ فيخه مواثيخق العبخاد أن يعبخدوه ول‬
‫يشركوا بخخه شخخيئا‪ ،‬وأن يؤمنخخوا برسخخله وحججخخه‪ ،‬وأن يؤمنخخوا بالئمخخة عليهخخم‬
‫السلم وهو أول يوم طلعت فيه الشمس‪ ،‬وهبت به الرياح‪ ،‬وخلقت فيه زهرة‬
‫الرض‪ .‬وهو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح عليه السخخلم علخخى الجخخودي‪،‬‬
‫وهو اليوم الذي أحيى الخ فيخخه الخخذين خرجخخوا مخخن ديخخارهم وهخخم الخخوف حخخذر‬
‫الموت فقال لهم ال موتوا ثم أحياهم )‪ .(1‬وهو اليوم الذي نخخزل فيخخه جبرئيخخل‬
‫على النبي صلى ال عليه وآله وهو اليوم الذي حمل فيه رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلم على منكبه حتى رمى أصنام قريش من‬
‫فوق البيت الحرام فهشمها‪ ،‬وكذلك إبراهيم عليه السلم‪ ،‬وهو اليوم الذي أمر‬
‫النخخبي صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه أصخخحابه أن يبخخايعوا عليخخا عليخخه السخخلم بخخإمرة‬
‫المؤمنين‪ ،‬وهو اليوم الذي وجه النبي صلى ال عليه وآلخخه عليخخا عليخه السخلم‬
‫إلى وادي الجن يأخذ عليهم البيعة له‪ ،‬وهو اليوم الذي بويخخع لميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم فيه البيعة الثانية‪ ،‬وهو اليوم الذي ظفر فيه بأهل النهخخروان وقتخخل‬
‫ذا الثدية )‪ (2‬وهو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا وولة المخخر وهخخو اليخخوم الخخذي‬
‫يظفر فيه قائمنا بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة‪ ،‬وما مخخن يخخوم نيخخروز إل‬
‫ونحخخن نتوقخخع فيخخه الفخخرج‪ ،‬لنخخه مخخن أيامنخخا وأيخخام شخخيعتنا‪ ،‬حفظتخخه العجخخم‬
‫وضيعتموه أنتم‪ .‬وقال‪ :‬إن نبيا من النبياء سأل ربه كيف يحيي هخخؤلء القخخوم‬
‫الذين خرجوا‬

‫)‪ (1‬القصة مذكورة في سورة البقرة آية )‪ (2) (243‬وقتل ذوالثدية )خ(‪.‬‬

‫]‪[93‬‬
‫فأوحى ال إليه أن يصب الماء عليهم في مضاجعهم في هذا اليوم‪ ،‬وهخو أول يخوم مخن‬
‫سنة الفرس فعاشوا وهو ثلثون ألفا‪ ،‬فصخخار صخخب المخخاء فخخي النيخخروز سخخنة‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬يا سيدي ! أل تعرفني جعلت فداك أسماء اليام بالفارسية ؟ فقال عليخخه‬
‫السلم‪ :‬يا معلى ! هي أيام قديمة من الشهور القديمة‪ ،‬كل شهر ثلثخخون يومخخا‬
‫ل زيادة فيه ول نقصان‪ .‬فأول يوم من كخخل شخخهر " هرمخخزد روز " اسخخم مخخن‬
‫أسماء ال تعالى‪ ،‬خلق ال عزوجل فيخخه آدم عليخه السخلم‪ .‬تقخول الفخخرس‪ :‬إنخخه‬
‫يوم جيد صالح للشرب وللفرح‪ ،‬و يقول الصادق‪ :‬إنه يوم سعيد مبخخارك‪ ،‬يخخوم‬
‫سرور‪ ،‬تكلموا فيه المراء والكبراء واطلبوا فيه الحوائج‪ ،‬فإنهخخا تنجخخح بخخإذن‬
‫ال‪ .‬ومن ولد فيه يكون مباركا‪ ،‬و ادخلوا فيه علخخى السخخلطان‪ ،‬واشخختروا فيخخه‪،‬‬
‫وبيعوا‪ ،‬وزارعوا‪ ،‬واغرسوا‪ ،‬وابنوا وسافروا‪ ،‬فإنه يوم مختار يصلح لجميع‬
‫المور‪ ،‬وللتزويج‪ ،‬ومن مرض فيه يبرأ سريعا‪ ،‬ومن ضلت له ضالة وجدها‬
‫إن شاء ال الثاني‪ " :‬بهمن روز " يخخوم صخخالح صخخاف‪ ،‬خلخخق الخ فيخخه حخخواء‬
‫عليها السلم وهو ضلع من أضلع آدم عليه السلم وهو اسم الملخخك الموكخخل‬
‫بحجخخب القخخدس والكرامخخة‪ ،‬تقخخول الفخخرس‪ :‬إنخخه يخخوم صخخالح مختخخار‪ ،‬ويقخخول‬
‫الصادق‪ :‬إنه يوم مبارك‪ ،‬تزوجوا فيه وأتوا أهخخاليكم مخخن أسخخفاركم‪ ،‬وسخخافروا‬
‫فيه‪ ،‬واشتروا‪ ،‬وبيعوا‪ ،‬واطلبوا فيه الحوائج في كل نوع‪ ،‬وهخخو يخخوم مختخخار‪،‬‬
‫ومن مرض فيه من أول النهار يكون مرضه خفيفا‪ ،‬ومخخن مخخرض فخخي آخخخره‬
‫اشتد مرضه وخيف من موته في ذلك المرض‪ .‬الثالث‪ " :‬اردي بهشخخت روز‬
‫" اسم الملك الموكل بالشخخفاء والسخخقم‪ ،‬يقخخول الفخخرس‪ :‬إنخخه يخخوم ثقيخخل‪ ،‬ويقخخول‬
‫الصادق‪ :‬إنه يوم نحخخس مسخختمر‪ ،‬فخخاتقوا فيخخه الحخخوائج وجميخخع العمخخال‪ ،‬ول‬
‫تدخلوا فيه على السلطان‪ ،‬ول تخخبيعوا‪ ،‬ول تشخختروا ول تزوجخخوا‪ ،‬ول تسخخألوا‬
‫فيه حاجخخة‪ ،‬ول تكلفوهخخا أحخدا‪ ،‬واحفظخخوا أنفسخخكم‪ ،‬و اتقخخوا أعمخال السخخلطان‪،‬‬
‫وتصدقوا ما أمكنكم‪ ،‬فإنه من مرض فيه خيف عليه‪ ،‬و‬

‫]‪[94‬‬

‫هو اليوم الذي أخرج ال عزوجل فيه آدم وحواء من الجنة‪ ،‬وسخخلبا فيخخه لباسخخهما ومخخن‬
‫سافر فيه قطع عليه أبدا‪ .‬الرابع‪ " :‬شهريور روز " اسخخم الملخخك الخخذي خلقخخت‬
‫فيه الجواهر عنه‪ ،‬ووكل بها‪ ،‬وهو موكل ببحخخر الخخروم‪ ،‬وتقخخول الفخخرس‪ :‬إنخخه‬
‫يوم مختار‪ ،‬ويقول الصادق‪ :‬إنه يخخوم مبخخارك‪ ،‬ولخخد فيخخه هابيخخل بخخن آدم‪ ،‬وهخخو‬
‫صالح للتزويج وطلب الصخخيد فخخي الخخبر والبحخخر‪ ،‬ومخخن ولخخد فيخخه يكخخون رجل‬
‫صالحا مباركا ومحببا إلى الناس‪ ،‬إل أنه ل يصلح فيه السفر‪ ،‬ومن سافر فيخخه‬
‫خاف القطع‪ ،‬ويصيبه بلء وغم‪ ،‬ومن مخخرض فيخخه يخخبرأ سخخريعا إن شخخاء الخ‬
‫تعالى‪ .‬الخامس‪ " :‬اسفندار مذروز " اسخخم الملخخك الموكخخل بالرضخخين‪ ،‬يقخخول‬
‫الفرس‪ :‬إنه يوم ثقيل‪ ،‬ويقول الصادق‪ :‬إنه يوم نحس ردئ‪ ،‬ولد فيه قابيخل بخن‬
‫آدم‪ ،‬و كان ملعونا كافرا‪ ،‬وهخخو الخخذي قتخخل أخخخاه ودعخخا بالويخخل والثبخخور علخخى‬
‫أهله‪ ،‬وأدخل عليهم الغم والبكاء‪ ،‬فاجتنبوه فإنه يوم شوم ونحس ومذموم‪ ،‬ول‬
‫تطلبخخوا فيخخه حاجخخة ول تخخدخلوا فيخخه علخخى السخخلطان‪ ،‬وادخلخخوا فخخي منخخازلكم‪،‬‬
‫واحذروا فيه كل الحذر من السباع والحديد‪ .‬السخخادس‪ " :‬خخخرداد روز " اسخخم‬
‫الملك الموكل بالجبال‪ ،‬تقول الفرس‪ :‬إنه يوم خفيف‪ ،‬ويقول الصادق‪ :‬إنه يوم‬
‫مبارك صالح للتزويج‪ ،‬ولطلب الحوائج لكل ما يسعى فيه من المر في الخخبر‬
‫والبحر والصيد فيهما‪ ،‬وللمعاش وكل حاجة ومن سخخافر فيخخه رجخخع إلخخى أهلخخه‬
‫سريعا بكل ما يحبه ويريده‪ ،‬وبكل غنيمة‪ ،‬فجدوا في كل حاجة تريدونها فيه‪،‬‬
‫فإنها مقضية إن شاء ال تعالى‪ .‬السابع‪ " :‬مخخرداد روز " اسخخم الملخخك الموكخخل‬
‫بالناس وأرزاقهم‪ ،‬يقول الفرس‪ :‬إنه يوم جيد‪ ،‬ويقول الصادق‪ :‬إنه يخخوم سخخعيد‬
‫مبخخارك‪ ،‬اعملخخوا فيخخه جميخخع مخخا شخخئتم مخخن السخخعي فخخي حخخوائجكم‪ ،‬مخخن البنخخاء‬
‫والغرس والذرو والزرع‪ .‬ولطلب الصيد‪ ،‬و الدخول على السلطان‪ ،‬والسفر‪،‬‬
‫فإنه يوم مختار يصلح لكل حاجة إن شاء ال تعالى‪.‬‬

‫]‪[95‬‬

‫الثامن‪ " :‬ديبار روز " اسم من أسماء ال تعالى‪ ،‬تقول الفخخرس‪ :‬إنخخه يخخوم جيخخد ويقخخول‬
‫الصادق‪ :‬إنه يوم مبارك صخخالح لكخخل حاجخخة يسخخعى فيهخخا‪ ،‬وللشخخراء والخخبيع و‬
‫الصيد ما خل السفر‪ ،‬فاتقوا فيه ومن مخرض فيخه يخخبرأ سخخريعا‪ ،‬وادخلخوا فيخه‬
‫على السلطان وغيره‪ ،‬فإنه يقضى فيه الحوائج‪ ،‬ومن دخل فيه على السخخلطان‬
‫لحاجة فليسأله فيهخخا‪ .‬التاسخخع " آذر روز " اسخخم الملخخك الموكخخل بخخالنيران يخخوم‬
‫القيامة‪ ،‬تقول الفرس‪ :‬إنه يوم خفيف ويقول الصادق‪ :‬إنخخه يخخوم صخخالح خفيخخف‬
‫سعيد مبارك من أول النهار إلى آخر النهخخار‪ ،‬يصخخلح للسخخفر ولكخخل مخخا تريخخد‪،‬‬
‫ومن سافر فيه رزق مال كثيرا‪ ،‬ويرى في سفره كل خير‪ ،‬ومن مرض يخخبرأ‬
‫سريعا ول يناله في علته مكروه إن شاء ال تعالى‪ ،‬فاطلبوا الحوائج فيه فإنها‬
‫تقضى لكم بمشية ال تعالى وتوفيقه‪ .‬العاشر " أبان روز " اسم الملك الموكل‬
‫بالبحر والمياه‪ ،‬تقول الفرس‪ :‬إنه يوم ثقيل‪ ،‬ويقول الصخخادق‪ :‬إنخخه يخخوم صخخالح‬
‫لكل شئ ما خل الدخول على السلطان وهو اليخخوم الخخذي ولخخد فيخخه نخخوح عليخخه‬
‫السلم ومن ولد فيه يكون مرزوقا من معاشه‪ ،‬ول يصيبه ضخيق‪ ،‬ول يمخوت‬
‫حتى يهرم‪ ،‬ول يبتلى بفقر‪ ،‬ومخخن فخخر فيخخه مخخن السخخلطان أو غيخخره أخخخذ ومخخن‬
‫ضلت له ضالة وجدها‪ ،‬وهو جيد للشخخراء والخخبيع والسخفر‪ ،‬ومخن مخرض فيخه‬
‫يخخبرأ سخخريعا إن شخخاء الخ تعخخالى‪ .‬الحخخادي عشخخر " خخخور روز " اسخخم الملخخك‬
‫الموكل بالشمس‪ ،‬يقول الفرس‪ :‬إنه يوم ثقيل مثل أمسه‪ ،‬ويقخخول الصخخادق إنخخه‬
‫اليوم الذي ولد فيه شيث بن آدم عليه السلم )‪ (1‬والنبي صلى ال عليخخه وآلخخه‬
‫وهو يوم صالح للشراء والبيع‪ ،‬ولجميع العمال )‪ (2‬والحوائج و للسخخفر‪ ،‬مخخا‬
‫خل الدخول على السلطان‪ ،‬فخخإنه ل يصخخلح‪ ،‬والتخخواري عنخخه فيخخه أصخخلح مخخن‬
‫الدخول عليه‪ ،‬فاجتنبوا فيخخه ذلخخك‪ ،‬ومخخن ولخخد فيخخه يكخخون مباركخخا مرزوقخخا فخخي‬
‫معاشه طويل العمر‪ ،‬ول يفتقر أبدا‪ ،‬فاطلبوا فيه حخخوائجكم مخخا خل السخخلطان‪.‬‬
‫الثاني عشر " ماه روز " اسم الملك الموكل بالقمر‪ ،‬يقول الفرس‪ :‬إنه يوم‬
‫)‪ (1‬شيث ابن آدم النبي عليه السلم )ظ(‪ (2) .‬الحوال )خ(‪.‬‬

‫]‪[96‬‬

‫خفيف يسمى " روز به " ويقول الصادق‪ :‬إنه يوم صالح جيد مختار يصلح لكخخل شخخئ‬
‫تريدونه مثل اليوم الحادي عشر‪ ،‬ومن ولد فيه يكون طويخخل العمخخر‪ ،‬فخخاطلبوا‬
‫فيخخه حخخوائجكم وادخلخخوا علخخى السخخلطان فخخي أولخخه‪ ،‬ول تخخدخلوا فخخي آخخخره‪،‬‬
‫واستعينوا بال عزوجل فيها فإنها تقضى لكم بمشية ال تعالى‪ .‬الثخخالث عشخخر‪:‬‬
‫" تير روز " اسم الملك الموكل بالنجوم‪ ،‬يقول الفرس‪ :‬إنه يخخوم ثقيخخل شخخومي‬
‫جدا‪ .‬ويقول الصادق‪ :‬إنخه يخخوم نحخخس مسختمر فخاتقوه فخخي جميخع العمخخال مخا‬
‫استطعتم‪ ،‬ول تقصخدوا ول تطلبخخوا فيخه الحاجخة أصخخل ول تخدخلوا فيخخه علخى‬
‫السلطان وغيخخره جهخخدكم‪ ،‬ول حخخول ول قخخوة إل بخخال العلخخي العظيخخم‪ .‬الرابخخع‬
‫عشر‪ " :‬جوش روز " اسم الملك الموكل بالبشر والنعخخام والمواشخخي‪ ،‬تقخخول‬
‫الفرس‪ :‬إنه يوم خفيف‪ ،‬ويقول الصادق‪ :‬إنه يوم جيد صالح لكخل عمخل وأمخر‬
‫يراد ويحمد فيه لقخاء الشخخراف والعلمخخاء‪ ،‬ولطلخخب الحخوائج‪ ،‬ومخن يولخد فيخخه‬
‫يكون حسن الكمال مشغوفا بطلب العلم‪ ،‬ويعمر طويل‪ ،‬يكخخثر مخخاله فخخي آخخخر‬
‫عمره‪ ،‬ومن مرض فيه يبرأ بمشخية الخ عزوجخل‪ .‬الخخخامس عشخخر‪ " :‬ديمهخر‬
‫روز " اسخم مخن أسخماء الخ تعخالى‪ ،‬تقخول الفخرس‪ :‬إنخه يخوم خفيخف‪ ،‬ويقخول‬
‫الصادق‪ :‬إنه يوم صالح مبارك لكل عمخخل‪ ،‬ولكخخل حاجخخة تريخخدها إل أنخخه مخخن‬
‫يولد فيه يكون به خرس أو لثغة‪ ،‬فاطلبوا فيخه الحخوائج فانهخا تقضخى إن شخاء‬
‫ال‪ .‬السادس عشر‪ " :‬مهر روز " اسم الملك الموكل بالرحمة‪ ،‬تقول الفرس‪:‬‬
‫إنه يوم خفيف جيد جدا‪ ،‬ويقول الصادق‪ :‬إنه يخخوم منحخخوس ردئ مخخذموم‪ ،‬فل‬
‫تطلبوا فيه حوائجكم‪ ،‬ول تسافروا فيه‪ ،‬فإنه من سافر فيه هلك‪ ،‬ومن ولد فيخخه‬
‫يكون لبد مجنونا‪ ،‬ومن مرض فيه ل يكخخاد ينجخخو‪ ،‬فاجهخخدوا فخخي تخخرك طلخخب‬
‫الحوائج والحركة فإنها وإن قضيت تقضى بمشقة‪ ،‬وربما لم يتم فيها المخخراد‪،‬‬
‫فاتقوا ما استطعتم وتصدقوا فيه‪.‬‬

‫]‪[97‬‬

‫السابع عشر‪ " :‬نمروش )‪ (1‬روز " اسم الملك الموكخخل بخخخراب العخخالم وهخخو جبرئيخخل‬
‫عليه السلم يقول الفرس‪ :‬إنه يوم مختار خفيف متوسط‪ ،‬ويقول الصادق‪ :‬إنه‬
‫يوم صالح لكل ما يراد‪ ،‬جيد موافق صاف مختخخار لجميخخع الحخخوائج‪ ،‬فخخاطلبوا‬
‫فيخخه مخخا شخخئتم‪ ،‬وتزوجخخوا وبيعخخوا واشخختروا وازرعخخوا وابنخخوا وادخلخخوا علخخى‬
‫السطان وغيره فإن حوائجكم تقضى بمشية ال تعخخالى‪ .‬الثخخامن عشخخر‪ " :‬رش‬
‫روز " اسم الملك الموكل بخخالنيران‪ ،‬يقخخول الفخخرس‪ :‬إنخخه يخخوم خفيخخف‪ ،‬ويقخخول‬
‫الصادق‪ :‬إنه يوم مختار جيد مبارك صخخالح للسخخفر والخخزرع وطلخخب الحخخوائج‬
‫والتزويج وكل أمر يراد‪ ،‬ومن خاصم فيه عدوه أو خصمه غلب عليه وظفخخر‬
‫فيه بقدرة ال تعخخالى‪ .‬التاسخخع عشخر‪ " :‬فرورديخخن روز " اسخخم الملخك الموكخخل‬
‫بأرواح الخلئق وقبضها يقول الفرس‪ :‬إنه يوم ثقيل‪ ،‬ويقول الصادق‪ :‬إنه يوم‬
‫مختار صالح جيد للسفر و التزويج وطلب الحوائج‪ ،‬ومخخن خاصخخم فيخخه عخخدوا‬
‫ظفر به وغلبه بقدرة ال تعالى ويصلح لكل عمخخل وهخخو اليخخوم الخخذي ولخخد فيخخه‬
‫إسحاق النبي عليه السلم‪ ،‬وهو يوم مبارك يصلح لكخخل مخخا تريخخد‪ ،‬ومخخن يولخخد‬
‫فيه يكون مباركا إن شاء الخ تعخالى‪ .‬العشخرون‪ " :‬بهخرام روز " اسخم الملخك‬
‫الموكل بالنصر والخذلن في الحرب يقول الفرس‪ :‬إنخخه يخخوم خفيخخف‪ ،‬ويقخخول‬
‫الصادق‪ :‬إنه يوم صالح جيد مختار صخخاف‪ ،‬يصخخلح لطلخخب الحخخوائج والسخخفر‬
‫خاصة‪ ،‬والبناء والتزويج والعرس )‪ (2‬والدخول على السلطان وغيخخره فيخخه‪،‬‬
‫فإنه يوم مبارك يصلح إن شاء ال تعالى‪ .‬الحخخادي والعشخخرون‪ " :‬رام روز "‬
‫اسم الملك الموكل بالفرح والسرور‪ ،‬تقول الفرس‪ :‬إنخخه يخخوم جيخخد يتخخبرك بخخه‪،‬‬
‫ويقول الصادق‪ :‬إنه يوم نحس مستمر‪ ،‬وهو يوم إهراق الدماء‪ ،‬فاتقوا فيه مخخا‬
‫استطعتم‪ ،‬ول تطلبوا فيه حاجة‪ ،‬ول تنازعوا فيه‬

‫)‪ (1‬سروش )خ(‪ (2) .‬الغرس )خ(‪.‬‬

‫]‪[98‬‬

‫خصما‪ ،‬ومن يولد فيه يكون محتاجا فقيرا في أكثر أمخخره ودهخخره‪ ،‬ومخخن سخخافر فيخخه لخخم‬
‫يربخخح وخيخخف عليخخه‪ .‬الثخخاني والعشخخرون‪ " :‬بخخاد روز " اسخخم الملخخك الموكخخل‬
‫بالرياح‪ ،‬يقول الفرس‪ :‬إنه يوم ثقيخل‪ ،‬ويقخول الصخادق‪ :‬إنخه يخوم مختخار جيخد‬
‫صاف يصلح لكل حاجة تريدها‪ ،‬فاطلبوا فيه الحخخوائج فخخإنه يخخوم جيخخد خاصخخة‬
‫للشراء والبيع‪ ،‬وللصدقة فيه ثواب جزيل جليل عظيم‪ ،‬ومخخن يولخخد فيخخه يكخخون‬
‫مباركا محبوبا‪ ،‬ومن مرض فيه يبرأ سريعا‪ ،‬ومن سافر فيه يخصب ويرجخخع‬
‫إلى أهله معافى سالما‪ ،‬ومن دخل فيه إلخخى السخخلطان بلخخغ محخخابه ووجخخد عنخخده‬
‫نجاحا لما قصد له‪ .‬الثالث والعشخخرون‪ " :‬ديبخخدين روز " اسخخم الملخخك الموكخخل‬
‫بالنوم واليقظة‪ ،‬يقول الفرس‪ :‬إنه يوم خفيف‪ ،‬ويقول الصادق‪ :‬إنه يوم مختار‬
‫ولد فيه يوسخخف عليخخه السخخلم يصخخلح لكخخل أمخخر وحاجخخة‪ ،‬ولكخخل مخخا تريخخدونه‪،‬‬
‫وخاصة للتزويج والتجارات كلها والدخول على السلطان والتماس الحخخوائج‪،‬‬
‫ومن يولد فيه يكون مباركا صالحا ومن سافر فيه يغنم ويجد خيرا بمشية الخخ‬
‫عزوجخخل‪ .‬الرابخخع والعشخخرون‪ " :‬ديخخن روز " اسخخم الملخخك الموكخخل بالسخخعي‬
‫والحركخخة يقخخول الفخخرس‪ :‬إنخخه يخخوم خفيخخف جيخخد‪ ،‬ويقخخول الصخخادق‪ :‬إنخخه يخخوم‬
‫منحخخوس‪ ،‬ولخخد فيخخه فرعخخون لعنخخه الخ وهخخو يخخوم عسخخر نكخخد‪ ،‬فخخاتقوا فيخخه مخخا‬
‫استطعتم‪ ،‬ومن سافر فيه مات في سفره وفخخي نسخخخة أخخخرى‪ :‬ومخخن يولخخد فيخخه‬
‫يموت في سفره أو يقتل أو يغرق‪ ،‬و يكون مدة عمخخره محزونخخا مكخخدودا نكخخدا‬
‫ول يوفق لخير ومن مرض فيه طال مرضه ول يكاد ينتفع بمقصد ولو جهخخد‬
‫جهخخخده‪ .‬الخخخخامس والعشخخخرون‪ " :‬أرد روز " اسخخخم الملخخخك الموكخخخل بخخخالجن‬
‫والشياطين تقول الفرس‪ :‬إنه يوم ثقيل‪ ،‬ويقول الصادق‪ :‬إنخخه يخخوم نحخخس ردئ‬
‫مذموم‪ ،‬و هو اليوم الذي أصاب فيه أهل مصخخر سخخبعة أضخخرب مخخن الفخخات‪،‬‬
‫وهو يوم شديد البلء ومن مرض فيه لم يكدينج‪ ،‬ول يبرأ‪ ،‬ومن سخخافر فيخخه ل‬
‫يرجع ول يربخخح‪ ،‬فل تطلبخخوا فيخخه حاجخخة‪ ،‬واحفظخخوا فيخخه أنفسخخكم واحخخترزوا‪،‬‬
‫واتقوا فيه جهدكم‪.‬‬

‫]‪[99‬‬

‫السادس والعشرون‪ " :‬أشتاد روز " اسم الملك الموكل الذي خلق عنخخد ظهخخور الخخدين‪،‬‬
‫تقول الفرس‪ :‬إنه يوم جيد‪ ،‬ويقول الصادق‪ :‬إنه يوم صالح مبارك ضرب فيه‬
‫موسى عليه السلم البحر فانفلق‪ ،‬يصلح لكل حاجة ما خل التزويج والسخخفر‪،‬‬
‫و اجتنبوا فيه ذلك‪ ،‬فإنه من تزوج فيه لم يتم أمره‪ ،‬ويفارق )‪ (1‬أهلخه‪ ،‬وفخرق‬
‫بينهما‪ ،‬ومن سافر فيه لم يصلح ولم يربح ولم يرجخخع‪ ،‬وعليكخخم بالصخخدقة فخخإن‬
‫المنفعة بها وافرة‪ ،‬ولمضاره دافعة بمشية ال وعخخونه‪ .‬السخخابع والعشخخرون‪" :‬‬
‫آسمان روز " اسم الملك الموكل بالسماوات‪ ،‬يقول الفرس‪ :‬إنخخه يخخوم مختخخار‪،‬‬
‫ويقول الصادق‪ :‬إنه يوم جيد مختار يصلح لطلب الحوائج ولكخخل شخخئ تريخخده‪،‬‬
‫ومن يولد فيه يكون جميل حسنا مليحا‪ ،‬وهخخو جيخخد للبنخخاء و الخخزرع والشخخراء‬
‫والبيع والدخول على السلطان‪ ،‬فاعملوا ما شئتم واسعوا في حوائجكم‪ .‬الثامن‬
‫والعشرون‪ " :‬رامياد روز " اسم الملخخك الموكخخل بالقضخخاء بيخخن الخلخخق تقخخول‬
‫الفرس‪ :‬إنه يوم ثقيل منحوس ويقول الصادق‪ :‬إنه يوم سخخعيد مبخخارك ممخخدوح‬
‫ولد فيه يعقوب النبي عليه السلم يصلح للسفر ولجميخع الحخوائج‪ ،‬ومخن يولخد‬
‫فيه يكون مرزوقا محببا إلى الناس‪ ،‬محببخخا إلخخى أهلخخه‪ ،‬محسخخنا إليهخخم‪ ،‬إل أنخخه‬
‫يصيبه الغموم و الهموم‪ ،‬ويبتلي في آخر عمره‪ ،‬ول يخخؤمن عليخخه مخخن ذهخخاب‬
‫بصره‪ .‬التاسع والعشرون‪ " :‬مهر اسفند روز " اسخخم الملخخك الموكخخل بالفنيخخة‬
‫والزمان والعقول والسماع والبصار‪ ،‬تقول الفرس‪ :‬إنه يخخوم جيخخد‪ ،‬ويقخخول‬
‫الصادق‪ :‬إنه يوم مختار جيد يصلح لكل حاجة ما خل الكاتب‪ ،‬فخخإنه يكخخره لخخه‬
‫ذلك‪ ،‬ول أرى له أن يسعى لحاجة فيه إن قدر على ذلك ومن مرض فيه يبرأ‬
‫سريعا‪ ،‬ومن سافر فيه أصاب مال كثيرا إل من كان كاتبا فإنه يكره له ذلخخك‪،‬‬
‫ول أرى السعي في حاجته إن قخدر عليخه‪ ،‬ومخن أبخق لخه فيخه آبخق رجخع إليخه‬
‫سريعا ومن ضلت له ضالة وجخخدها‪ .‬الثلثخخون‪ " :‬أنيخخران روز " اسخخم الملخخك‬
‫الموكل بالدوار والزمخخان‪ ،‬يتخخبرك فيخخه الفخخرس‪ ،‬ويقخخول الصخخادق‪ :‬إنخخه يخخوم‬
‫مختار جيد صالح لكل شئ‪ ،‬وهو اليوم‬

‫)‪ (1‬ولفارق )خ(‪.‬‬


‫]‪[100‬‬

‫الذي ولد فيه إسماعيل بن إبراهيم صخخلوات الخ عليهمخخا وعلخخى ذريتهمخخا وعلخخى آلهمخخا‬
‫يصلح لكل شئ‪ ،‬ولكل حاجة من شراء وبيع وزرع وغرس وتزويخخج وبنخخاء‪،‬‬
‫و من مرض فيه يبرأ سريعا إن شاء ال‪ .‬وقال أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫من ولد فيه يكون حكيمخخا حليمخخا صخخادقا مباركخخا مرتفعخخا أمخخره‪ ،‬ويعلخخو شخخأنه‪،‬‬
‫ويكون صادق اللسان صاحب وفاء‪ ،‬ومن أبق له فيه آبق وجده‪ ،‬ومخخن ضخخلت‬
‫له فيه ضالة وجدها إن شاء ال تعالى‪ - 2 .‬المناقب‪ :‬حكي أن المنصور تقخخدم‬
‫إلى موسى بن جعفر عليهما السلم بالجلوس للتهنئة في يوم النيخروز وقبخض‬
‫ما يحمل إليه‪ ،‬فقال‪ :‬إني قد فتشت الخبار عخخن جخخدي رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه وآله فلم أجد لهذ العيد خبرا‪ ،‬وإنه سنة الفخخرس ومحاهخخا السخخلم ومعخخاذ‬
‫ال أن نحيي ما محاها السلم‪ .‬فقال المنصور‪ :‬إنما نفعخخل هخخذا سياسخخة للجنخخد‬
‫فسألتك بال العظيم إل جلست‪ ،‬فجلس )‪ - (1‬إلى آخر مخخا أوردتخخه فخخي أبخخواب‬
‫تاريخه عليه السلم ‪ .(2) -‬بيان‪ :‬هذا الخخخبر مخخخالف لخبخخار المعلخخى‪ ،‬ويخخدل‬
‫على عدم اعتبار النيروز شرعا‬

‫)‪ (1‬المناقب‪ :‬ج ‪ ،4‬ص ‪ (2) .319‬قد ورد روايتان متخالفتان في النيخخروز‪ :‬احخخديهما‬
‫عن معلى بن الخنيس عن الصادق عليه السلم تدل علخى عظمتخه وشخرافته‬
‫والخرى عن الكاظم عليه السخلم تخدل علخى كخونه مخن سخنن الفخرس الختي‬
‫محاها السلم‪ .‬وليس شئ منهما صحيحة أو معتبرة بحيث يثبت بهما حكخخم‬
‫شرعي وفي رواية معلى إشكالت أخخخرى مخخن جهخخة تطخخبيق النيخخروز علخخى‬
‫كثير من أيام الشهور العربية وان أتعب المؤلف كغيره نفسخخه فخخي توجيههخخا‬
‫بما ل يخلو عن تكلف ل يكاد يخفى على المتأمل والظاهر من هخذه الروايخة‬
‫حرمة تعظيم اليوم لكونه تعظيما لشعار الكفار وإحيخخاءا للسخخنة الخختي محاهخخا‬
‫السلم وهي وإن لم تكن واجدة لشرائط الحجية ال ان الكبرى المشار إليها‬
‫فيها ثابتة بالدلة العامة والصغرى بالوجخخدان‪ .‬وأمخخا مخخا أفخختى بخخه كخخثير مخخن‬
‫الفقهاء من استحباب الغسل والصوم فيه فمبني ظاهرا ‪ -‬علخخى التسخخامح فخخي‬
‫أدلة السنن لرواية " من بلغه ثواب على عمل‪ " ..‬لكن إجراء القاعخخدة ههنخخا‬
‫ل يخلو عن إشكال لنصرافها عن الموارد التي يحتمخخل فيهخخا الحرمخخة غيخخر‬
‫التشخخريعية وههنخخا يحتمخخل حرمخخة الغسخخل والصخخوم لجخخل احتمخخال كونهمخخا‬
‫مصخخداقين للتعظيخخم المحخخرم ولخخو احتمخخال والقاعخخدة ل تثبخخت فخخي موردهخخا‬
‫الستحباب المصطلح‪ ،‬فغاية ما يمكن ان يقال هو ثبوت الثخخواب عليهمخخا إذا‬
‫أتى بهما برجاء المطلوبية ل على وجه التعظيم فتأمل‪.‬‬

‫]‪[101‬‬
‫وأخبار المعلى أقوى سندا وأشهر بين الصحاب )‪ ،(1‬ويمكخخن حمخل هخخذا علخخى التقيخخة‬
‫لشتمال خبر المعلى على ما يتقى فيه‪ ،‬ولذا يتقى فخخي إظهخار التخبرك بخه فخي‬
‫تلك الزمنة في بلد المخالفين‪ ،‬أو على أن اليوم الخذي كخخانوا يعظمخخونه غيخخر‬
‫النيروز المراد في خبر المعلى كما سيأتي ذكر الختلف فيخخه‪ - 3 .‬المتهجخخد‪:‬‬
‫روى المعلى بن الخنيس عن مولنا الصادق عليخخه السخخلم فخخي يخخوم النيخخروز‬
‫قال‪ :‬إذا كان يخخوم النيخخرور فاغتسخخل‪ ،‬والبخخس أنظخخف ثيابخخك‪ ،‬وتطيخخب بخخأطيب‬
‫طيبك وتكون ذلك اليوم صائما )الخبر(‪ - 4 .‬وأقول‪ :‬وجدت في بعخخض كتخخب‬
‫المنجمين مرويا عن مولنخخا الصخخادق عليخخه السخخلم فخي أيخخام شخخهور الفخرس‪:‬‬
‫الول‪ " :‬هرمز " وهو اسم ال تعالى‪ ،‬وفيخه خلخخق آدم وحخواء‪ ،‬جيخد للتجخارة‬
‫وصحبة الملوك والصيد والبناء واللبس‪ ،‬ول يصلح الحمام والفصد والقرض‬
‫والحرب والمناظرة‪ .‬والثخخاني‪ " :‬بهمخخن " يخخوم مبخخارك يصخخلح لكخخثر المخخور‬
‫كالشركة والتجارة والسفر والنكاح والتحويل والزراعة وقطع الجديد ولبسه‪،‬‬
‫ول يصلح للفصد والحجامة والحمخخام‪ .‬والثخخالث‪ " :‬اردي بهشخخت " اسخخم ملخخك‬
‫موكل بالشفاء‪ ،‬وفيه اخرج آدم وحوا من الجنة‪ ،‬فاتق فيه‪ ،‬لكنه يصلح للصخخيد‬
‫وشراء الدواب‪ ،‬ومن سافر فيه ذهب ماله وقطع‪ .‬والرابع‪ " :‬شهريور " يخخوم‬
‫جيخخد ولخخد فيخخه هابيخخل‪ ،‬يصخخلح للعمخخارة والبنخخاء والصخخلح والنكخخاح والتجخخارة‬
‫والصيد‪ ،‬ول يصلح للسفر والنقخل والتحويخل والحلخق‪ .‬والخخامس‪ " :‬اسخفندار‬
‫]مذ[ " يوم نحس فيه قتل قابيل هابيل‪ ،‬اتق فيه إل من العمارة وشرب الدواء‬
‫]وحلق الشعر[ واحذر السواء والمناظرة‪.‬‬

‫)‪ (1‬كون رواية المعلى أقوى وأشهر بالضافة إلى هذا الخبر ل يفيد شيئا بعد فقخخدانها‬
‫لشرائط الحجية في نفسها‪،‬‬

‫]‪[102‬‬

‫والسادس‪ " :‬خرداد " اسخخم ملخخك موكخخل بالجبخخال‪ ،‬مبخخارك جيخخد للصخخلح ولبخخس الجديخخد‬
‫والتعليم والمناظرة والتزويج والسفر‪ ،‬واحذر فيخخه الفصخد والتعليخم والحخخرب‪.‬‬
‫والسابع‪ " :‬مرداد " اسم ملك موكل بالحيوانات‪ ،‬يوم جيد يصلح لكتابة الكتب‬
‫وإرسال الرسل والعمارة والنكخخاح والمعالجخخة‪ ،‬ول يصخخلح للفصخخد والحجامخخة‬
‫والزراعخخة والطلق‪ .‬والثخامن‪ " :‬ديبخاذر " اسخخم مخخن أسخماء الخ تعخالى‪ ،‬يخخوم‬
‫مبارك يصلح للبيع والشراء والضيافة والفصخخد وطلخخب الحخخوائج‪ ،‬ول يصخخلح‬
‫للسفر والصيد والمناظرة والحمام‪ .‬والتاسع‪ " :‬آذر " اسم ملك موكخخل بالنخخار‪،‬‬
‫أوله جيد وآخره ردئ‪ ،‬يصلح للقاء الملوك وطلب الحخخوائج والسخخفر والصخخيد‬
‫وشرب الدواء‪ ،‬ول يشترى الملك فإنه يخرب سريعا‪ .‬والعاشر‪ " :‬أبان " اسم‬
‫ملخخك موكخخل بالبحخخار‪ ،‬فيخخه ولخخد نخخوح عليخخه السخخلم‪ ،‬يصخخلح فيخخه لقخخاء العلمخخاء‬
‫والتجار والكخخابر وكتابخخة الكتخخب وإرسخخال الرسخخل‪ ،‬وليحخخذر فيخخه مخخن السخخفر‬
‫والصيد والمعالجة والصعود على مرتفع‪ ،‬فإنه يخاف عليه السقوط‪ .‬والحادي‬
‫عشر‪ " :‬خور " اسم ملك موكل بالشمس‪ ،‬ولد فيه موسخخى عليخخه السخخلم جيخخد‬
‫للقاء الملوك والخخزرع والمنخخاظرة والصخخيد والبنخخاء والسخخفر وشخخراء الخخدواب‪،‬‬
‫ردئ للفصد والحمام والنكاح ولبس الجديد وشراء المماليك‪ .‬والثاني عشر‪" :‬‬
‫ماه " اسم ملك موكل بالرزاق‪ ،‬يقال لهذا اليوم " مخخخزن السخخرار " صخخالح‬
‫لشرب الدواء والصيد والحمام والزرع والتحويخخل‪ ،‬وليحخخذر فيخخه مخخن الهخخرب‬
‫فإنه يظفر به‪ .‬والثالث عشر‪ " :‬تير " اسم ملك موكخل بخالكواكب‪ ،‬يخوم نحخس‬
‫يصلح لمجالسة أهل الصلح والشتغال بالدعاء‪ ،‬وليحذر فيه جميع العمخخال‬
‫ل سيما لقاء الكابر‪ .‬الرابع عشر‪ " :‬جوش " اسم ملخخك موكخخل بالبهخخائم‪ ،‬ولخخد‬
‫فيه إبراهيم عليه السلم جيد للقخخاء الشخخراف والتجخخارة والشخخركة والمنخخاظرة‬
‫والفصد‪ ،‬وليحذر فيه العمال السيئة‪.‬‬

‫]‪[103‬‬

‫الخامس عشر‪ " :‬ديب مهر " اسم ملخخك موكخخل بخخالعرش‪ ،‬فيخخه )‪ (1‬نجخخا إبراهيخخم عليخخه‬
‫السخخلم مخخن النخخار‪ ،‬يصخخلح للتجخخارة والنكخخاح والسخخفر والصخخيد ولبخخس الجديخخد‬
‫وقطعخخه واحخخذر فيخخه الفصخخد‪ .‬والسخخادس عشخخر‪ " :‬مهخخر " اسخخم ملخخك موكخخل‬
‫بالجحيم‪ ،‬يوم نحس مستمر صالح لخخدخول الحمخام والحلخخق ول يصخلح لسخائر‬
‫العمال‪ ،‬خصوصا السفر فإنه يخاف عليه الهلك‪ .‬والسابع عشر‪ " :‬سروش‬
‫" وهو اسم من أسماء ال تعخخالى‪ ،‬وقيخخل‪ :‬اسخخم جبرئيخخل‪ ،‬يخخوم متوسخخط يصخخلح‬
‫لطلب الحاجخخات وفعخخل الخيخخرات‪ ،‬وليحخخذر سخخائر العمخخال‪ .‬الثخخامن عشخخر‪" :‬‬
‫رشن " اسم ملك موكل بالنار‪ ،‬يخخوم جيخخد يصخخلح للسخخفر و التجخخارة والشخخركة‬
‫والزراعة وقطخخع الثيخخاب والفصخخد‪ ،‬وليحخخذر فيخخه الفسخخق والفجخخور والعمخخال‬
‫السيئة‪ .‬والتاسع عشر‪ " :‬فروردين " هو اسم ملك الموت‪ ،‬ولخخد فيخخه إسخخحاق‪،‬‬
‫يصلح للصيد والحمام والكتب والرسل والتحويخخل ولقخخاء الشخخراف‪ ،‬وليحخخذر‬
‫فيه من إخراج الدم وحلخخق الشخخعر‪ .‬والعشخخرون‪ " :‬بهخخرام " اسخخم ملخخك موكخخل‬
‫بالحروب‪ ،‬متوسط صالح للسفر والنكاح والفصخخد وحلخخق الشخخعر والمعالجخخة‪،‬‬
‫وليحذر الخصومة والصيد والتقاضي للعرفاء‪ .‬والحادي والعشرون‪ " :‬رام "‬
‫اسخخم ملخخك موكخخل بخخالروح‪ ،‬نحخخس‪ ،‬فليخخذكر ال خ وليصخخم وليتصخخدق وليتخخب‬
‫وليستغفر ال ويستعصم من المكاره‪ ،‬وليحذر العمخخال‪ .‬وفخخي بعخخض النسخخخ‪:‬‬
‫اسم ملك موكل بالسحاب‪ ،‬يوم مبارك جيد للنكخاح والسخفر والمنخاظرة والخبيع‬
‫والشخخخراء والعمخخخارة‪ ،‬ردئ للصخخخيد والمعالجخخخة ودخخخخول الحمخخخام‪ .‬والثخخخاني‬
‫والعشخخرون‪ " :‬بخخاد " اسخخم ملخخك موكخخل بالسخخحب‪ ،‬يخخوم مبخخارك صخخالح للسخخفر‬
‫والنكاح والمناظرة والبيع والشراء والعمارة والفصد‪ .‬وفي بعض النسخ‪ :‬اسم‬
‫من أسماء ال تعالى‪ ،‬يوم جيد جدا‪ ،‬صالح للسفر والصيد والنكاح والحمام‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬فيه ولد عيسى عليه السلم ونجا ابراهيم عليه السلم من النار‪.‬‬
‫]‪[104‬‬

‫والحلق‪ ،‬وليحذر فيه من الفسق والفجخخور‪ .‬والثخخالث والعشخخرون‪ " :‬ديبخخدين " اسخخم مخخن‬
‫أسماء الخ تعخخالى‪ ،‬يخخوم جيخخد صخخالح للسخخفر والنكخخاح والفصخخد والحمخخام وأخخخذ‬
‫الشعر‪ .‬وفي بعض النسخ‪ :‬فيه ولد فرعون صالح للفصد حسب‪ ،‬وليحخذر فيخه‬
‫من الطعام الردئ‪ ،‬ومن العمخخال خصوصخخا السخخفر‪ .‬والرابخخع والعشخخرون‪" :‬‬
‫دين " يوم نحس‪ ،‬فيه ولخخد فرعخخون‪ ،‬ل يصخخلح إل للفصخخد‪ ،‬وليحخخذر الطعمخخة‬
‫وجميع العمال سيما السفر‪ .‬وفي بعض النسخخخ‪ :‬نحخخس ل يصخخلح إل للفصخخد‪.‬‬
‫والخامس والعشرون‪ " :‬أرد " اسم ملك موكخخل بالشخخياطين‪ ،‬وفيخخه هلخخك أهخخل‬
‫مصر‪ ،‬يوم نحخخس وليخخخل فيخخه بنفسخخه‪ ،‬وليحخخذر مخخن جميخخع العمخخال ل سخخيما‬
‫السفر و التجارة والنكاح والحمام والصيد‪ .‬والسخخادس والعشخخرون‪ " :‬أشخختاد "‬
‫اسم ملك موكل بالنس‪ ،‬فيه عبر موسى وقومه البحر‪ ،‬صالح لطلخخب الحاجخخة‬
‫وغرس الشجار وشراء الملك‪ ،‬وليحذر التحويل والسفر والعمارة والفصد‬
‫والتزويج‪ .‬والسابع والعشرون‪ " :‬آسمان " اسم ملك موكخخل بالسخخماوات‪ ،‬يخخوم‬
‫مبارك جدا صالح للسفر خصوصا في الضحى‪ ،‬ولدخول الحمام والمنخخاظرة‪،‬‬
‫وليتق الفصد والصيد والنكاح وشراء الدواب‪ .‬والثامن والعشرون‪ " :‬راميخخاد‬
‫" اسخخم ملخخك موكخخل بالرضخخين‪ ،‬يخخوم مبخارك صخخالح للسخخفر والخخبيع والشخخراء‬
‫والمناظرة وشرب الدواء‪ ،‬ويحخخذر الفصخخد والحمخخام‪ .‬والتاسخخع والعشخخرون‪" :‬‬
‫مار اسفندار " اسم ميكائيل عليه السلم يوم جيد جدا صخخالح للقخخاء الشخخراف‬
‫وتعمير البلد والنكاح‪ ،‬ول يصلح للسفر وطلب العلخخم ولبخخس الجديخخد وقطعخخه‬
‫وشخخراء الخخدواب‪ .‬والثلثخخون‪ " :‬أنيخخران " اسخخم ملخخك موكخخل باليخخام‪ ،‬فيخخه ولخخد‬
‫إسخخماعيل عليخخه السخخلم صخخالح للسخخفر والشخخركة والخخزرع والفصخخد والحمخخام‪،‬‬
‫وليجتنب فيه العمال السيئة وليعمل الخيرات‪ .‬وفي بعض النسخخخ‪ :‬اسخخم ملخخك‬
‫موكل بالحروب‪ ،‬متوسط صالح‬

‫]‪[105‬‬

‫للسفر والنكاح والفصد والحلق والمعالجة‪ ،‬وليحذر ]فيخخه[ العمخخال السخيئة‪ ،‬و ليشختغل‬
‫بالخيرات‪ - 5 .‬رواية أخرى‪ :‬روى أبو نصر يحيى بن جريخخر التكريخختي فخخي‬
‫كتاب " المختار في الختيارات " عن أبي الحسن القخارئ )‪ ،(1‬عخن الحسخن‬
‫بن أحمد بن روح‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم‪ ،‬عن أبخخي عبخخد الخ جعفخخر الصخخادق‬
‫عليه السلم أنه قال‪ :‬أول يوم من الشهر خلخخق الخ تعخالى آدم فيخخه‪ ،‬وهخخو يخخوم‬
‫سعد يصلح لمناظرة المخراء‪ .‬اليخوم الثخاني‪ :‬يصخخلح للتزويخج والسخخفر والخخبيع‬
‫والشراء وكل ابتداء‪ .‬اليوم الثالث‪ :‬يوم نحس ل تلق فيه سلطانا ول تطلب فيه‬
‫حاجة ول بيعا ول شراء‪ .‬اليوم الرابع‪ :‬ولد فيه قابيل بن آدم‪ ،‬وهو يوم صالح‬
‫للتزويخخج‪ .‬وطلخخب الحخخوائج غيخخر السخخفر‪ ،‬فخخانه يسخخلب كمخخا سخخلب آدم وحخخواء‬
‫لباسهما‪ .‬اليوم الخامس‪ :‬ملعون نحس قتل فيه قابيل هابيخخل‪ ،‬ودعخخا علخخى أهلخخه‬
‫بالويل‪ .‬اليوم السادس‪ :‬صالح للتزويج والسفر والحجامة ولقخخاء السخخلطان فخخي‬
‫كل حاجة‪ .‬اليوم السابع‪ :‬صالح للمناظرة والخصخخومة وطلخخب الحخخوائج ولقخخاء‬
‫القضاة و غيرهم والسفر وكل ابتداء‪ .‬اليوم الثخخامن‪ :‬مثخخل أمسخخه سخخوى السخخفر‬
‫فإنه مكروه‪ .‬اليوم التاسع‪ :‬يخخوم سخخعيد‪ ،‬اطلخخب فيخخه الحخخوائج تقضخخى )‪ (2‬لخخك‪.‬‬
‫اليوم العاشر‪ :‬يوم سعد مثل أمسه‪ .‬اليوم الحادي عشخخر‪ :‬مخخن سخخافر فيخخه غنخخم‪،‬‬
‫وإن هرب من السلطان ظفر به‪ ،‬و من ولد فيه رزق رزقا حسنا‪.‬‬

‫)‪ (1‬الفارسي )خ(‪ (2) .‬الصواب " تقض " بحذف اللم‪.‬‬

‫]‪[106‬‬

‫اليوم الثاني عشر‪ :‬صالح لطلب الحوائج والسفر وكخخل مخخا يخخراد‪ .‬اليخخوم الثخخالث عشخخر‪:‬‬
‫نحس ردئ‪ ،‬فتوق فيه لقاء السلطان وغيره‪ ،‬واحذر فيخخه الرمخخي فخخإنه مشخخوم‪.‬‬
‫اليوم الرابع عشر‪ :‬صالح لكل حاجة‪ ،‬من يولد فيخخه يكخخون غنيخخا‪ ،‬ويكخخثر مخخاله‬
‫في آخخر عمخره‪ .‬اليخوم الخخامس عشخر‪ :‬نحخس‪ ،‬مخن سخافر فيخه هلخك‪ ،‬وينخاله‬
‫المكروه‪ ،‬ومن ولد فيه يكون مجنونا ل محالة‪ .‬اليخخوم السخخادس عشخخر‪ :‬صخخالح‬
‫لكل أمر‪ ،‬فاطلب فيه ما تريد‪ .‬اليوم السابع عشر‪ :‬صخخالح لكخخل حاجخخة فخخاطلب‬
‫فيه ما تريد‪ .‬اليوم الثامن عشخخر‪ :‬صخخالح لكخخل حاجخخة وللسخخفر‪ ،‬مخخن سخخافر فيخخه‬
‫قضخخيت حخخوائجه اليخخوم التاسخخع عشخخر‪ :‬مثخخل أمسخخه فخخي جميخخع أحخخواله‪ .‬اليخخوم‬
‫العشرون‪ :‬مثله‪ .‬اليوم الحادي والعشرون‪ :‬يوم نحس‪ ،‬وفيه إراقة الخخدماء‪ ،‬فل‬
‫تلق فيه سلطانا ول تخخخرج مخخن بيتخخك‪ ،‬ول تطلخخب فيخخه حاجخخة‪ .‬اليخخوم الحخخادي‬
‫والعشرون‪ :‬مثل أمسخخه‪ .‬اليخخوم الثخخالث والعشخخرون‪ :‬مثخخل أمسخخه‪ .‬اليخخوم الرابخخع‬
‫والعشخخرون‪ :‬يخخوم نحسخخن مسخختمر مشخخوم‪ ،‬مخخن ولخخد فيخخه قتخخل‪ .‬اليخخوم الخخخامس‬
‫والعشرون‪ :‬يوم نحس ل ينبغي أن يبدأ فيه بشئ‪ .‬اليوم السخخادس والعشخخرون‪:‬‬
‫صالح فرق ال فيه البحر لموسى فاحذر فيه التزويج‪ ،‬فانه يوجب الفرقة كمخخا‬
‫انفرق البحر‪ .‬اليوم السابع والعشرون‪ :‬صالح للتزويج وقضاء الحوائج‪ ،‬وهو‬
‫يوم سعد فاطلب فيه ما شئت‪ .‬اليوم الثامن والعشرون‪ :‬ولد فيخخه يعقخخوب عليخخه‬
‫السلم يوم سعد من ولد فيه كان محبوبا إلى الناس‪.‬‬

‫]‪[107‬‬

‫اليوم التاسع والعشرون‪ :‬صالح للسفر وكخخل حاجخخة‪ ،‬وهخخو يخخوم سخخعد‪ .‬اليخخوم الثلثخخون‪:‬‬
‫صالح للسفر وطلب الحوائج وإخراج الدم وهو يوم سخخعد‪ - 6 .‬أقخخول‪ :‬وروي‬
‫أيضا في بعض الكتب عن الصادق عليه السلم اختيارات أيام شهور الفرس‬
‫على وجه آخر هكذا‪ :‬اليوم الول‪ " :‬ارمزد " مختار في كل الشخخهور الثنخخي‬
‫عشخخر لنخخه اسخخم ال خ تعخخالى‪ .‬الثخخاني‪ " :‬بهمخخن " وسخخط فخخي الشخخهور العشخخرة‬
‫الوائل‪ ،‬نحخخس فخخي بهمخخن مخخاه‪ ،‬وسخخط فخخي إسخخفندار مخخذماه‪ .‬الثخخالث‪ " :‬اردي‬
‫بهشت " وسط في فروردين‪ ،‬سعد في اردي بهشت‪ ،‬وخرداد وتير‪ ،‬وسط في‬
‫مرداد‪ ،‬نحس في شخخهريور‪ ،‬وسخخط فخخي مهخخر‪ ،‬ودي‪ ،‬وبهمخخن‪ ،‬سخخعد فخخي آذر‪،‬‬
‫واسفندار مذ‪ .‬الرابع‪ " :‬شهريور " وسخخط فخخي فرورديخخن‪ ،‬وتيخخر‪ ،‬ومهخخر إلخخى‬
‫آخر الشهور سعد في خرداد‪ ،‬ومرداد‪ ،‬وشهريور‪ .‬الخامس‪ " :‬إسخفندار مخذ "‬
‫وسط في فروردين‪ ،‬ومرداد‪ ،‬ومهر‪ ،‬ودي‪ ،‬و بهمن‪ ،‬سعد فخخي اردي بهشخخت‪،‬‬
‫وخرداد‪ ،‬وتير‪ ،‬وشهريور‪ ،‬وأبان‪ ،‬وآذر‪ ،‬نحس في إسفندار مخخذ‪ .‬السخخادس‪" :‬‬
‫خرداد " وسط في فروردين‪ ،‬واردي بهشت‪ ،‬ومهر‪ ،‬وآذر وبهمن‪ ،‬سخخعد فخخي‬
‫خرداد‪ ،‬وتير‪ ،‬ومخخرداد‪ ،‬وشخخهريور‪ ،‬وأبخخان‪ ،‬ودي‪ ،‬وإسخخفندار مخخذ‪ .‬السخخابع‪" :‬‬
‫مرداد " وسط في فروردين‪ ،‬واردي بهشخخت‪ ،‬وخخخرداد‪ ،‬وتيخخر ومهخخر‪ ،‬وآذر‪،‬‬
‫وبهمن‪ ،‬سعد في مرداد‪ ،‬وشخهريور‪ ،‬وأبخان‪ ،‬ودي‪ ،‬وإسخفندار مخذ‪ .‬الثخامن‪" :‬‬
‫ديبخخاذر " وسخخط فخخي كخخل الشخخهور‪ .‬التاسخخع‪ " :‬آذر " نحخخس فخخي فرورديخخن‪،‬‬
‫واسفندار‪ ،‬وسط في اردي بهشت‪ ،‬و مهخخر‪ ،‬وأبخخان‪ ،‬وآذر‪ ،‬سخخعد فخخي خخخرداد‪،‬‬
‫وتير‪ ،‬ومرداد‪ ،‬وشهريور‪ ،‬ودي‪ ،‬و بهمن‪.‬‬

‫]‪[108‬‬

‫العاشر‪ " :‬أبان " نحس في أبان‪ ،‬وسط في سخخائر الشخخهور‪ .‬الحخخادي عشخخر‪ " :‬خخخور "‬
‫نحس في خرداد‪ ،‬وسط في باقي الشهور‪ .‬الثخخاني عشخخر‪ " :‬مخخاه " مختخخار فخخي‬
‫كل الشهور‪ ،‬لنه باسخخم القمخخر‪ .‬الثخخالث عشخخر‪ " :‬تيخخر " سخخعد فخخي فرورديخخن‪،‬‬
‫واردي بهشت‪ ،‬نحخخس فخخي تيخخر‪ ،‬وسخخط فخخي سخخائر الشخخهور‪ .‬الرابخخع عشخخر‪" :‬‬
‫جوش " سعد فخخي اردي بهشخخت‪ ،‬وتيخخر‪ ،‬ومخخرداد‪ ،‬وسخخط فخخي بخخاقي الشخخهور‪.‬‬
‫الخامس عشر‪ " :‬دي مهر " نحس في اردي بهشت‪ ،‬سعد في أبان‪ ،‬وسط في‬
‫باقي الشهور‪ .‬السادس عشر‪ " :‬مهر " سخخعد فخخي ارديبهشخخت وخخخرداد ومهخخر‬
‫واسفندار مذ وسط فخي بخاقي الشخهور‪ .‬السخابع عشخر‪ " :‬سخروش " سخعد فخي‬
‫أبان‪ ،‬وآذر‪ ،‬وبهمن‪ ،‬وسط في باقي الشهور‪ .‬الثامن عشر‪ " :‬رشن " سعد في‬
‫شهريور‪ ،‬ومهر‪ ،‬وسط في باقي الشهور‪ .‬التاسع عشخخر‪ " :‬فرورديخخن " سخخعد‬
‫في فروردين‪ ،‬وتيخخر‪ ،‬وآذر‪ ،‬وسخخط فخخي بخخاقي الشخخهور‪ .‬العشخخرون " بهخخرام "‬
‫نحس في مرداد‪ ،‬وآذر‪ ،‬ودي‪ ،‬وسعد في إسفندار مذ وسط في تتمخخة الشخخهور‪.‬‬
‫الحادي والعشرون‪ " :‬رام " وسط في خرداد‪ ،‬وتيخخر‪ ،‬وآذر‪ ،‬ودي‪ ،‬سخخعد فخخي‬
‫تتمة الشهور‪ .‬الثاني والعشرون‪ " :‬باد " نحس في فرورديخخن‪ ،‬وبهمخخن‪ ،‬سخخعد‬
‫في مرداد‪ ،‬و شهريور‪ ،‬ودي‪ ،‬وسط في باقي الشهور‪ .‬الثخخالث والعشخخرون‪" :‬‬
‫ديبدين " سعد في أبان‪ ،‬وسط في باقي الشهور‪ .‬الرابع والعشخخرون‪ " :‬ديخخن "‬
‫سعد في فروردين‪ ،‬ودي‪ ،‬وبهمن‪ ،‬وإسفندار مذ‬

‫]‪[109‬‬
‫وسط فخخي تتمخخة الشخخهور‪ .‬الخخخامس والعشخخرون‪ " :‬أرد " سخخعد فخخي فرورديخخن‪ ،‬واردي‬
‫بهشخخت‪ .‬ومهخخر وبهمخخن‪ ،‬وإسخخفندار مخخذ‪ ،‬وسخخط فخخي تتمخخة الشخخهور‪ .‬السخخادس‬
‫والعشخخرون‪ " :‬أشخختاد " سخخعد فخخي تيخخر‪ ،‬وشخخهريور‪ ،‬ودي‪ ،‬وسخخط فخخي تتمخخة‬
‫الشهور‪ .‬السابع والعشرون‪ " :‬آسمان " وسط في فروردين‪ ،‬ومرداد‪ ،‬ومهر‪،‬‬
‫و أبخخان‪ ،‬وآذر‪ ،‬وبهمخخن‪ ،‬وإسخخفندار مخخذ‪ ،‬سخخعد فخخي تتمخخة الشخخهور‪ .‬الثخخامن‬
‫والعشخخرون‪ " :‬راميخخاد " سخخعد فخخي دي‪ ،‬وسخخط فخخي بخخاقي الشخخهور‪ .‬التاسخخع‬
‫والعشرون‪ " :‬مار اسفند " وسط في كل الشهور‪ .‬الثلثون‪ " :‬أنيران " نحس‬
‫في خرداد‪ ،‬وسط في تتمة الشهور‪ .‬أقول‪ :‬هذه الروايخخات الخيخخرة أخرجناهخخا‬
‫من كتب الحكاميين والمنجمين لروايتهم عن أئمتنا عليهم السخخلم ول أعتمخخد‬
‫عليهخخا‪ ،‬وكخخانت فخخي النسخخخ اختلفخخات كخخثيرة أشخخرنا إلخخى بعضخخها‪ - 7 .‬العلخخل‬
‫والعيون‪ :‬عن أحمد بن زياد الهمداني‪ ،‬عن علي بخخن إبراهيخخم عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫أبي الصلت الهروي‪ ،‬عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عليهم السلم قال‪:‬‬
‫أتى علي بن أبيطالب عليه السلم قبل مقتله بثلثة أيام رجل من أشراف تميم‬
‫)‪ (1‬يقال له " عمخخرو " فقخال لخه‪ :‬يخا أميخخر المخخؤمنين أخخبرني عخن أصخحاب‬
‫الرس في أي عصر كانوا ؟ وأين كانت منازلهم ؟ ومخخن كخخان ملكهخخم ؟ وهخخل‬
‫بعث ال عزوجل إليهم رسول أم ل ! وبماذا أهلكوا ؟ فإني أجد في كتاب ال خ‬
‫عزوجل ذكرهم ول أجد خبرهم‪ .‬فقال له علي عليخخه السخخلم‪ :‬لقخخد سخخألت عخخن‬
‫حديث ما سألني عنه أحد قبلك ول يحدثك بخخه أحخخد بعخخدي إل عنخخي‪ ،‬ومخخا فخخي‬
‫كتاب ال عزوجل آية إل وأنخخا أعخخرف تفسخخيرها‪ ،‬وفخخي أي مكخخان نزلخخت مخخن‬
‫سهل أو جبل‪ ،‬وفي أي وقت من ليل أو نهار‪ ،‬وإن ههنا لعلمخخا جمخخا ‪ -‬وأشخخار‬
‫إلى صدره ‪ -‬ولكن طلبه يسير‪ ،‬وعن قليل يندمون لو قد فقدوني !‬

‫)‪ (1‬في العلل‪ ،‬بني تميم‪.‬‬

‫]‪[110‬‬

‫كان من قصتهم يا أخاتميم أنهم كخخانوا قومخخا يعبخخدون شخخجرة صخخنوبر يقخخال لهخخا " شخخاه‬
‫درخت " كان يافث بن نوح غرسها علخخى شخخفير عيخخن يقخخال لهخخا " وشخخناب "‬
‫كانت انبطت لنوح عليه السلم بعخخد الطوفخخان‪ ،‬وإنمخخا سخخموا أصخخحاب الخخرس‬
‫لنهم رسوانبيهم في الرض‪ ،‬وذلك بعد سامان بن داود عليه السلم‪ ،‬وكخخانت‬
‫لهم اثنتا عشرة قرية على شاطئ نهر يقال لخخه " الخخرس " مخخن بلد المشخخرق‪،‬‬
‫وبهم سمي ذلك النهر‪ ،‬ولم يكن يومئذ في الرض نهر أغزر منه‪ ،‬ول أعذب‬
‫منه‪ ،‬ول قرى أكثر ول أعمر منها‪ ،‬تسمى إحداهن " أبان " والثانيخخة " آذر "‬
‫والثالثخخة " دي " والرابعخخة " بهمخخن " والخامسخخة " إسخخفندار " والسادسخخة "‬
‫فروردين " والسابعة " اردي بهشت " والثامنة " أرداد " و التاسعة " مرداد‬
‫" والعاشرة " تيخر " والحاديخة عشخر " مهخر " والثخانيه عشخر " شخهريور "‬
‫وكانت أعظم مخدائنهم " اسخفندار " وهخي الختي ينزلهخا ملكهخم‪ ،‬وكخان يسخمى‬
‫تركوزبن غابوربن يارش بن سازن بخخن نمخخرود بخخن كنعخان فرعخون إبراهيخم‬
‫عليه السلم وبها العين والصنوبرة وقد غرسوا في كخخل قريخخة منهخخا حبخخة مخخن‬
‫طلع تلك الصنوبرة‪ ،‬وأجروا إليها نهرا من العين التي عند الصنوبرة‪ ،‬فنبتت‬
‫الحبة وصارت شخخجرة عظيمخخة‪ ،‬وحرمخخوا مخخاء العيخخن والنهخخار فل يشخخربون‬
‫منها )‪ (1‬ول أنعامهم‪ ،‬ومخخن فعخخل ذلخخك قتلخخوه‪ ،‬ويقولخخون هخخو حيخخاة آلهتنخخا فل‬
‫ينبغي لحد أن ينقص من حياتهخخا‪ ،‬ويشخخربون هخخم وأنعخخامهم مخخن نهخخر الخخرس‬
‫الذي عليه قراهم‪ ،‬وقد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيدا يجتمع‬
‫إليه أهلها‪ ،‬فيضربون على الشجرة التي بها كلخخة مخخن حريخخر فيهخخا مخخن أنخخواع‬
‫الصخخور‪ ،‬ثخم يخأتون بشخخاة وبقخر‪ ،‬فيخذبحونها قربانخا للشخخجرة‪ ،‬ويشخعلون فيهخا‬
‫النيران بالحطب‪ ،‬فإذا سطع دخان تلك الذبائح وقتارها في الهواء وحال بينهم‬
‫وبين النظر إلى السماه خروا للشجرة سجدا‪ (2) ،‬ويبكون ويتضخخرعون إليهخخا‬
‫أن ترضى عنهم فكان الشيطان يجخخئ فيحخخرك أغصخخانها ويصخخيح مخخن سخخاقها‬
‫صياح الصبي أن قد رضيت عنكم عبادي فطيبوا نفسا وقروا عينخخا فيرفعخخون‬
‫رؤوسهم عند ذلك‪ ،‬ويشربون الخمر‬

‫)‪ (1‬في العخرائس‪ :‬ل هخم ول أنعخامهم‪ (2) .‬فخي العلخل‪ :‬سخجدا مخن دون الخ عزوجخل‬
‫يبكون‪..‬‬

‫]‪[111‬‬

‫ويضربون بالمعخخازف‪ ،‬ويأخخخذون الدسخختبند‪ ،‬فيكونخخون علخخى ذلخخك يخخومهم وليلتهخخم‪ ،‬ثخخم‬
‫ينصرفون‪ .‬وإنما سمت العجم شهورها بأبان مخخاه وآذرمخخاه وغيرهمخخا اشخختقاقا‬
‫من أسماء تلك القرى‪ ،‬لقول أهلها بعض لبعض هذا عيد شهر كذا وعيد شهر‬
‫كخخذا حخختى إذا كخخان عيخخد قريتهخخم العظمخخى اجتمخخع إليهخخم صخخغيرهم وكخخبيرهم‪،‬‬
‫فضربوا عند الصنوبرة والعين سرادقا من ديباج عليه من أنواع الصور‪ ،‬لخخه‬
‫)‪ (1‬اثنا عشر باباكل باب لهل قرية منهم ويسجدون للصخخنوبرة خارجخخا مخخن‬
‫السرادق‪ ،‬ويقربون لها الذبائح أضخخعاف مخخا قربخخوا للشخخجرة )‪ (2‬فخخي قراهخخم‪،‬‬
‫فيجئ إبليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكا شديدا‪ ،‬فيتكلم )‪ (3‬من جوفها‬
‫كلما جهوريا‪ ،‬ويعدهم ويمنيهم بأكثر مما وعخخدتهم ومنتهخخم الشخخياطين كلهخخا‪،‬‬
‫فيرفعون رؤوسهم مخخن السخخجود وبهخخم مخخن الفخخرح والنشخخاط مخخال يفيقخخون ول‬
‫يتكلمون من الشرب والعزف‪ ،‬فيكونون على ذلخخك اثنخخي عشخخر يومخخا ولياليهخخا‬
‫بعدد أعيادهم سخائر السخخنة‪ ،‬ثخخم ينصخخرفون‪ .‬فلمخخا طخخال كفرهخخم بخخال عزوجخخل‬
‫وعبادتهم غيره بعث ال عزوجل إليهم نبيا من بني إسخخرائيل مخخن ولخخد يهخخودا‬
‫ابن يعقوب‪ ،‬فلبث فيهم زمانا طويل يدعوهم إلى عبادة ال عزوجخخل ومعرفخخة‬
‫ربوبيته فل يتبعخونه‪ ،‬فلمخا رأى شخدة تمخخاديهم فخي الغخخي والضخلل‪ ،‬وتركهخخم‬
‫قبول ما دعاهم إليه من الرشد والنجاح‪ ،‬وحضر عيد قريتهم العظمى قال‪ :‬يخخا‬
‫رب إن عبادك أبوا إل تكذيبي‪ ،‬والكفر بك‪ ،‬وغدوا يعبدون شجرة ل تنفع ول‬
‫تضر‪ ،‬فأيبس شجرهم أجمخخع‪ ،‬وأرهخخم قخخدرتك وسخخلطانك‪ .‬فأصخخبح القخخوم وقخخد‬
‫يبس شجرهم كلها‪ ،‬فهخخالهم ذلخخك‪ ،‬وقطخخع بهخخم وصخخاروا فرقخختين‪ :‬فرقخخة قخخالت‬
‫سحر آلهتكم هذا الرجل الذي زعم )‪ (4‬أنه رسول رب السماء والرض )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬في العلل‪ :‬وجعلخخوا لخخه اثنخخى عشخخر بابخخا‪ (2) .‬فخخي المصخخدرين‪ :‬للشخخجرة الخختي فخخي‬
‫قراهم‪ (3) .‬في المصدرين‪ :‬ويتكلخخم‪ (4) .‬فخخي المصخخدرين‪ :‬يزعخخم‪ (5) .‬فخخي‬
‫المصدرين‪ :‬والرض اليكم‪.‬‬

‫]‪[112‬‬

‫ليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلى إلهه‪ ،‬وفرقة قالت‪ :‬ل‪ ،‬بل غضبت آلهتكم حيخخن رأت‬
‫هذا الرجل يعيبها ويقع فيها ويدعوكم إلخخى عبخخادة غيرهخخا‪ ،‬فحجبخخت حسخخنها و‬
‫بهاءها لكي تغضبوا لها فتنتصخخروا منخخه‪ .‬فخخأجمع رأيهخخم علخخى قتلخخه‪ ،‬فاتخخخذوا‬
‫أنابيب طوال من رصاص واسعة الفواه‪ ،‬ثم أرسخخلوها فخخي قخرار العيخخن إلخى‬
‫أعلى الماء واحدة فوق الخرى مثل البرابخ‪ ،‬ونزحوا ما فيهخا مخخن المخخاء‪ ،‬ثخم‬
‫حفخخروا فخخي قرارهخخا )‪ (1‬بئرا ضخخيقة المخخدخل عميقخخة‪ ،‬وأرسخخلوا فيهخخا نخخبيهم‪،‬‬
‫وألقموا فاها صخرة عظيمة‪ ،‬ثم أخرجخخوا النخخابيب مخخن المخخاء وقخخالوا‪ :‬نرجخخو‬
‫الن أن ترضى عنا آلهتنا إذا رأت أنا قد قتلنا من كان يقع فيهخخا‪ ،‬ويصخخد عخخن‬
‫عبادتها‪ ،‬ودفناه تحت كبيرها‪ ،‬يتشفى منه فيعود لنا نورها ونضرتها )‪ (2‬كما‬
‫كان‪ .‬فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم عليه السلم وهو يقول‪ :‬سيدي قخخد‬
‫ترى ضيق مكاني‪ ،‬وشدة كربي‪ ،‬فارحم ضعف ركني‪ ،‬و قلة حيلتي‪ ،‬وعجخخل‬
‫بقبض روحي‪ ،‬ول تؤخر إحابة دعوتي )‪ .(3‬حتى مات عليه السلم فقال الخ‬
‫جل جلله لجبرئيل عليخخه السخخلم‪ :‬يخخا جبرئيخخل ! أيظخخن عبخخادي هخخؤلء الخخذين‬
‫غرهم حلمي وأمنوا مكري وعبدوا غيري وقتلوا رسولي أن يقوموا لغضخخبي‬
‫أو يخرجخخوا مخخن سخلطاني ؟ ! كيخف وأنخا المنتقخخم ممخن عصخخاني‪ ،‬ولخخم يخخخش‬
‫عقابي‪ ،‬وإني حلفخخت بعزتخخي وجللخخي لجعلنهخخم عخخبرة ونكخخال للعخخالمين‪ ،‬فلخخم‬
‫يرعهم )‪ - (4‬وهم في عيدهم ذلك ‪ -‬إل بريح عاصف شديدة الحمرة فتحيروا‬
‫فيها وذعروا منها‪ ،‬وتضام )‪ (5‬بعضهم إلى بعض‪ ،‬ثخخم صخخارت الرض مخخن‬
‫تحتهم حجر كبريت يتوقد‪ ،‬وأظلتهم سحابة سخخوداء )‪ (6‬فخخألقت عليهخخم كالقبخخة‬
‫جمرا يلتهب‪ ،‬فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص في‬

‫)‪ (1‬في العلل‪ :‬في قرارها من الرض بئرا عميقة ضخخيقة المخخداخل‪ (2) .‬فخخي العيخخون‪:‬‬
‫نضارتها‪ (3) .‬في العلل‪ :‬إجابة دعائي‪ (4) .‬في العلل‪ :‬فلم يخخدعهم‪ (5) .‬فخخي‬
‫العيون‪ :‬وانضم‪ (6) .‬في العلل‪ :‬مظلمة فانكبت عليهم‪.‬‬
‫]‪[113‬‬

‫النار فتعوذ بال تعالى ذكره من غضبه ونزول نقمته ول حول ول قوة إل بخخال العلخخي‬
‫العظيم )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ " :‬رسسخخت رسخخا " أي حفخخرت بئرا‪ ،‬ورس‬
‫الميت أي قبر )‪) (2‬انتهى( والكلة بالكسر الستر الرقيق يخاط كالبيت يتخخوقى‬
‫فيخخه مخخن البخخق والقتخخار‪ :‬بالضخخم ريخخح البخخخور والقخخدر والشخخواء‪ .‬والمعخخازف‪:‬‬
‫الملهي‪ ،‬وكأن المراد بالدستنبد ما يسمى بالفارسية بالسنج أيضخخا‪ ،‬أو المخخراد‬
‫التزين بالسورة ويقال " كلم جهوري " أي عال وفي القاموس‪ :‬قطخخع بزيخخد‬
‫كعني فهو مقطوع به‪ :‬عجز عن سفره بأي سبب كان‪ ،‬أو حيل بينه وبيخخن مخخا‬
‫يؤمله )‪ .(3‬والبربخ بالبائين الموحدتين والخاء المعجمة ما يعمل من الخخخزف‬
‫للبئر ومجاري الماء‪ .‬فوائد مهمة جليلة الولخخى‪ :‬اعلخخم أن السخخماء المخخذكورة‬
‫في خبر المعلى ليام الشهر أكثرها موافق لمخخا نقلخخه المنجمخخون عخخن الفخخرس‪،‬‬
‫وظخخاهر فخخي أن المخخراد بالشخخهور الخخواردة فيخخه هخخي شخخهور الفخخرس القخخديم ل‬
‫الشخخهور العربيخخة‪ ،‬وقخخد تقخخدم القخخول فيخخه‪ .‬وسخخموا كخخل يخخوم مخخن أيخخام الخمسخخة‬
‫المسخخترقة أيضخخا باسخخم‪ :‬الول أهنخخود‪ ،‬والثخخاني اشخخنود‪ ،‬والثخخالث إسخخفند مخخذ‪،‬‬
‫والرابع دهشت‪ ،‬والخامس هشتويش‪ ،‬هذا هو المشهور‪ ،‬وذكروا فيهخخا أسخخماء‬
‫أخر‪ ،‬وذكروا أن كل منها اسم ملك موكل بذلك اليوم‪ .‬ثم إن المحققين اختلفوا‬
‫في هؤلء الملئكة‪ ،‬فمنهم من حملوها على ظواهرها وقالوا إن ال وكل بكل‬
‫شئ من المخلوقات ملكا يحفظه ويربيه ويصرفه إلى ما خلق له كما ورد فخخي‬
‫الخبار‪ :‬الملك الموكل بالبحار‪ ،‬والملك الموكل بالجبال‬

‫)‪ (1‬العلل‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،41 - 38‬العيون‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (2) .209 - 205‬الصحاح‪ :‬ج‬
‫‪ ،2‬ص ‪ (3) .931‬القاموس‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪.70‬‬

‫]‪[114‬‬

‫والملئكة الموكلة بالشجار وسخخائر النباتخخات‪ ،‬والملئكخخة الموكلخخة بالسخخحب والخخبروق‬


‫والصواعق‪ ،‬وبكل قطرة من المطار‪ ،‬والملئكة الموكلخخة باليخخام والليخخالي و‬
‫الشخخهور والسخخاعات‪ .‬وبخخه يخخوجه مخخا ورد مخخن كلم اليخخوم والشخخهر والرض‬
‫والقبر وغيرها بأن المراد به كلم الملئكة الموكلة بها‪ .‬ومنهخخم مخخن حملوهخخا‬
‫على أرباب النواع المجردة التي أثبتها أفلطون ومن تابعه من الشراقيين‪،‬‬
‫فخخإنهم أثبتخخوا لكخخل نخخوع مخخن أنخخواع الفلك والكخخواكب والبسخخائط العنصخخرية‬
‫والمواليخخد ربخخا يخخدبره ويربيخخه ويوصخخله إلخخى كمخخاله المسخختعد لخخه‪ ،‬والول هخخو‬
‫الموافق لمسلك المليين و أرباب الشرائع‪ ،‬والثاني طريقة من ل يثبت الصانع‬
‫ويقول بتأثير الطبخخائع وإن تخخابعهم بعخخض مخخن يظهخخر القخخول بالصخخانع أيضخخا‪،‬‬
‫وليس هذا مقخخام تحقيخق هخخذا الكلم‪ .‬قخخال أبخو ريحخخان‪ :‬كخخل واحخد مخخن شخخهور‬
‫الفرس ثلثون يوما‪ ،‬ولكل يوم منها اسم مفرد بلغتهم‪ ،‬وهي‪ (1 ) :‬هرمز )‪(2‬‬
‫بهمن )‪ (3‬اردي بهشت )‪ (4‬شهريور )‪ (5‬إسفندار مذ )‪ (6‬خرداد )‪ (7‬مرداد‬
‫)‪ (8‬دي )‪ (9‬باذر )‪ (10‬آذر )‪ (11‬آبان )‪ (12‬خرماه )‪ (13‬تير )‪ (14‬جوش‬
‫)‪ (15‬ديبمهر )‪ (16‬مهر )‪ (17‬سخخروش )‪ (18‬رشخخن )‪ (19‬فرورديخخن )‪(20‬‬
‫بهرام )‪ (21‬رام )‪ (22‬باد )‪ (23‬ديبدين )‪ (24‬ديخخن )‪ (25‬أرد )‪ (26‬أشخختاد )‬
‫‪ (27‬آسمان )‪ (28‬رامياد )‪ (29‬مارسفند )‪ (30‬أنيران‪ .‬ل اختلف بينهخخم فخخي‬
‫أسماء هذه اليام‪ ،‬وهي لكل شهر كذلك وعلى ترتيب واحد‪ ،‬إل في " هرمخخز‬
‫" فإن بعضهم يسميه " فخخرخ "‪ ،‬وفخخي " أنيخخران " فخخإن بعضخخهم يسخخميه " بخخه‬
‫روز " ويكخخون مبلخخغ جميعهخخا ثلث مخخائة وسخختين يومخخا‪ ،‬وقخخد تقخخدم أن السخخنة‬
‫الحقيقية هي ثلث مخائة وخمسخة وسختون يومخا وربخع يخوم‪ ،‬فاخخذوا الخمسخة‬
‫اليام الزائدة عليها وسموها بأسماء غير الموضوعة ليام كخخل شخخهر‪ ،‬وهخخي‪:‬‬
‫أهشد گاه‪ ،‬اشتد كاه‪ ،‬إسفند كاه‪ ،‬إسفند مخخذگاه‪ ،‬بهشيشخخكاه‪ .‬أقخخول‪ :‬ثخخم ذكخخر مخخا‬
‫مرمع وجوه كثيرة أخخخرى‪ ،‬فصخخار مبلخخغ أيخخامهم ثلث مخخائة وخمسخخة وسخختين‬
‫يوما‪ ،‬وأهملوا ربع يوم حتى اجتمع من الرباع أيام شهر تام وذلك فخخي مخخائة‬
‫وعشرين سنة فألحقوه بشهور السنة حتى صار شهور تلك السنة ثلثة عشر‬

‫]‪[115‬‬

‫وسموها " كبيسة " وسموا أيام الشهر الزائد بأسماء أيخخام سخائر الشخخهور‪ ،‬وعلخخى ذلخخك‬
‫كانوا يعملون إلى أن زال ملكهم‪ ،‬وبخخاد دينهخخم‪ ،‬واهملخخت الربخخاع بعخخدهم ولخخم‬
‫يكبس بها السخخنون حخختى يعخخود إلخخى حالهخخا الولخخى‪ ،‬ول يتخخأخر عخخن الوقخخات‬
‫المحمودة كثير تأخر‪ ،‬مخخن أجخخل أن ذلخخك أمخخر كخخان يتخخوله ملخخوكهم بمحضخخر‬
‫الحسخخاب وأصخخحاب الكتخخاب‪ ،‬ونخخاقلي الخبخخار والخخرواة‪ ،‬ومجمخخع الهرابخخذة‬
‫والقضاة‪ ،‬واتفاق منهم جميعا على صحة الحساب بعد استحضار من بالفخخاق‬
‫مخخن المخخذكورين إلخخى دار الملخخك ومشخخاورتهم حخختى يتفقخخوا‪ ،‬واتفخخاق المخخوال‬
‫الجمة‪ ،‬حتى قال المقل في التقدير إنه كان ينفق ألف ألف دينخخار‪ ،‬وكخخان يتخخخذ‬
‫ذلك اليوم أعظم العياد قدرا‪ ،‬وأشهرها حال وأمرا‪ ،‬ويسمى " عيخخد الكبيسخخة‬
‫" ويترك الملوك لرعيته خراجها‪ ،‬والذي كان يحول بينهم وبيخخن إلحخخاق ربخخع‬
‫يوم في كل أربع سنين يوما واحدا بأحد الشهور أو الخمسة قخخولهم أن الكبخخس‬
‫يقع على الشهور ل على العوام لكراهتهم الزيادة في عخخدتها‪ ،‬وامتنخخاع ذلخخك‬
‫في الزمزمة لما وجب في الدين من ذكر اليوم الذي يزمزم فيه ليصح إذا زيد‬
‫في عدد اليام يوم زائد‪ .‬وكانت الكاسرة رسمت لكل يوم نوعا من الرياحين‬
‫والزهر يوضع بين يديه‪ ،‬ولونا من الشراب على رسم منتظم ل يخالفونه فخخي‬
‫الترتيب‪ ،‬والسبب في وضعهم هذه اليام الخمسة اللواحق في آخخخر أبخخان مخخاه‬
‫ما بينه وبين آذر ماه أن الفرس زعموا أن مبدأ سنتهم من لدن خلخخق النسخخان‬
‫الول‪ ،‬وأن ذلخخك كخخان روز هرمخخز‪ ،‬ومخخاه فرورديخخن‪ ،‬و الشخخمس فخخي نقطخخة‬
‫العتدال الربيعي متوسطة السماء‪ ،‬وذلك أول اللف السابع مخخن الخخوف سخخني‬
‫العالم عندهم‪ ،‬وبمثله قال أصحاب الحكام من المنجميخخن أن السخخرطان طخخالع‬
‫العالم‪ ،‬وذلك أن الشمس في أول أدوار السند هنخخد هخخي فخخي أول الحمخخل علخخى‬
‫منتصف نهايتي العمارة‪ ،‬وإذا كانت كذلك كان الطالع السرطان‪ ،‬وهو لبتداء‬
‫الدور والنشوء عندهم كما قلنا‪ .‬وقد قيل‪ :‬إنه سمي بخخذلك لنخخه أقخخرب الخخبروج‬
‫رأسا من الربع المعمور‪ ،‬وفيه شرف المشتري المعتدل المخزاج‪ ،‬والنشخوء ل‬
‫يكون إل إذا عملت الحرارة المعتدلة في الرطوبخخة‪ ،‬فهخخو إذن أولخخى أن يكخخون‬
‫طالع نشوء العالم‬

‫]‪[116‬‬

‫وقيل‪ :‬إنما سمي بذلك لن بطلوعه تتم طلخخوع الطبخخائع الربخخع‪ ،‬وبتمامهخخا تخخم النشخخوء‪،‬‬
‫وأمثال ذلك من التشبيهات‪ .‬قال‪ :‬ثم لما أتى زرادشت وكبس السنين بالشخخهور‬
‫المجتمعة من الرباع عاد الزمان إلى ما كخخان عليخخه‪ ،‬وأمرهخخم أن يفعلخخوا بهخخا‬
‫بعده كفعله‪ ،‬وائتمروا بأمره‪ ،‬و لخخم يسخخموا شخخهر الكبيسخخة باسخخم عليحخخدة‪ ،‬ولخخم‬
‫يكرروا اسم شهر‪ ،‬بخخل كخخانوا يحفظخخونه علخخى نخخوب متواليخخة‪ ،‬وخخخافوا اشخختباه‬
‫المر عليهم في موضع النوب‪ ،‬فأخذوا ينقلون الخمسة اليام ويضعونها عنخخد‬
‫آخر الشهر الذي انتهت إليه نوبة الكبيسة‪ ،‬ولجللة هذا المر وعموم المنفعخخة‬
‫فيه للخخخاص والعخخام والرعيخخة والملخخك ومخخا فيخخه مخخن الخخخذ بالحكمخخة والعمخخل‬
‫بموجب الطبيعخخة كخخانوا يخخؤخرون الكبخخس إذا جخخاء وقتخخه وأمخخر المملكخخة غيخخر‬
‫مسخختقيم لحخخوادث‪ ،‬ويهملخخونه حخختى يجتمخخع منخخه شخخهران‪ ،‬ويتقخخدمون بكبسخخها‬
‫بشهرين إذا كانوا يتوقعون وقت الكبس المستأنف ما يشخخغل عنخخه‪ ،‬كمخخا عمخخل‬
‫في زمن يزدجرد بن شابور أخذا بالحتيخخاط‪ ،‬وهخخو آخخخر الكبخخائس المعمولخخة‪،‬‬
‫توله رجل من الدستورين يقال له " يزدجرد الهزاري " وكخخانت النوبخخة فخخي‬
‫تلك الكبيسخخة لبخخان مخخاه فخخألحق الخمسخخة بخخآخره وبقيخخت فيخخه لهمخخالهم المخخر‬
‫)انتهى( وإنما أوردت هذا الكلم لما فيه من تأسخخيس مخخا سخخنورده فخخي الفخخائدة‬
‫التالية‪ ،‬ومزيد توضيح ما مر في خبر الرضخخا عليخخه السخخلم فخخي تقخخدم النهخخار‬
‫على الليل وغير ذلك‪ .‬الفائدة الثانيخخة‪ :‬اعلخخم أن الشخخيخ الطوسخخي ‪ -‬قخخدس سخخره‬
‫القدوسخخي ‪ -‬وسخخائر مخخن تخخأخر عنخخه ذكخخروا النيخخروز والعمخخال المتعلقخخة بخخه‪:‬‬
‫الغسل‪ ،‬والصوم‪ ،‬والصلة‪ ،‬و غيرهخخا‪ ،‬ولخخم يحققخخوا تعييخخن اليخخوم‪ .‬فلبخخد مخخن‬
‫التعرض له والشارة إلى القخخوال الخخواردة فيخخه‪ .‬قخخال فحخخل الفقهخخاء المخخدققين‬
‫محمد بن إدريس ‪ -‬ره ‪ -‬فخخي السخخرائر‪ :‬قخخال شخخيخنا أبخخو جعفخخر فخخي مختصخخر‬
‫المصخخباح‪ :‬يسخختحب صخخلوة أربخخع ركعخخات‪ ،‬وشخخرح كيفيتهخخا فخخي يخخوم نيخخروز‬
‫الفرس‪ ،‬ولم يذكر أي يوم هو من اليام‪ ،‬ول عينه بشهر من الشهور الرومية‬
‫ول العربية‪ .‬والذي قد حققخخه بعخخض محصخخلي الحسخخاب وعلمخخاء الهيئة وأهخخل‬
‫هذه الصنعة في كتاب له أن يوم النيروز يوم العاشر من أيار وشهر أيار أحد‬
‫وثلثون‬

‫]‪[117‬‬
‫يوما فإذا مضخخى منخخه تسخخعة أيخخام فهخخو يخخوم النيخخروز‪ .‬يقخال‪ :‬نيخخروز‪ ،‬ونخخوروز‪ ،‬لغتخخان‬
‫)انتهى(‪ .‬وفسخره الشخهيد ‪ -‬ره ‪ -‬بخأول سخنة الفخرس‪ ،‬أو حلخول الشخمس بخرج‬
‫الحمل‪ ،‬أو عاشر أيار‪ .‬قال جمال السخخالكين أحمخخد بخخن فهخخد الحلخخي ‪ -‬ره ‪ -‬فخخي‬
‫كتاب المهخذب البخارع فخي فخي شخرح المختصخر النخافع‪ :‬يخوم النيخروز جليخل‬
‫]القدر[ وتعيينه من السنة غامض مع أن معرفته أمر مهم من حيث إنه تعلخخق‬
‫به عبادة مطلوبة للشخخارع‪ ،‬والمتثخخال موقخخوف علخخى معرفتخخه‪ ،‬ولخخم يتعخخرض‬
‫لتفسيره أحد من علمائنا سخخوى مخخا قخخاله الفاضخخل المنقخخب محمخخد بخخن إدريخخس‪،‬‬
‫وحكايته " والذي قد حققه بعض محصلي أهل الحساب و علماء الهيئة وأهل‬
‫هذه الصنعة في كتاب له أن يوم النيروز يوم العاشر من أيار‪ .‬وقخخال الشخخهيد‪:‬‬
‫وفسر بأول سنة الفرس أو حلخخول الشخخمس فخخي بخخرج الحمخخل أو عاشخخر أيخخار‪،‬‬
‫والثالث إشارة إلى قول ابن إدريس‪ ،‬والول إشارة إلى مخخا هخخو مشخخهور عنخخد‬
‫فقهاء العجم في بلدهم‪ ،‬فإنهم يجعلونه عند نزول الشمس الجدي‪ ،‬وهو قريب‬
‫مما قاله صاحب كتاب النواء‪ ،‬وحكايته اليوم السابع عشر مخن كخانون الول‬
‫هو صوم اليهود‪ ،‬و فيه ترجع الشمس مصعدة إلى الشمال‪ ،‬ويأخذ النهار مخخن‬
‫الليل ثلث عشر ساعة وهو مقدار ما يأخذ في كل يخوم‪ ،‬وينخزل الشخمس بخرج‬
‫الجدي قبله بيومين‪ ،‬وبعض العلماء جعله رأس السنة‪ ،‬وهو النيخخروز‪ ،‬فجعلخخه‬
‫حكاية عن بعض العلماء وقال بعد ذلك‪ :‬اليخخوم التاسخخع مخخن شخخباط‪ ،‬وهخخو يخخوم‬
‫النيروز‪ ،‬ويستحب فيه الغسخخل‪ ،‬وصخخلوة أربخخع ركعخخات لمخخا رواه المعلخخى بخخن‬
‫خنيس عن الصخخادق عليخخه السخخلم ثخخم ذكخخر الخخخبر‪ ،‬فاختخخار التفسخخير الخيخخر‪،‬‬
‫وجزم به‪ .‬والقرب مخخن هخخذه التفاسخخير أنخخه يخخوم نخخزول الشخخمس بخخرج الحمخخل‬
‫لوجخوه‪ :‬الول‪ :‬أنخه أعخرف بيخن النخاس وأظهخر فخي اسختعمالهم‪ ،‬وانصخراف‬
‫الخطخخاب المطلخخق الشخخامل لكخخل مكلخخف إلخخى معلخخوم فخخي العخخرف وظخخاهر فخخي‬
‫الستعمال أولى من انصرافه إلى ما كان على الضد من ذلك‪ ،‬ولنه المعلخخوم‬
‫من عادة الشرع وحكمته أل ترى كيخخف علخخق أوقخخات الصخخلوة بسخخير الشخخمس‬
‫الظاهر‪ ،‬وصوم شهر رمضان برؤية‬

‫]‪[118‬‬

‫الهلل‪ ،‬وكذا أشهر الحج وهي أمور ظاهرة يعرفها عامة الناس بل الحيوانخخات ؟ فخخان‬
‫قلت‪ :‬استعماله في نزول الشمس برج الحمل غير ظاهر السخختعمال فخخي بلد‬
‫العجم‪ ،‬حتى أنهم ل يعرفونه وينكرون علخخى معتقخخده‪ ،‬فلخخم خصصخخت ترجيخخح‬
‫العرف الظاهر في بعض البلد دون بعض ؟ وأيضخخا فخخإن مخخا ذكرتخخه حخخادث‬
‫ويسمى " النيروز السلطاني " والول أقدم‪ ،‬حتى قيخخل‪ :‬إنخخه منخخذ زمخخان نخخوح‬
‫عليه السلم‪ .‬فالجواب عن الول‪ :‬أن العرف إذا تعخخدد انصخخرف إلخخى العخخرف‬
‫الشرعي فإن لم تكن فإلى أقرب البلد واللغات إلى الشرع‪ ،‬فيصرف إلى لغة‬
‫العرب وبلدها‪ ،‬لنها أقرب إلخخى الشخخرع‪ .‬وعخخن الثخخاني بخخأن التفسخخيرين معخخا‬
‫متقدمان على السلم‪ .‬الثاني‪ :‬أنه مناسب لمخا ذكخره صخاحب النخواء مخن أن‬
‫الشمس خلقت في " الشرطين " وهما أول الحمل‪ ،‬فيناسخخب ذلخخك إعظخخام هخخذا‬
‫اليوم الذي عادت فيه إلى مبخخدأ كونهخخا‪ .‬الثخخالث‪ :‬أنخخه مناسخخب لمخخا ذكخخره السخخيد‬
‫رضي الدين علي بن طاووس أن ابتخخداء العخخالم وخلخخق الخخدنيا كخخان فخخي شخخهر‬
‫نيسان ول شك أن نيسان يدخل والشمس في الحمل‪ .‬وإذا كان ابتداء العالم في‬
‫مثل هخخذا اليخخوم يناسخخب أن يكخخون يخخوم عيخخد و سخخرور‪ ،‬ولهخخذا ورد اسخختحباب‬
‫التطيب فيه بأطيب الطيب‪ ،‬ولبس أنظف الثياب‪ ،‬و مقابلته بالشخخكر والخخدعاء‪،‬‬
‫والتأهب لذلك بالغسل‪ ،‬وتكميله بالصوم والصلة المرسخخومة لخخه‪ ،‬حيخخث كخخان‬
‫فيه ابتداء النعمة الكخخبرى‪ ،‬وهخخي الخخخراج مخخن حيخخز العخخدم إلخخى الوجخخود‪ ،‬ثخخم‬
‫تعريض الخلق لثوابه الدائم‪ ،‬ولهذا امرنا بتعظيم يوم المبعخخث والغخخدير حيخخث‬
‫كان فيه ابتداء منصب النبوة والمامة‪ ،‬وكذا المولدين‪ .‬فان قلخخت‪ :‬نسخخبته إلخخى‬
‫الفرس يؤيد الول‪ ،‬لنهم واضعوه‪ ،‬والثاني وضعه قخخوم مخصوصخخون‪ ،‬ولخخم‬
‫يوافقهم الباقون‪ .‬قلنا‪ :‬يكفخخي فخخي نسخخبته إليهخخم أن يقخخول بخخه طائفخخة منهخخم‪ ،‬وإن‬
‫قصروا في العدد عمن لم يقل به‪ .‬أل ترى إلخخى قخخوله تعخخالى " وقخخالت اليهخخود‬
‫عزيرابن ال وقالت النصارى‬

‫]‪[119‬‬

‫المسيح ابن ال " )‪ (1‬وليس القائل بخخذلك كخخل اليهخخود ول كخخل النصخخارى‪ ،‬ومثلخخه قخخوله‬
‫تعالى " والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك " )‪ (2‬ليس إشارة إلخخى‬
‫أهل الكتاب بأجمعهم بل إلى عبد ال بن سخخلم وأصخخحابه‪ .‬زيخخادة‪ :‬وممخخا ورد‬
‫في فضله ويعضد ما قلناه ما حدثني به المولى السيد المرتضى العلمة بهخخاء‬
‫الدين علي بن عبد الحميد النسابة ‪ -‬دامت فضائله ‪ -‬رواه بإسناده إلى المعلخخى‬
‫بن خنيس عن الصادق عليه السلم أن يوم النيروز هو اليخخوم الخخذي أخخخذ فيخخه‬
‫النبي صلى ال عليخخه وآلخخه لميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم العهخخد بغخخدير خخخم‪،‬‬
‫فأقروا له بالولية‪ ،‬فطوبى لمن ثبت عليهخخا‪ ،‬والويخخل لمخخن نكثهخخا‪ ،‬وهخخو اليخخوم‬
‫الذي وجه فيه رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه عليخخا عليخخه السخخلم إلخخى وادي‬
‫الجخخن‪ ،‬فأخخخذ عليهخخم العهخخود والمواثيخخق‪ ،‬و هخخو اليخخوم الخخذي ظفخخر فيخخه بأهخخل‬
‫النهروان وقتل ذاالثدية‪ ،‬وهو اليوم الذي يظهخر فيخخه قائمنخا أهخخل الخبيت وولة‬
‫المر ويظفره ال تعالى بالدجال فيصلبه علخخى كناسخخة الكوفخخة‪ ،‬ومخخا مخخن يخخوم‬
‫نوروز إل نحن نتوقع فيه الفرج‪ ،‬لنه من أيامنا‪ ،‬حفظته الفرس وضخخيعتموه‪.‬‬
‫ثم إن نبيا من أنبياء بني إسرائيل سأل ربه أن يحيي القوم الخخذين خرجخخوا مخخن‬
‫ديارهم وهم ألوف حذر الموت فأماتهم ال‪ ،‬فأوحى إليه أن صب عليهم المخخاء‬
‫في مضاجعهم‪ ،‬فصب عليهم الماء في هخخذا اليخخوم‪ ،‬فعاشخخوا وهخخم ثلثخخون ألفخخا‬
‫فصار صب الماء في يوم النيروز سنة ماضية ل يعرف سببها إل الراسخون‬
‫في العلم‪ .‬وهو أول يوم من سنة الفرس‪ .‬قال المعلى‪ :‬وأملى علي ذلك وكتبتخخه‬
‫من إملئه‪ ،‬وعن المعلى أيضا قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السخخلم فخخي‬
‫صبيحة يوم النيروز‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا معلخخى ! أتعخخرف هخخذا اليخخوم ؟ قلخخت‪ :‬ل‪ ،‬لكنخخه‬
‫]يوم[ يعظمه العجم يتبارك فيه‪ .‬قال‪ :‬كل والبيت العتيق الذي ببطخخن مكخخة مخخا‬
‫هذا اليوم إل لمر قديم أفسره لك حتى تعلمه قلت‪ :‬تعلمي هذا من عندك أحب‬
‫إلي من أن أعيش أبدا ويهلك ال أعداءكم‪ .‬قال‪ :‬يخا معلخخى ! يخخوم النيخخروز هخو‬
‫اليوم الذي أخذ ال ميثاق العباد أن يعبدوه ول يشركوا‬

‫)‪ (1‬التوبة‪ (2) .31 :‬الرعد‪.38 :‬‬

‫]‪[120‬‬

‫به شيئا‪ ،‬وأن يدينوا برسله وحججخخه وأوليخخائه‪ ،‬وهخخو أول يخخوم طلعخخت فيخخه الشخخمس‪ ،‬و‬
‫هبت فيه الرياح اللواقح‪ ،‬وخلقت فيه زهرة الرض‪ ،‬وهو اليوم الذي اسخختوت‬
‫فيه سفينة نوح عليه السلم على الجودي‪ ،‬وهو اليوم الذي أحيى ال فيه القوم‬
‫الذين خرجوا من ديارهم وهم ألخخوف حخخذر المخخوت‪ ،‬فقخخال لهخخم الخ موتخخوا ثخخم‬
‫أحياهم ]ال[ وهو اليوم الخخذي هبخخط ]فيخخه[ جبرئيخخل عليخخه السخخلم علخخى النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪ ،‬وهو اليوم الذي كسر فيخخه إبراهيخخم عليخخه السخخلم أصخخنام‬
‫قخخومه‪ ،‬وهخخو اليخخوم الخخذي حمخخل فيخخه رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم على منكبيه حتى رمى أصخخنام قريخخش مخخن فخخوق الخخبيت‬
‫الحرام وهشمها ‪ -‬الخخخبر بطخوله ‪ -‬والشخخاهد فخي هخخذين الحخخديثين مخخن وجخوه‪:‬‬
‫الول‪ :‬قوله أنه اليوم الذي أخذ فيه العهد بغدير خم‪ ،‬وهذا تاريخ‪ ،‬و كان ذلخخك‬
‫سنة عشرة من الهجرة وحسب فوافق نزول الشمس الحمل في التاسخخع عشخخر‬
‫من ذي الحجة على حساب التقويم‪ ،‬ولم يكن الهلل رؤي بمكة ليلة الثلثيخخن‪،‬‬
‫فكان الثامن عشر من ذي الحجة على الرؤية‪ .‬الثاني‪ :‬كخخون صخخب المخخاء فخخي‬
‫ذلك اليوم سخخنة شخخائعة‪ ،‬والظخخاهر أن مثخخل هخخذه السخخنة العامخخة الشخخاملة لسخخائر‬
‫المكلفين أن يكون صب الماء في وقت ل ينفر منه الطبع ويأباه‪ ،‬ول يتصخخور‬
‫ذلك مع كون الشمس في الجخدي‪ .‬لنخه غايخخة القخر )‪ (1‬فخخي البلد السخخلمية‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬قوله في الحديث الثخاني " وهخو أول يخوم خلقخت فيخه الشخمس " وهخو‬
‫مناسب لما قيل إن الشمس خلقت في الشرطين‪ .‬الرابخخع‪ :‬قخخوله " وفيخخه خلقخخت‬
‫زهرة الرض " وهذا إنما يكون في الحمل دون الجدي وهخخو ظخخاهر )انتهخخى‬
‫كلمه ره(‪ .‬وأقول‪ :‬تحقيق الكلم في هذا المقام هو أنك قد عرفت فيما مضى‬
‫أن السنة الشمسية عبارة عن مدة دورة الشمس بحركتها الخاصة من أي مبدأ‬
‫فرض‪ ،‬وتلك‬

‫)‪ (1‬القر ‪ -‬بالضم ‪ -‬البرد‪.‬‬

‫]‪[121‬‬
‫المدة على ما استقر عليه رصد أبر خس ومن وافقه من المتقدمين ثلث مائة وخمسخخة‬
‫و ستون يوما وربع تام مخخن يخخوم‪ ،‬وعلخخى سخخائر الرصخخاد المشخخهورة ل يبلخخغ‬
‫الكسر إلى الربع‪ ،‬بل أقل منه بدقائق معدودة‪ ،‬وهي على ما فصله البرجنخخدي‬
‫في شرح التذكرة على رصد التباني ثلثة عشر دقيقة وثلثة أخمخخاس دقيقخخة‪،‬‬
‫وعلى حساب المغربي اثنتا عشرة دقيقة وعلخى رصخد مراغخة إحخدى عشخرة‬
‫دقيقة‪ ،‬وعلى رصد بعض المتأخرين تسع دقائق وثلثة أخماس دقيقة‪ ،‬وعلى‬
‫رصخخد بطليمخخوس أربخخع دقخخا ئق وأربعخخة أخمخخاس دقيقخخة‪ .‬فخخالفرس مخخن زمخخان‬
‫جمشيد أو قبله والروم من عهد إسكندر أو بعده كخانوا يعتخبرون الكسخر ربعخا‬
‫تاما موافقا لرصد أبرخس‪ ،‬وإنما الفرق بينهما أن الروم كانوا يكبسون الربخخع‬
‫المذكور في كل أربع سنين فيزيدون علخخى الرابعخخة يومخخا تصخخير بخخه ثلثمخخائة‬
‫وستة وسختين‪ ،‬وأن الفخرس إلخى عهخد يزدجخرد آخخر ملخوك العجخم أو بعخض‬
‫الكاسرة السابقة عليه كانوا يكبسونه في كل مخخائة وعشخخرين سخخنة‪ ،‬فيزيخخدون‬
‫على الخيرة ثلثين يوما تصير به ثلث مخخائة وخمسخخة وتسخخعين يومخخا‪ ،‬وقخخد‬
‫كان يتفق لهم تجديد التاريخ وإسقاط مخخا مضخخى مخخن السخخنة عنخخد جلخخوس ملخخك‬
‫جديد منهم‪ .‬وأما بعد ذلك العهد فكانوا ل يلتفتون إلخخى كبخخس الكسخخر المخخذكور‬
‫أصل‪ ،‬فكانت سنوهم دائما ثلث مائة وخمسخخة وسخختين‪ ،‬فمبخخدأ سخخني كخخل مخخن‬
‫هخخذه الطخخوائف كخخأول تشخخرين الول للخخروم وأول فرورديخخن مخخاه المسخخمى‬
‫بالنيروز لطوئف الفرس وكذا كل جزء من شهورهم كان غير مطخخابق لمبخخدأ‬
‫سني الخرى‪ ،‬ول لجزء معيخخن منهخخا دائمخخا بخخل كخخل جخخزء مخخن كخخل مخخن هخخذه‬
‫التواريخ لختلف طريق حسابهم دائر في كل جزء من الخر بمرور اليخخام‬
‫وأيضا لم يكن شئ من تلخخك المبخخادئ ول سخخائر الجخخزاء مطابقخخا دائمخخا لمبخخدأ‬
‫فصخخل مخخن الفصخخول ول لشخخئ مخخن أجزائهخخا‪ ،‬بخخل كخخل منهخخا دائر فخخي أجخخزاء‬
‫الفصخخول وبخخالعكس هكخخذا الحخخال إلخخى عهخخد السخخلطان جلل الخخدين ملخخك شخخاه‬
‫السلجوقي‪ ،‬فأحب أن يوضع تاريخ فخخي زمخخانه باسخخمه ممتخخازا عخخن التواريخخخ‬
‫المشهورة‪ ،‬فأمر من بحضرته مخخن أهخخل الخخخبرة بخخذلك‪ ،‬فبنخخوا الحسخخاب علخخى‬
‫رصد بطليموس أو من وافقه في نقصان الكسر عن الربع‪ ،‬اعتقادا منهخخم أنخخه‬
‫أصح من الرصد المبني عليه التواريخ المذكورة‪ ،‬ثم‬

‫]‪[122‬‬

‫اعتبروا أول السنة حفظا من أن يدور في الفصول يخخوم انتقخخال الشخخمس إلخخى العتخخدال‬
‫الربيعي قبل نصف النهخخار‪ ،‬فكخخان حينئذ قخخد اتفخخق ذلخخك النتقخخال يخخوم الجمعخخة‬
‫عاشر شهر رمضان سنة إحخخدى وسخخبعين وأربعمخخائة‪ ،‬وكخخان مطابقخخا للثخخامن‬
‫عشر من فروردين ماه اليزدجردي أول سخنتهم‪ ،‬فجعلخوا اليخوم المخذكور أول‬
‫فروردين ماه من السنة الجلليخخة‪ ،‬وأسخخقطوا اليخخام السخخابقة عليخخه مخخن درجخخة‬
‫العتبار‪ ،‬وسموا هذا اليوم بخخالنوروز السخخلطاني‪ ،‬فاسخختقر المخخر فخخي حسخخاب‬
‫السنين الشمسية على أن يعدوا من النيروز المذكور ثلثمائة وخمسة وسخختين‬
‫يوما‪ ،‬فيجعلون اليوم السادس نيروز السنة التية‪ ،‬ثخخم يكبسخخون الكسخخر لكخخونه‬
‫أقل من الربع في كل أربع سنين أو خمس سنين فتصير سنة الكبيسة ثلثمائة‬
‫وستة وستين يوما‪ .‬وهذه الطريقة مستمرة إلى زماننا‪ .‬إذا عرفخخت هخخذا فنقخخول‬
‫أول إن ما يلوح من توقع ابن إدريس عن الشيخ أن يعين نيروز الفرس بيخخوم‬
‫من الشهور العربيخخة أو الروميخة‪ ،‬وكخخذا مخا نقلخخه عخخن بعخض المحصخخلين مخن‬
‫تعيينه بعاشر أيار من الشهور الرومية غريخخب جخخدا‪ ،‬لمخخا عرفخخت مخخن دوران‬
‫أيخخام شخخهور الفخخرس قخخديمهم وحخخديثهم فخخي العربيخخة والروميخخة وبخخالعكس‪ ،‬ل‬
‫ختلف اعتباراتهم في حسخخاب السخخنين‪ ،‬فكيخخف يتصخخور تعييخخن يخخوم معيخخن أو‬
‫شهر معين من إحخخداها بيخخوم أو شخخهر مخخن الخخخرى علخخى وجخخه مصخخون مخخن‬
‫التغيير والتبديل بمر الدهور ؟ فليس لتعيينه بعاشر أيار من بعض المحصلين‬
‫وجه محصل سوى أنه وجده مطابقا لخخه فخخي بعخخض الزمنخخة السخخابقة كزمخخان‬
‫الصادق عليه السلم المستند إليه الروايات الواردة في النيخخروز فتخخوهم لخخزوم‬
‫حفظ تلك المطابقة له دائما‪ ،‬فإنه يستنبط مما سيتضح عن قريب من التواريخ‬
‫أن اتفاق المطابقة المذكورة كان في أواسط المائة الثانية مخخن الهجخخرة‪ ،‬و هخخو‬
‫قريب من أواخر زمان الصادق عليه السلم‪ .‬ومثل هخخذا التخخوهم غيخخر عزيخخز‬
‫من الناس كما أورد الكفعمي ‪ -‬ره ‪ -‬في بيان العمال المتعلقخة بشخهر شخعبان‬
‫أن الثالث والعشرين منه هو النيروز المعتضدي مضبوطا بالحادي عشر من‬
‫حزيران تاسع شهور الروم كما هو مذكور في سرائر ابن إدريس مع وجهه‪،‬‬
‫ومعلوم أن ]مثل[ ذلك ل يمكن‬

‫]‪[123‬‬

‫أن ينضبط بالشهور العربية لدوران كل منهما في الخرى‪ .‬وثانيا‪ :‬أن ترديد الشخخهيد ‪-‬‬
‫ره ‪ -‬نيروز الفرس بين أول يوم من سنتهم وبين غيره كأول الحمخخل وعاشخخر‬
‫أيار ترديد غريب شبيه بترديخخد مبتخخدأ السخخنة المعمولخخة عنخخد العخخرب بيخخن أول‬
‫المحرم وبين غيره‪ ،‬وذلك لن كون النيروز أول يوم من سنة الفرس أمر في‬
‫غاية الظهخخور‪ ،‬ومخخع ذلخخك منصخخوص عليخخه فخخي أكخخثر أسخخانيد الروايخخة‪ ،‬فإنمخا‬
‫المطلوب هنا تعيين أول يوم من سنتهم بيوم معروف في زماننا هخخل هخخو أول‬
‫الحمل أو غيره‪ .‬وثالثا‪ :‬إن ما ذكره ابن فهد ‪ -‬ره ‪ -‬من شهرة كخخونه أول سخخنة‬
‫الفرس بين فقهاء العجم حق موافق للروايخخة‪ ،‬ولكخخن جعلهخخم ذلخخك عنخخد نخخزول‬
‫الشمس الجدي مبني علخخى مخخا ذكرنخخا مخخن تخخوهم المطابقخخة الدائمخخة مخخن اتفخخاق‬
‫الموافقة في بعض الزمنة غفلة عن دورانخخه فخخي الفصخخول كمخخا بينخخا‪ ،‬وهكخخذا‬
‫حال ما نسبه صاحب كتاب النواء إلى بعض العلمخخاء مخخن أنخخه السخخابع عشخخر‬
‫من كانون الول المطابق لمخا بعخد نخزول الشخمس الجخدي بيخومين‪ ،‬وكخذا مخا‬
‫اختاره من أنه اليوم التاسع من شباط‪ .‬وبالجملة‪ :‬البناء على الغفلخخة المخخذكورة‬
‫من العراض العامة لجميع هذه التفسيرات‪ ،‬فمنشأ توهم بعض العلماء الخخذي‬
‫نقل مقالته صاحب كتاب النواء يمكن أن يكون اتفاق الموافقة المخخذكورة فخخي‬
‫زمانه إن كان في أواسط المائة الثامنة من الهجرة‪ ،‬فإن الضوابط الحسخخابية ‪-‬‬
‫كما سيتضح ‪ -‬دالخخة علخخى أن أول فرورديخخن مخخاه الفخخرس الموسخخوم بخخالنيروز‬
‫عندهم كان في السنة العاشرة من الهجرة قريبا من نخخزول الشخخمس أول بخخرج‬
‫الحمل‪ ،‬وكخان ذلخك موافقخا لواسخط " آذار " مخن الروميخة‪ ،‬و مطابقخا لثخامن‬
‫عشر ذي الحجخخة مخن العربيخة يخوم عهخد النخبي صخلى الخ عليخخه وآلخخه لميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم بالولية في غدير خم بعخخد الرجخخوع عخخن حجخخة الخخوداع‬
‫كما صرح به في الرواية‪ ،‬ثم في السنة الحادية عشخخر منهخخا بعخخد رحلخخة النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله انتقلت سلطنة العجم إلى يزدجرد آخر ملوكهم‪ ،‬فاسقط ما‬
‫مضى من السنة وجعل يوم جلوسه أول فروردين ويوم‬

‫]‪[124‬‬

‫النيروز كما كان رسمهم )‪ (1‬وكان ذلخخك موافقخخا لواسخخط حزيخخران ومطابقخخا للثخخاني و‬
‫العشخخرين مخخن ربيخخع الول‪ ،‬وقخخد عرفخخت أن بنخخاء حسخخاب الفخخرس فخخي عهخخد‬
‫يزدجرد بل قبيله في زمان النبي صلى ال عليه وآله أيضا على أخذ كل سخخنة‬
‫ثلثمائة وخمسة وستين يوما بدون رعاية الكبخخائس الخختي كخخانت متداولخخة بيخخن‬
‫قدمائهم‪ ،‬فل محالة كان ينتقل نيروزهم في كل أربع سنين إلى يخخوم آخخخر مخخن‬
‫أيام الشهور الرومية قبل اليخوم الخذي كخان فيخه‪ ،‬لعتبخارهم الكبيسخة فخي كخل‬
‫أربع‪ ،‬وقس عليه حال انتقاله بالنسبة إلى موضع الشمس مخخن الخخبروج أيضخخا‪.‬‬
‫فإن التفاوت لو كان لكان فخي كخل سخنة بقخدر نقصخان الكسخر عخن الربخع فخي‬
‫الواقع‪ ،‬وهو قليل جدا كما مر‪ .‬وبالجملة‪ :‬انتقاله من أواسط حزيران وأواخخخر‬
‫الجوزاء التي كان فيها في السنة الحادية عشر من الهجرة إلى أواسط كخخانون‬
‫الول وأوائل الجخخدي وهخخو مخخدة سخختة أشخخهر تقريبخخا إنمخخا هخخو فخخي قريخخب مخخن‬
‫سبعمائة وثلثين سنة‪ ،‬فيكون في أواسط المائة الثامنة كما ذكرنا‪ .‬وأمخخا منشخخأ‬
‫تخخوهم صخخاحب كتخخاب النخخواء فل يمكخخن أن يكخخون مثلخخه مخخن وقخخوع الموافقخخة‬
‫المذكورة في زمانه لئل يلزم تقدم زمان الناقل على زمان المنقول عنه‪ ،‬فخخإن‬
‫انتقاله إلى بعض أيام شباط إنما يكون قبل انتقاله إلى بعخخض أيخخام كخخانون لمخخا‬
‫عرفخخت مخخن أن انتقخخالته فخخي تلخخك الشخخهور‪ ،‬وكخخذا فخخي الخخبروج علخخى خلف‬
‫تواليهما لزيادة قدرهما على قدره بمقدار ربع يوم أو قريب منه فغاية توجيهه‬
‫أن يقال‪ :‬يجوز أن يكون منشأ توهمه موافقا لما مر نقله من بعض المحصلين‬
‫في اعتبار زمان الصادق عليه السخخلم فيخخه‪ ،‬والفخخرق أن بنخخاء حسخخاب بعخخض‬
‫المحصلين كان على اعتبار السقاط اليزدجردي‪ ،‬لوقوعه على طبق عخخادتهم‬
‫المستمرة‪ ،‬وبناء حساب صاحب كتاب النواء‪ ،‬على عخخدم اعتبخخاره‪ ،‬لوقخخوعه‬
‫بعد زمان النبي صلى ال عليه وآله وكونه بمنزلة سائر التغيرات الواقعة في‬
‫السنن والداب المعروفة في زمانه‪ ،‬فخخإن مخخا بيخخن تاسخخع شخخباط وعاشخخر أيخخار‬
‫قريب من المدة التي أسقطها‬
‫)‪ (1‬لعمري جعل موضوع الحكم الشرعي ما يتغير بانتقال السلطنة من ملك إلى آخخر‬
‫في غاية البعد‪(*) .‬‬

‫]‪[125‬‬

‫يزدجرد كما عرفت‪ .‬ورابعا‪ :‬بأن ما استدل أول علخخى مخخا اختخخاره مخخن التفاسخخير السخختة‬
‫وهو كونه يوم نزول الشمس برج الحمل بأنه أعخخرف بيخخن النخخاس إلخخى آخخخره‬
‫دعوى بينة البطلن عند أهل الخبرة بالحساب والتواريخخخ‪ ،‬فخإن كخخون نيخخروز‬
‫الفرس دائرا في الفصول سيما من زمان النبي صلى ال عليه وآله إلى زمان‬
‫ملكشاه أمر لم يسخخمع خلفخخه مخخن أحخخد منهخخم بخخل صخخرح فخخي شخخروح التخخذكرة‬
‫وغيرهخخا بخخأن الخخروم والفخخرس كخخانوا لخخم يلحظخخوا فخخي مبخخدأ سخخنيهم موضخخع‬
‫الشمس‪ ،‬وأن جعل العتدال الربيعي مبدأ السنة مخصوص بالتاريخخخ الملكخخي‬
‫ول يوافقه شئ من التواريخ المشهورة‪ ،‬فكيف يمكن أن يجعل مثل ذلك مناطا‬
‫للحكام الشرعية الثابتة قبل زمان ملكشاه بقريب مخخن خمسخخمائة سخخنة ؟ و أن‬
‫ما ذكره من انصراف اللفظ عند فقدان العرف الشرعي إلى لغة العرب مسلم‬
‫ولكن أين إطلق لفظ النيروز عند العرب على أول يوم نخخزول الشخخمس بخخرج‬
‫الحمل ؟ بل إن بعض أهل اللغة فسره على طبخخق مخخا فخخي الروايخخة بخخأول سخخنة‬
‫الفرس اعتمادا على الشهرة‪ ،‬وبعضهم كأحمد ابخن محمخد الميخداني وهخو مخن‬
‫أقدمهم وأتقنهم لم يكتف به بل صرح في كتابه المسمى بالسامي في السخخامي‬
‫بعد ذكر أسامي شهور الفرس وأيامهم المشهورة بترجمة النيروز ‍ب " نخست‬
‫روز أز فروردين ماه " ثم إن أغمضنا عخخن مثخخل تلخخك الحقيقخخة والتجأنخخا إلخخى‬
‫حمله على العرف فل شك لمن تتبع من مظانه أن العرف فيه لم يكخخن متعخخددا‬
‫في زمان الخطاب‪ ،‬بل إنمخخا تجخخدد بعخخده بخخدهور طويلخخة‪ ،‬فسخخمى ملكشخخاه يخخوم‬
‫نزول الشمس برج الحمل بالنوروز السخخلطاني‪ ،‬وخخخوارزم شخخاه يخخوم نزولهخخا‬
‫الدرجة التاسعة عشر منه وهي شخخرفها عنخخد المنجميخخن بخخالنوروز الخخخوارزم‬
‫شاهي وآخر يوما آخخخر بخخالنوروز المعتضخخدي وهكخخذا‪ ،‬وإنكخخار الحخخدوث فخخي‬
‫الول منهخخا بخخل دعخخوى التقخخدم علخخى السخخلم والغمخخاض عخخن تقييخخده تخخارة‬
‫بالسلطاني وتارة بالجللي وتارة بالملكي نسبة إلخخى كخخل مخخن ألقخخاب السخخلطان‬
‫جلل الخخدين ملكشخخاه كمخخا هخخو مضخخبوط فخخي الخخدفاتر والتقخخاويم ومحفخخوظ فخخي‬
‫مدونات أهل الهيئة والتنجيم مما يقضي منه العجخخب‪ .‬فخخان قيخخل‪ :‬لعخخل دعخخوى‬
‫التقدم على السلم مبنية على ما اشتهر أن مبدأ‬

‫]‪[126‬‬

‫تاريخهم في عهد جمشيد أو غيره كان موافقا لول الحمل‪ ،‬وانتقاله منخخه ودورانخخه فخخي‬
‫الفصول إنما هو بسبب الكبائس والسقاطات التي مر ذكرها‪ .‬قلنا‪ :‬لخخو سخخلمنا‬
‫ذلك فل ريب أن المراد بنيروزهم يوم يتجدد في كل سخخنة يعتخخبرونه أولهخخا ل‬
‫مال يتفق وقوعه إل نادرا كمخخا يلخخزم مخخن الخختزام مطخخابقته لول الحمخخل‪ .‬فخخان‬
‫قلت‪ :‬ل يخرج عن ثلثة احتمالت‪ :‬إما أول الحمل مطلقخخا‪ ،‬وإمخخا فروردينهخخم‬
‫مطلقا‪ ،‬وإما أول فروردينهم المطابق لول الحمل‪ .‬والثالث ساقط بأنه ل يتفق‬
‫إل في مدة مديدة‪ ،‬ومعلوم أن المراد به ما يتجدد في كل سنة‪ ،‬و الثاني أيضخخا‬
‫ساقط من جهة الحساب‪ ،‬فإنا إذا جمعنا اليام مخخن فروردينهخخم المضخخبوط فخخي‬
‫تقاويم زماننا إلى ثامن عشر شهر ذي الحجة من السنة العاشخخرة مخخن الهجخخرة‬
‫المنصوص في الرواية أنه كخخان مطابقخا لنيروزهخم فقسخخمنا علخى أيخام سخخنتهم‬
‫الخالية من الكبائس من زمان النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه إلخخى زماننخخا وهخخو‬
‫ثلثمائة وخمسة وستون يبقى اثنخخان وتسخخعون أو ثلث وتسخخعون‪ ،‬فيظهخخر أن‬
‫فروردينهم كان بعد التاريخ المذكور بمثل هخخذه اليخخام فخخإذا سخخقط الحتمخخالن‬
‫تعين الحتمال الول وهو المطلوب‪ ،‬مع أنه مؤيد أيضا بالحساب الدال علخخى‬
‫أن التاريخ المذكور كخان قريبخا مخن أول الحمخخل بيخوم أو يخومين مخخع احتمخال‬
‫المطابقة أيضا بنحو المسامحة‪ .‬قلنا‪ :‬سقوط الثخخاني ممنخخوع والبيخخان الحسخخابي‬
‫المذكور مبني على غفلخخة‪ ،‬أو تغافخخل عخخن السخخقاط اليخخزد جخخردي الواقخخع فخخي‬
‫السنة الحادية عشر من الهجرة كما مر‪ ،‬فإنه لو اعتبر السخقاط المخذكور فخي‬
‫الحساب لظهر أن مطابقة فروردينهم اليزدجردي المضبوط في التقخخاويم لمخخا‬
‫بعخخد التاريخخخ المخخذكور ل ينخخافي أن يكخخون التاريخخخ المخخذكور أيضخخا مطابقخخا‬
‫لفروردينهم المتداول قبل يزدجرد‪ ،‬فإن جلوس يزدجرد كان فخخي يخخوم الثلثخخاء‬
‫الثاني والعشرين من شهر ربيع الول مخن السخنة الحاديخة عشخر كمخا مخر‪ ،‬و‬
‫تفاوت التاريخين موافخخق للمخخدة المخخذكورة‪ .‬فتخخبين أن الحسخخاب لخخو جعخخل دليل‬
‫على كون المراد به أول فروردين لكان أوفق للمطابقة مخخن جعلخخه دليل علخخى‬
‫أول الحمل‬

‫]‪[127‬‬

‫للتفاوت بيوم أو يومين‪ ،‬فإنه قادح ولخخو كخخان قليل‪ ،‬ولخخو فرضخخنا مطخخابقته أيضخخا لكخخان‬
‫غاية المر أن يكون في يوم الغدير اتفق المران الغير المتفقيخخن إل فخخي مخخدة‬
‫مديدة فل يفيد المطلوب‪ .‬على أن مطابقة يوم الغدير للنيروز بأي معنخخى كخخان‬
‫ل ينفخخع فخخي المطلخخوب بخخدون مطابقخخة سخخائر اليخخام المخخذكورة فخخي الروايخختين‬
‫موافقتهخخا لخخه‪ ،‬وستتضخخح عخخن قريخخب اسخختحالة مطابقتهخخا لول الحمخخل دون‬
‫فرورديخخن‪ .‬فخخان قيخخل‪ :‬يظهخخر مخخن كلم كوشخخيار وأبخخي ريحخخان فخخي بعخخض‬
‫تصخخانيفهما أن العتخخدال الربيعخخي معتخخبر عنخخد الحكخخاميين فخخي طخخالع السخخنة‬
‫وحساب الدوار‪ ،‬وفيهم المشهورون من أهل الفرس كزر دشت وجاماسخخب‪،‬‬
‫فعلى ذلك يمكخخن أن يكخخون المخخراد بخخالنيروز المعتخخبر بخخأول سخخنة الفخخرس فخخي‬
‫الروايخخة ذلخخك الخخوقت بالعتبخخار المخخذكور‪ .‬قلنخخا‪ :‬أول سخخلمنا اعتبخخار الخخوقت‬
‫المذكور عندهم فيما اعتبروه فيه‪ ،‬ولكن لم ينقل أنهم يعخخبرون عنخخه بخخالنيروز‬
‫أو يتباركون فيه ويجعلونه عيدا كما يفهم من الرواية‪ .‬وثانيا‪ :‬أن التعخخبير عخخن‬
‫الحكاميين بالفرس بمحض كون بعضهم منهخخم بعيخخد جخخدا‪ ،‬بخخل معلخخوم لهخخل‬
‫اللسان أن إطلق الفرس المستعمل في مقابخخل الخخروم والعخخرب ليخخس إل علخخى‬
‫الطائفة العظيمة التي من رعايا الملوك المشهورة من جمشيد وافريخخدون إلخخى‬
‫كسرى ويزدجرد‪ ،‬فالمراد بنيروزهم وأول سنتهم يوم كان جعله عيدا في كل‬
‫سنة معمول عند الملوك المذكورة في زمخخانهم‪ ،‬ول خلف بيخخن أهخخل الخخخبرة‬
‫في أنه كان أول فروردينهم الدائر في الفصول بالسباب التي قررنخخا‪ .‬وثالثخخا‪:‬‬
‫أن من تأمل وأنصف علم أن التعبير عن ذلك اليوم بنيروز الفرس تارة وأول‬
‫سنتهم أخرى لجل أنه ليس يوما معينا بحسخخب الفصخل‪ ،‬وإل فمخخا المخانع مخخن‬
‫التعبير عنه بأول الربيخخع وأول الحمخخل المعلخخوم لكخخل أحخخد بخخدون احتيخخاج إلخخى‬
‫تفسير أصل ؟ ورابعا‪ :‬أن أهل اللغة صرحوا بتفسير النيروز بخخأول يخخوم مخخن‬
‫فروردين الفرس‪ ،‬وإطلقه على أول الربيع من زمان ملك شخخاه وفخخي زماننخخا‬
‫مجاز بعلقة ما‬

‫]‪[128‬‬

‫التزموه من موافقة أول فروردينهم لول الربيع دائما‪ ،‬ووجخخوب انصخخراف اللفخخظ إلخخى‬
‫الحقيقة سيما المستعمل منه قبل حدوث المجاز مما أطبق عليخخه أهخخل اللسخخان‪.‬‬
‫والعلمخخات المخخذكورة فخخي الروايخختين للنيخخروز ل يمكخخن تطبيقهخخا علخخى أول‬
‫الربيع‪ ،‬فيجب حمله على أول فرورديخخن‪ ،‬لمكخخان التطخخبيق‪ .‬وخامسخخا‪ :‬أن مخخا‬
‫ذكره بقوله " ولنه المعلوم مخن عخخادة الشخرع وحكمتخه ‪ -‬الخخ ‪ " -‬قيخخاس مخع‬
‫الفارق‪ ،‬فإن انتقال الشمس من برج الحوت إلى برج الحمخخل ليخخس كوصخخولها‬
‫إلى نصف النهار وأمثاله المعلومة بخخالحس والعيخخان‪ ،‬بخخل محتخخاج إلخخى رصخخد‬
‫وحساب ل يتيسر تحقيقه لكثر مهرة فن الهيئة والحساب فضل عخخن غيرهخخم‬
‫وكفى بذلك عدم توافق رصخخدين فيخخه‪ ،‬فخخإن اليخخوم المخخذكور علخخى مخخا يقتضخخيه‬
‫رصد المتأخرين المبني عليه أكثر التقاويم في زماننا مقخخدم علخخى مخا يقتضخخيه‬
‫رصد أبر خس بأيام‪ ،‬وعلى ما يقتضيه رصد بطليموس بأقخخل منهخخا‪ ،‬ومخخؤخر‬
‫عما يقتضخخيه رصخخد المحقخخق الطوسخخي بقليخخل‪ ،‬وعمخخا يقتضخخيه رصخخد التبخخاني‬
‫والمغربي بأكثر‪ ،‬فهل يجوز من له أدنى معرفة بعخخادة الشخخرع فخخي التكليفخخات‬
‫أن تكون لمعرفخخة النيخخروز مكلفيخخن بتتبخخع آراء هخخؤلء ثخخم التمييخخز بيخخن الحخخق‬
‫والباطل منها‪ ،‬أو العمل بمقتضى كل منها مع ظهور التناقض‪ ،‬أو اختيار مخخا‬
‫شئنا منها‪ ،‬أو التكال على ما اشخختهر فخخي زماننخخا سخخيما مخخع علمنخخا بخخأنه غيخخر‬
‫مشهور بل غير مذكور أصل في زمان النبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه والئمخخة‬
‫عليهم السلم ؟ ولهذا ما وقع في أحكام الشخخريعة مخخن أمثخخاله ككراهخخة النكخخاح‬
‫والسفر في زمان كون القمر في العقرب حملخخه المحققخخون علخخى زمخخان كخخونه‬
‫فخخي صخخورتها المعلخخوم لكخخثر عخخوام المكلفيخخن ل فخخي برجهخخا المحتخخاج إلخخى‬
‫استخراج تقويمه‪ ،‬فعلى هذا يكخخون المناسخخب لعخخادة الشخخرع وحكمتخخه التفسخخير‬
‫الول من التفسيرات المذكورة لخلخوه عخن الكبخائس‪ ،‬و غنخائه عخن الحتيخاج‬
‫إلى الرصاد‪ ،‬وتيسر حسابه على عامة المكلفين‪ .‬وسادسا‪ :‬أن مخخا ذكخخره مخخن‬
‫مناسبة كون الشمس خلقت فخخي الشخخرطين علخخى مخخا نقلخخه مخخن صخخاحب كتخخاب‬
‫النواء على تقدير حجية المنقول عنه ل يفيد إل كونها حين الخلقة فخخي أوائل‬
‫صورة الحمل‪ ،‬فإنهما نجمان قريبان من رأسها يعدان منزل بحار النخخوار ج‬
‫‪- 8 - 59‬‬

‫]‪[129‬‬

‫من منازل القمر‪ ،‬فلو كان ذلك مناسبا لعظام اليوم الذي عادت الشخمس فيخه إلخى هخذا‬
‫الموضع لكان ينبغي إعظام يوم كونها فيه وهخخو فخخي زمخخان النخخبي صخخلى الخ‬
‫عليه وآله كان في أواسط برج الحمل وفخخي زماننخخا انتقخخل إلخخى أواخخخره‪ ،‬بنخخاء‬
‫على أن حركة الثوابت ومنها كواكب الصور في كل سبعين سنة درجخخة كمخخا‬
‫هو المشهور بين أهل الرصاد‪ .‬وبهذا ظهر حال ما ذكره من مناسبة ما قيخخل‬
‫من ابتداء خلق العالم في شهر " نيسخخان " لعخخدم مطابقخخة شخخئ مخخن أيخخام شخخهر‬
‫نيسان من زمان النبي صلى ال عليه وآله إلى زماننا لول الحمخخل الخخذي هخخو‬
‫المطلوب إثبخخاته‪ ،‬فتأمخل أو ل فخي حاصخل قخخوله " ول شخك أن نيسخان يخخدخل‬
‫والشمس في الحمل " ثم فيما أتبعه تفريعا عليخخه بقخخوله " وإذا كخخان ‪ -‬الخخخ ‪" -‬‬
‫فتحير واعتبر‪ .‬وسابعا‪ :‬أن ما ذكره من نزول الشمس الحمل في التاسع عشر‬
‫‪ -‬الخ ‪ -‬فقد عرفت عدم دللتخخه علخخى المطلخخوب علخخى تقخخدير مطخخابقته بحسخخب‬
‫الحساب أيضا فضل عن المخالفة‪ .‬وثامنا‪ :‬أن ما ذكره من كخخون صخخب المخخاء‬
‫المسنون في ذلك اليوم أوفق لول الحمل ل الجدي‪ ،‬لو ساغ مثلخخه فخخي إثبخخات‬
‫مناط الحكام الشرعية لكخان مؤيخد العاشخر أيخار ل لول الحمخل‪ ،‬فخإنه أوفخق‬
‫لذلك من كل من الجدي والحمل‪ ،‬لكونه بعد أول الحمل بقريخخب مخخن شخخهرين‪،‬‬
‫وكونه أقرب إلى اليوم المرسوم في زماننا " آب پاشان " هذا إذا كان المخخراد‬
‫بصب الماء في الرواية رشه على طريخق الرسخم الجخاري فخي بعخض البلد‪،‬‬
‫ولكن يظهر من ابن جمهور أنه حمل سخخنة صخخب المخخاء فيهخخا علخخى اسخختحباب‬
‫الغسل في النيخخروز وذلخخك ليخخس ببعيخخد‪ .‬وتاسخخعا‪ :‬أن مخخا ذكخخره مخخن أن طلخخوع‬
‫الشمس فيه كما في الرواية مناسب لول الحمل بناء على مناسخخبة خلقهخخا فخخي‬
‫الشرطين مبني كما مر على الخلط بين صخخورة الحمخخل وبرجخخه‪ ،‬علخخى أن مخخا‬
‫قدمناه من حخخديث الرضخخا عليخخه السخخلم يخخدل علخخى أن أول خلخخق الشخخمس فخخي‬
‫موضع شرفها وهخو الدرجخة التاسخعة عشخر مخن الحمخل‪ ،‬ول يبعخد أن يكخون‬
‫الشرطان أيضا حينئذ فخخي تلخخك الدرجخخة‪ ،‬فل يكخخون مخخا ذكخخره صخخاحب كتخخاب‬
‫النواء مخالفا للحديث المخخذكور‪ ،‬فيكونخخان متفقيخخن فخخي عخخدم مطابقتهمخخا لول‬
‫الحمل‬

‫]‪[130‬‬
‫كما هو المطلوب‪ .‬ثم إن خلق الشمس غير طلوعها فلما كخخانت حيخخن خلقهخخا فخخي وسخخط‬
‫السماء كما في الحديث المذكور فالظاهر أنه أشار به ههنا إلخخى موافقخخة اليخخوم‬
‫التالي لخلقها للنيروز ل يوم خلقها فتدبر‪ .‬وعاشرا‪ :‬أن ما ذكره من مناسبة ما‬
‫في الرواية من خلق زهرة الرض فيه لول الحمل دون الجدي غير ظاهر‪،‬‬
‫إذ لقائل أن يقول‪ :‬لعل مبدأ خلقها أول الجدي‪ ،‬وظهورها علخخى وجخخه الرض‬
‫بعخخده‪ ،‬مخخع أن ذلخخك متفخخاوت بحسخخب البلد جخخدا‪ ،‬وأيضخخا كخخونه غيخخر مناسخخب‬
‫للجدي ل يدفع سائر التفسيرات المذكورة للنيروز ول يتعين بدونه المطلوب‪،‬‬
‫فيجوز أن يكون خلق زهرة الرض وكذا خلق الشخخمس أو طلوعهخخا فخخي يخخوم‬
‫يكخخون موافقخخا مخخن جهخخة الحسخخاب المتخخداول بيخخن الفخخرس فخخي سخخنيهم لول‬
‫فروردينهم‪ ،‬فجعل يدور في الفصول على طبق دورانه فيهخخا بالسخخباب الخختي‬
‫ذكرناها غير مرة‪ ،‬فلو فرضناه فخخي أول الخلخخق مطابقخخا لول نخخزول الشخخمس‬
‫برج الحمل أيضا لكان مثل مطابقته حينئذ لسخخائر الوضخخاع الغيخخر المطلوبخخة‬
‫كمواضع سائر الكواكب فحفظ تلك المطابقة فيه غيخخر لزم لئل يختخخل بخخه مخخا‬
‫هو المطلوب مما استقر بينهم إلى زمان النبي صلى الخ عليخخه وآلخخه واسخختمر‬
‫بعده إلى زماننا من ضوابط حساب السنين‪ .‬فان قلت‪ :‬رعاية الكبيسة كما نقل‬
‫عن الفرس دالة على أن مقصود أقدميهم منها محافظة وضخخع معيخخن للشخخمس‬
‫بالنسبة إلى مبدأ سخنيهم فخي الجملخة‪ ،‬فخالمظنون أنهخم كخانوا عينخوا لخذلك أول‬
‫الربيع ‪ -‬كما قيل ‪ -‬لظهور امتيازه عن غيره بالحسخخن واعتخخدال الهخخواء وقخخوة‬
‫النشوء والنماء في معظم المعمورة‪ ،‬فبمحخخض حخخدوث دورانخخه فخخي الفصخخول‬
‫بحسب تجدد الرسوم الصطلحية كيف سقط مقصودهم الصلي عن درجخخة‬
‫العتبار بالكلية وصار المعتبر مقتضى ما استقر بينهم من الرسوم الحادثة ؟‬
‫قلنا‪ :‬سلمنا قصدهم بدون مضايقة في تعيينهم أول الربيع لذلك أيضا مع أن ما‬
‫يحصل من ضبط كبيستهم في مائة وعشرين سنة يحصخخل بخخدونها أيضخخا فخخي‬
‫مدة أكثر منه‪ ،‬والفرق بيخخن القلخخة والكخخثرة فخخي مثلهخخا مشخخكل‪ ،‬ومخخع أن الخخروم‬
‫أيضا مشاركون لهم في رعاية الكبيسة بخخل أضخخبط منهخخم فيهخخا بخخدون التعييخخن‬
‫المذكور ولكن نعلم أن المصالح‬

‫]‪[131‬‬

‫متغيرة بتغير الزمنة والطبائع والعادات‪ ،‬فلعل الباعث لهم على التفخخاق علخخى خلف‬
‫ما سبق من بعضهم عروض مصلحة أهم منه لهم‪ ،‬والباعث لعتبار مقتضى‬
‫مصخخلحتهم فخخي نظخخر الشخخارع مصخخلحة وحكمخخة أخخخرى خفيخخة محجوبخخة عخخن‬
‫عقولنا‪ ،‬فنحن الن مكلفون في الحكام بتتبع آثار الصخخادقين مخخن ظخخواهر مخخا‬
‫نقخخل إلينخخا عنهخخم‪ ،‬و ‪ -‬الحتيخخاط عخخن الوقخخوع فخخي متابعخخة آرائنخخا بأمثخخال تلخخك‬
‫الستحسانات‪ .‬قخخال بعخخض الفاضخخل بعخخد إيخخراد جملخخة ممخخا ذكرنخخا‪ :‬فتخخبين أن‬
‫المراد بنيروز الفرس لبد أن يكون أول سنتهم الذي هخخو أول فروردينهخخم بل‬
‫خلف‪ ،‬وأنه دائر في الفصول من قديم اليام بأسخخباب شخختى وخصوصخخا مخخن‬
‫زمان النبي صلى الخ عليخخه وآلخخه بسخخبب إهمخال معاصخخريهم منهخم فخخي حفخظ‬
‫الكبيسة واستقرار أمرهم عليخخه إلخخى الن‪ ،‬فيكخخون أيخخام سخنتهم دائمخا ثلثمخخائة‬
‫وخمسة وسخختين بل عخخروض وتفخخاوت فيخخه قخخط‪ ،‬وأن يخخوم الغخخدير فخخي السخخنة‬
‫العاشرة من الهجرة كان مطابقا له‪ ،‬فخخإن اعتخخبر بمخخا وقخخع بعخخدها فخخي جلخخوس‬
‫يزدجرد مخخن إسخخقاط مخا مضخى مخخن سخنتهم وتجديخد فروردينهخخم فخخي التاريخخ‬
‫المذكور كما هو الظاهر بناء على أنه على طبق رسمهم المتداول بينهخخم وأن‬
‫النيروز مبني على مقتضخخى رسخخمهم يكخخون النيخخروز المعتخخبر شخخرعا هخخو مخخا‬
‫يضبطه المنجمون في التقاويم من أول فروردينهخخم فخخي كخخل سخخنة‪ ،‬وهخخو فيمخخا‬
‫نحن فيه من الزمان سنة ثمان وثمانين وألف من الهجرة مطابق ليوم الجمعخخة‬
‫عاشر شهر شخعبان وموافخق للثخامن والعشخرين مخن أيلخول الرومخي والثخالث‬
‫والعشرين من مهرماه الجللي‪ ،‬وإن لم يعتبر بالسقاط اليزدجردي بناء على‬
‫أنه وقع بعد زمان النبي صلى ال عليه وآله وإكمال الدين وأن مثخخل ذلخك فخي‬
‫حكخخم المبتخخدعات الغيخخر المعتخخبرة فخخي الشخخرع يكخخون النيخخروز المخخذكور قبخخل‬
‫فروردينهم المضبوط عنخخد المنجميخخن بقخخدر اليخخام السخخاقطة‪ ،‬وعلخخى كخخل مخخن‬
‫الحتمالين يتقدم في كل أربخخع سخخنين بيخخوم علخخى اليخخوم المطخخابق لخخه مخخن أيخخام‬
‫شهور الروم‪ ،‬وفي كل أربع سنين أو خمس سنين بيوم على مخخا كخخان مطابقخخا‬
‫له من أيام الشخهور الجلليخة‪ ،‬ويتخأخر فخي كخل سخنة بأحخد عشخر يومخا غالبخا‬
‫وبعشرة أيام في سني‪ ،‬كبائس العرب عمخخا كخخان موافقخخا لخخه مخخن أيخخام الشخخهور‬
‫العربية وأيضا يتأخر في كل سنة بيوم عما كان مطابقا له مخخن أيخخام السخخبوع‬
‫دائما‪ ،‬فظهر‬

‫]‪[132‬‬

‫من هذا التصوير أن ما اشتهر مخخن مطابقخخة نيروزهخخم ليخخوم انتقخخال الخلفخخة الصخخورية‬
‫أيضا إلى أمير المؤمنين عليه السلم بعد قتل عثمان كمطابقته ليوم الغدير إن‬
‫كان مستندا إلى نص ‪ -‬كما قيل ‪ -‬يؤيد الحتمال الول‪ ،‬فإن كل من الواقعتين‬
‫كان في أواخر شهر ذي الحجة الحرام‪ ،‬وبينهما خمخخس وعشخخرون سخخنة‪ ،‬ول‬
‫يمكن أن يتفق ذلك بدون إسقاط إل في نيف وثلثين سنة‪ ،‬فالنص علخخى كخخون‬
‫كل من اليومين مطابقا للنيخخروز هخخو فخخي حكخخم النخخص علخخى اعتبخخار السخخقاط‬
‫المذكور‪ ،‬وأيضا ثبوت الواقعتين المذكورتين في النيروز من أوضح الخخدلئل‬
‫علخخى بطلن كخون المخراد بخه يخخوم نخخزول الشخخمس بخخبرج الحمخخل‪ ،‬فخإن اتفخخاق‬
‫نيروزين بهذا المعنى في شهر من الشهور العربيخخة بفاصخخلة المخخدة المخخذكورة‬
‫غير ممكن قطعا‪ ،‬فمن استدل بثبوت الواقعتين المذكورتين في النيروز علخخى‬
‫كون المراد به العتدال الربيعي فقد جعل ما يدل صخخريحا علخخى بطلن شخخئ‬
‫دليل على صحته )انتهى(‪ .‬وأقول‪ :‬مما يؤيد ما مر ما ذكخخره أبخخو ريحخخان فخخي‬
‫كتاب " الثار الباقيخخة مخخن القخخرون الخاليخخة " حيخخث قخخال فخخي عخخداد التواريخخخ‬
‫المشهورة‪ :‬ثم تاريخ ملك يزدجرد ابن شهريار بن كسرى ابرويز‪ ،‬وهو على‬
‫سني الفرس غير مكبوسة‪ ،‬وقد استعمل في الزياج لسهولة العمل بخخه‪ ،‬وإنمخخا‬
‫اشتهر تاريخ هذا الملك من بين سائر ملوك فارس لنخخه قخخام بعخخد تبخخدد الملخخك‬
‫واستيلء النساء عليه والمتغلبة ممن ل يستحقه وكان مع ذلخك آخخر ملخوكهم‪،‬‬
‫وجرت على يده أكثر الحروب المخخذكورة والوقخخائع المشخخهورة مخخع عمخخر بخخن‬
‫الخطاب‪ ،‬حتى زالت الدولة وانهزم‪ ،‬فقتل بمرو الشاهجان‪ .‬ثم قال‪ :‬ثم تاريخخخ‬
‫أحمد بن طلحة المعتضد بال‪ ،‬وهو على سني الخخروم وشخخهور الفخخرس بمأخخخذ‬
‫آخر‪ ،‬وهو أنها تكبس في كل أربع سنين بيوم‪ ،‬وكان السبب في ذلك علخى مخا‬
‫ذكر أبو بكر الصولي وحمخخزة بخخن الحسخخن الصخخبهاني أن المتوكخخل بينخخا هخخو‬
‫يطخخوف فخخي متصخيد لخه إذ رأى زرعخخا لخم يخدرك بعخد ولخخم يستحصخخد‪ ،‬فقخال‪:‬‬
‫استأذنني عبيدال بن يحيى في فتخخح الخخخراج وأرى الخخزرع أخضخخر فمخخن أيخخن‬
‫يعطي النخخاس الخخخراج ؟ فقيخخل لخخه‪ :‬إن هخخذا قخخد أضخخر بالنخخاس فهخخم يقترضخخون‬
‫ويتسلفون وينجلون عن أوطانهم‬

‫]‪[133‬‬

‫وكثرت لهم شكاياتهم‪ .‬فقال‪ :‬هذا شئ حدث في أيامي أم لم يزل كذا ؟ فقيل له‪ :‬بخخل هخخو‬
‫جار على ما أسسه ملوك الفخخرس مخخن المطالبخخة بخخالخراج فخخي إبخخان النيخخروز‪،‬‬
‫وصاروا به قدوة لملوك العرب‪ .‬فأحضر المؤبد وقال له‪ :‬قد كثر الخوض في‬
‫هذا ولست أتعدى رسوم الفرس‪ ،‬فكيف كانوا يفتحخخون الخخخراج علخخى الرعيخخة‬
‫مع ما كانوا عليه مخخن الحسخخان والنظخخر ؟ ولخخم اسخختجازوا المطالبخخة فخخي هخخذا‬
‫الوقت الذي لم تدرك فيه الغلت والزروع ؟ فقخخال المؤبخخد‪ :‬وإنهخخم وإن كخخانوا‬
‫يفتحونها في النيروز‪ ،‬فما كخخان يجخخبى إل وقخخت إدراك‪ .‬فقخخال‪ :‬وكيخخف ذلخخك !‬
‫فبين له حال السنين وكمياتهخخا وإحتياجهخخا إلخخى الكبخخس‪ ،‬ثخخم عخخرف أن الفخخرس‬
‫كانوا يكبسونها فلما جاء السلم عطل‪ ،‬فأضر ذلك بالناس‪ ،‬واجتمع الدهاقنخخة‬
‫زمن هشخام بخن عبخد الملخك إلخى خالخد القسخري فشخرحوا لخه هخذا وسخألوه أن‬
‫يؤخروا النوروز شهرا‪ ،‬فأبى وكتب إلخخى هشخخام بخخذلك‪ ،‬فقخخال‪ :‬إنخخي أخخاف أن‬
‫يكون هذا من قول الخ " إنمخا النسخئ زيخادة فخي الكفخر )‪ " (1‬فلمخا كخان أيخام‬
‫الرشيد اجتمعوا إلى خالد بن يحيى بخخن برمخخك وسخخألوه أن يخخؤخروا النخخوروز‬
‫نحخخو الشخخهرين‪ ،‬فعخخزم علخخى ذلخخك فتكلخخم أعخخداؤه فيخخه وقخخالوا‪ :‬إنخخه يتعصخخب‬
‫للمجوسية فأضرب عن ذلك وبقي المر على حاله‪ .‬فأحضر المتوكل إبراهيم‬
‫بخخن العبخخاس الصخخولي وأمخخره أن يوافخخق المؤبخخد علخخى مخخا ذكخخره مخخن النيخخروز‬
‫ويحسب اليام ويجعل له قانونخخا غيخخر متغيخخر‪ ،‬وينشخخئ عنخخه كتابخخا إلخخى بلخخدان‬
‫المملكة في تأخير النوروز‪ ،‬فوقع العزم على تخخأخيره إلخخى سخخبعة عشخخر يومخخا‬
‫من حزيران‪ ،‬ففعخل ذلخخك ونفخخذت الكتخخب إلخخى الفخخاق فخي المحخخرم سخخنة ثلث‬
‫وأربعين ومأتين‪ .‬فقال البختري في ذلخك قصخخيدة يمخخدح فيهخا المتوكخخل‪ ،‬وقتخل‬
‫المتوكل ولم يتم له ما دبر‪ ،‬حتى قام المعتضد بالخلفة واسترد بلدان المملكخخة‬
‫من المتغلبين عليها‪ ،‬وتفرغ للنظر في امور الرعية‪ ،‬فكان أهم شخخئ إليخخه أمخخر‬
‫الكبيسة وإتمامه‪ ،‬فاحتذى ما فعله المتوكل في تأخير النوروز‪ ،‬غير أنه نظخخر‬
‫من جهة اخرى‪ ،‬وذلك أن المتوكل أخذ ما بين سخخنته وبيخخن أول تاريخخخ الملخخك‬
‫يزدجرد‪ ،‬وأخذ المعتضد ما بين سنته وبين السنة التي زال فيها ملخخك الفخخرس‬
‫بهلك يزدجرد‬

‫)‪ (1‬التوبة‪.38 :‬‬

‫]‪[134‬‬

‫ظنا منه أو ممن تولى ذلك له أن إهمالهم أمر الكبس هو من لدن ذلخخك الخخوقت‪ ،‬فوجخخده‬
‫مأتين وثلثا وأربعين سنة‪ ،‬وحصتها من الرباع سخختون يومخخا وكسخخر‪ ،‬فخخزاد‬
‫ذلك على النوروز في سخخنة‪ ،‬وجعلخخه منتهخخى تلخخك اليخخام‪ ،‬وهخخو أول يخخوم مخخن‬
‫خرداد ماه في تلك السنة‪ ،‬وكان يوم الربعاء وافقه اليخخوم الحخخادي عشخخر مخخن‬
‫حزيران‪ ،‬ثم وضع النوروز علخخى شخخهور الخخروم لتنكبخخس شخخهوره إذا كبسخخت‬
‫الروم شهورها‪ ،‬وكان المتولي لمضاء ما أمر وزيره أبو القاسم عبيخخدال بخخن‬
‫سليمان بن وهب‪ ،‬وقال علي بن يحيى في ذلك " شعر "‪ :‬يخخوم نيخخروزك يخخوم‬
‫واحد ل يتأخر * من حزيران يوافي أبدا في أحخخد عشخخر وهخخذا وإن دقخخق فخخي‬
‫تحصيله فلم يعد به النوروز إلى ما كان عليه عند الكبخخس فخخي دولخخة الفخخرس‪،‬‬
‫وذلك أن إهمال كبسهم كان قبل هلك يزدجرد بقريب من سبعين سنة‪ ،‬لنهخم‬
‫كانوا كبسوا السنة في زمان يزدجرد بخخن شخخابور بشخخهرين‪ :‬أحخخدهما لمخخا لخخزم‬
‫السنة من التأخر وهو الواجب‪ ،‬ووضعوا اللواحخخق خلفخخه علمخخة لخخه‪ ،‬وكخخانت‬
‫النوبة لبان ماه كما سنذكره‪ ،‬والشهر الخر للمسخختأنف ليكخخون مفروغخخا منخخه‬
‫إلى مدة طويلة‪ ،‬فإذا اسقط عن السنين التي بين يزدجرد بن شابور وبينه مائة‬
‫وعشرون سنة بقي بالتقريب سبعون سخخنة ل بخخالتحقيق‪ ،‬فخخإن تواريخخخ الفخخرس‬
‫مضطربة جدا وتكون حصة هذا السبعين سنة مخخن الربخخاع قريبخخا مخخن سخخبعة‬
‫عشر يوما‪ ،‬فكان يجب بالتحليل من القياس أن يؤخر سخخبعة وسخخبعين يومخخا ل‬
‫ستين يوما‪ ،‬حتى يكون النخخوروز فخخي ثمانيخخة وعشخخرين مخخن حزيخخران‪ ،‬ولكخخن‬
‫المتولي لذلك ظن أن طريقخخة الفخخرس فخخي الكبخخس كخخانت شخخبيهة بخخالتي يسخخلكه‬
‫الروم فيه‪ ،‬فحسب اليام من لدن زوال ملكهم‪ ،‬والمر فيها علخخى خلف ذلخخك‬
‫كما بينا وسنبين‪ .‬ثم قال‪ :‬هذا التاريخ آخر المشخخهورة‪ ،‬ولعخخل أن يكخخون للمخخم‬
‫الشاسعة ديارها من ديارنا تواريخ لخخم تتصخخل بنخخا أو متروكخخة كخالمجوس فخخي‬
‫مجوسيتها‪ ،‬فانها كخانت تخؤرخ بقيخام ملكخوكهم أول فخأول‪ ،‬فخإذا مخات أحخدهم‬
‫تركوا تاريخه وانتقلوا إلى تاريخ القائم بعده منهم‪ .‬انتهى ما أردت إيراده مخخن‬
‫كتابه‪.‬‬

‫]‪[135‬‬
‫وهذا وإن كان مؤيدا لترك الكبس في زمخخان يزدجخخرد ودوران النيخخروز فخخي الفصخخول‬
‫لكن ل يدل علخخى السخخقاط وينخخافي بعخخض الضخخوابط المتقدمخخة‪ ،‬وسخخيأتي ممخخا‬
‫سننقل عنه ما يؤيد ذلك أيضا‪ .‬وبالجملة المر في الخبخخار الخخواردة فخخي ذلخخك‬
‫مردد بين امور‪ :‬الول‪ :‬أن يكون بناؤها على إسقاط الرباع والخمسة أيضخخا‬
‫كما كانت سنة الملخخوك البيشخدادية أو بعخخض ملخوك الهنخد كمخا أو مأنخخا إليهمخا‬
‫سابقا‪ ،‬ويومئ إليه قوله عليه السلم في خخخبر المعلخخى " هخخي أيخخام قديمخخة مخخن‬
‫الشهور القديمة كل شخخهر ثلثخخون يومخخا بل زيخخادة فيخخه ول نقصخخان " ويؤيخخده‬
‫الخبخخار الكخخثيرة الدالخخة علخخى أن السخخنة ثلثمخخائة وسخختون يومخخا فيكخخون أول‬
‫الفروردين على هذا الحساب نوروزا‪ .‬ويرد عليه أن حوالخة النيخروز والسخخنة‬
‫على اصخطلح مخختروك ل يعلخخم تعيينخخه ول ابتخخداء شخخهورها بعيخد عخن مقنخخن‬
‫القوانين كما عرفت‪ .‬الثاني‪ :‬أن تكون مبنية على )‪ (1‬الفرس القديم الخخذي مخخر‬
‫ذكره وهو قوي لكن بناء أمخخر مخخن المخخور الشخخرعية علخخى اصخخطلح متبخخدل‬
‫متغير يتبع في كل زمان رأي سلطان من سلطين الجور أو غفلتهخخم أو عخخدم‬
‫تمكنهم من الكبس كما وقع بعد يزدجرد بعيد جدا‪ ،‬وأيضخخا الظخخاهر أن فضخخل‬
‫هذا اليوم إما بسخخبب المخور المقارنخة لخه والحخوال الواقعخخة فيخخه وكخثير مخخن‬
‫المور متعلقة بما قبل زمان يزدجرد وكان قبل ذلك مبنيا على الكبس وبعخخده‬
‫سقط ذلك‪ ،‬وإما بسبب بعض الوضاع الفلكية أو الرضية كدخول بخخرج مخخن‬
‫البروج أو درجة من درجاتها أو ظهور الزهار ونبخخات النباتخخات والشخخجار‬
‫ونحو ذلك وشئ منها غير منضبط في النيروز بهذا المعنى‪ ،‬ومع جميع ذلخخك‬
‫فهخخو بحسخخب الخخدليل كخخأنه أقخخوى مخخن الجميخخع‪ .‬الثخخالث‪ :‬أن يكخخون المخخراد بهخخا‬
‫النيروز القديم المبني على الكبس في كخخل مخخائة وعشخخرين سخخنة كمخخا عرفخخت‪،‬‬
‫لنه الصل عند الفخخرس وإنمخخا طخخرأ إسخخقاط الكبخخس لختلل أحخخوالهم وعخخدم‬
‫تمكنهم من ضبط قواعدهم‪ .‬ويرد عليه ما مر من أن بناء‬

‫)‪ (1‬كذا‪.‬‬

‫]‪[136‬‬

‫تكليخخف عخخام يشخخترك فيخخه عخخوامهم وخواصخخهم علخخى أمخخر غخخامض ل يطلخخع عليخخه إل‬
‫الوحدي من المنجمين والهيويين بل ل يمكن معرفته على التحقيق لحد كما‬
‫مر بعيد غاية البعخخد‪ ،‬إل أن يقخخال إنخخه عليخخه السخخلم علخخم قاعخخدته المعلخخى ولخخم‬
‫يروها أو ترك الناس روايتها وهو أيضخخا بعيخخد‪ .‬الرابخخع‪ :‬أن يكخخون المخخراد مخخا‬
‫اصطلح عليه الن المنجمون وهخو دخخخول الشخمس بخخرج الحمخخل‪ ،‬بخأن يكخخون‬
‫عليه السلم علم أن قاعدة الفرس في القديم كان كذلك فتركت وأخروا الكبس‬
‫إلخخى المخخائة والعشخخرين تسخخهيل للمخخر‪ .‬أو يقخخال‪ :‬إن نيخخروز الفخخرس هخخو أول‬
‫فروردين مع رعاية الكبس بأي وجه كان في زمخخان قصخخير أو زمخخان طويخخل‬
‫فيشمل النيخخروز الجللخي عمومخا وإن لخم يحخدث بعخخد خصخوص هخخذا النخخوع‪.‬‬
‫ويؤيده أن الحكاميين من الفرس وغيرهم جعلوا مبدأ السخخنة تحويخخل الشخخمس‬
‫إلى الحمل كما قال كوشيار في كتاب مجمل الصول " معلوم أن تحويل سنة‬
‫العالم هخخو حلخخول الشخخمس أول ثانيخخة مخخن الحمخخل وطخخالع ذلخخك طخخالع السخخنة "‬
‫وأمثال ذلك من كلماتهم وقد اشتمل الخبر على أن النيروز أول سنة الفخخرس‪،‬‬
‫وايد أيضا بما ورد أن ابتداء خلق العخخالم كخخان الشخخمس فخخي الحمخخل‪ ،‬وبأنخخا إذا‬
‫حسبنا على القهقرى وجدنا عيد الغدير في السنة العاشرة من الهجخخرة مطابقخخا‬
‫لنزول الشمس أول الحمل‪ ،‬والظخخاهر أن ذلخخك مبنخخي علخخى بعخخض الرصخخاد‪،‬‬
‫وعلى بعضها يتقدم بيوم كما أومأ إليه ابن فهد ‪ -‬رحمه ال خ ‪ -‬وعلخخى بعضخخها‬
‫بيومين كما أشار إليه غيره‪ ،‬وموافقته على بعض الرصخخاد كخخاف فخخي ذلخخك‪،‬‬
‫وبأنه أول نمو أبدان الحيوانات والشجار والنباتات كما قال سبحانه " ألم تر‬
‫أن ال يحيي الرض بعد موتها " )‪ " (1‬وعنده تظهر قدرة الصانع وحكمتخخه‬
‫ولطفه‪ ،‬ورحمته‪ ،‬فهو أولى بخخأن يشخخكر فيخخه الخخرب الكريخخم‪ ،‬وأن يجعخخل مبخخدأ‬
‫السنة والعيد العظيم‪ ،‬وقد مر الكلم في أكثر ذلك فيما مضى‪.‬‬

‫)‪ (1‬الية ليست كذلك‪ ،‬ففي الية )‪ (19‬من سورة الروم " ويحيي الرض بعخخد موتهخخا‬
‫" وفي الية )‪ (50‬منها " كيف يحيي الموتى " وفي الية )‪ (17‬من سخخورة‬
‫الحديد " اعلموا أن ال يحيي الرض بعد موتها "‪.‬‬

‫]‪[137‬‬

‫ومما يدل على عدم كونه مرادا أنه معلوم أنه لم يكن هذا مشهورا في زمخخان الصخخادق‬
‫عليه السلم وقد قال المعلى‪ " :‬دخلت على الصادق عليه السلم يوم النيخروز‬
‫" فل بد من أن يكون يوما معروفا في ذلك الزمان ولم يكن إل التاريخ اليخخزد‬
‫جردي فل يستقيم هذا إل بتكلف أومأنا إليه فخي أول الكلم والخ يعلخم حقخخائق‬
‫المور‪ .‬الفائدة الثالثة‪ :‬اعلم أنه قد يستشكل في الحاديث بأن وقخخوع النيخخروز‬
‫بأي تفسير كان في التواريخ الماضية المذكورة في الروايتين المضبوطة عند‬
‫المؤرخين سنة وشهرا ويومخا كيخخوم المبعخخث وفتخخح مكخخة ونخص الغخخدير غيخخر‬
‫ممكن‪ ،‬لعدم جواز اجتماع يومين في ذلخخك فضخخل عخخن الجميخخع‪ ،‬لن المبعخخث‬
‫كان قبل الهجرة بقريب من ثلث عشرة سنة‪ ،‬وفتح مكة في السنة الثامنة من‬
‫الهجرة ونص الغدير في العاشرة منها فكان وضع الول بالنسبة إلى كل مخخن‬
‫الخيرين يقتضي أن تكون الفاصخلة بيخن النيروزيخن الخواقعين فيهمخا بحسخب‬
‫الشهور العربية أكثر من سخخبعة أشخخهر‪ ،‬ووضخخع أحخخد الخيريخخن بالنسخخبة إلخخى‬
‫الخر يقتضي أن تكون الفاصلة أقل من شهر‪ ،‬مع أن الول كان فخخي أواخخخر‬
‫رجخخب‪ ،‬والثخخاني فخخي أواخخخر شخخهر رمضخخان‪ ،‬والثخخالث فخخي أواخخخر شخخهر ذي‬
‫الحجة‪ .‬ويمكن الجواب عنه بوجهين‪ :‬الول‪ :‬ما ذكره بعض الفاضخخل‪ ،‬وهخخو‬
‫أن يقال‪ :‬من السنة التاسعة عشر من مبعثه صلى ال عليه وآله التي وقع فيها‬
‫قتل " پرويز " من ملوك العجم إلى آخخخر زمخخانه صخخلى الخ عليخخه وآلخخه اتفخخق‬
‫جلوس ثلثة من ملوك العجخخم‪ ،‬هخخم‪ :‬شخخيرويه‪ ،‬وأردشخخير‪ ،‬وتخخوران دخخخت‪ ،‬و‬
‫كان الولن قبل فتح مكة والخير بعده‪ ،‬فيمكن إسخخقاط كخخل منهخخم برهخخة ممخخا‬
‫مضى من السنة عند جلوسه كما هو عادتهم المستمرة‪ ،‬فكان ذلك منشخخأ لهخخذا‬
‫الختلف فهخخخذا أيضخخخا دليخخخل بخخخل دلئل أخخخخرى مسخخختنبطة مخخخن الروايخخختين‬
‫المذكورتين على بطلن كون المراد بخالنيروز المعتخخبر شخخرعا هخخو العتخخدال‬
‫الربيعي‪ ،‬فإنه على ذلك ل يمكن توجيه التواريخ المذكورة فيهما أصل‪ ،‬وكذا‬
‫حال سائر ما مر من تفاسيره سوى أول فرورديخخن فتعيخخن أن المخخراد بخخه أول‬
‫فروردين كما هو المطلوب )انتهى(‪.‬‬

‫]‪[138‬‬

‫الثاني‪ :‬ما خطر ببالي وهو أنه لم يصخخرح فخخي الحخخديث بخخالمبعث‪ ،‬بخخل قخخال‪ :‬هبخخط فيخخه‬
‫جبرئيل على النبي صلى ال عليه وآله ول تلزم بينهما إذ المبعخخث هخخو أمخخر‬
‫الرسول بتبليغ الرسالة إلى القوم‪ ،‬ويمكن أن يكون نزول جبرئيل عليه صخخلى‬
‫ال عليه وآله قبل ذلك بسنين كما يومئ إليه بعض الخبار أيضا‪ .‬وأمخخا كخخون‬
‫كسر الصنام في فتح مكة فل يظهخخر مخخن هخذا الخخخبر ول مخخن أكخخثر الخبخار‬
‫الواردة فيه‪ ،‬بل صريح بعض الخبار وظاهر بعضها كون ذلك قبل الهجخخرة‬
‫فيمكن الجمع بينهما بالقول بتعدد وقوع ذلك‪ ،‬ويكون أحدهما موافقخخا للنيخخروز‬
‫كما روي من كشف الغمة من مسند أحمد بن حنبل‪ ،‬عن أبي مريم‪ ،‬عن علخي‬
‫عليه السلم قال‪ :‬انطلقت أنا والنبي صلى ال عليخخه وآلخخه حخختى أتينخخا الكعبخخة‪،‬‬
‫فقال لي رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬اجلس واصعد على منكبي‪ ،‬فنهضت‬
‫به فرأى بي ضعفا‪ ،‬وجلس لي نبي ال صلى ال عليه وآله و قال لي‪ :‬اصخخعد‬
‫على منكبي‪ ،‬فصعدت على منكبيه‪ ،‬قال‪ :‬فنهض بي‪ ،‬قال‪ :‬فانه يختل إلي أنخخي‬
‫لو شئت لنلت أفق السماء‪ ،‬حتى صعدت علخخى الخخبيت وعليخخه تمثخخال صخخفر أو‬
‫نحاس‪ ،‬فجعلت أزاوله عن يمينه وشماله ومن بين يديه ومخن خلفخه‪ ،‬حختى إذا‬
‫استمكنت منه قال لي رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه‪ :‬اقخخذف بخخه‪ ،‬فقخخذفت بخخه‬
‫فتكسر كما تكسر القوارير‪ .‬ثم نزلت وانطلقت أنا ورسول ال صلى ال عليخخه‬
‫وآله نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانخخا أحخخد مخخن النخخاس‪ .‬والخبخخار‬
‫بهذا المضمون كثيرة‪ ،‬وقد تقدمت و كلها دالة على أن ذلك كان قبل الهجخخرة‪،‬‬
‫وإل لم يكن لخوفهمخخا وإخفائهمخخا مخخن القخخوم معنخخى‪ ،‬فخخارتفع التنخخافي علخخى أي‬
‫تفسخخير كخخان‪ ،‬لعخخدم معلوميخخة تاريخخخ نخخزول جبرئيخخل عليخخه السخخلم ول كسخخر‬
‫الصنام‪ .‬فإن قيل‪ :‬قد صرح في الخبر بأنه اليوم الذي حمخخل فيخخه رسخخول ال خ‬
‫صلى ال عليه وآله ‪ -‬الخ ‪ -‬فحمله على مخخا وقخخع فخخي الليخخل بعيخخد‪ .‬قلنخخا‪ :‬حمخخل‬
‫اليوم على ما يشخمل الليخل شخائع‪ ،‬وسخراية فضخل الليلخة وبركاتهخا إلخى اليخوم‬
‫كثيرة كمواليد النبي صلى ال عليه وآله والئمخخة عليهخخم السخخلم وغيخخر ذلخخك‪.‬‬
‫فان قيل‪ :‬تاريخ فتح نهروان وقتل ذي الثدية أيضا مضبوط في مناقب ابن‬
‫]‪[139‬‬

‫شهر آشوب بتاسع شهر صفر سنة تسع وثلثين )‪ (1‬ول يوافق أول فروردينهم لكونه‬
‫في السنة المزبورة قبله في أواسط المحخخرم أو بعخخده فخخي أواسخخط شخخوال علخخى‬
‫اختلف العتبخخارين كمخخا مخخر‪ ،‬ول أول الربيخخع لكخخونه فيهخخا بعخخده فخخي أواخخخر‬
‫شوال‪ ،‬ول يجري فيه شئ من التوجيهين‪ .‬قلنا‪ :‬سنة الفتح المذكور مضخخبوطة‬
‫عند جمهور المؤرخين بما ذكر أو بثمخخان وثلثيخخن‪ ،‬وأمخخا شخخهره ويخخومه فهخخم‬
‫ساكتون عنهما‪ ،‬فل اعتماد في مثل ذلك على نقل واحد منهم‪ .‬الفائدة الرابعة‪:‬‬
‫قال أبو ريحان في الكتاب المذكور‪ :‬قال بعض الحشوية‪ :‬إن سليمان بخخن داود‬
‫عليهما السلم لما افتقد خاتمه وذهب عنه ملكه ثم رد إليخخه بعخخد أربعيخخن يومخخا‬
‫عاد إليه بهاؤه وأتته الملوك‪ ،‬وعكفت عليه الطيور‪ ،‬فقالت الفخخرس " نخخوروز‬
‫آمد " أي جاء اليخوم الجديخد‪ ،‬فسخمي النخوروز‪ .‬وأمخر سخليمان الريخح فحملتخه‬
‫واستقبله الخطاف‪ ،‬فقال‪ :‬أيها الملك ! إن لي عشا فيه بيضخخات فاعخخدل‪ ،‬فعخخدل‬
‫ولما نزل حمل الخطاف فخخي منقخخاره مخخاء فرشخخه بيخخن يخخديه وأهخخدى لخخه رجخخل‬
‫جرادة‪ ،‬فذلك سبب رش الماء والهدايا في النيروز‪ .‬وقالت علماء العجخخم‪ :‬هخخو‬
‫يوم مختار‪ ،‬لنه سمي بهرمز‪ ،‬وهو اسم ال عزوجل الخالق الصانع المربخخي‬
‫للدنيا وأهلها الذي ل يقخخدر الواصخخفون علخخى وصخخف جخخزء مخخن أجخخزاء نعمخخه‬
‫وإحسانه‪ .‬وقال سعيد بن الفضل‪ :‬جبل دماوند وهو بفارس ترى عليه كل ليلة‬
‫نوروز بروق تسطع وتلمع علخى صخحو الهخواء وتغيمخه علخى كخل حخال مخن‬
‫الزمان‪ ،‬وأعجب من هخخذا نيخخران " كلخواذا " وإن كخان القلخخب ل يطمئن إليهخا‬
‫دون مشاهدتها‪ ،‬فقد أخبرني أبو الفرج الزنجاني الحاسب أنه شخخاهد ذلخخك مخخع‬
‫جماعة قصدوا " كلواذا " سخخنة دخخخول عضخد الدولخخة بغخخداد‪ ،‬وإذا بهخا نيخران‬
‫وشموع ل تحصى كثرة تظهر في الجانب الغربي من دجلة بازاء كلواذا فخخي‬
‫الليلة التي يكون فخي صخبيحتها النخوروز فخإن السخلطان وضخع هنخاك رصخدة‬
‫يتجسسون الحقيقة كيل يكون ذلك من المجوس‬

‫)‪ (1‬قال في المناقب )ج ‪ ،3‬ص ‪ :(190‬وكان ذلك لتسع خلخخون مخخن صخخفر سخخنة ثمخخان‬
‫وثلثين‪(*) .‬‬

‫]‪[140‬‬

‫أمرا مموها‪ ،‬فلم يقفوا إل أنها كلما قربوا منها تباعخخدت‪ ،‬وكلمخخا تباعخخدوا منهخخا قربخخت‪،‬‬
‫فقلت لبي الفرج‪ :‬إن يوم النيروز زائل عن مكخخانه لهمخخال الفخخرس كبيسخختهم‬
‫فلم لم يتخخأخر عنخخه هخخذا المخخر ؟ وإن لخخم يجخخب تخخأخره فهخخل كخخان يتقخخدم وقخخت‬
‫استعمال الكبيسة ؟ فلم يكن عنده جواب مقنع‪ .‬وقال أصحاب النيرنجات‪ :‬مخخن‬
‫لعق يوم النيروز قبل الكلم إذا أصبح ثلث لعقات عسل وبخر بثلث قطخخاع‬
‫من شمع كان ذلك شفاء من الدواء‪ .‬وكان النيروز فيه جخرى الرسخم بتهخادي‬
‫الناس بينهم السكر والسبب فيه كما حكى مؤبخخد بغخخداد أن قصخخب السخخكر إنمخخا‬
‫ظهر في مملكة جم يوم النيروز‪ ،‬ولم يكن يعرف قبل ذلخخك الخخوقت‪ ،‬وهخخو أنخخه‬
‫رأى قصبة كثيرة الماء قد مجت شيئا من عصارتها‪ ،‬فذاقها فوجد فيها حلوة‬
‫لذيذة‪ ،‬فأمر باستخراج مائها وعمخخل منخخه السخكر‪ ،‬فخارتفع فخخي اليخوم الخخامس‬
‫وتهادوه تبركا به‪ ،‬وكذلك استعمل في المهرجان وإنما خصوا وقخخت النقلب‬
‫الصيفي بالبتداء في السخخنة لن النقلبيخخن أولخخى أن يوقخخف عليهمخخا بخخاللت‬
‫والعيان من العتدالين‪ ،‬وذلك أن النقلبين هما أوائل إقبال الشمس إلخخى أحخخد‬
‫قطبي الكل وإدبارهخخا عنخخه بعينخخه‪ ،‬وإذا رصخخد الظخخل المنتصخخب فخخي النقلب‬
‫الصيفي والظل البسيط في النقلب الشتوي في أي موضع اتفق من الرض‬
‫لم يخف على الراصد يوم النقلب‪ ،‬ولو كان من علم الهندسخخة والهيئة بأبعخخد‬
‫البعد‪ ،‬فأما العتدالن فإنه ل يوقف على يومهما إل بعد تقدم المعرفة بعرض‬
‫البلد والميل الكلي‪ ،‬ثم ل يكخخون ذلخخك ظخخاهرا إل لمخخن تأمخخل الهيئة ومهخخر فخخي‬
‫علمها‪ ،‬و عخرف آلت الرصخخد ونصخخبها والعمخل بهخا‪ ،‬فكخان النقلبخخان لهخخذه‬
‫السباب أولى بالبتداء من العتدالين‪ ،‬وكان الصيفي منهما أقرب إلى سمت‬
‫الخخرؤوس الشخخمالية‪ ،‬فخخأثروه علخخى الشخختوي‪ .‬وأيضخخا فلنخخه هخخو وقخخت إدراك‬
‫الغلت فهخخو أصخخوب ل فتتخخاح الخخخراج فيخخه مخخن غيخخره‪ .‬وكخخثير مخخن العلمخخاء‬
‫والحكماء اليونانيين أقاموا الطالع لوقت طلوع " كلب الجبار " واستفتحوا به‬
‫السنة دون العتدال الربيعي‪ ،‬من أجل أن طلوعه فيما مضى كان موافقا لهذا‬
‫النقلب أو بالقرب منه‪ ،‬وقد زال هذا اليخخوم أعنخخي النيخخروز عخخن وقتخخه حخختى‬
‫صار في زماننا يوافق دخول الشمس برج الحمل‪ ،‬وهو أول الربيع‬

‫]‪[141‬‬

‫فجرى الرسم لملوك خراسخخان فيخخه أن يخلعخخوا علخخى أسخخاورتهم ‪ -‬أي قخخواد جيوشخخهم ‪-‬‬
‫الخلع الربيعية والصيفية‪ .‬واليوم السادس منه وهو روز خرداد منه النخخوروز‬
‫الكبير وعند الفرس عيد عظيم الشأن‪ ،‬قيل‪ :‬إن فيه فرغ ال عن خلق الخلئق‬
‫لنه آخر اليام الستة المذكورة‪ ،‬وفيه خلق المشتري وأسعد سخخاعاته سخخاعات‬
‫المشتري‪ .‬وقال أصحاب النيرنجات‪ :‬من ذاق صخخبيحة هخخذا اليخخوم قبخخل الكلم‬
‫السكر وتدهن بالزيت دفع عنخخه فخخي عامخخة سخخنته أنخخواع البليخخا‪ .‬وقخخالوا‪ :‬أمخخر‬
‫جمشيد الناس أن يغتسلوا يوم النيروز بالماء ليتطهروا من الخخذنوب‪ ،‬ويفعلخخوا‬
‫ذلك كل سنة ليدفع ال عنهم آفات السنة‪ .‬وزعم بعض الناس أن جم كخخان أمخر‬
‫بحفر أنهار‪ ،‬وأن الماء جرى فيها في هخخذا اليخخوم فاستبشخخر النخخاس بالخصخخب‪،‬‬
‫واغتسلوا بذلك الماء المرسل فتبرك الخلف بمحاكاة السلف‪ .‬وقيل‪ :‬بل السبب‬
‫في الغتسال هو أن هذا اليوم لهروزا وهو ملك الماء‪ ،‬والماء يناسبه‪ ،‬فلخخذلك‬
‫صار الناس يقومون في هذا اليوم عند طلوع الفجخخر فيعمخخدون إلخخى مخاء القنخخا‬
‫والحياض‪ ،‬وربما استقبلوا المياه الجارية فيفيضخخون علخخى أنفسخخهم منخخا تبركخخا‬
‫ودفعا للفات‪ ،‬فيه يرش الناس الماء بعضهم علخخى بعخخض‪ ،‬وسخخببه هخخو سخخبب‬
‫الغتسال‪ .‬ولما كان بعد جم جعلت الملوك هذا الشهر أعني فروردين ماه كله‬
‫أعيادا مقسومة فخخي أسداسخخه‪ ،‬فالخمسخخة الولخخى للملخخوك‪ ،‬والثانيخخة للشخخراف‪،‬‬
‫والثالثخخة لخخخدام الملخخوك‪ ،‬والرابعخخة لحواشخخيه‪ ،‬والخامسخخة للعامخخة‪ ،‬و السادسخخة‬
‫للرعاة ‪ -‬إلى آخر ما قال ‪ .-‬وأقول‪ :‬إنما أوردت هخخذه الهخخذيانات لتطلخخع علخخى‬
‫بعخخض خرافخخاتهم‪ ،‬ولن فيهخخا تأييخخدا لبعخخض مخخا أسخخلفنا فخخي الفخخوائد السخخابقة‪.‬‬
‫ووجدت في بعض الكتب المعتبرة‪ :‬اعلم أن جمشيد ملخخك الخخدنيا وعمخخر أقخخاليم‬
‫إيران‪ ،‬فاستوت له أسبابه‪ ،‬واستقامت له أمخخوره يخخوم النيخخروز أول فرورديخخن‬
‫القديم‪ ،‬فصار أول سنة العجم‪ ،‬وهو يوم ولد فيه كيومرث بن هبة ال خ بخخن آدم‬
‫عليه السلم وأما النيروز السلطاني يوم نخخزول الشخخمس أول دقيقخخة مخخن بخخرج‬
‫الحمل‪ ،‬فوضع في عهد السلطان جلل الدين ملك شاه بن الب أرسلن واتفق‬
‫يوم الخميس التاسع من شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وأربعمائة‪ ،‬و‬

‫]‪[142‬‬

‫المهرجخان هخو يخوم النصخف مخن مهرمخاه قصخد إفريخدون الضخحاك‪ ،‬وأسخره بخأرض‬
‫المغخرب وسخجنه بجبخل دماونخد هخذا اليخوم‪ ،‬فقخال إفريخدون لصخحابه " ايخن‬
‫كاركه مخخن كخخردم مهرجخخان بخخان هسخخت " فسخخمي لخخذلك مهرجخخان‪ ،‬وأول مخخن‬
‫وضع رسم التهنئة في النيروز والمهرجان افريخخدون )انتهخخى(‪ .‬وأقخخول‪ :‬روى‬
‫المنجمخون والحكخاميون فخي كتبهخم عخن أميخر المخؤمنين عليخه السخلم أيامخا‬
‫منحوسخخه فخخي الشخخهر‪ ،‬وحملخخوه علخخى شخخهور الفخخرس القخخديم‪ ،‬وهخخي‪ :‬الثخخالث‪،‬‬
‫والخامس والثخخالث عشخخر‪ ،‬والسخخادس عشخخر‪ ،‬والحخخادي والعشخخرون‪ ،‬والرابخخع‬
‫والعشرون‪ ،‬و الخامس والعشرون‪ ،‬وجمعوهخخا فخخي هخخذين البيخختين بالفارسخخية‪:‬‬
‫هفت روزى نحس باشد در مهى * زان حذر كن تا نيابى هيچ رنج سه وپنج‬
‫وسيزده با شانزده * بسيت ويك با بيست وچار وبيسخخت وپنخخج وربمخخا يحمخخل‬
‫على الشهور العربية كما مر‪ .‬ورووا أيضا عن الصادق عليه السلم نحوسخخة‬
‫بعض أيام شهور الفرس القديمخخة كمخخا نظمخخه سخخلطان المحققيخخن نصخخير الملخخة‬
‫والدين الطوسي قدس ال سره القدوسخي فخي هخذه البيخات بالفارسخية‪ :‬زقخول‬
‫جعفخر صخادق خلصخهء سخادات * زمخاه فارسخيان هفخت روز مخذمو مسخت‬
‫نخسخخت روز سخخيم بخخاز پنجخخم وپخخس ازان * چخخه روز سخخيزدهم روز شخخانزده‬
‫شومست ديگر زعشر سيم بيست ويك چه بيست وچهار * چه بيسخخت وپنخخج‬
‫كه آنهم بنحس مرقومست بجز عبادت كخخارى مكخخن در ايخخن ايخخام * اگخخر چخخه‬
‫نيك وبدت هم زرزق مقسومست بماند بيست وسه روز أي خجستهء مختخخار‬
‫* كه در عمخخوم حخخوائج بخيخخر موسومسخخت ولخخى چهخخارم وهشخختم سخخفر مكخخن‬
‫زنهار * كه خوف هلك در اين هر دو نص محتومست برول پخخانزدهم پيخخش‬
‫پادشاه مرو * اگر چه سخخنك دلخخش برتخخو نيخخز چخخون مومسخخت گريخخز نيخخز در‬
‫اينخخروز ناپسخخند آمخخد * كخخه ره مخخخوف وهخخواى خلص مسمومسخخت مكخخن‬
‫دوازدهم باكسى مناظره أي * كخخه در خصخخومت اينخخروز صخخلح معدومسخخت‬
‫زروزهخخاى گزيخخده هميخخن چهخخار آنگخخه * در ايخخن حخخوائج در سخخلك نحخخس‬
‫منظومست ورووا أيضا عن موسى كليم ال عليه السلم أن للشهور الرومية‬
‫أياما منحوسة من‬

‫]‪[143‬‬

‫توجه فيها إلى القتال قتل‪ ،‬ومن سافر فيها لم يظفخخر بمقصخخوده‪ ،‬ومخخن تخخزوج لخخم يتمتخخع‬
‫وهي‪ :‬أربعة وعشرون يوما في كل شخهر يومخان‪ :‬وهخي العاشخر والعشخرون‬
‫مخخن تشخخرين الول‪ ،‬والول والخخامس عشخر مخن تشخخرين الخخخر‪ ،‬والخخامس‬
‫عشر والسابع عشخخر مخخن كخخانون الول‪ ،‬والسخخابع والرابخخع عشخخر مخخن كخخانون‬
‫الخر‪ ،‬والسادس عشر والسابع عشر مخن شخخباط‪ ،‬والرابخع واليخخوم العشخرون‬
‫من ازار‪ ،‬والعشرون والثالث من نيسان والسادس والثامن من أيار‪ ،‬والثخخالث‬
‫والثامن مخخن حزيخخران‪ ،‬والعشخخرون والسخخادس مخخن تمخخوز والرابخخع والخخخامس‬
‫عشر من آب‪ ،‬والول والثالث من أيلول وفي بعض النسخ‪ :‬التاسخخع والعاشخخر‬
‫من تشرين الول‪ ،‬والتاسع والثاني عشر مخخن كخخانون الول والثخخاني والرابخخع‬
‫عشر من كانون الخر‪ ،‬والثاني عشخخر والسخخادس عشخخر مخخن شخخباط‪ ،‬والثخخالث‬
‫والعاشر من حزيران‪ ،‬وفي بعضخخها‪ :‬والرابخخع والحخخادي عشخخر مخخن آب‪- 8 .‬‬
‫المكارم‪ :‬عن أبي الحسخخن عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬ل تخخدع الحجامخخة فخخي سخخبع مخخن‬
‫حزيران‪ ،‬فان فاتك )‪ (1‬فأربع عشرة )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فل ربع عشرة‪ (2) .‬المكارم‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.83‬‬

‫]‪[144‬‬

‫* )ابخخواب الملئكخخة( * ‪) * 23‬بخخاب( * * )حقيقخخة الملئكخخة وصخخفاتهم وشخخؤونهم‬


‫وأطوارهم( * اليات‪ :‬البقرة‪ :‬وإذ قال ربك للملئكة إني جاعخخل فخخي الرض‬
‫خليفة ‪ -‬إلى آخر اليات ‪ .(1) -‬وقال تعالى‪ :‬قل من كخان عخدوا لجبريخل فخإنه‬
‫نزله على قلبك بإذن ال مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمخخؤمنين * مخخن‬
‫كان عدوا ل وملئكته ورسله و جبريل وميكال فإن ال عخخدو للكخخافرين )‪.(2‬‬
‫وقال تعخخالى‪ :‬تحملخخه الملئكخخة )‪ .(3‬آل عمخخران‪ :‬شخخهد الخ أنخخه ل إلخخه إل هخخو‬
‫والملئكة واولوا العلم )‪ .(4‬وقال سبحانه‪ :‬فنادته الملئكخخة وهخخو قخخائم يصخخلي‬
‫في المحراب )‪ .(5‬وقال عزوجل‪ :‬وإذ قالت الملئكة يا مريخخم ‪ -‬اليخخة ‪.(6) -‬‬
‫وقال عزوجل‪ :‬إذ قالت الملئكة يا مريم إن ال يبشرك ‪ -‬الية ‪.(7) -‬‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .34 - 30 :‬البقرة‪ (3) .98 - 97 :‬البقرة‪ (4) .248 :‬آل عمران‪.18 :‬‬
‫)‪ (5‬آل عمران‪ (6) .39 :‬آل عمران‪ (7) 42 :‬آل عمران‪.45 :‬‬
‫]‪[145‬‬

‫النعام‪ :‬وقالوا لول أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضخخي المخخر ثخخم ل ينظخخرون ولخخو‬
‫جعلناه ملكا لجعلناه رجل وللبسنا عليهم ما يلبسون )‪ .(1‬وقال سخخبحانه‪ :‬وهخخو‬
‫القاهر فوق عباده ويرسل عليكخخم حفظخخة حختى إذا جخاء أحخخدكم المخخوت تخخوفته‬
‫رسلنا وهم ل يفرطون )‪ .(2‬وقال تعالى‪ :‬ولو ترى إذ الظالمون فخخي غمخخرات‬
‫الموت والملئكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجخزون عخذاب الهخون‬
‫بما كنتم تقولون على ال غير الحق و كنتم عخخن آيخخاته تسخختكبرون )‪ .(3‬وقخخال‬
‫تعالى‪ :‬هل ينظرون إل أن تأتيهم الملئكة )‪ .(4‬النفال‪ :‬إني ممدكم بألف مخخن‬
‫الملئكة مردفين ‪ -‬إلى قوله تعالى ‪ -‬إذ يوحي ربخخك إلخى الملئكخة إنخخي معكخخم‬
‫فثبتوا الذين آمنوا )‪ .(5‬الرعد‪ :‬له معقبات من بين يديه ومخخن خلفخخه يحفظخخونه‬
‫من أمر ال )‪ .(6‬وقال تعالى‪ :‬ويسبح الرعد بحمده والملئكة من خيفتخخه )‪.(7‬‬
‫الحجخخر‪ :‬مخخا ننخخزل الملئكخخة إل بخخالحق ومخخا كخخانوا إذا منظريخخن )‪ .(8‬وقخخال‬
‫سبحانه‪ :‬ونبئهم عن ضيف إبراهيم إذ دخلخخوا عليخخه فقخخالوا سخخلما ‪ -‬إلخخى آخخخر‬
‫القصة ‪ .(9) -‬السخراء‪ :‬قخل لخو كخان فخي الرض ملئكخة يمشخون مطمئنيخن‬
‫لنزلنا عليهم من‬

‫)‪ (1‬النعام‪ (2) .9 - 8 :‬النعام‪ (3) .61 :‬النعخخام‪ (4) .93 :‬النعخخام‪(5) .158 :‬‬
‫النفال‪ (6) .12 - 9 :‬الرعد‪ (7) .11 :‬الرعد‪ (8) .13 :‬الحجر‪(9) .8 :‬‬
‫الحجر‪.60 - 51 :‬‬

‫]‪[146‬‬

‫السماء ملكا رسول )‪ .(1‬مريم‪ :‬فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا )‪ .(2‬الحخخج‪:‬‬
‫ال يصطفي من الملئكة رسل ومن الناس )‪ .(3‬الفرقان‪ :‬يوم يرون الملئكة‬
‫ل بشرى يومئذ للمجرمين ‪ -‬إلخى قخوله تعخالى ‪ -‬ويخوم تشخقق السخخماء بالغمخام‬
‫ونزل الملئكة تنزيل )‪ .(4‬الحزاب‪ :‬فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لخخم تروهخخا‬
‫)‪ .(5‬سبأ‪ :‬ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملئكة أهؤلء إياكم كانوا يعبخخدون‬
‫قخخالوا سخخبحانك أنخخت ولينخخا مخخن دونهخخم بخخل كخخانوا يعبخخدون الجخخن أكخخثرهم بهخخم‬
‫مؤمنون )‪ .(6‬فاطر‪ :‬جاعل الملئكة رسل أولي أجنحة مثنخخى وثلث وربخخاع‬
‫يزيد في الخلق ما يشاء إن ال على كل شئ قدير )‪ .(7‬الصافات‪ :‬والصخخافات‬
‫صفا * فالزاجرات زجرا * فالتاليات ذكرا )‪ .(8‬وقال تعالى‪ :‬فاستفتهم ألربك‬
‫البنات ولهم البنخخون * أم خلقنخخا الملئكخخة إناثخخا وهخخم شخخاهدون * أل إنهخخم مخخن‬
‫إفكهم ليقولون ولد ال وإنهم لكاذبون * أصطفى البنات علخخى البنيخخن * مخخالكم‬
‫كيف تحكمون * أفل تذكرون * أم لكم سلطان مبين * فأتوا بكتخابكم إن كنتخم‬
‫صادقين * وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون ‪-‬‬
‫إلى قوله سبحانه ‪ -‬وما منا إل له مقام معلخوم * وإنخا لنحخن الصخافون * وإنخا‬
‫لنحن المسبحون )‪.(9‬‬

‫)‪ (1‬السراء‪ (2) .95 :‬مريم‪ (3) .17 :‬الحخج‪ (4) .75 :‬الفرقخان‪(5) .24 - 21 :‬‬
‫الحزاب‪ (6) .9 :‬سبأ‪ (7) .41 - 40 :‬فاطر‪ (8) .1 :‬الصافات‪) .3 - 1 :‬‬
‫‪ (9‬الصافات‪.166 - 149 :‬‬

‫]‪[147‬‬

‫الزمر‪ :‬وترى الملئكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم )‪ .(1‬السخخجدة‪ :‬إن‬
‫الذين قالوا ربنا ال ثم استقاموا تتنزل عليهم الملئكخة أل تخخافوا ول تحزنخوا‬
‫وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحخخن أوليخخاؤكم فخخي الحيخخوة الخخدنيا وفخخي‬
‫الخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيهخا مخا تخدعون * نخزل مخن غفخور‬
‫رحيم )‪ (2‬وقال سبحانه‪ :‬فإن استكبروا فالذين عنخخد ربخخك يسخخبحون لخخه بالليخخل‬
‫والنهخخار وهخخم ل يسخخئمون )‪ .(3‬حمعسخخق‪ :‬والملئكخخة يسخخبحون بحمخخد ربهخخم‬
‫ويستغفرون لمن في الرض )‪ .(4‬الزخرف‪ :‬وجعلوا له من عبخخاده جخخزءا إن‬
‫النسان لكفور مبين أم اتخذ مما يخلق بنخات وأصخفيكم بخالبنين ‪ -‬إلخى قخوله ‪-‬‬
‫وجعلوا الملئكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم سخختكتب شخخهادتهم‬
‫ويسألون )‪ .(5‬وقال تعالى‪ :‬ولو نشاء لجعلنا منكم ملئكة في الرض يخلفون‬
‫)‪ .(6‬الخخذاريات‪ :‬فالمقسخخمات أمخخرا )‪ .(7‬الحاقخخة‪ :‬والملخخك علخخى أرجائهخخا )‪.(8‬‬
‫المعارج‪ :‬تعرج الملئكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة )‬
‫‪ .(9‬المدثر‪ :‬عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إل ملئكة وما جعلنخخا‬
‫عخخخدتهم إل فتنخخخة للخخخذين كفخخخروا )‪ .(10‬المرسخخخلت‪ :‬والمرسخخخلت عرفخخخا *‬
‫فالعاصفات عصفا * والناشرات نشرا *‬

‫)‪ (1‬الزمر‪ (2) .75 :‬السجدة‪ (3) .32 - 30 :‬السجدة‪ (4) .38 :‬الشورى‪(5) .5 :‬‬
‫الزخرف‪ (6) .19 - 15 :‬الزخرف‪ (7) .60 :‬الذاريات‪ (8) .84 :‬الحاقة‪:‬‬
‫‪ (9) .17‬المعارج‪ (10) .4 :‬المدثر‪.31 - 30 :‬‬

‫]‪[148‬‬

‫فالفارقخخات فرقخخا * فالملقيخخات ذكخخرا * عخخذرا أو نخخذرا )‪ .(1‬النبخخأ‪ :‬يخخوم يقخخوم الخخروح‬
‫والملئكخخة صخخفا ل يتكلمخخون إل مخخن أذن لخخه الرحمخخن و قخخال صخخوابا )‪.(2‬‬
‫النازعخخات‪ :‬والنازعخخات غرقخخا * والناشخخطات نشخخطا * والسخخابحات سخخبحا *‬
‫فالسابقات سبقا * فالمدبرات أمرا )‪ .(3‬عبس‪ :‬بأيدي سخخفرة * كخخرام بخخررة *‬
‫قتخخل النسخخان )‪ .(4‬تفسخخير‪ " :‬وإذ قخخال ربخخك " قخخد مخخر تفسخخيرها فخخي المجلخخد‬
‫الخامس‪ ،‬وتدل اليات على كثير من أحوال الملئكخخة‪ " .‬قخخل مخخن كخخان عخخدوا‬
‫لجبريل " قال الطوسي ‪ -‬رحمخخه الخ ‪ :-‬روي أن ابخخن صخخوريا وجماعخخة مخخن‬
‫يهود فدك أتوا النبي صلى ال عليه وآله فسألوه عن مسائل فأجابهم‪ ،‬فقخخال لخخه‬
‫ابن صوريا‪ :‬خصلة واحدة إن قلتها آمنخخت بخخك واتبعتخخك‪ :‬أي ملخخك يأتيخخك بمخخا‬
‫أنزل ال )‪ (5‬عليك ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬جبرئيل‪ ،‬قال‪ :‬ذلك )‪ (6‬عدونا وينزل بالقتال‬
‫والشدة والحرب‪ ،‬وميكائيل ينزل باليسر والرخاء‪ ،‬فلو كان ميكائيل هو الخخذي‬
‫يأتيك لمنا بك‪ ،‬فأنزل ال هذه الية‪ " :‬فإنه نزله على قلبك بإذن ال خ " لمخخن‬
‫تلقاء نفسه‪ ،‬وإنما أضافه إلخى قلبخه لنخخه إذا أنخخزل عليخخه كخان يحفظخخه ويفهمخه‬
‫بقلبه‪ ،‬ومعنى قوله " بإذن ال " بأمر ال‪ .‬وقيل‪ :‬أراد بعلمه أو بإعلم ال إياه‬
‫ما ينزله على قلبك " مصدقا لما بين يديه " أي من الكتب موافقا لها " وهدى‬
‫وبشرى للمؤمنين " معناه كان فيمخا أنزلخخه مخن المخخر بخخالحرب والشخدة علخى‬
‫الكافرين فإنه هدى وبشرى للمؤمنين " من كان عخخدوال وملئكتخخه ورسخخله "‬
‫معناه من كخان معاديخا لخ أي يفعخل فعخل المعخادي مخن المخالفخة والعصخيان‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬المراد معاداة أوليائه " و‬

‫)‪ (1‬المرسلت‪ (2) .6 - 1 :‬النبأ‪ (3) .38 :‬النازعات‪ (4) .5 - 1 :‬عبس‪(5) .16 :‬‬
‫في المصدر‪ :‬بما ينزل ال عليك‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬ذاك‪.‬‬

‫]‪[149‬‬

‫جبريل وميكال " أعاد ذكرهمخخا لفضخخلهما‪ ،‬ولن اليهخخود خصخخوهما بالخخذكر " فخخإن الخ‬
‫عدو للكافرين " إنما لم يقخل " لهخم " لنخه قخخد يجخوز أن ينتقلخوا عخن العخداوة‬
‫باليمان )انتهى( )‪ .(1‬وأقول‪ :‬الظاهر أن التعخخبير بالكخخافرين عنهخخم لبيخخان أن‬
‫هذا أيضا من موجبات كفرهم‪ ،‬وتدل الية على أنه تجب محبة الملئكخخة وأن‬
‫عداوتهم كفر‪ " .‬وقالوا لول أنزل عليه ملك " قال الطبرسخخي ‪ -‬رحمخخه الخ ‪:-‬‬
‫أي نشخخاهده فنصخخدقه " ولخخو أنزلنخخا ملكخخا " علخخى مخخا اقخخترحوه لمخخا آمنخخوا بخخه‬
‫فاقتضت الحكمة استئصالهم وذلك معنى قوله " لقضي المر ثخخم ل ينظخخرون‬
‫" وقيل‪ :‬معناه لو أنزلنا ملكا في صورته لقامت الساعة أو وجب استئصخخالهم‬
‫" ولو جعلناه ملكا " أي الرسول والذي )‪ (2‬ينزل عليه ليشخخهد بالرسخخالة كمخخا‬
‫يطلبخخون ذلخخك " لجعلنخخاه رجل " لنهخخم ل يسخختطيعون أن يخخروا الملخخك فخخي‬
‫صورته‪ ،‬لن أعين الخلق تحار عن رؤية الملئكة إل بعد التجسخخم بالجسخخام‬
‫الكثيفة‪ ،‬ولذلك كانت الملئكة تأتي النبياء في صورة النس‪ ،‬وكان جبرئيخخل‬
‫عليه السلم يأتي النبي صلى ال عليه وآله في صخخورة دحيخخة الكلخخبي وكخخذلك‬
‫نبا الخصم إذ تسوروا المحراب وإتيانهم إبراهيم ولوطا في صخخورة الضخخيفان‬
‫من الدميين " و للبسنا عليهم ما يلبسون " قخخال الزجخخاج‪ :‬كخخانوا هخخم يلبسخخون‬
‫على ضعفتهم )‪ (3‬في أمر النبي صلى ال عليه وآله فيقولون‪ :‬إنما هخخذا بشخخر‬
‫مثلكم‪ ،‬فقال‪ ،‬لو أنزلنا ملكا فرأوهم الملك رجل لكخان يلحقهخم فيخه مخن اللبخس‬
‫مثل ما لحق ضعفتهم منهم‪ .‬وقيل‪ :‬لو أنزلنا ملكا لما عرفخخوه إل بخخالتفكر وهخخم‬
‫ل يتفكرون فيبقون في اللبس الذي كانوا فيه‪ .‬وأضاف اللبس إلخخى نفسخخه لنخخه‬
‫يقع عند إنزاله الملئكة )‪ .(4‬وقال ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬فخخي قخخوله تعخخالى " ويرسخخل‬
‫عليكم حفظة "‪ :‬أي ملئكة يحفظون‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ 167‬نقل بالمعنى والتلخيص‪ (2) .‬في المصخخدر‪ :‬أي لخخو‬
‫جعلنا الرسول ملكا أو الذي‪ (3) ..‬الضعفة كالطلبة جمع " الضعيف "‪(4) .‬‬
‫مجمع البيان‪ :‬ج ‪ ،4‬ص ‪.276‬‬

‫]‪[150‬‬

‫أعمالكم ويحصونها عليكم ويكتبونها‪ ،‬وفي هذا لطف للعباد لينزجخخروا عخخن المعاصخخي‬
‫إذا علموا أن عليهم حفظة من عند ال يشهدون بها عليهم يوم القيامة " تخخوفته‬
‫" أي تقبخخض روحخخه " رسخخلنا " أي أعخخوان ملخخك المخخوت‪ ،‬عخخن ابخخن عبخخاس‬
‫وغيره‪ :‬قالوا‪ :‬و إنما يقبضون بأمره‪ (1) ،‬ولذا أضاف التوفي إليه في قوله "‬
‫قل يتوفيكم ملك الموت "‪ " .‬وهم ل يفرطون " أي ل يضيعون أو ل يغفلخخون‬
‫ول يتوانون أو ل يعجخزون )‪ .(2‬وقخال البيضخخاوي فخي قخخوله سخبحانه " ولخخو‬
‫تخخرى إذا الظخخالمون "‪ :‬حخخذف مفعخخوله لدللخخة الظخخرف عليخخه‪ ،‬أي ولخخو تخخرى‬
‫الظالمين " في غمخخرات المخخوت " أي فخخي شخخدائده‪ ،‬مخخن " غمخخره المخخاء " إذا‬
‫غشيه " والملئكة باسطوا أيديهم " بقبض أرواحهخخم كالمتقاضخخي الملخخظ )‪(3‬‬
‫أو بالعذاب " أخرجوا أنفسكم " أي يقولون لهم‪ :‬أخرجوها إلينا مخخن أجسخخادكم‬
‫تغليظا وتعنيفا عليهم‪ ،‬أو أخرجوها من العذاب وخلصوها مخخن أيخخدينا " اليخخوم‬
‫" يريد به وقخخت الماتخخة أو الخخوقت الممتخخد مخخن الماتخخة إلخخى مخخال نهايخخة لخخه "‬
‫تجزون عذاب الهون " أي الهوان يريد العخذاب المتضخمن لشخدة وإهانخخة )‪(4‬‬
‫)انتهى(‪ " .‬له معقبات " قال الطبرسي ‪ -‬رحمخخه الخ ‪ :-‬اختلخخف فخخي الضخخمير‬
‫الذي في " له " على وجوه‪ :‬أحدها‪ :‬أنه يعود إلى " من " في قوله " من أسر‬
‫القول ومن جهر به "‪ .‬والخر‪ :‬أنه يعود إلى اسم ال تعالى وهو عخخالم الغيخخب‬
‫والشهادة‪ .‬وثالثها‪ :‬أنه يعود إلى النبي صلى ال عليه وآله في قوله " إنما أنت‬
‫منذر " واختلف في المعقبخخات علخخى أقخخوال‪ :‬أحخخدها‪ :‬أنهخخا الملئكخخة يتعخخاقبون‬
‫تعقب ملئكة الليل ملئكة النهار وملئكة النهار ملئكة الليخخل‪ ،‬وهخخم الحفظخخة‬
‫يحفظون على العبد عمله‪ ،‬وقال‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وانمخا يقبضخون الرواح بخامره ولخذلك‪ (2) ...‬مجمخع البيخان‪ :‬ج ‪،4‬‬
‫ص ‪ (3) .313‬أي الملزم الملح‪ (4) .‬انوار التنزيل‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.391‬‬
‫]‪[151‬‬

‫الحسن‪ :‬هم أربعة أملك يجتمعون عنخخد صخخلوة الفجخخر‪ ،‬وهخخو معنخخى قخخوله " إن قخخرآن‬
‫الفجر كان مشهودا " وقد روي ذلك أيضا عن أئمتنا عليهم السخخلم‪ .‬والثخخاني‪:‬‬
‫أنهم ملئكة يحفظونه من المهالك حتى ينتهوا به إلى المقخخادير فيحولخخون )‪(1‬‬
‫بينه وبين المقادير‪ ،‬عن علي عليه السلم‪ .‬وقيل‪ :‬هم عشخخرة أملك علخخى كخخل‬
‫آدمي يحفظونه من بين يديه ومن خلفه " يحفظونه من أمر ال " أي يطوفون‬
‫به كما يطوف الملك الموكل بالحفظ‪ ،‬وقيل‪ :‬يحفظون ما تقخخدم مخخن عملخخه ومخخا‬
‫تأخر إلى أن يموت فيكتبونه‪ ،‬وقيل‪ :‬يحفظونه من وجوه المهالك والمعخخاطب‪،‬‬
‫ومن الجن والنس والهوام‪ ،‬وقال ابن عباس‪ :‬يحفظخخونه ممخخا لخخم يقخخدر نزولخخه‬
‫فإذا جاء المقدر بطل الحفظ‪ ،‬وقيل‪ :‬من أمر ال أي بأمر ال‪ ،‬وقيل‪ :‬يحفظونه‬
‫عن خلق ال‪ ،‬فتكون من بمعنى عن‪ ،‬قال كعب‪ :‬لول أن ال وكل بكم ملئكته‬
‫يذبون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم ليخطفنكم الجخخن )‪) (2‬انتهخخى(‪.‬‬
‫وقال الرازي في تفسيره‪ :‬روي أنه قيل‪ :‬يا رسول ال ! اخبرني عن العبد كم‬
‫معه من ملك ؟ فقال عليه السخخلم‪ :‬ملخخك عخخن يمينخخك للحسخخنات )‪ (3‬هخخو أميخخن‬
‫على الذي على الشمال‪ ،‬فإذا عملت حسنة كتب عشرا‪ ،‬وإذا عملت سخيئة قخال‬
‫الذي على الشمال لصاحب اليمين‪ :‬اكتب‪ ،‬قال‪ :‬ل لعله يتوب‪ ،‬فخخإذا قخال ثلثخخا‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬أكتب أراحنا ال منه فبئس القرين‪ ،‬ما أقخخل مراقبتخخه ل خ واسخختحياءه‬
‫منا ! فهو )‪ (4‬قوله ‪ -‬تعالى " له معقبات مخخن بيخخن يخخديه ومخخن خلفخخه " وملخخك‬
‫قابض علخخى ناصخخيتك‪ ،‬فخخإذا تواضخخعت لربخخك رفعخخك‪ ،‬وإن تجخخبرت قصخخمك‪،‬‬
‫وملكان على شفتيك يحفظان عليك الصخخلوة وملخخك )‪ (5‬علخخى فيخخك ل يخخدع أن‬
‫تدخل الحية في فيك‪ ،‬وملك )‪ (6‬على عينيك‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬فيحيلخخون‪ (2) .‬مجمخخع البيخخان‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪ (3) .281 - 280‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬يكتب الحسنات‪ (4) .‬في المصخخدر‪ :‬وملكخخان مخخن بيخخن يخخديك ومخخن‬
‫خلفك فهو قوله تعالى‪ (5) ...‬في المصدر‪ :‬الصلوة على‪ (6) .‬في المصخخدر‪:‬‬
‫وملكان‪.‬‬

‫]‪[152‬‬

‫فهؤلء عشرة أملك على كل آدمي‪ ،‬ملئكة الليل )‪ (1‬وملئكة النهخار‪ ،‬فهخم عشخرون‬
‫ملكا على كل آدمي‪ .‬ثم قال‪ :‬فخإن قيخل‪ :‬مخا الفخائدة فخي جعخل هخؤلء الملئكخة‬
‫موكلين علينا ؟ قلنا‪ :‬اعلم أن هخخذا الكلم غيخخر مسخختبعد‪ ،‬وذلخخك لن المنجميخخن‬
‫اتفقوا على أن التدبير في كل يوم لكوكب على حدة‪ ،‬وكذا القول في كل ليلخخة‪،‬‬
‫ول شك أن تلك الكخخواكب لهخخا أرواح عنخخدهم‪ ،‬فتلخخك التخخدبيرات المختلفخخة فخخي‬
‫الحقيقخخة لتلخخك الرواح وأمخخا أصخخحاب الطلسخخمات فهخخذا الكلم مشخخهور فخخي‬
‫ألسخخنتهم‪ ،‬ولخخذلك فخخإنهم )‪ (2‬يقولخخون أخخخبرني طبخخائع التخخام )‪ ،(3‬ومرادهخخم‬
‫بالطبائع التام أن لكل إنسان روحخخا فلكيخخة تتخخولى إصخخلح مهمخخاته ورفخخع )‪(4‬‬
‫بلياته وآفاته‪ ،‬وإذا كان هذا متفقا عليه بين قدماء الفلسفة وأصخخحاب الحكخخام‬
‫فكيف يسخختبعد مجيئه مخخن الشخخرع ؟ وتمخخام التحقيخخق فيخخه أن الرواح البشخخرية‬
‫مختلفة في جواهرها وطبائعها‪ ،‬فبعضخخها خيخخرة وبعضخخها شخخريرة‪ ،‬وبعضخخها‬
‫قويخخة القهخخر والسخخلطان وبعضخخها سخخخيفة )‪ ،(5‬وكمخخا أن المخخر فخخي الرواح‬
‫البشرية كذلك )‪ (6‬المر في الرواح الفلكية‪ ،‬لكنه ل شك أن الرواح الفلكية‬
‫في كل باب وصفة أفوى من الرواح البشرية‪ ،‬فكل طائفة من الرواح تكون‬
‫مشاركة )‪ (7‬في طبيعة خاصة وصخخفة مخصوصخخة‪ ،‬فإنهخخا تكخخون فخخي مرتبخخة‬
‫روح من الرواح الفلكية‪ ،‬مشاكلة لها فخخي الطبيعخخة والخاصخخية‪ ،‬وتكخخون تلخخك‬
‫الرواح البشرية كأنها أولد لذلك الروح الفلكي‪ ،‬ومتى كان المر كذلك فخخان‬
‫ذلك الروح الفلكي يكون معينا لها على مهماتها‪ ،‬ومرشدا لها إلى مصخخالحها‪،‬‬
‫وعاصما‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬تبدل ملئكة الليل بملئكة النهار‪ (2) .‬كذا في النسخ‪ ،‬وفي المصدر‬
‫" تراهم يقولون‪ (3) :" ...‬في المصخخدر‪ :‬الطبخخائع التخخام‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫ودفع‪ (5) ...‬في المصدر‪ :‬ضعيفة‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬فكخخذا المخخر‪ (7) .‬فخخي‬
‫المصدر وبعض النسخ‪ :‬متشاركة‪.‬‬

‫]‪[153‬‬

‫لها من صنوف الفات‪ ،‬فهذا كلم ذكره محققوا الفلسفة‪ ،‬وإذا كان المر كذلك علمنخخا‬
‫أن الخخذي وردت بخخه الشخخريعة أمخخر معقخخول مقبخخول عنخخد الكخخل‪ ،‬فكيخخف يمكخخن‬
‫اسخختنكاره مخخن الشخخريعة ؟ فخخان قيخخل )‪ :(1‬مخخا الفخخائدة فخخي اختصخخاص هخخؤلء‬
‫الملئكة مع بني آدم وتسليطهم عليهم ؟ قلنا‪ :‬فيه وجخخوه‪ :‬الول‪ :‬أن الشخخياطين‬
‫يدعون إلخخى الشخخرور والمعاصخخي‪ ،‬وهخخؤلء الملئكخخة يخخدعون إلخخى الخيخخرات‬
‫والطاعات‪ .‬الثاني‪ :‬قال مجاهد‪ :‬ما من عبد إل ومعه ملك موكخخل يحفظخخه مخخن‬
‫الجن والنس والهوام في نومه ويقظته‪ .‬الثالث‪ :‬أنا نخخرى أن النسخخان قخخد يقخخع‬
‫في قلبه داع قوي من غير سبب‪ ،‬ثم يظهر بالخرة أن وقوع تلك الداعية فخخي‬
‫قلبه كان سببا من أسباب مصلحته )‪ (2‬و خيراته‪ ،‬وقد ينكشف أيصا بخخالخرة‬
‫أنه كان سببا لوقوعه في آفة أو معصية ومفسدة فظهر أن الداعي إلخخى المخخر‬
‫الول كخخان مريخخدا للخيخخر والراحخخة‪ ،‬وإلخخى المخخر الثخخاني كخخان مريخخدا للفسخخاد‬
‫والمحنة‪ ،‬والول هو الملك الهادي‪ ،‬والثاني هو الشيطان المغوي‪ .‬الرابع‪ :‬أن‬
‫النسخخان إذا علخخم أن الملئكخخة تحصخخي عليخخه أعمخخاله كخخان إلخخى الحخخذر مخخن‬
‫المعاصي أفخخرب‪ ،‬لن مخخن آمخن يعتقخد جللخخة الملئكخخة وعلخخو مراتبهخخم‪ ،‬فخإذا‬
‫حاول القدام على معصية واعتقد أنهخم يشخاهدونها زجخره الحيخاء منهخم عخن‬
‫القدام عليها كما يزجره إذا حضر )‪ (3‬من يعظمخخه مخخن البشخخر‪ ،‬وإذا علخخم أن‬
‫الملئكة )‪ (4‬يكتبونها كان الردع أكمل‪.‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ثم فخخي اختصخخاص هخخؤلء الملئكخخة وتسخخلطهم علخخى بنخخي آدم فخخوائد‬
‫كثيرة سوى التي مر ذكرها من قبل‪ .‬الول‪ (2) ...‬في المصخخدر‪ :‬مصخخالحه‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬كما يزجخخره عنهخخا إذا حضخخره‪ (4) ...‬فخخي المصخخدر‪ :‬وإذا‬
‫علم ان الملئكة تحصى عليه العمال كان ذلك أيضا رادعا لخخه عنهخخا‪ ،‬وإذا‬
‫علم أن الملئكة يكتبونها‪...‬‬

‫]‪[154‬‬

‫فان قيل )‪ :(1‬ما الفائدة في كتب أعمال العباد ؟ قلنا‪ :‬ههنخخا مقامخخان )‪ :(2‬المقخخام الول‪:‬‬
‫أن تفسير الكتبة بالمعنى المشهور من الكتب‪ .‬قال المتكلمون‪ :‬الفائدة فخخي تلخخك‬
‫الصحف وزنها‪ ،‬فإن رجحت كفة الطاعات ظهر للخلئق أنه من أهخخل الجنخخة‬
‫وبالضد )‪ ،(3‬قال القاضي‪ :‬هذا يبعد )‪ ،(4‬لن الدلة قد دلت على أن كل أحد‬
‫قبل ممخخاته عنخد المعاينخخة يعلخخم أنخخه مخخن السخعداء أو مخخن الشخقياء‪ ،‬فل يجخخوز‬
‫توقيف حصول تلخخك المعرفخخة علخخى الميخخزان‪ .‬ثخخم أجخخاب )‪ (5‬وقخال‪ :‬ل يمتنخخع‬
‫مارويناه لمر يرجع إلى حصول سروره عند الخلق العظيخخم أنخخه مخخن أوليخخاء‬
‫ال في الجنة و بالضخخد مخخن ذلخخك فخخي أعخخداء الخخ‪ .‬والمقخخام الثخخاني‪ :‬وهخخو قخخول‬
‫حكمخخاء السخخلم أن الكتبخخة )‪ (6‬عبخخارة عخخن نقخخوش مخصوصخخة وضخخعت‬
‫بالصخخطلح لتعريخخف )‪ (7‬بعخخض المعخخاني المخصوصخخة‪ ،‬فلخخو قخخدرنا تلخخك‬
‫النقوش دالة على تلك المعاني لعيانها وذواتها كانت تلك الكتبة أقوى وأكمل‬
‫إذا ثبت هذا فنقول‪ :‬إن النسخخان إذا أتخخى بعمخخل مخخن العمخخال مخخرات وكخخرات‬
‫كثيرة متوالية حصلت في نفسه بسبب تكرارها )‪ (8‬ملكة قوية راسخخخة‪ ،‬فخخإن‬
‫كانت تلك الملكة نافعة )‪ (9‬في السخعادات الروحانيخة عظخم ابتهخاجه بهخا بعخد‬
‫الموت‪ ،‬وإن كانت تلك الملكة ضارة في الحخخوال الروحانيخخة عظخخم تضخخرره‬
‫بها بعد الموت‪ ،‬إذا ثبت هذا فنقول‪ :‬إن التكرير الكثير لما كان سببا لحصخخول‬
‫تلك الملكة الراسخة كان لكل واحد من‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬السخخؤال الخخخامس‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬مقامخخات‪ :‬الول‪ (3) ..‬فخخي‬
‫المصخخدر‪ :‬وإن كخخان بالضخخد فبالضخخد‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬بعيخخد )‪ (5‬فخخي‬
‫المصخخدر‪ :‬ثخخم اجخخاب القاضخخي عخخن هخخذا الكلم‪ (6) .‬كخخذا فخخي النسخخخ‪ ،‬وفخخي‬
‫المصخخدر‪ :‬أن الكتابخخة‪ (7) ..‬فخخي المصخخدر‪ :‬لتعريخخف المعخخاني‪ (8) ..‬فخخي‬
‫المصخخدر‪ :‬وبعخخض النسخخخ‪ :‬تكررهخخا‪ (9) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬سخخارة بالعمخخال‬
‫النافعة‪.‬‬

‫]‪[155‬‬
‫تلك العمال المتكررة أثر في حصول تلك الملكة الراسخة‪ ،‬وذلك الثر وإن كان غير‬
‫محسوس إل أنه حاصل فخي الحقيقخة‪ ،‬وإذا عرفخت هخذا ظهخر أنخه ل يحصخل‬
‫للنسان لمحة ول حركة ول سكون إل ويحصل منه في جوهر نفسه أثر من‬
‫آثار السعادة أو أثر من آثار الشقاوة قخخل أو كخخثر‪ ،‬فهخخذا هخخو المخخراد مخخن كتبخخة‬
‫العمال عنخخد هخخؤلء والخ العخخالم بحقخخائق المخخور )‪) (1‬انتهخخى(‪ .‬وإنمخخا نقلنخخا‬
‫كلمه لتطلع على تحريفات الفلسفة وتأويلتهم لليات و الخبخخار مخخن غيخخر‬
‫ضرورة سوى الستبعادات الوهمية وعدم العتناء بكلم صخخاحب الشخخريعة‪.‬‬
‫" ويوم يحشرهم جميعا " أي العابدين لغير ال خ والمعبخخودين " أهخخؤلء إيخخاكم‬
‫كانوا يعبدون " على النكار ليعترفوا بخلفخخه " قخخالوا سخخبحانك " أي تنزيهخخا‬
‫لك عن أن يعبد سواك " أنت ولينا " أي ناصخرنا وأولخى بنخا مخن دونهخم‪ ،‬أي‬
‫من دون هؤلء الكفار وما كنا نرضى بعبادتهم إيانا " بل كانوا يعبدون الجن‬
‫" أي إبليس و ذريته حيخخث أطخاعوهم فيمخا دعخوهم إليخه مخن عبخادة الملئكخخة‬
‫وغيرهخخم " أكخخثرهم بهخخم مؤمنخخون " مصخخدقون بالشخخياطين مطيعخخون لهخخم‪" .‬‬
‫جاعخخل الملئكخخة رسخخل " قخخال الطبرسخخي ‪ -‬رحمخخه ال خ ‪ :-‬أي إلخخى النبيخخاء‬
‫بالرسالت والوحي " أولي أجنحة " جعلهم كذلك ليتمكنخخوا بهخخا مخخن العخخروج‬
‫إلى السماء ومن النزول إلى الرض فمنهم من له جناحان ومنهم من له ثلثة‬
‫أجنحة ومنهم من له أربعة أجنحة‪ ،‬عخخن قتخخادة وقخخال " يزيخخد فيهخخا مخا يشخخاء "‬
‫وهو قوله " يزيخخد فخخي الخلخخق مخخا يشخخاء " قخخال ابخخن عبخخاس‪ :‬رأى رسخخول الخ‬
‫جبرئيل ليلة المعراج وله ستمائة جناح‪ ،‬وقيل‪ :‬أراد بقوله " يزيخخد فخخي الخلخخق‬
‫ما يشاء " حسن الصوت‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الملحة في العينين‪ ،‬و عن النخخبي صخخلى‬
‫ال عليه وآله قال‪ :‬هو الوجه الحسن‪ ،‬والصوت الحسن‪ ،‬والشعر الحسن )‪.(2‬‬
‫وقال الرازي‪ :‬أقل ما يكون لذي الجناح أن يكون له جناحان‪ ،‬وما بعدهما‬

‫)‪ (1‬مفاتيح الغيب‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪ (2) .277 - 275‬مجمع البيان‪ :‬ج ‪ ،8‬ص ‪.400‬‬

‫]‪[156‬‬

‫زيادة‪ .‬وقال قوم فيه‪ :‬إن الجناح إشارة إلى الجهة‪ ،‬وبيخخانه هخخو أن الخ ليخخس فخخوقه شخخئ‬
‫وكل شئ فهو تحت قدرته ونعمته‪ ،‬والملئكة لهم وجه إلخى الخ يأخخذون منخه‬
‫نعمه ويعطون من دونهم ما أخذوا بإذن ال‪ ،‬كما قال تعالى " نزل به الخخروح‬
‫المين على قلبك " وقخوله " علمخه شخديد القخوى " وقخال تعخالى فخي حقهخم "‬
‫فالمدبرات أمرا " فهما جناحان‪ ،‬وفيهم من يفعل الخيخخر بواسخخطة‪ ،‬وفيهخخم مخن‬
‫يفعله ل بواسخخطة‪ ،‬فالفاعخخل بواسخخطة فيخخه ثلث جهخخات‪ ،‬وفيهخخم مخخن لخخه أربخخع‬
‫جهات وأكثر‪ ،‬والظاهر ما ذكرناه أول‪ ،‬وهو الذي عليخخه إطبخخاق المفسخخرين )‬
‫‪ .(1‬وقال في قوله تعالى " والصافات صفا ‪ -‬اليات ‪ " -‬هذه الشخخياء الثلثخخة‬
‫المقسم بها يحتمل أن تكون صفات ثلثة لموصوف واحد‪ ،‬ويحتمل أن تكخخون‬
‫أشياء ثلثة متبائنة‪ ،‬أما على التقخخدير الول ففيخخه وجخخوه‪ :‬الول‪ :‬أنهخخا صخخفات‬
‫الملئكخخة‪ ،‬وتقريخخره أن الملئكخخة يقفخخون صخخفوفا إمخخا فخخي السخخماوات لداء‬
‫العبادات كما أخبر ال تعالى عنهم أنهم قالوا " وإنا لنحن الصخخافون " وقيخخل‪:‬‬
‫إنهم يصفون أجنحتهم في الهواء ويقفون منتظرين وصول أمخخر الخ إليهخخم‪ ،‬و‬
‫يحتمل أيضا أن يقال‪ :‬معنى كونهم صفوفا أن لكل واحد منهم مرتبخخة ودرجخخة‬
‫معينخخة فخخي الشخخرف والفضخخيلة‪ ،‬أو فخخي الخخذات والعليخخة )‪ (2‬وتلخخك الخخدرجات‬
‫المترتبة باقية غير متغيرة‪ ،‬وذلخخك نسخخبة )‪ (3‬الصخخفوف‪ .‬وأمخخا قخخوله تعخخالى "‬
‫فخخالزاجرات زجخخرا " فقخخال الليخخث‪ :‬زجخخرت البعيخخر أزجخخره زجخخرا إذا حثثتخخه‬
‫ليمضي‪ ،‬وزجرت فلنا عن سوء فانزجر أي نهيته فانتهى‪ ،‬فعلى هذا الزجخخر‬
‫للبعير كالحث وللنسان كالنهي‪ ،‬فنقول‪ :‬في وصف الملئكة بخخالزجر وجخخوه‪:‬‬
‫الول‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬يريد الملئكة التي وكلوا بالسحاب يزجرونهخخا بمعنخخى‬
‫أنهم يأتون بها من موضع إلى موضع‪.‬‬

‫)‪ (1‬مفاتيح الغيب‪ :‬ج ‪ ،7‬ص ‪ (2) .30‬في المصدر‪ :‬والغلبة‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬يشبه‬
‫الصفوف‪.‬‬

‫]‪[157‬‬

‫الثاني‪ :‬المراد منه أن الملئكة لهم تأثيرات في قلوب بنخخي آدم علخخى سخخبيل اللهامخخات‪،‬‬
‫فهم يزجرونهم عن المعاصي زجرا‪ .‬الثخخالث‪ :‬لعخخل الملئكخخة أيضخخا يزجخخرون‬
‫الشياطين عن التعخخرض لبنخخي آدم بالشخخر )‪ (1‬واليخخذاء وأقخخول‪ :‬قخخد ثبخخت فخخي‬
‫العلوم العقلية أن الموجودات على ثلثة أقسام‪ :‬مؤثر ل يقبل الثخخر وهخخو ال خ‬
‫سبحانه وهو أشرف الموجودات‪ ،‬ومتأثر ل يؤثر‪ ،‬وهخخو عخخالم الجسخخام وهخخو‬
‫أخس الموجودات‪ ،‬وموجود يؤثر في شئ ويتخخأثر عخخن شخخئ آخخخر وهخخو عخخالم‬
‫الرواح‪ ،‬و ذلك لنها تقبل الثر عن عالم كبرياء ال ثم إنهخخا تخخؤثر فخخي عخخالم‬
‫الجسام‪ .‬واعلم أن الجهة التي باعتبارها تقبل الثر من عالم كبرياء ال غيخخر‬
‫الجهة التي باعتبارها تستولي على عالم الجسام وتقدر على التصرف فيهخخا‪،‬‬
‫وقوله " فالتاليات ذكرا " إشارة إلى الشرف من الجهة التي بإعتبارها يقوى‬
‫على التخخأثير فخخي عخخالم الجسخخام إذا عرفخخت هخخذا فقخخوله " والصخخافات صخخفا "‬
‫إشخخارة إلخخى وقوفهخخا صخخفا صخخفا فخخي مقخخام العبوديخخة والطاعخخة والخضخخوع‬
‫والخشوع‪ ،‬وهو الجهة التي باعتبارهخخا تقبخخل تلخخك الجخخواهر القدسخخية أصخخناف‬
‫النوار اللهيخخة والكمخخالت الصخخمدية‪ ،‬وقخخوله تعخخالى " فخخالزاجرات زجخخرا "‬
‫إشخخارة إلخخى تخخأثير الجخخواهر الملكيخخة فخخي تنخخوير الرواح القدسخخية البشخخرية‪،‬‬
‫وإخراجها من القوة إلى الفعل‪ ،‬وذلك أنخخه )‪ (1‬كخخالقطرة بالنسخخبة إلخخى البحخخر‪،‬‬
‫وكالشعلة بالنسبة إلى الشمس‪ ،‬وأن هذه الرواح البشرية إنما تنتقل من القخخوة‬
‫إلخخى الفعخخل فخخي المعخخارف اللهيخخة والكمخخالت الروحانيخخة بتخخأثيرات جخخواهر‬
‫الملئكة‪ ،‬ونظيره قوله تعالى‪ " :‬ينزل الملئكخة بخالروح مخن أمخره علخى مخن‬
‫يشاء من عباده " )‪ (3‬وقوله " نزل به الروح المين على قلبك )‪ " (4‬و‬
‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬بالشرك واليذاء‪ (2) .‬في المصخخدر‪ :‬لمخخا ثبخخت ان هخخذه الرواح‬
‫النطقية البشرية بالنسبة إلى أرواح الملئكة كالقطرة‪ (3) ..‬النحخخل‪(4) .2 :‬‬
‫الشعراء‪.193 :‬‬

‫]‪[158‬‬

‫قوله " فالملقيات ذكرا )‪ .(1‬إذا عرفت هذا فنقول‪ :‬في هذه الية دقيقة أخرى‪ ،‬وهي أن‬
‫الكمال المطلق للشئ إنما يحصل إذا كان تاما وفوق التام‪ ،‬والمراد بكونه تاما‬
‫أن تحصل الكمالت اللئقة به حصول بالفعل‪ ،‬والمراد بكخخونه فخخوق التخخام أن‬
‫يفيض منه أصناف الكمخخالت والنخخوالت )‪ (2‬علخخى غيخخره‪ ،‬ومخخن المعلخخوم أن‬
‫كونه كامل في ذاته مقدم علخخى كخخونه مكمل لغيخخره‪ ،‬إذا عرفخخت هخخذا فقخخوله "‬
‫والصافات صخخفا " إشخخارة إلخخى اسخختكمال جخخواهر الملئكخخة فخخي ذواتهخخا وقخخت‬
‫وقوفها فخخي مواقخخف العبوديخخة وصخخفوف الخدمخخة والطاعخخة‪ ،‬وقخخوله تعخخالى‪" :‬‬
‫فالزاجرات زجرا " إشخخارة إلخخى كيفيخخة تأثيراتهخخا فخخي إزالخخة مخخال ينبغخخي عخخن‬
‫جواهر الرواح البشرية‪ ،‬وقوله تعخخالى‪ :‬فالتاليخات ذكخرا " إشخارة إلخى كيفيخة‬
‫تأثيراتها في إفاضة الجليا القدسية والنوار اللهية على النوار )‪ (3‬الناطقة‬
‫البشرية‪ ،‬فهذه مناسبات عقلية واعتبارات دقيقة )‪ (4‬تنطبق عليها هذه اللفاظ‬
‫الثلثة‪ .‬الثاني‪ :‬أن تحمل هذه الصفات على النفوس البشرية الطاهرة المقدسة‬
‫المقبلة على عبودية ال تعالى الذين هم ملئكة الرض‪ ،‬وبيانه مخخن وجهيخخن‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن قوله‪ " :‬والصافات صفا " المراد به الصخفوف الحاصخلة عنخد أداء‬
‫الصلة بالجماعة‪ ،‬وقوله‪ " :‬فالزاجرات زجخخرا " إشخخارة إلخخى قخخراءة " أعخخوذ‬
‫بال من الشيطان الرجيم " كأنهم بسبب قراءة هذه الكلمة يزجرون الشخخياطين‬
‫عن إلقاء الوساوس في قلوبهم في أثناء الصلة‪ ،‬وقخخوله‪ " :‬فالتاليخخات ذكخخرا "‬
‫إشارة إلى قراءة القرآن في الصلة‪ ،‬وقيخل‪ (5) :‬إلخى رفخع الصخوت بخالقراءة‬
‫كأنه يزجر الشيطان بواسطة رفع الصوت‪.‬‬

‫)‪ (1‬المرسلت‪ (2) .5 :‬في المصدر‪ :‬والسخخعادات‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬الرواح‪(4) .‬‬
‫فخخي المصخخدر‪ :‬حقيقيخخة‪ (5) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬حقيقخخة فخخالزاجرات زجخخرا < <‬
‫اشارة إلى‪...‬‬

‫]‪[159‬‬

‫والوجه الثاني أن المراد بالول الصفوف الحاصلة من العلماء المحقين الخخذين يخخدعون‬
‫إلخخى ديخخن الخ تعخخالى‪ ،‬وبالثخخاني اشخختغالهم بخخالزجر عخخن الشخخبهات والشخخهوات‬
‫وبالثالث اشتغالهم بالدعوة إلى ديخخن ال خ والخخترغيب فخخي العمخخل بشخخرائع الخخ‪.‬‬
‫الخخوجه الثخخالث‪ :‬أن نحملهخا علخخى أحخخوال الغخزاة والمجاهخخدين فخخي سخبيل الخخ‪،‬‬
‫فالمراد بالول صفوف القتال كقوله )‪ (1‬تعالى‪ " :‬إن ال يحب الذين يقخخاتلون‬
‫في سبيله صفا )‪ " (2‬وبالثاني رفع الصوت بزجر الخيل‪ ،‬وبالثالث اشخختغالهم‬
‫وقت شروعهم في محاربة العدو بقراءة القرآن وذكر ال بالتهليل والتقخخديس‪.‬‬
‫والوجه الرابع‪ :‬أن نجعلها صخخفات ليخخات القخخرآن‪ ،‬فخخالول المخخراد بخخه كونهخخا‬
‫أنواعخخا مختلفخخة بعضخخها فخخي دلئل التوحيخخد‪ ،‬وبعضخخها فخخي بيخخان التكخخاليف‬
‫والحكام‪ ،‬وبعضخخها فخخي تعليخم الخلق الفاضخلة‪ ،‬وهخخذه اليخات مترتبخة )‪(3‬‬
‫ترتيبا ل يتغير ول يتبدل‪ ،‬فهخخي تشخخبه أشخاصخخا واقفيخن فخي صخخفوف معينخة‪،‬‬
‫وبالثاني اليات الزاجرة عن الفعال المنكخخرة‪ ،‬وبالثخخالث اليخخات الدالخخة علخخى‬
‫وجوب القدام على أعمال البر والخير‪ ،‬و وصف اليات بكونهخخا تاليخخة علخخى‬
‫قانون ما يقال شعر شاعر وكلم قخخائل‪ ،‬قخخال تعخخالى‪ " :‬إن هخخذا القخخرآن يهخخدي‬
‫للتي هي أقوم )‪ " (4‬وأما الحتمال الثاني هخخو أن يكخخون المخخراد بهخخده الثلثخخة‬
‫أشياء متغايرة‪ ،‬فقيل المراد بقوله " والصافات صفا " الطير من قخخوله تعخخالى‬
‫" والطيخخر صخخافات )‪ " (5‬والزاجخخرات كخخل مخخا زجخخر عخخن معاصخخي الخخ‪،‬‬
‫والتاليات كل ما يتلى من كتاب ال‪ .‬وأقول‪ :‬فيه وجه آخر‪ ،‬وهو أن مخلوقات‬
‫ال إما جسمانية وإما روحانية‪ ،‬أما الجسمانية فإنها مترتبة )‪ (6‬علخخى طبقخخات‬
‫ودرجات ل يتغير البتة‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬لقوله تعالى‪ (2) .‬سورة الصف‪ (3) .3 :‬في المصدر‪ :‬مرتبخخة‪(4) .‬‬
‫السراء‪ (4) .9 :‬النور‪ (6) .41 :‬في المصدر‪ :‬مرتبة‪.‬‬

‫]‪[160‬‬

‫فالرض وسط العالم وهخخي محفوفخخة بكخخرة المخخاء‪ ،‬والمخخاء محفخخوف بخخالهواء‪ ،‬والهخخواء‬
‫بالنخخار‪ ،‬ثخخم هخخذه الربعخخة بكخخرات الفلك إلخخى آخخخر العخخالم الجسخخماني‪ ،‬فهخخذه‬
‫الجسخام كأنهخا صخفوف واقفخة علخى عتبخة جلل الخ تعخالى‪ ،‬وأمخا الجخواهر‬
‫الروحانية الملكية فهي على اختلف درجاتهخخا وتبخخاين صخخفاتها مشخختركة فخخي‬
‫صفتين‪ :‬أحدهما التأثير فخخي عخخالم الجسخخام بالتحريخخك والتصخخرف )‪ (1‬وإليخخه‬
‫الشارة بقوله " فالزاجرات زجرا " فانا بينا أن المراد من هذا الزجر السوق‬
‫والتحريك‪ ،‬والثخخاني الدراك والمعرفخة والسختغراق فخخي معرفخة الخ والثنخاء‬
‫عليه‪ ،‬وإليه الشارة بقوله تعالى " فالتاليات ذكخخرا " ولمخخا كخخان الجسخخم أدنخخى‬
‫منزلة من الرواح المشتغلة بالتصرف في الجسمانيات وهي أدون منزلة من‬
‫الرواح المستغرقة في معرفة جلل ال المقبلة علخخى تسخخبيح ال خ كمخخا قخخال "‬
‫ومن عنده ل يستكبرون عخخن عبخخادته " )‪ (2‬لجخخرم بخخدأ فخخي المرتبخخة الولخخى‬
‫بذكر الجسام‪ ،‬ثم ذكر الرواح المخخدبرة لجسخخام هخخذا العخخالم‪ ،‬ثخخم ذكخخرأ علخخى‬
‫الخخدرجات وهخخي الرواح المقدسخخة المتوجهخخة بكليتهخخا إلخخى معرفخخة جلل ال خ‬
‫والستغراق في الثناء عليه‪ ،‬فهذه احتمالت خطرت بالبخخال‪ ،‬والعخخالم بأسخخرار‬
‫كلم ال خ ليخخس إل ال خ )‪ " .(3‬فاسخختفتهم ألربخخك البنخخات ولهخخم البنخخون " قخخال‬
‫البيضاوي‪ :‬أمر باستفتائهم حيث جعلوا ل البنات ولنفسهم البنيخخن فخخي قخخولهم‬
‫الملئكة بنات الخخ‪ ،‬وهخخؤلء زادوا علخخى الشخخرك ضخخللت أخخخرى‪ :‬التجسخخيم‬
‫وتجويز الفناء على ال‪ ،‬فإن الخخولدة مخصوصخخة بالجسخخام الكائنخخة الفاسخخدة‪،‬‬
‫وتفضيل أنفسهم عليه علخى وجخه القسخمة حيخث جعلخوا أوضخع الجنسخين لخه‪،‬‬
‫وأرفعهما لهم‪ ،‬واستهانتهم بالملئكة حيث أنثوهم‪ ،‬ولذلك كرر ال إنكار ذلخخك‬
‫وإبطاله في كتابه مرارا‪ ،‬وجعله ممخخا يكخخاد السخخماوات يتفطخخرن منخخه و تنشخخق‬
‫الرض وتخخخخر الجبخخخال هخخخدا‪ ،‬والنكخخخار ههنخخخا مقصخخخور علخخخى الخيريخخخن‬
‫لختصاص هذه الطائفخخة بهمخخا‪ ،‬ولن فسخخادهما ممخخا تخخدركه العامخخة بمقتضخخى‬
‫طباعهم‪ ،‬حيث جعل‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬والتصريف‪ (2) .‬النبياء‪ (3) .19 :‬مفاتيح الغيب‪ :‬ج ‪ ،7‬ص ‪122‬‬
‫‪.125 -‬‬

‫]‪[161‬‬

‫المعادل للستفهام على التقسيم " أم خلقنا الملئكة إناثا وهخخم شخخاهدون " وإنمخخا خخخص‬
‫علم المشاهدة لن أمثال ذلخخك ل تعلخخم إل بخخه‪ ،‬فخخإن النوثخخة ليسخخت مخخن لخخوازم‬
‫ذاتهم ليمكن معرفته بالعقل الصخرف‪ ،‬مخخع مخا فيخخه مخن السخختهزاء والشخخعار‬
‫بأنهم لفرط جهلهم ينبؤون به كأنهم قخخد شخخاهدوا خلقهخخم " أل إنهخخم مخخن إفكهخخم‬
‫ليقولون ولد ال " لعدم مخا يقتضخيه وقيخام مخا ينفيخه " وإنهخم لكخاذبون " فيمخا‬
‫يتخخدينون بخخه " أصخخطفى البنخخات علخخى البنيخخن " اسخختفهام إنكخخار واسخختبعاد‪،‬‬
‫والصطفاء أخذ صفوة الشئ " ما لكم كيف تحكمون " بما ل يرتضخخيه عقخخل‬
‫" أفل تذكرون " أنه منزه عن ذلك " أم لكخخم سخخلطان مخخبين " حجخخة واضخخحة‬
‫نزلت عليكم من السماء بأن الملئكة بناته " فأتوا بكتابكم " الذي أنزل عليكم‬
‫" إن كنتم صادقين " في دعخخواكم " وجعلخخوا بينخخه وبيخخن الجنخخة نسخخبا " يعنخخي‬
‫الملئكة‪ ،‬ذكرهم باسم جنسهم وضعا منهم أن يبلغوا هذه المرتبة‪ ،‬وقيل قالوا‪:‬‬
‫إن ال صاهر الجن فخرجت الملئكة‪ ،‬وقيل‪ :‬قخخالوا ال خ والشخخيطان أخخخوان "‬
‫ولقخخد علمخخت الجنخخة أنهخخم " أن الكفخخرة أو النخخس أو الجنخخة إن فسخخرت بغيخخر‬
‫الملئكة " لمحضرون " في العذاب " ومخخا منخخا إل لخخه مقخخام معلخخوم " حكايخخة‬
‫اعتراف الملئكة بالعبودية بالرد )‪ (1‬على عبدتهم‪ ،‬والمعنى‪ :‬وما منا أحد إل‬
‫له مقام معلوم في المعرفة والعبادة والنتهخاء إلخى أمخر الخ تعخالى فخي تخدبير‬
‫العالم " وإنا لنحن الصافون " في أداء الطاعة ومنازل الخدمخخة " وإنخخا لنحخخن‬
‫المسخخبحون " المنزهخخون الخ )‪ (2‬عمخخا ل يليخخق بخخه‪ ،‬ولعخخل الول إشخخارة إلخخى‬
‫درجاتهم في الطاعة وهذا في المعارف )‪ .(3‬وقال الطبرسي ‪ -‬رحمه ال ‪" -‬‬
‫وما منا إل له مقام معلوم " هذا قول جبرئيل للنبي صلى ال عليه وآله وقيل‪:‬‬
‫إنه قول الملئكة‪ ،‬وفيه مضمر أي‪ :‬وما منا معشر الملئكة ملك إل وله مقخخام‬
‫معلوم في السماوات يعبخد الخ فيخه‪ ،‬وقيخل‪ :‬معنخاه أنخه ل يتجخاوز مخا امخر بخه‬
‫ورتب له‪ ،‬كما ل يتجاوز صاحب المقام مقامه الذي حد له‪ ،‬فكيف يجوز‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬للرد‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ل‪ (3) .‬أنوار التنزيخخل " ج ‪ ،2‬ص ‪- 334‬‬
‫‪(*) .336‬‬

‫]‪[162‬‬

‫له أن يعبد من هو بهذه الصخخفة وهخخو عبخخد مربخخوب ؟ " وإنخخا لنحخخن الصخخافون " حخخول‬
‫العخرش ننتظخر المخر والنهخي مخن الخ تعخالى‪ ،‬وقيخل‪ :‬القخائمون صخفوفا فخي‬
‫الصلوة‪ .‬قال الكلبي‪ :‬صفوف الملئكة فخخي السخخماء كصخخفوف أهخخل الخخدنيا فخخي‬
‫الرض‪ ،‬وقال الجبائي صافون بأجنحتنا في الهخواء للعبخخادة والتسخخبيح " وإنخا‬
‫لنحن المسبحون " أي المصلون المنزهون الرب عما ل يليق به‪ ،‬ومنه قيخخل‪:‬‬
‫فرغت من سبحتي أي من صلوتي‪ ،‬و ذلخخك لمخخا فخخي الصخخلوة مخخن تسخخبيح الخ‬
‫وتعظيمه‪ ،‬والمسبحون القائلون سبحان ال على وجه التعظيخخم ل خ )‪ .(1‬وقخخال‬
‫في قخخوله تعخخالى " وتخخرى الملئكخخة حخخافين مخخن حخخول العخخرش " معنخخاه ومخخن‬
‫عجائب أمور الخرة أنك ترى الملئكة محخخدقين بخخالعرش يطوفخخون حخخوله "‬
‫يسخخبحون بحمخد ربهخخم " أي ينزهخون الخ تعخخالى عمخخا ل يليخق بخخه ويخخذكرونه‬
‫بصفاته التي هو عليها وقيل‪ :‬يحمدون ال تعالى حيث دخل الموحدون الجنخخة‬
‫)‪ .(2‬وفي قوله " تتنزل عليهم الملئكة "‪ :‬يعني عند الموت‪ ،‬روي ذلخخك عخخن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم وقيل‪ :‬تستقبلهم الملئكة إذا خرجوا من قبخخورهم فخخي‬
‫الموقف بالبشارة من ال تعالى‪ ،‬وقيل‪ :‬إن البشرى تكخخون فخخي ثلثخخة مخخواطن‪:‬‬
‫عند الموت‪ ،‬وفخخي القخخبر وعنخخد البعخخث‪ " .‬نحخخن أوليخخاؤكم " أي نحخخن معاشخخر‬
‫الملئكة أنصاركم وأحباؤكم " فخخي الحيخخوة الخخدنيا " نتخخولى إيصخخال الخيخخرات‬
‫إليكم من قبل ال تعالى " وفي الخخخرة " نتخخولكم بخخأنواع الكخخرام والمثوبخخة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬نحن أولياؤكم في الحيوة الدنيا أي نحن نحرسكم في الدنيا وعند الموت‬
‫وفي الخرة عن أبي جعفر عليه السلم )‪ .(3‬وقال الرازي في قوله تعخخالى "‬
‫نحن أولياؤكم ‪ -‬الية ‪ :" -‬هذا في مقابلة ما ذكره في وعيد الكفخخار حيخخث قخال‬
‫" وقيضنا لهم قرنخخاء فزينخخو الهخخم " )‪ (4‬ومعنخخى كخخونهم أوليخخاء للمخخؤمنين أن‬
‫للملئكة تأثيرات في الرواح البشرية باللهامات و‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان‪ :‬ج ‪ ،8‬ص ‪ (2) .461‬مجمخخع البيخخان‪ :‬ج ‪ ،8‬ص ‪ (3) .511‬مجمخخع‬
‫البيان‪ :‬ج ‪ ،9‬ص ‪ (4) .13 - 12‬فصلت‪.25 :‬‬

‫]‪[163‬‬
‫المكاشفات اليقينية‪ ،‬والمقامات الحقة )‪ (1‬كما أن للشياطين )‪ (2‬تخخأثيرات فخخي الرواح‬
‫بإلقاء الوساوس فيها‪ ،‬وتخييل الباطيل إليها‪ ،‬وبالجملة فكون الملئكة أوليخخاء‬
‫للرواح الطيبة الطاهرة حاصل من جهات كثيرة معلومة لرباب المكاشفات‬
‫والمشاهدات‪ ،‬فهم يقولون كما أن تلك الولية كخخانت حاصخخلة فخخي الخخدنيا فهخخي‬
‫تكون باقية في الخرة‪ ،‬فإن تلك العلئق )‪ (3‬لزمخخة غيخخر قابلخخة للخخزوال‪ ،‬بخخل‬
‫كأنها تصير بعد المخخوت أقخخوى وأبقخخى‪ ،‬وذلخخك لن جخخوهر النفخخس مخخن جنخخس‬
‫الملئكة‪ ،‬وهي كالشعلة بالنسبة إلخخى الشخخمس‪ ،‬والقطخخرة بالنسخخبة إلخخى البحخخر‪،‬‬
‫والتعلقات الجسدانية هي )‪ (4‬تحول بينها وبين الملئكخخة كمخخا قخخال صخخلى الخ‬
‫عليه وآلخخه " لخخول أن الشخخياطين يحومخخون علخخى قلخخوب بنخخي آدم لنظخخروا إلخخى‬
‫ملكوت السماوات " فإذا زالت العلئق الجسمانية والتدبيرات البدنية فقد زال‬
‫الغطاء والوطاء‪ ،‬فيتصل الثر بالمؤثر‪ ،‬والقطرة بخخالبحر والشخخعلة بالشخخمس‪،‬‬
‫فهذا هو المراد من قوله " نحن أولياؤكم في الحيوة الخخدنيا وفخخي الخخخرة " ثخخم‬
‫قال‪ :‬والقرب عندي أن قوله " ولكخخم فيهخخا مخخا تشخختهي أنفسخخكم " إشخخارة إلخخى‬
‫الجنخخة الجسخخمانية " ولكخخم فيهخخا مخخا تخخدعون " إشخخارة إلخخى الجنخخة الروحانيخخة‬
‫المذكورة في قوله تعالى " دعويهم فيهخخا سخخبحانك اللهخخم وتحيتهخخم فيهخخا سخخلم‬
‫وآخر دعويهم أن الحمد ال رب العالمين )‪) " (5‬انتهى(‪ " .‬فالذين عند ربخخك‬
‫" أي جميع الملئكة أو طائفة مخصوصة منهم‪ ،‬وعلخخى الول دوام تسخخبيحهم‬
‫ل ينخخافي اشخختغالهم بسخخائر الخخخدمات‪ ،‬مخخع أن تلخخك الخخخدمات أيضخخا نخخوع مخخن‬
‫تسبيحهم " وهم ل يسخخأمون " أي ل يملخخون ول يفخخترون‪ .‬وقخخال الخخرازي فخخي‬
‫قوله تعالى " والملئكة يسبحون بحمد ربهم "‪ :‬اعلم‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬المقامات الحقيقية‪ (2) .‬في المخطوطة‪ :‬للشيطان‪ (3) .‬في المصدر‪:‬‬
‫ذاتية لزمة‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬الجسمانية التي تحخخول‪ (5) .‬مفاتيخخح الغيخخب‪:‬‬
‫ج ‪ ،7‬ص ‪ ،371‬والية في سورة‪ ،‬يونس‪.10 :‬‬

‫]‪[164‬‬

‫أن مخلوقخخات ال خ نوعخخان‪] :‬نخخوع[ عخخالم الجسخخمانيات وأعظمهخخا السخخماوات‪ ،‬وعخخالم‬


‫الروحانيات وأعظمها الملئكة‪ ،‬فبين سخخبحانه كمخخال عظمتخخه باسخختيلء هيبتخخه‬
‫على الجسمانيات فقال " تكاد السماوات يتفطرن من فخخوقهن " )‪ (1‬ثخخم انتقخخل‬
‫إلى ذكر الروحانيات فقخخال‪ " :‬والملئكخخة يسخخبحون بحمخخد ربهخخم " والجخخواهر‬
‫الروحانية لها تعلقان‪ :‬تعلخق بعخالم الجلل والكبريخاء وهخو تعلخق القبخول فخإن‬
‫الضواء الصمدية إذا شرقت على الجواهر الروحانية استضخخاءت جواهرهخخا‬
‫وأشرقت ماهياتها‪ ،‬ثم إن الجواهر الروحانية إذا استفادت تلك القوى الربانيخخة‬
‫)‪ (2‬قويت بها على الستيلء علخخى عخخالم )‪ (3‬الجسخخمانيات‪ ،‬وإذا كخخان كخخذلك‬
‫فلها وجهان‪ :‬وجه إلخى حضخرة الجلل‪ ،‬ووجخه إلخى عخالم الجسخام‪ ،‬والخوجه‬
‫الول أشرف من الثاني‪ :‬إذا عرفت هذا فنقول‪ :‬أما الجهة الولى وهي الجهة‬
‫المقدسة العلوية فقد اشتملت على أمرين‪ :‬أحدهما التسخخبيح‪ ،‬والثخخاني التحميخخد‪،‬‬
‫لن التسبيح عبارة عن تنزيه ال تعالى عما ل ينبغخخي‪ ،‬والتحميخخد عبخخارة عخخن‬
‫وصفه بكونه معطيا )‪ (4‬لكل الخيرات‪ ،‬وكونه منزها في ذاته عمخخا ل ينبغخخي‬
‫مقدم بالرتبة على كونه فياضخخا للخيخخرات والسخخعادات‪ ،‬لن وجخخود الشخخئ )‪(5‬‬
‫وحصوله في نفسه مقدم على تخخأثيره فخخي حصخخول غيخخره‪ ،‬فلهخخذا السخخبب كخخان‬
‫التسبيح مقدما على التحميد‪ ،‬ولهذا قال " يسبحون بحمد ربهخخم " وأمخخا الجهخخة‬
‫الثانية وهي الجهة التي لتلك الرواح إلخخى عخخالم الجسخخمانيات فالشخخارة إليهخخا‬
‫بقوله " ويستغفرون لمن في الرض " والمراد منها تأثيراتها في نظم أحوال‬
‫هذا العالم وحصول الطريق الصوب فيها )‪) (6‬انتهى(‪ .‬واستدل بالية علخخى‬
‫عصمة الملئكة‪ ،‬لنهم لو كانوا مذنبين كانوا يستغفرون‬

‫)‪ (1‬الشورى‪ (2) .5 :‬في المصخخدر‪ :‬الروحانيخخة‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬عخخوالم‪ (4) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬مفيضا‪ (5) .‬في المصخخدر‪ :‬وجخخود الشخخئ مقخخدم علخخى ايجخخاد غيخخره‬
‫وحصولة‪ (6) ..‬مفاتيح الغيب‪ :‬ج ‪ ،7‬ص ‪.388 - 387‬‬

‫]‪[165‬‬

‫لنفسهم قبل استغفارهم لغيرهم‪ ،‬وفيه نظخخر‪ " .‬وجعلخخوا لخخه مخخن عبخخاده جخخزءا " فقخخالوا‬
‫الملئكة بنخات الخ وسخماء جخخزءا لن الولخد جخخزء مخن الوالخخد‪ ،‬وهخو يسخختلزم‬
‫التركيب المنافي لوجوب الوجود " لكفور مخخبين " أي ظخخاهر الكفخخران " وإذا‬
‫بشر أحدهم بما ضخخرب للرحمخن مثل " أي بخخالجنس الخخذي جعلخه لخه مثل‪ ،‬إذ‬
‫الولد لبد أن يماثل الوالد " ظل وجهخه مسخودا " أي صخار وجهخه أسخود فخي‬
‫الغاية‪ ،‬لما يعتريه من الكآبة " وهو كظيخخم " أي مملخخو قلبخخه مخخن الكخخرب " أو‬
‫من ينشأ في الحليه " أي أو جعلخخوا لخخه أو اتخخخذ مخن يختربى فخي الزينخخة يعنخخي‬
‫البنات " وهو في الخصام " أي في المجادلة " غيخخر مخخبين " أي غيخخر مقخخرر‬
‫لما يدعيه من نقصان العقخخل و ضخخعف الخخرأي " وجعلخخوا الملئكخخة الخخذين هخخم‬
‫عباد الرحمن إناثا " كفر آخخر تضخمنه مقخالهم شخنع بخه عليهخم‪ ،‬وهخو جعلهخم‬
‫أكمل العباد وأكرمهم على ال أنقصهم عقل وأخصهم صنفا " أشهدوا خلقهخخم‬
‫" أي أحضروا خلق ال إياهم فشاهدوهم إناثا‪ ،‬فإن ذلخخك ممخخا يعلخخم بالمشخخاهدة‬
‫وهو تجهيل وتهكم لهم " ستكتب شهادتهم " التي شهدوا بها علخخى الملئكخخة "‬
‫ويسخخألون " أي عنهخخا " يخخوم القيامخخة "‪ " .‬فالمقسخخمات أمخخرا " أي الملئكخخة‬
‫يقسمون المور بين الخلق على ما أمروا به‪ .‬قخخال الطبرسخخي ‪ -‬رحمخخه الخ ‪:-‬‬
‫روي أن ابن الكواء سأل أمير المؤمنين عليه السلم وهو يخطب على المنبر‬
‫فقال‪ :‬ما الذاريات ذروا ؟ قال الرياح‪ ،‬قال‪ :‬فالحاملت وقرا ؟ قخخال‪ :‬السخخحاب‬
‫قال‪ :‬فالجاريات يسرا ؟ قال‪ :‬السفن‪ ،‬قخخال‪ :‬فالمقسخمات أمخخرا ؟ قخال‪ :‬الملئكخة‬
‫وروي ذلك عن ابن عباس ومجاهد )‪ " .(1‬في يوم كان مقداره خمسين ألخخف‬
‫سنة " قيل‪ :‬أي كان مقداره من عروج غيرهم خمسين ألف سخخنة‪ ،‬وذلخخك مخخن‬
‫أسفل الرضين إلخى فخوق السخماوات السخبع‪ ،‬وقيخل‪ :‬امتخداد ذلخك اليخوم علخى‬
‫بعض الكفخخار كخذلك‪ ،‬وقيخل‪ :‬معنخاه أن أول نخخزول الملئكخخة فخخي الخدنيا بخأمره‬
‫ونهيه وقضائه بين الخلئق إلى آخر عروجهم إلى السماء وهخخو القيامخخة هخخذه‬
‫المدة‪.‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان‪ :‬ج ‪ ،9‬ص ‪.152‬‬

‫]‪[166‬‬

‫" عليها تسعة عشر " قال الطبرسي ‪ -‬رحمه ال ‪ :-‬أي من الملئكة وهم خزنتها مالك‬
‫)‪ (1‬وثمانية عشر أعينهم كالبرق الخاطف وأنيابهم كالصياصي )‪ ،(2‬يخخخرج‬
‫لهب النار من أفواههم‪ ،‬ما بين منكبي أحدهم مسيرة سخخنة‪ ،‬تسخخع كخخف أحخخدهم‬
‫مثل ربيعة ومضر‪ ،‬نزعت منهم الرحمة‪ ،‬يرفع أحخخدهم سخخبعين ألفخخا فيرميهخخم‬
‫حيث أراد من جهنم‪ " .‬وما جعلنا أصخخحاب النخخار إل ملئكخخة " أي ومخخا جعلنخخا‬
‫الموكلين بالنار المتولين تدبيرها إل ملئكة جعلنخخا شخخهوتهم فخخي تعخخذيب أهخخل‬
‫النار " وما جعلنا عدتهم إل فتنة للذين كفروا " أي لم نجعلهم على هذا العخخدد‬
‫إل محنة وتشديدا في التكليخخف )‪ .(3‬لن الكفخخار اسخختقلوا هخخذا العخخدد وزعمخخوا‬
‫أنهم يقدرون على دفعهم‪ ،‬وقد مر الكلم في تلك اليات فخخي كتخخاب المعخخاد‪" .‬‬
‫والمرسلت عرفا " روى الطبرسي عخخن أبخخي حمخخزة الثمخخالي عخخن أصخخحاب‬
‫علي عنه عليه السلم أنها الملئكة أرسلت بالمعروف من أمخخر ال خ ونهيخخه "‬
‫والعاصفات عصفا " يعني الرياح الشخخديدات الهبخخوب " والناشخخرات نشخخرا "‬
‫الملئكة تنتشر )‪ (4‬الكتب عن ال " فالفارقات فرقا " هي آيات القرآن تفرق‬
‫بين الحق والباطل والهدى والضلل " فالملقيات ذكرا " الملئكة تلقي الذكر‬
‫إلى النبياء وتلقيه النبياء إلى المم )‪ .(5‬وقال البيضاوي‪ :‬أقسم بطوائف من‬
‫الملئكة أرسلهن ال )‪ (6‬متتابعة‪ ،‬فعصفن عصف الرياح فخخي امتثخخال أمخخره‪،‬‬
‫ونشرن الشرائع في الرض‪ ،‬أو نشرن النفوس )‪(7‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ومعه‪ (2) .‬الصياصي‪ :‬جمع " الصيصة " و " الصيصخخية " وهخخى‬
‫الشوكة الخختى يسخخوي الحخخائك بهخخا بيخخن السخخدى واللحمخخة‪ .‬وصياصخخي البقخخر‪.‬‬
‫قرونها‪ (3) .‬مجمع البيان‪ :‬ج ‪ ،10‬ص ‪ (4) .388‬تنشخخر )ظ(‪ (5) .‬مجمخخع‬
‫البيان‪ :‬ج ‪ ،10‬ص ‪ 415‬نقل بالمعنى‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬بأوامره‪ (7) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬الموتى‪.‬‬

‫]‪[167‬‬
‫الميتة بالجهل بما أو حين من العلم‪ ،‬ففرقخخن بيخخن الحخخق والباطخخل‪ ،‬فخخألقين إلخخى النبيخخاء‬
‫ذكرا‪ ،‬عذرا للمحقين‪ ،‬ونذرا للمبطلين‪ ،‬أو بآيات القرآن المرسلة بكخخل عخخرف‬
‫إلى محمخخد صخخلى الخ عليخخه وآلخخه فعصخخفن سخخائر الكتخخب أو الديخخان بالنسخخخ‪،‬‬
‫ونشرن آثار الهدى والحكم في الشرق والغرب‪ ،‬وفرقن بين الحخخق والباطخخل‪،‬‬
‫فألقين ذكر الحق فيما بين العالمين أو بالنفوس الكاملة المرسلة إلى البدان ل‬
‫ستكمالها‪ ،‬فعصفن ما سوى الحق‪ ،‬و نشخخرن أثخخر ذلخخك فخخي جميخخع العضخخاء‪،‬‬
‫وفرقن بين الحق بذاته والباطل بنفسه )‪ (1‬فرأون كخخل شخئ هالكخا إل وجهخه‪،‬‬
‫فألقين ذكرا بحيث ل يكون في القلخخوب وال لسخخنة إل ذكرهخخم )‪ ،(2‬أو بريخخاح‬
‫عذاب أرسلن فعصفن‪ ،‬ورياح رحمة نشرن السحاب في الجخخو ففرقخخن فخخألقين‬
‫ذكرا أي تسببن له‪ ،‬فإن العاقل إذا شخخاهد هبوبهخخا أو آثارهخخا ذكخخر الخ تعخخالى‪،‬‬
‫وتذكر كمال قدرته‪ " ،‬وعرفا " إما نقيض النكر‪ ،‬وانتصخخابه علخخى العلخخة‪ ،‬أي‬
‫أرسلن للحسان والمعروف أو بمعنى المتابعة من عرف الفخخرس و انتصخخابه‬
‫على الحال " عذرا أو نخخذرا " مصخخدران‪ :‬لعخخذر إذا محخخا السخخاءة‪ ،‬وأنخخذر إذا‬
‫خوف‪ ،‬أو جمعان لعخخذر )‪ (3‬بمعنخخى المعخخذرة ونخخذر )‪ (4‬بمعنخخى النخخذار‪ ،‬أو‬
‫بمعنى العخخاذر والمنخخذر‪ ،‬ونصخخبهما علخخى الوليخخن بالعليخخة أي عخخذرا للمحقيخخن‬
‫ونذرا للمبطلين‪ ،‬أو البدلية من " ذكرا " على أن المراد به الوحي أو مخخا يعخخم‬
‫التوحيد والشرك واليمان والكفر‪ ،‬وعلى الثالث بالحالية‪ ،‬وقرأهما أبو عمرو‬
‫وحمزة والكسائي وحفص بالتخفيف )‪ " .(5‬يوم يقوم الروح والملئكخخة صخخفا‬
‫" قال الطبرسي ‪ -‬رحمه ال ‪ :-‬اختلف في معنى الروح هنا على أقوال‪:‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬في نفسه‪ ،‬فيرون‪ (2) ..‬في المصدر‪ :‬ذكخخر الخخ‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫لعذير‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬ونذير‪ (5) .‬انوار التنزيل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.574‬‬

‫]‪[168‬‬

‫أحدها‪ :‬أن الروح خلق من خلق ال تعالى على صورة بني آدم وليسخخوا بنخخاس وليسخخوا‬
‫بملئكة )‪ ،(1‬يقومون صفا والملئكخخة صخخفا‪ ،‬هخخؤلء جنخخد وهخخؤلء جنخخد عخخن‬
‫مجاهد وقتادة وأبي صالح‪ ،‬قال الشعبي‪ :‬همخخا )‪ (2‬سخخماطا رب العخخالمين يخخوم‬
‫القيامة‪ ،‬سماط من الروح‪ ،‬وسماط من الملئكة‪ .‬وثانيها‪ :‬أن الروح ملخخك مخخن‬
‫الملئكة‪ ،‬وما خلق ال مخلوقا أعظم منه‪ ،‬فإذا كان يوم القيامة قام هخخو وحخخده‬
‫صفا‪ ،‬وقامت الملئكة كلهم صفا واحدا‪ ،‬فيكون عظم خلقه مثخخل صخخفهم‪ ،‬عخخن‬
‫ابن مسعود وعن عطاء عن ابن عباس‪ .‬وثالثها‪ :‬أنخخه )‪ (3‬أرواح النخخاس تقخخوم‬
‫مع الملئكة فيما بين النفختين قبل أن ترد الرواح إلى الجسخاد‪ ،‬عخخن عطيخخة‬
‫عن ابن عباس‪ .‬ورابعها‪ :‬أنه جبرئيل عليه السلم عن الضحاك‪ ،‬وقال وهب‪:‬‬
‫إن جبرئيخخل واقخخف بيخخن يخخدي ال خ عزوجخخل ترعخخد فرائصخخه )‪ ،(4‬يخلخخق الخ‬
‫عزوجل من كل رعدة مائة ألف ملك‪ ،‬فالملئكة صفوف بين يدي ال خ تعخخالى‬
‫منكسوا رؤوسهم‪ ،‬فإذا أذن ال لهخخم فخخي الكلم قخخالوا‪ :‬ل إلخخه إل أنخخت " وقخخال‬
‫صوابا " أي ل إله إل ال‪ .‬وروى علي ابن إبراهيم بإسناد عن الصادق عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيخخل )‪ .(5‬وخامسخخها‪ :‬أن الخخروح‬
‫بنو آدم‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬وقوله " صفا " معناه مصطفين )‪ .(6‬وقال فخخي قخخوله "‬
‫والنازعات غرقخا "‪ :‬اختلخف فخي معنخاه علخى وجخوه‪ :‬أحخدها‪ :‬أنخه يعنخي )‪(7‬‬
‫الملئكة الذين ينزعون أرواح الكفار عن أبدانهم‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬علخخى صخخورة بنخخي آدم وليسخخوا بملئكخخة‪ (2) .‬السخخماط‪ ،‬الشخخئ‬
‫المصخخطف‪ ،‬وسخخماط القخخوم‪ ،‬صخخفهم‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬ان ارواح‪(4) .‬‬
‫الفرائص‪ - :‬بالصاد المهملة ‪ -‬جمع " الفريصة " وهي اللحمخخة بيخخن الجنخخب‬
‫والكتف‪ ،‬وارتعخخاد الفخخرائص كنايخة عخخن الفخخزع الشخخديد‪ (5) .‬تفسخير القمخخي‪:‬‬
‫‪ (6) .710‬مجمع البيان‪ :‬ج ‪ ،10‬ص ‪ (7) .426‬في المصدر‪ :‬يعني به‪.‬‬

‫]‪[169‬‬

‫بالشدة‪ ،‬كما يغرق )‪ (1‬النازع في القوس فيبلخخغ بهخخا غايخخة المخخد‪ ،‬روي ذلخخك عخخن علخخي‬
‫عليه السلم وغيره‪ ،‬وقال مسروق‪ :‬هي الملئكة تنزع نفوس بني آدم‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫هو الموت ينزع النفوس‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬وروي ذلك عن الصادق عليه السخخلم‪.‬‬
‫وثانيها‪ :‬أنها النجوم تنزع من أفق إلى أفق أي تطلع ثم تغيب‪ ،‬قال أبو عبيخخدة‪:‬‬
‫تنزع من مطالعها وتغرق في مغاربها‪ .‬وثالثها‪ :‬النازعخخات القسخخي )‪ (2‬تنخخزع‬
‫بالسهم‪ ،‬والناشخخطات الوهخخاق )‪ (3‬فالقسخخم بفاعلهخا وهخخم المجاهخدون )‪" .(4‬‬
‫والناشطات نشطا " فيه أيضا أقوال‪ :‬أحدها‪ :‬ما ذكرناه‪ .‬وثانيها‪ :‬أنها الملئكة‬
‫تنشخخط أرواح الكفخخار مخخا بيخخن الجلخخد والظفخخار حخختى تخرجهخخا مخخن أجخخوافهم‬
‫بالكرب والغم‪ ،‬عن علي عليخخه السخخلم والنشخخط الجخخذب‪ ،‬يقخال‪ :‬نشخطت الخخدلو‬
‫نشطا نزعته‪ .‬وثالثها‪ :‬أنها الملئكة تنشط أنفس المؤمنين فتقبضها كما ينشخخط‬
‫العقال مخن يخد البعيخر إذا حخل عنهخا‪ ،‬عخن ابخن عبخاس‪ .‬ورابعهخا‪ :‬أنهخا أنفخس‬
‫المؤمنين تنشط عند الموت للخروج عند رؤية موضعه مخخن الجنخخة‪ ،‬عخن ابخن‬
‫عباس أيضا‪ .‬وخامسها‪ :‬أنها النجوم تنشط من أفق إلخخى أفخخق أي تخخذهب يقخخال‪:‬‬
‫حمخخار ناشخخط‪ " .‬والسخخابحات سخخبحا " فيخخه )‪ (5‬أقخخوال‪ :‬أيضخخا‪ :‬أحخخدها‪ :‬أنهخخا‬
‫الملئكة يقبضون أرواح المؤمنين يسلونها سل رفيقا ثم‬

‫)‪ (1‬أغرق وغرق فخخي القخخوس مخخدها غايخخة المخخد‪ (2) .‬القسخخي ‪ -‬بكسخخر القخخاف والسخخين‬
‫وتشديد الياء ‪ -‬جمع " قوس "‪ (3) .‬الوهاق‪ :‬جمع " وهق " وهو حبل فخخي‬
‫طرفه انشوطة بطرح في عنق الدابة حخختى تؤخخخذ‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬وهخخم‬
‫الغزاة المجاهدون في سبيل ال‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬فيها‪.‬‬
‫]‪[170‬‬

‫يدعونها حتى تستريح كالسابح بالشخخئ فخخي المخخاء يرمخخى بخخه‪ ،‬عخخن علخخي عليخخه السخخلم‪.‬‬
‫وثانيها‪ :‬أنها الملئكة ينزلون عن السماء مسخخرعين‪ ،‬وهخخذا كمخخا يقخخال للفخخرس‬
‫الجواد سابح إذا أسرع في جريه‪ .‬وثالثها‪ :‬أنها النجوم تسبح في فلكها‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫هي خيل الغزاة تسبح في عخخدوها كقخخوله‪ " :‬والعاديخخات ضخخبحا " وقيخخل‪ :‬هخخي‬
‫السفن تسبح في الماء‪ " .‬والسابقات سبقا " فيه )‪ (1‬أيضا أقوال‪ :‬أحخخدها‪ :‬أنهخخا‬
‫الملئكة لنها سبقت ابخخن آدم بخخالخير واليمخخان والعمخخل الصخخالح وقيخخل‪ :‬إنهخخا‬
‫تسبق الشياطين بالوحي إلى النبياء‪ ،‬وقيل‪ :‬إنها تسبق بأرواح المخخؤمنين إلخخى‬
‫الجنة‪ ،‬عن علي عليه السلم‪ .‬وثانيها‪ :‬أنها أنفس المؤمنين تسبق إلى الملئكة‬
‫الخخذين يقبضخخونها وقخخد عخخاينت السخخرور‪ ،‬شخخوقا إلخخى رحمخخة الخ ولقخخاء ثخخوابه‬
‫وكرامته‪ ،‬وثالثها‪ :‬أنها النجوم يسبق بعضها بعضا في السخخير‪ .‬ورابعهخخا‪ :‬أنهخخا‬
‫الخيل يسخبق بعضخها بعضخها فخي الحخرب‪ " .‬فالمخدبرات أمخرا " فيهخا أيضخا‬
‫أقوال‪ :‬أحدها‪ :‬أنها الملئكة تدبر أمر العباد من السخخنة إلخى السخنة‪ ،‬عخن علخي‬
‫عليخخه السخخلم‪ .‬وثانيهخخا‪ :‬أن المخخراد بخخذلك جبرئيخخل وميكائيخخل وملخخك المخخوت‬
‫وإسخرافيل عليهخم السخلم‪ .‬يخدبرون أمخور الخدنيا‪ ،‬فأمخا جبرئيخل عليخه السخلم‬
‫فموكل بالرياح والجنود‪ ،‬وأمخخا ميكائيخخل فموكخخل بخالقطر والنبخخات‪ ،‬وأمخخا ملخخك‬
‫المخخوت فموكخخل بقبخخض النفخخس‪ ،‬وأمخخا إسخخرافيل فهخخو يتنخخزل بخخالمر عليهخخم‪.‬‬
‫وثالثها‪ :‬أنها الفلك يقع فيها أمر الخ تعخخالى فيجخخري بهخخا القضخخاء فخخي الخخدنيا‬
‫رواه علي بن إبراهيم )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فيها‪ (2) .‬لم يوجد الرواية في تفسير القمخخي‪ ،‬مجمخخع البيخخان‪ :‬ج ‪،10‬‬
‫ص ‪.429‬‬

‫]‪[171‬‬

‫وقال في قوله تعالى‪ " :‬في صحف مكرمة " أي هذا القرآن أو هذه التخخذكرة فخخي كتخخب‬
‫معظمة عند ال‪ ،‬وهي اللخخوح المحفخخوظ‪ ،‬وقيخخل‪ :‬يعنخخي كتخخب النبيخخاء المنزلخخة‬
‫عليهم " مرفوعة " في السماء السابعة‪ ،‬وقيخخل‪ :‬مرفوعخخة قخخد رفعهخخا الخ عخخن‬
‫دنس النجاس " مطهرة " ل يمسها إل المطهخخرون‪ ،‬وقيخخل‪ :‬مصخخونة عخخن أن‬
‫تنالها أيدي الكفرة لنها في أيدي الملئكة‪ ،‬في أعز مكان‪ ،‬وقيل‪ :‬مطهرة مخخن‬
‫كل دنس‪ ،‬وقيل‪ :‬مطهرة من الشك والشبهة والتناقض " بأيدي سخخفرة " يعنخخي‬
‫الكتبة من الملئكة‪ ،‬و قيل‪ :‬يعني السفراء بالوحي بين ال تعخالى وبيخن رسخله‬
‫من السفارة‪ ،‬وقال قتادة‪ :‬هم القخخراء يكتبونهخخا ويقرؤونهخخا‪ ،‬وروى فضخخيل بخخن‬
‫يسار عن الصادق عليه السخخلم قخخال‪ :‬الحخخافظ للقخخرآن العامخخل بخخه مخخع السخخفرة‬
‫الكرام البررة‪ ،‬كرام على ربهم‪ ،‬بررة مطيعيخخن وقيخخل‪ :‬كخخرام عخخن المعاصخخي‬
‫يرفعون أنفسهم عنها‪ ،‬بررة أي صالحين متقين )‪ - 1 .(1‬الحتجاج‪ :‬بالسناد‬
‫إلى أبي محمد العسكري عليه السلم فيما احتج رسخخول ال خ صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآلخه بخه علخى المشخركين‪ :‬والملخك ل تشخاهده حواسخكم لنخه مخن جنخس هخذا‬
‫الهواء‪ ،‬ل عيان منه‪ ،‬ولو شاهدتموه بأن يزداد في قوى أبصاركم لقلتخخم ليخخس‬
‫هذا ملكا بل هذا بشر )‪) (2‬الخبر(‪ - 2 .‬تفسير علخخي بخخن إبراهيخخم‪ :‬عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم عن أبي عبد ال عليه السلم في خخخبر‬
‫المعراج قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬وصعد جبرائيل‪ ،‬وصعدت معخخه إلخخى‬
‫السماء الدنيا‪ ،‬وعليها ملك يقال له " إسماعيل " وهو صاحب الخطفة الذي )‬
‫‪ (3‬قخال الخ عزوجخل " إل مخن خطخف الخطفخة فخأتبعه شخهاب ثخاقب )‪" (4‬‬
‫وتحته سبعون ألف ملك تحت كل ملك سبعون ألف ملك‪ ،‬ثم مخخررت ‪ -‬وسخخاق‬
‫الحديث إلخخى قخخوله ‪ -‬حخختى دخلخخت السخخماء الخخدنيا فمخخا لقينخخي ملخخك إل ضخخاحكا‬
‫مستبشرا‪ ،‬حتى لقيني ملك‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان‪ :‬ج ‪ ،10‬ص ‪ (2) .438‬الحتحاج‪ (3) .15 :‬في المصدرين‪ :‬التي‪.‬‬
‫)‪ (4‬الصافات‪.10 :‬‬

‫]‪[172‬‬

‫من الملئكة لم أرخلقا أعظم منه كريه المنظر ظاهر الغضب )‪ (1‬فقلخخت‪ :‬مخخن هخخذا يخخا‬
‫جبرئيل ؟ قال‪ :‬هذا مالك خازن النار ‪ -‬ثم ساق الحديث إلى قوله ‪ -‬ثم مخخررت‬
‫بملك من الملئكة جالس على مجلس وإذا جميع الدنيا بين ركبخختيه‪ ،‬وإذا بيخخده‬
‫لوح من نور مكتوب فيه كتاب ينظر فيه ل يلتفت يمينا ول شمال مقبل عليخخه‬
‫كهيئة الحزين‪ ،‬فقلخت‪ :‬مخن هخذا يخا جبرئيخل ؟ فقخال‪ :‬هخذا ملخك المخوت‪ ،‬فقخال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله ثخخم رأيخخت ملكخخا مخخن الملئكخخة جعخخل الخ أمخخره‬
‫عجيبا‪ ،‬نصف جسده النخخار والنصخخف الخخخر ثلخخج‪ ،‬فل النخخار تخخذيب الثلخخج ول‬
‫الثلج يطفئ النار‪ :‬وهو ينادي بصوت رفيخخع ويقخخول‪ :‬سخخبحان الخخذي كخخف حخر‬
‫هذه النار فل تذيب الثلج‪ ،‬وكف برد هذا الثلج فل يطفئ حر هذه النخخار‪ ،‬اللهخخم‬
‫يا مؤلف )‪ (2‬بين الثلج والنار ألف بين قلوب عبادك المؤمنين‪ .‬فقلت‪ :‬من هذا‬
‫يا جبرئيل ؟ فقال‪ :‬ملك وكلخه الخ بأكنخاف السخماء وأطخراف الرضخين وهخو‬
‫أنصح ملئكة ال لهل الرض من عباده المؤمنين‪ ،‬يدعو لهم بما تسمع منخخذ‬
‫خلق‪ .‬و ]رأيت[ ملكين يناديان في السماء‪ :‬أحدهما يقول‪ :‬اللهم أعط كل منفق‬
‫خلفا‪ ،‬والخر يقول‪ :‬اللهم أعط كل ممسك تلفا‪ ،‬ثم مررنا بملئكة مخخن ملئكخة‬
‫ال عزوجل خلقهم ال كيف شاء‪ ،‬ووضع وجوههم كيف شاء‪ ،‬ليس شخخئ مخخن‬
‫أطباق أجسادهم إل وهو يسبح ال ويحمده من كخخل ناحيخخة بأصخخوات مختلفخخة‪،‬‬
‫أصواتهم مرتفعة بالتحميد والبكاء من خشية ال‪ ،‬فسألت جبرئيل عنهم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫كما ترى خلقوا‪ ،‬إن الملك منهخخم إلخخى جنخخب صخخاحبه مخخا كلمخخه كلمخخة قخخط‪ ،‬ول‬
‫رفعخخوا رؤوسخخهم إلخخى مخخا فوقهخخا‪ ،‬ول خفضخخوها إلخخى مخخا تحتهخخا‪ ،‬خوفخخا ل خ‬
‫وخشخخوعا‪ .‬ثخخم صخخعدنا إلخخى السخخماء الثانيخخة فخخإذا فيهخخا مخخن الملئكخخة وعليهخخم‬
‫الخشوع‪ ،‬وقد وضع ال وجخخوههم كيخخف شخخاء ليخخس منهخخم ملخخك إل يسخخبح الخ‬
‫ويحمده بأصوات مختلفة‪ ،‬وكذا السماء الثالثة ثم صعدنا إلخخى السخخماء الرابعخخة‬
‫وإذا فيها من الملئكة الخشوع مثل ما في السماوات‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فقال لي مثل ما قالوا من الدعاء إل أنه لخخم يضخخحك ولخخم أر فيخخه مخخن‬
‫الستبشار ما رأيت ممن ضحك من الملئكة فقلت‪ (2) ..‬كذا‪ ،‬والصخخواب "‬
‫مؤلفا "‪.‬‬

‫]‪[173‬‬

‫فبشروني بالخير لي ولمتي‪ ،‬ثم رأيت ملكا جالسا علخخى سخخرير‪ ،‬وتحخخت يخخديه سخخبعون‬
‫ألف ملك‪ ،‬تحت كل ملك سبعون ألف ملخخك ‪ -‬وسخخاق الحخخديث إلخخى قخخوله ‪ -‬ثخخم‬
‫صعدنا إلى السماء السابعة‪ .‬قال‪ :‬ورأيت من العجائب التي خلق ال وصور )‬
‫‪ (1‬علخخى مخخا أراده ديكخخا رجله فخخي تخخخوم الرضخخين السخخابعة‪ ،‬ورأسخخه عنخخد‬
‫العرش‪ ،‬وهو ملك من ملئكة ال )‪ (2‬خلقها ال كمخخا أراد‪ ،‬رجله فخخي تخخخوم‬
‫الرضخخين السخخابعة ]ثخخم[ أقبخخل مصخخعدا حخختى خخخرج فخخي الهخخواء إلخخى السخخماء‬
‫السابعة‪ ،‬وانتهى فيها مصعدا حتى انتهى قرنه إلى قرب العرش وهخخو يقخخول‪:‬‬
‫سبحان ربي حيث ما كنت ل تدري أين ربك من عظم شأنه وله جناحخخان فخخي‬
‫منكخخبيه إذا نشخخرهما جخخاوز المشخخرق والمغخخرب‪ ،‬فخخإذا كخخان فخخي السخخحر نشخخر‬
‫جنخخاحيه وخفخخق بهمخخا وصخخرخ بالتسخخبيح يقخخول‪ :‬سخخبحان الخ الملخخك القخخدوس‪،‬‬
‫سبحان ]ال[ الكبير المتعال ل إله إل ال الحي القيوم‪ ،‬وإذا قخخال ذلخخك سخخبحت‬
‫ديوك الرض كلها‪ ،‬وخفقت بأجنحتها وأخذت بالصراخ )‪ ،(3‬فإذا سكت ذلك‬
‫الديك في السخماء سخخكت ديخخوك الرض كلهخخا‪ ،‬ولخذلك الخديك زغخب أخضخر‪،‬‬
‫وريش أبيض كأشد بياض ]ما[ رأيتخخه قخخط‪ ،‬ولخخه زغخخب أخضخخر أيضخخا تحخخت‬
‫ريشه البيض كأشد خضخخرة ]مخخا[ رأيتهخخا قخخط )‪ .(4‬أقخخول‪ :‬الخخخبر بطخخوله قخخد‬
‫مضى في باب المعراج‪ - 3 .‬التفسير‪ :‬عن بعض أصحابه يرفعه إلى الصبغ‬
‫بن نباته‪ ،‬قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إن ل ملكا فخخي صخخورة الخخديك‬
‫الملح )‪ (5‬الشهب‪ ،‬براثنه في الرض السابعة‪ ،‬وعرفه )‪ (6‬تحت العخخرش‪،‬‬
‫له جناحان‪ :‬جناح بالمشرق‪ ،‬وجناح بالمغرب‬

‫)‪ (1‬في المصخخدر‪ :‬وسخخخر‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬فخخي الملئكخخة‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬فخخي‬
‫الصياح‪ (4) .‬تفسير القمي‪ .374 - 369 :‬نقلخخه مقطعخخا )‪ (5‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫البح‪ (6) .‬العرف ‪ -‬كالقفل ‪ :-‬لحمة مستطيلة في أعلى رأس الديك‪.‬‬

‫]‪[174‬‬
‫فأما الجناح الذي في المشرق )‪ (1‬فمن ثلج‪ ،‬وأما الجناح الذي فخخي المغخخرب )‪ (2‬فمخخن‬
‫نار‪ ،‬وكلمخخا حضخخر وقخخت الصخخلوة قخخام علخخى براثنخخه ورفخخع عرفخخه مخخن تحخخت‬
‫العرش‪ ،‬ثم أمال أحد جناحيه على الخر يصفق بهما كما يصخخفق الديكخخة فخخي‬
‫منازلكم‪ ،‬فل الذي من الثلج يطفئ النار‪ ،‬ول الذي من النخخار يخخذيب الثلخخج‪ ،‬ثخخم‬
‫ينادي بأعلى صخخوته‪ :‬أشخخهد أن ل إلخخه إل الخ ؟ وأشخخهد أن محمخخدا عبخخده )‪(3‬‬
‫ورسوله خاتم النبيين‪ ،‬وأن وصيه خير الوصيين‪ ،‬سبوح قدوس رب الملئكة‬
‫والروح‪ ،‬فل يبقى في الرض ديك إل أجابه‪ ،‬وذلك قخخوله " والطيخخر صخخافات‬
‫كل قد علم صلوته وتسخخبيحه " )‪ - 4 .(4‬ومنخخه‪ :‬فخخي قخخوله تعخخالى‪ :‬الحمخخد لخ‬
‫فاطر السماوات والرض جاعل الملئكخخة رسخخل أولخخي أجنحخخة مثنخخى وثلث‬
‫ورباع " قخخال الصخخادق عليخخه السخخلم‪ :‬خلخخق الخ الملئكخخة مختلفخخة‪ ،‬وقخخد رأى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله جبرئيل وله ستمائة جناح على ساقه الدر مثخخل‬
‫القطر على البقل‪ ،‬قد مل ما بين السماء والرض‪ .‬وقال‪ :‬إذا أمر ال ميكائيخخل‬
‫بالهبوط إلى الدنيا صارت رجله اليمنى فخخي السخخماء السخخابعة‪ ،‬والخخخرى فخخي‬
‫الرض السخخابعة‪ ،‬وإن ل خ ملئكخخة أنصخخافهم مخخن بخخرد وأنصخخافهم مخخن نخخار‪،‬‬
‫يقولون‪ :‬يا مؤلف )‪ (5‬بين البرد والنار‪ ،‬ثبت قلوبنا علخخى طاعتخخك‪ .‬وقخخال‪ :‬إن‬
‫ل ملكا بعد ما بين شحمة أذنه )‪ (6‬إلى عينيه مسيرة خمسخخمائة عخام خفقخان )‬
‫‪ (7‬الطيخخر‪ .‬وقخخال‪ :‬إن الملئكخخة ل يخخأكلون ول يشخخربون ول ينكحخخون‪ ،‬وإنمخخا‬
‫يعيشون بنسيم العرش‪ ،‬وإن ل ملئكة ركعا إلى يوم القيامة‪ ،‬وإن ل خ ملئكخخة‬
‫سجدا إلى يوم القيامة‪ ،‬ثم قال أبو عبد ال‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بالمشرق‪ (2) .‬في المصخخدر‪ :‬بخالمغرب‪ (3) .‬فخخي المصخدر‪ :‬رسخخول‬
‫ال‪ (4) .‬تفسير القمي‪ .359 :‬والية في سورة‪ (5) .‬كذا‪ ،‬والصواب " مؤلفا‬
‫"‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬أذنيه‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬بخفقان‪(*) .‬‬

‫]‪[175‬‬

‫عليه السلم‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما من شخخئ خلقخه )‪ (1‬الخ أكخخثر مخخن‬
‫الملئكة‪ ،‬و إنه ليهبط في كل يوم وفخخي كخخل ليلخخة سخخبعون ألخخف ملخخك‪ ،‬فيخخأتون‬
‫البيت الحرام فيطوفون به‪ ،‬ثم يأتون رسول ال صلى ال عليه وآله ثم يخخأتون‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم فيسلمون عليه‪ ،‬ثم يأتون الحسخخين فيقيمخخون عنخخده‪،‬‬
‫فإذا كان السحر )‪ (2‬وضع لهم معراج إلى السماء‪ ،‬ثخم ل يعخخودون أبخخدا‪- 5 .‬‬
‫وقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬إن الخ خلخخق إسخخرافيل وجبرئيخخل وميكائيخخل مخخن‬
‫سبحة واحدة‪ ،‬وجعل لهم السمع والبصر وموجود )‪ (3‬العقخخل وسخخرعة الفهخخم‪.‬‬
‫‪ - 6‬ومنه‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم في خلقة )‪ (4‬الملئكة‪ :‬وملئكخخة )‬
‫‪ (5‬خلقتهم وأسكنتهم سماواتك‪ ،‬فليس فيهم فترة‪ ،‬ول عنخخدهم غفلخخة‪ ،‬ول فيهخخم‬
‫معصية هم أعلم خلقك بك‪ ،‬وأخوف خلقك منك‪ ،‬وأقرب خلقك إليك‪ ،‬وأعملهم‬
‫بطاعتك ول يغشخخاهم نخخوم العيخخون‪ ،‬ول سخخهو العقخخول‪ ،‬ول فخخترة البخخدان‪ ،‬لخخم‬
‫يسكنوا الصخخلب ولخخم تضخخمهم )‪ (6‬الرحخخام‪ ،‬ولخخم تخلقهخخم مخخن مخخاء مهيخخن‪،‬‬
‫أنشأتهم إنشخخاء فأسخخكنتهم سخخماواتك وأكرمتهخخم بجخخوارك )‪ (7‬وائتمنتهخخم علخخى‬
‫وحيخخك‪ ،‬وجنبتهخخم الفخخات‪ ،‬ووقيتهخخم البليخخات وطهرتهخخم مخخن الخخذنوب‪ ،‬ولخخول‬
‫تقويتك )‪ (8‬لم يقووا‪ ،‬ولول تثبيتك لم يثبتوا‪ ،‬ولول رحمتك لم يطيعوا‪ ،‬ولخخول‬
‫أنت لم يكونوا‪ ،‬أما إنهم على مكانتهم منك وطواعيتهم إياك ومنزلتهخخم عنخخدك‬
‫وقلة غفلتهم عن أمرك لو عاينوا ما خفي عنهم )‪ (9‬منك ل حتقروا أعمخخالهم‪،‬‬
‫ولزروا على أنفسهم‪ ،‬ولعلموا أنهم لم يعبدوك حق عبادتك‪ ،‬سبحانك‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬مما خلق ال‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬عنخخد السخخحر‪ (3) .‬كخخذا فخخي جميخخع‬
‫النسخ‪ ،‬وفي المصدر جودة العقخخل < <‪ (4) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬خلخخق‪ (5) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬ومن ملئكة‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬لم تتضمنهم‪ (7) .‬بجخخودك )خ(‪) .‬‬
‫‪ (8‬في المصدر‪ :‬قوتك‪ (9) .‬في المصدر‪ :‬عليهم‪.‬‬

‫]‪[176‬‬

‫خالقا ومعبخخودا ! مخخا أحسخخن بلءك عنخخد خلقخخك )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬فخخي القخخاموس‪ :‬الطواعيخخة‪:‬‬
‫الطاعة )‪ (2‬وقال‪ :‬زرى عليه زريا وزراية و مزرية‪ :‬عابه وعاتبه‪ ،‬كأزرى‬
‫لكنه قليل )‪ - 7 .(3‬التفسير‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن سخليمان بخخن‬
‫داود المنقري عن حماد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم أنه سئل‪ :‬هل الملئكخخة‬
‫أكثر أم بنو آدم ؟ فقال‪ :‬والذي نفسي بيده لملئكة ال في السماوات )‪ (4‬أكخخثر‬
‫من عدد التراب في الرض وما في السماء موضع قدم إل وفيها ملك يسخخبحه‬
‫ويقدسه‪ ،‬ول في الرض شجر ول مدر إل وفيها ملك موكل بها يأتي ال كل‬
‫يوم بعملها وال أعلم بها‪ ،‬وما منهم أحد إل ويتقرب كل يوم إلى ال خ بوليتنخخا‬
‫أهل البيت‪ ،‬ويستغفر لمحبينا‪ ،‬ويلعخخن أعخخداءنا‪ ،‬ويسخخأل الخ أن يرسخخل عليهخخم‬
‫العذاب إرسال )‪ .(5‬البصخائر‪ :‬عخخن علخخي بخخن محمخد‪ ،‬عخخن القاسخخم بخن محمخخد‬
‫الصبهاني مثله‪ - 8 .‬مجخخالس ابخخن الشخخيخ‪ :‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن المفيخخد‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫قولويه‪ ،‬عن أبيه عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن محبخخوب‪،‬‬
‫عن ابن رئاب‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبخخد الخ عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬مخخا‬
‫خلق ال خلقا أكخخثر مخخن الملئكخخة‪ ،‬وإنخخه لينخخزل كخخل يخخوم سخخبعون ألخخف ملخخك‪،‬‬
‫فيأتون البيت المعمور فيطوفون به‪ ،‬فإذا هم طافوا به نزلوا فطخخافوا بالكعبخخة‪،‬‬
‫فإذا طافوا بها أتوا قبر النبي صلى ال عليه وآله فسخخلموا عليخخه‪ ،‬ثخخم أتخخوا قخخبر‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم فسلموا عليه‪ ،‬ثخخم أتخخوا قخخبر الحسخخين عليخخه السخخلم‬
‫فسلموا عليه‪ ،‬ثم عرجوا وينزل مثلهم أبدا إلخخى يخخوم القيامخخة‪ - 9 .‬وقخخال عليخخه‬
‫السلم‪ :‬من زار أمير المؤمنين عليه السلم عارفا بحقه غير متجبر ول‬
‫)‪ (1‬تفسير القمي‪ (2) .544 - 543 :‬القاموس‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪ (3) .60‬القاموس‪ :‬ج ‪،4‬‬
‫ص ‪ (4) .338‬كذا في المصدر‪ :‬لكن في نسختين من الكتاب " في الرض‬
‫"‪ (5) .‬تفسير القمي‪.583 :‬‬

‫]‪[177‬‬

‫متكبر كتب ال له أجر مائة ألف شهيد‪ ،‬وغفر ال له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وبعخخث‬
‫من المنين‪ ،‬وهون عليه الحساب‪ ،‬واستقبلته الملئكة‪ ،‬فخخإذا انصخخرف شخخيعته‬
‫إلى منزله‪ ،‬فإن مرض عادوه‪ ،‬وإن مات تبعوه بالسخختغفار إلخخى قخخبره‪- 10 .‬‬
‫الخصال‪ :‬عن علي بن محمد بن الحسن القزويني المعروف بابن مقخخبرة عخخن‬
‫محمخخد بخخن عبخخد ال خ الحضخخرمي‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن يحيخخى الحخخول‪ ،‬عخخن خلد‬
‫المنقري )‪ (1‬عن قيس عن أبي حصين‪ ،‬عن يحيى بن وثاب‪ ،‬عن ابن عمخخر‪،‬‬
‫قال‪ :‬كان على الحسن والحسين عليهما السلم تعويخخذان حشخخوهما مخن زغخخب‬
‫جناح جبرئيل عليه السلم )‪ - 11 .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد الخخ‪،‬‬
‫عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن صفوان ابن يحيخخى‪ ،‬عخخن عبخخد الخ بخخن مسخخكان‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن مروان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬إن جبرئيل أتاني فقال‪ :‬إنا معشر الملئكة ل ندخل بيتا فيخخه كلخخب‪،‬‬
‫ول تمثال جسد‪ ،‬ول إناء يبال فيه )‪ .(3‬الكافي‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن صخخفوان مثلخخه )‪ .(4‬بيخخان‪ :‬لعلخخه مخصخخوص بغيخخر‬
‫الحفظة‪ ،‬مع أنه يمكن أن يكونخخوا مخخع عخخدم الخخدخول أيضخخا مطلعيخخن علخخى مخخا‬
‫يصدر عنه‪ - 12 .‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بخن عبخد الخ‪ ،‬عخن أحمخد بخن‬
‫محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن محمد بخخن طلحخخة‪ ،‬بإسخخناده يرفعخخه إلخخى‬
‫النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه قخخال‪ :‬الملئكخخة علخخى ثلثخخة أجخخزاء‪ :‬فجخخزء لهخخم‬
‫جناحان‪ ،‬وجزء لهم ثلثة أجنحة‪ ،‬وجزء لهم أربعة أجنحة )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬المقري )‪ (2‬الخصال‪ (3) .33 :‬الخصال‪ (4) .66 :‬الكافي‪ :‬ج ‪،3‬‬
‫ص ‪ (5) .393‬الخصال‪.72 :‬‬

‫]‪[178‬‬

‫الكافي‪ :‬عن عدة من أصحابه‪ ،‬عن سعد بن زياد وعلي بن إبراهيم‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬جميعخخا‬
‫عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن طلحة مثله )‪ .(1‬بيان‪ :‬لعل المخخراد أن أكخخثر‬
‫الملئكة كذلك‪ ،‬فل ينخخافي مخا ورد مخخن كخخثرة أجنحخة بعخخض الملئكخة‪- 13 .‬‬
‫التوحيد والخصال‪ :‬عن أحمد بن الحسن القطخخان‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن يحيخخى ابخخن‬
‫زكريا‪ ،‬عن بكربن عبد ال بخخن حخخبيب‪ ،‬عخخن تميخخم بخخن بهلخخول‪ ،‬عخخن نصخخربن‬
‫مزاحم المنقري‪ ،‬عن عمرو بن سعد‪ ،‬عن أبخخي مخنخخف لخخوط بخخن يحيخخى‪ ،‬عخخن‬
‫أبي منصور‪ ،‬عن زيد ابن وهب‪ ،‬قال‪ :‬سئل أمير المؤمنين عليخخه السخخلم عخخن‬
‫قدرة ال جلت عظمته‪ ،‬فقام خطيبخخا‪ ،‬فحمخخد الخ وأثنخخى عليخخه‪ ،‬ثخخم قخال‪ :‬إن لخ‬
‫تبارك وتعالى ملئكة لو أن ملكا منهم هبط إلى الرض ما وسعته لعظم خلقه‬
‫وكثرة أجنحته‪ ،‬ومنهم من لو كلفت الجن والنس أن يصفوه ما وصخخفوه لبعخخد‬
‫ما بين مفاصله وحسخخن تركيخخب صخخورته‪ ،‬وكيخخف يوصخخف مخخن ملئكتخخه مخخن‬
‫سبعمائة عام ما بين منكبيه وشحمة اذنه )‪ (2‬ومنهم من يسد الفق بجناح مخن‬
‫أجنحته دون عظم يديه )‪ (3‬ومنهم من في السماوات إلى حجزته‪ ،‬و منهم من‬
‫قدمه على غير قرار في جو الهواء السفل والرضون إلخخى ركبخختيه‪ ،‬ومنهخخم‬
‫من لو ألقي في نقرة إبهامه جميع المياه لوسعتها‪ ،‬ومنهم من لو ألقيخخت السخخفن‬
‫في دموع عينيه لجرت دهر الداهرين‪ ،‬فتبارك ال أحسن الخخخالقين )‪14 .(4‬‬
‫‪ -‬العيون‪ :‬عن محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي‪ ،‬عن علخي ابخن‬
‫محمد ابن عنبسة‪ ،‬عن دارم بن قبيصة‪ ،‬عن الرضا عن آبخخائه عليهخخم السخخلم‪:‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه‪ :‬إن لخ ديكخخا عرفخه تحخخت العخرش‪،‬‬
‫ورجله في تخوم الرض السابعة السفلى‪ ،‬إذا كان في الثلث الخير من الليل‬
‫سبح ال تعالى ذكره بصوت يسمعه‬

‫)‪ (1‬روضة الكافي‪ (2) .272 :‬في التوحيخخد‪ :‬اذنيخخه‪ (3) .‬فخخي المصخخدرين‪ :‬بخخدنه‪(4) .‬‬
‫الخصال‪ ،36 :‬التوحيد‪.201 :‬‬

‫]‪[179‬‬

‫كخخل شخخئ مخخا خل الثقليخخن الجخخن والنخخس‪ ،‬فتصخخيح عنخخد ذلخخك ديكخخة الخخدنيا )‪- 15 .(1‬‬
‫الحتجاج‪ :‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬قال‪ :‬سأل الزنديق ]فيمخخا سخخأل[ أبخخا عبخخد ال خ‬
‫عليه السلم فقال‪ :‬ما علة الملئكة الموكلين بعباده يكتبون عليهخخم ولهخخم وال خ‬
‫عالم السر وما هو أخفى ؟ قال‪ :‬استعبدهم بذلك وجعلهخخم شخخهودا علخخى خلقخخه‪،‬‬
‫ليكون العباد لملزمتهم إياهم أشد على طاعة الخ مواظبخخة‪ ،‬أو عخخن معصخخيته‬
‫أشد انقباضا‪ ،‬وكم من عبديهم بمعصية فذكر مكانها فارعوى وكخخف‪ ،‬فيقخخول‪:‬‬
‫ربي يراني وحفظتي علي بذلك تشخخهد‪ .‬وإن الخ برأفتخخه ولطفخخه أيضخخا وكلهخخم‬
‫بعباده يذبون عنهم مردة الشياطين وهوام الرض‪ ،‬وآفات كثيرة من حيخخث ل‬
‫يرون بإذن ال‪ ،‬إلى أن يجئ أمخخر الخ عزوجخل )‪ - 16 .(2‬تفسخير علخخي بخخن‬
‫ابراهيم‪ :‬في رواية أبي الجارود عن أبي جعفخخر عليخخه السخخلم فخخي قخخوله " لخخه‬
‫معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر ال " يقخخول‪ :‬بخخأمر الخ مخخن‬
‫أن يقع في ركي‪ ،‬أو يقع عليه حائط‪ ،‬أو يصيبه شئ حتى إذا جاء القخخدر خلخخوا‬
‫بينخخه وبينخخه يخخدفعونه إلخخى المقخخادير‪ ،‬وهمخخا ملكخخان يحفظخخانه بالليخخل‪ ،‬وملكخخان‬
‫يحفظانه بالنهار يتعاقبان )‪ .(3‬بيان‪ :‬الركي جمخخع الركيخخة وهخخو الخخبئر‪- 17 .‬‬
‫التفسير‪ " :‬له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظخخونه مخخن أمخخر ال خ " إنهخخا‬
‫قرئت عند أبي عبد ال عليه السلم فقال لقارئها‪ :‬ألسخختم عربخخا ؟ كيخخف تكخخون‬
‫المعقبات من بين يديه وإنما المعقب مخخن خلفخخه ؟ فقخخال الرجخخل‪ :‬جعلخخت فخخداك‬
‫كيف هذا ؟ فقال‪ :‬إنما نزلخت " لخخه معقبخات مخن خلفخخه ورقيخب مخن بيخخن يخخديه‬
‫يحفظونه بأمر ال " ومن الذي يقخخدر أن يحفخخظ الشخخئ مخخن أمخخر الخ ؟ ! وهخخم‬
‫الملئكة الموكلون بالناس )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬العيخخون‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (2) .72‬الحتجخخاج‪ .191 :‬وسخختأتي الروايخخة‪ (3) ..‬القمخخي‪:‬‬
‫‪ (4) .337‬تفسير القمي‪.337 :‬‬

‫]‪[180‬‬

‫بيان‪ :‬قال الطبرسي ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في الشواذ قراءة أبي البرهشخم )‪ " (1‬لخه معقبخات )‬
‫‪ (2‬من بين يديه ورقباء من خلفه يحفظونه بأمر ال خ " وروي عخخن أبخخي عبخخد‬
‫ال عليه السلم " له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر ال‬
‫" وروي عخخن علخخي عليخخه السخخلم وابخخن عبخخاس وعكرمخخة وزيخخد بخخن علخخي "‬
‫يحفظونه بأمر ال " )‪ - 18 .(3‬التوحيد‪ :‬عن أحمد بخخن محمخخد العطخخار‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن الحسين بن الحسن ابن أبان عن ابن أورمة‪ ،‬عن زياد القنخخدي‪ ،‬عخخن‬
‫درست بن أبي منصور‪ ،‬عن رجل عن أبي عبد ال عليه السخخلم قخخال‪ :‬إن لخ‬
‫تبارك وتعالى ملكا بعد ما بين شخخحمة أذنخخه إلخخى عنقخخه )‪ (4‬مسخخيرة خمسخخمائة‬
‫عام خفقان الطير )‪ .(5‬الكافي‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمخخد بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن بعخخض‬
‫أصحابه‪ ،‬عن القندي مثلخخه )‪ .(6‬بيخخان‪ :‬قخخال الجخخوهري‪ :‬خفقخخت الرايخخة تخفخخق‬
‫وتخفق خفقا وخفقانخخا‪ ،‬وكخخذلك القلخخب والسخخراب‪ :‬إذا اضخخطربا‪ ،‬ويقخخال‪ :‬خفخخق‬
‫الطير )‪ (7‬أي طار‪ ،‬وأخفخخق إذا ضخخرب بجنخخاحيه )‪ - 19 .(8‬التوحيخخد‪ :‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمخخد بخخن عيسخخى‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن‬
‫علي‪ ،‬عن يونس بن يعقوب‪ ،‬عن عمرو بن مروان‪ ،‬عن أبخخي عبخخد ال خ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬إن ل تبارك وتعالى ملئكخخة أنصخخافهم مخخن بخخرد‪ ،‬وأنصخخافهم مخخن‬
‫نار‪ ،‬يقولون‪:‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬أبي البرهسم‪ ،‬وفي القاموس )ج ‪ - 4‬ص ‪ (80‬أبوالبرهسم كسفرجل‬
‫عنوان ابن عثمان الزبيدي ذو القراءات الشواذ‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬معاقيب‪.‬‬
‫)‪ (3‬مجمخخع البيخخان‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪ (4) .279‬فخخي المصخخدر‪ :‬إلخخى عخخاتقه‪(5) .‬‬
‫التوحيد‪ :‬ص ‪ (6) .204‬روضة الكافي‪ (7) .272 :‬في المصدر‪ :‬الطائر‪) .‬‬
‫‪ (8‬الصحاح‪ :‬ج ‪ ،4‬ص ‪.1469‬‬

‫]‪[181‬‬
‫يا مؤلفا بين البرد والنار ثبت قلوبنا على طاعتك )‪ - 20 .(1‬ومنه‪ :‬عن علي بن عبخخد‬
‫ال بن أحمد السواري‪ ،‬عن مكي بن أحمد البردعي‪ ،‬عن عدي بن أحمخخد بخخن‬
‫عبد الباقي‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن البراء‪ ،‬عن عبد المنعخم بخن إدريخس‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن وهب‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن النبي صلى ال عليخخه وآلخخه قخخال‪ :‬إن ل خ‬
‫تبارك وتعالى ديكا رجله فخخي تخخخوم الرض السخخابعة السخخفلى ]ورأسخخه عنخخد‬
‫العخرش بخاقي عنقخه تحخت العخرش‪ ،‬وملخك مخن ملئكخة الخ خلقخه الخ تعخالى‬
‫ورجله في تخوم الرض السابعة[ مضى مصخخعدا فيهخخا مخخد الرضخخين حخختى‬
‫خرج منها إلى أفق السخماء‪ ،‬ثخخم مضخخى فيهخخا مصخعدا حختى انتهخخى قرنخخه إلخى‬
‫العرش وهخخو يقخخول‪ :‬سخخبحانك ربخخي‪ .‬ولخخذلك )‪ (2‬الخخديك جناحخخان إذا نشخخرهما‬
‫جاوزا المشرق والمغرب‪ ،‬فإذا كان في آخر الليل نشخخر جنخخاحيه وخفخخق بهمخخا‬
‫وصرخ بالتسبيح وهو يقول‪ :‬سبحان ال الملك القدوس الكبير المتعال‪ ،‬ل إلخخه‬
‫إل هخخو الحخخي القيخخوم‪ .‬فخخإذا فعخخل ذلخخك سخخبحت ديكخخة الرض كلهخخا وخفقخخت‬
‫بأجنحتها‪ ،‬وأخذت فخخي الصخخراخ‪ ،‬فخخإذا سخخكن ذلخخك الخخديك فخخي السخخماء سخخكنت‬
‫الديكة في الرض‪ ،‬فإذا كان في بعض السحر نشر جناحيه فجخخاوزا المشخخرق‬
‫والمغرب وخفق بهما وصخخرخ بالتسخخبيح‪] :‬سخخبحان الخ العزيخخز[ سخخبحان الخ‬
‫العظيم‪ ،‬سبحان ال العزيز القهار‪ ،‬سبحان ال ذي العرش المجيد‪ ،‬سبحان ال‬
‫ذي العرش الرفيع‪ .‬فخإذا فعخخل ذلخخك سخخبحت ديكخخة الرض‪ ،‬فخإذا هخاج هخخاجت‬
‫الديكة في الرض تجاوبه بالتسبيح والتقديس ل تعخخالى‪ ،‬ولخخذلك الخخديك ريخخش‬
‫أبيض كأشد بياض ما رأيته قط‪ ،‬له زغب أخضر تحت ريشه البيخخض كأشخخد‬
‫خضرة ]ما[ رأيتها قط‪ ،‬فمازلت مشتاقا إلى أن أنظر إلى ريش ذلخخك الخخديك )‬
‫‪ .(3‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬التخم منتهى كخخل قريخخة أو أرض‪ ،‬والجمخخع تخخخوم )‬
‫‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬التوحيد‪ (2) .205 :‬في المصدر‪ :‬وإن لذلك الديك جناحين‪ (3) .‬التوحيد‪- 202 :‬‬
‫‪ (4) .203‬الصحاح‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.143‬‬

‫]‪[182‬‬

‫" وملك " أي وهو ملك‪ ،‬وفي بعض النسخ " وملكا فيكون عطف تفسير لقوله " ديكخخا‬
‫" والصراخ‪ :‬الصوت‪ ،‬والزغب‪ :‬الشعيرات الصفر على ريش الفرخ‪ ،‬ذكخخره‬
‫الجوهري )‪ - 21 .(1‬التوحيد‪ :‬بالسناد المتقدم عن النبي صلى ال عليه وآله‬
‫قال‪ :‬إن ل تبارك وتعالى ملكا من الملئكة نصف جسده العلى نار‪ ،‬ونصفه‬
‫السفل الثلج‪ ،‬فل النار تذيب الثلخخج ول الثلخخج يطفخخئ النخخار‪ ،‬وهخخو قخخائم ينخخادي‬
‫بصوت له رفيع‪ :‬سبحان ال الذي كف حخخر هخخذه النخخار فل تخخذيب هخخذا الثلخخج‪،‬‬
‫وكف برد هذا الثلج فل يطفئ حر هذه النار اللهم يخخا مؤلفخخا بيخخن الثلخخج والنخخار‬
‫ألف بين قلوب عبادك المؤمنين على طاعتك )‪ - 22 .(2‬ومنخخه بهخخذا السخخناد‬
‫عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إن ل تبارك وتعالى ملئكة ليس شئ مخخن‬
‫أطباق أجسادهم إل وهو يسبح ال تعالى ويحمده من ناحيته بأصوات مختلفخخة‬
‫ل يرفعون رؤوسهم إلى السخخماء‪ ،‬ول يخفضخخونها إلخخى أقخخدامهم مخخن البكخخاء و‬
‫الخشية ل عزوجل )‪ - 23 .(3‬ومنه‪ :‬عن محمد بن الحسخخن بخخن الوليخخد‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن السياري‪ ،‬عن عبد ال بخخن حمخخاد‪،‬‬
‫عن جميل بن دراج‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبخخا عبخخد الخ عليخخه السخخلم‪ :‬هخخل فخخي السخخماء‬
‫بحار ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬أخبرني أبخخي عخخن أبيخخه عخخن جخخده عليهخخم السخخلم قخخال‪ :‬قخخال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله إن في السخخماوات السخخبع لبحخخارا عمخخق أحخخدها‬
‫مسيرة خمسمائة عام‪ ،‬فيها ملئكة قيام منذ خلقهم ال خ عزوجخخل‪ ،‬والمخخاء إلخخى‬
‫ركبهم ليس منهم ملك إل ولخه ألخف وأربعمخائة جنخاح‪ ،‬فخي كخل جنخاح أربعخة‬
‫وجوه‪ ،‬في كل وجه أربعة ألسن‪ ،‬ليس فيها جناح ول وجه ول لسان ولفم إل‬
‫وهو يسبح ال تعالى بتسبيح ل يشبه نوع منه صاحبه )‪.(4‬‬

‫)( الصحاح‪ :‬ج ‪ 2) .1877 ،5‬و ‪ (3‬التوحيد‪ (4) .203 :‬التوحيد‪.204 :‬‬

‫]‪[183‬‬

‫‪ - 24‬ومنه‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن الحسين‬
‫بن الحسن بن أبان‪ ،‬عن ابن أورمة‪ ،‬عن أحمد بن الحسن الميثمخخي‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫الحسن الشعيري‪ ،‬عن سعد بن طريف‪ ،‬عن الصبغ‪ ،‬قخخال‪ :‬جخخاء ابخخن الكخخواء‬
‫إلى أمير المؤمنين عليه السلم فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين وال إن في كتخخاب ال خ‬
‫تعالى لية قد أفسدت علي قلبي وشككتني في دينخخي ! فقخخال لخخه عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫ثكلتك امك وعدمتك وما تلك )‪ (1‬اليخخة قخخال‪ :‬هخخو قخخول الخ تعخخالى " والطيخخر‬
‫صافات كل قخخد علخخم صخخلوته وتسخخبيحه " )‪ (2‬فقخخال لخخه أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم يا ابن الكوا إن ال تعخخالى خلخخق الملئكخخة فخخي صخخور شخختى‪ ،‬أل إن لخ‬
‫تعالى ملكا في صورة ديخخك )‪ (3‬أبخخج أشخخهب‪ ،‬براثنخخه فخخي الرضخخين السخخابعة‬
‫السفلى‪ ،‬وعرفه مثني تحت العرش‪ ،‬له جناحان‪ :‬جناح فخخي المشخخرق‪ ،‬وجنخخاح‬
‫في المغرب واحد من نار‪ ،‬والخر مخخن ثلخخج‪ ،‬فخخإذا حضخخر وقخخت الصخخلوة قخخام‬
‫على براثنه ثم رفع عنقه مخخن تحخخت العخخرش ثخخم صخخفق بجنخخاحيه كمخخا تصخخفق‬
‫الديوك في منازلكم‪ ،‬فينادي‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد‬
‫أن محمدا سيد )‪ (4‬النبيين‪ ،‬وأن وصيه سيد الوصيين‪ ،‬وأن ال سبوح قخخدوس‬
‫رب الملئكة والروح‪ .‬قال‪ :‬فتخفق الديكة بأجنحتها فخخي منخخازلكم فتجيبخخه عخخن‬
‫قوله‪ ،‬وهو قوله عزوجل " والطير صافات كل قخخد علخخم صخخلوته وتسخخبيحه "‬
‫من الديكة في الرض )‪ .(5‬الحتجاج‪ :‬عن الصبغ مثلخخه )‪ .(6‬بيخخان‪ " :‬ديخخك‬
‫أبج " في بعض النسخ بالباء الموحدة والجيم‪ ،‬وهو واسع مأق العيخخن ‪ -‬ذكخخره‬
‫الجوهري ‪ -‬وفي بعضها بالحاء المهملة من البحة وهي غلظة الصوت‬
‫)‪ (1‬في الحتجاج‪ :‬وماهي‪ (2) .‬في الحتجاج‪ :‬فما هذا الصخخف ؟ ومخخا هخخذه الطيخخور ؟‬
‫وما هذه الصلوة ؟ وما هذا التسخخبيح ؟‪ (3) .‬فخخي المصخخدرين‪ :‬أبخخح‪ (4) .‬فخخي‬
‫الحتجاج‪ :‬أن محمدا عبخده ورسخوله‪ (5) .‬التوحيخد‪ (6) .205 :‬الحتجخاج‪:‬‬
‫‪.121‬‬

‫]‪[184‬‬

‫وقد مر في التفسخخير " أملخخح " والملحخخة بيخخاض يخخخالطه السخخواد‪ ،‬فالشخخهب تفسخخير‪ ،‬إذ‬
‫الشهبة بياض يصدعه سواد‪ .‬والخخبرثن الكخخف مخخع الصخخابع‪ ،‬ومخلخخب السخخد‪.‬‬
‫والصفق‪ :‬الضرب يسمع له صوت‪ ،‬والية سيأتي تفسخخيرها المشخخهور‪- 25 .‬‬
‫التوحيد‪ :‬عن أحمد بن الحسن القطان‪ ،‬عن أحمد بن يحيى بن زكريا عن بكخر‬
‫بن عبد ال بخخن حخخبيب‪ ،‬عخخن علخخي بخخن زيخخاد‪ ،‬عخخن مخخروان بخخن معاويخخة‪ ،‬عخخن‬
‫العمش‪ ،‬عن أبي حيان التيمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخخن أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬ليس أحد من الناس إل ومعه ملئكة حفظة يحفظونه من أن يخختردى فخخي‬
‫بئر‪ ،‬أو يقع عليه حائط أو يصيبه سوء‪ ،‬فإذا حخخان أجلخخه خلخخوا بينخخه وبيخخن مخخا‬
‫يصيبه )الخبر( )‪ - 26 .(1‬البصخخائر‪ :‬عخخن أحمخخد بخخن محمخخد السخخياري‪ ،‬عخخن‬
‫عبيدال بن أبي عبد ال الفارسي وغيره رفعوه إلى أبي عبد ال عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬إن الكروبيين قوم من شيعتنا من الخلق الول جعلهم ال خلخف العخرش‪،‬‬
‫لو قسم نور واحد منهم على أهخخل الرض لكفخخاهم‪ .‬ثخخم قخخال‪ :‬إن موسخخى عليخخه‬
‫السلم لما أن سأل ربه ما سأل أمر واحدا من الكروبيين فتجلى للجبل فجعلخخه‬
‫دكا‪ .‬السرائر‪ :‬عن السياري مثله )‪ - 27 .(2‬اكمال الدين‪ :‬عن محمد بن علي‬
‫ما جيلويه‪ ،‬عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد ال خ الخخبرقي‪،‬‬
‫عن محمد بن علي الكوفي‪ ،‬عن أبي الربيع الزهراني عخخن جريخخر‪ ،‬عخخن ليخخث‬
‫بن أبي سليم‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬قال‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬سمعت رسول ال صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله يقول‪ :‬إن ل تبارك وتعالى ملكا يقال له " دردائيخل " كخخان لخه سخختة‬
‫عشر ألف جناح‪ ،‬ما بين الجناح إلى الجناح هواء‪ ،‬والهخخواء كمخخا بيخخن السخخماء‬
‫والرض فجعل يوما يقول في نفسه‪ :‬أفوق ربنخخا جخخل جللخخه شخخئ ؟ فعلخخم الخ‬
‫تبارك وتعالى ما قال‪ ،‬فخخزاده أجنحخخة مثلهخخا‪ ،‬فصخخار لخخه اثنخخان وثلثخخون ألخخف‬
‫جناح‪ ،‬ثم أوحى ال عزوجل إليه أن طر‪ ،‬فطار مقدار خمسمائة عام‪ ،‬فلم ينل‬
‫رأسه قائمة من قوائم‬

‫)‪ (1‬التوحيد‪ (2) :‬مستطرفات السرائر‪ :‬ص ‪.5‬‬

‫]‪[185‬‬
‫العرش‪ ،‬فلما علم ال عزوجل إتعابه أوحى إليه‪ :‬أيها الملك عد إلى مكانخخك فأنخخا عظيخخم‬
‫فوق كل عظيم‪ ،‬وليس فخخوقي شخخئ ول أوصخخف بمكخخان فسخخلبه الخ أجنحتخخه و‬
‫مقامه من صفوف الملئكة‪ ،‬فلما ولد الحسين عليه السخخلم هبخخط جبرئيخخل فخخي‬
‫ألف قبيل من الملئكة لتهنئة النبي صلى ال عليه وآله فمر بدردائيل فقال له‪:‬‬
‫سل النبي صلى ال عليه وآله بحق مولوده أن يشفع لخي عنخد ربخي‪ ،‬فخدعا لخه‬
‫النبي صلى ال عليه وآله بحق الحسين عليه السلم فاستجاب ال دعخخاءه ورد‬
‫عليه أجنحته‪ ،‬ورده إلخخى مكخانه‪ .‬أقخخول‪ :‬تمخخامه فخخي بخخاب ولدة الحسخخين عليخخه‬
‫السلم‪ .‬بيان‪ " :‬أفوق ربنا " لعله كان ذلك بمحخخض خطخخور البخخال بغيخخر شخخك‬
‫لئل ينافي العصمة )‪ (1‬والجللة‪ - 28 .‬الكمال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بخخن عبخخد‬
‫ال‪ ،‬عن أحمد بخخن محمخخد بخخن عيسخخى عخخن العبخخاس بخخن موسخخى الخخوراق‪ ،‬عخخن‬
‫يخخونس‪ ،‬عخخن داود بخخن فرقخخد‪ ،‬قخخال‪ :‬قخخال لخخي بعخخض أصخخحابنا‪ :‬أخخخبرني عخخن‬
‫الملئكة أينامون ؟ قلت‪ :‬ل أدري‪ ،‬فقال‪ :‬يقول ال عزو جل " يسبحون الليخخل‬
‫والنهار ل يفترون )‪ " (2‬ثم قال‪ :‬ل أطرفك عخخن أبخخي عبخخد ال خ عليخخه السخخلم‬
‫بشئ ؟ فقلت‪ :‬بلى‪ ،‬فقال‪ :‬سئل عن ذلك فقال‪ :‬ما من حي إل وهو ينام خل ال‬
‫وحده عزوجل والملئكة ينامون‪ ،‬فقلت‪ :‬يقول ال عزوجخخل " يسخخبحون الليخخل‬
‫والنهار ل يفترون " قال‪ :‬أنفاسهم تسبيح‪ - 29 .‬الخخخرائج‪ :‬بإسخخناده عخخن سخخعد‬
‫بن عبد ال‪ ،‬عن عبد ال بن عامر‪ ،‬عن العباس بن معروف‪ ،‬عن عبد ال بخخن‬
‫عبد الرحمن البصري‪ ،‬عن أبي المغرا‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن خيثمة‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قخخال‪ :‬نحخخن الخخذين تختلخخف الملئكخخة إلينخخا‪ ،‬فمنخخا مخخن يسخخمع‬
‫الصوت ول يرى الصورة‪ ،‬وإن الملئكة لتزاحمنا على تكآتنا‪ ،‬وإنا ليأخذ من‬
‫زغبهم فنجعله سخابا لولدنا‪ .‬بيخخان‪ " :‬التكخخأة " كهمخخزة مخخا يتكخخأ عليخخه‪ ،‬قخخاله‬
‫الجوهري‪ .‬وقال‪ :‬السخاب‪:‬‬

‫)‪ (1‬العظمة )خ(‪ (2) .‬النبياء‪.20 :‬‬

‫]‪[186‬‬

‫قلدة تتخخخذ مخخن سخخك وغيخخره ليخخس فيهخخا مخخن الجخخوهر شخخئ‪ ،‬والجمخخع‪ :‬سخخخب‪- 30 .‬‬
‫الخرائج‪ :‬بإسناده عن سعد‪ ،‬عن عبد ال بن عامر‪ ،‬عن الربيخخع بخخن الخطخخاب‪،‬‬
‫عن جعفر بن بشير‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن سليمان بن خالد‪ ،‬عن أبي عبخخد‬
‫ال عليه السلم في قوله تعالى " إن الذين قالوا ربنخا الخ ثخم اسختقاموا تتنخزل‬
‫عليهم الملئكة أل تخافوا ول تحزنوا " )‪ (1‬فقال‪ :‬أمخخا وال خ لربمخخا وسخخدناهم‬
‫الوسائد في منازلنا‪ .‬قيل‪ :‬الملئكة تظهر لكم ؟ فقال‪ :‬هم ألطخخف بصخخبياننا منخخا‬
‫بهم‪ .‬وضرب بيده إلى مساور فخخي الخخبيت فقخخال‪ :‬والخ لطخخال مخخا اتكخخأت عليخخه‬
‫الملئكة‪ ،‬وربما التقطنا من زغبها‪ .‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬المسخخور كمنخخبر متكخخأ‬
‫من أدم كالمسورة )‪ - 31 .(2‬العياشي‪ :‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبخخي عبخخد‬
‫ال عليه السلم في قوله " يحفظونه من أمر ال )‪ " (3‬ثم قال‪ :‬ما من عبد إل‬
‫ومعه ملكان يحفظانه‪ ،‬فإذا جاء المر من عند الخ خليخا بينخه وبيخن أمخر الخ‪.‬‬
‫‪ - 32‬المناقب‪ :‬سأل الصادق عليه السلم أبا حنيفة‪ :‬أين مقعد الكاتبين ؟ قخخال‪:‬‬
‫ل أدري‪ ،‬قال‪ :‬مقعدهما على الناجدين‪ ،‬والفم الخدواة‪ ،‬واللسخان القلخم‪ ،‬والريخق‬
‫المداد )‪ .(4‬بيان‪ :‬يحتمل أن يكون المراد فم الملك ولسخخانه وريقخخه‪ ،‬ولخخو كخخان‬
‫المراد تلك العضاء من النسان فيمكن أن يكخخون بمحخخض تكلمخخه ينقخخش فخخي‬
‫ألواحهم‪ ،‬فيكون مخصوصا بالكلم‪ - 33 .‬الكافي‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عخخن‬
‫صالح بن السندي‪ ،‬عن جعفر بخخن بشخخير‪ ،‬عخخن صخخالح )‪ (5‬الحخخذاء‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫أسامة‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبخخد الخ عليخخه السخخلم فقخال رجخخل‪ :‬مخا السخخنة فخخي‬
‫دخول الخلء ؟ قال‪ :‬يذكر ال ويتعوذ بال من الشيطان‬

‫)‪ (1‬فصلت‪ (2) .30 :‬القاموس‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (3) 53‬الرعد‪ (4) .12 :‬المناقب‪ :‬ج ‪،4‬‬
‫ص ‪ (5) .253‬عن صباح الحذاء )خ(‪.‬‬

‫]‪[187‬‬

‫الرجيم‪ ،‬فإذا فرغت قلت‪ :‬الحمد ل على ما أخرج منخخي الذى فخخي يسخخر وعافيخخة‪ .‬قخخال‬
‫رجل‪ :‬فالنسان يكون علخخى تلخخك الحخال ول يصخخير )‪ (1‬حخختى ينظخخر إلخخى مخخا‬
‫يخرج منه‪ ،‬قال‪ :‬إنه ليس في الرض آدمي إل ومعه ملكان موكلن به‪ ،‬فخخإذا‬
‫كان على تلك الحال ثنيا برقبته ثم قال‪ :‬يا ابن آدم انظر إلى ما كنت تكدح لخخه‬
‫في الدنيا إلى ما هو صائر )‪ - 34 .(2‬ومنه‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫محبوب‪ ،‬عن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قخخال‪ :‬إذا صخخعدا ملكخخا‬
‫العبد المريض إلى السماء عند كخخل مسخخاء يقخخول الخخرب تبخخارك وتعخخالى‪ :‬مخخاذا‬
‫كتبتما لعبدي في مرضه ؟ فيقولن‪ :‬الشخخكاية‪ ،‬فيقخخول‪ :‬مخخا أنصخخفت عبخخدي إن‬
‫حبسته في حبس من حبسخخي ثخخم أمنعخخه الشخخكاية‪ ،‬اكتبخخا لعبخخدي مثخخل مخخا كنتمخخا‬
‫تكتبان له من الخير في صحته‪ ،‬ول تكتبا عليه سيئة حخختى أطلقخخه مخخن حبسخخي‬
‫فإنه في حبس من حبسي )‪ - 35 .(3‬ومنه‪ :‬عن محمد بن يحيخخى‪ ،‬عخخن أحمخخد‬
‫بن محمد بخخن عيسخخى‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن محمخخد ابخخن أبخخي نصخخر الخخبزنطي‪ ،‬عخخن‬
‫درست‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا إبراهيم عليه السلم يقول‪ :‬إذا مرض المؤمن أوحخخى‬
‫ال عزوجل إلخخى صخخاحب الشخخمال‪ :‬ل تكتخخب علخخى عبخخدي مخخادام فخخي حبسخخي‬
‫ووثاقي ذنبا‪ ،‬ويوحى إلى صاحب اليمين أن اكتب لعبخدي مخا كنخت تكتخب لخه‬
‫في صحته من الحسنات )‪ - 36 .(4‬ومنه‪ :‬عن العدة‪ :‬عن الخخبرقي‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫أبي نجران‪ ،‬عن صفوان الجمال‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من عخخاد‬
‫مريضا من المسلمين وكل ال به أبدا سبعين ألفا من الملئكة يغشخون رحلخه‪،‬‬
‫ويسبحون فيه‪ ،‬ويقدسون ويهللون و يكبرون إلى يوم القيامة‪ ،‬نصف صلوتهم‬
‫لعائد المريض )‪.(5‬‬
‫)‪ (1‬في المخطوطة والمصخخدر‪ :‬ول يصخخبر‪ (2) .‬الكخخافي‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪(3) .70 - 69‬‬
‫الكافي‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪ (4) .114‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪ (5) .114‬الكافي‪ :‬ج ‪،3‬‬
‫‪(*) .120‬‬

‫]‪[188‬‬

‫‪ - 37‬ومنه‪ :‬عن العدة عن )‪ (1‬أحمد بن محمد‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن مهران بن‬
‫محمد‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬إن الميت إذا مات بعث ال‬
‫ملكا إلى أوجع أهله فمسح على قلبه فأنساه لوعة الحزن‪ ،‬ولول ذلك لم تعمخخر‬
‫الدنيا )‪ - 38 .(2‬ومنه‪ :‬عن الحسين بن محمخخد‪ ،‬عخخن معلخخى بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن‬
‫الحسن بن علي الوشاء‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن عمرو بن خالد‪ ،‬عن أبي جعفخخر عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬قال جبرئيل‪ :‬يا رسول ال إنا ل ندخل بيتا فيه صورة إنسان‪ ،‬ول‬
‫بيتا يبال فيه‪ ،‬ول بيتا فيه كلب )‪ - 39 .(3‬ومنه‪ :‬عن علخخي بخخن إبراهيخخم )‪(4‬‬
‫بن عمر اليماني‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬حدثني جبرئيل أن ال عزوجل أهبط إلى الرض ملكخخا‪،‬‬
‫فأقبل ذلك الملك يمشخخي حخختى وقخخع إلخخى بخخاب عليخخه رجخخل يسخختأذن علخخى رب‬
‫الدار‪ ،‬فقال له الملك‪ :‬ما حاجتك إلى رب هذه الدار ؟ قال‪ :‬أخ لي مسلم زرتخخه‬
‫في ال تبارك وتعالى‪ ،‬قال له الملك‪ :‬ما جاء بك إل ذاك ؟ فقال‪ :‬مخخا جخخاء بخخي‬
‫إل ذاك‪ ،‬قال‪ :‬فإني رسول ال إليك‪ ،‬وهو يقخخرئك السخخلم ويقخخول‪ :‬وجبخخت لخخك‬
‫الجنة‪ ،‬وقال الملك‪ :‬إن ال عزوجل يقخخول‪ :‬أيمخخا مسخخلم زار مسخخلما فليخخس إيخخاه‬
‫زار‪ ،‬إياي زار وثوابه علي الجنة )‪ - 40 .(5‬ومنه‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن إسحاق ابن عمار‪ ،‬عن أبي قرة‪ ،‬قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬من زار )‪ (6‬أخاه في ال في مخخرض أو صخخحة‬
‫ل يأتيه خداعا ول استبدال وكل ال به سبعين ألف ملك ينادون‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عثمخان بخن عيسخى‪(2) ..‬‬
‫الكافي‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪ (3) .228‬الكخخافي‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪ (4) 393‬كخخذا فخخي نسخخخ‬
‫البحار‪ ،‬وفي المصدر " علي بن ابراهيم‪ :‬عن أبيه عن حمادبن عيسخخى عخخن‬
‫ابراهيم بن عمر اليماني‪ ،‬وهو الصواب‪ (5) .‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪(6) .176‬‬
‫في بعض النسخ‪ :‬ما زار أخاه‪ ..‬إل وكل ال به‪..‬‬

‫]‪[189‬‬

‫في قفاه أن طبت وطخابت لخخك الجنخخة‪ ،‬فخأنتم زوار الخ وأنتخخم وفخخد الرحمخن حختى يخخأتي‬
‫منزله‪ .‬فقال له يسير‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬فإن )‪ (1‬كان المكان بعيدا ؟ قخخال‪ :‬نعخخم يخخا‬
‫يسير وإن كان المكان مسير سخخنة‪ ،‬فخخإن الخ جخخواد والملئكخخة كخخثير يشخخيعونه‬
‫حتى يرجع إلى منزله )‪ - 41 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بخخن‬
‫الحسين‪ ،‬عن ابن بزيع‪ ،‬عن صالح بن عقبة‪ ،‬عن عبد ال بن محمد الجعفخخي‪،‬‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن المؤمن ليخرج إلخخى أخيخخه يخخزوره فيوكخخل‬
‫ال عزوجل به ملكا فيضع جناحا في الرض وجناحا في السماء يطلبه )‪،(3‬‬
‫فإذا دخل على )‪ (4‬منزلخخه نخخادى الجبخخار تبخخارك وتعخخالى‪ :‬أيهخخا العبخخد المعظخخم‬
‫لحقي المتبع لثار نبيي ! حق علي إعظامخخك‪ ،‬سخخلني أعطخخك‪ ،‬ادعنخخي أجبخخك‪،‬‬
‫اسكت أبتدئك‪ ،‬فإذا انصرف شيعه الملك يظله بجناحه حتى يدخل إلى منزله‪،‬‬
‫ثم يناديه تبارك وتعالى‪ :‬أيها العبد المعظم لحقخخي ! حخخق علخخي إكرامخخك قخخد أو‬
‫جبت لك جنتي‪ ،‬وشفعتك في عبادي )‪ - 42 .(5‬ومنه‪ :‬عن العدة‪ ،‬عخخن سخخهل‬
‫عن يحيى بن المبارك‪ ،‬عن ابن جبلة‪ ،‬عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الخخ‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنخخزل الخ عزوجخخل الرحمخخة‬
‫عليهما‪ ،‬فكانت تسعة وتسعين لشخخدهما حبخخا لصخخاحبه‪ ،‬فخخإذا توافقخخا غمرتهمخخا‬
‫الرحمة وإذا قعدا يتحدثان قالت الحفظة بعضخخها لبعخخض‪ :‬اعخختزلوا بنخخا‪ ،‬فلعخخل‬
‫لهما سرا وقد ستره ال عليهما‪ .‬فقلت‪ :‬أليس ال عزوجل يقول " ما يلفخخظ مخخن‬
‫قول إل لديه رقيب عتيد " )‪ (6‬فقخال‪ :‬يخا إسخحاق إن كخخانت الحفظخة ل تسخمع‬
‫فإن عالم‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وإن كان‪ (2) ..‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (3) .177‬في المصدر‪ :‬يظله‪) .‬‬
‫‪ (4‬في المصدر‪ :‬إلى منزله‪ (5) .‬الكافي‪ :‬ج ‪ (6) .178 ،2‬ق‪.18 :‬‬

‫]‪[190‬‬

‫السر يسمع ويرى )‪ - 43 .(1‬ومنه‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن إسحاق بخخن عمخخار‪ ،‬عخخن الوصخخافي‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬كان فيما ناجى ال عزوجخخل بخخه موسخخى عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬يا موسى أكرم السائل )‪ (2‬ببذل يسير أو برد جميل‪ ،‬إنه يأتيك من ليخخس‬
‫بإنس ولجان‪ ،‬ملئكة من ملئكة الرحمن يبلونك )‪ (3‬فيما خولتك ويسألونك‬
‫فيما نولتك‪ ،‬فانظر كيف أنت صخخانع يخخا ابخخن عمخخران )‪ - 44 .(4‬ومنخخه‪ :‬عخخن‬
‫علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني عن أبي عبد الخ عليخه‬
‫السلم قال‪ :‬من كتم صومه قال ]ال[ عزوجل لملئكته‪ :‬عبخخدي اسخختجار مخخن‬
‫عذابي فخأجيروه‪ ،‬ووكخخل الخ عزوجخخل )‪ (5‬ملئكخخة بالخدعاء للصخخائمين‪ ،‬ولخم‬
‫يأمرهم بالدعاء لحد إل استجاب لهخخم فيخخه )‪ - 45 .(6‬ومنخخه‪ :‬عخخن عخخدة مخخن‬
‫أصحابه‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عخخن منخخذر بخخن يزيخخد‪ ،‬عخخن‬
‫يونس بن ظبيان‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليخخه السخخلم‪ :‬مخخن صخخام لخ عزوجخخل‬
‫يوما فخخي شخدة الحخخر فأصخابه ظمخأ وكخل الخ بخه ألخف ملخك يمسخخحون وجهخخه‬
‫ويبشرونه )‪ - 46 .(7‬ومنه‪ :‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علخخي بخخن الحسخخن )‪(8‬‬
‫التيملي‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن رجل من أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال خ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬إذا كان أيام الموسم بعث ال ملئكة في صورة الدميين يشترون‬
‫متاع الحاج والتجار‪ ،‬قلت‪ :‬فما يصنعون ؟‬

‫)‪ (1‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (2) .282 - 281‬في المصدر‪ :‬اكخخرم السخخائل إذا أتخخاك بخخرد‬
‫جميل أو إعطاء يسير فانه يأتيك‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬كيف أنت صانع في مخخا‬
‫أوليتك وكيف مواساتك في ما خولتخخك‪ (4) .‬روضخخة الكخخافي‪ (5) .45 :‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬تعالى‪ (6) .‬الكخخافي‪ :‬ج ‪ ،4‬ص ‪ (7) .64‬الكخخافي‪ :‬ج ‪ ،4‬ص ‪،64‬‬
‫وله ذيل‪ (8) .‬في بعض النسخ‪ ،‬الحسين‪ ،‬وفي المصخخدر‪ :‬علخخي بخخن ابراهيخخم‬
‫التيملي‪.‬‬

‫]‪[191‬‬

‫قال‪ :‬يلقونه في البحر )‪ - 47 .(1‬ومنه‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬وعلي بن إبراهيم‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬جميعا عن ابن محبوب‪ ،‬عن داود الرقي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم‬
‫قال ليس خلق أكثر من الملئكة إنه لينزل كل ليلخة مخن السخخماء سخخبعون ألخف‬
‫ملخخك‪ ،‬فيطوفخخون بخخالبيت الحخخرام ليلتهخخم وكخخذلك فخخي كخخل يخخوم )‪- 48 .(2‬‬
‫الختصاص‪ :‬بإسناده عن المعلى بخخن محمخخد‪ ،‬رفعخخه إلخخى أبخخي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬إن ال عزوجل خلق الملئكة من نور )الخبر( ) ‪ - 49 .(3‬ومنه‪:‬‬
‫بإسناده عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي عبخخد الخ عليخخه السخخلم قخخال‪:‬‬
‫استأذن ملك ربه أن ينزل إلى الدنيا في صورة آدمي‪ ،‬فخخأذن لخخه‪ ،‬فمخخر برجخخل‬
‫على باب قوم يسأل عن رجل من أهل الدار‪ ،‬فقال الملك‪ :‬يا عبد ال أي شخخيئ‬
‫تريد من هذا الرجل الذي تطلبه ؟ قال‪ :‬هو أخ لي في السلم أحببته فخخي ال خ‬
‫جئت لسلم عليه قال‪ :‬ما بينك وبينخخه رحخخم ماسخخة‪ ،‬ول نزعتخخك إليخخه حاجخخة ؟‬
‫قال‪ :‬ل‪ ،‬إل الحب في ال عزوجل‪ ،‬فجئت لسلم عليه‪ .‬قال‪ :‬فإني رسخخول ال خ‬
‫إليك‪ ،‬وهو يقول‪ :‬قد غفرت لك بحبك إياه في )‪ - 50 .(4‬كتخخاب الحسخخين بخخن‬
‫سعيد‪ :‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عخخن معاويخخة بخخن عمخخار‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن في السماء ملكين موكلين بالعباد فمن تواضع ل‬
‫رفعاه‪ ،‬ومن تكبر وضعاه‪ - 51 .‬نخخوادر الراونخخدي‪ :‬بإسخخناده عخخن موسخخى بخخن‬
‫جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآلخخه أتخخاني‬
‫جبرئيل عليه السلم فقال‪ :‬يا محمد كيف ننخخزل عليكخخم وأنتخخم ل تسخختاكون ول‬
‫تستنجون بالماء ول تغسلون براجمكم ؟‬

‫)‪ (1‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،4‬ص ‪ (2) .547‬روضة الكافي‪ (3) 272 :‬الختصاص‪(4) .109 :‬‬
‫الختصال‪.224 :‬‬
‫]‪[192‬‬

‫بيان‪ :‬قال في النهاية‪ :‬فيه من الفطرة غسل البراجم‪ .‬هي العقد التي في ظهور الصابع‬
‫يجتمع فيها الوسخ‪ ،‬الواحخخدة " برجمخخة " بالضخخم‪ - 52 .‬مجخخالس الشخخيخ‪ :‬عخخن‬
‫جماعة عن أبي المفضل الشيباني عن‪ ،‬محمد بن جعفر الرزاز‪ ،‬عخن محمخخود‬
‫بن )‪ (1‬عيسى بن عبيد‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن الحسخخن الميثمخخي‪ ،‬عخخن المفضخخل بخخن‬
‫صالح‪ ،‬عن جابر الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر عن آبائه عليهم السخخلم عخخن النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله قال‪ :‬لقي ملك رجل على باب داركان ربهخخا غائبخخا‪ ،‬فقخخال‬
‫له الملك‪ :‬يا عبد ال ما جاء بك إلى هذه الدار ؟ فقال‪ :‬أخ لخخي أردت زيخخارته‪،‬‬
‫قال‪ :‬الرحم ماسة بينك وبينه أم نزعتك إليه حاجة ؟ قال‪ :‬ما بيننا رحخخم أقخخرب‬
‫من رحم السلم وما نزعتني إليه حاجة‪ ،‬ولكني زرته في ال رب العخخالمين‪.‬‬
‫قال فأبشر فاني رسول ال إليك وهو يقرئك السلم ويقول لك‪ :‬إياي قصخخدت‪،‬‬
‫وما عندي أردت بصنعك‪ ،‬فقد أو جبت لك الجنة‪ ،‬وعافيتك من غضبي ومخخن‬
‫النار حيث أتيته‪ - 53 .‬ومنه‪ :‬عن جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن عبد ال بخخن‬
‫سليمان بن الشعث عن إسحاق بن إبراهيم النهشلي‪ ،‬عخن زكريخا بخخن يحيخى‪،‬‬
‫عن مندل بن علي‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن ابن جبير‪ ،‬عن ابن عبخخاس‪ ،‬قخخال‪ :‬كخخان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله يغدو إليه علي عليه السلم فخخي الغخخداة‪ ،‬وكخخان‬
‫يحب أن ل يسبقه إليه أحد‪ ،‬فإذا النبي صلى ال عليخخه وآلخخه فخخي صخخحن الخخدار‬
‫وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليخخك كيخخف أصخخبح‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله ؟ قال‪ :‬بخير يا أخا رسول ال صلى ال خ عليخخه‬
‫وآله فقال علي عليه السلم‪ :‬جزاك ال عنا أهل الخخبيت خيخخرا‪ ،‬قخخال لخخه دحيخخة‪:‬‬
‫إني احبك وإن لك عندي مديحة اهديها إليك‪ ،‬أنت أمير المؤمنين‪ ،‬وقائد الغخخر‬
‫المحجلين‪ ،‬وسيد ولد آدم إلى يوم القيامخخة مخخا خل النخخبيين والمرسخخلين‪ ،‬ولخخواء‬
‫الحمد بيدك يوم القيامة‪ ،‬تزف أنت وشيعتك مع محمد وحزبه إلى الجنان‪ ،‬فقد‬
‫أفلخخح مخخن والك‪ ،‬وخخخاب وخسخخر مخخن خلك بحخخب محمخخد أحبخخوك‪ ،‬وببغضخخه‬
‫أبغضوك‪ ،‬ل تنالهم شفاعة محمد صلى ال عليه وآله ادن من صفوة ال فأخذ‬
‫رأس النبي صلى ال عليه وآله فوضعه فخخي حجخخره‪ ،‬فخخانتبه النخخبي صخخلى الخ‬
‫عليه وآله فقال‪ :‬ما هذه الهمهمة‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬محمد‪.‬‬

‫]‪[193‬‬

‫فأخبره الحديث‪ ،‬فقال‪ :‬لم يكن دحية‪ ،‬كان جبرئيل‪ ،‬سماك باسخم سخماك الخ تعخالى بخه‪،‬‬
‫وهو الذي ألقى محبتك في قلوب المخخؤمنين‪ ،‬ورهبتخخك فخخي صخخدور الكخخافرين‪.‬‬
‫‪ - 54‬العلل‪ :‬لمحمد بن علي بن إبراهيم‪ :‬سئل أبو عبخخد الخ عليخخه السخخلم عخخن‬
‫الملئكة يأكلون ويشربون وينكحون ؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬إنهم يعيشون بنسيم العخخرش‪،‬‬
‫فقيل له‪ :‬ما العلة في نومهم ؟ فقال‪ :‬فرقا بينهم وبين ال خ عزوجخخل‪ ،‬لن الخخذي‬
‫ل تأخذه سنة ول نوم هو ال‪ - 55 .‬ومنه‪ :‬قال‪ :‬العلة في الصيحة من السخخماء‬
‫كيف يعلمها أهل الدنيا والصيحة هخخي بلسخخان واحخخد ولغخخات النخخاس تختلخخف ؟‬
‫فقال‪ :‬إن في كل بلد ملئكة موكلون‪ ،‬فينادي في كل بلد ملك بلسانهم‪ ،‬وكخخذلك‬
‫لبليس شياطين موكلون بكل بلدة ينادون فيهم بلسانهم ولغاتهم‪ :‬أل إن المخخر‬
‫لعثمان بن عفان‪ - 56 .‬القبال‪ :‬في تعقيبات نوافخخل شخخهر رمضخخان وغيرهخخا‪:‬‬
‫وصل على جبرئيل وميكائيخل وإسخرافيل وملخك المخوت ومالخك خخازن النخار‬
‫ورضخخوان خخخازن الجنخخة‪ ،‬وروح القخخدس والخخروح الميخخن‪ ،‬وحملخخة عرشخخك‬
‫المقربين‪ ،‬وعلى منكر ونكير‪ ،‬وعلى الملكيخخن الحخخافظين )‪ ،(1‬وعلخخى الكخخرام‬
‫الكاتبين )‪ - 57 .(2‬النهج‪ :‬عن نوف البكالي‪ ،‬قال‪ :‬قال أمير المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم‪ :‬أيها المتكلف لوصف ربك‪ ،‬فصف جبرئيل وميكائيل وجنود الملئكة‬
‫المقربين في حجخخرات القخخدس مرجحنيخخن متوالهخخة عقخخولهم أن يحخخدوا أحسخخن‬
‫الخالقين )‪ .(3‬بيان‪ " :‬التكلف " التجشم وارتكاب الشئ على مشخخقة‪ ،‬وحجخخرة‬
‫القوم بالفتح‪ :‬ناحية دارهم‪ ،‬والجمع حجرات كجمخخرة وجمخخرات‪ ،‬وفخخي بعخخض‬
‫النسخخخ " حجخخرات " بضخخمتين‪ ،‬جمخخع حجخخرة بالضخخم وهخخي الغرفخخة‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫الموضع المنفرد‪ .‬و ارجحن الشئ كاقشعر أي مال من ثقله وتحرك‪ .‬قال فخخي‬
‫النهاية‪ :‬أورد الجوهري هذا‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬الحخخافظين علخخى‪ (2) .‬القبخخال‪ (3) .35 :‬نهخخج البلغخخة ج ‪ ،1‬ص‬
‫‪.341‬‬

‫]‪[194‬‬

‫الحرف في حرف النخخون علخخى أن النخخونين أصخخلية‪ ،‬وغيخخره يجعلهمخخا زائدة مخخن رجخخح‬
‫الشئ كمنع إذا ثقل‪ .‬قال ابن أبي الحديد‪ :‬أي مائلين إلى جهة التحت خضخخوعا‬
‫ل سبحانه‪ .‬وقال الكيدري‪ :‬الرجحنان الميل‪ ،‬وارجحن الشئ اهخختز )انتهخخى(‬
‫ولعل المراد بحجرات القدس المواضع المعدة لهم في السماوات‪ ،‬وهي محال‬
‫القخخدس والتنخخزه عخخن المعاصخخي ورذائل الخلق‪ .‬والخخوله‪ .‬الحخخزن والحيخخرة‬
‫والخخخوف‪ ،‬و " متولهخخة عقخخولهم " علخخى صخخيغة اسخخم الفاعخخل أي محزونخخة أو‬
‫حائرة أو خائفة‪ .‬وفي بعض النسخ على صيغة اسم المفعخخول‪ ،‬والول أظهخخر‪.‬‬
‫" أن يحخخدوا أحسخخن الخخخالقين " أي يخخدركوه بكنهخخه أي يخخدركوا مبلخخغ قخخدرته‬
‫وعلمه‪ ،‬أو مقدار عظمته‪ - 58 .‬كتاب النوادر لعلي بخخن أسخخباط‪ :‬عخخن يعقخخوب‬
‫بن سالم الحمر‪ ،‬عخن رجخل‪ ،‬عخن أبخي جعفخر عليخه السخلم قخال‪ :‬لمخا قبخض‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله بات آل محمد بليلخخة أطخخول ليلخخة ظنخخوا أنهخخم ل‬
‫سماء تظلهم ول أرض تقلهم مخافة‪ ،‬لن رسول ال صلى ال عليه وآله وتخخر‬
‫القربين والبعدين في ال‪ ،‬فبينماهم كخخذلك إذ أتخخاهم آت ل يرونخخه ويسخخمعون‬
‫كلمه فقال‪ :‬السلم عليكم يا أهل البيت ورحمة ال وبركخخاته‪ ،‬فخخي ال خ عخخزاء‬
‫من كل مصيبة ونجاة من كل هلكة‪ ،‬ودرك لما فات‪ ،‬إن ال اختاركم وفضلكم‬
‫وطهركم و جعلكم أهل بيخخت نخخبيه صخخلى الخ عليخخه وآلخخه واسخختودعكم علمخخه‪،‬‬
‫وأورثكم كتابه‪ ،‬وجعلكم تابوت علمه‪ ،‬وعصخخا عخخزه‪ ،‬وضخخرب لكخخم مثل مخخن‬
‫نوره‪ ،‬وعصمكم من الزلل‪ ،‬وآمنكم من الفتن‪ ،‬فاعتزوا بعزاء ال‪ ،‬فإن ال لخخم‬
‫ينزع منكم رحمته‪ ،‬ولم يدل )‪ (1‬منكم عدوه فخخأنتم أهخخل الخ الخخذين بكخخم تمخخت‬
‫النعمة‪ ،‬واجتمعت الفرقة‪ ،‬وائتلفت الكلمة‪ ،‬و أنتم أولياء ال‪ ،‬من تولكم نجخخا‪،‬‬
‫ومن ظلمكم يزهق‪ ،‬مودتكم من ال في كتخخابه واجبخخة علخخى عبخخاده المخخؤمنين‪،‬‬
‫وال على نصركم إذا يشاء قخخدير‪ ،‬فاصخخبروا لعخخواقب المخخور فإنهخخا إلخخى الخ‬
‫تصير‪ ،‬فقد قبلكم ال من نبيه صلى ال عليه وآله وديعة‪ ،‬واستودعكم أوليخخاءه‬
‫المخخؤمنين فخخي الرض‪ ،‬فمخخن أدى أمخخانته آتخخاه الخخ صخخدقه‪ ،‬فخخأنتم المانخخة‬
‫المستودعة‪ ،‬و المودة الواجبة‪ ،‬ولكم الطاعة المفترضخخة‪ ،‬وبكخخم تمخخت النعمخخة‪،‬‬
‫وقد قبض ال نبيه‬

‫)‪ (1‬ادال ال بني فلن من عدوهم‪ ،‬جعل الكرة لهم عليه‪.‬‬

‫]‪[195‬‬

‫صلى ال عليه وآله وقد أكمل ال به الدين‪ ،‬وبين لكم سبيل المخرج‪ ،‬فلم يترك للجاهل‬
‫حجة‪ ،‬فمن تجاهل أو جهل أو أنكر أو نسي أو تناسى فعلى ال حسابه‪ ،‬و الخخ‬
‫من وراء حوائجكم‪ ،‬فاستعينوا بال على مخخن ظلمكخخم‪ ،‬واسخخألوا ال خ حخخوائجكم‬
‫والسلم عليكم ورحمة ال وبركاته‪ .‬فسخخأله يحيخى بخخن )‪ (1‬أبخخي القاسخم فقخخال‪:‬‬
‫جعلت فداك‪ ،‬ممن أتتهم التعزية ؟ فقال‪ :‬من ال عزوجل‪ .‬أقول‪ :‬قخخد مخخر مثلخخه‬
‫بأسانيد جمة في المجلد السخخادس‪ ،‬وسخخيأتي أيضخخا فخخي أبخخواب الجنخخائز‪- 59 .‬‬
‫الكافي‪ :‬عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد‪ ،‬عخخن الوشخخاء‪ ،‬عخخن محمخخد‬
‫بن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن لخ عزوجخخل ديكخخا رجله فخخي‬
‫الرض السابعة‪ ،‬وعنقه مثنية )‪ (2‬تحخخت العخخرش‪ ،‬وجناحخخاه فخخي الهخخواء‪ ،‬إذا‬
‫كان فخخي نصخخف الليخخل أو الثلخخث الثخخاني مخخن آخخخر الليخخل ضخخرب بجنخخاحه )‪(3‬‬
‫وصخخاح‪ :‬سخخبوح قخخدوس‪ ،‬ربنخخا الخ الملخخك الحخخق المخخبين‪ ،‬فل إلخخه غيخخره‪ ،‬رب‬
‫الملئكة والروح‪ .‬فتضرب الديكة بأجنحتهخخا وتصخخيح )‪ - 60 .(4‬الحتجخخاج‪:‬‬
‫في حديث الزنديق الذي سأل أبا عبد ال عليه السخخلم عخخن مسخخائل فأسخخلم أنخخه‬
‫سأل‪ :‬ما علة الملئكة الموكلين بعباده يكتبون عليهم ولهم وال خ عخخالم السخخر )‬
‫‪ (5‬وأخفى‪ ،‬فقال عليخخه السخخلم‪ :‬اسخختعبدهم بخخذلك وجعلهخخم شخخهودا علخخى خلقخخه‬
‫لتكخخون )‪ (6‬العبخخاد لملزمتهخخم إيخخاهم أشخخد علخخى طاعخخة ال خ مواظبخخة‪ ،‬وعخخن‬
‫معصيته أشد انقباضا‪ ،‬وكخخم مخخن عبخخد يهخخم بمعصخخيته فخخذكر مكانهخخا فخخارعوى‬
‫وكف‪ ،‬ويقول )‪ :(7‬ربي يراني وحفظتي‬
‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬القسم بن ابي القاسم‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬مثبتة‪ (3) .‬في المصدر‪:‬‬
‫بجناحيه‪ (4) .‬روضة الكخخافي‪ (5) .272 :‬فخخي المصخخدر‪] :‬ومخخا هخخو اخفخخى‪:‬‬
‫قال[ وهكذا نقله في ما مر تحت الرقم ‪ (6) .15‬في المصخخدر‪ :‬ليكخخون‪(7) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬فيقول‪.‬‬

‫]‪[196‬‬

‫علخخي بخخذلك تشخخهد‪ .‬وإن ال خ برأفتخخه ولطفخخه أيضخخا وكلهخخم بعبخخاده يخخذبون عنهخخم مخخردة‬
‫الشياطين وهوام الرض وآفات كثيرة مخن حيخث ل يخرون بخإذن الخ إلخى أن‬
‫يجيئ أمر ال عزوجل )‪ .(1‬بيان‪ " :‬وكلهخخم بعبخخاده " أي جنخخس الملئكخخة‪ ،‬أو‬
‫هذا النوع يعني الكتبة‪ ،‬و الول أوفق بسخخائر الخبخخار الدالخخة علخخى المغخخايرة‪،‬‬
‫وإن كان الثاني أنسب بسياق هذا الخبر‪ - 61 .‬الكافي‪ :‬عن محمخخد بخخن أحمخخد‪،‬‬
‫عن عبد ال بن الصلت‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبخخي بصخخير‪ ،‬قخخال‪ :‬قخخال‬
‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يخخا أبخخا محمخخد ! إن لخ عخخز ذكخخره ملئكخخة يسخخقطون‬
‫الذنوب عخخن ظهخخور شخخيعتنا كمخخا تسخخقط الريخخح الخخورق مخخن الشخخجر فخخي أوان‬
‫سقوطه‪ ،‬وذلك قوله عزوجل " يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للخخذين آمنخخوا‬
‫)‪ " (2‬وال ما أراد بهذا غيركم )‪ - 62 .(3‬دلئل المامة للطبري‪ :‬عن محمد‬
‫بن هارون بن موسى‪ ،‬عن أبيه عن محمد بن همخخام‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن الحسخخين‬
‫المعروف بخخابن أبخخي القاسخخم‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن بعخخض رجخخاله‪ ،‬عخخن حسخخن بخخن‬
‫شعيب‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن يونس بن ظبيان‪ ،‬قخخال‪ :‬اسخختأذنت علخخى أبخخي‬
‫عبد ال عليه السلم فخرج إلي معتب فأذن لي فخدخلت ولخم يخدخل معخي كمخا‬
‫كان يدخل‪ ،‬فلما أن صرت في الدار نظرت إلى رجل على صخخورة أبخخي عبخخد‬
‫ال عليه السلم فسلمت عليخخه كمخخا كنخخت أفعخخل‪ ،‬قخخال‪ :‬مخخن أنخخت يخخا هخخذا ؟ لقخخد‬
‫وردت على كفر أو إيمان‪ ،‬وكان بين يديه رجلن كأن على رؤسهما الطيخخر‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ادخل فدخلت الدار الثانية‪ ،‬فإذا رجخخل علخخى صخخورته عليخخه السخخلم وإذا‬
‫بين يديه خلق كثير كلهم صورهم واحدة‪ ،‬فقال‪ :‬من تريد ؟ قلت‪ :‬أريد أبا عبد‬
‫ال عليه السلم فقال‪ :‬قد وردت على أمر عظيم إما كفخر أو إيمخان‪ .‬ثخخم خخرج‬
‫من البيت رجل حين بدء به البيت‬

‫)‪ (1‬الحتجاج‪ 191 :‬وقد مرت في هذا الباب تحت الرقم ‪ (2) .15‬المخخؤمن‪(3) .7 :‬‬
‫روضة الكافي‪.304 :‬‬

‫]‪[197‬‬

‫فأخذ بيدي فأوقفني على الباب وغشي بصرى من النور‪ ،‬فقلت‪ :‬السلم عليكم يخخا بيخخت‬
‫ال ونوره وحجابه‪ ،‬فقال‪ :‬وعليك السلم يخخا يخخونس‪ ،‬فخخدخلت الخخبيت فخخإذا بيخخن‬
‫يديه طائران يحكيان‪ ،‬فكنخخت أفهخخم كلم أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم ول أفهخخم‬
‫كلمهما‪ ،‬فلما خرجا قال يا يونس‪ :‬سل‪ ،‬نحن محل النور في الظلمان‪ ،‬ونحخخن‬
‫البيت المعمور الذي من دخله كان آمنا‪ ،‬نحن عترة ال وكبرياؤه‪ ،‬قال‪ :‬قلخخت‪:‬‬
‫جعلت فداك‪ ،‬رأيت شيئا عجيبا‪ ،‬رأيت رجل على صورتك‪ ،‬قال‪ :‬يخخا يخخونس‪،‬‬
‫إنا ل نوصف‪ ،‬ذلك صاحب السماء الثالثة يسأل أن أستأذن الخ لخخه أن يصخخير‬
‫مع أخ له فخي السخماء الرابعخة‪ .‬قخال‪ :‬فقلخت‪ :‬فهخؤلء الخذين فخي الخدار ؟ قخال‪:‬‬
‫هخخؤلء أصخخحاب القخخائم مخخن الملئكخخة‪ ،‬قخخال‪ :‬قلخخت‪ :‬فهخخذان ؟ قخخال‪ :‬جبرئيخخل‬
‫وميكائيل نزل إلى الرض فلن يصعدا حخختى يكخخون هخخذا المخخر إن شخاء الخخ‪،‬‬
‫وهم خمسة آلف يا يونس‪ ،‬بنا أضاءت البصخخار‪ ،‬وسخخمعت الذان‪ ،‬و وعخخت‬
‫القلوب اليمان‪ .‬بيان‪ " :‬على كفر أو إيمان " أي إن أنكرت ما رأيت كفرت‪،‬‬
‫وإن قبلخخت آمنخخت " كخخأن علخخى رؤوسخخهما الطيخخر " أي ل يتحركخخان‪- 63 .‬‬
‫الكافي‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عخخن السخخكوني‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن ل خ ملكخخا رجله فخخي‬
‫الرض السفلى مسيرة خمسمائة عام ورأسه فخخي السخخماء العليخخا مسخخيرة ألخخف‬
‫سنة يقول‪ :‬سبحانك )‪ (1‬حيث كنت فما أعظمخخك‪ .‬قخخال‪ :‬فيخخوحي الخ عزوجخخل‬
‫إليه‪ :‬ما يعلم ذلك من يحلف بي كاذبا )‪ - 64 .(2‬ومنه‪ :‬عن علي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫ومحمد بن إسماعيل‪ ،‬عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابخخن أبخخي عميخخر‪ ،‬عخخن‬
‫إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن شيخ من أصحابنا يكنى " أبا الحسن " عخخن أبخخي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن ال تبارك وتعخخالى خلخخق ديكخخا أبيخخض عنقخخه تحخخت‬
‫العرش ورجله في تخوم الرض السابعة له جناح في المشرق‪ ،‬وجناح‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬سبحانك سبحانك‪ (2) .‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،7‬ص ‪.436‬‬

‫]‪[198‬‬

‫في المغرب ل تصيح الديوك حتى يصيح فإذا صاح خفخخق بجنخخاحيه ثخخم قخخال‪] :‬سخخبحان‬
‫ال[ سبحان ال العظيم الذي ليس كمثله شئ‪ .‬قال‪ :‬فيجيبه الخ تبخخارك وتعخخالى‬
‫فيقخخول‪ :‬ل يحلخخف بخي كاذبخا مخن يعخرف مخا تقخول )‪ - 65 .(1‬الخخدر المنثخخور‬
‫للسيوطي‪ :‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬إن أول مخخن‬
‫لبى الملئكة‪ .‬قال ال‪ " :‬إني جاعل في الرض خليفة قخالوا أتجعخخل فيهخا مخخن‬
‫يفسد فيها ويسفك الدماء ونحخن نسخخبح بحمخدك " قخال‪ :‬فخخرادوه )‪ (2‬فخأعرض‬
‫عنهم فطافوا بالعرش ست سنين يقولون‪ :‬لبيك‪ ،‬لبيك‪ ،‬اعتخخذارا إليخخك‪ ،‬لبيخخك )‬
‫‪ (3‬نستغفرك ونتوب إليك )‪ - 66 .(4‬وعخن ابخن جخبير أن عمخر سخأل النخبي‬
‫صلى ال عليه وآله عن صلوة الملئكة فلخخم يخخرد عليخخه شخخيئا‪ ،‬فأتخخاه جبرئيخخل‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إن أهل السماء الدنيا سجود إلى يوم القيامة يقولون‪ :‬سخخبحان ذي الملخخك‬
‫والملكوت‪ ،‬وأهل السماء الثانية ركوع إلى يخخوم القيامخخة يقولخخون‪ :‬سخخبحان ذي‬
‫العزة والجبروت‪ ،‬وأهل السماء الثالثة قيام إلى يخخوم القيامخخة يقولخخون‪ :‬سخخبحان‬
‫الحي الذي ل يموت )‪ - 67 .(5‬وعن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬لما تواقف الناس يوم‬
‫بدر أغمي على رسول‪ .‬ال صلى ال عليه وآله ساعة‪ ،‬ثخخم كشخخف عنخخه فبشخخر‬
‫الناس بجبرئيل في جند من الملئكة ميمنخخه النخخاس‪ ،‬وميكائيخخل فخخي جنخخد آخخخر‬
‫ميسرة الناس‪ ،‬وإسرافيل في جند آخر‪ ،‬وإبليس قد تصور في صخخورة سخخراقة‬
‫بن مالك )‪ (6‬المدلجي يؤيد المشركين ويخبر أنه ل غالب لكم )‪ (7‬اليخخوم مخخن‬
‫الناس‪ ،‬فلما أبصر عدو ال الملئكة نكص على عقبيه وقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،7‬ص ‪ (2) .437‬في المصدر‪ :‬فزادوه‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬لبيك لبيك‪.‬‬
‫)‪ 4‬و ‪ (5‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (6) .46‬في المصدر‪ :‬سراقة بن جعشم‪.‬‬
‫)‪ (7‬في المصدر‪ :‬يؤيد المشركين ويخبرهم انه ل غالب لهم‪..‬‬

‫]‪[199‬‬

‫إني برئ منكم‪ ،‬إني أرى ما لترون‪ ،‬فتثبت به الحرث بن هشام وهو يرى أنه سخخراقة‬
‫لما سمع من كلمه‪ ،‬فضرب في صدر الحرث فسقط الحرث وانطلخخق إبليخخس‬
‫ل يرى حتى سقط في البحر‪ ،‬ورفع يديه وقال‪ :‬يا رب موعدك الذي وعخخدتني‬
‫)‪ - 68 .(1‬وعخخن الحسخخن فخخي قخخوله " إنخخي أرى مخخا ل تخخرون " قخخال‪ :‬رأى‬
‫جبرئيل عليه السلم معتجرا بردائه يقود الفرس بين يدي أصحابه ما ركبخخه )‬
‫‪ - 69 .(2‬وعن أبي ذر رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله‪ :‬إني أرى مال ترون وأسمع ما ل تسمعون‪ ،‬أطت )‪ (3‬السماء وحق لهخخا‬
‫أن تئط‪ ،‬ما فيها موضع أربع أصابع إل وملك واضخخع جبهتخخه لخ سخخاجدا )‪(4‬‬
‫وال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليل ولبكيتم كثيرا‪ ،‬وما تلذذتم بالنساء على‬
‫الفرش‪ ،‬ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى ال‪ .‬لخخوددت أنخخي كنخخت شخخجرة‬
‫تعضد‪ .‬بيخان‪ " :‬أطخخت السخخماء " قخال فخخي النهايخة‪ :‬الطيخط صخوت القتخاب‪،‬‬
‫وأطيط البل أصواتها وحنينها‪ ،‬أي إن كثرة مخا فيهخخا مخن الملئكخخة قخد أثقلهخا‬
‫حتى أطت‪ .‬وهذا مثل وإيذان بكثرة الملئكة وإن لم يكن ثم أطيط‪ ،‬وإنمخخا هخخو‬
‫كلم تقريب أريد منخخه تقريخخر عظمخخة الخخ‪ .‬وقخخال‪ :‬الصخخعدات‪ :‬الطخخرق‪ ،‬جمخخع‬
‫صعد‪ ،‬وصخخعد جمخخع صخخعيد كطريخخق وطخخرق وطرقخخات وقيخخل‪ :‬هخخي جمخخع "‬
‫صعدة " كظلمة وهي فناء باب الدار و ممر الناس بين الندية )انتهى(‪ .‬وقال‬
‫الطيبي في شرح هذا الحديث‪ :‬أي فخرجتم إلى الطرقات والصخخحارى وممخخر‬
‫الناس‪ ،‬كفعل المحزون الذي يضيق به المنزل فيطلب الفضاء لبث الشكوى‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪ (3) .190‬اط البخخل‪ :‬حنخخت‪ ،‬وفخخي المصخخدر‪ :‬ان‬
‫السماء اطت وستنقل هكذا في ما يأتي تحت الرقم ‪ (4) .81‬الخخدر المنثخخور‪:‬‬
‫ج ‪ ،3‬ص ‪ 293‬وستأتي الرواية تحت الرقم ‪ 81‬؟ ؟ ؟‪ .‬والخخذيل مخخن قخخوله "‬
‫وال لو تعلمون الخ " ليس في المصدر فخخي روايخخة ابخخي ذر بخخل هخخو منقخخول‬
‫)ص ‪ (265‬عن انس‪.‬‬

‫]‪[200‬‬

‫وقال في قوله " لوددت أني شجرة تعضد " هو بكلم أبي ذر أشبه‪ ،‬والنبي صخخلى الخ‬
‫عليه وآله أعلم بال من أن يتمنى عليخخه حخخال أوضخخع عمخخا هخخو فيخخه )انتهخخى(‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬هو إظهار الخوف منه تعالى‪ ،‬وهو ل ينافي القرب منخخه سخخبحانه‪ ،‬بخخل‬
‫يؤكده " إنما يخشى ال مخخن عبخخاده العلمخخاء "‪ - 70 .‬الخخدر المنثخخور‪ :‬عخخن ابخخن‬
‫عباس‪ ،‬قال‪ :‬جعل ال على ابن آدم حافظين في الليل‪ ،‬وحخخافظين فخخي النهخخار‪،‬‬
‫يحفظان عمله ويكتبان أثره )‪ - 71 .(1‬وعن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬إن ال ينهخخاكم عخخن التعخخري‪ ،‬فاسخختحيوا مخخن ملئكخخة الخ‬
‫الذين معكم الكرام الكاتبين الذين ل يفارقونكم إل عنخخد إحخخدى ثلث حاجخخات‪:‬‬
‫الغائط‪ ،‬والجنابة‪ ،‬والغسل )‪ - 72 .(2‬وعن رجل من بني تميم قال‪ :‬كنا عنخخد‬
‫أبي العوام فقرأ هذه الية " عليها تسعة عشر " ألفا ؟ )‪ .(3‬قلت ل‪ ،‬بل تسخخعة‬
‫عشر ملكا‪ .‬فقال‪ :‬ومن أين أنت علمت ذلك ؟ قلت‪ (4) :‬لن الخ يقخخول " ومخخا‬
‫جعلنا عدتهم إل فتنة للذين كفروا " قال‪ :‬صدقت‪ ،‬هم تسعة عشر ملكا بيد كل‬
‫ملك منهم مرزبة من حديد لها شعبتان فيضرب بها الضخخربة يهخخوي بهخخا )‪(5‬‬
‫سبعين ألفا‪ ،‬بين منكي كل ملك منهم مسيرة كذا وكخخذا )‪ - 73 .(6‬وعخخن أبخخي‬
‫سعيد الخدري أن رسول ال صلى ال عليه وآله حدثهم عن ليلخخة أسخخري )‪(7‬‬
‫به‪ ،‬قال‪ :‬فصعدت أنا وجبرئيخخل إلخخى السخخماء الخخدنيا فخخإذا أنخخا بملخخك يقخخال لخخه "‬
‫إسماعيل " وهو صاحب سماء الدنيا‪ ،‬وبين يديه سبعون ألخخف ملخخك‪ ،‬مخخع كخخل‬
‫ملك جنده مائة‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪ (3) .323‬في المصدر‪ " :‬تسعة عشر " فقخخال‪ :‬مخخا‬
‫تقولون أتسعة عشر ملكا أو تسعة عشر الفا ؟ قلت‪ (4) ..‬في الصمدر‪ :‬قلنخخا‪.‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬في جهنم سبعين‪ (6) ..‬الدر المنثخخور‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪) .284‬‬
‫‪ (7‬في المصدر‪ :‬ليلة السراء‪.‬‬

‫]‪[201‬‬

‫ألف‪ ،‬وتل هذه الية " وما يعلم جنود ربك إل هو " )‪ - 74 .(1‬وعن ابن عباس‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ما أنزل ال على نبيه آية من القرآن إل و معه )‪ (2‬أربعة حفظة من الملئكخخة‬
‫يحفظونها حتى يؤدونها إلى النبي صلى ال عليه وآله ثخخم قخخرأ " عخخالم الغيخخب‬
‫فل يظهر على غيبه أحدا إل من ارتضى من رسول فانه يسلك من بيخخن يخخديه‬
‫ومن خلفه رصدا " يعني الملئكة الربعة " ليعلم أن قد أبلغوا رسالت ربهم‬
‫" )‪ - 75 .(3‬وعن سعيد بن جبير في قوله " فإنه يسلك مخخن بيخخن يخخديه ومخخن‬
‫خلفه رصدا " قال‪ :‬أربعة حفظة من الملئكة مع جبرئيل ليعلخخم محمخخد أن قخخد‬
‫أبلغوا رسالت ربهم‪ .‬قخال‪ :‬ومخخا جخاء جبرئيخخل بخخالقرآن إل ومعخخه أربعخخة مخخن‬
‫الملئكة حفظخخة )‪ - 76 .(4‬وعخخن الضخخحاك بخخن مزاحخخم فخخي قخخوله " إل مخخن‬
‫ارتضى من رسول فإنه يسلك من بيخخن يخديه ومخن خلفخخه رصخدا " قخخال‪ :‬كخان‬
‫النبي صلى ال عليه وآله إذا بعث إليه الملك بعث )‪ (5‬ملئكة يحرسخخونه مخخن‬
‫بين يديه ومن خلفه أن يتشبه الشيطان على صخخورة الملخخك )‪ - 77 .(6‬وعخخن‬
‫ابن عباس في قوله " إل من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن‬
‫خلفه رصدا " قال‪ :‬هي معقبات من الملئكة يحفظون النبي صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله من الشياطين‪ ،‬حتى يتبين الذي أرسل إليهم )‪ - 78 .(7‬وعخخن سخخعيد بخخن‬
‫جبير " وما منا إل له مقام معلوم " قال‪ :‬الملئكة‪ ،‬ما في السخخماء موضخخع إل‬
‫عليه ملك إما ساجد وإما قخخائم حخختى تقخخوم السخخاعة )‪ - 79 .(8‬وعخخن العلبخخن‬
‫سعد‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال يوما لجلسائه‪ :‬أطت السماء‬

‫)‪ (1‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪ (2) .284‬في الصمدر‪ :‬ال ومعهخخا اربعخخة مخخن الملك‬
‫يحفظونها‪ 3) .‬و ‪ (4‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪ (5) .275‬في الصمدر‪ :‬بعث‬
‫معه نفر من الملئكة‪ (6) .‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪ (7) .276‬المصدر‪ :‬ج‬
‫‪ ،5‬ص ‪ (8) .275‬المصدر‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪.292‬‬

‫]‪[202‬‬

‫وحق لها أن تئط‪ ،‬ليس منها موضع قدم إل عليه ملك راكخخع أو سخخاجد‪ ،‬ثخخم قخخرأ " وإنخخا‬
‫لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون " )‪ - 80 .(1‬وعن مجاهد " وإنا لنحخخن‬
‫الصافون وإنا لنحخخن المسخخبحون " قخخال‪ :‬أطخخت السخخماء ومخخا تلم أن تئط ! إن‬
‫السماء ما فيها موضع شبر إل عليه جبهة ملك أو قدماه )‪ - 81 .(2‬وعن أبي‬
‫ذر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله " إنخخي أرى مخال تخخرون وأسخخمع‬
‫مال تسخخمعون‪ ،‬إن السخخماء أطخخت وحخخق لهخخا أن تئط ! مخخا فيهخخا موضخخع أربخخع‬
‫أصابع إل ملك واضع جبهته سخخاجدا لخ )‪ - 82 .(3‬وعخخن حكيخخم بخخن حخخزام‪،‬‬
‫قال‪ :‬كنا عند رسول ال صلى ال عليه وآله فقخخال‪ :‬هخخل تسخخمعون مخخا أسخخمع ؟‬
‫قلنا‪ :‬يا رسول ال ما تسمع ؟ قال‪ :‬أطيط السماء‪ ،‬ومخخا تلم أن تئط ؟ مخخا فيهخخا‬
‫موضع قدم إل وفيه ملك راكخخع أو سخخاجد )‪ - 83 (4‬فخخردوس الخبخخار‪ :‬عخخن‬
‫سعد بن معاذ‪ ،‬قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله نقوا أفواهكم بالخلل‪ ،‬فإنها‬
‫مسكن الملكين الحافظين الكاتبين‪ ،‬وإن مدادهما الريق وقلمهما اللسان‪ ،‬وليس‬
‫شئ أشد عليهما من فضل الطعام في الفم‪ - 84 .‬سخخعد السخخعود‪ :‬قخخال‪ :‬بعخخد أن‬
‫ذكر الملكين المخخوكلين بالعبخخد‪ ،‬وفخخي روايخخة‪ :‬أنهمخخا إذا أرادا النخخزول صخخباحا‬
‫ومساء ينسخ لهما إسرافيل عمل العبد من اللوح المحفوظ فيعطيهما ذلك‪ ،‬فإذا‬
‫صعدا صباحا ومساء بديوان العبخخد قخخابله إسخخرافيل بالنسخخخ الخختي انتسخخخ لهمخخا‬
‫حتى يظهر أنه كان كما نسخ منه‪ .‬تكملة‪ :‬اعلم أنخه أجمعخت )‪ (5‬الماميخة بخل‬
‫جميع المسلمين إل من شذ منهم من‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المصدر‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪ (3) 293‬قدمر تحت‪ :‬الرقم ‪ (4) .69‬الدر المنثور‪ :‬ج‬
‫‪ ،5‬ص ‪ (5) .293‬تعرض للبحث عن ماهيخخة الملئكخخة ثلخخة مخخن المتكلميخخن‬
‫فقالوا بكونها اجساما لطيفة تتشكل باشكال طيبة وتبغهم على ذلك رهط مخخن‬
‫سائر الباحثين من المامية وغيرهم‪ :‬ثم ان فئة‬

‫]‪[203‬‬

‫المتفلسفين الذين أدخلوا أنفسهم بين المسلمين لتخريب أصولهم وتضييع عقائدهم على‬
‫وجود الملئكة‪ ،‬وأنهم أجسام لطيفة نورانية أولي أجنحة مثنى وثلث ورباع‬
‫وأكثر‪ ،‬قادرون على التشكل بالشكال المختلفخخة‪ ،‬وأنخخه سخخبحانه يخخورد عليهخخم‬
‫بقدرته ما يشاء من الشكال والصخخور علخخى حسخخب الحكخخم والمصخخالح‪ ،‬ولهخخم‬
‫حركات صعودا و هبوطا‪ ،‬وكانوا يراهم النبياء والوصخخياء عليهخخم السخخلم‪.‬‬
‫والقول بتجردهم وتأويلهم بالعقول والنفوس الفلكية والقوى والطبائع وتأويخخل‬
‫اليات المتظافرة والخبار المتواترة تعويل على شبهات واهيخخة واسخختبعادات‬
‫وهمية زيخغ عخن سخبيل الهخدى‪ ،‬واتبخاع لهخل الجهخل والعمخى‪ .‬قخال المحقخق‬
‫الخخدواني فخخي شخخرح العقخخائد‪ :‬الملئكخخة أجسخخام لطيفخخة قخخادرة علخخى التشخخكلت‬
‫المختلفة‪ ،‬وقال شارح المقاصد‪ :‬ظاهر الكتاب والسنة وهخخو قخخول أكخخثر المخخة‬
‫أن الملئكة أجسام لطيفة نورانيه قادرة على التشكلت بأشكال مختلفة‪ .‬كاملة‬
‫في العلم والقدرة على الفعال الشاقة‪ .‬شأنها الطاعة‪ ،‬ومسكنها السماوات‪ ،‬هم‬
‫رسل ال تعالى إلخخى أنبيخخائه وامنخخائه علخخى وحيخخه‪ ،‬يسخخبحون الليخخل والنهخخار ل‬
‫يفترون ول يعصون ال ما أمرهم‪ ،‬ويفعلون ما يؤمرون‪.‬‬

‫من فلسفة السلم الذين كانوا يعجبهم تطبيق الظواهر الدينية علخخى المبخخاني الفلسخخفية‬
‫وآرائهم في العلوم العقلية عمدوا إلى تطبيق الملئكة على العقخخول المجخخردة‬
‫والنفخخوس الفلكيخخة كمخخا انهخخم فسخخروا السخخماوات السخخبع والكرسخخي والعخخرش‬
‫بالفلك التسعة مع انها فرضية في نفسها ابطلها العلم الحديث ولجل انهخخم‬
‫اخطأوا في بعض تطبيقاتهم ل نظن بهم انهم ادخلخخوا انفسخخهم فخخي المسخخلمين‬
‫ليضيعوا عليهم دينهم ! كيف وقد شيدوا كثيرا من السس الدينيخخة والقواعخخد‬
‫العقليخخة الخختي يخخدور عليهخخا كخخثير مخخن الصخخول العتقاديخخة ولعخخل مثخخل هخخذه‬
‫الخطاء صدر من غيرهم أكثر منهم وان كانوا يحسبون انهم يحسخخنون ول‬
‫نظن بهم وبغيرهم إل خيرا اللهم إل من قام برهان علخخى سخخوء نيتخخه وخبخخث‬
‫سريرته نعوذ بال تعالى‪ .‬ثم انخخه ل دليخخل علخخى انكخخارهم ملئكخخة جسخخمانيين‬
‫مطلقا ان لم يوجد دليل على خلفه ومن جانب آخر‪ :‬لم يثبخخت اجمخخاع المخخة‬
‫أو الماميخخة علخخى جسخخمانية جميخخع الملئكخخة حخختى الكروبييخخن والمهيميخخن‬
‫والعالين ان سلم دعوى الجماع على جسمانية بعضهم وعلى هذا فالمسخخألة‬
‫ليست بتلك المثابة التي تتراءى من كلم المؤلف رحمه ال تعالى‪.‬‬

‫]‪[204‬‬

‫وقال‪ :‬الملئكة عند الفلسخخفة هخخم العقخخول المجخخردة والنفخخوس الفلكيخخة‪ ،‬و يخخخص باسخخم‬
‫الكروبيين مال تكون له علقخة مخع الجسخام ولخو بالتخأثير‪ ،‬وذهخب أصخحاب‬
‫الطلسمات إلى أن لكل فلك روحا كليا يدبر أمره‪ ،‬ويتشعب منه أرواح كخخثيرة‬
‫مثل للعرش أعني الفلك العظم روح يرى أثره في جميع ما في جوفه يسمى‬
‫بالنفس الكلية والروح العظخخم‪ ،‬ويتشخخعب منخخه أرواح كخخثيرة متعلقخخة بخخأجزاء‬
‫العرش وأطرافخخه كمخخا أن النفخخس الناطقخخة تخخدبر أمخخر بخخدن النسخخان ولهخخا قخخوة‬
‫طبيعية وحيوانية و نفسانية بحسب كل عضو‪ ،‬وعلى هذا يحمل قوله تعالى "‬
‫يوم يقوم الروح والملئكة صفا )‪ " (1‬وقوله تعالى " وترى الملئكخخة حخخافين‬
‫من حول العرش يسبحون بحمخخد ربهخخم )‪ " (2‬وهكخخذا سخخائر الفلك‪ ،‬وأثبتخخوا‬
‫لكل درجة روحا يظهر أثره عند حلول الشمس تلك الدرجخخة‪ ،‬وكخخذا لكخخل مخخن‬
‫اليخخام والسخخاعات والبحخخار والجبخخال والمفخخاوز والعمخخران وأنخخواع النبخخات‬
‫والحيوانات وغير ذلك‪ ،‬على مخخا ورد فخخي لسخخان الشخخرع مخخن ملخخك الرزاق‪،‬‬
‫وملك البحار‪ ،‬وملك المطار‪ ،‬وملك الموت‪ ،‬ونحو ذلك‪ .‬وبالجملة فكمخخا ثبخخت‬
‫لكل من البدان البشرية نفس مدبرة فقد أثبتوا لكل نوع من النخخواع بخخل لكخخل‬
‫صنف روحا يدبره يسمى بالطبائع )‪ (3‬التام لذلك النوع تحفظخخه عخخن الفخخات‬
‫والمخافات‪ ،‬ويظهر أثره في النوع ظهور أثر النفس النسخخانية فخخي الشخخخص‬
‫)انتهى(‪ .‬وقال الرازي في تفسيره‪ :‬إنه ل خلف بيخخن العقلء فخخي أن أشخخرف‬
‫الرتبة للعالم العلوي هخخو وجخخود الملئكخخة فيخخه‪ ،‬كمخخا أن أشخخرف الرتبخخة للعخخالم‬
‫السخخفلي هخخو وجخخود النسخخان فيخخه‪ ،‬إل أن النخخاس اختلفخخوا فخخي ماهيخخة الملئكخخة‬
‫وحقيقتهم‪ ،‬وطريق ضبط المذاهب أن يقخخال‪ :‬الملئكخخة لبخخد وأن تكخخون ذوات‬
‫قائمة بأنفسها‪ ،‬ثم إن تلك الذوات إما أن تكون متحيزة أو ل تكون‪ ،‬أمخخا الول‬
‫ففيه أقوال‪ :‬أحدها‬

‫)‪ (1‬النبأ‪ (2) .38 :‬الزمر‪ (3) .75 :‬كذا‪.‬‬

‫]‪[205‬‬

‫أنها أجسام لطيفة هوائية تقدر على التشكل بأشكال مختلفة مسخخكنها السخخماوات‪ ،‬و هخخذا‬
‫قول أكثر المسلمين‪ .‬وثانيها قول طوائف من عبدة الوثان‪ ،‬وهو أن الملئكخخة‬
‫في الحقيقة هو هذه الكواكب الموصوفة بالسعاد والنحخخاس‪ ،‬فإنهخخا بزعمهخخم‬
‫أحياء ناطقة‪ ،‬وأن المسخخعدات منهخخا ملئكخخة الرحمخخة‪ ،‬والمنحسخخات منهخخا هخخي‬
‫ملئكة العذاب‪ .‬وثالثها‪ :‬قول معظخخم المجخخوس والثنويخخة‪ ،‬وهخخو أن هخخذا العخخالم‬
‫مركب من أصلين أزليين وهما النور والظلمة‪ ،‬وهمخخا فخخي الحقيقخخة جخخوهران‬
‫شفاقان حساسان مختخخاران قخخادران متضخخادا النفخخس والصخخورة مختلفخخا الفعخخل‬
‫والتدبير‪ ،‬فجوهر النور فاضل خير نقي طيب الريخخح كريخم النفخس‪ ،‬يسخر ول‬
‫يضر‪ ،‬وينفع ول يمنع‪ ،‬ويحيي ول يبلي‪ ،‬وجوهر الظلمة على ضخخد ذلخخك‪ .‬ثخخم‬
‫إن جوهر النور لم يزل يولد الولياء وهم الملئكة ل على سخخبيل التناكخخح بخخل‬
‫على سبيل تولد الحكمة من الحكيم والضوء من المضئ‪ ،‬وجوهر الظلمخخة لخخم‬
‫يزل يولد العداء وهم الشياطين على سخخبيل تولخخد السخخفه مخخن السخخفيه ل علخخى‬
‫سبيل التناكح‪ ،‬فهذه أقوال من جعل الملئكة أشخخياء متحيخخزة جسخخمانية‪ .‬القخخول‬
‫الثاني‪ :‬أن الملئكة ذوات قائمة بأنفسخخها وليسخت بمتحيخزة ول أجسخخام فههنخا‪،‬‬
‫قولن‪ :‬أحدهما‪ :‬قول طوائف من النصارى‪ ،‬وهو أن الملئكة في الحقيقة هي‬
‫النفس الناطقة بذاتها المفارقة لبدانها على نعت الصفا والخيرية‪ ،‬وذلك لن‬
‫هخذه النفخوس المفارقخة إن كخانت صخافيه خالصخة فهخي الملئكخة‪ ،‬وإن كخانت‬
‫خبيثة كدرة فهي الشياطين‪ .‬وثانيهخخا قخخول الفلسخخفة وهخخي أنهخخا جخخواهر قائمخخة‬
‫بأنفسها ليست بمتحيزة البتخخة‪ ،‬وأنهخخا بالماهيخخة مخالفخخة لنخخوع النفخخوس الناطقخخة‬
‫البشرية‪ ،‬وأنها أكمل قوة منهخخا وأكخخثر علمخخا‪ ،‬وأنهخخا للنفخخوس البشخخرية جاريخخة‬
‫مجرى الشمس بالنسبة إلى الضواء ثم إن هذه الجواهر على قسخخمين‪ :‬منهخخا‪:‬‬
‫ما هي بالنسبة إلى أجخرام الفلك و الكخخواكب كنفوسخنا الناطقخخة بالنسخبة إلخى‬
‫أبداننا‪ ،‬ومنها ماهي أعلى شأنا من تدبير أجرام الفلك بل هي مستغرقة فخخي‬
‫معرفة ال ومحبتخخه ومشختغلة بطخاعته‪ ،‬وهخذا القسخخم هخخم الملئكخة المقربخون‪،‬‬
‫ونسبتهم إلى الملئكة الذين يدبرون السماوات كنسبة أولئك‬

‫]‪[206‬‬

‫المدبرين إلى نفوسنا الناطقة فهذان القسمان قد اتفقخخت الفلسخخفة علخخى إثباتهمخخا‪ .‬ومنهخخم‬
‫من أثبت أنواعا أخر من الملئكة‪ ،‬وهي الملئكة الرضخخية المخخدبرة لحخخوال‬
‫هذا العالم السفلي‪ .‬ثم إن مدبرات هذا العالم إن كانت خيرات فهم الملئكخخة‪ ،‬و‬
‫إن كانت شريرة فهم الشياطين‪ .‬ثم اختلف أهل العلم في أنه هخخل يمكخخن الحكخخم‬
‫بوجودها من حيث العقل أو ل سبيل إلى إثباتها إل بالسخخمع ؟ فالفلسخخفة علخخى‬
‫الول‪ .‬أقول‪ :‬ثم ذكر بعض دلئلهم فقال‪ :‬وأما الدلئل النقليخخة فل نخخزاع البتخخة‬
‫بين النبياء عليهم السلم في إثبات الملئكة‪ ،‬بخل ذلخخك كخالمر المجمخع عليخخه‬
‫بينهم‪ ،‬ثم ذكر كثرة الملئكة وبعخخض الخبخخار فخخي ذلخخك‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬رأيخخت فخخي‬
‫بعض كتب التذكير أن النبي صلى ال عليه وآله حين عرج به رأى الملئكخخة‬
‫في موضع بمنزلة سوق بعضهم يمشي تجاه بعض‪ ،‬فسأل رسخخول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه وآله أنهم إلى أين يذهبون ؟ فقال جبرئيل عليخخه السخخلم‪ :‬ل أدري إل‬
‫أني أراهم منذ خلقت‪ ،‬ول أرى واحدا منهم قد رأيته قبل ذلك‪ ،‬ثم سألوا واحدا‬
‫منهم‪ ،‬وقيل له‪ :‬منذكم خلقت ؟ فقال‪ :‬ل أدري غير أن ال تعالى يخلخخق كوكبخخا‬
‫في كل أربعمائة ألف سنة‪ ،‬فخلق مثل ذلك الكواكب منذ خلقني أربعمائة ألخخف‬
‫كوكب‪ .‬ثم قخخال‪ :‬واعلخخم أن الخ ذكخخر فخخي القخخرآن أصخخنافهم وأوصخخافهم‪ ،‬وأمخخا‬
‫الصناف فأحدها حملة العخخرش " ويحمخخل عخخرش ربخخك اليخخة )‪ " (1‬وثانيهخخا‬
‫الحافون حول العرش " وترى الملئكة حخخافين اليخخة ‪ " (2) -‬وثالثهخخا أكخخابر‬
‫الملئكخخة‪ ،‬فمنهخخم جبرئيخخل وميكائيخخل لقخخوله " جبريخخل وميكخخال )‪ " (3‬ثخخم إنخخه‬
‫وصف جبرئيخخل بخخامور‪ :‬الول أنخخه صخخاحب الخخوحي إلخخى النبيخخاء " نخخزل بخخه‬
‫الروح المين )‪ " (4‬والثاني أنه قدمه على ميكائيل‪ ،‬والثالث جعله ثاني نفسه‬
‫" فإن ال هو موليه وجبرئيل )‪" (5‬‬

‫)‪ (1‬الحاقخخة‪ (2) .17 :‬الزمخخر‪ (3) .75 :‬البقخخره‪ (4) .98 :‬الشخخعراء‪(5) .193 :‬‬
‫التحريم‪.4 :‬‬

‫]‪[207‬‬

‫الرابع سماه روح القدس الخامس ينصر أولياءه ويقهر أعداءه مخخع آلف مخخن الملئكخخة‬
‫مسومين السادس أنه مدحه بصفات ستة " إنه لقول رسول كريم ‪ -‬إلخخى قخخوله‬
‫‪ -‬أمين )‪ ." (1‬ومنهم إسرافيل صاحب الصور‪ ،‬وعزرائيخل قخابض الرواح‪،‬‬
‫وله أعوان عليه ورابعها ملئكة الجنة " والملئكخخة يخخدخلون عليهخخم مخخن كخخل‬
‫باب الية )‪ - " (2‬وخامسها ملئكة النار " عليها تسعة عشخخر )‪ " (3‬وقخخوله‪:‬‬
‫" وما جعلنا أصحاب النار إل ملئكة )‪ " (4‬ورئيسهم مالك " يا مالك ليقخخض‬
‫علينا ربك )‪ " (5‬وأسماء جملتهم " الزبانية " سندع الزبانية ) ‪ " (6‬وسادسها‬
‫الموكلون ببني آدم لقوله تعالى " عن اليمين وعن الشمال قعيخخد مخخا يلفخخظ مخخن‬
‫قول إل لديه رقيب عتيد )‪ " (7‬وقوله تعالى‪ " :‬له معقبات ‪ -‬اليخخة )‪.- " (8‬‬
‫وقوله " ويرسل عليكم حفظة )‪ " (9‬وثامنها الموكلون بخخأحوال هخخذا العخخالم "‬
‫والصافات صفا )‪ " (10‬وقوله " والمدبرات أمرا )‪ ." (11‬وعن ابخخن عبخخاس‬
‫قال‪ :‬إن ل ملئكة سخخوى الحفظخخة يكتبخخون مخخا يسخخقط مخخن ورق الشخخجر‪ ،‬فخخإذا‬
‫أصاب أحدكم عجزة بأرض فلة فليناد‪ :‬أعينخخوا عبخخاد الخ رحمكخخم الخخ‪ .‬وأمخخا‬
‫أوصاف الملئكة فمن وجوه‪ :‬أحدها أنهم رسل ال " جاعل الملئكة‬

‫)‪ (1‬التكوير‪ (2) .21 - 19 :‬الرعد‪ 3) .23 :‬و ‪ (4‬المدثر‪ (5) .31 - 30 :‬الزخرف‪:‬‬
‫‪ (6) .77‬العلق‪ (7) .18 :‬ق‪ (8) .17 :‬الرعد‪ (9) .11 :‬النعخخام‪) .61 :‬‬
‫‪ (10‬الصافات‪ (11) .1 :‬النازعات‪.5 :‬‬

‫]‪[208‬‬
‫رسل )‪ - (1‬وقوله ‪ -‬ال يصخطفي مخن الملئكخة رسخل )‪ " (2‬وثانيهخا قربهخم مخن الخ‬
‫بالشرف وهخو المخراد مخن قخوله سخبحانه " ومخن عنخده ل يسختكبرون )‪" (3‬‬
‫وقوله " بل عباد مكرمون )‪ " (4‬وثالثها وصف طاعاتهم‪ ،‬وذلك مخخن وجخخوه‪:‬‬
‫الول قخوله تعخالى حكايخة عنهخم " ونحخن نسخبح بحمخدك ونقخدس لخك )‪" (5‬‬
‫وقولهم " وإنا لنحن الصخخافون وإنخخا لنحخخن المسخخبحون )‪ " (6‬والخ تعخخالى مخخا‬
‫كذبهم في ذلخخك‪ .‬الثخخاني مبخخادرتهم إلخخى امتثخخال أمخخر الخخ‪ ،‬وهخخو قخخوله " فسخخجد‬
‫الملئكة كلهم أجمعون )‪ " (7‬الثالث‪ :‬أنهم ل يفعلخخون إل بخخوحيه وأمخخره وهخخو‬
‫قوله تعالى " ل يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون )‪ ." (8‬ورابعهخخا‪ :‬وصخخف‬
‫قدرتهم وذلك بوجوه‪ :‬الول‪ :‬أن حملة العخخرش وهخخم ثمانيخخة يحملخخون العخخرش‬
‫والكرسي الذي هو أصغر من العرش أعظم من جملة السماوات السبع لقخخوله‬
‫تعالى " وسع كرسيه السماوات والرض )‪ " (9‬والثاني أن علو العرش شئ‬
‫ل يحيط به الوهم‪ ،‬ويدل عليه قوله تعالى " تعرج الملئكة والخخروح إليخخه فخخي‬
‫يوم كان مقداره خمسين ألف سنة )‪ " (10‬ثم إنهم لشخخدة قخخدرتهم ينزلخخون منخخه‬
‫في لحظة واحدة الثالث‪ :‬قوله تعالى " ونفخخخ فخخي الصخخور ‪ -‬اليخخة )‪- " (11‬‬
‫فصاحب الصور بلغ في القوة إلى حيث إن بنفخة واحدة منه يصعق مخخن فخخي‬
‫السماوات والرض‪ ،‬وبالثانية‬

‫)‪ (1‬فاطر‪ (2) .1 :‬الحج‪ (3) .75 :‬النبياء‪ (4) .19 :‬النبياء‪ (5) .26 :‬البقرة‪.30 :‬‬
‫)‪ (6‬الصافات‪ (7) .166 - 165 :‬ص‪ (8) .73 :‬النبياء‪ (9) .27 :‬البقرة‪:‬‬
‫‪ (10) .255‬المعارج‪ (11) .4 :‬يس‪ .51 :‬بحار النوار ج ‪(*) - 13 - 59‬‬

‫]‪[209‬‬

‫منه يعودون أحياءا الرابع أن جبرئيل بلغ من قوته أن قلع جبال آل لوط وبلدهم دفعة‬
‫واحدة‪ .‬وخامسها‪ :‬وصف خوفهم ويدل عليخخه بوجخخوه‪ ،‬الول‪ :‬أنهخخم مخخع كخخثرة‬
‫عبخخادتهم وعخخدم إقخخدامهم علخخى الخخزلت يكونخخون خخخائفين وجليخخن حخختى كخخأن‬
‫عباداتهم معاصي قال تعالى‪ " :‬يخافون ربهم من فخخوقهم )‪ " (1‬وقخخال " وهخخم‬
‫من خشيته مشفقون )‪ ." (2‬الثاني‪ :‬قوله تعالى " حتى إذا فخخزع عخخن قلخخوبهم ‪-‬‬
‫الية )‪ - " (3‬روي في التفسخخير أن الخ تعخخالى إذا تكلخخم بخخالوحي سخخمعه أهخخل‬
‫السماوات مثل صوت السلسلة على الصفوان‪ ،‬ففزعوا‪ ،‬فخخإذا انقضخخى الخخوحي‬
‫قال بعضهم لبعض‪ :‬ماذا قال ربكم ؟ قالوا الحق وهخخو العلخخي الكخخبير‪ .‬الثخخالث‪:‬‬
‫روى البيهقي في شعب اليمان عن ابن عباس قال‪ :‬بينمخخا رسخخول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه وسلم بناحية ومعه جبرئيل عليه السلم إذ انشخخق أفخخق السخخماء فأقبخخل‬
‫جبرئيخخل يتضخخاءل ويخخدخل بعضخخه فخخي بعخخض إلخخى آخخخر مخخا سخخيأتي بروايخخة‬
‫السيوطي في الباب التي )انتهى( )‪ .(4‬وأقخخول‪ :‬وإن قخخال فخخي أول كلمخخه إن‬
‫أكثر المسلمين قالوا بتجسم الملئكة لكن يظهر من آخخخر كلمخخه أن المخخخالف‬
‫في ذلك ليس إل النصارى والفلسفة الذين لم يؤمنخخوا بشخخريعة‪ ،‬وتكلمخخوا فخخي‬
‫جميع أمورهم على آرائهخم السخخيفة‪ ،‬وعقخولهم الضخعيفة )‪ .(5‬وأقخول‪ :‬سخئل‬
‫المرتضى‪ :‬نزول جبرئيل بالوحي في صورة دحية الكلبي كيف‬

‫)‪ (1‬النحل‪ (2) .50 :‬المؤمنون‪ (3) .58 :‬سخبأ‪ (4) .23 :‬مفاتيخح الغيخب‪ :‬ج ‪ ،1‬ص‬
‫‪ (5) .380 - 376‬هب ان الظاهر من آخر كلمه ذلك فهل يصح رفع اليد‬
‫عن صريح الصدر بظاهر الذيل ؟ ثم هل يثبت بذلك اجماع المسلمين ؟‬

‫]‪[210‬‬

‫كان يتصور بغير صورته ؟ هو القادر عليها أو القخخديم تعخخالى يشخخكل صخخورة وليسخخت‬
‫صورة جبرئيل ؟ فإن كان الذي يسمع من القخخرآن مخخن صخخورة غيخخر جبرئيخخل‬
‫ففيه ما فيه‪ ،‬و إن كخخان مخخن جبرئيخخل فكيخخف يتصخخور بصخخورة للبشخخر ؟ وهخخذه‬
‫القدرة قد رويت أن إبليس يتصور وكذلك الجن‪ ،‬أريخخد أن توضخخح أمخخر ذلخخك‪،‬‬
‫وما كان يسمعه جبرئيل من الوحي من البارئ تعخخالى أو مخخن حجخخاب وكيخخف‬
‫كان يبلغة ؟ وهل جبرئيل يعلم من صفات البارئ أكثر ممخخا نعلمخخه أو مثلخخه ؟‬
‫وأين محله من السماء ؟ وهل القديم إذا خطر ببال جبرئيل يكون متحيخرا فيخه‬
‫مثلنا‪ ،‬ويكون سبحانه ل تدركه الوهام أو ميزه علينا وجميع الملئكة أيضخخا‪.‬‬
‫فأجاب ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬بأن نزول جبرئيل بصورة دحية كان بمسألة مخخن النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله ل تعالى في ذلخخك‪ ،‬فأمخخا تصخخوره فليخخس بقخخدرته‪ ،‬بخخل الخ‬
‫يصوره كذلك صورة حقيقة ل تشكيل‪ ،‬والخخذي كخخان يسخخمعه النخخبي صخخلى الخ‬
‫عليه وآله من القرآن كان من جبرئيل في الحقيقة‪ ،‬وأمخا إبليخس والجخن فليخس‬
‫يقدرون على التصور‪ ،‬وكل قادر بقدرة فحكمهم سواء فخخي أنهخخم ل يصخخح أن‬
‫يصخخوروا نفوسخخهم‪ ،‬بخخل إن اقتضخخت المصخخلحة أن يتصخخور بعضخخهم بصخخورة‬
‫صوره ال للمصلحة‪ ،‬فأما جبرئيل عليخه السخلم وسخماعه الخوحي فيجخوز أن‬
‫يكلمه ال بكلم يسمعه فيتعلمه‪ ،‬ويجوز أن يقرأه من اللوح المحفوظ فأمخخا مخخا‬
‫يعلم جبرئيل من صفات ال فطريقه الخخدليل‪ ،‬وهخخو والعلمخخاء فيخخه واحخخد‪ ،‬فأمخخا‬
‫محله من السماء فقد روي أنه في السخخماء الرابعخخة‪ ،‬فأمخخا مخخا يخطخخر ببخخاله فل‬
‫يجوز أن يتحير فيه‪ ،‬لن جبرئيل معصوم ل يصخخح أن يفعخخل قبيحخخا )انتهخخى(‬
‫وفي بعض )‪ (1‬ما أفاده نظر ل يخفخخى علخخى المتأمخخل‪ .‬وسخخئل ‪ -‬رحمخخه الخ ‪-‬‬
‫أيضا‪ :‬إذا حصل أهل الجنة في الجنة ما حكم الملئكة ؟‬

‫)‪ (1‬وكذا في بعض ما يأتي منه‪ ،‬وامثال هذه مما صدر عن اجلة العلماء شخخاهدة علخخى‬
‫ما اسلفنا من عخخدم اختصخخاص الخطخأ بالفلسخخفة والمتفلسخخفين‪ ،‬لكخخن كخخأنه ل‬
‫يناسب عظم شأن الفقهاء ال مثل هخخذا الكلم " فخخي بعخخض مخخا افخخاده نظخخر "‬
‫ولول مخافة الطالة لشرنا إلى مواقع النظر في كلمخخه ومخخا يخخترتب عليخخه‬
‫من اللوازم غير المرضية والى تحقيق القول في المسائل المذكورة‪.‬‬
‫]‪[211‬‬

‫هل يكونون في جنة بني آدم أو غيرها ؟ وهل يراهم البشر ؟ وهخخم يخخأكلون ويشخخربون‬
‫مثل البشر أو تسبيح وتقخديس ؟ وهخل يسخقط عنهخم التكليخف ؟ وكخذلك الجخن‪.‬‬
‫فأجاب ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬أنه يجوز أن يكونوا في الجنة مخخع بنخخي آدم‪ ،‬ويجخخوز أن‬
‫يكونوا في جنة سخخواها‪ ،‬فخإن الجنخخان كخخثيرة جنخخة الخلخخد‪ ،‬وجنخخة عخخدن‪ ،‬وجنخخة‬
‫المأوى‪ ،‬وغير ذلك مما لم يذكره ال تعالى‪ .‬فأما رؤية البشخخر لهخخم فل يصخخلح‬
‫إل على أحد وجهين‪ :‬إما أن يقوي الخ تعخالى شخعاع بصخر البشخر‪ ،‬أو يكثخف‬
‫الملئكة‪ .‬فأما الكل والشرب فتجوز‪ ،‬وال تعالى يثيبهم بمخخا فيخخه لخخذتهم‪ ،‬فخخإن‬
‫جعل لذتهم في الكل والشرب جاز‪ .‬وأما التكليف فخخإنه يسخخقط عنهخخم‪ ،‬لنخخه ل‬
‫يصح أن يكونوا مكلفين مثابين في حالة واحدة‪ .‬والكلم في الجن يجري هخخذا‬
‫المجرى‪ .‬وقال الشيخ المفيخخد ‪ -‬رحمخخه الخ ‪ -‬فخخي كتخخاب المقخخالت‪ :‬القخخول فخخي‬
‫سماع الئمة عليهخخم السخخلم كلم الملئكخخة الكخخرام وإن كخخانوا ل يخخرون منهخخم‬
‫الشخاص‪ .‬وأقول بجواز )‪ (1‬هخخذا مخخن جهخخة العقخخل‪ ،‬وأنخخه ليخخس بممتنخخع فخخي‬
‫الصديقين من الشيعة المعصومين من الضلل‪ ،‬وقخخد جخخاءت بصخخحته وكخخونه‬
‫في الئمة عليهم السلم وكذا سميت من شيعتهم الصخخالحين البخخرار الخيخخار‬
‫واضحة الحجة والبرهان‪ .‬وهو مذهب فقهاء المامية وأصحاب الثار منهم‪،‬‬
‫وقد أباه بنو نوبخت وجماعة من أهخل المامخة ل معرفخة لهخم بالخبخار‪ ،‬ولخم‬
‫يمعنوا النظر‪ ،‬ول سخلكوا طريخق الصخواب‪ .‬وقخخال ‪ -‬رحمخه الخ ‪ -‬فخي رؤيخخة‬
‫المحتضر الملئكة جائز من أن يراهم ببصره بأن يزيد ال تعالى في شخخعاعه‬
‫ما يدرك به أجسامهم الشفافة الرقيقة‪ .‬وقال‪ :‬القخخول فخخي نخخزول الملكيخخن علخخى‬
‫أصحاب القبور ومساءلتهما العتقاد‪ :‬وأقول‪ :‬إن ذلك صخخحيح وعليخخه إجمخخاع‬
‫الشيعة وأصحاب الحديث‪ .‬وتفسير مجمله أن ال تعالى ينزل علخخى مخخن يريخخد‬
‫تنعيمه بعد المخخوت ملكيخخن اسخخمهما مبشخخر‪ ،‬وبشخخير فيسخخألنه عخخن ربخخه جلخخت‬
‫عظمته وعن نبيه ووليه عليهما السلم فيجيبهما بالحق الذي فارق الدنيا على‬
‫اعتقاده والصواب‪ ،‬ويكون الغرض في مساءلتهما استخراج العلمة بما‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬يجوز‪.‬‬

‫]‪[212‬‬

‫يستحقه من النعيم‪ ،‬فيجد لذتها منه في الجواب‪ .‬وينزل جل جلله على من يريد تعذيبه‬
‫فخخي الخخبرزخ ملكيخخن اسخخمهما )‪ (1‬نخخاكر‪ ،‬ونكيخخر‪ ،‬فيوكلهمخخا بعخخذابه‪ .‬ويكخخون‬
‫الغرض في مساءلتهما له استخراج علمة اسخختحقاقه مخخن العقخخاب بمخا يظهخخر‬
‫في جوابه من التلجلخج عخن الحخق‪ ،‬أو الخخبر عخن سخوء العتقخاد‪ ،‬أو إبلسخه‬
‫وعجزه عن الجواب‪ .‬وليس ينزل الملكخخان مخخن أصخخحاب القبخخور إل علخخى مخخا‬
‫ذكرناه‪ .‬وأما ما ذكره السيد الداماد ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬تبعا للفلسفة حيث قال‪ :‬من‬
‫الدائر على اللسن أن وصف القرآن بالنزول التي ل يتصف بخخه إل المتحيخخز‬
‫بالذات دون العراض وسيما غير القارات كالصوات إنما هو بتبعية محله‪،‬‬
‫سواء اخذ حروفا ملفوظة‪ ،‬أو معاني محفوظة‪ ،‬وهو الملك الذي يتلقف الكلم‬
‫من جناب الملك العلم تلقفا سماعيا‪ ،‬أو يتلقاه تلقيا روحانيخخا‪ ،‬أو يتحفظخخه مخخن‬
‫اللوح المحفوظ ثم ينزل بخخه علخخى الرسخخول‪ ،‬ول يتمشخخى هخخذا النمخخط إل علخخى‬
‫القول بتجسم الملئكة‪ .‬وإنما الخارجون عخخن دائرة التحصخخيل ممشخخاهم ذلخخك‪،‬‬
‫فأما ما هخخو صخخريح الحخخق وعليخخه الحكمخخاء اللهيخخون والمحصخخلون مخخن أهخخل‬
‫السلم أن الملئكة على قبخخائل سخخفلية وعلويخخة أرضخخية وسخخماوية‪ ،‬جسخخمانية‬
‫وقدسخخانية‪ ،‬وفخخي القبخخائل شخخعوب وطبقخخات‪ ،‬كخخالقوى المنطبعخخة‪ ،‬والطبخخائع‬
‫الجوهرية‪ ،‬وأرباب النواع‪ ،‬والنفوس المفارقخخة السخخماوية والجخخواهر العقليخخة‬
‫القادسية )‪ (2‬بطبقات أنواعها وأنوارها‪ ،‬ومنها روح القخخدس النخخازل بخخالوحي‬
‫النافث في أرواح أولي القوة القدسية بإذن ال سبحانه " وما يعلم جنخخود ربخخك‬
‫إل هو )‪ " (3‬وفي الحديث عنخخه عليخخه السخخلم " أطخخت السخخماء وحخخق لهخخا أن‬
‫تئط‪ ،‬ما فيها موضع قدم إل وفيه ملك سخخاجد أو راكخخع " فخخالمر غيخخر خفخخي‪،‬‬
‫اللهم إل أن يسمى ظهورهم العقلنخخي لنفخوس النبيخاء عليهخم السخلم نخزول‪،‬‬
‫تشخخبيها للهيخخولى العقلخخي و العتلق الروحخخاني بخخالنزول الحسخخي والتصخخال‬
‫المكاني‪ ،‬فيكون قولنا نزول الملك‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬اسماهما‪ (2) .‬القادسة )ظ(‪ (3) .‬المدثر‪.31 :‬‬

‫]‪[213‬‬

‫استعارة تبعية‪ ،‬وقولنا نزل الفرقان مجازا مرسل بتبعية تلك الستعارة التبعيخخة‪ .‬قلخخت‪:‬‬
‫ل يطمئن مني أحد من الناس أن أستصح ذلخخك بجهخخة مخخن الجهخخات‪ ،‬وإن فيخخه‬
‫شقا لعصا المة بفرقها المفترقة‪ ،‬وأحاديثها المتواترة‪ ،‬وخرقا للقوانين العقلية‬
‫الفلسفية‪ ،‬ونسخخخا للضخخوابط المقخخررة البيانيخخة‪ ،‬فالمخخة مطبقخخة علخخى أن النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله يرى جبرئيل عليه السلم وملئكة الخ المقربيخخن ببصخخره‬
‫الجسماني‪ ،‬ويسمع كلم ال الكريم علخخى لسخخانهم القدسخخي بسخخمعه الجسخخماني‪،‬‬
‫وقوائم الحكمة قائمة بالقسط أنه إنما ملك الرؤية البشرية والبصار الحسخخي‬
‫انطباع الصورة في الحخخس المشخخترك و إنمخخا المبصخخر المخخرئي بالحقيقخخة مخخن‬
‫الشئ الماثل بين يدي الحخخس الصخخورة الذهنيخخة المنطبعخخة‪ ،‬وأمخخا ذو الصخخورة‬
‫بهويته العينية ومادته الخارجية فمبصر بالعرض‪ ،‬مرئي بالمجخخاز‪ ،‬وإن كخخان‬
‫مثخخوله العينخخي شخخرط البصخخار‪ ،‬والجليخخديتان همخخا مسخخلكا التأديخخة ل لوحخخا‬
‫النطباع‪ ،‬وعلى هذه السنة شاكلة السمع أيضخخا‪ ،‬والفاضخخة مطلقخخا مخخن تلقخخاء‬
‫واهب الصور فإذا كانت النفخخس واغلخخة الهمخخة فخخي الجنبخخة الجسخخدانية‪ ،‬طفيفخخة‬
‫النجذاب إلى صقع الحق وعالم القدس لم يكن لنبطاسياها سخخبيل إلخخى التطبخخع‬
‫بالصورة من تلقاء واهخخب الصخخور إل مخخن مسخخلك الحاسخخة الظخخاهرة‪ ،‬ومثخخول‬
‫المادة الخارجية بين يديها‪ ،‬فأما إذا كانت قدسية الفطرة‪ ،‬مستنيرة الغريزة في‬
‫جوهر جبلتها المفطورة ثخخم فخخي سخخجيتها المكسخخوبة‪ ،‬صخخارت نقيخخة الجخخوهر‪،‬‬
‫طاهرة الذات‪ ،‬أكيدة العلقة بعالم العقل‪ ،‬شديدة الستحقاق لعالم الحس قاهرة‬
‫الملكة‪ ،‬قوية المنة على خلع البدن ورفض الحواس‪ ،‬والنصراف إلخخى صخخقع‬
‫القدس حيث شاءت ومخختى شخخاءت بخخإذن ربهخخا‪ ،‬وقوتهخخا المتخيلخخة أيضخخا قليلخخة‬
‫النغماس في جانب الظاهر‪ ،‬قوية التلقي من عالم الغيخخب‪ ،‬فإنهخخا تخلخخص مخخن‬
‫شركة الطبيعة‪ ،‬وتعزل اللحخخظ عخخن الجسخخد فخخي اليقظخخة فخخترجع إلخخى عالمهخخا‪،‬‬
‫وتتصل بروح القدس‪ ،‬وبمن شاء الخ مخخن الملئكخخة المقربيخخن‪ ،‬و تسخختفيد مخخن‬
‫هنالك العلم والحكمة بالنتقاش على سبيل الرشخخح كمخخرآة مجلخخوة حخخوذي بهخخا‬
‫شطر الشمس‪ ،‬ولكن حيث إنها يومئذ في دار غريبتها )‪ (1‬بعخخد بخخالطبع‪ ،‬ولخخم‬
‫تنسلخ عن علقتها‬

‫)‪ (1‬غربتها )ظ(‪.‬‬

‫]‪[214‬‬

‫الطبيعية بتدبر جيوشها الجسدية‪ ،‬وأمورها البدنية‪ ،‬تكون مثالها فيما تناله بحسب ذلخخك‬
‫الشأن وتلك الدرجة تحخخول الملخخك لهخخا علخخى صخخورة ماديخخة متمثلخخة فخخي شخخبح‬
‫بشخخري ينطبخخق بكلمخات إلهيخة مسخموعة منظومخة‪ ،‬كمخا قخال عخخز مخخن قخال "‬
‫فأرسخخلنا إليهخخا روحنخخا فتمثخخل لهخخا بشخخرا سخخويا " )‪ (1‬وأعنخخي بخخذلك ارتسخخام‬
‫الصورة في لوح النطباع ل من سبيل الظاهر والخذ عن مادة خارجية‪ ،‬بل‬
‫بالنحدار إليه من الباطن‪ ،‬والحصول عن صقع الفاضة‪ ،‬فخخإذن فخخي السخخماع‬
‫والبصار المشهوريين يرتفع المسموع و المبصر من المواد الخارجيخخة إلخخى‬
‫لوح النطباع‪ ،‬ثخخم منخخه إلخخى الخيخخال والمتخيلخخة ثخخم يصخخعد المخخر إلخخى النفخخس‬
‫العاقلخخة‪ ،‬وفخخي إبصخخار الملخخك وسخخماع الخخوحي وهمخخا البصخخار والسخخماع‬
‫الصريحان ينعكس الشأن‪ ،‬فينزل الفيض إلخخى النفخخس مخخن عخخالم المخخر‪ ،‬فهخخي‬
‫تطالع شيئا من الملكوت مجخخردة غيخخر مستصخخحبة لقخخوة خياليخخة أو وهميخخة أو‬
‫غيرهما ثم يفيض عن النفس إلى القوة الخيالية‪ ،‬فتخيله مفصل منضما بعبارة‬
‫منظومة مسموعة‪ ،‬فتمثل لها الصورة في الخيخخال مخخن صخخقع الرحمخخة وعخخالم‬
‫الفاضة‪ ،‬ثم تنحدر الصورة المتمثلة والعبارة المنتظمة من الخيال والمتخيلخخة‬
‫إلى لوح النطباع‪ ،‬وهو الحس المشترك‪ ،‬فتسخخمع الكلم‪ ،‬وتبصخخر الصخخورة‪،‬‬
‫فهذا أفضل ضروب الوحي و اليحاء‪ ،‬ويقال إنه مخاطبة العقل الفعال للنفس‬
‫بألفخخاظ مسخخموعة مفصخخلة‪ ،‬ولخخه أنحخخاء مختلفخخة‪ ،‬ومراتخخب متفاصخخلة‪ ،‬بحسخخب‬
‫درجات للنفس متفاوتة‪ ،‬وقد يكون في بعض درجاته ل يتخصخخص المسخخموع‬
‫والمبصر بجهة من جهات العالم بخصوصها‪ ،‬بل المر يعم الجهات بأسخخرها‬
‫في حالة واحدة‪ .‬وفي الحديث أن الحخخارث بخخن هشخخام سخخأل رسخخول الخ كيخخف‬
‫يأتيك الوحي ؟ قال‪ :‬أحيانا يأتي مثل صلصلة الجرس وهو أشد علخخي فيفصخخم‬
‫عني وقد وعيت عنه ما قال‪ ،‬وأحيانا يمثل إلخي الملخك رجل فيكلمنخي‪ ،‬فخأعي‬
‫ما يقخخول‪ .‬وربمخخا تكخخون النفخخس المتنخخورة صخخقالتها فخخي بعخخض الحخخايين أتخخم‪،‬‬
‫وسلطانها على قهر الصوارف الجسدانية والشواغل الهيولنية أعظم‪ ،‬فيكون‬
‫عند النصراف عن عالم‬

‫)‪ (1‬مريم‪.17 :‬‬

‫]‪[215‬‬

‫الحس والتصال بروح القدس استئناسها بجخخوهر ذاتخخه المجخخردة منخخه بالشخخبح المتمثخخل‬
‫فتشاهده ببصر ذاته العاقلة‪ ،‬ويستفيد منه وهو في صخخورته القدسخخية كمخخا ورد‬
‫في الحديث أن جبرئيخخل أتخخى النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه مخخرة فخخي صخخورته‬
‫الخاصة كأنه طبق الخافقين‪ .‬ثم دون هذه الضروب لسائر درجاته ما يتفق له‬
‫من القوة القدسية نصيب مرتبة النبوة أن يخخرى ملئكخخة ال خ ويسخخمع كلم ال خ‬
‫ولكن في النوم ل في اليقظة‪ .‬وسبيل القول فيه أيضخخا مخخادريت‪ ،‬إل أن المخخر‬
‫هناك ينتهي إلى القوة المتخيلة ويقف عنخخدها بمحاكاتهخخا وتنظيمهخخا وتفصخخيلها‬
‫لما قد طالعته النفس من عالم الملكخخوت‪ ،‬مخخن دون انحخخدار الصخخورة المتمثلخخة‬
‫والعبارة المنتظمة منها إلى الحخخس المشخخترك‪ .‬فأمخخا الرؤيخخا الصخخالحة لنفخخوس‬
‫العرفاء والصالحين فواقعة في هذا الطريق‪ ،‬غير واصخخلة إلخخى درجخخة النبخخوة‬
‫وبلوغ الغاية‪ .‬وفي الحديث أنها جزء من ستة وأربعيخخن أو سخخبعين جخخزء مخخن‬
‫النبخوة‪ ،‬علخى اختلفخات الروايخات‪ .‬وقصخاراها فخي مرتبخة الكمخال وأقصخاها‬
‫للمحدثين ‪ -‬بالفتح على البناء للمفعول مخخن التحخخديث ‪ -‬وهخخم الخخذين يرفضخخون‬
‫عالم الشهادة ويصعدون إلى عالم الغيب‪ ،‬فربما يسمعون الصوت في اليقظخخة‬
‫عن سبيل الباطن‪ ،‬ولكنهم ل يعاينون شخصا متشبحا‪ .‬وفي كتاب الحجخخة مخخن‬
‫كتاب الكافي لشيخ الدين أبي جعفر الكليني ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬باب في الفرق‬
‫بين الرسول والنبي صلى ال عليه وآله والمحدث‪ ،‬وأن الئمة عليهخخم السخخلم‬
‫محدثون مفهمون )‪ .(1‬وإذ قد انصرح لك من المسألة من سبيلها فقخخد اسخختبان‬
‫أن قولنا " نزل الملك " مجاز عقلي مستعمل طرفاه فخخي معنييهمخخا الحقيقييخخن‬
‫والتجوز فيه في السناد‪ ،‬إذ النخزول حقيقخة منسخوب إلخى الصخورة المتشخبحة‬
‫المتمثلة وقد أسند بالعرض إلى الجوهر المجرد القدسخخي وهخخو الملخخك‪ ،‬وليخخس‬
‫هو من الستعارة في شئ أصل‪ ،‬كما قولنا " تحرك جالس السفينة " وقولنخخا‪:‬‬
‫" أنا متحرك " و " أنا ساكن " وقولنا " رأيت زيخخدا " إذا عنينخخا بخخه شخصخخه‬
‫الموجود في الخارج بهويته العينية ل صورته الذهنية المرئيخة المنطبعخة فخي‬
‫الحس المشترك وسائر المقولت في وجود التصافات بخخالعرض كلهخخا علخخى‬
‫هذه الشاكلة‪ .‬وأما‪ " .‬نزل الفرقان " فمجاز مرسل‬
‫)‪ (1‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.270‬‬

‫]‪[216‬‬

‫لتباعه استعارة تبعية‪ ،‬بل من حيث إن النازل على الحقيقة محله وهخخو تلخخك الصخخورة‬
‫البشرية المتشبحة النازلة أو تجخخوز عقلخخي ل فخخي شخخئ مخخن الطرفيخخن بخخل فخخي‬
‫السناد‪ ،‬على أن الصخخوات والحخخروف واللفخخاظ ليسخخت أعراضخخا حالخخة فخخي‬
‫لسان المتكلم‪ ،‬بل هي تقطيعات عارضة للهواء مخخن تلقخخاء حركخخة اللسخخان‪ .‬إن‬
‫قلت‪ :‬بنيت المر فيما أفدت على القول بالنطباع في باب الرؤية‪ ،‬فمخخا سخخبيل‬
‫القول هنالك على المذهبين الخرين وهما خروج الشعاع أي في فيضانه مخخن‬
‫المبدأ الفياض منبثا في الهواء المتوسخخط بيخخن الجليديخخة وسخخطح المخخرئي علخخى‬
‫هيئة المخروط وحصخخول الضخخافة الشخخراقية للنفخخس المسخختوجبة للنكشخخاف‬
‫البصاري مادامت المقابلة بين المرئي والجليدية على تلك الهيئة‪ .‬قلت‪ :‬لست‬
‫أكترث لذلك‪ ،‬إذ إنما يسمى ذلك الخلف وتثليث القول فخخي المخخواد الخارجيخخة‬
‫والرؤية من مسلك الجليدية‪ ،‬ومن مذهب الظاهر‪ ،‬ل في البصخخار مخخن سخخبيل‬
‫الباطن ومذهب الغيب مخن دون الخخذ مخن مخادة خارجيخة‪ .‬ثخم الراء الثلثخة‬
‫متحاذية القدام في تطابق اللوازم واتحاد الحكام‪ ،‬حذو القذة بالقذة‪ .‬والسخخواد‬
‫العظم على مسلك النطباع‪ ،‬ويشبه أن يكون الحق ل يتعخخداه‪ ،‬ومخخا يتجشخخمه‬
‫فرق من فرق الضافة الشراقية مخخن إثبخخات صخخور معلقخخة خياليخخة فخخي عخخالم‬
‫معلخخق مثخخالي ليسخختتب المخخر فخخي صخخور المرايخخا والصخخور الخياليخخة وأمخخور‬
‫اليحاءات ومواعيد النبوات‪ .‬قلخخت‪ :‬ل أجخخد لتجخخاه البرهخخان إليخخه مسخخاقا‪ ،‬بخخل‬
‫أجده بتماثيل الصوفية أشبه منه بقخخوانين الحكمخخاء‪ ،‬وحخخق القخخول الفصخخل فيخخه‬
‫على ذمة كتبنا البرهانية )انتهى(‪ .‬فلعلخه ‪ -‬رحمخخه الخ ‪ -‬حخاول تحقيخق المخخر‬
‫على مذاق المتفلسفين‪ ،‬ومزج رحيخخق الحخخق بمموهخخات آراء المنحرفيخخن عخخن‬
‫طرق الشرع المبين‪ ،‬مخخع تبخخاين السخخبيلين‪ ،‬و وضخخوح الحخخق مخخن الخخبين‪ ،‬وقخخد‬
‫اتضح بما أسلفنا صريح المر لذي عينين‪ ،‬وسنذكر ما يكشخخف أغشخخية الشخخبه‬
‫رأسخخا عخخن العيخخن‪ - 85 .‬أقخخول‪ :‬روينخخا باسخخنادنا عخخن الحسخخن بخخن محمخخد بخخن‬
‫إسماعيل بن أشناس البزاز‬

‫]‪[217‬‬

‫عن محمد بن عبد ال بن المطلب الشيباني‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن جعفر العلوي عن‬
‫عبد ال بن عمر بن الخطاب الزيات‪ ،‬عن خاله علي بن نعمخخان العلخخم‪ ،‬عخخن‬
‫عمير بن المتوكل الثقفي البلخي‪ ،‬عن أبيه المتوكل بن هارون‪ ،‬عن أبخخي عبخخد‬
‫ال الصادق عليه السلم عن أبيه الباقر‪ ،‬عن جخخده‪ ،‬علخخي بخخن الحسخخين عليهخخم‬
‫السلم‪ .‬وبإسنادنا عن محمد بن أحمد بن ]علخخي بخخن[ الحسخخن بخن شخاذان عخخن‬
‫أحمد بن محمد بخخن عيخخاش الجخخوهري عخخن الحسخخن بخخن محمخخد بخخن يحيخخى بخخن‬
‫الحسن المعروف بابن أبي طاهر العلوي‪ ،‬عن محمد بن مطهر الكاتب‪] ،‬عن‬
‫أبيه[ عن محمد بن شلقان المصري‪ ،‬عن علي بن النعمخان ‪ -‬إلخى آخخر السخند‬
‫المتقدم ‪ -‬قال‪ :‬وكان من دعائه عليه السلم فخخي الصخخلوة علخخى حملخخة العخخرش‬
‫وكل ملك مقرب‪ :‬اللهخخم وحملخخة عرشخخك الخخذين ل يفخخترون مخخن تسخخبيحك‪ ،‬ول‬
‫يسأمون من تقديسخخك‪ ،‬ول يستحسخخرون عخخن عبادتخخك‪ ،‬ول يخخؤثرون التقصخخير‬
‫على الجد في أمرك‪ ،‬ول يغفلون عن الوله إليخخك وإسخخرافيل صخخاحب الصخخور‬
‫الشخاخص الخذي ينتظخر منخك الذن‪ ،‬وحلخول المخر‪ ،‬فينبخه بالنفخخة صخرعى‬
‫رهخخائن القبخخور‪ ،‬وميكائيخخل ذو الجخخاه عنخخدك‪ ،‬والمكخخان الرفيخخع مخخن طاعتخخك‬
‫وجبريخخل الميخخن علخخى وحيخخك‪ ،‬المطخخاع فخخي أهخخل سخخماواتك‪ ،‬الملكيخخن لخخديك‪،‬‬
‫المقرب عندك‪ ،‬والروح الذي هو على ملئكة الحجب‪ ،‬والروح الذي هو مخخن‬
‫أمخخرك‪ .‬اللهخخم فصخخل عليهخخم وعلخخى الملئكخخة الخخذين مخخن دونهخخم‪ ،‬مخخن سخخكان‬
‫سماواتك‪ ،‬وأهل المانة على رسالتك‪ ،‬والذين ل يخخدخلهم سخخأمة مخخن دؤوب‪،‬‬
‫ول إعيخخاء مخخن لغخوب‪ ،‬ول فتخخور‪ ،‬ول تشخخغلهم عخن تسخبيحك الشخخهوات‪ ،‬ول‬
‫يقطعهم عن تعظيمك سهو الغفلت الخشع البصار فل يرومون النظر إليك‪،‬‬
‫النواكس العناق )‪ (1‬الذين قد طالت رغبتهم فيما لخخديك‪ ،‬المسخختهترون بخخذكر‬
‫آلئك‪ ،‬والمتواضخخعون دون عظمتخخك وجلل كبريخخائك‪ ،‬والخخذين يقولخخون إذا‬
‫نظروا إلى جهنم تزفر على أهل معصيتك‪ :‬سبحانك ما عبدناك حخخق عبادتخخك‬
‫فصل عليهم وعلى الروحخخانيين مخخن ملئكتخخك‪ ،‬وأهخخل الزلفخخة عنخخدك‪ ،‬وحملخخة‬
‫الغيب إلى رسلك‪ ،‬والمؤتمنين على وحيك‪ ،‬وقبائل الملئكة‬

‫)‪ (1‬في الصحيفة المطبوعة‪ :‬الذقان‪.‬‬

‫]‪[218‬‬

‫الذين اختصصتهم لنفسك‪ ،‬وأغنيتهم عن الطعام والشراب بتقديسك‪ ،‬وأسخخكنتهم بطخخون‬


‫أطباق سماواتك‪ .‬والخذين هخم علخى أرجائهخا إذا نخزل المخر بتمخام وعخدك‪ ،‬و‬
‫خزان المطر‪ ،‬وزواجر السحاب‪ ،‬والذي بصوت زجره يسمع زجل الرعخخود‪،‬‬
‫و إذا سبحت به حفيفة )‪ (1‬السحاب التمعت صواعق البروق‪ ،‬ومشيعي الثلخخج‬
‫والبرد‪ ،‬و الهابطين مع قطر المطر إذا نخخزل‪ ،‬والقخخوام علخخى خخخزائن الريخخاح‪،‬‬
‫والموكلين بالجبال فل تزول‪ ،‬والذين عرفتهم مثاقيل المياه‪ ،‬وكيخخل مخخا تحخخويه‬
‫لواعج المطار وعوالجها ورسلك من الملئكة إلى أهل الرض بمكخخروه مخخا‬
‫ينزل من البلء‪ ،‬ومحبوب الرخاء والسفرة الكخخرام الخخبررة‪ ،‬والحفظخخة الكخخرام‬
‫الكاتبين‪ ،‬وملك المخوت وأعخوانه‪ ،‬و منكخر ونكيخر‪ ،‬ومبشخر وبشخير ورومخان‬
‫فتان القبور‪ ،‬والطائفين بالبيت المعمور ومالخخك والخزنخخة‪ ،‬ورضخخوان وسخخدنة‬
‫الجنان والذين ل يعصون ال ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون‪ ،‬والذين يقولون‬
‫" سلم عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الخخدار " والزبانيخخة الخخذين إذا قيخخل لهخخم "‬
‫خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه " ابتخخدروه سخخراعا ولخخم ينظخخروه‪ ،‬ومخخن أوهمنخخا‬
‫ذكره ولم نعلم مكانه منك وبأي أمر وكلته‪ ،‬وسكان الهخواء والرض والمخاء‪،‬‬
‫ومن منهم على الخلق‪ ،‬فصل عليهم يوم تأتي كل نفخخس معهخخا سخخائق وشخخهيد‪،‬‬
‫وصل عليهم صلوة تزيدهم كرامة على كرامتهخخم‪ ،‬وطهخخارة علخخى طهخخارتهم‪.‬‬
‫اللهم وإذا صليت على ملئكتك ورسلك وبلغتهخخم صخخلواتنا )‪ (2‬عليهخخم فصخخل‬
‫علينا بما فتحت لنخا مخن حسخن القخول فيهخم‪ ،‬إنخك جخواد كريخم‪ .‬تبيخان‪ :‬أقخول‪:‬‬
‫الدعاء مروية برواية الحسني أيضا في الصحيفة الشريفة الكاملة المشخهورة‪،‬‬
‫ورواية الشيخ ورواية المطهري كما فصلناه فخخي آخخخر المجلخخدات ولنوضخخحه‬
‫بعض اليضاح وإن استقصينا الكلم في شرحه فخخي الفخرائد )‪ (3‬الطريفخة‪" .‬‬
‫اللهم وحملة عرشك الذين ل يفترون مخخن تسخخبيحك " وفخخي روايخخة الحسخخني "‬
‫عن‬

‫)‪ (1‬خفيفة )خ(‪ (2) .‬في الصحيفة المطبوعة‪ :‬صلوتنا‪ (3) .‬في بعض النسخ " الفخخوائد‬
‫الطريفة "‪.‬‬

‫]‪[219‬‬

‫تسبيحك " والواو في قوله " وحملة " للعطف على الجمل المتقدمة في الدعاء السخخابق‬
‫أو من قبيل عطف القصة على القصة‪ .‬وقيل‪ :‬زائدة‪ ،‬وقيل‪ :‬اسخختئنافية و قيخخل‪:‬‬
‫عطف بحسب المعنى علخى قخوله " اللهخم " فخإنه أيضخا جملخة لنخه بتأويخل "‬
‫أدعوك " ول يخفى بعد ما سوى الولين‪ ،‬وقخخوله " وحملخخة " مبتخخدأ‪ ،‬وخخخبره‬
‫مقدر‪ ،‬أي " هخم مسختحقون لن نصخلي عليهخم " ويحتمخل أن يكخون " فصخل‬
‫عليهم " خبرا بتأويل مقول في حقه‪ ،‬فدخول الفاء إمخخا علخخى مخخذهب الخفخخش‬
‫حيث جوز دخول الفاء على الخبر مطلقا‪ ،‬أو بتقدير " أما أو باعتبار الكتفاء‬
‫بكون صفة المبتدأ موصخخول‪ ،‬ويحتمخخل أن يكخخون الموصخخول خخخبرا ل صخخفة‪،‬‬
‫وكخخذا " صخخاحب " فخخي الثخخاني و " ذو الجخخاه " فخخي الثخخالث " والميخخن " فخخي‬
‫الرابع‪ .‬وكذا الموصول في الخيرين‪ ،‬أو يقدر فيهما بقرينة ما سبقهما " همخخا‬
‫مقربخخان عنخخدك " وقخخد مضخخى الكلم فخخي معخخاني العخخرش وحملتخخه وإن كخخان‬
‫الظهخخر هنخخا كخخون المخخراد بخخالعرش الجسخخم العظيخخم وبحملتخخه الملئكخخة الخخذين‬
‫يحملونه والفتور النكسار والضعف‪ " .‬ول يسأمون من تقديسخخك " سخخئم مخخن‬
‫الشئ ‪ -‬كعلم ‪ -‬مل أي ل يحصل لهم من التسبيح والتقديس سخخأمة وملل‪ ،‬بخخل‬
‫يتقوون بهما كما مر‪ ،‬و التسبيح والتقديس كلهما بمعنى التنزيه عن العيخخوب‬
‫والنقائص‪ .‬ويمكن حمل الول على تنزيه الذات والثاني على تنزيه الصخخفات‬
‫والفعال‪ ،‬ويحتمل وجوها أخر‪ " .‬ول يستحسرون عن عبادتك " الستحسار‬
‫استفعال من " حسر " إذا أعيخخا وتعخخب‪ ،‬وعخخدم مللهخخم لشخخدة شخخوقهم‪ ،‬وكخخون‬
‫خلقتهخخم خلقخخة ل يحصخخل بهخخا لهخخم الملل بكخخثرة العمخخال‪ " .‬ول يخخؤثرون‬
‫التقصير على الجد في أمرك " اليثار الختيار والجد ‪ -‬بالكسخخر ‪ :-‬الجتهخخاد‬
‫والسعي " ول يغفلون عن الوله إليك " الخخوله ‪ -‬محركخخة ‪ -‬الحخخزن‪ ،‬أو ذهخخاب‬
‫العقل حزنا‪ ،‬والحيرة والخوف‪ .‬ولعخخل المخخراد هنخخا التحيخخر فخخي غخخرائب خلقخخه‬
‫سبحانه‪ ،‬أو لشدة حبهم له تعالى‪ ،‬أو للخخخوف منخخه جخخل وعل‪ ،‬والوسخخط لعلخخه‬
‫أظهر‪ .‬وإسرافيل هو ملك موكل بنفخ الصور‪ ،‬والصور هو قرنه الخخذي ينفخخخ‬
‫فيه كما قال سبحانه " ونفخ في الصور فصعق مخن فخي السخماوات ومخن فخي‬
‫الرض إل من شاء ال‬

‫]‪[220‬‬

‫ثم نفخ فيه أخخخرى فخخإذا هخخم قيخخام ينظخخرون )‪ " (1‬وقخخال تعخخالى " إن كخخانت إل صخخيحة‬
‫واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون )‪ " (2‬وقد مر تفصيله في كتاب المعاد‪.‬‬
‫" الشاخص الذي ينتظر منك الذن " أي شخص ببصره‪ ،‬ل يطرف من يخخوم‬
‫خلقته انتظارا لما سوف يؤمر به بعد انقضاء أمر الدنيا‪ ،‬والمرتفع الماد عنقه‬
‫لذلك أو الرفيع الشأن والول أظهر‪ .‬قخخال الفيخخروز آبخخادي‪ :‬شخخخص ‪ -‬كمنخخع ‪-‬‬
‫شخوصا‪ :‬ارتفخخع‪ ،‬وبصخخره‪ :‬فتخخح عينيخخه وجعخخل ل يطخخرف‪ ،‬وبصخخره‪ :‬رفعخخه‪.‬‬
‫والذن في النفخ والمخخر أيضخخا فيخخه‪ ،‬أو المخخراد أمخخر القيامخخة " فينبخخه بالنفخخخة‬
‫صخخرعى رهخخائن القبخخور " فخخي القخخاموس‪ :‬الصخخرع‪ :‬الطخخرح علخخى الرض‪،‬‬
‫وكأمير‪ :‬المصروع‪ ،‬والجمع صرعى )انتهى( والصريع يطلق علخخى الميخخت‪،‬‬
‫وعلى المقتخخول‪ ،‬لنهمخخا يطرحخان علخخى الرض وفخخي القخخاموس‪ :‬الرهخخن‪ :‬مخا‬
‫وضع عندك لينوب مناب ما أخخخذ منخخك‪ ،‬وكخخل مخخا احتسخخب بخخه شخخئ فرهينخخة‪،‬‬
‫وراهن الميت القبر ضمنه إياه والرهينة كسفينة واحد الرهائن‪ .‬أقخخول‪ :‬يمكخخن‬
‫أن يكون المراد برهخائن القبخور مودعاتهخا أي الخذين أقخاموهم فيهخخا إلخى يخوم‬
‫البعث‪ ،‬أو من ارتهن بعمله في القبر كما قال تعالى‪ " :‬كخخل نفخخس بمخخا كسخخبت‬
‫رهينخخة " )‪ (3‬وروي عخخن النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬إن أنفسخخكم مرهونخخة‬
‫بأعمخخالكم ففكوهخخا باسخختغفاركم‪ .‬ومثلخخه فخخي الخبخخار كخخثير‪ ،‬فيكخخون مخخن قبيخخل‬
‫الضافة إلى الظرف ل إلى المفعول كقولهم " يخخا سخخارق الليلخخة أهخخل الخخدار "‬
‫وكما قيل في " مالك يوم الخخدين " أي مالخخك الشخخياء يخخوم الخخدين‪ .‬ثخخم اعلخخم أن‬
‫أكخخثر نسخخخ الصخخحيفة متفقخخة علخخى نصخخب " الرهخخائن " فهخخو إمخخا بخخدل عخخن "‬
‫صرعى " أو حال أو بيان أو صفة‪ ،‬لن الضافة لفظية‪ .‬وفخخي روايخخة " ابخخن‬
‫أشناس " بالجر بالضافة‪ ،‬والول أصوب‪ ،‬ثم إنه عليه السخخلم اقتصخخر علخخى‬
‫ذكر النفخة الثانية لنه أشخد وأفظخع لتصخالها بالقيامخة واحتمخال كخون الكلم‬
‫مشتمل عليهما بأن يكون في الذن والمر إشارة إلى الولى‬

‫)‪ (1‬الزمر‪ (2) .68 :‬يس‪ (3) .53 :‬المدثر‪.38 :‬‬

‫]‪[221‬‬
‫وقوله " فينبه " إلى الثانية في غاية البعد‪ .‬وميكائيل هو من عظمخخاء الملئكخخة‪ ،‬وروي‬
‫أنخخه رئيخخس الملئكخخة المخخوكلين بخخأرزاق الخلخخق كملئكخخة السخخحب والرعخخود‬
‫والبروق والرياح والمطار وغير ذلك وفخخي اسخخمه لغخخات قخخال الزمخشخخري‪:‬‬
‫قخخرئ " ميكخخال " بخخوزن قنطخخار‪ ،‬و " ميكائيخخل " بخخوزن " ميكاعيخخل " ]و "‬
‫ميكئيل " كميكعيل و " ميكائل " كميكاعخخل[ و " ميكئل " كميكعخخل‪ .‬قخخال ابخخن‬
‫جني‪ :‬العرب إذا نطقت بالعجمي خلطت فيه )انتهى( والجاه‪ :‬القخخدر والمنزلخخة‬
‫" والمكخخان الرفيخخع مخخن طاعتخخك " لعخخل المخخراد بالمكخخان المكانخخة والمنزلخخة‪،‬‬
‫وبالرفعة العلو المعنوي و " من " ابتدائية أي رفعة مكانه بسبب إطاعتك‪ ،‬أو‬
‫تبعيضخخية أي لخه مخن درجخات طاعتخخك منزلخخة رفيعخخة‪ .‬وجبرئيخل مخن أعخاظم‬
‫الملئكة‪ ،‬وفي ساير روايات الصحيفة " جبرئيخل " بالكسخر أو بالفتخح‪ ،‬وفيخه‬
‫أيضا لغات‪ ،‬قال الزمخشري‪ :‬قرئ " جبرئيل " بوزن فقشليل‪ ،‬و " جبرئل "‬
‫بحذف اليخاء‪ ،‬و " جبريخل " بحخذف الهمخزة و " جبريخل " بخوزن قنخديل و "‬
‫جخبرال " بخاللم المشخددة‪ ،‬و " جبرائيخل " بخوزن جبراعيخل‪ ،‬و " جخبرائل "‬
‫بوزن جبراعل )انتهى( وقيل‪ :‬معناه عبد ال‪ ،‬وقيل‪ :‬صخخفوة عبخخد الخخ‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫صفوة ال وهو عليه السلم حامل الخوحي‪ ،‬إمخخا علخى جميخع النبيخخاء‪ ،‬أو إلخخى‬
‫أولي العزم منهم‪ ،‬أو إلى بعض من غير أولي العخخزم أيضخخا‪ " .‬والمطخخاع فخخي‬
‫أهل سماواتك " أي هم جميعخخا يطيعخخونه بخخأمر الخخ‪ ،‬والفقرتخخان إشخخارتان إلخخى‬
‫قوله تعالى " مطاع ثخم أميخن " )‪ " .(1‬المكيخن لخديك " المكيخن " ذو المكانخة‬
‫والمنزلة‪ ،‬و " لدى " ظخخرف مكخخان بمعنخخى " عنخخد " كلخخدن‪ ،‬إل أنهمخخا أقخخرب‬
‫مكانا من " عند " وأخص منه فإن عند يقع على مكخخان وغيخخره‪ ،‬تقخخول " لخخي‬
‫عند فلن مال " أي في ذمته‪ ،‬ول يقال ذلك فيهما‪ " .‬والروح الذي هخخو علخخى‬
‫ملئكة الحجب " قد مر ذكر الحجب‪ ،‬ويدل على أن الخخروح رئيخخس الملئكخخة‬
‫الموكلين بالحجب والساكنين فيها‪ ،‬والظاهر أنه شخص واحد موكل بالجميع‪،‬‬
‫ويحتمل أن يكون اسم جنس‪ ،‬بأن يكون لملئكة كل حجاب‬

‫)‪ (1‬التكوير‪.21 :‬‬

‫]‪[222‬‬

‫رئيس يطلق عليه الروح‪ " .‬والروح الذي هو من أمخخرك " إشخخارة إلخخى قخخوله تعخخالى "‬
‫ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربخخي " )‪ (1‬وظخخاهر هخخذه الفقخخرة أن‬
‫الروح من جنس الملئكة أو شبيه بهم ذكر بينهخخم تغليبخخا ل الخخروح النسخخاني‪.‬‬
‫واختلف المفسرون فيه كما سيأتي في باب النفخخس والخخروح‪ ،‬فقيخخل‪ :‬إنخخه روح‬
‫النسان )‪ ،(2‬وقيل‪ :‬إنه جبرئيل‪ ،‬و ظاهر الخخدعاء المغخايرة‪ .‬وقيخخل‪ :‬إنخخه ملخك‬
‫من عظماء الملئكة وهو الذي قال تعالى " يوم يقوم الروح والملئكخخة صخخفا‬
‫" )‪ (3‬وروي عن أمير المؤمنين عليه السلم أن له سخخبعين ألخخف وجخخه‪ ،‬لكخخل‬
‫وجه سبعون ألف لسان‪ ،‬لكل لسان سبعون ألخف لغخة يسخبح الخ بتلخك اللغخات‬
‫كلها‪ ،‬يخلق ال تعالى بكل تسبيحة ملكا يطير مخع الملئكخة إلخى يخوم القيامخة‪،‬‬
‫ولم يخلق ال خلقا أعظم من الروح غير العرش‪ ،‬ولو شاء أن يبلع السماوات‬
‫والرضين السبع بلقمة واحدة لفعخخل‪ .‬والجخخواب حينئذ أنخخه مخخن غرايخخب خلقخخه‬
‫تعالى وقيل‪ :‬خلق عظيم ليس من الملئكة وهو أعظم قدرا منها وهخخذا أظهخخر‬
‫من سائر الخبخخار كمخخا رواه الكلينخخي وعلخخي بخخن إبراهيخخم والصخخفار وغيرهخخم‬
‫بالسانيد الصحيحة عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السخخلم عخخن‬
‫قول ال عزوجل " يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي " قال‪ :‬خلخخق‬
‫أعظم من جبرئيل وميكائيل‪ ،‬كان مع رسول ال صلى ال عليه وآله وهو مع‬
‫الئمة عليهم السلم وهو من الملكوت )‪ .(4‬وروى الكلينخخي بإسخخناده أنخخه أتخخى‬
‫رجل أمير المؤمنين عليه السلم يسأله عن الروح أليس هخخو جبرئيخخل ؟ فقخخال‬
‫له أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬جبرئيل من الملئكة‪ ،‬والروح غيخخر جبرئيخخل‪،‬‬
‫فكرر ذلك على الرجل‪ ،‬فقال له‪ :‬لقد قلت عظيما من القول ! ما يزعم أحد أن‬
‫الروح غير جبرئيل‪ .‬فقال له أمير المؤمنين عليخه السخلم‪ :‬إنخخك ضخخال تخروي‬
‫عن أهل الضلل‪ ،‬يقول ال‬

‫)‪ (1‬بني اسرائيل‪ (2) .85 :‬الروح النساني )خ(‪ (3) .‬النبأ‪ (4) .38 :‬الكافي‪ :‬ج ‪،1‬‬
‫ص ‪.273‬‬

‫]‪[223‬‬

‫عزوجل لنخخبيه صخخلى الخ عليخخه وآلخخه " ينخخزل الملئكخخة بخخالروح )‪ " (1‬والخخروح غيخخر‬
‫الملئكة )‪ .(2‬و قد مرت الخبار فخخي ذلخخك‪ .‬فخخذكره عليخخه السخخلم الخخروح فخخي‬
‫دعخخاء الملئكخخة إمخخا تغليبخخا كمخخا عرفخخت‪ ،‬أو بزعخخم المخخخالفين تقيخخة " وعلخخى‬
‫الملئكة الذين من دونهم " أي بحسب المكان الظاهري‪ ،‬لن السخخابقين كخخانوا‬
‫حملة العرش والكرسي والساكنين فيهما‪ ،‬وفي الحجب وتلك فخخوق السخخماوات‬
‫السبع‪ ،‬أو بحسب المنزلخة والرتبخة‪ ،‬أو بحسخبهما معخا‪ " .‬وأهخل المانخة علخى‬
‫رسالتك " يدل على عدم انحصار التبليغ في جبرئيل عليه السلم فيمكخخن أن‬
‫يكون نزولهم على غير أولي العزم أو إليهم أيضا نادرا كما يدل عليه بعخخض‬
‫الخبار‪ ،‬أو المراد بهخخم الوسخخائط بينخخه تعخخالى وبيخخن جبرئيخخل‪ ،‬كخخالقلم واللخخوح‬
‫وإسرافيل وغيرهم كما مر‪ ،‬وفي بعض الخبار القدسية عن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله عن جبرئيل‪ ،‬عن ميكائيل‪ ،‬عن إسرافيل‪ ،‬عن اللوح‪ ،‬عخخن القلخخم‬
‫عن ال عزوجل‪ .‬أو المراد بهم الرسل إلى ملئكة السحاب والمطر والعخخذاب‬
‫و الرحمة وغيرهم من الملئكة الموكلين بأمور العباد‪ ،‬والملئكخخة الحخخافظين‬
‫للخخوحين الخخذين أثبخخت فيهمخخا جميخخع الكتخخب السخخماوية‪ ،‬أو الخخذين ينزلخخون علخخى‬
‫النبياء والوصياء في ليلة القدر‪ " .‬والخخذين ل تخدخلهم سخخأمة مخن دؤوب ول‬
‫إعياء من لغخخوب ول فتخخور " السخخأمة المللخخة والتضخخجر‪ ،‬والخخدؤوب التعخخب‪:‬‬
‫والعياء والعجز واللغوب أيضا العياء‪ ،‬ومنه قوله " وما مسنا من لغوب "‬
‫ويمكن الفرق باختلف مراتب التعجب والعجز‪ ،‬وهذه الفقرة إمخخا تعميخخم بعخخد‬
‫التخصيص‪ ،‬فإن هذا وما سيأتي حال جميع الملئكة‪ ،‬فتشمل ملئكخخه الرض‬
‫أيضا‪ ،‬بل ملئكة الحجب والعرش والكرسي‪ ،‬أو تخصيص بعد التعميم لخخذكر‬
‫بعض الصفات الظاهرة الختصاص بالبعض فيما بعد‪ ،‬ول ينافي عموم هخخذه‬
‫الصفات‪ ،‬لنها كمال لهم أيضا‪ ،‬ومجمخخوع الصخخفات مختصخخة بهخخم‪ ،‬أو يكخخون‬
‫العطف‬

‫)‪ (1‬النحخخل‪ .2 :‬وفخخي المصخخدر ذكخخر اليخخة مخخن أول السخخورة‪ (2) .‬الكخخافي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص‬
‫‪.274‬‬

‫]‪[224‬‬

‫للتفسير لبيان بعض الصفات الخر الثابتة لهم‪ ،‬ولخخذكر مخخا يسخختحقون بخخه الصخخلة مخخن‬
‫الفضائل‪ " .‬ول تشغلهم عن تسبيحك الشهوات " أي ليسخخت لهخخم شخخهوة حخختى‬
‫تشخخغلهم " ول يقطعهخخم عخخن تعظيمخخك سخخهو الغفلت " إضخخافة السخخهو إلخخى‬
‫الغفلت من قبيل إضافة المسبب إلى السبب‪ .‬أو الجخخزء إلخخى الكخخل‪ ،‬أو بيانيخخة‬
‫أي ل يمنعهخخم عخخن ذكخخره عظمتخخك أو العبخخادات المسخختلزمة لتعظيمخخك السخخهو‬
‫الحاصل من الغفلت‪ ،‬أو السهو الذي هو من جملخخة الغفلت أو هخخو عينهخخا "‬
‫الخشخخع البصخخار فل يرومخخون النظخخر إليخخك " ]فخخي النسخخخ المشخخهورة " فل‬
‫يرومخخون النظخر إليخك "[ والخشخخوع الخضخخوع‪ ،‬وخشخخوع العيخن‪ :‬التخذلل بهخا‬
‫وعدم رفعهخخا عخخن الرض أو غمضخخها‪ ،‬والخخروم‪ :‬الطلخخب ولعخخل المخخراد أنهخخم‬
‫ينظرون إلى جهة أقدامهم حياء أو خوفا‪ ،‬أو إلى الجهة التي جعلها ال قبلتهم‪،‬‬
‫ول يرفعخخون أبصخخارهم إلخخى جهخخة العخخرش ويحتمخخل أن يكخخون المخخراد النظخخر‬
‫القلبي أي ل يتفكرون في كنه ذاتك وصفاتك‪ ،‬و مال يصل إليخخه عقخخولهم مخخن‬
‫معارفك " النواكس العناق الذين قد طخخالت رغبتهخخم فيمخخا لخخديك " فخخي أكخخثر‬
‫الروايات " النواكس الذقان " وعلى التقخديرين هخخو أن يطخأطئ رأسخه وهخخو‬
‫أزيد تذلل من الخشوع‪ ،‬والمراد بما لديه الدرجات العالية المرتفعة‪ ،‬ويحتمخخل‬
‫أن يكون لهم بعخخض اللخخذات غيخخر الطعخخام والشخخراب‪ .‬والظخخاهر أن الوصخخفين‬
‫لطائفة مخصوصة من الملئكة كما مر في خبر المعخخراج‪ ،‬ويحتمخخل التعميخخم‪.‬‬
‫" المستهترون " بصيغة المفعول قال الجوهري‪ :‬فلن مستهتر بالشخخراب أي‬
‫مولع به ل يبالي ما قيل فيه‪ .‬واللء‪ :‬النعم واحدها " ألى " بالفتح وقد يكسخخر‬
‫مثل معخخى وأمعخخاء‪ ،‬أي هخخم ملتخخذذون حريصخخون فخخي ذكخخر نعمخخائك الظخخاهرة‬
‫والباطنة عليهم وعلى غيرهم " والمتواضعون دون عظمتك وجلل كبريائك‬
‫" التواضخخع‪ :‬التخخذلل‪ ،‬و " دون " معنخخاه أدنخخى مكخخان مخخن الشخخئ‪ ،‬ثخخم اسخختعمل‬
‫بمعنى قدام الشئ وعنده وبين يديه مستعارا مخن معنخاه الحقيقخخي وهخخو ظخرف‬
‫لغو متعلخخق بمتواضخخعون‪ ،‬والجلل والكبريخخاء‪ :‬العظمخخة والعطخخف والضخخافة‬
‫للتأكيد والمبالغة‪ ،‬ويمكخخن أن يخخخص العظمخخة بالخخذات والكبريخخاء بالصخخفات "‬
‫والذين يقولون إذا نظروا إلى جهنم تزفر على أهل معصيتك " قال‬

‫]‪[225‬‬

‫الجوهري‪ :‬الزفير اغتراق النفس للشدة‪ ،‬والزفير أول صوت الحمار‪ ،‬والشهيق آخخخره‪.‬‬
‫وقال الفيروز آبادي‪ :‬زفر يزفر زفرا وزفيرا‪ :‬أخخخرج نفسخه بعخخد مخخده إيخاه‪ ،‬و‬
‫النار سمع لتوقدها صوت )انتهى( أي إذا سمعوا زفير جهنخخم علخخى العاصخخين‬
‫خافوا من أن يكونوا مقصرين في العبادة‪ ،‬فقخخالوا‪ :‬سخخبحانك مخخا عبخخدناك حخخق‬
‫عبادتك‪ ،‬أي تنزهك تنزيها عن كون عباداتنخخا لئقخخة بجنابخخك‪ .‬فخخإنهم لمخخا رأوا‬
‫شدة عقوباته تعالى نظروا إلى أنفسهم وأعمالهم وإلى عظمته وجلله فوجدوا‬
‫أعمخخالهم قاصخخرة عمخخا يسخختحقه سخخبحانه ففزعخخوا إليخخه واعخخترفوا بالتقصخخير‪،‬‬
‫ولجؤوا إلى رحمته وعفوه وكرمه‪ ،‬أو أنه لما طرأ عليهم الخوف عند سخخماع‬
‫صوت العذاب وكان ذلك مظنخخة أن يكخخون خخخوفهم مخن أن يعخاقبهم ظلمخخا مخن‬
‫غير استحقاق لعصمتهم نزهوه تعخخالى عخخن أن يكخخون الخخخوف منخخه عخخن تلخخك‬
‫الجهة‪ ،‬وعللخخوا الخخخوف بالتقصخخير فيمخخا يسخختحقه مخخن العبخخادة‪ .‬وقخخال الوالخخد ‪-‬‬
‫رحمه ال ‪ :-‬يمكن أن يكون قولهم ذلك للتعجب من مخخخالفتهم حخختى اسخختحقوا‬
‫العخخذاب‪ ،‬أو مخخن الصخخوت المهخخول علخخى خلف العخخادة‪ ،‬فهخخذا توبخخة لهخخم مخخن‬
‫المكروه‪ .‬ويمكن أن يكون ذلك على سبيل الشفاعة لهم بأن ضموا أنفسهم مخخع‬
‫العاصين‪ ،‬فكأنهم يقولون‪ :‬نحن وهم مقصرون في عبادتك فارحمنا وإياهم‪" .‬‬
‫فصل عليهم " يمكن أن يكون خبرا أو كالخبر لقوله عليه السلم " والخخذين ل‬
‫تدخلهم " مع ما عطف عليه‪ ،‬وأن يكون الموصول في محل الجر عطفا على‬
‫" سكان سماواتك " ويكون قوله " فصل " تأكيدا للسابق وتمهيدا لن يعطف‬
‫عليهم غيرهم وعلى هذا يكون قوله " الخشع " و " المستهترون " مرفوعين‬
‫على المدح‪ " .‬وعلى الروحانيين مخخن ملئكتخخك " قخخال فخخي النهايخخة‪ :‬الملئكخخة‬
‫الروحانيون يروى بضم الراء وفتحها‪ ،‬كأنه نسب إلى الروح والخخروح‪ ،‬وهخخو‬
‫نسيم الريح‪ ،‬و اللف والنون من زيادات النسب‪ .‬ويريد به أنهم أجسام لطيفخخة‬
‫ل يخخدركهم البصخخر )انتهخخى( ومخخا قيخخل مخخن أنهخخم الجخخواهر المجخخردة العقليخخة‬
‫والنفسية فهو رجم بخخالغيب وإنمخخا المعلخخوم أنهخخم نخخوع مخخن الملئكخخة‪ " .‬وأهخخل‬
‫الزلفة عندك " قال الجوهري‪ :‬الزلفة والزلفى القرب والمنزلة )انتهخى( وهخخو‬
‫إما صفة أخرى للروحانيين‪ ،‬أو‬

‫]‪[226‬‬

‫طائفة أخرى غيرهم‪ " .‬وحملة الغيب إلى رسلك والمؤتمنين علخخى وحيخخك " فخخي أكخخثر‬
‫النسخ " وحمال الغيب "‪ :‬والحمال جمع الحامل‪ ،‬والغيب يطلخق علخى الخفخي‬
‫الذي ل يدركه الحس ول يقتضيه بديهة العقل‪ ،‬وهخخو قسخخمان‪ :‬القسخخم الول ل‬
‫دليل عليه وهو المعني بقوله " وعنده مفاتح الغيخخب ل يعلمهخخا إل هخخو )‪" (1‬‬
‫وقسم نصب عليه دليخخل كالصخخانع وصخخفاته واليخخوم الخخخر وأحخخواله )‪ (2‬كخخذا‬
‫ذكره البيضاوي‪ .‬والمراد هنا إما العم أو الول‪ " ،‬والمخخؤتمنين " إمخخا تأكيخخد‬
‫أو عطف تفسير لسابقه‪ ،‬أو المخخراد بهخخم طائفخخة أخخخرى شخخأنهم تبليخخغ الحكخخام‬
‫والشرائع فقط‪ ،‬أو مع الثاني إن حملنا الولخخى )‪ (3‬علخخى الول‪ ،‬والظخخاهر أن‬
‫هاتين الفقرتين مؤكدتان لما سبق من قخخوله " وأهخخل المانخخة علخخى رسخخالتك "‬
‫ويمكن تخصيص ما سبق ببعض المعاني التي ذكرناها هنا وهاتخخان بخخالبعض‬
‫الخر‪ ،‬إذ يمكن أن يكون لحمل الغيب طائفة مخصوصة كملئكة ليلخخة القخخدر‬
‫وغيرهم‪ ،‬والول أظهر‪ ،‬وتكرير المطلب الواحد بعبخخارات مختلفخخة فخخي مقخخام‬
‫الخخدعاء والخطخخب والمخخواعظ ممخخا يؤكخخد البلغخخة‪ " .‬وقبخخائل الملئكخخة الخخذين‬
‫اختصصتهم لنفسك " القبائل جمع القبيلة وهي الشعوب المختلفة‪ ،‬والكلم في‬
‫التأكيد والتأسيس كما مر‪ ،‬والمخخراد بالختصخخاص بخخه تعخخالى أنهخخم مشخخغولون‬
‫بعبادته بخلف ما سيأتي ممن له شغل في النزول والعروج وسخخائر المخخور‪،‬‬
‫وإن كان هذه المور أيضا عبادة لهم‪ ،‬أو أنه سبحانه يطلعهم على أسخخرار لخخم‬
‫يطلع عليها غيرهم من الملئكة‪ " .‬وأغنيتهم عن الطعام والشراب بتقديسك "‬
‫أي خلقتهم خلقة ل يحتاجون في بقائهم إلى الغخخذاء‪ ،‬وكمخخا أنخخا نتقخخوى بالغخخذاء‬
‫فهم يتقوون بتسبيحه وتقديسه وعبادته‪ " .‬وأسكنتهم بطون أطباق سخخماواتك "‬
‫الطباق جمع طبق‪ ،‬يقال‪ :‬السماوات أطباق وطباق‪ ،‬أي بعضها فوق بعخخض‪.‬‬
‫قال الراغب‪ :‬المطابقة هو أن يجعل الشئ‬

‫)‪ (1‬النعام‪ (2) .59 :‬تفسير البيضاوي‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (3) .21‬الول )خ(‪.‬‬

‫]‪[227‬‬

‫فوق آخر بقدره‪ ،‬ومنه‪ :‬طابقت )‪ (1‬النعل‪ ،‬ثم يستعمل الطبخخاق فخخي الشخخئ الخخذي يكخخون‬
‫فوق الخر تارة وفي ما يوافق غيره تارة كسائر الشياء الموضوعة لمعنيين‬
‫ثم يستعمل في أحدهما دون الخر كالكأس والراوية ونحوهما‪ ،‬قال ال تعالى‬
‫" سبع سخخماوات طباقخخا )‪ " (2‬أي بعضخخها فخخوق بعخخض )انتهخخى( ويخخدل علخخى‬
‫الفرجة بين السماوات‪ ،‬وكونها مساكن الملئكة كما مخخر‪ " .‬والخخذين هخخم علخخى‬
‫أرجائها إذا نزل المر بتمخخام وعخخدك " إشخخارة إلخخى قخخوله سخخبحانه " وانشخخقت‬
‫السماء فهي يومئذ واهية والملخخك علخخى أرجائهخا ويحمخخل عخخرش ربخخك فخخوقهم‬
‫يومئذ ثمانية )‪ " (3‬قال الطبرسي ‪ -‬رحمه ال ‪ " -‬على أرجائها " معناه على‬
‫أطرافها و نواحيها )‪ (4‬والملك اسم يقع على الواحد والجمع‪ ،‬والسخخماء مكخخان‬
‫الملئكخخة‪ ،‬فخخإذا وهخخت صخخارت فخخي نواحيهخخا‪ .‬وقيخخل‪ :‬إن الملئكخخة )‪ (5‬علخخى‬
‫جوانب السماء تنتظر ما يؤمر به في أهل النار من السخخوق إليهخخا‪ ،‬وفخخي أهخخل‬
‫الجنة من التحية والتكرمة فيها )‪) (6‬انتهى( وقيل‪ :‬إنه تمثيل لخخخراب السخخماء‬
‫بخراب البنيان وانضواء أهلها إلى أطرافها وحواليها‪ ،‬ولفظة " إذا " ظرفيخخة‬
‫للمستقبل‪ ،‬والباء صلة للمر‪ ،‬و يحتمل السببية‪ .‬وتمام الوعد تمخخام مخخدة الخخدنيا‬
‫وانقضخخاؤه وحلخخول القيامخخة‪ ،‬أو المخخراد إتمخخام )‪ (7‬مخخا وعخخده الخ مخخن الثخخواب‬
‫والعقاب للمطيعين والعاصين‪ ،‬وكلمة " هم " ليست في الروايات المشخخهورة‪.‬‬
‫" وخزان المطر " أي الملئكة الموكلين بالبحر الذي ينزل منخخه المطخخر كمخخا‬
‫يظهر من بعض الخبار‪ ،‬أو الموكلين بتقديرات المطار‪ ،‬أو الخخذين يهيجخخون‬
‫السحاب‬

‫)‪ (1‬طابقه )خ(‪ (2) .‬الملك‪ (3) .3 :‬الحاقة‪ (4) :17 ،16 :‬في المصدر‪ :‬عن الحسن‬
‫وقتخخادة‪ (5) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬يخخومئذ علخخى‪ (6) ..‬مجمخخع البيخخان‪ :‬ج ‪ ،10‬ص‬
‫‪ (7) .346‬تمام )خ(‪.‬‬

‫]‪[228‬‬

‫بأمره تعالى‪ ،‬ولو كان من بخارات الرض والبحار كما هو المشهور‪ ،‬فيكخون قخوله "‬
‫وزواجر السحاب " عطف تفسخير لخخه‪ ،‬أي سخائقتها مخخن " زجخخر البعيخخر " إذا‬
‫ساق‪ ،‬و به فسر قوله تعالى " والزاجرات زجرا " كما مر‪ ،‬والسحاب‪ :‬جمخخع‬
‫السحابة‪ ،‬و هي الغيم‪ " .‬والذي بصوت زجره يسمع زجل الرعود " قال فخخي‬
‫النهاية‪ :‬في حديث الملئكة " لهخخم زجخخل بالتسخخبيح " أي صخخوت رفيخخع عخخال‪.‬‬
‫وفي القاموس‪ :‬الرعد صوت السحاب‪ ،‬أو اسم ملك يسوقه كما يسوق الحادي‬
‫البل بحدائه )انتهى( والرعد هنا يحتمل الوجهين‪ ،‬وإن كان كونه اسما للملك‬
‫أظهر‪ ،‬وسيأتي تحقيق الرعد و البرق والسحاب في البواب التيخخة‪ .‬وصخخيغة‬
‫الجمع هنا تدل على أن الرعد اسم لنوع هذا الملك إن كان اسما لخخه‪ ،‬وإضخخافة‬
‫الزجل إلى الرعود بيانية إن أريد به الصخوت‪ ،‬ولميخة إن اريخد بخه الملخك‪" .‬‬
‫وإذا سخخبحت بخخه خفيفخخة السخخحاب التمعخخت صخخواعق الخخبروق " أقخخول‪ :‬النسخخخ‬
‫مختلفة في هذه الفقرة اختلفا فاحشا‪ ،‬ففي بعضها " سخخبحت بتشخخديد " البخخاء‪،‬‬
‫وفي بعضها بتخفيفها‪ ،‬و " حفيفة " في بعضها بالحاء المهملة والفائين‪ ،‬وفخخي‬
‫بعضها بالخاء المعجمة ثم الفاء ثم القاف وفخخي بعضخخها بالمهملخخة ثخخم الفخخاء ثخخم‬
‫القاف‪ .‬والسبح الجري والعخخوم‪ .‬والخفيخخف أنسخخب‪ ،‬وعلخخى التشخخديد يحتمخخل أن‬
‫يكون إشارة إلى قوله تعالى " هو الذي يسخخبح الرعخخد بحمخخده " قخخال الفيخخروز‬
‫آبادي‪ :‬سبح بالنهر وفيه كمنع سبحا وسخخباحة بالكسخخر عخخام‪ ،‬وأسخخبحه عخخومه‪.‬‬
‫وسبحان ال تنزيها له عن الصاحبة والولد‪ ،‬ونصبه على المصدر‪ ،‬أي أبخخرئ‬
‫ال من السوء براءة‪ .‬أو معناه السرعة إليه والخفخخة فخخي طخخاعته‪ .‬وقخخال‪ :‬حخخف‬
‫الفرس حفيفا سمع عند ركضه صوت‪ ،‬وكذلك الطائر والشخخجرة إذا صخخوتت‪.‬‬
‫وقال‪ :‬الخفخخق صخخوت النعخخل‪ ،‬وخفقخخت الرايخخة تخفخخق وتخفخخق خفقخخا وخفقانخخا ‪-‬‬
‫محركخخة ‪ :-‬اضخخطربت وتحركخخت‪ ،‬وخفخخق فلن‪ :‬حخخرك رأسخخه إذا نعخخس‪،‬‬
‫والطائر‪ :‬طخخار‪ ،‬و الخفقخخان ‪ -‬محركخخة ‪ :-‬اضخخطراب القلخخب‪ .‬وأخفخخق الطخخائر‪:‬‬
‫ضرب بجناحيه‪ .‬وفي النهاية‪ :‬خفق النعال صوتها‪ .‬وأما المهملخخة ثخخم الفخخاء ثخخم‬
‫القاف كما كان في نسخة ابن إدريس ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬بخطه فلخخم أجخخد لخخه معنخخى‬
‫فيما عندنا من كتب اللغة‪ ،‬ولعله من‬

‫]‪[229‬‬

‫طغيان القلم‪ .‬وفي الصحاح‪ :‬لمع البرق لمعا ولمعانا أي أضاء‪ ،‬والتمع مثله‪ .‬ول يخفي‬
‫أن هذه الفقرة من تتمة الكلم السابق‪ ،‬وليس وصف الملك الخخخر‪ ،‬و ضخخمير‬
‫" به " إما راجع إلى الملك‪ ،‬أو إلى زجره‪ ،‬أو إلى الزجخخل والبخخاء للمصخخاحبة‬
‫أو للسببية‪ ،‬وإضافة الخفيفة إلى السحاب على التقادير من إضافة الصفة إلخخى‬
‫الموصوف والتأنيث باعتبار جمعية السحاب‪ ،‬وإذا حمل على المصدر فإسناد‬
‫السبح إليه مجازي أو هو مؤول بذات الخفيفخخة‪ .‬وعلخخى المعجمخخة والفخخائين أي‬
‫السحاب الخفيفة سريعة )‪ (1‬السير‪ ،‬والحاصل على التقادير‪ :‬إذا زجرت )‪(2‬‬
‫بسبب الملك أو زجره‪ ،‬أو صخخوته السخخحاب ذات الصخخوت أو الضخخطراب أو‬
‫السرعة أضاءت الصواعق التي هي من جنخخس الخخبروق وأشخخدها‪ ،‬فالضخخافة‬
‫من قبيل " خاتم حديد " وربما يقال هو من إضخخافة الصخخفة إلخخى الموصخخوف‪،‬‬
‫أي الخخبروق المهلكخخة‪ .‬قخخال الجخخزري‪ :‬الصخخاعقة‪ :‬المخخوت وكخخل عخخذاب مهلخخك‬
‫وصيحة العذاب‪ ،‬والمحراق الذي بيد الملخخك سخخائق السخخحاب‪ ،‬ول يخخاتي علخخى‬
‫شئ إل أحرقه‪ ،‬أو نار تسخقط مخن السخماء‪ .‬وصخعقتهم السخماء كمنخع صخاعقة‬
‫مصدرا كالراعية أصابتهم بها )انتهى( وفي رواية ابن شاذان‪ :‬وإذا سخخاق بخخه‬
‫مخختراكم السخخحاب التمعخخت صخخواعق الخخبروق‪ " .‬ومشخخيعي الثلخخج والخخبرد‬
‫والهابطين مع قطر المطر إذا نزل " أي إذا نزل المطر إلخخى الرض ل عنخخد‬
‫نزوله إلى السخخحاب‪ ،‬ويحتمخل أن يكخون الضخمير راجعخخا إلخى كخل مخخن الثلخخج‬
‫والبرد والمطر لكنه بعيد وقال الوالد‪ :‬الظاهر أنخخه عليخخه السخخلم أراد بقخخوله "‬
‫إذا نزل " العموم‪ ،‬أي كلما نخزل‪ ،‬ليفيخد فخائدة يعتخد بهخا‪ ،‬وتغييخر العبخارة فخي‬
‫التشييع والهبوط إما لمحض التفنن‪ ،‬أو لن الغالب في الثلج والبرد فخخي أكخخثر‬
‫البلد أنهما للضرر‪ ،‬فلم ينسب الضرر إليهم صريحا بخلف المطر‪ .‬وأقول‪:‬‬
‫يمكن على ما سيأتي في الخبر أن البرد ينزل من السماء إلى السحاب فتخخذيبه‬
‫حتى تصير مطرا‪ ،‬أن يكون إشارة إلى ذلك‪ ،‬فإن الثلج والبرد يشايعونهما‬

‫)‪ (1‬السريعة )خ(‪ (2) .‬جرت )خ(‪.‬‬

‫]‪[230‬‬

‫من أول المر بخلف المطر‪ ،‬فإنهم يهبطون معه بعد الذوبان‪ ،‬أو يقخخال‪ :‬النكتخخة إسخخناد‬
‫الخير إلى ال والضرر إليهم‪ ،‬لن في التشييع نخخوع معاونخخة بخلف الهبخخوط‪.‬‬
‫أقول‪ :‬قد مر وسيأتي الخبار في تفاصيل تلك المور‪ " .‬والقوام على خزائن‬
‫الريخخاح " القخخوام جمخخع قخخائم ككفخخار وكخخافر‪ ،‬أي الحخخافظين لهخخا فخخي خزائنهخخا‬
‫المرسلين لهخخا قخخدر الحاجخخة بخخأمره تعخخالى ويمكخخن أن يكخخون كنايخخة عخخن كخخون‬
‫أسبابها بيدهم‪ ،‬وقيل‪ :‬كل ما ورد في الكتاب الكريم الريخخاح بلفخخظ الجمخخع فهخخو‬
‫في الخير كقوله تعخخالى " ويرسخخل الريخخاح مبشخخرات )‪ " (1‬وكلمخخا كخخان بلفخخظ‬
‫المفرد فهو للشر كقوله سبحانه " وأرسلنا عليهم الريح العقيم )‪ ." (2‬وأقخخول‪:‬‬
‫إذا اطخخردت القاعخخدة فخخي تلخخك العبخخارة فالنكتخخة فخخي تخصخخيص الخيخخر بالخخذكر‬
‫ظاهرة‪ ،‬وستأتي الخبار في أنواع ج ‪ 54‬؟ ؟ ؟ وأساميها وصفاتها في البخخاب‬
‫المختص بها‪ " .‬فل تزول أي الجبال بسبب حفظ الموكلين لهخخا‪ ،‬أو هخخم دائمخخا‬
‫فيها ل يزولون عنها‪ ،‬والول أظهر‪ " .‬والذين عرفتهم مثاقيل الميخخاه " الميخخاه‬
‫جمع الماء‪ ،‬وأصلها " ماه " وقيل " موه " ولهذا يرد إلخخى أصخخله فخخي الجمخخع‬
‫والتصغير‪ ،‬فيقال " مياه " و " مخخويه " و " أمخخواه " وربمخخا قخخالوا " أمخخواء "‬
‫بالهمزة‪ ،‬وماهت الركية كثر ماؤها " وكيل ما تحويه " أي مقدار مخخا تجمعخخه‬
‫وتحيط به " لواعج المطار " أي شدائدها ومضخخراتها " ومخخا تحخخرق النبخخات‬
‫وتخرب البنية " كما أفيد " وعوالجها " أي متراكماتها‪ ،‬قال السيد الخخداماد ‪-‬‬
‫رحمه ال ‪ :-‬اللواعج جمع لعجة أي مشتداتها القوية يقال‪ :‬لعجه المخخر إذا‬
‫اشتد عليه‪ ،‬والتعج من لعج الشوق ولخخواعجه ارتمخخض و احخخترق‪ ،‬وضخخرب‬
‫لعج أي شديد يلعج الجلد أي يحرقه‪ .‬وكذلك " عوالجها " جمع عالخخج يعنخخي‬
‫متلطماتها ومتراكماتها‪ ،‬وفي الحديث‪ :‬إن الدعاء ليلقى البلء فيعتلجخخان إلخخى‬
‫يوم القيامة‪ .‬يعني أن الدعاء في صعوده يلقى البلء في نزوله فيعتلجان‬

‫)‪ (1‬الروم‪ (2) .46 :‬الذاريات‪.41 :‬‬

‫]‪[231‬‬

‫قال في الفائق‪ :‬أي يصطرعان ويتدافعان وفي النهايخخة فخخي حخخديث الخخدعاء‪ :‬مخخا تحخخويه‬
‫عوالج الرمال‪ .‬هي جمع عالج وهو ما تراكخخم مخخن الرمخخل ودخخخل بعضخخه فخخي‬
‫بعخخض‪ " .‬ورسخخلك " جمخخع الرسخخول " مخخن الملئكخخة " بيخخان للرسخخل أو مخخن‬
‫للتبعيخخض‪ ،‬وقيخخل إن الملخخك اسخخم مكخخان‪ ،‬والميخخم فيخخه غيخخر أصخخلية بخخل زائدة‪،‬‬
‫فالصل " ملئك " ولذلك يجمع على الملئك والملئكة‪ ،‬نقلت حركخخة الهمخخزة‬
‫إلى اللم‪ ،‬ثم حذفت لكثرة الستعمال فقيل ملك‪ ،‬وقخخال بعضخخهم‪ :‬أصخخله مألخخك‬
‫بتقديم الهمزة من اللوكة الرسالة فقلبت الهمزة مكانا )‪ (1‬ثم حذفت في كخخثرة‬
‫الستعمال للتخفيف فقيل ملك‪ ،‬وجمع على الملئكة‪ ،‬وقد يحخخذف الهخخاء فيقخخال‬
‫ملئك‪ " .‬إلى أهل الرض " متعلق برسلك بمكروه ما ينزل " الباء للملبسة‬
‫أو السببية‪ ،‬أي بالذي ينزل‪ ،‬وهو مكروه للطباع‪ " .‬من البلء " بيان للمكروه‬
‫والنازل‪ ،‬وإنما سمي المكروه النازل على العباد بلء لبتلء ال تعالى العبخاد‬
‫وامتحانهم به هل يصبرون أم ل‪ ،‬وإن كان على المجاز " ومحبخخوب الرخخخاء‬
‫" عطف على مكروه‪ ،‬وهخخو أيضخخا مخخن إضخخافة الصخخفة إلخخى الموصخخوف‪ ،‬أي‬
‫الرخاء المحبوب‪ .‬وقيل‪ :‬الضافة بيانية‪ .‬والرخاء‪ :‬النعمة‪ ،‬يقال‪ :‬رجل رخخخي‬
‫البال‪ ،‬أي واسع الحال‪ ،‬والمراد إما نزولهخخم لصخخل حصخخول البلء والرخخخاء‬
‫وتسبب أسبابهما‪ ،‬أو للخبار بهما في ليلة القخخدر وغيرهخخا " والسخخفرة الكخخرام‬
‫البررة " السفرة‪ :‬كالكتبة لفظا ومعنى‪ ،‬جمع " سافر " والسخخفر الكتخخاب‪ ،‬قخخال‬
‫الجوهري‪ :‬السفرة‪ :‬الكتبة قال ال تعالى " بأيدي سخخفرة " )‪ (2‬وقخخد يظخخن أنخخه‬
‫جمع سفير‪ ،‬وهو المصلح بين الناس لكن الغخالب فخي جمخع السخفير السخفراء‪.‬‬
‫والكرام‪ :‬ضد اللئام وقيل‪ :‬الكرام علخخى الخ العخخزاء عليخخه‪ ،‬وقيخخل‪ :‬السخخخياء‬
‫الباذلين الستغفار للعباد مع تماديهم في العصيان‪ .‬والبررة‪ :‬التقياء‪ ،‬وقد مخخر‬
‫الكلم فيها‪ ،‬والمراد هنا الملئكة الكاتبون للوحي‪ ،‬المخؤدون إلخى غيرهخم‪ ،‬أو‬
‫الموكلون باللوح المحفوظ‪ .‬وقيل‪ :‬هم‬

‫)‪ (1‬كذا )ب(‪ (2) .‬عبس‪.15 :‬‬

‫]‪[232‬‬

‫الكاتبون لعمال العباد‪ ،‬وما بعده تأكيد له‪ ،‬ول يخلو مخخن بعخخد‪ ،‬إذ التأسخخيس أولخخى مخخن‬
‫التأكيد‪ .‬وأيضا الظخخاهر أنخخه إشخخارة إلخخى مخخا ورد فخخي اليخخة‪ ،‬وهخخو فخخي سخخياق‬
‫وصف القرآن كما عرفت سابقا‪ .‬ينفي هذا الدعاء ما مر من القوال في اليخة‬
‫سوى القول بأنهم الملئكخخة‪ " .‬والحفظخخة الكخخرام الكخخاتبين " إشخخارة إلخخى قخخوله‬
‫سبحانه " وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون مخخا تفعلخخون )‪ " (1‬وقخخال‬
‫الطبرسي ‪ -‬رحمه ال ‪ :-‬وإن عليكم لحافظين من الملئكة يحفظون عليكم ما‬
‫تعملون من الطاعات والمعاصي‪ ،‬ثم وصف الحفظة فقال‪ :‬كراما علخخى ربهخخم‬
‫كاتبين يكتبون أعمال بني آدم )انتهخخى( )‪ (2‬ويخخدل علخخى تعخخددهم لكخخل إنسخخان‬
‫قوله تعالى " عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفخظ مخخن قخخول إل لخديه رقيخب‬
‫عتيد " )‪ (3‬ويدل كثير من الخبار على أن ملئكة الليل غير ملئكة النهخخار‪،‬‬
‫كما ورد فخخي تفسخخير قخخوله تعخخالى " إن قخخرآن الفجخخر كخخان مشخخهودا )‪ " (4‬أي‬
‫تشهده ملئكة الليل وملئكة النهار‪ ،‬والحكمة في خلقهم وتوكيلهم على العبخخاد‬
‫مع كونه سبحانه أعلم بهم منهم كثيرة قد مخخر بعضخخها فخخي بعخخض الخبخخار‪" .‬‬
‫وملك الموت وأعخوانه " اسخم ملخك المخوت " عزرائيخل " ويخدل علخى أن لخه‬
‫أعوانا كما دلت عليه اليات والخبار‪ ،‬فإنه تعالى قخخال " ال خ يتخخوفى النفخخس‬
‫حين موتها " )‪ (5‬وقال سبحانه‪ " :‬قل يتوفيكم ملك الموت الذي وكل بكم " )‬
‫‪ (6‬وقال جل وعل‪ " :‬توفته رسلنا وهم ل يفرطخخون " )‪ (7‬وقخخال عزوجخخل )‬
‫‪ " (8‬الذين تتوفيهم‬
‫)‪ (1‬النفطار‪ (2) .12 - 10 :‬مجمع البيان‪ :‬ج ‪ ،10‬ص ‪ (3) .450‬ق‪) .18 - 17 :‬‬
‫‪ (4‬السراء‪ (5) .78 :‬الزمر‪ (6) :42 :‬الم السجدة‪ (7) .11 :‬النعام‪.61 :‬‬
‫)‪ (8‬النحل‪.32 :‬‬

‫]‪[233‬‬

‫الملئكة طيبين " )‪ (1‬وقخخال " الخخذين تتخخوفيهم الملئكخخة ظخخالمي أنفسخخهم " )‪ (2‬وروى‬
‫الصدوق في التوحيد أن أمير المؤمنين عليه السلم قخال فخي جخواب الزنخديق‬
‫المدعي للتناقض في القرآن المجيد حيث سأل عن هخخذه اليخخات‪ :‬إن الخ يخخدبر‬
‫المور كيف يشاء ويوكل من خلقه من يشاء بما يشاء‪ ،‬أمخخا ملخك المخوت فخإن‬
‫ال عزوجل يوكله بخاصة من يشاء مخخن خلقخخه‪ ،‬ويوكخخل رسخخله مخخن الملئكخخة‬
‫خاصخخة بمخخن يشخخاء مخخن خلقخخه ]تبخخارك وتعخخالى والملئكخخة الخخذين سخخماهم الخ‬
‫عزوجل يوكلهم )‪ (1‬بخاصة من يشاء مخخن خلقخخه[ والخ تعخخالى يخخدبر المخخور‬
‫كيف يشاء )‪ .(2‬وروى الطبرسي ‪ -‬رحمه ال خ ‪ -‬هخخذا الخخخبر فخخي الحتجخخاج‪:‬‬
‫والجواب فيه هكذا‪ :‬هو تبارك وتعالى أجل وأعظم من أن يتولى ذلك بنفسخخه‪،‬‬
‫وفعل رسله وملئكته فعله‪ ،‬لنهم بخخأمره يعملخخون‪ ،‬فاصخخطفى جخخل ذكخخره مخخن‬
‫الملئكة رسل وسفرة بينه وبين خلقه‪ ،‬وهم الذين قال ال فيهم " ال يصطفي‬
‫من الملئكة رسخل ومخن النخاس " فمخن كخان مخن أهخل الطاعخة تخولت قبخض‬
‫روحه ملئكخخة الرحمخخة‪ ،‬ومخخن كخان مخخن أهخخل المعصخية تخخولت قبخخض روحخه‬
‫ملئكة النقمخخة‪ ،‬ولملخخك المخخوت أعخخوان مخخن ملئكخخة الرحمخخة وملئكخخة النقمخخة‬
‫يصدرون عن أمره‪ ،‬وفعلهم فعلخخه‪ ،‬وكخخل مخخا يخخأتونه منسخخوب إليخخه‪ ،‬وإذا كخخان‬
‫فعلهم فعل ملك الموت وفعل ملك الموت فعل ال لنه يتوفى النفس على يخخد‬
‫من يشاء‪ ،‬ويعطي ويمنع ويثيب ويعاقب على يخخد مخخن يشخخاء وإن فعخخل أمنخخائه‬
‫فعله كما قخخال " ومخخا تشخخاؤون إل أن يشخخاء الخ " )‪ .(3‬وروى الصخخدوق فخخي‬
‫الفقيه عن الصادق عليه السلم أنه قال في ذلك‪ :‬إن ال تبخخارك وتعخخالى جعخخل‬
‫لملك الموت أعوانا من الملئكة يقبضون الرواح بمنزلخخة صخخاحب الشخخرطة‬
‫له أعوان من النس يبعثهخخم فخخي حخخوائجه‪ ،‬فتتخخوفيهم الملئكخخة ويتخخوفيهم ملخخك‬
‫الموت عن الملئكة مع ما يقبض هو‪ ،‬ويتوفاهم ال عزوجل عن ملك الموت‬
‫)‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬النحل‪ (2) .28 :‬في المصدر‪ :‬وكلهم‪ (3) .‬التوحيد‪ (4) .193 :‬الحتجاج‪129 :‬‬
‫والية هي الية )‪ (30‬من سورة الدهر‪ (5) .‬الفقيه‪.33 :‬‬

‫]‪[234‬‬
‫" ومنكر ونكير‪ ،‬ومبشر وبشير " الخيران لم يكونا في أكثر الروايات‪ ،‬و قد مخخر فخخي‬
‫كتاب المعاد أن السماء لملكين أو لنوعين من الملئكة يأتيان الميت فخخي فخخي‬
‫قبره للسؤال عن العقائد‪ ،‬أو عن بعض العمال أيضا‪ ،‬فخخإن كخخان مؤمنخخا أتيخخاه‬
‫في أحسن صورة فيسميان مبشرا وبشيرا‪ ،‬وإن كان كافرا أو مخالفا أتياه فخخي‬
‫أقبح صورة فيسميان منكرا ونكيرا‪ .‬ويحتمل مغايرة هذين النخخوعين للوليخن‪،‬‬
‫لكخخن ظخخاهر أكخخثر الخبخخار التحخخاد‪ ،‬ويؤيخخده تخخرك الخريخخن هنخخا فخخي أكخخثر‬
‫الروايات‪ ،‬بل في أكثر الخبار عبر عنهما بمنكر ونكير للمؤمن وغيره‪ ،‬وقد‬
‫مضت الخبار فخي ذلخك‪ .‬وتحقيخق القخول فيخه فيمخن يسخأل وفيمخا يسخأل عنخه‬
‫وكيفيخخة الحيخخاء والسخخؤال قخخد مخخر فخخي المجلخخد الثخخالث فل نعيخخدها حخخذرا مخخن‬
‫التكخخرار‪ " .‬ورومخخان فتخخان القبخخور " أي ممتحخخن القبخخور والمختخخبر فيهخخا فخخي‬
‫السمألة‪ ،‬ولم أر ذكر هذا الملك في أخبارنا المعتبرة سوى هخخذا الخخدعاء‪ ،‬وهخخو‬
‫مذكور في أخبار المخالفين روى مؤلف كتاب زهرة الريخخاض عخخن عبخخد ال خ‬
‫بن سلم أنه قال‪ :‬سألت رسول ال عن أول ملك يدخل في القبر علخخى الميخخت‬
‫قبل منكر ونكير‪ ،‬قال صلى ال عليه وآله‪ :‬يخخا ابخخن سخخلم يخخدخل علخخى الميخخت‬
‫ملخخك قبخخل أن يخخدخل نكيخخر ومنكخخر يتلل وجهخخه كالشخخمس اسخخمه " رومخخان "‬
‫فيدخل على الميت‪ ،‬فيدخل روحه ثم يقعده فيقول ]له[‪ :‬اكتخخب مخخا عملخخت مخخن‬
‫حسنة وسيئة‪ .‬فيقول‪ :‬بأن شئ أكتب ؟ أين قلمي ؟ وأين دواتي ؟ فيقول‪ :‬قلمك‬
‫إصبعك‪ ،‬ومخخدادك ريقخخك‪ ،‬اكتخخب‪ .‬فيقخخول‪ :‬علخخى أي شخخئ أكتبخخه و ليخخس معخخي‬
‫صحيفة ؟ قال‪ :‬فيمزق قطعة من كفنه فيقول‪ :‬اكتب فيها‪ ،‬فيكتب ما عمخخل فخخي‬
‫الدنيا من حسنة‪ ،‬فإذا بلغ سيئة استحيى منه‪ ،‬فيقول لخخه الملخخك‪ :‬يخخا خخخاطئ أفل‬
‫كنت تستحيي من خالقك حيث عملتها في الدنيا والن تستحيي منخي ؟ فيكتخب‬
‫فيها جميع حسناته وسيآته‪ ،‬ثخخم يخخأمره أن يطخخويه ويختمخخه‪ ،‬فيقخخول‪ :‬بخخأي شخخئ‬
‫أختمه و ليس معي خاتم ؟ فيقول‪ :‬اختمها بظفرك‪ ،‬ويعلقها في عنقه إلخخى يخخوم‬
‫القيامة كما قال ال تعالى " وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ‪ -‬الية ‪ " -‬ثم‬
‫يدخل بعد ذلك منكر ونكير‪.‬‬

‫]‪[235‬‬

‫وروى شاذان بن جبرئيل ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في كتاب الفضائل عن أصخخبغ بخخن نبخخاته قخخال‪:‬‬
‫إن سلمان ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬قال لي‪ :‬اذهب بي إلى المقبرة‪ ،‬فإن رسخخول ال خ‬
‫صلى ال عليه وآله قال لي‪ :‬يا سلمان ! سخخيكلمك ميخخت إذا دنخخت وفاتخك‪ .‬فلمخا‬
‫ذهبت به إليها ونادى الموتى أجابه واحد منهم‪ ،‬فسخخأله سخخلمان عمخخا أرى مخخن‬
‫الموت وما بعده فأجابه بقصص طويلة‪ ،‬وأهوال جليلة وردت عليه ‪ -‬إلخخى أن‬
‫قال ‪ :-‬لما ودعني أهلى وأرادوا النصراف من قبري أحذت في الندم فقلخخت‪:‬‬
‫يا ليتني كنت من الراجعين ! فأجابني مجيب من جانب القبر‪ :‬كل ! إنها كلمة‬
‫هو قائلها ومن ورائهم برزح إلى يوم يبعثون‪ .‬فقلت له‪ :‬مخخن أنخخت ؟ قخخال‪ :‬أنخخا‬
‫منبه أنا ملك وكلني الخ عزوجخخل بجميخخع خلقخخه لنبههخخم بعخخد ممخخاتهم ليكتبخخوا‬
‫أعمالهم على أنفسهم بين يدي ال عزوجل‪ ،‬ثم إنه جذبني وأجلسني وقال لي‪:‬‬
‫اكتب عملك‪ ،‬فقلت‪ :‬إني ل أحصيه‪ .‬فقال لي‪ :‬أما سمعت قول ربك " أحصخخاه‬
‫ال ونسوه " ثم قال لي‪ :‬أكتب وأنا أملي عليك فقلت‪ :‬أين البيخخاض ؟ فجخخذب )‬
‫‪ (1‬جانبا من كفني‪ ،‬فإذا هو ورق فقال‪ :‬هذه صحيفتك‪ ،‬فقلت‪ :‬من أيخخن القلخخم ؟‬
‫فقال‪ :‬سبابتك‪ ،‬قلت‪ :‬من أين المداد ؟ قال‪ :‬ريقك‪ ،‬ثم أملى علخخي مخخا فعلتخخه فخخي‬
‫دار الدنيا‪ ،‬فلم يبق من أعمالي صغيرة ول كبيرة إل أملها كما قال تعخخالى "‬
‫ويقولون يا ويلتنا مخخا لهخخذا الكتخخاب ل يغخخادر صخخغيرة ول كخخبيرة إل أحصخخاها‬
‫ووجدوا ما عملخخوا حاضخخرا ول يظلخخم ربخخك أحخخدا )‪ " (2‬ثخخم إنخخه أخخخذ الكتخخاب‬
‫وختمه بخاتم وطوقه في عنقي فخيل لي أن جبال الدنيا جميعخخا قخخد طخخو قوهخخا‬
‫في عنقي فقلت له‪ :‬يا منبه ! ولم تفعل بي كذا ؟ قخال‪ :‬ألخم تسخمع قخول ربخك "‬
‫وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشخخورا‬
‫اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )‪ " (3‬فهذا تخاطب به يخخوم القيامخخة‬
‫ويؤتى بك وكتابك بين عينيك منشورا تشهد فيه على نفسك‪ .‬ثم انصرف عني‬
‫‪ -‬تمام الخبر ‪.-‬‬

‫)‪ (1‬الظاهر " حذ " بالحاء المهملة والذال المعجمة المشددة بمعنى قطع‪ (2 ) .‬الكهف‪:‬‬
‫‪ (3) .50‬السراء‪.14 - 13 :‬‬

‫]‪[236‬‬

‫وفي رواية ابن شاذان " ومنكر ورومان فتان القبخخور " وسخخائر الفقخخرات فيهخخا بخخالرفع‬
‫على سياقة )‪ (1‬صدر الدعاء " والطخخائفين بخخالبيت المعمخخور " قخخدمر وصخخف‬
‫البيت وطائفية " ومالك والخزنة " أي خزان النار من الملئكة الموكلين بهخخا‬
‫وبتعذيب أهلها ومالك رئيسهم‪ .‬ورضوان بالكسر وفخخي بعخخض النسخخخ بالضخخم‬
‫وهخخو اسخخم رئيخخس خزنخخة الجنخخان وخخخدمتها‪ ،‬والمشخخهور فخخي السخخم الكسخخر‬
‫والمصدر‪ ،‬وجاء بهما في القرآن و اللغة‪ " .‬وسدنة الجنان " أي خدمتها‪ ،‬فخخي‬
‫القاموس‪ :‬سدن سدنا وسدانة‪ :‬خدم الكعبة أو بيت الصنم وعمل الحجابة‪ ،‬فهخخو‬
‫سادن والجمع سدنة‪ " .‬والذين ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون ما يخخؤمرون‬
‫" عطف تفسير لقوله " مالك والخزنة " إشخخارة إلخخى قخخوله سخخبحانه " يخخا أيهخخا‬
‫الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس والحجخخارة عليهخخا ملئكخخة‬
‫غلظ شداد ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون مخخا يخخؤمرون " )‪ " .(2‬والخخذين‬
‫يقولون " عطف تفسير لقوله " رضوان وسدنة الجنان " فالنشر على ترتيب‬
‫اللف‪ ،‬ويحتمل أن يكون هذا حال بعض سدنة الجنان‪ ،‬فيكون تخصيصخخا بعخخد‬
‫التعميم‪ ،‬كذكر الزبانية بعد خزنة النيران‪ .‬وتقديم أحوال أهل النخخار فيهمخخا لن‬
‫الخوف أصلح بالنسبة إلى غالب الناس مخخن الرجخخاء لغلبخخة الشخخهوات الداعيخخة‬
‫إلى ارتكاب السيئات عليهم " سلم عليكم " إشارة إلى قوله تعالى في وصف‬
‫أهل الجنة " والملئكة يدخلون عليهم من كل بخخاب سخخلم عليكخخم بمخخا صخخبرتم‬
‫فنعخخم عقخخبى الخخدار )‪ " (3‬وقخخال البيضخخاوي‪ " :‬سخخلم عليكخخم " بشخخارة بخخدوام‬
‫السلمة " بما صبرتم " متعلق بعليكم أو بمحذوف‪ ،‬أي هخخذا بمخخا صخخبرتم‪ ،‬ل‬
‫بسلم فإن الخبر فاصل‪ .‬والباء للسببية أو البدلية )‪ " .(4‬فنعخخم عقخخبى الخخدار "‬
‫العقبى‪ :‬الجزاء‪ ،‬أي نعم العقبى عقبى الدار لكم خاصة أيها المؤمنون‪ ،‬وروى‬
‫الكليني وعلي بن إبراهيم بأسانيد معتبرة عن أبي جعفر‬

‫)‪ (1‬سياق )ظ(‪ (2) .‬الرعخخد‪ 23 :‬و ‪ (3) 14‬التحريخخم‪ (4) .6 :‬انخخوار التنزيخخل‪ :‬ج ‪،1‬‬
‫ص ‪.622‬‬

‫]‪[237‬‬

‫عليه السلم في وصف حال المتقين في القيامة وبعد دخولهم الجنة قال‪ :‬ثخخم يبعخخث الخ‬
‫إليه ألف ملك يهنئونه بالجنة ويزوجونه الحوراء )‪ .(1‬قخخا‪ :‬فينتهخخون إلخخى أول‬
‫باب من جنانه‪ ،‬فيقولون للملك الموكل بخخأبواب جنخخانه )‪ :(2‬اسخختأذن لنخخا علخخى‬
‫ولي ال‪ ،‬فإن ال بعثنا إليه نهنئه )‪ .(3‬فيقول لهم الملك‪ :‬حخختى أقخخول للحخخاجب‬
‫فيعلمه مكانكم‪ ،‬قال‪ :‬فيدخل الملخخك إلخخى الحخخاجب وبينخخه وبيخخن الحخخاجب ثلث‬
‫جنان حتى ينتهي إلى أول باب فيقول للحاجب‪ :‬إن علخخى بخخاب العرصخخة ألخخف‬
‫ملك أرسلهم رب العخخالمين ليهنخخؤا )‪ (4‬ولخخي الخ وقخخد سخخألوا أن آذن )‪ (5‬لهخخم‬
‫عليه‪ ،‬فيقول الحاجب‪ :‬إنه ليعظم علي أن أستأذن لحد على ولي ال وهو مخخع‬
‫زوجته الحوراء‪ .‬قخخال‪ :‬وبيخخن الحخخاجب وبيخخن ولخخي الخ جنتخخان‪ ،‬قخخال‪ :‬فيخخدخل‬
‫الحاجب إلى القيم فيقول له‪ :‬إن على باب العرصة )‪ (6‬ألف ملك أرسلهم رب‬
‫العزة يهنؤن ولي ال فاستأذن‪ (7) ،‬فيقدم )‪ (8‬القيم إلى الخدام فيقول لهخخم‪ :‬إن‬
‫رسل الجبار على باب العرصة )‪ (9‬وهم ألف ملك أرسخخلهم الخ يهنئون ولخخي‬
‫ال فأعلموه بمكانهم‪ ،‬قال‪ :‬فيعلمونه فيؤذن للملئكخخة فيخخدخلون علخخى ولخخي الخ‬
‫وهو في الغرفة ولها ألف باب‪ ،‬وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل به‪ ،‬فإذا‬
‫أذن للملئكة بالدخول على ولي ال فتح كل ملك بابه الموكخخل )‪ (10‬بخخه قخخال‪:‬‬
‫فيدخل القيم كل ملك من باب من أبواب الغرفة‪ ،‬قال‪ :‬فيبلغونه رسخخالة الجبخخار‬
‫جل وعز‪ ،‬وذلك قول ال عزوجل " و‬

‫)‪ (1‬في المصدرين‪ :‬بالحوراء )‪ (2‬في تفسير علي بن ابراهيم‪ :‬الجنان‪ (3) .‬فيه ايضا‪:‬‬
‫مهنئين‪ (4) .‬فيه ايضا‪ :‬يهنئون‪ (5) .‬فخخي تفسخخير القمخخي‪ :‬اسخختأذن‪ (6) .‬فيخخه‪:‬‬
‫الغرفة‪ (7) .‬في المصدرين‪ :‬فاستأذن لهم‪ (8) .‬في الكافي‪ :‬فيتقخخدم‪ (9) .‬فخخي‬
‫تفسير القمي‪ :‬الغرفة‪ (10) .‬فيه‪ :‬الذي قد وكل به‪.‬‬

‫]‪[238‬‬
‫الملئكة يدخلون عليهم من كل باب )‪] " (1‬أي[ من أبواب الغرفة " سخخلم عليكخخم " ‪-‬‬
‫إلى آخر الية " قال‪ :‬وذلك قوله عزوجل " وإذا رأيت ثم رأيت نعيمخخا وملكخخا‬
‫كبيرا )‪ " (2‬يعني بذلك ولي ال‪ ،‬وما هو فيخخه مخخن الكرامخخة والنعيخخم‪ ،‬والملخخك‬
‫العظيم الكبير أن الملئكة من رسل ال عز ذكره يستأذنون عليه فل يخخدخلون‬
‫عليه إل بأذنه‪ ،‬فذلك الملك العظيم الكخخبير ‪ -‬الخخخبر ‪ " .(3) -‬والزبانيخخة الخخذين‬
‫إذا قيل لهم خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه " الزبانية هم الملئكة التعسة عشخخر‬
‫الموكلون بالنار‪ ،‬وهم الغلظ الشخخداد‪ ،‬قخال الجخخوهري‪ :‬الزبانيخخة عنخخد العخخرب‬
‫الشرط وسمي بذلك بعض الملئكة لدفعهم أهل النار إليها‪ ،‬قال الخفش‪ :‬قخخال‬
‫بعضهم‪ :‬واحدها زباني‪ ،‬وقخخال بعضخخهم‪ :‬زابخخن‪ ،‬وقخخال بعضخخهم‪ :‬زبنيخخة مثخخال‬
‫عفرية‪ ،‬وقال‪ :‬والعرب ل تكاد تعرف هذا وتجعله من الجمع الذي ل واحد له‬
‫مثل أبابيل وعباديد‪ .‬وقال‪ :‬صليت اللحم وغيره أصليه صليا مثل رميته رميخخا‬
‫إذا شويته‪ .‬وفي الحديث " إنه أتخخي بشخخاة مصخخلية " أي مشخخوية‪ .‬ويقخخال أيضخخا‬
‫صليت الرجل نارا إذا أدخلته النخار وجعلتخه يصخلها‪ ،‬فخإن ألقيتخه فيهخا إلقخاء‬
‫كأنك تريد الحراق قلت‪ :‬أصليته باللف وصليته تصخخلية‪ .‬وقخخرئ " ويصخخلى‬
‫سعيرا " ومن خفف فهو من قولهم صلى فلن النار ‪ -‬بالكسر ‪ -‬يصلى صليا‪:‬‬
‫احترق‪ .‬ويقال أيضا صلى بالمر إذا قاسى حره وشدته‪ " .‬ابتدروه سخخراعا "‬
‫أي حالكونهم مسرعين جمع سخخريع " ولخخم ينظخخروه " أي لخخم يمهلخخوه " ومخخن‬
‫أوهمنا ذكره " أي الملئكة الذين تركنا ذكرهخخم علخخى الخصخخوص وإن كخخانوا‬
‫داخلين في العموم‪ .‬قال الجوهري‪ :‬أو همت الشئ تركته كله‪ ،‬يقال أو هم مخخن‬
‫الحساب مائة أي أسقط‪ ،‬وأوهم من صلوته ركعة‪ " .‬ولخخم نعلخخم مكخخانه منخخك "‬
‫أي منزلته عندك أو نسبته إلى عرشك " وبأي أمر وكلته " عطف على قخخوله‬
‫" مكانه " والظرف متعلق بوكلته قدم عليه لمزيد الهتمام‪ ،‬لن‬

‫)‪ (1‬الرعد‪ (2) .23 :‬الدهر‪ (3) .20 :‬روضة الكافي‪ ،98 :‬تفسير القمي‪.576 :‬‬

‫]‪[239‬‬

‫المجهول هذا القيد ل أصل التوكيل‪ ،‬والمعنخى‪ :‬ولخم نعمخل توكيلخك إيخاه بخأي أمخر مخن‬
‫امورك‪ .‬وفيه بعض المنافخاة لمخخا يظهخر مخن أكخثر الخبخار مخخن سخعة علمهخخم‬
‫عليهم السلم‪ ،‬و اطلعهم على جمع العخخوالم أو المخلوقخخات‪ ،‬وأن ال خ أراهخخم‬
‫ملكوت الرضين والسماوات إل أن يقال إنه عليه السلم قال ذلك على سبيل‬
‫التواضع والتذلل‪ ،‬أو المعنى ل نعلمهم من ظخاهر الكتخاب والسخنة وإن علمنخا‬
‫مخخن جهخخة أخخخرى ل مصخخلحة فخخي إظهارهخخا‪ ،‬أو ل ‪ -‬نعلخخم فخخي هخخذا الخخوقت‬
‫خصوص مكانه وعمله‪ ،‬فإنه ل استبعاد في عدم علمهم عليهم السلم ببعخخض‬
‫تلك الخصوصيات الحادثة‪ ،‬أو قال عليه السلم ذلك بلسخخان غيخخره ممخخن يتلخخو‬
‫الدعاء‪ ،‬فإنه عليه السلم جمع الدعية وأملها لذلك‪ ،‬بل هو من أعظم نعمهم‬
‫على شيعتهم صلوات الخ عليهخخم‪ " .‬وسخخكان الهخخواء والرض والمخخاء " يخخدل‬
‫على أن لكل منها سكانا من الملئكة كما روى الشيخ بسنده عن أبي عبد الخخ‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السخخلم‪ :‬إنخخه نهخخى أن يبخخول الرجخخل‬
‫في الماء الجاري إل من ضرورة‪ ،‬وقخال‪ :‬إن للمخاء أهل‪ .‬وفخي وصخية النخبي‬
‫صلى ال عليه وآلخخه لعلخخي عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬كخخره الخ لمخختي الغسخخل تحخخت‬
‫السخخماء إل بمئزر وكخخره دخخخول النهخخار إل بمئزر‪ ،‬فخخإن فيهخخا سخخكانا مخخن‬
‫الملئكة‪ .‬وفي رواية أخرى رواها الصدوق فخخي المجخخالس قخال‪ :‬فخخي النهخخار‬
‫عمار وسكان من الملئكة‪ .‬وروى أيضا فخخي العلخخل بإسخخناده عخخن أبخخي جعفخخر‬
‫عليه السلم قخخال‪ :‬إن الخ عزوجخخل وكخخل ملئكخخة بنبخخات الرض مخخن الشخخجر‬
‫والنخل فليس من شجرة ول نخلة إل ومعهخا مخن الخ عزوجخل ملخك يحفظهخا‬
‫وما كان فيها‪ ،‬ولول أن معهخخا مخخن يمنعهخخا لكلهخخا السخخباع وهخخوام الرض إذا‬
‫كان فيها ثمرها ‪ -‬الخبر ‪ " .(1) -‬ومن منهم على الخلق " أي الملئكة الخخذين‬
‫هم مع الخلق أو مستولون عليهم أو موكلون بهخخم مخخن جملخخة سخخائر الملئكخخة‪،‬‬
‫وهم أصناف شتى قدمر أكثرها كالمعقبات‪ ،‬ومن يثني برقبة المتخلخخي ليعتخخبر‬
‫بما صار إليه طعامه‪ ،‬والمشيعين لعائد المريض ولزائر المؤمن‪ ،‬ومخخن يخخأتي‬
‫منهم للسؤال ابتلء‪ ،‬ومن يمسح‬

‫)‪ (1‬علل الشرائع‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.363‬‬

‫]‪[240‬‬

‫يده على قلب المصاب ليسكنه‪ ،‬والموكلين بالدعاء للصائمين‪ ،‬والخخذين يمسخخحون وجخخه‬
‫الصائم في شدة الحر ويبشرونه والملئكة الساكنين فخخي حخخرم حخخائر الحسخخين‬
‫عليه السلم يشيعون الزائرين ويعخخودون مرضخخاهم ويؤمنخخون علخخى دعخائهم‪،‬‬
‫والخخذين يخخدفعون وسخخاوس الشخخياطين عخخن المخخؤمنين وأمثخخال ذلخخك كخخثيرة فخخي‬
‫الخبار‪ .‬وهذا بناء على أن الخلق بمعنى المخلوق‪ ،‬ويمكن حمله على المعنى‬
‫المصدري‪ ،‬فيكون إشارة إلى ما روي في أخبار كثيرة أن ل ملكين خلقيخخن‪،‬‬
‫فإذا أراد أن يخلق خلقا أمر أولئك الخلقين فأخذوا مخخن التربخخة الخختي قخخال الخ‬
‫تعالى في كتابه " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تخخارة أخخخرى " )‬
‫‪ (1‬فعجنوها في النطفة المسكنة في الرحم‪ ،‬فإذا عجنت النطفة بالتربة قال‪ :‬يا‬
‫رب ما تخلق ؟ قال‪ :‬فيوحي ال تبارك وتعالى ما يريد مخخن ذلخخك ‪ -‬الخخخبر ‪" -‬‬
‫فصل عليهم يوم تأتي كل نفس " " يوم " ظرف للصخلوة‪ ،‬وربمخا يخومئ إلخى‬
‫أن هذا الحكم يعم الملئكخخة أيضخخا غيخخر السخخائق و الشخخهيد‪ ،‬وذكخخر اليخخوم بهخخذا‬
‫الوصف لبيان أن الملئكة في هذا اليوم أيضا لهم أشغال عظيمة‪ ،‬أو لبيان أن‬
‫هذا اليخخوم يخخوم الحتيخخاج إلخخى الملئكخخة " معهخخا سخخائق وشخخهيد " همخخا ملكخخان‬
‫أحدهما يسوقه إلى المحشر‪ ،‬والخر يشخخهد بعملخخه‪ ،‬وقيخخل‪ :‬ملخخك واحخخد جخخامع‬
‫للوصفين‪ ،‬وقيل‪ :‬السخخائق كخخاتب السخخيئات‪ ،‬والشخخهيد كخخاتب الحسخخنات‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫السائق نفسخخه‪ ،‬والشخخهيد جخخوارحه وأعمخخاله‪ ،‬ومحخخل " معهخخا " النصخخب علخخى‬
‫الحالية من " كل " لضافته إلى ما هو في حكخخم المعرفخخة‪ ،‬ذكخخره البيضخخاوي‬
‫عند قوله تعالى " وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد " وفي بعض النسخخخ "‬
‫قائم " مكان السائق والسائق أوفق بالية‪ ،‬ول يتغير المعنى‪ ،‬إذ المراد بالقخخائم‬
‫من يقوم بأمره و يسوقه إلى محشره‪ ،‬ولعل المراد أقل من يكون مع كل أحد‪،‬‬
‫أو المراد بهما الجنس‪ ،‬إذ ورد في كثير من الخبار أنه يشخخايع الخيخخار آلف‬
‫من الملئكة‪ ،‬و مع بعض الشرار أيضا كذلك لشدة تعخخذيبهم‪ ،‬وكخخذا الشخخهداء‬
‫من الملئكة في أكثر الخبار أكثر من واحد‪ " .‬وصل عليهم " تأكيد لما سبق‬
‫" صلوة تزيدهم كرامة‬

‫)‪ (1‬طه‪.55 :‬‬

‫]‪[241‬‬

‫على كرامتهم " أي تصير سببا لمزيخخد قخخدرهم ومنزلتهخخم عنخخد ربهخخم " وطهخخارة علخخى‬
‫طهارتهم " أي موجبا لمزيد عصمتهم وتقدسهم وتنزههم وإن كانت العصخخمة‬
‫عن الكبائر والصغائر لزمة لهم‪ .‬ويمكن أن يكون فائدة هخخذا الخخدعاء راجعخخة‬
‫إلينا ل إليهم " اللهم وإذا صليت " في بعض النسخخخ " إذ " بخخدون اللخخف و "‬
‫عليهم " مكان " علينا " فعلى الول المعني‪ :‬كل وقت صليت عليهم وبلغتهخخم‬
‫صلواتنا عليهم فصل علينا وارحمنا بسخخبب أنخخك وفقتنخخا لخخذلك‪ ،‬وصخخرنا سخخببا‬
‫لهذه الرحمة‪ .‬وأيضا الجواد الكريم يشفع كخخل نعمخخة منخخه بخخأخرى‪ ،‬ول يكتفخخي‬
‫بواحخدة منهخا‪ .‬وعلخى النسخخة الخخرى المعنخى‪ :‬لمخا صخليت عليهخم وبلغتهخم‬
‫صلوتنا عليهم فصل عليهم تارة أخرى بسبب أنهم صاروا سببا لتوفيقك إيانخخا‬
‫للصلوة عليهم‪ ،‬وحسن القول فيهم‪ .‬وفي بعض النسخ " إذ " و " علينا " وهو‬
‫أظهر‪ .‬والجواد في أسمائه تعالى هو الذي ل يبخخخل بعطخخائه‪ ،‬ويعطخخي كل مخخا‬
‫يستحقه‪ ،‬والكريم فيها هو الجخخواد المعطخخي الخخذي ل ينفخخد عطخخاؤه‪ ،‬أو الجخخامع‬
‫لنخخواع الخيخخر والشخخرف والفضخخائل‪ .‬والكريخخم أيضخخا الصخخفوح‪ .‬وأقخخول‪ :‬إنمخخا‬
‫أوردت هذا الدعاء الشريف هنخخا وأعطيخخت فخخي شخخرحه بعخخض البسخخط لكخخونه‬
‫فذلكة لسائر الخبار واليات الواردة في أصخخنافهم ودرجخخاتهم ومراتبهخخم مخخع‬
‫تواتره سندا ومتانته لفظا ومعنى‪ .‬وقال النيسابوري في تفسيره‪ :‬روي أن بني‬
‫آدم عشر الجن‪ ،‬والجن وبنو آدم عشخخر حيوانخخات الخخبر‪ ،‬وهخخؤلء كلهخخم عشخخر‬
‫الطيور‪ ،‬وهؤلء عشر حيوان البحر وكلهم عشخخر ملئكخخة الرض المخخوكلين‬
‫بها‪ ،‬وكل هؤلء عشر ملئكة سماء الدنيا وكل هخخؤلء عشخخر ملئكخخة السخخماء‬
‫الثانية‪ ،‬وعلى هذا الترتيب إلى الملئكة السماء السابعة‪ .‬ثخخم الكخخل فخخي مقابلخخة‬
‫الكرسي نزر قليل‪ ،‬ثم كل هؤلء عشر ملئكة السرادق الواحد من سخخرادقات‬
‫العرش التي عددها سخختمائة ألخخف‪ ،‬طخخول كخخل سخخرادق و عرضخخه وسخخمكه إذا‬
‫قوبلت به السماوات والرض وما فيها فإنهخا كلهخا يكخون شخيئا يسخيرا وقخدرا‬
‫قليل‪ ،‬وما مقدار موضع قدم إل وفيه ملك ساجد أو راكع أو قخخائم‪ ،‬لهخخم زجخخل‬
‫بالتسبيح والتقديس‪ ،‬ثم كل هؤلء في مقابلة الملئكة الذين يحومون حول‬

‫]‪[242‬‬

‫العرش كالقطرة في البحر‪ ،‬ول يعرف عددهم إل ال‪] ،‬ثم[ مخخع هخخؤلء ملئكخخة اللخخوح‬
‫الذين هم أشخياع إسخرافيل‪ ،‬والملئكخة الخذين هخم جنخود جبرائيخل‪ ،‬وهخم كلهخم‬
‫سامعون مطيعون‪ ،‬ل يستكبرون عن عبادته ول يسأمون‪ .‬فائدة‪ :‬قخخال بلينخخاس‬
‫في كتاب " علل الشياء "‪ :‬إن الخخخالق عزوجخخل لمخخا ضخخرب الخلقخخة بعضخخها‬
‫ببعض وطال مكثها خلق الرواح المتفكرة القادرة‪ ،‬فخلقهن من حرارة الريح‬
‫ونور النار‪ ،‬فمنهم خلق خلقوا من حر الريح الباردة‪ ،‬ومنهم خلخخق خلقخخوا مخخن‬
‫نور النار الحارة‪ ،‬ومنهم خلق خلقخخوا مخخن حركخخة المخخاء البخخارد‪ ،‬ومنهخخم خلخخق‬
‫خلقوا من حركة الماء الحار‪ ،‬ومنهم خلق خلقوا من المخاء المالخح‪ ،‬فخلخخق الخ‬
‫الخلقة العلوية من هذه الثلث طبائع وليس فيهم من طبيعة التراب شئ‪ ،‬ومن‬
‫خلق منهم في السفل فإنها خلقت من الطبائع الثلث التي ذكرت مفردات غير‬
‫مركبات‪ ،‬إذ لو كخخانوا مركخخبين إذا لدركهخخم المخخوت والفخختراق‪ ،‬فهخخذه جميخخع‬
‫أجناس المتفكرة من الملئكة والجن والشياطين وسكان الريح الباردة والبحر‬
‫والرض السود والبيض‪ ،‬والكواكب العلوية تشخخرق بنورهخخا عليهخخم‪ ،‬فتتصخخل‬
‫أنوارهم بنورها ول يشغلون مكانا لنهم نور‪ ،‬ول يأخذون مكان غيرهم فهخخم‬
‫ملؤوا الطبائع يدبرونها ويقبلون عليها‪ ،‬وكخخل طبيعخخة مخخن الطبخخائع فيهخخا خلخخق‬
‫عظيم من الروحانيين‪ ،‬ول يقع عليهم التفصيل والفناء‪ ،‬لنهم ليسوا مركخخبين‪،‬‬
‫وإنما هم من جخخوهر واحخخد‪ ،‬فلخخذلك صخخاروا أكخخثر شخخئ عخخددا ل يسخخأمون ول‬
‫ينامون ول يملون‪ ،‬يعملون دائبين بالليخخل والنهخخار بمخخا وكلخخوا بخخه مخخن حركخخة‬
‫الفلخخك‪ ،‬وإدخخخال بعضخخها فخخي بعخخض‪ ،‬وحركخخة الشخخمس والقمخخر والكخخواكب‬
‫والمطار والريخخاح والحخخر والخخبرد والقبخخال والدبخخار فخخي النبخخات والحيخخوان‬
‫والمعادن وأفاعيل النس والحيوان‪ ،‬وكلهم يعمل دائبا بالمر الذي وكخخل بخخه‪،‬‬
‫وهخخم أجنخخاس‪ ،‬جنخخس منهخخم فخخي الفلخخك العلخخى‪ ،‬وهخخم قيخخام علخخى أرجلهخخم ل‬
‫يجلسون‪ ،‬لن طخخبيعتهم روحانيخخة لطيفخخة‪ ،‬فبلطخخافتهم ل يقخخدرون أن يجلسخخوا‪،‬‬
‫لنها تجذبهم إلى العلو‪ ،‬وكلهم يسبحون للذي خلقهم منذ يوم خلقهم ل يعملون‬
‫ول يتحركون يمينا ول شمال‪ ،‬وليس لهم عمل غير التسبيح للرب‪ ،‬لهم غلخخظ‬
‫وشدة‬

‫]‪[243‬‬

‫لحدة طبخخائعهم‪ ،‬لنهخخم خلقخخوا مخخن حخخر النخخار‪ :‬وعلخخى فلخخك المشخختري خلخخق عظيخخم مخخن‬
‫الروحانيين كذلك‪ ،‬وهم خلق معتدل ساكن لنهم خلقوا من روح المخخاء‪ ،‬ليخخس‬
‫لهم قسوة وفظاظة‪ ،‬يدبرون فلك المشتري‪ ،‬ويقبلخخون ويتحركخخون مخخع حركتخخه‬
‫ويمجدون الذي خلقهم‪ ،‬وفي فلخخك المريخخخ خلخخق عظيخم مخن النخورانيين‪ ،‬وهخخم‬
‫غلظ شداد‪ ،‬لنهم خلقوا من نور النار اليابسة‪ ،‬فلذلك ل رأفة لهم ول رحمة‪،‬‬
‫يدبرون ويقبلون مع المريخ في دوران الفلك لخخم يملكخخوا غيخخر ذلخخك‪ ،‬لنهخخم ل‬
‫رحمة لهم‪ ،‬و لذلك لم يوكلوا بشئ من أعمال الناس‪ ،‬وفي فلخخك الشخخمس خلخخق‬
‫من الكروبييخن لهخم قسخوة وفظاظخة لشخدة طبخائعهم‪ ،‬لنهخم خلقخوا مخن الريخح‬
‫والخخروح‪ ،‬ولهخخم أنخخاة و نخخور‪ ،‬فهخخم موكلخخون بأعمخخال بنخخي آدم علخخى الحخخرث‬
‫والنسل‪ ،‬وهم الخخذين يحركخخون الشخخمس‪ ،‬وبحركتهخخا يخخخرج البخخخار والخخدخان‪،‬‬
‫فيرفعون ذلك البخار إلى القمر ثخخم إلخخى الشخخمس‪ ،‬ثخخم يصخخدونه إلخخى الكخخواكب‬
‫العالية‪ ،‬فيكون لهم غذاء‪ ،‬وهم على الثمخخار والخخزروع وولدة الحيخخوان‪ ،‬وهخخم‬
‫المسلطون على جميع الروحانيين مخخن تحتهخم يعملخون بخأمرهم‪ ،‬وهخخم لطخخاف‬
‫نورانيون يدورون مع فلخخك الشخخمس‪ ،‬ويعملخخون معهخخا ويعملخخون فخخي إصخخلح‬
‫العالم وتوالد المواليد‪ ،‬وهم الذين يحفظون شيعة الشخخيطان و ولخخده عخخن فسخخاد‬
‫العالم وخرابه‪ ،‬وحفظ الحيوان منهم‪ .‬وإنما سخخموا ملئكخخة لنهخخم ملكخخوا زمخخام‬
‫الشيطان لئل يخربوا العالم‪ ،‬وفي فلك الزهرة أيضا خلق من الروحانيين لهخخم‬
‫اعتدال وصلح‪ ،‬فهم أحسنهم وجوها‪ ،‬ولهم ريح طيب وبشر حسخخن‪ ،‬يحبخخون‬
‫النس وجميع مخا تحتهخخم مخن الحيخوان حبخا شخديدا‪ ،‬ولهخم بهخم رأفخخة ورحمخخة‬
‫ورقة‪ ،‬و هم الذين يسعون في تخخأليف الخخذكران والنخخاث مخخن كخخل شخخئ لمكخخان‬
‫النسل والولدة وبذلك وكلوا‪ .‬وفخخي فلخخك عطخخارد روحخخانيون خلقخخوا مخخن حخخر‬
‫الريح الحارة‪ ،‬فاتصلوا بالروحانيين الذين خلقوا من النور‪ ،‬وهخخم بيخخن أيخخديهم‬
‫مثل العبيد ل يغيبون عن أعينهم طرفخخة عيخخن‪ ،‬يسخخارعون فخخي خدمخخة ملئكخخة‬
‫فلك الشمس‪ ،‬ويعملون بمسرتهم )‪ (1‬فهم لهم شبيه الخخوزراء‪ ،‬وهخخم الموكلخخون‬
‫بالنبات وإصلحه‪ ،‬وحفظ النبت إذا طلع‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬بمسيرتهم‪.‬‬

‫]‪[244‬‬

‫عن وجه الرض حتى يتم بتمامه‪ ،‬وهم أيضا موكلون بصغار الحيخخوان‪ ،‬والحفخخظ لهخخم‬
‫عن مردة الشياطين‪ ،‬وإن القمر جرمه من الشمس وضوؤه من نورها‪ ،‬وهمخخا‬
‫دائبان يعملن في الليل والنهار‪ ،‬وفلك القمر مملو من الملئكة‪ ،‬وهخم ملئكخخة‬
‫الرحمن مستبشر الوجوه‪ ،‬لهم جمال وحسن صخور‪ ،‬وليخس فيهخخم غضخب ول‬
‫شدة ول قسوة على ولد آدم لقربهم منهخخم‪ ،‬وهخخم أشخبه الروحخانيين بخالدميين‪،‬‬
‫وهم متعطفون على الحيوان‪ ،‬مصلحون للنبات‪ ،‬دائبخخون فخخي مسخخيرة بنخخي آدم‬
‫فلتصالهم بهخخم ربمخخا ظهخخروا لهخخم وكلمخخوهم‪ ،‬وهخخم مسخخلطون علخخى السخخماء‪،‬‬
‫يحرسون السماء مخخن شخخيطانك )‪ (1‬وولخخده أن يسخخترقوا السخخمع مخخن الملئكخخة‬
‫العلى )‪ (2‬المتصلين بفلك الشمس‪ ،‬وهم الموكلون أيضا بالحب المبذور في‬
‫الرض‪ ،‬يحفظخخونه لئل تعخخرض لخخه الشخخياطين ليفسخخدونه فخخإن شخخيطانك )‪(3‬‬
‫وولده لهم قوة عظيمة في العخخالم والحخخرث والنسخخل‪ ،‬وكلمخخا لطفخخت خلقخخة مخخن‬
‫الروحانيين ورقت كان أكثر أجنحة‪ ،‬ومنهم من له ستة أجنحة‪ ،‬و منهم من له‬
‫خمسة أجنحة‪ ،‬ومنهم مخخن لخخه أربعخخة أجنحخخة‪ ،‬وكخخذلك إلخخى جنخخاح واحخخد وأمخخا‬
‫المفكرة التي في الطبائع حيخخن ظهخخرت لحقخخوا بالطبخخائع‪ ،‬فهخخم مسخختجنون فخخي‬
‫الماء والتراب والريح‪ ،‬لنهم خلقوا مخخن حخخر المخخاء المالخخح والريخخح العاصخخف‬
‫والتراب المنتن‪ ،‬وهم يسمون شيطائيل وولده‪ ،‬وهم عصاة جفاة مفسخخدون فخخي‬
‫الرض‪ ،‬لهخخم خبخخث عظيخخم‪ ،‬وقخخوة شخخديدة‪ ،‬ومنظخخر قبيخخح‪ ،‬ووجخخوه سخخمجة‪،‬‬
‫وأرواحهم قذرة‪ ،‬وهم علخخى الفسخخاد والطغيخان‪ ،‬وفخخي خخراب العخالم‪ ،‬والخلقخخة‬
‫العليا مسلطة عليهم‪ ،‬يمنعونهم من خراب العالم وفساده )انتهى( )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬كذا )‪ (2‬كذا‪ (3) .‬كخخذا )‪ (4‬هخخذا المخطخخط الخخذي ينسخخب رسخخمه إلخخى مخخن يسخخمى "‬
‫بلينخخاس " وارتضخاه المؤلخخف ‪ -‬ره ‪ -‬مخطخخط رائع مخخزوق لكنخخه مبتخخن علخخى‬
‫فرضية الفلك التسعة وفرضيات أخرى لم تتأيد بعقل ول نقل بخخل كلهمخخا‬
‫على خلفها والظاهر ان سبب ارتضاء المؤلف له ظهور كلمخخه فخخي كخخون‬
‫الملئكة جسمانيين وكون طوائف منهم موكلة بالكائنات الرضخخية ونحوهخخا‬
‫مما ورد في الروايات الشريفة لكخخن هخخذه التزيينخخات ل تكخخاد تشخخيد السخخاس‬
‫الضئيل المتزلزل كما ل يخفى‪.‬‬

‫]‪[245‬‬

‫وأقول‪ :‬إنما أوردت ملخصا مخخن كلمخخه لتعلخخم أن أكخخثر كلمخخات قخخدماء الحكمخخاء الخخذين‬
‫أخذوا العلوم مخخن النبيخخاء موافقخخة لمخخا ورد فخخي لسخخان الشخخرع‪ ،‬وإنمخخا أحخخدث‬
‫المتأخرون منهم ما أحدثوا بآرائهم العليلخة الفاسخدة‪) * 23 .‬بخاب( * * )آخخر‬
‫في وصف الملئكة المقربين( * اليات‪ :‬الشعراء‪ :‬نزل بخخه الخخروح الميخخن *‬
‫على قلبخك لتكخون مخن المنخخذرين )‪ .(1‬النجخم‪ :‬علمخه شخديد القخخوى * ذو مخخرة‬
‫فاستوى * وهو بالفق العلى * ثم دنى فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى )‬
‫‪ .(2‬التكوير‪ :‬إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع‬
‫ثم أمين * وما صاحبكم بمجنون * ولقد رآه بخخالفق المخخبين * ومخخا هخخو علخخى‬
‫الغيب بضنين )‪ .(3‬تفسير‪ " :‬نزل به " قال الطبرسي ‪ -‬رحمه ال ‪ :-‬أي نزل‬
‫ال بالقرآن الروح المين يعني جبرئيل عليه السخخلم وهخخو أميخخن الخ عليخخه ل‬
‫يغيره ول يبدله‪ ،‬وسماه روحخخا لنخخه يحيخخي بخخه الخخدين‪ ،‬وقيخخل‪ :‬لنخخه يحيخخي بخخه‬
‫الرواح بما ينزل من البركات وقيل‪ :‬لنه )‪ (4‬جسم روحاني " على قلبخخك "‬
‫يا محمد‪ ،‬وهذا على سبيل التوسع‪ ،‬لنه تعالى يسمعه جبرئيل فيحفظه‪ ،‬فينزل‬
‫به على الرسول فيقرأه عليه‪ ،‬فيعيه ويحفظه‬
‫)‪ (1‬الشعراء‪ (2) .194 - 193 :‬النجم‪ (3) .9 - 5 :‬التكوير‪ (4) .24 - 19 :‬في‬
‫المصدر‪ :‬لن جسمه روحاني‪.‬‬

‫]‪[246‬‬

‫بقلبه‪ ،‬فكأنه نزل به على قلبه‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه‪ :‬لقبك ال حق تلقينه )‪ (1‬وثبته ]على قلبك[‬
‫وجعل قلبك وعاء له )‪ .(2‬وقال البيضاوي‪ :‬القلخخب إن أراد بخخه الخخروح فخخذاك‪،‬‬
‫وإن أراد به العضو فتخصيصه لن المعاني الروحانية إنمخخا تنخخزل أول علخخى‬
‫الروح‪ ،‬ثم تنتقل منه إلى القلب لما بينهما من التعلق‪ ،‬ثخخم تتصخخعد إلخخى الخخدماغ‬
‫فينتقش بها لوح المتخيلة والخخروح الميخخن جبرئيخخل فخخإنه أميخخن علخخى وحيخخه "‬
‫لتكون من المنذرين " عما يؤدي إلى عذاب مخخن فعخخل أو تخخرك )‪ " .(3‬علمخخه‬
‫شديد القوى " قال الطبرسي ‪ -‬رحمه ال ‪ :-‬يعني ]به[ جبرئيخخل عليخخه السخخلم‬
‫أي القوي في نفسه وخلقه " ذو مرة " أي ذو قوة وشدة في خلقه عن الكلخبي‪،‬‬
‫وقال‪ :‬من قوته أنه اقتلع قرى قوم لوط من الماء السود فرفعهخخا إلخخى السخخماء‬
‫ثخخم قلبهخخا‪ ،‬و مخخن شخخدته صخخيحته لقخخوم ثمخخود حخختى أهلكخخوا )‪ (4‬وقيخخل‪ :‬معنخخاه‬
‫ذوصحة وخلق حسن عن ابن عباس وغيره‪ .‬وقيل‪ :‬شديد القوى فخخي ذات الخ‬
‫" ذومرة " أي صحة في الجسم سليم من الفات والعيوب‪ ،‬وقيل‪ :‬ذومخخرة أي‬
‫ذومرور في الهواء ذاهبا وجائيا نازل وصخخاعدا " فاسخختوى " جبرئيخخل علخخى‬
‫الصورة التى خلق عليها بعد انحداره إلى محمخخد صخخلى الخ عليخخه وآلخخه وهخخو‬
‫كناية عخخن جبرئيخل أيضخا " بخالفق العلخخى " يعنخي أفخق المشخخرق‪ ،‬والمخخراد‬
‫بالعلى جانب المشرق‪ ،‬وهو فوق جانب المغرب في صخخعيد الرض ل فخخي‬
‫الهواء‪ :‬قالوا‪ :‬إن جبرئيل عليه السلم كان يأتي النبي صلى ال عليه وآله في‬
‫صورة الدميين‪ ،‬فسأله رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه أن يريخخه نفسخخه علخخى‬
‫صورته التي خلق عليها‪ ،‬فأراه نفسه مرتيخخن‪ :‬مخخرة فخخي الرض‪ ،‬و مخخرة فخخي‬
‫السماء‪ ،‬أما في الرض ففي الفق العلى‪ ،‬وذلك أن محمخدا صخلى الخ عليخه‬
‫وآله كان بحراء‪ ،‬فطلع له جبرئيل عليه السلم من المشرق‪ ،‬فسخخد الفخخق إلخخى‬
‫المغرب‪ ،‬فخر‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬حتى تلقيته‪ (2) .‬مجمع البيان‪ :‬ج ‪ ،7‬ص ‪ (3) .204‬انوار التنزيل‪:‬‬
‫ج ‪ ،2‬ص ‪ (4) .188‬هلكوا )خ(‪(*) .‬‬

‫]‪[247‬‬

‫النبي صلى ال عليه وآله مغشيا عليه‪ ،‬فنزل جبرئيل في صورة الدمييخخن فضخخمه إلخخى‬
‫نفسه‪ ،‬وهو قوله " ثم دنى فتدلى " وتقديره‪ :‬ثم دنى أي قرب بعد بعده وعلخخوه‬
‫في الفق العلى‪ ،‬فدنى من محمد صلى ال عليه وآله قال الحسن وقتخخادة‪ :‬ثخخم‬
‫دنا جبرئيل بعد استوائه بالفق العلى من الرض فنزل إلى محمد صلى ال‬
‫عليه وآله وقال الزجاج‪ :‬معنى دنى وتدلى واحد لن معنى دنى قرب‪ ،‬وتدلى‬
‫زاد في القرب‪ .‬وقيل‪ :‬إن المعنى استوى جبرئيل أي ارتفع وعل إلى السخخماء‬
‫بعد أن علم محمدا صلى ال عليخه وآلخه عخن ابخن مسخخيب‪ ،‬وقيخخل‪ :‬اسخختوى أي‬
‫اعتدل واقفا في الهواء بعد أن كان ينزل بسرعة ليراه النبي صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله وقيل‪ :‬معناه استوى جبرئيل عليه السخخلم ومحمخخد بخخالفق العلخخى يعنخخي‬
‫السماء الدنيا ليلة المعراج " فكان قاب قوسين " أي كان ما بين جبرئيل عليه‬
‫السلم وبين رسول ال صلى ال عليه وآله قاب قوسخخين‪ ،‬والقخخوس مخخا يرمخخى‬
‫به‪ ،‬وخصت بالذكر علخخى عخخادتهم يقخخال قخخاب قخخوس )‪ (1‬وقخخاد قخخوس‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫معناه كان قخدر ذراعيخن كمخا روي عخن النخبي صخلى الخ عليخه وآلخه فمعنخى‬
‫القوس ما يقاس به والذراع يقاس به " أو أدنى " قخخال الزجخخاج‪ .‬إن العبخخاد قخخد‬
‫خوطبوا على لغتهم ومقدار فهمهم‪ ،‬وقيل لهم في هذا ما يقال للذي يحزز ) ‪(2‬‬
‫فالمعنى‪ :‬فكان على ما تقدرونه أنتم قدر قوسين أو أقل من ذلك وقال عبد الخ‬
‫بن مسعود‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله رأى جبرئيل وله ستمائة جناح‬
‫)‪ (3‬وقخخال فخخي قخخوله تعخخالى " إنخخه لقخخول رسخخول كريخخم " أي إن القخخرآن قخخول‬
‫رسول كريم على ربه‪ ،‬وهو جبرئيل عليه السلم وهخخو كلم ال خ أنزلخخه علخخى‬
‫لسانه " ذي قوة " أي فيما كلف وأمر بخخه مخخن العلخخم والعمخخل وتبليخخغ الرسخخالة‬
‫وقيل‪ :‬ذي قدرة في نفسه‪ ،‬ومن قوته قلع ديار قخخوم لخخوط بقخخوادم جنخخاحه حخختى‬
‫بلغ بها السخماء ثخم قلبهخا " عنخد ذي العخرش مكيخن " معنخاه متمكخن عنخد الخ‬
‫صاحب العرش وخالقه‪ ،‬رفيع المنزلة‪ ،‬عظيم القخخدر عنخخده‪ ،‬كمخخا يقخخال " فلن‬
‫مكين عند السلطان " والمكانة‪ :‬القرب " مطخخاع ثخخم " أي فخخي السخخماء تطيعخخه‬
‫ملئكة المساء‪ ،‬قالوا‪ :‬ومخخن طاعخخة الملئكخخة لجبرئيخخل عليخخه السخخلم أنخخه أمخخر‬
‫خازن الجنخخة ليلخخة المعخخراج حخختى فتخخح لمحمخخد صخخلى الخ عليخخه وآلخخه أبوابهخخا‬
‫فدخلها‪ ،‬ورأى ما فيها‪ ،‬وأمر‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وقيد قوس وقادقوس‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬يحدد‪ (3) .‬مجمع البيان‪ :‬ج‬
‫‪ ،9‬ص ‪.173‬‬

‫]‪[248‬‬

‫خازن النار ففتح له عنها حتى نظر إليها " أميخخن " أي علخخى وحخخي الخ ورسخخالته إلخخى‬
‫أنبيائه‪ ،‬وفي الحديث‪ :‬أن رسول ال صلى ال خ عليخخه وآلخخه قخخال لجبرئيخخل‪ :‬مخخا‬
‫أحسن ما أثنى عليك ربك " ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين " !‬
‫فما كانت قوتك ؟ وما كانت أمانتك ؟ فقال‪ :‬أما قوتي‪ ،‬بعثخخت )‪ (1‬إلخخى مخخدائن‬
‫لوط فهي أربع مدائن‪ ،‬في كل مدينخخة أربعمخخائة ألخخف مقاتخخل سخخوى الخخذراري‪،‬‬
‫فحملتهم من الرض السفلى حتى سمع أهل السماوات أصوات الدجاج ونباح‬
‫الكلب‪ ،‬ثم هويت بهن فقلبتهن‪ .‬وأما أمانتي‪ ،‬فإني لم أومر بشئ فعخخدوته إلخخى‬
‫غيره " ولقد رآه بالفق المبين " أي رأى محمد صلى ال عليه وآله جبرئيخخل‬
‫على صورته التي خلقخخه الخ تعخخالى عليهخخا حيخخث تطلخخع الشخخمس وهخخو الفخخق‬
‫العلى من ناحية المشرق " وما هو على الغيب بضنين " قرأ أهل البصرة ‪-‬‬
‫غير سخخهل ‪ -‬وابخخن كخخثير والكسخخائي بالظخخاء‪ ،‬والبخخاقون بالضخخاد‪ ،‬فعلخخى الول‬
‫المعنى أنه ليس على وحي ال تعالى وما يخبر بخخه مخخن الخبخخار بمتهخخم‪ ،‬فخخإن‬
‫أحواله ناطقة بالصدق والمانة‪ ،‬وعلى الثاني أي ليس ببخيل فيما يخخؤدي عخخن‬
‫ال‪ ،‬إذ يعلمه كما علمه ال تعالى )‪ - 1 .(2‬مجالس الصدوق‪ :‬عن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن أبيخخه‪ ،‬عخخن خلخخف بخخن‬
‫حماد‪ ،‬عن أبي الحسن العبدي‪ ،‬عن العمش عن عباية بخن ربعخي‪ ،‬عخن عبخد‬
‫ال بن عباس‪ ،‬قال‪ :‬إن رسول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه لمخا أسخري بخه إلخى‬
‫السماء انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له " النور " وهو قول ال عزوجخخل "‬
‫خلق الظلمات والنور " فلما انتهى به إلى ذلك النهر قال له جبرئيل‪ :‬يا محمد‬
‫اعبر على بركة ال‪ ،‬فقد نور ال لك بصرك‪ ،‬ومد لك أمامك‪ ،‬فإن هذا نهر لم‬
‫يعبره أحد لملك مقرب‪ ،‬ول نبي مرسل غيخخر أن لخخي فخخي كخخل يخخوم اغتماسخخة‬
‫فيه‪ ،‬ثم أخرج منه فأنفض أجنحتي‪ ،‬فليس مخخن قطخخرة تقطخخر مخخن أجنحخختي إل‬
‫خلق ال تبارك وتعالى منها‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فاني بعثت إلى مدائن لوط وهي‪ (2) ..‬مجمع البيخخان‪ :‬ج ‪ ،10‬خ ‪446‬‬
‫)بتغيير يسير في العبارة(‪.‬‬

‫]‪[249‬‬

‫ملكا مقربا له عشرون ألف وجه‪ ،‬وأربعون ألف لسان‪] ،‬كل لسان[ يلفظ بلغة ل يفقهها‬
‫اللسان الخر‪ - 2 .‬تفسير علي بن ابراهيم‪ :‬في خبر المعخخراج‪ :‬قخخال جبرئيخخل‪:‬‬
‫أقرب الخلق إلى ال أنا وإسرافيل )‪ - 3 .(1‬ومنخخه‪ :‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخن ابخن أبخي‬
‫عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬لما أسري بي إلى السماء رأيت ملكخا مخخن الملئكخخة بيخخده‬
‫لوح مخخن نخخور ل يلتفخخت يمينخخا ول شخخمال مقبل عليخخه ثبخخة كهيئة الحريخخر )‪(2‬‬
‫فقلت‪ :‬من هذا يا جبرئيل ؟ فقال‪ :‬هذا ملك الموت مشغول فخي قبخض الرواح‬
‫فقلت‪ :‬أدنني منه يا جبرئيل لكلمه‪ ،‬فأدناني منه‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا ملك الموت أكل‬
‫من ]هو[ مات أو هو ميت فيمخخا بعخخد أنخخت تقبخخض روحخخه ؟ قخخال‪ :‬نعخخم‪ ،‬قلخخت‪:‬‬
‫وتحضرهم بنفسخخك ؟ قخخال‪ :‬نعخخم‪ ،‬مخخا الخخدنيا كلهخخا عنخخدي فيمخخا سخخخره الخ لخخي‬
‫ومكنني منها إل كدرهم في كف الرجل يقلبخخه كيخخف يشخخاء‪ ،‬ومخخا مخخن دار فخخي‬
‫الدنيا إل وأدخلها في كل يوم خمس مرات وأقخخول إذا بكخخى أهخخل الخخبيت علخخى‬
‫ميتهم‪ :‬ل تبكوا عليه‪ ،‬فإن لي إليكم عودة وعودة حتى ل يبقى منكم أحد‪ .‬قخخال‬
‫رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬كفخخى بخخالموت طامخخة يخخا جبرئيخخل ! فقخخال‬
‫جبرئيل‪ :‬ما بعد الموت أطم وأعظم مخخن المخخوت ! )‪ - 4 (3‬ومنخخه‪ :‬فخخي قخخوله‬
‫تعالى " لقد رأى من آيات ربه الكبرى " قال‪ :‬رأى جبرئيل علخخى سخخاقه الخخدر‬
‫مثل القطر على البقل له ستمائة جناح قد مل ما بين السماء والرض‪5 (4 ) .‬‬
‫‪ -‬التوحيد‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن القاسم بن محمد الصفهاني‪ ،‬عن سخخليمان‬
‫المنقري‪ ،‬عن حفص بن غياث أو غيره قال‪ :‬سألت أبا عبخد الخ عليخه السخلم‬
‫عن قول ال‬

‫)‪ (1‬تفسخخير القمخخي‪ (2) .373 :‬الحزيخخن )خ(‪ (3) .‬تفسخخير القمخخي‪ 511 :‬و ‪(4) .370‬‬
‫تفسير القمي‪.654 :‬‬

‫]‪[250‬‬

‫عزوجل " لقد رأى ‪ -‬الية ‪ " -‬وذكخر مثلخه )‪ - 6 .(1‬معخاني الخبخار‪ :‬قخال‪ :‬جبرئيخل‬
‫معناه عبد ال‪ ،‬وميكائيل معناه عبيد ال‪ ،‬و كذلك معنى إسرافيل عبيدال )‪.(2‬‬
‫‪ - 7‬الخصال‪ :‬عن الحسين بن أحمد )‪ (3‬بن إدريس‪ ،‬عن أبيه عخخن محمخد بخن‬
‫أحمد‪ ،‬عن أبي عبد ال الرازي‪ ،‬عن الحسن بخخن علخخي بخخن أبخخي عثمخخان‪ ،‬عخخن‬
‫موسى بن بكر‪ ،‬عن أبي الحسن الول‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله‪ :‬إن ال تبارك وتعالى اختار من كخخل شخخئ أربعخخة‪ ،‬اختخخار مخخن الملئكخخة‪:‬‬
‫جبرئيل‪ ،‬وميكائيل‪ ،‬وإسرافيل‪ ،‬وملك الموت ‪ -‬الخبر )‪ - 8 .- (4‬تفسير علي‬
‫بن ابراهيم‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن النضر‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عخخن جخخابر‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )‪ (5‬عليخه السخلم قخال‪ :‬كخان بينخا رسخول الخ جالسخا وعنخده‬
‫جبرئيل عليه السلم إذ حانت من جبرئيل نظرة قبل السماء فانتقع لونه حخختى‬
‫صار كأنه كركم‪ (6) ،‬ثم لذ برسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه فنظخخر رسخخول‬
‫ال إلى حيث جبرئيل فإذا شئ قد مل بين الخافقين مقبل حتى كان كقاب مخخن‬
‫الرض‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا محمد إني رسول ال إليك أخيرك‪ :‬أن تكون ملكا رسخخول‬
‫أحب إليك أو أن تكون عبدا رسول‪ ،‬فالتفت رسول ال صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫إلى جبرئيل وقد رجع إليه لخخونه فقخخال جبرئيخخل‪ :‬بخخل كخخن عبخخدا رسخخول‪ ،‬فقخخال‬
‫رسول ال‪ :‬بل أكون عبدا رسول‪ ،‬فرفع الملك رجله اليمنى فوضعها في كبخخد‬
‫السماء الدينا‪ ،‬ثم رفع الخرى فوضعها في الثانية‪ ،‬ثم رفخخع اليمنخخى فوضخخعها‬
‫في الثالثة‪ ،‬ثم هكذا حتى انتهى إلى السخخماء السخابعة‪ ،‬بعخخد كخخل سخماء خطخوة‪،‬‬
‫وكلما ارتفع صغر حتى صار آخر ذلك مثل الصر‪ ،‬فالتفت رسول ال‬

‫)‪ (1‬التوحيد‪ (2) .69 :‬معاني الخبار‪ (3) .49 :‬الحسين بن محمد بن إدريس )خ(‪) .‬‬
‫‪ (4‬الخصخخال‪ (5) .105 :‬ابخخي جعفخخر )خ(‪ (6) .‬الكركخخم ‪ -‬وزان برثخخن ‪:-‬‬
‫الزعفران والعلك‪.‬‬
‫]‪[251‬‬

‫صلى ال عليه وآله إلى جبرئيل عليه السلم فقال‪ :‬قد رأيتخخك ذعخخرا‪ ،‬ومخخا رأيخخت شخخيئا‬
‫كان أذعر لي من تغير لونك ! فقال‪ :‬يا نبي ال ل تلمنخخي‪ ،‬أتخخدري مخخن هخخذا ؟‬
‫قال‪ :‬ل قال‪ :‬هذا إسرافيل حاجب الرب‪ ،‬ولم ينخزل )‪ (1‬مخن مكخانه منخذ خلخق‬
‫ال السماوات والرض‪ ،‬ولما رأيتخخه منحطخخا ظننخخت أنخخه جخخاء بقيخخام السخخاعة‪،‬‬
‫فكان الذي رأيت من تغير لوني لذلك‪ ،‬فلما رأيت مخخا اصخخطفاك الخ بخخه رجخخع‬
‫إلي لوني ونفسي أما رأيته كلما ارتفع صغر‪ ،‬إنه ليس شي يدنو من الرب إل‬
‫صغر لعظمته‪ ،‬إن هذا حاجب الرب‪ ،‬وأقرب خلق ال منه‪ ،‬واللوح بين عينيه‬
‫من ياقوتة حمراء‪ ،‬فإذا تكلم الرب تبارك وتعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه‬
‫فنظر فيه‪ ،‬ثم ألقاه إلينا فنسعى به فخخي السخخماوات والرض‪ ،‬إنخخه لدنخخى خلخخق‬
‫الرحمن منه‪ ،‬وبيني وبينه تسعون )‪ (2‬حجابا من نور تقطخخع دونهخخا البصخخار‬
‫ما ل يعد ول يوصف‪ ،‬وإني لقخخرب الخلخخق منخخه‪ ،‬وبينخخي وبينخخه مسخخيرة ألخخف‬
‫عام‪ .‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬حخخان لخخه أن يفعخخل كخخذا يحيخخن حينخخا أي آن‪ ،‬وحخخان‬
‫حينه أي قرب وقته وقال‪ :‬قخخال الكسخخائي‪ :‬امتقخخع لخخونه إذا تغيخخر مخخن حخخزن أو‬
‫فزع )‪ ،(3‬قال‪ :‬وكذلك انتقع ابتقخخع وبخخالميم أجخخود‪ .‬وقخخال‪ :‬الكركخخم الزعفخخران‬
‫وقال‪ :‬لذبه لواذا ولياذا أي لجخخأ إليخخه وعخخاذبه‪ .‬وفخخي القخخاموس‪ :‬الصخخر طخخائر‬
‫كالعصخخفور وأصخخغر " يخخدنو مخخن الخخرب " أي مخخن موضخخع مناجخخاته‪ ،‬أو مخخن‬
‫عرشه سبحانه " ما ل يعد ول يوصف " أي دونها وقبل الوصول إليها ما ل‬
‫يعد ول يوصف انقطع )‪ (4‬عندها البصار‪ ،‬ول تقدر على النظر إليها‪ .‬وفخخي‬
‫بعض النسخ " مخخا يعخخد " بخخدون " ل " فيمكخخن أن يكخخون بخخدل مخخن " تسخخعون‬
‫حجابخخا " و " مخخا " موصخخولة‪ ،‬أي يحيخخط بخخه العخخدد دون الوصخخف‪ ،‬والمخخراد‬
‫بالحجب إما الحجب المعنوية كما مر‪ ،‬أو المراد بينه وبين‬

‫)‪ (1‬لم يهبط )خ(‪ (2) .‬سبعون )خ(‪ (3) .‬في الصخخحاح‪ ،‬أو فخخزع أو ريبخخه‪ (4) .‬تقطخخع‬
‫)خ(‪.‬‬

‫]‪[252‬‬

‫عرشه‪ ،‬أو بين منتهى خلقخه‪ ،‬أو بيخخن محخخل يصخدر منخه الخخوحي‪ .‬أقخخول‪ :‬ورأيخخت بخخط‬
‫بعض المشخايخ هخذا الحخديث منقخول مخن كتخاب " مدينخة العلخم " للصخدوق ‪-‬‬
‫رحمه ال ‪ -‬بحذف السناد عخخن جخابر مثلخخه‪ - 9 .‬ومنخخه‪ :‬أيضخخا عخخن الصخخادق‬
‫عليه السخخلم‪ :‬قخال‪ :‬إذا أمخخر الخ ميكائيخخل بخخالهبوط إلخخى الخخدنيا فيمخخا يخخأمره بخخه‬
‫صارت رجله في السماء السابعة والخرى في الرض السابعة‪ - 10 .‬ومنه‪:‬‬
‫عخخن الصخخادق عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬إن ال خ خلخخق حيخخة قخخد أحخخدقت بالسخخماوات‬
‫والرض‪ ،‬قد جمعت رأسها وذنبها تحت العخرش‪ ،‬فخإذا رأت معاصخي العبخاد‬
‫أسخخفت و اسخختأذنت أن تبلخخع السخخماوات والرض‪ - 11 .‬القصخخص‪ :‬بالسخخناد‬
‫المتقدم في باب العوالم عخخن أبخخي جعفخخر عليخخه السخخلم أنخخه قخخال‪ :‬إن الخ خلخخق‬
‫الملئكة روحانيين لهم أجنحة يطيرون بها حيث يشاء ال فأسخخكنهم فيمخخا بيخخن‬
‫أطباق السماوات يقدسونه الليل والنهار‪ ،‬واصطفى منهم إسخخرافيل و ميكائيخخل‬
‫وجبرئيل‪ - 12 .‬صحيفة الرضخخا‪] :‬عنخه[ عخخن آبخائه عليهخم السخلم قخال‪ :‬قخال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬لما أسري بي إلى السخخماء رأيخخت فخخي السخخماء‬
‫الثالثة رجل قاعدا‪ ،‬رجل له في المشرق ورجل له في المغخخرب‪ ،‬وبيخخده لخخوح‬
‫ينظر فيه ويحرك رأسه‪ ،‬فقلت‪ :‬يا جبرئيل ! من هذا ؟ قال‪ :‬هذا ملك الموت )‬
‫‪ - 13 .(1‬الخرائج‪ :‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن عيسخخى اليقطينخخي‪،‬‬
‫عن الحسن ابن علي‪ ،‬عن جعفر بن بشخخير‪ ،‬عخخن معتخخب غلم الصخخادق عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬كنت مع أبي عبد ال عليه السلم بخخالعريض‪ ،‬فجخخاء يمشخخي حخختى‬
‫دخل مسجدا كان يعبد ال فيه أبوه‪ ،‬وهو يصلي في موضع من المسجد‪ ،‬فلمخخا‬
‫انصرف قال‪ :‬يا معتب ترى هذا الموضع ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قخخال‪ :‬بينمخخا أبخخي عليخخه‬
‫السلم قائم يصلي في هذا المكان إذ دخل شخخيخ يمشخخي حسخخن السخخمت فجلخخس‬
‫فبينما هو جخالس إذ جخاء رجخخل آدم حسخخن الخخوجه والتمسخه‪ ،‬فقخال للشخخيخ‪ :‬مخخا‬
‫يجلسك ؟ ليس بهذا أمرت‪ ،‬فقاما وانطلقا وتواريا عني فلم أر شخخيئا‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫بني !‬

‫)‪ (1‬صحيفة الرضا‪.29 :‬‬

‫]‪[253‬‬

‫هل رأيت الشخخيخ وصخخاحبه ؟ فقلخخت‪ :‬نعخخم‪ ،‬فمخخن الشخخيخ وصخخاحبه ؟ قخخال‪ :‬الشخخيخ ملخخك‬
‫الموت‪ ،‬والذي جاء فأخرجه جبرئيل‪ - 14 .‬ومنه‪ :‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن فضخخالة‪ :‬عخخن أبخخان بخخن‬
‫عثمان‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬بينما أنا في الدار مخخع‬
‫جارية لي إذ أقبل رجل قاطب بوجهه‪ ،‬فلمخخا رأيتخخه علمخخت أنخخه ملخخك المخخوت‪،‬‬
‫فاستقبله رجل آخر أطلق منه وجها وأطلق منه بشرا فقال له‪ :‬ليس بذا أمخخرت‬
‫فبينما أنا أحدث الجارية إذ قبضت‪ .‬بيان‪ " :‬ليس بذا أمرت " أي بالتأخير‪ ،‬أو‬
‫بملقخخاة غيخخر المتخخوفى‪ ،‬أو بخخالقطوب للمخخام‪ .‬وفخخي الخخخبر السخخابق يحتمخخل‬
‫الجلوس‪ ،‬أو قبض المام عليه السلم مع الحتمخالين الوليخن ‪ -‬والخ يعلخم ‪.-‬‬
‫‪ - 15‬المتهجد‪ :‬فخخي تعقيخخب صخخلوة أميخخر المخخؤمنين‪ :‬وباسخخمك المكتخخوب علخخى‬
‫جبهة إسرافيل‪ ،‬وبقوة ذلك السم الذي ينفخ به إسرافيل في الصخخور‪ ،‬وأسخخألك‬
‫باسخخمك المكتخخوب علخخى راحخخة رضخخوان خخازن الجنخخان‪ - 16 .‬الختصخخاص‪:‬‬
‫بإسناده عن ابن عباس‪ ،‬قال عبد ال بن سلم للنبي صلى ال عليخخه وآلخخه فيمخخا‬
‫سأله‪ :‬من أخبرك ؟ قال النبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬جبرئيخخل‪ ،‬قخخال‪ :‬عمخخن ؟‬
‫]قال[ قال‪ :‬عن ميكائيل‪ ،‬قال‪ :‬عمن ؟ ]قال[ قال‪ :‬عن إسرافيل‪ ،‬قخخال‪ :‬عمخخن ؟‬
‫]قال[ قال‪ :‬عن اللوح المحفوظ‪ ،‬قال‪ :‬عمن ؟ قال‪ :‬عن القلم‪ ،‬قخخال‪ :‬عمخخن قخخال‬
‫قال‪ :‬عن رب العالمين‪ ،‬قخخال‪ :‬صخخدقت )‪ ،(1‬فخخأخبرني عخخن جبرئيخخل فخخي زي‬
‫الناث أم فخخي زي الخخذكور ؟ قخخال‪ :‬فخخي زي الخخذكور )‪ ،(2‬قخخال‪ :‬فخخأخبرني مخخا‬
‫طعامه )‪ (3‬قال‪ :‬طعامه التسبيح‪ ،‬وشخخرابه التهليخخل‪ .‬قخخال‪ :‬صخخدقت يخخا محمخخد‪،‬‬
‫فأخبرني ما طول جبرئيل ؟ قال‪ :‬إنه على قدر بيخخن الملئكخخة‪ ،‬ليخخس بالطويخخل‬
‫العالي ول بالقصير المتداني‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬صدقت يا محمد‪ (2) .‬في المصخدر‪ :‬فخي زي الخذكور ليخس فخي زي‬
‫الناث‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬وما شرابه ؟‬

‫]‪[254‬‬

‫له ثمانون ذوابة‪ ،‬وقصة جعدة‪ ،‬وهلل بيخخن عينيخخه‪ ،‬أغخخر أدعخخج محجخخل‪ ،‬ضخخوؤه بيخخن‬
‫الملئكة كضوء النهار عند ظلمة الليل‪ ،‬له أربخخع وعشخخرون جناحخخا خضخخراء‬
‫مشبكة بالدر والياقوت مختمة باللؤلؤ‪ ،‬وعليه وشاح بطانته الرحمة‪ ،‬وأزراره‬
‫الكرامة ظهارته الوقار ريشه الزعفران‪ ،‬واضح الجبين‪ ،‬أقنى النخخف‪ ،‬سخخائل‬
‫الخدين مدور اللحيين‪ ،‬حسن القامة‪ ،‬ل يأكل ول يشرب‪ ،‬ول يمل ول يسخخهو‪،‬‬
‫قام )‪ (1‬بوحي ال إلى يوم القيامة‪ .‬قال‪ :‬صدقت يا محمخخد ‪ -‬ثخخم سخخاق الحخخديث‬
‫إلى أن قال ‪ -‬وما الثلثخخة ؟ قخخال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬جبرئيخخل‪ ،‬وميكائيخخل‪،‬‬
‫وإسرافيل‪ ،‬وهم رؤساء الملئكة‪ ،‬وهم علخخى وحخخي رب العخخالمين )‪ .(2‬بيخخان‪:‬‬
‫طعامه التسبيح " أي يتقوون بالتسبيح والتهليل‪ ،‬كما يتقوى النسخخان بالطعخخام‬
‫والشخخراب ول يبقخخى بخخدونهما والقصخخة ‪ -‬بالضخخم ‪ -‬شخخعر الناصخخية ذكخخره‬
‫الجوهري‪ ،‬وقال‪ :‬الغرة ‪ -‬بالضم ‪ :-‬بيخخاض فخخي جبهخخة الفخخرس فخخوق الخخدرهم‪،‬‬
‫يقال فرس أغر والغر البيض‪ ،‬ورجل أغر أي شخخريف وقخخال‪ :‬الدعخخج شخخدة‬
‫سواد العين مع سعتها‪ ،‬والدعج من الرجال‪ :‬السود‪ .‬وقال‪ :‬التحجيخخل بيخخاض‬
‫في قوائم الفرس أو في ثلث منها أو فخخي رجليخخه قخخل أو كخخثر بعخخد أن يجخخاوز‬
‫الرسخخاغ ول يجخخاوز الركبخختين والعرقخخوبين لنهخخا مواضخخع الحجخخال وهخخي‬
‫الخلخيل والقيود‪ ،‬يقال فرس محجل‪ .‬وقال‪ :‬الوشاح ينسج مخخن أديخخم عريضخخا‬
‫ويرصخخع بخخالجواهر وتشخخده المخخرأة بيخخن عاتقهخخا وكشخخحها )انتهخخى( والمخخراد‬
‫بالوشخخاح إمخخا المعنخخوي فالصخخفات ظخخاهرة أو الصخخوري فخخالمعنى أن بطخخانته‬
‫علمة رحمة ال له أو للعباد‪ ،‬وكذا الباقيتان‪ ،‬والقنى احديداب في النف‪17 .‬‬
‫‪ -‬الكافي‪ :‬عن عدة من أصحابه‪ ،‬عن سهل بخخن زيخخاد‪ ،‬عخخن ابخخن محبخخوب عخخن‬
‫حنان بن سدير‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قلت لخخه‪ :‬أخخخبرني عخخن قخخول‬
‫يعقوب لبنيه " اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه )‪ " (3‬أكخخان يعلخخم أنخخه حخخي‬
‫وقد‬

‫)‪ (1‬في الصمدر‪ :‬قائم‪ (2) .‬الختصاص‪ (3) .45 :‬يوسف‪.87 :‬‬
‫]‪[255‬‬

‫فارقه منذ عشرين سنة ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬كيف علخخم ؟ قخخال‪ :‬إنخخه دعخخا فخخي السخخحر‬
‫وسأل ال أن يهبط عليه ملك الموت‪ ،‬فهبط عليه بريال وهو ملك الموت فقال‬
‫له بريال‪ :‬ما حاجتك يا يعقوب ؟ قال له‪ :‬أخبرني عخخن الرواح الخختي تقبضخخها‬
‫مجتمعة أو متفرقة ؟ قال‪ :‬بل أقبضها متفرقة روحا روحا‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني فهخخل‬
‫)‪ (1‬مربك روح يوسف فيما مربك ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬فعلم يعقوب أنه حي‪ ،‬فعند ذلك‬
‫قخخال لولخخده‪ :‬اذهبخخوا فتحسسخخوا مخخن يوسخخف وأخيخخه )‪ .(2‬بيخخان‪ " :‬فتحسسخخوا "‬
‫التحسس طلب الحساس‪ ،‬أي تعرفوا منهما وتفحصوا عن حالهما " تقبضخخها‬
‫مجتمعة " لعل السخخؤال عخخن الجتمخخاع والتفخخرق فخخي الخخخذ‪ ،‬لنخخه إذا قبضخخها‬
‫مجتمعة يمكن أن يغفل عخخن خصخخوص كخخل واحخخد بخلف مخخا إذا أخخخذ روحخخا‬
‫روحا‪ ،‬أو لنه إذا قبضها مجتمعة يمكن أن تسلم إليه بعد مرور اليام ليجتمع‬
‫عدد كثير منها ولما يصل روح يوسف عليه السلم إليه بعد ذلك‪ ،‬وهذا الملك‬
‫إما عزرائيل يقبخض الرواح مخن أعخوانه أو غيخره‪ ،‬ويقبخض منخه‪ ،‬والخيخر‬
‫أظهر‪ - 18 .‬الكافي‪ :‬عن عدة من أصحابه‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحكم عن معاوية بن ميسخرة‪ ،‬عخن الحكخم بخن عيينخة‪ ،‬عخن أبخي جعفخر عليخه‬
‫السلم قال‪ :‬إن في الجنة نهرا يغتمس فيه جبرئيل كخخل غخخداة‪ ،‬ثخخم يخخخرج منخخه‬
‫فينفض‪ ،‬فيخلق ال عزوجل من كل قطرة منه تقطر ملكخخا )‪ - 19 .(3‬ومنخخه‪:‬‬
‫عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عخخن‬
‫الحسين بن أبي العل الخفاف‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السخخلم قخخال‪ :‬لمخخا انهخخزم‬
‫الناس يوم أحد ‪ -‬وساق الحديث الطويل إلى أن قخخال ‪ :-‬قخخال النخخبي صخخلى الخ‬
‫عليه وآله‪ :‬يا رب وعدتني أن تظهر دينك‪ ،‬وإن شخخئت لخخم يعيخخك‪ .‬فأقبخخل علخخي‬
‫عليه السلم إلى النبي صلى ال عليه وآلخخه فقخخال‪ :‬يخخا رسخخول الخ أسخخمع دويخخا‬
‫شديدا وأسمع أقدم حيزوم وما أهم أضرب أحدا إل‬

‫)‪ (1‬في المصخخدر‪ :‬قخخال لخخه فخخاخبرني هخخل‪ (2) ..‬روضخخة الكخخافي‪ (3) .199 :‬روضخخة‬
‫الكافي‪.272 :‬‬

‫]‪[256‬‬

‫سقط ميتا قبل أن أضرب‪ .‬فقال‪ :‬هذا جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في الملئكة ثم جخخاءه‬
‫جبرئيل فوقف إلى جنب رسول ال صلى ال عليه وآلخخه فقخخال‪ :‬يخخا محمخخد‪ ،‬إن‬
‫هذه هي المواساة فقال‪ :‬إن عليا مني وأنا منه‪ ،‬فقال جبرئيل عليه السلم‪ :‬وأنا‬
‫منكما‪ ،‬ثم انهزم الناس ‪ -‬وسخخاق الحخخديث إلخخى قخخوله ‪ -‬فخخأتبعهم جبرئيخخل عليخخه‬
‫السلم فكلما سمعوا وقع حوافر فرسه جخخدوا فخخي السخخير‪ ،‬فكخخان يتلخخوهم‪ ،‬فخخإذا‬
‫ارتحلوا قال هو ذا عسكر محمد قد أقبخخل‪ ،‬فخخدخل أبخخو سخخفيان مكخخة‪ ،‬فخخأخبرهم‬
‫الخبر‪ ،‬وجاء الرعاة والحطابون فدخلوا مكة فقالوا‪ :‬رأينا عسكر محمخخد كلمخخا‬
‫رحل أبو سفيان نزلوا يقدمهم فارس علخخى فخخرس أشخخقر يطلخخب آثخخارهم فأقبخخل‬
‫أهل مكة على أبي سفيان يوبخونه ‪ -‬إلى آخر الخبر )‪ - 20 .- (1‬ومنه‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن فضال عخخن داود بخخن‬
‫فرقد‪ ،‬عن أبي يزيد الحمار عن أبي عبد ال عليه السلم قخخال‪ :‬إن ال خ تبخخارك‬
‫وتعخخالى بعخخث أربعخخة أملك فخخي إهلك قخخوم لخخوط‪ :‬جبرئيخخل‪ ،‬وميكائيخخل‪،‬‬
‫وإسخخرافيل‪ ،‬و كروبيخخل عليهخخم السخخلم فمخخروا بخخابراهيم عليخخه السخخلم وهخخم‬
‫معتمون‪ ،‬فسلموا عليه‪ ،‬فلم يعرفهم ورأى هيئة حسنة‪ ،‬فقخخال‪ :‬ل يخخخدم هخخؤلء‬
‫أحدا إل أنخخا بنفسخخي‪ ،‬وكخخان صخخاحب أضخخياف فشخخوى لهخخم عجل سخخمينا حخختى‬
‫أنضجه‪ ،‬ثم قربه إليهم‪ ،‬فلما وضخخعه بيخخن أيخخديهم ورأى أيخخديهم ل تصخخل إليخخه‬
‫نكرهم وأوجس منهم خيفة‪ ،‬فلما رأى ذلك جبرئيل حسر العمامخخة عخخن وجهخخه‬
‫وعن رأسه فعرفه إبراهيم‪ ،‬فقال‪ :‬أنت هو ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬ومرت امرأتخخه سخخارة‬
‫فبشرها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب‪ .‬فقالت‪ :‬ما قال ال ؟ فأجابوها بما‬
‫في الكتاب العزيز‪ ،‬فقال إبراهيم عليه السلم ]لهم[‪ :‬فيمخخاذا جئتخخم ؟ قخخالوا لخخه‪:‬‬
‫في إهلك قخوم لخوط ‪ -‬وسخاق الحخديث إلخى أن قخال ‪ :-‬فخأتوا لوطخا وهخو فخي‬
‫زراعة له قخخرب المدينخخة فسخخلموا عليخخه وهخخم معتمخخون‪ ،‬فلمخخا رآهخخم رأى هيئة‬
‫حسنة عليهم عمائم بيض وثياب بيض فقال لهم‪ :‬المنزل‪ ،‬فقالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فتقدمهم‬
‫ومشوا خلفه‪ ،‬فندم على عرضه عليهم المنزل‪ ،‬وقال‪ :‬أي شئ صخخنعت ! آتخخي‬
‫بهم قومي وأنا أعرفهم ؟ ! فالتفت إليهم فقال‪ :‬إنكم تأتون شرارا من خلق الخخ‬
‫‪ -‬وساق إلى قوله ‪ -‬فلما رأتهم امرأته رأت هيئة‬

‫)‪ (1‬روضة الكافي‪.318 :‬‬

‫]‪[257‬‬

‫حسنة‪ ،‬فصعدت فوق السطح وصفقت فلخخم يسخخمعوا فخخدخنت‪ ،‬فلمخخا رأوا الخخدخان أقبلخخوا‬
‫يهرعخخون إلخى البخاب )‪ - (1‬وسخخاق إلخى قخوله ‪ -‬فكخاثروه حخختى دخلخوا الخبيت‬
‫فأهوى جبرئيل نحوهم بإصبعه‪ ،‬فذهبت أعينهم ‪ -‬وساق إلى قوله ‪ -‬ثم اقتلعها‬
‫جبرئيل عليه السلم بجناحه مخخن سخخبع أرضخخين‪ ،‬ثخخم رفعهخخا حخختى سخخمع أهخخل‬
‫السماء الدنيا نباح الكلب وصياح الديكة‪ ،‬ثم قلبها وأمطخخر عليهخخا وعلخخى مخخن‬
‫حول المدينة حجارة من سجيل )‪ - 21 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد بن يحيخخى‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي‬
‫نصر‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عمن رواه عن أبي جعفخخر‬
‫عليه السلم قخخال‪ :‬لمخخا اتخخخذ الخ عزوجخخل إبراهيخخم خليل أبخخاه بشخخراه بالخلخخة‪،‬‬
‫فجاءه ملك الموت في صورة شاب أبيض عليه ثوبخخان أبيضخخان يقطخخر رأسخخه‬
‫ماء ودهنا‪ ،‬فدخل إبراهيخخم عليخخه السخخلم الخخدار‪ ،‬فاسخختقبله خارجخخا مخخن الخخدار‪،‬‬
‫وكان إبراهيم رجل غيورا‪ ،‬وكان إذا خرج في حاجة أعلق بابه وأخذ مفتاحه‬
‫معه‪ ،‬ثم رجع ففتح فإذا هو برجل )‪ (3‬أحسن ما يكون من الرجال‪ ،‬فأخذ بيده‬
‫وقال‪ :‬يا عبد ال من أدخلك داري ؟ فقال‪ :‬ربها أدخلنيها‪ .‬فقال‪ :‬ربها أحق بها‬
‫مني‪ ،‬فمن أنت ؟ قال‪ :‬أنا ملك الموت‪ ،‬ففزع إبراهيخخم وقخخال‪ :‬جئتنخخي لتسخخلبني‬
‫روحي ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬ولكن اتخذ ال عبدا خليل فجئت لبشارته‪ ،‬فقال‪ :‬مخخن هخخو ؟‬
‫لعلي أخدمه حتى أموت ! قال‪ :‬أنت هو‪ ،‬فدخل على سخخارة فقخخال لهخخا‪ :‬إن ال خ‬
‫تبارك وتعالى اتخذني خليل )‪ - 22 .(4‬الدر المنثور‪ :‬من عدة كتب عن ابخخن‬
‫عباس‪ ،‬قال‪ :‬بينا رسول ال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه ومعخخه جبرئيخخل ينخخاجيه إذا‬
‫نشق أفق السماء فأقبل جبرئيل يتضاءل ويدخل بعضه في بعخخض ويخخدنو مخخن‬
‫الرض‪ ،‬فإذا ملك قد مثل بين يدي رسول ال صلى ال عليه فقال‪ :‬يخخا محمخخد‬
‫إن ربك يقرئك السلم ويخيرك بين أن تكون نبيا‬

‫)‪ (1‬أي يمشخخون إليخخه سخخريعا وفخخي اضخخطراب‪ (2) .‬روضخخة الكخخافي‪ (3) .328 :‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬برجل قائم احسن‪ (4) .‬روضة الكافي‪.392 :‬‬

‫]‪[258‬‬

‫ملكا‪ ،‬وبين أن تكون نبيا عبدا‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬فأشار جبرئيل إلي‬
‫بيده أن تواضع فعرفت أنه لي ناصح‪ ،‬فقلت‪ :‬عبد نبي‪ ،‬فعرج ذلك الملك إلخخى‬
‫السماء‪ ،‬فقلت‪ :‬يا جبرئيل قد كنت أردت أن أسألك عن هذا‪ ،‬فرأيت من حالخخك‬
‫ما شغلني عن المسألة فمن هذا يا جبرئيل ؟ قال‪ :‬هذا إسرافيل‪ ،‬خلقه الخ يخخوم‬
‫خلقه بين يديه صافا قدميه ل يرفع طرفه‪ ،‬بينه وبين الخخرب سخخبعون نخخورا مخخا‬
‫منها نور يدنو منه أحد )‪ (1‬إل احترق بين يديه اللوح المحفوظ‪ ،‬فإذا أذن الخخ‬
‫في شئ في السماء أو في الرض ارتفع ذلك اللخخوح‪ ،‬فضخخرب جبهتخخه فينظخخر‬
‫فيه‪ ،‬فإن كان من عملي أمرني به‪ ،‬وإن كان من عمل ميكائيل أمخخره بخخه‪ ،‬وإن‬
‫كان من عمل ملك الموت أمره به قلت‪ :‬يا جبرئيل على أي شئ أنخخت ؟ قخخال‪:‬‬
‫علخخى الريخخاح والجنخخود‪ ،‬قلخخت‪ :‬علخخى أي شخخئ ميكائيخخل ؟ قخخال‪ :‬علخخى النبخخات‬
‫والقطر‪ ،‬قلت‪ :‬على أي شخخئ ملخخك المخخوت ؟ قخخال‪ :‬علخخى قبخخض النفخخس‪ ،‬ومخخا‬
‫ظننت أنه هبط إل لقيام الساعة وما ذاك الذي رأيخخت منخخي إل خوفخخا مخخن قيخخام‬
‫الساعة )‪ - 23 .(2‬وعن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫أفضل الملئكة جبرئيل )‪ - 24 .(3‬وعن موسى بن أبي عائشة‪ ،‬قال‪ :‬بلغنخخي‬
‫أن جبرئيل إمام أهل السخخماء )‪ - 25 .(4‬وعخخن جخابر بخخن عبخخد الخ‪ ،‬قخال‪ :‬إن‬
‫جبرئيل موكل بحاجات العباد‪ ،‬فإذا دعاه المؤمن قال‪ :‬يا جبرئيل احبس حاجة‬
‫عبدي‪ ،‬فإني أحبه واحب صخخوته‪ ،‬و إذا دعخخا الكخخافر قخخال‪ :‬يخخا جبرئيخخل اقبخخض‬
‫حاجة عبدي فإني أبغضه وأبغض صوته )‪ .(5‬وعن شريح بن عبيد أن النبي‬
‫صلى ال عليه وآله لمخخا صخخعد إلخخى السخخماء رأى جبرئيخخل فخخي خلقتخخه منظخخوم‬
‫أجنحته بالزبرجد واللؤلؤ والياقوت‪ ،‬قال‪ :‬فخيل إلي أن ما بيخخن عينيخخه قخخد سخخد‬
‫الفق وكنت أراه قبل ذلخخك علخخى صخخور مختلفخخة‪ ،‬وأكخخثر مخخا كنخخت أراه علخخى‬
‫صورة دحية الكلبي‪ ،‬وكنت أحيانا أراه كمخخا يخخرى الرجخخل صخخاحبه مخخن وراء‬
‫الغربال )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬ليس في المصدر لفظة " أحد "‪ (6 - 2) .‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ 91‬و ‪.92‬‬

‫]‪[259‬‬

‫‪ - 27‬وعن حذيفة‪ :‬لجبرئيل جناحان‪ ،‬وعليه وشاح من در منظوم‪ ،‬وهو بخخراق الثنايخخا‪،‬‬
‫أجلى الجبين )‪ ،(1‬ورأسه محبك حبك مثل اللؤلؤ )‪ (2‬كأنه الثلج وقخخدماه إلخخى‬
‫الخضرة )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال في النهاية‪ :‬رأسه محبك أي شعر رأسخخه متكخخثر مخخن‬
‫الجعخخودة‪ ،‬مثخخل المخخاء السخخاكن والرمخخل إذا هبخخت عليهمخخا الريخخح فيتجعخخدان‬
‫ويصيران طرائق‪ - 28 .‬الدر المنثور‪ :‬عن ابن عباس‪ ،‬عن النخخبي صخخلى الخ‬
‫عليه وآله قال‪ :‬ما بين منكبي جبرئيل مسخخيرة خمسخخمائة عخخام للطخخائر السخخريع‬
‫الطيران )‪ - 29 .(4‬وعن وهب أنه سئل عن خلق جبرئيل فخخذكر أن مخخا بيخخن‬
‫منكبيه من ذي إلى ذي خفق الطير سبعمائة عام )‪ - 30 .(5‬وعن ابن شهاب‬
‫أن رسول ال سأل جبرئيل أن يتراءى له في صورته فقال جبرئيل‪ :‬إنخخك لخخن‬
‫تطيق ذلك‪ ،‬قال‪ :‬إني أحب أن تفعل‪ ،‬فخرج رسول ال صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫إلى المصلى في ليلة مقمرة‪ ،‬فأتاه جبرئيل في صورته فغشي على رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم حين رآه‪ ،‬ثم أفاق وجبرئيل مسنده وواضخخع إحخخدى يخخديه‬
‫على صدره‪ ،‬والخرى بين كتفيه‪ .‬فقال رسول ال صخخلى الخ عليخه وآلخخه‪ :‬مخا‬
‫كنت أرى أن شيئا ممن يخلق هكذا‪ ،‬فقال جبرئيل‪ :‬فكيف لو رأيت إسرافيل ؟‬
‫إن له لثني عشر جناحا منها جناح في المشخخرق‪ ،‬وجنخاح فخخي المغخخرب‪ ،‬وإن‬
‫العرش على كخخاهله‪ ،‬وإنخخه ليتضخخاءل الحيخخان لعظمخخة الخ حخختى يصخخير مثخخل‬
‫الوصع حتى ما يحمل عرشه إل عظمته )‪ .(6‬بيان‪ :‬قال فخخي النهايخخة‪ :‬فيخخه أن‬
‫العرش على منكب إسرافيل‪ ،‬وأنخخه ليتواضخخع لخ حخختى يصخخير مثخخل الوصخخع‪.‬‬
‫يخخروى بفتخخح الصخخاد وسخخكونها‪ ،‬وهخخو طخخائر أصخخغر مخخن العصخخفور والجمخخع‬
‫وصعان‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬الجبينين‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ورأسه حبك حبخخك مثخخل المرجخخان وهخخو‬
‫اللؤلؤ‪ (6 - 3) .‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.92‬‬

‫]‪[260‬‬

‫‪ - 31‬الدر المنثور‪ :‬عن أبي سعيد‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآلخخه قخخال‪ :‬إن فخخي الجنخخة‬
‫لنهرا ما يدخله جبرئيل من دخلة فيخرج فينتفض إل خلق ال مخخن كخخل قطخخرة‬
‫تقطر منه ملكا )‪ - 32 .(1‬قال‪ :‬وروي أن جبرئيل أتى النبي صلى ال عليخخه‬
‫وآله وهو يبكي‪ ،‬فقال له‪ :‬ما يبكيك ؟ قال‪ :‬مالي لأبكي ؟ فو ال ما جفخخت لخخي‬
‫عين منذ خلق ال النخخار مخافخخة أن أعصخخيه فيقخخذفني فيهخخا‪ .‬وقخخال‪ :‬مخخا ضخخحك‬
‫ميكائيل منذ خلقت النار )‪ - 33 .(2‬وعن عكرمة قال سأل رسول ال صخخلى‬
‫ال عليه وآله جبرئيل عن أكرم الخلق علخى الخ فعخرج ثخم هبخط فقخال‪ :‬أكخرم‬
‫الخلخخق علخخى الخ جبرئيخخل وميكائيخخل وإسخخرافيل وملخخك المخخوت فأمخخا جبرئيخخل‬
‫فصخخاحب الحخخرب وصخخاحب المرسخخلين‪ ،‬وأمخخا ميكائيخخل فصخخاحب كخخل قطخخرة‬
‫تسقط‪ ،‬وكل ورقة تنبت‪ ،‬وكخخل ورقخخة تسخخقط‪ ،‬وأمخخا ملخخك المخخوت فهخخو موكخخل‬
‫بقبض روح كل عبد في بر أو بحر‪ ،‬وأما إسخخرافيل فخخأمين الخ بينخخه وبينهخخم )‬
‫‪ - 34 .(3‬وعن ابن عباس أن جبرئيل وقف على رسول ال صلى الخ عليخخه‬
‫وآله وعليه عصابة خضراء قد علها الغبار‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآلخخه‪ :‬مخخا هخخذا الغبخخار الخخذي أرى علخخى عصخخابتك ؟ قخخال‪ :‬إنخخي زرت الخخبيت‬
‫فازدحمت الملئكة على الركن‪ ،‬فهذا الغبار الذي ترى ممخخا تخخثير بأجنحتهخخا )‬
‫‪ - 35 .(4‬وعن ابن عباس قال‪ :‬جلس رسول ال صلى ال عليه وآله مجلسخخا‬
‫فأتاه جبرئيل فجلس بين يدي رسول الخ صخخلى الخ عليخه وآلخه واضخعا كفيخه‬
‫على ركبتي رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال خ حخخدثني عخخن‬
‫السلم‪ ،‬قال‪ :‬السلم أن تسلم وجهخخك لخ عزوجخخل‪ ،‬وأن تشخخهد أن ل إلخخه إل‬
‫ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأن محمدا عبده ورسخوله‪ .‬قخال‪ :‬فخإذا فعلخت ذلخك فقخد‬
‫أسلمت‪ .‬فقال‪ :‬يا رسول ال حدثني عن اليمان‪ ،‬قخال‪ :‬اليمخان أن تخؤمن بخال‬
‫واليخخوم الخخخر والملئكخخة والكتخخاب والنخخبيين والمخخوت والحيخخوة بعخخد المخخوت‪،‬‬
‫وتؤمن بالجنة والنار والحساب والميزان‪ ،‬وتخخؤمن بالقخخدر كلخخه خيخخره وشخخره‪،‬‬
‫قال‪ :‬فإذا فعلت ذلك فقد آمنت‪ .‬قال‪ :‬يا رسول ال حدثني مخخا الحسخخان ؟ قخخال‪:‬‬
‫الحسان أن تعمل‬

‫)‪ (4 - 1‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.93‬‬

‫]‪[261‬‬

‫ل كأنك تراه‪ ،‬فإن لم يكن تراه فإنه يراك )‪ - 36 .(1‬وعن أنس وغيخخره بأسخخانيد قخخال‪:‬‬
‫بينما رسول ال صلى ال عليه وآله جالسا مع أصخخحابه إذ جخخاءه رجخخل عليخخه‬
‫ثياب السفر يتخلل الناس حتى جلس بين يدي رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه‬
‫فوضع يده على ركبة رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه فقخخال‪ :‬يخخا محمخخد مخخا‬
‫السلم ‪ -‬وساقوا الحديث مثل ما مخخر إلخخى قخخولهم )‪ - (2‬يخخا رسخخول الخ مخختى‬
‫الساعة ؟ قال‪ :‬ما المسؤول عنها بأعلم من السائل‪ ،‬وأدبر الرجل فذهب‪ .‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬علي بالرجل‪ ،‬فاتبعوه يطلبونه فلم يروا شيئا‪،‬‬
‫فقال رسول ال‪ :‬ذلك جبرئيل‪ ،‬جاءكم ليعلمكخخم دينكخخم‪ - 37 .‬وعخخن وهخخب بخخن‬
‫منبه‪ ،‬قال‪ :‬خلق ال الصور من لؤلؤة ]بيضاء[ في صخخفاء الزجاجخخة‪ ،‬ثخخم قخخال‬
‫للعرش‪ :‬خذ الصور‪ ،‬فتعلق به‪ ،‬ثم قال‪ :‬كخخن‪ ،‬فكخخان إسخخرافيل فخخأمره أن يأخخخذ‬
‫الصور‪ ،‬فأخذه وبخخه ثقخخب بعخخدد كخخل روح مخلوقخخة ونفخخس منفوسخخة ل تخخخرج‬
‫روحخخان مخخن ثقخخب واحخخد‪ ،‬وفخخي وسخخط الصخخور كخخوة )‪ (3‬كاسخختدارة السخخماء‬
‫والرض وإسرافيل واضع فمه على ذلك الكوة )‪ (4‬ثم قال لخخه الخخرب تعخخالى‪:‬‬
‫قد وكلتك بالصور‪ ،‬فأنت للنفخة وللصيحة‪ .‬فدخل إسرافيل في مقخدم العخرش‪،‬‬
‫فأدخل رجله اليمنى تحت العرش‪ ،‬وقدم اليسرى‪ ،‬ولم يطخخرف منخخذ خلقخخه الخ‬
‫ينظر متى يؤمر به )‪ - 38 .(5‬وعن ابن عباس عخخن النخخبي صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله في قوله تعالى " نزل به الروح المين " قال‪ :‬الخخروح الميخخن جبرئيخخل‪،‬‬
‫رأيت له ستمائة جناح من لؤلؤ قد نشرهما فيهما )‪ (6‬مثل ريش الطواويس )‬
‫‪ - 39 .(7‬وعن أبي سعيد الخدري‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآلخخه‬
‫كيف أنعم وقد‬

‫)‪ (1‬الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (2) .93‬فخخي المخطوطخخة‪ :‬قخخوله‪ (3) .‬كخخرة )خ(‪(4) .‬‬
‫الكرة )خ(‪ (5) .‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ 5‬ص ‪ (6) .338‬في المصدر‪ :‬قد نشرها‬
‫فهم مثل‪ (7) .‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪.94‬‬

‫]‪[262‬‬

‫التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخخخ‬
‫قخال المسخلمون‪ :‬فكيخف نقخول يخا رسخول الخ ؟ قخال‪ :‬قولخوا حسخبنا الخ ونعخم‬
‫الوكيل‪ ،‬على ل توكلنا )‪ .(1‬توضيح‪ :‬قال الجوهري فيه كيف أنعم وصخخاحب‬
‫القرن قد التقمه أي كيف أتنعخم مخن النعمخة ‪ -‬بالفتخح ‪ -‬وهخي المسخرة والفخرح‬
‫والترفه‪ - 40 .‬الدر المنثور‪ :‬عن ابن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬الصور كهيئة القرن ينفخ‬
‫فيه )‪ - 41 .(2‬وعن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما‬
‫طرف صاحب الصور مذ وكل به مستعدا ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر‬
‫بالصيحة قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينه كوكبان دريخخان )‪ - 42 .(3‬وعخخن‬
‫أبي سعيد قخخال‪ :‬إن صخخاحبي الصخخور بأيخخديهما قرنخخان يلحظخخان النظخخر مخختى‬
‫يؤمران )‪ - 43 .(4‬وعنه عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬وما من صخباح‬
‫إل وملكان موكلن بالصور ينتظران متى يؤمران أن ينفخا )‪ (5‬في الصخخور‬
‫فينفخا )‪ - 44 .(6‬وعن كعب قال‪ :‬إسرافيل لخخه أربعخخة أجنحخخة‪ :‬جناحخخان فخخي‬
‫الهواء‪ ،‬وجناح قد تسرول به‪ ،‬وجناح على كاهله‪ ،‬والقلم على أذنه‪ ،‬فإذا نخخزل‬
‫الوحي كتب القلم ودرسخخت الملئكخخة‪ ،‬وملخخك الصخخور أسخخفل منخخه جخخاث علخخى‬
‫إحدى ركبتيه‪ ،‬وقد نصب الخرى‪ ،‬فالتقم الصور فحنى ظهره‪ ،‬وطرفخخه إلخخى‬
‫إسرافيل وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحه أن ينفخ في الصور )‪.(7‬‬
‫)‪ (1‬المصدر‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪ (2) .337‬المصدر‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪ 3) .338‬و ‪ (4‬المصدر‪ :‬ج‬
‫‪ ،5‬ص ‪ (5) .338‬فخخي المصخخدر‪ :‬مخختى يخخؤمران فينفخخخان‪ 6) .‬و ‪ (7‬الخخدر‬
‫المنثور‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪.338‬‬

‫]‪[263‬‬

‫وعن عائشة مثله‪ - 45 .‬وعن ابن عباس قال‪ :‬لما نزلت " فإذا نقر فخخي النخخاقور " قخخال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬كيف أنعم وصاحب الصور قخخد التقخخم القخخرن‬
‫وحنى جبهته يستمع متى يؤمر ؟ قالوا‪ :‬كيف نقول يا رسول ال ؟ قال‪ :‬قولخخوا‬
‫حسبنا ال ونعم الوكيل‪ ،‬و على ال توكلنا )‪ - 46 .(1‬عن قتادة " فإذا نقر في‬
‫الناقور " قال‪ :‬فإذا نفخ في الصور )‪ - 47 .(2‬وعخخن ابخخن مسخخعود " لقخخد رآه‬
‫بالفق المبين " قال جبرئيل في رفرف أخضر قدسد الفق )‪ - 48 .(3‬وعنه‬
‫أيضا‪ :‬قال رأى جبرئيل له ستمائة جناح قدسخخد الفخخق )‪ - 49 .(4‬وعخخن ابخخن‬
‫عباس في الية قال‪ :‬إنما عنى جبرئيل‪ ،‬إن محمدا رآه في صورته عند سدرة‬
‫المنتهى )‪ - 50 .(5‬وعن معاوية بن قرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليخخه‬
‫وآله لجبرئيل‪ :‬ما أحسن ما أثنى عليك ربك " ذي قوة عند ذي العخخرش مكيخخن‬
‫مطاع ثم أمين " ما كانت قوتك ؟ وما كخخانت أمانتخخك ؟ قخخال‪ :‬أمخخا قخخوتي فخخإني‬
‫بعث إلى مدائن قوم لوط وهخخي أربخخع مخخدائن وفخخي كخخل مدينخخة أربعمخخائة ألخخف‬
‫مقاتل سوى الذراري‪ ،‬حملتهم مخخن الرض السخخفلى حخختى سخخمع أهخخل السخخماء‬
‫أصوات الدجاج ونباح الكلب‪ ،‬وهخخويت بهخخن فقتلتهخخن )‪ (6‬وأمخخا أمخخانتي فلخخم‬
‫أومر بشئ فعدوته إلى غيره )‪ - 51 .(7‬وعن أبي صالح في قوله " إنه لقول‬
‫رسول كريم " قال‪ :‬جبرئيخخل " مطخخاع ثخخم أميخخن " قخخال‪ :‬علخخى سخخبعين حجابخخا‬
‫يدخلها بغير إذن )‪.(8‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المصخخدر‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪ (3) .282‬المصخخدر‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪ 4) .321‬و ‪ (5‬الخخدر‬
‫المنثور‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪ (6) .321‬في المصدر‪ :‬ثم هويت بهم فقتلتهم‪ 7) .‬و ‪(8‬‬
‫المصدر‪ :‬ج ‪ 6‬ص ‪.321‬‬

‫]‪[264‬‬

‫‪ - 52‬وعن الخزرج قال‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬ونظر إلى ملك‬
‫الموت عند رأس رجل من النصار‪ ،‬فقال يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه‬
‫مؤمن فقال ملك الموت‪ :‬طب نفسا وقر عينا‪ ،‬واعلم بأني بكخخل مخخؤمن رفيخخق‪،‬‬
‫واعلم أني ‪ -‬يا محمد ‪ -‬لقبض روح ابن آدم‪ ،‬فخخإذا صخخرخ صخخارخ قمخخت فخخي‬
‫الدار ومعي روحه فقلت‪ :‬ما هذا الصارخ ؟ وال ما ظلمنا ول سبقنا أجله ول‬
‫استعجلنا قخخدره‪ ،‬ومخخا لنخخا فخخي قبضخخه مخخن ذنخخب‪ ،‬فخخإن ترضخخوا بمخخا صخخنع الخ‬
‫توجروا‪ ،‬وإن تسخخخطوا تخخأثموا وتخخوزروا وإن لنخخا عنخخدكم عخخودة بعخخد عخخودة‪،‬‬
‫فالحذر ! الحذر ! وما من أهل بيت شخخعر ول مخخدر بخخر ول فخخاجر‪ ،‬سخخهل ول‬
‫جبخل‪ ،‬إل وأنخا أتصخفحهم فخي كخل يخوم وليلخة‪ ،‬حختى لنخا أعخرف بصخغيرهم‬
‫وكبيرهم منهم بأنفسهم‪ ،‬وال لو أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على‬
‫ذلك حتى يكون ال هو يأذن بقبضها )‪ - 53 .(1‬وعن ابن عباس قخخال‪ :‬وكخخل‬
‫ملك الموت بقبض أرواح الدميين فهو الذى يلي قبض أرواحهم‪ ،‬وملخخك فخخي‬
‫الجن‪ ،‬وملك فخخي الشخخياطين‪ ،‬وملخخك فخخي الطيخخر والخخوحش والسخخباع والحيتخخان‬
‫والنمل‪ ،‬فهم أربعة أملك‪ ،‬والملئكة يموتون في الصخخعقة الولخخى‪ ،‬وإن ملخخك‬
‫الموت يلي قبض أرواحهم‪ ،‬ثم يموت‪ ،‬وأما الشهداء فخخي البحخخر فخخإن الخ يلخخي‬
‫قبض أرواحهم‪ ،‬ل يكل ذلك إلى ملك الموت لكرامتهم عليه )‪ - 54 (2‬وعخخن‬
‫أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلم )‪ (3‬قال‪ :‬دخل النبي صلى ال خ عليخخه‬
‫وآله على رجل من النصار يعوده‪ ،‬فإذا ملك الموت عند رأسه‪ ،‬فقال رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن فقال‪ :‬أبشر‬
‫يا محمد‪ ،‬فإني بكل مؤمن رفيق‪ ،‬واعلم يخخا محمخد أنخخي لقبخض روح ابخن آدم‬
‫فيصرخ أهله‪ ،‬فأقوم في جانب مخخن الخخدار فخخأقول‪ :‬والخ مخخالي ذنخخب‪ ،‬وإن لخخي‬
‫لعودة وعودة‪ ،‬الحذر ! الحذر ! وما خلق ال من أهل بيت مدر ول شخخعر ول‬
‫وبر في بر ول بحر إل وأنا أتصفحهم فيه في كل‬

‫)‪ (1‬الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪ (2) .173‬الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪ (3) .173‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬رضي ال عنهما‪.‬‬

‫]‪[265‬‬

‫يوم وليلة خمس مرات‪ ،‬حتى أني لعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم‪ ،‬وال خ يخخا‬
‫محمد إني ل أقدر أن أقبض روح بعوضة حتى يكون ال تبارك وتعالى الذي‬
‫يأمر بقبضه )‪ - 55 .(1‬الكافي‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن يخخونس‪،‬‬
‫عن الهيثم بن واقد‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم مثله بأدنى تغيير‬
‫)‪ - 56 .(2‬وعن علي‪ ،‬عن أبيه عن ابن محبوب‪ ،‬عن المفضخخل بخخن صخخالح‪،‬‬
‫عن جابر عن أبي جعفر عليه السلم مثله أيضا لكن فيهما‪ :‬خمس مرات عند‬
‫مواقيت الصلوات )‪ .(3‬بيخان‪ :‬ل يخفخى عخدم دللخة هخذه الخبخار علخى كخون‬
‫قابض أرواح الحيوانات ملك المخخوت‪ ،‬فخخإن الغخخرض منهخخا المبالغخخة فخخي عخخدم‬
‫قدرته علخخى فعخخل صخخغير أو كخخبير بخخدون إذنخخه سخخبحانه‪ ،‬فل ينخخافي خخخبر ابخخن‬
‫عبخخاس‪ ،‬لكخخن ليخخس فخخي أخبارنخا تصخخريح بأحخخد الطرفيخن والتوقخف فخي مثلخخه‬
‫أحوط‪ ،‬وقد مضت الخبار المناسبة لهذا الباب والذي قبلخخه فخخي كتخخاب المعخخاد‬
‫وغيره‪) * 24 .‬باب( * * )عصمة الملئكة وقصة هخخاروت ومخخاروت وفيخخه‬
‫ذكخخر( * * )حقيقخخة السخخحر وأنخخواعه( * اليخخات‪ :‬البقخخرة‪ :‬واتبعخخوا مخخا تتلخخوا‬
‫الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان و لكن الشياطين كفخخروا يعلمخخون‬
‫الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان مخخن‬
‫أحد حتى يقول إنما نحن فتنة فل تكفخخر فيتعلمخخون منهمخخا مخا يفرقخخون بخخه بيخن‬
‫المرء وزوجه وماهم بضارين به من أحد إل بإذن ال ويتعلمون‬

‫)‪ (1‬المصدر‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪ 2) .174‬و ‪ (3‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪.136‬‬

‫]‪[266‬‬

‫ما يضرهم ول ينفعهم ولقد علموا لمن اشتريه ماله في الخرة من خلق )‪ .(1‬النساء‪:‬‬
‫لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا ل ول الملئكة المقربون )‪ .(2‬العخخراف‪:‬‬
‫إن الذين عند ربك ل يستكبرون عخخن عبخخادته ويسخخبحونه ولخخه يسخخجدون )‪.(3‬‬
‫النحل‪ :‬ول يسجد ما في المساوات وما في الرض من دابخخة والملئكخخة وهخخم‬
‫ل يستكبرون * يخافون ربهم مخن فخوقهم ويفعلخون مخا يخؤمرون )‪ .(4‬مريخم‪:‬‬
‫وما نتنزل إل بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك‬
‫نسيا )‪ .(5‬النبياء‪ :‬ومن عنخده ل يسختكبرون عخن عبخادته ول يستحسخرون *‬
‫يسبحون الليل والنهار ل يفترون )‪ .(6‬وقال تعالى‪ :‬وقالوا اتخذ الرحمن ولخخدا‬
‫سبحانه بل عباد مكرمون * ل يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون * يعلخخم مخخا‬
‫بين أيديهم وما خلفهم ول يشفعون إل لمن ارتضى وهم من خشخخيته مشخخفقون‬
‫* ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظخالمين )‬
‫‪ .(7‬التحريم‪ :‬عليها ملئكة غلظ شداد ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلخخون مخخا‬
‫يؤمرون )‪ .(8‬تفسير‪ " :‬واتبعوا ما تتلخخوا الشخخياطين " أقخخول‪ :‬هخخذه اليخخة ممخخا‬
‫يوهم نفي عصمة الملئكة‪ ،‬وللعلماء في تأويلها مسالك نشير إن بعضخخها وإن‬
‫أفضى إلى الطناب‪.‬‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .102 :‬النساء‪ (3) .172 :‬العراف‪ (4) .206 :‬النحل‪) .50 - 49 :‬‬
‫‪ (5‬مريخخم‪ (6) .64 :‬النبيخخاء‪ (7) .20 - 19 :‬النبيخخاء‪(8) .29 - 26 :‬‬
‫التحريم‪.6 :‬‬

‫]‪[267‬‬

‫قال السيد المرتضى ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في كتاب الغرر والدرر‪ :‬إن سخخأل سخخائل عخخن قخخوله‬
‫عزوعل " واتبعوا ما تتلوا الشياطين ‪ -‬إلى قوله تعالى ‪ -‬ولبئس ما شخروا بخه‬
‫أنفسخخهم لخخو كخخانوا يعلمخخون " فقخخال‪ :‬كيخخف ينخخزل ال خ سخخبحانه السخخحر علخخى‬
‫الملئكة ؟ أم كيف تعلم الملئكة الناس السحر والتفريق بين المرء وزوجخخه ؟‬
‫وكيف نسب الضرر الواقع عند ذلك إلى أنه بإذنه وهخخو تعخخالى قخخد نهخخى عنخخه‬
‫وحذر من فعله ؟ وكيف أثبت العلم لهم ونفاه عنهم بقخخوله " ولقخخد علمخخوا لمخخن‬
‫اشتريه ماله في الخرة من خلق " ثم بقوله " لو كانوا يعلمون " ؟ الجواب‪:‬‬
‫قلنا‪ :‬في الية وجوه كل منها يزيل الشبهة الداخلة علخخى مخخن لخخم يمعخخن النظخخر‬
‫فيها‪ :‬أولها‪ :‬أن يكخخون " مخخا " فخخي قخخوله تعخخالى " ومخخا أنخخزل علخخى الملكيخخن "‬
‫بمعنى الذي‪ ،‬فكأنه تعالى خبر )‪ (1‬عن طائفة من أهل الكتاب بأنهم اتبعوا ما‬
‫تكذب فيه الشياطين على ملك سخخليمان وتضخخيفه إليخخه مخخن السخخحر‪ ،‬فخخبرأه الخ‬
‫عزوجل من قرفهم وأكذبهم في قولهم فقال تعالى " ومخخا كفخخر سخخليمان ولكخخن‬
‫الشياطين كفروا " باستعمال السحر والتمويه على الناس‪ ،‬ثخخم قخخال " يعلمخخون‬
‫الناس السحر وما أنزل على الملكين " وأراد أنهم يعلمونهم السحر وما الخخذي‬
‫أنزل على الملكين‪ ،‬وإنما أنزل على الملكين وصف السخخحر ومخخاهيته وكيفيخخة‬
‫الحتيال فيه ليعرفا ذلخخك و يعرفخخاه النخخاس فيجتنبخخوه ويحخخذروا منخخه‪ ،‬كمخخا أنخخه‬
‫تعالى قد أعلمنا ضخروب المعاصخي ووصخف لنخا أحخوال القبخائح لنجتنبهخا ل‬
‫لنواقعها‪ ،‬إل أن الشياطين كانوا إذا علمخخوا ذلخخك وعرفخخوه اسخختعملوه وأقخخدموا‬
‫على فعله‪ ،‬وإن كخخان غيرهخخم مخخن المخخؤمنين لمخخا عرفخخه اجتنبخخه وحخخارزه )‪(2‬‬
‫وانتفع باطلعه على كيفيته‪ .‬ثم قال " وما يعلمان مخخن أحخخد " يعنخخي الملكيخخن‪،‬‬
‫ومعنى " يعلمان " يعلمان‪ ،‬والعرب تستعمل لفظة " علمخخه " بمعنخخى أعلمخخه‪،‬‬
‫قال القطامي‪:‬‬

‫)‪ (1‬كذا‪ ،‬والظاهر " أخبر "‪ (2) .‬حاذره )خ(‪.‬‬

‫]‪[268‬‬

‫تعلم أن بعد الغي رشدا * وأن لتانك الغمر انقشاعا وقال كعب بن زهير‪ :‬تعلخخم رسخخول‬
‫ال أنك مدركي * وإن وعيدا منك كالخذ باليد ومعنخخى " تعلخخم " فخخي البيخختين‬
‫معنى " أعلم " والذي يدل على أنه ههنا العلم ل التعليم قوله " وما يعلمان‬
‫من أحد حتى يقخخول إنمخخا نحخن فتنخخة فل تكفخر " أي إنهمخخا ل يعرفخان صخخفات‬
‫السحر وكيفيته إل بعد أن يقول إنما نحخخن محنخخة‪ ،‬لن الفتنخخة بمعنخخى المحنخخة‪،‬‬
‫من حيث ألقيا إلى المكلفين أمرا لينزجروا عنه وليتمتعوا مخخن مخخواقعته‪ ،‬وهخخم‬
‫إذا عرفوه أمكن أن يستعملوه ويرتكبوه‪ ،‬فقال لمن يطلعانه على ذلك‪ :‬ل تكفر‬
‫باستعماله‪ ،‬ول تعدل عن الغرض فخخي إلقخخاء هخخذا إليخخك‪ ،‬فخخإنه إنمخخا ألقخخي إليخخك‬
‫واطلعت عليه لتجتنبه ل لتفعله‪ .‬ثم قال " فيتعلمون منهما ما يفرقخخون بخخه بيخخن‬
‫المرء وزوجه " أي فيعرفون من جهتهما ما يسخختعملونه فخخي هخخذا البخخاب وإن‬
‫كان الملكان مخخا ألقيخخاه إليهخخم لخخذلك‪ ،‬ولهخخذا قخخال " ويتعلمخخون مخخا يضخخرهم ول‬
‫ينفعهم " لنهم لما قصدوا بتعلمخه أن يفعلخوه ويرتكبخوه ل أن يحبتنبخوه صخار‬
‫ذلك بسوء اختيارهم ضررا عليهم‪ .‬وثانيها‪ :‬أن يكون " مخخا أنخخزل " موضخخعه‬
‫موضع جر‪ ،‬ويكون معطوفا بخخالواو علخخى " ملخخك سخخليمان " أي‪ :‬واتبعخخوا مخخا‬
‫تتلوا الشياطين على ملك سليمان وعلى ما أنزل علخى الملكيخن‪ .‬ومعنخى " مخا‬
‫أنزل على الملكين " )‪ (1‬أي معهما وعلخخى ألسخخنتهما كمخخا قخخال تعخخالى " ربنخخا‬
‫وآتناما وعدتنا على رسلك " أي على ألسنتهم ومعهم‪ ،‬وليس بمنكر أن يكخخون‬
‫" ما أنزل " معطوفا على ملخخك سخخليمان وإن اعخخترض بينهمخخا مخخن الكلم مخخا‬
‫اعترض‪ ،‬لن رد الشئ إلى نظيره وعطفه على ما هو أولى هو الواجب وإن‬
‫اعترض بينهما ما ليس منهما‪ ،‬ولهذا نظائر في القرآن وكلم العخخرب كخخثيرة‪:‬‬
‫قال ال تعالى " الحمد ل الذي أنزل على عبده الكتخخاب ولخخم يجعخخل لخخه عوجخا‬
‫قيما " )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .194 :‬الكهف‪(*) .3 :‬‬

‫]‪[269‬‬

‫و " قيم " من صفات الكتاب حال منه‪ ،‬ل من صفة " عوج " وإن تباعد ما بينهمخخا‪ ،‬و‬
‫مثله " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل‬
‫ال وكفر به والمسخخجد الحخخرام " )‪ (1‬فالمسخخجد الحخخرام ههنخخا معطخخوف علخخى‬
‫الشهر الحرام أي يسخخألونك عخخن الشخخهر وعخخن المسخخجد الحخخرام‪ .‬وحكخخي عخخن‬
‫بعض علماء أهل اللغة أنه قخخال‪ :‬العخخرب تلخخف الخخخبرين المختلفيخخن ثخخم ترمخخي‬
‫بتفسير هما جملة‪ ،‬ثقة بأن السامع يرد إلى كل خبره كقخخوله عزوجخخل " ومخخن‬
‫رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيخخه ولتبتغخخوا مخخن فضخخله " )‪ (2‬وهخخذا‬
‫واضح في مذهب العرب كثير النظائر‪ .‬ثم قال تعالى " وما يعلمخخان مخخن أحخخد‬
‫حتى يقول إنما نحن فتنة " والمعنى أنهمخخا ل يعلمخخان أحخخدا بخخل ينهيخخان عنخخه‪،‬‬
‫ويبلغ من نهيهما عنه وصدهما عن فعله واستعماله أن يقول إنما نحن فتنخخة "‬
‫فل تكفر " باستعمال السحر والقدام على فعله‪ ،‬وهذا كمخخا يقخخول الرجخخل‪ :‬مخخا‬
‫أمرت فلنا بكذا ولقد بالغت في نهيه حتى قلت له إنك إن فعلتخخه أصخخابك كخخذا‬
‫وكذا‪ .‬وهذا هو نهاية البلغة في الكلم‪ ،‬والختصخخار الخخدال مخخع اللفخخظ القليخخل‬
‫على المعاني الكثيرة‪ ،‬لنه أشعر بقخخوله تعخخالى " ومخخا يعلمخخان مخخن أحخخد حخختى‬
‫يقول إنما نحن فتنة " عن بسط الكلم الذي ذكرناه ولهخخذا نظخخائر فخخي القخخرآن‬
‫قال ال تعالى " ما اتخذ ال من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما‬
‫خلق " )‪ (3‬ومثل قوله تعالى " يوم تخخبيض وجخخوه وتسخخود وجخخوه فأمخخا الخخذين‬
‫اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بمخخا كنتخخم تكفخخرون " )‪(4‬‬
‫أي فيقال للذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم وأمثاله أكثر من أن نورد‬
‫ثم قال تعالى " فيتعلمون منهما ما يفرقخخون بخخه بيخخن المخخرء وزوجخخه " وليخخس‬
‫يجوز أن يرجع الضمير على هذا الجواب إلى الملكين‪ ،‬وكيف يرجخخع إليهمخخا‬
‫وقد نفى تعالى عنهما التعليم ؟ بل يرجع إلى‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .217 :‬العنكبوت‪ (3) .73 :‬المؤمنون‪ (4) .91 :‬آل عمران‪.106 :‬‬
‫]‪[270‬‬

‫الكفر والسحر‪ ،‬وقد تقدم ذكر السحر وتقدم أيضا ذكر ما يدل على الكفر ويقتضيه فخخي‬
‫قوله تعالى " ولكن الشياطين كفروا " فدل " كفخخروا " علخخى الكفخخر والعطخخف‬
‫عليه مع السحر جائز‪ ،‬وإن كان التصخخريح وقخخع بخخذكر السخخحر دونخخه‪ ،‬و مثخخل‬
‫ذلك قوله تعالى " سيذكر من يخشى ويتجنبهخخا الشخخقى * الخخذي يصخخلى النخخار‬
‫الكبرى " )‪ (1‬أي يتجنب الذكرى الشقى‪ ،‬ولم يتقدم تصخخريح بالخخذكرى لكخخن‬
‫دل عليها قوله " سيذكر " ويجوز أيضا أن يكون معنى " فيتعلمخخون منهمخخا "‬
‫أي بدل مما علمهم الملكان‪ ،‬ويكون المعنى أنهم يعدلون عمخخا علمهخخم ووقفهخخم‬
‫عليه الملكان من النهي عن السحر إلى تعلمخخه واسخختعماله‪ ،‬كمخا يقخخول القخخائل‪:‬‬
‫ليت لنخخا مخخن كخخذا وكخخذا ]كخخذا[ أي بخخدل منخخه‪ ،‬كمخخا قخال الشخخاعر‪ :‬جمعخخت مخخن‬
‫الخيرات وطبا وعلبخخة * وصخخرا ل خلف المزممخخة الخخبزل ومخخن كخخل أخلق‬
‫الكخخرام تميمخخة * وسخخعيا علخخى الجخخار المجخخاور بالبخخخل يريخخد‪ :‬جمعخخت مكخخان‬
‫الخيرات ومكخخان أخلق الكخخرام هخخذه الخصخخال الذميمخخة‪ .‬و قخخوله تعخخالى " مخخا‬
‫يفرقون به بين المرء وزوجه " فيه وجهان‪ :‬أحدهما أن يكونخخوا يغخخوون أحخخد‬
‫الزوجين ويحملونه على الشرك بخخال تعخخالى‪ ،‬فيكخخون بخخذلك قخخد فخخارق زوجخخه‬
‫الخر المؤمن المقيم على دينه‪ ،‬ليفرق بينهما اختلف النحلة والملة‪ ،‬والخخوجه‬
‫الخر أن يسعوا بين الزوجين بالنميمة والوشاية والغراء والتمخخويه بالباطخخل‬
‫حتى يؤول أمرهما إلى الفرقة والمباينة‪ .‬وثالث الوجوه في اليخخة أن تحمخخل "‬
‫ما " في قوله تعالى " وما أنزل على الملكيخخن " علخخى الجحخخد والنفخخي‪ ،‬فكخخأنه‬
‫تعالى قال‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سخخليمان ومخخا كفخخر ]سخخليمان[‬
‫وما أنزل الخ السخخحر علخخى الملكيخخن ولكخخن الشخخياطين كفخخروا يعلمخخون النخخاس‬
‫السحر ببابل هاروت وماروت‪ .‬ويكون قوله تعالى " ببابل هاروت ومخخاروت‬
‫" من المؤخر الذي معناه التقديم‪ ،‬فيكون على هذا التأويل هخخاروت ومخخاروت‬
‫رجلين من جملة هذان اسماهما‪ ،‬وإنما ذكرا بعد ذكر الناس تمييزا‬

‫)‪ (1‬العلى‪.12 - 10 :‬‬

‫]‪[271‬‬

‫وتبيينا‪ ،‬ويكون الملكان المذكوران اللذان نفى تعالى عنهما السحر جبرئيل و ميكائيل‪،‬‬
‫لن سحرة اليهود فيما ذكر كانت تدعي أن ال تعالى أنزل السحر على لسان‬
‫جبرئيل وميكائيل إلى سليمان‪ ،‬فأكذبهما ال خ تعخخالى بخخذلك‪ ،‬ويجخخوز أن يكخخون‬
‫هاروت وماروت يرجعان إلى الشياطين‪ ،‬كأنه تعخخالى قخخال‪ :‬ولكخخن الشخخياطين‬
‫هاروت وماروت كفروا‪ ،‬ويسوغ ذلخخك كمخخا سخخاغ فخخي قخخوله " وكنخخا لحكمهخخم‬
‫شاهدين " يعنخي تعخخالى حكخخم داود وسخليمان‪ ،‬ويكخون قخوله تعخالى علخخى هخخذا‬
‫التأويل " وما يعلمان من أحد حتى يقول إنما نحن فتنة " راجعا إلى هخخاروت‬
‫ومخخاروت اللخخذين همخخا مخخن الشخخياطين أو مخخن النخخس المتعلميخخن للسخخحر مخخن‬
‫الشياطين والعاملين به‪ ،‬ومعنخخى قولهمخخا " إنمخخا نحخخن فتنخخة فل تكفخخر " يكخخون‬
‫على طريق الستهزاء أو التماجن والتخالع كما يقخول المخاجن مخن النخاس إذا‬
‫فعل قبيحا أو قال باطل‪ :‬هذا فعل من ل يفلخخح‪ ،‬و قخخول مخخن ل ينجخخو‪ ،‬والخ ل‬
‫حصخخلت إل علخخى الخسخخران‪ .‬وليخخس ذلخخك منخخه علخخى سخخبيل النصخخيحة للنخخاس‬
‫وتحذيرهم من مثل فعل فعله‪ ،‬بل على جهة المجون والتهالك‪ .‬و يجوز أيضخخا‬
‫على هخذا التأويخل الخذي تضخمن الجحخد والنفخي أن يكخون هخاروت ومخاروت‬
‫اسمين للملكين‪ ،‬ونفى عنهمخخا إنخخزال السخخحر بقخخوله تعخخالى " ومخخا أنخخزل علخخى‬
‫الملكين " ويكون قوله تعالى " وما يعلمان من أحد " يرجع إلخخى قبيلخختين مخخن‬
‫الجن أو إلى شياطين الجن والنس فتحسن التثنية لهذا‪ .‬وقد روي هذا التأويل‬
‫في حمل " ما " على النفي عن ابن عباس وغيره من المفسرين‪ ،‬وحكي عنه‬
‫أيضا أنه كان يقرأ " على الملكين " بكسر اللم‪ ،‬ويقول‪ :‬مخختى كخخان العلجخخان‬
‫ملكين إنما كانا ملكين وعلى هذه القراءة ل ينكر أن يرجع قوله تعالى " ومخخا‬
‫يعلمان من أحد " إليهما‪ ،‬ويمكن على هذه القراءة في الية وجه آخر وهو أن‬
‫ل يحمل قوله تعالى‪ " :‬وما أنزل على الملكين " على الجحد والنفي‪ ،‬وهو أن‬
‫ل يكون هؤلء الذين أخبر عنهم اتبعوا ما تتلوا الشياطين وتخخدعيه علخخى ملخخك‬
‫سليمان واتبعوا ما أنزل على هذين الملكيخخن مخخن السخخحر‪ ،‬ول يكخخون النخخزال‬
‫مضافا إلى ال تعخخالى‪ ،‬وإن أطلخخق لنخخه عزوجخخل ل ينخخزل السخخحر بخخل يكخخون‬
‫منزله إليهما بعض الضلل والعصاة‪ ،‬وأن يكخخون معنخخى " أنخخزل " وإن كخخان‬
‫من الرض حمل إليهما لمن‬

‫]‪[272‬‬

‫السماء أنه أتى به عن نجخود الرض والبلد وأعاليهمخا‪ ،‬فخإن مخن هبخط مخن نجخد مخن‬
‫البلد إلى غورها يقال نزل وهبط وما جرى هذا المجرى‪ .‬فأما قوله تعالى "‬
‫وماهم بضارين به من أحخخد إل بخخإذن الخ " فيحتمخخل وجوهخخا‪ :‬منهخخا‪ :‬أن يريخخد‬
‫تعالى بالذن العلم من قولهم " أذنت فلنا بكذا وكخخذا " إذا أعلمتخخه و " أذنخخت‬
‫بكذا وكذا " إذا أسمعته وعلمته‪ ،‬وقال الشاعر‪ :‬فخخي سخماع يخأذن الشخخيخ لخخه *‬
‫وحديث مثخخل مخخاذي مشخخار ومنهخخا‪ :‬أن يكخخون " إل " زائدة‪ ،‬ويكخخون المعنخخى‪:‬‬
‫وماهم بضارين به من أحد إل بأن يخلخخي الخ تعخخالى بينهخخم وبينخخه‪ ،‬ولخخو شخخاء‬
‫لمنعهم بالقهر والقسر زائدا علخخى منعهخخم بخخالنهي والزجخخر‪ .‬ومنهخخا‪ :‬أن يكخخون‬
‫الضرر الذي عنى به أنخخه ل يكخخون إل بخخإذنه‪ ،‬وأضخخافه إليخخه مخخا ]هخخو[ يلحخخق‬
‫المسحور عخخن الدويخخة والغذيخخة الخختي أطعمخخه إيخخاه السخخحرة‪ ،‬ويخخدعون أنهخخا‬
‫موجبة لما يقصدونه فيه من المور‪ ،‬ومعلوم أن الضخخرر الحاصخخل عخخن ذلخخك‬
‫من فعل ال تعالى بالعادة‪ ،‬لن الغذية ل توجب ضخخررا ول نفعخخا‪ ،‬وإن كخخان‬
‫المعرض للضرر من حيث كان كالفاعل له هو المستحق للخخذم‪ ،‬وعليخخه يجخخب‬
‫العوض‪ .‬ومنها‪ :‬أن يكون الضرر المذكور إنما هخو مخا يحصخل مخن التفريخخق‬
‫بين الزواج لنه أقرب إليه في ترتيب الكلم‪ ،‬والمعنى أنهخخم إذا أغخخروا أحخخد‬
‫الزوجين فكفر فبانت منه زوجته فاستضر بذلك كانوا ضارين له بمخخا حسخخنوا‬
‫له من الكفر‪ ،‬إل أن الفرقة لم تكن إل بإذن ال وحكمه‪ ،‬لنه تعخخالى هخخو الخخذي‬
‫حكخخم وأمخخر بخخالتفريق بيخخن المختلفخختين الديخخان‪ ،‬فلهخخذا قخخوله تعخخالى " ومخخاهم‬
‫بضارين به من أحد إل بإذن ال " والمعنى أنه لول حكم ال تعالى وإذنه فخخي‬
‫الفرقة بين هذين الزوجين باختلف الملة لم يكونوا بضارين له هخخذا الضخخرر‬
‫من الضرر الحاصل عند الفرقة‪ ،‬ويقوي هذا الوجه ما روي أنه كان من دين‬
‫سليمان أنه من سحر بانت منه امرأته‪ .‬وأما قخخوله تعخخالى " ولقخخد علمخخوا لمخخن‬
‫اشتريه ماله في الخرة من خلق " ثم قوله تعالى " لو كانوا يعلمخون " ففيخخه‬
‫وجوه‪ :‬أولها‪ :‬أن يكون الذين علموا غير الذين‬

‫]‪[273‬‬

‫لم يعلموا‪ ،‬ويكون الذين علموا الشياطين أو الخخذين خخخبر عنهخخم بخخأنهم نبخخذوا كتخخاب الخ‬
‫وراء ظهخخورهم كخخأنهم ل يعلمخخون‪ ،‬واتبعخخوا مخخا تتلخخوا الشخخياطين علخخى ملخخك‬
‫سليمان‪ .‬والذين لم يعلموا هم الذين عملوا السحر وشروا بخخه أنفسخخهم‪ .‬وثانيهخخا‬
‫أن يكون الذين علموا هم الذين لم يعلموا‪ ،‬لنهم علموا شيئا ولم يعلموا غيره‪،‬‬
‫فكأنه تعالى وصفهم بأنهم عالمون بأنه ل نصيب لمخخن اشخخترى ذلخخك ورضخيه‬
‫لنفسه على الجملة‪ ،‬ولم يعلموا كنه ما يصير إليه من العقاب الخخذي ل نفخخاد لخخه‬
‫ول انقطاع‪ ،‬وثالثها أن تكون الفائدة في نفي العلم بعد إثباته أنهم لم يعملوا بما‬
‫علموه فكأنهم لم يعلموا‪ ،‬وهذا كما يقول أحدنا لغيره‪ :‬ما أدعوك إليه خير لخخك‬
‫وأعود عليك لو كنت تعقل وتنظر في العواقب‪ ،‬وهو يعقل وينظخخر إل أنخخه لخخم‬
‫يعمل بموجب علمه‪ ،‬فحسن أن يقال له مثل هذا القول‪ .‬وقال كعب بخخن زهيخخر‬
‫يصف ذئبا وغراباه تبعاه ليصيبا من زاده‪ :‬إذا حضخخراني قلخخت لخخو يعلمخخانه *‬
‫ألم تعلما أني من الزاد مرمل فنفى عنهما العلم ثم أثبته بقوله " ألم تعلمخخا أنخخي‬
‫من الزاد مرمل " وإنما المعنى في نفيه العلم عنهما أنهما لم يعمل بما علمخخا‪،‬‬
‫فكأنهما لم يعلما‪ ،‬ورابعها أن يكون المعنى أن هؤلء القوم الذين قد علموا أن‬
‫الخرة ل حظ لهم فيها مع عملهخخم القبيخخح إل أنهخخم ارتكبخخوه طمعخخا فخخي طعخخام‬
‫الدنيا وزخرفها‪ ،‬فقال تعالى " ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كخخانوا يعلمخخون "‬
‫أي الذي آثروه وجعلوه عوضا عن الخرة ل يتخخم لهخخم ول يبقخخى عليهخخم وأنخخه‬
‫منقطع زائل‪ ،‬ومضمحل باطل‪ ،‬وأن المآل إلخخى المسخختحق فخخي الخخخرة‪ ،‬وكخخل‬
‫ذلك واضح بحمخد الخ )انتهخى(‪ .‬وأقخول‪ :‬قخال فخي الصخحاح‪ :‬والغمخرة الشخدة‬
‫والجمع غمر‪ .‬قال القطامى يصف سفينة نوح‪ :‬وحخخان لتالخخك الغمخخر انحسخخار‪.‬‬
‫وقال‪ :‬النحسار النكشاف‪ .‬وقال‪ :‬قشعت الريخخح السخخحاب أي كشخخفته فانقشخخع‬
‫وتقشع‪ .‬وقال‪ :‬الوطب سقاء اللبن خاصة‪ .‬قال‪ :‬العلبة محلب مخخن جلخخد‪ .‬وقخخال‪:‬‬
‫صررت الناقة شددت عليها الصرار وهخو خيخط يشخد فخوق الخلخف والتوديخة‬
‫لئل يرضعها ولدها‪ .‬وقال‪ :‬الخلف ‪ -‬بالكسر ‪ -‬حلمة ضرع الناقخخة‪ .‬والمزممخخة‬
‫من الزمام‪ .‬والبزل‪ :‬جمع البازل‪ ،‬وهو جمل أو ناقة كمل‬

‫]‪[274‬‬

‫لها تسع سنين‪ .‬والماذي‪ :‬العسل البيض‪ .‬ويقال‪ :‬شرت العسل أي اجتنيتهخخا‪ ،‬و أشخخرت‬
‫لغة ذكره الجوهري واستشهد بالبيت‪ .‬وقال الرازي في تفسير هذه اليخة‪ :‬أمخا‬
‫قوله " واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملخخك سخخليمان " ففيخخه مسخخائل‪ :‬المسخخألة‬
‫الولى قوله " واتبعوا " حكاية عما تقدم ذكخخره وهخخم اليهخخود‪ ،‬ثخخم فيخخه أقخخوال‪:‬‬
‫أحدها أنهم اليهود الذين كانوا في زمان محمخد صخخلى الخ عليخه وآلخه وثانيهخا‬
‫أنهم الذين تقدموا من اليهود وثالثها أنهم الخخذين كخخانوا فخخي زمخخن سخخليمان مخخن‬
‫السحرة‪ ،‬لن أكثر اليهود ينكرون نبوة سليمان ويعدونه من جملة الملوك فخخي‬
‫الدنيا‪ ،‬فالذين منهم كانوا في زمانه ل يمتنع أن يعتقدوا فيه أنه إنما وجخخد ذلخخك‬
‫الملك العظيم بسبب السحر‪ .‬ورابعها أنه يتناول الكل‪ ،‬وهذا أولى‪ ،‬لنخخه ليخخس‬
‫صخخرف اللفخخظ إلخخى البعخخض أولخخى مخخن صخخرفه إلخخى غيخخره‪ ،‬إذ ل دليخخل علخخى‬
‫التخصيص‪ .‬وخامسها أنه عائد إلى من تقدم ذكره في قخخوله " نبخخذ فريخخق مخخن‬
‫الذين أوتوا الكتخاب " قخال السخدي‪ :‬لمخخا جخاءهم محمخد صخخلى الخ عليخه وآلخه‬
‫عارضوا بالتورية فخاصموه بها‪ ،‬فخخاتفقت التوريخخة والقخخرآن‪ ،‬فنبخخذوا التوريخخة‬
‫وأخذوا بكتاب آصف وسحر هاروت وماروت‪ ،‬فلم يوافق القخخرآن‪ ،‬فهخخذا هخخو‬
‫قوله " ولما جاءهم رسول من عند ال مصدق لما معهم نبذ فريخخق مخخن الخخذين‬
‫أوتوا الكتاب كتاب ال وراء ظهخخورهم " ثخخم أخخخبر عنهخخم بخخأنهم اتبعخخوا كتخخب‬
‫السخخحرة‪ .‬المسخخألة الثانيخة‪ :‬ذكخخروا فخخي تفسخير " تتلخوا " وجهيخخن‪ :‬أحخخدهما أن‬
‫المراد منه التلوة والخبار وثانيهما قال أبو مسلم‪ " :‬تتلوا " أي تكخخذب علخخى‬
‫ملك سخخليمان يقخخال تل عليخخه إذا كخخذب‪ ،‬وتل عنخخه إذا صخخدق‪ ،‬وإذا أبهخخم جخخاز‬
‫المران‪ ،‬والقرب هو الول‪ ،‬لن التلوة حقيقة في الخبر‪ ،‬إل أن المخخخبر ل‬
‫يقال في خبره إذا كان كذبا أنه يقول )‪ (1‬علخخى فلن وأنخخه قخد تل علخخى فلن‪،‬‬
‫ليميز بينه وبين الصدق الذي ل يقال )‪ (2‬على فلن بل يقال روى عخخن فلن‬
‫وأخبر عن فلن‪] ،‬وتل عن‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬انه تل فلن‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬الذى ل يقال فيه روى على فلن‪.‬‬

‫]‪[275‬‬

‫فلن[ وذلك ل يليق إل بالخبار والتلوة‪ ،‬ول يمتنع أن يكون الذي كانوا يخخخبرون بخخه‬
‫عن سليمان ما يتلى ويقرأ فيجتمع فيه كل الوصاف‪ .‬المسألة الثالثة‪ :‬اختلفخخوا‬
‫فخخي الشخخياطين‪ ،‬فقيخخل‪ :‬المخخراد شخخياطين الجخخن‪ ،‬وهخخو قخخول الكخخثرين‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫شياطين النس‪ ،‬وهو قخخول المتكلميخخن مخخن المعتزلخخة‪ ،‬وقيخخل‪ :‬شخخياطين النخخس‬
‫والجن معا‪ ،‬أما الذين حملوا على شخخياطين الجخخن فقخخالوا‪ :‬إن الشخخياطين كخخانوا‬
‫يسترقون السمع ثم يضخخمون إلخخى مخخا سخخمعوا أكخخاذيب يلفقونهخخا ويلقونهخخا إلخخى‬
‫الكهنة‪ ،‬وقد دونوها في كتب يقرؤونها ويعلمونها الناس‪ ،‬وفشا ذلك في زمان‬
‫سليمان حتى قالوا‪ :‬إن الجخخن تعلخخم الغيخخب‪ ،‬فكخخانوا يقولخخون هخخذا علخخم سخخليمان‬
‫وماتم له ملكه إل بهذا العلم‪ ،‬وبخخه سخخر الجخخن والنخس والريخخح الختي تجخري‬
‫بأمره‪ ،‬وأما الخخذين حملخخوه علخخى شخخياطين النخخس فقخالوا‪ :‬روي فخخي الخخخبر أن‬
‫سليمان كان قد دفن كثيرا من العلوم التي خصخخه الخ بهخخا تحخخت سخخرير ملكخخه‬
‫حرصا على أنه إن هلك الظاهر منها بقى ذلك المدفون‪ ،‬فلما مضت مدة على‬
‫ذلك توصل قوم من المنافقين إلى أن كتبوا في خلل ذلخخك أشخخياء مخخن السخخحر‬
‫تناسب تلك الشياء من بعض الوجوه‪ ،‬ثم بعد موته واطلع الناس علخخى تلخخك‬
‫الكتب أوهموا الناس أنه من عمل سليمان‪ ،‬وأنه ما وصل إلى مخخا وصخخل إليخخه‬
‫إل بسبب هذه الشياء‪ ،‬فهذا معنى " ما تتلوا الشياطين " واحتج القائلون بهذا‬
‫الوجه على فساد القول الول بأن شياطين الجن لو قخخدروا علخخى تغييخخر كتخخب‬
‫النبياء وشخخرائعهم بحيخخث يبقخخى ذلخخك التحريخخف مخفيخخا )‪ (1‬فيمخخا بيخخن النخخاس‬
‫لرتفع الوثوق عن جميع الشرائع‪ ،‬وذلك يفضي إلى الطعن في كخخل الديخخان‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬إذا جوزتم ذلك على شياطين النس فلم ل يجوز مثلخخه مخخن شخخياطين‬
‫الجن قلنا الفرق أن الذي يفتعله النسان لبد وأن يظهخخر مخخن بعخخض الوجخخوه‪،‬‬
‫أما لو جوزنا هذا الفتعال من الجن وهو أن يزيد في كتب سليمان بخط مثخخل‬
‫خط سليمان فإنه ل يظهر ذلك ويبقخى مخفيخا فيفضخي إلخى الطعخن فخي جميخع‬
‫الديان‪ .‬المسخخالة الرابعخخة‪ :‬أمخخا قخخوله " علخخى ملخخك سخخليمان " فقيخخل‪ :‬فخخي ملخخك‬
‫سليمان‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬محققا‪.‬‬

‫]‪[276‬‬

‫ابن جريح‪ .‬وقيل‪ :‬على عهد ملك سليمان‪ ،‬والقرب أن يكون المراد‪ :‬واتبعوا مخخا تتلخخوا‬
‫الشياطين افتراء على ملك سخخليمان‪ ،‬لنهخخم كخخانوا يقخخرؤون مخخن كتخخب السخخحر‬
‫فيقولون‪ :‬إن سليمان إنما وجد ذلك الملخخك بسخخبب هخخذا العلخخم‪ ،‬فكخخانت تلوتهخخم‬
‫لتلك الكتب كخالفتراء علخخى ملخخك سخخليمان ‪ -‬والخ أعلخخم ‪ .-‬المسخألة الخامسخخة‪:‬‬
‫اختلفوا في المراد بملك سليمان‪ ،‬فقال القاضي‪ :‬إن ملك سليمان هو النبوة‪ ،‬أو‬
‫يدخل فيها النبوة‪ ،‬وتحت النبوة الكتاب المنزل عليه والشريعة‪ ،‬فإذا صح ذلك‬
‫ثم أخرج القوم صحيفة فيها ضروب السحر وقد دفنوها تحت سرير ملكه ثخخم‬
‫أخرجوها بعد موته وأوهموا أنها من جهته صار ذلك منهم تقول علخخى ملكخخه‬
‫في الحقيقة‪ .‬والصح عندي أن يقال‪ :‬القخخوم لمخخا ادعخخوا أن سخخليمان إنمخخا وجخخد‬
‫تلك المملكة بسبب ذلك العلم كان ذلك الدعاء كالفتراء على ملخخك سخخليمان ‪-‬‬
‫وال أعلم ‪ .-‬المسألة السادسة‪ :‬السبب فخخي أنهخخم أضخخافوا السخخحر إلخخى سخخليمان‬
‫وجوه‪ :‬أحدها أنهم أضافوا السحر إلى سليمان تفخيما لشأنه‪ ،‬وتعظيما لمخخره‪،‬‬
‫وترغيبا للقوم في قبول ذلك منهم‪ .‬وثانيها أن اليهخخود مخخا كخخانوا يقخخرون بنبخخوة‬
‫سليمان‪ ،‬بل كانوا يقولون إنما وجد ذلك الملك بسبب السحر‪ .‬وثالثهخخا‪ :‬أن ال خ‬
‫تعالى لما سخر الجن لسليمان فكان يخالطهم ويسخختفيد منهخخم أسخخرارا عجيبخخة‪.‬‬
‫فغلب على الظنون أنه عليه السلم استفاد السحر منهم‪ .‬أما قوله تعالى " وما‬
‫كفر سليمان " فهذا تنزيه له عليه السلم عن الكفر‪ ،‬وذلك يدل على أن القخخوم‬
‫نسبوه إلى الكفر والسحر‪ .‬وقيل فيه أشياء أحدها مخخا روي عخخن بعخخض أحبخخار‬
‫اليهود أنهم قالوا‪ :‬أل تعجبون من محمد يزعم أن سليمان كخخان نبيخخا ومخخا كخخان‬
‫إل ساحرا ؟ ! فأنزل ال هذه الية‪ .‬وثانيهخخا أن السخخحرة مخخن اليهخخود‪ ،‬زعمخخوا‬
‫أنهم أخذوا السحر عن سليمان‪ ،‬فنزهه الخ منخخه‪ .‬وثالثهخخا أن قومخخا زعمخخوا أن‬
‫قوام ملكه كخخان بالسخخحر فخخبرأه الخ منخخه‪ ،‬لن كخخونه نبيخخا ينخافي كخخونه سخاحرا‬
‫كافرا‪ ،‬ثم بين تعالى أن الذي برأه منه لحخخق بغيخخره‪ ،‬فقخخال‪ :‬ولكخخن الشخخياطين‬
‫كفروا‪ ،‬يشير به إلى ما تقدم ذكره ممن اتخذ السخخحر كالحرفخخة لنفسخخه وينسخخبه‬
‫إلى‬

‫]‪[277‬‬

‫سليمان ثم بين تعالى ما به كفروا‪ ،‬فقد كان يجوز أن يتوهم أنهم كفروا ل بالسحر فقال‬
‫تعالى " يعلمون الناس السحر "‪ .‬واعلم أن الكلم في السحر يقع مخخن وجخخوه‪:‬‬
‫الول في البحث عنه بحسب اللغة‪ ،‬فنقول‪ :‬ذكخخر أهخخل اللغخخة أنخخه فخخي الصخخل‬
‫عبارة عما لطف وخفي سببه‪ ،‬والسحر ‪ -‬بالفتح ‪ :-‬هو الغخخذاء لخفخخائه ولطخخف‬
‫مجاريه‪ .‬قال لبيد‪ :‬ونسحر بالطعام وبالشراب‪ .‬قيخخل فيخخه وجهخان‪ :‬أحخدهما أنخخا‬
‫نعلل ونخدع كالمسحور والمخدوع‪ ،‬والخر نغذي وأي الوجهين كان فمعنخخاه‬
‫الخفخخاء‪ .‬وقخخال‪ :‬فخخإن تسخخألينامم )‪ (1‬نحخخن ؟ فإننخخا * عصخخافير مخخن هخخذا النخخام‬
‫المسحر وهذا الوجه يحتمل من المعنى مخخا احتملخخه الول‪ ،‬ويحتمخخل أيضخخا أن‬
‫يريد بالمسحر أنه ذو السحر‪ ،‬والسحر هو الرئة‪ ،‬ومخخا تعلخخق بخخالحلقوم‪ .‬وهخخذا‬
‫أيضا يرجع إلى معنخخى الخفخاء‪ ،‬ومنخخه قخخول عائشخخة " تخخوفي رسخخول الخ بيخخن‬
‫سحري ونحري " وقوله تعالى " إنما أنخت مخن المسخحرين )‪ " (2‬يعنخي مخن‬
‫المجوف الذي يطعم ويشرب يدل عليه قولهم " ما أنت إل بشخخر مثلنخخا )‪" (3‬‬
‫وقال تعالى حكاية عن موسى عليخخه السخخلم إنخخه قخخال للسخخحرة " مخخا جئتخخم بخخه‬
‫السخخحر إن الخخ سخخيبطله )‪ " (4‬وقخخال‪ :‬فلمخخا ألقخخوا سخخحروا أعيخخن النخخاس‬
‫واسترهبوهم " )‪ (5‬فهذا هو معنى السحر في أصل اللغة‪ .‬الوجه الثاني‪ :‬اعلم‬
‫أن لفظ السحر في عرف الشرع مختص بكل أمر مخفي )‪ (6‬سخخببه‪ ،‬ويتخيخخل‬
‫على غير حقيقته‪ ،‬ويجري مجرى التمويه والخداع‪ ،‬و‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فيم‪ (2) .‬الشعراء‪ 153 :‬و ‪ (3) .185‬الشعراء‪ (4) .154 :‬يونس‪:‬‬
‫‪ (5) .81‬العراف‪ (6) .116 :‬في المصدر‪ :‬يخفى‪.‬‬

‫]‪[278‬‬

‫متى أطلق ولم يقيد أفاد ذم فاعله‪ ،‬قال تعخخالى " سخخحروا أعيخخن النخخاس " يعنخخي موهخخوا‬
‫عليهم حتى ظنوا أن حبالهم وعصيهم تسعى‪ ،‬وقخخال تعخخالى " يخيخخل إليخخه مخخن‬
‫سحرهم أنها تسعى )‪ " (1‬وقد يستعمل مقيدا فيما يمدح ويحمد‪ ،‬روي أنه قدم‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسخخلم الزبرقخخان بخخن بخخدر وعمخخرو بخخن الهتخخم‬
‫وقال لعمرو‪ :‬خبرني عن الزبرقان فقال‪ :‬مطاع فخخي نخخاديه‪ ،‬شخخديد العخخارض‪،‬‬
‫مانع لما وراء ظهره‪ ،‬قال الزبرقخخان‪ :‬هخخو والخ يعلخخم أنخخي أفضخخل منخخه‪ .‬فقخخال‬
‫عمرو‪ :‬إنه زمر المروءة ضيق العطن أحمق الب لئيم الخال يخخا رسخخول ال خ‬
‫صدقت فيهما أرضخخاني فقلخخت أحسخخن مخخا علمخخت وأسخخخطني فقلخخت أسخخوء مخخا‬
‫علمت فقال رسول ال صلى الخ عليخه وسخلم‪ :‬إن مخن البيخان لسخحرا‪ .‬فسخمى‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم بعخخض البيخخان سخخحرا‪ ،‬لن صخخاحبه يوضخخح الشخخئ‬
‫المشكل ويكشف عن حقيقته بحسن بيانه وبليغ عبارته‪ .‬فان قيل‪ :‬كيف يجخخوز‬
‫أن يسمي ما يوضح الحق وينبئ عنه سخخحرا وهخخذا القخخائل إنمخخا قصخخد إظهخخار‬
‫الخفي ل إخفاء الظاهر‪ ،‬ولفظ السحر إنما يكخخون عنخخد إخفخخاء الظخخاهر ؟ قلنخخا‪:‬‬
‫إنما سماه سحرا لخخوجهين‪ :‬الول أن ذلخخك العخخذر )‪ (2‬للطفخخه وحسخخنه اسخختمال‬
‫القلوب‪ ،‬فأشبه السحر الذي يستميل القلوب فمن هذا الوجه سمي سحرا ل من‬
‫الوجه الذي ظننت‪ .‬الثاني‪ :‬أن المقتدر على البيان يكون قادرا على تحسين ما‬
‫يكون قبيحا وتقبيح ما يكون حسخخنا‪ ،‬فخخذلك يشخخبه السخخحر مخخن هخخذا الخخوجه فخخي‬
‫أقسام السخخحر‪ .‬واعلخخم أن السخخحر علخخى أقسخخام‪ :‬القسخخم الول سخخحر الكلخخدانيين‬
‫والكخخذابين )‪ (3‬الخخذين كخخانوا فخخي قخخديم الخخدهر‪ ،‬وهخخم قخخوم يعبخخدون الكخخواكب‬
‫ويزعمون أنها هي المخخدبرة لهخخذا العخخالم‪ ،‬ومنهخخا تصخخدر الخيخخرات والشخخرور‬
‫والسعادة والنحوسة‪ ،‬وهم الذين‬

‫)‪ (1‬طه‪ (2) .66 :‬في المصدر‪ :‬القدر‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬الكلدانيين والسكدانيين‪.‬‬

‫]‪[279‬‬

‫بعث ال تعالى إبراهيم مبطل لمقالتهم‪ ،‬ورادا عليهم في مذاهبهم‪ .‬وهؤلء فخخرق ثلث‪:‬‬
‫الفريق الول هم الذين زعموا أن هذه الفلك والكواكب واجبخخة الوجخخود فخخي‬
‫ذواتها‪ ،‬وأنه ل حاجة بهذية ذواتها وصفاتها إلى موجب ومدبر وخالق وعلخخة‬
‫البتة‪ .‬ثم إنها هي المدبرة لعالم الكون والفساد‪ ،‬وهؤلء هم الصخخابئة الدهريخخة‪.‬‬
‫والفريق الثاني الذين قخالوا‪ :‬الجسخخم يسختحيل أن يكخخون واجبخخا لخذاته‪ ،‬لن كخل‬
‫جسم مركب‪ ،‬وكل مركب فإنه مفتقر إلى كل واحد مخخن أجخخزائه‪ ،‬وكخخل واحخخد‬
‫من أجزائه غيره‪ ،‬فكل جسم فهو مفتقر إلخخى غيخخره‪ ،‬فهخخو ممكخخن لخخذاته ]وكخخل‬
‫ممكن لذاته فهو مؤثر[ فله مؤثر‪ ،‬وهذه الجرام الفلكيخخة و الكوكبيخخة لبخخد لهخخا‬
‫من مؤثر‪ .‬ثم قالوا‪ :‬ذلك المؤثر إما أن يكون حادثا أو قديما‪ ،‬فخخإن كخخان حادثخخا‬
‫افتقر إلى مؤثر آخر ولزم التسلسل وهو محال‪ ،‬وإن كان قديما فإما أن يكخخون‬
‫كل ما لبد منه في مؤثريته حاصل في الزل أو ليس كذلك‪ ،‬ويدخل في هخخذا‬
‫التقسيم قول من يقول إنه إنما خلق العالم في الحيز الذي خلقه فيه‪ ،‬لن خلقخخه‬
‫في ذلك الحيز أصلح من خلقه في حيز آخر‪ ،‬أو لن خلقه كخخان موقوفخخا علخخى‬
‫انقضاء الزل‪ ،‬أو لن خلقه كان موقوفا على حضور وقخت معيخن إمخا مقخدر‬
‫أو محقق‪ .‬فإن قلنا إن كل ما لبد منه في مؤثريته كان حاصل في الزل لخزم‬
‫أن يكون الثر واجب الترتب عليه في الزل‪ ،‬لن الزل لخخو لخخم يكخخن واجخخب‬
‫الترتب عليه فهو إما ممتنع الترتب عليه‪ ،‬فهو ليس بموثر البتة وقخخد فرضخخناه‬
‫مؤثرا‪ ،‬هذا خلف‪ ،‬وإن كان ممكن الترتب عليه وممكن اللترتب عليه أيضا‪،‬‬
‫فلنفرض تارة مصدرا للثر بالفعل وأخرى غير مصدر لخخه بالفعخخل‪ ،‬فامتيخخاز‬
‫الحيز الذي صار المؤثر فيه مصدرا للثر بالفعل عن الحيخخز الخخذي لخخم يصخخر‬
‫فيه كذلك إما أن يتوقف على انضمام قيد إليه أو لم يتوقف‪ ،‬فإن توقف لم يكن‬
‫الحاصل قبل انضمام هذا القيد إليه كل ما لبد منه في المؤثرية وقد فرضخخناه‬
‫كذلك‪ ،‬و هذا خلف‪ ،‬وإن لم يتوقف فقد ترجح الممكن من غيخخر مرجخخح البتخخة‪،‬‬
‫وتجويزه يسد باب الستدلل بالممكن على وجود الصانع‪ .‬وأمخخا إن قلنخخا بخخأن‬
‫كل مالبد‬

‫]‪[280‬‬

‫منه في المؤثرية ما كان حاصل في الزل‪ ،‬فإن استمر ذلك السلب وجب أن ل يصير‬
‫البتة مؤثرا‪ .‬لكنا ]قد[ فرضناه مخخؤثرا فخخي الزل‪ ،‬هخخذا خلخخف‪ ،‬وإن تغيخخر فقخخد‬
‫حدث بعخخض مالبخخد منخه فخي الموثريخخة‪ ،‬فخإن كخان حخخدوثه ل لمخر فقخخد وقخع‬
‫الممكن ل عن مؤثر‪ ،‬وهو محال‪ ،‬وإن كان حدوثه لمر لم يكخخن الشخخئ الخخذي‬
‫فرضناه حادثا أول كذلك‪ ،‬لنه حصل قبله حخخادث آخخخر وكنخخا فرضخخناه حادثخخا‬
‫أول‪ ،‬وهذا خلف‪ .‬وأيضا فإنا ننقل الكلم إليخخه‪ ،‬ويلخخزم التسلسخخل وهخخو محخخال‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬وهذا يقتضي استناد الممكنخخات إلخخى مخخؤثر تخخام المؤثريخخة فخخي الزل‪ ،‬و‬
‫متى كان كذلك وجب كون الثار أزلية دائمة‪ ،‬فهذا يقتضي أن ل يحصل فخخي‬
‫العالم شئ من التغيرات البتة‪ ،‬لكن التغيرات مشاهدة قطعا‪ ،‬فلبخخد مخخن حيلخخة‪،‬‬
‫فنقول ذلك المؤثر القديم الواجب لذاته‪ ،‬إل أن كل حادث مسبوق بحادث آخر‬
‫حتى يكون انقضاء المتقدم شخخرطا لحصخخول المتخخأخر عخخن ذلخخك المبخخدأ القخخديم‬
‫وعلى هذا الطريق يصير المبدأ القديم مبدأ للحوادث المتغيرة‪ ،‬فإذن لبخخد مخخن‬
‫توسط حركة دائمة يكون كل جخخزء منهخخا مسخخبوقا بخخالخر ل إلخخى أول‪ ،‬وهخخذه‬
‫الحركة يمتنع أن تكون مستقيمة‪ ،‬وإل لزم القخول بأبعخاد غيخخر متناهيخة‪ ،‬وهخو‬
‫محال‪ ،‬فلبخخد مخخن جخخرم متحخخرك بالسخختدارة وهخخو الفلخخك‪ ،‬فثبخخت أن حركخخات‬
‫الفلك كالمبخخادئ القريبخخة للحخخوادث الحادثخخة فخخي هخخذا العخخالم‪ ،‬والمخخدبرات‬
‫الملصقة بها‪ ،‬فل جرم قالوا بإلهيتها‪ ،‬واشتغلوا بعبادتها وتعظيمها‪ ،‬واتخخخذوا‬
‫لكل واحد منها هيكل مخصوصا وصنما معينا فاشخختغلوا بخخخدمتها‪ ،‬فهخخذا هخخو‬
‫دين عبدة الصنام والوثان‪ .‬ثم إن هخخؤلء قخخالوا‪ :‬إن المبخخدأ الفخخاعلي ل يكفخخي‬
‫وجوده في حصول الفعل‪ ،‬بل لبد من حضخخور المبخخدأ القخخابلي المنفعلخخي‪ ،‬ول‬
‫يكفي حضوره أيضا ما لم تكن الشرائط حاصلة والموانع زائلة‪ ،‬وربما حدث‬
‫أمر مشكل غريب في العالم العلى يصلح لفادة هيئة غريبة في مخخادة العخخالم‬
‫السخفل‪ ،‬فخإذا لخم تكخن المخادة السخفلية متهيئة لقبخول تلخك الهيئة مخن الشخكال‬
‫العلوية لم تحدث تلك الهيئة‪ ،‬ثم إن فوات تلك التهيخؤ تخارة تكخون لجخل كخون‬
‫المادة ممنوة بالمعوقات المانعة عن قبول ذلك الثر‪ ،‬وتارة لجل فوات‬

‫]‪[281‬‬

‫بعض الشرائط لكن لو تهيأت لنا تقدمة المعرفة بطبيعخخة ذلخخك التشخخكل وبخخوقت حخخدوثه‬
‫وبطبيعة المور المعتبرة في كون المادة السفلية قابلة لذلك الثر لكان يمكننخخا‬
‫تهيئة المادة لقبول ذلك الثر وإماطة الموانع عنها‪ ،‬وتحصخخيل المعخخدات لهخخا‪،‬‬
‫حتى يتم ذلك الفيضان‪ ،‬ويسري في القابليات‪ ،‬لما تقرر أن الفاعل التخخام مخختى‬
‫لقي المنفعل التام ظهر الفعل التخخام ل محالخخة‪ ،‬فخخإذا عرفخخت هخخذا فالسخخاحر هخخو‬
‫الذي يعرف القوى العالية الفعالة بسائطها ومركباتها‪ ،‬ويعرف مخخا يليخخق بكخخل‬
‫واحد من العوالم السفلية‪ ،‬ويعرف المعدات ليعدها‪ ،‬والعوائق لينحيها‪ ،‬معرفة‬
‫بحسب الطاقة البشرية‪ ،‬فحينئذ يكون النسان متمكنا من استجذاب مخخا يخخخرق‬
‫العادة‪ ،‬ومن دفع ما يدافعها‪ ،‬بتقريب المنفعخخل مخخن الفاعخخل‪ ،‬وهخذا معنخى قخول‬
‫بطلميوس " علم النجوم منك ومنهخخا " فهخخذا هخخو الشخخارة إلخخى خلصخخة قخخول‬
‫الفلسفة الصابئة في حقيقة السحر وماهيته‪ .‬الفريق الثالث‪ :‬الذين أثبتخخوا لهخخذه‬
‫الفلك والكواكب فاعل مختارا خلقها وأوجدها بعد العدم‪ ،‬إل أنهم قالوا‪ :‬إنه‬
‫سبحانه أعطاه قوة عالية نافذة في هذا العالم‪ ،‬وفوض تدبير هذا العخخالم إليهخخم‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬الدليل على كون هذه الجرام الفلكية أحياء وجهخخان‪ :‬الول أنخخه ل شخخك‬
‫أن الحيوة أشرف من الجماديخخة فكيخخف يحسخخن فخخي الحكمخخة خلخخق الحيخخوة فخخي‬
‫الجسام الخسيسة نحو أبدان الديدان والخنافس‪ ،‬وإخلء هذه الجرام الشريفة‬
‫النورانية الروحانية عن الحيوة‪ .‬الثاني أن هذه الفلك متحركخخة بالسخختدارة‪،‬‬
‫فحركتهخخا إمخخا أن تكخخون طبيعيخخة‪ ،‬أو قسخخرية أو إراديخخة‪ ،‬ل جخخائز أن تكخخون‬
‫طبيعية‪ ،‬لن المهروب عنه بالطبع ل يكون بعينه مطلوبا بالطبع‪ ،‬وكل نقطخخة‬
‫فرضنا الفلك متحركا عنه فإن حركته عنها هي عيخخن حركتخخه إليهخخا فيسخختحيل‬
‫كون تلك الحركة طبيعيخخة‪ ،‬ول جخخائز أن تكخخون قسخخرية لن القسخخر هخخو الخخذي‬
‫يكخخون علخخى خلف الطبيعخخة‪ ،‬فخخإذ قخخد بطلخخت الطبيعيخخة‪ ،‬وجخخب بطلن كونهخخا‬
‫قسرية‪ ،‬ولما بطل القسمان ثبخخت كونهخخا إراديخخة‪ ،‬فثبخخت أن الفلك والكخخواكب‬
‫أجرام حية عاقلة‪ .‬قالوا‪ :‬إذا ثبت هذا فنقول‪ :‬الوقوف على جميع‬

‫]‪[282‬‬

‫الطبائع العلوية والسفلية ممخخا ل يفخخي بخخه وسخخع البشخخر‪ ،‬وطاقخخة النفخخس الناطقخخة لوجخخوه‬
‫أربعة‪ :‬أولها أنه ل سبيل إلى إثبات الكواكب إل بواسطة القوة الباصخخرة‪ ،‬ول‬
‫ارتياب أنها عن إدراك الصغير من البعيد قاصرة‪ ،‬فإن أصغر كوكب مما في‬
‫القدر السابع من الفلك الثخخامن وهخخو الخخذي يمتحخخن بخخه حخخدة البصخخر مثخخل كخخرة‬
‫الرض بضعة عشر مخرة‪ ،‬وإن كخرة الرض أعظخم مخن العطخارد كخذا ألخف‬
‫مخخرة‪ ،‬فلخخو تكخخوكب الفلخخك العظخخم بكخخواكب علخخى قخخدر الكخخواكب الصخخغيرة‬
‫المذكورة من الثوابت فل شخخك أن الحخخس ل يخخدركه‪ ،‬والبصخخر ل يمتخد عليخه‪،‬‬
‫فضل عما يكون في مقدار عطارد أو أصغر منه‪ .‬وعلى هذا التقخخدير ل يبعخخد‬
‫أن يكون في السماوات كواكب كثيرة فعالة وإن كنا ل نعرف وجودها فضخخل‬
‫عن أن نعرف طبائعها‪ ،‬ولهذا نقل صاحب كتاب " تتكلوشا " عخخن روايخخاي )‬
‫‪ (1‬البشر أنه بقي في الفلك وراء الكواكب المرصودة كواكب لم ترصخخد‪ ،‬إمخخا‬
‫لفرط صغرها أو لخفخخاء آثارهخخا وأفعالهخخا‪ .‬وثانيهخخا‪ :‬أن الكخخواكب الخختي نراهخخا‬
‫ليسخخت بأسخخرها مرصخخودة‪ ،‬بخخل المرصخخودة منهخخا ألخخف واثنخخان وعشخخرون‪،‬‬
‫والبواقي غير مرصودة‪ ،‬ومما يحقق ذلك ما ثبخت بالدللخخة أن المجخرة ليسخت‬
‫إل أجرام كوكبية صغيرة جخخدا مرتكخخزة فخخي فلخخك الثخخوابت علخخى هخخذا السخخمت‬
‫المخصوص‪ ،‬وظخخاهر أن الوقخخوف علخخى طبائعهخخا متعخخذرة‪ .‬وثالثهخخا‪ :‬أن هخخذه‬
‫الكواكب المرصودة مما لم يحصل الوقخخوف التخخام علخخى طبائعهخخا‪ ،‬لن أقخخوال‬
‫الحكاميين ضعيفة قليلة الحاصل‪ ،‬ل سيما في طبائع الثخخوابت‪ .‬ورابعهخخا‪ :‬أنخخا‬
‫بتقدير أن نعرف طبائع هذه الكواكب علخى بسخاطتها لكنخه ل يمكننخا الوقخوف‬
‫على طبائعها حال امتزاجها إل على سبيل التقريب البعيد عن التحقيق‪ .‬ثم إنخخا‬
‫نعلم أن الحوادث الحادثة في هذا العالم ل يصدر عخخن طبائعهخخا البسخخيطة وإل‬
‫لدامت هذه الحوادث بدوام تلك الطبائع‪ ،‬بل إنمخخا يحصخخل عخخن امتزاجاتهخخا‪ ،‬و‬
‫تلخخك المتزاجخخات غيخخر متناهيخخة‪ ،‬فل سخخبيل إلخخى الوقخخوف عليهخخا علخخى سخخبيل‬
‫القياس‪ ،‬فقد ثبت‬

‫)‪ (1‬سيد البشر‪) :‬خ(‪.‬‬

‫]‪[283‬‬

‫بهذه الوجوه الربعة تعذر الوقوف على طبائعها الفعالة‪ ،‬وأما القوى المنفعلة فالوقوف‬
‫التام عليها كالمتعذر‪ ،‬لن القبول التخام ل يتحقخق إل مخع شخرائط مخصوصخة‬
‫في القابل من الكم والكيف والوضع والين وسائر المقولت‪ ،‬والمواد السفلية‬
‫غير ثابتة على حالة واحدة‪ ،‬بل هي أبدا في السخختحالة والتغيخخر‪ ،‬وإن كخخان ل‬
‫يظهر في الحس‪ ،‬فقد ظهر بما قررنخخا أن الوقخخوف التخخام علخخى أحخخوال القخخوى‬
‫الفعالة السماوية والقوى الرضية المنفعلة غير حاصخخل للبشخخر‪ ،‬ولخخو حصخخل‬
‫ذلك لحد لوجب أن يكون ذلك الشخص عالما بجميع التفاصيل الحاصلة مخخن‬
‫الماضية والتية‪ ،‬وأن يكون متمكنا من إحخخداث جميخخع المخخور الخختي ل نهايخخة‬
‫لها‪ .‬ثم قالوا‪ :‬فهذه المباحث والملمح )‪ (1‬مما يخوهن العقخل عخن التمكخن مخن‬
‫هذه الصناعة‪ ،‬إل أنه نعم ما قيل من أن مال يدرك كله ل يخخترك كلخخه فخخالقوى‬
‫البشرية وإن قصرت عن اكتناه هذه القوى العاليخخة الفعالخخة والسخخافلة المنفعلخخة‬
‫ولكن يمكنها الطلع على بعض أحوالها‪ ،‬وإن كان ذلخخك القخخدر تافهخخا حقيخخرا‬
‫بالنسبة إلى ما في الوجود لكنه عظيم بالنسبة إلى قخخدرة النسخخان وقخخوته‪ ،‬لن‬
‫الحكاميين من أهل النجوم قد وقفوا بسبب التجارب المتطاولة قرنا بعد قخخرن‬
‫على كثير من أحوال السبعة السيارة وكثير من الثوابت‪ ،‬وعرفوا من أحخخوال‬
‫البروج والحدود ]والوجوه[ والمثلثات ما يعظم النتفخخاع بمعرفتخخه لمخخن اطلخخع‬
‫عليه وأحاط به‪ ،‬وليس يلزمنا أنخخه لمخخا تعخخذر علينخخا تحصخخيل اليقيخخن التخخام بهخخا‬
‫واسطة البراهين المنطبقخة أن يخخترك النتفخخاع بهخا مخخع مخا تشخاهد مخخن صخخحة‬
‫قوانينها الكلية‪ ،‬كما ل يلزم من عدم قيخخام الخخدلئل الطبيعيخخة )‪ (2‬علخخى طبخخائع‬
‫الغذية والدوية البسيطة والمركبة أن ل ينتفع بها‪ ،‬بل هخخذه الصخخناعة أولخخى‬
‫بالرعاية من صناعة الطب‪ ،‬وذلك لنهما بعد اشخختراكهما فخخي عخخدم الخخبراهين‬
‫المنطبقة على مطالبها امتخخازت هخخذه الصخخناعة عخخن صخخناعة الطخخب بوصخخف‬
‫نافع‪ ،‬وذلك أن الدواء المتناول لو لم ينفع يحصخخل مخخن تنخخاوله ضخخرر عظيخخم‪،‬‬
‫وأما هذه الصناعة فلولم تنفع لم تضر‪.‬‬

‫)‪ (1‬الملحم )خ(‪ (2) .‬المنطبقة )ظ(‪(*) .‬‬

‫]‪[284‬‬

‫وأما ظن حصول النفع فهو قائم في الموضعين‪ ،‬وإذا كان كخخذلك كخخانت هخخذه الصخخناعة‬
‫أولى بالرعاية من صناعة الطب‪ .‬فخخإن قخخال قخخائل‪ :‬كيخخف السخخبيل إلخخى معرفخخة‬
‫طبائع هذه الكواكب والبروج ؟ و أما التجربخة فهخخي متعخخذرة‪ ،‬وذلخخك لن أقخخل‬
‫مالبد منه في التجربة أن يعود المر مرتين‪ ،‬وعودة الفلك إلى شكله المعيخخن‬
‫ممتنع عند بعض الفلسخفة‪ ،‬ولخو أمكخن علخى بعخده فإنمخا يقخع لخو عخاد جميخع‬
‫الكواكب إلى الموضع الذي كان واقفا عليخخه فخخي المخخرة الولخخى وذلخخك ممخخا ل‬
‫يحصل إل بعد المدة التي تسمى بعمخخر العخخالم‪ ،‬فخخأي عمخخر يفخخي بخخذلك ؟ و أي‬
‫عقل يصل إليه ؟ الجواب أنه ل حاجة في هذه التجربخخة إلخخى عخخود الفلخخك إلخخى‬
‫الشكل الول من جميع الوجوه‪ ،‬بل لما رأينا كوكبا حصخخل فخخي بخخرج وصخخدر‬
‫عنه أثر وشاهدنا هذا الثر مع حصوله في ذلك البرج مدة بعخخد أخخخرى غلخخب‬
‫على ظننا أن حصوله في ذلك البرج مستعقب لهخذا الثخر‪ .‬وهخذا القخدر كخاف‬
‫في حصول الظن‪ .‬وأيضا قد تحصل معرفة طبائع هذه الكخخواكب علخخى سخخبيل‬
‫اللهام‪ ،‬يحكى عن جالينوس أنه عرف كثيرا من المور الطبية برؤيا رآهخخا‪،‬‬
‫وإذا كان ذلك ممكنا فل سبيل إلخخى دفعخخه‪ .‬قخالوا‪ :‬إذا ثبخت ذلخك فخإن التجخارب‬
‫التي مارسها الحكاميون من المنجمين دلت على أن لكخل اختصاصخا بأشخياء‬
‫معينخخة فخخي هخخذا العخخالم مخخن المكنخخة والزمنخخة واليخخام والسخخاعات والغذيخخة‬
‫والروائح والشكال التي يتعلق بها كوكب معين في وقت يكون الكخخوكب فيخخه‬
‫قويا على ذلك الفعل الذي يطلب منه لم يبعخخد أن يحصخخل ذلخخك الثخخر الخخخارق‬
‫للعادة ل سيما إذا كان المتولي لمباشرة ذلك العمل القخخوي النفخخس )‪ (1‬صخخافي‬
‫الروح‪ ،‬بحيث يكون روحخخه فخخي السخختعلء والسخختيلء مخخن جخخوهر الرواح‬
‫السماوية‪ ،‬فهناك يتم المر‪ ،‬ويحصل الغرض‪ ،‬فهذا مجمخخوع أقخخوال الصخخابئة‬
‫في تقرير هذا النوع من السحر‪ .‬أما المعتزلة فقد اتفقت كلمتهم علخخى أن غيخخر‬
‫ال ل يقدر على خلق الجسم‬

‫)‪ (1‬قوى النفس )ظ(‪.‬‬

‫]‪[285‬‬

‫والحيوة واللون والطعم‪ ،‬واحتجوا بوجوه ذكرها القاضخخي ولخصخخها فخخي تفسخيره وفخي‬
‫سائر كتبه‪ ،‬ونحن ننقل تلك الوجوه وننظخر فيهخا‪ :‬أولهخا‪ :‬وهخو النكتخة العقليخة‬
‫التي عليها يقولون )‪ (1‬أن كل ما سوى ال إما متحيز أو قخخائم بخخالمتحيز‪ ،‬فلخخو‬
‫كان غير ال فاعل للجسم والحياة لكان ذلك الغير متحيزا وذلك المتحيز لبخخد‬
‫وأن يكون قادرا بالقدرة‪ ،‬إذ لو كان قادرا لذاته لكخخان كخخل جسخخم كخخذلك ‪ -‬بنخخاء‬
‫علخخى أن الجسخخام متماثلخخة ‪ -‬لكخخن القخخادر بالقخخدرة ل يصخخح منخخه فعخخل الجسخخم‬
‫والحيوة‪ .‬ويدل عليه وجهان‪ :‬الول أن العلم الضروري حاصخخل بخخأن الواحخخد‬
‫منا ل يقدر على خلق الجسم والحياة ابتداء‪ ،‬فقدرتنا مشتركة في امتنخخاع ذلخخك‬
‫عليها فهذا المتناع حكم مشترك فلبد له من علة مشتركة‪ ،‬ول مشترك ههنا‬
‫إل كوننا قادرين بالقدرة‪ ،‬وإذا ثبت هذا وجب في مخخن كخخان قخخادرا بالقخخدرة أن‬
‫يتعذر عليه فعخخل الجسخم والحيخخاة الثخاني‪ :‬أن هخذه القخخدرة الخختي لنخخا ل شخك أن‬
‫بعضها يخالف بعضا‪ ،‬فلو قدرنا قدرة صالحة لخلخخق الجسخخم والحيخخاة لخخم يكخخن‬
‫مخالفتها لهذه القدرة أشد من مخالفة بعض هذه القدرة للبعض فلخخو كفخخى ذلخخك‬
‫القدر من المخالفة في صلحيتها لخلق الجسم )‪ (2‬لوجب في هذه القدرة التي‬
‫يخالف بعضها بعضا أن تكخخون صخخالحة لخلخخق الجسخخم والحيخخاة ولمخخا لخخم يكخخن‬
‫كذلك علمنا أن القادر بالقدرة ل يقدر على خلق الجسم والحياة‪ .‬وثانيها‪ :‬أنا لو‬
‫جوزنا ذلك لتعذر الستدلل بالمعجزات علخخى النبخخوات )‪ (3‬لنخخا لمخخا جوزنخخا‬
‫اسخختحداث الخخخوارق بواسخخطة تمزيخخج القخخوى السخخماوية بخخالقوى الرضخخية لخخم‬
‫يمكننا القطع بأن هذه الخوارق التي ظهرت على أيدي المنخخاء )‪ (4‬صخخدرت‬
‫عن ال تعالى‪ ،‬بل يجوز فيها أنهم أتوا بها من طريخخق السخخحر‪ ،‬وحينئذ يبطخخل‬
‫القول بالنبوات من كل الوجوه‪.‬‬

‫)‪ (1‬كذا والصواب " يعولون "‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬والحيخخاة‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬علخخى‬
‫النبوة‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬أيدي النبياء عليهم السلم‪.‬‬

‫]‪[286‬‬

‫وثالثها‪ :‬أنا لو جوزنا أن يكون في الناس من يقدر على خلق الجسم و الحياة واللخخوان‬
‫لقدر ذلك النسان على تحصيل الموال العظيمة من غير تعب لكنا نرى مخخن‬
‫يدعي السحر متوسل إلى اكتساب الحقير من المال بجهد جهيد فعلمنخخا كخخذبه‪،‬‬
‫وبهذا الطريق يعلم فساد مخا يخدعيه قخوم مخن الكيميخاء‪ .‬فانخا نقخول لخو أمكنهخم‬
‫ببعض الدوية أن يقلبوا غير الذهب ذهبا لكان إما أن يمكنهم ذلك بالقليل مخخن‬
‫الموال فكان ينبغي أن يغنوا أنفسهم بذلك عن المشقة والذلة‪ ،‬أو ل يمكخخن إل‬
‫بخخاللت العظخخام والمخخوال الخطيخخرة‪ ،‬فكخخان يجخخب أن يظهخخروا ذلخخك للملخخوك‬
‫المتمكنين من ذلك‪ ،‬بل كان يجب أن يفطن الملوك لخخذلك‪ ،‬لنخخه أنفخخع لهخخم مخخن‬
‫فتح البلد التي ل يتم إل بخخإخراج المخخوال والكنخخوز‪ ،‬وفخخي علمنخخا بانصخخراف‬
‫النفوس والهمم عن ذلك دللة على فساد هذا القول‪ .‬قال القاضي‪ :‬فثبخخت بهخخذه‬
‫الجملة أن السخاحر ل يصخخح أن يكخون فخاعل لشخخئ مخن ذلخك‪ .‬واعلخم أن هخخذه‬
‫الدلئل ضعيفة جدا‪ ،‬أما الوجه الول فنقول‪ :‬ما الدليل على أن كخخل مخخا سخخوى‬
‫ال تعخالى إمخا أن يكخون متحيخزا أو قائمخا بخالمتحيز‪ ،‬أمخا علمتخم أن الفلسخفة‬
‫مصرون على إثبات العقخخول والنفخخوس الفلكيخخة والنفخخوس الناطقخخة‪ ،‬و زعمخخوا‬
‫أنها في أنفسها ليست بمتحيزة ول قائمة بالمتحيز‪ ،‬فما الدليل على فساد القول‬
‫بها ؟ فإن قالوا‪ :‬لو وجد موجود هكخذا لخزم أن يكخون مثل لخ تعخالى‪ :‬قلنخا‪ :‬ل‬
‫نسلم‪ ،‬وذلك لن الشتراك في السلوب ل يقتضي الشتراك في الماهية سلمنا‬
‫ذلك لكن لم ل يجوز أن يكون بعض الجسام يقدر على ذلخخك لخخذاته ؟ قخخوله "‬
‫الجسام متساوية )‪ (1‬فلو كان جسم كخخذلك لكخخان كخخل جسخخم كخخذلك " قلنخخا‪ :‬مخخا‬
‫الدليل على تماثل الجسخخام ؟ فخخان قخخالوا‪ :‬إنخخه ل معنخخى للجسخخم إل الممتخخد فخخي‬
‫الجهات‪ ،‬الشاغل للحياز‪ ،‬فل تفاوت بينها في هذا المعنى‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬متماثلة‪.‬‬

‫]‪[287‬‬

‫قلنا المتداد في الجهات والشغل للحياز صفة من صفاتها ولزم من لوازمها ول بعد‬
‫أن تكون الشياء المختلفة في الماهية مشتركة في بعض اللخخوازم‪ ،‬سخخلمنا أنخخه‬
‫يجب أن يكون قادرا بالقدرة‪ ،‬فلم قلتخخم إن القخخادر بالقخخدرة ل يصخخح منخخه خلخخق‬
‫الجسم والحياة ؟ قوله " لن القدرة التي لنا مشتركة فخخي هخخذا المتنخخاع‪ ،‬فهخخذا‬
‫المتناع حكم مشترك‪ ،‬فل بد له من علة مشتركة‪ ،‬ول مشخخترك سخخوى كوننخخا‬
‫قادرين بالقدرة " قلنا‪ :‬هذه المقدمات بأسرها ممنوعخخة‪ ،‬فل نسخخلم أن المتنخخاع‬
‫حكم معلخخل‪ ،‬وذلخخك لن المتنخخاع عخخدمي‪ ،‬والعخخدمي ل يعلخخل‪ .‬سخخلمنا أنخخه أمخخر‬
‫وجودي‪ ،‬ولكن من مذهبهم أن كثيرا مخخن الحكخخام ل يعلخخل‪ ،‬فلخخم ل يجخخوز أن‬
‫يكون ههنا كذلك ؟ سلمنا أنه معلل‪ ،‬فلم قلتم‪ :‬إن الحكم المشخترك لبخد لخه مخن‬
‫علة مشتركة‪ ،‬أليس أن القبح حصل في الظلم معلل بكونه ظلما وفخخي الكخخذب‬
‫بكونه كذبا وفي الجهل بكونه جهل ؟ سلمنا أنه لبد من علة مشتركة‪ ،‬لكن ل‬
‫نسلم أنه ل مشخخترك إل كوننخخا قخخادرين بالقخخدرة‪ ،‬فلخخم ل يجخخوز أن تكخخون هخخذه‬
‫القدرة التي لنا مشخختركة فخخي وصخخف معيخخن وتلخخك القخخدرة الخختي تصخخلح لخلخخق‬
‫الجسخخم تكخخون خارجخخة عخخن ذلخخك الوصخخف‪ ،‬فمخخا الخخدليل علخخى أن المخخر ليخخس‬
‫كذلك ؟ أما الوجه الثاني وهو أنه ليست مخالفة تلك القدرة لبعض هذه القخخدرة‬
‫أشد من مخالفة بعض هذه القدرة للبعض‪ ،‬فنقخخول‪ :‬هخخذا أضخخعف )‪ ،(1‬لنخخا ل‬
‫نعلل صلحيتها لخلق الجسم بكونهخا مخالفخة لهخذه القخدرة‪ ،‬بخل لخصوصخيتها‬
‫المعينة التي لجلها خالفت سائر القدر‪ ،‬وتلك الخصوصخخية معلخخوم أنهخخا غيخخر‬
‫حاصلة في سائر القدر ونظيخخر مخخا ذكخخروه أن يقخخال‪ :‬ليسخخت مخالفخخة الصخخوت‬
‫للبيخخاض أشخخد مخخن مخالفخخة السخخواد للبيخخاض‪ ،‬فلخخو كخخانت تلخخك المخالفخخة مانعخخة‬
‫للصوت من صحة أن يخخرى لخخوجب لكخخون السخخواد مخالفخخا للبيخخاض أن يمتنخخع‬
‫رؤيته‪ ،‬ولما كان هذا الكلم فاسدا فكذا ما قالوه والعجب من القاضي أنخخه لمخخا‬
‫حكى هذه الوجوه عن الشعرية في مسألة الرؤية زيفها بهذه السئلة‪ ،‬ثخخم إنخخه‬
‫نفسه تمسك بها في هذه المسألة التي هي الصل في‬

‫)‪ (1‬في المصدر موافقا لبعض النسخ‪ :‬ضعيف‪.‬‬

‫]‪[288‬‬

‫إثبات النبوة‪ ،‬والرد على من أثبت متوسطا بين ال وبيننا‪ .‬أمخخا الخخوجه الثخخالث وهخخو أن‬
‫القول بصحة النبوات ل يبقى مع تجويز هخخذا الصخخل‪ .‬فنقخخول‪ :‬إمخخا أن يكخخون‬
‫القول بصحة النبوات متفرعا على فساد هخخذه القاعخخدة أو ل يكخخون‪ ،‬فخخإن كخخان‬
‫الول امتنع إفساد هذا الصل بالبناء علخخى صخخحة النبخخوات وإل وقخخع الخخدور‪،‬‬
‫وإن كان الثاني فقخخد سخخقط هخخذا الكلم بالكليخخة‪ .‬وأمخخا الخخوجه الرابخخع فلقخخائل أن‬
‫يقول‪ :‬الكلم في المكان غير‪ ،‬وفي الوقخخوع غيخخر‪ ،‬ونحخخن ل نقخخول بخخأن هخخذه‬
‫الحالة حاصلة لكل أحخخد بخخل هخخذه الحالخخة ل تحصخخل للبشخخر إل فخخي العصخخار‬
‫المتباعدة‪ ،‬فكيف يلزمنا مخخا ذكرتمخخوه‪ .‬فهخخذا هخخو الكلم فخخي النخخوع الول مخخن‬
‫السحر‪) * .‬النوع الثاني من السحر( * * )سحر أصخخحاب الوهخخام والنفخخوس‬
‫القوية( * قالوا‪ :‬اختلف الناس في أن الذي يشير إليه كل إنسان بقخخوله " أنخخا "‬
‫ما هو ؟ فمن الناس من يقول‪ :‬إنه هو هذه البنية‪ ،‬ومنهم من يقخخول‪ :‬إنخخه جسخخم‬
‫سار في هذه البنية‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬إنه موجود ليس بجسم ول جسماني أمخخا‬
‫إذا قلنا‪ :‬إن النسان هو هذه البنية فل شك أن هذه البنيخخة مركبخخة مخخن الخلط‬
‫الربعة‪ ،‬فلم ل يجوز أن يتفق في بعخخض العصخخار النخخادرة أن يكخخون مخخزاج‬
‫من المزجة في ناحية من النواحي يقتضي القدرة علخخى خلخخق الجسخخم والعلخخم‬
‫بالمور الغائبة عنا ؟ وهكخخذا الكلم إذا قلنخخا إن النسخخان جسخخم سخخار فخخي هخخذه‬
‫البنيخخة‪ ،‬أمخخا إذا قلنخخا إن النسخخان هخخو النفخخس فلخخم ل يجخخوز أن يقخخال‪ :‬النفخخوس‬
‫مختلفة‪ ،‬فيتفق في بعض النفوس أن تكون لخخذاتها قخخادرة علخخى هخخذه الحخخوادث‬
‫الغريبة مطلعة على السرار الغائبة ]عنا[ فهخخذا الحتمخخال ممخخا لخخم يقخخم دللخخة‬
‫على فسخخاده سخخوى الوجخخوه المتقدمخخة وقخخد بخخان بطلنهخخا‪ .‬ثخخم الخخذي يؤكخخد هخخذا‬
‫الحتمال وجوه‪ :‬أولها أن الجذع الذي يتمكن النسان‬

‫]‪[289‬‬

‫من المشي عليه لو كان موضوعا على الرض ل يمكنه المشي عليه لو كان كالجسخخر‬
‫على هاوية تحته‪ ،‬وما ذاك إل لن تخيل السخخقوط مخختى قخخوي أوجبخخه‪ .‬وثانيهخخا‬
‫أجمعخخت الطبخخاء علخخى نهخخي المرعخخوف عخخن النظخخر إلخخى الشخخياء الحمخخر‪،‬‬
‫والمصروع عن النظر إلخى الشخياء القويخة اللمعخان والخدوران‪ ،‬ومخا ذاك إل‬
‫لن النفوس خلقت مطيعة للوهام وثالثها حكى صاحب الشفاء عخخن أرسخخطو‬
‫في طبائع الحيوان أن الدجاجة إذا تشخخبهت كخخثيرا بالديكخخة فخخي الصخخوت وفخخي‬
‫الجواب مع الديكة نبت على ساقيها مثل الشئ النابت على ساق الديك‪ .‬ثم قال‬
‫صخخاحب الشخخفاء‪ :‬وهخخذا يخخدل علخخى أن الحخخوال الجسخخمانية تابعخخة للحخخوال‬
‫النفسانية‪ .‬ورابعها أجمعت المم على أن الدعاء مظنة للجابة وأجمعوا على‬
‫أن الدعاء اللساني الخالي عن المطلب النفساني قليل البركة عديم الثر‪ ،‬فخخدل‬
‫ذلك على أن للهمم والنفوس آثارا‪ ،‬وهخذا التفخاق غيخر مختخص بملخة معينخة‪،‬‬
‫ونحلخخة مخصوصخة‪ .‬وخامسخها أنخخك لخخو أنصخخفت لعلمخخت أن المبخادئ القريبخة‬
‫للفعخخال الحيوانيخخة ليسخخت إل التصخخورات النفسخخانية‪ .‬لن القخخوة المحركخخة‬
‫]المخلوقة المطبوعة[ المغروزة )‪ (1‬في العضلت صالحة للفعخخل وتركخخه أو‬
‫ضده‪ ،‬ولن يترجح أحد الطرفين على الخر إل لمرجخخح ومخخا ذاك إل تصخخور‬
‫كون الفعل جميل أو لذيذا‪ ،‬أو تصور كونه قبيحا أو مؤلمخخا فتلخخك التصخخورات‬
‫هي المبادئ لصيرورة القوى العضلية مبادئ بالفعل لوجخخود الفعخخال بعخخد أن‬
‫كانت كخخذلك بخخالقوة‪ ،‬وإذا كخخانت هخخذه التصخخورات هخخي المبخخادئ لمبخخادئ هخخذه‬
‫الفعال فأي استبعاد في كونها مبادئ للفعخخال بأنفسخخها )‪ (2‬وإلغخخاء الواسخخطة‬
‫عن درجة العتبار‪ .‬وسادسها التجربة والعيان شاهدان بأن هخخذه التصخخورات‬
‫مبادئ قريبة لحدوث الكيفيات في البدان‪ ،‬فإن الغضبان يشتد سخونة مزاجه‬
‫حتى أنه يفيد سخونة قويخخة‪ .‬يحكخخى عخخن بعخخض الملخخوك أنخخه عخخرض لخخه فالخخج‬
‫فأعيى الطباء مزاولة علجه‪ ،‬فدخل عليخخه بعخخض الحخخذاق منهخخم علخخى حيخخن‬
‫غفله منه‪ ،‬وشافهه بالشتم والقدح‬

‫)‪ (1‬المفروزة )خ(‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬أنفسها‪.‬‬

‫]‪[290‬‬

‫في العرض‪ ،‬فاشتد غضب الملك وقفز من مرقده قفزة اضطرارية لمخخا نخخاله مخخن شخخدة‬
‫ذلك الكلم‪ ،‬فزالت تلك العلخخة المزمنخخة والمرضخخة المهلكخخة ! وإذا جخخاز كخخون‬
‫التصورات مبادئ لحدوث الحوادث في البدن فأي استبعاد من كونهخخا مبخخادئ‬
‫لحدوث الحوادث خخخارج البخخدن‪ .‬وسخخابعها أن الصخخابة بخخالعين أمخخر قخخد اتفخخق‬
‫عليهخخا العقلء‪ ،‬وذلخخك أيضخخا يحقخخق إمكخخان مخخا قلنخخاه‪ .‬إذا عرفخخت هخخذا فنقخخول‪:‬‬
‫النفوس التي تفعل هذه الفاعيل قد تكون قوية جدا فتستغني فخخي هخخذه الفعخخال‬
‫عن الستعانة باللت والدوات‪ ،‬وقد تكخخون ضخخعيفة فتحتخخاج إلخخى السخختعانة‬
‫بهذه‪ ،‬وتحقيقه أن النفس إذا كانت قوية مستعلية على البخخدن شخخديدة النجخخذاب‬
‫إلى عالم السماوات كانت كأنها روح من الرواح السماوية فكانت قوية علخخى‬
‫التأثير في مواد هذا العالم‪ ،‬أما إذا كخانت ضخعيفة شخديدة التعلخخق بهخذه اللخذات‬
‫البدنية فحينئذ ل يكخخون لهخخا تصخخرف البتخخة إل فخخي هخخذا البخخدن‪ ،‬فخخإذا أراد هخخذا‬
‫النسان صيرورتها بحيث يتعدى تأثيرها من بدنها إلى بدن آخر اتخخخذ تمثخخال‬
‫ذلك الغيخخر‪ ،‬ووضخخعه عنخخد الحخخس ليشخختغل الحخخس بخخه‪ ،‬فيتبعخخه الخيخخال عليخخه‪،‬‬
‫وأقبلخخت النفخخس الناطقخخة عليخخه‪ ،‬فقخخويت التخخأثيرات النفسخخانية والتصخخرفات‬
‫الروحانية‪ ،‬ولذلك اجتمعت المخخم علخخى أنخخه لبخخد لمخخزاول هخخذه العمخخال مخخن‬
‫النقطاع عن المألوفات والمشتهيات وتقليله الغذاء والنقطاع عن مخاطبخخة )‬
‫‪ (1‬القلب‪ ،‬فكلما كانت هذه المور أتم كان ذلخخك التخخأثير أقخخوى‪ ،‬فخخإذا اتفخخق أن‬
‫كانت النفس مناسبة لهذا المر نظرا إلخخى ماهيتهخخا وخاصخخيتها عظخخم التخخأثير‪.‬‬
‫والسبب اللمي )‪ (2‬فيه أن النفس إذا اشتغلت بالجانب الواحد استعملت جميخخع‬
‫قوتها في ذلك الفعل‪ ،‬وإذا اشتغلت بالفعال الكخخثيرة تفرقخخت قوتهخخا وتخخوزعت‬
‫على تلك الفعال‪ ،‬فتصل إلى كل واحد من تلك الفعال شعبة من تلخخك القخخوة‪،‬‬
‫وجدول من ذلك النهر‪ ،‬ولذلك ترى أن إنسانين يستويان فخخي قخخوة الخخخاطر إذا‬
‫اشتغل أحدهما بصناعة واحدة واشتغل الخر بصناعتين‪ ،‬فإن ذا‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ " :‬مخالطة الخلق " وهو الصواب‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬المتعين‪.‬‬

‫]‪[291‬‬
‫الفن الواحد يكون أقوى من ذي الفنين‪ ،‬ومخخن حخخاول الوقخخوف علخخى حقيقخخة مسخخألة مخخن‬
‫المسائل فإنه حال تفكره فيها لبد وأن يفرغ خاطره عما عخخداه )‪ (1‬فخخإنه عنخخد‬
‫تفريغ الخاطر يتوجه الخاطر بكليته إليه‪ ،‬فيكخخون الفعخخل أسخخهل وأحسخخن‪ ،‬وإذا‬
‫كان كذلك‪ ،‬فإذا كان النسان مشغول الهخخم والهمخخة بقضخخاء اللخخذات وتحصخخيل‬
‫الشهوات كانت القوة النفسانية مشغولة بها مستغرقة فيها‪ ،‬فل يكون انجخخذابها‬
‫إلى تحصخخيل الفعخخل الغريخخب الخخذي يحخخاوله انجخخذابا قويخخا‪ ،‬ل سخخيما وهنخخا آفخخة‬
‫أخرى‪ ،‬وهي أن مثل هذه النفس اعتادت الشتغال باللذات من أول أمرها إلى‬
‫آخره ولم تشتغل قط باستحداث هذه الفعال الغريبة‪ ،‬فهي بالطبع حنخخون إلخخى‬
‫الول عزوف للثاني )‪ (2‬فإذا وجدت مطلوبها مخخن النمخخط الول فخخأنى تلتفخخت‬
‫إلى الجانب الخر ؟ فقد ظهر من هخخذا أن مزاولخخة هخخذه العمخخال ل تتخخأتى إل‬
‫مع التجرد عن الحخخوال الجسخخمانية وتخخرك مخخخالطه الخلخخق والقبخخال بالكليخخة‬
‫علخخى عخخالم الصخخفا والرواح‪ ،‬وأمخخا الرقخخى فخخإن كخخانت معلومخخة فخخالمر فيهخخا‬
‫ظاهر‪ ،‬لن الغرض منها أن حس البصر كما شغلناه بالمور المناسخخبة لخخذلك‬
‫الغخرض فحخس السخمع نشخغله أيضخا بخالمور المناسخبة لخذلك الغخرض‪ ،‬فخإن‬
‫الحواس متى تطابقت نحو )‪ (3‬التوجه إلى الغرض الواحد كان تخخوجه النفخخس‬
‫إليه حينئذ أقوى‪ ،‬وأما إذا كانت بألفاظ غير معلومة حصلت للنفس هناك حالة‬
‫شخخبيهة بخخالحيرة والدهشخخة )‪ (4‬ويحصخخل للنفخخس فخخي أثنخخاء ذلخخك انقطخخاع عخخن‬
‫المحسوسات وإقبال على ذلك الفعل‪ ،‬وجخخد عظيخخم‪ ،‬فيقخخوى التخخأثير النفسخخاني‪،‬‬
‫فيحصل الغرض‪ .‬وهكذا القول في الدخن‪ ،‬قالوا‪ :‬فقد ثبخخت أن هخخذا القخخدر مخخن‬
‫القوة النفسانية مستقل‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬عما عداها‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬عن الثخخاني‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬علخخى‬
‫التوجه‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬والدهشة فان النسان إذا اعتقخخد أن هخخذه الكلمخخات‬
‫انمخخا تقخخرأ للسخختعانة بشخخئ مخخن المخخور الروحانيخخة ول يخخدري كيفيخخة تلخخك‬
‫الستعانة حصلت للنفس هناك حالة شبيهة بالحيرة والدهشة‪(*) .‬‬

‫]‪[292‬‬

‫بالتأثير‪ ،‬فإن انضم إليه النوع الول من السحر وهخخو السخختعانة بخخالكواكب وتأثيراتهخخا‬
‫عظم التأثير‪ .‬بل ههنا نوعان آخران‪ :‬الول أن النفوس الخختي فخخارقت البخخدان‬
‫قد يكون فيها ما هو شديد المشابهة لهذه النفس في قوتها وفي تأثيراتهخخا‪ ،‬فخخإذا‬
‫صارت هذه النفوس صافية لم يبعد أن ينجذب إليها مخخا تشخخابهها مخخن النفخخوس‬
‫المفارقة‪ ،‬ويحصل لتلخخك النفخخوس نخخوع مخخا مخخن التعلخخق بهخخذا البخخدن‪ ،‬فتعاضخخد‬
‫النفوس الكخخثيرة علخخى ذلخخك الفعخخل‪ ،‬و إذا كملخخت القخخوة تزايخخدت قخخوى التخخأثير‪.‬‬
‫الثخخاني أن هخخذه النفخخوس الناطقخخة إذا صخخارت صخخافية عخخن الكخخدورات البدنيخخة‬
‫صخخارت قابلخخة للنخخوار الفائضخخة مخخن الرواح السخخماوية والنفخخوس الفلكيخخة‪،‬‬
‫فتتقوى هذه النفوس بأنوار تلخخك الرواح‪ ،‬فتقخخوى علخخى أمخخور غريبخخة خارقخخة‬
‫للعادة‪ .‬فهذا شخرح سخخحر أصخحاب الوهخخام والرقخخى‪) * .‬النخخوع الثخالث( * *‬
‫)من السخخحر السخختعانة بخخالرواح الرضخخية( * واعلخخم أن القخخول بخخالجن ممخخا‬
‫أنكره بعض المتأخرين من الفلسفة والمعتزلة أمخخا أكخخابر الفلسخخفة فخخإنهم مخخا‬
‫أنكخخروا القخخول بخخه‪ ،‬إل أنهخخم سخخموها بخخالرواح الرضخخية‪ ،‬وهخخي فخخي أنفسخخها‬
‫مختلفة‪ ،‬منها خيرة ومنهخخا شخخريرة‪ ،‬فخخالخير منهخخم الجخخن والشخخريرة هخخم كفخار‬
‫الجن وشياطينهم‪ ،‬ثم قال‪ :‬خلق منهم )‪ (1‬هذه الرواح جواهر قائمخخة بأنفسخخها‬
‫ل متحيخخزة ول حالخخة فخخي المتحيخخز‪ ،‬وهخخي قخخادرة عالمخخة مدركخخة للجزئيخخات‬
‫واتصال النفوس الناطقة بها أسخخهل مخخن اتصخخالها بخخالرواح السخخماوية‪ ،‬إل أن‬
‫القخخوة الحاصخخلة للنفخخوس الناطقخخة بسخخبب اتصخخالها بهخخذه الرواح الرضخخية‬
‫أضعف من القوة الحاصلة لها بسبب اتصالها بتلك الرواح السماوية‪ ،‬أما أن‬
‫التصال أسهل فلن المناسبة بين نفوسنا وبين هذه الرواح الرضية أرسل‪،‬‬
‫فإن )‪ (2‬المشابهة والمشاكلة بينها‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬قال الخلف‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬اسهل ولن المشابهة‪.‬‬

‫]‪[293‬‬

‫أتم وأشد من المشاكلة بين نفوسخخنا وبيخخن الرواح السخخماوية‪ ،‬وأمخخا أن القخخوة الحاصخخلة‬
‫بسبب التصال بالرواح السماوية أقوى فلن الرواح السماوية بالنسبة إلخخى‬
‫الرواح الرضية كالشمس بالنسبة إلى الشخخعلة والبحخخر بالنسخخبة إلخخى القطخخرة‬
‫والسلطان بالنسبة إلى الرعية قالوا‪ :‬وهذه الشياء وإن لخخم يقخخم علخخى وجودهخخا‬
‫برهان قاهر فل أقل من الحتمال والمكان‪ .‬ثم إن أصحاب الصنعة وأربخخاب‬
‫التجربة شاهدوا أن التصال بهخذه الرواح الرضخية يحصخل بأعمخال سخهلة‬
‫قليلة من الرقى والدخن والتجريد‪ ،‬فهخخذا النخوع هخو المسخمى بخالعزائم وعمخل‬
‫تسخير الجن‪) * .‬النوع الرابع( * * )من السحر التحيلت والخخخذ بخخالعيون(‬
‫* فهذا النوع مبني على مقدمات أحدها أن أغلط البصر كثيرة‪ ،‬فخخإن راكخخب‬
‫السفينة إذا نظر إلى الشط رأى السفينة واقفة والشط متحركا‪ ،‬وذلك يدل على‬
‫أن الساكن يرى متحركا والمتحرك يرى ساكنا‪ ،‬والقطرة النازلخخة تخخرى خطخخا‬
‫مسخختقيما‪ ،‬والزبالخخة الخختي تخخدار بسخخرعة تخخرى دائرة‪ ،‬والقبخخة تخخرى فخخي المخخاء‬
‫كالجاصة‪ ،‬والشخص الصغير يرى في الضخخباب عظيمخخا‪ ،‬وكبخخخار الرض‬
‫الخخذي يريخخك قخخرص الشخخمس عنخخد طلوعهخخا عظيمخخا‪ ،‬فخخإذا فخخارقته وارتفعخخت‬
‫صغرت‪ ،‬وأما رؤية العظيم من البعيد صغيرا فظاهر‪ ،‬فهذه الشخخياء قدهخخدت‬
‫العقول إلى أن القوة الباصرة قد تبصخر الشخئ علخى خلف مخا هخو عليخه فخي‬
‫الجملة لبعض السباب العارضة‪ .‬وثانيها‪ :‬أن القوة الباصرة إنمخخا تقخخف علخخى‬
‫المحسوس وقوفخخا تامخخا إذا أدركخخت المحسخخوس فخخي زمخخان لخخه مقخخدار فأمخخا إذا‬
‫أدركت المحسوس في زمان صغير جدا ثم أدركت بعده محسوسا آخر وهكذا‬
‫فإنه يختلط البعخخض بخخالبعض‪ ،‬ول يتميخخز بعخخض المحسوسخخات عخخن البعخخض‪،‬‬
‫ولذلك فخخإن الرحخخى إذا أخرجخخت مخخن مركزهخخا إلخخى محيطهخخا خطوطخخا كخخثيرة‬
‫بألوان مختلفة ثم استدارت فإن الحس يرى لونا واحدا كأنه‬

‫]‪[294‬‬

‫مركب من كل تلك اللوان‪ .‬وثالثها أن النفس إذا كانت مشغولة بشئ فربما حضر عند‬
‫الحس شئ آخر فل يشعر الحس به البتة‪ ،‬كمخا أن النسخان عنخد دخخوله علخى‬
‫السلطان قد يلقاه إنسان )‪ (1‬ويتكلخم معخه فل يعرفخخه ول يفهخخم كلمخه‪ ،‬لمخا أن‬
‫قلبه مشغول بشئ آخر وكذا الناظر في المرآة فإنه ربمخخا قصخخد أن يخخرى قخخذاة‬
‫في عينه فيراها ول يرى ما هو أكثر )‪ (2‬منها إن كان بوجهه أثر أو بجبهتخخه‬
‫أو بسائر أعضائه التي تقابل المرآة وربما قصد أن يرى سطح المرآة هل هو‬
‫مستوأم ل فل يرى شيئا مما في المرآة إذا عرفخخت هخخذه المقخخدمات سخخهل عنخخد‬
‫ذلك تصور كيفية هذا النوع من السخخحر‪ ،‬وذلخخك لن المشخخعبذ الحخخاذق يظهخخر‬
‫عمل شئ يشغل أذهان الناظرين به ويأخذ عيونهم إليه حتى إذا استفز عنهم )‬
‫‪ (3‬الشغل بذلك الشئ والتحديق نحوه عمل شخخيئا آخخخر عمل بسخخرعة شخخديدة‪،‬‬
‫فيبقى ذلك العمل خفيا لتعلمون )‪ (4‬الشيئين أحخخدهما اشخختغالهم بخخالمر الول‪،‬‬
‫والثاني سرعة التيان بهذا العمل الثاني‪ ،‬وحينئذ يظهر لهم شئ آخر غير مخخا‬
‫انتظروه‪ ،‬فيتعجبون منه جدا‪ ،‬ولو أنه سكت ولم يتكلم بما يصخخرف الخخخواطر‬
‫إلى ضد ما يريد أن يعمل ولم تتحخخرك النفخخوس والوهخخام إلخخى غيخخر مخخا يريخخد‬
‫إخراجه لفطن الناظرون لكل ما يفعله‪ .‬فهذا هو المراد من قخخولهم إن المشخخعبذ‬
‫يأخذ بالعيون لنه بالحقيقة يأخذ بالعيون إلى غير الجهة الخختي يحتخخال‪ ،‬وكلمخخا‬
‫كان أخذه للعيون والخواطر وجذبه لها إلخخى سخخواء )‪ (5‬مقصخخوده أقخخوى كخخان‬
‫أحذق في عمله‪ ،‬وكلما كانت الحوال التي تفيد حس البصر نوعا مخخن أنخخواع‬
‫الخلل أشد كان هذا العمل أحسن مثل أن يجلخخس المشخخعبذ فخخي موضخخع مضخخئ‬
‫جدا‪ ،‬فإن الضوء الشديد يفيد البصر كلل‬

‫)‪ (1‬في الصمدر‪ :‬انسان آخخخر‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬اكخخبر منهخخا‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬إذا‬
‫استغرقهم‪ (4) .‬قى المصدر‪ :‬لتفاوت‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬سوى‪.‬‬

‫]‪[295‬‬

‫واختلل‪ ،‬وكذا الظلمخخة الشخخديدة‪ ،‬وكخخذلك اللخخوان المشخخرقة القويخخة تفيخخد البصخخر كلل‬
‫واختلل‪ ،‬واللخخوان المظلمخخة قلمخخا تقخخف القخخوة الباصخخرة علخخى أحوالهخخا فهخخذا‬
‫مجامع القول في هذا النوع من السحر‪) * .‬النوع الخامس( * * )من السحر(‬
‫* العمال العجيبة التي تطرأ )‪ (1‬من تركيخخب اللت المركبخخة علخخى النسخخب‬
‫الهندسية تارة وعلى ضروب الخيلء )‪ (2‬أخرى مثل فارسخخين يقتتلن فيقتخخل‬
‫أحدهما الخر وكفارس على فرس في يده بوق كلما مضت ساعة من النهخخار‬
‫ضرب البوق من غير أن يمسخه أحخد‪ ،‬ومنهخا الصخور الختي تصخورها الخروم‬
‫وأهخخل الهنخخد حخختى ل يفخخرق النخخاظر بينهخخا و بيخخن النسخخان حخختى يصخخورونها‬
‫ضخخاحكة وباكيخخة وحخختى يفخخرق فيهخخا بيخخن ضخخحك السخخرور وضخخحك الخجخخل‬
‫وضحك الشامت‪ ،‬فهذه الوجوه مخخن لطيخخف أمخخور التخائيخخل )‪ (3‬وكخخان سخخحر‬
‫سحرة فرعون من هذا الضرب‪ .‬ومن هذا البخخاب تركيخخب صخخندوق السخخاعات‬
‫ويندرج في هذا الباب علم جر الثقال‪ ،‬وهو أن يجر ثقيل عظيما بآلخخة خفيفخخة‬
‫وهذا في الحقيقة ل ينبغي أن يعخخد مخخن بخخاب السخخحر‪ ،‬لن لهخخا أسخخبابا معلومخخة‬
‫تعيينية )‪ (4‬من اطلع عليها قدر عليها‪ ،‬إل أن الطلع عليها لما كخخان عسخخرا‬
‫شديدا ل يصل إليه إل الفرد بعد الفرد ل جرم عد أهل الظاهر ذلك مخخن بخخاب‬
‫السحر‪ .‬ومخخن هخخذا البخخاب عمخخل ارجعخخانوس )‪ (5‬الموسخخيقات )‪ (6‬فخخي هيكخخل‬
‫أورشليم العتيق عند تجديده إياه‬

‫)‪ (1‬تظهر )خ(‪ (2) .‬كذا فخي المصخخدر‪ :‬وفخخي نسخخ البحخار " وعلخخى ضخرورة الخلء‬
‫أخخخرى "‪ (3) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬المخائيخخل‪ (4) .‬يقينيخخة )خ(‪ (5) .‬ارجيخخانوس‬
‫)خ(‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬ارجعيانوس الموسيقار‪.‬‬

‫]‪[296‬‬

‫وذلخخك أنخخه اتفخخق لخخه أن كخخان مجتخخازا بفلة مخخن الرض‪ ،‬فوجخخد فيهخخا فرخخا مخخن فخخراخ‬
‫البراصل ‪ -‬والبراصل هو طائر عطوف ‪ -‬فكان يصفر صفيرا حزينا بخلف‬
‫صفير سائر البراصخخل‪ ،‬فكخخانت البراصخخل تجيئه بلطخخائف الزيتخخون فتطرحهخخا‬
‫عنده‪ ،‬فيأكل بعضها و يفضل بعضها عن حاجته‪ ،‬فوقف هذا الموسخخيقات )‪(1‬‬
‫هناك وتأمل حال هذا الفرخ و علم أن في صفيره المخالف لصفير البراصخخل‬
‫ضربا من التوجع والستعطاف‪ ،‬حتى رقخت لخه الطيخور وجخاءته بمخا يخأكله‪،‬‬
‫فتلطف لعمل آلة تشبه الصفارة إذا استقبل الريح بها أدت ذلخخك الصخخفير‪ ،‬ولخخم‬
‫يزل يجرب ذلك حتى وثق بها وجاءته البراصخخل بخخالزيتون كمخخا كخخانت تجخخئ‬
‫إلى ذلك الفرخ‪ ،‬لنها تظن أن هناك فرخا من جنسها‪ ،‬فلمخخا صخخح لخخه مخخا أراد‬
‫أظهر النسك وعمد إلى هيكل أورشخخليم‪ ،‬وسخخأل عخخن الليلخخة الخختي دفخخن فيهخخا "‬
‫اسطرحن )‪ " (2‬الناسك القيم بعمارة ذلك الهيكل‪ ،‬فأخبر أنه دفن في أول ليلة‬
‫من آب‪ ،‬فأخذ )‪ (3‬صورة من زجاج مجخخوف علخخى هيئة البرصخخلة‪ ،‬ونصخخبها‬
‫فوق ذلك الهيكل‪ ،‬وجعل فوق تلك الصورة قبة‪ ،‬وأمرهم بفتحها فخخي أول آب‪،‬‬
‫فكان يظهر صوت البرصخلة بسخبب نفخوذ الريخح فخي تلخك الصخورة‪ ،‬وكخانت‬
‫البراصل تجئ بالزيتون حتى كانت تمتلئ القبخة كخل يخوم مخن ذلخك الزيتخون‪،‬‬
‫والناس اعتقدوا أنه من كرامات ذلك المدفون‪ ،‬ويدخل فخخي هخخذا البخخاب أنخخواع‬
‫كثيرة ل يليق شرحها في هذا الموضع‪ .‬النوع السادس من السحر‪ :‬السخختعانة‬
‫بخواص الدوية من أن )‪ (4‬يجعل في طعامه بعض الدويخخة المبلخخدة المزيلخخة‬
‫للعقل‪ ،‬والدخن المسكرة نحو دماغ الحمار إذا تناول النسان تبلد عقله وقلخخت‬
‫فطنته‪ ،‬واعمل أنه ل سبيل إلى إنكار الخواص‪ ،‬فإن أثر المغناطيس مشخخاهد‪،‬‬
‫إل أن الناس قد أكثروا فيه‪ ،‬وخلطوا الصدق بالكذب‪ ،‬والباطل بالحق‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬الموسيقار‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬اسطرخس‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬فاتخخخذ‪.‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬مثل أن‪.‬‬

‫]‪[297‬‬

‫النوع السابع من السحر‪ :‬تعليق القلخخب‪ .‬وهخخو أن يخخدعي السخخاحر أنخخه قخخد عخخرف السخخم‬
‫العظم وأن الجن يطيعونه وينقادون له في أكثر المور‪ ،‬فخخإذا اتفخخق أن كخخان‬
‫السامع لذلك ضخعيف العقخخل قليخخل التميخز اعتقخد أنخه حخق وتعلخق قلبخه بخذلك‪،‬‬
‫وحصل في نفسه نوع مخخن الرعخخب والمخافخخة‪ ،‬فخخإذا حصخخل الخخخوف ضخخعفت‬
‫القوى الحساسة‪ ،‬فحينئذ يتمكن الساحر من أن يفعخخل حينئذ مخا شخخاء‪ ،‬وإن مخخن‬
‫جرب المور وعرف أحوال العالم )‪ (1‬علم أن لتعلق القلب أثرا عظيمخخا فخخي‬
‫تنفيذ العمال وإخفاء السخخرار‪ .‬النخخوع الثخخامن مخخن السخخحر‪ :‬السخخعي بالنميمخخة‬
‫والتضريب من وجوه خفية لطيفة وذلك شخخائع فخخي النخخاس‪ ،‬فهخخذا جملخخة الكلم‬
‫في أقسام السحر وشرح أنواعه وأصنافه وال أعلم‪ .‬المسألة الحاديخخة عشخخر )‬
‫‪ :(2‬في أقوال المسلمين أن هذه النواع هل هخخي ممكنخخة أم ل ؟ أمخخا المعتزلخخة‬
‫فقد اتفقوا على إنكارها إل النوع المنسوب إلى التخيل والمنسوب إلخخى إطعخخام‬
‫بعخخض الدويخخة المبلخخدة والمنسخخوب إلخخى التضخخريب والنميمخخة‪ ،‬فأمخخا القسخخام‬
‫الخمسة الول فقد أنكروها‪ ،‬ولعلهم كفروا من قال بها وجوزو جودهخخا‪ .‬وأمخخا‬
‫أهل السخخنة فقخخد جخوزوا أن يقخدر السخاحر علخخى أن يطيخخر فخخي الهخواء ويقلخخب‬
‫النسان حمارا والحمار إنسانا‪ ،‬إل أنهم قالوا إن الخ تعخخالى هخخو الخخخالق لهخخذه‬
‫الشياء عندما يقرأ الساحر رقى مخصوصة وكلمخخات معينخخة‪ ،‬فأمخخا أن يكخخون‬
‫المؤثر في ذلك هو الفلخخك والنجخخوم فل وأمخخا الفلسخخفة والمنجمخخون والصخخابئة‬
‫فقولهم على ما سلف تقريره‪ .‬واحتج أصحابنا على فساد قول الصابئة أنخخه قخخد‬
‫ثبت أن العالم محدث فوجب أن يكخون موجخده قخادرا‪ ،‬فخإن الشخئ الخذي حكخم‬
‫العقل بأنه مقدوره إنما يصح أن يكون مقدورا له لكونه ممكنا‪ ،‬والمكان قخدر‬
‫مشترك بين كل الممكنات‪ ،‬فإذن كل الممكنات مقدور ل‪ ،‬ولو وجخخد شخخئ مخخن‬
‫تلك المقدورات بسبب آخر يلزم أن‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬اهل العالم‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬المسألة الرابعة‪.‬‬

‫]‪[298‬‬
‫يكون ذلك السبب مزيل لتعلق قخدرة الخ تعخالى بخخذلك المقخخدور‪ ،‬فيكخخون الحخخادث سخخببا‬
‫لعجز ال‪ ،‬وهو محال‪ .‬فثبت أنه يستحيل وقوع شئ مخخن الممكنخخات إل بقخخدرة‬
‫ال‪ ،‬وعنده يبطل كل ما قاله الصابئة‪ .‬قالوا‪ :‬إذا ثبت هذا النوع فنخخدعي أنخخه ل‬
‫يمتنع وقوع هذه الخوارق بإجراء العادة عند سحر السحرة‪ ،‬فقد احتجخخوا )‪(1‬‬
‫على وقوع هذا النوع من السحر بالقرآن والخبر‪ .‬أما القرآن فقوله تعخخالى فخخي‬
‫هذه الية " وماهم بضارين به من أحد إل بخخإذن الخ " والسخختثناء يخخدل علخى‬
‫حصول الثار بسببه‪ .‬وأمخخا الخبخخار )‪ (2‬فأحخخدها مخخا روي أنخخه عليخخه السخخلم‬
‫سحر‪ ،‬وأن السحر عمل فيه حتى قال‪ :‬إنه ليخيل إلي أني أقخول الشخئ وأفعلخه‬
‫ولم أقله ولخخم أفعلخخه‪ .‬وإن امخخرأة يهوديخخة سخخحرته وجعلخخت ذلخخك السخخحر تحخخت‬
‫راعوفة البئر‪ ،‬فلما استخرج ذلك زال عخخن النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه ذلخخك‬
‫العارض ونزلت )‪ (3‬المعوذتان بسببه‪ .‬وثانيها‪ :‬أن امرأة أتخخت عائشخخة فقخخالت‬
‫لها‪ :‬إني ساحرة‪ ،‬فهل لي من توبة ؟ فقالت‪ :‬وما سحرك ؟ فقالت‪ :‬صرت إلى‬
‫الموضع الذي فيه هاروت وماروت ببابل أتعلم علم السحر )‪ ،(4‬فقال لي‪ :‬يخا‬
‫أمة ال ! ل تختاري عذاب الخرة بأمر الدنيا فأبيت‪ ،‬فقال لي‪ :‬اذهبي فبخخولي‬
‫على ذلك الرماد‪ ،‬فذهبت لبول عليه‪ ،‬ففكرت في نفسي فقلت‪ :‬ل فعلخخت )‪،(5‬‬
‫وجئت إليهما فقلت‪ :‬قد فعلت‪ ،‬فقال لي‪ :‬ما رأيت لما فعلت‪ ،‬فقلخخت‪ :‬مخخا رأيخخت‬
‫شيئا‪ ،‬فقال لي‪ :‬أنت على رأس أمرك‪ ،‬فاتقي ال ول تفعلي‪ ،‬فأبيت‪ ،‬فقال لخخي‪:‬‬
‫اذهبي فافعلي‪ ،‬فذهبت ففعلت‪ ،‬فرأيت‪ :‬كأن فارسا مقنعا بالحديد قد خرج مخخن‬
‫فرجي فصعد إلى السماء‪ ،‬فجئتهما فأخبرتهما‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬اجتمعوا )خ(‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فهى واردة عنه صخخلى الخ عليخخه وسخخلم متخخواترة‬
‫وآحادا‪ ،‬احدها‪ (3) ..‬في المصدر‪ :‬وانزل‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬لطلب علخخم‪) ..‬‬
‫‪ (5‬في المصدر‪ :‬ل أفعل‪.‬‬

‫]‪[299‬‬

‫إيمانك قد خرج عنخخك‪ ،‬فقخخد أحسخخنت السخخحر‪ .‬فقلخخت‪ :‬ومخخا هخخو ؟ قخال‪ :‬ل تريخخدين شخخيئا‬
‫فتصورينه في وهمك إل كان‪ ،‬فصورت في نفسي حبخخا مخخن حنطخخة‪ ،‬فخخإذا أنخخا‬
‫بحخخب فقلخخت‪ :‬انخخزرع‪ ،‬فخخانزرع‪ ،‬فخخخرج مخخن سخخاعته سخخنبل‪ ،‬فقلخخت‪ :‬انطحخخن‪،‬‬
‫فخخانطحن فقلخخت‪ :‬انخخخبز‪ ،‬فخخانخبز‪ ،‬وأنخخا ل أريخخد شخخيئا أصخخوره فخخي نفسخخي إل‬
‫حصل‪ ،‬فقالت عائشة ليسخخت لخخك توبخخة‪ .‬وثالثهخخا‪ :‬مخخا يخخذكرونه مخخن الحكايخخات‬
‫الكثيرة في هذا الباب‪ ،‬وهي مشهورة‪ .‬أما المعتزلة فقخخد احتجخخوا علخخى إنكخخاره‬
‫بوجوه‪ :‬أحدها‪ :‬قوله تعالى " ول يفلح الساحر حيث أتى " وثانيها قوله تعالى‬
‫في صفة محمد صلى ال عليخخه وآلخخه " وقخخال الظخخالمون إن تتبعخخون إل رجل‬
‫مسحورا " ولو صار صلى ال عليه وآله مسحورا لمخخا اسخختحقوا الخخذم بسخخبب‬
‫هذا القول‪ .‬وثالثها أنه لخخو جخخاز ذلخخك مخخن السخخاحر فكيخخف يتميخخز المعجخخز مخخن‬
‫السحر ؟ ثم قخالوا‪ :‬هخخذه الخخدلئل يقينيخخة‪ ،‬والخبخخار الخختي ذكرتموهخخا مخخن بخخاب‬
‫الحاد‪ ،‬فل تصلح معارضة لهذه الدلئل‪ .‬المسخخألة الثانيخخة عشخخر )‪ :(1‬فخخي أن‬
‫العلم بالسحر ليس بقبيح ول محظور‪ .‬اتفخخق المحققخخون علخخى ذلخخك‪ ،‬لن العلخخم‬
‫لذاته شريف‪ ،‬وأيضا لعموم قوله تعالى " هل يستوي الذين يعلمون والذين ل‬
‫يعلمون " ولن السحر لو لم )‪ (2‬يعلم لما أمكخخن الفخخرق بينخخه وبيخخن المعجخخز‪،‬‬
‫والعلم بكون المعجز معجزا واجب‪ ،‬وما يتوقف الخخواجب عليخخه فهخخو واجخخب‪،‬‬
‫فهذا يقتضي أن يكون تحصيل العلم بالسحر واجبا‪ ،‬و مخخا يكخخون واجبخخا كيخخف‬
‫يصير حراما وقبيحا‪ .‬المسألة الثالثة عشخخر )‪ (3‬فخخي أن السخخاحر هخخل يكفخخر أم‬
‫ل ؟ اختلف الفقهاء في أن الساحر هل يكفر أم ل ؟ روي عن النبي صلى ال خ‬
‫عليه وآله أنه قال‪ :‬من أتى كاهنا أو عرافا فصدقهما بقول فقد كفخخر بمخخا أنخخزل‬
‫على محمد‪ .‬واعلم أنه ل نزاع بين المه في أن‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬المسخخألة الخامسخخة‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬لخخو لخخم يكخخن يعلخخم‪ (3) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬المسألة السادسة‪.‬‬

‫]‪[300‬‬

‫من اعتقد أن الكواكب هي المخخدبرة لهخذا العخالم‪ ،‬وهخي الخالقخخة لمخا فيخخه مخن الحخوادث‬
‫]والخيرات[ والشرور فإنه يكون كافرا على الطلق‪ ،‬وهذا هو النوع الول‬
‫من السحر‪ ،‬وأما النوع الثاني وهخو أن يعتقخد أنخه قخد يبلخغ روح النسخان فخي‬
‫التصفية والقخخوة إلخخى حيخخث يقخخدر بهخخا علخخى إيجخخاد الجسخخام والحيخخاة والقخخدرة‬
‫وتغيير البنية والشكل فالظهر إجماع المخخة أيضخخا علخخى تكفيخخره‪ ،‬أمخخا النخخوع‬
‫الثالث وهو أن يعتقد الساحر أنه قد يبلغ في التصفية وقخخراءة الرقخخي وتخخدخين‬
‫بعض الدوية إلى حيث يخلق ال تعالى فخخي عقخخب أفعخخاله علخخى سخخبيل العخخادة‬
‫الجسام والحياة والقدرة )‪ (1‬و تغييخخر البنيخخة والشخخكل‪ ،‬فهنخخا المعتزلخخة اتفقخخوا‬
‫على تكفير من يجوز ذلك‪ ،‬قالوا‪ :‬لنه مخخع هخخذا العتقخخاد ل يمكنخخه أن يعخخرف‬
‫صخخدق النبيخخاء والرسخخل‪ ،‬وهخخذا ركيخخك مخخن القخخول‪ ،‬فخخإن لقخخائل أن يقخخول‪ :‬إن‬
‫النسان لو ادعى النبوة وكان كاذبا في دعخخواه فخخإنه ل يجخخوز مخخن الخ تعخخالى‬
‫إظهخخار هخخذه الشخخياء علخخى يخخده لئل يحصخخل التلخخبيس‪ ،‬أمخخا إذا لخخم يخخدع النبخخوة‬
‫وظهرت هذه الشياء على يده لم يفض ذلك إلى التلخخبيس‪ ،‬لن المحخخق يتميخخز‬
‫عن المبطل‪ ،‬بما أن المحق تحصل لخخه هخخذه الشخخياء مخخع ادعخخاء النبخخوة‪ ،‬وأمخخا‬
‫سائر النواع التي عددناه من السخحر فل شخك أنخه ليخس بكفخر‪ .‬فخان قيخل‪ :‬إن‬
‫اليهود لما أضافوا السحر إلى سليمان‪ ،‬قال ال تعالى تنزيها عنخخه " ومخخا كفخخر‬
‫سليمان " وهذا يدل على أن السحر على الطلق كفر‪ ،‬وأيضا قخال‪ " :‬ولكخن‬
‫الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر " وهذا أيضا يقتضي أن يكون السخخحر‬
‫على الطلق كفرا‪ .‬وحكى عن الملكيخخن أنهمخا ل يعلمخخان أحخدا السخحر حخختى‬
‫يقول إنما نحن فتنة فل تكفر‪ ،‬وهو يدل على أن السخخحر كفخخر علخخى الطلق‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬حكاية الحال يكفي في صخخدقها صخخورة واحخخدة فنحملهخخا علخخى سخخحر مخخن‬
‫يعتقد إلهية النجوم‪ .‬ثم قال بعد إيراد المسألة الرابعة عشر )‪ (2‬فخخي حكخخم قتخخل‬
‫الساحر‪ :‬فهذا هو‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ وكذا في المصدر‪ :‬والعقل‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬المسألة السابعة‪.‬‬

‫]‪[301‬‬

‫الكلم الكلي في السحر‪ ،‬ولنرجع إلى التفسير‪ :‬أما قوله تعالى " ولكن الشياطين كفروا‬
‫يعلمون الناس السحر " فظاهر الية يقتضي أنهم إنما كفروا لجل أنهم كانوا‬
‫يعلمخخون ]النخخاس[ السخخحر لن ترتيخخب الحكخخم علخخى الوصخخف مشخخعر بالعليخخة‪،‬‬
‫وتعليم ما ل يكون كفرا ل يخوجب الكفخخر فصخخارت اليخخة دالخخة علخى أن تعليخخم‬
‫السحر كفر‪ ،‬وعلى أن السحر أيضا كفر‪ ،‬ولمن منع ذلك أن يقول‪ :‬ل نسلم أن‬
‫ترتيب الحكم على الوصف مشعر بالعلية‪ ،‬بل المعنى أنهم كفرواوهم مع ذلك‬
‫يعلمون السحر‪ .‬فان قيل‪ :‬هذا مشكل لن ال أخبر في آخخخر اليخخة أن الملكيخخن‬
‫يعلمان السحر فلو كان تعليم السحر كفرا لزم تكفير الملكين‪ ،‬وإنه غير جخخائز‬
‫لما ثبت أن الملئكة بأسرهم معصومون‪ ،‬وأيضا فلنكم دللتم علخخى أنخخه ليخخس‬
‫كلما يسمى سحرا فهو كفخر‪ .‬قلنخا‪ :‬اللفخظ المشخترك ل يكخون عامخا فخي جميخع‬
‫مسمياته‪ ،‬فنحن نحمل هذا السحر الذي هو كفر على النوع الول من الشياء‬
‫المسخخماة بالسخخحر‪ ،‬وهخخو اعتقخخاد إلهيخخة الكخخواكب والسخختعانة بهخخا فخخي إظهخخار‬
‫المعجخخزات وخخخوارق العخخادات‪ ،‬فهخخذا السخخحر كفخخر‪ ،‬والشخخياطين إنمخخا كفخخروا‬
‫بإتيانهم بهذا السحر ل بسائر القسام‪ ،‬وأما الملكان فل نسلم أنهمخخا إنمخخا علمخخا‬
‫هذا النوع من السحر‪ ،‬بل لعلهما يعلمان سائر النواع علخخى مخخا قخخال تعخخالى "‬
‫فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجخخه " وأيضخخا فبتقخخدير أن يقخخال‬
‫إنهما علما هذا النوع إنما يكون كفرا إذا قصد المعلم أن يعتقخخد المتعلخخم حقيتخخه‬
‫وكونه صوابا‪ ،‬فأما أن يعلمه ليحترر عنه فهذا التعليم ل يكون كفخخرا‪ ،‬وتعليخخم‬
‫الملئكة كان لجل أن يصير المكلف محترزا عنه على ما قال تعخخالى حكايخخة‬
‫عنهما " وما يعلمان من أحد حتى يقول إنما نحن فتنة " وأما الشياطين الذين‬
‫علموا السخخحر ]النخخاس[ فكخخان مقصخخودهم اعتقخخاد حقيخخة هخخذه الشخخياء‪ ،‬فظهخخر‬
‫الفرق‪ .‬المسالة الخامسة عشر )‪ :(1‬قرأ نافع وابن كثير وعاصم وأبخخو عمخخرو‬
‫بتشديد " لكن " و " الشياطين " بالنصب‪ ،‬على أنه اسم لكن‪ ،‬والباقون " لكن‬
‫" بالتخفيف‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬المسألة الثامنة‪.‬‬

‫]‪[302‬‬
‫و " الشياطين " بالرفع‪ ،‬والمعنى واحد‪ .‬أما قوله تعالى " وما أنزل على الملكين ببابل‬
‫هخخاروت ومخخاروت " ففيخخه مسخخائل الولخخى مخخا فخخي قخخوله " ومخخا أنخخزل " فيخخه‬
‫وجهان‪ :‬الول أنه بمعنى الذي‪ ،‬ثم هؤلء اختلفوا فيه على ثلثة أقوال‪ :‬أولهخخا‬
‫أنه عطف على السحر‪ ،‬أي يعلمون الناس السحر‪ ،‬ويعلمونهم مخخا أنخخزل علخخى‬
‫الملكين أيضا‪ .‬وثانيها أنه عطف على قوله " ما تتلوا الشياطين " أي واتبعوا‬
‫ما تتلوا الشخياطين افختراء علخى ملخك سخليمان ومخخا أنخزل علخى الملكيخن‪ ،‬لن‬
‫السحر منه ما هو كفر وهو الذي تتلوا الشخخياطين‪ ،‬ومنخخه مخخا تخخأثيره بخخالتفريق‬
‫بين المرء وزوجه وهو الخخذي أنخخزل علخخى الملكيخخن‪ ،‬فكخخأنه تعخخالى أخخخبر عخخن‬
‫اليهخخود بخخأنهم اتبعخخوا كل المريخخن ولخخم يقتصخخروا علخخى أحخخدهما‪ .‬وثالثهخخا أن‬
‫موضعه جر عطفا على " ملك سليمان " وتقديره‪ :‬ما تتلوا الشخخياطين افخختراء‬
‫على ملك سليمان وعلى ما أنزل على الملكين‪ ،‬وهو اختيار أبي مسلم‪ .‬وأنكر‬
‫في الملكين أن يكون السخخحر نخخازل عليهمخخا‪ ،‬واحتخخج عليخخه بوجخخوه‪ :‬الول أن‬
‫السحر لو كان نازل عليهما لكان منزله هو ال تعالى وذلك غيخخر جخخائز‪ ،‬لن‬
‫السحر كفر وعبث ول يليق بال تعالى إنخخزال ذلخخك‪ .‬الثخخاني أن قخخوله " ولكخخن‬
‫الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر " يدل على أن تعليم السحر كفر‪ ،‬ولخخو‬
‫ثبت في الملئكة أنهم يعلمون السحر لزمهم الكفر‪ ،‬وذلك باطخخل‪ .‬الثخخالث كمخخا‬
‫ل يجوز في النبياء أن يبعثخخوا لتعليخخم السخخحر فكخخذلك فخخي الملئكخخة بخخالطريق‬
‫الولخخى‪ .‬الرابخخع أن السخخحر ل يضخخاف إل إلخخى الكفخخرة والفسخخقة والشخخياطين‬
‫المردة‪ ،‬فكيف يضاف إلى ال ما ينهى عنه ويتوعخخد عليخخه بالعقخخاب ؟ ! وهخخل‬
‫السحر إل الباطل المموه ؟ وقد جرت عادة ال تعخخالى بإبطخخاله‪ ،‬كمخخا قخخال فخخي‬
‫قصة موسى عليه السلم " ما جئتم به السحر إن ال سيبطله "‪ .‬ثخخم إنخخه سخخلك‬
‫فخخي تفسخخير اليخخة مسخخلكا آخخخر يخخخالف قخخول أكخخثر المخخخالفين‪ ،‬فقخخال كمخخا أن‬
‫الشياطين نسبوا السحر إلى ملك سليمان مع أن ملك سليمان كان مبرءا عنخخه‪،‬‬
‫فكذلك نسبوا ما أنزل على الملكين إلى السخخحر‪ ،‬مخخع أن المنخخزل عليهمخخا كخخان‬
‫مبرءا عن السحر‪ ،‬وذلك لن المنزل عليهما كان هو الشرع والخدين والخدعاء‬
‫إلى‬

‫]‪[303‬‬

‫الخير وأنهما كانا يعلمان الناس ذلخك مخخع قولهمخا إنمخا نحخن فتنخة توكيخخدا لبعثهخخم علخخى‬
‫القبول والتمثل‪ ،‬فكخانت طائفخة تتمثخل وأخخرى تخخالف وتعخدل عخن ذلخك " و‬
‫يتعلمخخون منهمخخا " أي مخخن الفتنخخة والكفخخر مقخخدار مخخا يفرقخخون بخخه بيخخن المخخرء‬
‫وزوجخخه‪ ،‬و هخخذا تقريخر مخذهب أبخي مسخلم‪ .‬الخخوجه الثخخاني‪ :‬أن يكخون " مخا "‬
‫بمعنى الجحد‪ ،‬ويكون معطوفا على قوله " وما كفر سخخليمان " كخخأنه قخخال‪ :‬لخخم‬
‫يكفر سليمان ولم ينزل على الملكين سحر لن السحرة كانت تضخخيف السخخحر‬
‫إلى سليمان وتزعم أنه مما أنزل على الملكين ببابل هخخاروت ومخخاروت‪ ،‬فخخرد‬
‫ال عليهم في القخخولين‪ .‬وقخخوله " ومخخا يعلمخخان مخخن أحخخد " جحخخد أيضخخا‪ ،‬أي ل‬
‫يعلمان أحدا بل ينهيان عنه أشد النهي‪ ،‬وأما قوله " حتى يقول إنما نحن فتنخخة‬
‫" أي ابتلء وامتحان " فل تكفر " فهو كقولك ما أمرت فلنا بكذا حتى قلخخت‬
‫له‪ :‬إن فعلت كذا نالك كذا‪ ،‬أي ما أمرته به‪ ،‬بخخل حخخذرته عنخخه‪ .‬واعلخخم أن هخخذه‬
‫القوال وإن كانت حسخخنة إل أن القخخول الول أحسخخن منهخخا وذلخخك لن عطخخف‬
‫قوله " وما أنزل " على ما يليه أولى من عطفه علخخى مخخا بعخخد عنخخه إل لخخدليل‬
‫منفصل‪ .‬أما قوله لو نخخزل السخخحر عليهمخخا لكخخان منخخزل ذلخخك السخخحر هخخو الخ‬
‫تعالى‪ ،‬قلنا‪ :‬تعريخف صخفة الشخئ قخد يكخخون لجخل الخخترغيب فخي إدخخاله فخي‬
‫الوجود‪ ،‬وقد يكون لجل أن يقخخع الحختراز عنخه‪ ،‬كمخا قخال الشخخاعر‪ :‬عرفخخت‬
‫الشر ل للشر لكن لتوقيه قوله ثانيا‪ :‬إن تعليم السحر كفر لقوله تعالى " ولكخخن‬
‫الشياطين كفروا يعلمون النخاس السخحر " فخالجواب أنخا بينخا أنخه واقعخة حخال‬
‫فيكفي في صدقها صورة واحدة‪ ،‬وهي ما إذا اشخختغل بتعليخخم سخخحر مخخن يقخخول‬
‫بإلهية الكواكب ويكون قصده من ذلخخك التعليخخم إثبخخات أن ذلخخك المخخذهب حخخق‪.‬‬
‫قوله ثالثا‪ :‬إنه ل يجوز بعثة النبياء لتعليم السحر فكذا الملئكة‪ .‬قلنا‪ :‬ل نسخخلم‬
‫أنه ل يجوز بعثة النبياء لتعليمه بحيث يكون الغرض من ذلك التعليم التنخخبيه‬
‫على إبطاله‪ .‬قوله رابعخخا‪ :‬إنمخخا يضخخاف السخخحر إلخخى الكفخخرة أو المخخردة فكيخخف‬
‫يضاف إلى ال ما ينهى عنه ؟ قلنا‪ :‬فرق بين العمل وبين‬

‫]‪[304‬‬

‫التعليم‪ ،‬فلم ل يجوز أن يكون العمل به منهيخخا عنخخه وأمخخا تعليمخخه لغخخرض التنخخبيه علخخى‬
‫فساده فإنه يكون مأمورا به‪ .‬السمألة الثانيخخة‪ :‬قخخرأ الحسخخن " الملكيخخن " بكسخخر‬
‫اللم‪ ،‬وهو مروي أيضا عن الضحاك وابن عباس‪ .‬ثم اختلقوا‪ ،‬فقال الحسخخن‪:‬‬
‫كانا عجلين أقلفين بباتل يعلمان الناس السخحر‪ ،‬وقيخخل‪ :‬كانخا رجليخخن صخخالحين‬
‫مخخن الملخخوك‪ ،‬والقخخراءة المشخخهورة بفتخخح اللم‪ ،‬وهمخخا كانخخا ملكيخخن نخخزل مخخن‬
‫السماء‪ ،‬وهخخاروت ومخخاروت اسخخمان لهمخخا‪ .‬ثخخم قيخخل‪ :‬همخخا جبرئيخخل وميكائيخخل‬
‫عليهما السلم‪ ،‬وقيل‪ :‬غيرهما‪ ،‬أما الخخذين كسخخروا اللم فقخخد احتجخخوا بوجخخوه‪:‬‬
‫أحدها أنه ل يليق بالملئكة تعليم السحر‪ .‬وثانيها كيف يجخخوز إنخخزال الملكيخخن‬
‫مع قوله " ولو أنزلنا ملكا لقضخخي المخخر ثخخم ل ينظخخرون " وثالثهخخا لخخو أنخخزل‬
‫الملكين لكان إمخا أن يجعلهمخا فخي صخورة رجليخن أول يجعلهمخا كخذلك‪ ،‬فخإن‬
‫جعلهما في صورة رجلين مع أنهمخا ليسخا برجليخن كخان ذلخك تجهيل وتلبيسخا‬
‫وهو غير جائز‪ ،‬ولو جاز ذلك فلخخم ل يجخخوز أن يكخخون كخخل واحخخد مخخن النخخاس‬
‫الذين نشاهدهم ل يكون فخخي الحقيقخخة إنسخخانا بخخل ملكخخا مخخن الملئكخخة ! وإن لخخم‬
‫يجعلهما في صورة الرجلين قخخدح ذلخخك فخخي قخخوله تعخخالى " ولخخو جعلنخخاه ملكخخا‬
‫لجعلناه رجل " والجواب عن الول أنا سنبين وجه الحكمة وإنخخزال الملئكخخة‬
‫لتعليم السحر وعخخن الثخخاني أن هخخذه اليخخة عامخخة‪ ،‬وقخخراءة الملكيخخن بفتخخح اللم‬
‫متخخواترة وخاصخخة‪ ،‬و الخخخاص يقخخدم علخخى العخخام‪ .‬وعخخن الثخخالث أن الخ تعخخالى‬
‫ينزلهما في صورة رجلين‪ ،‬وكان الواجب على المكلفين في زمان النبياء أن‬
‫ل يقطعوا على من صورته صورة النسان بكونه إنسانا‪ ،‬كمخخا أن فخخي زمخخان‬
‫الرسول صلى ال عليه وآله كان الواجب على مخخن شخخاهد دحيخخة الكلخخي أن ل‬
‫يقطع بكونه من البشر‪ ،‬بل الواجب التوقف فيه‪ .‬المسألة الثاثة‪ :‬إذا قلنا بأنهمخخا‬
‫كانا من الملئكة فقد اختلفوا في سخخبب نزولهمخخا‪ ،‬فخخروي عخخن ابخخن عبخخاس أن‬
‫الملئكة لما قالت " أتجعل فيها من يفسد فيهخخا ويسخخفك الخخدماء " فأجخخابهم الخ‬
‫تعالى بقخخوله " إنخخي أعلخخم مخخال تعلمخخون " ثخخم إن الخ وكخخل عليهخخم جمعخخا مخخن‬
‫الملئكخخة وهخخم الكخخرام الكخخاتبون فكخخانوا يعرجخخون بأعمخخالهم الخبيثخخة فعجبخخت‬
‫الملئكة منهم‪ ،‬ومن تبقية ال إياهم مع ما يظهر منهم من القبائح‪ ،‬ثم أضخخافوا‬
‫إليها‬

‫]‪[305‬‬

‫عمل السحر فازداد تعجخب الملئكخخة‪ ،‬فخأراد الخ تعخالى أن يبتلخخي الملئكخخة فقخال لهخخم‪:‬‬
‫اختاروا ملكين من أعظم الملئكة علما وزهدا وديانة لنزالهما إلى الرض‪،‬‬
‫فأختبرهما فاختاروا هاروت وماروت‪ ،‬وركب فيهما شهوة النخخس وأنزلهمخخا‬
‫ونهاهما عن الشرك والقتل والزنا والشخرب‪ ،‬فنخزل فخذهب إليهمخا امخرأة مخن‬
‫أحسن النساء وهي الزهرة فراوداها عن نفسها فأبت إل بعد أن يعبخخدا الصخخنم‬
‫وإل بعد أن يشربا‪ ،‬فامتنعخا أول ثخم غلبخت الشخهوة عليهمخا‪ ،‬فأطاعخا فخي كخل‬
‫ذلك‪ ،‬فعند إقدامهما على الشرب وعبادة الصنم دخل سخخائل عليهخخم فقخخالت‪ :‬إن‬
‫أظهر هذا السائل للناس ما رأى منا فسد أمرنا فإن أردتما الوصول إلي فاقتل‬
‫هذا الرجل‪ ،‬فامتنعا منه‪ ،‬ثم اشتغل بقتله‪ ،‬فلما فرغا من القتل طلبا المرأة فلخخم‬
‫يجخخداها‪ .‬ثخخم إن الملكيخخن عنخخد ذلخخك نخخدما وتحسخخرا وتضخخرعا إلخخى ال خ تعخخالى‬
‫فخيرهمخخا بيخخن عخخذاب الخخدنيا وعخخذاب الخخخرة‪ ،‬فاختخخارا عخخذاب الخخدنيا‪ ،‬وهمخخا‬
‫معذبات ببابل‪ ،‬معلقان بين السماء والرض يعلمان الناس السحر‪ .‬ثم لهم فخخي‬
‫الزهرة قولن‪ :‬أحدهما أن ال تعالى لما ابتلى الملكين بشهوة بني آدم أمر ال‬
‫الكوكب الذي يقال له " الزهرة " وفلكها حتى هبط إلى الرض إلخخى أن كخخان‬
‫ما كان‪ ،‬فحينئذ ارتفعت الزهخرة وفلكهخا إلخى موضخعها مخن السخخماء مخوبخين‬
‫لهما على ما شاهداه منهما‪ .‬والقول الثخخاني أن المخخرأة كخخانت فخخاجرة مخخن أهخخل‬
‫الرض وواقعاها بعد شرب الخمر وقتل النفخخس وعبخخادة الصخخنم‪ ،‬ثخخم علماهخخا‬
‫السم الذي به كانا يعرجان إلى السماء‪ ،‬فتكلمخخت بخخه وعرجخخت إلخخى السخخماء‪،‬‬
‫وكان اسمها " بيدخت " فمسخها ال تعخخالى وجعلهخخا هخخي الزهخخرة‪ .‬واعلخخم أن‬
‫هذه الرواية فاسدة مردودة غير مقبولة‪ ،‬لنه ليس في كتاب ال ما يدل عليها‪،‬‬
‫بل فيه ما يبطلها من وجوه‪ :‬الول مخا تقخخدم مخخن الخخدلئل الدالخخة علخخى عصخخمة‬
‫الملئكة عن كل المعاصي‪ .‬وثانيها‪ :‬أن قولهم إنهمخخا خيخخرا بيخخن عخخذاب الخخدنيا‬
‫وعذاب الخرة فاسد‪ ،‬بل كان الولى أن يخيرا بين التوبة والعخخذاب‪ ،‬لن ال خ‬
‫تعالى خيخخر بينهمخخا مخخن أشخخرك بخخه طخخول عمخخره فكيخخف يبخخخل عليهمخخا بخخذلك‪.‬‬
‫وثالثها‪ :‬أن من أعجب المخور قخولهم إنهمخا يعلمخان النخاس السخحر فخي حخال‬
‫كونهما معذبين ويدعوان‬

‫]‪[306‬‬

‫إليه وهما يعاقبان‪ .‬ولما ظهر فساد هذا القول فنقول‪ :‬السبب في إنزالهما وجوه‪ :‬أحخخدها‬
‫أن السحرة كثرت في ذلك الزمان‪ ،‬واستنبطت أبوابا غريبة‪ ،‬وكخخانوا يخخدعون‬
‫النبوة ويتحدون الناس بها‪ ،‬فبعخخث الخ تعخخالى هخخذين الملكيخخن لجخخل أن يعلمخخا‬
‫الناس أبواب السحر حتى يتمكنخخوا مخخن معارضخخة أولئك الخخذين كخخانوا يخخدعون‬
‫النبوة كذبا‪ ،‬ول شخخك أن هخخذا مخخن أحسخخن الغخخراض والمقاصخخد‪ .‬وثانيهخخا‪ :‬أن‬
‫العلم بكون المعجزة مخالفا للسحر متوقخخف علخخى العلخخم بماهيخخة المعجخخزة )‪(1‬‬
‫والناس كانوا جاهلين بماهية السخخحر فل جخخرم تعخخذرت عليهخخم معرفخخة حقيقخخة‬
‫المعجزة فبعث ال هذين الملكين لتعريف ماهية السخحر لجخل هخذا الغخرض‪.‬‬
‫وثالثها ل يمتنع أن يقال‪ :‬السحر الذي يوقع الفرقة بين أعداء ال واللفخخة بيخخن‬
‫أولياء ال كان مباحا عندهم أو مندوبا‪ ،‬فال تعالى بعث الملكين لتعليم السخخحر‬
‫لهذا الغرض‪ .‬ثخخم إن القخخوم تعلمخخوا ذلخخك منهمخخا واسخختعملوه فخخي الشخخر وإيقخخاع‬
‫الفرقة بين أولياء ال واللفة بين أعداء الخخ‪ .‬ورابعهخخا أن تحصخخيل العلخخم بكخخل‬
‫شئ حسن ولما كان السحر منهيا عنه وجب أن يكون متصخخورا معلومخخا‪ ،‬لن‬
‫الذي ل يكون متصورا امتنع النهي عنخخه‪ .‬وخامسخخها لعخخل الجخخن كخخان عنخخدهم‬
‫أنواع من السخخحر لخخم يقخخدر البشخخر علخخى التيخخان بمثلهخخا‪ ،‬فبعخخث الخ الملئكخخة‬
‫ليعلموا البشر أمورا يقدرون بها علخخى معارضخخة الجخخن‪ .‬وسادسخخها يجخخوز أن‬
‫يكون ذلك تشديدا في التكليف من حيث إذا علمه ما أمكنه أن يتوصل بخخه إلخخى‬
‫اللذات العاجلة ثم منعه من استعمالها كان ذلك فخي نهايخة المشخقة‪ ،‬فيسختوجب‬
‫به الثواب الزائد‪ ،‬كما ابتلي قوم طالوت بالنهر على ما قال " فمن شرب منخخه‬
‫فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني " فثبت بهذه الوجوه أنخخه ل يبعخخد مخخن الخ‬
‫تعالى إنزال الملكين لتعليم السحر‪ .‬المسألة الرابعة‪ :‬قال بعضهم‪ :‬هذه الواقعة‬
‫إنما وقعت في زمان إدريس عليه السلم‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وبماهية السحر‪.‬‬

‫]‪[307‬‬

‫لنهما إذا كانا ملكين نزل بصورة البشر لهذا الغخخرض فلبخخد مخخن رسخخول فخخي وقتهمخخا‬
‫ليكون ذلك معجزة له‪ ،‬ول يجوز كونهمخخا رسخخولين‪ ،‬لنخخه ثبخخت أنخخه تعخخالى ل‬
‫يبعث الرسول من الملئكة إلخخى النخخس ‪ -‬والخ أعلخخم ‪ .-‬المسخخألة الخامسخخة‪" :‬‬
‫هاروت وماروت " عطف بيان لملكين‪ ،‬علمان لهما وهمخخا اسخخمان أعجميخخان‬
‫بدليل منع الصرف‪ ،‬ولخخو كانخخا مخخن الهخخرت والمخخرت وهخخو الكسخخر كمخخا زعخخم‬
‫بعضهم ل نصرفا‪ ،‬وقرأ الزهري " هاروت وماروت " بخخالرفع‪ :‬علخخى‪ :‬همخخا‬
‫هاروت وماروت‪ ،‬وأما قوله تعالى " وما يعلمخخان مخخن أحخخد حخختى يقخخول إنمخخا‬
‫نحن فتنة " فاعلم أنه تعخخالى شخخرح حالهمخخا فقخخال‪ :‬وهخخذان الملكخخان ل يعلمخخان‬
‫السحر إل بعد التحذير الشديد من العمل به‪ ،‬وهو قولهما " إنمخخا نحخخن فتنخخة "‬
‫والمراد ههنا بالفتنة المحنة التي بها يتميخخز المطيخخع عخخن العاصخي‪ ،‬كقخخولهم "‬
‫فتنت الذهب بالنار " إذا عرض على النار ليتميز الخالص عن المشوب‪ .‬وقد‬
‫بينا الوجوه في أنه كيف يحسن بعثة الملكين لتعليم السخخحر‪ ،‬فخخالمراد أنهمخخا ل‬
‫يعلمان أحدا السحر ول يصفانه لحخخد ول يكشخخفان لخخه وجخخوه الحتيخخال حخختى‬
‫يبذل له النصيحة‪ ،‬فيقول له " إنما نحن فتنة " أي هخخذا الخخذي نصخخفه لخخك وإن‬
‫كان الغرض فيه أن يتميز السحر )‪ (1‬من المعجز ولكنخخه يمكنخخك أن تتوصخخل‬
‫إلى المفاسد والمعاصي‪ ،‬فإياك بعد وقوفك عليه أن تستعمله فيما نهيخخت عنخخه‪،‬‬
‫أو تتوصل به إلى شئ من الغراض العاجلة‪ .‬أما قوله‪ " :‬فيتعلمون منهما ما‬
‫يفرقون به بين المخخرء وزوجخخه " ففيخخه مسخخائل‪ :‬المسخخألة الولخخى‪ :‬ذكخخروا فخخي‬
‫تفسير هذا التفريق وجهين‪ :‬الول أن هخخذا التفريخخق إنمخخا يكخخون بخخأن يعتقخخد أن‬
‫ذلك السحر مؤثر في هذا التفريق فيصير كخافرا وإذا صخار كخافرا بخانت منخه‬
‫امرأته‪ ،‬فيحصل التفريق بينهما‪ .‬الثاني يفخخرق بينهمخخا بخخالتمويه والتخييخخل )‪(2‬‬
‫والتضريب وسائر الوجوه المذكورة‪ .‬المسألة الثانية‪ :‬أنه تعالى لم يخخذكر ذلخخك‬
‫لن الذي يتعلمون منهما ليس‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ان يتميز به الفخخرق بيخخن السخخحر وبيخخن المعجخخز‪ (2) .‬فخخي الصخخمدر‪:‬‬
‫والحيل‪(*) .‬‬

‫]‪[308‬‬

‫إل هذا القدر لكن هذه الصورة تنبيها على سائر الصور‪ ،‬فإن استنامة المخخرء )‪ (1‬إلخخى‬
‫زوجه وركونه إليها معروف زائد على كل مخخودة فنبخخه بخخذكر ذلخخك‪ ،‬علخخى أن‬
‫السحر إذا ما أمكن به هذا المر على شدته فغيره به أولخخى‪ .‬أمخخا قخخوله " ومخخا‬
‫هم بضارين به من أحد " فإنه يدل على ما ذكرناه‪ ،‬لنخخه أطلخخق الضخخرر ولخخم‬
‫يقصره على التفريق بين المرء وزوجه‪ ،‬فدل ذلك على أنه تعخالى إنمخا ذكخره‬
‫لنه أعلى مراتبه‪ .‬أما قوله " بخخإذن الخ " فخخاعلم أن الذن حقيقخخة فخخي المخخر‪،‬‬
‫وال ل يأمر بالسحر ولنه تعالى أراد عيبهم وذمهم‪ ،‬ولو كخان قخد أمرهخم بخه‬
‫لما جاز أن يذمهم عليه فلبد من التأويخخل‪ ،‬وفيخخه وجخخوه‪ :‬أحخخدها قخخال الحسخخن‪:‬‬
‫المراد منه التخلية‪ ،‬يعني الساحر إذا سحر إنسانا فإن شاء ال منعخخه منخخه وإن‬
‫شاء خلى بينه وبين ضرر السحر‪ .‬وثانيها قال الصم‪ :‬المخخراد‪ :‬إل بعلخخم الخخ‪،‬‬
‫وإنما سمي الذان أذانا لنه إعلم الناس وقت )‪ (2‬الصلة وسمي الذن إذنخخا‬
‫لن بالحاسة القائمة بذلك يدرك الذن‪ ،‬وكذلك قوله " و أذان من ال ورسوله‬
‫إلخخى النخخاس " أي إعلم‪ ،‬وقخخوله " فخخأذنوا بحخخرب مخخن الخ " معنخخاه فخخاعلموا‪،‬‬
‫وقوله " فقل آذنتكم " يعني أعلمتكم‪ .‬وثالثهخخا أن الضخخرر الحاصخخل عنخخد فعخخل‬
‫السحر إنما يحصل بخلق ال تعخخالى وإيجخخاده وإبخخداعه‪ ،‬ومخخا كخخان كخخذلك فخخإنه‬
‫يصح أن يضاف إلى إذن ال تعالى كما قال " إنمخخا قولنخخا لشخخئ إذا أردنخخاه أن‬
‫نقول له كن فيكون " ورابعها أن يكون المراد بالذن المخخر‪ ،‬وهخخذا الخخوجه ل‬
‫يليق إل بأن يفسخخر التفريخخق بيخخن المخخرء وزوجخخه بخخأن يصخخير كخخافرا‪ ،‬والكفخخر‬
‫يقتضي التفريق فإن هذا حكم شرعي‪ ،‬وذلك ل يكون إل بأمر ال‪ .‬أما قوله "‬
‫ولقد علموا لمن اشتريه ماله فخخي الخخخرة مخخن خلق " ففيخخه مسخخائل‪ :‬المسخخألة‬
‫الولى إنما ذكر لفظ الشراء على سبيل الستعارة لوجوه‪ :‬أحدها‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬استكانة المرء‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬بوقت‪.‬‬

‫]‪[309‬‬

‫أنهم لما نبذوا كتاب ال وراء ظهورهم وأقبلوا على التمسك بما تتلوا الشياطين فكخخأنهم‬
‫قد اشتروا ذلك السحر بكتاب ال‪ .‬وثانيها أن الملكين إنما قصدا بتعليم السخخحر‬
‫الحتراز عنه ليصل بذلك الحتراز إلى منافع الخرة‪ ،‬فلمخخا اسخختعمل السخخحر‬
‫فكأنه اشترى بمنافع الخرة منافع الدنيا‪ .‬وثالثها أنه لما استعمل السحر علمنخخا‬
‫أنه إنما تحمل المشقة ليتمكن من ذلك الستعمال‪ ،‬فكأنه اشترى بخخالمحن الخختي‬
‫تحملها قدرته على ذلخخك السخختعمال‪ .‬المسخخألة الثانيخخة قخخال الكخخثرون‪ :‬الخلق‬
‫النصيب‪ ،‬قال القفال‪ ،‬يشبه أن يكون أصل الكلمخخة مخخن الخلخخق معنخخاه التقخخدير‪،‬‬
‫ومنه خلق الديم‪ ،‬ومنه يقال‪ :‬قدر الرجل كخذا درهمخا رزقخا علخى عمخل كخذا‪.‬‬
‫وقخخال الخخخرون‪ :‬الخلق الخلص‪ ،‬قخخال أميخخة )‪ (1‬بخخن أبخخي صخخلت‪ :‬يخخدعون‬
‫بالويل فيها لخ لق لهم * إل سرابيل قطران وأغلل بقخخي فخخي اليخخة سخخؤال‬
‫وهو أنه كيف أثبت لهم العلم أول في قوله " وقد علمخخوا " ثخخم نفخخاه عنهخخم فخخي‬
‫قوله " لو كانوا يعلمون " والجواب من وجوه‪ :‬أحدها‪ :‬أن الخخذين علمخخوا غيخخر‬
‫الذين لم يعلموا‪ ،‬فالخخذين علمخخوا هخخم الخخذين علمخخوا السخخحر ودعخخوا النخخاس إلخخى‬
‫تعلمه‪ ،‬وهم الذين قال ال في حقهم " نبذ فريق من الذين أوتوا الكتخخاب كتخخاب‬
‫ال وراء ظهورهم كأنهم ل يعلمون " وأما الجهخخال الخخذين يرغبخخون فخخي تعلخخم‬
‫السحر فهم الذين ل يعلمون‪ ،‬وهذا جواب الخفش وقطرب‪ .‬وثانيها لو سخخلمنا‬
‫أن القوم واحد ]ولكنهم علموا أشياء )‪ (2‬وجهلوا أشياء أخر علمخخوا أنخخه ليخخس‬
‫لهم في الخرة خلق[ ولكنهم جهلوا مقدار ما فخخاتهم مخخن منخخافع الخخخرة ومخخا‬
‫حصل لهم من مضارها وعقوباتها‪ .‬وثالثها لو سلمنا أن القوم واحد والمعلخخوم‬
‫واحد ولكنهم لم ينتفعوا بعلمهم بل أعرضوا عنه فصار ذلك العلم كالعدم كمخخا‬
‫سمى ال تعالى الكفار صما وبكما‬
‫)‪ (1‬في الصمدر‪ :‬ومنه قول أمية‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬شيئا‪.‬‬

‫]‪[310‬‬

‫وعميا إذ لم ينتفعوا بهذه الحواس ويقال للرجل في شئ يفعله لكنه ل يضخخعه موضخخعه‪:‬‬
‫صنعت ولم تصنع )انتهى( )‪ .(1‬وإنما أوردت أكثر كلمهم في هذا المقام مع‬
‫طوله واشتماله على الزوائد الكثيرة لمناسبة لمخخا سخخيأتي فخخي بعخخض البخخواب‬
‫التية‪ ،‬ولتطلع على مذاهبهم الواهية في تلك البواب‪ ،‬وسأل شيخنا البهائي ‪-‬‬
‫رحمه ال ‪ -‬بعض أخلئه عن قول البيضاوي في تفسير هذه الية حيخخث قخخال‬
‫" وما روي من أنهما مثل بشرين وركبت فيهما الشهوة فتعرضا لمرأة يقال‬
‫لها الزهرة فحملتها على المعاصي والشرك‪ ،‬ثم صخخعدت السخخماء بمخخا تعلمخخت‬
‫منهما‪ ،‬فمحكي عن اليهود‪ ،‬ولعلخخه مخخن رمخخوز الوائل‪ ،‬وحلخخه ل يخفخخى علخخى‬
‫ذوي البصائر " بينوا حتى نصير من ذوي البصائر‪ ،‬فأجاب الشخخيخ ‪ -‬رحمخخه‬
‫ال ‪ -‬بعد أن أورد هذه القصة نحوا مما رواه الرازي في هذه القصة‪ :‬هي مخخا‬
‫رواه قدماء المفسرين من العامة عن ابن عبخخاس‪ ،‬ولخخم يرتخخض بهخخذه الروايخخة‬
‫متخخأخروهم وأطنخب الفخخخر الخرازي وغيخخره فخخي تزييفهخا‪ ،‬وقخال‪ :‬إنهخخا فاسخخدة‬
‫مردودة غير مقبولة لوجوه ثلثة ‪ -‬إلى آخر ما نقلناه من الوجوه فخخي عخخرض‬
‫كلمه ‪ -‬ثم قال‪ :‬وفي كخخل مخن هخخذه الوجخخوه نظخخر‪ ،‬أمخخا الول فلنخه لخخم يثبخخت‬
‫بقاؤهما على العصمة بعد أن مثلهما ال سبحانه بصورة البشر وركخخب فيهمخخا‬
‫قوتي الشهوة والغضب وجعلهما كسائر بني آدم كما يظهر مخخن القصخخة‪ .‬وأمخخا‬
‫الثاني فلن التخيير بين التوبة والعذاب وإن كخخان هخخو الصخخلح بحالهمخخا لكخخن‬
‫فعل الصلح مطلقا غير واجب عليه سخخبحانه علخخى مخخذهب هخخذا المفسخخر‪ ،‬بخخل‬
‫فعل الصلح الذي من هذا القبيل غير واجب عندنا أيضا‪ ،‬فإنا ل نوجب عليه‬
‫سبحانه كل ما هو أصلح بحال العبد كمخخا ظنخخه مخالفونخخا‪ ،‬وشخخنعوا علينخخا بمخخا‬
‫شنعوا‪ ،‬بل إنما نخخوجب عليخخه سخخبحانه كخخل أصخخلح لخخو لخخم يفعلخخه كخخان مناقضخخا‬
‫لغرضه كما ذكرته في الحواشي التي علقتها علخى تفسخير البيضخخاوي‪ ،‬ولعلخه‬
‫سبحانه لم يلهمهما التوبة وأغفلهما عنها لمصلحة ل يعلمها إل هخخو‪ ،‬فل بخخخل‬
‫منه سبحانه على هذا التقخخدير‪ .‬وأمخخا الثخخالث فلن التعليخخم حخخال التعخخذيب غيخخر‬
‫ممتنع‪ ،‬وظني‪ .‬أن تزييف الفخر‬

‫)‪ (1‬مفاتيح الغيب‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.654 - 635‬‬

‫]‪[311‬‬

‫الرازي لهذه الرواية هو الباعث على عدول البيضخخاوي عخخن حمخخل هخخذه القصخخة علخخى‬
‫ظاهرها وتنزيلها على محض الرمز والذي سمعته من والدي ‪ -‬رحمخخه الخ ‪-‬‬
‫في حله أنه إشارة إلى أن شخص العالم العامخخل الكامخخل المقخخرب مخخن حظخخائر‬
‫القدس قد يوكل إلى نفسخخه الغخخرارة ول يلحقخخه التوفيخخق والعنايخخة‪ ،‬فينبخخذ علمخخه‬
‫وراء ظهره‪ ،‬ويقبل على مشتهيات نفسخخه الخبيثخخة الخسيسخخة‪ ،‬ويطخخوي كشخخحه‬
‫عن اللذات الحقيقية‪ ،‬والمراتب العلية‪ ،‬فينحط إلخخى أسخخفل سخخافلين‪ ،‬والشخخخص‬
‫الناقص الجاهل المنغمس في الوزار قد يختلط بذلك الشخخخص العخخالم قاصخخدا‬
‫بذلك الفساد والفحشاء‪ ،‬فيدركه بذلك التوفيق اللهي فيستفيد من ذلك العلخم مخا‬
‫يضرب بسببه صفحا عن أدناس دار الغرور‪ ،‬وأرجاس عالم الزور‪ ،‬ويرتفخخع‬
‫ببركة ما يعلمه عن حضيض الجهل والخسخخران‪ ،‬إلخخى أوج العخخزة والعرفخخان‪،‬‬
‫فيصير به المتعلم فخي أرفخع درج العلء‪ ،‬والمعلخم فخي أسخفل درك الشخقاء‪ .‬و‬
‫رأيت فخخي بعخخض التفاسخخير أن المخخراد بخخالملكين المخخذكورين الخخروح والقلخخب‪،‬‬
‫فإنهما من العالم الروحاني أهبطا إلى العالم الجسخخماني لقامخخة الحخخق‪ ،‬فافتتنخخا‬
‫بزهرة الحياة الدنيا‪ ،‬ووقعا في شبكة الشهوة‪ ،‬فشربا خمر الغفلة‪ ،‬وزنيا ببغخخي‬
‫الخخدنيا‪ ،‬وعبخخدا صخخنم الهخخوى‪ ،‬وقتل نفسخخهما بحرمانهمخخا مخخن النعيخخم البخخاقي‪،‬‬
‫فاستحقا أليم النكال‪ ،‬وقطيع العذاب‪ .‬هذا وهذه القصة كما رواها علماء العامة‬
‫عن ابن عباس فقد رواها علماؤنا رضوان ال عليهم عخخن المخخام أبخخي جعفخخر‬
‫الباقر عليه السلم وذكرها الشيخ الجليل أبو علي الطبرسي في مجمع البيخخان‬
‫)‪ (1‬لكن بين ما رواه العامة ومخا رواه أصخحابنا اختلف يسخير فخإن الروايخة‬
‫التي رواها أصحابنا ليس فيها أنهما يعلمان الناس السحر في وقت تعخخذيبهما‪،‬‬
‫بل هي صريحة في أن التعليم كان قبخخل التعخخذيب‪ ،‬وكخخذلك ليخخس فيهخخا أن تلخخك‬
‫المرأة تعلمت منهما السم العظم وصعدت بخخبركته إلخخى السخخماء‪ .‬والحاصخخل‬
‫أن هذه القصة مروية من طرقنا ومخخن طخخرق العامخخة معخخا‪ ،‬وليخخس مخخن جملخخة‬
‫الحكايات الغيخخر المسخخندة‪ ،‬كمخخا يظهخخر مخخن كلم الفاضخخل الخخدواني فخخي شخخرح‬
‫العقائد العضدية حيث قال‪ :‬إن هذه القصة ليست في كتاب الخخ‪ ،‬ول فخخي سخخنة‬
‫رسول ال ما يدل على صدقها‪ .‬ثم إنه‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.177 - 170‬‬

‫]‪[312‬‬

‫استدل على أنه من جملة الكاذيب بأن تمكن تلك المرأة من الصعود إلخخى السخخماء بمخخا‬
‫تعلمته من الملكين أعني السم العظم وعدم تمكنهما من ذلك مع علمهما بخخه‬
‫غير معقول‪ .‬ول يخفى أن دليله هذا إنمخخا يتخخم لخخو ثبخخت أنخخه ‪ -‬جخخل اسخخمه ‪ -‬لخخم‬
‫ينسهما السم العظم بعد اقترافهما تلك الكبائر العظيمة‪ ،‬واستحقاقهما الطرد‬
‫والخذلن ودون ثبوته خرط القتاد )انتهى كلمه رحمه ال(‪ " .‬لن يستنكف "‬
‫أي لم يأنف‪ ،‬ولم يمتنع المسيح " أن يكون " أي من أن يكون " عبدا لخخ‪ ،‬ول‬
‫الملئكة المقربون " أي ولهم يستكبرون من القخرار بعبوديخة الخ سخبحانه‪.‬‬
‫قال الطبرسي ‪ -‬رحمه ال ‪ :-‬استدل بهذه الية من قال إن الملئكة أفضل من‬
‫النبيخخاء‪ ،‬قخخالوا‪ :‬إن تخخأخير ذكخخر الملئكخخة فخخي مثخخل هخخذا الخطخخاب يقتضخخي‬
‫تفضيلهم‪ ،‬لن العادة لم تجر بأن يقال‪ :‬لن يسخختنكف الميخخر أن يفعخخل كخخذا ول‬
‫الحارس‪ ،‬بل يقخخدم الدون ويخخؤخر العظخخم‪ ،‬فيقخخال‪ :‬لخخن يسخختنكف الخخوزير أن‬
‫يفعل كذا ول السلطان )‪ .(1‬وأجاب أصحابنا عخخن ذلخك بخأن قخالوا‪ :‬إنمخخا أخخر‬
‫ذكر الملئكة لن جميع الملئكخخة أفضخخل وأكخخثر ثوابخا مخخن المسخخيح‪ ،‬وهخخذا ل‬
‫يقتضي أن يكون كل واحد منهم أفضل منه وإنمخخا الخلف فخخي ذلخخك‪ ،‬وأيضخخا‬
‫فإنا وإن ذهبنا إلى أن النبياء أفضل من الملئكة فإنا نقول مع قولنا بالتفاوت‬
‫أنه ل تفاوت كثيرا في الفضل بينهما ومع التقخخارب والتخخداني يحسخخن أن يقخخدم‬
‫ذكخخر الفضخخل‪ ،‬أل تخخرى أنخخه يحسخخن أن يقخخال‪ :‬مخخا يسخختنكف الميخخر فلن ول‬
‫المير فلن‪ ،‬إذا كانا متساويين في المنزلة أو متقاربين )‪ (2‬وقال البيضاوي‪:‬‬
‫لعله أراد بالعطف المبالغة باعتبار التكثير ل باعتبار التكبير‪ ،‬كقولخخك أصخخبح‬
‫المير ل يخالفه رئيس ول مرؤوس )‪ " .(3‬إن الذين عند ربخخك " أي مطلخخق‬
‫الملئكة أو المقربين منهم " وله يسجدون " أي يخضعون بالعبخخادة أو التخخذلل‬
‫" ول يشركون " به غيره‪.‬‬

‫)‪ (1‬في الصمدر‪ :‬وهذا يقتضي فضل الملئكة على النبياء‪ (2) .‬مجمع البيخخان‪ :‬ج ‪،3‬‬
‫ص ‪ (3) .146‬أنوار التنزيل‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.319‬‬

‫]‪[313‬‬

‫" ول يسجد ما في السماوات وما في الرض " قال البيضخخاوي‪ :‬أي ينقخاد انقيخادا يعخم‬
‫النقياد لرادته وتأثيره طبعا‪ ،‬والنقياد لتكليفه وأمره طوعخخا‪ ،‬ليصخخح إسخخناده‬
‫إلخخى عامخخة أهخخل السخخماوات والرض‪ ،‬وقخخوله " مخخن دابخخة " بيخخان لهمخخا‪ ،‬لن‬
‫الدبيب هخو الحركخة الجسخمانية‪ ،‬سخواء كخان فخي أرض أو سخماء‪ ،‬والملئكخة‬
‫عطخخف علخخى المخخبين بخخه عطخخف جبرئيخخل علخخى الملئكخخة للتعظيخخم‪ ،‬أو عطخخف‬
‫المجردات على الجسمانيات‪ ،‬وبه احتج من قال‪ :‬إن الملئكة أرواح مجخخردة‪،‬‬
‫أو بيان لما في الرض والملئكة تكرير لما في السماوات‪ ،‬وتعيين له إجلل‬
‫وتعظيمخخا‪ ،‬والمخخراد بهمخخا ملئكتهمخخا مخخن الحفظخخة و غيرهخخم‪ ،‬و " مخخا " لمخخا‬
‫استعمل للعقلء كما استعمل لغيرهم كان استعماله حيث اجتمع القبيلن أولى‬
‫من إطلق " من " تغليبا للعقلء " وهخخم ل يسخختكبرون عخخن عبخخادته يخخخافون‬
‫ربهم من فوقهم " يخافون أن يرسل عذابا من فوقهم أو يخخخافونه وهخخم فخخوقهم‬
‫بالقهر وقوله )‪ " (1‬وهو القاهر فوق عباده " والجملة حال مخخن الضخخمير فخخي‬
‫" ل يستكبرون " أو بيان له وتقرير‪ ،‬لن من خاف ال لم يستكبر عن عبادته‬
‫" ويفعلون ما يؤمرون " من الطاعة والتدبير‪ ،‬وفيخخه دليخخل علخخى أن الملئكخخة‬
‫مكلفون مدارون بين الخوف والرجاء‪ (2) .‬وقخال فخي قخوله " ومخا نتنخزل إل‬
‫بأمر ربك " حكاية قول جبرئيل حين استبطأه رسول ال صلى ال عليه وآلخخه‬
‫لما سئل عن أصحاب الكهف وذي القرنين والروح ولم يدر ما يجيخخب ورجخخا‬
‫أن يوحى إليه فيه‪ ،‬فأبطأ عليخه خمسخة عشخر يومخا وقيخل أربعيخن‪ ،‬حختى قخال‬
‫المشركون‪ :‬ودعه ربه وقله‪ ،‬ثم نزل تبيان ذلك‪ ،‬والتنزل النزول على مهخخل‪،‬‬
‫لنه مطاوع نزل‪ ،‬وقد يطلق بمعنخخى النخخزول مطلقخخا كمخخا يطلخخق نخخزل بمعنخخى‬
‫أنزل والمعنى‪ :‬وما ننزل وقتا غب وقت إل بأمر ال تعالى علخخى مخخا تقتضخخيه‬
‫حكمته " له ما بين أيدينا وما خلفنخخا ومخخا بيخخن ذلخخك " وهخخو مخخا نحخخن فيخخه مخخن‬
‫الماكن والحخخايين ل تنتقخخل )‪ (3‬مخخن مكخخان إلخخى مكخخان أو ل تنخخزل )‪ (4‬فخخي‬
‫زمان دون زمان إل بأمره ومشيته‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬لقخخوله تعخخالى‪ (2) ..‬أنخخوار التنزيخخل‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (3) .668‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬ل ننتقل‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬ل ننزل‪.‬‬

‫]‪[314‬‬

‫" وما كان ربك نسيا " أي تاركا لك‪ ،‬أي ما كان عدم النزول إل لعدم المخخر بخخه‪ ،‬ولخخم‬
‫يكن ذلك عن ترك ال لك وتوديعه إياك كما زعمت الكفرة‪ ،‬وإنما كان لحكمة‬
‫رآها فيه )‪ " (1‬ول يستحسرون " أي ل يعبخخؤون منهخخا " ل يفخخترون " حخخال‬
‫من الواو في يسبحون "‪ " .‬وقخخالوا اتخخخذ الرحمخخن ولخخدا " نزلخخت فخخي خزاعخخة‬
‫حيث قالوا‪ :‬الملئكة بنات ال سبحانه‪ ،‬تنزيه له عن ذلك " بل عباد " أي بخخل‬
‫هم عباد من حيث هم مخلوقون‪ ،‬و ليسوا بأولد " مكرمخخون " مقربخخون‪ " .‬ل‬
‫يسبقونه بالقول " ل يقولون شيئا حتى يقوله كما هو ديخخدن العبيخخد المقربيخخن )‬
‫‪ " (2‬وهم بأمره يعملون " ول يعملون قط ما لخخم يخخأمرهم بخخه " يعلخخم مخخا بيخخن‬
‫أيديهم وما خلفهم‪ " ،‬ل تخفى عليه خافية مما قدموا وأخروا أو هو كالعلة لما‬
‫قبله والتمهيخخد لمخخا بعخخده‪ ،‬فخخإنه لحخخاطتهم بخخذلك يضخخبطون أنفسخخهم ويراقبخخون‬
‫أحوالهم " وهم من خشخخيته " مخخن عظمتخخه ومهخخابته " مشخخفقون " مرتعخخدون‪،‬‬
‫وأصل الخشية خوف مع تعظيم‪ ،‬ولذلك خص بها العلمخخاء‪ ،‬والشخخفاق خخخوف‬
‫مع اعتناء فإن عدي بمن فمعنى الخوف فيه أظهر‪ ،‬وإن عدي بعلى فبالعكس‪.‬‬
‫" ومن يقل منهم " أي من الملئكة أو من الخلئق " كخخذلك نجخخزي الظخخالمين‬
‫" أي من ظلم بالشراك وادعاء الربوبية‪ ،‬وعلى تقدير إرجخخاع الضخخمير إلخخى‬
‫الملئكة ل ينخخافي عصخخمتهم‪ ،‬فخخإن الفخخرض ل ينخخافي امتنخخاع الوقخخوع‪ ،‬كقخخوله‬
‫تعخخالى " لئن أشخخركت ليحبطخخن عملخخك " )‪ " .(3‬عليهخخا " أي علخخى النخخار "‬
‫ملئكخخة " يلخخي أمرهخخا وهخخم الزبانيخخة " غلظ شخخداد " غلظ القخخوال‪ ،‬شخخداد‬
‫الفعخخال‪ ،‬أو غلظ الخلخخق‪ ،‬شخخداد الخلخخق‪ ،‬أقويخخاء علخخى الفعخخال الشخخديدة " ل‬
‫يعصون ال ما أمرهم " فيما مضخى " ويفعلخون مخا يخؤمرون " فيمخا يسختقبل‬
‫أول يمتنعون عن قبول الوامر والتزامها‪ ،‬ويؤدون ما يؤمرون به‪.‬‬

‫)‪ (1‬أنوار التنزيل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (2) .42‬المؤدبين )خ(‪ (3) .‬الزمر‪.65 :‬‬
‫]‪[315‬‬

‫قخخال الطبرسخخي ‪ -‬رحمخخه ال خ ‪ :-‬فخخي هخخذا دللخخة علخخى أن الملئكخخة المخخوكلين بالنخخار‬
‫معصومون عن القبائح ل يخالفون ال في أوامخخره ونخخواهيه‪ ،‬وقخخال الجبخخائي‪:‬‬
‫إنما عنى أنهم ل يعصونه ويفعلون ما يأمرهم به فخي دار الخدنيا‪ ،‬لن الخخرة‬
‫ليست بدار تكليف‪ ،‬وإنما هي دار جزاء ]المؤمنين[ وإنمخخا أمرهخخم الخ تعخخالى‬
‫بتعذيب أهل النار علخخى وجخخه الثخخواب لهخخم بخخأن جعخخل سخخرورهم ولخخذاتهم فخخي‬
‫تعذيب أهل النار‪ ،‬كما جعل سرورهم )‪ (1‬ولخخذاتهم فخخي الجنخخة )‪) (2‬انتهخخى(‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬كون الخرة دار جزاء الملئكة غير معلوم‪ ،‬وإنمخخا المعلخخوم أنهخخا دار‬
‫جخخزاء النخخس‪ ،‬فل ينخخافي كخخون الملئكخخة مكلفيخخن فيهخخا‪ ،‬بخخل يمكخخن أن يكخخون‬
‫جزاؤهخخم مقارنخخا لفعخخالهم مخخن حصخخول اللخخذات الحقيقيخخة‪ ،‬ورفخخع الخخدرجات‬
‫الصخخورية والمعنويخخة‪ ،‬بخخل أصخخل خخخدماتهم وجزاؤهخخم كمخخا ورد أن طعخخامهم‬
‫التسخخبيح وشخخرابهم التقخخديس‪ .‬وقخخال الشخخيخ المفيخخد ‪ -‬رحمخخه ال خ ‪ -‬فخخي كتخخاب‬
‫المقالت‪ :‬أقول‪ :‬إن الملئكة مكلفون وموعودون ومتوعدون‪ ،‬قال ال تبخخارك‬
‫وتعالى " ومن يقل منهم إني إله من دونخخه فخخذلك نجزيخخه جهنخخم كخخذلك نجخخزي‬
‫الظالمين " وأقول‪ :‬إنهم معصومون مما يوجب لهم العقاب بالنار‪ ،‬وعلى هذا‬
‫القخخول جمهخخور الماميخخة وسخخائر المعتزلخخة و أكخخثر المخخرجئة وجماعخخة مخخن‬
‫أصحاب الحديث‪ ،‬وقخخد أنكخخر قخخوم مخخن الماميخخة أن تكخخون الملئكخخة مكلفيخخن‪،‬‬
‫وزعمخخوا أنهخخم إلخخى العمخخال مضخخطرون‪ ،‬ووافقهخخم علخخى ذلخخك جماعخخة مخخن‬
‫أصحاب الحديث‪ - 1 .‬العلل‪ :‬عن محمخخد بخخن علخخي بخخن بشخخار القزوينخخي‪ ،‬عخخن‬
‫المظفر بن أحمد القزويني قال‪ :‬سمعت أبا الحسين محمخخد بخخن جعفخخر السخخدي‬
‫الكوفي‪ ،‬يقول في سهيل والزهرة‪] :‬إنهما[ دابتخخان مخخن دواب البحخخر المطيخخف‬
‫بالخخدنيا فخخي موضخخع ل تبلغخخه سخخفينة‪ ،‬ول تعمخخل فيخخه حيلخخة‪ ،‬وهمخخا المسخخخان‬
‫المذكوران في أصناف المسوخ‪ ،‬ويغلط من يزعم أنهما‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬سرور المؤمنين و‪ (2) ...‬مجمع البيان‪ :‬ج ‪ ،10‬ص ‪(*) .318‬‬

‫]‪[316‬‬

‫الكوكبان )‪ (1‬ولو كانا ملكين لعصما فلم يعصيا‪ ،‬وإنما سماهما ال عز وجل في كتابه‬
‫ملكين بمعنى أنهما خلقا ليكونا ملكين‪ ،‬كما قال ال عزوجخخل لنخخبيه صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله " إنك ميت وإنهم ميتون " بمعنى سخختكون ميتخخا ويكونخخون مخخوتى )‬
‫‪ .(2‬بيان‪ :‬المطيف بالدنيا على بنخخاء الفعخخال أي المحيخخط‪ ،‬يقخخال‪ :‬فلن يرشخخح‬
‫للوزارة أي يربى ويؤهل لها‪ .‬ثم إن هذا الكلم إن كان قاله السخخدي مخخن قبخخل‬
‫نفسه فيرد عليه أن الملئكة ليسخت أمخرا تحصخل لخذات بعخد أن لخم تكخن‪ ،‬بخل‬
‫الظاهر أنها من الحقخخائق الخختي ل تنفخخك كالنسخخانية والحيوانيخخة‪ ،‬إل أن يكخخون‬
‫مراده أنهما لم يكونا من الملئكة‪ ،‬بخخل كانخخا ممخخا يصخخلحان ظخخاهرا أن يخلطخخا‬
‫بالملئكة كالشيطان‪ - 2 .‬تفسير علي بن إبراهيم‪ :‬عن أبيخخه‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن‬
‫محبوب‪ ،‬عن علي ابخخن رئاب‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن قيخخس‪ ،‬عخخن أبخخي جعفخخر عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬سأله عطا ‪ -‬ونحن بمكة ‪ -‬عن هاروت وماروت‪ ،‬فقال أبو جعفر‬
‫عليه السلم‪ :‬إن الملئكة كانوا ينزلون من السماء إلخخى الرض فخخي كخخل يخخوم‬
‫وليلة‪ ،‬يحفظون أعمخال أوسخاط أهخل الرض مخن ولخد آدم و الجخن‪ ،‬فيكتبخون‬
‫أعمالهم ويعرجون بها إلى السماء‪ ،‬قال‪ :‬فضج أهل السماء من معاصي أهخخل‬
‫أوساط الرض‪ ،‬فتوامزوا )‪ (3‬فيما بينهم مما يسمعون ويخخرون مخخن افخخترائهم‬
‫الكذب على ال تبارك وتعالى وجرأتهم عليه ونزهوا ال مما يقول فيخخه خلقخخه‬
‫ويصفون فقالت طائفة من الملئكة‪ :‬يا ربنا ما تغضب ممخخا يعمخخل خلقخخك فخخي‬
‫أرضك وما يصفون فيك الكخذب ويقولخون الخزور ويرتكبخون المعاصخي وقخد‬
‫نهيتهم عنها‪ ،‬ثم أنت تحلم عنهم وهخخم فخخي قبضخختك وقخخدرتك وخلل عافيتخخك‪،‬‬
‫قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬فأحب ال أن يري الملئكة القدرة ونافذ أمره فخخي‬
‫جميع خلقه‪ ،‬ويعرف الملئكة ما من به عليهم‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬الكوكبان المعروفان بسخخهيل والزهخخرة وان هخخاروت ومخخاروت كانخخا‬
‫روحخانيين قخد هيئا ورشخحا للملئكخة ولخم يبلخغ بهمخا حخد الملئكخة فاختخارا‬
‫المحنة والبتلء فكان من أمرهما ما كان‪ (2) .‬العلل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪(3) .175‬‬
‫في بعض النسخ " فتغامزوا " وفي المصدر‪ :‬فتآمروا "‪.‬‬

‫]‪[317‬‬

‫مما )‪ (1‬عدله عنهم من صنع خلقه‪ ،‬وما طبعهم عليه من الطاعخخة‪ ،‬وعصخخمهم بخخه مخخن‬
‫الخخذنوب‪ .‬قخخال‪ :‬فخخأوحى الخ إلخخى الملئكخخة أن انتخخدبوا )‪ (2‬منكخخم ملكيخخن حخختى‬
‫أهبطهما إلى الرض ثم أجعل فيهما من طبخخائع المطعخخم والمشخخرب والشخخهوة‬
‫والحرص والمل مثل ما جعلته فخخي ولخخد آدم‪ ،‬ثخخم أختبرهمخخا فخخي الطاعخخة لخخي‬
‫قال‪ :‬فندبوا لذلك هاروت وماروت‪ ،‬وكانا أشد )‪ (3‬الملئكة قخخول فخخي العيخخب‬
‫لولد آدم واستئثار غضب ال عليهم‪ .‬قخخال‪ :‬فخخأوحى الخ إليهمخخا أن اهبطخخا إلخخى‬
‫الرض‪ ،‬فقد جعلت فيكما من طبائع المطعخخم والمشخخرب والشخخهوة والحخخرص‬
‫والمل مثل ما جعلخخت فخخي ولخخد آدم‪ .‬قخخال‪ :‬ثخخم أوحخخى الخ إليهمخخا انظخخرا أن ل‬
‫تشركا بي شيئا‪ ،‬ول تقتل النفس التي حرم ال‪ ،‬ول تزنيا‪ ،‬ول تشربا الخمخخر‪،‬‬
‫قال‪ :‬ثم كشط عن السماوات السبع ليريهما قخخدرته‪ ،‬ثخخم أهبطهمخخا إلخخى الرض‬
‫في صورة البشر ولباسهم‪ ،‬فهبطا ناحية بابخخل‪ ،‬فرفخخع لهمخخا بنخخاء مشخخرف )‪(4‬‬
‫فأقبل نحوه‪ ،‬فإذا بحضرته امرأة جميلة حسناء مزينة معطرة ]مسفرة[ مقبلخخة‬
‫نحوهما‪ ،‬قال‪ :‬فلما نظرا إليها وناطقاها وتأملهخخا وقعخخت فخخي قلوبهمخخا موقعخخا‬
‫شديدا لموضع الشهوة التي جعلت فيهما‪ ،‬فرجعخخا إليهخخا رجخخوع فتنخخة وخخخذلن‬
‫وراوداها عن نفسها‪ .‬فقالت لهما‪ :‬إن لي دينا أدين به‪ ،‬وليخخس أقخخدر فخخي دينخخي‬
‫على أن أجيبكما إلى ما تريدان إل أن تدخل في ديني الذي أدين به‪ ،‬فقال لها‪:‬‬
‫وما دينك ؟ قالت‪ :‬لي إله من عبده وسجد له كان لي السبيل إلى أن أجيبه إلى‬
‫كل ما سألني‪ ،‬فقال لهخخا‪ :‬ومخخا إلهخخك ؟ قخخالت‪ :‬إلهخخي هخخذا الصخخنم‪ ،‬قخخال‪ :‬فنظخخر‬
‫أحدهما إلى صاحبه‪ ،‬فقال‪ :‬هاتان خصلتان مما نهينا عنهما‪ :‬الشرك‪ ،‬والزنخخا‪،‬‬
‫لنا إن سجدنا لهذا الصنم و عبدناه أشركنا بال‪ ،‬وإنما نشرك بال لنصل إلخخى‬
‫الزنا‪ ،‬وهو ذا نحن نطلب الزنا فليس نعطى إل بالشرك‪ .‬قال‪ :‬فائتمرا بينهما‪،‬‬
‫فغلبتهما الشهوة التي جعلت فيهما‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ومما اعد‪ (2) .‬ان اندبوا )خ(‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬من أشخخد‪ (4) .‬فخخي‬
‫المصدر‪ :‬فوقع لهما بناء مشرق‪3.‬‬

‫]‪[318‬‬

‫فقال لها‪ :‬نجيبك إلى ما سألت‪ ،‬فقالت‪ :‬فدونكما‪ ،‬فاشربا هذه الخمخخر فخخإنه قربخخان لكمخخا‪،‬‬
‫وبه تصلن إلى ما تريدان‪ ،‬فائتمرا بينهما فقال‪ :‬هذه ثلث خصال ممخخا نهانخخا‬
‫ربنا عنها‪ :‬الشرك‪ ،‬والزنا‪ ،‬وشرب الخمر‪ ،‬وإنما نخخدخل فخخي شخخرب الخمخخر و‬
‫الشرك حتى نصل إلى الزنا‪ ،‬فائتمرا بينهما‪ ،‬فقال‪ :‬مخا أعظخم البليخة بخك ! قخد‬
‫أجبناك إلى ما سألت‪ ،‬قخخالت‪ :‬فخخدونكما فاشخخربا مخخن هخخذه الخمخخر‪ ،‬واعبخخدا هخخذا‬
‫الصنم‪ ،‬واسجداله فشربا الخمر‪ ،‬وعبدا الصنم‪ ،‬ثم راوداهما عن نفسخخها‪ ،‬فلمخخا‬
‫تهيأت لهما وتهيئا لها دخل عليهما سائل يسأل ]هخخذه[ فلمخخا أن رآهمخخا ورأيخخاه‬
‫ذعرا منه فقال لهما‪ :‬إنكما نابان )‪ (1‬ذعران‪ ،‬قد خلوتما بهذه المرأة المعطرة‬
‫الحسناء‪ ،‬إنكما لرجل سوء‪ ،‬و خرج عنهما‪ .‬فقالت لهما‪ :‬ل وإلهي ما تصلن‬
‫الن إلي وقد اطلع هذا الرجل علخخى حالكمخخا وعخخرف مكانكمخخا‪ ،‬ويخخخرج الن‬
‫ويخبر بخخخبر كمخخا‪ ،‬ولكخخن بخخادرا إلخخى هخخذا الرجخخل فخخاقتله قبخخل أن يفضخخحكما‬
‫ويفضحني ثم دونكما‪ ،‬فاقضيا حاجتكما و أنتما مطمئنان آمنان قال‪ :‬فقاما إلى‬
‫الرجل فأدركاه فقتله ثم رجعا إليها‪ ،‬فلم يرياهخا وبخخدت لهمخا سخوآتهما ونخخزع‬
‫عنهما رياشهما وأسقطا في أيديهما‪ ،‬قال‪ :‬فأوحى ال إليهما أن أهبطتكمخا إلخى‬
‫الرض مع خلقي ساعة من النهار فعصيتماني بخأربع مخخن معاصخخي كلهخخا قخخد‬
‫نهيتكما عنها وتقدمت إليكما فيها فلم تراقباني )‪ (2‬ولم تستحييا مني وقد كنتما‬
‫أشد من نقم على أهل الرض المعاصي واستجر أسفي وغضخخبي عليهخخم لمخخا‬
‫جعلت فيكما من طبع خلقي وعصخمتي إياكمخخا مخن المعاصخي‪ ،‬فكيخف رأيتمخا‬
‫موضع خذلني فيكما ؟ اختارا عذاب الدنيا أو عخخذاب الخخخرة‪ ،‬فقخخال أحخخدهما‬
‫لصاحبه‪ :‬نتمتع من شهواتنا في الدنيا إذ صرنا إليها إلى أن نصير إلى عخذاب‬
‫الخرة‪ .‬فقال الخر‪ :‬إن عذاب الدنيا له مدة وانقطاع‪ ،‬وعذاب الخخخرة دائم ل‬
‫انقطاع له فلسنا نختار عذاب الخرة الدائم الشديد على عذاب الخخدنيا المنقطخخع‬
‫الفاني‪ .‬قال‪ :‬فاختارا عذاب الدنيا‪ ،‬فكانا يعلمان الناس السحر في أرض بابخخل‪،‬‬
‫ثم لما علما الناس‬
‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬لمرءان‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فلم ترقباه‪.‬‬

‫]‪[319‬‬

‫السحر رفعا من الرض إلى الهواء‪ ،‬فهما معذبان منكسان معلقان في الهواء إلخخى يخخوم‬
‫القيامة )‪ .(1‬العياشخي‪ :‬عخن محمخد بخن قيخس مثلخه‪ .‬بيخان‪ " :‬أن انتخدبوا " فخي‬
‫بعض النسخ " أن اندبوا " وهو أصوب‪ ،‬إذ الظاهر مخخن كلم أكخخثر اللغخخويين‬
‫أن النتداب لزم‪ ،‬قال الجوهري‪ :‬ندبه إلخى المخر فانتخدب أي دعخاه فأجخاب‪.‬‬
‫ونحوه قال الفيروز آبادي‪ ،‬لكن قال فخخي المصخخباح المنيخخر انتخخدبته فخخي المخخر‬
‫فانتدب يستعمل لزما ومتعديا‪ ،‬وقال‪ :‬كشطت البعير كشطا من بخخاب ضخخرب‬
‫]مثخخل[ سخخلخت الشخخاة إذا نحيخخت جلخخده‪ ،‬وكشخخطت الشخخئ كشخخطا نحيتخخه وقخخال‬
‫الفيروز آبادي‪ :‬الكشط رفعخخك الشخخئ )‪ (2‬عخخن الشخخئ قخخد غشخخاه‪ ،‬وإذا السخخماء‬
‫كشطت قلعت كما يقلع السقف‪ ،‬وكشط الجل عن الفرس كشفه‪ .‬وفخخي النهايخخة‪:‬‬
‫فيه يراود عمه على السلم أي يراجعه ويراوده‪ .‬وفخخي القخخاموس‪ :‬سخخقط فخخي‬
‫يده و أسقط ‪ -‬مضخخمومتين ‪ -‬ذل وأخطخأ‪ ،‬أو نخدم وتحيخخر‪ .‬وقخال‪ :‬نكسخه‪ :‬قلبخه‬
‫على رأسه كنكسه )انتهى( وأقول‪ :‬يمكن حمل الخبر على التقية بقرينخخة كخخون‬
‫السائل من علماء العامة‪ - 3 .‬العيون وتفسير المام‪ :‬بالسناد إلى أبخخي محمخخد‬
‫العسكري عن آبائه عن الصادق جعفر بن محمد عليهم السخخلم فخخي قخخول ال خ‬
‫عزوجل " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان " قال‪ :‬اتبعوا مخخا تتلخخو‬
‫كفرة الشياطين من السحر والنيرنجات على ملك سليمان الخخذين يزعمخخون أن‬
‫سخخليمان بخخه ملخخك‪ ،‬ونحخخن أيضخخا بخخه نظهخخر العجخخائب حخختى ينقخخاد لنخخا النخخاس‬
‫]ونستغني عن النقياد لعلي[ وقالوا‪ :‬كان سليمان كافرا ساحرا ماهرا بسحره‬
‫ملك ما ملك‪ ،‬وقدر علخخى مخخا قخخدر‪ ،‬فخخرد الخ عزوجخخل عليهخخم فقخخال ومخخا كفخخر‬
‫سليمان ول استعمل السحر ]كما قال هؤلء الكافرون‪ ،‬ولكن الشياطين كفروا‬
‫يعلمون الناس السحر[ الذي نسبوه إلى سليمان وإلى ما أنزل‬

‫)‪ (1‬تفسير القمي‪ (2) .49 - 47 :‬في المصدر‪ :‬شيئا‪.‬‬

‫]‪[320‬‬

‫على الملكين ببابل هاروت وماروت‪ .‬وكخخان بعخخد نخخوح عليخخه السخخلم قخخد كخخثر السخخحرة‬
‫والمموهون فبعث ال عزوجل ملكين إلى نبي ذلك الزمان بذكر ما يسحر بخخه‬
‫السحرة‪ ،‬وذكر ما يبطل به سحرهم ويرد به كيدهم‪ ،‬فتلقاه النبي عخخن الملكيخخن‬
‫وأداه إلى عباد ال بأمر ال عزوجل‪ ،‬وأمرهم أن يقفخخوا بخخه علخخى السخخحر وأن‬
‫يبطلوه‪ ،‬ونهاهم أن يسحروا به الناس‪ ،‬وهذا كما يدل على السم ما هو وعلخخى‬
‫ما يدفع به غائلة السم ]ثم يقال للمتعلم ذلك هخخذا السخخم فمخخن رأيتخخه يسخخم فخخادفع‬
‫غائلته بكذا وإياك أن تقتل بالسم أحدا[ ثم قال عزوجل‪ " :‬وما يعلمان من أحد‬
‫حتى يقول إنما نحن فتنخخة فل تكفخخر "‪ ،‬يعنخخي أن ذلخخك النخخبي أمخخر الملكيخخن أن‬
‫يظهرا للناس بصورة بشرين ويعلماهما مخخا علمهمخخا الخ مخخن ذلخخك‪ ،‬فقخخال الخ‬
‫عزوجل‪ :‬وما يعلمان من أحد ذلك السحر وإبطاله حتى يقخخول للمتعلخخم " إنمخخا‬
‫نحن فتنة " امتحان للعباد ليطيعوا ال فيما يتعلمون من هذا‪ ،‬ويبطلوا بخخه كيخخد‬
‫السخخاحر )‪ ،(1‬ول يسخخحروا هخخم‪ ،‬فل تكفخخر باسخختعمال هخخذا السخخحر وطلخخب‬
‫الضرار به ودعاء الناس إلى أن يعتقدوا أنك بخه تحيخي وتميخت وتفعخل مخال‬
‫يقدر عليه إل ال عزوجل فإن ذلك كفر قال ال عزوجل " فيتعلمون " يعنخخي‬
‫طالبي السحر " منهما " يعني مما كتبت الشياطين " على ملك سليمان " مخخن‬
‫النيرنجات " وما أنزل على الملكين ببابل هاروت ومخخاروت " يتعلمخخون مخخن‬
‫هذين الصخخنفين " مخخا يفرقخخون بخخه بيخخن المخخرء وزوجخخه " هخخذا مخخن )‪ (2‬يتعلخخم‬
‫للضرار بالناس‪ ،‬يتعلمون التضريب بضروب الحيل والتمخخائم واليهخخام أنخخه‬
‫قد دفن في موضع كذا وعمخخل كخخذا ليحبخخب المخخرأة إلخخى الرجخخل والرجخخل إلخخى‬
‫المرأة أو يؤدي إلى الفراق بينهما‪ .‬ثم قال عزوجل " وماهم بضارين بخخه مخخن‬
‫أحد إل بإذن ال " أي ما المتعلمون لذلك بضارين به مخخن أحخخد إل بخخإذن الخخ‪،‬‬
‫يعنخخي يتخليخخة الخ وعلمخخه‪ ،‬فخإنه لخخو شخاء لمنعهخخم بخخالجبر و القهخخر‪ .‬ثخخم قخال "‬
‫ويتعلمون ما يضرهم ول ينفعهم " لنهم إذا تعلموا ذلك السحر ليسخخحروا بخخه‬
‫ويضروا فقد تعلموا ما يضرهم في دينهم ول ينفعهم فيخخه‪ ،‬بخخل ينسخخلخون عخخن‬
‫دين ال‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬السحرة‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ما‪.‬‬

‫]‪[321‬‬

‫بذلك‪ ،‬ولقد علم هؤلء المتعلمون " لمن اشتراه " بدينه الذي ينسلخ عنه بتعلمه " مخخاله‬
‫في الخرة من خلق " أي من نصيب فخي ثخواب الجنخة‪ .‬ثخم قخال عزوجخل "‬
‫ولبئس ماشروابه أنفسهم " وهنوها )‪ (1‬بالعذاب " لو كانوا يعلمون " أنهم قد‬
‫باعوا الخرة وتركوا نصيبهم من الجنة‪ ،‬لن المتعلمين لهذا السخخحرهم الخخذين‬
‫يعتقدون أن ل رسول‪ ،‬ول إله‪ ،‬ول بعث‪ ،‬ول نشور‪ .‬فقال " ولقد علموا لمخخن‬
‫اشتراه ماله في الخرة من خلق " لنهم يعتقدون أن ل آخرة‪ .‬فهخخم يعتقخخدون‬
‫أنها إذا لم تكن آخرة فل خلق لهخخم فخخي دار بعخخد الخخدنيا‪ ،‬وإن كخخان بعخخد الخخدنيا‬
‫آخرة فهم مخخع كفرهخخم بهخخا ل خلق لهخخم فيهخخا‪ .‬ثخخم قخخال " ولخخبئس ماشخخروا بخخه‬
‫أنفسهم " إذ باعوا الخرة بالدنيا ورهنوا بالعخخذاب الخخدائم أنفسخخهم " لخخو كخخانوا‬
‫يعلمون " أنهم قد باعوا أنفسهم بالعذاب‪ ،‬ولكخخن ل يعلمخخون ذلخخك لكفرهخخم بخخه‪،‬‬
‫فلما تركوا النظر في حجج الخ حختى يعلمخوا عخذابهم علخى اعتقخادهم الباطخل‬
‫وجحدهم الحق‪ .‬قال يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بخن سخيار عخن‬
‫أبويهما أنهمخخا قخخال‪ .‬فقلنخخا للحسخخن أبخخي القخخائم عليخخه السخخلم‪ :‬فخخإن قومخخا عنخخدنا‬
‫يزعمون أن هاروت وماروت ملكان اختارتهمخخا الملئكخخة لمخخا كخخثر عصخخيان‬
‫بني آدم‪ ،‬وأنزلهما ال مع ثالث لهما إلخخى )‪ (2‬الخخدنيا‪ ،‬وأنهمخخا افتتنخخا بخخالزهرة‪،‬‬
‫وأرادا الزنخخا بهخخا‪ ،‬وشخخربا الخمخخر‪ ،‬و قتل النفخخس المحترمخخة‪ ،‬وأن الخ تبخخارك‬
‫وتعالى يعذبهما ببابل‪ ،‬وأن السحرة منهما يتعلمون السحر‪ ،‬وأن ال مسخ تلك‬
‫المرأة هذا الكوكب الذي هو الزهرة‪ ،‬فقال المام عليه السلم‪ :‬معخخاذ ال خ مخخن‬
‫ذلك‪ ،‬إن ملئكة ال معصومون محفوظون من الكفر و القبخخائح بألطخخاف الخخ‪،‬‬
‫قال ال عزوجل فيهخم " ل يعصخون الخ مخخا أمرهخم ويفعلخون مخا يخخؤمرون "‬
‫وقخخال عزوجخخل " ولخخه مخخا فخخي السخخماوات والرض ومخخن عنخخده " يعنخخي مخخن‬
‫الملئكة " ل يستكبرون عن عبادته ول يستحسرون يسخخبحون الليخخل والنهخخار‬
‫ل يفترون " وقال عزوجل في الملئكة أيضا " بل عباد مكرمون ل يسبقونه‬
‫بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ول يشخخفعون إل لمخخن‬
‫ارتضى وهم من خشيته‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ورهنوها‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬إلى دار الدنيا‪.‬‬

‫]‪[322‬‬

‫مشفقون " ثم قال عليه السلم‪ :‬لو كان كما يقولون كان الخ قخخد جعخخل هخخؤلء الملئكخخة‬
‫خلفاء على )‪ (1‬الرض‪ ،‬وكانوا كالنبياء في الخخدنيا‪ ،‬أو كالئمخخة فيكخخون مخخن‬
‫النبياء والئمة عليهم السلم قتل النفس والزنا‪ .‬ثم قال عليه السلم‪ :‬أو لسخخت‬
‫تعلم أن ال عزوجل لم يخل الدنيا قط من نبي أو إمام من البشر ؟ أو ليس ال‬
‫عزوجل يقول " وما أرسلنا قبلك ‪ -‬يعني إلى الخلق ‪ -‬إل رجال نخخوحي إليهخخم‬
‫من أهخل القخرى " فخأخبر أنخه لخم يبعخث الملئكخة إلخى الرض ليكونخوا أئمخة‬
‫وحكاما‪ ،‬وإنما أرسلوا إلى أنبياء ال‪ .‬قال قلنخخا لخخه‪ :‬فعلخخى هخخذا لخخم يكخخن إبليخخس‬
‫أيضا ملكا ؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬بل كان من الجن أما تسمعان ال عزوجخل يقخول " وإذ‬
‫قلنا للملئكة اسجدوا لدم فسبحدوا إل إبليس كان من الجن " فأخبر عزوجل‬
‫أنه كان من الجن‪ ،‬وهو الذي قال ال عزوجل " والجان خلقنخخاه مخخن قبخخل مخخن‬
‫نار السموم "‪ .‬قال المام الحسن بخخن علخخي عليهمخخا السخخلم‪ :‬حخخدثني أبخخي عخخن‬
‫جدي عن الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول الخ صخخلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬إن الخ عزوجخخل اختارنخخا معاشخخر آل محمخخد‪ ،‬واختخخار النخخبيين‪،‬‬
‫واختخخار الملئكخخة المقربيخخن‪ ،‬ومخخا اختخخارهم إل علخخى علخخم منخخه بهخخم أنهخخم ل‬
‫يواقعون ما يخرجون به عن وليته‪ ،‬وينقلعون به عن عصمته‪ ،‬وينتمخخون بخخه‬
‫إلى المستحقين لعذابه ونقمته‪ .‬قال‪ :‬فقلنا له‪ :‬فقد روي لنا أن عليا عليه السخخلم‬
‫لما نص عليه رسول ال صلى ال عليه وآلخخه بالمامخخة عخخرض الخ عزوجخخل‬
‫وليته فخي السخماوات علخى فئام )‪ (2‬مخن النخاس وفئام مخن الملئكخة‪ ،‬فأبوهخا‬
‫فمسخهم الخ ضخخفادع‪ ،‬فقخخال عليخخه السخخلم‪ :‬معخخاذ الخ ! هخخؤلء المكخخذبون لنخخا‬
‫المفترون علينا‪ ،‬الملئكة هم رسخخل الخخ‪ ،‬فهخخم كسخخائر أنبيخخاء الخ ورسخخله إلخخى‬
‫الخلق‪ ،‬فيكخخون منهخخم الكفخخر بخخال ؟ قلنخخا‪ :‬ل‪ ،‬قخخال‪ :‬فكخخذلك الملئكخخة‪ ،‬إن شخخأن‬
‫الملئكة لعظيم‪ ،‬وإن خطبهم لجليل )‪ .(3‬الحتجاج‪ :‬بالسناد إلخخى أبخخي محمخخد‬
‫العسكري عليه السلم من قوله " فقلنا للحسن‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬في الرض‪ (2) .‬الفئام‪ :‬الجماعة من الناس ول واحد له مخخن لفظخخه‪.‬‬
‫)‪ (3‬العيون‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪271 - 266‬‬

‫]‪[323‬‬

‫أبي القائم " إلى آخر الخخخبر )‪ .(1‬توضخخيح‪ :‬قخخال فخخي النهايخخة‪ :‬الفئام مهمخخوزا الجماعخخة‬
‫الكثيرة )انتهى(‪ .‬واقول‪ :‬قد فسر في خبر فضل يوم الغخخدير بمخخائة الخخف‪- 4 .‬‬
‫العيخخون‪ :‬عخخن تميخخم بخخن عبخخد ال خ القرشخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن علخخي‬
‫النصاري‪ ،‬عن علي بن محمد بن الجهم‪ ،‬قال‪ :‬سمعت المأمون يسأل الرضخخا‬
‫علي بن موسى عليه السلم عما يرويه الناس من أمر الزهخخرة‪ ،‬وأنهخخا كخخانت‬
‫امرأة فتن بهخا هخاروت و مخاروت ومخا يروونخه مخن أمخر سخهيل‪ ،‬وأنخه كخان‬
‫عشارا باليمن‪ ،‬فقال‪ :‬كذبوا في قولهم‪ ،‬إنهما كوكبان‪ ،‬وإنما كانتخخا دابخختين مخخن‬
‫دواب البحر‪ ،‬فغلط الناس وظنوا أنهما كوكبان‪ ،‬وما كخان الخ ليمسخخ أعخداءه‬
‫أنوارا مضيئة ثم يبقيها ما بقيت السماء والرض‪ ،‬وإن المسوخ لم يبخخق أكخخثر‬
‫من ثلثة أيام حتى ماتت‪ ،‬وما تناسل منها شئ‪ ،‬وما على وجه الرض اليخخوم‬
‫مسخخخ وإن الخختي وقخخع عليهخخا اسخخم المسخخوخية مثخخل القخخردة والخنزيخخر والخخدب‬
‫وأشباهها إنما هي مثل ما مسخ ال على صورها قوما غضب عليهخخم ولعنهخخم‬
‫بإنكارهم توحيد ال وتكذيبهم رسله‪ ،‬وأما هاروت وماروت فكانا ملكين علمخخا‬
‫الناس السحر ليتحرزوا به من سحر السحرة‪ ،‬ويبطلوا بخخه كيخخدهم‪ ،‬ومخخا علمخخا‬
‫أحدا من ذلك إل قال له‪ :‬إنما نحن فتنة فل تكفخخر‪ ،‬فكفخخر قخخوم باسخختعمالهم لمخخا‬
‫أمروا بالحتراز منه‪ ،‬وجعلوا يفرقون بما يعرفونه )‪ (2‬بين المخخرء وزوجخخه‪،‬‬
‫قال ال عزوجل " وما هم بضارين به من أحد إل بإذن ال خ " يعنخخي بعلمخخه )‬
‫‪ - 5 .(3‬العلل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيخخه‪ ،‬عخخن إسخخماعيل بخن‬
‫مهران‪ ،‬عن محمد بن الحسن زعلن عن أبخخي الحسخخن عليخخه السخخلم أنخخه عخخد‬
‫المسوخ‪ ،‬وساق الحديث إلى أن قال‪ :‬ومسخت الزهرة لنها كانت امخخرأة فتخخن‬
‫بها هاروت وماروت )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الحتجاج‪ (2) .255 :‬في المصدر‪ :‬بما تعلموه‪ (3) .‬العيون‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪) .271‬‬
‫‪ (4‬العلل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.171‬‬
‫]‪[324‬‬

‫‪ - 6‬ومنه‪ :‬بإسناد آخر عن الصادق عليه السلم وأما الزهرة فإنها كانت امخخراة تسخخمى‬
‫" ناهيد " وهي التي تقول الناس إنه افتتن بهخخا هخخاروت ومخخاروت )‪- 7 .(1‬‬
‫ومنه‪ :‬بإسناد آخر عن الرضا عليه السلم‪ :‬وأما الزهخخرة فكخخانت امخخرأة فتنخخت‬
‫بها هاروت وماروت‪ ،‬فمسخها ال عزوجل الزهرة )‪ - 8 .(2‬ومنخخه‪ :‬بإسخخناد‬
‫آخر عن الصادق عليه السلم عن آبائه عليهم السلم قخخال‪ :‬قخخال النخخبي صخخلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬وأما الزهرة فكانت امرأة نصرانية‪ ،‬وكانت لبعض ملوك بنخخي‬
‫إسخخرائيل وهخخي الخختي فتخخن بهخخا هخخاروت ومخخاروت‪ ،‬وكخخان اسخخمها " ناهيخخل "‬
‫والناس يقولخخون " ناهيخخد " )‪ .(3‬أقخخول‪ :‬سخخنذكر الخبخخار بأسخخانيدها فخخي بخخاب‬
‫المسوخات إن شاء الخخ‪ - 9 .‬العياشخخي‪ :‬عخخن زرارة‪ ،‬عخخن أبخخي الطفيخخل‪ ،‬قخال‪:‬‬
‫كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا وهو على المنبر ونخخاداه ابخخن الكخخوا وهخخو‬
‫في مؤخر المسجد فقخال‪ :‬يخا أميخر المخؤمنين مخا الهخدى ؟ قخال لعنخك الخ ولخم‬
‫يسمعه ما الهدى تريد ولكن العمى تريد‪ ،‬ثم قال له‪ :‬ادن‪ ،‬فدنا منه‪ ،‬فسأله عن‬
‫أشياء فأخبره‪ ،‬فقال‪ :‬أخبرني عن هذه الكوكبة الحمراء ‪ -‬يعني الزهرة ‪ -‬قال‪:‬‬
‫إن ال اطلع ملئكته على خلقه‪ ،‬وهم على معصية من معاصيه‪ ،‬فقال الملكان‬
‫هاروت ومخاروت هخؤلء الخخذين خلقخخت أبخاهم بيخخدك‪ ،‬وأسخخجدت لخه ملئكتخك‬
‫يعصونك‪ .‬قال‪ :‬فلعلكم إذا ابتليتم بمثل الخخذي ابتلخخوا هخخم بخخه عصخخيتموني ]كمخخا‬
‫عصوني[ قال‪ :‬ل وعزتك‪ .‬قال‪ :‬فابتلهما بمثل الخخذي ابتلخخى بخخه بنخخي آدم مخخن‬
‫الشهوة‪ ،‬ثم أمرهما أن ل يشركا به شيئا‪ ،‬ول يقتل النفس التي حخخرم الخخ‪ ،‬ول‬
‫يزنيا‪ ،‬ول يشربا الخمر‪ ،‬ثم أهبطهما إلى الرض‪ ،‬فكانا يقضيان بين النخخاس‪،‬‬
‫هذا في ناحية وهذا في نخخاحيه‪ ،‬فكانخخا بخخذلك حخختى أتخخت أحخخدهما هخخذه الكوكبخخة‬
‫تخاصم إليه وكانت من أجمل الناس‪ ،‬فأعجبته‪ ،‬فقال لها‪ :‬الحق لك ول أقضي‬
‫لك حتى تمكنيني من نفسك‪ ،‬فواعدت يوما‪ ،‬ثم أتت الخر فلما خاصمت إليخخه‬
‫وقعت في نفسه و‬

‫)‪ (1‬العلل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (2) .173‬العلخخل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ ،173‬والروايخخة عخخن الصخخادق ل‬
‫عن الرضا عليهما السلم‪ (3) .‬العلل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.174‬‬

‫]‪[325‬‬

‫أعجبته كما أعجبت الخر‪ ،‬فقال لها مثل مقالة صاحبه‪ ،‬فواعدته الساعة التي واعخخدت‬
‫صاحبه‪ ،‬فاتفقا جميعا عندها في تلك الساعة‪ ،‬فاستحيى كل واحد من صخخاحبه‬
‫حيخخث رآه وطأطخخأ رؤوسخهما ونكسخخا‪ ،‬ثخم نخزع الحيخخاء منهمخا‪ ،‬فقخال أحخخدهما‬
‫لصاحبه‪ :‬يا هذا ! جاء بي الذي جاء بك‪ ،‬قال‪ :‬ثم راوداها عخخن نفسخخها‪ ،‬فخخأبت‬
‫عليهما حتى يسجدا لوثنها ويشربا من شرابها‪ ،‬وأبيا عليها وسخخألها فخخأبت إل‬
‫أن يشربا من شرابها فلما شربا صليا لوثنها‪ ،‬ودخخخل مسخخكين فرأهمخخا‪ ،‬فقخخالت‬
‫لهما‪ :‬يخرج هذا فيخبر عنكما‪ ،‬فقاما إليه فقتله‪ ،‬ثم راوداها عن نفسخخها فخخأبت‬
‫حتى يخبراها بما يصعدان به إلى السخخماء‪ ،‬فأبيخخا وأبخخت أن تفعخخل‪ ،‬فأخبراهخخا‪،‬‬
‫فقالت ذلخخك لتجخخرب مقالتهمخخا وصخخعدت‪ ،‬فرفعخخا أبصخخارهما إليهخخا فرأيخخا أهخخل‬
‫السماء مشرفين عليهما ينظرون إليهما‪ ،‬وتناهت إلى السخخماء فمسخخخت‪ ،‬فهخخي‬
‫الكوكبة التي ترى‪ - 10 .‬ومنه‪ :‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن أبي ولد‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬جعلخخت فخخداك‪ ،‬إن رجل مخخن أصخخحابنا ورعخخا‬
‫مسلما كثير الصلوة قد ابتلى بحب اللهو وهو يسمع الغناء‪ ،‬فقال‪ :‬أيمنعخه ذلخك‬
‫من الصلوة لوقتها أو من صوم أو مخخن عيخخادة مريخخض أو حضخخور جنخخازة أو‬
‫زيارة أخ ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬ل ليس يمنعخخه ذلخخك مخخن شخخئ مخخن الخيخخر والخخبر‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فقال‪ :‬هذا من خطوات الشيطان مغفور له ذلك إن شاء ال‪ .‬ثم قال‪ :‬إن طائفخخة‬
‫من الملئكة عابوا ولخخد آدم فخخي اللخخذات والشخخهوات أعنخخي ذلكخخم الحلل ليخخس‬
‫الحرام‪ ،‬قال‪ :‬فأنف ال للمؤمنين من ولخخد آدم مخخن تعييخخر الملئكخخة لهخخم‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فألقى ال في همة أولئك الملئكة اللخخذات والشخخهوات كيل يعيبخخون المخخؤمنين‪،‬‬
‫قال‪ :‬فلما أحسوا ذلك من هممهم عجوا إلى ال من ذلخخك‪ ،‬فقخخالوا‪ :‬ربنخخا عفخخوك‬
‫عفوك‪ ،‬ردنا إلى ما خلقتنا له‪ ،‬واخترتنا عليه‪ ،‬فإنا نخاف أن نصخخير فخخي أمخخر‬
‫مريج‪ .‬قال‪ :‬فنزع ال ذلك من هممهم‪ ،‬قال‪ :‬فإذا كان يوم القيامة وصخخار أهخخل‬
‫الجنة في الجنة استأذن أولئك الملئكة على أهل الجنة فيؤذون لهم‪ ،‬فيخخدخلون‬
‫عليهم فيسلمون عليهم ويقولون لهم‪ :‬سلم عليكم بمخخا صخخبرتم فخخي الخخدنيا عخخن‬
‫اللذات والشهوات الحلل‪.‬‬

‫]‪[326‬‬

‫بيان‪ :‬أنف من الشئ ‪ -‬كعلم ‪ :-‬استنكف‪ ،‬ومرج الدين والمر‪ :‬خلط واضطرب‪- 11 .‬‬
‫القبال‪ :‬عن زين العابدين عليه السخخلم فخخي دعخخاء عرفخخة‪ :‬اللهخخم إن ملئكتخخك‬
‫مشفقون من خشيتك‪ ،‬سامعون مطيعون لك‪ ،‬وهم بأمرك يعملون‪ ،‬ل يفخخترون‬
‫الليل والنهار يسبحون )‪ - 12 .(1‬الحتجاج‪ :‬سأل الزنديق أبا عبد ال خ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬فما تقول في الملكين هاروت وماروت ومخخا يقخخول النخخاس بأنهمخخا‬
‫يعلمان السحر ؟ قال‪ :‬إنهما موضع ابتلء وموقف )‪ (2‬فتنخخة تسخخبيحهما اليخخوم‬
‫لو فعل النسان كذا وكذا لكان كذا‪ ،‬ولو يعالج بكذا وكذا لصخخار كخخذا أصخخناف‬
‫السحر‪ ،‬فيتعلمون منهما ما يخخخرج منهمخخا‪ ،‬فيقخخولن لهخخم‪ :‬إنمخخا نحخخن فتنخخة فل‬
‫تأخذوا عنا ما يضركم ول ينفعكم )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬القبال‪ (2) .366 :‬في المصدر‪ :‬موقع‪ (3) .‬الحتجاج‪(*) .185 :‬‬

‫]‪[327‬‬
‫* )أبخخواب( * * )العناصخخر وكائنخخات الجخخو )‪ (1‬والمعخخادن والجبخخال والنهخخار( * *‬
‫)والبلدان والقخخاليم( * ‪) * 25‬بخخاب النخخار وأقسخخامها( * اليخخات‪ :‬يخخس‪ :‬الخخذي‬
‫جعل لكم من الشجر الخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ) ‪ .(2‬الواقعة‪ :‬أفرأيتم‬
‫النار التي تورون * ءأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشخخئون * نحخن جعلناهخا‬
‫تذكرة ومتاعا للمقوين )‪ .(3‬تفسير‪ :‬قال الطبرسي ‪ -‬رحمه ال خ ‪ -‬فخخي قخخوله "‬
‫جعل لكم من الشجر الخضر نارا " أي جعل لكم من الشجر الرطب المطفئ‬
‫للنار نارا محرقة‪ .‬يعني بذلك المرخ والعفار‪ ،‬وهما شخخجران تتخخخذ العخخراب‬
‫زنودها منهما‪ ،‬فبين سبحانه أن من قدر على أن يجعل في الشجر ]الخضر[‬
‫الذي هو في غاية الرطوبة نارا حاميخخة مخخع مضخخادة النخخار للرطوبخخة حخختى إذا‬
‫احتاج النسان حك بعضه ببعض فخرج منه النار وينقدح قدر على العخخادة‪،‬‬
‫وتقول العرب في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار‪ .‬و قخال الكلخبي‪ :‬كخل‬
‫شجر تنقدح منه النار إل العناب )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخخخ‪ :‬البحخخر‪ (2) .‬يخخس‪ (3) .80 :‬الواقعخخة‪ (4) .73 - 71 :‬مجمخخع‬
‫البيان‪ :‬ج ‪ ،8‬ص ‪.435‬‬

‫]‪[328‬‬

‫" أفرأيتم النار التي تورون " أي تستخرجونها )‪ (1‬بزنادكم من الشجر " ءأنتم أنشأتم‬
‫شجرتها " التي تنقدح النار منها " أم نحن المنشئون " لها‪ ،‬فل يمكن أحدا أن‬
‫يقول أنه أنشأ تلك الشجرة غير ال تعالى‪ .‬والعرب تقدح بالزند والزندة وهخخو‬
‫خشب يحك بعضه ببعض فتخرج منه النار " نحن جعلناها تذكرة " أي نحخخن‬
‫جعلنا هذه النار تذكرة للنار الكبرى‪ ،‬فإذا رآها الرائي ذكر جهنم واستعاذ بال‬
‫منها‪ ،‬وقيل تذكرة لقدرة ال تعالى على المعاد " ومتاعا للمقوين " أي بلغة و‬
‫منفعخخة للسخخمافرين‪ ،‬يعنخخي الخخذين نزلخخوا الرض القخخي وهخخو القفخخر‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫للمسخختمتعين بهخخا مخخن النخخاس أجمعيخخن المسخخافرين والحاضخخرين‪ ،‬والمعنخخى أن‬
‫جميعهم يستضيؤون بها في الظلمة‪ ،‬ويصطلون في البرد‪ ،‬وينتفعون بهخخا فخخي‬
‫الطبخ والخبز‪ ،‬وعلى هذا فيكون المقوي من الضداد‪ ،‬أي الذي صخخار ذاقخخوة‬
‫مخخن المخخال والنعمخخة‪ ،‬والخخذاهب مخخاله النخخازل بخخالقواء مخخن الرض‪ ،‬أي متاعخخا‬
‫للغنياء والفقراء )‪) (2‬انتهى(‪ .‬وقال الرازي في شجرة النار وجخخوه‪ :‬أحخخدها‬
‫أنها الشجرة الخختي تخخوري النخخار منهخخا بالزنخخد والزنخخدة‪ .‬وثانيهخخا الشخخجرة الخختي‬
‫تصلح ليقاد النار كالحطب‪ ،‬فإنها لو لم تكن لم يسهل إيقاد النار‪ ،‬لن النار ل‬
‫تتعلق بكل شئ كما تتعلق بالحطب‪ .‬وثالثها أصول شعلها وفروعها شجرتها‪،‬‬
‫ولول أنها ذات )‪ (3‬شعب لما صلحت لنضاج الشياء )‪ .(4‬وقال البيضاوي‬
‫" نحخخن جعلناهخخا تخخذكرة " أي تبصخخرة فخخي أمخخر البعخخث‪ ،‬أو فخخي الظلم ]أو‬
‫تخخذكيرا[ أو أنموذجخخا لنخخار جهنخخم " ومتاعخخا " أي منفعخخة " للمقخخوين " للخخذين‬
‫ينزلون القوى وهي القفراء‪ ،‬وللذين خلت بطونهم أو مزاودهم من الطعام من‬
‫أقوت الدار إذا خلت من ساكنيها )‪) (5‬انتهى(‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وتقدحونها‪ (2) .‬مجمع البيان‪ :‬ج ‪ ،9‬ص ‪ (3) .224‬فخخي المصخخدر‪:‬‬
‫ووقود شجرتها ولول كونها ذات شغل‪ (4) ..‬مفاتيح الغيب‪ :‬ج ‪ ،8‬ص ‪.93‬‬
‫)‪ (5‬انوار التنزيل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.493‬‬

‫]‪[329‬‬

‫وقال الجوهري‪ :‬وفي المثل في كل شخجر نخار واسختمجد المخرخ والعفخار أي اسختكثرا‬
‫منها كأنهما أخذا من النخخار مخخا هخخو جسخخمهما ويقخخال لنهمخخا يسخخرعان الخخوري‬
‫فشبها بمن يكثر من العطاء طلبخخا للمجخخد‪ .‬وقخخال المخخرخ شخخجر سخخريع الخخوري‬
‫والعفار الزند وهو العلى والمرخ الزندة وهخخي السخخفل‪ - 1 .‬الخصخخال‪ :‬عخخن‬
‫محمد بن علي ما جيلويه‪ ،‬عن محمد بخخن يحيخخى العطخخار‪ ،‬عخخن أحمخخد )‪ (1‬بخخن‬
‫محمد بن يحيى الشعري‪ ،‬عن صالح يرفعه بإسناده قال‪ :‬أربعخخة القليخخل منهخخا‬
‫كثير‪ ،‬النار القليل منها كثير‪ ،‬والنوم القليل منخخه كخخثير‪ ،‬والمخخرض القليخخل منخخه‬
‫كثير‪ ،‬والعداوة القليل منها كثير )‪ .(2‬بيخان‪ " :‬النخار " أي نخخار القيامخة القليخل‬
‫منها كثير في الضرر‪ ،‬أو العم من نار الدنيا ونار الخرة فالقليل منها كخخثير‬
‫في النفع والضرر معا‪ ،‬فإن قليل من النار يضيئ كخخثيرا مخخن المكنخخة وينتفخخع‬
‫بها في جميع المور‪ ،‬ويحرق قليل منها عالما‪ ،‬والنخخوم القليخخل منخخه كخخثير فخخي‬
‫المنفعة‪ ،‬والمرض والعداوة في الضرر فقخخط‪ ،‬وإن احتمخخل التعميخخم فخخي الول‬
‫بل في الثاني أيضا على تكلف شديد‪ - 2 .‬الخصال‪ :‬عن محمد بن الحسن بخخن‬
‫الوليد‪ ،‬عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطخخاب‪،‬‬
‫عن محمد بن سنان‪ ،‬عن المفضل‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال خ عليخخه السخخلم عخخن‬
‫النيران‪ ،‬فقال‪ :‬نار تأكل وتشرب‪ ،‬ونار تأكل ول تشخخرب‪ ،‬و نخخار تشخخرب ول‬
‫تأكخخل‪ ،‬ونخخار ل تأكخخل ول تشخخرب‪ .‬فالنخخار الخختي تأكخخل وتشخخرب فنخخار ابخخن آدم‬
‫وجميع الحيوان‪ ،‬والتي تأكل ول تشرب فنار الوقود‪ ،‬والتي تشرب ول تأكخخل‬
‫فنار الشجرة‪ ،‬والتي ل تأكل ول تشرب فنار القداحة والحباحب )‪ - (3‬الخخخبر‬
‫‪ .-‬بيان‪ " :‬فنار ابن آدم " أي الحخخرارة الغريزيخخة فخخي بخخدن الحيوانخخات‪ ،‬فإنهخخا‬
‫تحلل الرطوبات وتخرج الحيوان إلى الماء والغذاء معخخا‪ ،‬ونخخار الوقخخود النخخار‬
‫التي‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬عن محمد بن احمد بن يحيى بن عمران‪ (2 ) .‬الخصال‪(3) .111 :‬‬
‫الخصال‪.106 :‬‬
‫]‪[330‬‬

‫تتقد في الحطخخب وتشخختعل‪ ،‬فانهخخا تأكخخل الحطخخب مجخخازا أي تكسخخره وتفنيخخه وتقلبخخه ول‬
‫تشرب ماء بل هو مضاد لها‪ ،‬ونار الشجرة هي الكامنة مادتها أو أصخخلها فخخي‬
‫الشخخجر الخضخخر كمخخا مخخر‪ ،‬فإنهخخا تشخخرب المخخاء ظخخاهرا وتصخخير سخخببا لنمخخو‬
‫شخخجرتها ول تأكخخل ظخخاهرا‪ ،‬وإن كخخان للخختراب أيضخخا مخخدخل فخخي نموهخخا‪ ،‬أو‬
‫المعنى أن عند احتكاك الغصنين الرطبين يظهخخر المخخاء‪ ،‬فكخخان النخخار الظخخاهر‬
‫منها يشربها‪ .‬والقداحة والقداح الحجخخر الخخذي يخخوري النخخار ذكخخره الجخخوهري‪.‬‬
‫وقال‪ :‬الحبخخاحب ‪ -‬بالضخخم ‪ -‬اسخخم رجخخل بخيخخل كخخان ل يوقخخد إل نخخارا ضخخعيفة‬
‫مخافة الضيفان‪ ،‬فضربوا بها المثال حتى قالوا نار الحباحب لما تقدحه الخيل‬
‫بحوافرها‪ ،‬وربما قالوا نار أبخخي حبخخاحب وهخخو ذبخخاب يطيخخر بالليخخل كخخأنه نخخار‬
‫وربما جعلوا الحباحب اسما لتلك النار‪ .‬وقال الفيروز آبادي‪ :‬الحباحب )‪- (1‬‬
‫بالضم ‪ -‬ذباب يطير بالليل له شعاع كالسراج ومنه نار الحباحب‪ ،‬أو هخخي مخخا‬
‫اقتدح من شرر النار في الهواء من تصادم الحجارة‪ ،‬أو كان أبوحبخخاحب مخخن‬
‫محخخارب وكخخان ل يوقخخد نخخاره إل بخخالحطب الشخخخت لئل تخخرى‪ ،‬أو هخخي مخخن‬
‫الحبحبة الضعف أو هي الشرر يسقط من الزناد )انتهى( والمراد بهخخذه النخخار‬
‫ما كمن منها‪ ،‬أو من مادتها في الحجر والحديد فإنهخخا ل تصخخل إليهخخا مخخاء ول‬
‫غذاء‪ ،‬أو عند قدحها قبل اتقادها في قطن أو حطب ل تصادف مخخاء ول شخخيئا‬
‫آخر‪ - 3 .‬الحتجاج‪ :‬عن هشام بن الحكم عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم قخخال‪:‬‬
‫قال الزنديق له‪ :‬أخبرني عن السراج إذا انطفى أين يذهب نوره ؟ قال‪ :‬يذهب‬
‫ول يعود‪ ،‬قال‪ :‬فما أنكرت أن يكون النسان مثل ذلك إذا مات وفارق الروح‬
‫البدن لم يرجع إليه أبدا )‪ (2‬؟ قال‪ :‬لم تصخخب القيخخاس‪ ،‬إن النخخار فخخي الجسخخام‬
‫كامنة والجسام قائمة بأعيانها كالحجر والحديد‪ ،‬فإذا ضرب أحدهما الخر )‬
‫‪ (3‬سطعت من بينهما نار تقتبخخس منهخخا سخخراج لخخه الضخخوء‪ ،‬فالنخخار ثابتخخة فخخي‬
‫أجسامها والضوء ذاهب )‪ - (4‬الخبر ‪.-‬‬

‫)‪ (1‬في القاموس‪ :‬الحبحاب‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬كما ل يرجع ضخخوء السخخراج إليخخه ابخخدا‬
‫إذا انطفى‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬بالخر‪ (4) .‬الحتجاج‪.191 :‬‬

‫]‪[331‬‬

‫‪ - 4‬تفسير علي بن ابراهيم‪ " :‬الذى جعل لكم من الشجر الخضر نخخارا فخخإذا أنتخخم منخخه‬
‫توقدون " وهو المرخ والعفار يكون في ناحية بلد العخخرب‪ (1) ،‬فخخإذا أرادوا‬
‫أن يستوقدوا أخذوا من ذلك الشجر ثم أخذوا عخخودا فحركخخوه فيخخه‪ ،‬فيسخختوقدوا‬
‫منه النار )‪ .(2‬فائدة‪ :‬اعلم أن المشهور بين الحكماء والمتكلمين أن العناصخخر‬
‫أربعخخة‪ :‬النخخار والهخخواء‪ ،‬والمخخاء‪ ،‬والرض‪ ،‬كمخخا تشخخهد بخخه الشخخواهد الحسخخية‬
‫والتجربية‪ ،‬والتأمل في أحوال التركيبات والتحليلت‪ ،‬ولقدماء الفلسخخفة فيهخخا‬
‫اختلفخخات‪ ،‬فمنهخخم مخخن جعخخل أصخخل العناصخخر واحخخدا والبخخواقي تحصخخل‬
‫بالستحالة‪ ،‬فقيل هو النار‪ ،‬وقيل الهخواء‪ ،‬وقيخل المخاء‪ ،‬وقيخل الرض‪ ،‬وقيخل‬
‫البخار‪ ،‬ومنهم من جعله اثنين‪ ،‬فقيل النخخار والرض‪ ،‬وقيخخل المخخاء والرض‪،‬‬
‫وقيل الهواء والرض‪ ،‬ومنهم من جعله ثلثة‪ ،‬فقيل النار والهخخواء والرض‪،‬‬
‫وإنما الماء هواء متكاثف‪ ،‬وقيل الهخخواء والمخخاء و الرض وإنمخخا النخخار هخخواء‬
‫شديد الحرارة‪ ،‬وهذه القوال عندهم ضعيفة‪ ،‬وقد مر في الخبار ما يدل على‬
‫كون أصل العناصر بل الفلك الماء‪ ،‬أو هو مع النخخار‪ ،‬أو همخخا مخخع الهخخواء‪،‬‬
‫وبالجملة ل ريب في وجخخود تلخخك العناصخخر الربعخخة تحخخت فلخخك القمخخر وإنمخخا‬
‫الشكال في وجود كرة النار‪ ،‬وعلى تقدير وجودها هخخل كخخانت هخخواء انقلبخخت‬
‫نارا بحركة الفلخك‪ ،‬أو كخانت فخي الصخخل نخخارا‪ ،‬والمشخهور أن هخذه الربعخخة‬
‫عناصر المركبات التامة وأسطقسخخاتها‪ ،‬ومنهخخا تخختركب وإليهخخا تنحخخل‪ .‬وقيخخل‪:‬‬
‫النار غير موجودة في المركبات‪ ،‬لنها ل تنخخزل عخخن الثيخخر إل بالقسخخر‪ ،‬ول‬
‫قاسر هناك‪ .‬ثم المشهور أن صور البسائط باقية في المركبخخات‪ ،‬وقخخال الشخخيخ‬
‫في الشفاء‪ :‬لكن قوما اخترعوا في قريب من زماننا هذا مذهبا غريبخخا‪ ،‬قخخالوا‪:‬‬
‫إن البسائط إذا امتزجت وانفعل بعضها من بعض تأدى ذلك بها إلى أن يخلخخع‬
‫صورها فل تكون لواحد منها صورته الخاصة‪ ،‬وليست حينئذ صورة خاصة‬
‫واحدة فيصير لها هيولى‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بلد المغخخرب فخخإذا أرادوا ان يسخختوقدوا نخخارا‪ (2) .‬تفسخخير علخخي بخخن‬
‫ابراهيم‪.554 :‬‬

‫]‪[332‬‬

‫واحدة وصورة واحدة‪ ،‬فمنهم مخخن جعخخل تلخخك الصخخورة أمخخرا متوسخخطا بيخخن صخخورها‪،‬‬
‫ومنهم من جعلها صورة أخرى من النوعيات‪ ،‬واحتج على فساد هذا المذهب‬
‫بوجخخوه تركناهخخا‪ .‬وذهخخب أنكسخخا غخخورس وأصخخحابه إلخخى الخلخخط والكمخخون‬
‫والخخبروز‪ ،‬وأنكخخروا التغييخخر فخخي الكيفيخخة والصخخورة‪ ،‬وزعمخخوا أن الركخخان‬
‫الربعة ل يوجد شئ منها صرفا‪ ،‬بل هخخي تختلخخط مخخن تلخخك الطبخخائع النوعيخخة‬
‫كاللحم والعظم والعصب والتمخخر والعسخخل والعنخخب وغيخخر ذلخخك‪ ،‬وإنمخخا سخخمي‬
‫بالغالب الظاهر منها‪ ،‬ويعرض لها عند ملقاة الغيخخر أن يخخبرز منهخخا مخخا كخخان‬
‫كامنا فيها فيغلب ويظهر للحس بعد ما كخخان مغلوبخخا غائبخخا عنخخه‪ ،‬ل علخخى أنخخه‬
‫حدث بل على أنه برز‪ ،‬ويكمخخن فيهخخا مخخا كخخان بخخارزا فيصخخير مغلوبخخا وغائبخخا‬
‫بعدما كان غالبا وظاهرا‪ .‬وبإزائهم قوم زعموا أن الظخخاهر ليخخس علخخى سخخبيل‬
‫البروز‪ :‬بل على سبيل النفوذ مخخن غيخخره فيخخه‪ ،‬كالمخخاء مثل فخخإنه إنمخخا يتسخخخن‬
‫بنفوذ أجخزاء ناريخة فيخه مخن النخار والمجخاورة لخه وهخذان القخولن سخخيفان‪،‬‬
‫والمشهور عندهم أن العناصر تفعل بعضها في بعض‪ ،‬فيستحيل فخخي كيفيتهخخا‬
‫وتحصل للجميع كيفية متوسطة متشابهة هي المخزاج‪ ،‬فتسختعد بخذلك لفاضخة‬
‫صورة مناسبة لها من المبدأ‪ .‬ثخخم المشخخهور بينهخخم أن النخخار الخختي تسخخطع عنخخد‬
‫ملقاة الحجر والحديد أو عند احتكاك الخشخخبتين الرطبخختين أو اليابسخختين إنمخخا‬
‫هي بانقلب الهواء الذي بينهما نارا بسبب حرارة حدثت فيه من الصخخطكاك‬
‫والحتكاك‪ ،‬ل بخخأن يخخخرج مخخن الحجخخر أو الحديخخد أو الشخخجر نخخار‪ ،‬وظخخواهر‬
‫اليات والخبار المتقدمة ل ينافي ذلخخك‪ .‬وأمخخا قخخوله عليخخه السخخلم فخخي حخديث‬
‫هشام " إن النار في الجسام كامنة " فالمراد بها إما النار التي تركب الجسخخم‬
‫منها ومن سائر العناصر أو المعنى أن ما هو سبب لحداث النار حاصل في‬
‫الجسام وإن انطفخخت النيخخران المتولخخدة منهخخا وانقلبخخت هخخواء‪ ،‬والول أظهخخر‪.‬‬
‫والحاصل أن قياسك الروح على نار الفتيلة وغيرها حيخخث لخخم يمكخخن إعادتهخخا‬
‫إلى الجسام قياس مع الفارق‪ ،‬فإن الخخروح إمخخا جسخخم أو جخخوهر مجخخرد ثخخابت‬
‫محفوظ يمكن إعادته‪ ،‬والنار الذي )‪ (1‬ذكخخرت انقلبخخت هخخواء وذهبخخت‪ ،‬فعلخخى‬
‫تقدير استحالة‬

‫)‪ (1‬التى )ظ(‪.‬‬

‫]‪[333‬‬

‫إعادتهخا ل تخوجب إعخادة الخروح‪ ،‬بخل مخا يشخبه الخروح هخو النخار الكخامن فخي الجسخم‬
‫الموجود فيه ل هذا الضوء الذاهب‪ ،‬وأما نار الشجرة فذات احتمالت أومأنخخا‬
‫إليها سابقا‪) * 26 .‬باب( * * )الهواء وطبقخخاته ومخخا يحخخدث فيخخه مخخن الصخخبح‬
‫والشخخفق وغيرهمخخا( * اليخخات‪ :‬النعخخام‪ :‬فخخالق الصخخباح )‪ (2) .(1‬المخخدثر‪:‬‬
‫والصبح إذا أسفر )‪ .(2‬التكوير‪ :‬والصبح إذا تنفس )‪ .(3‬النشخخقاق‪ :‬فل أقسخخم‬
‫بالشفق * والليخخل ومخخا وسخخق * والقمخخر إذا اتسخخق )‪ .(4‬الفجخخر‪ :‬والفجخخر )‪.(5‬‬
‫تفسير‪ " :‬إذا تنفس " قال الخخرازي‪ :‬إشخخارة إلخخى تكامخخل طلخخوع الصخخبح‪ ،‬وفخخي‬
‫كيفية المجاز قولن‪ :‬أحخخدهما أنخخه إذا أقبخخل الصخخبح أقبخخل بإقبخخاله روح ونسخخيم‬
‫فجعل ذلك نفسا له على المجخخاز‪ ،‬والثخخاني أنخخه شخخبه الليخخل المظلخخم بخخالمكروب‬
‫المحزون الذي خنق بحيث ل يتحخخرك واجتمخخع الحخخزن فخخي قلبخخه‪ ،‬وإذا تنفخخس‬
‫وجد راحة فههنا لما طلع الصبح فكأنه تخلخص مخن ذلخك الحخزن‪ ،‬فعخبر عنخه‬
‫بالتنفس‪ ،‬وهو اسخختعارة لطيفخخة )‪ " .(6‬فل أقسخخم بالشخخفق " أي بخخالحمرة الخختي‬
‫عند المغرب في الفق‪ ،‬وقيل‪ :‬البياض‬

‫)‪ (1‬النعام‪ (2) .96 :‬المدثر‪ (3) .34 :‬التكوير‪ (4) .18 :‬النشقاق‪(5) .18 - 16 :‬‬
‫الفجر‪ (6) .1 :‬مفاتيح الغيب‪ :‬ج ‪ ،8‬ص ‪.484‬‬

‫]‪[334‬‬
‫" والليل وما وسق " أي وما جمع وما ضم مما كان منتشرا بالنهار‪ ،‬وقيل‪ :‬وما ساق‪،‬‬
‫لن ظلمة الليل تسوق كل شئ إلخخى مسخخكنه‪ ،‬وقيخخل‪ :‬ومخخا طخخرد مخخن الكخخواكب‬
‫فإنها تظهر بالليل وتخفى بالنهار " والقمر إذا اتسق " أي إذا استوى واجتمع‬
‫و تكامل وتم " والفجر " أقسخم بفجخر النهخار وهخو انفجخار الصخبح كخل يخوم‪،‬‬
‫وقيخخل‪ :‬أراد بخخالفجر النهخخار كلخخه‪ .‬واعلخخم أن المخخذكور فخخي كتخخب الحكمخخاء‬
‫والرياضيين هو أن الصبح والشفق الحمر والبيض إنمخخا يظهخخر مخخن وقخخوع‬
‫ضوء الشمس على كرة البخار‪ ،‬قالوا‪ :‬المستضيئ بالشمس مخخن كخخرة الرض‬
‫أكثر من نصفها دائما‪ ،‬لما بين في محله أن الكرة الصغرى إذا قبلخخت الضخخوء‬
‫من الكبرى كان المستضيئ منها أعظم من نصفها‪ ،‬و ظل الرض على هيئة‬
‫مخخخروط يلزم رأسخخه مخخدار الشخخمس وينتهخخي فخخي فلخخك الزهخخرة كمخخا علخخم‬
‫بالحساب‪ ،‬والنهار مدة كون المخروط تحت الفق‪ ،‬والليل مدة كونه فوقه فإذا‬
‫ازداد قرب الشمس من شرقي الفخخق ازداد ميخخل المخخخروط إلخخى غربيخخه‪ ،‬ول‬
‫يزال كذلك حتى يرى الشعاع المحيط به‪ ،‬وأول ما يرى منه هو القرب إلخخى‬
‫موضع الناظر‪ ،‬لنه صدق رؤيته‪ ،‬وهو موقع خط يخرج من بصخخره عمخخودا‬
‫علخخى الخخخط الممخخاس للشخخمس والرض‪ ،‬فيخخرى الضخخوء مرتفعخخا عخخن الفخخق‬
‫مستطيل‪ ،‬وما بينه وبين الفق مظلمخخا لقربخخه مخخن قاعخخدة المخخخروط المخخوجب‬
‫لبعد الضوء هناك عن الناظر‪ ،‬وهو الصبح الكاذب‪ .‬ثم إذا قربت الشمس جدا‬
‫يرى الضوء معترضا وهو الصبح الصادق ثم يخخرى محمخخرا والشخخفق بعكخخس‬
‫الصخخبح يبخدو محمخخرا‪ ،‬ثخخم مبيضخخا معترضخا‪ ،‬ثخخم مرتفعخا مسخختطيل‪ ،‬فالصخبح‬
‫والشفق متشابهان شكل‪ ،‬ومتقخخابلن وضخخعا‪ ،‬لن هيئة آخخخر غخخروب الشخخمس‬
‫مثل أول طلوع الفجر‪ ،‬ويختلفان لونا بسبب اختلف كيفية الهخخواء المخلخخوط‪،‬‬
‫فإن لون البخار فخخي جخخانب المشخخرق مخخائل إلخخى الصخخفا والبيخخاض‪ ،‬ل كتسخخابه‬
‫الرطوبة من برودة الليل‪ ،‬وفي جانب المغرب مائل إلى الصفرة لغلبة الجخخزء‬
‫الدخاني المكتسب بحرارة النهار‪ ،‬والجسم الكثيف كلما كثر صخخفاؤه وبياضخخه‬
‫ازداد قبوله للضوء‪ ،‬وكخخان الشخخعاع المنعكخخس منخخه أقخخوى مخخن المنعكخخس مخخن‬
‫غيره‪ ،‬وقد عرف باللت‬

‫]‪[335‬‬

‫الرصدية أن انحطاط الشمس من الفق عند طلوع الصبح الول وآخر غروب الشخخفق‬
‫يكون ثمانية عشر درجة من دائرة الرتفاع المارة بمركز الشمس فخخي جميخخع‬
‫الفاق‪ ،‬ولكن لختلف مطالع قخخوس النحطخخاط تختلخخف السخخاعات الخختي بيخخن‬
‫طلوع الصبح والشمس‪ ،‬وكذا بيخخن غخخروب الشخخمس والشخخفق‪ .‬قخخال العلمخخة ‪-‬‬
‫رحمه ال ‪ -‬في كتاب المنتهى‪ :‬اعلم أن ضوء النهار من ضياء الشمس وإنمخخا‬
‫يستضيئ بها ما كان كذا في نفسه كثيفا في جوهره كالرض والقمر وأجخخزاء‬
‫الرض المتصلة والمنفصلة‪ ،‬وكلما يستضيئ من جهخة الشخخمس فخخإنه يقخع لخخه‬
‫ظخخل مخخن ورائه‪ ،‬وقخخد قخخدر ال خ تعخخالى بلطخخف حكمتخخه دوران الشخخمس حخخول‬
‫الرض )‪ (1‬فإذا كانت تحتها وقع ظلهخا فخخوق الرض علخى شخكل مخخخروط‪،‬‬
‫ويكون الهواء المستضيئ بضخخياء الشخخمس محيطخخا بجخخوانب ذلخخك المخخخروط‪،‬‬
‫فتستضيئ نهايات الظل بذلك الهواء المضيئ‪ ،‬لكن ضخخوء الهخخواء ضخخعيف إذ‬
‫هو مستعار‪ ،‬فل ينفذ كثيرا فخخي أجخخزاء المخخخروط بخخل كلمخخا ازداد بعخخدا ازداد‬
‫ضعفا‪ ،‬فإذن متى تكون في وسط المخروط تكون في أشد الظلم‪ ،‬فإذا قربخخت‬
‫الشمس من الفخخق الشخخرقي مخخال مخخخروط الظخخل عخخن سخخمت الخخرأس وقربخخت‬
‫الجزاء المستضيئة في حواشي الظل بضياء الهواء من البصخخر‪ ،‬وفيخخه أدنخخى‬
‫قوة فيدركه البصر عند قرب الصباح‪ ،‬وعلى هذا كلما ازدادت الشخخمس قربخخا‬
‫من الفق ازداد ضوء نهايات الظل قربا مخخن البصخخر إلخخى أن تطلخخع الشخخمس‪،‬‬
‫وأول ما يظهر الضوء عند قرب الصباح يظهخخر مسختدقا مسخختطيل كخالعمود‪،‬‬
‫ويسخمى الصخبح الكخاذب ويشخبه بخذنب السخرحان لخدقته واسختطالته‪ ،‬ويسخمى‬
‫الول لسبقه على الثاني‪ ،‬و الكاذب لكون الفق مظلما‪ ،‬أي لو كان يصدق أنه‬
‫نور الشمس لكان المنير مما يلي الشمس دون مخخا يبعخخد منخخه‪ ،‬ويكخخون ضخخعيفا‬
‫دقيقا ويبقى وجه الرض على ظلمه بظخخل الرض‪ ،‬ثخخم يخخزداد هخخذا الضخخوء‬
‫إلى أن يأخذ طخخول وعرضخخا فينبسخخط فخخي أالفخخق كنصخخف دائرة وهخخو الفجخخر‬
‫الثاني الصادق لنه صدقك عن الصبح وبينه لك‪ - 1 .‬الكخافي‪ :‬عخن علخي بخن‬
‫محمد ومحمد بن الحسن‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن ابن‬

‫)‪ (1‬على ما كان يراه مشهور قدماء الفلكيين‪(*) .‬‬

‫]‪[336‬‬

‫محبوب‪ ،‬عن أبي ولد‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبخخد الخ عليخخه السخخلم‪ :‬إن الخ خلخخق حجابخا مخخن‬
‫ظلمة مما يلي المشرق‪ ،‬ووكل به ملكا‪ ،‬فإذا غابت الشمس اغترف ذلك الملك‬
‫غرفة بيديه )‪ (1‬ثم استقبل بها المغخرب يتبخع الشخفق‪ ،‬ويخخرج مخن بيخن يخديه‬
‫قليل قليل ويمضي فيوافي المغرب عند سقوط الشفق‪ ،‬فيسرح في الظلمخخة ثخم‬
‫يعود إلى المشرق‪ ،‬فإذا طلع الفجر نشر جناحيه فاستاق الظلمة مخخن المشخخرق‬
‫إلى المغرب حتى يخخوافي بهخخا المغخخرب عنخخد طلخخوع الشخخمس )‪ .(2‬بيخخان‪ :‬هخخذا‬
‫الخبر من معضلت الخبار‪ ،‬ولعله مخخن غخخوامض السخخرار‪ ،‬و " مخخن " فخخي‬
‫قوله عليه السلم " من ظلمة " يحتمل البيان والتبعيض‪ ،‬والسخختياق‪ :‬السخخوق‬
‫ولعل الكلم مبني علخى اسختعارة تمثيليخة لبيخان أن شخيوع الظلمخة واشختدادها‬
‫تابعان لقلخخة الشخخفق وغيبخخوبته وكخخذا العكخخس‪ ،‬وأن جميخخع ذلخخك بتخخدبير المخخدبر‬
‫الحكيم‪ ،‬و بتقدير العزيخخز العليخخم‪ .‬وربمخخا يخخؤول الخخخبر بخخأن المخخراد بالحجخخاب‬
‫الظلماني ظل الرض المخروطي من الشمس‪ ،‬وبالملك الموكل بخخه روحانيخخة‬
‫الشمس المحركة لها الدائرة بها‪ ،‬وبإحدى يديه القوة المحركة لها بالذات التي‬
‫هي سبب لنقل ضوئها من محل إلخخى آخخخر‪ ،‬وبخخالخرى القخخوة المحركخخة لظخخل‬
‫الرض بالعرض بتبعية تحريك الشمس التي هي سبب لنقل الظلمة من محل‬
‫إلى آخر‪ ،‬وعوده إلى المشرق إنمخا هخخو بعكخس البخخدء بالضخافة إلخخى الضخخوء‬
‫والظل وبالنسبة إلى فوق الرض وتحتها ونشر جناحيه كأنه كناية عخخن نشخخر‬
‫الضوء من جانب والظلمة من آخخخر‪ .‬وأقخول‪ :‬لعخخل السخكوت عخخن أمثخال ذلخخك‬
‫ورد علمها إلى المام عليه السلم أحوط وأولى‪ - 2 .‬الكافي‪ :‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن أحمد بن أشيم عن بعخخض أصخخحابنا‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬سخخمعته يقخخول‪ :‬وقخخت المغخخرب إذا ذهبخخت‬
‫الحمرة من المشرق‪ ،‬وتدري كيف ذلك ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬لن المشرق مطل‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بيده‪ (2) .‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪.279‬‬

‫]‪[337‬‬

‫على المغرب هكذا ‪ -‬ورفع يمينه فوق يساره ‪ -‬فإذا غابت ههنا ذهبت الحمرة من ههنا‬
‫)‪ .(1‬بيخخان‪ :‬أطخخل عليخخه أي أشخخرف‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ بالظخخاء المعجمخخة‪،‬‬
‫والمعنيان متقاربان‪ ،‬والمراد بالمشرق إما النصف الشرقي من السماء‪ ،‬أو ما‬
‫قرب من الفق الشرقي منها‪ ،‬والحاصل أن المغرب والمعتبر )‪ (2‬في دخول‬
‫وقت الصلوة والفطار هو غيبوبة القرص وذهاب آثاره من جخخانب المشخخرق‬
‫مطلقا‪ ،‬سواء كانت على الجدران والجبال أو على كرة البخار‪ ،‬وسيأتي تمخخام‬
‫القول في ذلك في كتاب الصلة إن شاء ال تعالى‪ - 3 .‬الكافي‪ :‬عن محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحجال‪ ،‬عن ثعلبة ابن ميمون‪ ،‬عخخن عمخخران‬
‫الحلبي‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليخخه السخخلم‪ :‬مخختى تجخخب العتمخخة ؟ فقخخال‪ :‬إذا‬
‫غاب الشفق‪ ،‬والشفق الحمرة‪ .‬فقال عبيدال‪ :‬أصلحك ال إنه يبقى بعخخد ذهخخاب‬
‫الحمرة ضوء شديد معترض‪ ،‬فقال أبو عبد ال عليخخه السخخلم‪ :‬إن الشخخفق إنمخخا‬
‫هو الحمرة‪ ،‬وليس الضوء من الشفق )‪ - 4 .(3‬ومنه‪ :‬عن علي بن إبراهيخخم‪،‬‬
‫عن علي بن محمد القاساني‪ ،‬عخخن سخخليمان ابخخن حفخخص المخخروزي‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫الحسن العسكري عليه السلم قال‪ :‬إذا انتصف الليل ظهخخر بيخخاض فخخي وسخخط‬
‫السماء شبه عمود من حديد تضئ له الدنيا‪ ،‬فيكخون سخاعة ثخم يخذهب ويظلخم‪،‬‬
‫فإذا بقي ثلث الليل ظهر بياض من قبخخل المشخخرق فأضخخاءت لخخه الخخدنيا فيكخخون‬
‫ساعة ثم يذهب‪ ،‬فيكون )‪ (4‬وقت صلة الليل‪ ،‬ثم يظلم قبل الفجخخر ]ثخخم يطلخخع‬
‫الفجر[ الصادق من قبل المشرق‪ .‬وقال‪ :‬ومن أراد أن يصلي صلة الليل فخخي‬
‫نصف الليل فذاك له )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬الكخخافي‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪ (2) .278‬الغخخروب المعتخخبر )خ(‪ (3) .‬الكخخافي‪ :‬ج ‪ ،3‬ص‬
‫‪ (4) .280‬في المصدر‪ :‬وهو‪ (5) .‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،3‬ص ‪.283‬‬
‫]‪[338‬‬

‫بيان‪ :‬قوله " ويظلم " أي البياض مجازا‪ ،‬وفي بعض النسخخخ بالتخخاء‪ ،‬أي الخخدنيا ويمكخخن‬
‫أن يكون المراد بالضاءة ظهور النوار المعنوية للمقربين بسبب فتح أبواب‬
‫سماء الرحمة‪ ،‬ونزول الملئكخخة لرشخخاد العبخخاد وتنخخبيههم ونخخدائهم إيخخاهم مخخن‬
‫ملكوت السماوات‪ ،‬كمخخا ورد فخخي سخخائر الروايخخات‪ ،‬ويمكخخن أن تكخخون أنخخوارا‬
‫ضخخعيفة تخفخخى علخخى أكخخثر النخخاس فخخي أكخخثر الوقخخات وتظهخخر علخخى أبصخخار‬
‫العارفين الذين ينظرون بنور ال‪ ،‬كما أن الملئكة يراهم النبياء والوصخخياء‬
‫عليهم السلم ول يراهم غيرهم‪ .‬وقد يقخخال ظهخخور البيخخاض كنايخخة عخخن نخخزول‬
‫الملك الذي ينزل نصف الليل إلى سماء الدنيا لينادي العباد فتضخئ لخه الخدنيا‪،‬‬
‫أي يقوم الناس للعبادة فيظهر له نور مخخن الرض بسخخبب عبخخادتهم‪ ،‬كمخخا ورد‬
‫في الخبر أنهم يضيئون لهل السماء‪ " .‬ثم يخخذهب " لنهخخم ينخخامون قليل كمخخا‬
‫ورد من سيرة رسول ال صلى ال عليه وآله ثم يقومون إذا بقخخي ثلخخث الليخخل‪.‬‬
‫وظهور البياض من قبل المشرق‪ ،‬لن الملك ينتقل إليه " ثم يظلم قبخخل الفجخخر‬
‫" أي ينامون قليل‪ .‬وبالجملة الخبر مخخن المتشخخابهات وعلمخخه عنخخد مخخن صخخدر‬
‫عنه إن لم يكن من الموضوعات‪ - 5 .‬الخرائج‪ :‬روي عخخن صخخفوان الجمخخال‪،‬‬
‫قال كنت بالحيرة مع أبي عبد ال عليه السلم إذ أقبل الربيع وقال‪ :‬أجب أمير‬
‫المؤمنين‪ .‬فلم يلبث أن عاد‪ ،‬قلت‪ :‬أسرعت النصراف‪ ،‬قال‪ :‬إنخخه سخخألني عخخن‬
‫شخخئ فاسخخأل الربيخخع عنخخه‪ ،‬فقخخال صخخفوان‪ :‬و كخخان بينخخي وبيخخن الربيخخع لطخخف‪،‬‬
‫فخرجت إلخخى الربيخخع وسخخألته‪ ،‬فقخخال‪ :‬أخخخبرك بخخالعجب إن العخخراب خرجخخوا‬
‫يجتنون الكمأة فأصابوا في البر خلقا ملقى‪ ،‬فأتوني به فخأدخلته علخى الخليفخة‪،‬‬
‫فلما رآه قال‪ :‬نحه وادع جعفرا‪ ،‬فدعوته فقخخال‪ :‬يخخا أبخخا عبخخد الخ أخخخبرني عخخن‬
‫الهواء ما فيه ؟ قال‪ :‬في الهواء موج مكفوف‪ ،‬قال‪ :‬ففيخخه سخخكان ؟ قخخال‪ :‬نعخخم‪،‬‬
‫قال‪ :‬وما سكانه ؟ قال‪ :‬خلق أبدانهم أبدان الحيتان‪ ،‬ورؤوسهم رؤوس الطير‪،‬‬
‫ولهم أعرفة كأعرفة الديكة‪ ،‬ونغانغ كنغانغ الديكخخة‪ ،‬وأجنحخخة كأجنحخخة الطيخخر‬
‫من ألوان أشد بياضا من الفضة المجلوة‪ .‬فقخخال الخليفخخة‪ :‬هلخخم الطشخخت‪ .‬فجئت‬
‫بها وفيها ذلك الخلق‪ ،‬وإذا هو وال كما وصفه جعفر‪ ،‬فلما خرج جعفر‬

‫]‪[339‬‬

‫قال‪ :‬يا ربيع هذا الشجا المعترض في حلقي من أعلم الناس‪ .‬بيان‪ :‬قال الفيروز آبادي‪:‬‬
‫الكمء نبات معروف‪ ،‬والجمع أكمؤ وكمأة أو هي اسم للجمع‪ ،‬أو هخخي للواحخخد‬
‫والكمء للجمع‪ .‬قال‪ :‬النغنغ الفرج ذوالخخربلت وموضخخع بيخخن اللهخخاة وشخخوارب‬
‫الحنجور‪ ،‬واللحمة في الحلق عنخد اللحخام )‪ ،(1‬والخذي يكخون عنخد )‪ (2‬عنخق‬
‫البعير إذا اجخختر تحخخرك‪ .‬وقخال‪ :‬الخخديك ‪ -‬بالكسخخر ‪ :-‬معخخروف والجمخخع ديخخوك‬
‫وأدياك وديكة كقردة‪ .‬وقال‪ :‬الشجا ما اعترض فخخي الحلخخق مخخن عظخخم ونحخخوه‬
‫)انتهى( ولما كان عليه السلم مستحقا للخلفخخة متصخخفا بشخخرائطها دونخخه ولخخم‬
‫يمكنه دفعه شخخبهه بالشخخجا المعخخترض فخخي الحلخخق الخخذي ل يمكخخن إسخخاغته ول‬
‫دفعه‪ .‬ولعل المراد بالموج المكفوف البحخخر المخخواج المكفخخوف عخخن السخخيلن‪،‬‬
‫ويحتمل أن يكون إشارة إلى البحر المحيط‪ ،‬ويكون هخخذا الحيخخوان ممخخا ارتفخخع‬
‫منه مع السحاب‪ ،‬لكن ظاهر هذا الخبر والخخخبر التخخي أنخخه بحخخر بيخخن السخخماء‬
‫والرض غير المحيط‪ - 6 .‬كشف الغمة‪ :‬قال محمد بن طلحخخة‪ :‬إن أبخخا جعفخخر‬
‫محمد بن علي عليهما السلم لما توفي والده علي الرضخخا عليخخه السخخلم وقخخدم‬
‫الخليفه إلى بغداد بعد وفاته بسنة اتفق أنه خرج إلى الصخخيد‪ ،‬فاجتخخاز بطخخرف‬
‫البلد في طريقه والصبيان يلعبخخون ومحمخخد واقخخف معهخخم وكخخان عمخخره يخخومئذ‬
‫إحدى عشر سنة فما حولها‪ ،‬فلمخخا أقبخخل المخخأمون انصخخرف الصخخبيان هخخاربين‬
‫ووقف ]أبو جعفر[ محمد عليه السلم فلم يخخبرح مكخخانه‪ ،‬فقخخرب منخخه الخليفخخة‪،‬‬
‫فنظر إليه وكان ال عز وعل قد ألقى عليه مسحة مخخن قبخخول‪ ،‬فوقخخف الخليفخخة‬
‫وقال له‪ :‬يا غلم مخخا منعخخك مخخن النصخخراف مخخع الصخخبيان ؟ فقخخال لخخه محمخخد‬
‫مسرعا‪ :‬يا أمير المؤمنين لم يكن بالطريق ضيق لوسعه عليك بذهابي‪ ،‬ولخخم‬
‫يكن لي جريمة فأخشاها‪ ،‬وظني بك حسن أنك ل تضر من ل ذنب له‪ .‬فوقف‬
‫فأعجبه كلمه ووجهه‪ ،‬فقال له‪ :‬ما اسمك ؟ قال‪ :‬محمد‪ ،‬قال‪ :‬ابن مخخن أنخخت ؟‬
‫قال‪ :‬يا أمير المؤمنين أنا ابن علي الرضا‪ ،‬فترحم على أبيه وساق جواده إلى‬
‫وجهته‪ ،‬وكان معه بزاة‪ ،‬فلما بعد عن العمارة أخذ بازيا‬

‫)‪ (1‬في القاموس‪ :‬عند اللهازم‪ (2) .‬فيه‪ :‬فوق عنق‪.‬‬

‫]‪[340‬‬

‫فأرسله على دراجة‪ ،‬فغاب عن عينه غيبة طويلة‪ ،‬ثم عاد من الجو وفي منقاره سخخمكة‬
‫صغيرة وبها بقايا الحياة‪ ،‬فعجب الخليفة من ذلك غاية العجب‪ ،‬ثم أخخخذها فخخي‬
‫يده إلى داره في الطريق الذي أقبل منه‪ ،‬فلمخخا وصخخل إلخخى ذلخخك المكخخان وجخخد‬
‫الصبيان على حالهم‪ ،‬فانصرفوا كما فعلوا أول مرة‪ ،‬وأبو جعفر لم ينصخخرف‬
‫ووقف كما وقف أول‪ ،‬فلما دنا منه الخليفة قال‪ :‬يا محمد ! قال‪ :‬لبيك يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين‪ ،‬قال‪ :‬ما في يدي ؟ فألهمه ال عزوجل أن قال‪ :‬يا أمير المؤمنين إن‬
‫ال تعالى خلق بمشيته في بحخخر قخدرته سخخمكا صخخغارا تصخخيدها بخخزاة الملخخوك‬
‫والخلفاء‪ ،‬فيختبرون بها سللة أهل النبوة ! فلما سمع المخأمون كلمخخه عجخب‬
‫منه وجعل يطيل نظره إليه‪ ،‬وقال‪ :‬أنت ابن الرضا حقخخا ! وضخخاعف إحسخخانه‬
‫إليه‪ .‬قال علي بن عيسى‪ :‬إني رأيخخت فخخي كتخخاب لخخم يحضخخرني الن اسخخمه أن‬
‫البزاة عادت وفي أرجلها حيات خضر‪ ،‬وأنه سئل بعض الئمة فقخخال قبخخل أن‬
‫يفصح عخخن السخخؤال‪ :‬إن بيخخن السخخماء والرض حيخخات خضخخر تصخخيدها بخخزاة‬
‫شهب يمتحن بها أولد النبياء وما هذا معناه ‪ -‬وال أعلم ) ‪ - 7 .- (1‬الدلئل‬
‫للطبري‪ :‬عن علي بخن هبخة الخ‪ ،‬عخن الصخدوق‪ ،‬عخن محمخد بخن موسخى بخن‬
‫المتوكل عن علي بن الحسين السعد آبادي‪ ،‬عن أحمد البرقي‪ ،‬عخخن أبيخخه عخخن‬
‫محمد بن سنان‪ ،‬عن داوود بن كثير الرقي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم أنخخه‬
‫لما خرج من عند المنصور نزل الحيرة‪ ،‬فبينخخا هخخو بهخخا إذ أتخخاه الربيخخع فقخخال‪:‬‬
‫أجب أمير المؤمنين فركب إليه وقد كان وجد في الصحراء صورة عجيبة ل‬
‫تعرف خلقتها ذكر من وجدها أنه رآهخخا وقخخد سخخقطت مخخع المطخخر‪ ،‬فلمخخا دخخخل‬
‫عليه قال له‪ :‬يا أبخخا عبخخد الخ أخخخبرني عخخن الهخخواء أي شخخئ فيخخه ؟ قخخال‪ :‬بحخخر‬
‫مكفوف‪ ،‬قال له‪ :‬فله سكان ؟ قال‪ :‬نعم قال‪ :‬وما سخخكانه ؟ قخخال‪ :‬أبخخدانهم أبخخدان‬
‫الحيتان‪ ،‬ورؤوسهم رؤوس الطير‪ ،‬ولهم‬

‫)‪ (1‬وفي مفتاح الفلح كما سيأتي نقله في الباب التى " ان الغيخخم حيخخن أخخخذ مخخن مخخاء‬
‫البحر تداخله سمك صخخغار فتسخخقط منخخه فيصخخطادها الملخخوك فيمتحنخخون بهخخا‬
‫سللة النبوة "‪ .‬والرواية كما تقدم مرسخخلة علخخى أن نظائرهخخا ل تخلخخو غالبخخا‬
‫عن ضعف أو إرسال وال أعلم بحقيقة الحال‪.‬‬

‫]‪[341‬‬

‫أعرفة كأعرفة الديكة‪ ،‬ونغانغ كنغانغ الديكة وأجنحة كأجنحة الطيخخر‪ ،‬مخخن ألخخوان أشخخد‬
‫بيخخاض مخخن الفضخخة‪ ،‬فخخدعا المنصخور بالطسخخت فخإذا الخلخخق فيهخا ل يزيخخد ول‬
‫ينقخخص‪ ،‬فخخأذن لخخه فانصخخرف‪ ،‬ثخخم قخخال للربيخخع‪ :‬ويلخخك يخخا ربيخخع ! هخخذا الشخخجا‬
‫المعترض في حلقي من أعلخخم النخخاس‪ - 8 .‬شخرح النهخخج‪ :‬لمحمخد بخخن الحسخخين‬
‫الكيخدري ولبخن ميثخم ‪ -‬رحمخة الخ عليهمخا ‪ -‬قخال‪ :‬روي أن زرارة وهشخاما‬
‫اختلفا في الهواء ]أ[ هو مخلوق أم ل ؟ فرفع إلى الصادق عليه السلم بعض‬
‫مواليه وقال‪ :‬إني متحير‪ ،‬فإني أرى أصحابنا يختلفون فقال‪ :‬ليس هذا بخلف‬
‫يؤدي إلى الكفر والضلل‪ .‬بيان‪ :‬يدل على أن الخطأ فخخي أمثخخال تلخخك المخخور‬
‫التي ل تعلق لها بأصول الدين ول فروعه ل يوجب ضلل ووبال‪ ،‬يل يومئ‬
‫إلى أن العلم بها ليس مما يخخورث للنسخخان فضخخل وكمخخال‪ .‬ثخخم إنخخه يحتمخخل أن‬
‫يكون اختلفهما في وجود الهواء بمعنخخى الخل والبعخخد الخخذي هخخو مكخخان عنخخد‬
‫المتكلمين كما ذكره ابخخن ميثخخم‪ ،‬وقخخد تقخخدم كلمخخه فخخي ذلخخك فخخي البخخاب الول‪،‬‬
‫ويحتمل أن يراد به الهواء الذي هو أحخد العناصخر‪ .‬فخائدة‪ :‬اعلخم أن فخي عخدد‬
‫طبقات الهواء مع طبقات سخائر العناصخر بيخن الحكمخاء خلفخا‪ ،‬فقخال نصخير‬
‫الملة والدين في التخذكرة‪ :‬طبقخات العناصخر ثمخان‪ :‬طبقخة للنخار الصخرفة‪ ،‬ثخم‬
‫طبقة لما يمتزج من النار والهواء الحار التي تتلشخخى فيخخه الدخنخخة المرتفعخخة‬
‫من السفل‪ ،‬وتتكون فيها الكواكب ذوات الذناب والنيازك ومخخا يشخخبههما مخخن‬
‫العمدة وذوات القرون ونحوها‪ ،‬وربما يوجد هذه المور المتكونخخة فخخي هخخذه‬
‫الطبقة متحركة بحركة الفلك العظم‪ ،‬ثم طبقة الهواء الغالب التي تحدث فيها‬
‫الشهب ثم طبقة الزمهريرية الباردة التي هي منشخخأ السخخحب والرعخخد والخخبرق‬
‫والصواعق ثم طبقة الهواء الحار الكثيف المجاور للرض والماء‪ ،‬ثخخم طبقخخة‬
‫الماء‪ ،‬وبعض هذه الطبقة منكشفة عخخن الرض عنايخخة مخخن الحضخخرة اللهيخخة‬
‫لتكون مسكنا للحيوانخخات المتنفسخخة ثخخم طبقخخة الرض المخالطخخة لغيرهخخا الخختي‬
‫تتولد فيها الجبال والمعادن وكثير من النباتات والحيوانات‪ ،‬ثم طبقخخة الرض‬
‫الصرفة المحيطة بالمركز‪.‬‬

‫]‪[342‬‬

‫وقيل‪ :‬إنها تسع ثامنها الطبقة الطينية التي يخلط فيها الرض بالمخخاء‪ ،‬و تاسخخعها طبقخخة‬
‫الرض الصرفة‪ ،‬وبخخاقي الطبقخخات علخخى النحخخو المخخذكور‪ .‬وقيخخل‪ :‬إنهخخا سخخبع‪:‬‬
‫الولى طبقة النار الصرفة‪ ،‬ثخخم الطبقخخات الخمخخس الخختي تحخخت النخخار الصخخرفة‬
‫على النحو المذكور‪ ،‬وسخخابع الطبقخخات هخخي طبقخخة الرض‪ .‬وقيخخل‪ :‬إنهخخا سخخبع‬
‫الولخخى طبقخخة للنخخار‪ ،‬وطبقخخة للمخخاء‪ ،‬والطبقخخات الثلث الخيخخرة الخختي تعلقخخت‬
‫بالرض بحالها على النحخخو المخخذكور‪ ،‬والهخخواء ينقسخخم إلخخى طبقخختين باعتبخخار‬
‫مخالطخخة البخخخرة وعخخدمها‪ :‬إحخخداهما الهخخواء اللطيخخف الصخخافي مخخن البخخخرة‬
‫والدخنة والهيئات المتصاعدة من كرتي الرض والماء بسبب أشعة الشمس‬
‫وغيرهخخا مخخن الكخخواكب‪ ،‬لن تلخخك الهيخخآت تنتهخخي فخخي ارتفاعهخخا إلخخى حخخد ل‬
‫يتجاوزه‪ ،‬وهو من سطح الرض وجميع نواحيها أحد وخمسخخون ميل وكسخخر‬
‫قريب من تسعة عشر فرسخا‪ ،‬فمن هذه النهايخخة إلخخى كخخرة الثيخخر هخخو الهخخواء‬
‫الصافي‪ ،‬وهو شفاف ل يقبل النور والظلمة واللوان كالفلك‪ .‬وثانيتهما هي‬
‫الهواء المتكاثف بما فيهما من الجزاء الرضية والمائية‪ ،‬وشكل هذا الهخخواء‬
‫شكل كخخرة محيطخخة بخخالرض والمخخاء علخخى مركزهخخا وسخخطح مخخواز لسخخطحها‬
‫لتساوي غاية ارتفاع الهيئات المذكورة عن مركز الرض في جميع النواحي‬
‫المستلزم لكرية هذه الطبقة‪ ،‬لكنهخخا مختلفخخة القخخوام‪ ،‬لن القخخرب إلخخى الرض‬
‫أكثف من البعد لن اللطخخف يتصخخاعد أكخخثر مخخن الكثخخف‪ ،‬لكخخن ل يبلخخغ فخخي‬
‫التكخخاثف بحيخخث يحجخخب مخخا وراءه عخخن البصخخار‪ ،‬وهخخذه الكخخرة تسخخمى كخخرة‬
‫البخار‪ ،‬وعالم النسيم يعني مهب الرياح‪ ،‬لن مخخا فوقهخخا مخخن الهخخواء الصخخافي‬
‫ساكن ل يضطرب‪ ،‬وتسمى كرة الليل والنهار‪ ،‬إذ هي القابلة للنخخور والظلمخخة‬
‫بما فيها من الجزاء الرضية والمائية القابلة لهما دون ما عداهما من الهواء‬
‫الصافي‪ .‬وقال بعض المحققين منهخخم‪ :‬الولخخى أن يقخخال‪ :‬طبقخخات العنصخخريات‬
‫سبع‪ :‬أوليها طبقة النار الصرفة‪ ،‬وثانيتها طبقخخة الهخخواء الصخخافي الخخذي يصخخل‬
‫إليه الدخان‪ ،‬و ثالثتها طبقة الهخواء الخذي يصخل الخدخان إليخه ولخم يصخل إليخه‬
‫البخار‪ ،‬ويتكخخون فخخي الطخخرف العلخخى منخخه النيخخازك وشخخبهها‪ ،‬وفخخي الطخخرف‬
‫الدنى منه الشهب‪ ،‬ورابعتها طبقة الهواء‬

‫]‪[343‬‬

‫الذي يصل إليه البخار ويبقى على برودته الحاصلة‪ ،‬وهخخي الطبقخخة الزمهريريخخة الخختي‬
‫تتكون فيهخا السخحب والرعخد والخبرق والصخواعق‪ ،‬وخامسختها طبقخة الهخواء‬
‫الكخخثيف المجخخاور للرض والمخخاء‪ ،‬وسادسخختها طبقخخة المخخاء‪ ،‬وسخخابعتها طبقخخة‬
‫الرض‪ .‬وهو الترتيب المختار عند بعض في تفسير قوله تعخخالى " الخ الخخذي‬
‫خلق سبع سماوات ومن الرض مثلهخخن " بخخأن يكخخون المخخراد بخخالرض غيخخر‬
‫السماوات وما فيها‪ .‬وقالوا‪ :‬إن الزرقة التي يظن الناس أنها لون السماء فإنها‬
‫تظهر في كرة البخار‪ ،‬لنه لما كان اللطخخف منخخه أشخخد صخخعودا عخخن الكثخخف‬
‫كانت الجزاء القريبة من سطح كرة البخار أقل قبخخول للضخخوء‪ ،‬لكخخثرة البعخخد‬
‫واللطافة من الجزاء القريبة من الرض‪ ،‬ولهذا تكون كالظلمخخة بالنسخخبة إلخخى‬
‫هخخذه الجخخزاء‪ ،‬فيخخرى النخخاظر فخخي كخخرة البخخخار لونخخا متوسخخطا بيخخن الظلم‬
‫والضياء‪ ،‬لن الناظر إذا رأى شيئا مظلمخخا مخخن خلخخف شخخئ مضخخئ رأى لونخخا‬
‫مخلوطا مخخن الظلمخخة والضخخياء‪ ،‬أو لن كخخرة البخخخار مستضخخيئة دائمخخا بأشخخعة‬
‫الكواكب وما وراءها لعدم قبول الضوء كالمظلم بالنسبة إليها‪ ،‬فخخإذا نفخخذ نخخور‬
‫البصخخر مخخن الجخخزاء المسخختنيرة بأشخخعة الكخخواكب ووصخخل إلخخى المظلخخم رأى‬
‫الناظر ما فوقه من الجو المظلم بما يمازجه مخخن الضخخياء الرضخخي والضخخياء‬
‫الكوكبي لونا متوسطا بين الظلم والضياء وهو اللخخون اللجخخوردي‪ ،‬كمخخا إذا‬
‫نظرنا من وراء جسم مشف أحمر مثل إلى جسم أخضر فإنه يظهخخر لنخخا لخخون‬
‫مركب من الحمراء والخضرة‪ ،‬وهذا اللون اللجوردي أشخخد اللخخوان مناسخخبة‬
‫وتقوية بالنسبة إلى البصار‪ ،‬فظهوره للبصار إنما هخخو مخخن العنايخخة اللهيخخة‬
‫ليكون للناظرين المتأملين في السماوات لذة‪ ،‬وقوة للبصار فخخي النظخخر‪ ،‬كمخخا‬
‫يكون لعقولهم لذة عقليه في التأمل فيها‪ .‬اقول‪ :‬هخخذا مخخا قخخالوا فخخي ذلخخك رجمخخا‬
‫بخخالغيب وأخخخذا بخخالظن‪ ،‬والخ يعلخخم حقخخائق مخلوقخخاته وحججخخه الكخخرام عليهخخم‬
‫السلم‪.‬‬

‫]‪[344‬‬

‫‪) * 27‬باب( * * )السحاب والمطخخر والشخخهاب والخخبروق والصخخواعق والقخخوس( * *‬


‫)وسائر ما يحدث في الجو( * اليات‪ :‬البقرة‪ :‬الذي جعل لكخخم الرض فراشخخا‬
‫والسماء بناء وأنزل من المساء مخخاء فخخأخرج بخخه مخخن الثمخخرات رزقخخا لكخخم فل‬
‫تجعلخوا الخ أنخدادا وأنتخم تعلمخون )‪ (1‬وقخال تعخالى‪ :‬إن فخي خلخق السخماوات‬
‫والرض واختلف الليخخل والنهخخار والفلخخك الخختي تجخخري فخخي البحخخر بمخخا ينفخخع‬
‫الناس وما أنزل ال من السماء من ماء فخخأحيى بخخه الرض بعخخد موتهخخا وبخخث‬
‫فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخخخر بيخخن السخخماء والرض‬
‫ليات لقوم يعقلون )‪ .(2‬النعام‪ :‬وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا بخخه‬
‫نبات كل شئ )‪ .(3‬العراف‪ :‬وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته‬
‫حتى إذا أقلت سحابا ثقال سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كخخل‬
‫الثمرات كذلك نخرج المخوتى لعلكخم تخذكرون )‪ .(4‬الرعخد‪ :‬هخو الخذي يريكخم‬
‫البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال ويسبح الرعد بحمده والملئكة من‬
‫خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشخخاء وهخخم يجخخادلون فخخي الخ وهخخو‬
‫شديد المحال )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .22 :‬البقرة‪ (3) .64 :‬النعام‪ (4) .99 :‬العراف‪ (5) .57 :‬الرعد‪:‬‬
‫‪(*) .13 - 12‬‬

‫]‪[345‬‬

‫ابراهيم‪ :‬وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم )‪ .(1‬الحجر‪ :‬إل مخخن‬
‫استرق السمع فأتبعه شهاب مبين )‪ .(2‬وقخال تعخالى‪ :‬وإن مخخن شخخئ إل عنخدنا‬
‫خزائنه وما ننزله إل بقدر معلوم وأرسلنا الريخخاح لواقخخح فأنزلنخخا مخخن السخخماء‬
‫ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين )‪ .(3‬النحل‪ :‬وهو الذي أنزل من السماء‬
‫ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون )‪ .(4‬وقال تعالى‪ :‬وال أنزل مخخن‬
‫السماء ماء فأحيى به الرض بعد موتها إن في ذلك لية لقخوم يسخمعون )‪.(5‬‬
‫الحج‪ :‬وترى الرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت مخخن‬
‫كل زوج بهيج )‪ .(6‬وقال تعالى‪ :‬ألم تر أن ال أنزل من السماء مخخاء فتصخخبح‬
‫الرض مخضرة إن ال لطيف خبير )‪ .(7‬المؤمنون‪ :‬وأنزلنا من السماء مخخاء‬
‫بقدر فأسكناه في الرض‪ ،‬وإنا على ذهاب به لقادرون فأشألكم به جنخخات مخخن‬
‫نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون )‪ .(8‬النور‪ :‬ألخخم تخخر أن الخ‬
‫يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركامخخا فخخترى الخخودق يخخخرج مخخن خللخخه‬
‫وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمخخن‬
‫يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالبصار يقلب ال الليل والنهار إن في ذلك‬

‫)‪ (1‬ابراهيم‪ (2) 32 :‬الحجر‪ (3) .18 :‬الحجر‪ (4) .22 - 21 :‬النحخخل‪(5) .10 :‬‬
‫النحل‪ (6) .65 :‬الحج‪ (7) .5 :‬الحج‪ (8) .63 :‬المؤمنون‪.19 - 18 :‬‬

‫]‪[346‬‬

‫لعبرة لولي البصار )‪ .(1‬الفرقان‪ :‬وهو الذي يرسل الرياح بشخخرا بيخخن يخخدي رحمتخخه‬
‫وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلخخدة ميتخا ونسخخقيه ممخخا خلقنخا أنعامخا‬
‫وأناسي كثيرا ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فخخأبى أكخخثر النخخاس إل كفخخورا )‪.(2‬‬
‫النمل‪ :‬وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة مخخا كخخان لكخخم أن‬
‫تنبتخخوا شخخجرهاءإله مخخع الخ ‪ -‬إلخخى قخخوله تعخخالى ‪ -‬ومخخن يرزقكخخم مخخن السخخماء‬
‫والرض )‪ .(3‬العنكبوت‪ :‬ولئن سألتهم من نخخزل مخخن السخخماء مخخاء فخأحيى بخخه‬
‫الرض من بعد موتها ليقولن ال )‪ .(4‬الروم‪ :‬ومن آياته يريكخخم الخخبرق خوفخخا‬
‫وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الرض بعد موتها أن في ذلك ليات‬
‫لقوم يعقلون )‪ .(5‬وقال تعالى‪ :‬ال الذي يرسل الريخخاح فتخخثير سخخحابا فيبسخخطه‬
‫في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلله فإذا أصاب‬
‫به من يشاء من عباه إذا هم يستبشرون وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من‬
‫قبله لمبلسين فانظر إلى آثار رحمة ال كيف يحيي الرض بعد موتها إن ذلك‬
‫لمحيي الموتى وهو علخخى كخخل شخخئ قخخدير ولئن أرسخخلنا ريحخخا فخخرأوه مصخخفرا‬
‫لظلوا من بعده يكفرون )‪ .(6‬لقمان‪ :‬وأنزلنا من السماء مخخاء فأنبتنخخا فيهخخا مخخن‬
‫كل زوج كريم )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬النور‪ (2) .44 - 43 :‬الفرقان‪ (3) .50 - 48 :‬النمل‪ (4) .64 - 60 :‬العنكبوت‪:‬‬
‫‪ (5) .63‬الروم‪ (6) .24 :‬الروم‪ (7) .51 - 48 :‬لقمان‪.10 :‬‬

‫]‪[347‬‬

‫فاطر‪ :‬وال الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الرض بعد‬
‫موتها كخذلك النشخور )‪ .(1‬الصخافات‪ :‬إل مخن خطخف الخطفخة فخأتبعه شخهاب‬
‫ثاقب )‪ .(2‬الزمخخر‪ :‬ألخخم تخخر أن الخ أنخخزل مخخن السخخماء مخخاء فسخخلكه ينخخابيع فخخي‬
‫الرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألخخوانه ثخخم يهيخخج فخختراه مصخخفرا ثخخم يجعلخخه‬
‫حطاما إن في ذلك لذكرى لولي اللباب )‪ .(3‬المؤمن‪ :‬هو الذي يريكخخم آيخخاته‬
‫وينزل لكم من السماء رزقا )‪ .(4‬حمعسق‪ :‬هو الذي ينزل الغيث من بعخخد مخخا‬
‫قنطوا وينشر رحمتخخه وهخخو الخخولي الحميخخد )‪ .(5‬الزخخخرف‪ :‬والخخذي نخخزل مخخن‬
‫السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون )‪ .(6‬الجاثيخخة‪ :‬واختلف‬
‫الليل والنهار وما أنزل ال من السماء من رزق فأحيى به الرض بعد موتهخخا‬
‫وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون )‪ .(7‬ق‪ :‬ونزلنا من السخخماء مخخاء مباركخخا‬
‫فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل باسخقات لهخا طلخع نضخيد رزقخا للعبخاد‬
‫وأحيينخخا بخخه بلخخدة ميتخخا كخخذلك الخخخروج )‪ .(8‬الخخذاريات‪ :‬والخخذاريات ذروا‬
‫فالحاملت وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا )‪.(9‬‬

‫)‪ (1‬فاطر ‪ (2) .9‬الصافات‪ (3) .10 :‬الزمر‪ (4) .21 :‬المؤمن‪ (5) .13 :‬الشورى‪:‬‬
‫‪ (6) .28‬الزخرف‪ (7) .11 :‬الجاثية‪ (8) .5 :‬ق‪ (9) .11 - 9 :‬الذاريات‪:‬‬
‫‪.4 - 1‬‬

‫]‪[348‬‬

‫القمر‪ :‬ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر )‪ .(1‬الواقعخخة‪ :‬أفرأيتخخم المخخاء الخخذي تشخخربونء‬
‫أنتخخم أنزلتمخخوه مخخن المخخزن أم نحخخن المنزلخخون لخخو نشخخاء جعلنخخاه أجاجخخا فلخخول‬
‫تشكرون )‪ .(2‬الجن‪ :‬وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسخخا شخخديدا وشخخهبا‬
‫وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الن يجد لخخه شخخهابا رصخخدا إلخخى ‪-‬‬
‫قوله تعالى ‪ -‬و أن لو استقاموا على الطريقة لسقيناهم ماء غدقا )‪ .(3‬تفسير‪:‬‬
‫" وأنزلنا من السماء ماء " قال البيضاوي‪ :‬خروج الثمار بقخخدرة الخ ومشخخيته‬
‫ولكن جعل الماء الممخخزوج بخخالتراب سخخببا فخخي إخراجهخخا ومخخادة لهخخا كالنطفخخة‬
‫للحيوان بأن أجرى عادته بإفاضة صورها وكيفياتها علخخى المخخادة الممزوجخخة‬
‫منهما أو أبدع في الماء قوة فاعلة وفي الرض قوة قابلة تتولد من اجتماعهما‬
‫أنواع الثمار وهو قادر على أن يوجخخد الشخخياء كلهخخا بل أسخخباب ومخخواد‪ ،‬كمخخا‬
‫أبدع نفوس السباب والمواد‪ ،‬ولكن له في إنشائها مدرجا من حخال إلخخى حخال‬
‫صنعا وحكما يجدد فيها لولي البصار عبرا وسكونا إلى عظخخم قخخدرته ليخخس‬
‫في إيجادها دفعة‪ ،‬و " من " الولى للبتداء سواء أريد بالسماء السحاب فخخإن‬
‫ما علك سماء‪ ،‬أو الفلك‪ ،‬فإن المطر يبتدئ مخخن السخخماء إلخخى السخخحاب ومنخخه‬
‫إلى الرض على ما دلت عليه الظواهر أو من أسباب سماوية تخخثير الجخخزاء‬
‫الرطبة من أعماق الرض إلى جو الهواء فتنعقد سحابا ماطرا )‪ " .(4‬إن في‬
‫خلخخق السخخماوات والرض " قيخخل‪ :‬إنمخخا جمخخع السخخماوات وأفخخرد الرض لن‬
‫السماوات طبقات متفاصلة بالذات مختلفخخة بالحقيقخخة بخلف الرضخخين " بمخخا‬
‫ينفع الناس " أي ينفعهم أو بالذي ينفعهم " وما أنزل ال من السماء من ماء "‬
‫" من " الولى‬

‫)‪ (1‬القمر‪ (2) .11 :‬الواقعة " ‪ (3) .70 - 68‬الجن‪ (4) .16 - 8 :‬أنوار التنزيل‪ :‬ج‬
‫‪ ،1‬ص ‪46‬‬

‫]‪[349‬‬

‫للبتداء‪ ،‬والثانية للبيان‪ .‬وقال البيضاوي‪ :‬السماء يحتمل الفلك والسحاب وجهة العلو )‬
‫‪ .(1‬وقال الرازي‪ :‬فإن قيل‪ :‬أفتقولون إن الماء ينزل من السماء على الحقيقخخة‬
‫أو من السحاب أو تجوزون ما قاله بعضهم من أن الشمس تؤثر فخخي الرض‬
‫فتخرج منها أبخرة متصاعدة‪ ،‬فخخإذا وصخخلت الجخخو بخخردت فثقلخخت فنزلخخت مخخن‬
‫فضاء المحيط إلخخى ضخخيق المركخخز اتصخخلت‪ ،‬فتتولخخد مخخن اتصخخال بعخخض تلخخك‬
‫الذرات بالبعض قطرات هي قطرات المطر‪ .‬قلنخخا‪ :‬بخخل نقخخول‪ :‬إنخخه ينخخزل مخخن‬
‫السماء كما ذكر الخ تعخخالى وهخخو الصخخادق فخخي خخخبره‪ ،‬وإذا كخخان قخخادرا علخخى‬
‫إمساك الماء في السحاب فأي بعد في أن يمسكه في السخماء ؟ وأمخخا قخخول مخن‬
‫يقول إنه من بخار الرض فهخخذا ممكخخن فخخي نفسخخه لكخخن القطخخع بخخأنه كخخذلك ل‬
‫يمكن إل بعد القول بنفي الفاعل المختخخار وقخخدم العخخالم وذلخخك كفخخر‪ ،‬لنخخا مخختى‬
‫جوزنا أن الفاعل المختار قادر على خلق الجسم فكيف يمكننا مع إمكخخان هخخذا‬
‫القسم أن نقطع بما قالوه ؟ )‪) (2‬انتهخخى(‪ " .‬فخخأحيى بخخه الرض " أي بالنبخخات‬
‫مجازا " وبث فيها من كل دابة " قال البيضاوي‪ :‬عطف على " أنزل " كخخأنه‬
‫استدل بنزول المطر وتكون النبات به و بث الحيوانات في الرض‪ ،‬أو علخخى‬
‫" أحيخخى " فخخإن الخخداوب ينمخخون بالخصخخب و يعيشخخون بالحيخخا‪ ،‬والبخخث النشخخر‬
‫والتفريق )‪ (3‬وقال الرازي في تصريف الرياح وجه الستدلل أنها مخلوقخخة‬
‫على وجه يقبل التصريف وهو الرقة واللطافة‪ ،‬ثم إنه سبحانه يصخخرفها علخخى‬
‫وجوه )‪ (4‬يقع بها النفع العظيم في النسان والحيوانخخات ثخخم ذلخخك مخن وجخوه‪:‬‬
‫أحدها أنها مادة النفس التي لو انقطع ساعة عن الحيخخوان لمخخات ل جخخرم كخخان‬
‫وجدانه أسهل من وجدان كل شئ‪ ،‬وبعد الهواء الماء‪ ،‬لن الماء لبد‬

‫)‪ (1‬أنوار التنزيخخل‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (2) .126‬مفاتيخخح الغيخخب‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ ،100‬لكخخن مخخع‬
‫وجود الدلئل القاطعة الحاصلة من التجخخارب العلميخخة يمكخخن حصخخول العلخخم‬
‫العادى به كحصول العلم بوجود سائر المعاليل الطبيعية عند وجود عللهخخا )‬
‫‪ (3‬أنوار التنزيل‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (4) .126‬في المصدر‪ :‬على وجه يقع به‪.‬‬

‫]‪[350‬‬

‫فيه من تكلف الغتراف بخلف الهواء‪ ،‬فإن اللت المهيأة لجذبه حاضرة أبدا ثم بعخخد‬
‫الماء الحاجة إلى الطعام شديدة لكخخن دون الحاجخخة إلخخى المخخاء‪ ،‬فل جخخرم كخخان‬
‫تحصيل الطعام أصعب من تحصيل الماء‪ ،‬وبعد الطعام الحاجة إلى تحصخخيل‬
‫المعاجين والدوية النادرة قليلة‪ ،‬فل جرم عزت هذه الشياء‪ ،‬وبعد المعاجين‬
‫الحاجة إلى أنخخواع الجخخواهر مخخن اليخخواقيت والزبرجخخد نخخادرة جخخدا‪ ،‬ول جخخرم‬
‫كانت في نهاية العزة فثبت أن كلما كان الحتياج إليه أشد كان وجدانه أسهل‪،‬‬
‫وكلما كان الحتياج إليه أقل كان وجخخدانه أصخخعب‪ ،‬ومخخا ذلخخك إل رحمخخة منخخه‬
‫على العباد‪ ،‬ولما كانت الحاجة إلى رحمة ال أعظم الحاجات نرجو أن يكون‬
‫وجدانها أسهل من وجدان كخخل شخخئ‪ .‬وثانيهخخا لخخول تحخخرك الهخخواء لمخخا جخخرت‬
‫الفلك‪ ،‬وهذا مما ل يقدر عليه ]أحخخد[ إل الخ تعخخالى‪ ،‬فلخخو أراد كخخل ]مخخن فخخي[‬
‫العالم أن يقلب الريح من الشمال إلى الجنوب إذا كان الهواء ساكنا أن يحركه‬
‫لتعذر‪ " .‬والسحاب المسخر بين السماء والرض " سمي السخخحاب سخخحابا ل‬
‫نسحابه في الهخخواء‪ ،‬ومعنخخى التسخخخير التخخذليل‪ ،‬وإنمخخا سخخماه مسخخخرا لوجخخوه‪:‬‬
‫أحدها أن طبع الماء يقتضي النزول‪ ،‬فكان بقاؤه في جخخو الهخخواء علخخى خلف‬
‫الطبع‪ ،‬فلبد من قاهر يقسره على ذلك‪ ،‬ولذلك سماه بالمسخر‪ .‬الثاني أن هخخذا‬
‫السخخحاب لخخو دام لعظخخم ضخخرره مخخن حيخخث إنخخه يسخختر ضخخوء الشخخمس ويكخخثر‬
‫المطار‪ ،‬ولو انقطع لعظخخم ضخخرره لنخخه يفضخخي إلخخى القحخخط وعخخدم العشخخب‪.‬‬
‫الثالث أن السحاب ل يقف في موضخع معيخن بخل يسخوقه الخ تعخالى بواسخطة‬
‫تحريك الريخخاح إلخخى حيخخث أراد وشخخاء‪ ،‬وذلخخك هخخو التسخخخير )‪) (1‬انتهخخى(‪" .‬‬
‫ليات لقوم يعقلون " قال البيضاوي‪ :‬يتفكخخرون فيهخخا وينظخخرون إليهخخا بعيخخون‬
‫عقولهم‪ ،‬والكلم المجمل في دللة هذه اليات على وجود الله ووحخخدته أنهخخا‬
‫أمخور ممكنخة وجخد كخل منهخا بخوجه مخصخوص مخن وجخوه محتملخة وأنحخاء‬
‫مختلفة‪ .‬إذ كان من الجائز مثل أن ل تتحرك السماوات أو بعضها كالرض‪،‬‬
‫وأن تتحرك بعكس حركتها‬

‫)‪ (1‬مفاتيح الغيب‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.102‬‬

‫]‪[351‬‬

‫وبحيث تصير المنطقة دائرة مارة بالقطبين‪ ،‬وأن ل يكون لهخخا أوج وحضخخيض أصخخل‬
‫أو على هذا الوجه لبساطتها وتساوي أجزائها‪ ،‬فلبد لها من موجد قادر حكيم‬
‫يوجدها على ما تسخختدعيه حكمتخخه‪ ،‬وتقتضخخيه مشخخيته‪ ،‬متعاليخخا عخخن معارضخخة‬
‫غيره‪ ،‬إذ لو كخخان معخه إلخه يقخخدر علخخى مخا يقخخدر عليخخه ]الخخخر[ فخإن تخخوافقت‬
‫إرادتهما فالفعل إن كان لهما لزم اجتماع مؤثرين علخخى أثخخر واحخخد‪ ،‬وإن كخان‬
‫لحدهما لزم ترجيخخح الفاعخخل بل مرجخخح وعجخخز الخخخر النخخافي للهيتخخه‪ ،‬وإن‬
‫اختلفت لزم التمانع والتطارد‪ ،‬كما أشار إليه بقوله تعالى " لو كان فيهما آلهة‬
‫إل ال لفسدتا )‪) " (1‬انتهى(‪ .‬وأقول‪ :‬قد مر في كتاب التوحيد بسط القول في‬
‫الستدلل بحدوث تلك الشياء وإمكانها على افتقارها إلى صانع قديم واجخخب‬
‫بذاته‪ ،‬واشتمالها على الحكم المتناهية على قدرته ‪ -‬سبحانه ‪ -‬وعلمه وحكمته‬
‫ولطفه‪ ،‬وبانتظامها وتلزمهخخا علخخى وحخخدة صخخانعها‪ ،‬فل نعيخخد الكلم فيهخخا‪" .‬‬
‫وهو الذي أنخزل مخن السخماء مخاء " قخال الخرازي‪ :‬اختلخف النخاس فيخه‪ ،‬فقخال‬
‫الجبائي‪ :‬إنه تعالى ينزل الماء مخن السخماء إلخى السخحاب ومخن السخحاب إلخى‬
‫الرض قال‪ :‬لن ظاهر النص يقتضي نخخزول المطخخر مخخن السخخماء‪ ،‬والعخخدول‬
‫عن الظاهر إلى التأويل إنما يحتاج إليه عند قيام الدليل على أن إجخخراء اللفخخظ‬
‫على ظاهره غير ممكن وفي هذا الموضخخع لخخم يقخخم دليخخل علخخى امتنخخاع نخخزول‬
‫المطر من السماء‪ ،‬فوجب إجراء اللفظ على ظاهره‪ .‬وأما قول مخخن يقخخول‪ :‬إن‬
‫البخارات الكثيرة تجتمخخع فخخي بخخاطن الرض ثخخم تصخخعد وترتفخخع إلخخى الهخخواء‬
‫فينعقد الغيم منها ويتقاطر وذلخخك هخخو المطخر فقخد احتخخج الجبخخائي علخى فسخاده‬
‫بوجوه‪ :‬الول أن البرد قد يوجد فخخي وقخخت الحخخر ]بخخل[ فخخي صخخميم الصخخيف‪،‬‬
‫ونجد المطر في أبرد وقت ينزل غير جامخخد‪ ،‬وذلخخك يبطخخل قخخولهم‪ .‬الثخخاني أن‬
‫البخارات إذا ارتفعت وتصاعدت وتفرقت لم يتولد منها قطرات الماء‪ .‬الثالث‬
‫لو كان تولخخد المطخخر مخخن صخخعود البخخخارات فالبخخخارات دائمخخة الرتفخخاع مخخن‬
‫البحار‪ .‬فوجب أن يدوم هناك نزول المطر‪ ،‬وحيث لم يكن المر كذلك علمنا‬

‫)‪ (1‬أنوار التنزيل‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.126‬‬

‫]‪[352‬‬
‫فساد قولهم‪ .‬قال‪ :‬فثبت بهذه الوجوه أنه ليس تولد المطخر مخن بخخار الرض‪ .‬ثخم قخال‪:‬‬
‫والقوم إنما احتاجوا إلى هذا القول لنهم اعتقدوا أن الجسام قديمة‪ ،‬وإذا كان‬
‫المر كذلك امتنع دخخخول الزيخخادة والنقصخخان فيهخخا‪ ،‬وحينئذ ل معنخخى لحخخدوث‬
‫الحوادث إل اتصاف تلك الذوات )‪ (1‬بصفة بعد أن كانت موصخوفة بصخفات‬
‫أخخخرى فلهخخذا السخخبب احتخخالوا فخخي تكخخوين كخخل شخخئ عخخن مخخادة معينخخة‪ .‬وأمخخا‬
‫المسلمون فلما اعتقدوا أن الجسام محدثة وأن خالق العالم فاعل مختار قخخادر‬
‫على خلق الجسام كيخف شخاء وأراد فعنخد هخذا ل حاجخة إلخى اسختخراج هخذه‬
‫التكلفات فثبت أن ظاهر القرآن يدل على أن الماء إنما ينزل من السخخماء‪ ،‬ول‬
‫دليل على امتناع هخخذا الظخاهر‪ ،‬فخوجب القخخول بحملخه علخى ظخاهره فثبخخت أن‬
‫الحق سبحانه ينزل المطخخر مخخن السخخماء بمعنخخى أنخخه يخلخخق هخخذه الجسخخام فخخي‬
‫السماء‪ ،‬ثم ينزلها إلى السحاب ثم من السخحاب إلخى الرض‪ .‬والقخول الثخاني‪:‬‬
‫المراد‪ :‬أنزل من جانب المساء ماء‪ .‬القول الثخخالث‪ :‬أنخخزل مخخن السخخحاب مخخاء‪،‬‬
‫وسمى ال السخخحاب سخخماء لن العخخرب تسخخمي كخخل مخخا فوقخخك سخخماء‪ ،‬كسخخماء‬
‫البيت‪ .‬ثم قال‪ :‬نقل الواحدي في البسخخيط عخخن ابخخن عبخخاس‪ :‬يريخخد بالمخخاء ههنخخا‬
‫المطر )‪ .(2‬أقول‪ :‬ورجح في موضع آخر نخخزول المطخخر مخخن السخخحاب‪ ،‬قخخال‬
‫لن النسان ربما كان واقفا على قلة جبل عال ويرى الغيم أسخخفل‪ ،‬فخخإذا نخخزل‬
‫من ذلك الجبل يرى ذلك الغيخخم مخخاطرا عليهخخم‪ ،‬وإذا كخخان هخخذا المخخر مشخخاهدا‬
‫بالبصر كان النزاع فيه باطل‪ ،‬ول ينخخزل نقطخخة مخخن المطخخر إل ومعهخخا ملخخك‪.‬‬
‫والفلسفة يحملون ذلك الملك على الطبيعة الحالة في تلخخك الجسخخمية الموجبخخة‬
‫لذلك النزول )‪) (3‬انتهى(‪ " .‬وهو الذي يرسل الرياح بشرا " منهم من قرأ "‬
‫نشرا " بضم النون والشين‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬الذرات‪ (2) .‬مفاتيح الغيب‪ :‬ج ‪ ،4‬ص ‪ (3) .153‬مفاتيح الغيخخب ج‬
‫‪ 4‬ص ‪.154‬‬

‫]‪[353‬‬

‫جمع نشور مثل رسل ورسول‪ ،‬أي رياحخخا منشخخرة مفرقخخة مخخن كخخل جخخانب‪ ،‬وقخخرأ ابخخن‬
‫عامر بضم النون وإسخخكان الشخخين بتخفيخخف العيخخن‪ ،‬وقخخرأ حمخخزة بفتخخح النخخون‬
‫وإسكان الشين مصدر نشرت الثوب ضد طخخويته‪ ،‬وهنخخا بمعنخخى المفعخخول‪ ،‬أو‬
‫بمعنى الحياة فهو بمعنى الفاعل‪ ،‬وقرأ عاصم بالباء جمع بشخخير أي مبشخخرات‬
‫بالمطر أو الرحمة " حتى إذا أقلت سحابا ثقال " قال الرازي‪ :‬يقال أقخخل فلن‬
‫الشئ إذا حمله‪ ،‬أي حتى إذا حملت هذه الرياح سحابا ثقال بما فيها من الماء‪،‬‬
‫والمعنى أن السحاب المسيطر بالمياه العظيمة إنما يبقى معلقا في الهواء لنخخه‬
‫تعالى دبر بحكمتخخه أن يحخخرك الريخخاح تحريكخخا شخخديدا‪ ،‬فيحصخخل منهخخا فخخوائد‪:‬‬
‫أحدها أن أجزاء السحاب ينضم بعضها إلى بعض و يتراكم وينعقخخد السخخحاب‬
‫الكثيف الماطر وثانيها أن بسبب تلك الحركات الشديدة التي فخخي تلخخك الريخخاح‬
‫يمنة ويسرة يمتنع على تلك الجزاء المائية النزول‪ ،‬فل جرم يبقى معلقخخا فخخي‬
‫الهواء وثالثها أن بسبب حركات تلك الرياح ينساق السحاب من موضخخع إلخخى‬
‫موضع آخر‪ ،‬وهو الموضع الذي علم ال تعالى احتياجهم إلى نزول المطار‬
‫وانتفاعهم بها‪ .‬ورابعها أن حركة الرياح تارة تكون مفرقخخة لجخخزاء السخخحاب‬
‫مبطلة لها وخامسها أن هذه الرياح تارة تكون مقوية للزرع والشجار مكملة‬
‫لما فيها من النشوء والنماء‪ ،‬وهي الرياح اللواقح‪ ،‬وتارة تكون مبطلة لها كما‬
‫تكون في الخريف وسادسها أن هخخذه الريخخاح تخخارة تكخخون طيبخخة لذيخخذة موافقخخة‬
‫للبدان‪ ،‬وتارة تكون مهلكة إما بسبب ما فيها مخخن الحخخرارة الشخخديدة كمخخا فخخي‬
‫السخخموم أو بسخخبب مخخا فيهخخا مخخن الخخبرد الشخخديد كمخخا فخخي الريخخاح المهلكخخة جخخدا‬
‫وسابعها أن تلخخك الريخخاح تخخارة تكخخون شخخرقية‪ ،‬وتخخارة تكخخون غربيخخة وشخخمالية‬
‫وجنوبية‪ ،‬وهذا ضبط ذكره بعض الناس‪ ،‬وإل فالرياح تهخخب مخخن كخخل جخخانب‬
‫من جوانب العالم‪ ،‬ول ضبط لها‪ ،‬ول اختصخخاص لجخخانب مخخن جخخوانب العخخالم‬
‫بها وثامنها أن هذه الرياح تارة تصعد من قعر الرض‪ ،‬فان من ركب البحخخر‬
‫يشاهد أن البحر يحصل له غليان شديد فيه بسبب تولد الرياح في قعخخر البحخخر‬
‫إلى ما فوق البحر‪ ،‬وحينئذ يعظم هبوب الرياح في وجه البحخخر‪ ،‬وتخخارة ينخزل‬
‫الريح من جهة الفوق‪ ،‬فاختلف الرياح بسبب هذه‬

‫]‪[354‬‬

‫المعاني أيضا عجيب وعن السدي أنه تعخخالى يرسخخل الريخخاح فيخخأتي بالسخخحاب‪ ،‬ثخخم إنخخه‬
‫تعالى يبسطه في السماء كيف يشاء‪ ،‬ثم يفتح أبواب السماء فيسيل الماء علخخى‬
‫السحاب‪ ،‬ثم يمطر السحاب بعد ذلخخك‪ ،‬ورحمتخخه هخخو المطخخر‪ .‬إذا عرفخخت هخخذا‬
‫فنقول‪ :‬اختلف الرياح في الصخخفات المخخذكورة مخخع أن طبيعخخة الهخخواء واحخخدة‬
‫وتخأثيرات الطبخائع والنجخم والفلك واحخدة تخدل علخى أن هخذه الحخوال لخم‬
‫تحصل إل بتدبير الفاعل المختار سبحانه وتعالى‪ .‬ثم قال تعخخالى " سخخقناه لبلخد‬
‫ميت " والمعنى أنا نسوق ذلك السحاب إلى بلد ميت لخخم ينخخزل فيخخه غيخخث ول‬
‫تنبت فيه خضرة‪ ،‬والسحاب لفظه مذكر‪ ،‬وهو جمخخع " سخخحابة " فيجخخوز فيخخه‬
‫التذكير والتأنيث‪ ،‬فلذا أتى بهما في الية‪ ،‬واللم في قوله " لبلد " إمخخا بمعنخخى‬
‫إلى‪ ،‬أو المعنى سقناه لجل بلد ميت ليس فيه حب نسقيه‪ ،‬والضمير في قخخوله‬
‫" به " إما راجع إلى البلد‪ ،‬أو إلى السحاب‪ ،‬وفي قخوله " أخرجنخا بخه " عخائد‬
‫إلى الماء‪ ،‬وقيل‪ :‬إلى البلد وعلى القول الول فال تعالى إنما يخلخخق الثمخخرات‬
‫بواسطة الماء‪ .‬وقال أكثر المتكلمين‪ :‬إن الثمار غير متولدة من الماء‪ ،‬بل الخخ‬
‫تعالى أجرى عادته بخلق النبات ابتخخداء عقيخخب اختلط المخخاء بخخالتراب‪ .‬وقخخال‬
‫جمهور الحكماء‪ :‬ل يمتنع أن يقال‪ :‬إنه تعالى أودع في الماء قوة وطبيعة‪ ،‬ثخخم‬
‫إن تلك القوة والطبيعة توجبخخان حخخدوث الحخخوال المخصوصخخة‪ .‬والمتكلمخخون‬
‫احتجوا على فساد هذا القول بأن طبيعة الماء والتراب واحدة‪ ،‬ثم إنا نرى أنه‬
‫يتولد في النبات الواحد الحوال المختلفة مثل العنب‪ ،‬فإن قشره بخخارد يخخابس‪،‬‬
‫ولحمه وماؤه حار رطخخب‪ ،‬وعجمخخه بخخارد يخخابس‪ ،‬فتولخخد الجسخخام الموصخخوفة‬
‫بالصفات المختلفخة مخن المخاء والختراب يخدل علخى أنهخا إنمخا حخدثت بإحخداث‬
‫الفاعل المختخخار ل بخخالطبع والخاصخخية )‪) (1‬انتهخخى(‪ " .‬خوفخخا وطمعخخا " قخخال‬
‫الزمخشري‪ :‬في انتصابهما وجوه‪ :‬الول أنه ل يصح أن يكونا مفعول لهمخخا‪،‬‬
‫لنهما ليسا بفاعل الفعل المعلل به إل على تقخخدير حخخذف المضخخاف‪ ،‬أي إرادة‬
‫خوف وطمع‪ ،‬أو على معنى‪ :‬إخافة وإطماعا الثاني يجوز أن‬

‫)‪ (1‬مفاتيح الغيب‪ :‬ج ‪ ،4‬ص ‪.355‬‬

‫]‪[355‬‬

‫يكونا منتصبين على الحال من البرق‪ ،‬كأنه في نفسه خوف وطمع‪ ،‬والتقدير‪ :‬ذا خوف‬
‫وذا طمع الثالث أن يكون حال مخخن المخخخاطبين أي خخخائفين وطخخامعين‪ .‬وقخخال‬
‫الخخرازي‪ :‬فخخي كونهمخا خوفخا وطمعخخا وجخوه‪ :‬الول‪] :‬ان[ عنخد لمعخان الخخبرق‬
‫يخاف وقوع الصواعق ويطمع في نزول الغيث الثاني أنه يخاف مخخن المطخخر‬
‫من له فيه ضرر كالمسافر وكمن في جرابه التمر والزبيب ويطمع فيه من له‬
‫نفع الثالث‪ :‬أن كل شئ يحصل فخخي الخخدنيا فهخخو خيخخر بالنسخخبة إلخخى قخخوم وشخخر‬
‫بالنسبة إلى آخرين‪ ،‬فكذلك المطر خير في حق من يحتاج إليه في أوانخخه شخخر‬
‫في حق من يضره ذلك‪ ،‬إما بحسخخب المكخخان أو بحسخخب الزمخخان‪ .‬ثخخم اعلخخم أن‬
‫حدوث البرق دليل عجيب على قدرة ال سبحانه‪ ،‬وبيانه أن السخخحاب ل شخخك‬
‫أنه جسم مركب من أجزاء مائية وأجخخزاء هوائيخخة‪ ،‬ول شخخك أن الغخخالب عليخخه‬
‫الجزاء المائية‪ ،‬والماء جسم بارد رطب‪ ،‬والنار جسخخم حخخار يخخابس‪ ،‬فظهخخور‬
‫الضد من الضد التام على خلف العقل‪ ،‬فلبد من صانع مختار يظهخخر الضخخد‬
‫من الضد‪ .‬فان قيل‪ :‬لخم ل يجخوز أن يقخال‪ :‬إن الريخح احتقخن فخي داخخل جخرم‬
‫السحاب واستولى البرد على ظاهره فانجمد السطح الظاهر منه‪ ،‬ثخخم إن ذلخخك‬
‫الريح يمزقخخه تمزيقخخا عنيفخخا فيتولخخد مخخن ذلخخك التمزيخخق الشخخديد حركخخة عنيفخخة‪،‬‬
‫والحركة العنيفة موجبة للسخونة وهي البرق ؟ فالجواب‪ :‬أن كل ما ذكرتموه‬
‫على خلف المعقول ]وبيخخانه[ مخخن وجخخوه‪ :‬الول‪ :‬أنخخه لخخو كخخان المخخر كخخذلك‬
‫لوجب أن يقال أينما يحصل الخبرق فلبخد وأن يحصخل الرعخد وهخو الصخوت‬
‫الحادث من تمخزق السخخحاب‪ ،‬ومعلخوم أن ليخخس المخر كخذلك‪ ،‬فخخإنه كخثيرا مخا‬
‫يحدث البرق القخوي مخن غيخر حخدوث الرعخد‪ .‬الثخاني أن السخخونة الحاصخلة‬
‫بسبب قوة الحركة مقابلة بالطبيعة المائية الموجبة للخخبرد وعنخخد حصخخول هخخذا‬
‫المعارض القوي كيف تحخدث الناريخة ؟ بخل نقخول‪ :‬النيخران العظيمخة تنطفخئ‬
‫بصب الماء عليهخخا‪ ،‬والسخخحاب كلخخه مخخاء‪ ،‬فكيخخف يمكخخن أن يحخخدث فيخخه شخخعلة‬
‫ضعيفة نارية ؟‬
‫]‪[356‬‬

‫الثالث من مذهبكم أن النار الصرفة ل لون لها البتة‪ ،‬فهب أنه حصخخلت الناريخخة بسخخبب‬
‫قوة المحاكة الحاصلة في أجخخزاء السخخحاب‪ ،‬لكخخن مخخن أيخخن حخخدث ذلخخك اللخخون‬
‫الحمر ؟ فثبت أن السبب الذي ذكروه ضعيف‪ ،‬وأن حخخدوث النخخار الخالصخخة‬
‫في جرم السحاب مع كونه ماء خالصخخا ل يمكخخن إل بقخخدرة القخخادر الحكيخخم‪" .‬‬
‫وينشئ السحاب الثقال " السحاب اسم الجنس‪ ،‬والواحدة سحابة والثقال‪ :‬جمع‬
‫ثقيلة‪ ،‬أي الثقال بالماء واعلم أن هذا أيضا من دلئل القخخدرة والحكمخخة‪ ،‬وذلخخك‬
‫لن هذه الجزاء المائية إما يقال إنهخخا حخخدثت فخخي جخخو الهخخواء‪ ،‬أو يقخخال إنهخخا‬
‫تصاعدت من وجه الرض‪ ،‬فإن كان الول وجب أن يكون حدوثها بإحخخداث‬
‫محدث حكيخخم قخخادر وهخخو المطلخخوب‪ ،‬وإن كخخان الثخخاني وهخخو أن يقخخال إن تلخخك‬
‫الجزاء تصاعدت من الرض فلما وصخلت إلخى الطبقخة البخاردة مخن الهخواء‬
‫بردت فثقلت ورجعت إلخخى الرض فنقخخول‪ :‬هخخذا باطخخل‪ ،‬وذلخخك لن المطخخار‬
‫مختلفخخة‪ ،‬فتخارة تكخخون القطخخرات كخبيرة وتخارة تكخون صخغيرة‪ ،‬وتخخارة تكخون‬
‫متقاربة وأخرى تكون متباعخخدة تخخارة تخخدوم مخخدة نخخزول المطخخر زمانخخا طخخويل‬
‫وتارة قليل‪ ،‬فاختلف المطار في هذه الصفات مع أن طبيعة الرض واحدة‬
‫وطبيعة الشعة المسخنة للبخارات واحدة لبد وأن يكون بتخصخخيص الفاعخخل‬
‫المختار‪ .‬وأيضا فالتجربة دلت على أن للخخدعاء والتضخخرع فخخي نخخزول الغيخخث‬
‫أثرا عظيما‪ ،‬ولذلك شرعت صلة الستسقاء‪ ،‬فعلمنا أن المؤثر فيه هخو قخخدرة‬
‫الفاعخخل ل الطبيعخخة الخاصخخة )‪) (1‬انتهخخى(‪ " .‬ويسخخبح الرعخخد بحمخخده " قخخال‬
‫الطبرسي ‪ -‬ره ‪ :-‬تسبيح الرعد دللته على تنزيه ال تعخالى ووجخوب حمخده‪،‬‬
‫فكأنه هو المسبح‪ ،‬وقيل‪ :‬إن الرعد هو الملك الخخذي يسخخوق السخخحاب ويزجخخره‬
‫بصوته‪ ،‬فهو يسبح ال ويحمده‪ .‬وروي عخن النخبي صخلى الخ عليخه وآلخه أنخه‬
‫قال‪ :‬إن ربكم سبحانه يقول‪ :‬لو أن عبادي أطخخاعوني لسخخقيتهم المطخخر بالليخخل‬
‫وأطلعت عليهم الشمس بالنهار‪ ،‬ولم اسمعهم صوت الرعد‪ .‬وكخخان صخخلى الخ‬
‫عليه وآله إذا سمع صوت الرعد قال‪ :‬سبحان من يسبح الرعد بحمخخده‪ .‬وكخخان‬
‫ابن عباس يقول‪ :‬سبحان‬

‫)‪ (1‬مفاتيح الغيب‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪.279‬‬

‫]‪[357‬‬

‫الذي سبحت له‪ .‬وروى سالم بن عبد ال‪ ،‬عن أبيخخه‪ ،‬قخخال‪ :‬كخخان رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه وآله إذا سمع الرعد والصواعق قال‪ :‬اللهم ل تقتلنا بغضبك‪ ،‬ول تهلكنخخا‬
‫بعذابك‪ ،‬وعافنا قبل ذلك‪ ،‬قال ابخخن عبخخاس‪ :‬مخخن سخخمع الرعخخد فقخخال " سخخبحان‬
‫الذي يسبح الرعد بحمده والملئكة من خيفته وهو على كل شخخئ قخخدير " فخخإن‬
‫أصابته صاعقة فعلي ذنبه )‪ " .(1‬والملئكة من خيفته " أي وتسبح الملئكخخة‬
‫من خيفة الخ تعخالى وخشخخيته‪ .‬قخال ابخن عبخاس‪ :‬إنهخخم خخائفون مخن الخ ليخس‬
‫كخوف ابن آدم‪ ،‬ل يعرف أحدهم من على يمينه ومن على يسخخاره‪ ،‬ل يشخخغله‬
‫عن عبادة ال طعام ول شراب ول شخخئ‪ " .‬ويرسخخل الصخخواعق فيصخخيب بهخخا‬
‫من يشاء " ويصرفها عمن يشاء‪ ،‬إل أنه حذف‪ ،‬ورووا عن أبي جعفر البخخاقر‬
‫عليه السلم أن الصواعق تصخخيب المسخخلم وغيخخر المسخخلم‪ ،‬ول تصخخيب ذاكخخرا‬
‫)انتهى( )‪ .(2‬وقال الرازي‪ :‬في قوله تعالى " ويسبح الرعد بحمخخده " أقخخوال‪:‬‬
‫الول أن الرعد اسم ملك من الملئكة‪ ،‬والصوت المسموع هخخو صخخوت ذلخخك‬
‫الملك بالتسبيح والتهليل‪ .‬عن ابن عباس أن اليهود سألت النبي صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم عن الرعد ما هو ؟ فقال‪ :‬ملك من الملئكة موكل بالسخخحاب‪ ،‬معخخه‬
‫مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث يشخخاء الخ تعخخالى‪ .‬قخخالوا‪ :‬فالصخخوت‬
‫الذي يسمع ؟ قال‪ :‬زجرة السحاب‪ .‬وعن الحسن أنه خلق من ال ليخخس بملخخك‪،‬‬
‫فعلى هذا القول الرعد اسم للملك الموكل بالسحاب وصوته تسبيح لخ تعخخالى‪،‬‬
‫وذلك الصوت أيضا مسمى بالرعد‪ ،‬ويؤكد هذا ما روي عن ابن عباس‪ :‬كان‬
‫إذا سمع الرعد قال‪ :‬سبحان الذي سبحت له‪ .‬وعن النبي صلى ال عليخخه وآلخخه‬
‫وسلم أن ال ينشئ السحاب فينطق أحسن المنطق‪ ،‬ويضحك أحسن الضخخحك‪،‬‬
‫فنطقه الرعد‪ ،‬وضحكه البرق‪ .‬واعلم أن هذا القول غيخخر مسخختبعد‪ ،‬وذلخخك لن‬
‫عند أهل السنة البنية ليست شرطا لحصول الحياة‪ ،‬فل يبعد من ال تعخخالى أن‬
‫يخلق الحياة والعلم والقدرة والنطق في أجزاء السخخحاب فيكخخون هخخذا الصخخوت‬
‫المسموع فعل له فكيف‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ديته‪ (2) .‬مجمع البيان‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪.283‬‬

‫]‪[358‬‬

‫يستبعد ذلك ونحن نرى أن السمندر يتولد في النار‪ ،‬والضفادع تتولد في السخخحاب )‪(1‬‬
‫والدودة العظيمة ربما تولدت في الثلوج القديمة ؟ وأيضخخا إذا لخخم يبعخخد تسخخبيح‬
‫الجبال في زمن داود عليه السلم ول تسبيح الحصى في زمخخن محمخخد صخخلى‬
‫ال عليه وآله وسلم فكيف يبعد تسبيح السحاب ؟ وعلى هذا القول فهخخذا الشخخئ‬
‫المسمى بالرعد ملك أو ليس بملك فيخخه قخخولن‪ :‬أحخخدهما أنخخه ليخخس بملخخك لنخخه‬
‫عطف عليه الملئكة‪ ،‬والثاني أنه ل يبعد أن يكون من جنس الملئكخخة وأفخخرد‬
‫بالخخذكر علخخى سخخبيل التشخخريف‪ .‬القخخول الثخخاني‪ :‬أن الرعخخد اسخخم لهخخذا الصخخوت‬
‫المخصوص‪ ،‬ومع ذلك فإن الرعد يسبح ل تعالى‪ ،‬لن التسبيح والتقديس وما‬
‫يجري مجراهما ليس إل وجود لفظ يدل على حصخول النزاهخة والتقخديس لخ‬
‫تعالى‪ ،‬فلما كان حدوث هذا الصوت دليل على وجود ]موجخخود[ متعخخال عخخن‬
‫النقص والمكان كان ذلك في الحقيقة تسبيحا وهو معنى قوله " وإن من شئ‬
‫إل يسبح بحمده "‪ .‬الثالث‪ :‬أن المخخراد مخخن كخخون الرعخخد مسخخبحا أن مخخن سخخمع‬
‫الرعد فإنه يسبح ال تعالى‪ ،‬فلهذا المعنى أضخخيف هخخذا التسخخبيح إليخخه‪ .‬الرابخخع‪:‬‬
‫مخخن كلمخخات الصخوفية‪ :‬الرعخد صخعقات الملئكخة‪ ،‬والخبرق زفخخرات أفئدتهخخم‪،‬‬
‫والمطر بكاؤهم‪ .‬ثم قال‪ :‬واعلخخم أن المحققيخخن مخخن الحكمخخاء يخخذكرون أن هخخذه‬
‫الثخخار العلويخخة إنمخخا تتخخم بقخخوى روحانيخخة فلكيخخة‪ ،‬فللسخخحاب روح معيخخن مخخن‬
‫الرواح الفلكية يدبره وكذ القول في الريخخاح وسخخائر ]الثخخار[ العلويخخة‪ .‬وهخخذا‬
‫غير ما نقلنا أن الرعد اسم الملك‪ .‬ثم قال‪ :‬أمر الصخخاعقة عجيخخب جخخدا‪ ،‬وذلخخك‬
‫لنها نار تتولد في السحاب‪ .‬فخإذا نزلخخت مخخن السخخحاب فربمخخا غاضخخت البحخخر‬
‫وأحرقت الحيتان تحت البحر ! والحكمخخاء بخخالغوا فخخي وصخخف قوتهخخا‪ .‬ووجخخه‬
‫الستدلل أن النار حارة يابسة‪ ،‬وطبيعتهخا ضخد طبيعخة السخخحاب‪ ،‬فخوجب أن‬
‫يكون طبيعتها في الحرارة واليبوسة أضعف من طبيعة النيران‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬في الماء البارد‪.‬‬

‫]‪[359‬‬

‫الحادثة عندنا على العادة‪ ،‬لكنه ليس المر كذلك‪ ،‬فإنها أقوى ]من[ نيران هخخذا العخخالم‪،‬‬
‫فثبت أن اختصاصها بمزيد تلك القوة لبد وأن يكون بسبب تخصيص الفاعل‬
‫المختار‪ " .‬وهم يجادلون في ال " أي هؤلء الكفار مخخع ظهخخور هخخذه الخخدلئل‬
‫يجادلون في الخخ‪ ،‬وهخخو يحتمخخل وجوهخخا‪ :‬أحخخدها أن يكخخون المخخراد الخخرد علخخى‬
‫الكافر الذي قال‪ :‬أخبرنا عن ربنا أمن نحاس أم حديد ؟ !‪ ...‬وثانيها أن يكخخون‬
‫المراد الرد على جدالهم في إنكار البعث وإبطال الحشر‪ ،‬وثالثها الخخرد عليهخخم‬
‫فخخي طلخخب سخخائر المعجخخزات ورابعهخخا الخخرد عليهخخم فخخي اسخختنزال عخخذاب‬
‫الستئصال‪ " .‬وهو شخخديد المحخال " المشخهور أن الميخخم أصخخلية وقيخل زائدة‪،‬‬
‫والمعنى‪ :‬شديد القوة‪ ،‬وقيل‪ :‬شديد المكر‪ ،‬وقيل‪ :‬شخخديد العقوبخخة‪ ،‬وقيخخل‪ :‬شخخديد‬
‫المغالبة وقيل‪ :‬شديد الجدال )‪ " .(1‬رزقا لكم " قخال البيضخخاوي‪ :‬أي تعيشخخون‬
‫به‪ ،‬وهو يشمل المطعخخوم والملبخخوس مفعخخول " أخخخرج " و " مخخن الثمخخرات "‬
‫بيان له أو حخخال عنخخه‪ ،‬ويحتمخخل عكخخس ذلخخك‪ ،‬و يجخخوز أن يخخراد بخخه المصخخدر‬
‫فينتصب بالعلة أو المصدر‪ ،‬لن " أخخخرج " فخخي معنخخى " رزق " )‪ " .(2‬إل‬
‫من استرق السمع " قال البيضاوي‪ :‬بدل مخخن كخخل شخخيطان‪ ،‬واسخختراق السخخمع‬
‫اختلسه سرا‪ ،‬شبه به خطفتهم اليسخيرة مخن قطخان السخخماوات لمخخا بينهخم مخن‬
‫المناسبة في الجوهر‪ ،‬أو بالستدلل من أوضخخاع الكخخواكب وحركاتهخخا‪ .‬وعخخن‬
‫ابن عباس أنهم كانوا ل يحتجبون عن السماوات فلما ولد عيسى عليه السخخلم‬
‫منعوا من ثلث سماوات‪ .‬فلما ولد محمد صلى ال عليه وآله وسلم منعوا مخخن‬
‫كلها بالشهب‪ ،‬ول يقدح فيه تكونها قبل المولخخد‪ ،‬لجخخواز أن يكخخون لهخخا أسخخباب‬
‫أخر‪ .‬وقيل‪ :‬الستثناء منقطع‪ ،‬أي ولكن من استرق السمع " فخخأتبعه شخخهاب "‬
‫أي فتبعه ولحقه شهاب " مبين " ظاهر للمبصرين‪ ،‬و‬
‫)‪ (1‬مفاتيح الغيب " ج ‪ ،5‬ص ‪ (2) .282‬أنوار التنزيل‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪.637‬‬

‫]‪[360‬‬

‫الشهاب شعلة نار سخخاطعة‪ ،‬وقخخد يطلخخق للكخخوكب والسخخنان لمخخا فيهمخخا مخخن الخخبريق )‪(1‬‬
‫)انتهخخى(‪ .‬وقخخال الخخرازي‪ :‬لقخخائل أن يقخخول‪ :‬إذا جخخوزتم فخخي الجملخخة أن يصخخعد‬
‫الشيطان إلى السماوات ويختلط بالملئكة ويسمع أخبارا من الغيوب عنهم ثخخم‬
‫إنها تنزل و تلقي تلك الغيوب فعلى هذا التقدير يجب أن يخخخرج الخبخخار عخخن‬
‫المغيبات عن كونه معجزا دليل على الصدق‪ .‬ول يقال‪ :‬إن ال خ تعخخالى أخخخبر‬
‫عن أنهم عجزوا عن ذلك بعد مولخخد النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه وسخخلم‪ .‬لنخخا‬
‫نقول‪ :‬هذا المعجز ل يمكن إثباته إل بعد القطع بكون محمخخد صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله وسلم رسول‪ ،‬والقطع بهذا ل يمكن إل بواسطة المعجز‪ ،‬وكون الخبخخار‬
‫عن الغيب معجزا ل يثبت إل بعد إبطال هذا الحتمخخال‪ ،‬وحينئذ يلخخزم الخخدور‪،‬‬
‫وهو باطل محال‪ .‬ويمكن أن يجاب عنه بأنا نثبت كون محمد صلى الخ عليخه‬
‫وآله وسلم رسول بسائر المعجزات ثم بعد العلم بنبخخوته نقطخخع بخأن الخ عجخخز‬
‫الشياطين عن تلقف الغيب بهذا الطريق وعند ذلك يصير الخبار عن الغيخخب‬
‫معجزا وحينئذ يندفع الدور )‪) (2‬انتهى(‪ .‬وأقخخول‪ :‬يمكخخن أن يقخخال‪ :‬يجخخب فخخي‬
‫لطف ال وحكمته أن ل يمكن الكاذب فخخي دعخخوى النبخخوة والمامخخة مخخن هخخذا‪،‬‬
‫وإل لزم الغراء بالقبيح ولو بالنسبة إلى العوام ولذا قيخخل‪ :‬ل تجخخري الشخعبذة‬
‫أيضا على يد المدعي الكاذب فتأمل‪ " .‬وإن من شئ إل عندنا خزائنه " قيخخل‪:‬‬
‫أي وما من شئ إل ونحن قادرون على إيجاده وتكوينه أضعاف ما وجد منه‪،‬‬
‫فضرب الخزائن مثل لقتداره‪ ،‬أو شبه مقدوراته بالشياء المخزونخخة الخختي ل‬
‫يحوج إخراجها إلى كلفة واجتهاد " وما ننزله " من تلك الخخخزائن " إل بقخخدر‬
‫معلوم " اقتضته الحكمة وتعلقت به المشية فخخإن تخصخخيص بعضخخها باليجخخاد‬
‫في بعض الوقخخات علخى بعخض الصخخفات والحخخالت لبخد لخخه مخخن مخصخص‬
‫حكيم‪ .‬وقال علي بن إبراهيم‪ :‬الخزانة الماء الذي ينزل من السماء‬

‫)‪ (1‬أنوار التنزيل‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ (2) .645‬مفاتيح الغيب‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪.386‬‬

‫]‪[361‬‬

‫فينبت لكل ضرب من الحيوان ما قدر ال له من الغخخذاء )‪ .(1‬وقخخال بعخخض المحققيخخن‪:‬‬


‫أقول‪ :‬الول كلم من خل من التحصيل‪ ،‬والثخخاني تمثيخخل للتقريخخب مخخن أفهخخام‬
‫الجمهور وتفسير في الظاهر‪ ،‬وأما في الباطن والتأويل فالخزائن عبارة عمخخا‬
‫كتبه القلخخم العلخخى أول علخخى الخخوجه الكلخخي فخخي لخخوح القضخخاء المحفخخوظ عخخن‬
‫التبديل‪ ،‬الذي منه يجري ثانيا على الوجه الجخخزئي فخخي لخوح القخخدر الخخذي فيخخه‬
‫المحو والثبات تدرجا على التنزل‪ ،‬فإلى الول أشخخير بقخخوله " وإن مخخن شخخئ‬
‫إل عندنا خزائنخه " وبقخوله " وعنخده أم الكتخاب " وإلخى الثخاني بقخوله " ومخا‬
‫ننزله إل بقدر معلوم " ومنه ينزل ويظهر فخخي عخخالم الشخخهادة‪ ،‬وعخخن السخخجاد‬
‫عليه السلم‪ :‬إن في العرش تمثال جميع ما خلق ال مخخن الخخبر والبحخخر‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫وهخذا تأويخل قخوله " وإن مخن شخئ اليخة " أراد عليخه السخلم بخه مخا ذكرنخاه‬
‫)انتهى(‪ " .‬وأرسلنا الرياح لواقح " قيل‪ :‬أي حوامل‪ ،‬شبه الريح الخختي جخخاءت‬
‫بخير من إنشاء سحاب ماطر بالحامل‪ ،‬كما شبه مال يكون كخخذلك بخخالعقيم‪ ،‬أو‬
‫ملقحات للشجر والسحاب‪ ،‬ونظيخخره الطخخوائح بمعنخخى المطيحخخات فخخي قخخوله "‬
‫ومختبط مما تطيح الطوائح "‪ " .‬فأسقيناكموه " أي فجعلناه لكخخم سخخقيا‪ ،‬يقخخال‪:‬‬
‫سقيته حتى روي‪ ،‬وأسقيته نهرا‪ ،‬أي جعلته شرابا له‪ " .‬وما أنتم لخخه بخخخازنين‬
‫" أي قادرين متمكنين من إخراجه نفى عنهم ما أثبته لنفسه‪ ،‬أو حخخافظين فخخي‬
‫الغدران والعيون والبار‪ ،‬وذلك أيضا يدل على المدبر الحكيم‪ ،‬كما يدل عليه‬
‫حركة الهواء فخخي بعخخض الوقخخات مخخن بعخخض الجهخخات علخخى وجخخه ينتفخخع بخخه‬
‫الناس‪ ،‬فإن طبيعة الماء تقتضي الغور‪ ،‬فوقخخوفه دون حخخد لبخخد لخخه مخخن سخخبب‬
‫مخصص‪ " .‬لكم منه شراب " قيل‪ :‬أي ما تشربونه‪ ،‬و " لكم " صلة " أنخخزل‬
‫" أو خبر " شراب " و " من " تبعيضية متعلقة بخخه‪ ،‬وتقخخديمها يخخوهم حصخخر‬
‫المشروب فيه‪ ،‬ول بأس بخخه‪ ،‬لن ميخخاه العيخخون والبخخار منخخه‪ ،‬لقخخوله " فسخخلكه‬
‫ينابيع " وقوله " فأسكناه في الرض "‪.‬‬

‫)‪ (1‬تفسير القمي‪.350 :‬‬

‫]‪[362‬‬

‫" ومنه شجر " أي ومنه يكون شجر‪ ،‬يعني الشجر الذي يرعاه المواشي‪ ،‬و قيخخل‪ :‬كخخل‬
‫مخخا ينبخخت علخخى الرض شخخجر " فيخخه تسخخيمون " أي ترعخخون مواشخخيكم‪ ،‬مخخن‬
‫سامت الماشية وأسامها صاحبها‪ ،‬وأصلها السومة وهي العلمة‪ ،‬لنهخخا تخخؤثر‬
‫بالرعي علمات‪ " .‬فأحيى به الرض بعد موتها " أنبخخت فيهخخا أنخخواع النبخخات‬
‫بعخد يبسخها " لقخوم يسخمعون " أي سخماع تخدبر وإنصخاف‪ " .‬وتخرى الرض‬
‫هامدة " أي ميتة يابسة‪ ،‬من همدت النخخار إذا صخخارت رمخخادا " اهخختزت " أي‬
‫تحركت بالنبات " وربت " أي انتفخت " وأنبتت " على المجخخاز لن المنبخخت‬
‫هو ال تعالى " من كل زوج " أي من كل نوع مخخن أنخخواع النبخخات " بهيخخج "‬
‫البهجة‪ :‬حسن الشئ ونضارته‪ ،‬والبهيج بمعنى المبهج‪ ،‬قال المبرد‪ :‬هو الشخخئ‬
‫المشرق الجميل‪ " .‬ألخم تخر " أي ألخم تعلخم‪ ،‬وقيخل‪ :‬المخراد الرؤيخة بالبصخر "‬
‫فتصبح الرض " إنما لم يقل أصبحت ليدل على بقاء ]أثر[ المطر زمانا بعد‬
‫زمان‪ ،‬وإنما لم ينصب جوابا للستفهام‪ ،‬لنه لو نصب لعطى عكس ما هخخو‬
‫الغرض‪ ،‬لن معناه إثبات الخضرار فينقلب بالنصب إلى نفي الخضخخرار "‬
‫إن ال لطيف " يصل علمه أو لطفه إلى كل ما جخل ودق " خخبير " بالتخدابير‬
‫الظاهرة والباطنخخة‪ " .‬وأنزلنخخا مخخن السخخماء مخخاء " قخخال الخخرازي‪ :‬مخخن قخخال إن‬
‫المراد بالسماء السحاب قال إن الخ تعخخالى أصخخعد الجخخزاء المائيخخة مخخن قعخخر‬
‫الرض ومخخن البحخخار إلخخى السخخماء حخختى صخخارت عذبخخة صخخافية بسخخبب ذلخخك‬
‫التصخخعيد‪ ،‬ثخم إن تلخك الخذرات تخأتلف وتتكيخف )‪ (1‬ثخم ينزلخخه الخ علخخى قخخدر‬
‫الحاجة إليه‪ ،‬ولول ذلك لخخم ينتفخع بتلخك الميخاه لتفرقهخا فخخي قعخر الرض‪ ،‬ول‬
‫بماء البحر لملوحته‪ ،‬ولنه ل حيلة في إجراء مياه البحار على وجه الرض‪،‬‬
‫لن البحار هي الغاية في العمق‪ .‬وهذه الوجوه إنما يتمحلها من ينكخخر الفاعخخل‬
‫المختار‪ ،‬وأما من أقر به فل حاجخخة لخخه إلخخى شخخئ منهخخا‪ " .‬بقخخدر " أي بتقخخدير‬
‫يسلمون معخخه مخخن المضخخرة ويصخخلون بخخه إلخخى المنفعخخة فخخي الخخزرع والغخخرس‬
‫والشرب‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬تتكون‪.‬‬

‫]‪[363‬‬

‫وبمقدار ما علمنا من حاجاتهم ومصالحهم‪ " .‬فأسكناه في الرض " قيل‪ :‬جعلنخخاه ثابتخخا‬
‫في الرض‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬أنزل ال تعالى من الجنة خمسة أنهار‪ :‬سخخيحون‬
‫وجيحون‪ ،‬ودجلة‪ ،‬والفرات‪ ،‬والنيل‪ ،‬ثم يرفعها عند خروج يخخأجوج ومخخأجوج‬
‫ويرفع أيضا القرآن‪ " .‬وإنا علخخى ذهخخاب بخخه لقخخادرون " أي كمخخا قخخدرنا علخخى‬
‫إنزاله نقدر على رفعه وإزالته‪ .‬ولما نبه سبحانه على عظم نعمته بخلق المخخاء‬
‫ذكر بعده النعم الحاصلة من الماء فقخخال‪ " :‬فأنشخخأنا لكخخم بخخه جنخخات مخخن نخيخخل‬
‫وأعناب " وإنما خصهما لكثرة منافعهما‪ ،‬فإنهما يقومخخان مقخخام الطعخخام ومقخخام‬
‫الدام ومقام الفاكهة رطبا ويابسا‪ .‬وقخخوله " لكخخم فيهخخا فخخواكه كخخثيرة " أي فخخي‬
‫الجنات‪ ،‬فكما أن فيها النخيل والعناب فيها الفواكه الكخخثيرة‪ ،‬وقخخوله " ومنهخخا‬
‫تأكلون " قال الزمخشخخري يجخخوز أن يكخخون هخخذا مخخن قخخولهم‪ :‬فلن يأكخخل مخخن‬
‫حرفة يحترفها‪ ،‬ومن صنعة فعلها يعنخخون أنهخخا طعمتخخه وجهتخخه الخختي يحصخخل‬
‫منها رزقه‪ ،‬كأنه قال‪ :‬وهذه الجنات وجوه أرزاقكم ومعاشكم منها تتعيشون )‬
‫‪ " .(1‬ألم تر " بعين عقلك ولم تعلم " أن ال يزجي سحابا " أي يسوقه‪ ،‬ومنه‬
‫البضاعة المزجاة‪ ،‬فإنها يزجيها كل أحد " ثم يؤلف بينخخه " بخخأن يكخخون قزعخخا‬
‫فيضخخم بعضخخها إلخخى بعخض‪ ،‬وبهخخذا العتبخخار صخخح " بينخه " إذ المعنخخى‪ :‬بيخن‬
‫أجزائه " ثم يجعله ركاما " أي متراكما بعضه على بعض " فخخترى الخخودق "‬
‫أي المطر " يخرج من خلله " أي من فتوقه جمخخع خلخخل كجبخخال فخخي جبخخل "‬
‫وينزل من السماء " قيل‪ :‬أي من الغمخخام وكخخل مخخا علك فهخخو سخخماؤك " مخخن‬
‫جبال فيها من برد " قيل‪ :‬أي قطع عظام تشبه الجبال في عظمها أو جمودهخخا‬
‫" من برد " بيان للجبال والمفعول محذوف أي ينخزل حينئذ مخاء مخن السخماء‬
‫من جبال‪ ،‬ويجوز أن تكخخون " مخخن " الثانيخخة والثالثخخة للتبعيخخض واقعخخة موقخخع‬
‫المفعول‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد بالسماء المظلة وفيها جبال من بخخرد كمخخا فخخي الرض‬
‫جبال من حجر‪ ،‬وعليه ظواهر كثير من الخبخار ولخخم يخدل دليخل قخاطع علخخى‬
‫نفيه‪ .‬قال الرازي‪ :‬قال أهل الطبائع إن تكون السحاب والمطر والثلج‬

‫)‪ (1‬مفاتيح الغيب‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪.278‬‬

‫]‪[364‬‬

‫والبرد والطل والصقيع في أكثر المر يكون من تكاثف البخار‪ ،‬وفي القل من تكاثف‬
‫الهواء‪ ،‬أما الول فالبخار الصاعد إن كان قليل وكان في الهواء من الحرارة‬
‫ما يحلل ذلك البخار فحينئذ ينحل وينقلب هخخواء‪ ،‬وأمخخا إن كخخان البخخخار كخخثيرا‬
‫ولم يكن في الهواء من الحرارة ما يحلله فتلك البخرة المتصاعدة إما أن تبلغ‬
‫في صعودها إلى الطبقخخة البخخاردة مخخن الهخخواء أو ل تبلخخغ‪ ،‬فخإن بلغخخت فإمخخا أن‬
‫يكون البرد قويا أو ل يكون‪ ،‬فإن لم يكن البرد هناك قويا تكاثف ذلخخك البخخخار‬
‫بخخذلك القخخدر مخخن الخخبرد واجتمخخع وتقخخاطر‪ ،‬فالبخخخار المجتمخخع هخخو السخخحاب‬
‫والمتقاطر هو المطر‪ ،‬والديمة والوابل إنما يكون من أمثال هذه الغيوم‪ ،‬وأمخخا‬
‫إن كان البرد شديدا فل يخلو إما أن يصل الخخبرد إلخخى الجخخزاء البخاريخخة قبخخل‬
‫اجتماعها وانحللها أو بعد صخخيرورتها كخخذلك‪ ،‬فخخإن كخخان علخخى الخخوجه الول‬
‫نزل ثلجا‪ ،‬وإن كان على الوجه الثاني نزل بردا‪ ،‬وأما إذا لم تبلغ البخرة إلى‬
‫الطبقة الباردة فهي إما أن تكون قليلة أو تكون كثيرة‪ ،‬فإن كخخانت كخخثيرة فهخخي‬
‫تنعقد سحابا ماطرا وقد ل تنعقد‪ ،‬أما الول فذاك لحد أسخخباب خاصخخة‪ :‬أولهخخا‬
‫إذا منع هبخخوب الريخخاح عخخن تصخخاعد تلخخك البخخخرة وثانيهخخا أن تكخخون الريخخاح‬
‫ضاغطة لها إلى اجتمخاع بسخبب وقخوف جبخال قخدام الريخح وثالثهخا أن تكخون‬
‫هناك رياح متقابلة متصادفة فتمنع صعود البخرة حينئذ ورابعها أن يعرض‬
‫للجزء المتقدم وقوف لثقله وبطء حركته ثم تلتصق به سائر الجخخزاء الكخخثيرة‬
‫المدد وخامسها لشدة برد الهواء القريب من الرض فقد يشاهد البخار يصخخعد‬
‫في الجبخخال صخخعودا يسخخيرا حخختى كخخأنه مكبخخة موضخخوعة علخخى وهخخدة ويكخخون‬
‫الناظر إليها فوق تلك الغمامة‪ ،‬والذين يكونون تحت الغمامة يمطرون والذين‬
‫يكونون فوقها يكونون في الشمس‪ ،‬أما إذا كانت البخرة القليلة الرتفاع قليلة‬
‫لطيفة فإذا ضربها برد الليل وكثفها وعقدها ما يكون محسوسا ونزول نخخزول‬
‫متفرقا ل يحس به إل عند اجتماع شئ يعتد به‪ ،‬فخخإن لخخم يجمخخد كخخان طل وإن‬
‫جمد كان صقيعا‪ ،‬ونسبة الصقيع إلى الطل نسخخبة الثلخخج إلخخى المطخخر‪ .‬وإمخخا أن‬
‫يكون ]السحاب[ من انقباض الهواء‪ ،‬وذلك عند ما يبرد الهواء و‬

‫]‪[365‬‬
‫ينقبض‪ ،‬وحينئذ تحصل منه القسام المذكورة‪ .‬والجخخواب‪ :‬أنخخا لمخخا دللنخخا علخخى حخخدوث‬
‫الجسام وتوسلنا بذلك إلى كونه سبحانه قادرا مختارا يمكنه إيجاد الجسام لم‬
‫يمكنا القطع بما ذكرتموه‪ ،‬لحتمال أنه سبحانه خلق أجزاء السخخحاب دفعخخة ل‬
‫بالطريق الذي ذكرتموه‪ ،‬وأيضا فهخخب أن المخخر كمخخا ذكرتخخم ولكخخن الجسخخام‬
‫بالتفاق ممكنة في ذواتها ولبد لها من مؤثر ثم إنها متماثلة فاختصخخاص كخخل‬
‫واحد منها بصفته المعينة من الصعود والهبوط و اللطافة والكثافة والحخخرارة‬
‫والبرودة لبد له من مخصص‪ ،‬فخخإذا كخخان هخخو سخخبحانه خالقخخا لتلخخك الطبخخائع‪،‬‬
‫وتلك الطبائع مؤثرة في هذه الحوال‪ ،‬وخخخالق السخخبب خخخالق المسخخبب‪ ،‬فكخخان‬
‫سبحانه هو الذي يزجي سحابا‪ ،‬لنه هو الذي خلق تلك الطبائع المحركة لتلك‬
‫البخرة مخخن بخخاطن الرض إلخخى جخخو الهخخواء‪ ،‬ثخخم تلخخك البخخخرة ترادفخخت فخخي‬
‫صعودها والتصق بعضها بالبعض‪ ،‬فهو سبحانه هو الذي جعله ركاما‪ ،‬فثبت‬
‫أنه على جميع التقديرات وجه الستدلل بهذه الشياء علخخى القخخدرة والحكمخخة‬
‫ظخخاهر بيخخن )‪) (1‬انتهخخى(‪ " .‬فيصخخيب بخخه مخخن يشخخاء ويصخخرفه عمخخن يشخخاء "‬
‫الضميران للبرد والصابة بإهلك الزرع والمال‪ ،‬وقد يهلك النفخس أيضخا "‬
‫يكخخاد سخخنابرقه " أي يقخخرب ضخخوء بخخرق السخخحاب أن " يخخذهب بالبصخخار "‬
‫أبصار الناظرين إليه من فرط الضاءة " يقلب ال الليل والنهخخار " بالمعاقبخخة‬
‫بينهما أو بنقص أحخخدهما وزيخخادة الخخخر‪ ،‬أو بتغييخخر أحوالهمخخا بخخالحر والخخبرد‬
‫والظلمة والنور‪ ،‬أو ما يعم ذلك " إن في ذلك " أي في ما تقدم ذكره " لعخخبرة‬
‫لولي البصار " أي لولي البصائر والعقخخول‪ :‬لخدللته علخى وجخود الصخخانع‬
‫القديم وكمال قخخدرته وإحاطخخة علمخخه ونفخخاذ مشخخيته وتنزهخخه عخخن الحاجخخة ومخخا‬
‫يفضي إليها لمن يرجع إلى بصيرة‪ " .‬بشرا " قرأ عاصم بالبخخاء المضخخمومة‪،‬‬
‫أي مبشخخرات جمخخع بشخخور‪ ،‬وابخخن عخخامر بخخالنون والسخخكون‪ ،‬أي ناشخخرات‬
‫للسحاب‪ ،‬والكسائي بفتح النون مصدرا " بين‬

‫)‪ (1‬مفاتيح الغيب‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪(*) .419‬‬

‫]‪[366‬‬

‫يدي رحمته " أي المطر كما مر‪ " .‬ماء طهورا " أي مطرا‪ ،‬وهو اسم لما يتطهخخر بخخه‬
‫كالوضوء والوقود‪ ،‬وقيل‪ :‬بليغا في الطهارة " لنحيي به بلدة ميتخخا " بالنبخخات‪،‬‬
‫والتخخذكير لن " البلخخدة فخخي معنخخى البلخخد " وأناسخخي كخخثيرا " قيخخل‪ :‬يعنخخي أهخخل‬
‫البوادي الذين يعيشون بالحياء‪ ،‬ولذلك نكخر النعخام والناسخي‪ ،‬وتخصيصخهم‬
‫لن أهل المدن والقرى يقيمون بقرب النهار والمنابع‪ ،‬فبهم )‪ (1‬وبما حولهم‬
‫من النعام غنية عن سقي السماء‪ " .‬ولقد صخرفناه بينهخم " قخال البيضخاوي‪::‬‬
‫أي صرفنا هذا القول بين الناس في القرآن وسائر الكتب‪ ،‬أو المطر بينهم في‬
‫البلدان المختلفة‪ ،‬والوقات المتغخخايرة والصخخفات المتفاوتخخة‪ ،‬مخخن وابخخل وطخخل‬
‫وغيرهما وعن ابن عباس‪ :‬ما عام أمطر من عخخام‪ ،‬ولكخخن الخ قسخخم ذلخخك بيخخن‬
‫عباده على ما شاء‪ ،‬وتل هذه الية‪ .‬أو في النهار أو في المنابع " ليخخذكروا "‬
‫أي ليتفكروا ويعرفوا كمال القدرة وحق النعمة في ذلخخك ويقومخخوا بشخخكره‪ ،‬أو‬
‫ليعتبروا بالصرف عنهم وإليهم " فأبى أكثر الناس إل كفورا " أي إل كفخران‬
‫النعمة وقلة الكتراث لها أو جحودها بأن يقولوا‪ :‬مطرنخخا بنخخوء كخخذا‪ ،‬ومخخن ل‬
‫يرى المطار إل من النواء كان كافرا‪ ،‬بخلف من يرى أنها مخخن خلخخق ال خ‬
‫والنواء وسائط أو أمارات يجعله )‪ (2‬ال تعخخالى‪ " .‬فأنبتنخخا‪ " :‬عخخدل بخخه عخخن‬
‫الغيبخخة إلخخى التكلخخم لتأكيخخد اختصخخاص الفعخخل بخخذاته‪ ،‬و التنخخبيه علخخى أن إنبخخات‬
‫الحدائق البهية )‪ (3‬المختلفة النواع المتباعدة الطبائع من المواد المتشابهة ل‬
‫يقدر عليه غيره تعالى كما أشار إليه بقوله " ما كان لكم أن تنبتخخوا شخخجرها "‬
‫أي شجر الحدائق ‪ -‬وهي البساتين ‪ -‬من الحداق وهو الحاطة " من السخخماء‬
‫والرض " أي بأسباب سخخماوية وأرضخخية‪ " .‬يريكخخم الخخبرق " مقخخدر بخخأن‪ ،‬أو‬
‫الفعل فيه منزل منزلة المصدر كقولهم " تسمع‬

‫)‪ (1‬فبها )ظ(‪ (2) .‬يجعلها )ظ(‪ (3) .‬الظهر " التهيجة "‪.‬‬

‫]‪[367‬‬

‫بالمعيدي خير من أن تراه " أو صفة لمحذوف تقديره‪ :‬آية يريكم بها البرق " خوفخخا "‬
‫من الصاعقة وللمسافر " وطمعا " في الغيث وللمقيم " فيبسطه " أي متصل‬
‫تارة في السماء أو )‪ (1‬في سمتها " كيف يشاء " سائرا وواقفا‪ ،‬مطبقا وغيخخر‬
‫مطبق‪ ،‬من جانب دون جانب إلى غير ذلك " ويجعله كسفا " أي قطعخخا تخخارة‬
‫أخرى " فترى الودق " أي المطر " يخرج من خلله " فخخي التخخارتين " فخخإذا‬
‫أصاب به من يشاء من عباده " يعني بلدهم وأراضيهم " إذا هم يستبشخخرون‬
‫" بمجئ الخصب " أن ينزل عليهم " أي المطر " من قبلخخه " تكريخخر للتأكيخخد‬
‫والدللة على تطاول عهخخدهم بخخالبطر واسخختحكام يأسخخهم )‪ (2‬وقيخخل‪ :‬الضخخمير‬
‫للمطر أو السحاب أو الرسال " لمبلسين " أي لبسين قانطين‪ " .‬فانظر إلخخى‬
‫آثار رحمة ال " أي أثر الغيث من النبات والشخجار وأنخواع الثمخخار‪ ،‬ولخخذلك‬
‫جمعه ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص " إن ذلك " يعني الذي قخخدر علخخى‬
‫إحياء الرض بعد موتهخخا " لمحيخخي المخخوتى " لقخخادر علخخى إحيخخائهم " فخخرأوه‬
‫مصخخفرا " أي فخخرأوا الثخخر أو الخخزرع فخخإنه مخخدلول عليخخه بمخخا تقخخدم‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫السحاب‪ ،‬لنه إذا كان مصخفرا لخم يمطخر‪ ،‬واللم مخوطئة للقسخم دخلخت علخى‬
‫حرف الشرط‪ ،‬وقوله " لظلوا " ]جواب[ سد مسد الجزاء‪ " .‬من كخخل زوج "‬
‫أي صنف " كريم " أي كخخثير المنفعخخة " فتخخثير سخخحابا " علخخى حكايخخة الحخخال‬
‫الماضية استحضارا لتلك الصورة البديعة الدالخخة علخخى كمخخال الحكمخخة‪ ،‬و لن‬
‫المخخراد بيخخان إحخخداثها بهخخذه الخاصخخية ولخخذلك أسخخنده إليهخخا‪ ،‬ويجخخوز أن يكخخون‬
‫اختلف الفعخخال للدللخخة علخخى اسخختمرار المخخر " فأحيينخخا بخخه الرض " أي‬
‫بالمطر النازل منه‪ ،‬وذكر السحاب كذكره‪ ،‬أو بالسحاب فإنه سبب السبب‪ ،‬أو‬
‫الصائر مطرا " بعد موتها " أي بعد يبسها " كذلك النشور " أي مثخخل إحيخخاء‬
‫المخخوات نشخخور المخخوات فخخي صخخحة المقدوريخخة‪ ،‬إذ ليخخس بينهمخخا إل احتمخخال‬
‫اختلف المادة في المقيس‪ ،‬وذلك ل مدخل له فيها‪ ،‬وقيل‪ :‬فخخي كيفيخخة الحيخخاء‬
‫فإنه تعالى يرسل ماء من تحت العرش ينبت منه )‪ (3‬أجساد الخلق‪.‬‬

‫)‪ (1‬أي )خ(‪ (2) .‬بأسهم )خ(‪ (3) .‬به )خ(‪.‬‬

‫]‪[368‬‬

‫" إل مخخخن خطخخخف الخطفخخخة " الخطخخخف الختلس‪ ،‬والمخخخراد اختلس كلم الملئكخخخة‬
‫مسارقة‪ ،‬و " أتبع " بمعنى تبع‪ ،‬و " الشهاب " ما يخخرى كوكبخخا انقخخض‪ ،‬ومخخا‬
‫قيل إنه بخار يصعد إلى الثير فيشتعل فتخمين إن صح لم يناف ذلك‪ ،‬إذ ليس‬
‫فيه ما يدل على أنه ينقض من الفلك‪ ،‬ول في قوله تعالى " ولقد زينخخا السخخماء‬
‫الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين " فإن كخخل نيخخر يحصخخل فخخي الجخخو‬
‫العالي فهو مصباح لهل الرض وزينة للسماء من حيث إنه يرى كأنه علخخى‬
‫سخخطحه‪ ،‬ول يبعخخد أن يصخخير الحخخادث لمخخا ذكخخر فخخي بعخخض الوقخخات رجمخخا‬
‫للشياطين يتصعد إلخى قخرب الفلخك للتسخمع‪ ،‬ومخا روي أن ذلخك حخدث بميلد‬
‫النبي صخلى الخ عليخه وآلخه إن صخح فلعخل المخراد كخثرة وقخوعه أو مصخيره‬
‫دحورا‪ ،‬واختلخخف فخخي أن المرجخخوم يتخخأذى بخخه فيرجخخع أو يحخخرق بخخه لكخخن قخخد‬
‫يصخخيب الصخخاعد مخخرة وقخخد ل يصخخيب كخخالموج لراكخخب السخخفينة‪ ،‬ولخخذلك ل‬
‫يرتدعون ]عنه[ رأسا‪ .‬ول يقال‪ :‬إن الشيطان من النار فل يحترق‪ ،‬لنه ليس‬
‫من النار الصرف كما أن النسان ليخخس مخخن الخختراب الخخخالص‪ ،‬مخخع أن النخخار‬
‫القوية إذا استولت على الضعيفة استهلكتها‪ " .‬ثخاقب " أي مضخئ كخأنه يثقخب‬
‫الجو بضوئه‪ " .‬أنزل من السماء ماء " قال الرازي‪ :‬وهو المطر‪ ،‬وقيل‪ :‬كخخل‬
‫ماء كان في الرض فهو من السماء‪ ،‬ثم إنه تعالى ينزله إلى بعض المواضع‬
‫ثم يقسمه " فسلكه ينابيع في الرض " أي فأدخله ونظمه ينخخابيع فخخي الرض‬
‫عيونا ومسالك ومجاري كالعروق في الجسام " ثم يخرج بخخه زرعخخا مختلفخخا‬
‫ألوانه " من خضرة وحمرة وصفرة وبياض وغيخخر ذلخخك‪ ،‬أو مختلفخخا أصخنافه‬
‫من بر وشعير وسمسم " ثم يهيج " وذلك لنه إذا تم جفافه جاز له أن ينفصل‬
‫من منابته وإن لم تتفرق أجخخزاؤه‪ ،‬فتلخخك الجخخزاء كأنهخخا هخاجت للتفخخرق " ثخخم‬
‫يصير حطامخخا " فتاتخخا )‪ " (1‬إن فخخي ذلخخك لخخذكرى‪ :‬يعنخخي أن مخخن شخخاهد هخخذه‬
‫الحوال في النبات علم أن أحوال الحيوان والنسخخان كخخذلك‪ ،‬وأنخخه وإن طخخال‬
‫عمره فلبد له من النتهخخاء إلخخى أن يصخخير مصخخفر اللخخون منحطخخم العضخخاء‬
‫والجزاء‪ ،‬ثم‬

‫)‪ (1‬في المفاتيح‪ :‬يابسا‪.‬‬


‫]‪[369‬‬

‫عاقبته )‪ (1‬الموت فإذا كانت مشاهدة هذه الحوال في النبات مذكرة حصول مثل هخخذه‬
‫الحوال في نفسه وفي حيخخاته فحينئذ تعظخخم نفرتخخه مخخن الخخدنيا وطيباتهخخا‪ .‬قخخال‬
‫الواحدي‪ :‬الينابيع جمع ينبوع وهو يفعول من نبع‪ ،‬وهو نصب بنزع الخافض‬
‫كان التقدير‪ :‬فسلكه في ينابيع " ثخخم يهيخخج " أي يخضخخر‪ ،‬والحطخخام‪ :‬مخخا تفتخخت‬
‫وتكسخخر مخخن النبخخت )‪) (2‬انتهخخى(‪ " .‬مخخن السخخماء رزقخخا " أي أسخخباب رزق‬
‫كالمطر " ينزل الغيث " قال البيضاوي‪ :‬أي المطر الذي يغيثهم من الجدب "‬
‫ولذلك خص بالنافع منها " من بعد ما قنطوا " أيسوا منه " وينشخخر رحمتخخه "‬
‫في كل شئ من السهل والجبل والنبات والحيوان " وهو الولي " الذي يتخخولى‬
‫عباده بإحسانه ونشر رحمته " الحميد " المسخختحق للحمخخد علخخى ذلخخك )‪" .(3‬‬
‫ماء بقدر " أي بمقدار ينفع ول يضر " فأحيينا به بلدة ميتا " مال عنه النمخخاء‬
‫" كذلك " مثل ذلك النشاء " تخرجون " تنشرون من قبوركم‪ " .‬من رزق "‬
‫أي من مطر وسماه رزقا لنه سببه " بعخخد موتهخخا " بعخخد يبسخخها " وتصخخريف‬
‫الريخخاح " بخخاختلف جهاتهخخا وأحوالهخخا‪ " .‬مخخاء مباركخخا " أي كخخثير المنخخافع "‬
‫فأنبتنا به جنات " أي أشجارا وثمارا )‪ " (4‬وحب الحصيد " أي حب الخخزرع‬
‫الخخذي مخخن شخخأنه أن يحصخخد كخخالبر والشخخعير " والنخخخل باسخخقات " طخخوال أو‬
‫حوامل‪ ،‬من أبسقت الشاة إذا حملت‪ ،‬فيكون مخخن أفعخخل فهخخو فاعخخل‪ .‬وإفرادهخخا‬
‫بالذكر لفرط ارتفاعها وكثرة منافعها " لها طلع نضخخيد " أي منضخخود بعضخخه‬
‫فوق بعض‪ ،‬والمراد تراكم الطلع أو كثرة ما فيه مخخن التمخخر " رزقخخا للعبخخاد "‬
‫علة لنبتنا أو مصدر‪ ،‬فإن النبات رزق " وأحيينا به بلدة ميتا " أي أرضا‬

‫)‪ (1‬عاقبة )خ(‪ (2) .‬مفاتيح الغيخخب‪ :‬ج ‪ ،7‬ص ‪ (3) .249‬أنخخوار التنزيخخل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص‬
‫‪ (4) 399‬أثمارا )خ(‪.‬‬

‫]‪[370‬‬

‫جدبة ل نماء فيها " كذلك الخروج " كما حييت هذه البلدة يكون خروجكخخم أحيخخاء بعخخد‬
‫موتكم‪ " .‬والذاريات ذروا " قال الطبرسي ‪ -‬ره ‪ :-‬روي أن ابن الكواء سخخأل‬
‫أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم وهخخو يخطخخب علخخى المنخخبر فقخخال‪ :‬مخخا الخخذاريات‬
‫ذروا ؟ قال‪ :‬الرياح قال‪ :‬فالحاملت وقرا ؟ قال‪ :‬السخخحاب‪ ،‬قخخال‪ :‬فالجاريخخات‬
‫يسرا ؟ قال‪ :‬السفن ؟ قال‪ :‬فالمقسمات أمرا ؟ قال‪ :‬الملئكة‪ .‬وروي ذلخخك عخخن‬
‫ابن عباس ومجاهد فالذاريات‪ :‬الرياح تذور التراب وهشيم النبخخت أي تفرقخخه‪،‬‬
‫فالحاملت‪ :‬السحاب تحمل ثقل من الماء من بلد فتصير وموقرة بخه‪ ،‬والخوقر‬
‫‪ -‬بالكسر ‪ :-‬ثقل الحمل على ظهر أو في بطن )‪ " (1‬فالجاريخخات يسخخرا " أي‬
‫السفن تجري في الماء جريا سخخهل إلخخى حيخخث سخخيرت‪ ،‬وقيخخل‪ :‬هخخي السخخحاب‬
‫تجري يسخخيرا إلخخى حيخخث سخيرها الخ مخخن البقخخاع وقيخل‪ :‬هخي النجخوم السخخبعة‬
‫السيارة " فالمقسمات أمرا " الملئكة يقسخخمون المخخور بيخخن الخلخخق علخخى مخخا‬
‫أمروا به‪ ،‬أقسم ال تعالى بهذه الشياء لكثرة ما فيها مخخن المنخخافع للعبخخاد ولمخخا‬
‫تضمنته من الدللة على وحدانيخخة الخ تعخخالى وبخخدائع صخخنعه‪ ،‬وقيخخل‪ :‬التقخخدير‬
‫القسخخم بخخرب هخخذه الشخياء )‪) (2‬انتهخى(‪ " .‬بمخخاء منهمخر " أي منصخخب‪ ،‬قخال‬
‫الرازي‪ :‬المراد من الفتح والبواب والسماء إما حقائقها فنقول‪ :‬للسماء أبواب‬
‫تفتح وتغلق ول استبعاد فيه‪ ،‬وهخو علخى طريقخة السختعارة‪ ،‬فخإن الظخاهر أن‬
‫الماء كان من السحاب‪ ،‬وعلى هذا فهو كما يقخخول القخخائل فخخي المطخخر الوابخخل‪:‬‬
‫جرت ميازيب السماء‪ ،‬وفتح أفواه القرب‪ ،‬أي كأنه كخخان ذلخخك )‪ " .(3‬أفرأيتخخم‬
‫الماء الخخذي تشخخربون " قخخال البيضخخاوي‪ :‬أي العخخذب الصخخالح للشخخرب‪ " .‬مخخن‬
‫المزن " أي من السحاب‪ ،‬وقيخخل‪ :‬هخخو السخخحاب البيخخض ومخخاؤه أعخخذب‪ " .‬أم‬
‫نحن‬

‫)‪ (1‬في المجمع‪ :‬الخخوقر ثقخخل الذن‪ (2) .‬مجمخخع البيخخان‪ :‬ج ‪ ،9‬ص ‪ (3) .152‬مفاتيخخح‬
‫الغيب‪ :‬ج ‪ ،7‬ص ‪.786‬‬

‫]‪[371‬‬

‫المنزلون " بقدرتنا‪ " .‬جعلناه أجاجا " أي مالحا " فلول تشخخكرون " أمثخخال هخخذه النعخخم‬
‫الضخخخرورية )‪ " .(1‬لسخخخقيناهم مخخخاء غخخخدقا " أي لوسخخخعنا عليهخخخم الخخخرزق‪،‬‬
‫وتخصيص الماء الغدق وهو الكثير بالذكر لنه أصل المعاش والسعة‪ ،‬وعزة‬
‫وجوده بين العرب )‪ .(2‬أقول‪ :‬سيأتي تفسخخير بخخاقي السخخورة فخخي بخخاب الجخخن‪،‬‬
‫وفيه ما يناسب هذا الباب‪ - 1 .‬تفسير علي بن إبراهيم‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحكم‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن أبي بكر الحضرمي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬خرج هشام بن عبد الملك حاجا معه البرش الكلبي‪ ،‬فلقيا أبا عبد‬
‫ال في المسجد الحرام‪ ،‬فقال هشام للبرش‪ :‬تعرف هخخذا ؟ قخخال‪ :‬ل‪ ،‬قخخال هخخذا‬
‫الذي تزعم الشيعة أنه نبي من كثرة علمه فقال البرش‪ :‬لسألنه عن مسألة ل‬
‫يجيبني فيها إل نبي أو وصي نبي‪ .‬فقال هشام‪ :‬وددت أنخخك فعلخخت ذلخك‪ .‬فلقخي‬
‫البرش أبا عبد ال عليه السلم فقال‪ :‬يا أبا عبد ال ! أخبرني عن قول الخخ "‬
‫أولم ير الذين كفروا أن السماوات والرض كانتخخا رتقخخا ففتقناهمخخا " )‪ (3‬فمخخا‬
‫كان رتقهما وما كان فتقهما ؟ فقال أبو عبد ال عليه السخخلم‪ :‬يخخا أبخخرش ! هخخو‬
‫كما وصف نفسه كان عرشخخه علخخى المخخاء‪ ،‬والمخخاء علخخى الهخخواء‪ ،‬والهخخواء ل‬
‫يحد‪ ،‬ولم يكن يومئذ خلق غيرهما‪ ،‬والماء يخخومئذ عخخذب فخخرات‪ ،‬فلمخخا أراد أن‬
‫يخلق الرض أمر الرياح فضربت الماء حتى صخار موجخا‪ ،‬ثخم أزبخد فصخار‬
‫زبدا واحدا‪ ،‬فجمعخخه فخخي موضخخع الخخبيت‪ ،‬ثخخم جعلخخه جبل مخخن زبخخد‪ ،‬ثخخم دحخخى‬
‫الرض من تحته‪ ،‬فقال ال تبارك وتعالى‪ " :‬إن أول بيت وضع للنخخاس للخخذي‬
‫ببكة مباركا )‪ " (4‬ثم مكث الرب تبارك وتعالى مخخا شخخاء فلمخخا أراد أن يخلخخق‬
‫السماء أمر الرياح فضربت البحخخور حخختى أزبخخدتها‪ ،‬فخخخرج مخخن ذلخخك المخخوج‬
‫والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار‪ ،‬فخلق منه السماء‪ ،‬وجعل فيها‬

‫)‪ (1‬أنخخخوار التنزيخخخل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (2) .492‬أنخخخوار التنزيخخخل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪(3) .555‬‬
‫النبياء‪ (4) .30 :‬آل عمران‪.91 :‬‬

‫]‪[372‬‬

‫البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر‪ ،‬وأجراها في الفلك‪ ،‬وكانت السخخماء خضخخراء‬
‫على لون الماء الخضخخر‪ ،‬وكخخانت الرض غخخبراء علخخى لخخون المخخاء العخخذب‪،‬‬
‫وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب‪ ،‬ولم يكن للرض أبواب وهخخو النبخخت‪ ،‬ولخخم‬
‫تمطر )‪ (1‬السماء عليها فتنبت‪ ،‬ففتق السماء بالمطر‪ ،‬وفتق الرض بالنبات‪،‬‬
‫وذلك قوله عزوجل " أولم ير الذين كفروا أن السماوات والرض كانتا رتقخخا‬
‫ففتقناهما " فقال البرش‪ :‬وال ما حدثني بمثخخل هخخذا الحخخديث أحخخد قخخط ! أعخخد‬
‫علي‪ ،‬فأعاد عليه‪ ،‬وكان البرش ملحدا فقال‪ :‬وأنا أشهد أنك ابخن نخبي ‪ -‬ثلث‬
‫مخخرات )‪ - 2 .(2‬العلخخل‪ :‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن الحميخخري‪ ،‬عخخن هخخارون‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫صدقة‪ ،‬عن جعفر ابن محمد عن أبيخخه عليهمخخا السخخلم قخخال‪ :‬كخخان علخخي عليخخه‬
‫السلم يقوم في المطر أول مطر يمطر حتى يبتل رأسه ولحيته وثيابه‪ ،‬فيقخال‬
‫له‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬الكن ! الكن ! فيقول‪ :‬إن هذا ماء قريب العهد بالعرش‪.‬‬
‫ثم أنشأ يحدث فقال‪ :‬إن تحت العرش بحرا فيه ماء ينبت به أرزاق الحيخخوان‪،‬‬
‫وإذا أراد ال تعالى أن ينبت به ما يشاء لهم رحمخخة منخخه أوحخخى ال خ عزوجخخل‬
‫فمطر منه ما شاء من سماء إلى سماء حتى يصخخير إلخخى السخخماء الخخدنيا فتلقيخخه‬
‫إلى السحاب‪ ،‬والسحاب بمنزلة الغربال‪ ،‬ثم يخخوحي ال خ عزوجخخل أن اطحنيخخه‬
‫وأذيبيه ذوبان الملح في الماء ثم انطلقي به إلى موضع كذا وكخخذا وعبابخخا )‪(3‬‬
‫وغير عباب‪ ،‬فتقطر عليهم على النحو الذي يأمرها به‪ ،‬فليس من قطرة تقطر‬
‫إل ومعها ملك ]حتى[ يضخعها موضخعها‪ ،‬ولخم ينخزل مخن السخماء قطخرة مخن‬
‫مطر إل بقدر معدود ووزن معلوم إل ما كان يخخوم الطوفخخان علخخى عهخخد نخخوح‬
‫عليه السلم فإنه نزل منها ماء منهمر بل عدد ول وزن )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬لم تقطر‪ (2) .‬تفسير القمى‪ 427 :‬وقد مخخر الحخخديث بعينخخه فخخي بخخاب‬
‫حدوث العالم وبخخدء خلقخخه تحخخت الرقخخم ‪ (3) .47‬أو )خ(‪ (4) .‬العلخخل‪ :‬ج ‪،2‬‬
‫ص ‪.141‬‬

‫]‪[373‬‬
‫القرب‪ :‬عن هارون‪ ،‬عن ابن صدقة مثله )‪ - 3 .(1‬التفسير‪ :‬في رواية أبي الجخخارود‪،‬‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم في قوله " وأنزلنا من السخخماء مخخاء بقخخدر فأسخخكناه‬
‫في الرض " فهي النهار والعيون والبار )‪ .(2‬وقال علي بخخن إبراهيخخم فخخي‬
‫قوله تعالى " ألم تر أن ال يزجي سحابا " أي يثيره من الرض " ثخخم يؤلخخف‬
‫بينه " فإذا غلظ بعث ال ريحا )‪ (3‬فتعصره فينزل منخخه المخخاء‪ ،‬وهخخو قخخوله "‬
‫فترى الودق يخرج من خلله " أي المطخخر )‪ - 4 .(4‬ومنخخه‪ :‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫العرزمخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن أبخخي إسخخحاق‪ ،‬عخخن حخخارث العخخور‪ ،‬عخخن أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬سئل عن السحاب أيخخن يكخخون ؟ قخخال‪ :‬يكخخون علخخى‬
‫شجر كثيف على سخاحل البحخر يخأوي إليهخخا‪ ،‬فخإذا أراد الخ أن يرسخخله أرسخخل‬
‫ريحخخا فأثخخاره )‪ - 5 .(5‬قخخرب السخخناد‪ :‬عخخن السخخندي بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫البختري‪ ،‬عخن جعفخخر‪ ،‬عخخن أبيخه عليهمخا السخلم أن عليخا عليخه السخخلم قخال‪:‬‬
‫السحاب غربال المطر‪ ،‬ولول ذلك لفسد كل شئ يقخخع عليخخه )‪ - 6 .(6‬وقخخال‬
‫عليه السلم في قوله تعالى " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " قخخال‪ :‬مخخن مخخاء‬
‫السماء ومن ماء البحر‪ ،‬فإذا أمطرت فتحت الصداف أفواهها في البحر فيقع‬
‫فيها من ماء المطر‪ ،‬فيخلق اللؤلؤة الصغيرة من القطخخرة الصخخغيرة‪ ،‬واللؤلخخؤة‬
‫الكبيرة من القطرة الكبيرة )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ :‬ص ‪ (2) .49‬تفسير القمخخى‪ (3) .446 :‬فخخي المصخخدر‪ :‬ملكخخا‪(4) .‬‬
‫تفسخخير القمخخى‪ (5) .459 :‬تفسخخير القمخخى‪ 603 :‬وفيخخه‪ :‬ووكخخل بخخه ملئكخخة‬
‫يضربونه بالمخاريق وهو البرق فيرتفع‪ (6) .‬قرب السناد‪ (7) .84 :‬قرب‬
‫السناد‪.85 :‬‬

‫]‪[374‬‬

‫بيان‪ :‬هذا أحد الوجوه فخخي تأويخخل اليخخة الكريمخخة‪ ،‬ورواه المفسخخرون عخخن ابخخن عبخخاس‪،‬‬
‫ويؤيده أن البحر العذب ل يخرج منه اللؤلؤ على المشهور‪ ،‬ولعل الخلخخق مخخن‬
‫القطرتين معناه أن لهما مخدخل فخخي خلقهمخا ل أنهمخخا مادتهمخا‪ ،‬وسخخيأتي تمخام‬
‫القول في ذلك في محله‪ - 6 .‬معاني الخبار‪ :‬عن الحاكم عبد الحميد بخخن عبخخد‬
‫الرحمان النيسابوري عن أبيه‪ ،‬عن عبيدال بن محمخخد بخن سخليمان‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫عمرو الضرير‪ ،‬عن عباد بن عباد المهلبي‪ ،‬عن موسى بن محمد بن إبراهيم‬
‫التيمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬كنا عند رسول ال صلى ال عليه وآله فنشأت سحابة‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا رسول ال هذه سحابة ناشئة‪ ،‬فقال‪ :‬كيف ترون قواعدها ؟ قالوا‪ :‬يخخا‬
‫رسول ال ما أحسنها وأشد تمكنهخخا ! قخخال‪ :‬كيخخف تخخرون بواسخخقها ؟ قخخالوا‪ :‬يخخا‬
‫رسول ال ما أحسنها وأشد تراكمهخخا ! قخخال‪ :‬كيخخف تخخرون جونهخخا ؟ قخخالوا‪ :‬يخخا‬
‫رسول ال ما أحسنه وأشد سواده ! قال‪ :‬كيف )‪ (1‬تخخرون رحاهخخا ؟ قخخالوا‪ :‬يخخا‬
‫رسول ال ما أحسنها وأشد استدارتها ! قال‪ :‬فكيخخف تخخرون برقهخخا ؟ أخفخخوا أم‬
‫وميضا أم يشق شقا ؟ قالوا‪ :‬يا رسول ال بل يشق شقا‪ :‬قال رسول ال صخخلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬الحيا‪ .‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال ما أفصخخحك ! ومخخا رأينخخا الخخذي هخخو‬
‫أفصح منك‪ .‬فقال‪ :‬وما يمنعني من ذلك وبلساني نزل القرآن " بلسخخان عربخخي‬
‫مبين )‪ " (2‬؟ ثم قال‪ :‬حدثنا الحاكم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬قال‪ :‬حخخدثني أبخخو علخخي‬
‫الرياحي‪ ،‬عن أبي عمرو الضرير بهخخذا الحخخديث‪ .‬وقخخال‪ :‬أخخخبرني محمخخد بخخن‬
‫هارون الزنجاني‪ ،‬قخخال‪ :‬حخخدثنا علخخي بخخن عبخخد العزيخخز‪ ،‬عخخن أبخخي عبيخخد قخخال‪:‬‬
‫القواعد هي أصولها المعترضة في آفاق السماء‪ ،‬وأحسبها تشبه بقواعد البيت‬
‫وهي حيطانه والواحدة قاعدة‪ ،‬قال ال عزوجل " وإذ يرفخخع إبراهيخخم القواعخخد‬
‫من البيت‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فكيف‪ (2) .‬معاني الخبار‪ :‬ص ‪.319‬‬

‫]‪[375‬‬

‫وإسماعيل )‪ " (1‬وأما البواسق ففروعها المسختطيلة الختي فخي )‪ (2‬وسخط السخماء إلخى‬
‫الفخخق الخخر‪ ،‬وكخخذلك كخل طويخخل فهخو باسخخق‪ ،‬قخال الخ عزوجخخل " والنخخخل‬
‫باسقات لها طلع نضيد )‪ " (3‬والجون هو السود اليحمومي‪ ،‬وجمعه " جون‬
‫" وأما قوله " فكيف ترون رحاها " فإن رحاها استدارة السحابة في السماء‪،‬‬
‫ولهذا قيل‪ " :‬رحا الحرب " وهخخو الموضخخع الخخذي يسخختدار فيخخه لهخخا‪ ،‬والخفخخو‪:‬‬
‫العتراض من البرق في نواحي الغيم‪ ،‬وفيه لغتخان‪ :‬يقخال‪ :‬خفخا الخبرق يخفخو‬
‫خفوا ويخفي خفيا‪ .‬والخخوميض أن يلمخخع قليل ثخخم يسخخكن وليخس لخخه اعختراض‪،‬‬
‫وأما الذي شق )‪ (4‬شقا فاستطالته فخي الجخخو إلخخى وسخخط السخماء مخخن غيخخر أن‬
‫يأخذ يمينا ول شمال‪ .‬قال الصدوق‪ :‬الحيا المطر )‪ .(5‬بيان‪ :‬قال الزمخشخخري‬
‫في الفائق‪ :‬سأل النبي صلى الخ عليخخه وآلخخه عخخن سخخحائب مخخرت فقخخال‪ :‬كيخخف‬
‫ترون قواعدها وبواسقها ورحاها أجون أم غيخخر ذلخخك ؟ ثخخم سخخأل عخخن الخخبرق‬
‫فقال‪ :‬أخفوا أم وميضا أم يشق شقا ؟ قالوا‪ :‬يشق شقا‪ ،‬فقال رسول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬جاءكم الحيا‪ .‬أراد بالقواعد ما اعترض منها كقواعد البنيان‪ ،‬و‬
‫بالبواسق ما اسخختطال مخخن فروعهخخا‪ ،‬وبخخالرحى مخخا اسخختدار منهخخا‪ .‬الجخخون فخخي‬
‫الجون كالورد في الورد‪ ،‬والخفو والخفي اعتراض البرق في نخخواحي الغيخخم‪.‬‬
‫قال أبو عمرو‪ :‬هو أن يلمع من غير أن يستطير وأنشد‪ :‬يخخبيت إذا مخخالح مخخن‬
‫نحو أرضه * سنا البرق يكل خفيه ويراقبه والوميض لمعه ثم سكونه‪ ،‬ومنخخه‬
‫أومض إذا أومأ‪ ،‬والشق استطالته إلى وسط السخخماء مخخن غيخخر أن يأخخخذ يمينخخا‬
‫وشمال‪ ،‬أراد‪ :‬أيخفو خفوا أم يميض وميضا‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .127 :‬في المصدر‪ :‬المستطيلة إلى وسط السخخماء‪ (3) .‬ق‪(4) .10 :‬‬
‫في المصدر‪ :‬يشق‪ (5) .‬معاني الخبار‪.320 :‬‬
‫]‪[376‬‬

‫ولذلك عطف عليه " يشق شقا " وإظهار الفعل هنخخا بعخخد إضخخماره فخخي مخخا قبلخخه نظيخخر‬
‫المجئ بالواو في قوله عزوجل‪ " :‬وثخخامنهم كلبهخخم )‪ " (1‬بعخخد تركهخخا فخخي مخخا‬
‫قبلها )انتهى(‪ .‬وأقول‪ :‬قدمر بعض القول فيه في المجلد السخخادس‪ - 7 .‬العلخخل‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عخخن صخخفوان بخخن يحيخخى‪،‬‬
‫عن معاوية بن عمار‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬الصاعقة ل تصخخيب‬
‫المؤمن‪ .‬فقال له رجل‪ :‬فإنا قد رأينا فلنا يصلي في المسجد الحرام فأصابته‪،‬‬
‫فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إنه كخخان يرمخخي حمخخام الحخخرم )‪ - 8 .(2‬وبهخخذا‬
‫السناد‪ :‬قال‪ :‬الصاعقة تصيب المؤمن والكافر‪ ،‬ول تصيب ذاكرا )‪ .(3‬بيان‪:‬‬
‫لعل المراد بالمؤمن أول الكامل في اليمان‪ ،‬وثانيا مطلق المخخؤمن بقرينخخة أن‬
‫رمي حمام الحرم ل يخرج عخخن مطلخخق اليمخخان‪ ،‬ويحتمخخل أن يكخخون الرامخخي‬
‫مخالفا وأسند الصابة إلى الرمي تقية‪ - 9 .‬التفسير‪ :‬عن أبيخخه‪ ،‬عخخن ابخخن أبخخي‬
‫عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم فخخي خخخبر المعخخراج‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬فصعد جبرئيخخل وصخخعدت معخخه إلخخى‬
‫السماء الدنيا وعليها ملك يقال لخه " إسخماعيل " وهخو صخاحب الخطفخة الختي‬
‫قال ال عزوجل " إل من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب " وتحته سبعون‬
‫ألف ملك تحت كل ملخخك سخخبعون ألخخف ملخخك ‪ -‬الخخخبر )‪ - 10 .- (4‬ومنخخه‪" :‬‬
‫وحفظا من كل شيطان مارد " قال‪ :‬المخخارد الخخخبيث " ل يسخخمعون إلخخى المل‬
‫العلى ويقذفون من كل جانب دحورا " يعنخخي الكخخواكب الخختي يرمخخون بهخخا "‬
‫ولهم عذاب واصب " أي واجب " إل من خطخخف الخطفخخة " يعنخخي يسخخمعون‬
‫الكلمة‬

‫)‪ (1‬الكهف‪ 2) .23 :‬و ‪ (3‬العلل‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (4) .147‬تفسير القمي‪.369 :‬‬

‫]‪[377‬‬

‫فيحفظونها " فأتبعه شهاب ثاقب " وهخخو مخخا يرمخخون بخخه فيحرقخخون‪ ،‬وفخخي روايخخة أبخخي‬
‫الجارود عن أبي جعفر عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬عخخذاب واصخخب أي دائم وجخخع قخخد‬
‫خلص إلى قلوبهم‪ .‬وقوله " شهاب ثاقب " مضي إذا أصابهم بقوة )‪- 11 .(1‬‬
‫العيون ومعاني الخبار‪ :‬عن محمد بن إبراهيم الطالقاني‪ ،‬عن أبي عقدة عخخن‬
‫علي بن الحسن بن فضال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال الرضا عليخخه السخخلم فخخي قخخول‬
‫ال عزوجل " هو الذي يريكخخم الخخبرق خوفخخا وطمعخخا " قخخال‪ :‬خخخوف للمسخخافر‬
‫وطمع للمقيم )‪ - 12 .(2‬الحتجاج والخصال‪ :‬في ما أجاب الحسن بخخن علخخي‬
‫عليهما السلم من أسئلة ملك الروم وقال السائل‪ :‬ما قوس قزح ؟ قال‪ :‬ويحخخك‬
‫! ل تقخخل قخخوس قخخزح‪ ،‬فخخإن قخخزح اسخخم شخخيطان‪ ،‬وهخخو قخخوس الخخ‪ ،‬وعلمخخة‬
‫الخصب‪ ،‬وأمان لهل الرض من الغرق )‪ - 13 .(3‬الحتجاج‪ :‬عن الصبغ‬
‫قال‪ :‬سأل ابن الكواء أمير المؤمنين عليخخه السخخلم فقخخال‪ :‬يخخا أميخخر المخخؤمنين !‬
‫أخبرني عن قوس قزح‪ .‬قال‪ :‬ثكلتك أمك ]يا ابن الكواء[ ! ل تقل قخخوس قخخزح‬
‫فإن قزح )‪ (4‬اسخخم الشخخيطان‪ ،‬ولكخخن قخخل‪ :‬قخخوس الخ إذا بخخدت يبخخدو الخصخخب‬
‫والريف )‪ - 14 .(5‬العلل‪ :‬عن محمخد بخن شخاذان بخن أحمخد الخبرواذي‪ ،‬عخن‬
‫محمد بن محمد بن الحرث السمرقندي‪ ،‬عن صالح بخخن سخخعيد الترمخذي‪ ،‬عخن‬
‫عبد المنعخخم بخخن إدريخخس عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن وهخخب بخخن منبخخه قخخال‪ :‬أهخخل الكتخخابين‬
‫يقولون‪ :‬لما هبط نوح من السفينة أوحخخى الخ عزوجخخل إليخخه‪ :‬يخخا نخخوح ! إننخخي‬
‫خلقخخت خلقخخي لعبخخادتي وأمرتهخخم بطخخاعتي‪ ،‬فقخخد عصخخوني وعبخخدوا غيخخري‬
‫واستوجبوا بذلك غضبي فغرقتهم‪ ،‬وإني قد جعلت قوسي أمانا لعبادي و‬

‫)‪ (1‬تفسير القمي‪ (2) .555 :‬العيون‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،294‬ومعاني الخبار‪(3) .374 :‬‬
‫الحتجاج‪ (4) .144 :‬في المصدر‪ :‬قزحا‪ (5) .‬الحتجاج‪.138 :‬‬

‫]‪[378‬‬

‫بلدي وموثقا بيني وبين خلقي يأمنون به إلى يوم القيامة من الغرق‪ ،‬ومن أوفى بعهده‬
‫مني ؟ ففرح نوح عليه السلم بذلك وتباشر‪ ،‬وكانت القوس فيها سخخهم ووتخخر‪،‬‬
‫فنزع ال عزوجل السهم والوتر من القخخوس )‪ (1‬وجعلهخخا أمانخخا لعبخخاده وبلده‬
‫من الغرق )‪ .(2‬بيان‪ :‬هذه الخبار تدل على أنه مادام يظهر القوس في الجخخو‬
‫ل تصيبهم الطوفان والغرق‪ - 15 .‬قصص الراوندي‪ :‬بإسناده إلى الصخخدوق‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عخخن هشخخام بخخن‬
‫سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم ان قوما من بني إسرائيل قالوا لنخخبي لهخخم‪:‬‬
‫ادع لنا ربك يمطر علينا السماء إذا أردنخخا فسخخأل ربخخه ذلخخك فوعخخده أن يفعخخل‪،‬‬
‫فأمطر السماء عليهم كلمخخا أرادوا‪ ،‬فزرعخخوا فنمخخت زروعهخخم وحسخخنت‪ ،‬فلمخخا‬
‫حصدوا لم يجدوا شيئا‪ ،‬فقالوا‪ :‬إنما سخخألنا المطخخر للمنفعخخة فخخأوحى الخ تعخخالى‬
‫أنهم لم يرضوا بتدبيري لهخخم‪ ،‬أو نحخخو هخخذا‪ - 16 .‬المحاسخخن‪ :‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫علي بن الحكم‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن أبان الحمر عمن ذكره‪ ،‬عن أبخخي عبخخد ال خ‬
‫عليه السلم قال‪ :‬لول أن ال حبس الريح علخخى أهخخل الخخدنيا لخخخوت الرض‪،‬‬
‫ولول السخخحاب لخربخخت الرض فمخخا أنبتخخت شخخيئا‪ ،‬ولكخخن الخ يخخأمر السخخحاب‬
‫فيغربل الماء فينزل قطرا‪ ،‬وإنه أرسل على قوم نخخوح بغيخخر حسخخاب‪ .‬بيخخان‪" :‬‬
‫لخوت الرض " أي خلت من الناس أو من الخير أو خربت وانهخخدمت قخخال‬
‫الفيخخروز آبخخادي‪ :‬خخخوت الخخدار‪ :‬تهخخدمت‪ ،‬وخخخوت وخخخويت‪ :‬خلخخت مخخن أهلهخخا‬
‫وأرض خاوية‪ :‬خالية من أهلها‪ ،‬وخوى ‪ -‬كرمى ‪ :-‬تابع )‪ (3‬عليه الجوع‪ ،‬و‬
‫الزند‪ :‬لم يور‪ ،‬كأخوى‪ ،‬والنجوم خيا‪ :‬أمحلخخت فلخخم تمطخخر‪ ،‬كخخأخوت وخخخوت‪.‬‬
‫‪ - 17‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن القاسم‬
‫)‪ (1‬على عهدة وهب بن منبه الكذاب وأهل الكتابين‪ (2) .‬العلخخل‪ :‬ج ‪ ،1‬ص ‪(3) .28‬‬
‫في بعض النسخ‪ :‬كرضى تتابع عليه الجوع‪.‬‬

‫]‪[379‬‬

‫ابن يحيى‪ ،‬عن جده الحسن‪ ،‬عن أبي بصير ومحمد بن مسلم‪ ،‬عن أبخي عبخد الخ عليخه‬
‫السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ما أنزلت السماء قطرة مخخن مخخاء‬
‫منذ حبسه ال عزوجل ولو قد قام قائمنا لنزلت السماء قطرهخخا‪ ،‬ول خرجخت‬
‫الرض نباتها )‪ - 18 .(1‬تفسير المام‪ :‬في قوله تعالى " وأنزل من السخخماء‬
‫ماء " يعني المطر ينزل مع كل قطرة ملكا يضعها في موضعها الخخذي يخخأمره‬
‫به ربه عزوجل‪ - 19 .‬العياشي‪ :‬عن يونس بخخن عبخخد الرحمخخن‪ ،‬أن داود قخال‪:‬‬
‫كنا عنده فارتعدت السماء فقال‪ :‬سبحان من يسبح له الرعد بحمخخده والملئكخخة‬
‫من خيفته‪ .‬فقال له أبو بصير‪ :‬جعلت فخخداك‪ ،‬إن للرعخخد كلمخخا ؟ فقخخال‪ :‬يخخا أبخخا‬
‫محمد سل عما يعنيك ودع ما ل يعنيك‪ .‬بيان‪ :‬يدل على أن التفكر فخخي حقخخائق‬
‫المخلوقات وأمثالها مما لم يؤمر الخلق به‪ ،‬بل ل فخخائدة لهخخم فيخخه )‪- 20 .(2‬‬
‫العياشي‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الرعد‬
‫أي شئ يقول ؟ قال‪ :‬إنه بمنزلخخة الرجخخل يكخخون فخخي البخخل فيزجرهخخا " هخخاي‪،‬‬
‫هاي " كهيئة ذلك )‪ ،(3‬قلت‪ :‬فما البرق ؟ قال )‪ (4‬لي‪ :‬تلك مخاريق الملئكة‬
‫تضرب السحاب فتسوقه إلى الموضع الذي قضى ال فيه المطر‪ .‬الفقيه‪ :‬عخخن‬
‫أبي بصير مثله‪.‬‬

‫)‪ (1‬الخصال‪ (2) .165 :‬الرواية مرسلة ودللتها على ما ذكره ممنوع لحتمال كون‬
‫الردع لجل عدم استعداد أبي بصير أو بعض الحضار لفهم حقيقته‪ ،‬فكيخخف‬
‫تعارض الدلة المتظافرة على حسن مطلق التفكر سوى التفكر في ذات الخ‬
‫تعالى‪ ،‬وكيف ل يكون للناس فائدة فيه ؟ فاي فائدة أعظم و أهم مخخن معرفخخة‬
‫صخخنع الخ تعخخالى ول سخخيما معرفخخة تسخخبيح خلئقخخه لخخه واعترافهخخا بتوحيخخده‬
‫وقدرته و علمه وحكمته وسائر صفاته العليا وأسمائه الحسنى ؟ ! )‪ (3‬وقخخد‬
‫مر في الروايخة السخابقة ان أبخا بصخير سخأله عليخه السخلم عخن كلم الرعخد‬
‫فردعه عنه والروايتان مرسلتان غير معتبرتان وكخذا مخا يتلوهمخا‪ (4) .‬فخي‬
‫الفقيه‪ :‬فما حال البرق ؟ فقال‪.‬‬

‫]‪[380‬‬

‫‪ - 21‬قال‪ :‬وروي أن الرعد صوت ملك أكبر من الخخذباب وأصخخغر مخخن الزنبخخور )‪.(1‬‬
‫‪ - 22‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن بزيع‪ ،‬عن محمد‬
‫بن الفضيل‪ ،‬عن الكناني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السخخلم قخخال‪ :‬يمخخوت المخخؤمن‬
‫بكل ميتة إل الصاعقة ل تأخذه وهو يذكر ال عزوجل ) ‪ - 23 .(2‬ومنه‪ :‬عن‬
‫علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبخخي عميخخر‪ ،‬عخخن ابخخن أذينخخة‪ ،‬عخخن بريخخد‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليخخه السخخلم‪ :‬إن الصخخاعقة )‪ (3‬ل تصخخيب ذاكخخرا )‪.(4‬‬
‫‪ - 24‬الكافي‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن هخخارون بخخن مسخخلم‪ ،‬عخخن مسخخعدة بخخن‬
‫صدقة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قخال‪ :‬كخان علخخي عليخخه السخخلم يقخوم فخي‬
‫المطخخر أول مخخا يمطخخر حخختى يبتخخل رأسخخه ولحيتخخه وثيخخابه‪ ،‬فقيخخل لخخه‪ :‬يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين الكن ! الكخخن ! فقخخال‪ :‬إن هخخذا مخخاء قريخخب العهخخد بخخالعرش‪ ،‬ثخخم أنشخخأ‬
‫يحدث فقال‪ :‬إن تحت العرش بحرا فيه ماء ينبت أرزاق الحيوانات‪ ،‬فإذا أراد‬
‫ال عز ذكره أن ينبت به ما يشاء لهم رحمة منه لهم أوحى ال إليه فمطخخر مخا‬
‫شاء من سماء إلى سماء حتى يصير إلى سماء الدنيا ‪ -‬فيما أظن ‪ -‬فيلقيه إلخخى‬
‫السحاب‪ ،‬والسحاب بمنزلة الغربال‪ ،‬ثم يوحي إلى الريح أن اطحنيخخه وأذيخخبيه‬
‫ذوبان الماء )‪ (5‬ثم انطلقي به إلى موضع كذا وكخخذا فخخأمطري عليهخخم فيكخخون‬
‫كذا وكذا عبابا وغير ذلك‪ ،‬فتقطر عليهم على النحو الذي يأمرها به فليس من‬
‫قطرة تقطر إل ومعها ملخك حختى يضخعها موضخعها‪ ،‬ولخم ينخزل مخن السخماء‬
‫قطرة من مطر إل بعدد معخخدود ووزن معلخوم إل مخخا كخان مخخن يخوم الطوفخان‬
‫على عهد‬

‫)‪ (1‬الفقيه‪ (2) .139 :‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (3) .500‬فخخي المصخخدر‪ :‬الصخخواعق‪(4) .‬‬
‫الكافي‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ (5) .500‬الملح )خ(‪.‬‬

‫]‪[381‬‬

‫نوح عليه السلم فإنه نزل من ماء منهمر بل وزن ول عدد )‪ - 25 .(1‬قال‪ :‬وحدثني‬
‫أبو عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال لي أبخخي عليخخه السخخلم‪ :‬قخخال أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم‪ :‬قخخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬إن الخ عزوجخخل جعخخل‬
‫السحاب غرابيل للمطر هي تذيب البرد حتى يصير مخخاء لكخخي ل يضخخر شخخيئا‬
‫يصيبه‪ ،‬والذي ترون فيه من البرد والصواعق نقمة من ال عز وجل يصيب‬
‫بها من يشاء من عبخخاده‪ .‬ثخخم قخخال‪ :‬قخخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬ل‬
‫تشيروا إلى المطر ول إلى الهلل فإن ال يكره ذلخخك )‪ .(2‬العلخخل‪ :‬عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫عن عبد ال بن جعفر الحميري‪ ،‬عن هارون بن مسلم مثلخخه إلخخى قخخوله " فخإنه‬
‫نزل منها ماء منهمخخر بل عخخدد ول وزن ]وقخخد مخخر فخخي مخخا تقخخدم )‪ .[(3‬قخخرب‬
‫السناد‪ :‬عن هارون مثله إلى آخر الخخخبر )‪ .(4‬بيخخان‪ " :‬أول مخخا يمطخخر " أي‬
‫أول كل مطر‪ ،‬أو المطخخر الخخذي يمطخخر أول السخخنة‪ .‬وفخخي العلخخل‪ " .‬أول مطخخر‬
‫يمطر " وهو يؤيد الثاني‪ .‬والكن بالنصب على الغراء أي اطلبخخه أو ادخلخخه‪،‬‬
‫وهو بالكسر ما يستتر به من بناء ونحوه‪ " .‬في ما أظن " ليس هذه في العلخخل‬
‫وقرب السناد‪ ،‬وعلى تقديره هخخو كلم الخخراوي‪ ،‬أي أظخخن أن الصخخادق عليخخه‬
‫السلم ذكر السماء الدنيا‪ " .‬ثم يوحي إلى الريح " في الكتابين " ثم يوحي ال‬
‫إلى السحاب أن اطحنيه وأذيبيه ذوبان الملح في المخخاء " وهخخذا ظخخاهر وآخخخر‬
‫الخبر صريحا يدل على أن ما ينخخزل مخخن السخخماء بخخرد‪ ،‬فخخإذا أراد أن يصخخيره‬
‫مطرا أمر الريح أو السحاب أن يطحنه ويذيبه‪ ،‬والية أيضا تحتمل ذلك‪ ،‬بخخل‬
‫هو أظهر فيها إذ الظاهر أن مفعول ينزل هو الودق‪ ،‬لكن ذكر البحر في أول‬
‫الخبر ل يلئم ذلك‪ ،‬إل أن يقال‪ :‬الجبال في ذلك البحر‪ ،‬أو يكون مخخرور ذلخخك‬
‫الماء على تلك الجبال فبذلك ينجمد‪ ،‬أو يحتمل من ذلخخك الخبرد فينخزل‪ ،‬وعلخى‬
‫ما فتحه المتفلسفون‬

‫)‪ (1‬روضة الكافي‪ (2) .239 :‬روضة الكافي‪ (3) .240 :‬تحت الرقم ‪ (4) .2‬قرب‬
‫السناد‪ :‬ص ‪(*) .49‬‬

‫]‪[382‬‬

‫من أبواب التأويل فالمر هين‪ " .‬ماء منهمر " أي منصخخب سخائل مخخن غيخخر تقخخاطر أو‬
‫كثير من غير أن يعلم وزنها وعددها الملئكة‪ " .‬ل تشخيروا إلخى المطخر‪" ...‬‬
‫لعل المراد به الشارة إليهمخا علخخى سخخبيل المخدح كخأن يقخخول‪ :‬مخا أحسخن هخخذا‬
‫الهلل وما أجود هذا المطر ! أو أنه ينبغي عند رؤيتهما الشتغال بالخخدعاء ل‬
‫الشارة إليهما كما يفعله السفهاء‪ ،‬أو ل ينبغي عند رؤيتهما التوجه إليهما عند‬
‫الدعاء والتوسل بهما‪ ،‬كما أن بعض الناس يظنون أن للهلل وأمثخخاله مخخدخل‬
‫في نظام العالم فيتوسلون به ويتوجهون إليه‪ ،‬وهذا أظهر بالنسبة إلى الهلل‪،‬‬
‫ويؤيده ما روي في الفقيه عن الصادق عليه السلم أنخخه قخخال‪ :‬إذا رأيخخت هلل‬
‫شهر رمضان فل تشر إليه‪ ،‬ولكن استقبل القبلة وارفع يديك إلى ال عزوجخخل‬
‫وخخخاطب الهلل ‪ -‬الخخخبر ‪ (1) -‬وقيخخل‪ :‬المخخراد بالشخخارة الشخخارة المعنويخخة‬
‫والقول بأنهما مؤثران فخخي العخخالم‪ ،‬وقيخخل‪ :‬هخخو نهخخي عخخن الشخخارة إلخخى كيفيخخة‬
‫حدوثهما فإن ذلك يضر باعتقخاد العامخة‪ ،‬كمخا قيخل نظيخره فخي قخوله تعخالى "‬
‫يسألونك عن الهلة قل هي مواقيت للناس والحج )‪ - 26 ." (2‬الكافي‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عخخن ابخخن العرزمخخي‪،‬‬
‫رفعه قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم وسخخئل عخخن السخخحاب أيخخن تكخخون ؟‬
‫قال‪ :‬تكون على شجر على كثيب على شاطئ البحر يأوي إليه‪ ،‬فإذا أراد الخخ‬
‫عخخز وجخخل أن يرسخخله أرسخخل ريحخخا فأثخخارته‪ ،‬ووكخخل بخخه ملئكخخة يضخخربونه‬
‫بالمخاريق وهو البرق فيرتفع‪ ،‬ثم قرأ هذه اليخخة " والخ الخخذي أرسخخل الريخخاح‬
‫فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميخخت ‪ -‬اليخخة ‪ " (3) -‬والملخخك اسخخمه الرعخخد )‪.(4‬‬
‫تفسير علي بن ابراهيم‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن العرزمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي إسحاق‬

‫)‪ (1‬الفقيه‪ (2) .175 :‬البقرة‪ (3) .189 :‬الفاطر‪ (4) .10 :‬روضة الكافي‪.218 :‬‬
‫]‪[383‬‬

‫عن الحارث العور عنه عليه السلم مثله ]إلى قوله " فيرتفع "[ )‪ .(1‬بيان‪ " :‬تكخخون‬
‫على شجر " يحتمل أن يكون نوع مخخن السخخحاب كخخذلك‪ ،‬أو يكخخون كنايخخة عخخن‬
‫انبعاثه عن البحر وما قرب منه‪ ،‬وقيل " على شجر " أي على أنواع منها ما‬
‫يكون على الكثيب وهو اسم موضع على ساحل البحخخر اليمخخن يخخأتي السخخحاب‬
‫إلى مكة منها‪ .‬وفي النهاية‪ :‬في حخديث علخخي عليخخه السخخلم " الخبرق مخخاريق‬
‫الملئكخخة " هخخي جمخخع مخخخراق‪ ،‬وهخخو فخخي الصخخل ثخخوب يلخخف ويضخخرب بخخه‬
‫الصبيان بعضهم بعضا‪ ،‬أراد أنها آلخخة تزجربهخخا الملئكخخة السخخحاب وتسخخوقه‪،‬‬
‫ويفسره حديث ابن عباس‪ :‬البرق سوط من نور تزجر بها الملئكة السخخحاب‪.‬‬
‫‪ - 27‬نوادر الراوندي‪ :‬بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبخخائه عليهخخم السخخلم‬
‫قال‪ :‬قال علي عليه السلم‪ :‬المطر الذي منه أرزاق الحيخخوان مخخن بحخخر تحخخت‬
‫العرش‪ ،‬فمن ثم كان رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه يسختمطر أول مطخر‪،‬‬
‫ويقوم حتى يبتل رأسه ولحيته‪ ،‬ثم يقول‪ :‬إن هذا ]ماء[ قريب عهخخد بخخالعرش‪،‬‬
‫وإذا أراد ال تعالى أن يمطر أنزله من ذلك إلخخى سخخماء بعخخد سخخماء حخختى يقخخع‬
‫على الرض‪ .‬ويقال‪ :‬المزن ذلك البحر‪ ،‬وتهب ريخخح مخخن تحخت سخاق عخرش‬
‫ال تعالى تلقح السحاب‪ ،‬ثم ينزل من المزن الماء‪ ،‬ومع كل قطرة ملخخك حخختى‬
‫تقع على الرض في موضعها‪ - 28 .‬مجالس الشيخ‪ :‬عن الحسين بن عبيدال‬
‫الغضائري‪ ،‬عن التلعكبري عن محمد بن همام‪ ،‬عن عبد ال الحميخخري‪ ،‬عخخن‬
‫الطيالسي‪ ،‬عن زريق الخلقاني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما برقت )‬
‫‪ (2‬قط في ظلمة ليل ول ضوء نهار إل وهي ماطرة‪ .‬الكخخافي‪ :‬عخخن علخخي بخخن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن صالح بن السندي‪ ،‬عن جعفر بخخن بشخخير عخخن زريخخق‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫العباس‪ ،‬عنه عليه السلم مثله )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال الفيروز آبادي‪ :‬برقخخت السخخماء‬
‫بروقا‪ ،‬لمعت أو جاءت ببرق‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬تفسير القمي‪ 603 :‬وقد مر تحخخت الرقخخم )‪ (2) .(4‬فخخي الكخخافي‪ :‬مخخا أبرقخخت‪(3) .‬‬
‫روضة الكافي‪.218 :‬‬

‫]‪[384‬‬

‫البرق‪ :‬بدا‪ ،‬والرجل‪ :‬تهدد وتوعد كأبرق )انتهى( والحاصخخل أن الخخبرق يلزمخخه المطخخر‬
‫وإن لم يمطر في كل موضع يلوح فيه البرق‪ - 29 .‬دعخخوات الراونخخدي‪ :‬كخخان‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم إذا أصابه المطر مسح به صلعته وقال‪ :‬بركة مخخن‬
‫السماء لم يصبها يد ول سقاء‪ - 30 .‬كتاب الغارات‪ :‬لبراهيم الثقفي بإسناده‪،‬‬
‫قال‪ :‬سأل ابن الكواء أمير المؤمنين عليه السلم عن قوله تعالى " والذاريات‬
‫ذروا " قخخال‪ :‬الريخخاح‪ ،‬ويلخخك ! قخخال‪ :‬فمخخا الحخخاملت وقخخرا ؟ قخخال‪ :‬السخخحاب‪،‬‬
‫ويلك ! قال‪ :‬فما الجاريات يسرا ؟ قال‪ :‬السخخفن‪ ،‬ويلخخك ! قخخال‪ :‬فمخخا المقسخخمات‬
‫أمرا ؟ قال‪ :‬الملئكة‪ ،‬ويلك ؟ قال‪ :‬فما قوس قزح ؟ قال‪ :‬ويلك ! ل تقل قوس‬
‫قزح فإن قزحا الشيطان‪ ،‬ولكنها القوس‪ ،‬و أمان أهل الرض‪ ،‬فل غرق بعخخد‬
‫قوم نوح‪ - 31 .‬كتاب جعفر بن محمد بن شريح‪ :‬عن عبد ال بن طلحة‪ ،‬عخخن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن الصاعقة ل تصيب ذاكرا ل ]تعالى[‪- 32 .‬‬
‫تفسير علي بن إبراهيم‪ :‬في رواية أبي الجارود عن أبخخي جعفخخر عليخخه السخخلم‬
‫في قوله " وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسخخكناه فخخي الرض " فهخخي النهخخار‬
‫والعيون والبار‪ .‬وقال علي بن إبراهيم في قوله " ألم تر أن ال يزجي سحابا‬
‫"‪ :‬أي يثيره من الرض " ثم يؤلف بينه " فإذا غلظ بعث ال رياحا فتعصخخره‬
‫فينزل منه الماء وهو قوله " فترى الودق يخرج من خلله " أي المطر ) ‪.(1‬‬
‫‪ - 33‬الكافي‪ :‬عخخن محمخخد بخخن يحيخخى‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫إسماعيل‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي الصباح الكناني‪ ،‬عن أبي عبد الخخ‬
‫عليه السلم قال‪ :‬يموت المؤمن بكل ميتخة إل الصخاعقة ل تأخخذه وهخو يخذكر‬
‫ال )‪ - 34 .(2‬ومنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫ابن‬

‫)‪ (1‬قد مر تحت الرقم )‪ (2) .(3‬الكافي‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪ 500‬وقد مر تحت الرقم )‪.(22‬‬

‫]‪[385‬‬

‫أذينة‪ ،‬عن بريد العجلي‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليخخه السخخلم‪ :‬أن الصخخواعق ل تصخخيب‬
‫ذاكرا‪ ،‬قلت‪ :‬وما الذاكر ؟ قال‪ :‬من قرأ مائة آية )‪ - 35 .(1‬ومنه‪ :‬عن حميخخد‬
‫بن زياد‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن سماعة‪ ،‬عن وهخخب )‪ (2‬ابخخن حفخخص‪ ،‬عخخن‬
‫أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن ميتة المؤمن‪ ،‬قال‪ :‬يموت‬
‫المؤمن بكل ميتخخة‪ ،‬يمخخوت غرقخخا‪ ،‬ويمخخوت بالهخخدم‪ ،‬ويبتلخخي بالسخخبع‪ ،‬ويمخخوت‬
‫بالصاعقة‪ ،‬ول تصيب ذاكرا ل عزوجل )‪ - 36 .(3‬توحيخخد المفضخخل‪ :‬قخخال‪:‬‬
‫قال الصادق عليه السلم‪ :‬فكر يا مفضل في الصخخحو والمطخخر كيخخف يعتقبخخان‬
‫على هذا العالم لمخخا فيخه صخخلحه‪ ،‬ولخخو دام واحخخد منهمخا عليخخه كخخان فخي ذلخخك‬
‫فساده‪ ،‬أل ترى أن المطار إذا تخخوالت عفنخخت البقخخول والخضخخر‪ ،‬واسخخترخت‬
‫أبخخدان الحيخخوان‪ ،‬وخصخخر الهخخواء فأحخخدث ضخخروبا مخخن المخخراض‪ ،‬وفسخخدت‬
‫الطخخرق والمسخخالك‪ .‬وإن الصخخحو إذا دام جفخخت الرض‪ ،‬واحخخترق النبخخات‪،‬‬
‫وغيض ماء العيون والودية‪ ،‬فأضر ذلك بالناس‪ ،‬وغلب اليبس علخخى الهخخواء‬
‫فأحدث ضروبا أخرى من المراض ؟ فخخإذا تعاقبخا علخخى العخخالم هخخذا التعخخاقب‬
‫اعتخخدل الهخخواء‪ ،‬ودفخخع كخخل واحخخد منهمخخا عاديخخة الخخخرى‪ ،‬فصخخلحت الشخخياء‬
‫واستقامت‪ .‬فإن قال قائل‪ :‬ولم ل يكون في شئ من ذلك مضرة البتة ؟ قيل له‪:‬‬
‫ليمض ذلك النسان ويولمه بعخخض اللخخم فيرعخخوي عخخن المعاصخخي‪ ،‬فكمخخا أن‬
‫النسان إذا سقم بدنه احتاج إلى الدوية المرة البشعة ليقوم طباعه ويصلح ما‬
‫فسد منه‪ ،‬كذلك إذا طغى وأشر احتاج إلى ما يعضه ويولمه ليرعوي ويقصر‬
‫عن مساوية‪ ،‬ويتنبه على ما فيه حظه ورشده‪ .‬ولو أن ملكخخا مخخن الملخخوك قسخخم‬
‫في أهل مملكته قناطير من ذهب وفضة ألم يكن سيعظم عندهم ويذهب له بخخه‬
‫الصوت ؟ فأين هذا من مطرة رواء إذ يعمر به البلد‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 500‬وقد مر تحت الرقم )‪ (2) .(23‬في المصدر‪ :‬وهيخخب‪(3) .‬‬
‫الكافي‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.500‬‬

‫]‪[386‬‬

‫ويزيد في الغلت أكثر من قناطير الذهب والفضة في أقاليم الرض كلهخخا ؟ أفل تخخرى‬
‫المطرة الواحدة ما أكبر قخخدرها وأعظخخم النعمخخة علخخى النخخاس فيهخخا وهخخم عنهخخا‬
‫ساهون ؟ ! و ربما عاقت عن أحدهم حاجة ل قدر لها فيخخذمر ويسخخخط إيثخخارا‬
‫للخسيس قدره على العظيم نفعه جهل بمحمخخود العاقبخة‪ ،‬وقلخخة معرفخخة معرفخة‬
‫لعظيم الغناء والمنفعة فيها‪ .‬تأمل نزوله علخخى الرض وتخخدبر فخخي ذلخخك‪ ،‬فخخإنه‬
‫جعل ينحدر عليها من علو ليغشى ما غلظ وارتفع منها فيرويه‪ ،‬ولو كان إنما‬
‫يأتيها من بعض نواحيها لما عل المواضع المشرفة منها ولقل مخخا يخخزرع فخخي‬
‫الرض‪ ،‬أل ترى أن الذي يزرع سيحا أقخخل مخخن ذلخخك ؟ فالمطخخار هخخي الخختي‬
‫تطبق الرض‪ ،‬وربما تزرع هذه البراري الواسخخعة وسخخفوح الجبخخال وذراهخخا‬
‫فتغل الغلة الكثيرة‪ ،‬وبها يسقط عن الناس في كثير مخن البلخدان مؤونخة سخياق‬
‫المخخاء مخخن موضخخع إلخخى موضخخع‪ ،‬ومخخا يجخخري فخخي ذلخخك بينهخخم مخخن التشخخاجر‬
‫والتظالم‪ ،‬حتى يستأثر بالماء ذو العزة والقوة ويحرمه الضعفاء‪ .‬ثم إنخخه حيخخن‬
‫قدر أن ينحدر على الرض انحدارا جعل ذلك قطرا شبيها بالرش ليغور فخخي‬
‫قعر الرض فيرويها ولو كان يسكبه انسكابا كخخان ينخخزل علخخى وجخخه الرض‬
‫فل يغور فيها‪ ،‬ثم كان يحطخخم الخخزرع القائمخخة إذا انخخدفق عليهخخا‪ ،‬فصخار ينخخزل‬
‫نزول رقيقا فينبت الحخخب والمخخزروع ويحيخخي الرض والخخزرع القخخائم‪ ،‬وفخخي‬
‫نزوله أيضا مصالح أخرى‪ ،‬فخخإنه يليخخن البخخدان‪ ،‬ويجلخخو كخخدر الهخخواء فيرتفخخع‬
‫الوباء الحادث مخخن ذلخخك ويغسخخل مخخا يسخخقط علخخى الشخخجر والخخزرع مخخن الخخداء‬
‫المسمى " اليرقان " إلى أشباه هخخذا مخخن المنخخافع‪ .‬فخخإن قخال قخخائل‪ :‬أو ليخخس قخخد‬
‫يكون منه في بعض السنين الضرر العظيم الكثير لشدة مخخا يقخخع منخخه‪ ،‬أو بخخرد‬
‫يكون فيه تحطم الغلت وبخورة يحدثها في الهواء فيتولد كثير من المراض‬
‫في البدان‪ ،‬والفات في الغلت ؟ قيل‪ :‬بلى‪ ،‬قد يكون ذلك الفرط لما فيه مخخن‬
‫صلح النسان وكفه عن ركوب المعاصي والتمادي فيها فيكون المنفعة فيها‬
‫يصلح له من دينه أرجح مما عسى أن يرزأ في مخخاله‪ .‬بيخخان‪ " :‬يعتقبخخان " أي‬
‫يأتي كل منهما عقيب صاحبه‪ ،‬و " خصر الهواء "‬

‫]‪[387‬‬
‫بكسر الصاد المهملة‪ ،‬يقال خصر يومنا أي اشتد برده‪ ،‬وماء خاصر‪ :‬بارد‪ ،‬وفي أكثر‬
‫النسخ بالحاء المهملة والسخخين مخخن حسخر أي كخل‪ ،‬وهخخو ل يسختقيم إل بتكلخف‬
‫وتجوز‪ ،‬وفي بعضها بالخاء المعجمة والثاء المثلثة من قولهم خخخثر إذا غلخخظ‪.‬‬
‫والبشع‪ :‬الكريه المطعم الذي يأخذ بالحلق‪ .‬والقنطار معيار‪ ،‬ويروى أنه ألخخف‬
‫ومائتا أوقية‪ ،‬ويقال‪ :‬هو مائة وعشرون رطل‪ ،‬ويقال‪ :‬هو ملخء مسخخك الثخور‬
‫ذهبا‪ .‬قوله عليخخه السخخلم " ويخخذهب لخخه بخخه الصخخوت " أي يمل صخخيت كرمخخه‬
‫وجخخوده الفخخاق‪ .‬والخخذمر‪ :‬الملمخخة والتهخخدد‪ ،‬والحطخخم‪ :‬الكسخخر‪ ،‬والنخخدفاق‪:‬‬
‫النصباب‪ ،‬واليرقان آفة للزرع وقخخوله " ممخخا عسخخى أن يخخرزأ " مخخن الخخرزء‬
‫المصيبة‪ - 37 .‬الخدر المنثخور‪ :‬عخن ابخن عبخاس‪ ،‬قخال‪ :‬السخحاب السخود فيخه‬
‫المطر‪ ،‬و البيض فيه الندى‪ ،‬وهو الذي ينضج الثمار )‪ - 38 .(1‬وعخخن ابخخن‬
‫عباس‪ ،‬قال‪ :‬ما من عام بأقل مطرا من عام‪ ،‬ولكن ال يصرفه حيث يشاء‪ ،‬ثم‬
‫قرأ هذه الية " ولقد صرفنا بينهم ليذكروا ‪ -‬الية " ‪ - 39 .(2) -‬وعن عمر‬
‫مولى عفرة‪ ،‬قال‪ :‬سأل النبي صلى ال عليه وسلم جبرئيل‪ ،‬فقخخال‪ :‬إنخخي أحخخب‬
‫أن أعلم أمر السحاب‪ ،‬فقال جبرئيل‪ :‬هذا ملخخك السخخحاب فاسخخأله‪ ،‬فقخخال‪ :‬تأتينخخا‬
‫صكاك مختمة‪ :‬اسق بلد كذا وكخذا‪ ،‬كخذا وكخذا قطخرة )‪ - 40 .(3‬وعخن ابخن‬
‫عباس‪ ،‬قال‪ :‬إذا رمي الشهاب لخخم يخخخط مخخن رمخخي بخخه‪ ،‬وتل " فخخأتبعه شخخهاب‬
‫ثاقب )‪ - 41 ." (4‬وفي روايخخة أخخخرى عنخخه‪ ،‬قخخال‪ :‬ل يقتلخخون بالشخخهاب ول‬
‫يموتون‪ ،‬ولكنها تخرق وتخرج من غير قتخخل )‪ - 42 .(5‬وعخخن ابخخن عبخخاس‪،‬‬
‫قال‪ :‬ما أرسل ال شيئا من ريح أو ماء إل بمكيال‬

‫)‪ (1‬لم نجد هذه الرواية بعينها فخخي المصخخدر‪ :‬لكخخن يوجخخد مخخا يشخخابهها فخخي )ج ‪ ،1‬ص‬
‫‪ (165‬ولعلها نقلت بالمعنى‪ 2) .‬و ‪ (3‬الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪ 4) .73‬و‬
‫‪ (5‬الدر المنثور‪ :‬ج ‪ ،5‬ص ‪271‬‬

‫]‪[388‬‬

‫إل يوم نوح ويوم عاد‪ ،‬فأما يوم نوح فإن الماء طغى علخى خزانخه فلخم يكخن لهخم عليخه‬
‫سبيل‪ ،‬ثم قرأ " إنا لما طغخخى المخاء " وأمخا يخوم عخخاد فخإن الريخخح عتخخت علخخى‬
‫خزانها فلم يكن لهم عليها سبيل‪ ،‬ثم قرأ " بريح صرصر عاتية "‪ .‬وعن علي‬
‫عليه السلم مثله إل أنه قال‪ :‬لم تنزل قطرة من ماء إل بمكيال على يد ملك )‬
‫‪ - 43 .(1‬وعن الزهري‪ :‬عخخن علخخي بخخن الحسخخين عليهمخخا السخخلم‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫عباس‪ ،‬قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم جالسا في نفر من أصخخحابه‬
‫فرمي بنجم فاستنار‪ ،‬قال‪ :‬ما كنتم تقولون إذا كان هخخذا فخخي الجاهليخخة ؟ قخخالوا‪:‬‬
‫كنا نقول‪ :‬يولد عظيم أو يموت عظيم قال‪ :‬فإنها ل يرمى بها لمخخوت أحخخد ول‬
‫لحياته‪ .‬ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبح حملة العخخرش‪ ،‬ثخخم يسخخبح أهخخل السخخماء‬
‫الذين يلون حملة العرش‪ ،‬فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش‪ :‬ماذا‬
‫قال ربكم ؟ فيخبر أهخخل كخخل سخخماء سخخماء حخختى ينتهخخي الخخخبر إلخخى أهخخل هخخذه‬
‫السماء‪ ،‬وتخطف الجن السمع فيرمون‪ ،‬فما جاؤوا به على وجهخخه فهخخو حخخق‪،‬‬
‫ولكنهم يحرفونه ويزيدون فيه‪ .‬قال معمر‪ :‬قلت للزهري‪ :‬أكان يرمى بها فخخي‬
‫الجاهلية ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أرأيت " إنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع‬
‫الن يجد له شهابا رصدا )‪ " (2‬قال‪ :‬غلظت وشدد أمرها حيخن بعخث رسخول‬
‫ال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه وسخخلم )‪) * .(3‬تتميخخم( * اعلخخم أن الفلسخخفة أثبتخخوا‬
‫عناصر أربعة‪ :‬النار‪ ،‬والهواء‪ ،‬والماء‪ ،‬والرض وقخخالوا‪ :‬النخخار حخخار يخخابس‪،‬‬
‫والهواء حار رطب‪ ،‬والماء بارد رطب‪ ،‬والرض بخخارد يخخابس‪ ،‬وكخخرة النخخار‬
‫عندهم ملصقة لكرة فلك القمر متحركة بحركتها بالتبع و‬

‫)‪ (1‬الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪ ،6‬ص ‪ (2) .259‬الجخخن‪ (3) .10 :‬الخخدر المنثخخور‪ :‬ج ‪ ،5‬ص‬
‫‪.235‬‬

‫]‪[389‬‬

‫لها كرة واحدة‪ ،‬وتحتها الهواء وله أربع طبقات‪ :‬الولى ما يمتزج منه مع النخخار وهخخي‬
‫التي تتلشى فيها الدخنة المرتفعة من السفل‪ ،‬وتتكخخون فيهخخا الكخخواكب ذوات‬
‫الذناب وما يشبهها من النيازك والعمدة وغيرها‪ .‬الثانية الهواء الصخخرفة أو‬
‫القريب من الصرافة‪ ،‬وتضمحل فيها الدخنة اللطيفة‪ ،‬ويحصل منها الشهب‪.‬‬
‫الثالثخخة الهخخواء البخخاردة بمخخا يخخخالطه مخخن البخخخرة البخخاقي علخخى برودتخخه لعخخدم‬
‫وصول أثر الشعاع المنعكس من وجه الرض إليخخه‪ .‬الرابعخخة الهخخواء الكخخثيف‬
‫المجاور للرض والماء الغير الباقي على صخخرافة برودتخخه المكتسخخبة لمكخخان‬
‫الشخخعة المنعكسخخة‪ .‬ثخخم كخخرة المخخاء‪ ،‬وهخخي غيخخر تامخخة‪ ،‬محيطخخة بثلثخخة أربخخاع‬
‫الرض تقريبا‪ .‬ثم الرض وهي كخرة مصخمتة وقخخد أحخخاط بقريخب مخن ثلثخة‬
‫أرباعها الماء‪ ،‬فالماء على هيئة كرة مجوفة غير تامة قد قطع بعض جوانبها‬
‫وملئت من الرض‪ ،‬فالن مجموع الماء والرض بمنزلخخة كخخرة واحخخدة تامخخة‬
‫الهيئة‪ .‬وللمخخاء طبقخخة واحخخدة هخخي البحخخر المحيخخط بخخالرض‪ ،‬ولخخم يبخخق علخخى‬
‫صرافته لنفوذ آثار الشعة فيخه ومخخالطته بخالجزاء الرضخخية وليخخس لخه مخخا‬
‫يميز بين أبعاضه بحيث تختلف في الحكام اختلفا يعتد به‪ ،‬والرض ساكنة‬
‫في الوسط بحيث ينطبق مركز حجمها على مركز العخخالم هخخذا هخخو المشخخهور‬
‫بينهم وزعم بعض الوائل منهم أن الرض متحركة حركخخة وضخخعية دوريخخة‬
‫من المغرب إلى المشرق وأن شروق الكواكب وغروبها بسبب ذلك ل بسبب‬
‫حركخخة الفلخخك وهخخذا قخخول ضخخعيف مخختروك عنخخدهم‪ .‬وللرض ثلث طبقخخات‬
‫الولخخى الرض الصخخرفة المحيطخخة بخخالمركز الثانيخخة الطبقخخة الطينيخخة وهخخي‬
‫المجاورة للماء الثالثة الطبقخخة المنكشخخفة مخخن المخخاء‪ ،‬وهخي الختي تحتبخخس فيهخخا‬
‫البخرة والدخنة‪ ،‬وتتولد فيها المعخخادن والنباتخخات والحيوانخخات‪ ،‬وتنقسخخم إلخخى‬
‫الخخبراري والجبخخال‪ ،‬وهخخي المعروفخخة بخخالربع المسخخكون المنقسخخم إلخخى القخخاليم‬
‫السبعة‪ .‬وأمخخا السخخبب فخخي انكشخخافها فقخخد قيخخل‪ :‬هخخو انجخخذاب المخخاء إلخخى ناحيخخة‬
‫الجنوب لغلبة الحرارة فيها بسبب قرب الشمس‪ ،‬لكون حضيض الشخخمس فخخي‬
‫البروج الجنوبية‪ ،‬وكونها في القرب أشد شعاعا من كونها فخخي البعخخد‪ ،‬وكخخون‬
‫الحرارة اللزمة من الشعاع‬

‫]‪[390‬‬

‫الشد أقوى ل محالة‪ ،‬وشأن الحخخرارة جخخذب الرطوبخخات‪ ،‬وعلخخى هخخذا يمكخخن أن تنتقخخل‬
‫العمارة من الشمال إلى الجنوب ثخخم مخخن الجنخخوب إلخخى الشخخمال وهكخخذا بسخخبب‬
‫انتقال الوج من أحدهما إلى الخر‪ ،‬وتكون العمخخارة دائمخخا ]إلخخى[ حيخخث أوج‬
‫الشمس لئل يجتمع في الصيف قرب الشمس مخخن سخخمت الخخرأس وقربهخخا مخخن‬
‫الرض فتبلغ الحرارة إلى حد النكاية والحراق‪ ،‬ول البعدان في الشتاء فيبلغ‬
‫البرد إلى حد النكاية و التفجيع‪ ،‬وقيل‪ :‬سببه كثرة الوهاد والغوار في ناحيخخة‬
‫الشخخمال باتفخخاق مخخن السخخباب الخارجخخة‪ ،‬فتنحخخدر الميخخاه إليهخخا بخخالطبع وتبقخخى‬
‫المواضع المرتفعة مكشوفة‪ ،‬وقيل‪ :‬ليس له سبب معلوم غيخخر العنايخخة اللهيخخة‬
‫ليصير مسختقرا للنسخان وغيخره مخن الحيوانخات ومخادة لمخا يحتخاج إليخه مخن‬
‫المعادن والنباتات‪ .‬ثم إنهم يقولون بخأن كل مخن تلخك العناصخر الربعخة قابخل‬
‫للكون والفساد أي ينقلخب بعضخها إلخى بعخض بل توسخط أو بتوسخط واحخد أو‬
‫أكخخثر‪ ،‬كالمخخاء ينقلخخب حجخخر المرمخخر‪ ،‬فخخإنه يحصخخل مخخن ميخخاه صخخافية جاريخخة‬
‫مشروبة تجتمع في وهاد تتحجر حجرا قريب الحجخخم مخخن حجمهخخا فخخي زمخخان‬
‫قليل كما ينقل من بعض محال مراغة مخخن بلد آذربايجخخان‪ ،‬وقيخخل‪ :‬الحخخق أن‬
‫ذلك إنما هو بخاصية فخخي بعخخض المواضخخع مخخن الرض خلخخق الخ فيهخخا قخخوة‬
‫معدنية شديدة التأثير في التحجير إذا صادفتها المياه تحجخخرت‪ ،‬وربمخخا كخخانت‬
‫في باطن الرض فظهخرت بخالزلزل‪ ،‬ومخن هخذا القبيخل مخا نقخل مخن انقلب‬
‫بعض الناس حجرا‪ ،‬وقد شوهدت في بعض البلد أشخخباح حجريخخة علخخى هيئة‬
‫أشخاص إنسية من رجال ونساء وولدان ل يعوزها من التشخخكيل والتخصخخيط‬
‫شئ‪ ،‬وأشخاص بهيمية وسائر أمور تتعلق بالنسان على حالت مخصوصخخة‬
‫وأوضاع يغلب على الظن أنها كانت قوالب إنسخخية ومخخا يتعلخخق بهخخا‪ ،‬فل يبعخخد‬
‫ظهور ]مثل[ هذه القوة على قوم غضب ال عليهم )انتهخخى(‪ .‬وقخخالوا‪ :‬الحجخخر‬
‫ينحل بالحيل الكسيرية ماء سيال‪ ،‬والهواء ينقلخخب مخخاء كمخخا يشخخاهد فخخي قلخخل‬
‫الجبال وغيرها أن الهواء بسبب الخخبرد يغلخخظ ويصخخير سخخحابا متقخخاطرا وكمخخا‬
‫يشاهد من ركوب القطرات على الطاس المكبوب على الجمد‪ ،‬والماء ينقلب‬

‫]‪[391‬‬

‫هواء بالحر الحاصل من تسخين الشمس أو النار كما يشاهد مخخن البخخخار الصخخاعد مخخن‬
‫الماء المسخن‪ ،‬فإن البخار أجزاء هوائية متكونة من الماء مستصحبة لجزاء‬
‫مائية لطيفة مختلطة بها‪ ،‬والهواء ينقلب نارا كما فخخي كخخور الحخخدادين إذا ألخخح‬
‫النفخ عليها وسد الطرق التي يدخل منها الهخخواء الجديخخد يحخخدث فيخخه نخخار مخخن‬
‫انقلب الهواء إليها‪ ،‬ومن هذا القبيل الهواء الحار الذي منه السموم المحرقة‪،‬‬
‫والنار أيضا تنقلب هواء كما يشاهد في شعلة المصباح‪ ،‬فإنها لخخو بقيخخت علخخى‬
‫النارية لتحركت إلى مكانها الطبيعي على خط مسخختقيم فخخاحترقت مخخا حاذاهخخا‬
‫وليس كذلك‪ .‬ثم إنهم قالوا‪ :‬إذا تصخخغرت تلخخك العناصخخر وامخختزجت وتماسخخت‬
‫وفعل بعضها في بعض بقواها المتضخخادة تحصخخل منهخخا كيفيخخة متوسخخطة هخخي‬
‫المزاج‪ ،‬والتركيب قخخد يكخون تامخخا يحصخل بخخه مخخزاج ويسخختعد بخذلك لفاضخخة‬
‫صورة نوعية تحفظ التركيب زمانا طخخويل‪ ،‬وقخخد يكخخون ناقصخخا ل يبقخخى مخخدة‬
‫مديخخدة بخخل تنحخخل بخخأدنى سخخبب مثخخل كائنخخات الجخخو‪ .‬قخخال صخخاحب المقاصخخد‪:‬‬
‫المركبات التي ل مزاج لها ثلثة أنواع‪ ،‬لن حدوثه إمخخا فخخوق الرض أعنخخي‬
‫في الهواء‪ ،‬وإما على وجه الرض‪ ،‬وإما فخخي الرض فخخالنوع الول منخخه مخخا‬
‫يتكون من البخار‪ ،‬ومنه ما يتكون من الدخان وكلهما بخالحرارة فإنهخا تحلخل‬
‫من الرطب أجزاء هوائية ومائية وهي البخار‪ ،‬ومخخن اليخخابس أجخخزاء أرضخخية‬
‫تخالطهخخا أجخخزاء ناريخخة وقلمخخا يخلخخو عخخن هوائيخخة وهخخي الخخدخان‪ ،‬فالبخخخار‬
‫المتصاعد قد يلطف بتحليل الحرارة أجزاؤه المائية فيصير هخخواء‪ ،‬وقخخد يبلخخغ‬
‫الطبقة الزمهريرية فيتكاثف فيجتمع سحابا ويتقخخاطر قطخخرا إن لخخم يكخخن الخخبرد‬
‫شديدا‪ ،‬وإن أصابه برد شديد يجمد السحاب قبل تشكله بشخخكل القطخخرات نخخزل‬
‫ثلجا‪ ،‬أو بعد تشكله بذلك نزل بردا صغيرا مستديرا إن كان من سخخحاب بعيخخد‬
‫لذوبان الزوايا بالحركة والصطكاك‪ ،‬وإل فكبيرا غير مسخختدير فخخي الغخخالب‪،‬‬
‫وإنما يكون الخخبرد فخخي هخخواء ربيعخخي أو خريفخخي لفخخرط التحليخخل فخخي الصخخيفي‬
‫والجمود في الشتوي‪ ،‬وقد ل يبلغ البخار المتصاعد الطبقة الزمهريرية‪ ،‬فخخإن‬
‫كثر صار ضبابا‪ ،‬وإن قل وتكاثف ببرد‬

‫]‪[392‬‬

‫الليل فإن انجمد نخخزل صخخقيعا‪ ،‬وإل فطل‪ ،‬فنسخخبة الصخخقيع إلخخى الطخخل نسخخبة الثلخخج إلخخى‬
‫المطر‪ .‬وقد يكون السحاب الماطر من بخار كثير تكاثف بالبرد مخخن غيخخر أن‬
‫يتصخخعد إلخخى الزمهريريخخة لمخخانع مثخخل هبخخوب الريخخاح المانعخخة للبخخخرة مخخن‬
‫التصاعد‪ ،‬أو الضاغطة إياها إلى الجتماع بسخخبب وقخخوف جبخخال قخخدام الريخخح‬
‫وثقل الجزء المتقدم وبطء حركته‪ .‬وقد يكخخون مخخع البخخخار المتصخخاعد دخخخان‪،‬‬
‫فإذا ارتفعا معا إلى الهواء البارد وقد انعقد البخار سحابا واحتبس الدخان فيخخه‬
‫فإن بقي الدخان على حرارته قصد الصعود‪ ،‬وإن برد قصد النخخزول‪ ،‬وكيخخف‬
‫كان فإنه يمزق السحاب تمزيقا عنيفا فيحخخدث مخخن تمزيقخخه ومصخخاكته صخخوت‬
‫هو الرعد‪ ،‬ونارية لطيفخخة هخخي الخخبرق‪ ،‬أو كثيفخخة هخخي الصخخاعقة‪ .‬وقخخد يشخختعل‬
‫الدخان الغليظ بالوصول إلى كرة النار كما يشاهد عند وصخول دخخان سخخراج‬
‫منطفئ إلى سراج مشتعل فيرى فيه الشتعال فيرى كأنه كوكب انقخخض وهخخو‬
‫الشهاب‪ ،‬وقد يكون لغلظه ل يشتعل بل يحخخترق ويخخدوم فيخخه الحخختراق فيبقخخى‬
‫على هيئة ذؤابة أو ذنب أو حية أو حيوان له قرون‪ ،‬وربما يقف تحت كوكب‬
‫ويدور مع النار بدوران الفلك إياها‪ ،‬وربما تظهخخر فيخخه علمخخات هائلخخة حمخخر‬
‫وسود بحسب زيادة غلظ الدخان‪ .‬وإذا لم ينقطع اتصخخال الخخدخان مخخن الرض‬
‫ونزل اشتعاله إلى الرض يرى كأن تنينا ينزل من السماء إلى الرض وهخخو‬
‫الحريق )انتهخخى(‪ .‬وقخخال فخخي المواقخخف‪ :‬وأمخخا الخخدخان فربمخخا يخخخالط السخخحاب‬
‫فيحرقه‪ ،‬إما في صعوده بالطبع أو عند هبوطه للتكخاثف بخالبرد‪ ،‬فيحخخدث مخن‬
‫خرقه له ومصاكته إياه صوت هو الرعد‪ ،‬وقد يشتعل بقوة التسخين الحاصخخل‬
‫من الحركة والمصاكة فلطيفه ينطفئ سريعا وهخخو الخخبرق‪ ،‬وكخخثيفه ل ينطفخخئ‬
‫حتى يصل إلى الرض وهي الصاعقة‪ .‬وقال شارحه‪ :‬وإذا وصل إليها فربما‬
‫صار لطيفا ينفذ في المتخلخل ول يحرقه ويخخذيب الجسخام المندمجخخة‪ ،‬فيخذيب‬
‫الذهب والفضة في الصرة مثل ول يحرقها إل‬

‫]‪[393‬‬

‫ما احترق من الذوب‪ ،‬وقد أخبرنا أهل التواتر بأن الصاعقة وقعخخت بشخيراز علخى قبخة‬
‫الشيخ الكبير أبي عبد ال بن حفيف‪ ،‬فأذاب قنديل فيها ولم يحرق شخخيئا منهخخا‪.‬‬
‫و ربما كان كثيفا غليظا جدا فيحرق كخخل شخخئ أصخخابه‪ ،‬وكخخثيرا مخخا تقخخع علخخى‬
‫الجبل فتدكه دكا‪ .‬ويحكى أن صبيا كان في صخحراء فأصخاب سخاقيه صخاعقة‬
‫فسقط رجله ولم يخرج منه دم لحصول الكي بحرارتهخخا‪ .‬وقخخال الخخرازي فخخي‬
‫المباحث المشرقية‪ :‬إذا ارتفع بخار دخاني لزج دهني وتصخخاعد حخختى وصخخل‬
‫إلى حيز النخار مخن غيخر أن ينقطخع اتصخاله عخن الرض اشختعلت النخار فيخه‬
‫نازلخخة‪ ،‬فيخخرى كخأن تنينخخا ينخخزل مخخن السخخماء إلخخى الرض‪ ،‬فخإذا وصخخلت إلخخى‬
‫الرض احخخترقت تلخخك المخخادة بالكليخخة ومخخا يقخخرب منهخخا‪ ،‬وسخخبيل ذلخخك سخخبيل‬
‫السراج المنطفئ إذا وضع تحت السراج المشتعل فاتصخخل الخخدخان مخخن الول‬
‫إلى الثاني فانحدر اللهب إلى فتيلته‪ .‬وقال في شرح المواقف في سخخبب الهالخخة‬
‫والقوس‪ :‬قد تحدث في الجو أجخخزاء رطبخخة رشخخية صخخقيلة كخخدائرة تحيخخط تلخخك‬
‫الجزاء بغيم رقيق لطيف ل تحجب ما وراءه عخخن البصخخار‪ ،‬فينعكخخس منهخخا‬
‫أي من تلك الجزاء الواقعة على ذلخخك الوضخخع ضخخوء البصخخر لصخخقالتها إلخخى‬
‫القمر‪ ،‬فيرى في تلك الجزاء ضوؤه دون شكله‪ .‬فخخإن الصخخقيل الخخذي ينعكخخس‬
‫منه شعاع البصر إذا صغر جدا بحيث ل ينقسم فخخي الحخخس أدى )‪ (1‬الضخخوء‬
‫واللخخون دون الشخخكل والتخصخخيط كمخخا فخخي المخخرآة الصخخغيرة‪ .‬وتلخخك الجخخزاء‬
‫الرشية مرايا صغار متراصة علخخى هيئة الخخدائرة‪ ،‬فيخخرى جميخخع تلخخك الخخدائرة‬
‫كأنها منورة بنور ضعيف وتسخخمى الهالخخة‪ ،‬وإنخخا ل نخخرى الجخخزء الول الخخذي‬
‫يقابل القمر مخن ذلخك الغيخخم‪ ،‬لن قخوة الشخخعاع تخفخي حجخم السخخحاب الخذي ل‬
‫يستره‪ ،‬فل يرى فيه خيال القمر‪ ،‬كيف والشئ إنما يرى على الستقامة نفسخخه‬
‫ل شبحه بخلف أجزائه التي ل تقابله فإنها تؤدي خيال ضخخوئه كمخخا عرفخخت‪.‬‬
‫قيل‪ :‬وأكثر ما تتولد الهالة عند عدم الريح‪ ،‬فخخإن تمزقخخت مخخن جميخخع الجهخخات‬
‫دلت على الصحو‪ ،‬وإن ثخن‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬أرى‪.‬‬

‫]‪[394‬‬

‫السحاب حتى بطلت دلت على المطر‪ ،‬لن الجزاء المائيخخة قخخد كخخثرت‪ ،‬وإن انخرقخخت‬
‫من جهة دلت على ريح تأتي من تلك الجهة‪ ،‬و ]إن[ اتفق أن توجخخد سخخحابتان‬
‫على الصفة المذكورة إحداهما تحت الخرى حدثت هنخخاك هالخخة تحخخت هالخخة‪،‬‬
‫وتكون التحتانية أعظم لنها أقرب إلينا‪ ،‬وزعم بعضهم أنه رأى سخخبع هخخالت‬
‫معا‪ .‬واعلخخم أن هالخخة الشخخمس وتسخخمى " الطفخخاوة " نخادرة جخدا‪ ،‬لن الشخخمس‬
‫تحلل السحب الرقيقة‪ ،‬ومع ذلك فقد زعم ابن سينا أنه رأى حول الشمس هالة‬
‫تامة في ألوان قوس قزح‪ ،‬ورأى بعد ذلك هالة فيها قوسية قليلة‪ ،‬وإنما تنفرج‬
‫هالة الشمس إذا كثف السحاب وأظلم‪ .‬وحكى أيضا أنه رأى حول القمر هالخخة‬
‫قوسية اللون‪ ،‬لن السحاب كان غليظا فشوش فخخي أداء الضخخوء وعخخرض مخخا‬
‫يعخخرض للقخخوس‪ ،‬وقخخد يحخخدث مثخخل ذلخخك الخخذي ذكرنخخاه مخخن الجخخزاء الرشخخية‬
‫الصخخقيلة علخخى هيئة السخختدارة فخخي جهخخة خلف الشخخمس وهخخي قخخوس قخخزح‬
‫وتفصيلة أنه إذا وجد في خلف جهة الشمس أجزاء رشية لطيفة صافية على‬
‫تلك الهيئة وكان وراءها جسم كثيف إما جبل أو سحاب كدر وكخخانت الشخخمس‬
‫قريبة من الفق فإذا أدبر على الشمس ونظر إلى تلك الجزاء انعكس شخخعاع‬
‫البصر عنها إلى الشمس‪ ،‬ولما كانت صخغيرة جخخدا لخم يخخؤد الشخخكل بخخل اللخون‬
‫الذي يكون مركبا من ضوء الشمس في لون المرآة‪ ،‬وتختلف ألوانهخخا بحسخخب‬
‫اختلف أجزاء السحاب في ألوانها‪ ،‬وبحسب ألوان مخخا وراءهخخا مخخن الجبخخال‪،‬‬
‫وألوان ما ينعكس منها الضوء من الجرام الكثيفة‪ .‬وفي المبخخاحث المشخخرقية‪:‬‬
‫زعم بعضهم أن السبب في حدوث أمثال هذه الحوادث اتصالت فلكية وقوى‬
‫روحانية اقتضت وجودها‪ ،‬وحينئذ ل تكون من قبيل الخيالت‪ ،‬وهو أن يرى‬
‫صورة شئ ]مع صخورة شخئ[ آخخر مظهخر لخه كخالمرآة‪ ،‬فيظخن أن الصخورة‬
‫الولى حاصلة في الشئ الثاني ول يكون فيه بحسب نفس المر‪ .‬قال المخخام‪:‬‬
‫هذا الذي ذكره ل ينافي ما ذكرناه‪ ،‬فخخإن الصخخحة والمخخرض قخخد يسخختندان إلخخى‬
‫أسباب عنصرية تارة‪ ،‬وإلى اتصالت فلكية وتأثيرات نفسانية‬

‫]‪[395‬‬

‫أخرى‪ ،‬لكن هذا الوجه يؤيده أن أصحاب التجارب شهدوا بأن أمثال هذه الحوادث في‬
‫الجو تدل على حدوث حوادث في الرض‪ ،‬فلول أنها موجودات مستندة إلخخى‬
‫تلك التصالت والوضاع لم يستمر هذا الستدلل )انتهى(‪ .‬وقخخال بعضخخهم‪:‬‬
‫إن ال سبحانه إذا أراد أن يلطف بقوم أو يغضخخب عليهخخم بإحخخداث حخخدث فخخي‬
‫الرض وتكوين كائن مخخن إمطخخار مطخخر أو إرسخخال ريخخح ومخخا أشخخبههما أمخخر‬
‫الملئكة السماوية خصوصا الملكين الموكلين بالشمس أن يفعلوا في الرض‬
‫بتوسخخط الملئكخخة المخخوكلين بهخخا‪ ،‬أفاعيخخل الملئكخخة أن يحركخخوا شخخيئا منهخخا‬
‫ويخلطوه حتى يحصل من اختلطه ما يشخخاء‪ ،‬فخخإن كخخل مخخا يتكخخون فخخي الجخخو‬
‫والرض إنما يحدث من اختلط العناصر والرضيات‪ ،‬فأول ما يحخخدث مخخن‬
‫ذلك قبل أن يمخختزج امتزاجخخا تامخخا يحصخخل بسخخبب الكيفيخخة الوحدانيخخة المسخخماة‬
‫بخخالمزاج هخخو البخخخار والخخدخان‪ ،‬وذلخخك لن الملئكخخة إذا هيجخخوا باسخخخان‬
‫السخخماويات الحخخرارة بخخخروا مخخن الجسخخام المائيخخة ودخنخخوا مخخن الجسخخام‬
‫الرضية‪ ،‬وأثاروا أجخزاء إمخا هوائيخة ومائيخة مختلطيخن وهخو البخخار‪ ،‬وإمخا‬
‫نارية وأرضية كذلك وهو الدخان‪ ،‬ثم حصل بتوسطهما موجودات شتى غير‬
‫تامة المخزاج مخن الغيخم والمطخر والثلخج والخبرد والضخباب والطخل والصخقيع‬
‫والرعد والبرق والصخاعقة والقخوس والهخالت والشخهب والريخاح والخزلزل‬
‫وانفجارات العيون والقنوات والبخخار والنخخزوز‪ ،‬كخخل ذلخخك بخخإذن الخ سخخبحانه‬
‫وتوسط ملئكته‪ ،‬كما قخخال سخخبحانه إشخخارة إلخخى بعخخض ذلخخك " ألخخم تخخر أن الخ‬
‫يزجي سحابا ‪ -‬الية ‪ " -‬والتأمل في بناء الحمام وعوارضه نعم العخخون علخخى‬
‫إدراك ماهية الجو وكثير من حوادثه‪ ،‬بل التدبر في ما يرتفع من أرض معدة‬
‫النسان إلى زمهرير دماغة ثم ينخخزل منخخه فخخي ثقخخب وجهخخه يعيخخن علخخى ذلخخك‬
‫كسائر المور النفسية على الحكام الفاقية )انتهى(‪ .‬وقال بعخخض المحققيخخن‬
‫في تحقيق ألوان القوس‪ :‬توضيح المقام يسخختدعي مقخخدمتين الولخخى‪ :‬أن سخخائر‬
‫اللخخوان المتوسخخطة بيخخن السخخود والبيخخض إنمخخا تحخخدث عخخن اختلط هخخذين‬
‫اللونين‪ ،‬وبالجملة البيض إذا رؤي بتوسط السود أو بمخالطة‬

‫]‪[396‬‬

‫السود حدثت عن ذلك اللوان الخر‪ ،‬فإن كان النير هو الغالب رؤي الحمر وإن لخخم‬
‫يكخخن غالبخخا رؤي الكراثخخي والرجخخواني‪ ،‬وغلبتخخه فخخي الكراثخخي أكخخثر وفخخي‬
‫الرجواني أقل‪ .‬الثانية أن اللون السود هو بمنزلة عدم البصار‪ ،‬لنخخا إذا لخخم‬
‫نر الشمس والمضئ ظننا أنا نرى شيئا أسود‪ ،‬فالمكان من الغمام الذي يكخخون‬
‫البيض فيه غالبا على السود نراه أحمر‪ ،‬والمكان الخخذي يكخخون فيخخه السخخود‬
‫غالبا نراه ارجوانيا‪ ،‬والمكان الذي فيخخه السخخود بيخخن الغخخالب والمغلخخوب نخخراه‬
‫كراثيا‪ .‬فإذا تمهد هذا فنقول‪ :‬إذا رأى البصر النيخخر بتوسخخط الغمخخام علخخى تلخخك‬
‫الشرائط رأى القوس على الكثر ذات ألخوان ثلثخخة‪ :‬الول منهخا وهخخو الخدور‬
‫الخارج الذي يلي السماء أحمر لقلة سواده وكثرة بياضه‪ ،‬والثاني وهخخو الخخذي‬
‫دونه كراثي لتوسطه بين الول والثالث في قلة السواد وكثرته وقلخخة البيخخاض‬
‫وكثرته‪ ،‬والدور الثالث مما يلي الرض أرجواني لكثرة سواده وقلة بياضخخه‪،‬‬
‫فأما الدور الصفر الذي قد يرى أحيانا بين الدور الحمر والكراثي فإنه ليس‬
‫يحدث بنحو النعكاس فإنما يرى بمجاورة الحمر اللون الكراثي‪ ،‬والعلة فخخي‬
‫ذلك أن البيخض إذا وقخع علخى جنخب السخود رؤي أكخثر بياضخا‪ ،‬ولمخا كخان‬
‫الدور الحمر فيه بياضخخا والكراثخخي مخخائل إلخخى السخخواد رؤي طخخرف الحمخخر‬
‫لقربه من الكراثي أكثر بياضا من الحمر ]وما هو أكثر بياضا من الحمخخر[‬
‫هو الصفر‪ ،‬فلهذا يرى طرف الخخدور الحمخخر القريخخب مخخن الكراثخخي أصخخفر‪.‬‬
‫وقد يظهر أحيانا قوسان معا كل واحدة منهمخخا ذات ثلثخخة ألخخوان علخخى النحخخو‬
‫الذي ذكرناه فخي الواحخدة‪ ،‬لكخن وضخع ألخوان القخوس الخارجخة بخالعكس مخن‬
‫الداخلخخة‪ ،‬يعنخخي دورهخخا الخخخارج الخخذي يلخخي السخخماء أرجخخواني‪ ،‬و الخخذي يليخخه‬
‫كراثي‪ ،‬والذي يتلو هذا أحمر‪ ،‬ول يبعد أن يكون أحد القوسين عكسخخا للخخخر‬
‫)انتهى(‪ .‬وأقول‪ :‬هذا ما ذكره القوم في هذا المقام‪ ،‬وكلها مخالفة لما ورد فخخي‬
‫لسان الشريعة‪ ،‬ولم يكلف النسان الخخخوض فيهخخا والتفكخخر فخخي حقائقهخخا‪ ،‬ولخخو‬
‫كان مما ينفع الملكف لم يهمل صاحب الشرع بيانها‪ ،‬وقد ورد فخخي كخخثير مخخن‬
‫الخبار النهي عن‬

‫]‪[397‬‬

‫تكلف ما لم يؤمر المرء بعلمه‪ .‬قال صاحب المواقف وشارحه بعد إيراد هذه المباحث‪:‬‬
‫مخخا ذكرنخخاه كلخخه آراء الفلسخخفة حيخخث نفخخوا القخخادر المختخخار‪ ،‬فأحخخالوا اختلف‬
‫الجسخخام بالصخخور إلخخى اسخختعداد فخخي موادهخخا‪ ،‬وأحخخالوا اختلف آثارهخخا إلخخى‬
‫صخخورها المتبائنخخة و أمزجتهخخا المتخالفخخة‪ ،‬وكخخل ذلخخك إلخخى حركخخات الفلك‬
‫وأوضاعها‪ .‬وأما المتكلمخخون فقخخالوا‪ :‬الجسخخام متجانسخخة بالخخذات لتركبهخخا مخخن‬
‫الجخخواهر الفخخردة‪ ،‬وأنهخخا متماثلخخة ل اختلف فيهخخا‪ ،‬وإنمخخا يعخخرض الختلف‬
‫للجسام ل في ذواتها بل بما يحصل فيها من العراض بفعل القادر المختخخار‬
‫)انتهى(‪ .‬ثم اعلم أن ما يشاهد من انعقاد السحب في قلل الجبال وتقاطرها مع‬
‫أن الواقف على قلة الجبل ل يرى سخخحابا ول مطخخرا ول مخخاء‪ ،‬والخخذين تحخخت‬
‫السحاب ينخخزل عليهخخم المطخخر ل ينخخافي الظخخواهر الدالخخة علخخى أن المطخخر مخخن‬
‫السماء بوجهين‪ :‬أولهمخخا أنخخه يمكخخن أن ينخخزل عليهخخم المطخخر مخخن السخخماء إلخخى‬
‫السحاب رشحا ضعيفا ل يحس به أو قبل انعقاد السحاب على الموضع الخخذي‬
‫يرتفع منخخه‪ .‬وثانيهمخخا أن نقخخول بحصخخول الخخوجهين معخخا وانقسخخام المطخخر إلخخى‬
‫القسخخمين‪ ،‬فمنخخه مخخا ينخخزل مخخن السخخماء‪ ،‬ومنخخه مخخا يرتفخخع مخخن بخخخار البحخخار‬
‫والراضي الندية‪ .‬ويؤيده مخخا رواه شخخيخنا البهخخائي ‪ -‬قخخدس الخ روحخخه ‪ -‬فخخي‬
‫كتاب " مفتاح الفلح " حيث قال‪ :‬نقل الخاص والعام أن المأمون ركب يوما‬
‫للصيد فمر ببعض أزقخخة بغخخداد علخخى جماعخخة مخخن الطفخخال‪ ،‬فخخخافوا وهربخخوا‬
‫وتفرقوا‪ ،‬وبقي واحد منهم في مكانه‪ ،‬فتقدم إليخه المخأمون وقخال لخه‪ :‬كيخف لخم‬
‫تهرب كما هرب أصحابك ؟ فقال‪ :‬لن الطريق ليس ضيقا فيتسع بخخذهابي‪ ،‬و‬
‫ل بخخي عنخخدك ذنخخب فأخافخخك لجلخخه‪ ،‬فلي شخخئ أهخخرب ؟ ! فخخأعجب كلمخخه‬
‫المأمون فلما خرج إلى خخخارج بغخخداد أرسخخل صخخقره فخخارتفع فخخي الهخخواء ولخخم‬
‫يسقط على وجخخه الرض حخختى رجخخع وفخخي منقخخاره سخخمكة صخخغيرة‪ ،‬فتعجخخب‬
‫المأمون من ذلك‪ ،‬فلما رجع تفرق الطفال وهربوا إل ذلخخك الطفخخل فخخإنه بقخخي‬
‫في مكانه كما في المخخرة الولخخى‪ ،‬فتقخخدم إليخخه المخخأمون وهخخو ضخخام كفخخه علخخى‬
‫السمكة وقال له‪ :‬قل أي شئ في يدي ؟ فقال‪ :‬إن الغيم حين أخذ من ماء البحر‬
‫تداخله سمك صغار فتسقط منه فيصطادها الملوك‬

‫]‪[398‬‬

‫فيمتحنون بها سللة النبوة‪ .‬فأدهش ذلك المأمون فقال له‪ :‬من أنت ؟ قال‪ :‬أنا محمد ابن‬
‫علي الرضا ‪ -‬وكان ذلك بعد واقعة الرضخخا عليخخه السخخلم وكخخان عمخخره عليخخه‬
‫السلم في ذلك الوقت إحدى عشخخر‪ ،‬وقيخخل عشخخر سخخنة ‪ -‬فنخخزل المخخأمون عخخن‬
‫فرسه وقبل رأسه وتذلل له ثم زوجه ابنته‪ .‬أقول‪ :‬وقد مر فخي أبخواب تخاريخه‬
‫عليه السلم‪ .‬وسئل السيد المرتضى‪ :‬الرعد و البرق والغيخخم مخخا هخخو ؟ وقخخوله‬
‫تعالى " وينزل من السماء من جبال فيها مخخن بخخرد " وهخخل هنخخاك بخخردأم ل ؟‬
‫فأجاب ‪ -‬قدس سره ‪ :-‬إن الغيم جسخخم كخخثيف وهخخو مشخخاهد ل شخخك فيخخه‪ ،‬وأمخخا‬
‫الرعد والبرق فقد روي أنهما ملكان‪ ،‬والذي نقوله هو أن الرعخخد صخخوت مخخن‬
‫اصطكاك أجرام السحاب‪ .‬والبرق أيضا من تصادمهما‪ .‬وقوله " من جبخخال "‬
‫إلى آخخخره ل شخخبهة فيخخه أنخخه كلم الخخ‪ ،‬وأنخخه ل يمتنخخع أن تكخخون جبخخال الخخبرد‬
‫مخلوقة في حال ما ينزل البرد‪) * .‬بسمه تعالى( * إلى هنا تم الجخخزء الثخخالث‬
‫من المجلد الرابخخع عشخخر ‪ -‬كتخخاب السخخماء والعخخالم ‪ -‬مخخن بحخخار النخخوار وهخخو‬
‫الجزء التاسع والخمسون حسب تجزئتنا من هخخذه الطبعخخة البهيخخة‪ .‬وقخخد قابلنخخاه‬
‫على النسخة التي صححها الفاضل الخبير الشيخ محمد تقي اليزدي‪ ،‬بما فيهخخا‬
‫من التعليق والتنميق وال ولي التوفيق‪ .‬محمد الباقر البهبودي‬

‫]‪[399‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم الرعد صوت من اصطكاك أجرام السحاب‪ .‬والبرق أيضا من‬
‫تصادمهما‪ .‬وقوله " من جبال " إلى آخره ل شبهة فيه أنخخه كلم الخ‪ ،‬وأنخخه ل‬
‫يمتنع أن تكون جبال البرد مخلوقة في حال ما ينزل البرد‪) * .‬بسخخمه تعخخالى(‬
‫* إلى هنا تم الجزء الثالث من المجلد الرابع عشر ‪ -‬كتخخاب السخخماء والعخخالم ‪-‬‬
‫من بحار النخخوار وهخخو الجخخزء التاسخخع والخمسخخون حسخخب تجزئتنخخا مخخن هخخذه‬
‫الطبعة البهية‪ .‬وقد قابلناه على النسخة التي صخخححها الفاضخخل الخخخبير الشخخيخ‬
‫محمد تقي اليزدي‪ ،‬بما فيها من التعليق والتنميخخق وال خ ولخخي التوفيخخق‪ .‬محمخخد‬
‫الباقر البهبودي‬
‫]‪[399‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل كما هو أهله‪ ،‬وكما ينبغي لكخخرم وجهخخه وعخخز جللخخه‬
‫والصلة والسلم على رسوله وآله‪ .‬وبعد فقد بذلنا غاية المجهود في تصحيح‬
‫هذا الجزء من كتاب " بحخخار النخخوار " ‪ -‬وهخخو الجخخزء السخخادس والخمسخخون‬
‫حسب تجزئتنخخا فخخي هخخذه الطبعخخة ‪ -‬وتنميقخخه والتعليخخق عليخخه ومقخخابلته بالنسخخخ‬
‫والمصخخادر‪ .‬نشخخكر الخ تعخخالى علخخى مخخا وفقنخخا لخخذلك ونسخخأله أن يخخديم توفيقنخخا‬
‫ويزيدنا من فضله وال ذو الفضل العظيم‪ .‬قم المشرفة‪ :‬محمد تقخخي المصخخباح‬
‫اليزدي ربيع الول ‪1380‬‬

‫مكتبة يعسوب الدين عليه السلم اللكترونية‬

You might also like