Professional Documents
Culture Documents
][1
بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار تأليف العلم العلمة الحجة فخر
المة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي " قدس ال سره " الجزء الثاني
والستون مؤسسة الوفاء بيروت -لبنان الطبعة الثانية المصححة 1403ه
1983 -م
][1
بسم ال الرحمن الرحيم } أبواب { } الدواجن وقد مضت منها النعام { } باب {
} استحباب اتخاذ الدواجن في البيوت { - 1قرب السناد :عن سعد بن
طريف ) (1عن الحسين بن علوان عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما
السلم قال :كانوا يحبون أن يكون في البيت الشئ الداجن مثل الحمام
والدجاج أو العناق ليعبث به صبيان الجن ول يعبثون بصبيانهم )- 2 .(2
طب الئمة :عن المظفر بن محمد بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي
نجران عن سليمان بن جعفر عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم :أكثروا من الدواجن في بيوتكم
تتشاغل ) (3بها الشياطين عن صبيانكم )(4
) (1هكذا في الكتاب في مطبوعة ومخطوطه وفيه تصحيف والصحيح كما في
المصدر :الحسن بن ظريف (2) .قرب السناد (3) .45 :في المخطوطة:
لتشاغل (4) .طب الئمة.117 :
][2
بيان :قال الجوهري :دجن بالمكان دجونا :أقام به وأدجن مثله ،وقال ابن السكيت:
شاة داجن وراجن :إذا ألفت البيوت واستأنست ،قال :ومن العرب من
يقولها بالهاء وكذلك غير الشاة ،قال لبيد :حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا *
غضفا دواجن قافل أعصامها أراد به كلب الصيد .وقال في النهاية :فيه:
" لعن ال من مثل بدواجنه " هي جمع داجن وهو الشاة التي يعلفها
الناس في منازلهم يقال :شاة داجن ،ودجنت تدجن دجونا ،والمداجنة حسن
المخالطة وقد يقع على غير الشاة من كل ما يألف البيوت من الطير
وغيرها والمثلة بها :أن يخصيها ويجدعها انتهى ) .(1وقال الدميري:
الداجن :الشاة التى يعلفها الناس في منازلهم ،وكذلك الناقة والحمام
البيوتي ،والنثى داجنة ،والجمع دواجن ،وقال أهل اللغة :دواجن البيوت:
ما ألفها من الطير والشاة وغيرهما ،وقد دجن في بيته :إذا لزمه ).(2
][3
) } - (2باب { } فضل اتخاذ الديك وأنواعها واتخاذ الدجاج في البيت وأحكامهما {
- 1العيون والخصال :عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد
الشعري عن إبراهيم بن حمويه عن اليقطيني قال :قال الرضا عليه السلم
في الديك البيض خمس خصال من خصال النبياء :معرفته بأوقات الصلة
والغيرة والسخاء والشجاعة وكثرة الطروقة ) - 2 .(1مجالس الصدوق:
في مناهي النبي صلى ال عليه وآله وسلم :نهى عن سب الديك وقال :إنه
يوقظ للصلة ) - 3 .(2المكارم :عن النبي صلى ال عليه وآله وسلم:
تعلموا من الديك خمس خصال :محافظته على أوقات الصلة والغيرة
والسخاء والشجاعة وكثرة الطروقة ) - 4 .(3كتاب جعفر بن محمد بن
شريح الحضرمي :عن حميد بن شعيب عن جابر الجعفي قال :سمعت أبا
عبد ال عليه السلم يقول :إن ل ديكا رجله في الرض ورأسه تحت
العرش ،جناح له في المشرق ،وجناح له في المغرب ،يقول " :سبحان
الملك القدوس " فإذا قال ذلك :صاحت الديوك وأجابته فإذا سمع صوت
الديك فليقل أحدكم :سبحان ربي الملك القدوس ) - 5 .(4الكافي :عن العدة
عن البرقي عن محمد بن علي عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر
عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم :ديك أفرق
أبيض يحفظ ) (5دويرة
) (1عيون الخبار :ج 277 :1الخصال (2) .298 :1مجالس الصدوق) 254 :
(662ورواه في الفقيه 3 :4باسناد المناهى (3) .مكارم الخلق.154 :
) (4كتاب جعفر بن محمد بن شريح (5) :في المصدر :ديك ابيض افرق
يحرس.
][4
أهله وسبع دويرات حوله ) .(1بيان :قال في القاموس :ديك أفرق بين الفرق،
عرفه مفروق - 6 .الكافي :عن العدة عن سهل بن زياد عن علي بن
سليمان بن رشيد عن القاسم بن عبد الرحمن الهاشمي عن محمد بن مخلد
الهوازي عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ديك أفرق أبيض ) (2يحرس
دويرته وسبع دويرات حوله ولنفضة من حمامة منمرة ) (3أفضل من سبع
ديوك فرق بيض ) - 7 .(4ومنه :عن العدة عن أحمد بن محمد بن خالد
عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن
إبراهيم الجعفري قال :ذكر عند أبي الحسن عليه السلم حسن الطاووس،
فقال :ل يزيدك على حسن الديك البيض بشئ ،قال :وسمعته يقول :الديك
أحسن صوتا من الطاووس وهو أعظم بركة ،ينبهك في مواقيت الصلة،
وإنما يدعو الطاووس بالويل بخطيئته التي ابتلي بها ) - 8 .(5ومنه :عن
علي عن بعض أصحابه ) (6رفعه قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :الديك
البيض صديقي وصديق كل مؤمن ) - 9 .(7ومنه :عن علي ) (8عن
بعض أصحابه عن أبي شعيب المحاملي عن أبي الحسن عليه السلم قال:
في الديك خمس خصال من خصال النبياء :السخاء والشجاعة )(9
) (1فروع الكافي (2) .549 :6في المصدر :ديك أبيض أفرق (3) .طير منمر :فيه
نقط سود (4) .فروع الكافي (5) .550 :6فروع الكافي 550 :6فيه:
لخطيئة (6) .في المصدر " :عنه عن بعض اصحابه " ومرجع الضمير
غير معلوم (7) .فروع الكافي (8) .550 :6في المصدر " :عنه عن
بعض اصحابه " ومرجع الضمير غير معلوم (9) .زاد في المصدر بعد
الشجاعة :القناعة .والظاهر انه زائد وال تزيد عن خمس.
][5
) (1في المصدر :باوقات الصلوات (2) .فروع الكافي (3) .550 :6في المصدر:
عنه وعن عدة من اصحابنا (4) .فروع الكافي (5) .550 :6فروع
الكافي .312 :6ورواه البرقى في المحاسن .474 :وروى باسناده عن
ابن الحسن النهدي عن على بن أسباط رفعه إلى امير المؤمنين )ع( انه
ذكر عنده لحم الطير فقال :اطيب اللحم لحم فرخ غذته فتاة من ربيعة
بفضل قوتها.
][6
- 10الكافي :عن أحمد عن السياري رفعه قال :ذكرت اللحمان بين يدي عمر :فقال
عمر :إن أطيب اللحمان لحم الدجاج ،فقال أمير المؤمنين عليه السلم :كل
إن ذلك خنازير الطير ،وإن أطيب اللحمان لحم فرخ نهض أو كاد ينهض )
- 11 .(1المحاسن :عن محمد بن علي عن يونس بن يعقوب عن عبد
العلى قال :أكلت مع أبي عبد ال عليه السلم فدعا واتي بدجاجة محشوة
وبخبيص ،فقال أبو عبد ال عليه السلم :هذه اهديت لفاطمة ،ثم قال :يا
جارية ايتنا بطعامنا المعروف فجاء بتريد وخل وزيت ) - 12 .(2مجمع
البيان :روي أن النبي صلى ال عليه وآله كان يأكل الدجاج والفالوذج
وكان يعجبه الحلواء والعسل ) .(3بيان :أكثر الخبار تدل على كراهة لحم
الدجاج ،ولم أرمن تعرض لها غير أن الشهيد -رحمه ال -في الدروس
ذكر الرواية المتقدمة ،ويمكن حمل أخبار الذم على ما إذا كانت جللة أو
قريبة من الجلل ولم يستبرء ،فمع الستبراء ثلثة أيام يزول التحريم أو
الكراهة ،كما روى الدميري عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى ال عليه
وآله كان إذا أراد أن يأكل دجاجة أمر بها فربطت أياما ثم يأكلها بعد ذلك
انتهى ) .(4والتعليل الوارد في الخبار المتقدمة ربما يشعر بذلك- 13 .
حياة الحيوان :الديك ذكر الدجاج ،وجمعه ديوك وديكة ،وتصغيره دويك،
ويسمى النيس والمؤانس ،ومن شأنه أنه ل يحنو على ولده ول يألف
زوجة واحدة ،وهو أبله الطبيعة ،وذلك إنه إذا سقط من حائط لم تكن له
هداية تر شده إلى دار أهله ،وفيه من الخصال الحميدة أن يسوي بين
دجاجه ول يؤثر واحدة على واحدة إل نادرا.
) (1فروع الكافي .312 :6ورواه البرقى في المحاسن 475 :عن السيارى(2) .
المحاسن 400 :فيه :بثريد (3) .مجمع البيان 236 :3ط الصيداء(4) .
حياة الحيوان .241 :1
][7
وأعظم ما فيه من العجائب معرفة الوقات الليلية ،فيقسط أصواته عليها تقسيطا ل
يكاد يغادر منه شيئا سواء طال أو قصر ،ويوالي صياحه قبل الفجر وبعده
فسبحان من هداه لذلك ،ولهذا أفتى القاضي حسين والمتولي والرافعي
بجواز اعتماد الديك المجرب في أوقات الصلة ) ،(1ومن غرائب أمره أنه
إذا كانت الديكة بمكان و دخل عليهم ديك غريب سفدته كلها .قال الجاحظ:
ويدخل في الديك الهندي والجلسي والنبطي والسندي والزنجي قال :وزعم
أهل التجربة أن الديك البيض الفرق من خواصه أن يحفظ الدار التي هو
فيها ،وزعموا أن الرجل إذا ذبح الديك البيض الفرق لم يزل ينكب ) (2في
أهله وماله .روى عبد الحق بن قانع باسناده إلى جابر بن أثوب -بسكون
الثاء المثلثة وفتح الواو وهو أثوب بن عتبة -أن النبي صلى ال عليه
وآله قال :الديك البيض خليلي .وإسناده ل يثبت ،ورواه غيره بلفظ :الديك
البيض صديقي وعدو الشيطان يحرس صاحبه وسبع دور خلفه .وكان
النبي صلى ال عليه وآله يقتنيه في البيت والمسجد .وفي ترجمة البزي
الراوي عن ابن كثير عن الحسن عن أنس أن النبي صلى ال عليه وآله
كان يقول :الديك البيض الفرق حبيبي وحبيب جبرئيل ،يحرس بيته وستة
عشر بيتا من جيرانه .وروى الشيخ محب الدين الطبري أن النبي صلى ال
عليه وآله كان له ديك أبيض وكانت الصحابة يسافرون بالديكة لتعرفهم
أوقات الصلة .وفي الصحيحين وسنن أبي داود والترمدي والنسائي عن
أبي هريرة أن النبي صلى ال عليه وآله قال :إذا سمعتم صياح الديكة
فاسألوا ال من فضله فانها رأت ملكا ،وإذا سمعتم نهاق الحمير فتعوذوا
بال من الشيطان فانها رأت شيطانا:
) (1في المصدر :في اوقات الصلوات (2) .أي يصيبه النكبة أي المصيبة.
][8
قال القاضي :سببه رجاء تأمين الملئكة على الدعاء واستغفارهم وشهادتهم له
بالخلض والتضرع والبتهال ،وفيه استحباب الدعاء عند حضور
الصالحين والتبرك بهم ،وإنما أمرنا بالتعوذ من الشيطان عند نهيق الحمير
لن الشيطان يخاف من شره عند حضوره ،فينبغي أن يتعوذ منه انتهى.
وفي معجم الطبراني وتاريخ إصبهان عن النبي صلى ال عليه وآله قال إن
ل ديكا أبيض جناحاه موشيان بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ ،له جناح
بالمشرق وجناح بالمغرب ،و رأسه تحت العرش وقوائمه في الهواء
ويؤذن كل سحر فيسمع تلك الصيحة أهل السماوات والرض إل الثقلين:
الجن والنس فعند ذلك يجيبه ديوك الرض ،فإذا دنايوم القيامة قال ال
تعالى :ضم جناحك وغض صوتك ،فيعلم أهل السماوات والرض إل
الثقلين أن الساعة قد اقتربت .وروى الطبراني والبيهقي في الشعب عن
محمد بن المنكدر عن جابر أن النبي صلى ال عليه وآله قال إن ل ديكا
رجله في التخوم ورأسه ) (1تحت العرش مطوية ،فإذا كان هنة ) (2من
الليل صاح " :سبوح قدوس " فتصيح الديكة .وفي كتاب فضل الذكر
للحافظ جعفر بن محمد بن الحسن الفرياني عن ثوبان مولى رسول ال
صلى ال عليه وآله وسلم قال :إن ل ديكا براثنه ) (3في الرض السفلى،
وعنقه مثني تحت العرش وجناحاه في الهواء يخفق بهما في السحر كل
ليلة يقول :سبحان الملك القدوس ربنا الرحمن ) (4الملك ل إله غيره ).(5
وروى الثعلبي أن النبي صلى ال عليه وآله قال :ثلثة أصواب يحبها ال
تعالى :صوت
) (1في المصدر :وعنقه (2) .الهنة :الطائفة من الليل (3) .في المصدر :رجله) .
(4في المصدر :ربنا الملك الرحمن (5) .هذه وامثالها من روايات العامة
لم تثبت من طريق الخاصة وفيها غرابة شديدة ولعل المراد بالديك ملك
يشابهه وعلى أي فالسكوت عنها طريق النجاة.
][9
الديك وصوت قارئ القرآن وصوت المستغفرين بالسحار .وروى المام أحمد وأبو
داود وابن ماجة عن زيد بن خالد الجهني أن النبي صلى ال عليه وآله
قال :ل تسبوا الديك فانه يوقظ للصلة .إسناده جيد ،وفي لفظ :فانه يدعو
إلى الصلة .قال المام الحليمي قوله صلى ال عليه وآله " :فانه يدعو إلى
الصلة " فيه دليل على أن كل من استفيد منه خير ل ينبغي أن يسب
ويستهان ،بل حقه أن يكرم ويشكر ويتلقى بالحسان ،وليس معنى دعاء
الديك إلى الصلة أن يقول بصراخه حقيقة :الصلة أوقد حانت الصلة ،بل
معناه أن العادة قد جرت بأن يصرخ صرخات متتابعة عند الفجر وعند
الزوال فطرة فطره ال عليها فتذكر الناس بصراخه الصلة ،ول يجوز لهم
أن يصلوا بصراخه من غير دللة سواه إل من جرب منه ما ل يخلف
فيصير ذلك له إشارة وال أعلم انتهى .وروى الحاكم في المستدرك )(1
عن أبي هريرة أن النبي صلى ال عليه وآله قال :إن ال تعالى أذن لي أن
احدث عن ديك رجله في الرض وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول" :
سبحانك ما أعظم شأنك ؟ " قال :فيرد عليه ما يعلم ذلك من حلف بي لذبا.
وروى أبو طالب المكي والغزالي عن ميمون بن مهران أنه قال :بلغني أن
تحت العرش ملكا في صورة ديك رأسه من لؤلؤة ،وجناحاه من زبرجد
أخضر ) ،(2فإذا مضى ثلث الليل الول ضرب بجناحيه وزقا ) (3وقال:
ليقم القائمون ،فإذا مضى نصف الليل ضرب بجناحيه وزقا وقال :ليقم
المصلون ،فإذا طلع الفجر ضرب بجناحيه وزقا وقال :ليقم الغافلون:
وعليهم أوزارهم .ومعنى زقا :صاح.
) (1زاد في المصدر :في أوائل كتاب اليمان والطبراني ورجاله رجال الصحيح) .
(2في المصدر :براثنه من لؤلؤ صيصيته من زبرجد أخضر (3) .زقا
الطائر :صاح.
][10
وعن عبد ال بن نافع أن النبي صلى ال عليه وآله نهى عن إخصاء الخيل والغنم
والديك ) (1وقال :إنما النماء في الخيل وتحرم المنافرة بالديكة ) .(2وقال:
الدجاج مثلث الدال الواحدة دجاجة ،الذكر والنثى فيه سواء والهاء فيه
كبطة وحمامة ومن عجيب أمرها أنه يمر بها سائر السباع فل يخشاها،
فإذا مربها ابن آوي وهي على سطح أو جدار أو شجرة رمت بنفسها إليه،
وتوصف بسرعة النتباه وقوة ) (3النوم ويقال :إن نومها واستيقاظها إنما
هو بمقدار خروج النفس ورجوعه ويقال :إنما تفعل ذلك من شدة الجبن،
وأكثر ما عندها من الحيلة أنها ل تنام على الرض بل ترتفع على رف أو
جذع أو جدار أو ما قارب ذلك ،والدجاج مشترك الطبيعة يأكل اللحم
والذباب ،وذلك من طباع الجوارح ،ويأكل الخبز ويلقظ الحب وذلك من
طباع بهائم الطير ) ،(4والفرخ يخرج من البيضة تارة بالحضن وتارة بأن
يدفن في الزبل ) (5ونحوه .وروى ابن ماجة من حديث أبي هريرة أن
النبي صلى ال عليه وآله أمر الغنياء باتخاذ الغنم وأمر الفقراء باتخاذ
الدجاج ).(6
) (1في المصدر :وفى الكامل في ترجمة عبد ال بن نافع مولى ابن عمر أن النبي
)ص( نهى عن خصاء الديك والغنم والخيل (2) .حياة الحيوان 249 :1و
(3) .250في المصدر :وتوصف الدجاحة بقلة النوم وسرعة النتباه) .
(4زاد في المصدر :ويعرف الديك من الدجاجة وهو في البيضة وذلك ان
البيضة إذا كانت مستطيلة محدودة الطراف فهى مخرج الناث وان كانت
مستديرة عريضة الطراف فهى مخرج الذكور (5) .الزبل :السرجين أو
السرقين :يستفاد من ذلك أن انتاج الدجاج من وضع البيض تحت حرارة،
كان معمول سابقا ،ولعل المعاصرين تفطنوا من ذلك لختراعهم الجديدة.
) (6زاد في المصدر :وقال " :عند اتخاذ الغنياء الدجاج يأذن ال تعالى
بهلك القرى " وفيه :يعنى ان الغنياء إذا ضيقوا على الفقراء في
مكاسبهم وخالطوهم في معايشهم تعطل سببهم وهلكوا وفى هلك الفقراء
بوار وفى ذلك هلك القرى وبوارها.
][11
ويحل أكل الدجاج لما روى الشيخان والترمدي والنسائي عن إبراهيم بن رهدم بن
المصرم الحرمي ) (1قال :كنا عند أبي موسى الشعري فدعا بمائدة عليها
لحم دجاجة فخرج من بنى تيم ال أحمر شبيه بالموالي فقال :هلم فتلكأ )(2
فقال :هلم فاني رأيت النبي صلى ال عليه وآله يأكل منه .وفي لفظ :يأكل
دجاجة .وهذا الرجل إنما تلكأ لنها تأكل العذرة ) (2فقذره ،ويحتمل أن
يكون تردد ل لتباس الحكم عليه أولم يكن عنده دليل فتوقف حتى يعلم حكم
ال تعالى.
) (1في المخطوطة :عن ابن رهدم مصرم الحرمى وفى المصدر :عن زهدم بن
مضرم الجرمى (2) .أي أبطأ وتوقف (3) .في المصدر :وهذا الرجل تلكأ
لنه رآه يأكل العذرة.
][12
) (1في المصدر :ان الطير الراعبى (2) .الخصال ) 181 :2طبعة قم( (3) .حياة
الحيوان .265 :1
][13
في يد القانص ) .(1وقال :ساق حر :الورشان وهو ذكر القماري ل يختلفون في
ذلك ) - 2 .(2العيون والعلل :بالسناد المتقدم سأل الشامي أمير المؤمنين
عليه السلم عن معنى هدير الحمام الراعبية ،فقال :تدعو على أهل
المعازف والقيان والمزامير والعيدان ) .(3بيان :في القاموس :المعازف:
الملهي كالعود والطنبور والواحد عزف أو معزف كمنبر ومكنسة ،والقيان
جمع القينة :المة المغنية ،فهو عطف على الهل ،ويقدر المضاف في
الخيرين - 3 .الختصاص والبصائر :عن أحمد بن محمد عن البزنطي عن
بعض أصحابنا قال :اهدي إلى أبي عبد ال عليه السلم فاختة وورشان
وطير راعبي فقال أبو عبد ال عليه السلم :أما الفاختة فتقول " :فقدتكم
فقدتكم " فافقدوها قبل أن تفقدكم فأمر بها فذبحت ،وأما الورشان فيقول:
" قد ستم قد ستم " فوهبه لبعض أصحابه ،والطير الراعبي يكون عندي
أسر به ) .(4بيان :قال الدميري :الفاختة واحدة الفواخت من ذوات
الطواق ،زعموا أن الحيات تهرب من صوتها وهى عراقية وليست
حجازية ،وفيها فصاحة وحسن صوت وفي طبعها النس ،وتعيش في
الدور ،والعرب تصفها بالكذب ،فان صوتها عندهم هذا أو ان الرطب تقول
ذلك والنخل لم تطلع وتعمر ) (5وقد ظهر منه ما عاش خمسة و عشرين
سنة وما عاش أربعين سنة ).(6
) (1حياة الحيوان (2) .284 :2حياة الحيوان (3) .8 :2عيون الخبار ج 1ص
246علل الشرائع 283 :2و 284فيه :القينات (4) .الختصاص294 :
فيه :انسى به ،بصائر الدرجات 234 :ط التبريز (5) .في المصدر :وهذا
الطائر يعمر كثيرا (6) .حياة الحيوان 137 :2و .138
][14
- 4البصائر :عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر عن الحلبي عن
ابن مسكان عن أبي أحمد عن شعيب بن الحسن قال :كنت عند أبي جعفر
عليه السلم جالسا فسمع صوتا من الفاختة فقال :تدرون ما تقول ؟ قال:
قلت :ل قال :تقول " :فقدتكم " فافقدوها قبل أن تفقدكم ) .(1ومنه :عن
البرقي عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن أبي أحمد عن
سعد بن الحسن عن أبي جعفر عليه السلم مثله ) - 5 .(2ومنه :عن أحمد
بن محمد عن سعيد بن جناح عن ابن أبي عمير عن حفص ابن البختري
عن بعض أصحابنا قال :سمعت فاختة تصيح من دار أبي عبد ال عليه
السلم فقال :أتدرون ما تقول هذه الفاختة ؟ قال :قلت :ل ،قال :تقول:
فقدتكم أما أنا لنفقدنها قبل أن تفقدنا ،قال :فأمر بها فذبحت )- 6 .(3
ومنه :عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد والبرقي عن النضر عن
يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن داود بن فرقد عن علي بن سنان قال :كنا
عند أبي عبد ال عليه السلم فسمع صوت فاختة في الدار فقال :أين هذه
التي أسمع صوتها ؟ قلنا :هي في الدار اهديت لبعضهم ،فقال أبو عبد ال
عليه السلم :أما لنفقدنك قبل أن تفقدنا قال :ثم أمر بها فاخرجت من الدار
) .(4بيان :ربما يحمل دعاؤها على صاحب البيت بأنها لخساستها وبعض
جهات الشر فيها في صوتها نحوسة تترتب عليها الجلء والهلك ،فكأنها
تدعو على صاحب البيت ،ول ضرورة في ارتكاب هذه التكلفات كما عرفت
سابقا - 7 .كامل الزيارة :عن أبيه وعلي بن الحسين عن علي بن إبراهيم
عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
اتخذوا الحمام الراعبية في
) (1بصائر الدرجات (2) .343 :بصائر الدرجات (3) .344 :بصائر الدرجات.
(4) .344بصائر الدرجات.346 :
][15
بيوتكم ،فانها تلعن قتلة الحسين عليه السلم ) .(1الكافي :عن علي بن إبراهيم
مثله ) - 8 .(2الكامل :عن أبيه وأخيه وعلي بن الحسين ومحمد بن
الحسن جميعا عن أحمد ابن إدريس عن الجامورانى عن الحسن بن علي
بن أبي حمزة عن صندل عن داود بن فرقد قال :كنت جالسا في بيت أبي
عبد ال عليه السلم فنظرت إلى الحمام الراعبي يقرقر طويل ،فنظر إلى
أبو عبد ال عليه السلم طويل فقال :يا داود أتدري ما يقول هذا الطير ؟
قلت :ل وال جعلت فداك ،قال :يدعو على قتلة الحسين عليه السلم
فاتخذوه في منازلكم ) (3الكافي :عن العدة عن أحمد بن محمد بن
الجاموراني مثله ) - 9 .(4إرشاد المفيد :عن علي بن سعيد عن محمد بن
كرامة عن أبي حمزة الثمالي قال :كانت لبن ابنتي حمامات فذبحتهن
غضبا ثم خرجت إلى مكة فدخلت على أبي جعفر محمد الباقر عليه السلم
قبل طلوع الشمس فلما طلعت رأيت فيها حماما كثيرا ،قال :قلت :أسأله
مسائل وأكتب ما يجيبني عنها وقلبي متفكر فيما صنعت بالكوفة وذبحي
لتلك الحمامات من غير معنى ،وقلت في نفسي :لو لم يكن في الحمام خير
لما أمسكهن .فقال لي أبو جعفر عليه السلم :مالك يا با حمزة ؟ قلت :يابن
رسول ال خير ،قال :كأن قلبك في مكان آخر ؟ قلت :إي وال ،وقصصت
عليه القصة وحدثته بأني ذبحتهن فالن أنا أعجب بكثرة ما عندك منها،
قال :فقال الباقر عليه السلم :بئس ما صنعت يا أبا حمزة أما علمت إنه إذا
كان من أهل الرض عبثا بصبياننا ندفع عنهم الضرر بانتفاض الحمام،
وإنهن يؤذن بالصلة في آخر الليل ،فتصدق عن كل واحدة منهن دينارا
فانك قتلتهن غضبا ).(5
) (1كامل الزيارات (2) .98 :فروع الكافي 547 :6و 548زاد في آخره :ولعن
ال قاتله (3) .كامل الزيارات (4) .98 :فروع الكافي 547 :6فيه :إلى
حمام راعبي يقرقر فنظر (5) .ارشاد المفيد.
][16
بيان :انتفاض الحمام :تحركها ونفض أجنحتها ،ويدل على لزوم الكفارة إذا قتل
الحمام غضبا ،ولعله محمول على الستحباب ولم أرمن تعرض له- 10 .
طب الئمة :عن علي بن سعيد عن محمد بن كرامة قال :رأيت في منزل
موسى بن جعفر عليه السلم زوج حمام أما الذكر فانه كان أخضر به شئ
من السمر ،وأما النثى فسوداء ورأيته يفت لهما الخبز وهو على الخوان
ويقول :إنهما ليحر كان من الليل ويؤنسان وما من انتفاضة ينتفضانها من
الليل إل دفع ال بها من دخل البيت من الرواح .بيان :الرواح :الجن11 .
-مشارق النوار :عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلم قال:
عادانا من كل شئ حتى من الطيور الفاختة ومن اليام الربعاء )- 12 .(2
الكافي :عن العدة عن سهل عن علي بن سليمان عن القاسم بن عبد
الرحمن عن محمد بن مخلد عن أبي عبد ال عليه السلم قال :لنفضة من
حمامة منمرة أفضل من سبع ديوك فرق بيض ) .(3بيان :قال في
القاموس :النمرة بالضم :النكتة من أي لون كان ،والنمر :ما فيه نمرة
بيضاء واخرى سوداء وهي نمراء ،والنمر ككتف وبالكسر :سبع معروف
سمي للنمر التي فيه - 13 .الكافي :عن عدة من أصحابه عن أحمد بن
محمد بن خالد عن بكر بن صالح عن محمد بن أبي حمزة عن عثمان
الصبهاني قال :أهديت لسماعيل بن أبي عبد ال عليه السلم صلصل،
فدخل أبو عبد ال عليه السلم فلما رآه قال :هذا الطير المشؤم أخرجوه
فانه يقول " :فقدتكم " فافقدوه قبل أن يفقدكم ).(4
) (1طب الئمة (2) :مشارق النوار :ليست عندي نسخته (3) .فروع الكافي :6
549و 550فيه " :على بن سليمان بن رشيد " وفيه " :القاسم ابن
عبد الرحمن الهاشمي " وتقدم الحديث بتمامه في الباب السابق(4) .
فروع الكافي .551 :6
][17
البصائر :عن أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن محمد بن أبي حمزة عن عمر
بن محمد الصبهاني مثله ) .(1بيان :قال الدميري :الصلصل بالضم:
الفاختة ،وكذا ذكره الجوهري وغيره ،وقال الفيروز آبادي :الصلصل
كهدهد :طائر أو الفاختة - 14 .الكافي :عن محمد بن يحيى عن أحمد بن
محمد عن علي بن الحكم وابن محبوب عن معاوية بن وهب قال :الحمام
من طيور النبياء عليهم السلم ) - 15 .(2ومنه :عن الحسين بن محمد
عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن حماد بن عثمان عن
عبد ال على مولى آل سام قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :إن
أول حمام كان بمكة حمام كان لسماعيل عليه السلم ) - 16 .(3ومنه:
عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري
عن أبي عبد ال عليه السلم إن أصل حمام الحرم بقية حمام كان
لسماعيل بن إبراهيم عليهما السلم اتخذها كان يأنس بها ،فقال أبو عبد
ال عليه السلم :يستحب أن يتخذ طيرا مقصوصا يأنس به مخافة الهوام )
.(4بيان :الهوام جمع الهامة وهي كل ذات سم يقتل ،وقد يقع الهوام على
كل ما يدب من الحيوان وإن لم يقتل ،وكأن المراد هنا الجن وإن احتمل أن
يكون نافعا لدفع الهوام أيضا - 17 .الكافي :عن علي بن محمد عن صالح
بن أبي حماد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة قال :سمعت
أبا عبد ال عليه السلم يقول :هذه الحمام حمام الحرم هي من نسل حمام
إسماعيل بن إبراهيم التي كانت له ).(5
) (1بصائر الدرجات (2) .345 :فروع الكافي (3) .546 :6فروع الكافي 546 :6
فيه :حمام لسماعيل )ع( (4) .فروع الكافي 564 :6فيه :تأنس به(5) .
فروع الكافي .546 :6
][18
- 18ومنه :عن علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد والحسين بن محمد عن
معلى ابن محمد جميعا عن الوشاء عن ابن عائذ عن أبي خديجة عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :ليس من بيت فيه حمام إل لم يصب أهل ذلك
البيت آفة من الجن ،إن سفهاء الجن يعبثون في البيت فيعبثون بالحمام
ويدعون النسان ) - 19 .(1ومنه :عن على بن إبراهيم عن محمد بن
عيسي عن عبيد ال الدهقان عن درست عن عبد ال بن سنان عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :شكى رجل إلى النبي صلى ال عليه وآله )(2
الوحشة فأمره أن يتخذ في بيته زوج حمام ) - 20 .(3ومنه :عن عدة من
أصحابه عن سهل بن زياد عن أبي عبد ال الجاموراني عن الحسن بن
على بن أبي حمزة عن أبيه عن صندل عن زيد الشحام قال :ذكرت الحمام
عند أبي عبد ال عليه السلم فقال :اتخذوها في منازلكم فانها محبوبة
لحقتها دعوة نوح عليه السلم وهي آنس شئ في البيوت - 21 .ومنه:
عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن رجل عن عمر
بن يزيد عن أبى سلمة قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :الحمام طير من
طيور النبياء عليهم السلم التي كانوا يمسكون في بيوتهم ،وليس من بيت
فيه حمام إل لم يصب ) (4أهل ذلك البيت آفة من الجن ،إن سفهاء الجن
يعبثون في البيت فيعبثون بالحمام ويدعون الناس قال :فرأيت في بيت أبي
عبد ال عليه السلم حماما لبنه إسماعيل عليه السلم ) - 22 .(5ومنه:
عن عدة من أصحابه عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن جده
الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر قال :قال أبو الحسن الول عليه
السلم :ونظرت )(6
) (1فروع الكافي (2) .546 :6في المصدر :إلى رسول ال )ص( (3) .فروع
الكافي .546 :6 :وروى الصدوق نحوه مرسل في الفقيه (4) .220 :3
في المصدر :اللم تصب (5) .فروع الكافي 547 :6فيه :بيوت (6) .في
المصدر :ونظر.
][19
إلى حمام في بيته -ما من انتفاض ينتفض بها إل نفر ال بها من دخل البيت من
عزمة أهل الرض ) .(1بيان :العزمة بالضم :اسرة الرجل وقبيلته،
والجمع كصرد وبالتحريك :المصححون للمودة ،وكأن المراد هنا طائفة من
الجن يدخلون البيوت ويوادون أهلها - 23 .الكافي :عن العدة عن أحمد بن
محمد عن محمد بن على عن رجل عن يحيى الزرق قال :سمعت أبا عبد
ال عليه السلم يقول :إن خفيق ) (2أجنحة الحمام ليطرد الشياطين ).(3
بيان :خفيق جناح الطائر :صوته ،ويقال :خفق الطائر أي طار ،وأخفق:
إذا ضرب بجناحيه - 24 .الكافي :عن عدة من أصحابه عن سهل بن زياد
رفعه قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إن ال عزوجل يدفع بالحمام عن
هدة الدار ) .(4بيان :عن هدة الدار أي كسرها وهدمها ،أو يدفع الضرر
عن ضعفاء الدار كالنساء والصبيان ،وفي القاموس :الهد :الهدم الشديد،
والكسر ،والصوت الغليظ والرجل الضعيف والهدهد بفتحتين :أصوات
الجن بل واحد انتهى .وفي بعض النسخ " :عن أهل هذه الدار " وهو
أظهر - 25 .الكافي :عن عدة من أصحابه عن سهل بن زياد عن بكر بن
صالح عن محمد ابن أبي حمزة عن عثمان بن الصبهاني ) (5قال:
استهداني إسماعيل بن أبي عبد ال عليه السلم
) (1فروع الكافي (2) .547 :6في المصدر :الخفيف بالفائين (3) .فروع الكافي
547 :6فيه :لتطرد .ورواه الصدوق في الفقيه 220 :3مرسل عن امير
المؤمنين )ع( وفيه حفيف (4) .فروع الكافي (5) .547 :6في المصدر:
عن عثمان الصبهاني.
][20
فأهديت له طيرا راعبيا ،فدخل أبو عبد ال عليه السلم فقال :اجعلوا هذا الطير
الرعبي معي في البيت يؤنسني قال :وقال عثمان :دخلت على أبي عبد ال
عليه السلم وبين يديه حمام يفت لهن خبزا ) .(1بيان :في القاموس:
الفت :الدق والكسر بالصابع انتهى .ويدل على استحباب ) (2إطعام الحمام
الراعبية وفت الخبز لها - 26 .الكافي :عن العدة عن سهل عن بكر بن
صالح عن أشعث بن محمد البارقي عن عبد الكريم بن صالح قال :دخلت
على أبي عبد ال عليه السلم فرأيت على فراشه ثلث حمامات خضر قد
ذرقن على الفراش ،فقلت :جعلت فداك هؤلء الحمام تقذر الفراش فقال :ل
إنه يستحب أن يمسكن ) (3في البيت ) .(4بيان :ذرق الطائر قد يكون
بالذال والزاى ،والفعل كضرب ونصر - 27 .الكافي :عن علي بن إبراهيم
عن بعض أصحابه عن أبان عن رجل عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
كان في منزل رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم زوج حمام أحمر ).(5
- 28ومنه :عن على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ) (6عن ابن
أبي نجران عن محمد بن عمر ) (7عن إبراهيم بن السندي ) (8عن يحيى
الزرق قال :قال أبو عبد ال عليه السلم احتفر أمير المؤمنين عليه
السلم بئرا فرموا فيها فاخبر بذلك فجاء حتى وقف عليها فقال :لتكفن أول
سكننها الحمام ،ثم قال أبو عبد ال عليه السلم إن خفيق ) (9أجنحتها
يطرد
) (1فروع الكافي (2) .548 :6استفادة الستحباب الشرعي من أمثال تلك الفعال
بعيد ،ال أن يستفاد ذلك من استحباب اتخاذه في البيت التزاما (3) .في
المصدر :ان تسكن في البيت 4) .و (5فروع الكافي (6) .548 :6لم
يذكر في المصدر :عن ابن أبى عمير (7) .في نسخة من المصدر :عمرو.
) (8في المصدر :ابراهيم السندي (9) .في المصدر :حفيف.
][21
الشياطين ) .(1بيان :الخطاب للجن والشياطين الذين كان الرمي منهم- 29 .
الكافي :عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه ) (2قال :ذكر
الحمام عند أبي عبد ال عليه السلم فقال له رجل :إنه بلغني أن عمر رأى
حماما يطير و رجل تحته يعدو ،فقال عمر :شيطان يعدو تحته شيطان،
فقال أبو عبد ال عليه السلم :ما كان إسماعيل عندكم ؟ فقيل :صديق:
فقال :فان بقية حمام الحرم من حمام إسماعيل عليه السلم )- 30 .(3
ومنه :عن عدة من أصحابه عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن
مهران عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :من اتخذ طيرا في بيته فليتخذ ورشانا فانه أكثر شئ ذكرا ل
عزوجل وأكثر تسبيحا وهو طير يحبنا أهل البيت ) - 31 .(4ومنه :عن
العدة عن أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن محمد بن أبي حمزة عن
عثمان بن الصبهاني قال :استهداني إسماعيل بن أبي عبد ال عليه السلم
طيرا من طيور العراق فأهديت له ورشانا فدخل أبو عبد ال عليه السلم
فرآه فقال :إن الورشان يقول :بوركتم بوركتم فأمسكوه ) - 32 .(5ومنه:
عن العدة عن أحمد بن محمد عن الجامورانى عن ابن أبى حمزة عن سيف
عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير عن أبي عبد ال عليه السلم إنه نهى
ابنه إسماعيل
) (1فروع الكافي (2) .548 :6في المصدر :عن بعض أصحابنا (3) .فروع الكافي
548 :6فيه :ان بقية (4) .فروع الكافي 550 :6فيه :من اتخذ في بيته
طيرا فليتخذ ورشانا فانه أكثر شيئا لذكر ال (5) .فروع الكافي 551 :6
فيه :عثمان الصبهاني.
][22
عن اتخاذ الفاختة وقال :وإن كنت ولبد متخذا فاتخذ ورشانا فانه كثير الذكر ل
عزوجل ) .(1بيان :كأنه عليه السلم لم يكن يعلم صلح إسماعيل في
اتخاذ الحمام مطلقا كما يؤمي إليه الخبر - 33 .الكافي :عن علي بن
إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن رجل عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :كانت في دار أبي جعفر عليه السلم فاختة
فسمعها يوما وهي تصيح فقال لهم :أتدرون ما تقول هذه الفاختة ؟ فقالوا:
ل ،قال :تقول :فقدتكم فقدتكم ،ثم قال :لنفقدنها قبل أن تفقدنا ،ثم أمر بها
فذبحت ) - 34 .(2ومنه :عن العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن
الجامورانى عن أبي حمزة ) (3عن سيف بن عميرة عن إسحاق بن عمار
عن أبي بصير قال :دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فقال لي :يا با
محمد اذهب بنا إلى إسماعيل نعوده وكان شاكيا فقمنا فدخلنا على إسماعيل
فإذا في منزله فاختة في قفص تصيح ،فقال أبو عبد ال عليه السلم :يا
بني ما يدعوك إلى إمساك هذه الفاختة ؟ أو ما علمت أنها مشومة ؟ أو ما
تدري ما تقول ؟ قال إسماعيل :ل ،قال :إنما تدعو على أربابها فتقول:
فقدتكم فقدتكم ،فأخرجوها ) .(4الخرائج :عن أبي بصير مثله )- 35 .(5
الكافي :عن عدة من أصحابه عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن
إسماعيل عن محمد بن عذافر قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن
الطير يرسل من البلد البعيد الذي لم يره قط فيأتي فقال :يابن عذافر هو
يأتي منزل صاحبه من ثلثين فرسخا على
) (1فروع الكافي 551 :6فيه :وقال :ان كنت لبد (2) .فروع الكافي ) .551 :6
(3في المصدر :عن ابن أبى حمزة (4) .فروع الكافي 551 :6و ) .552
(5الخرائج.
][23
معرفته وحسه ) (1فإذا زادت على ثلثين فرسخا جاءت إلى أربابها بأرزاقها ).(2
بيان :قوله عليه السلم :بأرزاقها ،أي تأتي بسبب أنه قدر رزقها في بيت
صاحبها بتسبيب ال تعالى من غير معرفة لها بالطريق ]والرواية[ التية
أيضا هذا مغزاها ،والكل بالضم وبضمتين :الثمر والرزق والحظ من الدنيا
كما ذكره الفيروز آبادي - 36 .الكافي :عن عدة من أصحابه عن سهل بن
زياد رفعه قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :ما أتى من ثلثين فرسخا
فبالهداية ،وما كان أكثر من ذلك فبالكل ) - 37 .(3ومنه :عن محمد بن
يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن سيف بن
عميرة عن إسحاق بن عمار قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :الطير
يجيئ من المكان البعيد ،قال :إنما يجيئ لرزقه ) - 38 .(4ومنه :عن
الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن على بن
داود الحداد عن حريز عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قلت الحمام
يرسلن من المواضع البعيدة فتأتي ويرسلن من المكان القريب فل تأتي،
فقال :إذا انقطع أكله فل تأتى ) .(5بيان :إذا انقطع أكله ،أي من الدنيا
فيموت ،أو من بيت صاحبه فيذهب إلى مكان آخر - 39 .دلئل الطبري:
عن أحمد بن إبراهيم ) (6عن خالد عن علي بن حسان عن عبد الرحمن
بن كثير عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان أبو جعفر محمد بن على
الباقر في طريق مكة ومعه أبو أمية النصاري وهو زميله في محمله فنظر
إلى زوج ورشان في جانب المحمل معه فرفع أبو أمية يده لينحية فقال له
أبو جعفر :مهل فان هذا
) (1في المصدر :وحسبه (2) .فروع الكافي (5 - 3) .549 :6 :فروع الكافي :6
(6) .549في المصدر " :موسى بن الحسن عن احمد بن الحسين عن
احمد بن ابراهيم " والسناد معلق على ما قبله راجعه.
][24
الطير جاء يستجير بنا أهل البيت فان حية تؤذيه وتأكل فراخه كل سنة وقد دعوت
ال أن يدفع عنه وقد فعل ) - 40 .(1مشارق النوار :عن محمد بن مسلم
قال :كنت عند أبى جعفر عليه السلم إذ وقع عليه ورشانان ثم هدل )(2
فرد عليهما فطارا ،فقلت :جعلت فداك ما هذا ؟ فقال :هذا طائر ظن في
زوجته سوء فحلفت له فقال لها :ل أرضى إل بمولي محمد بن علي
فجاءت فحلفت له بالولية أنها لم تخنه فصدقها ،وما من أحد يحلف
بالولية إل صدق إل النسان فانه حلف مهين ) - 41 .(3دلئل الطبري:
عن أحمد بن محمد عن محمد بن يوسف عن علي بن داود الحذاء عن
الفضيل بن يسار عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كنت عنده إذ نظرت
إلى زوج حمام عنده يهدر الذكر على النثى ،فقال :أتدري ما يقول ؟ قلت:
ل ،قال :يقول :يا سكني و عرسي ما خلق ال خلقا أحب إلي منك إل أن
يكون جعفر بن محمد عليه السلم ) - 42 .(4حياة الحيوان :الحمام قال
الجوهري :وهو عند العرب ذوات الطواق نحو الفواخت والقماري وساق
حر والقطا والوراشين وأشباه ذلك ،يقع على الذكر والنثى ،لن الهاء إنما
دخلته على أنه واحد من جنس ل للتأنيث ،وعند العامة أنها الدواجن فقط،
الواحد حمامة ،وحكى أبو حاتم عن الصمعي في كتاب الطير الكبير أن
الحمام هو اليمام البرى ) (5الواحدة يمامة وهو ضروب ،والفرق بين
الحمام الذي عندنا واليمام أن في أسفل ذنب الحمامة مما يلي ظهرها
بياض وأسفل ذنب اليمامة ل بياض فيه انتهى .ونقل النووي في التحرير
عن الصمعي أن كل ذات طوق فهو حمام ،والمراد
) (1دلئل المامة) 98 ،ط (2فيه ،جاء يستخفر بنا (2) .هدل الحمام :صوت(3) .
مشارق النوار :ليست عندي نسخته (4) .دلئل المامة 134 :و ) .135
(5في المصدر :ان اليمام هو الحمام البرى(*) .
][25
) (1في المصدر :والعب بالعين المهملة :شدة جرع الماء من غير تنفس ،قال ابن
سيده :يقال في الطائر :عب (2) .في المصدر :ترجيع الصوت (3) .يكون
حمر المناقير (4) .الدبسي بفتح الدال وكسر السين المهملة ويقال ايضا
بضم الدال :طائر صغير منسوب إلى دبس الرطب والدبس من الطير
والخيل :الذى في لونه غبرة بين السواد والحمرة وهذا النوع قسم من
الحمام البرى ،وقيل هو ذكر اليمام قال الجاحظ :قال صاحب منطق الطير:
يقال في الوحشى من القمارى والفواخت وما اشبه ذلك :دباسى(5) .
جمع اليعقوب :ذكر الحجل (6) .هكذا في المطبوع وفي المخطوط" :
السفنين " وكلهما مصحفان والصحيح
][26
والواعي ) (1والورداني والطوراني وسيأتي إنشاء ال تعالى بيان ذلك كل واحد في
بابه ،والكلم الن في الحمام الذي يألف البيت وهو قسمان :أحدهما البري
الذي يلزم البروج وما أشبه ذلك وهو كثير النفور ،سمي بريا لذلك،
والثاني الهلى وهو أنواع مختلفة وأشكال متباينة ،منها المراعيش
والرواعب والعداد والمضرب ) (2والقلب والمنسوب ،وهو بالنسبة إلى
ما تقدم كالعتاق من الخيل وتلك كالبراذين ،قال الجاحظ :الفقيع من الحمام
كالصقلبي من الناس وهو البيض .روى أبو داود وابن ماجة والطبراني
وابن حبان باسناد جيد عن أبي هريرة أن النبي صلى ال عليه وآله رأى
رجل يتبع حمامة فقال :شيطان يتبع شيطانه .وروي :شيطان يتبعه
شيطان .قال البيهقي :وحمله بعض أهل العلم على إدمان صاحب الحمام
على الشتغال به ) (3والرتقاء به على السطحة التي يشرف منها على
بيوت الجيران ) .(4وروي عن اسامة ) (5بن زيد قال :شهدت عمر بن
عبد العزيز يأمر بالحمام الطائرة فتذبح وتترك المقصصات .وروى ابن
قانع والطبراني عن حبيب بن عبد ال بن أبي كبشة عن أبيه عن جده أن
النبي صلى ال عليه وآله كان يعجبه النظر إلى الترج والحمام الحمر
ورواه الحاكم في تاريخ نيسابور عن عائشة قالت :كان رسول ال صلى
ال عليه وآله يعجبه النظر إلى الخضرة وإلى الحمام الحمر.
" الشفنين " قال الدميري :الشفنين كالبشنين بكسر الشين المعجمة وهو متولد
بين نوعين مأكولين وعدة الجاحظ في انواع الحمام وبعضهم يقول :هو
الذى تسميه العامة اليمام ،وصوته في الترنم كصوت الرباب وفيه
تحزين (1) .هكذا في الكتاب وفي المصدر :والزاغ (2) .في المصدر:
العداد والسداد والمضرب (3) .في المصدر :على اطارته والشتغال به) .
(4زاد في المصدر بعد ذلك :وحرمهم لجله (5) .في المصدر " :وروى
البيهقى عن اسامة بن زيد " وفيه :بالحمام الطيار.
][27
قال ابن قانع والحافظ أبو موسى :قال هلل بن العلء :الحمام الحمر :التفاح قال
أبو موسى :وهذا التفسير لم أره لغيره ،وكان في منزله صلى ال عليه
وآله حمام أحمر اسمه وردان .وفي عمل اليوم والليلة لبن السني عن
خالد بن معدان عن معاذ بن جبل أن عليا شكى إلى النبي صلى ال عليه
وآله الوحشة فأمره أن يتخذ زوج حمام وأن يذكر ال تعالى عند هديره.
ورواه الحافظ ابن عساكر وقال :إنه غريب جدا وسنده ضعيف .وروى ابن
عدي في كامله في ترجمة ميمون بن موسى عن علي بن أبي طالب عليه
السلم أنه اشتكى ) (1إلى رسول ال صلى ال عليه وآله الوحشة فقال له:
اتخذ زوجا من حمام تؤنسك وتوقظك للصلة بتغريدها ) ،(2واتخذ ديكا
يؤنسك ويوقظك للصلة .وروى أيضا في ترجمة محمد بن زياد الطحان
عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله وسلم :اتخذوا الحمام المقاصيص ) (3في بيوتكم فانها تلهي الجن
عن صبيانكم .وقال عبادة بن الصامت :شكى رجل إلى رسول ال صلى ال
عليه وآله وسلم الوحشة فقال له النبي صلى ال عليه وآله :اتخذ زوجا
من حمام ) .(4رواه الطبراني وفيه الصلت بن الجراح ل يعرف ،وبقية
رجاله رجال الصحيح .وفي كامل ابن عدي في ترجمة سهل بن وزير )(5
عن محمد بن المنكدر عن جابر أن النبي صلى ال عليه وآله وسلم قال:
شكت الكعبة إلى ال تعالى قلة زوارها فأوحى ال تعالى إليها لبعثن )(6
أقواما يحنون إليها كما تحن الحمامة إلى فراخها .وفي سنن أبي داود
والنسائي من حديث ابن عباس باسناد جيد أن النبي
) (1في المصدر :شكى (2) .في المصدر :من حمام تؤنسك وتصيب من فراخها
وتوقظك للصلة (3) .أي مقطوع الجناح (4) .وروى الصدوق نحوه في
الفقيه (5) .220 :3في المخطوطة " :درين وفى المصدر :فرير(6) .
في المصدر :لبعثن اليك.
][28
صلى ال عليه وآله قال :يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد كحوامل
الحمام ل يريحون رائحة الجنة .ومن طبعه أنه يألف وكره ولو ارسل من
ألف فرسخ ويحمل الخبار ويأتي بها من المسافة البعيدة ) (1في المدة
القريبة ،وفيه ما يقطع ثلثة آلف فرسخ في يوم واحد ،وربما اصطيد
وغاب عن وطنه عشر حجج وأكثر ،ثم هو على ثبات عقله وقوة حفظه
ونزوعه إلى وطنه حتى يجد فرصة فيصير إليه ،وسباع الطير تطلبه أشد
طلب ،وخوفه من الشواهين أشد من خوفه من غيره ،وهو أطير منه ومن
سائر الطير كله ،لكنه يذعر منه ،ويعتريه ما يعتري الحمار إذا رأى السد
والشاة إذا رأت الذئب والفأر إذا رأت الهر ،ومن عجيب الطبيعة فيه ما
حكاه ابن قتيبة في عيون الخبار عن المثنى بن زهير أنه قال :لم أر شيئا
قط من رجل وامرأة إل وقد رأيته في الحمام ،ما رأيت حمامة إل تريد
ذكرها ،ول ذكرا إل يريد انثاه إلى أن يهلك أحدهما أو يفقد ،ورأيت حمامة
تتزين للذكر ساعة يريدها ،ورأيت حمامة لها زوج وهي تمكن آخر ما
تعدوه ،ورأيت حمامة تقمط ) (2حمامة ،ويقال :إنها تبيض عن ذلك ،لكن
ل يكون لذلك البيض فراخ ،ورأيت ذكرا يقمط ذكرا ،ورأيت ذكرا يقمط من
كل لقى ) (3ول يزوج ،وانثى يقمطها كل من رآها من الذكور ول تزوج )
.(4وليس من الحيوان ما يستعمل التقبيل عند السفاد إل النسان والحمام
وهو عفيف السفاد يجر ذنبه ليعفي أثر النثى كأنه قد علم ما فعلت ويجتهد
في إخفائه ) ،(5وقد يسفد لتمام ستة أشهر ،والنثى تحضن ) (6أربعة
عشر يوما ،وتبيض
) (1في المصدر :من البلد البعيدة (2) .قمطه طعم الشئ :ذاقه (3) .في المصدر:
ورأيت ذكرا يقمط كل مالقى ول يزاوج (4) .في المصدر :كل ما رآها من
الذكور ول تزاوج (5) .في المصدر :فيجتهد في اخفائه (6) .في المصدر:
والنثى تحمل.
][29
بيضتين يخرج من الولى ذكر ومن الثانية انثى ) ،(1وبين الولى والثانية يوم
وليلة ،والذكر يجلس على البيض ويسخنه جزء من النهار ،والنثى بقية
النهار وكذلك في الليل ،وإذا باضت النثى وأبت الدخول على بيضها لمر
ما ،ضربها الذكر واضطرها إلى الدخول ،وإذا أراد الذكر أن يسفد النثى
أخرج فراخه عن الوكر وقد الهم هذا النوع أن فراخه إذا خرجت من
البيض بأن يمضغ الذكر ترابا مالحا ويطعمها إياه ليسهل به سبيل المطعم،
فسبحان اللطيف الخبير الذي آتى كل نفس هداها .وزعم أرسطو أن الحمام
يعيش ثمان سنين ،وذكر الثعلبي وغيره عن وهب ابن منبه في قوله
تعالى " :وربك يخلق ما يشاء ويختار ) " (2قال :اختار من الغنم الضأن،
ومن الطير الحمام .وذكر أهل التاريخ أن المسترشد لما حبس رأى في
منامه على يده حمامة مطوقة فأتاه آت وقال له :خلصك في هذا ،فلما
أصبح حكى ذلك لبن سكينة ) (3المام فقال له :ما أولته ،قال :أولته ببيت
أبي تمام :هن الحمام فان كسرت عيافه * من حائهن فانهن حمام وخلصي
في حمامي فقتل بعد أيام يسيرة سنة تسع وعشرين وخمسمائة ).(4
) (1في المصدر :احداهما ذكر والثانية انثى (2) .القصص (3) .68 :في المصدر:
لبن السكينة (4) .حياة الحيوان 186 :1و .187
][30
) } (4باب الطاووس { - 1نهج البلغة :من خطبة له عليه السلم يذكر فيه عجيب
خلقة الطاووس :ابتدعهم خلقا عجيبا من حيوان وموات وساكن وذي
حركات ،فأقام من شواهد البينات على لطيف صنعته وعظيم قدرته ما
انقادت له العقول معترفة به ومسلمة له ،ونعقت في أسماعنا دلئله على
وحدانيته ،وما ذرأ من مختلف صور الطيار التي أسكنها أخاديد الرض
وخروق فجاجها ورواسي أعلمها من ذوات أجنحة مختلفة ) (1وهيئآت
مختلفة متباينة مصرفة في زمام التسخير ،ومرفرفة بأجنحتها في مخارق
الجو المنفسح والفضاء المنفرج ،كونها بعد إذ لم تكن في عجائب صور
ظاهرة ،وركبها في حقاق مفاصل محتجبة ،ومنع بعضها بعبالة خلقه أن
يسمو في الهواء خفوفا وجعله يدف دفيفا ،ونسقها على اختلفها في
الصابيغ بلطيف قدرته ودقيق صنعته فمنها مغموس في قالب لون ل
يشوبه غير لون ما غمس فيه ،ومنها مغموس في لون صبغ قد طوق
بخلف ما صبغ به .ومن أعجبها خلقا الطاووس الذي أقامه في أحكم
تعديل ،ونضد ألوانه في أحسن تنضيد بجناح أشرج قصبه وذنب أطال
مسحبه إذا درج إلى النثى نشره من طيه وسمابه مطل على رأسه )،(2
كأنه قلع داري عنجه نوتيه ،يختال بألوانه ويميس بزيفانه ،يفضي كافضاء
الديكة ،ويؤر بملقحة أر الفحول المغتلمة للضراب ،احيلك من ذلك على
معاينة ل كمن يحيل على ضعيف إسناده ،ولو كان كزعم من يزعم أنه يلقح
بدمعة تسفحها مدامعه ،فتقف في ضفتي جفونه ،وإن انثاه تطعم ذلك ثم
يبيض ،ل من لقاح
) (1في المصدر :من ذات اجنحة مختلفة وهيئات متباينة (2) .في المصدر :مظل
على رأسه.
][31
فحل سوى الدمع المنبجس ،لما كان ذلك باعجب من مطاعمة الغراب ،تخال قصبه
مدارى من فضة ،وما أنبت عليها من عجيب داراته وشموسه خالص
العقيان وفلذ الزبرجد .فان شبهته بما أنبتت الرض قلت :جني من زهرة
كل ربيع ) ،(1وإن ضاهيته بالملبس فهو كموشي الحلل أو مونق عصب
اليمن ) ،(2وإن شاكلته بالحلي فهو كفصوص ذات ألوان قد نطقت باللجين
المكلل ،يمشي مشي المرح المختال ،ويتصفح ذنبه وجناحه ) (3فيقهقه
ضاحكا لجمال سرباله وأصابيغ وشاحه ،فاذار مى ببصره إلى قوائمه زقا
معول بصوت يكاد يبين عن استغاثته ويشهد بصادق توجعه ،لن قوائمه
حمش كقوائم الديكة الخلسية وقد نجمت من ظنبوت ساقه صيصية خفية،
وله في موضع العرف قنزعة خضراء موشاة ،ومخرج عنقه كالبريق،
ومغرزها إلى حيث بطنه كصبغ الوسمة اليمانية أو كحريرة ملبسة مرآة
ذات صقال ،وكأنه متلفع بمعجر أسحم إل أنه يخيل لكثرة مائه وشدة بريقه
أن الخضرة الناضرة ممتزجة به ومع فتق سمعه خط كمستدق القلم في
لون القحوان أبيض يقق فهو ببياضه في سواد ما هنالك يأتلق ،وقل صبغ
إل وقد أخذ منه بقسط ،عله بكثرة صقاله وبريقه وبصيص ديباجه
ورونقه ،فهو كالزاهير المبثوثة لم تربها أمطار ربيع ول شموس قيظ،
وقد يتحسر من ريشه ويعرى من لباسه فيسقط تترى وينبت تباعا فينحت
من قصبه انحتات أوراق الغصان ،ثم يتلحق ناميا حتى يعود كهيئته قبل
سقوطه ل يخالف سائر ألوانه ) (4ول يقع لون في غير مكانه ،وإذا
تصفحت شعرة من شعرات قصبه أرتك
) (1في المصدر :جنى جنى من زهرة كل ربيع (2) .في المصدر :أو كمونق عصب
اليمن (3) .في المصدر :وجناحيه (4) .هكذا في الكتاب مطبوعه
ومخطوطه ،ولكن في المصدر المطبوع " :سالف ألوانه " ويظهر مما
سيجئ عن المصنف في تفسير الحديث أن الصل كان " :سالف الوانه "
وفى بعض النسخ :سائر الوانه.
][32
مرة حمرة وردية ،وتارة خضرة زبر جدية ،وأحيانا صفرة عسجدية ،فكيف تصل
إلى صفة هذا عمائق الفطن ،أو تبلغه قرائح العقول ،أو تستنظم وصفه
أقوال الواصفين ؟ وأقل أجزائه قد أعجز الوهام أن تدركه واللسنة أن
تصفه فسبحان الذي بهر العقول عن وصف خلق جله للعيون فأدركته
محدودا مكونا ومؤلفا ملونا ،وأعجز اللسن عن تلخيص صفته وقعد بها
عن تأدية نعته ،وسبحان من أدمج قوائم الذرة والهمجة إلى ما فوقهما من
خلق الحيتان والفيلة ،ووأى على نفسه أن ل يضطرب شبح مما أولج فيه
الروح إل وجعل الحمام موعده والفناء غايته ) .(1قال السيد رضي ال
عنه :تفسير بعض ما جاء فيها من الغريب " :ويؤر بملقحة " الر كناية
عن النكاح ،يقال :أر المرأة ) (2يؤرها :إذا نكحها زوجها وقوله " :كأنه
قلع داري عنجه نوتيه " القلع :شراع السفينة ،وداري منسوب إلى دارين
وهي بلدة على البحر يجلب منها الطيب ،وعنجه أي عطفه ،يقال :عنجت
الناقة أعنجها عنجا :إذا عطفتها ،والنوتي :الملح ،وقوله عليه السلم" :
ضفتي جفونه " أراد جانبي جفونه والضفتان :الجانبان ،وقوله عليه
السلم " :وفلذ الزبرجد " الفلذ جمع فلذة وهي القطعة وقوله " :كبائس
اللؤلؤ الرطب " الكبائس جمع الكباسة العذق ،والعساليج الغصون واحدها
عسلوج ) .(3توضيح :الطاووس على فاعول وتصغيره طويس ،وطوست
المرأة أي تزينت ،والحيوان بالتحريك :جنس الحي ويكون بمعنى الحياة،
والموات .كسحاب :ما ل روح فيه ،وأرض لم تحي بعد ،والتي ل مالك لها
ول ساكن كالرض والجبال وذي حركات كالماء والنار ،أي المتحرك
بطبعه ،أو العم ،ول يضر التداخل ،واللطيف :الدقيق و " ما " مفعول "
أقام " والضمير عائد إلى ما في " به " و " له " راجع إلى ال ،ويحتمل
أن يعود إلى " ما " و " نعقت " أي صاحت والغرض الشعار
) (1نهج البلغة) 525 - 520 :طبع فيض( فيه :والفيلة (2) .في المصدر :أر
الرجل المرأة (3) .نهج البلغة) 529 :طبع فيض(.
][33
بوضوح الدلئل .والضمير في دلئله راجع إلى ال أو إلى " ما " و " ما ذرأ " أي
خلق ،وقيل :الذرء مختص بخلق الذرية .والخاديد جمع اخدود بالضم وهو
الشق في الرض ،والطير الذي يسكن الخدود كالقطا ،والفجاج بالكسر
جمع فج بالفتح وهو الطريق الواسع بين جبلين ،والقبج يسكن الفجاج،
والعلم :الجبال ،ورواسيها :ثوابتها ،والعقبان والصقور ونحوهما تسكن
الجبال الراسية .والتصريف :التقليب والتحويل من حال إلى حال ،و "
مصرفة " منصوبة على الحالية وفي بعض النسخ مجرور على أنه صفة
لذوات أجنحة ،وكذلك مرفرفة ،وزمه :شده ،والزمام ككتاب :ما يزم به،
وزمام البعير :خطامه ،وزمام التسخير :القدرة الكاملة .ورفرف الطائر
بجناحيه :إذا بسطهما عند السقوط على شئ يحوم عليه ليقع فوقه،
ومخارق الجو :أمكنتها التي تخرق الهواء فتدخلها ،والمنفسخ :الواسع،
والفضاء بالفتح :المكان الواسع :والحقاق بالكسر جمع حق بالضم وهو
مجمع المفصلين من العضاء ،واحتجاب المفاصل :استتارها باللحم
والجلد ونحوهما وعبل الشئ بالضم عبالة بالفتح فيهما مثل ضخم ضخامة
وزنا ومعنى " ،أن يسمو " أي يعلو في السماء أي في جهة العلو ،وفي
بعض النسخ :في الهواء ،والخفوق بالضم :سرعة الحركة ،ودف الطائر
كمد :حرك جناحيه لطيرانه ومعناه ضرب بهمادفيه وهما جناحاه ،قيل
وذلك إذا أسرع مشيا ورجله على وجه الرض ثم يستقل طيرانا ،ودفيف
الطائر :طيرانه فوق الرض ) ،(1يقال :عقاب دفوف ودفت الحمامة
كفرت :إذا سارت سيرا لينا ،كذا في المصباح ،ويظهر من كلم بعضهم أن
الفعل كمد فيهما ،و " يدف " فيما عندنا من النسخ بكسر العين ،ونسقها
أي رتبها ،يقال :نسقت الدر كنصرت أي نظمتها ،ونسقت الكلم أي عطفت
بعضه على بعض ،والصابيغ جمع أصباغ بالفتح جمع صبغ بالكسر وهو
اللون أي جعل كل منها على لون خاص على وفق الحكمة البالغة ،وغمسه
في الماء كضربه ،:دخله ،والغتماس :الرتماس:
][34
شبه الطير بالثوب الذي دقه الصباغ إذا أراد صبغه ،والقالب بالفتح كما في النسخ
قالب الخف وغيره كالخاتم والطابع ،وبالكسر :البسر الحمر ،وفي
القاموس :القالب :البسر الحمر ،وكالمثال يفرغ فيه الجواهر ،وفتح لمه
أكثر ،وشاة قالب لون :على غير لون امها ،وفي " حديث شعيب وموسى
عليهما السلم :لك من غنمي ما جاءت به قالب لون " تفسيره في الحديث
أنها جاءت على غير ألوان امهاتها كأن لونها قد انقلب ،ومنه حديث علي
عليه السلم في صفة الطيور " :فمنها مغموس في قالب لون ل يشوبه
غير لون ما غمس فيه " انتهى ) .(1والظهر أن الغمس في قالب اللون
عبارة عن إحاطة اللون الواحد بجميع أجزائه كما يحيط القالب بالشياء
المصوغة بالصب فيه من نحاس ونحوه ،وعلى الكسر يمكن أن يكون
المراد بقالب اللون اللون الذي يقلب اللون إلى لون آخر ،و " لون صبغ "
في بعض النسخ بجر " لون " مضافا إلى " صبغ " على الضافة
البيانية ،وفي بعضها بالجر منونا و " صبغ " على صيغة الماضي
المجهول ،أي صبغ ذلك المغموس .والطوق :حلي للعنق وكل ما استدار
بشئ ،وهذا النوع كالفواخت ونحوها ،والتعديل :التسوية ،ومنه تعديل
القسمة ،والمراد إعطاء كل شئ منه في الخلق ما يستحقه وخلقه خاليا من
نقص ونضد متاعه كنصر ونضده بالتشديد أي جعل بعضه فوق بعض ،أي
رتب ألوانه " بجناح أشرج قصبه " أي ركب بعضها في بعض كما يشرج
العيبة أي يداخل بين أشراجها وهي عراها .وسحبه كمنعه :جره على وجه
الرض ،وسحبت المرأة ذيلها :إذا درج أي مشى ،وطوى الصحيفة كرمى
ضد نشرها وسما كدعا أي ارتفع ،وسمابه أي أعله و رفعه ،وأطل عليه
أي أشرف والقلع بالكسر :الشراح ،والداري منسوب إلى دارين وهو
موضع في البحر كان يؤتى منه الطيب من الهند وهو الن خراب لعمارة
به ول سكنى وفيه آثار قديمة ،والنسبة إليه لنه كان مرسى ) (2السفن في
زمانه عليه السلم،
][35
وعنجه كنصره أي عطفه ،وقيل :هو أن يجذب الراكب خطام البعير فيرده على
رجليه .وفي النهاية :النوتي :الملح :الذي يدبر السفينة في البحر وقدنات
ينوت نوتا :إذا تمايل من النعاس ،كأن النوتي يميل السفينة من جانب إلى
جانب انتهى ) (1ولطف التشبيه واضح .واختال أي تكبر وأعجب بنفسه،
ويميس أي يتبختر ،وزاف يزيف زيفانا ،أي تبختر في مشيه ،ويفضي أي
يسفد ،ويقال :أفضى المرأة أي جامعها أو خلبها ،و الديكة كقردة جمع
ديك بالكسر وفي بعض النسخ وفي نهاية ابن الثير :كافضاء الديكة ويأر
كيمد أرا بالفتح أي يجامع ،وألقح الفحل الناقة أي أحبلها ،والملقحة
مفاعلة منه وفي بعض النسخ " :بملقحه " على صيغة الجمع مضافا إلى
الضمير ،أي بآلت تناسله وأعضآئه ،والفحل :الذكر من كل حيوان ،وغلم
كعلم أي اشتد شبقه ،واغتلم البعير :إذا هاج من شدة شهوة الضراب.
وقوله عليه السلم " :أر الفحول المغتلمة " ليس في بعض النسخ،
والحالة من الحوالة " على ضعيف إسناده " أي إسناده الضعيف ،وفي
بعض النسخ " :على ضعف " بصيغة المصدر مبالغة ويقال :سفحت الدم
كمنعت أي أرقته ،والدمع أي أرسلته ،وفي بعض النسخ " :تنشجها "
كتضرب ،يقال :نشج القدر والزق أي غلى ما فيه حتى سمع له صوت،
ولعل الول أوضح ،فان الفعل ليس متعديا بنفسه على ما في كتب اللغة،
وضفتا جفونه :جانباها ،وكذلك ضفتا النهر والوادي ،و " تطعم " على
صيغة التفعل بحذف إحدى التائين ،وبجس الماء تبجيسا :فجره فتبجس
وانبجس ويوجد الكلمة في النسخ بهما أي الدمع المنفجر .قال بعض
الشارحين :زعم قوم أن اللقاح في الطاووس بالدمعة وأمير المؤمنين عليه
السلم لم يحل ذلك ،ولكنه قال ليس بأعجب من مطاعمة الغراب ،والعرب
تزعم أن الغراب ل يسفد ،ومن أمثالهم " :أخفى من سفاد الغراب "
فيزعمون أن اللقاح
) (1النهاية 191 :4وفيه " :في حديث على )ع( كانه قطع دارى عنجه نوتيه "
ثم ذكر التفسير.
][36
من المطاعمة وانتقال جزء من الماء الذي في قانصة الذكر إلى النثى من منقاره،
وأما الحكماء فقل أن يصدقوا بذلك على أنهم قد قالوا في كتبهم ما يقرب
من هذا ،قال ابن سينا :والقبجة تحبلها ريح تهب من ناحية الحجل الذكر
ومن سماع صوته ،قال :والنوع المسمى مالقيا ) (1تتلصق بأفواهها ثم
تتشابك فذاك سفادها ،ول يخفى أن المثل المذكور ل يدل على أن الغراب ل
يسفد ،بل الظاهر منه خلفه إل أن يكون مراد القائل أيضا ذلك ،وأما كلمه
عليه السلم فالظاهر منه أن الطاووس لقاحه بالسفاد لقوله عليه السلم:
" يؤر بملقحة " ولتعبيره عن القول الخر بالزعم ،وأن الغراب لقاحه
بالمطاعمة .وفي القاموس :الحمام إذا أدخل فمه في فم انثاه فقد تطاعما
وطاعما ،وخال الشئ كخاف أي ظنه ،وخاله يخيله لغة فيه ،وتقول في
المضارع للمتكلم إخال بكسر الهمزه على غير قياس وهو أكثر استعمال
وبنو أسد يفتحون على القياس ،والمداري بالدال المهملة على ما في أكثر
النسخ جمع مدرى بكسر الميم ،قال ابن الثير :المدرى والمدراة :شئ من
حديد ) (2أو خشب على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه يسرح به
الشعر المتلبد ويستعمله من ل مشط له ) .(3وكان في نسخة ابن ميثم
بالذال المعجمة ،قال :وهي خشبة ذات أطراف كأصابع الكف ينقى به
الطعام ،والدارة :هالة القمر ،وما أحاط بالشئ كالدائرة .والعقيان بالضم:
الذهب الخالص ،وقيل :ما ينبت منه نباتا ،والفلذ كعنب جمع فلذة بالكسر
وهي القطعة من الذهب والفضة وغيرهما ،وفلذت له من الشئ كضربت
أي قطعت ،والزبرجد :جوهر معروف ،قيل :ويسميه الناس البلخش،
وقيل :هو الزمرد ،و جنيت الثمرة والزهرة واجتنيتها بمعنى ،والجني فعيل
منه وفي بعض النسخ :جنى كحصى وهو ما يجنى من الشجر مادام غضا
بمعنى فعيل ،ولفظة الفعل المجهول ليست
) (1في المخطوطة :ملقيا (2) .في المصدر :شئ يعمل (3) .النهاية .23 :2
][37
في بعض النسخ ،وزهر البنات بالفتح :نوره ،والواحدة زهرة كتمر وتمرة ،قالوا:
ول يسمى زهرا حتى تفتح ،والمضاهاة والمشاكلة والمشابهة بمعنى،
واستعمال فاعل بمعنى فعل بالتشديد كثير لسيما في كلمه عليه السلم،
واللباس واللبس بالكسر فيهما والملبس واحد .والوشي :نقش الثوب من
كل لون ،والموشي كمرمي :المنقش ،والحلل كصرد جمع حلة بالضم وهي
إزار ورداء من برد أو غيره فل تكون حلة إل من ثوبين أو ثوب له بطانة،
وشئ أنيق أي حسن معجب ،والمونق مفعل منه قلبت الهمزة واوا
والعصب بالفتح :ضرب من البرود ،والحلي بضم الحاء وكسر اللم
وتشديد الياء جمع حلي بالفتح والتخفيف وهو ما يزين به من مصوغ
المعدنيات أو الحجارة ،والفصوص جمع فص كفلس وفلوس ،قال ابن
السكيت :كسر الفاء ردي ،وقال الفيروز آبادي الفص :للخاتم ،مثلثة
والكسر غير لحن ،ونطقت باللجين أي جعلت الفضة كالنطاق لها وهو
ككتاب شبه إزار فيه تكة تلبسه المرأة ،وقيل :شقة تلبسها المرأة وتشد
وسطها بحبل وترسل العلى على السفل إلى الرض ،والسفل ينجر على
الرض ) (1وكلل فلنا ألبسه الكليل وهو بالكسر :التاج ،وشبه عصابة
زين بالجوهر .وقال بعض الشارحين :شبه عليه السلم بالفصوص
المختلفة اللوان المنطقة في الفضة أي المرصعة في صفائح الفضة،
والمكلل :الذي جعل كالكليل ،وحاصل الكلم أنه عليه السلم شبه قصب
ريشه بصفائح من فضة رصعت بالفصوص المختلفة اللوان ،فهي كالكليل
بذلك الترصيع والظهر أن المكلل وصف للجين ،ومرح كفرح وزنا ومعنى
فهو مرح ككتف ،وقيل :المرح أشد من الفرح ) ،(2وقيل :هو النشاط،
وتصفحت الكتاب أي قلبت صفحاته ،وقه كفر أي ضحك ،وقال في ضحكه:
قه بالسكون فإذا كرر قيل قهقه قهقهة مثل دحرج دحرجة ،والجمال:
الحسن في الخلق والخلق ،والسر بال بالكسر :القميص أو كل ما لبس،
والوشاح ككتاب :شئ ينسج من أديم ويرصع
) (1في المخطوطة :يجر على الرض (2) .في المخطوطة :اشد الفرح.
][38
شبه قلدة تلبسه النساء ،وزقا يزقو أي صاح ،وأعول أي رفع صوته بالبكاء
والصياح واستغاث :طلب العون والنصر ،وتوجع أي تفج أو تشكو لن
قوائمه حمش أي دقاق ،يقال :رجل أحمش الساقين ،والخلسية بالكسر:
هي التي بين الدجاجة الهندية والفارسية ،والولد بين أبوين أبيض
وسوداء وأسود وبيضاء ،ذكره في العين ونجم النبات وغيره كقعد نجوما
أي ظهر وطلع ،والظنبوت بالضم :حرف العظم اليابس من قدم الساق ذكره
الجوهري ،وفي القاموس :حرف الساق من قدم أو عظمه أو حرف عظمه
والصيصة في الصل :شوكة الحائك التي بها يسوي السداة واللحمة ،قال
الجوهري ومنه صيصية الديك التي في رجله ،والعرف بالضم :شعر عنق
الفرس وغيره ،والقنزعة بضم القاف والزاي :ما ارتفع من الشعر ،وقيل:
الخصلة من الشعر يترك على رأس الصبي .موشاة أي منقشة ،والمخرج:
اسم مكان أي محل خروج عنقه كمحل خروج عنق البريق ،ويشعر بأن
عنقه كعنق البريق ،أو مصدر أي خروج عنقه كخروج عنق البريق،
فالشعار أقوى ،والبريق فارسي معرب ) ،(1وغرزته كضربت أي أثبته
في الرض ،ومغرزها مبتدء خبره كصبغ الوسمة ،وبطنه مبتدء خبر
محذوف أي مغرزها إلى حيث بطنه موجودا وممتدا ومنتهى إليه كصبغ
إلى آخره ،و " حيث " تضاف إلى الجملة غالبا وهو في المعنى مضافة
إلى المصدر الذي تضمنته الجملة ،قالوا " :حيث " وإن كانت مضافة إلى
الجملة في الظاهر لكن لما كانت في المعنى مضافة إلى المصدر فاضافتها
إليها كل إضافة ،ولذا بنيت على الضم كالغايات على العرف ،فقال الرضي
رضي ال عنه :حذف خبر المبتدء الذي بعد حيث غير قليل .والوسمة
بكسر السين كما في بعض النسخ وهي لغة الحجاز وأفصح من السكون
وأنكر الزهري السكون ،وبالسكون كما في بعض النسخ وجوزه بعضهم:
نبت يختضب بورقه ،وقيل :هو ورق النيل ،والصقال ككتاب :اسم من
صقله كنصر أي
) (1معرب آبريز وهو الذى يقال له بالفارسية :آفتابه.
][39
جله ،فهو مصقول وصقيل ،واللفاع ككتاب :الملحفة أو الكساء أو كل ما تتلفع به
المرأة ،وتلفع الرجل بالثوب .إذا اشتمل به وتغطى ،وفي بعض النسخ:
متقنع والمقنع والمقنعة بالكسر فيهما :ما تتقنع به المرأة ،والقناع ككتاب
أوسع منهما ،و المعجر كمنبر :ثوب أصغر من الرداء تلبسه المرأة ،وقال
المطرزي :ثوب كالعصابة تلفه المرأة على استدارة رأسها ،والسحم
بالتحريك والسحمة بالضم :السواد ،والسحم السود ،وخيل له كذا بالبناء
للمفعول من الخيال بمعنى الوهم والظن أي لبس عليه وفي بعض النسخ "
يخيل " على صيغة المعلوم فالفاعل ضمير الطاووس ،والبريق :اللمعان.
واستدق أي صار دقيقا وهو ضد الغليظ ،والمستدق على صيغة اسم الفاعل
وفي بعض النسخ على صيغة اسم المفعول ،قال ابن الثير :استدق الدنيا
أي احتقرها واستصغرها ،وهو استفعل من الشئ الدقيق الصغير ،والمشبه
على الول القلم ،وعلى الثاني المرقوم ،ويمكن أن تكون الضافة على
الول لدنى ملبسة فان الرقم الدقيق له نسبة إلى القلم ،والقحوان بالضم:
البابونج وأبيض يقق بالتحريك أي شديد البياض ،وائتلق وتألق أي التمع،
وعل فلن فلنا أي غلبه وارتفع عليه ،وبص كفر أي برق ولمع،
والديباج :ثوب سداه ولحمته أبريسم وقيل :هو معرب ثم كثر حتى اشتقت
العرب منه فقالوا :دبج الغيث الرض دبجا :إذا سقاها فأنبت أزهارا مختلفة
لنه اسم للمنقش ،ورونق الشئ ماؤه وحسنه أي أخذ من كل لون نصيبا
وزاد على اللون بالبريق واللمعان ،والزهرة بالفتح وبالتحريك :النبات
ونوره والجمع أزهار وجمع الجمع أزاهر ) .(1والبث :النشر والتفريق،
ورب فلن المر أي أصلحه وقام بتدبيره ،ورب الدهن أي طيبه ،والقيظ:
فصل الصيف وشدة الحر ،ولعل الجمع في المطار باعتبار الدفعات وفي
الشموس بتعدد الشراق في اليام أو باعتبار أن الشمس الطالع في كل يوم
فرد عليحدة لختلف التأثير في نضج الثمار وتربية النبات باختلف الحر
][40
والبرد وغير ذلك ،وتحسر البعير على صيغة التفعل أي سقط من العياء ،وفي
بعض النسخ " :تنحسر " على صيغة النفعال تقول :حسره كضربه
ونصره فانحسر أي كشفه فانكشف ،والعرى بالضم خلف اللبس والفعل
كرضي ،وتترى فيه لغتان تنون ول تنون مثل علقى فمن ترك صرفها في
المعرفة جعل ألفها ألف التأنيث وهو أجود ،وأصلها وترى من الوتر ،وهو
الفرد قال ال تعالى " :ثم أرسلنا رسلنا تترى ) " (1أي واحدا بعد واحد،
ومن نونها جعل ألفها ملحقة ذكره الجوهري ،وقال بعض شارحي النهج:
تترى أي شيئا بعد شئ وبينهما فترة ،وهذا مما يغلط فيه قوم فيعتقدون أن
" تترى " للمواصلة واللتصاق ،وينبت تباعا أي ل فترات بينهما ،وكذلك
حال الريش الساقط ،والتباع بالكسر :الولء وانحتت ورق الشجر أي
سقطت .وقوله عليه السلم " :سالف ألوانه " في بعض النسخ " :سائر
ألوانه " قال الجوهري :سائر الناس أي جميعهم ،وفي المصباح :قال
الزهري :اتفق أهل اللغة أن سائر الشئ باقيه قليل كان أو كثيرا ،ولعل
المراد عدم مخالفة لون الريش النابت للباقي من السوالف ،أو المراد عدم
التخالف بين الرياش النابتة ،وما في الصل أوضح ،والورد بالفتح من كل
شجرة :نورها ،وغلب على الورد الحمر ،والتارة :الحين والزمان
والعسجد كجعفر :الذهب ،والعمق بالضم وبالفتح :قعر البئر ونحوها،
والفطن كعنب جمع فطنة بالكسر وهى الحذق والعلم بوجوه المور،
وعمائق الفطن :الذهان الثاقبة والقريحة :أول ما يستنبط من البئر ومنه
قولهم " :لفلن قريحة جيدة " يراد استنباط العلم بجودة الطبع ،واقترحت
الشئ أي ابتدعته من غير سبق مثال ،والواو في قوله عليه السلم" :
وأقل " للحال ،ولريب أن الشعرة أقل الجزاء التي بها قوام الحيوان
والمراد بعجز الوهام العجز عن وصف علل هذه اللوان واختلفها
واختصاص كل بموضعه ،وسائر ما أشار عليه السلم إليه ،أو العجز عن
إدراك جزئيات الوصاف المذكورة وتشريح الهيئات الظاهرة
والخصوصيات الخفية في خلق ذلك الحيوان كما هو المناسب لما بعده،
وبهره كمنعه أي غلبه ،وجله بالتشديد والتخفيف على اختلف النسخ أي
][41
) (1تنبيه الخاطر (2) :في المصدر :شئ (3) .في المصدر :لخطيئة (4) .فروع
الكافي (*) .550 :6
][42
وأبو الوشي ،وهو من الطير كالفرس من الدواب ) (1عز أو حسنا وفي طبعه العفة
وحب الزهو بنفسه والخيلء والعجاب بريشه وعقده لذنبه كالطاق ل
سيما إذا كانت النثى ناظرة إليه ،والنثى تبيض بعد أن يمضى لها من
العمر ثلث سنين ،وفي ذلك الوان يكمل ريش الذكر ويتم لونه ،وتبيض
النثى مرة واحدة في السنة اثنتي عشرة بيضة وأكثر ) ،(2ويفسد في أيام
الربيع ويلقي ريشه في الخريف كلما يلقى الشجر ورقه ،فإذا بدا طلوع
الوراق في الشجرة طلع ريشه ،وهو كثير العبث بالنثى إذا حضنت،
وربما كسر البيض ،ولهذه العلة يحضن بيضه تحت الدجاج ،ول تقوى
الدجاجة على حضن أكثر من بيضتين ،وينبغي أن تتعاهد الدجاجة بجميع
ما تحتاج إليه من الكل والشرب مخافة أن تقوم عنه فيفسده الهواء،
والفرخ الذي يخرج من حضن الدجاجة يكون قليل الحسن ناقص الخلق
وناقص الجثة ،ومدة حضنه ثلثون يوما ،وأعجب المور أنه مع حسنه
يتشأم به ،وكان هذا وال أعلم أنه لما كان سببا لدخول إبليس الجنة
وخروج آدم منها وسببا لخلو تلك الدار من آدم مدة دوام الدنيا كرهت
إقامته في الدور بسبب ذلك ) - 4 .(3الكافي :عن العدة عن أحمد بن محمد
بن بكر بن صالح عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السلم
قال :الطاووس مسخ كان رجل جميل فكابر امرأة رجل مؤمن تحبه فوقع
بها ثم راسلته بعد فمسخهما ال عزوجل طاووسين انثى وذكرا فل تأكل
لحمه ول بيضه ).(4
) (1في المصدر :وهو في الطير كالفرس في الدواب (2) .في المصدر :واقل واكثر
ول تبيض متتابعا (3) .حياة الحيوان 59 :2و (4) .60فروع الكافي :6
247فيه " :ول يؤكل " ورواه ايضا بالسناد في ص 245ال انه اقتصر
فقال :الطاووس ل يحل اكله ول بيضه.
][43
} - 5باب { الدراج والقطا والقبج وغيرها من الطيور وفضل لحم بعضها على
بعض - 1الكافي :عن محمد بن يحيى عن محمد بن موسى عن علي بن
سليمان عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم عن أبي الحسن الول عليه
السلم قال :اطعموا المحموم لحم القباج فانه يقوي الساقين ويطرد الحمى
طردا ) - 2 .(1ومنه :عن محمد بن يحيى عن محمد بن عيسى عن علي
بن مهزيار قال :تغديت مع أبي جعفر عليه السلم فاتي بقطاط فقال :إنه
مبارك وكان أبي يعجبه وكان يأمر أن يطعم صاحب اليرقان يشوى له فانه
ينفعه ) - 3 .(2الخرائج :روي عن الحسن عليه السلم أن عليا عليه
السلم كان يوما بأرض قفر فرأى دراجا فقال :يا دراج منذكم أنت في هذه
البرية ؟ ومن أين مطعمك ومشربك ؟ فقال :يا أمير المؤمنين أنا في هذه
البرية منذ مائة سنة إذا جعت اصلي عليكم فأشبع وإذا عطشت أدعو على
ظالميكم فأروي ) - 4 .(3المحاسن :عن أبي الحسن النهدي عن ابن أسباط
رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلم أنه ذكر عنده لحم الطير فقال :أطيب
اللحم لحم فرخ غذته فتاة من ربيعة بفضل قوتها ).(4
) (1فروع الكافي (2) .312 :6فروع الكافي (3) .312 :6الخرائج (4) .المحاسن
(*) .474
][44
- 5ومنه :عن عمرو بن عثمان رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلم قال :الوز )
(1جاموس الطيور ،والدجاج خنزير الطير ،والدراج حبش الطير ،فأين
أنت عن فرخين ناهضين ربتهما امرأة من ربيعة بفضل قوتها )- 6 .(2
ومنه :عن السياري رفعه قال :ذكرت اللحمان عند أمير المؤمنين علي ابن
أبي طالب عليه السلم وعمر حاضر فقال عمر :إن أطيب اللحمان لحم
الدجاج ،وقال ) (3أمير المؤمنين عليه السلم :كل إن ذلك خنازير الطير،
وإن أطيب اللحم لحم فرخ حمام قد نهض أو كاد ينهض ) - 7 .(4ومنه:
عن السياري عمن رواه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من سره
أن يقتل غيظه ،فليأكل لحم الدراج ) .(5الكافي :عن العدة عن البرقي عن
السياري مثله ) - 8 .(6الطب :عن مروان بن محمد عن علي بن النعمان
عن علي بن الحسن عن موسى بن جعفر عن آبائه عن أمير المؤمنين
عليهم السلم أنه قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :من
سره أن يقتل ) (7غيظه فليأكل الدراج ) - 9 .(8وعنه عليه السلم قال:
من اشتكى فؤاده وكثر غمه فليأكل الدراج ) - 10 .(9حياة الحيوان:
الدراج بالضم كرمان واحدته دراجة وهو طائر مبارك
) (1في المصدر :الوز جاموس الطير (2) .المحاسن (3) .474 :في المصدر:
فقال (4) .و ) (5المحاسن .475 :وروى نحوه الكليني عن العدة عن
البرقى في الفروع (6) .312 :6الفروع 312 :6فيه " :عمن رواه عن
ابى عبد ال )ع( " وفيه :أن يقل (7) .في النسخة المخطوطة :أن يقل
غيظه (8) .طب الئمة (9) :طب الئمة.
][45
كثير النتاج مبشر بالربيع ) (1وتطيب نفسه على الهواء الصافي وهبوب الشمال،
ويسوء حاله بهبوت الجنوب حتى أنه ل يقدر على الطيران ،وهو طائر
أسود باطن الجناحين وظاهرهما أغبر على خلقة القطا إل أنه ألطف منه،
والجاحظ جعله من أقسام الحمام ومن شأنه أنه ل يجعل بيضه في موضع
واحد بل ينقله لئل يعرف أحد مكانه ،قال ابن سينا :لحمه أفضل من لحوم
الفواخت وأعدل وألطف ،وأكله يزيد في الدماغ والفهم والمني ) .(2وقال:
القبج بفتح القاف وإسكان الباء :الحجل ،والقبجة اسم جنس يقع على
الذكر والنثى حتى تقول :يعقوب ) (3فيختص بالذكر ،وكذلك الدراجة حتى
تقول :الحيقطان ) ،(4والنحلة حتى تقول :يعسوب ،ومثله كثير )،(5
والذكر يوصف بالقوة على السفاد ،ولكثرة سفاده يقصد موضع البيض
فيكسره لئل تشتغل النثى بحضنه عنه ،ولذا النثى إذا أتى أوان بيضها
تهرب وتختبئ رغبة في الفرخ وهي إذا هربت بهذا السبب ضاربت الذكور
بعضها بعضا وكثر صياحها ،ثم إن المقهور يتبع القاهر ويفسد القوي
الضعيف ،والقبج يغير أصواته بأنواع شتى بقدر حاجته إلى ذلك ،وتعمر
خمسة عشر سنة ) ،(6ومن عجيب أمرها أنها إذا قصدها الصياد خبأت
راسها تحت الثلج وتحسب أن الصياد ل يراها ،وذكورها شديد الغيرة على
اناثها ،والنثى تلقح من رائحة الذكر ،وهذا النوع كله يحب الغناء
والصوات
) (1زاد في المصدر :وهو القائل " :بالشكر تدوم النعم " وصوته مقطع على هذه
الكلمات (2) .حياة الحيوان (3) .243 :2يعقوب :ذكر الحجل (4) .في
المصدر :حتى تقول :حيقطان والبومة حتى تقول :صدى أو فياد،
والحبارى حتى تقول :خرب ،وكذا النعامة حتى تقول :ظليم ،والنحلة(5) .
في المصدر هنا زيادة منها :واناثه تبيض خمس عشرة بيضة (6) .في
المصدر :ويعمر خمس عشرة سنة.
][46
الطيبة ،وربما وقعت من أوكارها عند سماع ذلك فيأخذها الصياد ) .(1وقال :القطا
معروف واحدة قطاة ،وهو نوعان كدري وجوني ،وزاد الجوهري نوعا
ثالثا وهو القطاط ) ،(2والكدري أغبر اللون رقش الظهر والبطون صفر
الحلوق قصار الذناب ،وهي ألطف من الجونية ،والجونية سود بطون
الجنحة والقوادم ،وظهرها أغبر أرقط تعلوه صفرة ) ،(3وإنما سميت
جونية لنها ل تفصح بصوتها إذا صوتت ،وإنما تغرغر بصوت في حلقها،
والكدرية فصيحة تنادي باسمها ) ،(4وفي طبعها أنها إذا أرادت الماء
ارتفعت من أفاحيصها أسرابا ) (5ل متفرقة عند طلوع الفجر فتقطع إلى
حين طلوع الشمس مسيرة سبع مراحل فحينئذ تقع على الماء فتشرب نهل
) ،(6والعرب تصف القطا بحسن المشي وتشبه مشي النساء الخفرات
بمشيها ) ،(7وروى ابن حيان وغيره من حديث أبي ذر رضي ال عنه
وابن ماجة من حديث جابر أن النبي صلى ال عليه وآله قال :من بنى ل
مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى ال تعالى له بيتا في الجنة .مفحص القطاة
بفتح الميم :موضعها الذي تجثم ) (8فيه وتبيض كأنها تفحص
) (1حياة الحيوان 168 :2و 169زاد فيه :وحكمها :حل الكل لنها من الطيبات.
) (2هكذا في الكتاب والصحيح كما في المصدر :الغطاة (3) .زاد في
المصدر :وهى أكبر من الكدرى تعدل جونية بكدرتين (4) .زاد في
المصدر :ول تضع القطاط بيضها ال افرادا (5) .جمع السرب :القطيع من
الظباء والطير وغيرهما (6) .زاد في المصدر :والنهل :شرب البل
والغنم أول مرة ،فإذا شربت اقامت حول الماء متشاغلة إلى مقدار
ساعتين أو ثلث ثم تعود إلى الماء ثانية (7) .في المصدر " :بحسن
المشى لتقارب خطاها ومشيها يشبه مشى النساء الخفرات بمشيتهن ".
أقول :خفرت الجارية :استحيت اشد الحياء فهى خفر وخفرة ومخفار) .
(8جثم الطائر :تلبد بالرض ،والمجثم :محل الجثوم.
][47
عنه التراب أي تكشفه ،والفحص :البحث والكشف ،وخصت القطا بهذا لنها ل
تبيض في شجرة ول على رأس جبل إنما تجعل مجثمها على بسيط الرض
دون تلك الطيور ) ،(1فلذلك شبه به المسجد ،ولنها توصف بالصدق،
كأنه أشار بذلك إلى الخلص في بنائه ،وقيل :إنما شبه بذلك لن
أفحوصها يشبه محراب المسجد في استدارته وتكوينه ،وقيل :خرج ذلك
مخرج الترغيب بالقليل من مخرج الكثير كما خرج مخرج التحذير بالقليل
عن الكثير كقوله صلى ال عليه وآله " .لعن ال السارق يسرق البيضة
فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده " ولن الشارع يضرب المثل بما ل
يكاد يقع كقوله " :ولو سرقت فاطمة بنت محمد " وهي عليها السلم ل
يتوهم عليها السرقة ).(2
) (1في المصدر :دون سائر الطيور (2) .حياة الحيوان 180 :2و 181فيه :منها
السرقة(*) .
][48
][49
كما قال علي عليه السلم " :لكل شئ قيمة وقيمة المرء ما يحسنه ) " (1وأما
آيات العراف فالمشهور أنها في بلعم بن باعورا كما مرت قصته في
المجلد الخامس .قال الدميري :قال قتادة :هذا مثل ضربه ال تعالى لكل من
عرض عليه الهدى فأبى أن يقبله " ولو شئنا لرفعناه بها " أي وفقناه
للعمل بها فكان ) (2يرفع بذلك منزلته في الدنيا والخرة " ولكنه أخلد إلى
الرض " أي ركن إلى الدنيا وشهواتها ولذاتها فعوقب في الدنيا بأنه كان
يلهث كما يلهث الكلب يشبه ) (3به صورة وهيئة .قال القتيبي :كل شئ
يلهث إنما يلهث من إعياء أو عطش إل الكلب فانه يلهث في حال الكلل )
(3وحال الراحة وفي حال الري وفي حال العطش فضربه ال تعالى مثل
لمن كذب بآياته فقال :إن وعظته فهو ضال ،وإن تركته فهو ضال كالكلب
إن طردته لهث وإن تتركه على حاله لهث انتهى .واللهث :نفس )(5
بسرعة وحركة اعضاء الفم معها وامتداد اللسان ) ،(6قال الواحدي
وغيره :هذه الية من أشد الي على أهل العلم ،وذلك أن ال تعالى أخبر
أنه آتاه من ) (7اسمه العظم والدعوات المستجابات والعلم والحكمة
فاستوجب بالسكون إلى الدنيا واتباع الهوى تغيير النعم ) (8بالنسلخ
عنها ومن ذا الذي )(9
) (1حياة الحيوان (2) .220 :2في المصدر :فكنا نرفع (3) .في المصدر :فشبه
به (4) .في المصدر :في حال التعب (5) .في الصصدر :تنفس (6) .زاد
في المصدر :وخلقة الكلب انه يلهث على كل حال (7) .في المصدر :آتاه
آياته من اسمه (8) .في المصدر :تغيير النعمة عليه (9) .في المصدر:
ومن الذى.
][50
يسلم من هاتين الحالتين إل من عصمه ال ) .(1وقال :أكثر أهل التفسير على ان
كلب أهل الكهف كان من جنس الكلب ،وروي عن ابن جريح ) (2أنه قال:
كان أسدا ويسمى السد كلبا ،وقال قوم :كان رجل طباخا لهم حكاه
الطبري ،ويضعفه بسط الذارعين فانه في العرف من صفة الكلب وروي أن
جعفر بن محمد الصادق عليه السلم قرأ " :كلبهم " فيحتمل أن يريد هذا
الرجل وقال خالد بن معدان :ليس في الجنة من الدواب سوى كلب أهل
الكهف وحمار عزير وناقة صالح ،وقيل :إن من أحب أهل الخير نال من
بركتهم ،كلب أحب أهل فضل صحبهم ذكره ال تعالى في القرآن معهم.
والوصيد :فناء الكهف ،وقيل :هو التراب ،وقيل :هو الباب :وقيل :عتبة
الباب ،وقيل :إن الكلب كان لهم وقيل :مروا بكلب فنبح لهم فطردوه فعاد
فطردوه مرارا ) (3فقام الكلب على رجليه ورفع يديه إلى السماء كهيئة
الداعي ونطق فقال :ل تخافوا مني فاني احب أحباء ال فنوموا حتى
أحرسكم .وقال السدي :لما خرجوا مروا براع ومعه كلب فقال الراعي :إني
أتبعكم على أن أعبد ال تعالى معكم ،قالوا :سر ،فسار معهم وتبعهم الكلب،
فقالوا :يا راعي هذا الكلب ينبح علينا وينبه بنا فمالنا به من حاجة فطردوه
فأبى إل أن يلحق بهم فرجموه فرفع يديه كالداعي فأنطقه ال تعالى فقال:
يا قوم لم تطردونني ؟ لم ترجمونني ؟ لم تضربونني ؟ فوال لقد عرفت ال
قبل أن تعرفوه بأربعين سنة ،فتعجبوا من ذلك وزادهم ال بذلك هدى ،قال
محمد الباقر عليه السلم :كان أصحاب الكهف صياقلة ) .(4قال عمرو بن
دينار :إن مما اخذ على العقرب أن ل تضر أحدا في ليل أو
) (1حياة الحيوان (2) .222 :2الصحيح كما في المصدر :ابن جريج .بالجيم في
الول والخر (3) .في المصدر :مرارا وهو يعود (4) .حياة الحيوان :2
204و .205
][51
نهار صلى على نوح ) ،(1ومما اخذ على الكلب أن ل يضر أحدا حمل عليه في ليل
أو نهار قرأ ) " :(2وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد " وقال القرطبي :بلغنا
عمن تقدم أن في سورة الرحمن آية يقرؤها النسان على الكلب إذا حمل
عليه فل يؤذيه باذن ال عزوجل وهي " يا معشر الجن والنس " الية )
- 11 .(3الكافي :عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن
حماد عن الحلبي عن أبي عبد ال عليه السلم قال :يكره أن يكون في دار
الرجل المسلم الكلب ) - 12 .(4ومنه :عن العدة عن أحمد بن محمد عن
ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما
من أحد يتخذ كلبا إل نقص في كل يوم من عمل صاحبه قيراط .بيان :لعله
محمول على الكراهة كما يشير إليه الخبر السابق ،وعلى كلب لم يكن في
اتخاذه منفعة أو لم يكن بينه وبينه باب مغلق ،مع أنه يحتمل أن يكون مع
الحالين أخف كراهة .قال الدميري :ل يجوز اقتناء الكلب الذي ل نفع فيه
وذلك لما في اقتنائها من مفاسد الترويع والعقر للمار ،ولعل ذلك لمجانبة
الملئكة لمحلها ومجانبة الملئكة أمر شديد لما في مخالطتهم من اللهام
إلى الخير والدعاء إليه ،واختلف الصحاب في جواز اتخاذ الكلب لحفظ
الدرب والدور على وجهين :أصحهما الجواز واتفقوا على جواز اتخاذه
للزارع ) (6والماشية والصيد ،لكن يحرم اقتناء كلب
) (1في موضع من المصدر :أن ل يضر باحد في ليل ول نهار قال :سلم على نوح.
) (2في موضع من المصدر :باحد ممن حمل عليه إذا قال (3) .حياة
الحيوان 214 :2و (4) .218فروع الكافي (5) .552 :6فروع الكافي
(6) .552 :6في النسخة المخطوطة " :للمزارع " وفى المصدر:
للزراعة.
][52
الماشية قبل شرائها ،وكذلك كلب الزرع والصيد لمن ل يزرع ول يصيد ،فلو خالف
واقتنى نقص من أجره كل يوم قيراط ،وفي رواية " قيراطان " وكلهما
في الصحيح وحمل ذلك على نوع من الكلب بعضها ) (1أشد أذى من
بعض ،أو لمعنى فيها ،أو يكون ذلك مختلفا باختلف المواضع ،فيكون
القيراطان في المدن ونحوها ،والقيراط في البوادي ،أو يكون ذلك في
زمنين ذكر القيراط أول ،ثم ذكر التغليظ ) (2فذكر القيراطين ،والمراد
بالقيراط مقدار معلوم عند ال تعالى ينقص من أجر عمله ،واختلفوا في
المراد بما نقص منه فقيل :مما مضى من عمله ،وقيل :من مستقبله،
وقيل :قيراط من عمل الليل وقيراط من عمل النهار ،وقيل :قيراط من عمل
الفرض وقيراط من عمل النفل ،وأول من اتخذ الكلب للحراسة نوح عليه
السلم قال :يا رب أمرتني أن أصنع الفلك وأنا في صناعته أصنع أياما
فيجيئوني بالليل فيفسدون كل ما عملت ،فمتى يلتئم لي ما أمرتني به فقد
طال علي أمري ؟ فأوحى ال إليه :يا نوح اتخذ كلبا يحرسك ،فاتخذ نوح
كلبا وكان يعمل بالنهار وينام بالليل ،فإذا جاء قومه ليفسدوا بالليل )(3
ينبحهم الكلب فينتبه نوح فيأخذ الهراوة ويثب لهم ويهربون منه فالتأم له
ما أراد ) - 13 .(4الكافي :عن العدة عن أحمد بن محمد عن عثمان بن
عيسى عن سماعة قال :سألته عن الكلب يمسك في الدار ؟ قال :ل ).(5
- 14ومنه :عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يوسف
بن عقيل عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال أمير
المؤمنين عليه السلم :ل خير في الكلب
) (1في المصدر :إذ بعضها (2) .في المصدر :فذكر القيراط اول ثم زاد في التغليظ.
) (3في المصدر :ليفسدوا بالليل عمله (4) .حياة الحيوان 219 :2فيه:
فيهربون (5) .فروع الكافي 552 :6فيه :نمسكه في الدار.
][53
إل كلب الصيد أو كلب ماشية ) - 15 .(1ومنه :عن العدة عن أحمد بن محمد بن
خالد عن أبيه عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جراح
المدائني عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ل تمسك كلب الصيد في الدار
إل أن يكون بينك وبينه باب ) .(2بيان :كأن المراد بالباب الباب المغلق
عليه لما روى الصدوق عليه الرحمة في الفقيه عن الصادق عليه السلم:
ل تصل في دار فيها كلب إل أن يكون كلب الصيد وأغلقت دونه بابا فل
بأس فان الملئكة ل تدخل بيتا فيه كلب ول بيتا فيه تماثيل ول بيتا فيه بول
مجموع في آنية ) (3انتهى .ويحتمل أن يكون المراد أن كون الكلب في
بيت آخر ل يوجب نقص صلة المصلي وإن كان بين البيت الذي فيه الكلب
وبين البيت الذي يصلى فيه باب ،فانهما ل يصيران بذلك بيتا واحدا،
والول أظهر لما مر ،ولما رواه الكليني أيضا عن العدة عن البرقي عن
عثمان بن عيسى عن سماعة قال :سألته عن كلب الصيد يمسك في الدار ؟
قال :إذا كان يغلق دونه الباب فل بأس ) .(4وقال العلمة قدس سره في
المنتهى :يكره الصلة في بيت فيه كلب لما رواه ابن بابويه عن الصادق
عليه السلم ،وذكر الخبر المتقدم ثم قال :وروى الشيخ عن محمد ابن
مروان عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :إن جبرئيل أتاني فقال " :إنا معاشر الملئكة ل ندخل بيتا فيه كلب
ول تماثيل جسد ول إناء يبال فيه " ونفور الملئكة يؤذن بكونه ليس هو
موضع رحمة فل يصلح أن يتخذ للعبادة انتهى )(5
) (1فروع الكافي 552 :6فيه :في الكلب (2) .فروع الكافي (3) .552 :6من ل
يحضره الفقيه (4) .159 :1فروع الكافي (5) .552 :6المنتهى.
][54
ونحوه قال الشهيد نور ال مرقده في الذكرى ) .(1وقال الدميري :قال أبو عمرو
بن الصلح :ل تصحب الملئكة رفقة فيه كلب ول جرس ،ثم قال :وأما
قوله صلى ال عليه وآله :ل تدخل الملئكة بيتا فيه كلب ول صورة فقال
العلماء :سبب امتناعهم من البيت الذي فيه الصورة كونها معصية فاحشة،
وفيها مضاهاة خلق ال تعالى ) (2وبعضها في صورة ما يعبدون من دون
ال عزوجل ،وسبب امتناعهم من البيت الذي فيه الكلب لكثرة أكله
النجاسات ،ولن بعض الكلب يسمى شيطانا ،كما جاء في الحديث،
والملئكة ضد الشيطان ،ولقبح رائحة الكلب أو لملئكة تكره الرائحة
الخبيثة ،ولنها منهي عن اتخاذها فعوقب متخذها بحرمانه دخول الملئكة
عليه ) (3وصلتها فيه واستغفارها له وتبركها عليه في بيته ودفعها أذى
الشياطين .والملئكة الذين ل يدخلون بيتا فيه كلب ول صورة هم ملئكة
يطوفون بالرحمة والتبرك والستغفار ،وأما الحفظة والموكلون بقبض
الرواح فيدخلون في كل بيت ،ول تفارق الحفظة الدمي في حال ) (4لنهم
مأمورون باحصاء أعمالهم وكتابتها .قال الخطابي :وإنما ل تدخل الملئكة
بيتا فيه كلب ول صورة مما يحرم اقتناؤه من الكلب والصور ،وأما ما
ليس اقتناؤه بحرام من كلب الصيد والزرع والماشية والصورة التي تمتهن
في البساط والوسادة وغيرها فل يمتنع دخول الملئكة بسببه ،وأشار
القاضي إلى نحو ما قاله الخطابي ،وقال النووي :والظهر أنه عام في كل
كلب وصورة وإنهم يمتنعون من الجميع لطلق الحاديث ،وأما الجرو
) (1الذكرى (2) .في المصدر :وفيها مضاهاة لخلق ال تعالى (3) .في المصدر:
بيته (4) .في المصدر :ول تفارق الحفظة بنى آدم في حال من الحوال.
][55
الذي كان في بيت النبي صلى ال عليه وآله تحت السرير كان له فيه عذر ظاهر
فانه لم يعلم به ومع هذا امتنع جبرئيل عليه السلم من دخول البيت بسببه،
فلو كان العذر في وجود الكلب والصورة ل يمنعهم لم يمتنع جبرئيل عليه
السلم ) - 16 .(1الكافي :عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن
السكوني عن أبي عبد ال عليه السلم إن رسول ال صلى ال عليه وآله
رخص لهل القاصية في الكلب يتخذونه ) (2بيان :القاصية :البعيدة عن
المعمورة - 17 .الكافي :عن علي عن أبيه عن ابن محبوب عن العل عن
محمد بن مسلم قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الكلب السلوقي
فقال :إذا مسسته فاغسل يدك ) .(3بيان :غسل اليدين إذا كان رطبا على
الوجوب ،وإذا كان يابسا على الستحباب على المشهور ،وسيأتي الكلم
فيه في كتاب الطهارة .وقال الدميري في حياة الحيوان :الكلب حيوان
معروف ،وربما وصف به فقيل للرجل :كلب ،وللمرأة كلبة ،والجمع أكلب
وكلب وكليب مثل أعبد وعباد وعبيد ،وهو جمع عزيز ،والكالب جمع
أكلب ،قال ابن سيدة :وقد قالوا في جمع كلب كلبات ) .(4وهو نوعان:
أهلي وسلوقي ،نسبة إلى سلوق وهي مدينة باليمن تنسب إليها الكلب
السلوقية ،وكل النوعين في الطبع سواء ،وفي طبعه الحتلم وتحيض
اناثه وتحمل النثى ستين يوما ،ومنها ما يقل عن ذلك ،وتضع جراءها
عميا فل تفتح عيونها إل بعد اثنى عشر يوما ،والذكور تهيج قبل الناث،
وينزو الذكر إذا كمل له سنة ،وربما تسفد قبل ذلك ،وإذا سفد الكلبة كلب
مختلفة اللوان أدت إلى كل كلب شبهه.
) (1حياة الحيوان 219 :2و (2) .220و ) (3فروع الكافي (4) .553 :6في
المصدر :في جمع كلب :كلب.
][56
وفي الكلب من اقتفاء الثر وشم الرائحة ما ليس لغيره من الحيوانات و الجيفة
أحب إليه من اللحم الغريض ،ويأكل العذرة ويرجع في قيئه ،وبينه وبين
الضبع عداوة شديدة ،وذلك إذا كان في موضع مرتفع ووطئعت الضبع ظله
في القمر رمى بنفسه إليها مخذول فتأكله ،وإذا دهن كلب بشحمها جن
واختلط ،وإذا حمل إنسان لسان ضبع لم تنبح عليه الكلب ،ومن طبعه أنه
يحرس ربه ويحمي حرمه شاهدا وغائبا ذاكرا وغافل نائما ويقظانا ،وهو
أيقظ الحيوان عينا في وقت حاجته إلى النوم ،وإنما غالب نومه نهارا عند
الستغناء عن الحراسة ،وهو في نومه أسمع من فرس وأحذر من عقعق،
وإذا نام كسر أجفان عينيه ول يطبقهما وذلك لخفة نومه وسبب خفته أن
دماغه بارد بالنسبة إلى دماغ النسان ،ومن عجيب طباعه أنه يكرم الجلة
من الناس وأهل الوجاهة ول ينبح على أحد منهم وربما حاد عن طريقه
وينبح على السود من الناس والدنس الثياب والضعيف الحال ،ومن
طباعه البصبصة والترضي والتودد والتألف بحث إذا دعي بعد الضرب
وطرد رجع ،وإذا لعبه ربه عضه العض الذي ل يؤلم ،وأضراسه لو
أنشبها في الحجر لنشبت ،ويقبل التأديب والتلقين والتعليم حتى لو وضعت
على رأسه مسرجة وطرح له مأكول لم يلتفت إليه ما دام على تلك الحالة،
فإذا أخذت المسرجة عن رأسه وثب إلى مأكوله ،وتعرض له أمراض
سودارية في زمن مخصوص ويعرض للكلب الكلب وهو بفتح اللم ،وهو
داء يشبه الجنون .وعلمة ذلك أن تحمر عيناه وتعلوهما غشاوة
وتسترخي اذناه ويندلع لسانه ويكثر لعابه وسيلن أنفه ويطاطئ رأسه
وينحدب ظهره ويتعوج صلبه إلى جانب ،ول يزال يدخل ذنبه بين رجليه
ويمشي خائفا مغموما كأنه سكران ويجوع فل يأكل ويعطش فل يشرب،
وربما رأى الماء فيفزع منه ،وربما يموت منه خوفا وإذا لح له شبح حمل
عليه من غير نبح والكلب تهرب منه فان دنا منها غفلة بصبصت له
وخضعت وخشعت بين يديه ،فإذا عقر هذا الكلب إنسانا عرض له أمراض
ردية:
][57
منها أن يمتنع من شرب الماء حتى يهلك عطشا ول يزال يستسقي حتى إذا سقي
الماء لم يشربه ،فإذا استحكمت هذه العلة به فقعد للبول خرج منه شئ
على هيئة صورة الكلب الصغار ) ،(1قال صاحب الموجز في الطب :الكلب
حالة كالجذام تعرض للكلب والذئب وابن آوي وابن عرس والثعلب ،ثم ذكر
غالب ما تقدم ،وقال غيره :الكلب :جنون يصيب الكلب فتموت وتقتل كل
شئ عضته إل النسان فانه قد يعالج فيسلم ،قال :وداء الكلب يعرض
للحمار ويقع في البل أيضا ،فيقال :كلبت البل تكلب كلبا ،وأكلب القوم :إذا
وقع في ابلهم ،ويقال :كلب الكلب واستكلب :إذا ضرى ) (2وتعود أكل
الناس انتهى .وذكر القزويني في عجائب المخلوقات أن بقرية من أعمال
حلب بئرا يقال لها :بئر الكلب إذا شرب منها من عضه كلب الكلب )(3
برئ وهي مشهورة .وأما السلوقي فمن طباعه أنه إذا عاين الظباء قريبة
منه أو بعيدة عرف المقبل من المدبر ومشي الذكر من مشي النثى،
ويعرف الميت من الناس والمتماوت حتى أن الروم ل تدفن ميتا حتى
تعرضه على الكلب فيظهر لهم من شمها إياه علمة يستدل بها على حياته
أو موته ،ويقال :إن هذا ل يوجد إل في نوع منها يقال له :القلطي وهو
صغير الجرم قصير القوائم جدا ويسمى الصيني ،وإناث السلوقي أسرع
تعلما من الذكور ،والفهد بالعكس ،والسود من الكلب أقل صبرا من
غيرها .وفي كتاب فضل الكلب على كثير ممن لبس الثياب لمحمد بن خلف
المرزبان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال :رأى النبي صلى ال
عليه وآله وسلم رجل قتيل فقال :ما شأنه ؟ فقالوا :إنه وثب على غنم بني
زهرة فأخذ منها شاة فوثب عليه كلب الماشية
) (1في المصدر :على هيئة الكلب الصغار (2) .ضرى الكلب بالصيد :تعوده واولع
به (3) .في المصدر :الكلب الكلب.
][58
فقتله ،فقال صلى ال عليه وآله :قتل نفسه وأضاع دينه ) (1وعصى ربه وخان
أخاه وكان الكلب خيرا منه .وقال ابن عباس :كلب أمين خير من صاحب
خؤون ،قال :وكان للحارث بن صعصعة ندماء ل يفارقهم وكان شديد
المحبة لهم فخرج في بعض متنزهاته ومعه ندماؤه فتخلف منهم واحد
فدخل على زوجته فأكل وشربا ثم اضطجعا ،فوثب الكلب عليهما فقتلهما،
فلما رجع الحارث إلى منزله وجدهما قتيلين فعرف المر فأنشأ يقول :فيا
عجبا للخل يهتك حرمتي * ويا عجبا للكلب كيف يصون وما زال يرعى
ذمتي ويحوطني * ويحفظ عرسي والخليل يخون وذكر المام أبو الفرج
ابن الجوزي في بعض مصنفاته أن رجل خرج في بعض أسفاره فمر على
قبة مبنية أحسن بناء بالقرب من ضيعة هناك وعليها مكتوب :من أحب أن
يعلم سبب بنائها فليدخل القرية ،فدخل القرية وسأل أهلها عن سبب بناء
القبة فلم يجد عند أحد خبرا من ذلك إلى أن دل على رجل قد بلغ من العمر
مائتي سنة فسأله فأخبره عن أبيه أنه حدثه أن ملكا كان بتلك الرض وكان
له كلب ل يفارقه في سفر ول حضر ول نوم ول يقظة ،وكانت له جارية
خرساء مقعدة ،فخرج ذات يوم في تنزهاته ) (2وأمر بربط الكلب لئل
يذهب معه ،وأمر طباخه أن يصنع له طعاما من اللبن كان يهواه ،وإن
الطباخ صنعه وجاء به فوضعه عند الجارية والكلب وتركه مكشوفا،
وذهب ،فأقبلت حية عظيمة إلى الناء فشربت من ذلك الطعام وردته
وذهبت ،فأقبل الملك من نزهته ) (3وأمر بالطعام فوضع بين يديه فجعلت
الجارية تصفق بيديها وتشير إلى الملك :أن ل يأكله ،فلم يعلم أحد ما تريد
فوضع الملك يده في الصحفة وجعل الكلب يعوي ويصيح ويجذب نفسه من
السلسلة
) (1في المصدر :واضاع ديته (2) .في المخطوطة " :إلى متنزهاته " في
المصدر :إلى بعض متنزهاته (3) .في المصدر :من متنزهه.
][59
حتى كاد أن يقتل نفسه ،فعجب الملك ) (1من ذلك وأمر باطلقه فاطلق فغدا إلى
الملك وقد رفع يده باللقمة إلى فيه فوثب الكلب وضربه على يده فطار
اللقمة منها فغضب الملك وأخذ طبرا كان بجنبه وهم أن يضرب به الكلب،
فأدخل الكلب رأسه في الناء وولغ من ذلك الطعام وانقلب على جنبه وقد
تناثر لحمه ،فعجب الملك ثم التفت إلى الجارية فأشارت إليه بما كان من
أمر الحية ،ففهم الملك المر وأمر باراقة الطعام وتأديب الطباخ لكونه ترك
النية مكشوقة ،وأمر بدفن الكلب وببناء القبة عليه ،وبتلك الكتابة التي
رأيتها ،قال :وهي أغرب ما يحكى .وفي كتاب النشور ) (2عن أبي عثمان
المديني قال :إنه كان في بغداد رجل يلعب بالكلب فأسحر يوما في حاجة
له وتبعه كلب كان يختصه من كلبه فرده فلم يرجع فتركه ومشى حتى
انتهى إلى قوم كان بينه وبينهم عداوة فصادفوه بغير عدة فقبضوا عليه
والكلب يراهم وأدخلوه الدار ،فدخل الكلب معهم فقتلوا الرجل وألقوه في
بئر وطموا رأس البئر وضربوا الكلب وأخرجوه وطردوه ،فخرج يسعى إلى
بيت صاحبه فعوى فلم يعبأوا به وافتقدت ام الرجل ابنها وعلمت أنه قد
تلف فأقامت عليه المأتم وطردت الكلب عن بابها ،فلزم ذلك الكلب الباب
ولم ينطرد ،فاجتاز يوما بعض قتلة صاحبه بالباب والكلب رابض فلما رآه
وثب إليه وخمش ) (3ساقيه ونهشه وتعلق به واجتهد المجتازون في
تخليصه منه فلم يمكنهم ،وارتفعت للناس ضجة عظيمة وجاء حارث
الدرب فقال :لم يتعلق هذا الكلب بالرجل إل وله معه قصة ،ولعلة هو الذي
جرحه ،وسمعت ام القتيل الكلم فخرجت فحين رأيت الكلب متعلقا بالرجل
تأملت الرجل فذكرت ) (4أنه كان أحد أعداء ابنها وممن يتطلبه فوقع في
نفسها أنه قاتل ابنها فتعلقت به ،فرفعوهما إلى الراضي بال فادعت عليه
) (2في المصدر :فتعجب الملك (3) .في المصدر :وفى كتاب النشوان (4) .خمش
الوجه :خدشه ولطمه (1) .في المصدر :فتذكرت(*) .
][60
القتل فأمر بحبسه بعد أن ضربه فلم يقر فلزم الكلب باب الحبس ،فلما كان بعد أيام
أمر الراضي باطلقه ،فلما خرج من باب الحبس تعلق الكلب ) (1كما فعل
أول فعجب الناس من ذلك وجهدوا على خلصه منه فلم يقدروا على ذلك
إل بعد جهد جهيد ،واخبر الراضي بذلك فأمر بعض غلمانه أن يطلق الرجل
ويرسل الكلب خلفه ويتبعه فإذا دخل الرجل داره بادره ودخل وأدخل الكلب
) (2ومهما رأى الكلب يعمل يعلمه بذلك ،ففعل ما أمره به ،فلما دخل الرجل
داره بادره غلم الخليفة ودخل وأدخل الكلب معه ففتش البيت فلم ير أثره
ول خبره ) (3وأقبل الكلب ينبح ويبحث عن موضع البئر التي طرح فيها
القتيل ،فعجب ) (4الغلم من ذلك وأخبر الراضي بأمر الكلب فأمر بنبشه
فنبشه الغلم فوجد الرجل قتيل ،فأخذ ) (5صاحب الدار إلى بين يدي
الراضي فأمر بضربه فأقر على نفسه وعلى جماعة بالقتل فقتل فطلب
الباقون فهربوا .وفي عجائب المخلوقات أن شخصا قتل شخصا باصبهان
وألقاه في بئر وللمقتول كلب يرى ذلك ،فكان يأتي كل يوم إلى رأس البئر
وينحي التراب عنها ويشير إليها ،وإذا رأى القاتل نبح عليه ،فلما تكرر
ذلك منه حفروا البئر فوجدوا القتيل بها ،ثم أخذوا الرجل وقرروه فأقر
فقتلوه به .وذكر ابن عبد البر في كتاب بهجة المجالس وأنس الجالس أنه
قيل لجعفر الصادق عليه السلم :وهو أحد الئمة الثنى عشر :كم تتأخر
الرؤيا ؟ فقال :خمسين سنة لن النبي صلى ال عليه وآله رأى كأن كلبا
أبقع ولغ في دمه فأوله بأن رجل يقتل الحسين ابن بنته فكان الشمر بن
ذي الجوشن قاتل الحسين عليه السلم ،وكان أبرص فتأخرت
) (1في المصدر " :تعلق به الكلب " وفيه :فتعجب (2) .في المصدر :وادخل الكلب
معه ،فمهما (3) .في المصدر :فلم ير اثرا ول خبرا (4) .في المصدر:
فتعجب (5) .في المصدر :فنبشوها فوجدوا الرجل قتيل فأخذوا.
][61
الرؤيا بعد خمسين سنة .وفي رسالة القشيري في باب الجود والسخاء :إن عبد ال
بن جعفر خرج إلى ضيعة فنزل على نخيل قوم وفيهم غلم أسود يعمل
عليها إذ اتى الغلم بغدائه وهو ثلثة أقراص ،فرمى بقرص منها إلى كلب
كان هناك فأكله ،ثم رمى إليه الثاني والثالث فأكلهما وعبد ال بن جعفر
ينظر فقال :يا غلم كم قوتك كل يوم ؟ قال :ما رأيت ،قال :فلم آثرت هذا
الكلب ؟ قال :إن هذه الرض ليست بأرض كلب وإنه جاء من مسافة بعيدة
جائعا فكرهت رده ،فقال له عبد ال بن جعفر :فما أنت صانع اليوم ؟ قال:
أطوي ) (1يومي هذا ،فقال عبد ال بن جعفر لصحابه :الم على السخاء
وهذا أسخى مني ،ثم إنه اشترى الغلم فأعتقه واشترى الحائط وما فيه
ووهب ذلك له ) .(2ودخل أبو العلء المعري يوما على الشريف المرتضى
فعثر برجل فقال الرجل :من هذا الكلب ؟ فقال أبو العلء :الكلب من ل
يعرف للكلب سبعين اسما ،فقربه المرتضى واختبره فوجده علمة ،وإنه
جرى ) (3ذكر المتنبي يوما فتنقصه الشريف المرتضى وذكر معايبه فقال
أبو العلء المعري :لو لم يكن من شعر المتنبي إل قوله ) .(4لك يا منازل
في القلوب منازل .لكفاه شرفا وفضل ،فغضب الشريف المرتضى وأمر
بسحبه ) (5وإخراجه من مجلسه ،ثم قال لمن حضر مجلسه :أتدرون أي
شئ أراد هذا العمى بذكر هذه
) (1طوى الرجل :تعمد الجوع وقصده (2) .حياة الحيوان (3) .200 - 197 :2في
المصدر :ثم جرى (4) .في المصدر :لو لم يكن للمتنبي من الشعر ال
قوله (5) .في المصدر :وامر بسحبه برجله.
][62
القصيدة وللمتنبي أحسن منها ) (1ولم يذكرها ؟ قالوا :ل ،قال :إنما أراد قوله فيها
) :(2وإذا أتتك مذمتي من ناقص * فهي الشهادة لي بأني كامل )- 18 (3
الكافي :عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :بعثني رسول
ال صلى ال عليه وآله إلى المدينة فقال :ل تدع صورة إل محوتها ول
قبرا إل سويته ول كلبا إل قتلته ) .(4بيان :قال الدميري :روى مسلم عن
عبد ال بن معقل ) (5قال :أمر رسول ال صلى ال عليه وآله بقتل
الكلب ،ثم قال :ما بالكم وبال الكلب ،ثم رخص في كلب الصيد وكلب
الغنم ،فحمل الصحاب المر بقتلها على الكلب الكلب والكلب العقور،
واختلفوا في قتل ما لضرر فيه منها ،فقال القاضي حسين وإمام الحرمين
والماوردي والنووي ومسلم :ل يجوز قتلها ،وقيل :إن المر بقتلها
منسوخ ،وعلى الكراهة اقتصر الرافعي في الشرح وتبعه في الروضة
وزاد :إنها كراهية تنزيه ) (6ل تحريم ،لكن قال الشافعي :واقتل الكلب
التي ل نفع فيها حيث وجدتها وهذا هو الراجح في المهمات )- 19 .(7
العلل :عن محمد بن شاذان بن أحمد البراوذي ) (8عن محمد بن محمد بن
الحارث
) (1في المصدر :أجود منها (2) .في المصدر :انما أراد أن يذمنى بقوله فيها(3) .
حياة الحيوان (4) .203 :2فروع الكافي .528 :6وفيه روايات اخرى
راجعها (5) .في المصدر :مغفل (6) .في المصدر :كراهة تنزيه(7) .
حياة الحيوان 219 :2فيه " :واقتلوا " وفيه :وجدتموها (8) .لعله
مصحف البردادى نسبة إلى برداد :قرية من قرى سمرقند.
][63
][64
فتعاوت السباع معه وجعل إبليس يحثهم ويصيح ويعدهم بقرب المسافة فوقع من
فيه من عجلة كلمه بزاق ،فخلق ال عزوجل من ذلك البزاق كلبين أحدهما
ذكر والخر انثى ،فقاما حول آدم وحوا ،الكلبة بجدة ،والكلب بالهند فلم
يتركوا السباع أن يقربوهما ،ومن ذلك اليوم الكلب عدو السبع والسبع
عدو الكلب ) - 21 .(1ومنه :عن أبيه عن محمد بن يحيى العطار وعن
محمد بن أحمد الشعري عن البرقي عن رجل عن ابن أسباط عن عمه )(2
رفع الحديث إلى علي عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :إذا سمعتم نباح الكلب ونهيق الحمير فتعوذوا بال من الشيطان
الرجيم فانهم ) (3يرون ول ترون ،فافعلوا ما تؤمرون ) (4الخبر- 22 .
القصص :بالسناد عن الصدوق عن أبيه عن محمد العطار عن ابن أبان )
(5عن ابن اورمة عن أبي أحمد عن بعض أصحابنا عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :إن قوم نوح عليه السلم شكوا إلى نوح عليه السلم الفأر
فأمر ال تعالى الفهد فعطس فطرح السنور فأكل الفأر ،وشكوا إليه العذرة
فأمر ال الفيل أن يعطس فسقط الخنزير ) - 23 .(6ثواب العمال :عن ابن
مسرور عن ابن عامر عن عمه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن امرأة عذبت في هرة ربطتها حتى
ماتت عطشا ).(7
) (1علل الشرائع 182 :2و (2) .183في المصدر :عن عمه يعقوب (3) .في
نسخة من المصدر :فانهن (4) .علل الشرائع 270 :2في نسخة منه:
يرون ما ل ترون (5) .في النسخة المخطوطة :عن ابان (6) .قصص
النبياء :مخطوط (7) .ثواب العمال:
][65
) (1نوادر الراوندي (2) .28 :النهاية (3) .238 :1حياة الحيوان 197 :2و
(4) .198النهاية .148 :1
][66
- 25الدر المنثور :عن ابن عباس قال الحواريون لعيسى بن مريم :لو بعثت لنا
رجل شهد السفينة فحدثنا عنها ،فانطلق بهم حتى انتهى إلى كثب ) (1من
تراب فأخذ كفا من ذلك التراب وقال :أتدرون ما هذا ؟ قالوا :ال ورسوله
أعلم ،قال :هذا كعب حام بن نوح ،فضرب الكثيب بعصاه وقال :قم باذان
ال ،فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه قد شاب ) ،(2قال له عيسى:
هكذا هلكت ؟ قال :ل ،مت وأنا شاب ولكنني ظننت أنها الساعة فمن ثم
شبت ،قال :حدثنا عن سفينة نوح ،قال :كان طولها ألف ذراع ومائتي
ذراع وعرضها ستمائة ذراع ،كانت ثلث طبقات :فطبقة فيها الدواب
والوحش ،وطبقة فيها النس ،وطبقة فيها الطير ،فلما كثرت أرواث
الدواب أوحى ال إلى نوح :أن اغمز ذنب الفيل فغمزه فوقع منه خنزير
وخنزيرة فأقبل على الروث ،فلما وقع الفأر بخرز السفينة يقرضه أوحى
ال إلى نوح :أن اضرب عيني السد فخرج من منخره سنور وسنورة
فأقبل على الفأر ،فقال له عيسى :كيف علم نوح أن البلد قد غرقت ؟ قال:
بعث الغراب يأتيه بالخبر فوجد جيفة فوقع عليها فدعا عليه بالخوف فلذلك
ل يألف البيوت ،ثم بعث الحمامة فجاءت بورق زيتون بمنقارها وطين
برجلها فعلم أن البلد قد غرقت فطوقها الخضرة التي في عنقها ودعا لها
أن تكون في انس وأمان فمن ثم تألف البيوت ،فقالوا :يا روح ال أل
تنطلق به إلى أهالينا فيجلس معنا ويحدثنا ؟ قال :كيف يتبعكم من ل رزق
له ،ثم قال له :عد باذن ال ،فعاد ترابا .وعن عكرمة قال :لما حمل نوح في
السفينة السد قال :يا رب إنه يسألني الطعام من أين أطعمه ؟ قال :إني
سوف أشغله عن الطعام ،فسلط ال عليه الحمى فكان نوح يأتي بالكبش
فيقول :كل ،فيقول السد :آه .وعن وهب بن منبه قال :لما امر نوح أن
يحمل من كل زوجين اثنين قال:
][67
كيف أصنع بالسد والبقر ؟ وكيف أصنع بالعناق والذئب ؟ وكيف أصنع بالحمام
والهر ) (1؟ قال :من ألقى بينهم العداوة ؟ قال :أنت يا رب ،قال :فاني
اؤلف بينهم حتى ل يتضادون ) .(2توضيح :خرز السفينة :الخيوط التي
تخاط بها - 26 .حياة الحيوان :السنور بكسر السين المهملة وفتح النون
المشددة واحد السنانير :حيوان متواضع ألوف خلقه ال تعالى لدفع الفأرة،
قيل :إن أعرابيا صاد سنورا فلم يعرفه فتلقاه رجل فقال :ما هذا السنور ؟
ولقى آخر فقال :ما هذا القط ؟ ثم لقي آخر فقال :ما هذا الهر ؟ ثم لقي آخر
فقال :ما هذا الضيون ؟ ثم لقى آخر فقال :ما هذا الخيدع ؟ ثم لقى آخر
فقال :ما هذا الخيطل ؟ ثم لقى آخر فقال :ما هذا الدم ؟ فقال العرابي:
أحمله وأبيعه لعل ال تعالى أن يجعل فيه مال كثيرا ،فلما أتى به إلى
السوق قيل له :بكم هذا ؟ فقال :بمائة درهم فقيل له :إنه يساوي نصف
درهم ،فرمى به وقال :لعنه ال ما أكثر أسماءه وأقل ثمنه وهذه السماء
للذكر قاله في الكفاية ،وقال ابن قتيبة يقال في النثى :سنورة .وروى
الحاكم عن أبي هريرة قال :كان النبي صلى ال عليه وآله يأتي دار قوم
من النصار ودونه دور ل يأتيها ،فشق عليهم ذلك فكلموه فقال :إن في
داركم كلبا ،قالوا :فان في دارهم سنورا ،فقال :السنور سبع .وفي رواية
اخرى :قال :الهرة ليست بنجس إنما هي من الطوافين عليكم "
والطوافون :الخدم ،والطوافات :الخدامات ،جعلها بمنزلة المماليك ،وقيل:
إن أهل سفينة نوح عليه السلم تأذوا من الفأر فمسح نوح جبهة السد
فعطس ورمى بالسنور فلذلك هو أشبه شئ بالسد بحيث ل يمكن أن يصور
الهر إل جاء أسدا ،وهو ظريف
) (1هذا يخالف ما تقدم من أن الهر لم يكن قبل ذلك بل وجد في السفينة (2) .الدر
المنثور ج 3ص 328و 329و .330
][68
لطيف يمسح بالعابه وجهه ) ،(1وإذا جاعت النثى أكلت أولدها ،وقد يخلق ال في
قلب الفيل الهرب ) (2منه ،فهو إذا رأى سنورا هرب .وحكي أن جماعة
من الهند هزموا بذلك .والسنور ثلثة أنواع :أهلي ووحشي والسنور
الزباد ويناسب النسان في أمور :منها أن يعطس ويتثأب ويتمطى ويتناول
الشئ بيده ،وذكر القزويني عن ابن الفقيه أن لبعض السنانير أجنحة
كأجنحة الخفافيش من أصل الذن إلى الذنب قال العلماء :اتخاذ السنور
وتربيته مستحب ) - 27 .(3الكافي :عن العدة أن أحمد بن محمد ومحمد
بن يحيى عن عبد ال بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان عن زرارة عن
أحدهما عليهما السلم قال :الكلب السود البهم من الجن ) - 28 .(4ومنه:
عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن علي
ابن الحكم عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي قال :كنت مع أبي عبد
ال عليه السلم فيما بين مكة والمدينة إذا التفت عن يساره فإذا كلب أسود
بهيم ،فقال :مالك قبحك ال ؟ ما أشد مسارعتك ؟ فإذا هو شبه بالطائر،
فقلت :ما هذا جعلت فداك ؟ فقال :هذا عثم ) (5بريد الجن ،مات هشام
الساعة ،فهو يطير ينعاه في كل بلدة ) - 29 .(6ومنه :عن العدة عن سهل
بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد ال بن عبد الرحمن عن
مسمع عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله:
) (1زاد في المصدر :وإذا تلطخ شئ من بدنه نظفه وهو في آخر الشتاء تهيج
شهوته فيتألم ألما شديدا من لذع مادة النطفة فل يزال يصيح حتى يلقى
تلك المادة (2) .في المصدر :وقد جعل ال تعالى في قلب الفيل الفرق
منه (3) .حياة الحيوان 24 :2و (4) .25الفروع (5) .552 :6في
المصدر :غثيم (6) .فروع الكافي 553 :6فيه :وهو.
][69
الكلب من ضعفة الجن ،فإذا أكل أحدكم طعاما وشئ منها بين يديه فليطعمه أو
ليطرده فان لها أنفس سوء ) - 30 .(1ومنه :عن محمد بن يحيى عن
محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم بن أبي سلمة
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سئل عن الكلب فقال :كل اسود بهيم
وكل أحمر بهيم وكل أبيض بهيم ،فلذلك خلق الكلب من الجن ،وما كان
أبلق فهو مسخ من الجن والنس ) .(2بيان :كون الكلب السود وغيره من
الجن يحتمل أن يكون المعنى أنه على صفتها أو أنه قد تتصور الجن
بصورته .أو مسخ من الجن ،أي كان في الصل جنيا فمسخ بتلك الصورة،
وأما كون البلق مسخا من الجن والنس فهو أيضا يحتمل تطير الوجوه
المذكورة بأنه على صفة شرار الجن والنس معا ،أو قد يكون ممسوخا من
الجن ،وقد يكون ممسوخا من النس أو متولدا من ممسوخ الجن وممسوخ
النس .قال الدميري :روى مسلم عن أبي ذر رضي ال عنه قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله يقطع الصلة الحمار والمرأة والكلب
السود ،قيل لبي ذر :ما بال الكلب السود من الكلب الحمر من الكلب
الصفر ؟ قال :يابن أخي سألت رسول ال صلى ال عليه وآله عما سألتني
عنه ) ،(3فقال :الكلب السود شيطان .فحمله بعض أهل العلم على ظاهره،
وقال :الشيطان يتصور بصورة الكلب السود ،ولذا قال عليه السلم" :
اقتلوا منهن كل أسود بهيم " وقيل :لما كان الكلب السود أشد ضررا من
غيره وأشد ترويعا كان المصلي إذا رآه اشتغل عن صلته فانقطعت عليه
لذلك ،وكذلك تأول الجمهور قوله صلى ال عليه وآله " :يقطع الصلة
المرأة
) (1فروع الكافي 553 :6فيه :الطعام (2) .فروع الكافي (3) .553 :6في
المصدر :مثل ما سألتنى.
][70
والحمار " فان ذلك ) (1مبالغة في الخوف على قطعها وإفسادها بالشغل عن
المذكورات وذلك أن ) (2المرأة تفتن ،والحمار ينهق ،والكلب السود
يروع ويشوش الفكر فلما كانت هذه المور آئلة إلى القطع جعلها قاطعة،
واحتج أحمد بحديث الكلب السود على أنه ل يجوز صيده ول يحل لنه
شيطان ) .(3وقال :الخنزير مشترك بين البهيمية والسبعية ،فالذي فيه من
السبع الناب وأكل الجيف ،والذي فيه من البهيمية الظلف وأكل العشب
والعلف ،ويقال :إنه ليس شئ من ذوات الذناب ) (4ما للخنزير من قوة
نابه حتى أنه يضرب بنابه صاحب السيف والرمح فيقطع كل ما لقى جسده
من عظم وعصب .ومن عجيب أمره إذا قلعت إحدى عينيه مات سريعا.
وروى ابن ماجة عن أنس أن النبي صلى ال عليه وآله قال :طلب العلم
فريضة على كل مسلم ،وواضع العلم في غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر
واللؤلؤ والدر ) .(5وقال في الحياء :جاء رجل إلى ابن سيرين وقال:
رأيت كأني أعلق الدر في أعناق الخنازير ،فقال :أنت تعلم الحكمة غير
أهلها ).(6
) (1في المصدر :بان ذلك ) (2في المصدر :وافسادها من الشغل بهذه المذكورات
وذلك لن (3) .حياة الحيوان 218 :2و (4) .219في المصدر :من
ذوات النياب والذناب (5) .في المصدر :والدر والذهب (6) .حياة
الحيوان 219 :1و .220
][71
) } (1باب { } الثعلب والرنب والذئب والسد { - 1الكافي :عن محمد بن يحيى
عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه عن أبي
جميلة عن زيد الشحام عن أبي عبد ال عليه السلم في قول ال عزوجل:
" ومن عاد فينتقم ال منه ) " (1قال :إن رجل انطلق وهو محرم فأخذ
ثعلبا فجعل يقرب النار إلى وجهه ،وجعل الثعلب يصيح ويحدث من إسته،
وجعل أصحابه ينهونه عما يصنع ،ثم أرسله بعد ذلك فبينما الرجل نام إذ
جاءته حية فدخلت في فيه فلم تدعه حتى جعل يحدث كما أحدث الثعلب ثم
خلت ) (2عنه - 2 .دلئل الطبري :عن محمد بن الحسن عن موسى بن
سعدان عن عبد ال بن القاسم عن هشام بن سالم عن محمد بن مسلم قال:
كنت مع أبي جعفر عليه السلم بين مكة والمدينة نسير أنا على حمار لي
وهو على بغلة له ) (3إذ أقبل ذئب من رأس الجبل حتى انتهى إلى أبي
جعفر عليه السلم فحبس له البغلة حتى دنا منه فوضع يده ) (4على
قربوس السرج ومد عنقه إليه ،وأدنى أبو جعفر عليه السلم اذنه منه
ساعة ،ثم قال له :امض فقد فعلت ،فرجع مهرول ،فقلت :جعلت فداك لقد
رأيت عجبا ،فقال :هل تدري ما قال ؟ قلت :ال ورسوله وابن رسوله
أعلم ،فقال :ذكر أن زوجته في هذا الجبل وقد عسر عليها ولدتها فادع ال
عزوجل أن يخلصها وأن ل يسلط شيئا من نسلي
) (1المائدة (2) .95 :فروع الكافي (3) .397 :4في المصدر :فبينا نسير بين مكة
والمدينة وانا على حمار وهو على بغلة (4) .في المصدر :فدنا منه حتى
وضع.
][72
على أحد من شيعتكم أهل البيت ،فقلت :قد فعلت ) - 3 .(1ومنه :عن القاضي أبي
الفرج المعافى عن الحسين بن القاسم الكوكبي عن أحمد بن وهب عن
عمرو بن محمد الزدي عن ثمامة بن أشرس عن محمد بن راشد عن أبيه
قال :جاء رجل إلى أبي عبد ال عليه السلم فقال :يابن رسول ال حكيم بن
عباس الكلبي ينشد الناس بالكوفة هجاءكم ،فقال :هل علقت منه بشئ ؟
قال :بلى فأنشده :صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة * ولم نر مهديا على
الجذع يصلب وقستم بعثمان عليا سفاهة * وعثمان خير من علي وأطيب
فرفع أبو عبد ال عليه السلم يديه إلى السماء وهما ينتفضان رعدة فقال:
اللهم إن كان كاذبا فسلط عليه كلبك ،قال :فخرج حكيم من الكوفة فأدلج )
(2فلقيه السد فأكله ،فجاؤا ) (3بالبشير أبا عبد ال عليه السلم وهو في
مسجد رسول ال صلى ال عليه وآله بذلك فخر ل ساجدا وقال :الحمد ل
الذي صدقنا وعده ) .(4بيان :في النهاية :في حديث حليمة :ركبت أتانا لي
فخرجت أما الركب حتى ما يعلق بها أحد منهم أي ما يتصل بها ويلحقها،
وفي حديث ابن مسعود :إن أميرا كان بمكة يسلم تسليمتين فقال :أنى
علقها فان رسول ال صلى ال عليه وآله كان يفعلها أي من أين تعلمها
وممن أخذها ) - 4 .(5الدلئل :عن الحسين عن أحمد بن محمد عن محمد
بن علي عن محمد بن عمرو بن
) (1دلئل المامة 98 :فيه :فقد رأيت عجبا فقال عليه السلم :هذا الذئب ذكر لى ان
زوجته في هذا الجبل قد عسر عليها ولدها وسألني أن أدعو ال
ليحفظها ول يسلط شيئا من نسلها على شيعتنا (2) .أي سار في الليل كله
أو في آخره (3) .في المصدر :فجاء البشير (4) .دلئل المامة115 :
فيه " :عمر بن محمد الزدي " وفيه :فسلط عليه كلبا من كلبك(5) .
النهاية (*) .138 :3
][73
ميثم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد ال عليه السلم أنه خرج إلى ضيعة له مع
بعض أصحابه فبينما هم يسيرون إذا ذئب قد أقبل إليه ،فلما رأى غلمانه
أقبلوا إليه قال :دعوه فان له حاجة .فدنا منه حتى وضع كفه على دابته
وتطاول بخطمه وطأطأ رأسه أبو عبد ال عليه السلم فكلمه الذئب بكلم ل
يعرف ،فرد عليه أبو عبد ال عليه السلم مثل كلمه ،فرجع يعدو )،(1
فقال له أصحابه :قد رأينا عجبا ،فقال :إنه أخبرني أنه خلف زوجته خلف
هذا الجبل في كهف وقد ضربها الطلق وخاف عليها فسألني الدعاء لها
بالخلص وأن يرزقه ال ذكرا يكون لنا وليا ومحبا ،فضمنت له ذلك ،قال:
فانطلق أبو عبد ال عليه السلم وانطلقنا معه إلى ضيعته وقال :إن الذئب
قد ولد له جرو ذكر ،قال :فمكثنا في ضيعته معه شهرا ثم رجع مع أصحابه
فبيناهم راجعون إذا هم بالذئب وزوجته وجروه فعووا في وجه أبي عبد
ال عليه السلم فأجابهم بمثله ،ورأوا أصحاب أبي عبد ال عليه السلم
الجرو وعلموا أنه قد قال لهم الحق ،وقال لهم أبو عبد ال عليه السلم:
تدرون ما قالوا ؟ قالوا :ل ،قال :كانوا يدعون ال لي ولكم بحسن
الصحابة ،ودعوت لهم بمثله ،وأمرتهم أن ل يؤذوا لي وليا ول لهل بيتي
فضمنوا لي ذلك ) - 5 .(2ومنه :عن محمد بن هارون التلعكبري عن أبيه
عن محمد بن همام عن أحمد ابن الحسين المعروف بابن أبي القاسم عن
أبيه عن بعض رجاله عن الحسن بن علي ابن يقطين عن سعدان بن مسلم
عن المفضل بن عمر قال :كان المنصور قد وفد بأبي عبد ال عليه السلم
إلى الكوفة فلما أذن له قال لي :يا مفضل هل لك في مرافقتي ؟ فقلت :نعم
جعلت فداك ،قال :إذا كانت الليلة فصر إلي ،فلما كان في نصف الليل خرج
وخرجت معه فإذا أنا بأسدين مسرجين ملجمين ،قال :فخرجت فضرب بيده
إلى
][74
عيني ) (1فشدها ثم حملني رديفا فأصبح بالمدينة وأنا معه ،فلم يزل في منزله حتى
قدم عياله ) - 6 .(2ومنه :بالسناد عن أحمد بن الحسين عن أخيه عن
بعض رجاله عن عبد ال ابن محمد بن منصور بن نوح ) (3عن إسماعيل
بن جابر عن أبي خالد الكابلي قال :دخلت على أبي عبد ال عليه السلم
فقال لي :يا با خالد خذ رقعتي فأت غيضة قد سماها فانشرها ،فأي سبع
جاء معك فجئني به ،قال :قلت :اعفني ) (4جعلت فداك ،قال :فقال لي:
اذهب يابا خالد ،قال :فقلت في نفسي :يابا خالد لو أمرك جبار عنيف )(5
ثم خالفته إذا كيف يكون حالك ؟ قال :ففعلت ذلك حتى إذا صرت إلى
الغيضة ونشرت الرقعة جاء معي واحد منها ،فلما صار بين يدي أبي عبد
ال عليه السلم نظرت إليه واقفا ما يحرك من شعره شعرة ،فأومأ بكلم لم
أفهمه ،قال :فلبثت عنده وأنا متعجب من سكون السبع بين يديه ،فقال لي:
يابا خالد مالك تتفكر ؟ قال :قلت :افكر في إعظام السبع ،قال :ثم مضى
السبع فما لبثت إل وقتا قليل حتى طلع السبع ومعه كيس في فيه ،قال:
قلت :جعلت فداك إن هذا لشئ عجيب ،قال :يابا خالد هذا كيس وجه به إلي
فلن ) (6مع المفضل بن عمر ،واحتجت إلى ما فيه وكان الطريق مخوفا
فبعثت هذا السبع فجاء به ،قال :فقلت في نفسي :وال ل أبرح حتى يقدم
المفضل بن عمر وأعلم ذلك ،قال :فضحك أبو عبد ال عليه السلم ثم قال
لي :نعم يابا خالد ل تبرح حتى يأتي المفضل ،قال :فقد اخلني وال من ذلك
حيرة ،ثم
) (1في المصدر :على عينى (2) .دلئل المامة 125 :و (3) .126في المصدر ":
عن عبد ال بن محمد بن منصور بزج " أقول :لعل بزج مصحف بزرج
وهو معرب بزرگ ،ومنصور بن بزرج مذكور في الرجال (4) .في
المصدر :اعفنى من ذلك (5) .في المصدر :جبار عنيد (6) .في المصدر:
فلن بن فلن.
][75
قلت :أقلني جعلت فداك ،وأقمت أياما ،ثم قدم المفضل وبعث إلي أبو عبد ال عليه
السلم فقال المفضل :جعلني ال فداك إن فلنا بعث معي كيسا فيه مال،
فلما صرت في موضع كذا وكذا جاء سبع وحال بيننا وبين رحالنا فلما
مضى السبع طلبت الكيس في الرحل فلم أجده ،قال أبو عبد ال عليه
السلم :يا مفضل أتعرف الكيس ؟ قال :نعم جعلني ال فداك ،فقال أبو عبد
ال عليه السلم :يا جارية هاتي الكيس فأتت به الجارية ،فلما نظر إليه
المفضل قال :نعم هذا هو الكيس ،ثم قال :يا مفضل تعرف السبع ؟ قال:
جعلني ال فداك كان في قلبي في ذلك الوقت رعب ،فقال له :ادن مني ،فدنا
منه ثم وضع يده على ثم قال لبي خالد :امض برقعتي إلى الغيضة فائتنا
بالسبع ،فلما صرت إلى الغيضة ففعلت مثل الفعل الول جاء السبع معي،
فلما صار بين يدي أبي عبد ال عليه السلم نظرت إلى إعظامه إياه
فاستغفرت في نفسي ثم قال :يا مفضل هذا هو ،قال :نعم جعلني ال فداك،
فقال :يا مفضل أبشر فأنت معنا ) .(1بيان :كأن وضع اليد لذهاب الرعب.
- 7المهج :عن المفضل بن الربيع قال :اصطبح الرشيد يوما ثم استدعى
حاجبه فقال له :امض إلى علي بن موسى العلوي وأخرجه من الحبس
وألقه بركة السباع -وساق الحديث إلى أن قال - :لما انتهيت إلى البركة
فتحت بابها وأدخلته فيها وفيها أربعون سبعا -وساق الحديث إلى قال- :
فعدت إليه فإذا هو قائم يصلي والسباع حوله .إلى آخر الخبر الطويل الذي
تقدم في باب معجزاته عليه السلم .وقال السيد ) (2رضي ال عنه :ربما
كان هذا الحديث عن الكاظم عليه السلم لنه كان محبوسا عند الرشيد
لكني ذكرت هذا كما وجدته ) - 8 .(3الختصاص :عن محمد بن الحسين
بن أبي الخطاب عن عبد الرحمن بن
) (1دلئل المامة 128 :و (2) .129أي السيد ابن طاووس (3) .مهج الدعوات:
][76
أبي هاشم عن سالم بن مكرم عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان علي بن
الحسين عليه السلم مع أصحابه في طريق مكة فمر به ثعلب وهم يتغدون
فقال علي بن الحسين عليه السلم لهم :هل لكم أن تعطوني موثقا من ال
ل تهيجون هذا الثعلب حتى أدعوه فيجئ إلينا ؟ فحلفوا له فقال :يا ثعلب
تعال -أو قال :ائتنا -فجاء الثعلب حتى وقع بين يديه فطرح إليه عراقا )
(1فولى به ليأكله ،فقال لهم :هل لكم أن تعطوني موثقا من ال وأدعوه
أيضا فيجئ ؟ فأعطوه ،فدعا فجاء فكلح رجل منهم في وجهه فخرج يعدو ؟
فقال علي بن الحسين عليه السلم :من الذي خفر ) (2ذمتي ؟ فقال رجل
منهم :يابن رسول ال أنا كلحت في وجهه ولم أدر فأستغفر ال فسكت )
.(3أقول :قال الدميري :الثعلب معروف والنثى ثعلبة والجمع ثعالب
وأثعل ،وروي عن النبي صلى ال عليه وآله " شر السباع هذه الثعل "
يعني الثعالب .ومن حيلته في طلب الرزق أنه يتماوت وينفخ بطنه ويرفع
قوائمه حتى يظن أنه مات ،فإذا قرب منه حيوان وثب عليه وصاده،
وحيلته هذه ل تتم في كلب الصيد ،وقيل :للثعلب مالك تعدو أكثر من
الكلب ؟ فقال :أعدو لنفسي والكلب يعدو لغيره .قال الجاحظ :ومن العجب
في قسمة الرزاق أن الذئب يصيد الثعلب فيأكله والثعلب يصيد القنفذ
ويأكله ،والقنفذ يصيد الفعى ويأكلها ،والفعى تصيد العصفور وتأكله،
والعصفور يصيد الجراد ويأكله ،والجراد يلتمس فراخ الزنابير ويأكلها،
والزنبور يصيد النحلة ،والنحلة يصيد الذبابة ويأكلها ،والذبابة تصيد
البعوضة وتأكلها ،والعنكبوت يصيد الذبابة ) (4ويأكلها ،والذئب يطلب
أولد الثعلب ،فإذا ولد
) (1العراق بالضم :العظم اكل لحمه (2) .خفر فلنا :نقض عهده .غدر به(3) .
الختصاص 298 :فيه :ايكم الذى خفر ذمتي (4) .المصدر خال عن
قوله :والعنكبوت اه ولعل الصحيح :ليصيد البعوضة.
][77
وضع أوراق العنصل على باب وجاره ليهرب الذئب منها ) .(1وعن أبي هريرة
قال :نهاني ) (2رسول ال صلى ال عليه وآله في الصلة عن ثلث :نقرة
كنقرة الديك ،وإقعاء كاقعاء الكلب ،والتفات كالتفات الثعلب )- 9 .(3
الختصاص :عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن موسى بن سعدان
عن عبد ال بن القاسم عن هشام بن سالم عن محمد بن مسلم قال :كنت
مع أبي جعفر عليه السلم بين مكة والمدينة وأنا أسير على حمار لي وهو
على بغلة له إذ أقبل ذئب من رأس الجبل حتى انتهى إلى أبي جعفر عليه
السلم فحبس البغلة ودنا الذئب منه حتى وضع يده على قربوس سرجه
ومد عنقه إلى اذنه ،وأدنى أبو جعفر عليه السلم اذنه منه ساعة ثم قال
له :امض فقد فعلت ،فرجع مهرول ،فقلت له :رأيت عجيبا ،قال :وتدري ما
قال ؟ قلت :ال ورسوله وابن رسوله أعلم ،قال :إنه قال :يابن رسول ال
إن زوجتي في ذلك الجبل وقد تعسر عليها ولدها فادع ال أن يخلصها وأن
ل يسلط شيئا من نسلي على أحد من شيعتكم ،فقلت :قد فعلت )- 10 .(4
حياة الحيوان :الذئب يهمز ول يهمز وأصله الهمز والنثى ذئبة وجمع
القلة أذؤب والكثير ذئاب وذؤبان ،والسد والذئب يختلفان في الجوع
والصبر عليه ) (5فالسد شديد النهم حريص شره ،وهو مع ذلك يحتمل أن
يبقى أياما ل يأكل شيئا ،والذئب وإن كان أقفر منزل وأقل خصبا وأكثر كدا
إذا لم يجد شيئا اكتفى بالنسيم فيقتات به ،وجوفه يذيب العظم المصمت ول
يذيب نوى التمر ،ومن عجيب
) (1حياة الحيوان 127 :1و (2) .128في المصدر :نهانا (3) .حياة الحيوان :1
(4) .130الختصاص (5) .300 :في المصدر :وللسد والذئب في
الصبر على الجوع ما ليس لغيرهما من الحيوان لكن السد.
][78
أمره أنه ينام باحدى عينيه ) (1والخرى يقظي حتى تكتفي العين النائمة من النوم
ثم يفتحها وينام بالخرى ليحترس باليقظي وتستريح النائمة ،ومتى وطئ
ورق العنصل مات من ساعته ،وعداوته للغنم بحيث أنه إذا اجتمع جلد شاة
مع جلد ذئب تمعط جلد الشاة ،والذئب إذا غلب عليه الجوع عوى فتجتمع
له الذئاب ويقف بعضها إلى بعض فمن ولي منها وثب الباقون عليه
فأكلوه ،وإذا عرض للنسان وخاف العجز عنه عواعواء استغاثة فتسمعه
الذئاب فتقبل على النسان إقبال واحدا وهم سواء في الحرص على أكله،
فان أدمى النسان واحدا منها وثب الباقون على المدمى فمزقوه وتركوا
النسان .وروى الحاكم في مستدركه عن أبي سعيد قال :بينما راع يرعى
بالحرة إذ عدا الذئب على شاة فحال الراعي بين الذئب وبينها فأقعى الذئب
على ذنبه وقال :يا عبد ال تحول بيني وبين رزق ساقه ال إلي ،فقال
الرجل :يا عجباه ذئب يكلمني ،فقال :أل اخبرك بأعجب مني ؟ رسول ال
صلى ال عليه وآله بنى الحرتين يخبر الناس بأنباء ما سبق فزوى الراعي
شياهه إلى زاوية من زوايا المدينة ثم أتى النبي صلى ال عليه وآله وسلم
فأخبره ،فخرج رسول ال صلى ال عليه وآله إلى الناس فقال :صدق
والذي نفسي بيده .قال ابن عبد البر وغيره :كلم الذئب من الصحابة ثلثة:
رافع بن عميرة ،وسلمة بن الكوع ،واهبان بن أوس السلمي ،قال :ولذلك
تقول العرب :هو كذئب اهبان ،يتعجبون منه ،وذلك أن اهبان بن أوس
المذكور كان في غنم له فشد الذئب على شاة منها فصاح به اهبان فأقعى
له الذئب وقال :أتنزع مني رزقا رزقنيه ال تعالى ؟ فقال اهبان :ما سمعت
ول رأيت أعجب من هذا ذئب يتكلم ؟ فقال ) :(3أتعجب من هذا ورسول ال
صلى ال عليه وآله بين هذه النخلت -وأومأ بيده إلى
) (1في المصدر :باحدى مقلتيه (2) .في المصدر :هذا رسول ال " ص " (3) .في
المصدر :فقال الذئب.
][79
المدينة -يحدث بما كان ويكون ويدعو إلى ال وعبادته ول يجيبونه ) ،(1قال:
فجئت النبي صلى ال عليه وآله وأخبرته بالقصة وأسلمت ،قال النبي صلى
ال عليه وآله :حدث به الناس .قال عبد ال بن أبي داود السجستاني
الحافظ :فيقال لهبان :مكلم الذئب ،ولولده أولد مكلم الذئب ،ومحمد بن
الشعث الخزاعي من ولده ،واتفق مثل ذلك لرافع بن عميرة وسلمة بن
الكوع .وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن النبي صلى ال عليه وآله قال:
كانت امرأتان معهما ابناهما إذ جاء الذئب فذهب بابن إحداهما فقالت هذه
لصاحبتها :إنما ذهب بابنك أنت ،فقالت الخرى :إنما ذهب بابنك أنت،
فتحاكما إلى داود عليه السلم فقضى به للكبرى ،فخرجتا إلى سليمان بن
داود عليه السلم فأخبرتاه بذلك فقال :ائتوني بالسكين أشقه بينكما )،(2
فقالت الصغرى :ل ،يرحمك ال هو ابنها فقضى به للصغرى .قال أبو
هريرة :وال ما سمعت بالسكين قط إل يومئذ ،وما كنا نقول إل المدية.
وفي تاريخ ابن النجار عن وهب بن منبه قال :بينما امرأة من بني إسرائيل
على ساحل البحر تغسل ثيابها وصبي لها يدب بين يديها إذا جاء سائل
فأعطته لقمة من رغيف كان معها ،فما كان بأسرع من أن جاء ذئب فالتقم
الصبي فجعلت تعدو خلفه وهي تقول :يا ذئب ابني يا ذئب ابني ،فبعث ال
ملكا انتزع الصبي من فم الذئب ورمى به إليها ،وقال :لقمة بلقمة .وهو في
الحلية عن مالك بن دينار قال :أخذ السبع صبيا ل مرأة فتصدقت بلقمة
فالقيها السبع فنوديت :لقمة بلقمة ) .(3وقال :الرنب واحدة الرانب ،وهو
حيوان يشبه العناق قصير اليدين طويل الرجلين ،وهو اسم جنس يطلق
على الذكر والنثى ،ويقال :إنها إذا رأت البحر
) (1في المصدر :وبما يكون ويدعو الناس إلى ال والى عبادته وهم ل يجيبونه) .
(2في المصدر " :بينكما نصفين " وفيه :ل ويرحمك ال (3) .حياة
الحيوان .262 - 260 :1
][80
ماتت ،ولذلك ل توجد بالسواحل ،وهذا ل يصح عندي .وتزعم العرب في أكاذيبها أن
الجن تهرب منها لموضع حيضها ،والتي تحيض من الحيوان أربع :المرأة
والضبع والخفاش والرنب ،ويقال :إن الكلبة تحيض ومن أمثالهم
المشهورة قولهم " :في بيته يؤتى الحكم " وهو مما وضعته العرب على
ألسنة البهائم :قالوا :إن الرنب التقطت تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها
فانطلقا يختصمان إلى الضب ،فقالت الرنب :يا أبا حسل ! فقال :سميعا
دعوت ،قالت :أتيناك لنختصم ) ،(1قال :عادل حكمتما ،قالت :فاخرج إلينا،
قال :في بيته يؤتى الحكم ،قالت :إني وجدت تمرة ،قال :حلوة فكليها،
قالت :فاختلسها الثعلب ،قال :لنفسه بغى الخير ،قالت :فلطمته ،قال :أخذت
بحقك ،قالت :فلطمني :قال :حر انتصر ) ،(2قالت :فاقض بيننا ،قال :قد
قضيت .فذهبت أقواله كلها مثل .ومثل هذا إن عدي بن أرطاة أتى شريحا
القاضي في مجلس حكمه فقال :أين أنت ؟ قال :بينك وبين الحائط ،قال:
اسمع مني ،قال :للستماع جلست ،قال :إني تزوجت امرأة ،قال :بالرفاء
والبنين ،قال :وشرط أهلها أني ل أخرج من بيتهم ،قال :أوف لهم بالشرط،
قال :فاني اريد الخروج ،قال :في حفظ ال ،قال :فاقض بيننا ،قال :قد
فعلت ،قال :فعلى من حكمت ؟ قال :على ابن امك ،قال :بشهادة من ؟ قال:
بشهادة ابن اخت خالتك ) .(3وقال :السد من السباع معروف ،وجمعه
أسود واسد واسد ،والنثى أسدة وله أسماء كثيرة ،قال ابن خالويه :للسد
خمسمائة اسم وصفة ،وزاد عليه علي بن قاسم اللغوي مائة وثلثين
اسما ،وهو أشرف الحيوان المتوحشة إذ منزلته منها منزلة الملك المهاب
لقوته وشجاعته وقساوته وشهامته وشراسة خلقه ،ولذلك يضرب بها
) (1في المصدر :لنختصم اليك (2) .في المصدر :انتصر لنفسه (3) .حياة الحيوان
14 :1و .15
][81
المثل في القوة والنجدة والبسالة وشدة القدام والصولة ) ،(1وقيل لحمزة :أسد
ال ،ويقال :من نبل السد أنه اشتق لحمزة من اسمه ،وللسد من الصبر
على الجوع وقلة الحاجة إلى الماء ما ليس لغيره من السباع ،ول يأكل )(2
من فريسة غيره ،وإذا شبع من فريسته تركها ولم يعد إليها ،وإذا جاع
ساءت أخلقه ،وإذا امتل من الطعام ارتاض ،ول يشرب من ماء ولغ فيه
كلب ،وهو ينهش ول يأكل ،وريقه قليل جدا ،ولذلك يوصف بالبخر
ويوصف بالشجاعة والجبن ،فمن جبنه أنه يفرق من صوت الديك ونقر
الطست ومن السنور ،ويتحير عند رؤية النار ،وهو شديد البطش ول يألف
شيئا من السباع لنه ل يرى فيها ما يكافئه ،ومتى وضع جلدها على شئ
من جلودها تساقطت شعورها ،ول يدنو من المرأة الطامث ولو بلغه الجهد
) (3ويعمر كثيرا ،وعلمة كبرة سقوط أسنانه .وفي الحلية لبي نعيم قال:
بلغني أن السد ل يأكل إل من أتى محرما .وروى محمد بن المنكدر عن
سفينة مولى رسول ال صلى ال عليه وآله أنه ركبت سفينة في البحر
فانكسرت فركبت لوحا فأخرجني إلى أجمة فيها أسد ،فأقبل إلي فقلت :أنا
سفينة مولى رسول ال صلى ال عليه وآله وأنا تائه ،فجعل يغمزني
بمنكبه حتى أقامني على الطريق ثم همهم فظننت أنه السلم .ودعا رسول
ال صلى ال عليه وآله على عتبة بن أبي لهب فقال " :اللهم سلط عليه
كلبا من كلبك " فافترسه السد بازرقاء من أرض الشام .وروى الحافظ
أبو نعيم بسنده عن السود بن هبار قال :تعجز أبو لهب وابنه عتبة نحو
الشام فخرجت معهما فنزلنا السراة قريبا من صومعة راهب فقال الراهب:
ما أنزلكم ههنا ؟ هنا سباع ،فقال أبو لهب :أنتم عرفتم سني وحقي ،قلنا:
أجل ،قال :إن محمدا دعا على ابني فأجمعوا متاعكم على هذه الصومعة ثم
افرشوا لبني عليه
) (1في المصدر :والجرأة والصولة (2) .في المصدر :ومن شرف نفسه انه ل
يأكل (3) .في المصدر :ولو بلغه الجهد ول يزال محموما(*) .
][82
ونوموا حوله ففعلنا ذلك ،وجمعنا المتاع حتى ارتفع ودرنا حوله وبات عتبة فوق
المتاع فجاء السد فشم وجوهنا ثم وثب فإذا هو فوق المتاع فقطع رأسه،
فقال :سيفي يا كلب ولم يقدر على غير ذلك .وفي رواية :فضربه ) (1بيده
ضربة واحدة فخدشه ،فقال :قتلني ،فمات من ساعته وطلبنا السد فلم
نجده .وإنما سماه النبي صلى ال عليه وآله كلبا لنه شبهه ) (2في رفع
رجله عند البول .وروى البخاري في صحيحه أن النبي صلى ال عليه وآله
قال :فر من المجذوم فرارك من السد ) .(3وفي حديث آخر أنه صلى ال
عليه وآله أخذ بيد مجذوم وقال " :بسم ال ثقة بال وتوكل عليه "
وأدخلها معه الصحفة .قال الشافعي في عيوب الزوجين :إن الجذام
والبرص يعدي ،وقال :إن ولد المجذوم قل ما يسلم منه .قلت :معنى قوله:
إنه يعدي أي بتأثير ال تعالى ل بنفسه ،لن ال تعالى أجرى العادة بابتلء
السليم عند مخالطة المبتلى ،وقد يوافق قدرا وقضاءا فيظن أنه عدوى وقد
قال صلى ال عليه وآله " :ل عدوى ول طيرة " وقوله في الولد " :قل ما
يسلم منه " فقد قال الصيدلني :معناه أن الولد قد ينزعه عرق من الب
فيصير أجذم ،وقد قال صلى ال عليه وآله لرجل -قد قال له :إن امرأتي
ولدت غلما أسود :-لعل عرقا نزعه .وبهذا الطريق يحصل الجمع بين
هده الحاديث ،وجاء في الحديث أنه صلى ال عليه وآله قال " :ل يورد
ذو عاهة على مصح " والذي ذكره أنه صلى ال عليه وآله أتاه مجذوم
ليبايعه فلم
) (1في المصدر :فوثب السد فضربه (2) .في المصدر :لنه يشبهه (3) .رواه
الصدوق في الفقيه 258 :4باسناده عن حماد بن عمرو وانس بن محمد
عن ابيه جميعا عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عن على بن ابى
طالب عليه السلم عن النبي " ص ".
][83
يمد يده إليه ،بل قال :امسك يدك فقد بايعتك .وفي مسند أحمد أن النبي صلى ال
عليه وآله قال :ل تطيلوا النظر إلى المجذوم وإذا كلمتموه فليكن بينكم
وبينه قيد رمح ) .(1وقد ذكر الشيح صلح الدين في القواعد أن الم إذا
كان بها جذام أو برص سقط حقها من الحضانة لنه يخشى على الولد من
لبنها ومخالطتها .وروى الطبراني وغيره ) (2عن أبي هريرة أن النبي
صلى ال عليه وآله قال :أتدرون ما يقول السد في زئيره ؟ قالوا :ال
ورسوله أعلم ،قال صلى ال عليه وآله وسلم :إنه يقول :اللهم ل تسلطني
على أحد من أهل المعروف .وعن ابن عباس ) (3قال :إذا كنت بواد تخاف
فيه السد فقل :أعوذ بدانيال وبالجب من شر السد انتهى .أشار بذلك إلى
ما رواه البيهقي في الشعب أن دانيال عليه السلم طرح في الجب والقيت
عليه السباع فجعلت السباع تلحسه وتبصبص إليه ،فأتاه ملك فقال له
دانيال ) :(4الحمد ل الذي ل ينسى من ذكره .وروى ابن أبي الدنيا أن
بخت نصر ضرى ) (5أسدين وألقاهما في جب وأمر بدانيال فالقي عليهما،
فمكث ما شاء ال ،ثم اشتهى الطعام والشراب فأوحى ال تعالى إلى أرميا
وهو بالشام أن يذهب إلى دانيال بطعام وشراب وهو بأرض العراق فذهب
إليه ) (6حتى وقف على رأس الجب وقال :دانيال دانيال ! فقال :من هذا ؟
) (1في المصدر :قدر رمح (2) .في المصدر :الطبراني وابو منصور الديلمى
والحافظ المنذرى (3) .في المصدر :روى ابن السنى في عمل اليوم
والليلة من حديث داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس عن على
عليه السلم (4) .في المصدر :فاتاه ملك فقال له :يا دانيال ،فقال :من
أنت ؟ قال :أنا رسول ربك ارسلني اليك بطعام ،فقال دانيال (5) .ضرى
الكلب بالصيد :عوده اياه واغراه به (6) .في المصدر :فذهب به إليه.
][84
قال :إرميا ،قال :ما جاء بك ؟ قال :أرسلني إليك ربك ،قال دانيال " :الحمد ل الذي
ل ينسى من ذكره ،والحمد ل الذي ل يخيب من رجاه ،والحمد ل الذي من
وثق به لم يكله إلى سواه ،والحمد ل الذي يجزي بالحسان إحسانا،
والحمد ل الذي يجزي بالصبر نجاة وغفرانا ،والحمد ل الذي يكشف
ضرنا بعد كربنا ،والحمد ل الذي هو ثقتنا حين يسوء ظننا بأعمالنا،
والحمد ل الذي هو رجاؤنا حين تنقطع الحيل منا " .وروى ابن أبي الدنيا
من وجه آخر :أن الملك الذي كان دانيال في سلطانه جاءه المنجمون
وأصحاب العلم وأخبروه أنه يولد ليلة كذا وكذا غلم يفسد ملكك فأمر بقتل
من ولد في تلك الليلة فلما ولد دانيال ألقته امه في أجمة أسد ،فبات السد
ولبوته يلحسانه نجاه ال بذلك حتى بلغ ما بلغ ،وكان من أمره ما قدره
العزيز العليم ).(1
][85
) (1في المصدر " :الحناط " وفى نسخة :عن محمد بن مسكين (2) .الختصاص:
(3) .299في المصدر :أليس يأكلونه (4) .المحاسن.472 :
][86
المبرد المصفى من الدهن معربا خامير انتهى .فلعلهم كانوا يعملون المص من
لحوم اليحامير ،وفي بعض النسخ " :الخامير " مكان " اليحامير " وهو
أنسب بما ذكره الفيروزآبادي ،لكن ظاهر العنوان في المحاسن الول ،حيث
قال :لحوم الظباء واليحامير ،وذكر هذه الرواية فقط ) (1وضم الظباء مع
الخامير غير مناسب وسيأتي الكلم في حل الظباء وأشباهها في البواب
التية - 3 .حياة الحيوان :اليحمور :دابة وحشية ) (2لها قرنان طويلن
كأنهما منشاران ينشر بهما الشجر ،إذا عطش وورد الفرات يجد الشجر
ملتفة فينشرها بهما ،وقيل :إنه اليامور نفسه ،وقرونه كقرون اليل يلقيها
في كل سنة وهي صامتة ل تجويف فيها ولونه إلى الحمرة وهو أسرع من
اليل ،وقال الجوهري :اليحمور حمار الوحش ،ودهنه ينفع من السترخاء
الحاصل في أحد شقي النسان ،إذا استعمل مع دهن البلسان نفع .وذكر ابن
الجوزي في كتاب العرائس أن بعض طلبة العلم خرج من بلده فرأى )(3
شخصا في الطريق فلما كان قريبا من المدينة التي قصدها قال له ذلك
الشخص :قد صار لي عليك حق وذمام ،وأنا رجل من الجان ولي إليك
حاجة ،فقال :ما هي ؟ قال :إذا أتيت إلى مكان كذا وكذا فانك تجد فيه دجاجا
بينها ديك فاسأل عن صاحبه واشتره منه واذبحه فهذه حاجتي إليك ،قال:
فقلت له :يا أخي وأنا أيضا أسألك حاجة قال :وما هي ؟ قلت :إذا كان
الشيطان ماردا ل تعمل فيه العزائم وألح بالذى منا ما دواؤه ؟ فقال :دواؤه
أن يؤخذ قدر فتر من جلد يحمور ) (4ويشدبه أبهاما المصاب من يديه شدا
وثيقا ثم يؤخذ له من دهن السداب
) (1وليس في الرواية ذكر للظباء ولعله كانت في المحاسن الصلى رواية تدل على
الظباء ولم يظفر بها النساخ (2) .في المصدر :وحشية نافرة (3) .في
المصدر :فرافق (4) .في المصدر :ان يؤخذ له وتر قدر شبر من جلد
يحمور.
][87
البري فتقطر في أنفه اليمن أربعا وفي اليسر ثلثا ،فان السالك ) (1له يموت ول
يعود إليه بعده .قال :فلما دخلت المدينة أتيت إلى ذلك المكان فوجدت الديك
لعجوز فسألتها بيعه فأبت ،فاشتريته منها بأضعاف ثمنه ،فلما اشتريته
تمثل لي من بعيد وقال لي بالشارة :اذبحه ،فذبحته ،فخرج عند ذلك رجال
ونساء وجعلوا يضربونني ويقولون :يا ساحر ،فقلت :لست بساحر،
فقالوا :إنك منذ ذبحت الديك اصيبت شابة عندنا بجني وإنه منذ سلكها )(2
لم يفارقها فطلبت وترا قدر شبر من جلد يحمور ودهن السداب البري )(3
فأتوني بهما فشددت أبهامي يد الشابة شدا وثيقا فصاح ) (4وقال :أنا
علمتك على نفسي ،قال :ثم قطرت الدهن في أنفها اليمن أربعا وفي
اليسر ثلثا فخر ميتا من ساعته وشفى ال تعالى تلك الشابة ولم يعاودها
بعده شيطان ) - 4 .(5الدلئل للطبري :عن محمد بن إبراهيم عن بشر بن
محمد بن حمران بن أعين قال :كنت قاعدا عند علي بن الحسين عليه
السلم ومعه جماعة من أصحابه فجاءت ظبية فتبصبصت وضربت بذنبها
فقال :هل تدرون ما تقول هذه الظبية ؟ قلنا :ما ندري ) (6فقال تزعم أن
رجل اصطاد خشفا ) (7لها وهي تسألني أن اكلمه أن يرده عليها فقام
وقمنا معه حتى جاء إلى باب الرجل فخرج إليه والظبية معنا ،فقال له علي
بن الحسين عليه السلم :إن هذه الظبية زعمت كذا وكذا ،وأنا أسألك أن
ترده عليها ،فدخل
) (1في المصدر :فان الماسك به (2) .في المصدر :منذ مسكها (3) .في المصدر:
وشيئا من دهن السداب البرى (4) .في المصدر :فلما فعلت بها ذلك
صاح (5) .حياة الحيوان 294 :2و (6) .295في المصدر :فقلنا :ل) .
(7الخشف بتثليث الخاء :ولد الظبى اول ما يولد.
][88
الرجل مسرعا داره وأخرج إليه الخشف وسيبه ) (1ومضت الظبية والخشف معها
وأقبلت تحرك ذنبها ) ،(2فقال علي بن الحسين :هل تدرون ما تقول ؟
فقلنا :ما ندري ؟ فقال :إنها تقول :رد ال عليكم كل حق غصبتم عليه أو
كل غائب وكل سبب ترجونه ،وغفر لعلي بن الحسين كما رد علي ولدي )
- 5 .(3حياة الحيوان :ذكر ابن خلكان في ترجمة جعفر الصادق عليه
السلم أنه سأل أبا حنيفة ما تقول :في محرم كسر رباعية ظبي ؟ فقال:
يابن بنت رسول ال ل أعلم ) (4فيه ،فقال :إن الظبي ل يكون له رباعيا
وهو ثني أبدا .كذا حكاه كشاجم في كتاب المصائد والمطارد .وقال
الجوهري :في مادة سنن في قول الشاعر في وصف إبل .فجاءت كسن
الظبي لم أر مثلها * سناء قتيل ) (5أو حلوبة جائع أي هي ثنيان لن الثني
هو الذي يلقي ثنيته والظبي ل تثبت له ثنية قط فهي ثني أبدا .وروى
الدارقطني والطبراني في معجمه الوسط عن أنس بن مالك والبيهقي في
سننه ) (6عن أبي سعيد الخدري قال :مر رسول ال صلى ال عليه وآله
على قوم قد صادوا ظبية وشدوها إلى عمود فسطاط فقالت :يا رسول ال
إني وضعت ولي خشفان فاستأذن لي أن أرضعهما ثم أعود إليهم فقال
صلى ال عليه وآله :خلوا عنها حتى تأتي خشفيها ترضعهما وتأتي إليكم
قالوا ومن لنا بذلك يا رسول ال ؟ قال صلى ال عليه وآله :أنا ،فأطلقوها
فذهبت فأرضعتهما
) (1سيبه أي تركه مرت حيث شاءت (2) .في المصدر :فمضت الظبية ومعها
خشفها وهى تحرك ذنبها (3) .دلئل المامة 89 :فيه قلنا ل قال :تقول) .
(4في المصدر :ل اعلم ما فيه (5) .في المصدر :شفاء عليل (6) .في
المصدر " :في شعبه " أقول :أي في كتاب شعب اليمان.
][89
ثما عادت إليهم فأوثقوها ،فقال صلى ال عليه وآله :أتبيعونيها ؟ قالوا :هي لك يا
رسول ال ! فخلوا عنها فأطلقها .وفي رواية عن زيد بن أرقم قال :لما
أطلقها رسول ال صلى ال عليه وآله رأيتها تسبح في البرية وهي تقول:
ل إله إل ال محمد رسول ال صلى ال عليه وآله .وروى الطبراني عن ام
سلمة قالت :كان رسول ال صلى ال عليه وآله في الصحراء فإذا مناد
ينادي يا رسول ال فالتفت فلم ير أحدا ،ثم التفت فإذا ظبية موثوقة ،فقالت:
ادن مني يا رسول ال فدنا منها ،فقال :ما حاجتك ؟ فقالت :إن لي خشفتين
في هذا الجبل فخلني حتى أذهب إليهما فأرضعهما ثم أرجع إليك ،فقال
رسول ال صلى ال عليه وآله :وتفعلين ؟ فقالت :عذبني ال عذاب العشار
إن لم أفعل ،فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها ،وانبته
العرابي فقال :ألك حاجة يا رسول ال ؟ قال :نعم تطلق هذه ،فأطلقها
فخرجت تعدو وتقول :أشهد أن ل إله إل ال وأنك رسول ال .وفي دلئل
النبوة للبيهقي عن أبي سعيد قال :مر النبي صلى ال عليه وآله بظبية
مربوطة إلى خباء فقالت :يا رسول ال خلني حتى أذهب فأرضع خشفي ثم
أرجع فتربطني فقال صلى ال عليه وآله :صيد قوم وربيطة قوم فأخذ
عليها فحلفت له فحلها فما مكثت إل قليل حتى جاءت وقد نفضت ما في
ضرعها ،فربطها رسول ال صلى ال عليه وآله ثم أتى خباء أصحابها )(1
فاستوهبها منهم فوهبوها له فحلها ،ثم قال عليه السلم :لو علمت البهائم
من الموت ما تعلمون ما أكلتم منها سمينا أبدا .وذكر الزرقي في تعظيم
صيد الحرم عن عبد العزيز بن أبي داود ) (2أن قوما انتهوا إلى ذي طوى
ونزلوا بها فإذا ظبي من ظباء الحرم قد دنا منهم فأخذ رجل منهم بقائمة
من قوائمه ،فقال له أصحابه :ويلك أرسله ،فجعل يضحك وأبى أن يرسله
) (1في المصدر :ثم أتى خباء اصحابها (2) .في المصدر :ابى رواد.
][90
فبعر الظبي وبال ثم أرسله ،فناموا في القائلة فانتبه بعضهم فإذا هو بحية منطوية
على بطن الرجل الذي أخذ الظبي ،فقال له أصحابه :ويلك ل تحرك فلم تنزل
الحية عنه حتى كان منه من الحدث ما كان من الظبي .ثم روى عن مجاهد
قال :دخل قوم مكة تجارا من الشام ) (1في الجاهلية بعد قصي بن كلب
فنزلوا بوادي طوى تحت سمرات يستظلون بها فاختبزوا ملة ) (2لهم ولم
يكن معهم أدم فقام رجل منهم إلى قوسه فوضع عليها سهما ثم رمى به
ظبية من ظباء الحرم وهي حولهم ترعى ،فقاموا إليها فسلخوها وطبخوها
ليأتدموا بها ،فبينما هم كذلك وقدرهم على النار تغلي بها وبعضهم يشوى
إذ خرجت من تحت القدر عنق من النار عظيمة فأحرقت القوم جميعا ولم
تحرق ثيابهم ول أمتعتهم ول السمرات التي كانوا تحتها .ورأيت في
مختصر الحياء للشيخ شرف الدين بن يونس شارح التنبيه في باب
الخلص أن من أخلص ل تعالى في العمل وإن لم ينو ) (3ظهرت آثار
بركته عليه وعلى عقبه إلى يوم القيامة ،كما قيل :إنه لما اهبط آدم عليه
السلم إلى الرض جاءته وحوش الفلة تسلم عليه وتزوره ،فكان يدعو
لكل جنس بما يليق به ،فجاءته طائفة من الظباء فدعا لهن ومسح على
ظهورهن فظهر منهن نوافج المسك ،فلما رأى ما فيها من ذلك غزلن اخر
فقالوا ) :(4من أين هذا لكن ؟ فقلن :زرنا صفي ال آدم
) (1في المصدر :دخل مكة قوم تجار من الشام (2) .الملة ،الجمر .الرماد ،الحار،
خبز ملة :هو الذى يخبز فيها ،وفى المصدر فاختبزوا على ملة لهم(3) .
في المصدر :ولم ينو به مقابل (4) .في المصدر :فلما رأى بواقيها ذلك
قلن.
][91
فدعا لنا ومسح على ظهورنا ،فمضى البواقي إليه فدعا لهن ومسح على ظهورهن
فلم يظهر لهن من ذلك شئ ،فقالوا :قد سلمنا كما فعلتم فلم نر شيئا مما
حصل لكم ؟ فقالوا :أنتم كان عملكم لتنالوا كما نال إخوانكم ،واولئك كان
عملهم ل من غير شئ فظهر ذلك في نسلهم وعقبهم إلى يوم القيامة )(1
انتهى.
) (1حياة الحيوان 74 - 70 :2فيه :فقلن قد فعلنا كما فعلتن فلم نر شيئا مما حصل
لكن ،فقيل :انتن كان عملكن لتنلن كما نال اخوانكن واولئك كان عملهن
ل من غير شئ فظهر ذلك في نسلهن وعقبهن إلى يوم القيامة.
][92
} ابواب { } الصيد والذبائح وما يحل وما يحرم من الحيوان وغيره { } 1باب {
} جوامع ما يحل وما يحرم من المأكولت والمشروبات { } وحكم المشتبه
بالحرام وما اضطروا إليه { اليات :البقرة :2الذي جعل لكم الرض فراشا
والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم .22
وقال تعالى :هو الذي خلق لكم ما في الرض جميعا .29وقال تعالى :كلوا
واشربوا من رزق ال .60وقال تعالى :يا أيها الناس كلوا مما في الرض
حلل طيبا ول تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين .168وقال
سبحانه :يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا ل إن
كنتم إياه تعبدون * إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل به
لغير ال فمن اضطر غير باغ ول عاد فل إثم عليه إن ال غفور رحيم 172
و .173آل عمران :3كل الطعام كان حل لبني إسرائيل إل ما حرم
إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن
كنتم صادقين * فمن افترى على ال الكذب من بعد ذلك فأولئك هم
الظالمون 93و .94
][93
المائدة :5احلت لكم بهيمة النعام إل ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم .1
وقال تعالى :حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير ال به
والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إل ما ذكيتم وما
ذبح على النصب وأن تستقسموا بالزلم ذلكم فسق -إلى قوله تعالى- :
فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لثم فان ال غفور رحيم * يسألونك
ماذا احل لهم قل احل لكم الطيبات 3و .4وقال :اليوم احل لكم الطيبات
وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم .5وقال تعالى :يا أيها
الذين آمنوا ل تحرموا طيبات ما أحل ال لكم ول تعتدوا إن ال ل يحب
المعتدين * وكلوا مما رزقكم ال حلل طيبا واتقوا ال الذي أنتم به
مؤمنون 87و .88وقال تعالى :ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات
جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم
اتقوا وأحسنوا وال يحب المحسنين .93وقال تعالى :قل ل يستوي الخبيث
والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا ال يا اولي اللباب لعلكم تفلحون
.100النعام :ومالكم أن ل تأكلوا مما ذكر اسم ال عليه وقد فصل لكم ما
حرم عليكم إل ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن
ربك هو أعلم بالمعتدين .119هو الذي ) (1أنشأ جنات معروشات وغير
معروشات والنخل والزرع مختلفا اكله والزيتون والرمان متشابها وغير
متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا
) (1الظاهر انه سقط هنا قوله " :وقال تعالى " على ما هو من دأبه عند فصل
اليات.
][94
حقه يوم حصاده ول تسرفوا إنه ل يحب المسرفين * ومن النعام حمولة وفرشا
كلوا مما رزقكم ال ول تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين * ثمانية
أزواج من الضأن اثنين ومن المغز اثنين قل آلذكرين حرم أم النثيين أما
اشتملت عليه أرحام النثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين * ومن البل
اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم النثيين أما اشتملت عليه أرحام
النثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم ال بهذا فمن أظلم ممن افترى على ال
كذبا ليضل الناس بغير علم إن ال ل يهدي القوم الظالمين * قل ل أحد فيما
اوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إل أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو
لحم خنزير فانه رجس أو فسقا اهل لغير ال به فمن اضطر غير باغ ول
عاد فان ربك غفور رحيم * وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن
البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إل ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو
ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون .146 - 141العراف
:7ولقد مكناكم في الرض وجعلنا لكم فيها معايش قليل ما تشكرون .10
وقال تعالى :وكلوا واشربوا ول تسرفوا إنه ل يحب المسرفين * قل من
حرم زينة ال التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا
في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل اليات لقوم يعلمون 31و
.32وقال تعالى :ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث .157يونس
:10ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات .93
إبراهيم :14فأخرج به من الثمرات رزقا لكم -إلى قوله - :وسخر لكم
النهار .32الحجر :15وجعل لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين .20
النحل :16والنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون .5وقال
تعالى :وإن لكم في النعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم
لبنا خالصا سائغا للشاربين ومن ثمرات النخيل والعناب تتخذون منه
سكرا
][95
ورزقا حسنا إن في ذلك لية لقوم يعقلون 66و .67وقال تعالى :ورزقكم من
الطيبات .72وقال تعالى :فكلوا مما رزقكم ال حلل طيبا واشكروا نعمة
ال إن كنتم إياه تعبدون * إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما
اهل لغير ال به فمن اضطر غير باغ ول عاد فان ال غفور رحيم * ول
تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلل وحرام لتفتروا على ال الكذب
.116 - 114طه :20فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى كلوا وارعوا
أنعامكم 53و .54وقال تعالى :كلوا من طيبات ما رزقناكم ول تطغوا فيه
فيحل عليكم غضبي .81المؤمنون :23وأنزلنا من السماء ماء بقدر
فأسكناه في الرض وإنا على ذهاب به لقادرون فأنشأنا لكم به جنات من
نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون * وشجرة تخرج من
طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للكلين * وإن لكم في النعام لعبرة
نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون .21 - 18
لقمان :31ألم تر أن ال سخر لكم ما في السماوات وما في الرض وأسبغ
عليكم نعمه ظاهرة وباطنة .20التنزيل :32أو لم يروا أنا نسوق الماء
إلى الرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفل
يبصرون .27فاطر :35ومن كل تأكلون لحما طريا .12يس :36
وأخرجنا منه حبا فمنه يأكلون -إلى قوله تعالى - :ليأكلوا من ثمره وما
عملته أيديهم أفل يشكرون * سبحان الذي خلق الزواج كلها مما تنبت
الرض ومن أنفسهم ومما ل يعلمون .35 - 33المؤمن :40ال الذي جعل
لكم النعام لتركبوا منها ومنها تأكلون * ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها
حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون 79و .80عبس :80
فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخل * وحدائق غلبا *
وفاكهة وأبا * متاعا لكم ولنعامكم .32 - 27
][96
تفسير " :الذي جعل لكم الرض فراشا " يدل على جواز النتفاع بالرض على أي
وجه كان من السكنى والزراعة والعمارة وحفر النهار وإجراء القنوات و
غيرها من وجوه النتفاعات إل ما أخرجه الدليل .وقوله " :رزقا لكم " )
(1يدل على حلية جميع الثمرات وبيعها وسائر النتفاعات " ولكم " صفة
" رزقا " إن اريد به المرزوق ،ومفعول له إن اريد به المصدر ،كأنه قال:
رزقه إياكم ،ويدل تتمة الية على وجوب شكر المنعم " هو الذي خلق لكم
ما في الرض جميعا " امتن سبحانه على عباده بخلق جميع ما في الرض
لهم ،وهذا يدل على صحة انتفاعهم بكل ما فيها من وجوه المصالح إذا
خلعن المفسدة ،ومنه يستدل على أن الصل في الشياء الباحة إذ هي
مباحة لمن خلقت له ،وقيل :المتنان بخلق الجميع يقتضي حل الجميع،
وأن لكل شئ منها فائدة ونفعا ،وما يقال :من أن ما ل نفع به كالسم
والعقرب وبعض الحشرات خارج عن ذلك ففيه نظر ،وإن عدم الوجدان ل
يدل على عدم الوجود ،ووجود ضرر في شئ ل يدل على انتفاء النفع فيه،
أل ترى أن المأكولت الطيبة تضر المريض غاية المضرة ؟ ومن تأمل في
حكمته تعالى لم يتجاسر بمثل هذا المقال ،فلعل المراد أن ليس في الخلق ما
هو ضرر محض خال عن النفع ،بل إنما فيه من جهة ضررا ،وجهة خل
من ذلك الوجه من المنفعة ل يقع به امتنان من تلك الجهة بل المتنان من
جهة النفع مع الخلو عن الضرر و " الطيب " في بعض اليات إشارة إلى
ذلك كما فسره الطبرسي أن المراد الطاهر من كل شبهة خبث وضرر وال
أعلم انتهى .وقال البيضاوي :معنى " لكم " لجلكم وانتفاعكم في دنياكم
باستنفاعكم بها في مصالح أبدانكم بوسط أو غير وسط ،أو دينكم
بالستدلل والعتبار والتعرف بما يلئمها من لذات الخرة وآلمها ،فهو
يقتضي إباحة الشياء النافعة ،ول يمنع اختصاص بعضها ببعض لسباب
عارضة ،فانه يدل على أن الكل للكل ،ل أن كل
) (1قوله " :جعل لكم " و " رزقا لكم " وأمثالهما تدل على أن ما في الرض يعم
كل فرد من النسان وانهم مشتركون فيه بالسوية على الصل ،ال ما
اخرج بالدليل.
][97
واحد لكل واحد و " ما " يعم كل ما في الرض ل الرض إل إذا اريد به جهة السفل
كما يراد بالسماء جهة العلو و " جميعا " حال من الموصول الثاني "
كلوا واشربوا " ظاهر الخطاب لبني اسرائيل فالمراد ما رزقهم ال من
المن والسلوى والعيون ،و يمكن الستدلل على العموم بوجه ل يخلو من
تكلف ) " .(1يا أيها الناس كلوا مما في الرض " قال الطبرسي رحمه
ال :عن ابن عباس أنها نزلت في ثقيف وخزاعة وبني عامر بن صعصعة
وبني مدلج لما حرموا على أنفسهم من الحرث والنعام والبحيرة والسائبة
والوصيلة ) .(2وقال قدس سره :اختلف الناس في المآكل والمنافع ل
ضرر على أحد فيها ) ،(3فمنهم من ذهب إلى أنها على الحظر ) ،(4ومنهم
من ذهب إلى أنها على الباحة ،و اختاره المرتضى -رحمه ال -ومنهم
من وقف بين المرين وجوز كل واحد منهما وهذه الية دالة على إباحة
المآكل إل مادل الدليل على حظره فجاءت مؤكدة لما في العقل انتهى ).(5
والمراد بالكل إما خصوص الكل اللغوي أو مطلق النتفاع فانه مجاز
شائع والحلل هو الجائز من أفعال العباد ونظيره المباح ،والطيب يقال:
لمعان :الول ما حلله الشارع الثاني ما كان طاهرا .الثالث ما خل عن
الذى في النفس والبدن .الرابع ما يستلذه الطبع المستقيم ول يتنفر عنه.
الخامس ما لم يكن فيه جهة قبح توجب المنع عنه كما نفهم من أكثر موارد
استعماله ،وستعرفه ،والخطاب هنا عام لجميع المكلفين من بني آدم
) (1انوار التنزيل (2) .مجمع البيان 252 :1فيه :والوصيلة فنهاهم ال عن ذلك) .
(3في المصدر :والمنافع التى ل ضرر على احد فيها (4) .الحظر :المنع.
) (5مجمع البيان .252 :1
][98
والمر في " كلوا " للباحة ولما كان في المأكول ما يحرم وما يحل بين ما يجب
أن يكون عليه من الصفة فقال " :حلل " وقيل :المر للوجوب نظرا إلى
مراعاة القيد " طيبا " قيل :هو الحلل أيضا ،جمع بينهما لختلف
اللفظين تأكيدا ،وقيل :ما تستطيبونه وتلذونه في العاجل والجل وفي
الكشاف والجوامع :طاهرا من كل شبهة ،قيل :ول يبعد على تقدير مفعولية
" حلل " وحاليته أن يراد بالحلل ما خل من جهة الحظر بحسب ذاته
وأحواله الغالبة والطيب ما خل من جهة الحظر من كل وجه ) .(1وأقول:
على تقدير حالية الطيب وحمل المر على الرجحان الظهر أن يكون الحلل
للحتراز عن الحرام والطيب للحتراز عن الشبهات ثم قوله " :حلل "
إما مفعول " كلوا " و " من " حينئذ ابتدائية أو بيانية وظاهر الكشاف
أنها تبعيضية ،ومنع منه التفتاراني لن من التبعضية في موقع المفعول
أي كلوا بعض ما في الرض .قال :فان قيل :لم ل يجوز أن يكون حال من
حلل ؟ قلنا :لن كون " من " التبعيضية ظرفا مستقرا وكون اللغو حال
مما ل تقول به النحاة ،وقيل :فيه نظر لن كون " من " التبعيضية في
موضع المفعول ليس معناه أنه مفعول به من حيث العراب مغن عن
المفعول به .بل إنما يتحد مع المفعول به انتهى .أو حال من المفعول وهو
" مما في الرض " فيكون المراد بما في الرض المأكولت المحللة ،أو
صفة مصدر محذوف أي كلوا أكل حلل و " من " للتبعيض أو ابتدائية
أما كونه مفعول له أو تميزا كما زعم بعضهم فغير واضح " وطيبا " مثل
" حلل " أو صفته .أقول :هذا ما ذكره القوم والظهر عندي أن " حلل
وطيبا " للتأكيد ل للتقييد سواء جعل حالين مؤكدتين أو غيره ،لن التقييد
مع حمل المر على الباحة كما ذكره الكثر يجعل الكلم خاليا عن الفائدة إذ
حاصله حينئذ :احل لكم ما احل لكم إذ يجوز لكم النتفاع بما احل لكم .فان
قيل :كيف يستقيم هذا مع أنه معلوم أن ما في الرض مشتمل على
][99
محرمات كثيرة ؟ قلنا :إذا حملنا " من " على التبعيض ل يرد ذلك ،وايضا يمكن أن
يكون هذا قبل تحريم ما حرم من الشياء فانه يظهر من بعض الخبار أنه
لم يجب قبل الهجرة شئ سوى الشهادتين وما يتبعهما من العقائد ولم
يحرم سوى الشرك وإنكار النبوة وما يلزمهما ،وبعد الهجرة نزلت
الواجبات والمحرمات تدريجا ،على أنه يمكن أن يكون عاما مخصصا كما
في سائر العمومات :فتدل على حل ما في الرض جميعا إل ما أخرجه
الدليل .وقيل :يظهر من عمومات الخطاب حل المحللت للكفار والفساق
أيضا وجواز إعطائهم منها إل ما دل على المنع منه دليل " .ول تتبعوا
خطوات الشيطان " أي ل تتبعوا وساوس الشيطان في تحريم ما أحل ال،
أو في ترك شكر ما أنعم ال ،ويؤيد الول قوله " :وأن تقولوا على ال "
وروي عن أبي جعفر وأبي عبد ال عليهما السلم أن خطوات الشيطان
الحلف بالطلق والنذر في المعاصي وكل يمين بغير ال ) .(1أقول :يحتمل
أن يكون المراد الحلف والنذر على تحريم المحللت بقرينة صدر الية.
وقيل :في هذا النهي تنبيه على أن المراد بحلل في المر التقييد ل إطلق
حل ما في الرض والمأكول منه أو الكل ،وهو يعم مخالفة المر بالتعدي
إلى أكل غير الحلل ،وباجتناب أكل الحلل وفعل غير ذلك من المحرمات
انتهى .وضعفه ظاهر مما ذكرنا " يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما
رزقناكم " مضمون صدر الية قريب مما تقدم إل أنها خاصة باعتبار
الخطاب للمؤمنين ،وقيل :المر للترغيب أو لباحة أكل ما يستلذه
المؤمنون ويستطيبونه ويعدونه طيبا ل خبيثا ينفر عنه الطبع ويجزم العقل
بقبح أكله مثل الدم والبول والمني والحشرات وغيرها ،فيفهم منه كونه
طاهرا أيضا إذ النجس خبيث وليس مما يعدونه طيبا ،فهو في الدللة على
][100
إباحة جميع ما يعده العقل طيبا ول يجد فيه ضررا وخبثا مما يسمى رزقا لبني آدم،
أي ينتفع به في الكل ،أصرح مما تقدم ففهم كون الشيآء على أصل الحلية
منها أولى .أقول :على سياق ما قدمنا يكون الحاصل كلوا مما لم يدل دليل
شرعي على تحريمه فيما رزقناكم ومكناكم من التصرف فيه ،أو مما لم
يكن فيه جهة قبح واقعي فيرجع إلى الول ،لنه يعلم ذلك ببيان الشارع أو
مما لم يكن مضرا بالنفس والبدن أو مما يستلذه الطبع المستقيم ول يتنفر
عنه ،إما بناء على الغالب من أنه ل يرغب إلى غير ذلك ،أو بناء على أن
سياق الية مشتمل على المتنان وعمدة المتنان به ل بما تتنفر الطباع
عنه ،أو لمرجوحية أكل الخبائث غير المحرمة بناء على أن المر للباحة
الصرفة أو لرجحان التصرف في الطيبات وأكلها ،بناء على أن المر
للستحباب .وبالجملة يشكل الستدلل بأمثاله على تحريم ما تتنفر عنه
عامة الطباع .وقال الرازي :اعلم أن الكل قد يكون واجبا وذلك عند دفع
الضرر ،وقد يكون مندوبا وذلك أن الضيف قد يمتنع من الكل إذا انفرد
وينبسط إذا سوعد فهذا مندوب ،وقد يكون مباحا إذا خل عن هذه
العوارض ،والصل في الشئ أن يكون خاليا عن العوارض فل جرم كان
مسمى الكل مباحا ،وإذا كان المر كذلك كان المر كذلك .ثم قال :احتج
الصحاب على أن الرزق قد يكون حراما بقوله " :من طيبات ما رزقناكم
" بأن الطيب هو الحلل ،فلو كان رزق حلل لكان المعنى كلوا من محللت
ما حللنا لكم فيكون تكرارا ،وهو خلف الصل ،وأجابوا عنه بأن الطيب في
اللغة عبارة عن المستلذ المستطاب ،ولعل أقواما ظنوا أن التوسع في
المطاعم والستكثار من طيباتها ممنوع منه فأباح ال تعالى ذلك بقوله:
كلوا من لذائدما أحللنا لكم ،فكان تخصيصه بالذكر لهذا المعنى انتهى ).(1
][101
ومضمون باقي الية تعليق وجوب الشكر ل على عبادتهم إياه ،وتلخيصه أن
العبادة له إن كانت واجبة عليكم لنه الهكم فالشكر له أيضا واجب عليكم
فانه منعم محسن إليكم كذا ذكره الطبرسي ) - (1رحمه ال -وقال الرازي:
فيه وجوه :أحدها :واشكروا ال إن كنتم عارفين بال ونعمه ،فعبر عن
معرفة ال تعالى بعبادته اطلقا لسم الثر على المؤثر .وثانيها :معناه إن
كنتم تريدون أن تعبدوا ال فاشكروه فان الشكر رئيس العبادات .وثالثها:
واشكروا ال الذي رزقكم هذه النعمة إن كنتم إياه تعبدون ،أي إن صح أنكم
تخصونه بالعبادة وتقرون أنه هو سبحانه الهكم ل غير انتهى ) .(2وأقول:
يحتمل أن يكون الغرض أن شكركم إنما يصح ويستقيم بترك الشرك
وإخلص العبادة له تعالى " .إنما حرم عليكم الميتة " كأن هذه الية
كالستثناء عن عموم ما تقدم أو أنه سبحانه لما أمر في الية بأكل الطيبات
بين في هذه الية الخبائث ليعلم أن ما سواها من الطيبات ،و " إنما "
على المشهور بين أهل العربية والصوليين للحصر فيدل على حصر
المحرمات من المأكولت في هذه الشيآء ،فهي حجة في حل ما سواها إل
ما أخرجه الدليل .وقال البيضاوى :المراد قصر الحرمة على ما ذكر مما
استحلوه ل مطلقا أو قصر حرمته على حال الختيار كأنه قيل إنما حرم
عليكم هذه الشياء ما لم تضطروا إليها انتهى ) .(3ويمكن أن يكون
التحريم في هذا الوقت مقصورا على ما ذكر فحرم بعد ذلك غيرها كما مر،
والول من المحرمات في تلك الية الميتة ،وهي على المشهور ما فارقه
) (1مجمع البيان (2) .252 :2تفسير الرازي (3) .انوار التنزيل.
][102
الروح لعلى وجه التذكية الشرعية .وفي المجمع :هي كل ماله نفس سائلة من
دواب البر وطيره مما أباح ال أكله إنسيهما ووحشيهما ) (1فارقه روحه
من غير تذكية ،وقيل :الميتة كل ما فارقته الحياة من دواب البر وطيره
بغير تذكية ،وقد روي عن النبي صلى ال عليه وآله أنه سمى الجراد
والسمك ميتا ،فقال ميتتان مباحتان :الجراد والسمك انتهى ) .(2ول يبعد
أن يكون إطلق الميتة على السمك والجراد على المجاز فان إخراج الول
من الماء وقبض الثاني تذكيتهما .واستدل بهذه الية وأمثالها على حرمة
جميع انتفاعات الميتة إل ما أخرجه الدليل ،لن الحرمة المضافة إلى العين
تفيد عرفا حرمة التصرف فيها مطلقا ،وقيل :الحرمة المضافة إلى كل عين
تفيد تحريم النتفاع المتعارف الغالب فيه ،فان المتبادر في تحريم الميتة
الكل ل سيما مع ذكرها مع الدم ولحم الخنزير ،وفي تحريم المهات الوطئ
وهكذا ،وكان هذا أقوى ،وحملوا الميتة عليها وعلى أجزائها التى تحل فيها
الحياة فل تحرم ما ل تحل فيه الحياة منها إل ما كان خبيثا على المشهور
ل لذلك بل لكونه خبيثا على رأيهم وحمل عليه كل ما ابين من حي مما
حلت فيه الحياة .والثاني الدم وقيد بالمسفوح لتقييده به في الية الخرى،
والمطلق محمول على المقيد والمسفوح هو الذي يخرج بقوة عند قطع
عرق الحيوان أو ذبحه ،من سفحت الماء :إذا صببته أي المصبوب،
واحترز به عما يخرج من الحيوان بتثاقل كدم السمك فل يكون نجسا.
واختلفوا في حرمته فقيل :هو حرام ل طلق هذه الية وقد عرفت جوابه،
ولنه من الخبائث وقد منع ذلك ،وستسمع الكلم في الخبائث وحرمتها.
وأما الدم المتخلف في الذبيحة في الحيوان مأكول اللحم فل أعرف خلفا
بين
) (1في المصدر :اهليها ووحشيها (2) .مجمع البيان .157 :3
][103
الصحاب في كونه حلل ،ونقل العلمة الجماع عليه ،وما يجذبه النفس إلى باطن
الذبيحة ليس في حكم المتخلف في الحل والطهارة ،وفي تحريم المتخلف
في الكبد والقلب وجهان ول يبعد ترجيح عدم التحريم لظاهر الية إل أن
يثبت كونه خبيثا ،وحرمة مطلق الخبيث والدم المتخلف في حيوان غير
مأكول اللحم تابع لذلك الحيوان ،وظاهر الصحاب الحكم بنجاسته ،ونقل
عن بعض المتأخرين التوقف فيها ،وما عدا المذكورات من الدماء التي لم
تخرج بقوة من عرق وللها كثرة انصباب لكنه مما له نفس فظاهر
الصحاب التفاق على نجاسته ،وظاهر الفاضلين دعوى الجماع عليه
ويستفاد من بعض الخبار أيضا ،فيلزم التحريم أيضا ،وأما دم غير السمك
مما ل نفس له فقد نقل جماعة من الصحاب الجماع على طهارته ،والكلم
في حله وحرمته كالكلم في دم السمك .الثالث لحم الخنزير قيل :خص
اللحم وإن كان كل أجزائه محرما لنه هو المقصود بالكل ،وغيره تابع،
ولشدة حرص الكفرة ومزيد اعتقادهم بحسنه وبركته فخصه ردا عليهم.
الرابع ما أهل به لغير ال أي ما رفع به الصوت عند ذبحه لغير ال كالصنم
والمسيح وغيرهما ،والهلل أصله رؤية الهلل ،يقال :أهل الهلل
وأهللته ،لكن لما جرت العادة برفع الصوت بالتكبير إذا رئي سمي ذلك
إهلل ،ثم قيل :لرفع الصوت وإن كان لغيره ،وقال في موضع آخر " :ول
تأكلوا مما لم يذكر اسم ال عليه " قيل :فهذا مطلق والول مقيد فيحمل
الثاني على الول أو بينهما عموم وخصوص من وجه فجمع بينهما
بمقتضى الروايات المعتبرة ،وسيأتي أحكام التسمية إن شاء ال " .فمن
اضطر " أي إلى أكل هذه الشياء قال الطبرسي رحمه ال :ضرورة
مجاعة عن أكثر المفسرين ،وقيل :ضرورة إكراه عن مجاهد ،وتقديره:
فمن خاف على النفس من الجوع ول يجد مأكول يسد به الرمق ،وقوله" :
غير باغ ول عاد " فيه ثلثة أقوال.
][104
أحدها :غير باغ لذة ول عاد سد الجوعة .وثانيها :غير باغ في الفراط ول عاد في
التقصير .وثالثها :غير باغ على المسلمين ) (1ول عاد عليه بالمعصية
وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد ال عليهما السلم انتهى ) .(2وفي
الكافي عن الصادق عليه السلم :الباغي :الذي يخرج على المام والعادي:
الذي يقطع الطريق ،ل تحل لهما الميتة ) .(3وفي التهذيب :الباغي :باغي
الصيد .والعادي :السارق ليس لهما أن يأكل الميتة إذا اضطرا ،هي حرام
عليهما ) .(4وفي الفقيه عن الجواد عليه السلم :قال :العادي :السارق،
والباغي :الذي يبغي الصيد بطرا أو لهوا ل ليعود به على عياله ،ليس لهما
أن يأكل الميتة إذا اضطرا هي حرام عليهما في حال الضطرار كما هي
حرام عليهما في حال الختيار ،وليس لهما أن يقصرا في صوم ول صلة
في سفر ) .(5وقال البيضاوي :وغير باغ بالستيثار على مضطر آخر ،ول
عاد سد الرمق والجوعة ،وقيل :غير باغ على الوالي ،ول عاد بقطع
الطريق ،فعلى هذا ل يباح على العاصي بالسفر ،وهو ظاهر مذهب
الشافعي وقول أحمد ).(6
) (1في المصدر :غير باغ على امام المسلمين (2) .مجمع البيان (3) .257 :1
فروع الكافي 265 :6رواه الكليني باسناده عن العدة عن سهل بن زياد
عن احمد بن محمد بن أبى نصر عمن ذكره عن أبى عبد ال عليه السلم.
) (4تهذيب الحكام :ج 9ص (5) .78من ل يحضره الفقيه 217 :3
رواه الصدوق في حديث طويل باسناده عن عبد العظيم بن عبد ال
الحسنى عن أبى جعفر محمد بن على الرضا عليه السلم (6) .انوار
التنزيل.
][105
" فل إثم عليه " قال الطبرسي رحمه ال :أي ل حرج عليه ،وإنما ذكر هذا اللفظ
لتبيين أنه ليس بمباح في الصل ،وإنما رفع الحرج للضرورة " إن ال
غفور رحيم " إنما ذكر المغفرة لجل أمرين :إما لتبيين أنه إذا كان يغفر
المعصية فانه ل يؤاخذ فيما رخص فيه ،واما لنه وعد بالمغفرة عند النابة
إلى الطاعة مما كانوا عليه من تحريم ما لم يحرمه ال من السائبة وغيرها
انتهى ) .(1وأقول :وان كان ظاهر بعض الخبار اختصاص الحكم
بالضطرار في المخمصة لكن لفظ الية شامل لكل اضطرار من مجاعة أو
خوف قتل أو ضرر عظيم ل يتحمل عادة " .كل الطعام " في المجمع :كل
المأكولت " كان حل " أي حلل " لبني اسرائيل " واسرائيل هو يعقوب
عليه السلم " إل ما حرم اسرائيل على نفسه " اختلفوا في ذلك الطعام
فقيل :ان يعقوب عليه السلم أخذه وجع العرق الذي يقال له :عرق النساء
فنذر إن شفاه ال أن يحرم العروق ولحم البل وهو أحب الطعام إليه عن
ابن عباس وغيره ،وقيل :حرم اسرائيل على نفسه لحم الجزور تعبدا ل
وسأل ال أن يجيز له فحرم ال تعالى ذلك على ولده ،عن الحسن ،وقيل:
حرم زائدتي الكبد والكليتين والشحم إل ما حملته الظهور عن عكرمة،
واختلف في أنه كيف حرمه على نفسه ؟ فقيل :بالجتهاد ،وقيل :بالنذر،
وقيل :بنص ورد عليه ،وقيل :حرمه كما يحرم المستظهر في دينه من
الزهاد اللذة على نفسه " من قبل أن تنزل التوراة " أي كل الطعام كان حل
لبني إسرائيل قبل نزول التوراة على موسى فانها تضمنت تحريم ما كان
حلل ) (2لبني إسرائيل ،واختلفوا فيما حرم عليهم وحالها بعد نزول
التوراة .فقيل :إنه حرم عليهم ما كانوا يحرمونه قبل نزولها اقتداء بأبيهم
يعقوب عن السدي.
) (1مجمع البيان 257 :1فيه " :ليبين " وفيه " :بما رخص فيه " وفيه :إلى
طاعة ال (2) .في المصدر :بعض ما كان حلل.
][106
وقيل :لم يحرمه ال عليهم في التوراة وإنما حرم عليهم بعد التوراة بظلمهم
وكفرهم ،وكانت بنو إسرائيل إذا أصابوا ذنبا عظيما حرم ال عليهم طعاما
طيبا وصب عليهم رجزا وهو الموت ،وذلك قوله تعالى " :فبظلم من الذين
هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم " ) .(1وقيل :لم يكن شئ من ذلك
حراما عليهم في التوراة وإنما هو شئ حرموه على أنفسهم اتباعا لبيهم،
وأضافوا تحريمه إلى ال فكذبهم ال تعالى ) (2فاحتج عليهم بالتوراة
وأمرهم بالتيان بها وبأن يقرأوا ما فيها فانه كان في التوراة أنها كانت
حلل للنبياء ،وإنما حرمها إسرائيل على نفسه فلم يجسروا على إتيانها
لعلمهم بصدقه صلى ال عليه وآله وكذبهم وكان ذلك دليل على صحة
نبوته " من بعد ذلك " أي بعد قيام الحجة " فاولئك هم الظالمون "
لنفسهم ) .(3وأقول :ظاهره على بعض الوجوه تحليل ما حرموه على
أنفسهم فتأمل " .احلت لكم بهيمة النعام " قد مر تفسيره في باب النعام.
" إل ما يتلى عليكم " قيل :أي إل محرم ما يتلى عليكم كقوله " :حرمت
عليكم الميتة " أو إل ما يتلى عليكم آية تحريمه " غير محلي الصيد "
حال من الضمير في " لكم " وقيل :من واو " أوفوا " وقيل :استثناء،
وهو تعسف ،والصيد يحتمل المصدر والمفعول " وأنتم حرم " حال عما
استكن في " محلي " والحرم جمع حرام وهو المحرم ،وسيأتي تفسير
اليات في كتاب الحج إن شاء ال تعالى " .والمنخنقة " قال الطبرسي
رحمه ال تعالى :هي التي تدخل رأسها بين شعبين من شجر فتختنق )(4
وتموت عن السدي ،وقيل :هي التي تخنق بحبل الصائد وتموت
) (1النساء (2) .160 :اضاف في المصدر :وقال :قل يا محمد " :فأتوا بالتوراة
فاتلوها " حتى يتبين انه كما قلت ل كما قلتم " ان كنتم صادقين " في
دعواكم ،فاحتج (3) .مجمع البيان (4) .475 :2في المصدر :بين
شعبتين من شجرة فتنخنق.
][107
عن الضحاك وقتادة ،وقال ابن عباس :كان أهل الجاهلية يخنقونها فيأكلونها "
والموقوذة " هي التي تضرب حتى تموت عن ابن عباس ،والسدي،
والوقذ :شدة الضرب يقال :وقذتها أقذها وقذا وأوقذتها إيقاذا :إذا أثخنتها
ضربا " .والمتردية " وهي التي تقع من جبل أو موضع عال أو تقع في
بئر فتموت عن ابن عباس وغيره ،ومتى وقع في بئر ول يقدر على تذكيته
جاز أن يطعن ويضرب ) (1في غير المذبح حتى يبرد ثم يؤكل" .
والنطيحة " وهي التي تنطحها غيرها فتموت ،وإنما تثبت فيها الهاء ،وإن
كان فعيل بمعنى المفعول ل تثبت فيها الهاء ،مثل لحية دهين وعين كحيل
وكف خضيب لنها ادخلت في حيز السماء ،وقال بعض الكوفيين :إنما
تحذف الهاء من فعيلة بمعنى مفعولة إذا كانت صفة لسم قد تقدمها مثل
كف خضيب وعين كحيل ،فأما إذا حذف الكف والعين وما يكون فعيل نعتا
له واجتزؤا بفعيل أثبتوا فيه ها التأنيث ليعلم بثبوتها فيه أنها صفة لمؤنث
فيقال :رأينا كحيلة وخضيبة " .وما أكل السبع " أي وحرم عليكم ما أكله
السبع بمعنى قتله السبع ،وهو فريسة السبع عن ابن عباس وغيره " .إل
ما ذكيتم " يعني ال ما أدركتم ذكاته فذكيتموه من هذه الشياء ،وروي عن
السيدين الباقر والصادق عليهما السلم أن أدنى ما تدرك به الذكاة أن
تدركه يتحرك اذنه أو ذنبه أو يطرف عينه .واختلف في الستثناء إلى ماذا
يرجع ؟ فقيل :يرجع إلى جميع ما تقدم ذكره من المحرمات سوى ما ل
يقبل من الخنزير ) (2والدم عن علي عليه السلم وابن عباس .وقيل :هو
استثناء من التحريم ل من المحرمات لن الميتة ل ذكاة لها وللخنزير
فمعناه حرمت عليكم سائر ما ذكر ال ما ذكيتم مما أحله ال لكم بالتذكية
فانه
) (1في المصدر :ويضرب بالسكين (2) .في المصدر :سوى ما ل يقبل الذكاة من
الخنزير.
][108
حلل لكم انتهى ) .(1وقيل :الستثناء راجع إلى الخير فقط .ثم قال رحمه ال:
ومتى قيل ما وجه التكرار في قوله " :والمنخنقة والموقوذة " إلى آخر ما
عدد تحريمه مع أنه افتتح الية بقوله " :حرمت عليكم الميتة " وهي تعم
جميع ذلك ،وان اختلفت أسباب الموت من خنق أو ترد أو نطح أو إهلل
لغير ال به أو أكل سبع .فالجواب :أن الفائدة في ذلك أنهم كانوا ل يعدون
الميتة ال ما مات حتف أنفه من دون شئ من هذه السباب ،فأعلمهم ال
سبحانه أن حكم الجميع واحد ،وأن وجه الستباحة هو التذكية المشروعة
فقط .قال السدي :إن ناسا من العرب كانوا يأكلون جميع ذلك ول يعدونه
ميتا :إنما يعدون الميت الذي يموت من الوجع " .وما ذبح على النصب "
أي الحجارة التي كانوا يعبدونها وهي الوثان يعني حرم عليكم ما ذبح
على اسم الوثان ،وقيل :معناه ما ذبح للوثان تقربا إليها واللم وعلى
يتعاقبان ،أل ترى إلى قوله سبحانه " :فسلم لك من أصحاب اليمين )(2
" بمعنى عليك ،وكانوا يقربون ويلطخون الوثان بدمائها ،قال ابن جريح )
:(3ليست النصب أصناما إنما الصنام ما يصور وينقش ،بل كانت حجارة
منصوبة حول الكعبة ) (4وكانت ثلثمائة وستين حجرا ،وقيل :كانت
ثلثمائة منها لخزاعة ،وكانوا إذا ما ذبحوا نضحوا الدم على ما أقبل من
البيت وشرحوا الدم ) (5وجعلوه على الحجارة ،فقال المسلمون :يا رسول
ال كان أهل الجاهلية يعظمون البيت بالدم فنحن أحق بتعظيمه فأنزل ال
) (1مجمع البيان (2) .158 - 156 :3الواقعة (3) .91 :الصحيح :ابن جريج
بالجيم في أوله وآخره (4) .في المصدر :ما تصور وتنقش بل كانت
احجارا منصوبة حول الكعبة (5) .في المصدر :وشرحوا اللحم.
][109
سبحانه " :لن ينال ال لحومها ول دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ) " ." (1وأن
تستقسموا بالزلم " موضعه رفع ،أي وحرم عليكم الستقسام بالزلم
ومعناه طلب قسم الرزاق بالقداح التي كانوا يتفألون بها في أسفارهم
وابتداء امورهم وهي سهام كانت للجاهلية مكتوب على بعضها :أمرني
ربي ،وعلى بعضها :نهاني ربي وبعضها غفل ) (2لم يكتب عليها شئ فإذا
أرادوا سفرا أو أمرا يهتمون به ضربوا تلك القداح فان خرج السهم الذي
عليه " :أمرني ربي " مضى الرجل لحاجته ،وإن خرج الذي عليه "
نهانى ربي " لم يمض ،وإن خرج ما ليس عليه شئ أعادوها ،فبين ال
تعالى أن العمل بذلك حرام عن الحسن وجماعة من المفسرين ،ثم ذكر ما
سيأتي عن علي بن إبراهيم ،ثم قال :وقيل :هي كعاب فارس والروم التي
كانوا يتقامرون بها عن مجاهد ،وقيل :الشطرنج عن سفيان بن وكيع "
ذلكم فسق " معناه أن جميع ما سبق ذكره فسق ،أي ذنب عظيم وخروج
عن طاعة ال إلى معصيته عن ابن عباس ،وقيل :إن " ذلكم " إشارة إلى
الستقسام بالزلم ،أي أن ذلك الستقسام فسق وهو الظهر انتهى ).(3
وقيل على الول :وسبب التحريم أنه دخول في علم الغيب وضلل باعتقاد
أن ذلك طريق إليه ،وافتراء على ال إن اريد بربي ال ،وجهالة وشرك إن
اريد به الصنم ،وعلى هذا يفهم منه تحريم الستخارة المشهورة التي قال
الكثر بجوازها بل باستحبابها وتدل عليه الروايات :فل يكون سبب
التحريم ما ذكر بل مجرد النص المخصوص و تكون الستخارة خارجة
عنه بالنص ،فان الظاهر أن خصوص ما كانوا يفعلونه من اقتراح أنفسهم
ل طريق إليه شرعا ،والروايات طرق شرعية وحجة بالغة ،وليس هذا مثل
ذلك كذا ذكره بعض المحققين.
) (1الحج (2) .37 :الغفل :مال علمة فيه من القداح والدواب وغيرهما(3) .
مجمع البيان 157 :3و .158
][110
وأقول :يظهر من بعض الخبار أيضا أنهم كانوا يضربون بالقداح عند آلهتهم
ويتوسلون في ذلك إليهم فيمكن أن يكون كونه فسقا من هذه الجهة أيضا.
ثم إن اليات المعترضة بين تلك اليات وبين قوله " :فمن اضطر "
اعتراض بما يوجب التجنب عنها وهو أن تناولها فسوق وحرمتها من
جملة الدين الكامل والنعمة التامة والسلم المرضي .وأقول :ل يبعد تغيير
نظم اليات عن الترتيب المنزل لدللة الروايات المتواترة من طرق الخاصة
والعامة أنها نزلت في ولية أمير المؤمنين عليه السلم التى نزلت يوم
الغدير ،فلعلهم تعمدوا ذلك تبعيدا للذهان عن فهم المراد " .فمن اضطر
في مخمصة " في المجمع معناه فمن دعته الضرورة في مجاعة حتى ل
يمكنه المتناع من أكله عن ابن عباس وغيره " غير متجانف لثم " أي
غير مائل إلى إثم ،وهو نصب على الحال ،يعني فمن اضطر إلى أكل الميتة
وما عدد ال تحريمه عند المجاعة الشديدة غير متعمد لذلك ول مختار له
ول مستحل ) (1فان ال سبحانه أباح تناول ذلك له قدر ما يمسك به رمقه
بل زيادة عليه عن ابن عباس وغيره ،وبه قال أهل العراق ،وقال أهل
المدينة :يجوز أن يشبع منه عند الضرورة ،وقيل :إن معنى قوله " :غير
متجانف لثم " غير عاص بأن يكون باغيا أو عاديا أو خارجا في معصية
عن قتادة " .فان ال غفور رحيم " في الكلم محذوف دل ما ذكر عليه،
والمعنى فمن اضطر إلى ما حرمت عليه غير متجانف لثم فأكله فان ال
غفور لذنوبه ساتر عليه أكله ل يؤاخذه به ،وليس يريد أن يغفر له عقاب
ذلك الكل ول يستحق ) (2العقاب على فعل المباح ،وهو رحيم أي رفيق
بعباده ،ومن رحمته أباح لهم ما حرم عليهم في حال الخوف على النفس.
" يسألونك " يا محمد " ماذا احل لهم " معناه أي
) (1في المصدر :ول مستحل له (2) .في المصدر :لنه اباحه له ول يستحق.
][111
شئ احل لهم ؟ أي يستخبرك المؤمنون ماذا احل لهم من المطاعم والمآكل ؟ وقيل:
من الصيد والذبائح " قل احل لكم الطيبات " منها وهي الحلل الذي أذن
لكم ربكم في أكله من المأكولت والذبائح والصيد عن الجبائي وأبي مسلم،
وقيل :مما لم يرد بتحريمه كتاب ول سنة ،وهذا أولى لما ورد أن الشياء
كلها على الطلق والباحة حتى يرد الشرع بالتحريم ،وقال البلخي:
الطيبات ما يستلذ ) " .(1اليوم احل لكم الطيبات " قال رحمه ال :هذا
يقتضي تحليل كل مستطاب من الطعمة إل ما قام الدليل على تحريمه ).(2
أقول :سيأتي تفسير الية في باب ذبائح الكفار إن شاء ال " .ل تحرموا "
قال في المجمع :هو يحتمل وجوها :منها :أن يريد ل تعتقدوا تحريمها.
ومنها :أن يريد ل تظهروا تحريمها .ومنها :أن يريد ل تحرموها على
غيركم بالفتوى والحكم .ومنها :أن ل تجروها مجرى المحرمات في شدة
الجتناب .ومنها :أن يريد ل تلتزموا تحريمها بنذر أو يمين ،فوجب حمل
الية على جميع هذه الوجوه ،والطيبات :اللذيذات التي تشتهيها النفوس
وتميل إليها القلوب وقد يقال :الطيب بمعنى الحلل كما يقال :يطيب له كذا
أي يحل له ،ول يليق ذلك بهذا الموضع ) .(3أقول :فيه نظر وقد مضى
الكلم منا فيه ،ويحتمل أن يكون المراد بالطيب ما لم يكن فيه جهة قبح
وخبث معنوي ،وكل ما أحله ال فهو كذلك فذكره لتعليل الحكم ،فكأنه قال:
ل تحرموا ما أحل ال لكم فان كل ما أحله لكم ليس فيه قبح وخباثة ،فلم
تحرمونها على أنفسكم ؟
) (1مجمع البيان (2) .161 - 159 :3 :مجمع البيان (3) .162 :3مجمع البيان
.236 :3
][112
" وكلوا مما رزقكم ال " قال المحقق الردبيلي رحمه ال :أي ل تحرموا على
أنفسكم ما أحل ال لكم ورزقكم ول تجتنبوا منه تنزها بل كلوا فان جميع ما
رزقكم ال حلل طيب ،فحلل حال مبينة ل مقيدة وكذلك طيبا ،ويحتمل
التقييد ويكون سبب التقييد ما تقدم فيما قبل من قوله " :ل تحرموا طيبات
ما أحل ال لكم " حيث نهى هناك عن تحريم طيبات ما أحل ال ،أي ما
طاب ولذ منه ،فانه قيل :الظاهر أن قيد طيبات ما أحل ال للوقوع وأنه
محل للتحريم وإل جعل جميع ما أحل ال حراما منهيا ،ويحتمل أن يكون
الضافة بيانية أيضا ،وروي عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه وصف
القيامة لصحابه يوما وبالغ في إنذارهم فرقوا فاجتمعت جماعة من
الصحابة في بيت عثمان بن مظعون واتفقوا على أن ل يزالوا صائمين
قائمين وأن ل يأكلوا اللحم ول يناموا على الفراش ول يقربوا النساء
والطيب ويرفضوا لذات الدنيا ويلبسوا المسوح ،أي الصوف ،ويسيحوا في
الرض أي يسيروا ،فبلغ رسول ال صلى ال عليه وآله ذلك فقال :إني لم
اؤمر بذلك ،إن لنفسكم عليكم حقا فصوموا وأفطروا وقوموا وناموا فاني
أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآكل اللحم والدسم ،فمن رغب عن سنتي فليس
مني والرواية مشهورة .أو لن النفس إليه أميل فهو مظنة التحريم فل
دللة في الية على أن الرزق قد يكون حلل وقد يكون حراما ،فالحرام
أيضا يكون رزقا كما هو معتقد الجهال والعوام الذين يأكلون أموال الناس
ويقولون :هذا رزقنا ال إياه ،وهو مقتضى مذهب الشاعرة وأشار إليه
البيضاوي بأنه لو لم يقع الرزق على الحرام لم يكن لذكر الحلل فائدة
زائدة ،وهو خيال باطل إذ ما يحتاج ذكر كل شئ إلى فائدة زائدة مع
وجودها ،وهي هنا الشارة إلى عدم معقولية المنع بأن ذلك حلل رزقكم
ال فل معنى للتحريم والمنع .وبالجملة القيد قد يكون للكشف والبيان ،وقد
يكون للشارة إلى عدم معقولية الجتناب ،وأن ذلك الوصف هو الباعث
لمذمة التارك ،وقد يكون لغير ذلك ،وهنا يكفي الولن فالية دلت على عدم
جواز التجاوز عن حدود ال والتشريع
][113
وعدم حسن الجتناب عما أحل ال ،ويحتمل أن يكون باعتقاد التحريم أو
المرجوحية فل ينافي الترك للتزهد ولئل يصير سببا للنوم والكسل وقساوة
القلب ،ولهذا نقل أن رسول ال صلى ال عليه وآله ما أكل خبز الحنطة ول
شبع من خبز الشعير ،وزهد أمير المؤمنين عليه السلم مشهور ،ولكن
ينبغي أن يكون ذلك باعتقاد التأسي إل أنه إذا اجتنب لبعض الفوائد مثل
كونه سببا لقلة النوم وإصلح النفس وتذليلها فالظاهر أنه ل بأس به مع
اعتقاد الحلية انتهى (1) .وقال في المجمع :روي أن أبي عبد ال عليه
السلم أنه قال :نزلت في على عليه السلم و بلل وعثمان بن مظعون،
فاما علي فانه حلف أن لينام الليل أبدا إل ما شاء ال ،وأما بلل فانه حلف
أن ل يفطر بالنهار أبدا ،وأما عثمان بن مظعون فانه حلف أن ل ينكح أبدا.
وقال ابن عباس :يريد من طيبات الرزق اللحم وغيره " .واتقوا ال الذي
أنتم به مؤمنون " هذا استدعاء إلى التقوى بألطف الوجوه ،وتقديره :أيها
المؤمنون بال ل تضيعوا ايمانكم بالتقصير في التقوى فتكون عليكم
الحسرة العظمى واتقوا في تحريم ما أحل ال لكم وفي جميع معاصيه من
به تؤمنون وهو ال سبحانه ،وفي هاتين اليتين دللة على كراهة التخلي
والتفرد والتوحش والخروج عما عليه الجمهور في التأهل وطلب الولد
وعمارة الرض ،وقد روي أن النبي صلى ال عليه وآله كان يأكل الدجاج
والفالوذج وكان يعجبه الحلواء والعسل وقال :إن المؤمن حلو يحب
الحلوة ،وقال :إن في بطن المؤمن زاوية ل يملها إل الحلواء" (2) .
ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح " في المجمع أي إثم
وحرج " فيما طعموا " من الخمر والميسر قبل نزول التحريم .وفي تفسير
أهل البيت عليهم السلم " :فيما طعموا من الحلل " وهذه اللفظة صالحة
للكل والشرب جميعا ،روي عن ابن
) (1زبدة البيان 622 - 621ط المكتبة المرتضوية (2) .مجمع البيان.3 236 :
][114
وأنس وابن عازب ومجاهد وقتادة والضحاك أنه لما نزل تحريم الخمر والميسر
قالت الصحابة :يا رسول ال ما تقول في إخواننا الذين مضوا وهم
يشربون الخمر ويأكلون الميسر ؟ فانزلت هذه الية ،وقيل :إنها نزلت في
القوم الذين حرموا على أنفسهم اللحوم وسلكوا طريق الترهب كعثمان بن
مظعون وغيره فبين ال لهم أنه ل جناح في تناول المباح مع اجتناب
المحرمات " إذا ما اتقوا " شربها بعد التحريم " وآمنوا " بال " وعملوا
الصالحات " أي الطاعات " ثم اتقوا " أي داموا على التقاء " وآمنوا "
أي داموا على اليمان " ثم أتقوا " بفعل الفرائض " وأحسنوا " بفعل
النوافل ،وعلى هذا يكون التقاء الول اتقاء الشرب بعد التحريم والتقآء
الثاني هو الدوام على ذلك ،والتقاء الثالث اتقاء جميع المعاصي وضم
الحسان إليه ،وقيل :إن التقاء الول هو اتقاء المعاصي العقلية التي
يختص المكلف ول يتعداه ،واليمان الول اليمان بال تعالى ،وبما أوجب
ال اليمان به واليمان بقبح هذه المعاصي ووجوب تجنبها ،والتقاء
الثاني هو التقاء عن المعاصي السمعية واليمان بقبحها ووجوب
اجتنابها ،والتقاء الثالث يختص بمظالم العباد ،وربما يتعدى إلى الغير من
الظلم والفساد .وقال أبو علي الجبائي :إن الشرط الول يتعلق بالزمان
الماضي والشرط الثاني يتعلق بالدوام على ذلك والستمرار على فعله،
والشرط الثالث يختص بمظالم العباد ،ثم استدل على أن هذه التقاء يختص
بالمظالم ) (1بقوله " :وأحسنوا " فان الحسان إذا كان متعديا وجب أن
يكون المعاصي التي امروا باتقائها قبله أيضا متعدية وهذا ضعيف لنه ل
تصريح في الية بأن المراد به الحسان المتعدي ول يمتنع أن يريد
بالحسان فعل الحسن والمبالغة فيه وإن اختص الفاعل ول يتعداه ،كما
يقولون لمن بالغ في فعل الحسن :أحسنت وأجملت ،ثم لو سلم أن المراد
به الحسان المتعدي فلم ل يجوز أن يعطف فعل متعد على فعل ل يتعدى ؟
ولو صرح سبحانه وقال :واتقوا القبائح كلها وأحسنوا إلى غيرهم لم
يمتنع ،ولعل أبا علي إنما عدل في الشرط
][115
الثالث عن ذكر الحوال لما ظن أنه ل يمكن فيه ما أمكن في الول والثاني ،و هذا
ممكن غير ممتنع بأن يحمل الشرط الول على الماضي ،والثاني على الحال
والثالث على المنتظر المستقبل ،ومتى قيل :إن المتكلمين عندهم ل واسطة
بين الماضي والمستقبل ،فان الفعل إما أن يكون موجودا فيكون ماضيا،
وإما أن يكون معدوما فيكون مستقبل ،وإنما ذكر الحوال الثلث
النحويون ،فجوابه أن الصحيح أنه ل واسطة في الوجود ) (1كما ذكرت
غير أن الموجود في أقرب الزمان ل يمتنع أن نسميه حال ،ونفرق بينه
وبين الغابر السالف والغابر المنتظر انتهى (2) .وقال بعض المحققين:
لليمان درجات ومنازل كما دلت عليه الخبار الكثيرة وأوائل درجات
اليمان تصديقات مشوبة بالشكوك والشبه على اختلف مراتبها ويمكن
معها الشرك " وما يؤمن أكثرهم بال إل وهم مشركون " ) (3وعنها يعبر
بالسلم في الكثر " قالت العراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا
ولما يدخل اليمان في قلوبكم " ) (4وأواسطها تصديقات ل يشوبها شك
ول شبهة " الذين آمنوا بال ورسوله ثم لم يرتابوا " ) (5وأكثر إطلق
اليمان عليها خاصة " انما المؤمنون الذين إذا ذكر ال وجلت قلوبهم وإذا
تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون " ) .(6وأواخرها
تصديقات كذلك مع كشف وشهود وذوق وعيان ومحبة كاملة ل سبحانه
وشوق تام إلى حضرته المقدسة " يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين
أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل ال ول يخافون لومة لئم ذلك فضل
ال يؤتيه من
) (1في المصدر :ل واسطة في الموجود بين المعدوم والموجود (2) .مجمع البيان:
240 :3و (3) .241يوسف (4) .106 :الحجرات (5) .14 :الحجرات:
(6) .15النفال.2 :
][116
يشاء " ) (1وعنها العبارة تارة بالحسان " الحسان أن تعبد ال كأنك تراه فان لم
تكن تراه فانه يراك " واخرى باليقان " وبالخرة هم يوقنون " ) (2وإلى
المراتب الثلثة الشارة بقوله عزوجل " :ليس على الذين آمنوا وعملوا
الصالحات جناح فيما طعموا إذ ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا
وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا وال يحب المحسنين " ) (3وإلى مقابلته التي
هي مراتب الكفر الشاره بقوله جل وعز " :إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم
آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن ال ليغفر لهم ول ليهديهم سبيل ".
) (4أقول :وسيأتي تحقيق ذلك في كتاب اليمان والكفر .وقال الرازي :فان
قيل :لم شرط رفع الجناح على تناول المطعومات بشرط اليمان والتقوى
مع أن من المعلوم أن من لم يؤمن ومن لم يتق ثم تناول شيئا من المباحات
فانه ل جناح عليه في ذلك التناول ،بلى عليه جناح في ترك اليمان و في
ترك التقوى ؟ قلنا :ليس هذا للشتراط بل لبيان أن أولئك القوام الذين
نزلت فيهم هذه الية كانوا على هذه الصفة ثناء عليهم (5) .وقال
الطبرسي :والجل المرتضى علي بن الحسين الموسوي قدس ال روحه
ذكر في بعض مسائله أن المفسرين تشاغلوا بايضاح الوجه في التكرار
الذي تضمنه هذه الية وظنوا أنه المشكل فيها وتركوا ما هو أشد إشكال
من التكرار وهو أنه تعالى نفى الجناح عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
فيما يطعمونه بشرط التقاء واليمان وعمل الصالحات واليمان وعمل
الصالحات ليس بشرط في نفي الجناح ،فان المباح إذا وقع من الكافر فل
إثم عليه ول وزر.
) (1المائدة (2) .54 :البقرة (3) .4 :المائدة (4) .93 :النساء (5) .137 :تفسير
الرازي.
][117
وقال :ولنا في حل هذه الشبهة طريقان :أحدهما أن يضم إلى المشروط المصرح
بذكره غيره حتى يظهر تأثير ما شرط فيكون تقدير الية :ليس على الذين
آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا وغيره إذا ما اتقوا وآمنوا
وعملوا الصالحات لن الشرط في نفي الجناح لبد من أن يكون له تأثير
حتى يكون متى انتفى ثبت الجناح ،وقد علمنا أن باتقاء المحارم ينتفي
الجناح فيما يطعم فهو الشرط الذى ل زيادة عليه ،ولما ولي ذكر التقاء
اليمان وعمل الصالحات ول تأثير لهما في نفي الجناح علمنا انه أضمر ما
تقدم ذكره ليصح الشرط ويطابق المشروط ،لن من اتقى الحرام فيما ل
يطعم ل جناح عليه فيما يطعمه ،ولكنه قد يصح أن يثبت عليه الجناح فيما
أخل به من واجب أو ضيعه من فرض ،فإذا شرطنا أنه وقع اتقاء القبيح
ممن آمن بال وعمل الصالحات ارتفع الجناح عنه من كل وجه ،وليس
بمنكر حذف ما ذكرناه لدللة الكلم عليه فمن عادة العرب أن يحذفوا ما
يجري هذا المجرى ويكون قوة الدللة عليه مغنية عن النطق به ،ومثله
قول الشاعر :تراه كأن ال يجدع أنفه * وعينيه ان موله بات ) (1له وفر
لما كان الجدع ل يليق بالعين وكانت معطوفة على النف الذي يليق الجدع
به أضمر ما يليق بالعين من الفقوء وما جرى مجراه ) .(2والطريق
الثاني :هو أن يجعل اليمان وعمل الصالحات هنا ليس بشرط حقيقي وإن
كان معطوفا على الشرط ،فكأنه تعالى لما أراد أن يبين وجوب اليمان
وعمل الصالحات عطفه على ما هو واجب من اتقاء المحارم لشتراكهما
في الوجوب ،وإن لم يشتركا في كونهما شرطا في نفي الجناح فيما يطعم،
وهذا توسع في البلغة يحار فيه العقل استحسانا واستغرابا انتهى كلمه
رحمه ال .وقد قيل أيضا في الجواب في ذلك :إن المؤمن يصح أن يطلق
عليه أنه ل جناح عليه والكافر مستحق للعقاب مغمور فل يطلق عليه هذا
اللفظ ،وأيضا فان الكافر قد سد
) (1في المصدر :ثاب له وفر (2) .في المصدر :من البخص وما يجرى مجراه.
][118
على نفسه طريق معرفة التحليل والتحريم فلذلك خص المؤمن بالذكر ،وقوله "
وال يحب المحسنين " أي يريد ثوابهم وإجللهم واكرامهم وتجليلهم،
ويروى أن قدامة بن مظعون شرب الخمر في أيام عمر بن الخطاب فأراد
أن يقيم عليه الحد فقال " :ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح
" الية ،فأراد عمر أن يدرأ عنه الحد فقال علي عليه السلم أديروه على
الصحابة فان لم يسمع أحدا منهم قرأ عليه آية التحريم فادرأوا عنه الحد،
وإن كان قد سمع فاستتيبوه وأقيموا عليه الحد فان لم يتب وجب عليه
القتل ) .(1وأقول :يمكن أن يقال في جواب الشبهة التي أوردها السيد
رضي ال عنه :ل نسلم أن المباح على الكافر مباح ،ويمكن أن تكون
الباحة مشروطة باليمان كما أن صحة العبادات مشروطة به كما يظهر
من كتاب أمير المؤمنين عليه السلم إلى أهل مصر مع محمد بن أبي بكر
وغيره من الخبار أن ال ل يحاسب المؤمن على لذات الدنيا و يحاسب
غيره عليها ،وإنما أباحها للمؤمنين ،فالمراد بعمل الصالحات ولية الئمة
عليهم والسلم وبالتقوى ترك الطعمة المحرمة فيستفاد من الية عدم
الجناح على المؤمنين في أي شئ أكلوا وشربوا إذا اجتنبوا المأكولت
والمشروبات المحرمة ،وثبوت الجناح على المؤمنين إذا أكلوا وشربوا
الحرام ،وعلى غيرهم مطلقا لعدم حصول شرط الباحة فيهم ويحتمل على
وجه بعيد أن يكون المراد أن صرف المستلذات ل يضر لمن كمل إيمانه
وإنما يضر الناقصين الذين يصير ذلك سببا لطغيان نفوسهم وغلبة
الشهوات المحرمة عليهم ،فالرياضات البدنية مستحبة مطلوبة لمثال
هؤلء لتكميل نفوسهم وإخراج الشهوات وحب اللذات عن قلوبهم " .قل ل
يستوي الخبيث والطيب " قال في المجمع ) :(2لما بين سبحانه الحلل و
الحرام بين أنهما ل يستويان ،فقال سبحانه " :قل " يا محمد " :ل
يستوى " أي ل يتساوى " الخبيث والطيب " أي الحرام والحلل عن
الحسن والجبائي ،وقيل :الكافر والمؤمن
) (1مجمع البيان (2) .242 - 240 :3مجمع البيان .249 :3
][119
عن السدي " ولو أعجبك " أيها السامع أو أيها النسان " كثرة الخبيث " أي
كثرة ما تراه من الحرام لنه ل يكون في الكثير من الحرام بركة ،ويكون
في القليل من الحلل بركة ،وقيل :إن الخطاب للنبي صلى ال عليه وآله
والمراد امته " فاتقوا ال " أي فاجتنبوا ما حرم ال عليكم " يا اولي
اللباب " يا ذوي العقول " لعلكم تفلحون " أي لتفلحوا و تفوزوا بالثواب
العظيم والنعيم المقيم انتهى .وأقول :يمكن تعميم الطيب والخبيث بحيث
يشمل كل ما فيه جهة خبث ورداءة واقعية سواء كان إنسانا أو مال أو
مأكول أو مشروبا ،فانه ل يستوي مع الطيب الطاهر من ذلك الجنس وإن
كان الخبيث أكثر ،أي ليس مدار القبول والكمال على الكثرة بل على الحسن
والطيب الواقعيين ،ول يخفى أنه ل يدخل فيهما الخبيث والطيب اللذين
اصطلح عليها الصحاب من كون الشئ مرغوبا للناس أو عدمه " ما حرم
عليكم أي بقوله " :حرمت عليكم الميتة " " .إل ما اضطررتم إليه " مما
حرم عليكم فانه أيضا حلل حال الضرورة " وإن كثيرا ليضلون " بتحليل
الحرام وتحريم الحلل " بأهوائهم بغير علم " أي بتشهيهم بغير تعلق
بدليل يفيد العلم " إن ربك هو أعلم بالمعتدين " أي المتجاوزين الحق إلى
الباطل والحلل إلى الحرام .أقول :ويدل على أن الصل في المأكولت ل
سيما في الذبايح الحل ول يجوز الحكم بالتحريم إل بدليل ،وأنه تحل
المحرمات عند الضرورة أي ضرورة كانت " .هو الذي أنشأ " في
المجمع :أي خلق وابتدأ على مثال " (1) :جنات " أي بساتين فيها
الشجار المختلفة " معروشات " مرفوعات بالدعائم ،قيل :هو ما عرشه
من الكروم ونحوها عن ابن عباس ،وقيل :عرشها أن يجعل لها حظائر
كالحيطان " وغير معروشات " يعني ما خرج من قبل نفسه في البراري
والجبال من أنواع الشجار عن ابن عباس ،وقيل :غير مرفوعات بل قائمة
على اصولها مستغنية عن التعريش " والنخل
][120
والزرع " أي أنشأ النخل والزرع " مختلفا اكله " أي طعمه ،وقيل :ثمره ،وقيل:
هذا وصف للنخل والزرع جميعا فخلق سبحانه بعضها مختلف اللون
والطعم والرائحة والصورة ،وبعضها مختلفا في الصورة متفقا في الطعم،
وبعضها مختلفا في الطعم متفقا في الصورة ،وكل ذلك يدل على توحيده
وعلى أنه قادر على ما يشاء عالم بكل شئ " والزيتون والرمان متشابها
" ) (1في الطعم واللون والصورة " وغير متشابه " إذا أثمر فيها ،وإنما
قرن الزيتون إلى الرمان لنهما متشابهان باكتنان ) (2الوراق في
أغصانها " كلوا من ثمره إذا أثمر " المراد به الباحة وإن كان بلفظ
المر ،قال الجبائي وجماعة :هذا يدل على جواز الكل من الثمر وإن كان
فيه حق الفقراء انتهى ) .(3وأقول :الضمير في " ثمره " راجع إلى كل
من المذكورات فيدل على إباحة الجميع مع أن ذكرها في مقام المتنان
أيضا يدل على ذلك " :وآتوا حقه يوم حصاده " قيل :هي الزكاة ،وفي
أخبارنا أنه غير الزكاة ،وسيأتي إنشاء ال في محله " ول تسرفوا " أي
في التيان والصدقة أو في الكل قبل الحصاد أو مطلقا ،وقيل :أي ل تنفقوا
في المعصية وقد مر تفسير سائر اليات في باب النعام إلى قوله تعالى" :
قل ل أجد فيما اوحي إلي محرما على طاعم يطعمه " أي طعاما محرما
على آكل يأكله ،والمراد بالوحي ما في القرآن أو العم ،وفيه تنبيه على أن
ل تحريم إل بوحي ل بغيره فانه ل ينطق عن الهوى إن هو إل وحي يوحى
" إل " أن يكون الطعام " ميتة أو دما مسفوحا " .قال الطبرسي -رحمه
ال -أي مصبوبا وإنما خص المصبوت بالذكر لن ما يختلط باللحم منه
مما ل يمكن تخليصه منه معفو مباح ) " (4أو لحم خنزير " إنما خص
الشياء الثلثة هنا بذكر التحريم مع أن غيرها محرم فانه سبحانه ذكر في
المائدة تحريم المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وغيرها ،لن جميع
ذلك
) (1في المصدر " :والزيتون والرمان " أي وأنشأ الزيتون والرمان " متشابها
" (2) .في النسخة المخطوطة " :باكثار " وفى المصدر :باكتناز(3) .
مجمع البيان 374 :4و (4) .375في المصدر :معفو عنه مباح.
][121
يقع عليه اسم الميتة فيكون في حكمها فأجمل ههنا وفصل هناك وأجود من هذا أن
يقال :خص هذه الشياء بالتحريم تعظيما لحرمتها ،وبين تحريم ما عداها
في مواضع اخر :إما بنص القرآن أو بوحي غير القرآن وأيضا فان هذه
السورة مكية والمائدة مدنية فيجوز أن يكون غير ما في الية من
المحرمات إنما حرم فيما بعد .والميتة عبارة عما كان فيه حياة ففقدت من
غير تذكية شرعية " فانه رجس " أي نجس ،والرجس :اسم لكل شئ
مستقذر منفور عنه ،والرجس أيضا :العذاب ،والهاء في قوله " :فانه "
عائد إلى ما تقدم ذكره انتهى ) .(1وقيل :الضمير راجع إلى الخنزير أو
لحمه وقذارته لتعوده أكل النجاسة " .أو فسقا " قال البيضاوي :عطف
على لحم خنزير ،وما بينهما اعتراض للتعليل " اهل لغير ال به " صفة
له موضحة ،وإنما سمي ما ذبح على اسم الصنم فسقا لتوغله في الفسق
ويجوز أن يكون " فسقا " مفعول له من " اهل " وهو عطف على "
يكون " والمستكن فيه راجع إلى ما رجع إليه المستكن في " يكون " )
" .(2وعلى الذين هادوا " أي على اليهود في أيام موسى عليه السلم "
حرمنا كل ذي ظفر " في المجمع :اختلف في معناه فقيل هو كل ما ليس
بمنفرج الصابع كالبل والنعام والوز والبط عن ابن عباس وابن جبير
وغيرهما ،وقيل :هو البل فقط وقيل يدخل فيه كل السباع والكلب
والسنانير وما يصطاد بظفره وقيل :كل ذي مخلب من الطير وكل ذي حافر
من الدواب " ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما " من الثرب )(3
وشحم الكلى وغير ذالك " إل ما حملت ظهورهما " من الشحم وهو اللحم
السمين فانه لم يحرم عليهم " أو الحوايا " أي ما حملته الحوايا من
الشحم ،والحوايا هي المباعر ،وقيل :هي بنات اللبن وقيل :هي المعاء
التي عليها الشحوم ).(4
) (1مجمع البيان (2) .378 :4انوار التنزيل (3) :الثرب :الشحم الرقيق الذى على
الكرش والمعاء (4) .مجمع البيان (*) .379 :4
][122
وقال البيضاوي :هي جمع حاوية أو حاوياء كقاصعاء وقواصع أو حوية كسفينة
وسفائن ،وقيل :هو عطف على " شحومهما " و " أو " بمعنى الواو) .
" (1أو ما اختلط بعظم " في الكشاف وغيره :هو شحم اللية لتصالها
بالعصعص ) (2وقيل :المخ ،وفي الكنز :هو شحم الجنب واللية لنها
مركبة على العصعص ،ودخول شحم الجنب فيما حملت الظهور أظهر،
وقيل :وفي الية دللة على حل هذه الشياء في شريعتنا ،وإل لما كان
لتخصيص اليهود بالتحريم معنى ،ويدل أيضا على التخصيص قوله
سبحانه " :ذلك جزيناهم ببغيهم " مع معاونة قرائن ل تخفى " (3) .وإنا
لصادقون " في المجمع :أي في الخبار عن التحريم وعن بغيهم وفي كل
شئ وفي أن ذلك التحريم عقوبة لوائلهم ومصلحة لما بعدهم إلى وقت
النسخ (4) .وقال رحمه ال في قوله " :ولقد مكناكم في الرض " :أي
مكناكم من التصرف فيهما وملكناكموها وجعلناها لكم قرارا " وجعلنا لكم
فيها معايش " أي ما تعيشون به من أنواع الرزق ووجوه النعم والمنافع،
وقيل :يريد المكاسب والقدار عليها بالعلم والقدرة واللت " قليل ما
تشكرون " أي أنتم مع هذه النعم التي أنعمناها عليكم لتشكروا قد قل
شكركم ) " (5وكلوا واشربوا " صورته صورة المر والمراد به الباحة
وهو عام في جميع المباحات " ول تسرفوا " أي ول تجاوزوا الحلل إلى
الحرام ،قال مجاهد :لو أنفقت مثل أحد في طاعة ال لم تكن مسرفا ،ولو
أنفقت درهما أو مدا في معصية ال لكان إسرافا ،وقيل :معناه ل تخرجوا
عن حد الستواء في زيادة المقدار
) (1انوار التنزيل (2) .العصعص :عظم الذنب (3) .الكشاف (4) .مجمع البيان :4
379فيه :لمن بعدهم (5) .مجمع البيان .400 :4
][123
وقد حكي أن الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق فقال ذات يوم لعلي بن الحسين
بن واقد :ليس في كتابكم من علم الطب شئ ؟ والعلم علمان :علم الديان
وعلم البدان فقال له علي :قد جمع ال الطب كله في نصف آية من كتابه
وهو قوله " :كلوا و اشربوا ول تسرفوا " وجمع نبينا صلى ال عليه
وآله الطب في قوله :المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء وأعط كل
بدن ما عودته " فقال الطبيب :ما ترك كتابكم ول نبيكم لجالينوس طبا.
وقيل :معناه ل تأكلوا محرما ول باطل على وجه ل يحل ،وأكل الحرام وإن
قل إسراف ومجاوزة الحد وما استقبحه العقلء وعاد بالضرر عليكم فهو
إسراف أيضا ل يحل كمن يطبخ القدر بماء الورد ويطرح فيها المسك،
وكمن ل يملك إل دينارا فاشترى به طيبا وتطيب به وترك عياله محتاجين
" إنه ل يحب المسرفين " أي يبغضهم .ولما حث سبحانه على تناول
الزينة عند كل مسجد وندب إليه وأباح الكل والشرب ونهى عن السراف
وكان قوم من العرب يحرمون كثيرا من هذا الجنس ،حتى أنهم كانوا
يحرمون السمون واللبان في الحرام وكانوا يحرمون السوائب والبحائر
أنكر عز اسمه ذلك عليهم فقال " :قل " يا محمد " :من حرم زينة ال
التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " أي من حرم الثياب التي يتزين
بها الناس مما أخرجها ال من الرض لعباده " والطيبات من الرزق "
قيل :هي المستلذات من الرزق ،وقيل :هي المحللت والول أظهر
لخلوصها يوم القيمة للمؤمنين " قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا
خالصة يوم القيامة " قال ابن عباس :يعني أن المؤمنين يشاركون
المشركين في الطيبات في الدنيا فأكلوا من طيبات طعامهم ولبسوا من جياد
ثيابهم ونكحوا من صالح نسائهم ثم يخلص ال الطيبات في الخرة للذين
آمنوا وليس للمشركين فيها شئ ،وقيل :معناه قل :هي في الحياة الدنيا
للذين آمنوا غير خالصة من الهموم والحزان والمشقة
][124
وهي خالصة يوم القيامة عن ذلك " كذلك نفصل اليات " أي كما نميز لكم اليات
وندلكم بها على منافعكم وصلح دينكم ،كذلك نفصل اليات " لقوم يعلمون
" انتهى ) .(1وأقول :يمكن أن يكون تقدير الية :هي للذين آمنوا
مخصوصة بهم وخلقناها لهم حال كونها خالصة لهم يوم القيامة أي
يشركهم الكفار والمخالفون في الدنيا غصبا وخالصة لهم في القيامة ل
يشركونهم فيها ،فيؤيد ما ذكرنا في قوله تعالى " :ليس على الذين آمنوا
" الية وكأنه يؤمي إلى هذا ما ذكره أمير المؤمنين في كتابه إلى أهل
مصر :واعلموا عباد ال أن المتقين حازوا عاجل الخير وآجله ،شاركوا
أهل الدنيا على دنياهم ولم يشاركهم أهل الخرة في آخرتهم ،أباحهم ال
في الدنيا ما كفاهم وبه أغناهم ،قال ال عز اسمه " :قل من حرم زينة ال
" الية .قال الرازي :هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا غير خالصة لهم لن
المشركين شركاؤهم فيها ،خالصة يوم القيامة ل يشركهم فيها أحد ،فإن
قيل :هل قيل :للذين آمنوا ولغيرهم ؟ قلنا :للتنبيه على أنها خلقت للذين
آمنوا على طريق الصالة وأن الكفرة تبع لهم كقوله " ومن كفر فامتعه
قليل ثم أضطره إلى عذاب النار " ثم قال :قرأ نافع :خالصة بالرفع
والباقون بالنصب ،قال الزجاج :الرفع على أنه خبر بعد خبر ،والمعنى قل:
هي ثابتة للذين آمنوا خالصة يوم القيامة .قال أبو علي :يجوز أن يكون "
خالصة " خبر المبتدا ،وقوله " :للذين آمنوا " متعلقا بخالصة ،والتقدير:
هي خالصة للذين آمنوا في الحياة الدنيا ،وأما النصب فعلى الحال ،والمعنى
أنها ثابته للذين آمنوا في حال كونها خالصة لهم يوم القيامة انتهى ).(2
روى الكليني باسناده ) (3عن يونس بن ظبيان أو المعلى بن خنيس قال:
قلت
) (1مجمع البيان (2) .413 :4تفسير الرازي (3) .والسناد هكذا :محمد بن يحيى
عن محمد بن أحمد عن محمد بن عبد ال بن أحمد عن على بن النعمان
عن صالح بن حمزة عن ابان بن مصعب عن يونس بن ظبيان.
][125
لبي عبد ال عليه السلم :مالكم من هذه الرض ؟ فتبسم ثم قال :إن ال تعالى بعث
جبرئيل وأمره أن يخرق بإبهامه ثمانية أنهار في الرض ،منها سيحان
وجيحون وهو نهر بلخ والخشوع وهو نهر الشاش ،ومهران وهو نهر
الهند ،ونيل مصر ودجلة والفرات ،فما سقت أو استقت فهو لنا وما كان لنا
فهو لشيعتنا ،وليس لعدونا منها شئ إل ما غصب عليه ،وإن ولينا لفي
أوسع فيما بين ذه إلى ذه ،يعني بين السماء والرض ثم تل هذه الية" :
قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا " المغصوبين عليها " خالصة " لهم
" يوم القيامة " بل غصب ) .(1ثم قال الطبرسي رحمه ال :في هذه الية
دللة على جواز لبس الثياب الفاخرة وأكل الطعمة الطيبة من الحلل.
وروى العياشي باسناده عن الحسين بن زيد عن عمه عمر بن علي عن
أبيه زين العابدين علي بن الحسين عليه السلم أنه كان يشتري كساء
بخمسين دينارا ،فإذا أصاف ) (2تصدق به ل يرى بذلك بأسا ،ويقول :قل
من حرم زينة ال الية .وباسناده عن يوسف بن إبراهيم قال :دخلت على
أبي عبد ال عليه السلم وعليه جبة خز وطيلسان خز فنظر إلي فقلت:
جعلت فداك هذا خز ما تقول فيه ؟ فقال :وما بأس بالخز ،قلت :وسداه
إبريسم ،قال :ل بأس به فقد أصيب الحسين عليه السلم وعليه جبة خز،
ثم قال :إن عبد ال بن عباس لما بعثه أمير المؤمنين علي عليه السلم إلى
الخوارج لبس أفضل ثيابه وتطيب بأطيب طيبه وركب أفضل مراكبه فخرج
إليهم فواقفهم .قالوا :يابن عباس بينا أنت خير الناس إذا أتيتنا في لباس
الجبابرة ومراكبهم ؟ فتل هذه الية " :قل من حرم زينة ال " إلى آخرها:
فالبس وتجمل فان ال جميل ويحب الجمال وليكن من الحلل .وفي هذه
الية أيضا دللة على أن الشياء على الباحة لقوله تعالى " :من
][126
حرم " فالسمع ورد مؤكدا لما في العقل انتهى ) .(1ثم حصر سبحانه المحرمات
بقوله " :قل حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والثم والبغي بغير
الحق وأن تشركوا بال ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على ال ما ل
تعلمون " وكأنه إشارة إلى أن أكل الطيبات والتمتع بالمستلذات المحللة
ليس بحرام ،بل الحكم بكونه حراما حرام لنه قول على ال بغير علم.
وقيل :الفواحش جميع القبائح والكبائر ما علن منها وما خفي ،وقيل :هي
الزنا ،وقيل :الطواف عاريا ،وقيل :الثم الذنوب والمعاصي ،وقيل :ما دون
الحد وقيل :الخمر والبغي الظلم والفساد ،وقوله " :بغير الحق " تأكيد.
قوله سبحانه " :ويحل لهم الطيبات " في مجمع البيان :معناه يبيح لهم
المستلذات الحسنة ويحرم علهيم القبائح وما تعافه النفس ،وقيل :يحل
لهم ما اكتسبوه من وجه طيب ويحرم عليهم ما اكتسبوه من وجه خبيث،
وقيل :يحل لهم ما حرمه عليهم رهابينهم ) (2وأحبارهم وما كان يحرمه
أهل الجاهلية من البحائر والسوائب ،ويحرم عليهم الميتة والدم ولحم
الخنزير وما ذكر معها انتهى ) .(3وأقول :استدل أكثر أصحابنا على تحريم
كثير من الشياء التي تستقذرها طباع أكثر الخلق بهذه الية ،وفيه نظر إذ
الظاهر من سياق الية مدح النبي صلى ال عليه وآله وشريعته بأن ما
يحل لهم هو طيب واقعا وإن لم نفهم طيبه ،وما يحرم عليهم هو الخبيث
واقعا وإن لم نعلم خبثه ،كالطعام اللذيذ الذي عمل من مال السرقة تستلذه
الطباع وهو خبيث واقعا ،وأكثر الدوية التي يحتاج الناس إليها في غاية
البشاعة والنكارة وتستقذرها الطباع ولم أر قائل بتحريمها فالحمل على
المعنى الذي ل يحتاج إلى تخصيص ويكون موافقا لقواعد المامية من
الحسن والقبح العقليين أولى من الحمل على معنى يحتاج إلى تخصيصات
كثيرة ،بل ما يخرج عنهما أكثر مما يدخل فيهما
) (1مجمع البيان (2) .413 :4جمع البرهان (3) .مجمع البيان .487 :4
][127
كما ل يخفى على من تتبع مواردهما ،ويمكن أن يقال :هذه الية كالصريحة في
الحسن والقبح العقليين ولم يستدل بها الصحاب رضي ال عنهم .وقال
الشهيد الثاني رفع ال درجته في المسالك :والطيب يطلق على الحلل قال
تعالى " :كلوا من طيبات ما رزقناكم " أي من الحلل وعلى الطاهر قال
تعالى " :فتيمموا صعيدا طيبا " ) (1أي طاهرا ،وعلى ما ل أذى فيه
كالزمان الذي ل حر فيه ول برد يقال :هذا زمان طيب ،وما تستطيبه
النفس ول تنفر منه كقوله تعالى " :يسئلونك ماذا احل لهم قل احل لكم
الطيبات " ) (2إذ ليس المراد منها هنا الحلل لعدم الفائدة في الجواب
على تقديره لنهم سألوه أن يبين لهم لهم الحلل ،فل يقول في الجواب:
الحلل ،ول الطاهر لنه إنما يعرف من الشرع توقيفا ،ول ما ل أذى فيه
لن المأكول ل يوصف به ،فتعين المراد ردهم إلى ما يستطيبونه ول
يستخبثونه لردهم إلى عادتهم وما هو مقرر في طباعهم ،ولن ذلك هو
المتبادر من معنى الطيب عرفا ،وفي الخبار ما ينبه عليه ،والمراد بالعرف
الذي يرجع إليه في الستطابة عرف الوساط من أهل اليسار في حالة
الختيار دون أهل البوادي وذوي الضطرار من جفاة العرب فانهم
يستطيبون ما دب ودرج كما سئل بعضهم مما يأكلون ،فقال :كل ما دب
ودرج إل ام جنين .فقال بعضهم :ليهن ام جنين العافية لكونها أمنت أن
تؤكل ،هذا خلصة ما قرره الشيخ في المبسوط وغيره إل أنه فصل أول
المحلل إلى حيوان وغيره وقسم الحيوان إلى حي وغيره ،وقال :ما كان
من الحيوان حيا فهو حرام حيث لم يرد به الشرع ،محتجا بأن ذبح الحيوان
محظور ،وما كان من الحيوان غير حي أو من غيره فهو على أصل الباحة
وفي استثناء الحيوان الحى من ذلك نظر لعموم الدلة والستناد إلى تحريم
ذبحه بدون الشرع في حيز المنع ،فهذا هو الصل الذي يرجع إليه في باب
الطعمة انتهى ).(3
][128
وأقول :قد عرفت ضعف بعض هذا الكلم فيما مضى ،ونقول أيضا :قوله " :ليس
المراد الحلل " في محل المنع لحتمال أن يكون اللم للعهد ،أي ما بينا
لكم حله ،ثم ذكر سائر المحللت بعده ،وذكره لعنوان الطيبات لبيان أن ما
أحللناه لكم هو الطيب واقعا فكذا ما أحللناه لكم ،وقوله " :لنه إنما يعرف
من الشرع " ل يصلح دليل لعدم حمل الجواب عليه بعد بيان ال في كتابه
وعلى لسان نبيه النجاسات فيفيد أن غير النجاسات المنصوص عليها
حلل وما خرج عنها بدليل ،ثم قوله " :لن المأكول ل يوصف به " في
محل المنع لن كثيرا من المأكولت والمشروبات تفسد العقل أو البدن،
وأيضا حصر معنى الطيب فيما ذكره ممنوع إذ يحتمل أن يكون المراد
بالطيب ما لم يكن فيه خبث معنوي وقبح واقعي لتضمنه ضررا دينيا أو
دنيويا وإن أمكن إرجاعه إلى ما ل أذى فيه " .ورزقناهم من الطيبات "
يحتمل بعض الوجوه المتقدمة " فأخرج لكم من الثمرات رزقا لكم " إنما
قال " :من الثمرات " لن جميعها ل تصلح لذلك ،ويحتمل البيان .قال
البيضاوي :رزقا لكم تعيشون به وهو يشمل المطعوم والملبوس وهو
مفعول " أخرج " و " من الثمرات " بيان أو حال منه ،ويحتمل عكس
ذلك ،ويجوز أن يراد به المصدر فينصب بالعلة أو المصدر لن " أخرج "
في معنى " رزق " " .وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره " أي
بمشيته إلى حيث توجهتم " وسخر لكم النهار " فجعلها معدة لنتفاعكم
وتصرفكم ،وقيل :تسخيرها هذه الشياء تعليم كيفية اتخاذها ) .(1وأقول:
الية تدل على حل ثمرات ما يخرج من الرض وجواز النتفاع بها أكل
وشربا ولبسا ،وعلى جواز اتخاذ الفلك وركوبها ،وعلى جواز الشرب من
النهار والوضوء والغسل وسائر النتفاعات بها إل ما أخرجه الدليل ،وكذا
سقي الزروع والشجار ورشها على الرض وغير ذلك من النتفاعات
التي لم يرد نهي عنها
][129
وجعلنا لكم قبلها ) (1والرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شئ
موزون .وجعلنا لكم فيها معايش " تعيشون بها ،وفي المجمع :أي خلقنا
لكم في الرض معايش من زرع أو نبات ،وقيل :معناه أي مطاعم ومشارب
تعيشون بها ،وقيل :هي التصرف في أسباب الرزق في مدة الحياة " ومن
لستم له برازقين " يعني العبيد و الدواب يرزقهم ال تعالى ول ترزقونهم )
.(2وقال البيضاوى :عطف على " معايش " أو محل " لكم "" .
فأسقيناكموه " أي جعلناه لكم سقيا " وما أنتم له بخازنين " أي بحافظين
و ل محرزين بل ال يحفظه ثم يرسله من السماء ثم يحفظه في الرض ثم
يخرجه من العيون بقدر الحاجة " (3) .وإن لكم في النعام لعبرة " قال
البيضاوى :أي دللة يعبر بها من الجهل إلى العلم " نسقيكم مما في بطونه
" استيناف لبيان العبرة وإنما ذكر الضمير ووحده هنا للفظه وأنثه في
سورة المؤمنين للمعنى ،فان النعام اسم جمع ،ومن قال :إنه جمع نعم
جعل الضمير للبعض فان اللبن لبعضها دون جميعها ،أو الواحدة أوله على
المعنى فان المراد به الجنس وقرأ جماعة بالفتح " من بين فرث ودم لبنا
" فانه يخلق من بعض الجزاء الدم المتولد من الجزاء اللطيفة التي في
الفرث ،وهي الشياء المأكولة المنهضمة بعض النهضام في الكرش،
وعن ابن عباس أن البهيمة إذا انعلفت وانطبخ العلف في كرشها كان
أسفله فرثا وأوسطه لبنا وأعله دما ،ولعله إن صح فالمراد أو وسطه
يكون مادة اللبن وأعله مادة الدم الذي يغذي البدن ،لنهما ل يتكونان في
الكرش ويبقى ثفله وهو الفرث ثم يمسكها ريثما يهضمها هضما ثانيا
فيحدث أخلط أربعة معها مائية فيميز القوة المميزة تلك المائية مما زاد
على قدر الحاجة من المريتين وتدفعها إلى الكلية والمرارة والطحال ،ثم
يوزع الباقي على العضاء بتجبنها فيجري
) (1هكذا في النسخ ولعل الصحيح :جعلنا لكم قبلها الرض (2) .مجمع البيان :6
(3) .333انوار التنزيل:
][130
إلى كل حقه على ما يليق به بتقدير الحكيم العليم ،ثم إن كان الحيوان انثى زاد
أخلطها على قدر غذائها لستيلء البرودة والرطوبة على مزاجها فيندفع
الزائد أول إلى الرحم لجل الجنين فإذا انفصل انصب ذلك الزائد أو بعضه
إلى الضروع فيبيض بمجاورة لحومها البيض فيصير لبنا ،ومن تدبر صنع
ال في إحداث الخلط واللبان وإعداد مقارها ومجاريها والسباب المولدة
والقوى المتصرفة فيها كل وقت على ما يليق اضطر إلى القرار بكمال
حكمته وسبوغ رحمته ،و " من " الولى تبعيضية لن اللبن بعض ما في
بطنها ،والثانية ابتدائية كقولك " :سقيت من الحوض " لن بين الفرث
والدم المحل الذي يبتدئ منه الستسقاء وهى متعلقة " بنسقيكم " أو حال
من " لبنا " قدم عليه لتنكيره وللتنبيه على أنه موضع العبرة " خالصا "
صافيا ل يستصحب لون الدم ول رائحة الفرث ،أو مصفى عما يصحبه من
الجزاء الكثيفة بتضييق مخرجه " سائغا للشاربين " سهل المرور في
حلقهم انتهى ) .(1وقال الرازي في تأويل الية :المراد أن اللبن إنما يتولد
من بعض أجزاء الدم ،والدم إنما يتولد من الجزاء اللطيفة التي في الفرث،
وهو الشياء المأكولة الحاصلة في الكرش ،فهذا اللبن متولد من الجزاء
التي كانت حاصلة فيما بين الفرث أول ثم كانت حاصلة فيما بين الدم ثانيا،
وصفاه ال تعالى عن تلك الجزاء الكثيفة الغليظة ،وخلق فيها الصفات
التي باعتبارها صارت لبنا موافقا لبدن الطفل انتهى ) " .(2ومن ثمرات
النخيل والعناب " قيل :متعلق بمحذوف ،أي ونسقيكم من ثمرات النخيل
والعناب من عصيرهما ،وقيل :أي ولكم عبرة فيما أخرج ال لكم من
ثمرات النخيل والعناب ،وقيل :معناه من ثمرات النخيل والعناب ما
تتخذون منه سكرا ،والعرب تضمر ما الموصولة كثيرا ،والعناب عطف
على الثمرات ،والسكر
][131
اختلف المفسرون في معناه فقيل :السكر :الخمر ،والرزق الحسن :التمر والزبيب
والدبس والسيلن والخل ،وقيل " :سكرا " مفعول " تتخذون " على جهة
الستفهام وعامل " رزقا " مقدر ،والتقدير :تتخذون منه سكرا وقد
رزقناكم منه رزقا حسنا ؟ فيكون فيه جمع بين المعاتبة والمنة ،ولذلك
أسند التخاذ إليهم ،وقيل :السكر :الخل ،والرزق الحسن :ما هو خير منه،
وقيل :السكر :كل ما حرم ال من ثمارها خمرا كان أو غيره كالنبيذ والفقاع
وما أشبههما ،والرزق الحسن :ما أحله ال من ثمارهما وقيل :السكر :ما
يشبع ويسد الجوع .وقال علي بن إبراهيم :السكر :الخل ،وروي عن
الصادق عليه السلم أنها نزلت قبل آية التحريم فنسخت بها ) .(1وفيه
دللة على أن المراد به الخمر ،وقد جاء بالمعنيين جميعا ،قيل :وعلى
إرادة الخمر ل يستلزم حلها في وقت لجواز أن يكون عتابا ومنة قبل بيان
تحريمها ،ومعنى النسخ نسخ السكوت عن التحريم ،فل ينافي ما جاء في
أنها لم تكن حلل قط ،وفي مقابلتها بالرزق الحسن تنبيه على قبحها " إن
في ذلك ليات لقوم يعقلون " أي يستعملون عقولهم بالنظر والتأمل في
اليات " .ورزقكم من الطيبات " قال البيضاوى :أي من اللذائذ والحللت،
و " من " للتبعيض فان المرزوق في الدنيا أنموذج منها " أفبالباطل
يؤمنون " وهو أن الصنام ينفعهم ،أو أن من الطيبات ما يحرم عليهم
كالسوائب والبحائر " وبنعمة ال يكفرون " حيث أضافوا نعمه إلى
الصنام أو حرموا ما أحل ال لهم " فكلوا مما رزقكم ال " قال :أمرهم
بأكل ما أحل ال لهم وشكر ما أنعم عليهم بعد ما زجرهم عن الكفر وهددهم
عليه ثم عدد عليهم محرماته ليعلم أن ما عداها حل لهم ،ثم أكد ذلك بالنهي
عن التحريم والتحليل بأهوائهم فقال " :ول تقولوا لما تصف به ألسنتكم "
كما قالوا " :ما في بطون هذه النعام خالصة لذكورنا " الية ،وسياق
الكلم وتصدير الجملة بانما يفيد حصر المحرمات
][132
في الجناس الربعة إل ما ضم إليه دليل كالسباع ،وانتصاب " الكذب " " بل
تقولوا " و " هذا حلل وهذا حرام " مفعول " ل تقولوا " أو " الكذب "
منتصب " بتصف " و " ما " مصدرية ،أي ل تقولوا :هذا حلل وهذا
حرام لوصف ألسنتكم الكذب مبالغة في وصف كلمهم بالكذب ،كما أن
حقيقة الكذب كانت مجهولة ،وألسنتهم تصفها و تعرفها بكلمهم هذا،
ولذلك عد من فصيح الكلم كقولهم " :وجهها يصف الجمال ،وعينها
يصف السحر " " .لتفتروا " تعليل ل يتضمن الغرض " أزواجا " أي
أصنافا سميت بذلك لزدواجها واقتران بعضها ببعض " من نبات " بيان
أو صفة لزواجا وكذلك " شتى " ويحتمل أن يكون صفة للنبات فانه من
حيث أنه مصدر في الصل يستوي فيه الواحد والجمع ،وهو جمع شتيت
كمريض ومرضى ،أي متفرقات في الصور والعراض والمنافع يصلح
بعضها للناس وبعضها للبهائم ،فلذلك قال " :كلوا وارعوا أنعامكم " وهو
حال من ضمير " فأخرجنا " على إرادة القول ،أي أخرجنا أصناف النبات
قائلين :كلوا وارعوا ،والمعنى معدبها لنتفاعكم بالكل والعلف آذنين فيه )
" .(1كلوا من طيبات ما رزقناكم " في المجمع :صورته المر والمراد به
الباحة " ول تطغوا فيه " أي ول تتعدوا فيه فتأكلوه على الوجه المحرم
عليكم ،وقيل :أي ل تتجاوزوا عن الحلل إلى الحرام أو ل تتناولوا من
الحلل للستعانة به على المعصية " فيحل عليكم غضبي " أي فيجب
عليكم عقوبتي ،ومن ضم الحاء فالمعنى فتنزل عليكم عقوبتي ) " (2ماء
بقدر " قيل :بتقدير يكثر نفعه ويقل ضرره أو بمقدار ما علمناه من
صلحهم " فأسكناه " فجعلناه ثابتا مستقرا في الرض " وإنا على ذهاب
به " أي على إزالته بالفساد أو التصعيد أو التعميق بحيث يتعذر استنباطه
" لقادرون " كما كنا قادرين على إنزاله " فأنشانا لكم به " أي بالماء "
لكم فيها " في الجنات " فواكه كثيرة " تتفكهون بها " ومنها " أي ومن
الجنات ثمارها وزروعها " تأكلون " تغذيا أو ترزقون وتحصلون
معايشكم من قولهم :فلن يأكل من حرفته
][133
ويجوز أن يكون الضميران للنخيل والعناب ،أي لكم في ثمرتها أنواع من الفواكه
الرطب والعنب والتمر والزبيب والعصير والدبس وغير ذلك وطعام تأكلونه
" وشجرة " عطف على جنات " تخرج من طور سيناء " جبل موسى
بين مصر وايله ،وقيل :بفلسطين " تنبت بالدهن " أي متلبسا بالدهن
مستصحبا له ،ويجوز أن تكون الباء صلة معدية لتنبت كما في قولك:
ذهبت بزيد " .وصبغ للكلين " عطف على الدهن جار على إعرابه،
عطف أحد وصفي الشئ على الخر ،أي تنبت بالشئ الجامع بين كونه
دهنا يدهن به ويسرج به ،وكونه إداما يصبغ به الخبز أي يغمس به
للئتدام " سخر لكم ما في السموات " بأن جعله أسبابا ) ،(1محصلة
لمنافعكم " وما في الرض " بأن مكنكم من النتفاع به أو بوسط أو بغير
وسط " ظاهرة وباطنة " أي محسوسة ومعقولة أو ما تعرفونه وما ل
تعرفونه " إلى الرض الجرز " أي التي جرز نباتها ،أي قطع وازيل ل
التي ل تنبت لقوله " :فنخرج به زرعا " وقيل :اسم موضع باليمن " تأكل
منها " أي من الزرع " أنعامهم " كالتبن والورق " وأنفسهم " كالحب
والثمر " أفل يبصرون " فيستدلون به على كمال قدرته وفضله "
وأخرجنا منها حبا " جنس الحب " فمنه يأكلون " قدم الصلة للدللة على
أن الحب معظم ما يؤكل ويعاش به " ليأكلوا من ثمره " أي ثمر ما ذكرو
هو الحبات ،وقيل :الضمير ل على طريقة اللتفات والضافة إليه لن
الثمر بخلقه " وما عملته أيديهم " عطف على الثمر والمراد ما يتخذ منه
كالعصير والدبس ونحوهما ،وقيل " :ما " نافية ،والمراد أن التمر بخلق
ال ل بفعلهم " أفل يشكرون " أمر بالشكر لنه إنكار لتركه " خلق
الزواج كلها " أي النواع والصناف " مما تنبت الرض " من النبات
والشجر " ومن أنفسهم " الذكر والنثى " ومما ل يعلمون " وأزواجا
ومما لم يطلعهم ال عليه
) (1زاد في المصدر :ومكنكم من النتفاع به والعروج إليه بسلطان العلم والقدرة
كما قال سبحانه :ل تنفذون ال بسلطان.
][134
ولم يجعل لهم طريقا إلى معرفته ) " (1فأنبتنا فيها حبا " كالحنطة والشعير "
وعنبا وقضبا " يعني الرطبة سميت بمصدر قضبه :إذا قطعه لنها تقضب
مرة بعد اخرى " وحدائق غلبا " أي عظاما ،وصف به الحدائق لتكاثفها
وكثرة أشجارها ،أو لنها ذات أشجار غلظ ،مستعار من وصف الرقاب "
وفاكهة وأبا " أي مرعى من أب :إذا أم لنه يؤم وينتجع ،أو من أب لكذا:
إذا تهيأ له لنه مهيأ للرعي ،أو فاكهة يابسة تؤب للشتاء " متاعا لكم
ولنعامكم " فان النواع المذكورة بعضها طعام وبعضها علف - 1 .تفسير
علي بن إبراهيم :عن أبيه القاسم بن محمد عن المنقري عن حفص ابن
غياث عن أبي عبد ال عليه السلم قال :يا حفص ما أنزلت الدنيا من
نفسي إل بمنزلة الميتة إذا اضطررت إليها أكلت منها .الخبر )- 2 .(2
المحاسن :عن محمد بن علي عن محمد بن أسلم عن عبد الرحمن بن سالم
عن المفضل بن عمر قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :أخبرني جعلت
فداك لم حرم ال الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير ؟ فقال :إن ال تبارك
وتعالى لم يحرم ذلك على عباده وأحل لهم سواه من رغبة منه فيما حرم
عليهم ،ول زهد ) (3فيما أحل لهم ،ولكنه عزوجل خلق الخلق وعلم ما
تقوم به أبدانهم وما يصلحهم فأحله لهم وأباحه تفضل منه عليهم به تبارك
وتعالى لمصلحتهم ،وعلى عزوجل ما يضرهم فنهاهم عنه وحرمه عليهم،
ثم أباحه للمضطر وأباحه له في الوقت ) (4الذي ل يقوم بدنه إل به فأمره
أن ينال منه بقدر البلغة ل غير ذلك ،ثم قال :أما الميتة فل يدمنها ) (5أحد
) (1ومن القوى أن يكون معناه انه خلق الزواج كلها مما تنبت الرض ومن
انفسهم ومما ل يعلمونه مما له تأثير في خلقها (2) .تفسير القمى(3) :
في المصدر " :ول زاهدا " وفى الكافي :رغبة منها فيما حرم عليهم ول
زاهدا (4) .في المصدر والكافي :واحله في الوقت (5) .ادمن الشئ:
أدامه.
][135
إل ضعف بدنه ونحل جسمه وذهبت قوته وانقطع نسله ول يموت آكل الميتة إل
فجأة ،وأما الدم فانه يورث أكله الماء الصفر ويبخر الفم ) (1ويسئ الخلق
ويورث الكلب ) (2والقسوة للقلب وقلة الرأفة والرحمة حتى ل يؤمن أن
يقتل ولده ووالديه ول يؤمن على حميمه ول يؤمن على من يصحبه .وأما
لحم الخنزير فان ال تبارك وتعالى مسخ قوما في صور شتى شبه الخنزير
والدب والقرد وما كان من المساخ ) ،(3ثم نهى عن أكل المثلة نسلها )(4
لكيل ينتفع الناس بها ول يستخف بعقوبته .وأما الخمر فانه حرمها لفعلها
وفسادها وقال :مد من الخمر يورثه الرتعاش ويذهب بنوره ويهدم
مروءته ويحمله على أن يجسر على المحارم من سفك الدماء وركوب
الزنا ،ول يؤمن إذا سكر أن يثب ) (5على حرمه ول يعقل ذلك ،والخمر ل
تزيد شاربها إل كل شر ) .(6الكافي :عن العدة عن سهل بن زياد وعلي بن
إبراهيم عن أبيه جميعا عن عمرو ابن عثمان عن محمد بن عبد ال عن
بعض أصحابنا عن أبي عبد ال عليه السلم وعدة من أصحابنا أيضا عن
أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن أسلم عن عبد الرحمن بن سالم عن
مفضل ابن عمر مثله ) .(7بيان :يظهر من سند المحاسن أنه سقط " :عن
محمد بن علي " قبل " عن محمد
) (1في المصدر والكافي :ويبخر الفم وينتن الريح ويسئ الخلق (2) .في المحاسن:
" الكلف " ولعله مصحف (3) .في الكافي :من المسوخ (4) .في
المخطوطة " :ثم نهى عن أكلها وأكل نسلها " وفى المحاسن " :عن
أكلها أكل شبهها وفى الكافي :ثم نهى عن أكله للمثلة (5) .وثب يثب:
نهض وقام ،قفز وطفر .ولعله كناية عن الزنا أو القتل (6) .المحاسن:
(7) .314فروع الكافي .242 :6
][136
ابن أسلم " في نسخ الكافي .وفي القاموس :البلغة بالضم :ما يتبلغ به من العيش،
وقال :الكلب بالتحريك العطش والحرص والشدة والكل الكثير بل شبع،
وصياح من عضه الكلب الكلب وجنون الكلب المعترى من أكل لحم
النسان وشبه جنونها المعترى للنسان من عضها انتهى وكأن المراد إما
العطش أو الحرص في الكل أو جنون يشبه حالة من عضه الكلب .وفي
القاموس :مثل بفلن مثل ومثلة بالضم نكل كمثل تمثيل ،وهي المثلة بضم
الثاء وسكونها ،والوثوب :كناية عن الجماع ،والحرم بضم الحاء وفتح
الراء :اللواتي تحريم نكاحهن ،ويحتمل أن يراد بالوثوب القتل ،وبالحرمة
نساؤه كما في القاموس - 3 .معاني الخبار :عن أبيه عن سعد بن عبد ال
عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عمن ذكره عن أبي
عبد ال عليه السلم في قول ال عزوجل " :فمن اضطر غير باغ ول عاد
" ) (1قال الباغي :الذي يخرج على المام ،والعادي :الذي يقطع الطريق،
ل يحل لهما الميتة ) - 4 .(2وقد روي أن العادي اللص ،والباغي الذي
يبغي الصيد ل يجوز لهما التقصير في السفر ول أكل الميتة في حال
الضطرار ) - 5 .(3العياشي :عن محمد بن إسماعيل رفع إلى ابي عبد ال
عليه السلم في قوله " :فمن اضطر غير باغ ول عاد " قال الباغي:
الظالم ،والعادي :الغاصب ) - 6] .(4ومنه عن حماد بن عثمان عن ابي
عبد ال عليه السلم في قوله " :فمن اضطر
) (1البقرة .173 :والنعام (2) .145 :معاني الخبار) 214 :طبعة الغفاري((3) .
معاني الخبار (4) .214 :تفسير العياشي ج 1ص .74
][137
غير باغ ول عاد " قال الباغي :الذي يخرج على المام والعادي :الذي يقطع
الطريق ل يحل لهما الميتة - 7 .وقد روي أن العادي :اللص ،والباغي:
الذي يبغي الصيد ،ل يجوز لهما التقصير في السفر ول أكل الميتة في حال
الضطرار - 8 .دعائم السلم :عن محمد بن اسماعيل رفع إلى أبي عبد
ال عليه السلم في قوله " :فمن اضطر غير باغ ول عاد " قال الباغي:
الظالم ،والعادي :الغاصب[ - 9 .ومنه ) (1عن حماد بن عثمان عن أبي
عبد ال عليه السلم في قوله " :فمن اضطر غير باغ ول عاد " ) (2قال
الباغي :الخارج على المام ،والعادي :اللص ) .(3بيان :الذي يتلخص من
مجموع الخبار هو أن السفر الذي ل يجوز فيه قصر الصلة والصوم
للمعصية والعدوان ل يحل أكل الميتة إذا اضطر فيه إليها - 10 .دعائم
السلم :عن جعفر بن محمد عليه السلم أنه ذكر ما يحل أكله وما يحرم
بقول مجمل فقال :أما ما يحل للنسان أكله مما خرجت الرض فثلثة
أصناف من الغذية :صنف منها جميع صنوف الحب ) (4كله كالحنطة
والرز والقطنية وغيرها والثاني :صنوف الثمار كلها ،والثالث :صنوف
البقول والنبات ،فكل شئ من هذه الشياء فيه غذاء للنسان ومنفعة وقوة
فحلل أكله ،وما كان فيه المضرة ) (5فحرام أكله إل في حال التداوي به،
وأما ما يحل أكله من لحوم الحيوان فلحم البقر والغنم والبل ،ومن لحوم
الوحش كل ما ليس له ناب ول مخلب ،ومن لحوم الطير كل ما
) (1تفسير العياشي ج 1ص (2) .74ما جعلناه بين العلمتين زائد من سهو
المقابلة راجع ط كمباني ص ) .765ب( ) (3لم يذكر الحديثان المرويان
عن دعائم السلم في النسخة المخطوطة :والكتاب ليس عندي (4) .في
المخطوطة :جميع صنوف الحبوب (5) .في المخطوطة :من المضرة.
][138
كانت له قانصة ،ومن صيد البحر كل ماله قشر ،وما عدا ذلك كله من هذه الصناف
فحرام أكله ،وما كان من البيض مختلف الطرفين فحلل أكله ،وما يستوي
طرفاه فهو من بيض ما ل يؤكل لحمه ) .(1بيان :قال في النهاية " :فيه
كان يأخذ من القطنية العشر " هي بالكسر والتشديد واحدة القطاني
كالعدس والحمص واللوبيا ونحوها ) .(2وفي القاموس :القطنية بالضم
والكسر :النبات وحبوب الرض أو ما سوى الحنطة والشعير والزبيب
والتمر ،أو هي الحبوب التي تطبخ .الشافعي :العدس والخلر ) (3والفول
والدجر والحمص ،الجمع القطاني ،أو هي الخلف وخضر الصيف- 11 .
الدعائم :عن علي عليه السلم أنه قال :المضطر يأكل الميتة وكل محرم إذا
اضطر إليه ) - 12 .(4وقال جعفر بن محمد عليه السلم :إذا اضطر
المضطر إلى أكل الميتة أكل حتى يشبع وإذا اضطر إلى الخمر شرب حتى
يروي ،وليس له أن يعود إلى ذلك حتى يضطر إليه أيضا ) - 13 .(5ومنه:
عن أبي جعفر عليه السلم أنه ذكر الجبن الذي يعمله المشركون وأنهم
يجعلون فيه النفحة من الميتة ومما لم يذكر اسم ال عليه ،قال :إذا علم
ذلك لم يؤكل وإن كان الجبن مجهول ل يعلم من عمله وبيع في سوق
المسلمين فكله ) - 14 .(6تفسير النعماني :بأسانيده عن أمير المؤمنين
عليه السلم قال :وأما ما في القرآن تأويله في تنزيله فهو كل آية محكمة
نزلت في تحريم شئ من المور المتعارفة التي كانت في أيام العرب،
تأويلها في تنزيلها ،فليس يحتاج فيها إلى تفسير أكثر من تأويلها ،وذلك
مثل قوله تعالى في التحريم " :حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم
) (1دعائم السلم :ليس عندي (2) .النهاية (3) .298 :3الخلر :نبات ،وقيل :انه
الفول أو الماش (6 - 4) .دعائم السلم :ليس عندي(*) .
][139
وأخواتكم " ) (1إلى آخر الية ،وقوله " :انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم
الخنزير " ) (2الية ،وقوله تعالى " :يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وذروا
ما بقي من الربا " ) (3الية إلى قوله " :أحل ال البيع وحرم الربا " )(4
وقوله تعالى " :قل تعالوا أتل ما حرم عليكم ربكم " ) (5إلى آخر الية،
ومثل ذلك في القرآن كثير مما حرم ال سبحانه ل يحتاج المستمع له إلى
مسألة عنه ،وقوله عزوجل في معنى التحليل " :احل لكم صيد البحر
وطعامه متاعا لكم وللسيارة " ) (6وقوله " :وإذا حللتم فاصطادوا " )(7
وقوله تعالى " :يسئلونك ماذا احل لهم " إلى قوله " :مما علمكم ال " )
(8وقوله :وطعامكم حل لهم " ) (9وقوله " :أوفوا بالعقود احلت لكم
بهيمة النعام إل ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم " )(10
وقوله " :واحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " ) (11وقوله " :ل
تحرموا طيبات ما أحل ال لكم " ) (12ومثله كثير ) .(13تفسير علي بن
إبراهيم مرسل مثله ) - 15 .(14المحاسن :عن النوفلي عن السكوني عن
أبي عبد ال عن أبيه عن آبائه عليهم السلم أن عليا عليه السلم سئل عن
سفرة وجدت في الطريق مطروحة كثر لحمها وخبزها وجبنها وبيضها
وفيها سكين ،فقال :يقوم ما فيها ثم يؤكل لنه يفسد وليس له بقاء ،فان
جاء طالب لها غرموا له الثمن ،قيل :يا أمير المؤمنين ل ندري
) (1النساء (2) .3 :البقرة (3) .173 :البقرة (4) .278 :البقرة(5) .275 :
النعام (6) .151 :المائدة (7) .96 :المائدة (8) .2 :المائدة(9) .4 :
المائدة (10) .5 :المائدة (11) .1 :البقرة (12) .187 :المائدة) .87 :
(13المحكم والمتشابه (14) :تفسير القمى:
][140
سفرة مسلم أو سفرة مجوسي ؟ فقال :هم في سعة حتى يعلموا ) .(1الكافي :عن
علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي مثله ) - 16 .(2نوادر الراوندي:
عن عبد الواحد بن إسماعيل الرؤياني عن محمد بن الحسن التميمي عن
سهل بن أحمد الديباجي عن محمد بن محمد بن الشعث عن موسى بن
إسماعيل عن أبيه اسماعيل بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن آبائه
عليهم السلم قال :سئل علي عليه السلم عن سفرة وجدت في الطريق
فيها لحم كثير وخبز كثير وبيض وفيها سكين ،فقال :يقوم ما فيها ثم يؤكل
لنه يفسد ،فإذا جاء طالبها غرم له ،فقالوا له :يا امير المؤمنين ل نعلم
أسفرة ذمي هي أم مجوسي ؟ فقال :هم في سعة من أكله حتى يعلموا ).(3
ومنه بهذا السناد قال :سئل علي عليه السلم عن شاه مسلوخة واخرى
مذبوحة عمي على صاحبها فل يدري الذكية من الميتة ،فقال :يرمى بهما
جميعا إلى الكلب ) - 18 .(4فقه الرضا :قال عليه السلم :إن وجدت لحما
ولم تعلم أنه ذكى أو ميتة فألق منه قطعة على النار فان تقبض فهو ذكي
وإن استرخى على النار فهو ميت ،وكل صيد إذا اصطدته في البر والبحر
حلل سوى ما قد بينت لك مما جاء في الخبر بأن أكله مكروه ) .(5توضيح
وتبيين :اعلم أنه يستفاد من هذه الخبار أحكام مهمة :الول يستفاد من
رواية السكوني والديباجي أن الصل في اللحم المطروح التذكية ما لم يعلم
أنه ميتة ،كما هو الظاهر مما مر من عمومات اليات والخبار ،ومن
) (1المحاسن (2) .452 .فروع الكافي (3) .297 :6نوادر الراوندي 50 :فيه :هم
في سعة ما لم يعلموا (4) .نوادر الروندى (5) .46 :فقه الرضا:
][141
حصر المحرمات في أشياء معدودة ليس هذا منها ،ويمكن تقييده بما إذا كان في
بلد المسلمين ،وكأنه الظاهر بل يمكن تخصيصه بما إذا دلت القرائن على
أنها كانت من مسلم ،ول ينافيه قول السائل " :أو سفرة مجوسي " إذ
محض الحتمال يكفي لهذا السؤال ،لكن قوله " :حتى يعلموا " يدل على
أن مع الظن بكونه من كافر يجوز أكله إل أن يحمل العلم على ما يعم الظن،
والمشهور بين الصحاب خلفه ،والصل عندهم عدم التذكية حتى يعلم بها
أو يؤخذ من يد مسلم أو من سوق المسلمين ،حتى بالغ بعضهم بأن جلد
المصحف إذا وجد في مسجد جلده في حكم الميتة ،وذهب بعض الصحاب
إلى أنه يجوز التعويل على المارات المفيدة للظن في ذلك ،قال الشهيد
الثاني قدس سره في التقاط النعلين والداوة والسوط :ل يخفى أن الغلب
على النعل ،أن يكون من الجلد وكذا الداوة والسوط ،وإطلق الحكم بجواز
التقاطها إما محمول على ما ل يكون منها من الجلد لن المطروح منه
مجهول ميتة لصالة عدم التذكية ،أو محمول على ظهور أمارات تدل على
ذكاته ،فقد ذهب بعض الصحاب إلى جواز التعويل عليها .وقال العلمة
رحمه ال في التحرير لو وجد ذبيحة مطروحة لم يحل له أكلها ما لم يعلم
أنها تذكية مسلم أو يوجد في يده ) .(1وقال المحقق الردبيلي نور ال
ضريحه في شرح الرشاد :دليل اجتناب اللحم المطروح غير معلوم الذبح
هي أن الصل في الميتة التحريم ،لن زوال الروح معلوم والتذكية
مشروطة بامور كثيرة وجودية والصل عدمها ،ولكن قد يعلم بالقرائن و
لهذا يعلم الهدي إذا ذبح ،ويدل عليه بعض الخبار أيضا عموما مثل
صحيحة عبد ال بن سنان من تغليب الحلل وخصوصا رواية السكوني -
وذكر هذه الرواية -ثم قال :وضعف السند ل يضر لنها موافقة للعقل
ولغيرها ،وفيها أحكام كثيرة :منها طهارة اللحم المطروح والجلد كذلك،
ويحمل على وجود القرينة الدالة على كونهما كانا في
][142
يد المسلم ،وكون اللحم في يد المجوسي غير ظاهر فيحل ذبيحة الكافر فافهم،
وجواز التصرف بالكل في مال الناس إذا علم الهلك من غير إذن الحاكم
مع التقويم على نفسه ،وعدم اشتراط العدالة في المقوم والمتصرف،
والغرامة للصاحب ،وكون الجاهل معذورا حتى يعلم فتأمل وبالجملة
القرينة المفيدة للظن الغالب معتبرة فكيف ما يفيد العلم والظن المتاخم له
إنتهى ) .(1ثم اعلم أنه قال المحقق رحمه ال في الشرائع :إذا وجد لحم
ول يدرى ،أذكى هو أم ميت قيل :يطرح في النار فان انقبض به فهو ذكى،
وإن انبسط فهو ميت ) .(2وقال العلمة طاب ثراه في القواعد :لو وجد
لحم مطروح ل يعلم ذكاته اجتنب ،وقيل :يطرح في النار فان انقبض فهو
ذكى ،وإن انبسط فميت ) .(3وقال الشهيد الثاني رفعت درجته في المسالك
بعد إيراد كلم المحقق :هذا القول هو المشهور بين الصحاب خصوصا
المتقدمين .قال الشهيد رحمه ال في الشرح :لم أجد أحدا خالف فيه إل
المحقق في الشرايع والفاضل فانهما أورداها بلفظ قيل ،المشعر بالضعف،
مع أن المحقق وافقهم في النافع ،وفي المختلف لم يذكرها في مسائل
الخلف ولعله لذلك ،واستدل بعضهم عليه بالجماع ،قال الشهيد :وهو غير
بعيد ،ويؤيده موافقة ابن إدريس عليه فانه ل يعتمد على أخبار الحاد ،فلو
ل فهمه الجماع لما ذهب إليه ،والصل فيه رواية محمد بن يعقوب
باسناده إلى إسماعيل بن عمر عن شعيب عن أبي عبد ال عليه السلم في
رجل دخل قرية فأصاب فيها لحما لم يدر أذكى هو أم ميت ،قال :فاطرحه
على النار فكل ما انقبض فهو ذكى ،وكل ما انبسط فهو ميت ).(4
) (1شرح الرشاد (2) :شرائع السلم (3) :قواعد الحكام (4) :رواه الكليني في
فروع الكافي 26 :6باسناده عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن
عيسى عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن اسماعيل بن عمر.
][143
ومع هذا الشتهار فطريقها ل يخلو من ضعف فلتوقف المصنف عن موافقتهم في
الحكم وجه وجيه ،وظاهر الرواية أنه ل يحكم بحل اللحم وعدمه باختبار
بعضه بل لبد من اختبار كل قطعة منه على حدة ،ويلزم كل واحدة حكمها
بدليل قوله " كل ما انقبض فهو حلل وكل ما انبسط فهو حرام " ومن هنا
مال الشهيد رحمه ال في الدروس إلى تعديتها إلى اللحم المشتبه منه
الذكي بغيره فيتميز بالنار كذلك انتهى ) .(1وأقول عبارة الفقه أحسن من
عبارة هذا الخبر ،ويدل على الكتفاء بالقطعة في الحكم على الكل ،ومما
ذكره رحمه ال من امتحان كل قطعة إن كان مراده القطعات المتصلة ففي
غاية البعد ،ويلزم أن نفصل حيث أمكن ونختبر بل إلى الجزاء التي ل
تتجزى مع إمكان وجودها ،وإن أراد القطعات المنفصلة فان لم تعلم كونها
من حيوان واحد فل ريب أنه كذلك ومع العلم فيه إشكال والحوط التعدد .ثم
اعلم أنه ل تنافي بين رواية شعيب ورواية السكوني فان الولى ظاهرة في
الني غير المطبوخ ،والثانية في المطبوخ ،وبعد الطبخ ل يفيد المتحان إذ
الظاهر أن النقباض في المذكى لنه يخرج منه أكثر الدم الكائن في
العروق فينجمد على النار ،والميتة غالبا ل يخرج منه الدم فينجمد في
العروق ،فإذا مسته النار تسيل الدماء وتنبسط اللحم وبعد الطبخ تخرج منه
الرطوبات ول يبقى فيه شئ حتى يمكن امتحانه بذلك .فان قيل :جوابه عليه
السلم يشمل هذا المورد أيضا .قلت :قوله " :هم في سعة " ل عموم فيه،
ولو قيل :برجوع الضمير إلى الناس فيمكن حمل هذا الخبر على
الستحباب ،أو يقال كونهم في سعة إذا لم يكن لهم طريق إلى العلم ،وههنا
لهم طريق إليه.
) (1المسالك.
][144
الثاني ذهب أكثر الصحاب إلى أنه إذا اختلط الذكي بالميت وجب المتناع من
الجميع حتى يعلم الذكى بعينه ،لكن خصوا الحكم بما إذا كان محصورا دفعا
للحرج لوجوب اجتناب الميت ول يتم إل باجتناب الجميع ،ولعموم قول
النبي صلى ال عليه وآله وسلم " :ما اجتمع الحلل والحرام إل غلب
الحرام الحلل " ويرد عليه أن وجوب اجتناب الميتة مطلقا ممنوع ،لجواز
كون التحريم مخصوصا بما إذا كان عينه معلوما ) (1كما تدل عليه الخبار
الصحيحة وأما الرواية فهي عامية مخالفة للروايات المعتبرة ،والصل
والعمومات وحصر المحرمات يرجح الحل ،مع أنه يمكن قراءة الحرام
منصوبا ليكون مفعول وموافقا لغيرها كما ذكره المحقق الردبيلي رحمه
ال .وقيل :يباع ممن يستحل الميتة ،ذهب إليه الشيخ في النهاية وتبعه ابن
حمزة والعلمة في المختلف ،ومال إليه المحقق قدس ال روحه في
الشرايع مع قصده لبيع المذكى ،والمستند صحيحة الحلبي عن الصادق
عليه السلم قال سمعته يقول :إذا اختلط الذكي بالميتة باعه ممن يستحل
الميتة ) .(2وحسنة الحلبي ) (3أيضا يدل عليه ،ومنع ابن إدريس من بيعه
والنتفاع به
) (1فيه اشكال إذ الحكام تتعلق بذات الموضوعات مجردة عن وصفى العلم والجهل
والروايات المتقدمة عدا واحدة منها في الشك البدوى الذى ل يعلم أن هذا
اللحم من ذبيحة المسلم أو من غيره ،ول تشمل موردا يعلم بوجودا اللحم
الميت في البين ،نعم واحد منها ورد في مورد يعلم اجمال بوجود الميت
فحكم فيه بوجوب الجتناب ،واما الحديث النبوى فظاهره أن الحرام
مرفوع وكونه منصوبا خلف الظاهر ل يقال به ال بقرينة ودليل(2) .
رواه الكليني في الفروع 260 :6باسناده عن محمد بن يحيى عن احمد
بن محمد عن على بن الحكم عن ابى المغرا عن الحلبي وزاد في آخره:
ويأكل ثمنه (3) .وهى ما رواه ايضا الكليني في الفروع 260 :6باسناده
عن على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبي
عن ابى عبد ال )ع( أنه سئل عن رجل كانت له غنم وبقر وكان يدرك
الذكى منها فيعزله ويعزل الميتة ثم ان الميتة والذكى اختلطا فكيف يصنع
به ؟ فقال :يبيعه ممن يستحل الميتة ويأكل ثمنه فانه ل بأس به.
][145
مطلقا لمخالفة الرواية لصول المذهب ،والمحقق رحمه ال وجه الرواية بما إذا
قصد بيع المذكى حسب ،واستشكل بأنه مع عدم التمييز يكون المبيع
مجهول ،ول يمكن إقباضه فل يصح بيعه منفردا وأجاب في المختلف بأنه
ليس بيعا حقيقيا ،بل هو استنقاذ مال الكافر من يده برضاه فكان سائغا،
وإنما اطلق عليه اسم البيع لمشابهته له في الصورة من حيث أنه بذل مال
في مقابلة عوض ،واعترض عليه بأن مستحل الميتة أعم ممن يباح ماله
إذ لو كان ذميا كان ماله محترما ) (1فل يصح إطلق القول ببيعه كذلك
على مستحل الميتة ،فالولى العمل بالرواية الصحيحة وترك تلك
المعارضات في مقابلها ،نعم رواية الراوندي ظاهرها عدم جواز البيع ،لكن
ل تعارض هذه الصحيحة سندا مع أنه ل تعارض بينهما حقيقة فان الظاهر
أن الرمي إلى الكلب كناية عن عدم جواز استعمالهما وأكلهما ) (2فل
ينافي جواز إعطائهما من يشبه الكلب ،وكأنه لم يقل أحد بتعين إطعامهما
الكلب كسائر الميتات .ومال الشهيد إلى عرضه على النار واختباره
بالنبساط والنقباض كما مر في اللحم المجهول ،وضعف ببطلن القياس
مع وجود الفارق ،وهو أن اللحم المطروح يحتمل كونه بأجمعه مذكى
وكونه غير مذكى فكونه ميتة غير معلوم بخلف المتنازع فيه فانه مشتمل
على الميتة قطعا فل يلزم من الحكم في المشتبه تحريمه كونه كذلك في
المعلوم التحريم ،وقال المحقق الردبيلي رحمه ال :هو محل تأمل لما علم
من الرواية العلة وهي حصول العلم بتعين إحداهما وهو أعم من المطروح
المشتبه بالميتة على أنه ليس بفارق فان المطروح بحكم الميتة شرعا
عندهم وإن كل واحد من الميتة والمشتبه يحتمل أن يكون ميتة فوجود
الميتة يقينا هنا ل ينفع ،فل بد أن يمنع استقلل العلة مع الشتباه ،ومثله
يرد في جميع القياسات المنصوصة العلة أو
) (1في المخطوطة :كان ماله محقونا (2) .يمكن أن يقال :انها تدل على اعم من
الكل والبيع فيبقى ؟ التنافى بحاله.
][146
يمنع الصل انتهى ) .(1الثالث :يدل الخبران الولن على ما ذكره الصحاب من أنه
إذا التقط ما ل يبقى كالطعام فهو مخير بين أن يتملكه بالقيمة أو يبيعه
ويأخذ ثمنه ثم يعرفه وبين أن يدفعه إلى الحاكم ليعمل فيه ما هو الحظ
للمالك .ورووا عن النبي صلى ال عليه وآله وسلم أنه قال " :من التقط
طعاما فليأكله " لكن الخبران إنما يدلن على جواز الكل ،والول على أنه
إذا جاء صاحبه غرم له الثمن ) ،(2وسيأتي الكلم فيه إن شاء ال في
محله .الرابع قوله عليه السلم :كل صيد الخ يدل على أن الصل في
الحيوان كونه حلل وقابل للتذكية إل ما أخرجه الدليل .وقال الشهيد الثاني
قدس سره :الصل فيما يحل أكله وما يحرم أن يرجع إلى الشرع ،فما أباحه
فهو مباح وما حظره فهو محظور ،وما لم يكن له في الشرع ذكر كان
المرجع فيه إلى عادة العرب ،فما استطابته فهو حلل ،وما استخبثته فهو
حرام ،ثم استدل رحمه ال باليات المتقدمة وقد مر هنا الكلم فيه .وقال
المحقق الردبيلي طاب ثراه :قد توافق دليل العقل والنقل على إباحة أكل
كل شئ خال عن الضرر ،وقد تبين دللة العقل على أن الشياء خالية عن
الضرر مباحة ما لم يرد ما يخرجه عن ذلك ،واليات الشريفة في ذلك
كثيرة أيضا ،مثل " :خلق لكم ما في الرض جميعا ) - (3وكلوا مما رزقكم
ال حلل طيبا " ) (4هما حالن مؤكدان ل مقيدان ،وهو ظاهر ،والخبار
أيضا كثيرة ،والجماع أيضا واقع ،فالشياء كلها على الباحة بالعقل
والنقل كتابا وسنة وإجماعا إل ما ورد النص بتحريمه
) (1شرح الرشاد (2) :كلهما تدل على جواز الكل بعد التقويم ،والغرامة لصاحبه
ان جاء وطالب (3) .البقرة (4) .29 :المائدة.88 :
][147
إما بالعموم مثل " :وحرم عليكم الخبائث " ) (1فما علم أنه خبيث فهو حرام،
ولكن معنى الخبيث غير ظاهر ،إذ الشرع ما بينه واللغة غير مراد والعرف
غير منضبط ،فيمكن أن يقال :المراد عرف أوساط الناس وأكثرهم حال
الختبار مثل أهل المدن والدور ل أهل البادية لنه ل خبيث عندهم بل
يطيبون جميع ما يمكن أكله ول اعتداد بهم .وإما بالخصوص مثل" :
حرمت عليكم الميتة " ) (2الية وبالجملة الظاهر الحل حتى يعلم أنه حرام
لخبثه أو لغيره لما تقدم ،ولصحيحة ابن سنان ،ويؤيده حصر المحرمات
مثل " :قل ل أجد " ) (3الية ،فالذي يفهم من غير شك هو الحل ما لم
يعلم وجه التحريم حتى في المذبوح من الحيوان وأجزاء الميتة ،فما علم
أنه ميتة أو ما ذبح على الوجه الشرعي فهو أيضا حرام إل ما يستثنى،
وأما المشتبه والمجهول غير المستثنى فالظاهر من كلمهم أنه حرام أيضا
وفيه تأمل قد مر إليه الشارة ،هذه الضابطة على العموم من غير نظر إلى
دليل خاص ،وما ورد فيه دليل الخصوصية مفصل فهو تابع لدليله تحريما
وتحليل فتأمل ) (4انتهى كلمه قدس سره ،وهو في غايه المتانة- 19 .
الفقيه والتهذيب :عن أبي الحسين السدي عن سهل بن زياد عن عبد
العظيم بن عبد ال الحسني عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه
السلم أنه قال :سألته عما أهل لغير ال به ،قال :ما ذبح لصنم أو وثن أو
شجر حرم ال ذلك كما حرم الميتة والدم ولحم الخنزير ،فمن اضطر غير
باغ ول عاد فل إثم عليه أن يأكل الميتة ،قال :فقلت له :يابن رسول ال
صلى ال عليه وآله متى تحل للمضطر الميتة ؟ فقال:
) (1الصحيح " :ويحرم عليكم الخبائث " راجع العراف (2) .157 :المائدة) .3 :
(3النعام (4) .145 :شرح الرشاد:
][148
حدثني أبي عن أبيه آبائه عليهم السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله سئل
فقيل :يا رسول ال إنا نكون بأرض فتصيبنا المخمصة فمتى تحل لنا الميتة
؟ قال :ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تحتفؤا بقل فشأنكم بها .قال عبد
العظيم :فقلت له :يابن رسول ال ما معنى قوله عزوجل " :فمن اضطر
غير باغ ول عاد " ) (1قال :العادي السارق ،والباغي الذي يبغي الصيد
بطرا أو لهوا ل ليعود به على عياله ،ليس لهما أن يأكل الميتة إذ اضطرا،
هي حرام عليهما في حال الضطرار كما هي حرام عليهما في حال
الختيار ،وليس لهما أن يقصرا في صوم ول صلة في سفر ،فقلت :فقوله:
" والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إل ما ذكيتم "
) (2قال :المنخنقة :التي انخنقت بأخناقها حتى تموت ،والموقوذة :التي
مرضت ووقذها المرض حتى لم يكن بها حركة ،والمتردية التي تتردى من
مكان مرتفع إلى أسفل أو تتردى من جبل أو في بئر فتموت ،والنطيحة:
التي تنطحها بهيمة اخرى فتموت ،وما أكل السبع منها فمات ،وما ذبح
على النصب على حجر أو صنم إل ما أدركت زكاته ) (3فذكي ،قلت" :
وأن تستقسموا بالزلم " ) (4قال :كانوا في الجاهلية يشترون بعيرا فيما
بين عشرة أنفس ويستقسمون عليه بالقداح وكانت عشرة ،سبعة لها
أنصباء ) (5وثلثة ل أنصباء لها ،أما التي لها أنصباء فالفذ والتوأم
والنافس والحلس والمسبل والمعلى والرقيب ،وأما التي ل أنصباء لها
فالسفيح والمنيح والوغد ) ،(6فكانوا يجيلون السهام بين عشرة ،فمن
خرج باسمه
) (1البقرة (2) .173 :المائدة (3) .4 :في الفقيه :ال ما ادرك زكاته (4) .المائدة:
(5) .4النصباء جمع النصيب :الحظ ،الحصة من الشئ (6) .هذه اسام
لسهام الميسر.
][149
سهم من التي ل أنصباء لها الزم ثلث ثمن البعير فل يزالون كذلك حتى تقع السهام
الثلثة ل أنصباء لها إلى ثلثة منهم فيلزمونهم ثمن البعير ثم ينحرونه
ويأكله السبعة الذين لم ينقدوا في ثمنه شيئا ،ولم يطعموا منه الثلثة الذين
نقدوا ثمنه شيئا ،فلما جاء السلم حرم ال تعالى ذكره ذلك فيما حرم،
وقال عزوجل " وأن تستقسموا بالزلم ذلكم فسق " يعني حراما ).(1
تبيين :المخمصة :المجاعة :قوله عليه السلم " :ما لم تصطبحوا " هذا
الخبر روته العامة أيضا عن أبي واقد عن النبي صلى ال عليه وآله
واختلفوا في تفسيره :قال في النهاية :ومنه الحديث أنه سئل متى تحل لنا
الميتة ؟ فقال " :ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تحتفؤا بها بقل "
الصطباح ههنا :أكل الصبوح وهو الغداء ،والغبوق :العشاء ،وأصلهما في
الشرب ثم استعمل في الكل ،أي ليس لكم أن تجمعوهما من الميتة ،قال
الزهري :قد أنكر هذا على أبي عبيد وفسر أنه أراد إذا لم تجدوا لبنية
تصطبحونها أو شرابا تغتبقونه ولم تجدوا بعد عدم الصبوح والغبوق بقلة
تأكلونها حلت لكم الميتة ،وقال :هذا هو الصحيح ) .(2وقال في باب الحاء
مع الفاء :قال أبو سعيد الضرير :صوابه " ما لم تحتفوا بها " بغير همز
من أحفى الشعر ،ومن قال " :تحتفئوا " مهموزا من الحفأ وهو البرري
فباطل لن البرري ليس من البقول ،وقال أبو عبيد :هو من الحفأ مهموز
مقصور و هو أصل البرري البيض الرطب منه ،وقد يؤكل ،يقول :ما لم
تقتلعوا هذا بعينه فتأكلوه ،ويروى ما لم تحتفوا بتشديد الفاء من احتففت
الشئ :إذا أخذته كله كما تحف المرأة وجهها من الشعر ) .(3وقال في باب
الجيم مع الفاء :ومنه الحديث " :متى تحل لنا الميتة ؟ قال :ما لم تجتفئوا
بقل " أي تقتلعوه وترموا به من جفأت القدر :إذا رميت بما يجتمع
) (1من ل يحضره الفقيه 216 :3و 217تهذيب الحكام (2) :النهاية ) .271 :2
(3النهايه .276 :1
][150
على رأسها من الزبد والوسخ ) .(1وقال في باب الخاء مع الفاء " :أو تختفوا بقل
" أي تظهرونه يقال :اختفيت الشئ :إذا أظهرته ،وأخفيته :إذا سترته
انتهى ) .(2وقال الطيبي " :تحتفوا بها " أي بالرض ،فشأنكم بها :أي
الزموا الميتة و " أو " بمعنى الواو ،فيجب نفي الخلل الثلث حتى تحل
لنا الميتة ،و " ما " للمدة أي يحل لكم مدة عدم اصطباحكم انتهى .وأقول:
في بعض نسخ الفقيه بالواو في الموضعين فل يحتاج إلى تكلف ،وعلى
الحاء المهملة يحتمل أن تكون كنايه عن استيصال البقل فان هذا شايع في
عرفنا على التمثيل ،فلعله كان في عرفهم أيضا كذلك ،وفي بعض نسخ
التهذيب " تحتقبوا " بالحاء المهملة والقاف والباء الموحدة فالمراد به
الدخار ،قال في القاموس احتقبه :ادخره وقال :الحقيبة كل ما شد في
مؤخر رحل أو قتب ،والظاهر أنه تصحيف " .باخناقها " كأنه على بناء
الفعال ،أي بأن يخنقها غيره أو بأن يختنق في مضيق ،أو بالفتح على
صيغة الجمع أي بأسباب خنقها ،قال الجوهري :الخنق بكسر النون مصدر
قولك خنقه يخنقه وكذلك خنقه ،ومنه الخناق وأخنق هو واختنقت الشاة
بنفسها فهي منخنقة .وفي القاموس :الزلم محركة :قدح ل ريش عليه،
والنصباء جمع النصيب والسماء السبعة المذكورة في الخبر على خلف
الترتيب المشهور ،ولعله من الرواة أو يقال :انه عليه السلم لم يكن بصدد
تعليمه بل أشار مجمل إلى ما كانوا يعملونه ،بل يمكن أن يكون عليه
السلم تعمد ذلك لئل يكون تعليما للقمار وإن أمكن الستدلل به على جواز
تعليم القمار وتعلمه لغير العمل ،قال الجوهري :سهام الميسرة عشرة:
أولها الفذ ،ثم التوأم ،ثم الرقيب ،ثم الحلس ثم النافس ثم المسبل ثم
المعلى،
][151
وثلثة ل أنصباء لها وهي السفيح والمنيح والوغد انتهى .مع أن بينهم أيضا خلفا
في بعضها :قال الفيروز آبادي :المسبل كمحسن :السادس أو الخامس من
قداح الميسر ) - 20 .(1تحف العقول :في خبر طويل عن الصادق عليه
السلم قال :أما ما يحل للنسان أكله مما أخرجت الرض فثلثة صنوف
من الغذية :صنف منها جميع الحب كله من الحنطة والشعير والرز
والحمص وغير ذلك من صنوف الحب وصنوف السماسم وغيرها ،كل شئ
من الحب مما يكون فيه غذاء النسان في بدنه وقوته فحلل أكله ،وكل
شئ تكون فيه المضرة على النسان في بدنه فحرام أكله إل في حال
الضرورة .والصنف الثاني :مما أخرجت الرض صنوف الثمار كلها مما
يكون فيه غذاء النسان ومنفعة له وقوته به فحلل أكله ،وما كان فيه
المضرة على النسان في أكله فحرام أكله .والصنف الثالث جميع صنوف
البقول والنبات وكل شئ تنبت الرض من البقول كلها مما فيه منافع
النسان وغذاؤه فحلل أكله ،وما كان من صنوف البقول مما فيه المضرة
على النسان في أكله نظير بقول السموم القاتلة ونظير الدفلى ) (2وغير
ذلك من صنوف السم القاتل فحرام أكله .وأما ما يحل أكله من لحوم
الحيوان فلحوم البقر والغنم والبل ،وما يحل من لحوم الوحش كل ما ليس
فيه ناب ول له مخلب ،وما يحل من لحوم الطير كل ما كانت له قانصة
فحلل أكله ،وما لم يكن له قانصة فحرام أكله ،ول بأس بأكل صنوف
الجراد.
) (1وفي النافس ايضا اختلف انه الخامس أو الرابع (2) .الدفلى بكسر اوله
مقصورا :نبت زهره اعتياديا كالورد الحمر وحمله كالخرنوب يقال له
بالفارسية :خرزهره.
][152
وأما ما يجوز أكله من البيض فكل ما اختلف طرفاه فحلل أكله وما استوى طرفاه
فحرام أكله .وما يجوز أكله من صيد البحر من صنوف السمك ما كان له
قشور فحلل أكله وما لم يكن له قشور فحرام أكله .وما يجوز من الشربة
من جميع صنوفها فما ل يغير العقل كثيره فل بأس بشربه ،وكل شئ يغير
منها العقل كثيره فالقليل منه حرام ) .(1بيان :جمع السماسم إما باعتبار
أنواعها من البري والبستاني أو باعتبار معانيه على المجاز أو باعتبار
إطلقها على ما يشبهها من الحبوب الصغار توسعا .قال الفيروزآبادي:
السمسم بالكسر ،حب الحل والبري منه يعرف بخلبهنك والجلجلن وحبه،
وقال :الدفل بالكسر وكذكرى :نبت مر فارسيه :خرزهره ) (2قتال ،زهره
كالورد الحمر ،وحمله كالخرنوب نافع للجرب والحكة طلء ولوجع الركبة
والظهر ضمادا ،ولطرد البراغيث والرض ) (3رشا بطبيخه ،ولزالة
البرص طلء بلبه اثنى عشرة مرة بعد النقاء - 21 .المحاسن :عن ابن
محبوب عن عبد ال بن سليمان ) (4قال :سألت أبا جعفر عليه السلم عن
الجبن فقال :لقد سألتني عن طعام يعجبني ،ثم أعطى الغلم دراهم )(5
فقال :يا غلم ابتع لي جبنا ودعا بالغداء فتغدينا معه واتي بالجبن فقال :كل
) (6فلما فرغ من الغداء قلت :ما تقول في الجبن ؟ قال أو لم ترني أكلته ؟
قلت :بلى،
) (1تحف العقول 337 :و (2) .338في المخطوطة :يقال بفارسيه :خرزهره(3) .
الرض جمع الرضة :دويبة تأكل الخشب (4) .في المصدر :ابن محبوب
عن عبد ال بن سنان عن عبد ال بن سليمان (5) .في الكافي :درهما) .
(6الكافي :فاتى بالجبن فأكل وأكلنا معه فلما فرغنا.
][153
ولكني احب أن أسمعه منك ،فقال :سأخبرك عن الجبن وغيره كل ما يكون فيه حلل
وحرام فهو لك حلل حتى تعرف الحرام بعينه فتدعه ) - (1الكافي :عن
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب مثله ).(2
بيان :في القاموس :الجبن بالضم وبضمتين وكعتل معروف انتهى،
والظاهر أن السؤال عن الجبن لن العامة كانوا يتنزهون عنه لحتمال أن
تكون النفحة التي يأخذون منها الجبن مأخوذة من ميتة ،والنفحة عندنا
من المستثنيات من الميتة فيمكن أن يكون جوابه عليه السلم على سبيل
التنزل ،أي لو كانت النفحة بحكم الميتة لكان يجوز لنا أكل الجبن لعدم
العلم باتخاذه منها ،فكيف وهي ل يجري فيها حكم الميتة ؟ أو باعتبار
نجاستها قبل الغسل على القول بها أو باعتبار أن المجوس كانوا يعملونها
غالبا كما يظهر من بعض الخبار .وقال في النهاية في حديث ابن الحنفية:
" كل الجبن عرضا " أي اشتره ممن وجدته ول تسأل عمن عمله من
مسلم أو غيره مأخوذ من عرض الشئ أي ناحيته - 22 (3) .المحاسن:
عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال :سألت أبا جعفر عليه
السلم عن الجبن وقلت له :أخبرني من رأى أنه يجعل فيه الميتة ،فقال:
من أجل ) (4مكان واحد يجعل فيه الميتة حرم في جميع الرضين ؟ إذا
علمت أنه ميتة فل تأكله ،وإن لم تعلم فاشتر وكل ) ،(5وال إني لعترض
السوق فأشتري بها اللحم والسمن والجبن ،وال ما أظن كلهم يسمون هذه
البربر وهذه السودان ).(6
) (1المحاسن (2) .495 :فروع الكافي 339 :6وفيه :ابن محبوب عن عبد ال بن
سنان عن عبد ال بن سليمان (3) .النهاية (4) .93 :3في المصدر :أمن
اجل (5) .في المصدر :فاشتر وبع وكل (6) .المحاسن.945 :
][154
][155
بالعموم ،وكما يجوز شراء اللحم والجلد من سوق السلم ل يلزم البحث عنه هل
ذابحه مسلم أم ل ؟ وأنه هل سمى واستقبل بذبيحته القبلة أم ل ؟ ول
يستحب ،و لو قيل :بالكراهة كان وجها للنهي عنه في الخبر الذي أقل
مراتبه الكراهة ،وفي الدروس اقتصر على نفي الستحباب- 23 .
المحاسن :عن أبيه عن صفوان عن منصور بن حازم عن بكر بن حبيب
قال :سئل أبو عبد ال عليه السلم عن الجبن وأنه توضع فيه النفحة من
الميتة ) (1قال :ل يصلح ،ثم أرسل بدرهم قال ) :(2اشتر من رجل مسلم
ول تسأله عن شئ ) - 24 .(3ومنه :عن اليقطيني عن صفوان عن معاوية
) (4عن رجل من أصحابنا قال :كنت عند أبي جعفر عليه السلم فسأله
رجل من أصحابنا عن الجبن فقال أبو جعفر عليه السلم :إنه لطعام
يعجبني فسأخبرك عن الجبن وغيره ،كل شئ فيه الحلل والحرام فهو لك
حلل حتى تعرف الحرام فتدعه بعينه - 25 (5) .السرائر :نقل من كتاب
المشيخة لبن محبوب عن أبي أيوب عن ضريس الكناسي قال :سألت أبا
جعفر عليه السلم عن السمن والجبن نجده في أرض المشركين في الروم
أناكله ؟ قال :فقال :أما ما علمت أنه قد خالطه الحرام فل تأكله ،وأما ما لم
تعلم فكله حتى تعلم أنه حرام - 26 (6) .ومنه :عن ابن محبوب عن عبد
ال بن سنان عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
) (1في المحاسن :وانه يصنع فيه النفحة قال (2) :في المصدر :فقال(3) .
المحاسن (4) .496 :في المصدر :عن معاوية بن عمار (5) .المحاسن:
(6) .496السرائر:
][156
كل شئ يكون فيه حرام وحلل فهو لك حلل أبدا حتى تعرف منه الحرام بعينه فدعه
) - 27 .(1تفسير المام عليه السلم :قال عليه السلم :قال ال تعالى" :
يا أيها الناس كلوا مما في الرض " من ثمارها وأطعمتها " حلل طيبا "
لكم إذا أطعتم ربكم في تعظيم من عظمه والستخفاف بمن أهانه وصغره) .
- 28 (2ومنه :قال المام عليه السلم :قال ال عزوجل " :يا أيها الذين
آمنوا " بتوحيد ال ونبوة محمد رسول ال صلى ال عليه وآله وإمامة
علي ولي ال " :كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا ل " على ما رزقكم
منها بالمقام على ولية محمد وعلي ليقيكم ال بذلك شرور الشياطين
المتمردة على ربه عزوجل - 29 (3) .الكافي :عن محمد بن يحيى عن
أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد ال بن سنان عن عبد ال بن
سليمان عن أبي جعفر عليه السلم في حديث طويل ) :(4قال :سأخبرك
عن الجبن وغيره كل ما كان فيه حلل وحرام فهو لك حلل حتى تعرف
الحرام بعينه فتدعه - 30 (5) .ومنه :عن أحمد بن محمد الكوفي عن
محمد بن أحمد النهدي عن محمد بن الوليد عن أبان بن عبد الرحمن عن
عبد ال بن سليمان عن أبي عبد ال عليه السلم في الجبن قال :كل شئ
لك حلل حتى يجيئك شاهدان يشهدان عندك أن فيه ميتة (6) .بيان :يدل
على أن أمثال هذه من قبيل ما تقبل فيه الشهادة ل الرواية وقد اختلف
الصحاب فيه.
) (1السرائر (2) :التفسير المنسوب إلى المام العسكري عليه السلم 265 :في ط.
) (3التفسير المنسوب إلى المام العسكري )ع( (4) .266 :تقدم الحديث
بتمامه عنه وعن المحاسن تحت الرقم (5) .21و ) (6فروع الكافي :6
.339
][157
- 31الشهاب :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن محرم الحلل كمحل الحرام.
) (1الضوء :فائدة الحديث المر بالنتهاء إلى ما حده ال في التحليل
والتحريم ،وإعلم أن من حرم الحلل عوقب معاقبة من حلل الحرام.
والراوي ابن عمر - 32 (2) .المحاسن :عن حماد بن عيسى عن ابن اذينة
عن محمد بن مسلم وإسماعيل الجعفي وعدة قالوا :سمعنا أبا جعفر عليه
السلم يقول :التقية في كل شئ وكل شئ اضطر إليه ابن آدم فقد أحله ال
له ) - 33 .(3العياشي :عن أبي بصير قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم
يقول :المضطر ل يشرب الخمر لنها ل تزيده إل شرا ،فان شربها قتلته فل
تشربن منها قطرة ) .(4العلل :عن علي بن حاتم عن محمد بن عمر عن
علي بن محمد بن زياد عن أحمد بن الفضل ) (5عن يونس بن عبد
الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير مثله ،وفيه :ولنه إن
شربها قتلته فل يشرب منه قطرة ) - 34 .(6وروي :ل تزيده إل عطشا )
.(7ثم قال الصدوق رحمه ال :جاء هذا الحديث هكذا كما أوردته ،وشرب
الخمر في حال الضطرار مباح مطلق مثل الميتة والدم ولحم الخنزير،
وإنما أوردته لما فيه من العلة ول قوة إل بال ) - 35 .(8العياشي :عن
حماد بن عثمان عن أبي عبد ال عليه السلم في قوله " :فمن اضطر غير
باغ ول عاد " قال :الباغي :طالب الصيد ،والعادي :السارق ،ليس لهما أن
يقصرا
) (1الشهاب :ليست نسخته عندي موجودة (2) .الضوء ليست نسخته عندي
موجودة (3) .المحاسن (4) .259 :تفسير العياشي ج 1ص (5) .74
في المصدر احمد بن الفضل المعروف بأبى عمر )و( طيبة(8) - (6) .
علل الشرائع .154 :2
][158
من الصلة ،وليس لهما إذا اضطرا إلى الميتة أن يأكلها ول يحل لهما ما يحل
للناس إذا اضطروا ) - 36 .(1تفسير المام :قال عليه السلم قال ال
عزوجل " :إنما حرم عليكم الميتة " التي ماتت حتف أنفها .بالذباحة من
حيث أذن ال فيها " والدم ولحم الخنزير " أن يأكلوه " وما اهل به لغير
ال " ما ذكر اسم غير ال عليه من الذبايح وهي التى يتقرب بها الكفار
بأسامي أندادهم التي اتخذوها من دون ال ،ثم قال عزوجل " :فمن اضطر
" إلى شئ من هذه المحرمات " غير باغ " وهو غير باغ عند ضرورته
على إمام هدى " ول عاد " ول معتد قوال بالباطل في نبوة من ليس بنبي
ول إمامة من ليس بامام " فل إثم عليه " في تناول هذه الشياء " إن ال
غفور " ستار لعيوبكم أيها المؤمنون " رحيم " بكم حين أباح لكم في
الضرورة ما حرمه في الرخاء ) .(2تبيين وتفصيل ::اعلم أنه ل خلف في
الجملة في أن تحريم تناول المحرمات مختص بحال الختيار ،ومع
الضرورة يسوغ التناول ) (3إل للباغي والعادي ،وقد مضت القوال فيهما
في تفسير الية ،واختلف الصحاب أيضا فيهما فقيل :الباغي :الخارج على
إمام زمانه ،والعادي :الذي يقطع الطريق ،وقيل :الباغي :الخذ عن
مضطر مثله بأن يكون لمضطر آخر شئ لسد رمقه فيأخذه منه ،وذلك غير
جائز بل يترك نفسه حتى يموت ول يميت الغير والعادي :الذي يتجاوز
مقدار الضرورة ،قيل :الباغي الطالب للميتة أو الطالب للذة ،والعادي:
الذي يتجاوز مقدار الشبع
) (1تفسير العياشي ج 1ص (2) .75التفسير المنسوب إلى المام العسكري )ع(:
(3) .268بل الظاهر من رواية لزوم ذلك ،والرواية :ذكرها الصدوق في
الفقيه 218 :3وكان المناسب أن يذكرها المصنف في الباب ولعله غفل
عنها وهى :قال الصادق )ع( :من اضطر إلى الميتة والدم ولحم الخنزير
فلم يأكل شيئا من ذلك حتى يموت فهو كافر .و هذا في نوادر الحكمة
لمحمد بن احمد بن يحيى بن عمران الشعري.
][159
) (1اوردنا ما يدل على ذلك عن الفقيه قبل ذلك (2) .البقرة(*) .195 :
][160
وقيل :يجوز لقوله تعالى " :ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )" (1
وضعف بأن الخاص حاكم على العام ،ولو لم يكن المالك مضطرا إليه وكان
هناك مضطر وجب على المالك بذله له إن كان المضطر مسلما ،وكذا إذا
كان ذميا أو مستأمنا على المعروف بينهم ،ولو ظن الحتياج إليه في ثاني
الحال ففي وجوب البذل للمضطر في الحال نظر ،ولو منع المالك جاز
للمضطر الخذ عنه قهرا ،بل يجب عليه ذلك ،بل المقاتلة عليه ،ولو كان
للمضطر ثمن لم يجب على المالك البذل مجانا ،ولو طلب المالك الثمن
حينئذ وجب على المضطر بذله ،وإن طلب زيادة عن ثمن المثل ،قال الشيخ
ل تجب الزيادة ،ولعل القرب الوجوب لرتفاع الضرورة بالتمكن ولو لم
يكن للمضطر ثمن ففي وجوب البذل عليه عند القدرة قولن ،ولو وجدت
ميتة وطعام الغير فان بذل له الغير طعامه بغير عوض أو بعوض هو قادر
عليه لم تحل الميتة ،وإن كان العوض أكثر من ثمن المثل على القرب،
وإن لم يبذل المالك و قدر على الخذ منه قهرا أو كان المالك غالبا ففي
تقديم أكل الميتة أو مال الغير أو التخيير أوجه .ولو لم يوجد إل الخمر قال
الشيخ في المبسوط ل يجوز رفع الضرورة بها ،و ذهب جماعة منهم
الشيخ في النهاية إلى الجواز ترجيحا لحفظ النفس ،ويدل عليه ما سيأتي
من خبر محمد بن عذافر وغيره ،وهي وإن كان فيه جهالة لكنها مروية
بأسانيد يؤيد بعضها بعضا ،ويدل على الول ما تقدم من رواية أبي بصير
التي رواها العياشي والصدوق وفي سندها ضعف ،ويمكن حملها على
تحريم التداوي بها وإن كانت التتمة التي رواها الصدوق مرسل ظاهرا
شمولها للعطش أيضا ،وأما التداوي بالخمر وسائر المحرمات فقد مر
الكلم فيه في أبواب الطب وقد مر أيضا أن عند الضرورة البول مقدم على
الخمر ،وبول نفسه على بول غيره على قول وقالوا :لو لم يجد إل آدميا
ميتا جاز له الكل منه ،واستثنى بعضهم ما إذا كان الميت نبيا ،ولو وجد
المضطر ميتة ولحم آدمي أكل الميتة دون الدمي ،ولو
][161
وجد آدميا حيا فان كان معصوم الدم لم يجز ،وإن كان كافرا كالذمي والمعاهد ،وكذا
ل يجوز للسيد أكل عبده ،ول للوالد أكل ولده ،وإن لم يكن معصوم الدم
كالحربي والمرتد جاز له قتله وأكله ،وإن كان قتله متوقفا على إذن المام
لن ذلك مخصوص بحالة الختيار وفي معناهما الزاني المحصن
والمحارب وتارك الصلة مستحل وغيرهم ممن يباح قتله ،ولو كان له
على غيره قصاص ووجده في حالة الضطرار فله قتله قصاصا وأكله،
وأما المرأة الحربية وصبيان أهل الحرب ففي جواز قتلهم وأكلهم وجهان،
ورجح بعض المتأخرين الجواز لنهم ليسوا بمعصومين ،وليس المنع من
قتلهم في غير حالة الضرورة لحرمة روحهم ،ولهذا ل يتعلق به كفارة ول
دية ،بخلف الذمي والمعاهد ،وإذا لم يجد المضطر سوى نفسه بأن يقطع
فلذة من فخذه ونحوه من المواضع اللحمة فان كان الخوف فيه كالخوف
على النفس بترك الكل أو أشد حرم القطع قطعا ،وإن كان أرجى للسلمة
ففيه وجهان.
][162
][163
مع أنه يمكن أن يكون لرعاية تلك الشرائط ل سيما التسمية مدخل في منافع أجزاء
الذبيحة وموافقتها للبدان .وعلل الثاني بأنه مع عدم الذبح والنحر تتفرق
الدماء التي في العروق في اللحم فتؤكل معه فيترتب عليه المفاسد المترتبة
على شرب الدم ،فاعترض السائل بأنه على هذا يلزم حرمة السمك لنه ل
ذبح فيه ول يخرج عنه الدم ،فأجاب عليه السلم بأنه ليس فيه دم كثير
سائل ليحتاج إلى الذبح لخراجه ،والدم القليل الذي فيه كالدم المتخلف في
اللحم فيما له نفس سائلة ،قكما ل يضر الدم المتخلف ول يحرم أكله فكذا
هذا الدم - 2 .العلل والمجالس للصدوق :عن محمد بن الحسن بن الوليد
عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب عن
محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن عذافر عن أبيه قال :قلت لبي
جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلم :لم حرم ال الميتة والدم ولحم
الخنزير والخمر ) (1؟ فقال :إن ال تبارك وتعالى لم يحرم ذلك على عباده
و أحل لهم ما سوى ذلك من رغبة فيما أحل لهم ول زهد فيما حرم عليهم،
ولكنه عزوجل خلق الخلق وعلم ) (2ما تقوم به أبدانهم وما يصلحها )(3
فأحله لهم وأباحه وعلم ما يضرهم فنهاهم عنه ) ،(4ثم أحله للمضطر في
الوقت الذي ل يقوم بدنه إل به فأحله له بقدر البلغة ) (5ل غير ذلك ،ثم
قال عليه السلم :أما الميتة فانه لم ينل أحد منها إل ضعف بدنه وأوهنت
قوته وانقطع نسله ول يموت آكل الميتة إل فجأة
][164
وأما الدم فانه يورث أكله الماء الصفر ويورث الكلب ) (1وقساوة القلب وقلة
الرأفة والرحمة ،ثم ل يؤمن على حميمه ول يؤمن على من صحبه ،وأما
لحم الخنزير فان ال تبارك وتعالى مسخ قوما في صور شتى مثل الخنزير
والقرد والدب ثم نهى عن أكل المثلة ) (2لكيل ينتفع بها ول يستخف
بعقوبتها ،وأما الخمر فانه حرمها لفعلها وفسادها ،ثم قال عليه السلم :إن
مدمن الخمر كعابد وثن ويورثه الرتعاش ويهدم مروءته وتحمله على
التجسر ) (3على المحارم من سفك الدماء وركوب الزنا حتى ل يؤمن إذا
سكر أن يثب على حرمه وهو ل يعقل ذلك والخمر ل تزيد شاربها إل كل
شر ) .(4العلل :عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن أحمد بن محمد بن
عيسى وإبراهيم بن هاشم جميعا عن ابن بزيع عن محمد بن عذافر عن
أبيه عن أبى جعفر عليه السلم سواء ) .(5أقول :روى في العلل الخبر
بالسند الول وفيه عن بعض رجاله مكان :عن أبيه .الختصاص :عن
محمد بن عبد ال عن أبي عبد ال عليه السلم مثله ).(6
) (1الكلب :العطش الشديد وداء يشبه الجنون يأخذ الكلب فتعض الناس ،ويعرض
ذلك للنسان الذى عضه ذلك الكلب (2) .في نسخة من المجالس وفى
الختصاص :عن أكل مثله (3) .في المصدرين :على أن يجسر (4) .علل
الشرائع 169 :2و ،170المجالس) 395 :م (5) .(95علل الشرائع :2
(6) .170الختصاص 103 :فيه " :من رغبة فيما حرم عليهم ول رهبة
فيما أحل لهم " وفيه " :وأباحه لهم تفضل منه عليهم لمصلحتهم "
وفيه " :ثم اباحه للمضطر واحله له في الوقت " وفيه " فانها ل يدنو
منها أحد ول يأكل الضعف بدنه ونحل جسمه وذهبت قوته وانقطع نسله
ول يموت الفجاة " وفيه " :واما الدم فانه يورث أكله الماء الصفر
ويبخر الفم وينتن الريح ويسيئ الخلق ويورث الكلب والقسوة للقلب وقلة
الرأفة والرحمة حتى ل يؤمن أن يقتل ولده ووالديه ول يؤمن على
حميمه وعلى من صحبه " وفيه " :في صورة شئ شبه الخنزير والقرد
والدب وكان من المساخ " وفيه :يذهب بقوته ويهدم مروءته.
][165
العياشي :عن محمد بن عبد ال عن بعض أصحابه عن أبى عبد ال عليه السلم
مثله (1) .العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم عن أبيه عن جده إبراهيم بن
هاشم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن عمر بن عثمان عن محمد بن علي
عن بعض أصحابنا قال :قلت البي عبد ال عليه السلم وذكر مثله )3 .(2
-العيون والعلل :عن علي بن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عبد ال
الكوفى عن محمد بن إسماعيل البرمكي عن علي بن العباس عن القاسم
بن ربيع ،وروى في العيون عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه عن
محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان قال :وحدثنا علي بن أحمد
الدقاق ومحمد بن أحمد السناني وعلي بن عبد ال الوراق والحسين بن
إبراهيم المكتب رضى ال عنهم عن محمد بن أبي عبد ال الكوفي عن
محمد بن إسماعيل عن علي بن العباس عن القاسم بن الربيع عن محمد
بن سنان ،وحدثنا علي بن أحمد بن أبي عبد ال البرقي وعلي بن عيسى
المجاور في مسجد الكوفة ومحمد بن موسى البرقي عن علي بن محمد
ماجيلويه عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن سنان عن
الرضا عليه السلم أنه كتب إليه :حرم الخنزير لنه مشوه جعله عزوجل
عظة للخلق وعبرة وتخويفا ودليل على ما مسخ على خلقته ولن غذاءه
أقذر القذار مع علل كثيرة وكذلك حرم القرد لنه مسخ مثل الخنزير جعل
عظة وعبرة للخلق دليل على ما مسخ على خلقته و صورته ،وجعل فيه
شبها من النسان ليدل على أنه ) (3من الخلق المغضوب عليهم .وكتب
إليه أيضا من جواب مسائله :حرمت الميتة لما فيها من إفساد البدان
والفة ،ولما أراد ال عزوجل أن يجعل التسمية سببا للتحليل وفرقا بين
الحلل والحرام وحرم ال عزوجل الدم كتحريم الميتة لما فيه من فساد
البدان ،ولنه يورث الماء الصفر ويبخر الفم وينتن الريح ويسيئ الخلق
ويورث القسوة للقلب
) (1تفسير العياشي :ج 1ص (2) .291العلل مخطوط ليست نسخته عندي(3) .
في النسخة المخطوطة :دليل على انه.
][166
وقلة الرأفة والرحمة حتى ل يؤمن أن يقتل ولده ووالده وصاحبه ،وحرم الطحال
لما فيه من الدم ولن علته وعلة الدم والميتة واحدة لنه يجري مجراها
في الفساد ) .(1بيان :قوله :ولما أراد ال ،أشار إلى العلة الدينية التي
ذكرناها في الخبر الول - 4 .فقه الرضا :قال عليه السلم :اعلم يرحمك
ال أن ال تبارك وتعالى لم يبح أكل ول شربا إل ما فيه من المنفعة
والصلح ،ولم يحرم إل ما فيه الضرر والتلف والفساد ،فكل نافع مقو
للجسم فيه قوة للبدن فحلل ،وكل مضر يذهب بالقوة أو قاتل فحرام مثل
السموم والميتة والدم ولحم الخنزير وذي ناب من السباع ومخلب من
الطير ومال قانصة له منها ،ومثل البيض إذ استوى طرفاه ،والسمك الذي
ل فلوس له فحرام كله إل عند الضرورة ،والعلة في تحريم الجري وما
أجرى مجراه من سائر المسوخ البرية والبحرية ما فيها من الضرر للجسم
لن ال تقدست أسماؤه مثل على صورها مسوخا فأراد أن ل يستخف
بمثله ،والميتة تورث الكلب وموت الفجأة والكلة ،والدم يقسي القلب
ويورث الداء الدبيلة ،وأما السموم فقاتلة ،والخمر تورث قساوة القلب
ويسود السنان ويبخر الفم ويبعد من ال ويقرب من سخطه ،وهو من
شراب إبليس وقال صلى ال عليه وآله وسلم :شارب الخمر ملعون ،شارب
الخمر كعبدة الوثان يحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان )- 5 .(2
العلل :عن علي بن أحمد عن محمد بن أبي عبد ال عن محمد بن إسماعيل
عن علي بن العباس عن القاسم بن الربيع عن محمد بن سنان قال :كتب
إليه الرضا عليه السلم فيما كتب إليه من العلل :إنا وجدنا كل ما أحل ال
تبارك وتعالى ففيه صلح العباد وبقاؤهم ولهم إليه الحاجة التي ل
يستغنون عنها ،ووجدنا المحرم من الشياء ل حاجة للعباد
][167
إليه ،ووجدناه مفسدا داعيا إلى الفناء والهلك ،ثم رأيناه تبارك وتعالى قد أحل
بعض ما حرم في وقت الحاجة لما فيه من الصلح في ذلك الوقت ،نظير ما
أحل من الميتة والدم ولحم الخنزير إذا اضطر إليه المضطر لما في ذلك
الوقت من الصلح والعصمة ودفع الموت ،فكيف الدليل على أنه لم يحل ما
يحل إل لما فيه من المصلحة للبدان ،وحرم ما حرم لما فيه من الفساد )
.(1أقول :تمام الخبر مع ما يؤيد ذلك من الخبار أوردناها في باب علل
الشرايع والحكام من كتاب العدل.
][168
][169
وسيأتي حكم السمك إن شاء ال .وقال الجوهري :القانصة واحدة القوانص وهي
للطير بمنزلة المصارين لغيرها وقال :المصير المعا وهو فعيل والجمع
المصران مثل رغيف ورغفان والمصارين جمع الجمع انتهى .ويظهر من
حديث سماعة أنها بمنزلة المعدة للنسان حيث روى عن الرضا عليه
السلم أنه قال :كل من طير البر ما كان له حوصلة ،ومن طير الماء ما
كانت له قانصة كقانصة الحمام ،ل كمعدة النسان .وقال الشهيد الثاني
قدس سره :والصيصية بكسر أوله بغير همز :الصبع الزائدة في باطن
رجل الطائر بمنزلة البهام من بني آدم لنها شوكته ،ويقال للشوكة
صيصية أيضا انتهى .ثم اعلم أن المعروف من مذهب الصحاب أنه يحرم
من الطير ما كان صفيفه في الطيران أكثر من دفيفه ،ولو تساويا أو كان
الدفيف أكثر لم يحرم ،والمتساوي غير مذكور في الروايات وكأنه لندرة
وقوعه وصعوبة استعلمه ،لكن يدل على الحل عموم اليات والروايات،
والمعروف من مذهبهم أيضا أن ما ليست له قانصة ول حوصلة ول
صيصية فهو حرام ،وما له إحداها فهو حلل ول فرق فيه وفي الضابطة
السابقة بين طير البر والماء .وقال الشهيد الثاني رحمه ال عند قول
المحقق قدس ال روحه " :وما له أحدها فهو حلل ما لم ينص على
تحريمه " :نبه بقوله " :ما لم ينص على تحريمه " على أن هذه العلمات
إنما تعتبر في الطائر المجهول ،أما ما نص على تحريمه ،فل عبرة فيه
بوجود هذا ،والظاهر أن المر ل يختلف ،ول يعرف طير محرم له أحد هذه
ومحلل خال عنها ،لكن المصنف رحمه ال تبع في ذلك مورد النص حيث
قال الرضا عليه السلم :والقانصة والحوصلة يمتحن بها من الطير ما ل
يعرف طيرانه وكل طير مجهول .ثم قال :يقال :دف الطائر في طيرانه :إذا
حرك جناحيه كأنه يضرب بهما
][170
دفه يعني جنبه ،وصف :إذا لم يتحرك كما تفعل الجوارح .وقال :الحوصلة بتشديد
اللم وتخفيفها :ما يجمع فيها الحب مكان المعدة لغيره - 2 .الخصال :عن
أبيه عن سعد بن عبد ال عن محمد بن عيسى اليقطيني عن القاسم ابن
يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد ال
عن آبائه قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :تنزهوا عن أكل الطير الذي
ليست له قانصة ول صيصية ول حوصلة ،واتقوا كل ذي ناب من السباع
ومخلب من الطير ) .(1توضيح :المراد بذي الناب :كل ما له ناب أو الناب
الذي يفترس به ،قال في المصباح :الناب من النسان هو الذي يلي
الرباعيات ،قال ابن سينا :ول يجمع في حيوان ناب وقرن معا .وقال
الشهيد الثاني رحمه ال :المراد من ذي الناب يعدو به على الحيوان
ويقوى به وهو شامل للضعيف منه والقوي فيدخل فيه الكلب والسد
والنمر والفهد والدب والقرد والفيل والذئب والثعلب والضبع وابن آوي
لنها عادية بأنيابها ،وخالف في الجميع مالك فكره السباع كلها من غير
تحريم ،ووافقنا أبو حنيفة على تحريم جميع ذلك ،وفرق الشافعية بين
ضعيف الناب منها كالثعلب والضبع وابن آوي وقويها فحرم الثاني دون
الول انتهى .وفي القاموس :المخلب :ظفر كل سبع من الماشي والطائر،
أو هو لما يصيد من الطير والظفر لما ل يصيد انتهى .وعد المحقق قدس
نفسه من محرمات الطير ما كان له مخلب يقوى به على الطير كالبازي
والصقر والعقاب والشاهين والباشق أو ضعيفا كالنسر والرخمة والبغاث
وقال في المسالك :تحريم ما كان له مخلب من الطير عندنا موضع وفاق،
ومالك على أصله في حله - 3 .العلل :عن علي بن أحمد عن محمد بن أبي
عبد ال عن محمد بن إسماعيل عن
) (1الخصال 615 :2والحديث من اجزاء حديث اربعمائة.
][171
) (1علل الشرائع 167 :و 168فيه .وسباع الوحش (2) .عيون الخبار :ج 2ص
(*) .93
][172
لنهم كانوا يعملون عليها فكره أن يفنوها ) .(1كتاب المسائل باسناده مثله ).(2
بيان :المعروف بين الصحاب حتى كاد أن يكون إجماعا حل لحوم الخيل
والبغال والحمير الهلية ،وذهب أبو الصلح إلى تحريم البغال ،والشهر
أقوى لعموم اليات وخصوص الخبار ،واختلف في أشدها كراهة بعد
اتفاقهم على كراهة الجميع فقيل :البغال ،وقيل :الحمير ،وكأن القرب
الخير - 5 .العلل :عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد
بن عامر عن المعلى بن محمد البصري عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن
حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسن العبدي عن أبي سعيد
الخدري ) (3أنه سئل ما قولك في هذا السمك الذي يزعم إخواننا من أهل
الكوفة أنه حرام ؟ فقال أبو سعيد :سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله
وسلم يقول :الكوفة جمجمة العرب ورمح ال تبارك وتعالى وكنز اليمان
فخذ عنهم ،اخبرك عن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم مكث )(4
بمكة يوما وليلة بذي طوى ثم خرج وخرجت معه فمررنا برفقة جلوس
يتغدون فقالوا :يا رسول ال الغداء ،فقال لهم :افرجوا لنبيكم ،فجلس بين
رجلين وجلست وتناول رغيفا فصدع نصفه ثم نظر إلى ادمهم فقال :ما
ادمكم ؟ فقالوا :الجريث يا رسول ال ،فرمى بالكسرة من يده وقام .قال أبو
سعيد :وتخلفت بعده لنظر ما رأى الناس فاختلف الناس فيما بينهم فقالت
طائفة :حرم رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم الجريث ،وقالت طائفة:
لم يحرمه ولكن عافه ولو كان حرمه لنهانا عن أكله ،قال :فحفظت مقالة
القوم وتبعت رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم
) (1قرب السناد (2) .117 :بحار النوار (3) :10رواه الكليني في فروع الكافي
243 :6عن الحسين بن محمد .وفيه :على بن الحسن العبدى عن ابى
هارون عن ابى سعيد الخدرى (4) .في المصدر " :انه مكث " وفى
الكافي :اخبرك ان رسول ال )ص( مكث بمكة يوما وليلة يطوى.
][173
حتى لحقته ثم غشينا رفقة اخرى يتغدون فقالوا :يا رسول ال الغداء ،فقال :نعم )
(1افرجوا لنبيكم ،فجلس بين رجلين وجلست معه فلما تناول كسرة القوم
نظر إلى ادمهم فقال :ما ادمكم هذا ؟ قالوا ضب يا رسول ال فرمى
بالكسرة وقام ،قال أبو سعيد :فتخلفت بعده فإذا بالناس ) (2فرقتان قال
فرقة :حرم رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم الضب فمن هناك لم يأكله،
وقالت فرقة اخرى :إنما عافه ولو حرمه لنهانا عنه ،قال :ثم تبعت رسول
ال صلى ال عليه وآله وسلم حتى لحقته فمررنا بأصل الصفا وفيها قدور
تغلى ،فقالوا يا رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم لو تكرمت علينا حتى
تدرك قدورنا ،قال :وما في قدوركم ؟ قالوا حمرلنا كنا نركبها فقامت
فذبحناها ،فدنا رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم من القدور فأكفأها
برجله ،ثم انطلق جوادا وتخلفت بعده فقال بعضهم :حرم رسول ال صلى
ال عليه وآله وسلم لحم الحمر ،وقال بعضهم :كل إنما أفرغ قدوركم حتى
ل تعودوه فتذبحوا دوابكم ،قال أبو سعيد :فتبعت رسول ال صلى ال عليه
وآله فقال :يابا سعيد ادع بلل فلما جاءه بلل ) (3قال يا بلل اصعد أبا
قبيس فناد عليه :أن رسول ال صلى ال عليه وآله حرم الجري والضب
والحمر الهلية أل فاتقوا ال ول تأكلوا من السمك إل ما كان له قشرو مع
القشر فلوس ،إن ال تبارك وتعالى مسخ سبعمائة امة عصوا الوصياء
بعد الرسل فأخذ أربعمائة امة منهم برا وثلثمائة منهم بحرا ثم تل هذه
الية " فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق " ) .(4توضيح :جمجمة
العرب أي محل جماجم العرب وأشرافها ،والتشبيه بالرمح لنه بها يدفع
ال البليا عن العرب ،في القاموس :الجمجمة بالضم :القحف ،والجماجم
السادات والقبائل التى تنسب إليها البطون ،وفي النهاية يقال للسادات:
جماجم ،ومنه
) (1في الكافي :فقال لهم :نعم افرجوا (2) .في الكافي :فإذا الناس (3) .في
المصدر :فلما جئته ببلل (4) .علل الشرائع 146 :2و ،147والية في
سبا.19 :
][174
حديث عمر :ائت الكوفة فان بها جمجمة العرب ،أي ساداتها ،لن الجمجمة الرأس
وهو أشرف العضاء ،وقيل :جماجم العرب التى تجمع البطون فتنسب
إليها ،وقال فيه السلطان ظل ال ورمحه ،استوعب بهاتين الكلمتين نوعي
ما على الوالي للرعية :إحداهما النتصار من الظالم والعانة ،والخر
إرهاب العدو ليرتدع عن قصد الرعية وأذاهم ويأمنوا بمكانه من الشر،
والعرب تجعل الرمح كناية عن الدفع والمنع ،وفي القاموس :ذو طوى
مثلثة الطاء وينون :موضع قرب مكة ،وفي النهاية بضم الطاء وفتح الواو
المخففة :موضع عند باب مكة يستحب لمن دخل مكة أن يغتسل به انتهى )
.(1وفي الكافي :يطوى بصيغة المضارع من طوى من الجوع يطوي
طوى فهو طاو أي خالي البطن جائع لم يأكل .الغداء بالنصب أي احضر
وتغد معنا ،وفي المصباح :الدام :ما يؤتدم به مايعا كان أو جامدا ،وجمعه
ادم مثل كتاب وكتب يسكن للتخفيف فيعامل معاملة المفرد ويجمع على آدام
مثل قفل وأقفال ،والجريث كسكيت :سمك ل فلس له .وفي القاموس :عاف
الطعام أو الشراب وقد يقال في غير هما يعافه ويعيفه :كرهه فلم يشربه،
وفي الكافي :وتبعت رسول ال صلى ال عليه وآله جوادا .قال في النهاية:
فيه في حديث سليم بن صرد :فسرت إليه جوادا ،أي سريعا كالفرس
الجواد ،ويجوز أن يريد سيرا جوادا كما يقال سرنا عقبة جوادا أي بعيدة )
.(2ثم غشينا بالكسر بصيغة المتكلم من غشيه أي جاءه .قوله " :لو
تكرمت علينا " في الكافي " :لو عرجت علينا " في النهاية :فيه لم اعرج
عليه ،أي لم أقم ولم أحتبس ) " (3حتى تدرك قدورنا " برفع القدور من
قولهم
) (1النهاية (2) .54 :3النهاية (3) .216 :1النهاية .89 :3
][175
أدرك الشئ أي بلغ وقته كقولهم :إدراك الثمرات ،أو بالنصب أي تلحقها وتأكلها،
وعلى التقديرين المراد بالقدور وما فيها ،ويقال :قامت الدابة أي وقفت" .
حتى ل تعودوه " من باب التفعيل من العادة ،وفي الكافي " :كيل تعودوا
" ) (1من العود .قوله " :فبعث " في أكثر نسخ الكافي " :فبعث رسول
ال صلى ال عليه وآله إلي فلما جئته قال :يابا سعيد " وكأن المراد
بالقشر الجلد الصلب ) " (2فجعلناهم أحاديث " الية في قصة قوم سبأ أي
جعلناهم بحيث يتعجب الناس بهم تعجبا ،وضرب مثل فيقولون :تفرقوا
أيدي سبأ " ومزقناهم كل ممزق " أي فرقناهم غاية التفريق حتى لحق
غسان منهم بالشام وأنمار بيثرب وجذام بتهامة والزد بعمان ،ولعل تحريم
الحمر محمول على الكراهة الشديدة أو على النسخ بأن كانت محرمة ثم
نسخ - 6 .العلل :عن أبيه عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي
الكوفي عن عبد الرحمن بن سالم عن المفضل بن عمر قال :قلت لبي عبد
ال عليه السلم :أخبرني لم حرم ال عزوجل لحم الخنزير ؟ قال :إن ال
تبارك وتعالى مسخ قوما في صور شتى مثل الخنزير والقرد والدب ثم نهى
عن أكل المثلة لكيل ينتفع بها ول يستخف بعقوبته ) - 7 .(3العلل
والعيون :بالسانيد المتقدمة عن محمد بن سنان فيما رواه من العلل أنه
كتب الرضا عليه السلم إليه :أحل ال عزوجل البقر والغنم والبل لكثرتها
وإمكان وجودها وتحليل بقر الوحش وغيرها من أصناف ما يؤكل من
الوحش المحللة لن غذاءها غير مكروه ول محرم ،ول هي مضرة بعضها
ببعض ول مضرة بالنس ول في خلقها تشويه ).(4
) (1في الكافي :حتى ل تعودوا (2) .ولعله الذى يقال له بالفارسية ،پولك وفلس) .
(3علل الشرائع (4) .170 :2علل الشرائع .248 :2
][176
- 8الخصال :عن ستة من مشايخه ) (1منهم أحمد بن الحسن القطان عن أحمد بن
يحيى بن زكريا عن بكر بن عبد ال بن حبيب عن تميم بن بهلول عن أبي
معاوية عن العمش عن الصادق عليه السلم قال :كل ذي ناب من السباع
وذي مخلب من الطير فأكله حرام ) - 9 .(2العيون :عن عبد الواحد بن
عبدوس عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان فيما كتب
الرضا عليه السلم للمأمون يحرم كل ذي ناب من السباع وذي مخلب من
الطير ) - 10 .(3العلل :عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب عن ابن أبى عمير عن ابن اذينة عن زرارة
ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلم قال :سألته عن أكل الحمر
الهلية فقال :نهى رسول ال صلى ال عليه وآله عن أكلها يوم خيبر،
وإنما نهى عن أكلها لنها كانت حمولة للناس ،وإنما الحرام ما حرم ال
عزوجل في القرآن ) .(4بيان :لعل الحصر إضافي ،أو المعنى ما حرم ال
في القرآن أعم من أن يكون في ظهر القرآن ونفهمه أو في بطنه وبينه
الحجج عليهم السلم لنا - 11 .العلل :عن محمد بن الحسن بن الوليد عن
محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن
سعيد عن حماد عن حريز عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلم
قال :نهى رسول ال صلى ال عليه وآله عن أكل لحوم الحمر وإنما نهى
عنها من أجل ظهورها مخافة أن يفنوها ،وليست الحمير بحرام ثم قرأ هذه
الية " :قل ل ) (5أجد فيما اوحي إلي
) (1هم احمد بن محمد بن الهيثم العجلى واحمد بن الحسن ومحمد بن احمد
السنائى والحسين بن ابراهيم بن احمد بن هشام المكتب وعبد ال بن
محمد الصائغ وعلى بن عبد ال الوراق عن ابى العباس احمد بن يحيى
بن زكريا القطان (2) .الخصال 603 :2و (3) .609عيون اخبار الرضا
ج 2ص (4) .162علل الشرائع 149 :2و (5) .25النعام.145 :
][177
محرما على طاعم يطعمه " إلى آخر الية ) .(1المقنع :مرسل مثله )- 12 .(2
العلل :عن أبيه عن عبد ال بن جعفر الحميري عن هارون بن مسلم عن
أبي الحسن الليثي عن جعفر بن محمد عليه السلم قال :سئل أبي عليه
السلم عن لحوم الحمر الهلية قال :نهى رسول ال صلى ال عليه وآله
عن أكلها لنها كانت حمولة الناس ) (3يومئذ ،وإنما الحرام ما حرم ال
في القرآن ) - 13 .(4العيون والعل :بالسانيد المتقدمة ) (5عن محمد بن
سنان فيما رواه من العلل قال :كتب إليه الرضا عليه السلم كره أكل لحوم
البغال والحمر الهلية لحاجة الناس إلى ظهورها واستعمالها والخوف من
إفنائها لقلتها ل لقذر خلقتها ول قذر غذائها ) - 14 .(6العلل :عن محمد
بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن عبد ال بن الصلت
عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ل
تأكل جريثا ول مار ماهيجا ول طافيا ول إربيان ول طحال لنه بيت الدم
ومضغة الشيطان ) .(7بيان :الجريث كسكيت :سمك ،وقيل :هو الجري
كذمي وهما والمارماهي أسماء لنوع واحد من السمك غير ذي فلس ،قال
الدميري :والجريث بكسر الجيم والراء المهملة وبالثاء المثلثة هو هذا
السمك الذي يشبه الثعبان وجمعة جراري ويقال له أيضا :الجري بالكسر
والتشديد ،وهو نوع من السمك يشبه الحية ويسمى بالفارسية مارماهي
انتهى ،وظاهر الخبر مغايرة الجريث للمارماهيج وهو معرب
) (1علل الشرائع (2) .250 :2المقنع (3) .في الصدر " :للناس " وزاد في
نسخة في آخر الحديث :وال فل (4) .علل الشرائع (5) .250 :2في
الخبر الثالث (6) .علل الشرائع 250 :2فيه " :والخوف من فنائها "
عيون الخبار (7) :علل الشرائع .249 :2
][178
المارماهي ،ويمكن أن يكون العطف للتفسير وظاهر بعض الصحاب أيضا المغايرة
والطافي :الذي يموت في الماء ويعلو فوقه .والربيان بالكسر :سمك
كالدود ذكره الفيروزآبادي .وأقول :المشهور حله وله فلس ويأكله أهل
البحرين ويذكرون له خواصا كثيرة ،قال الدميري :روبيان هو سمك صغار
جدا أحمر وذكر له خواصا .وقال العلمة رحمه ال في التحرير :يجوز أكل
الربيان بكسر اللف وهو أبيض كالدود وكالجراد انتهى .ولعل الخبر
محمول على الكراهة والمضغة بالضم :القطعة من اللحم قدر ما يمضغ،
وإنما نسب إلى الشيطان لن ابراهيم عليه السلم أعطاه إبليس كما سيأتي
إن شاء ال - 15 .العيون والعلل :عن محمد بن عمر البصري عن محمد
بن عبد ال بن جبلة الواعظ عن عبد ال بن أحمد بن عامر عن أبيه عن
الرضا عليه السلم عن آبائه :في حديث اسؤلة الشامي أمير المؤمنين
عليه السلم قال :قد نهى عن أكل الصرد والخطاف ) - 16 .(1المحاسن:
عن أبيه عن صفوان عن العل عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه
السلم وسئل عن لحم الخيل والبغال والحمر فقال :حلل ولكن تعافونها )
- 17 .(2ومنه :عن علي بن الحكم عن داود الرقي قال :كتبت إلى أبي
الحسن عليه السلم أسأله عن لحوم البخت وألبانهن ،فكتب :ل بأس ).(3
بيان :في القاموس :البخت بالضم :البل الخراسانية كالبختية والجمع
بخاتى وبخاتي وبخات انتهى ،وربما يفهم من نفي البأس الكراهة ،وفيه
نظر نعم نفيه ل ينافي الكراهة في عرف الخبار إن كان عموم النكرة في
سياق النفي يقتضي الكراهة
) (1علل الشرائع .281 :2عيون الخبار ج 1ص (2) .243المحاسن) .473 :
(3المحاسن.473 :
][179
أيضا لنها بأس .وقال في الدروس :قال ابن إدريس والفاضل بكراهة الحمار
الوحشي ،والحلي بكراهة البل والجواميس ،والذي في مكاتبة أبي الحسن
عليه السلم في لحم حمر الوحش تركه أفضل ،وروي في لحم الجاموس:
ل بأس به انتهى .وأقول :الذي وجدته في الكافي لبي الصلح رحمه ال
يكره أكل الجواميس والبخت وحمر الوحش والهلية انتهى .فنسبة الشهيد
قدس سره إليه القول بكراهة مطلق البل سهو ،وكيف يقول بذلك مع أن
مدار النبي صلى ال عليه وآله وسلم والئمة عليهم السلم كان على أكل
لحومها والتضحية بها ،لكن الغالب في تلك البلد البل العربية ل
الخراسانية ،والقول بكراهة لحم البخاتي له وجه لما رواه الكليني بسند فيه
ضعف عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن عليه السلم قال :سمعته
يقول :ل آكل لحوم البخاتي ول آمر أحدا بأكلها - 18 .فقه الرضا :قال عليه
السلم يؤكل من الطير ما يدف بجناحيه ول يؤكل ما يصف ،وإن كان الطير
يدف ويصف وكان دفيفه أكثر من صفيفه اكل ،وإن كان صفيفه أكثر من
دفيفه لم يؤكل ) - 19 .(1العياشي :عن عبد ال بن أبي يعفور قال :سمعت
أبا عبد ال عليه السلم يقول :من زرع حنطة في أرض فلم يزك في زرعه
أو خرج زرعه كثير الشعير فبظلم عمله في ملك رقبة الرض أو بظلم
مزارعه واكرته لن ال يقول " :فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم
طيبات احلت لهم " يعني لحوم البل والبقر والغنم ،وقال :إن إسرائيل كان
إذا أكل من لحوم البقر هيج عليه وجع الخاصرة فحرم على نفسه لحم
البل ،وذلك من قبل أن تنزل التوراة ،فلما انزلت التوراة لم يحرمه ولم
يأكله ) .(2بيان :الستشهاد بالية من جهة أن بني إسرائيل لما عملوا
بالمعاصي حرم ال
][180
عليهم بعض ما احل لهم ،ولما لم يكن في هذه المة نسخ لم يحرم عليهم ولكن
حرمهم الطيبات وسلب عنهم البركات ،وعلى القول بأن ال لم يحرم عليهم
ولكن حرموا على أنفسهم فالمعنى أن ال سلب عنهم التوفيق حتى
حرموها على أنفسهم فحرموا بذلك من الطيبات ،فالستشهاد بالية أظهر
" ولم يأكله " أي موسى عليه السلم بقرينة المقام أو إسرائيل- 20 .
العياشي :عن وهب بن وهب عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا سئل
عن أكل لحم الفيل والدب والقرد فقال :ليس هذا من بهيمة النعام التي
تؤكل ) - 21 .(1ومنه :عن أيوب بن نوح بن دراج قال :سألت أبا الحسن
الثالث عن الجاموس وأعلمته أن أهل العراق يقولون :إنه مسخ ،فقال :أو
ما سمعت قول ال :ومن البل اثنين ومن البقر اثنين .وكتبت إلى أبي
الحسن عليه السلم بعد مقدمي من خراسان أسأله عما حدثني به أيوب في
الجاموس ،فكتب :هو ما قال لك ) .(2بيان :ظاهره أن الثنين من البقر
الجاموس والنوع المأنوس ،وهذا التفسير لم أره في كلم المفسرين،
ويحتمل أن يكون المراد أن ال أحل البقر الهلي والوحشي أو الذكر
والنثى من الهلي ،والجاموس صنف من الهلي كما صرح به الدميري
وغيره ،فاطلق الية يشمله ،وقوله " :وكتبت " كلم الراوي عن أيوب
ومن أسقط السند أسقطه - 22 .العياشي :عن حريز عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :سئل عن سباع الطير والوحش حتى ذكرنا القنافذ والوطواط
والحمير والبغال والخيل ،فقال :ليس الحرام إل ما حرم ال في كتابه،
وقال :نهى رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم عن أكل لحوم الحمير
وإنما نهاهم من أجل ظهورهم أن يفنوه ،وليس الحمير بحرام ،وقال :اقرأ
هذه الية " :قل ل أجد فيما اوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إل أن
يكون ميتة أو
][181
دما مسفوحا أو لحم خنزير فانه رجس أو فسقا اهل لغير ال به ) .(1بيان :روى
في المقنع مرسل مثله ) ،(2وروى الشيخ في التهذيب بسند صحيح عن
حريز عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلم مثله " ) .(3وفي
القاموس :الوطواط :ضرب من خطاطيف الجبال والخفاش .وقال الدميري:
الوطواط الخفاش ) ،(4وقال في التهذيب بعد إيراد هذه الرواية :قوله عليه
السلم " :ليس الحرام " إلى آخره المعنى فيه انه ليس الحرام
المخصوص المغلظ الشديد الحظر إل ما ذكره ال تعالى في القرآن وإن كان
فيما عداه أيضا محرمات كثيرة إل أنه دونه في التغليظ انتهى ) .(5وربما
يحمل على أن الجواب مخصوص بالخيل والبغال والحمير ،وقد يحمل ما
ورد في السباع على قبولها للتذكية ،وجواز استعمال جلودها في غير
الصلة بخلف ما هو محرم في القرآن كالخنزير ،ول يخفى ما في الجميع
من البعد ولعل الحمل على التقية أظهر - 23 .العياشي :عن محمد الحلبي
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :حرم على بني إسرائيل كل ذي ظفر
والشحوم إل ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم )- 24 .(6
ومنه :عن زرارة عن أحدهما عليهما السلم قال :سألته عن أبوال الخيل
والبغال والحمير قال :نكرهها ،فقلت :أليس لحمها حلل ؟ قال :فقال :أليس
قد بين ال لكم " والنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون "
وقال " :والخيل والبغال و الحمير لتركبوعا وزينة " ؟ فجعل للكل النعام
التي قص ال في الكتاب ،وجعل
) (1تفسير العياشي :ج 1ص (2) .382المقنع (3) :و ) (5تهذيب الحكام(4) :
حياة الحيوان (6) .290 :2تفسير العياشي :ج 1ص .383
][182
للركوب الخيل والبغال والحمير وليس لحومها بحرام ولكن الناس عافوها )25 .(1
-المكارم :قال زرارة :سألت أبا جعفر عليه السلم ما يؤكل من الطير
فقال :كل ما دف ،ول تأكل ما صف ،قال :قلت :البيض في الجام ،قال :ما
استوى طرفاه فل تأكل وما اختلف طرفاه فكل ،قلت :فطير الماء قال :ما
كانت له قانصة فكل وما لم تكن له قانصة فل تأكل ) - 26 .(2وفي حديث
آخر :إن كان الطير يصف ويدف وكان دفيفه أكثر من صفيفه اكل ،وإن
كان صفيفه أكثر من دفيفه لم يؤكل ،ويؤكل من صيد الماء ما كانت له
قانصة أو صيصية ،ول يؤكل ما ليست له قانصة ول صيصية )- 27 .(3
الهداية :كل من الطير ما دف ول تأكل ما صف ،فان كان الطير يصف
ويدف وكان دفيفه أكثر من صفيفه اكل ،وان كان صفيفه أكثر من دفيفه لم
يؤكل ،و قال النبي صلى ال عليه وآله وسلم كل ذي ناب من السباع
ومخلب من الطير والحمر النسية فحرام ويؤكل من طير الماء ما كانت له
قانصة حيا أو ميتا ) .(4بيان :أو ميتا أي مذبوحا - 28 .المقنع :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير والحمر
النسية حرام ) - 29 .(5المحاسن :عن السياري رفعه قال :أكل لحم
الجزور يذهب بالقرم ) - 30 .(6وفي حديث مروي قال :من تمام حب
السلم حب لحم الجزور ) .(7بيان :قال في القاموس :الجزور :البعير أو
خاص بالناقة المجزورة وما يذبح من الشاة .وقال الجوهري :الجزور من
البل يقع على الذكر والنثى وهي تؤنث
) (1تفسير العياشي ج 2ص (2) .255و ) (3مكارم الخلف (4) .84 :الهداية) :
(5المقنع 6) :و (7المحاسن.474 :
][183
والجمع الجزر .وقال الدميري بعد ذكر هذا :وقال ابن سيدة :الجزور الناقة التى
تجزر وفي كتاب العين :الجزر من الضأن والمعز خاصة مأخوذة من الجزر
وهو القطع ) (1وفي المصباح المنير :الجزور من البل خاصة يقع على
الذكر والنثى ،قال ابن النباري وزاد الصغاني :والجزور الناقة التى تنحر
وجزرت الجزور وغيرها من باب قتل نحرتها ،والفاعل جزار انتهى،
والمراد هنا مطلق البعير أو الناقة ،وفي الصحاح القرم بالتحريك :شدة
شهوة اللحم - 31 .العلل :عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن يحيى الخزاز عن غياث بن إبراهيم
عن جعفر بن محمد عليه السلم أنه كره أكل لحم الغراب لنه فاسق ).(2
توضيح :لعل المراد بفسقه أكله الجيف والخبائث ،قال في النهاية :فيه:
خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم ،أصل الفسوق الخروج عن
الستقامة والجور ،وبه سمي العاصي فاسقا وإنما سميت هذه الحيوانات
فواسق على الستعاره لخبثهن ،وقيل :لخروجهن من الحرمة في الحل
والحرم ،أي ل حرمة لهن بحال ،ومنه حديث عائشة :وسألت عن أكل
الغراب فقالت :ومن يأكله بعد قوله :فاسق ؟ وقال الخطابي :أراد بتفسيقها
تحريم أكلها ) - 32 .(3كتاب المسائل :بإسناده إلى علي بن جعفر عن
أخيه موسى عليه السلم قال :سألته عن الغراب البقع والسود أيحل
أكلهما ؟ فقال :ل يحل أكل شئ من الغربان زاغ ول غيره ) .(4تبيين :اعلم
أنه اختلف الصحاب في حل الغراب بأنواعه بسبب اختلف الروايات فيه،
فذهب الشيخ في الخلف إلى تحريم الجميع محتجا بالخبار وإجماع
) (1حياة الحيوان (2) .140 :1علل الشرائع 171 :2طبعة قم ) (3النهاية :3
225و (4) .226بحار النوار :10
][184
الفرقة وتبعه جماعة منهم العلمة في المختلف وولده ،وكرهه مطلقا الشيخ في
النهاية وكتابي الحديث ) ،(1والقاضي والمحقق في النافع ،وفصل آخرون
منهم الشيخ في المبسوط على الظاهر منه ،وابن إدريس والعلمة في أحد
قوليه ،فحرموا السود الكبير والبقع ،وأحلوا الزاغ والغداف وهو الغبر
الرمادي ،واحتج المحللون برواية زرارة عن أحدهما عليه السلم قال :إن
أكل الغراب ليس بحرام إنما الحرام ما حرمه ال في كتابه ،ولكن النفس
تتنزه عن كثير من ذلك تقذرا ،وحجة المحرمين مطلقا صحيحة علي بن
جعفر المتقدمة ،وأولها الشيخ رحمه ال بأن المراد أنه ل يحل حلل طلقا،
وإنما يحل مع ضرب من الكراهة وحاول بذلك الجمع بين الخبرين ،وربما
تحمل رواية زرارة على نفي التحريم المستند إلى كتاب ال ،فل ينافي
تحريمه بالسنة .وأما المفصلون فليس لهم عليهذا ) (2رواية بخصوصها،
وإن كان في المبسوط قد ادعى ذلك ،وليس فيه جمع بين الروايات
للتصريح بالتعميم في الجانبين ،وربما احتج له بأن الولين من الخبائث،
لنهما يأكلن الجيف والخيرين من الطيبات لنهما يأكلن الحب ،وبهذا
احتج من فصل من العامة ،وابن إدريس استدل على تحريم الولين بأنهما
من سباع الطير بخلف الخيرين لعدم الدليل على تحريمهما فان الخبار
ليست على هذا الوجه حجة عنده ،وبالجملة الحل مطلقا وإن كان أقوى
لموافقته لعموم اليات والخبار كما عرفت ،والخبار المخصوصة
متعارضة ،وأصل الحل قوي ،لكن الحتياط في الجتناب عن الجميع،
ويقوى ذلك شمول كل ذي مخلب من الطير لكثرها بل لجميعها ،واحتمال
التقية في أخبار الحل أيضا وإن كان بينهم أيضا خلف في ذلك لكن الحل
بينهم أشهر ،قال الشيخ في الخلف :الغراب كله حرام على الظاهر في
الروايات ،وقد روي في بعضها رخص وهو الزاغ و هو غراب الزرع،
والغداف وهو أصغر منه أغبر اللون كالرماد ،وقال الشافعي:
) (1أي التهذيب والستبصار (2) .في النسخة المخطوطة :فليس لهم عليه.
][185
السود والبقع حرام ،والزاغ والغداف على وجهين :أحدهما حرام ،والثاني حلل،
وبه قال أبو حنيفة ،دليلنا :إجماع الفرقة وعموم الخبار في تحريم
الغداف ،وطريقة الحتياط يقتضي أيضا ذلك انتهى .ثم اعلم أن المعروف
المعدود في الكتب تحريم الخفاش والوطواط والطاووس والزنابير والذباب
والبق والرنب والضب والحشار كلها كالحية والعقرب والفأرة والجرزان
والخنافس والصراصر وبنات وردان والبراغيث والقمل واليربوع و القنفذ
والوبر والخزو الفنك والسمور والسنجاب ،وإقامة الدليل على أكثرها ل
يخلو من إشكال ،والمعروف بينهم حل الحمام كلها كالقماري والدباسي
والورشان ،وحل الجحل والقبج والدراج ،والقطا والطيهوج والدجاج
والكروان و الكركي والصعوة والبط ،وقد مرت العمومات الواردة في
التحليل والتحريم وال الهادي إلى الصراط المستقيم - 33 .دعائم السلم:
عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال :كل ذي ناب من السباع و
مخلب من الطير حرام ) - 34 .(1وعن على عليه السلم أنه قال :ل يؤكل
الذئب ول النمر ول الفهد ول السد ول ابن آوي ول الدب ول الضبع ول
شئ له مخلب ) - 35 .(2وعن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه اوتي
بضب فلم يأكل منه وقذره ) - 36 .(3وعن علي عليه السلم أنه نهى عن
الضب والقنفذ وغيره من حرشة الرض كالضب وغيره ) - 37 .(4وعنه
أنه قال :مر رسول ال صلى ال عليه وآله على رجل من النصار وهو
قائم على فرس له يكيد بنفسه فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله:
اذبحه يكن لك أجر بذبحك إياه وأجر باحتسابك له ،فقال :يا رسول ال ألي
منه شئ ؟ قال :نعم كل وأطعمني فأهدى إلى رسول ال صلى ال عليه وآله
منه فخذا فأكل وأطعمنا ).(5
][186
- 38وروينا عن جعفر بن محمد عليه السلم انه نهى عن ذبح الخيل ) .(1قال
المؤلف :فيشبه -وال أعلم -أن يكون نهيه عن ذلك إنما هو استهلك
السالم السوي منها ،لن ال عزوجل أمر باعدادها وارتباطها في سبيله،
والذي جاء عن رسول ال صلى ال عليه وآله إنما هو فيما أشفى على
الموت ) (2وخيف عليه الهلك منها وال اعلم - 39 .وعن رسول ال
صلى ال عليه وآله أنه نهى عن أكل لحوم الحمر الهلية يوم خيبر ).(3
- 40وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال :ل تؤكل البغال ).(4
توضيح :من حرشة الرض أي من صيدها ،في القاموس حرش الضب
يحرشه حرشا وحراشا وتحراشا :صاده ،كاحترشه ،وذلك بأن يحرك يده
على باب جحره ليظنه حية فيخرج ذنبه ليضربها فيأخذه انتهى .وفي بعض
النسخ :حشرات الرض وهو أظهر ،والظاهر زيادة الضب في الول أو في
الخير ،وفي النهاية :فيه أنه دخل على سعد وهو يكيد بنفسه أي يجود
بها ،يريد النزع ،والكيد :السوق .ومنه حديث عمر " :تخرج المرأة إلى
أبيها يكيد بنفسه ،أي عند نزع روحه وموته ) " .(5يكن لك أجر " لعل
المراد توجر بأصل الذبح وإن لم تقصد به القربة ،و مع قصد القربة لك
أجران ،أو المراد به اذبحه للصدقة أو لطعام المؤمنين فيكون لك أجر
لتخليصك إياه من المشقة ل وأجر آخر لما قصدت من الخير ،أو المراد
إعطاء الجرين لفعل واحد هو الذبح ل ،أو المراد بالحتساب الصبر على
الموت و
) (1دعائم السلم :ليست عندي نسخته (2) .أشفى عليه :أشرف .أي قارب
الموت 3) .و (4دعائم السلم :ليست عندي نسخته (5) .النهاية :4
.44
][187
تلف المال ،أي لو لم تذبحه كان لك أجر بأصل المصيبة ويحصل لك بالذبح أجر
آخر .وقال الفاضل المحدث السترابادي رحمه ال :أي لك أجران لتخليصك
إياه من اللم ،ولتفريقك لحمه حسبة ل تعالى ،فتردد النصاري في أنه
أمره بتفريق كل لحمه أم بتفريق بعضه .وروى هذا الحديث في التهذيب
عن محمد بن أحمد بن يحيى عن أبي جعفر عن أبي الجوزاء عن الحسين
بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه
السلم مثله إل أن فيه فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله :انحره
يضعف لك به أجران بنحرك إياه ) (1الخ ،وما هنا أظهر ،ولبد من تأويل
النحر الوارد هناك بالذبح للجماع على أنه ل يجزي النحر في الفرس.
فذلكة :ل ريب في حل النعام الثلثة والمعروف بين الصحاب حتى كاد أن
يكون اتفاقيا حل لحوم الدواب الثلثة إل قول أبي الصلح بتحريم البغال
وهو ضعيف ،ويكره أن يذبح بيده ما رباه من النعم ،ويؤكل من الوحشية
البقر والكباش الجبلية والحمر والغزلن واليحامير ،وقال الفاضل بكراهة
الحمار الوحشي ،وفي بعض الروايات تركه أفضل .ويحرم الكلب والخنزير
للنص والتفاق ،ول يعرف خلف بين الصحاب في تحريم كل سبع سواء
كان له ناب أو ظفر كالسد والنمر والفهد والذئب والسنور والثعلب
والضبع وابن آوي ،ويدل عليه الخبار ،ول أعرف أيضا خلفا بيننا في
تحريم المسوخات ،لكن قد وردت أخبار كثيرة في حل كثير من السباع
وغيرها ،وحملها الصحاب على وجوه قد أشرنا إلى بعضها ،والمعروف
المذكور في أكثر الكتب تحريم الرنب والضب والحشار كلها كالحية
والعقرب والفأرة والجرز والخنافس والصراصر وبنات وردان والبراغيث
والقمل واليربوع والقنفذ والوبر والخز
][188
][189
} - 4باب { } الجراد والسمك وسائر حيوان الماء { اليات :النحل :16وهو الذي
سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا .14فاطر :35ومن كل تأكلون لحما
طريا .12تفسير " :سخر البحر " قيل :أي جعله بحيث يتمكنون من
النتفاع به بالركوب والصطياد والغوص " لتأكلوا منه لحما طريا " سمى
لحما جريا على اللغة ،وعرفا يطلق مقيدا فيقال :لحم السمك ،ويقابل به
المطلق فيقال :أكلت لحما وسمكا ،وتقيده بالطري ليس مخصصا له
بالتحليل للجماع على حل غيره أيضا ،لكن لما خرجت مخرج المتنان
وكان في طراوته ألذكان التقييد به أليق ،وقيل :وصفه بالطري لسرعة
تطرق التغيير إليه ،ول ريب أنه أطرى اللحوم ،واستدل مالك و الثوري
بالية على أن السمك لحم فإذا حلف ل يأكل لحما حنث بالسمك ،واجيب
بأنه لحم لغة ل عرفا ،واليمان مبنية على العرف لكونه طاريا على اللغة
ناسخا لحكمها ،وفيه إشكال " ومن كل " أي من البحرين " تأكلون لحما
طريا " الكلم فيه كما مر .وقال الدميري :السمك من خلق الماء ،الواحدة
سمكة ،والجمع أسماك و سموك ،وهو أنواع كثيرة ،ولكل نوع اسم خاص،
قال النبي صلى ال عليه وآله :إن ال خلق ألف امة :ستمائة منها في
البحر ،وأربعمائة في البر ،ومن أنواع السماك ما ل يدرك الطرف أولها
وآخرها لكبرها ،ومال يدركها الطرف لصغرها ،وكله يأوي الماء
ويستنشقه كما يستنشق بنو آدم وحيوان البر الهواء إل أن حيوان البر
يستنشق الهواء بالنوف ،ويصل ذلك إلى قصبة الرئة ،والسمك يستنشق
بأصداغه فيقوم له الماء في تولد الروح الحيواني في قلبه مقام الهواء،
وإنما استغنى عن الهواء في إقامة
][190
الحيوان ولم نستغن نحن وما أشبهنا من الحيوان عنه لنه من عالم الماء والرض
دون عالم الهواء ،ونحن من عالم الماء والهواء والرض ،ونسيم البر لو
مر على السمك ساعة لهلك ) ،(1وهو بجملته شره كثير الكل لبرد مزاج
معدته ،وقربها من فمه ،وإنه ليس له عنق ول صوت إذ ل يدخل إلى جوفه
هواء البتة ،ولذلك يقول بعضهم :إن السمك لرئة له ،كما أن الفرس ل
طحال له ،والجمل ل مرارة له :والنعامة ل مخ له .وصغار السمك تحترس
من كباره ،فلذلك تطلب ماء الشطوط والماء القليل الذي ل يحمل الكبير
وهو شديد الحركة لن قوته المحركة للرادة تجري في مسلك واحد ل
ينقسم في عضو خاص ،وهذا بعينه موجود في الحيات ،ومن السمك ما
يتولد بسفاد ،ومنها ما يتولد بغيره إما من الطين ،أو من الرمل ،وهو
الغالب في أنواعه وغالبا يتولد من العفونات ،وبيض السمك ليس له بياض
ول صفرة إنما هو لون واحد وفي البحر من العجائب ما ل يستطاع
حصره :حكى القزوني في عجائب المخلوقات عن عبد الرحمن بن هارون
المغربي قال :ركبت بحر المغرب فوصلت إلى موضع يقال له :البرطون
وكان معنا غلم صقلي له صنارة ) (2فألقاها في البحر فصادبها سمكة
نحو الشبر فنظرنا فإذا خلف اذنها اليمنى مكتوب " :ل إله إل ال " وفي
قفاها " :محمد " وفي خلف اذنها اليسرى :رسول ال صلى ال عليه وآله
) - 1 .(3دعائم السلم :عن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم أنه قال:
إدمان أكل السمك الطري يذيب الجسد ،وكان إذا أكل السمك قال :اللهم
تبارك لنا فيه وأبدلنا خيرا منه ) - 2 .(4وقال جعفر بن محمد عليه السلم:
أكل التمر بعده يذهب أذاه ) - 3 .(5وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه
نهى عن أكل ما صاده المجوس من الحوت و
) (1في المصدر :ونسيم البر الذى يعيش به الطير لو دام على السمك ساعة قتله) .
(2صنارة الصياد :قطعة ملتوية من نحاس أو حديد تنشب في حلق
الصيد (3) .حياة الحيوان (5 - 4) .20 :2دعائم السلم :نسخته ليست
عندي.
][191
الجراد لنه ل يأكل منه إل ما اخذ حيا ) - 4 .(1الهداية :كل من السمك ما كان له
فلوس ،ول تأكل ما ليس له فلس ،وذكاة السمك والجراد أخذه ،ول تأكل
الدبا من الجراد وهو الذي ل يستقل بالطيران ،ول تأكل من السمك الجريث
ول المارماهي ول الطافي ول ) (2الزمير ) - 5 .(3وسئل الصادق عليه
السلم عن الربيثا فقال :ل تأكلها فانا ل نعرفها في السمك ) .(4بيان :هذا
الخبر المرسل رواه الشيخ بسند موثق عن عمار الساباطي ) (5وحمله
على الكراهة ،وظاهر الصحاب أن الربيثا غير الربيان ،ويظهر من خبر
سيأتي أنهما واحد ،ولم يذكر الربيثا فيما عندنا من كتب اللغة ول كتب
الحيوان ،لكنه مذكور في أخبارنا وكتب أصحابنا ولم يختلفوا في حله ،قال
في السرائر :ل بأس بأكل الكنعت ويقال أيضا :الكنعد بالدال غير المعجمة،
ول بأس أيضا بأكل الربيثا بفتح الراء وكسر الباء ،وكذلك ل بأس بأكل
الربيان بكسر اللف وتسكين الراء وكسر الباء ،وهو ضرب من السمك
البحري أبيض كالدود والجراد والواحدة إربيانة انتهى ) (6وقد مضى خبر
آخر في النهي عن الربيان - 6 .كتاب عاصم بن حميد :عن محمد بن
مسلم عن أبي جعفر عليه السلم قال (7) :كان أصحاب المغيرة يكتبون
إلي أن أسأله عن الجريث والمارماهي والزمير وما ليس له قشر من
السمك حرام هو أم ل ؟ فسألته عن ذلك فقال لي :اقرأ هذه الية التي في
) (1دعائم السلم (2) :الزمير بكسر الزاء وفتحها وتشديد الميم :نوع من السمك
له شوك ناتئ على ظهره وأكثر ما يكون في المياه العذبة (3) .الهداية:
(4) .17الهداية 7 :في نسخة :من السمك (5) .تهذيب الحكام 80 :9
)طبعة الخوندى( رواه باسناده عن محمد بن احمد بن يحيى عن احمد
بن الحسن بن على بن فضال عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة
عن عمار بن موسى (6) .السرائر 358 :باب ما يستباح اكله (7) .القائل
محمد بن مسلم والمسؤول أبو جعفر الباقر عليه السلم.
][192
النعام فقرأتها حتى فرغت منها ،قال :فقال لي :إنما الحرام ما حرم ال في كتابه،
ولكنهم قد كانوا يعافون الشئ ونحن نعافه ) .(1التهذيب :بإسناده عن
الحسين بن سعيد عن ابن أبي نجران عن عاصم مثله إل أنه زاد بعد قوله
في النعام " :قل ل أجد فيما اوحي إلي محرما على طاعم " قال :فقرأتها
الخ ) .(2بيان :في القاموس :الزمير كسكيت :نوع من السمك ،وذكر أكثر
أصحابنا الزمار ،واعلم أنه ل خلف بين المسلمين في حل السمك الذي له
فلس ،والمعروف من مذهب الصحاب تحريم ما ليس على صورة السمك
من أنواع الحيوان البحري ،وادعى الشهيد الثاني رحمه ال نفي الخلف
بين أصحابنا في تحريمه ،وتأمل فيه بعض المتأخرين لعدم ثبوت الجماع
عليه ،وشمول الدلة العامة في التحليل ) (3له كما عرفت ،ول ريب في أن
العمل بما ذكره الصحاب أولى وأحوط ،واختلف الصحاب فيما ل فلس له
من السمك ،فذهب الكثر ومنهم الشيخ في أكثر كتبه إلى تحريمه مطلقا،
وذهب الشيخ في كتاب الخبار ) (4إلى الباحة ما عدا الجري ،وحمل
الخبار الدالة على تحريمها على الكراهة لروايات صحيحة دالة على الحل،
منها هذه الرواية ،والمحرمون حملوها على التقية وهو أحوط - 7 .الدر
المنثور :عن عكرمة قال :قال ابن عباس :مكتوب على الجرادة
بالسريانية :إني أنا ال ل إله إل أنا وحدي ل شريك لي ،الجراد جند من
جندي اسلطه على من أشاء من عبادي ) - 8 .(5وعن أبي زهير قال :ل
تقتلوا الجراد فانه جند من جند ال العظم ).(6
) (1كتاب عاصم بن حميد 25 :فيه صدر وذيل اسقطهما المصنف وفيه:
والمارماهيك (2) .تهذيب الحكام 6 :9فيه :سألت ابا عبد ال عليه
السلم عن الجرى والمارماهى (3) .في النسخة المخطوطة :في التعليل
له (4) .أي التهذيب والستبصار 5) .و (6الدر المنثور:
][193
- 9وعن الحسين بن علي عليه السلم :قال :كنا على مائدة أنا وأخي محمد بن
الحنفية وبني عمي عبد ال بن عباس وقثم والفضل فوقعت جرادة فأخذها
عبد ال بن عباس فقال للحسن :تعلم ما مكتوب على جناح الجرادة ؟ فقال:
سألت أبي فقال :سألت رسول ال صلى ال عليه وآله فقال لي :على جناح
الجرادة مكتوب :إني أنا ال ل إله إل أنا رب الجرادة ورازقها إذا شئت
بعثتها رزقا لقوم ،وإن شئت ) (1على قوم بلء " فقال ابن عباس :هذا
وال من مكنون العلم - 10 .حياة الحيوان :بإسناد الطبراني عن الحسن بن
علي عليه السلم قال :كنا على مائدة ،وذكر نحوه ) .(2بيان :يحتمل أن
يكون الكتابة المذكورة كناية عن أن خلقتها على الهيئة المذكورة تدل على
وجود الصانع ووحدته وكونه رب الجرادة وغيرها ،وإنها تكون نعمة
وبلء وفيها استعدادهما وال يعلم ) - 11 .(3كتاب المسائل :باسناده عن
علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلم قال :سألته عن الجري يحل
أكله ؟ فقال :إنا وجدناه في كتاب أمير المؤمنين عليه السلم حراما ).(4
- 12كتاب صفات الشيعة :عن علي بن أحمد بن عبد ال عن أبيه عن جده
أحمد بن أبي عبد ال عن أبيه عن عمرو بن شمر عن عبيد ال عن
الصادق عليه السلم قال :من أقر بسبعة أشياء فهو مؤمن :البراءة من
الجبت والطاغوت ) ،(5والقرار بالولية ،واليمان
) (1في المصدر :وان شئت بعثتها بلء على قوم (2) .حياة الحيوان (3) .136 :1
وانما ذكر انه مكتوب على جناحه لن قوته وطيرانه وبعثه رزقا لقوم
وبلء لخرين تكون به (4) .بحار النوار ،254 :10طبعة الخوندى) .
(5الجبت :الصنم وكل ما يعبد من دون ال ويطاع من غير اذن ال،
والطاغوت :كل متعد ويعبر عنه بالديكتاتور ،رأس الضلل ،الصارف عن
طريق الخير .كل معبود دون -ال ،والبراءة عنهما :الخروج عن
طاعتهما والقيام لعدامهما ،وفي قبال ذلك القرار بأن الولية والحكومة
ليست ال لولياء ال وخلصائه ،ولمن جعلهم ال خلفاءه على الناس وهم
الئمة عليهم السلم.
][194
بالرجعة ،والستحلل للمتعة ،وتحريم الجري ،والمسح على الخفين )- 13 .(1
قرب السناد :عن عبد ال بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه موسى
عليه السلم قال :سألته عن الجراد نصيبه ميتا في الصحراء أو في الماء
أيؤكل ؟ قال :ل تأكله .قال :وسألته عن الجراد نصيده فيموت بعد ما نصيده
فيؤكل ؟ قال :ل بأس .قال :وسالته عن الدبى من الجراد أيؤكل ؟ قال :ل:
حتى يستقل بالطيران ) .(2كتاب المسائل :باسناده عن علي بن جعفر عن
أخيه عليه السلم مثل الجميع إل أنه قال في الخير :قال :سألته عن الدبى
هل يحل أكله ؟ قال :ل يحل أكله حتى يطير ) .(3بيان :الدبى بفتح الدال
وتخفيف البآء مقصورا هو الجراد قبل أن يطير و ظهر جناحه )،(4
والواحدة دباة بفتح الدال أيضا .وقال في النهاية :وقيل :هو نوع يشبه
الجراد ) .(5ويظهر من الخبار الول ،ول خلف ظاهرا في أن ذكاة الجراد
أخذه حيا باليد أو باللة ،والمشهور أنه ل يشترط اسلم الخذ إذا شاهده
المسلم ،وذهب ابن زهرة إلى المنع من صيد غير المسلم له مطلقا ،ولعل
الشهر أقوى ،ولو مات في الماء أو في الصحراء قبل أخذه لم يحل ،ولو
وقع في اجمة نار فأحرقتها وفيها جراد لم تحل وإن قصده المحرق ،ل
أعرف فيه خلفا بينهم ،وتدل عليه رواية عمار ) ،(6ول خلف أيضا في
عدم حل الدبى والمشهور أنه يباح أكله حيا وبما فيه كالسمك ،واشترط
بعضهم في حله الموت وسيأتي ما يدل على عدم الشتراط.
) (1صفات الشيعة 178 :فيه " :البراءة من الطواغيت " وفيه :وترك المسح على
الخفين (2) .قرب السناد (3) .116 :بحار النوار 287 :10و 252
)طبعة الخوندى( (4) .في المخطوطة :وأن ظهر جناحه (5) .النهاية :2
(6) .13لم يذكر في المخطوطة " :عمار " بل قال :وتدل عليه رواية.
)*(
][195
- 14دعائم السلم :عن علي عليه السلم أنه قال :النون ذكي ،والجراد ذكي و
أخذه حيا ذكاة - 15 .وعنه صلوات ال عليه أنه نهى عن الطافى وهو ما
مات في البحر من صيده قبل أن يؤخذ - 16 .وعن جعفر بن محمد عليه
السلم أنه قال :ل يؤكل من دواب البحر إل ما كان له قشر وكره السلحفاة
والسرطان والجري ،وما كان في الصداف وما جانس ذلك )- 17 .(1
كتاب المسائل :باسناده عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلم
قال :سألته عما صادت المجوس من الجراد والسمك أيحل أكله ؟ قال:
صيده ذكاته ل بأس ،وسألته عن اللحم الذي يكون في أصداف البحر
والفرات أيؤكل ؟ فقال :ذلك لحم الضفادع ل يصلح أكله ) .(2قرب السناد:
عن عبد ال بن الحسن عن علي بن جعفر مثل السؤال الخير إل أن فيه :ل
يحل أكله ) ،(3كما في الكافي .بيان :ذلك لحم الضفادع ،أي شبيه به
وحكمه حكمه ،وفيه إشعار بكونه حيوانا ،وقال الدميري :الصدف من
حيوانات البحر ،وفي حديث ابن عباس :إذا مطرت السماء فتحت الصدف
أفواهما وهو غلف اللؤلؤ ،الواحدة صدفة - 18 .قرب السناد وكتاب
المسائل بإسنادهما عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلم قال:
سألته عن أكل السلحفاة والسرطان والجري أيحل أكله ؟ قال :ل يحل أكل
السلحفاة ،والسرطان والجري ).(4
) (1دعائم السلم :ليست عندي نسخته (2) .بحار النوار 277 :10فيه " :عما
اصاب " و 261فيه :فل يصلح اكله ) (3قرب السناد 118 :وفيه :في
أجواف البحر (4) .قرب السناد ،118 :بحار النوار 261 :10فيه :عن
اكل السلحفاة والسرطان والجرى ،قال :اما الجرى فل يؤكل ول السلحفاة
ول السرطان.
][196
فائدة :قال الدميري :السلحفاة البرية بفتح اللم واحدة السلحف ،قال أبو عبيدة:
وحكى الراوي سلحفة وسلحفاة ) ،(1وهي بالهاء عند الكافة ،وعند ابن
عبدوس السلحفا بغير هاء ،وذكرها يقال له :غيلم ،وهذا الحيوان يبيض
في البر فما نزل في البحر كان لجأة وما استمر في البر كان سلحفاة،
ويعظم الصنفان جدا إلى أن يصير كل واحد منهما حمل جمل ،وإذا أراد
الذكر السفاد والنثى ل تطيعه يأتي الذكر بحشيشة في فيه خاصيتها أن
صاحبها يكون مقبول فعند ذلك تطاوعه ،وهذه الحشيشة ل يعرفها إل قليل
من الناس ،وهي إذا باضت صرفت همتها إلى بيضها بالنظر إليه ول تزال
كذلك حتى يخلق الولد منها إذ ليس لها أن تحضنه حتى يكمل بحرارتها لن
أسفلها صلب ل حرارة فيه ،وربما تقبض السلحفاة على ذنب الحية وتقمع
رأسها من ذنبها ) ،(2والحية تضرب بنفسها على ظهر السلحفاة وعلى
الرض حتى تموت ،ولذكرها ذكران وللنثى فرجان ،والذكر يطيل المكث
في السفاد ،والسلحفاة مولعة بأكل الحيات ،فإذا أكلتها أكلت بعدها سعترا،
والترس الذي على ظهرها وقايتها ) .(3وقال :السلحفاة البحرية :اللجاة
بالجيم وهي تعيش في البر والبحر ،و اللجاة البحرية لها لسان في
صدورها من أصابته به من الحيوان قتله ،ولها حيلة عجيبة في صيدها من
طائر أو غيره ،وذلك أنها تغوص في الماء ،ثم تتمرغ في التراب ،ثم تكمن
للظبى ) (4في مواضع شربها فيختفي عليه لونها فتمسكه وتغوص به في
الماء حتى يموت ،وقال أرسطاطاليس في النعوت :ما خرج من بيض
اللجاة مستقبل البحر صار إلى البحر وما خرج مستقبل البر صار إلى البر،
وكلهن يردن الماء لنهن
) (1في المصدر :وحكى الرواسى سلحفية مثل بلهنية (2) .في المصدر :فتقطع
رأسها وتمضغ من ذنبها (3) .حياة الحيوان (4) .17 :2في المصدر:
للطير.
][197
من خلق الماء ،قال :وهي تأكل الثعابين ) .(1وقال :السرطان بفتح السين والزاء
المهملتين وبالنون في آخره :حيوان معروف ويسمى عقرب الماء ،وكنيته
أبو بحر ،وهو من خلق الماء ويعيش في البر أيضا ،وهو جيد المشي
سريع العدو ،ذوفكين ومخالب وأظفار حداد كثير السنان صلب الظهر من
رآه رأى حيوانا بل رأس ول ذنب ،عيناه في كتفه وفمه في صدره ،وفكاه
مستويان من الجانب ) (2وله ثمانية أرجل ،وهو يمشي على جانب واحد،
و يستنشق الماء والهواء معا ،ويسلخ جلده في السنة ست مرات ،ويتخذ
لجحره بابين :أحدهما إلى الماء والخر إلى اليبس فإذا سلخ جلده سد عليه
ما يلي الماء خوفا على نفسه من سباع السمك ،وترك ما يلي اليبس
مفتوحا ليصل إليه الريح ،فتجف رطوبته ويشتد ،فإذا اشتد فتح ما يلي
الماء وطلب معاشه .وقال أرسطاطاليس في النعوت :وزعموا أنه إذا وجد
سرطان ميت في حفرة مستلقيا على ظهره في قرية أو أرض تأمن تلك
البقعة من الفات السماوية ،وإذا علق على الشجار يكثر ثمرها )- 19 .(3
الكافي ) (4المكارم :عن ابن نباته عن علي عليه السلم أنه قال :ل تبيعوا
الجري ول المارماهي ول الطافي - 20 .المحاسن :عن أبي أيوب المديني
وغيره عن ابن أبي عمير عن ابن المغيرة عن رجل عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :الحوت ذكي حيه وميته ) .(5ومنه :عن أبيه عن عون بن
حريز عن عمرو بن مروان الثقفي عن أبي عبد ال عليه السلم مثله ).(6
) (1حياة الحيوان (2) .227 :2في المصدر :مشقوقان من الجانبين (3) .حياة
الحيوان (4) .14 :2لم يذكر في المخطوطة :الكافي (6 - 5) .المحاسن:
.475
][198
بيان :يدل على أن الحوت يحل أكله حيا كما هو المشهور بين الصحاب وذهب
الشيخ في المبسوط إلى توقف حله على الموت خارج الماء استنادا إلى أن
ذكاته إخراجه من الماء حيا وموته خارجه فقبل موته لم تحصل الذكاة،
ولهذا لو عاد إلى الماء ومات فيه حرم ،ولو كان قد تمت ذكاته لما حرم
بعدها ،وأجيب بمنع كون ذكاته يحصل بالمرين معابل بالول خاصة بشرط
عدم عوده إلى الماء وموته فيه ،مع أن عمومات الحل يشمله - 21 .فقه
الرضا :فقال إن وجدت سمكة ولم تدر أذكي هو أم غير ذكي -وذكاته أن
يخرج من الماء حيا -فخذ منه واطرحه في الماء فان طفا على رأس الماء
مستلقيا على ظهره فهو غير ذكي ،وإن كان على وجهه فهو ذكي ).(1
بيان :ذكر هذه العبارة بعينها الصدوق رحمه ال في الفقيه والمقنع )(2
وقال في الدروس :ويحرم الطافي إذا علم أنه مات في الماء ،ولو علم
كونه مات خارج الماء حل ،ولو اشتبه فالقرب التحريم ،ثم ذكر كلم
المقنع وقال :واختاره الفاضل انتهى .وقال يحيى بن سعيد في الجامع :إذا
نصب شبكة فاجتمع فيها سمك جاز أكله فان علم أن فيه ميتا في الماء ولم
يتميز القي ذلك في الماء ،فان طفا على ظهره لم يؤكل ،وإن طفا على
وجهه اكل وكذلك صيد الحظائر .وقال ابن حمزة في الوسيلة :إن وجدت
سمكة على شاطئ الماء ولم تعلم حالها القيت في الماء ،فان طفت على
الظهر فهي ميتة ،وإن طفت على الوجه فذكية ) ،(3ونحوه قال سلر في
المراسم ) ،(4وعد ابن البراج في المهذب في السموك المحللة كل ما وجد
منه على ساحل البحر والقى في الماء فرسب أسفله ولم يطف عليه انتهى.
) (1فقه الرضا (2) .40 :من ل يحضره الفقيه ،207 :3المقنع 35 :فيهما " :ولم
تعلم أذكى " والظاهر من الكتابين انه من كلم الصدوق (3) .الوسيلة:
(4) .70المراسم.28 :
][199
وكأنه حمل هذا الخبر على هذا المعنى ،ول يخفى ما فيه ولعل السر فيما ورد في
الخبر أن الذي يموت في الماء يتنفخ بطنه غالبا فيقع في الماء على ظهره
دون ما مات خارج الماء ،والظاهر أن وقوع السمك الطري الميت على
وجهه في الماء في غاية الندرة ،وأما غير الطري فهو يرسب في الماء
سواء مات خارج الماء أو داخله ولعله لذلك أعرض عنه أكثر المتأخرين.
- 21المكارم :عن أحمد بن اسحاق قال :كتبت إلى أبي محمد عليه السلم
سألته عن السقنقور يدخل في دواء الباه له مخاليب وذنب أيجوز أن
يشرب ؟ فقال :إذا كان له قشور فل بأس ) .(1توضيح :قال في القاموس:
اسقنقور :دابة تنشأ بشاطئ بحر النيل لحمها باهي .وقال الدميري في
السقنقور :قال بختيشوع :إنه التمساح البري لحمه حار في الطبقة الثانية
) (2إذا ملح وشرب منه مثقال زاد في الباه وتهيج الشهوة ويسخن الكلى
الباردة ،وقال ابن زهير :هي دابة بمصر شكلها كالوزغة على عظيم
خلقته ،وإذا علقت عينها على من يفزع بالليل أبرأته إذا لم يكن من خلط.
وقال أرسطاطاليس في كتاب الحيوان الكبير :إن شربه يهيج الباه ويزيد
في النعاظ في سائر البلد إل بمصر ،وهو أنفس ما يهدى منها لملوك
الهند فانهم يذبحونه بسكين من ذهب ويحشونه من ملح مصر ويحملونه
كذلك إلى أرضهم ،فإذا وضعوا منه مثقال ) (3على بيض أو لحم واكل نفع
من ذلك نفعا بليغا ) .(4والتمساح :تبيض في البر فما وقع من ذلك في
الماء صار تمساحا وما بقي صار
) (1مكارم الخلق 83 :و 84فيه :ان كان له (2) .في المصدر :في الدرجة
الثانية (3) .في المصدر :مثقال من ذلك الملح (4) .حياة الحيوان .17 :1
][200
سقنقورا ) .(1وقال :السقنقور نوعان :هندي ومصري ،منه ما يتولد ببحر القلزم
وبلد الحبشة ،وهو يغتذى بالسمك في الماء ،وفي البر بالقطا يسترطه )
(2كالحيات ،وانثاه تبيض عشرين بيضة تدفنها في الرمل فيكون ذلك
حضنا لها ،ومن عجيب أمره أنه إذا عض إنسانا وسبقه إلى الماء )(3
واغتسل منه مات السقنقور ،وإن سبق السقنقور إلى الماء مات النسان،
والمختار من أعضائه ما يلي ذنبه من ظهره فهو أبلغ نفعا ،وهذا الحيوان
مادام رطبا ) (4لحمه حار رطب في الدرجة الثانية ،وأما مملوحه المجفف
فانه أشد حرارة وأقل رطوبة .قال في المفردات :السقنقور الهندي نحو
ذراعين طول وعرضه نحو نصف ذراع ،ولحمه إذا أكل منه اثنان بينهما
عداوة زالت وصارا متحابين وخاصية لحمه وشحمه إنهاض شهوة الجماع
وتقوية النعاظ والنفع من المراض الباردة التي بالعصب ،وقال أرسطو:
لحم السقنقور الهندي إذا طبخ باسفيداج نفخ اللحم وأسمن ،ولحمه يذهب
وجمع الصلب ووجع الكليتين ويدر المني وخوزته الوسطى إذا علقت على
صلب إنسان هيجت الحليل وزادت الجماع ) - 22 .(5جامع الشرايع
ليحيى بن سعيد :عن جعفر بن محمد عليه السلم :كل ما كان في البحر
مما يؤكل في البر مثله فجائز أكله ،وكل ما كان في البحر مما ل يجوز أكله
في البر لم يجز أكله ) .(6بيان :لم أر قائل بهذا الخبر إل أن الفاضل
المذكور نقله رواية ،وقد قال قبل ذلك :ل يحل من صيد البحر سوى السمك
-فقد قيل فيه مثل كل ما في البر -
) (1حياة الحيوان (2) .117 :1أي يبتلعه (3) .في المصدر :وسبقه النسان إلى
الماء (4) .في المصدر :ما دام طريا فهو حار (5) .حياة الحيوان .16 :2
) (6جامع الشرائع :ليست عندي نسخته.
][201
) (1في المخطوطة :ال ذو الفلس (2) .قرب السناد (3) .10 :قرب السناد) .24 :
(4النهاية (5) .133 :4زاد في المصدر :انك سميع الدعاء.
][202
لنه يتولد من روث السمك وهو شاذ انتهى ) .(1أقول :كأن بعض أفراد الجراد
يتولد من نثرة الحوت ،أو هو على سبيل التشبيه ،أي هو في الخلق
والطيب شبيه بالسمك ،فكأنه يتولد من نثرته وقوله :إذا خرج ،متعلق
بالسمك ،أو بهما إذا تولد الجراد من الماء ،ويؤيده أن الجراد في الكافي
مؤخر عن السمك ،فقوله " :والرض للجراد مصيدة " أي غالبا ،قوله
عليه السلم " والسمك أيضا قد يكون " في الكافي " :وللسمك قد تكون
أيضا " وهو أظهر ،أي الرض قد تكون مصيدة للسمك أيضا كما إذا وثب
على الساحل فأدركه إنسان فأخذه قبل موته - 25 .قرب السناد :عن
هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال :سئل جعفر عليه السلم )(2
عن الربيثا فقال :ل بأس بأكلها وددنا أن عندنا منها ) - 26 .(3ومنه :عن
عبد ال بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلم قال:
سئلته عن سمكة وثبت من النهر فوقعت على الجد ) (4فماتت هل يصلح
أكلها ؟ قال :إن أخذتها ) (5قبل أن تموت فكلها ،وإن ماتت قبل أن تأخذها
فل تأكلها ) ،(6وسألته عما حسر الماء عنه من صيد البحر وهو ميت هل
يحل أكله ؟ قال :ل ،وسألته عن السمك يصاد ثم يوثق فيرد إلى الماء حتى
يجئ من يشتريه فيموت بعضه أيحل أكله ؟ قال :ل لنه مات في الذي فيه
حياته ورسالته عن الصيد يحبسه فيموت في مصيدته أيحل أكله ؟ قال :إذا
كان محبوسا فكل فل بأس ).(7
) (1حياة الحيوان 137 :1و (2) .138في المصدر :قال :سمعت جعفرا يقول
وسئل عن الربيثا (3) .قرب السناد (4) .26 :في المصدر :على الجرف.
) (5في المصدر :إذا اخذتها (6) .قرب السناد (7) .117 :قرب السناد:
.118
][203
كتاب المسائل مثل الجميع ) .(1تبيين :ل خلف بين الصحاب في عدم حل ما مات
من السمك في غير الشبكة والحظيرة ،والمشهور بينهم أن ذكاة السمك
أخذه حيا سواء أخذه من الماء أو ثبت اليد عليه خارج الماء حيا ،ول فرق
بين أن يكون المخرج من الماء مسلما أو كافرا على المشهور ،نعم ل يحل
ما وجد في يد الكافر حتى يعلم أنه مات بعد إخراجه من الماء .وظاهر
المفيد تحريم ما أخرجه الكافر مطلقا ،وقال ابن زهرة :الحتياط تحريم ما
أخرجه الكافر ،ويظهر من الشيخ في الستبصار :الحل إذا أخذه منه المسلم
حيا ،والول اظهر وقيل :المعتبر خروجه من الماء حيا سواء أخرجه من
الماء مخرج أم ل ،واختاره المحقق رحمه ال في النكت ،ويدل عليه رواية
زرارة قال :قلت " :السمكة تثب من الماء فتقع على الشط فتضطرب حتى
تموت ،فقال :كلها " ورواية اخرى ،وتدل صدر هذه على عدم حلها إن
مات قبل أخذها وهو أحوط ،وإن أمكن حمله على الكراهة ،ول يشترط في
حل السمك التسمية وغيرها مما يعتبر في الذبح ،وقال صاحب الوسيلة:
التسمية مستحبة فيه ،ولو اخذوا عيد في الماء فمات فيه لم يحل كما يدل
عليه هذا الخبر ،وكذا لو نضب الماء عنه ل خلف في حرمته ،وأما إذا
نصب شبكة فمات بعض ما حصل فيها واشتبه الحي بالميت فقد قيل حل
الجميع حتى يعلم الميت بعينه ،اختاره الشيخ في النهاية والقاضي،
واستحسنه المحقق لدللة الخبار الصحيحة عليه ،وذهب ابن أبي عقيل
إلى الحل مع التميز ) (2أيضا وهو الظاهر من الخبار ،وإن المعتبر في
حله قصد الصطياد ،ويدل عليه آخر الخبر أيضا ،وذهب ابن إدريس
والعلمة وأكثر المتأخرين إلى تحريم الجميع لن ما مات في الماء حرام
والمجموع محصور ،وقد اشتبه الحلل بالحرام فيكون الجميع حراما ،ولو
لم يشتبه
) (1بحار النوار (2) .281 :10في المخطوطة :مع التمييز(*) .
][204
فأولى بتحريم الميت ،وأجابوا عن الخبار بعدم صراحتها في الموت في الماء فلعله
مات خارج الماء أو على الشك في موته في الماء فان الصل بقاء الحياة
إلى أن فارقته والصل الباحة .وأقول :حرمة المشتبه بالحرام ممنوع ،وقد
مضت الخبار الدالة على خلفها ،والحتياط طريق النجاة - 26 .الخصال:
عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد
ابن الحسين بن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين عن أبي سعيد المكاري
عن سلمة بياع الجواري قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :أما السمك فما
لم يكن له قشر فل تأكله الخبر ) - 27 .(1ومنه :عن أحمد بن الحسن
القطان وخمسة اخرى عن مشايخه ) (2عن أحمد بن يحيى بن زكريا عن
بكر بن عبد ال بن حبيب عن تميم بن بهلول عن أبي معاوية عن العمش
عن الصادق عليه السلم قال :يؤكل من الجراد ما استقل بالطيران ،وذكاة
السمك والجراد أخذه ) .(3وقال عليه السلم :الجري والمارماهي والطافي
والزمير حرام ،وكل سمك ل تكون له فلوس فأكله حرام )- 28 .(4
العيون (5) :عن عبد الواحد بن عبدوس عن علي بن محمد بن قتيبة عن
الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلم فيما كتب للمأمون :يحرم الجري
والسمك والطافي والمارماهي
) (1الخصال 139 :1و ) 140طبعة الغفاري( والحديث طويل (2) .وهم :احمد بن
محمد بن الهيثم العجلى ومحمد بن أحمد السنانى والحسين بن ابراهيم بن
أحمد بن هشام المكتب و عبد ال بن محمد الصائغ وعلى بن عبد ال
الوراق رضى ال عنهم (3) .الخصال ) 610 :2طبعة الغفاري((4) .
الخصال 609 :2و 610طبعة الغفاري (5) .عيون اخبار الرضا :2
) 126طبعة قم( باب ما كتبه الرضا )ع( للمأمون.
][205
والزمير وكل سمك ل يكون له فلس - 29 .الحتجاج :عن هشام بن الحكم قال :قال
الصادق عليه السلم في جواب ما سأل الزنديق :إن السمك ذكاته إخراجه
حيا من الماء ثم يترك حتى يموت من ذات نفسه ،وذلك أنه ليس له دم
وكذلك الجراد ،الخبر ) - 30 .(1العيون :عن جعفر بن نعيم بن شاذان عن
عمه عن محمد بن شاذان ) (2عن الفضل بن شاذان عن ابن بزيع قال:
كتبت إلى الرضا عليه السلم :اختلف الناس علي في الربيثا فما تأمرني
فيها ؟ فكتب :ل بأس بها ) - 31 .(3العلل :عن محمد بن الحسن بن الوليد
عن الصفار عن عبد ال بن الصلت عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :ل تأكل جريثا ول مارماهيجا ول إربيان ول
طحال لنه بيت الدم ومضغة الشيطان ) - 32 .(4تحف العقول :قال
الصادق عليه السلم :ل بأس بأكل صنوف الجراد وما يجوز أكله من صيد
البحر من صنوف السمك ما كان له قشور فحلل أكله وما لم يكن له قشور
فحرام أكله ) - 33 .(5إكمال الدين :عن علي بن أحمد الدقاق عن الكليني
عن علي بن محمد عن محمد ابن إسماعيل بن موسى ) (6عن أحمد بن
القاسم العجلي عن أحمد بن يحيى المعروف ببرد ) (7عن محمد بن خداهي
عن عبد ال بن أيوب عن عبد ال بن هشام عن عبد الكريم بن عمر
) (1الحتجاج) 190 :طبعة المرتضوية( (2) .في المصدر :قال حدثنى عمى أبو
عبد ال محمد بن شاذان (3) .عيون اخبار الرضا 190 :و ) 191طبع
نجم الدولة( (4) .علل الشرائع ) 249 :2طبعة قم( (5) .تحف العقول:
337و (6) .338في المصدر :والكافي :موسى بن جعفر (7) .في
الكافي :عن أحمد بن يحيى المعروف بكرد عن عبد ال بن ايوب عن عبد
ال ابن هاشم عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي.
][206
الجعفي عن حبابة الوالبية قالت :رأيت أمير المؤمنين عليه السلم في شرطة
الخميس ومعه درة يضرب بها بياعي الجري والمارماهي والزمير )(1
والطافي ويقول لهم :يا بياعي مسوخ بنى إسرائيل وجند بني مروان ،فقام
إليه فرات بن أحنف فقال له :يا أمير المؤمنين وما جندبني مروان ؟ فقال
له أقوام حلقوا اللحى وفتلوا الشوارب ) - 34 .(2صحيفة الرضا :باسناده
عن الرضا عليه السلم عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلم قال:
كنا أنا وأخي الحسن وأخي محمد بن الحنفية وبنو عمي :عبد ال بن
عباس وقثم والفضل على مائدة ) (3نأكل فوقعت جرادة على المائدة
فأخذها عبد ال بن عباس فقال للحسن :يا سيدي ما المكتوب ) (4على
جناح الجرادة ؟ قال :سألت أمير المؤمنين عليه السلم فقال :سألت جدك
صلى ال عليه وآله فقال :على جناح الجرادة مكتوب " :إني أنا ال ل إله
إل أنا رب الجرادة ورازقها ،إذا شئت بعثتها لقوم رزقا ،وإذا شئت بعثتها
على قوم بلء " فقام عبد ال بن عباس فقبل رأس الحسن بن علي عليه
السلم ثم قال :هذا وال من مكنون العلم ) .(5دعوات الراوني عن الحسين
عليه السلم مثله - 35 .المحاسن :عن الوشاء عن عبد ال بن سنان قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :ل بأس بكواميخ المجوس ول بأس
بصيدهم للسمك ) .(6بيان :حمله الشيخ وغيره على ما إذا أخذ المسلم
منهم حيا أو شاهد المسلم إخراجه من الماء ،والظاهر أن الكواميخ هي
المتخذة من السمك ،وهذا التأويل فيه في غاية
) (1في المصدر والكافي :الزمار (2) .كمال الدين) 269 :ط (1وج ) 536 :2ط (2
واصول الكافي (3) .346 :1في المصدر :على مائدة واحدة (4) .في
المصدر تعلم :ما المكتوب (5) .صحيفة الرضا (6) .41 :دعوات
الراوندي :مخطوط (7) .المحاسن.454 :
][207
البعد ،ويمكن حمله على التقية أو على ما ادعوا عدم ملقاتهم لها مع حمل الكامخ
على غير المتخذ من السمك - 36 .المحاسن :عن يعقوب بن يزيد عن
إبراهيم بن عبد الحميد قال :قال :سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول:
عليكم بالسمك فانه إن أكلته بغير خبز أجزأك ،وإن أكلته بخبز أمرأك ).(1
بيان :في النهاية مرأني الطعام وأمرأني :إذا لم يثقل على المعدة وانحدر
عنها طيبا ) .(2قال الفراء :يقال هنأني الطعام ومرأني بغير ألف فإذا
أفردوها عن هنأني قالوا :أمرأني - 37 .المحاسن :عن نوح النيسابوري
عن بعض أصحابه عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال صلى
ال عليه وآله إذا أكل السمك قال :اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا به خيرا منه )
- 38 .(3ومنه :عن أبي القاسم ويعقوب بن زيد عن العبدي ) (4عن ابن
سنان وأبي البختري عن أبي عبد ال عليه السلم قال :السمك الطري
يذيب الجسد ) - 39 .(5ومنه :عن علي بن حسان عن موسى بن بكر
القصير عن أبي الحسن عليه السلم مثله ) - 40 .(6ومنه :عن البزنطي
عن عبد ال بن محمد الشامي عن حسين بن حنظلة عن أحدهما قال:
السمك يذيب الجسد ) - 41 .(7ومنه عن محمد بن عيسى عن أبي بصير
وأحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن محمد بن سوقة عن
أبي عبد ال عليه السلم قال أكل الحيتان يذيب
) (1المحاسن (2) .475 :النهاية (3) .92 :4المحاسن 475 :و (4) .676في
المصدر :عن القندى (7 - 5) .المحاسن.476 :
][208
) (1المحاسن .486 :أقول :كان المنصف قدس سره أدرج بين متن واسناد من
غيره والموجود في المصدر :عن بعض أصحابنا عن عبد ال بن عبد
الرحمن عن شعيب عن ابى بصير رفعه قال أمير المؤمنين " ع " :اكل
الحيتان يذيب الجسد .ثم ذكر حديث محمد بن سوقه عن أبى عبد ال " ع
" وقال :السمك يذيب البدن (2) .المحاسن 476 :ذكرنا متنه في التعليقة
المتقدمة (3) .المحاسن (4) .476 :في المصدر :السمك الطرى(8 - 5) .
المحاسن (9) .476 :في المخطوطة :عن كامل مولى لبي عبد ال " ع
" ظ.
][209
عليه حتى يصبح ) - 49 .(1ومنه :عن أبيه عن صفوان عن منصور بن حازم عن
سمرة بن سعيد قال :خرج أمير المؤمنين على بغلة رسول ال عليه السلم
وخرجنا معه نمشي حتى انتهينا إلى أصحاب السمك فجمعهم فقال :أتدرون
لي شئ جمعتكم ؟ قالوا :ل ،قال :ل تشتروا الجري ول المارماهي ول
الطافي على الماء ول تبيعوه ) - 50 .(2ومنه :عن هارون بن مسلم عن
مسعدة بن صدقة قال :حدثني جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا عليه السلم
كان يركب بغلة رسول ال عليه السلم ثم يمر بسوق الحيتان فيقول :أل ل
تأكلوا ول تبيعوا ما لم يكن له قشر ) .(3ومنه :عن هارون عن ابن صدقة
عن جعفر عن أبيه قال :سمعت أبي يقول :إذا ضرب صاحب الشبكة فما
أصاب فيها من حى وميت ) (4فهو حلل ما خل ما ليس له قشر ،ول يؤكل
الطافي من السمك ) .(5بيان :قال الشيخ في التهذيب :هذا الخبر محمول
على أنه حلل له الحي والميت إذا لم يتميز له ،فأما مع تميزه فل يجوز
أكل ما مات فيه انتهى ) .(6وربما يحمل على ما إذا لم يعلم موته قبل
الخروج من الماء وبعده .وروى الشيخ بسند صحيح ) (7عن محمد بن
مسلم عن أبي جعفر عليه السلم في رجل نصب
) (3 - 1المحاسن (4) .477 :في المصدر :أو ميت (5) .المحاسن(6) .477 :
تهذيب الحكام 12 :9طبعة الخوندى ،والحديث رواه الشيخ في التهذيب
والستبصار 62 :4باسناده عن محمد بن يعقوب عن على بن ابراهيم
عن هارون بن مسلم .ورواه الكليني في الكافي (7) .144 :2والسناد
هكذا :الحسين بن سعيد عن فضاله عن القاسم بن بريد عن محمد ابن
مسلم.
][210
شبكة في الماء ثم رجع إلى بيته وتركها منصوبة فأتاها بعد ذلك وقد وقع فيها سمك
فيموتن ) (1فقال :ما عملت يده فل بأس بأكل ما وقع فيها (2) .وقد عرفت
ما ذكره الصحاب فيه .وأقول يحتمل أن يكون نصب تلك الشبكة في
المواضع التي تزيد الماء فيها ثم تنقص بالمد والجزر كالبصرة فعند المد
تدخل الحيتان في الشبكة وعند الجزر تبقى فيها ويخرج منها الماء فحينئذ
ل يكون موتها في الماء .فقوله عليه السلم " :ما عملت يده " لبيان أن
الموت فيها بمنزلة الخذ باليد ،وهذا وجه قريب شائع - 52 .المحاسن:
عن محمد بن علي الهمداني عن معتب قال :قال لي أبو الحسن عليه
السلم يوما :يا معتب اطلب لنا حيتانا طرية فاني اريد أن أحتجم ،فطلبتها
له فأتيته بها ،فقال لي :يا معتب سكبج لي شطرها واشولي شطرها ،قال:
فتغدى منها أبو الحسن عليه السلم وتعشى ) .(3بيان :سكبج أي اطبخ به
سكباجا وهو بالكسر معرب - 53 (4) .المحاسن :عن أبيه عن ابن أبي
عمير عن هشام بن سالم عن عمر بن حنظلة قالت :حملت الربيثا في صرة
إلى أبي عبد ال عليه السلم فسألته عنها فقال :كلها ،وقال :لها قشر(5) .
- 54ومنه :عن أحمد بن محمد عن جعفر بن يحيى الحول عن بعض
أصحابه قال :شهدت أبا الحسن موسى عليه السلم يأكل مع جماعة فاتي
بسكرجات فمد يده إلى سكرجة فيها ربيثا فأكل منها ،فقال بعضهم :جعلت
فداك أردت أن أسألك عنها وقد رأيتك أكلتها
) (1في المصدر :فيمتن (2) .تهذيب الحكام " 11 :9طبعة الخوندى " ورواه في
الستبصار ،61 :4ورواه الصدوق في الفقيه 206 :3والكليني في
الفروع (3) .217 :6المحاسن (4) .477في نسخة :معروف(5) .
المحاسن 478 :فيه :وقد رأيتك.
][211
فقال :ل بأس بأكلها (1) .توضيح :قال في النهاية :فيه " :ل آكل في سكرجة " هي
بضم السين والكاف والراء والتشديد :إناء صغير يؤكل فيه الشئ القليل من
الدم وهي فارسية ،وأكثر ما يوضع فيها الكواميخ ونحوها- 55 (2) .
المحاسن :عن أبيه عن صفوان عن عبد الرحمن بن الحجاج عن علي بن
حنظلة قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الربيثا فقال :قد سألني عنها
غير واحد واختلفوا علي في صفتها ،قال فرجعت فأمرت بها فجعلت(3) .
ثم حملتها إليه فسألته عنها فرد علي مثل الذي رد ،فقلت :قد جئتك بها،
فضحك ،فأريتها إياه فقال :ليس به بأس - 56 (4) .ومنه :عن هارون بن
مسلم عن مسعدة بن صدقة قال :سئل أبو عبد ال عليه السلم عن الربيثا
فقال :ل بأس بأكلها ولوددت أن عندنا منها - 57 (5) .ومنه :عن السياري
عن محمد بن جمهور باسناد له قال :حمل رجل من أهل البصرة الربيان
إلى أبي عبد ال عليه السلم وقال :إن هذا نتخذ منه عندنا شئ ) (6يقال
له :الربيثا يستطاب أكله ويؤكل رطبا ويابسا وطبيخا ،وإن أصحابنا
يختلفون منه فمنهم من يقول :إن أكله ل يجوز ،ومنهم من يأكله ،فقال لي:
كله فانه جنس من السمك ،أما تراها تقلقل في قشرها ؟ .(7) .بيان" :
تقلقل " أي يسمع لها صوت إذا حركت في صرة ونحوها ،وذلك بسبب أن
لها قشرا وإذا كان لها قشرو فلوس فهي حلل .في القاموس :قلقل:
صوت،
) (1المحاسن (2) .478 :النهاية (3) .185 :2في المصدر :فجعلت في وعاء) .
(4المحاسن (5) .478 :المحاسن (6) .478 :في المصدر :وقال له :ان
هذا يتخذ منه عندنا شئ (7) .المحاسن 478 :و .479
][212
والشئ قلقلة ،وقلقال بالكسر ويفتح :حركه .وفي النهاية :فيه :ونفسه تقلقل في
صدره ،أي تتحرك ل بصوت شديد ) ،(1وأصله الحركة والضطراب ).(2
- 58المحاسن :عن بعض العراقيين عن جعفر بن الزبير عن جعفر بن
محمد بن الحكيم عن أبيه عن حديد قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إذا
أكلت السمك فاشرب عليه الماء ) - 59 .(3ومنه :عن محمد بن سهل بن
اليسع والنوفلي عن عيسى بن عبد ال الهاشمي عن عمر بن علي عن
أبي الحسن الول عن أبيه عن جده عن محمد بن علي ابن الحنفية قال:
كنت أنا وعبد ال بن العباس بالطائف نأكل إذ جاءت جرادة فوقعت على
المائدة فأخذها عبد ال بن العباس ثم قال :يا محمد ما سمعت والدك يحدث
في هذا الكتاب الذي على جناح الجرادة ؟ فقلت :قال عليه السلم :إن عليه
مكتوبا :إني أنا ال ل إله إل أنا ،خلقت الجراد جندا من جنودي واسلطه
على من شئت من خلقي ) - 60 .(4ومنه :عن محمد بن علي عن أحمد بن
عمر بن مسلم عن الحسن بن إسماعيل الميثمي عن يحيى بن ميمون
البصري عن رجل عن مقسم مولى ابن عباس قال :لما سير ابن الزبير
عبد ال بن العباس إلى الطائف وزاره محمد بن علي بن الحنفية قال :فبينا
هو ذات يوم عنده إذ جيئ بالخوان للغداء فجاءت جرادة ضخمة حتى تقع
على المائدة ،فسمع ابن عباس صوت وقعها فقال :ما هذا الصوت الذي
أسمع ) (5؟ قالوا :جرادة سقطت على المائدة ،قال :فمن تناوله ؟ قالوا:
مقسم قال :يا مقسم انشر جناحيها
) (1في المصدر :أي تتحرك بصوت شديد (2) .النهاية (3) .308 :3المحاسن:
(4) .479المحاسن (5) .479 :يظهر من السياق أن الواقعة كانت بعد
عمى ابن عباس فانه كان في اواخر عمره مكفوفا.
][213
فانظر ما ذاترى تحتها ،قال :أرى نقطا سودا ،قال (1) :فضرب بيده على فخذ محمد
بن علي وكان إلى جنبه فقال :هل عندكم في هذا شئ ؟ فقال :حدثني أبي
عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه ليس شئ من جرادة إل وتحت
جناحها مكتوب بالسريانية " :إني أنا ال رب العالمين قاصم الجبابرة،
خلقت الجراد جندا من جنودي ) (2اهلك به من شئت من خلقي " قال:
فتبسم ابن عباس ثم قال :يابن عم هذا وال من مكنون علمنا فاحتفظ به) .
- 61 (3ومنه :عن أبي أيوب المدينى وغيره عن ابن أبي عمير عن ابن
المغيرة عن رجل عن أبي عبد ال عليه السلم قال :الجراد ذكى حيه وميته
) - 62 .(4ومنه :عن عبد ال بن الصلت عن أنس عن عياض ) (5الليثي
عن جعفر عن أبيه أن عليا عليه السلم كان يقول :الجراد ذكى والحيتان
ذكى ،فما مات في البحر فهو ميث ) - 63 .(6ومنه :عن أبيه عن عون بن
جرير عن عمرو بن هارون الثقفي عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال
أمير المؤمنين عليه السلم :الجراد ذكى كله والحيتان ذكى كله ،وأما ما
هلك في البحر فل تأكله ) - 64 .(7فقه الرضا :قال عليه السلم يؤكل من
السمك ما كان له فلوس ،وذكاة السمك والجراد أخذه ،ول يؤكل ما يموت
في الماء من سمك وجراد وغيره ،وإذا اصطدت سمكا وفي جوفه اخرى
أكلت إذا كان لها فلوس ،وروي ل يؤكل ما في جوفه لنه
) (1في المصدر :فقال :صدقت ،قال (2) .في المصدر :خلقت الجراد وجعلته جندا
من جنودي (3) .المحاسن 479 :و (4) .480المحاسن (5) .480 :في
المصدر :عن انس بن عياض الليثى (6) .المحاسن(7) .480 :
المحاسن.480 :
][214
طعمه ) ،(1ول يؤكل الجري ول المارماهي ول الزمار ول الطافي وهو الذي يموت
في الماء فيطفو على رأس الماء ) .(2تفصيل وتبيين :قوله " :إذا
اصطدت سمكا " أقول :ورد بهذا المضمون روايتان إحداها ما روى الشيخ
باسناده ) (3عن السكوني عن أبي عبد ال عليه السلم إن عليا سئل عن
سمكة شق بطنها فوجد فيها سمكة اخرى فقال :كلها جميعا ) ،(4والخرى
ما رواه بسند مرسل ) (5يمكن أن يعد في الموثقات عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :قلت :رجل أصاب سمكة وفي جوفها سمكة قال :يؤكلن )(6
جميعا .وعمل بها الشيخ في النهاية والمفيد وجماعة ،ومنع ابن إدريس
من حلها ما لم تخرج من بطنها حية لن شرط حل السمك أخذه من الماء
حيا والجهل بالشرط يقتضي الجهل بالمشروط ،ووافقه العلمة في
المختلف والتحرير وولده ،وفي القواعد رجح مذهب الشيخ ،والمحقق في
النافع ومال إليه في الشرائع والعمل بالروايتين أقوى ويؤيده هذه الرواية.
وقوله عليه السلم :إذا كان له فلوس ،أي كانت من الحيتان التي لها فلس
ويحتمل أن يكون المعنى :لم تتسلخ فلوسها فانها حينئذ تغيرت وصارت
خبيثة،
) (1في المصدر :لنه طعمة (2) .فقه الرضا (3) .40 :السناد هكذا محمد بن
يعقوب عن على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني(4) .
تهذيب الحكام (5) .8 :9 :والسند هكذا :محمد بن يعقوب عن أبى على
الشعري عن الحسن بن على الكوفى عن العباس بن عامر عن ابان عن
بعض اصحابه عن ابى عبد ال )ع( .أقول :ويوجد الحديثان في فروع
الكافي) 2 144 :ط (6) .(1في المصدر :تؤكلن جميعا.
][215
كما روى الشيخ بسند ) (1فيه جهالة عن أيوب بن أعين عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :قلت له :جعلت فداك ما تقول في حية ابتلعت سمكة ثم طرحتها
وهي حية تضطرب ،آكلها ؟ قال :إن كان فلوسها قد تسلخت فل تأكلها،
وإن لم تكن تسلخت فكلها ) .(2وذهب الشيخ في النهاية إلى حلها مطلقا ما
لم تتسلخ ،ولم يعتبر إدراكها حية وفي المختلف عمل بموجب الرواية،
واعتبر المحقق وابن إدريس وجماعة في الحل أخذها حية وهو أحوط،
وإن كان العمل بالرواية حسنا ،واعتبار عدم التسلخ هنا إما للخباثة أو
لتأثير السم فيها ولعله أظهر ،والرواية التي رواها لم أجدها فيما عندنا من
الكتب ،ولعلها محمولة على التسلخ بقرينة التعليل إذ الظاهر أن قوله :لنه
طعمه ،أراد به أنه صار غداءه فهو إشارة إلى تغيره - 65 .طب الئمه:
عن أحمد بن الجارود العبدي من ولد الحكم بن المنذر عن عثمان بن
عيسى عن ميسر الحلبي عن أبي عبد ال عليه السلم قال :السمك يذيب
شحمة العين ) - 66 .(3وعنه عن أبيه عليه السلم قال :إن هذا السمك
لردي لغشاوة العين ،وإن هذا اللحم الطري ينبت اللحم ) - 67 .(4ومنه:
عن أبي جعفر عليه السلم قال :أقلوا من أكل السمك فان لحمه يذبل البدن
ويكثر البلغم ويغلظ النفس ) .(5بيان :كأن غلظ النفس كناية عن البلدة
وسوء الفهم أو الهم والحزن ،ويمكن أن يقرأ النفس بالتحريك كناية عن
بطئه.
) (1والسناد هكذا :محمد بن يعقوب عن محمد بن أحمد بن يحيى عن يعقوب بن
يزيد عن أحمد بن المبارك عن صالح بن اعين عن الوشا عن أبى عبد
ال )ع( (2) .تهذيب الحكام 8 :9ورواه الكليني في الفروع ) 144 :2ط
ا( 3) .و (4طب الئمة .84 :طبعة النجف (5) .طب الئمة.173 :
][216
- 68العياشي :عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلم قال :قد كان أصحاب
المغيرة يكتبون إلي أن أسأله عن الجري والمارماهي والزمير وما ليس له
قشر من السمك أحرام هو أم ل ؟ قال :فسألته عن ذلك فقال :يا محمد اقرأ
هذه الية التي في النعام " :قل ل أجد فيما اوحي إلي محرما على طاعم
يطعمه إل أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير " قال :فقرأتها
حتى فرغت منها فقال :إنما الحرام ما حرم ال في كتابه ،ولكنهم كانوا
يعافون أشياء فنحن نعافها ) - 69 .(1ومنه :عن زرارة قال :سألت أبا
جعفر عليه السلم عن الجري فقال :وما الجري ؟ فنعته له فقال " :ل أجد
فيما اوحي إلي محرما على طاعم يطعمه " إلى آخر الية ،ثم قال :لم يحرم
ال شيئا من الحيوان في القرآن إل الخنزير بعينه ،ويكره كل شئ من
البحر ليس فيه قشر ،قال :قلت :وما القشر ؟ قال :هو الذي مثل الورق
وليس هو بحرام إنما هو مكروه ) - 70 .(2ومنه :عن الصبغ عن على
عليه السلم قال :أمتان مسختا من بني إسرائيل :فأما التي اخذت البحر
فهي الجريث ) ،(3وأما الذي أخذت البر فهو الضبات ) - 71 .(4ومنه:
عن هارون بن عبد ) (5رفعه إلى أحدهم قال :جاء قوم إلى أمير المؤمنين
عليه السلم بالكوفة وقالوا له :يا أمير المؤمنين إن هذه الجراري تباع في
أسواقنا ،قال :فتبسم أمير المؤمنين عليه السلم ضاحكا ثم قال :قوموا
لريكم عجبا ول تقولوا في وصيكم إل خيرا ،فقاموا معه فأتوا شاطئ
الفرات ) (6فتفل فيه تفلة وتكلم
) (1تفسير العياشي (2) .382 :1تفسير العياشي (3) .383 :1في نسخة :فهى
الجرارى (4) .تفسير العياشي (5) .34 :2في المصدر " :هارون بن
عبيد " وفى الوسائل " :هارون بن عبد ربه " وفى البرهان :هارون بن
عبد العزيز (6) .في " المصدر :فأتوا شاطئ بحر.
][217
بكلمات فإذا بجريثة ) (1رافعة رأسها فاتحة فاها فقال له أمير المؤمنين عليه
السلم :من أنت ؟ الويل لك ولقومك ،فقال :نحن من أهل القرية التي كانت
حاضرة البحر إذ يقول ال في كتابه " :إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا
" ) (2الية ،فعرض ال علينا وليتك فقعدنا عنها فمسخنا ال فبعضنا في
البر وبعضنا في البحر ،فأما الذين في البحر فنحن الجرارى ،وأما الذين في
البر فالضب واليربوع ،قال :ثم التفت أمير المؤمنين عليه السلم إلينا
فقال :أسمعتم مقالتها ؟ قلنا :اللهم نعم ،قال :والذى بعث محمدا بالنبوة
لتحيض كما تحيض نساؤكم ) - 72 .(3المكارم :عن الصادق عليه السلم
قال :أكل الحيتان يورث السل ) - 73 .(4عنه عليه السلم قال :أكل السمك
الطري يذيب الجسد ) - 74 .(5عنه عليه السلم :قال :كان رسول ال إذا
أكل السمك قال :اللهم بارك لنا فيه وابدلنا خيرا منه ) - 75 .(6عن
الحميري قال :كتبت إلى أبى محمد أشكو إليه أن بي دما وصفراء فإذا
احتجمت هاجت الصفراء ،وإذا أخرت الحجامة أضربي الدم فما ترى في
ذلك ؟ فكتب إلى :احتجم وكل على أثر الحجامة سمكا طريا ،فأعدت عليه
المسألة ،فكتب إلى :احتجم وكل على أثر الحجامة سمكا طريا بماء وملح
فاستعملت ذلك فكنت في عافية وصار غذائي ) - 76 .(7ومنه :عن أبي
جعفر عليه السلم قال :إن عليا عليه السلم كان يقول :الجراد ذكى
) (1في الصدر :فإذا بجرية (2) .العراف (3) .163 :تفسير العياشي (4) .35 :2
مكارم الخلق) 83 :طبعة التفرشى( فيه :لحم الحيتان 5) .و (6مكارم
الخلق (7) .83 :مكارم الخلق 83 :في نسخة :وصار ذلك غذائي.
][218
والحيتان ذكى وما مات في البحر فهو ميتة ) - 77 .(1عنه أيضا قال :الحيتان
والجراد ذكى كله ) - 78 .(2روي عن أبي الحسن عليه السلم أنه قال" :
تفرقوا وكبروا ) " (3ففعلوا ذلك فذهب الجراد ) - 79 .(4الكشى :عن
محمد بن مسعود عن جعفر بن أحمد عن العمركي عن أحمد بن شيبة عن
يحيى بن المثنى عن على بن الحسن وزياد عن حريز قال :دخلت على أبي
حنيفة فقال لي أسألك عن مسألة ل يكون فيها شئ ،فما تقول في جمل
اخرج من البحر فقلت :إنشاء فليكن جمل وإن شاء فليكن بقرة إن كانت
عليه فلوس أكلناه وإل فل ) .(5الختصاص :عن جعفر بن الحسين
المؤمن عن حيدر بن محمد بن نعيم عن ابن قولويه عن ابن العياشي
جميعا عن محمد بن مسعود مثله ) .(6أقول :تمامه في باب مناظرات
أصحاب أبي عبد ال عليه السلم مع المخالفين - 80 .الدلئل للحميري:
عن أخيه عن أحمد بن على المعروف بابن البغدادي قال :وجدت في كتاب
المعضلت رواية أبي طالب محمد بن الحسين بن زيد عن أبيه عن ابن
رباح يرفعه عن رجاله عن محمد بن ثابت قال :كنت جالسا في مجلس
سيدنا أبي الحسن على بن الحسين زين العابدين عليه السلم إذ وقف به )
(7عبد ال بن عمر بن الخطاب فقال له :يا على بن الحسين بلغني أنك
تدعي أن يونس بن متى عرض عليه ولية أبيك فلم يقبله فحبس في بطن
الحوت ،قال له علي بن الحسين :يا عبد ال بن عمر ! وما
) 1و (2مكارم الخلق (3) .84 :هي رقية لتفرق الجراد (4) .مكارم الخلق:
(5) .84رجال الكشى) 244 :ط (1و ) 328ط (6) .(2الختصاص:
206و (7) .207في المصدر :إذ وقف عليه.
][219
أنكرت من ذلك ؟ قال :إني ل أقبله ،فقال :أتريد أن يصح لك ذلك ؟ قال :نعم ،قال له:
اجلس ثم دعا غلمه فقال له :جئنا بعصابتين ،وقال لي :يا محمد شد عين
عبد ال بإحدى العصابتين واشدد عينك بالحرى ،فشددنا أعيننا ،فتكلم
بكلم ثم قال :حلوا أعينكم ،فحللناها فوجدنا انفسنا على بساط ونحن على
ساحل البحر فتكلم بكلم فاستجاب له حيتان البحر إذ ظهرت فيهن حوتة،
عظيمة ) ،(1فقال لها :ما اسمك ؟ فقالت :اسمي نون ،فقال لها :لم حبس
يونس في بطنك ؟ فقالت له :عرض عليه ولية أبيك فانكرها فحبس في
بطني فلما اقر بها وأذعن امرت فقذفته ،وكذلك من أنكر وليتكم أهل البيت
يخلد في نار الجحيم ،فقال له :يا عبد ال أسمعت وشهدت ؟ فقال له :نعم )
،(2فقال :شدوا أعينكم ،فشددناها فتكلم بكلم ثم قال :حلوها فحللناها فإذا
نحن على البساط في مجلسه فودعه عبد ال وانصرف ،فقلت له :يا سيدي
لقد رأيت في يومي عجبا وآمنت به ،فترى عبد ال بن عمر يؤمن بما
آمنت به ) (3؟ فقال لي :أل تحب أن تعرف ذلك ؟ فقلت :نعم ،قال :قم
فاتبعه وماشه واسمع ما يقول لك ،فتبعته في الطريق ومشيت معه فقال
لى :إنك لو عرفت سحر بني عبد المطلب لما كان هذا بشئ في نفسك،
هؤلء قوم يتوارثون السحر كابرا عن كابر فعند ذلك علمت أن المام ل
يقول إل حقا ).(4
) (1في المصدر :ثم تكلم بكلم فاجابه حيتان البر وظهرت حوتة عظيمة (2) .في
المصدر :فالتفت إلى عبد ال وقال له :أسمعت وشهدت ؟ قال :نعم(3) .
في المصدر :أترى ان عبد ال بن عمر يؤمن به ! ) (4دلئل المامة92 :
فيه :فرجعت وانا عالم ان المام ل يقول ال حقا.
][220
} - 5باب { باب أنواع المسوخ وأحكامها وعلل مسخها - 1 :العلل :عن علي بن
أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عبد ال الكوفي عن محمد بن أحمد بن
إسماعيل العلوي عن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب قال :حدثنا علي بن جعفر عن أخيه موسى
بن جعفر بن محمد عليه السلم قال :المسوخ ثلثة عشر :الفيل والدب
والرنب والعقرب والضب والعنكبوت والدعموص ) (1والجري والوطواط
والقرد والخنزير والزهرة وسهيل ،قيل :يابن رسول ال ما كان سبب مسخ
هؤلء ؟ قال :أما الفيل فكان رجل جبارا لوطيا ل يدع رطبا ول يابسا ،وأما
الدب فكان رجل مؤنثا يدعو الرجال إلى نفسه ،وأما الرنب فكانت امرأة
قذرة ل تغتسل من حيض ) (2ول غير ذلك ،وأما العقرب فكان رجل همازا
ل يسلم منه أحد ،وأما الضب فكان رجل أعرابيا يسرق الحجاج بمحجنه،
وأما العنكبوت فكانت امرأة سحرت زوجها ،وأما الدعموص فكان رجل
نماما يقطع بين الحبة ،وأما الجري فكان رجل ديوثا يجلب الرجال على
حلئله ،وأما الوطواط فكان رجل سارقا يسرق الرطب من رؤس النخل،
وأما القردة فاليهود اعتدوا في السبت ) (3وأما الخنازير فالنصارى حين
سألوا المائدة فكانوا بعد نزولها أشد ما كانوا تكذيبا ،وأما سهيل فكان رجل
عشارا باليمن ،وأما الزهرة فانها كانت امرأة تسمى ناهيد ،وهي التي تقول
الناس :إنه افتتن بها هاروت وماروت ).(4
) (1الدعموص بالضم :دودة سوداء تكون في الغدران إذا نشت ،والعامة تسميها
البلعط (2) .في المصدر :من حيض ول جنابة (3) .في نسخة :حين
اعتدوا في السبت (4) .علل الشرائع 172 :2طبعة قم.
][221
بيان :ل يدع رطبا ول يابسا ،أي كان يطأ كل من يقدر عليه من الرجال ،والمحجن
كمنبر :العطا المعوجة قوله عليه السلم :وهي التي الخ يدل على أنه مما
اشتهر عند العامة ول أصل له ،فما سيأتي محمول على التقية كما مر،
والديوث بفتح الدال وتشديد الياء هو ما ذكر في الخبر - 2 .العلل :عن أبيه
عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن
الحسن بن زعلن قال :سألت أبا الحسن عليه السلم عن المسوخ فقال:
اثنا عشر صنفا ولها علل ،فأما الفيل فانه مسخ كان ملكا زناء لوطيا،
ومسخ الدب لنه كان أعرابيا ديوثا ،ومسخت الرنب لنها كانت امرأة
تخون زوجها ول تغتسل من حيض ول جنابة ،ومسخ الوطواط لنه كان
يسوق تمور الناس ،ومسخ سهيل لنه كان عشارا باليمن ومسخت الزهرة
لنها كانت امرأة فتن بها هاروت وماروت ،وأما القردة والخنازير فانهم
قوم من بني إسرائيل اعتدوا في السبت ،وأما الجري والضب ففرقة من
بني إسرائيل حين نزلت المائدة على عيسى عليه السلم لم يؤمنوا به
فتاهوا فوقعت فرقة في البحر وفرقة في البر ،وأما العقرب فانه كان رجل
نماما ،وأما الزنبور فكان لحاما يسرق في الميزان ) .(1بيان :مسخ
أصحاب السبت خنازير مخالف لظاهر الية ،وما مر أصوب ،و يمكن
الجمع بأن التعبير في الية بالقردة لكون أكثرهم مسخوا بها ،وأما أصحاب
المائدة فيمكن أن يكون فيهم أيضا خنازير لم يذكر في هذا الخبر وسائر
الختلفات في تلك الخبار يمكن حمل بعضها على التقية وبعضها على
تعدد وقوع المسخ - 3 .العلل :عن علي بن عبد ال الوراق عن سعد بن
عبد ال عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن الرضا
عليه السلم أنه قال :كان الخفاش امرأة سحرت ضرة لها فمسخها ال
عزوجل خفاشا وإن الفأر كان سبطا من اليهود غضب ال عزوجل عليهم
فمسخهم فأرا ،وإن البعوض كان رجل يستهزئ بالنبياء فمسخه ال )(2
عزوجل
) (1علل الشرايع 171 :2طبعة قم (2) .في المصدر :يستهزئ بالنبياء ويكلح في
وجوههم ويصفق بيديه فمسخه ال(*) .
][222
بعوضا ،وإن القملة هي من الجسد ) (1وإن نبيا من أنبياء بني إسرائيل كان قائما
يصلي إذ أقبل إليه سفيه من سفهاء بني إسرائيل فجعل يهزأ به ويكلح في
وجهه فما برح من مكانه حتى مسخه ال عزوجل قملة وإن الوزغ كان
سبطا من أسباط بني إسرائيل يسبون أولد النبياء ويبغضونهم فمسخهم
ال أوزاغا ،وأما العنقاء فمن غضب ال عزوجل عليه فمسخه وجعله
مثلة ،فنعوذ بال من غضب ال ونقمته ) .(2بيان :هي من الجسد ،أي
تتولد من جسد النسان ،ولكن شبيهها كانت من مسوخ بني إسرائيل وفي
بعض النسخ بالحاء المهملة أي كان :سبب مسخها الحسد ،و في
القاموس :كلح كمنع كلوحا بالضم :تكشر ) (3في عبوس ،وتكلح :تبسم:
- 4المحاسن والعلل :عن محمد بن على ما جيلويه عن محمد بن يحيى
عن محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن
علي بن أسباط عن علي بن جعفر عن مغيرة عن أبي عبد ال عن أبيه عن
جده عليهم السلم قال :المسوخ من بني آدم ثلثة عشر صنفا :منهم
القردة والخنازير والخفاش ) (4والضب والدب والفيل والدعموص
والجريث والعقرب وسهيل وقنفذ والزهرة والعنكبوت ،فأما القردة فكانوا
قوما ينزلون بلدة على شاطئ البحر اعتدوا في السبت فصادوا الحيتان
فمسخهم ال عزوجل قردة ،وأما الخنازير فكانوا قوما من بني إسرائيل
دعا عليهم عيسى بن مريم عليه السلم فمسخهم ال عزوجل خنازير ،وأما
الخفاش ) (5فكانت امرأة مع ضرة لها فسحرتها فمسخها ال عزوجل
خفاشا ) (6وأما الضب فكان أعرابيا بدويا ل يرع عن قتل من مربه من
الناس فمسخه ال عزوجل ضبا ،وأما الفيل فكان رجل ينكح البهائم
) (1في نسخة من المصدر :هي من الحسد (2) .علل الشرايع 2ر 172ط قم(3) .
كشر وكشر عن اسنانه :كشف عنها وأبداها (4) .في المصدر :الخشاف.
) (5في المصدر :واما الخشاف (6) .في العلل :خشافا.
][223
فمسخه ال عزوجل فيل ،وأما الدعموص فكان رجل زاني الفرج ل يدع ) (1من
شئ فمسخه ال عزوجل دعموصا ،وأما الجريث فكان رجل نماما فمسخه
ال عزوجل جريثا ،وأما العقرب فكان رجل همازا لمازا فمسخه ال
عزوجل عقربا ،وأما الدب فكان رجل يسرق الحاج فمسخه ال عزوجل دبا
وأما السهيل ) (2فكان رجل عشارا صاحب مكاس فمسخه ال عزوجل
سهيل وأما الزهرة فكانت امرأة فتنت بها هاروت وماروت فمسخها ال
عزوجل زهرة وأما العنكبوت فكانت امرأة سيئة الخلق عاصية لزوجها
مولية عنه فمسخها ال عزوجل عنكبوتا ،وأما القنذ فكان رجل سئ الخلق
فمسخه ال عزوجل قنفذا ) .(3توضيح " :ل يرع " من الورع أي ل يتقي
ول يكف ،الهمز واللمز :العيب والشارة بالعين والحاجب ونحوهما،
واللمزة من يعيبك في وجهك ،والهمزة من يعيبك في الغيب ،والمكس:
النقص والظلم ،وتماكسا في البيع :تشاحا ،ودون ذلك مكاس و عكاس
بكسرهما وهو أن تأخذ بناصيته ويأخذ بناصيتك - 5 .المجالس والعلل :عن
علي بن عبد ال السواري عن مكي بن أحمد بن سعدويه البردعي عن
أبي محمد زكريا بن يحيى بن عبيد العطار عن القلنسي عن عبد العزيز
بن عبد ال الويسي عن علي بن جعفر عن معتب مولى جعفر عن جعفر
بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلم قال :سئل
رسول ال صلى ال عليه وآله عن المسوخ قال هم ثلثة عشر :الدب
والفيل والخنزير والقرد والجريث والضب والوطواط والدعموس والعقرب
والعنكبوت والرنب وزهرة ) (4وسهيل ،فقيل :يا رسول ال ما كان سبب
مسخهم ؟ قال :أما الفيل فكان رجل لوطيا ل يدع رطبا ول يابسا ،وأما
الدب فكان رجل مؤنثا
) (1في نسخة من العلل :ل يرع (2) .في المصدر :واما سهيل (3) .علل الشرائع
.173 :2المجالس (4) ...في نسخة من العلل :والزهرة.
][224
يدعو الرجال إلى نفسه ،وأما الخنزير فقوم نصارى سألوا ربهم عزوجل إنزال )(1
المائدة عليهم فلما نزلت عليهم كانوا أشد كفرا وأشد تكذيبا ،وأما القردة
فقوم اعتدوا في السبت وأما الجريث فكان ديوثا يدعو الرجال إلى أهله،
وأما الضب فكان أعرابيا يسرق الحاج بمحجنه ،وأما الوطواط فكان يسرق
الثمار من رؤوس النخل ،وأما الدعموص فكان نماما يفرق بين الحبة،
وأما العقرب فكان رجل لذاعا ل يسلم على لسانه ) (2أحد ،وأما العنكبوت
فكانت امرأة سحرت زوجها ،وأما الرنب فكانت امرأة ل تطهر من حيض
ول غيره ،وأما سهيل فكان عشارا باليمن ،وأما الزهرة فكانت امرأة
نصرانية وكانت لبعض ملوك بني إسرائيل وهي التي فتن بها هاروت
وماروت و كان اسمها ناهيل ،والناس يقولون :ناهيد ) .(3قال الصدوق
رضي ال عنه :إن الناس يغلطون في الزهرة وسهيل ويقولون :إنهما
كوكبان وليساكما يقولون ،ولكنهما دابتان من دواب البحر سميا بكوكبين
كما سمي الحمل والثور والسرطان والسد والعقرب والحوت والجدي
وهذه حيوانات سميت على أسماء الكواكب ،وكذلك الزهرة وسهيل ،وإنما
غلط الناس فيهما دون غيرهما لتعذر مشاهدتهما والنظر إليهما ،لنهما من
البحر المطيف بالدنيا بحيث ل تبلغه سفينة ول تعمل فيه حيلة ،وما كان ال
عزوجل ليمسخ العصاة أنوارا مضيئة فيبقيهما ما بقيت الرض والسماء
والمسوخ لم تبق أكثر من ثلثة أيام حتى ماتت وهذه الحيوانات التي
تسمى المسوخ فالمسوخية لها اسم مستعار مجازي ،بل هي مثل المسوخ
التي حرم ال تعالى أكل لحومها لما فيه من المضار ،وقال أبو جعفر الباقر
عليه السلم :نهى ال عزوجل عن أكل المثلة لكيل ينتفع بها ول يستخف
بعقوبته ).(4
) (1في العلل :ان ينزل (2) .في نسخة من العلل :من لسانه (3) .علل الشرائع :2
) 174ط قم( ولم نجد الحديث في المجالس ولعله مصحف الخصال .راجع
الخصال ) 88 :2ط (4) .(1علل الشرائع .174 :2
][225
) (1هكذا في الكتاب وأكثر نسخ المصدر ،وفى بعض نسخ المصدر " ،فاختارا "
بصيغة التثنية (2) .الزمر (3) .30 :علل الشرائع 175 :2ط قم(4) .
الختصاص 301 :بصائر الدرجات " 103 :ط ." 1
][226
أحمد بن محمد مثله (1) .كا :عن علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن
الحسن بن علي مثله وزاد في آخره قال :وقال أبي :ليس يموت من بني
امية ميت إل مسخ وزغا ) - 8 .(2المحاسن :عن محمد بن علي أبي
سمينة ) (3عن محمد بن أسلم عن الحسين بن خالد قال :سألت أبا الحسن
موسى عليه السلم هل يحل أكل لحم الفيل ؟ فقال :ل ،فقلت :ولم ؟ قال لنه
مثلة ،وقد حرم ال لحوم المساخ ولحوم ما مثل به في صورها ).(4
العلل :عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن
أحمد بن أبي عبد ال البرقي عن محمد بن أسلم الجبلي مثله )- 9 .(5
الختصاص :عن محمد بن أبي عاتكة الدمشقي عن الوليد بن سلمة عن
موسى ابن عبد الرحمن القرشي ) (6عن حذيفة بن اليمان قال :كنا مع
رسول ال صلى ال عليه وآله إذ قال :إن ال تبارك وتعالى مسخ من بني
إسرائيل ) (7اثنى عشر جزءا فمسخ منهم القردة والخنازير والسهيل
والزهرة والعقرب والفيل والجري -وهو سمك ل يؤكل -والدعموص
والدب والضب والعنكبوت والقنفذ ،قال حذيفة بأبي أنت وامي يا رسول ال
فسر لنا هذا كيف مسخوا ؟ قال صلى ال عليه وآله :أما القردة فمسخوا
لنهم اصطادوا الحيتان في السبت على عهد داود النبي عليه السلم ،وأما
الخنازير فمسخوا لنهم كفروا
) (1دلئل المامة (2) .99 :الروضة) 232 :ط الخوندى( فيه " :فقال رجس وهو
مسخ كله " وفيه لئن ذكرتم عثمان بشتيمة لشتمن عليا (3) .في
المصدر :عن بكر بن صالح ومحمد بن على عن محمد بن اسلم الطبري.
) (4المحاسن (5) .472 :علل الشرائع (6) .171 :2في المصدر :عن
عبد الرحمن القرشى (7) .في المصدر :من بنى آدم.
][227
بالمائدة التي نزلت من السماء على عيسى بن مريم عليه السلم ،وأما السهيل
فمسخ لنه كان رجل عشارا فمر به عابد من عباد ذلك الزمان ،فقال
العشار :دلني على اسم ال الذي يمشى به على وجه الماء ويصعد به إلى
السماء فدله على ذلك ،فقال العشار :قد ينبغي لمن عرف هذا السم أن ل
يكون في الرض بل يصعد به إلى السماء فمسخه ال وجعله آية للعالمين )
.(1وأما الزهرة فمسخت لنها هي المرأة التي فتنت هاروت وماروت
الملكين ،وأما العقرب فمسخ لنه كان رجل نماما يسعى بين الناس
بالنميمة ويغري بينهم العداوة ) ،(2وأما الفيل فانه كان رجل جميل فمسخ
لنه كان ينكح البهائم البقر والغنم شهوة من دون النساء ،وأما الجري
فمسخ لنه كان رجل من التجار ،وكان يبخس الناس في المكيال والميزان،
وأما الدعموص فمسخ لنه كان رجل إذا جامع النساء ) (3لم يغتسل من
الجنابة ويترك الصلة ،فجعل ال قراره في الماء إلى يوم القيامة من
جزعه عن البرد .وأما الدب فمسخ لنه كان رجل يقطع الطريق ل يرحم
غريبا ول فقيرا إل صلبه ) (4وأما الضب فمسخ لنه كان رجل من
العراب وكانت خيمته على ظهر الطريق وكان إذا مرت القافلة تقول له :يا
عبد ال كيف نأخذ الطريق إلى كذا وكذا ،فان أراد القوم المشرق ردهم إلى
المغرب ،وإن أرادوا المغرب ردهم إلى المشرق وتركهم يهيمون ) (5لم
يرشدهم إلى سبيل الخير ،وأما العنكبوت فمسخت
) (1قد تقدم بيان للصدوق عليه الرحمة يبطل ذلك ،وأن مقالة كون الكوكبين
السهيل والزهرة مسوختان من أغاليط الناس .والرواية كما ترى من
رواة العامة ذكرها المفيد في كتابه (2) .أي القاها وافسد بينهم (3) .في
المصدر :إذا حضر النساء (4) .في المصدر :ل يرحم غنيا ول فقيرا ال
سلبه (5) .هام على وجهه :ذهب ل يدرى أين يتوجه.
][228
لنها كانت خائنة للبعل وكانت تمكن فرجها سواه ،وأما القنفذ فانه كان رجل من
صناديد العرب فمسخ لنه إذا نزل به الضيف رد الباب في وجهه ويقول
لجاريته :اخرجي إلى الضيف فقولي له :إن مولي غائب عن المنزل،
فيبيت الضيف بالباب جوعا ويبيت أهل البيت شباعا مخصبين )- 10 .(1
البصائر عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن علي
الوشا عن كرام عن عبد ال بن طلحة قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم
عن الوزغ فقال :رجس وهو مسخ كله :فإذا قتلته فاغتسل )- 11 .(2
كتاب محمد بن المثنى عن عبد السلم بن سالم عن ابن أبي البلد ) (3عن
عمار بن عاصم السجستاني قال :جئت إلى باب أبي عبد ال عليه السلم
فدخلت عليه فقلت ) :(4أخبرني عن الحية والعقرب والخنفس وما أشبه
ذلك ،قال :فقال :أما تقرأ كتاب ال ؟ قال :قلت :وما كل كتاب ال أعرف،
فقال :أو ما تقرأ " :أو لم يرواكم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في
مساكنهم إن في ذلك لية أفل يتذكرون " ،قال :فقال :هم اولئك خرجوا من
الدار فقيل لهم :كونوا شيئا ) - 12 .(5الكافي :عن الحسين بن محمد عن
المعلى عن الحسن ) (6عن أبان عن عبد الرحمن
) (1الختصاص (2) .138 :بصائر الدرجات 103 :فيه " :وإذا قتلته " والحديث
تقدم آنفا (3) .في المصدر :عن أبى البلد (4) .في المصدر :جئت إلى
باب أبى عبد ال )ع( وأردت ال أستأذن عليه فأقعد وأقول لعله يرانى
بعض من يدخل فيخبره فيأذن لى ،قال :فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه شباب
ادم في ازر وأردية ،ثم لم أرهم خرجوا ،فخرج عيسى شلقان فرأني،
فقال :أبا عاصم ! أنت ههنا ؟ فدخل واستأذن ،فدخلت عليه فقال أبو عبد
ال )ع( :مذمتي أنت ههنا يا عمار ؟ قال فقلت :من قبل أن يدخل اليك
شباب الدم لم أرهم خرجوا ،فقال أبو عبد ال )ع( :هؤلء قوم من الجن
جاؤا يسألون عن أمر دينهم ،قال :فقلت (5) .كتاب محمد بن المثنى92 :
فيه :أحرجوا من النار فقيل لهم :كونوا نششا (6) .أي الحسن بن على
الوشاء.
][229
ابن أبي عبد ال قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :خرج رسول ال صلى
ال عليه وآله من حجرته ومروان وأبوه يستمعان إلى حديثه ) ،(1فقال
له :الوزغ بن الوزغ ،قال أبو عبد ال عليه السلم فمن يومئذ يرون أن
الوزغ يمسع الحديث ) .(2بيان :أي لما شبههما صلى ال عليه وآله
بالوزغ حين استمعا إلى حديثه فهو أن الوزغ أيضا تفعل ذلك- 13 .
الكافي :عن العدة عن أحمد البرقي عن بكر بن صالح عن سليمان
الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال :الطاووس مسخ ،كان
رجل جميل فكابر امرأة رجل مؤمن تحبه فوقع بها ثم راسلته بعد
فمسخهما ال طاووسين انثى وذكرا فل تأكل لحمه ول بيضه )- 14 .(3
ومنه عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن علي عن
سماعة بن مهران عن الكلبي النسابة قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم
عن الجري فقال :إن ال مسخ طائفة من بني إسرائيل فما أخذ منهم بحرا )
(4فهو الجري والزمير والمارماهي وما سوى ذلك ،وما أخذ منهم برا )(5
فالقردة والخنازير والورك وما سوى ذلك ) - 15 .(6دلئل الطبري :عن
أبي المفضل محمد بن عبد ال عن محمد بن جعفر الزيات عن محمد بن
الحسين عن الحسن بن محبوب عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر
قال :كنت مع أبي عبد ال عليه السلم وهو راكب وأنا أمشي معه فمررنا
بعبدال بن الحسن وهو راكب فلما بصربنا شال المقرعة ليضرب بها فخذ
أبي عبد ال عليه السلم فأومأ إليها الصادق عليه السلم
) (1أي كانا يسترقان السمع ليسمعا ما يقول الرسول ال )ص( لزواجه وأهل بيته
ويخبرا به المنافقين فيذيعونه (2) .الروضة (3) .238 :فروع الكافي :6
247فيه :ول يؤكل لحمه ول بيضه (4) .في المصدر :البحر (5) .في
المصدر :البر (6) .فروع الكافي 221 :6فيه :والخنازير والوبر والورل
وما سوى ذلك.
][230
فجفت يمينه والمقرعة فيها ،فقال له :يا أبا عبد ال بالرحم إل عفوت عني ،فأومأ
إليه بيده فرجعت يده ثم أقبل علي وقال لي :يا مفضل - :وقد مرت عظاية
من العظاء -ما يقول الناس في هذه ؟ قلت :يقولون :إنها حملت الماء
فأطفات نار إبراهيم فتبسم عليه السلم ثم قال لي :يا مفضل ولكن هذا عبد
ال وولده ) (1وإنما يرق الناس عليهم لما مسهم من الولدة والرحم ).(2
بيان :كأن المعنى أنهم أرجاس أعداء لهل البيت عليهم السلم مثل هذه
المسوخ وضمير " عليهم " إما راجع إلى عبد ال وولده ،أو إلى المسوخ.
تذييل :اعلم أن أنواع المسوخ غير مضبوطة في كلم أكثر الصحاب ،بل
أحالوها على هذه الروايات وإن كان في أكثرها ضعفا على مصطلحهم،
فالذي يحصل من جميعها ثلثون صنفا :الفيل والدب والرنب والعقرب
والضب والوزغ والعظاية والعنكبوت والدعموص والجري والوطواط
والقرد والخنزير والكلب والزهرة وسهيل وطاووس والزنبور والبعوض
والخفاش والفأر والقملة والعنقاء والقنفذ والحية والخنفساء والزمير
والمارماهي والوبر والورل لكن يرجع بعضها إلى بعض .قال الدميري:
الفيل معروف وجمعه أفيال وفيول وفيلة ،وقال ابن السكيت ول تقل :أفيلة،
والفيلة ضربان :فيل وزندفيل ) (3وهما كالبخاتي والعراب ،وبعضهم
يقول :الفيل الذكر ،والزند ) (4فيل النثي ،وهذا النوع ل يلقح إل في بلده
ومعادنه وإن صار أهليا ،وهو إذا اغتلم أشبه الجمل في ترك الماء والعلف
حتى تتورم رأسه ولم يكن لسواسه ) (5غير الهرب منه ،والذكر ينزو إذا
مضى من عمره خمس سنين .وزمان نزوه
) (1لعل المعنى أن هذه الدابة مع حيوانيتها كانت تدفع عن ابراهيم ،وانى مع أنه
من ذريته وذرية محمد )ص( وعلى وفاطمة )ع( يفعل بى عبد ال بن
الحسن ما ترى ،ثم ذكر عليه السلم بعد ذلك ما يكون سببا لرقة الناس
عليهم وتعظيمهم (2) .دلئل المامة 144 :و (3) .145في المصدر:
وزند بيل (4) .في المصدر :والزند بيل (5) .في المصدر :لسائسه ال
الهرب منه.
][231
الربيع ،والنثى تحمل سنتين ،فإذا حملت ل يقربها الذكر ول يمسها ول ينزو عليها
إذا وضعت إل بعد ثلث سنين ،وقال عبد اللطيف البغدادي :إنها تحمل سبع
سنين ول ينزو إل على فيلة واحدة ،وله عليها خيرة شديدة ،وإذا تم حملها
وأرادت الوضع دخلت النهر حتى تضع ولدها لنها تلد وهي قائمة ) (1ول
فواصل لقوائمها ،والذكر عند ذلك يحرسها وولدها من الحيات ،ويقال
الفيل يحقد كالجمل فربما قتل سائسه حقدا عليه .تزعم الهند أن لسان الفيل
مقلوب ،ولول ذلك لتكلم ،ويعظم ناباه وربما بلغ الواحد منهما مائة من،
وخرطومه من غضروف ،وهو أنفه ويده التي يوصل بها الطعام والشراب
إلى فيه ويقاتل بها ،ويصيح وليس صياحه على مقدار جثته وإنه كصياح
الصبي ،وله فيه من القوة بحيث يقلع به الشجر من منابتها ،وفيه من
الفهم ما يقبل به التأديب ويفعل ما يأمره به سائسه من السجود للملوك
وغير ذلك من الخير والشر في حالتي السلم والحرب ،وفيه من الخلق
أنه يقاتل بعضه بعضا ،والمقهور منهما يخضع للقاهر ،والهند تعظمه لما
اشتمل عليه من الخصال المحمودة من علو سمكه وعظم صورته وبديع
منظره وطول خرطومه وسعة اذنه ) (2وطول عمره وثقل حمله وخفة
وطئه ،فانه ربما مر بالنسان فل يشعر به من حسن خطوه واستقامته.
ولطول عمره حكى أرسطو أن فيل ظهر أن عمره أربعمائة سنة ،واعتبر
ذلك بالوسم وبينه وبين السنور عداوة طبيعية حتى أن الفيل يهرب منه،
كما أن السبع يهرب من الديك البيض ،وكما أن العقرب متى أبصرت
الوزغة ماتت .وفي الحلية في ترجمة أبي عبد ال القلنسي أنه ركب البحر
في بعض سياحاته فعصفت عليهم الريح فتضرع أهل السفينة إلى ال تعالى
ونذروا النذور إن نجاهم ال تعالى ،فألحوا على أبي عبد ال في النذر
فأجرى ال على لسانه أن قال :إن خلصني ال
) (1في المصدر :لنها ل تلد الوهى قائمة (2) .في المصدر :وسعة اذنيه.
][232
تعالى مما أنا فيه ل آكل لحم الفيل ،فانكسرت السفينة وأنجاه ال وجماعة من أهلها
إلى الساحل فأقاموا بها أياما من غير زاد ،فبينماهم كذلك إذا هم بفيل
صغير فذبحوه وأكلوا لحمه سوى أبي عبد ال فلم يأكل منه وفاء بالعهد
الذي كان منه ،فلما نام القوم جاءتهم ام ذلك الفيل تتبع أثره وتشم الرائحة
فمن وجدت منه رائحة لحمه داسته بيديها ورجليها إلى أن تقتله ،قال:
فقتلت الجميع ثم جاءت إلى فلم تجد مني رائحة اللحم فأشارت إلي :أن
أركبها ،فركبتها فسارت بى سيرا شديدا الليل كله ،ثم أصبحت في أرض
ذات حرث وزرع ،فأشارت إلى :أن انزل ،فنزلت عن ظهرها فحملني اولئك
القوم إلى ملكهم فسألني ترجمانه فأخبرته بالقصة ،فقال لي :إن الفيلة
سارت بك في هذه الليلة مسيرة ثمانيه أيام ،قال :فكنت عندهم إلى أن
حملت ورجعت إلى أهلي .ولما كان في أول المحرم سنه اثنين وثمانين
وثمانمائة من تاريخ ذي القرنين ،وكان النبي صلى ال عليه وآله وسلم
حمل في بطن امه حضر أبرهة ) (1ملك الحبشة يريد هدم الكعبة ومعه )
(2جيش عظيم ومعه فيله محمود وكان قويا عظيما واثنا عشر فيل غيره،
وقيل :ثمانية ،وساق الحديث كما مر في كتاب أحوال النبي صلى ال عليه
وآله إلى أن قال :ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة ودعا ال تعالى
ثم قال :ل هم إن المرء يمنع رحله فامنع حللك وانصر على آل الصليب
وعابديه اليوم آلك ل يغلبن صليبهم ومحالهم أبدا محالك ثم أرسل حلقة
الباب وانطلق هو ومن معه من قريش إلى الجبال وأبرهة )(3
) (1في المصدر :وكان النبي )ص( يومئذ حمل في بطن امه حضر ابرهة الشرم) .
(2في المصدر :يريد هدم الكعبة وكان قد بنى كنيسة بصنعاء وأراد أن
يصرف إليها الحاج فخرج رجل من بنى كنانة فقعد فيها ليل فأغضبه ذلك
وحلف ليهدمن الكعبة فخرج ومعه (3) .في المصدر :إلى الجبال ينظرون
ما ابرهة فاعل بمكة إذا دخلها ،فحينئذ جاءت قدرة الواحد الحد القادر
المقتدر فاصبح ابرهة.
][233
متهيأ لدخولها وهدمها ) (1وقدم فيله محمودا أمام جيشه ،فلما وجه الفيل إلى مكة
أقبل نفيل بن حبيب فأخذ باذن الفيل وقال :ابرك محمودا وارجع راشدا فانك
في بلد ال الحرام ،ثم أرسل اذنه فبرك الفيل وضربوه بالحديد حتى أدموه،
ليقوم فأبى فوجهوه إلى اليمن فقام يهرول فوجهوه إلى الشام ففعل مثل
ذلك ) ،(2فعند ذلك أرسل ال عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من
سجيل ،فتساقطوا بكل طريق و هلكوا على كل منهل ،واصيب أبرهة حتى
تساقط أنملة أنملة حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر حتى انصدع
صدره عن قلبه ) ،(3وانفلت وزيره وطائر يحلق فوقه حتى بلغ النجاشي
فقص عليه القصة فلما انتهى وقع عليه الحجر فخر ميتا باذن ال بين
يديه .قال السهيلي :قوله :فبرك الفيل ،فيه نظر ،فان الفيل ل يبرك كما
يبرك الجمل ،فيحتمل أن يكون بروكه سقوطه إلى الرض لما جاء من أمر
ال سبحانه ،و يحتمل أن يكون فعل فعل البارك الذي يلزم موضعه ول
يبرح ،فعبر بالبارك عن ذلك ،قال :وقد سمعت من يقول :إن في الفيلة
صنفا يبرك كما يبرك الجمل ،فان صح وإل فتأويله ما قدمناه ،قال وقول
عبد المطلب " :لهم " إلى آخره ،العرب تحذف اللف واللم من اللهم،
ويكتفى بما بقي ،والحلل :متاع البيت ،وأراد به سكان الحرم ،ومعنى
محالك كيدك وقوتك ) .(4وقال :الدب من السباع ،والنثى دبة ،وهو يحب
العزلة ،فإذا جاء الشتاء دخل وجاره ) (5الذي اتخذه في الغيران ،ول
يخرج حتى يطيب الهواء ،وإذا جاع يمص ) (6يديه ورجليه فيندفع بذلك
عنه الجوع ويخرج في الربيع أسمن ما
) (1في المصدر :لدخول مكة وهدم البيت (2) .زاد في المصدر :فوجهوه إلى مكة
فبرك (3) .في المصدر :فما مات حتى انصدع قلبه عن صدره (4) .حياة
الحيوان (5) .163 - 160 :2الوجار بالفتح والكسر :جحر الضبع(6) .
في المصدر :يمتص.
][234
كان ،وهو مختلف الطباع لنه يأكل ما تأكله السباع وما ترعاه البهائم وما يأكله
النسان ،وفي طبعه فطنة عجيبة لقبول التأديب ،لكنه ل يطيع معلمه إل
بعنف عظيم وضرب شديد ) .(1وقال :الضب بفتح الضاد :حيوان برى
معروف يشبه الورل ،قال ابن خالويه :الضب ل يشرب الماء ويعيش
سبعمائة سنة فصاعدا ،ويقال :إنه يبول في كل أربعين يوما قطرة ول
يسقط له سن ،ويقال :إن سنه قطعة واحدة ليست بمفرجة ) ،(2قال عبد
اللطيف البغدادي :الورل والضب والحرباء وشحمة الرض والوزغ كلها
متناسبة في الخلق ،وللضب ذكران وللنثى فرجان كما للورل والحرذون،
والضب يخرج من جحره كليل البصر فيجلوه بالتحدق للشمس ويغتذي
بالنسيم ،ويعيش ببرد الهواء ،وذلك عند الهرم وفناء الرطوبات ونقص
الحرارات ،وبينه وبين العقرب مودة ،فلذلك يهيأ في جحره لتلسع
المتحرض ) (4إذا أدخل يده لخذه ،ول يتخذ جحره إل في كدية حجر خوفا
من السيل والحافر ،ولذلك توجد براثنه ناقصة كليلة وذلك لحفر الماكن
الصعبة ) ،(5وفي طبعه النسيان وعدم الهداية ،وبه يضرب المثل في
الحيرة ،ولذلك ل يحفر جحره إل عند اكمة أو صخرة لئل يضل عنه إذا
خرج لطلب الطعم ،ويوصف بالعقوق لنه يأكل حسوله ) (6وهو طويل
العمر ،ومن هذه الجهات يناسب الحيات والفاعي ،ومن شأنه أنه ل يخرج
في الشتاء من جحره ،روى الدارقطني والبيهقي والحاكم وابن عدي عن
ابن عمر أن النبي صلى ال عليه وآله وسلم كان في محفل من الصحابة إذ
جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضبا وجعله في كمله ليذهب
) (1حياة الحيوان 236 :1و (2) .237في المصدر :ان اسنانه قطعة واحدة ليست
مفرقة (3) .في المصدر :يؤويها (4) .أي الصائد للضباب (5) .في
المصدر :لحفره بها في الماكن الصعبة (6) .الحسول جمع الحسل :ولد
الضب.
][235
به إلى رحله فرأى جماعة ) (1فقال :على من هؤلء الجماعة ؟ فقالوا :على هذا
الذي يزعم أنه نبي فأتاه فقال :يا محمد ما اشتملت النساء على ذي لهجة
أكذب منك ،فلول أن يسميني العرب عجول لقتلتك وسررت الناس بقتلك
أجمعين ،فقال عمر :يا رسول ال دعني أقتله ،فقال صلى ال عليه وآله
وسلم :ل ،أما علمت أن الحليم كاد أن يكون نبيا ،ثم أقبل العرابي على
رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم فقال :واللت والعزى ل آمنت بك أو
يؤمن بك هذا الضب ) ،(2وأخرج الضب من كمه فطرحه بين يدي رسول
ال صلى ال عليه وآله وسلم فقال :إن آمن بك أمنت بك ،فقال صلى ال
عليه وآله وسلم :يا ضب فكلمه الضب بلسان طلق فصيح عربي مبين
يفهمه القوم جميعا ،لبيك وسعديك يا رسول رب العالمين ،فقال صلى ال
عليه وآله :من تعبد :قال الذي في السماء عرشه وفي الرض سلطانه
وفي البحر سبيله وفي الجنة رحمته وفي النار عذابه ،فقال صلى ال عليه
وآله وسلم :فمن أنا يا ضب ؟ قال :أنت رسول ال وخاتم النبيين قد أفلح
من صدقك وقد خاب من كذبك ،فقال العرابي :أشهد أن ل إله إل ال وأنك
رسول ال حقا ،وال لقد أتيتك وما على وجه الرض أحد هو أبغض إلي
منك ،ووال لنت الساعة أحب إلي من نفسي ومن ولدي ،فقد آمن بك
شعري وبشري وداخلي وخارجي وسري وعلنيتي ،فقال له رسول ال
صلى ال عليه وآله :الحمد ل الذي هداك إلى هذا الذي يعلو ول يعلى
عليه ،ول يقبله ال إل بصلة ،ول يقبل الصلة إل بقرآن ،قال :فعلمني
فعلمه النبي صلى ال عليه وآله سورة الفاتحة وسورة الخلص ،فقال :يا
رسول ال ما سمعت في البسيط ول في الوجيز أحسن من هذا ،فقال صلى
ال عليه وآله :إن هذا كلم رب العالمين ،وليس بشعر إذا قرأت قل هو ال
أحد فكأنما قرأت ثلث القرآن ،وإذا قرأتها مرتين فكأنما قرأث ثلثي القرآن،
وإذا قرأتها ثلثا فكأنما قرأت القرآن كله ،فقال العرابي :إن إلهنا يقبل
اليسير ويعطي الكثير ،ثم قال له النبي صلى ال عليه وآله :ألك مال ؟
فقال :ما في بني سليم قاطبة رجل أفقر مني ،فقال صلى ال عليه وآله
لصحابه :أعطوه فأعطوه حتى أبطروه )،(3
) (1في المصدر :فرأى جماعة محتفين بالنبي )ص( (2) .في المصدر :حتى يؤمن
هذا الضب (3) .أبطره :صيره بطرا .والبطر :الدهشة والحيرة عند هجوم
النعمة.
][236
فقال عبد الرحمن بن عوف :يا رسول ال أنا اعطيه ناقة عشراء ) (1تلحق ول
تلحق اهديت إلي يوم تبوك ،فخرج العرابي من عند رسول ال صلى ال
عليه وآله فتلقاه ألف أعرابي على ألف دابة بألف سيف ،فقال لهم :أين
تريدون ؟ فقالوا نريد هذا لذي يكذب ويزعم أنه نبي فقال العرابي :أشهد
أن ل إله إل ال ،وأن محمد رسول ال ،فقالوا له :صبوت ) ،(2فحدثهم
بحديثه فقالوا كلهم :ل إله إل ال محمد رسول ال ،ثم أتوا النبي فقالوا :يا
رسول ال مرنا بأمرك ،فقال صلى ال عليه وآله :كونوا تحت راية خالد
بن الوليد ،فلم يؤمن في أيامه صلى ال عليه وآله من العرب ول من
غيرهم ألف غيرهم .وقال في الحكم :يحل أكل الضب بالجماع ،وحكى
القاضي عياض عن قوم تحريمه ) .(3وقال :الوزغة بفتح الواو والزاي
والغين المعجمة :دويبة معروفة ،وهي وسام أبرص جنس ،فسام أبرص
كباره ،واتفقوا على أن الوزغ من الحشرات المؤذيات وجمع الوزغة وزغ
وأوزاغ ووزغان وأزغان على البدل ،وروى البخاري ومسلم و النسائي
وابن ماجه عن ام شريك أنها استأمرت ) (4النبي صلى ال عليه وآله في
قتل الوزغان فأمرها بذلك .وفي الصحيحين أن النبي صلى ال عليه وآله
أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا ،وقال :كان ينفخ النار على إبراهيم .وكذلك
رواه أحمد في مسنده .وروى الحاكم ) (5في المستدرك عن عبد الرحمن
بن عوف أنه قال :كان ل يولد لحد مولود إل أتى به النبي صلى ال عليه
وآله فيدعو له ،فادخل عليه مروان بن الحكم فقال:
) (1العشراء من النوق بضم العين :التى مضى لحملها عشرة اشهر أو ثمانية أو
هي كالنفساء من النساء (2) .صبأ :خرج من دين إلى دين ،والمعنى
ارتددت (3) .حياة الحيوان (4) .54 - 52 :2أي شاورته (5) .في
المصدر :وروى الحاكم في كتاب الفتن والملحم من المستدرك.
][237
هو الوزغ بن الوزغ الملعون ابن الملعون ،ثم قال :صحيح السناد وروى بعده
بيسير عن محمد بن زياد قال :لما بايع معاوية لبنه يزيد قال مروان :سنة
أبي بكر وعمر ،فقال عبد الرحمن بن أبي بكر :سنة هرقل وقيصر )،(1
فقال له مروان :أنت الذي أنزل ال فيك " :والذي قال لوالديه اف لكما )(2
" فبلغ ذلك عائشة فقالت :كذب و ال ما هو به ،ولكن رسول ال صلى ال
عليه وآله لعن أبا مروان ومروان في صلبه .ثم روى عن عمرو بن مرة
الجهني -وكانت له صحبة -أن الحكم بن أبي العاص استأذن على النبي
صلى ال عليه وآله فعرف صوته فقال :ائذنوا له عليه لعنة ال وعلى من
يخرج من صلبه إل المؤمن منهم وقليل ماهم ،يسرفون في الدنيا
ويضيعون في الخرة ،ذوومكر وخديعة ،يعطون في الدنيا وما لهم في
الخرة من خلق .وأما تسمية الوزغ فويسقا فنظيره الفواسق الخمس التي
تقتل في الحل والحرم ،وأصل الفسق :الخروج ،وهذه المذكورات خرجت
عن خلق معظم الحشرات ونحوها بزيادة الضرر والذى ،وذكر أصحاب
الثار أن الوزغ أصم ،قالوا :والسبب في صممه ما تقدم من نفخه النار
على إبراهيم فصم لجل ذلك وبرص ،ومن طبعه أنه ل يدخل بيتا فيه رائحة
الزعفران ،والحيات تألفه كما تألف العقارب الخنافس ،وهو يلقح بفيه
ويبيض كما تبيض الحيات ويقيم في جحره زمن الشتاء ل يطعم شيئا ).(3
وقال :العظاءة بالظاء المعجمة والمد :دويبة اكبر من الوزغة ،وقال
الزهري :هي دويبة ملساء تعدو وتتردد كثيرا ،تشبه بسام أبرص إل أنها
أحسن منه ول تؤذي ) (4وهي أنواع كثيرة منها البيض والحمر
والصفر والخضر وكلها منقطة بالسواد ،وفي طبعها محبة الشمس
لتصلب فيها ).(5
) (1وفى ذلك دللة على أن سنة السلم في نصب الخليفة تخالف سنة الملوك،
فسنة السلم في ذلك على وجدان الفضيلة والصلحية في الخليفة ،وسنة
الملوك على الوراثة قط (2) .الحقاف (3) .17 :حياة الحيوان .288 :2
) (4زاد في المصدر :وتسمى شحمة الرض وشحمة الرمل (5) .حياة
الحيوان .84 :2
][238
وقال :السام ) (1أبرص بتشديد الميم ،قال أهل اللغة :هو من كبار الوزغ ) .(2وقال
الدعموص بفتح الدال :دويبه كالخنفساء ) ،(3وبضم الدال دويبة تغوص
في الماء ،والجمع الدعاميص ،قال السهيلي :الدعموص :سمكة صغيرة
كحية الماء ،وفي الحديث إن رجل زنا فمسخه ال تعالى دعموصا .قال
الجاحظ :إذا كبر الناموس صار دعاميص ،وهو تتولد من الماء الراكد،
وإذا كبر صار فراشا ،ولعل هذا هو عمدة من جعل الجراذ بحريا،
والدعموص هو من الخلق الذي ل يعيش في ابتداء أمره إل في الماء ثم
بعد ذلك يستحيل بعوضا وناموسا ) .(4وقال الوطواط الخفاش انتهى ).(5
وقال الفيروزآبادي :الوطواط :الخفاش وضرب من خطاطيف الجبال .وقال
الدميري :القرد حيوان معروف ،وجمعه قرود وقد يجمع على قردة بكسر
القاف وفتح الراء المهملة ،والنثى قردة ،بكسر القاف وإسكان الراء،
وجمعها قرد بكسر القاف وفتح الراء ،وهو حيوان قبيح مليح ذكي سريع
الفهم يتعلم الصنعة ،أهدى ملك النوبة إلى المتوكل قردا خياطا وآخر
صائغا ،وأهل اليمن يعلمون القرد القيام بحوائجهم حتى أن البقال والقصاب
يعلم القرد حفظ الدكان حتى يعود صاحبه ،ويعلم السرقة فيسرق والقردة
تلد في البطن الواحد عشرة واثنى عشر ،والذكر ذو غيرة شديدة على
الناث ،وهذا الحيوان شبيه بالنسان في غالب حالته ،فانه يضحك
ويطرب و يقعي ويحكي ويتناول الشئ بيده ،وله أصابع مفصلة إلى أنامل
وأظفار ،ويقبل التلقين والتعليم ،ويأنس بالناس ،ويمشي على رجلين حينا
يسيرا ويمشى على أربع مشيه المعتاد ،ولشفر عينيه السفل أهداب،
وليس ذلك لشئ من الحيوان سواه ،وهو
) (1في المصدر " :سام ابرص " بل حرف تعريف (2) .حياة الحيوان (3) .8 :2
فيه تصحيف ،وهى تفسير للدعسوقة على ما في المصدر (4) .حياة
الحيوان (5) .244 :1حياة الحيوان .290 :2
][239
كالنسان إذا سقط في الماء غرق كالنسان الذي ل يحسن السباحة ) ،(1ويأخذ
نفسه بالزواج والغيرة على الناث وهما خصلتان من مفاخر النسان ،وإذا
زاد به الشبق استمنى بفيه ،وتحمل النثى ولدها كما تحمل المرأة ،وفيه
من قبول التأديب والتعليم ما ل يخفى ،ولقد درب قرد ليزيد على ركوب
الحمار وسابق به مع الخيل ،وروى ابن عدي في كامله عن أحمد بن طاهر
أنه قال :شهدت بالرملة قردا صائغا (2) ،فإذا أراد أن ينفخ أشار إلى رجل
حتى ينفخ له .وروى البيهقي أن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم قال:
ل تشوبوا اللبن بالماء فان رجل كان فيمن كان قبلكم يبيع اللبن ويشوبه
بالماء فاشترى قردا وركب البحر حتى إذا لحج فيه ألهم ال تعالى القرد
صرة الدنانير فأخذها وصعد الدقل ففتح الصرة و صاحبها ينظر إليه ،فأخذ
دينارا ورمى به في البحر ودينارا في السفينة حتى قسمها نصفين ،فألقى
ثمن الماء في البحر وثمن اللبن في السفينة .وروى الحاكم في المستدرك
عن عكرمة قال :دخلت على ابن عباس وهو يقرأ في المصحف قبل ذهاب
بصره ويبكي ،فقلت :ما يبكيك جعلني ال فداك ؟ قال :هذه الية" :
واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت " )(3
قال :ثم قال :أتعرف أيلة ؟ قلت :وما أيلة قال :قرية كان بها اناس من
اليهود فحرم ال تعالى عليهم صيد الحيتان يوم السبت ،فكانت الحيتان
تأتيهم يوم السبت شرعا بيضا سمانا كأمثال المخاض ،فإذا كان غير يوم
السبت ل يجدونها ولم يدركوها ) (4إل بمشقة ومؤنة ،ثم إن رجل منهم
أخذ حوتا يوم السبت فربطه إلى وتد في الساحل وتركه في الماء حتى إذا
كان الغد أخذه فأكله ،ففعل ذلك أهل بيت منهم فأخذوا وشووا ،فوجد
جيرانهم ريح الشواء ففعلوا كفغلهم ،وكثر ذلك فيهم ،فافترقوا فرقا فرقة
أكلت ،وفرقة نهت
) (1في المصدر :وإذا سقط في الماء غرق كالدمي الذى ل يحسن السباحة(2) .
في المصدر :قردا يصوغ (3) .العراف (4) .163 :في المصدر :ول
يدركونها.
][240
وفرقة قالوا " :لم تعظون قوما ال مهلكهم أو معذبهم ) " (1الية ،وقالت الفرقة
التي نهت :إنما نحذركم غضب ال وعقابه أن يصيبكم بخسف أو قذف أو
بعض ما عنده من العذاب ،وال ما نساكنكم في مكان أنتم فيه وخرجوا من
السور ،ثم غدوا عليه من الغد فضربوا باب السور فلم يجبهم أحد ،وتسور
إنسان منهم السور فقال :قردة وال ،لها أذناب تتعاوى ،ثم نزل وفتح
الباب ،ودخل الناس عليهم فعرفت القردة أنسابها من النس ،ولم تعرف
النس أنسابها من القردة ،قال :فيأتي القردة إلى نسيبه وقريبه فيحتك به
ويلصق إليه فيقول له :أنت فلن ؟ فيشير برأسه أن نعم و يبكي وتأتي
القردة إلى نسيبها وقريبها النسي فيقول :أنت فلنة ؟ فيشير برأسها :أن
نعم وتبكي ،قال ابن عباس :فأسمع ال تعالى يقول " :فأنجينا الذين ينهون
عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون " ) (2فل
أدرى ما فعلت الفرقة الثالثة فكم قد رأينا منكرا فلم ننه عنه ) (3فقال
عكرمة :فقلت :ما ترى جعلني ال فداك إنهم قد أنكروا وكرهوا حين قالوا:
" لم تعظون قوما ال مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا " فأعجبه قولي ذلك
وأمر لي ببردين غليظين فكسانيهما .ثم قال :هذا صحيح السناد ،وأيلة:
بين مدين والطور على شاطئ البحر و قال الزهري :القرية طبرية الشام.
وفي المستدرك عن أبي هريرة أن النبي صلى ال عليه وآله وسلم قال:
رأيت في منامي كان بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما
تنزو القردة .فما رئي صلى ال عليه وآله ضاحكا حتى مات ) .(4ثم قال:
صحيح السناد عن شرط مسلم.
) (3العراف (4) .164 :العرف (1) .165 :في المصدر :من منكر ولم ننه عنه.
) (2في المصدر :فما رئى النبي صلى ال عليه وآله مستجمعا ضاحكا
حتى مات.
][241
وروى الطبراني في معجمه ) (1عن أبي سعيد الخدري قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :في آخر الزمان تأتي المرأة فتجد زوجها قد مسخ قردا ،لنه
ل يؤمن بالقدر .واختلف العلماء في الممسوخ هل يعقب أم ل ؟ على
قولين :أحدهما نعم ،وهو قول الزجاج والقاضي أبي بكر المغربي المالكي،
وقال الجمهور :ل يكون ذلك ،قال ابن عباس :لم يعش ممسوخ قط أكثر من
ثلثة أيام ول يأكل ول يشرب ) .(2وقال :الخنزير مشترك بين البهيمية
والسبعية ،فالذي فيه من السبع الناب وأكل الجيف ،والذي فيه من البهيمة
الظلف وأكل العشب والعلف ،ويقال :إنه ليس لشئ من ذوات الذناب )(3
ما للخنزير من قوة نابه حتى إنه يضرب بنابه صاحب السيف والرمح
فيقطع كل ما لقى من جسده من عظم وعصب ،وربما طال ناباه فيلتقيان
فيموت عند ذلك جوعا لنهما يمنعانه من الكل ،ويأكل الحيات أكل ذريعا )
(4ول تؤثر فيه سمومها ،ومن عجيب أمره إذا قلعت إحدى عينيه مات
سريعا .وذكر أهل التفسير أن عيسى عليه السلم استقبل رهطا من اليهود
فلما رأوه قالوا :جاء الساحر ابن الساحرة وقذفوه وامه ،فدعا عليهم
ولعنهم فمسخهم ال خنازير .وروى ابن ماجة عن أنس أن النبي صلى ال
عليه وآله قال :طلب العلم فريضة على كل مسلم ،وواضع العلم في غير
أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والدر ) .(5قال في الحياء جاء رجل
إلى ابن سيربن وقال :رأيت كأني اقلد الدر أعناق الخنازير ،فقال :أنت تعلم
الحكمة غير أهلها وقال :القمل معروف ،واحدته قملة .قال الجوهري:
والقمل المعروف يتولد من العرق والوسخ إذا اصاب ثوبا أو
) (1في المصدر :من معجم الوسط (2) .حياة الحيوان 172 :2و (3) .173في
المصدر :من ذوات النياب والذناب ما للخنزير من القوة في نابه(4) .
يقال :موت ذريع أي فاش أو سريع ،وقتل ذريع أي فظيع (5) .حياة
الحيوان 219 :2و .220
][242
بدنا أو ريشا أو شعرا حتى يصير المكان عفنا .قال الجاحظ :وربما كان النسان قمل
الطباع وإن تنظف وتعطر وبدل الثياب ،قال :ومن طبعه أنه يكون في شعر
الرأس في الحمر أحمر ،وفي السود السود وفي البيض أبيض ،ومتى
تغير الشعر تغير إلى لونه ،وهو من الحيوان الذي اناثه أكبر من ذكوره،
ويقال :ذكوره الصيبان ،وقيل :الصيبان بيضه ) .(1وقال :عنقاء مغرب )
(2قال بعضهم :هو طائر غريب يبيض بيضا كالجبال وتبعد في طيرانها،
وقيل :سميت بذلك لنه كان في عنقها بياض كالطوق ،وقيل :هو طائر
يكون عند مغرب الشمس ،وقال القزويني :إنها أعظم الطير جثة وأكبرها
خلقة تختطف الفيل كما تختطف الحدأة الفأرة :وكانت في قديم الزمان بين
الناس فتأذوا منها إلى أن سلب يوما عروسا بحليها فدعا عليها حنظلة
النبي فذهب ال بها إلى بعض جزائر البحر المحيط وراء خط الستواء
وهي جزيرة ل يصل إليه الناس ،وفيها حيوان كثير كالفيل والكركدن
والجاموس والببر والسماع ) (3وجوارح الطير ،وعند طيران عنقاء
مغرب يسمع لجنحتها دوي كدوي الرعد العاصف ) (4والسيل ،وتعيش
ألفي سنة وتتزاوج إذا مضى لها خمسمائة سنة ،فإذا كان وقت بيضها
ظهر بها ألم شديد ثم أطال في وصفها .وذكر أرسطاطاليس في النعوت أن
العنقاء قد تصاد فيصنع من مخاليبها أقداح عظام للشرب ،قال :وكيفية
صيدها أنهم يوقفون ثورين ويجعلون بينهما عجلة و يثقلونها بالحجارة
العظام ويتخذون بين يدي العجلة بيتا يختبأ فيه رجل معه نار فتنزل العنقاء
على الثورين لتخطفهما فإذا نشبت أظفارها في الثورين أو أحدهما لم تقدر
على اقتلعهما لما عليهما من الحجارة الثقيلة ولم تقدر على الستقلل
لتخلص بمخاليبها )(5
) (1حياة الحيوان (2) .183 :2في المصدر :عنقاء مغرب ومغربة من اللفاظ
الدالة على غير معنى (3) .في المصدر :والبقر وسائر انواع السباع(4) .
في المصدر :كدوى الرعد القاصف (5) .في المصدر :لتخلص مخالبها.
)*(
][243
فيخرج الرجل بالنار فيحرق أجنحتها ،قال :والعنقاء لها بطن كبطن الثور وعظام
كعظام السبع ،وهي من أعظم سباع الطير انتهى .وقال العكبري في شرح
المقامات :إن أهل الرس كان بأرضهم جبل يقال له :مخ ،صاعد في السماء
قدر ميل ،وكان به طيور كثيرة ،وكانت العنقاء به ،وهي عظيمة الخلق لها
وجه كوجه النسان ،وفيها من كل حيوان شبه ،وهي من أحسن الطير،
وكانت تأتي في السنة مرة هذا الجبل فتلتقط طيوره فجاعت في بعض
السنين وأعوزها الطير فانقضت على صبي فذهبت به ،ثم ذهب بجارية
اخرى ،فشكوا ذلك إلى نبيهم حنظلة بن صفوان فدعا علهيا فأصابتها
صاعقة فاحترقت ،وكان حنظلة في زمن الفتره بين عيسى ومحمد صلى
ال عليه وآله وسلم .وفي ربيع البرار ) (1في باب الطير عن ابن عباس
أن ال تعالى خلق في زمن موسى طائرا اسمها العنقاء لها أربعة أجنحة
من كل جانب ووجهها كوجه النسان وأعطاها من كل شئ قسطا ،وخلق
لها ذكرا مثلها ،وأوحى إليه ،أنى خلقت طائرين عجيبين وجعلت رزقهما
في الوحوش التي حول بيت المقدس ،وجعلتهما زيادة فيما وصلت به بني
إسرائيل ،وتناسل وكثر نسلهما ،فلما توفى موسى عليه السلم انتقلت
فوقعت بنجد والحجاز فلم تزل تأكل الوحوش وتخطف الصبيان إلى أن بنى
) (2خالد بن سنان العبسي من بني عبس قبل النبي صلى ال عليه وآله
فشكوا إليه ما يلقون منها فدعا ال عليها فانقطع نسلها وانقرضت فل
توجد اليوم ) .(3وقال :القنفذ بالذال المعجمة وبضم القاف وبفتحها )(4
هو صنفان :قنفذ يكون بأرض مصر قدر الفأر ،وقنفذ ) (5يكون بأرض
الشام والعراق بقدر الكلب القلطى ،و
) (1في المصدر :وفي اخر ربيع البرار (2) .هكذا في الكتاب ،وفي المصدر " :إلى
ان نبئ " والظاهر انهما مصحفان و الصحيح " :إلى ان نبأ " أو إلى أن
أنبا (3) .حياة الحيوان 112 :2و (4) .113الصحيح كما في المصدر:
بضم الفاء وفتحها (5) .في المصدر :ودلدل يكون بارض الشام.
][244
بينهما كالفرق بين الفأر والجراد ) ،(1وهو ل يظهر إل ليل ،وهو مولع بأكل
الفاعى ،ول يتألم بها وإذا لذعته الحية أكل السعتر البري فيبرأ ،وله
خمسة أسنان في فيه ،والبرية منها تسفد قائمة وظهر الذكر لصق ببطن
النثى .وروى الطبراني وغيره ) (2عن قتاده بن النعمان أنه قال :كانت
ليلة شديدة الظلمة والمطر فقلت :لو اغتنمت الليلة شهود العتمة مع رسول
ال صلى ال عليه وآله ففعلت ،فلما رآني قال :قتادة ؟ قلت :لبيك يا رسول
ال صلى ال عليه وآله ثم قلت :علمت أن شاهد الصلوة في هذه الليلة
قليل فأحببت أن أشهدها معك ،فقال صلى ال عليه وآله :إذا انصرفت
فأتني ،فلما فرغت من الصلوة أتيت إليه فأعطاني عرجونا كان في يده،
فقال :هذا يضئ أمامك عشرا ومن خلفك عشرا ،ثم قال :إن الشيطان قد
خلفك في أهلك فاذهب بهذا العرجون فاستضئ به حتى تأتي بيتك فتجده في
زاوية البيت فاضربه بالعرجون ،قال :فخرجت من المسجد فأضاء
العرجون مثل الشمعة نورا فاستضأت به وأتيت أهلى فوجدتهم قد رقدوا
فنظرت إلى الزاوية فإذا فيها قنفذ فلم أزل أضربه بالعرجون حتى خرج،
ورواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح ) .(3وقال :الوبر بفتح
الواو وتسكين الباء الموحدة :دويبة أصغر من السنور طحلء اللون ل
ذنب لها تقيم في البيوت ،وجمعها وبور وبيرر وبار ) (4والنثى وبرة،
وقول الجوهري :ل ذنب له أي ل ذنب طويل وإل فالوبر له ذنب قصير
جدا ،والناس يسمون الوبر بغنم بني إسرائيل ،ويزعمون أنها مسخت لن
ذنبها مع صغره يشبه إلية الخروف وهو قول شاذ ل يلتفت إليه ).(5
وقال :الورل بفتح الواو والراء المهملة وباللم في آخره :دابة على خلقة
الضب
][245
إل أنه أعظم منه ،والجمع أورال وورلن ،والنثى ورلة .وقال القزويني :إنه أعظم
من الوزغ وسام أبرص طويل الذنب سريع السير خفيف الحركة .وقال عبد
اللطيف :الورل والضب والحرباء وشحمة الرض والوزغ كلها متناسبة
في الخلق ،فأما الورل وهو الحرذون فليس في الحيوان أكثر سفادا منه،
وبينه وبين الضب عداوة فيغلب الورل الضب ويقتله ،لكنه ل يأكله كما
يفعل بالحية وهو ل يتخذ بيتا لنفسه ول يحفر جحرا بل يخرج الضب من
جحره صاغرا ويستولى عليه وإن كان أقوى براثن منه لكن الظلم يمنعه
من الحفر ولهذا يضرب به المثل في الظلم ،ويقال :أظلم أو أجبر من ورل،
ويكفي في ظلمه أنه يغصب الحية جحرها ويبلعها ،وربما قتل فوجد في
جوفه الحية العظيمة ،وهو ل يبتلعها حتى يشدخ رأسها ويقال :إنه يقاتل
الضب .والجاحظ يقول :الحرذون غير الورل ،ووصفه بأنه دابة تكون
بناحية مصر مليحة موشاة بألوان كثيرة ،ولها كف ككف النسان مقسومة
أصابعها إلى النامل ).(1
) (1في المصدر " :عودوه " والظاهر انه مصحف (2) .نوادر الراوندي(3) .50 :
فروع الكافي 250 :6فيه " :والنوى والشعير والخبز " وفيه :سبعة
ايام ثم يؤكل لحمه (4) .في المصدر :رضع (5) .قرب السناد(*) ،47 :
][247
- 4المقنع :سئل أبو عبد ال عليه السلم عن جدي رضع من خنزيرة ) (1حتى كبر
وشب واشتد عظمه ،ثم إن رجل استفحله في غنمه فأخرج له نسل )،(2
فقال :أما ما عرفت من نسله بعينه فل تقربه ،وأما ما ل تعرفه فكله ول
تسأل عنه فانه بمنزلة الجبن ) .(3بيان :رواه في الكافي عن علي بن
إبراهيم عن أبيه عن حنان بن سدير قال :سئل أبو عبد ال وأنا حاضر
عنده عن جدي رضع .وذكر نحوا من المقنع ) - 5 .(4وروى أيضا عن
محمد بن يحيى عن الوشاء عن عبد ال بن سنان عن أبي حمزة رفعه قال:
ل تأكل من لحم حمل رضع من لبن خنزيرة ) .(5واعلم أن المعروف بين
الصحاب أن الحيوان إذا شرب لبن خنزيرة فان لم يشتد بأن ينبت عليه
لحمه ويشتد عظمه وتزيد قوته كره لحمه ،ويستحب استبراؤه بسبعة أيام
بأن يعلف بغيره في المدة المذكورة ،ولو كان في محل الرضاع ارضع من
حيوان محلل كذلك ،وإن اشتد حرم لحمه ولحم نسله ذكرا كان الشارب أم
انثى ،وذهبوا أن الستبراء في هذا القسم ل ينفع ،وبهذا الوجه جمع الشيخ
بين الخبار ،وتبعه القوم ويمكن الجمع بينها بحمل النهي عن ما قبل
الستبراء ،وتعميم الستبراء أو تخصيصه بصورة الشتداد ،ومع التعميم
يكون قبل الستبراء مع عدم الشتداد مكروها ومعه حراما ،ويدل خبر
حنان على أن المشتبه بالنسل ل يجب اجتنابه وهو الظاهر من كلم القوم،
وان مقتضى قواعدهم وجوب اجتناب الجميع من باب المقدمة ،وقد
) (1في المصدر :من لبن خنزيرة (2) .في المصدر والكافي " :فاخرج له نسل "
وفى نسخة من المصدر :فخرج له نسل (3) .المقنع (4) .35 :فروع
الكافي 249 :6فيه :فل تقربنه واما ما لم تعرفه فكله فهو بمنزلة الجبن
ول تسأل عنه (5) .فروع الكافي 250 :6فيه :يرضع.
][248
عرفت أن ظاهر اليات والخبار خلفه ،وقال في الروضة :ول يتعدى الحكم إلى
غير الخنزيرة عمل بالصل وإن ساواه في الحكم كالكلب مع احتماله
انتهى .واعلم أن جماعة من الصحاب حكموا بكراهة لحم حيوان رضع من
امرأة حتى اشتد عظمه ،قال في التحرير :ولو شرب من لبن امرأة واشتد
كره لحمه ولم يكن محظورا انتهى ،ومستندهم صحيحة أحمد بن محمد بن
عيسى قال :كتبت إليه جعلت فداك من كل سوء امرأة أرضعت عناقا حتى
فطمت وكبرت وضربها الفحل ثم وضعت أيجوز أن يؤكل لحمها ولبنها ؟
فكتب عليه السلم :فعل مكروه ل بأس به ) .(1وفي الفقيه :كتب أحمد بن
محمد بن عيسى إلى علي بن محمد امرأة أرضعت عناقا بلبنها ) (2حتى
فطمتها فكتب عليه السلم :فعل مكروه ول بأس به ) .(3أقول :الحديث
يحتمل معنيين :أحدهما أن الرضاع فعل مكروه والكل ل بأس به ،وعبارة
الفقيه بهذا أنسب ،والثاني أن الكل مكروه ليس بحرام ،وهذا بعبارة
التهذيب حيث حذف الواو أنسب ) ،(4ثم على ما في الفقيه ) (5إن كان
السؤال عن اللحم فالمراد عدم البأس بلحم العناق على المعنى الول وعلى
ما في التهذيب يحتمل العناق والولد والعم ،ويؤيد كون المراد عدم
البأس بلحمها ما رواه في التهذيب أيضا بسند مرسل عن أبي عبد ال عليه
السلم في جدي رضع من لبن امرأة حتى اشتد عظمه ونبت
) (1رواه الشيخ في التهذيب 45 :9وفيه " :جعلني ال فداك " ورواه الكليني في
فروع الكافي 250 :9عن العدة عن أحمد بن محمد .وفيهما جميعا :ول
بأس به :ورواه الشيخ في التهذيب 325 :7باسناد آخر والفاظ غيره
وفيه :يجوز ان يؤكل لبنها وتباع وتذبح ويؤكل لحمها فكتب )ع( :فعل
مكروه ول بأس به (2) .في المصدر :ارضعت عناقا من الغنم بلبنها(3) .
من ل يحضره الفقيه (4) .212 :3قد عرفت أن الواو موجود في
التهذيب والكافي (5) .الظاهر بقرينة الكافي والتهذيب أن الحديث المروى
في الفقيه منقول بالختصار فالعمل على الموجود في الكافي والتهذيب
اصوب.
][249
لحمه ،قال ل بأس بلحمه ) ،(1قال المحقق الردبيلي قدس سره بعد إيراد خبر
التهذيب الول :فيها إن المكروه ل بأس به ،وأنه مع الكبر والشدة مكروه،
فبدونهما يجوز بالطريق الولى ويحتمل الكراهة مطلقا ،والظاهر أن المراد
لحمها ولحم نسلها فتأمل ) - 5 .(2الدعائم :عن رسول ال صلى ال عليه
وآله أنه نهى عن لحوم الجللة وألبانها وبيضها حتى تستبرأ والجللة )(3
هي التي تجلل ) (4المزابل فتأكل العذرة ) - 6 .(5وعن علي عليه السلم
أنه قال :الناقة الجللة تحبس على العلف أربعين يوما والبقرة عشرين
يوما ،والشاة سبعة أيام ،والبطة خمسة أيام ،والدجاجة ثلثة أيام تم تؤكل
بعد ذلك لحومها وتشرب ألبان ذوات اللبان منها ،ويؤكل بيض ما يبيض
منها ) - 7 .(6نوادر الراوندي :بالسناد المتقدم عن موسى بن جعفر عن
آبائه عليهم السلم قال علي عليه السلم :الناقة الجللة ل يحج على
ظهرها ول يشرب لبنها ول يؤكل لحمها حتى يقيد أربعين يوما ،والبقرة
الجللة عشرين يوما ،والبطة الجللة خمسة أيام ،والدجاج ثلثة أيام ).(7
- 8المقنع :قال أبو عبد ال عليه السلم :ل تشرب من ألبان البل الجللة
وإن أصابك شئ من عرقها فاغسله ).(8
) (1رواه الشيخ في التهذيب 324 :7باسناده عن محمد بن على بن محبوب عن
محمد بن عيسى عن على بن الحكم عمن رواه عن أبى عبد ال )ع((2) .
شرح الرشاد :كتاب الطعمة (3) .لعل التفسير من صاحب الدعائم(4) .
في النسخة المخطوطة :تتخلل المزابل 5) .و (6الدعائم لم يكن عندي) .
(7نوادر الرواندى 51 :فيه " :والدجاجة " وقد سقطت عن المطبوع
جملة (8) .المقنع 35 :فيه :ل تشرب من لبن.
][250
تفصيل :قال في النهاية :فيه أنه نهى عن أكل الجللة وركوبها ،الجللة من
الحيوان التي تأكل العذرة ،والجلة البعر فوضع موضع العذرة يقال :جلت
الدابة الجلة واجتلتها فهي جالة وجللة :إذا التقطها ) .(1فأما أكل الجللة
فحلل إن لم يظهر النتن في لحمها ،وأما ركوبها فلعله لما يكثر من أكلها
العذرة والبعر وتكثر النجاسة على أجسامها وأفواهها وتلمس راكبها بفمها
وثوبه بعرقها وفيه أثر العذرة والبعر فيتنجس وال أعلم انتهى ) .(2ثم
اعلم أن المشهور بين الصحاب أن الجلل يوجب تحريم اللحم ،وذهب
الشيخ وابن الجنيد إلى الكراهة ،وكلم الشيخ في المبسوط مشعر باتفاقها
عليه ،وقيل بالتحريم إن كان الغذاء بالعذرة محضا ،والكراهة إن كان
غالبا ،والتحريم أحوط مع الغتذاء بالعذرة محضا ،وإن كان إثباته بحسب
الدليل مشكل ،وأما الحج عليها أو ركوبها مطلقا فالظاهر أنه محمول على
الكراهة ،ويمكن أن يكون لكراهة عرقها .قال ابن الجنيد رحمه ال:
والجلل من سائر الحيوان مكروه أكله وكذلك شرب ألبانها والركوب عليها
انتهى ،واختلفوا فيما يحصل به الجلل فالمشهور أنه يحصل بأن يغتذي
الحيوان بعذرة النسان لغير ،وألحق أبو الصلح بالعذرة غيرها من
النجاسات وهو ضعيف ،والنصوص والفتاوى المعتبرة خالية عن تقدير
المدة التي يحصل فيها ذلك لكن يستفاد من بعض الروايات المعتبرة في
ذلك أن تكون العذرة غذاءه ،ومن بعضها أن الخلط ل يوجب الجلل ،وقدره
بعضهم بأن ينمو ذلك في بدنه ويصير جزء منه وبعضهم بيوم وليلة وقال
يحبى بن سعيد :بأكل العذرة خالصة يومها أجمع وقدر آخرون بأن يظهر
النتن في لحمه وجلده يعني رائحة العذرة ،وقال الشيخ في المبسوط
والخلف إن الجللة هي التي تكون أكثر علفها العذرة فلم يعتبر تمحض
العذرة ،والظاهر في مثله الرجوع إلى صدق الجلل عرفا ،وفي معرفته
إشكال ،والشهر طهارة الجلل بل
][251
القائل بالنجاسة غير معلوم ،لكن تدل عليها بعض الخبار ،وحملت على الكراهة،
والقرب وقوع التذكية عليه لعموم الدلة ،ثم إن تحريم الجلل على القول
به أو الكراهة ليس بالذات ،بل بسبب الغتذاء بالعذرة فليس مستقرا بل
إلى أن يقطع ذلك الغتذاء ويغتذى بغيره بحيث يزول عنه اسم الجلل
والنصوص الواردة في هذا الباب غير نقي السانيد ،وفتاوى الصحاب في
بعضها متفقة ،وفي بعضها مختلفة ،فالمتفق عليه استبراء الناقة بأربعين
يوما ،ويدل عليه الروايات ،ومن المختلف فيه البقرة :قيل يستبرأ بأربعين
كالناقة ،ويدل عليه زائدا على ما تقدم رواية مسمع ) (1وقيل :بعشرين
يوما ،وهو أشهر لرواية السكوني ) (2ومرفوعة يعقوب ) (3ورواية
يونس ) ،(4ومنه الشاة
) (1المذكور في الكافي 253 :6والتهذيب 45 :9والستبصار 77 :4رواه الكليني
عن العدة عن سهل عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد ال بن عبد
الرحمن عن مسمع عن أبى عبد ال )ع( قال :قال أمير المؤمنين )ع(" :
الناقة الجللة ل يؤكل لحمها ول يشرب لبنها حتى تغذى أربعين يوما
والبقرة الجللة ل يؤكل لحمها ول يشرب لبنها حتى تغذى ثلثين يوما
والشاة الجللة ل يؤكل لحمها ول يشرب لبنها حتى تغذى عشرة أيام،
والبطة الجللة ل يؤكل لحمها حتى تربط خمسة أيام ،والدجاجة ثلثة أيام
" هكذا الحديث في الكافي واما الحديث في التهذيب فيختلف حكم البقرة
في نسختها ففى المطبوع بالنجف " :عشرين يوما ،وفى الطبع الول
أيضا :عشرون ولكن ذكر في هامشه عن نسخة " :أربعين " وعن
اخرى " ثلثين " وفى الستبصار أيضا " :أربعين يوما " وحكم الشاة
في التهذيب والستبصار :خمسة أيام (2) .رواه الكليني في الكافي :6
251باسناده عن على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن
أبى عبد ال )ع( قال :قال أمير المؤمنين )ع( :الدجاجة الجللة ل يؤكل
لحمها حتى تقيد ثلثة أيام والبطة الجللة خمسة أيام ،والشاة الجللة
عشرة أيام والبقرة الجللة عشرين يوما ،والناقة أربعين يوما .ورواه
الشيح في التهذيب 46 :9وفى الستبصار 77 :4عن محمد بن يعقوب.
) (3الموجود فيه :ثلثون كما رواه الكليني في الكافي 252 :6عن العدة
عن سهل عن يعقوب بن يزيد رفعه قال :قال أبو عبد ال )ع( :البل
الجللة إذا أردت نحرها تحبس البعير أربعين يوما والبقرة ثلثين يوما
والشاة عشرة أيام (4) .رواه الكليني في الفروع 252 :6باسناده عن
الحسين بن محمد عن السيارى =
][252
= عن أحمد بن الفضل عن يونس عن الرضا )ع( في السمك الجلل أنه سأله عنه
فقال :ينتظر به يوما وليلة ،وقال السيارى :ان هذا ل يكون ال بالبصرة،
وقال في الدجاج :يحبس ثلثة أيام والبطة سبعة أيام والشاة أربعه عشر
يوما والبقرة ثلثين يوما والبل أربعين يوما ثم تذبح (1) .في النسخة
المطبوعة :بتسعة (2) .الفاظ الحديث :ان البقرة تربط عشرين يوما
والشاة تربط عشرة أيام والبطة تربط ثلثة أيام ،وروى ستة أيام،
والدجاجة تربط ثلثة أيام والسمك الجلل يربط يوما إلى الليل في الماء
راجع الفقيه (3) .214 :3في المختلف :عشرة أيام.
][253
النعام سبعا ،والطير يوما وليلة .وقال العلمة رحمه ال في المختلف ) (1بعد نقل
هذه العبارة :والذي ورد في ذلك ما رواه موسى بن أكيل ) (2عن بعض
أصحابه عن الباقر عليه السلم في شاة شربت بول ثم ذبحت فقال :يغسل
ما في جوفها ثم ل بأس به وكذلك إذا اعتلفت بالعذرة ما لم تكن جللة
والجللة التي يكون ذلك غذاؤها وقول أبي الصلح لم تقم عليه دللة
عندي انتهى ) .(3والمشهور بين الصحاب أنه لو شرب الحيوان المحلل
خمرا لم يؤكل ما في جوفه من المعاء والقلب والكبد ،ويجب غسل اللحم
لرواية زيد الشحام ) (4عن الصادق عليه السلم أنه قال في شاة شربت
خمرا حتى سكرت ثم ذبحت على تلك الحال :ل يؤكل ما في بطنها.
والرواية مع ضعفها على المشهور أخص من المدعى من وجوه ،وأنكر
الحكم المذكور ابن إدريس وقال بالكراهة ،ولعله أقرب ،والمشهور أنه إذا
شرب بول غسل ما في بطنه وأكل لرواية ابن أكيل المتقدمة ،وهي على
طريقة الصحاب ضعيفة من وجوه إل أنه ل أعرف رادا للحكم وقيل :إن
هذا إنما يكون إذا ذبح في الحال بعد الشرب بخلف ما إذا تأخر بحيث صار
جزء من بدنه ،وهو ظاهر غير بعيد عن سياق الخبر - 9 .نوادر الراوندي
) :(5بالسناد المتقدم عن الكاظم عن آبائه عليهم السلم سئل على عليه
السلم
) 1و (2المختلف (3) .127 :2رواه الكليني في الفروع 251 :6عن محمد بن
يحيى عن محمد بن أحمد عن بعض أصحابنا عن على بن حسان عن على
بن عقبة عن موسى بن اكيل ،ورواه الشيخ في التهذيب ،47 :9
والستبصار 78 :4عن محمد بن أحمد بن يحيى (4) .رواه الكليني في
الفروع 251 :6عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن فضال
عن أبى جميلة عن زيد الشحام .ورواه الشيخ في التهذيب 43 :9عن
محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبار عن أبى جميلة(5) .
نوادر الراوندي 50 :فيه :عن قدر فيها فأرة.
][254
عن قدر طبخت فإذا فيها فأرة ميتة قال يهراق المرق ويغسل اللحم وينقى ويؤكل.
بيان :رواه الشيخ ) (1بإسناده عن السكوني عن أبي عبد ال عليه السلم
وليس فيه " وينقى " وعليه عمل الصحاب وربما يستشكل بأنه مع
الطبخ والغليان ينفذ الماء النجس في أعماق اللحم والتوابل فكيف تطهر
بمجرد الغسل ) (2؟ ويمكن أن يحمل على أن ينقع في الماء الطاهر حتى
يصل إلى كل ما وصل إليه النجس ،ويمكن أن يكون قوله عليه السلم "
وينقى " إشاره إلى ذلك ،لكن كلم الصحاب ورواية السكوني غير مقيدة
بذلك ،وان كان أحوط - 10 .تحف العقول :سأل يحيى بن أكثم موسى
المبرقع عن رجل أتى إلى قطيع غنم فرأى الراعي ينزو على شاة منها فلما
بصر بصاحبها خلى سبيلها فدخلت بين الغنم كيف تذبح ؟ وهل يجوز أكلها
أم ل ؟ فسأل موسى أخاه أبا الحسن الثالث عليه السلم فقال :إنه إن عرفها
ذبحها وأحرقها ،وإن لم يعرفها قسم الغنم نصفين وساهم بينهما فإذا وقع
على أحد النصفين فقد نجا النصف الخر ثم يفرق النصف الخر فل يزال
كذلك حتى تبقى شاتان فيقرع بينهما فأيهما وقع السهم بها ذبحت واحرقت
ونجا سائر الغنم ) .(3بيان :روى الشيخ هذا الخبر بإسناده عن محمد بن
أحمد بن يحيى عن محمد بن عيسى عن الرجل عليه السلم أنه سئل عن
رجل نظر إلي راع نزا على شاة قال :إن عرفها ذبحها وأحرقها ،وإن لم
يعرفها قسمها نصفين أبدا حتى يقع السهم بها فتذبح و تحرق وقد نجت
سائرها ).(4
][255
وأقول :الظاهر أن الرجل أبو الحسن عليه السلم ،وهذا مختصر من الحديث الذي
رويناه أول وقال في المسالك بمضمون الرواية عمل الصحاب ،مع أنها ل
تخلو من ضعف وإرسال ،لن راويها محمد بن عيسى عن الرجل ومحمد
بن عيسى مشترك ) (1بين الشعري الثقة واليقطيني وهو ضعيف ،فان
كان المراد بالرجل الكاظم عليه السلم كما هو الغالب فهي مع ضعفها
بالشتراك ) (2مرسلة لن كل الرجلين لم يدرك ) (3الكاظم عليه السلم،
وإن اريد به غيره أو كان مبهما كما هو مقتضى لفظه فهي مع ذلك
مقطوعة انتهى ) .(4وأقول :يرد عليه أن الظاهر أنه اليقطيني كما يظهر
من المارات والشواهد الرجالية لكن الظاهر ثقته والقدح غير ثابت ،وجل
الصحاب يعدون حديثه صحيحا وكون المراد بالرجل الكاظم عليه السلم
غير معروف ؟ ؟ الغالب التعبير بالرجل والغريم وأمثالهما عند شدة التقية
بعد زمان ؟ ؟ عليه السلم كما ل يخفى ،وهذا بقرينة الراوي يحتمل الجواد
والهادي والعسكري عليهم السلم ،لكن الظاهر الهادي عليه السلم بقرينة
الرواية الولى ،فظهر أن الخبر صحيح ،مع أنه لم يرده أحد من الصحاب.
وقال في المسالك ولو لم يعمل بها ،فمقتضى القواعد الشرعية أن المشتبه
فيه إن كان محصورا حرم الجميع ،وإن كان غير محصور جاز أكله إلى أن
تبقى واحدة كما في نظائره انتهى ) .(5وأقول :تحريم الجميع في
المحصور غير معلوم كما عرفت ،والعمل بالقرعة في المور المشتبهة
غير بعيد عن القواعد الشرعية ،وقد ورد في كثير من نظائره ،ثم إن
الصحاب قالوا :إذا وطئ النسان حيوانا مأكول حرم لحمه ولحم نسله،
ولو اشتبه بغيره قسم فرقتين واقرع عليه مرة بعد اخرى حتى تبقى
واحدة ،وقال في
) (1في المصدر ،لن راويها محمد بن عيسى مشترك (2) .في المصدر ،باشتراك
الراوى بين الثقة وغيره (3) .في المصدر :لم يدركا 4) .و (5المسالك
.239 .2
][256
المسالك :إطلق النسان يشمل الصغير والكبير والمنزل وغيره ،وكذلك الحيوان
يشمل الذكر والنثى ذات الربع وغيره كالطير لكن الرواية وردت بنكاح
البهيمة ،وهي لغة اسم لذات الربع من حيوان البر والبحر فينبغي أن
يكون العمل عليه تمسكا بالصل في موضع السك ،ويحتمل العموم لوجود
السبب المحرم وعدم الخصوصية للمحل ،وهو الذي يشعر به إطلق كلم
المصنف وغيره ،ول فرق في ذلك بين العالم بالحكم والجاهل ،ثم إن علم
الموطوء بعينه اجتنب وسرى إلى نسله ،وإن اشتبه أقرع للرواية ،ثم قال
بعدما مر :وعلى تقدير العمل بالرواية ) (1فيعتبر في القسم كونه نصفين
كما ذكر فيها ،وإن كان قولهم ) :(2فريقين ،أعم منه ،ثم إن كان العدد
زوجا فالنصف حقيقة ممكن ،وإن كان فردا اغتفر زيادة الواحدة في أحد
النصفين ،وكذا القول بعد النتهاء إلى عدد فرد كثلثة ) - 11 .(3فقه
الرضا :قال عليه السلم :إذا جعلت سمكة مع الجرى في السفود إن كانت
السمكة فوقه فكلها ،وإن كانت تحته فل تأكل ،وإذا كان اللحم مع الطحال
في السفود أكل اللحم والجوذابة لن الطحال في حجاب ول ينزل منه شئ
إل أن يثقب فان ثقب سال منه ولم يؤكل ما تحته من الجوذابة ول غيره
ويؤكل ما فوقه ) - 12 .(4المقنع :إذا كان اللحم مع الطحال في سفود أكل
اللحم إذا كان فوق الطحال ،فان كان أسفل من الطحال لم يؤكل ويؤكل
جواذبه لن الطحال في حجاب ول ينزل منه شئ إل أن يثقب ،فان ثقب
سال منه ولم يؤكل ما تحته من الجوذاب ،وإن جعلت سمكة يجوز أكلها مع
جري أو غيرها مما ل يجوز أكله في سفود أكلت التي لها فلس إذا كانت
في السفود فوق الجري وفوق التي ل تؤكل ،فان كانت أسفل من الجري لم
تؤكل ).(5
) (1في المصدر :وعلى تقدير العمل بالرواية كما هو المشهور (2) .في المصدر:
وان كان قول المصنف :فريقين (3) .المسالك (4) .239 :2فقه الرضا:
(5) .40المقنع.35 ،
][257
الفقيه :قال الصادق عليه السلم :إذا كان اللحم مع الطحال .وذكر مثل ما في المقنع
) .(1تبيين :السفود كتنور :الحديدة التي تشوى بها اللحم ،وفي القاموس:
الجوذاب بالضم :طعام السكرو أرز ولحم انتهى .والظاهر أن المراد هنا
الخبز المشرود تحت الطحال واللحم اللذين على السفود ليجري عليها ما
ينفصل منهما وعمل بما ورد في الفقيه أكثر الصحاب ،والصل فيه عندهم
ما رواه الشيخ ) (2في الموثق عن عمار الساباطي عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :سئل عن الطحال أيحل أكله ؟ قال :ل تأكله فهو دم ،قلت ،فان
كان الطعام ) (3في سفود مع لحم وتحته خبز وهو الجوذاب أيؤكل ما تحته
؟ قال :نعم يؤكل اللحم والجوذاب ويرمى بالطحال لن الطحال في حجاب ل
يسيل منه ،فان كان الطحال مشقوقا أو مثقوبا فل نأكل مما يسيل عليه
الطحال ،وعن الجري يكون في السفود مع السمك قال :يؤكل ما كان فوق
الجري ،ويرمى بما سال عليه الجري .وهذا مطابق لما في الفقيه ،وأما ما
ذكره الصدوق رحمه ال في الكتابين فهو مخالف للخبرين فان عبارته تدل
على عدم حل اللحم إذا كان تحت الطحال وإن لم يكن مثقوبا ،والروايتان
تدلن على الحل مطلقا إذا لم يكن مثقوبا ،قال في الدروس :إذا شوى
الطحال مع اللحم فان لم يكن مثقوبا أو كان اللحم فوقه فل بأس ،وإن كان
مثقوبا واللحم تحته حرم ما تحته من لحم وغيره .وقال الصدوق رحمه
ال :إذا لم يثقب لم يؤكل اللحم إذا كان أسفل ويؤكل الجوذاب وهو الخبز )
.(4
) (1من ل يحضره الفقيه 214 :3و (2) .215رواه الشيخ في التهذيب 81 :9
باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى عن أحمد بن الحسن بن على بن
فضال عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى
عن أبى عبد ال عليه السلم (3) .في المصدر :فان كان الطحال(4) .
الدروس :كتاب الطعمة :الدرس الثالث.
][258
وقال قدس سره أيضا :روى عمار عن الصادق عليه السلم في الجري مع السمك
في سفود -بالتشديد مع فتح السين -يؤكل ما فوق الجري ويرمى ما سال
عليه ،وعليها ابنا بابويه ،وطرد الحكم في مجامعه ما يحل أكلها لما يحرم،
قال الفاضل :لم يعتبر علماؤنا ذلك والجري طاهر ،والرواية ضعيفة السند
انتهى ) .(1وأقول :عدم نجاسة الجري ل ينافي الحكم المذكور فانه ليس
باعتبار النجاسة بل باعتبار أنه يجري من الطحال والجري وغيرهما دم
وأجزاء مايعة بعد تأثير الحرارة ويتشرب منها ما تحته وضعف الروايات
في هذا الباب منجبر بالشهرة بين الصحاب ،وحل ما يحكم بالحل فيها
مؤيد بالصل والعمومات.
][259
} - 7باب { } الصيد وأحكامه وآدابه { :اليات :المائدة :5غير محلي الصيد وأنتم
حرم .1قوله سبحانه :وإذا حللتم فاصطادوا .2وقال تعالى :يسئلونك ماذا
احل لهم قل احل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما
علمكم ال فكلوا مما امسكن عليكم واذكروا اسم ال عليه واتقوا ال ان ال
سريع الحساب .4وقال عز وجل :يا أيها الذين آمنوا ل تقتلوا الصيد وأنتم
حرم .6تفسير :قد مر تفسير بعض اليات في كتاب الحج ) ،(1ومر
بعضها في البواب السابقة " وما علمتم من الجوارح " قالوا :يحتمل أن
يكون عطفا على " الطيبات " بأخذ " ما " موصولة ،ولكن بحذف مضاف
أي مصيده ،أو صيده .أي صيد الكلب التي تصيدون بها بقرينة قوله" :
مكلبين " فانه مشتق من الكلب ،أي حال كونكم صاحبي الصيد بالكلب أو
أصحاب التعليم للكلب ،فيلزم كون الجوارح كلبا فيحل ما ذبحه الكلب
المعلم .وذهب أكثر المخالفين إلى أن المراد بالجوارح كلب الصيد على
أهلها من الطيور وذوات الربع من السباع وإطلق المكلبين باعتبار كون
المعلم في الغلب كلبا أو لن كل سبع يسمى كلبا ،قال النبي صلى ال عليه
وآله في دعائه " :اللهم سلط عليه كلبا من كلبك " فسلط ال عليه السد،
لكنه خلف الظاهر ،وستأتى الخبار الكثيرة في ذلك ،قال في مجمع البيان:
الجوارح هي الكلب فقط ،عن ابن
) (1كتاب الحج لم يتقدم قبل ،بل يأتي في المجلد ،21ولعل قوله " :مر " اشتباه
من النساخ أو كان دونه المنصف قبل.
][260
عمر والضحاك والسدى ،والمروي عن أئمتنا عليهم السلم فانهم قالوا :هنا الكلب
المعلم خاصة أحل ال صيدها إن أدركه صاحبه وقد قتل لقوله " فكلوا مما
أمسكن عليكم " ) .(1وقوله " :مكلبين " منصوب على الحال ،وقوله "
تعلمونهن " حال ثانية أو استيناف " مما علمكم ال " متعلق "
بتعلمونهن " أي مما ألهمكم ال من الحيل وطرق التأديب ،فان العلم به
إلهام منه تعالى أو اكتساب بالعقل الذي هو عطية من ال تعالى أيضا،
وقيل :أي مما عرفكم ال أن تعلموهن من اتباع الصيد بارسال صاحبه
وانزجاره بزجره وانصرافه بدعائه " فكلوا مما أمسكن عليكم " متفرع
على ما تقدم ،ويحتمل كونه جزاء لقوله " :وما علمتم " فتكون ما
شرطية ،أي كلوا مما أمسكت الجوارح عليكم .قال البيضاوي :وهو ما لم
يأكل منه لقوله صلى ال عليه وآله لعدي بن حاتم " :وإن أكل منه فل
تأكل إنما أمسك على نفسه " فاشترط في حله أن يكون الكلب ما أكل منه
فلو أكل حرم .ثم قال :وإليه ذهب أكثر الفقهاء ،وقال بعضهم :ل يشترط
ذلك في سباع الطير لن تأديبها إلى هذا الحد متعذر ،وقال آخرون :ل
يشترط مطلقا انتهى ) " .(2واذكروا اسم ال عليه " الضمير لما علمتم،
والمعنى سموا عليه عند إرساله أو لما أمسكن بمعنى سموا عليه إذا
أدركتم ذكاته ،أو سموا عند أكله ،والول أظهر وأشهر كما سيأتي "
واتقوا ال " في أوامره ونواهيه فل تخالفوها بوجه " إن ال سريع
الحساب " لنه ل يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ول في الرض يعلم
خائنة العين وما تخفي الصدور ،وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن
فيكون ،والعبد في مقام التقصير فيما دق وجل ،ففيه كمال التنبيه على
كمال الغفلة وغاية الهتمام بسرعة المتثال فقد أعذر من أنذر ،كذا قيل ،ثم
اعلم أنه يستفاد من اليات
) (1مجمع البيان 161 :3فيه :احله ال إذا ادركه صاحبه وقد قتله (2) .انوار
التنزيل .324 :1
][261
أحكام :الول تدل اليات منطوقا ومفهوما على إباحة الصيد والمصيد في الجملة،
وادعوا عليها إجماع المة ،والروايات في ذلك مستفيضة من طرق
الخاصة والعامة ،واستثنى منها صيد البر في حال الحرام ،على التفصيل
المتقدم في كتاب الحج ،وظاهر الصحاب أن صيد اللهو فعله حرام ،لكن
الظاهر أن مصيده ل يكون حراما لن حرمة الفعل ل يستلزم تحريمه ،بل
يمكن المناقشة في تحريم الفعل أيضا ،لن عدم قصر الصلة والصوم ل
يستلزم التحريم ،لكن الظاهر أنه ل خلف بينهم فيه ،وفي بعض الروايات
إشعار به .الثاني :ظاهر الية اشتراط كون الجارح كلبا كما عرفت ،قال
الشهيد الثاني رحمه ال :الصطياد يطلق على معنيين :أحدهما إثبات اليد
على الحيوان الوحشي بالصالة المحلل المزيل لمتناعه بآلة الصطياد
اللغوي وإن بقي بعد ذلك على الحياة وأمكن تذكيته بالذبح .والثاني :عقره
المزهق لروحه بآلة الصيد على وجه يحل اكله ،فالصيد بالمعنى الول
جائز اجماعا بكل آلة يتوصل بها إليه من كلب وسبع وجارح وغيرها وإنما
الكلم في الصطياد بالمعنى الثاني والجماع واقع أيضا على تحققه بالكلب
المعلم من جملة الحيوان بمعنى ما أخذه وجرحه وأدركه صاحبه ميتا أو
في حركة المذبوح يحل أكله ،ويقوم إرسال الصائد وجرح الكلب في أي
موضع كان مكان الذبح في المقدور عليه ،واختلفوا في غيره من جوارح
الطير والسباع فالمشهور بين الصحاب بل ادعى عليه المرتضى إجماعهم
على عدم وقوعه بها للية ،فان الجوارح وإن كانت عامة إل أن الحال في
قوله " :مكلبين " الواقع من ضمير " علمتم خصص الجوارح بالكلب
فان المكلب مؤدب الكلب لجل الصيد ،وذهب الحسن بن أبي عقيل إلى حل
صيد ما أشبه الكلب من الفهد والنمر وغيرهما لعموم الجوارح ،ولورود
أخبار صحيحة وغيرها بأن الفهد كالكلب في ذلك ،واختلف تأويل الشيخ
لها فتارة خصها بموردها ،وجوز صيد الفهد كالكلب محتجا بأن الفهد
يسمى كلبا في اللغة ،وتارة حملها على التقية ،وثالثة على حال الضرورة،
ووردت أخبار بحل صيد
][262
غير الفهد أيضا وحملها على إحدى الخيرتين .الثالث :ظاهر الية شمولها لكل
الكلب سلوقيا كان أو غيره ،ول خلف فيه ظاهرا بيننا ،وسواء كان أسود
أو غيره ،وهو أصح القولين ،واستثنى ابن الجنيد رحمه ال الكلب السود،
وقال :ل يجوز الصطياد به ،وهو مذهب أحمد وبعض الشافعية محتجا
بالرواية عن أمير المؤمنين عليه السلم أنه ل يؤكل صيده ،وقال :إن
رسول ال صلى ال عليه وآله أمر بقتله .الرابع :يستفاد من الية الكريمة
أن الكلب الذي يحل مقتوله لبد أن يكون معلما ،إذ التقدير :واحل لكم صيد
ما علمتم من الجوارح ،فعلق حل صيدها على كونه معلما ،واعتبروا في
صيرورة الكلب معلما ثلثة امور :أحدها أن يسترسل باسترسال صاحبه
وإشارته والثاني أن ينزجر بزجره ،وهكذا أطلق أكثرهم ،وقيده في
الدروس بما إذا لم يكن بعد إرساله على الصيد لنه ل يكاد أن ينفك حينئذ
واستحسنه الشهيد الثاني -رحمه ال -وقريب منه في التحرير وهو غير
بعيد .الثالث أن يمسك الصيد ول يأكل منه ،وفي هذا اعتبار وصفين:
أحدهما أن يحفظه ول يخليه ،والثاني أن ل يأكل منه ،وذهب جماعة من
الصحاب منهم الصدوقان والحسن إلى أن عدم الكل ليس بشرط ،وبه
روايات كثيرة ،ول يخلو من قوة ،فيحمل أخبار عدم الكل على الكراهة أو
التقية وهو أظهر لصحيحة حكم بن حكيم ) " .(1قال :قلت لبي عبد ال
عليه السلم :ما تقول في الكلب يصيد الصيد فيقتله ؟ قال:
) (1رواه الكليني في الفروع 203 :6باسناده عن محمد بن يحيى عن أحمد بن
محمد عن محمد بن يحيى عن جميل بن دراج عن حكم بن حكيم الصيرفى
وفيه " :ل بأس باكله " وفيه :يقولون :انه إذا قتله وأكل منه .ورواه
الشيخ في التهذيب 23 :9والستبصار 69 :4باسناده عن محمد بن
يعقوب وفيها :ل بأس كل.
][263
ل بأس كل ،قال :قلت :إنهم يقولون :إذا أكل منه فانما أمسك على نفسه فل تأكله
فقال :كل ،أو ليس قد جامعوكم على أن قتله ذكاته ؟ قال :قلت بلى ،قال:
فما تقولون في شاة ذبحها رجل أذكاها ؟ قال :قلت :نعم ،قال :فان السبع
جاء بعد ما ذكاها فأكل بعضها ،أتؤكل البقية ؟ قلت :نعم ،قال :فإذا أجابوك
إلى هذا فقل لهم :كيف تقولون إذا ذكى ذلك فأكل منها لم تأكلوا ،وإذا ذكى
هذا وأكل أكلتم ؟ " .وحمل الشيخ هذا الخبار على الكل نادرا وهو بعيد،
وفرق ابن الجنيد بين أكله منه قبل موت الصيد وبعده ،وجعل الول قادحا
في التعليم دون الثاني ،وهذا أيضا وجه للجمع بين الخبار ،وكأنه يؤمي
إليه خبر ابن حكيم ،والعامة أيضا مختلفون في هذا الحكم بسبب اختلف
الحاديث النبوية ،وإن كان الشهر بينهم الشتراط وقد يستدل على
الشتراط بقوله تعالى " :وما أكل السبع إل ما ذكيتم " والظاهر أنه
مخصص بقوله تعالى " :وما علمتم من الجوارح مكلبين " بشهادة
الخبار الكثيرة ،وعلى القول باعتبار عدم الكل ل يضر شرب الدم،
والمور المعتبرة في التعليم لبد أن تتكرر مرة بعد اخرى ليغلب على الظن
تأرب الكلب ،ولم يقدر أكثر الصحاب عدد المرات ،واكتفى بعضهم بالتكرار
مرتين ،واعتبر آخرون ثلث مرات ،وكأن القوى الرجوع في أمثاله إلى
العرف لفقد النص على التحديد ،وحيث تحقق التعليم لو خالف في بعض
الصفات مرة لم يقدح فيه ،فان عاد ثانيا بني على أن التعلم هل يكفي فيه
المرتان أم ل ،فان اكتفينا بهما زال بهما ،وإن اعتبرنا الثلث فكذلك هنا،
وكذا إن اعتبرنا العرف ،كذا ذكره الشهيد الثاني قدس ال روحه .الخامس:
الية تؤمي إلى عدم حل صيد الكفار لن الخطاب فيها متوجه إلى
المسلمين ،فكأنه قيد الحل بما أمسك على المسلمين ،ول خلف في تحريم
صيد غير أهل الكتاب من الكفار ،وأما أهل الكتاب فالخلف فيهم هنا
كالخلف فيهم في ذبائحهم كما سيأتي .السادس :المشهور بين الصحاب
أن العتبار في حل الصيد بالمرسل ل المعلم فان كان المرسل مسلما فقتل
حل ،ولو كان المعلم مجوسيا أو وثنيا ،ولو كان المرسل
][264
غير مسلم لم يحل ،ولو كان المعلم مسلما ،بل ادعى عليه الشيخ في الخلف إجماع
الفرقة ،ويدل عليه صحيحة سليمان بن خالد ) (1قال :سألت أبا عبد ال
عليه السلم عن كلب المجوسى يأخذه المسلم فيسمي حين يرسله يأكل مما
أمسك عليه ؟ فقال :نعم لنه مكلب وذكر اسم ال عليه .وقال في المبسوط:
ل يحل مقتول ما علمه المجوسي محتجا بقوله تعالى " :تعلمونهن مما
علمكم ال " وهذا لم يعلمه المسلم ،وبرواية عبد الرحمن ) (2ابن سيابة
قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم فقلت :كلب مجوسي أستعيره فأصيد
به ،قال ل تأكل من صيده إل أن يكون علمه مسلم .واجيب بأن الية
خرجت مخرج الغالب ل على وجه الشتراط ،والنهي في الخبر محمولة
على الكراهة جمعا ،مع أن الراوي مجهول ،والشيخ في كتابي الخبار جمع
بينهما بحمل الول على ما إذا علمه المسلم بعد أخذه ،والثاني على ما إذا
لم يعلمه واستشهد للجمع برواية السكوني ) (3عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :كلب المجوسي ل
) (1رواه الكليني في الفروع 208 :6باسناده عن على بن ابراهيم عن أبيه عن
ابن أبى عمير عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد ،ورواه الصدوق
في القفيه 202 :3ورواه الشيخ في التهذيب 30 :9والستبصار 70 :4
عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن هشام ابن سالم وفيها" :
الرجل المسلم " وفيها أيضا :أيأكل (2) .رواه الكليني في الفروع :6
209عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن
منصور بن يونس عن عبد الرحمن بن سيابة ،ورواه الشيخ في التهذيب
30 :9وفى الستبصار 70 :4باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن منصور بن حازم عن عبد
الرحمن بن سيابة واللفظ المنقول من الشيخ ،وأما الكافي ففيه :قال :قلت
لبي عبد ال )ع( :انى استعير كلب المجوسى .وفيه أيضا :علمه مسلم
فتعلمه (3) .رواه الكليني في الفروع 209 :6باسناده عن على بن
ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني .ورواه الشيخ في التهذيب :9
30وفى الستبصار 70 :4باسناده عن محمد بن يعقوب ،وفى ذيل
الحديث :وكلب أهل الذمة وبزاتهم حلل للمسلمين أن يأكلوا صيدها.
][265
تأكل صيده إل أن يأخذه المسلم فيعلمه ويرسله ،وكذلك البازي .وهذا يدل على أن
مذهبه في كتابي الخبار كمذهبه في المبسوط ،والحوط ذلك وإن كان
الظهر حمل أخبار المنع على التقية ،فانه مذهب الحسن والثوري وجماعة
من العامة .السابع :دلت الية على وجوب التسمية ،وحملها على التسمية
عند الكل بعيد جدا ،ول خلف في وجوب التسمية واشتراطها في حل ما
يقتله الكلب والسهم عندنا وعند كل من أوجبها في الذبيحة ،وقد اشتركا
في الدللة من قوله تعالى " :ول تأكلوا مما لم يذكر اسم ال عليه "
واختص هذا المحل بتلك الية ،ول خلف أيضا في إجزائها إذا وقعت عند
الرسال ل نطباق جميع الدلة عليه ،ولتصريحه عليه السلم في صحيحة
أبي عبيدة " (1) :ويسمي إذ سرحه " لن " إذا " ظرف زمان وفيها
معنى الشرط غالبا واختلفوا في إجزائها إذا وقعت في الوقت الذي بين
الرسال وعضة الكلب أو إصابة السهم ،واختار أكثر المتأخرين الجزاء
لن ضمير " عليه " راجع إلى القيد المضمر في قوله " :مما أمسكن
عليكم " وهو يصدق بذكر اسم ال في جميع الوقت المذكور ،ومحل
الخلف ما إذا تعمد تأخيرها عن الرسال أما لو نسي وذكر في الثناء فل
شبهة في اعتبارها حينئذ .إذا تقرر ذلك فلو ترك التسمية عمدا لم يحل
للنهي عن أكله المقتضي للتحريم ،ولو نسي التسمية حل أكله كما سيأتي
في الذبح إنشاء ال .واختلف في الجاهل فمنهم من ألحقه بالناسي ،ومنهم
من ألحقه بالعامد .الثامن :ذكر الصحاب أن الحيوان المحلل لحمه المحرم
ميتته إما أن يكون
) (1رواه الكليني في الفروع 203 :6باسناده عن عدة من اصحابنا عن سهل بن
زياد " عن سالم " وعلى بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد
بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن أبى عبيدة
الحذاء .ورواه الشيخ في التهذيب 26 :9باسناده عن الحسن بن
محبوب.
][266
مقدورا على ذبحه أو ما في معناه ،أو غير مقدور بأن كان متنفرا متوحشا،
فالمقدور عليه ل يحل إل بالذبح في الحلق أو اللبة على ما سيأتي تفصيله
إن شاء ال تعالى ،ول فرق بين ما هو إنسي في الصل وبين الوحشي إذا
استأنس أو حصل الظفر به ،والمتوحش كالصيد جميع أجزائه مذبح مادام
على الوحشية حتى إذا رمى إليه سهما أو ارسل كلبا فأصاب شيئا من بدنه
فمات حل ،وهو في الصيد الوحشي موضع وفاق بين المسلمين وفى
النسى إذا توحش كما إذا ند بعير موضع وفاق منا وأكثر العامة وخالف
فيه مالك فقال :ل يحل إل بقطع الحلقوم كذا ذكره الشهيد الثاني قدس سره.
أقول :النسى كالوحش إذا لم يقدر على ذبحه أو نحره ل ريب في أنه
يجوز صيده وقتله بالسيف والرمح وأمثالهما لخبار كثيرة دالة عليه ،وإن
كان أكثرها في البعير و البقر والقتل بالسيف والحربة لكن الظاهر شمول
الحكم لغير البعير والغنم وللسهم أيضا ،وإن استشكل المحقق الردبيلي -
رحمه ال -في السهم ،وأما اصطيادها بالكلب فمشكل إذ لم أر في الخبار
المعتبرة ما يدل عليه ،ويشكل الحكم بدخوله في الصيد المذكور في اليات،
وظاهر التذكية ما كان بل واسطة مع أنه داخل فيما أكل السبع والستثناء
غير معلوم ،وما روي عن جابر أن النبي صلى ال عليه وآله قال " :كل
إنسية توحشت فذكها ذكاة الوحشية " عامي ،وفي دللته أيضا نظر ،نعم
سيأني في خبر في باب التذكية وسنتكلم عليه ان شاء ال بل لم أر في
قدماء الصحاب ما يدل عليه أيضا ،بل إنما ذكروا العقر باللة ،قال الشيخ
في الخلف :كل حيوان مقدور على ذكاته إذا لم يقدر عليه بأن يصير مثل
الصيد أو يتردى في بئر فل يقدر على موضع ذكاته كان عقره ذكاته في أي
موضع وقع منه ) ،(1وبه قال من الصحابة علي عليه السلم وابن مسعود
وابن عمر وابن عباس و من التابعين عطا وطاووس والحسن ،ومن
الفقهاء الثوري وأبو حنيفة وأصحابه والشافعي وذهبت طائفة إلى أن
ذكاته في الحلق واللبة مثل المقدور عليه فان عقره فقتله فان كان في
غيرهما لم يحل أكله ).(2
) (1في المصدر :وقع فيه (2) .في المصدر :فان عقره فقتله في غيرهما لم يحل
اكله.
][267
ذهب إليه سعيد بن المسيب وربيعة ومالك والليث ابن سعد ،ودليلنا إجماع الفرقه
وأخبارهم ) .(1ثم روى أخبارا من طريق العامة دالة على جواز القتل
بالسهم والطعن في الفخذو نحوهما .وقال صاحب الجامع :إن استعصى
الثور أو اغتلم البعير أو تردى في بئر اخذ بالسيف والسهم كالصيد ونحوه
ذكر الكثر .التاسع :ذهب الشيخ قدس سره في المبسوط واخلف إلى أن
معض الكلب من الصيد طاهر لقوله تعالى " :فكلوا مما أمسكن عليكم "
ولم يأمر بالغسل ) ،(2وهو مذهب بعض العامة ،والمشهور بين الصحاب
نجاسته لن الكلب نجس وقد لقى الصيد برطوبة وأجابوا عن الستدلل
بالية بأن الذن في الكل من حيث أنه صيد ل ينافي المنع من أكله لمانع
آخر كالنجاسة ،كما أن قوله تعالى " :فكلوا مما غنمتم ،وكلوا واشربوا "
وأمثالها ل ينافي المنع من الكل من المأذون لعارض النجاسة .وغيرها.
وأقول :إن استدل بالفاء بانها للتعقيب بل تراخ فالجواب أن الفاء هنا ليس
للتعقيب بل للتفريع ،ولو سلم فل ينافي التعقيب العرفي الفاصلة بالغسل
كما أنه ل ينافي الفصل بالسلخ والقطع والطبخ .العاشر :إذا أرسل كلبه
المعلم أو سلحه من سهم وسيف وغيرهما فأصابه فعليه أن يسارع إليه
بالمعتاد فان لم يدركه حيا حل وإن أدركه حيا فان لم يبق فيه حياة مستقرة
بأن كان قد قطع حلقومه ومريه أو أجافه ) (3وخرق أمعاءه فتركه حتى
مات حل ،وإن بقيت فيه حياة مستقرة وجبت المبادرة إلى ذبحه بالمعتاد،
فان أدرك ذكاته حل ،وإن تعذر من غير تقصير الصائد حتى مات فهو كما
لو لم يدركه حيا على المشهور وذهب الشيخ في الخلف وابن إدريس
والعلمة إلى تحريمه ،والول أقوى ،وإن
) (1الخلف ) 204 :2ط (2) .(1الخلف 202 :2المبسوط :كتاب الصيد ،وفيه:
أن النجاسة احوط (3) .اجافه الطعنة أو بالطعنة :بلغ بها جوفه.
][268
لم يتعذر وتركه حتى مات فهو حرام كذا ذكره الكثر .وقال في المسالك التفصيل
باستقرار الحياة وعدمه هو المشهور بين الصحاب والخبار خالية من قيد
الستقرار بل منها ما هو المطلق في أنه إذا أدرك ذكاته ذكاه ،ومنها ما هو
دال على الكتفاء بكونه حيا ،وكلهما ل يدل على الستقرار .ومنها :ما هو
مصرح بالكتفاء في إدراك تذكيته بأن يجده يركض برجله أو يطرف عينه
أو يتحرك ذنبه ،قال الشيخ يحيى بن سعيد :اعتبار استقرار الحياة ليس من
المذهب ،وعلى هذا ينبغى أن يكون العمل ،ثم على تقدير إدراكه حيا
وإمكان تذكيته ل يحل حتى يذكى ول يعذر بعدم وجود اللة لكن هنا قال
الشيخ في النهاية :إنه يترك الكلب حتى يقتله ثم ليأكل إن شاء واختار
جماعة منهم الصدوق وابن الجنيد والعلمة في المختلف استنادا إلى عموم
قوله تعالى " :فكلوا مما أمسكن عليكم " وخصوص صحيحة جميل )(1
عن الصادق عليه السلم قال :سألته عن الرجل يرسل الكلب على الصيد
فيأخذه ول يكون معه سكين فيذكيه بها أفيدعه حتى يقتله ويأكل منه ؟ قال:
ل بأس ،قال ال تعالى " :فكلوا مما أمسكن عليكم " .وأجيب عن الية
بأنها ل تدل على العموم وإل لجاز مع وجود آلة الذبح ،وعن الرواية بأنها
ل تدل على المطلوب لن الضمير المستكن في قوله " :فيأخذه " راجع
إلى الكلب ل إلى الصائد ،والبارز راجع إلى الصيد ،والتقدير فيأخذ الكلب
الصيد وهذا ل يدل على إبطال امتناعه ،بل جاز أن يبقى امتناعه والكلب
ممسك له فإذا قتله حينئذ فقد قتل ما هو ممتنع فيحل بالقتل ،وفيه نظر :لن
تخصيص الية بعدم الجواز مع وجود آلة الذبح بالجماع ،والدلة ل تدل
على تخصيصها في محل النزاع ،لن الستدلل حينئذ بعمومها من جهة
كون العام المخصوص حجة في الباقي فل يبطل تخصيصها بالمتفق عليه
دللتها على غيره ،والرواية ظاهرة في صيرورة الصيد غير ممتنع من
جهات إحداها قوله " :ول يكون معه سكين " فان مقتضاه أن المانع له
من تذكيته عدم
) (1رواه الكليني في الفروع 204 :6باسناده عن العدة عن سهل بن زياد وعلى
بن ابراهيم عن ابيه ،ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن
احمد بن محمد بن ابى نصر عن جميل بن دراج ورواه الشيخ في
التهذيب 23 :9باسناده عن محمد بن يعقوب.
][269
السكين ل عدم القدرة عليه لكونه ممتنعا ،ولو كان حينئذ ممتنعا لما كان لقوله" :
ول يكون معه سكين " فائدة أصل .والثانية :قوله " :فيذكيه بها " ظاهر
أيضا في أنه لو كان معه سكين لذكاه بها ،فيدل على إبطال امتناعه.
والثالثة :قوله " :أفيدعه حتى يقتله " ظاهر أيضا في أنه قادر على أن ل
يدعه يقتله وإنه إنما يترك تذكيته ويدع الكلب يقتله لعدم السكين - 1 .قرب
السناد :عن الحسن بن ظريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه
عن علي عليه السلم قال :ما أخذ البازي والصقر فقتله فل تأكل منه إل ما
أدركت ذكاته أنت ،وقال عليه السلم :إذا رميت صيدا فتغيب عنك فوجدت
سهمك فيه في موضع مقتل فكل ول تأكل ما قتله الحجر والبندق
والمعراض إل ما ذكيت ) .(1بيان :قال في القاموس :الباز والبازي :ضرب
من الصقور ،والجمع بواز وبزاة كأنه من بزى يبزو :إذا تطاول وتأنس،
والرجل :قهره وبطش به كأبزى به .وقال الدميري :البازي :أفصح لغاته
بازي مخففة الياء ،والثانية باز ،والثالثة بازي بتشديد الياء وهو مذكر،
ويقال في التثنية :بازان ) (2وفي الجمع بزاة كقاض وقضاة ) ،(3ويقال
للبزاة والشواهين وغيرها مما يصيد :صقور ،ولفظه مشتق من البزوان
وهو الوثب .وقال في عجائب المخلوقات :يقال :إنه ل يكون إل انثى،
وذكرها من أنواع اخر من الحدأة والشواهين ) ،(4ولهذا اختلف أشكالها )
.(5وقال :الصقر :الطائر الذي يصاد به ،وقال ابن سيدة :الصقر كل شئ
يصيد من البزاة والشواهين ،والجمع أصقر وصقور وصقورة وصقار
وصقارة.
) (1قرب السناد (2) .51 :في المصدر :بازيان (3) .في المصدر :كقاضيان
وقضاة (4) .في المصدر :من نوع آخر كالحداء والشواهين (5) .حياة
الحيوان .77 :1
][270
قال سيبويه :جاؤا بالهاء في هذا الجمع توكيدا ) (1نحو فعولة ،والنثى صقرة
والصقر هو الجدل ،ويقال له :القطامى وهو أحد أنواع الجوارح الربعة،
وهي الصقر والشاهين والعقاب والبازي ،والعرب يسمى كل طائر يصيد
صقرا .ما خل النسر والعقاب ،وتسميه الكدر والجدل ،وهو من الجوارح
بمنزلة البغال من الدواب لنه أصبر على الشدة وأحمل لغليظ الغذاء )(2
وأحسن إلفا وأشد إقداما على جملة الطير من الكركي وغيره ،ولبرد
مزاجه ل يشرب ماء ولو أقام دهرا انتهى ) .(3واعلم أن اللت التي يصاد
بها ويحصل بها الحل قسمان :حيوان وجماد ،وقد تقدم بعض الكلم في
القسم الول ،والكلم هنا في الثاني ،وهو إما مشتمل على نصل كالسيف
والرمح والسهم ،أو خال عن النصل ولكنه محدد بشئ يصلح للخرق ،أو
مثقل يقتل بثقله كالحجر والبندق والخشبة غير المحددة ،والول يحل
مقتوله سواء مات بجرحه أم ل كما لو أصاب معترضا ،ول خلف فيه بين
أصحابنا صريحا ،وتدل عليه الخبار الكثيرة .وقال سلر في المراسم
العلية :اعلم أن الصيد على ضربين :أحدهما تؤخذ بمعلم الكلب أو الفهد
أو الصقر أو البازى أو النبل أو النشاب أو الرمح أو السيف أو المعراض
أو الحبالة والشبكة .والخر ما يصاد بالبندق والحجارة والخشب ،فالول
كله إذا لحق ذكاته حل إل ما يقتله معلم الكلب ،فانه حل أيضا ،وإن أكل
منه الكلب نادرا حل وإن اعتاد الكل لم يحل منه إل ما يذكي .والثاني :ل
يؤكل منه إل ما يلحق ذكاته ،وهو بخلف الول لنه يكره،
) (1في المصدر :في مثل هذا الجمع تأكيدا (2) .في المصدر :لغليظ الغذى والذى.
) (3حياة الحيوان .44 :2
][271
وقد روي تحريم ما يصاد بقسي البندق ،وروي جواز أكل ما قتل بسهم أو سيف أو
رمح إذا سمى القاتل انتهى ) .(1وظاهره التوقف في حل ما قتله السهم
والسيف والرمح وهو ضعيف .والثاني :يحل مقتوله بشرط أن يخرقه بأن
يدخل فيه ولو يسيرا ويموت بذلك فلو لم يخرق لم يحل .والثالث :ل يحل
مقتوله مطلقا سواء خدش أو لم يخدش ،وسواء قطعت البندقة رأسها أم
عضوا آخر منه ،كما يدل عليه هذا الخبر .ورووا عن النبي صلى ال عليه
وآله أنه قال لعدي بن حاتم :ول تأكل من البندق إل ما ذكيت .وفي حديث
آخر عنه :إنها ل تصيد صيدا ول تنكأ عدوا ،ولكنها تكسر السن وتفقئ
العين .والمعراض كمفتاح :سهم ل ريش فيه ذكره في المصباح ،وفي
القاموس :المعراض كمحراب :سهم بل ريش دقيق الطرفين غليظ الوسط
يصيب بعرضه انتهى .وأقول :هنا محمول على ما إذا أصاب بالعرض ولم
يكن له نصل لما رواه أبو عبيدة ) (2في الصحيح عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :إذا رميت بالمعراض فخرق ) (3فكل
) (1المراسم العلية (2) .28 :رواه الكليني في الفروع 212 :6عن العدة عن سهل
بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن
ابن رئاب عن أبى عبيدة .ورواه الشيخ في التهذيب 35 :9عن الحسن
بن محبوب (3) .هكذا في المصدر بالراء المهملة ،وذكر الجزرى نحو
الحديث في النهاية 327 :1وفيه :بالزاء المعجمة قال :في حديث عدى:
قلت :يا رسول ال انا نرمى بالمعراض فقال :كل ما خزق وما اصاب
بعرضه فل تأكل .خزق السهم وخسق :إذا اصاب الرمية ونفذ فيها،
وسهم خازق وخاسق ،وفى حديث سلمة بن الكوع :فإذا كنت في
الشجراء خزقتهم بالنبل أي اصبتهم بها ،وفى حديث الحسن :ل تأكل من
صيد المعراض ال ان يخزق وقد تكرر في الحديث.
][272
وإن لم يخرق واعترض فل تأكل .ورووا ) (1عن عدي بن حاتم قال :سألت رسول
ال صلى ال عليه وآله عن صيد المعراض فقال :إن قتل بحده فكل ،وإن
قتل بثقله فل تأكل .وروى الحلبي في الصحيح ) (2عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :سألته عن الصيد يرميه الرجل بسهم فيصيبه معترضا فيقتله
وقد سمى حين رماه ولم تصبه الحديدة فقال :إن كان السهم الذي أصابه
هو الذي قتله فان اراد فليأكله .وأقول :في الصطياد باللة المستحدثة التي
حدثت في هذه العصار يقال له :التفنگ إشكال ،ول يبعد القول بالحل فيه،
ل سيما إذا جعل فيها مكان الرصاص القطعات المحددة الصغيرة من
الحديد ،لعموم أدلة الحل ،ودخوله تحت عموم قول أبي جعفر عليه السلم:
" من قتل صيدا بسلح " ) (3وأخبار البندقه ) (4مصروفة إلى المعروف
في ذلك الزمان ويؤيده ما مر أنها ل تصيد صيدا الخ ،والحوط الجتناب،
ثم إن الصحاب عدوا من الشروط المعتبرة في حل الصيد بالكلب والسهم
أن يحصل موته بسبب الجرح ،فلو مات بصدمة أو افتراس سبع أو أعان
ذلك الجرح غيره لم يحل ،ويتفرع على ذلك ما لو غاب الصيد وحياته
مستقرة ثم وجده ميتا فانه ل يحل ل حتمال أن يكون مات بسبب آخر ،ول
أثر لكون الكلب مضمخا بدمه فربما جرحه الكلب و أصابته آفة اخرى ،ولو
انتهت به الجراحة إلى حالة حركة المذبوح حل وإن غاب
) (1في النسخة المخطوطة :وروى (2) .رواه الشيخ في التهذيب ) 347 :2ط (1
و ) 33 :9ط (2عن الحسين ابن سعيد عن صفوان بن يحيى عن ابن
مسكان عن الحلبي وفى الطبعة الثانية :فان رآه فليأكله .ورواه الكليني
في الفروع 212 :6عن ابى على الشعري عن محمد بن عبد الجبار
ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن صفوان بن يحيى
وفيه " :فإذا رآه فليأكل " ورواه الصدوق ايضا في الفقيه 203 :3
وفيه :فإذا رآه فليأكله (3) .راجع الوسائل 288 :16فيه :من جرح صيدا
بسلح (4) .رواها صاحب الوسائل في المجلد 235 :16راجعها.
][273
وكذا لو فرض علمه بأنه مات من جراحته إل أن الفرض لما كان بعيدا أطلقوا
التحريم والمعتبر من العلم هنا الظن الغالب كما لو وجد الضربة في مقتل
وليس هناك سبب آخر صالح للموت كما يدل عليه هذا الخبر ورووا عن
عدي بن حاتم قال :قلت :يا رسول ال إنا أهل صيد وإن أحدنا يرمى الصيد
فيغيب عنه الليلتين والثلث فيجده ميتا فقال رسول ال صلى ال عليه وآله
إذا وجدت فيه أثر سهمك ولم يكن فيه أثر سبع وعلمت أن سهمك قتله
فكل - 2 .قرب السناد :عن عبد ال بن الحسن عن علي بن جعفر عن
أخيه موسى عليه السلم قال :سألته عن ظبي أو حمار وحش أو طير
صرعه رجل ثم رماه بعد ما صرعه قال :كله ما لم يتغيب إذا سمى ورماه )
.(1بيان :إذا سمى أي الثاني ،ويحتمل العم ،والتخصيص بالول بعيد ،و
يدل الخبر على أحكام :الول :حل حمار الوحش .الثاني :اشتراط عدم
الغيبة في حل المرمي :وكأنه محمول على عدم العلم بأنه مات برميته كما
مر .الثالث :أنه إذا صرعه ورماه غيره لم يحرم ويشكل بأن الول إن
صيره بالصرع في حكم المذبوح فاشتراط التسمية في الثاني ل فائدة فيه،
ول يصير بترك التسمية حراما حينئذ كما هو المشهور إل أن نخص
التسمية بالول ،وإن لم يصر كذلك وصار مثبتا فهو حيوان غير ممتنع لبد
من ذبحه ،فرميه يصير سببا لحرمته ،وضمان الرامي للول إل أن يحمل
على أنه بعد الصرع لم يصر مثبتا بل هو بعد ممتنع فيجوز رميه لكنه بعيد.
قال في التحرير :إذا رماه الول فأثبته ثم رماه الثاني فان كان الول موجبا
بأن أصاب مذبحه أو وقع في قلبه فالثاني ل ضمان عليه إل أن ينقصه
برميه شيئا فيضمن بعضه و يحل ،وإن كان الول غير موجى فالثاني إن
وجاه حرم إل أن يكون قد ذبحه وإن لم يوجه فان ذكى بعد ذلك حل ،وإن لم
يدرك ذكاته فان كان الول لم يقدر عليها فعلى الثاني كمال قيمته معيبا
بالعيب الول لن جرحه هو الذي حرمه فكان الضمان
][274
عليه ،وإن قدر على ذكاته وأهمل حتى مات بالجرحين فعلى الثاني نصف قيمته
معيبا للول انتهى - 3 .العياشي :عن حريز عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :سئل عن كلب المجوس يكلبه المسلم ويسمى ويرسله ،قال :نعم إنه
مكلب إذا ذكر اسم ال عليه فل بأس ) .(1بيان :في القاموس :المكلب:
معلم الكلب الصيد - 4 .العياشي :عن السكوني عن جعفر بن محمد عن
أبيه عليهما السلم عن علي عليه السلم قال :الفهد من الجوارح والكلب
الكردية إذا علمت فهي بمنزلة السلوقية (2) .بيان :في القاموس :السلوق
كصبور :قرية باليمن تنسب إليه الدروع والكلب أو بلد بطرف أرمنية ،أو
إنما نسبتا إلى سلقية محركة :بلد للروم فغير للنسب انتهى .والخبر بظاهره
يدل على حل صيد الفهد ،وحمل على التقية كما عرفت ،و كون الراوي
عاميا يؤيده ،ورواه في الكافي بإسناده إلى السكوني عنه عليه السلم قال:
الكلب الكردية ) (3الخ ،وليس فيه ذكر الفهد ،ويحتمل كون الفقرة الولى
جملة برأسها ويكون الغرض أنه من الجوارح ،لكن ليس بمكلب وإن كان
بعيدا ،وقال في المسالك :ل فرق في الكلب بين السلوقي وغيره إجماعا5 .
-كتاب المسائل لعلي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلم قال :سألته
عن الرجل هل يصلح له أن يصيد حمام الحرم في الحل فيذبحه فيدخل
الحرم فيأكله ؟ فقال :ل يصلح أكل حمام الحرم على حال ) .(4بيان :سيأتي
حكمه في كتاب الحج انشاء ال.
) (1تفسير العياشي (2) .293 :1تفسير العياشي (3) .294 :1رواه الكليني في
الفروع 205 :6باسناده عن على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن
السكوني (4) .بحار النوار 251 :10فيه :فيدخله الحرم.
][275
- 6الدعائم :عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلم قال :الطير وكره
أمن بأمان ال ،فإذا طار فصيدوه ) (1إن شئتم - 7 .وقال جعفر بن محمد
عليه السلم ،ول يصاد من الصيد إل ما أضاع التسبيح - 8 .وعن علي
عليه السلم أنه قال :الطير إذا ملك ثم طار ثم اخذ فهو حلل لمن أخذه ،قال
جعفر بن محمد عليه السلم يعني البزاة ونحوها لن أصلها مباح ،ونهى
عن صيد الحمام في المصار ورخص في صيدها في القرى - 9 .وعن
علي عليه السلم أنه قال :الصيد لمن سبق إلى أخذه ) .(2بيان :إذا أطلق
الصيد من يده فان لم ينو قطع ملكه عنه فل خلف في بقاء ملكه عليه وإن
قطع نيته عن ملكه ففي خروجه عنه قولن :أحدهما ،وهو الشهر عدمه
والثاني أنه يخرج بذلك عن ملكه ،ذهب إليه الشيخ في المبسوط واحتجوا
عليه بأن الصل في الصيد انفكاك الملك عنه ،وإنما حصل ملكه باليد وقد
زالت ،ول يخفى وهنه ويتفرع على زوال ملكه عنه ملك من يصيده ثانيا
له ،فليس للول انتزاعه منه ،وعلى القول بعدمه هل تكون نية رفع ملكه
عنه أو تصريحه باباحته موجبا لباحة أحد غيره له ؟ وجهان :أحدهما
العدم لبقاء الملك المانع من تصرف الغير فيه وأصحهما إباحته لغيره،
بمعنى أنه ل ضمان على من أكله ،ولكن يجوز للمالك الرجوع فيه ما دامت
عينه موجودة كنثار العرس والخبر على تقدير صحته يؤيد مختار
المبسوط وكأن النهي عن صيد الحمام في المصار لكون الغالب فيها
الملك ،ويمكن أن يحمل على ما إذا كان عليها أثر الملك أو على الكراهة،
وفي بعض النسخ مكان القرى :العراء وهو الفضاء ل يستتر فيه بشئ
وبالقصر :الناحية والجناب فالمراد به الصحارى - 10 .الدعائم :عن جعفر
بن محمد عن آبائه عليهم السلم عن علي بن أبي طالب عليه السلم أنه
سئل عن قول ال عزوجل " :وما علمتم من الجوارح مكلبين " قال :هي
الكلب
) (1في النسخة المخطوطة :فتصيدوه ان شئتم (2) .الدعائم :ليس نسخته موجودة
عندي.
][276
والجارح الكاسب ،ومنه قول ال عزوجل " :ويعلم ما جرحتم بالنهار ) " (1أي
كسبتم - 11 .وعنه عليه السلم أنه قال :ما أمسكت الكلب المعلمة اكل
وإن قتلته وما قتلت الكلب غير المعلمة فل يؤكل يعنى إذا سمى ال عند
إرساله ،ول بأس بأكله إذا نسي التسمية ) - 12 .(2وعن أبي جعفر وأبى
عبد ال عليهما السلم أنهما رخصا في أكل ما أمسكه الكلب المعلم وإن
قتله وأكل منه ،ولم يرخصا فيما أكل منه الطير - 13 .وعن أبي جعفر عليه
السلم قال :الصقور والبزاة من الجوارح - 14 .وعن جعفر بن محمد عليه
السلم أنه قال :الفهد المعلم كالكلب يؤكل ما أمسك - 15 .وعن رسول ال
صلى ال عليه وآله أنه نهى عن صيد الكلب السود وأمر بقتله .وهذا
خصوص إذا كان بهيما كله - 16 .وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه
قال :الكلب كلها بمنزلة واحد إذا علم الكردي فهو كالسلوقي - 17 .وعنه
عليه السلم أنه قال :من أرسل كلبا ولم يسم فل يأكل يعني ما قتل من
الصيد إذا ترك التسمية عمدا ،فان نسي ذلك أو جهله فليأكل )- 18 .(3
وعنه عليه السلم أنه قال في الصيد يأخذه الكلب فيدركه الرجل حيا ثم
يموت يعني في المكان من فعل الكلب ،قال :كل ،يقول ال عزوجل " :فكلوا
مما أمسكن عليكم " فأما إن أخذه الصائد حيا فتوانى في ذبحه أو ذهب به
إلى منزله فمات أو لم يكن الكلب الذي قتله معلم لم يجز أكله - 19 .وعن
علي عليه السلم أنه قال في كلب المجوسي ،ل يؤكل صيده إل أن يأخذه
) (1النعام (2) .60 :الظاهر ان التفسير من صاحب الدعائم (3) .التفسير من
صاحب الدعائم ظاهرا.
][277
مسلم فيقلده ويعلمه ويرسله ،قال :وإن أرسله المسلم جاز أكل ما أمسك ،وإن لم
يكن علمه - 20 .وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال :إذا ضرب
الرجل الصيد بالسيف أو طعنه بالرمح أورماه بالسهم فقتله وقد سمى ال
حين فعل ذلك ل بأس بأكله وقال في الرجل يرمي الصيد فيقصر عنه فيبتدر
القوم فيقطعونه بينهم يعنى بضربهم إياه بسيوفهم من قبل أخذه ،قال :حلل
أكله - 21 .وسئل عليه السلم عن ثور وحشي ابتدره قوم بأسيافهم وقد
سموا فقطعوه بينهم ،فقال :ذكاة وحية ولحم حلل - 22 .وعنه عليه
السلم أنه قال في الرجل يرمي الصيد فيتحامل والسهم فيه أو الرمح أو
يتحامل بشدة الضربة فيغيب عنه ثم يجده من الغد ميتا وفيه سهمه ،أو
يكون ضربه أو أصابه بسهم في مقتل علم أنه مات من فعله ل من فعل
غيره فحلل أكله ،فقد روينا عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال :ما
أصميت فكل ،وما أنميت فل تأكل فالصماء أن يصيب الرمية فيموت
مكانها ،والنماء أن يصيبها يتوارى عنه ثم يموت وهذا قول مجمل قد
يكون نهي تأديب أو يكون في شك مما أنما هل قتله بضربته أم ل والذي
ذكرناه عن جعفر بن محمد عليه السلم هو مفسر ،وما ل شبهة فيه أنه إذا
علم أنه قتله .فحلل أكله - 23 .وعن علي وعن أبي عبد ال عليهما
السلم أنهما قال في الصيد يضربه الصائد فيتحامل فيقع في ماء أو نار أو
يتردى من موضع عال فيموت قال :ل يؤكل إل أن تدرك ذكاته - 24 .وعن
أبي جعفر عليه السلم أنه قال :ما قتل بالحجر والبندق وأشباه ذلك لم
يؤكل إل أن يدرك ذكاته - 25 .وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه كره
ما قتل من الصيد بالمعراض إل أن ل يكون له سهم غيره .والمعراض:
سهم ل ريش فيه يرمى فيمضى بالعرض.
][278
- 26وعن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه نهى عن صيد المجوس وعن
ذبائحهم يعني بصيدهم هذا ما قتلوه من قبل أن تدرك ذكاته أو قتلته كلبهم
التي أرسلوها - 27 .وعن علي عليه السلم أنه قال :ما أخذت الحبالة
فمات فيها فهي ميتة ،وما أدرك حيا ذكي فأكل ) .(1بيان :قوله :والجارح،
كأنه من كلم المؤلف ،وكذا قوله :يعني في المواضع وقوله :وهذا
خصوص .والبهمة :غاية السواد ،والبهيم :الخالص الذي ل يخالط لونه
لون ،والقيد مأخوذ عما رواه الكليني والشيخ ) (2باسنادهما عن السكوني
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :الكلب
السود البهيم ل تأكل صيده لن رسول ال عليه السلم أمر بقتله .قوله:
قال :وإن أرسله ،الظاهر أنه مضمون حديث آخر كما مر ،ذكاة وحية قال
في المصباح :الوحى :السرعة ،يمد ويقصر ،وموت وحي مثل سريع وزنا
ومعنى فعيل بمعنى فاعل ،وذكاة وحية أي سريعة ،ونحوه قال في المغرب:
وقال :القتل بالسيف أو حى أي أسرع ،وفي أكثر نسخ التهذيب " :وجيئة
" بالجيم مهموز من وجأته بالسكين :ضربته بها ،وكأنه تصحيف .وقال
في النهاية " :فيه كل ما أصميت ودع ما أنميت " الصماء :أن تقتل
الصيد مكانه ومعناه سرعة إزهاق الروح من قولهم للمسرع :صميان،
والنماء أن تصيب إصابة غير قاتلة في الحال يقال :أنميت الرمية ،ونمت
بنفسها ،ومعناه إذا صدت بكلب
) (1الدعائم :ليست نسخته عندي والروايات كلها مذكورة في مستدرك الوسائل
راجعه (2) .رواه الكليني في الفروع 206 :6باسناده عن على بن
ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني وفيه " :ل يؤكل " ورواه
الشيخ في التهذيب 80 :9باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى عن بنان
عن أبيه عن ابن المغيرة عن السكوني وفيه :الكلب السود ل يؤكل صيده
فان.
][279
أو سهم أو غيرهما فمات وأنت تراه غير غائب عنك فكل منه ،وما أصبته ثم غاب
عنك فمات بعد ذلك فدعه لنك ل تدري أمات بصيدك أم بعرض آخر " )
،(1انتهى .قوله عليه السلم إل أن ل يكون الخ ،ظاهره أن صيد المعراض
إنما يحل مع الضطرار وفقدان آلة غيره ،وقد روى الكليني والشيخ )(2
في الحسن كالصحيح عن الحلبي عن أبي عبد ال عليه السلم أنه سئل
عما صرع المعراض من الصيد فقال :إن لم يكن له نبل غير المعراض
وذكر اسم ال عليه فليأكل مما قتل ،وإن كانت له نبل غيره فل .وفي رواية
اخرى رويا ) (3عن أبي جعفر عليه السلم :ل بأس إذا كان هو مرماتك أو
صنعته لذلك .ولم يقل :بهذه التفاصيل ظاهرا أحد لنه إن كان له نصل
قالوا :يحل مقتوله مطلقا ،وإن لم يكن له نصل ل يحل مطلقا عندهم كما
عرفت ،ويمكن حملها على الستحباب وعلى كونه ذا حديد أو يكون
بعضهاكناية عن كونه ذا حديد ،والحوط عدم الكتفاء بالمعراض إذا لم
يخرق من غير ضرورة .وروى الشيخ في الصحيح ) (4عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :إذا رميت بالمعراض فخرق فكل وإن لم يخرق واعترض
فل تأكل.
) (1النهاية 300 :2فيه ام بعارض آخر (2) .رواه الكليني في الفروع 212 :6
باسناده عن على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن
الحلبي .ورواه الشيخ في التهذيب 35 :9باسناده عن محمد بن يعقوب.
ورواه الصدوق في الفقيه 203 :3باسناده عن حماد عن الحلبي(3) .
أي الكليني والشيخ وهى رواية رواه الكليني في الفروع 212 :6عن
محمد بن يحيى عن عبد ال بن محمد عن على بن الحكم عن ابان عن
زرارة واسماعيل الجعفي انهما سأل أبا جعفر )ع( عما قتل المعراض
قال :ل بأس اه .ورواه الشيخ في التهذيب 35 :9باسناده عن محمد بن
يعقوب.صنعته ظ (4) .في حديث أبى عبيدة وقد تقدم.
][280
أقول :في رواياتنا والمضبوط في كتب أصحابنا بالخاء المعجمة والراء المهملة )
،(1وفي روايات العامة بالزاي قال في النهاية :في حديث عدي قلت :يا
رسول ال إنا نرمي بالمعراض فقال :كل ما خزق وما أصاب بعرضه فل
تأكل ،خزق السهم وخسق :إذا أصاب الرمية ونفذ فيها ،وسهم خازق
وخاسق انتهى ) .(2ول خلف في أن ما قتلته الحبالة والشبكة أو قطعته
من الصيد حرام - 28 .الخلف للشيخ :روى عدي بن حاتم أن النبي صلى
ال عليه وآله قال :ما علمت من كلب ثم أرسلته وذكرت اسم ال عليه فكل
مما أمسك عليك ،قلت :فان قتل ؟ قال إذا قتله ولم يأكل منه شيئا فانما
أمسك عليك ،قلت :يا رسول ال صلى ال عليه وآله إني أرسلت كلبي
فقال :إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم ال فكل وإل فل تأكل ،قلت :فإني
أرسلت كلبي وأجد عليه كلبا فقال :ل تأكل إنك إنما سميت على كلبك )،(3
قال :قلت يا رسول ال إنا نصيد وإن أحدنا يرمي الصيد فيغيب عنه الليلتين
والثلث فيجده ميتا وفيه سهمه ،فقال :إذا وجدت فيه أثر سهمك ولم يكن
فيه أثر سبع وعلمت أن سهمك قتله فكل ) ،(4وقال سألت رسول ال صلى
ال عليه وآله عن الصيد فقال :إذا رميت الصيد وذكرت اسم ال فقتل فكل،
وإن وقع في الماء فل تأكل فانك ل تدرى الماء قتله أم سهمك ) .(5أقول:
إنما أوردت هذا الخبر مع كونه عاميا لن راويه وهو عدي كان من
خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلم وكان معه في غزواته ،وقال
الفضل بن شاذان :إنه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه
السلم ،ولشتماله على أحكام كثيرة مفهوما ومنطوقا ،وأكثرها مما عمل
به الصحاب ومؤيدة بأخبار كثيرة من طرقنا ،وبيناها
) (1أي خرق (2) .النهاية (3) .327 :1الخلف (4) .202 :2الخلف ) .203 :2
(5الخلف .304 :2
][281
فيما مضى وسيأتي - 29 .الشهاب :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من اتبع
الصيد غفل .الضوء :معناه وال أعلم أن الذي يتبع الصيد وينقطع إليه
بنفسه وراءه يصده عن العبادات الواجبة عليه ،ول شك أن للصيد ضراوة
وحرصا وشهوة تصده عن جميع المهمات ،وتصدف عن العبادات ،ويجوز
أن يكون الصيد كناية عن طلب الدنيا فيقول عليه السلم :من اتبع الصيد
أي الدنيا غفل أي من حبس نفسه على الحطام وجعله من أهم المور فكأنه
يصيد صيدا ) - 30 .(1صحيفة الرضا :بالسناد عنه عليه السلم باسناده
إلى جعفر عليه السلم قال :مر جعفر بصياد فقال :يا صياد أي شئ أكثر ما
يقع في شبكتك ؟ قال الطير الزاق ،قال فمر وهو يقول :هلك صاحب العيال
) .(2بيان :الزاق :الذي له فرخ يزقه ،وزق الطائر :إطعامه فرخه- 31 .
قرب السناد :عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد قال :سئل جعفر
عن صيد الكلب والبزاة والرمي فقال عليه السلم :أماما صاده الكلب
المعلم وقد ذكر اسم ال عليه فكله وإن كان قد قتله وأكل منه ،وقال في
الذي يرمى بالسيف والحجر و النشاب والمعراض ل يؤكل إل ما ذكي منه،
وكذا ما صاد البازي والصقورة وغيرهما من الطير ل تأكل إل ما ذكى منه
) .(3بيان :قوله " :والرمي " كذا في أكثر النسخ وكأنه تصحيف ،وعلى
تقديره أعرض عليه السلم عن جوابه ،ويمكن أن يقرأ الرمي كغني وهو
سحابة عظيمة القطر ،فالمراد به ما سقط بالصاعقة والرمي كما لو صوت
الحجر يرمى به الصبي ،وهو أيضا مناسب ،أو هو بالفتح والمراد بالبنادق
والجلهق ،وفي القاموس :النشاب بالضم :النبل الواحدة بهاء ،وبالفتح:
متخذه وأقول :قد تقدم الكلم فيه.
) (1شرح الشهاب :ليس عندي (2) .صحيفة الرضا :لم نجده فيه (3) .قرب
السناد 39 :و .40
][282
) (1قرب السناد (2) .51 :الخصال (3) ...في المصدر :روى الحسن (4) .الخصال
(5) .227 :1في المصدر :ومن اتبع الصيد غفل (6) .المالى 270 :1
طبعة النجف (7) .النهاية (*) .81 :1
][283
وقال :من اتبع الصيد غفل ،أي يشتغل به قلبه ويستولي عليه حتى يصير فيه غفلة
) .(1وفي الفائق :بدوت أبدو :إذا أتيت البدو ،جفا ،أي صار فيه جفاء
العراب لتوحشه وانفراده عن الناس ،غفل أي شغل الصيد قلبه وألهاه
حتى صارت فيه غفلة ،وليس الغرض ما تزعمه جهلة الناس أن الوحش،
نعم الجن فمن تعرض لها خبلته وغفلته انتهى .وقال الطيبي :من اعتاده
للهو والطرب غفل لنهما يصدران من القلب الميت ومن اصطاد للقوت
جاز انتهى .وأقول :يحتمل أن يكون المعنى أنه لولوعه بالصيد يغفل عن
المهالك في المسالك فيخاطر بنفسه - 36 .العلل :عن أبيه عن محمد بن
يحيى العطار عن محمد بن أحمد الشعري عن البرقي عن رجل عن ابن
أسباط عن عمه رفع الحديث إلى علي عليه السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :ل تتبعوا الصيد فانكم على غرة .الخبر ) .(2بيان:
على غرة بالكسر أي على غفلة في تلك الحالة عما يعرض لكم من المهالك
كما ذكرنا في الخبر السابق ،وكأن المراد اتباع الصيد إلى حيث يذهب من
المسافات البعيدة ،أو هي من الغرر بمعنى الهلك ،أي أنتم بمعرض هلك،
وفي بعض النسخ " :على غيره " وكأنه تصحيف - 37 .معاني الخبار:
روي أن العادي اللص ،والباغي الذي يبغي الصيد ل يجوز لهما التقصير
في السفر ول أكل الميتة في حال الضطرار ) - 38 .(3قرب السناد :عن
عبد ال بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه عليه السلم قال :سألته
عن رجل لحق حمارا أو ظبيا فضربه بالسيف فقطعه نصفين هل يحل
) (1النهاية (2) .176 :3علل الشرايع 280 :2طبعة قم (3) .معاني الخبار:
214طبعة الغفاري.
][284
أكله ؟ قال :نعم إذا سمى ،وسألت عن رجل لحق حمارا أو ظبيا فضربه بالسيف
فصرعه أيؤكل ؟ قال :إذا أدرك ذكاته أكل ،وإن مات قبل أن يغيب عنه أكله
) .(1تبيان :قال في المسالك :إذا رمى الصيد بآلة كالسيف فقطع منه قطعة
كعضو منه فان بقي الباقي مقدورا عليه وحياته مستقرة فل إشكال في
تحريم ما قطع منه لنه قطعة ابينت من حى قبل تذكيته ،وإن لم يبق حياة
الباقي مستقرة فمقتضى قواعد الصيد حل الجميع لنه مقتول به ،فكان
بجملته حلل ،ولو قطعه نصفين أي قطعتين وإن كانا مختلفتين في المقدار
فان لم يتحركا فهما حللن ،وكذا لو تحركا حركة المذبوح سواء خرج
منها دم معتدل أم من أحدهما أم ل ،وكذا لو تحرك أحدهما حركة المذبوح
دون الخر وسواء في ذلك النصف الذي فيه الرأس وغيره ،وإن تحرك
أحدهما حركة مستقر الحياة ،وذلك ل يكون إل في النصف الذي فيه
الرأس ،فان كان قد أثبته بالجراحة الولى فقد صار مقدورا عليه فتعين
الذبح ،ول تجزي سائر الجراحات وتحل تلك القطعة دون المبانة ،وإن لم
يثبته بها ول أدركه وذبحه بل جرحه جرحا آخر مدنفا حل الصيد دون تلك
القطعة ،وإن مات بهما ففي حلها وجهان :أجودهما العدم ،وإن مات
بالجراحة الولى بعد مضي زمان ولم يتمكن من الذبح حل باقي البدن،
وفي القطعة السابقة الوجهان ،وأولى بالحل هنا لو قيل به ثمة ،والصح
التحريم ،هذا هو الذي تقتضيه قواعد أحكام الصيد مع قطع النظر عن
الروايات الشاذة ،وفي المسألة أقوال منتشرة مستندة إلى اعتبارات أو
روايات شاذة مشتملة على ضعف وقطع وإرسال :منها أنه مع تحرك أحد
النصفين دون الخر فالحلل هو المتحرك خاصة ،وإن حلهما معا مشروط
بحركتهما أو عدم حركتهما معا مع خروج الدم ،وهو قول الشيخ في
النهاية .ومنها أن حلهما مشروط بتساويهما ،ومع تفاوتهما يؤكل ما فيه
الرأس إذا كان أكبر ،ولم يشترط الحركة ول خروج الدم ،وهو قول الشيخ
أيضا في كتابي الفروع.
][285
ومنها اشتراط الحركة وخروج الدم في كل واحد من النصفين ،ومتى انفرد أحدهما
بالشرط أكل وترك ما ل يجمعها ،فلو لم يتحرك واحد منهما حرم وهو قول
القاضي .ومنها أنه مع تساويهما يشترط في حلهما خروج الدم منهما ،وإن
لم يخرج دم فان كان أحد الشقين أكثر ومعه الرأس حل ذلك الشق ،فان
تحرك أحدهما حل المتحرك وهو قول ابن حمزة ،واختار المحقق وجماعة
حلهما مطلقا إن لم يكن في المتحرك حياة مستقرة وهو القوى انتهى.
وبالجملة المسألة في غاية الشكال وصحيحة الحلبي تدل على الحل مطلقا،
وكذا هذا الخبر ،وسائر الخبار مقتضى الجمع بينها أنه إذا قده بنصفين
عرفا بأن ل يكون بينهما تفاوت كثير يحلن مطلقا إل إذا تحرك أحدهما ولم
يتحرك الخر فيحل المتحرك حسب ،ولو كان بينهما تفاوت كثير يحل
الكبر إذا كان من جانب الرأس دون الصغر ،ولو كان بالعكس يحلن ،وبه
يمكن الجمع بينها وال يعلم ويدل الحديث على جواز الصطياد بالسيف
وعلى حل حمار الوحش .قوله :إذا أدرك ذكاته ،أي أدركه حيا وذكاه- 39 .
تفسير علي بن إبراهيم :يسألونك ماذا احل لهم قل احل لكم الطيبات وما
علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم ال " وهو صيد الكلب
المعلمة خاصة أحلها ال إذا أدركته وقد قتله لقوله " :فكلوا مما أمسكن
عليكم " وأخبرني أبي عن فضالة بن أيوب عن سيف بن عميرة عن أبي
بكر الحضرمي عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سألته عن صيد البزاة
والصقور والفهود والكلب قال :ل تأكلوا إل ما ذكيتم إل الكلب قلت :فان
قتلته قال :كل فان ال يقول " :وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن
مما علمكم ال فكلوا مما أمسكن عليكم " ثم قال :كل شئ من السباع
تمسك الصيد على نفسها إل الكلب المعلمة فانها تمسك على صاحبها،
وقال :إذا أرسلت الكلب المعلم فاذكر ال عليه فهو ذكاته ).(1
) (1تفسير على بن ابراهيم .151 :طبعة التفرشى فيه :فاذكر اسم ال عليه فهو
ذكاته.
][286
- 40القصص :قال أبو عبد ال عليه السلم :كان ورشان يفرخ في شجرة وكان
رحل يأتيه إذا أدرك الفرخان فيأخذ الفرخين ،فشكى ذلك الورشان إلى ال
تعالى فقال :إني سأكفيكه ،قال :فأفرخ الورشان وجاء الرجل ومعه رغيفان
فصعد الشجرة وعرض له سائل فأعطاه أحد الرغيفين ثم صعد فأخذ
الفرخين ونزل بهما فسلمه ال لما تصدق به ) .(1بيان :كأن فيه إيماء إلى
كراهة أخذ الفراخ من الوكار كما ذكره الصحاب ووردت به الروايات،
قال في الدروس :يكره صيد الطير والوحش ليل وأخذ الفراخ من
أعشاشها - 41 .المحاسن :محمد بن عيسى اليقطيني عن أبي عاصم عن
هاشم بن ماهويه المداري ) (2عن الوليد بن أبان الرازي قال :كتب ابن
زاذان فروخ إلى أبي جعفر الثاني عليه السلم يسأله عن الرجل يركض في
الصيد ل يريد بذلك طلب الصيد ،وإنما يريد بذلك التصحيح قال :ل بأس
بذلك إل اللهو ) .(3بيان :الركض :تحريك الرجل والدفع واستحثاث الفرس
للعدو والعدو ،كذا في القاموس ،والفعل كنصر .قوله " :ل يريد بذلك طلب
الصيد " يحتمل وجهين :الول أنه ل يصيد لكنه يركض خلف الصيد.
والثاني أنه يصيد ليس غرضه اللهو بالصيد ول الصيد في نفسه ،وإنما
غرضه طلب صحة البدن وما يوجبها كهضم الطعام و دفع فضول
الرطوبات عن البدن ،والخير أظهر معني ،والول لفظا ،ول يبعد جواز هذا
النوع من الصيد من فحاوي كلم الصحاب فانهم حكموا بحرمة الصيد
لهوا وبطرا ،وبحل الصيد للقوت وللتجارة ،ودلئلهم على تحريم الول
وجواز الخيرين يقتضى جواز هذا وأمثاله ،قال في التذكرة :اللهي بسفره
كالمتنزه بصيده بطرا ولهوا ل يقصر عند علمائنا لن اللهو حرام فالسفر
له معصية ،ولو كان الصيد لقوته وقوت عياله وجب القصر لنه فعل
مباح ،ولو كان للتجارة فالوجه القصر في الصلوة والصوم
) (1قصص النبياء :مخطوط (2) .في المصدر :هشام بن ماهويه المدارى(3) .
الحماسن ،628 :فيه :ل للهو.
][287
لنه مباح انتهى ،وكون هذا المقصود مباحا ظاهر - 42 .فقه الرضا :قال عليه
السلم اعلم يرحمك ال أن الطير إذا ملك جناحه فهو لمن أخذه إل أن
يعرف صاحبه فيرد عليه ،ول يصلح أخذ الفراخ من أو كارها في جبل أو
بئر أو أجمة حتى ينهض ،وإذا أردت أن ترسل الكلب على الصيد فسم ال
عليه ،فان أدركته حيا فاذبحه أنت وإن أدركته وقد قتله كلبك ) (1فكل منه
وإن أكل بعضه لقوله " :فكلوا مما أمسكن عليكم " وإن لم يكن معك حديد
تذبحه فدع الكلب على الصيد وسميت عليه حتى يقتل ثم تأكل منه .وإن
أرسلت على الصيد كلبك فشاركه كلب آخر فل تأكله إل أن تدرك ذكاته،
وإن رميت وسميت وأدركته وقد مات فكله إذا كان في السهم زج حديد،
وإن وجدته من الغدو كان سهمك فيه فل بأس بأكله إذا علمت أن سهمك
قتله ،وإن رميت وهو على جبل فأصابه سهمك ووقع في الماء ومات فكله
إذا كان رأسه خارجا من الماء ،وإن كان رأسه في الماء فل تأكله ،ول
تأكل ما اصطدت بباز أو صقر أو فهد أو عقاب أو غير ذلك إل ما أدركت
ذكاته إل الكلب المعلم فل بأس بأكل ما قتلته إذا كنت سميت عليه ).(2
تبيين :أكثر هذا الفصل أورده الصدوق في الفقيه ) .(3قوله :إذا ملك
جناحه ،أي استقل بالطيران فالتقييد لكراهة الصيد قبل الطيران وهو بعيد،
أو المراد عدم كونه مقصوصا فانه علمة سبق الملك فل يملكه الخذ إل
بعد التعريف ،وكذا إذا كان معقورا ،وظاهره أن الصل في الطير الباحة
بعد الطيران وإن علم أنه كان له مالك إل أن يعرف المالك بعينه فيرده
عليه ،لكن لم أر قائل به وقيل :المراد بملك الجناحين نهوضه من الوكر
فالمراد أنه ل يجوز اصطياده بالرمي ونحوه فانه غير ممتنع ،ول يخفى
بعده ،قوله " :وسميت عليه " حال بتقدير " قد " أي وقد سميت عليه
حين إرسال الكلب ،فل تحتاج إلى تسمية اخرى " فشاركه كلب
) (1في المصدر :الكلب (2) .فقه الرضا (3) .40 :من ل يحضره الفقيه 205 :3
راجعه ففيه اختلف حش.
][288
آخر " أي غير معلم أو غير مسمى عليه ،وعلم أن إزهاق الروح بهما أو لم يعلم
أنه بهما أو بأيهما وإذا علم أنه بالمعلم المسمى عليه لم يضر ويؤيده ما
رواه الكليني في الصحيح عن أبي عبيدة ) (1عن أبي عبد ال عليه السلم
حيث قال :إن وجد معه كلبا غير معلم فل يأكل منه .وعن أبي ) (2بصير
عنه عليه السلم قال :سألت عن قوم أرسلوا كلبهم وهي معلمة كلها وقد
سموا عليها ،فلما أن مضت الكلب دخل فيها كلب غريب ل يعرفون لها
صاحبا فاشتركت جميعها في الصيد ،فقال :ل يؤكل منه لنك ل تدري أخذه
معلم أم ل .قوله عليه السلم :إذا كان في السهم الخ ،محمول على ما إذا لم
يخرق بحده كما مر .قوله " :وإن رميت " في الفقيه :إن رميته وهو على
جبل فسقط ومات فل تأكله وإن رميته وأصابه سهمك ووقع في الماء فمات
فكله إذا كان رأسه خارجا من الماء ،وإن كان رأسه في الماء فل تأكله.
والمشهور بين الصحاب أنه ل يحل إذا تردى من جبل أو وقع في ماء
فمات ،نعم لو صير حياته غير مستقرة حل .وفي صحيحة الحلبي ) (3عن
أبي عبد ال عليه السلم أنه سئل عن رجل يرمي صيدا و
) (1رواه الكليني في الفروع 203 :6باسناده عن العدة عن سهل وعلى بن
ابراهيم عن ابيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن
محبوب عن على بن رئاب عن أبى عبيدة الحذاء ورواه الشيخ في
التهذيب 26 :9عن الحسن بن محبوب (2) .رواه الكليني في الفروع :6
206عن محمد بن يحيى عن محمد بن احمد عن بعض اصحابنا عن
الحسن بن على بن ابى حمزة عن ابيه عن ابى بصير وفيه :ولم يعرفوا
له صاحبا فاشتركن جميعا ورواه الشيخ في التهذيب 26 :9باسناده عن
محمد بن يعقوب (3) .رواه الكليني في الفروع 215 :6عن على بن
ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي .ورواه الشيخ
في التهذيب 37 :9عن محمد بن يعقوب.
][289
هو على جبل أو حائط فيخرق فيه السهم فيموت فقال :كل منه وإن وقع في الماء
من رميتك فمات فل تأكل منه .وروى نحوه بسند موثق عن سماعة )،(1
وعن عبد الرحمن بن ) (2الحجاج عن أبي الحسن عليه السلم قال :ل
تأكل من الصيد إذا وقع في الماء فمات .وقال في المسالك :هذا أي عدم
الحل إذا علم استناد موته إليهما أو إلى غير الرمية أو شك في الحال ،ولو
علم استناد موته إلى الرمية عادة حل لوجود المقتضي وانتفاء المانع ،وإن
أفاد الماء في التردي تعجيل ،وقيد الصدوقات الحل بأن يموت ورأسه
خارج الماء ،ول بأس به لنه أمارة على قتله بالسهم إن لم يظهر خلف
ذلك - 43 .السرائر :نقل من كتاب موسى بن بكر عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :إذا رميت بسهمك فوجدته وليس به أثر غير أثر سهمك وترى
أنه لم يقتله غير سهمك فكل تغيب عنك أو لم يتغيب عنك )- 44 .(3
العياشي :عن أبي بكر الحضرمي قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن
صيد البزاة والصقور والفهود والكلب فقال :ل تأكل من صيد شئ منها إل
الكلب ) ،(4قلت :فانه قتله قال :كل ،فإن ال يقول " :وما علمتم من
الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم ال فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا
اسم ال عليه " ).(5
) (1رواه الكليني في الفروع 215 :6عن العدة عن احمد بن محمد بن خالد عن
عثمان بن عيسى عن سماعة .ورواه الشيخ في التهذيب 38 :9عن
محمد بن يعقوب (2) .هكذا في الكتاب والموجود في المصادر :خالد بن
الحجاج ،روى الكليني في الفروع 215 :6الحديث عن محمد بن يحيى
عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن عيسى عن حجاج عن خالد
بن الحجاج ورواه الشيخ في التهذيب 37 :9عن احمد بن محمد بن
عيسى (3) .السرائر (4) .464 :في المصدر :ل تأكل من صيد شئ منها
ال ما ذكيت ال الكلب (5) .تفسير العياشي 294 :1ورواه الكليني
والشيخ وعلى بن ابراهيم في الكافي و التهذيب والتفسير راجع الوسائل
(*) .208 :16
][290
- 45ومنه عن أبي عبيدة عن أبي عبد ال عليه السلم عن الرجل سرح الكلب
المعلم ويسمي إذا سرحه ،قال :يأكل مما أمسك عليه وإن أدركه وقتله وإن
وجد معه كلب غير معلم فل يأكل منه ،قلت :والصقر والعقاب والبازى،
قال :إن أدركت ذكاته فكل منه وإن لم تدرك ذكاته فل تأكل منه ،قلت فالفهد
ليس بمنزلة الكلب قال :فقال :ل ،ليس شئ مكلب إل الكلب )- 46 .(1
ومنه :عن سماعة عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان أبي يفتي وكنا
نفتي ونحن نخاف في صيد البازي والصقور ،فأما الن فانا ل نخاف ول
يحل صيدهما إل أن يدرك ذكاته وإنه لفي كتاب علي عليه السلم إن ال
قال " :ما علمتم من الجوارح مكلبين " فهي الكلب ) .(2بيان " :فهي
الكلب " أي الجوارح المذكورة في الية المراد بها الكلب لقوله "
مكلبين " وقال المحدث السترابادي رحمه ال :يعني أن المراد من
المكلبين الكلب .وفي تفسير علي بن إبراهيم رواية اخرى يؤيد ذلك ،فعلم
من ذلك أن قراءة علي بفتح اللم ،والقرءة الشائعة بين العامة بكسر اللم
انتهى .وأقول :ل ضرورة إلى هذا التكلف وتغيير القراءة المشهورة- 47 .
العياشي :عن زرارة عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما خل الكلب مما
يصيد الفهود والصقور وأشباه ذلك فل تأكلن من صيده ال ما أدركت ذكاته
لن ال قال " :مكلبين " فما خل الكلب فليس صيده بالذى يؤكل إل أن
تدرك ذكاته ) - 48 .(3ومنه :عن الحلبي عن أبي عبد ال عليه السلم إن
في كتاب علي عليه السلم :قال ال :إل ما علمتم من الجوارح مكلبين
تعلمونهن مما علمكم ال " فهي الكلب ) - 49 .(4ومنه :عن جميل عن
أبي عبد ال عليه السلم سئل عن الصيد يأخذه الكلب
) (1تفسير العياشي 294 :1ورواه الكليني والشيخ راجع الوسائل (2) .207 :16
تفسير العياشي 294 :1ورواه الكليني والشيخ راجع الوسائل :16
(3) .220تفسير العياشي (4) .295 :1تفسير العياشي .295 :1
][291
فيتركه الرجل حتى يموت قال :نعم كل إن ال يقول :فكلوا مما أمسكن عليكم ).(1
بيان :هذا مختصر من صحيحة جميل المتقدمة في الحكم التاسع وقد مر
الكلم فيه - 50 .العياشي :عن أبي جميلة عن أبي حنظلة ) (2عنه عليه
السلم في الصيد يأخذه الكلب فيدركه الرجل فيأخذه ثم يموت في يده أيأكل
) (3؟ قال :نعم إن ال يقول :كلوا مما أمسكن عليكم ) .(4بيان :كأنه
محمول على عدم استقرار الحياة على طريقة القوم أو عدم إمكان الذبح
لقصر الزمان أو فقد اللة على قول ،أو قتل الكلب له مع بعد على قول51 .
-العياشي :عن أبي بصير عن أبي عبد ال عليه السلم في قول ال" :
وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم ال فكلوا مما أمسكن
عليكم و اذكروا اسم ال " قال :ل بأس بأكل ما أمسك الكلب مما لم يأكل
الكلب منه .فإذا أكل الكلب منه قبل أن تدركه فل تأكله ) - 52 .(5ومنه:
عن رفاعة عن أبي عبد ال قال :الفهد مما قال ال :مكلبين )- 53 (6
ومنه :عن أبان بن تغلب قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :كل ما
أمسك عليك الكلب وإن بقي ثلثه ) - 54 .(7الهداية :كل كل ما صاد الكلب
المعلم وإن قتله وأكل منه ولم يبق منه إل بضعة واحدة ،ول تأكل ما صيد
بباز أو صقر أو فهد أو عقاب إل ما أدركت ذكاته ،ومن أرسل كلبه ولم
يسم تعمدا فأصاب صيدا لم يحل أكله لن ال عزوجل يقول " :ول
) (1تفسير العياشي (2) .295 :1في المصدر :عن ابن حنظلة (3) .في المصدر:
أياكل منه (4) .تفسير العياشي 5) .295 :1و (6تفسير العياشي :1
(7) .295تفسير العياشي 295 :1فيه :ما امسك عليه الكلب.
][292
تأكلوا مما لم يذكر اسم ال عليه " ) (1وإن نسي فليسم حين يأكل ،وكذلك في
الذبيحة ،ول بأس بأكل لحم الحمر الوحشية ،ول بأس بأكل ما صيد بالليل،
ول يجوز صيد الحمام بالمصار ،ول يجوز أخذ الفراخ من أو كارها في
جبل أو بئر أو أجمة حتى ينهض ) .(2بيان :فليسم حين يأكل ،محمول على
الستحباب ،ول بأس باكل ،أي ليس الفعل بحرام أو المعنى أن كراهة الفعل
ل يسري إلى الكل ،ول يجوز ظاهره الحرمة ولم أر قائل بها غيره ،وكذا
ذكره في المقنع أيضا ،وحمله على الصطياد بالكلب والسهم وأمثاله بعيد،
نعم يمكن حمل عدم الجواز في كلمه على الكراهة الشديدة ،قال في
المختلف :يكره أخذ الفراخ من أعشاشهن .وقال الصدوق وأبوه :ل يجوز
أخذ الفراخ من أو كارها في جبل أو بئر أو أجمة حتى ينهض ،فان قصد
التحريم صارت المسألة خلفية لنا الصل عدم التحريم - 55 .السرائر :نقل
من كتاب جميل بن دراج عن زرارة عن أبي عبد ال عليه السلم في رجل
صاد حماما أهليا قال :إذا ملك جناحه فهو لمن أخذه ) - 56 .(3ومنه :نقل
من جامع البزنطي عن إسحاق بن عمار قال :قلت لبي -عبد ال عليه
السلم :الطير يقع في الدار فنصيده وحولنا حمام لبعضهم ،فقال :إذا ملك
جناحه فهو لمن أخذه ،قال :قلت :يقع علينا فنأخذه وقد نعلم لمن هو ،قال:
إذا عرفته فرده على صاحبه ) .(4بيان :قال في الروضة :ل يملك الصيد
المقصوص أو ما عليه أثر الملك لدللة القص والثر على مالك سابق،
والصل بقاؤه ،ويشكل بأن مطلق الثر إنما يدل على المؤثر أما المالك فل،
لجواز وقوعه من غير مالك أو ممن ل يصلح للتملك ،أو ممن ل يحترم
) (1زاد في المصدر بعد ذلك وانه لفسق يعنى حرام (2) .الهداية(3) .17 :
السرائر (4) .468 :السرائر 469 :فيه :وقد نعرف لمن هو.
][293
ماله ،فكيف يحكم بمجرد الثر بمالك محترم مع أنه أعلم ،والعام ل يدل على الخاص
وعلى المشهور يكون مع الثر لقطة ومع عدم الثر فهو لصائده ،وإن كان
أهليا كالحمام للصل إل أن يعرف مالكه فيدفعه إليه - 57 .المختلف :نقل
من كتاب عمار الساباطي عن الصادق عليه السلم خرؤ الخطاف ل بأس
به وهو مما يحل أكله ،ولكن كره أكله لنه استجار بك وأوى في منزلك،
كل طير يستجيربك فأجره ) .(1بيان :يدل على كراهة صيد كل ما عشش
في دار النسان أو هرب من سبع وغيره وأوى إليه.
][294
][295
البقرة في اللبة فما ترى في أكل لحمها ؟ فسكت هنيئة ثم قال :قال ال " :فذبحوها
وما كادوا يفعلون " ل تأكل إل من ذبح من مذبحه ) .(1أقول :وقد مضى
تفسير آية المائدة ،وتدل على وجوب التذكية وحرمة ما ذكي بغير اسم ال
من الصنام وغيرها ،وسيأتي في الخبار تفسيرها " .فكلوا " قال
الطبرسي رحمه ال :إن المشركين لما قالوا للمسلمين :أتاكلون ما قتلتم
أنتم ول تأكلون ما قتل ربكم ؟ فكأنه سبحانه قال لهم :اعرضوا عن جهلكم
فكلوا والمراد به الباحة وإن كانت الصيغة صيغة المر " مما ذكر اسم ال
عليه " يعنى ذكر ال ) (2عند ذبحه دون الميتة وما ذكر عليه اسم
الصنام ،والذكر هو قول " :بسم ال " وقيل :هو كل اسم يختص ال
سبحانه به ،أو صفة تختصه كقول باسم الرحمن أو باسم القديم أو باسم
القادر لنفسه أو العالم لنفسه وما يجرى مجراه والول مجمع على جوازه،
والظاهر يقتضي جواز غيره لقوله سبحانه " :قل ادعوا ال أو ادعوا
الرحمن أياما تدعو فله السماء الحسنى ) " ." (3إن كنتم بآياته مؤمنين
" يعنى إن كنتم مؤمنين بأن عرفتم ال ورسوله وصحة ما أتاكم به من
عند ال فكلوا ما أحل دون ما حرم ،وفي هذه الية دللة على وجوب
التسمية على الذبيحة وعلى أن ذبائح الكفار ل يجوز أكلها لنهم ل يسمون
ال عليها ومن سمى منهم ل يعتقد وجوب ذلك ،ولنه يعتقد أن الذى
يسميه هو الذي أبد شرع موسى أو عيسى فاذن ل يذكرون ال حقيقة "
ومالكم أن ل تأكلوا مما ذكر اسم ال عليه " تقديره أي شئ لكم في أن ل
تأكلوا ،فيكون " ما " للستفهام ،وهو اختيار الزجاج وغيره من
البصريين ،ومعناه ما الذي يمنعكم أن تأكلوا مما ذكر اسم ال عند ذبحه،
وقيل :معناه ليس لكم أن ل تأكلوا ،فيكون " ما " للنفي " وقد فصل لكم "
أي بين لكم " ما حرم عليكم " قيل :هو ما ذكر في سورة المائدة من
قوله " :حرمت
) (1مجمع البيان (2) .132 :1يعنى ذكر اسم ال (3) .السراء.110 :
][296
عليكم الميتة " الية ،واعترض عليه بأنها نزلت بعد النعام بمدة إل أن يحمل )(1
على أنه بين على لسان الرسول ال صلى ال عليه وآله وبعد ذلك نزل به
القرآن ،وقيل :إنه ما فصل في هذه السورة في قوله " :قل ل أجد فيما
اوحي إلي محرما " الية ،وقرأ أهل الكوفة غير حفص " :فصل لكم "
بالفتح " ما حرم " بالضم ،وقرأ أهل المدينة وحفص ويعقوب وسهل "
فصل لكم ما حرم " كليهما بالفتح ،وقرء الباقون " فصل لكم ما حرم "
بالضم فيهما " ول تأكلوا مما لم يذكر اسم ال عليه " يعنى عند الذبح من
الذبائح وهذا تصريح في وجوب التسمية على الذبيحة لنه لو لم يكن كذلك
لكان ترك التسمية غير محرم لها " وإنه لفسق " يعني وإن أكل ما لم
يذكر اسم ال عليه لفسق " وإن الشياطين " يعنى علماء الكافرين
ورؤساءهم المتمردين في كفرهم " ليوحون " أي يؤمون ويشيرون "
إلى أوليائهم " الذين اتبعوهم من الكفار " ليجادلوكم " في استحلل
الميتة قال الحسن :كان مشركو العرب يجادلون المسلمين فيقولون لهم:
كيف تأكلون ما تقتلونه أنتم ول تأكلون مما يقتله ال وقتيل ال أولى بالكل
من قتلكم ؟ فهذه مجادلتهم وقال عكرمة :إن قوما من مجوس فارس كتبوا
إلى مشركي قريش وكانوا أولياءهم في الجاهلية أن محمدا وأصحابه
يزعمون أنهم يتبعون أمر ال ثم يزعمون أن ما ذبحوه حلل وما قتله ال
حرام ،فوقع ذلك في نفوسهم ،فذلك إيحاؤهم إليهم ،وقال ابن عباس معناه
أن الشياطين من الجن وهم إبليس وجنوده ليوحون إلى أوليائهم من
النس ،والوحي :إلقاء المعنى إلى النفس من وجه خفى ،وهم يلقون
الوسوسة إلى قلوب أهل الشرك ،ثم قال سبحانه " :وإن أطعتموهم " أيها
المؤمنون فيما يقولونه من استحلل الميتة وغيره " إنكم إذا لمشركون "
لن من استحل الميتة فهو كافر بالجماع ومن أكلها محرما لها مختارا
فهو فاسق ،وهو قول الحسن وجماعة المفسرين ،وقال عطا :إنه مختص
بذبائح العرب التي كانت تذبحها للوثان ) " .(2ل يذكرون اسم ال عليها
" قال البيضاوي :أي في الذبح وإنما يذكرون أسماء
) (1في المصدر :فل يصح ان يقال :انه فصل ال أن يحمل (2) .مجمع البيان :4
.358 - 356
][297
الصنام عليها ،وقيل :ل يحجون على ظهورها " افتراء عليه " نصب على
المصدر لن ما قالوه تقول على ال ،والجار متعلق بقالوا أو بمحذوف فهو
صفة له ) (1أو على الحال أو المفعول له والجار متعلق به أو بالمحذوف
" سيجزيهم بما كانوا يفترون " بسببه أو بدله ) " (2أو فسقا " قدمر
تفسيره ويدل ؟ على تحريم ما ذكر اسم غير ال عند ذبحه " ليذكروا اسم
ال " يدل على أن النسك إنما يصح ويتقبل إذا ذكر عليه عند ذبحه اسم ال
دون غيره ،وإنما خص بالنعام إيماء إلى أن الهدي ل يكون إل منها ،ويدل
على أن الهدى والضحية وذكر اسم ال على الذبيحة كان في جميع
الشرائع حيث قال " :ولكل امة جعلنا منسكا ليذكروا اسم ال " الخ" .
فاذكروا اسم ال عليها " قال الطبرسي ره :أي في حال نحرها ،وعبر به
عن النحر ،وقال ابن عباس :هو أن يقول :ال أكبر ل إله إل ال وال أكبر
اللهم منك ولك " صواف " أي قياما مقيدة على سنة محمد صلى ال عليه
وآله عن ابن عباس ،وقيل :هو أن تعقل إحدى يديها وتقوم على ثلث )(3
تنحر كذلك وتسوى بين أو ظفتها ) (4لئل يتقدم بعضها على بعض ،عن
مجاهد ،وقيل :هو أن تنحر وهي صافة أي قائمة قد ربطت يداها بين
الرسغ ) (5والخف إلى الركبة عن أبي عبد ال عليه السلم ،هذا في البل
فأما البقر فانه تشديداها ورجلها ويطلق ذنبها ،والغنم تشد ثلث قوائهم
منها ويطلق فرد رجل منها " فإذا وجبت جنوبها " أي سقطت إلى
الرض ،وعبر بذلك عن تمام خروج الروح منها " فكلوا منها " وهذا إذن
وليس بأمر لن أهل الجاهلية كانوا يحرمونها على نفوسهم ،وقيل :إن
الكل منها واجب إذا تطوع بها انتهى ).(6
) (1في المصدر :أو بمحذوف هو صفة له (2) .انوار التنزيل (3) .405 :1 :في
المصدر :على ثلثة (4) .الوظفة جمع الوظيف :مستدق الذراع أو
الساق من الخيل والبل وغيرها (5) .الرسغ :الموضع المستدق بين
الحافر وموصل الوظيف من اليد والرجل .المفصل ما بين الساعد والكف
أو الساق والقدم ومثل ذلك من الدابة (6) .مجمع البيان .86 :7
][298
" فصل لربك وانحر " في المجمع :أي فصل صلة العيد وانحر هديك وقيل :صل
صلة الغداة بجمع ) ،(1وانحر البدن بمنى ،والجمع هو المشعر ،قال محمد
بن كعب :إن اناسا كانوا يصلون لغير ال وينحرون لغير ال فأمر ال تعالى
نبيه صلى ال عليه وآله أن تكون صلته ونحره للبدن تقربا إلى ال
وخالصا له انتهى ) .(2وأقول :يدل هذه التفاسير على كون النحر مشروعا
في البدن ،بل عدم جواز غيره فيها .ولنرجع إلى تفاصيل الحكام
المستنبطة من تلك اليات :الول :تدل بعمومها على حل كل ما ذكر اسم
ال عليه إل ما أخرجه الدليل وقد مر الكلم فيه .الثاني :استدل بها على
وجوب التسمية عند الذبح بل عند الصطياد أيضا مطلقا إل ما أخرجه
الدليل من السمك والجراد ،ولعل مرادهم بالوجوب الوجوب الشرطي بمعنى
اشتراطها في حل الذبيحة ،ولذا عبر الكثر بالشتراط ،وأما الوجوب
بالمعنى المصطلح فيشكل إثباته إل بأن يتمسك بأن ترك التسمية إسراف
وإتلف للمال بغير الجهة الشرعية ،وأما الشتراط فل خلف فيه بين
الصحاب ،فلو أخل بها عمدا لم يحل قطعا ،وظاهر الية عدم الحل مع
تركها نسيانا أيضا ،لكن الصحاب خصوها بالعمد للخبار الكثيرة الدالة
على الحل مع النسيان ،وفي بعضها إن كان ناسيا فليسم حين يذكر ويقول:
" بسم ال على أوله وآخره " وحمل على الستحباب إذ ل قائل ظاهرا
بالوجوب ،وفي الجاهل وجهان ،وظاهر الصحاب التحريم ،ولعله أقرب
لعموم الية والقوى الكتفاء بها وإن لم يعتقد وجوبها لعموم الية خلفا
للعلمة ره في المختلف قال في الدروس :لو تركها عمدا فهو ميتة إذا كان
معتقدا لوجوبها ،وفي غير المعتقد نظر ،وظاهر الصحاب التحريم ،ولكنه
يشكل بحكمهم بحل ذبيحة المخالف على الطلق
) (1في المصدر :صلة الغداة المفروضة بجمع (2) .مجمع البيان 549 :10و
.550
][299
ما لم يكن ناصبيا ،ول ريب أن بعضهم ل يعتقد وجوبها ،ويحلل الذبيحة وإن تركها
عمدا انتهى .وقال في الروضة :يمكن دفعه يأن حكمهم بحل ذبيحته من
حيث هو مخالف ،وذلك ل ينافي تحريمها من حيث الخلل بشرط آخر ،نعم
يمكن أن يقال :بحلها منه عند اشتباه الحال عمل بأصالة الصحة وإطلق
الدلة ،وترجيحا للظاهر من حيث رجحانها عند من ل يوجبها وعدم
اشتراط اعتقاده الوجوب بل المعتبر فعلها ،وإنما يحكم بالتحريم مع العلم
بعدم تسميته وهذا حسن ،ومثله القول في الستقبال .الثالث :تدل الية
على الكتفاء بمطلق ذكر اسمه تعالى عند الذبح أو النحر أو إرسال الكلب
أو السهم ونحوه ،فيكفي التكبير أو التسبيح أو التحميد أو التهليل
وأشباهها كما صرح به الكثر ،ولو اقتصر على لفظة ال ففي الكتفاء به
قولن :من صدق ذكر اسم ال عليه ،ومن دعوى أن العرف يقتضى كون
المراد ذكر ال بصفة كمال وثناء وكذا الخلف لو قال " :اللهم ارحمني
واغفر لي " وقالوا :لو قال " :بسم ال ومحمد " بالجر لم يجز لنه
شرك ،وكذا لو قال " :ومحمد رسول ال " ولو رفع فيهما لم يضر لصدق
التسمية بالولى تامة ،وعطف الشهادة للرسول ال صلى ال عليه وآله
زيادة خير غير منافية بخلف ما لو قصد التشريك ،ولو قال " :اللهم صل
على محمد وآله " فالقوى الجزاء ،وهل يشترط التسمية بالعربية يحتمله
لظاهر قوله " :اسم ال " وعدمه لن المراد من ال هنا الذات المقدسة
فيجزي ذكر غيره من أسمائه وهو متحقق بأي لغة اتفقت ،وعلى ذلك
يتحرج ما لو قال " :بسم الرحمن " وغيره من أسمائه المختصة أو
الغالبة غير لفظ ال .الرابع :ذكر الصحاب أنه يستحب في ذبح الغنم أن
يربط يداه ورجل واحد ويطلق الخرى ويمسك صوفه أو شعره حتى يبرد،
وفي البقر أن يعقل يداه ورجله ويطلق ذنبه ،وفي البل أن تربط خفا يديه
معا إلى إبطيه وتطلق رجله وتنحر قائمة أو تعقل يده اليسرى من الخف
إلى الركبة ويوقفها على اليمنى ،ويمكن أن يفهم من الية الكريمة
استحباب كون البدن قائمة عند النحر لقوله تعالى " :صواف " .قال
البيضاوي :قائمات قد صففن أيديهن وأرجلهن ،وقرئ " :صوافن " من
][300
صفن الفرس :إذا أقام على ثلث وطرف سنبك الرابعة لن البدنة تعقل إحدى يديها
فتقوم على ثلث ) .(1وقال الطبرسي ره :قرأ ابن مسعود وابن عباس
وابن عمر وأبو جعفر الباقر عليه السلم وقتادة وعطا والضحاك" :
صوافن " بالنون ،وقرأ الحسن وشقيق وأبو موسى الشعري وسليمان
التيمي " :صوافي " وقال :فأما صوافن فمثل الصافنات وهي الجياد من
الخيل إل أنه استعمل ههنا في البل والصافن :الرافع إحدى رجليه معتمدا
على سنبكها والصوافي :الخوالص لوجه ال انتهى ) .(2وأقول :فعلى هذا
القراءة المروية عن الباقر عليه السلم وغيره يدل على استحباب قيامها
وعقل إحدى يديها بل على نحرها على القراءتين وأن ذبحها قائمة غير
جائز جدا ) (3وأما الخبار الواردة في ذلك فقد روي بسند فيه جهالة عن
حمران عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سألته عن الذبح فقال :إذا ذبحت
فأرسل .ول تكتف ول تقلب السكين لتدخلها من تحت الحلقوم وتقطعه إلى
فوق ،والرسال للطير خاصة ،فان تردى في جب أو وهدة من الرض فل
تأكله ول تطعمه فانك ل تدري التردي قتله أو الذبح ،وإن كان شئ من
الغنم فأمسك صوفه أو شعره ول تمسك ) (4يدا ول رجل ،وأما البقرة
فاعقلها وأطلق الذنب ،وأما البعير فشد أخفافه إلى إباطه وأطلق رجليه
وإن أفلتك شئ من الطير وأنت تريد ذبحه أوند ) (5عليك فارم )(6
بسهمك ،فإذا هو سقط فذكه بمنزلة الصيد ).(7
) (1أنوار التنزيل 103 :2و (2) .104مجمع البيان (3) .85 :7هكذا في
المطبوع ،وفى النسخة المخطوطة :فان ذبحها قائمة عسر جدا (4) .في
المصدر :ول تمسكن (5) .ند البعير :نفر وذهب شاردا (6) .في المصدر:
فارمه (7) .رواه الكليني في الفروع 229 :6عن على بن ابراهيم عن
أبيه عن أبى هاشم الجعفري عن أبيه عن حمران بن اعين ورواه الشيخ
في التهذيب .55 :9
][301
وقال في المسالك :المراد بشد أخفافه إلى إباطه أن يجمع يديه ويربطهما فيها بين
الخف والركبة ،وبهذا صرح في رواية أبي الصباح وفي رواية أبي خديجة
أنه يعقل يدها اليسرى خاصة ،وليس المراد في الول أنه يعقل خفي يديه
معا إلى إباطه لنه ل يستطيع القيام حينئذ والمستحب في البل أن تكون
قائمة ،والمراد في الغنم بقوله " :ول تمسك يدا ول رجل " أنه يربط يديه
وإحدى رجليه من غير أن يمسكها بيده انتهى .وأقول :لم أر في الخبار
شد رجلي الغنم وإحدى يديه ،لكن ذكره الصحاب فان كان له مستند كما
هو الظاهر يمكن حمل هذا الخبر على عدم إمساك اليد والرجل بعد الذبح،
وإنما يمسك صوفه أو شعره لئل يتردى في بئر أو غيرها .وروى الكليني
في الصحيح عن أبي عبد ال عليه السلم في قول ال عزوجل " :واذكروا
اسم ال عليها صواف " قال ذلك حين تصف للنحر تربط يديها ما بين
الخف إلى الركبة ووجوب جنوبها إذا وقعت على الرض ) ،(1وعن أبي
الصباح الكناني قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم كيف تنحر البدنة ؟
فقال :تنحر وهي قائمة من قبل اليمين ) .(2وعن أبي خديجة قال :رأيت أبا
عبد ال وهو ينحر بدنته معقولة يدها اليسرى ثم يقوم من جانب يدها
اليمنى ويقول " :بسم ال وال أكبر ،اللهم هذا منك ولك ،اللهم تقبله مني
" ثم يطعن في لبتها ثم يخرج السكين بيده فإذا وجبت قطع موضع الذبح
بيده ) .(3الخامس :ظاهر قوله تعالى " :فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها "
الكتفاء في حلها
) (1رواه الكليني في الفروع 498 :4عن أبى على الشعري عن محمد بن عبد
الجبار عن صفوان بن يحيى عن عبد ال بن سنان (2) .رواه الكليني في
الفروع 497 :4عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن
اسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى (3) .رواه
الكليني في الفروع 498 :4عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين
عن عبد الرحمن بن أبى هاشم البجلى عن أبى خديجة.
][302
بسقوطها على الرض ،ول يجب الصبر إلى أن يبرد أو تزول حياتها بالكلية وإن
أوله الصحاب بالموت ،ولم أرمن استدل به على ذلك ،فانما ذكروه تأويل
ل يصار إليه إل بدليل .قال في المسالك :سلخ الذبيحة قبل بردها أو قطع
شئ منها فيه قولن :أحدهما التحريم ذهب إليه الشيخ في النهاية ،بل ذهب
إلى تحريم الكل أيضا ،وتبعه ابن البراج وابن حمزة استنادا إلى رواية
محمد بن يحيى رفعه قال :قال أبو الحسن الرضا عليه السلم الشاة إذا
ذبحت وسلخت أو سلخ شئ منها قبل أن تموت فليس يحل أكلها ).(2
والقوى الكراهة وهو قول الكثر للصل ،وضعف الرواية بالرسال )(3
فل يصلح دليل على التحريم ،بل الكراهة للتسامح في دليلها ،وذهب
الشهيد رحمه ال إلى تحريم الفعل دون الذبيحة أما الول فلتعذيب الحيوان
المنهي عنه ،وأما الثاني فلعموم قوله تعالى " :فكلوا مما ذكر اسم ال
عليه " انتهى .وقال في المختلف :عد أبو الصلح في المحرمات ما قطع
من الحيوان قبل الذكاة وبعدها قبل أن يجب جنوبها ويبرد بالموت وجعله
ميتة ،والذي ذكره في المقطوع قبل الذكاة جيد ،أما المقطوع بعدها فهو في
موضع المنع ،لنا إنه امتثل المر بالتذكية وقد وجدت ،احتج بقوله " :فإذا
وجبت جنوبها " والجواب أنه مفهوم خرج مخرج الغلب فل يكون حجة
انتهى .وأقول :قيد البرد في غاية الغرابة فان نهاية ما يعتبر فيه زوال
الحياة ،والحرارة تبقى بعده غالبا بزمان ،ولذا لم يكتفوا في وجوب الغسل
بالمس بالموت بل اعتبروا البرد بعده ،واعتباره في حكم خاص ل يستلزم
اعتباره في جميع الحكام .السادس :قوله تعالى " :إل ما ذكيتم " يدل
على أن ما أكل السبع أو العم منه
) (1رواه الكليني في الفروع 230 :6وفيه :إذا ذبحت الشاة وسلخت(2) .
والحديث ل يدل على ذلك أيضا فانه اعتبر فيها الموت ،وهو يحصل
بزوال الحيات دون البرد.
][303
ومما تقدم إذا أدركت تذكيته حل ،واختلف الصحاب في وقت إدراك الذكاة قال في
المسالك :اختلف الصحاب فيما به تدرك الذكاة من الحركة وخروج الدم
بعد الذبح والنحر ،فاعتبر المفيد وابن الجنيد في حلها المرين معا الحركة
وخروج الدم واكتفى الكثر ومنهم الشيخ وابن إدريس والمحقق وأكثر
المتأخرين بأحد المرين ومنهم من اعتبر الحركة وحدها ،ومنشأ الختلف
الكتفاء في بعض الروايات بالحركة وفي بعضها بخروج الدم انتهى.
وأقول :كأن الكتفاء باحدهما أظهر ،وإن كانت الحركة أقوى سندا ،ثم
الظاهر من كلم الصحاب أن المعتبر الحركة بعد التذكية ،وفي أكثر
الخبار إجمال وصريح بعضها أن العبرة بها قبل التذكية وكأن الحوط
اعتبار البعد .وقال المحقق الردبيلي رحمه ال :الظاهر أن كون الحركة أو
الدم أو كليهما على الخلف علمة للحل إنما هو في المشتبه لنه إن علم
حياته قبل الذبح فذبح ولم يوجد أحدهما فالظاهر الحل لنه قد علم حياته
وذبحه على الوجه المقرر فأزال روحه به فيحل فتأمل ،فان بعض الخبار
الصحيحة تدل على اعتبار الدم بعد إبانة الرأس من غير المشتبه ،ولعل
ذلك أيضا للشتباه الحاصل بعده بأن الزالة بقطع العضاء الربعة أو
غيره ،فل يخرج عن الشتباه فتأمل انتهى ) .(1وأما استقرار الحياة التي
اعتبرها جماعة من الصحاب وأو مأنا إليه سابقا فالخبار خالية عنه.
وقال في الدروس :المشرف على الموت كالنطيحة والمتردية وأكيل السبع
وما ذبح من قفاه اعتبر في حله استقرار الحياة ،فلو علم بموته قطعا في
الحال حرم عند الجماعة ،ولو علم بقاء الحياة فهو حلل ،ولو اشتبه اعتبر
بالحركة وخروج ) (2الدم ،قال :وظاهر الخبار والقدماء أن خروج الدم
والحركة أو احدهما كاف ،ولو لم يكن فيه حياة مستقرة ،وفي الية إيماء
إليه من قوله تعالى " :حرمت
) (1شرح الرشاد :كتاب الصيد والذباحة (2) .في المصدر :أو خروج الدم(*) .
][304
عليكم الميتة " إلى قوله " :إل ما ذكيتم " ثم قال :ونقل عن الشيخ يحيى أن
استقرار الحياة ليس من المذهب ونعم ما قال انتهى ) .(1وأقول :نعم ما
قال رضي ال عنهما ،فأن الظاهر أن هذا مأخوذ من المخالفين وليس في
أخبارنا منه عين ول أثر ،وتفصيل القول في ذلك أن اعتبار استقرار الحياة
مذهب الشيخ وتبعة الفاضلن وفسره بعضهم بأن مثله يعيش اليوم أو
اليام وقيل :نصف يوم ،وهذا مما لم يدل عليه دليل ول هو معروف بين
القدماء ،وأما إذا علم أنه ميت بالفعل وأن حركته حركة المذبوح كحركة
الشاة بعد اخراج حشوها ففي وقوع التذكية عليه إشكال ،وإن كان ظاهر
الدلة وقوعها أيضا ،قال المحقق الردبيلي بعد إيراد ما في الدروس :ول
يخفى الجمال والغلق في هذه المسألة ،والذي معلوم أنه إذا صار
الحيوان الذي يجري فيه الذبح بحيث علم أو ظن على الظاهر موته اي أنه
ميت بالفعل وأن حركته حركة المذبوح مثل حركة الشاة بعد إخراج حشوها
وذبحها وقطع أعضائها والطير كذلك فهو ميتة ل ينعقد الذبح ) ،(2وإن
علم عدمه فهو حي يقبل التذكية ويصير بها طاهرا ويجري فيه أحكام
المذبوح ،والظاهر أنه كذلك ،وإن علم أنه يموت في الحال والساعة لعموم
الدلة التي تقتضي ذبح ذي الحياة فانه حي مقتول ومذبوح بالذبح
الشرعي ،ول يؤثر في ذلك أنه لو لم يذبح لمات سريعا أو بعد ساعة ،فما
في الدروس فلو علم موته الخ محل تأمل فانه يفهم منه أن المدار على قلة
الزمان وكثرته فتأمل ،وبالجملة فينبغي أن يكون المدار على الحياة
وعدمها ل طول زمانها وعدمه لما مر فافهم ،وأما إذا اشتبه حاله ولم يعلم
موته بالفعل ول حياته وأن حركته حركة المذبوح أو حركة ذي الحياة -
فيمكن الحكم بالحل للستصحاب والتحريم للقاعدة السالفة ) .(3ثم أجرى
رحمه ال فيه اعتبار الحركة أو الدم كما ذكرنا.
) (1الدروس :كتاب التذكية (2) .في المصدر :ل ينفعه الذبح (3) .شرح الرشاد:
كتاب الصيد والذبايح.
][305
وأقول :ما ذكره قدس سره من حركة المذبوح إن أراد بها حركة التقلص التي تكون
في اللحم المسلوخ ونحوه فل شبهة في أنه ل عبرة بها ،وانه قد زالت عنه
الحياة فل تقع تذكية ،وإن أراد بها الحركة التي تكون بعد فري الوداج
وشبهه و تسمى في العرف حركة المذبوح فعدم قبول التذكية أول الكلم،
لنه ل شك أنه لم يفارقه الروح بعد ،كمن كان في النزع وبلغت روحه
حلقومه فانه ل يحكم عليه حينئذ بالموت وإن علم أنه ل يعيش ساعة بل
عشرها ،ولذا اختلفوا فيما إذا ذبح البل ثم نحره بعد الذبح أو نحر الغنم أو
البقر ثم ذبح بعده هل يحل أم ل ،فذهب الشيخ في النهاية وجماعة إلى
الحل لتحقق التذكية مع بقاء الحياة عندها فهو داخل تحت قوله تعالى" :
إل ما ذكيتم " وسائر العمومات ،ومن اعتبر استقرار الحياة حكم بالحرمة
والظاهر أن مراده الثاني حيث قال رحمه ال في ذيل هذه المسألة بعد ما
نقل وجوه الحل :فتأمل لن الحكم بالحل والدم بعد قطع العضاء المهلك
مشكل فإنه بعد ذلك في حكم الميت والعتبار بتلك الحركة والدم مشكل،
فان مثلهما ل يدل على الحياة الموجبة للحل ،فل ينبغي جعلها دليل،
والتحقيق ما أشرنا إليه انتهى ) .(1السابع :المشهور بين الصحاب أنه
يعتبر في الذبح قطع أربعة أعضاء من الحلق :الحلقوم وهو مجرى النفس
دخول وخروجا ،والمرئ كأمير بالهمز وهو مجرى الطعام والشراب،
والودجان وهما عرقان في صفحتي العنق يحيطان بالحلوم ،واقتصر ابن
الجنيد على قطع الحلقوم لصحيحة زيد الشحام قال :سألت أبا عبد ال عليه
السلم عن رجل لم يكن بحضرته سكين أفيذبح بقصبة ؟ فقال :اذبح
بالحجر والعظم والقصبة والعود إذا لم تصب الحديد إذا قطع الحلقوم
وخرج الدم فل بأس ).(2
) (1شرح الرشاد :كتاب الصيد والذباحة (2) .رواه الكليني في الفروع 228 :6
عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن زيد الشحام.
ورواه الشيخ في التهذيب 51 :9وفي الستبصار 80 :4عن الحسن بن
محبوب عن زيد الشحام.
][306
واستدل للمشهور بصحيحة عبد الرحمن بن الحجاج قال :سألت أبا إبراهيم عليه
السلم عن المروة والقصبة والعود أيذبح بهن إذا لم يجدوا سكينا ؟ قال:
إذا فري الوداج فل بأس بذلك ) .(1ويمكن العتراض عليه بوجوه :الول
أن الوداج وإن كان جمعا فلو سلم كونه حقيقة في الثلث فما فوقها
فاطلقه على الثنين أيضا مجاز شايع حتى قيل :إنه حقيقة فيه ،ولو لم
يكن هذا أولى من تغليب الودج على الحلقوم والمري فليس أدنى منه ،إذ ل
شك أن اطلق الودج عليهما مجاز .قال في القاموس :الودج محركة :عرق
في العنق كالوداج بالكسر ،وفي الصحاح :الودج والوداج :عرق في
العنق ،وهما ودجان .وفي المصباح :الودج بفتح الدال والكسر لغة عرق
الخدع الذي يقطعه الذابح فل تبقى معه حياة ويقال :في الجسد عرق واحد
حيث ما قطع مات صاحبه وله في كل عضو اسم ،فهو في العنق الودج
والوريد أيضا ،وفي الظهر النياط ،وهو عرق ممتد فيه ،والبهر وهو عرق
مستبطن الصلب والقلب متصل به ،والوتين في البطن والنساء في الفخذ،
واليجل في الرجل ،والكحل في اليد ،والصافن في الساق .وقال في المجرد
أيضا :الوريد عرق كبير يدور في البدن ،وذكر معنى ما تقدم لكنه خالف
في بعضه ثم قال :والودجان :عرقان غليظان يكتنفان بثغرة النحر ،و
الجمع أوداج ،وفي النهاية :في حديث الشهداء وأوداجهم تشخب دما :هي
ما أحاط بالعنق من العروق التي يقطعها الذابح ،واحدها ودج بالتحريك،
وقيل :الودجان
) (1رواه الكليني في الفروع 228 :6عن على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى
عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج وعن ابى على الشعري عن محمد بن
عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن عبد الرحمن بن الحجاج مثله.
ورواه الشيخ في التهذيب 52 :9والستبصار 80 :4عن محمد بن
يعقوب ورواه الصدوق في من ل يحضره الفقيه 208 :3باسناده عن
صفوان بن يحيى عن عبد الرحمن بن الحجاج.
][307
عرقان غليظان من جانبي ثغرة النحر ،ومنه الحديث :كل ما أفرى الوداج انتهى )
.(1فيمكن الجمع بين الصحيحتين بالتخيير إن لم تأب عن إحداث قول لم
يظهر به قائل ،وبالجمع إن أبينا لنه يظهر من العلمة في المختلف الميل
إليه .الثاني :أن دللة الخبر الثاني على عدم الجتزاء بقطع الحلقوم
بالمفهوم ،و دللة الول على الجتزاء بالمنطوق وهو مقدم على المفهوم.
الثالث :أن مفهوم الخبر الثاني تحقق بأس عند عدم فري الوداج والبأس
أعم من الحرمة ،فيمكن حمله على الكراهة .الرابع :أن فري الوداج ل
يقتضي قطعها رأسا الذى هو المعتبر على القول المشهور ،لن الفرى:
الشق وإن لم ينقطع ،قال الهروي :في حديث ابن عباس :كل ما أفرى
الوداج أي شققها وأخرج ما فيها من الدم ) .(2قال في المسالك بعد ذكر
هذا الوجه :والوجه الثاني فقد ظهر أن اعتبار قطع الربعة ل دليل عليها
إل الشهرة ،ولو عمل بالروايتين لكتفى ) (3بقطع الحلقوم وحده أو فري
الوداج بحيث يخرج منها الدم ولم يستوعبها ) (4إل أنه ل قائل بهذا
الثاني من الصحاب ،نعم هو مذهب بعض العامة .وفي المختلف قال بعد
نقل الخبرين :هذا أصح ما وصل إلينا في هذا الباب ،ول دللة فيه على
قطع ما زاد على الحلقوم والوداج ).(5
) (1النهاية (2) .213 :4النهاية 216 :3فيه خلف ما ذكره المصنف قال:
الفرى :القطع يقال :فريت الشئ افريه فريا :إذا شققته وقطعته للصلح.
ثم قال :ومنه :حديث ابن عباس :كل ما افرى الوداج أي ما شقها
وقطعها حتى يخرج ما فيها من الدم (3) .في المصدر :ولو عمل
بالروايتين واعتبر الحل لكتفى (4) .في المصدر :وان لم يستوعبها(5) .
المختلف .138 :3
][308
وأراد بذلك أن قطع المرئ ل دليل عليه ،إذ لو أراد بالوداج ما يشمله لم يفتقر إلى
إثبات أمر آخر لن ذلك غاية ما قيل ،وفيه ميل إلى قول آخر وهو اعتبار
قطع الحلقوم والودجين ،لكن قد عرفت أن الرواية ل تدل على اعتبار
قطعها رأسا ،وأن الوداج بصيغة الجمع تطلق على الربعة فتخصيصها
بالودجين والحلقوم ليس بجيد ،وكيف قرر فالوقوف مع القول المشهور
هو الحوط انتهى .واقول :إطلق الوداج ) (1على الربعة إطلق مجازى
من الفقهاء ول حجر في المجاز فيمكن اطلقها على الثلثة أيضا بل هو
أقرب إلى الحقيقة .ثم إن هذا القول وقول ابن الجنيد والقول بالتخيير الذى
ذكرنا سابقا كل ذلك اوفق لعموم اليات من المشهور فإن قوله تعالى" :
كلوا مما ذكر اسم ال عليه " يشملها وأيضا قوله " :إل ما ذكيتم "
يشملها ،وأيضا لن التذكية ليس إل الذبح أو النحر ولم يثبت كونها حقيقة
شرعية في المعنى الذى ذكره القوم .قال الراغب في المفردات :حقيقة
التذكية إخراج الحرارة الغريزية ،لكن خص في الشرع بإبطال الحياة على
وجه دون وجه ،ويدل على هذا الشتقاق قولهم في الميت :خامد وهامد،
وفي النار الهامدة ميتة ) .(2وقال :الذبح :شق حلق الحيوانات ) .(3وفي
الصحاح التذكية :الذبح ،وقال الذبح :الشق ،والذبح مصدر ذبحت الشاة
انتهى ،والظاهر أن التذكية والذبح لغة وعرفا يتحققان بفري الحلقوم أو
الودجين .الثامن :أن إطلق اليات تدل على تحقق التذكية بكل آلة يتحقق
بها الذبح إل أن يقال :المطلق ينصرف إلى الفرد الشايع الغالب وهو
التذكية بالحديد،
) (1في المخطوطة :اطلق الجمع (2) .المفردات (3) .180 :المفردات.177 :
][309
لكن الصحاب أتفقوا على أنه ل تتحقق التذكية إل بالحديد مع الختيار ول يجزي
غيره وإن كان من المعادن المنطبعة كالنحاس والرصاص والفضة والذهب
وغيرها .وأما مع الضطرار فجوزوا بكل ما فرى العضاء من المحددات،
ولو من خشب أو قصب أو حجر عدا السن والظفر ،وادعوا الجماع عليه،
ودلت الخبار الكثيرة على عدم جواز التذكية بغير الحديد في حال الختيار،
وجواز التذكية بما سوى السن والظفر في حال الضطرار ،وأما السن
والظفر ففي جواز التذكية بهما عند الضرورة قولن :أحدهما :العدم ،ذهب
إليه الشيخ في المبسوط والخلف ،وادعى فيه إجماعنا واستدل عليه
برواية رافع بن خديج أن النبي صلى ال عليه وآله قال :ما أنهر الدم )(1
وذكر اسم ال عليه فكلوا إل ما كان من سن أو ظفر وساحدثكم عن ذلك،
أما السن فعظم من النسان ،وأما الظفر فمدى الحبشة .والثاني :الجواز،
ذهب إليه ابن إدريس وأكثر المتأخرين للصل وعدم ثبوت المانع فان خبره
عامي ،والتصريح بجوازه بالعظم في صحيحة الشحام السابقة ،ودللة
التعليل الوارد في هذا الخبر على عدم الجواز بالعظم فيتعارض الخبران
فيقدم الصحيح منهما ،أو يحمل الخر على الكراهة ،كذا قال في المسالك.
وقال :وربما فرق بى المتصلين والمنفصلين من حيث أن المنفصلين.
كغيرهما من اللت بخلف المتصلين فان القطع بهما يخرج عن مسمى
الذبح بل هو أشبه بالكل والتقطيع ،والمقتضي للذكاة هو الذبح ،ويحمل
النهي في الخبر على المتصلين جمعا ،والشهيد في الشرح استقرب المنع
من التذكية بالسن والظفر مطلقا للحديث المتقدم ،وجوزها بالعظم وغيرهما
لما فيه من الجمع بين الخبرين ،لكن يبقى فيه منافاة التعليل لذلك.
][310
وقال في الروضة :وعلى تقدير الجواز هل يساويان غيرهما مما يفري غير الحديد
أو يترتبان على غيرهما مطلقا ،مقتضى استدلل المجوز بالحديثين الول.
وفي الدروس استقرب الجواز مطلقا مع عدم غيرهما ،وهو الظاهر من
تعليقه الجواز بهما هنا على الضرورة ،إذ ل ضرورة مع وجود غيرهما،
وهذا هو الولى انتهى .وأقول :الفرق بين المتصلين والمنفصلين كأنه
مأخوذ من العامة ولم أره في كلم القوم وإن كان له وجه - 1 .قرب
السناد :عن الحسن بن ظريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه
عن علي عليه السلم قال :أيما إنسية تردت في بئر فلم يقدر على منحرها
فلينحرها من حيث يقدر عليها ويسمى ال عليها وتؤكل ،قال :وسئل علي
عليه السلم عما تردى على منحره فيقطع ويسمى عليه فقال :ل بأس به
وأمر بأكله ) .(1بيان :أيما إنسية أي بدنة إنسية أو دابة ،فالمراد بالنحر
أعم من الذبح تغليبا " على منحره " في بعض النسخ بالخاء المعجمة،
وفي بعضها بالمهملة ،ولكل وجه يرجعان إلى معنى واحد ،ول خلف في
أن كل ما يتعذر ذبحه أو نحره من الحيوان إما لستعصائه أو لحصوله في
موضع ل يتمكن المذكي من الوصول إلى موضع الذكاة منه وخيف فوته
جاز أن يعقر بالسيوف أو غيرهما مما يجرح ويحل وإن لم يصادف موضع
الذكاة ،وكما يسقط اعتبار موضع الذبح أو النحر يسقط الستقبال به مع
تعذره ،ولو أمكن أحدهما وجب وسقط المتعذر .وقالوا :كما يجوز ذلك
للخوف من فوته يجوز للضطرار إلى أكله ،وقيل :والمراد بالضرورة هنا
مطلق الحاجة إليه - 2 .قرب السناد :بالسناد المتقدم عن جعفر عن أبيه
عليه السلم ان عليا عليه السلم كان يقول :ل بأس بذبيحة المرأة ).(2
][311
بيان :ل خلف بين الصحاب في حل ذبيحة المرأة ،ولم أر من حكم بالكراهة أيضا،
لكن ورد في بعض الخبار أنها ل تذبح إل عند الضرورة ،وفي بعضها إذا
كن نساء ليس معهن رجل فالتذبح أعقلهن ،وفي بعضها :إذا لم يوجد من
يذبح غيرها ،وفي بعضها :ل بأس بذبيحة الصبي والخصي والمرأة إذا
اضطروا إليه ) ،(1وفيها دللة على المرجوحية والكراهة في الجملة إن لم
تكن محمولة على التقية - 3 .قرب السناد :عن السندي بن محمد عن أبي
البختري عن جعفر عن أبيه عليه السلم ان عليا عليه السلم قال :إذا
استصعبت عليكم الذبيحة فعرقبوها فان لم تقدروا أن تعرقبوها فانه يحلها
ما يحل الوحش ) .(2بيان :فعرقبوها أي لتمكنوا من ذبحها ،فانه يحلها،
ظاهره الحل بصيد الكلب أيضا ،لكن الرواية ضعيفة والراوي عامي- 4 .
الخصال :عن محمد بن علي بن الشاه عن أحمد بن محمد بن الحسين عن
أحمد ابن خالد الخالدي عن محمد بن أحمد بن صالح التميمي ) (3عن
أنس بن محمد عن أبيه عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلم عن
النبي صلى ال عليه وآله قال :ل تذبح المرأة إل عند الضرورة ).(4
التحف والمكارم مرسل مثله ) - 5 .(5العيون :عن عبد الواحد بن محمد
بن عبدوس عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل ابن شاذان عن الرضا
عليه السلم فيما كتب للمأمون قال :الصلة على النبي واجبة ) (6في
) (1راجع وسائل الشيعة (2) .278 - 276 :16قرب السناد (3) .68 :في
المصدر :محمد بن احمد بن صالح التميمي قال :حدثنا أبى قال :حدثنا أبى
قال :حدثنى انس بن محمد ابو مالك (4) .الخصال 511 :2طبعة
الغفاري (5) .مكارم الخلق 243 :والحديث لم يوجد في تحف العقول) .
(6أي ثابتة.
][312
كل موطن وعند العطاس والذبائح وغير ذلك ) .(1بيان :روى مثل ذلك في الخصال
عن العمش عن الصادق عليه السلم وفيه :والرياح مكان الذبائح )(2
وما في العيون أظهر ،وكأنه محمول على تأكيد الستحباب قال الشيخ في
الخلف :يستحب أن يصلى على النبي صلى ال عليه وآله عند الذبيحة
وأن يقول " :اللهم تقبل مني " وبه قال الشافعي ،وقال مالك :تكره الصلة
على النبي صلى ال عليه وآله ) (3وأن يقول " :اللهم تقبل مني " دليلنا
إجماع الفرقة وأخبارهم ) ،(4وأيضا قوله " :يا أيها الذين آمنوا صلوا
عليه ) " (5وذلك على عمومه إل ما أخرجه الدليل ،وقد روي في التفسير
قوله تعالى " :ورفعنا لك ذكرك ) " (6أل ما اذكر ) (7إل وتذكر معي وقد
أجمعنا على ذكر ال فوجب أن يذكر رسول ال صلى ال عليه وآله ).(8
أقول :ثم ذكر رحمه ال دلئل اخرى ل تخلو من ضعف ،وكأن هذا الخبر
الحسن يكفي لثبات الستحباب مع ثبوته في جميع الوقات ،وأما قوله" :
تقبل مني " فسيأتي في باب الضحية الدعية المشتملة عليه ،وروى
الشيخ في الخلف أن النبي صلى ال عليه وآله أخذ الكبش فأضجعه
وذبحه وقال :اللهم ) (9تقبل من محمد وآل محمد و من امة محمد ).(10
) (1عيون اخبار الرضا 267 :طبعة التفرشى (2) .الخصال (3) ،607 :2في
المصدر :تكره الصلة على النبي )ص( عند الذبيحة (4) .المصدر خال
عن قوله :وأخبارهم (5) .الحزاب (6) .56 :الشرح (7) .4 :في
المصدر :ان ل اذكر (8) .الخلف ) 207 :2ط (9) .(1في المصدر :بسم
ال ،اللهم اه (10) .الخلف (*) .208 :2
][313
- 6كتاب المسائل :بالسناد عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلم قال:
سألته عن الرجل يذبح على غير قبلة قال :ل بأس إذا لم يتعمد ،وإن ذبح
ولم يسم فل بأس أن يسمي إذا ذكر بسم ال على أوله وآخره ثم يأكل ).(1
بيان :أجمع الصحاب على اشتراط استقبال القبلة في الذبح والنحر وأنه
لو أخل به عامدا حرمت ،ولو كان ناسيا لم تحرم والجاهل كالناسي ،ودلت
على جميع ذلك الخبار المعتبرة منها ما رواه الكليني ) (2في الحسن
كالصحيح عن محمد بن مسلم قال :سألت أبا جعفر عليه السلم عن رجل
ذبح ذبيحة فجهل أن يوجهها إلى القبلة ،قال :كل منها ،قلت له :فانه لم
يوجهها ) (3قال :فل تأكل منها ) (4وقال عليه السلم :إذا أردت أن تذبح
فاستقبل بذبيحتك القبلة .وأيضا روى بسند ) (5مثله عن محمد بن مسلم
قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن ذبيحة ذبحت بغير القبلة قال :كل
ول بأس بذلك ما لم يتعمده .وقال في المسالك :من ل يعتقد وجوب
الستقبال في معنى الجاهل فل تحرم ذبيحته والمعتبر الستقبال بمذبح
الذبيحة ومقاديم بدنها ،ول يشترط استقبال الذابح وإن كان ظاهر العبارة
يوهم ذلك ،حيث أن ظاهر الستقبال بها أن يستقبل هو معها أيضا على حد
قولك :ذهبت بزيد وانطلقت به ،بمعنى ذهابهما وانطلقهما معا ووجه عدم
اعتبار استقباله أن التعدية بالباء يفيد معنى التعدية بالهمزة كما في قوله
تعالى " :ذهب ال
) (1بحار النوار (2) .265 :10رواه في الفروع 233 :6عن على بن ابراهيم
عن أبيه عن ابن ابى عمير عن عمر ابن اذينة عن محمد بن مسلم(3) .
أي عالما عامدا (4) .اختصر الحديث ،والموجود في المصدر بعد ذلك:
ول تأكل من ذبيحة ما لم يذكر اسم ال عزوجل عليها (5) .رواه ايضا في
الفروع 233 :6عن على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن
حريز عن محمد بن مسلم.
][314
بنورهم ) " (1أي أذهب نورهم ،وفي الخبر الثاني ما يرشد إلى الكتفاء بتوجهها
إلى القبلة خاصة .وربما قيل بأن الواجب هنا الستقبال بالمنحر والمذبح
خاصة ،وليس ببعيد ويستحب استقبال الذابح أيضا هذا كله مع العلم بجهة
القبلة أما لو جهلها سقط اعتبارها لتعذرها كما يسقط اعتبارها في
المستعصي لذلك انتهى ) .(2وأقول :الظاهر أنه يكفي الستقبال بأي وجه
كان ،سواء أضجعها على اليمين أو على اليسار كما هو الشايع أو لم
يضجعها وأقامتها واستقبل بمقاديمها إليها كالطير لطلق الستقبال
الشامل لجميع تلك الصور ،وكون استقبال الملحود بالضجاع على اليمين
ل يستلزم كونه في جميع الموارد كذلك مع أن الذبح على هذا لوجه في
غاية العسر غالبا إل للعسر ) (3الذي يعمل باليد اليسرى وهو نادر بين
الناس ،بل يمكن أن يقال :الطلق ينصرف إلى الفرد الشايع الغالب وهو
الضجاع على اليسار ،فيشكل الحكم بأن الحتياط يقتضي الضجاع على
اليمين فتأمل - 7 .كتاب المسائل :بالسناد عن علي بن جعفر عن أخيه
موسى عليه السلم قال :سألته عن ذبيحة الجارية هل يصلح ؟ قال :إذا
كانت ل تنخع ) (4ول تكسر الرقبة فل بأس وقال :قد كانت لهل علي بن
الحسين عليه السلم جارية تذبح لهم ) .(5بيان :المشهور بين الصحاب
كراهة نخع الذبيحة ،وهو أن يبلغ بالسكين النخاع مثلث النون ،فيقطعه أو
يقطعه قبل موتها ،والنخاع هو الخيط البيض وسط الفقار بالفتح ممتدا من
الرقبة إلى عجب الذنب بفتح العين وسكون الجيم وهو اصله ،وقيل :يحرم
لورود النهي عنه في الخبر الصحيح وهو أحوط ،وعلى تقديره ل تحرم
الذبيحة ،وربما
) (1البقرة (2) .17 :المسالك 226 :2و (3) .227العسر :الذى يعمل بشماله) .
(4نخع الذبيحة :جاوز بالسكين منتهى الذبح فاصاب نخاعها (5) .بحار
النوار 256 :10فيه :هل تصلح.
][315
قيل بالتحريم أيضا وإنما يحرم الفعل على القول به مع تعمده ،فلو سبقت يده فقطعه
فل بأس .ومن مكروهات الذبح أشياء ذكرها الصحاب :الول أن يقلب
السكين ،أي يدخلها تحت الحلقوم ويقطعه مع باقي العضاء إلى خارج
وحرم الشيخ في التهذيب وتبعه القاضى وقد ورد النهي عنه في رواية
حمران ) .(1الثاني :يكره أن يذبح حيوان وآخر ينظر إليه لرواية غياث بن
إبراهيم ) (2و حرمه الشيخ في النهاية وهو ضعيف .الثالث :يكره إيقاعها
ليل إل أن يخاف الفوت لرواية أبان بن تغلب عن الصادق عليه السلم )
.(3الرابع :إيقاعها يوم الجمعة إلى الزوال إل عن ضرورة لرواية الحلبي
عن الصادق ) (4عليه السلم والظاهر كراهة الفعل في جميع ذلك ول
تسري الكراهة إلى أكل المذبوح كما يوهمه كلم بعض الصحاب إذ ل
تلزم بينهما .وقال في المسالك :قد بقي للذبح وظائف منصوصة ينبغي
إلحاقها بما ذكر ،وهي تحديد الشفرة وسرعة القطع ،وأن ل يري الشفرة
للحيوان وأن يستقبل الذابح القبلة ول يحركه ول يجره من مكان إلى آخر
بل يتركه إلى أن يفارقه الروح ،وأن يساق إلى المذبح برفق ،ويضجع
برفق ويعرض عليه الماء قبل الذبح ،ويمر السكين بقوة ) (5ويجد في
السراع ليكون أوحى وأسهل .وروى شداد بن أوس أن النبي صلى ال
عليه وآله قال :إن ال كتب عليكم الحسان في
) (1راجع الوسائل (2) .255 :16راجع الوسائل (3) .258 :16راجع الوسائل
(4) .274 :16راجع الوسائل 247 :16وفى الرواية :كان رسول ال "
ص " يكره الذبح واراقة الدم يوم الجمعة قبل الصلة ال عن ضرورة) .
(5زاد في المصدر بعد ذلك :وتحامل ذهابا وعودا.
][316
كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته
وليرح ذبيحته .وفي حديث آخر أنه صلى ال عليه وآله أمر أن يحد الشفار
وأن يوارى عن البهائم ،وقال :إذا ذبح أحدكم فليجهز انتهى ) .(1وأقول:
الخبار عامية لكنها موافقه لعتبار العقل والعمومات وما سيأتي من
الخبار - 8 .الدعائم :ومن ذبح في الحلق دون الغلصمة ) (2ما يجوز
ذبحه من الحيوان على ما يجب من سنة الذبح ،فقطع الحلقوم والمرئ
والودجين وأنهر الدم وماتت الذبيحة من فعله ذلك فهى ذكية باجماع فيما
علمناه .وعن علي وأبي جعفر عليهما السلم أنهما قال :ما قطع من
الحيوان فبان عنه قبل أن يذكى فهو ميتة ل يؤكل ويذكى الحيوان ويؤكل
باقيه إن أدرك ذكاته - 9 .وعن علي عليه السلم أنه قال :علمة الذكاة أن
تطرف العين أو يركض الرجل أو يتحرك الذنب أو الذن فان لم يكن من
ذلك شئ ،وهراق منها دم عند الذبائح وهي ل تتحرك لم تؤكل - 10 .وعن
أبي جعفر عليه السلم أنه قال :ترفق بالذبيحة ول يعنف بها قبل الذبح ول
بعده ،وكره أن يضرب عرقوب الشاة بالسكين - 11 .وعنه عليه السلم أنه
سئل عن الذبيحة تتردى بعد أن تذبح عن مكان عال أو تقع في ماء أو نار
قال :إن كنت قد أجدت الذبح وبلغت الواجب فيه فكل - 12 .وعنه عليه
السلم أنه نهى عن ذبيحة المرتد - 13 .وعن جعفر بن محمد عليه السلم
أنه سئل عن الشاة تذبح قائمة قال :ل ينبغي ذاك السنة أن تضجع وتستقبل
بها القبلة - 14 .وعنه عليه السلم أنه سئل عن البعير يذبح أو ينحر ،قال:
السنة ان ينحر
][317
قيل :كيف ينحر ؟ قال :يقام قائما حيال القبلة ويعقل يده الواحدة ويقوم الذي ينحره
حيال القبلة فيضرب في لبته بالشفرة حتى تقطع وتفرى - 15 .وعنه عليه
السلم أنه سئل عن البقر ما يصنع بها ؟ تنحر أو تذبح ؟ قال :السنة أن
تذبح وتضجع للذبح ،ول بأس إن نحرت - 16 .وعنه عليه السلم سئل عن
الذبيحة إن ذبحت من القفا ،قال :إن لم يتعمد ذلك فل بأس ،وإن تعمده
وهو يعرف سنة النبي صلى ال عليه وآله لم تؤكل ذبيحته ويحسن أدبه.
- 17وعن علي عليه السلم أنه سئل عن شاتين أحدهما ذكية والخرى
غير ذكية لم تعرف الذكية منهما قال :رمي بهما جميعا ) .(1بيان :في
القاموس :هراق الماء يهريق بفتح الهاء هراقة بالكسر :صبه ،وأصله
أراقه يريقه إراقة .وقال العرقوب :عصب غليظ فوق عقب النسان ،ومن
الدابة في رجلها بمنزلة الركبة في يدها ،قوله " :ل ينبغي " ظاهره
الجواز مع الكراهة ،والشفرة بالفتح :السكين العظيم ،والفري :الشق،
قوله " :ول بأس إن نحرت " محمول على التقية ،والمشهور كراهة الذبح
من القفا ،وقال العلمة رحمه ال وغيره :لو قطع رقبة المذبوح من قفاه
وبقيت أعضاء الذبح فان كانت حياة مستقرة ذبحت وحلت ،وإن لم تبق
حياة مستقرة لم تحل .وأقول :قد عرفت عدم الدليل على اشتراط استقرار
الحياة ،وما يتوهم من أنه اشترك في إزهاق روحه الذبح الشرعي وغيره
فلوجه له ،وأنه مع تحقق الذبح و بقاء الحياة ل عبرة بذلك كأكيل السبع
وغيره - 18 .قرب السناد :عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد الزدي
قال :جاء محمد بن عبد السلم إلى أبي عبد ال عليه السلم فقال له :إن
رجل ضرب بقرة بفأس فوقذها ) (2ثم
) (1دعائم السلم :نسخته ليست عندي (2) .وقذه :صرعه ،ضربه شديدا حتى
أشرف على الموت.
][318
ذبحها فلم يرسل إليه الجواب ودعا سعيدة فقال لها :إن هذا جاءني فقال :إنك
أرسلت إلي في صاحب البقرة التي ضربها بفأس فان كان الدم خرج معتدل
فكلوا وأطعموا ،وإن كان خرج خروجا عتيا ) (1فل تقربوه ،قال :فأخذت
الغلم ) (2فأرادت ضربه فبعث إليها اسقيه السويق فانه ينبت اللحم ويشد
العظم ) .(3تبيان :رواه الكليني ) (4رحمه ال عن محمد بن يحيى عن
أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسن بن مسلم ) (5قال :كنت عند
أبي عبد ال عليه السلم إذ جاءه محمد بن عبد السلم فقال له :جعلت
فداك يقول لك جدي :إن رجل ضرب بقرة بفأس فسقطت ثم ذبحها ،فلم
يرسل معه بالجواب ،ودعا سعيدة مولة أم فروة فقال لها :إن محمدا
جاءني برسالة منك فكرهت ) (6أن ارسل إليك بالجواب معه ،فان كان
الرجل الذي ذبح البقرة حين ذبح خرج الدم معتدل فكلوا وأطعموا ،وإن كان
خرج خروجا متثاقل فل تقربوه .وروى في التهذيب أيضا بإسناده عن
أحمد بن محمد ) (7والظاهر أن سعيدة أرسلها إلى جد محمد والتقدير فقال
لها :قولي له :إن محمدا ،ويحتمل أن يكون في الصل " :جدتي " وكانت
هي سعيدة كما هو ظاهر قرب السناد .وفي القاموس :الوقذ :شدة الضرب
وشاة وقيذ وموقوذة قتلت بالخشب ،والوقيذ
) (1في المصدر " :منتنا " أقول :لعله مصحف متثاقل (2) .لعله الرجل الذى
ضرب البقرة بفأس (3) .قرب السناد (4) .21 :في الفروع ) .232 :6
(5في المصدر :على بن الحكم عن سليم الفراء عن الحسن بن مسلم) .
(6كره ان يرسل معه بالجواب اما لنه كان يتقى عنه أو كان في المجلس
من يتقى عنه (7) .رواه الشيخ في التهذيب 56 :9وفيه :احمد بن محمد
عن على بن الحكم عن سليم الفراء عن الحسين بن مسلم.
][319
السريع ،والشديد المرض المشرف كالموقوذ ووقذه :صرعه وسكته وغلبه وتركه
عليل كأوقذه ،وقوله عتيا تصحيف ،والظاهر متثاقل كما في الكتابين.
وعلى تقديره كناية عن التثاقل ،لن عتيا بضم العين وكسرها مصدر عتا
بمعنى استكبر وتجاوز عن الحد ،كأن الدم يستكبر عن الخروج .وفي بعض
النسخ " عننا " بنونين من قولهم :عن السير فلنا أضعفه وأعناه ،قال
فأخذت الغلم ،أي أخذت سعيدة أو الجدة إن كانت غيرها ،محمدا )(1
فأرادت ضربه لظنها أنه قصر في البلغ ،أو كان السؤال بغير أمرها،
والمر بسقي السويق لتلفي ما أصابه من خوف الضرب والخبر الصحيح
يدل على الكتفاء في إدراك التذكية بخروج الدم المعتدل - 19 .الخصال:
عن أحمد بن زياد والحسين بن إبراهيم وعلي بن عبد ال الوراق وحمزة
بن محمد العلوي جميعا عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن زياد
الزدي و أحمد بن محمد البزنطي معا عن أبان بن عثمان عن أبان بن
تغلب عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلم أنه قال في قوله
عزوجل " :حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ) " (2الية ،قال:
الميتة والدم ولحم الخنزير معروف " وما أهل لغير ال به " يعنى ما ذبح
للصنام .وأما المنخنقة فان المجوس كانوا ل يأكلون الذبايح ويأكلون
الميتة ،وكانوا يخنقون البقر والغنم ،فإذا اختنقت وماتت أكلوها "
والمتردية " كانوا يشدون أعينها ويلقونها من السطح فإذا ماتت أكلوها،
و " النطيحة " كانوا يناطحون ) (3بالكباش فإذا ماتت إحداها أكلوا " وما
أكل السبع إل ما ذكيتم " فكانوا يأكلوا ما يقتله الذئب والسد )(4
) (1مفعول اخذت .أي اخذت سعيدة محمدا .أقول :تقدم منا احتمال آخر(2) .
المائدة (3) .4 :نطحه الثور ونحوه :أصابه بقرنه .وناطحه بمعنى نطحه.
) (4هكذا في المخطوطة والمصدر ،وفى المطبوعة " :الذئب والسد
والرنب " وفى التفسير :والسد والدب.
][320
فحرم ال ذلك " وما ذبح على النصب " كانوا يذبحون لبيوت النيران ،وقريش
كانوا يعبدون الشجر والصخر فيذبحون لهما " .وأن تستقسموا بالزلم
ذلكم فسق " قال :كانوا يعمدون إلى الجزور فيجزونه عشرة أجزاء ثم
يجتمعون عليه فيخرجون السهام ويدفعونها إلى رجل ،والسهام عشرة:
سبعة لها أنصباء ) ،(1وثلثة ل أنصباء لها ،فالتي لها أنصباء :الفذ
والتوأم والمسبل والنافس والحلس والرقيب والمعلى ،فالفذله سهم،
والتوأم له سهمان ،والمسبل له ثلثة أسهم ،والنافس له أربعة أسهم،
والحلس له خمسة أسهم ،والرقيب له ستة أسهم ،والمعلى به سبعه أسهم.
والتي ل أنصباء لها :السفيح والمنيح والوغد ،وثمن الجزور على من ]لم[
يخرج له من النصباء شئ وهو القمار فحرمه ال عزوجل ) .(2تفسير
علي بن إبراهيم مرسل مثله إل أنه قال قبل المتردية " :والموقوذة :كانوا
يشدون أرجلها ويضربونها حتى تموت فإذا ماتت أكلوها والمتردية كانوا
يشدون أعينها " ) (3الخ وكأنه سقط من النساخ أو الرواة .وأقول :هذا
الخبر صريح في مخالفة المشهور في السبعة إل في الول والثاني والسابع
كما عرفت قوله :عليه السلم " على من لم يخرج له من النصباء " اللم
للعهد أي الثلثة وفي بعض النسخ " :على من لم يخرج " فالمراد
بالنصباء السبعة - 20 .قرب السناد :عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن
صدقة قال :سئل الصادق عن ذبيحة الغلف فقال عليه السلم :كان علي
عليه السلم ل يرى بها بأسا ) .(4بيان :ل خلف فيه ظاهرا بين
الصحاب ،قال في الدروس :يحل ذبيحة المميز والمرأة والخصي والخنثى
والجنب والحائض والغلف والعمي إذا سدد لما روي
) (1أنصباء جمع النصيب :الحظ .الحصة من الشئ (2) .الخصال 451 :2و .452
) (3تفسير القمى 149 :و (4) .150قرب السناد) 24 :ط .(1
][321
عنهما عليهما السلم وولد الزنا على القرب ) - 21 .(1قرب السناد :عن الحسن
بن ظريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه عليهما السلم قال:
كان علي عليه السلم يقول :ل بأس بذبيحة المروة والعود وأشباههما ما
خل السن والعظم ) - 22 .(2بالسناد عن علي عليه السلم أنه كان يقول:
إذا أسرعت السكين في الذبيحة فقطعت الرأس فل بأس بأكلها ) .(3بيان:
يدل الخبر الول على جواز الذبح بالحجارة المحددة والعود وأشباههما
وحمل على الضرورة ،والثاني منطوقا على عدم البأس بابانة الرأس إذا
كان بغير اختيار ومفهوما على مرجوحية الكل إذا كانت البانة عمدا،
وفيه قولن :أحدهما التحريم ذهب إليه الشيخ في النهاية وابن الجنيد
وجماعة لصحيحة محمد بن مسلم عن الباقر عليه السلم أنه قال :ل تنخع
ول تقطع الرقبة بعد ما يذبح ) .(4قالوا :هو نهي ،والصل فيه التحريم.
والثاني :الكراهة ذهب إليه الشيخ في الخلف وابن إدريس والمحقق
والعلمة في غير المختلف ،ثم على تقدير التحريم هل تحرم الذبيحة أم ل ؟
فيه قولن :أحدهما التحريم ذهب إليه الشيخ في النهاية وابن زهرة ،وقيل:
ل يحرم لصحيحة محمد بن مسلم عن الصادق عليه السلم أنه سئل عن
ذابح طير قطع رأسه أيؤكل منه ؟ قال :نعم ،ولكن ل يتعمد ).(5
) (1الدروس :كتاب الصيد والذباحة (2) .قرب السناد (3) .51 :قرب السناد:
(4) .51رواه الكليني في الفروع والشيخ في التهذيب راجع الوسائل
(5) .267 :16لم نجد ذلك عن محمد بن مسلم ،نعم روى مثل ذلك
الصدوق في الفقيه عن حماد عن الحلبي .راجع الوسائل .259 :16
][322
ولو أبان الرأس بغير تعمد فل إشكال في عدم التحريم لهذا الخبر وغيره من
الخبار - 23 .كتاب المسائل :بالسناد عن علي بن جعفر عن أخيه موسى
عليه السلم قال :سألته عن الرجل ذبح فقطع الرأس قبل أن تبرد الذبيحة،
كان ذلك ،منه خطأ أو سبقه السكين أيؤكل ذلك ؟ قال :نعم ،ولكن ل يعود )
- 24 .(1الخصال :عن أحمد بن الحسن القطان عن الحسن بن علي
السكري ) (2عن محمد بن زكريا الجوهري عن جعفر بن محمد بن عمارة
عن أبيه عن جابر الجعفي عن الباقر عليه السلم قال :ل تذبح المرأة إل
من اضطرار ) - 25 .(3مجالس ابن الشيخ عن أبيه عن الحسين بن عبيد
ال عن هارون بن موسى التلعكبري عن عبد ال بن إبراهيم بن قتيبة
البرقي عن محمد البرقي عن زكريا المؤمن عن إسحاق بن عبد ال
الشعري قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :ل تستعن بالمجوس
ولو على أخذ قوائم شاتك وأنت تريد ذبحها ) .(4بيان :محمول على
الكراهة ،ويدل على أنه يجوز أن يأخذ غير الذابح قوائم الشاة عند الذبح.
- 26معاني الخبار :عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار
عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن فضالة عن أبان عن عبد
الرحمن بن أبي عبد ال عن أبي عبد ال عليه السلم في قول ال عزوجل:
" فإذا وجبت جنوبها " ) (5قال :إذا وقعت على الرض " فكلوا منها
وأطعموا القانع والمعتر " الخبر ).(6
) (1بحار النوار 278 :10طبعة الخوندى (2) .في المصدر :الحسن بن على
العسكري (3) .الخصال) 141 :2 :ط (1و 585 ،2طبعة الغفاري(4) .
أمالى الطوسى (5) ...الحج (6) .36 :معاني الخبار 208 :طبعة
الغفاري.
][323
- 27العيون والعلل بالسانيد المتقدمة في باب علل تحريم المحرمات عن محمد بن
سنان أن أبا الحسن الرضا عليه السلم كتب إليه :حرم ما اهل به لغير ال
للذي أوجب على خلقه من القرار به وذكر اسمه على الذبائح المحللة،
ولئل يساوى بين ما تقرب به إليه وبين ما جعل عبادة للشياطين والوثان،
لن في تسمية ال عزوجل القرار بربوبيته وتوحيده وما في الهلل لغير
ال من الشرك به والتقرب به إلى غيره ليكون ذكر ال وتسميته على
الذبيحة فرقا بين ما أحل وبين ما حرم ) .(1توضيح :كأن قوله " :حرم ما
أهل به " إلى قوله " المحللة " تعليل لوجوب ذكر اسمه سبحانه على
الذبائح ،والمعنى أنه لما كان أعظم أصول الدين القرار به سبحانه وكان
تكرير ذلك سببا لرسوخ هذا العتقاد وإعلن المر الذي به يتحقق إسلم
العباد وكان الذبح مما يحتاج إليه الناس ويتكرر وقوعه ،فلذا أوجب على
على العباد القرار بذلك عنده ،وبقية الكلم تعليل لتحريم ذكر اسم غيره
تعالى عند الذبائح ،لنه يتضمن خلف هذا المقصود وإعلن الشرك
والقرار به ،فحرم الذبيحة عند ذلك لينزجروا فقوله " :ليكون ذكر ال "
كالنتيجة لما تقدم ،وال يعلم - 27 .العياشي :عن يونس بن يعقوب قال:
قلت لبي عبد ال عليه السلم إن أهل مكة يذبحون البقر في اللبب فما
ترى في أكل لحومها ؟ قال :فسكت هنيهة ثم قال :قال ال " :فذبحوها وما
كادوا يفعلون " ل تأكل إل ما ذبح من مذبحه ) - 28 .(2ومنه :عن زرارة
عن أبي جعفر عليه السلم قال :كل كل شئ من الحيوان غير الخنزير
والنطيحة والموقوذة والمتردية وما أكل السبع وهو قول ال " :إل ما
ذكيتم " فان أدركت شيأ منها وعين تطرف أو قائمة تركض أو ذنب يمصع
فذبحت فقد أدركت ذكاته فكله ،قال :وإن ذبحت ذبيحة فأجدت الذبح فوقعت
في النار أو في الماء
) (1عيون الخبار) 244 :طبعة التفرشى( فيه " :لئل يسوى " وفيه :فرقا بين ما
احل ال وبين ما حرم ال (2) .تفسير العياشي 47 :1ورواه الكليني
والطوسي راجع الوسائل .257 :16
][324
أو من فوق بيت أو من فوق جبل إذا كنت قد أجدت الذبح فكل ) .(1بيان :قوله "
والنطيحة " إما عطف على الخنزير فالمراد بها وبما بعدها عدم إدراك
ذكاتها ،أو عطف على الحيوان ،أو على كل شئ ،والمراد إدراك التذكية
وهو أظهر وأنسب بما بعده ،وعلى التقديرين مخصص بالكلب والمسوخات
وغيرهما مما مر ومصعت الدابة بذنبها حركه وهو كمنع ،والمراد باجادة
الذبح قطع ما يجب قطعه من أعضاء الذبح ،ويدل على أنه إذا وقع على
الذبيحة بعد الذبح وقبل الموت ما يوجب هلكه لو لم يذبح لم يضر .قال في
التحرير :إذا قطع العضاء فوقع المذبوح في الماء قبل خروج الروح أو
وطئه ما خرج الروح به لم يحرم - 29 .العياشي :عن الحسن بن علي
الوشا عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال :سمعته يقول :المتردية
والنطيحة وما أكل السبع إذا أدركت ذكاته فكله ) - 30 .(2ومنه :عن
عيوق بن قسوط عن أبي عبد ال عليه السلم في قول ال " :المنخنقة "
قال :التي تختنق في رباطها ،والموقوذة :المريضة التي ل تجد ألم الذبح
ول تضطرب ول يخرج لها دم ،والمتردية :التي تردى من فوق بيت أو
نحوه ،والنطيحة التى ينطح صاحبها ) .(3بيان :ينطح صاحبها أي ينطحها
صاحبها - 31 .العياشي :عن محمد بن مسلم قال :سألته عن الرجل يذبح
الذبيحة فيهلل أو يسبح أو يحمد أو يكبر ،قال :هذا كله من أسماء ال ).(4
- 32العياشي عن ابن سنان عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سألته عن
ذبيحة المرأة والغلم هل يؤكل ؟ قال نعم إذا كانت المرأة مسلمة وذكرت
اسم ال حلت ذبيحتها
) (1تفسير العياشي 291 :1و 292ورواه الطوسى في التهذيب راجع الوسائل
(2) .262 :16تفسير العياشي (3) .292 :1تفسير العياشي ) .292 :1
(4تفسير العياشي .375 :1
][325
وإذا كان الغلم قويا على الذبح وذكر اسم ال حلت ذبيحته ،وإن كان الرجل مسلما
فنسي أن يسمى فل بأس إذا لم تتهمه ) .(1بيان :ل خلف في عدم حل
ذبيحة المجنون والصبي غير المميز ،ول في أنه تحل ذبيحة الصبي المميز
إذا أحسن الذبح وسمى ،وفي بعض الخبار :إذا تحرك و كان له خمسة
أشبار وأطاق الشفرة ) ،(2وكان تلك الوصاف لبيان القدرة والتميز وفي
بعض الخبار :إذا خيف فوت الذبيحة ولم يوجد غيره وفي بعضها :إذا
اضطروا إليه ،وكأنها محمولة على الكراهة مع عدم الضرورة وإن لم
يذكرها الصحاب ،و الحوط العمل بها ،قوله عليه السلم " :إذا لم تتهمه
" بأن يكون مخالفا ل يعتقد وجوب التسمية ويتهم بتركه عمدا موافقا
لعقيدته - 33 .تفسير المام :قال عليه السلم :قال ال عزوجل " :إنما
حرم عليكم الميتة " التي ماتت حتف أنفها بل ذباحة من حيث أذن ال فيها
" والدم ولحم الخنزير " أن يأكلوه " وما أهل به لغير ال " ما ذكر عليه
اسم غير ال من الذبايح وهي التي تتقرب بها الكفار بأسامي أندادهم التي
اتخذوها من دون ال ) - 34 .(3النجاشي عن أحمد بن علي بن نوح عن
فهد بن إبراهيم عن محمد بن الحسن عن محمد بن موسى الحرشي عن
ربعي بن عبد ال بن الجارود قال :سمعت الجارود يحدث قال :كان رجل
من بني رياح يقال له :سحيم بن أثيل نافر غالبا أبا الفرزدق بظهر الكوفة
على أن يعقر هذا من إبله مائة إذا وردت الماء ) ،(4فلما وردت الماء
قاموا إليها بالسيوف فجعلوا يضربون عراقيبها فخرج الناس على
الحميرات والبغال يريدون اللحم ،قال :و علي عليه السلم بالكوفة ،قال:
فجاء على بغلة رسول ال صلى ال عليه وآله إلينا وهو ينادي :أيها
الناس
) (1تفسير العياشي (2) .375 :1راجع الوسائل (3) .275 :16التفسير المنسوب
إلى المام العسكري )ع( (4) .245 :في المصدر :على أن يعقر هذا من
ابله مائة ،وهذا من ابله مائة إذا وردت الماء
][326
ل تأكلوا من لحومها وإنما اهل بها لغير ال ) .(1توضيح " :نافر " بالنون والفاء
أي غالبه بالمراهنة بالسباق أو بالمفاخرة بالحسب أو الكرم والسخاء في
القاموس :النفر :الغلبة ،والنفارة بالضم ما يأخذه النافر من المنفور أي
الغالب من المغلوب ،وأنفره عليه ونفره :قضى له عليه بالغلبة ،ونافرا:
حاكما في الحسب أو المفاخرة .وفي النهاية في حديث أبي ذر نافر أخى
أنيس فلنا الشاعر تنافر الرجلن :إذا تفاخرا ثم حكما بينهما واحدا ،أراد
أنهما تفاخرا أيهما أجود شعرا ،والمنافرة المفاخرة والمحاكمة يقال :نافره
فنفره ينفره بالضم :إذا غلبه انتهى ) .(2فالظهر أن المراد أنهما تفاخرا
فراهنا على أن من حكم عليه يعقر مائة من البل ،وقوله عليه السلم :اهل
بها لغير ال لعله أراد به أنها أخذت بالمراهنة كالقمار ول يحل أكلها،
فيحمل على أنهم نحروها بعد العقر أو ذكر عليه السلم أحد أسباب
حرمتها ،ويحمل على أنها كانت نافرة ل يقدر عليها ولم يسموا عليها ،فلذا
علل بعد التسمية وكأن الول أظهر - 35 .كتاب الغارات لبراهيم بن محمد
الثقفي عن بشيرين خيثمة عن عبد القدوس عن أبى إسحاق عن الحارث
عن أمير المؤمنين عليه السلم أنه دخل السوق وقال :يا معشر اللحامين
من نفخ منكم في اللحم فليس منا ) .(3بيان :النفخ في اللحم يحتمل
الوجهين :الول ما هو الشايع من النفخ في الجلد لسهولة السلخ ،والثاني
التدليس الذي يفعل الناس من النفخ في الجلد الرقيق الذي على اللحم ليرى
سمينا ،وهذا أظهر - 35 .المجازات النبوية :نهى رسول ال صلى ال
عليه وآله في حديث طويل عن الذبح بالسن والظفر أما السن فعظم ،وأما
الظفر فمدى الحبشة.
) (1فهرست النجاشي 119 :و ) 120ط (2) .(1النهاية 173 :4وزاد :ونفره
وأنفره :إذا حكم له بالغلبة (3) .كتاب الغارات :لم يطبع بعد.
][327
قال السيد رضي ال عنه :وهذا استعارة والمدى السكاكين ،فكأنه عليه السلم قال:
والظفار سكاكين الحبشة لنهم يذبحون بحدها ويقيمونها مقام المدى في
التذكية بها والظفر ههنا اسم للجنس كالدينار والدرهم في قولهم :أهلك
الناس الدينار والدرهم أي الدنانير والدراهم ،ولذلك صح أن يقول :مدى
الحبشة ،والمدى جمع لن الواحدة مدية ) .(1تأييد :قال في القاموس:
المدية مثلثة :الشفرة ،والجمع مدى ومدى - 36 .المحاسن :عن علي بن
الريان عن عبيد ال بن عبد ال الواسطي عن واصل ابن سليمان عن
درست ) (2عن أبي عبد ال عليه السلم قال :الرأس موضع الذكاة الحديث
) - 37 .(3قرب السناد :عن عبد ال بن الحسن عن جده عن علي بن
جعفر عن أخيه موسى عليه السلم قال :سألته عن البدنة كيف ينحرها ؟
قائمة أو باركة ؟ قال :يعقلها وإن شاء قائمة وإن شاء باركة )- 38 .(4
الدعائم :عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلم أن رسول ال صلى
ال عليه وآله قال :من ذبح ذبيحة فليحد شفرته وليرح ذبيحته - 39 .وعن
أبي جعفر عليه السلم أنه قال :إذا أردت أن تذبح ذبيحة فل تعذب البهيمة
أحد الشفرة واستقبل القبلة ول تنخعها حتى تموت ،يعني بقوله " :ول
تنخعها " قطع النخاع ،وهو عظم في العنق - 40 .وعن أبي جعفر وأبي
عبد ال عليهما السلم أنهما قال فيمن ذبح بغير القبلة :إن كان أخطا أو
نسي أو جهل فل شئ عليه وتؤكل ذبيحته ،وإن تعمد ذلك فقد أساء ،ول
يجب ) (5أن تؤكل ذبيحته تلك إذا تعمد خلف السنة.
) (1المجازات النبوية .430 :طبع القاهرة (2) .في المصدر :أو درست قال :ذكرنا
الرؤوس عند أبى عبد ال والرأس من الشاة فقال :الرأس موضع الذكاة
وأقرب من المرعى وأبعد من الذى (3) .المحاسن (4) .469 :قرب
السناد 104 :فيه :يعقلها ان شاء قائمة اه (5) .في المخطوطة :ول
يوجب.
][328
- 41وعن علي عليه السلم أنه قال :إذا ذبح أحدكم فليقل :بسم ال وال أكبر42 .
-قال :أبو جعفر عليه السلم ويجزيه أن يذكر ال وما ذكر ال عزوجل به
أجزأه وإن ترك التسمية متعمدا لم تؤكل ذبيحته ،وإن جهل ذلك أو نسيه
سمى إذا ذكر و أكل - 43 .وعن رسول ال عليه السلم أنه نهى عن المثلة
بالحيوان وعن صبر البهائم .والصبر ) (4الحبس ،ومن حبس شيئا فقد
صبره ،ومنه قيل :قتل فلن صبرا :إذا أمسك على الموت ،فالمصبورة من
البهائم هي المختمة كالدجاجة وغيرها من الحيوان تربط و توضع في
مكان ثم ترمى حتى تموت - 44 .وعن أبي جعفر عليه السلم أنه قال :من
قتل عصفورا عبثا أتى ال به يوم القيامة وله صراخ يقول :يا رب سل هذا
فيم قتلني بغير ذبح ؟ فليحذر أحدكم من المثلة و ليحد شفرته ول يعذب
البيهمة - 45 .وعن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه نهى عن أن تسلخ
الذبيحة أو تقطع رأسها حتى تموت وتهدأ - 46 .وعن أبي جعفر عليه
السلم أنه قال :اذبح في المذبح يعني دون الغلصمة ،ول تنخع الذبيحة ول
تكسر الرقبة حتى يموت - 47 .وعن أبي عبد ال عليه السلم أنه سئل
عمن ينخع الذبيحة من قبل أن تموت يعني كسر عنقها ،قال :قد أساء ول
بأس بأكلها - 48 .وعن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه نهى عن قطع
رأس الذبيحة في وقت الذبح - 49 .وعن علي عليه السلم أنه كتب إلى
رفاعة :أن يأمر القصابين أن يحسنوا الذبح ،فمن صمم فليعاقبه ،وليلق ما
ذبح إلى الكلب - 50 .وعن أبي جعفر عليه السلم أنه قال :ول يتعمد
الذابح قطع الرأس فان ذلك جهل - 51 .وعنه وعن أبي عبد ال عليهما
السلم أنهما قال فيمن لم يتعمد قطع رأس
الذبيحة في وقت الذبح ولكن سبقه السكين فأبان رأسها قال :تؤكل إذا لم يتعمد ذلك.
- 52وعن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه نهى عن الذبح إل في
الحلق ،يعني إذا كان ممكنا - 53 .قال أبو جعفر عليه السلم :ول تؤكل
ذبيحة لم تذبح من مذبحها - 54 .وقال أبو عبد ال عليه السلم ولو تردى
ثور أو بعير في بئر أو حفرة أو هاج فلم يقدر على منحره ول مذبحه فانه
يسمى ال عليه ويطعن حيث أمكن منه ويؤكل - 55 .وعن رسول ال صلى
ال عليه وآله أنه نهى عن الذبح بغير الحديد - 56 .وعن علي وأبي جعفر
وأبي عبد ال عليهم السلم أنهم قالوا :ل ذكاة إل بحديدة - 57 .وعن
رسول ال صلى ال عليه وآله أنه كره ذبح ذات الجنين وذات الدر بغير
علة - 58 .وعن أبي جعفر وأبي عبد ال عليهما السلم أنهما رخصا في
ذبيحة الغلم إذا قوى على الذبح وذبح على ما ينبغي ،وكذلك العمى إذا
سدد ،وكذلك المرأة إذا أحسنت - 59 .وعن علي عليه السلم أنه سئل عن
الذبح على غير طهارة فرخص فيه - 60 .وعن أبي جعفر عليه السلم أنه
رخص في ذبيحة الخرس ،إذا عقل التسمية وأشار بها ) .(1توضيح :قال
في النهاية " :فيه أنه نهى عن المثلة " يقال :مثلت بالحيوان أمثل به
مثل :إذا قطعت أطرافه وشوهت به ،والسم المثلة ،ومنه الحديث " :نهى
أن يمثل بالدواب " أي تنصب فترمى ،أو تقطع أطرافها وهي حية ،وزاد
في الرواية :وأن يؤكل الممثول بها ).(2
) (1دعائم السلم :ليست نسخته موجودة عندي (2) .النهاية .82 :4
][330
وقال :فيه " انه نهى عن قتل شئ من الدواب صبرا " هو أن يمسك شئ من ذوات
الروح حيا ثم يرمى بشي حتى يموت ،ومنه الحديث :نهى عن المصبورة،
ونهى عن صبر ذي الروح انتهى ) (1وفسر بعض أصحابنا الذبح صبرا
بأن يذبحه وحيوان آخر ينظر إليه ،ولم أجد هذا المعنى في اللغة ،وتهدأ أي
تسكن ،وقال الجوهري :الغلصمة :رأس الحلقوم ،وهو الموضع الناتي في
الحلق ،وغلصمه أي قطع غلصمته " .فمن صمم " كذا في النسخ ،فهو
إما بالتخفيف كعلم بفك الدغام كما جوز هنا أي لم يسمع ولم يقل ،أو
بالتشديد على بناء التفعيل أي عزم على ما هو عليه ولم ير تدع ،وقال في
المسالك :الخرس إن كان له إشارة مفهمة حلت ذبيحته ،وإل فهو كغير
القاصد ) - 61 .(2التهذيب :باسناده عن علي بن أسباط عن أبي مخلد
السراج قال :كنت عند أبي عبد ال عليه السلم إذ دخل عليه معتب فقال:
بالباب رجلن ،فقال :أدخلهما ،فدخل ،فقال أحدهما :انى رجل سراج أبيع
جلود النمر فقال :مدبوغة هي ؟ قال :نعم قال ليس به بأس )- 62 .(3
ومنه :بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي القاسم الصيقل قال:
كتبت إليه :قوائم السيوف التي تسمى السفن أتخذها من جلود السمك فهل
يجوز العمل بها ولسنا نأكل لحومها ؟ فكتب ل بأس ) .(4بيان :اعلم أن
الحيوان منه ما تقع عليه الزكاة إجماعا ،وهو ما يؤكل لحمه ،ومنه ما ل
تقع عليه إجماعا ،وهو الدمي مطلقا ،ونجس العين كالكلب والخنزير
) (1النهاية (2) .272 :2مسالك الفهام (3) .225 :2التهذيب (4) .374 :6
التهذيب .371 :6
][331
بمعنى أن الدمي ل تطهر ميتته بالذبح وإن جاز ذبحه كالكافر ،ونجس العين ل
يطهر بالذكاة بل تبقى على نجاسته ،ومنه ما في وقوعها عليه خلف:
فمنها المسوخ فمن قال :بنجاستها كالشيخين وسلر قال :بعدم وقوع
الذكاة عليها ،كما ل تقع على الكلب والخنزير وهو ضعيف ،ومن قال:
بطهارتها كأكثر الصحاب اختلفوا فذهب المرتضى وجماعة إلى وقوعها
عليها ،ونفاه جماعة ،ومنها الحشرات كالفأر وابن عرس والضب،
والخلف فيه كالخلف في سابقه .الثالث السباع كالسد والنمر والفهد
والثعلب ،والمشهور بين الصحاب وقوع الذكاة عليها بمعنى إفادتها جواز
النتفاع بجلدها لطهارته ،وقال الشهيد رحمه ال :ل يعلم القائل بعدم وقوع
الذكاة عليها ،وقد دلت عليه أخبار وإن قدح في أسناد أكثرها وإذا قلنا
بوجوب الذكاة على السباع أو غيرها من غير المأكول فالشهر بين
المتأخرين أن طهارة جلدها ل يتوقف على الدباغ ،وقال الشيخان
والمرتضى والقاضي وابن إدريس بافتقاره إلى الدبغ ببعض الخبار التي
يمكن حملها على الستحباب.
][332
][331
بمعنى أن الدمي ل تطهر ميتته بالذبح وإن جاز ذبحه كالكافر ،ونجس العين ل
يطهر بالذكاة بل تبقى على نجاسته ،ومنه ما في وقوعها عليه خلف:
فمنها المسوخ فمن قال :بنجاستها كالشيخين وسلر قال :بعدم وقوع
الذكاة عليها ،كما ل تقع على الكلب والخنزير وهو ضعيف ،ومن قال:
بطهارتها كأكثر الصحاب اختلفوا فذهب المرتضى وجماعة إلى وقوعها
عليها ،ونفاه جماعة ،ومنها الحشرات كالفأر وابن عرس والضب،
والخلف فيه كالخلف في سابقه .الثالث السباع كالسد والنمر والفهد
والثعلب ،والمشهور بين الصحاب وقوع الذكاة عليها بمعنى إفادتها جواز
النتفاع بجلدها لطهارته ،وقال الشهيد رحمه ال :ل يعلم القائل بعدم وقوع
الذكاة عليها ،وقد دلت عليه أخبار وإن قدح في أسناد أكثرها وإذا قلنا
بوجوب الذكاة على السباع أو غيرها من غير المأكول فالشهر بين
المتأخرين أن طهارة جلدها ل يتوقف على الدباغ ،وقال الشيخان
والمرتضى والقاضي وابن إدريس بافتقاره إلى الدبغ ببعض الخبار التي
يمكن حملها على الستحباب.
][332
بسمه تعالى انتهى الجزء التاسع من المجلد الرابع عشر -كتاب السماء والعالم -
من بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة البرار ،وهو الجزء الثاني
والستون حسب تجزئتنا من هذه الطبعة الرائقة ،وقد قابلناه على النسخة
التى صححها الفاضل المكرم الشيخ عبد الرحيم الربانى المحترم بما فيها
من التعليق والتنميق وال ولى التوفيق .محمد الباقر البهبودى.