You are on page 1of 412

‫بحار النوار‬

‫العلمة المجلسي ج ‪63‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار تأليف العلم العلمة الحجة فخر‬
‫المة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي " قدس ال سره " الجزء الثالث‬
‫والستون دار إحياء التراث العربي بيروت ‪ -‬لبنان الطبعة الثالثة المصححة‬
‫‪‍ 1403‬ه ‪ 1983‬م دار احياء التراث العربي بيروت ‪ -‬لبنان ‪ -‬بناية‬
‫كليوباترا ‪ -‬شارع دكاش ‪ -‬ص‪ .‬ب ‪ 11 / 7957‬تلفون المستودع‪:‬‬
‫‪ - 278766 - 273032 - 274696‬المنزل ‪ 830717 - 830711‬برقيا‪:‬‬
‫التراث تلكس ‪ LE / 44632‬تراث‬

‫]‪[2‬‬

‫كلمة المصحح‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم‬


‫على رسوله محمد وعترته الطاهرين‪ .‬وبعد‪ :‬فهذا هو الجزء السادس‬
‫والستون من كتاب بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة البرار حسب‬
‫تجزئتنا لهذه الموسوعة الكبيرة‪ ،‬وبه تم كتاب السماء والعالم أعني المجلد‬
‫الرابع عشر ححسب تجزئة مؤلفة العلمة‪ ،‬قابلناه على طبعة الكمباني‬
‫المشهورة بطبع أمين الضرب‪ ،‬وهكذا على نص المصادر التي استخرجت‬
‫الحاديث منها‪ .‬ثم على نسخة مخطوطة كاملة استلمناها من العلم الحجة‬
‫آية ال السيد شهاب الدين المرعشي النجفي دامت بركاته‪ ،‬وهي نسخة‬
‫جيدة نفيسة تاريخ كتابتها ‪ 1235‬والكاتب‪ :‬أبو القاسم بن الحسين‬
‫الرضوي الموسوي الخونساري‪ ،‬قابلنا مطبوعتنا هذه عليها حرفا بحرف‬
‫عند الطباعة‪ ،‬وال هو الموفق للصواب‪ .‬محمد الباقر البهبودي رجب‬
‫الصب عام ‪‍ 1393‬ه ق‬

‫]‪[1‬‬

‫‪) 2‬باب( * * )ذبايح الكفار من أهل الكتاب وغيرهم والنصاب والمخالفين( *‬


‫اليات‪ :‬المائدة‪ :‬اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم‬
‫وطعامكم حل لهم )‪ .(1‬تفسير‪ :‬المراد باليوم الن ل اليوم المتعارف‪،‬‬
‫والطيبات كل مستطاب من الطعمة كما فهمه القوم‪ ،‬أو كل ما فيه جهة‬
‫حسن واقعي " وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم " قيل‪ :‬المراد بالطعام‬
‫الذبايح وغيرها‪ ،‬وقيل مخصوص بالذبايح‪ ،‬وروي عن الصادق عليه‬
‫السلم أنه مختص بالحبوب ومال يحتاج إلى التذكية " وطعامكم حل لهم "‬
‫أي لهل الكتاب فل عليكم جناح أن تطعموهم‪ .‬قال شيخنا البهائي ره في‬
‫رسالته المعمولة لحكم ذبايح أهل الكتاب‪ :‬ل خلف بين علماء السلم في‬
‫تحريم ذبايح من عدا اليهود والنصارى والمجوس من أصناف الكفار‪،‬‬
‫وإنما الخلف في الصناف الثلثة ل غير‪ ،‬فذهب جمهور المامية كالشيخ‬
‫المفيد محمد ابن محمد بن النعمان والشيخ أبى جعفر الطوسى والسيد‬
‫المرتضى علم الهدى وأبى ‪-‬‬

‫)‪ (1‬المائدة ‪ 6‬والظاهر بقرينة قوله تعالى‪ " :‬وطعامكم حل لهم " حلية التعامل‬
‫معهم والمعنى أن ما يشرونه أهل الكتاب ويجلبونها إلى أسواقهم يحل لكم‬
‫اشتراؤها وابتياعها‪ ،‬كما أن ما تشرونه وتجلبونه في أسواقكم يحل لهم‬
‫ابتياعها وشراؤها‪ ،‬ولذلك يتعاملون معكم‪ .‬فلو كانت الية مطلقة تشمل‬
‫أنواع المطعومات ومنها ذبايح أهل الكتاب‪ ،‬لكان قوله تعالى‪ " :‬وطعامكم‬
‫حل لهم " لغوا حشوا فانه ل معنى لن يحكم القرآن عليهم بحلية ذبايحنا‬
‫لهم فانهم " ل يحرمون ما حرم ال ورسوله ول يدينون دين الحق "‬
‫ولذلك ل يأكلون من ذبيحتنا فالتشبث بالية على حلية ذبايحهم لنا على‬
‫غير محله‪.‬‬

‫]‪[2‬‬

‫الصلح وابن حمزة وابن إدريس والعلمة جمال الدين والمحقق نجم الدين والشيخ‬
‫محمد بن مكى وساير المتأخرين عطر ال مضاجعهم إلى أن ذبايحهم‬
‫محرمة ل يجوز الكل منها على حال من الحوال‪ ،‬سواء ذكر اسم ال‬
‫تعالى عليها أم ل‪ ،‬ووافقهم على ذلك الحنابلة‪ ،‬وذهب الحنفية والشافعية‬
‫والمالكية إلى إباحه ذبايح أهل الكتاب وإن لم يذكر اسم ال عليها‪ ،‬ووافقهم‬
‫الشاذ من علماء المامية كابن أبى عقيل‪ .‬وقال محمد بن بابويه طاب ثراه‪:‬‬
‫إذا سمعنا اليهودي والنصراني والمجوسي يذكر اسم ال تعالى عند الذبح‪،‬‬
‫فان ذبيحته تحل لنا‪ ،‬وإل فل‪ ،‬وإلحاق المجوسى باليهودى والنصراني‪،‬‬
‫لن لهم شبهة كتاب‪ .‬ثم اختلف علماء المة في ذبيحة المسلم إذا ترك‬
‫التسمية‪ ،‬فذهب الحنابلة و داود الصفهانى إلى تحريم أكلها سواء ترك‬
‫التسمية عمدا أو سهوا‪ ،‬ووافقهم صاحب الكشاف مع أنه حنفى الفروع‪،‬‬
‫حيث قال من حق ذي البصيرة في دينه أن ل يأكل مما لم يذكر اسم ال‬
‫عليه‪ ،‬كيف ماكان‪ ،‬لما ترى في الية من التشديد العظيم‪ ،‬هذا كلمه‪.‬‬
‫وذهب الشافعية والمالكية إلى إباحة أكلها مطلقا‪ ،‬وذهب جماهير المامية‬
‫إلى التفصيل بأنه إن تركها عمدا حرم أكلها‪ ،‬وإن تركها سهوا لم يحرم‪،‬‬
‫وهو مذهب الحنفية فهذه هي المذاهب المشهورة‪ .‬ثم قال‪ :‬احتج جمهور‬
‫المامية على تحريم ذبايح أهل الكتاب بقوله تعالى " ول تأكلوا مما لم‬
‫يذكر اسم ال عليه وإنه لفسق )‪ " (1‬وأهل الكتاب ل يذكرون اسم ال على‬
‫ذبايحهم‪ ،‬فتكون محرمة بنص الكتاب‪ ،‬ولو فرض أن النصراني تلفظ باسم‬
‫ال عند الذبح فانما يقصد الله الذي يعتقد أنه أبو المسيح‪ ،‬وكذا اليهودي‬
‫إنما يعني الله الذي عزيز ابنه‪ ،‬فوجود اللفظ في الحقيقة كعدمه‪ .‬وأما‬
‫تأويل قوله سبحانه " مما لم يذكر اسم ال عليه " بالميتة فظاهر البعد‪ ،‬و‬
‫قوله تعالى عقيب ذلك " وإن الشياطين ليوحون " إلى قوله سبحانه "‬
‫إنكم لمشركون " ل يدل عليه كما سنذكره‪ ،‬وأبعد منه تأويل " مما لم يذكر‬
‫اسم ال عليه " بما ذكر غير‬

‫)‪ (1‬النعام‪.121 :‬‬

‫]‪[3‬‬

‫اسم ال عليه‪ .‬وأما وقوع مثل هذا التأويل في قوله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل‬
‫ال فاولئك هم الكافرون " )‪ (1‬فانما هو لعدم استقامة الكلم بدونه‪،‬‬
‫بخلف ما نحن فيه‪ ،‬على أن ارتكابه هنا ل يشفي العليل‪ ،‬لما نقل أن‬
‫النصارى يذكرون اسم المسيح عند الذبح‪ .‬واحتج المامية أيضا بالروايات‬
‫عن أئمة أهل البيت كما رواه محمد بن مسلم )‪ (2‬عن المام محمد بن على‬
‫الباقر عليه السلم قال‪ :‬سألته عن النصارى أتوكل ذبايحهم ؟ فقال‪ :‬كان‬
‫على عليه السلم ينهى عن ذبايحهم وعن صيدهم وعن مناكحتهم‪ ،‬وكما‬
‫رواه إسمعيل بن جابر )‪ (3‬عن المام أبي عبد ال جعفر بن محمد الصادق‬
‫عليه السلم أنه قال عند جريان ذكر أهل الكتاب‪ :‬ل تأكلوا ذبايحهم‪ ،‬وكما‬
‫رواه سماعة بن مهران )‪ (4‬عن المام موسى الكاظم عليه السلم قال‪:‬‬
‫سألته عن ذبيحة اليهودي والنصراني‪ ،‬قال‪ :‬ل تقربهما‪ ،‬وكما رواه زكريا‬
‫ابن آدم )‪ (5‬عن المام على بن موسى الرضا عليه السلم أنه قال‪ :‬أنهاك‬
‫عن ذبيحة كل من كان على خلف ]الدين[ الذي أنت عليه وأصحابك إل‬
‫عند الضرورة‪ ،‬والروايات عنهم بذلك كثيرة كما تضمنة كتاب تهذيب‬
‫الخبار وكتاب الكافي وغيرهما من كتب الحديث‪ ،‬والروايات النافية لها ل‬
‫تصلح لمعارضتها لن هذه معتضدة عندنا بالشهرة المقاربة للجماع‪ .‬ثم‬
‫قال ‪ -‬ره ‪ -‬احتج الحنفية والشافعية والمالكية على إباحة ذبايح اليهود و‬
‫النصارى بوجوه‪ :‬الول الصل في الشياء الحل حتى يتبين التحريم‪ ،‬ولم‬
‫يثبت‪ .‬الثاني قوله تعالى " وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل‬
‫لهم " والطعام يشمل اللحم وغيره‪ ،‬والية ناطقة بجواز أكل ذبايحهم‪.‬‬
‫)‪ (1‬المائدة‪ (2) .44 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ ،239‬التهذيب ‪ 9‬ر ‪ (3) .65‬التهذيب ‪ 9‬ر ‪،63‬‬
‫الكافي ‪ 6‬ر ‪ (4) .240‬الكافي‪ 6 :‬ص ‪ ،240‬التهذيب ‪ 9‬ص ‪(5) .65‬‬
‫التهذيب‪ 9 :‬ص ‪.70‬‬

‫]‪[4‬‬

‫وأما التنافي بينهما وبين قوله تعالى " ول تأكلوا مما لم يذكر اسم ال عليه " )‪(1‬‬
‫فيمكن دفعه بوجهين‪ :‬الول أن يحمل الموصول على الميتة كما رواه ابن‬
‫أبى حاتم عن ابن عباس )‪ (2‬ويدل عليه قوله تعالى في هذه الية " وإن‬
‫الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم " فقد روي في تفسيرها أن‬
‫الكفار كانوا يقولون للمسلمين إنكم تزعمون أنكم تعبدون ال‪ ،‬فما قتل ال‬
‫أحق أن تأكلواه مما قتلتموه‪ ،‬ووجه التأييد أنهم أرادوا بما قتل ال ما مات‬
‫حتف أنفه فينبغي حمل الموصول في صدر الية على ذلك أيضا ليتلءم‬
‫أجزاء الكلم ويخرج عن التنافر‪ .‬الوجه الثاني أن يأول الصلة بما ذكر غير‬
‫اسم ال عليه‪ ،‬حيث قال جل ثناؤه " قل ل أجد فيما اوحى إلى محرما على‬
‫طاعم يطعمه إل أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فانه رجس‬
‫أو فسقا أهل لغير ال به " )‪ (3‬الية قرينة ظاهرة على أن المراد به في‬
‫تلك الية هذا المعنى ل غير‪ ،‬فالواو في قوله سبحانه " وإنه لفسق " واو‬
‫الحال أي ل تأكلوا مما لم يذكر اسم ال عليه حال كونه فسقا أي اهل به‬
‫لغير ال‪ ،‬ول يستقيم كونها للعطف لما يلزم من عطف الخير على النشاء‪.‬‬
‫الثالث روي أن النبي صلى ال عليه وآله أكل من الذراع المسموم الذي‬
‫أهدته إليه اليهودية وكان مرض السم يعاوده في بعض الوقات إلى أن‬
‫مات صلى ال عليه وآله من ذلك‪ ،‬وأكله من ذلك اللحم يدل على حل ذبيحة‬
‫اليهود‪ .‬واحتج الحنابلة على تحريم ذبيحة المسلم إذا ترك التسمية‪ ،‬سواء‬
‫تركها عمدا أو سهوا‪ ،‬بظاهر الية " ول تأكلوا مما لم يذكر اسم ال عليه‬
‫" واحتج المالكية والشافعية على إباحتها مطلقا بظاهر قوله صلى ال‬
‫عليه وآله " ذبيحة المسلم حلل وإن لم يذكر اسم ال " )‪ (4‬وهذا‬

‫)‪ (1‬النعام ‪ (2) .121‬راجع الدر المنثور‪ 3 :‬ص ‪ (3) .43‬النعام‪(4) .145 :‬‬
‫أخرجه عبد بن حميد عن راشد بن سعد على ما في الدر المنثور‪ 3 :‬ص‬
‫‪.42‬‬

‫]‪[5‬‬

‫الحديث لم يثبت عند المامية وحمله الحنفية على حالة النسيان ل العمد‪ ،‬وأورد‬
‫الشافعية عليهم أنه على هذا التقدير يلزم كون المسلم أسوء حال من‬
‫اليهود والنصارى‪ ،‬لن المسلم التارك التسمية عمدا ل يجوز أكل ذبيحته‬
‫واليهود والنصراني التارك يجوز أكل ذبيحته‪ ،‬وهذا اليراد ليس بشئ لن‬
‫المور تعبدية ل مجال للبحث فيها‪ .‬ثم قال ‪ -‬ره‪ :‬والجواب عن الستدلل‬
‫بآية " وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم " بأنه ل ريب أن ظاهرها ينافي‬
‫ظاهر آية " ول تأكلوا مما لم يذكر اسم ال عليه " ولكن رفع التنافي ليس‬
‫بمنحصر فيما ذكرتم ليتم كلمكم فان رفعه بما قلنا ونقله محدثونا عن أئمة‬
‫أهل البيت عليهم السلم بتخصيص الطعام بما عدا اللحوم أولى وأحسن من‬
‫حملكم وتأويلكم البعيد‪ ،‬وتخصيص الطعام بالبر والتمر ونحوهما شايع‪.‬‬
‫وفي حديث أبي سعيد الخدرى كنا نخرج لصدقة الفطر على عهد رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله صاعا من طعام أو صاعا من شعير " )‪ (1‬ومعلوم أن‬
‫المراد بالطعام ما قلناه إذ ل يقال صاع من لحم‪ ،‬وقد روي عن أئمة أهل‬
‫البيت عليهم السلم أن المراد بالطعام في هذه الية الحبوب وما شابهها )‬
‫‪ (2‬ورواية ابن أبي حاتم لم تثبت عند كثير من محدثيكم فكيف عندنا‪ .‬ول‬
‫دللة في قوله تعالى " وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم " الية على‬
‫أن المراد بما لم يذكر اسم ال عليه الميتة فقط‪ ،‬لنه يشمل فردي ما مات‬
‫حتف أنفه‬

‫)‪ (1‬رواه البخاري في كتاب الزكاة تحت الرقم ‪ 73‬و ‪ 75‬و ‪ 76‬ومسلم أيضا تحت‬
‫الرقم ‪ 17‬و ‪) 18‬ج ‪ 2‬ص ‪ (678‬والنسائي في سننه كتاب الزكاة الرقم‬
‫‪ 36‬و ‪ 38‬وابن ماجة بالرقم ‪ 21‬والترمذي بالرقم ‪ ،35‬وهكذا في حديث‬
‫احتجام النبي صلى ال عليه وآله عن انس بن مالك قال‪ :‬احتجم رسول‬
‫ال حجمه أبو طيبة فأمر له بصاعين من طعام‪ ،‬رواه مسلم‪ ،‬في كتاب‬
‫المساقاة تحت الرقم ‪ ،62‬وهكذا في حديث الشاة المصراة " وان شاء‬
‫ردها وصاعا من طعام " رواه البخاري في كتاب البيوع بالرقم ‪ 64‬وابو‬
‫داود بالرقم ‪ 46‬والترمذي بالرقم ‪ 29‬والدارمى بالرقم ‪ 19‬وابن حنبل ‪2‬‬
‫ص ‪ 259‬ولفظه " اناء من طعام " ‪ 4‬ص ‪ ،314‬ومثله حديث معيشة آل‬
‫محمد صلى ال عليه وآله " قال رسول ال‪ :‬ما أصبح في آل محمد ]ال[‬
‫مد من طعام " رواه ابن ماجة في كتاب الزهد الباب ‪ 10‬بالرقم المسلسل‬
‫‪ ،4148‬ومثل هذه التعبيرات كثيرة‪ (2) .‬راجع الكافي ‪ 6‬ص ‪.241‬‬

‫]‪[6‬‬

‫وما ذبح من دون ذكر اسم ال عليه من ذبايح المسلمين والكفار‪ ،‬وحصول الجدال‬
‫في الفرد الول لن تلبيسهم على المسلمين وإظهارهم الباطل في صورة‬
‫الحق إنما يتمشى فيه فحكى سبحانه جدالهم فيما جادلوا فيه دون ما لم‬
‫يجادلوا فيه‪ ،‬وذلك ل يوجب تنافر أجزاء الكلم بوجه من الوجوه كما ل‬
‫يخفى وكذا ل دللة في قوله " وإنه لفسق " على تأويل مما لم يذكر اسم‬
‫ال عليه )‪ (1‬فان استعمال الفسق في الية في غير معناه الحقيقي حيث‬
‫أخرجه عن معناه المصدرى لوجود الصارف فيها عن حمله عليه‪ ،‬ل يدل‬
‫على أنه في آية اخرى محمول على غير معناه الحقيقي‪ ،‬والحال أنه ل‬
‫صارف عن حمله فيها على معناه الحقيقي‪ .‬والواو في قوله تعالى " وانه‬
‫لفسق " ل يتعين كونها للحال كما ل يتعين عود الضمير إلى الموصول‪،‬‬
‫لحتمال جعل الواو اعتراضية واحتمال عود الضمير إلى المصدر المدلول‬
‫عليه بالفعل كما في الكشاف وغيره والواو العتراضية كما تقع في أثناء‬
‫الكلم تقع في آخره‪ ،‬أيضا كما قالوه في قول النبي صلى ال عليه وآله "‬
‫أنا سيد ولد آدم ول فخر " )‪ (2‬صرح بذلك في المطول وغيره أيضا‪،‬‬
‫فاحتمال كونها للعطف قايم‪ .‬وأما قولكم يلزم عطف الخبر على النشاء‬
‫فجوابه أنه من قبيل عطف القصة على القصة فل يحتاج فيه إلى تناسب‬
‫الجملتين في الخبرية والنشائية‪ .‬قال صاحب الكشاف عند تفسير قوله‬
‫تعالى " ومن الناس من يقول آمنا بال واليوم الخر " )‪ (3‬وقصة‬
‫المنافقين عن آخرها معطوفة على قصة الذين كفروا كما تعطف الجملة‬
‫على الجملة انتهى‪.‬‬

‫)‪ (1‬متعلق بقوله " وكذا ل دللة " والضمير راجع إلى كون المراد مما لم يذكر‬
‫اسم ال عليه‪ ،‬الميتة‪ ،‬كذا في هامش المطبوعة‪ (2) .‬رواه أحمد‬
‫والترمذي وابن ماجة عن أبى سعيد الخدرى‪ ،‬ورواه مسلم وأبو داود عن‬
‫ابن هريرة من دون زيادة واللفظ " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة " راجع‬
‫كشف الخفاء للعجلونى ‪ 1‬ر ‪ (3) .203‬البقرة ‪.8‬‬

‫]‪[7‬‬

‫وقال صاحب الكشف‪ :‬أراد أنه ليس من باب عطف جملة على جملة لتطلب مناسبة‬
‫الثانية مع السابقة‪ ،‬بل من باب ضم الجملة مسوقة إلى اخرى‪ .‬وقال‬
‫صاحب الكشاف أيضا عند تفسير قوله تعالى " وبشر الذين آمنوا وعملوا‬
‫الصالحات " )‪ (1‬فان قلت على م عطف هذا المر ولم يسبق أمر ول نهي‬
‫ليصح عطفه عليه ؟ قلت‪ :‬ليس الذي يعتمد بالعطف هو المر حتى يطلب‬
‫له شاكل من أمر أو نهى يعطف عليه إنما المعتمد بالعطف هو جملة وصف‬
‫ثواب المؤمنين‪ ،‬فهى معطوفة على جملة وصف عقاب الكافرين كما يقال‪:‬‬
‫زيد يعاقب بالقيد والزهاق‪ ،‬وبشر عمرا بالعفو والطلق انتهى‪ .‬وقال‬
‫السيد في شرح المفتاح بعد ما قررناه‪ :‬ل يشترط في عطف القصة على‬
‫القصة تناسب الجملتين في الخبرية والنشائية‪ ،‬فليكن ذلك على ذكر منك‪،‬‬
‫فانه ينجيك من تكلفات باردة في مواضع شتى‪ .‬وقد يقال في إبطال كون‬
‫الواو هنا للحال أن التأكيد بان والمر غير مناسب للجملة‪ ،‬لن الحال‬
‫بمعنى الظرف كما نص عليه النحاة‪ ،‬فالمعنى ‪ -‬وال أعلم ‪ :-‬ول تأكلوا مما‬
‫لم يذكر اسم ال عليه إذا كان فسقا فليس المقام حينئذ مقام التأكيد‪ ،‬إذ ليس‬
‫الغرض النهي عنه في وقت كون الحكم بكونه فسقا مؤكدا كما هو مقتضي‬
‫رجوع النفي إلى القيد في نحو ما جاء زيد ماشيا‪ ،‬ول تضرب زيدا راكبا‪،‬‬
‫ولهذا لم يجعلوا جملة " وإنه لقسم لو تعلمون عظيم " بعد قوله جل‬
‫شأنه‪ " :‬فل اقسم بمواقع النجوم " )‪ (2‬حالية‪ ،‬وإنما حكموا بأنها‬
‫معترضة بين القسم وجوابه لئل يلزم ما قلنا ههنا‪ .‬وعندي في هذا الكلم‬
‫نظر إذ ل مانع من تقييد النهي عن كل ما لم يذكر اسم ال عليه‪ ،‬بترتيب‬
‫الحكم المؤكد بكون أكله فسقا‪ ،‬والجملة الحالية تؤكد كما‬

‫)‪ (1‬البقرة ‪ (2) .25‬الواقعة‪ 76 :‬و ‪(*) .75‬‬

‫]‪[8‬‬

‫ذكره نجم الئمة الشيخ الرضي ومثل بقولنا لقيته وإن عليه جبة‪ ،‬وعد من ذلك‬
‫قوله تعالى في بحث الحروف المشبهة بالفعل " وما أرسلنا قبلك من‬
‫المرسلين إل إنهم " )‪ .(1‬هذا وظني أن وجه التأكيد في هاتين الجملتين أن‬
‫كل منهما كلم برأسه‪ ،‬ملقى إلى المؤمنين‪ ،‬فهو رائج عندهم متقبل لديهم‬
‫كما ذكره صاحب الكشاف عند قوله تعالى " إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا‬
‫" )‪ .(2‬وأما ما قيل من أن وجه التأكيد في الية التي نحن فيها‪ ،‬هو أن‬
‫الكفار منكرون كون أكل ما لم يذكر اسم ال عليه فسقا‪ ،‬فليس بشئ لن‬
‫المخاطب بالية الكريمة المؤمنون‪ ،‬وهم ل ينكرون كون أكل الميتة فسقا‪،‬‬
‫والمنكر لذلك هم غير المخاطبين بها‪ ،‬فحينئذ تأكيد الكلم الملقى إلى غير‬
‫المنكرين لكون غير المخاطبين منكرين‪ ،‬اختراع ل يعرفه أحد من علماء‬
‫المعاني‪ .‬والجواب عما روي من أكله صلى ال عليه وآله من اللحم الذي‬
‫أهدته اليهودية‪ ،‬بأن الرواية لم تثبت صحتها عندنا‪ ،‬واحتمال علمه صلى‬
‫ال عليه وآله بشراء تلك اليهودية ذلك اللحم من جزار مسلم‪ ،‬إما باخبار‬
‫أحد من الصحابة أو بالهام ونحوه قايم‪ ،‬والتقريب ل يتم بدون بيان انتفائه‪.‬‬
‫وأما ما اختاره ابن بابويه من إباحة ذبيحة اليهود والنصارى والمجوس‬
‫إذا سمعنا منهم التسمية عند الذبح‪ ،‬فقد استدل عنه ببعض الروايات‪،‬‬
‫وبقوله سبحانه " فكلوا مما ذكر اسم ال عليه إن كنتم بآياته مؤمنين " )‬
‫‪ (3‬وهذا قد ذكر اسم ال عليه‪ ،‬و ليس في الية الكريمة تقييد الذاكر بكونه‬
‫مسلما‪ ،‬فتدخل الصناف الثلثة‪ ،‬وأما غيرهم من الكفار‪ ،‬فهم خارجون‪،‬‬
‫باجماع المسلمين على تحريم ذبائحهم‪ ،‬ولو ل أن قوله هذا مخالف‬
‫للروايات المتضافرة‪ ،‬وعمل جماهير علمائنا‪ ،‬لكان العمل به غير بعيد عن‬
‫الصواب‪ ،‬إن ألحقنا المجوس بأهل الكتاب‪ ،‬انتهى كلمه رفع ال مقامه‪.‬‬

‫)‪ (1‬الفرقان‪ (2) .20 :‬البقرة‪ (3) 14 :‬النعام‪.118 :‬‬

‫]‪[9‬‬

‫وقال الشيخ السديد المفيد قدس ال نفسه الزكية في رسالة الذبايح‪ :‬اختلف أهل‬
‫الصلوة في ذبايح أهل الكتاب‪ ،‬فقال جمهور العامة بإباحتها‪ ،‬وذهب نفر من‬
‫أوائلهم بحظرها‪ ،‬وقال جمهور الشيعة بحظرها‪ ،‬وذهب نفر منهم إلى‬
‫مذهب العامة في إباحتها‪ ،‬واستدل الجمهور من الشيعة على حظرها بقول‬
‫ال عزوجل " ول تأكلوا مما لم يذكر اسم ال عليه وإنه لفسق وإن‬
‫الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون "‬
‫)‪ .(1‬قالوا فحظر ال سبحانه بتضمن هذه الية أكل كل ما لم يذكر عليه‬
‫اسمه من الذبايح‪ ،‬دون ما لم يرده من غيرها الجماع والتفاق‪ ،‬فاعتبرنا‬
‫المعنى بذكر التسمية أهو اللفظ بها خاصة أم هو شئ ينضم إلى اللفظ‪،‬‬
‫ويقع لجله على وجه يتميز به مما يعمه وإياه الصيغة من أمثاله في‬
‫الكلم‪ ،‬فبطل أن يكون المراد هو اللفظ بمجرده لتفاق الجميع على حظر‬
‫ذبيحة كثير ممن يتلفظ بالسم عليها‪ ،‬كالمرتد وإن سمى تجهل‪ ،‬والمرتد‬
‫عن أصل من الشريعة مع إقراره بالتسمية واستعمالها والمشبه ل تعالى‬
‫بخلقه لفظا ومعنى‪ ،‬وإن دان بفرضها عند الذبيحة متدينا‪ ،‬والثنوية و‬
‫الديصانية والصابئين والمجوس‪ .‬قلت إن المعنى بذكرها هو الثاني من‬
‫وقوعها على وجه يتخصص به من تسمية من عددناه وأمثالهم في‬
‫الضلل‪ ،‬فنظرنا في ذلك‪ ،‬فأخرج لنا دليل العتبار أنا تسمية المتدين‬
‫بفرضها على ما تقرر في شريعة السلم‪ ،‬مع المعرفة بالمسمى المقصود‬
‫بذكره عند الذبيحة إلى استباحتها‪ ،‬دون من عداه‪ ،‬بدللة حصول الحظر مع‬
‫التسمية ممن أنكر وجوب فرضها وتلفظ بها لغرض له دون التدين ممن‬
‫سميناه وحصوله أيضا مع تسمية المتدين بفرضها إذا كان كافرا يجحد‬
‫أصل من الشريعة لشبهة عرضت له وإن كان مقرا بساير ما سوى الصل‬
‫على ما بيناه‪ ،‬وحظر ذبيحة المشبه وإن سمى ودان بفرضها كما ذكرناه‪.‬‬
‫وإذا صح أن المراد بالتسمية عند الذكاة ما وصفناه من التدين بفرضها‬
‫على‬

‫)‪ (1‬النعام‪.121 :‬‬


‫]‪[10‬‬

‫شرط ملة السلم‪ ،‬والمعرفة بمن سماه‪ ،‬ثبت حظر ذبايح أهل الكتاب‪ ،‬لعدم‬
‫استحقاقهم من الوصف بما شرحناه‪ ،‬ولحوقهم في المعنى الذي ذكرناه‬
‫بشركائهم في الكفر من المجوس والصابئين وغيرهما من أصناف‬
‫المشركين والكفار‪ .‬سؤال‪ :‬فان قال قائل‪ :‬فان اليهود تعرف ال جل اسمه‬
‫وتدين بالتوحيد وتقربه‪ ،‬وتذكر اسمه على ذبائحها‪ ،‬وهذا يوجب الحكم‬
‫عليها بأنها حلل‪ .‬الجواب‪ :‬قيل له‪ :‬ليس المر على ما ذكرت‪ ،‬ل اليهود‬
‫من أهل المعرفة بال عزوجل حسب ما قدرت‪ ،‬ول هي مقرة بالتوحيد في‬
‫الحقيقة‪ ،‬وإن كان تدعى ذلك لنفسها‪ ،‬بدللة كفرها بمرسل محمد صلى ال‬
‫عليه وآله وجحدها لربوبيته‪ ،‬وإنكارها للهيته من حيث اعتقدت كذبه‬
‫صلى ال عليه وآله ودانت ببطلن نبوته وليس يصح القرار بال عزوجل‬
‫في حالة النكار له‪ ،‬ول المعرفة به في حد الجهل بوجوده‪ ،‬وقد قال ال‬
‫تعالى " ل تجد قوما يؤمنون بال ]واليوم الخر يوادون من حاد ال‬
‫ورسوله " )‪ (1‬وقال‪ " :‬ولو كانوا يؤمنون بال[ والنبى وما انزل إليه ما‬
‫اتخذوهم أولياء )‪ " (2‬وقال " فل وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما‬
‫شجر بينهم ثم ل يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )‪(3‬‬
‫"‪ .‬ولو كانت اليهود عارفة بال تعالى وله موحدة لكانت به مؤمنة‪ ،‬وفي‬
‫نفى القرآن عنها اليمان‪ ،‬دليل على بطلن ما تخيله الخصم‪ .‬على أن ما‬
‫يظهر اليهود من القرار بال عز اسمه وتوحيده قد يظهر من مستحل‬
‫الخمر بالشبهة‪ ،‬ويقترن إلى ذلك باقراره بنبوة محمد صلى ال عليه وآله‬
‫والتدين بما جاء به في الجملة وقد أجمع علماء المة على أن ذبيحة هذا‬
‫محرمة‪ ،‬وأنه خارج من جملة من أباح ال تعالى أكل ذبيحته بالتسمية‪،‬‬
‫فاليهود أولى بأن يكون ذبائحهم محرمة‬

‫)‪ (1‬المجادلة ‪ (2) .22‬المائدة ‪ 81‬وما بين العلمتين ساقط من المطبوعة‪(3) .‬‬
‫النساء‪.65 :‬‬

‫]‪[11‬‬

‫لزيادتهم عليه في الكفر والضلل أضعافا مضاعفة‪ .‬مع أنه ل شئ يوجب جهل‬
‫المشبهة بال عزوجل إل وهو موجب جهل اليهود والنصارى بال‪ ،‬ول‬
‫معنى يحصل لهم الحكم بالمعرفة مع إنكارهم للهية مرسل محمد صلى ال‬
‫عليه وآله وكفرهم به‪ ،‬إل وهو يلزم صحة الحكم على المشبهة بالمعرفة‪،‬‬
‫وإن اعتقدوا أن ربهم على صورة النسان بعد أن يصفوه بما سوى ذلك‬
‫من صفات ال عزوجل‪ ،‬وهذا ما ل يذهب إليه أحد من أهل المعرفة‪ ،‬وإن‬
‫ذهب علمه على جميع المقلدة‪ .‬على أنه ليس أحد من أهل الكتاب يوجب‬
‫التسمية‪ ،‬ول يراها عند الذبيحة فرضا‪ ،‬وإن استعملها منهم إنسان فلعادة‬
‫مخالطة‪ ،‬مع أن مخالفينا ل يفرقون بين ذبايح اليهود والنصارى‪ ،‬وليس‬
‫في جهل النصارى بال عزوجل وعدم معرفتهم به لقولهم بالقانيم‪،‬‬
‫والجوهر والب والبن والروح والتحاد‪ ،‬شك ول ريب‪ ،‬وإذا ثبت حظر‬
‫ذبايح النصارى بما وصفناه‪ ،‬وجب حظر ذبايح اليهود‪ ،‬للتفاق على أنه ل‬
‫فرق بينهما في الباحة والتحريم‪ .‬وشئ آخر وهو أنه متى ثبت لليهود‬
‫والنصارى بال عزوجل معرفة‪ ،‬وجب بمثل ذلك أن للمجوس بال تعالى‬
‫معرفة‪ ،‬ولعبدة الصنام من قريش‪ ،‬ومن شاركهم في القرار بال سبحانه‪،‬‬
‫واعتقادهم بعبادة الصنام القربة إليه عز اسمه‪ ،‬فان كان كفر اليهود‬
‫والنصارى ل يمنع من استباحة ذبايحهم ل قرارهم في الجملة بال تعالى‪،‬‬
‫فكفر من عددناه ل يمنع أيضا من ذلك‪ ،‬وهذا خلف للجماع‪ ،‬وليس بينه‬
‫وبين ما ذهب إليه الخصم فرق مع ما اعتمدنا من العتلل‪ .‬ومما يدل أيضا‬
‫على حظر ذبايح اليهود وأهل الكتاب وجميع الكفار‪ ،‬أن ال جل اسمه جعل‬
‫التسمية في الشريعة شرطا في استباحة الذبيحة‪ ،‬وحظر الستباحة على‬
‫الشك والريب‪ ،‬فوجب اختصاصها بذبيحة الدائن بالشريعة المقر بفرضها‬
‫دون المكذب بها المنكر لواجباتها‪ ،‬إذا كان غير مأمون على نبذها والتعمد‬
‫لترك شروطها لموضع كفره بها‪ ،‬والقربة بافساد اصولها‪ ،‬وهذا موضح‬
‫عن حظر ذبايح كل من رغب عن ملة السلم‪.‬‬

‫]‪[12‬‬

‫وشئ آخر وهو أن القياس المستمر في السمعيات‪ ،‬على مذاهب خصومنا يوجب‬
‫حظر ذبايح أهل الكتاب من قبل أن الجماع حاصل على حظر ذبايح كفار‬
‫العرب‪ ،‬وكانت العلة في ذلك كفرهم‪ ،‬وإن كانوا مقرين بال عزوجل‪ ،‬فوجب‬
‫حظر ذبايح اليهود والنصارى لمشاركتهم من ذكرناه في الكفر‪ ،‬وإن كانوا‬
‫مقرين لفظا بال جل اسمه على ما بيناه‪ .‬وشئ آخر وهو أنا وجمهور‬
‫مخالفينا نرى إباحة من سها عن ذكر ال من المسلمين لما يعتقد عليه من‬
‫النية من فرضها‪ ،‬فوجب أن يكون ذبيحة من أبى فرض التسمية محظورة‪،‬‬
‫وإن تلفظ عليها بذكرها‪ ،‬وهذا مما ل محيص عنه‪ .‬فان قالوا فما تصنعون‬
‫في قول ال عزوجل " اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب‬
‫حل لكم وطعامكم حل لهم " )‪ (1‬وهذا صريح في إباحة ذبايح أهل الكتاب‪.‬‬
‫قيل له‪ :‬قد ذهب جماعة من أصحابنا إلى أن المعنى في هذه الية من أهل‬
‫الكتاب‪ ،‬من أسلم منهم وانتقل إلى اليمان‪ ،‬دون من أقام على الكفر‬
‫والضلل‪ ،‬و ذلك أن المسلمين تجنبوا ذبايحهم بعد السلم كما كانوا‬
‫يتجنبونها قبله‪ ،‬فأخبرهم ال تعالى باباحتها‪ ،‬لتغير أحوالهم عما كانت عليه‬
‫من الضلل‪ .‬قالوا‪ :‬وليس بمنكر أن يسميهم ال أهل الكتاب وإن دانوا‬
‫بالسلم كما سمى أمثالهم من المنتقلين عن الذمة إلى السلم‪ ،‬حيث يقول‬
‫" وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بال وما انزل إليكم وما انزل إليهم‬
‫خاشعين ل ل يشترون بآيات ال ثمنا قليل اولئك لهم أجرهم عند ربهم إن‬
‫ال سريع الحساب " )‪ (2‬فأضافهم بالنسبة إلى الكتاب وإن كانوا على ملة‬
‫السلم‪ ،‬فهكذا تسمى من أباح ذبيحته من المنتقلين عما لزمه‪ ،‬و إن كانوا‬
‫على الحقيقة من أهل اليمان والسلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬المائدة‪ (2) .6 :‬آل عمران‪.199 :‬‬

‫]‪[13‬‬

‫وقال الباقون من أصحابنا‪ :‬إن ذكر طعام أهل الكتاب في هذه الية يختص حبوبهم‬
‫وألبانهم‪ ،‬وما شاكل ذلك دون ذبايحهم‪ ،‬بما قد منا ذكره من الدليل‬
‫وشرحناه من البرهان‪ ،‬لستحاله التضاد بين حجج ال تعالى والقرآن‪،‬‬
‫ووجوب خصوص الذكر يدليل العتبار‪ ،‬وهذا كاف لمن تأمله‪ .‬سؤال‪ :‬فان‬
‫قال قايل‪ :‬خبروني عما ذهبتم إليه من تحريم ذبايح أهل الكتاب أهو شئ‬
‫تأثرونه عن أئمتكم من آل محمد عليهم السلم أم حجتكم فيه ما تقدم لكم‬
‫من العتبار دون السماع ]الشياع[ من جهة النقل والخبار ؟ ! جواب‪ :‬قيل‬
‫له‪ :‬عمدتنا في ذلك أقوال أئمتنا الصادقين من آل محمد صلى ال عليه وآله‬
‫وما صح عندنا من حكمهم به‪ ،‬وإن كان العتبار دليل قاطعا عند ذوي‬
‫العقول والديان‪ ،‬فانا لم نصر إليه من ذلك دون ما ذكرناه من الثر‬
‫ووصفناه‪ .‬فان قال‪ :‬فانني لم أقف من قبل على شئ ورد من آل محمد‬
‫عليهم السلم في هذا الباب فاذكروا جملة من الروايات فيه لضيف‬
‫مفهومه إلى ما قد استقر عندي العلم به من دليل القرآن‪ ،‬على ما رتبتموه‬
‫من الستدلل‪ .‬قيل له‪ :‬أما إذا آثرت ذلك للبيان‪ ،‬فانا مثبتوه لك وال الموفق‬
‫للصواب‪ .‬ثم قال‪ :‬أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه‪ ،‬وأبو‬
‫جعفر بن بابويه‪ ،‬عن محمد بن يعقوب الكليني‪ ،‬عن على بن إبراهيم‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن عثمان بن عمرو‪ ،‬عن المفضل بن صالح‪ ،‬عن زيد الشحام قال‪:‬‬
‫سئل الصادق جعفر بن محمد عن ذبيحة الذمي‪ ،‬فقال‪ :‬ل تأكلها سمى أم لم‬
‫يسم )‪ .(1‬وبالسناد عن على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن‬
‫الحسين الحسمى عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال له رجل‪ :‬أصلحك‬
‫ال إن لنا جارا قصابا يجئ بيهودي فيذبح له حتى يشترى منه اليهود‪،‬‬
‫فقال ل تأكل ذبيحته‪ ،‬ول تشتر منه )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬رواه في الكافي ‪ 6‬ص ‪ 238‬باب ذبائح اهل الكتاب بالرقم ‪ (2) .1‬راجع الكافي‬
‫ج ‪ 6‬ص ‪.240‬‬
‫]‪[14‬‬

‫أقول‪ :‬ثم أورد قدس ال روحه جملة من الخبار من الكافي وغيره مما سيأتي‬
‫بعضها‪ ،‬ثم قال‪ :‬فهذا جملة مما ورد عن أئمة آل محمد صلى ال عليه وآله‬
‫في تحريم ذبايح أهل الكتاب‪ ،‬قد ورد من الطرق الواضحة بالسانيد‬
‫المشهورة‪ ،‬وعن جماعة بمثلهم ‪ -‬في الستر والديانة والثقة والحفظ‬
‫والمانة ‪ -‬يجب العمل‪ ،‬وبمثلهم في العدد بتواتر الخبر‪ ،‬ويجب العمل لمن‬
‫تأمل ونظر‪ ،‬وإذا كان هذا هكذا ثبت ما قضينا به من ذبايح أهل الكتاب‬
‫والحمد ل‪ .‬فأما تعلق شذاذ أصحابنا في خلف مذهبنا بما رواه أبو بصير‬
‫وزرارة عن أبي عبد ال عليه السلم أنه سئل عن ذبيحة أهل الكتاب‬
‫فأطلقها‪ ،‬فان لذالك وجهين أحدهما التقية من السلطان‪ ،‬والشفاق على‬
‫شيعته من أهل الظلم والطغيان‪ ،‬إذا لقول بتحريمها خلف ما عليه جماعة‬
‫الناصبية وضد لما يفتى به سلطان الزمان‪ ،‬ومن قبله من القضاة والحكام‪.‬‬
‫والثاني ما رواه يونس بن عبد الرحمن عن معوية بن وهب قال‪ :‬سألت أبا‬
‫عبد ال عليه السلم عن ذبايح أهل الكتاب‪ ،‬فقال‪ :‬ل بأس إذا ذكر اسم ال‪،‬‬
‫وإنما أعني منهم من يكون على أمر موسى وعيسى )‪ (1‬فاشترط عليه‬
‫السم وقد بينا أن ذلك ل يكون من كافر ل يعرف المسمى ومن سمى فانه‬
‫يقصد به إلى غير ال عزوجل ثم إنه اشترط أيضا فيه اتباع موسى‬
‫وعيسى وذلك ل يكون إل لمن آمن بمحمد صلى ال عليه وآله واتبع‬
‫موسى وعيسى عليهما السلم في القبول منه‪ ،‬والعتقاد لنبوته‪ ،‬وهذا ضد‬
‫ما توهمه المستضعف من الشذوذ‪ ،‬وال الموفق للصواب‪ ،‬انتهى كلمه‬
‫ضاعف ال إكرامه‪ .‬وأقول‪ :‬جملة القول في ذلك أنه اتفق الصحاب‪ ،‬بل‬
‫المسلمون على تحريم ذبيحة غير أهل الكتاب من أصناف الكفار‪ ،‬سواء في‬
‫ذلك الوثني‪ ،‬وعابد النار‪ ،‬والمرتد وكافر المسلمين كالغلة وغيرهم‪.‬‬
‫واختلف الصحاب في حكم ذبيحة أهل الكتاب‪ ،‬فذهب الكثر إلى تحريمها‬
‫وذهب جماعة منهم ابن أبى عقيل وابن جنيد والصدوق ‪ -‬ره ‪ -‬إلى الحل‬
‫لكن شرط‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 6‬ص ‪ 241‬ولفظه " ولكني أعنى منهم "‪.‬‬

‫]‪[15‬‬

‫الصدوق سماع تسميتهم عليها وساوى بينهم وبين المجوس في ذلك‪ ،‬وصرح ابن‬
‫أبى عقيل بتحريم ذبيحة المجوس‪ ،‬وخص الحكم باليهود والنصارى‪ ،‬ولم‬
‫يقيدهم بكونهم أهل ذمة‪ ،‬وكذلك الخران‪ .‬ومنشأ الختلف اختلف‬
‫الروايات في ذلك‪ ،‬وهي كثيرة من الطرفين‪ .‬فالمحرمون حملوا أخبار الحل‬
‫على التقية لشتهاره بين المخالفين‪ ،‬وعليه عملهم في العصار‬
‫والمصار‪ ،‬واعترض عليه بأن أحدا من العامة ل يشترط في حل ذبايحهم‬
‫أن يسمعهم يذكر اسم ال عليها‪ ،‬والخبار الصحيحة التي دلت على حلها‬
‫على هذا التقدير‪ ،‬ل يمكن حملها على التقية‪ .‬وأقول‪ :‬يحتمل أن تكون مما‬
‫شاة معهم‪ ،‬إذ يمكن أن تحصل التقية بهذا القدر‪ .‬والمحللون حملوا أخبار‬
‫التحريم والمنع على الكراهة‪ ،‬والصدوق حملها على عدم سماع التسمية‪،‬‬
‫وقال الشهيد الثاني‪ :‬وهذا أيضا راجع إلى حل ذبيحتهم‪ ،‬لن الكلم في حلها‬
‫من حيث أن الذابح كتابي‪ ،‬ل من حيث أنه سمى أو لم يسم‪ ،‬فان المسلم لو‬
‫لم يسم لم تؤكل ذبيحته‪ ،‬اللهم إل أن يفرق بأن الكتابى يعتبر سماع‬
‫تسميته‪ ،‬والمسلم يعتبر فيه عدم العلم بعدم تسميته وفيه سؤال الفرق فقد‬
‫صرح في صحيحة جميل )‪ (1‬بأكل ما لم يعلم عدم تسميتهم كالمسلم انتهى‪.‬‬
‫واختلفوا أيضا في اشتراط إيمان الذابح زيادة على السلم‪ ،‬فذهب الكثر‬
‫إلى عدم اعتباره‪ ،‬والكتفاء في الحل باظهار الشهادتين على وجه يتحقق‬
‫معه السلم‪ ،‬بشرط أن ل يعتقد ما يخرجه عنه كالناصبي‪ ،‬وبالغ القاضي‬
‫فمنع من ذبيحة غير أهل الحق وقصر ابن إدريس الحل على المؤمن‬
‫والمستضعف الذي لمنا ول من مخالفينا‪ ،‬واستثنى‬

‫)‪ (1‬روى الشيخ في التهذيب ‪ 9‬ر ‪ 68‬بالرقم ‪ 289‬عن الحسين بن سعيد عن ابن‬
‫أبى عمير عن جميل ومحمد بن حمران أنهما سأل أبا عبد ال عليه‬
‫السلم عن ذبايح اليهود والنصارى و المجوس فقال بعضهم‪ :‬انهم ل‬
‫يسمون‪ ،‬فقال‪ :‬فان حضرتموهم فلم يسموا فل تأكلوا‪ ،‬وقال‪ :‬إذا غاب‬
‫فكل‪.‬‬

‫]‪[16‬‬

‫أبو الصلح من المخالف جاحد ا ولنص‪ ،‬فمنع من ذبيحته‪ ،‬وأجاز العلمة ذباحة‬
‫المخالف غير الناصبي مطلقا بشرط اعتقاده وجوب التسمية‪ ،‬واستشكل‬
‫بعض المتأخرين حكم الناصب لختلف الروايات‪ ،‬والظاهر حمل أخبار‬
‫الجواز على التقية أو على المخالف غير الناصب والمستضعف‪ ،‬فان‬
‫إطلق الناصب على غير المستضعف شايع في عرف الخبار‪ ،‬بل يظهر‬
‫من كثير من الروايات أن المخالفين في حكم المشركين والكفار في جميع‬
‫الحكام‪ ،‬لكن أجرى ال في زمان الهدنة حكم المسلمين عليهم في الدنيا‬
‫رحمة للشيعة‪ ،‬لعلمه باستيلء المخالفين‪ ،‬واحتياج الشيعة إلى معاشرتهم‬
‫و مناكحتهم ومؤاكلتهم‪ ،‬فإذا ظهر القائم عليه السلم أجرى عليهم حكم‬
‫المشركين والكفار في جميع المور‪ ،‬وبه يجمع بين كثير من الخبار‬
‫المتعارضة في هذا الباب‪ ،‬وبعد التتبع التام‪ ،‬ل يخفى ما ذكرنا على اولى‬
‫اللباب‪ - 5 .‬وأقول‪ :‬روى الشيخ المفيد ره في الرسالة المذكورة والسيد‬
‫المرتضى في جواب المسائل الطرابلسيات عن أبى القاسم جعفر بن محمد‬
‫بن قولويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن‬
‫الحسين بن سعيد‪ ،‬عن النضرين سويد‪ ،‬عن شعيب العقرقوفى قال‪ :‬كنت‬
‫عند أبى عبد ال عليه السلم ومعنا ]أبو بصير و[ أناس من أهل الجبل‬
‫يسألونه عن ذبايح أهل الكتاب‪ ،‬فقال لهم أبو عبد ال عليه السلم قد‬
‫سمعتم ما قال ال عزوجل ]في كتابه[ فقالوا له‪ :‬نحب أن تخبرنا أنت‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ل تأكلوها‪ ،‬قال‪ :‬فلما خرجنا من عنده قال لي أبو بصير‪ :‬كلها فقد‬
‫سمعته وأباه جميعا يأمران بأكلها‪ ،‬فرجعنا إليه فقال لي أبو بصير‪ :‬سله‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬جعلت فداك ما تقول في ذبايح أهل الكتاب ؟ فقال‪ :‬أليس قد شهدتنا‬
‫اليوم بالغداة وسمعت‪ ،‬قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬ل تأكلها‪ ،‬فقال لي ]أبو بصير‪ :‬كلها‬
‫وهو في عنقي‪ ،‬ثم قال‪ :‬سله ثانية فسألته فقال لي[ مثل مقالته الولى‪ :‬ل‬
‫تأكلها‪ ،‬فقال لي أبو بصير‪ :‬سله ثالثة فقلت‪ :‬ل أسأله بعد مرتين‪ .‬بيان رواه‬
‫الشيخ في التهذيب عن الحسين بن سعيد بهذا السناد )‪ (1‬وقوله " وقد‬

‫)‪ (1‬رواه في التهذيب ج ‪ 9‬ص ‪ 66‬والستبصار ج ‪ 4‬ص ‪ ،83‬باختلف يسير‪.‬‬

‫]‪[17‬‬

‫سمعتم ما قال ال " يحتمل أن يكون إشارة إلى قوله تعالى " ول تأكلوا مما لم يذكر‬
‫اسم ال عليه " ويمكن أن يكون إشارة إلى قوله " وطعام الذين اوتوا‬
‫الكتاب " تقية لمصلحة يقتضي اللحاح في السؤال ترك رعايتها‪ - 6 .‬وعن‬
‫الرسالة المذكورة والطرابلسيات بالسناد المتقدم‪ ،‬عن أحمد بن محمد عن‬
‫محمد بن إسمعيل‪ ،‬عن حنان بن سدير‪ ،‬عن الحسين بن المنذر‪ ،‬قال‪ :‬قلت‬
‫لبي ‪ -‬عبد ال عليه السلم‪ :‬إنا قوم نختلف إلى الجبل‪ ،‬والطريق بعيد بيننا‬
‫وبين الجبل فراسخ‪ ،‬فنشتري القطيع والثنين والثلثة فيكون في القطيع‬
‫ألف وخمسمائة وألف وستمائة وألف وسبعمائة شاة‪ ،‬فتقع الشاة والثنتان‬
‫والثلثة فنسأل الرعاة الذين يجيئون بها عن أديانهم فيقولون نصارى فأى‬
‫شئ قولك في ذبايح اليهود والنصارى فقال لى‪ :‬يا حسين هي الذبيحة‬
‫والسم ل يؤمن عليه إل أهل التوحيد‪ .‬ثم إن حنانا لقي أبا عبد ال عليه‬
‫السلم فقال‪ :‬إن الحسين بن منذر روى عنك أنك قلت إن الذبيحة ل يؤمن‬
‫عليها إل أهلها‪ ،‬فقال عليه السلم إنهم أحدثوا فيها شيئا‪ ،‬قال حنان‪:‬‬
‫فسألت نصرانيا فقلت‪ :‬أي شئ تقولون إذا ذبحتم ؟ فقال نقول باسم‬
‫المسيح‪ .‬تبيان‪ :‬رواه في الكافي عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪،‬‬
‫عن محمد بن إسمعيل إلى قوله‪ :‬يا حسين الذبيحة بالسم‪ ،‬ول يؤمن عليها‬
‫إل أهل التوحيد )‪ .(1‬وعنه عن حنان قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‬
‫إن الحسين بن المنذر ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬إنهم أحدثوا فيها شيئا ل أشتهيه وفي‬
‫بعض النسخ ل اسميه إلى آخر الخبر )‪ .(2‬ثم قال في الرسالة‪ :‬وأخبرني‬
‫أبو القاسم جعفر بن محمد‪ ،‬عن محمد بن يعقوب‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد بمثل معنى الحديث الول‪ - 7 .‬الرسالة والطرابلسيات‬
‫بالسناد الول عن الحسين سعيد‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن‬
‫المختار‪ ،‬عن الحسين بن عبد ال قال‪ :‬اصطحب المعلى ابن خنيس وعبد‬
‫ال بن أبي يعفور فأكل أحدهما ذبيحة اليهود والنصارى وامتنع الخر عن‬
‫أكلها فلما اجتمعا عند أبي عبد ال عليه السلم أخبراه بذلك‪ ،‬فقال عليه‬
‫السلم‪ :‬أيكما الذي أبي ؟ قال‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 6‬ص ‪ ،239‬تحت الرقم ‪ 2‬و ‪.3‬‬

‫]‪[18‬‬

‫المعلى‪ :‬أنا‪ ،‬فقال أحسنت )‪ - 8 .(1‬ومن الرسالة والطرابلسيات بالسناد المتقدم‪،‬‬


‫عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن محمد بن يحيى الخثعمي‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أناني رجلن أظنهما من أهل الجبل‪،‬‬
‫فسألني أحدهما عن الذبيحة يعنى ذبيحة أهل الذمة‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬وال‬
‫ل ابر دلكما على ظهري‪ ،‬ل تأكل‪ ،‬قال محمد بن يحيى‪ :‬فسألت أنا أبا عبد‬
‫ال عليه السلم عن ذبيحة اليهود والنصارى‪ ،‬فقال‪ :‬ل تأكل‪ .‬تبيان ‪ -‬هذا‬
‫الخبر مروي في التهذيب )‪ (2‬عن الحسين بن سعيد بهذا السند‪ ،‬وليس فيه‬
‫" يعني ذبيحة أهل الذمة " وهو المراد‪ .‬وكأنه من كلم المفيد والسيد‬
‫رحمهما ال وفيه " ل برد لكما على ظهري " وفي بعض النسخ " عن‬
‫ظهرى " )‪ (3‬وهو من معضلت الخبار ويمكن أن يوجه بوجوه‪ :‬الول‪:‬‬
‫وهو أظهرها أن يكون المعنى على نسخة المفيد ل اثبت لكما على ظهري‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ 239‬بالرقم ‪ 7‬التهذيب ‪ 9‬ر ‪ 64‬مع اختلف سيجئ شرحه تحت‬
‫الرقم ‪ (2) .24‬التهذيب ‪ 9‬ر ‪ (3) .67‬يقال‪ :‬ل تبرد عن فلن ‪ -‬من باب‬
‫التضعيف ‪ -‬أي ان ظلمك فل تشتمه فتنتقص اثمه‪ ،‬ويقال‪ :‬برد الحق على‬
‫فلن‪ :‬ثبت ووجب‪ ،‬ومنه قولهم " لم يبرد منه شئ " والمعنى لم يستقر‬
‫ولم يثبت‪ ،‬ويقال‪ :‬ما برد لك على فلن ؟ أي ما ثبت ووجب ؟ وبرد لى‬
‫عليه كذا من المال‪ .‬قاله الجوهرى‪ .‬والظاهر أن هذا اللفظ يستعمل في‬
‫مورد التفريق بأن يكون لزيد عند عمرو مال ولعمر وعلى زيد اجرة أو‬
‫دين‪ ،‬فرفعا حسابهما فبرد لزيد على عمرو كذا وكذا درهما مثل أي بقى‬
‫بعد المحاسبة‪ ،‬ومنه قول عمر لبي موسى على ما في صحيح البخاري‬
‫" هل يسرك أن اسلمنا مع رسول ال وهجرتنا معه وجهادنا معه‬
‫وعملنا كله معه برد وأن كل عمل عملنا بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس‬
‫؟ "‪ .‬فعلى هذا يكون المعنى‪ :‬ل وال ل ابقى لكما على ظهرى حقا‬
‫تراجعاني بعد ذلك وتطلبانه عنى‪.‬‬

‫]‪[19‬‬

‫وزرا بأن اجيبكما موافقا لما سمعتم من فقهاء العامة لعدم الحاجة إلى التقية‬
‫فالخطاب بقوله ل تأكل لحدهما وهو السائل‪ ،‬وعلى نسخة التهذيب أيضا‬
‫يستقيم ذلك بأن يقرأ على صيغة الماضي‪ ،‬بأن يكون بمعنى المضارع‪ ،‬أو‬
‫يكون المعنى ما ثبت لكما علي حق التقية حتى اجيبكما بما يوافق رأيكما‪.‬‬
‫قال في النهاية‪ :‬برد على فلن حق أي ثبت انتهى‪ ،‬ويؤيده ما رواه في‬
‫أوايل روضة الكافي )‪ (1‬أن أمير المؤمنين عليه السلم كتب إلى رجل من‬
‫أصحابه ذهب إلى معوية " فانما أنت جامع لحد رجلين‪ :‬إما رجل عمل فيه‬
‫بطاعة ال فسعد بما شقيت‪ ،‬وإما رجل عمل فيه بمعصية ال فشقي بما‬
‫جمعت له‪ ،‬فليس من هذين أحد أهل أن تؤثره على نفسك ول تبرد له على‬
‫ظهرك "‪ .‬الثاني أن يكون برد بهذا المعنى أيضا ويكون المعنى ما ثبت‬
‫لكما على ظهري حق الجواب بقولي " ل تأكل " فيكون " ل تأكل " فاعل‬
‫لقوله " برد " بتأويل أو المعنى أنه لما كان المقام موضع تقية ل يلزمني‬
‫جوابكما‪ ،‬فيكون " ل تأكل " خطابا لمحمد أو لحدهما تبرعا‪ ،‬بناء على‬
‫أنهم مختارون في بعض الموارد في البيان وعدمه‪ ،‬كما مرت الخبار‬
‫الكثيرة في تأويل قوله سبحانه " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب‬
‫" )‪ (2‬فيكون سؤال محمد ثانيا لمزيد الطمئنان تأكيدا مع أنه على ما في‬
‫التهذيب يحتمل أن يكون السؤال أول عن ذبايح النصاب والمخالفين‪،‬‬
‫ويمكن توجيه نسخة المفيد على بعض الوجوه بتكلف كما ل يخفى على‬
‫المتأمل‪ .‬الثالث ما ذكره بعض الفاضل )‪ (3‬على نسخة التهذيب حيث قرا‬
‫" ل برد " من البراد بمعنى التهنى وإزالة التعب‪ ،‬يعنى لتحمل لكما على‬
‫ظهري المشقة وأرفعها عنكما فافتيكما بمر الحق‪ ،‬مأخوذ من قولهم عيش‬
‫بارد أي هنئ وفي النهاية وفي‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 8‬ر ‪ (2) .72‬سورة ص الية ‪ (3) .39‬ذكره الفيض الكاشى في الوافى‪.‬‬

‫]‪[20‬‬

‫الحديث الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة أي ل تعب فيه ول مشقة‪ ،‬وكل محبوب‬
‫عندهم بارد‪ .‬الرابع أن تكون على ما في التهذيب ل نافية للجنس‪ ،‬والبرد‬
‫بضم الباء اسما للثوب المخصوص أي ل برد ولرداء منكما على عاتقي‬
‫وعلى ظهرى حتى يلزمني أن أقول ما يوافق رأيكما فيكون كلما جاريا‬
‫على المتعارف بين الناس أي إنى لست من العلماء الذين يأخذون البرود‬
‫والموال من الناس ليفتوهم على ما يوافق شهواتهم‪ .‬الخامس أن يقرء ل‬
‫يرد بالياء المثناة التحتانية وتشديد الدال كما قرأبه المحدث السترابادي‬
‫على نسخة " عن " وقال‪ :‬كأن المراد ل يرد لكما عن ظهري قول ل تأكل‪،‬‬
‫يعني ل تعملن بقولي‪ ،‬فان المراد بأهل الجبل الكراد انتهى‪ ،‬ويمكن أن‬
‫يقرء حينئذ بتخفيف الدال من ورد يرد أي ل يرد لكما على ظهري وزر‬
‫بقول خلف الحق من غير ضرورة وتقية‪ .‬ويمكن أن يوجه بوجوه اخر‬
‫أبعد مما ذكرنا ل طائل في ذكرها‪ ،‬وال يعلم مرادهم عليه السلم‪- 9 .‬‬
‫الطرابلسيات روى أبو بصير وزرارة عن أبى عبد ال عليه السلم أنه‬
‫سئل عن ذبيحة أهل الكتاب فأطلقها )‪ - 10 .(1‬الهداية‪ :‬ذبيحة اليهود‬
‫والنصراني ل تؤكل إل إذا سمعوهم يذكرون اسم ال عليها )‪ .(2‬تبيين‪ :‬قال‬
‫الشيخ ‪ -‬ره ‪ -‬في التهذيب )‪ (3‬بعد إيراد بعض الخبار الدالة على‬

‫)‪ (1‬ليس هذا لفظ الحديث بل هو نقل لمعنى حديث رواه في التهذيب ‪ 9‬ر ‪ 69‬بالرقم‬
‫‪ 27‬عن أبى بصير قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن ذبيحة‬
‫اليهودي‪ ،‬فقال‪ :‬حلل‪ ،‬قلت‪ :‬وان سمى المسيح ؟ قال‪ :‬وان سمى‬
‫المسيح‪ ،‬فانه انما يريد ال‪ .‬وأما حديث زرارة فمروى عن أبى جعفر‬
‫عليه السلم في التهذيب ‪ 9‬ر ‪ 68‬بالرقم ‪ 22‬وص ‪ 69‬بالرقم ‪ ،29‬راجعه‬
‫ان شئت‪ (2) .‬الهداية‪ (3) .79 :‬التهذيب ج ‪ 9‬ر ‪.71 - 70‬‬

‫]‪[21‬‬

‫حل ذبايح أهل الكتاب‪ :‬فأول ما في هذه الخبار أنها ل تقابل تلك‪ ،‬لنها أكثر‪ ،‬ول‬
‫يجوز العدول عن الكثر إلى القل لما قد بين في غير موضع‪ ،‬ولن ممن‬
‫روى هذه الخبار قد روى أحاديث الحظر التي قدمناها‪ ،‬ثم لو سلمت من‬
‫هذا كله‪ ،‬لحتملت وجهين‪ :‬أحدهما أن الباحة فيها إنما تضمنت حال‬
‫الضرورة دون حال الختيار‪ ،‬وعند الضرورة تحل الميتة‪ ،‬فكيف ذبيحة من‬
‫خالف السلم‪ .‬والذي يدل على ذلك ما رواه محمد بن أحمد بن يحيى عن‬
‫أحمد بن حمزة القمى عن زكريا ابن آدم قال‪ :‬قال أبو الحسن عليه السلم‪:‬‬
‫إني أنهاك عن ذبيحة كل من كان على خلف ما أنت عليه وأصحابك‪ ،‬إل‬
‫في وقت الضرورة إليه‪ .‬والوجه الثاني أن تكون هذه الخبار وردت للتقية‪،‬‬
‫لن من خالفنا يجيز أكل ذبيحة من خالف السلم من أهل الذمة‪ .‬والذي يدل‬
‫على ذلك ما رواه محمد بن أحمد بن يحيى عن سهل بن زياد‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫بشير عن ابن أبى عقيلة‪ :‬الحسن بن أيوب‪ ،‬عن داود بن كثير الرقى‪ ،‬عن‬
‫بشر ابن أبى غيلن الشيباني قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن ذبايح‬
‫اليهود والنصارى والنصاب‪ ،‬قال‪ :‬فلوى شدقه وقال‪ :‬كلها إلى يوم ما‪،‬‬
‫انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬كأن مراده بالضرورة ضرورة التقية والمسالمة‪ ،‬فالوجهان‬
‫متقاربان ويؤيدان ما حققنا سابقا‪ ،‬والخبر الخير كالصريح في ذلك‪- 11 .‬‬
‫تفسير على بن ابراهيم‪ :‬قوله " وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم " قال‪:‬‬
‫يعني الصادق عليه السلم‪ :‬عنى بطعامهم هيهنا الحبوب والفاكهة غير‬
‫الذبايح التي يذبحونها‪ ،‬فانهم ل يذكرون اسم ال خالصا على ذبايحهم ]ثم‬
‫قال‪ :‬وال ما استحلوا ذبايحكم فكيف تستحلون ذبايحهم ؟[ )‪ - 12 .(1‬قرب‬
‫السناد‪ :‬عن سعد بن طريف‪ ،‬عن الحسين بن علوان‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه‬
‫أن عليا عليه السلم كان يقول‪ :‬كلوا طعام المجوس كله‪ ،‬ماخل ذبايحهم‪،‬‬
‫فانها‬

‫تفسير القمى‪ 151 :‬في آية المائدة‪.6 :‬‬

‫]‪[22‬‬

‫ل تحل‪ ،‬وإن ذكر اسم ال عليها )‪ - 13 .(1‬ومنه بالسناد المتقدم أن عليا عليه‬
‫السلم كان يأمر مناديه بالكوفة أيام الضحى أن ل يذبح نسائككم ‪ -‬يعني‬
‫نسككم ‪ -‬اليهود ول النصارى‪ ،‬ول يذبحها إل المسلمون )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫النسائك جمع النسيكة‪ ،‬في القاموس النسك بالضم وبضمتين‪ ،‬وكسفينة‬
‫الذبيحة‪ ،‬أو النسك الدم والنسيكة الذبح‪ - 14 .‬قرب السناد‪ :‬عن عبد ال‬
‫بن الحسن‪ ،‬عن على بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى عليه السلم قال‪ :‬سألته‬
‫عن ذبيحة اليهود والنصارى هل تحل ؟ قال‪ :‬كل ما ذكر اسم ال عليه‪.‬‬
‫وسألته عن ذبايح نصارى العرب‪ ،‬قال‪ :‬ليس هم بأهل كتاب‪ ،‬فل تحل‬
‫ذبايحهم )‪ .(3‬بيان‪ :‬روى الشيخ في التهذيب عن أبى بصير )‪ (4‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم " قال‪ :‬ل تأكل ذبيحة نصارى تغلب‪ ،‬فانهم مشركوا‬
‫العرب " وروى في الصحيح )‪ (5‬عن الحلبي " قال‪ :‬سألت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم عن ذبايح نصارى العرب هل يؤكل ؟ فقال‪ :‬كان علي عليه‬
‫السلم ينهاهم عن أكل ذبايحهم وصيدهم "‪ .‬والتخصيص بنصارى العرب‬
‫إما لنهم كانوا صابئين‪ ،‬فهم ملحدة النصارى قال البيضاوى في قوله‬
‫تعالى " وطعام الذين اوتوا الكتاب " الية هم اليهود والنصارى‪ ،‬واستثنى‬
‫على عليه السلم نصارى بني تغلب‪ ،‬وقال‪ :‬ليسوا على النصرانية ولم‬
‫يأخذوا منها إل شرب الخمر انتهى‪ ،‬أو لنهم كانوا ل يعملون بشرائط الذمة‬
‫كما‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ 43 :‬ط حجر‪ (2) .‬المصدر‪ 51 :‬ط حجر‪ (3) .‬قرب السناد‪156 :‬‬
‫ط نجف‪ (4) .‬التهذيب ‪ 9‬ر ‪ (5) .65‬المصدر ‪ 9‬ر ‪.64‬‬
‫]‪[23‬‬

‫روي أن عمر ضاعف عليهم العشر ورفع عنهم الجزية‪ ،‬أول نهم تنصروا في‬
‫السلم‪ ،‬فهم مرتدون كما ذكره الشهيد الثاني ره‪ .‬وقال الشيخ في الخلف‪:‬‬
‫إذا قلنا ذبايح أهل الكتاب ومن خالف السلم ل يجوز فقد دخل في جملتهم‬
‫ذبايح نصارى تغلب‪ ،‬ووافقنا على نصارى تغلب الشافعي وقال أبو حنيفة‪:‬‬
‫يحل ذبايحهم‪ ،‬دليلنا ما قدمنا‪ ،‬من الدلة‪ ،‬وأيضا فقد قال بتحريم ذبايحهم‬
‫على عليه السلم وعمر‪ ،‬ول مخالف لهما‪ ،‬وعن ابن عباس روايتان‬
‫انتهى‪ .‬والذي يظهر من كلم الشافعية في هذا الباب هو أنهم قالوا في‬
‫الكتابية التي يجوز للمسلم نكاحها بزعمهم‪ ،‬ل تخلو أن ل تكون من أولد‬
‫بنى إسرائيل أو تكون منهم‪ ،‬فان لم تكن من بني إسرائيل وكانت من قوم‬
‫يعلم دخولهم في ذلك الدين قبل تطرق التحريف والنسخ إليه‪ ،‬ففي جواز‬
‫نكاحها قولن بينهم‪ ،‬والكثر على الجواز‪ .‬وإن كانت من قوم يعلم دخولهم‬
‫في ذلك الدين بعد التحريف وقبل النسخ‪ ،‬فان تمسكوا بالحق وتجنبوا‬
‫المحرف‪ ،‬فكما لو دخلوا فيه قبل التحريف‪ ،‬وإن دخلوا في المحرف ففيه‬
‫قولن‪ ،‬والشهر عندهم المنع‪ ،‬لكنهم يقرون على الجزية‪ .‬وإن كانت من‬
‫قوم يعلم دخولهم في ذلك بعد التحريف والنسخ‪ ،‬فل تنكح فالمتهو دون‬
‫والمتنصرون بعد بعثة نبينا صلى ال عليه وآله ل يناكحون‪ ،‬وفي‬
‫المتهودين بعد بعثة عيسى عليه السلم المشهور بينهم أنهم ل ينكح منهم‪،‬‬
‫ول يقرون على الجزية أيضا‪ .‬وإن كانت من قوم ل يعلم أنهم دخلوا في هذا‬
‫الدين قبل التحريف أو بعده أو قبل النسخ أو بعده فيؤخذ نكاحها بالغلظ‪،‬‬
‫ويجوز تقريرهم بالجزية تغليبا للحقن قالوا‪ :‬وبه حكمت الصحابة في‬
‫نصارى العرب‪ ،‬وهم بهرا وتنوخ وتغلب‪ ،‬وان كانت إسرائيلية فالذي‬
‫أطلقوه جواز نكاحها من غير نظر إلى آبائها أنهم متى دخلوا في هذا الدين‬
‫قبل التحريف أو بعده وأما إذا دخلوا فيه بعد النسخ وبعثة نبينا محمد صلى‬
‫ال عليه وآله فل تفارق فيه السرائيلية غيرها‪ .‬هذا ما ذكره الشافعية في‬
‫ذلك‪ ،‬وإنما أوردته هنا شرحا لكلم الشيخ رحمه ال وتوضيحا لما ورد في‬
‫الخبار من نصارى العرب وتغلب‪ ،‬وليظهر لك سبب تخصيص‬

‫]‪[24‬‬

‫الحكم بهم‪ ،‬وهو إما الوجوه التي ذكروها أو موافقتهم في ذلك تقية فتدبر‪- 15 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه وغيره‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن أبي الجارود قال‪:‬‬
‫سألت أبا جعفر عليه السلم عن قول ال " وطعام الذين أوتوا الكتاب حل‬
‫لكم " قال‪ :‬الحبوب والبقول )‪ - 16 .(1‬ومنه عن أبيه عن محمد بن سنان‪،‬‬
‫عن مروان‪ ،‬عن سماعة قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن طعام أهل‬
‫الكتاب ما يحل منه ؟ قال‪ :‬الحبوب )‪ .(2‬ومنه عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫سماعة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )‪ .(3‬بيان‪ :‬كأن ذكر الحبوب‬
‫على المثال‪ ،‬والمراد مطلق ما لم يشترط فيه التذكية‪ - 17 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن إسمعيل بن جابر وعبد ال بن طلحة قال‪:‬‬
‫قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ل تأكل من ذبيحة اليهودي‪ ،‬ول تأكل في‬
‫آنيتهم )‪ - 18 .(4‬العياشي‪ :‬عن قتيبة العشى قال‪ :‬سأل الحسن بن المنذر‬
‫أبا عبد ال عليه السلم أن الرجل يبعث في غنمه رجل أمينا يكون فيها‬
‫نصرانيا أو يهوديا فتقع العارضة فيذبحها ويبيعها‪ ،‬فقال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬ل تأكلها ول تدخلها في مالك‪ ،‬فانما هو السم‪ ،‬ول يؤمن عليه إل‬
‫المسلم‪ ،‬فقال رجل لبي عبد ال عليه السلم وأنا أسمع‪ :‬فأين قول ال "‬
‫وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم " فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬كان‬
‫أبي يقول‪ :‬إنما ذلك الحبوب وأشباهه )‪ - 19 .(5‬ومنه‪ :‬عن هشام بن سالم‬
‫عن أبى عبد ال عليه السلم في قول ال تبارك وتعالى " وطعام الذين‬
‫أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم " قال‪ :‬العدس والحبوب‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ 454 :‬و ‪ 2) .584‬و ‪ (3‬المحاسن‪ (4) .445 :‬المحاسن‪(5) .584 :‬‬
‫تفسير العياشي ‪ 1‬ر ‪.295‬‬

‫]‪[25‬‬

‫وأشباه ذلك‪ ،‬يعني ]من[ ظ أهل الكتاب )‪ - 20 .(1‬ومنه‪ :‬عن عمر بن حنظلة في‬
‫قول ال تبارك وتعالى " وكلوا مما ذكر اسم ال عليه " أما المجوس فل‪،‬‬
‫فليسوا من أهل الكتاب‪ ،‬وأما اليهود والنصارى فل بأس إذا سموا )‪21 .(2‬‬
‫‪ -‬ومنه‪ :‬عن ابن سنان عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن ذبيحة‬
‫المرأة والغلم‪ .‬هل يؤكل ؟ قال‪ :‬نعم إذا كانت المرأة مسلمة وذكرت اسم ال‬
‫حلت ذبيحتها وإذا كان الغلم قويا على الذبح وذكر اسم ال حلت ذبيحته‪،‬‬
‫وإن كان الرجل مسلما فنسي أن يسمي فل بأس بأكله‪ ،‬إذا لم تتهمه )‪.(3‬‬
‫بيان " إذا لم تتهمه " أي بأنه ترك التسمية عمدا لعدم اعتقاده وجوبه‪،‬‬
‫وادعى النسيان للمصلحة‪ ،‬فيدل على عدم العتماد على ذبح من لم يوجب‬
‫التسمية‪ ،‬وكأنه محمول على الستحباب‪ .‬وروى الصدوق في الفقيه )‪(4‬‬
‫باسناده عن الحلبي عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سئل عن الرجل‬
‫يذبح فينسى أن يسمي أتؤكل ذبيحته ؟ قال‪ :‬نعم إن كان ليتهم ويحسن‬
‫الذبح قبل ذلك‪ ،‬ولم أر في كلم الصحاب التقييد بعدم التهمة‪ ،‬والحوط‬
‫رعايته‪ - 22 .‬العياشي‪ :‬عن حمران قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم‬
‫يقول في ذبيحة الناصب واليهودي قال‪ :‬ل تأكل ذبيحته حتى تسمعه يذكر‬
‫اسم ال أما سمعت قول ال " ول تأكلوا مما لم يذكر اسم ال عليه " )‪.(5‬‬
‫‪ - 23‬السرائر عن محمد بن عبد ال بن هلل عن عبد ال بن بكير عن‬
‫محمد بن مسلم‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ‪ 1‬ر ‪ (2) .296‬تفسير العياشي ‪ 1‬ر ‪ (3) .374‬تفسير العياشي‬
‫‪ 1‬ر ‪ (4) .375‬الفقيه ‪ 3‬ر ‪ ،211‬وتراه في الكافي ‪ 8‬ر ‪ 233‬التهذيب ‪ 9‬ر‬
‫‪ (5) .59‬تفسير العياشي ‪ 1‬ر ‪.375‬‬

‫]‪[26‬‬

‫قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪ :‬من سمعته يسمي فكل ذبيحته )‪- 24 .(1‬‬
‫الكشى‪ :‬عن حمدويه بن نصير‪ ،‬عن محمد بن عيسى ومحمد بن مسعود‬
‫عن محمد بن نصير عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن سعيد بن جناح‪ ،‬عن عدة‬
‫من أصحابنا‪ ،‬وقال العبيدي‪ :‬حدثنى به أيضا عن ابن أبى عمير أن ابن أبي‬
‫يعفور ومعلى بن خنيس كانا بالنيل على عهد أبي ‪ -‬عبد ال عليه السلم‬
‫فاختلفا في ذبايح اليهود فأكل معلى‪ ،‬ولم يأكل ابن أبي يعفور‪ ،‬فلما صارا‬
‫إلى أبي عبد ال عليه السلم أخبراه‪ ،‬فرضي بفعل ابن أبي يعفور وخطأ‬
‫المعلى في أكله إياه )‪ .(2‬بيان‪ :‬هذا بعكس ما رواه المفيد والسيد )‪،(3‬‬
‫وأحدهما من اشتباه الرواة‪ ،‬وفي الكافي والتهذيب في الرواية المتقدمة‬
‫ليس ذكر المعلى في آخر الخبر‪ ،‬بل فيهما فقال أيكما الذي أبي ؟ فقال‪ :‬أنا‬
‫قال‪ :‬أحسنت‪ ،‬فل ينافي هذه الرواية‪ - 25 .‬الكفاية في النصوص لعلى بن‬
‫محمد الخزاز‪ :‬عن على بن الحسين‪ ،‬عن هرون ابن موسى‪ ،‬عن محمد بن‬
‫همام‪ ،‬عن الحميرى‪ ،‬عن عمر بن على العبدى‪ ،‬عن داود الرقى عن يونس‬
‫بن ظبيان عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬يا يونس من زعم أن ل وجها‬
‫كالوجوه‪ ،‬فقد أشرك‪ ،‬ومن زعم أن ل جوارح كجوارح المخلوقين فهو‬
‫كافر بال‪ ،‬فل تقبلوا شهادته ول تأكلوا ذبيحته )‪ - 26 .(4‬الخرايج‪ :‬عن‬
‫أحمد بن أبى روح قال‪ :‬خرجت إلى بغداد في مال لبي الحسن الخضر بن‬
‫محمد ل وصله‪ ،‬وأمرني أن أدفعه إلى أبى جعفر محمد بن عثمان العمرى‬
‫فأبى أن يأخذ المال‪ ،‬وقال صر إلى أبى جعفر محمد بن أحمد فانه أمره بأن‬
‫يأخذه‪ ،‬وقد خرج الذي طلبت‪ ،‬فجئت إلى أبى جعفر فأوصلته إليه فأخرج‬
‫إلى رقعة فيها بسم ال الرحمن الرحيم وساق الكتاب إلى أن قال " والفراء‬
‫متاع الغنم ما لم يذبح بأرمنية تذبحه النصارى على الصليب فجايز لك أن‬
‫تلبسه إذا ذبحه أخ لك أو مخالف‬

‫)‪ (1‬مستطرفات السرائر‪ (2) .490 :‬رجال الكشى ‪ 248‬تحقيق الشيخ الفاضل‬
‫المصطفوى‪ (3) .‬راجع الرقم ‪ (4) .7‬كفاية الثر‪.34 :‬‬
‫]‪[27‬‬

‫تثق به " )‪ .(1‬بيان‪ :‬كأن المراد بقوله عليه السلم تثق به‪ :‬تعتمد عليه في التسمية‬
‫بأن يرى وجوبها فيكون مؤيدا لمذهب العلمة ره ‪ -‬قال في الدروس ‪ :-‬لو‬
‫تركها يعني التسمية عمدا فهو ميتة إذا كان معتقدا لوجوبها‪ ،‬وفي غير‬
‫المعتقد نظر‪ ،‬وظاهر الصحاب التحريم ولكنه يشكل بحكمهم بحل ذبيحة‬
‫المخالف على الطلق‪ ،‬ما لم يكن ناصبيا‪ ،‬و ل ريب أن بعضهم ل يعتقد‬
‫وجوبها‪ ،‬ويحلل الذبيحة‪ ،‬وإن تركها عمدا‪ ،‬ولو سمى غير المعتقد للوجوب‬
‫فالظاهر الحل‪ ،‬ويحتمل عدمه لنه كغير القاصد للتسمية‪ - 27 .‬البصائر‪:‬‬
‫عن الحسن بن محمد‪ ،‬عن أبيه محمد بن على بن شريف‪ ،‬عن على بن‬
‫أسباط‪ ،‬عن إسمعيل بن عباد‪ ،‬عن عامر بن على الجامعي قال‪ :‬قلت لبي‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬جعلت فداك إنا نأكل ذبايح أهل الكتاب‪ ،‬ول ندري‬
‫يسمون عليها أم ل ؟ فقال‪ :‬إذا سمعتم قد سموا فكلوا أتدري ما يقولون‬
‫على ذبايحهم ؟ فقلت‪ :‬ل‪ ،‬فقرأ كأنه يشبه بيهودي قد هذ هاثم قال‪ :‬بهذا‬
‫امروا‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬إن رأيت أن نكتبها ؟ قال‪ :‬اكتب ‪ -‬نوح ايوا‬
‫ادينوار يلهين مالحوا اشرسوا أو رضوا بنوامو ستود عال اسحطوا )‪.(2‬‬
‫بيان‪ :‬الهذ سرعة القراءة " بهذا أمروا " أي من ال وأقول‪ :‬العبارة‬
‫العبرانية هكذا وجدتها في نسخ البصائر وفيه تصحيفات كثيرة من الرواة‪،‬‬
‫لعدم معرفتهم بتلك اللغة والذي سمعت من بعض المستبصرين العارف‬
‫بلغتهم وكان من علمائهم أن الدعاء الذي يتلوه اليهود عند الذبح هكذا‪،‬‬
‫أوردناه مع شرحه‪ :‬باروخ تباركت أتا انت ادوناى ال الوهنو الهنا ملخ ها‬
‫عولم ملك العالمين أشر الذى قد شانوا قدسنا بميصو تاو باوامره‬
‫وصيوانو وامرنا عل على هشحيطا الذبح‪ - 28 .‬الدعائم عن جعفر بن‬
‫محمد عليه السلم أنه رخص في طعام أهل الكتاب وغيرهم‬

‫)‪ (1‬الخرايج‪ (2) :‬بصائر الدرجات‪.333 :‬‬

‫]‪[28‬‬

‫من الفرق إذا كان الطعام ليس فيه ذبيحة )‪ .(1‬وعن أبى جعفر محمد بن على عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬إذا علم ذلك لم يؤكل )‪ .(2‬بيان " ذلك " إشارة إلى كون‬
‫الذبيحة فيه‪ ،‬والول محمول على ما إذا لم يعلم ملقاتهم له برطوبة‪- 29 .‬‬
‫الدعائم‪ :‬عن أبى جعفر عليه السلم أنه سئل عن ذبيحة اليهودي‬
‫والنصراني والمجوسي وذبايح أهل الخلف فتل قول ال عزوجل " فكلوا‬
‫مما ذكر اسم ال عليه " وقال‪ :‬إذا سمعتموهم يذكرون اسم ال عليه فكلوه‬
‫وما لم يذكروا اسم ال عليه فل تأكلوه ومن كان متهما بترك التسمية يرى‬
‫استحلل ذلك‪ ،‬لم يجب أكل ذبيحته إل أن يشاهد في حين ذبحها ويذبحها‬
‫على السنة ويذكر اسم ال عليها‪ ،‬فان ذبحها بحيث لم تشاهد لم تؤكل )‪.(3‬‬
‫]وروينا عن أبي جعفر عليه السلم أنه قال‪ :‬ذبيحة اليهودي والنصارى‬
‫والمجوسي وذبايح أهل الخلف ذبيحتهم حرام )‪ .(4‬والرواية الولى شاذة‬
‫لم يعمل عليها[‪ .‬وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه سئل عن اللحم يبتاع‬
‫في السواق ول يدرى كيف ذبحه القصابون‪ ،‬فلم يربه بأسا إذا لم يطلع‬
‫منهم على الذبح بخلف السنة )‪ .(5‬وعنه عليه السلم أنه كره ذبايح‬
‫نصارى العرب )‪ .(6‬وعن على عليه السلم قال‪ :‬ل يذبح أضحية المسلم إل‬
‫مسلم‪ ،‬ويقول عند ذبحها " بسم ال وال أكبر‪ ،‬وجهت وجهي للذي فطر‬
‫السموات والرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن صلوتي ونسكي‬
‫ومحياي ومماتي ل رب العالمين ل شريك له و بذلك امرت وأنا من‬
‫المسلمين " )‪.(7‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬دعائم السلم ‪ 1‬ر ‪ (3) .127 - 126‬دعائم السلم ‪ 2‬ص ‪ (4) .177‬لم‬
‫نجده في المصدر المطبوع‪ (6 - 5) .‬دعائم السلم ‪ 2‬ص ‪) .178 - 177‬‬
‫‪ (7‬دعائم السلم ‪ 2‬ص ‪.183‬‬

‫]‪[29‬‬

‫‪) 3‬باب( * )حكم الجنين( * ‪ - 1‬قرب السناد‪ :‬عن هرون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن‬
‫صدقة‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليه السلم أنه قال في الجنين‪ :‬إذا أشعر فكل‪،‬‬
‫وإل فل تأكل )‪ - 2 .(1‬ومنه‪ :‬عن عبد ال بن الحسن عن جده‪ ،‬عن على‬
‫بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلم قال‪ :‬سألته عن شاة يستخرج من‬
‫بطنها ولد بعد موتها هل يصلح أكله ؟ قال ل بأس )‪ - 3 .(2‬العيون‪:‬‬
‫بالسناد المتقدم فيما كتب الرضا عليه السلم للمأمون‪ :‬ذكاة الجنين ذكاة‬
‫امة إذا أشعر وأوبر )‪ - 4 .(3‬التفسير‪ :‬قال على بن إبراهيم في قوله تعالى‬
‫" احلت لكم بهيمة النعام " )‪ (4‬قال‪ :‬الجنين في بطن امة إذا أو بروأشعر‬
‫فذكاته ذكاة امه فذالك الذي عناه ال )‪ - 5 .(5‬العياشي‪ :‬عن محمد بن‬
‫مسلم عن أحدهما عليه السلم قال في قول ال " احلت لكم بهيمة النعام‬
‫" قال‪ :‬هو الذي في البطن تذبح امه فيكون في بطنها )‪ - 6 .(6‬ومنه عن‬
‫زرارة عن أبي جعفر عليه السلم في قوله " احلت لكم بهيمة النعام "‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ 51 :‬ط نجف‪ (2) .‬قرب السناد‪ .116 .‬نجف )‪ (3‬عيون الخبار ‪2‬‬
‫ص ‪ (4) .124‬المائدة‪ (5) .1 :‬تفسير القمى‪ (6) .148 :‬تفسير العياشي‬
‫‪ 1‬ص ‪.289‬‬
‫]‪[30‬‬

‫قال‪ :‬هي الجنة التي في بطون النعام‪ ،‬وقد كان أمير المؤمنين عليه السلم يأمر‬
‫ببيع الجنة )‪ - 7 .(1‬ومنه عن أحمد بن محمد البزنطى قال‪ :‬روى بعض‬
‫أصحابنا عن أبي عبد ال في قول ال " احلت لكم بهيمة النعام " قال‬
‫عليه السلم‪ :‬الجنين في بطن امه إذا أشعرو أوبر‪ ،‬فذكاة امه ذكاته )‪8 .(2‬‬
‫‪ -‬المقنع‪ :‬إذا ذبحت ذبيحة في بطنها ولد‪ ،‬فان كان تاما فكل‪ ،‬فان ذكاته‬
‫ذكاة امه‪ ،‬وإن لم يكن تاما فل تأكله وروي‪ :‬إذا أشعر وأوبر فذكاته ذكاة‬
‫امه )‪ .(3‬تبيان‪ :‬قد عرفت سابقا أن المشهور بين المفسرين أن الضافة‬
‫في بهيمة النعام إضافة بيان أو الصفة إلى الموصوف‪ ،‬وعلى ما ورد في‬
‫تلك الخبار بتقدير " من " أو " اللم "‪ ،‬ويمكن حملها على أن المراد أن‬
‫الجنين أيضا داخل في الية‪ ،‬فالغرض بيان الفرد الخفى‪ ،‬أو يكون تحديدا‬
‫لول زمان تسميتها بالبهيمة‪ ،‬وحلها‪ ،‬فل ينافي التفسير المشهور‪ ،‬ونسب‬
‫الطبرسي ره تفسير بهيمة النعام بالجنة إلى أبى جعفر وأبى عبد ال‬
‫عليهما السلم‪ .‬وقال البيضاوى‪ :‬معناه البهيمة من النعام‪ ،‬وهي الزواج‬
‫الثمانية‪ ،‬والحق بها الظباء وبقر الوحش وقيل‪ :‬هما المراد بالبهيمة‬
‫ونحوها مما يماثل النعام في الجترار وعدم النياب‪ ،‬وإضافتها إلى النعام‬
‫لملبسة الشبه‪ ،‬انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬الضافة على ما في الخبر أظهر مما ذكره‬
‫أخيرا‪ ،‬بل أول‪ .‬واعلم أن المقطوع به في كلم الصحاب أن تذكية الم‬
‫تكفي لتذكية الجنين وحله إذا تمت خلقته وأشعرو أوبر‪ ،‬والحكم في الخبار‬
‫مختلف ففي بعضها منوط بتمام الخلقة‪ ،‬وفي بعضها بالشعر والوبر‪ ،‬وفي‬
‫بعضها بالشعر‪ ،‬وفي بعضها بتمام الخلقة والشعر‪ ،‬وكان بينها تلزم‪،‬‬
‫فيحصل الجمع بين الجميع كما قال في‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ‪ 1‬ص ‪ (2) .289‬تفسير العياشي ‪ 1‬ص ‪ (3) .290‬المقنع‪:‬‬
‫‪.139‬‬

‫]‪[31‬‬

‫الدروس‪ :‬ومن تمام الخلقة الشعر والوبر انتهى‪ .‬والمشهور بين المتأخرين أنه‬
‫لفرق بين أن تلجه الروح وعدمه‪ ،‬ل طلق النصوص وقد روى العامة‬
‫عن النبي صلى ال عليه وآله أنه سئل أنا نذبح الناقة والبقرة والشاة وفي‬
‫بطنها الجنين‪ ،‬أنلقيه أم نأكله ؟ فقال‪ :‬كلوه إن شئتم‪ ،‬فان ذكاة الجنين ذكاة‬
‫امه " )‪ .(1‬وشرط جماعة منهم الشيخ وأتباعه وابن إدريس مع تمامه‪،‬‬
‫أن ل تلجه الروح وإل لم يحل بذكاة امه‪ ،‬وإطلق الخبار حجة عليهم‪ ،‬مع‬
‫أن هذا الفرض بعيد‪ ،‬لن الروح ل تنفك عن تمام الخلقة غالبا‪ ،‬وحمل‬
‫الخبار على هذا الفرض النادر بل غير المتحقق في غاية البعد‪ ،‬ول دليل‬
‫لهم على ذلك إل اشتراط تذكية الحى مطلقا‪ ،‬والكلية ممنوعة‪ .‬نعم لو خرج‬
‫من بطنها مستقر الحياة اعتبر تذكيته‪ ،‬كما ذكره الصحاب‪ ،‬والحوط بل‬
‫القوى في غير مستقر الحياة أيضا الذبح‪ ،‬إذا خرج حيا‪ ،‬لما عرفت من‬
‫عدم الدليل على اعتبار استقرار الحياة‪ .‬هذا إذا اتسع الزمان لتذكيته أما لو‬
‫ضاق عنها ففي حله وجهان‪ :‬من إطلق الصحاب وجوب تذكية مستقر‬
‫الحياة أو الحى ومن تنزيله منزلة غير مستقر الحياة أو غير الحى‪ ،‬لقصور‬
‫زمان حياته‪ ،‬ودخوله في عموم الخبار الدالة على حله بتذكية امه‪ ،‬إن لم‬
‫يدخل مطلق الحى في عمومها‪ ،‬وكأنه أقوى‪ ،‬والقرب أنه ل تجب المبادرة‬
‫إلى شق الجوف زائدا على المعتاد‪ ،‬ولو لم تتم خلقته فهو حرام بغير‬
‫خلف‪ .‬ول خلف أيضا في تحريم الجنين إذا خرج من بطن الميتة ميتة‬
‫وما ورد في‬

‫)‪ (1‬راجع صحيح الترمذي كتاب الصيد بالرقم ‪ ،10‬سنن أبى داود كتاب الضاحي‬
‫‪ 17‬سنن ابن ماجة كتاب الذبايح الباب ‪ 15‬بالرقم المسلسل ‪ 3199‬سنن‬
‫الدارمي كتاب الضاحي بالرقم ‪ ،17‬مسند ابن حنبل ‪ 3‬ر ‪ 31‬و ‪ 39‬و ‪45‬‬
‫و ‪ ،53‬والراوي أبو سعيد الخدرى‪ ،‬ولفظ المتن لبي داود‪(*) .‬‬

‫]‪[32‬‬

‫حديث على بن جعفر كأنه محمول على ما إذا اخرج حيا وذكي‪ ،‬أو على ما إذا كان‬
‫موت امه بالتذكية‪ .‬ثم اعلم أن قوله عليه السلم ذكاة الجنين ذكاة امه مما‬
‫روته الخاصة والعامة‪ (1) ،‬واللفظ متفق عليه بين الفريقين وإنما‬
‫الختلف في تفسيره ومعناه‪ :‬قال في النهاية في الحديث ذكاة الجنين ذكاة‬
‫امه‪ :‬التذكية الذبح والنحر يقال ذكيت الشاة تذكية‪ ،‬والسم الذكاة‪،‬‬
‫والمذبوح ذكي‪ ،‬ويروى هذا الحديث بالرفع والنصب‪ ،‬فمن رفعه جعله خبر‬
‫المتبدأ الذي هو ذكاة الجنين‪ ،‬فل يحتاج إلى ذبح مستأنف‪ ،‬ومن نصب كان‬
‫التقدير ذكاة الجنين كذكاة امه‪ ،‬فلما حذف الجار نصب‪ ،‬أو على تقدير يذكى‬
‫تذكية مثل ذكاة امه‪ ،‬فخذف المصدر وصفته‪ ،‬وأقام المضاف إليه مقامه‪،‬‬
‫فلبد عنده من ذبح الجنين إذا خرج حيا‪ ،‬ومنهم من يرويه بنصب الذكاتين‬
‫أي ذكاة الجنين ذكاة امه‪ ،‬انتهى‪ .‬وقال في شرح جامع الصول‪ :‬قيل لم يرو‬
‫أحد من الصحابة ومن بعدهم أنه يحتاج إلى ذبح مستأنف غير ما روي عن‬
‫أبي حنيفة )‪ (2‬وقال الشهيد الثاني في الروضة‪ :‬والصحيح رواية وفتوى‬
‫أن " ذكاة " الثانية مرفوعة خبرا عن الولى فتنحصر ذكاته في ذكاتها‬
‫لوجوب انحصار المبتدأ في خبره‪ ،‬فانه إما مساو أو أعم وكلهما يقتضي‬
‫الحصر والمراد بالذكاة هنا السبب المحلل للحيوان كذكاة السمك والجراد‪،‬‬
‫وامتناع " ذكيت الجنين " إن صح فهو محمول على معنى الظاهر‪ ،‬وهو‬
‫فري العضاء المخصوصة أو يقال‬

‫)‪ (1‬اضف إلى ما ذكرناه قبل‪ :‬رواية ابن عمر ولفظه " ذكاة الجنين إذا أشعر ذكاة‬
‫امه ولكنه يذبح حتى ينصاب ما فيه من الدم " أخرجه الحاكم في‬
‫مستدركه على ما في كشف الخفاء للعجلونى ‪ 1‬ر ‪ ،417‬وأخرجه البزار‬
‫والطبراني في الثلثة على ما في مجمع الزوائد ‪ 4‬ر ‪ ،35‬منتخب كنز‬
‫العمال ‪ 2‬ر ‪ 481‬بهامش المسند‪ (1) .‬ذكره عن الخطابى عن ابن المنذر‪،‬‬
‫راجع جامع الصول ‪ 5‬ر ‪ 263‬ولفظه‪ :‬لم يرو عن أحد من الصحابة‬
‫والتابعين وسائر العلماء أن الجنين ل يؤكل ال باستئناف الذبح‪ ،‬غير ما‬
‫روى عن مذهب أبى حنيفة‪.‬‬

‫]‪[33‬‬

‫إن إضافة المصادر تخالف إضافة الفعال للكتفاء فيها بأدنى ملبسة‪ ،‬ولهذا صح "‬
‫ل على الناس حج البيت وصوم شهر رمضان " ولم يصح " حج البيت‬
‫وصيام رمضان " بجعلهما فاعلين‪ .‬وربما أعربها بعضهم بالنصب على‬
‫المصدر أي ذكاته كذكاة امه فحذف الجار ونصب مفعول وحينئذ فيجب‬
‫تذكيته كتذكيتها‪ ،‬وفيه مع التعسف مخالفة لرواية الرفع دون العكس‪،‬‬
‫لمكان كون الجار المحذوف " في " أي داخلة في ذكاة امه جمعا بين‬
‫الروايتين‪ ،‬مع أنه الموافق لرواية أهل البيت عليهم السلم وهم أدرى بما‬
‫في البيت‪ - 9 .‬الدعائم‪ :‬عن أبى عبد ال عليه السلم أنه سئل عن قول ال‬
‫عزوجل‪ " :‬احلت لكم بهيمة النعام " قال‪ :‬الجنين في بطن امه إذا أشعر‬
‫وأوبر فذكاتها ذكاته‪ ،‬وإن لم يشعر ولم يوبر فل يؤكل )‪) * 4 .(1‬باب( *‬
‫)ما يحرم من الذبيحة وما يكره( ‪ - 1‬الخصال‪ :‬عن محمد بن على بن الشاه‬
‫عن أبى حامد‪ ،‬عن أحمد بن خالد الخالدي عن محمد بن أحمد بن صالح‬
‫التميمي عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن حاتم القطان‪ ،‬عن حماد بن عمرو عن‬
‫جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عن على بن أبى طالب عليه السلم عن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله أنه قال في وصيته له‪ :‬يا علي حرم من الشاة‬
‫سبعة أشياء‪ :‬الدم‪ ،‬والمذاكير‪ ،‬والمثانة والنخاع‪ ،‬والغدد‪ ،‬والطحال‪،‬‬
‫والمرارة )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال الجوهرى الذكر العوف والجمع مذاكير على غير‬
‫قياس‪ ،‬كأنهم فرقوا بين الذكر الذى هو الفحل‪ ،‬وبين الذكر الذي هو العضو‬
‫في الجمع‪ ،‬وقال الخفش هو من الجمع الذي ليس له واحد مثل العباديد‬
‫والبابيل انتهى‪.‬‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ (2) .178‬الخصال ‪ 2‬ر ‪.341‬‬


‫]‪[34‬‬

‫وأقول‪ :‬كأن الجمع هنا ليس لتعدد الشخاص بل غلب الذكر على الخصيتين فجمع‬
‫بقرينة إفراد قرءنه كلها )‪ (1‬كما ورد في خبر عامى‪ :‬فغسل مذاكيره‪ ،‬قال‬
‫الكرماني في شرح البخاري‪ :‬إشارة إلى تعميم غسل الخصيتين وحواليهما‬
‫معه‪ ،‬وقال في النهاية فيه أنه كره من الشاة سبعا‪ :‬الدم‪ :‬والمرار‪ ،‬وكذا‬
‫وكذا‪ ،‬المرار جمع المرارة وهي التي في جوف الشاة وغيرها فيها ماء‬
‫أخضر مر قيل‪ :‬هي لكل حيوان إل الجمل‪ ،‬وقال القتيبى أراد المحدث أن‬
‫يقول المر )‪ (2‬وهو المصارين فقال المرار‪ ،‬وليس بشئ‪ - 2 .‬الخصال‪:‬‬
‫عن أبيه عن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن محمد بن أحمد الشعري‪ ،‬عن‬
‫محمد بن هرون‪ ،‬عن أبى يحيى الواسطي باسناده رفعه إلى أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم أنه مر بالقصابين فنهاهم عن بيع سبعة أشياء من الشاة‪:‬‬
‫نهاهم عن بيع الدم‪ ،‬والغدد‪ ،‬وآذان الفؤاد‪ ،‬والطحال‪ ،‬والنخاع‪ ،‬والخصى‪،‬‬
‫والقضيب‪ ،‬فقال له رجل من القصابين‪ :‬يا أمير المؤمنين ما الكبد والطحال‬
‫إل سواء فقال له‪ :‬كذبت يالكع ائتنى بتورين من ماء آتك بخلف ما بينهما‬
‫فاتى بكبد وطحال وتورين من ماء‪ ،‬فقال امرس كل واحد منهما في إناء‬
‫عليحدة‪ ،‬فمرسا جميعا كما أمر به‪ ،‬فانقبضت الكبد ولم يخرج منها شئ ولم‬
‫ينقبض الطحال وخرج ما فيه كله‪ ،‬وكان دما كله‪ ،‬وبقي جلدة وعروق فقال‬
‫هذا خلف ما بينهما‪ ،‬هذا لحم وهذا دم )‪ .(3‬توضيح قال الجوهرى‪:‬‬
‫الخصية واحدة الخصى‪ ،‬وكذلك الخصية بالكسر‪ ،‬وأنكر أبو عبيد الكسر‬
‫قال‪ :‬وسمعت خصياه ولم يقولوا خصى للواحد‪ ،‬وقال الفيروز آبادى‬

‫)‪ (1‬لم نقدر على تحقيق اللفظ وكأن فيه سقطا‪ ،‬والمراد أن المذاكير قد يضاف و‬
‫يكون المضاف إليه مفردا وهذا يدل على أن الجمع بالنسبة الى قريني‬
‫الذكر كما ورد في صحيح البخاري كتاب الغسال الباب ‪ 5‬في حديث‬
‫ميمونة‪ ،‬أن النبي )ص( أفرغ الماء على شماله فغسل مذاكيره‪ ،‬وهكذا ما‬
‫ورد في كتاب الديات الباب ‪ 7‬من سنن ابى داود و ‪ 29‬من سنن ابن ماحة‬
‫في حديث العبد قبل جارية سيده فجب مذاكيره‪ (2) ،‬هو ما يجتمع فيها‬
‫الفرث وهو اسم جمع كالعم للجماعة‪ (3) .‬الخصال ‪.341 / 2‬‬

‫]‪[35‬‬

‫الخصى والخصية بضمهما وكسرهما من أعضاء التناسل‪ ،‬وهاتان خصيتان‬


‫وخصيان والجمع خصى‪ - 3 .‬الخصال‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد‪،‬‬
‫عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن أحمد الشعري‪ ،‬عن أحمد بن هلل‪،‬‬
‫عن عيسى بن عبد ال الهاشمي عن أبيه عن جده عن آبائه عن على عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله كان يكره أكل خمسة‪:‬‬
‫الطحال‪ ،‬والقضيب‪ ،‬والنثيين‪ ،‬والحياء‪ ،‬وآذان القلب )‪ - 4 .(1‬ومنه عن‬
‫أحمد بن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن أبيه عن محمد بن أحمد الشعري عن‬
‫يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن ابن أبى عمير‪ ،‬عن بعض أصحابنا عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬ل يؤكل من الشاة عشرة أشياء‪ :‬الفرث‪ ،‬والدم‪ ،‬والطحال‪،‬‬
‫والنخاع‪ ،‬والغدد‪ ،‬والقضيب‪ ،‬والنثيان والرحم‪ ،‬والحياء‪ ،‬والوداج ‪ -‬أو‬
‫قال العروق )‪ .(2‬بيان في القاموس‪ :‬الحياء الفرج من ذوات الخف‬
‫والظلف والسباع وقد يقصر انتهى‪ ،‬والظاهر أن المراد به فرج النثى‬
‫ويحتمل شموله لحلقة الدبر من الذكر والنثى قال في المصباح‪ :‬حياء‬
‫الشاء ممدود وقال أبو زيد‪ :‬الحياء اسم للدبر من كل انثى من ذوات الظلف‬
‫والخف وغير ذلك‪ ،‬وقال الفارابى في باب فعاء الحياء فرج الجارية‬
‫والناقة‪ - 5 .‬الخصال‪ :‬عن ستة من مشايخه عن أحمد بن يحيى بن زكريا‬
‫عن بكر بن عبد ال عن تميم بن بهلول عن أبى معوية عن العمش عن‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬الطحال حرام لنه دم )‪ - 6 .(3‬ومنه عن أبيه‬
‫عن سعد عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن ابن‬
‫راشد عن أبى بصير ومحمد بن مسلم عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال أمير ‪ -‬المؤمنين عليه السلم‪ :‬ل تأكلوا الطحال فانه بيت‬
‫الدم الفاسد‪ ،‬واتقوا الغدد من اللحم فانه‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) 283 / 1‬الخصال ‪ (3) .433 / 2‬الخصال ‪.609 / 2‬‬

‫]‪[36‬‬

‫يحرك عرق الجذام )‪ - 7 .(1‬العيون‪ :‬عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس‪ ،‬عن‬
‫على بن محمد بن قتيبة‪ ،‬عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلم فيما‬
‫كتب للمأمون‪ :‬يحرم الطحال فانه دم ‪ - 8 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد بن على بن‬
‫الشاه‪ ،‬عن أبى بكر بن عبد ال‪ ،‬عن عبد ال بن أحمد بن عامر‪ ،‬عن أبيه ;‬
‫وعن أحمد بن ابراهيم الخوزى‪ ،‬عن إبراهيم بن مروان‪ ،‬عن جعفر بن‬
‫محمد بن زياد‪ ،‬عن أحمد بن عبد ال الهروي ; وعن الحسين بن محمد‬
‫الشنانى عن على بن محمد بن مهرويه‪ ،‬عن داود بن سليمان الفراء‬
‫جميعا عن الرضا عن آبائه عن على عليهم السلم قال‪ :‬كان النبي صلى‬
‫ال عليه وآله ل يأكل الكليتين من غير أن يحرمهما‪ ،‬لقربهما من البول )‬
‫‪ .(3‬صحيفة الرضا‪ :‬بالسناد عنه عليه السلم مثله )‪ - 9 .(4‬العلل‪ :‬عن‬
‫على بن حاتم‪ ،‬عن الحسين بن على بن زكريا‪ ،‬عن محمد بن صدقة‪ ،‬عن‬
‫موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن على عليه السلم مثله )‪10 .(5‬‬
‫‪ -‬العيون والعلل‪ :‬بالسانيد المتقدمة في علل ابن سنان عن الرضا عليه‬
‫السلم‪ :‬حرم الطحال لما فيه من الدم )‪ - 11 .(6‬العلل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‬
‫بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد‬
‫ال الصم‪ ،‬عن مسمع بن عبد الملك‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم‪ :‬قال‪:‬‬
‫قال أمير المؤمنين عليه السلم إذا اشترى أحدكم اللحم فليخرج منه الغدد‪،‬‬
‫فانه يحرك عرق‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .615 / 2‬عيون الخبار ‪ (3) .126 / 2‬عيون الخبار ‪) .40 / 2‬‬
‫‪ (4‬صحيفه الرضا‪ (5) .25 :‬علل الشرايع ‪ (6) .249 / 2‬العيون ‪/ 2‬‬
‫‪ ،94‬العلل ‪.171 / 2‬‬

‫]‪[37‬‬

‫الجذام )‪ - 12 .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد بن موسى بن المتوكل‪ ،‬عن على بن الحسين‬


‫السعد آبادى‪ ،‬عن أحمد بن أبى عبد ال البرقى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبى‬
‫نصر البزنطى‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫كيف صار الطحال حراما وهو من الذبيحة ؟ فقال‪ :‬إن إبراهيم هبط عليه‬
‫الكبش من ثبير وهو جبل بمكة ليذبحه‪ ،‬أتاه إبليس فقال له‪ :‬أعطني نصيبي‬
‫من هذا الكبش‪ :‬قال‪ :‬وأي نصيب لك وهو قربان لربى وفداء لبنى ؟‬
‫فأوحى ال عزوجل إليه‪ :‬إن له فيه نصيبا وهو الطحال‪ ،‬لنه مجمع الدم‪.‬‬
‫وحرم الخصيتان لنهما موضع للنكاح‪ ،‬ومجرى للنطفة‪ ،‬فأعطاه إبراهيم‬
‫الطحال والنثيين وهما الخصيتان‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فكيف حرم النخاع ؟ قال‪:‬‬
‫لنه موضع الماء الدافق من كل ذكر وانثى‪ ،‬وهو المخ الطويل الذي يكون‬
‫في فقار الظهر‪ .‬قال أبان‪ :‬ثم قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يكره من‬
‫الذبيحة عشرة أشياء منها الطحال والنثيان‪ ،‬والنخاع‪ ،‬والدم‪ ،‬والجلد‪،‬‬
‫والعظم‪ ،‬والقرن‪ ،‬والظلف‪ ،‬والغدد‪ ،‬والمذاكير واطلق في الميتة عشرة‬
‫أشياء‪ :‬الصوف‪ ،‬والشعر‪ ،‬والريش‪ ،‬والبيضة‪ ،‬والناب‪ ،‬والقرن والظلف‪،‬‬
‫والنفحة‪ ،‬والهاب‪ ،‬واللبن‪ ،‬وذلك إذا كان قائما في الضرع )‪ .(2‬بيان‪" :‬‬
‫وحرم الخصيتان " الظاهر أن " حرم " زيد من النساخ‪ ،‬وقال في‬
‫القاموس الهاب ككتاب الجلد أو ما لم يدبغ انتهى‪ ،‬وأقول‪ :‬ذكر الجلد‬
‫والقرن والظلف في الموضعين إما لبيان أنها ليست محرمة بل مكروهة‪،‬‬
‫وسائرها محرمة‪ ،‬فان الكراهة في عرف الحديث أعم من الحرمة‬
‫والكراهة‪ ،‬والمراد في الول كراهة الكل‪ ،‬وفى الثاني جواز الستعمال‪،‬‬
‫وعلى التقديرين الهاب محمول على التقية لذهاب أكثر العامة إلى جواز‬
‫استعماله‪ ،‬بعد الدباغة‪ ،‬وإن كان من الميتة‪ ،‬ويمكن أن يحمل الهاب على‬
‫جلد النفحة كما ستعرف‪ - 14 .‬العلل‪ :‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن محمد بن‬
‫يحيى العطار‪ ،‬عن محمد بن أحمد‬
‫)‪ 1‬و ‪ (2‬علل الشرايع ‪.248 / 2‬‬

‫]‪[38‬‬

‫الشعري‪ ،‬عن على بن الريان‪ ،‬عن عبيد ال بن عبد ال الواسطي‪ ،‬عن واصل بن‬
‫سليمان‪ ،‬أو عن درست يرفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قلت له‪:‬‬
‫لم كان رسول ال صلى ال عليه وآله يحب الذراع أكثر من حبه لساير‬
‫أعضاء الشاة ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬لن آدم قرب قربانا عن النبياء من ذريته‬
‫فسمى لكل نبى عضوا وسمى لرسول ال صلى ال عليه وآله الذراع‪ ،‬فمن‬
‫ثم كان يحب الذراع ويشتهيها ويحبها ويفضلها )‪ .(1‬وفي حديث آخر أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله كان يحب الذراع لقربها من المرعى وبعدها‬
‫من المبال )‪ - 15 .(2‬البصائر‪ :‬عن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪،‬‬
‫عن القداح عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله يحب الذراع والكتف‪ ،‬ويكره الورك لقربها من المبال )‪- 16 .(3‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن على بن فضال‪ ،‬عن القاسم‬
‫بن محمد‪ ،‬عن العلء‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن مسمع عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬اتقوا الغدد من اللحم‪ ،‬فلربما حرك عرق الجذام )‪17 .(4‬‬
‫‪ -‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبى‬
‫الحسن عليه السلم قال‪ :‬حرم من الشاة سبعة أشياء‪ :‬الدم‪ ،‬والخصيتان‪،‬‬
‫والقضيب‪ ،‬والمثانة والطحال‪ ،‬والغدد‪ ،‬والمرارة )‪ - 18 .(5‬ومنه‪ :‬عن‬
‫السيارى‪ ،‬عن محمد بن جمهور العمى‪ ،‬عمن ذكره عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬حرم من الذبيحة سبعة أشياء‪ :‬واحل من الميتة اثنتا عشرة‬
‫شيئا‪ :‬فأما ما يحرم من الذبيحة‪ :‬فالدم‪ ،‬والفرث‪ ،‬والغدد‪ ،‬والطحال‪،‬‬
‫والقضيب‪ ،‬والنثيان والرحم‪ ،‬وأما ما يحل من الميتة‪ :‬فالشعر‪ ،‬والصوف‪،‬‬
‫والوبر‪ ،‬والناب‪ ،‬والقرن‪ ،‬والضرس‪ ،‬والظلف‪ ،‬والبيض‪ ،‬والنفحة‪،‬‬
‫والظفر‪ ،‬والمخلب‪ ،‬والريش )‪.(6‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬علل الشرايع ‪ (3) .128 / 1‬بصائر الدرجات ‪ 148‬ط حجر‪ ،‬في حديث‪4) .‬‬
‫‪ (6 -‬المحاسن ‪.481‬‬

‫]‪[39‬‬

‫بيان‪ :‬قال في القاموس‪ :‬المخلب ظفر كل سبع من الماشي والطائر أو هو لما يصيد‬
‫من الطير‪ ،‬والظفر لما ل يصيد‪ - 19 .‬طب الئمة‪ :‬عن محمد بن جعفر‬
‫البرسى‪ ،‬عن محمد بن يحيى الرمني عن محمد بن سنان عن المفضل بن‬
‫عمر عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله إياكم وأكل الغدد‪ ،‬فانه يحرك الجذام‪ ،‬وقال‪ :‬عوفيت اليهود‬
‫لتركهم أكل الغدد )‪ - 20 .(1‬الهداية‪ :‬ل يؤكل من الشاة عشرة أشياء‪:‬‬
‫الفرث‪ ،‬والدم‪ ،‬والطحال والنخاع‪ ،‬والغدد‪ ،‬والقضيب‪ ،‬والنثيان‪ ،‬والرحم‪،‬‬
‫والحياء‪ ،‬والوداج‪ ،‬وروى‪ :‬العروق )‪ - 21 .(2‬الدعائم‪ :‬عن أبى عبد ال‬
‫عليه السلم أنه كره أكل الغدد ومخ الصلب‪ ،‬والطحال والمذاكير‪،‬‬
‫والقضيب‪ ،‬والحياء‪ ،‬وداخل الكلى )‪ .(3‬تنقيح وتوضيح قال العلمة في‬
‫المختلف قال الشيخ في النهاية‪ :‬يحرم من البل والبقر والغنم وغيرها مما‬
‫يحل أكله‪ ،‬وإن كانت مذكاة‪ :‬الدم‪ ،‬والفرث‪ ،‬والمرارة‪ ،‬والمشيمة‪ ،‬والفرج‬
‫ظاهره وباطنه‪ ،‬والقضيب‪ ،‬والنثيان والنخاع‪ ،‬والعلبا‪ ،‬و الغدد وذات‬
‫الشاجع‪ ،‬والحدق‪ :‬والخرزة تكون في الدماغ‪ ،‬وكذا قال ابن إدريس وزاد‬
‫فيه المثانة‪ ،‬وهو موضع البول ومحقنه‪ ،‬وشيخنا المفيد ره قال‪ :‬ل يؤكل‬
‫من النعام والوحوش‪ :‬الطحال لنه مجمع الدم الفاسد‪ ،‬ول يؤكل القضيب‬
‫والنثيان‪ ،‬ولم يتعرض لغيرها‪ .‬وقال الصدوق‪ :‬واعلم أن في الشاة عشرة‬
‫أشياء ل تؤكل‪ :‬الفرث‪ ،‬والدم‪ ،‬والنخاع‪ ،‬والطحال‪ ،‬والغدد‪ ،‬والقضيب‪،‬‬
‫والنثيان‪ ،‬والرحم‪ ،‬والحياء‪ ،‬والوداج‪ ،‬وروي‪ :‬العروق‪ ،‬وفي حديث آخر‬
‫مكان الحياء الجلد‪ :‬وقال سلر‪ :‬ول يؤكل الطحال‬

‫)‪ (1‬طب الئمة‪ (2) .105 :‬الهداية‪ (3) .79 :‬دعائم السلم ‪.125‬‬

‫]‪[40‬‬

‫ول القضيب ول النثيان‪ ،‬ولم يتعرض لغيرها كشيخه المفيد‪ .‬وقال السيد المرتضى‪:‬‬
‫مما انفردت به المامية تحريم أكل الطحال‪ ،‬والقضيب والخصيتين‪،‬‬
‫والرحم‪ ،‬والمثانة‪ ،‬وابن البراج تابع شيخنا أبا جعفر إل أنه أسقط الدم‬
‫لظهوره‪ ،‬فان تحريمه مستفاد من نص القرآن‪ .‬وقال ابن الجنيد‪ :‬ويكره من‬
‫الشاة أكل الطحال‪ ،‬والمثانة‪ ،‬والغدد‪ ،‬والنخاع‪ ،‬والرحم‪ ،‬والقضيب‪،‬‬
‫والنثيين‪ ،‬ولم ينص على التحريم‪ ،‬وإن كان لفظ يكره يستعمل في التحريم‬
‫أحيانا‪ ،‬وابن حمزة تابع الشيخ في النهاية وقال الشيخ في الخلف‪ :‬الطحال‬
‫والقضيب والخصيتان والرحم والمثانة والغدد والعلباء والخرز يكون في‬
‫الدماغ‪ ،‬عندنا محرم ولم يتعرض فيه لغيرها‪ ،‬وجعل أبو الصلح النخاع‬
‫والعروق والمرارة وحبة الحدقة وخرزة الدماغ مكروهة‪ .‬والمشهور ما‬
‫قال الشيخ في النهاية لستخباثها فتكون محرمة ثم ذكر بعض الروايات في‬
‫ذلك‪ ،‬ثم قال‪ :‬وهذه الخبار لم تثبت عندي صحة رجالها فالقوى القتصار‬
‫في التحريم على الطحال والدم والقضيب والفرث والنثيين والفرج و‬
‫المثانة والمرارة والمشيمة‪ ،‬والكراهة في الباقي عمل بأصالة الباحة‪،‬‬
‫وبعمومات " قل ل أجد فيما أوحى إلى محرما " )‪ " (1‬احلت لكم بهيمة‬
‫النعام " )‪ " (2‬فكلوا مما ذكر اسم ال عليه " )‪ (3‬انتهى‪ .‬وقال الشهيدان‬
‫رفع ال درجتهما في اللمعة والروضة‪ :‬يحرم من الذبيحة خمسة عشر‬
‫شيئا‪ :‬الدم‪ ،‬والطحال ‪ -‬بكسر الطاء ‪ -‬والقضيب ‪ -‬وهو الذكر ‪ -‬والنثيان ‪-‬‬
‫وهما البيضتان ‪ -‬والفرث‪ ،‬وهو الروث في جوفها ‪ -‬والمثانة ‪ -‬بفتح الميم‬
‫مجمع البول ‪ -‬والمرارة بفتح الميم التي تجمع المرة الصفراء بكسرها‬
‫معلقة مع الكبد كالكيس ‪ -‬والمشيمة ‪ -‬بفتح الميم بيت الولد‪ ،‬ويسمى‬
‫الغرس بكسر الغين المعجمة‪ ،‬وأصلها مفعلة فسكنت‬

‫)‪ (1‬النعام‪ (2) .145 :‬المائدة‪ (3) .1 :‬النعام‪.118 :‬‬

‫]‪[41‬‬

‫الياء ‪ -‬والفرج‪ :‬الحياء ظاهره وباطنه‪ ،‬والعلب ‪ -‬بالمهملة المسكورة فاللم الساكنة‬
‫فالباء الموحدة فاللف الممدودة‪ :‬عصبتان عريضتان ممدودتان من الرقبة‬
‫إلى عجب الذنب ‪ -‬والنخاع ‪ -‬مثلث النون الخيط البيض في وسط الظهر‬
‫ينظم خرز السلسلة في وسطها وهو الوتين الذي ل قوام للحيوان بدونه‪.‬‬
‫والغدد بضم الغين المعجمة التي في اللحم وتكثر في الشحم‪ ،‬وذات‬
‫الشاجع‪ ،‬وهى اصول الصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكف‪ ،‬وفي‬
‫الصحاح جعلها الشاجع بغير مضاف‪ ،‬والواحد أشجع‪ ،‬وخرزة الدماغ‬
‫بكسر الدال وهي المخ الكائن في وسط الدماغ شبه الدودة بقدر الحمصة‬
‫تقريبا يخالف لونها لونه‪ ،‬وهى تميل إلى الغبرة‪ ،‬والحدق يعني حبة الحدقة‬
‫وهو الناظر من العين ل جسم العين كله‪ .‬ثم قال الشهيد الثاني ره‪ :‬تحريم‬
‫هذه الشياء كلها ذكره الشيخ غير المثانة فزادها ابن إدريس وتبعه جماعة‬
‫منهم المصنف ومستند الجميع غير واضح‪ ،‬لنه روايات يتلفق من جميعها‬
‫ذلك‪ ،‬بعض رجالها ضعيف وبعضها مجهول‪ ،‬والمتيقن منها تحريم ما دل‬
‫عليه دليل خارج كالدم‪ ،‬وفي معناه الطحال تحريمها ظاهر من الية‪ ،‬وكذا‬
‫ما استخبث منها كالفرث والفرج والقضيب والنثيين والمثانة والمرارة و‬
‫المشيمة وتحريم الباقي يحتاج إلى دليل‪ ،‬والصل يقتضي عدمه‪،‬‬
‫والروايات يمكن الستدلل بها على الكراهة لسهولة خطبها‪ ،‬إل أن يدعى‬
‫استخباث الجميع‪ .‬واحترز بقوله " من الذبيحة " من نحو السمك والجراد‬
‫فل يحرم منه شئ من المذكورات للصل‪ ،‬وشمل ذلك كبير الحيوان‬
‫المذبوح كالجزور‪ ،‬وصغيره كالعصفور‪ ،‬ويشكل الحكم بتحريم جميع ما‬
‫ذكر‪ ،‬مع عدم تميزه لستلزامه تحريم جميعه أو أكثره للشتباه‪ ،‬والجود‬
‫اختصاص الحكم بالنعم‪ ،‬ونحوها من الحيوان الوحشي‪ ،‬دون العصفور وما‬
‫أشبهه‪ .‬وقال‪ :‬ويكره أكل الكل بضم الكاف وقصر اللف جمع كلية وكلوة‬
‫بالضم فيهما‪ ،‬والكسر لحن عن ابن السكيت‪ ،‬وأذنا القلب والعروق انتهى‪.‬‬
‫وقال الشهيد ره في شرح الشاد‪ :‬ل خلف في تحريم الدم والطحال‬
‫والقضيب‬

‫]‪[42‬‬

‫والنثيين‪ ،‬وقال بعد إيراد مذهب الصدوق ره‪ :‬قال أهل اللغة‪ :‬الحياء بالمد رحم‬
‫الناقة وجمعه أحيية‪ ،‬ولعل الصدوق أراد به ظاهر الفرج‪ ،‬وبالرحم باطنه‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬المراد بالرحم المشيمة في الروايات‪ ،‬وليس ببعيد‪ .‬ثم إن الخباثة‬
‫التي ادعوها في أكثر المذكورات غير مسلم‪ ،‬بل حصل تنفس الطباع في‬
‫أكثرها لقول أكثر الصحاب بحرمتها‪ ،‬مع أنك قد عرفت ما أسلفنا من الكلم‬
‫في تحريم الخبيث ومعناه‪ ،‬ومذهب المفيد رحمه ال ل تخلو من قوة مع‬
‫انضمام الدم المسفوح والفرث‪ ،‬وكأنه تركهما للظهور أو لعدم كونهما من‬
‫أجزاء الذبيحة‪ ،‬لن الدم يحرم بعد النفصال وقبل الموت‪ ،‬والحوط‬
‫الجتناب عن الجميع لسيما المرارة والحياء والمشيمة والغدد والنخاع‪.‬‬
‫وأما العروق فلعل المراد بها الوداج كما ورد في بعض الخبار مكانها أو‬
‫العروق الكبيرة‪ ،‬وإل فيشكل الحتراز عنها إل بأن تقطع اللحوم خيوطا كما‬
‫تفعله اليهود‪ .‬وأما الجلد الذي ورد في بعض الخبار ومال إلى تحريمه‬
‫بعض المعاصرين من المحدثين فهو ضعيف‪ ،‬لن قول الصدوق " في‬
‫حديث آخر " خبر مرسل‪ ،‬ويمكن أن يحمل على جلد الفرج أو على جلد‬
‫الميتة أو على الكراهة‪ - 22 .‬العلل‪ :‬عن أبيه ومحمد بن الحسن‪ ،‬عن‬
‫محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن يحيى عن علي بن إسمعيل‪ ،‬عن‬
‫صفوان بن يحى الزرق‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي إبراهيم عليه السلم‪ :‬الرجل يعطي‬
‫الضحية من يسلخها بجلدها‪ ،‬قال‪ :‬ل بأس به‪ ،‬إنما قال ال عزوجل "‬
‫فكلوا منها وأطعموا " )‪ (1‬والجلد ل يؤكل ول يطعم )‪ .(2‬بيان‪ :‬قد يستدل‬
‫بهذا الخبر على تحريم الجلد‪ ،‬ول دللة فيه‪ ،‬إذ يحتمل أن يكون المراد عدم‬
‫جري العادة بأكله ل حرمته‪ ،‬وأيضا الجلد الذي يعطى الجزار وهو ما عدا‬
‫جلد الرأس‪ ،‬والذي يؤكل جلد الرأس‪ ،‬وبالجملة‪ :‬بهذا الخبر المجمل‬

‫)‪ (1‬الحج‪ 28 :‬و ‪ (2) .36‬علل الشرايع ‪ 2‬ر ‪.124‬‬

‫]‪[43‬‬

‫ل يمكن تخصيص اليات والخبار الكثيرة الدالة على الحلية‪ .‬ثم اعلم أن النسخ التي‬
‫عندنا " عن صفوان بن يحيى الزرق " والظاهر أنه كان " عن صفوان‬
‫عن يحيى " أو " صفوان بن يحيى عن يحيى " لنه لم يوصف صفوان‬
‫ول أبوه بالزرق‪ ،‬بل صفوان يروي عن يحيى بن عبد الرحمن الزرق‪،‬‬
‫وهو أيضا ثقة‪ ،‬وهذه الرواية في التهذيب وقعت مرارا‪ ،‬ويظهر من الفقيه‬
‫أن صفوان يروى عن يحيى بن حسان الزرق‪ ،‬وهو إن لم يكن موثقا لكن‬
‫الصدوق ره اعتمد على كتابه وذكر طريقه إليه‪ - 23 .‬غيبة الشيخ‪ :‬قال‪:‬‬
‫روى محمد بن على الشلمغاني في كتاب الوصياء عن حمزة بن نصير‬
‫خادم أبى الحسن عليه السلم عن أبيه قال‪ :‬لما ولد السيد عليه السلم‬
‫يعنى المهدي تباشر الدار بذالك‪ ،‬فلما نشأ خرج إلى المر أن أبتاع كل يوم‬
‫مع اللحم قصب مخ وقيل‪ :‬إن هذا لمولنا الصغير عليه السلم )‪ 5 ..(1‬باب‬
‫* )حكم البيوض وخواصها( * ‪ - 1‬قرب السناد‪ :‬عن هرون بن مسلم‪،‬‬
‫عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عليه السلم قال‪ :‬سئل عن بيض‬
‫طير الماء فقال‪ :‬ماكان من بيض طير الماء مثل بيض الدجاج على خلقته‬
‫إحدى رأسه مفرطح فكل وإل فل )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال في القاموس‪ :‬فرطحه‬
‫عرضه‪ ،‬ورأس فرطاح ومفرطح‪ :‬كمسرهد عريض‪ ،‬وفي بعض النسخ قبل‬
‫قوله عريض " هكذا قال الجوهرى وهو سهو والصواب مفلطح باللم " )‬
‫‪ (3‬انتهى ويظهر من الخبر أن الصواب ماقاله الجوهرى‪ ،‬ول خلف‬

‫)‪ (1‬غيبة الشيخ الطوسى‪ 158 :‬ط حجر‪ (2) .‬قرب السناد ‪ (3) .34‬وقال شارح‬
‫القاموس‪ :‬قال شيخنا قد سقطت هذه العبارة من بعض النسخ وهو‬
‫الصواب فانه يقال بالراء واللم كما في غير ديوان‪ ،‬والراء تقارض اللم‬
‫كما عرف في‬

‫]‪[44‬‬

‫بين الصحاب في أن البيوض تابعة للحيوان في الحل والحرمة‪ ،‬ومع الشتباه تؤكل‬
‫ما اختلف طرفاه ل ما اتفق‪ ،‬وتدل عليه أخبار كثيرة‪ .‬والمشهور أن بيض‬
‫السمك المحلل حلل‪ ،‬والمحرم حرام‪ ،‬ومع الشتباه يؤكل ما كان خشنا ل‬
‫ما كان أملس‪ ،‬وكثير من الصحاب لم يقيدوا التفصيل بحال الشتباه‪ ،‬بل‬
‫أطلقوا وابن إدريس أنكر ذلك‪ ،‬قال في السرائر‪ :‬قد ذهب أصحابنا إلى أن‬
‫بيض السمك ماكان منه خشنا فانه يؤكل‪ ،‬ويجتنب الملس والمنماع‪ ،‬ول‬
‫دليل على صحة هذا القول من كتاب ول سنة ول إجماع‪ ،‬ول خلف أن‬
‫جميع ما في بطن السمك طاهر‪ ،‬ولو كان ذلك صحيحا لما حلت الصحناة‬
‫انتهى )‪ .(1‬وأقول‪ :‬لم أررواية تدل على هذا العتبار‪ ،‬والظاهر أن إطباق‬
‫أكثرهم عليه مستند إلى رواية‪ ،‬والتعويل عليه مشكل‪ ،‬فما علم أنه مأخوذ‬
‫من سمك محلل فهو محلل وما علم أنه من محرم فالظاهر تحريمه‪ ،‬وأما‬
‫المشتبه فقد عرفت حكمه مطلقا وأن ظاهر عموم اليات والخبار حله‪،‬‬
‫فالظاهر هنا الحل أيضا ل سيما إذا كان خشنا والحوط اجتنابه مطلقا‪ .‬قال‬
‫في المختلف‪ :‬قال شيخنا المفيد‪ :‬ويؤكل من بيض السمك ماكان خشنا‬
‫ويجتنب منه الملس والمنماع‪ ،‬وقال سلر‪ :‬بيض السمك على ضربين‬
‫خشن وأملس‪ ،‬فالول حل والثاني حرام‪ ،‬وكذا قال ابن حمزة ثم ذكر كلم‬
‫ابن إدريس فقال‪ :‬و المعتمد الباحة لعموم قوله تعالى‪ " :‬أحل لكم صيد‬
‫البحر وطعامه " )‪ (2‬ولم يبلغنا في‬

‫مصنفات البدال‪ ،‬وفى اللسان‪ :‬وأنشد لبن أحمر البجلى يصف حية ذكرا‪ :‬خلقت‬
‫لهازمه عزين ورأسه * كالقرص فرطح من طحين شعير قال ابن برى‪:‬‬
‫فلطح باللم قال‪ :‬وكذلك أنشده المدي‪ :‬أقول‪ :‬راجع القاموس ‪ 1‬ر ‪،24‬‬
‫لسان العرب فرطح وفلطح‪ (1) .‬السرائر‪ (2) .369 :‬المائدة‪.1 :‬‬

‫]‪[45‬‬

‫الحاديث المعول عليها ما ينافي هذا العموم‪ ،‬فوجب المصير إليه انتهى‪ .‬وأقول‪:‬‬
‫الظاهر أن حكم الفاضلين بالباحة في البيض المحلل ل مطلقا‪ - 2 .‬قرب‬
‫السناد‪ :‬عن عبد ال بن الحسن‪ ،‬عن على بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى‬
‫عليه السلم قال‪ :‬سألته عن بيض أصابه رجل من أجمة ل يدري بيض ما‬
‫هو ؟ هل يصلح أكله ؟ فقال‪ :‬إذا اختلف رأساه فل بأس‪ ،‬وإن كان الرأسان‬
‫سواء فل يحل أكله )‪ - 3 .(1‬الخصال‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد‪،‬‬
‫عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب‪ ،‬عن‬
‫الحكم بن مسكين عن أبى سعيد المكارى عن سلمة بياع الجوارى‪ ،‬عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن البيض أي شئ يحرم منه ؟ قال‪ :‬كل‬
‫ما لم تعرف رأسه من إسته فل تأكله )‪ - 4 .(2‬ومنه‪ :‬بالسند المتقدم مرارا‬
‫عن العمش قال‪ :‬قال الصادق عليه السلم يؤكل من البيض ما اختلف‬
‫طرفاه‪ ،‬ول يؤكل ما استوى طرفاه )‪ - 5 .(3‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن محمد بن‬
‫يحيى العطار عن محمد بن أحمد الشعري عن موسى بن عمر‪ ،‬عن ابن‬
‫أبى عمير عن معوية بن عمار عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ثلثة‬
‫يهزلن‪ :‬إدمان أكل البيض‪ ،‬والسمك‪ ،‬والطلع‪ ،‬الخبر )‪ - 6 .(4‬تحف‬
‫العقول‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬أما ما يجوز أكله من البيض‪ :‬فكل‬
‫ما اختلف طرفاه فحلل أكله وما استوى طرفاه فحرام أكله )‪- 7 .(5‬‬
‫البصائر ودليل الطبري‪ :‬عن الهيثم النهدي‪ ،‬عن إسمعيل بن مهران‪ ،‬عن‬
‫رجل من أهل بير ما قال‪ :‬كنت عند أبى عبد ال عليه السلم فودعته‬
‫وخرجت حتى بلغت العوص ثم ذكرت حاجة لى فرجعت إليه والبيت غاص‬
‫بأهله‪ ،‬وكنت أردت أن‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ (2) .118 :‬الخصال ‪ 140 :1‬في حديث‪ (3) .‬الخصال ‪(4) .610‬‬
‫الخصال ‪ (5) .155‬تحف العقول ‪.338‬‬
‫]‪[46‬‬

‫أسأله عن بيوض ديوك الماء‪ ،‬فقال لي‪ :‬يابت يعنى البيض وعانا ميتا يعنى ديوك‬
‫الماء بناحل يعنى ل تأكل )‪ .(1‬بيان‪ :‬يدل على تحريم ديوك الماء وبيضها‪،‬‬
‫وكأنها مما ليست فيه صفات الحل وهو محمول على الكراهة‪- 8 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن على بن الحكم‪ ،‬عن أبيه عن سعد‪ ،‬عن الصبغ‪ ،‬عن على‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إن نبيا من النبياء شكا إلى ال تعالى قلة النسل في امته‬
‫فأمره أن يأمرهم بأكل البيض‪ ،‬ففعلوه فكثر النسل فيهم )‪ - 9 .(2‬ومنه‪:‬‬
‫عن أبى القاسم الكوفى ويعقوب بن يزيد‪ ،‬عن القندى‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫سنان عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬شكا نبى من النبياء إلى ربه قلة‬
‫الولد فأمره بأكل البيض )‪ - 10 .(3‬ومنه‪ :‬عن محمد بن عيسى اليقطينى‪،‬‬
‫عن عبد ال الدهقان‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبى عبد ال‬
‫عليه السلم أن نبيا من النبياء شكا إلى ال قلة النسل‪ ،‬فقال له‪ :‬كل اللحم‬
‫بالبيض )‪ - 11 .(4‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن النضر‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عمر بن أبى حسنة الجمال قال‪ :‬شكوت إلى أبى الحسن عليه السلم قلة‬
‫الولد فقال‪ :‬استغفر ال وكل البيض بالبصل )‪ - 12 (5‬ومنه‪ :‬عن على بن‬
‫حسان‪ ،‬عن موسى بن بكر قال‪ :‬سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول‪:‬‬
‫أكثروا من البيض فانه يزيد في الولد )‪ - 13 .(6‬ومنه‪ :‬عن نوح بن‬
‫شعيب‪ ،‬عن كامل‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم الجعفي عن أبى عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من عدم الولد فليأكل البيض وليكثر منه )‪ - 14 .(7‬ومنه‪ :‬عن‬
‫جعفر بن محمد عن يونس بن مرازم قال‪ :‬ذكر عند أبى عبد ال عليه‬
‫السلم البيض فقال‪ :‬أما إنه خفيف يذهب بقرم اللحم )‪ - 15 .(8‬ومنه‪ :‬عن‬
‫محمد بن إسمعيل‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن حكيم‪ ،‬عن مرازم مثله‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات ‪ 334‬واللفظ له‪ ،‬دلئل المامة ‪ 137‬والحديث فيه مختصر‪2) .‬‬
‫‪ (8 -‬المحاسن ‪.481‬‬

‫]‪[47‬‬

‫وزاد فيه‪ :‬وليست له غائلة اللحم )‪ .(1‬بيان‪ :‬القوم محركة شدة شهوة اللحم‪،‬‬
‫والغائلة الشر والفساد‪ - 16 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن عيسى عن أبيه عن‬
‫جده وهو عن ميسر بن عبد العزيز عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬مح‬
‫البيض خفيف‪ ،‬والبياض ثقيل )‪ .(2‬بيان‪ :‬المح في أكثر النسخ بالحاء‬
‫المهملة‪ ،‬وفي بعضها بالخاء المعجمة وكأنه تصحيف‪ ،‬أو على الستعارة‬
‫تشبيها لصفرة البيض بمخ العظم‪ ،‬قال في القاموس في المهملة المح‬
‫بالضم خالص كل شئ وصفرة البيض كالمحة أو ما في البيض كله وقال‬
‫في المعجمة المخ بالضم نقى العظم والدماغ وخالص كل شئ‪- 17 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن يوسف بن السخت البصري عن محمد بن جمهور‪ ،‬عن‬
‫حمران بن أعين قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم إن أناسا يزعمون أن‬
‫صفرة البيض أخف من البياض فقال عليه السلم‪ :‬إلى ما يذهبون في‬
‫ذلك ؟ فقلت‪ :‬يزعمون أن الريش من البياض‪ ،‬وأن العظم والعصب من‬
‫الصفرة‪ ،‬فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬فالريش أخفها )‪ .(3‬بيان‪ :‬يمكن‬
‫أن يكون الغرض في هذا الخبر بيان جهلهم بالعلة‪ ،‬وإن كان أصل الحكم‬
‫حقا‪ ،‬أو يكون الخبر الول محمول على التقية وحاصل كلمه عليه السلم‬
‫أن تعليلهم يعطي نقيض مدعاهم لن الريش أخف أجزاء الطير‪ ،‬والخفيف‬
‫يحصل من الخفيف فالبياض أخف‪ - 18 .‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم يؤكل‬
‫من البيض ما اختلف طرفاه‪ - 19 .‬الخرايج‪ :‬روي عن إسمعيل بن مهران‬
‫قال‪ :‬كنت عند أبى عبد ال عليه السلم اودعه وكنت حاجا في تلك السنة‬
‫فخرجت ثم ذكرت شيئا أردت أن أسأله عند فرجعت إليه ومنزله غاص‬
‫بالناس‪ ،‬وكان ما أسأله عنه بيض طير الماء‪ ،‬فقال لي من غير سؤال‪ :‬ل‬
‫تأكل بيض طير الماء )‪ - 20 .(4‬المناقب‪ :‬سئل الباقر عليه السلم أنه وجد‬
‫في جزيرة بيض كثير فقال‪ :‬كل ما‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن ‪ (4) .481‬راجع بحار النوار ج ‪.119 - 47‬‬

‫]‪[48‬‬

‫اختلف طرفاه‪ ،‬ول تأكل ما استوى طرفاه )‪ - 21 .(1‬المكارم‪ :‬عن على بن أحمد بن‬
‫أشيم قال‪ :‬شكوت إلى الرضا عليه السلم قلة استمرائى الطعام‪ ،‬قال‪ :‬كل‬
‫مح البيض‪ ،‬ففعلت فانتفعت به )‪ .(2‬وعن أبى عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫من عدم الولد فليأكل البيض وليكثر منه )‪ .(3‬وعن على عليه السلم قال‪:‬‬
‫إن نبيا من النبياء شكى إلى ال تعالى قله النسل في امته فأمره ال‬
‫عزوجل أن يأمرهم أن يأكلوا الخبز بالبيض )‪ .(4‬وعن زرارة قال‪ :‬سألت‬
‫أبا جعفر عليه السلم عن البيض في الجام فقال‪ :‬ما استوى طرفاء فل‬
‫تأكل وما اختلف طرفاه فكل )‪ - 22 .(5‬الهداية‪ :‬كل من البيض ما اختلف‬
‫طرفاه‪ ،‬ول تأكل ما استوى طرفاه )‪ - 23 .(6‬الدعائم‪ :‬عن جعفر بن محمد‬
‫عليه السلم قال‪ :‬ما كان من البيض مختلف الطرفين فحلل أكله‪ ،‬وما‬
‫استوى طرفاه فهو من بيض مال يؤكل لحمه )‪) 6 ..(7‬باب( * )حكم ما ل‬
‫تحله الحياة من الميتة ومما ل يؤكل لحمه( * ‪ - 1‬الخصال‪ :‬عن على بن‬
‫أحمد بن عبد ال بن أبى عبد ال البرقى عن أبيه عن جده أحمد‪ ،‬عن أبيه‬
‫عن ابن أبي عمير يرفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬عشرة أشياء‬
‫من الميتة ذكية‪ :‬العظم‪ ،‬والشعر والصوف‪ ،‬والريش‪ ،‬والقرن‪ ،‬والحافر‪،‬‬
‫والبيض والنفحة واللبن والسن )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬مناقب آل ابى طالب ‪ (4 - 2) .204 - 4‬مكارم الخلق ‪ (5) .186‬مكارم‬


‫الخلق ‪ (6) .188 - 187‬الهداية ‪ (7) .79‬دعائم السلم ‪ ،123 - 2‬في‬
‫حديث‪ (8) .‬الخصال ‪.434 - 2‬‬

‫]‪[49‬‬

‫‪ - 2‬قرب السناد‪ :‬عن هرون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن الصادق عليه‬
‫السلم عن أبيه عن جابر بن عبد ال النصاري أن دباغة الصوف والشعر‬
‫غسله بالماء وأى شئ يكون أطهر من الماء )‪ .(1‬بيان حمل على ملقاتهما‬
‫الميتة بالرطوبة‪ ،‬أو على الستحباب‪ - 3 .‬قرب السناد‪ :‬عن السندي بن‬
‫محمد‪ ،‬عن أبى البخترى عن جعفر عن أبيه عليه السلم أن عليا سئل عن‬
‫شاة ماتت فحلب منها لبن‪ ،‬فقال على عليه السلم إن ذلك الحرام محضا )‬
‫‪ - 4 .(2‬ومنه‪ :‬عن السندي عن أبى البخترى عن جعفر عن أبيه عليه‬
‫السلم قال‪ :‬ل بأس بما ينتف من الطير والدجاج ينتفع به للعجين وأذناب‬
‫الطواويس وأعراف الخيل وأذنابها )‪ - 5 .(3‬ومنه‪ :‬بالسند المتقدم عن‬
‫جعفر عن أبيه أن عليا عليه السلم قال‪ :‬غسل صوف الميت ذكاته )‪6 .(4‬‬
‫‪ -‬المحاسن‪ :‬عن السيارى عن محمد بن جمهور العمى عمن ذكره عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬احل من الميتة اثنتا عشرة شيئا‪ :‬الشعر‬
‫والصوف‪ ،‬والوبر والناب والقرن‪ ،‬والضرس‪ ،‬والظلف‪ ،‬والبيض‪،‬‬
‫والنفحة‪ ،‬والظفر‪ ،‬والمخلب‪ ،‬والريش )‪ .(5‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬الوبر‬
‫محركة صوف البل والرانب ونحوهما انتهى‪ ،‬و ذكر الضرس بعد الناب‬
‫تعميم بعد التخصيص‪ ،‬والظلف هو المشقوق الذي يكون في أرجل الشاة‬
‫والبقر ونحوهما انتهى ولعل المراد هنا ما يشمل الحافر‪ ،‬وكأن التخصيص‬
‫لن المراد بالميتة ميتة ما يعتاد أكله من النعام‪ ،‬وليس لها حافر‪ ،‬وعدم‬
‫ذكر العظم كأنه لما يتشبث به من أجزاء الميتة ودسوماتها والمخ الذي‬
‫فيه‪ ،‬وبعد خلوه عنها طاهر‪.‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ‪ 2) .51‬و ‪ (3‬قرب السناد ‪ (4) .84‬قرب السناد ‪(5) .94‬‬
‫المحاسن‪ 471 :‬في حديث‪.‬‬

‫]‪[50‬‬
‫‪ - 7‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبي قال‪ :‬سألته عن‬
‫الثنية تنفصم وتسقط أيصلح أن يجعل مكانها سن شاة ؟ فقال‪ :‬إن شاء‬
‫فليضع مكانها سنا بعد أن تكون ذكية )‪ .(1‬توضيح الفصم بالفاء والقاف‬
‫الكسر‪ ،‬والنفصام بهما‪ :‬التكسر وفى بعض النسخ بالول‪ ،‬وفي بعضها‬
‫بالثاني‪ ،‬وكأن التقييد بالتذكية للستحباب‪ ،‬أو المراد بها الطهارة بأن يكون‬
‫المراد بالسن في كلمه عليه السلم أعم من سن الشاة )‪ - 8 .(2‬المناقب )‬
‫‪ :(3‬العياشي‪ :‬عن عمار الدهنى عن أبى الصهبا قال‪ :‬قام ابن الكوا إلى‬
‫على عليه السلم وهو على المنبر وقال‪ :‬إني وطئت دجاجة ميتة فخرجت‬
‫منها بيضة‪ ،‬فآكلها ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فان استحصننتها فخرج منها فرخ‬
‫آكله ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فكيف ؟ قال‪ :‬لنه حى خرج من الميت‪ ،‬وتلك ميتة‬
‫خرجت من ميتة )‪ .(4‬مشارق النوار‪ :‬عن ابن الكوا مثله‪ .‬بيان " لنه حى‬
‫" أي استحيل وطهر بالستحالة‪ ،‬والحديث عامى ويمكن حمل النهي على‬
‫الكراهة أو التقية‪ - 9 .‬المكارم‪ :‬عن عبد ال بن سليمان قال‪ :‬سألت أبا‬
‫جعفر عليه السلم عن العاج قال‪ :‬ل بأس به‪ ،‬وإن لي منه لمشطا )‪.(5‬‬
‫وعن القاسم بن الوليد قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن عظام الفيل‬
‫مداهن و أمشاط )‪ ،(6‬قال‪ :‬ل بأس )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ‪ (2) .644‬وزاد في كتاب الصلة ج ‪ 83‬ص ‪ 233‬مانصه‪ :‬يحتمل هذا‬
‫الخبر زائدا على ما مر أن يكون المراد بالسن مطلق السن وبالذكى‬
‫الطاهر أو ما يقبل التذكية‪ (3) .‬سقط عن النسخة المطبوعة وهكذا‬
‫المخطوطة التى عندنا كلمة " المناقب " ول يوجد الحديث في القسم‬
‫الذى وصل الينا من تفسير العياشي‪ ،‬وابن شهر آشوب انما نقله عن‬
‫أصله‪ (4) .‬مناقب آل ابى طالب ‪ (5) .376 - 2‬مكارم الخلق‪(6) .79 :‬‬
‫في المصدر‪ :‬مداهنها وأمشاطها‪ (7) .‬مكارم الخلق‪.79 :‬‬

‫]‪[51‬‬

‫من طب الئمة‪ :‬روى عن أبى الحسن العسكري عليه السلم أنه قال‪ :‬التسريح‬
‫بمشط العاج ينبت الشعر في الرأس‪ ،‬الخبر )‪ .(1‬بيان‪ :‬العاج عظم الفيل‬
‫ذكره الجوهرى والفيروز آبادي‪ ،‬وقال في النهاية فيه أنه كان له مشط من‬
‫العاج‪ ،‬العاج الذبل‪ ،‬وقيل شئ يتخذ من ظهر السلحفاة البحرية فأما العاج‬
‫الذي هو عظم الفيل فنجس عند الشافعي وطاهر عند أبى حنيفة انتهى و‬
‫في الصحاح الذبل شئ كالعاج‪ ،‬وهو ظهر السلحفاة البحرية يتخذ منه‬
‫السوار انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬الظاهر أن المراد بالعاج عظم الفيل‪ ،‬وكأنه شامل‬
‫لسنه أيضا و القائل من العامة بنجاسته أوله بظهر السلحفاة‪ ،‬فيدل الخبار‬
‫باطلقها على جواز استعماله‪ ،‬سواء اتخذ من مذكى أو غيره‪ ،‬وعلى‬
‫طهارة الفيل على القول بنجاسة مال تحله الحياة من نجس العين‪ .‬قال في‬
‫المصباح‪ :‬العاج أنياب الفيلة‪ ،‬قال الليث‪ :‬ول يسمى غير الناب عاجا‬
‫والعاج ظهر السلحفاة البحرية‪ ،‬وعليه يحمل قوله إنه " كان لفاطمة‬
‫صلوات ال عليها سوار من عاج " )‪ (2‬ول يجوز حمله على أنياب الفيلة‬
‫لن أنيابها ميتة بخلف السلحفاة والحديث حجة لمن يقول بالطهارة‪- 10 .‬‬
‫المكارم‪ :‬عن عبد ال بن سنان عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته‬
‫عن الرجل ينفصم سنه أيصلح له أن يشدها بذهب‪ ،‬وإن سقطت أيصلح أن‬
‫يجعل مكانها سن‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ ،80 :‬وبعده‪ :‬ويطرد الدود من الدماغ ويطفئ المرار وينقى‬
‫اللثة والعمور "‪ (2) .‬أخرج المتقى الهندي في المنتخب ‪ 35 / 3‬عن‬
‫الحافظ اسماعيل بن عبد ال سمويه باسناده عن حسين بن عبد ال قال‪:‬‬
‫دخلت على فاطمة بنت على وعليها مسكة من عاج وفى عنقها خيط من‬
‫خرز‪ ،‬فقالت‪ :‬ان أبى حدثنى أن رسول ال " ص " كره التعطل للنساء‬
‫وروى احمد في مسنده ‪ 275 / 5‬وأخرجه أبو داود في سننه كتاب‬
‫الترجل بالرقم ‪ 21‬أن رسول ال صلى ال عليه وآله أمر موله ثوبان أن‬
‫" اشتر لفاطمة قلدة من عصب وسوارين من عاج "‪.‬‬

‫]‪[52‬‬

‫شاة ؟ قال نعم‪ :‬إن شاء ليشدها بعد أن تكون ذكية )‪ .(1‬وعن الحلبي عنه عليه‬
‫السلم مثله )‪ (2‬وعن زرارة عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سأله أبى‬
‫وأنا حاضر عن الرجل يسقط سنه فيأخذ من أسنان ميت فيجعله مكانه‪،‬‬
‫قال‪ :‬ل بأس )‪ .(3‬وعن قتيبة بن محمد قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‬
‫إنا نلبس هذا الخز وسداه أبريسم قال‪ :‬وما بأس بأبريسم إذا كان معه‬
‫غيره‪ ،‬قد اصيب الحسين عليه السلم وعليه جبة خز وسداه أبريسم‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫أنا ألبس )‪ (4‬هذه الطيلسانة البربرية وصوفها ميت‪ ،‬قال‪ :‬ليس في‬
‫الصوف روح أل ترى أنه يجز ويباع وهو حى )‪ - 11 .(5‬الهداية‪ :‬عشرة‬
‫أشياء من الميتة ذكية‪ :‬العظم‪ ،‬والشعر‪ ،‬والصوف‪ ،‬والريش والقرن‪،‬‬
‫والحافر‪ ،‬والبيض‪ ،‬والنفحة‪ ،‬واللبن‪ ،‬والسن )‪ - 12 .(6‬نوادر الراوندي‪:‬‬
‫عن عبد الواحد بن إسمعيل الرؤيانى‪ ،‬عن محمد بن الحسن التميمي‪ ،‬عن‬
‫سهل بن أحمد الديباجي‪ ،‬عن محمد بن محمد بن الشعث الكوفى‪ ،‬عن‬
‫موسى ابن إسمعيل بن موسى عن أبيه عن جده موسى بن جعفر عن أبيه‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال على عليه السلم مال نفس له سائلة إذا مات في‬
‫الدام فل بأس بأكله )‪ .(7‬وسئل عليه السلم عن الزيت يقع فيه شئ له دم‬
‫فيموت فقال‪ :‬يبيعه لمن يعمله صابونا )‪ .(8‬بيان‪ :‬يدل على جواز استعمال‬
‫المتنجس فيما ل يشترط فيه الطهارة‪ ،‬وعلى طهارة غير ذي النفس‬
‫السائلة‪.‬‬

‫)‪ (3 - 1‬مكارم الخلق ‪ ،109‬وحديث الحلبي هو الذى مر تحت الرقم ‪ 7‬برواية‬


‫المحاسن‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬انا نلبس‪ (5) .‬مكارم الخلق ‪) .122 - 123‬‬
‫‪ (6‬الهداية‪ (7) .79 :‬نوادر الراوندي ‪ (8) .50‬نوادر الراوندي ‪.51‬‬

‫]‪[53‬‬

‫‪ - 13‬الدعائم‪ :‬عن على عليه السلم أنه رخص في الدام والطعام يموت فيه‬
‫حشاش الرض والذباب ومال دم له‪ ،‬وقال‪ :‬ل ينجس ذلك شيئا ول يحرمه‪،‬‬
‫فان مات فيه ماله دم وكان مايعا فسد‪ ،‬وإن كان جامدا فسد منه ما حوله‬
‫وأكلت بقيته )‪ .(1‬تذييل وتفصيل‪ :‬قال في الروضة‪ :‬تحرم الميتة أكل‬
‫واستعمال إجماعا‪ ،‬ويحل منها عشرة أشياء متفق عليها وحادي عشر‬
‫مختلف فيه‪ ،‬وهي الصوف‪ ،‬والشعر والوبر والريش فان جز فهو طاهر‪،‬‬
‫وإن قلع غسل أصله المتصل بالميتة لتصاله برطوبتها‪ ،‬والقرن والظلف‪،‬‬
‫والسن‪ ،‬والعظم‪ ،‬وهذه مستثناة من جهة الستعمال‪ ،‬أما الكل فالظاهر‬
‫جواز مال يضر منها بالبدن للصل‪ .‬والبيض إذا اكتسى القشر العلى‬
‫الصلب‪ ،‬وإل كان بحكمها‪ ،‬وال نفحة بكسر الهمزة وفتح الفاء والحاء‬
‫المهملة وقد يكسر الفاء‪ ،‬قال في القاموس‪ :‬هو شئ يستخرج من بطن‬
‫الجدي الراضع أصفر فيعصر في صوفة فيغلظ كالجبن‪ ،‬فإذا أكل الجدي فهو‬
‫كرش‪ ،‬وظاهر أول التفسير كون النفحة هي اللبن المستحيل في جوف‬
‫السخلة‪ ،‬فتكون من جملة مال تحله الحياة‪ ،‬وفي الصحاح والنفحة كرش‬
‫الحمل أو الجدي ما لم يأكل فإذا أكل فهى كرش‪ ،‬وقريب منه في الجمهرة‪،‬‬
‫وعلى هذا فهي مستثناة مما تحله الحياة‪ .‬وعلى الول فهو طاهر‪ ،‬وإن ل‬
‫صق الجلد الميت للنص‪ ،‬وعلى الثاني فما في داخله طاهر قطعا وكذا‬
‫ظاهره بالصالة‪ ،‬وهل ينجس بالعرض بملصقة الميت ؟ له وجه وفي‬
‫الذكرى‪ :‬والولى تطهير ظاهرها وإطلق النص يقتضي الطهارة مطلقا نعم‬
‫يبقى الشك في كون النفحة المستثناة هل هي اللبن المستحيل أم الكرش‬
‫بسبب اختلف أهل اللغة والمتيقن منه ما في داخله لنه متفق عليه‪،‬‬
‫واللبن في ضرع الميتة على قول مشهور‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ 126‬وفى هامشه‪ :‬خشاش الطير صغارها وحشاش الرض‬
‫حشراتها‪.‬‬
‫]‪[54‬‬

‫بين الصحاب مستنده روايات منها صحيحة زرارة )‪ (1‬وقد روي نجاسته في خبر‬
‫)‪ (2‬آخر لكنه ضعيف السند إل أنه موافق للصل من نجاسة المايع بملقاة‬
‫النجاسة‪ ،‬وكل نجس حرام‪ ،‬وفي الدروس ضعف رواية التحريم‪ ،‬وجعل‬
‫القائل بها نادرا وحملها على التقية انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬لبد من التنبيه على‬
‫فوائد‪ :‬الولى‪ :‬خص الشيخ في النهاية استثناء الشعر والصوف والوبر بما‬
‫إذا اخذت بالجز وقد يعلل كلمه بأن اصولها المتصلة باللحم من جملة‬
‫أجزائه‪ ،‬وإنما يستكمل استحالتها إلى أحد المذكورات بعد تجاوزها عنه‪،‬‬
‫وهو ضعيف‪ ،‬لن إطلق الخبار يشتمل القلع أيضا‪ ،‬بل المر بالغسل في‬
‫بعض الروايات قرينة على إرادة القلع بخصوصه وعدم صدق السم‬
‫ممنوع‪ .‬الثاني‪ :‬الظاهر طهارة المذكورات سوى النفحة مطلقا في الحيوان‬
‫المحلل وغيره إذا كان طاهرا حال الحياة‪ ،‬ل نعرف خلفا في ذلك إل في‬
‫البيض‪ ،‬فقد فرق العلمة بين كونه من مأكول اللحم وغيره‪ ،‬فحكم بطهارة‬
‫الول ونجاسة الثاني ونص الشهيد على عدم الفرق وهو أقوى‪ .‬الثالث‪:‬‬
‫اشترط أكثر الصحاب في البيض اكتساء القشر العلى لرواية غياث بن‬
‫إبراهيم )‪ (3‬ونقل عن الصدوق في المقنع أنه لم يتعرض لهذا الشرط‪،‬‬
‫وكلم الصحاب مختلف في التعبير عن هذا الشرط‪ ،‬فبعض المتقدمين‬
‫اقتصر على مدلول الرواية حيث قال‪ :‬إن اكتسب الجلد الغليظ‪ ،‬وقال الشيخ‬
‫في النهاية‪ :‬إذا كان قد اكتسى الجلد الفوقاني‪ ،‬وجماعة منهم المحقق‬
‫عبروا بالقشر العلى‪ ،‬وفي كلم العلمة في جملة من كتبه الجلد الصلب‬
‫ووصف الصلبة زائد على القيد المعتبر في الرواية )‪ (4‬وحكى العلمة‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬راجع التهذيب ج ‪ 9‬ص ‪ 76‬الحديث ‪ 59‬و ‪ 60‬ضعف الثاني لمكان وهب‪) .‬‬
‫‪ (3‬الكافي ج ‪ 6‬ص ‪ ،258‬التهذيب ‪ 9‬ر ‪ (4) .76‬المراد بالجلد الصلب هو‬
‫القشر العلى‪ ،‬ول يتصلب هذا القشر البعد استكمال البيض وانقطاعه‬
‫عن رحم البائض‪ ،‬واما قبل تصلب القشر فالبيض متعلق بالرحم مستمد‬
‫منها يمتص‬

‫]‪[55‬‬

‫عن بعض العامة أنه ذهب إلى طهارة البيض‪ ،‬وإن لم يكتس القشر العلى محتجا‪،‬‬
‫بأن عليه غاشية رقيقة تحول بينه وبين النجاسة ثم قال‪ :‬والقرب عندي‬
‫أنها إن كانت قد اكتست الجلد العلى وإن لم يكن صلبا فهي طاهرة لعدم‬
‫الملقات‪ ،‬وإل فل وهو حسن‪ .‬الرابع‪ :‬قال في التذكرة فأرة المسك طاهرة‬
‫سواء أخذت من حى أو ميت وقال في الذكرى‪ :‬المسك طاهر إجماعا‪،‬‬
‫وفأرته وإن أخذت من غير المذكى‪ ،‬واستقرب في المنتهى نجاستها إن‬
‫انفصلت بعد الموت‪ ،‬والول أقرب لصحيحة )‪ (1‬على بن جعفر عن أخيه‬
‫موسى عليه السلم قال‪ :‬سألته عن فأرة المسك تكون مع الرجل وهو‬
‫يصلي وهي معه في جيبه أو ثيابه‪ ،‬فقال‪ :‬ل بأس بذلك‪ ،‬لكن روى الشيخ‬
‫في الصحيح )‪ (3‬أيضا عن عبد ال بن جعفر قال‪ :‬كتبت إليه يعنى أبا محمد‬
‫عليه السلم هل يجوز للرجل أن يصلي ومعه فأرة مسك ؟ قال‪ :‬ل بأس‬
‫بذلك إذا كان ذكيا‪ .‬واجيب عنه بأن انتفاء كونها ذكيا غير مستلزم‬
‫للنجاسة‪ ،‬وكذا المنع من استصحابها في الصلوة‪ ،‬مع أنه يجوز أن يكون‬
‫المراد بالذكى الطاهر الذي لم تعرض له نجاسة من خارج‪ ،‬والحوط عدم‬
‫استصحابها في الصلوة إل مع التذكية‪ ،‬ويكفى شراؤها من مسلم‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬المشهور بين الصحاب نجاسة مال تحله الحياة من نجس العين‬
‫كالكلب والخنزير والكافر‪ ،‬وخالف فيه المرتضى ره فحكم بطهارتها‪ ،‬وكأن‬
‫الشهر أقوى‪ ،‬وإن شهدت ظواهر بعض الخبار بمذهبه‪ ،‬وسيأتي القول‬
‫في أكثر هذه الحكام في كتابي الطهارة والصلة إنشاء ال تعالى‪.‬‬

‫من دمها وان كان عليه جلد رقيق‪ ،‬فالبيض قبل تصلب القشر العلى من أجزاء‬
‫الرحم وهى ميتة‪ ،‬وبعد تصلبه يكون منفصل عنها منقطعا عن حكمها‪،‬‬
‫وهو واضح )‪ 1‬و ‪ (2‬التهذيب ج ‪ 2‬ص ‪ 226‬ط نجف‪.‬‬

‫]‪[56‬‬

‫‪ 7 .‬باب * )فضل اللحم والشحم وذم من ترك اللحم أربعين يوما( * * )وأنواع‬
‫اللحم( * ‪ - 1‬قرب السناد‪ :‬عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان‪،‬‬
‫عن جعفر عن أبيه عليه السلم قال‪ :‬قال على عليه السلم‪ :‬عليكم باللحم‬
‫فان اللحم من اللحم‪ ،‬واللحم ينبت اللحم‪ ،‬وقال‪ :‬من ترك اللحم أربعين‬
‫صباحا ساء خلقه‪ ،‬وإياكم وأكل السمك‪ ،‬فان السمك يسل الجسم )‪.(1‬‬
‫وبالسناد عن جعفر عن أبيه عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬سيد طعام الدنيا والخرة اللحم‪ ،‬وسيد شراب الدنيا والخرة‬
‫الماء )‪ .(2‬وبالسناد عن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلم أن عليا‬
‫كان يؤتى بغلة ماله من ينبع فيصنع له منها الطعام يثرد له الخبز والزيت‬
‫وتمر العجوة‪ ،‬فيجعل له منه ثريدا فيأكله ويطعم الناس الخبز واللحم‪،‬‬
‫وربما أكل اللحم )‪ - 2 .(3‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن اليقطينى عن‬
‫القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده الحسن عن أبى بصير ومحمد بن مسلم عن أبى‬
‫عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا‬
‫ضعف المسلم فليأكل اللحم واللبن‪ ،‬فان ال عزوجل جعل القوة فيهما )‪.(4‬‬
‫وقال عليه السلم‪ :‬لحوم البقر داء وألبانها دواء وأسمانها شفاء )‪.(5‬‬
‫)‪ 1‬و ‪ (2‬قرب السناد ‪ 69‬ط نجف‪ (3) .‬قرب السناد ‪ (4) .72‬الخصال ‪ 2‬ر ‪) .617‬‬
‫‪ (5‬الخصال ‪ 2‬ر ‪.637‬‬

‫]‪[57‬‬

‫وقال عليه السلم‪ :‬اقلوا من لحم الحيتان‪ ،‬فانها تذيب البدن‪ ،‬وتكثر البلغم‪ ،‬وتغلظ‬
‫النفس )‪ - 3 .(1‬العيون‪ :‬عن أحمد بن زياد الهمداني‪ ،‬عن على بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن ابيه عن على بن معبد‪ ،‬عن الحسين بن خالد‪ ،‬عن على بن‬
‫موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهم‬
‫السلم أنه قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى ليبغض البيت اللحم واللحم السمين‪،‬‬
‫فقال له بعض أصحابه‪ :‬يا ابن رسول ال‪ ،‬إنا لنحب اللحم ول تخلو بيوتنا‬
‫منه‪ ،‬فكيف ذلك ؟ فقال‪ :‬ليس حيث تذهب‪ ،‬إنما البيت اللحم البيت الذي‬
‫يؤكل فيه لحوم الناس بالغيبة‪ ،‬وأما اللحم السمين فهو المتجبر المتكبر‬
‫المختال في مشيته )‪ .(2‬توضيح في النهاية‪ " :‬إن ال تعالى ليبغض أهل‬
‫البيت اللحمين " وفي رواية " البيت اللحم وأهله " قيل هم الذين يكثرون‬
‫أكل لحوم الناس بالغيبة‪ ،‬وقيل هم الذين يكثرون أكل اللحوم ويدمنونه‪،‬‬
‫وهو أشبه‪ ،‬ومنه قول عمر اتقوا هذه المجازر )‪ (3‬فان لها ضراوة‬
‫كضراوة الخمر‪ ،‬وقوله الخر‪ :‬إن للحم ضراوة كضراوة الخمر‪ ،‬يقا ل‪:‬‬
‫رجل لحم ول حم وملحم ولحيم فاللحم الذي يكثر أكله‪ ،‬والملحم الذي يكثر‬
‫عنده اللحم أو يطعمه‪ ،‬واللحم الذي يكون عنده لحم‪ ،‬واللحيم الكثير لحم‬
‫الجسد انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬يلوح مما ذكرنا أن أحاديث ذم اللحم محمولة على‬
‫التقية‪ ،‬والتعبير عن‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ 2‬ر ‪ (2) .636‬عيون الخبار ‪ 1‬ر ‪ ،314‬ومثله في معاني الخبار‬
‫‪ (3) .388‬المجازر جمع مجزر بكسر الزاى موضع جزرها‪ ،‬قال‬
‫الصمعي في معنى الحديث يعنى ندى القوم لن الجزور انما تنحر عند‬
‫جمع الناس‪ ،‬قاله الجوهرى وقال ابن الثير‪ :‬نهى عن أماكن الذبح لن‬
‫الفها ومداومة النظر إليها ومشاهدة ذبح الحيوانات مما يقسى القلب‬
‫ويذهب الرحمة منه‪ .‬وقيل انما نهاهم عنها لنه كره لهم ادمان أكل‬
‫اللحوم وجعل لها ضراوة كضراوة الخمر أي عادة كعادتها‪ ،‬لن من اعتاد‬
‫أكل اللحوم أسرف في النفقة‪ .‬قاله في اللسان‪(*) .‬‬

‫]‪[58‬‬

‫المتكبر المختال باللحم السمين على الستعارة‪ ،‬لن المختال ينفخ في نفسه وأنفه‬
‫كأنه يتسمن‪ - 4 .‬العيون‪ :‬عن محمد بن على بن الشاه‪ ،‬عن أبى بكر بن‬
‫عبد ال عن عبد ال بن أحمد الطائى عن أبيه ; وعن أحمد بن إبراهيم‬
‫الخوزى عن إبراهيم بن مروان‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن زياد‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن عبد ال الهروي‪ ،‬وعن الحسين الشنانى عن علي بن محمد بن‬
‫مهرويه‪ ،‬عن داود بن سليمان كلهم عن الرضا عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬سيد طعام الدنيا والخرة اللحم‪،‬‬
‫وسيد شراب الدنيا والخرة الماء‪ ،‬وانا سيد ولد آدم ول فخر )‪ .(1‬صحيفة‬
‫الرضا‪ :‬بالسناد عنه عليه السلم مثله )‪ - 5 .(2‬العيون‪ :‬بالسانيد‬
‫المتقدمة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬سيد طعام الدنيا والخرة‬
‫اللحم ثم الرز )‪ .(3‬الصحيفة‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ - 6 .(4‬العيون‪:‬‬
‫بالسانيد عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬عليكم باللحم فانه ينبت‬
‫اللحم‪ ،‬ومن ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه )‪ - 7 .(5‬الصحيفة‪ :‬عنه‬
‫عليه السلم مثله )‪ - 8 .(6‬العيون‪ :‬بالسانيد عن على عليه السلم قال‪:‬‬
‫ذكر عند النبي صلى ال عليه وآله اللحم والشحم فقال‪ :‬ليس منهما بضعة‬
‫تقع في المعدة إل أنبتت مكانها شفاء‪ ،‬وأخرجت من مكانها‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (2) .35‬صحيفة الرضا‪ (3) .10 :‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪) .35‬‬
‫‪ (4‬صحيفة الرضا‪ (5) .10 :‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (6) .41‬صحيفة الرضا‬
‫‪.25‬‬

‫]‪[59‬‬

‫داء )‪ .(1‬الصحيفة‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ - 8 .(2‬الخصال‪ :‬عن أبيه عن محمد‬
‫بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد الشعري عن موسى بن عمر عن ابن‬
‫أبى عمير عن معوية بن عمار‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال ثلثة‬
‫يسمن وثلثة يهزلن‪ ،‬فأما التى يسمن‪ :‬فادمان الحمام‪ ،‬وشم الرائحة‬
‫الطيبة‪ ،‬ولبس الثياب اللينة‪ ،‬وأما التي يهزلن‪ :‬فادمان اكل البيض والسمك‬
‫والطلع )‪ .(3‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬الطلع من النخل شئ يخرج كأنه نعلن‬
‫مطبقان‪ ،‬والحمل بينهما منضود‪ ،‬والطرف محدد أو هو ما يبدو من ثمرته‬
‫في أول ظهورها‪ - 9 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن على‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن‬
‫أبى الجارود‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن اللحم والسمن‬
‫يخلطان جميعا‪ ،‬قال‪ :‬كل وأطعمني )‪ - 10 .(4‬ومنه‪ :‬عن أبيه عمن ذكره‪،‬‬
‫عن أيوب بن الحر‪ ،‬عن شريك العامري‪ ،‬عن بشر بن غالب قال‪ :‬خرجنا‬
‫مع على بن الحسين إلى المدينة ومعه شاة قد طبخت أعضاء فجعل يناول‬
‫القوم عضوا عضوا )‪ - 11 .(5‬ومنه‪ :‬عن أبى يوسف عن إسمعيل‬
‫المدايني‪ ،‬عن عبد ال بن بكر قال‪ :‬أمر أبو عبد ال عليه السلم بلحم فبرد‬
‫له ثم أتى به فقال‪ :‬الحمد ل الذي جعلني أشتهيه ثم قال‪ :‬النعمة في العافية‬
‫أفضل من النعمة على القدرة )‪ - 12 .(6‬ومنه‪ :‬عن محمد بن على‪ ،‬عن‬
‫عيسى بن عبد ال العلوى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عن على عليه السلم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬اللحم سيد الطعام في الدنيا‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (2) .41‬صحيفة الرضا‪ (3) .25 :‬الخصال ‪ 1‬ر ‪ 155‬وقال‬
‫الصدوق‪ :‬يعنى بادمان الحمام أن يدخله يوم ويوم ل‪ ،‬فانه ان دخله كل‬
‫يوم نقص من لحمه‪ (4) .‬المحاسن‪ (5) .400 :‬المحاسن‪(6) .405 :‬‬
‫المحاسن‪.406 :‬‬

‫]‪[60‬‬

‫والخرة )‪ 13 .(1‬ومنه‪ :‬عن على بن الريان رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬سيد إدام الجنة اللحم )‪- 14 .(2‬‬
‫ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبى عمير‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن‬
‫مسكين عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله يأكل اللحم )‪ - 15 .(3‬ومنه‪ :‬عن اليقطينى‪ ،‬عن أبى عبد ال محمد‬
‫النصاري ‪ -‬قال‪ :‬وكان خيرا ‪ -‬عن عبد ال بن سنان قال‪ :‬سألت أبا عبد‬
‫ال عليه السلم عن سيد الدام في الدنيا والخرة فقال‪ :‬اللحم أما تسمع‬
‫قول ال تبارك وتعالى " ولحم طير مما يشتهون " )‪ .(4‬توضيح‪:‬‬
‫الستشهاد بالية من جهة أنه تعالى خص من بين ساير الدام اللحم‬
‫بالذكر‪ ،‬فهو سيد إدام الخرة‪ ،‬وأما الفاكهة وإن ذكرها فهى ل تعد من‬
‫الدام عرفا والغرض بيان كونه سيدا بالنظر إلى غير الفاكهة‪ ،‬والول‬
‫أظهر‪ - 16 .‬المحاسن‪ :‬عن النيسابوري عن بعض أصحابه عمن رواه‪،‬‬
‫عن أبى جعفر عليه السلم قال‪ :‬سيد الطعام اللحم )‪ - 17 .(5‬ومنه‪ :‬عن‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن حماد بن عثمان قال‪ :‬قلت‪ :‬لبي عبد ال عليه السلم‬
‫البيت اللحم يكره ؟ قال‪ :‬ولم ؟ قلت‪ :‬بلغنا عنكم‪ ،‬قال ل بأس به )‪- 18 .(6‬‬
‫ومنه‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن حماد اللحام‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عن البيت‬
‫اللحم تكرهونه ؟ قال‪ :‬ولم ؟ قلت‪ :‬بلغني عنكم وأنا مع قوم في الدار‬
‫وأخوان لي أمرنا واحد‪ ،‬فقال‪ :‬ل بأس بادمانه )‪ - 19 .(7‬ومنه‪ :‬عن‬
‫عثمان بن عيسى‪ ،‬عن مسمع البصري‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫إن من قبلنا يروون أن ال يبغض البيت اللحم‪ :‬قال‪ :‬صدقوا وليس حيث‬
‫ذهبوا‪ ،‬إن ال يبغض البيت الذي يؤكل فيه لحوم الناس )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (8 - 2) .459 :‬المحاسن‪.460 :‬‬


‫]‪[61‬‬

‫‪ - 20‬ومنه‪ :‬عن على بن الحكم‪ ،‬عن عروة بن موسى‪ ،‬عن أديم بياع الهروي قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬بلغنا أن رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫كان يقول‪ :‬إن ال يبغض البيت اللحم‪ ،‬قال‪ :‬إنما ذاك البيت الذي يؤكل فيه‬
‫لحوم الناس‪ ،‬وقد كان رسول ال صلى ال عليه وآله لحما يحب اللحم‪ ،‬وقد‬
‫جاءت امرأة إلى رسول ال صلى ال عليه وآله تسأله عن شئ و عايشة‬
‫عنده‪ ،‬فلما انصرفت وكانت قصيرة‪ ،‬قالت عائشة بيدها تحكي قصرها‪ ،‬فقال‬
‫لها رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬تخللى ! قالت‪ :‬يا رسول ال وهل أكلت‬
‫شيئا ؟ قال صلى ال عليه وآله‪ :‬تخللى ففعلت فألقت مضغة عن فيها )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬كأنه باعجازه صلى ال عليه وآله حدثت مضغة اللحم بين أسنانها‪،‬‬
‫لتعلم أن الغيبة بمنزلة أكل لحوم الناس‪ ،‬وروى الزمخشري في الفائق عن‬
‫سفيان الثوري أنه سئل عن اللحمين أهم الذين يكثرون أكل اللحم ؟ فقال‪:‬‬
‫هم الذين يكثرون أكل لحوم الناس وفي القاموس‪ :‬اللحم ككتف الكثير لحم‬
‫الجسد كاللحيم‪ ،‬والكول للحم القرم إليه‪ ،‬والبيت يغتاب فيه الناس كثيرا‬
‫وبه فسر إن ال يبغض البيت اللحم‪ ،‬وباز ل حم ولحم يأكله أو يشتهيه‪21 .‬‬
‫‪ -‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن على‪ ،‬عن الحسن بن على بن يوسف‪ ،‬عن‬
‫زكريا بن محمد الزدي عن عبد العلى مولى آل سام قال‪ :‬قلت لبي عبد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬إنا نروى عندنا عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه‬
‫قال‪ :‬إن ال يبغض البيت اللحم‪ ،‬فقال‪ :‬كذبوا إنما قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله البيت اللحم الذين يغتابون فيه الناس ويأكلون لحومهم‪ ،‬وقد كان‬
‫أبى لحما‪ ،‬ولقد مات يوم مات وفي كم أم ولده ثلثون درهما للحم )‪.(2‬‬
‫بيان‪ :‬زكريا بن محمد المؤمن لم يوصف في الرجال بالزدي‪ ،‬والموصوف‬
‫به زكريا بن ميمون ويحتمل أن يكون غيرهما‪ - 22 .‬المحاسن‪ :‬عن على‬
‫بن الحكم‪ ،‬عن الحسين بن أبى العلء عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وآله لحما يحب اللحم )‪.(3‬‬

‫)‪ (3 - 1‬المصدر‪.461 :‬‬

‫]‪[62‬‬

‫‪ - 23‬ومنه‪ :‬عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبى عبد ال عن أبيه عليهما‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إنا معشر قريش قوم‬
‫لحمون )‪ - 24 .(1‬ومنه‪ :‬عن بعض من رواه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬اللحم حمض العرب )‪.(2‬‬
‫تبيان‪ :‬أي إذا ملوا من أكل الحلو كالتمر وأشباهه اشتهوا اللحم ومالوا‬
‫إليه‪ ،‬في القاموس‪ :‬الحمض ما ملح وأمر من النبات‪ ،‬وهي كفاكهة البل‬
‫والخلة ما حلوهي كخبزها‪ ،‬والتحميض القلل من الشئ وفي النهاية‪ :‬في‬
‫حديث ابن عباس‪ :‬كان يقول إذا أفاض من عنده في الحديث بعد القرآن‬
‫والتفسير‪ :‬احمضوا‪ ،‬يقال‪ :‬أحمض القوم إحماضا‪ :‬إذا أفاضوا فيما يونسهم‬
‫من الكلم والخبار والصل فيه الحمض من النبات وهو للبل كالفاكهة‬
‫للنسان‪ ،‬لما خاف عليهم الملل أحب أن يريحهم فأمرهم بالخذ في ملح‬
‫الكلم والحكايات‪ .‬ومنه حديث الزهري الذن مجاجة وللنفس حمضة أي‬
‫شهوة كما تشتهي البل الحمض‪ ،‬وهو كل نبت في طعمه حموضة يقال‪:‬‬
‫أحمضت الرجل عن المر أي حولته عنه‪ ،‬وهو من أحمضت البل إذا ملت‬
‫من رعي الخلة وهو الحلو من النبات اشتهت الحمض فتحولت إليه‪- 25 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه عن صفوان عن عيص عن أبى عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬نظر رسول ال صلى ال عليه وآله إلى لحم بريرة فقال‪ :‬ما يمنعكم‬
‫من هذا اللحم أن تصنعوه ؟ وقد كان رسول ال لحما )‪ - 26 .(3‬ومنه‪ :‬عن‬
‫أبيه عن ابن المغيرة عن حماد بن عثمان عن ابن أبى يعفور عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬ما ترك أبى إل سبعون درهما حبسها للحم‪ ،‬إنه كان ل‬
‫يصبر عن اللحم )‪ - 27 .(4‬ومنه‪ :‬عن على بن الحكم‪ ،‬عن سيف بن‬
‫عميرة‪ ،‬عن الحسن بن هرون‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن ‪ (4 - 3) .461‬المحاسن‪.462 :‬‬

‫]‪[63‬‬

‫عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ترك أبو جعفر عليه السلم ثلثين درهما للحم‪،‬‬
‫وكان رجل لحما )‪ - 27 .(1‬ومنه‪ :‬عن على بن الحكم عن ابن بكير‪ ،‬عن‬
‫زرارة قال‪ :‬تغديت مع أبي جعفر عليه السلم خمسة عشر يوما بلحم )‪.(2‬‬
‫ومنه‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن عطية‪ ،‬عن زرارة مثله )‬
‫‪ - 28 .(3‬ومنه‪ :‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن على بن رئاب عن زرارة قال‪:‬‬
‫تغديت مع أبى جعفر عليه السلم في شعبان خمسة عشر يوما كل يوم‬
‫بلحم‪ ،‬ما رأيته صام منها يوما واحدا )‪ .(4‬بيان‪ :‬كأن إفطاره عليه السلم‬
‫شعبان كان لعذر أو لبيان الجواز‪ - 29 .‬المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابه عن‬
‫عبد ال بن عبد الرحمن الصم عن شعيب عن أبى بصير عن أبى عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬لحوم البقر داء )‪.(5‬‬
‫ومنه‪ :‬عن النوفلي عن السكوني باسناده مثله )‪ - 30 .(6‬ومنه‪ :‬عن أبى‬
‫أيوب المدائني عن ابن أبى عمير أو غيره عن اللفافي أن أبا الحسن عليه‬
‫السلم كان يبعث إليه وهو بمكة يشترى له لحم البقر فيقدده )‪ .(7‬بيان‪ :‬في‬
‫القاموس القديد اللحم المشرر المقدد‪ ،‬أو ما قطع منه طوال‪ ،‬و تقدد يبس‬
‫انتهى‪ ،‬وكأنه كان لدواء أو مصلحة أو كان نوعا من القديد ل يكره أو‬
‫الكراهة مخصوصة بما إذا أكل من غير طبخ وروى الكليني )‪ (8‬مرفوعا‬
‫إلى أبى عبد ال قال‪ :‬قلت اللحم يقدد ويذر عليه الملح ويجفف في الظل‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ل بأس بأكله‪ ،‬فان الملح قد غيره "‪ - 31 .‬المحاسن‪ :‬عن ابن فضال‬
‫عن عبد الصمد عن عطية أخى أبى العرام قال‪ :‬قلت لبي جعفر عليه‬
‫السلم إن أصحاب المغيرة ينهونني عن أكل القديد الذي لم تمسه‬

‫)‪ (7 - 1‬المحاسن ‪ (8) .463‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ 314‬باب القديد‪.‬‬

‫]‪[64‬‬

‫النار‪ ،‬قال ل بأس بأكله )‪ - 32 .(1‬ومنه‪ :‬عن بعض أصحابنا رفعه قال‪ :‬قال أبو‬
‫عبد ال عليه السلم شيئان صالحان لم يدخل جوفا قط فاسدا إل أصلحاه‪،‬‬
‫وشيئان فاسدان لم يدخل جوفا قط صالحا إل أفسداه‪ :‬فالصالحان‪ :‬الرمان‬
‫والماء الفاتر‪ ،‬والفاسدان‪ :‬الجبن والقديد الغاب )‪ .(2‬بيان‪ :‬الفاتر المعتدل‬
‫بين الحرارة والبرودة‪ ،‬في القاموس فتريفتر ويفتر فتورا وفتارا سكن بعد‬
‫حدة وفتر الماء سكن حره فهو فاتر وفاتور انتهى ويلوح منه أنه يعتبر فيه‬
‫أن يكون العتدال بعد الحرارة وفي النهاية غب اللحم وأغب فهو غاب‬
‫ومغب إذا أنتن )‪ - 33 .(3‬المحاسن‪ :‬روي عن أبى عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬ثلثة يهدمن البدن وربما قتلن‪ :‬أكل القديد‪ ،‬ودخول الحمام على‬
‫البطنة‪ ،‬ونكاح العجايز‪ ،‬وزاد فيه أبو إسحق النهاوندي‪ :‬وغشيان النساء‬
‫على المتلء )‪ .(4‬المكارم‪ :‬مثله )‪ - 34 .(5‬المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابه‬
‫رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ثلث ل يؤكلن ويسمن‪ ،‬وثلث‬
‫يؤكلن ويهزلن‪ ،‬واثنان ينفعان من كل شئ ل يضران من شئ و اثنان‬
‫يضران من كل شئ ول ينفعان من شئ‪ :‬فاللواتي ل يؤكلن ويسمن‪:‬‬
‫استشعار الكتان‪ ،‬والطيب والنورة‪ ،‬واللواتي يؤكلن ويهزلن‪ :‬اللحم اليابس‪،‬‬
‫والجبن‪ ،‬والطلع‪ .‬وفي حديث آخر‪ :‬والجوز‪ ،‬وفي حديث‪ :‬آخر الكسب‪ .‬قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬فما اللذان ينفعان من كل شئ ول يضران من شئ ؟ قال السكر‬
‫والرمان‪ ،‬واللذان يضران من كل شئ ول ينفعان من شئ‪ :‬فاللحم اليابس‬
‫والجبن قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬قلت ثم " يهزلن " وقلت هيهنا يضران ؟ فقال‪:‬‬
‫أما علمت أن الهزال من المضرة )‪.(6‬‬

‫)‪ 4 - 1‬و ‪ (6‬المحاسن‪ (5) .63 :‬مكارم الخلق‪.184 :‬‬

‫]‪[65‬‬
‫بيان‪ :‬رواه في الكافي )‪ (1‬عن البرقى بهذا السناد وفي المكارم )‪ (2‬مرسل وفي‬
‫القاموس سمن كسمع سمانة بالفتح وسمنا كعنبا فهو سامن وسمين‪،‬‬
‫والجمع سمان‪ ،‬وكمحسن السمين خلقة‪ ،‬وقد أسمن‪ ،‬وسمنه تسمينا وامرأة‬
‫مسمنة كمكرمة خلقة ومسمنة كمعظمة بالدوية‪ ،‬وقال‪ :‬هزل كعني هزال‬
‫وهزل كنصر هزل ويضم‪ ،‬وهزلته أهزله وهزلته‪ ،‬وقال‪ :‬الشعار ككتاب ما‬
‫تحت الدثار من اللباس‪ ،‬وهو يلي شعر الجسد ويفتح واستشعره لبسه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬الجبن بالضم وبضمتين وكعتل معروف‪ .‬وفي أكثر نسخ الكافي "‬
‫وفي حديث آخر الجوز والكسب " وفي بعضها الجرز مكان الجوز وهو‬
‫لحم ظهر الجمل‪ ،‬وما هنا أظهر من كل وجه‪ ،‬والكسب بالضم عصارة‬
‫الدهن‪ ،‬وفي الكافي " اللذان ينفعان من كل شئ ول يضران من شئ فالماء‬
‫الفاتر والرمان " قوله عليه السلم " أما علمت " الخ أي الضرر أعم من‬
‫الهزال‪ ،‬وإنما خصه في الول لكونه سببا للضرر المخصوص‪ ،‬بخلف‬
‫الثاني فانه عام لقوله‪ :‬من كل شئ‪ - 35 .‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن والده‬
‫عن هلل بن محمد الحفار عن إسمعيل بن على الدعبلي عن ابيه عن‬
‫الرضا عن آبائه عن على بن الحسين عليه السلم أنه قال‪ :‬شيئان ما دخل‬
‫جوفا قط إل أفسداه وشيئان ما دخل جوفا قط إل أصلحاه‪ ،‬فأما اللذان‬
‫يصلحان جوف ابن آدم فالرمان والماء الفاتر‪ ،‬وأما اللذان يفسدان فالجبن‬
‫والقديد )‪ - 36 .(3‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن على عن ابن القداح عن الحكم‬
‫بن أيمن عن أبى اسامة عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬من أتى عليه أربعون يوما ولم يأكل اللحم فليستقرض‬
‫على ال وليأكله )‪ .(4‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .315‬مكارم الخلق ‪ 224‬وفيه‪] :‬الكنب[ خ ل‪ (3) .‬امالي‬
‫الطوسى ‪ 1‬ر ‪ (4) .379‬المحاسن‪ (5) .464 :‬مكارم الخلق ‪.183‬‬

‫]‪[66‬‬

‫بيان‪ " :‬على ال " أي متوكل عليه‪ ،‬أو حال كون أدائه لزما عليه‪- 37 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه عن ابن المغيرة عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬اللحم من اللحم‪ ،‬من تركه أربعين يوما ساء خلقه‪ ،‬كلوه‬
‫فانه يزيد في السمع والبصر )‪ - 38 .(1‬ومنه‪ :‬عن على بن حسان عن‬
‫موسى بن بكر قال سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول‪ :‬اللحم ينبت اللحم‬
‫ومن أدخل جوفه لقمة شحم أخرجت مثلها داء )‪ - 39 .(2‬ومنه‪ :‬عن أحمد‬
‫بن محمد البزنطى عن حماد بن عثمان عن محمد بن سوقة عن أبى عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬من أكل لقمة شحم أخرجت مثلها من الداء )‪- 40 .(3‬‬
‫ومنه‪ :‬عن بعض أصحابنا بلغ به زرارة قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬جعلت فداك الشحمة التي تخرج مثلها من الداء أي شحمة ؟ قال‪:‬‬
‫هي شحمة البقر‪ ،‬وما سألني يا زرارة عنها أحد قبلك‪ .‬قال‪ :‬وروى عن أبي‬
‫عبد ال في قول النبي صلى ال عليه وآله من أكل لقمة من الشحم أنزلت‬
‫من الداء مثلها‪ ،‬فقال‪ :‬ذاك شحم البقر )‪ .(4‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله‬
‫)‪ .(5‬بيان‪ :‬بين الخبرين تناف‪ ،‬ويمكن الجمع بينهما بالحمل على اختلف‬
‫المزجة والشخاص‪ ،‬ويحتمل أن يكون في الخبر الول شحمة غير البقر‪.‬‬
‫‪ - 41‬المحاسن‪ :‬عن أبى القاسم ويعقوب بن يزيد عن زياد بن هرون‬
‫العبدى عن ابن سنان وأبى البخترى عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫اللحم ينبت اللحم ومن ترك اللحم أربعين صباحا ساء خلقه )‪.(6‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المحاسن‪ ،464 :‬وليس المراد بخروج الداء اخراجه من البدن‪ ،‬بل المراد‬
‫أن الشحمة تخرج داء إلى ظاهر البدن مثل الخراج‪ 3) .‬و ‪ (4‬المحاسن‪:‬‬
‫‪ (5) .465‬مكارم الخلق ‪ (6) .182‬المحاسن ‪.465‬‬

‫]‪[67‬‬

‫بيان‪ :‬الظاهر زياد بن مروان القندى كما سيأتي‪ - 42 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن ابن‬
‫أبى عمير عن هشام بن سالم قال‪ :‬اللحم ينبت اللحم ومن تركه أربعين يوما‬
‫ساء خلقه ومن ساء خلقه فأذنوا في اذنه )‪ - 43 .(1‬ومنه عن محمد بن‬
‫على عن ابن بقاح عن الحكم بن أيمن عن أبى اسامة عن أبي عبد ال قال‬
‫عليه السلم‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬عليكم باللحم فان اللحم‬
‫ينمي اللحم‪ ،‬ومن مضى به أربعون صباحا لم يأكل اللحم ساء خلقه‪ ،‬ومن‬
‫ساء خلقه فأطعموه اللحم ومن أكل شحمة أنزلت مثلها من الداء )‪44 .(2‬‬
‫‪ -‬ومنه عن محمد بن على عن أحمد بن محمد عن أبان عن الواسطي عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن لكل شئ قرما وإن قرم الرجل اللحم فمن‬
‫تركه أربعين يوما ساء خلقه ومن ساء خلقه فأذنوا في أذنه ]اليمنى‪.‬‬
‫ورواه عن المحسن عن أبان عن الواسطي )‪ - 45 .(3‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪،‬‬
‫عمن ذكره عن أبي حفص البار‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن على‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬كلوا اللحم فان اللحم من اللحم‪ ،‬واللحم ينبت اللحم‪ ،‬ومن‬
‫لم يأكل اللحم أربعين يوما ساء خلقه‪ :‬وإذا ساء خلق أحدكم من إنسان أو‬
‫دابة فأذنوا في اذنه[ الذان كله‪ .‬وروى بعضهم‪ :‬أيما أهل بيت لم يأكلوا‬
‫اللحم أربعين ليلة ساءت اخلقهم )‪ - 46 .(4‬ومنه‪ :‬عن أحمد بن محمد‪،‬‬
‫عن الحسين بن خالد‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي الحسن عليه السلم إن الناس‬
‫يقولون‪ :‬من لم يأكل اللحم ثلثة أيام ساء خلقه‪ ،‬فقال‪ :‬كذبوا‪ ،‬ولكن من ل‬
‫يأكل اللحم أربعين يوما تغير خلقه وبدنه ; وذلك لنتقال النطفة في مقدار‬
‫أربعين يوما )‪ .(5‬بيان‪ " :‬ل نتقال النطفة " هذا شاهد للربعين‪ ،‬فان‬
‫انتقال النطفة إلى العلقة يكون أربعين يوما وكذا المراتب بعدها فانتقال‬
‫النسان من حال إلى حال يكون في‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن ص ‪ 465‬وما بين العلمتين ساقط من ط الكمپانى‪ (5) .‬المصدر‬


‫نفسه ‪.466‬‬

‫]‪[68‬‬

‫أربعين يوما كما ورد أن شارب الخمر ل تقبل صلوته وتوبته أربعين يوما‪- 46 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي عمير والنضر عن هشام بن سالم‪ ،‬عن‬
‫أبى ‪ -‬عبد ال عليه السلم قال‪ :‬اللحم باللبن مرق النبياء )‪- 47 .(1‬‬
‫ومنه‪ :‬عن أبيه عن هرون بن الجهم عن جعفر بن عمرو‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬شكا نبى‬
‫قبلي إلى ال الضعف في بدنه‪ ،‬فأوحى ال إليه‪ :‬اطبخ اللحم واللبن فانى قد‬
‫جعلت البركة والقوة فيهما )‪ - 48 .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن ابن أبى عمير‬
‫عن هشام بن سالم وغير واحد عن أبي عبد ال قال عليه السلم‪ :‬شكا نبى‬
‫من النبياء إلى ال الضعف فأوحى ال إليه‪ :‬كل اللحم باللبن )‪ .(3‬ومنه‪:‬‬
‫عن أبى القاسم الكوفي ويعقوب بن يزيد عن القندى عن عبد ال بن سنان‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )‪ - 49 .(4‬ومنه‪ :‬عن محمد بن عيسى‬
‫اليقطينى عن عبيد ال الدهقان عن درست عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬شكا نبي من النبياء إلى ال الضعف‪ ،‬فقال له‪:‬‬
‫اطبخ اللحم باللبن‪ ،‬وقال إنهما يشدان الجسم‪ ،‬قلت هي المضيرة ؟ قال‪ :‬ل‬
‫ولكن اللحم باللبن الحليب )‪ .(5‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬مضر اللبن أو النبيذ‬
‫مضرا ويحرك‪ ،‬ومضورا كنصر وفرح وكرم‪ :‬حمض وابيض‪ ،‬وهو مضير‬
‫ومضر‪ ،‬والمضيرة مريقة تطبخ باللبن المضير‪ ،‬وربما خلط بالحليب‪ .‬وفي‬
‫بحر الجواهر‪ :‬مضر حمض‪ ،‬من باب نصر ومضير‪ :‬سخت ترش‬
‫والمضيرة طبيخة يطبخ باللبن الماضر‪ ،‬فارسيها دوق با وفي القاموس‪:‬‬
‫الحليب اللبن المحلوب أو الحليب ما لم يتغير طعمه‪ - 50 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫أبيه عن سعد عن الصبغ عن على عليه السلم قال‪ :‬إن نبيا من النبياء‬
‫شكا إلى ال الضعف في امته فأمرهم أن يأكلوا اللحم باللبن‪ ،‬ففعلوا‬
‫فاستبانت القوة في أنفسهم )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (6 - 2) .466 :‬المحاسن ‪.467‬‬

‫]‪[69‬‬
‫المكارم‪ :‬عن أمير المؤمنين عليه السلم مثله )‪ .(1‬بيان‪ :‬في السند ما بين سعد‬
‫والصبغ إرسال‪ - 51 .‬المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابنا قال‪ :‬كتب إليه رجل‬
‫يشكو ضعفه فكتب‪ :‬كل اللحم باللبن )‪ - 52 .(2‬ومنه‪ :‬عن القاسم بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن جده الحسن عن ابن مسلم عن أبى ‪ -‬عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا ضعف المسلم فليأكل اللحم باللبن )‪.(3‬‬
‫‪ - 53‬ومنه‪ :‬عن سعد بن سعد الشعري قال‪ :‬قلت لبي الحسن الرضا عليه‬
‫السلم‪ :‬إنا أهل بيت ل يأكلون لحم الضأن‪ ،‬قال‪ :‬ولم ؟ قلت يقولون‪ :‬إنه‬
‫يهيج بهم المرة الصفراء والصداع والوجاع‪ ،‬فقال‪ :‬يا سعد لو علم ال‬
‫شيئا اكرم من الضأن لفدى به إسمعيل )‪ .(4‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم‬
‫مثله )‪ - 54 .(5‬المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أصابه ضعف في قلبه أو‬
‫بدنه فليأكل لحم الضأن باللبن )‪ - 55 .(6‬ومنه‪ :‬عن أبي أيوب المدينى‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير والنضر بن سويد عن هشام بن سالم‪ ،‬عن ابى عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬اللحم باللبن مرق النبياء )‪ - 56 .(7‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن محمد بن سنان عن زياد بن أبى الحلل قال‪ :‬تعشيت مع أبي عبد ال‬
‫بلحم ملبن‪ ،‬فقال‪ :‬هذا مرق النبياء )‪ - 57 .(8‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عمن‬
‫حدثه‪ ،‬عن عبد الرحمن العزرمى عن أبي عبد ال قال عليه السلم‪ :‬كان‬
‫على عليه السلم يكره إدمان اللحم ويقول‪ :‬إن له ضراوة كضراوة‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪ (2) .182‬المحاسن ‪ 3) .467‬و ‪ (4‬المحاسن‪(5) .467 :‬‬


‫مكارم الخلق ‪ (8 - 6) .183‬المحاسن‪.468 :‬‬

‫]‪[70‬‬

‫الخمر )‪ .(1‬تبيين‪ :‬قال في النهاية ضرى بالشئ يضري ضريا وضراية فهو ضار‪:‬‬
‫إذا اعتاده ومنه حديث عمر‪ :‬إن اللحم ضراوة كضراوة الخمر أي إن له‬
‫عادة ينزع إليها كعادة الخمر‪ ،‬وقال الزهري أراد أن له عادة طلبة لكله‬
‫كعادة الخمر مع شاربها‪ ،‬ومن اعتاد الخمر وشربها أسرف في النفقة ولم‬
‫يتركها وكذلك من اعتاد اللحم لم يكد يصبر عنه‪ ،‬فدخل في دأب المسرف‬
‫في النفقة انتهى‪ .‬وقال الكرماني‪ :‬أي عادة نزاعة إلى الخمر يفعل كفعلها‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬كأن هذه الخبار محمولة على التقية لنها موافقة لخبار المخالفين‬
‫وطريقة صوفيتهم‪ ،‬وقال الشهيد قدس سره في الدروس‪ :‬روي كراهة‬
‫إدمان اللحم و أن له ضراوة كضراوة الخمر‪ ،‬وكراهة تركه أربعين يوما‬
‫وأنه يستحب في كل ثلثة أيام‪ ،‬ولو دام عليه أسبوعين ونحوها لعلة وفي‬
‫الصوم فل بأس‪ ،‬ويكره أكله في اليوم مرتين‪ - 58 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن ابن أبى عمير‪ ،‬عن الحكم بن مسكين‪ ،‬عن عمار الساباطى قال‪ :‬سألت‬
‫أبا عبد ال عليه السلم عن شرى اللحم‪ ،‬فقال‪ :‬في كل ثلث‪ ،‬قلت‪ :‬لنا‬
‫أضياف وقوم ينزلون بناوليس يقع منهم موقع اللحم شئ‪ ،‬فقال‪ :‬في كل‬
‫ثلث‪ ،‬قلت‪ :‬ل نجد شيئا أحضر منه‪ ،‬ولو ائتدموا بغيره لم يعدوه شيئا‪،‬‬
‫فقال‪ :‬في كل ثلث )‪ - 59 .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن القاسم بن محمد عن‬
‫زكريا بن عمران أبى يحي عن إدريس بن عبد ال قال‪ :‬كنت عند أبي عبد‬
‫ال عليه السلم فذكر اللحم‪ ،‬فقال‪ :‬كل يوما بلحم ويوما بلبن ويوما بشئ‬
‫آخر )‪ - 60 .(3‬ومنه‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن ابن بكير عن زرارة‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (3 - 2) .469 :‬المحاسن‪.470 :‬‬

‫]‪[71‬‬

‫قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله يعجبه الذراع )‪ - 61 .(1‬ومنه‪ :‬عن جعفر‬
‫بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد ال عليه السلم عن أبيه قال عليه‬
‫السلم‪ :‬سمت اليهودية رسول ال صلى ال عليه وآله في ذراع وكان‬
‫النبي صلى ال عليه وآله يحب الذراع والكتف‪ ،‬ويكره الورك لقربها من‬
‫المبال )‪ - 62 .(2‬ومنه‪ :‬عن على بن الريان بن الصلت رفعه‪ ،‬قال‪ :‬قيل‬
‫لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬لم كان رسول ال صلى ال عليه وآله يحب‬
‫الذراع أكثر منه لحبه لعضاء الشاة ؟ فقال‪ :‬إن آدم قرب قربانا عن‬
‫النبياء من ذريته فسمى لكل نبي من ذريته عضوا وسمى لرسول ال‬
‫الذراع‪ ،‬فمن ثم كان صلى ال عليه وآله يحبها ويشتهيها ويفضلها )‪.(3‬‬
‫‪ - 63‬ومنه‪ :‬عن على بن الحكم عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬سألته عن أكل اللحم التي‪ ،‬فقال‪ :‬هذا طعام السباع )‪ .(4‬بيان‪:‬‬
‫قال في القاموس‪ :‬ناء اللحم يناء فهونئ‪ ،‬بين النيوء والنيوءة لم ينضج‬
‫يائية وفي النهاية‪ :‬فيه‪ :‬نهى عن أكل اللحم الني‪ ،‬هو الذى لم يطبخ أو طبخ‬
‫أدنى طبخ ولم ينضج يقال ناء اللحم يناء نيابوزن ناع يناع نيعا فهونئ‬
‫بالكسر وقد يترك الهمزة ويقلب ياء فيقال‪ :‬ني مشددا‪ - 64 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبى ‪ -‬جعفر عليه‬
‫السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله نهى أن يؤكل اللحم غريضا‬
‫وقال‪ :‬إنما يأكله السباع قال حريز‪ :‬حتى تغيره الشمس أو النار )‪ .(5‬بيان‪:‬‬
‫قال في الدروس‪ :‬يكره أكله أي اللحم غريضا يعنى نيا أي غير نضيج وهو‬
‫بكسر النون والهمزة وفي الصحاح الغريض‪ :‬الطري‪ - 65 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫ابن أبى عمير عن سجادة عن محمد بن عمر بن الوليد التميمي البصري‬
‫عن محمد بن الفرات الزدي عن زيد بن على عن آبائه عليهم السلم قال‪:‬‬
‫نهى رسول ال صلى ال عليه وآله أن يقطع اللحم على المائدة بالسكين )‬
‫‪.(6‬‬

‫)‪ (6 - 1‬المحاسن ‪ 470‬و ‪.471‬‬

‫]‪[72‬‬

‫‪ - 66‬ومنه‪ :‬عن محمد بن على عن محمد بن الهيثم عن أبيه قال‪ :‬صنع لنا أبو‬
‫حمزة طعاما ونحن جماعة حضر رأى رجل منا ينهك العظم فصاح به‬
‫وقال‪ :‬ل تفعل ! فاني سمعت علي بن الحسين عليه السلم يقول‪ :‬ل تنهكوا‬
‫العظام فان للجن فيه نصيبا‪ ،‬فان فعلتم ذهب من البيت ما هو خير من ذلك‬
‫)‪ - 67 .(1‬ومنه‪ :‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن العل‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن‬
‫أبى جعفر قال عليه السلم‪ :‬سألته عن العظم أنهكه ؟ قال‪ :‬نعم )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫التجويز ل ينافي الكراهة وفي الدروس‪ :‬يكره نهك العظام أي المبالغة في‬
‫أكل ما عليها‪ ،‬فان للجن فيه نصيبا‪ ،‬فان فعل ذهب من البيت ما هو خير من‬
‫ذلك‪ - 68 .‬طب الئمة‪ :‬عن محمد بن المنذر‪ ،‬عن على ابن أخي يعقوب عن‬
‫داود عن هرون بن أبي الجهم‪ ،‬عن إسمعيل بن مسلم السكوني عن أبي‬
‫عبد ال الصادق عليه السلم أن رجل قال له‪ :‬يابن رسول ال إن قوما من‬
‫علماء العامة يروون أن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إن ال يبغض‬
‫اللحامين‪ ،‬ويمقت أهل البيت الذي يؤكل فيه كل يوم اللحم ؟ فقال‪ :‬غلطوا‬
‫غلطا بينا إنما قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن ال يبغض أهل بيت‬
‫يأكلون في بيوتهم لحوم الناس‪ ،‬أي يغتابونهم‪ ،‬مالهم ل يرحمهم ال عمدوا‬
‫إلى الحلل فحرموه بكثرة رواياتهم‪ .‬وعن أبي عبد ال جعفر بن محمد‬
‫الصادق عليه السلم أنه قال‪ :‬اللحم ينبت اللحم ويزيد في العقل ومن تركه‬
‫أياما فسد عقله‪ .‬وفي رواية اخرى عنه عليه السلم‪ :‬من ترك اللحم أربعين‬
‫صباحا ساء خلقه وفسد عقله ومن ساء خلقه‪ :‬فأذنوا في اذنه بالتثويب )‬
‫‪ .(3‬بيان‪ :‬بالتثويب أي بتكرير فصوله‪ - 69 .‬المكارم‪ :‬كان النبي صلى ال‬
‫عليه وآله يأكل اللحم طبيخا وبالخبز‪ ،‬ويأكله مشويا بالخبز‪ ،‬وكان يأكل‬
‫القديد وحده‪ ،‬وربما أكله بالخبز‪ ،‬وكان أحب الطعام إليه اللحم‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المحاسن ‪ (3) .472‬طب الئمة‪.139 :‬‬

‫]‪[73‬‬

‫ويقول‪ :‬هو يزيد في السمع والبصر‪ ،‬وكان يقول‪ :‬صلى ال عليه وآله اللحم سيد‬
‫الطعام في الدنيا والخرة فلو سألت ربى أن يطعمنيه كل يوم لفعل‪ .‬وكان‬
‫يأكل الثريد بالقرع واللحم‪ ،‬وكان يحب القرع ويقول‪ :‬إنها شجرة أخي‬
‫يونس‪ ،‬وكان صلى ال عليه وآله يعجبه الدبا ويلتقطه من الصفحة‪ ،‬وكان‬
‫صلى ال عليه وآله يأكل الدجاج ولحم الوحش‪ ،‬ولحم الطير الذي يصاد‪،‬‬
‫وكان ل يبتاعه ول يصيده ويحب أن يصاد له ويؤتى به مصنوعا فيأكله‪،‬‬
‫أو غير مصنوع فيصنع له فيأكله‪ .‬وكان إذا أكل اللحم يطأطئ رأسه إليه‬
‫ويرفعه إلى فيه ثم ينهشه انتهاشا‪ ،‬و كان يحب من الشاة الذراع والكتف )‬
‫‪ .(1‬ومن كتاب طب الئمة‪ :‬عن علي عليه السلم قال‪ :‬اللحم سيد الطعام‬
‫في الدنيا والخرة‪ .‬عن زرارة قال‪ :‬تغديت مع أبي جعفر عليه السلم أربعة‬
‫عشر يوما بلحم في شعبان‪ .‬عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬نحن معاشر النبياء لحميون‪ .‬عن أديم‬
‫قال‪ :‬قلت للصادق عليه السلم‪ :‬بلغني أن ال عزوجل يبغض البيت اللحم ؟‬
‫قال‪ :‬ذاك البيت الذي يؤكل فيه لحوم الناس‪ ،‬وقد كان رسول ال لحميا يحب‬
‫اللحم ومن ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه‪ ،‬ومن ساء خلقه فأطعموه‬
‫اللحم‪ ،‬ومن أكل ]من[ شحمه أخرجت مثلها من الداء‪ .‬وقال عليه السلم‪:‬‬
‫أطيب اللحم لحم الظهر )‪ .(2‬عن أبى الحسن عليه السلم قال‪ :‬اللحم ينبت‬
‫اللحم‪ ،‬ومن أدخل جوفه لقمة شحم اخرجت مثلها من الداء‪] .‬عن الصادق‬
‫عليه السلم قال‪ :‬في قول النبي صلى ال عليه وآله من أكل لقمة شحم‬
‫أنزلت مثلها‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪ (2) .31 - 30‬مكارم الخلق ‪ ،182 - 181‬وقد نقلها عن‬
‫صحيفة الرضا عليه السلم ل من طب الئمة‪.‬‬

‫]‪[74‬‬

‫من الداء قال‪ :‬ذاك شحمه البقر‪ [.‬وعنه‪ :‬عليه السلم قال‪ :‬سمت اليهودية النبي‬
‫صلى ال عليه وآله في الذراع‪ ،‬وكان يحب الذراع‪ ،‬ويكره الورك‪ .‬عن‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬إن الناس ليقولون من لم يأكل اللحم ثلثة أيام‬
‫ساء خلقه قال‪ :‬كذبوا من لم يأكل أربعين يوما ساء خلقه‪ .‬وعنه عليه‬
‫السلم قال‪ :‬لحم البقر داء وأسمانها شفاء وألبانها دواء‪ .‬عنه عليه السلم‬
‫في مرق لحم البقر أنه يذهب بالبياض‪ .‬عنه عليه السلم وذكر لحم البقر‬
‫]عنده قال[ ألبانها دواء وشحومها شفاء ولحومها داء‪ .‬عن أبي جعفر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إن بني إسرائيل شكوا إلى موسى عليه السلم ما يلقون‬
‫من البرص‪ ،‬وشكى ذلك إلى ال فأوحى ال تعالى إليه‪ :‬مرهم فليأكلوا لحم‬
‫البقر بالسلق‪ .‬من الفردوس‪ :‬عن معاذ عن رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫عليكم بأكل لحوم البل فانه ل يأكل لحومها إل كل مؤمن مخالف لليهود‬
‫أعداء ال‪ .‬عن إبراهيم السمان قال‪ :‬من تمام السلم حب لحم الجزور‪ .‬عن‬
‫جابر بن عبد ال قال‪ :‬أمر رسول ال صلى ال عليه وآله الغنياء باتخاذ‬
‫الغنم والفقراء باتخاذ الدجاج‪ .‬عن أبي الحسن الول عليه السلم قال‪:‬‬
‫أطعموا المحموم لحم القبج فانه يقوى الساقين‪ ،‬ويطرد الحمى طردا‪ .‬عن‬
‫على بن مهزيار قال‪ :‬تعذيت مع أبي جعفر عليه السلم فاتى بقطا فقال‪ :‬إنه‬
‫مبارك وكان يعجبه‪ ،‬وكان يقول‪ :‬أطعموا اليرقان يشوى له‪ .‬عن أبى‬
‫الحسن عليه السلم قال‪ :‬ل أرى بأكل لحم الحبارى بأسا لنه جيد للبواسير‬
‫ووجع الظهر‪ ،‬وهو مما يعين على الجماع‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬من اشتكى فؤاده وكثر غمه فليأكل الدراج‪.‬‬

‫]‪[75‬‬

‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا وجد أحدكم غما أو كربا ل يدري ما سببه ؟‬
‫فليأكل لحم الدراج فانه يسكن عنه إنشاء ال تعالى‪ .‬عن النبي صلى ال‬
‫عليه وآله قال‪ :‬من سره أن يقل غيظه‪ ،‬فليأكل لحم الدراج )‪ .(1‬بيان‪ :‬في‬
‫القاموس‪ :‬السلق بالكسر بقلة معروفة تجلو وتحلل وتلين وتسر النفس‬
‫نافع للنقرس والمفاصل‪ ،‬وعصير أصله سعوطا طرياق وجع السن والذن‬
‫والشقيقة‪ ،‬وقال في بحر الجواهر‪ :‬السلق بالكسر چقندر وقال‪ :‬الجزور‬
‫بفتح الجيم وضم الزاي هو البل العربي الذي يذبح يقع على الذكر والنثى‪،‬‬
‫والجمع جزر‪ ،‬وقال‪ :‬القبج بالفتح معرب كبك‪ ،‬وقال‪ :‬القطاة‪ :‬سنك اشكنك‪،‬‬
‫وقال الدميري‪ :‬الحبارى طائر كبير العنق رمادي اللون‪ ،‬في منقاره طول‪،‬‬
‫لحمه بين لحم الدجاج ولحم البط في الغلظ وهو أخف من لحم البط‪،‬‬
‫والدراج قد مر ذكره‪ - 70 .‬دعوت الراوندي‪ :‬قال الرضا عليه السلم‪:‬‬
‫اشتر لنا من اللحم المقاديم‪ ،‬ول تشتر المآخير‪ ،‬فان المقاديم أقرب من‬
‫المرعى وأبعد من الذى‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬إذا دخل اللحم منزل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬صغروا القطع وكثروا المرق‪ ،‬فاقسموا‬
‫في الجيران فانه أسرع لنضاجه‪ ،‬وأعظم لبركته‪ .‬وقال أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم‪ :‬أطيب اللحم لحم فرخ قد نهض أو كاد أن ينهض‪ .‬قال‪ :‬وذكر عند‬
‫النبي صلى ال عليه وآله اللحم والشحم فقال‪ :‬ليس منهما بضعة تقع في‬
‫المعدة إل أنبتت مكانها شفاء وأخرجت من مكانها داء‪ .‬ورأى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله رجل سمينا فقال‪ :‬ما تأكل ؟ فقال‪ :‬ليس بأرضي حب‬
‫وإنما آكل اللحم واللبن‪ ،‬فقال صلى ال عليه وآله‪ :‬جمعت بين اللحمين‪71 .‬‬
‫‪ -‬نوادر الراوندي‪ :‬عن سهل بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن محمد بن الشعث‪،‬‬
‫عن موسى ابن إسماعيل بن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪ 185 - 182‬وأكثر هذه الخبار قد مرت الشارة إليها قبل في‬
‫المتن فتذكر‪.‬‬

‫]‪[76‬‬

‫عليكم باللحم فانه من ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه‪ ،‬ومن ساء خلقه عذب‬
‫نفسه ومن عذب نفسه فأذنوا في اذنه )‪ - 72 .(1‬الشهاب‪ :‬قال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬سيد إدامكم اللحم‪ - 73 .‬الدعائم‪ :‬عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله أنه قال‪ :‬سيد الطعام في الدنيا والخرة اللحم وسيد الشراب في الدنيا‬
‫والخرة الماء‪ ،‬وعليكم باللحم فانه ينبت اللحم‪ ،‬ومن ترك اللحم أربعين‬
‫يوما ساء خلقه‪ .‬وقال أبو جعفر عليه السلم أكل اللحم يزيد في السمع‬
‫والبصر والقوة‪ .‬وقال جعفر بن محمد عليه السلم‪ :‬شكى نبى من النبياء‬
‫الضعف إلى ربه فأوحى ال إليه‪ :‬اطبخ اللحم باللبن فكلهما فاني جعلت‬
‫البركة فيهما‪ ،‬ففعل فرد ال إليه قوته‪ .‬وعن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬أنه كان يحب اللحم‪ ،‬ويقول‪ :‬إنا معشر قريش لحميون‪ ،‬وكانت الذراع‬
‫من اللحم تعجبه‪ ،‬واهديت إليه شاة فأهوى إلى الذراع فنادته أني مسمومة‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل يأكل لحم الجزور إل مؤمن )‪ .(2‬وعن جعفر‬
‫بن محمد عليه السلم قال‪ :‬اللحم واللبن ينبتان اللحم‪ ،‬ويشدان العظم‬
‫واللحم يزيد في السمع والبصر‪ ،‬واللحم بالبيض يزيد في الباءة )‪ .(3‬وعنه‬
‫عليه السلم أنه سئل عما يرويه الناس عن رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫أنه قال‪ :‬إن ال يبغض أهل البيت اللحمين‪ ،‬فقال جعفر بن محمد عليه‬
‫السلم‪ :‬ليس هو كما يظنون من أكل اللحم المباح الذي كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله يأكله ويحبه‪ ،‬إنما ذاك من اللحم الذي قال ال عزوجل‬
‫" أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهمتوه " )‪ (4‬يعني بالغيبة‬

‫)‪ (1‬نوادر الراوندي‪ :‬لم نجده‪ (2) .‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ (3) .110 - 109‬دعائم‬
‫السلم ‪ 2‬ر ‪ (4) .145‬الحجرات‪.12 :‬‬

‫]‪[77‬‬

‫والوقيعة فيه )‪ .(1‬وعن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬من أكل لقمة‬
‫سمينة نزل مثلها من الداء من جسده ولحم البقر داء‪ ،‬وسمنها شفاء‬
‫ولبنها دواء )‪ 16 ..(2‬باب * )الكباب والشواء والرؤس( * اليات‪ :‬هود‪:‬‬
‫فما لبث أن جاء بعجل حنيذ )‪ .(3‬تفسير‪ :‬قال الراغب‪ :‬حنيذ أي مشوى بين‬
‫حجرين‪ ،‬وإنما يفعل ذلك ليتصبب عنه اللزوجة‪ ،‬وفي القاموس‪ :‬حنذ الشاة‬
‫يحنذها حنذا وتحناذا شواها وجعل فوقها حجارة محماة لتنضجها‪ ،‬فهي‬
‫حنيذ‪ ،‬أو هو الحار الذي يقطر ماؤه بعد الشى انتهي‪ ،‬ويومئ إلى رجحان‬
‫الشواء ل سيما هذا النوع منه‪ - 1 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن سنان و‬
‫عبد ال بن المغيرة‪ ،‬عن موسى بن بكر قال‪ :‬قال لي أبو الحسن الول عليه‬
‫السلم مالي أراك مصفرا ؟ فقلت‪ :‬وعك أصابني‪ ،‬فقال كل اللحم فأكلته ثم‬
‫رأني بعد جمعة وأنا على حالي مصفر‪ ،‬فقال‪ :‬ألم آمرك بأكل اللحم ؟ قلت‪:‬‬
‫ما أكلت غيره منذ أمرتنى به‪ ،‬قال‪ :‬كيف أكلته ؟ قلت‪ :‬طبيخا قال‪ :‬ل كله‬
‫كبابا‪ ،‬فأكلت ثم أرسل إلى فدعاني بعد جمعة فإذا الدم قد عاد في وجهي‪،‬‬
‫فقال‪ :‬نعم )‪ - 2 .(4‬الكشى‪ :‬عن حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن‬
‫سنان عن موسى بن بكر مثله )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ (2) .110‬دعائم السلم ‪ 111 / 2‬في حديث‪ (3) .‬هود‪:‬‬
‫‪ (4) .69‬المحاسن‪ (5) .468 :‬رجال الكشى‪.438 :‬‬

‫]‪[78‬‬

‫بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬الوعك أذى الحمى ووجعها ومغثها في البدن‪ ،‬وألم من شدة‬
‫التعب‪ ،‬وقال‪ :‬الكباب بالفتح اللحم المشرح‪ ،‬وقال في الدروس‪ :‬قال‬
‫الجوهرى‪ :‬هو الطباهج‪ ،‬وكأنه المقلى‪ ،‬وربما جعل ما يقلى على الفحم‪،‬‬
‫وقال في بحر الجواهر‪ :‬هو بالفتح اللحم الذي يوضع على شئ عند النار‬
‫إلى أن ينضج وهو أكثر غذاء من المشوى والمسلوق‪ - 2 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫على بن حسان‪ ،‬عن موسى بن بكر‪ ،‬قال‪ :‬اشتكيت شكاة بالمدينة فأتيت أبا‬
‫الحسن عليه السلم فقال لي‪ :‬أراك ضعيفا‪ ،‬قلت نعم‪ ،‬قال لي كل الكباب‬
‫فأكلته فبرئت )‪ - 3 .(1‬ومنه‪ :‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطى‪،‬‬
‫عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن محمد بن سوقة‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬الكباب يذهب بالحمى )‪ - 4 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد بن الحسن الصفار‪،‬‬
‫عن موسى بن عمر‪ ،‬عن جعفر بن إبراهيم ابن مهزم‪ ،‬عن أبى مريم‪ ،‬عن‬
‫الصبغ بن نباته قال‪ :‬دخلت على أمير المؤمنين عليه السلم وقدامه‬
‫شواء‪ ،‬فقال لي ادن وكل‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين هذا لي ضار‪ ،‬فقال لي‪:‬‬
‫ادن اعلمك كلمات ل يضر معهن شئ مما تخاف‪ ،‬قل " بسم ال خير‬
‫السماء ملء الرض والسماء‪ ،‬الرحمن الرحيم‪ ،‬ل يضر مع اسمه داء "‬
‫وتغد معنا )‪ - 5 .(3‬ومنه‪ :‬عن على بن الريان بن الصلت‪ ،‬عن عبيد ال بن‬
‫عبد ال الواسطي عن واصل بن سليمان‪ ،‬أو عن درست قال‪ :‬ذكرنا‬
‫الرؤس عند أبى عبد ال عليه السلم أو الرأس من الشاة‪ ،‬فقال‪ :‬الرأس‬
‫موضع الذكاة‪ ،‬وأقرب من المرعى‪ ،‬وأبعد من الذى )‪ - 6 .(4‬المكارم‪ :‬عن‬
‫على بن سليمان قال‪ :‬أكلنا عند الرضا عليه السلم رؤسا فدعا بالسويق‬
‫فقلت‪ :‬إنى قد امتلت‪ ،‬فقال‪ :‬إن قليل السويق يهضم الرؤس وهو دواؤه )‬
‫‪.(5‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المحاسن‪ 3) .468 :‬و ‪ (4‬المحاسن‪ (5) .469 :‬مكارم الخلق‪.177 :‬‬

‫]‪[79‬‬

‫‪ 17 .‬باب * )الثريد والمرق والشورباجات وألوان الطعام( * ‪ - 1‬العيون‪ :‬بالسانيد‬


‫الثلثة المتقدمة في باب فضل اللحم عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا أكلتم الثريد فكلوا من جوانبه‪،‬‬
‫فان الذروة فيها البركة )‪ .(1‬صحيفة الرضا‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪2 .(2‬‬
‫‪ -‬العيون‪ :‬عن محمد بن أحمد بن الحسين‪ ،‬عن على بن محمد بن عنبسة‪،‬‬
‫عن دارم ابن قبيصة عن الرضا عن آبائه عن على عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬يا على إذا طبخت شيئا فأكثر المرقة فانها أحد‬
‫اللحمين‪ ،‬واغرف للجيران‪ ،‬فان لم يصيبوا من اللحم يصيبوا من المرق )‬
‫‪ - 3 .(3‬المحاسن‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبى عبد ال عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬أول من ثرد الثريد إبراهيم عليه السلم وأول من هشم‬
‫الثريد هاشم )‪ .(4‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬ثرد الخبز فته انتهى وكأن الفرق‬
‫بينه وبين الهشم أن الثرد في غير اليابس والهشم فيه‪ ،‬وفي الكافي )‪(5‬‬
‫روى عن على بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أول من لون‬
‫إبراهيم عليه السلم إلى آخر الخبر أي أتى بألوان الطعام‪ ،‬وأدخل في‬
‫الطعام اللوان والنواع المتخالفة‪ ،‬وفي الصحاح الهشم كسر اليابس يقال‪:‬‬
‫هشم الثريد‪ ،‬وبه‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا ‪ 2‬ر ‪ (2) .34‬صحيفة الرضا‪ (3) .9 :‬عيون الخبار ‪ 2‬ر‬
‫‪ (4) .73‬المحاسن‪ (5) .402 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ ،317‬وبعده‪ " :‬وأول من‬
‫هشم الثريد هاشم "‪.‬‬

‫]‪[80‬‬

‫سمي هاشم‪ ،‬وقال في الفائق‪ :‬هاشم هو عمرو بن عبد مناف‪ ،‬ولقب بذلك لن قومه‬
‫أصابتهم مجاعة فبعث عيرا إلى الشام وحملها كعة وكعكا ونحر جزورا‬
‫وطحنها وأطعم الناس الثريد انتهى‪ ،‬وقيل في مدح هاشم‪ :‬عمرو العلى‬
‫هشم الثريد لقومه * ورجال مكة مسنتون عجاف ‪ - 4‬المحاسن‪ :‬عن بعض‬
‫الرواة رفعه قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬الثريد بركة )‪- 5 .(1‬‬
‫ومنه‪ :‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن ابن القداح عن أبى عبد ال عن أبيه‬
‫عليهما السلم أن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬بورك لمتي في الثرد‬
‫والثريد‪ :‬وقال جعفر‪ :‬الثرد ما صغر والثريد ما كبر )‪ .(2‬بيان‪ :‬هذا الفرق‬
‫لم أجده في كلم اللغويين قال في المصباح‪ :‬الثريد فعيل بمعنى مفعول‪،‬‬
‫ويقال أيضا مثرود يقال ثردت الخبز ثردا من باب قتل‪ ،‬وهو أن تفته ثم تبله‬
‫بمرق‪ ،‬والسم الثردة‪ - 6 .‬المحاسن‪ :‬عن أبى القاسم‪ ،‬عن العبدى عن ابن‬
‫سنان‪ ،‬عن أبى البخترى عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الثريد طعام‬
‫العرب‪ .‬ورواه النهيكى ويعقوب بن يزيد عن العبدى‪ ،‬ورواه أحمد عن‬
‫النوفلي عن السكوني عن أبى عبد ال عليه السلم مثله‪ ،‬وزاد فيه ابن‬
‫فضال عن محمد بن أبى حمزة عن عمر بن يزيد قال‪ :‬العقارجات )‪ (3‬تعظم‬
‫البطن‪ ،‬وترخي الليتين )‪.(4‬‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .402 :‬كلمة " جات " في الفارسية تفيد معنى الجنس‬
‫الجمعى كما يقال " سبزى جات " " ترشى جات " وإذا كان اللفظ‬
‫بالتشديد وجمعه العقاقير‪ :‬فهى الدوية والبازير التى يتداوى بها قال في‬
‫اللسان‪ :‬قال أبو الهيثم‪ :‬العقار والعقاقر‪ :‬كل نبت ينبت مما فيه شفاء‪،‬‬
‫وقال الجوهرى‪ :‬العقاقير‪ :‬اصول الدوية‪ .‬ولكن الظاهر أن الكلمة‬
‫مصحفة عن الشفارجات وهى جمع الشفارج كعلبط وهو الذى يسميه‬
‫الناس بيشبارج‪ :‬معرب " پيش پاره " وسيجئ تمام الكلم تحت الرقم ‪.9‬‬
‫)‪ (4‬المحاسن‪.402 :‬‬

‫]‪[81‬‬

‫بيان‪ :‬كذا في النسخ التى عندنا‪ ،‬العقارجات‪ ،‬ولم أجده في كتب اللغة وكأنه تصحيف‬
‫الفيشفارجات‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬في حديث على عليه السلم البيشبارجات‬
‫تعظم البطن قيل أراد به ما يقدم إلى الضيف قبل الطعام‪ ،‬وهى معربة ويقال‬
‫لها‪ :‬الفيشفارجات بفائين انتهى وكأن المناسب للمقام الطعمة المشتملة‬
‫على البازير المختلفة‪ - 7 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن ابن أبى عمير‪ ،‬عن‬
‫هشام بن سالم‪ ،‬عن سلمة بن محرز‪ ،‬قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬عليك بالثريد فاني لم أجد شيئا أقوى لي منه )‪ - 7 .(1‬ومنه‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن معوية بن وهب‪ ،‬عن أبى اسامة قال‪ :‬دخلت على‬
‫أبي عبد ال عليه السلم‪ :‬وهو يأكل سكباجا بلحم البقر )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال في‬
‫جواهر اللغة‪ :‬السكباج بالكسر هو الغذاء الذى فيه لحم وخل والبازير‬
‫الحارة والبقول المناسبة لكل مزاج انتهى وقيل معرب معناه مرق الخل‪8 .‬‬
‫‪ -‬المحاسن‪ :‬عن سعدان بن مسلم عن إسمعيل بن جابر‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي‬
‫عبد ال عليه السلم فدعا بالمائدة فاتي بثريد‪ :‬ودعا بزيت فصبه على‬
‫اللحم فأكلت معه )‪ - 9 .(3‬ومنه‪ :‬عن منصور بن العبا س‪ ،‬عن سليمان بن‬
‫رشيد‪ ،‬عن أبيه عن المفضل ابن عمر قال‪ :‬كنت عند أبى عبد ال عليه‬
‫السلم فاتى بلوز )‪ (4‬فقال‪ :‬كل من هذا‪ ،‬فأما أنا فما شئ أحب إلى من‬
‫الثريد‪ ،‬ولوددت أن العقارجات حرمت )‪ .(5‬بيان‪ :‬في الكافي )‪ " (6‬بلون "‬
‫أي من ألوان الطعام المشتمل على البازير المختلفة‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المحاسن‪ ،403 :‬والسكباج معرب سركه باه‪ ،‬مخففا‪ :‬آش سركه‪(3) .‬‬
‫المحاسن‪ (4) .403 :‬في المصدر المطبوع‪ :‬بلون‪ (5) .‬المصدر نفسه‬
‫‪ (6) .403‬الكافي ‪ 6‬ص ‪ 317‬ونقل في الذيل عن هامش المطبوعة‬
‫بالحجر أن في بعض النسخ " شفارج " وقال‪ :‬هو كما في الصحاح ‪-‬‬
‫على وزن علبط ‪ -‬ما يقدم إلى الضيف قبل الطعام =‬

‫]‪[82‬‬

‫كما مر‪ ،‬وفيه مكان العقارجات في بعض نسخه " الفاشفارجات " وفي بعضها "‬
‫الفشفارجات " وقد عرفت معناه وفي بعضها " السفاناجات " وقيل‬
‫السفاناج مرق أبيض ليس فيه ش ‪ xM‬من الحموضة )‪- 10 .(1‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن يحيى الخزاز‪ ،‬عن غياث بن إبراهيم‪،‬‬
‫عن جعفر عن أبيه‪ ،‬عن على عليهم السلم قال‪ :‬ل تأكلوا من رأس الثريد‪،‬‬
‫وكلوا من جوانبها فان البركة في رأسها )‪ .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن عبد ال‬
‫بن المغيرة عن غياث بن إبراهيم مثله )‪ - 11 .(3‬ومنه‪ :‬عن محمد بن‬
‫على‪ ،‬عن يونس بن يعقوب‪ ،‬عن عبد العلى قال‪ :‬أكلت مع أبي عبد ال‬
‫عليه السلم فدعا واتى بدجاجة محشوة وبخبيص فقال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬هذه‬

‫= معربة وهو الطبق فيه اقسام الحلواء ويقال لها " بيشبارج "‪ .‬أقول‪ :‬نقل في‬
‫اللسان عن التهذيب عن ابن العرابي ان الشفارج طريان رحرحانى‪،‬‬
‫وهو الطبق فيه الفيخات والسكرجات‪ ،‬وقال في البرهان ما نصه‪" :‬‬
‫پيشياره خوانچه وطبقى را گويند كه تنقلت وگل در آن كنند وبمجلس‬
‫آورند " وقال أيضا " پيش پاره‪ :‬نوعي از حلوا باشد بسيار نرم ونازك‬
‫وآنرا از آرد وروغن ودوشاب پزند وبعربي شفارج خوانند " فالظاهر‬
‫من هذا كله‪ ،‬وخصوصا بقرينة المقابلة بين اللون والثريد في هذا الخبر‬
‫أن العراب لم يكونوا ليعرفوا الغذية المشهية )سالد( المصنوعة بايدى‬
‫العاجم‪ ،‬ال أنها لما كانت متنوعة متنوقة ويؤتى بأنواع منها في‬
‫الفيخات والسكرجات أي القصاع الصغيرة كانوا يسمونها " ألوان " كما‬
‫سيأتي تحت الرقم ‪ " 18‬اللوان تعظم البطن وتحدرن الليتين "‪.‬‬
‫فاللوان من هذه الطعمة عند العراب‪ ،‬هي التى كانت تسمى عند‬
‫العاجم پيشپارجات ويؤيد ذلك بل ينص عليه أن ابن الثير نقل هذا‬
‫الحديث بعينه وفيه پيشپارجات بدل اللوان كما عرفت من النهاية تحت‬
‫الرقم ‪ (1) .6‬القائل هو الفيض الكاشى في الوافى‪ (2) .‬المحاسن‪.403 :‬‬
‫)‪ (3‬المحاسن‪(*) .450 :‬‬

‫]‪[83‬‬

‫اهديت لفاطمة‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا جارية ائتنا بطعامنا المعروف فجاءت بثريد خل وزيت )‬
‫‪ .(1‬بيان‪ :‬كأن المراد بفاطمة زوجته عليه السلم وهى فاطمة بنت الحسين‬
‫بن علي بن الحسين‪ ،‬وكان اسم إحدى بناته عليه السلم أيضا فاطمة‪12 .‬‬
‫‪ -‬المحاسن‪ :‬عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد ال عن أبيه‬
‫عليهما السلم أن عليا عليه السلم كان يقول‪ :‬ل تأكلوا من رأس الثريد‪،‬‬
‫فان البركة تأتي من رأس الثريد )‪ - 13 .(2‬المكارم‪ :‬قال الصادق عليه‬
‫السلم‪ :‬عليكم بالثريد فانى لم أجد شيئا أوفق منه )‪ - 14 .(3‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله اللهم بارك لمتي في الثرد‬
‫والثريد‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬الثريد طعام العرب‪ .‬وقال عليه السلم‬
‫اطفئوا نائرة الضغاين باللحم والثريد‪ .‬توضيح‪ :‬يعني عن قلوبكم بأكلهما‪،‬‬
‫أو عن قلوب إخوانكم باطعامهما إياهم‪ ،‬في المصباح نارت الفتنة تنور إذا‬
‫وقعت وانتشرت فهي نائرة والنائرة أيضا العداوة الشحناء‪ ،‬وسعيت في‬
‫إطفاء النائرة أي الفتنة وفي النهاية‪ :‬نار الحرب ونائرتها‪ :‬برها وهيجها‬
‫وقال‪ :‬الضغن الحقد والعداوة والبغضاء وكذلك الضغينة وجمعها لضغاين‪.‬‬
‫‪ - 15‬الدعائم‪ :‬عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬الثريد طعام‬
‫العرب‪ ،‬وأول من رد الثريد إبراهيم عليه السلم وأول من هشمه من العرب‬
‫هاشم )‪ .(4‬وعن جعفر عليه السلم قال‪ :‬الثريد بركة‪ ،‬وطعام الواحد يكفى‬
‫الثنين‪ ،‬يعنى صلوات ل عليه أنه يقوتهم لعلى الشبع والتساع )‪16 .(5‬‬
‫‪ -‬دعوات الراوندي‪ :‬قال‪ :‬كان أحب الطعام إلى رسول ال النارباجه‪.‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .400 :‬المحاسن‪ (3) .450 :‬مكارم الخلق‪ 4) .188 :‬و ‪(5‬‬
‫دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪.110‬‬

‫]‪[84‬‬

‫بيان‪ :‬النارباجه معرب أي مرق الرمان )‪ (1‬وقال في بحر الجواهر‪ :‬النارباجه طعام‬
‫تتخذ من حب الرمان والزبيب‪ - 17 .‬المحاسن‪ :‬عن يحيى بن إبراهيم بن‬
‫أبى البلد عن أبيه عن الوليد بن صبيح عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫قال لي أي شئ تطعم عيالك في الشتاء ؟ قلت‪ :‬اللحم‪ ،‬فإذا لم يكن اللحم‪،‬‬
‫فالسمن والزيت‪ ،‬قال‪ :‬فما منعك من هذا الكركور‪ ،‬فانه أصون شئ في‬
‫الجسد يعنى المثلثة‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني بعض أصحابنا يصف المثلثة قال‪ :‬يؤخذ‬
‫قفيزا رزوقفيز حمص وقفيز حنطة أو باقلى أو غيره من الحبوب‪ ،‬ثم‬
‫ترض جميعا وتطبخ )‪ - 18 .(2‬المحاسن‪ :‬عن النوفلي عن السكوني‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عن آبائه عن على عليهم السلم قال‪ :‬اللوان تعظم عليهن‬
‫البطن‪ ،‬وتحدر الليتين )‪ .(3‬بيان‪ :‬اللوان كأن المعنى أكل ألوان الطعام "‬
‫يخدرن الليتين " أي يضعفن ويفترن‪ ،‬ويمكن أن يكون كناية عن الكسل‬
‫قال الجزرى فيه أنه رزق الناس الطلفشربه رجل فتخد رأي ضعف وفتر‬
‫كما يصيب الشارب قبل السكر انتهى‪ ،‬كذا في أكثر نسخ الكافي )‪ (4‬وفي‬
‫بعضها وفي بعض نسخ الكتاب بالحاء المهملة أي يسمن‪ ،‬قال الجزرى‬
‫حدر الجلد يحدر حدرا‪ :‬إذا ورم وفيه غلم أحدر شئ أي أسمن وأغلظ‬
‫يقال‪ :‬حدر يحدر حدرا فهو حادر‪ ،‬والحدر هو الممتلي الفخذ والعجز‬
‫الدقيق العلى وفي بعض نسخ المحاسن‪ :‬وتخدرن المتن أي الظهر‪.‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن محمد بن على‪ ،‬عن يونس بن يعقوب عمن ذكره‪ ،‬عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬اعطينا من هذه الطعمة أو من هذه اللوان ما لم‬
‫يعط رسول ال صلى ال عليه وآله )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬معرب ناربا = آش انار‪ (2) .‬المحاسن‪ (3) .404 :‬المحاسن ‪ 401‬وفيه "‬
‫ويخدرن المتنين "‪ (4) .‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ 317‬باب الطبيخ تحت الرقم ‪ 08‬وقد‬
‫مر تحت الرقم ‪ 6‬عن المحاسن أن " العقارجات تعظم البطن وترخى‬
‫الليتين "‪ (5) .‬المحاسن‪.401 :‬‬

‫]‪[85‬‬

‫‪ - 20‬ومنه‪ :‬عن يونس بن يعقوب‪ ،‬قال‪ :‬أرسلنا إلى أبي عبد ال عليه السلم‬
‫بقديرة ‪ (1‬فيها نارباج فأكل منها ثم قال‪ :‬احبسوا بقيتها على‪ ،‬قال فاتي بها‬
‫مرتين أو ثلثا ثم إن الغلم صب فيها ماء وأتاه بها‪ ،‬فقال‪ :‬ويحك أفسدتها‬
‫على )‪ - 21 .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن سعدان‪ ،‬عن يوسف بن يعقوب‪ ،‬قال‬
‫إن أحب الطعام كان إلى رسول ال صلى ال عليه وآله النارباجه )‪22 .(3‬‬
‫‪ -‬ومنه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النضر عن رجل عن أبى بصير قال‪ :‬كان أبو عبد‬
‫ال عليه السلم يعجبه الزبيبة )‪ - 23 .(4‬الدعائم‪ :‬عن جعفر بن محمد أنه‬
‫قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله يعجبه العسل وتعجبه الزبيبة )‪.(5‬‬
‫وعنه عليه السلم أنه كان يشتهي من اللوان النارباجة والزبيبة‪ ،‬وكان‬
‫يقول اعطينا من هذه الطعمة واللوان ما لم يعطه رسول ال )‪ .(6‬بيان‪:‬‬
‫الزبيبة كأنها الشورباجة التي تصنع من الزبيب المدقوق‪ ،‬فيدل على عدم‬
‫وجوب ذهاب الثلثين في عصير الزبيب‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد ما يدخل‬
‫فيه الزبيب فيدل على جواز إدخال الزبيب في الطعام‪.‬‬

‫)‪ (1‬تصغير القدر‪ (4 - 2) .‬المحاسن‪ ،401 :‬وتراها في الكافي ‪ 6‬ر ‪(5) .316‬‬
‫دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ (6) .110‬المصدر نفسه ص ‪ ،111‬وفيه " الزيرباجة‬
‫" بدل " النارباجة " والزيربا أو زيرباجه مرق يطبخ بالدجاج الفاره‬
‫والخل والكراويا‪ ،‬ذكره في البرهان وقال انه نافع للبطنة‪.‬‬

‫]‪[86‬‬

‫)باب( * )الهريسة والمثلثة وأشباهها( * ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن عيسى‬


‫اليقطينى عن عبيد ال بن عبد ال الدهقان‪ ،‬عن درست بن أبي منصور‪،‬‬
‫عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن نبيا من‬
‫النبياء شكا إلى ال الضعف وقلة الجماع فأمره بأكل الهريسة‪ .‬قال وفي‬
‫حديث آخر رفع إلى أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله شكا إلى ربه وجع ظهره فأمره بأكل الحب باللحم يعني الهريسة‬
‫)‪ - 2 .(1‬ومنه‪ :‬بهذا السناد عن عبد ال بن سنان عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله أتاني جبرئيل فأمرني بأكل‬
‫الهريسة ليشتد ظهري وأقوى بها على عبادة ربى )‪ - 3 .(2‬ومنه‪ :‬عن‬
‫معلى بن محمد البصري عن بسطام بن مرة الفارسى‪ ،‬عن عبد الرحمن‬
‫ابن يزيد الفارسى‪ ،‬عن محمد بن معروف‪ ،‬عن صالح بن رزين‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬عليكم‬
‫بالهريسة‪ ،‬فانها تنشط للعبادة أربعين يوما و هي المائدة التي انزلت على‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله )‪ - 4 .(3‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن‬
‫سنان‪ ،‬عن منصور الصيقل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبى بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى أهدى إلى رسوله صلى ال عليه‬
‫وآله هريسة من هرايس الجنة غرست في رياض الجنة وفركها الحور‬
‫العين‪ ،‬فأكلها رسول ال فزاد في قوته بضع أربعين رجل‪ ،‬وذلك شئ أراد‬
‫ال أن يسر به نبيه صلى ال عليه وآله )‪ .(4‬بيان‪ :‬في المصباح فركته‬
‫فركا من باب قتل وهو أن تحكه بيدك حتى تتفتت وتنقشر‪.‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (4 - 2) .403 :‬المحاسن‪.404 :‬‬

‫]‪[87‬‬
‫‪ - 5‬المحاسن‪ :‬عن معوية بن حكيم‪ ،‬عن ابن المغيرة‪ ،‬عن إبراهيم بن معرض عن‬
‫أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن عمر دخل على حفصة فقال‪ :‬كيف رسول‬
‫ال فيما فيه الرجال ؟ فقالت‪ :‬ما هو إل رجل من الرجال‪ ،‬فأنف ال لنبيه‬
‫فأنزل صحفة فيها هريسة من سنبل الجنة فأكلها‪ ،‬فزاد في بضعه بضع‬
‫أربعين رجل )‪ .(1‬توضيح‪ :‬البضع الجماع‪ ،‬وحمله على ما بين العددين هنا‬
‫كما قيل بعيد‪ ،‬قال الفيروز آبادى‪ :‬البضع كالمنع المجامعة كالمباضعة‪،‬‬
‫وبالضم الجماع أو الفرج نفسه‪ ،‬وبالكسر ويفتح مابين الثلث إلى التسع أو‬
‫إلى الخمس إلى أن قال وإذا جاوزت لفظ العشر‪ ،‬ذهب البضع ول يقال‪:‬‬
‫بضع وعشرون أو يقال ذلك‪ ،‬وقال الصحفة معروف و أعظم القصاع‬
‫الجفنة ثم القصعة ثم الصحفة‪ ،‬ثم المئكلة ثم الصحيفة‪ - 6 .‬العيون‪:‬‬
‫بالسانيد الثلثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ضعفت عن الصلة والجماع فنزلت على‬
‫قدر من السماء فأكلت فزاد في قوتي قوة أربعين رجل في البطش‬
‫والجماع‪ ،‬وهو الهريسة )‪ - 7 .(2‬المكارم‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله يأكل العصيدة من الشعير باهالة الشحم‪ ،‬وكان صلى ال عليه وآله‬
‫يأكل الهريسة أكثر ما يأكل ويتسحر بها‪ ،‬وكان جبرئيل قد جاء بها من‬
‫الجنة ليتسحر بها )‪ .(3‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬الهرس الدق العنيف ومنه‬
‫الهريس والهريسة وفي بحر الجواهر‪ :‬الهرس الدق ومنه الهريس‪،‬‬
‫والهريسة بدارصينى مجرب للباءة‪ - 8 .‬المكارم‪ :‬قال النبي صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬لو أغنى عن الموت شئ لغنت المثلثة‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول ال وما‬
‫المثلثة ؟ قال‪ :‬الحسو باللبن )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .403 :‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (3) .36‬مكارم الخلق‪(4) .30 :‬‬
‫مكارم الخلق‪ 187 :‬والصحيح‪ :‬التلبينة في الموضعين كما سيجيئ في‬
‫باب اللبان تحت الرقم ‪.7‬‬

‫]‪[88‬‬

‫‪ 18 .‬باب * )السمن وأنواعه( * ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن المطلب بن زياد‪،‬‬


‫عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬نعم الدام السمن )‪ - 2 .(1‬ومنه‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبى حفص البار عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫السمن ما دخل جوفا مثله‪ ،‬وإنى لكرهه للشيخ )‪ - 3 .(2‬ومنه‪ :‬عن الوشا‪،‬‬
‫عن حماد بن عثمان‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال عليه السلم فكلمه شيخ‬
‫من أهل العراق فقال له‪ :‬مالي أرى كلمك متغيرا ؟ قال‪ :‬سقطت مقاديم‬
‫فمي فنقص كلمي فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬وأنا أيضا قد سقط بعض‬
‫أسناني حتى أنه ليوسوس إلى الشيطان فيقول‪ :‬فإذا ذهبت البقية فبأي شئ‬
‫تأكل ؟ فأقول‪ :‬ل حول ول قوة إل بال ثم قال له‪ :‬عليك بالثريد‪ ،‬فانه‬
‫صالح‪ ،‬واجتنب السمن فانه ل يليم الشيخ )‪ - 4 .(3‬ومنه‪ :‬عن النوفلي‪،‬‬
‫عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عن أبيه عن آبائه عليهم السلم قال‪:‬‬
‫سمون البقر شفاء‪ .‬ومنه‪ :‬عن عبد ال بن شعيب‪ ،‬عن أبى بصير عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم مثله )‪ - 5 .(4‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبى‬
‫حفص البار عن أبى عبد ال عن آبائه عن على عليهم السلم قال‪ :‬سمن‬
‫البقر دواء )‪ - 6 .(5‬دعوات الراوندي‪ :‬عن الريان قال‪ :‬قلت لبي عبد ال‬
‫عليه السلم‪ :‬أتخذلك حلواء ؟ قال‪ :‬ما اتخذتم لي منه فاجعلوه بسمن‪،‬‬
‫وقال‪ :‬نعم الدام السمن‪ ،‬وإني‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ ،498 :‬وفيه‪ :‬ما أدخل جوف مثلى‪ (5 - 3) .‬المحاسن‪.498 :‬‬

‫]‪[89‬‬

‫لكرهه للشيخ‪ ،‬وقال هو في الصيف خير منه في الشتاء‪ - 7 .‬الدعائم‪ :‬عن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬لحم البقر داء وسمنها شفاء ولبنها دواء وما‬
‫دخل الجوف مثل السمن )‪ - 8 .(1‬المكارم‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬لحم البقرداء‪ ،‬وأسمانها شفاء‪ ،‬وألبانها دواء )‪ 19 ..(2‬باب *‬
‫)اللبان وبدو خلقها وفوائدها وأنواعها وأحكامها( * اليات‪ :‬النحل‪ :‬وإن‬
‫لكم في النعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا‬
‫سائغا للشاربين )‪ .(3‬المؤمنون‪ :‬وإن لكم في النعام لعبرة نسقيكم مما في‬
‫بطونها )‪ .(4‬تفسير‪ :‬قال الرازي‪ :‬الفرث سرجين الكرش‪ ،‬وروى الكلبي‪،‬‬
‫عن أبى صالح عن ابن عباس أنه قال‪ :‬إذا استقر العلف في الكرش صار‬
‫أسفله فرثا وأعله دما وأوسطه لبنا‪ ،‬فيجري الدم في العروق‪ ،‬واللبن في‬
‫الضرع‪ ،‬ويبقى الفرث كما هو‪ ،‬فذاك هو قوله تعالى " من بين فرث ودم‬
‫لبنا خالصا " ل يشوبه الدم ول الفرث‪ .‬ولقائل أن يقول‪ :‬الدم واللبن ل ينو‬
‫الدان في الكرش البتة‪ ،‬والدليل عليه الحس فان هذه الحيوان تذبح ذبحا‬
‫متواليا وما رأى أحد في كرشها ل دما ول لبنا‪ ،‬ولو كان تولد الدم واللبن‬
‫في الكرش‪ ،‬لوجب أن يشاهد ذلك في بعض الحوال‪ ،‬والشئ الذي دلت‬
‫المشاهدة على فساده لم يجز المصير إليه‪.‬‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ (2) .112‬مكارم الخلق‪ 183 :‬وفى طبعة الكمبانى تكرار‬
‫أستطناه‪ (3) .‬النحل‪ (4) .66 :‬المؤمنون‪.31 :‬‬

‫]‪[90‬‬
‫بل الحق أن الحيوان إذا تناول الغذاء وصل ذلك العلف إلى معدته‪ ،‬وإلى كرشه إن‬
‫كان من النعام وغيرها‪ ،‬فان طبخ وحصل الهضم الول فيه‪ ،‬فما كان منه‬
‫صافيا انجذب إلى الكبد‪ ،‬وما كان كثيفا نزل إلى المعاء‪ ،‬ثم ذلك الذي‬
‫يحصل منه في الكبد ينطبخ فيها ويصير دما‪ ،‬وذلك هو الهضم الثاني‪،‬‬
‫ويكون ذلك الدم مخلوطا بالصفراء والسوداء وزيادة المائية‪ ،‬أما الصفراء‬
‫فتذهب إلى المرارة‪ ،‬والسوداء إلى الطحال‪ ،‬والمائية إلى الكلية‪ ،‬ومنها إلى‬
‫المثانة‪ ،‬وأما ذلك الدم فانه يدخل في الوردة وهي العروق النابتة من‬
‫الكبد‪ ،‬وهناك يحصل الهضم الثالث‪ ،‬وبين الكبد وبين الضرع عروق كثيرة‪،‬‬
‫فينصب الدم في تلك العروق إلى الضرع‪ ،‬والضرع لحم غددي رخو أبيض‪،‬‬
‫فيقلب ال الدم عند انصبانه إلى ذلك اللحم الغددى الرخو البيض من‬
‫صورة الدم إلى صورة اللبن‪ ،‬فهذا هو القول الصحيح في كيفية تولد اللبن‪.‬‬
‫فان قيل‪ :‬فهذه المعاني حاصلة في الحيوان الذكر‪ ،‬فلم لم يحصل منه‬
‫اللبن ؟ قلنا‪ :‬الحكمة اللهية اقتضت تدبير كل شئ على الوجه اللئق به‪،‬‬
‫الموافق لمصلحته فمزاج الذكر من كل حيوان أن يكون حارا يابسا ومزاج‬
‫النثى يجب أن يكون باردا رطبا‪ ،‬والحكمة فيه أن الولد إنما يكون في داخل‬
‫بدن النثى‪ ،‬فوجب أن تكون النثى مختصة بمزيد الرطوبات لوجهين‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن الولد إنما يتولد من الرطوبات‪ ،‬فوجب أن يحصل في بدن النثى‬
‫رطوبات كثيرة ليصير مادة لتولد الولد‪] .‬والثانى‪ :‬أن الولد إذا كبر وجب أن‬
‫يكون بدن الم قابل للتمدد حتى يتسع لذلك الولد[ )‪ .(1‬فإذا كانت الرطوبات‬
‫غالبة على بدن الم كانت بنيتها قابل للتمدد ويتسع للولد‪ ،‬فثبت بما ذكرناه‬
‫أنه تعالى خص بدن النثى من كل حيوان بمزيد الرطوبات بهذه الحكمة‪ .‬ثم‬
‫إن تلك الرطوبات التي كانت تصير مادة لزدياد بدن الجنين‪ ،‬حين كان في‬
‫رحم الم‪ ،‬فعند انفصال الجنين تنصب إلى الثدي والضرع‪ ،‬وتصير مادة‬
‫لغذاء ذلك‬

‫)‪ (1‬مابين العلمتين ساقط من المخطوطة والكمبانى أضفناه من المصدر‪.‬‬

‫]‪[91‬‬

‫الطفل الصغير‪ .‬إذا عرفت هذا فنقول‪ :‬ظهر أن السبب الذي لجله يتولد اللبن من‬
‫الدم في حق النثى غير حاصل في حق الذكر‪ ،‬فظهر الفرق‪ .‬وإذا عرفت‬
‫هذا فنقول‪ :‬المفسرون قالوا‪ :‬المراد من قوله " من بين فرث ودم " هو أن‬
‫هذه الثلثة تتولد في موضع واحد‪ ،‬فالفرث يكون في أسفل الكرش‪ ،‬والدم‬
‫يكون في أعله‪ ،‬واللبن يكون في الوسط‪ ،‬وقد دللنا على أن هذا القول على‬
‫خلف الحس والتجربة‪ .‬وأما نحن فنقول‪ :‬المراد به من الية هو أن اللبن‬
‫إنما يتولد من بعض أجزاء الدم‪ ،‬والدم إنما يتولد من الجزاء اللطيفة التي‬
‫في الفرث‪ ،‬وهو الشياء المأكولة الحاصلة في الكرش‪ ،‬فهذا اللبن متولد‬
‫من الجزاء التي كانت حاصلة فيما بين الفرث أول ثم كانت حاصلة فيما‬
‫بين الدم ثانيا‪ ،‬وصفاه ال تعالى عن تلك الجزاء الكثيفة الغليظة‪ ،‬وخلق‬
‫فيها الصفات التي باعتبارها صارت لبنا يكون موافقا ]لبدن الطفل‪ ،‬فهذا ما‬
‫حصلناه في هذا المقام‪ .‬ثم اعلم أن حدوث اللبن في الثدى واتصافه‬
‫بالصفات التي باعتبارها يكون موافقا[ )‪ (1‬لتغذية الصبي مشتمل على‬
‫حكمة عجيبة وأسرار بديعة‪ ،‬يشهد صريح العقل بأنها ل تحصل إل بتدبير‬
‫الفاعل الحكيم‪ ،‬المدبر الرحيم‪ ،‬وبيانه من وجوه‪ :‬الول أنه تعالى خلق في‬
‫أسفل المعدة منفذا يخرج منه ثقل الغذاء‪ ،‬فإذا تناول النسان غذاء أو‬
‫شربة رقيقة انطبق ذلك المنفذ انطباقا كليا ل يخرج منه شئ من ذلك‬
‫المأكول والمشروب إلى أن يكمل انهضامه في المعدة‪ ،‬وينجذب ماصفي‬
‫منه إلى الكبد‪ ،‬ويبقى الثفل هناك فحينئذ ينفتح ذلك المنفذ‪ ،‬وينزل منه ذلك‬
‫الثفل‪ ،‬وهذا من العجائب التي ل يمكن حصولها إل بتدبير الفاعل الحكيم‪،‬‬
‫لنه متى كانت الحاجة إلى خروج ذلك الجسم عن المعدة انفتح‪ ،‬ويحصل‬
‫النطباق تارة‪ ،‬والنفتاح اخرى بحسب‬

‫)‪ (1‬ما بين العلمتين ساقط من ط الكمبانى‪.‬‬

‫]‪[92‬‬

‫الحاجة‪ ،‬وبقدر المنفعة وهذا مما ل يتأتى إل بتقدير الفاعل الحكيم‪ .‬الثاني أنه تعالى‬
‫أودع في الكبد قوة تجذب الجزاء اللطيفة الحاصلة في ذلك المأكول‬
‫والمشروب ول تجذب الجزاء الكثيفة‪ ،‬وخلق في المعاء قوة تجذب تلك‬
‫الجزاء الكثيفة التي هي الثفل‪ ،‬ول تجذب الجزاء اللطيفة البتة‪ ،‬ولو كان‬
‫المر بالعكس‪ ،‬لختلت مصلحة البدن‪ ،‬ولفسد نظام هذا التركيب‪ .‬الثالث أنه‬
‫تعالى أودع في الكبد قوة هاضمة طابخة حتى أن تلك الجزاء اللطيفة‬
‫لتنطبخ في الكبد وتنقلب دما ثم إنه تعالى أودع في المرارة قوة جاذبة‬
‫للصفراء‪ ،‬وفي الطحال قوة جاذبة للسوداء‪ ،‬وفي الكلية قوة جاذبة لزيادة‬
‫المائية حتى يبقى الدم الصافي الموافق لتغذية البدن وتخصيص كل واحد‬
‫من هذه العضاء بتلك القوة الحاصلة ل يمكن إل بتدبير الحكيم العليم‪.‬‬
‫الرابع أن في الوقت الذي يكون الجنين في رحم الم‪ ،‬ينصب من ذلك‬
‫نصيب وافر إليه حتى يصير مادة لنمو أعضاء ذلك الولد‪ ،‬وازدياده‪ ،‬فإذا‬
‫انفصل الجنين عن الرحم ينصب ذلك النصيب إلى جانب الثدي ليتولد منه‬
‫اللبن الذي يكون غذاء له‪ ،‬فإذا كبر ل ينصب ذلك النصيب ل إلى الرحم ول‬
‫إلى الثدي‪ ،‬بل ينصب إلى جميع بدن المغتذي‪ ،‬فانصباب ذلك الدم في كل‬
‫وقت إلى عضو آخر انصبابا موافقا للمصلحة والحكمة‪ ،‬ل يتأتى إل بتدبير‬
‫الفاعل المختار الحكيم‪ .‬الخامس أن عند تولد اللبن في الضرع‪ ،‬أحدث‬
‫تعالى في حملة الثدي ثقبا صغيرة ومساما ضيقة‪ ،‬وجعلها بحيث إذا اتصل‬
‫المص والحلب بتلك الحلمة‪ ،‬انفصل اللبن عنها في تلك المسام الضيقة‪،‬‬
‫ولما كانت تلك المسام ضيقة جدا فحينئذ ل يخرج منها إل ماكان في غاية‬
‫الصفاء واللطافة‪ ،‬وأما الجزاء الكثيفة‪ ،‬فانها ل يمكنها الخروج من تلك‬
‫المنافذ الضيقة فيبقى في الداخل‪ ،‬فما الحكمة في إحداث تلك الثقب الصغيرة‬
‫والمنافذ الضيقة في رأس حلمة الثدي إل أن تكون كالمصفاة‪ ،‬فكل ماكان‬
‫لطيفا خرج وكل ماكان كثيفا احتبس في الداخل‪ ،‬ولم يخرج‪ ،‬فبهذا الطريق‬
‫يصير ذلك اللبن‬

‫]‪[93‬‬

‫خالصا موافقا لبدن الصبى‪ ،‬سائغا للشاربين‪ .‬السادس أنه تعالى ألهم ذلك الصبى‬
‫إلى المص‪ ،‬فان الم كلما ألقمت حلمة الثدي في فم الصبى‪ ،‬فذلك الصبى‬
‫في الحال يأخذ في المص‪ ،‬ولو ل أن الفاعل المختار الرحيم ألهم ذلك الطفل‬
‫الصغير ذلك العمل المخصوص‪ ،‬لم يحصل بتخليق ذلك اللبن في ذلك الثدي‬
‫فائدة‪ .‬السابع أنا بينا أنه تعالى إنما خلق اللبن من فضلة الدم‪ ،‬وإنما خلق‬
‫الدم من الغذاء الذي تناوله الحيوان‪ ،‬والشاة لما تناولت العشب والماء‪،‬‬
‫فال تعالى خلق الدم من لطيف تلك الجزاء‪ ،‬ثم خلق اللبن من بعض أجزاء‬
‫ذلك الدم‪ ،‬ثم إن اللبن حصلت فيه أجزاء ثلثة على طبايع متضادة‪ ،‬فما فيه‬
‫من الدهن يكون حارا رطبا‪ ،‬وما فيه من المائية يكون باردا رطبا‪ ،‬وما فيه‬
‫من الجبنية يكون باردا يابسا وهذه الطبايع ما كانت حاصلة في العشب‬
‫الذي تناوله الشاة‪ .‬فظهر بهذين أن هذه الجسام ل تزال تنقلب من صفة‬
‫إلى صفة ومن حالة إلى حالة مع أنه ل يناسب بعضها بعضا ول يشاكل‬
‫بعضها بعضا وعند ذلك يظهر أن هذه الحوال انما تحدث بتدبير فاعل حكيم‬
‫رحيم‪ ،‬يدبر أحوال هذا العالم على وفق مصالح العباد‪ ،‬فسبحان من شهد‬
‫جميع ذرات العالم العلى والسفل بكمال قدرته‪ ،‬ونهاية حكمته ورحمته‪،‬‬
‫له الخلق والمر تبارك ال رب العالمين‪ .‬أما قوله " سائغا للشاربين "‬
‫فمعناه جاريا في حلوقهم لذيذا هنيئا يقال‪ :‬ساغ الشراب في الحلق وأساغه‬
‫صاحبه‪ ،‬ومنه قوله " ول يكاد يسيغه " )‪ (1‬وقال أهل التحقيق‪ :‬اعتبار‬
‫حدوث اللبن كما يدل على وجود الصانع المختار‪ ،‬فكذلك يدل على إمكان‬
‫الحشر والنشر‪ ،‬وذلك لن هذا العشب الذي يأكله الحيوان إنما يتولد من‬
‫الماء والرض‪ ،‬فخالق العالم دبر تدبيرا آخر‪ ،‬انقلب ذلك الدم لبنا ثم دبر‬
‫تدبيرا آخر حدث من ذلك اللبن الدهن والجبن‪ ،‬فهذا الستقراء يدل على أنه‬
‫تعالى قادر على أن‬
‫)‪ (1‬ابراهيم‪.17 :‬‬

‫]‪[94‬‬

‫يقلب هذه الجسام من صفة إلى صفة‪ ،‬ومن حالة إلى حالة‪ ،‬فإذا كان كذلك لم يمنع‬
‫أيضا أن يكون قادرا على أن يقلب أجزاء أبدان الموات إلى صفة الحياة‬
‫والعقل‪ ،‬كما كانت قبل ذلك‪ ،‬فهذا العتبار يدل من هذا الوجه على أن البعث‬
‫والقيامة أمر ممكن غير ممتنع‪ .‬وقال البيضاوى‪ " :‬وإن لكم في النعام‬
‫لعبرة " دللة يعبر بها من الجهل إلى العلم " نسقيكم مما في بطونه "‬
‫استيناف لبيان العبرة‪ ،‬وإنما ذكر الضمير ووحده ههنا للفظ‪ ،‬وأنثه في‬
‫سورة المؤمنون للمعنى‪ ،‬فان النعام اسم جمع‪ ،‬ولذلك عده سيبويه في‬
‫المفردات المبنية على أفعال كأخلق وأكياس‪ ،‬ومن قال إنه جمع نعم‪ ،‬جعل‬
‫الضمير للبعض‪ ،‬فان اللبن لبعضها دون جميعها‪ ،‬أو لواحده‪ ،‬أوله على‬
‫المعنى‪ ،‬فان المراد به الجنس وقرء نافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب "‬
‫نسقيكم " بالفتح هنا وفي المؤمنون‪ " .‬من بين فرث ودم لبنا " فانه‬
‫يخلق من بعض أجزاء الدم المتولد من الجزاء اللطيفة التى في الفرث‪،‬‬
‫وهو الشياء المأكولة المنهضمة بعد النهضام في الكرش‪ ،‬و حديث ابن‬
‫عباس إن صح فالمراد أن أوسطه يكون مادة اللبن‪ ،‬وأعله مادة الدم‪،‬‬
‫الذي يغذى البدن‪ ،‬لنهما ل يتكونان في الكرش‪ .‬ثم ذكر مختصرا مما ذكره‬
‫الرازي ثم قال‪ " :‬خالصا " صافيا ل يستصحبه لون الدم ول رائحة‬
‫الفرث‪ ،‬أو مصفى عما يصحبه من الجزاء الكثيفة بتضييق مخرجه "‬
‫سائغا للشاربين " سهل المرور في حلقهم‪ .‬وقال الطبرسي ره‪ :‬روى‬
‫الكلبى عن ابن عباس قال‪ :‬إذا استقر العلف في الكرش صار أسفله فرثا‪،‬‬
‫وأعله دما‪ ،‬وأوسطه لبنا‪ ،‬فيجرى الدم في العروق‪ ،‬واللبن في الضرع‬
‫ويبقى الفرث كما هو‪ ،‬فذلك قوله " من بين فرث ودم لبنا خالصا " ل‬
‫يشوبه الدم ول الفرث‪ ،‬والكبد مسلطة على هذه الصناف فتقسمها على‬
‫الوجه الذي اقتضاه التدبير اللهى )‪ - 1 .(1‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‬
‫بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن عيسى اليقطينى‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 3‬ر ‪(*) .371‬‬

‫]‪[95‬‬

‫القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبى بصير ومحمد بن مسلم عن أبى عبد ال‬
‫عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬حسو اللبن‬
‫شفاء من كل داء إل الموت )‪ .(1‬وقال عليه السلم‪ :‬لحوم البقرداء وألبانها‬
‫دواء وأسمانها شفاء )‪ .(2‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬حسازيد المرق شربه شيئا‬
‫بعد شئ كتحساه واحتساه‪ ،‬و اسم ما يحتسى الحسية والحسا‪ ،‬ويمد‪،‬‬
‫والحسو كدلو والحسو كعدو‪ - 2 .‬طب الئمة‪ :‬عن إبراهيم بن رياح‪ ،‬عن‬
‫فضالة‪ ،‬عن العل‪ ،‬عن عبد ال بن أبي يعفور قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه‬
‫السلم عن ألبان ال تن للدواء يشربها الرجل‪ ،‬قال‪ :‬ل بأس به )‪ .(3‬بيان‪:‬‬
‫قال في الدروس‪ :‬يكره لبن التن جامدا ومايعا انتهى‪ ،‬وكأنهم حكموا‬
‫بالكراهة لكراهة لحمها‪ ،‬وفيه نظر‪ ،‬ولم أر في الخبار ما يدل عليها‪ ،‬وإن‬
‫كان في بعضها التقييد بالدواء لكن في أكثره في كلم السائل‪ ،‬وبالجملة‬
‫الحكم بالكراهة مشكل‪ - 3 .‬الطب‪ :‬عن الجارود بن محمد‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عيسى عن كامل قال‪ :‬سمعت موسى ابن عبد ال بن الحسن يقول‪ :‬سمعت‬
‫أشياخنا يقولون‪ :‬ألبان اللقاح شفاء من كل داء وعاهة في الجسد )‪.(4‬‬
‫وعن أبى عبد ال عليه السلم أنه قال مثل ذلك إل أنه زاد فيه‪ " :‬وهو‬
‫ينقى البدن ويخرج درنه ويغسله غسل " )‪ .(5‬بيان‪ :‬اللقاح ككتاب‪ :‬البل‬
‫واللقوح كصبور واحدتها‪ ،‬والناقة الحلوب‪ ،‬وقال‪ :‬الدرن محركة الوسخ أو‬
‫تلطخه‪ - 4 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن خلف بن حماد‪ ،‬عن يحيى بن عبد ال‬
‫قال‪ :‬كنا عند أبى‪ .‬عبد ال عليه السلم فاتينا بسكرجات فأشار بيده نحو‬
‫واحدة منهن وقال‪ :‬هذا شيراز التن‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الخصال ‪ 2‬ر ‪ (3) .615‬طب الئمة‪ (4) .63 :‬طب الئمة‪ 102 :‬ومثل في‬
‫المحاسن ‪ (5) .493‬طب الئمة‪.102 :‬‬

‫]‪[96‬‬

‫لعليل عندنا‪ ،‬فمن شاء فليأكل ومن شاء فليدع )‪ .(1‬المكارم‪ :‬عن يحيى بن عبد ال‬
‫مثله )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال في النهاية‪ :‬فيه‪ :‬ل آكل في سكرجة هي بضم السين‬
‫والكاف والراء والتشديد‪ :‬إناء صغير يؤكل فيه الشئ القليل من الدم‪ ،‬وهي‬
‫فارسية وأكثر ما يوضع فيه الكواميخ ونحوها‪ ،‬وفي القاموس‪ :‬الشيراز‬
‫اللبن الرائب المستخرج ماؤه‪ ،‬وفي بحر الجواهر‪ :‬هو صبغ يعمل من اللبن‬
‫كالحسو الغليظ والجمع شواريز‪ .‬وأقول‪ :‬الظاهر أن المراد بالرائب الذي‬
‫اشتد وغلظ سواء حمض كالماست أولم يحمض كالجبن الرطب وإن كان‬
‫الثاني أظهر‪ - 5 .‬المكارم‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم وذكر لحم البقر‬
‫قال‪ :‬ألبانها دواء‪ ،‬وشحومها شفاء ولحومها داء )‪ - 6 .(3‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫على بن حديد‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن التلبين‬
‫يجلو القلب الحزين كما يجلو الصابع العرق من الجبين )‪ - 7 .(4‬ومنه‪:‬‬
‫عن أبيه رفعه عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬لو أغنى عن الموت شئ لغنت التلبينة قيل‪ :‬يا‬
‫رسول ال وما التلبينة ؟ قال‪ :‬الحسو باللبن )‪ .(5‬توضيح‪ :‬رواه في الكافي‬
‫)‪ (6‬مرسل إلى قوله " الحسو باللبن الحسو باللبن " يكررها ثلثا وفيه "‬
‫التلبينة " في الموضعين‪ ،‬وهو أظهر‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬فيه التلبينة مجمة‬
‫لفؤاد المريض‪ ،‬التلبينة والتلبين حساء يعمل من دقيق أو نخالة‪ ،‬وربما‬
‫جعل فيها عسل‪،‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ‪ (2) .494‬مكارم الخلق ‪ (3) .222‬مكارم الخلق ‪ 4) .183‬و ‪(5‬‬
‫المحاسن‪ (6) .405 :‬الكافي ‪ ،320 - 6‬رواه مرسل ثم قال‪ :‬ورواه سهل‬
‫بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن الصم عن مسمع بن عبد‬
‫الملك عن أبى عبد ال عليه السلم مثله‪.‬‬

‫]‪[97‬‬

‫سميت تشبيها باللبن لبياضها ورقتها وهي تسمية بالمرة من التلبين‪ ،‬مصدر لبن‬
‫القوم إذا سقاهم اللبن‪ .‬وفي القاموس‪ :‬التلبين وبهاء حساء من نخالة ولبن‬
‫وعسل‪ ،‬أو من نخالة فقط‪ ،‬وقال‪ :‬حسا زيد المرق شربه شيئا بعد شئ‬
‫كتحساه واحتساه‪ ،‬واسم ما يحتسى الحسية والحسا ويمد‪ ،‬والحسو كدلوا‬
‫والحسو كعدو‪ - 8 .‬طب الئمة‪ :‬عن محمد بن موسى السريعى عن ابن‬
‫محبوب وهرون بن أبى الجهم‪ ،‬عن السكوني عن أبي عبد ال عن أبيه‬
‫عليهما السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬شكى نوح إلى ربه‬
‫عزوجل ضعف بدنه‪ ،‬فأوحى ال تعالى إليه أن اطبخ اللبن فكلها‪ ،‬فانى‬
‫جعلت القوة والبركة فيهما )‪ - 9 .(1‬المكارم‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال في مرق لحم البقر‪ :‬يذهب بالبياض‪ .‬وعن أبى جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫إن بنى إسرائيل شكوا إلى موسى عليه السلم ما يلقون من البرص‪ ،‬فشكى‬
‫ذلك إلى ال عزوجل فأحى ال إليه‪ :‬مرهم فليأكلوا لحم البقر بالسلق )‪.(2‬‬
‫‪ - 10‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن على‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبى هاشم‪ ،‬عن‬
‫محمد بن أبى حمزة عن أبى بصير قال‪ :‬أكلنا مع أبي عبد ال عليه السلم‬
‫فأتانا بلحم جزور وظننت أنه من بدنته فأكلنا ثم اتينا بعص من لبن فشرب‬
‫منه ثم قال لي‪ :‬اشرب يا أبا محمد‪ ،‬فذقته فقلت‪ :‬أيش جعلت فداك ؟ قال‪:‬‬
‫إنها الفطرة ثم أتانا بتمرة فأكلنا )‪ .(3‬الكافي‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن أبى‬
‫عبد ال مثله )‪ (4‬وفيه محمد بن على بن أبى حمزة وما في المحاسن كأنه‬
‫أظهر‪ ،‬وفيه مكان " أيش "‪ " :‬لبن " ومكان " أتانا " " اتينا "‪.‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة‪ (2) .64 :‬مكارم الخلق ‪ (3) .183‬المحاسن‪ (4) .491 :‬الكافي ‪6‬‬
‫ر ‪.337‬‬
‫]‪[98‬‬

‫بيان‪ :‬العس بالضم‪ :‬القدح العظيم‪ ،‬وأقول‪ :‬روى مسلم في صحيحه )‪ (1‬أن النبي‬
‫صلى ال عليه وآله اتي ليلة اسري به بايليا بقدحين من خمر ولبن فنظر‬
‫إليهما فأخذ اللبن فقال له جبرئيل عليه السلم‪ :‬الحمد ل الذي هداك‬
‫للفطرة‪ ،‬لو أخذت الخمر غوت امتك وقال بعض شراحه‪ :‬إيليا بالمد وقد‬
‫يقصر بيت المقدس‪ ،‬وفي الرواية محذوف تقديره أتي بقدحين فقيل له‬
‫اختر أيهما شئت‪ ،‬فألهمه ال تعالى اختيار اللبن لما أراد سبحانه من توفيق‬
‫هذه المة‪ .‬وقول جبرئيل عليه السلم‪ :‬أصبت الفطرة‪ ،‬قيل في معناه أقوال‪،‬‬
‫المختار منها أن ال تعالى أعلم جبرئيل أن النبي صلى ال عليه وآله إن‬
‫اختار اللبن كان كذا‪ ،‬وإن اختار الخمر كان كذا‪ ،‬وأما الفطرة فالمراد بها‬
‫هنا السلم والستقامة‪ ،‬ومعناه وال يعلم‪ :‬اخترت علمة السلم‬
‫والستقامة‪ ،‬وجعل اللبن علمة ذلك لكونها سهل طيبا طاهرا سائغا‬
‫للشاربين سليم العاقبة وأما الخمر فانها ام الخبائث‪ ،‬وجالبة لنواع الشر‬
‫في الحال والمال انتهى‪ .‬وقال الطيبى‪ :‬للفطرة أي التي فطر الناس عليها‪،‬‬
‫فان منها العراض عما فيه غائلة وفساد كالخمر المخلة بالعقل الداعي إلى‬
‫كل خير والرادع عن كل شر‪ ،‬والميل إلى ما فيه نفع خال عن المضرة‬
‫كاللبن انتهى‪ .‬أقول‪ :‬فعلى هذه الوجوه‪ ،‬المعنى أن اللبن شئ مبارك كان‬
‫اختيار النبي صلى ال عليه وآله إياه علمة الفطرة‪ ،‬فيكون إشارة إلى تلك‬
‫القصة لعلم الراوي بها‪ .‬وأقول‪ :‬يحتمل هذا الخبر وجوها اخر‪.‬‬

‫)‪ (4‬روى مسلم في صحيحه تحت الرقم ‪ 168‬في حديث السراء‪ ...." :‬فأتيت‬
‫باناءين في أحدهما لبن في الخر خمر‪ ،‬فقيل لى‪ :‬خذ أيهما شئت‪ ،‬فأخذت‬
‫اللبن فشربته فقال‪ :‬هديت الفطرة‪ ،‬أو أصبت الفطرة‪ ،‬أما انك لو أخذت‬
‫الخمر غوت أمتك " ورواه أحمد في مسنده ‪ 25‬ر ‪ 282‬والترمذي في‬
‫تفسير سورة السراء تحت الرقم ‪ 5137‬بهذا اللفظ وما ذكره المؤلف‬
‫العلمة في الصلب ونسبه إلى مسلم انما يوجد في البخاري تحت الرقم ‪2‬‬
‫و ‪ 12‬من كتاب الشربة وفى تفسير سورة بنى اسرائيل بالرقم ‪.2‬‬

‫]‪[99‬‬

‫الول أنه مما اغتدي النسان به في أول ما رغب إلى الغذاء عند خروجه من بطن‬
‫امة ونشأ عليه فكأنه فطر عليه وخلق منه‪ .‬الثاني أن يكون المراد بها ما‬
‫يستحب أن يفطر عليه‪ ،‬لو رود الخبار باستحباب إفطار الصائم به‪ .‬الثالث‬
‫أن يكون الغرض مدح ذلك اللبن المخصوص بأنه قريب العهد بالحلب قال‬
‫الفيروز آبادي‪ :‬الفطر بالضم وبضمتين شئ من فضل اللبن يحلب ساعئذ‬
‫وقال‪ :‬قد سئل عن المذي قال‪ :‬هو الفطر‪ .‬قيل شبه المذي في قلته بما‬
‫يحتلب بالفطر‪ ،‬وروي بالضم )‪ (1‬وأصله ما يظهر من اللبن على إحليل‬
‫الضرع انتهى وقيل الفطرة الطرى القريب الحديث بالعمل‪ .‬أقول‪ :‬الول‬
‫أظهر الوجوه‪ ،‬ثم هي مرتبة في القرب والبعد‪ - 11 .‬العيون‪ :‬بالسانيد‬
‫الثلثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال الحسين بن‬
‫على عليه السلم‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله إذا أكل طعاما يقول‪" :‬‬
‫اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيرا منه " وإذا أكل لبنا أو شربه يقول " اللهم‬
‫بارك لنا فيه وارزقنا منه " )‪ .(2‬صحيفة الرضا‪ :‬بالسناد عنه عليه‬
‫السلم مثله )‪ .(3‬بيان‪ :‬قوله " أو شربه " كأنه ترديد من الراوي أو الكل‬
‫للمنعقد منه والشرب لغيره‪ - 12 .‬قرب السناد‪ :‬عن الحسن بن طريف‪،‬‬
‫عن الحسين بن علوان‪ ،‬عن جعفر عن أبيه عليهما السلم عن جابر بن‬
‫عبد ال قال‪ :‬قيل يا رسول ال‪ :‬أنتداوى ؟ فقال‪ :‬نعم فتداووا‬

‫القاموس ‪ 2‬ر ‪ 110‬ولقظه‪ " :‬وقول عمر وقد سئل عن المذى‪ :‬هو الفطر‪ ،‬قيل‪:‬‬
‫شبه المذى في قلته بما يحتلب بالفطر أو شبه طلوعه من الحليل بطلوع‬
‫الناب ورواه النضر بالضم الخ‪ (2) .‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (3) .39‬صحيفة‬
‫الرضا عليه السلم ‪.13‬‬

‫]‪[100‬‬

‫فان ال تبارك وتعالى لم ينزل داء إل وقد أنزل له دواء‪ ،‬عليكم بألبان البقر فانها‬
‫ترد من الشجر )‪ .(1‬توضيح‪ " :‬فانها ترد " بالتخفيف مضمنا معنى الخذ‪،‬‬
‫أو بالتشديد بمعنى الصدور وفي بعض النسخ ترق وكأن المعنى تأكل ورق‬
‫كل شجر‪ ،‬لكن لم أجد في اللغة هذا الوزن بهذا المعنى‪ ،‬بل قالوا تورقت‬
‫الناقة أكلت الورق‪ ،‬وفي الكافي )‪ (2‬في حديث زرارة " فانها تخلط من كل‬
‫الشجر " كما سيأتي‪ ،‬وعلى أي حال المعنى أنها تأكل من كل حشيش‬
‫وورق فتحصل في لبنه منافع كلها‪ - 13 .‬قرب السناد‪ :‬عن عبد ال بن‬
‫الحسن‪ ،‬عن جده على بن جعفر عن أخيه عليه السلم قال‪ :‬سألته عن‬
‫ألبان التن تشرب للدواء أو تجعل في الدواء ؟ قال‪ :‬ل بأس )‪ .(3‬كتاب‬
‫المسائل لعلى بن جعفر مثله )‪ - 14 .(4‬المحاسن‪ :‬عن النوفلي على‬
‫السكوني عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬كان النبي صلى ال‬
‫عليه وآله يحب من الشراب اللبن )‪ - 15 .(5‬ومنه‪ :‬عن على بن الحكم‪،‬‬
‫عن الربيع بن محمد المسلى‪ ،‬عن عبد ال بن سليمان عن أبى جعفر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬لم يكن رسول ال صلى ال عليه وآله يأكل طعاما ول يشرب‬
‫شرابا إل قال " اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا به خيرا منه " إل اللبن‪ ،‬فانه‬
‫كان يقول " اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه " )‪ - 16 .(6‬ومنه )‪ :(7‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن المغيرة عن أبى الحسن عليه السلم قال‪ :‬كان‬
‫)‪ (1‬قرب السناد ‪ 70‬ط نجف‪ (2) .‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (3) .337‬قرب السناد ‪ 155‬ط‬
‫نجف‪ (4) .‬راجع بحار النوار ‪ 10‬ر ‪ 5) .270‬و ‪ (7‬المحاسن ‪.491‬‬

‫]‪[101‬‬

‫النبي صلى ال عليه وآله إذا شرب اللبن قال‪ " :‬اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه "‪.‬‬
‫‪ - 17‬الطب‪ :‬عن إبراهيم بن حزام الحريري‪ ،‬عن محمد بن أبى نصر‪ ،‬عن‬
‫ثعلبة‪ ،‬عن عبد الرحيم بن عبد المجيد القصير‪ ،‬عن جعفر بن محمد‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬من أصابه ضعف في قلبه أو بدنه فليأكل لحم‬
‫الضان باللبن‪ ،‬فانه يخرج من أوصاله كل داء وغائلة‪ ،‬ويقوى جسمه‪،‬‬
‫ويشد متنه )‪ - 18 .(1‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن عبد ال بن المغيرة عن أبى‬
‫الحسن عليه السلم قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله إذا شرب اللبن قال‬
‫" اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه " )‪ - 19 .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن عثمان‬
‫بن عيسى‪ ،‬عن خالد بن نجيح‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬اللبن من‬
‫طعام المرسلين )‪ .(3‬ومنه‪ :‬عن جعفر بن محمد الشعري عن ابن القداح‬
‫عن أبى عبد ال عليه السلم عن أبيه عن آبائه عليهم السلم مثله )‪.(4‬‬
‫‪ - 20‬ومنه‪ :‬عن أبيه وابن بزيع‪ ،‬عن محمد بن يحيى الخزاز‪ ،‬عن غياث‬
‫بن إبراهيم عن جعفر عن آبائه عليهم السلم أن عليا عليه السلم كان‬
‫يستحب أن يفطر على اللبن‪ - 21 .‬ومنه‪ :‬عن بعض أصحابه عن ابن اخت‬
‫الوزاعي عن مسعدة بن اليسع الباهلى عن جعفر عن أبيه عليهما السلم‬
‫قال‪ :‬كان على عليه السلم يعجبه أن يفطر على اللبن )‪ - 22 .(5‬ومنه‪:‬‬
‫عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ليس أحد يغص بشرب اللبن لن ال‬
‫تبارك وتعالى يقول‪ :‬لبنا خالصا سائغا للشاربين )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة‪ 64 :‬في حديث‪ 2) .‬و ‪ (3‬المحاسن‪ (4) .491 :‬المصدر نفسه‪ ،‬وفيه‬
‫هذا السند بعد الحديث السابق راجعه‪ (5) .‬المحاسن‪(6) .591 :‬‬
‫المحاسن‪.492 :‬‬

‫]‪[102‬‬

‫بيان‪ :‬في القاموس الغصة بالضم الشجى وما اعترض في الحلق فأشرق غصصت‬
‫بالكسر وبالفتح تغص بالفتح غصصا وفي الصحاح غصصت بالماء إذا‬
‫وقف في حلقك فلم تكد تسيغه‪ - 23 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن القاسم بن‬
‫محمد‪ ،‬عن أبى الحسن الصفهانى قال‪ :‬كنت عند أبى عبد ال عليه السلم‬
‫فقال له رجل وأنا أسمع‪ :‬جعلت فداك إنى أجد الضعف في بدنى فقال عليك‬
‫باللبن فانه ينبت اللحم ويشد العظم )‪ - 24 .(1‬ومنه‪ :‬عن نوح بن شعيب‬
‫عمن ذكره‪ ،‬عن أبى الحسن عليه السلم قال‪ :‬من تغير عليه ماء الظهر‬
‫ينفع له اللبن الحليب والعسل )‪ - 25 .(2‬ومنه‪ :‬عن ابن أبي همام عن‬
‫كامل بن محمد بن إبراهيم الجعفي عن أبيه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬اللبن الحليب لمن تغير عليه ماء الظهر )‪ .(3‬بيان‪ :‬في القاموس‬
‫الحليب اللبن المحلوب‪ ،‬أو الحليب ما لم يتغير طعمه انتهى وتغير ماء‬
‫الظهر كناية عن عدم انعقاد الولد منه‪ - 26 .‬المحاسن‪ :‬عن السيارى عن‬
‫عبيد ال بن أبى عبد ال الفارسى عمن ذكره عن أبى عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال له رجل إنى أكلت لبنا فضرني فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ل‬
‫وال ما ضر شيئا قط‪ ،‬ولكنك أكلته مع غيره فضرك الذي أكلته معه‪،‬‬
‫فظننت أن ذاك من اللبن )‪ - 27 .(4‬ومنه‪ :‬عن أبى على أحمد بن إسحق‪،‬‬
‫عن عبد صالح عليه السلم قال‪ :‬من أكل اللبن فقال " اللهم إنى آكله على‬
‫شهوة رسول ال صلى ال عليه وآله إياه لم " يضره )‪ - 28 .(5‬ومنه‪:‬‬
‫عن نوح بن شعيب عن بعض أصحابه‪ ،‬عن موسى بن عبد ال بن الحسن‪،‬‬
‫قال‪ :‬سمعت أشياخنا يقولون‪ :‬إن ألبان اللقاح شفاء من كل داء وعاهة )‬
‫‪ - 29 .(6‬ومنه‪ :‬عن غير واحد‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن زرارة عن‬
‫أحدهما عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬عليكم بألبان‬
‫البقر فانها تخلط من كل شجرة )‪.(7‬‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (7 - 3) .492 :‬المحاسن‪.393 :‬‬

‫]‪[103‬‬

‫‪ - 30‬ومنه‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبى عبد ال عن أبيه عن على عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬لبن البقر شفاء )‪ - 31 .(1‬ومنه‪ :‬عن يحيى بن إبراهيم بن أبى‬
‫البلد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جدة قال‪ :‬شكوت إلى أبي جعفر عليه السلم ذرب‬
‫معدتي فقال‪ :‬ما يمنعك من شرب ألبان البقر ؟ فقال لي شربتها قط ؟ فتلت‪:‬‬
‫مرارا‪ ،‬قال‪ :‬فكيف وجدتها ؟ تدبغ المعدة وتكسو الكليتين الشحم وتشهى‬
‫الطعام فقال‪ :‬لو كانت أيامه خرجت أنا وأنت إلى ينبع حتى نشربه )‪.(2‬‬
‫بيان‪ :‬قال الجوهرى‪ :‬ذربت معدته تذرب ذربا فسدت وينبع كينصر حصن‬
‫له عيون ونخيل وزروع بطريق حاج مصر ذكره الفيروز آبادي‪- 32 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن عيص بن‬
‫القاسم قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن شرب ألبان التن فقال‬
‫اشربها )‪] 33 .(3‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن الحسين بن المبارك عن أبى مريم‬
‫النصاري قال‪ :‬سألت أبا جعفر عليه السلم عن شرب ألبان التن‪ ،‬فقال‪ :‬ل‬
‫بأس بها[ )‪ - 34 .(4‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن العيص‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬تغديت معه فقال‪ :‬هذا شيراز التن اتخذناه‬
‫لمريض لنا فان أحببت أن تأكل منه فكل )‪ - 35 .(5‬المكارم‪ :‬إن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله قال‪ :‬ذانك الطيبان‪ :‬التمر واللبن‪ ،‬إن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله كلما شرب لبنا تمضمض وقال‪ :‬إن له لدسما‪ .‬وفي رواية قال‬
‫عليه السلم‪ :‬إذا شربتم اللبن فتمضمضوا فان لها دسما‪ .‬عن أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬ألبان البقر دواء‪ .‬عن الجعفري قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫الحسن عليه السلم يقول‪ :‬أبوال البل خير من ألبانها و يجعل ال الشفاء‬
‫في ألبانها )‪.(6‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المحاسن‪ 494 :‬وفيه‪ :‬لو كانت أيار‪ (5 - 3) .‬المصدر نفسه وما بين‬
‫العلمتين ساقط من المطبوعة‪ (6) .‬مكارم الخلق ‪.222 - 221‬‬

‫]‪[104‬‬

‫‪ 20 .‬باب الجبن ‪ - 1‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن هلل بن محمد الحفار‪ ،‬عن إسماعيل‬
‫بن على الدعبلي عن أبيه‪ ،‬عن الرضا عن آبائه‪ ،‬عن على بن الحسين‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬شيئان ما دخل جوفا قط إل أفسداه‪ :‬الجبن والقديد‪،‬‬
‫الخبر )‪ .(1‬المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابه رفعه عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم مثله )‪ - 2 .(2‬ومنه‪ :‬عن بعض أصحابه رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫عليه السلم‪ :‬ثلث يؤكلن ويهزلن‪ :‬اللحم اليابس‪ ،‬والجبن‪ ،‬والطلع‪ ،‬وفي‬
‫حديث آخر الجوز‪ ،‬وفي حديث آخر الكسب إلى آخر ما مر في باب اللحم )‬
‫‪ - 3 .(3‬ومنه‪ :‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن سليمان‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا‬
‫جعفر عليه السلم عن الجبن فقال‪ :‬لقد سألتني عن طعام يعجنبي‪ ،‬ثم‬
‫أعطى الغلم دراهم فقال‪ :‬يا غلم ابتع لي جبنا ودعا بالغداة فتغد ينامعه‬
‫واتي بالجبن فقال‪ :‬كل‪ ،‬فلما فرغ من الغداء قلت‪ :‬ما تقول في الجبن ؟ قال‪:‬‬
‫أولم ترني أكلته ؟ قلت‪ :‬بلى ولكني احب أن أسمعه منك‪ ،‬فقال‪ :‬سأخبرك‬
‫عن الجبن وغيره‪ ،‬كل ما يكون فيه حلل وحرام فهو لك حلل‪ ،‬حتى تعرف‬
‫الحرام بعينه فتدعه )‪ - 4 .(4‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن‬
‫أبي الجارود قال‪ :‬سألت أبا جعفر عليه السلم عن الجبن وقلت له‪ :‬أخبرني‬
‫من رأى أنه يجعل فيه الميتة فقال‪ :‬من أجل مكان واحد يجعل فيه الميتة‬
‫حرم في جميع الرضين ؟ إذا علمت أنه ميتة فل تأكله‪ ،‬وإن لم تعلم‬
‫فاشتروبع وكل‪ ،‬وال إني لعترض السوق فأشتري بها اللحم و السمن‬
‫والجبن‪ ،‬وال ما أظن كلهم يسمون‪ ،‬هذه البربر وهذه السودان )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ‪ 1‬ر ‪ 2) .379‬و ‪ (3‬المحاسن‪ 4) .463 :‬و ‪ (5‬المحاسن ‪.495‬‬
‫]‪[105‬‬

‫ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن صفوان عن منصور بن حازم‪ ،‬عن بكر بن حبيب‪ ،‬قال‪ :‬سئل‬
‫أبو عبد ال عليه السلم عن الجبن وأنه توضع فيه النفحة من الميتة قال‪:‬‬
‫ل يصلح ثم أرسل بدرهم فقال‪ :‬اشتر بدرهم من رجل مسلم ول تسأله عن‬
‫شئ )‪ - 6 .(1‬ومنه‪ :‬عن جعفر بن بشير بن بشير عن عمرو بن أبى شبل‬
‫قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الجبن قال‪ :‬كان أبي ذكر له منه‬
‫شئ فكرهه‪ ،‬ثم أكله فإذا اشتريته فاقطع و اذكر اسم ال عليه وكل )‪7 .(2‬‬
‫‪ -‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبى عمير‪ ،‬عن عبيدال الحلبي‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫سنان قال‪ :‬سأل رجل أبا عبد ال عليه السلم عن الجبن فقال‪ :‬إن أكله‬
‫يعجبني ثم دعا به فأكله )‪ - 8 .(3‬ومنه‪ :‬عن اليقطينى‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن‬
‫معاوية‪ ،‬عن رجل من أصحابنا قال‪ :‬كنت عند أبي جعفر عليه السلم فسأله‬
‫رجل من أصحابنا عن الجبن فقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬إنه لطعام‬
‫يعجبني فسأخبرك عن الجبن وغيره‪ ،‬كل شئ فيه الحلل والحرام فهو لك‬
‫حلل‪ ،‬حتى تعرف الحرام فتدعه بعينه )‪ - 9 .(4‬ومنه‪ :‬عن بعض أصحابنا‬
‫رفعه قال‪ :‬الجبن يهضم الطعام قبله‪ ،‬ويشهى ما بعده )‪ - 10 .(5‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬نعم اللقمة الجبن يطيب النكهة‬
‫ويهضم ما قبله‪ ،‬ويمرئ ما بعده‪ - 11 .‬الدروع الواقية‪ :‬باسناده إلى هرون‬
‫بن موسى التلعكبرى‪ ،‬عن محمد بن همام‪ ،‬عن محمد بن يحيى الفارسى‬
‫عن محمد بن يحيى الطبري‪ ،‬عن الوليد بن أبان‪ ،‬عن محمد بن سماعة‪،‬‬
‫عن أبيه قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬نعم اللقمة الجبن‪،‬‬
‫تعذب الفم‪ ،‬وتطيب النكهة‪ ،‬وتهضم ما قبله‪ ،‬وتشهى الطعام‪ ،‬ومن يتعمد‬
‫أكله رأس الشهر أو شك أن ل ترد له حاجة‪ .‬بيان‪ :‬قال الجوهرى‪ :‬النكهة‬
‫ريح الفم‪ - 12 .‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن على بن إبراهيم الهاشمي‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن محمد‬

‫)‪ (5 - 1‬المحاسن‪.496 :‬‬

‫]‪[106‬‬

‫بن الفضيل النيسابوري‪ ،‬عن بعض رجاله‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال سأله‬
‫رجل عن الجبن فقال‪ :‬داء ل دواء له‪ ،‬فلما كان بالعشي دخل الرجل على‬
‫أبي عبد ال عليه السلم فنظر إلى الجبن على الخوان فقال‪ :‬جعلت فداك‬
‫سألتك بالغداة عن الجبن فقلت لي‪ :‬إنه هو الداء الذي ل دواء له‪ ،‬والساعة‬
‫أراه على الخوان ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬هو ضار بالغداة‪ ،‬نافع بالعشى‪ ،‬ويزيد في‬
‫ماء الظهر‪ .‬وروى أن مضرة الجبن في قشره )‪ - 13 .(1‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن عبد العزيز العبدي‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو ‪ -‬عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫الجبن والجوز في كل واحد منهما الشفاء‪ ،‬فان افترقا كان في كل واحد‬
‫منهما الداء )‪ .(2‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ - 14 .(3‬الكافي‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد عن إدريس بن الحسن‪ ،‬عن عبيد بن‬
‫زرارة‪ ،‬عن أبيه عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن الجبن والجوز إذا‬
‫اجتمعا كانا دواء وإذا افترقا كانا داء )‪ .(4‬بيان‪ :‬قد يقال إن الجوز إنما‬
‫يصلحه إذا لم يكن مالحا فانه حينئذ بارد رطب في الثالثة‪ ،‬وأما مالحه فهو‬
‫حار يابس في الثالثة‪ ،‬والجوز حار إما في الثانية أو في الثالثة‪ ،‬يابس في‬
‫الولى فتزيد غائلته‪ - 15 .‬المكارم‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬الجبن‬
‫يهضم ما قبله‪ ،‬ويشهي ما بعده )‪ .(5‬بيان‪ :‬في المصباح‪ :‬الجبن المأكول‬
‫فيه ثلث لغات أجودها سكون الباء والثانية ضمها للتباع‪ ،‬والثالثة وهي‬
‫أقلها التثقيل‪ ،‬ومنهم من يجعل التثقيل من ضرورة الشعر‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .340‬المحاسن‪ (3) .497 :‬مكارم الخلق ‪ (4) .216‬الكافي‬
‫‪ 6‬ر ‪ ،340‬ومثله في المحاسن‪ (5) .496 :‬مكارم الخلق‪.216 :‬‬

‫]‪[107‬‬

‫‪ 21 .‬باب * )الماست والمضيرة( * ‪ - 1‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى رفعه عن أبى‬


‫الحسن عليه السلم قال‪ :‬من أراد الماست ول يضره فليصب عليها‬
‫الهاضوم‪ ،‬قلت‪ :‬وما الهاضوم ؟ قال‪ :‬النانخواه )‪ - 2 .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد‬
‫بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن عبد ال بن محمد الحجال‪ ،‬عن أبي‬
‫سليمان الحمار‪ ،‬قال‪ :‬كنا عند أبي عبد ال عليه السلم فجاءنا بمضيرة‬
‫وبعدها بطعام ثم اتي بقناع من رطب عليه ألوان‪ ،‬الخبر )‪ .(2‬المحاسن‪:‬‬
‫عن الحجال مثله )‪ .(3‬بيان في بحر الجواهر مضر من باب نصر حمض‬
‫سخت ترش‪ ،‬والمضيرة طبيخة تطبخ باللبن الماضر فارسيها دوغبا‪- 3 .‬‬
‫إرشاد القلوب‪ :‬عن سويد بن غفلة قال‪ :‬دخلت على على بن أبي طالب‬
‫عليه السلم فوجدته جالسا وبين يديه إناء فيه لبن أجد ريح حموضته وفي‬
‫يده رغيف أرى قشاء الشعير في وجهه وهو يكسر بيده ويطرحه فيه‪،‬‬
‫الخبر )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .328‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (3) .348‬المحاسن‪ 537 :‬وفيه‪ " :‬عن أبى‬
‫داود سليمان الحمار " والصحيح ما في الكافي وهو أبو سليمان داود بن‬
‫سليمان بن عبد الرحمن الحمار الكوفى عنونه النجاشي ص ‪ 122‬و قال‪:‬‬
‫كوفى ثقة روى عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ذكره ابن نوح‪ ،‬له‬
‫كتاب يرويه عدة من اصحابنا منهم الحسن بن محبوب عن داود بن‪،‬‬
‫وعنونه الشيخ في الفهرست وزاد فيمن روى كتابه أحمد بن ميثم‪ ،‬ونقل‬
‫الجامع رواية الوشاء‪ ،‬والنضر بن سويد وابى على الخزاز عنه أيضا‬
‫واما أبو داود سليمان الحمار‪ ،‬الذى وقع في بعض السانيد أظنه تخليطا‬
‫بين الرجل وأبيه وأن الصحيح في السناد " أبو سليمان داود الحمار "‬
‫بقرينة التكنية واتحاد الراوى عنه‪ (4) .‬ارشاد القلوب ‪ 2‬ر ‪.8‬‬

‫]‪[108‬‬

‫ابواب النباتات‪ 1 ،‬باب * )جوامع أحوالها ونوادرها وأحوال الشجار وما يتعلق‬
‫بها( * اليات العراف‪ :‬والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه والذى خبث ل‬
‫يخرج إل نكدا كذلك نصرف اليات لقوم يشكرون )‪ - 7 .(1‬النحل‪ :‬هو الذي‬
‫أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ينبت لكم به‬
‫الزرع ‪ -‬إلى قوله تعالى ‪ -‬وسخر لكم الليل والنهار ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬وما ذرأ‬
‫لكم في الرض مختلفا ألوانه )‪ .(2‬طه‪ :‬فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى‬
‫كلوا وارعوا أنعامكم )‪ .(3‬التنزيل‪ :‬أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الرض‬
‫الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفل يبصرون )‪ .(4‬يس‪:‬‬
‫وآية لهم الرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون ‪ -‬إلى قوله‬
‫سبحانه ‪ -‬سبحان الذى خلق الزواج كلها مما تنبت الرض ومن أنفسهم‬
‫ومما ل يعلمون )‪ .(5‬الرحمن‪ :‬والنجم والشجر يسجدان )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .58 :‬النحل اليات ‪ (3) .13 - 10‬طه‪ 53 :‬و ‪ (4) .54‬السجدة‪:‬‬
‫‪ (5) .27‬يس‪ (6) .46 - 33 :‬الرحمن‪.6 :‬‬

‫]‪[109‬‬

‫عبس‪ :‬فلينظر النسان إلى طعامه * أنا صببنا الماء صبا * ثم شققنا الرض شقا *‬
‫فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخل * وحدائق غلبا *‬
‫وفاكهة وأبا * متاعا لكم ولنعامكم )‪ .(1‬العلى‪ :‬الذي أخرج المرعى *‬
‫فجعله غثاء أحوى )‪ .(2‬تفسير‪ " :‬والبلد الطيب " قيل أي الرض الكريمة‬
‫التربة " يخرج نباته باذن ربه " أي بمشيته وتيسره عبر به عن كثرة‬
‫النبات وحسنه وغزارة نفعه‪ ،‬لنه أوقعه على مقابله " والذى خبث "‬
‫كالحرة والسبخة " ل يخرج إل نكدا " أي قليل عديم النفع ونصبه على‬
‫الحال‪ ،‬وتقدير الكلم والبلد الذي خبث ل يخرج نباته إل نكدا‪ ،‬فحذف‬
‫المضاف واقيم المضاف إليه مقامه‪ ،‬فصار مرفوعا مستترا " كذلك نصرف‬
‫اليات " أي نرددها ونكررها " لقوم يشكرون " نعمة ال فيتفكرون فيها‪،‬‬
‫ويعتبرون بها‪ ،‬والية مثل لمن تدبر اليات وانتفع بها‪ ،‬ولمن لم يرفع إليها‬
‫رأسا ولم يتأثر بها‪ .‬وقال علي بن إبراهيم )‪ (3‬هو مثل الئمة عليهم السلم‬
‫يخرج علمهم باذن ربهم ولعدائهم ل يخرج علمهم إل كدرا فاسدا‪ ،‬وقال‬
‫ابن شهر آشوب في المناقب‪ :‬قال عمرو بن العاص للحسين عليه السلم‪:‬‬
‫ما بال لحاكم أوفر من لحانا ؟ فقرأ عليه السلم هذه الية )‪ .(4‬وقال‬
‫سبحانه‪ " :‬هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب " أي ما‬
‫تشربونه " ومنه شجر " أي ومنه تكون شجر يعني الشجر الذي ترعاه‬
‫المواشي‪ ،‬وقيل‪ :‬كل ما نبت على الرض شجر من " سامت الماشية‬
‫وأسامها صاحبها " ينبت لكم به الزرع " وقرأ أبو بكر بالنون على‬
‫التفخيم " والزيتون والنخيل والعناب ومن كل الثمرات " أي وبعض كلها‬
‫إذ لم ينبت في الرض كل ما يمكن من الثمار‪ ،‬قيل‪ :‬ولعل تقديم‬

‫)‪ (1‬عبس‪ (2) .32 - 24 :‬العلى‪ 4 :‬و ‪ (3) .5‬تفسير القمى‪ (4) .219 :‬مناقب آل‬
‫أبى طالب ‪ 4‬ر ‪.67‬‬

‫]‪[110‬‬

‫ما يسام فيه على ما يؤكل منه‪ ،‬لنه سيصير غذاء حيوانيا هو أشرف الغذية‪ ،‬ومن‬
‫هذا تقديم الزرع والتصريح بالجناس الثلثة وترتيبها‪ " .‬إن في ذلك ليات‬
‫لقوم يتفكرون " على وجود الصانع وحكمته‪ ،‬فان من تأمل أن الحبة تقع‬
‫في الرض وتصل إليها نداوة تنفذ فيها فينشق أعلها ويخرج منه ساق‬
‫الشجرة وينشق أسفلها‪ ،‬فيخرج منه عروقها‪ ،‬ثم ينمو ويخرج منه الوراق‬
‫والزهار والكمام والثمار‪ ،‬ويشتمل كل منها على أجسام مختلفة الشكال‬
‫والطباع‪ ،‬مع اتحاد المواد ونسبة الطبايع السفلية والتأثيرات الفلكية إلى‬
‫الكل‪ ،‬علم أن ذلك ليس إل بفعل فاعل مختار مقدس عن منازعة الضداد‬
‫والنداد‪ " .‬وما ذرأ لكم في الرض " عطف على الليل‪ ،‬أي وسخر لكم ما‬
‫خلق لكم فيها من حيوانات ونباتاب " مختلفا ألوانه " أي أصنافه فانها‬
‫تتخالف باللون غالبا " إن في ذلك لية لقوم يذكرون " أن اختلفها في‬
‫الطباع والهيئات والمناظر ليس إل بصنع صانع حكيم‪ .‬وقال تعالى " وأنزل‬
‫من السماء ماء فأخر جنابه " قيل‪ :‬عدل من لفظ الغيبة إلى صيغة المتكلم‬
‫على الحكاية لكلم ال تنبيها على ظهور ما فيه من الدللة على كمال‬
‫القدرة والحكمة‪ ،‬وإيذانا بأنه مطاع تنقاد الشياء المختلفة بمشيته "‬
‫أزواجا " أي أصنافا " من نبات شتى " أي متفرقات في الصور‬
‫والعراض والمنافع ويصلح بعضها للناس‪ ،‬و بعضها للبهايم‪ ،‬فلذلك قال‪:‬‬
‫" كلوا وارعوا أنعامكم " أي أخرجنا أصناف النبات قائلين كلوا وارعوا‬
‫أنعامكم " إن في ذلك ليات لولى النهى "‪ :‬لذوي العقول الناهية عن‬
‫اتباع الباطل وارتكاب القبايح‪ ،‬جمع نهية‪ .‬وأقول‪ :‬هذا مما يدل على عموم‬
‫الباحة إل ما أخرجه الدليل كما مر‪ " .‬والنجم " أي النبات الذي ينجم أي‬
‫يطلع من الرض ول ساق له " والشجر " الذي له ساق " يسجدان "‬
‫ينقادان ل فيما يريد بهما طبعا انقياد الساجد من المكلفين طوعا‪.‬‬

‫]‪[111‬‬

‫" والذي أخرج المرعى " أي ينبت ما يرعاه الدواب " فجعله " بعد خضرته "‬
‫غثاء أحوى " أي يابسا أسود‪ ،‬وقيل‪ :‬أحوى حال من المرعى‪ ،‬أي أخرجه‬
‫أحوى من شدة خضرته‪ .‬أقول‪ :‬وقد مر سائر اليات وتفسيرها في باب‬
‫جوامع ما يحل ‪ - 1‬العيون والعلل‪ :‬عن محمد بن عمرو بن على‪ ،‬عن‬
‫محمد بن عبد ال بن جبلة‪ ،‬عن عبد ال بن أحمد بن عامر الطائى‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬سأل الشامي أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم عن أول شجرة غرست في الرض فقال‪ :‬العوسجة‪ ،‬و منها‬
‫عصا موسى عليه السلم وسأله عن أول شجرة نبتت في الرض فقال‪:‬‬
‫هي الدبا‪ ،‬وهى القرع )‪ .(1‬بيان‪ :‬ل تنافي بين الول والثاني لن الول ما‬
‫كان بغرس غارس‪ ،‬والثاني ما نبتت من غير غرس‪ ،‬وأما ما سيأتي من أن‬
‫أول الشجرة النخلة‪ ،‬فيمكن أن تكون الولية في إحداهما إضافية أو المراد‬
‫بما سيأتي ماله ثمرة معروفة أو إحداهما ما نبت بالنواة والخرى ما نبت‬
‫بالغصن‪ ،‬وفي المصباح العوسج فوعل من شجر الشوك له ثمر مدور‬
‫والواحدة عوسجة‪ - 2 .‬العلل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن محبوب عن النعمان‪ ،‬عن بريد‬
‫العجلى‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬إنما سمى العود خلفا لن إبليس‬
‫عمل صورة سواع على خلف صورة ود فسمى العود خلفا‪ ،‬الخبر )‪.(2‬‬
‫بيان‪ :‬إنما سمى العود أي الشجر المعهود‪ ،‬وكأن السواع كان منحوتا منه‪،‬‬
‫وقال الفيروز آبادي‪ :‬الخلف ككتاب ‪ -‬وشده لحن ‪ -‬صنف من الصفصاف‬
‫وليس به سمي خلفا لن السيل يجئ به سبيا فينبت من خلف أصله‪ ،‬وقال‬
‫في المصباح‪:‬‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ‪ 1‬ر ‪ .244‬علل الشرايع ‪ 2‬ر ‪ (2) .287‬الشرايع ‪ 1‬ر ‪.5‬‬

‫]‪[112‬‬

‫قال الدينوري‪ :‬زعموا أنه سمي خلفا لن الماء يأتي به سبيا ينبت مخالفا لصله‪،‬‬
‫ويحكى أن بعض الملوك مر بحائط فرأى شجر الخلف فقال لوزيره‪ :‬ما‬
‫هذا الشجر ؟ فكره الوزير أن يقول‪ :‬شجر الخلف لنفور النفوس عن‬
‫لفظه‪ ،‬فسماه باسم ضده فقال شجر الوفاق فأعظمه الملك لنباهته‪- 3 .‬‬
‫العلل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن القاسم بن محمد الصبهاني‪،‬‬
‫عن سليمان بن داود المنقرى‪ ،‬عن سفيان بن عيينة‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬لم يخلق ال عزوجل شجرة إل ولها ثمرة تؤكل‪ ،‬فلما قال‬
‫الناس " اتخذ ال ولدا " اذهب نصف ثمرها‪ ،‬فلما اتخذوا مع ال إلها‪،‬‬
‫شاك الشجر )‪ - 4 .(1‬ومنه‪ :‬عن أحمد بن محمد بن عيسى العلوى‪ ،‬عن‬
‫محمد بن إبراهيم بن أسباط‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن زياد القطان‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن عيسى بن جعفر بن محمد بن عبد ال بن محمد‬
‫بن عمر بن على بن أبي طالب عن آبائه‪ ،‬عن عمر بن على عن أبيه على‬
‫بن أبى طالب عليه السلم أن النبي صلى ال عليه وآله سئل كيف صارت‬
‫الشجار بعضها مع أحمال‪ ،‬وبعضها بغير أحمال ؟ فقال‪ :‬كلما سبح ال آدم‬
‫تسبيحة صارت له في الدنيا شجرة مع حمل‪ ،‬و كلما سبحت حوا تسبيحة‬
‫صارت في الدنيا شجرة من غير حمل )‪ - 5 .(2‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن المفيد‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن قولويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن‬
‫عبد ال‪ ،‬عن محمد بن أحمد الشعري‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محمد‬
‫بن سليمان عن أبى حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبى جعفر عليه السلم قال‪ :‬أول‬
‫شجرة نبتت على وجه الرض النخلة )‪ - 6 .(3‬تفسير على بن إبراهيم‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن إسحاق بن الهيثم‪ ،‬عن سعد بن طريف عن الصبغ بن نباته‪،‬‬
‫عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬إن الشجر لم يزل خضيدا كله حتى‬
‫دعي للرحمن ولد ‪ -‬عز الرحمن وجل أن يكون له ولد ‪ -‬فكادت السموات‬
‫أن يتفطرن منه وتنشق الرض وتخر الجبال هدا فعند ذلك اقشعر الشجر‬
‫وصار له شوك‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬علل الشرايع ‪ 2‬ر ‪ (3) .260‬امالي الطوسى ‪ 1‬ر ‪(*) .219‬‬

‫]‪[113‬‬

‫حذار أن ينزل به العذاب الخبر )‪ .(1‬بيان‪ :‬في القاموس خضد الشجر قطع شوكه‪7 .‬‬
‫‪ -‬العياشي‪ :‬عن يزيد بن عبد الملك عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إنه‬
‫لن يغضب ل شئ كغضب الطلح والسدر‪ ،‬إن الطلح كانت كالترج‪ ،‬والسدر‬
‫كالبطيخ‪ ،‬فلما قالت اليهود " يد ال مغلولة " أنقصتا حملهما فصغر فصار‬
‫له عجم واشتد العجم‪ ،‬فلما أن قالت النصارى " المسيح بن ال " إذ عرتا‬
‫فخرج لهما هذا الشوك ونقصتا حملهما وصار النبق إلى هذا الحمل وذهب‬
‫حمل الطلح فل يحمل حتى يقوم قائمنا أو تقوم الساعة‪ ،‬قال‪ :‬من سقى‬
‫طلحة أو سدرة فكأنما سقى مؤمنا من ظماء )‪ .(2‬بيان‪ :‬في القاموس‪:‬‬
‫الطلح شجر عظام والطلع والموز‪ ،‬وقال‪ :‬النبق حمل السدر كالنبق بالكسر‪،‬‬
‫وككتف واحدته بهاء‪ ،‬وقال البيضاوي في قوله تعالى‪ " :‬وطلح " وشجر‬
‫موز أو ام غيلن‪ ،‬وله أنوار كثيرة طيبة الرائحة‪ ،‬وقرئ بالعين " منضود‬
‫" نضد حمله من أسفله إلى أعله انتهى‪ .‬وقوله عليه السلم‪ " :‬وذهب‬
‫حمل الطلح " أي حمله المعهود‪ ،‬أو مطلقا إن حملناه على شجر ل حمل‬
‫له‪ ،‬وكونه في الجنة منضود الحمل ل ينافي كونه في الدنيا غير ذي حمل‬
‫قال ابن الثير في النهاية‪ :‬في الحديث من قطع سدرة صوب ال رأسه في‬
‫النار‪ ،‬سئل أبو داود السجستاني عن هذا الحديث فقال‪ :‬هو حديث مختصر‪،‬‬
‫ومعناه من قطع سدرة في فلة يستظل بها ابن السبيل عبثا وظلما بغير حق‬
‫يكون له فيها صوب ال رأسه في النار أي نكسه‪ .‬وأقول‪ :‬قد مر معنى‬
‫الحديث في المجلد العاشر‪ ،‬وأنه كانت سدرة عند قبر الحسين عليه السلم‪،‬‬
‫وكانت علمة قبره‪ ،‬فقطعها بعض الخلفاء ليعمي أثر قبره‪ ،‬فالملعون قاطع‬
‫تلك السدرة‪ ،‬وهي من معجزاته صلى ال عليه وآله )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ 76 :‬في حديث وفيه " تكاد السموات يتفطرن منه " الخ كما هو‬
‫لفظ الية في مريم ‪ (2) .90‬تفسير العياشي ‪ 2‬ر ‪ (3) .86‬قد مر في ج‬
‫‪ 45‬ص ‪ 398‬نقل عن أمالى الطوسى ‪ 1‬ر ‪ 333‬باسناده عن يحيى =‬

‫]‪[114‬‬

‫‪ 2 .‬باب الفواكه وعدد ألوانها وآداب أكلها وجوامع ما يتعلق بها‪ .‬اليات النعام‪:‬‬
‫وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شئ فأخرجنا منه‬
‫خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات‬
‫من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه‪ ،‬انظروا إلى ثمره إذا‬
‫أثمر وينعه إن في ذلكم ليات لقوم يؤمنون )‪ .(1‬وقال‪ :‬وهو الذي أنشأ‬
‫جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا اكله والزيتون‬
‫والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر )‪ .(2‬الرعد‪ :‬وفي‬
‫الرض قطع متجاورات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان‬
‫يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الكل إن في ذلك ليات‬
‫لقوم يعقلون )‪ .(3‬النحل‪ :‬هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب‬
‫ومنه شجر فيه تسيمون ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والعناب‬
‫ومن كل الثمرات إن في ذلك لية لقوم يتفكرون * وسخر لكم الليل والنهار‬
‫‪ -‬إلى قوله تعالى ‪ -‬وما ذرأ لكم‬

‫ابن المغيرة قال‪ :‬كنت عند جرير بن عبد الحميد إذ جاءه رجل من أهل العراق فسأله‬
‫جرير عن خبر الناس فقال‪ :‬تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسين عليه‬
‫السلم وأمر أن تقطع السدرة التى فيه فقطعت‪ ،‬قال‪ :‬فرفع جرير يديه‬
‫وقال‪ :‬ال أكبر جاءنا فيه حديث عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه‬
‫قال‪ " :‬لعن ال قاطع السدرة ثلثا " فلم نقف على معناه حتى الن لن‬
‫القصد يقطعه تغيير مصرع الحسين عليه السلم حتى ل يقف الناس على‬
‫قبره‪ (1) .‬و )‪ (2‬النعام‪ 99 :‬و ‪ (3) .141‬الرعد‪.4 :‬‬

‫]‪[115‬‬

‫في الرض مختلفا ألوانه )‪ .(1‬المؤمنون‪ :‬فأنشانا لكم به جنات من نخيل وأعناب‬
‫لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون * وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت‬
‫بالدهن وصبغ للكلين )‪ .(2‬فاطر‪ :‬ألم تر أن ال أنزل من السماء ماء‬
‫فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها )‪ (3‬يس‪ :‬وجعلنا فيها جنات من نخيل‬
‫وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفل‬
‫يشكرون )‪ .(4‬الرحمن‪ :‬فيها فاكهة والنخل ذات الكمام * والحب ذو‬
‫العصف والريحان )‪ (5‬عبس‪ :‬فلينظر النسان إلى طعامه * أنا صببنا الماء‬
‫صبا * ثم شققنا الرض شقا * فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا‬
‫ونخل * وحدائق غلبا * وفاكهة وأبا * متاعا لكم ول نعامكم )‪ .(6‬التين‪:‬‬
‫والتين والزيتون‪ .‬تفسير‪ " :‬أنزل من السماء ماء " قيل أي من السحاب‪،‬‬
‫أو من جانب السماء " فأخرجنا " على تلوين الخطاب " به " أي بالماء‬
‫" نبات كل شئ " أي نبت كل صنف من النبات‪ ،‬والمعنى إظهار القدرة في‬
‫إنبات النواع المفننة بماء واحد " فأخرجنا منه " أي من النبات أو الماء‬
‫" خضرا " أي شيئا أخضر‪ ،‬يقال أخضر وخضر كأعور وعور‪ ،‬وهو‬
‫الخارج من الحبة المتشعب " نخرج منه " أي من الخضر " حبا متراكبا‬
‫" وهو السنبل‪ " .‬ومن النخل من طلعها قنوان " أي وأخرجنا من النخل‬
‫نخل من طلعها‬

‫)‪ (1‬النحل‪ (2) .13 - 10 :‬المؤمنون‪ 19 :‬و ‪ (3) .20‬فاطر‪ (4) .37 :‬يس‪ 35 :‬و‬
‫‪ (5) .36‬الرحمن‪ 11 :‬و ‪ (6) .12‬عبس‪.32 - 24 :‬‬

‫]‪[116‬‬

‫قنوان‪ ،‬أو من النخل شيئا من طلعها قنوان‪ ،‬ويجوز أن يكون " من النخل " خبر "‬
‫قنوان " و " من طلعها " بدل منه‪ ،‬والمعنى وحاصلة من طلع النخل‬
‫قنوان‪ ،‬وهو العذاق جمع قنو كصنوان جمع صنو " دانيه " قريبة من‬
‫المتناول‪ ،‬لقصر شجره أو ملتفة قريب بعضها من بعض‪ ،‬وإنما اقتصر على‬
‫ذكرها عن مقابلها لدللتها عليه‪ ،‬وزيادة النعمة فيها‪ " .‬وجنات من أعناب‬
‫" عطف على " نبات كل شئ " وقرئ بالرفع على البتداء أي ولكم أو ثم‬
‫جنات أو من الكرم جنات‪ ،‬ول يجوز عطفه على قنوان إذ العنب ل يخرج‬
‫من النخل‪ " .‬والزيتون والرمان " ايضا عطف على " نبات " أو نصب‬
‫على الختصاص لعزة هذين الصنفين عندهم " مشتبها وغير متشابه "‬
‫حال من الرمان أو من الجميع‪ ،‬أي بعض ذلك متشابه وبعضه غير متشابه‬
‫في الهيئة والقدر واللون والطعم " انظروا إلى ثمره " أي إلى ثمر كل‬
‫واحد من ذلك " إذا أثمر " إذا أخرج ثمره كيف يثمر ضئيل ل يكاد ينتفع‬
‫به " وينعه " وإلى حال نضجه كيف يعود ضخيما ذا نفع ولذة‪ ،‬وهو في‬
‫الصل مصدر ينعت الثمرة إذا أدركت‪ ،‬وقيل‪ :‬جمع يانع كتاجر وتجر‪ " .‬إن‬
‫في ذلكم ليات لقوم يؤمنون " أي ليات على وجود القادر الحكيم‬
‫وتوحيده‪ ،‬فان حدوث الجناس المختلفة والنواع المفننة من أصل واحد‬
‫ونقلها من حال إلى حال‪ ،‬ل يكون إل باحداث قادر يعلم تفاصيلها‪ ،‬ويرجح‬
‫ما تقتضيه حكمته مما يمكن من أحوالها‪ ،‬ول يعوقه عن فعله ند يعارضه‬
‫أو ضد يعانده‪ " .‬وفى الرض قطع متجاورات " بعضها طيبة وبعضها‬
‫سبخة‪ ،‬وبعضها رخوة وبعضها صلبة‪ ،‬وبعضها يصلح للزرع دون الشجر‬
‫وبعضها بالعكس‪ ،‬ولو ل تخصيص قادر موقع لفعاله على وجه دون وجه‪،‬‬
‫لم تكن كذلك‪ ،‬لشتراك تلك القطع في الطبيعة الرضية وما يلزمها ويعرض‬
‫لها بتوسط ما يعرض من السباب السماوية من حيث أنها متضامة‬
‫متشاركة في النسب والوضاع " وجنات من أعناب وزرع ونخيل " أي‬
‫وبساتين فيها أنواع الشجار والزروع‪ ،‬وتوحيد الزرع لنه مصدر في‬
‫أصله‪ ،‬وقرأ‬

‫]‪[117‬‬

‫حفص وغيره " وزرع ونخيل " بالرفع عطفا على " وجنات "‪ " .‬صنوان "‬
‫نخلت أصلها واحد " وغير صنوان " أي ومتفرقات مختلفة الصول‪،‬‬
‫وقرأ حفص بالضم وهو لغة تميم‪ ،‬كقنوان في جمع قنو " في الكل " في‬
‫الثمر شكل وقدرا ورائحة وطعما‪ ،‬وذلك أيضا مما يدل على وجود الصانع‬
‫الحكيم‪ ،‬فان اختلفها مع اتحاد الصول والسباب ل يكون إل بتخصيص‬
‫قادر مختار " لقوم يعقلون " يستعملون عقولهم بالتفكر‪ " .‬فيها فاكهة "‬
‫أي ضروب مما يتفكه به " ذات الكمام " أوعية التمر والحب كالحنطة‬
‫والشعير وساير ما يتغذى به " ذو العصف " ذو الورق اليابس كالتبن "‬
‫والريحان " يعنى المشموم أو الرزق من قولهم خرجت أطلب ريحان ال‪.‬‬
‫" والتين والزيتون " قيل‪ :‬خصهما من الثمار بالقسم‪ ،‬لن التين فاكهة‬
‫طيبة لفضلة له‪ ،‬وغذاء لطيف سريع الهضم‪ ،‬ودواء كثير النفع‪ :‬فانه يلين‬
‫الطبع‪ ،‬ويحلل البلغم ويطهر الكليتين‪ ،‬ويزيل رمل المثانة‪ ،‬ويفتح سدة الكبد‬
‫والطحال‪ ،‬ويسمن البدن والزيتون فاكهة وإدام ودواء‪ ،‬وله دهن لطيف‬
‫كثير المنافع‪ ،‬وقد مر تأويلهما برسول ال وأمير المؤمنين أو بالحسنين‬
‫صلوات ال عليهم‪ - 1 .‬الخصال‪ :‬عن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد عن‬
‫سعد بن عبد ال وعبد ال ابن جعفر الحميري‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن ابن أبى عمير عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫لما أهبط ال عزوجل آدم عليه السلم من الجنة أهبط معه عشرين ومائة‬
‫قضيب منها أربعون ما يؤكل داخلها وخارجها‪ ،‬وأربعون منها ما يؤكل‬
‫داخلها ويرمى بخارجها‪ ،‬وأربعون منها ما يؤكل خارجها ويرمى بداخلها‬
‫وغرارة فيها بزر كل شئ )‪ .(1‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬الغرارة بالكسر‬
‫الجوالق‪ ،‬وقال‪ :‬البزر كل حب يبذر للنبات‪.‬‬

‫)‪ (1‬الخصال‪.601 :‬‬

‫]‪[118‬‬

‫‪ - 2‬العلل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال البرقى‪ ،‬عن‬
‫موسى بن القاسم البجلى‪ ،‬عن على بن جعفر‪ ،‬أخيه موسى عليه السلم‬
‫قال‪ :‬سألته عن القران بين التين والتمر وساير الفواكه‪ ،‬قال‪ :‬نهى رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله عن القران‪ ،‬فان كنت وحدك فكل كيف أحببت‪ ،‬وإن‬
‫كنت مع قوم مسلمين فل تقرن )‪ .(1‬المحاسن‪ :‬عن أبى القاسم‪ ،‬عن‬
‫اسماعيل بن همام عن على بن جعفر مثله )‪ - 3 .(2‬ومنه‪ :‬عن بعض‬
‫أصحابه‪ ،‬عن محمد بن المثنى أو غيره رفعه قال‪ :‬إذا آكلت احدا فاردت ان‬
‫تقرن فأعلمه بذلك‪ - 4 (3) .‬ومنه‪ :‬عن نوح بن شعيب عن نادر الخادم‬
‫قال‪ :‬أكل الغلمان فاكهة ولم يستقصوا أكلها ورموا بها‪ ،‬فقال أبو الحسن‬
‫عليه السلم‪ :‬سبحان ال إن كنتم استغنيتم فان الناس لم يستغنوا‪ ،‬أطعموه‬
‫من يحتاج إليه )‪ - 5 .(4‬ومنه‪ :‬عن النهيكى‪ ،‬عن منصور بن يونس‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سمعت أبا الحسن موسى عليه السلم يقول‪ :‬ل تضر العنب الرازقي وقصب‬
‫السكر والتفاح )‪ - 6 .(5‬ومنه‪ :‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن ابن القداح‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عن أبيه عليه السلم أنه كان يكره تقشير الثمرة‪- 7 (6) .‬‬
‫ومنه‪ :‬عن حسين بن المنذر‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن فرات بن أحنف قال‪ :‬إن لكل‬
‫ثمرة سماما‪ ،‬فإذا اتيتم بها فأمسوها بالماء‪ ،‬أو اغمسوها في الماء ‪ -‬يعني‬
‫اغسلوها )‪ .(7‬بيان‪ :‬سماما بالكسر‪ :‬جمع سم أو بالفتح والتشديد في‬
‫الميمين فما للتبهيم والتقليل‪ ،‬أي سما قليل‪ ،‬وليس " ما " في الكافي )‪(8‬‬
‫" فأمسوها " وفي الكافي‪ " ،‬فمسوها "‬

‫)‪ (1‬علل الشريع ‪ 2‬ر ‪ 2) .206‬ر ‪ (3‬المحاسن ‪ (4) .442‬المحاسن ‪(5) .441‬‬
‫المحاسن ‪ 6) .527‬و ‪ (7‬المحاسن‪ (8) .556 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.350‬‬

‫]‪[119‬‬
‫وهو أظهر‪ ،‬وعلى ماهنا كأن الباء زائدة‪ ،‬وكأن التعبير بالمس للشعار بالكتفاء‬
‫بصب قليل من الماء ويحتمل الحقيقة‪ - 8 .‬المحاسن‪ :‬عن عثمان بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن أبى أيوب‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬شيئان يؤكلن‬
‫باليدين‪ :‬العنب والرمان )‪ - 9 .(1‬ومنه قال‪ :‬روي عن عيسى بن عبد‬
‫الرحمان‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬دخل أبو عكاشة بن محصن السدي على أبى‬
‫جعفر عليه السلم فكان أبو عبد ال عليه السلم قائما عنده‪ ،‬فقدم إليه‬
‫عنبا فقال‪ :‬حبة حبة يأكل الشيخ الكبير أو الصبى الصغير‪ ،‬وثلثة وأربعة‬
‫من يظن أنه ل يشبع‪ ،‬فكله حبتين حبتين فانه يستحب ونروي أن الثمار إذا‬
‫أدركت ففيها الشفاء لقوله جل وعز " كلوامن ثمرة إذا أثمر )‪- 10 ." (2‬‬
‫المكارم‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله ربما أكل العنب حبة حبة وكان‬
‫صلى ال عليه وآله ربما أكله خرطا حتى نرى رواله على لحيته كتحدر‬
‫اللؤلؤ‪ ،‬والروال الماء الذى يخرج من تحت القشر )‪ .(3‬وكان يأكل القثاء‬
‫بالرطب‪ ،‬والقثاء بالملح‪ ،‬وكان يأكل الفاكهة الرطبة وكان أحبها إليه‬
‫البطيخ والعنب‪ ،‬وكان يأكل البطيخ بالخبز‪ ،‬وربما أكل بالسكر‪ ،‬وكان ربما‬
‫أكل صلى ال عليه وآله البطيخ بالرطب ويستعين باليدين جميعا )‪ .(4‬وكان‬
‫صلى ال عليه وآله يأكل التمر ويشرب عليه الماء‪ ،‬وكان التمر والماء‬
‫أكثر طعامه وكان يتمجع اللبن والتمر ويسميهما الطيبين )‪ .(5‬وعن‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله إذا اتي‬
‫بفاكهة حديثة قبلها ووضعها على عينيه ويقول‪ :‬اللهم أريتنا أو لها فأرنا‬
‫آخرها وفي رواية ابن بابويه " اللهم كما أريتنا أولها في عافية أرنا‬
‫آخرها في عافية "‪ .‬وعن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬من أكل الفاكهة وبدأ ببسم ال لم‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .556 :‬لم نجده في المحاسن‪ ،‬وترى مثله في الكافي ‪ 6‬ر ‪.351‬‬
‫)‪ (5 - 3‬مكارم الخلق ‪ .30 - 29‬بتقديم وتأخير‪.‬‬

‫]‪[120‬‬

‫تضره‪ ،‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬لما أخرج آدم عليه السلم من الجنة زوده ال‬
‫تعالى من ثمار الجنة وعلمه صنعة كل شئ‪ ،‬فثماركم من ثمار الجنة غير‬
‫أن هذه تغير وتلك ل تتغير )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال في النهاية‪ :‬فيه أنه عليه السلم‬
‫كان يأكل العنب خرطا يقال خرط العنقود واخترطه إذا وضعه في فيه ثم‬
‫يأخذ حبه ويخرج عرجونه عاريا منه‪ ،‬وقال الجوهرى‪ :‬الروال على فعال‬
‫بالضم اللعاب‪ ،‬يقال فلن يسيل رواله والفرس يرول في مخلته ترويل قال‬
‫ابن السكيت‪ :‬الروال والمرغ واللعاب والبصاق كله بمعنى‪ ،‬وفي النهاية‬
‫التمجع والمجع‪ :‬أكل التمر باللبن‪ ،‬وهو أن يحسو حسوة من اللبن ويأكل‬
‫على أثرها تمرة‪ - 11 .‬الدر المنثور‪ :‬عن ابن عباس قال أهبط آدم عليه‬
‫السلم بثلثين صنفا من فاكهة الجنة منها ما يؤكل داخله وخارجه‪ ،‬ومنها‬
‫ما يؤكل داخله ويطرح خارجه ومنها ما يؤكل خارجه ويطرح داخله )‪.(2‬‬
‫‪ - 12‬الدعايم‪ :‬عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه نهى عن القران بين‬
‫التمرتين في فم وعن ساير الفاكهة كذلك )‪ .(3‬قال أبو جعفر عليه السلم‪:‬‬
‫إنما ذلك إذا كان مع الناس في طعام مشترك‪ ،‬فأما من أكل وحده فليأكل‬
‫كيف أحب‪ .(4) :‬بيان‪ :‬قال في النهاية في الحديث‪ :‬أنه نهى عن القران‪ ،‬إل‬
‫أن يستأذن أحدكم صاحبه‪ ،‬ويروى القران‪ ،‬والول أصح‪ ،‬وهو أن يقرن‬
‫بين التمرتين في الكل وإنما نهى عنه لن فيه شرها‪ ،‬وذلك يزري بفاعله‪،‬‬
‫أو لن فيه غبنا برفيقه وقيل‪ :‬إنما نهى عنه لما كانوا فيه من شدة العيش‬
‫وقلة الطعام‪ ،‬وكانوا مع هذا‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪ 194 - 193‬نقل عن أمالى الصدوق‪ (2) .‬الدر المنثور ‪ 1‬ر ‪56‬‬
‫قال‪ :‬أخرجه ابن ابى حاتم عن ابن عباس‪ 3) .‬و ‪ (4‬دعائم السلم ‪ 2‬ر‬
‫‪ 120‬وفيه‪ " :‬وكذلك قال جعفر بن محمد وهو تصحيف‪(*) .‬‬

‫]‪[121‬‬

‫يواسون من القليل‪ ،‬فإذا اجتمعوا على الكل آثر بعضهم بعضا على نفسه‪ ،‬وقد‬
‫يكون في القوم من قد اشتد جوعه فربما قرن بين التمرتين أو عظم اللقمة‪،‬‬
‫فأرشدهم إلى الذن فيه لتطيب به أنفس الباقين‪ .‬ومنه حديث جبله قال‪ :‬كنا‬
‫في المدينة في بعث العراق فكان ابن الزبير يرزقنا التمر وكان ابن عمر‬
‫يمر فيقول‪ :‬ل تقارنوا إل أن يستأذن الرجل أخاه هذا لجل ما فيه من‬
‫الغبن‪ ،‬ولن ملكهم فيه سواء‪ ،‬وروى نحوه عن أبي هريرة في أصحاب‬
‫الصفة انتهى‪ .‬وقال الكرماني‪ :‬النهي للتحريم أو الكراهية بحسب الحوال‬
‫والذن وقال الطيبى ول حاجة إلى الذن عند التساع وكذا إذا كان الطعام‬
‫كثيرا يشبع الجميع لكن الدب حسن‪ .‬وقال في إكمال ال كمال في رواية‬
‫مسلم )‪ (1‬عن ابن عمر أنه قال‪ :‬ل تقارنوا فان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله نهى عن القران إل أن يستأذن الرجل صاحبه‪ ،‬هذا النهى متفق عليه‬
‫حتى يستأذنهم‪ ،‬فإذا أذنوا فل بأس‪ ،‬واختلفوا في أن هذا النهي على‬
‫التحريم أو على الكراهة والدب‪ ،‬فنقل القاضي عياض عن أهل الظاهر أنه‬
‫للتحريم‪ ،‬وعن غيرهم أنه للكراهة والدب‪ .‬والصواب التفصيل‪ :‬فإن كان‬
‫الطعام مشتركا بينهم‪ ،‬فالقران حرام‪ ،‬إل برضاهم‪ ،‬ويحصل الرضا‬
‫بتصريحهم أو بما يقوم مقام التصريح من قرينة حال أو إدلل عليهم كلهم‪،‬‬
‫بحيث يعلم يقينا أو ظنا قويا أنهم يرضون به ومتى شك في‬
‫)‪ (1‬روى مسلم في كتاب الشربة تحت الرقم ‪ 150‬ج ‪ 1617 - 3‬باسناده عن شعبة‬
‫قال‪ :‬سمعت جبلة بن سحيم قال‪ :‬كان ابن الزبير يرزقنا التمر‪ ،‬قال‪ :‬وقد‬
‫كان أصاب الناس يومئذ جهد‪ ،‬وكنا نأكل‪ ،‬فيمر علينا ابن عمرو نحن نأكل‬
‫فيقول‪ :‬ل تقارنوا‪ ،‬فان رسول ال صلى ال عليه وآله نهى عن القران‬
‫ال أن يستأذن الرجل أخاه‪ ،‬قال شعبة‪ :‬ل أرى هذه الكلمة ال من كلمة ابن‬
‫عمر‪ ،‬يعنى الستيذان‪.‬‬

‫]‪[122‬‬

‫رضاهم فهو حرام‪ :‬وإن كان الطعام لغيرهم أو لحدهم‪ ،‬اشترط رضاه وحده‪ ،‬فإن‬
‫قرن بغير رضاه فحرام ويستحب أن يستأذن الكلين معه‪ ،‬ول يجب‪ .‬وإن‬
‫كان الطعام لنفسه وقد ضيفهم به‪ ،‬فل يحرم عليه القران‪ ،‬ثم إن كان في‬
‫الطعام قلة فحسن أن ل يقترن لتساويهم‪ ،‬وإن كان كثيرا بحيث يفضل عنهم‬
‫فل بأس بقرانه‪ ،‬لكن الدب مطلقا التأدب في الكل‪ ،‬وترك الشره إل أن‬
‫يكون مستعجل ويريد السراع لشغل آخر‪ .‬وقال الخطابى‪ :‬إنما كان هذا في‬
‫زمنهم وحين كان الطعام ضيقا فأما اليوم مع اتساع الحال فل حاجة إلى‬
‫الذن‪ ،‬وليس كما قال‪ ،‬بل الصواب ما ذكرناه من التفصيل فإن العتبار‬
‫بعموم اللفظ ل بخصوص السبب‪ ،‬لو ثبت السبب كيف وهو غير ثابت‪،‬‬
‫وقوله " يقرن " أي يجمع وهو بضم الراء وكسرها لغتان‪ :‬وقوله نهى‬
‫عن القران هكذا في الصول )‪ (1‬والمعروف في اللغة القرآن‪- 13 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن سليمان الكوفي‪ ،‬عن أحمد بن يحيى‬
‫الطحان‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬خمس من فاكهة‬
‫الجنة في الدنيا الرمان الملسى‪ ،‬والتفاح الصفهاني‪ ،‬والسفرجل‪ ،‬والعنب‪،‬‬
‫والرطب المشان )‪ - 14 .(2‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن هلل بن‬
‫محمد الحفار‪ ،‬عن إسمعيل بن على الدعبلي عن أبيه‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن‬
‫آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلم أنه قال‪ :‬أربعة نزلت من الجنة‪:‬‬
‫العنب الرازقي‪ ،‬والرطب المشان‪ ،‬والرمان الملسى‪ ،‬والتفاح الشعشعانى‪،‬‬
‫يعني الشامي‪ ،‬وفي خبر آخر والسفرجل )‪ .(3‬توضيح‪ :‬روى الكليني )‪(4‬‬
‫الخبر الول عن العدة عن البرقى وفي بعض نسخه‬

‫)‪ (1‬راجع صحيح البخاري تحت الرقم ‪ 14‬من كتاب المظالم وبالرقم ‪ 44‬من كتاب‬
‫الطعمة وسنن أبى داود ايضا كتاب الطمعة بالرقم ‪ 43‬والترمذي بالرقم‬
‫‪ 16‬والدارمى بالرقم ‪ ،25‬مسند ابن حنبل ‪ 7 - 2‬و ‪ 4644‬و ‪ 74‬و ‪ 81‬و‬
‫‪ (2) .103‬المحاسن‪ 527 :‬وفيه " التفاح الشعشانى "‪ (3) .‬امالي‬
‫الطوسى ‪ (4) .379 - 1‬الكافي ‪.349 - 6‬‬
‫]‪[123‬‬

‫المليسى مكان الملسى وهو أظهر‪ .‬قال في القاموس‪ :‬المليس وبهاء الفلة ليس‬
‫بها نبات‪ ،‬والرمان المليسى كأنه منسوب إليه انتهى‪ ،‬والمعروف عندنا‬
‫الملس بالتحريك وهو مال عجم له ; وبه فسر الملسى في بحر الجواهر ;‬
‫وفي بعض النسخ موضع الصفهانى " الشفان " ولم أجد له معنى مناسبا‬
‫; قال في القاموس غداة ذات شفان برد وريح‪ ،‬وفي أكثر نسخ الكافي "‬
‫الشيسقان " ولم أجده في اللغة‪ ،‬وفي بعضها " الشيقان " وفي القاموس‬
‫الشيقان بالكسر جبلن أو موضع قرب المدينة‪ .‬وأقول‪ :‬لو كان بالضافة‪،‬‬
‫كان له وجه‪ .‬والشعشعانى الطويل‪ ،‬وكأنه أصح النسخ فتفسير الشيخ إياه‬
‫بالشامي كأنه لكون تفاحهم كذلك وفي الصبهان أيضا تفاح صغير طويل‬
‫هو أطيب هذا النوع وأنفعه‪ ،‬وفي الكافي " والعنب الرازقي "‪ .‬وفي‬
‫القاموس الرازقي الضعيف والعنب الملحى‪ ،‬وقال‪ :‬الملحى كغرابي وقد‬
‫يشدد عنب أبيض طويل‪ .‬وقال الموشان بالضم وكغراب وككتاب من أطيب‬
‫الرطب‪ - 15 .‬الفردوس‪ :‬عن على عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬كلوا العنب حبة حبة‪ ،‬فانه أهنأ وأمرأء‪ :‬وعن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬من أكل من الفواكة وترا لم تضره‪.‬‬

‫]‪[124‬‬

‫‪ 3 .‬باب * )التمر وفضله وأنواعه( * اليات مريم‪ :‬وهزي إليك بجذع النخلة تساقط‬
‫عليك رطبا جنيا )‪ .(1‬التكاثر‪ :‬ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم‪ .‬تفسير‪ :‬قال‬
‫الطبرسي ره‪ :‬قال الباقر عليه السلم‪ :‬لم تستشف النساء بمثل الرطب إن‬
‫ال أطعمه مريم في نفاسها )‪ .(2‬وقال في الية الثانية‪ :‬روي أن بعض‬
‫الصحابة أضاف النبي صلى ال عليه وآله مع جماعة من أصحابه‪،‬‬
‫فوجدوا عنده تمرا وماء باردا‪ ،‬فأكلوا‪ ،‬فلما خرجوا قال‪ :‬هذا من النعيم‬
‫الذي يسألون عنه )‪ .(3‬أقول‪ :‬قد مرت الخبار الكثيرة في أن النعيم هو‬
‫الولية )‪ - 1 .(4‬الخصال‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫إدريس‪ ،‬عن محمد بن أحمد السيارى‪ ،‬عن محمد بن أسلم‪ ،‬عن نوح بن‬
‫شعيب‪ ،‬عن عبد العزيز بن المهتدى يرفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬أربعة يعد لن الطباع‪ :‬الرمان السورانى‪ ،‬والبسر المطبوخ‪ ،‬والبنفسج‪،‬‬
‫والهندباء )‪ - 2 .(5‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن‬
‫سهل‪ ،‬عن على بن الزيات عن عبيد ال بن عبد ال‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬بينما نحن عند‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله إذ ورد عليه وفد عبد القيس‪ ،‬فسلموا ثم‬
‫وضعوا بين‬
‫)‪ (1‬مريم‪ (2) .25 :‬مجمع البيان ‪ 3‬ر ‪ (3) .511‬مجمع البيان ‪ 5‬ر ‪ (4) .534‬راجع‬
‫ج ‪ 24‬ص ‪ (5) .66 - 48‬الخصال‪.249 :‬‬

‫]‪[125‬‬

‫يديه جله تمر‪ ،‬فقال رسول ال‪ :‬أصدقه أم هدية ؟ قالوا‪ :‬بل هدية يا رسول ال قال‪:‬‬
‫أي تمراتكم هذه ؟ قالوا‪ :‬البرنى فقال صلى ال عليه وآله‪ :‬في تمرتكم هذه‬
‫تسع خصال إن هذا جبرئيل عليه السلم يخبرني أن فيه تسع خصال‪ :‬يطيب‬
‫النكهة ويطيب المعدة‪ ،‬ويهضم الطعام‪ ،‬ويزيد في السمع والبصر‪ ،‬ويقوى‬
‫الظهر‪ ،‬ويخبل الشيطان‪ ،‬ويقرب من ال عزوجل‪ ،‬ويباعد من الشيطان )‬
‫‪ .(1‬بيان‪ " :‬ويخبل الشيطان " قال في القاموس‪ :‬الخبل فساد العضاء‪،‬‬
‫والفالج‪ ،‬ويحرك فيهما‪ ،‬وقطع اليدي والرجل‪ ،‬والحبس‪ ،‬والمنع‪،‬‬
‫وبالتحريك فساد في القوايم‪ ،‬والجنون‪ ،‬وكسحاب النقصان والهلك‬
‫والعناء‪ ،‬وخبله الحزن وخبله واختبله‪ :‬جننه وأفسد عقله أو عضوه انتهى‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬أكثر المعاني هنا مناسبة كما ل يخفى‪ .‬وقال الزمخشري في الفائق‪:‬‬
‫قدم على النبي صلى ال عليه وآله وفد عبد القيس فجعل يسمى لهم تمرات‬
‫بلدهم فقالوا لرجل منهم‪ :‬أطعمنا من بقية القوس الذي في نوطك‪ ،‬فأتاهم‬
‫بالبرنى‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬أما إنه دواء لداء فيه‪ ،‬القوس‬
‫بقية التمر في أسفل القربة أو الجلة كأنها شبهت بقوس البعير‪ ،‬وهي‬
‫جانحته‪ ،‬والنوط الجلة الصغيرة‪ - 3 .‬الخصال‪ :‬روي أنه كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله يأكل البطيخ بالرطب‪ ،‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬أكل‬
‫التمر البرنى على الريق يورث الفالج )‪ - 4 .(2‬العيون‪ :‬بالسانيد الثلثة‬
‫عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال على بن أبى طالب عليه‬
‫السلم في قول ال عزوجل‪ " :‬ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم " قال‪ :‬الرطب‬
‫والماء البارد )‪ .(3‬وقال عليه السلم‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله إذا‬
‫أكل التمر يطرح النوى على ظهر كفه‬

‫)‪ (1‬الخصال‪ (2) .416 :‬الخصال ‪ 443‬في حديث‪ (3) .‬عيون اخبار الرضا عليه‬
‫السلم ‪ 2‬ر ‪.38‬‬

‫]‪[126‬‬

‫ثم يقذف به )‪ .(1‬وقال عليه السلم جاء جبرئيل عليه السلم إلى النبي صلى ال‬
‫عليه وآله فقال‪ :‬عليكم بالبرنى فإنه خير تموركم‪ ،‬يقرب من ال عزوجل‪،‬‬
‫ويبعد من النار )‪ .(2‬وقال عليه السلم إن النبي صلى ال عليه وآله أتى‬
‫ببطيخ ورطب فأكل منهما وقال‪ :‬هذان الطيبان )‪ .(3‬وقال عليه السلم‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬كلوا التمر على الريق‪ ،‬فإنه يقتل‬
‫الديدان في البطن )‪ .(4‬صحيفة الرضا‪ :‬عنه عليه السلم عن آبائه عليهم‬
‫السلم مثل الحديث الثاني والخير )‪ .(5‬وقال الصدوق رحمه ال‪ :‬يعني‬
‫بذلك كل التمور إل البرنى‪ ،‬فإن أكله على الريق يورث الفالج )‪- 5 .(6‬‬
‫العيون‪ :‬عن محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي‪ ،‬عن على بن محمد بن‬
‫عنبسة عن دارم بن قبيصة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬كان‬
‫النبي صلى ال عليه وآله يأكل الطلع والجمار بالتمر‪ ،‬ويقول‪ :‬إن ابليس‬
‫يشتد غضبه ويقول‪ :‬عاش ابن آدم حتى أكل العتيق بالحديث )‪ .(7‬بيان‪ :‬في‬
‫القاموس‪ :‬الطلع من النخل شئ يخرج كأنه نعلن مطبقان‪ ،‬والحمل بينهما‬
‫منضود‪ ،‬والطرف محدد‪ ،‬أو ما يبدو من ثمرته في أول ظهوره‪ ،‬و قشرها‬
‫يسمى الكفرى‪ ،‬وما في داخله الغريض لبياضه‪ .‬وقال الجمار كرمان هو‬
‫شحم النخل‪ ،‬وقال في بحر الجواهر كزنار هو شحم‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (3) 41‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (4) .42‬عيون الخبار ‪ 2‬ر‬
‫‪ (5) .48‬صحيفة الرضا‪ (6) .10 :‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (7) .48‬عيون‬
‫الخبار ‪ 2‬ر ‪.72‬‬

‫]‪[127‬‬

‫النخلة‪ ،‬وقيل إنها بارد يابس في الولى يعقل الطبيعة‪ ،‬وهو بطئ النحدار من‬
‫المعدة‪ .‬وفي النهاية‪ :‬الجمارة قلب النخلة وشحمتها‪ ،‬وقال في المصباح‪:‬‬
‫الطلع بالفتح ما يطلع من النخلة ثم يصير تمرا إن كانت انثى وإن كانت‬
‫النخلة ذكرا لم يصر تمرا بل يؤكل طريا ويترك على النخلة أياما معلومة‬
‫حتى يصير فيه شئ أبيض مثل الدقيق وله رائحة زكية فيلقح به النثى‪:‬‬
‫وقال جمار النخلة قلبها‪ ،‬ومنه يخرج الثمر والسعف وتموت بقطعه‪- 6 .‬‬
‫العيون‪ :‬بالسناد المتقدم عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬الكمأة من‬
‫المن الذى أنزل ال تعالى على بنى إسرائيل‪ ،‬وهي شفاء العين‪ ،‬والعجوة‬
‫التي هي من البرني من الجنة‪ ،‬وهي شفاء من السم )‪ :(1‬بيان‪ :‬في‬
‫القاموس العجوة بالحجاز التمر المخشى )‪ (2‬وتمر بالمدينة‪ ،‬وقال في بحر‬
‫الجواهر‪ :‬العجوة بالفتح نوع من تمر المدينة أكبر من الصيحانى يضرب‬
‫إلى السواد وقال‪ :‬البرنى من أجود التمر وفي القاموس‪ :‬البرني‪ :‬تمر‬
‫معروف معرب أصله برنيك أي الحمل الجيد‪ - 7 .‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عنه‪،‬‬
‫عن على بن محمد بن بشران‪ ،‬عن عثمان بن أحمد بن السماك‪ ،‬عن محمد‬
‫بن عبد ال المنادي‪ ،‬عن شجاع بن الوليد‪ ،‬عن هاشم بن هاشم عن عامر‬
‫بن سعد أن سعدا قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أصبح‬
‫بتمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ول سحر )‪ - 8 .(3‬العلل‪ :‬عن‬
‫محمد بن الحسن‪ ،‬عن محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن‬
‫عيسى عن أبي يحيى الواسطي‪ ،‬عن بعض أصحابنا عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إن ال عزو‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (2) .75‬التمر المخشى‪ :‬هو الحشف‪ ،‬يقال‪ :‬خشت النخلة‬
‫تخشو‪ :‬أثمرت الخشو أي الحشف‪ (3) .‬أمالى الطوسى ‪ 2‬ر ‪.9‬‬

‫]‪[128‬‬

‫جل لما خلق آدم من طينته فضلت من تلك الطينة فضلة‪ ،‬فخلق ال منها النخلة فمن‬
‫أجل ذلك إذا قطعت رأسها لم تنبت وهي تحتاج إلى اللقاح )‪ - 9 .(1‬ومنه‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن جعفر الحميرى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‬
‫عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن طلحة بن زيد‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله قال‪ :‬كل النخل ينبت في مستنقع الماء إل العجوة فإنها‬
‫نزل بعلها من الجنة )‪ .(2‬بيان‪ :‬كأن المعنى أن العجوة ل تنبت من النواة‪،‬‬
‫وإذا نبتت منها ل تكون عجوة‪ ،‬وإنما تكون عجوة إذا نبتت من بعض‬
‫عذوقها‪ - 10 .‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبى بصير‪ ،‬ومحمد بن مسلم‪ ،‬عن أبى عبد‬
‫ال عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ما تأكل‬
‫الحامل من شئ ول تتداوى به أفضل من الرطب‪ :‬قال ال عزوجل لمريم‬
‫عليها السلم " وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي‬
‫واشربي وقري عينا " )‪ :(3‬حنكوا أولدكم بالتمر فهكذا فعل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله بالحسن والحسين عليهما السلم )‪- 11 .(4‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن الحسن بن طريف‪ ،‬عن الحسين بن علوان‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن وفد عبد القيس قدموا على رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله قال‪ :‬فوضعوا بين يديه جلة تمر فقال رسوال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬أصدقه أم هدية ؟ قالوا‪ :‬بل هدية‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬أي تمراتكم هذه ؟ قالوا‪ :‬هو البرني يا رسول ال‪ ،‬فقال‪ :‬هذا جبرئيل‬
‫يخبرني أن في تمرتكم هذه تسع خصال‪ :‬تخبل الشيطان‪ ،‬ويقوي الظهر‪،‬‬
‫وتزيد في المجامعة‪ ،‬وتزيد في السمع والبصر‪ ،‬وتقرب من ال‪ ،‬وتباعد من‬
‫الشيطان‪ ،‬وتهضم الطعام‪ ،‬وتذهب بالداء‪ ،‬وتطيب النكهة )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬علل الشرايع ‪ 2‬ر ‪ (2) .262‬علل الشرايع ‪ 2‬ر ‪ (3) .263‬مريم‪(4) .25 :‬‬
‫الخصال‪ 2 :‬ر ‪ (5) .637‬المحاسن‪.534 :‬‬
‫]‪[129‬‬

‫ومنه‪ :‬عن أحمد بن عبيد‪ ،‬عن الحسين بن علوان مثله )‪ .(1‬المكارم‪ :‬عن النبي‬
‫صلى ال عليه وآله مثله )‪ - 12 .(2‬المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابنا من أهل‬
‫الرى يرفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سئل عن خلق النخل بدءا‬
‫مما هو ؟ فقال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى لما خلق آدم من الطينة التي خلقه‬
‫منها‪ ،‬فضل منها فضله فخلق منها نخلتين ذكرا وانثى‪ ،‬فمن أجل ذلك أنها‬
‫خلقت من طين آدم تحتاج النثى إلى اللقاح كما تحتاج المرأة إلى اللقاح‬
‫ويكون منه جيد وردى‪ ،‬ودقيق وغليظ‪ ،‬وذكر وانثى ووالد وعقيم‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫إنها كانت عجوة فأمر ال آدم عليه السلم أن ينزل بها معه حين أخرج من‬
‫الجنة فغرسها بمكة فما كان من نسلها فهي العجوة‪ ،‬وما كان من نواها‬
‫فهو ساير النخل الذي في مشارق الرض ومغاربها )‪ .(3‬بيان‪ :‬بدء كفعل‬
‫وبدئ كفعيل أي ابتداء‪ - 13 .‬المحاسن‪ :‬عن مروك‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬استوصوا بعمتكم النخلة خيرا فإنها خلقت من‬
‫طينة آدم أل ترون أنه ليس شئ من الشجرة تلقح غيرها )‪ .(4‬بيان‪:‬‬
‫استوصوا أي اقبلوا وصيتي إياكم في عمتكم خيرا‪ - 14 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫محمد بن علي‪ ،‬عن علي بن الخطاب الحلل‪ ،‬عن عل بن رزين‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬يا عل هل تدري ما أول شجرة نبتت على وجه‬
‫الرض ؟ قلت‪ :‬ال ورسوله وابن رسوله أعلم‪ ،‬قال‪ :‬فإنها العجوة‪ ،‬فما‬
‫خلص فهو العجوة‪ ،‬وما كان غير ذلك فاما هو من الشياء )‪ .(5‬بيان‪ :‬فما‬
‫خلص أي نبت من غصن من أغصانه بغير واسطة أو بها أو بوسايط أو‬
‫شابهها مشابهة تامة‪ ،‬وما كان غير ذلك على الوجهين " فإنما هو من‬
‫الشياء "‬

‫)‪ (1‬المصدر نفسه‪ :‬ص ‪ (2) .13‬مكارم الخلق‪ (5 - 3) .193 :‬المحاسن‪.528 :‬‬

‫]‪[130‬‬

‫أي من غيرها من أنواع التمور ; وفي الكافي )‪ (1‬من الشباه أي يشبهها وليست‬
‫هي ويحتمل أن يكون بالياء المثناة والهاء جمع شية أي اللوان المختلفة‪.‬‬
‫‪ - 15‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن المغيرة ومحمد بن سنان‪ ،‬عن طلحة بن‬
‫يزيد عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال‪ :‬كل التمور تنبت في مستنقع‬
‫الماء إل العجوة‪ ،‬فإنها نزل بعلها من الجنة )‪ - 16 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد‬
‫بن علي‪ ،‬عن عبد الرحمن السدي‪ ،‬عن سالم بن مكرم عن أبى عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬العجوة من ام التمر وهي التي أنزل بها آدم من الجنة )‬
‫‪ .(3‬المكارم‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )‪ .(4‬بيان‪ :‬في الكافي )‪(5‬‬
‫هي أم التمر‪ ،‬وهى التي أنزلها ال تعالى لدم عليه السلم من الجنة‪- 17 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن الوشا‪ ،‬عن أبي خديجة سالم بن مكرم‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬العجوة ام التمر وهي التي أنزل بها آدم عليه السلم من‬
‫الجنة‪ ،‬وهو قول ال تبارك وتعالى " ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة‬
‫على اصولها " )‪ (6‬يعنى العجوة‪ .‬وفي حديث آخر قال‪ :‬أصل التمر كله من‬
‫العجوة )‪ .(7‬بيان‪ :‬في الصحاح العجوة ضرب من أجود التمر بالمدينة‪،‬‬
‫ونخلتها تسمى لينة وقال البيضاوي‪ " :‬ما قطعتم من لينة " أي أي شئ‬
‫قطعتم من نخلة‪ ،‬فعلة من اللون وتجمع على ألوان‪ ،‬وقيل من اللين‬
‫ومعناها النخلة الكريمة وجمعها أليان‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .346‬و )‪ (3‬المحاسن‪ (4) .529 :‬مكارم الخلق‪(5) .192 :‬‬
‫الكافي‪ 6 :‬ر ‪ (6) .347‬الحشر‪ (7) .5 :‬المحاسن‪.530 :‬‬

‫]‪[131‬‬

‫‪ - 18‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن عمر بن خلد‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم‬
‫قال‪ :‬كانت نخلة مريم العجوة‪ ،‬نزلت في كانون‪ ،‬ونزل مع آدم من الجنة‬
‫العتيق والعجوة‪ ،‬منهما تفرق أنواع النخل )‪ .(1‬بيان‪ :‬كانون الول والثاني‬
‫شهران من الشهور الرومية في قلب الشتاء‪ ،‬وكأن المراد هنا الول‪- 19 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن عامر بن كثير السراج‪ ،‬عن محمد بن‬
‫سوقة قال‪ :‬دخلت على أبي جعفر عليه السلم فودعته وكان أصحابنا‬
‫يقدمونني‪ ،‬فقال لى‪ :‬يابن سوقة إن أصل كل تمرة من العجوة‪ ،‬فما لم يكن‬
‫من العجوة فليس بتمر )‪ - 20 .(2‬المحاسن‪ :‬عن إبراهيم بن عقبة‪ ،‬عن‬
‫محمد بن ميسر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم أو عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم في قول ال تعالى " فينظر أيها أزكى طعاما " )‪ (3‬قال أزكى‬
‫طعاما التمر )‪ .(4‬بيان‪ :‬المشهور بين المفسرين أن المراد بالزكى الطهر‪،‬‬
‫والحل ذبيحة لن عامتهم كانت مجوسا وفيهم قوم مؤمنون يخفون‬
‫بإيمانهم‪ ،‬وقيل‪ :‬أطيب طعاما وقيل‪ :‬أكثر طعاما وقيل‪ :‬كان من طعام أهل‬
‫المدينة مال يستحله أصحاب الكهف أقول‪ :‬يمكن الجمع بين بعض ما‬
‫ذكروه وبين ما ورد في الرواية بأن يكون الطيب عندهم التمر لكونه ألذ‬
‫وعدم مدخلية التذكية فيه‪ - 21 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم بن مهزم‪ ،‬عن عنبسة بن بجاد‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‬
‫ما قدم لرسول ال صلى ال عليه وآله طعام فيه تمر إل بدء بالتمر )‪.(5‬‬
‫‪ - 22‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم‬
‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .530 :‬المحاسن‪ (3) .531 :‬الكهف‪ (5 - 4) .9 :‬المحاسن‪:‬‬
‫‪.531‬‬

‫]‪[132‬‬

‫قال‪ :‬كان حلوا رسول ال صلى ال عليه وآله التمر )‪ - 23 .(1‬ومنه‪ :‬عن جعفر‬
‫محمد الشعري‪ ،‬عن ابن القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال قال عليه السلم‪ :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله أول ما يفطر عليه في زمن الرطب الرطب‬
‫وفي زمن التمر التمر )‪ - 24 .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبى عمير‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم بن مهزم‪ ،‬عن طلحة بن زيد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫كان رسول ال يفطر على التمر في زمن التمر وعلى الرطب في زمن‬
‫الرطب )‪ - 25 .(3‬ومنه‪ :‬عن أبي القاسم الكوفى‪ ،‬وغيره‪ ،‬عن حنان بن‬
‫سدير‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬كان على بن الحسين يحب أن يرى الرحل تمريا لحب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله التمر )‪ - 26 .(4‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن أبي المغرا‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن عقبة بن بشير‪ ،‬عن‬
‫أبى جعفر عليه السلم قال‪ :‬دخلنا عليه فدعا لنا بتمر فأكلنا ثم ازددنا منه‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إنى لحب الرجل أو قال‬
‫يعجبنى الرجل أن يكون تمريا‪ - 27 (5) .‬ومنه‪ :‬عن اليقطينى‪ ،‬عن أبى‬
‫محمد النصاري‪ ،‬عن أبى الحسين الحمسي عن أبي عبد ال عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إنى لحب الرجل أن‬
‫يكون تمريا )‪ .(6‬المكارم‪ :‬مرسل مثله )‪ - 28 .(7‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫عبد ال المغيرة ومحمد بن سنان‪ ،‬عن طلحة بن زيد عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله لعلى عليه السلم‪ :‬يا على‬
‫أنه ليعجبنى الرجل‬

‫)‪ (6 - 1‬المحاسن ‪ (7) .531‬مكارم الخلق‪.193 :‬‬

‫]‪[133‬‬

‫أن يكون تمريا )‪ .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن إبراهيم بن طلحة‪،‬‬
‫عن‪ ،‬أبي عبد ال عليه السلم مثله )‪ - 29 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد بن على‪،‬‬
‫عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬العجوة من الجنة‪ ،‬وفيها شفاء من السم )‪ .(3‬المكارم‪:‬‬
‫عنه عليه السلم مثله )‪ .(4‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن سهل بن أحمد‪،‬‬
‫عن محمد بن محمد بن الشعث‪ ،‬عن إسماعيل بن موسى بن جعفر‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم عن النبي صلى ال عليه وآله مثله إل أن‬
‫فيه‪ :‬وهي شفاء‪ - 30 .‬المحاسن‪ :‬عن أبي القاسم ويعقوب بن يزيد‪ ،‬عن‬
‫زياد بن مروان القندي عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من أكل سبع تمرات عجوة عند منامه قتلن الديدان في بطنه )‬
‫‪ - 31 .(5‬ومنه‪ :‬عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده الحسن‪ ،‬عن محمد بن‬
‫مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪:‬‬
‫خالفوا أصحاب المسكر وكلوا التمر فإن فيه شفاء من الدواء )‪- 32 .(6‬‬
‫ومنه‪ :‬عن محمد بن الحسن بن شمون‪ ،‬قال‪ :‬كتبت إلى أبي الحسن عليه‬
‫السلم أن بعض أصحابنا يشكو البخر‪ ،‬فكتب إليه‪ :‬كل التمر البرنى على‬
‫الريق‪ ،‬واشرب عليه الماء ففعل فسمن وغلبت عليه الرطوبة فكتب إليه‬
‫يشكو ذلك‪ ،‬فكتب إليه كل التمر البرنى على الريق‪ ،‬ول تشرب عليه الماء‬
‫فاعتدل )‪ - 33 .(7‬ومنه‪ :‬عن محمد بن على‪ ،‬عن عمرو بن عثمان‪ ،‬عن‬
‫أبى عمرو‪ ،‬عن رجل عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬خير تموركم‬
‫البرنى‪ :‬يذهب بالداء‪ ،‬ول داء فيه‪ ،‬ويشبع‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪ (4) .532 :‬مكارم الخلق‪ (7 - 5) .192 :‬المحاسن‪.533 :‬‬

‫]‪[134‬‬

‫ويذهب بالبلغم‪ ،‬ومع كل تمرة حسنة‪ .‬وفي حديث آخر‪ :‬يهنئ ويمرئ ويذهب‬
‫بالعياء ويشبع )‪ - 34 .(1‬ومنه‪ :‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن عبد‬
‫الرحيم‪ ،‬عن عمرو بن عمير الصوفى‪ ،‬قال‪ :‬هبط جبرئيل على رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله وبين يديه طبق من رطب أو تمر فقال جبرئيل‪ :‬أي‬
‫شئ هذا ؟ قال‪ :‬البرني قال‪ :‬يا محمد كله فإنه يهنئ ويمرئ ويذهب‬
‫بالعياء‪ ،‬ويخرج الداء‪ ،‬ولداء فيه‪ ،‬ومع كل تمرة حسنة )‪ - 35 .(2‬ومنه‪:‬‬
‫عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن ابن القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬خير تمركم البرنى يذهب‬
‫بالداء ول داء فيه‪ .‬وزاد فيه غيره‪ :‬ومن بات وفي جوفه منه واحدة سبحت‬
‫سبع مرات )‪ - 36 .(3‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن المغيرة‪ ،‬عن ابن القداح‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬خير تموركم البرنى وهو دواء ليس فيه‬
‫داء )‪ - 37 .(4‬ومنه‪ :‬عن الحسن بن على بن أبى عثمان رفعه قال‪ :‬اهدي‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وآله تمربرنى من تمر اليمامة فقال‪ :‬يا عمير‬
‫أكثر لنا من هذا التمر‪ ،‬فهبط جبرئيل عليه السلم فقال‪ :‬ماهذا ؟ فقال‪:‬‬
‫تمربرنى اهدي لنا من اليمامة‪ ،‬فقال جبرئيل للنبى صلى ال عليه وآله‬
‫التمر البرنى يشبع ويهنئ ويمرئ وهو الدواء ول داء له‪ ،‬مع كل تمرة‬
‫حسنة ويرضى الرب‪ ،‬ويسخط الشيطان‪ ،‬ويزيد في ماء فقار الظهر )‪.(5‬‬
‫‪ - 38‬ومنه‪ :‬عن محمد بن عبد ال الهمداني‪ ،‬عن أبي سعيد الشامي‪ ،‬عن‬
‫صالح ابن عقبة‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬أطعموا‬
‫البرني نساءكم في نفاسهن تحلم أولدكم‪ .‬وفي حديث آخر لمير المؤمنين‬
‫عليه السلم‪ :‬قال‪ :‬خير تمراتكم البرني‪ ،‬فأطعموا نساءكم في نفاسهن‬
‫تخرج أولدكم حلماء )‪) * .(6‬ها مش( * )‪ (3 - 1‬المحاسن‪- 4) .533 :‬‬
‫‪ (6‬المصدر نفسه ‪.534‬‬

‫]‪[135‬‬

‫بيان‪ :‬كأن المراد بنفاسهن قرب نفاسهن قبل الولدة‪ ،‬أو محمول علي ما إذا أرضعن‬
‫أولدهن‪ ،‬والخير أنسب بقصة مريم عليها السلم‪ - 39 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫عدة من أصحابه‪ ،‬عن على بن أسباط‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة عن أبى‬
‫بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬لو كان طعام أطيب من الرطب‬
‫لطعمه ال مريم )‪ - 40 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبى القاسم ويونس بن يزيد‪ ،‬عن‬
‫القندى عن ابن سنان‪ ،‬عن أبي البخترى‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬ما استشفت نفساء بمثل الرطب لن ال أطعم مريم جنيا في نفاسها )‬
‫‪ - 41 .(2‬ومنه‪ :‬عن عدة من أصحابه‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن عمه‬
‫يعقوب رفعه إلى على عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬ليكن أول ما تأكل النفساء الرطب‪ ،‬فإن ال عزوجل قال لمريم بنت‬
‫عمران " وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا " قيل )‪ :(3‬يا‬
‫رسول ال فإن لم يكن إبان الرطب‪ ،‬قال‪ :‬سبع تمرات من تمرات المدينة‪،‬‬
‫فإن لم يكن فسبع تمرات من تمرات أمصاركم‪ ،‬فإن ال تبارك وتعالى قال‪:‬‬
‫وعزتي وجللي وعظمتي وارتفاع مكاني‪ ،‬ل تأكل نفساء يوم تلد الرطب‬
‫فيكون غلما إل كان حليما‪ ،‬وإن كانت جارية كانت حليمة )‪ .(4‬بيان‪" :‬‬
‫وهزي إليك بجذع النخلة " قيل أي أميليه إليك‪ ،‬والباء مزيدة للتأكيد‪ ،‬أو‬
‫افعلى الهز والمالة به‪ ،‬أو هزي التمرة بهزة‪ ،‬والهز التحريك بجذب ودفع‪.‬‬
‫تساقط أي تتساقط‪ ،‬فأدغمت التاء الثانية في السين‪ ،‬وحذفها حمزة‪ ،‬وقرأ‬
‫حفص " تساقط " من ساقطت بمعنى أسقطت " رطبا " تميز أو مفعول‪،‬‬
‫والجنى المجتنى من‬

‫)‪ (2 - 1‬المصدر ‪ (2) .535‬مريم‪ (4) .25 :‬المحاسن‪.535 :‬‬

‫]‪[136‬‬

‫التمر‪ ،‬وأكثر ما يستعمل فيما كان غذا طريا‪ - 42 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن هشام بن الحكم قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم الصرفان سيد‬
‫تموركم )‪ - 43 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن حرب صاحب‬
‫الجواري قال‪ :‬لما قدم أبو عبد ال عليه السلم وعبد ال بن الحسن بعثني‬
‫هذيل بن صدقة بن الحشاش فاشتريت سلة رطب صرفان من بستان‬
‫إسمعيل‪ ،‬فلما جئت به‪ ،‬قال‪ :‬ماهذا ؟ قلت رطب بعثه إليكم هذيل بن صدقة‪،‬‬
‫فقال لي‪ :‬قربه‪ ،‬فقربته إليه فقلبه بأصبعه ثم قال‪ :‬نعم التمر هذه العجوة‬
‫لداء ول غائلة )‪ - 44 .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعدان بن مسلم‪ ،‬عن‬
‫بعض أصحابنا قال‪ :‬لما قدم أبو عبد ال عليه السلم الحيرة‪ ،‬ركب دابته‬
‫ومضى إلى الخورنق‪ ،‬ثم نزل فاستظل بظل دابته ومعه غلم أسود‪ ،‬وثم‬
‫رجل من أهل الكوفة‪ ،‬فاشترى نخل فقال للغلم‪ :‬من هذا ؟ فقال جعفر بن‬
‫محمد‪ ،‬قال‪ :‬فخرج فجاء بطبق ضخم فوضعه بين يديه فأشار إلى البرنى‬
‫فقال‪ :‬ماهذا ؟ فقال‪ :‬السابرى‪ ،‬فقال‪ :‬هو عندنا البيض‪ ،‬ثم قال للمشان‪:‬‬
‫ماهذا ؟ فقال له‪ :‬المشان قال‪ :‬هو عندنا ام جرذان‪ ،‬ونظر إلى الصرفان‬
‫فقال‪ :‬ماهذا ؟ قال‪ :‬الصرفان‪ ،‬فقال‪ :‬هو عندنا العجوة وفيها شفاء )‪.(3‬‬
‫بيان‪ :‬قال الفيروز آبادي‪ :‬الخورنق كفدوكس قصر للنعمان الكبر معرب‬
‫خورنكاه أي موضع الكل‪ ،‬ونهر بالكوفة وقال‪ :‬الضخم بالفتح وبالتحريك‬
‫العظيم من كل شئ ; وقال‪ :‬السابرى تمر طيب‪ ،‬وقال‪ :‬البيضة بالكسر لون‬
‫من التمر والجمع البيض‪ ،‬وقال الجوهرى‪ :‬السابرى ضرب من التمر يقال‬
‫أجود تمر بالكوفة النرسيان والسابري‪ ،‬وقال‪ :‬المشان نوع من التمر وفى‬
‫المثل‪ " :‬بعلة الورشان تأكل رطب المشان " )‪ (4‬بالضافة ول تقل‪:‬‬
‫الرطب المشان‪ ،‬وفي القاموس‪ :‬الموشان وكغراب‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .535 :‬المحاسن ‪ (4) .536‬قال في اللسان‪ :‬ومن أمثال أهل‬
‫العراق‪ :‬بعلة الورشان تأكل الرطب المشان =‬

‫]‪[137‬‬

‫وكتاب من أطيب الرطب‪ ،‬وقال‪ :‬الورشان محركة طائر‪ ،‬وهو ساق حر )‪ (1‬لحمه‬
‫أخف من الحمام‪ ،‬وفي المثل " بعلة الورشان تأكل رطب المشان " يضرب‬
‫لمن يظهر شيئا والمراد منه شئ آخر‪ ،‬وفي النهاية‪ :‬أم جرذان نوع من‬
‫التمر كبار‪ ،‬وقيل إن نخله يجتمع تحته الفار‪ ،‬وهو الذي يسمى بالكوفة‬
‫الموشان يعنون الفأر بالفارسية والجرذان جمع جرذ‪ ،‬وهو الذكر الكبير من‬
‫الفأر‪ - 45 .‬المحاسن‪ :‬عن سعدان‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬الصرفان من العجوة‪ ،‬وفيه شفاء من الداء )‪ - 46 .(2‬ومنه‪:‬‬
‫عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن محبوب بن يوسف‪ ،‬عن بعض أصحابه قال‪ :‬لما‬
‫قدم أبو عبد ال عليه السلم الحيرة خرج مع أصحاب لنا إلى بعض‬
‫البساتين فلما رآه صاحب البستان أعظمه فاجتنى له ألوانا من الرطب‬
‫فوضعه بين يديه ووضع أبو ‪ -‬عبد ال عليه السلم يده على لون منه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ما تسمون هذا ؟ فقلنا‪ :‬السابرى قال‪ :‬هذا نسميه عندنا عذق ابن‬
‫زيد‪ ،‬ثم قال للون آخر‪ :‬ما تسمون هذا أو قال‪ :‬فهذا ؟ قلنا‪ :‬الصرفان‪ ،‬قال‪:‬‬
‫نعم التمر‪ ،‬لداء ول غائلة‪ ،‬أما إنه من العجوة )‪ .(3‬بيان‪ " :‬عذق ابن زيد‬
‫" لم أره في اللغة لكن قال في القاموس العذق النخلة بحملها‪ ،‬إلى أن قال‪:‬‬
‫وأطم بالمدينة لبني أمية ابن زيد‪ - 47 .‬المحاسن‪ :‬عن عبد العزيز‪ ،‬عمن‬
‫رفع الحديث إلى أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم‪ :‬أشبه تموركم بالطعام الصرفان )‪.(4‬‬

‫قال ابن برى‪ :‬المشان نوع من الرطب إلى السواد دقيق وهو أعجمى‪ ،‬سماه أهل‬
‫الكوفه بهذا السم لن الفرس لما سمعت بأم جرذان وهى نخلة كريمة‬
‫صفراء البسر والتمر‪ ،‬فلما جاء الفرس قالوا‪ :‬أين موشان‪ ،‬يريدون أين‬
‫أم الجرذان سميت بذلك لن الجرذان تأكل من رطبها لنها تلقطه كثيرا‪.‬‬
‫وقال الميداني‪ :‬يقولون‪ :‬انه يشبه الفأر شكل‪ (1) .‬ساق حر‪ :‬الذكر من‬
‫القمارى سمى بصوته‪ ،‬لن حكاية صوته " ساق حر " وقيل‪ :‬الساق‬
‫الحمام والحر فرخه يعنى أنه فرخ الحمام‪ (4 - 2) .‬المحاسن‪ 536 :‬و‬
‫‪.537‬‬

‫]‪[138‬‬

‫‪ 48‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬وبكر بن صالح‪ ،‬عن سليمان الجعفري‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو الحسن‬
‫الرضا عليه السلم‪ :‬أتدري مما حملت مريم ؟ فقلت‪ :‬ل‪ ،‬إل أن تخبرني‪،‬‬
‫فقال‪ :‬من تمر الصرفان‪ ،‬نزل بها جبرئيل فأطعمها فحملت )‪- 48 .(1‬‬
‫ومنه‪ :‬عن بعض أصحابه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬نعم التمر‬
‫الصرفان لداء ول غائلة‪ .‬ورواه سعدان‪ ،‬عن يحيى بن حبيب الزيات‪ ،‬عن‬
‫رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم )‪ - 50 .(2‬ومنه‪ :‬عن الحجال‪ ،‬عن أبي‬
‫سليمان الحمار‪ ،‬قال‪ :‬كنا عند أبي عبد ال عليه السلم فاتينا بقباع من‬
‫رطب فيه ألوان من التمر‪ ،‬فجعل يأخذ الواحدة بعد الواحدة وقال‪ :‬أي شئ‬
‫تسمون هذه ؟ حتى وضع يده على واحدة منها‪ ،‬قلنا‪ :‬نسميها المشان قال‪:‬‬
‫لكنا نسميها أم جرذان‪ ،‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله أتي بشئ منها‬
‫ودعا لها فليس شئ من نخلنا أحمل لما يؤخذ منها )‪ .(3‬توضيح‪ :‬رواه في‬
‫الكافي )‪ (4‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن عبد ال بن محمد‬
‫الحجال‪ ،‬عن أبي سليمان الحمار قال‪ :‬كنا عند أبي عبد ال عليه السلم‬
‫فجاءنا بمضيرة و بطعام بعدها‪ ،‬ثم أتى بقناع من رطب عليه ألوان‪ ،‬فجعل‬
‫يأخذ بيده الواحدة بعد الواحدة فقال‪ :‬أي شئ تسمون هذه ؟ فنقول‪ :‬كذا‬
‫وكذا‪ ،‬حتى أخذ واحدة فقال‪ :‬ما تسمون هذه ؟ فقلنا‪ :‬المشان‪ ،‬فقال‪ :‬نحن‬
‫نسميها ام جزذان‪ ،‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله اتي بشئ منها فأكل‬
‫منها ودعا لها‪ ،‬فليس شئ من نخل أجمل منها‪ .‬وفي القاموس المضيرة‬
‫مريقة تطبخ باللبن المضير‪ ،‬أي الحامض‪ ،‬وربما خلط بالحليب ; وقال في‬
‫القاف والباء الموحدة‪ :‬القباع كغراب مكيال ضخم‪ ،‬وقال في النون‪ :‬القناع‬
‫بالكسر‪ :‬الطبق من عشب النخل وفي النهاية في النون قال‪ :‬أتيته‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪ (4) .537 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.348‬‬

‫]‪[139‬‬

‫بقناع من رطب‪ ،‬القناع الطبق الذي يؤكل عليه‪ ،‬ويقال له‪ :‬القنع بالكسر والضم‬
‫وقيل القناع جمعه انتهى‪ ،‬وفي أكثر نسخ الكافي بالنون وفي أكثر نسخ‬
‫المحاسن بالباء ولكل وجه‪ ،‬وإن كان الول أوجه ; و " أحمل " في بعض‬
‫النسخ بالحاء المهملة‪ ،‬وفي بعضها بالجيم‪ ،‬والول‪ .‬أجمل‪ ،‬وقوله " لما‬
‫يؤخذ " كأن الصوب " مما يؤخذ " وما في الكافي أظهر‪- 51 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن على بن الحكم‪ ،‬عن الربيع المسلى‪ ،‬عن معروف بن‬
‫خربوذ‪ ،‬عمن رأى أمير المؤمنين عليه السلم يأكل الخبز بالتمر )‪52 .(1‬‬
‫‪ -‬ومنه‪ :‬عن بعضهم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم يأخذ التمر فيضعها على اللقمة‪ ،‬ويقول هذه أدم هذه‬
‫)‪ - 53 .(2‬ومنه‪ :‬عن عدة من أصحابه‪ ،‬عن حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه قال‪:‬‬
‫دخل على أبو جعفر عليه السلم بالمدينة فقدمت إليه تمرنرسيان وزبدا‬
‫فأكل ثم قال‪ :‬ما أطيب هذا ؟ أي شئ هو عندكم‪ ،‬قلت‪ :‬النرسيان‪ ،‬فقال‪ :‬أهد‬
‫إلى من نواه حتى أغرسه في أرضي )‪ .(3‬بيان‪ :‬النرسيان بكسر النون‬
‫وسكون الواء وكسر السين‪ ،‬ثم الياء وفي بعض النسخ البرسان بالباء‬
‫الموحدة بغير ياء وهو تصحيف‪ ،‬في القاموس النرسيان بالكسر من أجود‬
‫التمر الواحدة بهاء‪ - 54 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫هشام بن الحكم‪ ،‬قال‪ :‬ذكر التمر عند أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الواحد‬
‫عندكم أطيب من الواحد عندنا‪ ،‬والجميع عندنا أطيب من الجميع عندكم )‬
‫‪ .(4‬بيان‪ " :‬عندكم " أي بالعراق " عندنا " أي بالمدينة أو الحجاز‪،‬‬
‫والحاصل أنه قد يوجد عندكم تمر يكون أحسن من ذلك الصنف عندنا‪ ،‬لكن‬
‫أكثر أصنافه عندنا أحسن مما عندكم‪ ،‬أو يكون عندكم تمرهو أحسن من‬
‫جميع نمورنا لكن أكثر‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن ‪.538‬‬

‫]‪[140‬‬
‫تمورنا أحسن مما عندكم‪ ،‬فإذا قيس المجموع بالمجموع كان ما عندنا أحسن‪- 55 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن ثعلبة بن ميمون‪ ،‬عن أبي الحسن عن عمار‬
‫الساباطى قال‪ :‬كنت مع أبي عبد ال عليه السلم فاتي برطب فجعل يأكل‬
‫منه ويشرب الماء ويناولني الناء فأكره أن أرده فأشرب‪ ،‬حتى فعل ذلك‬
‫مرارا‪ ،‬فقلت له‪ :‬إني كنت صاحب بلغم فشكوت إلى أهرن طبيب الحجاز‬
‫فقال لي ألك بستان ؟ قلت نعم‪ ،‬قال‪ :‬ففيه نخل ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬عد على ما‬
‫فيه فعددت عليه حتى بلغت الهيرون فقال لي كل منه سبع تمرات حين تريد‬
‫أن تنام‪ ،‬ول تشرب الماء‪ ،‬ففعلت فكنت أريد أن أبزق فل أقدر على ذلك‪،‬‬
‫فشكوت ذلك إليه فقال‪ :‬اشرب الماء قليل وأمسك حتى تعتدل طبيعتك‪،‬‬
‫ففعلت‪ ،‬فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أما أنا فلول الماء بالبيت ل أذوقه )‬
‫‪ - 56 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبي على أحمد بن إسحق رفعه‪ ،‬قال‪ :‬من أكل التمر‬
‫على شهوة رسول ال صلى ال عليه وآله إياه لم يضره )‪ .(2‬المكارم‪ :‬عن‬
‫محمد بن إسحق مثله )‪ - 57 .(3‬المحاسن‪ :‬عن أبيه وبكر بن صالح جميعا‬
‫عن سليمان بن جعفر الجعفري قال‪ :‬دعانا بعض آل علي عليه السلم قال‪:‬‬
‫فجاء الرضا عليه السلم وجئنا معه قال‪ :‬فأكلنا ووقع على النكد )‪ (4‬فألقى‬
‫نفسه عليه والناس يدخلون‪ ،‬والموائد تنصب لهم‪ ،‬وهو مشرف عليهم‪،‬‬
‫وهم يتحدثون‪ ،‬إذا نظر إلى فأصغى برأسه فقال‪ :‬أبغني قطعة تمر‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فخرجت فجئته بقطعة تمر في قطعة قربة‪ ،‬فأقبل يتناول وأنا قائم وهو‬
‫مضطجع‪ ،‬فتناول منها تمرات وهي بيدي‪ ،‬قال‪ :‬ثم ركبنا دوابنا وابنا فقال‪:‬‬
‫ماكان في طعامهم شئ أحب إلى من التمرات التي أكلتها )‪.(5‬‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن ‪ (3) .539‬مكارم الخلق‪ (4) .192 :‬كذا في المخطوطة وهو‬
‫الصحيح وفى المطبوعة وهكذا المصدر المطبوع " الكد " وهو‬
‫تصحيف‪ ،‬يقال نكد العيش نكدا‪ :‬اشتد وعسر ونكد القوم الرجل‪ :‬استنفدوا‬
‫ما عنده بكثرة السؤال‪ (5) .‬المحاسن‪.539 :‬‬

‫]‪[141‬‬

‫بيان‪ " :‬ووقع على النكد " أي رفع صاحب البيت على النكد والمشقة لكثرة الناس‬
‫ودخول مثله عليه السلم عليهم‪ .‬أو " على " بالتشديد أي اشتد على المر‬
‫لذلك " فألقى " أي صاحب البيت " نفسه عليه عليه السلم " تعظيما له‪،‬‬
‫أو ألقى عليه السلم نفسه على الخوان ولم يأكل مما كان عليه " وهو "‬
‫أي المام أو صاحب البيت " مشرف عليهم " " فأصغى برأسه " أي‬
‫أماله ويقال أبغاه الشئ أي طلبه له‪ ،‬وكأن فيه تصحيفا في مواضع‪- 58 .‬‬
‫المكارم‪ :‬عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬كلوا التمر فإن فيه شفاء من‬
‫الدواء‪ .‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من تصبح بعشر تمرات عجوة‬
‫لم يضره ذلك اليوم سحر ولسم‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬بيت ل تمر فيه‬
‫جياع أهله‪ .‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال عليه السلم كلوا التمر على الريق‬
‫فإنه يقتل الدود‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬نزل على جبرئيل بالبرنى من‬
‫الجنة‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬أطعموا المرأة في شهرها الذي تلد فيه التمر‪،‬‬
‫فإن ولدها يكون حليما نقيا‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬عليكم بالبرني فإنه يذهب‬
‫بالعياء‪ ،‬ويدفئ من القر‪ ،‬ويشبع من الجوع‪ ،‬وفيه اثنان وسبعون بابا من‬
‫الشفاء‪ .‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أطعموا نساءكم التمر البرنى في‬
‫نفاسهن تجملوا أولدكم‪ .‬عن الحسين بن على عن أبيه عليهما السلم‪:‬‬
‫قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله كان يبتدئ طعامه إذا كان صائما‬
‫بالتمر )‪ - 59 .(1‬دعوات الراوندي‪ :‬قال كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله يأكل الرطب بيمينه فيطرح النوى في يساره ول يلقيه في الرض‪،‬‬
‫فمرت شاة فأشار إليها بالنوى فدنت‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪.193 - 192‬‬

‫]‪[142‬‬

‫منه فجعلت تأكل من كفه اليسرى‪ ،‬ويأكل صلى ال عليه وآله بيمينه حتى فرغ‪60 .‬‬
‫‪ -‬كتاب الغارات لبراهيم بن محمد الثقفي‪ :‬باسناده عن ابن نباته أنه سئل‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم عن أول شئ اهتز على وجه الرض‪ ،‬قال‪ :‬هي‬
‫النخلة ومثلها مثل ابن آدم إذا قطع رأسه هلك‪ ،‬وإذا قطعت رأس النخلة‬
‫إنما هي جذع ملقى‪ - 61 .‬الشهاب‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫خير المال سكة مأبورة وفرس مأمورة‪ .‬وقال‪ :‬نعم المال النخل الراسخات‬
‫في الوحل‪ ،‬المطعمات في المحل‪ .‬بيان‪ :‬قد مر تفسير تلك الفقرات في‬
‫البواب السابقة‪ ،‬وقال في ضوء الشهاب في شرح الفقرات الخيرة‪ :‬يعظم‬
‫صلى ال عليه وآله شأن النخل والتمر‪ ،‬تحبيبا لها إلى قلوب أصحابها‬
‫الفقراء الذين كانوا يسمعون بتنعم العاجم في مآكلهم ومشاربهم‬
‫وملبسهم‪ ،‬فيقول صلى ال عليه وآله‪ :‬نعم المال النخل التي ل تطلب منك‬
‫علفا ول لباسا ول إنفاقا‪ ،‬فهي راسخة في الوحل وهو الماء والطين‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬وحل ووحل‪ ،‬وقوله صلى ال عليه وآله‪ :‬المطعمات في المحل يعنى‬
‫أنها غياث في القحط‪ :‬تغيث الناس‪ ،‬وفي حديث آخر‪ :‬أكرموا النخلة فانها‬
‫عمتكم وتشبيهها بالعمة من وجهين‪ :‬أحدهما‪ :‬أنها انزلت مع آدم عليه‬
‫السلم من الجنة وكان يحبها غاية المحبة حتى أمر بأن يصحب بعضها إذا‬
‫دفن فاصحب جريدتين منها‪ .‬والثاني‪ :‬أن بعض أحوالها يشبه أحوال ابن‬
‫آدم ل تحمل من غير تلقيح‪ ،‬وإن قطع رأسها جفت‪ .‬وفائدة الحديث تعظيم‬
‫حرمة النخل‪ ،‬وراوي الحديث موسى بن جعفر الكاظم عليه السلم عن أبيه‬
‫عن آبائه عليهم السلم عن رسول ال صلى ال عليه وآله‪- 62 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن ربعي‪ ،‬عن فضيل‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬أنزل ال العجوة والعتيق من السماء قلت‪ :‬وما‬
‫العتيق قال‪ :‬الفحل )‪ .(1‬تبيين‪ :‬قيل‪ :‬قد يتراءى كونه الفنيق بالفاء والنون‬
‫قال في النهاية في حديث‬

‫المحاسن‪.529 :‬‬

‫]‪[143‬‬

‫عمير بن أفصى ذكر الفنيق‪ :‬هو الفحل المكرم من البل الذي ل يركب ول يهان‬
‫لكرامته عليهم وقال الجوهري‪ :‬الفنيق الفحل المكرم وقال أبو زيد‪ :‬هو‬
‫اسم من أسمائه انتهى‪ .‬وقال في القاموس‪ :‬الفنيق كأمير الفحل المكرم ل‬
‫يؤذى لكرامته على أهله ول يركب وأما العتيق فقد قال في القاموس‪:‬‬
‫العتيق فحل من النخل ل تنفض نخلته والماء والطلء والخمر والتمر علم‬
‫له واللبن والخيار من كل شئ وفي الصحاح العتيق الكريم من كل شئ‬
‫والخيار من كل شئ‪ :‬التمر والماء والبازي والشحم انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬نسخ‬
‫الكافي )‪ (1‬والمحاسن وغير هما متفقة على العتيق بالعين المهملة والتاء‬
‫وهو أصوب وأظهر من الفنيق والمعنى انه نزل لحدوث التمر في الرض‬
‫عتيق مكان الفحل وعجوة مكان النثى لحتياجه اليهما كما عرفت وقد مر‬
‫وسيأتي ما يؤيده‪ - 63 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن محمد‬
‫الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن آدم عليه السلم نزل‬
‫بالعجوة والعتيق الفحل‪ ،‬فكان من العجوة العذوق كلها‪ ،‬والتمر كله كان من‬
‫العجوة )‪ .(2‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬العذق النخلة بحملها وبالكسر القنومنها‬
‫وكل غصن له شعب‪ - 64 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عمن‬
‫حدثه أنه سمع أبا عبد ال عليه السلم أن الذي حمل نوح معه في السفينة‬
‫من النخل العجوة والعذق )‪ - 66 .(3‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمان بن أبي هاشم‪ ،‬عن أبي خديجة قال‪ :‬أخذنا من المدينة نوى‬
‫العجوة‪ ،‬فغرسه صاحب لنا في بستان فخرج منه السكر والهيرون‬
‫والشهريز والصرفان‪ ،‬وكل ضرب من التمر )‪ .(4‬توضيح‪ :‬في القاموس‪:‬‬
‫السكر بالضم وتشديد الكاف معرب شكر‪ ،‬واحدته بهاء ورطب طيب‪،‬‬
‫وعنب يصيبه المرق )‪ (5‬فينتثر‪ ،‬وهو من أحسن العنب‪ ،‬وقال‪ :‬الهيرون‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ 2) .346‬و ‪ (3‬المحاسن‪ (4) .530 :‬المحاسن ‪ (5) .530‬المرق‪:‬‬
‫محركة‪ :‬آفة تصيب الزرع‪.‬‬
‫]‪[144‬‬

‫كزيتون ضرب من التمر‪ ،‬وفي بحر الجواهر‪ :‬هيرون بالكسر نوع من جيد التمر‪،‬‬
‫وفي القاموس في السين المهملة‪ :‬تمر سهريز بالضم والكسر‪ ،‬وبالنعت‬
‫بالضافة‪ :‬نوع معروف‪ ،‬وقال في المعجمة‪ :‬تمر شهريز تقدم في السين‪،‬‬
‫وفي الصحاح‪ :‬تمر شهريز وشهريز وسهريز وسهريز بالشين والسين‬
‫جميعا‪ :‬لضرب من التمر‪ ،‬وإن شئت أضفت مثل ثوب خز‪ ،‬وقال‪ :‬الصرفان‬
‫جنس من التمر‪ ،‬وفي القاموس‪ :‬الصرفان محركة‪ :‬تمر رزين صلب‬
‫المضاغ يعدها ذو والعيالت والجراء والعبيد لجزائتها )‪ ،(1‬أو هو‬
‫الصيحاني ومن أمثالهم " صرفانة ربعية تصرم في الصيف وتؤكل بالشتية‬
‫)‪ - 66 ." (2‬المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابه رفعه قال‪ :‬من أكل سبع تمرات‬
‫مما يكون بين لبتي المدينة لم يضره ليلته ويومه ذلك سم ول غيره )‪.(3‬‬
‫‪ - 67‬ومنه‪ :‬عن محمد بن عيسى اليقطيني‪ ،‬عن عبيد ال الدهقان‪ ،‬عن‬
‫درست بن أبي منصور‪ ،‬عن عبد ال بن سنان عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من أكل في يوم سبع عجوات تمر على الريق من تمر العالية‪،‬‬
‫لم يضره سم ول شيطان )‪ .(4‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪.(5‬‬
‫توضيح‪ :‬رواه في الكافي )‪ (6‬عن العدة‪ ،‬عن البرقى هكذا‪ :‬من أكل في كل‬
‫يوم سبع تمرات عجوة " وروى مسلم في صحيحه )‪ (7‬عن النبي صلى‬
‫ال عليه وآله " من أكل سبع‬

‫)‪ (1‬في المصدر المطبوع " لجزائها " وقال شارح القاموس‪ :‬كذا في النسخ‬
‫والصواب " يعده " و " لجزائه " بتذكير الضمير ومعنى قوله‪" :‬‬
‫لجزائه " أي عظم موقعه‪ ،‬أقول‪ :‬كانه أنث الضمير بتوهم الصرفانة‬
‫وقوله لجزائها أي لكفايتها عنهم‪ (2) .‬مثل يضرب في الشئ يؤخذ في‬
‫وقت ويذخر الى وقت آخر‪ 3) .‬و ‪ (4‬المحاسن‪ (5) .532 :‬مكارم‬
‫الخلق‪ (6) .192 :‬الكافي ‪ 8‬ر ‪ (7) .349‬صحيح مسلم كتاب الشربة‬
‫بالرقم ‪ 4 1‬وفيه‪ " :‬مما بين لبتيها " وبعده بالرقم و ‪ 155‬و ‪ 156‬ص‬
‫‪ 1617‬ط محمد فؤاد‪ ،‬وترى الحديث في صحيح البخاري كتاب الطعمة‬
‫بالرقم ‪ ،43‬كتاب الطب ‪ 52‬وفى سنن ابى داود كتاب الطب بالرقم ‪12‬‬
‫مسند ابن حنبل ‪ 1‬ر ‪.181‬‬

‫]‪[145‬‬

‫تمرات من بين لبتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسى " وفي رواية اخرى "‬
‫من يصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ول سحر " وفي‬
‫رواية اخرى " إن في عجوة العالية شفاء وإنها ترياق أول البكرة " وقال‬
‫بعض شراحه )‪ :(1‬اللبتان هما الحرتان )‪ (2‬والمراد ل بتا المدينة والسم‬
‫معروف وهو بفتح السين وضمها وكسرها والفتح أفصح‪ ،‬والترياق بكسر‬
‫التاء وضمها لغتان ويقال‪ :‬درياق وطرياق أيضا كله فصيح‪ ،‬وقوله صلى‬
‫ال عليه وآله‪ " :‬أول البكرة " بنصب أول على الظرف وهو بمعنى‬
‫الرواية الخرى " من يصبح " والعالية ماكان من الحوايط والقرى‬
‫والعمارات من جهة المدينة العليا مما يلي نجد‪ ،‬والسافلة من الجهة‬
‫الخرى مما يلي تهامة‪ ،‬قال القاضي‪ :‬وأدنى العالية ثلثة أميال‪ ،‬وأبعدها‬
‫ثمانية من المدنية‪ ،‬والعجوة نوع جيد من التمر‪ ،‬وفي هذه الحاديث فضيلة‬
‫تمر المدينة و عجوتها‪ ،‬وفضيلة التصبح بسبع تمرات منه‪ ،‬وتخصيص‬
‫عجوة المدينة دون غيرها و عدد السبع من المور التي علمها الشارع ول‬
‫نعلم نحن حكمتها‪ ،‬فيجب اليمان بها واعتقاد فضلها‪ ،‬والحكمة فيها‪ ،‬وهذا‬
‫كأعداد الصلوات ونصب الزكاة وغيرها )‪ - 68 .(3‬الفردوس‪ :‬عن النبي‬
‫صلى ال عليه وآله قال‪ :‬كلوا البلح بالتمر‪ ،‬فان الشيطان إذا أكله ابن آدم‬
‫غضب‪ ،‬فقال‪ :‬بقي ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق‪ .‬بيان‪ :‬البلح محركة بن‬
‫الخلل والبسر‪ - 69 .‬الفردوس‪ :‬كلوا التمر على الريق‪ ،‬فانه يقتل الدود‪.‬‬
‫‪ - 70‬كتاب تاريخ المدينة للسيد على بن عبد ال الحسني الشافعي‬
‫السمهودي قال‪ :‬في عد تمور المدينة‪ :‬أنواع تمرها كثيرة بلغت مائة‬
‫وبضعا وثلثين نوعا من الصيحانى‪.‬‬

‫)‪ (1‬يعنى المان النووي‪ (2) .‬يعنى حرة واقم في شرق المدينة وحرة الوبرة في‬
‫عربها‪ (3) .‬وزاد بعده فهذا هو الصواب في هذا الحديث‪ ،‬وأما ما ذكره‬
‫المام المازرى والقاضى عياض فكلم باطل فل تلتفت إليه ول تعرج‬
‫عليه‪ ،‬وقد قصدت بهذا التنبيه التحذير من الغترار به‪.‬‬

‫]‪[146‬‬

‫وفى فضل أهل البيت لبن المؤيد الحموى عن جابر رضي ال عنه قال‪ :‬كنت مع‬
‫النبي صلى ال عليه وآله يوما في بعض حيطان ويد علي في يده‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فمررنا بنخل فصاح النخل‪ :‬هذا محمد سيد النبياء‪ ،‬وهذا علي سيد‬
‫الوصياء أبو الئمة الطاهرين‪ ،‬ثم مررنا بنخل فصاح النخل هذا محمد‬
‫رسول ال وهذا علي سيف ال‪ ،‬فالتفت النبي صلى ال عليه وآله إلى علي‬
‫عليه السلم فقال له‪ :‬سمه الصيحاني فسمى من ذلك اليوم الصيحاني‪،‬‬
‫فكان هذا سبب تسمية هذا النوع بذالك‪ ،‬أو المراد نخل ذلك الحايط‪،‬‬
‫وبالمدينة اليوم موضع يعرف بالصيحاني )‪ - 71 .(1‬الدعايم‪ :‬عن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله أنه كان يحب التمر ويقول " العجوة من الجنة‪،‬‬
‫وكان يضع التمرة على اللقمة ويقول‪ :‬هذه إدام هذه‪ ،‬وكان علي بن‬
‫الحسين عليه السلم يقول‪ :‬إنى احب الرجل يكون تمريا لحب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله التمر‪ ،‬وكان صلى ال عليه وآله إذا قدم إليه الطعام‬
‫وفيه التمر بدأ بالتمر‪ ،‬وكان يفطر على التمر في زمن التمر‪ ،‬وعلى الرطب‬
‫في زمن الرطب )‪ .(2‬وعن جعفر بن محمد عليه السلم أن رجل من‬
‫أصحابه أكل عنده طعاما فلما أن رفع الطعام قال جعفر عليه السلم‪ :‬يا‬
‫جارية ائتنا بما عندك‪ ،‬فأتته بتمر‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬هذا زمن‬
‫الفاكهة والعناب‪ ،‬وكان صيفا‪ ،‬فقال‪ :‬كل فانه خلق من رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله العجوة لداء ول غائلة )‪ .4 .(3‬باب * )الجمار والطلع( * ‪1‬‬
‫‪ -‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن‬
‫يحيى‪،‬‬

‫)‪ (1‬هذا الحديث ل يوجد في المخطوطة‪ ،‬وقد مر مثله في ج ‪ 41‬ص ‪ 267‬نقل عن‬
‫المناقب وزاد بعده‪ :‬وأروى كان البستان لعامر بن سعد بعقيق السفلى‪2) .‬‬
‫و ‪ (3‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪.111‬‬

‫]‪[147‬‬

‫عن موسى بن عمر‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬ثلثة يهزلن‪ :‬البيض والسمك والطلع )‪- 2 .(1‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن منصور بن العباس‪ ،‬عن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن أبي أيوب‬
‫المكي عن محمد بن البختري عن عمر بن يزيد‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه‬
‫السلم قال ثلث يؤكلن ويهزلن الطلع والكسب والجوز )‪ .(2‬ومنه‪ :‬عن‬
‫بعض أصحابه رفعه عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )‪ .(3‬أقول‪ :‬قد مر‬
‫بعض الخبار مع شرحه في الباب السابق )‪ * 5 .(4‬باب العنب * ‪- 1‬‬
‫الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال البرقى‬
‫عن النهيكى‪ ،‬عن منصور بن يونس قال‪ :‬سمعت أبا الحسن موسى عليه‬
‫السلم يقول‪ :‬ثلثة ل يضر‪ :‬العنب الرازقي‪ ،‬وقصب السكر‪ ،‬والتفاح‬
‫اللبناني )‪ .(5‬بيان‪ :‬لبنان بالضم جبل بالشام‪ - 2 .‬العيون‪ :‬عن محمد بن‬
‫علي بن الشاه‪ ،‬عن أبي بكر بن عبد ال النيسابوري‪ ،‬عن عبد ال بن أحمد‬
‫بن عامر‪ ،‬عن أبيه وعن أحمد بن إبراهيم‪ ،‬عن إبراهيم بن مروان‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن محمد بن زياد‪ ،‬عن أحمد بن عبد ال الهروي‪ ،‬وعن الحسين بن‬
‫محمد الشناني عن علي بن محمد بن مهرويه‪ ،‬عن داود بن سليمان‬
‫الفراء كلهم عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬كلوا العنب حبة حبة فانها أهنأ وأمرأ )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .155‬المحاسن‪ 450 :‬في حديث‪ (3) .‬المحاسن‪ (4) .463 :‬راجع‬
‫ص ‪ 65‬مما سبق‪ (5) .‬الخصال ‪ (6) .144‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪.35‬‬
‫]‪[148‬‬

‫صحيفة الرضا‪ :‬بالسناد عنه عليه السلم مثله )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال في النهاية‪ :‬يقال‪:‬‬
‫مر أني الطعام وأمرأني‪ :‬إذا لم يثقل على المعدة وانحدر عنها طيبا‪ ،‬قال‬
‫الفراء يقال‪ :‬هنأني الطعام ومرأني بغير اللف‪ ،‬فإذا أفردوها عن هنأني‬
‫قالوا‪ :‬أمرأنى‪ ،‬وقال‪ :‬هنأني الطعام يهنئني ويهناني وهنئت الطعام أي‬
‫تهنأت به‪ ،‬وكل أمر يأتيك من غير تعب فهو هنئ انتهى‪ .‬وقال البيضاوي‪:‬‬
‫الهنيئ والمرئ صفتان من هنؤ الطعام ومرئ‪ :‬إذا ساغ من غير غص‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬الهنيئ ما يلذه النسان والمرئ ما تحمد عاقبته‪ - 3 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫عدة من أصحابه‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن أبي الجارود‪ ،‬عن ام راشد مولة ام‬
‫هانئ قالت‪ :‬كنت وصيفة أخدم عليا وإن طلحة والزبير كانا عنده ودعا‬
‫بعنب وكان يحبه فأكلوا )‪ .(2‬بيان‪ :‬في القاموس الوصيف كأمير الخادم‬
‫والخادمة‪ ،‬والجمع وصفاء كالوصيفة والجمع وصائف‪ - 4 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم قال‪ :‬كان علي بن الحسين‬
‫عليه السلم يعجبه العنب‪ ،‬فكان ذات يوم صائما فلما أفطر كان أول ما‬
‫جاءت العنب أتته ام ولد له بعنقود فوضعه بين يديه‪ ،‬فجاء سائل فدفع إليه‬
‫فدست إليه أعني إلى السائل فاشترته منه ثم أتته فوضعته بين يديه فجاء‬
‫سائل آخر فأعطاه‪ ،‬ففعلت ام الولد مثل ذلك‪ ،‬حتى فعل ثلث مرات‪ ،‬فلما‬
‫كان في الرابع أكله )‪ - 5 .(3‬ومنه‪ :‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن الربيع‬
‫المسلي‪ ،‬عن معروف بن خربوذ‪ ،‬عمن رأى أمير المؤمنين عليه السلم‬
‫يأكل الخبز بالعنب‪ .‬ورواه القاسم بن يحيى عن جده عن معروف )‪- 6 .(4‬‬
‫ومنه‪ :‬عن عدة من أصحابه‪ ،‬عن أبي الجارود‪ ،‬عن زياد بن سوقة‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬صحيفة الرضا‪ (4 - 2) .10 :‬المحاسن‪.547 :‬‬

‫]‪[149‬‬

‫حسن بن حسن‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬دخل أمير المؤمنين عليه السلم على امرأته‬
‫العامرية وعندها نسوة من أهلها فقال‪ :‬هل زود تموهن بعد ؟ قالت‪ :‬وال‬
‫ما أطعمتهن شيئا‪ ،‬قال فأخرج درهما من حجزته وقال‪ :‬اشتروا بهذا عنبا‪،‬‬
‫فجيئ به فقال‪ :‬أطعميهن ! فكأنهن استحيين منه‪ ،‬قال‪ :‬فأخذ عنقودا بيده ثم‬
‫تنحى وحده فأكله )‪ - 7 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن أبي اسامة‬
‫زيد الشحام قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فقرب إلى عنبا فأكلنا‬
‫منه )‪ - 8 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد بن عيسى اليقطيني‪ ،‬عن الدهقان‪ ،‬عن‬
‫درست‪ ،‬عن عبد ال ابن سنان قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم إذا أكلتم‬
‫العنب فكلوه حبة حبة فانها أهنأ وأمرأ )‪ - 9 .(3‬ومنه‪ :‬عن بكر بن صالح‬
‫رفعه عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬شكا نبي من النبياء إلى ال الغم‬
‫فأمره بأكل العنب )‪ - 10 .(4‬ومنه‪ :‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن فرات بن‬
‫أحنف‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إن نوحا شكا إلى ال الغم‪،‬‬
‫فأوحى ال إليه أن كل العنب فانه يذهب بالغم )‪ - 11 .(5‬ومنه‪ :‬عن القاسم‬
‫الزيات‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن موسى بن العل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬لما حسر الماء عن عظام الموتى‪ ،‬فرأى ذلك نوح عليه السلم‬
‫جزع جزعا شديدا واغتم لذلك‪ ،‬فأوحى ال إليه أن كل العنب السود ليذهب‬
‫غمك )‪ - 12 .(6‬المكارم‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬شيئان يؤكلن‬
‫باليدين‪ :‬العنب والرمان‪ .‬من الفردوس‪ :‬عن عائشة قالت‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬خير طعامكم الخبز‪ ،‬وخير فاكهتكم العنب‪ ،‬وقال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬خلقت النخلة والرمان والعنب من فضلة طينة آدم عليه‬
‫السلم‪ ،‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬ربيع امتي البطيخ والعنب‪.‬‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن ‪ (6 - 5) .547‬المحاسن‪.458 :‬‬

‫]‪[150‬‬

‫عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عليهم السلم عن أمير المؤمنين العنب بالخبز‪.‬‬
‫وبهذا السناد عن أمير المؤمنين عليه السلم أنه قال‪ :‬العنب أدم وفاكهة‬
‫وطعام وحلواء )‪ - 13 .(1‬العلل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار‪،‬‬
‫عن محمد بن أحمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن علي‬
‫بن أسباط‪ ،‬عن عمه يعقوب رفعه إلى علي عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تسموا العنب الكرم‪ ،‬فان المؤمن هو الكرم )‪.(2‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن عدة من أصحابه عن ابن أسباط مثله )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال في‬
‫النهاية‪ " :‬ل تسموا العنب الكرم‪ ،‬فانما الكرم الرجل المسلم " )‪ (4‬قيل‪:‬‬
‫سمي الكرم كرما لن الخمر المتخذ منه تحث على السخاء والكرم‪ ،‬فاشتقوا‬
‫له منه اسما‪ ،‬فكره أن يسمى باسم مأخوذ من الكرم‪ ،‬وجعل المؤمن أولى‬
‫به يقال رجل كرم أي كريم‪ ،‬وصف بالمصدر‪ ،‬كرجل عدل وضيف‪ ،‬وقال‬
‫الزمخشري‪ :‬أراد أن يقرر ويشدد ما في قوله تعالى‪ " :‬إن أكرمكم عند ال‬
‫أتقاكم " بطريقة أنيقة ومسلك لطيف‪ ،‬وليس الغرض حقيقة النهي عن‬
‫تسمية العنب كرما‪ ،‬ولكن الشارة إلى أن المسلم التقي جدير بأن ل يشارك‬
‫فيما سماه ال به وقوله‪ " :‬فانما الكرم الرجل المسلم " أي إنما المستحق‬
‫للسم المشتق من الكرم الرجل المسلم انتهى‪ .‬وقال الكرماني‪ :‬هو حصر‬
‫ادعائي نفيا لتسميتهم العنب كرما‪ ،‬إذ الخمر المتخذ منه يحث على الكرم‬
‫فجعل المؤمن المتقي من شربها أحق‪ ،‬وقال النووي يوصف به المؤمن‬
‫تسمية بالمصدر ل الكرم لئل يتذكروا به الخمر التى تسمى كرما‬
‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪ (2) .199 - 198‬علل الشرايع ‪ 2‬ر ‪ 270‬في حديث‪(3) .‬‬
‫المحاسن‪ (4) .546 :‬رواه مسلم في صحيحه كتاب اللفاظ بالرقم ‪ 8‬ص‬
‫‪ 1762‬وروى عن أبى هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم‪ " :‬ل يقولن أحدكم الكرم‪ ،‬فانما الكرم قلب المؤمن "‪.‬‬

‫]‪[151‬‬

‫وقال الطيبي‪ :‬سموه به لن الخمر المتخذ منه تحث على السخاء فكرهه الشارع‬
‫إسقاطا لها عن هذه الرتبة‪ ،‬وتأكيدا لحرمتها‪ ،‬والفرق بين الجود والكرم أن‬
‫الجود بذل المقتنيات‪ ،‬وكرم النسان أخلقه أفعاله المحمودة‪) * 6 .‬باب‬
‫الزبيب( * ‪ - 1‬الخصال‪ :‬عن أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي‪ ،‬عن زيد‬
‫بن محمد البغدادي عن عبد ال بن أحمد الطائي‪ ،‬عن الرضا عن أبيه عن‬
‫آبائه عن على عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬عليكم‬
‫بالزبيب فانه يكشف المرة‪ ،‬ويذهب بالبلغم‪ ،‬ويشد العصب ويذهب بالعياء‪،‬‬
‫ويحسن الخلق‪ ،‬ويطيب النفس‪ ،‬ويذهب بالغم )‪ - 2 .(1‬العيون‪ :‬بالسانيد‬
‫الثلثة المتقدمة مثله‪ ،‬وفيه بالضناء مكان قوله‪ :‬بالعياء )‪ .(2‬بيان‪ :‬في‬
‫القاموس‪ :‬ضني كرضي ضنى فهو ضني وضن كحري وحر‪ :‬مرض مرضا‬
‫مخامرا كلما ظن برؤه نكس‪ ،‬وأضناه المرض‪ - 3 .‬العيون‪ :‬بالسانيد‬
‫الثلثة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم عن علي قال‪ :‬من أكل إحدى‬
‫وعشرين زبيبة حمراء على الريق‪ ،‬لم يجد في جسده شيئا يكرهه )‪.(3‬‬
‫صحيفة الرضا‪ :‬بالسناد عنه عليه السلم مثله )‪ - 4 .(4‬مجالس ابن‬
‫الشيخ‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن هلل بن محمد الحفار‪ ،‬عن إسماعيل بن على‬
‫الدعبلي‪ ،‬عن أبيه عن الرضا‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي عليه السلم قال‪ :‬من‬
‫أدام أكل‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .344‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (3) .35‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪(4) .41‬‬
‫صحيفة الرضا لم نجده‪.‬‬

‫]‪[152‬‬

‫إحدى وعشرين زبيبة حمراء على الريق لم يمرض إل مرض الموت )‪.(1‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبي القاسم ويعقوب بن يزيد‪ ،‬عن القندي‪ ،‬عن ابن سنان‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )‪ (2‬ورواه عن أبيه‪ ،‬عن أبي البختري‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم )‪ - 5 .(3‬المجالس )‪ :(4‬باسناد الدعبلي‪ ،‬عن‬
‫الرضا‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن على عليهم السلم قال‪ :‬الزبيب يشد القلب‪ ،‬ويذهب‬
‫بالمرض‪ ،‬ويطفئ الحرارة‪ ،‬ويطيب النفس‪ - 6 .‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده‬
‫الحسن‪ ،‬عن أبى بصير ومحمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إحدى وعشرون زبيبة حمراء‬
‫في كل يوم على الريق‪ ،‬تدفع جميع المراض إل مرض الموت )‪.(5‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده عن أبى بصير عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم مثله )‪ - 7 .(6‬ومنه‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن جعفر‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن على عليه السلم قال‪ :‬من اصطبح إحدى وعشرين زبيبة‬
‫حمراء لم يمرض إل مرض الموت إنشاء ال تعالى )‪ .(7‬بيان‪ :‬في النهاية‬
‫الصطباح أكل الصبوح‪ ،‬وهو الغداء‪ ،‬وفي الصحاح الصبوح‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ‪ 1‬ر ‪ 370‬وفيه ‪ 1‬ر ‪ 371‬بالسناد إلى الرضا عليه السلم عن‬
‫آبائه عن على بن الحسين عن نزال بن سبرة عن على بن أبى طالب‬
‫عليه السلم أنه قال‪ :‬من أكل احدى وعشرين زبيبة حمراء‪ ،‬لم ير في‬
‫جسده شيئا يكرهه‪ (3 - 2) .‬المحاسن ‪ (4) .548‬في مطبوعة الكمبانى‬
‫وهكذا المخطوطة‪ :‬المحاسن‪ ،‬وهو تصحيف راجع أمالى الطوسى ‪ 1‬ر‬
‫‪ (5) .372‬الخصال ‪ 2‬ر ‪ (7 - 6) .612‬المحاسن‪.548 :‬‬

‫]‪[153‬‬

‫الشرب بالغداة‪ ،‬واصطبح الرجل شرب صبوحا‪ .‬وأقول‪ :‬كأن تخلف بعض هذه‬
‫المور لتخلف بعض الشرائط من الخلص والتقوى وغيرهما‪ ،‬أو لوجود‬
‫معارض أقوى‪ - 8 .‬المحاسن‪ :‬عن أحمد بن محمد بن أبى نصر‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنى رجل من أهل مصر عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الزبيب يشد‬
‫العصب‪ ،‬ويذهب بالنصب‪ ،‬ويطيب النفس )‪ - 9 .(1‬الطب‪ :‬عن محمد بن‬
‫جعفر البرسي‪ ،‬عن محمد بن يحيى الرمني‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن‬
‫المفضل‪ ،‬عن أبى عبد ال‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السلم أنه‬
‫قال‪ :‬من أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء من أول النهار‪ ،‬دفع ال عنه كل‬
‫مرض وسقم )‪ .(2‬وعن حريز بن عبد ال قال‪ :‬قلت لبي عبد ال الصادق‬
‫عليه السلم‪ :‬يابن رسول ال إن الناس يقولون في هذا الزبيب قول عنكم‪،‬‬
‫فما هو ؟ قال نعم وذكر الحديث )‪ - 10 .(3‬المكارم‪ :‬عن النبي صلى ال‬
‫عليه وآله قال‪ :‬عليكم بالزبيب فانه يطفئ المرة‪ ،‬ويأكل البلغم‪ ،‬ويصح‬
‫الجسم‪ ،‬ويحسن الخلق‪ ،‬ويشد العصب‪ ،‬ويذهب بالوصب )‪- 11 .(4‬‬
‫الختصاص‪ :‬عن على بن زنجويه الدينوري‪ ،‬عن سعيد بن زياد‪ ،‬عن أبيه‬
‫عن جده‪ ،‬عن أبيه زياد بن أبي هند‪ ،‬عن أبي هند قال‪ :‬اهدي إلى رسول‬
‫ال طبق مغطى فكشف الغطاء عنه ثم قال‪ :‬كلوا بسم ال‪ ،‬نعم الطعام‬
‫الزبيب‪ ،‬يشد العصب ويذهب بالوصب‪ ،‬ويطفئ الغضب‪ ،‬ويرضى الرب‪،‬‬
‫ويذهب بالبلغم‪ ،‬ويطيب النكهة ويصفي اللون )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ‪ (3 - 2) .548‬طب الئمة ‪ (4) .137‬مكارم الخلق ‪(5) .200‬‬


‫الختصاص‪.124 - 123 :‬‬

‫]‪[154‬‬

‫‪ 7‬باب * )فضل الرمان وأنواعه( * ‪ - 1‬العيون‪ :‬عن محمد بن علي بن الشاه‪ ،‬عن‬
‫أبى بكر بن عبد ال‪ ،‬عن عبد ال بن أحمد بن عامر‪ ،‬عن أبيه ; وعن أحمد‬
‫بن إبراهيم الخوزي عن إبراهيم بن مروان‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن زياد‪،‬‬
‫عن أحمد بن عبد ال الهروي ; وعن الحسين بن محمد الشناني‪ ،‬عن‬
‫علي بن محمد بن مهرويه‪ ،‬عن داود بن سليمان كلهم عن الرضا عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬كلوا الرمان فليست‬
‫منه حبة تقع في المعدة إل أنارت القلب‪ ،‬وأخرجت الشيطان أربعين يوما )‬
‫‪ .(1‬وبهذه السانيد‪ :‬عن على عليه السلم قال‪ :‬كلوا الرمان بشحمه‪ ،‬فانه‬
‫دباغ للمعدة )‪ .(2‬وبهذه السانيد‪ :‬عن علي بن الحسين عليهما السلم قال‪:‬‬
‫قال أبو عبد ال الحسين بن على إن عبد ال بن العباس كان يقول‪ :‬إن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله كان إذا أكل الرمان لم يشركه أحد فيه‪،‬‬
‫ويقول‪ :‬في كل رمانة حبة من حبات الجنة )‪ .(3‬صحيفة الرضا‪ :‬بالسناد‬
‫عنه عليه السلم مثل الخبار الثلثة )‪ .(4‬المكارم‪ :‬عن أبي سعيد مثل‬
‫الحديث الول )‪ - 2 .(5‬الخصال‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن أحمد السياري‪ ،‬عن محمد بن أسلم‪ ،‬عن‬
‫نوح بن شعيب‪ ،‬عن عبد العزيز بن المهتدى يرفعه إلى أبى عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬أربعة يعد لن الطباع‪ :‬الرمان السوراني‪ ،‬والبسر المطبوخ‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (3 - 2) .35‬المصدر نفسه ‪ 2‬ر ‪ (4) .43‬صحيفة الرضا‪:‬‬
‫‪ (5) .34‬مكارم الخلق ‪.195‬‬

‫]‪[155‬‬

‫والبنفسج‪ ،‬والهندباء )‪ .(1‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬سورية‪ :‬مضمومة مخففة اسم‬


‫للشام أو موضع قرب خناصرة وسورين نهر بالري وأهلها يتطيرون منه‪،‬‬
‫لن السيف الذي قتل به يحيى بن زيد بن علي بن الحسين غسل فيه‪،‬‬
‫وسورى كطوبى موضع بالعراق وهو من بلد السريانيين وموضع من عمل‬
‫بغداد‪ ،‬وقد يمد انتهى ولعل إحدى الخيرين هنا أنسب واللف والنون من‬
‫زيادات النسب‪ - 3 .‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن أحمد بن سليمان‪ ،‬عن أحمد بن يحيى الطحان‪،‬‬
‫عمن حدثه‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬خمسة من فاكهة الجنة في‬
‫الدنيا‪ :‬الرمان المليسي‪ ،‬والتفاح‪ ،‬والسفرجل‪ ،‬والعنب والرطب المشان )‬
‫‪ - 4 .(2‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن والده‪ ،‬عن هلل بن محمد الحفار‪ ،‬عن‬
‫إسماعيل بن على الدعبلي عن أبيه‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم أنه قال‪ :‬أربعة نزلت من الجنة‪ :‬العنب الرازقي‪،‬‬
‫والرطب المشان‪ ،‬والرمان المليسي‪ ،‬والتفاح الشعشعاني‪ ،‬يعني الشامي‪،‬‬
‫وفي خبر آخر والسفرجل )‪ - 5 .(3‬ومنه‪ :‬بهذا السناد عن أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم قال‪ :‬أطعموا صبيانكم الرمان فانه أسرع للسنتهم )‪- 6 .(4‬‬
‫وبالسناد‪ :‬عنه عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما‬
‫من رمانة إل وفيها حبة من الجنة‪ ،‬قال‪ :‬فأنا أحب أن ل أترك شيئا منها )‬
‫‪ - 7 .(5‬ومنه )‪ :(6‬بالسناد عن على بن الحسين عليه السلم أنه قال‪:‬‬
‫شيئان ما دخل جوفا‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .249‬الخصال ‪ (3) .289‬امالي الطوسى ‪ 1‬ر ‪ (4) .378‬أمالى‬
‫الطوسى ‪ 1‬ر ‪ (6 - 5) .372‬أمالى الطوسى ‪ 1‬ر ‪.379‬‬

‫]‪[156‬‬

‫قط إل أفسداه‪ ،‬وشيئان ما دخل جوفا قط إل أصلحاه‪ :‬فأما اللذان يصلحان جوف ابن‬
‫آدم فالرمان والماء الفاتر‪ ،‬وأما اللذان يفسدان‪ :‬فالجبن والقديد‪ .‬المحاسن‪:‬‬
‫عن بعض أصحابنا رفعه عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )‪- 8 .(1‬‬
‫الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن القاسم‬
‫بن يحيى‪ ،‬عن جده الحسن عن أبي بصير ومحمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬كلوا‬
‫الرمان بشحمه فانه دباغ للمعدة‪ ،‬وفي كل حبة من الرمان إذا استقرت في‬
‫المعدة حياة للقلب‪ ،‬وإنارة للنفس‪ ،‬وتمرض وسواس الشيطان أربعين ليلة‬
‫)‪ - 9 .(2‬الطب‪ :‬عن سليمان بن محمد المؤذن‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫إسماعيل بن جابر‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليهم‬
‫السلم مثله وزاد في آخره‪ :‬والرمان من فواكه الجنة‪ ،‬قال ال عزوجل‪" :‬‬
‫فيهما فاكهة ونخل ورمان )‪ ." (3‬بيان‪ :‬وسواس الشيطان أي الشيطان‬
‫الذي اسمه الوسواس كما عبر عنه في ساير الخبار بشيطان الوسوسة‪،‬‬
‫أو المراد به وسوسة الشيطان‪ ،‬ففي إسناد المرض إليه مجاز‪- 10 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن زياد‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬الفاكهة عشرون ومائة لون سيدها الرمان )‪- 11 .(4‬‬
‫ومنه‪ :‬عن محمد بن عيسى اليقطينى‪ ،‬عن عبيدال الدهقان‪ ،‬عن درست‪،‬‬
‫عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبى الحسن عليه السلم قال‪ :‬مما أوصى‬
‫به آدم إلى هبة ال‪ :‬عليك بالرمان فانك إن أكلته وأنت جايع أجزءك‪ ،‬وإن‬
‫أكلته وأنت شبعان أمرءك )‪ - 12 .(5‬ومنه‪ :‬عن أبي يوسف‪ ،‬عن إبراهيم‬
‫بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي الحسن عليه السلم‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .463 :‬الخصال ‪ (3) .636‬طب الئمة ‪ 134‬والية في سورة‬
‫الرحمن‪ (5 - 4) .68 :‬المحاسن ‪ 539‬و ‪(*) .540‬‬

‫]‪[157‬‬

‫قال‪ :‬لم يأكل الرمان جايع إل أجزءه ولم يأكله شبعان إل أمرأه )‪ .(1‬بيان‪ :‬في‬
‫القاموس مرأ الطعام مثلثة الراء فهو مرئ يعني حميد المغبة وهنأني‬
‫ومرأني فان افرد فأمرأني‪ - 13 .‬المحاسن‪ :‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد‬
‫العزيز العبدي قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬لو كنت بالعراق لكلت كل‬
‫يوم رمانة سورانية‪ ،‬واغتمست في الفرات غمسة )‪ - 14 .(2‬ومنه‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن سعيد بن غزوان قال‪ :‬كان أبو‬
‫عبد ال عليه السلم يأكل الرمان كل ليلة جمعة )‪ - 15 .(3‬ومنه‪ :‬عن‬
‫اليقطيني‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما من‬
‫رمانة إل وفيها حبة من الجنة )‪ - 16 .(4‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن صفوان‪،‬‬
‫عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬في كل رمانة حبة‬
‫من الجنة )‪ - 17 .(5‬ومنه‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬باسناده عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬ما من رمانة إل وفيها حبة من الجنة‪ ،‬فإذا شذ منها شئ‬
‫فخذوه‪ ،‬وما وقعت ‪ -‬أو ما دخلت ‪ -‬تلك الحبة معدة امرئ قط إل أنارتها‬
‫أربعين ليلة‪ ،‬ونفت عنه شيطان الوسوسة‪ ،‬وروى بعضهم‪ :‬ونفت عنه‬
‫وسوسة الشيطان )‪ .(6‬بيان‪ :‬فإذا شذ أي ندر وسقط‪ - 18 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫الحسن بن على الوشا‪ ،‬وعلي بن الحكم‪ ،‬عن مثنى‪ ،‬عن زياد‪ ،‬عن يحيى‬
‫الحنظلي قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم وبين يديه طبق فيه‬
‫رمان‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا زياد ادن وكل من هذا الرمان أما إنه ليس شئ أبغض‬
‫إلي من أن يشركني فيه أحد من الرمان‪ ،‬أما إنه ليس من رمانة إل وفيها‬
‫حبة من حب الجنة )‪.(7‬‬

‫)‪ (7 - 1‬المحاسن ‪.540‬‬

‫]‪[158‬‬
‫ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبى عمير‪ ،‬عن حفص بن البختري‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه‬
‫السلم مثله )‪ - 19 .(1‬ومنه عن أبيه عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حماد بن‬
‫عثمان‪ ،‬وهشام‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم مثله إل أنه قال‪ :‬كان أبي‬
‫ليأخذ الرمانة فيصعد بها إلى فوق فيأكلها وحده‪ ،‬خشية أن يسقط منها‬
‫شئ‪ ،‬وما من شئ اشارك فيه أبغض إلى من الرمان إنه ليس من رمانة إل‬
‫وفيها حبة من الجنة )‪] .(2‬ومنه‪ :‬عن ابن أبى عمير‪ ،‬عن حماد بن‬
‫عثمان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما من شئ اشارك فيه أبغض‬
‫إلى من الرمان‪ ،‬وما من رمانة إل وفيها حبة من الجنة[‪ .‬ورواه النوفلي‬
‫عن السكوني عن أبي عبد ال عليه السلم )‪ .(3‬وفي حديث آخر‪ :‬وما من‬
‫رمانة إل وفيها حبة من الجنة‪ ،‬وإذا أكلها الكافر بعث ال إليه ملكا‬
‫فانتزعها منه )‪ - 20 .(4‬ومنه‪ :‬عن على بن الحكم‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪،‬‬
‫عن إسماعيل الرماح‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما من شئ‬
‫أشارك فيه أبغض إلى من الرمان‪ ،‬إنه ليس من رمانة إل وفيها حبة من‬
‫الجنة )‪ - 21 .(5‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن عمرو بن أبان الكلبي‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا ‪ -‬جعفر وأبا عبد ال عليهما السلم يقولن‪ :‬ما على وجه‬
‫الرض ثمرة كانت أحب إلى رسول ال صلى ال عليه وآله من الرمان‪،‬‬
‫وقد كان وال إذا أكلها أحب أن ل يشركه فيها أحد )‪ - 22 .(6‬ومنه‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن منصور بن حازم‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬إن أبي لم يحب أن يشركه فيها أحد في أكل الرمانة‪ ،‬لن في كل رمانة‬
‫حبة من الجنة )‪ - 23 .(7‬ومنه‪ :‬عن عثمان‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كان أمير المؤمنين عليه السلم إذا أكل الرمان بسط تحته‬
‫منديل فسئل عن ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬لن فيه حبات‬

‫)‪ (4 - 1‬المصدر نفسه وما بين العلمتين ساقط من ط الكمبانى‪ (7 - 5) .‬المصدر‪:‬‬


‫‪.541‬‬

‫]‪[159‬‬

‫من الجنة‪ ،‬فقيل له‪ :‬إنه اليهودي والنصراني ومن سواهم يأكلونها ؟ قال‪ :‬إذا كان‬
‫ذلك بعث ال إليه ملكا فانتزعها منه لئل يأكلها )‪ .(1‬المكارم‪ :‬عنه عليه‬
‫السلم مثله )‪ - 24 .(2‬المحاسن‪ :‬عن أبي يوسف‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد‬
‫الحميد‪ ،‬عمن ذكره عن أبي عبد ال عليه السلم أنه كان إذا أكل الرمان‬
‫بسط المنديل على حجره‪ ،‬فكلما وقعت حبة أكلها‪ ،‬ويقول‪ :‬لو كنت مستأثرا‬
‫على أحد ل ستأثرت الرمان )‪ .(3‬بيان‪ :‬الستيثار النفراد بالشئ‪ ،‬وأن‬
‫يخص به نفسه‪ ،‬واستأثر على أصحابه أي اختار لنفسه أشياء حسنة‪ ،‬أي‬
‫لو كنت متفردا بشئ باخل على غيري لفعلت ذلك في الرمان‪ ،‬أي في جنسه‬
‫لفي خصوص الرمانة فانه عليه السلم كان يفعل ذلك فيها‪ ،‬أو لو كنت‬
‫اخترت الجود لنفسي لفعلته في الرمان أو لو كنت على الفرض المحال‬
‫غاصبا من الناس شيئا أو منفردا بما للناس فيه شركة لفعلته فيه‪ ،‬وعلى‬
‫التقادير الغرض بيان فضل الرمان وكثرة منافعه وكرامته عنده‪- 25 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن الحسن بن علي بن يقطين‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬قال‪ :‬رأيت ام سعيد‬
‫الحمسية وهي تأكل رمانا وقد بسطت ثوبا قدامها تجمع كلما سقط منها‬
‫عليه‪ ،‬فقلت‪ :‬ماهذا الذي تصنعين ؟ فقالت‪ :‬قال مولي جعفر بن محمد‬
‫عليه السلم‪ :‬ما من رمانة إل وفيها حبة من الجنة‪ ،‬فأنا احب أن ل يسبقني‬
‫أحد إلى تلك الحبة )‪ - 26 .(4‬ومنه‪ :‬عن بعض من رواه‪ ،‬عن أبى عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله في كل رمانة حبة من‬
‫رمان الجنة‪ ،‬فكلوا ما ينتثر من الرمان )‪ .(5‬ومنه‪ :‬عن بعض أصحابنا‪،‬‬
‫عن الصم‪ ،‬عن شعيب‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم مثله قال‪ :‬ورواه‬
‫الحجال عن شعيب‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )‬
‫‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .541 :‬مكارم الخلق ‪ (6 - 3) .194‬المحاسن ‪.542‬‬

‫]‪[160‬‬

‫‪ - 27‬ومنه‪ :‬عن النوفلي باسناده قال‪ :‬قال على عليه السلم‪ :‬كلوا الرمان بشحمه‬
‫فانه دباغ المعدة‪ ،‬وما من حبة استقرت في معدة امرئ مسلم إل أنارتها‪،‬‬
‫وأمرضت شيطان وسوستها أربعين صباحا )‪ .(1‬وفي حديث آخر قال‪ :‬قال‬
‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬كلوا الرمان بشحمه‪ ،‬فانه يدبغ المعدة‪ ،‬ويزيد في‬
‫الذهن )‪ .(2‬بيان‪ :‬الدباغ بالكسر ما يدبغ به وكأن نسبة النارة والوسوسة‬
‫إلى المعدة على المجاز والمراد إنارة القلب ووسوسته لتوقف صلح القلب‬
‫على صلح المعدة أو يكون الضميران راجعين إلى القلب بقرينة المقام‬
‫بتأويل وفي القاموس‪ :‬الذهن بالكسر الفهم والعقل وحفظ القلب والفطنة‪.‬‬
‫‪ - 28‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن منصور بن حازم‪ ،‬عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أكل حبة رمانة أمرضت شيطان الوسوسة‬
‫أربعين صباحا )‪ - 29 .(3‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبى عمير‪ ،‬عن إبراهيم‬
‫بن عبد الحميد‪ ،‬عن الوليد ابن صبيح‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫ذكر الرمان فقال‪ :‬المز أصلح في البطن )‪ .(4‬بيان‪ :‬في القاموس رمان مز‬
‫بالضم بين الحامض والحلو‪ - 30 .‬المحاسن‪ :‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن ابن‬
‫القداح‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪:‬‬
‫كلوا الرمان المز بشحمه فانه يدبغ المعدة )‪ .(5‬توضيح‪ :‬قال في النهاية‪:‬‬
‫في حديث علي عليه السلم كلوا الرمان بشحمه‪ ،‬فانه دباغ المعدة‪ :‬شحم‬
‫الرمان ما في جوفه سوى الحب‪ ،‬وفي القاموس‪ :‬شحمة الحنظل ما في‬
‫جوفه سوى حبه‪ ،‬ومن الرمان الرقيق الصفر الذي بين ظهراني الحب‬
‫انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬كأن القشر بالتفسير الخير أنسب‪ - 31 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫بعض أصحابنا رفعه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬كلوا الرمان‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (5 - 3) .542 :‬المصدر نفسه‪.543 :‬‬

‫]‪[161‬‬

‫بقشره فانه دباغ البطن )‪ - 32 .(1‬ومنه‪ :‬عن بعضهم رفعه إلى صعصعة بن‬
‫صوحان في حديث آخر أنه دخل على أمير المؤمنين عليه السلم وهو على‬
‫العشاء فقال‪ :‬يا صعصعة ادن فكل‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬قد تعشيت‪ ،‬وبين يديه نصف‬
‫رمانة‪ ،‬فكسر لي وناولني بعضه‪ ،‬وقال‪ :‬كله مع قشره يريد مع شحمه فانه‬
‫يذهب بالحفر‪ ،‬وبالبخر‪ ،‬ويطيب النفس )‪ .(2‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬الحفر‬
‫بالتحريك سلق في اصول السنان أو صفرة تعلوها ويسكن‪ ،‬وقال‪ :‬البخر‬
‫بالتحريك النتن في الفم وغيره‪ ،‬وتطيب النفس كناية عن إذهاب الهم‬
‫والحزن‪ - 33 .‬المحاسن‪ :‬عن الوشا وعلي بن الحكم‪ ،‬عن مثنى‪ ،‬عن زياد‬
‫بن يحيى الحنظلي قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من أكل رمانة على‬
‫الريق أنارت قلبه فطردت شيطان الوسوسة أربعين صباحا )‪- 34 .(3‬‬
‫ومنه‪ :‬عن ابن بقاح‪ ،‬عن صالح بن عقبة القماط‪ ،‬عن يزيد بن عبد الملك‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬من أكل رمانة أنارت قلبه‪ ،‬ومن‬
‫أنارت قلبه فالشيطان بعيد منه‪ ،‬فقلت‪ :‬أي رمان ؟ قال‪ :‬سورانيكم هذا )‪.(4‬‬
‫‪ - 35‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬من أكل رمانة على الريق أنارت قلبه‬
‫أربعين يوما )‪ - 36 .(5‬ومنه‪ :‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن سعيد‬
‫بن محمد بن غزوان قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من أكل رمانة نور‬
‫ال قلبه‪ ،‬وطرد عنه شيطان الوسوسة أربعين صباحا )‪ - 37 .(6‬ومنه‪:‬‬
‫عن بعضهم رفعه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أكل رمانة‬
‫أنارت قلبه ورفعت عنه الوسوسة أربعين صباحا )‪ - 38 .(7‬ومنه‪ :‬عن‬
‫بعض أصحابه عن صالح بن عقبة‪ ،‬عن يزيد بن عبد الملك‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن‪ (7 - 5) .543 :‬المصدر نفسه‪.544 :‬‬

‫]‪[162‬‬
‫النوفلي قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم وفي يده رمانة فقال‪ :‬يا معتب‬
‫أعطه رمانا‪ ،‬فاني لم اشرك في شئ أبغض إلى من أن اشرك في رمانة ثم‬
‫احتجم‪ ،‬وأمرني أن أحتجم‪ ،‬فاحتجمت ثم دعا لي برمانة وأخذ رمانة اخرى‬
‫ثم قال لي‪ :‬يا يزيد أيما مؤمن أكل رمانة حتى يستوفيها أذهب ال الشيطان‬
‫من إنارة قلبه أربعين يوما ومن أكل اثنتين أذهب ال الشيطان عن إنارة‬
‫قلبه مائة يوم‪ ،‬ومن أكل ثلثا حتى يستوفيها أذهب ال الشيطان عن إنارة‬
‫قلبه سنة‪ ،‬ومن أذهب ال الشيطان عن إنارة قلبه لم يذنب ومن لم يذنب‬
‫دخل الجنة )‪ .(1‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مرسل مثله مع اختصار‪ ،‬بل‬
‫سقط )‪ " (2‬عن إنارة قلبه " أي عن الضرر في إنارة قلبه‪ ،‬أو عن منعها‬
‫والخلل بها‪ ،‬وقيل‪ :‬أي إذهابا حاصل عنها يعني أنار قلبه ليذهب عنه‬
‫الشيطان‪ ،‬ول يخلو من بعد وفي أكثر نسخ المكارم بالثاء المثلثة‪ ،‬بمعنى‬
‫التهييج وهو يرجع إلى الوسوسة‪ - 39 .‬المحاسن‪ :‬عن النهيكى عبد ال‬
‫بن محمد‪ ،‬عن زياد بن مروان قال‪ :‬سمعت أبا الحسن الول عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬من أكل رمانة يوم الجمعة على الريق‪ ،‬نورت قلبه أربعين صباحا‪،‬‬
‫فان أكل رمانتين فثمانين يوما‪ ،‬فان أكل ثلثا فمائة وعشرون يوما‪،‬‬
‫وطردت عنه وسوسة الشيطان‪ ،‬ومن طردت عنه وسوسة الشيطان لم‬
‫يعص ال‪ ،‬ومن لم يعص ال أدخله ال الجنة )‪ .(3‬بيان‪ :‬ل استبعاد في‬
‫تأثير بعض الغذية الجسمانية في الصفات والملكات الروحانية ويمكن أن‬
‫يكون أمثال هذه مشروطة بشرائط من الخلص والتقوى‪ ،‬وقوة العتقاد‬
‫بالمخبر وغيرها‪ ،‬فإذا تخلف في بعض الحيان كان للخلل ببعضها‪- 40 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن محمد بن عيسى اليقطيني‪ ،‬عن الدهقان‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .544 :‬مكارم الخلق ‪ 194‬وفيه " عن اثارة قلبه " في‬
‫المواضع وفيه " ومن أذهب ال عزوجل الشيطان عن اثارة قلبه سنة لم‬
‫يذنب "‪ .‬كما في الكافي ‪ 6‬ر ‪ (3) .353‬المصدر‪.544 :‬‬

‫]‪[163‬‬

‫إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي الحسن موسى عليه السلم قال‪ :‬عليكم بالرمان‬
‫فانه ليس من حبة تقع في المعدة إل أنارت‪ ،‬وأطفأت شيطان الوسوسة )‬
‫‪ - 41 .(1‬ومنه‪ :‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن سنان قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬عليكم بالرمان الحلو فكلوه‪ ،‬فانه ليست من‬
‫حبة تقع في معدة مؤمن إل أنارتها‪ ،‬وأطفأت شيطان الوسوسة )‪.(2‬‬
‫وباسناده قال‪ :‬من أكل الرمان طرد عنه شيطان الوسوسة )‪ .(3‬بيان‪ :‬في‬
‫الكافي )‪ (4‬في الخبر الول " إل أبادت داء " مكان أنارتها‪ ،‬والبادة‬
‫الهلك والفناء‪ - 42 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن إسحاق بن‬
‫عمار‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو ‪ -‬عبد ال عليه السلم‪ :‬عليكم بالرمان فانه ليس من‬
‫حبة رمان تقع في المعدة إل أنارت وأطفأت شيطان الوسوسة أربعين‬
‫صباحا )‪ - 43 .(5‬ومنه‪ :‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن زياد‪ ،‬عن‬
‫جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪:‬‬
‫الرمان سيد الفاكهة‪ ،‬ومن أكل رمانة أغضب شيطانه أربعين صباحا‪،‬‬
‫ورواه عن ]خلد[ ابن خالد المقري عن قيس )‪ .(6‬المكارم‪ :‬عنه عليه‬
‫السلم مثله )‪ - 44 .(7‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن الحسين بن المبارك‪ ،‬عن‬
‫قيس بن الربيع‪ ،‬عن عبد ال بن الحسن عليه السلم قال‪ :‬كلوا الرمان‬
‫ينقي أفواهكم )‪ .(8‬ومنه‪ :‬عن أحمد بن النضر‪ ،‬عن قيس مثله )‪- 45 .(9‬‬
‫ومنه‪ :‬عن القاسم بن الحسن بن علي بن يقطين قال‪ :‬قال أبو الحسن‬
‫الرضا عليه السلم‪ :‬حطب الرمان ينفي الهوام )‪.(10‬‬

‫)‪ (1 3‬المحاسن‪ (4) .545 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (6 - 5) .354‬المحاسن‪ (7) .545 :‬مكارم‬
‫الخلق‪ (10 - 8) .195 :‬المصدر نفسه‪.545 :‬‬

‫]‪[164‬‬

‫‪ - 46‬ومنه‪ :‬عن الحسن بن سعيد‪ ،‬عن عمرو بن إبراهيم‪ ،‬عن الخراساني )‪ (1‬قال‪:‬‬
‫أكل الرمان يزيد في ماء الرجل ويحسن الولد )‪ .(2‬بيان‪ :‬الظاهر أن‬
‫الخراساني كناية عن الرضا عليه السلم عبر به تقية‪ ،‬لكن المذكور في‬
‫النجاشي ورجال الشيخ عمرو بن إبراهيم الزدي وذكر أنه روي عنه أحمد‬
‫ابن أبي عبد ال وأبوه وعدة من أصحاب الصادق عليه السلم‪ ،‬وذكر أنه‬
‫كوفي ويحتمل أن يكون هذا غيره‪ - 47 .‬المحاسن‪ :‬عن الحسن بن أبى‬
‫عثمان‪ ،‬عن محمد بن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن عبد الرحمان بن الحجاج‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أطعموا صبيانكم الرمان فانه أسرع‬
‫لشبابهم )‪ .(3‬بيان‪ :‬لشبابهم أي لنموهم ووصولهم إلى حد الشباب‪ ،‬ول‬
‫يبعد أن يكون للسانهم موافقا لما سيأتي )‪ - 48 .(4‬الخرايج‪ :‬روي أن‬
‫يهوديا قال لعلي عليه السلم‪ :‬إن محمدا قال‪ :‬إن في كل رمانة حبة من‬
‫الجنة‪ ،‬وأنا كسرت واحدة وأكلتها كلها‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬صدق رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله وضرب يده على لحيته فوقعت حبة رمان فتناولها‬
‫عليه السلم وأكلها‪ ،‬وقال‪ :‬لم يأكلها الكافر والحمد ل‪ .‬بيان‪ :‬ظاهره طهارة‬
‫أهل الكتاب‪ ،‬ويمكن حمله على الغسل‪ - 49 .‬الطب‪ :‬عن أبى عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من أكل رمانا عند منامه فهو آمن في نفسه إلى أن يصبح‪.‬‬
‫وعن الحارث بن المغيرة قال‪ :‬شكوت إلى أبي عبد ال عليه السلم ثقل‬
‫أجده في فؤادي وكثرة التخمة من طعامي‪ ،‬فقال‪ :‬تناول من هذا الرمان‬
‫الحلو‪ ،‬وكله بشحمه فانه يدبغ المعدة دبغا‪ ،‬ويشفي التخمة‪ ،‬ويهضم‬
‫الطعام‪ ،‬ويسبح في الجوف )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬لعله يعنى عطاء الخراساني وهو عطاء بن عبد ال‪ (3 - 2) .‬المحاسن‪.546 :‬‬
‫)‪ (4‬ولما مر عن أمالى الطوسى تحت الرقم ‪ (5) .5‬طب الئمة‪.134 :‬‬

‫]‪[165‬‬

‫بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬طعام وخيم غير موافق‪ ،‬وقد وخم ككرم وتوخمه واستوخمه لم‬
‫يستمرئه‪ ،‬والتخمة كهمزة الداء يصيبك منه انتهى‪ .‬ويحتمل أن يكون‬
‫التسبيح في الجوف كناية عن كثرة نفعه فيه‪ ،‬فهو لدللته بهذه الجهة على‬
‫قدرة الصانع وحكمته كأنه يسبح ال تعالى‪ - 50 .‬المكارم‪ :‬عن الصادق‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما من رمانة إل‬
‫وفيها حبة من رمان الجنة‪ ،‬فإذا تبدد منها شئ فخذوه‪ ،‬وما وقعت ‪ -‬أو ما‬
‫دخلت تلك الحبة معدة امرء مسلم إل أنارتها أربعين صباحا )‪ .(1‬وعنه‬
‫عليه السلم أنه كان يأكل الرمان ليلة الجمعة )‪ .(2‬وعنه عن أمير‬
‫المؤمنين عليهما السلم قال‪ :‬كلوا الرمان بشحمه‪ ،‬فانه دباغ المعدة وما‬
‫من حبة استقرت في معدة امرئ مسلم إل أنارتها ونفت شيطان الوسوسة‬
‫عنها أربعين صباحا )‪ .(3‬وعن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬كان إذا أكله‬
‫صلى ال عليه وآله ل يشركه فيه أحد )‪ .(4‬وعن مرجانة مولة صفية‬
‫قالت‪ :‬رأيت عليا عليه السلم يأكل رمانا فرأيته يلتقط ما يسقط منه )‪.(5‬‬
‫وعن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله يقول‪ :‬من أكل رمانة حتى يستتمها نور ال قلبه أربعين ليلة )‪.(6‬‬
‫وقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬خلق آدم عليه السلم والنخلة والعنبة‬
‫والرمانة من طينة واحدة )‪ .(7‬ومن إملء الشيخ أبي جعفر الطوسى رحمه‬
‫ال أطعموا صبيانكم الرمان فانه أسرع للسنتهم )‪ - 51 .(8‬كتاب الغايات‪:‬‬
‫عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ماشئ اشارك فيه أبغض‬

‫)‪ (3 - 1‬مكارم الخلق‪ (8 - 4) .194 :‬المصدر نفسه‪.195 :‬‬

‫]‪[166‬‬

‫إلي من الرمان‪ ،‬لنه ليس من رمانة إل وفيها حبة من الجنة‪ ،‬ومن أكل رمانة على‬
‫الريق أنارت قلبه وطردت عنه وسوسة الشيطان‪ ،‬أربعين صباحا‪- 52 .‬‬
‫الدعايم‪ :‬عن على عليه السلم أنه كان يأكل الرمان بشحمه ويأمر بذلك‬
‫ويقول‪ :‬هو دباغ المعدة‪ ،‬وليس من رمانة إل وفيها حبة من الجنة‪ ،‬فإذا‬
‫شد منها شئ فتتبعوه وكلوه‪ ،‬وكان ل يشارك أحدا في الرمانة‪ ،‬ويتبع ما‬
‫سقط منها‪ ،‬ويقول‪ :‬ما أدخل أحد الرمان جوفه إل طرد منه وسوسة‬
‫الشيطان )‪ .(1‬بيان‪ :‬ل استبعاد في أن يوكل ال تعالى ملئكة يدخلون في‬
‫كل رمانة حبة من رمان الجنة‪ ،‬ويحتمل أن يكون المعنى أن ال يخلق في‬
‫كل رمانة حبة كاملة النفع والبركة على خلقة رمان الجنة‪ ،‬وال يعلم‪8 ..‬‬
‫باب * )التفاح والسفرجل والكمثرى وأنواعها ومنافعها( * ‪ - 1‬العلل‪ :‬عن‬
‫محمد بن علي ماجيلويه‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن الحسين ابن‬
‫الحسن بن أبان‪ ،‬عن محمد بن اورمة‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن محمد‬
‫بن إسحاق عن محمد بن الفيض قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك يمرض منا‬
‫المريض فيأمره المعالجون بالحمية‪ ،‬قال‪ :‬ل ولكنا أهل البيت ل نحتمي إل‬
‫من التمر‪ ،‬ونتداوى بالتفاح والماء البارد‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬ولم تحتمون من‬
‫التمر ؟ قال‪ :‬لن نبي ال صلى ال عليه وآله حمى عليا عليه السلم منه‬
‫في مرضه )‪ - 2 .(2‬الخصال‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن محمد‬
‫بن يحيى العطار‪ ،‬عن محمد بن أحمد الشعري‪ ،‬عن محمد بن علي‬
‫البصري‪ ،‬عن فضالة ووهيب بن حفص‪ ،‬عن شهاب بن عبد ربه قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬إن الزبير دخل على رسول ال‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم‪ (2) .113 - 112 :‬علل الشرايع ‪ 2‬ر ‪ 149‬ومثله في الكافي ‪ 8‬ر‬
‫‪ ،291‬طب الئمة ‪.59‬‬

‫]‪[167‬‬

‫صلى ال عليه وآله وبيده سفر جلة فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يا زبير‬
‫ما هذه بيدك ؟ قال‪ :‬يارسول ال هذه سفر جلة‪ ،‬فقال‪ :‬يا زبير كل السفر جل‬
‫فان فيه ثلث خصال قال‪ :‬وماهي يا رسول ال ؟ قال‪ :‬يجم الفؤاد‪ ،‬ويسخي‬
‫البخيل‪ ،‬ويشجع الجبان )‪ .(1‬المحاسن‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم مثله‬
‫)‪ .(2‬المكارم‪ :‬في رواية‪ :‬كل السفرجل إلى آخر الخبر )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال في‬
‫النهاية‪ :‬في حديث طلحة رمى إلى رسول ال صلى ال عليه وآله بسفر‬
‫جلة فقال‪ :‬دونكها فانها تجم الفؤاد‪ :‬أي تريحه وقيل‪ :‬تجمعه وتكمل صلحه‬
‫ونشاطه ومنه حديث عائشة في التلبينة فانها تجم فؤاد المريض‪ ،‬وحديثها‬
‫الخر فانها مجمة له‪ ،‬أي مظنة للستراحة‪ - 3 .‬العيون‪ :‬بالسانيد الثلثة‬
‫المتقدمة في باب الرمان عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬دخل‬
‫طلحة بن عبيد ال على رسول ال صلى ال عليه وآله وفي يد رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله سفر جلة فدحابها إليه وقال‪ :‬خذها يا أبا محمد فانها‬
‫تجم القلب )‪ (4‬صحيفة الرضا‪ :‬بالسناد عنه عليه السلم مثله )‪ .(5‬بيان‪:‬‬
‫في النهاية فدحا السيل فيه بالبطحاء أي رمى وألقى‪ ،‬وقال الجوهرى‪ :‬يقال‬
‫للعب بالجوز أبعد المدى وادحه أي ارمه وفي الصحيفة فرمى بها إليه‪4 .‬‬
‫‪ -‬العيون‪ :‬عن محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي‪ ،‬عن علي بن محمد بن‬
‫عنبسة عن دارم بن قبيصة‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم عن علي‬
‫عليه السلم قال‪ :‬دخلت على رسول ال صلى ال عليه وآله يوما وفي يده‬
‫سفرجل فجعل يأكل ويطعمني ويقول‪ :‬كل يا علي فانها هدية الجبار إلى‬
‫وإليك‪ ،‬قال‪ :‬فوجدت فيها كل لذة فقال لي‪ :‬يا علي من‬

‫)‪ (1‬الخصال‪ (2) .157 :‬المحاسن‪ (3) .550 :‬مكارم الخلق‪ (4) .195 :‬عيون‬
‫الخبار ‪ 2‬ر ‪ (5) .41‬صحيفة الرضا لم نجده‪.‬‬

‫]‪[168‬‬

‫أكل السفرجل ثلثة أيام على الريق صفا ذهنه‪ ،‬وامتل جوفه حلما وعلما‪ ،‬ووقي من‬
‫كيد إبليس وجنوده )‪ - 5 .(1‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن أبي عبد ال البرقي عن النهيكى‪ ،‬عن منصور بن يونس‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلم يقول‪ :‬ثلثة ل تضر‪ :‬العنب‬
‫الرازقي‪ ،‬وقصب السكر‪ ،‬والتفاح اللبناني )‪ - 6 .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫سعد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبي بصير ومحمد‬
‫بن مسلم عن الصادق عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال امير المؤمنين عليه‬
‫السلم‪ :‬أكل التفاح نضوح للمعدة )‪ .(3‬وقال عليه السلم‪ :‬اكل السفرجل‬
‫قوة للقلب الضعيف‪ ،‬ويطيب المعدة‪ ،‬ويذكي الفؤاد‪ ،‬ويشجع الجبان‪،‬‬
‫ويحسن الولد )‪ .(4‬وقال عليه السلم‪ :‬الكمثرى يجلو القلب‪ ،‬ويسكن أوجاع‬
‫الجوف )‪ .(5‬توضيح‪ " :‬نضوح للمعدة " أي يطيبها أو يغسلها وينظفها‪،‬‬
‫ويؤيد الول ما سيأتي‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬النضوح بالفتح ضرب من الطيب‬
‫تفوح رايحته‪ ،‬ثم قال‪ :‬وقد يرد النضح بمعنى الغسل والزالة‪ ،‬ومنه‬
‫الحديث ونضح الدم عن جبينه‪ ،‬وفي بعض نسخ المكارم )‪ (6‬بالجيم من‬
‫النضج بمعنى الطبخ وهو تصحيف‪ ،‬وفي القاموس ذكت النار ذكوا وذكا‬
‫وذكاء بالمد واستذكت‪ :‬اشتد لهبها‪ ،‬وأذكاها وذكاها‪ :‬أوقدها‪ ،‬والذكاء‬
‫سرعة الفطنة‪ ،‬وقال في المصباح‪ :‬الذكاء في اللغة تمام الشئ‪ ،‬ومنه‬
‫الذكاء في الفهم إذا كان تام العقل سريع القبول‪.‬‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (2) .73‬الخصال‪ (3) .144 :‬المصدر‪ 612 :‬س ‪(4) .4‬‬
‫الخصال‪ 612 :‬س ‪ (5) .6‬المصدر نفسه‪ 632 :‬س ‪ (6) .10‬مكارم‬
‫الخلق‪.197 :‬‬
‫]‪[169‬‬

‫‪ - 7‬المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن الحسين بن عثمان‪ ،‬عن الحسين بن هاشم‪،‬‬
‫عن جميل بن دراج‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أكل سفرجلة‬
‫أنطق ال الحكمة على لسانه أربعين يوما )‪ .(1‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم‬
‫مثله )‪ .(2‬بيان‪ :‬نسبة النطاق إلى الحكمة على المجاز‪ ،‬كما في قوله‬
‫تعالى‪ " :‬هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق " )‪ - 8 .(3‬المحاسن‪ :‬عن أبي‬
‫يوسف‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬وزياد بن مروان كليهما عن أبي‬
‫الحسن عليه السلم قال‪ :‬اهدى للنبي صلى ال عليه وآله سفرجل فضرب‬
‫بيده على سفرجله فقطعها وكان يحبها حبا شديدا فأكلها‪ ،‬وأطعم من كان‬
‫بحضرته من أصحابه ثم قال‪ :‬عليكم بالسفرجل فانه يجلو القلب‪ ،‬ويذهب‬
‫بطخاء الصدر )‪ .(4‬المكارم‪ :‬عن الرضا عليه السلم مثله )‪ .(5‬بيان‪ :‬قال‬
‫في النهاية فيه‪ " :‬إذا وجد أحدكم طخاء على قلبه فليأكل السفرجل "‬
‫الطخاء ثقل وغشي‪ ،‬وأصل الطخاء والطخية الظلمة والغيم‪ ،‬ومنه الحديث‬
‫إن للقلب طخاءة كطخاءة القمر أي ما يغشاه من غيم يغطي نوره انتهى‪،‬‬
‫وجلء القلب قريب منه‪ ،‬أو المراد به إذهاب الحزن‪ - 9 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫النوفلي‪ ،‬باسناده قال‪ :‬كان جعفر بن أبي طالب عند النبي صلى ال عليه‬
‫وآله فاهدي إلى النبي صلى ال عليه وآله سفرجل فقطع النبي صلى ال‬
‫عليه وآله قطعة وناولها جعفرا فأبى أن يأكلها‪ ،‬فقال‪ :‬خذها وكلها فإنها‬
‫تذكى القلب وتشجع الجبان )‪ .(6‬بيان‪ :‬لعل إباءه رضي ال عنه كان‬
‫لليثار‪ ،‬فل ينافي حسن الدب‪.‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .548 :‬مكارم الخلق‪ (3) .196 :‬الجائية‪ (4) .29 :‬المحاسن‪:‬‬
‫‪ (5) .548‬مكارم الخلق‪ (6) .196 :‬المحاسن‪.549 :‬‬

‫]‪[170‬‬

‫‪ - 10‬المحاسن‪ :‬عن أبي الحسن البجلي‪ ،‬عن الحسن بن إبراهيم‪ ،‬عن سليمان ابن‬
‫جعفر الجعفري‪ ،‬عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلم قال‪ :‬كسر‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله سفرجلة وأطعم جعفر بن أبي طالب وقال‬
‫له‪ :‬كل فانه يصفي اللون‪ ،‬ويحسن الولد )‪ - 11 .(2‬ومنه‪ :‬عن سجادة‬
‫رفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أكل سفرجلة على الريق طاب‬
‫ماؤه وحسن ولده )‪ .(3‬بيان‪ :‬كأن حسن الولد تفسير لطيب الماء ويحتمل‬
‫أن يكون طيب الماء لبيان التأثير في الخلق الحسنة في الولد‪- 12 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي أيوب الخزاز‪ ،‬عن‬
‫محمد بن مسلم قال‪ :‬نظر أبو عبد ال عليه السلم إلى غلم جميل فقال‪:‬‬
‫ينبغي أن يكون أبو هذا الغلم أكل السفرجل‪ ،‬وقال‪ :‬السفرجل يحسن الوجه‬
‫ويجم الفؤاد )‪ - 13 .(4‬ومنه‪ :‬عن محمد بن سنان أو غيره‪ ،‬عن الحسين‬
‫بن عثمان‪ ،‬عن حمزة بن بزيع‪ ،‬عن أبي إبراهيم عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله لجعفر‪ :‬يا جعفر كل السفرجل فانه يقوي‬
‫القلب‪ ،‬ويشجع الجبان )‪ .(5‬ورواه أبو سمينة عن أحمد بن عبد ال‬
‫السدي عن رجل عن أبي عبد ال عليه السلم )‪ (6‬المكارم‪ :‬عن النبي‬
‫صلى ال عليه وآله مثله )‪ - 14 .(7‬المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن‬
‫عبد ال بن عبد الرحمان الصم‪ ،‬عن شعيب العقرقوفي‪ ،‬عن أبي بصير‪،‬‬
‫عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أكل السفرجل قوة للقلب‪ ،‬وذكاء للفؤاد‪،‬‬
‫ويشجع الجبان )‪ - 15 .(1‬ومنه‪ :‬عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبى‬
‫بصير‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪:‬‬
‫أكل السفرجل قوة للقلب الضعيف‪ ،‬ويطيب المعدة‪ ،‬ويذكى الفؤاد‪ ،‬ويشجع‬
‫الجبان )‪.(2‬‬

‫)‪ (5 - 1‬المحاسن ‪ (6) .549‬مكارم الخلق‪ (8 - 7) .195 :‬المحاسن‪.550 :‬‬

‫]‪[171‬‬

‫‪ - 16‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي البختري‪ ،‬عن طلحة بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬دخل طلحة بن‬
‫عبيد ال على رسول ال صلى ال عليه وآله وفي يده سفرجلة‪ ،‬فألقاها‬
‫إلى طلحة وقال‪ :‬كلها فانها تجم الفؤاد )‪ - 17 .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد بن‬
‫عمرو رفعه قال‪ :‬السفرجل يدبغ المعدة‪ ،‬ويشد الفؤاد )‪ - 18 .(2‬ومنه‪ :‬عن‬
‫عدة من أصحابه‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن أبي محمد الجوهري عن سفيان‬
‫بن عيينة قال‪ :‬سمعت جعفر بن محمد عليه السلم يقول‪ :‬السفرجل يذهب‬
‫بهم الحزين‪ ،‬كما تذهب اليد بعرق الجبين )‪ - 19 .(3‬ومنه‪ :‬عن السياري‬
‫رفعه قال‪ :‬عليكم بالسفرجل فكلوه فانه يزيد في العقل والمروة )‪- 20 .(4‬‬
‫ومنه‪ :‬عن السيارى‪ ،‬عن أبى جعفر‪ ،‬عن إسحاق بن مطهر ذكره عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬السفرجل يفرج المعدة‪ ،‬ويشد الفؤاد‪ ،‬وما بعث‬
‫ال نبيا قط إل أكل السفرجل )‪ .(5‬وقال عليه السلم‪ :‬التفاح نضوح المعدة‬
‫)‪ (6‬وقال‪ :‬كل التفاح فانه يطفئ الحرارة‪ ،‬ويبرد الجوف‪ ،‬ويذهب بالحمى‪،‬‬
‫وفي حديث آخر يذهب بالوباء )‪ .(7‬بيان‪ " :‬يفرج المعدة " كذا في أكثر‬
‫النسخ‪ ،‬وليس له معنى يناسب المقام‪ ،‬إل أن يكون من الشق كناية عن‬
‫توسيعها وحصول شهوة الطعام‪ ،‬وفي بعض النسخ " يصوح " بالصاد‬
‫والحاء المهملتين وواو بينهما أي يجفف‪ ،‬وفي بعضها " نضوح " كما‬
‫مر‪ ،‬وهو أظهر‪ ،‬وفي النهاية الوبا بالقصر والمد والهمز الطاعون‬
‫والمرض العام‪ - 21 .‬المحاسن‪ :‬عن أبي يوسف‪ ،‬عن القندي‪ ،‬عن المفضل‬
‫بن عمر‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ذكر له الحمى فقال‪ :‬إنا أهل‬
‫بيت ل نتداوى إل بافاضة الماء‬

‫)‪ (5 - 1‬المحاسن‪ (6) .55 :‬في المطبوع من المصدر يفرج‪ (7) .‬المصدر ‪.550‬‬

‫]‪[172‬‬

‫البارد يصب علينا‪ ،‬وأكل التفاح )‪ - 22 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عمن ذكره‪،‬‬
‫عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬يعلم الناس ما في التفاح ما داووا‬
‫مرضاهم إل به )‪ - 23 .(2‬ومنه‪ :‬عن بعضهم عن أبى عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬أطعموا محموميكم التفاح فما من شئ أنفع من التفاح )‪- 24 .(3‬‬
‫ومنه‪ :‬عن محمد بن على الهمداني‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن درست بن‬
‫أبى منصور‪ ،‬قال‪ :‬بعثني المفضل بن عمر إلى أبى عبد ال عليه السلم‬
‫فدخلت عليه في يوم صائف‪ ،‬وقدامه طبق فيه تفاح أخضر‪ ،‬فوال إن‬
‫صبرت أن قلت له‪ :‬جعلت فداك أتأكل هذا والناس يكرهونه ؟ فقال ‪ -‬كأنه لم‬
‫يزل يعرفني‪ :‬إنى وعكت في ليلتى هذه‪ ،‬فبعثت فاتيت به‪ ،‬وهذا يقلع‬
‫الحمى‪ ،‬ويسكن الحرارة‪ ،‬فقدمت فأصبت أهلي محمومين فأطعمتهم فأقلعت‬
‫عنى )‪ .(4‬توضيح‪ :‬في الكافي )‪ (5‬عن " عبد ال الدهقان " مكان " ابن‬
‫سنان " )‪ (6‬وهو الصواب‪ ،‬وفيه " إلى أبي عبد ال عليه السلم بلطف "‬
‫وهو بضم اللم وفتح الطاء جمع لطفة بالضم بمعنى الهدية كما ذكره‬
‫الفيروز آبادي‪ ،‬وقيل‪ :‬بضم اللم وسكون الطاء أي لطلب لطف وبر‬
‫وإحسان‪ ،‬والول أظهر " فوال إن صبرت " إن بالكسر نافية‪ ،‬وفي الكافي‬
‫" فقال لي عليه السلم كأنه " إلى آخر الخبر أي قال ذلك على وجه‬
‫الستيناس واللطف‪ ،‬كأنه كان مصاحبا لي قديما‪ ،‬أو كان هذا القول على‬
‫هذا الوجه وحكاية أحواله لي ‪ -‬مع أني لم أكن رأيته‪ ،‬ومع شرافته ورفعته‬
‫‪ -‬مما يدل على غاية تواضعه وحسن معاشرته مع مواليه " فاتيت به "‬
‫على بناء المجهول‪ ،‬وفي الكافي بعد ذلك‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪ (4) .551 :‬المصدر نفسه وفيه " فأقلعت عنهم " وهو الظاهر‪.‬‬
‫)‪ (5‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪ (6) .355‬كما ذكره الردبيلى في الجامع ‪ 1‬ر ‪528‬‬
‫قال‪ :‬محمد بن على الهمداني عن عبد ال الدهقان في باب التفاح ]في[‬
‫ولكن في المطبوع من المصدر ط الخوندى مثل ما في المحاسن‪.‬‬

‫]‪[173‬‬
‫" فأكلته " وقوله‪ " :‬فقدمت " كلم الراوي‪ ،‬وفي الكافي فأقلعت الحمى عنهم وهو‬
‫الظاهر‪ - 25 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن جمهور‪ ،‬عن الحسن بن المثنى‪،‬‬
‫عن سليمان بن درستويه الواسطي قال‪ :‬وجهني المفضل بن عمر بحوايج‬
‫إلى أبى عبد ال عليه السلم فإذا قدامه تفاح أخضر‪ ،‬فقلت له‪ :‬جعلت فداك‬
‫ما هذا ؟ فقال‪ :‬يا سليمان إني وعكت البارحة فبعثت إلى هذا لكله‪،‬‬
‫أستطفئ به الحرارة‪ :‬ويبرد الجوف‪ ،‬ويذهب بالحمى‪ ،‬ورواه أبو الخزرج‬
‫عن سليمان )‪ .(1‬المكارم‪ :‬مرسل مثله )‪ .(2‬بيان‪ " :‬بحوايج " أي بأشياء‬
‫كان عليه السلم احتاج إليها فطلبها منه‪ ،‬وكان عليه السلم يرجع إلى‬
‫المفضل بأشباه ذلك كما يفهم من أخبار اخر " إنى وعكت " على بناء‬
‫المفعول‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬الوعك هو الحمى‪ ،‬وقيل‪ :‬ألمها‪ ،‬وقد وعكه‬
‫المرض وعكا ووعك فهو موعوك " فبعثت إلى هذا " أي طلبته من بعض‬
‫النواحي " أستطفئ " جملة استينافية بيانية‪ ،‬وكأن الواقعة المذكورة في‬
‫هذا الخبر غير ما ذكر في الخبر السابق لختلف الراوي‪ ،‬وإن كان يوهم‬
‫تشابههما اتحادهما وعروض تصحيف في أحدهما‪ - 26 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫عبد الرحمان بن حماد ويعقوب بن يزيد‪ ،‬عن القندي‪ ،‬قال‪ :‬أصاب الناس‬
‫وباء ونحن بمكة‪ ،‬فأصابني فكتبت إلى أبى الحسن عليه السلم فكتب إلى‪:‬‬
‫كل التفاح فأكلته فعوفيت )‪ - 27 .(3‬ومنه‪ :‬عن أبي يوسف‪ ،‬عن القندي‬
‫قال‪ :‬دخلت المدينة ومعي أخي يوسف فأصاب الناس الرعاف وكان الرجل‬
‫إذا رعف يومين مات‪ ،‬فرجعت إلى المنزل فإذا سيف أخي يرعف رعافا‬
‫شديدا‪ ،‬فدخلت على أبي عبد ال عليه السلم فقال‪ :‬يا زياد أطعم سيفا‬
‫التفاح‪ ،‬فرجعت فأطعمته إياه فبرأ )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .552 :‬مكارم الخلق‪ (4 - 3) .197 :‬المحاسن‪.552 :‬‬

‫]‪[174‬‬

‫المكارم‪ :‬عن القندي مثله )‪ - 28 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبي يوسف‪ ،‬عن القندي قال‪:‬‬
‫أصاب الناس وباء بمكة‪ ،‬فأصابني‪ ،‬فكتبت إلى أبي الحسن عليه السلم‬
‫فكتب إلى‪ :‬كل التفاح‪ ،‬فأكلته فعوفيت )‪ - 29 .(2‬ومنه‪ :‬عن بكر بن صالح‪،‬‬
‫عن الجعفري قال‪ :‬سمعت أبا الحسن الول عليه السلم يقول‪ :‬التفاح شفاء‬
‫من خصال‪ :‬من السم‪ ،‬والسحر‪ ،‬واللمم يعرض من أهل الرض‪ ،‬والبلغم‬
‫الغالب‪ ،‬وليس شئ أسرع منفعة منه )‪ .(3‬المكارم‪ :‬عن الرضا عليه السلم‬
‫مثله )‪ .(4‬بيان‪ " :‬واللمم يعرض " أي جنون أو إصابة من الجن‪ ،‬في‬
‫القاموس اللمم محركة الجنون‪ ،‬وصغار الذنوب‪ ،‬وأصابته من الجن لمة‪،‬‬
‫أي مس أو قليل‪ - 30 .‬المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن الصم‪ ،‬عن‬
‫شعيب العقرقوفي‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬ورواه القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن‬
‫أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال على عليه السلم‪:‬‬
‫التفاح نضوح المعدة )‪ - 31 .(5‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن‬
‫إسماعيل بن جابر قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬التفاح‬
‫نضوح المعدة )‪ - 32 .(6‬ومنه‪ :‬عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبي‬
‫بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كلوا الكمثرى فانه يجلو القلب‪،‬‬
‫ويسكن أوجاع الجوف باذن ال تعالى )‪ .(7‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله‬
‫)‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (3 - 2) .198 :‬المحاسن‪ (4) .553 :‬مكارم الخلق‪) .197 :‬‬
‫‪ (5‬المحاسن‪ 553 :‬وفيه يصوح المعدة‪ (7 - 6) .‬المحاسن‪(8) .553 :‬‬
‫مكارم الخلق‪.199 :‬‬

‫]‪[175‬‬

‫‪ - 33‬الطب‪ :‬عن جابر بن عمر السكسكي عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن أيوب عن‬
‫فضالة عن محمد بن مسلم قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬لو يعلم‬
‫الناس ما في التفاح‪ ،‬ماداووا مرضاهم إل به‪ ،‬أل وإنه أسرع شئ منفعة‬
‫للفؤاد خاصة‪ ،‬وإنه نضوحه )‪ (1‬وعن أبي بصير قال‪ :‬سمعت الباقر عليه‬
‫السلم يقول‪ :‬إذا أردت أكل التفاح فشمه ثم كله‪ ،‬فانك إذا فعلت ذلك أخرج‬
‫من بدنك كل داء وغائلة‪ ،‬ويسكن ما يوجد من قبل الرواح كلها )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫" الرواح " الجن‪ ،‬وأخلط البدن جميعا‪ ،‬أو الصفراء‪ ،‬أو السوداء‬
‫خصوصا‪ ،‬فانه قد يطلق عليهما في الخبار‪ ،‬والول أظهر‪ ،‬وكأن العلة فيه‬
‫أن استيلء الجن غالبا إنما يكون لضعف القلب والدماغ‪ ،‬والتفاح أكل‬
‫وشما يقويهما‪ ،‬قال في النهاية في حديث ضمام " إنى اعالج من هذه‬
‫الرواح " الرواح هاهنا كناية عن الجن‪ ،‬سموا أرواحا لكونهم ل يرون‪،‬‬
‫فهم بمنزلة الرواح‪ - 34 .‬الطب‪ :‬عن محمد بن جعفر البرسى‪ ،‬عن محمد‬
‫بن يحيى الرمني‪ ،‬عن محمد ابن سنان‪ ،‬عن ابن ظبيان‪ ،‬عن المفضل‪ ،‬عن‬
‫محمد بن إسماعيل بن ابن أبى زينب‪ ،‬عن جابر الجعفي عن الباقر عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬كلوا الكمثرى‬
‫فانه يجلو القلب‪ .‬وعن زياد بن الجهم عن الحلبي قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫عليه السلم لرجل شكى إليه وجعا يجده في قلبه وغطاء عليه‪ ،‬فقال‪ :‬كال‬
‫الكمثري )‪ - 35 .(3‬ومنه‪ :‬عن الخضر بن محمد‪ ،‬عن على بن العباس‪،‬‬
‫عن ابن فضال‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن الصادق عن أبيه عن جده عن أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬أكل السفرجل يزيد في قوة الرجل ويذهب‬
‫بضعفه‪ - 36 .‬ومنه‪ :‬عن الشعث بن عبد ال الشعث من ولد محمد بن‬
‫الشعث بن قيس الكندي‪ ،‬عن إبراهيم بن المختار من ولد المختار بن أبي‬
‫عبيدة‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن طلحة‬

‫)‪ (3 - 1‬طب الئمة ‪.135‬‬

‫]‪[176‬‬

‫ابن زيد‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الحجامة يوم السبت قال‪ :‬يضعف‪،‬‬
‫قلت‪ :‬إنما علتي من ضعفي وقلة قوتي‪ ،‬قال‪ :‬فعليك بأكل السفرجل الحلو‬
‫مع حبه‪ ،‬فانه يقوى الضعف‪ ،‬ويطيب المعدة‪ ،‬ويذكي المعدة‪ .‬وعنه عليه‬
‫السلم أنه قال‪ " :‬إن في السفرجل خصلة ليست في ساير الفواكه‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫وماذاك يابن رسول ال ؟ قال‪ :‬يشجع الجبان‪ ،‬هذا وال من علم النبياء‬
‫عليهم السلم )‪ - 37 .(1‬المكارم‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬كلوا‬
‫السفرجل‪ ،‬فانه يجلو عن الفؤاد‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬كلوا السفرجل‬
‫وتهادوا بينكم فانه يجلو البصر‪ ،‬وينبت المودة في القلب‪ ،‬وأطعموا حبالكم‬
‫فانه يحسن أولدكم وفي رواية يحسن أخلق أولدكم‪ .‬وعن أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم قال‪ :‬السفرجل قوة القلب‪ ،‬وحياة الفؤاد‪ ،‬ويشجع الجبان‪ .‬وقال‬
‫عليه السلم‪ :‬رائحة السفرجل رائحة النبياء )‪ .(2‬وعن أنس قال النبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬كلوا السفرجل على الريق‪ .‬وعن الرضا عليه السلم‬
‫قال‪ :‬عليكم بالسفرجل‪ ،‬فانه يزيد في العقل‪ .‬وعن الصادق عليه السلم قال‪:‬‬
‫من أكل السفرجل على الريق‪ ،‬طاب ماؤه‪ ،‬وحسن وجهه‪ .‬ومن كتاب‬
‫الجامع لبي جعفر الشعري عنه عليه السلم قال‪ :‬ما بعث ال نبيا قط إل‬
‫وفي يديه سفرجلة أو بيده سفرجلة‪ .‬وقال أيضا‪ :‬رائحة النبياء رائحة‬
‫السفرجل ورايحة حور العين الس‪ ،‬و رايحة الملئكة الورد‪ ،‬وما بعث ال‬
‫نبيا إل وجد منه ريح السفرجل‪ .‬وعن الباقر عليه السلم قال‪ :‬السفرجل‬
‫يذهب بهم الحزين‪.‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة‪ (2) .136 :‬مكارم الخلق‪.196 :‬‬

‫]‪[177‬‬

‫وعن الصادق عليه السلم أنه نظر إلى غلم جميل فقال‪ :‬ينبغي أن يكون أبو هذا‬
‫أكل السفرجل‪ .‬وقال النبي‪ :‬كلوا السفرجل فانه يجلو عن الفؤاد‪ ،‬وما بعث‬
‫ال نبيا إل أطعمه من سفرجل الجنة‪ ،‬فيزيد فيه قوة أربعين رجل‪ .‬وقال‬
‫عليه السلم كلوا السفرجل فانه يزيد في الذهن‪ ،‬ويذهب بطخاء الصدر‪،‬‬
‫ويحسن الولد‪ .‬وفي الحديث‪ :‬أن التفاح يورث النسيان وذلك لنه يولد في‬
‫المعدة لزوجة‪ .‬وقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬كلوا التفاح على الريق‪،‬‬
‫فانه نضوح المعدة‪ .‬وعن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬إنا أهل بيت لنتداوى إل بافاضة الماء البارد للحمى وأكل التفاح )‪.(1‬‬
‫وعن الصادق عليه السلم قال‪ :‬الكمثرى يدبغ المعدة‪ ،‬ويقويها‪ ،‬هو‬
‫والسفرجل )‪ - 38 .(2‬دعوات الراوندي‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪:‬‬
‫دخل طلحة على رسول ال وفي يده صلى ال عليه وآله سفرجلة فرمى بها‬
‫إليه وقال‪ :‬خذها يابا محمد‪ ،‬فانها تجم القلب‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫أطعموا حبالكم السفرجل فانه يحسن أخلق أودلكم‪ - 39 .‬كتاب المامة‬
‫والتبصرة‪ :‬عن سهل بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن محمد بن الشعث عن موسى‬
‫بن إسماعيل بن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه عن آبائه عليهم السلم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله رايحة النبياء رايحة السفرجل‪ ،‬ورايحة‬
‫الحور العين رايحة الس‪ ،‬ورايحة الملئكة رايحة الورد ورائحة ابنتي‬
‫فاطمة الزهراء رائحة السفرجل والس والورد‪ ،‬ول بعث ال نبيا ول وصيا‬
‫إل وجد منه رائحة السفرجل‪ ،‬فكلوها وأطعموا حبالكم يحسن أولدكم‪40 .‬‬
‫‪ -‬الدعايم‪ :‬عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قطع سفرجلة فأكل منها‬
‫وناول جعفر بن‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .197 - 196 :‬مكارم الخلق ‪.199‬‬

‫]‪[178‬‬

‫أبي طالب وقال‪ :‬كل فان السفرجل يذكي القلب‪ ،‬ويشجع الجبان )‪ .(1‬وعن علي‬
‫عليه السلم أنه قال‪ :‬عليكم بالتفاح فكلوه‪ ،‬فانه نضوح المعدة )‪- 41 .(2‬‬
‫صحيفة الرضا‪ :‬عنه عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬لما اسري بي إلي السماء‪ ،‬أخذ جبرائيل عليه السلم بيدي‬
‫وأقعدني على درنوك من درانيك الجنة ثم ناولني سفرجلة فأنا كنت أقلبها‬
‫إذا انفلقت فخرجت منها جارية حوراء لم أر أحسن منها‪ ،‬فقالت‪ :‬السلم‬
‫عليك يا محمد ! قلت‪ :‬من أنت ؟ قالت‪ :‬أنا الراضية المرضية‪ ،‬خلقني‬
‫الجبار من ثلثة أصناف‪ :‬أسفلي من مسك‪ ،‬ووسطي من كافور‪ ،‬وأعلي‬
‫من عنبر‪ ،‬عجنت من ماء الحيوان ثم قال لي الجبار‪ :‬كوني فكنت‪ ،‬خلقني‬
‫لخيك‪ ،‬وابن عمك علي بن أبي طالب عليه السلم )‪ .(3‬العيون‪ :‬بالسانيد‬
‫الثلثة مثله )‪ - 42 .(4‬الدر المنثور‪ :‬عن على بن أبي طلحة قال‪ :‬أول شئ‬
‫أكله آدم حين اهبط إلى الرض الكمثرى‪ ،‬وإنه لما أراد أن يتغوط أخذه من‬
‫ذلك كما تأخذ المرأة‪ ،‬عند الولدة‪ ،‬فذهب شرقا وغربا ل يدري كيف يصنع‪،‬‬
‫حتى نزل إليه جبرائيل فأقعى له فأقعى آدم فخرج ذلك منه‪ ،‬فلما وجد ريحه‬
‫مكث يبكى سبعين سنة )‪ .(5‬أقول‪ :‬وقد مضى كثير من الخبار في باب‬
‫أنواع الفاكهة وباب الرمان‪ - 43 .‬الفردوس‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬كلوا السفرجل على الريق‪ - 44 .‬الكافي‪ :‬عن على عن أبيه عن‬
‫القاساني‪ ،‬عن أبي أيوب المديني‪ ،‬عن سليمان الجعفري‪ ،‬عن الرضا عليه‬
‫السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله كان يعجبه النظر إلى الترج‬
‫الخضر والتفاح الحمر )‪.(6‬‬

‫)‪ (2 - 1‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ (3) .113‬صحيفة الرضا عليه السلم‪7 - 6 :‬‬
‫والدرنوك ضرب من البسط ذوخمل‪ (4) .‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (5) .26‬الدر‬
‫المنثور ‪ 1‬ر ‪ 56‬قال‪ :‬أخرجه ابن أبى الدنيا في كتاب البكاء‪ (6) .‬الكافي‬
‫‪ 6‬ر ‪.360‬‬

‫]‪[179‬‬

‫‪ 9 .‬باب * )الزيتون والزيت وما يعمل منهما( * ‪ - 1‬العيون‪ :‬بالسانيد الثلثة عن‬
‫الرضا عن آبائه عن علي عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬عليك بالزيت فكله وادهن به‪ ،‬فان من أكله وادهن به لم يقربه‬
‫الشيطان أربعين يوما )‪ .(1‬صحيفة الرضا‪ :‬بالسناد عنه عليه السلم مثله‬
‫)‪ - 3 .(2‬ومنهما‪ :‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬عليكم بالزيت فانه يكشف المرة‪ ،‬ويذهب البلغم‪،‬‬
‫ويشد العصب‪ ،‬ويحسن الخلق‪ ،‬ويطيب النفس‪ ،‬ويذهب بالغم )‪ .(3‬أقول‪:‬‬
‫في بعض النسخ مكان " بالزيت " " بالزبيب "‪ ،‬لكن ذكره الراوندي في‬
‫دعواته والطبرسي في المكارم وفيهما " عليكم بالزيت "‪ - 4 .‬المحاسن‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن سعدان‪ ،‬عن مولى لم هاني قال‪ :‬مررت على أبي عبد ال‬
‫عليه السلم وفي ردائي طعام بدينار‪ ،‬فقال‪ :‬كيف أصبحت أي أبا فلن ؟‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك تسألني كيف أصبحت وهذا بدينار ؟ قال‪ :‬أفل اعلمك‬
‫كيف تأكله ؟ قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فادع بصحفة فاجعل فيها ماء وزيتا وشيئا من‬
‫ملح‪ ،‬واثرد فيها فكل والعق أصابعك )‪ .(4‬بيان‪ :‬قوله " هذا بدينار "‪ :‬كأنه‬
‫شكاية عن غلء السعر أو كثرة العيال‪ - 5 .‬المحاسن‪ :‬عن عثمان بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن خالد بن نجيح‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (2) .42‬صحيفة الرضا‪ (3) .28 :‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪،35‬‬
‫صحيفة الرضا‪ (4) .10 :‬المحاسن‪.405 :‬‬

‫]‪[180‬‬
‫الخل والزيت من طعام المسلمين )‪ .(1‬ومنه‪ :‬عن النوفلي عن السكوني عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم مثله )‪ - 6 .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن المغيرة‪ ،‬عن‬
‫السكوني‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عن علي عليهم السلم قال‪ :‬ما أقفر بيت‬
‫يأتدمون بالخل والزيت‪ ،‬وذلك إدام النبياء )‪ .(3‬بيان‪ :‬في النهاية فيه " ما‬
‫أقفر بيت فيه خل " أي ما خل من الدام ول عدم أهله الدم‪ ،‬والقفار‬
‫الطعام بل أدم‪ ،‬وأقفر الرجل إذا أكل الخبز وحده‪ ،‬من القفر والقفار وهي‬
‫الرض الخالية التي لماء بها‪ - 7 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن عبدة الواسطي‪ ،‬عن عجلن قال‪ :‬تعشيت مع أبي عبد ال عليه‬
‫السلم بعد عتمة وكان يتعشى بعد العتمة‪ ،‬فاتي بخل وزيت ولحم بارد‪،‬‬
‫قال‪ :‬فجعل ينتف اللحم فيلقمنيه ويأكل الخل والزيت ويدع اللحم ؟ فقال‪ :‬إن‬
‫هذا طعامنا وطعام النبياء )‪ - 8 .(4‬ومنه‪ :‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن خالد‬
‫بن نجيح‪ ،‬قال‪ :‬كنت أفطر مع أبي عبد ال عليه السلم ومع أبي الحسن‬
‫الول عليه السلم في شهر رمضان فكان أول ما يؤتى به قصعة من ثريد‬
‫خل وزيت‪ ،‬فكان أقل ما يتناول منه ثلث لقم‪ ،‬ثم يؤتى بالجفنة )‪ .(5‬بيان‪:‬‬
‫" ثم يؤتى بالجفنة " أي القصعة الكبيرة التي فيها اللحم ونحوه‪- 9 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫كان أحب الصباغ إلى رسول ال صلى ال عليه وآله الخل والزيت‪ :‬طعام‬
‫النبياء )‪ - 10 .(6‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أيوب بن الحر‪ ،‬عن‬
‫محمد بن علي الحلبي‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الطعام‬
‫فقال‪ :‬عليك بالخل والزيت‪ ،‬فانه مرئ‪ ،‬وإن عليا عليه السلم كان يكثر‬
‫أكله‪ ،‬وإني أكثر أكله‪ ،‬لنه مرئ )‪.(7‬‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن ‪ ،482‬وفيه " من طعام المرسلين " وهو الظاهر‪ (3) .‬المصدر‬
‫نفسه ‪ (5 - 4) .482‬المحاسن‪ (7 - 6) .482 :‬المصدر ص ‪.483‬‬

‫]‪[181‬‬

‫بيان‪ :‬طعام مرئ أي حميد المغبة‪ - 11 .‬المحاسن‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن يونس بن‬
‫يعقوب‪ ،‬عن عبد العلى قال‪ :‬أكلت مع أبي عبد ال عليه السلم فقال‪ :‬يا‬
‫جارية ايتينا بطعامنا المعروف‪ ،‬فاتي بقصعة فيها خل وزيت فأكلنا )‪.(1‬‬
‫‪ - 12‬ومنه‪ :‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن سلمة‬
‫القلنسي قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فلما تكلمت قال‪ :‬مالي‬
‫أسمع كلمك قد ضعف ؟ قلت‪ :‬سقط فمي قال‪ :‬فكأنه شق عليه ذلك‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فأي شئ تأكل ؟ قلت‪ :‬آكل ما كان في البيت‪ ،‬قال‪ :‬عليك بالثريد فان فيه‬
‫بركة‪ ،‬فان لم يكن لحم فالخل والزيت )‪ - 13 .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫أبى عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما أقفر‬
‫بيت فيه الخل والزيت )‪ - 14 .(3‬ومنه‪ :‬عن إسماعيل بن مهران‪ ،‬عن‬
‫حماد بن عثمان‪ ،‬عن زيد بن الحسن قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬كان أمير المؤمنين عليه السلم أشبه الناس طعمة برسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ ،‬يأكل الخل والزيت‪ ،‬ويطعم الناس الخبز واللحم )‪- 15 .(4‬‬
‫ومنه‪ :‬عن منصور بن العباس‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد الزراع البصري‪،‬‬
‫عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ذكر عنده الزيتون فقال رجل‪:‬‬
‫يجلب الرياح‪ ،‬فقال‪ :‬ل ولكن يطرد الرياح )‪ - 16 .(5‬ومنه‪ :‬عن يعقوب بن‬
‫يزيد‪ ،‬عن يحيى بن المبارك‪ ،‬عن عبد ال بن جبلة عن إسحاق بن عمار أو‬
‫غيره قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬انهم يقولون‪ :‬الزيت يهيج‬
‫الرياح‪ ،‬فقال‪ :‬إن الزيتون يطرد الرياح )‪ - 14 .(6‬ومنه‪ :‬عن محمد بن‬
‫عيسى اليقطيني‪ ،‬عن عبيد ال الدهقان‪ ،‬عن درست‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن‪ (6 - 5) .483 :‬المصدر ‪.482‬‬

‫]‪[182‬‬

‫الواسطي‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬كان مما‬
‫أوصى به آدم إلى هبة ال عليهما السلم أن كل الزيتون فانه من شجرة‬
‫مباركة )‪ - 15 .(1‬ومنه‪ :‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن محمد بن عبد ال‬
‫المطهرى عمن ذكره‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الزيتون يزيد في‬
‫الماء )‪ .(2‬بيان‪ :‬أي ماء الظهر وهو المني‪ - 16 .‬ومنه‪ :‬عن جعفر بن‬
‫محمد‪ ،‬عن ابن القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬كلوا الزيت وادهنوا به‪ ،‬فانه من شجرة‬
‫مباركة )‪ .(3‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ - 17 .(4‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫منصور بن العباس‪ ،‬عن محمد بن عبد ال بن واسع‪ ،‬عن إسحاق ابن‬
‫إسماعيل‪ ،‬عن محمد بن يزيد‪ ،‬عن أبي داود النخعي‪ ،‬عن أبي عبد ال عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ادهنوا بالزيت‬
‫وائتدموا به‪ ،‬فانه دهنة الخيار‪ ،‬وإدام المصطفين‪ ،‬مسحت بالقدس مرتين‪،‬‬
‫بوركت مقبلة وبوركت مدبرة ل يضر معها داء )‪ .(5‬بيان‪ :‬في القاموس‬
‫دهن رأسه وغيره دهنا ودهنة بله‪ ،‬والدهنة بالضم الطائفة من الدهن "‬
‫مسحت بالقدس مرتين " أي وصفت بالطهارة والبركة والعظمة في‬
‫موضعين من القرآن في سورة النور وفي سورة التين‪ ،‬أو في الملل‬
‫السابقة وفي هذه الملة‪ ،‬أو المراد به محض التكرار من غير خصوص عدد‬
‫الثنين‪ ،‬كما قيل‪ :‬في لبيك وسعديك وغيرهما‪ ،‬وأما قوله عليه السلم "‬
‫مقبلة ومدبرة "‪ :‬فلعل المعنى رطبة وجافة‪ ،‬أو صحيحة ومعتصرة منها‬
‫الدهن‪ ،‬أو سواء كانت موافقة للمزاج أو غير موافقة‪ ،‬أو الغرض تعميم‬
‫الحوال مطلقا‪ ،‬وقال بعض الفاضل‪ :‬لعل ممسوحية الزيت بالقدس كناية‬
‫عن دعاء النبياء عليهم السلم فيه بذلك‪ ،‬وإقبالها وإدبارها كناية عن‬
‫وفورها وقلتها‪.‬‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن ‪ (4) .472‬مكارم الخلق ‪ (5) .218‬المحاسن‪.484 :‬‬

‫]‪[183‬‬

‫‪ - 18‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‬
‫قال‪ :‬كان فيما أوصى به رسول ال صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم‬
‫أن قال له‪ :‬يا علي كل الزيت وادهن به‪ ،‬فانه من أكل الزيت لم يقر به‬
‫الشيطان أربعين يوما )‪ .(1‬المكارم‪ :‬مرسل مثله )‪ - 19 .(2‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الزيت طعام‬
‫التقياء )‪ - 20 .(3‬ومنه‪ :‬عن ابيه‪ ،‬عن سعدان بن مسلم‪ ،‬عن إسماعيل‬
‫بن جابر قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال عليه السلم فدعا بالمائدة فاتينا‬
‫بقصعة فيها ثريد ولحم‪ ،‬فدعا بزيت فصبه على اللحم فأكله )‪- 21 .(4‬‬
‫ومنه‪ :‬عن الحسين بن يزيد النوفلي‪ ،‬عن الجريري‪ ،‬عن عبد المؤمن‬
‫النصاري‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬الزيت دهن البرار‪ ،‬وإدام الخيار‪ ،‬بورك فيه مقبل‪ ،‬وبورك فيه‬
‫مدبرا‪ ،‬انغمس في القدس مرتين )‪ - 22 .(5‬المكارم‪ :‬عن الرضا عليه‬
‫السلم قال‪ :‬نعم الطعام الزيت‪ :‬يطيب النكهة‪ ،‬ويذهب بالبلغم‪ ،‬ويصفي‬
‫اللون‪ ،‬ويشد العصب‪ ،‬ويذهب بالوصف‪ ،‬ويطفئ الغضب‪ .‬وعن الصادق‬
‫عليه السلم قال‪ :‬الزيت دهن البرار‪ ،‬وطعام الخيار )‪ - 23 .(6‬المحاسن‪:‬‬
‫عن الحسين بن سيف‪ ،‬عن أخيه‪ ،‬عن أبيه سيف بن عميرة‪ ،‬عن محمد بن‬
‫حمران قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ما كان دهن الولين إل زيت )‬
‫‪ .(7‬تبيين‪ :‬قال ابن بيطار‪ :‬قال جالينوس‪ :‬ورق شجرة الزيتون وعيدانها‬
‫الطرية فيها من البرودة بمقدار ما فيها من القبض‪ ،‬وأما ثمرتها فما كان‬
‫منها مدركا نضيجا مستحكم النضج‪ ،‬فهو حار حرارة معتدلة‪ ،‬وما كان منها‬
‫غير نضيج فهو أشد بردا وقبضا‪.‬‬

‫المصدر‪ (2) .485 :‬مكارم الخلق‪ (5 - 3) .218 :‬المحاسن‪ (6) .485 :‬مكارم‬
‫الخلق‪ (7) .218 :‬المحاسن‪.485 :‬‬

‫]‪[184‬‬
‫وقال إسحاق بن عمران‪ :‬الزيتون الخضر بارد يابس‪ ،‬عاقل للطبيعة‪ ،‬دابغ للمعدة‪،‬‬
‫مولد لشهوتها‪ ،‬بطيئ للنهضام‪ ،‬ردي الغذاء‪ ،‬وإذا ربي في الخل كان‬
‫أسرع انهضاما وأكثر عقل للبطن‪ ،‬وإذا عمل بالملح اكتسب منه حرارة‪،‬‬
‫وكان ألطف من المنقع في الماء‪ .‬وقال البغدادي‪ :‬الزيت اسم للدهن‬
‫المعتصر من الزيتون ويعتصر من نضيجه ويسمى زيتا عذبا‪ ،‬ومن خامه‬
‫ويسمى زيت إنفاق وزيت ركابي‪ ،‬والول حار باعتدال‪ ،‬والثاني بارد يابس‬
‫فيه قبض ظاهر‪ ،‬والثاني أوفق للصحاء‪ ،‬وجيد للمعدة ويشد اللثة‪ ،‬ويقوي‬
‫السنان‪ ،‬إذا امسك في الفم‪ ،‬ويمنع من درور العرق‪ ،‬والعتيق من الزيت‬
‫العذب صالح للدوية‪ ،‬وحينئذ يكون فيه حرارة ظاهرة يحلل‪ ،‬ويلين‬
‫البشرة‪ ،‬ويمنع من الجمود‪ ،‬ويلين الطبيعة‪ ،‬ويضعف قوة الدوية‪ ،‬ويكتحل‬
‫بالعتيق منه لحدة البصر‪ ،‬والكحل بالمغسول المبيض يزيل بياض العين‬
‫الرقيق‪ ،‬وهو دواء شريف للعين إذا اديم استعماله حتي أنه يقوم مقام‬
‫القدح في العين عند نزول الماء خصوصا إذا قطر في العين وحكت العين‬
‫بطرف الميل انتهى‪ .‬وقال في بحر الجواهر‪ :‬الزيت بارد في الدرجة الولى‬
‫وقيل‪ :‬فيه رطوبة يقوى العضاء‪ ،‬ويعين على جبر ما انكسر منها حتى‬
‫قيل‪ :‬إنه مثل دهن الورد في كثير من أفعاله‪ ،‬ويقاوم السموم‪ ،‬ويقتل‬
‫الديدان‪ ،‬ويقوى السنان والمعدة‪ ،‬ويحفظ الشعر‪ ،‬ويمنع سرعة الشيب‪،‬‬
‫وينفع من الجرب والقروح كلها واللثة الدامية ويشد السنان‪ ،‬والزيت‬
‫المغسول هو الذي يضرب في الماء العذب ويؤخذ عنه‪ 10 ..‬باب التين ‪- 1‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن رجل سماه عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬لما خرج ملك القبط يريد هدم بيت المقدس‪ ،‬اجتمع الناس‬
‫إلى حزقيل النبي عليه السلم فشكوا ذلك إليه‪ ،‬فقال‪ :‬لعلي اناجي ربي‬
‫الليلة‪ ،‬فلما جنه‬

‫]‪[185‬‬

‫الليل ناجى ربه فأوحى ال إليه‪ :‬إني قد كفيتكم‪ ،‬وكانوا قد مضوا فأوحى ال إلى‬
‫ملك الهواء أن أمسك عليهم أنفاسهم‪ ،‬فماتوا كلهم‪ ،‬وأصبح حزقيل النبي‬
‫عليه السلم وأخبر قومه بذلك‪ ،‬فخرجوا فوجدوهم قد ماتوا‪ ،‬ودخل حزقيل‬
‫النبي عليه السلم العجب فقال في نفسه‪ :‬ما فضل سليمان النبي عليه‬
‫السلم علي وقد اعطيت مثل هذا ؟ قال‪ :‬فخرجت على كبده قرحة فأذته‬
‫فخشع ل وتذلل وقعد على الرماد‪ ،‬فأوحى ال إليه أن خذ لبن التين فحكه‬
‫على صدرك من خارج‪ ،‬ففعل فسكن عنه ذلك )‪ .(1‬بيان‪ " :‬وكانوا قد‬
‫مضوا " أي حزقيل وأصحابه خوفا من الملك‪ ،‬أو الملك وأصحابه بقدرة‬
‫ال‪ ،‬فيكون موتهم بعد المضي في الطريق‪ ،‬وكون المضي بمعنى إتيانهم‬
‫بيت المقدس بعيد‪ - 2 .‬المحاسن‪ :‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬عن‬
‫أبي الحسن الرضا عليه السلم قال‪ :‬التين يذهب بالبخر‪ ،‬ويشد العظم‪،‬‬
‫وينبت الشعر‪ ،‬ويذهب بالداء‪ ،‬حتى ل يحتاج معه إلى دواء‪ ،‬وقال عليه‬
‫السلم‪ :‬التين أشبه شئ بنبات الجنة وهو يذهب بالبخر )‪ .(2‬المكارم‪ :‬عن‬
‫الرضا عليه السلم مثله إلى قوله‪ :‬إلى دواء )‪ .(3‬الكافي‪ :‬عن على بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد‪ ،‬وعن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن محمد بن‬
‫الشعث‪ ،‬عن أحمد إلى قوله‪ :‬بنبات الجنة‪ ،‬وفيه " ويشد الفم والعظم " )‬
‫‪ .(4‬بيان‪ :‬لعل الشبهية لخلوص جوفه عما يلقى ويرمى كما سيأتي‪،‬‬
‫والبخر بالتحريك النتن في الفم وغيره‪ - 3 .‬الطب‪ :‬عن أحمد بن محمد بن‬
‫عبد ال النيسابوري‪ ،‬عن محمد بن عرفة قال‪ :‬كنت بخراسان أيام الرضا‬
‫عليه السلم والمأمون‪ ،‬فقلت للرضا عليه السلم‪ :‬يا ابن رسول ال ما‬
‫تقول في أكل التين ؟ فقال‪ :‬هو جيد للقولنج فكلوه‪.‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .553 :‬المصدر‪ (3) .554 :‬مكارم الخلق‪ (4) .198 :‬الكافي ‪6‬‬
‫ر ‪.358‬‬

‫]‪[186‬‬

‫وعن أبي جعفر الباقر عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬عليكم بأكل‬
‫التين‪ ،‬فانه ناقع للقولنج‪ ،‬وأقلوا من أكل السمك‪ ،‬فان أكله يذبل البدن‪،‬‬
‫ويكثر البلغم ويغلظ النفس‪ .‬وعن أمير المؤمنين عليه السلم أنه قال‪ :‬أكل‬
‫التين يلين السدد‪ ،‬وهو نافع لرياح القولنج‪ ،‬فأكثروا منه بالنهار‪ ،‬وكلوه‬
‫بالليل ول تكثروا منه )‪ - 4 .(1‬المكارم‪ :‬عن أبي ذر رحمه ال قال‪ :‬أهدي‬
‫إلى النبي صلى ال عليه وآله طبق عليه تين‪ ،‬فقال لصحابه‪ :‬كلوا‪ ،‬فلو‬
‫قلت‪ :‬فاكهة نزلت من الجنة‪ ،‬لقلت هذه‪ ،‬لنه فاكهة بل عجم‪ ،‬فانها تقطع‬
‫البواسير وتنفع من النقرس )‪ - 5 .(2‬الفردوس‪ :‬عن أبي ذر مثله‪ ،‬وفيه‬
‫فان فاكهة الجنة بلعجم‪ ،‬فكلوها فانها تقطع البواسير‪ - 6 .‬المكارم‪ :‬في‬
‫الحديث من أراد أن يرق قلبه‪ ،‬فليد من أكل البلس‪ ،‬وهو التين‪ .‬وعن كعب‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬كلوا التين الرطب واليابس‪ ،‬فانه‬
‫يزيد في الجماع‪ ،‬ويقطع البواسير‪ ،‬وينفع من النقرس والبردة )‪ .(3‬بيان‪:‬‬
‫قال الجوهري‪ :‬البلس بالتحريك شئ يشبه التين يكثر باليمن‪ ،‬وفي‬
‫القاموس ثمر كالتين والتين نفسه‪ ،‬وفي النهاية فيه " من أحب أن يرق‬
‫قلبه فليدم أكل البلس " هو بفتح الباء واللم التين‪ ،‬قيل‪ :‬هو شئ باليمن‬
‫يشبه التين‪ ،‬وقيل‪ :‬هو العدس‪ ،‬وقيل‪ :‬البلس مضموم الباء واللم‪ ،‬ومنه‬
‫حديث ابن جريج قال‪ :‬سألت عطاء عن صدقة الحب فقال‪ :‬فيه كله الصدقة‪،‬‬
‫فذكر الذرة‪ ،‬والدخن‪ ،‬والبلس‪ ،‬والجلجلن‪ ،‬وقد يقال فيه‪ :‬البلسن بزيادة‬
‫النون‪ .‬وأقول‪ :‬كأن المراد هنا العدس لورود هذا المضمون فيه بروايات‬
‫كثيرة ول يبعد أن يكون مكانه البلسن قال في القاموس‪ :‬البلسن بالضم‬
‫العدس‪ ،‬وحب آخر يشبهه‪ ،‬وقال‪ :‬النقرس بالكسر ورم ووجع في مفاصل‬
‫الكعبين وأصابع الرجلين‪،‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة‪ 2) .137 :‬و ‪ (3‬مكارم الخلق‪.198 :‬‬

‫]‪[187‬‬

‫وقال‪ :‬البردة بالكسر برد في الجوف‪ ،‬وفي النهاية فيه أن البطيخ يقطع البردة‬
‫بكسر الهمزة والراء‪ ،‬علة معروفة من غلبة البرد والرطوبة تفتر عن‬
‫الجماع وهمزتها زائدة‪ - 7 .‬الفردوس‪ :‬عن ابن عباس‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫ال عليه وآله قال‪ :‬من أحب أن يرق قلبه فليد من أكل البلس‪ ،‬يعني التين‪.‬‬
‫وعنه عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬كلوا التين فان على كل ناحية‬
‫منه " بسم ال القوي "‪ 11 ..‬باب الموز ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫صفوان‪ ،‬عن أبي اسامة قال‪ :‬دخلت علي أبي ‪ -‬عبد ال عليه السلم فقرب‬
‫إلى موزا فأكلنا معه )‪ - 2 .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن عبد الرحمان‬
‫بن أبي هاشم‪ ،‬عن أبي هاشم‪ ،‬عن أبي خديجة قال‪ :‬ادخلت أنا والمفضل‬
‫إلى أبي خالد الكعبي صاحب الشامة‪ ،‬فاتي بموز ورطب فقال‪ :‬كلوا من هذا‬
‫فانه طيب )‪ .(2‬بيان‪ :‬كأن هذا إشارة إلى كل منهما ويحتمل الموز فقط‪- 3 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه عن محمد بن عمرو عن يحيى بن موسى الصنعاني‬
‫قال‪ :‬دخلت على أبي الحسن الثاني عليه السلم بمنى وأبو جعفر عليه‬
‫السلم على فخذه وهو يقشر موزا ويطعمه )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال الفيروز آبادي‪:‬‬
‫الموز ثمر معروف ملين مدر محرك للباءة يزيد في النطقة والبلغم‬
‫والصفراء‪ ،‬وإكثاره مثقل جدا‪ ،‬وقنوه يحمل من الثلثين إلى خمسمائة‬
‫موزة‪ ،‬وفى بحر الجواهر‪ :‬الموز بالفتح ثمرة شجرة تكون عند البحر في‬
‫أكثر البلد‪ ،‬وإن الموز والنخل ل ينبتان إل بالبلد الحارة‪.‬‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .554 :‬المصدر ‪.555‬‬

‫]‪[188‬‬

‫‪ 12 .‬باب الغبيراء ‪ - 1‬العيون‪ :‬بالسانيد الثلثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عن‬


‫الحسين بن علي عليهم السلم قال‪ :‬دخل رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫على علي بن أبي طالب عليه السلم وهو محموم فأمره بأكل الغبيراء )‪.(1‬‬
‫صحيفة الرضا‪ :‬بالسناد عنه عليه السلم مثله )‪ - 2 .(2‬المكارم‪ :‬عن ابن‬
‫بكير قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول في الغبيراء‪ :‬إن لحمه ينبت‬
‫اللحم‪ ،‬وعظمه ينبت العظم‪ ،‬وجلده ينبت الجلد‪ ،‬ومع ذلك فانه يسخن‬
‫الكليتين‪ ،‬ويدبغ المعدة‪ ،‬وهو أمان من البواسير والتقطير‪ ،‬ويقوى الساقين‬
‫ويقمع عرق الجذام باذن ال )‪ .(3‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد‬
‫بن موسى‪ ،‬عن أحمد بن الحسن بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن بكير مثله )‬
‫‪ 13 ..(4‬باب * )قصب السكر( * ‪ - 1‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد‬
‫ال‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن النهيكي‪ ،‬عن منصور بن‬
‫يونس قال‪ :‬سمعت أبا الحسن موسى عليه السلم يقول‪ :‬ثلثة‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار‪ 2 :‬ر ‪ 43‬والغبيراء هو الذى يسمى بالفارسية سنجد‪(2) .‬‬
‫صحيفة الرضا‪ (3) .34 :‬مكارم الخلق‪ (4) .200 :‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪.361‬‬

‫]‪[189‬‬

‫ل تضر‪ :‬العنب الرازقي‪ ،‬وقصب السكر‪ ،‬والتفاح اللبناني )‪ - 2 .(1‬المكارم‪ :‬عنه‬


‫عليه السلم مثله‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬قصب السكر يفتح السدد‪ ،‬ول‬
‫داء فيه ول غائلة )‪ 14 ..(2‬باب * )الجاص والمشمش( * ‪ - 1‬الطب‪:‬‬
‫عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪،‬‬
‫عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬شكى رجل إلى أبي جعفر عليه‬
‫السلم مرارا هاجت به‪ ،‬حتى كاد أن يجن‪ ،‬فقال له‪ :‬سكنه بالجاص‪ .‬وعن‬
‫الزرق بن سليمان قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الجاص فقال‪:‬‬
‫نافع للمرار‪ ،‬ويلين المفاصل‪ ،‬فل تكثر منه فيعقبك رياحا في مفاصلك‪.‬‬
‫وعنه عليه السلم أنه قال‪ :‬الجاص على الريق يسكن المرار إل أنه يهيج‬
‫الرياح‪ .‬وعنهم عليهم السلم‪ :‬عليكم بالجاص العتيق‪ ،‬فان العتيق قد بقي‬
‫نفعه‪ ،‬وذهب ضرره‪ ،‬وكلوه مقشرا فانه نافع لكل مرار وحرارة‪ ،‬ووهج‬
‫يهيج منها )‪ - 2 .(3‬المكارم‪ :‬عن زياد القندي قال‪ :‬دخلت على الرضا عليه‬
‫السلم وبين يديه تور فيه إجاص أسود في إبانه‪ ،‬فقال‪ :‬إنه هاجت بي‬
‫حرارة وأرى الجاص يطفئ الحرارة ويسكن الصفراء‪ ،‬وإن اليابس منه‬
‫يسكن الدم‪ ،‬ويسكن الداء الدوي باذن ال عزوجل )‪ .(4‬الكافي‪ :‬عن محمد‬
‫بن يحيى‪ ،‬عن عبد ال بن جعفر‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬الخصال‪ (2) .144 :‬مكارم الخلق‪ (3) 192 - 191 :‬طب الئمة‪(4) .136 :‬‬
‫مكارم الخلق‪.200 - 199 :‬‬

‫]‪[190‬‬

‫زياد القندي قال‪ :‬دخلت على أبي الحسن الول وبين يديه تور ماء إلى قوله‪ " :‬وإن‬
‫الجاص الطري " إلى قوله‪ " :‬ويسل الداء الدوي " )‪ .(1‬بيان‪ :‬في‬
‫النهاية‪ :‬التور إناء من صفر أو حجارة كالجانة انتهى " ويسل " أي‬
‫يجذب ويخرج برفق " والداء الدوي " الذي عسر علجه وأعيى الطباء‪،‬‬
‫وفي الصحاح الدوى مقصورا المرض‪ ،‬تقول‪ :‬منه دوي بالكسر أي مرض‪،‬‬
‫وفي القاموس الدوا بالقصر المرض دوي دوى فهو دو انتهى‪ ،‬فالتوصيف‬
‫للمبالغة كليل أليل‪ ،‬ويوم أيوم‪ - 3 .‬العلل‪ :‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‬
‫العلوي‪ ،‬عن محمد بن أسباط‪ ،‬عن أحمد ابن محمد بن زياد‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد بن عبد ال‪ ،‬عن عيسى بن جعفر العلوى العمري‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن‬
‫عمر بن علي‪ ،‬عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬إن نبيا من أنبياء ال بعثه ال عزوجل إلى قومه‪،‬‬
‫فبقي فيهم أربعين سنة فلم يؤمنوا به‪ ،‬فكان لهم عيد في كنيسة فاتبعهم‬
‫ذلك النبي فقال لهم‪ :‬آمنوا بال‪ ،‬قالوا له‪ :‬إن كنت نبيا فادع لنا ال أن‬
‫يجيئنا بطعام على لون ثيابنا‪ ،‬وكانت ثيابهم صفراء‪ ،‬فجاء بخشبة يابسة‬
‫فدعا ال عزوجل عليها فاخضرت وأينعت وجاءت بالمشمش حمل فأكلوا‪،‬‬
‫فكل من أكل ونوى أن يسلم على يد ذلك النبي خرج ما في جوف النوي من‬
‫فيه حلوا‪ ،‬ومن نوى أنه ل يسلم خرج ما في جوف النوى من فيه مرا )‪.(2‬‬
‫فايدة‪ :‬ل يبعد أن يكون المشمش من نوع الجاص كما يؤمي إليه اسمه‬
‫بالفارسية‪ ،‬وفي القاموس‪ :‬الجاص بالكسر مشددة ثمر معروف دخيل‪ ،‬لن‬
‫الجيم والصاد ل يجتمعان في كلمة‪ ،‬الواحدة بهاء ول تقل " إنجاص " أو‬
‫لغية‪ ،‬يسهل الصفراء ويسكن العطش وحرارة القلب وأجوده الحلو الكبير‪،‬‬
‫والجاص المشمش والكمثرى بلغة الشاميين‪ ،‬وقال‪ :‬المشمش ويفتح ثمر‬
‫معروف قلما يوجد شئ أشد تبريدا للمعدة‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .359‬علل الشرايع ‪ 2‬ر ‪.260‬‬

‫]‪[191‬‬

‫منه‪ ،‬وتلطيخا وإضعافا‪ ،‬وبعضهم يسمي الجاص مشمشا‪ .‬وفي بحر الجواهر‪:‬‬
‫المشمش كزبرج وجعفر " زردالو " بارد رطب في الثانية‪ ،‬والدم المتولد‬
‫منه سريع العفونة‪ ،‬وينبغي أن ل يؤكل بعد الطعام لنه يفسد ويطفو في فم‬
‫المعدة‪ ،‬ويطفئ نارها‪ ،‬ول شئء أشد إضعافا منه للمعدة‪ ،‬يتولد من إكثاره‬
‫الحميات بعد مدة‪ 15 . .‬باب الترج ‪ - 1‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن والده‪ ،‬عن‬
‫هلل بن محمد‪ ،‬عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن‬
‫آبائه‪ ،‬عن محمد بن علي عليه السلم قال‪ :‬إن الترج لثقيل فإذا أكل فان‬
‫الخبز اليابس يهضمه من المعدة )‪ - 2 .(1‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪،‬‬
‫عن اليقطيني‪ ،‬عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبي بصير ومحمد بن‬
‫مسلم عن الصادق عن آبائه عليهم السلم في الربعمائة قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬كلوا الترج قبل الطعام وبعده‪ ،‬فان آل محمد صلى‬
‫ال عليه وآله يفعلون ذلك )‪ .(2‬المحاسن‪ :‬عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده‪،‬‬
‫عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )‪ - 3 .(3‬ومنه‪ :‬عن‬
‫حماد بن عيسى‪ ،‬عن إبراهيم بن عمر اليماني قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬يزعمون الناس أن الترج على الريق أجود ما يكون ؟ قال‪ :‬إن‬
‫كان قبل الطعام خير فبعد الطعام خير وخير )‪ .(4‬بيان‪ " :‬إن كان قبل‬
‫الطعام خير " كان تامة أو ضمير الشأن فيه مقدر‪ ،‬ورواه‬

‫)‪ (1‬امالي الطوسى ‪ 1‬ر ‪ (2) .379‬الخصال ‪ 3) .632‬و ‪ (4‬المحاسن‪.555 :‬‬

‫]‪[192‬‬

‫في الكافي )‪ (1‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن‬
‫حماد إلى قوله‪ " :‬فهو بعد الطعام خير وخير وأجود "‪ - 4 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫بكر بن صالح‪ ،‬عن الجعفري‪ ،‬عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬أي شئ‬
‫يأمركم أطباؤكم من الترج ؟ قلت‪ :‬يأمروننا به قبل الطعام‪ ،‬قال‪ :‬قال‪ :‬لكني‬
‫آمركم به بعد الطعام )‪ - 5 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن أبى بصير‬
‫قال‪ :‬كان عندي ضيف فتشهى على اترجا بعسل‪ ،‬فأطعمته وأكلت معه‪ ،‬ثم‬
‫مضيت إلى أبى عبد ال عليه السلم فإذا المائدة بين يديه‪ ،‬فقال لي‪ :‬ادن‬
‫فكل‪ ،‬قلت‪ :‬إنى قد أكلت قبل أن آتيك اترجا بعسل وأنا أجد ثقله‪ ،‬لني أكثرت‬
‫منه‪ ،‬فقال‪ :‬يا غلم انطلق إلى فلنة فقل لها‪ :‬ابعثي إلينا بحرف رغيف‬
‫يابس من الذي يجفف في التنور‪ ،‬فاتي به‪ ،‬فقال‪ :‬كل هذا فان الخبز اليابس‬
‫يهضم الترج فأكلته ثم قمت من مكاني‪ ،‬فكأني لم آكل شيئا )‪ .(3‬بيان‪:‬‬
‫التشهي إظهار الشهوة‪ ،‬و " على " ليس في الكافي وعلى تقديره كأنه‬
‫لتضمين معنى التحميل واللزام‪ ،‬قال في القاموس‪ :‬شهيه كرضيه وتشهاه‬
‫أحبه‪ ،‬وتشهى اقترح شهوة بعد شهوة‪ ،‬وفي الصحاح شهيت الشئ بالكسر‬
‫شهوة إذا اشتهيته‪ ،‬وتشهيت على فلن كذا وقال‪ :‬حرف كل شئ طرفه‬
‫وشفيره وحده‪ - 6 .‬المحاسن‪ :‬عن الحسين بن منذر‪ ،‬وبكر بن صالح‪ ،‬عن‬
‫الجعفري قال‪ :‬قال أبو الحسن عليه السلم‪ :‬ما تقول الطباء في الترج ؟‬
‫قال‪ :‬يأمروننا بأكله على الريق قال‪ :‬لكني آمركم أن تأكلوه على الشبع )‬
‫‪ - 7 .(4‬الطب‪ :‬عن عبد ال بن بسطام‪ ،‬عن عبد ال بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد‬
‫بن الجهم‪ ،‬عن إبراهيم بن الحسن الجعفري عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫أنه قال لصحابه‪ :‬بأي شئ يأمركم أطباؤكم في الترج ؟ قالوا‪ :‬يا ابن‬
‫رسول ال‪ :‬يأمروننا به قبل الطعام‪ ،‬قال‪ :‬ما من شئ أردأ منه قبل الطعام‪،‬‬
‫وما من شئ أنفع منه بعد الطعام‪ ،‬فعليكم‬
‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (4 - 2) .360‬المحاسن‪ 555 :‬و ‪.556‬‬

‫]‪[193‬‬

‫بالمربى منه‪ ،‬فان له رائحة في الجوف كرائحة المسك‪ .‬وقال‪ :‬في رواية اخرى‪ :‬إن‬
‫كان قبل الطعام خير فبعد الطعام خير وخير‪ ،‬ثم قال‪ :‬هو يؤذي قبل الطعام‪،‬‬
‫وينفع بعد الطعام‪ ،‬وإن الجبن اليابس يهضم الترج )‪ 16 .(1‬باب البطيخ ‪1‬‬
‫‪ -‬المحاسن‪ :‬عن جعفر بن محمد الشعري‪ ،‬عن ابن القداح عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كان النبي يعجبه الرطب بالخربز )‪ - 2 .(2‬ومنه‪ :‬عن‬
‫النوفلي‪ ،‬عن الشعيري عن جعفر بن محمد عليه السلم قال‪ :‬كان النبي‬
‫صلى ال عليه وآله يأكل البطيخ بالتمر )‪ - 3 .(3‬ومنه‪ :‬عن ابن فضال‪،‬‬
‫عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله يأكل الرطب بالخربز وفي حديث آخر يحب الرطب‬
‫بالخربز )‪ .(3‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬الخربز بالكسر البطيخ عربي صحيح‪ ،‬أو‬
‫أصله فارسي‪ - 4 .‬المحاسن‪ :‬عن اليقطيني‪ ،‬عن الدهقان‪ ،‬عن درست عن‬
‫إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن الول قال‪ :‬أكل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله البطيخ بالسكر‪ ،‬وأكل البطيخ بالرطب )‪ .(5‬المكارم‪ :‬عنه عليه‬
‫السلم مثله )‪ :(6‬بيان‪ :‬كأنه صلى ال عليه وآله كان يجمع بينهما‬
‫لتعديلهما‪ ،‬إذ الظاهر أن البطيخ الذي كان في تلك البلد لم يكن حلوا جدا‪،‬‬
‫فهو بارد البتة‪ ،‬فلذا عدل برودته بالسكر أو الرطب‪ - 5 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫على بن الحكم‪ ،‬عن أبي يحيى‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه‬

‫)‪ (1‬طب الئمة‪ 135 :‬وفي بعض النسخ " الخبز اليابس "‪ (5 - 2) .‬المحاسن‬
‫‪ (6) .557‬مكارم الخلق ‪.211‬‬

‫]‪[194‬‬

‫عليهما السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله يأكل الخربز بالسكر )‪6 .(1‬‬
‫‪ -‬ومنه‪ :‬عن محمد بن على‪ ،‬عن ابن أبى نجران‪ ،‬عن العل‪ ،‬عن محمد‬
‫قال‪ :‬دخلت على أبي جعفر عليه السلم فمر عليه غلم له فدعاه فقال‪:‬‬
‫ياقين‪ ،‬قلت‪ :‬وما القين ؟ قال‪ :‬الحداد ثم قال‪ :‬أرد عليك فلنة‪ ،‬وتطعمنا‬
‫بدرهم خربزا‪ ،‬يعني البطيخ )‪ (2‬بيان‪ :‬القين‪ :‬العبد‪ ،‬والحداد وكأنه عليه‬
‫السلم كان زوجه جارية من جواريه ثم استردها منه ثم ردها إليه بشرط‬
‫أن يشتري له عليه السلم بدرهم بطيخا‪ ،‬وكأنه عليه السلم قال ذلك على‬
‫وجه المطايبة والمزاح‪ - 7 .‬المحاسن‪ :‬عن ياسر الخادم‪ ،‬عن أبي الحسن‬
‫الرضا عليه السلم قال‪ :‬البطيخ على الريق يورث الفالج )‪- 8 .(3‬‬
‫المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله‪ ،‬ثم قال‪ :‬وفي رواية القولنج‪ .‬ومن‬
‫الفردوس‪ :‬عن أمير المؤمنين عليه السلم عن النبي صلى ال عليه وآله‬
‫قال‪ :‬تفكهوا بالبطيخ فان ماءه رحمة‪ ،‬وحلوته من حلوة الجنة‪ .‬وفي‬
‫رواية أنه أخرج من الجنة فمن أكل لقمة من البطيخ كتب ال له سبعين‬
‫ألف حسنة‪ ،‬ومحاعنه سبعين ألف سيئة‪ ،‬ورفع له سبعين ألف درجة‪ .‬وقال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬البطيخ شحمة الرض لداء ول غائلة فيه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬فيه عشر خصال‪ :‬طعام‪ ،‬وشراب‪ ،‬وفاكهة‪ ،‬وريحان‪ ،‬وأدم وحلوا‪،‬‬
‫وأشنان‪ ،‬وخطمي‪ ،‬ونقل‪ ،‬ودواء‪ .‬وعن الروضة‪ :‬للرضا عليه السلم‪:‬‬
‫أهدت لنا اليام بطيخة * من حلل الرض ودار السلم تجمع أوصافا عظاما‬
‫وقد * عددتها موصوفة بالنظام كذاك قال المصطفى المجتبى * محمد جدي‬
‫عليه السلم ماء‪ ،‬وحلواء‪ ،‬وريحانة * فاكهة‪ ،‬حرض‪ ،‬طعام‪ ،‬إدام‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪(*) .557 :‬‬

‫]‪[195‬‬

‫تنقى المثانة‪ ،‬تصفى الوجوه * تطيب النكهة عشر تمام )‪ .(1‬توضيح‪ :‬سمي شحمة‬
‫الرض لنه شبيه بالشحم يخرج من الرض كما سميت الكمأة شحمة قال‬
‫في القاموس‪ :‬الشحمة من الرض الكمأة‪ ،‬وسمي أشنانا لنه يفعل فعله في‬
‫تنظيف الفم‪ ،‬وخطميا لفعله فعله في نعامة البدن إذا أكل‪ ،‬أو لن قشره بل‬
‫جوفه يفعل ذلك طلء‪ ،‬وفي القاموس‪ :‬النقل ما يتنقل به على الشراب وقد‬
‫يضم أو ضمه خطأ انتهى‪ ،‬ويحتمل أن يكون صفة لشحمه أو بزره‪،‬‬
‫والحرض بضمتين الشنان‪ ،‬في القانون وغيره‪ :‬البطيخ بارد في أول‬
‫الثانية‪ ،‬رطب في آخرها‪ ،‬وقيل‪ :‬بل الحلو منه حار في الولى‪ ،‬وبزره‬
‫اليابس وأصله مجففان في الولى‪ ،‬والنضيج لطيف والفج )‪ (2‬كثيف في‬
‫طبع القثاء‪ ،‬وهو مفتح جال مدر غسال‪ ،‬ينفع من حصاة الكلى والمثانة‪،‬‬
‫وينقى الجلد من الوسخ‪ ،‬وينفع الكلف والبرش والنمش والبهق‪ ،‬ويستحيل‬
‫إلى أي خلط وافق في المعدة‪ - 9 .‬الفردوس‪ :‬عن ابن عباس عن النبي‬
‫صلى ال عليه وآله قال‪ :‬في البطيخ عشر خصال‪ :‬هو طعام‪ ،‬وشراب‪،‬‬
‫ويغسل المثانة‪ ،‬ويقطع البردة‪ ،‬وهو ريحان‪ ،‬وأشنان‪ ،‬ويغسل البطن‪،‬‬
‫ويكثر الجماع‪ ،‬وينقى البشرة‪ - 10 .‬قرب السناد‪ :‬عن الحسن بن طريف‪،‬‬
‫عن الحسين بن علوان‪ ،‬عن جعفر عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬كان النبي‬
‫صلى ال عليه وآله يسير في جماعة من أصحابه وعلى عليه السلم معه‬
‫إذ نزلت عليه ثمرة فمد يده فأخذها فأكل منها‪ ،‬ثم نظر إلى ما بقي منها‬
‫فدفعها إلى علي عليه السلم فأكله‪ ،‬قال‪ :‬فسئل ما تلك الثمرة ؟ فقال‪ :‬أما‬
‫اللون فلون البطيخ‪ ،‬و أما الريح فريح البطيخ )‪ - 11 .(3‬العيون‪ :‬بالسانيد‬
‫الثلثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عن على عليهم السلم قال‪ :‬إن النبي‬
‫صلى ال عليه وآله اتى ببطيخ ورطب‪ ،‬فأكل منهما وقال‪ :‬هذان الطيبان )‬
‫‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪ (2) .212 - 211‬الفج بالكسر والفجاجة بالفتح النئ الذى لم‬
‫ينضج من الفواكه‪ (3) .‬قرب السناد‪ (4) .75 :‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪.42‬‬

‫]‪[196‬‬

‫صحيفه الرضا‪ :‬بالسناد عنه عليه السلم مثله )‪ - 12 .(1‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد البرقي‪ ،‬عن أبيه عن محمد بن خالد‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير‪ ،‬عمن ذكره عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كلوا‬
‫البطيخ فان فيه عشر خصال مجتمعة‪ :‬هو شحمة الرض لداء فيه ول‬
‫غايلة‪ ،‬وهو طعام‪ ،‬وهو شراب‪ ،‬وهو فاكهة‪ ،‬وهو ريحان‪ ،‬وهو أشنان‪،‬‬
‫وهو أدم‪ ،‬ويزيد في الباء‪ ،‬ويغسل المثانة‪ ،‬ويدر البول‪ .‬وحدثني الهمداني‪،‬‬
‫عن على‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عمرو بن عثمان‪ ،‬عن علي بن أبي ‪ -‬حمزة‪ ،‬عن‬
‫يحيى بن إسحاق‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم مثله وفي حديث آخر‪:‬‬
‫ويذيب الحصا في المثانة )‪ .(2‬المكارم‪ :‬عن الروضة في رواية عن‬
‫الصادق عليه السلم مثله )‪ - 13 .(3‬الخصال‪ :‬وكان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله يأكل البطيخ بالرطب‪ ،‬وفي خبر آخر‪ :‬كان عليه السلم يأكل‬
‫الخربز بالسكر )‪ - 14 .(4‬المكارم والخصال‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪:‬‬
‫أكل البطيخ على الريق يورث الفالج )‪ - 15 .(5‬تحف العقول‪ :‬عن أبي‬
‫الحسن الثالث عليه السلم أنه قال يوما‪ :‬إن أكل البطيخ يورث الجذام‪ ،‬فقيل‬
‫له‪ :‬أليس قدأ من المؤمن إذا أتى عليه أربعون سنة من الجنون والجذام‬
‫والبرص ؟ قال‪ :‬نعم ولكن إذا خالف المؤمن ما امر به ممن آمنه‪ ،‬لم يأمن‬
‫أن تصيبه عقوبة الخلف )‪ - 16 .(6‬صحيفة الرضا‪ :‬عنه عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬كان علي بن أبي طالب عليه السلم‬

‫)‪ (1‬صحيفة الرضا‪ (2) .32 :‬الخصال‪ (3) .443 :‬مكارم الخلق ‪(4) .211‬‬
‫الخصال ‪ (5) .443‬مكارم الخلق‪ ،211 :‬الخصال ‪ (6) .443‬تحف‬
‫العقول ‪.483‬‬

‫]‪[197‬‬

‫يأكل البطيخ بالسكر )‪ - 17 .(1‬المناقب‪ :‬عن محمد بن صالح الخثعمي‪ ،‬قال‪ :‬عزمت‬
‫أن أسأل في كتابي إلى أبي محمد عليه السلم عن أكل البطيخ على الريق‪،‬‬
‫وعن صاحب الزنج‪ ،‬فأنسيت‪ ،‬فورد على جوابه ل تأكل البطيخ على الريق‪،‬‬
‫فانه يورث الفالج‪ ،‬وصاحب الزنج‪ ،‬ليس منا أهل البيت )‪ .(2‬كشف الغمة‪:‬‬
‫من دليل الحميري عن الخثعمي في البطيخ مثله )‪ .(3‬بيان‪ " :‬صاحب‬
‫الزنج " هو الذي خرج بالبصرة في زمانه عليه السلم وادعى أنه من‬
‫العلويين‪ ،‬وغلب عليها‪ ،‬وقتل ما ل يحصى من الناس‪ ،‬فنفاه عليه السلم‬
‫عن أهل البيت عليهم السلم‪ ،‬وكان منفيا عنهم عليهم السلم نسبا ومذهبا‬
‫وعمل‪ - 18 .‬العلل‪ :‬عن حمزة بن محمد العلوي‪ ،‬عن أحمد بن محمد‬
‫الهمداني‪ ،‬عن المنذر بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن سليمان بن‬
‫جعفر‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السلم أن أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم أخذ بطيخة ليأكلها فوجدها مرة فرمى بها‪ ،‬وقال‪ :‬بعدا وسحقا‪،‬‬
‫فقيل له‪ :‬يا أمير المؤمنين ما هذه البطيخة ؟ فقال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله إن ال أخذ عقد مودتنا على كل حيوان ونبت‪ ،‬فما قبل الميثاق‬
‫كان عذبا طيبا وما لم يقبل الميثاق كان ملحا زعاقا )‪.(4‬‬

‫صحيفة الرضا‪ (2) .29 :‬مناقب آل أبى طالب ‪ 4‬ر ‪ (3) .428‬كشف الغمة ‪ 3‬ر ‪305‬‬
‫ولفظه‪ " :‬قال‪ :‬كتبت إلى أبى محمد عليه السلم أسأله عن البطيخ وكنت‬
‫به مشغوفا‪ ،‬فكتب إلى‪ :‬ل تأكله على الريق فانه يولد الفالج‪ ،‬وكنت أريد‬
‫أن أسأله عن صاحب الزنج الذى خرج بالبصرة‪ ،‬فنسيت حتى نفذ كتابي‬
‫إليه‪ ،‬فوقع‪ :‬صاحب الزنج ليس من أهل البيت "‪ (4) .‬علل الشرايع ‪ 2‬ر‬
‫‪ ،148‬وفي طبع الكمبانى " الطب " بدل " العلل " وهو تصحيف وأما‬
‫شرح الحديث‪ ،‬فراجع ج ‪ 27‬ص ‪ 283‬من بحار النوار‪.‬‬

‫]‪[198‬‬

‫‪ 17‬باب * )الجوز واللوز وأكل الجوز مع الجبن( * ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن منصور بن‬
‫العباس‪ ،‬عن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن أبي أيوب المكي عن محمد بن‬
‫البختري‪ ،‬عن عمر بن يزيد‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ثلث ل‬
‫يؤكلن و يسمن‪ ،‬وثلث يؤكلن ويهزلن‪ ،‬فأما اللواتي يؤكلن ويهزلن‪:‬‬
‫فالطلع‪ ،‬والكسب‪ ،‬والجوز‪ ،‬وأما اللواتي ل يؤكلن ويسمن فالنورة‪،‬‬
‫والطيب‪ ،‬ولبس الكتان )‪ - 2 .(1‬ومنه‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن‬
‫أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪:‬‬
‫أكل الجوز في شدة الحر يهيج الحر في الجوف‪ ،‬ويهيج القروح في الجسد‪،‬‬
‫وأكله في الشتاء يسخن الكليتين ويدفع البرد )‪ - 3 .(2‬ومنه‪ :‬عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن عبد العزيز العبدي‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬الجبن‬
‫والجوز في كل واحد منهما الشفاء‪ ،‬فان افترقا كان في كل واحد منهما‬
‫الداء )‪ .(3‬بيان‪ :‬قد يخص هذا بالجبن الطري غير المملوح‪ ،‬فانه الشايع‬
‫في تلك البلد وهو بارد يعد له الجوز بحرارته‪ - 4 .‬المكارم‪ :‬عن الصادق‬
‫عليه السلم قال‪ :‬أربعة أشياء تجلو البصر وينفعن ول يضررن فسئل‬
‫عنهن فقال‪ :‬السعتر والملح إذا اجتمعا‪ ،‬والنانخواه والجوز إذا اجتمعا‪ ،‬قيل‬
‫له‪ :‬ولما يصلح هذه الربعة إذا اجتمعن ؟ قال‪ :‬النانخواه والجوز يحرقان‬
‫البواسير‪ ،‬ويطردان الريح‪ ،‬ويحسنان اللوان ويخشنان المعدة ; ويسخنان‬
‫الكلى ; والسعتر والملح يطردان الرياح من الفؤاد‪ ،‬ويفتحان السدد‪،‬‬
‫ويحرقان البلغم‪ ،‬ويدران الماء‪ ،‬ويطيبان النكهة‪ ،‬ويلينان المعدة‪ ،‬ويذهبان‬
‫بالريح الخبيثة من الفم‪ ،‬ويصلبان الذكر )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ 2) .450 :‬و ‪ (3‬المحاسن‪ (4) .497 :‬مكارم الخلق‪.218 :‬‬

‫]‪[199‬‬

‫ابواب البقول‪ 1 .‬باب * )جوامع أحوال البقول( * ‪ - 1‬مجالس الشيخ‪ :‬عن الحسين‬
‫بن عبيد ال عن التلعكبري‪ ،‬عن محمد بن همام‪ ،‬عن على بن الحسين‬
‫الهمداني‪ ،‬عن محمد بن خالد البرقي‪ ،‬عن أبي قتادة قال‪ :‬قال لي أبو عبد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬لكل شئ حلية وحلية الخوان البقل‪ ،‬الخبر )‪- 2 .(1‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن أحمد بن هارون‪ ،‬عن موفق المدني‪،‬‬
‫عن أبيه قال‪ :‬بعث إلى الماضي عليه السلم يوما وحبسني للغداء‪ ،‬فلما‬
‫جاؤا بالمائدة لم يكن عليها بقل‪ ،‬فأمسك يده ثم قال للغلم‪ :‬أما علمت أني ل‬
‫آكل على مائدة ليس فيها خضر ؟ فأتني بالخضر ! قال‪ :‬فذهب وجاء بالبقل‬
‫فألقاه على المائدة فمد يده ثم أكل )‪ .(2‬المكارم‪ :‬عن أحمد بن هارون‪ ،‬عن‬
‫الرضا عليه السلم مثله )‪ - 3 .(3‬ومنه‪ :‬في الحديث خضروا موائدكم‬
‫بالبقل‪ ،،‬فانه مطردة للشيطان مع التسمية‪ ،‬وفي رواية‪ :‬زينوا موائدكم )‬
‫‪ - 4 .(3‬المحاسن‪ :‬عن عدة من أصحابه‪ ،‬عن حنان‪ ،‬قال‪ :‬كنت مع أبي عبد‬
‫ال عليه السلم على المائدة فمال على البقل وامتنعت أنا منه لعلة كانت‬
‫بى‪ ،‬فالتفت إلى فقال‪ :‬يا حنان أما علمت أن أمير المؤمنين عليه السلم لم‬
‫يؤت بطبق ول فطور إل وعليه بقل ؟‬

‫)‪ (1‬امالي الطوسى ‪ 1‬ر ‪ (2) .310‬المحاسن‪ 3) .507 :‬و ‪ (4‬مكارم الخلق ‪.201‬‬

‫]‪[200‬‬

‫قلت‪ :‬ولم ذاك جعلت فداك ؟ قال‪ :‬لن قلوب المؤمنين خضر فهي تحن إلى أشكالها )‬
‫‪ .(1‬بيان‪ " :‬لن قلوب المؤمنين خضر " وفي الكافي )‪ " (2‬خضرة " أي‬
‫منورة بنور أخضر فتميل إلى شكلها‪ ،‬أو كناية عن كونها معمورة بالحكم‬
‫والمعارف‪ ،‬فتكون لتلك الخضرة المعنوية مناسبة لها ل نعرف حقيقتها‪ ،‬أو‬
‫المعنى أن قلوبهم لما كانت معمورة بمزارع الحكمة فهي تميل إلى ما كانت‬
‫له جهة حسن ونفع‪ ،‬وهذا منه‪ .‬أقول‪ :‬ليس في الكافي ول فطور‪ 2 .‬باب‬
‫الكراث ‪ - 1‬الخصال‪ :‬عن محمد بن موسى بن المتوكل‪ ،‬عن محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن محمد بن أحمد الشعري‪ ،‬عن محمد بن علي الهمداني‪ ،‬عن‬
‫عمرو بن عيسى‪ ،‬عن فرات بن أحنف قال‪ :‬سئل أبو عبد ال عليه السلم‬
‫عن الكراث فقال‪ :‬كله فان فيه أربع خصال‪ :‬يطيب النكهة‪ ،‬ويطرد الرياح‪،‬‬
‫ويقطع البواسير‪ ،‬وهو أمان من الجذام لمن أدمن عليه )‪ .(3‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫محمد بن علي الهمداني‪ ،‬عن عمرو بن عيسى مثله إل أنه قال‪ :‬لمن أدمنه‬
‫)‪ .(4‬المكارم عن الباقر عليه السلم قال‪ :‬في الكراث أربع خصال وذكر‬
‫مثله )‪ - 2 .(5‬العلل‪ :‬عن على بن حاتم‪ ،‬عن محمد بن جعفر الرزاز‪ ،‬عن‬
‫عبد ال بن محمد بن خلف‪ ،‬عن الحسن بن علي الوشا‪ ،‬عن محمد بن‬
‫سنان قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن أكل البصل والكراث فقال‪ :‬ل‬
‫بأس بأكله مطبوخا وغير مطبوخ‪ ،‬ولكن إن أكل منه ماله أذى فل يخرج‬
‫إلى المسجد كراهية أذاه على من يجالسه )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .507 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (3) .362‬الخصال ‪ (4) .249‬المحاسن‪:‬‬
‫‪ (5) .210‬مكارم الخلق ‪ (6) .204‬علل الشرايع ‪ 2‬ر ‪.207‬‬

‫]‪[201‬‬

‫المحاسن‪ :‬عن الوشاء‪ ،‬عن ابن سنان قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن‬
‫الكراث وذكر مثله )‪ .(1‬بيان‪ :‬ابن اسنان في رواية البرقي المراد به عبد‬
‫ال فانه الراوي عن الصادق عليه السلم وكأن محمدا في رواية الصدوق‬
‫اشتباه أو تحريف من النساح أو الرواة‪ - 3 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن‬
‫الوليد الخزاز الحمسي‪ ،‬عن يونس بن يعقوب‪ ،‬عن أبي عبد ال أو أبي‬
‫الحسن عليهما السلم قال‪ :‬لكل شئ سيد وسيد البقول الكراث )‪.(2‬‬
‫المكارم‪ :‬عن أبى عبد ال عليه السلم مثله )‪ - 4 .(3‬المحاسن‪ :‬عن بعض‬
‫أصحابنا رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يقطر على الهندباء قطرة‬
‫وعلى الكراث قطرات )‪ - 5 .(4‬ومنه‪ :‬عن علي بن محمد القاساني‪ ،‬عن‬
‫بسطام بن مرة الفارسى‪ ،‬عن عبد ال بن بكر الفارسي‪ ،‬عن أبي العباس‬
‫المكي العرج‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه‬
‫السلم إنهم يقولون في الهندباء‪ :‬يقطر عليه قطرة من الجنة ؟ فقال‪ :‬إن‬
‫كان في الهندباء قطرة ففي الكراث ست )‪ .(5‬بيان‪ :‬يمكن أن يكون المراد‬
‫ست أزيد مما في الهندباء لئل ينافي السبع التى‪ - 6 .‬المحاسن‪ :‬عن عدة‬
‫من أصحابه‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن أبى الجارود‪ ،‬عن زياد بن سوقة‪ ،‬عن‬
‫الحسين بن الحسن‪ ،‬عن آبائه قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬رأيت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله فعرفت في وجهه الجوع‪ ،‬فاستقيت لمرأة‬
‫من النصار عشر دلء فأخذت عشر تمرات واسرة من كراث فجعلتها في‬
‫حجري‪ ،‬ثم أتيت بها فأطعمته )‪ .(6‬بيان‪ :‬كأن المراد بالسرة الحزمة‬
‫المشدودة منه‪ ،‬وفي القاموس السر الشد والعصب‪.‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .512 :‬المصدر نفسه ص ‪ (3) .510‬مكارم الخلق‪- 4) .204 :‬‬
‫‪ (5‬المحاسن ‪ (6) .510‬المحاسن‪.511 :‬‬

‫]‪[202‬‬

‫‪ - 7‬المحاسن‪ :‬عن سلمة قال‪ :‬اشتكيت بالمدينة شكاة شديدة‪ ،‬فأتيت أبا الحسن عليه‬
‫السلم فقال لي‪ :‬أراك مصفرا‪ ،‬قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال عليه السلم‪ :‬كل الكراث‪.‬‬
‫فأكلته فبرئت )‪ - 8 .(1‬ومنه‪ :‬عن علي بن حسان‪ ،‬عن موسى بن بكر قال‪:‬‬
‫اشتكى غلم لبي الحسن عليه السلم فسأل عنه فقيل‪ :‬به طحال‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أطعموه الكراث ثلثة أيام فأطعمناه فقعد الدم ثم برئ )‪ .(2‬المكارم‪ :‬عن‬
‫موسى بن بكر مثله )‪ .(3‬بيان‪ :‬قد مر شرحه في باب علج ورم الكبد )‪(4‬‬
‫والظاهر أن المراد بقعود الدم انفصال الدم عنه عند القعود للبراز‪ ،‬وقد ذكر‬
‫الطباء أنه يفتح سدة الطحال وإسهال الدم بسبب التسخين والتفتيح كم يدر‬
‫دم الحيض‪ .‬وأما نفع إسهال الدم لورم الطحال‪ ،‬فلنه قد يكون من سوء‬
‫مزاج الدم وقد يكون من السوداء‪ - 9 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن‬
‫سنان‪ ،‬عن حماد اللحام‪ ،‬ويونس بن يعقوب قال‪ :‬كان أبو عبد ال عليه‬
‫السلم يعجبه الكراث وكان إذا أراد أن يأكله خرج من المدينة إلى العريض‬
‫)‪ .(5‬بيان‪ :‬قال في النهاية‪ :‬العريض بضم العين مصغرا واد بالمدينة بها‬
‫أموال لهلها‪ - 10 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن النضر‪ ،‬عن القاسم بن‬
‫سليمان‪ ،‬عمن أخبره‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إنا لنأكل لكراث )‬
‫‪ - 11 .(6‬ومنه‪ :‬عن السياري رفعه قال‪ :‬كان أمير المؤمنين عليه السلم‬
‫يأكل الكراث بالملح الجريش )‪.(7‬‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .512 :‬مكارم الخلق‪ 203 :‬وفيه فعقد الدم‪ ،‬وهو الظاهر‪) .‬‬
‫‪ (4‬راجع ج ‪ 62‬ص ‪ (5) .170‬المحاسن‪ (7 - 6) .511 :‬المصدر‪.511 :‬‬

‫]‪[203‬‬

‫المكارم‪ :‬روي عن أمير المؤمنين عليه السلم أنه كان يأكل الخ )‪ .(1‬بيان‪ :‬في‬
‫القاموس جرش الشئ لم ينعم دقه فهو جريش‪ ،‬وقال‪ :‬وكأمير من الملح ما‬
‫لم يطيب‪ - 12 .‬المحاسن‪ :‬عن أبي سعيد الدمى قال‪ :‬حدثني من رأى أبا‬
‫الحسن عليه السلم يأكل الكراث من المشارة يعني الدبرة يغسله بالماء‬
‫ويأكله )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال الفيروز آبادي‪ :‬المشارة الدبرة في المزرعة وقال‪:‬‬
‫الدبرة البقعة تزرع‪ ،‬وفي الصحاح الدبرة والدبارة المشارة في المزرعة‪،‬‬
‫وهي بالفارسية كردو‪ - 13 .‬المحاسن‪ :‬عن داود بن أبي داود‪ ،‬عن رجل‬
‫رأى أبا الحسن عليه السلم بخراسان يأكل الكراث في البستان كما هو‪،‬‬
‫فقيل‪ :‬إن فيه السماد‪ ،‬فقال‪ :‬ل يعلق به منه شئ وهو جيد للبواسير )‪.(3‬‬
‫بيان‪ :‬قال في النهاية في حديث عمر أن رجل كان يسمد أرضه بعذرة‬
‫الناس فقال‪ :‬أما يرضى أحدكم حتى يطعم الناس ما يخرج منه ؟ السماد ما‬
‫يطرح في أصول الزرع والخضر من العذرة والزبل ليجود نباته انتهى‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬قوله عليه السلم‪ " :‬ل يعلق منه شئ " إما مبنى على الستحالة‪،‬‬
‫أو على أنه ل يعلم ملقات شئ منه للنابت‪ ،‬فالغسل في الخبر السابق‬
‫محمول على الستحباب والنظافة‪ - 14 .‬المحاسن عن أبيه‪ ،‬عمن ذكره‪،‬‬
‫عن الحلبي‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬نهى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله عن الكراث فقال‪ :‬إنما نهى لن الملك يجد‬
‫ريحه )‪ - 15 .(4‬ومنه‪ :‬عن اليقطيني أو غيره‪ ،‬عن أبي عبد الرحمان‪ ،‬عن‬
‫حماد بن زكريا عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ذكرت البقول عند رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬كلوا الكراث‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (4 - 2) .203 :‬المحاسن‪.512 :‬‬

‫]‪[204‬‬

‫فان مثله في البقول كمثل الخبز في ساير الطعام‪ ،‬أو قال‪ " :‬الدام " الشك مني )‬
‫‪ .(1‬بيان‪ :‬في الكافي )‪ (2‬عن عبد الرحمان‪ ،‬وفى آخر الحديث الشك من‬
‫محمد بن يعقوب‪ ،‬وهو كلم بعض رواة الكافي وكأنه أخطأ إذ الظاهر مما‬
‫في المحاسن أن الشك من البرقي وهو أنسب‪ - 16 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد‬
‫بن الوليد‪ ،‬عن يونس بن يعقوب‪ ،‬قال‪ :‬رأيت أبا الحسن الول عليه السلم‬
‫يقطع الكراث باصوله فيغسله بالماء فيأكله )‪ - 17 .(3‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫وهب بن وهب‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬ذكر‬
‫البقول عند رسول ال صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬سنام البقول ورأسها‬
‫الكراث‪ ،‬وفضله على البقول كفضل الخبز على سائر الشياء‪ ،‬وفيه بركة‪،‬‬
‫وهي بقلتي وبقلة النبياء قبلي‪ ،‬وأنا أحبه وآكله‪ ،‬وكأني أنظر إلى نباته في‬
‫الجنة تبرق ورقه خضرة وحسنا )‪ .(4‬بيان‪ :‬في القاموس برق الشئ برقا‬
‫وبريقا وبرقانا لمع‪ ،‬والمرأة برقا تحسنت وتزينت‪ - 18 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫إبراهيم بن عقبة الخزاعي‪ ،‬عن يحيى بن سليمان قال‪ :‬رأيت أبا الحسن‬
‫الرضا عليه السلم بخراسان في روضة وهو يأكل الكراث‪ ،‬فقلت له‪ :‬جعلت‬
‫فداك‪ :‬إن الناس يروون أن الهندباء يقطر عليه كل يوم قطرة من الجنة ؟‬
‫فقال‪ :‬إن كان الهندباء يقطر عليه قطرة من الجنة‪ ،‬فان الكراث منغمس في‬
‫الماء في الجنة‪ ،‬قلت‪ :‬فانه يسمد ؟ فقال‪ :‬ل يعلق به شئ )‪ - 19 .(5‬ومنه‪:‬‬
‫عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن حنان بن سدير قال‪ :‬كنت مع أبي عبد ال عليه‬
‫السلم على المائدة فملت على الهندباء فقال لي‪ :‬يا حنان لم ل تأكل الكراث‬
‫؟ فقلت‪ :‬لما جاء عنكم من الرواية في الهندباء‪ ،‬قال‪ :‬وما الذي جاء عنا‬
‫فيه ؟ قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .512 :‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪ (5 - 3) .365‬المحاسن‪.513 :‬‬

‫]‪[205‬‬

‫قلت‪ :‬إنه يقطر عليه قطرات من الجنة‪ ،‬في كل يوم‪ .‬فقال لي‪ :‬فعلى الكراث إذا سبع‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬فكيف آكله ؟ قال‪ :‬اقطع اصوله واقذف رأسه )‪ - 20 .(1‬المكارم‪:‬‬
‫عن موسى بن بكر قال‪ :‬أتيت إلى أبي الحسن عليه السلم فقال لي‪ :‬مالي‬
‫أراك مصفارا ؟ كل الكراث‪ ،‬فأكلته فبرئت‪ .‬وعن النبي صلى ال عليه وآله‬
‫قال‪ :‬فضل الكراث على سائر البقول كفضل الخبز على سائر الشياء )‪.(2‬‬
‫‪ - 21‬دعوات الراوندي‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من أكل الكراث ثم‬
‫نام‪ ،‬اعتزل الملكان عنه حتى يصبح‪ - 22 .‬المجازات النبوية‪ :‬قال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬من أكل من هاتين البقلتين فل يقربن مسجدنا‪ ،‬يعني الثوم‬
‫والكراث‪ ،‬فمن كان أكلهما فليمتهما طبخا‪ .‬قال السيد رحمه ال‪ :‬وهذا القول‬
‫مجاز لن الماتة على الحقيقة ل تلحق إل ذا حياة‪ ،‬وإنما المراد فليستخرج‬
‫ما فيهما من القوة التي عنها تكون شدة الرايحة المكروهة بالطبخ‪ ،‬تشبيها‬
‫بالميت الذي ل يبلغ إلى مفارقة الحياة إل بعد بلوغ قوته منقطعها‪ ،‬وتفريق‬
‫الموت مجتمعها‪ ،‬وفي رواية اخرى " فليمثها طبخا " بالثاء أي‬
‫فليطبخهما حتى يتفتتا فينماثا )‪ (3‬بيان‪ :‬قال في النهاية في حديث الثوم‬
‫والبصل من أكلها فليمتهما طبخا أي فليبالغ في طبخهما لتذهب حدتهما‬
‫ورايحتهما‪ - 23 .‬الدعايم‪ :‬عن جعفر بن محمد عليه السلم أنه سئل عن‬
‫أكل الثوم والبصل والكراث نيا ومطبوخا قال‪ :‬ل بأس بذلك‪ ،‬ولكن من أكله‬
‫نيا فل يدخل المسجد فيؤذي برائحته )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .513 :‬مكارم الخلق‪ (3) .204 :‬المجازات النبوية‪(4) .49 :‬‬
‫دعائم السلم‪ 2 :‬ر ‪.112‬‬
‫]‪[206‬‬

‫‪ - 3‬باب الهندباء ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن أبي عبد ال السياري‪ ،‬عن أحمد بن الفضل‪،‬‬
‫عن محمد بن سعيد عن أبى جميلة‪ ،‬عن جابر عن أبى جعفر عليه السلم‬
‫قال‪ :‬الهندباء شجرة على باب الجنة )‪ .(1‬بيان‪ :‬في القاموس الهندب‬
‫والهندباء بكسر الهاء وفتح الدال‪ ،‬وقد تكسر‪ ،‬مقصورة وتمد‪ :‬بقلة‬
‫معروفة معتدلة نافعة للمعدة والكبد والطحال أكل وللسعة العقرب ضمادا‬
‫باصولها‪ ،‬وطابخها أكثر خطأ من غاسلها )‪ (2‬الواحدة هندباءة‪ ،‬وفي‬
‫الصحاح هندب بفتح الدال وهندبا وهندباء بقل‪ ،‬وقال أبو زيد‪ :‬الهندباء‬
‫بكسر الدال يمد ويقصر‪ - 2 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن أبى‬
‫حفص البار‪ ،‬عن أبى عبد ال عن آبائه‪ ،‬عن علي عليهم السلم قال‪:‬‬
‫عليكم بالهندباء فانه اخرج من الجنة )‪ - 3 .(3‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن المغيرة‪ ،‬عن عبد ال بن مسكان‪ ،‬عن رجل عن أبى عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬كأني أنظر إلى الهندباء تهتز‬
‫في الجنة )‪ .(4‬بيان‪ :‬الهتزاز التحرك‪ - 4 .‬المحاسن‪ :‬عن يحيى بن‬
‫إبراهيم بن أبي البلد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن يعقوب ابن شعيب‪ ،‬قال‪ :‬ذكر أبو عبد‬
‫ال عليه السلم الهندباء فقال‪ :‬يقطر فيه من ماء الجنة )‪ - 5 .(5‬ومنه‪:‬‬
‫عن اليقطينى‪ ،‬أو غيره‪ ،‬عن أبى عبد الرحمان بن قتيبة بن مهران عن‬
‫النخعي‪ ،‬عن حماد بن زكريا‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .507 :‬يعنى أن الذى يغسلها ويأكلها خاسئ في فعله والذي‬
‫يطبخها ثم يأكلها أكثر خطأ منه‪ ،‬فان الطبخ يفسدها والماء يغسل ما‬
‫عليها من القطرات التى تتقطر منها وسيجئ شرح ذلك في التذييل‪- 3) .‬‬
‫‪ (5‬المحاسن‪.507 - 508 :‬‬

‫]‪[207‬‬

‫كلوا الهندباء من غير أن ينفض‪ ،‬فانه ليس منها من ورقة إل وفيها من ماء الجنة‬
‫)‪ - 6 .(1‬ومنه‪ :‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن مثني بن زياد‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬كلوا الهندباء فما من‬
‫صباح إل وعليها قطرة من قطر الجنة‪ ،‬فإذا أكلتموها فل تنفضوها‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬وكان أبى ينهانا أن ننفضه إذا أكلناه )‪7 .(2‬‬
‫‪ -‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبى عمير‪ ،‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أبى عبد‬
‫ال عليه السلم أنه كره أن ينفض الهندباء )‪ - 8 .(3‬ومنه‪ :‬عن محمد بن‬
‫علي وغيره‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبى عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬الهندباء يقطر عليه قطرات من الجنة وهو يزيد في‬
‫الولد )‪ - 9 .(4‬ومنه‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبى عبد ال عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬نعم البقلة الهندباء‪ ،‬وليس من ورقة إل وعليها‬
‫قطرة من الجنة‪ ،‬فكلوها ول تنفضوها عند أكلها‪ ،‬قال‪ :‬وكان أبى ينهانا أن‬
‫ننفضه إذا أكلناه )‪ - 10 .(5‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن سليمان‪ ،‬عن‬
‫أبى بصير‪ ،‬قال‪ :‬سأل رجل أبا عبد ال عليه السلم عن البقل وأنا عنده‪،‬‬
‫فقال‪ :‬الهندبا لنا )‪ .(6‬وقال الرضا عليه السلم عليكم بأكل بقلة الهندباء‬
‫فانها تزيد في المال والولد‪ ،‬ومن أحب أن يكثر ماله وولده فليد من أكل‬
‫الهندباء )‪ - 11 .(7‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن خالد بن‬
‫محمد‪ ،‬عن جده سفيان بن السمط‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من‬
‫أدام أكل الهندباء كثر ماله وولده )‪ - 12 .(8‬ومنه‪ :‬عن أبى عبد ال محمد‬
‫بن علي الهمداني قال‪ :‬سمعت الرضا عليه السلم يقول‪ :‬عليكم بأكل بقلتنا‬
‫الهندباء‪ ،‬فانها تزيد في المال والولد )‪] .(9‬ومنه‪ :‬عن على بن الحكم‪،‬‬
‫عمن ذكره‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الهندباء تكثر المال والولد‪.‬‬
‫)‪[.(10‬‬

‫)‪ (6 - 1‬المحاسن‪ (10 - 7) .508 :‬المحاسن‪ 509 :‬وما بين العلمتين ساقط من‬
‫المطبوعة‪.‬‬

‫]‪[208‬‬

‫‪ - 13‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبى بصير قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬من سره أن يكثر ماله وولده الذكور‪ ،‬فليكثر من أكل الهندباء )‪.(1‬‬
‫‪ - 14‬ومنه‪ :‬عن بعضهم‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬عليك‬
‫بالهندباء فانه يزيد في الماء ويحسن الوجه )‪ .(2‬بيان‪ :‬أي وجه الكل‪،‬‬
‫ويحتمل الولد‪ - 15 .‬ومنه‪ :‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن مثنى بن الوليد‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من بات وفي جوفه سبع ورقات من‬
‫الهندباء‪ ،‬أمن من القولنج ليلته تلك إنشاء ال‪ ،‬ورواه الصم عن شعيب‬
‫العقر قوفي‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم )‪- 16 .(3‬‬
‫ومنه‪ :‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن زياد‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه‬
‫السلم عن أبيه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الهندباء سيد‬
‫البقول )‪ - 17 .(4‬ومنه‪ :‬عن أبى سليمان الحذاء الحلبي‪ ،‬عن محمد بن‬
‫الفيض‪ ،‬قال‪ :‬تغديت مع أبى عبد ال وعلى الخوان بقل ومعنا شيخ فجعل‬
‫يتنكب الهندباء‪ ،‬فقال له أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أما إنكم تزعمون أنها‬
‫باردة وليس كذالك إنما هي معتدلة‪ ،‬وفضلها على البقول كفضلنا على‬
‫الناس )‪ .(5‬بيان‪ :‬في رجال الشيخ والفهرست أبو سليمان الجبلى وكذا في‬
‫بعض نسخ الكافي )‪ (6‬أيضا‪ - 18 .‬المحاسن‪ :‬عن أبي سليمان‪ ،‬عن محمد‬
‫بن الفيض‪ ،‬قال‪ :‬صحبت أبا عبد ال عليه السلم إلى مولى له يعوده‬
‫بالمدينة‪ ،‬فانتهينا إلى داره فإذا غلم قائم‪ ،‬فقال له غلم أبى عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬تنح‪ ،‬فقال له أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬مه فان أباه كان أكال‬
‫للهندباء )‪ - 19 .(7‬ومنه‪ :‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن أحمد بن الفضل‪ ،‬عن‬
‫وضاح التمار‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬من أكثر من أكل‬
‫الهندباء أيسر‪ ،‬قال قلت له‪ :‬إنه يسمد ؟ قال‪ :‬ل تعدل به شيئا )‪.(8‬‬

‫)‪ (5 - 1‬المحاسن‪ (6) .509 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (8 - 7) .363‬المحاسن‪.510 ،‬‬

‫]‪[209‬‬

‫‪ - 20‬ومنه‪ :‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن أحمد بن الفضل‪ ،‬عن درست‪ ،‬عمن ذكره عن‬
‫أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أكل سبع ورقات هندباء يوم الجمعة قبل‬
‫الزوال دخل الجنة )‪ - 21 .(1‬ومنه‪ :‬عن على بن الحكم‪ ،‬عن الحسين بن‬
‫أبى العل‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أما يرضى أحدكم أن يشبع‬
‫من الهندباء ول يدخل النار )‪ - 22 .(2‬الطب‪ :‬عن محمد بن جعفر البرسى‪،‬‬
‫عن محمد بن يحيى الرمني‪ ،‬عن محمد ابن سنان‪ ،‬عن ابن ظبيان‪ ،‬عن‬
‫محمد بن أبى زينب‪ ،‬عن جعفر بن محمد الصادق‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن أمير‬
‫المؤمنين عليهم السلم أنه قال‪ :‬كلوا الهندباء فما من صباح إل ويقطر‬
‫عليه من قطر الجنة )‪ .(3‬وعن محمد بن أبى بصير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬شكوت إليه هيجانا في رأسي وأضراسي‪،‬‬
‫وضربانا في عيني‪ ،‬حتى تورم وجهي منه‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬عليك بهذا‬
‫الهندباء‪ ،‬فاعصره وخذماءه وصب عليه من هذا السكر الطبرزد‪ ،‬وأكثر‬
‫منه‪ ،‬فانه يسكنه ويدفع ضرره‪ ،‬قال‪ :‬فانصرفت إلى منزلي فعالجته من‬
‫ليلتي قبل أن أنام‪ ،‬وشربته ونمت عليه‪ ،‬فأصبحت وقد عوفيت بحمد ال‬
‫ومنه )‪ - 23 .(4‬المكارم‪ :‬عن الصادق عليه السلم من أكل الهندباء‪ ،‬كتب‬
‫من المنين يومه ذلك وليلته‪ .‬وعن الرضا عليه السلم قال الهندباء شفاء‬
‫من ألف داء‪ ،‬وما من داء في جوف النسان إل قمعه الهندباء‪ ،‬ودعابه‬
‫يوما لبعض الحشم وقد كان يأخذه الحمى والصداع فأمر أن يدق ويصير‬
‫على قرطاس ويصب عليه دهن بنفسج ويوضع على رأسه‪ ،‬وقال‪ :‬أما إنه‬
‫يقمع الحمى ويذهب بالصداع‪ .‬وعن السياري يرفعه قال‪ :‬عليك بالهندباء‬
‫فانه يزيد في الماء ويحسن الولد‪،‬‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪ (1) .51 :‬طب الئمة‪.138 - 137 :‬‬


‫]‪[210‬‬

‫وهو حار يزيد في الولد الذكور‪ .‬من الفردوس‪ :‬عن انس قال النبي صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬الهندباء من الجنة )‪ - 24 .(1‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫هلل بن محمد‪ ،‬عن إسماعيل بن علي الدعبلي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن‬
‫آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليهم السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫قال‪ :‬ما من صباح إل وتقطر على الهندباء قطرة من الجنة‪ ،‬فكلوه ول‬
‫تنفضوه )‪ - 25 .(2‬الخصال‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫إدريس‪ ،‬عن محمد بن أحمد السياري‪ ،‬عن محمد ابن أسلم‪ ،‬عن نوح بن‬
‫شعيب‪ ،‬عن عبد العزيز بن المهتدي يرفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬أربعة يعد لن الطباع‪ :‬الرمان السوراني‪ ،‬والبسر المطبوخ‪ ،‬والبنفسج‬
‫والهندباء )‪ - 26 .(3‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن سعد عن اليقطيني‪ ،‬عن القاسم‬
‫بن يحيى عن جده الحسن عن أبى بصير ومحمد بن مسلم‪ ،‬عن أبى عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬كلوا الهندباء فما من‬
‫صباح إل وعليه قطرة من قطرات الجنة )‪ - 27 .(4‬دعوات الراوندي‪ :‬قال‬
‫النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من أكل الهندباء ثم نام عليه لم يحك فيه سحر‬
‫ولسم‪ ،‬ول يقربه شئ من الدواب‪ :‬لحية ول عقرب حتى يصبح‪ .‬وقال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬كلوا الهندباء ول تنفضوه‪ ،‬فانه ليس يوم من اليام إل‬
‫وقطرات من الجنة يقطرن عليه‪ .‬الفردوس‪ :‬مثل الخبرين‪ .‬بيان‪ :‬قال في‬
‫النهاية‪ :‬فيه الثم ما حاك في نفسك‪ :‬أي أثر فيها ورسخ يقال ما يحيك‬
‫كلمك في فلن أي ما يؤثر‪ - 28 .‬الدعوات‪ :‬روى عن بعض الصالحين أنه‬
‫قال‪ :‬صعب على بعض الحايين‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .203 - 202 :‬امالي الطوسى ‪ 1‬ر ‪ (3) .273‬الخصال‬
‫‪ (4) .249‬الخصال ‪.636‬‬

‫]‪[211‬‬

‫القيام لصلة الليل‪ ،‬وكان أحزنني ذلك فرأيت صاحب الزمان عليه السلم في النوم‬
‫وقال لى‪ :‬عليك بماء الهندباء فان ال يسهل ذلك عليك‪ ،‬قال‪ :‬فأكثرت من‬
‫شربه فسهل على ذلك‪ - 29 .‬الدعايم‪ :‬عن رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫الهندباء لنا‪ ،‬والجر جير لبني امية‪ ،‬وكاني أنظر إلى منبته في النار‪ ،‬وإلى‬
‫منبت البادروج في الجنة )‪ .(1‬وعنه صلى ال عليه وآله قال‪ :‬ما من ورقة‬
‫هندباء إل وفيها ماء الجنة )‪ .(2‬تذييل أقول‪ :‬وجدت في بعض الرسائل‬
‫الطبية أنه سئل رئيس الحكماء والطباء أبو على ابن سينا أن على كلما‬
‫في علة المر باستعمال ماء الهندباء غير مغسول‪ ،‬فأخذ الدرج وكتب‬
‫ارتجال‪ :‬روي عن النبي صلى ال عليه وآله أنه أمر بتناول الهندباء غير‬
‫مغسول‪ ،‬وقال‪ :‬إنه ليقطر عليه من طل الجنة‪ ،‬والمحققون من الطباء‬
‫أيضا استحسنوا أن تأخذ عصارته غير مغسول‪ ،‬ويستعمل غير مطبوخ‪،‬‬
‫وأكثر ما يرون فيه أن يصفى ويبالغ في ترويقه‪ ،‬وأما الوساط في العمل‬
‫المبالغون في التظرف والتنظف فانهم يرسمون أن تطبخ عصارته‬
‫وتصفى‪ .‬أقول‪ :‬ثم ذكر تحقيقا طويل أنيقا في معنى مركب القوى تركنا‬
‫إيراده حذرا من الطناب الغير المناسب للكتاب‪ ،‬ثم قال‪ :‬الهندباء أيضا من‬
‫جملة الدوية المركبة‪ .‬وقد نستدل على تركيبه بضرب من القياس إلى أن‬
‫نرجع إلى التجربة‪ ،‬فان في طعمه مرارة وتفها وبورقية وقبضا قليل‪،‬‬
‫والمرارة والبورقية يلزمان القوة الحارة التي فيه‪ ،‬وأعني بقوتين المائية‬
‫والرضية ل الماء ول الرض البسيطين‪ ،‬بل جوهرا مركبا يغلب عليه‬
‫أحدهما قد عاد بسيطا لتركيب ثان لجوهرية الهندباء‪ ،‬و‬

‫)‪ (2 - 1‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ ،113‬وفيه سقط‪.‬‬

‫]‪[212‬‬

‫المرارة والحرارة عرضت لرضيته من تجاور ناريته وحرارته أعنى جزئه الغالب‬
‫عليه الحرارة‪ ،‬وهذا الجزء عرضت للتبرز والنفراش على سطح الهندباء‬
‫إلى الرطوبة التى تجرى عليه‪ ،‬فإذا غسل بطل هذا الجزء اللطيف البورقى‬
‫وبقى أثره المرارة في جوهر كثيف أرضي‪ .‬فقد علم أن الهيولى القابلة‬
‫لصورة المرارة وهى هو الجوهر‪ ،‬وإن حركته الحرارة أزعجته كسلن‬
‫ثقيل لنفوذ له‪ ،‬وإما الباقي من جوهر الهندباء وهو البارد‪ ،‬فأحراه أن‬
‫يكون أكسل وأثقل‪ ،‬فيعدم الهندباء من فضيلته التفتيح البالغ والبورقية‬
‫القوية‪ ،‬فانما الهندباء إنما كان يفضل ساير البقول أو أكثرها لنه فيه قوة‬
‫خارطة إلى العضاء التى يسوق نحوها فيفتح ويغسل ويدفع الخلط‬
‫اللحجة الحارة والباردة ثم تحرك القوة المبردة القوية التى فيها حتى تغلغل‬
‫التجاويف والمنافذ تغلغل واغل يأتي أقصى ليف العروق‪ .‬ولنها أعنى‬
‫القوة المسخنة لطيفة فل يثبت أن يتحلل ويبطل ويزول أذاها‪ ،‬و لن القوة‬
‫المبردة راسبة لنها ثقيلة ل يطول عليها أن يبدل مزاج العضو إلى برد‬
‫راسب راسخ‪ ،‬ولو ل تلك القوة لما انفتحت السدد‪ ،‬ول اندفعت الخلط‬
‫الحارة المستثقلة‪ ،‬ول تبدرقت القوة المبردة إلى أقصى العضاء‪ ،‬وإلى‬
‫مثل جانب الكبد المعنقد‪ ،‬بل إلى القلب‪ ،‬وكانت مما ل يبرح جانب المعدة‬
‫والماساريقا يؤثر فيها وفيما يليها تأثيرا غير ممعن ول منقص ول باق ول‬
‫واصل إلى العضاء التى هي الصول التى هي الرئيسة‪ .‬فغاسل الهندباء‬
‫يفقد هذا البز الفاضل‪ ،‬وطابخه‪ ،‬أشد خطاء وأكثر إقداما على الباطل‪ ،‬لنه‬
‫أيضا يعدم ما تركه الغسل في جوهر الهندباء في باطنه من تلك القوة‬
‫فيحلله ويبخره‪ .‬فقد بان ماقاله الغرة من الطباء المذكورين‪ ،‬وبان معنى‬
‫الكلم النبوي الخارج الكثير منه‪ ،‬فخرج المثال المضروبة والرموز‬
‫الواقعية‪ ،‬وبال التوفيق‬

‫]‪[213‬‬

‫انتهى ملخص كلمه‪ ،‬وإنما أوردته لتعلم أن ما صدر من معدن الوحى ومنبع اللهام‬
‫موافق لما حققه المهرة في الطب عند أكثر النام‪ - 4 .‬باب الباذروج ‪- 1‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن على بن حسان‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن السكوني عن أبى عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كأنى أنظر إلى الباذروج في الجنة قال‪ :‬قلت له‪:‬‬
‫الهندباء ؟ قال‪ :‬لبل الباذروج )‪ - 2 .(1‬ومنه‪ ،‬عن محمد بن عيسى‬
‫العلوى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن على عليه السلم قال‪ ،‬نظر رسول ال إلى‬
‫الباذروج فقال‪ ،‬هذا الحوك كأنى أنظر إلى منبته في الجنة )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال‬
‫في القاموس‪ " ،‬الحوك " الباذروج‪ ،‬والبقلة الحمقاء‪ ،‬وقال‪ :‬الباذروج‬
‫بفتح الذال بقلة معروفة يقوى جدا ويقبض إل أن يصادف فضلة فيسهل‬
‫انتهى‪ ،‬والمشهور أنه الريحان الجبلى وشبيه بالريحان البستانى إل أن‬
‫ورقه أعرض وقالوا‪ :‬حرارته قريب من الدرجة الثانية‪ ،‬ويبسه في الدرجة‬
‫الولى‪ - 3 .‬المحاسن‪ ،‬عن محمد بن على عن عمرو بن عثمان‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن زكريا الكسائي عن السكوني عن أبى عبد ال‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬كأنى أنظر إلى نبات الباذروج في‬
‫الجنة‪ ،‬قلت له الهندباء‪ ،‬قال‪ :‬لبل الباذروج )‪ - 4 .(3‬ومنه‪ :‬عن محمد بن‬
‫علي‪ ،‬عن الحجال‪ ،‬عن عيسى بن الوليد‪ ،‬عن الشعيري قال‪ :‬كان أحب‬
‫البقول إلى رسول ال الباذروج )‪ - 5 .(4‬قرب السناد‪ :‬عن أيوب نوح‪،‬‬
‫عن حماد بن عيسى قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬وقد سئل‬
‫عن الحوك فقال‪ :‬الحوك محبة إلى الناس غير أنها‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (4 - 3) .513 :‬المحاسن‪(*) 514 - 513 :‬‬

‫]‪[214‬‬

‫تبخر‪ ،‬والديدان تسرع إليها وهي الباذروج )‪ - 6 .(1‬المحاسن‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن‬
‫السكوني‪ ،‬قال‪ :‬سئل أبو عبد ال عليه السلم عن الحوك وذكر مثله )‪.(2‬‬
‫‪ - 7‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن سليمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبى بصير‪ ،‬عن‬
‫أبى ‪ -‬عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سأل رجل أبا عبد ال عليه السلم عن‬
‫البقول وأنا عنده‪ ،‬فقال‪ :‬الباذروج لنا )‪ .(3‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن‬
‫وهب بن حفص‪ ،‬عن أبى بصير مثله )‪ - 8 .(4‬ومنه‪ :‬عن إسماعيل بن‬
‫مهران‪ ،‬عن علي بن أبى حمزة‪ ،‬عن أبى بصير‪ ،‬عن أحدهما عليهما‬
‫السلم قال‪ :‬الباذروج لنا )‪ - 9 .(5‬ومنه‪ :‬عن جعفر بن محمد الحول‪ ،‬عن‬
‫علي بن أبي حمزة‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬لنا من البقول‬
‫الباذروج )‪ - 10 .(6‬ومنه‪ :‬عن محمد بن عيسى اليقطيني‪ ،‬أو غيره‪ ،‬عن‬
‫قتيبة بن مهران‪ ،‬عن حماد بن زكريا النخعي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬كأني أنظر إلى شجرتها‬
‫نابتة في الجنة )‪ - 11 .(7‬ومنه‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬قال علي عليه السلم‪ :‬كان يعجب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله من البقول الحوك )‪ - 12 .(8‬الطب‪ :‬عن الرضا عليه السلم‬
‫قال‪ :‬الباذروج لنا والجرجير لبني امية )‪ - 13 .(9‬المكارم‪ :‬عن الصادق‬
‫عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلم قال‪ :‬ذكر لرسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله الحوك وهو الباذروج فقال‪ :‬بقلتي وبقلة النبياء قبلي‪،‬‬
‫وإني لحبها وآكلها‪ ،‬وإنى أنظر شجرتها ناتبة في الجنة‪.‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ط حجر ‪ 76‬ط نجف ‪ 99‬وفى المطبوعة ذكر المحاسن وفى‬
‫المخطوطة طب الئمة‪ ،‬وكلهما سهو ل يوجد فيهما‪ (8 - 2) .‬المحاسن‪:‬‬
‫‪ (9) .514‬طب الئمة‪ 139 :‬في حديث‪.‬‬

‫]‪[215‬‬

‫وعن الصادق عليه السلم قال‪ :‬كان أمير المؤمنين عليه السلم يعجبه الباذروج‪.‬‬
‫وعن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫يعجبه الحوك‪ .‬وعن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الحوك بقلة النبياء‬
‫عليهم السلم أما إن فيه ثمان خصال‪ :‬يمرئ الطعام‪ ،‬ويفتح السدد‪ ،‬ويطيب‬
‫النكهة‪ ،‬ويشهي الطعام‪ ،‬ويسهل الدم‪ ،‬وهو أمان من الجذام‪ ،‬وإذا استقر في‬
‫جوف النسان قمع الداء كله‪ ،‬ثم قال‪ :‬إنه يزين به أهل الجنة موائدهم )‪.(1‬‬
‫الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن موسى‪ ،‬عن إشكيب بن عبدة‬
‫الهمداني باسناد له إلى أبي عبد ال عليه السلم مثله )‪ (2‬إلى قوله‪ :‬قمع‬
‫الداء كله‪ ،‬وفيه " ويسل الداء " وهو أصوب‪ ،‬وفي بعض نسخ المكارم‬
‫ويسيل الدم وفي بعضها ويسل‪ - 14 .‬المكارم‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬الحوك بقلة طيبة كأني أراها نابتة في الجنة والجرجير بقلة‬
‫خبيثة كأني أراها نابتة في النار‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أكل من‬
‫بقلة الباذروج أمر ال عزوجل الملئكة يكتبون له الحسنات حتى يصبح‪.‬‬
‫عن أيوب بن نوح قال‪ :‬حدثني من حضر أبا الحسن الول على المائدة‬
‫معه‪ :‬فدعا بالباذروج فقال‪ :‬إني احب أن أستفتح به الطعام فانه يفتح‬
‫السدد‪ ،‬ويشهي الطعام‪ ،‬ويذهب بالسل‪ ،‬وما ابالي إذا افتتحت به ما أكلت‬
‫بعده من الطعام‪ ،‬فانى ل أخاف داء ول غائلة‪ ،‬قال‪ :‬فلما فرغنا من الغداء‬
‫دعا به‪ ،‬فرأيته يتتبع ورقه من المائدة و يأكله‪ ،‬ويناولني ويقول‪ :‬اختم به‬
‫طعامك‪ ،‬فانه يمرئ ما قبل‪ ،‬ويشهي ما بعد‪ ،‬ويذهب بالثقل‪ ،‬ويطيب الجشاء‬
‫والنكهة )‪ .(3‬الكافي‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل عن أيوب مثله )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪ (2) .204‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (3) .364‬مكارم الخلق ‪(4) .205‬‬
‫الكافي ‪ 6‬ر ‪.364‬‬

‫]‪[216‬‬

‫بيان‪ :‬ربما يوجه نفعه في السل بأنه يجفف رطوبة الصدر والرية‪ ،‬مع أنه ذكر‬
‫الطباء أن المعتصر منه ينفع الدم من الحلق وسوء التنفس‪ ،‬وذكر الطباء‬
‫في بزره أنه ينفع السوداء‪ ،‬فيناسب دفع الجذام‪ ،‬لكن قال بعضهم‪ :‬إن ورقه‬
‫يولد السوداء ول عبرة بقولهم بعد الخبر‪ * 5 .‬باب * )السلق والكرنب( *‬
‫‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي البختري‪ ،‬قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه‬
‫وآله يعجبه الكرنب )‪ - 2 .(1‬ومنه‪ :‬عن الحسن بن علي بن أبي عثمان‬
‫سجادة رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن ال رفع عن اليهود‬
‫الجذام بأكلهم السلق وقلعهم العروق )‪ .(2‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله‬
‫)‪ - 3 .(3‬المحاسن‪ :‬عن بعضهم رفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫إن قوما من بني إسرائيل أصابهم البياض فأوحي إلى موسى عليه السلم‬
‫أن مرهم فليأكلوا لحم البقر بالسلق )‪ - 4 .(4‬ومنه‪ :‬عن علي بن الحسن‬
‫بن فضال‪ ،‬عن سليمان بن عباد‪ ،‬عن عيسى بن ‪ -‬أبى الورد‪ ،‬عن محمد بن‬
‫قيس السدي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن بني إسرائيل شكوا إلى‬
‫موسى عليه السلم ما يلقون من البياض فشكى ذلك إلى ال عزوجل‬
‫فأوحى ال إليه مرهم يأكلوا لحم البقر بالسلق )‪ - 5 .(5‬ومنه‪ :‬عن أبي‬
‫يوسف‪ ،‬عن يحيى بن المبارك‪ ،‬عن أبي الصباح الكناني‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬مرق السلق بلحم البقر يذهب بالبياض )‪.(6‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المحاسن‪ (3) .519 :‬مكارم الخلق ‪ (6 - 4) .207‬المحاسن‪.519 :‬‬

‫]‪[217‬‬

‫‪ - 6‬ومنه‪ :‬عن البزنطي‪ ،‬قال‪ :‬قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلم‪ :‬يا أحمد كيف‬
‫شهوتك البقل ؟ فقلت‪ :‬إني لشتهي عامته‪ ،‬فقال‪ :‬فإذا كان كذلك فعليك‬
‫بالسلق‪ ،‬فانه ينبت على شاطئ الفردوس‪ ،‬وفيه شفاء من الدواء‪ ،‬وهو‬
‫يغلظ العظم‪ ،‬وينبت اللحم‪ ،‬ولو ل أن تسمه أيدي الخاطئين‪ ،‬لكانت الورقة‬
‫منه تستر رجال‪ ،‬قلت‪ :‬من أحب البقول إلى‪ ،‬فقال‪ :‬أحمد ال على معرفتك‬
‫به )‪ .(1‬المكارم‪ :‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬عليك بالسلق وذكر مثله )‬
‫‪ - 7 .(2‬المحاسن‪ :‬وفي حديث آخر قال‪ :‬يشد العقل ويصفي الدم )‪- 8 .(3‬‬
‫ومنه‪ :‬عن محمد بن عبد الحميد العطار‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن أبي الحسن‬
‫عليه السلم قال‪ :‬نعم البقلة السلق )‪ - 9 .(4‬المكارم‪ :‬روي عن الصادق‬
‫عليه السلم أنه قال‪ :‬أكل السلق يؤمن من الجذام وعن الرضا عليه السلم‬
‫قال‪ :‬ل يخلو جوفك من طعام‪ ،‬وأقل من شرب الماء‪ ،‬ول تجامع إل من‬
‫شبق‪ ،‬ونعم البقلة السلق )‪ - 10 .(5‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن جعفر‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم‬
‫أنه قال‪ :‬أطعموا مرضاكم السلق‪ ،‬يعني ورقه‪ ،‬فان فيه شفاء ول داء معه‪،‬‬
‫ول غائلة له‪ ،‬ويهدئ نوم المريض‪ ،‬واجتنبوا أصله فانه يهيج السوداء )‬
‫‪ - 11 .(6‬وبهذا السناد‪ :‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن بعض الحضينيين‪ ،‬عن أبي‬
‫الحسن عليه السلم أن السلق يقمع عرق الجذام‪ ،‬وما دخل جوف المبرسم‬
‫مثل ورق السلق )‪ (7‬المكارم‪ :‬عن الرضا عليه السلم مثل الخبرين مع‬
‫اختصار مخل في الول )‪.(8‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ 3‬و ‪ (4‬المحاسن‪ 520 :‬و ‪ 2) .519‬و ‪ (5‬مكارم الخلق‪ 207 :‬و ‪- 6) .206‬‬
‫‪ (7‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (8) .369‬مكارم الخلق‪ ،207 :‬والمبرسم‪ :‬من به‬
‫البرسام وهو بالكسر والفتح‪ :‬التهاب يعرض للحجاب الذى بين الكبد‬
‫والقلب‪ ،‬فارسي مركب معناه التهاب الصدر‪.‬‬

‫]‪[218‬‬

‫بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬السلق بالكسر بقلة معروفة تجلو وتحلل وتلين‪ ،‬و تسر النفس‪،‬‬
‫نافع للنقرس والمفاصل‪ ،‬وعصيره إذا صب على الخمر خللها بعد ساعتين‬
‫وعلى الخل خمرها بعد أربع‪ ،‬وعصير أصله سعوطا ترياق وجع السن‬
‫والذن والشقيقة‪ ،‬وقال‪ :‬الكرنب بالضم وكسمند السلق أو نوع منه أحلى‬
‫وأغض من القنبيط‪ ،‬والبرى منه مر‪ ،‬ودرهمان من سحيق عروقه المجففة‬
‫في شراب ترياق مجرب من نهشة الفعى انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬السلق هو الذي‬
‫يقال له بالفارسية‪ " :‬چقندر " قال ابن بيطار في جامعه هو ثلثة أصناف‪:‬‬
‫فمنه كبير شديد الخضرة يضرب إلى السواد وورقه كبار عراض لينة‬
‫حسنة المنظر‪ ،‬ويسمى السود‪ ،‬ومنه صغير الورق جعد سمج المنظر‪،‬‬
‫ناقص الخضرة ومنه ضعيف ورقه نابت على ساق طويل وورقه كثيرة‬
‫دقيقة العلى في أسفلها جعودة‪ ،‬وفى أعلها الرقيق سبوطة‪ ،‬طويل الساق‬
‫إلى موضع الورقة‪ ،‬وخضرته ناقصة جدا يضرب إلى الصفرة انتهى‪ .‬وأما‬
‫الكرنب‪ :‬فله صنفان أحدهما يقال له بالفارسية‪ " :‬كلم " والخر يقال له‬
‫قمري‪ ،‬وكأنه القنبيط قال في القاموس‪ :‬القنبيط بالضم وفتح النون المشددة‬
‫أغلظ أنواع الكرنب‪ ،‬مبخر مغلظ‪ ،‬وقال ابن بيطار‪ :‬هو صنفان‪ :‬جعد‬
‫وسبط‪ ،‬و كلهما يؤكل ساقه وورقه‪ ،‬والجعد أطيب طعما وأصدق حلوة‪،‬‬
‫وأشد رحوضة من القنبيط‪ * 6 .‬باب الجزر ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن بعض‬
‫أصحابنا عمن ذكره‪ ،‬عن داود بن فرقد قال‪ :‬سمعت أبا الحسن عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬أكل الجزر يسخن الكليتين‪ ،‬ويقيم الذكر‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ :‬وكيف‬
‫آكله وليس لي أسنان ؟ فقال‪ :‬مر الجارية تسلقه وكله )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪.524 :‬‬

‫]‪[219‬‬

‫‪ - 2‬ومنه‪ :‬روى بعض أصحابنا أن داود قال‪ :‬دخلت عليه وبين يديه جزر فناولني‬
‫جزرة فقال‪ :‬كل فقلت‪ :‬ليست لي طواحن‪ ،‬فقال‪ :‬أمالك جارية ؟ فقلت‪ :‬بلى‪،‬‬
‫فقال‪ :‬مرها تسلقه لك وكل‪ ،‬فانه يسخن الكليتين ويقيم الذكر )‪- 3 .(1‬‬
‫المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله‪ .‬قال‪ :‬وقال‪ :‬الجزر أمان من القولنج‬
‫والبواسير‪ ،‬ويعين على الجماع )‪ .(2‬توضيح‪ :‬قال في القاموس‪ :‬الطواحن‬
‫الضراس‪ ،‬وقال‪ :‬سلق الشئ أغله بالنار‪ ،‬وقال‪ :‬الجزر محركة ارومة‬
‫تؤكل‪ ،‬معربة ويكسر الجيم وهو مدر باهي محدر للطمث‪ ،‬ووضع ورقه‬
‫مدقوقا على القروح المتأكلة نافع‪ ،‬وفي الصحاح‪ :‬سلقت البقل والبيض إذا‬
‫أغليته بالنار إغلءة خفيفة‪ ،‬وقيل‪ :‬يمكن أن يكون نفعه للقولنج لما ذكره‬
‫الطباء أنه إذا كان في المعدة رطوبة لزجة يدفعها ويفتح سدد الكبد‪ ،‬ونفعه‬
‫للبواسير للتفتيح والترطيب وإصلح حال الكبد‪ ،‬ومنع تولد السوداء غير‬
‫الطبيعي فيه‪ ،‬لن عروض البواسير من غلبة السوداء غير الطبيعي‪- 4 .‬‬
‫الخرايج‪ :‬قال‪ :‬كان إبراهيم عليه السلم مضيافا‪ :‬فنزل عليه يوما قوم ولم‬
‫يكن عنده شئ فقال‪ :‬إن أخذت خشب الدار وبعته من النجار فانه ينحته‬
‫صنما وثنا فلم يفعل فخرج بعد أن أنزلهم في دار الضيافة ومعه إزار إلى‬
‫موضع‪ ،‬وصلى ركعتين فلما فرغ ولم يجد الزار علم أن ال هيأ أسبابه‪،‬‬
‫فلما دخل داره رأى سارة تطبخ شيئا‪ ،‬فقال لها‪ :‬أنى لك هذا ؟ قالت‪ :‬هذا‬
‫الذي بعثته على يد الرجل‪ ،‬وكان ال سبحانه أمر جبرئيل أن يأخذ الرمل‬
‫الذى كان في الموضع الذي صلى فيه إبراهيم و يجعله في إزاره والحجارة‬
‫الملقاة هناك أيضا‪ ،‬ففعل جبرئيل ذالك وقد جعل ال الرمل جاورسا مقشرا‪،‬‬
‫والحجارة المدورة شلجما والمستطيل جزرا‪ .‬العلل‪ :‬عن أحمد بن محمد‬
‫العلوي‪ ،‬عن محمد بن أسباط‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن زياد‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد بن عبد ال‪ ،‬عن عيسى بن جعفر العلوي العمري‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن‬
‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .524 :‬مكارم الخلق‪.211 :‬‬

‫]‪[220‬‬

‫عمر بن على عن أبيه على بن أبي طالب عليه السلم أن النبي صلى ال عليه وآله‬
‫سئل مما خلق ال عزوجل الجزر‪ ،‬فقال‪ :‬إن إبراهيم عليه السلم كان له‬
‫يوما ضيف‪ ،‬وذكر نحوه إل أنه قال مكان الجاورس‪ :‬الذرة‪ ،‬ومكان الشلجم‬
‫اللفت )‪ * 7 .(1‬باب الشلجم ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن عبد العزيز بن المهتدى‬
‫رفعه قال‪ :‬مامن أحد إل وفيه عرق من الجذام‪ ،‬وإن الشلجم يذيبه‪ .‬وفي‬
‫حديث آخر‪ :‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ما من أحد إل وفيه عرق‬
‫الجذام فكلوا الشلجم في زمانه يذهب به عنكم‪ .‬وفي حديث آخر‪ :‬ما من أحد‬
‫إل وبه عرق من الجذام وإن اللفت وهو الشلجم يذيبه‪ ،‬فكلوه في زمانه‬
‫يذهب عنكم كل داء )‪ - 2 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد بن اورمة‪ ،‬عن بعض‬
‫أصحابه رفعه قال‪ :‬ما من خلق إل و فيه عرق الجذام‪ ،‬فأذيبوه بالشلجم )‬
‫‪ .(3‬ومنه‪ :‬عن أبي يوسف‪ ،‬عن يحيى بن المبارك‪ ،‬عن عبد ال بن جبلة‪،‬‬
‫عن على بن أبي حمزة مثله )‪ - 3 .(4‬ومنه‪ :‬عن الحسن بن حسين‪ ،‬عن‬
‫محمد بن سنان‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬عليكم‬
‫بالشلجم فكلوه وأديموا أكله‪ ،‬واكتموه إل عن أهله‪ ،‬فانه مامن أحد إل وبه‬
‫عرق الجذام فأذيبوه بأكله )‪ .(5‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله وفيه‪ :‬كلوه‬
‫واغذوه واكتموه )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬علل الشرايع ‪ 2‬ر ‪ (3 - 2) .261‬المحاسن‪ (5 - 4) .525 :‬المصدر‪) .525 :‬‬


‫‪ (6‬مكارم الخلق‪.207 :‬‬

‫]‪[221‬‬

‫‪ - 4‬المحاسن‪ :‬عن السيارى‪ ،‬عن العبيدي‪ ،‬عن على بن المسيب قال‪ :‬أخبرني زياد‬
‫بن بلل‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ليس من أحد إل وبه عرق من‬
‫الجذام‪ ،‬فأذيبوه بالشلجم )‪ - 5 .(1‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن جعفر‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن على بن المسيب قال‪ :‬قال العبد‬
‫الصالح عليه السلم‪ :‬عليك باللفت فكله أي الشلجم فانه ليس من أحد إل‬
‫وبه عرق من الجذام واللفت يذيبه )‪ .(2‬تبيين‪ :‬قال الفيروز آبادى‪ :‬اللفت‬
‫بالكسر الشلجم‪ ،‬وقال‪ :‬الشلجم كجعفر نبت معروف ول تقل‪ .‬ثلجم ولشلجم‬
‫أو لغية انتهى وكان عرق الجذام كناية عن السوداء إذ بغلبتها وفسادها‬
‫يحدث الجذام‪ ،‬وطبع السلجم لكونه حارا في آخر الثانية رطبا في الولى‬
‫يخالف طبعها فهو يمنع طغيانها‪ * 8 .‬باب الباذبجان ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫بعض أصحابنا قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إذا أدرك الرطب ونضج‬
‫العنب‪ ،‬ذهب ضرر الباذنجان )‪ .(3‬بيان‪ :‬دفع ضرر الباذنجان في هذا الوقت‬
‫إما بسبب أن الثمار المصلحة له كثيرة‪ ،‬وأكلها يذهب ضرره‪ ،‬أو باعتبار‬
‫أن الهواء في هذا الوقت يميل إلى العتدال والبرد‪ ،‬فل يضر‪ .‬أو بسبب‬
‫اعتدال الهواء ما يتولد فيه يكون أقل ضررا‪ ،‬واختلف الطباء في طبعه‪،‬‬
‫فقيل‪ :‬بارد‪ ،‬وقيل‪ :‬حار يابس في الثانية‪ ،‬وهو أصح عند ابن سينا ومن‬
‫تبعه‪ .‬قالوا‪ :‬وهو مركب من جوهر أرضي بارد به يكون قابضا‪ ،‬ومن‬
‫جوهر أرضي‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .525 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (3) .372‬المحاسن‪.525 :‬‬

‫]‪[222‬‬

‫حار به يكون مرا‪ ،‬من جوهر مائي به يكون تفها‪ ،‬ومن جوهر ناري شديد الحراة‬
‫به يكون حريفا‪ ،‬ويختلف طبعه بحسب غلبة هذه الطعوم‪ ،‬ولذلك اختلف في‬
‫مزاجه‪ ،‬وقالوا‪ :‬يولد السوداء‪ ،‬والسدد‪ ،‬والدوار‪ ،‬والسدر‪ ،‬والجرب‬
‫السوداوي والسرطان‪ ،‬والبواسير‪ ،‬وورم الصلب‪ ،‬والجذام‪ ،‬ويفسد اللون‪،‬‬
‫ويسوده ويصفره ويبثر الفم‪ - 2 .‬المحاسن‪ :‬عن السياري‪ ،‬عن موسى بن‬
‫هارون‪ ،‬عن أبى الحسن الرضا عليه السلم قال‪ :‬الباذنجان عند جذاد النخل‬
‫لداء فيه )‪ - 3 .(1‬ومنه‪ :‬عن عبد ال بن علي بن عامر‪ ،‬عن إبراهيم بن‬
‫الفضل‪ ،‬عن جعفر بن يحيى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫كلوا الباذنجان فانه يذهب الداء ولداء له )‪ - 4 .(2‬ومنه‪ :‬عن السيارى‪،‬‬
‫عن القاسم بن عبد الرحمان الهاشمي‪ ،‬عمن أخبره عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬كلوا الباذنجان فانه جيد للمرة السوداء )‪ - 5 .(3‬ومنه‪ :‬عن‬
‫السياري‪ ،‬عن بعض البغداديين أن أبا الحسن الثالث عليه السلم قال‬
‫لبعض قهار مته‪ :‬استكثر لنا من الباذنجان‪ ،‬فانه حار في وقت الحرارة‪،‬‬
‫وبارد في وقت البرودة معتدل في الوقات كلها‪ ،‬جيد على كل حال )‪.(4‬‬
‫المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ .(5‬الطب‪ :‬عن الرضا عليه السلم مثله )‬
‫‪ .(6‬بيان‪ :‬ل يبعد أن تكون هذه الخواص لنوع يكون معتدل في الكيفيات‬
‫المتقدمة فانا قد أكلناه في المدينة الطيبة والحجاز وكان في غاية اللطافة‬
‫والعتدال‪ ،‬ولم نجد فيه حرافة‪ ،‬فمثل هذا ل يبعد‪ ،‬أن ل تكون فيه حرارة‬
‫ول تكون مولدة للسوداء ولذا قال عليه السلم معتدل في الوقات كلها‪.‬‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن‪ (5) .526 :‬مكارم الخلق‪ (6) .210 :‬طب الئمة‪.139 :‬‬
‫]‪[223‬‬

‫وكونه حارا في وقت الحرارة يحتمل وجهين‪ :‬الول أن يكون المعنى كون البدن‬
‫محتاجا إلى الحرارة أو إلى البرودة وحينئذ وجه صحة ما ذكره عليه‬
‫السلم أن المعتدل يفعل البرودة في المحرورين‪ ،‬والحرارة في المبرودين‪.‬‬
‫الثاني أن يكون المراد كون الهواء حارا أو باردا فوجهه أن المتولد في‬
‫الهواء الحار يكون حارا‪ ،‬وفي الهواء البارد يكون باردا كما مر وقد يقال‪:‬‬
‫يمكن أن يكون نفعه ودفع مضاره لموافقة قول الئمة عليهم السلم‪،‬‬
‫فيكون ذكر هذه المور لمتحان إيمان الناس وتصديقهم لئمتهم‪ ،‬ومع‬
‫العمل بها يدفع ال ضررها بقدرته‪ ،‬كما نرى جماعة من المؤمنين‬
‫المخلصين يعملون بما يروى منهم عليهم السلم وينتفعون‪ ،‬به وإذا عمل‬
‫غيرهم على وجه النكار أو التجربة ربما يتضرر به‪ - 6 .‬الطب‪ :‬عن أبي‬
‫الحسن المعلى‪ :‬سجادة‪ ،‬عن أبي الخير الرازي‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫محمد بن يقطين‪ ،‬عن سعدان بن مسلم‪ ،‬عن أبي الغر النخاس‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي يعفور قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬كلوا الباذنجان فانه شفاء من‬
‫كل داء‪ .‬وعنه بهذا السناد‪ :‬قال‪ :‬الباذنجان جيد للمرة السوداء‪ ،‬ول يضر‬
‫بالصفراء )‪ - 7 (1‬المكارم‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬عليكم بالباذنجان‬
‫البوراني‪ ،‬فانه شفاء يؤمن من البرص‪ ،‬و ]كذا[ المقلي بالزيت‪ .‬ومن‬
‫الفردوس‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬كلوا الباذنجان فانها شجرة‬
‫رأيتها في جنة المأوى‪ ،‬شهدت ل بالحق‪ ،‬ولي بالنبوة ولعلي بالولية‪،‬‬
‫فمن أكلها على أنها داء كانت داء‪ ،‬ومن أكلها على أنها دواء كانت دواء‪.‬‬
‫وعن أنس قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬كلوا الباذنجان وأكثروا‬
‫منها‪ ،‬فانها أول شجرة آمنت بال عزوجل‪ .‬عن الصادق عليه السلم‪ :‬قال‪:‬‬
‫أكثروا من الباذنجان عند جذاذ النخل‪ ،‬فانه شفاء‬

‫)‪ (1‬طب الئمة‪.139 :‬‬

‫]‪[224‬‬

‫من كل داء‪ ،‬يزيد في بهاء الوجه‪ ،‬ويبين العروق‪ ،‬ويزيد في ماء الصلب‪ .‬عن‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬روي أنه كان بين يدى سيدى على بن الحسين‬
‫عليه السلم باذنجان مقلو بالزيت‪ ،‬وعينيه رمدة‪ ،‬وهو يأكل منه‪ ،‬قال‬
‫الراوي‪ :‬فقلت له‪ :‬يابن رسول ال تأكل من هذا وهو نار ؟ فقال لي‪ :‬اسكت‬
‫إن أبى حدثني عن جدى عليه السلم قال‪ :‬الباذنجان من شحمة الرض‪،‬‬
‫وهو طيب في كل شئ يقع فيه )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال في القاموس‪ :‬البورانية‬
‫طعام ينسب إلى بوران بنت الحسن بن سهل زوج المأمون انتهى‪ .‬وقوله‬
‫عليه السلم‪ :‬والمقلي أي هو أيضا كذلك أو هو البورانى المقلي بالزيت‪،‬‬
‫وفي الصحاح قليت السويق واللحم فهو مقلي وقلوت فهو مقلو‪ ،‬لغة‬
‫والجذاذ بالفتح والكسر قطع ثمرة النخل " ويبين العروق " أي يدفع مواد‬
‫العلل كعرق الجذام‪ ،‬وعرق الفالج أو على بناء التفعيل أي يكثر الدم فتمتلئ‬
‫العروق به‪ - 8 .‬ما‪ :‬عن الحسين بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن وهبان‪ ،‬عن‬
‫على بن حبشي عن العباس بن محمد بن الحسين‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن صفوان‬
‫بن يحيى وجعفر بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن أبي غندر‪ ،‬عن أبي الحسن‬
‫موسى وأبى الحسن الرضا عليهما السلم أنهما قال‪ :‬الباذنجان عند جذاذ‬
‫النخل لداء فيه )‪ .(2‬وبهذا السناد‪ :‬عن ابن أبى غندر‪ ،‬عمن أخبره‪ ،‬عن‬
‫أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الباذنجان جيد للمرة السوداء )‪ .(3‬المكارم‪:‬‬
‫عن الصادق عليه السلم مثله )‪ - 9 .(4‬دعوات الراوندي‪ :‬كان النبي صلى‬
‫ال عليه وآله في دار جابر‪ ،‬فقدم إليه الباذنجان فجعل يأكل‪ ،‬فقال جابر‪ :‬إن‬
‫فيه لحرارة‪ ،‬فقال‪ :‬يا جابر مه إنها أول شجرة آمنت بال اقلوه وانضجوه‬
‫وزينوه ولينوه‪ ،‬فانه يزيد في الحكمة‪.‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (3 - 2) .210 :‬امالي الطوسى ‪ 2‬ر ‪ (4) .281‬مكارم الخلق‬
‫‪.210‬‬

‫]‪[225‬‬

‫بيان‪ :‬الباذنجان بالذال المعجمة معرب باذنجان بالمهملة‪ ،‬واسمه في الصل عند‬
‫العرب المغد بالفتح والتحريك‪ ،‬والوغد بالفتح والنب بالتحريك‪ * 9 .‬باب‬
‫القرع والدبا ‪ - 1‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن اليقطينى‪ ،‬عن القاسم‬
‫بن يحيى عن جده الحسن‪ ،‬عن أبى بصير ومحمد بن مسلم عن الصادق‬
‫عليه السلم عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال امير المؤمنين عليه السلم‪:‬‬
‫كلوا الدبا فانه يزيد في الدماغ وكان رسول ال صلى ال عليه وآله يعجبه‬
‫الدباء )‪ .(1‬بيان‪ :‬الدباء بالضم والتشديد‪ :‬القرع كالدبة‪ ،‬الواحدة بهاء كذا‬
‫في القاموس وفي بحر الجواهر الدباء بالضم والمد وتشديد الموحدة‪:‬‬
‫القرع‪ ،‬وقال ابن حجر‪ :‬و يجوز القصر‪ ،‬وقيل‪ :‬الدباء أعم من القرع‪ ،‬لن‬
‫القرع ل يطلق إل على الرطب‪ ،‬وقيل‪ :‬الدباء هو اليابس منه‪ - 2 .‬العيون‪:‬‬
‫بالسانيد الثلثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا طبختم فأكثروا القرع‪ ،‬فانه يسر قلب‬
‫الحزين )‪ .(2‬بيان‪ :‬قيل‪ :‬يصير سببا لسرور يحصل من حركة الروح إلى‬
‫الخارج‪ ،‬ومع كثرة الروح وصفائها ورقتها واعتدالها تكون الحركة أكثر‪،‬‬
‫وأكل القرع يفعل جميع ذالك‪ ،‬وأيضا الحزن يحصل بحركة الروح إلى‬
‫الداخل قليل قليل بسبب مؤذ‪ ،‬و هي تصير سببا لحرارة القلب‪ ،‬القرع‬
‫لبرودته يرفع ذالك‪ ،‬وأيضا لرطوبته يقلل الخلط السوداوي المولد للحزن‪.‬‬
‫‪ - 3‬العيون‪ :‬بهذه السانيد عن على عليه السلم قال‪ :‬عليكم بالقرع فانه‬
‫يزيد في الدماغ )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬الخصال‪ 2) .632 :‬و ‪ (3‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪.36‬‬

‫]‪[226‬‬

‫صحيفة الرضا‪ :‬بالسناد مثل الخبرين )‪ .(1‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثل الخير )‬
‫‪ .(2‬بيان‪ :‬في القاموس القرع حمل اليقطين واحدته بهاء‪ - 4 .‬مجالس ابن‬
‫الشيخ‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن هلل بن محمد‪ ،‬عن إسماعيل بن على الدعبلي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليهم السلم قال‪ :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يعجبه الدبا ويلتقطه من الصحفة )‪.(3‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن ابن القداح‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قال‬
‫على عليه السلم مثله )‪ - 5 .(4‬المجالس‪ :‬بالسناد المتقدم عن على عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إن الد با يزيد في العقل )‪ .(5‬وبهذا السناد‪ :‬عن الحسين بن‬
‫على عليهما السلم قال‪ :‬سمعت أمير المؤمنين عليه السلم وسئل عن‬
‫القرع أيذبح ؟ فقال‪ :‬ليس شئ يذكا فكلوا القرع ول تذبحوه و ل يسنفزنكم‬
‫الشيطان )‪ .(6‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬استفزه‪ :‬استخفه وأخرجه من داره‬
‫أفزعه انتهى )‪ .(7‬وأقول‪ :‬يظهر منه ومن أمثاله أن بعض المخالفين كانوا‬
‫يشترطون في حل القرع قطع رأسه أول‪ ،‬ويعدونه تذكية له‪ ،‬ولم أرذالك في‬
‫كتبهم )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬صحيفة الرضا‪ 11 :‬و ‪ (2) .26‬مكارم الخلق‪ (3) .201 :‬امالي الطوسى ‪ 1‬ر‬
‫‪ (4) .372‬المحاسن‪ 5) .521 :‬و ‪ (6‬امالي الطوسى ‪ 1‬ر ‪ (7) .372‬في‬
‫المصدر المطبوع بمصر‪ :‬وأزعجه‪ ،‬وزاد بعده‪ ،‬وأفززنه‪ :‬أزعجته‪ ،‬وفى‬
‫بعض النسخ‪ ،‬أفزعته‪ (8) .‬نقل عن ابن شهر آشوب أن معاوية لما عزم‬
‫على مخالفة أمير المؤمنين )ع( أراد أن يختبر أهل الشام فاشار إليه ابن‬
‫العاص أن يامرهم بذبح القرع وتذكيته فان أطاعوه فهو صاحبهم وال‬
‫فل‪ ،‬فامرهم بذلك فاطاعوه وصارت بدعة اموية‪.‬‬

‫]‪[227‬‬

‫‪ - 6‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن عرفة‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا‬
‫عليه السلم قال‪ :‬شجرة اليقطين هي الدبا‪ ،‬وهي القرع )‪ .(1‬بيان‪ :‬في‬
‫القاموس‪ :‬اليقطين مال ساق له من النبات ونحوه‪ ،‬وبهاء القرعة الرطبة‬
‫انتهى‪ ،‬ويظهر من كتب اللغة أن اليقطين يطلق على القرع‪ ،‬وعلى شجرته‬
‫والدبا والقرع ل يطلقان إل على الثمرة‪ ،‬فلبد هنا من تقدير مضاف‪- 7 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم أن‬
‫عليا عليه السلم سئل عن القرع هل يذبح ؟ قال‪ :‬القرع ليس شئ يذكى‪،‬‬
‫فكلوه ول تذبحوه‪ ،‬ول يستهوينكم الشيطان )‪ .(2‬بيان‪ :‬في القاموس‬
‫استهوته الشياطين ذهبت بهواه وعقله‪ ،‬أو استفهامته وحيرته أو زينت له‬
‫هواه‪ - 8 .‬المحاسن‪ :‬عن علي بن حسان‪ ،‬عن موسى بن بكر قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا الحسن عليه السلم يقول‪ :‬الدباء يزيد في العقل )‪ - 9 .(3‬ومنه‪ :‬عن‬
‫ابن فضال‪ ،‬عن ابن القداح‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليه السلم قال‪ :‬الدباء‬
‫يزيد في الدماغ )‪ .(4‬ومنه‪ :‬عن أبى القاسم ويعقوب بن يزيد‪ ،‬عن العبدي‪،‬‬
‫عن ابن سنان وأبي حمزة عن أبى عبد ال عليه السلم مثله )‪- 10 .(5‬‬
‫ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده قال‪:‬‬
‫كان فيما أوصى به رسول ال صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم أن‬
‫قال‪ :‬يا على عليك بالدباء فكله‪ ،‬فانه يزيد في العقل والدماغ )‪ .(6‬بيان‪:‬‬
‫كان زيادة العقل لنه مولد للخلط الصحيح وبه تقوى القوى الدماغية التي‬
‫هي آلت النفس في الدراكات‪ ،‬والمراد بزيادة الدماغ إما زيادة قوته لنه‬
‫يرطب الدمغة اليابسة ويبرد الدمغة الحارة أو زيادة جرمه لنه غذاء‬

‫)‪ (5 - 1‬المحاسن‪ (6) .520 :‬المحاسن‪.521 :‬‬

‫]‪[228‬‬

‫موافق لجوهره والول أظهر‪ - 11 .‬المحاسن‪ :‬عن النوفلي عن السكوني‪ ،‬عن أبى‬
‫عبد ال عن آبائه عليهم السلم أن النبي صلى ال عليه وآله كان يعجبه‬
‫من القدور الدبا )‪ - 12 .(1‬ومنه‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن ابن القداح‪ ،‬عن‬
‫جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال على عليه السلم‪ :‬كان يعجب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله من المرقة الدباء )‪ .(2‬بيان‪ :‬أي من أجزاء‬
‫المرقة الدباء‪ ،‬أو من المرقات مرقة الدباء‪ - 13 .‬المحاسن‪ :‬عن جعفر بن‬
‫محمد الشعري‪ ،‬عن ابن القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله يعجبه الدباء‪ ،‬وهو القرع )‪ - 14 .(3‬ومنه‪:‬‬
‫عن السياري يرفعه إلى النبي صلى ال عليه وآله أنه كان يعجبه الدباء‪،‬‬
‫وكان يأمر نساءه فيقول‪ :‬إذا طبختن قدرا فأكثروا فيه من الدباء وهو‬
‫القرع )‪ - 5 .(4‬الطب‪ :‬عن حسان بن إبراهيم الكرماني عن محمد بن نمير‬
‫بن محمد‪ ،‬عن المبارك بن عجلن‪ ،‬عن زيد الشحام‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪،‬‬
‫عن أبى عبد ال الصادق عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال امير المؤمنين‬
‫عليه السلم‪ :‬كلوا الدبا ونحن أهل البيت نحبه‪ .‬وعن ذريح قال‪ :‬قلت لبي‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬الحديث المروى عن أمير المؤمنين في الدباء أنه‬
‫قال‪ :‬كلوا الدباء فانه يزيد في الدماغ‪ ،‬فقال الصادق عليه السلم‪ :‬نعم و أنا‬
‫أقول‪ :‬إنه جيد لوجع القولنج )‪ - 16 .(5‬المكارم‪ :‬عن الحسين بن على‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬كلوا اليقطين فلو‬
‫علم ال أن شجرة أخف من هذه أنبتها على أخي يونس‪ ،‬إذا اتخذ أحدكم‬
‫مرقا فليكثر فيه من الدبا‪ ،‬فانه يزيد في الدماغ والعقل‪ .‬وعن الصادق عليه‬
‫السلم قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أكل الدبا بالعدس رق‬
‫قلبه عند ذكر ال‪ ،‬وزاد في جماعه‪.‬‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن ‪ (5) .521‬طب الئمة ‪.128‬‬

‫]‪[229‬‬

‫وعن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إن حناطا دعا النبي صلى ال عليه وآله فأتا‬
‫بطعام قد جعل فيه قرعا باهالة‪ ،‬قال أنس‪ :‬فرأيت النبي صلى ال عليه وآله‬
‫يأكل القرع يتتبعه من الصحفة‪ ،‬قال أنس‪ :‬فما زال يعجبنى القرع منذ رأيته‬
‫يعجبه‪ .‬وقال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله يعجبه الدبا ويلتقطه من‬
‫الصحفة‪ ،‬وكان النبي في دعوة فقدموا إليه صلى ال عليه وآله قرعية‬
‫فكان يتتبع آثار القرع ليأكله )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال في النهاية‪ :‬كل شئ من‬
‫الدهان مما يؤتدم به إهالة وقيل‪ :‬هو ما اذيب من اللية والشحم‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫الدسم الجامد انتهى‪ ،‬وكأن المراد بالقرعية المرقة المطبوخة بالقرع‪- 17 .‬‬
‫دعوات الراوندي‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله لعلى عليه السلم‪ :‬كل‬
‫اليقطين فانه من أكلها حسن وجهه‪ ،‬ونضر وجهه‪ ،‬وهى طعامي وطعام‬
‫النبياء قبلى‪ - 18 .‬الدعائم‪ :‬عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه كان‬
‫يعجبه الدبا ويلتقطها من الصحفة ويقول‪ :‬الدبا تزيد في الدماغ‪ .‬وعنه‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬قال عليكم بالدبا فانه يذكى العقل‪ ،‬ويزيد في الدماغ )‬
‫‪ .(2‬بيان‪ :‬قال مسلم )‪ :(3‬في حديث أنس أن حناطا دعا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله فقرب إليه خبزا من شعير ومرقا فيه دباء وقديد‪ ،‬قال أنس‪:‬‬
‫فرأيت رسول ال صلى ال عليه وآله يتتبع الدبا من حوالي الصحفة‪ ،‬فلم‬
‫أزل احب الدباء من يومئذ‪ ،‬وفي رواية قال أنس‪ :‬فلما رأيت ذالك جعلت‬
‫القيه إليه ول أطعمه‪ ،‬وفي رواية قال أنس‪ :‬فما صنع لى طعام بعد أقدر‬
‫على أن يصنع فيه دباء إل صنع‪ ،‬وقال الشارح صاحب إكمال الكمال‪ :‬فيه‬
‫فوائد‪ :‬منها‪ :‬إجابة الدعوة‪ ،‬وإباحة كسب الحناط‪ ،‬وإباحة المرق‪ ،‬وفضيلة‬
‫أكل الدباء‪ ،‬وأنه يستحب أن يحب الدباء‪ ،‬وكذلك كل شئ كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله يحبه‪ ،‬وأن يحرص على تحصيل ذلك‪ ،‬وأنه يستحب‬
‫لهل المائدة ايثار بعضهم بعضا‬
‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .202 - 201 :‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ (3) .113‬صحيح مسلم‬
‫‪ 1615‬ط محمد فؤاد‪ ،‬وفيه أن الرجل كان خياطا‪.‬‬

‫]‪[230‬‬

‫إذا لم يكرهه صاحب الطعام‪ .‬وأما قوله‪ :‬يتتبع الدباء من حوالي الصحفة‪ ،‬فيحتمل‬
‫وجهين‪ :‬أحدهما من حوالي جانبه وناحيته من الصحفة‪ ،‬لمن حوالي‬
‫جميع جوانبها‪ ،‬فقد أمر بالكل مما يلي النسان‪ ،‬والثاني‪ :‬أن يكون من‬
‫جميع جوانبها‪ ،‬وإنما نهي ذلك لئل يتقذره جليسه ورسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله ل يتقذره أحد‪ ،‬بل يتبركون بآثاره صلى ال عليه وآله‪ ،‬فقد كانوا‬
‫يتبركون ببصاقه ونخامته‪ ،‬ويدلكون بذلك وجوههم‪ ،‬وشرب بعضهم بوله‬
‫وبعضهم دمه مما هو معروف من عظيم اعتنائهم بآثاره التي يخالف فيها‬
‫غيره‪ ،‬والد باهو اليقطين وهو بالمد‪ * 10 .‬باب الفجل * ‪ - 1‬الخصال‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن عدة من‬
‫أصحابنا‪ ،‬عن حنان بن سدير قال‪ :‬كنت مع أبي عبد ال عليه السلم على‬
‫المائدة فناولني فجلة‪ ،‬فقال‪ :‬يا حنان كل الفجل‪ ،‬فان فيه ثلث خصال‪ :‬ورقه‬
‫يطرد الرياح ولبه يسر بل البول‪ ،‬واصوله تقطع البلغم )‪ .(1‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫عدة من أصحابه‪ ،‬عن حنان مثله )‪ .(2‬المكارم‪ :‬عن الروضة عن حنان‬
‫مثله )‪ .(3‬بيان‪ :‬يقال‪ :‬سربله أي ألبسه السربال‪ ،‬ول يناسب المقام إل‬
‫بتجوز وتكلف بعيد‪ ،‬وفي المكارم وبعض نسخ الكافي " يسهل "‪ ،‬وفي‬
‫بعضها " يسيل " وهما أصوب‪ - 2 .‬مجالس الشيخ‪ :‬عن هلل بن محمد‪،‬‬
‫عن إسماعيل بن علي الدعبلي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عن أمير‬
‫المؤمنين عليهم السلم قال‪ :‬الفجل أصله يقطع البلغم‪،‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .144‬المحاسن‪ (3) .524 :‬مكارم الخلق‪.208 :‬‬

‫]‪[231‬‬

‫ويهضم الطعام‪ ،‬وورقه يحدر البول )‪ .(1‬المكارم‪ :‬عن أمير المؤمنين عليه السلم‬
‫مثله )‪ - 3 .(2‬المحاسن‪ :‬عن السياري‪ ،‬عن أحمد بن خالد‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫المبارك الدينوري‪ ،‬عن أبى عثمان‪ ،‬عن درست بن أبي منصور‪ ،‬عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الفجل أصله يقطع البلغم ولبه يهضم‪ ،‬وورقه‬
‫يحدر البول تحديرا )‪ - 4 .(3‬المحاسن‪ :‬عن أبي القاسم‪ ،‬عن حنان بن‬
‫سدير‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على أبي ‪ -‬عبد ال عليه السلم وبين يديه المائدة‪ ،‬فقال‬
‫لي‪ :‬يا حنان ادن وكل‪ ،‬فدنوت فأكلت معه‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا حنان كل الفجل‪ ،‬فان‬
‫ورقه يمرئ‪ ،‬ولبه يسربل واصوله تقطع البلغم )‪ .(4‬بيان‪ :‬كأن المراد بلبه‬
‫بذره ‪ - 5‬المكارم‪ :‬من كتاب الفردوس‪ :‬عن ابن مسعود قال‪ :‬قال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬إذا أكلتم و أردتم أن ل يوجد لها ريح‪ ،‬فاذكروني عند أول‬
‫قضمة )‪ * 11 .(5‬باب الكمأة * ‪ - 1‬العيون‪ :‬عن محمد بن أحمد بن‬
‫الحسين البغدادي‪ ،‬عن علي بن محمد‪ ،‬بن عنبسة‪ ،‬عن دارم بن قبيصة‪،‬‬
‫عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫الكمأة من المن الذي أنزل ال تعالى على بني إسرائيل‪ ،‬وهي شفاء العين‪،‬‬
‫الخبر )‪ - 2 .(6‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن والده‪ ،‬عن محمد بن محمد بن‬
‫مخلد‪ ،‬عن محمد بن‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ‪ 1‬ر ‪ (2) .373‬مكارم الخلق ‪ (4 - 3) .208‬المحاسن‪.524 :‬‬


‫)‪ (5‬مكارم الخلق ‪ (6) .207‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪.75‬‬

‫]‪[232‬‬

‫يونس القرشي‪ ،‬عن سعيد بن عامر‪ ،‬عن محمد بن عمرو بن علقمة‪ ،‬عن أبي سلمة‬
‫عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الكمأة من المن‬
‫وماؤها شفاء العين )‪ - 3 .(1‬المحاسن‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن عيسى بن عبد‬
‫ال الهاشمي‪ ،‬عن إبراهيم بن علي الرافعي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الكماة من نبت الجنة وماؤها نافع‬
‫من وجع العين )‪ - 4 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد بن على‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪،‬‬
‫عن عبد الرحمان بن زيد بن أسلم عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الكمأة من المن‪ ،‬والمن من الجنة وماؤها‬
‫شفاء للعين )‪ - 5 .(3‬ومنه‪ :‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن‬
‫أبي بصير‪ ،‬عن فاطمة بنت علي‪ ،‬عن أمامة بنت أبي العاص بن الربيع‬
‫وامها زينب بنت رسول ال صلى ال عليه وآله قالت‪ :‬أتاني أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم في شهر رمضان فاتي بقثاء وتمر وكمأة‪ ،‬وكان يحب الكمأة )‬
‫‪ .(4‬تكملة‪ :‬الكمؤ بالفتح معروف‪ ،‬قال الجوهري‪ :‬الكمأة واحدها كمؤ‪ ،‬على‬
‫غير قياس انتهى‪ ،‬وقال الطباء‪ :‬هو أصل مستدير لورق له ول ساق‪،‬‬
‫لونه إلى الحمرة ما هو‪ ،‬يوجد في الربيع عند كثرة الثلوج والمطار‪،‬‬
‫ويؤكل نيا ومطبوخا وله أسماء وأصناف‪ :‬فمنه الفطر‪ ،‬قال في القاموس‪:‬‬
‫الفطر بالضم وبضمتين ضرب من الكمأة قتال انتهى وقال ابن بيطار نقل‬
‫عن ديسقور يدس‪ :‬الفطر منه ما يصلح للكل‪ ،‬ومنه مال يصلح ويقتل‪ ،‬إما‬
‫لنه ينبت بالقرب من مسامير صدية‪ ،‬أو خرق متعفنة‪ ،‬أو أعشاش بعض‬
‫الهوام الضارة‪ ،‬أو شجر خاصيتها أن يكون الفطر قتال إذا أنبت بالقرب‬
‫منها‪ ،‬وقد يوجد‬
‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ‪ 1‬ر ‪ (3 - 2) .394‬المحاسن‪ (4) .527 :‬المحاسن‪.527 :‬‬

‫]‪[233‬‬

‫على هذا الصنف من الفطر رطوبة لزجة‪ ،‬فإذا قلع ووضع في موضع فسدو تعفن‬
‫سريعا‪ .‬وأما الصنف الخر فيستعمل في المراق‪ ،‬وهو لذيذ وإذا أكثر منه‬
‫أضر‪ ،‬و يعرض منه اختناق‪ ،‬أو هيضة‪ ،‬وقال جالينوس‪ :‬قوة الفطر قوة‬
‫باردة رطبة شديدا‪ ،‬و لذلك هو قريب من الدوية القتالة‪ ،‬ومنه شئ يقتل‪،‬‬
‫وخاصة كل ما كان يخالط جوهره شئ من العفونة انتهى‪ .‬ومنه الفقع قال‬
‫الفيروز آبادي‪ :‬الفقع ويكسر‪ :‬البيضاء الرخوة من الكمأة‪ ،‬والجمع كعنبة‬
‫وقال ابن بيطار‪ :‬هو شئ يتكون تحت الرض بقرب المياه وهو أبيض‬
‫مدور أكبر من الكمأة يوجد في الرض‪ ،‬وكل واحدة قد تشققت ثلثا أو‬
‫أربع قطع‪ ،‬إل أن بعضها ملتصق ببعض‪ ،‬وهو أسلم من الفطر‪ ،‬وليس فيه‬
‫شئ يقتل كما في الفطر‪ ،‬وهو بارد رطب غليظ‪ .‬ومنه )‪ (1‬ما يقال له‬
‫بالفارسية‪ :‬كشنج )‪ (2‬ويقال له‪ :‬كل كنده‪ ،‬ينبت في الرمل‪ ،‬وفي خراسان‬
‫وما وراء النهر أكثر‪ ،‬وقيل‪ :‬هو مسكر‪ ،‬وهو مجوف‪ ،‬ورطبه بمقدار جوزة‬
‫كبيرة‪ ،‬وقالوا‪ :‬هو أيضا بارد غليظ بطئ الهضم‪ .‬ومنه الغرشنة‪ :‬قال ابن‬
‫بيطار‪ :‬هي كثيرة بأرض بيت المقدس وتعرف هناك بالكرشتة قال ابن‬
‫سينا‪ :‬هو جنس من الكمأة‪ ،‬والفطر شكله شكل كأس صغير متبسم متشنج‬
‫ناعم اللمس‪ ،‬ويغسل به الثياب‪ ،‬ويؤكل في الشياء الحامضة وقال ابن‬
‫بيطار في الكمأة نقل عن بعضهم‪ :‬الكمأة الحمراء قاتلة‪ ،‬وأجودها تلذذا‬
‫أشدها إملسا‪ ،‬وأميلها إلى البياض‪ ،‬وأما المتخلخل الرخو فردي جدا‪ ،‬وهو‬
‫في المعدة الحارة جدا جيد‪ ،‬وإذا لم تهضم لكثار منه أو لضعف المعدة‪،‬‬
‫فخلطه ردي جدا غليظ يولد الوجاع في أسفل الظهر والصدر‪ ،‬وعن ابن‬
‫ماسة‪ :‬باردة رطبة في الدرجة الثانية‪ ،‬وعن المسيح يولد السدد أكل‪،‬‬
‫وماؤها يجلو البصر كحل‪ ،‬وعن الغافقي من خواص الكمأة أن من أكلها‬
‫فأي شئ من ذوات السموم لذعه والكمأة في معدته مات‪ ،‬ولم يخلصه دواء‬

‫)‪ (1‬في المخطوطة‪ :‬وهو ما يقال له‪ (2) .‬وزان أعرج‪(*) .‬‬

‫]‪[234‬‬

‫البتة‪ ،‬وأما ماء الكمأة فمن أصلح الدوية للعين إذا ربي به الثمد واكتحل به فانه‬
‫يقوي أجفان العين‪ ،‬ويزيد في الروح الباصرة قوة وحدة‪ ،‬ويدفع عنها‬
‫نزول الماء انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬قد مر بعض الكلم فيه في باب علج العين )‬
‫‪ * 12 .(1‬باب * )الرجلة والفرفخ( * ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن ابن أبى‬
‫عمير‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬وطئ رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله الرمضاء فأحرقته فوطئ على الرجلة وهي البقلة الحمقاء‬
‫فسكن عنه حر الرمضاء‪ ،‬فدعا لها وكان يحبها )‪ - 2 .(2‬الكافي‪ :‬عن على‬
‫بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن بعض أصحابنا عنه عليه‬
‫السلم مثله إلى قوله‪ :‬وكان عليه السلم يحبها ويقول‪ :‬من بقلة ما أبركها‬
‫)‪ .(3‬بيان‪ :‬في القاموس الرجلة بالكسر الفرفخ‪ ،‬ومنه أحمق من رجلة‪،‬‬
‫والعامة يقول‪ :‬من رجله‪ ،‬وقال‪] :‬رمض[ قدمه‪ :‬احترقت من الرمضاء أي‬
‫الرض الشديدة الحرارة‪ - 3 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬أو غيره‪،‬‬
‫عن قتيبة بن مهران‪ ،‬عن حماد بن زكريا‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬عليكم بالفرفخ‪ ،‬وهي المكيسة‬
‫فانه إن كان شئ يزيد في العقل فهي )‪ .(4‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‬
‫‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬راجع بحار النوار ج ‪ 62‬ص ‪ 144‬باب معالجات العين والذن‪ (2) .‬المحاسن‪:‬‬
‫‪ (3) .517‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (4) .367‬المحاسن‪ (5) ،518 :‬مكارم الخلق‪:‬‬
‫‪.205‬‬

‫]‪[235‬‬

‫بيان‪ :‬وهي المكيسة على بناء اسم اللة أو الفاعل من الفعال أو التفعيل من‬
‫الكياسة‪ - 4 .‬المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابنا رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫عليه السلم‪ :‬ليس على وجه الرض بقلة أشرف ول أنفع من الفرفخ‪،‬‬
‫وهي بقلة فاطمة صلوات ال عليها‪ ،‬ثم قال‪ :‬لعن ال بني امية هم سموها‬
‫بقلة الحمقاء‪ ،‬بغضا لنا وعداوة لفاطمة عليهما السلم )‪ .(1‬الكافي‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن فرات بن‬
‫أحنف‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم وذكر مثله )‪ - 5 .(2‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬إن النبي صلى ال عليه وآله وجد حرارة فعض على رجلة‬
‫فوجد لذلك راحة‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم بارك فيها إن فيها شفاء من تسع وتسعين‬
‫داء انبتي حيث شئت‪ .‬وروي أن فاطمة صلوات ال عليها كانت تحب هذه‬
‫البقلة فنسب إليها وقيل‪ :‬بقلة الزهراء كما قالوا‪ :‬شقائق النعمان‪ ،‬ثم إن‬
‫بني امية غيرتها فقالوا‪ :‬بقلة الحمقاء‪ ،‬وقالوا‪ :‬الحمقاء صفة البقلة‪ ،‬لنها‬
‫تنبت بممر الناس ومدرج الحوافر فتداس‪ - 6 .‬الدعايم‪ :‬عن النبي صلى ال‬
‫عليه وآله أنه كان يحب الرجلة وبارك فيها )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال في القاموس‪:‬‬
‫الفرفخ الرجلة معرب پر پهن أي عريض الجناح‪ ،‬وقال‪ :‬البقلة المباركة‬
‫الهندباء‪ ،‬أو الرجلة‪ ،‬وكذا البقلة اللينة‪ ،‬وكذا بقلة الحمقاء انتهى‪ ،‬وقال‬
‫سليمان بن حسان‪ :‬زعموا أنها سميت حمقاء‪ ،‬لنها تنبت على طرق الناس‬
‫فيداس‪ ،‬وعلى مجرى السيل فيقلعها‪ ،‬وقال الطباء باردة في الثالثة رطبة‬
‫في الثانية يقطع الثآليل بخاصيته‪ ،‬ويسكن الصداع الحار والتهاب المعدة‬
‫شربا وضمادا وينفع من الرمد ونفث الدم‪.‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .517 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (3) .367‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪.113‬‬

‫]‪[236‬‬

‫‪ * 13‬باب الجرجير ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن السياري‪ ،‬عن أحمد بن الفضيل‪ ،‬عن محمد‬
‫بن سعيد‪ ،‬عن أبي جميل‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫الجرجير شجرة على باب النار )‪ - 2 .(1‬ومنه‪ :‬عن اليقطيني‪ ،‬أو غيره‪،‬‬
‫عن قتيبة بن مهران‪ ،‬عن حماد بن زكريا عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أكره الجرجير‪ ،‬وكأني أنظر إلى‬
‫شجرتها نابتة في جهنم‪ ،‬وما تضلع منها رجل بعد أن يصلي العشاء إل بات‬
‫تلك الليلة ونفسه تنازعة إلى الجذام )‪ .(2‬وفي حديث آخر‪ :‬من أكل‬
‫الجرجير بالليل‪ ،‬ضرب عليه عرق الجذام من أنفه وبات ينزف الدم )‪.(3‬‬
‫بيان‪ :‬قال في النهاية في حديث زمزم‪ :‬فشرب حتى تضلع أي أكثر من‬
‫الشرب حتى تمدد جنبه وأضلعه‪ ،‬وفي القاموس‪ :‬نزف ماء البئر‪ :‬نزحه‬
‫كله‪ ،‬والبئر نزحت كنزفت بالضم لزم ومتعد‪ ،‬ونزف فلن دمه كعني إذا‬
‫سال حتى يفرط‪ ،‬فهو منزوف ونزيف‪ ،‬ونزفه الدم ينزفه انتهى‪ .‬وضرب‬
‫عرق الجذام كناية عن تحرك مادته لتوليده أبخرة حارة توجب احتراق‬
‫الخلط وانصبابها إلى المواضع المستعدة للجذام‪ ،‬ولما كان النف أقبل‬
‫المواضع لذلك خص بالذكر‪ ،‬ولذا يبتدئ غالبا بالنف‪ ،‬ونزف الدم إما كناية‬
‫عن طغيانه و احتراقه وانصبابه إلى المواضع أو عن قلة الدم الصالح في‬
‫البدن‪ - 3 .‬المحاسن‪ :‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن مثنى بن الوليد‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬كأني أنظر إلى الجرجير يهتز في النار‪ ،‬ورواه‬
‫يحيى بن إبراهيم بن أبي البلد‪ ،‬عن أبيه‪] ،‬عن يعقوب بن شعيب عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كأنى أنظر بها تهتز في النا )‪.(4‬‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن‪.518 :‬‬

‫]‪[237‬‬

‫ومنه‪ :‬عن محمد بن على‪ ،‬عن عيسى بن عبد ال العلوى‪ ،‬عن أبيه[ عن جده قال‪:‬‬
‫نظر رسول ال صلى ال عليه وآله إلى الجرجير فقال‪ :‬كأني أنظر إلى‬
‫منبته في النار )‪ - 4 .(1‬ومنه‪ :‬عن جعفر الحول‪ ،‬عن محمد بن يونس‪،‬‬
‫عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬لبني امية من‬
‫البقول الجرجير )‪ - 5 .(2‬ومنه‪ :‬عن العبدي‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن‬
‫نصير مولى أبي عبد ال أو عن موفق مولى أبي الحسن عليه السلم قال‪:‬‬
‫كان إذا أمر بشئ من البقل يأمر بالكثار من الجرجير‪ ،‬فيشترى له‪ ،‬وكان‬
‫يقول‪ :‬ما أحمق بعض الناس ! ؟ يقولون‪ :‬إنه ينبت في وادي جهنم‪ ،‬وال‬
‫تبارك وتعالى يقول‪ " :‬وقودها الناس والحجارة " فكيف ينبت البقل )‪.(3‬‬
‫بيان‪ :‬في الكافي‪ :‬عن موفق مولى أبي الحسن عليه السلم ]قال‪ :‬كان‬
‫مولي أبو الحسن عليه السلم[ إذا أمر بشراء البقل يأمر بالكثار منه‬
‫ومن الجرجير " )‪ .(4‬وأقول‪ :‬يمكن الجمع بين هذا الخبر وسائر الخبار‬
‫بأن النفي في هذا الخبر كونه على حقيقة البقلية‪ ،‬والمثبت في غيره كونه‬
‫على هذا الشكل والهيئة كشجرة الزقوم‪ ،‬ويحتمل أن يكون أخبار الثبات‬
‫والنبات محمولة على التقية‪ - 6 .‬الطب‪ :‬عن الرضا عليه السلم قال‪:‬‬
‫الباذروج لنا والجرجير لبني امية )‪ - 7 .(5‬المكارم‪ :‬عن الصادق عليه‬
‫السلم قال‪ :‬أكل الجرجير بالليل يورث البرص )‪ - 7 .(6‬دعوات الراوندي‪:‬‬
‫قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من أكل الجرجير ثم نام‪ ،‬ينازعه عرق‬
‫الجذام في أنفه‪ ،‬وقال‪ :‬رأيتها في النار‪ - 8 .‬المجازات النبوية‪ :‬قال‪ :‬ومن‬
‫ذلك قوله عليه السلم في خبر طويل روي عن أنس‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪ 518 :‬وما بين العلمتين ساقط من ط الكمبانى‪ (4) .‬الكافي ‪ 6‬ر‬
‫‪ (5) .368‬طب الئمة‪ (6) .139 :‬مكارم الخلق ‪.205‬‬

‫]‪[238‬‬

‫ابن مالك سمعه منه صلى ال عليه وآله عند ذكره منافع كثيرة من بقول الرض‬
‫ومضارها فقال عليه السلم عند ذكر الجرجير‪ " :‬فو الذي نفس محمد بيده‬
‫ما من عبدبات وفي جوفه شئ من هذه البقلة إل بات والجذام يرفرف على‬
‫رأسه حتى يصبح إما أن يسلم وإما أن يعطب "‪ .‬قال السيد رحمه ال‪:‬‬
‫وهذا القول مجاز‪ ،‬لن الداء المخصوص الذي هو الجذام ل يصح أن‬
‫يوصف بالرفرفة على الحقيقة‪ ،‬لنه عرض من العراض وإنما أراد عليه‬
‫السلم أن البائت على أكل هذه البقلة على شرف من الوقوع في الجذام‪،‬‬
‫لشدة اختصاصها بتوليد هذه العلة‪ ،‬فإما أن يدفعها ال تعالى عنه فتدفع‪ ،‬أو‬
‫يوقعه فيها فتقع‪ ،‬وإنما قال عليه السلم يرفرف على رأسه عبارة عن دنو‬
‫هذه العلة منه‪ ،‬فتكون بمنزلة الطائر الذي يرفرف على الشئ إذا هم‬
‫بالنزول إليه والوقوع عليه )‪ .(1‬توضيح‪ :‬اعلم أن الذي يظهر من كتب‬
‫أكثر الطباء أن البقلة المعروفة عند العجم " تره تيزك " ليس هو‬
‫الجرجير‪ ،‬بل هو الرشاد‪ ،‬قال ابن بيطار‪ :‬الجرجير صنفان‪ :‬بستاني وبري‪،‬‬
‫كل واحد منهما صنفان‪ :‬فأحد صنفي البستاني عريض الورق‪ ،‬فستقي‬
‫اللون‪ ،‬ناقص الحرافة‪ ،‬رحض طيب‪ ،‬والثاني ورقه رقاق شديد الحرافة‪،‬‬
‫وقال صاحب الختيارات‪ :‬الجرجير بري وبستاني‪ :‬البري يقال له‪:‬‬
‫اليهقان‪ ،‬والبستاني يقال له بالفارسية كيكير‪ ،‬والجرجير البري يقال له‪:‬‬
‫الخردل البري‪ ،‬ويستعمل بذره مكان الخردل‪ ،‬وقال‪ :‬الرشاد الحرف‪ ،‬ويقال‬
‫له بالفارسية‪ :‬سپندان وتره تيزك‪.‬‬

‫)‪ (1‬المجازات النبوية ‪ ،97‬ولعله صلى ال عليه وآله أشار بذلك الى أن البتلء‬
‫بالجذام انما يكون بهوام طائرة في الهواء تعشق وتعتاد ريح هذه البقلة‪،‬‬
‫فإذا أكلها الرجل وفاح ريح البقلة منه اجتمعت تلك الهوام وترفرفت على‬
‫رأس الكل كيف تنفذ في بدنه طلبا للعصارة المحبوبة له‪ ،‬فربما نفذت‬
‫الهوام وابتلى الرجل بالجذام‪ ،‬وهذا كقوله الخر )ص( " فر من المجذوم‬
‫فرارك من السد " مع ما قيل أن هوام الجذام على هيئة السد شكل‪.‬‬

‫]‪[239‬‬

‫‪ * 14‬باب الخس * ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن حفص البار‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬عليكم بالخس‪ ،‬فانه يطفئ الدم )‪ .(1‬الكافي‪ :‬عن‬
‫العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬مثله لكنه قال‪ :‬فانه يصفى الدم )‪ - 2 .(2‬المكارم‪ :‬قال‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬عليك بالخس‪ ،‬فانه يقطع الدم‪ .‬وعن أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله كلوا الخس فانه‬
‫يورث النعاس‪ ،‬ويهضم الطعام )‪ .(3‬بيان‪ :‬ل يبعد أن يكون " يقطع الدم "‬
‫تصحيف يطفئ أو يصفي‪ ،‬أو المراد به ما يرجع إليهما أي يقطع سورة‬
‫الدم أو المراض الدموية‪ ،‬وقال الطباء‪ :‬إنه بارد رطب في الثالثة‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫في الثانية‪ ،‬وهو منوم مدر للبول‪ ،‬والدم المتولد منه أصلح من الدم المتولد‬
‫من سائر البقول‪ ،‬ويصلح المعدة‪ ،‬وذكرو اله ولبذره منافع كثيرة‪* 15 .‬‬
‫باب الكرفس * ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن البجلي‪ ،‬عن‬
‫إسماعيل بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬الكرفس بقلة النبياء )‪ .(4‬الدعائم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‬
‫‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .514 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (3) .367‬مكارم الخلق‪(4) .209 :‬‬
‫المحاسن‪ (5) .515 :‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪.113‬‬

‫]‪[240‬‬
‫‪ - 2‬الدروس‪ :‬روي أنه ‪ -‬أي الكرفس يورث الحفظ‪ ،‬ويذكي القلب‪ ،‬و ينفى الجنون‬
‫والجذام والبرص‪ - 3 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬أو غيره‪ ،‬عن‬
‫قتيبة بن مهران‪ ،‬عن حماد بن زكريا‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬عليكم بالكرفس‪ ،‬فانه طعام إلياس‬
‫واليسع ويوشع بن نون )‪ - 4 .(1‬ومنه‪ :‬عن نوح بن شعيب‪ ،‬عن محمد بن‬
‫الحسن بن علي بن يقطين‪ ،‬فيما أعلم‪ ،‬عن نادر الخادم قال‪ :‬ذكر أبو‬
‫الحسن عليه السلم الكرفس فقال‪ :‬أنتم تشتهونه‪ ،‬و ليس من دابة إل وهي‬
‫تحتك به )‪ .(2‬بيان‪ :‬هذا إما مدح له بأن الدواب أيضا يعرفن نفعه فيتداوين‬
‫به‪ ،‬أو ذم له بأن ذوات السموم تحتك به فيسري إليه بعض سمها‪ ،‬والول‬
‫أظهر‪ - 5 .‬المكارم‪ :‬عن الحسين بن علي عليهما السلم قال‪ :‬قال النبي‬
‫صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم في أشياء وصاه بها‪ :‬كل الكرفس‪،‬‬
‫فانه بقلة إلياس ويوشع بن نون عليهما السلم‪ .‬وقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬الكرفس بقلة النبياء‪ ،‬ويذكر أن طعام الخضر وإلياس الكرفس‬
‫والكمأة )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال الفيروز آبادى‪ :‬الكرفس بفتح الكاف والراء‪ :‬بقل‬
‫معروف عظيم المنافع مدر محلل للرياح والنفخ‪ ،‬منق للكلى والكبد‬
‫والمثانة‪ ،‬مفتح سددها‪ ،‬مقو للباءة‪ ،‬لسيما بذره مدقوقا بالسكر والسمن‬
‫عجيب إذا شرب ثلثة أيام ويضر بالجنة والحبالى والمصروعين‪.‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المحاسن‪ (3) .515 :‬مكارم الخلق‪.205 :‬‬

‫]‪[241‬‬

‫‪ * 16‬باب السداب ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يعقوب بن‬


‫عامر‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬السداب يزيد في العقل‬
‫)‪ - 2 .(1‬ومنه‪ :‬عن السياري‪ ،‬عن عمرو بن إسحاق‪ ،‬عن محمد بن‬
‫صالح‪ ،‬عن عبد ال ابن زياد‪ ،‬عن الضحاك بن مزاحم‪ ،‬عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬السداب جيد لوجع الذن )‪- 3 .(2‬‬
‫المكارم‪ :‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬السداب يزيد في العقل غير أنه ينثر‬
‫ماء الظهر‪ .‬عن الفردوس‪ :‬عن عائشة عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪:‬‬
‫من أكل السداب ونام عليه نام آمنا من الد بيلة وذات الجنب )‪ .(3‬بيان‪ :‬في‬
‫القاموس الد بيلة كجهينة الداهية‪ ،‬وداء في الجوف‪ ،‬وقال في بحر ‪-‬‬
‫الجواهر‪ :‬الد بيلة بالتصغير كل ورم فاما أن يعرض في داخله موضع‬
‫تنصب فيه المادة فيسمى دبيلة‪ ،‬وإل خص باسم الورم‪ ،‬وقيل‪ :‬ورم كبير‬
‫مستدير الشكل يجمع المدة وقيل‪ :‬هي دمل كبير ذو أفواه كثيرة فارسيها‬
‫كفكيرك‪ - 4 .‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن موسى‪ ،‬عن علي‬
‫بن الحسن الهمداني عن محمد بن عمرو بن إبراهيم‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬أو‬
‫أبي الحسن عليهما السلم ‪ -‬الوهم عن محمد بن موسى ‪ -‬قال‪ :‬ذكر‬
‫السداب فقال‪ :‬أما إن فيه منافع‪ :‬زيادة في العقل‪ ،‬وتوفير في الدماغ غير‬
‫أنه ينتن ماء الظهر‪ .‬وروي أنه جيد لوجع الذن )‪ 1) .(4‬و ‪ (2‬المحاسن‬
‫‪ (3) .515‬مكارم الخلق‪ (4) .206 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.368‬‬

‫]‪[242‬‬

‫بيان‪ :‬السداب في نسخ الحديث وأكثر نسخ الطب بالدال المهملة‪ ،‬وفي القاموس‬
‫وبعض النسخ بالمعجمة قال في القاموس‪ :‬السذاب الفيجن‪ ،‬وهو بقل‬
‫معروف وفي بحر الجواهر‪ :‬السذاب بالفتح والذال المعجمة هو من‬
‫الحشايش المعروفة بري وبستاني‪ ،‬الرطب منه حار يابس في الثانية‪،‬‬
‫واليابس في الثالثة‪ ،‬والبري في الرابعة وقيل‪ :‬في الثالثة مقطع للبلغم‬
‫محلل للرياح جدا منق للعروق‪ ،‬ويعجفف المني‪ ،‬ويسقط الباءة مفرح‬
‫قابض‪ ،‬يذيب رائحة الثوم والبصل‪ ،‬ويحلل الخنازير‪ ،‬وينفع من القولنج‪،‬‬
‫وأوجاع المفاصل ويقتل الدود‪ ،‬وبزره يسكن الفواق البلغمي‪ ،‬وإن لزج‬
‫]بخر[ الثوب بأصله لم يبق فيه القمل‪ ،‬وهذا مجرب انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬نفعه‬
‫لوجع الذن مشهور بين الطباء‪ ،‬قالو‪ :‬إذا قطر ماؤه في الذن يسكن‬
‫الوجع ل سيما إذا اغلي في قشر الرمان‪ ،‬وأما زيادة العقل‪ ،‬فلن غالب‬
‫البلدة من غلبة البلغم وهو يقطعه‪ ،‬وما نقله ابن بيطار عن روفس أن‬
‫الكثار من أكله يبلد الفكر‪ ،‬ويعمي القلب‪ ،‬فل عبرة به‪ ،‬مع أنه خص ذلك‬
‫باكثاره‪ * 17 .‬باب الحزاء ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬روي عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم أن الحزاء جيد للمعدة بماء بارد )‪ - 2 .(1‬الكافي‪ :‬عن محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن غير واحد عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن عمرو بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر عليه السلم وشكوت إليه ضعف معدتي‪،‬‬
‫فقال‪ :‬اشرب الحزاءة بالماء البارد‪ ،‬ففعلت فوجدت منه ما احب )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫قال في النهاية في حديث بعضهم‪ :‬الحزاءة تشربها أكايس النساء للطشة‪:‬‬
‫الحزاءة نبت بالبادية يشبه الكرفس إل أنه أعرض ورقا منه‪ ،‬والحزاء‬
‫جنس لها‪،‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .516 :‬الكافي ‪ 8‬ر ‪.191‬‬

‫]‪[243‬‬

‫والطشة الزكام‪ ،‬وفي رواية يشتريها أكايس النساء للخافية والقلت‪ ،‬الخافية الجن‬
‫والقلت موت الولد‪ ،‬كأنهم كانوا يرون ذلك من قبل الجن فإذا تبخرن به‬
‫نفعهن وفي القاموس‪ :‬الحزاء ويمد نبت الواحدة حزاة وحزاءة‪ ،‬وغلط‬
‫الجوهري فذكره بالخاء‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬هو نبت يكون بآذربيجان كثيرا‬
‫ويرمى )‪ (1‬ورقه في الخل‪ ،‬وفيه حموضة‪ ،‬ويقال له بالفارسية‪ :‬بيوه زا‪.‬‬
‫قال ابن بيطار‪ :‬قال أبو حنيفة‪ :‬الحزاء هي النبتة التي تسمى بالفارسية‬
‫دينارويه وهي تشفي الريح‪ ،‬وريحها كريهة‪ ،‬وورقها نحو من ورق‬
‫السداب‪ ،‬وليس في خضرته‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه سداب البر‪ ،‬وقيل‪ :‬هي بقلة حارة‬
‫حريفة قليل تشوبها مرارة‪ ،‬ورقها كورق الرازيانج‪ ،‬في ملمسها خشونة‪،‬‬
‫وهي تضاد سم العقرب والدوية القتالة بالبرد هاضمة للطعام الغليظ‪،‬‬
‫ونفش الرياح‪ ،‬ويزيل الجشأ الحامض‪ ،‬ويدر البول‪ ،‬ويعطش إعطاشا‬
‫كثيرا‪ ،‬وشبيه بالسداب في القوة وقاطع للمني‪ ،‬وله بزر أخضر طيب الريح‬
‫والطعم‪ ،‬طارد للرياح‪ ،‬جيد للمعدة‪ ،‬ويصلح مزاج البدن والحشاء‪ ،‬ويفتح‬
‫سدد الكبد والطحال‪ ،‬وذكر له منافع أخرى كثيرة‪ * 18 .‬باب النانخواه‬
‫والصعتر‪ - 1 .‬المحاسن‪ :‬روي أن الصعتر يدبغ المعدة‪ ،‬وفي حديث آخر أن‬
‫الصعتر ينبت زئبر المعدة )‪ .(2‬بيان‪ :‬الزئبر بالكسر مهموز ما يعلو الثوب‬
‫الجديد مثل ما يعلو الخز يقال‪ :‬زأبر الثوب فهو مزأبر‪ :‬إذا خرج زئبره‬
‫انتهى‪ ،‬أقول‪ :‬هذا قريب المضمون بالخبر التي فان الخمل قريب من‬
‫الزئبر‪ ،‬قال في القاموس‪ :‬الخمل هدب القطيفة ونحوها‪ ،‬وأخملها جعلها‬
‫ذات خمل‪.‬‬

‫)‪ (1‬ويربى خ‪ (2) .‬المحاسن‪.516 :‬‬

‫]‪[244‬‬

‫‪ - 2‬المحاسن‪ :‬عن أبي يوسف عن زياد بن مروان القندي‪ ،‬عن أبي الحسن الول‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كان دواء أمير المؤمنين عليه السلم الصعتر‪ ،‬وكان‬
‫يقول‪ :‬إنه يصير في المعدة خمل كخمل القطيفة )‪ - 3 .(1‬المكارم‪ :‬روي‬
‫عن النبي صلى ال عليه وآله أنه دعا بالهاضوم والصعتر والحبة السوداء‬
‫فكان يستفه إذا أكل البياض‪ ،‬وطعاما له غائلة‪ ،‬وكان يجعله مع الملح‬
‫الجريش ويفتح به الطعام‪ ،‬ويقول‪ :‬ما ابالي إذا تغاديته ما أكلت من شئ‪،‬‬
‫وكان يقول‪ :‬يقوي المعدة ويقطع البلغم‪ ،‬وهو أمان من اللقوة )‪ .(2‬وعن‬
‫ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الثفاء دواء لكل داء‪،‬‬
‫ولم يد أو الورم والضربان بمثله‪ .‬الثفاء النانخواه‪ ،‬ويقال‪ :‬الخردل‪ ،‬ويقال‪:‬‬
‫حب الرشاد )‪ .(3‬أقول‪ :‬أوردنا خبرا في باب الجوز يناسب الباب‪- 4 .‬‬
‫الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن موسى بن الحسن‪ ،‬عن على بن سليمان‪،‬‬
‫عن بعض الواسطيين‪ ،‬عن أبي الحسن عليه السلم أنه شكا إليه الرطوبة‬
‫فأمره أن يستف الصعتر على الريق )‪ .(4‬تبيين‪ :‬السعتر يكون بالسين‬
‫والصاد كما ذكره الفيروز آبادى وغيره وقال الجوهري‪ :‬السعتر نبت‪،‬‬
‫وبعضهم يكتبه بالصاد في كتب الطب لئل يلتبس بالشعير‪ ،‬وقالوا‪ :‬أصنافه‬
‫كثيرة‪ :‬فمنه بري‪ ،‬ومنه بستاني‪ ،‬ومنه جبلي‪ ،‬ومنه طويل الورق‪ ،‬ومنه‬
‫مدور الورق‪ ،‬ومنه دقيق الورق‪ ،‬ومنه عريض الورق‪ ،‬وأكثرها مشهورا‬
‫حار يابس في الثالثة يلطف ويحلل‪ ،‬ويطرد الرياح والنفخ‪ ،‬ويهضم الطعام‬
‫الغليظ‪ ،‬ويجفف المعدة‪ ،‬ويدر البول والطمث‪ ،‬ويحد البصر الضعيف‪ ،‬وينفع‬
‫وجع‬

‫)‪ (1‬المصدر‪ (2) .594 :‬مكارم الخلق ‪ (3) .214‬مكارم الخلق ‪(4) .219‬‬
‫الكافي ‪ 6‬ر ‪.375‬‬

‫]‪[245‬‬

‫الورك مشروبا وضمادا‪ ،‬وفي الصحاح الهاضوم الذي يقال له‪ :‬الجوارش لنه‬
‫يهضم الطعام‪ ،‬وفي القاموس الهاضوم كل دواء هضم طعاما‪ .‬وكأن المراد‬
‫هنا النانخواه لما روي الكليني عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬من أراد‬
‫أكل الماست ول يضره فليصب عليها الهاضوم‪ ،‬قلت له‪ :‬وما الهاضوم ؟‬
‫قال‪ :‬النانخواه )‪ .(1‬والمراد بالبياض اللبنيات‪ ،‬ويحتمل بياض البيض‪،‬‬
‫والول أظهر‪ ،‬وقوله‪ :‬الثفاء من كلم الطبرسي رحمه ال‪ ،‬وقال‬
‫الجوهري‪ :‬الثفاء على مثال القراء الخردل‪ ،‬ويقال‪ :‬الحرف‪ ،‬وهو فعال‬
‫الواحدة ثفاءة ونحوه قال الفيروز آبادي ; وقال في بحر الجواهر‪ :‬ويسميه‬
‫أهل العراق حب الرشاد‪ ،‬وكان هذا والنانخواه بأبواب الحبوب أنسب‪،‬‬
‫ذكرناهما هنا استطرادا‪ * 19 .‬باب الكزبرة ‪ - 1‬الكافي‪ :‬عن محمد بن‬
‫يحيى عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الدهقان عن درست‪،‬‬
‫عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبى الحسن عليه السلم قال‪ :‬أكل التفاح‬
‫والكزبرة يورث النسيان )‪ - 2 .(2‬المكارم والخصال وغيرهما‪ :‬في وصايا‬
‫النبي صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم‪ :‬يا علي تسعة أشياء تورث‬
‫النسيان‪ :‬أكل التفاح الحامض‪ ،‬وأكل الكزبرة‪ ،‬والجبن‪ ،‬وسور الفارة‪،‬‬
‫وقراءة كتابة القبور‪ ،‬والمشي بين امرأتين‪ ،‬وطرح القملة حية‪ ،‬والحجامة‬
‫في النقرة‪ ،‬والبول في الماء الراكد )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .338‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (3) .366‬مكارم الخلق ‪ .507‬الخصال‬
‫‪ 423‬بالرقم ‪ 23‬من باب التسعة وأخرجه المؤلف العلمة في كتاب الداب‬
‫والسنن ج ‪ 76‬ص ‪ 319‬عن الدعوات للراوندي والفقيه ‪ 4‬ر ‪.261‬‬
‫والنقرة‪ :‬منقطع القمحدوة في القفا‪.‬‬
‫]‪[246‬‬

‫‪ - 3‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن عبيد ال‬
‫الدهقان‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبى الحسن عليه‬
‫السلم مثله )‪ .(1‬بيان‪ :‬الكزبرة بضم الكاف والباء وقد يفتح الباء واختلف‬
‫الطباء في طبعها فقيل‪ :‬بارد في آخر الولى‪ ،‬يابس في الثانية‪ ،‬وقيل‪ :‬إنها‬
‫مركبة القوى‪ ،‬وذكروا لها فوائد كثيرة شربا وضمادا‪ ،‬لكن ذكروا أن‬
‫إدمانها والكثار منها يخلط الذهن‪ ،‬ويظلم العين‪ ،‬ويجفف المني‪ ،‬ويسكن‬
‫الباه‪ ،‬ويورث النسيان‪ ،‬ول يبعد حمل الخبار على الكثار‪ * 20 .‬باب *‬
‫)البصل والثوم( * ‪ - 1‬قرب السناد‪ :‬عن عبد ال بن الحسن‪ ،‬عن علي بن‬
‫جعفر‪ ،‬عن أخيه عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الثوم والبصل يجعل في‬
‫الدواء قبل أن يطبخ‪ ،‬قال‪ :‬ل بأس‪ .‬وسألته عن أكل الثوم والبصل بالخل‪،‬‬
‫قال‪ :‬ل بأس )‪ - 2 .(2‬الخصال‪ :‬عن محمد بن علي ماجيلويه‪ ،‬عن محمد‬
‫بن يحيى العطار‪ ،‬عن محمد أحمد الشعري‪ ،‬عن محمد بن علي الهمداني‪،‬‬
‫عن الحسن بن علي الكسائي‪ ،‬عن ميسر بياع الزطي‪ ،‬وكان خاله قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬كلوا البصل فإن فيه ثلث خصال‪:‬‬
‫يطيب النكهة‪ ،‬ويشد اللثة‪ ،‬ويزيد في الماء والجماع )‪ .(3‬الكافي‪ :‬عن علي‬
‫بن بندار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الهمداني مثله )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ 422‬بالرقم ‪ 22‬من باب التسعة‪ (2) .‬قرب السناد ‪ (3) .154‬الخصال‬
‫‪ (4) .157‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ 374‬وفيه الحسن بن على الكسلن‪.‬‬

‫]‪[247‬‬

‫المحاسن والمكارم‪ :‬مرسل مثله )‪ - 2 .(1‬العلل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪،‬‬
‫عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن اذينة‪،‬‬
‫عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الثوم‬
‫فقال‪ :‬إنما نهى رسول ال صلى ال عليه وآله عنه لريحه‪ ،‬فقال من أكل‬
‫هذه البقلة المنتنة فل يقرب مسجدنا‪ ،‬فأما من أكله ولم يأت المسجد فل‬
‫بأس )‪ - 3 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد بن موسى بن المتوكل‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحسين السعد آبادي‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫فضالة‪ ،‬عن داود بن فرقد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أكل هذه البقلة فل يقرب مسجدنا‪ ،‬ولم يقل‪:‬‬
‫إنه حرام )‪ - 4 .(3‬ومنه‪ :‬عن على بن حاتم‪ ،‬عن محمد بن جعفر الرزاز‪،‬‬
‫عن عبد ال بن محمد بن خلف‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سألت أبا عبد ال عليه السلم عن أكل البصل والكراث‪ ،‬فقال‪ :‬ل بأس بأكله‬
‫مطبوخا وغير مطبوخ‪ ،‬ولكن إن أكل منه ماله أذى‪ ،‬فل يخرج إلى المسجد‬
‫كراهية أذاه على من يجالسه )‪ - 5 .(4‬المحاسن‪ :‬عن أحمد بن النضر‪ ،‬عن‬
‫عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬البصل‬
‫يذهب النصب ويشد العصب ويزيد في الماء والخطا‪ ،‬ويذهب بالحمى )‪.(5‬‬
‫الكافي‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن سالم‪ ،‬عن أحمد بن النضر‬
‫مثله )‪ (6‬إل أن فيه‪ :‬ويزيد في الخطا‪ ،‬ويزيد في الجماع‪ .‬المكارم‪ :‬مرسل‬
‫مثله )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ ،522 :‬مكارم الخلق ‪ (4 - 2) .209‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪) .207‬‬


‫‪ (5‬المحاسن‪ 522 :‬وقوله ]ويشد العصب[ ساقط من الكمبانى موجود في‬
‫المصدر والمخطوطة من البحار‪ (6) .‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ 374‬وفيه‪ .‬ويزيد في‬
‫الخطا ويزيد في الماء ويذهب بالحمى‪ (7) .‬مكارم الخلق ‪.208‬‬

‫]‪[248‬‬

‫بيان‪ :‬الخطا جمع الخطوة‪ ،‬والزيادة فيها كناية عن قوة المشي وزيادتها‪ ،‬وربما‬
‫يقرء بالحاء المهملة والظاء المعجمة من حظي كل واحد من الزوجين عند‬
‫صاحبه حظوة‪ ،‬والمراد به الجماع‪ ،‬وكأنه تصحيف‪ ،‬لكن في أكثر نسخ‬
‫المكارم هكذا‪ .‬قال في القاموس‪ :‬الحظوة بالضم والكسر والحظة كعدة‬
‫المكانة والحظ من الرزق‪ ،‬والجمع حظى وحظاء وحظي كل واحد من‬
‫الزوجين عند صاحبه كرضي واحتظى وهي حظية‪ ،‬وقرأ بعض المصحفين‬
‫أيضا بالخاء والظاء المعجمتين أي يكثر لحمه‪ ،‬قال في القاموس‪ :‬خظا‬
‫لحمه خظوا كسمو اكتنزو الخظوان محركة من ركب بعض لحمه بعضا‪،‬‬
‫وخظاه ال وأخظاه أضخمه وأعظمه‪ ،‬وخظي لحمه خظى اكتنز وفرس خظ‬
‫بظ‪ ،‬وامرأة خظية بظية‪ ،‬وأخظى سمن وسمن انتهى ول يخفى ما فيه من‬
‫التكلف مع عدم مساعدة إملء النسخ‪ - 6 .‬المحاسن‪ :‬عن السياري‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن خالد‪ ،‬عن أحمد بن المبارك الدينوري عن أبى عثمان‪ ،‬عن‬
‫درست‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬البصل يطيب الفم‪ ،‬ويشد‬
‫الظهر‪ ،‬ويرق البشرة )‪ .(1‬الكافي‪ :‬عن علي بن محمد بن بندار‪ ،‬عن‬
‫السياري مثله )‪ .(2‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ .(3‬بيان‪ :‬كأن المراد‬
‫برقة البشرة صفاء اللون‪ ،‬وعدم كمدته )‪ (4‬قال في القانون‪ :‬البصل يحمر‬
‫الوجه‪ - 7 .‬المحاسن‪ :‬عن منصور بن العباس عن عبد العزيز بن حسان‬
‫البغدادي‪ ،‬عن صالح بن عقبة‪ ،‬عن عبد ال بن محمد الجعفي‪ ،‬قال‪ :‬ذكر‬
‫أبو عبد ال عليه السلم البصل فقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .522 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (3) .374‬مكارم الخلق ‪ (4) .209‬الكمدة‪:‬‬
‫تغير اللوم وذهان صفائه‪.‬‬
‫]‪[249‬‬

‫يطيب النكهة‪ ،‬ويذهب بالبلغم‪ ،‬ويزيد في الجماع )‪ .(1‬الكافي‪ :‬عن العدة عن سهل‬
‫بن منصور مثله )‪ .(2‬بيان‪ " :‬تطيب النكهة " وهي بالفتح ريح الفم آجل‪،‬‬
‫ل ينافي البخر ونتنه عاجل‪ - 8 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن محمد‬
‫بن الفضيل‪ ،‬عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا دخلتم بلدا كلوا من‬
‫بصلها يطرد عنكم وباءها )‪ .(3‬الكافي‪ :‬عن العدة عن البرقي مثله )‪.(4‬‬
‫المكارم‪ :‬عن الباقر عليه السلم مثله )‪ - 9 .(5‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫النضر‪ ،‬عن القاسم بن سليمان‪ ،‬عمن أخبره‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم‬
‫قال‪ :‬إنا لنأكل البصل والثوم )‪ - 10 .(6‬ومنه )‪ :(7‬عن حماد بن عيسى‪،‬‬
‫عن شعيب بن يعقوب‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬سئل أبو عبد ال عليه السلم‬
‫عن أكل الثوم والبصل قال‪ :‬ل بأس بأكله نيا وفي القدر )‪ - 11 .(8‬ومنه‪:‬‬
‫عن محمد بن علي‪ ،‬عن عبيس بن هشام‪ ،‬عن عبد الكريم الخثعمي‪ ،‬عن‬
‫سماعة عن أبي عبد ال عليه السلم أنه سئل عن أكل البصل فقال‪ :‬ل بأس‬
‫به نيا وفي القدر‪ ،‬ول بأس أن يتداووا بالثوم ولكن إذا كان ذلك فل تخرج‬
‫إلى المسجد )‪.(9‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .522 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (3) .374‬المحاسن ‪ (4) .522‬الكافي ‪ 6‬ز‬
‫‪ (5) .374‬مكارم الخلق‪ 6) .208 :‬و ‪ 8‬و ‪ (9‬المحاسن‪ (7) .523 :‬في‬
‫مطبوعة الكمبانى )الكافي( وهو سهو‪ .‬والصحيح مافى الصلب كما في‬
‫المخطوطة والمحاسن‪.‬‬

‫]‪[250‬‬

‫الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن حماد‪،‬‬
‫عن شعيب‪ ،‬عن أبي بصير عنه عليه السلم مثله )‪ .(1‬بيان‪ :‬في النهاية‬
‫الني هو الذي لم يطبخ‪ ،‬أو طبخ ولم ينضج‪ ،‬يقال‪ :‬ناء اللحم ينيئ نيئا بوزن‬
‫ناع ينيع نيعا فهو نئ بالكسر كنيع‪ ،‬هذا هو الصل‪ ،‬وقد يترك الهمزة‬
‫ويقلب ياء‪ ،‬فيقال‪ :‬ني مشددا انتهى‪ .‬أقول‪ :‬رواه في المكارم مرسل )‪(2‬‬
‫وفيه " فقال‪ :‬ل بأس به توابل في القدر " و هو تصحيف حسن قال في‬
‫المصباح‪ :‬التابل بفتح الباء وقد يكسر هو البزار‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه معرب‪ ،‬قال‬
‫ابن الجواليقي‪ :‬وعوام الناس تفرق بين التابل والبزار‪ ،‬والعرب ل تفرق‬
‫بينهما‪ ،‬يقال‪ :‬توبلت القدر إذ أصلحتها بالتابل‪ ،‬والجمع التوابل‪- 12 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن الحسن الزيات‪،‬‬
‫قال‪ :‬لما أن قضيت نسكي‪ ،‬مررت بالمدينة‪ ،‬فسألت عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم فقالوا‪ :‬هو بينبع‪ ،‬فأتيت ينبع‪ ،‬فقال‪ :‬يا حسن أتيتني إلى هاهنا ؟‬
‫فقلت‪ :‬نعم جعلت فداك كرهت أن أخرج ول ألقاك‪ ،‬فقال‪ :‬إني أكلت هذه‬
‫البقلة‪ ،‬يعني الثوم فأردت أن أتنحى عن مسجد رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله )‪ .(3‬بيان‪ :‬ينبع كينصر قرية كبيرة بها حصن على سبع مراحل من‬
‫المدينة من جهة البحر‪ ،‬ذكره في النهاية‪ - 13 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫فضالة‪ ،‬عن داود بن فرقد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أكل هذه البقلة فل يقرب مسجدنا‪ ،‬ولم يقل‪:‬‬
‫إنه حرام )‪ - 14 .(4‬المكارم‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله ل يأكل‬
‫الثوم ول البصل ول الكراث‪ ،‬ول العسل الذي فيه المغافير وهو ما يبقى من‬
‫الشجر في بطون النحل فيلقيه في العسل فيبقى‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .375‬مكارم الخلق‪ 3) .208 :‬و ‪ (4‬المحاسن‪.523 :‬‬

‫]‪[251‬‬

‫له ريح في الفم )‪ .(1‬وعن الباقر عليه السلم أنه قال‪ :‬إنا لنأكل الثوم والبصل‬
‫والكراث‪ .‬عن الفردوس‪ :‬عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬كلوا الثوم فلو ل أني أناجي الملك لكلته‪ .‬وعن‬
‫علي عليه السلم قال‪ :‬ل يصلح أكل الثوم إل مطبوخا )‪ .(2‬بيان‪ :‬في‬
‫النهاية المغافير شئ ينضجه شجر العرفط‪ ،‬حلو كالناطف واحدها مغفور‬
‫بالضم‪ ،‬وله ريح كريهة منكرة‪ ،‬ويقال أيضا‪ :‬المغاثير بالثاء المثلثة‪15 - .‬‬
‫دعوات الراوندي‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من أكل هذه البقلة‬
‫المنتنة‪ :‬الثوم والبصل‪ ،‬فل يغشانا في مجالسنا وإن الملئكة تتأذى بما‬
‫يتأذى به المسلم‪ .‬تذنيب‪ :‬قال في بحر الجواهر‪ :‬البصل حار يابس في‬
‫الرابعة‪ ،‬وقيل‪ :‬في الثالثة وفيه رطوبة فضلية ملطف مقطع‪ ،‬وفيه مع‬
‫قبضه جلء وتفتيح قوى‪ ،‬وفيه نفخ وجذب للدم إلى الخارج‪ ،‬وبزره إذا‬
‫طلي به أذهب البهق‪ ،‬ويقلع البياض من العين مع العسل ونافع لداء‬
‫الثعلب‪ ،‬إذا دلك حوله‪ ،‬وهو بالملح يقطع الثآليل‪ ،‬ويفتح أفواه عروق‬
‫البواسير‪ ،‬مهيج للباه جدا‪ ،‬ويصدع‪ ،‬والكثار من أكله يسبت ويضر بالعقل‪،‬‬
‫ويقوي المعدة‪ ،‬ويشهي‪ ،‬ويعطش‪ ،‬وشمه ينفع الغثيان من شرب الدواء‪،‬‬
‫وإن اكل في السفار والمواضع المختلفة المياه نفع من ضرر اختلفها‪،‬‬
‫وماؤه يدر الطمث‪ ،‬ويلين الطبيعة‪ .‬وفي الجامع‪ :‬إذا قطر ماء البصل وحده‬
‫في اذن نفع من ثقل السمع‪ ،‬وطنينها وسيلن القيح منها‪ ،‬ومن الماء إذا‬
‫وقع فيها‪ .‬وقال‪ :‬الثوم صنفان‪ :‬بري وبستاني‪ ،‬قال جالينوس‪ :‬حار يابس‬
‫في الثالثة‪ ،‬وقيل‪ :‬في الرابعة‪ ،‬ينفع كهبة الدم‪ ،‬ويقتل القمل‪ ،‬والصئبان‬
‫ويصدع ويضر البصر‬
‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .31 :‬المصدر ص ‪.208‬‬

‫]‪[252‬‬

‫أكثر من البصل‪ ،‬لقوة تحليله وشدة تجفيفه‪ ،‬وينفع من وجع الظهر والورك‪ ،‬وهو‬
‫يقوم مقام الترياق في لسع الهوام الباردة‪ ،‬وهو بالجملة حافظ لصحة‬
‫المبرودين والشيوخ جدا‪ ،‬مقو لحرارتهم الغريزية‪ ،‬طارد للرياح الغليظة‪،‬‬
‫وينفع من تقطير البول للشيوخ‪ ،‬وخير صنعته أن يسلق بالماء والملح ثم‬
‫يخرج ويطبخ بدهن اللوز‪ ،‬ثم يؤكل‪ ،‬ويمص بعده الرمان والتفاح‪ ،‬وإذا‬
‫احرق وسحق وعجن بعسل‪ ،‬ووضع على لسعة الحية أبرء‪ ،‬وللثوم منفعة‬
‫عجيبة في قتل حب القرع‪ - 20 .‬التهذيب‪ :‬باسناده عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫ابن اذينة‪ ،‬عن زرارة قال‪ :‬حدثني من اصدق من أصحابنا أنه سأل أحدهما‬
‫عليهما السلم عن ذلك يعني أكل الثوم فقال‪ :‬أعد كل صلة صليتها ما دمت‬
‫تأكله )‪ .(1‬بيان‪ :‬حمله الشيخ وغيره على التغليظ في الكراهة‪ ،‬واستحباب‬
‫العادة‪ ،‬ونقلوا الجماع على نفي وجوبها‪ - 21 .‬الفردوس‪ :‬عن أبي‬
‫الدرداء عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إذا دخلتم بلدة وبيئا فخفتم‬
‫وباءها‪ ،‬فعليكم ببصلها‪ ،‬فانه يجلي البصر‪ ،‬وينقى الشعر‪ ،‬ويزيد في ماء‬
‫الصلب‪ ،‬ويزيد في الخطا‪ ،‬ويذهب بالحماء‪ ،‬وهو السواد في الوجه‪،‬‬
‫والعياء أيضا‪ * 21 .‬باب القثاء ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن عيسى‬
‫اليقطيني‪ ،‬عن عبيد ال الدهقان‪ ،‬عن درست الواسطي‪ ،‬عن ابن سنان‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إذا أكلتم القثاء فكلوه من أسفله‪ ،‬فانه‬
‫أعظم لبركته )‪ - 2 .(2‬ومنه‪ :‬عن الحجال عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 9‬ص ‪ (2) .96‬المحاسن‪.557 :‬‬

‫]‪[253‬‬

‫صلى ال عليه وآله يأكل القثاء بالملح )‪ .(1‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثل الخبرين‬
‫)‪ - 3 .(2‬ومنه‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله يأكل القثاء بالرطب‬
‫والقثاء بالملح )‪ - 4 .(3‬الفردوس‪ :‬عن وابصة عن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله قال‪ :‬إذا أكلتم القثاء فكلوا من أسفله‪ .‬بيان‪ :‬في تهذيب السماء‪ :‬القثاء‬
‫بكسر القاف وضمها ممدودا من الثمار المعروفة‪ ،‬وفي المغرب إن الخيار‬
‫مرادف للقثاء‪ ،‬وهو الذي صرح به الجوهري‪ ،‬ويظهر من بعض الطباء‬
‫أن القثاء هو الطويل المعوج‪ ،‬والقثد والخيار هو القصير المعروف‬
‫ببادرنگ في لغة العجم‪ ،‬ففي جامع البغدادي‪ :‬الخيار معروف‪ ،‬وهو بارد‬
‫رطب في آخر الثانية‪ ،‬وبذره أبرد‪ ،‬وجرمه أغلظ وأثقل‪ ،‬وأبرد من القثاء‪،‬‬
‫فهو لذلك أشد تطفئة وتبريدا‪ ،‬ويولد البلغم الغليظ‪ ،‬ويضر عصب المعدة‪،‬‬
‫ويفجج الغذاء‪ ،‬ويولد الخام‪ ،‬وأجوده ماكان صغير الجثة دقيق الحب‪،‬‬
‫غزيرة متكاثفا‪ ،‬ول ينبغي أن يؤكل سوى لبه وهو يطفئ حرارة الكبد‬
‫والمعدة الملتهبين‪ ،‬وشمه يرد إلى النفس قوتها‪ ،‬ويسكن الضعف الحادث‬
‫من الختلف الحادث من حرارة مفرطة لو كان أصابه غشي‪ ،‬وبزره نافع‬
‫من احتراق الصفراء‪ ،‬وورم الكبد الحار‪ ،‬والطحال وأوجاع الرية‪،‬‬
‫وقروحها الحارة‪ ،‬ويدر البول‪ .‬وقال في القثاء‪ :‬هو صنفان كازروني هو‬
‫طوال كبار يجيئ في فصل الربيع قليل البزر‪ ،‬شحم الجرم‪ ،‬وصنف يأتي في‬
‫أواخر الصيف يسمى النيشابوري وهو كثير البزر‪ ،‬وهو أعذب وأحل من‬
‫الول‪ ،‬وهو بارد رطب في آخر الثانية‪ ،‬وهو أخف من الخيار وأسرع نزول‬
‫انتهى‪ .‬أقول‪ :‬روي العامة في صحاحهم أن النبي صلى ال عليه وآله كان‬
‫يأكل الرطب بالقثاء‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .557 :‬مكارم الخلق‪ (3) .212 :‬مكارم الخلق‪.29 :‬‬

‫]‪[254‬‬

‫ورووا عن عبد ال بن جعفر أنه قال‪ :‬رأيت في يمين النبي صلى ال عليه وآله قثاء‬
‫وفي شماله رطبا وهو يأكل من ذا مرة‪ ،‬ومن ذا مرة )‪ ،(1‬وقال القرطبي‪:‬‬
‫يؤخذ منه جواز مراعاة صفات الطعمة وطبايعها‪ ،‬واستعمالها على الوجه‬
‫اللئق بها‪ ،‬على قاعدة الطب‪ ،‬لن في الرطب حرارة وفي القثاء برودة‪،‬‬
‫فإذا أكل معا اعتدل‪ ،‬وهذا أصل كبير في المركبات من الدوية‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع صحيح البخاري كتاب الطعمة الباب ‪ 39‬و ‪ 45‬و ‪ ،47‬صحيح مسلم‬
‫كتاب الشربة بالرقم ‪ 148‬سنن ابى داود كتاب الطعمة بالرقم ‪،44‬‬
‫الترمذي ‪ ،37‬ابن ماجة ‪ 37‬سنن الدارمي ‪ ،24‬مسند ابن حنبل ‪ 1‬ر ‪203‬‬
‫و ‪.204‬‬

‫]‪[255‬‬

‫أبواب الحبوب ‪ * 1‬باب الحنطة والشعير وبدو خلقهما‪ - 1 .‬العلل‪ :‬عن أحمد بن‬
‫محمد العلوي‪ ،‬عن محمد بن أسباط‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن زياد‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن عيسى بن جعفر العلوي العمري‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن‬
‫عمر بن علي‪ ،‬عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلم أنه سئل مما خلق‬
‫ال الشعير‪ ،‬فقال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى أمر آدم عليه السلم أن ازرع مما‬
‫اخترت لنفسك‪ ،‬وجاءه جبرئيل بقبضة من الحنطة فقبض آدم على قبضة‬
‫وقبضت حواء على أخرى فقال آدم لحوا‪ :‬ل تزرعي أنت ! فلم تقبل أمر‬
‫آدم‪ ،‬فكلما زرعت حوا جاء حنطة و كلما زرعت حواء جاء شعيرا )‪.(1‬‬
‫المكارم‪ :‬من كتاب النبوة عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما زال طعام‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله الشعير حتى قبضه ال إليه‪ .‬وعن الصادق‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كان قوت رسول ال صلى ال عليه وآله الشعير‪ ،‬وحلواه‬
‫التمر‪ ،‬وإدامه الزيت‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬لو علم ال في شئ شفاء‬
‫أكثر من الشعير ما جعله ال غذاء النبياء عليهم السلم )‪ .(2‬فائدة‪:‬‬
‫المشهور بين الطباء أن الحنطة حارة معتدلة في الرطوبة واليبس‪،‬‬
‫والمقلوة منهما بطيئة الهضم يولد الدود وحب القرع‪ ،‬والحنطة الكبيرة‬
‫الحمراء‬

‫)‪ (1‬علل الشرايع ‪ 2‬ر ‪ (1) .261‬مكارم الخلق‪.177 :‬‬

‫]‪[256‬‬

‫أغذى‪ ،‬والشعير بارديابس في الول وقيل‪ :‬في الثانية أقل غذاء من الحنطة‪ ،‬وينفع‬
‫الجرب والكلف طلء وضمادا بدقيقه‪ ،‬وهو ردي للمعدة‪ ،‬وماؤه رطب بارد‪،‬‬
‫وهو أوفق غذاء للمحمومين‪ ،‬وأسرع انحدارا من ماء الحنطة وينفع‬
‫الصدر‪ ،‬والسعال‪ ،‬وهو أغذى من سويقه‪ ،‬ول يخلو من نفخ لكن نفخ‬
‫السويق أكثر‪ * 2 .‬باب الماش واللوبيا والجاورس‪ - 1 .‬المكارم‪ :‬سأل‬
‫بعض أصحابنا الرضا عليه السلم عن البهق قال‪ :‬فأمرني أن أطبخ الماش‬
‫وأتحساه‪ ،‬وأجعله طعامي‪ ،‬ففعلت أياما فعوفيت‪ .‬وعنه عليه السلم أيضا‬
‫قال‪ :‬خذ الماش الرطب في أيامه ودقه مع ورقه‪ ،‬واعصر الماء واشربه‬
‫على الريق‪ ،‬واطله على البهق‪ ،‬ففعلت فعوفيت )‪ - 2 .(1‬الكافي‪ :‬عن محمد‬
‫بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن موسى‪ ،‬عن أحمد بن الحسن الجلب عن بعض‬
‫أصحابنا قال‪ :‬شكا رجل إلى أبي الحسن عليه السلم البهق‪ ،‬فأمره أن‬
‫يطبخ الماش ويتحساه‪ ،‬ويجعله في طعامه )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال في القاموس‪:‬‬
‫الماش حب معروف معتدل‪ ،‬وخلطه محمود نافع للمحموم والمزكوم‪ ،‬ملين‪،‬‬
‫وإذا طبخ بالخل نفع الجرب المتقرح‪ ،‬وضماده يقوى العضاء الواهية‪3 .‬‬
‫‪ -‬الكافي‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪،‬‬
‫عمن ذكره عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬اللوبيا تطرد الرياح‬
‫المستبطنة )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال صاحب بحر الجواهر‪ :‬اللوبياء واللوبيا بالمد‬
‫والقصر من الحبوب المعروفة‪ ،‬حار في الصل‪ ،‬معتدل في اليبوسة‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫بارد يابس منق من دم النفاس‬
‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (3 - 2) .214 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.344‬‬

‫]‪[257‬‬

‫مدر للطمث والبول‪ ،‬مخصب للبدن‪ ،‬مخرج للجنة والمشيمة‪ - 4 .‬الكافي‪ :‬عن‬
‫العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن أيوب بن نوح قال‪ :‬حدثني من أكل مع أبي الحسن‬
‫عليه السلم هريسة بالجاورس فقال‪ :‬أما إنه طعام ليس فيه ثقل ولله‬
‫غائلة وإنه أعجبني‪ ،‬فأمرت أن يتخذ لي‪ ،‬وهو باللبن أنفع وألين في المعدة‬
‫)‪ .(1‬بيان‪ :‬في بحر الجواهر‪ :‬جاورس معرب كاورس‪ ،‬وهو خير من‬
‫الدخن في جميع أحواله إل أنه أقوى قبضا‪ ،‬بارد في الولى يابس في‬
‫الثانية‪ ،‬قابض مجفف يسكن الوجع‪ ،‬ويحلل النفخ إذا قلي وكمد حارا )‪(2‬‬
‫ويولد دما رديا‪ ،‬ولو طبخ باللبن قل ضرره وهو قليل الغذاء‪ ،‬بطئ الهضم‪،‬‬
‫وقال ابن بيطار‪ :‬الجاورس عند الطباء صنفان من الدخن صغير الحب‬
‫شديد القبض‪ ،‬أغبر اللون‪ ،‬وهو عند جميع الرواة الدخن نفسه‪ ،‬غير أن أبا‬
‫حنيفة الدينوري خاصة من بينهم قال‪ :‬الدخن جنسان‪ :‬أحدهما زلل‬
‫وقاص‪ ،‬والخر أخرس‪ ،‬وقال‪ :‬الجاورس فارسي والدخن عربي‪ ،‬وقال ابن‬
‫ماسة‪ :‬إذا طبخ مع اللبن واتخذ منه دقيقة حيسا وصير معه شئ من‬
‫الشحوم غذي البدن غذاء صالحا‪ ،‬وهو أفضل من الدخن‪ ،‬وأغذى وأسرع‬
‫انهضاما‪ ،‬وأقل حبسا للطبيعة‪ * 3 .‬باب العدس ‪ - 1‬العيون‪ :‬بالسانيد‬
‫الثلثة المتقدمة عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬عليكم بالعدس‪ ،‬فانه مبارك مقدس‪ ،‬يرق القلب‪،‬‬
‫ويكثر الدمعة وقد بارك فيه سبعون نبيا آخرهم عيسى بن مريم عليهما‬
‫السلم )‪ .(3‬صحيفة الرضا والمكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .344‬يقلى ويجعل في كيس ويوضع على الموضع الوجع‬
‫يشتفى به والفعل كماد‪ (3) .‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (4) .41‬مكارم الخلق‪:‬‬
‫‪ ،215‬صحيفة الرضا‪.25 :‬‬

‫]‪[258‬‬

‫بيان‪ " :‬وقد بارك فيه " أي دعواله بالبركة‪ ،‬أو بينوا بركتها ومنافعها‪- 2 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن عبد الرحمن بن‬
‫زيد ابن أسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬شكا رجل إلى النبي صلى‬
‫ال عليه وآله قساوة القلب فقال له‪ :‬عليك بالعدس فانه يرق القلب‪،‬‬
‫ويسرع الدمعة‪ ،‬وقد بارك عليه سبعون نبيا )‪ - 3 .(1‬ومنه‪ :‬عن النوفلي‪،‬‬
‫عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي عليهم السلم قال‪ :‬أكل‬
‫العدس يرق القلب‪ ،‬ويسرع الدمعة )‪ - 4 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي‪،‬‬
‫عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم التبوكي‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬بينا رسول ال صلى ال عليه وآله جالس في‬
‫مصله إذ جاءه رجل يقال له عبد ال بن التيهان من النصار فقال له‪ :‬يا‬
‫رسول ال إني لجلس إليك كثيرا وأسمع منك كثيرا فما يرق قلبي‪ ،‬وما‬
‫تسرع دمعتي‪ ،‬فقال له النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬يابن التيهان عليك‬
‫بالعدس فكله‪ ،‬فانه يرق القلب‪ ،‬ويسرع الدمعة وقد بارك عليه سبعون نبيا‬
‫)‪ (3‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ - 5 .(4‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد‬
‫ال‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬كان فيما أوصى به رسول ال صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم‬
‫أن قال‪ :‬يا علي كل العدس فانه مبارك مقدس‪ ،‬وهو يرق القلب‪ ،‬ويكثر‬
‫الدمعة‪ ،‬وإنه بارك عليه سبعون نبيا )‪ - 6 .(5‬ومنه‪ :‬عن عثمان بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن فرات ابن أحنف‪ ،‬أن بعض أنبياء بني إسرائيل شكا إلى ال‬
‫قسوة القلب وقلة الدمعة‪ ،‬فأوحى ال إليه أن كل العدس فأكل العدس فرق‬
‫قلبه‪ ،‬وكثرت دمعته )‪ - 7 .(6‬ومنه‪ :‬عن داود بن إسحاق الحذاء‪ ،‬عن‬
‫محمد بن الفيض‪ ،‬قال‪ :‬أكلت عند‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪ (4) .504 :‬مكارم الخلق‪ 5) .215 :‬و ‪ (6‬المحاسن‪.504 :‬‬

‫]‪[259‬‬

‫أبي عبد ال عليه السلم مرقة بعدس فقلت‪ :‬جعلت فداك إن هؤلء يقولون‪ :‬إن‬
‫العدس قدس عليه ثمانون نبيا‪ ،‬فقال‪ :‬كذبوا ول عشرين نبيا )‪ .(1‬وروى‬
‫أنه يرق القلب‪ ،‬ويسرع دمعة العينين )‪ .(2‬بيان‪ :‬نفي تقديس النبياء ل‬
‫ينافي مباركتهم‪ ،‬فان التقديس الحكم بالطهارة والتنزه‪ ،‬أو الدعاء له‬
‫بالطهارة‪ ،‬وهذا معنى أرفع من البركة والنفع‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد‬
‫بالعدس هنا غير ما اريد به في ساير الخبار‪ ،‬فانه سيأتي أن العدس يطلق‬
‫على الحمص‪ ،‬وسيأتى إشعار بهذا الجمع فل تغفل‪ - 8 .‬المكارم‪ :‬من‬
‫الفردوس قال النبي صلى ال عليه وآله شكا نبي من النبياء إلى ال‬
‫عزوجل قساوة قلوب قومه‪ ،‬فأوحى ال عزوجل إليه‪ ،‬وهو في مصله‪ :‬أن‬
‫مرقومك أن يأكلوا العدس‪ ،‬فانه يرق القلب ويدمع العين ويذهب الكبر‬
‫]ياء[ وهو طعام البرار )‪ - 9 .(3‬الدعايم‪ :‬عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله أنه قال‪ :‬عليكم بالعدس فانه يرق القلب ويكثر الدمعة ; ولقد قدسه‬
‫سبعون نبيا )‪ .(4‬بيان‪ :‬في بحر الجواهر‪ :‬العدس من الحبوب المعروفة في‬
‫التقويم أنه بارد يابس في الثانية وقال جالينوس‪ :‬إنه إما معتدل في الحر‬
‫والبرد‪ ،‬أو مايل إلى الحرارة يسيرا‪ ،‬وفي المنهاج هو معتدل في الحر‬
‫والبرد يابس في الثانية‪ ،‬وقيل‪ :‬إن قشره حار في الولى والمقشور منه‬
‫بارد في الثانية‪ ،‬وقيل في الولى يابس في الثالثة‪ ،‬ونفس جرمه يجفف‬
‫ويحبس البطن‪ ،‬وأما الماء الذي يطبخ به العدس فمطلق‪ ،‬ولذلك صار من‬
‫يستعمله لحبس البطن يطبخه طبختين‪ ،‬ويصب عنه ماءه الول‪ ،‬وهو أولى‬
‫من الماش في الحصبة إن لم يكن صداع‪ ،‬وهو مضر بالعصب‪ ،‬والبصر‪،‬‬
‫والمعدة‪ ،‬وعسر البول‪ ،‬ويولد الرياح والجذام‪ ،‬ومصلحه السلق واللحم‬
‫السمين‪ ،‬أو دهن اللوز والسفاناج‪.‬‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .504 :‬مكارم الخلق‪ (4) .215 :‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪.112‬‬

‫]‪[260‬‬

‫‪ * 4‬باب الرز ‪ - 1‬العيون‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم‬


‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬سيد طعام الدنيا والخرة اللحم ثم‬
‫الرز )‪ .(1‬الصحيفة‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ - 2 .(2‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عمن أخبره عن أبي عبد ال عليه السلم قال قال‪:‬‬
‫نعم الطعام الرز وإنا لندخره لمرضانا )‪ - 3 .(3‬ومنه‪ :‬عن علي بن الحكم‬
‫وابن فضال‪ ،‬عن يونس بن يعقوب قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ما‬
‫يأتينا من ناحيتكم شئ أحب إلى من الرز والبنفسج‪ ،‬إني اشتكيت وجعي‬
‫ذاك الشديد فالهمت أكل الرز فأمرت به فغسل فجفف ثم قلي وطحن‪ ،‬فجعل‬
‫لي منه سفوف بزيت وطبيخ أتحساه فذهب ال بذلك الوجع )‪ .(4‬الكافي‪:‬‬
‫عن البرقي مثله‪ ،‬وفيه فأذهب ال عزوجل عني بذلك الوجع )‪ .(5‬بيان‪:‬‬
‫كأن المراد بالطبيخ هنا مطلق المطبوخ‪ ،‬وفي القاموس الطبيخ ضرب من‬
‫المنصف وهو شراب طبخ حتى ذهب نصفه‪ ،‬ولو كان هو المراد هنا فلعل‬
‫المراد به ما لم يغلظ كثيرا بل اكتفي فيه بذهاب نصفه‪ ،‬وقوله‪ " :‬وطبيخ "‬
‫عطف معطوف على سفوف‪ ،‬و قيل‪ :‬أراد بالبنفسج دهنه كما مر في باب‬
‫الدهان‪ - 4 .‬المحاسن‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن يونس بن يعقوب‪ ،‬عن بعض‬
‫أصحابه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬مرضت سنتين أو أكثر‬
‫فألهمني ال الرز‪ ،‬فأمرت به فغسل‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (2) .35‬صحيفة الرضا‪ (3) .10 :‬المحاسن‪(4) .502 :‬‬
‫المحاسن‪ (5) .503 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.341‬‬

‫]‪[261‬‬
‫فجفف ثم اشم النار وطحن فجعلت بعضه سفوفا وبعضه حسوا )‪ .(1‬بيان‪ " :‬ثم‬
‫اشم النار " أي اقلي بالنار قليا خفيفا كأنه شم رايحته‪ ،‬في القاموس أشم‬
‫الحجام الختان أخذ منه قليل انتهى‪ ،‬وهذا مجاز شايع بين العرب والعجم‪،‬‬
‫وفي القاموس سففت الدواء با لكسر سفا واستفته قمحته أو أخذته غير‬
‫ملتوت‪ ،‬وهو سفوف كصبور‪ ،‬وقال‪ :‬حسا زيد المرق شربه شيئا بعد شئ‬
‫كتحساه واحتساه وأحسيته إياه وحسيته واسم ما يتحسى الحسية والحسا‪،‬‬
‫ويمد‪ ،‬والحسو كدلو والحسو كعدو‪ - 5 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن يونس‪،‬‬
‫عن هشام بن الحكم‪ ،‬عن زرارة قال‪ :‬رأيت داية أبي الحسن عليه السلم‬
‫تلقمه الرز وتضربه عليه فغمني ذلك فدخلت على أبي عبد ال عليه‬
‫السلم فقال‪ :‬إني أحسبك غمك الذي رأيت من داية أبي الحسن ؟ قلت‪ :‬نعم‬
‫جعلت فداك‪ ،‬فقال لي‪ :‬نعم‪ ،‬نعم الطعام الرز‪ :‬يوسع المعاء‪ ،‬ويقطع‬
‫البواسير وإنا لنغبط أهل العراق بأكلهم الرز والبسر‪ ،‬فانهما يوسعان‬
‫المعاء‪ ،‬ويقطعان البواسير )‪ .(2‬الكافي‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن إسماعيل بن مرار‪ ،‬وغيره عن يونس مثله )‪ - 6 .(3‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬عن المفضل بن عمر قال‪ :‬دخلت على الصادق عليه السلم‬
‫بالغداة وهو على المائدة فقال‪ :‬تعال يا مفضل إلى الغداء‪ .‬فقلت‪ :‬يا سيدي‬
‫قد تغديت‪ ،‬قال‪ :‬ويحك فانه ارز‪ ،‬فقلت‪ :‬يا سيدي قد فعلت‪ ،‬فقال‪ :‬تعال حتى‬
‫أروي لك حديثا‪ ،‬فدنوت منه فجلست‪ ،‬فقال‪ :‬حدثني أبي عن آبائه عليهم‬
‫السلم عن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬أول حبة أقرت ل‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .502 :‬المصدر نفسه ‪ (3) .504‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.341‬‬

‫]‪[262‬‬

‫بالوحدانية‪ ،‬ولي بالنبوة‪ ،‬ولخي علي بالوصية‪ ،‬ولمتي الموحدين‪ :‬محبة‪ ،‬الرز‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬ازددأكل حتى أزيدك علما‪ ،‬فازددت أكل فقال‪ :‬حدثني أبي عن آبائه‬
‫عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬كل شئ أخرجت الرض ففيه داء‬
‫وشفاء إل الرز‪ ،‬فانه شفاء لداء فيه‪ ،‬ثم قال‪ :‬ازدد أكل حتى أزيدك علما‪،‬‬
‫فازددت أكل فقال‪ :‬حدثني أبي عن آبائه عن النبي صلى ال عليه وآله أنه‬
‫قال‪ :‬لو كان الرز رجل لكان حليما‪ ،‬ثم قال‪ :‬ازدد أكل حتى أزيدك علما‪،‬‬
‫فازددت أكل فقال‪ :‬حدثني أبي عن آبائه عن النبي صلى ال عليه وآله أنه‬
‫قال‪ :‬إن الرز يشبع الجايع‪ ،‬ويمري الشبعان‪ ،‬وقال‪ :‬كان أحب الطعام إلى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله النارباجة‪ - 7 .‬المكارم‪ :‬قال الصادق عليه‬
‫السلم‪ :‬نعم الدواء الرز‪ ،‬بارد صحيح سليم من كل داء‪ .‬وعن الرضا عن‬
‫أبيه عن جده عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال وآله‪ :‬سيد طعام‬
‫الدنيا والخرة اللحم والرز )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد مضى كثير من فضل الرز في‬
‫باب علج البطن )‪ .(2‬تتميم‪ :‬في القاموس الرز كأشد وعتل وقفل وطنب‬
‫ورز ورنز وآرز ككابل و أرز كعضد‪ ،‬وهاتان عن كراع حب معروف‪ ،‬وقال‬
‫في بحر الجواهر‪ :‬بارد يابس في الثانية وقيل‪ :‬معتدل‪ ،‬وقيل‪ :‬حار‪ ،‬وقال‬
‫الشيخ‪ :‬إنه حار يابس ويبسه أظهر من حره‪ ،‬و قيل‪ :‬إنه أحر من الحنطة‪.‬‬
‫وقال الشيخ نجيب الدين السمرقندي‪ :‬يستدل على حرارته من جهتين‬
‫إحداهما طعمه‪ ،‬والخرى تأثيره وفعله‪ ،‬أما الستدلل من جهة الطعم فهو‬
‫عذوبة طعمه‪ ،‬وأما تأثيره فانه يحمي أبدان المحرورين ويلهبها‪ ،‬وهو‬
‫سريع الهضم‪ ،‬يسمن البدن‪ ،‬و يحسن البشرة‪ ،‬ويغذو غذاء صالحا‪ ،‬ويغسل‬
‫المعاء مع اللبن‪ ،‬ومع السماق يحبس جدا‪ ،‬والحمر الغير المغسول‬
‫أحبس‪ ،‬والحقنة به دافع لسجج المعاء وإذا اكل‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .178 :‬راجع بحار النوار ج ‪ 62‬ر ‪.179 - 162‬‬

‫]‪[263‬‬

‫بالسكر كان انحداره عن المعدة سريعا وإذا طبخ باللبن واخذ مع السكر أخصب‬
‫البدن وغذا غذاء كثيرا‪ ،‬وزاد في المني وفي نضارة اللون‪ * 5 .‬باب‬
‫الحمص ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن البزنطي‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم‬
‫قال‪ :‬الحمص جيد لوجع الظهر‪ ،‬وكان يدعو به قبل الطعام وبعده )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬كأنه رد على الطباء حيث خصوا نفعه بأكله وسط الطعام‪ ،‬قال في‬
‫القاموس‪ :‬الحمص كحلز وقنب حب معروف نافخ ملين مدر يزيد في المني‬
‫والشهوة والدم‪ ،‬مقو للبدن والذكر‪ ،‬بشرط أن ل يؤكل قبل الطعام وما بعده‬
‫بل في وسطه‪ - 2 .‬المحاسن‪ :‬عن نوح بن شعيب‪ ،‬عن نادر الخادم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫كان أبو الحسن الرضا عليه السلم يأكل الحمص المطبوخ قبل الطعام‬
‫وبعده )‪ - 3 .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن رفاعة بن موسى‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال ‪ -‬عليه السلم يقول‪ :‬إن ال لما عافى أيوب عليه السلم‬
‫نظر إلى بني إسرائيل قد ازرعت فنظر إلى السماء فقال‪ :‬إلهي وسيدي‬
‫عبدك أيوب المبتلي الذي عافيته لم يزرع شيئا وهذا لبني إسرائيل زرع‪،‬‬
‫فأوحى ال إليه‪ :‬يا أيوب خذ من سبحتك أكفا وابذره‪ ،‬وكانت ليوب سبحة‬
‫فيها ملح‪ ،‬فأخذ أيوب أكفا منها فأبذره فخرج هذا العدس‪ ،‬وأنتم تسمونه‬
‫الحمص‪ ،‬ونحن نسميه العدس )‪ .(1‬الكافي‪ :‬عن العدة عن البرقي مثله )‬
‫‪ .(2‬بيان‪ " :‬قد ازرعت " كأنه بتشديد الزاي بقلب الدال إليها وفي الكافي‬
‫ازدرعت‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪ (4) .505 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.343‬‬


‫]‪[264‬‬

‫وهو أصوب‪ ،‬قال في القاموس‪ :‬زرع كمنع أطرح البذر كازدرع وأصله ازترع‪،‬‬
‫أبدلوها دال لتوافق الزاي‪ ،‬وفي الكافي " فرفع طرفه إلى السماء فقال‪:‬‬
‫إلهى وسيدي عبدك أيوب المبتلى عافيته ولم يزدرع " إلى قوله تعالى‪" :‬‬
‫خذ من سبحتك " في أكثر نسخ الكافي كما هنا بالحاء المهملة‪ ،‬وهي‬
‫خرزات للتسبيح تعد‪ ،‬فقوله‪ :‬فيها ملح لعل المعنى أنها كانت قد خلطت في‬
‫الموضع الذي وضعها فيه بملح‪ ،‬أو كان بعض الخرزات من الملح‪ ،‬وإن‬
‫كان بعيدا والملح بالكسر الملحة والحسن كما في القاموس فيحتمل ذلك‬
‫أيضا أو يقرء الملح بالضم جمع الملح‪ ،‬وهو ما فيه بياض يخالطه سواد‪،‬‬
‫أي كان بعض الخرزات كذلك‪ ،‬وفي بعض نسخ الكافي بالخاء المعجمة ;‬
‫ولعله أظهر‪ ،‬ويدل على أن الحمص يطلق على العدس أو بالعكس‪ ،‬ولم أر‬
‫شيئا منهما فيما عندنا من كتب اللغة‪ - 4 ،‬المكارم‪ :‬عن الصادق عليه‬
‫السلم ذكر عنده الحمص فقال‪ :‬هو جيد لوجع الصدر )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال في‬
‫بحر الجواهر‪ :‬الحمص منه أبيض ومنه أحمر ومنه أسود‪ ،‬قال بقراط‪ :‬حار‬
‫رطب في الولى‪ ،‬وقال إسحاق‪ :‬حار يابس في الولى‪ ،‬إذا طبخ مع اللحم‬
‫أعان على نضجه‪ ،‬وإذا غسل به أثر الدم قلعه من الثوب‪ ،‬ولو دق وخلط‬
‫بماء الورد الحار وضمد به على الظهر الوجع نفع‪ ،‬ويدر البول والحيض‪،‬‬
‫ويوافق الصدر والرية ويهيج الباه‪ ،‬ويلين البطن ويضر قرحة الكلى‬
‫والمثانة‪ ،‬ويغذو الرية أكثر من كل شئ‪ ،‬وينفع طبيخه من وجع الظهر‬
‫والستسقاء واليرقان‪ .‬واعلم أن الجماع يحتاج في قوته إلى ثلثة أشياء‬
‫هي مجتمعة في الحمص‪ :‬أحدها طعام تكون فيه حرارة زائدة يقوي‬
‫الحرارة الغريزية‪ ،‬وينبه الشهودة للجماع والثاني غذاء يكون فيه من قوة‬
‫الغذاء ورطوبته ما يرطب البدن ويزيد في المني‪ ،‬والثالث غذاء فيه من‬
‫الرياح والنفخ ما يمل أوراد القضيب وأعضاءه‪ ،‬وكلها موجودة في‬
‫الحمص انتهى‪.‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪.215 :‬‬

‫]‪[265‬‬

‫وقال ابن بيطار نقل عن السرائيلي‪ :‬الحمص السود أكثر حرارة وأقل رطوبة من‬
‫البيض‪ ،‬ولذلك صارت مرارته أظهر من حلوته‪ ،‬وصار فعله في تفتيح‬
‫سدد الكبد والطحال وتفتيت الحصاة وإخراج الدود وحب القرع من البطن‬
‫وإسقاط الجنة والنفع من الستسقاء واليرقان العارض من سدد الكبد‬
‫والمرارة فيه أقوى وأظهر‪ .‬وأما في زيادة اللبن والمني وتحسين اللون‬
‫وإدرار البول‪ ،‬فالبيض أخص بذلك وأفضل لعذوبته ولذاذته وكثرة غذائه‪،‬‬
‫قال‪ :‬ويجب أن ل يؤكل قبل الطعام ول بعده‪ ،‬لكن في وسطه وقال نقل عن‬
‫الرازي‪ :‬إن الحساء المتخذ منه ومن اللبن نافع لمن جفت ريته ورق‬
‫صوته‪ 6 ..‬باب الباقل ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن أحمد بن محمد بن أبى نصر‪ ،‬عن‬
‫أبي الحسن الرضا عليه السلم قال‪ :‬أكل الباقل يمخ الساق ويولد الدم‬
‫الطري )‪ .(1‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ (2‬إل أنه قال‪ :‬يمخخ‬
‫الساقين كما في الكافي )‪ .(3‬بيان‪ :‬الظاهر أن المراد أنه يكثر مخ الساق‪،‬‬
‫فيصير سببا لقوتها ولم يأت في اللغة بهذا المعنى‪ ،‬لبناء الفعال ول‬
‫التفعيل وإن كان القياس يقتضي ذلك قال في القاموس‪ :‬المخ بالضم نقي‬
‫العظم والدماغ‪ ،‬وعظم مخيخ ذو مخ‪ ،‬وأمخ العظم صار فيه مخ‪ ،‬والشاة‬
‫سمنت‪ ،‬ومخخ العظم وتمخخه وامتخه ومخمخه مخمخة أخرج مخه‬
‫انتهى‪ ،‬وكثيرا ما يستعمل ما لم يأت في اللغة‪ ،‬ويمكن أن يقرء الساق‬
‫بالرفع على ما في المحاسن أي يمخ الساق به‪.‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .506 :‬مكارم الخلق‪ (3) .209 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.344‬‬

‫]‪[266‬‬

‫‪ - 2‬المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابنا رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬الباقل‬
‫يمخ الساقين )‪ - 3 .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن موسى بن جعفر‬
‫البغدادي‪ ،‬عن محمد بن الحسن عن عمر بن سلمة‪ ،‬عن محمد بن عبد ال‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أكل الباقل يمخ الساقين‪ ،‬ويزيد في‬
‫الدماغ‪ ،‬ويولد الدم )‪ .(2‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن أحمد‬
‫مثله ؟ )‪ .(3‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ (4‬وفي الكافي " الدم الطري‬
‫"‪ .‬بيان ‪ -‬محمد ابن أحمد هو ابن أبي قتادة بقرينة الراوي والمروي عنه‬
‫معا‪ - 4 .‬المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن صالح بن عقبة قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬كلوا الباقل بقشره‪ ،‬فانه يدبغ المعدة )‪5 (5‬‬
‫‪ -‬المكارم‪ :‬من الفردوس‪ :‬عن أنس قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬كان‬
‫طعام عيسى الباقل حتى رفع‪ ،‬ولم يأكل عيسى عليه السلم شيئا غيرته‬
‫النار حتى رفع‪ ..‬من الفردوس‪ :‬وقال عليه السلم‪ :‬من أكل فولة بقشرها‬
‫أخرج ال عزوجل منه من الداء مثليها‪ .‬وعن الصادق عليه السلم قال‪:‬‬
‫الباقل يذهب الداء ول داء فيه )‪ .(6‬تبيين‪ :‬قال في القاموس‪ :‬الفول بالضم‬
‫حب كالحمص والباقل عند أهل الشام أو مختص باليابس‪ ،‬الواحدة فولة‪،‬‬
‫وقال‪ :‬الباقل مخففة ممدودة الفول الواحدة بهاء‪ ،‬أو الواحد والجمع سواء‪،‬‬
‫وأكله يولد الرياح والحلم الردية‪ ،‬والسدر والهم‪ ،‬وأخلطا غليظة‪ ،‬وينفع‬
‫للسعال وتخصيب البدن‪ ،‬ويحفظ الصحة إذا اصلح‪ ،‬وأخضره‬
‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .506 :‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪ (4) .344‬مكارم الخلق‪(5) .209 :‬‬
‫المحاسن‪ (6) .506 :‬مكارم الخلق‪.209 :‬‬

‫]‪[267‬‬

‫بالزنجبيل للباءة غاية‪ ،‬والباقل القبطي نبات حبه أصغر من الفول‪ ،‬وفي الصحاح‬
‫الباقل إذا شددت اللم قصرت‪ ،‬وإن خففت مددت‪ ،‬الواحدة باقلة على ذلك‬
‫وقال‪ :‬الفول الباقل‪ .‬وقال في القانون‪ :‬الباقل منه المعروف‪ ،‬ومنه مصري‬
‫ونبطي‪ ،‬والنبطي أشد قبضا والمصري أرطب وأقل غذاء‪ ،‬والرطب أكثر‬
‫فضول‪ ،‬ولو ل بطوء هضمه وكثرة نفخه ما قصر في التغذية الجيدة من‬
‫كشك الشعير‪ ،‬بل دمه أغلظ وأقوى‪ ،‬ثم قال‪ :‬وفيه جلء يتولد منه لحم‬
‫رخو‪ ،‬ويولد أخلطا غليظة‪ ،‬وقد قضى بقراط بجودة غذائه وانحفاظ الصحة‬
‫به‪ ،‬وأنه يرى أحلما مشوشة‪ ،‬ويحدث الحكة خصوصا طريه‪ ،‬ومصدع‬
‫ضار لمن يعتريه الصداع انتهى‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬جيد للصدر‪ ،‬ونفث الدم‪،‬‬
‫والسعال مع العسل‪ ،‬وينفع من أورام الحلق والسجج أكل‪ ،‬ودقيقه إذا طبخ‬
‫وضمد به وحده أو مع السويق سكن الورم العارض من ضربة‪ ،‬ولو قشر‬
‫الباقل ودق وذر على موضع نزف الدم حبسه وإذا خلط بدقيق الحلبة‬
‫وعسل حلل الدما ميل والورام العارضة في اصول الذان‪.‬‬

‫]‪[268‬‬

‫ابواب * )ما يعمل من الحبوب( * ‪ 1‬باب * )فعل الخبز واكرامه وآداب خبزه وأكله(‬
‫* ‪ - 1‬قرب السناد‪ :‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن‬
‫جعفر عن أبيه عليهما السلم أن عليا عليه السلم كان يعاتب خدمه في‬
‫تخمير الخمير فيقول‪ :‬هو أكثر للخبز )‪ .(1‬بيان‪ " :‬في تخمير الخمير " أي‬
‫تغطيته بثوب عند الخبز أو قبله أيضا‪ ،‬فان وقوع العين عليه مما يذهب‬
‫ببركته‪ ،‬ول استبعاد في أن يكثر ال الخمير بذلك‪ ،‬أو المراد به تركه زمانا‬
‫طويل حتى يجود‪ ،‬وكونه سببا للزيادة والبركة والنفع ظاهر مجرب‪ ،‬قال‬
‫في القاموس‪ :‬الخمر ترك العجين والطين ونحوه حتى يجود كالتخمير‬
‫والفعل كضرب ونصر‪ ،‬وهو خمير وقال‪ :‬التخمير التغطية‪ - 2 .‬مجالس ابن‬
‫الشيخ‪ :‬عن أبيه‪ ،‬باسناد أخى دعبل‪ ،‬عن الرضا عن آبائه عليهم السلم‬
‫عن الباقر عليه السلم قال‪ :‬إن الترج لثقيل‪ ،‬فإذا اكل فان الخبز اليابس‬
‫يهضمه من المعدة )‪ - 3 .(2‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن المغيرة‪،‬‬
‫عن عمرو بن شمر قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬إنى للعق‬
‫أصابعي من المأدم حتى أخاف أن يرى خادمي أن ذلك من جشع‪ ،‬وليس‬
‫ذلك كذلك‪ ،‬إن قوما أفرغت عليهم النعمة‪ ،‬وهم أهل‬
‫)‪ (1‬قرب السناد ‪ 47‬ط نجف وفيه تصحيف‪ (2) .‬أمالى الطوسى‪ 1 :‬ر ‪.379‬‬

‫]‪[269‬‬

‫الثرثار‪ ،‬فعمدوا إلى مخ الحنطة فجعلوه خبزا هجاء فجعلوا ينجون به صبيانهم‪،‬‬
‫حتى اجتمع من ذلك جبل‪ ،‬فمر رجل صالح على امرأة وهي تفعل ذلك‬
‫بصبي لها‪ ،‬فقال‪ :‬ويحكم اتقوا ال ل يغير ما بكم من نعمة‪ ،‬فقالت‪ :‬كأنك‬
‫تخوفنا بالجوع‪ ،‬أما ما دام ثرثارنا يجرئ‪ ،‬فانا ل نخاف الجوع‪ ،‬قال‪ :‬فأسف‬
‫ال عزوجل وضعف لهم الثرثار‪ ،‬وحبس عنهم قطر السماء‪ ،‬ونبت‬
‫الرض‪ ،‬قال‪ :‬فاحتاجوا إلى ما في أيديهم فأكلوه ثم احتاجوا إلى ذلك الجبل‬
‫فان كان ليقسم بينهم بالميزان )‪ .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن الحكم‬
‫بن مسكين‪ ،‬عن عمرو بن شمر مثله )‪ .(2‬بيان‪ :‬من المأدم في الكافي )‪(3‬‬
‫" من المأدوم " وفي بعض نسخه " من الدم " وهما أصوب‪ ،‬وفي‬
‫القاموس الثرثار نهر أو واد كبير بين سنجار وتكريت‪ ،‬والهجاء بالتشديد‬
‫من هجأ جوعه كمنع هجأو هجوءا‪ :‬سكن وذهب‪ ،‬فهو صفة للخبز‪ ،‬أي‬
‫صالحا لرفع الجوع‪ ،‬أو مصدر بمعنى الحمق‪ ،‬أي فعلوا ذلك لحمقهم‪،‬‬
‫والهجأة كهمزة الحمق كما في القاموس‪ :‬ول يبعد أن يكون تصحيف‬
‫هجانا أي خيارا جيادا كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلم " هذا‬
‫جناي وهجانه فيه " والسف السخط‪ ،‬قال تعالى‪ " :‬فلما آسفونا انتقمنا‬
‫منهم )‪ " (4‬والضعاف والتضعيف جعل الشئ ضعيفا أو مضاعفا‪ ،‬والثاني‬
‫أنسب بكلم المرأة‪ ،‬وبقوله عليه السلم‪ " :‬لهم " دون عليهم وبقوله في‬
‫الرواية الخيرة )‪ " (5‬فأجرى ال الثرثار أضعف ما كان عليه وحبس‬
‫عنهم بركة السماء " وذلك لنهم لما اعتمدوا على النهر‪ ،‬ضاعفه ال لهم‪،‬‬
‫وحبس عنهم القطر والزرع‪ ،‬ليعلموا أن النهر ل يغنيهم من ال‪ ،‬وأنه لبد‬
‫أن يكون العتماد على ال‪ ،‬وستأتي الخبار في كتاب الطهارة مشروحة إن‬
‫شاء ال )‪ (2 - 1) .(6‬المحاسن‪ (3) .587 - 586 :‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪) .301‬‬
‫‪ (4‬الزخرف‪ (5) .55 :‬يعنى رواية عمرو بن شمر راجع نصه في‬
‫المحاسن‪ (6) .587 :‬راجع ج ‪ 80‬ص ‪ ،203 - 202‬ولنا في الذيل كلم في‬
‫تفسير الخبر ل بأس بمراجعته‪.‬‬

‫]‪[270‬‬

‫‪ - 3‬المحاسن‪ :‬عن ابن أبى عمير‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن الوليد ابن‬
‫صبيح‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إنما بني الجسد على الخبر )‪.(1‬‬
‫‪ - 4‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن بعض الكوفيين رفعه قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬أكرموا الخبز وعظموه‪ ،‬فان ال تبارك وتعالى أنزل له‬
‫بركات من السماء وأخرج بركات الرض‪ ،‬من كرامته أن ل يقطع ول يوطأ‬
‫)‪ - 5 .(2‬ومنه‪ :‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة‪ ،‬عن جعفر عن أبيه عن‬
‫آبائه عن على عليهم السلم قال‪ :‬أكرموا الخبز فانه قد عمل فيه ما بين‬
‫العرش إلى الرض وما بينهما )‪ .(3‬المكارم‪ :‬عن الصادق عليه السلم‬
‫مثله ‪ - 6 .(4‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أبى البختري‪ ،‬رفعه قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬اللهم بارك لنا في الخبز‪ ،‬ول تفرق بيننا وبينه‪،‬‬
‫فلو ل الخبز ما صمنا ول صلينا ول أدينا فرايض ربنا )‪ - 7 .(5‬ومنه‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن الفصل النوفلي‪ ،‬عن الفضل بن يونس قال‪ :‬تغدى‬
‫عندي أبو الحسن عليه السلم فجيئ بقصعة وتحتها خبز‪ ،‬فقال‪ :‬أكرموا‬
‫الخبز أن يكون تحتها‪ ،‬وقال لي‪ :‬مر الغلم أن يخرج الرغيف من تحت‬
‫القصعة )‪ - 8 .(6‬ومنه‪ :‬عن الوشاء‪ ،‬عن المثنى‪ ،‬عن أبان بن تغلب‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إنه كره أن يوضع الرغيف تحت القصعة )‬
‫‪ - 9 .(7‬ومنه‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن مثنى‪ ،‬عن أبى بصير‪ ،‬عن أبى عبد ال‬
‫عليه السلم أنه كره ان يوضع الرغيف تحت القصعة ونهى عنه )‪10 .(8‬‬
‫‪ -‬ومنه‪ :‬عن أبي يوسف‪ ،‬عن محمد بن جمهور العمي‪ ،‬عن إدريس بن‬
‫يوسف‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪ (4) .585 :‬المكارم‪ (5) .177 :‬المحاسن‪(8 - 6) .586 :‬‬
‫المحاسن‪.589 :‬‬

‫]‪[271‬‬

‫عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال عليه السلم‪ :‬ل تقطعوا الخبز‬
‫بالسكين‪ ،‬ولكن اكسروه باليد‪ ،‬وليكسر لكم خالفوا العجم )‪ .(1‬بيان‪ :‬الظاهر‬
‫أن أبا يوسف يعقوب بن زيد كما صرح به في مواضع والواو في قوله‪" :‬‬
‫وليكسر " كأنه بمعنى أو‪ ،‬والمر بمخالفة العجم لنهم كانوا يومئذ كفارا‪.‬‬
‫‪ - 11‬المحاسن‪ :‬عن الحسن بن علي بن بشير رفعه قال‪ :‬ل بأس بقطع‬
‫الخبز بالسكين )‪ - 12 .(2‬ومنه‪ :‬عن السياري‪ ،‬عن أبى علي بن راشد‬
‫رفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان أمير المؤمنين عليه السلم إذا‬
‫لم يكن له إدام قطع الخبز بالسكين )‪ - 13 .(3‬ومنه‪ :‬عن بعض أصحابه‬
‫رفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أدني الدام قطع الخبز بالسكين‬
‫)‪ .(4‬بيان‪ :‬جعل القطع مقام الدام إما لنه يصير ألذ‪ ،‬فيفعل فعل الدام‪ ،‬أو‬
‫يصير شبيها بالدام فكأنه يخدع الطبيعة به‪ ،‬وعلى أي حال يدل على جواز‬
‫قطع الخبز بالسكين مع فقد الدام‪ ،‬وفي غيره كأن المنع محمول على‬
‫الكراهة وإن كان الحوط الترك‪ ،‬قال في الدروس‪ :‬ويكره قطع الخبز‬
‫بالسكين‪ ،‬ولم يستثن هذه الصورة وكأنه حملها على تخفيف الكراهة‪- 14 .‬‬
‫المكارم‪ :‬من كتاب طب الئمة عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬أكرموا‬
‫الخبز فان ال عزوجل أنزل له بركات السماء وأخرج بركات الرض‪ ،‬قيل‪:‬‬
‫وما إكرامه ؟ قال ل يقطع ول يوطأ‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬أكرموا الخبز‬
‫فان ال تعالى أنزل له بركات السماء‪ ،‬قيل‪ :‬وما إكرامه ؟ قال‪ :‬إذا حضر لم‬
‫ينتظر به غيره )‪.(5‬‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن‪ (5) .590 - 589 :‬مكارم الخلق‪.177 :‬‬

‫]‪[272‬‬

‫‪ - 15‬دعوات الراوندي‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬صغروا رغافكم فان مع كل‬
‫رغيف بركة‪ - 16 .‬الدعائم‪ :‬عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه نهى‬
‫أن يشم الخبز كما تشم السباع ونهى أن يقطع بالسكين )‪ - 17 .(1‬الكافي‪:‬‬
‫عن على بن ابراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إياكم أن تشموا‬
‫الخبز كما تشمه السباع فان الخبز مبارك أرسل ال عزوجل له السماء‬
‫مدرارا‪ ،‬وله أنبت ال المرعى وبه صليتم‪ ،‬وبه صمتم‪ ،‬وبه حججتم بيت‬
‫ربكم )‪ .(2‬المحاسن‪ :‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن محمد العمي‪ ،‬عن إدريس‬
‫بن يوسف‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إياكم أن تشموا إلى قوله‪:‬‬
‫مدرارا )‪ .(3‬بيان‪ " :‬أن تشموا الخبز " أي لختبار جودته " أرسل ال "‬
‫إلى آخره إشارة إلى قوله تعالى في سورة نوح نقل عنه عليه السلم‪" :‬‬
‫فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء علكيم مدرارا " )‪(4‬‬
‫وقال البيضاوي‪ " :‬السماء " يحتمل المظلة والسحاب والمدرار كثير الدر‬
‫يستوى في هذا البناء المذكر والمؤنث‪ - 18 .‬الكافي‪ :‬بالسناد المتقدم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا اتيتم بالخبز واللحم فابدؤا بالخبز‪،‬‬
‫فسدوا به خلل الجوع ثم كلوا اللحم )‪ - 19 (5‬ومنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبى عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬أكرموا الخبز فانه قد عمل‬
‫فيه ما بين العرش إلى الرض‪ ،‬والرض وما فيها من كثير خلقه‪ ،‬ثم قال‬
‫لمن حوله‪:‬‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ (2) .117‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (3) .303‬المحاسن ‪ (4) .585‬نوح‪:‬‬
‫‪ (5) .11 - 10‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.403‬‬

‫]‪[273‬‬
‫أل احدثكم ؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول ال فداك الباء والمهات فقال‪ :‬إنه كان نبي فيمن‬
‫كان قبلكم يقال له‪ :‬دانيال‪ ،‬وإنه أعطى صاحب معبر رغيفا لكى يعبر به‪،‬‬
‫فرمى صاحب المعبر بالرغيف وقال‪ :‬ما أصنع بالخبز‪ ،‬هذا الخبز عندنا قد‬
‫يداس بالرجل فلما رأى دانيال ذلك منه‪ ،‬رفع يده إلى السماء ثم قال‪ :‬اللهم‬
‫أكرم الخبز‪ ،‬فقد رأيت يا رب ما صنع هذا العبد وما قال‪ ،‬قال‪ :‬فأوحى ال‬
‫عزوجل إلى السماء أن يحبس الغيث‪ ،‬وأوحى إلى الرض أن كوني طبقا‬
‫كالفخار‪ ،‬قال‪ :‬فلم يمطروا حتى أنه بلغ من أمرهم أن بعضهم أكل بعضا‪.‬‬
‫فلما بلغ منهم ما أراد عزوجل من ذلك‪ ،‬قالت امرأة لخرى‪ ،‬ولهما ولدان‪:‬‬
‫يا فلنة تعالى حتى نأكل أنا وأنت اليوم ولدي‪ ،‬فإذا جعنا غدا أكلنا ولدك‪،‬‬
‫قالت لها نعم فأكلتاه‪ ،‬فلما أن جاعتا من بعد راودت الخرى على أكل‬
‫ولدها‪ ،‬فامتنعت عليها فقالت‪ :‬بيني وبينك نبي ال‪ ،‬فاختصما إلى دانيال‬
‫فقال لهما‪ :‬وقد بلغ إلى ما أرى ؟ قالتا له‪ :‬نعم يا نبي ال‪ ،‬وأشد‪ ،‬فرفع يده‬
‫إلى السماء فقال‪ :‬اللهم عد علينا بفضلك وفضل رحمتك‪ ،‬ول تعاقب الطفال‬
‫ومن فيه خير بذنب صاحب المعبر وأضرابه لنعمتك قال‪ :‬فأمر ال تبارك‬
‫وتعالى إلى السماء أن أمطري على الرض‪ ،‬وأمر الرض أن ابنتي لخلقي‬
‫ما قد فاتهم من خيرك‪ ،‬فاني قد رحمتهم بالطفل الصغير )‪ .(1‬بيان‪ :‬الدياس‬
‫والدياسة الوطى بالرجل‪ ،‬وكون الرض طبقا كناية عن صلبتها واندماج‬
‫أجزائها تشبيها بالطبق المعروف من أمتعة البيت‪ ،‬وفي القاموس الطبق‬
‫محركة غطاء كل شئ والطبق أيضا من كل شيئ ما ساواه‪ ،‬والطابق‬
‫كهاجر وصاحب الجر الكبير‪ ،‬وقال‪ :‬الفخارة كجبانة الجرة والجمع الفخار‬
‫أو هو الخزف‪ - 20 .‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن‬
‫محمد بن عيسى‪ ،‬عن يعقوب بن يقطين قال‪ :‬قال أبو الحسن الرضا عليه‬
‫السلم قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬صغروا رغفانكم‪ ،‬فان مع كل‬
‫رغيف بركة‪ ،‬وقال يعقوب بن يقطين‪ :‬رأيت أبا الحسن يعني الرضا عليه‬
‫السلم يكسر‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.302‬‬

‫]‪[274‬‬

‫الرغيف إلى فوق )‪ .(1‬بيان‪ " :‬كسره إلى فوق " يحتمل وجهين‪ :‬الول ‪ -‬وهو‬
‫الظهر ‪ -‬أن يكون المعنى كسر اليابس بعطف اليدين إلى جانب التحت‬
‫لينكسر الخبز من جهة الفوق‪ ،‬والثاني أن يكون المراد كسر الرطب‬
‫بابتدائه من الجانب السفل وخرقه إلى العلى‪ - 21 .‬الكافي‪ :‬عن علي بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال‪ :‬ل تقطعوا‬
‫الخبز بالسكين‪ ،‬ولكن اكسروه باليد‪ ،‬خالفوا العجم )‪ 2 .(2‬باب * )أنواع‬
‫الخبز( * ‪ - 1‬الكافي‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫يونس‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال‪ :‬فضل خبز الشعير على‬
‫البر كفضلنا على الناس‪ ،‬وما من نبي إل وقد دعا لكل الشعير‪ ،‬وبارك‬
‫عليه‪ ،‬وما دخل جوفا إل وأخرج كل داء فيه‪ ،‬وهو قوت النبياء‪ ،‬وطعام‬
‫البرار‪ ،‬أبى ال تعالى أن يجعل قوت النبياء إل شعيرا )‪ .(3‬المكارم‪ :‬عنه‬
‫عليه السلم مثله إل أن فيه " أبى ال أن يجعل قوت النبياء للشقياء " )‬
‫‪ - 2 (4‬الكافي‪ :‬بالسناد المتقدم عن الرضا عليه السلم أنه قال‪ :‬ما دخل‬
‫في جوف المسلول شئ أنفع له من خبر الرز )‪ .(5‬ومنه‪ :‬عن محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن محمد بن موسى‪ ،‬عن الخشاب‪ ،‬عن علي بن حسان عن بعض‬
‫أصحابنا قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أطعموا المبطون خبز الرز‪،‬‬
‫فما دخل جوف المسلول شئ أنفع منه‪ ،‬أما إنه يدبغ المعدة‪ ،‬ويسل الداء‬
‫سل )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ 2) .303‬و ‪ (3‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪ (4) .304‬مكارم الخلق ‪- 5) .178‬‬
‫‪ (6‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪.305‬‬

‫]‪[275‬‬

‫‪ - 3‬المكارم‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬ما دخل جو ف المسلول مثل خبز الرز‬
‫إنه يسل الداء سل‪ .‬ومن صحيفة الرضا عليه السلم عن ابن أبي رافع‬
‫وغيره يرفعونه قال‪ :‬ما من شئ أنفع منه‪ ،‬وما من شئ يبقى في الجوف‬
‫من غدوة إلى الليل إل خبز الرز )‪ .(1‬بيان‪ :‬قوله من صحيفة الرضا‪ :‬ليس‬
‫في موقعه‪ ،‬وليس الخبز المذكور بعده فيها )‪ (2‬وليس السناد إليها في‬
‫بعض النسخ‪ ،‬وهو أصوب‪ - 4 .‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد‪ ،‬عن السياري‪ ،‬عن يحيى بن أبى رافع‪ ،‬وغيره يرفعونه إلى أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬ليس يبقى في الجوف من غدوة إلى الليل إل خبز‬
‫الرز )‪ - 5 .(3‬المكارم‪ :‬في خبز الجاورس‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬أما إنه ليس فيه ثقل‪ ،‬وهو باللبن ألين وأنفع في المعدة )‪ .(4‬روضة‬
‫الواعظين‪ :‬عن العيص بن القاسم قال‪ :‬قلت للصادق عليه السلم‪ :‬حديث‬
‫يروي عن أبيك عليه السلم أنه قال‪ :‬ما شبع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله من خبز برقط‪ ،‬أهو صحيح‪ ،‬فقال‪ :‬ل‪ ،‬ما أكل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله خبز برقط‪ ،‬ول شبع من خبز شعير قط )‪ .(5‬كتاب المسائل‪:‬‬
‫بالسناد عن علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى عليه السلم قال‪ :‬سألته عن‬
‫الخبز يطين بالسمن‪ ،‬قال‪ :‬ل بأس )‪ .(6‬بيان‪ :‬يطين أي قبل الطبخ أو عند‬
‫الكل‪ ،‬وكأن الول أظهر‪ - 8 .‬الكافي‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن البزنطى‪،‬‬
‫عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬الخبز اليابس يهضم الترج )‪.(7‬‬
‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .178 :‬في المخطوطة‪ :‬وكأن فيه سقطا‪ ،‬وليس فيها ما ذكر‬
‫بعد ذلك‪ (3) .‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (4) .305‬مكارم الخلق‪ (5) .178 :‬مكارم‬
‫الخلق‪ ،29 :‬ومثله في امالي الصدوق ‪ (6) .192‬راجع بحار النوار‬
‫‪ 10‬ر ‪ (7) .262‬الكافي ‪ 6‬ر ‪(*) .360‬‬

‫]‪[276‬‬

‫‪ 3‬باب * )السوقه وأنواعها( * ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫جندب‪ ،‬عن بعض أصحابه قال‪ :‬ذكر عند أبى عبد ال عليه السلم السويق‬
‫فقال‪ :‬إنما على بالوحى )‪ - 2 .(1‬ومنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن ابن‬
‫أسباط‪ ،‬عن محمد بن عبد ال بن سيابة عن جندب أبي عبد ال بن جندب‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا الحسن موسى عليه السلم يقول‪ :‬نزل السويق بالوحي من‬
‫السماء )‪ - 3 .(2‬ومنه‪ :‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن خالد بن نجيح‪ ،‬عن‬
‫أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬السويق طعام المرسلين‪ ،‬أو قال‪ :‬من طعام‬
‫النبيين عليهم السلم‪ - 4 .‬ومنه‪ :‬عن السياري‪ ،‬عن نضر بن محمد‪ ،‬عن‬
‫عدة من أصحابنا من أهل خراسان عن أبى الحسن الرضا عليه السلم قال‪:‬‬
‫السويق لما شرب له )‪ .(3‬بيان‪ :‬أي ينفع لي داء شرب لدفعه ولي منفعة‬
‫قصد به‪ - 5 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن بكر بن محمد الزدي‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬السويق ينبت اللحم ويشد العظم )‪ - 6 .(4‬ومنه‪ :‬عن‬
‫محمد بن عيسى‪ ،‬عن الدهقان‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن ابن مسكان قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬شربة السويق بالزيت تنبت اللحم‪ ،‬وتشد‬
‫العظم‪ ،‬وترق البشرة‪ ،‬وتزيد في الباه )‪ - 7 .(5‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن بكر‬
‫بن محمد الزدي‪ ،‬عن خضر قال‪ :‬كنت عند أبي ‪ -‬عبد ال عليه السلم‬
‫فأتاه رجل من أصحابنا فقال له‪ :‬يولد لنا المولود فيكون منه القلة والضعف‬
‫فقال‪ :‬ما يمنعك من السويق ؟ فانه يشد العظم‪ ،‬وينبت اللحم )‪.(6‬‬

‫)‪ (5 - 1‬المحاسن‪ (6) .488 :‬المحاسن‪ 488 :‬وسيجئ تحت الرقم ‪ 14‬عن طب‬
‫الئمة وفيه " البله والضعف "‪.‬‬

‫]‪[277‬‬

‫المكارم‪ :‬مرسل مثله )‪ .(1‬بيان‪ :‬كأن المراد بالقلة قلة اللحم والهزال‪ ،‬وفي المكارم‬
‫العلة وهو أصوب ‪ - 8‬المحاسن‪ :‬عن بكر بن محمد قال‪ :‬أرسل أبو عبد ال‬
‫عليه السلم إلى عيثمة جدتي أن أسقي محمد بن عبد السلم السويق‪ ،‬فانه‬
‫ينبت اللحم ويشد العظم‪ .‬ورواه عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم إل أنه قال‪ :‬أرسل إلى سعيدة )‪ .(2‬بيان‪ :‬سعيدة‬
‫إما مرسلة أو مرسل إليها مكان عيثمة‪ ،‬وسيأتي ما يؤيد الول‪- 9 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬وعن أبيه جميعا‪ ،‬عن بكر بن محمد‬
‫الزدي‪ ،‬قال‪ :‬دخلت عيثمة على أبى عبد ال عليه السلم ومعها ابنها أظن‬
‫اسمه محمدا فقال لها أبو ‪ -‬عبد ال عليه السلم‪ :‬مالي أري جسم ابنك‬
‫نحيفا ؟ قالت‪ :‬هو عليل‪ ،‬فقال لها‪ :‬اسقيه السويق فانه ينبت اللحم ويشد‬
‫العظم )‪ .(3‬قرب السناد‪ :‬عن محمد بن عيسى عن بكر مثله‪ ،‬وفيه دخلت‬
‫غنيمة عمتى )‪ - 10 .(4‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن بكر بن محمد‪ ،‬عن‬
‫عثيمة ام ولد عبد السلم قالت‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬اسقوا‬
‫صبيانكم السويق في صغرهم فان ذلك ينبت اللحم ويشد العظم‪ ،‬ومن شرب‬
‫السويق أربعين صباحا امتلت كتفاه قوة )‪ .(5‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم‬
‫مثله )‪ (6‬إل أن فيه " امتلت كعبه " وفي الكافي )‪ (7‬كالمحاسن‪- 11 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن إبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬عن قتيبة العشى‪ ،‬عن أبى عبد‬
‫ال‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (3 - 2) .219 :‬المحاسن‪ (4) .489 :‬قرب السناد‪(5) .11 :‬‬
‫المحاسن‪ (6) .489 :‬مكارم الخلق ‪ (7) .220‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ 306‬بالرقم‬
‫‪.12‬‬

‫]‪[278‬‬

‫عليه السلم قال‪ :‬ثلث راحات سويق جاف على الريق ينشف المرة والبلغم‪ ،‬حتى‬
‫يقال‪ :‬ل يكاد أن يدع شيئا )‪ .(1‬بيان‪ :‬الراحة الكف‪ ،‬وفي الكافي حتى لتكاد‬
‫)‪ - 12 .(2‬الطب‪ :‬عن صالح بن إبراهيم المصري‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن ابن‬
‫بكير‪ ،‬عن ابن أبي يعفور‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن السويق‬
‫الجاف إذا اخذ على الريق أطفأ الحرارة‪ ،‬وسكن المرة وإذالت ثم شرب لم‬
‫يفعل ذلك )‪ .(3‬بيان‪ " :‬وإذالت " على بناء المجهول أي خلط بسمن‬
‫أوزيت ونحوهما كما روي الكليني عن العدة‪ ،‬عن سهل عن السياري‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم بن بسطام‪ ،‬عن رجل من أهل مرو قال‪ :‬بعث إلينا الرضا عليه‬
‫السلم وهو عندنا يطلب السويق فبعث إليه بسويق ملتوت فرده وبعث إلى‬
‫إن السويق إذا شرب على الريق جافا أطفأ الحرارة‪ ،‬وسكن المرة وإذالت‬
‫لم يفعل ذلك )‪ (4‬وفي الصحاح‪ :‬لت فلن بفلن إذالز به وقرن معه‪ ،‬ولتت‬
‫السويق ألته لتا إذا جدحته وفي المصباح لت السويق بله بشئ‪- 13 .‬‬
‫الطب‪ :‬عن أبي جعفر الباقر عليه السلم قال‪ :‬ما أعظم بركة السويق‪ :‬إذا‬
‫شربة النسان على الشبع أمرأ وهضم الطعام‪ ،‬وإذا شربه النسان على‬
‫الجوع أشبعه ونعم الزاد في السفر والحضر السويق )‪ - 14 .(5‬عن أحمد‬
‫بن غياث‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن بكر بن محمد‬
‫قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال عليه السلم فقال له رجل‪ :‬يابن رسول ال يولد‬
‫الولد فيكون فيه البله والضعف‪ ،‬فقال‪ :‬ما يمنعك من السويق‪ ،‬اشربه ومر‬
‫أهلك به‪ ،‬فانه ينبت اللحم ويشد العظم ول يولد لكم إل القوي )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .489 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ 306‬بالرقم ‪ (3) .8‬طب الئمة ‪(4) .67‬‬
‫الكافي ‪ 6‬ر ‪ 5) .307‬و ‪ (6‬طب الئمة ‪ 67‬و ‪.88‬‬

‫]‪[279‬‬

‫‪ - 15‬قرب السناد‪ :‬عن أحمد بن إسحاق‪ ،‬عن بكر بن محمد الزدي قال‪ :‬جاء محمد‬
‫بن عبد السلم إلى أبي عبد ال عليه السلم فقال له‪ :‬إن رجل ضرب بقرة‬
‫بفأس فوقذها ثم ذبحها‪ ،‬فلم يرسل إليه بالجواب‪ ،‬ودعا سعيدة فقال لها‪ :‬إن‬
‫هذا جاءني فقال‪ :‬إنك أرسلت إلى في صاحب البقرة التي ضربها بفأس‪،‬‬
‫فان كان الدم خرج معتدل فكلوا وأطعموا وإن كان خرج خروجا عتيا فل‬
‫تقربوه‪ ،‬قال‪ :‬فأخذت الغلم فأرادت ضربة فبعث إليها اسقيه السويق فانه‬
‫ينبت اللحم ويشد العظم )‪ - 16 .(1‬الحتجاج‪ :‬عن الحسن بن محمد‬
‫النوفلي في خبر احتجاج الرضا عليه السلم على أرباب الملل قال‪ :‬لما أراد‬
‫عليه السلم المصير إلى المأمون توضأ وضوء الصلة وشرب شربة‬
‫سويق وسقانا‪ ،‬الخبر )‪ - 17 .(2‬المحاسن‪ :‬عن أبي يوسف‪ ،‬عن يحيى بن‬
‫المبارك‪ ،‬عن أبي الصباح‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬السويق‬
‫الجاف يذهب بالبياض )‪ .(3‬بيان‪ :‬بالبياض أي بالبرص وبياض العين بعيد‪.‬‬
‫‪ - 18‬المحاسن‪ :‬عن موسى بن القاسم عن يحيى بن مساور‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم أو عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬السويق يجرد المرة والبلغم جردا ويدفع سبعين نوعا من أنواع البلء‬
‫)‪ .(4‬بيان‪ :‬في الكافي )‪ (5‬يجرد المرة والبلغم من المعدة‪ :‬أي ينزع‪ ،‬وفي‬
‫القاموس جرده وجرده قشره‪ ،‬والجلد نزع شعره‪ ،‬وزيدا من ثوبه عراه‪،‬‬
‫والقطن حلجه‪ - 19 .‬المحاسن‪ :‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن النضر بن قرواش‬
‫الجمال‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو الحسن الماضي عليه السلم‪ :‬السويق إذا غسلته‬
‫سبع مرات وقلبته من إناء إلى إناء‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ (2) .31 :‬الحتجاج ‪ (4 - 3) .227‬المحاسن‪ (5) .489 :‬الكافي‬
‫‪ 6‬ر ‪.306‬‬

‫]‪[280‬‬
‫آخر‪ ،‬فهو يذهب بالحمى‪ ،‬وينزل القوة في الساقين والقدمين )‪ .(1‬المكارم‪ :‬عن‬
‫الرضا عليه السلم مثله )‪ .(2‬بيان‪ " :‬وقلبته من إناء " أي قبل الدق‬
‫لتصفيته عما يشوبه‪ ،‬أو بعده فان مع القلب من إناء إلى آخر يبقى درديه‬
‫في الناء‪ - 20 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن إبراهيم بن‬
‫عمر اليماني‪ ،‬عن حماد بن عثمان قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬املؤا جوف المحموم من السويق يغسل ثلث مرات ثم يسقى‪ ،‬قال‬
‫في حديث آخر‪ :‬يحول من إناء إلى إناء )‪ .(3‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم‬
‫مثله إلى قوله‪ :‬يغسل سبع مرات ثم يسقى )‪ - 21 .(4‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حفص بن البختري عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬أفضل سحوركم السويق والتمر‪ ،‬ورواه أبو يوسف عن ابن أبي عمير‬
‫عن مرازم عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )‪ .(5‬المكارم‪ :‬عنه عليه‬
‫السلم مثله )‪ - 22 .(6‬المحاسن‪ :‬في حديث آخر قال‪ :‬نعم الطعام السويق )‬
‫‪ - 23 .(7‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن عمرو قال‪ :‬سمعت أبا الحسن‬
‫الرضا عليه السلم يقول‪ :‬نعم القوت السويق‪ :‬إن كنت جائعا أمسك‪ ،‬وإن‬
‫كنت شبعان أهضم طعامك )‪ .(8‬ومنه‪ :‬عن علي بن جعفر وموسى بن‬
‫القاسم‪ ،‬عن أبي همام‪ ،‬عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه‬
‫السلم مثله )‪ - 24 .(9‬ومنه )‪ :(10‬عن النوفلي عن السكوني‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم عن آبائه عليهم السلم‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .489 :‬مكارم اخلق ‪ 3) .220‬و ‪ (5‬المحاسن‪ 4) .490 :‬و ‪(6‬‬
‫مكارم الخلق‪ (7) .220 :‬لم نجده في مظانه من المصدر‪(10 - 8) .‬‬
‫المحاسن‪.490 :‬‬

‫]‪[281‬‬

‫قال‪ :‬إن النبي صلى ال عليه وآله اتى بسويق لو زفيه سكر طبر زد‪ ،‬فقال‪ :‬هذا‬
‫طعام المترفين بعدي‪ ،‬بيان‪ :‬في القاموس أترفته النعمة أطغته أو نعمته‬
‫كترفته تتريفا‪ ،‬والمترف كمكرم المتروك يصنع ما شاء ول يمنع والمتنعم‬
‫ل يمنع من تنعمه‪ ،‬والجبار‪ - 25 .‬المكارم‪ :‬من أمالى الشيخ أبي جعفر‬
‫الطوسي عن علي بن الحسين عليه السلم قال‪ :‬بلوا جوح المحموم‬
‫بالسويق والعسل ثلث مرات‪ ،‬ويحول من إناء إلى إناء و يسقى المحموم‪،‬‬
‫فانه يذهب بالحمى الحارة وإنما عمل بالوحي )‪ .(1‬وعن ابن كثير قال‪:‬‬
‫انطلق بطني فأمرني أبو عبد ال عليه السلم أن آخذ سويق الجاورس‬
‫بماء الكمون‪ ،‬ففعلت فأمسك بطني وعوفيت‪ .‬وعن أحمد بن يزيد قال‪ :‬كان‬
‫إذا لسع أهل الدارحية أو عقرب قال‪ :‬اسقوه سويق التفاح‪ .‬وعن ابن بكير‬
‫قال‪ :‬رعفت فسئل أبو عبد ال عليه السلم عن ذلك فقال‪ :‬اسقوه سويق‬
‫التفاح فسقيته فانقطع الرعاف )‪ .(2‬بيان‪ :‬قطعه الرعاف كأنه لبرده‬
‫وقبضه‪ ،‬وقطع الصفراء ودفع السموم لتقويته القلب وتقويته الروح فيمنع‬
‫تأثيرها‪ - 26 .‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن عبد ال بن جعفر‪ ،‬عن‬
‫محمد بن خالد‪ ،‬عن سيف التمار قال‪ :‬مرض بعض رفقائنا بمكة فبرسم‪،‬‬
‫فدخلت على أبي عبد ال عليه السلم فأعلمته فقال لي‪ :‬اسقه سويق‬
‫الشعير‪ ،‬فانه يعافى إنشاء ال‪ ،‬وهو غذاء في جوف المريض‪ ،‬قال‪ :‬فما‬
‫سقيناه السويق إل يومين ‪ -‬أو قال‪ :‬مرتين ‪ -‬حتى عوفي صاحبنا )‪.(3‬‬
‫المكارم‪ :‬مثله مع اختصار )‪ .(4‬بيان‪ :‬في القاموس البرسام بالكسر علة‬
‫يهذى فيها‪ ،‬برسم بالضم فهو مبرسم‪،‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪ ،219‬أمالى الطوسى ‪ 1‬ر ‪ (2) .376‬مكارم الخلق ‪- 220‬‬
‫‪ (3) .221‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (4) .307‬مكارم الخلق ‪.220‬‬

‫]‪[282‬‬

‫وقال في بحر الجواهر‪ :‬البرسام في الينابيع بالكسر‪ ،‬وفي التهذيب بالفتح‪ ،‬قال‬
‫الشيخ نجيب الدين‪ :‬هو تورم يعرض للحجاب بين الكبد والمعدة وقال‬
‫نفيس الدين‪ :‬إنه قد خالف جمهور القوم في تعريف هذا المرض‪ ،‬فانهم‬
‫اتفقوا على أنه ورم في الحجاب نفسه وهو الحجاب المعترض بين القلب‬
‫والمعدة‪ ،‬وأما الحجاب الحايل بين المعدة والكبد فمما لم يقل به أحد من‬
‫الفضلء غير الطبري انتهى‪ .‬ومناسبة سويق الشعير للبرسام ظاهرة‪ ،‬فان‬
‫في البرسام الحرارة غالبة جدا وسويق الشعير في غاية البرودة‪ ،‬وقوله‬
‫عليه السلم‪ " :‬وهو غذاء " كأنه إشارة إلى ما ذكره الطباء من أن‬
‫التداوي بالغذية أحسن من التداوي بالدوية‪ ،‬أو إلى أنه ل يؤكل بعده‬
‫غذاء يتوهم أنه دواء لبد من غذاء آخر‪ ،‬والتخصيص بالمريض لن‬
‫غذاءه يكون أقل من غذاء الصحيح‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد به أنه يولد الدم‪- 27 .‬‬
‫الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن موسى رفعه عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم أنه قال‪ :‬سويق العدس يقطع العطش‪ ،‬ويقوى المعدة وفيه‬
‫شفاء من سبعين داء‪ ،‬ويطفئ الصفراء ويبرد الجوف‪ ،‬وكان إذا سافر عليه‬
‫السلم ل يفارقه‪ ،‬وكان يقول عليه السلم إذا هاج الدم بأحد من حشمه قال‬
‫له‪ :‬اشرب من سويق العدس فانه يسكن هيجان الدم ويطفئ الحرارة )‪.(1‬‬
‫المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ - 28 .(2‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪،‬‬
‫عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن علي بن مهزيار قال‪ :‬إن جارية لنا أصابها‬
‫الحيض وكان ل ينقطع عنها حتى أشرفت على الموت‪ ،‬فأمر أبو جعفر‬
‫عليه السلم أن تسقى سويق العدس فسقيت فانقطع عنها وعوفيت )‪.(3‬‬
‫المكارم‪ :‬عن علي بن مهزيار مثله )‪ .(4‬تبيين‪ :‬لعل تسكينه للعطش في‬
‫الخبر الول من جهة التبريد والتطفئة‪ ،‬وتقويته للمعدة إذا كان ضعفها من‬
‫جهة الحرارة أو الرطوبة‪ ،‬وأما إطفاؤه للصفراء‬

‫)‪ 1‬و ‪ (3‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ 2) .307‬و ‪ (4‬مكارم الخلق ‪.221‬‬

‫]‪[283‬‬

‫والحرارة فقيل لجهتين‪ :‬أحدهما من جهة التبريد في المزجة الحارة‪ ،‬والخرى من‬
‫جهة تغليظ الدم وتسكين حدته‪ ،‬فيقل جريانه وسيلنه في العروق‪ ،‬ولهذا‬
‫السبب يقطع دم الحيض كما في الخبر الثاني‪ .‬وأقول‪ :‬يظهر من الكليني‬
‫رحمه ال أنه حمل السويق المطلق الوارد في الخبار على سويق الحنطة‬
‫حيث قال‪ " :‬باب السوقة وفضل سويق الحنطة " ثم ذكر الخبار المطلقة‬
‫في هذا الباب‪ ،‬وقال الشهيد رحمه ال في الدروس‪ :‬في السويق ونفعه‬
‫أخبار جمة وفسره الكليني بسويق الحنطة‪ ،‬وقال مؤلف بحر الجواهر‪:‬‬
‫السويق متخذ من سبعة أشياء‪ :‬الحنطة‪ ،‬والشعير‪ ،‬والنبق‪ ،‬والتفاح‪،‬‬
‫والقرع‪ ،‬وحب الرمان‪ ،‬والغبيراء وجملته يعقل الطبع ويقطع القئ والغثيان‬
‫الصفراويين‪ ،‬وينشف بلة المعدة‪ ،‬وإن اتخذ من سويق الشعير والماء‬
‫وقليل من اللبن وخلط به الخشخاش المقلو المسحوق ينفع السجج‪،‬‬
‫ويسكن اللدغ‪ ،‬ويجلب النوم انتهى‪ .‬وقال ابن بيطار نقل عن الرازي‪ :‬كل‬
‫سويق مناسب للشئ الذي يتخذ منه فسويق الشعير أبرد من سويق الحنطة‬
‫بمقدار ما الشعير أبرد منها وأكثر توليدا للرياح‪ ،‬والذي يكثر استعماله من‬
‫السوقة هذان السويقان أعني سويق الحنطة وسويق الشعير‪ ،‬وهما جميعا‬
‫ينفخان ويبطئان النزول عن المعدة‪ ،‬ويذهب ذلك عنهما إن غليا بالماء غليا‬
‫جيدا‪ ،‬ثم صفي في خرقة صفيقة ليسيل عنها الماء ويعصرا حتى يصيرا‬
‫كبة ويشربا بالسكر والماء البارد‪ ،‬فيقل نفخهما‪ ،‬ويقل انحدارهما‪ ،‬وينفعان‬
‫المحرورين الملتهبين إذا باكروا شربه في الصيف ويمنع كون الحميات‬
‫والمراض الحارة‪ ،‬وهذا من أجل منافعه‪ ،‬ول ينبغي لمن شربه أن يأكل‬
‫ذلك اليوم شيئا من فاكهة رطبة ول خيارا ول بقول ول يكثر منها‪ .‬وأما‬
‫المبرودون ومن يعتريهم نفخ في البطن وأوجاع في الظهر والمفاصل‬
‫العتيقة والمشايخ وأصحاب المزجة الباردة جدا‪ ،‬فل ينبغي لهم أن‬
‫يتعرضوا للسويق بتة فان اضطروا إليه فليصلحوه بأن يشربوه بعد غسله‬
‫بالماء الحار مرات بالفانيد والعسل بعد اللت بالزيت‪ ،‬ودهن الحبة‬
‫الخضراء‪ ،‬ودهن الجوز‪.‬‬

‫]‪[284‬‬
‫وسويق الشعير وإن كان أبرد من سويق الحنطة‪ ،‬فان سويق الحنطة لكثرة ما‬
‫يشرب من الماء يبلغ من تطفئته وتبريده للبدن مبلغا أكثر‪ ،‬ول سيما في‬
‫ترطيبه‪ ،‬فيكون أبلغ نفعا لمن يحتاج إلى ترطيبه‪ ،‬وسويق الشعير أجود‬
‫لمن يحتاج إلى تطفئته وتجفيفه‪ ،‬وهؤلء هم أصحاب البدان العبلة الكثيرة‬
‫اللحم والدماء‪ ،‬وأما الولون فأصحاب البدان القصيفة القليلة اللحم‬
‫المصفرة‪ .‬وأما ساير السوقة فانها تستعمل على سبيل دواء ل على سبيل‬
‫غذاء كما يستعمل سويق النبق وسويق التفاح‪ ،‬والرمان الحامض ليعقل‬
‫البطن مع حرارة‪ ،‬وسويق الخرنوب والغبيراء لعقل الطبيعة‪ - 29 .‬الكافي‪:‬‬
‫عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن موسى بن الحسن‪ ،‬عن السياري‪ ،‬عن عبيد ال‬
‫بن أبي عبد ال قال‪ :‬كتب أبو الحسن عليه السلم من خراسان إلى‬
‫المدينة‪ :‬ل تسقوا أبا جعفر الثاني السويق بالسكر‪ ،‬فانه ردي للرجال‬
‫وفسره السياري عن عبيد ال أنه يكره للرجال لنه يقطع النكاح من شدة‬
‫برده مع السكر )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.307‬‬

‫]‪[285‬‬

‫أبواب * )الحلوات والحموضات( * ‪ * 1‬باب * )انواع الحلوات( * ‪- 1‬‬


‫المحاسن‪ :‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن ابن القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قيل لرسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يارسول ال أي‬
‫الشراب أحب إليك ؟ قال‪ :‬الحلو البارد )‪ - 2 .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد بن‬
‫عيسى اليقطينى‪ ،‬عن أبي محمد النصاري عن أبي الحسين الحمسي عن‬
‫أبي عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬المؤمن عذب يحب العذوبة والمؤمن حلو يحب الحلوة )‪ .(2‬ومنه‪:‬‬
‫عن أبيه عن محمد بن سنان عن الحمسي مثله )‪ - 3 .(3‬ومنه‪ :‬عن سهل‬
‫بن زياد‪ ،‬عن أحمد بن هارون بن موفق المدائني‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬بعث إلى‬
‫الماضي يوما فأكلنا عنده‪ ،‬وأكثروا من الحلوا فقلت‪ :‬ما أكثر هذا الحلوا ؟‬
‫فقال‪ :‬إنا وشيعتنا خلقنا من الحلوة فنحن نحب الحلوا )‪ - 4 .(4‬ومنه‪ :‬عن‬
‫علي بن الحكم‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة البطايني‪ ،‬عن أبي بصير عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬من لم يرد الحلوا يرد الشراب )‪ - 5 .(5‬ومنه‪ :‬عن‬
‫علي بن الحكم‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي الحسن عليه السلم‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .408 - 407 :‬المحاسن‪ (5 - 4) .449 :‬المحاسن ‪.408‬‬


‫]‪[286‬‬

‫قال‪ :‬إنا أهل بيت نحب الحلواء ومن لم يحب الحلوا منا أراد الشراب‪ ،‬وقال‪ :‬إن بي‬
‫لمواد وأنا أحب الحلواء )‪ .(1‬بيان‪ :‬قوله عليه السلم " إن بي لمواد "‪:‬‬
‫المادة الزيادة المتصلة‪ ،‬وكأن المعنى أن لي أموال أقدر على التكلف في‬
‫الطعام وليس مني إسرافا‪ ،‬واحب الحلواء وأستعمله‪ ،‬أو مواد من المرض‬
‫يتوهم التضرر به ومع ذلك احبه‪ ،‬وفي بعض النسخ " إن أبي لمواد " أي‬
‫كان أبي موادا محبا له وكأنه تصحيف بل ل يبعد كون كليهما تصحيفا‪- 6 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن يونس بن يعقوب‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬كنا بالمدينة فأرسل إلينا‪ :‬اصنعوا لنا فالوذج‪ ،‬وأقلوا‪ ،‬فأرسلنا‬
‫إليه في قصعة صغيرة )‪ - 7 .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن سعدان‪ ،‬عن يوسف‬
‫بن يعقوب‪ ،‬قال‪ :‬كان أبو عبد ال عليه السلم يعجبه الفالوذج وكان إذا‬
‫أراده قال‪ :‬اتخذوه لنا وأقلوا )‪ - 8 .(3‬ومنه‪ :‬عن سعدان‪ ،‬عن هشام‪ ،‬عن‬
‫أبي حمزة قال‪ :‬بعثت إلى أبي الحسن عليه السلم بقصعة فيها خشتيج ثم‬
‫دخلت عليه فوجدت القصعة موضوعة بين يديه وقد دعا بقصعة فدق فيها‬
‫سكرا فقال لي‪ :‬تعال فكل‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك قد جعل فيها ما يكتفى به قال‪:‬‬
‫كل فانك ستجده طيبا )‪ .(4‬بيان‪ " :‬فيها خشيتج " في بعض النسخ "‬
‫خشنيج " ولم أعرف معناهما في اللغة وفي بحر الجواهر‪ :‬الخشكنانج‬
‫السكري هو الخبز المقلي بالسكر‪ - 9 .‬المحاسن‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن‬
‫يونس بن يعقوب‪ ،‬عن عبد العلى‪ ،‬قال‪ :‬أكلت مع أبي عبد ال عليه السلم‬
‫فأتى بدجاجة محشوة خبيصا ففككناها فأكلناها )‪ .(5‬توضيح‪ :‬قال في‬
‫القاموس‪ :‬خبصه يخبصه خلطه‪ ،‬ومنه الخبيص المعمول من التمر‬
‫والسمن‪ ،‬وفي بحر الجواهر‪ :‬الخبيص حلواء يعمل بأن يغلى من الشيرج‬
‫رطل فيجعل فيه عند غليانه من الدقيق الحواري رطل ويغلى حتى تفوح‬
‫رائحته ثم يلقى‬

‫)‪ (5 - 1‬المحاسن‪.409 - 408 :‬‬

‫]‪[287‬‬

‫عليه ثلثة ارطال من السكر أو العسل أو الدبس‪ ،‬ويطبخ بنار هادئة ويحرك باسطام‬
‫)‪ (1‬حتى يقذف الدهن فيرفع‪ - 10 .‬المكارم‪ :‬لقد جاء النبي صلى ال عليه‬
‫وآله بعض أصحابه يوما بفالوذج فأكل منه‪ ،‬وقال‪ :‬مم هذا يا أبا عبد ال ؟‬
‫فقال‪ :‬بأبي أنت وامي نجعل السمن والعسل في البرمة ونضعها على النار‪،‬‬
‫ثم نغليه‪ ،‬ثم نأخذ مخ الحنطة إذا طحنت فنلقيه على السمن والعسل‪ ،‬ثم‬
‫نسوطه حتى ينضج فيأتي كما ترى‪ ،‬فقال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن هذا‬
‫الطعام طيب )‪ (2‬ولقد كان يأكل الشعير غير منخول خبزا أو عصيدة في‬
‫حالة )‪ (2‬كل ذلك كان يأكله صلى ال عليه وآله )‪ .(4‬وكان صلى ال عليه‬
‫وآله يأكل الحيس وكان يتمجع اللبن والتمر ويسميهما الطيبين )‪ (5‬بيان‪:‬‬
‫البرمة بالضم قدر من الحجارة ذكره الفيروز آبادي‪ ،‬وقال‪ :‬السوط الخلط‪،‬‬
‫وهو أن تخلط شيئين في إنائك ثم تضربهما بيدك حتى يختلطا كالتسويط‪،‬‬
‫وفي الصحاح‪ :‬العصيدة التي تعصدها بالمسواط فتمرها به فتنقلب ل يبقى‬
‫في الناء منها شئ إل انقلب‪ ،‬وقال‪ :‬الحيس الخلط‪ ،‬ومنه سمي الحيس‬
‫وهو تمر يخلط بسمن وأقط‪ ،‬وقال في بحر الجواهر‪ :‬الحيس بالفتح حلواء‬
‫يتخذ من السمن والكعك والدبس وغيره فارسيه چنگال وفي النهاية‪:‬‬
‫التمجع والمجع أكل التمر باللبن‪ ،‬وهو أن يحسو حسوة من اللبن ويأكل‬
‫على أثرها تمرة‪ - 11 .‬السرائر‪ :‬نقل من كتاب أبي القاسم بن قولويه عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كل من اشتد لنا حبا اشتد للنساء حبا‬
‫وللحلواء )‪ - 12 .(6‬المكارم‪ :‬روي أن الحسن بن علي عليه السلم رأى‬
‫رجل يعيب الفالوذج‬

‫)‪ (1‬السطام وهكذا السطام‪ :‬المسعار وهو حديدة تحرك بها النار‪ (2) .‬مكارم‬
‫الخلق‪ (3) .28 :‬في نخالته ظ‪ (5 - 4) .‬مكارم الخلق‪(6) .30 - 29 :‬‬
‫مستطرفات السرائر‪.491 :‬‬

‫]‪[288‬‬

‫فقال‪ " :‬فتاب البر بلعاب النحل‪ ،‬بخالص السمن "‪ ،‬ما عاب هذا مسلم )‪ .(1‬بيان‪:‬‬
‫في الصحاح الفالوذ والفالوذق معربان قال يعقوب‪ :‬ول تقل‪ :‬الفالوذج‬
‫انتهى‪ ،‬ويظهر من الحديث أن الفالوذج في تلك الزمان كان اسما للحلواء‬
‫المعمول من دقيق البر والسمن والعسل‪ - 13 .‬دعوات الراوندي‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أطعم أخاه حلوة أذهب ال عنه مرارة‬
‫الموت‪ - 14 .‬الدعايم‪ :‬عن جعفر بن محمد عليه السلم أنه كان يعجبه‬
‫الفالوذج وكان إذا أراده قال‪ :‬اتخذوه لنا وأقلوا‪ ،‬أظنه وكان عليه السلم‬
‫يتقي الكثار منه لئل يضره )‪ - 15 .(2‬المكارم‪ :‬قال النبي صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬إذا وضعت الحلوا فأصيبوا منها ول تردوها )‪ .(3‬بيان‪ :‬في‬
‫القاموس‪ :‬الحلواء ويقصر معروف والفاكهة الحلوة‪ - 16 .‬مجمع البيان‪:‬‬
‫قال‪ :‬روي أن النبي صلى ال عليه وآله كان يأكل الدجاج والفالوذ‪ ،‬وكان‬
‫يعجبه الحلوا والعسل )‪) * 2 .(4‬باب العسل( اليات‪ :‬النحل‪ " :‬وأوحى‬
‫ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم‬
‫كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذلل يخرج من بطونها شراب‬
‫مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لية لقوم يتفكرون " )‪.(5‬‬
‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .193 :‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ (3) .111‬مكارم الخلق ‪.188‬‬
‫)‪ (4‬مجمع البيان‪ (5) .‬النحل‪.68 :‬‬

‫]‪[289‬‬

‫تفسير‪ :‬أقول‪ :‬قد مر تفسيرها في باب النحل‪ ،‬وجملته أن الوحي إما إلهام من ال أو‬
‫كناية عن جعله ذلك في غرائزها‪ " ،‬ومما يعرشون " الضمير للناس‪،‬‬
‫والمراد بالعرش رفع البناء كالسقوف والكروم " ذلل " جمع ذلول‪ ،‬وهي‬
‫حال من السبل‪ ،‬أو من الضمير في " فاسلكي "‪ " .‬فيه شفاء للناس " إما‬
‫بنفسه كما في بعض المراض البلغمية‪ ،‬أو مع غيره كما في ساير‬
‫المراض‪ ،‬إذ قلما يوجد معجون لم يكن العسل جزءا منه‪ ،‬مع أن التنكير‬
‫يشعر بالتبعيض‪ ،‬ويجوز أن يكون للتعظيم والتكثير‪ ،‬وقيل‪ :‬الضمير للقرآن‬
‫وهو بعيد‪ " .‬إن في ذلك لية " الخ فان من تفكر في أحوال النحل وأفعاله‪،‬‬
‫ووجود العسل وكيفية حصوله‪ ،‬علم قطعا أن ال سبحانه هو المعلم له‪،‬‬
‫وأنه قادر مختار حكيم عليم متصف بجميع صفات الكمال‪ ،‬وليس فيه نقص‬
‫بوجه‪ ،‬وفيها دللة على حل العسل بل الشمع فانه قل ما ينفك عنه‪ ،‬وجواز‬
‫اتخاذ النحل للعسل ما لم يمنع منه مانع شرعي‪ ،‬وجواز الستشفاء منه‬
‫مفردا ومركبا‪ ،‬وأن ال يشفي بالدواء وإن كان قادرا عليه بغيره لحكمة في‬
‫ذلك‪ ،‬وجواز طلب علم الطب‪ ،‬بل علم الكلم‪ ،‬والتفكر في الفعال والعمال‪،‬‬
‫والستدلل بها على وجود الواجب وصفاته‪ ،‬والحسن والقبح العقليين‪،‬‬
‫وغير ذلك‪ ،‬كذا ذكره بعض الفاضل وفي بعضها مجال مناقشة‪ - 1 .‬مجمع‬
‫البيان‪ :‬نقل عن العياشي مرفوعا إلى أمير المؤمنين عليه السلم أن رجل‬
‫قال له‪ :‬إني موجع بطني‪ ،‬فقال‪ :‬ألك زوجة ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬استوهب منها‬
‫شيئا من مالها طيبة نفسها ثم اشتربه عسل ثم اسكب عليه من ماء السماء‬
‫ثم اشربه‪ ،‬فاني سمعت ال سبحانه يقول في كتابه‪ " :‬وأنزلنا من السماء‬
‫ماء مباركا " وقال‪ " :‬يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء‬
‫للناس " وقال‪ " :‬وإن طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا "‬
‫وإذا اجتمعت البركة والشفا والهنيئ شفيت إنشاء ال )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 3‬ر ‪ .6‬واليات في سورة ق‪ ،9 :‬النحل‪ ،69 :‬النساء‪ 4 :‬ونص‬
‫الحديث مسندا في العياشي ‪ 1‬ر ‪.218‬‬

‫]‪[290‬‬

‫‪ - 2‬المكارم‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫يعجبه العسل وقال عليه السلم‪ :‬عليكم بالشفاء من العسل والقرآن‪ .‬وعن‬
‫أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬من تغير عليه ماء بصره ينفع له اللبن‬
‫الحليب بالعسل‪ .‬وعن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما استشفى الناس‬
‫بمثل لعق العسل‪ .‬ومن الفردوس‪ :‬عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬من شرب العسل في كل شهر مرة يريد ما جاء به القرآن‪،‬‬
‫عوفي من سبع وسبعين داء‪ .‬وعنه صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من أراد‬
‫الحفظ فليأكل العسل‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬نعم الشراب العسل يرعى‬
‫القلب ويذهب برد الصدر‪ .‬ومن الفردوس‪ :‬عن علي بن أبي طالب عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬خمس يذهبن بالنسيان‬
‫ويزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم‪ :‬السواك‪ ،‬والصيام‪ ،‬وقراءة القرآن‪،‬‬
‫والعسل‪ ،‬واللبان )‪ .(1‬بيان‪ " :‬يرعى القلب " الرعاء البقاء والرفق‬
‫والشفقة‪ - 3 .‬العيون‪ :‬محمد بن علي بن الشاه‪ ،‬عن أبى بكر بن عبد ال‪،‬‬
‫عن عبد ال بن أحمد بن عامر‪ ،‬عن أبيه ; وعن أحمد بن إبراهيم الخوزي‪،‬‬
‫عن إبراهيم بن مروان‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن زياد‪ ،‬عن أحمد بن عبد ال‬
‫الهروي ; وعن الحسين بن محمد الشناني عن علي بن محمد بن‬
‫مهرويه‪ ،‬عن داود بن سليمان كلهم عن الرضا عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن يكن في شئ شفاء ففي شرطة‬
‫الحجام أو في شربة العسل )‪ .(2‬وبالسناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬ل ترد واشربة العسل على من أتاكم بها )‪ .(3‬وبالسناد قال‪:‬‬
‫قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ثلثة يزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم‬
‫قراءة القرآن‪ ،‬والعسل‪ ،‬واللبان )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪ (3 - 2) .190 - 188‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ 35‬و ‪ 36‬بالرقم ‪83‬‬
‫و ‪ (4) .84‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪38‬‬

‫]‪[291‬‬

‫وبالسناد عنه عليه السلم قال‪ :‬الطيب نشرة‪ ،‬والعسل نشرة‪ ،‬والركوب نشرة‪،‬‬
‫والنظر إلى الخضرة نشرة )‪ .(1‬صحيفة الرضا‪ :‬عنه عليه السلم مثل‬
‫الجميع )‪ .(2‬بيان‪ :‬النشرة ما يزيل الهموم والحزان التي يتوهم أنها من‬
‫الجن‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬فيه أنه سئل عن النشرة فقال‪ :‬هو من عمل‬
‫الشيطان‪ :‬النشرة بالضم ضرب من الرقية والعلج يعالج به من كان يظن‬
‫أن به مسا من الجن‪ ،‬سميت نشرة لنه بها ينشر عنه ما خامره من الداء‪،‬‬
‫أي يكشف ويزال‪ - 4 .‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪،‬‬
‫عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده الحسن‪ ،‬عن أبي بصير ومحمد بن مسلم‬
‫عن الصادق عليه السلم عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم لعق العسل شفاء من كل داء‪ ،‬قال ال تعالى‪ " :‬يخرج من‬
‫بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس " وهو مع قراءة القرآن )‬
‫‪ .(3‬المحاسن‪ :‬عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬مثله وزاد في‬
‫آخره ومضغ اللبان يذيب البلغم )‪ - 5 .(4‬ومنه‪ :‬عن بعض أصحابنا عن‬
‫عبد الرحمن بن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫لعق العسل فيه شفاء‪ ،‬قال ال‪ " :‬يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه‬
‫فيه شفاء للناس " )‪ .(5‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪- 6 .(6‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه وعبد ال بن المغيرة‪ ،‬عن إسماعيل بن جعفر‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن علي عليه السلم قال‪ :‬العسل فيه شفاء )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬المصدر نفسه ‪ 2‬ر ‪ (2) .40‬صحيفة الرضا‪ (3) .11 :‬الخصال ‪ 2‬ر ‪ 4) .623‬و‬
‫‪ (5‬المحاسن‪ (6) .498 :‬مكارم الخلق ‪ (7) .188‬المحاسن‪.499 :‬‬

‫]‪[292‬‬

‫‪ - 7‬ومنه‪ :‬عن بعض أصحابنا رواه عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬العسل شفاء‬
‫من كل داء إذا أخذته من شهده )‪ .(1‬بيان‪ :‬أي أخذته جديدا من شمعه أو‬
‫من خالصه‪ ،‬قال في الصحاح‪ :‬الشهد والشهد العسل في شمعها والشهدة‬
‫أخص منها‪ - 8 .‬المحاسن‪ :‬عن أبي القاسم ويعقوب بن يزيد‪ ،‬عن القندي‪،‬‬
‫عن ابن سنان وأبي البختري عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما‬
‫استشفى مريض بمثل العسل )‪ .(2‬ومنه‪ :‬عن علي بن حسان عن موسى‬
‫بن بكر عن أبي الحسن عليه السلم مثله )‪ - 9 .(3‬ومنه‪ :‬عن محمد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن أبى نصر قرابة ابن سلم الحلسي‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن‬
‫أبي نصر‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن محمد بن سوقة عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬ما استشفى الناس بمثل العسل )‪ - 10 .(4‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫فضالة رفعه قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬لم يستشف مريض بمثل‬
‫شربة عسل )‪ - 11 .(5‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن‬
‫سالم وحماد عن زرارة عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله يعجبه العسل وكان بعض نسائه يأتيه به‪ ،‬فقالت له‬
‫إحداهن‪ :‬إني ربما وجدت منك الرائحة فتركه )‪ .(6‬بيان‪ :‬أقول قد مرت هذه‬
‫القصة مفصلة في أبواب أحوال نبينا صلى ال عليه وآله وقد أوردناها‬
‫بوجوه مختلفة منها‪ :‬ما روي عن عائشة أنها قالت‪ :‬إن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسل‬
‫قتواطأت أنا وحفصة أيتنا دخل عليها النبي صلى ال عليه وآله فلتقل‪ :‬إني‬
‫أجد منك ريح المغافير‪ ،‬فدخل صلى ال عليه وآله على إحداهما فقالت له‬
‫ذلك فقال‪ :‬لبل شربت عسل عند زينب فحرم العسل على نفسه أو زينب‪،‬‬
‫فنزلت سورة التحريم فعاد إليهما ولم يتركهما‪ - 12 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‬
‫عن ابن أبى عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن سكين عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله يأكل العسل )‪.(7‬‬

‫)‪ (7 - 1‬المحاسن‪.499 :‬‬

‫]‪[293‬‬

‫الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى عن عبد ال بن جعفر عن محمد بن عيسى عن ابن عبد‬
‫الحميد مثله وزاد في آخره‪ :‬ويقول آيات من القرآن‪ ،‬ومضغ اللبان يذيب‬
‫البلغم )‪ - 13 .(1‬المحاسن‪ :‬عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد ال‬
‫عن أبيه عن علي عليهم السلم قال‪ :‬العسل فيه شفاء )‪ - 14 .(2‬ومنه‪:‬‬
‫عن محمد بن أحمد عن موسى بن جعفر البغدادي عن أبي علي بن راشد‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا الحسن الثالث عليه السلم يقول‪ :‬أكل العسل حكمة )‪.(3‬‬
‫بيان أي سبب لها أو مسبب عنها‪ - 15 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن بعض‬
‫أصحابنا قال‪ :‬رفعت إلى امرأة غزل فقالت‪ :‬ادفعه بمكة لتخاط به كسوة‬
‫الكعبة‪ ،‬قال‪ :‬فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة وأنا أعرفهم فلما صرت إلى‬
‫المدينة‪ ،‬دخلت إلى أبى جعفر عليه السلم فقلت له‪ :‬جعلت فداك إن امرأة‬
‫أعطتني غزل وحكيت له قول المرأة وكراهتي لدفع الغزل إلى الحجبة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬اشتر به عسل وزعفرانا وخذ من طين قبر الحسين عليه السلم‬
‫واعجنه بماء السماء‪ ،‬واجعل فيه شيئا من عسل وزعفران وفرقه على‬
‫الشيعة ليتداووا به مرضاهم )‪ .(4‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪16 .(5‬‬
‫‪ -‬فقه الرضا‪ :‬قال العالم عليه السلم‪ :‬عليكم بالعسل وحبة السوداء‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫العسل شفاء في ظاهر الكتاب كما قال ال عزوجل وقال عليه السلم‪ :‬في‬
‫العسل شفاء من كل داء‪ ،‬ومن لعق لعقة عسل على الريق يقطع البلغم‪،‬‬
‫ويكسر الصفراء‪ ،‬ويقطع المرة السوداء‪ ،‬ويصفو الذهن‪ ،‬ويجود الحفظ إذا‬
‫كان مع اللبان الذكر‪ - 17 .‬العياشي‪ :‬عن أبي بصير عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬لعقة العسل فيه شفاء قال ال تعالى‪ " :‬مختلف ألوانه فيه‬
‫شفاء للناس " )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (4 - 2) .332‬المحاسن ‪ (5) .500‬مكارم الخلق ‪(6) .189‬‬


‫تفسير العياشي ‪ 2‬ر ‪.263‬‬

‫]‪[294‬‬
‫أقول‪ :‬قد أوردنا تأويل آخر للية في باب غرائب التأويل في الئمة عليهم السلم‬
‫في كتاب المامة )‪ - 18 .(1‬المكارم‪ :‬عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪:‬‬
‫العسل شفاء من كل داء ولداء فيه‪ ،‬يقل البلغم ويجلو القلب‪ .‬وعن الرضا‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن ال عزوجل جعل‬
‫البركة في العسل‪ ،‬وفيه شفاء من الوجاع‪ ،‬وقد بارك عليه سبعون نبيا )‬
‫‪ - 19 .(2‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن سهل بن أحمد عن محمد بن محمد‬
‫بن الشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬العسل شفاء يطرد‬
‫الريح والحمى‪ - 20 .‬حياة الحيوان‪ :‬اعلم أن ال سبحانه وتعالى جمع في‬
‫النحلة السم والعسل دليل على كمال قدرته‪ ،‬وأخرج منها العسل ممزوجا‬
‫بالشمع‪ ،‬وكذلك عمل المؤمن ممزوج بالخوف والرجاء‪ ،‬وفي العسل ثلثة‬
‫أشياء‪ :‬الشفاء‪ ،‬والحلوة‪ ،‬واللين‪ ،‬وكذلك المؤمن قال ال تعالى‪ " :‬ثم تلين‬
‫جلودهم وقلوبهم إلى ذكر ال " ويخرج من الشباب خلف ما يخرج من‬
‫الكهل والشيخ‪ ،‬وكذلك حال المقتصد والسابق‪ ،‬وأمرها ال تعالى بأكل‬
‫الحلل حتى صار لعابها شفاء‪ ،‬وكل ذباب في النار إل النحل‪ ،‬ودواء ال‬
‫حلو وهو العسل‪ ،‬ودواء الطباء مر‪ ،‬وهي تأكل من كل شجر ول يخرج‬
‫منها إل الحلو‪ ،‬ول يغيرها اختلف مأكلها " والبلد الطيب يخرج نباته باذن‬
‫ربه "‪ .‬وقوله تعالى‪ " :‬فيه شفاء للناس " ل يقتضي العموم لكل علة وفي‬
‫كل إنسان لنه نكرة وليس في سياق النفي‪ ،‬بل إنه خبر عن أنه يشفي كما‬
‫يشفي غيره من الدوية في حال دون حال‪ ،‬وعن ابن عمر أنه كان ل يشكو‬
‫شيئا إل تداوى بالعسل‪ ،‬حتى كان يدهن به الدمل والقرحة‪ ،‬ويقرأ هذه‬
‫الية‪ ،‬وهذا يقتضي أنه كان يحمله على العموم‪ ،‬وروي ابن ماجه والحاكم‬
‫عن ابن مسعود أن النبي صلى اله عليه وآله قال‪ :‬العسل شفاء‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 24‬ص ‪ (2) .112‬مكارم الخلق ‪.189‬‬

‫]‪[295‬‬

‫من كل داء‪ ،‬والقرآن شفاء لما في الصدور‪ ،‬فعليكم بالشفائين القرآن والعسل )‪.(1‬‬
‫وحكى النقاش عن أبي وجزة أنه كان يكتحل بالعسل ويتداوي به من كل‬
‫سقم‪ ،‬وروي أيضا عن عون بن مالك أنه مرض فقال‪ :‬ائتوني بماء فان ال‬
‫تعالى قال‪ " :‬وأنزل من السماء ماء مباركا " ثم قال‪ :‬ائتوني بعسل وقرأ‬
‫الية ثم قال‪ :‬ائتوني بزيت فانه من شجرة مباركة فخلط الجميع ثم شربه‬
‫فشفي‪ .‬وروي البخاري ومسلم والنسائي والترمذي عن أبي سعيد الخدري‬
‫قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬إن أخي استطلق بطنه‬
‫فقال صلى ال عليه وآله‪ :‬اسقه عسل فسقاه ثم جاءه فقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫صلى ال عليك قد سقيته فلم يزد إل استطلقا‪ ،‬فقال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫اسقه عسل ثلث مرات‪ ،‬ثم جاء في الرابعة فقال‪ :‬اسقه عسل قال‪ :‬قد‬
‫سقيته فلم يزده إل استطلقا فقال صلى ال عليه وآله‪ :‬صدق ال وكذب‬
‫بطن أخيك اسقه عسل فسقاه فبرئ انتهى‪ (1) .‬أقول‪ :‬قال ابن حجر في‬
‫فتح الباري في شرح هذا الخبر‪ :‬قال الخطابي وغيره‪ :‬أهل الحجاز يطلقون‬
‫الكذب في موضع الخطاء‪ ،‬يقال‪ :‬كذب سمعك أي زل فلم يدرك حقيقة ما قيل‬
‫له‪ ،‬فمعنى كذب بطنه أي لم يصلح لقبول الشفاء بل زل عنه‪ .‬وقد اعترض‬
‫بعض الملحدة فقال‪ :‬العسل مسهل فكيف يوصف لمن وقع به السهال ؟‬
‫والجواب‪ :‬أن ذلك جهل من قائله‪ ،‬بل هو كقول ال تعالى‪ " :‬بل كذبوا بما‬
‫لم يحيطوا بعلمه " فقد اتفق الطباء على أن المرض الواحد يختلف علجه‬
‫باختلف السن والعادة والزمان والغذاء المألوف والتدبير وقوة الطبيعة‪،‬‬
‫وعلى أن السهال يحدث من أنواع منها‪ :‬الهيضة التي تحدث عن تخمة‪،‬‬
‫واتفقوا على أن علجها بترك الطبيعة وفعلها‪ ،‬فان احتاجت إلى مسهل‬
‫اعينت مادام بالعليل قوة‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع سنن ابن ماجة كتاب الطب الباب ‪ ،7‬مجمع الزوائد ج ‪ 5‬ص ‪ .91‬الدر‬
‫المنثور ‪ 4‬ر ‪ .123‬حياة الحيوان ‪ 2‬ر ‪ 300‬و ‪ (1) .301‬راجع صحيح‬
‫البخاري كتاب الطب الباب ‪ ،24‬صحيح مسلم كتاب السلم الباب ‪.91‬‬
‫سنن الترمذي كتاب الطب الباب ‪ ،31‬مسند ابن حنبل ج ‪ 3‬ص ‪ 19‬و ‪،92‬‬
‫الدر المنثور ‪ 4‬ر ‪.123‬‬

‫]‪[296‬‬

‫فكأن هذا الرجل كان استطلق بطنه عن تخمة أصابته فوصف له النبي صلى ال‬
‫عليه وآله العسل لدفع الفضول المجتمعة في نواحي المعدة والمعاء لما‬
‫في العسل من الجلء ودفع الفضول التى تصيب المعدة من أخلط لزجة‬
‫تمنع استقرار الغذاء فيها‪ ،‬وللمعدة خمل كخمل المنشفة فإذا علقت بها‬
‫الخلط اللزجه أفسدتها وأفسدت الغذاء الواصل إليها فكان دواؤها‬
‫استعمال ما يجلو تلك الخلط‪ ،‬ول شئ في ذلك مثل العسل ل سيما إن مزج‬
‫بالماء الحار‪ ،‬وإنما لم يفده في أول مرة لن الدواء يجب أن يكون له مقدار‬
‫وكمية بحسب الداء إن قصر عنه لم يدفعه بالكلية‪ ،‬وإن جاوزه أوهى‬
‫القوة‪ ،‬وأحدث ضررا آخر‪ ،‬وكأنه شرب منه أول مقدارا ل يفي بمقاومة‬
‫الداء‪ ،‬فأمره بمعاودة سقيه فلما تكررت الشربات بحسب ما فيه من الداء‪،‬‬
‫برئ باذن ال‪ .‬وفي قوله صلى ال عليه وآله‪ " :‬وكذب بطن أخيك "‬
‫إشارة إلى أن هذا الدواء نافع وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في‬
‫نفسه‪ ،‬ولكن لكثرة المادة الفاسدة‪ ،‬فمن ثم أمرم بمعاودة شرب العسل‬
‫لستفراغها‪ ،‬وكان كذلك‪ ،‬وبرئ باذن ال‪ .‬قال الخطابى‪ :‬والطب نوعان‪:‬‬
‫طب اليونان وهو قياسي وطب العرب والهند وهو تجاربى وكان أكثر ما‬
‫يصفه النبي صلى ال عليه وآله لمن يكون عليل على طريقة طب العرب‪،‬‬
‫ومنه ما يكون مما اطلع عليه بالوحي‪ ،‬وقد قال صاحب كتاب المائة في‬
‫الطب‪ :‬إن العسل تارة يجري سريعا إلى العروق‪ ،‬وينفذ معه جل الغذاء‪،‬‬
‫ويدر البول و يكون قابضا‪ ،‬وتارة يبقى في المعدة فيهيجان بلذعها حتى‬
‫يدفع الطعام‪ ،‬ويسهل البطن‪ ،‬فيكون مسهل‪ ،‬فانكار وصفه للمسهل مطلقا‬
‫قصور من المنكر‪ .‬وقال غيره‪ :‬طب النبي صلى ال عليه وآله متيقن البرء‬
‫لصدوره عن الوحي وطب غيره أكثره حدس أو تجربة‪ ،‬وقد يختلف الشفاء‬
‫عن بعض من يستعمل طب النبوة‪ ،‬وذلك لمانع قام بالمستعمل من ضعف‬
‫اعتقاد الشفاء به‪ ،‬وتلقيه بالقبول‪ ،‬وأظهر المثله في ذلك القرآن الذي هو‬
‫شفاء لما في الصدور‪ ،‬ومع ذلك فقد ل يحصل لبعض الناس شفاء صدره‬
‫به‪ ،‬لقصوره في العتقاد والتلقي بالقبول‪ ،‬بل ل يزيد المنافق إل رجسا إلى‬
‫رجسه‪ ،‬ومرضا إلى مرضه‪ ،‬فطب النبوة ل تناسب إل البدان الطيبة‪ ،‬كما‬
‫أن شفاء القرآن ل يناسب‬

‫]‪[297‬‬

‫إل القلوب الطيبة‪ ،‬وال أعلم‪ .‬وقال ابن الجوزي‪ :‬في وصفه صلى ال عليه وآله‬
‫العسل للذي به السهال أربعة أقوال‪ :‬أحدها أنه حمل الية على عمومها‬
‫في الشفاء وإلى ذلك أشار بقوله‪ " :‬صدق ال " أي في قوله‪ " :‬شفاء‬
‫للناس " فلما نبهه على هذه الحكمة تلقاها بالقبول فشفي باذن ال‪ .‬الثاني‪:‬‬
‫أن الوصف المذكور على المألوف من عادتهم من التداوي بالعسل في‬
‫المراض كلها‪ .‬الثالث‪ :‬أن الموصوف له ذلك كانت به هيضة كما تقدم‬
‫تقريره‪ .‬الرابع‪ :‬يحتمل أن يكون أمره أول بطبخ العسل قبل شربه‪ ،‬فانه‬
‫يعقد البلغم‪ ،‬فلعله شربه أول بغير طبخ انتهى‪ .‬والثاني والرابع‪ :‬ضعيفان‬
‫وفي كلم الخطابي احتمال آخر‪ ،‬وهو أن يكون الشفاء يحصل للمذكور‬
‫ببركة النبي صلى ال عليه وآله وبركة وصفه ودعائه‪ ،‬فيكون خاصا بذلك‬
‫الرجل دون غيره‪ ،‬وهو ضعيف أيضا ويؤيد الول حديث ابن مسعود عليكم‬
‫بالشفاء من العسل والقرآن‪ ،‬وأثر علي عليه السلم إذا اشتكى أحدكم‬
‫فليستوهب من امرأته من صداقها وليشتر به عسل ثم يأخذ ماء السماء‬
‫فيجمع هنيئا مريئا شفاء مباركا‪ ،‬أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير بسند‬
‫حسن انتهى‪ .‬وقال بعض الطباء‪ :‬العسل حار يابس في الثانية يجلو ظلمة‬
‫البصر‪ ،‬ويقوى المعدة‪ ،‬ويشهي‪ ،‬ويسهل البطن‪ ،‬ويوافق السعال‪ ،‬وأجوده‬
‫الصادق الحلوة البيض الربيعي‪ ،‬وقيل‪ :‬أجوده المائل إلى الحمرة‪ 2 .‬باب‬
‫* )السكر وأنواعه وفوايده( * ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن سهل عن أبي‬
‫الحسن الرضا عليه السلم أو عمن حدثه عنه قال‪ :‬السكر الطبرزد يأكل‬
‫البلغم أكل )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪.501 :‬‬

‫]‪[298‬‬

‫بيان‪ :‬قال في القاموس‪ :‬السكر بالضم وتشديد الكاف معرب شكر‪ ،‬واحدته بهاء‪،‬‬
‫ورطب طيب‪ ،‬وعنب يصيبه المرق فينتثر‪ ،‬وهو من أحسن العنب‪ ،‬وفي‬
‫المصباح السكر معروف‪ ،‬قال بعضهم‪ :‬وأول ما عمل بطبرزد‪ ،‬ولهذا يقال‪:‬‬
‫سكر طبرزدي‪ ،‬وقال‪ :‬طبرزد وزان سفرجل معرب وفيه ثلث لغات بذال‬
‫معجمة‪ ،‬وبنون ولم‪ ،‬وحكى الزهري النون واللم‪ ،‬ولم يحك الدال‪ ،‬وقال‬
‫ابن الجواليقي‪ :‬وأصله بالفارسية تبرزد والطبر الفأس كأنه نحت من‬
‫جوانبه بفأس وعلى هذا يكون طبرزد صفة تابعة للسكر في العراب‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬هو سكر طبرزد‪ ،‬وقال بعض الناس‪ :‬الطبرزد هو السكر البلوج‪،‬‬
‫انتهى‪ .‬وفي بحر الجواهر‪ :‬البلوج‪ :‬السكر البيض‪ ،‬وقال ابن بيطار‪:‬‬
‫الطبرزد معرب أي أنه صلب ليس برخو وللين‪ ،‬وقال‪ :‬الملح الطبرزد هو‬
‫الصلب الذي ليس له صفاء انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬يظهر من بعض كلماتهم أن‬
‫الطبرزد هو المعروف بالنبات‪ ،‬ومن أكثرها أنه القند‪ ،‬قال البغدادي في‬
‫جامعه‪ :‬السكر حار في أوايل الثانية رطب في الولى‪ ،‬وقد يصفى مرارا‬
‫ويعمل منه ألوان فأصفاه وأشفه وأنقاه يسمى نباتا اصطلحا‪ ،‬ودون من‬
‫هذا وهو مجرش خشن نقي غير شفاف‪ ،‬وهو البلوج‪ ،‬ودون ذلك وهو‬
‫العصير يسمى القلم‪ ،‬لنه يقلم متطاول كالصابع‪ ،‬والنبات أقل حرارة‪،‬‬
‫وبعده البلوج وبعده القلم‪ ،‬وبعده العصير المطبوخ وألطفها النبات‪ ،‬ثم‬
‫البلوج‪ ،‬ثم القلم القليل البيض ويسمى البلوج الصلب منه بالطبرزد‪- 2 .‬‬
‫الدعايم‪ :‬كان جعفر بن محمد عليه السلم يتصدق بالسكر فقيل له‪ :‬في ذلك‬
‫فقال ليس شئ من الطعام أحب إلى منه‪ ،‬وأنا أحب أن أتصدق بأحب‬
‫الشياء إلى )‪ - 3 .(1‬الكافي‪ :‬عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى‬
‫عمير رفعه عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬شكا إليه رجل الوباء فقال‬
‫له‪ :‬وأين أنت عن الطيب المبارك ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬وما الطيب المبارك ؟ قال‪:‬‬
‫سليمانيكم هذا‪ ،‬قال‪ :‬فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إن أول‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪.111‬‬

‫]‪[299‬‬
‫من اتخذ السكر سليمان بن داود عليه السلم )‪ - 4 .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‬
‫عن أحمد بن محمد عن محمد بن أحمد الزدي عن بعض أصحابنا رفعه‬
‫قال‪ :‬شكا رجل إلى أبي عبد ال عليه السلم فقال‪ :‬أنا رجل شاك فقال‪ :‬أين‬
‫هو عن المبارك ؟ قال‪ :‬قلت جعلت فداك وما المبارك ؟ قال‪ :‬السكر‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫أي السكر جعلت فداك ؟ قال‪ :‬سليمانيكم هذا )‪ .(2‬المكارم‪ :‬مرسل مثله )‬
‫‪ - 5 .(3‬المحاسن‪ :‬عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي قال‪ :‬قال أبو‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬لئن كان الجبن يضر من كل شئ ول ينفع من شئ‪،‬‬
‫فان السكر ينفع من كل شئ ول يضر من شئ )‪ - 6 .(4‬ومنه‪ :‬عن نوح بن‬
‫شعيب عن الحسين بن الحسن بن عاصم عن يونس عن بعض أصحابنا‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ليس شئ أحب إلى من السكر )‪.(5‬‬
‫المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ - 7 .(6‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن سعدان‬
‫عن معتب قال‪ :‬لما تعشى أبو عبد ال عليه السلم قال لي‪ :‬ادخل الخزانة‬
‫فاطلب لي سكرتين فأتيته بهما )‪ .(7‬بيان‪ :‬رواه في الكافي عن العدة عن‬
‫البرقي وفيه بعد قوله سكرتين‪ :‬فقلت‪ :‬جعلت فداك ليس ثم شئ ؟ فقال‪:‬‬
‫ادخل ويحك ! قال‪ :‬فدخلت فوجدت سكرتين فأتيته بهما )‪ .(8‬وأقول‪ :‬لعلهما‬
‫وجدتا باعجازه عليه السلم‪ ،‬وإن احتمل كونهما وعدم علم معتب بهما‪،‬‬
‫ويدل على أن السكرة في ذلك الزمان كانت تعمل على مقدار معلوم كالفانيد‬
‫وسكر اللوز في زماننا‪ - 8 .‬المحاسن‪ :‬عن علي بن حسان عن موسى بن‬
‫بكر قال‪ :‬كان أبو الحسن الول‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (3) .333‬مكارم الخلق ‪ 4) .191‬و ‪ 5‬و ‪ (7‬المحاسن‪.500 :‬‬
‫)‪ (6‬مكارم الخلق ‪ (8) .191‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.333‬‬

‫]‪[300‬‬

‫عليه السلم كثيرا ما ياكل السكر عند النوم )‪ - 9 .(1‬ومنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‬
‫عن ابن أسباط عن يحيى بن بشير النبال قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‬
‫لبي بشير‪ :‬بأي شئ تداوون مرضاكم ؟ قال‪ :‬بهذه الدوية المرار قال‪ :‬ل‪،‬‬
‫إذا مرض أحدكم فخذ السكر البيض فدقه ثم صب عليه الماء البارد واسقه‬
‫إياه فان الذي جعل الشفاء في المرار‪ ،‬قادر أن يجعله في الحلوة )‪10 .(2‬‬
‫‪ -‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬السكر ينفع من كل شئ ول يضر من شئ‪.‬‬
‫‪ - 11‬الطب‪ :‬عن حمدان بن أعين الرازي عن صفوان عن جميل بن دراج‬
‫عن زرارة عن أبي جعفر الباقر عليه السلم قال‪ :‬ويحك يا زرارة ما أغفل‬
‫الناس عن فضل سكر الطبرزد وهو ينفع من سبعين داء‪ ،‬وهو يأكل البلغم‬
‫أكل ويقلعه بأصله )‪ - 12 .(3‬المكارم‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬شكى‬
‫واحد إليه فقال‪ :‬إذا أويت إلى فراشك فكل سكرتين‪ ،‬قال‪ :‬ففعلت فبرئت‪.‬‬
‫وعن علي بن يقطين قال‪ :‬سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول‪ :‬من أخذ‬
‫سكرتين عند النوم كان شفاء من كل داء إل السام‪ .‬عنه عليه السلم قال‪:‬‬
‫لو أن رجل عنده ألف درهم اشترى به سكرا لم يكن مسرفا‪ .‬وعنه عليه‬
‫السلم أيضا قال‪ :‬يأخذ للحمى وزن عشر دراهم سكرا بماء بارد على‬
‫الريق )‪ - 13 .(4‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن‬
‫الحسن بن علي بن النعمان عن بعض أصحابنا قال‪ :‬شكوت إلى أبى عبد‬
‫ال عليه السلم الوجع فقال‪ :‬إذا أويت إلى فراشك فكل سكرتين قال‪ :‬ففعلت‬
‫فبرئت وأخبرت به بعض المتطببين وكان أفره أهل بلدنا‪ ،‬فقال‪ :‬من أين‬
‫عرف أبو عبد ال هذا ؟ هذا من مخزون علمنا‪ ،‬أما إنه صاحب كتب ينبغي‬
‫أن يكون أصابه في بعض كتبه )‪ .(5‬بيان‪ :‬الفراهة الحذاقة وأقول‪ :‬وقد مر‬
‫كثير من أخبار الباب في باب الحمى‪.‬‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .501 :‬طب الئمة‪ (4) .66 :‬مكارم الخلق‪(5) .191 :‬‬
‫الكافي ‪ 6‬ر ‪.333‬‬

‫]‪[301‬‬

‫‪ 4‬باب الخل ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي عن ابن أبي عمير عن هشام بن‬
‫سالم عن سليمان ابن خالد عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الخل يشد‬
‫العقل )‪ .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي عن الحسن بن علي بن يوسف عن‬
‫زكريا بن محمد عن أبي اليسع عن سليمان بن خالد مثله )‪ - 2 .(2‬ومنه‪:‬‬
‫عن أبان بن عبد الملك عن إسماعيل بن جابر عن أبى عبد ال عليه السلم‬
‫قال إنا لنبدء عندنا بالخل كما تبدؤن بالملح عندكم‪ ،‬وإن الخل ليشد العقل )‬
‫‪ - 3 .(3‬ومنه‪ :‬عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬نعم الدام الخل‪ :‬ل يقفر‬
‫بيت فيه خل )‪ - 3 .(4‬ومنه‪ :‬عن الوشاء عن ابن سنان عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬دخل رسول ‪ -‬ال صلى ال عليه وآله على ام سلمة‬
‫فقربت إليه كسرا فقال‪ :‬هل عندكم إدام ؟ قالت‪ :‬يا رسول ال ما عندي إل‬
‫خل‪ ،‬فقال‪ :‬نعم الدام الخل ما أقفر بيت فيه الخل )‪ .(5‬المكارم‪ :‬مرسل مثله‬
‫)‪ - 4 .(6‬المحاسن‪ :‬عن الحسين بن سيف عن أخيه عن أبيه سيف بن‬
‫عميرة عن أبي الجارود عن أبي الزبير عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬ائتدموا‬
‫بالخل فنعم الدام الخل ورواه عن إسماعيل بن مهران عن منذر بن جيفر‬
‫عن زياد بن سوقة عن أبي الزبير )‪ - 5 .(7‬ومنه‪ :‬عن الحسين بن سيف‬
‫عن أخيه عن سليمان بن عمرو عن عبد ال بن محمد بن عقيل عن جابر‬
‫بن عبد ال قال‪ :‬دخل على رسول ال صلى ال عليه وآله فقربت إليه خبزا‬
‫وخل‪ ،‬قال‪ :‬كل وقال‪ :‬نعم الدام الخل )‪.(8‬‬
‫)‪ (3 - 1‬المحاسن ‪ (5 - 4) .485‬المحاسن ‪ (6) .486‬مكارم الخلق‪ 7) .217 :‬و‬
‫‪ (8‬المحاسن ‪.486‬‬

‫]‪[302‬‬

‫بيان‪ :‬في النهاية فيه " نعم الدام الخل " الدام بالكسر والدم بالضم ما يؤكل مع‬
‫الخبز أي شئ كان‪ ،‬ومنه الحديث سيد إدام أهل الدنيا والخرة اللحم جعل‬
‫اللحم ادما وبعض الفقهاء ل يجعله ادما ويقول‪ :‬لو حلف أن ل يأتدم ثم أكل‬
‫لحما لم يحنث‪ - 6 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي عن ابن فضال عن ابن‬
‫عميرة عن محمد بن عبد ال بن عقيل عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬نعم الدام الخل )‪ - 7 .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد‬
‫بن علي عن عيسى بن عبد ال عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل يقفر فيه بيت خل )‪.(2‬‬
‫‪ - 8‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬ما أقفر بيت فيه خل‪ .‬وباسناده قال‪ :‬ما أقفر من إدام بيت‬
‫فيه الخل )‪ - 9 .(3‬ومنه‪ :‬عن ابن محبوب عن رفاعة وعن أبيه عن فضالة‬
‫عن رفاعة قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬الخل ينبر القلب )‬
‫‪ - 10 .(4‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن سعدان عن سدير عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬ذكر عنده خل الخمر فقال‪ :‬يقتل دواب البطن ويشد الفم‪ ،‬ورواه‬
‫محمد بن علي عن يونس ابن يعقوب عن سدير )‪ .(5‬بيان‪ :‬كأن المراد بشد‬
‫الفم شد اللثة كما سيأتي‪ - 11 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عمن ذكره عن صباح‬
‫الحذاء عن سماعة قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬خل الخمر يشد‬
‫اللثة‪ ،‬ويقتل دواب البطن‪ ،‬ويشد العقل‪ ،‬ورواه محمد بن علي عن أحمد بن‬
‫محمد عن صباح )‪ - 12 .(6‬ومنه‪ :‬عن علي بن الحكم عن المسلي عن‬
‫أحمد بن زرين عن سفيان بن السمط قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫عليك بخل خمر فاغتمس فيه‪ ،‬فانه ل يبقى في‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪ (6 - 4) .486 :‬المحاسن‪.487 :‬‬

‫]‪[303‬‬

‫جوفك دابة إل قتلها )‪ .(1‬بيان‪ :‬الغتماس الرتماس‪ ،‬وكأنه هنا كناية عن كثرة‬
‫الشرب أو المعني غمس اللقمة فيه عند الئتدام به‪ - 13 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫بعض من رواه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬إن ال وملئكته يصلون على خوان عليه خل وملح )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫في القاموس الخوان ككتاب ما يؤكل عليه الطعام كالخوان‪- 14 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي أن رجل كان عند أبي الحسن الرضا عليه‬
‫السلم بخراسان فقدمت إليه مائدة عليها خل وملح‪ ،‬فافتتح بالخل فقال‬
‫الرجل‪ :‬جعلت فداك إنكم أمرتمونا أن نفتتح بالملح‪ ،‬فقال‪ :‬هذا مثل هذا‬
‫يعنى الخل‪ ،‬وإن الخل يشد الذهن‪ ،‬ويزيد في العقل )‪ - 15 .(3‬السرائر‪ :‬عن‬
‫السياري عن أبي الحسن الول عليه السلم قال‪ :‬ملك ينادي في السماء "‬
‫اللهم بارك في الخللين والمتخللين‪ ،‬والخل بمنزلة الرجل الصللح يدعو‬
‫لهل البيت بالبركة‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك وما الخللون والمتخللون ؟ قال‪:‬‬
‫الذين في بيوتهم الخل‪ ،‬والذين يتخللون‪ ،‬فان الخلل نزل به جبرئيل مع‬
‫اليمين والشهادة من السماء )‪ .(4‬بيان‪ :‬نزل به أي باستحبابه أو بآلته‬
‫أيضا‪ - 16 .‬المكارم‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬عليك بخل الخمر فانه‬
‫ل يبقى في جوفك دابة إل قتلها‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬نعم الدام الخل‪ ،‬اللهم‬
‫بارك في الخل فانه إدام النبياء‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬إنا نبدء بالخل‬
‫عندنا كما تبتدؤن بالملح عندكم‪ ،‬فان الخل يشد العقل )‪.(5‬‬

‫)‪ (3 - 1‬المصدر نفسه ‪ 487‬والخوان كغراب وكتاب‪ :‬ما يؤكل عليه الطعام‬
‫كالخوان وفي الحديث " حتى أن أهل الخوان ليجتمعون " كذا ذكره‬
‫الفيروز آبادى‪ ،‬اقول وهو معرب خوان بالفارسية يكتب بالواو المعدولة‬
‫ويقرء خان باللف‪ (4) .‬مستطرفات السرائر ‪ (5) .476‬مكارم الخلق‪:‬‬
‫‪.217‬‬

‫]‪[304‬‬

‫بيان‪ :‬قد مر أن الطاهر أن المراد بخل الخمر الخل المتخذ من العنب‪ ،‬وقد مضى‬
‫معان اخر في باب معالجات علل أجزاء الوجه )‪ - 17 .(1‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬إن ال وملئكته يصلون على‬
‫خوان عليه ملح وخل‪ .‬وعن بزيع بن عمرو بن بزيع قال‪ :‬دخلت على أبي‬
‫جعفر عليه السلم وهو يأكل خل و زيتا في قصعة سوداء‪ ،‬مكتوب في‬
‫وسطها " قل هو ال أحد " فقال‪ :‬يا بزيع ادن فدنوت وأكلت معه‪ ،‬ثم حسا‬
‫من الماء ثلث حسوات حين لم يبق من الحبة شئ ثم ناولني فحسوت‬
‫البقية‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬الخل والزيت من طعام المرسلين‪ .‬وقال‪:‬‬
‫نعم الدام الخل يكسر المرة‪ ،‬ويحيي القلب‪ ،‬ويشد اللثة‪ ،‬ويقتل دواب‬
‫البطن‪ ،‬وقال الصطباغ بالخل يذهب بشهوة الزنا‪ - 18 .‬كتاب الغايات‪ :‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان أحب الصباغ إلى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله الخل وأحب البقول إليه الحوك‪ ،‬يعني البادروج‪ .‬بيان‪ :‬قال في‬
‫المصباح المنير‪ :‬الصباغ جمع صبغ نحو بئر وبئار والصبغ أيضا ما يصبغ‬
‫به الخبز في الكل‪ ،‬ويختص بكل إدام مايع كالخل ونحوه‪ ،‬وفي التنزيل "‬
‫وصبغ للكلين " وقال الفارابي‪ :‬واصطبغ بالخل وغيره‪ ،‬وقال بعضهم‬
‫واصطبغ من الخل وهو فعل ل يتعدي إلى مفعول صريح فل يقال‪ :‬اصطبغ‬
‫الخبز بخل‪ ،‬وأما الحرف فهو لبيان النوع الذي يصطبغ به كما يقال‪:‬‬
‫اكتحلت بالثمد ومن الثمد‪ - 19 .‬الدعايم‪ :‬عن النبي صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫أنه قال‪ :‬نعم الدام الخل‪ ،‬ونعم الدام الزيت وهو طيب النبياء وإدامهم‪،‬‬
‫وهو مبارك‪ ،‬وما اقتفر بيت من إدام فيه خل‪ .‬وعن جعفر بن محمد عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬الخل يسكن المرار‪ ،‬ويحي القلوب‪ .‬وعنه عليه السلم أنه‬
‫قدم إلى بعض أصحابه خل وزيتا ولحما باردا فأكل معه الرجل فجعل عليه‬
‫السلم ينتف اللحم ويغمسه في الخل والزيت ويأكله‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬جعلت‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 62‬ص ‪ 163 - 162‬من البحار الطبعة الحديثة‪.‬‬

‫]‪[305‬‬

‫فداك هل كان اللحم ؟ فقال عليه السلم هذا طعامنا وطعام النبياء )‪- 20 .(1‬‬
‫المكارم‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬نعم الدام الخل‪ :‬يكسر المرار‬
‫ويحيى القلب‪ .‬وعن أنس قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من أكل الخل قام‬
‫على رأسه ملك يستغفر له حتى يفرغ )‪ - 21 .(4‬قرب السناد‪ :‬عن عبد‬
‫ال بن الحسن عن على بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلم قال‪ :‬سألته‬
‫عن أكل الثوم والبصل بالخل‪ ،‬قال‪ :‬ل بأس )‪ - 22 .(3‬الخصال‪ :‬عن أبيه‬
‫عن سعد عن اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير‬
‫ومحمد بن مسلم عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين‪ :‬نعم الدام الخل‪ :‬يكسر المرة ويحيي القلب )‪ .(5‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫بعض أصحابه عن الصم عن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد ال عن‬
‫علي عليهما السلم مثله )‪ - 23 .(6‬العيون‪ :‬بالسانيد الثلثة المتقدمة‬
‫مرارا عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬نعم الدام الخل‪ :‬ول يفتقر أهل بيت عندهم الخل )‪ .(7‬وبتلك‬
‫السانيد عن علي عليه السلم قال‪ :‬كلوا خل الخمر فانه يقتل الديدان في‬
‫البطن )‪ .(8‬صحيفة الرضا‪ :‬بالسانيد عنه عليه السلم مثل الخبر الول )‬
‫‪ - 24 .(9‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن منذر بن جيفر‬
‫عن زياد بن سوقة عن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬جاءه‬
‫قوم فأخرج لهم كسرا و‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ (2) .112‬مكارم الخلق ‪ (4) .217‬قرب السناد ‪) .154‬‬
‫‪ (5‬الخصال ‪ (6) .636‬المحاسن‪ (7) .486 :‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪(8) .34‬‬
‫عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (9) .34‬صحيفة الرضا‪.16 :‬‬
‫]‪[306‬‬

‫خل وقال‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬نعم الدام الخل )‪- 25 .(1‬‬
‫ومنه‪ :‬عن أبيه عن سليمان الجعفري عن الحسن العقيلي رفعه قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬نعم الدام الخل‪ ،‬وكفى بالمرء سرفا أن‬
‫يسخط ما قرب إليه )‪ 5 .(2‬باب * )المرى والكامخ( * ‪ - 1‬الكافي‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن محمد بن أحمد بن أبي محمود‬
‫عمن رفعه عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن يوسف لما أن كان في‬
‫السجن شكا إلى ربه عزوجل أكل الخبز وحده‪ ،‬وسأل إداما يأتدم به‪ ،‬وقد‬
‫كان كثر عنده قطع الخبز اليابس‪ ،‬فأمره أن يأخذ الخبز ويجعله في إجانة‬
‫ويصب عليه الماء والملح‪ ،‬فصار مريا وجعل يأتدم به عليه السلم )‪.(3‬‬
‫المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله إل أنه قال‪ :‬في خابية )‪ .(4‬بيان‪ :‬في‬
‫القاموس المري كدري إدام كالكامخ‪ ،‬وفي الصحاح المري الذي يؤتدم به‬
‫كأنه منسوب إلى المرارة والعامة تخففه‪ .‬وأقول‪ :‬هو الذي يسمى‬
‫بالفارسية آبكامه‪ ،‬قال البغدادي‪ :‬هو اسم نبطي و قيل‪ :‬بل عربي مشتق من‬
‫معنى المرارة‪ ،‬وقيل‪ :‬بل أصله الممري لكن غلب استعماله بميم واحدة‪،‬‬
‫وهو حار يابس ويبسه أقوى من حره‪ ،‬يكون في الثانية نحو آخرها يسهل‬
‫ويهضم ويشهي‪ ،‬ويذهب بوخامة الطعمة‪ ،‬وخصوصا الدسمة‪ ،‬ويلطف‬
‫غلظها يعطش ويسخن الكبد والمعدة ويجففها‪ ،‬والمري النبطي هو‬
‫المعمول من الشعير و ذالك بأن يخبز ويجفف في التنور حتى يحترق‬
‫ويضاف إليه الفوذنج والملح و الرازيانج ويعجل في الشمس وليكن‬
‫الفوذنج وخبز الشعير أو الحنطة متساويين و‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .441 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (4) .330‬مكارم الخلق‪.217 :‬‬

‫]‪[307‬‬

‫يدقان ويعجنان في إجانة خضراء‪ ،‬والملح مثل أحدهما‪ ،‬والرازيانج‪ ،‬وبعضهم‬


‫يضيف إليه شونيزا وبعضهم ل يجعل شيئا من ذالك‪ ،‬وليكن مثل نصف‬
‫أحدهما ويترك الجميع مثل العجين في الشمس الحارة مقدار عشرين يوما‬
‫يعجن كل يوم ويرش عليه الماء‪ ،‬وإذا اسود واستحكم مرق بالماء وصفي‪،‬‬
‫وجعل في الشمس الحارة أياما يؤمن فيها عليها الفساد ثم يرفع‪ ،‬وإذا‬
‫تجرع منه يسير على الريق قتل الديدان والحيات‪ ،‬ويكتحل به عين‬
‫المجدور فيمنع خروجه‪ ،‬وإن كان خرج فيها شئ أذابه‪ - 2 .‬التهذيب‪ :‬عن‬
‫محمد بن أحمد بن يحيى عن أحمد بن الحسن عن عمرو بن سعيد عن‬
‫مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى عن أبي عبد ال قال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬سألته عن البيت الذي يكون فيه الخمر هل يصلح أن يكون فيه الخل‬
‫وماء كامخ أو زيتون ؟ قال‪ :‬إذا غسل فل بأس )‪ - 3 .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد‬
‫بن أحمد بن يحيى عن أبي عبد ال الرازي عن أحمد بن محمد بن أبي‬
‫نصر عن المشرقي عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬سألته عن أكل المري‬
‫والكامخ فقلت‪ :‬إنه يعمل من الحنطة والشعير فنأكله‪ ،‬فقال‪ :‬نعم حلل‬
‫ونحن نأكله )‪ .(2‬توضيح‪ :‬قال في بحر الجواهر‪ :‬الكامخ معرب كامه‬
‫والجمع كواميخ‪ ،‬هي صباغ يتخذ من الفوذنج )‪ (3‬واللبن والبازير‪،‬‬
‫والكواميخ كلها ردية للمعدة معطشة مفسدة للدم‪ ،‬وقال الجوهري‪ :‬الكامخ‬
‫الذي يؤتدم به معرب والكمخ السلح وقدم إلى أعرابي خبز وكامخ فلم‬
‫يعرفه فقيل له‪ :‬هذا كامخ قال‪ :‬علمت أنه كامخ أيكم كمخ به ؟ يريد سلح‬
‫انتهى وقال بعضهم‪ :‬الكواميخ هي صباغ يتخذ من الفوتنج واللبن‬
‫والبازير والفوتنج هي خميرة الكواميخ المتخذة من دقيق الشعير الطحين‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 9‬ص ‪ (2) .116‬المصدر نفسه ‪ 9‬ر ‪ (3) .127‬معرب بوزنج‬
‫واليوم يقال له پوچك خضرة تعلو الخبز وامثاله عند ما يطرح في‬
‫المواضع المرطوبة‪ ،‬وقد عمل منه الطباء المتأخرون دواء يسمى پنى‬
‫سيلين‪.‬‬

‫]‪[308‬‬

‫العجين المدفون في التبن أربعين يوما فيجدد اللبن حتى يربو‪ ،‬ثم يطرح فيه من‬
‫البازير‪ ،‬من النجدان والشبت أو الكبر أو ساير القبول ثم تنسب الكواميخ‬
‫إلى ذالك )‪ .(1‬وأقول‪ :‬يظهر من بعض الخبار أنها كانت تعمل من السمك‬
‫أيضا كما مر‪ ،‬وكانها هي التي تسمى الصحناة‪ ،‬قال في بحر الجواهر‪:‬‬
‫الصحناء بالكسر ويمد ويقصر إدام يتخذ من السمك‪ ،‬والصحناة أخص منه‪،‬‬
‫كذا قال الجوهري‪ :‬وفي المغرب الصحناة بالفتح والكسر الصبر‪ ،‬وهو‬
‫بالفارسية ماهي آبه‪ ،‬والصحناة الشامية و المصرية إدام يتخذ من السمك‬
‫الصغار والسماق أو الليمو أو غير ذالك من الحموضات‪ ،‬وهو مقوية‬
‫مبردة للمعدة‪ 6 .‬باب * )نادر فيما يستحب أو يكره أكله وبعض النوادر( *‬
‫المكارم‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬ثلث ل يؤكلن ويسمن وثلث‬
‫يؤكلن ويهزلن واثنان ينفعان من كل شئ ول يضران من شئ واثنان‬
‫يضران من كل شئ ول ينفعان من شئ‪ ،‬قال‪ :‬فاللواتي ل يؤكلن ويسمن‪:‬‬
‫استشعار الكتان‪ ،‬والطيب‪ ،‬والنورة‪ ،‬واللواتي يؤكلن ويهزلن‪ :‬اللحم‬
‫اليابس‪ ،‬والجبن‪ ،‬والطلع‪ ،‬وفي حديث آخر الجوز‪ ،‬وفي حديث آخر الكسب‪،‬‬
‫واللذان ينفعان من كل شئ ول يضران من شئ السكر والرمان )‪ .(1‬أقول‪:‬‬
‫قد مر الخبر عن المحاسن والكافي أبسط من ذالك والسقط هنا ظاهر )‪2 (2‬‬
‫‪ -‬الخصال‪ :‬في وصايا النبي صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم‪ :‬يا علي‬
‫تسعة أشياء تورث النسيان‪ :‬أكل التفاح الحامض‪ ،‬وأكل الكزبرة‪ ،‬والجبن‪،‬‬
‫وسؤر الفار‪ ،‬وقراءة كتابة‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .224 :‬راجع باب فضل اللحم تحت الرقم ‪.28‬‬

‫]‪[309‬‬

‫القبور‪ ،‬والمشي بين امرأتين‪ ،‬وطرح القملة‪ ،‬والحجامة في النقرة‪ ،‬والبول في‬
‫الماء الراكد )‪ - 3 .(1‬كتاب المسائل‪ :‬بالسناد عن علي بن جعفر عن أخيه‬
‫موسى عليه السلم قال‪ :‬سألته عن المسك والعنبر وغيره من الطيب يجعل‬
‫في الطعام قال‪ :‬ل بأس )‪ - 4 .(2‬الكافي‪ :‬عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن‬
‫ابن أبي عمير عن حماد عن عبيد ال الحلبي عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬نهى رسول ال صلى ال عليه وآله أن يؤكل ما تحمله النملة بفيها‬
‫وقوائمها )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال صاحب الجامع وغيره‪ :‬يكره أكل ما تحمله النملة‬
‫بفيها وقوائمها‪ - 5 .‬المكارم‪ :‬عن كتاب البصائر عن محمد بن جعفر‬
‫العاصمي عن أبيه عن جده قال‪ :‬حججت ومعي جماعة من أصحابنا فأتيت‬
‫المدينة فقصدنا مكانا ننزله‪ ،‬فاستقبلنا غلم لبي الحسن موسى بن جعفر‬
‫عليه السلم على حمار له أخضر يتبعه الطعام‪ ،‬فنزلنا بين النخلة‪ ،‬فجاء‬
‫هو عليه السلم فنزل ثم قدم الطعام فبدء بالملح‪ ،‬ثم قال‪ :‬كلوا " بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم " ثم ثنى بالخل ثم اتي بكتف مشوي فقال‪ :‬كلوا " بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم " فان هذا طعام كان يعجب النبي صلى ال عليه وآله ثم‬
‫اتى بالخل والزيت‪ ،‬فقال‪ :‬كلوا " بسم ال الرحمن الرحيم " فان هذا طعام‬
‫كان يعجب فاطمة عليهما السلم ثم اتي بالسكباج فقال‪ :‬كلوا " بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم " فان هذا طعام كان يعجب أمير المؤمنين عليه السلم‪ ،‬ثم‬
‫أتي بلحم مقلو فيه بادنجان فقال‪ :‬كلوا " بسم ال الرحمن الرحيم " فان‬
‫هذا طعام كان يعجب الحسن بن على عليهما السلم ثم اتى بلبن حامض قد‬
‫ثرد‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .423‬راجع بحار النوار ج ‪ 10‬ص ‪ 280‬طبعتنا هذه‪ ،‬وفيه سألته‬
‫عن المسك والعنبر يصلح في الدهن ؟ قال انى لضعه في الدهن ول باس‬
‫ولكن روى الكليني في الكافي ‪ 6‬ر ‪ 515‬هذا الحديث وفيه‪ :‬سألته عن‬
‫المسك في الدهن أيصلح ؟ قال‪ :‬انى لصنعه في الدهن ول بأس‪ ،‬وروى‬
‫أنه ل باس بصنع المسك في الطعام‪ (3) .‬الكافي‬
‫]‪[310‬‬

‫فقال‪ :‬كلوا بسم ال الرحمن الرحيم " فان هذا طعام كان يعجب الحسين بن على‬
‫عليهم السلم ثم اتى بأضلع باردة فقال‪ :‬كلوا " بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫" فان هذا طعام كان يعجب علي بن الحسين عليهما السلم ثم اتى بجنب‬
‫مبرز فقال‪ :‬كلوا " بسم ال الرحمن الرحيم " فان هذا طعام كان يعجب‬
‫محمد بن علي عليهما السلم ثم اتي بتور فيه بيض كالعجة فقال‪ :‬كلوا "‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم " فان هذا طعام كان يعجب أبي جعفرا عليه السلم‬
‫ثم اتى بحلواء فقال‪ :‬كلوا " بسم ال الرحمن الرحيم " فان هذا طعام‬
‫يعجبنى )‪ .(1‬أقول‪ :‬سيأتي الخبر بتمامه في باب جوامع آداب الكل إنشاء‬
‫ال‪ .‬بيان‪ :‬بجنب مبرز في أكثر النسخ بتقديم المهملة علي المعجمة‬
‫فيحتمل أن يكون كناية عن السمن أي بجنب شاة ارتفع لسمنها‪ ،‬وفي‬
‫بعضها بالعكس‪ ،‬وكأنه من البازير والدوية الحارة التي تلقى في القدر‪،‬‬
‫وكأن فيه تصحيفا‪ " ،‬والعجة " بالضم طعام من البيض مولد وفي بحر‬
‫الجواهر العجة بالضم وتشديد الجيم خاگينه و الجود أن ل يستعمل فيها‬
‫بياض البيض‪ - 6 .‬المحاسن‪ :‬عن صفوان عن ابن مسكان عن الحسن‬
‫الصيقل عن أبي عبد ال عليه السلم في حديث إن امرأة بذية قالت لرسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ناولني من طعامك‪ ،‬فناولها‪ ،‬فقالت‪ :‬ل وال إل‬
‫الذي في فيك‪ ،‬فأخرج رسول ال صلى ال عليه وآله اللقمة من فيه فناولها‬
‫إياها فأكلتها‪ ،‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬فما أصابها داء حتى فارقت‬
‫الدنيا )‪ - 7 .(2‬الكافي‪ :‬عن علي بن ابراهيم عن أبيه وعلي بن محمد‬
‫القاساني جميعا عن زكريا بن يحيى عن النعمان الصيرفي عن علي بن‬
‫جعفر في حديث طويل قال‪ :‬فقمت فمصصت ريق أبي جعفر عليه السلم‬
‫يعني الجواد ثم قلت‪ :‬أشهد أنك إمامي عند ال فبكا الرضا عليه السلم )‬
‫‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .166 :‬المحاسن‪ 457 :‬وقد أخرجه العلمة المولف في‬
‫تاريخ نبينا ص ج ‪ 16‬ص ‪ 225‬وفيه " امرءة بدوية " وسيأتى في باب‬
‫جوامع آداب الكل‪ (3) .‬الكافي ج ‪ 1‬ر ‪.323‬‬

‫]‪[311‬‬

‫بيان‪ :‬يمكن الستدلل بهذا الخبر وبالخبر السابق على جواز شرب ريق الغير وأكل‬
‫اللقمة الخارجة من فم الغير خلفا للمشهور‪ ،‬وإن أمكن أن يكون ذالك من‬
‫خصايصهم عليهم السلم‪ ،‬ووجه الختصاص ظاهر مع عدم صراحة الخبر‬
‫الخير فيما استدلوا به‪ ،‬لكن دليل الحرمة قاصر‪ ،‬إذا العمدة فيها الخباثة‪،‬‬
‫وقد عرفت فيما سبق ما فيه فتذكر‪ - 8 .‬مجالس الصدوق‪ :‬في مناهي النبي‬
‫صلى ال عليه وآله أنه نهى عن أكل سؤر الفار )‪ - 9 .(1‬قرب السناد‪:‬‬
‫عن سعد بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه أن عليا‬
‫عليه السلم كان يقول‪ :‬كلوا طعام المجوس كله ماخل ذبايحهم‪ ،‬فانها ل‬
‫تحل‪ ،‬وإن ذكر اسم ال عليه )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ (2) .253 :‬قرب السناد ‪.59‬‬

‫]‪[312‬‬

‫ابواب * )آداب الكل ولواحقها( * ‪ 1‬باب * )ان ابن آدم اجوف لبد له من الطعام(‬
‫* ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن زرارة‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن ال خلق ابن آدم أجوف )‪- 2 .(1‬‬
‫ومنه‪ :‬عن أبيه عن القاسم بن عروة عن ابن بكير عن زرارة قال‪ :‬سألت‬
‫أبا جعفر عليه السلم عن قول ال عزوجل‪ " :‬يوم تبدل الرض غير‬
‫الرض " قال‪ :‬تبدل خبزة نقي يأكل الناس منها حتى يفرغ الناس من‬
‫الحساب‪ ،‬فقال له قائل‪ :‬إنهم لفي شغل يومئذ عن الكل والشرب‪ ،‬قال‪ :‬إن‬
‫ال خلق ابن آدم أجوف فلبد له من الطعام والشراب‪ ،‬أهم أشد شغل يومئذ‬
‫أم من في النار‪ ،‬فقد استغاثوا وال يقول‪ " :‬وإن يستغيثوا يغاثوا بماء‬
‫كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب " )‪ .(2‬بيان‪ " :‬خبزة نقي "‬
‫بالضافة وكسر النون وسكون القاف وهو المخ أي خبزة معمولة من مخ‬
‫الحنطة‪ ،‬وفي الكافي )‪ (3‬نقية فهي صفة قال في النهاية‪ :‬النقي المخ‪ ،‬وفيه‬
‫يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصه النقي‪ ،‬يعني‬
‫الخبز الحواري‪ ،‬وهو الذي نخل مرة بعد مرة انتهى ويمكن أن يقرء نقيئ‬
‫على فعيل أي خبزة من هذا الجنس‪.‬‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن ‪ 397‬واليتان في سورة ابراهيم ‪ ،48‬الكهف ‪ (3) .29‬الكافي ‪8‬‬


‫ر ‪ 122 - 121‬في حديث‪.‬‬

‫]‪[313‬‬

‫أقول‪ :‬وقد مضى الكلم في الية ووجوه تأويلها في كتاب المعاد )‪ (1‬فل نعيد "‬
‫والمهل " النحاس المذاب‪ ،‬وقيل‪ :‬دردي الزيت‪ ،‬وقيل‪ :‬القيح والصديد‪- 3 .‬‬
‫الدعايم‪ :‬روينا عن أبى جعفر عليه السلم أن البرش الكلبي سأله عن قول‬
‫ال عزوجل‪ " :‬يوم تبدل الرض غير الرض " قال‪ :‬تبدل بأرض تكون‬
‫كخبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب‪ ،‬قال البرش‪ :‬إن‬
‫الناس يومئذ لفي شغل عن الكل‪ ،‬قال أبو جعفر‪ :‬هم في النار أشد شغل فقد‬
‫قال ال عزوجل‪ " :‬ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا‬
‫من الماء أو مما رزقكم ال " وهم في النار يأكلون الضريع ويشربون‬
‫الحميم‪ ،‬فكيف هم عند الحساب‪ ،‬إن ابن آدم خلق أجوف فلبد له من الطعام‬
‫والشراب )‪ - 4 .(2‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن ابن أبى عمير عمن ذكره عن‬
‫أبى عبد ال عليه السلم في قول ال تبارك وتعالى حكاية عن موسى عليه‬
‫السلم " رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير " قال‪ :‬سأل الطعام وقد‬
‫احتاج إليه )‪ .(3‬الدعايم‪ :‬عنه عليه السلم مثله إلى قوله‪ :‬سأل الطعام )‬
‫‪ 2 .(4‬باب * )مدح الطعام الحلل وذم الحرام( * ‪ - 1‬الخصال‪ :‬عن أبيه‬
‫عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن عبد ال بن القاسم‪،‬‬
‫عن عبد ال بن سنان عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬أول ما عصى ال تبارك وتعالى لست خصال‪ :‬حب‬
‫الدنيا‪ ،‬وحب الرياسة‪ ،‬وحب الطعام‪،‬‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 7‬ص ‪ 73 - 71‬من طبعتنا هذه‪ (2) .‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ 108‬والية‬
‫في العراف ‪ 50‬ومثله في المحاسن ‪ (3) .397‬المحاسن‪ 585 :‬إلى‬
‫قوله‪ " :‬سأل الطعام " فقط‪ (4) .‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ ،8‬إلى قوله‪ " :‬وقد‬
‫احتاج إليه " والية في القصص ‪.24‬‬

‫]‪[314‬‬

‫وحب النساء‪ ،‬وحب النوم‪ ،‬وحب الراحة )‪ - 2 .(1‬معاني الخبار والخصال‪ :‬عن‬
‫محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد ال بن‬
‫المغيرة عن السكوني عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الطعام إذا جمع أربع خصال‬
‫فقدتم‪ :‬إذا كان من حلل وكثرت اليدي عليه‪ ،‬وسمي ال تبارك وتعالي في‬
‫أوله‪ ،‬وحمد في آخره )‪ .(2‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن محمد بن سنان عن ابن‬
‫مسكان عن أبي عبد ال عليه السلم عن النبي صلى ال عليه وآله مثله )‬
‫‪ - 3 .(3‬الفردوس‪ :‬عن النبي صلى ال عليه وآله كلوا من كد أيديكم‪- 4 .‬‬
‫كتاب الغايات لجعفر بن أحمد القمي عن بسطام بن سابور عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬ما عند ال شئ هو أفضل من عفة بطن وفرج‪ ،‬وقيل‬
‫لسلمان رحمه ال‪ :‬أي العمال أفضل ؟ قال‪ :‬اليمان بال وخبز حلل‪- 5 .‬‬
‫المكارم‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وآله ما أكثر ما يدخل النار ؟ قال‪:‬‬
‫الجوفان‪ :‬البطن والفرج )‪ - 6 .(4‬روضة الواعظين والمكارم‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أكل الحلل قام على رأسه ملك يستغفر له‬
‫حتى يفرغ من أكله‪ .‬وقال‪ :‬إذا وقعت اللقمة من حرام في جوف العبد‪ ،‬لعنه‬
‫كل ملك في السماوات والرض‪ ،‬وما دامت اللقمة في جوفه ل ينظر ال‬
‫إليه‪ ،‬ومن أكل اللقمة من الحرام فقد باء بغضب من ال‪ ،‬فان تاب تاب ال‬
‫عليه‪ ،‬وإن مات فالنار أولى به )‪ - 7 .(5‬الفردوس‪ :‬عن النبي صلى ال‬
‫عليه وآله قال‪ :‬من أكل لقمة حرام لم تقبل له صلة أربعين ليلة‪ ،‬ولم‬
‫تستجب له دعوة أربعين صباحا‪ ،‬وكل لحم ينبته الحرام فالنار أولى‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .330‬معاني الخبار ‪ 375‬والخصال ‪ (3) .216‬المحاسن‪.398 :‬‬


‫)‪ (4‬مكارم الخلق ‪ (5) .173‬مكارم الخلق‪.173 :‬‬

‫]‪[315‬‬

‫به‪ ،‬وإن اللقمة الواحدة ننبت اللحم‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬من وقي شر لقلقه وقبقبه‬
‫وذبذبه فقد وجبت له الجنة‪ ،‬واللقلق اللسان‪ ،‬والقبقب البطن‪ ،‬والذبذب‪:‬‬
‫الفرج‪ 2 .‬باب اكرام الطعام ومدح اللذيذ منه‪ ،‬وان ال تعالى ل يحاسب‬
‫المؤمن على المأكول والملبوس وامثالهما اليات‪ :‬التكاثر‪ " :‬ثم لتسئلن‬
‫يومئذ عن النعيم "‪ .‬تفسير‪ :‬قال الطبرسي رحمه ال‪ :‬قال مقاتل‪ :‬يعني‬
‫كفار مكة كانوا في الدنيا في الخير والنعمة‪ ،‬فيسئلون يوم القيامة عن شكر‬
‫ما كانوا فيه‪ ،‬إذا لم يشكروا رب النعيم‪ ،‬حيث عبدوا غيره وأشركوا به‪ ،‬ثم‬
‫يعذبون على ترك الشكر‪ ،‬وهذا قول الحسن‪ ،‬قال‪ :‬ل يسأل عن النعيم إل‬
‫أهل النار‪ ،‬وقال الكثرون‪ :‬إن المعني ثم لتسألن يا معاشر المكلفين عن‬
‫النعيم‪ ،‬قال قتادة‪ :‬إن ال مسائل كل ذي نعمة عما أنعم عليه‪ ،‬وقيل‪ :‬عن‬
‫النعيم في المأكل والمشرب وغيرهما من الملذ عن ابن جبير‪ ،‬وقيل‪ :‬النعيم‬
‫الصحة والفراغ عن عكرمة‪ ،‬ويعضده ما رواه ابن عباس عن النبي صلى‬
‫ال عليه وآله قال‪ :‬نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هو المن والصحة عن ابن مسعود ومجاهد‪ ،‬وروي ذالك عن أبي‬
‫جعفر وأبي عبد ال عليهما السلم‪ ،‬وقيل يسأل عن كل نعيم إل ما خصه‬
‫الحديث‪ ،‬وهو قوله عليه السلم‪ :‬ثلثة ل يسأل عنها العبد‪ :‬خرقة يواري‬
‫بها عورته‪ ،‬أو كسرة يسد بها جوعته‪ ،‬أو بيت يكنه من الحر والبرد‪.‬‬
‫وروي أن بعض الصحابة أضاف النبي صلى ال عليه وآله مع جماعة من‬
‫أصحابه فوجدوا عنده تمرا وماء باردا‪ ،‬فأكلوا فلما خرجوا قال‪ :‬هذا من‬
‫النعيم الذي يسألون عنه وروي العياشي باسناده في حديث طويل قال‪ :‬سأل‬
‫أبو حنيفة أبا عبد ال عليه السلم عن هذه الية فقال له‪ :‬ما النعيم عندك‬
‫يا نعمان ؟ قال‪ :‬القوت من الطعام والماء البارد‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫]‪[316‬‬
‫لئن أوقفك ال بين يديه يوم القيامة حتى يسألك عن أكلة أكلتها أو شربة شربتها‬
‫ليطولن وقوفك بين يديه‪ ،‬قال‪ :‬فما النعيم جعلت فداك ؟ قال‪ :‬نحن أهل البيت‬
‫النعيم الذي أنعم ال بنا على العباد‪ ،‬وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين‪ ،‬وبنا‬
‫ألف ال بين قلوبهم وجعلهم إخوانا بعد أن كانوا أعداء‪ ،‬وبناهداهم ال‬
‫للسلم‪ ،‬وهي النعمة التي ل تنقطع‪ ،‬وال سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم‬
‫به عليهم‪ ،‬وهو النبي صلى ال عليه وآله وعترته عليهم السلم انتهى )‬
‫‪ .(1‬واقول‪ :‬قد مضت ساير اليات المتعلقة بهذا الباب في باب جوامع ما‬
‫يحل وما يحرم مع تفسيرها‪ - 1 .‬الدعايم‪ :‬عن جعفر بن محمد عليهما‬
‫السلم أنه قال‪ :‬ليس في الطعام سرف‪ .‬وقال في قول ال عزوجل‪ " :‬ثم‬
‫لتسألن يومئذ عن النعيم " ال أكرم من أن يطعمكم طعاما فيسألكم عنه‪،‬‬
‫ولكنكم مسؤولون عن نعمة ال عليكم بنا‪ ،‬هل عرفتموها وقمتم بحقها ؟‬
‫وعنه عليه السلم أنه سئل عن المسك والعنبر وغيره من الطيب يجعل في‬
‫الطعام قال‪ :‬ل بأس بذلك )‪ - 2 .(2‬كتاب المسائل‪ :‬لعلي بن جعفر عن أخيه‬
‫عليه السلم مثله )‪ - 3 .(3‬العيون‪ :‬عن الحسين بن أحمد البيهقي عن‬
‫محمد بن يحيى الصولي عن القاسم بن إسماعيل عن إبراهيم بن العباس‬
‫الصولي عن الرضا عليه السلم أنه قال‪ :‬ليس في الدنيا نعيم حقيقي‪ ،‬فقيل‬
‫له‪ :‬فقول ال تعالى‪ " :‬ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " ما هذا النعيم في‬
‫الدنيا أهو الماء البارد ؟ فقال الرضا عليه السلم وعل صوته‪ :‬وكذا‬
‫فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب‪ ،‬فقالت طائفة‪ :‬هو الماء البارد‪،‬‬
‫وقال غيرهم‪ :‬هو الطعام الطيب‪ ،‬وقال آخرون‪ :‬هو النوم الطيب‪ ،‬ولقد‬
‫حدثني أبي عن أبيه الصادق عليهما السلم أن أقوالكم هذه ذكرت عنده في‬
‫قول ال عزوجل‪ " :‬ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " فغضب وقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 5‬ر ‪ (2) .535 - 534‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ 116‬و ‪(3) .117‬‬
‫راجع ص ‪ 309‬مما سبق‪.‬‬

‫]‪[317‬‬

‫إن ال ل يسأل عباده عما تفضل به عليهم‪ ،‬ول يمن بذالك عليهم والمتنان بالنعام‬
‫مستقبح من المخلوقين‪ ،‬فكيف يضاف إلى الخالق مال يرضى المخلوقون‬
‫به‪ ،‬ولكن النعيم حبنا أهل البيت‪ ،‬وموالتنا يسأل ال عنه عباده بعد التوحيد‬
‫والنبوة‪ ،‬لن العبد إذا وافاه بذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي ل يزول الخبر )‬
‫‪ - 4 .(1‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن‬
‫شهاب بن عبد ربه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬اعمل طعاما وتنوق‬
‫فيه وادع عليه أصحابك )‪ .(2‬بيان‪ :‬في القاموس تنيق في مطعمه وملبسه‬
‫تجود وبالغ كتنوق‪ - 5 .‬الكافي‪ :‬عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن‬
‫فضال عن بعض أصحابه عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما عذب ال‬
‫عزوجل قوما قط وهم يأكلون‪ ،‬وإن ال عزوجل أكرم من أن يرزقهم شيئا‬
‫ثم يعذبهم عليه‪ ،‬حتى يفرغوا منه )‪ - 6 .(3‬المكارم‪ :‬روي عن العالم عليه‬
‫السلم ثلثة ل يحاسب عليها المؤمن‪ :‬طعام يأكله‪ ،‬وثوب يلبسه‪ ،‬وزوجة‬
‫صالحة تعاونه ويحرز بها دينه )‪ - 7 .(4‬الخصال‪ :‬عن محمد بن الحسن‬
‫بن الوليد عن سعد بن عبد ال عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن‬
‫أبي زياد عن الحلبي قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ثلثة أشياء ل‬
‫يحاسب ال عليها المؤمن طعام يأكله‪ ،‬وثوب يلبسه‪ ،‬وزوجة صالحة‬
‫تعاونه و تحصن فرجه )‪ .(5‬المحاسن‪ :‬عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن‬
‫الحلبي مثله )‪ - 8 .(6‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن‬
‫الحكم عن شهاب بن عبد ربه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ليس في‬
‫الطعام سرف )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (2) .129‬المحاسن‪ (3) .410 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪(4) .274‬‬
‫مكارم الخلق‪ (5) .169 :‬الخصال ‪ (7 - 6) .80‬المحاسن‪.399 :‬‬

‫]‪[318‬‬

‫بيان‪ :‬كأنه محمول على ما إذا كان له سعة‪ ،‬وكان غرضه إكرام المؤمنين ل الرياء‬
‫والسمعة‪ ،‬وساير الغراض الباطلة‪ - 9 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي‬
‫عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد ال عليه السلم في قوله‪ " :‬ثم‬
‫لتسألن يومئذ عن النعيم " قال‪ :‬إن ال أكرم من أن يسأل مؤمنا عن أكله‬
‫وشربه )‪ - 10 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن القاسم بن محمد عن الحرث بن‬
‫حريز عن سدير الصيرفي عن أبى خالد الكابلي قال‪ :‬دخلت على أبي جعفر‬
‫عليه السلم فدعا بالغداء فأكلت معه طعاما ما أكلت طعاما قط أنظف منه‬
‫ول أطيب منه‪ ،‬فلما فرغنا من الطعام قال‪ :‬يا أبا خالد كيف رأيت طعامنا ؟‬
‫قلت‪ :‬جعلت فداك‪ :‬ما رأيت أنظف منه قط ول أطيب ولكني ذكرت الية التي‬
‫في كتاب ال " لتسألن يومئذ عن النعيم " فقال أبو جعفر‪ :‬ل إنما تسألون‬
‫عما أنتم عليه من الحق )‪ - 11 .(2‬ومنه‪ :‬عن عثمان بن عيسى عن أبي‬
‫سعيد عن أبي حمزة قال‪ :‬كنا عند أبي ‪ -‬عبد ال عليه السلم جماعة فدعا‬
‫بطعام مالنا عهد بمثله لذاذة وطيبا حتى تملينا واتينا بتمر ينظر فيه إلى‬
‫وجوهنا من صفائه وحسنه‪ ،‬فقال رجل‪ :‬لتسألن يومئذ غدا عن هذا النعيم‬
‫الذي تنعمتم عند ابن رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬فقال أبو عبد ال‬
‫عليه السلم‪ :‬ال أكرم وأجل أن يطعمكم فيسو غمكوه ثم يسألكم عنه‪،‬‬
‫ولكنه يسألكم عما أنعم به عليكم بمحمد وآل محمد‪ .‬قال‪ :‬ورواه محمد بن‬
‫علي عن عيسى بن هشام عن أبى خالد القماط عن أبي حمزة مثله )‪.(3‬‬
‫بيان‪ :‬قال الجوهري امتل الشئ وتملء بمعنى‪ :‬يقال‪ :‬تملت من الطعام‬
‫والشراب‪ - 12 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن ابن فضال عن ابن بكير عن بعض‬
‫أصحابه قال‪:‬‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .399 :‬المحاسن ‪ ،400‬وفيه‪ " :‬لتسألن يومئذ عن النعيم "‬
‫عن هذا النعيم الذى الخ‪.‬‬

‫]‪[319‬‬

‫كان أبو عبد ال عليه السلم ربما أطعمنا الفراني والخبصة ثم يطعم الخبز‬
‫والزيت‪ ،‬فقيل له‪ :‬لودبرت أمرك حتى يعتدل‪ ،‬فقال‪ :‬إنما تدبيرنا من ال إذا‬
‫أوسع علينا وسعنا وإذا قتر علينا قترنا )‪ .(1‬تبيان‪ :‬في القاموس الفرن‬
‫بالضم المخبز يخبز فيه الفرني لخبز غليظ مستدير أو خبزة مصنعبة‬
‫مضمومة الجوانب إلى الوسط تشوى ثم تروي سمنا ولبنا وسكرا و‬
‫الصنعبة النقباض‪ .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي عن يونس بن يعقوب‬
‫عن عبد العلى قال‪ :‬أكلت مع أبي عبد ال عليه السلم فدعا واتى بدجاجة‬
‫محشوة وبخبيص فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬هذه اهديت لفاطمة ثم‬
‫قال‪ :‬يا جارية ائتنا بطعامنا المعروف‪ :‬فجاء بثريد خل وزيت )‪ 3 .(2‬باب‬
‫التواضع في الطعام واستحباب ترك التنوق في الطعمة وكثرة العتناء به‬
‫اليات الحقاف‪ " :‬ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في‬
‫حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم‬
‫تستكبرون " )‪ .(3‬تفسير‪ :‬قال الطبرسي رحمه ال‪ " :‬ويوم يعرض الذين‬
‫كفروا على النار " يعني يوم القيامة أي يدخلون النار كما يقال‪ :‬عرض‬
‫فلن على السوط‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه عرض عليهم النار قبل أن يدخلوها ليروا‬
‫أهوالها " أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا " أي فيقال لهم‪ :‬آثرتم طيباتكم‬
‫ولذاتكم في الدنيا على طيبات الجنة " واستمتعتم بها " أي انتفعتم بها‬
‫منهمكين فيها وقيل‪ :‬هي الطيبات من الرزق يقول‪ :‬أنفقتموها في شهواتكم‬
‫وفي ملذ الدنيا ولم تنفقوها في مرضات ال تعالى‪ .‬ولما وبخ ال سبحانه‬
‫الكفار بالتمتع بالطيبات واللذات في هذه الدنيا‪ ،‬آثر‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .400 :‬الحقاف‪.20 :‬‬

‫]‪[320‬‬

‫النبي وامير المؤمنين عليهما السلم الزهد والتقشف واجتناب الترفة والنعمة‪ ،‬وقد‬
‫روي في الحديث أن عمر بن الخطاب قال‪ :‬استأذنت على رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله فدخلت عليه في مشربة ام إبراهيم وإنه لمضطجع على‬
‫خصفة وإن بعضه على التراب وتحت رأسه وسادة محشوة ليفا‪ ،‬فسلمت‬
‫عليه ثم جلست‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ال أنت نبي ال وصفوته وخيرته من‬
‫خلقه‪ ،‬وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير‪ ،‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أولئك قوم عجلت طيباتهم وهي وشيكة‬
‫النقطاع‪ ،‬وإنما اخرت لنا طيباتنا‪ .‬وقال علي بن أبي طالب عليه السلم في‬
‫بعض خطبه‪ :‬وال لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها‪ ،‬ولقد‬
‫قال لي قائل‪ :‬أل تنبذها ؟ فقلت‪ :‬اعزب عني فعند الصباح يحمد القوم‬
‫السرى‪ .‬وروي محمد بن قيس عن أبي جعفر الباقر عليه السلم أنه قال‪:‬‬
‫وال إن كان علي ليأكل أكلة العبد‪ ،‬ويجلس جلسة العبد‪ ،‬وإن كان ليشتري‬
‫القميص فيخير غلمه خيرهما‪ ،‬ثم يلبس الخر‪ ،‬فإذا جاز أصابعه قطعه‪،‬‬
‫وإذا جاز كعبه حذفه‪ ،‬ولقد ولي خمس سنين وما وضع آجرة على آجرة‪،‬‬
‫ول لبنة على لبنة‪ ،‬ول أورث بيضاء ول حمراء‪ ،‬وإن كان ليطعم الناس‬
‫خبز البر واللحم‪ ،‬وينصرف إلى منزله فيأكل خبز الشعير والزيت والخل‪،‬‬
‫ول ورد عليه أمران كلهما ل عزوجل فيه رضا إل أخذ بأشدهما على‬
‫بدنه‪ ،‬ولقد أعتق ألف مملوك من كد يمينه تربت منه يداه وعرق فيه‬
‫وجهه‪ ،‬وما أطاق عمله أحد من الناس‪ ،‬وإن كان ليصلي في اليوم والليلة‬
‫ألف ركعة وإن كان أقرب الناس شبها به لعلي بن الحسين عليه السلم وما‬
‫أطاق عمله أحد من الناس بعده‪ .‬ثم إنه قد اشتهر في الرواية أنه عليه‬
‫السلم لما دخل على العل بن زياد بالبصرة يعوده قال له العل‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين أشكو إليك أخي عاصم بن زياد لبس العباء‪ ،‬و تخلي من الدنيا‪،‬‬
‫فقال عليه السلم‪ :‬علي به فلما جاء قال‪ :‬يا عدي نفسه لقد استهام بك‬
‫الخبيث‪ ،‬أما رحمت أهلك وولدك ؟ أترى ال أحل الطيبات وهو يكره أن‬
‫تأخذها ؟ أنت أهون على ال من ذالك‪ ،‬قال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ :‬هذا أنت في‬
‫خشونة عيشك و‬

‫]‪[321‬‬

‫جشوبة مأكلك‪ ،‬قال‪ :‬ويحك إني لست كأنت‪ ،‬إن ال تعالى فرض على أئمة الحق أن‬
‫يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيل يتبيغ بالفقير فقره انتهى )‪ .(1‬وأقول‪:‬‬
‫الخطاب في هذه الية للكفار‪ ،‬فان طيباتهم كانت منحصرة فيما تمتعوا بها‬
‫في الدنيا لتفويتهم على أنفسهم استحقاق نعيم الخرة‪ ،‬فل تكون حجة في‬
‫رجحان ترك المؤمنين ملذ الدنيا ونعيمها‪ ،‬كما قال أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم فيما كتب إلى أهل مصر مع محمد بن أبي بكر‪ :‬واعلموا يا عباد ال‬
‫أن المتقين حازوا عاجل الخير وآجله‪ ،‬فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم‪ ،‬ولم‬
‫يشاركهم أهل الخرة في آخرتهم‪ ،‬أباحهم ال في الدنيا ما كفاهم به‬
‫وأغناهم‪ ،‬قال ال عز اسمه‪ " :‬قل من حرم زينة ال التي أخرج لعباده‬
‫والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم‬
‫القيامة كذلك نفصل اليات لقوم يعلمون " سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت‪،‬‬
‫وأكلوها بأفضل ما اكلت‪ ،‬شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا معهم من‬
‫طيبات ما يأكلون‪ ،‬وشربوا من طيبات ما يشربون‪ ،‬ولبسوا من أفضل ما‬
‫يلبسون‪ ،‬وسكنوا من أفضل ما يسكنون‪ ،‬وتزوجوا من أفضل ما يتزوجون‪،‬‬
‫وركبوا من أفضل ما يركبون‪ ،‬أصابوا لذة الدنيا مع أهل الدنيا‪ ،‬وهم غدا‬
‫جيران ال يتمنون عليه فيعطيهم ما يتمنون‪ ،‬ل ترد لهم دعوة‪ ،‬ول ينقص‬
‫لهم نصيب من اللذة‪ .‬فالى هذا يا عباد ال يشتاق من كان له عقل‪ ،‬ويعمل‬
‫له تقوى ال‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال )‪ .(2‬ومثل ذلك كثير أوردتها في‬
‫كتاب اليمان والكفر‪ ،‬وأما الخبار المعارضة لها فصنفان‪ :‬أحدهما ما ورد‬
‫في كيفية تعيش رسول ال وأمير المؤمنين وبعض الئمة عليهم السلم‬
‫فمع معارضتها لطوار بعضهم أيضا محمولة على أنها من خصائص النبي‬
‫صلى ال عليه وآله والمام الممكن من التصرف‪ ،‬كما يدل عليه خبر‬
‫عاصم بن زياد‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 5‬ر ‪ (2) .88 - 87‬راجع امالي الطوسى ‪ 1‬ر ‪.26 - 25‬‬

‫]‪[322‬‬

‫المتقدم وغيره‪ ،‬والصنف الخر الذي ل يحتمل ذلك محمولة على من يحصله من‬
‫الحرام أو الشبهة‪ ،‬أو يكون مسرفا في ذلك بحيث ل يناسب حاله أو يعلم‬
‫من نفسه أن ذلك يصير سببا لطغيانه فيحتاج إلى تذليل بدنه وامتهانه‪،‬‬
‫وسيأتي مزيد تحقيق لذلك في أبواب المكارم مع ساير الخبار المتعلقة‬
‫بذلك‪ - 1 .‬ارشاد القلوب‪ :‬عن سويد بن غفلة قال‪ :‬دخلت على علي بن أبي‬
‫طالب عليه السلم فوجدته جالسا وبين يديه إناء فيه لبن أجد فيه ريح‬
‫حموضته وفي يده رغيف أرى قشار الشعير في وجهه‪ ،‬وهو يكسر بيده‬
‫ويطرحه فيه‪ ،‬فقال‪ :‬ادن فأصب من طعامنا‪ ،‬فقلت‪ :‬إني صايم‪ ،‬فقال عليه‬
‫السلم‪ :‬سمعت رسول ال " من منعه الصيام عن طعام يشتهيه كان حقا‬
‫على ال أن يطعمه من طعام الجنة‪ ،‬ويسقيه من شرابها " قال‪ :‬قلت لفضة‬
‫وهي قريبة منه قائمة‪ :‬ويحك يا فضة أما تتقين ال في هذا الشيخ تنخل‬
‫هذا الطعام من النخالة التي فيه ؟ قالت‪ :‬قد تقدم إلينا أن ل ننخل له طعاما‪،‬‬
‫قال‪ :‬ما قلت لها ؟ فأخبرته فقال‪ :‬بأبي وامي من لم ينخل له طعام ولم يشبع‬
‫من خبز البر ثلثة أيام حتى قبضه ال‪ ،‬قال‪ :‬وكان عليه السلم يجعل‬
‫جريش الشعير في وعاء ويختم عليه‪ ،‬فقيل له في ذلك فقال‪ :‬إني أخاف‬
‫هذين الولدين أن يجعل فيه شيئا من زيت أو سمن )‪ - 2 .(1‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬دخل النبي صلى ال عليه وآله مسجد قبا فاتي باناء فيه لبن حليب‬
‫مخيض بعسل فشرب منه حسوة أو حسوتين ثم وضعه‪ ،‬فقيل‪ :‬يا رسول‬
‫ال أتدعه محرما ؟ قال ل اللهم إني أدعه تواضعا ل )‪ .(2‬بيان‪ :‬مخيض‬
‫بالخاء المعجمة والياء المثناة التحتانية على فعيل من المخض وهو‬
‫التحريك كناية عن الخلط الشديد وفي بعض النسخ بالباء الموحدة من‬
‫التخبيص بمعنى التخليط في القاموس خبصه يخبصه خلطه ومنه الخبيص‬
‫وقد خبص يخبص وخبص تخبيصا قوله‪ :‬محرما على بناء الفاعل أو على‬
‫بناء المفعول حال عن المفعول‪.‬‬

‫)‪ (1‬ارشاد القلوب ‪ 2‬ر ‪ (2) .8‬المحاسن‪.409 :‬‬

‫]‪[323‬‬

‫‪ - 3‬المحاسن‪ :‬عن جعفر بالسناد المتقدم قال‪ :‬اتى بخبيص فأبى أن يأكله فقيل‪:‬‬
‫أتحرمه ؟ قال‪ :‬ل ولكني أكره أن تتوق إليه نفسي‪ ،‬ثم تل الية " أذهبتم‬
‫طيباتكم في حياتكم الدنيا " )‪ .(1‬بيان‪ :‬اتي أي النبي صلى ال عليه وآله‬
‫أو الصادق عليه السلم‪ ،‬والول أظهر‪ ،‬وفي كتاب الغارات أن المأتي كان‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم وفي القاموس تاق إليه توقا وتوقانا اشتاق‪4 .‬‬
‫‪ -‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي عن أرطاة بن حبيب عن أبي داود الطهري‬
‫عن عبد ال بن شريك العامري عن حبة العرني قال‪ :‬اتي أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم بخوان فالوذج فوضع بين يديه فنظر إلى صفائه وحسنه فوجأ‬
‫بأصبعه فيه حتى بلغ أسفله ثم سلها ولم يأخذ منه شيئا وتملظ أصبعه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬إن الحلل طيب‪ ،‬وما هو بحرام ولكني أكره أن اعود نفسي ما لم‬
‫أعودها‪ ،‬ارفعوه عني فرفعوه )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬الخوان بالكسر ما‬
‫يؤكل عليه معرب وقال‪ :‬وجأته بالسكين ضربته‪ ،‬وقال‪ :‬لمظ يلمظ بالضم‬
‫لمظا إذا تتبع بلسانه بقيه الطعام في فمه‪ ،‬أو أخرج لسانه فمسح به‬
‫شفتيه‪ ،‬وكذلك التلمظ‪ - 5 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي عن سفيان عن‬
‫صباح الحذاء عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬بينا‬
‫أمير المؤمنين في الرحبة في نفر من أصحابه إذ اهدي له طست خوان‬
‫فالوذج‪ ،‬فقال لصحابه‪ :‬مدوا أيديكم‪ ،‬فمدوا أيديهم ومد يده ثم قبضها‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا أمير المؤمنين أمرتنا أن نمد أيدينا فمددناها‪ ،‬ومددت يدك ثم‬
‫قبضتها‪ ،‬فقال‪ :‬إني ذكرت أن رسول ال صلى ال عليه وآله لم يأكله‬
‫فكرهت أكله )‪ - 6 .(3‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن عبد ال بن المغيرة عن طلحة‬
‫بن زيد عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان أمير المؤمنين عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬ل تزال هذه المة بخير ما لم يلبسوا لباس العجم ويطعموا أطعمة‬
‫العجم‪ ،‬فإذا فعلوا ذلك ضربهم ال بالذل )‪.(4‬‬
‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (4 - 3) .409 :‬المحاسن‪.410 :‬‬

‫]‪[324‬‬

‫‪ - 7‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن عبد ال بن المغيرة ومحمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن‬
‫أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم أن عليا عليه السلم كان ل ينخل له‬
‫الدقيق وكان علي عليه السلم يقول‪ :‬ل تزال هذه المة إلى آخر الخبر‬
‫السابق )‪ - 8 .(1‬ومنه‪ :‬عن يحيى بن إبراهيم بن أبى البلد عن أبيه عن‬
‫بزيع أبي عمرو بن ‪ -‬بزيع قال‪ :‬دخلت على أبى جعفر عليه السلم وهو‬
‫يأكل خل وزيتا في قصعة سوداء مكتوب في وسطها بصفرة " قل هو ال‬
‫أحد " فقال‪ :‬ادن يا بزيع فدنوت فأكلت معه ثم حسى من الماء ثلث حسى‬
‫حتى لم يبق من الخبز شئ‪ ،‬ثم ناولني فحسوت البقية )‪ .(2‬بيان‪ :‬يحتمل أن‬
‫يكون المراد بالماء الخل الباقي في القصعة‪ - 9 .‬المحاسن‪ :‬عن يعقوب بن‬
‫يزيد عمن ذكره عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الثمالي قال‪ :‬لما دخلت‬
‫على علي بن الحسين عليه السلم دعا بنمرقة فطرحت فقعدت عليها ثم‬
‫اتيت بمائدة لم أر مثلها قط‪ ،‬قال لي‪ :‬كل‪ ،‬فقلت‪ :‬مالك جعلت فداك ل تأكل ؟‬
‫فقال‪ :‬إني صائم فلما كان الليل اتي بخل وزيت فأفطر عليه‪ ،‬ولم يؤت بشئ‬
‫من الطعام الذي قرب إلي )‪ .(3‬بيان‪ :‬في القاموس النمرق والنمرقة مثلثة‪:‬‬
‫الوسادة الصغيرة أو الميثرة أو الطنفسة فوق الرحل‪ - 10 .‬المكارم‪ :‬لقد‬
‫جاء النبي صلى ال عليه وآله ابن خولي باناء فيه عسل ولبن فأبي أن‬
‫يشربه فقال‪ :‬شربتان في شربة وإناء ان في إناء واحد‪ ،‬فأبي أن يشربه‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬ما احرمه ولكني أكره الفخر‪ ،‬والحساب بفضول الدنيا غدا‪ ،‬واحب‬
‫التواضع فان من تواضع ل رفعه ال )‪ - 11 .(4‬كتاب الزهد‪ :‬للحسين بن‬
‫سعيد عن ابن أبى عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبى عبد ال قال‪:‬‬
‫أفطر رسول ال عشية الخميس في مسجد قبا فقال‪:‬‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪ (4) .440 :‬مكارم الخلق‪.33 :‬‬

‫]‪[325‬‬

‫هل من شراب فأتاه أوس بن خولة النصاري بعس من لبن مخيض بعسل‪ ،‬فلما‬
‫وضعه على فيه نحاه ثم قال‪ :‬شرابان يكتفى بأحدهما عن صاحبه‪ ،‬ل‬
‫أشربه ول احرمه‪ ،‬ولكني أتواضع ل‪ ،‬فانه من تواضع ل رفعه ال‪ ،‬ومن‬
‫تكبر خفضه ال‪ ،‬ومن اقتصد في معيشته رزقه ال‪ ،‬ومن بذر حرمه ال‪،‬‬
‫ومن أكثر ذكر ال أحبه ال‪ - 12 .‬الدعايم‪ :‬عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله أنه أتى قبايوم خميس وهو صايم فلما أمسى قال‪ :‬هل من شراب ؟‬
‫وذكر نحوه إلى قوله‪ :‬ومن أكثر ذكر ال رزقه ال‪ ،‬ثم قال‪ :‬فهذا وال أعلم‬
‫من رسول ال صلى ال عليه وآله تواضع كما قال ; ل على أن ال‬
‫عزوجل حرم شيئا من طيبات الرزق قال جل ذكره‪ " :‬قل من حرم زينة ال‬
‫التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا‬
‫خالصة يوم القيامة "‪ .‬وعن علي عليه السلم أنه اتي بطبق فالوذج‬
‫فوضع بين يديه فنظر إليه ورأى صفاءه وحسنه فوجأ بأصبعه فيه‪ ،‬ثم‬
‫استلها فلم ينتزع منه شيئا فتلمظ أصبعه‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن هذا الحلو طيب ولكن‬
‫نكره أن نعود أنفسنا ما لم تعود‪ ،‬ارفعوه فرفعوه )‪ 4 .(1‬باب * )ذم كثرة‬
‫الكل والكل على الشبع والشكاية عن الطعام( * ‪ - 1‬عن أحمد بن محمد‬
‫بن يحيى العطار عن سعد بن عبد ال بن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي‬
‫عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫عليه السلم‪ :‬المؤمن يأكل في معا واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء )‪.(2‬‬
‫‪ - 2‬المجازات والشهاب‪ :‬عنه صلى ال عليه وآله مثله‪ .‬بيان‪ :‬قال السيد‬
‫رحمه ال هذا القول مجاز‪ ،‬والمراد أن المؤمن يقنع من مطعمه بالبلغ التي‬
‫تمسك الرمق‪ ،‬وتقيم الود‪ ،‬دون المآكل التي يقصد بها وجه اللذة‪،‬‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ 116 - 115‬والية في العراف‪ (2) .37 :‬الخصال‪.351 :‬‬

‫]‪[326‬‬

‫ويقضى بها حق الشهوة‪ ،‬فكأنه يأكل في معا واحد لفرط القتصار وكراهة الستكثار‬
‫وأما الكافر فانه لتبجحه في المآكل‪ ،‬وتنقله في المطاعم‪ ،‬وتوخيه ضد ما‬
‫يتوخاه المؤمن من اجترار حطام الدنيا التي يطلب عاجلها‪ ،‬ول يأمل آجلها‪،‬‬
‫فهو عبد للذته‪ ،‬وكادح في طاعة شهوته‪ ،‬كأنه يأكل في سبعة أمعاء‪ ،‬لن‬
‫أكله للذة ل للبلغة‪ ،‬وللنهمة ل للمسكة انتهى )‪ .(1‬وقال الراوندي رحمه‬
‫ال‪ :‬المعى على وزن اللوى‪ ،‬واحد المعاء وهي مجاري الطعام في البطن‪،‬‬
‫وهذا مثل وذلك أن المؤمن ل يأكل إل من الحلل‪ ،‬ويجتنب الحرام‬
‫والشبهة‪ ،‬والكافر ل يبالى ما أكل‪ ،‬وكيف أكل‪ ،‬ومن أين أكل‪ ،‬وإذا كان‬
‫كذلك فمآكل الكافر أكثر من مآكل المؤمن‪ ،‬وخص السبعة بالذكر مثل كما‬
‫يذكر السبعون في مثل هذه المواضع قال تعالى‪ " :‬إن تستغفر لهم سبعين‬
‫مرة فلن يغفر ال لهم )‪ ." (2‬والمعا أيضا المذنب من المذانب‪ ،‬وهو مسيل‬
‫الماء في الحضيض‪ ،‬قال أبو عبيد‪ :‬ترى ذلك لتسمية المؤمن عند طعامه‬
‫فتكون فيه البركة‪ ،‬والكافر ل يفعل ذلك وهذا لوجه كما ترى‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه‬
‫مثل ضربه النبي صلى ال عليه وآله للمؤمن وزهد في الدنيا‪ ،‬والكافر‬
‫وحرصه عليها‪ ،‬وليس الغرض بذلك الكل فحسب‪ ،‬بل يعني اتساع الرغبة‬
‫وهذا الوجه قريب من الوجه الذي قدمناه وصدرنا به الكلم‪ .‬وقيل‪ :‬هذا في‬
‫رجل بعينه كان يأكل في حال كفره فيكثر فلما أسلم قل طعمه‪ ،‬و ذكر أنه‬
‫عمرو بن معدي كرب الزبيدي وقال أبو عبيد في تاريخه‪ :‬ترى أنه عنى أبا‬
‫‪ -‬نضرة الغفاري واسم أبى نضرة حميل بالحاء وضمه‪ ،‬فمن قال‪ :‬حميل أو‬
‫جميل فقد أخطأ وال أعلم بذلك‪ ،‬ويؤيد أن المعنى اتساع الرغبة‪ ،‬قولهم‪:‬‬
‫فلن يأكل هذه البلدة‪ ،‬وهذه الولية‪ ،‬ولعله ل يأكل مما يحصل منها لقمة بل‬
‫يتصرف في ذلك وذكر الكل مجاز في مثل هذه المواضع‪ ،‬يقال‪ :‬أكل فلن‬
‫ألف دينار‪ ،‬ولعله لبس به ولم يأكل‪ ،‬أو أعطاه أو أنفقه في وجه غير الكل‪،‬‬
‫والغرض بالكل الشنعة‪ ،‬أل ترى إلى‬

‫)‪ (1‬المجازات النبوية ‪ (2) .243‬لنا كلم في شرح الية تراها في ج ‪ 91‬ص ‪.364‬‬

‫]‪[327‬‬

‫قول أمير المؤمنين عليه السلم‪ " :‬ليسلطن عليكم غلم ثقيف الذيال الميال‪ :‬يأكل‬
‫خضرتكم ويذيب شحمتكم " ويقول لغيره‪ :‬أما إنه سيظهر علكيم بعدي‬
‫رجل رحب البلعوم‪ ،‬مند حق البطن‪ ،‬واسع السرم‪ ،‬يأكل ما يجد " كل ذلك‬
‫تعبير بالرغب‪ ،‬وقد قيل‪ :‬الرغب شؤم‪ .‬وهذا إعلم منه عليه السلم أن‬
‫المؤمن يشغله دينه وخوفه من ال عن الدنيا‪ ،‬والتساع فيها‪ ،‬وفائدة‬
‫الحديث الحث على الرغبة عن الدنيا‪ ،‬والجتناب من الوقوع في مصائد من‬
‫شهواتها‪ ،‬وراوي الحديث جابر‪ ،‬ورواه ابن عمر انتهى‪ .‬وفي النهاية هذا‬
‫مثل ضربه للمؤمن وزهده في الدنيا‪ ،‬والكافر وحرصه عليها و ليس معناه‬
‫كثرة الكل دون التساع في الدنيا‪ ،‬ولهذا قيل‪ :‬الرغب شؤم لنه يحمل‬
‫صاحبه على اقتحام النار‪ ،‬وقيل‪ :‬هو تحضيض للمؤمن على قلة الكل‬
‫وتحامي ما يجره الشبع من القسوة وطاعة الشهوة‪ ،‬ووصف الكافر بكثرة‬
‫الكل إغلظ على المؤمن‪ ،‬وتأكيد لما رسم له‪ ،‬وقيل‪ :‬هو خاص في رجل‬
‫بعينه كان يأكل كثيرا فأسلم فقل أكله والمعى واحد المعاء‪ ،‬وهي‬
‫المصارين انتهى‪ .‬وقال في فتح الباري بعد ما ذكر بعض ما مر‪ :‬وقيل‪ :‬بل‬
‫هو على ظاهره ثم اختلف في ذالك على أقوال‪ :‬الول أنه ورد في شخص‬
‫بعينه‪ ،‬واللم عهدية لجنسية ويؤيده ما رواه عن الطبراني بسند جيد‬
‫بزعمه عن ابن عمر )‪ (1‬قال‪ :‬جاء إلى النبي صلى ال عليه وآله سبعة‬
‫رجل فأخذ كل واحد من الصحابة رجل وأخذ النبي صلى ال عليه وآله‬
‫رجل فقال له‪ :‬ما اسمك قال‪ :‬أبو غزوان‪ ،‬قال‪ :‬فحلب له سبع شياة فشرب‬
‫لبنها كله فقال له النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬هل لك يا أبا غزوان أن‬
‫تسلم ؟ قال‪ :‬نعم فأسلم‪ ،‬فمسح رسول ال صلى ال عليه وآله صدره فلما‬
‫أصبح حلب له شاة واحدة فلم يتم لبنها‪ ،‬فقال‪ :‬مالك يا أبا غزوان ؟ فقال‪:‬‬
‫والذي بعثك بالحق لقد رويت قال‪ :‬إنك أمس كان لك سبعة أمعاء‪ ،‬وليس‬
‫لك اليوم إل معى واحد‪ :‬ثم ضعف هذا الحمل‪.‬‬

‫)‪ (1‬أخرجه الهيتمى في مجمع الزوائد ‪ 5‬ر ‪ 32‬عن الطبراني وقال رجاله رجال‬
‫الصحيح‪.‬‬

‫]‪[328‬‬

‫والثاني أن الحديث خرج مخرج الغالب‪ ،‬وليست حقيقة العدد مرادة كقوله‪" :‬‬
‫والبحر يمده من بعده سبعة أبحر " والمعنى أن من شأن المؤمن التقلل من‬
‫الكل لشتغاله بأسباب العبادة‪ ،‬ولعلمه بأن مقصود الشرع من الكل ما‬
‫يسد الجوع‪ ،‬و يمسك الرمق‪ ،‬ويعين على العبادة ولخشيته أيضا من حساب‬
‫ما زاد على ذلك‪ ،‬والكافر بخلف ذلك كله‪ ،‬فانه ل يقف على مقصود‬
‫الشرع‪ ،‬بل هو تابع لشهوة نفسه‪ ،‬مسترسل فيها غير خائف من تبعات‬
‫الحرام‪ ،‬فصار أكل المؤمن ما ذكر إذا نسب إلى أكل الكافر كأنه بقدر السبع‬
‫منه‪ ،‬ول يلزم من هذا اطراده في حق كل مؤمن وكافر‪ ،‬فقد يكون في‬
‫المؤمنين من يأكل كثيرا إما بحسب العادة أو لعارض يعرض له على رأي‬
‫الطباء‪ ،‬وقد يكون في الكافرين من يأكل قليل إما للرياضة على رأي‬
‫الرهبان‪ ،‬وإما لعارض كضعف المعدة‪ .‬قال الطيبي‪ :‬ومحصل القول‪ :‬أن من‬
‫شأن المؤمن الحرص على الزهادة‪ ،‬والقتناع بالبلغة‪ ،‬بخلف الكافر‪ ،‬فإذا‬
‫وجد مؤمن أو كافر على غير هذا الوصف ل يقدح في الحديث‪ .‬الثالث‪ :‬أن‬
‫المراد بالمؤمن في هذا الحديث التام اليمان‪ ،‬لن من حسن إسلمه وكمل‬
‫إيمانه‪ ،‬اشتغل فكره فيما يصير إليه من الموت وما بعده‪ ،‬فيمنعه شدة‬
‫الخوف وكثرة التفكر والشفاق على نفسه من استيفاء شهوته‪ ،‬كما ورد‬
‫في حديث أبي أمامة من كثر تفكره قل طعمه‪ ،‬ومن قل طعمه كثر تفكره‬
‫ومن كثر طعمه قسا قلبه‪ .‬وفي حديث أبي سعيد الصحيح‪ :‬إن هذا المال‬
‫حلوة خضرة فمن أخذه باسراف نفس كان كالذى يأكل ول يشبع‪ ،‬فدل على‬
‫أن المراد بالمؤمن من يقصد في مطعمه‪ ،‬وأما الكافر فمن شأنه الشره‪،‬‬
‫فيأكل بالنهم كما يأكل البهيمة‪ ،‬ول يأكل بالمصلحة لقيام البنية‪ ،‬كما قال‬
‫تعالى‪ " :‬والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل النعام "‪ .‬الرابع‪ :‬أن‬
‫المراد أن المؤمن يسمي ال تعالى عند طعامه وشرابه‪ ،‬فل يشركه‬
‫الشيطان‪ ،‬فيكفيه القليل‪ ،‬والكافر ل يسمي فيشركه الشيطان‪.‬‬

‫]‪[329‬‬
‫الخامس‪ :‬أن المؤمن يقل حرصه على الطعام فيبارك له فيه‪ ،‬وفي مأكله يشبع من‬
‫القليل والكافر طافح البصر إلى المأكل كالنعام‪ ،‬فل يشبعه القليل‪ ،‬وهذا‬
‫يمكن ضمه إلى الذي قبله‪ ،‬ويجعلن جوابا واحدا مركبا‪ .‬السادس‪ :‬قال‬
‫النووي‪ :‬المختار أن المراد أن بعض المؤمنين يأكل في معا واخد وأكثر‬
‫الكفار يأكلون في سبعة أمعاء‪ ،‬ول يلزم أن يكون كل واحد من السبعة مثل‬
‫المؤمن انتهى‪ .‬ويدل على تفاوت المعاء ما ذكره عياض عن هل التشريح‬
‫أن أمعاء النسان سبعة‪ :‬المعدة‪ ،‬ثم ثلثة أمعاء بعدها متصلة بها‪ :‬البواب‪،‬‬
‫ثم الصائم‪ ،‬ثم الرقيق‪ ،‬والثلثة رقاق‪ ،‬ثم العور والقولون‪ ،‬والمستقيم‪،‬‬
‫وكلها غلظ‪ ،‬فيكون المعنى أن الكافر لكونه يأكل بسرعة ل يشبعه إل ملء‬
‫أمعائه السبعة‪ ،‬والمؤمن يشبعه ملء معى واحد‪ ،‬ونقل الكرماني عن‬
‫الطباء في تسمية المعاء السبعة أنها المعدة‪ ،‬ثم ثلثة متصلة رقاق‪ ،‬وهي‬
‫الثنا عشر والصائم والقولون‪ ،‬ثم ثلثة غلظ وهي النافف بنون وفائين‪،‬‬
‫أو قافين‪ ،‬والمستقر والعور‪ .‬السابع قال النووي‪ :‬يحتمل أن يريد بالسبعة‬
‫في الكافر سبع صفات هي‪ :‬الحرص‪ ،‬والشره‪ ،‬وطول المل‪ ،‬والطمع‪،‬‬
‫وسوء الطبع‪ ،‬والحسد‪ ،‬وحب السمن وبالواحد في المؤمن سد خلته‪.‬‬
‫الثامن‪ :‬قال القرطبي‪ :‬شهوات الطعام سبع‪ :‬شهوة الطبع‪ ،‬وشهوة النفس‪،‬‬
‫وشهوة العين‪ ،‬وشهوة الفم‪ ،‬وشهوة الذن‪ ،‬وشهوة النف‪ ،‬وشهوة الجوع‬
‫وهى الضرورية التي يأكل بها المؤمن‪ ،‬وأما الكافر فيأكل بالجميع‪ .‬ثم رأيت‬
‫أصل ما ذكره في كلم القاضي أبي بكر وهو أن المعاء السبعة كناية عن‬
‫الحواس الخمس والشهوة والحاجة‪ - 3 .‬عدة الداعي‪ :‬عن النبي صلى ال‬
‫عليه وآله قال‪ :‬حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه‪ ،‬فان كان ولبد فليكن‬
‫الثلث للطعام والثلث للشراب والثلث الخر للنفس‪ .‬بيان‪ :‬قال في فتح‬
‫الباري بعد رواية أوردها تدل على أن النبي صلى ال عليه وآله شبع من‬

‫]‪[330‬‬

‫الطعام‪ ،‬قال القرطبي‪ :‬فيه دليل على جواز الشبع‪ ،‬وما جاء من النهي عنه محمول‬
‫على الشبع الذي يثقل المعدة‪ ،‬ويثبط صاحبه عن القيام بالعبادة‪ ،‬ويفضي‬
‫إلى البطر والشر والنوم والكسل‪ ،‬وقد تنتهي كراهته إلى التحريم بحسب‬
‫ما يترتب عليه من المفسدة‪ ،‬وذكر الكرماني تبعا لبن المنير أن الشبع‬
‫المذكور محمول على شبعهم المعتاد منهم‪ ،‬وهو ما رواه المقدام بن معدي‬
‫كرب قال‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬مامل آدمي وعاء‬
‫شرا من بطن‪ ،‬حسب الدمي لقيمات يقمن صلبه‪ ،‬فان غلب الدمي نفسه‬
‫فثلث للطعام‪ ،‬وثلث للشراب‪ ،‬وثلث للنفس )‪ .(1‬قال القرطبي‪ :‬لو سمع‬
‫بقراط بهذه القسمة لعجب من هذه الحكمة‪ ،‬وقال الغزالي قبله‪ :‬ذكر هذا‬
‫الحديث لبعض الفلسفة فقال‪ :‬ما سمعت كلما في قلة الكل أحكم من هذا‪،‬‬
‫ول شك في أن أثر الحكمة في الحديث المذكور واضح‪ ،‬وإنما خص الثلثة‬
‫بالذكر لنها أسباب حياة الحيوان‪ ،‬ولنه ل يدخل البطن سواها‪ ،‬وهل المراد‬
‫بالثلث التساوي على ظاهر الخبر أو التقسيم إلى ثلثة أقسام متقاربة‪ ،‬محل‬
‫احتمال‪ ،‬والول أولى‪ ،‬ويحتمل أن يكون لمح بذكر الغلبة إلى قوله في‬
‫الحديث الخر " الثلث كثير "‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬مراتب الشبع تنحصر في‬
‫سبع‪ :‬الول ما تقوم به الحياة‪ ،‬الثاني أن يزيد حتى يصوم ويصلي عن قيام‬
‫وهذان واجبان‪ ،‬الثالث أن يزيد حتى يقوى على أداء النوافل‪ ،‬الرابع أن‬
‫يزيد حتى يقدر على التكسب وهذان مستحبان‪ ،‬الخامس أن يمل الثلث‬
‫وهذا جايز‪ ،‬السادس أن يزيد على ذلك وبه يثقل البدن‪ ،‬ويكثر النوم‪ ،‬وهذا‬
‫مكروه‪ ،‬السابع أن يزيد حتى يتضرر‪ ،‬وهي البطنة المنهي عنها‪ ،‬وهذا‬
‫حرام‪ ،‬ويمكن إدخال الول في الثاني والثالث في الرابع‪ - 4 .‬الشهاب‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما مل آدمي وعاء شرا من بطن‪ .‬الضوء‪:‬‬
‫وذلك لنه إذا مل بطنه تثاقل عن الطاعات‪ ،‬وكسل عن العبادات‪،‬‬

‫)‪ (1‬راجع سنن الترمذي كتاب الزهد الباب ‪ ،47‬سنن ابن ماجة كتاب الطعمة الباب‬
‫‪.50‬‬

‫]‪[331‬‬

‫وثارت شهواته‪ ،‬فان تبعها هلك‪ ،‬وإن منعها وجاهدها تأذي‪ ،‬فالولى أن ل يزيد في‬
‫الطعام على ما يمسك الرمق‪ ،‬ويمد القوة‪ ،‬وقد قيل‪ :‬كفى بك شرها أن تأكل‬
‫جميع شهواتك وقيل‪ :‬البطنة تذهب الفطنة‪ ،‬لنها تكدر الحواس‪ ،‬ونثقلها‬
‫عن الحركات وفائدة الحديث النهي عن المتلء‪ ،‬وراوي الحديث المقدام‬
‫بن معدي كرب قال‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬مامل‬
‫آدمى وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم أكلت يقمن صلبه‪ ،‬فان كان ل‬
‫محالة فثلث طعام‪ ،‬وثلث شراب‪ ،‬وثلث لنفسه )‪ - 5 .(1‬كتاب الغايات‪ :‬قال‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬أقرب ما يكون العبد إلى ال إذا ما خف بطنه‪ .‬وعن‬
‫أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬ما من شئ أبغض إلى ال من بطن مملوء‪.‬‬
‫وقال عليه السلم‪ :‬أبعد الخلق من ال إذا ما امتل بطنه‪ - 6 .‬العيون‪ :‬عن‬
‫تميم بن عبد ال عن أبيه عن أحمد بن علي النصاري عن عبد السلم بن‬
‫صالح الهروي عن الرضا عليه السلم في حديث طويل قال‪ :‬وكان عليه‬
‫السلم خفيف الكل خفيف الطعم )‪ - 7 .(2‬المكارم‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬نور الحكمة الجوع‪ ،‬والتباعد من ال الشبع والقربة إلى ال‬
‫حب المساكين‪ ،‬والدنو منهم‪ ،‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬لتميتوا القلوب‬
‫بكثرة الطعام والشراب‪ ،‬فان القلوب تموت كالزروع إذا كثر عليها الماء‪،‬‬
‫وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تشبعوا فتطفئ نور المعرفة من قلوبكم‪ ،‬ومن‬
‫بات يصلي في خفة من الطعام بات الحور الطين حوله )‪ - 8 .(3‬مجالس‬
‫الصدوق‪ :‬عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن إبراهيم بن هاشم عن عبيد ال‬
‫الدهقان عن درست عن عبد الحميد بن عواض عن موسى بن جعفر عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الكل على‬
‫الشبع يورث البرص )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬راجع مسند احمد بن حنبل ‪ 4‬ر ‪ (2) .132‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (3) .137‬مكارم‬
‫الخلق‪ (4) .172 :‬امالي الصدوق ‪.324‬‬

‫]‪[332‬‬

‫‪ - 9‬الخصال‪ :‬عن محمد بن موسى بن المتوكل عن محمد بن يحيى العطار عن‬


‫محمد بن أحمد الشعري عن موسى بن جعفر البغدادي عن محمد بن‬
‫المعلى عمن أخبره عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ثلث فيهن المقت‬
‫من ال عزوجل‪ :‬نوم في غير سهر‪ ،‬وضحك من غير عجب‪ ،‬وأكل على‬
‫الشبع )‪ - 10 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن علي بن موسى الكمنداني عن أحمد‬
‫بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬أربعة يذهبن ضياعا‪ :‬البذر في السبخة‪ ،‬والسراج في القمر‪ ،‬والكل‬
‫على الشبع‪ ،‬والمعروف إلى من ليس بأهله )‪ - 11 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد بن‬
‫علي بن الشاه عن أبي حامد عن أحمد بن خالد الخالدي عن محمد بن أحمد‬
‫التميمي عن أبيه عن محمد بن حاتم القطان عن حماد بن عمرو عن جعفر‬
‫بن محمد عن آبائه عن علي عليهم السلم عن النبي صلى ال عليه وآله‬
‫أنه قال في وصية له‪ :‬يا علي أربعة يذهبن ضياعا‪ :‬الكل بعد الشبع‪،‬‬
‫والسراج في القمر‪ ،‬والزرع في السبخة‪ ،‬والصنيعة عند غير أهلها )‪.(3‬‬
‫‪ - 12‬العيون‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه عن علي عليه السلم‬
‫قال‪ :‬أتى أبو حجيفة النبي صلى ال عليه وآله وهو يتجشى‪ ،‬فقال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬اكفف جشاءك‪ ،‬فان أكثر الناس في الدنيا شبعا أكثرهم جوعا‬
‫يوم القيامة‪ ،‬قال‪ :‬فما مل أبو حجيفة بطنه من طعام حتى لحق بال )‪.(4‬‬
‫صحيفة الرضا‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ .(5‬بيان‪ :‬المضبوط في رجال‬
‫العامة أبو جحيفة بتقديم الجيم المضمومة على الحاء المهملة المفتوحة‪،‬‬
‫وهو وهب بن عبد ال نزل بالكوفة وجعله علي عليه السلم على بيت‬
‫المال بالكوفة‪ ،‬وشهد معه مشاهده كلها‪ ،‬وكذا في نسخ الصحيفة أيضا وفي‬
‫أكثر نسخ‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ 2) .89‬و ‪ (3‬المصدر ‪ (4) .263‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (5) .38‬صحيفة‬
‫الرضا ‪.13‬‬
‫]‪[333‬‬

‫العيون بتقديم المهملة وكأنه تصحيف‪ ،‬وفي بعض روايات العامة فما أكل أبو‬
‫جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا‪ :‬كان إذا تعشى ل يتغدى وإذا تغدى ل‬
‫يتعشى‪ ،‬وفي رواية قال أبو جحيفة‪ :‬فماملت بطني منذ ثلثين سنة )‪.(1‬‬
‫‪ - 13‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن أبيه عن أحمد بن هارون بن الصلت عن‬
‫أحمد بن محمد بن عقدة عن عباد بن أحمد القزويني عن عمه عن أبيه عن‬
‫موسى الجهني عن زيد بن وهب عن عقبة بن عامر الجهني قال‪ :‬سمعت‬
‫سلمان الفارسي وقد اكره على طعام‪ ،‬فقال‪ :‬حسبى إنى سمعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أكثرهم جوعا في‬
‫الخرة‪ ،‬يا سلمان إنما الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال‬
‫الراوندي في ضوء الشهاب‪ :‬شبه رسول ال صلى ال عليه وآله المؤمن‬
‫بالمسجون من حيث هو ملجم بالوامر والنواهي‪ ،‬مضيق عليه في الدنيا‪،‬‬
‫مقبوض على يده فيها‪ ،‬مخوف بسياط العقاب‪ ،‬مبتلى بالشهوات‪ ،‬ممتحن‬
‫بالمصائب‪ ،‬بخلف الكافر الذي هو مخلوع العذار‪ ،‬متمكن من شهوات‬
‫البطن والفرج بطيبة من قلبه‪ ،‬و انشراح من صدره‪ ،‬مخلى بينه وبين ما‬
‫يريد‪ ،‬على ما يسول له الشيطان‪ :‬ل ضيق عليه ول منع‪ ،‬فهو يغدو فيها‬
‫ويروح على حسب مراده وشهوة فؤاده‪ ،‬كأنها جنه له يتمتع بملذها‬
‫ويتنعم‪ ،‬كما أنها كالسجن للمؤمن صارفا له عن لذاته‪ ،‬مانعا من شهواته‪.‬‬
‫وروي أن سلمان ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬اكره على طعام فقال‪ :‬حسبي إنى سمعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬وساق إلى قوله‪ :‬وجنة الكافر‪،‬‬
‫فالمؤمن يتزود‪ ،‬والكافر يتمتع‪ ،‬وال إن أصبح فيها مؤمن إل حزينا‪،‬‬
‫وكيف ل يحزن وقد جاء عن النبي صلى ال عليه وآله أنه وارد جهنم ولم‬
‫يأت أنه صادر عنها‪ - 14 .‬العيون‪ :‬بالسانيد الثلثة إلى الرضا عليه‬
‫السلم عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫ليس شئ أبغض إلى ال من بطن ملن )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬راجع مجمع الزوائد ‪ 5‬ر ‪ 31‬قال رواه الطبراني في الوسط والكبير بأسانيد‪) .‬‬
‫‪ (2‬امالي الطوسى ‪ 1‬ر ‪ (3) .356‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪.36‬‬

‫]‪[334‬‬

‫صحيفة الرضا‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ - 15 .(1‬العلل‪ :‬عن أحمد بن محمد العلوي‬
‫عن محمد بن إبراهيم بن أسباط عن أحمد بن زياد القطان عن أحمد بن‬
‫محمد بن عبد ال عن عيسى بن جعفر العلوي العمري عن آبائه عن عمر‬
‫بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلم أن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله قال‪ :‬مر أخى عيسى عليه السلم بمدينة وفيها رجل وامرأة‬
‫يتصايحان‪ ،‬فقال‪ :‬ما شأنكما ؟ قال‪ :‬يا نبي ال هذه امرأتي وليس بها بأس‪،‬‬
‫صالحة‪ ،‬ولكني احب فراقها‪ ،‬قال‪ :‬فأخبرني على كل حال ما شأنها ؟ قال‪:‬‬
‫هي خلقة الوجه من غير كبر‪ ،‬قال لها‪ :‬يا مرأة أتحبين أن يعود ماء وجهك‬
‫طريا ؟ قالت‪ :‬نعم قال لها‪ :‬إذا أكلت فاياك أن تشبعين‪ ،‬لن الطعام إذا تكاثر‬
‫على الصدر فزاد في القدر‪ ،‬ذهب ماء الوجه ففعلت ذلك فعاد وجهها طريا )‬
‫‪ - 16 .(2‬الخصال‪ :‬عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد‬
‫بن عامر عن عمه عبد ال عن أحمد بن محمد الزدي عن أبان بن عثمان‬
‫عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬خمس خصال تورث البرص‪ :‬النورة يوم الجمعة ويوم‬
‫الربعاء‪ ،‬والتوضي والغتسال بالماء الذي تسخنه الشمس‪ ،‬والكل على‬
‫الجنابة‪ ،‬وغشيان المرأة في أيام حيضها‪ ،‬والكل على الشبع )‪- 17 .(3‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه عن عمرو بن إبراهيم قال‪ :‬سمعت أبا الحسن عليه‬
‫السلم يقول‪ :‬لو أن الناس قصدوا في المطعم لستقامت أبدانهم )‪ .(4‬بيان‪:‬‬
‫قصدوا أي في الكم والكيف معا‪ - 18 .‬المحاسن‪ :‬عن القاسم بن محمد‬
‫الصفهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬ظهر إبليس ليحيى بن زكريا عليهما السلم وإذا عليه‬
‫معاليق من كل شئ‪ ،‬فقال له يحيى‪ :‬ما هذه المعاليق يا إبليس ؟ فقال‪ :‬هذه‬

‫)‪ (1‬صحيفة الرضا ‪ (2) .11‬علل الشرايع ‪ 2‬ر ‪ (3) .183‬الخصال‪.270 :‬‬

‫]‪[335‬‬

‫الشهوات التي أصبتها من ابن آدم قال‪ :‬فهل لي منها شئ قال‪ :‬ربما شبعت فثقلتك‬
‫عن الصلة والذكر‪ ،‬قال يحيى‪ :‬ل علي أن ل أمل بطني من طعام أبدا‪ ،‬فقال‬
‫إبليس‪ :‬ل علي أن ل أنصح مسلما أبدا‪ ،‬ثم قال أبو عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫يا حفص ل على جعفر وآل جعفر أن ل يملؤا بطونهم من طعام أبدا‪ ،‬ول‬
‫على جعفر وآل جعفر أن ل يعملوا للدنيا أبدا )‪ - 19 .(1‬ومنه‪ :‬عن بعض‬
‫من رواه عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ليس لبن آدم بد من أكلة يقيم‬
‫بها صلبه‪ ،‬فإذا أكل أحدكم طعاما فليجعل ثلث بطنه للطعام‪ ،‬وثلث بطنه‬
‫للشراب‪ ،‬وثلث بطنه للنفس‪ ،‬ول تسمنوا كما تسمن الخنازير للذبح )‪.(2‬‬
‫‪ - 20‬ومنه‪ :‬عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬بئس العون على الدين‬
‫قلب نخيب‪ ،‬وبطن رغيب‪ ،‬ونعظ شديد )‪ .(3‬بيان‪ :‬في النهاية النخيب‬
‫الجبان الذي ل فؤاد له‪ ،‬وقيل‪ :‬الفاسد العقل‪ ،‬وقال‪ :‬الرغيب الواسع‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫جوف رغيب‪ ،‬ومنه حديث أبي الدرداء بئس العون على الدين قلب نخيب‬
‫وبطن رغيب انتهى وفي القاموس الرغب بالضم وبضمتين كثرة الكل‬
‫وشدة النهم‪ ،‬وفعله ككرم فهو رغيب‪ ،‬كامير‪ ،‬وقال‪ :‬نعظ ذكره نعظا ويحرك‬
‫ونعوظا قام‪ ،‬وأنعظ الرجل والمرأة علهما الشبق‪ - 21 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫أبيه عن محمد بن سنان عن صالح النيلي عن أبي عبد ال قال‪ :‬إن ال‬
‫تبارك وتعالى يبغض كثرة الكل )‪ .(4‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي عن محمد‬
‫بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد ال عليه السلم مثله‬
‫)‪ - 22 .(5‬ومنه‪ :‬عن عبد ال بن محمد الحجال عن بهلول بن مسلم عن‬
‫يونس بن عمار عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كثرة الكل مكروه )‪.(6‬‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .440 - 439 :‬المحاسن‪ (6 - 4) .445 :‬المحاسن‪.446 :‬‬

‫]‪[336‬‬

‫‪ - 23‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن محمد بن القاسم عن الحسين بن المختار عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إن البطن إذا شبع طغى )‪ - 24 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن‬
‫محمد بن عمرو عن بشير الدهان أو عمن ذكره عنه قال‪ :‬قال أبو الحسن‬
‫عليه السلم‪ :‬إن ال يبغض البطن الذي ل يشبع )‪ - 25 .(2‬ومنه‪ :‬عن‬
‫محمد بن علي عن وهب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال لي‪ :‬يا أبا محمد إن البدن ليطغى من أكله‪ ،‬وأقرب ما يكون‬
‫العبد من ال إذا ما جاع بطنه‪ ،‬وأبغض ما يكون العبد إلى ال إذا امتل‬
‫بطنه )‪ - 26 .(3‬ومنه‪ :‬عن بكر بن صالح عن جعفر بن محمد الهاشمي‬
‫عن أبي جعفر العطار قال‪ :‬سمعت جعفر بن محمد يحدث عن أبيه عن جده‬
‫عن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬قال جبرئيل في كلم بلغنيه عن‬
‫ربي‪ :‬يا محمد وأخرى هي الولى والخرة‪ ،‬يقول لك ربك‪ :‬يا محمد ما‬
‫أبغضت وعاء قط إل بطنا ملن )‪ .(4‬بيان‪ " :‬وأخرى " أي نصيحة اخرى‬
‫هي الولى بحسب الرتبة لشدة الهتمام بها‪ ،‬والخرة بحسب الذكر‪،‬‬
‫والصوب للولى كما سيأتي أي تنفع في الدنيا والخرة‪ - 27 .‬المحاسن‪:‬‬
‫عن الحسن بن الحسين اللؤلوئي عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن‬
‫أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬ما من شئ أبغض إلى ال عزوجل من بطن‬
‫مملوء )‪ - 28 .(5‬ومنه‪ :‬عن اليقطيني عن الدهقان عن درست عن عبد‬
‫ال بن سنان عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الكل على الشبع يورث‬
‫البطن )‪ - 29 .(6‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عمن ذكره‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كل داء من التخمة ما خل الحمى فانها‬
‫ترد ورودا )‪ .(7‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬توخم الطعام واستوخمه لم يستمرئه‬
‫والتخمة كهمزة الداء يصيبك منه انتهى‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬هي أن يفسد‬
‫الطعام في المعدة ويستحيل إلى كيفية غير صالحة‪.‬‬
‫)‪ (7 - 1‬المحاسن‪.446 - 447 :‬‬

‫]‪[337‬‬

‫‪ - 30‬المحاسن‪ :‬عن علي بن حديد رفعه قال‪ :‬قام عيسى بن مريم خطيبا في بني‬
‫إسرائيل فقال‪ :‬يا بني إسرائيل ل تأكلوا حتى تجوعوا‪ ،‬وإذا جعتم فكلوا ول‬
‫تشبعوا‪ ،‬فانكم إذا شبعتم غلظت رقابكم‪ ،‬وسمنت جنوبكم‪ ،‬ونسيتم ربكم )‬
‫‪ - 31 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن النضر عن عمر بن شمر رفعه قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله في كلم له‪ :‬ستكون من بعدي سنة يأكل‬
‫المؤمن في معا واحد ويأكل الكافر في سبعة أمعاء )‪ .(2‬بيان‪ :‬السنة يحتمل‬
‫الفتح والتخفيف والضم والتشديد‪ - 32 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي عن‬
‫ابن القداح عن عبد السلم عن رجل عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كفر‬
‫بالنعم أن يقول الرجل‪ :‬أكلت طعام كذا وكذا فضرني )‪ - 33 .(3‬مصباح‬
‫الشريعة‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬قلة الكل محمود في كل حال وعند كل‬
‫قوم‪ ،‬لن فيه المصلحة للباطن والظاهر‪ ،‬والمحمود من الكل أربعة‪:‬‬
‫ضرورة‪ ،‬وعدة‪ ،‬وفتوح‪ ،‬وقوت‪ :‬فالكل بالضرورة للصفياء‪ ،‬والعدة للقوام‬
‫التقياء‪ ،‬والفتوح للمتوكلين‪ ،‬والقوت للمؤمنين‪ ،‬وليس شئ أضر لقلب‬
‫المؤمن من كثرة الكل‪ ،‬وهى مورثة شيئين‪ :‬قسوة القلب وهيجان الشهوة‪،‬‬
‫والجوع إدام للمؤمن وغذاء الروح‪ ،‬وطعام القلب‪ ،‬وصحة البدن‪ ،‬قال‬
‫النبي‪ :‬مامل ابن آدم وعاء أشر من بطنه‪ ،‬وقال داود عليه السلم‪ :‬ترك‬
‫اللقمة مع الضرورة إليها أحب إلى من قيام عشرين ليلة‪ ،‬وقال النبي صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬المؤمن يأكل بمعى واحد والمنافق بسبعة أمعاء‪ ،‬وقال النبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬ويل للناس من القبقبين فقيل‪ :‬وما هما يا رسول ال ؟‬
‫قال‪ :‬الحلق والفرج‪ ،‬وقال عيسى بن مريم عليه السلم‪ :‬ما مرض قلب‬
‫بأشد من القسوة وما اعتلت نفس بأصعب من نقص الجوع‪ ،‬وهما زمامان‬
‫للطرد والخذلن )‪ .(4‬توضيح‪ :‬لعل المراد بالضرورة أن ل يتصرف من‬
‫القوت إل بقدر الضرورة عند الضطرار‪ ،‬وهذه طريقة الصفياء‪ ،‬والعدة‬
‫هو أن يدخر عدة للفقراء والضعفاء‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .447 :‬المحاسن‪ (4) .450 :‬مصباح الشريعة ‪،28 - 27‬‬
‫وفيه‪ :‬العدة لقوام التقياء‪.‬‬

‫]‪[338‬‬

‫وهذا شأن القوام بأمور الخلق التقياء‪ ،‬فانهم ل يخونون فيها بل يصرفونها في‬
‫مصارفها‪ ،‬والفتوح وهو أن ل يدخر شيئا وينتظر ما يفتح ال له فينفقه‬
‫قليل كان أو كثيرا‪ ،‬وهذا ديدن المتوكلين‪ ،‬والمراد بالقوت أن يدخر قوت‬
‫السنة ول يزيد عليه‪ ،‬وهذا مجوز للمؤمنين كما ورد في الخبار وفي بعض‬
‫النسخ وقوة أي يحصل ما يقويه على الطاعات والول أظهر‪ ،‬والجوع إدام‬
‫المؤمن لن الجايع يكتفي بالخبز‪ ،‬ويلتذ به مثل ما يلتذ غيره بالدام‪ ،‬وفي‬
‫النهاية فيه من وقي شر قبقبه ودبدبه ولقلقه دخل الجنة‪ :‬القبقب البطن من‬
‫القبقبة‪ ،‬وهو صوت يسمع من البطن‪ ،‬فكأنها حكاية ذلك الصوت‪ ،‬قوله‪:‬‬
‫للطرد والخذلن أي من جناب الحق تعالى‪ - 34 .‬مجالس المفيد‪ :‬عن أحمد‬
‫بن محمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن العباس ابن معروف عن علي‬
‫بن مهزيار عن جعفر بن محمد الهاشمي عن أبي حفص العطار قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم يحدث عن أبيه عن جده عليهما السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬جائني جبرئيل في ساعة لم يكن‬
‫يأتيني فيها فقلت‪ :‬يا جبرئيل لقد جئتني في ساعة ويوم لم تكن تأتيني‬
‫فيهما ؟ لقد أرعبتني‪ ،‬قال‪ :‬وما يروعك يا محمد وقد غفر ال لك ما تقدم‬
‫من ذنبك وما تأخر ؟ قال‪ :‬بماذا بعثك ربك ؟ قال‪ :‬ينهاك ربك عن عبادة‬
‫الوثان‪ ،‬وشرب الخمور‪ ،‬وملحات الرجال‪ ،‬واخرى هي للخرة والولى‬
‫يقول لك ربك‪ :‬يا محمد ما أبغضت وعاء قط كبغضي بطنا ملنا )‪- 35 .(1‬‬
‫دعوات الراوندي‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬إياكم والبطنة‪ ،‬فانها‬
‫مفسدة للبدن ومورثة للسقم‪ ،‬ومكسلة عن العبادة‪ ،‬وروي من قل طعامه‬
‫صح بدنه‪ ،‬وصفا قلبه‪ ،‬ومن كثر طعمه سقم بدنه وقسا قلبه‪ * 6 .‬باب *‬
‫)آخر في ذم التجشؤ وما يفعل أو يقال عنده( * ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن النوفلي‬
‫باسناده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا تجشيتم‬

‫)‪ (1‬امالي المفيد‪.121 :‬‬

‫]‪[339‬‬

‫فل ترفعوا جشأكم إلى السماء )‪ - 2 .(1‬ومنه‪ :‬عن النوفلي عن السكوني عن أبي‬
‫عبد ال عن أبيه عن أبي ذر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫أطولكم جشئا في الدنيا أطولكم جوعا يوم القيامة‪ .‬قال‪ :‬وفي حديث آخر‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سمع رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫رجل يتجشأ فقال‪ :‬يا عبد ال قصر من جشائك فان أطول الناس جوعا يوم‬
‫القيامة أكثرهم شبعا في الدنيا )‪ - 3 .(2‬المكارم‪ :‬عن الصادق عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أطولكم جشاء أطولكم جوعا يوم‬
‫القيامة )‪ - 4 .(3‬روضة الواعظين‪ :‬روى علي بن أبي طالب عليه السلم‬
‫عن أبي جحيفة قال‪ :‬أتيت رسول ال صلى ال عليه وآله وأنا أتجشأ فقال‪:‬‬
‫يا أبا جحيفة اخفض جشاءك فان أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا‬
‫يوم القيامة‪ .‬بيان‪ :‬في القاموس جشأت نفسه كجعل جشوءا نهضت‬
‫وجاشت من حزن أو فزع وثارث للقئ والتجشؤ تنفس المعدة كالتجشئة‪،‬‬
‫والسم كهمزة وفي الصحاح تجشأت تجشؤا والتجشئة مثله‪ ،‬والسم‬
‫الجشاءة على فعال‪ ،‬وفي المصباح تجشى النسان تجشأ والسم الجشاء‬
‫وزان غراب‪ ،‬وهو صوت مع ريح يحصل من الفم عند حصول الشبع‬
‫انتهى‪ ،‬والمراد بالخفض هنا إما عدم الرفع إلى السماء‪ ،‬أو كناية عن‬
‫التقليل والتسكين وعدم التيان بما يوجبه من المتلء كما يدل عليه‬
‫التعليل‪ ،‬قال في القاموس‪ :‬الخفض ضد الرفع وغض الصوت وخفض‬
‫القول يا فلن لينه‪ ،‬والمر هونه‪ ،‬وقال في الدروس‪ :‬يكره كثرة الكل‬
‫وربما حرم إذا أدى إلى الضرر‪ ،‬ويكره رفع الجشأ إلى السماء‪.‬‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .447 :‬مكارم الخلق ‪.169‬‬

‫]‪[340‬‬

‫‪ * 7‬باب * )الغداء والعشاء وآدابهما( * اليات‪ :‬الكهف‪ " :‬آتنا غدائنا لقد لقينا من‬
‫سفرنا هذا نصبا " )‪ .(1‬مريم‪ " :‬ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا )‪." (2‬‬
‫تفسير‪ :‬قال الطبرسي رحمه ال‪ :‬الغداء طعام الغداة‪ ،‬والعشاء طعام‬
‫العشى‪ ،‬والنسان إلى الغداء أشد حاجة منه إلى العشاء‪ ،‬وقال‪ :‬قال‬
‫المفسرون‪ :‬ليس في الجنة شمس ول قمر فيكون لهم بكرة وعشيا‪،‬‬
‫والمراد أنهم يؤتون رزقهم على ما يعرفونه من مقدار الغداة والعشاء‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬كانت العرب إذا أصاب أحدهم الغداء والعشاء أعجب به و كانت تكره‬
‫الوجبة وهى الكلة الواحدة في اليوم‪ ،‬فأخبر ال تعالى أن لهم في الجنة‬
‫رزقهم بكرة وعشيا على قدر ذلك الوقت‪ ،‬وليس ثم ليل‪ ،‬وانما هو ضوء‬
‫ونور عن فتادة‪ ،‬وقيل انهم يعرفون مقدار الليل بارخاء الحجب وفتح‬
‫البواب انتهى )‪ .(3‬وأقول‪ :‬يظهر من بعض الخبار أن هذا وصف جنة‬
‫الدنيا فل اشكال‪ ،‬قال على بن ابراهيم‪ :‬ذلك في جنات الدنيا قبل القيامة‪،‬‬
‫والدليل على ذلك " بكرة وعشيا " فالبكرة والعشي ل تكون في الخرة في‬
‫جنات الخلد‪ ،‬وانما يكون الغدو والعشي في جنات الدنيا التي تنتقل إليها‬
‫أرواح المؤمنين‪ ،‬وتطلع فيها الشمس والقمر انتهى )‪ .(4‬وعلى التقادير‬
‫فيها إيماء إلى استحباب التغدي والتعشي والجمع بينهما والكتفاء بهما‪ ،‬إذ‬
‫لو كان يحسن الكل بينهما‪ ،‬لكان ذكره في مقام المتنان أنسب‪ ،‬وكأن‬
‫البكرة شامل لما قبل الزوال والتعشي لما بعده إلى مضي شئ من الليل أو‬
‫إلى آخره كما مر مرارا‪.‬‬
‫)‪ (1‬الكهف‪ (2) .62 :‬مريم ‪ (3) .62‬مجمع البيان ‪ 3‬ر ‪ (4) 521‬تفسير على بن‬
‫ابراهيم‪.412 :‬‬

‫]‪[341‬‬

‫‪ - 1‬العيون‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬من أراد البقاء ول بقاء‪ ،‬فليباكر الغداء‪ ،‬وليجيد‬
‫الحذاء‪ ،‬وليخفف الرداء وليقل غشيان النساء )‪ - 2 .(1‬صحيفة الرضا‪:‬‬
‫عنه عليه السلم مثله )‪ .(2‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن الحسين بن إبراهيم‬
‫عن محمد بن وهبان عن علي بن حبشي عن العباس بن محمد بن الحسين‬
‫عن أبيه عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى عن الحسين ابن أبي‬
‫غنذر عن أبيه عن أبي عبد ال عن أمير المؤمنين عليهما السلم مثله‬
‫وليس فيه وليجيد الحذاء )‪ .(3‬بيان‪ :‬البقاء الول امتداد العمر والثاني‬
‫البدية‪ ،‬واستدرك ذلك لئل يتوهم أن المراد به الثاني‪ ،‬ومباكرة الغداء‬
‫المبادرة به وإيقاعه أول النهار‪ ،‬والحذاء بالكسر النعل وقيل‪ :‬هنا كناية عن‬
‫الزوجة‪ ،‬والرداء بالكسر ما يلبس فوق الثياب‪ ،‬وقال في النهاية في حديث‬
‫علي عليه السلم‪ :‬من أراد البقاء ول بقاء فليخفف الرداء قيل‪ :‬وما خفة‬
‫الرداء ؟ قال‪ :‬قلة الدين‪ ،‬سمي رداء لقولهم‪ :‬دينك في ذمتي وعنقي ولزم‬
‫في رقبتي‪ ،‬وهو موضع الرداء وهو الثوب أو البرد الذي يضعه النسان‬
‫على عاتقيه بين كتفيه وفوق ثيابه‪ - 3 .‬المحاسن‪ :‬عن إبراهيم بن هاشم‬
‫عمن ذكره عن الحسين بن نعيم عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ينبغي‬
‫للمؤمن أن ل يخرج من بيته حتى يطعم فانه أعزله )‪ - 4 .(4‬ومنه‪ :‬عن‬
‫ابن عيسى عن بعض أصحابه يرفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا‬
‫أردت أن تأخذ في حاجة فكل كسرة بملح‪ ،‬فانه أعز لك وأقضى للحاجة )‬
‫‪ .(5‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم مثله )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (2) .38‬صحيفة الرضا ‪ (3) .13‬امالي الطوسى ‪ 2‬ر ‪.279‬‬
‫)‪ (5 - 4‬المحاسن ‪ (6) .398 - 397‬المحاسن ‪.449‬‬

‫]‪[342‬‬

‫‪ - 5‬ومنه‪ :‬عن النضر عن علي بن صامت عن ابن أخي شهاب بن عبد ربه قال‪:‬‬
‫شكوت إلى أبي عبد ال عليه السلم ما ألقى من الوجاع والتخم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫تغد وتعش‪ ،‬ول تأكل بينهما شيئا فان فيه فساد البدن‪ ،‬أما سمعت ال‬
‫عزوجل يقول‪ " :‬لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا " )‪ .(1‬الطب‪ :‬عن محمد‬
‫بن عبد ال العسقلني عن النضر بن سويد عن علي بن أبي الصلت ابن‬
‫أخي شهاب مثله )‪ - 6 .(2‬المحاسن‪ :‬عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن‬
‫بن راشد عن محمد بن مسلم عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬عشاء النبياء بعد العتمة‪ ،‬فل تدعوا العشاء‪ ،‬فان‬
‫ترك العشاء خراب البدن )‪ .(3‬المكارم‪ :‬عن أمير المؤمنين عليه السلم‬
‫مثله )‪ - 7 .(4‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن محمد بن سنان عن زياد بن أبي‬
‫الحلل قال‪ :‬تعشيت مع أبى عبد ال عليه السلم فقال‪ :‬العشاء بعد العشاء‬
‫الخرة عشاء النبيين )‪ - 7 .(5‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن القاسم بن عروة عن‬
‫محمد بن مروان عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ترك العشاء خراب‬
‫البدن )‪ .(6‬بيان‪ :‬قال في المصباح‪ :‬العشى قيل ما بين الزوال إلى الصباح‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬العشي والعشاء من صلة المغرب إلى العتمة‪ ،‬وعليه قول ابن‬
‫فارس‪ :‬العشاء ان المغرب والعتمة‪ ،‬قال ابن النباري العشية مؤنثة وربما‬
‫ذكرتها العرب على معنى العشى‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬العشية واحدة جمعها‬
‫عشى‪ ،‬والعشاء بالكسر والمد ظلم الليل‪ ،‬وبالفتح والمد الطعام الذى يتعشا‬
‫به وقت العشاء وعشوت فلنا بالتثقيل وعشوته أطعمته العشاء‪ ،‬وتعشيت‬
‫أنا أكلت العشاء‪ ،‬و في القاموس العشوة بالفتح الظلمة كالعشواء أو ما بين‬
‫أول الليل إلى ربعه‪ ،‬والعشاء أول الظلم‪ ،‬أو من المغرب إلى العتمة‪ ،‬أو‬
‫من زوال الشمس إلى طلوع الفجر‪ ،‬والعشي‬

‫)‪ 1‬و ‪ (3‬المحاسن‪ (2) .420 :‬طب الئمة ‪ (4) .59‬مكارم الخلق ‪(6 - 5) .223‬‬
‫المحاسن ‪(*) .421‬‬

‫]‪[343‬‬

‫والعشية آخر النهار‪ ،‬والعشي بالكسر والعشاء كسماء طعام العشي‪ ،‬وتعشى أكله و‬
‫عشاه أطعمه إياه كعشاه وأعشاه‪ - 8 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي عن‬
‫ابن أسباط عن يعقوب بن سالم عن الميثمى عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬كان الحسن منادي يعقوب عليه السلم ينادي كل غداة من منزله على‬
‫فرسخ‪ :‬أل من أراد الغداء فليأت آل يعقوب‪ ،‬وإذا أمسى نادى‪ :‬أل من أراد‬
‫العشاء فليأت آل يعقوب‪ ،‬وقال‪ :‬حدثني أبو القاسم ويعقوب بن يزيد‬
‫والنهيكى عن زياد القندي عن عبد الرحمن بن سليمان الهاشمي )‪.(1‬‬
‫الكافي‪ :‬عن العدة عن البرقي إلى قوله قال‪ :‬إن يعقوب كان له مناد ينادي‬
‫كل غداة إلى آخر الخبر )‪ .(2‬بيان‪ :‬قد مر أن ذلك إنما كان لن ابتلءه بفقد‬
‫يوسف إنما كان لنه بات ليلة شبعان وكان في جواره طاعما ولم يطعمه‪،‬‬
‫فكان بعد رفع البلية يفعل ذلك‪ ،‬ويدل على أن طعام النبياء كان في الغداء‬
‫والعشاء معا‪ ،‬وعلى استحباب الدعوة إلى الطعام إلى فرسخ‪- 9 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن النوفلي عمن ذكره عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬أول‬
‫خراب البدن ترك العشاء )‪ .(3‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام‬
‫بن الحكم مثله )‪ - 10 .(4‬ومنه‪ :‬عن جعفر عن ابن القداح عن محمد بن‬
‫أبي حميد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تدعوا العشاء ولو على حشفة إني أخشى على‬
‫امتي من ترك العشاء الهرم‪ ،‬فان العشاء قوة الشيخ والشاب )‪ .(5‬بيان‪:‬‬
‫في القاموس الحشف بالتحريك أردء التمر أو الضعيف ل نوى له‪ ،‬أو‬
‫اليابس الفاسد‪.‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ 421 :‬ومثله ص ‪ 399‬وليس فيه ]الحسن[‪ (2) .‬الكافي ‪ 6‬ر ‪) .287‬‬
‫‪ (5 - 3‬المحاسن ‪.421‬‬

‫]‪[344‬‬

‫‪ - 11‬المحاسن‪ :‬عن عبد الرحمان بن حماد عن عبد ال بن إبراهيم عن علي‬


‫الحلبي عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ترك العشاء مهرمة‪ ،‬وقال‪ :‬أول‬
‫انهدام البدن العشاء )‪ - 13 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي عمير عن‬
‫جميل بن صالح عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ترك العشاء مهرمة )‬
‫‪ - 13 .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬ترك العشاء مهرمة وينبغي للرجل إذا أسن أن ل يبيت إل‬
‫وجوفه ممتلئ من الطعام )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال في الفائق‪ :‬قال النبي صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬تعشوا ولو بكف من حشف‪ ،‬فان ترك العشاء مهرمة‪ ،‬أي مظنة‬
‫للضعف والهرم‪ ،‬وكانت العرب تقول‪ :‬ترك العشاء يذهب بلحم الكاذة‪ ،‬وفي‬
‫الصحاح الكاذتان مانتا من اللحم في أعالي الفخذ‪ ،‬وقال في النهاية‪ :‬أي‬
‫مظنة للهرم‪ ،‬قال القتيبي‪ :‬هذه الكلمة جارية على ألسنة الناس‪ ،‬ولست‬
‫أدري أرسول ال صلى ال عليه وآله ابتدءها أم كانت تقال قبله‪- 14 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن منصور بن العباس عن سليمان بن راشد عن أبيه عن‬
‫المفضل ابن عمر قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم ليلة وهو‬
‫يتعشى‪ ،‬فقال‪ :‬يا مفضل ادن وكل قلت‪ :‬قد تعشيت‪ ،‬فقال‪ :‬ادن وكل فانه‬
‫يستحب للرجل إذا اكتهل أن ل يبيت إل و في جوفه طعام حديث فدنوت‬
‫فأكلت )‪ .(4‬بيان‪ :‬في القاموس اكتهل صار كهل‪ ،‬قالوا‪ :‬ول تقل كهل‪،‬‬
‫قوله‪ :‬طعام حديث أي قريب عهد بالنوم لنه كان قد تعشى قبل‪- 15 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه عن صفوان وأحمد بن محمد عن حماد‪ ،‬عن الوليد بن‬
‫صبيح قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬ل خير لمن دخل في‬
‫السن أن يبيت خفيفا يبيت ممتليا خير له )‪ - 16 .(5‬ومنه )‪ :(6‬عن أبيه‬
‫عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن ذريح بن العباس عن سعيد بن‬
‫جناح عن أبى الحسن الرضا عليه السلم قال‪ :‬إذا اكتهل الرجل فل يدع‬

‫)‪ (6 - 1‬المحاسن‪.422 :‬‬

‫]‪[345‬‬

‫أن يأكل بالليل شيئا لنه أهد ألنومه‪ ،‬وأطيب لنكهته‪ .‬بيان‪ :‬في النهاية الهدءة‬
‫والهدوء‪ :‬السكون عن الحركات‪ - 17 .‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن سليمان عن‬
‫أحمد بن الحسن وهو الختلى عن أبيه عن جميل بن دراج قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫عبد ال عليه السلم يوما يقول‪ :‬من ترك العشاء ليلة السبت و ليلة الحد‬
‫متواليتين ذهبت منه قوة لم ترجع إليه أربعين يوما )‪ - 18 .(1‬ومنه‪ :‬عن‬
‫أبي أيوب المديني عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من ترك العشاء نقصت عنه قوة ول تعود إليه )‪- 19 (2‬‬
‫ومنه‪ :‬عن أبيه عن سليمان بن جعفر الجعفري قال‪ :‬كان أبو الحسن عليه‬
‫السلم ل يدع العشاء ولو كعكة‪ ،‬وكان يقول‪ :‬إنه قوة للجسم قال‪ :‬ول‬
‫أعلمه إل قال‪ :‬وصالح للجماع )‪ .(3‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪.(4‬‬
‫بيان‪ :‬قيل‪ :‬الكعك بالفتح الخبز المحترق‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الخبز اليابس‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫هو الخبز الغليظ الذي يطبخ في التنور على حجارة محماة‪ - 20 .‬المكارم‬
‫عن الصادق عليه السلم‪ :‬ل تدع العشاء ولو بثلث لقم بملح‪ ،‬قال‪ :‬ومن‬
‫ترك العشاء ليلة مات عرق في جسده ل يحيى أبدا‪ .‬وقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬من ترك العشاء ليلة السبت وليلة الحد متواليتين ذهب منه‬
‫مال يرجع إليه أربعين يوما‪ .‬وعن الصادق عليه السلم قال‪ :‬ل ينبغي‬
‫للشيخ الكبير أن ينام إل وجوفه ممتلئ من الطعام‪ ،‬فانه أهدء لنومه وأطيب‬
‫لنكهته )‪ - 21 .(5‬دعوات الراوندي‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬إذا صليت‬
‫الفجر فكل كسرة تطيب بها نكهتك‪ ،‬وتطفئ بها حرارتك‪ ،‬وتقوم بها‬
‫أضراسك‪ ،‬وتشد بها لثتك‪ ،‬وتجلب بها رزقك‪ ،‬وتحسن بها خلقك‪.‬‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن ‪ (5 - 4) .423‬مكارم الخلق ‪.223‬‬

‫]‪[346‬‬

‫وعن زين العابدين عليه السلم أنه كان يصلي صلوة الغداة ثم يثبت في مصله‬
‫حتى تطلع الشمس‪ ،‬ثم يقوم فيصلي صلة طويلة ثم يرقدر قدة‪ ،‬ثم يستيقظ‬
‫فيدعو بالسواك فيستن ثم يدعو بالغداء‪ - 22 .‬الشهاب‪ :‬قال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬تعشوا ولو بكف من حشف‪ ،‬فان ترك العشاء مهرمة )‪ .(1‬الضوء‪:‬‬
‫العشاء بالفتح طعام أول الليل‪ ،‬وهو خلف الغداء‪ ،‬والحشف أردأ التمر‬
‫وهذا أمر منه عليه السلم بالتعشي‪ ،‬ولو لم يكن إل قليل نافها ليكون ذلك‬
‫عونا على عبادة الليل‪ ،‬وزيادة قوة على الطاعة‪ ،‬وإنما يخاطب به أصحابه‪،‬‬
‫فانهم كانوا يخففون المطعم‪ ،‬ويقنعون باليسير تزهدا وتقشفا‪ ،‬وقلة رغبة‬
‫في الرغب‪ ،‬فحثهم على التعشي تقوية لهم على العبادة‪ ،‬وما هم بصدده من‬
‫المجاهدة‪ .‬فأما الطب فانهم يذكرون أنه يضر بالنفس‪ ،‬وقد قال بعضهم‪:‬‬
‫ممدوده يورث مقصوره يعني العشاء يورث العشا‪ ،‬وهو الشبكرة‪ ،‬والهرم‬
‫كبر السن يعني عليه السلم أن تركه مدعاة إلى ضعف البدن الذي ينشأ من‬
‫كبر السن‪ ،‬وقد خرج بعض الطب له وجها على ما كان يهواه‪ ،‬فقال‪ :‬إن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله إنما قال ذلك‪ :‬نهيا عن طعام الليل‪ ،‬وقال‪ :‬تركه‬
‫مهرمة أي أنه يطول العمر عن تركه حتى يهرم‪ ،‬والصحيح ما تقدم‪ ،‬وأول‬
‫الكلم يدل عليه‪ ،‬ثم إنه كان يشفق على أصحابه ويتعهدهم بما يرجع‬
‫عليهم بالقوة لمكابدتهم الطاعات البدنية‪ ،‬وكانوا يؤثرون على أنفسهم‬
‫ويقنعون بما دون الشبع‪ ،‬ويتواصون بذلك‪ ،‬وفايدة الحديث المر بالتعشي‬
‫لمن قام بالليل و راوي الحديث أنس‪ - 23 .‬الكافي‪ :‬عن علي عن أبيه عن‬
‫ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن ذريح عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬الشيخ ل يدع العشاء ولو بلقمة )‪ - 24 .(2‬ومنه‪ :‬عن العدة عن سهل‬
‫عن بكر بن صالح عن ابن فضال عن عبد ال بن‬

‫)‪ (1‬راجع سنن الترمذي كتاب الطعمة الباب ‪ (2) .46‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.289‬‬

‫]‪[347‬‬

‫إبراهيم عن علي بن أبي على اللهبي عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما يقول‬
‫أطباؤكم في عشاء الليل ؟ قلت‪ :‬إنهم ينهونا عنه‪ ،‬قال‪ :‬فاني آمركم به )‪.(1‬‬
‫‪ - 25‬ومنه‪ :‬باسناده عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬طعام الليل أنفع من‬
‫طعام النهار )‪ - 26 .(2‬ومنه‪ :‬باسناده عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬إن في‬
‫الجسد عرقا يقال له‪ :‬العشاء فإذا ترك الرجل العشاء لم يزل يدعو عليه‬
‫ذلك العرق حتى يصبح يقول‪ :‬أجاعك ال كما أجعتني‪ ،‬وأظمأك ال كما‬
‫أظمأئتني‪ ،‬فل يدعن أحدكم العشاء ولو بلقمة من خبز أو بشربة من ماء )‬
‫‪ .(3‬بيان‪ :‬هذا الدعاء تمثيل لبيان تضرر ذلك العرق‪ ،‬ووصول ضرره إلى‬
‫البدن فكأنه يدعو ويستجاب له‪ - 27 .‬الكافي‪ :‬باسناده عن داود بن كثير‬
‫قال‪ :‬تعشيت مع أبي عبد ال عليه السلم عتمة فلما فرغ من عشائه حمد‬
‫ال‪ ،‬وقال‪ :‬هذا عشائي وعشاء آبائي الحديث )‪ * 8 .(4‬باب * )ذم الكل‬
‫وحده واستحباب اجتماع اليدى على الطعام( * * )والتصدق مما يؤكل( *‬
‫‪ - 1‬الخصال‪ :‬عن محمد بن علي ما جيلويه عن محمد بن يحيى العطار عن‬
‫محمد بن أحمد الشعري عن محمد بن عيسى اليقطيني عن عبيد ال‬
‫الدهقان عن درست عن إبراهيم ابن عبد الحميد عن أبي الحسن عليه‬
‫السلم قال‪ :‬لعن رسول ال صلى ال عليه وآله ثلثة‪ :‬الكل زاده وحده‪،‬‬
‫والراكب في الفلة وحده‪ ،‬والنائم في بيت وحده )‪ .(5‬المحاسن‪ :‬عن محمد‬
‫بن عيسى مثله )‪.(6‬‬

‫)‪ (4 - 1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ 300‬و ‪ (5) .289‬الخصال‪ (6) .93 :‬المحاسن‪.398 :‬‬

‫]‪[348‬‬

‫بيان‪ :‬ظاهر الصحاب حمل الجميع على الكراهة إل مع فروض نادرة كخوف التلف‬
‫على مؤمن الجوع‪ ،‬أو منع واجب النفقة‪ ،‬وكالسفر مع ظن التلف إذا كان‬
‫وحده‪ ،‬وكما إذا ظن طريان مرض أو جنون في النوم وحده‪ ،‬ويقال‪ :‬إن‬
‫اللعن البعد من رحمة ال‪ ،‬ويحصل من المكروه أيضا‪ ،‬والحوط العمل‬
‫بالرواية في الجميع‪ - 2 .‬المعاني والخصال‪ :‬بالسناد المتقدم عن الصادق‬
‫عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الطعام إذا‬
‫جمع أربع خصال فقد تم‪ :‬إذا كان من حلل‪ ،‬وكثرت اليدي عليه‪ ،‬وسمي‬
‫ال تبارك وتعالى في أوله وحمد في آخره )‪ - 3 .(1‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‬
‫عن معمر بن خلد قال‪ :‬كان أبو الحسن الرضا عليه السلم إذا أكل اتي‬
‫بصحفة فتوضع قرب مائدته فيعمد إلى أطيب الطعام مما يؤتى به فيأخذ من‬
‫كل شئ شيئا فيوضع في تلك الصحفة ثم يأمر بها للمساكين‪ ،‬ثم يتلو هذه‬
‫الية " فل اقتحم العقبة " ثم يقول‪ :‬علم ال عزوجل أن ليس كل إنسان‬
‫يقدر على عتق رقبة‪ ،‬فجعل لهم السبيل إلى الجنة )‪ .(2‬بيان " فجعل لهم‬
‫السبيل " أي حيث خير بين العتق والطعام في قوله‪ " :‬فك رقبة أو إطعام‬
‫" الية‪ - 4 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي عن محمد بن يحيى عن غياث‬
‫بن إبراهيم عن أبي عبد ال عن أبيه عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬طعام الواحد يكفي الثنين‪ ،‬وطعام الثنين‬
‫يكفي الثلثة‪ ،‬وطعام الثلثة يكفى الربعة )‪ - 5 .(3‬ومنه )‪ :(4‬عن محمد‬
‫بن علي عن عبد الرحمان السدي عن سالم بن مكرم عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إنما ابتلي يعقوب بيوسف عليهما السلم أنه ذبح كبشا‬
‫سميناورجل من أصحابه يدعى فيوم محتاج لم يجد ما يفطر عليه‪ ،‬فأغفله‬
‫فلم يطعمه‪ ،‬فابتلي بيوسف قال‪ :‬فكان بعد ذلك ينادي مناديه كل صباح "‬
‫من لم يكن صائما فليشهد‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار‪ ،375 :‬الخصال‪ (2) .216 :‬المحاسن‪ 392 :‬وزاد بعده ]باطعام‬
‫الطعام[‪ (4 - 3) .‬المحاسن‪.398 :‬‬
‫]‪[349‬‬

‫غداء يعقوب " وإذا أمسى نادى " من كان صائما فليشهد عشاء يعقوب "‪ .‬أقول‪:‬‬
‫قد أوردنا مثله بأسانيد في كتاب النبوات‪ - 6 .‬ومنه‪ :‬عن جعفر بن محمد‬
‫عن ابن القداح عن أبي عبد ال عن أبيه عن علي عليهم السلم قال‪ :‬إذا‬
‫وضع الطعام وجاء السائل فل تردوه )‪ - 7 .(1‬دعوات الراوندي‪ :‬كان‬
‫النبي صلى ال عليه وآله إذا أكل لقم من بين عينيه‪ ،‬وإذا شرب سقى من‬
‫عن يمينه‪ - 8 .‬الدعايم‪ :‬عن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬أكثر الطعام بركة‬
‫ما كثرت عليه اليدي وقد قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬طعام الواحد‬
‫يكفي الثنين‪ ،‬وطعام الثنين يكفي الربعة يعني عليه السلم بالكفاية ما‬
‫أجزأ ودفع الجوعة‪ ،‬ليس ما أشبع وبلغ غاية الكفاية )‪ .(2‬بيان‪ :‬قوله‪" :‬‬
‫يعنى " تأويل ذكره المؤلف للحديث وحاصلة أن المراد بطعام الواحد ما‬
‫يكون بقدر شبعه الكامل‪ ،‬وبالكفاية ما يجتزى به دون ذلك‪ ،‬وفي بعض‬
‫روايات العامة " كلوا جميعا ول تفرقوا فان طعام الواحد يكفي الثنين "‬
‫فيدل على أن الكفاية تنشأ من بركة الجتماع وأن الجمع كلما كثر ازدادت‬
‫البركة‪ ،‬والغرض التحريص على الجتماع‪ ،‬وأنه ل ينبغي للمرء أن‬
‫يستحقر ما عنده فيمتنع من تقديمه‪ ،‬فان القليل قد يحصل به الكتفاء‪- 9 .‬‬
‫الفردوس‪ :‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬كلوا جميعا ول تفرقوا فان‬
‫البركة مع الجماعة‪ - 10 .‬المكارم‪ :‬سأل رجل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله فقال‪ :‬يا رسول ال إنا نأكل ول نشبع‪ ،‬قال‪ :‬لعلكم تفترقون عن‬
‫طعامكم‪ ،‬فاجتمعوا عليه‪ ،‬واذكروا اسم ال عليه يبارك لكم )‪ .(3‬ومن كتاب‬
‫مواليد الصادقين‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله يأكل كل الصناف‬
‫من الطعام‪ ،‬وكان يأكل ما أحل ال له مع أهله وخدمه‪ ،‬إذا أكلوا‪ ،‬ومع من‬
‫يدعوه من‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .423 :‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ (3) .116‬مكارم الخلق‪.172 :‬‬

‫]‪[350‬‬

‫المسلين على الرض‪ ،‬وعلى ما أكلوا عليه‪ ،‬ومما أكلوا‪ ،‬إل أن ينزل به ضيف‪،‬‬
‫فيأكل مع ضيفه‪ ،‬وكان أحب الطعام إليه ما كان على ضفف )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال‬
‫في النهاية فيه‪ :‬أنه لم يشبع من خبز ولحم إل على ضفف‪ ،‬الضفف الضيق‬
‫والشدة‪ ،‬أي لم يشبع منهما إل عن ضيق وقلة‪ ،‬وقيل‪ :‬الضفف اجتماع‬
‫الناس‪ ،‬يقال‪ :‬ضف القوم على الماء يضفون ضفا وضففا‪ ،‬أي لم يأكل خبزا‬
‫ولحما وحده ولكن يأكل مع الناس‪ ،‬وقيل‪ :‬الضفف أن تكون الكلة أكثر من‬
‫مقدار الطعام‪ ،‬والخفف أن يكونوا بمقداره‪ * 9 .‬باب * )آخر في استحباب‬
‫الكل مع الهل والخادم واطعام من( * * )ينظر الى الطعام والقام‬
‫المؤمنين( * ‪ - 1‬العيون‪ :‬عن حمزه بن محمد العلوي عن علي بن إبراهيم‬
‫عن ياسر الخادم قال‪ :‬كان الرضا عليه السلم إذا خل جمع حشمه كلهم‬
‫عنده الصغير والكبير‪ ،‬فيحدثهم ويأنس فيؤنسهم‪ ،‬وكان عليه السلم إذا‬
‫جلس على المائدة ل يدع صغيرا ول كبيرا حتى السائس والحجام إل أقعده‬
‫على مائدته‪ ،‬قال ياسر‪ :‬فبينما نحن عنده يوما إذ سمع وقع القفل الذي كان‬
‫على باب المأمون إلى دار أبي الحسن عليه السلم‪ ،‬فقال لنا أبو الحسن‪:‬‬
‫قوموا تفرقوا عني فقمنا عنه‪ ،‬فجاء المأمون‪ ،‬الخبر )‪ .(2‬بيان‪ :‬كأن المراد‬
‫بالسائس من يدبر أمر الغلمان ويربيهم‪ ،‬أو الرائض‪ ،‬ومربي الدواب و "‬
‫وقع القفل " أي وقوعه وسقوطه أو صوت صدمته على الباب‪ ،‬في‬
‫القاموس الوقع وقعة الضرب بالشئ‪ ،‬والوقعة في الحرب صدمة بعد‬
‫صدمة وكأن تفريقهم كان للتقية لعدم موافقته لدابه‪ ،‬أو لنه كان يريد‬
‫الخلوة به عليه السلم أو‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .27 :‬عيون الخبار‪ 2 :‬ر ‪.159‬‬

‫]‪[351‬‬

‫يكون استحباب ذلك مختصا بالخلوة كما هو ظاهر الخبر التي‪ - 2 .‬العيون‪ :‬عن‬
‫جعفر بن نعيم بن شاذان عن أحمد بن إدريس عن إبراهيم بن هاشم عن‬
‫إبراهيم بن العباس عن الرضا عليه السلم في حديث أنه كان إذا خل‬
‫ونصبت مائدته‪ ،‬أجلس معه على مائدته مماليكه ومواليه‪ ،‬حتى البواب‬
‫والسائس )‪ - 3 .(1‬ومنه‪ :‬عن أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم‬
‫عن ياسر الخادم عن الرضا عليه السلم أنه لما دخل طوس وقد اشتدت به‬
‫العلة‪ ،‬بقي أياما ; فلما كان في يومه الذي قبض فيه‪ ،‬قال لي بعد ما صلي‬
‫الظهر‪ :‬يا ياسر ما أكل الناس ؟ فقلت‪ :‬من يأكل هاهنا مع ما أنت فيه‪،‬‬
‫فانتصب ثم قال‪ :‬هاتوا المائدة‪ ،‬ولم يدع من حشمه أحدا إل أقعده معه على‬
‫المائدة يتفقد واحدا واحدا‪ ،‬فلما أكلوا بعث إلى النساء بالطعام فحملوا‬
‫الطعام إلى النساء ; الخبر )‪ - 4 .(2‬الكافي‪ :‬عن العدة عن سهل عن ابن‬
‫شمون عن الصم عن مسمع عن أبي ‪ -‬عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما من رجل يجمع عياله ويضع مائدته‬
‫فيسمون في أول طعامهم ويحمدون في آخره‪ ،‬فترفع المائدة حتى يغفر لهم‬
‫)‪ - 5 .(3‬ثواب العمال‪ :‬عن محمد بن علي ما جيلويه عن محمد بن يحيى‬
‫عن محمد بن أحمد عن أبي عبد ال الرازي عن الحسن بن علي بن أبي‬
‫عثمان عن محمد بن سليمان عن داود الرقي عن الرباب امرأته قالت‪:‬‬
‫اتخذت خبيصا فأدخلته على أبي عبد ال عليه السلم وهو يأكل‪ ،‬فوضعت‬
‫الخبيص بين يديه‪ ،‬وكان يلقم أصحابه‪ ،‬فسمعته يقول‪ :‬من لقم مؤمنا لقمة‬
‫حلوة صرف ال عنه بها مرارة يوم القيامة )‪ .(4‬كتاب الخوان‪ :‬عن داود‬
‫مثله‪ - 6 .‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى وعلي بن إبراهيم عن الجعفري عن‬
‫محمد بن الفضل‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار‪ 2 :‬ر ‪ (2) .184‬المصدر‪ 2 :‬ر ‪ (3) .241‬الكافي ‪ 6‬ر ‪(4) .296‬‬
‫ثواب العمال ‪ 181‬ط مكتبة الصدوق‪.‬‬

‫]‪[352‬‬

‫رفعه قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله إذا أكل لقم من بين عينيه‪ ،‬وإذا شرب‬
‫سقى من عن يمينه‪ ،‬وروى نادر الخادم قال‪ :‬كان أبو الحسن عليه السلم‬
‫يضع جوز ينجة على الخرى ويناولني )‪ .(1‬المحاسن‪ :‬عن نوح بن شعيب‬
‫عن نادر مثله )‪ * 10 .(2‬باب * )غسل اليد قبل الطعام وبعده وآدابه( * ‪1‬‬
‫‪ -‬الخصال‪ :‬عن محمد بن علي ما جيلويه عن عمه عن اليقطيني عن‬
‫القاسم بن يحيى عن جده عن أبى بصير عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم من سره أن يكثر خير بيته‬
‫فليتوضأ عند حضور طعامه )‪ - 2 .(3‬ومنه‪ :‬عن محمد بن الحسن بن‬
‫الوليد عن الحسن بن متيل عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن ابن‬
‫أبي عمير عن أبي عوف العجلي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬الوضوء قبل الطعام وبعده يزيد في الرزق )‪ .(4‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‬
‫عن ابن أبي عمير مثله وفيه يزيدان )‪ - 3 .(5‬الكافي‪ :‬عن علي بن إبراهيم‬
‫عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله ثم قال‪ :‬وروي أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله قال‪ :‬أوله ينفي الفقر‪ ،‬وآخره ينفي الهم )‪ - 4 .(6‬الخصال‪ :‬عن‬
‫أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه عن سهل بن زياد عن الحسن بن‬
‫الحسين اللؤلؤئي عن محمد بن سعيد بن غزوان عن السكوني عن أبى‬
‫عبد ال عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬من أراد أن يكثر‬
‫خير بيته فليغسل يده قبل‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .298‬المحاسن‪ (3) .424 :‬الخصال ‪ (4) .13‬المصدر نفسه‬
‫‪ (5) .23‬المحاسن‪ (6) .424 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.290‬‬

‫]‪[353‬‬

‫الكل )‪ 5 .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن‬
‫محمد بن علي الكوفي عن محمد بن زياد عن عبد ال بن عبد الرحمان عن‬
‫أبي حمزة الثمالي عن ثور بن سعيد عن أبيه عن أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم قال‪ :‬الوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق الخبر )‪ - 6 .(2‬ومنه‪ :‬عن‬
‫أبيه عن سعد بن عبد ال عن محمد بن عيسى اليقطينى عن القاسم ابن‬
‫يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الصادق عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬غسل اليدين قبل‬
‫الطعام وبعده زيادة في الرزق وإماطة للغمر عن الثياب ويجلو البصر )‪.(3‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير مثله )‪ .(4‬الكافي‪:‬‬
‫عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن القاسم مثله إل أن فيه‪ :‬زيادة‬
‫في العمر )‪ - 7 .(5‬العلل‪ :‬عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي‬
‫عبد ال البرقي عن أبيه عن القاسم بن محمد وغيره عن صفوان بن محمد‬
‫الجمال عن أبي نميرة قال‪ :‬قال أبو عبد ال ‪ -‬عليه السلم‪ :‬الوضوء قبل‬
‫الطعام وبعده يذهبان الفقر‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يذهبان الفقر ؟ قال‪ :‬يذهبان الفقر )‬
‫‪ - 8 .(6‬قرب السناد‪ :‬عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن‬
‫جعفر عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬صاحب الرحل يتوضأ أول القوم قبل‬
‫الطعام‪ ،‬وآخر القوم بعد الطعام )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .25‬الخصال ‪ ،505‬ابواب الستة عشر‪ (3) .‬الخصال ‪(4) .612‬‬
‫المحاسن ‪ (5) .424‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (6) .290‬علل الشرايع ‪ 1‬ر ‪(7) .268‬‬
‫قرب السناد ‪.47‬‬

‫]‪[354‬‬

‫‪ - 9‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن هلل بن محمد عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه‬
‫عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلم قال‪ :‬ل ترفعوا‬
‫الطشت حتى ينطف أجمعوا وضوءكم جمع ال شملكم )‪ .(1‬بيان‪ " :‬حتى‬
‫ينطف " أي يمتلئ بحيث يشرف على السيلن من جوانبه‪ ،‬قال الفيروز‬
‫آبادي‪ :‬نطف الماء كنصر وضرب‪ :‬سال انتهى‪ ،‬والوضوء بالفتح الماء‬
‫الذي ينفصل من غسل اليد‪ ،‬هذا رد على ما كان المتكبرون يفعلونه‪ ،‬من‬
‫أنه إذا غسل أحدهم صبوا الماء ثم أتوا بالطشت لخر‪ ،‬وهذا مكروه‪ .‬قال‬
‫في الجامع‪ :‬تجمع غسالة اليدي في إناء واحد‪ - 10 .‬العلل‪ :‬عن محمد بن‬
‫موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن أبي عبد‬
‫ال البرقي عن محمد بن علي الكوفي عن عثمان بن عيسى عن محمد ابن‬
‫عجلن عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الوضوء قبل الطعام يبدأ صاحب‬
‫البيت لئل يحتشم أحد‪ ،‬فإذا فرغ من الطعام يبدأ من عن يمين الباب حرا‬
‫كان أو عبدا‪ .‬وفي حديث آخر‪ :‬فليغسل أول رب البيت يده‪ ،‬ثم يبدء بمن‬
‫عن يمينه‪ ،‬و إذا رفع الطعام بدأ بمن على يسار صاحب المنزل ويكون آخر‬
‫من يغسل يده صاحب المنزل‪ ،‬لنه أولى بالغمر‪ ،‬ويتمندل عند ذلك )‪.(2‬‬
‫بيان‪ :‬قال في المسالك‪ :‬يستحب أن يبدأ صاحب البيت بغسل يده‪ ،‬ثم يبدأ‬
‫بعده بمن على يمينه‪ ،‬ثم يدور عليهم في الغسل الول‪ ،‬وفي الثاني يبدأ بمن‬
‫على يساره كذلك ويكون هو آخر من يغسل يده‪ ،‬وعلل تقديم غسل يده أول‬
‫برفع الحتشام عن الجماعة‪ ،‬وتأخيره أخيرا بأنه أولى بالصبر على الغمر‪،‬‬
‫وفي خبر آخر‪ :‬إذا فرغ من الطعام بدأ بمن على يمين الباب حرا كان أو‬
‫عبدا‪ .‬وفي الدروس‪ :‬ويستحب غسل اليد قبل الطعام ول يمسحها‪ ،‬فانه ل‬
‫يزال البركة‬

‫)‪ (1‬امالي الطوسى ‪ 1‬ر ‪ ،380‬وفيه‪ " :‬حتى ينظف " ولعل المراد أنه ل ترفعوا‬
‫الطشت لتنظفوه لكل أحد بل دعوها واجمعوا وضوءكم الخ‪ (2) .‬علل‬
‫الشرايع ‪ 1‬ر ‪.275‬‬

‫]‪[355‬‬

‫في الطعام مادامت النداوة في اليد‪ ،‬ويغسلها بعده ويمسحها‪ ،‬ويستحب البتداء في‬
‫الغسل بمن على يمينه دورا‪ ،‬وعن الصادق عليه السلم‪ :‬يبدأ صاحب‬
‫المنزل بالغسل إلى آخر ما مر وفي الجامع‪ :‬يبدأ بسقي من عن يمينه‬
‫وغسل يده حتى يرجع إليه‪ ،‬و قال الشيخ في النهاية‪ :‬إذا أرادوا غسل‬
‫أيديهم يبدأ بمن هو على يمينه حتى ينتهى إلى آخرهم‪ ،‬ويستحب أن تجمع‬
‫غسالة اليدي في إناء واحد‪ - 11 .‬كامل الزيارة‪ :‬عن محمد بن الحسن بن‬
‫الوليد عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي القرشي عن عبيد بن‬
‫يحيى الثوري عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده‬
‫عن علي بن أبي طالب عليه السلم قال‪ :‬زارنا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله ذات يوم فقدمنا إليه طعاما و أهدت إلينا أم أيمن صحفة من تمر وقعبا‬
‫من لبن وزبد‪ ،‬فقدمنا إليه‪ ،‬فأكل منها فلما فرغ قمت فسكبت على يديه ماء‬
‫فلما غسل يده مسح وجهه ولحيته ببلة يديه )‪ - 12 .(1‬صحيفة الرضا‪:‬‬
‫عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله إذا أكل‬
‫مضمض فاه وقال‪ :‬إن له دسما )‪ .(2‬بيان‪ :‬روى في الفردوس عن أم‬
‫سلمة عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬إذا شربتم اللبن فمضمضوا‪،‬‬
‫فان له دسما‪ ،‬وكأنه كان هكذا فصحف‪ - 13 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن‬
‫أحمد بن أبي محمود عن أبيه أو غيره يرفعه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬إذا غسلت يدك للطعام فل تمسح يدك بالمنديل‪ ،‬فانه ل يزال البركة‬
‫في الطعام مادامت النداوة في اليد )‪ .(3‬بيان‪ :‬في القاموس المنديل بالكسر‬
‫والفتح وكمنبر الذي يتمسح به‪ ،‬وتندل به وتمندل تمسح‪ - 14 .‬المحاسن‪:‬‬
‫عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أراد أن‬
‫يكثر خير بيته فليتوض عند حضور طعامه )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬كامل الزيارات ‪ 58‬في حديث‪ (2) .‬صحيفة الرضا ‪ (4 - 3) .13‬المحاسن ‪.424‬‬

‫]‪[356‬‬

‫‪ - 15‬ومنه‪ :‬عن بكر بن صالح عن الجعفري عن أبي الحسن عليه السلم قال‪:‬‬
‫الوضوء قبل الطعام وبعده ينبت النعمة )‪ - 16 .(1‬ومنه‪ :‬عن جعفر عن‬
‫ابن القداح عن أبي عبد ال عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬من غسل يده قبل‬
‫الطعام وبعده‪ ،‬عاش في سعة وعوفي من بلوى جسده )‪ - 17 .(2‬ومنه‪:‬‬
‫عن بعض من ذكره عن معاوية بن عمار عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يا علي إن الوضوء قبل‬
‫الطعام وبعده شفاء في الجسد‪ ،‬ويمن في الرزق )‪ - 18 .(3‬ومنه‪ :‬عن‬
‫محمد بن علي عن محمد بن سنان عن الحسن بن محمد الحضرمي عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الوضوء قبل الطعام وبعده يذيبان الفقر )‪.(4‬‬
‫‪ - 19‬ومنه‪ :‬عن أحمد بن محمد البزنطى والقاسم بن محمد عن صفوان‬
‫الجمال عن أبي حمزة عن ابي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال لي يا باحمزة‪:‬‬
‫الوضوء قبل الطعام وبعده يذيبان الفقر‪ ،‬قلت‪ :‬يابن رسول ال بأبي أنت‬
‫وامى كيف يذيبان قال‪ :‬يذهبان )‪ .(5‬بيان‪ :‬الذابة ضد الجماد استعيرهنا‬
‫للذهاب‪ - 20 .‬المحاسن‪ :‬عن بعض من رواه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬اغسلوا أيديكم قبل الطعام وبعده‪ ،‬فانه ينفي الفقر ويزيد في العمر‬
‫)‪ - 21 .(6‬ومنه‪ :‬عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر‬
‫الحضرمي قال‪ :‬كان أبو عبد ال عليه السلم يدعو لنا بالطعام فل يوضينا‬
‫قبله‪ ،‬ويأمر الخادم فنتوضأ بعد الطعام )‪ - 22 .(7‬ومنه‪ :‬عن إبراهيم بن‬
‫هاشم عن إبراهيم بن أبي محمود قال أخبرني بعض أصحابنا قال‪ :‬ذكر‬
‫للرضا عليه السلم الوضوء قبل الطعام فقال‪ :‬ذلك شئ أحدثته الملوك )‪.(8‬‬
‫بيان‪ :‬هذان الحديثان غريبان وكأنه ل قايل بعدم استحباب غسل اليد قبل‬
‫الطعام‪ ،‬ويمكن حملهما على عدم الوجوب‪ ،‬أو على ما إذا كان قريب العهد‬
‫بالتوضي‬

‫)‪ (8 - 1‬المحاسن ‪.425‬‬

‫]‪[357‬‬
‫أو كانت يده نظيفة‪ ،‬أو على التقية لما رواه في شرح السنة عن يحيى بن سعيد‬
‫قال‪ :‬كان سفيان الثوري يكره غسل اليد قبل الطعام وإن كان روي أيضا‬
‫عن سلمان قال‪ :‬قرأت في التوراة أن بزكة الطعام الوضوء بعده‪ ،‬فذكرت‬
‫للنبي صلى ال عليه وآله وأخبرته بما قرأت في التوراة فقال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده‪ - 23 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫الفضل بن المبارك عن الفضل بن يونس قال‪ :‬لما تغدى أبو الحسن عليه‬
‫السلم عندي وجئ بالطشت بدئ به وكان في الصدر‪ ،‬فقال‪ :‬ابدأ بمن عن‬
‫يمينك فلما توضأ واحدا وأراد الغلم أن يرفع الطشت فقال له أبو الحسن‬
‫عليه السلم‪ :‬أترعها )‪ .(1‬بيان‪ :‬أن يرفع الطشت أي ليصب ماءها ويقال‪:‬‬
‫أترع الناء أي ملها‪ ،‬و رواه في الكافي‪ :‬عن علي بن محمد عن أحمد بن‬
‫محمد عن الفضل بن المبارك وفيه " فقال له أبو الحسن عليه السلم‪:‬‬
‫دعها واغسلوا أيديكم فيها )‪ " (2‬وقيل‪ :‬أراد أن يرفع الطشت ليأتي إليه‬
‫عليه السلم فنهاه عن ذلك وأمره بأن يغسل أيديهم على الترتيب حتى‬
‫ينتهي إليه عليه السلم والول أظهر وقال المحقق الردبيلي رحمه ال بعد‬
‫إيراد هذه الرواية‪ :‬فيها دللة على البتداء بصاحب المنزل بعد الطعام‪ ،‬ثم‬
‫بمن علي يساره‪ ،‬لن الظاهر أنه عليه السلم غسل يده وكان صاحب‬
‫المنزل ويمين الذي يغسل يده يساره‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد إرادة أن‬
‫يبدأ به ولم يقبل عليه السلم وأمر بغسل من على يساره‪ ،‬وهو يمين الغلم‬
‫ليوافق ما تقدم انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬كأن نسخته رحمه ال كانت سقيمة ولم يكن‬
‫فيها كلمة عندي‪ ،‬وهكذا نقله أيضا‪ ،‬ولذا احتمل كونه عليه السلم صاحب‬
‫المنزل وإل فالظاهر أن الراوي كان صاحب المنزل‪ ،‬وأبى عليه السلم عن‬
‫أن يبدأ به وأمره بأن يبدأ بمن على يمينه عند دخول المجلس فيدل على أن‬
‫المراد بيمين الباب في الخبر السابق ما على يمين الداخل‪ ،‬فانه اليمين‬
‫بالنسبة إليه وإن كان يسارا بالنسبة إلى الخارج‪ ،‬وأيضا لو فرض الباب‬
‫رجل مواجها كان هذا يمينه‪ ،‬وهكذا حققه أيضا هذا الفاضل رحمه ال‪،‬‬
‫حيث قال بعد‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .425 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.291‬‬

‫]‪[358‬‬

‫إيراد رواية ابن عجلن‪ :‬لعل المراد بالباب الموضع الذي جلسوا فيه‪ ،‬وباليمين‬
‫يمين الداخل فيحتمل في الموضع الذي ل باب له أن يكون المراد يمين‬
‫ابتداء المجلس بالنسبة إلى الداخل فيه‪ ،‬ثم قال رحمه ال في الجمع بين‬
‫الخبار‪ :‬يمكن حمل الولى أي رواية ابن عجلن على أن صاحب المنزل‬
‫كان جالسا عند الباب ويمينها يساره‪ ،‬أو على عدم كونه في المجلس أو‬
‫على التخيير انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬كأن القول بالتخيير أوجه‪ - 24 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫أبيه عن عثمان بن حماد عن عمرو بن ثابت عن أبي عبد ال ‪ -‬عليه‬
‫السلم قال‪ :‬اغسلوا أيديكم في إناء واحد تحسن أخلقكم )‪ - 25 .(1‬ومنه‪:‬‬
‫عن عثمان بن عيسى عن محمد بن عجلن عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬الوضوء قبل الطعام يبدأ بصاحب البيت لئل يحتشم أحد فإذا فرغ بدأ‬
‫بمن على يمينه‪ ،‬وإذا رفع الطعام بدأ بمن على يسار صاحب المنزل ويكون‬
‫آخر من يغسل يده صاحب المنزل‪ ،‬لنه أولى بالصبر على الغمر‪ ،‬ويتمندل‬
‫عند ذلك إن شاء‪ ،‬قال‪ :‬ورواه ابن أبي محمود )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال المحقق‬
‫الردبيلي‪ :‬الظاهر أن المراد بصاحب المنزل هو صاحب الطعام‪ ،‬وإن كان‬
‫المنزل لغيره‪ ،‬أو ل يكون هناك منزل وبيت‪ ،‬ويحتمل الحقيقة إذا كان‬
‫صاحب الطعام غريبا ونزيل في منزل الغير فتأمل‪ ،‬وفي القاموس‪ :‬الغمر‬
‫بالتحريك زنخ اللحم‪ ،‬وما يعلق بالبدن من دسمه غمرت كفرح فهي غمرة‪.‬‬
‫‪ - 26‬المحاسن‪ :‬عن عبد الرحمان بن أبي داود قال‪ :‬تغدينا عند أبي عبد‬
‫ال عليه السلم فاتي بالطست فقال‪ :‬أما أنتم يا معشر أهل الكوفة فل‬
‫تتوضؤن إل واحدا واحدا‪ ،‬وأما نحن فل نرى به بأسا أن نتوضأ جماعة‪،‬‬
‫قال‪ :‬فتوضأنا جميعا في طست واحد )‪ - 27 .(3‬ومنه‪ :‬عن بعض من رواه‬
‫عمن شهد أبا جعفر الثاني عليه السلم يوم قدم المدينة تغدى معه جماعة‬
‫فلما غسل يديه من الغمر مسح بهما رأسه ووجهه قبل أن يمسحهما‬
‫بالمنديل وقال‪ :‬اللهم اجعلني ممن ل يرهق وجهه قتر ول ذلة‪ ،‬قال‪ :‬وفي‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪.426 :‬‬

‫]‪[359‬‬

‫حديث يروى عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إذا غسلت يدك بعد الطعام فامسح‬
‫في وجهك وعينيك قبل أن تمسح بالمنديل‪ ،‬وتقول‪ " :‬اللهم إني أسألك‬
‫الزينة والمحبة‪ ،‬وأعوذ بك من المقت والبغضة " )‪ .(1‬دعوات الراوندي‪:‬‬
‫قال الصادق عليه السلم‪ :‬إذا غسلت يديك إلى قوله‪ :‬والبغضة‪ .‬المكارم‪:‬‬
‫عن الصادق عليه السلم مثل الول )‪ - 28 .(2‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن‬
‫القاسم بن محمد عن الحسين بن أبي العل قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه‬
‫السلم عن الوضوء بعد الطعام فقال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫كان يأكل‪ ،‬فجاء ابن ام مكتوم وفي يد رسول ال صلى ال عليه وآله كتف‬
‫يأكل منها فوضع ماكان في يده منها ثم قام إلى الصلة ولم يتوضأ‪ ،‬فليس‬
‫فيه طهور )‪ .(3‬بيان‪ :‬ظاهره أن المراد هنا وضوء الصلة ردا على بعض‬
‫المخالفين القائلين بانتقاض الوضوء بأكل ما مسته النار‪ ،‬ولذا أوردنا‬
‫أمثاله في كتاب الطهارة )‪ - 29 .(4‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن عبد ال الفضل‬
‫النوفلي عن شعيب العقرقوفي قال‪ :‬تغديت مع أبي عبد ال عليه السلم فما‬
‫غسل يده قبل ول بعد )‪ .(5‬بيان‪ :‬كأنه كان ذلك لبيان الجواز أو لمانع‪30 .‬‬
‫‪ -‬المحاسن‪ :‬عن سليمان بن جعفر الجعفري قال‪ :‬قال أبو الحسن عليه‬
‫السلم‪ :‬ربما اتى بالمائدة وأراد بعض القوم أن يغسل يده فيقول‪ :‬من كانت‬
‫يده نظيفة فلم يغسلهما فل بأس أن يأكل من غير أن يغسل يده )‪ .(6‬بيان‪:‬‬
‫كأنه كان في الرواية " قال‪ :‬كان أبو الحسن عليه السلم " وعلى ما في‬
‫النسخ يحتمل أن يكون ربما اتي الخ بيانا لقوله‪ :‬قال أبو الحسن عليه‬
‫السلم‪ - 31 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد‬
‫الحميد عن‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .426 :‬مكارم الخلق‪ (3) .161 :‬المحاسن‪ (4) .420 :‬راجع ج‬
‫‪ 80‬ص ‪ 223‬طبعتنا هذه‪ (6 - 5) .‬المحاسن‪.429 - 428 :‬‬

‫]‪[360‬‬

‫الوليد بن صبيح قال‪ :‬تعشينا عند أبي عبد ال عليه السلم ليلة جماعة فدعا‬
‫بوضوء فقال‪ :‬تعال حتى نخالف المشركين الليلة نتوضأ جميعا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ورواه النهيكي عبد ال بن محمد عن إبراهيم بن الحميد )‪ .(1‬بيان‪ :‬مخالفة‬
‫المشركين إما في الجتماع في الغسل أو في أصله أيضا‪ - 32 .‬المحاسن‪:‬‬
‫عن أبيه عن ابن أبى عمير عن مرازم قال‪ :‬رأيت أبا الحسن عليه السلم‬
‫إذا توضأ قبل الطعام لم يمس المنديل‪ ،‬وإذا توضأ بعد الطعام مس المنديل )‬
‫‪ - 33 .(2‬ومنه‪ :‬عن ابن فضال عن أبي المغرا عن زيد الشحام عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم أنه كره أن يمسح الرجل يده بالمنديل وفيها شئ من‬
‫الطعام تعظيما للطعام‪ ،‬حتى يمصها‪ ،‬أو يكون إلى جانبه صبي يمصها )‪.(3‬‬
‫‪ - 34‬المكارم‪ :‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إذا أكل أحدكم فل‬
‫يمسحن بالمنديل حتى يلعقها أو يلعقها )‪ .(4‬بيان‪ :‬قال في المسالك‪ :‬إنما‬
‫يستحب مسح اليدين بالمنديل من أثر ماء الغسل ل من أثر الطعام‪ ،‬فان ذلك‬
‫مكروه‪ ،‬وإنما السنة في لعق الصابع انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬روت العامة هذا‬
‫المضمون بطرق وعبارات مختلفة‪ ،‬فعن أنس أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله كان إذا أكل لعق أصابعه الثلث‪ ،‬وعن كعب بن مالك قال‪ :‬كان النبي‬
‫صلى ال عليه وآله يأكل بثلث أصابع ول يمسح يده حتى يلعقها وعن ابن‬
‫عباس أن النبي صلى ال عليه وآله قال "‪ :‬إذا أكل أحدكم فل يمسح يديه‬
‫بالمنديل حتى يلعقها أو يلعقها‪ ،‬وفي رواية إذا طعم أحدكم فل يمسح يده‬
‫بالمنديل حتى يمصها‪ ،‬قيل‪ :‬وذكر القفال أن المراد بالمنديل هنا المعد لزالة‬
‫الزهومة ل المنديل المعد للمسح بعد الغسل‪ ،‬وقيل‪ :‬في قوله حتى يلعقها‪:‬‬
‫بفتح أوله من الثلثي أي يلعقها هو‪ ،‬أو يلعقها بضم أوله من الرباعي أي‬
‫يلعقها غيره )‪.(5‬‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪ (4) .429 :‬مكارم الخلق‪ (5) .161 :‬راجع صحيح البخاري‬
‫كتاب الطعمة الباب ‪ 52‬صحيح مسلم كتاب الشربة بالرقم ‪136 - 130‬‬
‫سنن ابى داود كتاب الطعمة الباب ‪ ،49‬سنن الترمذي الباب ‪ .11‬مجمع‬
‫الزوائد ‪ 5‬ر ‪.28 - 27‬‬

‫]‪[361‬‬

‫وقال النووي‪ :‬المراد إلعاق غيره ممن ل يتقذر من زوجة وجارية وخادم وولد‪،‬‬
‫وكذا من كان في معناه كتلميذ معتقد البركة بلعقها وكذا لو ألعقها شاة‬
‫ونحوها وروي مسلم عن جابر عنه عليه السلم أنه قال‪ :‬إذا سقطت لقمة‬
‫أحدكم فليمط ما أصابها من أذى وليأكلها ول يمسح يده حتى يلعقها أو‬
‫يلعقها‪ ،‬فانه ل يدري في أي طعامه البركة قال النووي‪ :‬أي الطعام الذي‬
‫يحضر النسان فيه بركة ل يدري أن تلك البركة فيما أكل أو فيما بقي على‬
‫أصابعه أو فيما بقي في أسفل القصعة أو في اللقمة الساقطة‪ ،‬فينبغي أن‬
‫يحافظ على هذا كله فتحصل البركة‪ ،‬والمراد بالبركة ما يحصل به التغذية‬
‫ويسلم عاقبته من الذى‪ ،‬ويقوى على الطاعة‪ .‬وقيل‪ :‬في الحديث رد على‬
‫من كره لعق الصابع استقذارا لفم يحصل ذلك إذا فعله في أثناء الكل‪ ،‬لنه‬
‫يعيدها في الطعام وعليها اثر ريقه‪ ،‬وقال الخطابي‪ :‬عاب قوما أفسد عقلهم‬
‫الترفه‪ ،‬فزعموا أن لعق الصابع مستقبح كأنهم لم يعلموا أن الطعام الذي‬
‫علق بالصابع جزء من أجزاء ما أكلوه‪ ،‬فأي قذارة فيه‪ - 35 .‬المحاسن‪:‬‬
‫عن أبيه عن علي بن النعمان عن منصور بن حازم قال‪ :‬سألت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم عن الرجل يمسح وجهه بالمنديل قال‪ :‬ل بأس به )‪ .(1‬بيان‪:‬‬
‫الظاهر أن المراد به المسح بعد وضوء الصلة‪ - 36 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫الفضل بن المبارك عن الفضل بن يونس قال‪ :‬لما تغدى عندي أبو الحسن‬
‫عليه السلم اتي بمنديل ليطرح على ثوبه‪ ،‬فأبى أن يلقيه على ثوبه )‪.(2‬‬
‫‪ - 37‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن عبد ال بن الفضل عن الفضل بن يونس قال‪:‬‬
‫أتاني أبو ‪ -‬الحسن عليه السلم فقال‪ :‬هات طعامك فانهم يزعمون أنا ل‬
‫نأكل طعام الفجاءة‪ ،‬فاتي بالطست فبدأ ثم قال‪ :‬أدرها عن يسارك ول‬
‫تحملها إل مترعة )‪ .(3‬بيان‪ :‬كأن المراد بطعام الفجأة الطعام الذي ورد‬
‫عليه النسان من غير تقدمة وتمهيد‪ ،‬ودعوة سابقة‪ ،‬قوله‪ :‬فبدئ يمكن أن‬
‫يقرأ على بناء المجهول على وفق ما مر وقوله عن يسارك‪ :‬مخالف لما‬
‫مر‪ ،‬مع أن السند واحد‪ ،‬ويمكن الحمل على‬
‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪.430 - 429 :‬‬

‫]‪[362‬‬

‫التخيير أو يكون اليسار بالنسبة إلى الخارج كما أن اليمين كان بالنسبة إلى الداخل‬
‫والظهر حمل هذا على الغسل الول وما مر على الغسل الثاني‪ ،‬فقوله‬
‫فبدأ‪ :‬هنا على بناء المعلوم‪ ،‬وارتفع التنافي من جميع الوجوه‪- 37 .‬‬
‫المكارم‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله يغسل يديه من الطعام حتى‬
‫ينقيهما‪ ،‬فل يوجد لما أكل ريح‪ ،‬وكان عليه السلم إذا أكل الخبز واللحم‬
‫خاصة غسل يديه غسل جيدا‪ ،‬ثم يمسح بفضل الماء الذي في يديه وجهه )‬
‫‪ .(1‬بيان‪ :‬قال المحقق الردبيلي رحمه ال‪ :‬يمكن أن يكون غسل اليد‬
‫الواحدة المباشرة للطعام كافيا كما يشعر به بعض العبارات " غسل اليد "‬
‫يحتمل استحباب غسل الثنتين وإن لم تكن المباشرة إل واحدة انتهى‪ ،‬وقال‬
‫شيخنا البهائي رحمه ال‪ :‬واغسل يديك معا قبل الطعام وبعده وإن كان‬
‫أكلك بيد واحدة‪ - 38 .‬المكارم‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من أراد أن‬
‫يكثر خيره فليتوضأ عند حضور طعامه‪ .‬وعن الصادق عليه السلم قال‪:‬‬
‫من غسل يده قبل الطعام وبعده بورك له في أوله و آخره‪ ،‬وعاش ما عاش‬
‫في سعة‪ ،‬وعوفي من بلوى في جسده‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬من غسل‬
‫يده قبل الطعام فل يمسحها بالمنديل‪ ،‬فانه ل يزال البركة في الطعام مادامت‬
‫النداوة في اليد‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬يبدأ أو ل رب المنزل ليغسل يده‬
‫ومن عن يمينه‪ ،‬فإذا فرغ من الطعام يبدأ بمن عن يسار صاحب المنزل‬
‫لنه أولى بالصبر على الغمر‪ ،‬و تمندل بعد ذلك‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪:‬‬
‫الوضوء قبل الطعام وبعده ينفيان الفقر كما ينفي الكير خبث الحديد‪ ،‬وما‬
‫عاش في سعة وإن الملئكة تصلي على من يلعق أصبعه في آخر الطعام‪.‬‬
‫وروي عنه عليه السلم أنه يكره عند الطعام رفع الطست حتى يمتلئ‬
‫ويهراق‪ .‬وقال‪ :‬من أحب أن يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور الطعام‬
‫وبعده فانه‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪.31 :‬‬

‫]‪[363‬‬

‫من غسل يده عند الطعام وبعده عاش ما عاش في سعة‪ ،‬وعوفي من بلوى في‬
‫جسده‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬إذا توضأت بعد الطعام فامسح عينيك بفضل‬
‫ما في يديك فانه أمان من الرمد‪ .‬وعن صفوان الجمال قال‪ :‬كنا عند أبي‬
‫عبد ال عليه السلم فحضرت المائدة فأتى الخادم بالوضوء فناوله المنديل‬
‫فعافه‪ ،‬ثم قال‪ :‬منه غسلنا‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬الوضوء قبل الطعام‬
‫وبعده ينفي الفقر‪ ،‬ويزيد في الرزق )‪ .(1‬وفي كتاب مواليد الصادقين‪ :‬كان‬
‫النبي صلى ال عليه وآله إذا فرغ من غسل اليد بعد الطعام مسح بفضل‬
‫الماء الذي في يده وجهه‪ ،‬ثم يقول‪ " :‬الحمد ل الذي هدانا وأطعمنا‬
‫وسقانا‪ ،‬وكل بلء صالح أولنا " )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬قال أبو‬
‫عمرو‪ :‬الكير كير الحداد‪ ،‬وهو زق أو جلد غليظ ذو حافات وأما المبني من‬
‫الطين فهو الكور‪ ،‬قوله عليه السلم " في آخر الطعام " أقول‪ :‬في أكثر‬
‫النسخ في آخر اليوم‪ ،‬فيمكن أن يكون التخصيص لن المطبوخ يؤكل غالبا‬
‫في آخر اليوم‪ ،‬وغيره ل يحتاج إلى اللعق غالبا‪ ،‬أو المعنى تصلى إلى آخر‬
‫اليوم‪ ،‬وإن كان بعيدا " فعافه " أي كرهه قوله عليه السلم‪ :‬منه غسلنا‬
‫كأن الضمير راجع إلى المنديل‪ ،‬أي إنما غسلنا لملقاة اليد للمنديل‬
‫وأشباهه‪ ،‬فل تمسح اليد شئ قبل الكل‪ ،‬أو الضمير راجع إلى الندى "‬
‫ومن " تعليلية أي إنما غسلنا لتكون النداوة في اليد لجل البركة وفيه بعد‬
‫لفظا‪ " ،‬وكل بلء صالح " أي نعمة حسنة " أولنا " أي أنعم علينا‪- 39 .‬‬
‫نوادر الراوندي‪ :‬باسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من توضأ قبل الطعام عاش في سعة‬
‫وعوفي من بلوى في جسده )‪ .(3‬وبهذا السناد‪ :‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬من سره أن يكثر خير بيته‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .160 :‬مكارم الخلق‪ (3) .162 :‬نوادر الراوندي ‪.51‬‬

‫]‪[364‬‬

‫فليتوضأ عند حضور طعامه )‪ - 40 .(1‬مجالس الشيخ‪ :‬عن جماعة عن أبي‬


‫المفضل عن جعفر بن محمد العلوي وأحمد ابن زياد عن عبيد ال بن أحمد‬
‫بن نهيك عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن جعفر ابن محمد عليه‬
‫السلم عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫من سره أن يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور طعامه‪ ،‬ومن توضأ قبل‬
‫الطعام وبعده عاش في سعة من رزقه‪ ،‬وعوفي من البلء في جسده‪ .‬وزاد‬
‫الموسوي في حديثه‪ :‬قال هشام بن سالم‪ :‬قال لي الصادق عليه السلم‪ :‬يا‬
‫هشام ابن سالم والوضوء هنا غسل اليد قبل الطعام وبعده )‪- 41 .(2‬‬
‫دعوات الراوندي‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬من غسل يديه قبل‬
‫الطعام وبعده بورك له في أول الطعام وآخره‪ - 42 .‬المكارم والشهاب‪ :‬قال‬
‫النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر وبعده ينفي‬
‫اللمم‪ ،‬ويصح البصر )‪ .(3‬الضوء‪ :‬أصل الوضاءة النظافة والحسن‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫وضؤيوضؤ وضاءة‪ ،‬وصار الوضوء في الشرع اسما للتطهر‪ ،‬والستعداد‬
‫للصلة‪ ،‬تقول‪ :‬توضأت‪ ،‬ول يجوز توضيت‪ ،‬والوضوء الماء الذي يتوضأ‬
‫به‪ ،‬وهو ايضا كالمصدر من توضأت للصلة كالولوع والقبول وقال‬
‫اليزيدي‪ :‬المصدر بالضم الوضوء‪ ،‬وقال أبو عمرو‪ :‬لم أسمع إل الفتح في‬
‫السم والمصدر‪ ،‬واللمم طرف من الجنون وأصله في كلمهم المقاربة‬
‫للشئ‪ ،‬يقول‪ :‬الم به واللمام اللمام مقاربة الزيادة‪ ،‬ويقال‪ :‬الم به ولم يفعل‬
‫اي قاربه‪ ،‬والوضوء في الحديث على اصله في اللغة‪ ،‬وهو النظافة‬
‫والتنظف‪ ،‬فهو كناية عن غسل اليدين ولعمري إنه قبل الطعام في غاية‬
‫الحسن‪ ،‬لن النسان ل يدري أين تكون يداه‪،‬‬

‫)‪ (1‬نوادر الراوندي‪ (2) .46 :‬امالي الطوسى‪ 2 :‬ر ‪ 203‬والموسوى هو جعفر بن‬
‫محمد العلوى‪ (3) .‬مكارم الخلق‪.160 :‬‬

‫]‪[365‬‬

‫وماذا تمسان ؟ فالولى به ان يغسلهما عند الطعام وإذا تناول شيئا فالولى أن‬
‫يغسلهما نفيا للوضرو الزهومة التي ربما تتلوثان به‪ ،‬فيقول عليه السلم‪:‬‬
‫إن التنظف قبل الطعام ينفي الفقر‪ ،‬لنه اجل الرزق الذي رزقه ال تعالى‪،‬‬
‫فتنظف له فكأن هذا الفعل منه مما يبارك فيه‪ ،‬وبعده ينفي اللمم يعني‬
‫السوداء التي تعرض للنسان هل يده طاهرة ام ل ؟ وإذا غسلهما قطع‬
‫على النظافة والطهارة‪ ،‬وسلمت ثيابه من الدنس والزهو مات‪ ،‬والنسان‬
‫مشغول القلب بثيابه‪ .‬وقوله عليه السلم‪ :‬يصح البصر يجوز ان يكون‬
‫لمكان انتفاء الزهومات‪ ،‬فهي مما تؤذى العين وكذلك كل ريح كريهة فان‬
‫العين تتأذى بها‪ ،‬ولعل ذلك خاصية عرفها رسول ال صلى ال عليه وآله‪.‬‬
‫وفايدة الحديث المر بغسل اليدين قبل الطعام وبعده تنظفا وتطهرا‪ ،‬وراوي‬
‫الحديث موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عليهم السلم عن النبي صلى‬
‫ال عليه وآله‪ - 43 .‬الدعايم‪ :‬عن النبي صلى ال عليه وآله انه امر بغسل‬
‫اليدين بعد الطعام من الغمر وقال‪ :‬إن الشيطان يشمه‪ .‬وعن علي عليه‬
‫السلم انه قال‪ :‬بركة الطعام الوضوء قبله وبعده‪ ،‬والشيطان مولع بالغمر‪،‬‬
‫فإذا أوى احدكم إلى فراشه فليغسل يديه من ريح الغمر‪ .‬وعنه عليه السلم‬
‫انه كان يكره أن تغسل اليدي بشئ من الطعام‪ ،‬ويقول‪ :‬إن النعمة تنفر من‬
‫ذلك‪ .‬وعن رسول ال صلى ال عليه وآله انه نهى ان يرفع الطست من بين‬
‫يدي القوم حتى يمتلئ‪ .‬وعن جعفر بن محمد عليه السلم انه قال‪ :‬رب‬
‫البيت يتوضأ آخر القوم‪ ،‬يعني عليه السلم من غير عياله إذا حضر عنده‬
‫قوم من إخوانه )‪ - 44 .(1‬الشهاب والمكارم‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله اجمعوا وضوءكم جمع ال شملكم )‪ .(2‬الضوء‪ :‬الوضوء اسم‬
‫للماء الذي يتوضأ به‪ ،‬والوضوء المصدر‪ ،‬ومنهم من يفتح‬
‫)‪ (1‬دعائم السلم‪ 2 :‬ر ‪ (2) .121‬مكارم الخلق‪.160 :‬‬

‫]‪[366‬‬

‫الواو في المعنيين‪ ،‬والشمل حاصل حال المرء المشتمل عليه‪ ،‬يقال‪ :‬جمع ال شملك‬
‫اي ما تفرق وتشتت منه‪ ،‬وفرق شمله‪ ،‬اي ما اجتمع من امره وحاله‪،‬‬
‫يقول إذا غسلتم ايديكم من طعام فأجمعوا ذلك الماء خلفا للمجوس‪ ،‬فانهم‬
‫ل يفعلون ذلك ويزعمون ان ذلك يؤدي إلى العربدة والخلف بين القوم‪،‬‬
‫وروي عنه عليه السلم املؤا الطسوس وخالفوا المجوس‪ ،‬يعني ان ذلك‬
‫اجمع للشمل وادل على الموافقة ثم هو خلف المجوس‪ ،‬وجمع ال شملكم‬
‫دعاء‪ ،‬وفائدة الحديث المر بجمع الماء الذي تغسل به اليدي في الطست‪،‬‬
‫والراوي أبو هريرة وتمامه " ل ترفعوا الطست حتى يطف اجمعوا " الخ‬
‫ويطف اي يكاد يمتلئ وطفاف المكوك وطفه وطففه ما مل اصباره‪ ،‬وهذا‬
‫إناء طفان‪ - 45 .‬الشهاب‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تمسح يدك‬
‫بثوب من ل تكسوه‪ .‬الضوء‪ :‬ظاهر هذا الحديث انه عليه السلم يقول‪ :‬ل‬
‫تبتذل ثياب من ل تكسوه انت بمسح يدك بها‪ ،‬وهذا مثل اي ل تتسخر‬
‫إنسانا في عمل من غير اجرة تقع في مقابلة ما قاساه من حق العمل‪،‬‬
‫فأخرجه بهذه العبارة‪ ،‬وهي من أفصح الكنايات‪ ،‬وقد رأيت من يفسره على‬
‫أن معناه ل تمس ثوب غيرك كما ينظر المستحسن للشئ‪ ،‬فانه ربما يظن‬
‫أنك ترغب فيه ولعله ل تحتمل حاله أن يؤثرك به‪ ،‬وهذا كما ترى وفايدة‬
‫الحديث النهي عن تسخر الناس وإيذانهم بالبيجار والسخرة‪ ،‬ورواية أبو‬
‫بكرة انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬ل ضرورة في صرفه عن ظاهره‪ ،‬فانا نرى بعض‬
‫المتكبرين يمسحون بعد الطعام أيديهم بثياب خدمهم قبل الغسل‪ ،‬وعلى‬
‫تقدير كون المراد ما ذكروه ففيه إشعار بقبح هذا الفعل أيضا‪ - 46 .‬الكافي‪:‬‬
‫عن الحسين بن محمد عن المعلى عن أحمد بن أبي عبد ال عن بعض‬
‫رجاله عن إبراهيم بن عقبة يرفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬مسح‬
‫الوجه بعد الوضوء يذهب بالكلف ويزيد في الرزق )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪.291‬‬

‫]‪[367‬‬

‫بيان‪ :‬في القاموس الكلف محركة شئ يعلو الوجه كالسمسم‪ ،‬ولون بين السواد‬
‫والحمرة‪ ،‬وحمرة كدرة تعلوا الوجه‪ ،‬وقال في الدروس‪ :‬قال الصادق عليه‬
‫السلم‪ :‬مسح الوجه بعد الوضوء يذهب بالكلف‪ ،‬وهو شئ يعلو الوجه‬
‫كالسمسم أولون بين الحمرة والسواد‪ - 47 .‬الكافي‪ :‬عن علي بن محمد‬
‫رفعه عن المفضل قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فشكوت إليه‬
‫الرمد فقال لي‪ :‬أو تريد الطريف ؟ ثم قال لي‪ :‬إذا غسلت يدك بعد الطعام‪،‬‬
‫فامسح حاجبيك‪ ،‬وقل ثلث مرات‪ " :‬الحمد ل المحسن المجمل المنعم‬
‫المفضل " قال‪ :‬ففعلت فما رمدت عيني بعد ذلك‪ ،‬والحمد ل رب العالمين )‬
‫‪ .(1‬بيان‪ " :‬أو تريد الطريف " أي حديثا طريفا لم تسمع مثله‪ ،‬والطريف‬
‫الحديث من المال‪ ،‬ويمكن أن يكون المعنى أو تريد بالرمد الطريف من‬
‫الطرفة بالفتح وهو نقطة حمراء من الدم تحدث في العين‪ ،‬لكنه بعيد لفظا‬
‫ومعنى‪ - 48 .‬المحاسن‪ :‬عن النوفلي باسناده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬صاحب الرحل يشرب أول القوم‪ ،‬ويتوضأ آخرهم )‪ .(2‬بيان‪" :‬‬
‫صاحب الرحل " أي صاحب المنزل " يشرب أول القوم " أي الضياف‬
‫كما أنه يبدأ بالكل لئل يحتشموا ول ينافي ما سيأتي أن ساقي القوم آخرهم‬
‫شربا فانه فرق بين صاحب الرحل والساقي‪ ،‬ويمكن أن يحمل الخير على‬
‫عطش القوم‪ ،‬والوضوء غسل اليد قبل الطعام‪ ،‬وقيل‪ :‬أي صاحب الماء‬
‫مقدم على القوم في الشرب لكن وضوؤه بعد شربهم‪ ،‬لن الشرب مقدم‬
‫على الوضوء‪ ،‬ول يخفى ما فيه‪ * 11 .‬باب * )التسمية والتحميد والدعاء‬
‫عند الكل( * ‪ - 1‬مجالس الصدوق‪ :‬عن الحسين بن إبراهيم بن ناتانة عن‬
‫علي بن إبراهيم‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .292‬المحاسن‪.452 :‬‬

‫]‪[368‬‬

‫عن أبيه عن محمد بن يحيى الخزاز عن غياث بن ابراهيم عن الصادق عن آبائه‬


‫عن علي عليهم السلم قال‪ :‬من ذكر اسم ال على الطعام لم يسأل عن نعيم‬
‫ذلك الطعام أبدا )‪ .(1‬ثواب العمال‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد عن‬
‫سعد بن عبد ال عن محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى مثله )‪.(2‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه عن محمد بن يحيى مثله )‪ - 2 .(3‬قرب السناد‪ :‬عن‬
‫الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه عليهما‬
‫السلم أن عليا عليه السلم كان يقول‪ :‬من أكل طعاما فسمى ال على أوله‬
‫وحمد ال على آخره‪ ،‬لم يسأل عن نعيم ذلك الطعام كائنا ما كان )‪ .(4‬بيان‪:‬‬
‫كائنا ماكان أي قليل كان أو كثيرا‪ ،‬لذيذا كان أو غيره‪ ،‬ويدل على أن قوله‬
‫تعالى‪ " :‬لتسئلن يومئذ عن النعيم " شامل لتلك النعم الظاهرة أيضا‪ ،‬لكنه‬
‫مشروط بعدم التسمية والتحميد‪ ،‬ول ينافي تأويله في كثير من الخبار‬
‫بالولية‪ ،‬فانها أعظم أفراده وما ورد من عدم السؤال على الشيعة فلعله‬
‫أيضا مشروط بذلك‪ - 3 .‬العلل‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد‬
‫بن يحيى العطار عن الحسين بن الحسن بن أبان عن محمد بن اورمة عن‬
‫عبد ال بن محمد عن داود بن أبى يزيد عن عبد ال بن هلل عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬لما جاء المرسلون إلى إبراهيم عليه السلم جاءهم‬
‫بالعجل فقال‪ :‬كلوا فقالوا‪ :‬ل نأكل حتى تخبرنا ما ثمنه ؟ فقال‪ :‬إذا أكلتم‬
‫فقولوا‪ :‬بسم ال‪ ،‬وإذا فرغتم فقولوا‪ :‬الحمد ل قال‪ :‬فالتفت جبرائيل إلى‬
‫أصحابه وكانوا أربعة وجبرئيل رئيسهم‪ ،‬فقال‪ :‬حق ل أن يتخذ هذا خليل )‬
‫‪ - 4 .(5‬معاني الخبار والخصال‪ :‬عن محمد بن موسى بن المتوكل عن‬
‫علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد ال بن المغيرة عن السكوني عن جعفر‬
‫بن محمد عن آبائه عن علي عليهم السلم‬

‫)‪ (1‬امالي الصدوق‪ (2) .179 :‬ثواب العمال‪ (3) .219 :‬المحاسن‪(4) .434 :‬‬
‫قرب السناد‪ (5) .60 :‬علل الشرايع ‪ 15‬ر ‪ 34‬في حديث‪.‬‬

‫]‪[369‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الطعام إذا جمع أربع خصال فقدتم‪ :‬إذا كان‬
‫من حلل‪ ،‬وكثرت اليدي عليه‪ ،‬وسمي ال تبارك وتعالى في أوله‪ ،‬وحمد‬
‫في آخره )‪ - 5 .(1‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن محمد بن سنان عن العل بن‬
‫الفضيل عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا توضأ أحدكم ولم يسم‪ ،‬كان‬
‫للشيطان في وضوئه شرك‪ ،‬وإن أكل أو شرب أو لبس‪ ،‬وكل شئ صنعه‬
‫ينبغى أن يسمى عليه فان لم يفعل كان للشيطان فيه شرك )‪ - 6 .(2‬ومنه‪:‬‬
‫عن أبيه عن فضالة عن داود بن فرقد رفعه إلى أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬ضمنت لمن سمى ال تعالى على طعامه أن ل يشتكى منه‬
‫فقال ابن الكوا‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ :‬لقد أكلت البارحة طعاما فسميت عليه‬
‫فأذاني‪ ،‬فقال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬أكلت ألوانا فسميت على بعضها‬
‫ولم تسم على كل لون يالكع )‪ - 7 .(3‬ومنه‪ :‬عن الحسن بن علي بن فضال‬
‫عن داود بن فرقد أظنه عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬ضمنت‪ ...‬وذكر مثله إل أنه قال‪ :‬ولم تسم على‬
‫بعضها يالكع )‪ .(4‬المكارم‪ :‬مرسل عن أمير المؤمنين عليه السلم مثله )‬
‫‪ .(5‬الدعايم‪ :‬عنه عليه السلم مثله إلى قوله‪ :‬ولم تسم على بعض يالكع‪،‬‬
‫قال‪ :‬كذلك وال يا أمير المؤمنين )‪ .(6‬توضيح‪ :‬في القاموس شكا أمره إلى‬
‫ال شكوى وينون‪ ،‬وشكاة وشكاوة وشكية وشكاية بالكسر‪ ،‬وتشكى‬
‫واشتكى )‪ ،(7‬والشكو والشكوى والشكاة والشكاء المرض‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار ‪ 375‬الخصال ‪ (2) .216‬المحاسن‪ (3) .433 :‬المحاسن‪.430 :‬‬
‫)‪ (4‬المحاسن ‪ (5) .437‬مكارم الخلق ‪ (6) .164‬دعائم السلم ‪ 2‬ر‬
‫‪ (7) .118‬وزاد بعده‪ :‬وتشاكوا‪ :‬شكا بعضهم إلى بعض‪ ،‬والشكو الخ‪.‬‬
‫]‪[370‬‬

‫قال‪ :‬اللكع كصرد اللئيم‪ ،‬والعبد‪ ،‬والحمق‪ ،‬ومن ل يتجه لمنطق ول غيره‪- 8 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه عن حماد بن عيسى عن مسمع أبي سيار قال‪ :‬قلت‬
‫لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬إني أتخم قال‪ :‬سم‪ ،‬قلت‪ :‬قد سميت‪ ،‬قال‪ :‬فلعلك‬
‫تأكل ألوان الطعام‪ ،‬قلت‪ :‬نعم قال‪ :‬فتسمي على كل لون ؟ قلت‪ :‬ل قال‪ :‬من‬
‫ههنا تتخم )‪ .(1‬بيان‪ :‬في القاموس طعام وخيم غير موافق‪ ،‬وقد وخم‬
‫ككرم‪ ،‬وتوخمه واستوخمه لم يستمرئه‪ ،‬والتخمة كهمزة الداء يصيبك منه‬
‫وتخم كضرب وعلم اتخم وأتخمه الطعام‪ - 9 .‬المحاسن‪ :‬عن الوشاء عن‬
‫أبي اسامة عن أبي خديجة عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن أبي أتاه‬
‫أخوه عبد ال بن علي يستأذن لعمرو بن عبيد وواصل وبشير الرحال فأذن‬
‫لهم‪ ،‬فلما جلسوا قال‪ :‬ما من شئ إل وله حد ينتهي إليه فجئ بالخوان‬
‫فوضع فقالوا فيما بينهم قدو ال استمكنا منه‪ ،‬فقالوا له‪ :‬يا جعفر هذا‬
‫الخوان من الشئ هو ؟ قال‪ :‬نعم قالوا‪ :‬فما حده ؟ قال‪ :‬إذا وضع قيل‪ :‬بسم‬
‫ال‪ ،‬وإذا رفع قيل الحمد ل )‪ - 10 .(2‬الكافي‪ :‬عن علي بن محمد عن‬
‫صالح بن أبي حماد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة مثله‬
‫وزاد في آخره‪ :‬ويأكل كل إنسان مما بين يديه‪ ،‬ول يتناول من قدام الخر‬
‫شيئا )‪ .(3‬بيان‪ :‬استمكنا منه أي قدرنا وتمكنا من العتراض عليه‬
‫وتعجيزه‪ ،‬في القاموس مكنه من الشئ وأمكنه فتمكن واستمكن‪ .‬وأقول‪:‬‬
‫إن هؤلء الثلثة كانوا من مشاهير علماء العامة‪ - 11 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‬
‫عن عبد ال بن الفضل عن الفضل بن يونس قال‪ :‬قلت لبي الحسن عليه‬
‫السلم وسمعته يقول ‪ -‬وقد اتينا بالطعام‪ :‬الحمد ل الذي جعل لكل شئ‬
‫حدا‪ ،‬قلنا‪ :‬ما حد هذا الطعام إذا وضع وما حده إذا رفع ؟ فقال‪ :‬حده إذا‬
‫وضع أن يسمى عليه‪ ،‬وإذا رفع يحمد ال عليه )‪.(4‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المحاسن ‪ 430‬و ‪ (3) .431‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (4) .292‬المحاسن ‪.431‬‬

‫]‪[371‬‬

‫بيان‪ :‬قلنا تأكيد لقوله‪ :‬قلت‪ - 12 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عمن ذكره عن أبى الحسن‬
‫موسى عليه السلم قال‪ :‬في وصية رسول ال صلى ال عليه وآله لعلى‬
‫عليه السلم‪ :‬يا علي إذا أكلت فقل‪ :‬بسم ال‪ ،‬وإذا فرغت فقل‪ :‬الحمد ل‪،‬‬
‫فان حافظيك ل يبرحان يكتبان لك الحسنات حتى تبعده عنك )‪ .(1‬المكارم‪:‬‬
‫قال‪ :‬النبي صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم وذكر مثله )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫يقال‪ :‬ل أبرح أفعل ذلك‪ ،‬اي ل أزال أفعله‪ ،‬وفي المكارم‪ :‬ل يستريحان وما‬
‫في المحاسن أحسن‪ " ،‬حتى تبعده " الضمير للطعام بمعونة المقام‪،‬‬
‫والمراد رفع الخوان أو دفعه بالتغوط‪ ،‬أي مادام في جوفه‪ ،‬وفي المكارم "‬
‫حتى تنبذه عنك " أي ترميه وتطرحه‪ ،‬فالمعنى الخير فيه أظهر‪- 13 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا وضعت المائدة حفها‬
‫أربعة أملك‪ ،‬فإذا قال العبد‪ :‬بسم ال قالت الملئكة‪ :‬بارك ال لكم في‬
‫طعامكم‪ ،‬ثم يقولون للشيطان‪ :‬اخرج يا فاسق ل سلطان لك عليهم‪ ،‬فإذا‬
‫فرغوا وقالوا الحمد ل رب العالمين‪ ،‬قالت الملئكة‪ :‬قوم أنعم ال عليهم‬
‫فأدوا شكر ربهم‪ ،‬فإذا لم يسم قالت الملئكة للشيطان‪ :‬ادن يا فاسق فكل‬
‫معهم‪ ،‬وإذا رفعت المائدة ولم يذكر اسم ال قالت الملئكة قوم أنعم ال‬
‫عليهم فنسوا ربهم )‪ .(3‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ .(4‬تبيين‪ :‬اعلم‬
‫أن جمع الملك على الملك غير معروف‪ ،‬بل يجمع على الملئكة والملئك‪،‬‬
‫واختلف في اشتقاقه فذهب الكثر إلى أنه من اللوكة‪ ،‬وهي الرسالة‪ ،‬وقال‬
‫الخليل‪ :‬اللوك الرسالة‪ ،‬وهي المألكة والمألكة على مفعلة‪ ،‬فالملئكة على‬
‫هذا وزنها معافلة‪ ،‬لنها مقلوبة جمع ملك في معنى مألك فوزن ملك‬
‫معفل مقلوب مألك‪ ،‬ومن‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .431 :‬مكارم الخلق‪ (3) .164 :‬المحاسن ‪ (4) .432‬مكارم‬
‫الخلق‪.164 :‬‬

‫]‪[372‬‬

‫العرب من يستعمله مهموزا على أصله‪ ،‬والجمهور منهم على إلقاء حركة الهمزة‬
‫على اللم وحذفها‪ ،‬فيقال‪ :‬ملك وذهب أبو عبيدة إلى أن أصله من لك إذا‬
‫أرسل فملك مفعل‪ ،‬وملئكة مفاعلة غير مقلوبة‪ ،‬والميم على الوجهين‬
‫زائدة‪ ،‬وذهب ابن كيسان إلى أنه من الملك وأن وزن ملك فعال مثل سمأل‬
‫وملئكة فعائلة فالميم أصلية والهمزة زائدة‪ ،‬فعلي هذا ل يبعد جمعه على‬
‫أملك وإن لم ينقل‪ - 14 .‬المحاسن‪ :‬عن أبي أيوب المدايني عن ابن أبي‬
‫عمير عن حسين بن المختار عن رجل عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫إذا أكلت الطعام فقل‪ :‬بسم ال في أوله وآخره‪ ،‬فان العبد إذا سمى في‬
‫طعامه قبل أن يأكل‪ ،‬لم يأكل معه الشيطان‪ ،‬وإذا لم يسم أكل معه الشيطان‪،‬‬
‫وإذا سمى بعد ما يأكل وأكل الشيطان منه تقيأ ماكان أكل )‪ .(1‬بيان‪ :‬رواه‬
‫في الكافي )‪ (2‬عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن‬
‫الحسين ابن عثمان‪ ،‬وكلهما هنا محتمل وقوله في أوله‪ ،‬الظرف للقول أي‬
‫يسم في الوقتين أو بمتعلق الظرف في التسمية فيكون جزءا منها‪- 15 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن مروان عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬إذا وضع الغداء والعشاء فقل بسم ال‪ ،‬فان الشيطان‬
‫يقول لصحابه‪ :‬اخرجوا‪ ،‬فليس هاهنا عشاء ول مبيت‪ ،‬وإن هو نسي أن‬
‫يسمي‪ ،‬قال لصحابه‪ :‬تعالوا فان لكم هناك عشاء ومبيتا‪ ،‬قال‪ :‬ورواه‬
‫محمد بن سنان عن العلء بن الفضيل عن أبي عبد ال عليه السلم مثله‪.‬‬
‫قال‪ :‬ورواه أيضا محمد بن سنان عن حماد بن عثمان عن ربعي بن عبد‬
‫ال عن الفضيل عن أبي عبد ال عليه السلم مثله وزاد فيه وقال‪ :‬إذا‬
‫توضأ أحدكم ولم يسم كان للشيطان في وضوئه شرك‪ ،‬وإن أكل أو شرب‬
‫أو لبس‪ ،‬وكل شئ صنعه ينبغي أن يسمي عليه‪ ،‬فان لم يفعل كان للشيطان‬
‫فيه شرك‪ ،‬قال‪ :‬ورواه محمد بن عيسى عن العلء عن الفضيل عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم مثله )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ‪ (2) .432‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (3) .294‬المحاسن‪.433 :‬‬

‫]‪[373‬‬

‫‪ - 16‬المحاسن‪ :‬عن ابن فضال عن أبي جميلة عن زيد الشحام عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إذا توضأ أحدكم أو أكل أو شرب أو لبس لباسا ينبغي أن‬
‫يسمي عليه فان لم يفعا كان للشيطان فيه شرك )‪ - 17 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه‬
‫عن ابن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إذا وضع الخوان فقل‪ :‬بسم ال‪ ،‬وإذا أكلت فقل‪ :‬بسم ال‬
‫في أوله وآخره‪ ،‬وإذا رفع الخوان فقل‪ :‬الحمد ل )‪ - 18 .(2‬ومنه‪ :‬عن‬
‫محمد بن عبد ال بن عمرو المتطبب عن أبي يحيى الصنعاني عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬كان علي بن الحسين عليه السلم إذا وضع الطام بين‬
‫يديه قال‪ " :‬اللهم هذا من منك وفضلك وعطائك‪ ،‬فبارك لنا فيه‪ ،‬وسوء‬
‫غناه‪ ،‬وارزقنا خلفا إذا أكلناه ورب محتاج‪ ،‬إليه رزقت وأحسنت‪ ،‬اللهم‬
‫اجعلنا لك من الشاكرين‪ ،‬وإذا رفع الخوان قال‪ " :‬الحمد ل الذي حملنا في‬
‫البر والبحر‪ ،‬ورزقنا من الطيبات‪ ،‬وفضلنا على كثير من خلقه ‪ -‬أو ممن‬
‫خلق ‪ -‬تفضيل )‪ .(3‬بيان‪ " :‬وسوء غناء " أي سهل دخوله في خلقنا من‬
‫غير غصة‪ ،‬أو اجعله جايزا لنا كناية عن عدم المحاسبة‪ .‬وفي المصباح‪:‬‬
‫ساغ يسوغ سوغا من باب قال‪ :‬سهل مدخله في الحلق‪ ،‬وأسغته إساغة‬
‫جعلته سائغا ويتعدى بنفسه في لغة‪ ،‬وسوغته أي أبحته‪ ،‬قوله‪ " :‬ورب‬
‫محتاج إليه " أي رب شئ وهو محتاج إليه رزقتنا‪ ،‬أو الضمير راجع إلى‬
‫الطعام الحاضر أي رب شخص محتاج إلى هذا الطعام فل يجده فيكون "‬
‫رزقت " كلما مستأنفا‪ ،‬ولعله اظهر قوله‪ " :‬أو ممن خلق " الترديد من‬
‫الراوي‪ ،‬بدل من قوله‪ " :‬من خلقه " وهو اوفق بالية‪ - 19 .‬المحاسن‪:‬‬
‫عن ابن فضال عن عبد ال بن سنان عن أبيه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬يا سنان من قدم إليه طعام فأكله فقال‪ " :‬الحمد ل الذي رزقنيه بل‬
‫حول مني ول قوة مني " غفر له قبل أن يقوم‪ ،‬أو قال‪ :‬قبل أن يرفع طعامه‬
‫)‪.(4‬‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن ‪(*) .433‬‬

‫]‪[374‬‬

‫ومنه‪ :‬عن بعض اصحابنا عن الصم عن عبد ال بن سنان مثله )‪ - 20 .(1‬ومنه‪:‬‬


‫عن ابيه عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم عن ابي عبد ال عن‬
‫ابيه عليهما السلم قال‪ :‬قال امير المؤمنين عليه السلم‪ :‬من اكل طعاما‬
‫فليذكر اسم ال عليه‪ ،‬فان نسي ثم ذكر ال بعده تقيأ الشيطان ما أكل‪،‬‬
‫واستقبل الرجل طعامه )‪ .(2‬بيان‪ " :‬واستقبل الرجل " اي يأكل من غير‬
‫شركة الشيطان كأنه يستأنفه ويستقبله‪ ،‬وفى الكافي )‪ " :(3‬واستقل "‬
‫وهو الصواب أي وجده قليل لما قد اكل الشيطان منه‪ ،‬فان ما يتقيأه ل‬
‫يدخل في طعامه‪ ،‬أو هو على الحذف واليصال اي استقل في اكل طعامه‪،‬‬
‫والول اظهر‪ - 21 .‬المحاسن‪ :‬عن القاسم بن يحيى عن جده عن ابن مسلم‬
‫عن ابي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال امير المؤمنين عليه السلم‪ :‬أكثروا‬
‫ذكر ال على الطعام‪ ،‬ول تلغطوا فيه‪ ،‬فانه نعمة من ال ورزق من رزقه‬
‫يجب عليكم شكره وحمده‪ ،‬قال‪ :‬ورواه الصم عن شعيب عن ابي بصير‬
‫عن ابى عبد ال عليه السلم )‪ .(4‬بيان‪ :‬في القاموس اللغط ويحرك‬
‫الصوت والجلبة‪ ،‬أو أصوات مبهمة ل تفهم‪ - 22 .‬المحاسن‪ :‬عن ابيه عن‬
‫حماد بن عيسى عن ربعى عن فضيل عن ابي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا‬
‫اكلت أو شربت فقل‪ :‬الحمد ل )‪ .(5‬ومنه‪ :‬عن ابن سنان ومحمد بن عيسى‬
‫عن محمد بن سنان عن العل عن الفضيل عن ابى عبد ال عليه السلم‬
‫مثله )‪ - 23 .(6‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن النضر عن القاسم بن سليمان عن‬
‫جراح المدايني قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬اذكر اسم ال على‬
‫الطعام والشراب‪ ،‬فإذا فرغت فقل‪ :‬الحمد ل الذي يطعم ول يطعم )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .435 :‬المصدر‪ (3) .434 :‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪(7 - 4) .293‬‬
‫المحاسن‪.434 :‬‬

‫]‪[375‬‬

‫‪ - 24‬ومنه‪ :‬عن أبيه عمن حدثه عن عبد ال العزرمي عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬من ذكر اسم ال على طعام أو‬
‫شراب في أوله وحمد ال في آخره‪ ،‬لم يسئل عن نعيم ذلك الطعام أبدا )‪.(1‬‬
‫‪ - 25‬ومنه‪ :‬عن ابن فضال عن ابن القداح عن أبى عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الطاعم الشاكر أفضل من الصائم‬
‫الصامت )‪ - 26 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي عن أبي جميلة عن جابر بن‬
‫يزيد عن أبى جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫إن المؤمن يشبع من الطعام والشراب فيحمد ال فيعطيه ال من الجر ما ل‬
‫يعطي الصايم‪ ،‬إن ال شاكر عليم يحب أن يحمد )‪ - 27 .(3‬ومنه‪ :‬عن‬
‫موسى بن القاسم عن صفوان عن كليب الصيداوي عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إن الرجل إذا أراد أن يطعم طعاما فأهوى بيده وقال‪ " :‬بسم ال‬
‫والحمد ل رب العالمين " غفر ال له قبل أن تصير اللقمة إلى فيه )‪.(4‬‬
‫‪ - 28‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي عن سليمان بن سفيان عن موسى العطار‬
‫عن جعفر بن عثمان الرواسي عن سماعة قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬يا سماعة أكل وحمدا ل أكل وصمتا )‪ .(5‬بيان‪ :‬أي تأكل أكل‬
‫وتحمد حمدا‪ ،‬أو تجمع أكل وحمدا‪ - 29 .‬المحاسن‪ :‬عن يعقوب بن يزيد‬
‫عن أحمد بن الحسن الميثمي رفعه قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله إذا وضعت المائدة بين يديه قال‪ " :‬سبحانك اللهم ما أحسن ما ثبت لنا‬
‫سبحانك ما أكثر ما تعطينا‪ ،‬سبحانك ما أكثر ما تعافينا اللهم أوسع علينا‬
‫وعلى فقراء المسلمين " )‪ .(6‬بيان‪ :‬رواه في الكافي )‪ (7‬عن العدة عن‬
‫سهل عن يعقوب وفيه " ما أحسن ما تبتلينا " أي ما ابتليتنا فالبتلء‬
‫بمعنى النعام أو الختبار بالنعمة أو بالبلية‪ ،‬وفي آخره‬

‫)‪ (6 - 1‬المحاسن‪ (7) .435 :‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪.293‬‬

‫]‪[376‬‬

‫" وعلى فقراء المؤمنين والمسلمين " وفي بعض النسخ " وعلى فقراء المؤمنين‬
‫والمؤمنات والمسلمين والمسلمات "‪ - 30 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن‬
‫صفوان عن معاوية بن وهب عن أبي حمزة عن على ابن الحسين عليه‬
‫السلم أنه كان إذا طعم قال‪ " :‬الحمد ل الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وأيدنا‬
‫وآوانا وانعم علينا وأفضل‪ ،‬الحمد ل الذي يطعم ول يطعم )‪ .(1‬المكارم‪:‬‬
‫مرسل مثله )‪ .(2‬بيان‪ " :‬إذا طعم " من باب تعب‪ ،‬وفي بعض النسخ على‬
‫بناء الفعال‪ ،‬فيحتمل المجهول والمعلوم‪ ،‬اي اطعم الناس " ول يطعم "‬
‫ايضا يحتمل المعلوم كيعلم والمجهول والثاني اظهر‪ - 31 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫إسماعيل بن مهران عن ايمن بن محرز عن ابي حمزة ومحمد ابن علي‬
‫عن احمد بن الحسن الميثمي عن إبراهيم بن مهزم عن رجل عن ابي جعفر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله إذا رفعت المائدة قال‪:‬‬
‫" اللهم اكثرت واطبت فباركه‪ ،‬واشبعت وارويت فهنئه‪ ،‬الحمد ل الذي‬
‫يطعم ول يطعم " )‪ - 32 .(3‬ومنه‪ :‬عن بعض اصحابه عن علي بن اسباط‬
‫عن عمه يعقوب أو غيره رفعه قال‪ :‬كان امير المؤمنين عليه السلم يقول‪:‬‬
‫" اللهم إن هذا من عطائك فبارك لنا فيه وسو غناه‪ ،‬واخلف لنا خلفا لما‬
‫اكلناه أو شربناه من غير حول منا ول قوة رزقت فأحسنت‪ ،‬فلك الحمد‪،‬‬
‫رب اجعلنا من الشاكرين " وإذا فرغ قال‪ " :‬الحمد ل الذي كفانا وكرمنا‬
‫وحملنا في البر والبحر‪ ،‬ورزقنا من الطيبات‪ ،‬وفضلنا على كثير ممن خلق‬
‫تفضيل‪ ،‬الحمد ل الذي كفانا المؤنة وأسبع علينا " )‪ .(4‬بيان‪ " :‬من غير‬
‫حول " يمكن تعلقه بما قبله وبما بعده‪ ،‬والحول الحيلة والقدرة على‬
‫التصرف في المور‪ ،‬وفي الخبر " ل حول عن المعصية ول قوة على‬
‫الطاعة‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .435 :‬مكارم الخلق‪ 3) .165 :‬و ‪ (4‬المحاسن‪.436 :‬‬

‫]‪[377‬‬

‫إل بال‪ ،‬والمؤنة الثقل‪ ،‬ومان القوم احتمل مؤنتهم اي قوتهم وقد ل يهمز‪ ،‬فالفعل‬
‫مانهم‪ ،‬واسبغ ال عليه النعمة اتمها‪ - 33 .‬المحاسن‪ :‬عن ابيه عن حماد‬
‫بن عيسى عن الحسين بن المختار عن ابي بصير قال‪ :‬تغديت مع ابي‬
‫جعفر عليه السلم فلما وضعت المائدة قال‪ " :‬بسم ال " فلما فرغ قال‪" :‬‬
‫الحمد ل الذي اطعمنا وسقانا‪ ،‬ورزقنا وعافانا‪ ،‬ومن علينا بمحمد صلى ال‬
‫عليه وآله وجعلنا من المسلمين " )‪ - 34 .(1‬ومنه‪ :‬عن ابيه عن ابن ابي‬
‫عمير عن هشام بن سالم عن ابى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال‪ :‬الحمد ل‬
‫الذي اشبعنا في جائعين‪ ،‬وأروانا في ظمآنين‪ ،‬وكسانا في عارين‪ ،‬وآوانا‬
‫في ضاحين‪ ،‬وحملنا في راجلين‪ ،‬وآمننا في خائفين‪ ،‬واخدمنا في عانين‪،‬‬
‫قال‪ :‬وروي بعضهم‪ :‬واظلنا في ضاحين )‪ .(2‬الكافي‪ :‬عن علي بن إبراهيم‬
‫عن ابيه عن ابن ابي عمير عن هشام بن سالم عن ابي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬كان ابي عليه السلم إذا طعم يقول‪ :‬وذكر مثله )‪ (3‬إل ان فيه‬
‫" في ظامئين " وليس فيه كسانا ول اظلنا‪ ،‬وقال الشيخ البهائي رحمه‬
‫ال‪ " :‬في ضاحين " بالضاد المعجمة والحاء المهملة اي اسكننا في‬
‫المساكين بين جماعة ضاحين اي ليس بينهم وبين ضحوة الشمس ستر‬
‫يحفظهم من حرها " واخدمنا في عانين " اي جعل لنا من يخدمنا ونحن‬
‫بين جماعة عانين‪ ،‬من العناء وهو التعب والمشقة انتهى‪ ،‬وفي الصحاح‪:‬‬
‫ضحيت الشمس ضحاء إذا برزت لها وضحيت بالفتح مثله‪ ،‬وفي النهاية‪:‬‬
‫العاني‪ :‬السير‪ ،‬وكل من ذل واستكان وخضع فقد عنا يعنو وهو عان‪35 .‬‬
‫‪ -‬المحاسن‪ :‬عن القاسم بن يحيى عن جده عن ابن بكير قال‪ :‬كنا عند أبي‬
‫عبد ال عليه السلم فأطعمنا ثم رفعنا أيدينا فقلنا‪ :‬الحمد ل‪ ،‬فقال أبو عبد‬
‫ال عليه السلم‪ ،‬ذامنك اللهم وبمحمد رسولك‪ ،‬اللهم لك الحمد‪ ،‬اللهم لك‬
‫الحمد‪ ،‬صل على محمد وأهل بيته )‪.(4‬‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .436 :‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪ (4) .295‬المحاسن‪.437 :‬‬

‫]‪[378‬‬

‫الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن القاسم عن جده الحسن عن ابن‬
‫بكير مثله إلى قوله‪ :‬اللهم ذامنك إلى قوله اللهم لك الحمد مرة‪ ،‬وفي أكثر‬
‫النسخ مكان وأهل بيته وآل محمد )‪ - 36 .(1‬المحاسن‪ :‬عن ابي أبي‬
‫نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم عن أبى ‪ -‬جعفر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬كان سلمان إذا رفع يده من الطعام قال‪ :‬اللهم أكثرت وأطبت‬
‫فزد وأشبعت وأرويت فهنئه )‪ - 37 .(2‬ومنه‪ :‬عن ابن فضال عن ابن بكير‬
‫عن عبيد بن زرارة قال‪ :‬أكلت مع أبي عبد ال عليه السلم طعاما فما‬
‫احصي كم مرة قال‪ :‬الحمد ل الذي جعلني أشتهيه )‪ - 38 .(3‬ومنه‪ :‬عن‬
‫محمد بن علي عن عبيس بن هشام عن الحسين بن أحمد المنقري عن‬
‫يونس بن ظبيان قال‪ :‬كنت مع أبي عبد ال عليه السلم فحضر وقت‬
‫العشاء‪ ،‬فذهبت أقوم‪ ،‬فقال‪ :‬أجلس يا أبا عبد ال‪ ،‬فجلست حتى وضع‬
‫الخوان‪ ،‬فسمي حين وضع الخوان فلما فرغ قال‪ :‬الحمد ل اللهم هذا منك‬
‫ومن محمد صلى ال عليه وآله )‪ - 39 .(4‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن محمد بن‬
‫عيسى عن مسمع بن عبد الملك قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬إنى‬
‫أتخم‪ ،‬فقال‪ :‬أتسمي ؟ قلت‪ :‬إنى قد سميت‪ ،‬فقال‪ :‬لعلك تأكل ألوانا ؟ فقلت‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬فقال‪ :‬تسمي على كل لون ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فمن ثم تتخم )‪- 40 .(5‬‬
‫ومنه‪ :‬عن أبي طالب البصري عن مسمع قال‪ :‬شكوت إلى أبي عبد ال‬
‫عليه السلم ما ألقى من أذى الطعام‪ ،‬إذا أكلت‪ ،‬فقال‪ :‬لم لم تسم ؟ قلت‪ :‬إنى‬
‫لسمي وإنه ليضرني‪ ،‬فقال‪ :‬إذا قطعت التسمية بالكلم ثم عدت إلى الطعام‬
‫تسمي ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فمن هاهنا يضرك‪ ،‬أما لو كنت إذا عدت إلى الطعام‬
‫سميت ما ضرك )‪ - 41 .(6‬ومنه‪ :‬عن ابن فضال عن عبد ال الرجاني‬
‫عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (5 - 2) .296‬المحاسن ‪ (6) .438 - 437‬المحاسن ‪.438‬‬

‫]‪[379‬‬

‫قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ما أتخمت قط فقيل له‪ :‬ولم ؟ قال ما رفعت‬
‫لقمة إلى فمي إل ذكرت اسم ال عليها )‪ .(1‬ومنه‪ :‬عن بعض أصحابنا عن‬
‫الصم عن الرجاني مثله‪ ،‬وفيه قيل‪ :‬كيف لم تتخم )‪ - 42 .(2‬ومنه‪ :‬عن‬
‫يعقوب بن يزيد عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبي مريم النصاري عن‬
‫الصبغ قال‪ :‬دخلت على أمير المؤمنين عليه السلم وبين يديه شواء‬
‫فدعاني وقال‪ :‬هلم إلى هذا الشواء ؟ فقلت‪ :‬أنا إذا أكلت ضرني فقال‪ :‬أل‬
‫اعلمك كلمات تقولهن‪ ،‬وأنا ضامن لك أن ل يؤذيك طعام‪ ،‬قل " اللهم إنى‬
‫أسألك باسمك خير السماء ملء الرض والسماء الرحمن الرحيم الذي ل‬
‫يضر معه داء " فل يضرك أبدا )‪ .(3‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬شوى اللحم شيئا‬
‫فاشتوى وانشوى‪ ،‬وهو الشواء بالكسر والضم انتهى " ملء الرض "‬
‫الملء بالكسر اسم ما يأخذه الناء إذا امتل‪ ،‬ذكره الجوهري وفي النهاية "‬
‫لك الحمد ملء السماوات والرض " هذا تمثيل لن الكلم ل يسع الماكن‪،‬‬
‫والمراد به كثرة العدد‪ ،‬يقول‪ :‬لو قدر أن تكون كلمات الحمد أجساما لبلغت‬
‫من كثرتها أن تمل السماوات والرض‪ ،‬ويجوز أن يكون يراد به تفخيم‬
‫شأن كلمة الحمد ويجوز أن يريد بها أجرها وثوابها انتهى ويجوز الجر‬
‫والنصب هنا‪ ،‬والرحمن الرحيم إما بدلن من السم‪ ،‬أو صفتان على‬
‫المجاز‪ :‬إجراء لصفة المسمى على السم‪ - 43 .‬المحاسن‪ :‬عن بعض‬
‫أصحابه رفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬شكوت إليه التخم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫إذا فرغت فامسح يدك على بطنك وقل‪ :‬اللهم هنئنيه اللهم سوغينه‪ ،‬اللهم‬
‫أمرئنيه )‪ - 44 .(4‬ومنه‪ :‬عن محمد بن عيسى عن صفوان عن داود بن‬
‫فرقد قال‪ :‬قلت لبي ‪ -‬عبد ال عليه السلم‪ :‬كيف اسمي على الطعام ؟‬
‫فقال‪ :‬إذا اختلفت النية فسم على كل إناء‪) * ،‬هامش( )‪ (4 - 1‬المحاسن‬
‫‪.439‬‬

‫]‪[380‬‬

‫قلت‪ :‬فان نسيت أن اسمي ؟ فقال‪ :‬تقول‪ :‬بسم ال في أوله وآخره‪ ،‬قال‪ :‬ورواه أبي‬
‫عن فضالة عن داود بن فرقد )‪ .(1‬الكافي‪ :‬عن أبي علي الشعري عن‬
‫محمد بن عبد الجبار عن صفوان مثله إلى قوله‪ :‬بسم ال على أوله وآخره‬
‫)‪ - 45 .(2‬المحاسن‪ :‬عن ابن محبوب عن عبد الرحمان ابن الحجاج قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬إذا حضرت المائدة وسمى رجل منهم‬
‫أجزأ عنهم اجمعين )‪ - 46 .(3‬الطب‪ :‬عن محمد بن جعفر البرسي عن‬
‫محمد بن يحيى الرمني عن محمد بن سنان عن يونس بن ظبيان عن جابر‬
‫عن أبى جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬من أراد‬
‫أن ل يضره طعام فل يأكل حتى يجوع‪ ،‬فإذا أكل فليقل‪ :‬بسم ال وبال‪،‬‬
‫وليجد المضغ‪ ،‬وليكف عن الطعام وهو يشتهيه وليدعه وهو يحتاج إليه )‬
‫‪ - 47 .(4‬المكارم‪ :‬قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله إذا وضعت المائدة‬
‫بين يديه قال‪ :‬بسم ال اللهم اجعلها نعمة مشكورة تصل بها نعمة الجنة‪،‬‬
‫وكان صلى ال عليه وآله إذا وضع يده في الطعام قال‪ :‬بسم ال بارك لنا‬
‫فيما رزقتنا‪ ،‬وعليك خلفه )‪ .(5‬وروي عن الصادق عليه السلم أن من‬
‫نسي التسمية على كل لون فليقل‪ :‬بسم ال على أوله وآخره‪ .‬وعن الصادق‬
‫عليه السلم‪ :‬ما اتخمت قط وذلك لني لم أبدأ بطعام إل قلت‪ :‬بسم ال ولم‬
‫أفرغ منه إل قلت‪ :‬الحمد ل‪ ،‬وقال‪ :‬إن البطن إذا شبع طغى‪ .‬وعن أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم قال لبنه الحسن عليه السلم‪ :‬يا بني ل تطعمن لقمة‬
‫من حار ول بارد ول تشربن شربة وجرعة إل وأنت تقول قبل أن تأكله‪:‬‬
‫اللهم إني أسألك في أكلي وشربي السلمة من وعكه‪ ،‬والقوة به على‬
‫طاعتك ; وذكرك وشكرك فيما بقيته في بدني‪ ،‬وأن تشجعني بقوتها على‬
‫عبادتك‪ ،‬وأن تلهمني حسن التحرز‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪ (2) .439 :‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪ (4) .295‬طب الئمة‪ (5) .60 :‬مكارم‬
‫الخلق‪.27 :‬‬

‫]‪[381‬‬

‫من معصيتك " فانك إن فعلت ذلك أمنت وعثه وغائلته‪ .‬وكان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله إذا وضعت المائدة بين يديه قال‪ :‬اللهم اجعلها نعمة مشكورة‬
‫تصل بها نعمة الجنة‪ ،‬وكان صلى ال عليه وآله إذا وضع يده في الطعام‬
‫قال‪ " :‬بسم ال بارك لنا فيما رزقتنا وعليك خلفه "‪ .‬وعن الباقر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬كان سليمان إذا رفع يده من الطعام يقول‪ :‬اللهم أكثرت وأطيبت‬
‫فزد‪ ،‬وأشبعت وأرويت فهنئه‪ .‬وعن الصادق عليه السلم أنه أكل فقال‪" :‬‬
‫الحمد ل الذي أطعمنا في جائعين‪ ،‬وسقانا في ظمآنين‪ ،‬وكسانا في عارين‪،‬‬
‫وهدانا في ضالين‪ ،‬وحملنا في راجلين‪ ،‬وآوانا في ضاحين وأخدمنا في‬
‫عانين‪ ،‬وفضلنا على كثير من العالمين "‪ .‬وقال النبي صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫إذا رفعت المائدة فقل‪ :‬الحمد ل رب العالمين اللهم اجعلها نعمة مشكورة‪.‬‬
‫ومن كتاب النجاة‪ :‬الدعاء عند الطعام " الحمد ل الذي يطعم ول يطعم‪،‬‬
‫ويجير ول يجاز عليه‪ ،‬ويستغني ويفتقر إليه‪ ،‬اللهم لك الحمد على ما رزقنا‬
‫من طعام وادام في يسر وعافية من غير كد مني ول مشقة‪ ،‬بسم ال خير‬
‫السماء‪ ،‬رب الرض والسماء‪ ،‬بسم ال الذي ل يضر مع اسمه داء‪ ،‬بسم‬
‫ال الذي ل يضر مع اسمه شئ وهو السميع العليم اللهم أسعدني في‬
‫مطعمي هذا بخيره‪ ،‬وأعذني من شره‪ ،‬وأمتعني بنفعه‪ ،‬وسلمني من ضره‬
‫" والدعاء عند الفراغ منه " الحمد ل الذي أطعمني فأشبعني وسقاني‬
‫فأروانى‪ ،‬وصاننى وحمانى‪ ،‬الحمد ل الذي عرفني البركة واليمن بما‬
‫أصبته وتركته منه‪ ،‬اللهم اجعله هنيئا مريئا‪ ،‬ل وبيا ول دويا وأبقنى بعده‬
‫سويا قايما بشكرك‪ ،‬محافظا على طاعتك‪ ،‬وارزقني رزقا دارا‪ ،‬وأعشني‬
‫عيشا قارا‪ ،‬واجعلني ناسكا بارا‪ ،‬واجعل ما يتلقاني في المعاد مبهجا سارا‬
‫برحمتك يا أرحم الراحمين " )‪ .(1‬توضيح‪ :‬في القاموس الوعك أذى‬
‫الحمى أو وجعها ومغثها في البدن‪ ،‬وألم من شدة التعب‪ ،‬وفي المصباح‪:‬‬
‫الوعث الطريق الشاق المسلك ثم استعير لكل أمر شاق‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪.166 - 165 :‬‬

‫]‪[382‬‬

‫من تعب واثم وغير ذلك‪ ،‬وفساد المر واختلطه‪ ،‬وقال‪ :‬الغائلة الفساد والشر‪ ،‬وفي‬
‫القاموس سعد يومنا كنفع يمن‪ ،‬والسعادة خلف الشقاوة‪ ،‬وقد سعد كعلم‬
‫وعني فهو سعيد ومسعود‪ ،‬وأسعده ال فهو مسعود‪ ،‬ول يقال‪ :‬مسعد‬
‫وأسعده أعانه‪ ،‬وقال‪ :‬أمتعه ال بكذا أبقاه وأنشأه إلى أن ينتهى شبابه‬
‫كمتعه‪ ،‬وبماله تمتع‪ ،‬والتمتيع‪ :‬التطويل والتعمير‪ " .‬بما أصبته " أي‬
‫أكلته‪ ،‬وفي النهاية كل أمر يأتيك من غير تعب فهو هنئ‪ ،‬وأصله بالهمزة‬
‫وقد يخفف‪ ،‬وقال فيه‪ :‬مريئا يقال‪ :‬مرأني الطعام وأمر أني إذا لم يثقل على‬
‫المعدة وانحدر عنها طيبا‪ ،‬وقال‪ :‬الوباء بالقصر والمد والهمز الطاعون‬
‫والمرض العام‪ ،‬وقد أو بأت الرض فهي موبئة ووبئت فهى وبيئة‪ ،‬وقد‬
‫يترك الهمز وقال في حديث على " إلى مرعى وبي ومشرب دوي " أي‬
‫فيه داء وهو منسوب إلى دوى من دوي بالكسر يدوي انتهى‪ .‬أقول‪ :‬في‬
‫أكثر النسخ هنا ترك الهمز في الجميع وفي بعض النسخ في هنيئا ووبيئا‬
‫الهمز‪ ،‬والسوى المستوي الخلقة والصحيح من المرض كقوله تعالى‪" :‬‬
‫أن ل تكلم الناس ثلث ليال سويا " أي من غير علة من خرس وغيره‪:‬‬
‫قوله عليه السلم‪ " :‬رزقا دارا " أي يتجدد شيئا فشيئا‪ ،‬من قولهم‪ :‬در‬
‫اللبن إذا زاد وكثر جريانه من الضرع‪ ،‬وأعشني العيش الحياة يقال‪ :‬أعاشه‬
‫وعيشه‪ ،‬والعيش القار فيه ثلثة وجوه‪ :‬الول أن يكون مستقرا دائما غير‬
‫منقطع‪ .‬الثاني أن يكون واصل إلى حال قراري في بلدي فل أحتاج في‬
‫تحصيله إلى السفر والنتقال من بلد إلى بلد الثالث‪ .‬أن يراد به العيش في‬
‫السرور والبتهاج أي قارا لعيني‪ ،‬وكأن في بعض الوجوه النسب أن يراد‬
‫بالعيش ما يتعيش به‪ ،‬والناسك العابد‪ ،‬والبار المتوسع في الخير والحسان‬
‫ل سيما إلى الوالدين والقارب وذوي الحقوق‪ ،‬وبهج كمنع وأبهج أفرح‬
‫وسر‪ ،‬والبتهاج السرور‪ - 48 .‬الكشي‪ :‬عن محمد بن قولويه عن محمد‬
‫بن بندار عن البرقي عن ابيه عن ؟ بن النضر عن عباد بن بشير عن ثوير‬
‫بن أبى فاختة قال‪ :‬دخلت مع عمر بن ذر القاضي على‬

‫]‪[383‬‬
‫أبي جعفر عليه السلم فدعا بالطعام‪ ،‬فقال‪ :‬الحمد ل الذي جعل لكل شئ حدا ينتهى‬
‫إليه حتى أن لهذا الخوان حدا ينتهي إليه‪ ،‬فقال ابن ذر‪ :‬وما حده ؟ قال‪ :‬إذا‬
‫وضع ذكر اسم ال‪ ،‬وإذا رفع حمد ال )‪ - 49 .(1‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده‬
‫عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله إذا أكل عند القوم قال‪ :‬أفطر عندكم الصائمون‪ ،‬وأكل طعامكم‬
‫البرار‪ ،‬وصلت عليكم الملئكة الخيار‪ ،‬فمضت السنة هكذا )‪ .(2‬وكان‬
‫الصادق عليه السلم إذا قدم إليه الطعام يقول‪ :‬بسم ال وبال‪ ،‬وهذا من‬
‫فضل ال‪ ،‬وبركة رسول ال وآل رسول ال‪ ،‬اللهم كما أشبعتنا فأشبع كل‬
‫مؤمن ومؤمنة‪ ،‬وبارك لنا في طعامنا وشرابنا‪ ،‬وأجسادنا وأموالنا )‪.(3‬‬
‫بيان‪ :‬روى في الكافي )‪ (4‬الخبر الول عن علي عن أبيه عن النوفلي عن‬
‫السكوني عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال إذا طعم عند‬
‫أهل بيت قال لهم‪ " :‬طعم عندكم " إلى " الخيار "‪ .‬وأقول‪ :‬يحتمل الدعاء‬
‫والخبار لتطييب قلب صاحب البيت والخير أظهر‪ - 50 .‬الدعايم‪ :‬عن‬
‫جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫قال‪ :‬ما من رجل يجمع عياله ثم يضع طعامه فيسمي ويسمون ال في أول‬
‫طعامهم ويحمدونه عزوجل في آخره فترفع المائدة حتى يغفر لهم‪ .‬وعن‬
‫علي عليه السلم أنه قال‪ :‬إذا سمي ال على أول الطعام‪ ،‬وحمد على آخره‪،‬‬
‫وغسلت اليدي قبله وبعده‪ ،‬وكثرت اليدي عليه‪ ،‬وكان من الحلل‪ ،‬فقد‬
‫تمت بركته‪ .‬وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال‪ :‬إذا وضع الطعام‬
‫فسموا‪ ،‬فان الشيطان‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى ‪ 319‬في حديث‪ (2) ،‬نوادر الراوندي ‪ ،35‬إلى قوله ]الخيار[‪) .‬‬
‫‪ (3‬لم نجده في المصدر المطبوع‪ (4) .‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.294‬‬

‫]‪[384‬‬

‫يقول لصحابه‪ :‬اخرجوا فليس لكم فيه نصيب‪ ،‬ومن لم يسم على طعامه كان‬
‫للشيطان معه فيه نصيب‪ ،‬ومن قال إذا أصبح‪ :‬أبتدئ في يومي هذا بين‬
‫يدى نسياني وعجلتي ببسم ال‪ ،‬أجزأه على ما نسي من طعام أو شراب )‬
‫‪ - 51 .(1‬الفردوس‪ :‬عن النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا أكلت طعاما أو‬
‫شربت شرابا فقل‪ " :‬بسم ال وبال الذي ل يضر مع اسمه شئ في الرض‬
‫ول في السماء‪ ،‬يا حي يا قيوم " لم يصبك منه داء ولو كان فيه سم‪- 52 .‬‬
‫كنز الفوائد للكراجكى‪ :‬عن أبى عبد ال عليه السلم أن أبا حنيفة أكل معه‬
‫فلما رفع الصادق عليه السلم يده عن أكله‪ ،‬قال‪ :‬الحمد ل رب العالمين‬
‫اللهم إن هذا منك ومن رسولك صلى ال عليه وآله‪ ،‬فقال أبو حنيفة‪ :‬يا أبا‬
‫عبد ال أجعلت مع ال شريكا ؟ فقال له‪ :‬ويلك ان ال يقول في كتابه‪" :‬‬
‫وما نقموا إل أن أغنيهم ال ورسوله من فضله " ويقول في موضع آخر‪:‬‬
‫" ولو أنهم رضوا ما آتيهم ال ورسوله وقالوا حسبنا ال سيؤتينا ال من‬
‫فضله ورسوله " فقال أبو حنيفة‪ :‬وال لكأني ما قرأتهما قط )‪- 53 .(2‬‬
‫المكارم‪ :‬من كتاب زهد أمير المؤمنين عليه السلم عن أبيه عن آبائه عن‬
‫أمير ‪ -‬المؤمنين عليهم السلم قال‪ :‬أكثروا ذكر ال على الطعام‪ ،‬ول‬
‫تطغوا‪ ،‬فانها نعمة من نعم ال‪ ،‬ورزق من رزقه‪ ،‬يجب عليكم فيه شكره‬
‫وحمده‪ ،‬أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها‪ ،‬فانها تزول وتشهد على صاحبها‬
‫بما عمل فيها‪ ،‬من رضي من ال باليسير من الرزق‪ ،‬رضي ال عنه بالقليل‬
‫من العمل‪ ،‬الخبر )‪ 12 .(1‬باب * )منع الكل باليسار ومتكئا وعلى الجناية‬
‫وماشيا( * ‪ - 1‬الخصال‪ :‬عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن‬
‫أبي القاسم عن محمد بن‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ (2) .117 - 118‬كنز الفوائد ‪ 196‬في حديث واليتان في‬
‫سورة براءة ‪ 74‬و ‪ (3) .59‬مكارم الخلق‪.170 :‬‬

‫]‪[385‬‬

‫على الكوفى عن محمد بن زياد البصري عن عبد ال بن عبد الرحمان عن أبى‬


‫حمزة الثمالي عن ثور بن سعيد بن علقة عن أبيه عن أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم قال‪ :‬الكل على الجنابة يورث الفقر‪ ،‬الخبر )‪ - 2 .(1‬مجالس‬
‫الصدوق والخصال‪ :‬في مناهي النبي صلى ال عليه وآله أنه نهى عن‬
‫الكل على الجنابة وقال‪ :‬إنه يورث الفقر ونهى أن يأكل النسان بشماله‬
‫وأن يأكل وهو متكئ )‪ - 3 .(2‬قرب السناد‪ :‬عن محمد بن الحسين عن‬
‫أحمد بن الحسن الميثمى عن الحسين ابن أبى العرندس قال‪ :‬رأيت أبا‬
‫الحسن عليه السلم بمنى وعليه نقبة ورداء وهو متكئ على جواليق سود‬
‫متكئ على يمينه‪ ،‬فأتاه غلم أسود بصحفة فيها رطب فجعل يتناول بيساره‬
‫فيأكل وهو متكئ على يمينه‪ ،‬فحدثت رجل من أصحابنا قال‪ :‬فقال لي‪ :‬أنت‬
‫رأيته يأكل بيساره ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أما وال لحدثني سليمان بن خالد‬
‫أنه سمع أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬صاحب هذا المر كلتا يديه يمين )‬
‫‪ .(3‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬النقبة بالضم ثوب كالزار تجعل له حجزة مطيفة‬
‫من غير نيفق‪ ،‬وقال‪ :‬نيفق السراويل الموضع المتسع منه انتهى وقال‬
‫صاحب الجامع‪ :‬يكره الكل بالشمال والشرب والتناول بها‪ ،‬وروي أن كلتا‬
‫يدي المام يمين‪ - 4 .‬المحاسن‪ :‬عن الوشاء عن أحمد بن عايذ عن أبي‬
‫خديجة قال‪ :‬سأل بشير الدهان أبا عبد ال عليه السلم وانا حاضر فقال‪:‬‬
‫هل كان رسول ال صلى ال عليه وآله يأكل متكئا على يمينه أو على‬
‫يساره ؟ فقال‪ :‬ما كان رسول ال صلى ال عليه وآله يأكل متكئا على‬
‫يساره‪ ،‬ولكن يجلس جلسة العبد تواضعا ل )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الخصال‪ (2) .505 :‬امالي الصدوق‪ 253 :‬في حديث طويل ورواه في الفقيه ‪4‬‬
‫ر ‪ 11 - 2‬واما في الخصال فلم يورد فيه مناهى النبي صلى ال عليه‬
‫وآله‪ (3) .‬قرب السناد ‪ (4) .173‬المحاسن‪.457 :‬‬

‫]‪[386‬‬

‫‪ - 5‬ومنه‪ :‬عن الوشاء عن ابان الحمر عن زيد الشحام عن ابى عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬ما اكل رسول ال صلى ال عليه وآله متكئا منذ بعثه ال حتى‬
‫قبض‪ ،‬وكان يأكل اكل العبد‪ ،‬و يجلس جلسة العبد‪ ،‬قلت‪ :‬ولم ذاك ؟ قال‪:‬‬
‫تواضعا ل )‪ .(1‬بيان‪ :‬أكل العبد الكل على الرض من غير خوان‪ ،‬وجلسة‬
‫العبد الجثو على الركبتين كما سيأتي إنشاء ال‪ - 6 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‬
‫عن صفوان عن معاوية بن وهب عن أبى اسامة قال‪ :‬دخلت على أبى عبد‬
‫ال عليه السلم وهو يأكل وهو متكئ‪ ،‬فجلس وهو فرغ وهو يقول‪ :‬صلى‬
‫ال على رسول ال‪ ،‬ماكان أكل رسول ال صلى ال عليه وآله متكئا منذ‬
‫بعثه ال حتى قبضه ال إليه تواضعا ل )‪ - 7 .(2‬مجالس الشيخ‪ :‬عن‬
‫الحسين بن إبراهيم عن محمد بن وهبان عن محمد بن أحمد ابن زكريا عن‬
‫الحسن بن فضال عن علي بن عقبة عن سعيد بن عمرو الجعفي عن محمد‬
‫ابن مسلم قال‪ :‬دخلت على أبي جعفر عليه السلم ذات يوم وهو يأكل متكئا‬
‫وقد كان يبلغنا أن ذلك مكروه‪ ،‬فجعلت أنظر إليه فدعاني إلى طعامه‪ ،‬فلما‬
‫فرغ قال‪ :‬يا أبا محمد لعلك ترى أن رسول ال صلى ال عليه وآله رأته‬
‫عين وهو يأكل متكئا منذ بعثه ال إلى أن قبضه ؟ ثم قال‪ :‬يا بامحمد لعلك‬
‫ترى أنه شبع من خبز بر‪ ،‬ل وال ما شبع من خبز بر ثلثة أيام متوالية‬
‫إلى أن قبضه ال‪ ،‬الخبر )‪ - 8 .(3‬المحاسن‪ :‬عن الحسن بن يوسف عن‬
‫أخيه عن علي عن أبيه عن كليب قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬ما أكل رسول ال صلى ال عليه وآله متكئا قط ول نحن )‪- 9 (4‬‬
‫ومنه‪ :‬عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه‬
‫السلم عن الرجل يأكل متكئا ؟ قال‪ :‬ل ول منبطحا )‪ - 10 .(5‬ومنه )‪:(6‬‬
‫عن أبيه عن زرعة عن سماعة عن أبى بصير عن أبى عبد ال عليه‬
‫السلم‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المحاسن‪ (3) .458 - 457 :‬امالي الطوسى‪ 2 :‬ر ‪(6 - 4) .303‬‬
‫المحاسن‪.458 :‬‬
‫]‪[387‬‬

‫قال‪ :‬سألته عن الرجل يأكل متكئا قال‪ :‬ل ول منبطحا على بطنه‪ - 11 .‬ومنه عن ابن‬
‫أبى عمير عن حماد بن عثمان عن عمرو بن أبى سعيد قال‪ :‬أخبرني أبي‬
‫أنه رأى أبا عبد ال عليه السلم متربعا‪ ،‬قال‪ :‬ورأيت ابا عبد ال عليه‬
‫السلم وهو يأكل وهو متكئ‪ ،‬قال‪ :‬وقال‪ :‬ما اكل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله وهو متكئ قط )‪ .(1‬بيان‪ :‬يحتمل أن يكون ما فعله عليه السلم غير‬
‫ما نفى عن النبي صلى ال عليه وآله فعله كما سيأتي تحقيقه‪ ،‬لكنه بعيد‪،‬‬
‫والظهر انه إما لبيان الجواز أو للتقية والحذر عن مخالفة العرف الشايع‬
‫للمصلحة‪ ،‬كما يدل عليه الخبر التي‪ - 12 .‬ومنه‪ :‬عن صفوان عن معلى‬
‫ابي عثمان عن معلي بن خنيس قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ما اكل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله وهو متكئ منذ بعثه ال حتى قبضه‪ ،‬كان‬
‫يكره ان يتشبه بالملوك‪ ،‬ونحن ل نستطيع ان نفعل )‪ - 13 .(2‬ومنه‪ :‬عن‬
‫عثمان بن عيسى عن سماعة عن ابي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن‬
‫الرجل يأكل بشماله أو يشرب بها‪ ،‬قال‪ :‬ل يأكل بشماله ول يشرب بشماله‪،‬‬
‫ول يناول بها شيئا‪ ،‬قال‪ :‬ورواه ابي عن زرعة عن سماعة )‪- 14 .(3‬‬
‫ومنه‪ :‬عن ابيه عن النضر عن القاسم بن سويد عن جراح المدايني عن‬
‫ابي عبد ال عليه السلم انه كره ان يأكل الرجل بشماله أو يشرب أو‬
‫يتناول بها )‪ - 15 .(4‬ومنه‪ :‬عن القاسم بن محمد عن علي بن ابي حمزة‬
‫عن ابي بصير عن ابي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل تأكل باليسرى وانت‬
‫تستطيع )‪ - 16 .(5‬ومنه‪ :‬عن ابن ابي عمير عن حماد بن عثمان قال‪ :‬اكل‬
‫أبو عبد ال عليه السلم بيساره وتناول بها )‪ .(6‬بيان‪ :‬محمول على العلة‬
‫والعذر‪ ،‬أو بيان الجواز‪ - 17 .‬المحاسن‪ :‬عن ابيه عمن حدثه عن عبد‬
‫الرحمان العزرمي عن ابي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال علي عليه‬
‫السلم‪ :‬ل بأس ان يأكل الرجل وهو يمشي‪ ،‬وكان رسول ال‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (6 - 3) .458 :‬المحاسن‪.456 - 455 :‬‬

‫]‪[388‬‬

‫صلى ال عليه وآله يفعله )‪ - 18 .(1‬ومنه‪ :‬عن النوفلي باسناده قال‪ :‬خرج رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله قبل الغداة ومعه كسرة قد غمسها في اللبن‪ ،‬وهو‬
‫يأكل ويمشي‪ ،‬وبلل يقيم الصلة فصلي بالناس )‪ - 19 .(2‬ومنه‪ :‬عن‬
‫بعض أصحابنا عن ابن أخت الوزاعي عن مسعدة بن اليسع عن أبي عبد‬
‫ال عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال علي عليه السلم‪ :‬ل بأس بأن يأكل‬
‫الرجل وهو يمشي )‪ - 20 .(3‬ومنه‪ :‬عن ابن محبوب عن محمد بن سنان‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل تأكل وأنت ماش إل أن تضطر إلى ذلك‬
‫)‪ .(4‬المكارم‪ :‬من طب الئمة عنه عليه السلم مثله )‪ - 21 .(5‬الخرايج‪:‬‬
‫روى أن جرهدا أتى رسول ال صلى ال عليه وآله وبين يديه طبق‪ ،‬فأدنى‬
‫جرهدا ليأكل‪ ،‬فأهوى بيده الشمال وكانت يده اليمنى مصابة‪ ،‬فقال‪ :‬كل‬
‫باليمين‪ ،‬فقال‪ :‬إنها مصابة‪ ،‬فنفث رسول ال صلى ال عليه وآله عليها فما‬
‫اشتكاها بعد )‪ - 22 .(6‬ومنه‪ :‬قال‪ :‬روي أن النبي صلى ال عليه وآله‬
‫أبصر رجل يأكل بشماله فقال‪ :‬كل بيمينك فقال‪ :‬ل أستطيع ]فقال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬ل استطعت[ قال‪ :‬فما وصلت إلى فيه من بعد كلما رفع اللقمة‬
‫إلى فيه ذهبت في شق آخر )‪ - 23 .(7‬كتاب الحسين بن سعيد‪ :‬عن ابن‬
‫أبي عمير عن حماد بن عيسى قال‪ :‬رأيت أبا عبد ال عليه السلم يأكل‬
‫متكئا ثم ذكر رسول ال صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬ما أكل متكئا حتى مات‪.‬‬
‫‪ - 24‬دعوات الراوندي‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬ل تأكل متكئا وإن كنت‬
‫منبطحا هو شر من التكاء‪ ،‬وروي ما أكل رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫متكئا إل مرة‪ ،‬ثم جلس فقال‪ :‬اللهم إني عبدك ورسولك‪.‬‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن‪ (5) .459 - 458 :‬مكارم الخلق‪ (6) .168 :‬ل يوجد في مختار‬
‫الخرائج وتراه في المناقب‪ 1 :‬ر ‪ (7) .118‬تراه في المناقب‪ 1 :‬ر ‪81‬‬
‫وما بين العلمتين ساقط من النسخ‪.‬‬

‫]‪[389‬‬

‫‪ - 25‬الدعايم‪ :‬عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه نهى عن الكل متكئا وكان إذا‬
‫أكل صلى ال عليه وآله استوفز على إحدى رجليه واطمئن بالخرى‪،‬‬
‫ويقول‪ :‬أجلس كما يجلس العبد‪ ،‬وآكل كما يأكل العبد )‪ .(1‬بيان‪ :‬في‬
‫القاموس الوفز ويحرك العجلة‪ ،‬واستوفز في قعدته‪ :‬انتصب فيها غير‬
‫مطمئن‪ ،‬أو وضع ركبتيه ورفع إليتيه‪ ،‬أو استقل على رجليه ولما يستو‬
‫قائما وقد تهيئا للوثوب‪ - 26 .‬الدعايم‪ :‬عن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬ل‬
‫تأكل متكئا كما يأكل الجبارون ول تربع‪ .‬وعن أبى عبد ال عليه السلم أنه‬
‫قال‪ :‬ما أكل رسول ال صلى ال عليه وآله متكئا منذ بعثه ال عزوجل حتى‬
‫قبضه‪ .‬وعن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه نهى أن يأكل أحد بشماله‪،‬‬
‫أو يشرب بشماله ]أو يمشي في نعل واحدة‪ ،‬وكان يستحب اليمين في كل‬
‫شئ وكان ينهى عن ثلث أكلت‪ :‬أن يأكل أحد بشماله‪ ،‬أو[ مستلقيا على‬
‫قفاه أو منبطحا على بطنه‪ .‬وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال‪ :‬ل‬
‫يأكل الرجل بشماله‪ ،‬ول يشرب بها‪ ،‬ول يناول بها إل من علة )‪- 27 .(2‬‬
‫الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن‬
‫جده الحسن عن أبي بصير عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد‪،‬‬
‫ول يضعن إحدى رجليه على الخرى‪ ،‬ول يتربع‪ ،‬فانها جلسة يبغضها ال‬
‫عزوجل ويمقت صاحبها )‪ .(3‬الخصال‪ :‬في الربعمائة مثله )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم‪ 2 :‬ر ‪ (2) .118‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ 119‬وما بين العلمتين‬
‫ساقط من ط الكمبانى‪ (3) .‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪ (4) .272‬الخصال‪.619 :‬‬

‫]‪[390‬‬

‫تحف العقول‪ :‬عنه عليه السلم مثله‪ - 28 .‬الفردوس‪ :‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله قال‪ :‬إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه‪ ،‬وإذا شرب فليشرب بيمينه‪ ،‬فان‬
‫الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬إذا أخذ‬
‫فليأخذ بيمينه‪ ،‬وإذا أعطى عطاء فليعط بيمينه‪ ،‬فان الشيطان يأخذ بشماله‬
‫ويعطي بشماله‪ .‬بيان‪ :‬قال في فتح الباري‪ :‬نقل الطيبي أن معنى قوله‪" :‬‬
‫إن الشيطان يأكل بشماله " أي يحمل أولياءه من النس على ذلك ليضاد به‬
‫عباد ال الصالحين‪ ،‬قال الطيبي‪ :‬وتحريره ل تأكلوا بالشمال‪ ،‬فان فعلتم‬
‫كنتم من أولياء الشيطان‪ ،‬فان الشيطان يحمل أولياءه على ذلك انتهى‪،‬‬
‫وفيه عدول عن الظاهر‪ ،‬والولى حمل الخبر على ظاهره‪ ،‬وأن الشيطان‬
‫يأكل حقيقة‪ ،‬والعقل ل يحيل ذلك وقد ثبت الخبر به فل يحتاج إلى تأويله‪،‬‬
‫وحكى القرطبي ذلك احتمال ثم قال‪ :‬والقدرة صالحة ثم ذكر من صحيح‬
‫مسلم )‪ (1‬أن الشيطان يستحل الطعام إذا لم يذكر اسم ال عليه‪ ،‬قال‪ :‬وهذا‬
‫عبارة عن تناوله وقيل‪ :‬معناه استحسانه رفع البركة من ذلك الطعام‪ ،‬قال‬
‫القرطبى‪ :‬وقوله صلى ال عليه وآله‪ :‬فان الشيطان يأكل بشماله ظاهره أن‬
‫من فعل ذلك يشبه بالشيطان‪ ،‬وأبعد وتعسف من أعاد الضمير في شماله‬
‫إلى الكل‪ .‬تذييل وتفصيل‪ :‬اعلم أنه يستفاد من تلك الخبار أحكام‪ :‬الول‪:‬‬
‫كراهة الكل متكئا‪ ،‬ول خلف فيه ظاهرا‪ ،‬وله معان‪ :‬الول التكاء باليد‪،‬‬
‫وظاهر الخبار عدم كراهته بل استحبابه كما روى الكليني )‪ (2‬رحمه ال‬
‫باسناده عن الفضيل بن يسار قال‪ :‬كان عباد البصري عند ابي عبد ال‬
‫عليه السلم يأكل فوضع أبو عبد ال عليه السلم يده على الرض فقال له‬
‫عباد‪ :‬اصلحك ال اما تعلم ان رسول ال صلى ال عليه وآله نهى عن ذا ؟‬
‫فرفع يديه فأكل ثم اعادها ايضا‪ ،‬فقال له‪ :‬ايضا فرفعها‪ ،‬ثم اكل فأعادها‪،‬‬
‫فقال له عباد‪ :‬ايضا فقال له أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ل‬

‫)‪ (1‬راجع صحيح مسلم كتاب الشربة بالرقم ‪ 102‬ص ‪ ،1597‬ط محمد فؤاد‪(2) .‬‬
‫الكافي‪ 6 :‬ر ‪.271‬‬
‫]‪[391‬‬

‫وال ما نهى رسول ال صلى ال عليه وآله عن هذا قط‪ .‬لكن ظاهر أكثر الصحاب‬
‫شمول الكراهة لهذا ايضا‪ ،‬قال في الدروس‪ :‬يكره الكل متكئا‪ ،‬والرواية‬
‫بفعل الصادق ذلك لبيان الجواز‪ ،‬ولهذا قال‪ :‬ما اكل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله متكئا قط‪ ،‬وروى الفضيل بن يسار جواز التكاء على اليد عن‬
‫الصادق عليه السلم وان رسول ال لم ينه عنه‪ ،‬مع انه في رواية اخرى‬
‫لم يفعله والجمع بينهما انه لم ينه عنه لفظا وان كان يتركه فعل انتهى‪،‬‬
‫واقول‪ :‬يمكن الجمع بحمل التكاء المنهي على احد المعاني التية‪ .‬الثاني‬
‫الجلوس متمكنا على البساط من غير ميل إلى جانب كما هو ظاهر بعض‬
‫اللغويين‪ ،‬فان الكل كذلك دأب الملوك والمتكبرين‪ .‬الثالث اسناد الظهر إلى‬
‫الوسائد ومثلها‪ ،‬ويفهم هذا من كثير من اطلقات الخبار كما أنه ورد في‬
‫الخبار كثيرا أنه عليه السلم كان متكئا فاستوى جالسا )‪ (1‬ويبعد من‬
‫آدابهم الضطجاع على أحد الشقين بمحضر الناس‪ ،‬بل الظاهر أنه كان‬
‫مسندا ظهره إلى وسادة فاستوى جالسا كما هو الشايع عند الهتمام ببيان‬
‫أمر أو عند عروض غضب‪ .‬الرابع الضطجاع على أحد الشقين‪ .‬الخامس‬
‫العم من الرابع والول كما هو ظاهر أكثر الصحاب‪ .‬السادس العم مما‬
‫سوى الول‪ ،‬وهو الظهر في الجمع بين الخبار فيكون المستحب القبال‬
‫على نعمة ال والكباب عليها من غير تكبر واستغناء ول ينافيه التكاء‬
‫باليد‪ .‬قال في النهاية فيه‪ :‬ل آكل متكئا المتكئ في العربية كل ما استوى‬
‫قاعدا على وطاء متمكنا‪ ،‬والعامة ل تعرف المتكئ إل من مال في قعوده‬
‫معتمدا على أحد شقيه‪ ،‬والتاء فيه بدل من الواو‪ ،‬وأصله من الوكاء وهو‬
‫ما يشد به الكيس وغيرة‬

‫)‪ (1‬وعندي أن المراد بالتكاء هذا وضع المرفقة )الوسادة( على الفخذ والتكاء‬
‫عليها ل التكاء إلى الوسادة بالظهر‪ ،‬كما هو صريح غير واحد من‬
‫الخبار‪.‬‬

‫]‪[392‬‬

‫كأنه أوكأ مقعدته وشدها بالقعود على الوطاء الذي تحته‪ ،‬ومعنى الحديث أني إذا‬
‫أكلت لم أقعد متكئا فعل من يريد الستكثار منه‪ ،‬ولكن آكل بلغة‪ ،‬فيكون‬
‫قعودي له مستوفزا‪ ،‬ومن حمل التكاء على الميل إلى أحد الشقين‪ ،‬تأوله‬
‫على مذهب الطب فانه ل ينحدر في مجاري الطعام سهل ول يسيغه هنيئا‪،‬‬
‫وربما تأذي به‪ ،‬ومنه الحديث الخر هذا البيض المتكئ المرتفق‪ ،‬يريد‬
‫الجالس المتمكن في جلوسه‪ .‬وقال الفيروز آبادي‪ :‬توكأ عليه تحمل واعتمد‬
‫كأوكأ‪ ،‬وقوله صلى ال عليه وآله‪ :‬أما أنا فل آكل متكئا‪ :‬أي جالسا جلوس‬
‫المتمكن المتربع ونحوه من الهيآت المستدعية لكثرة الكل‪ ،‬بل كان جلوسه‬
‫للكل مستوفزا مقعيا غير متربع‪ ،‬وليس المراد الميل على شق كما يظنه‬
‫عوام الطلبة‪ .‬وقال في المصباح‪ :‬اتكأ جلس متمكنا‪ ،‬وفي التنزيل " وسررا‬
‫عليها يتكئون " أي يجلسون وقال‪ " :‬وأعتدت لهن متكئا " أي مجلسا‬
‫يجلس عليه‪ ،‬قال ابن الثير والعامة ل تعرف التكاء إل الميل في القعود‬
‫معتمدا على أحد الشقين‪ ،‬وهو يستعمل في المعنيين جميعا‪ ،‬يقال‪ :‬اتكأ إذا‬
‫أسند ظهره أو جنبه إلى شئ معتمدا عليه‪ ،‬وكل من اعتمد على شئ فقد‬
‫اتكأ عليه وقال السرقسطى‪ :‬أتكأته‪ :‬أعطيته مايتكئ عليه‪ :‬أي يجلس عليه‪،‬‬
‫وضربته حتى أتكأته أي سقط على جانبه انتهى‪ .‬وقال البيضاوي‪ :‬في قوله‬
‫تعالى‪ " :‬وأعتدت لهن متكئا "‪ :‬ما يتكئن عليه من الوسائد‪ ،‬وقيل‪ :‬طعاما‬
‫أو مجلس طعام‪ ،‬فانهم كانوا يتكئون للطعام والشراب تترفا‪ ،‬ولذلك نهى‬
‫عنه‪ .‬وقال ابن حجر‪ :‬اختلف في صفة التكاء فقيل‪ :‬أن يتمكن في الجلوس‬
‫للكل على أي صفة كان‪ ،‬وقيل‪ :‬أن يميل على أحد شقيه‪ ،‬وقيل‪ :‬أن يعتمد‬
‫على يده اليسرى من الرض‪ ،‬قال الخطابي‪ :‬تحسب العامة أن المتكئ هو‬
‫الكل على أحد شقيه‪ ،‬وليس كذلك بل هو المعتمد على الوطاء الذي تحته‪،‬‬
‫قال‪ :‬ومعنى قوله عليه السلم‪ :‬إنى ل آكل متكئا أني ل أقعد متكئا على‬
‫الوطاء عند الكل فعل من يستكثر من الطعام‪ ،‬فاني لكل إل البلغة من‬
‫الزاد‪ ،‬فلذلك أقعد مستوفزا‪ ،‬وفي حديث أنس أنه صلى ال عليه وآله‬

‫]‪[393‬‬

‫أكل تمرا وهو مقع‪ ،‬وفي رواية وهو مستوفز‪ ،‬والمراد الجلوس على وركه غير‬
‫متمكن وأخرج ابن عدي بسند ضعيف زجر النبي صلى ال عليه وآله أن‬
‫يعتمد الرجل على يده اليسرى عند الكل‪ .‬قال مالك‪ :‬هو نوع من التكاء‪،‬‬
‫قلت‪ :‬أشار مالك إلى كراهة كل ما يعد الكل فيه متكئا ول يختص بصفة‬
‫بعينها‪ ،‬وجزم ابن الجوزي في تفسير التكاء بأنه الميل إلى أحد الشقين‬
‫ولم يلتفت لنكار الخطابي ذلك‪ ،‬واختلف السلف في حكم الكل متكئا فزعم‬
‫ابن القاضي أن ذلك من الخصايص النبوية‪ ،‬وتعقبه البيهقي فقال‪ :‬قد يكره‬
‫لغيره أيضا‪ ،‬لنه من فعل المتعظمين وعادة ملوك العجم انتهى‪ .‬وقال في‬
‫المسالك‪ :‬يكره الكل متكئا على أحد جانبيه‪ ،‬وكذا يكره مستلقيا بل يجلس‬
‫متوركا على اليسر‪ ،‬وما رواه الفضيل محمول على هذا الوجه‪ ،‬أو على‬
‫بيان جوازه وأن النبي صلى ال عليه وآله لم ينه عنه نهي تحريم أو نحو‬
‫ذلك انتهى‪ ،‬وكذا تدل على كراهة الكل منبطحا على الوجه‪ ،‬وقال الشيخ‬
‫في النهاية‪ :‬ول ينبغى أن يقعد النسان متكئا في حال الكل بل ينبغي أن‬
‫يقعد على رجله انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬هذا يدل على أنه فسر التكاء بما ل ينافي‬
‫التكاء على اليد‪ ،‬وقال صاحب الجامع‪ :‬ول بأس بالجلوس على المائدة‬
‫متربعا والكل والشرب ماشيا و متكئا والقعود أفضل‪ .‬الثاني‪ :‬كراهة الكل‬
‫باليسار واستحباب كونه باليمين‪ ،‬وكذا ساير العمال إل ما يتعلق بالفرج‬
‫من الستنجاء ونحو ذلك‪ ،‬قال في الدروس‪ :‬ويكره الكل باليسار والشرب‪،‬‬
‫وأن يتناول بها شيئا إل مع الضرورة‪ ،‬وقال في المسالك‪ :‬ويستحب ان‬
‫يأكل بيده اليمنى مع الختيار ويكره الكل باليسار‪ ،‬وكذا الشرب وغيرهما‬
‫من العمال مع الختيار‪ ،‬ولو كان له مانع في اليمين فل بأس باليسار‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬كراهة الكل ماشيا‪ ،‬وقال في الدروس‪ :‬يكره الكل ماشيا وفعل‬
‫النبي صلى ال عليه وآله ذلك مرة في كسرة مغموسة بلبن‪ ،‬لبيان جوازه‬
‫أو لضرورة انتهى وقال الشيخ في النهاية‪ :‬ول بأس بالكل والشرب ماشيا‬
‫واجتنابه افضل انتهى‪ ،‬ول يخفى‬

‫]‪[394‬‬

‫ان روايات الجواز اكثر‪ ،‬وظاهر الكليني رحمه ال عدم الكراهة حيث اكتفى‬
‫بروايات الجواز ولم يرو المنع‪ .‬الرابع‪ :‬كراهة الكل متربعا وقال الوالد‬
‫رحمه ال‪ :‬التربع يطلق على ثلثة معان‪ :‬الول ان يجلس على القدمين‬
‫والليتين وهو المستحب في صلة القاعد في حال قرائته‪ ،‬الثاني الجلوس‬
‫المعروف بالمربع‪ ،‬الثالث ان يجلس هكذا ويضع إحدى رجليه على‬
‫الخرى‪ ،‬والكل على الحالة الولى ل بأس به وعلى الثانية خلف‬
‫المستحب‪ ،‬وعلى الثالث مكروه‪ .‬واقول‪ :‬الظاهر ان الولى خلف المستحب‬
‫والخيران مكروهان إذا لتربع يشملهما مع ان ظاهر رواية الخصال‬
‫والتحف المغايرة أو العمية‪ .‬وقال في الدروس‪ :‬وكذا يكره التربع حالة‬
‫الكل وفي كل حال ويستحب ان يجلس على رجله اليسري وفي القاموس‪:‬‬
‫تربع في جلوسه خلف جثا وأقعى‪ .‬الخامس‪ :‬كراهة الكل على الجنابة‪،‬‬
‫وظاهر الصدوق في الفقيه التحريم‪ ،‬و يظهر من بعض الخبار زوال‬
‫الكراهة أو تخفيفها بغسل اليد‪ ،‬وان الوضوء افضل‪ ،‬و من بعضها بغسل‬
‫اليد والمضمضة وغسل الوجه‪ ،‬ومن بعضها بغسل اليدين مع المضمضة‪،‬‬
‫والجمع بالتخيير متجه‪ ،‬واكثر الصحاب اضافوا إلى المضمضة‬
‫الستنشاق‪ ،‬ولم أره إل في فقه الرضا وقد مر تفصيله في كتاب الطهارة‬
‫مع سائر الخبار الواردة في ذلك‪ 13 .‬باب * )الملح وفضل الفتتاح‬
‫والختتام به( * ‪ - 1‬الشهاب‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬سيد‬
‫إدامكم الملح‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬ل يصلح الطعام إل بالملح‪ - 2 .‬المحاسن‪:‬‬
‫عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمان عن رجل عن سعد السكاف عن أبى‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن في الملح شفاء من سبعين نوعا من أنواع‬
‫الوجاع‪ ،‬ثم‬

‫]‪[395‬‬
‫قال‪ :‬لو يعلم الناس ما في الملح ما تداووا إل به )‪ - 3 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن‬
‫عمرو بن إبراهيم وخلف بن حماد عن يعقوب بن شعيب عن أبى عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬لدغت رسول ال صلى ال عليه وآله عقرب فنفضها‬
‫وقال‪ :‬لعنك ال فما يسلم عنك مؤمن ول كافر‪ ،‬ثم دعا بملح فوضعه على‬
‫موضع اللدغة ثم عصره بابهامه حتى ذاب‪ ،‬ثم قال‪ :‬لو يعلم الناس ما في‬
‫الملح ما احتاجوا معه إلى ترياق )‪ .(2‬بيان‪ :‬في القاموس الدراق مشددة‬
‫والدرياق والدرياقة بكسرهما ويفتحان الترياق والخمر‪ ،‬وقال‪ :‬الترياق‬
‫بالكسر دواء مركب اخترعه ماغنيس وتممه اندروماخس القديم بزيادة‬
‫لحم الفاعي فيه‪ ،‬وبها كمل الغرض‪ ،‬وهو مسميه بهذا لنه نافع من لدغ‬
‫الهوام السبعية وهي باليونانية ترياء نافع من الدوية المشروبة السمية‬
‫وهي باليويانية قاء اممدودة ثم خفف وعرب ; وهو طفل إلى ستة أشهر ثم‬
‫مترعرع إلى عشر سنين في البلد الحارة‪ ،‬وعشرين في غيرها‪ ،‬ثم يقف‬
‫عشرا فيها‪ ،‬وعشرين في غيرها‪ ،‬ثم يموت ويصير كبعض المعاجين‬
‫انتهى‪ .‬ويدل على أنه نافع لدفع السموم‪ ،‬وأما على حله فل‪ ،‬وإن كان‬
‫يوهمه‪ - 4 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن عيسى عن عبيد ال الدهقان عن‬
‫درست عن عمر بن اذينة عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬لدغت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله عقرب وهو يصلى بالناس‪ ،‬فأخذ النعل فضربها ثم قال‬
‫بعد ما انصرف‪ :‬لعنك ال فما تدعين برا ول فاجرا إل آذيتيه‪ ،‬قال‪ :‬ثم دعا‬
‫بملح جريش فدلك به موضع اللدغة ثم قال‪ :‬لو علم الناس ما احتاجوا معه‬
‫إلى ترياق ول إلى غيره معه )‪ .(3‬بيان‪ :‬يدل على إمكان لدغ الموذيات‬
‫النبياء والئمة عليهم السلم‪ ،‬وكان هذا أحد معاني بغض بعض الحيوانات‬
‫لهم عليهم السلم‪ ،‬ويدل على استحباب قتل الموذيات‪ ،‬وأنه ليس فعل كثيرا‬
‫ل يجوز فعله في الصلة‪ ،‬وعلى جواز لعنها إذا كانت موذية‪ ،‬وعلى‬
‫مرجوحية لعنها في الصلة‪ ،‬والجريش هو الذي لم ينعم دقه‪- 5 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن‬
‫مسلم‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن ‪.590‬‬

‫]‪[396‬‬

‫عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن العقرب لدغت رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫فقال‪ :‬لعنك ال فما تبالين مؤمنا آذيت أم كافرا ؟ ثم دعا بملح فدلكه ثم قال‬
‫أبو جعفر عليه السلم‪ :‬لو يعلم الناس ما في الملح ما بغوا معه ترياقا )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬يدل على كون العقرب مؤنثا سماعيا‪ ،‬ويطلق على الذكر والنثى‪،‬‬
‫وقد يقال للنثى‪ :‬عقربة‪ ،‬ويقال‪ :‬لدغته العقرب والحية كمنع وهو ملدوغ‬
‫ولديغ‪ ،‬ويقال‪ :‬لسعته أيضا‪ ،‬وأما اللذع بالذال المعجمة والعين المهملة‬
‫فتصحيف ويستعمل في إيلم الحب القلب وإيلم النار الشئ‪ ،‬وفي الكافي )‬
‫‪ (2‬فدلكه فهدءت أي سكنت وبغيته أبغيه‪ :‬طلبته كأبغيته‪ - 6 .‬المحاسن‪:‬‬
‫عن القاسم بن يحيى عن جده عن محمد بن مسلم عن أبى عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ابدؤا بالملح في أول طعامكم‬
‫فلو يعلم الناس ما في الملح لختاروه على الترياق المجرب‪ ،‬قال‪ :‬وروى‬
‫بعض أصحابنا عن الصم عن شعيب عن أبى بصير عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم )‪ - 7 .(3‬ومنه‪ :‬عن بكر بن صالح عن الجعفري عن أبي الحسن‬
‫الول عليه السلم قال‪ :‬لم يخصب خوان ل ملح عليه‪ ،‬وأصح للبدن أن‬
‫يبدء به في الطعام )‪ .(4‬بيان‪ :‬في المصباح الخصب وزان حمل‪ :‬النماء‬
‫والبركة‪ ،‬وهو خلف الجدب‪ ،‬وهو اسم من أخصب المكان باللف فهو‬
‫مخصب‪ ،‬وفي لغة خصب كتعب فهو خصيب‪ ،‬وأخصب ال الموضع‪ :‬إذ‬
‫أنبت فيه العشب‪ ،‬يعني الكل انتهى وقوله " أصح " خبر " وأن يبدأ "‬
‫بتأويل المصدر مبتدأ‪ - 8 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي عن أحمد بن‬
‫الحسن الميثمي عن مسكين بن عمار عن فضيل الرسان عن أبى جعفر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬أوحى ال تبارك وتعالى إلى موسى بن عمران عليه‬
‫السلم‪ :‬مرقومك يفتتحوا بالملح ويختتموا به‪ ،‬وإل فل يلوموا إل أنفسهم )‬
‫‪.(1‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ 3‬و ‪ (4‬المحاسن ‪ (2) .592‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (5) .327‬المحاسن‪.593 - 592 :‬‬

‫]‪[397‬‬

‫‪ - 9‬ومنه‪ :‬عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من افتتح‬
‫طعاما بالملح وختم بالملح دفع عنه سبعون داء )‪ - 10 .(1‬ومنه‪ :‬عن‬
‫القاسم بن يحيى عن جده عن محمد بن مسلم عن أبى عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬من ابتدأ طعامه بالملح ذهب عنه سبعون داء ل يعلمه إل ال )‪11 .(2‬‬
‫‪ -‬ومنه‪ :‬عن بعض أصحابنا عن الصم عن شعيب عن أبى أبصير عن أبى‬
‫‪ -‬عبد ال عليه السلم قال قال‪ :‬علي عليه السلم‪ :‬من بدأ بالملح أذهب ال‬
‫عنه سبعين داء ما يعلم العباد ما هو )‪ - 12 .(3‬ومنه‪ :‬عن أبى القاسم‬
‫ويعقوب بن يزيد والنهيكى عبد ال بن محمد عن زياد بن مروان القندي‬
‫عن ابن سنان عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من افتتح طعامه بالملح‬
‫دفع أو رفع عنه اثنان وسبعون داء قال‪ :‬ورواه النوفلي عن السكوني عن‬
‫ابى عبد ال عليه السلم ورواه ابي عن ابى البختري عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم )‪ - 13 .(4‬الخصال‪ :‬في الربعمائة عن ابى عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال امير المؤمنين عليه السلم ابدؤا بالملح في أول طعامكم‬
‫فلو يعلم الناس ما في الملح لختاروه على الترياق المجرب ومن ابتدء‬
‫طعامه بالملح ذهب عنه سبعون داء وما ل يعلمه إل ال )‪- 14 .(5‬‬
‫العيون‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم‪ :‬عليك بالملح فانه شفاء‬
‫من سبعين داء ادناها الجذام والبرص والجنون )‪ .(6‬صحيفة الرضا‪ :‬عنه‬
‫عليه السلم مثله )‪ - 15 .(7‬العيون‪ :‬بتلك السانيد قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬من بدء بالملح اذهب ال عنه سبعين داء اقله الجذام‬
‫)‪ .(8‬الصحيفة‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪.(9‬‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن‪ (5) .593 :‬الخصال ‪ 6) .624‬و ‪ (8‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪7) .42‬‬
‫و ‪ (9‬صحيفة الرضا ‪.28‬‬

‫]‪[398‬‬

‫‪ - 16‬المحاسن‪ :‬عن أبان بن عبد الملك عن إسماعيل بن جابر عن أبى عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إنا لنبدء بالخل عندنا كما تبدؤن بالملح عندكم‪ ،‬وإن الخل‬
‫ليشد العقل )‪ - 17 .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي أن رجل كان عند أبي‬
‫الحسن الرضا عليه السلم بخراسان فقدمت إليه مائدة عليها خل وملح‪،‬‬
‫فافتتح بالخل فقال الرجل‪ :‬جعلت فداك إنكم أمرتمونا أن نفتتح بالملح‪،‬‬
‫فقال‪ :‬هذا مثل هذا يعني الخل‪ ،‬يشد الدهن ويزيد في العقل )‪- 18 .(2‬‬
‫ومنه‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم‪ :‬يا‬
‫علي افتتح بالملح واختم به‪ ،‬فانه من افتتح بالملح وختم به عوفي من‬
‫اثنين وسبعين نوعا من أنواع البلء‪ ،‬منها الجنون والجذام والبرص )‪.(3‬‬
‫‪ - 19‬ومنه‪ :‬عن علي بن الحكم عن ابن بكير عن زرارة عن أبى عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم‪ :‬يا علي‬
‫افتتح طعامك بالملح واختمه بالملح‪ ،‬فان من افتتح طعامه بالملح وختمه‬
‫بالملح دفع ال عنه سبعين نوعا من أنواع البلء أيسرها الجذام )‪20 .(4‬‬
‫‪ -‬ومنه‪ :‬عن أبيه عمن ذكره عن أبى الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عن‬
‫جده عليهم السلم قال‪ :‬كان فيما أوصى به رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫عليا عليه السلم أن قال‪ :‬يا على فتتح طعامك بالملح فان فيه شفاء من‬
‫سبعين داء منها الجنون والجذام والبرص ووجع لحلق والضراس ووجع‬
‫البطن‪ ،‬وروي بعضهم‪ :‬كل الملح إذا أكلت واختم به )‪ - 21 .(5‬ومنه‪ :‬عن‬
‫بعض من رواه عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬ان ال عزوجل أوحى إلى موسى بن عمران أن ابدء بالملح‬
‫واختم بالملح‪ ،‬فان في‬
‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .485 :‬المحاسن‪ (5 - 3) .487 :‬المحاسن‪.593 :‬‬

‫]‪[399‬‬

‫الملح دواء من سبعين داء أهونها الجذام والبرص‪ ،‬ووجع الحلق والضراس‪،‬‬
‫ووجع البطن )‪ - 22 .(1‬ومنه‪ :‬عن يعقوب بن يزيد رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬من ذر على أول لقمة من طعامه الملح ذهب عنه بنمش‬
‫الوجه )‪ .(2‬بيان‪ :‬في القاموس النمش محركة نقطة بيض وسود أو بقع‬
‫تقع في الجلد تخالف لونه‪ - 23 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن أحمد عن أبن‬
‫أبى محمود عن أبيه رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد ال‪ :‬من ذر الملح على أول‬
‫لقمة يأكلها فقد استقبل الغنى )‪ - 24 .(3‬المكارم‪ :‬عن أبى عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إنا نبدء بالملح ونختم بالخل )‪ - 25 .(4‬دعوات الراوندي‪ :‬قال‬
‫النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬إن ال وملئكته يصلون على خوان عليه ملح‬
‫وخل‪ - 26 .‬الدعايم‪ :‬عن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من افتتح‬
‫طعامه بالملح وختم به‪ ،‬عوفي من اثنين وسبعين داء منها الجذام والبرص‬
‫)‪ - 27 .(5‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي عن ابن أسباط عن إبراهيم بن‬
‫ابي محمود قال‪ :‬قال لنا أبو الحسن الرضا‪ :‬أي الدام اجزء ؟ فقال بعضنا‪:‬‬
‫اللحم‪ ،‬وقال بعضنا‪ :‬الزيت وقال بعضنا‪ :‬السمن‪ ،‬فقال ل‪ :‬بل الملح لقد‬
‫خرجنا إلى نزهة لناونسي الغلمان الملح فما انتفعنا بشئ حتى انصرفنا )‬
‫‪ .(6‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن ابي‬
‫محمود مثله )‪ .(7‬إل ان فيه " احرى " إلى قوله " فقال عليه السلم‪:‬‬
‫لبل الملح " إلى قوله‪ " :‬ونسي بعض‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪ (4) .594 - 593 :‬مكارم الخلق‪ (5) .164 :‬دعائم السلم ‪ 2‬ر‬
‫‪ (6) .114‬المحاسن‪ (7) .592 :‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪.326‬‬

‫]‪[400‬‬

‫الغلمان فذبحوا لناشاة من أسمن ما يكون فما انتفعنا "‪ .‬المكارم‪ :‬سأل الرضا عليه‬
‫السلم اصحابه وذكر مثله وفيه فقال‪ :‬ل هو الملح )‪ .(1‬بيان‪ " :‬أي الدام‬
‫اجزأ " في اكثر نسخ المحاسن اجزأ بمعنى اكفى‪ ،‬فانه يمكن الكتفاء به‬
‫دون غيره كما يؤمى إليه التعليل المذكور في آخر الخبر وفي بعض نسخ‬
‫الكافي والمحاسن امرء اي احسن عاقبة وأكثر لذة كما يشعر به التعليل‬
‫ايضا‪ ،‬وفي بعض نسخ الكافي والمكارم أحرى بالحاء والراء المهملتين أي‬
‫أحرى بالفتتاح به‪ ،‬وكأن النسخة الولى أي المعجمتين أظهرها وأحسنها‪.‬‬
‫وقال في المصباح‪ :‬النزهة قال ابن السكيت في فصل ما تضعه العامة في‬
‫غير موضعه خرجنا نتنزه إذا خرجوا إلى البساتين وإنما التنزه التباعد من‬
‫المياه والرياف‪ ،‬ومنه فلن يتنزه عن القذار أي يباعد نفسه عنها‪ ،‬وقال‬
‫ابن قتيبة ذهب أهل العلم في قول الناس خرجوا يتنزهون إلى البساتين أنه‬
‫غلط وهو عندي ليس بغلط‪ ،‬لن البساتين في كل بلد إنما تكون خارج البلد‬
‫فإذا أراد أحد أن يأتيها فقد أراد البعد عن المنازل والبيوت‪ ،‬ثم كثر هذا‬
‫حتى استعملت النزهة في الخضر والجنان‪ * 14 .‬باب * )النهى عن أكل‬
‫الطعام الجار والنفخ فيه( * ‪ - 1‬مجالس الصدوق‪ :‬في مناهى النبي صلى‬
‫ال عليه وآله أنه نهى أن ينفخ في طعام أو في شراب )‪ - 2 .(2‬الخصال‪:‬‬
‫عن أحمد بن محمد بن الهيثم عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن ابن‬
‫بهلول عن أبيه عن الحسين بن مصعب قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫يكره النفخ في الرقى والطعام وموضع السجود )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ 217 :‬وفيه أي الدام أجود‪ (2) .‬امالي الصدوق ‪ 255‬وبعده‪ :‬أو‬
‫ينفخ في موضع السجود‪ (3) .‬الخصال ‪158‬‬

‫]‪[401‬‬

‫بيان‪ :‬الرقى جمع الرقية وهي العوذة التي يرقى بها صاحب الفة‪ ،‬والكراهة فيه‬
‫بمعنى الحرمة إن كان من قبيل السحر كقوله تعالى‪ " :‬ومن شر النفاثات‬
‫في العقد " وفي الطعام على الكراهة‪ ،‬وقد مر الكلم في نفخ موضع‬
‫السجود‪ - 3 .‬الخصال‪ :‬في الربعمائة‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‬
‫أقروا الحار حتى يبرد فان رسول ال صلى ال عليه وآله قرب إليه طعام‬
‫فقال‪ :‬أقروه حتى يبرد ويمكن أكله‪ ،‬ما كان ال عزوجل ليطعمنا النار‪،‬‬
‫والبركة في البارد )‪ .(1‬المحاسن‪ :‬عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن‬
‫راشد عن محمد بن مسلم عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم وذكر مثله‪ ،‬قال‪ :‬ورواه بعض أصحابنا عن الصم‬
‫عن حريز عن محمد بن مسلم مثله )‪ .(2‬بيان‪ :‬في المصباح أمكنني المر‬
‫سهل وتيسر‪ - 4 .‬العيون‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه عن علي‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬اتي النبي صلى ال عليه وآله بطعام فأدخل أصبعه فيه‬
‫فإذا هو حار‪ ،‬قال‪ :‬دعوه حتى يبرد‪ ،‬فانه أعظم بركة‪ ،‬وإن ال تبارك‬
‫وتعالى لم يطعمنا النار )‪ .(3‬الصحيفة‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪- 5 .(4‬‬
‫العلل‪ :‬عن علي بن حاتم عن محمد بن جعفر بن الحسين عن محمد بن‬
‫عيسى ابن زياد عن الحسن بن على بن فضال عن ثعلبة عن بكار بن أبى‬
‫بكر الحضرمي عن أبي ‪ -‬عبد ال عليه السلم عن الرجل ينفخ في القدح‬
‫قال‪ :‬ل بأس‪ ،‬وإنما يكره ذلك إذا كان معه غيره كراهة أن يعافه‪ ،‬وعن‬
‫الرجل ينفخ في الطعام قال‪ :‬أليس إنما يريد برده ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬ل بأس‪ .‬قال‬
‫الصدوق رحمه ال‪ :‬الذي افتي به وأعتمده هو أنه ل يجوز النفخ في‬
‫الطعام والشراب‪ ،‬سواء كان الرجل وحده أو مع غيره‪ ،‬ول أعرف هذه‬
‫العلة إل في ]هذا[ الخبر )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .613‬المحاسن ‪ (3) .406‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (4) .40‬صحيفة‬
‫الرضا ‪ (5) .15‬علل الشرايع ‪ 2‬ر ‪.205‬‬

‫]‪[402‬‬

‫بيان‪ :‬عدم البأس ل ينافي الكراهة ويمكن أن يكون إذا كان معه غيره أشد كراهة‪،‬‬
‫والمشهور الكراهة مطلقا‪ ،‬وظاهر الصدوق الحرمة‪ ،‬وإن كان عدم الجواز‬
‫في عبارة القدماء ليس بصريح فيها‪ - 6 .‬المحاسن‪ :‬عن بعضهم رفعه قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬السخون بركة )‪ .(1‬بيان‪ :‬كأن‬
‫السخون بالضم‪ ،‬وهو الحار‪ ،‬وهو محمول على الحرارة المعتدلة‪ ،‬و ما‬
‫ورد في ذمه محمول على ما إذا كان شديد الحرارة‪ ،‬ويحتمل أن يكون‬
‫المراد نوعا من المرق‪ ،‬قال في القاموس‪ :‬السخن بالضم الحار‪ ،‬سخن‬
‫مثلثة سخونه وسخنة وسخنا بضمهن وسخانة وسخنا محركة‪ ،‬والسخون‬
‫مرق يسخن‪ - 7 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن جعفر بن‬
‫محمد بن حكيم عن مرازم قال‪ :‬بعث إلينا أبو عبد ال عليه السلم بطعام‬
‫سخن‪ ،‬فقال‪ :‬كلوا قبل أن يبرد فانه أطيب )‪ - 8 .(2‬ومنه‪ :‬عن ابن القداح‬
‫عن أبي عبد ال عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬اتي النبي بطعام حار فقال‪:‬‬
‫إن ال لم يطعمنا الحار‪ ،‬أقروه حتى يبرد فتركه حتى برد )‪ - 9 .(3‬ومنه‪:‬‬
‫عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬إن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله اتى بطعام حار جدا فقال‪ :‬ما كان ال ليطعمنا‬
‫النار‪ ،‬أقروه حتى يمكن‪ ،‬فانه طعام ممحوق‪ ،‬للشيطان فيه نصيب )‪10 .(4‬‬
‫‪ -‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن عليه السلم قال‪:‬‬
‫الحار غير ذي بركة‪ ،‬وللشيطان فيه نصيب )‪ - 11 .(5‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن‬
‫ابن أبي عمير عن هشام بن سالم ومحمد بن حكيم عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬الطعام الحار غير ذي بركة )‪ - 12 .(6‬ومنه‪ :‬عن بعض‬
‫أصحابنا عن صالح بن عبد ال عن محمد بن مروان قال‪ :‬سمعت أبا عبد‬
‫ال عليه السلم يقول‪ :‬كل طعام ذي حرارة غير ذي بركة )‪.(7‬‬

‫)‪ (7 - 1‬المحاسن ‪.407 - 406‬‬

‫]‪[403‬‬
‫‪ - 13‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي عن عائذ بن حبيب بياع الهروي قال‪ :‬كناعند أبي‬
‫عبد ال عليه السلم فاتينا بثريد فمددنا أيدينا إليه فإذا هو حار فقال أبو‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬نهينا عن أكل النار كفوا‪ ،‬فان البركة في برده )‪.(1‬‬
‫‪ - 14‬ومنه‪ :‬عن ابن محبوب عن يعقوب عن سليمان بن خالد قال‪:‬‬
‫حضرت عشاء أبي عبد ال عليه السلم في الصيف فاتي بخوان عليه‬
‫خبزوأتي بجفنة ثريد ولحم‪ ،‬فقال‪ :‬هلم إلى هذا الطعام‪ ،‬فدنوت فوضع يده‬
‫فيها فرفعها وهو يقول‪ :‬أستجير بال من النار أعوذ بال من النار‪ ،‬هذا ل‬
‫نقوى عليه فكيف النار ؟ قال‪ :‬فكان يكرر ذلك حتى أمكن الطعام فأكل وأكلنا‬
‫)‪ .(2‬ومنه‪ :‬عن ابن فضال عن يونس بن يعقوب عن سليمان بن محمد بن‬
‫راشد قال‪ :‬حضرت عشاء جعفر بن محمد عليه السلم في الصيف فاتى‬
‫بجفنة فيها ثريد ولحم يفور فوضع يده فوجدها حارة ثم رفعها ثم ذكر مثله‬
‫)‪ - 15 .(3‬الدعايم‪ :‬عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه نهى عن الطعام‬
‫الحار‪ ،‬وقال‪ :‬هو غير ذي بركة‪ ،‬واتى بطعام حار فقال‪ :‬ما كان ال تبارك‬
‫وتعالى ليطعمنا النار‪ ،‬أقروه حتى يمكن فان الطعام الحار جدا ممحوق‬
‫البركة‪ ،‬وللشيطان فيه شركة‪ ،‬وفيه إذا أمكن خصال‪ :‬تنمو فيه البركة‬
‫ويشبع صاحبه ويأمن فيه الموت )‪ .(4‬وعن جعفر بن محمد عليه السلم‬
‫أنه رخص في النفخ في الطعام والشراب وقال‪ :‬إنما يكره ذلك لمن كان معه‬
‫غيره كيل يعافه )‪ * 15 .(5‬باب * )أنواع الواني وغسل الناء( * ‪- 1‬‬
‫الخصال‪ :‬عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه عن محمد بن أحمد‬
‫بن يحيى الشعري عن محمد بن عيسى اليقطيني عن محمد بن اسحاق‬
‫عن محمد بن مروان عن‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن ‪ (5 - 4) .407‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪.118 - 117‬‬

‫]‪[404‬‬

‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬غسل الناء وكسح الفناء مجلبة للرزق )‪ .(1‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬عنه عليه السلم مثله‪ - 2 .‬قرب السناد‪ :‬عن أحمد بن محمد بن‬
‫عيسى عن أحمد بن محمد البزنطي عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تغسلوا رؤسكم بطين مصر‪ ،‬ول تأكلوا في‬
‫فخارها‪ ،‬فانه يورث الذلة ويذهب الغيرة‪ ،‬قلنا له‪ :‬قد قال ذلك رسول ال ؟‬
‫قال‪ :‬نعم )‪ - 3 .(2‬العيون‪ :‬عن تميم بن عبد ال بن تميم القرشي عن أبيه‬
‫عن أحمد بن علي النصاري عن عبد ال بن صالح الهروي عن الرضا‬
‫عليه السلم أنه خرج إلى المأمون فلما خرج من نيسابور بلغ قرب القرية‬
‫الحمراء الى أن قال‪ :‬فلما دخل سناباد استند الى الجبل الذي تنحت منه‬
‫القدور فقال‪ :‬اللهم انفع به وبارك فيما يجعل وفيما ينحت منه‪ ،‬فنحت له‬
‫قدور من الجبل وقال‪ :‬ل يطبخ ما آكله إل فيها‪ ،‬وكان عليه السلم خفيف‬
‫الكل قليل الطعم‪ ،‬فاهتدى الناس إليه ذلك اليوم وظهرت بركة دعائه فيه‬
‫الحديث )‪ - 4 .(3‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي عن عبد الرحمن السدي‬
‫عن عمرو بن أبي المقدا قال‪ :‬رأيت أبا جعفر عليه السلم وهو يشرب في‬
‫قدح من خزف )‪ - 5 .(4‬دعوات الراوندي‪ :‬عن بزيع بن عمر بن بزيع‬
‫قال‪ :‬دخلت على أبي جعفر عليه السلم وهو يأكل خل وزيتا في قصعة‬
‫سوداء مكتوب في وسطها " قل هو ال احد الخبر )‪ .(5‬بيان‪ :‬يدل على‬
‫جواز نقش القرآن بل السماء والدعاء بطريق أولى في الظروف التي‬
‫يؤكل فيها‪.‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .54‬قرب السناد ‪ 211‬في حديث‪ (3) .‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪) .136‬‬
‫‪ (4‬المحاسن‪ (5) .583 :‬دعوات الراوندي لم يطبع‪ ،‬ترى الحديث في‬
‫الكافي ‪ 6‬و ‪(*) .298‬‬

‫]‪[405‬‬

‫‪ * 16‬باب * )لعق الصابع ولحس الصحفة( * ‪ - 1‬الخصال‪ :‬في الربعمائة عن‬


‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا أكل‬
‫أحدكم طعاما فمص أصابعه التي يأكل بها قال ال عزوجل‪ :‬بارك ال فيك )‬
‫‪ - 2 .(1‬المحاسن‪ :‬عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )‪ - 3 .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي‬
‫عمير عن حماد بن عثمان عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله يلعق أصابعه إذا أكل )‪ - 4 .(3‬ومنه‪ :‬عن ابن‬
‫فضال وجعفر عن عبد ال بن ميمون القداح عن أبي عبد ال عن أبيه‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله إذا فرغ من طعامه‬
‫لعق أصابعه في فيه فمصها )‪ - 5 .(4‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي عن الحكم‬
‫بن مسكين عن عمرو بن شمر عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إني‬
‫للعق أصابعي حتى أرى أن خادمي يقول‪ :‬ما أشره مولي )‪ (5‬بيان‪:‬‬
‫الشره غلبة الحرص‪ - 6 .‬المحاسن‪ :‬عن ابن فضال عن أبى المغرا عن أبي‬
‫اسامة عن أبي عبد ال عليه السلم أنه كره أن يمسح الرجل يده بالمنديل‬
‫وفيها شئ من الطعام‪ ،‬تعظيما للطعام‪ ،‬حتى يمصها‪ ،‬أو يكون إلى جنبه‬
‫صبي فيمصها )‪ .(6‬العياشي‪ :‬عن أبي اسامة مثله )‪ - 7 .(7‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫أبيه عن يونس بن عبد الرحمان عن عمرو بن جميع عن أبي‬

‫)‪ (1‬الخصال‪ (6 - 2) .613 :‬المحاسن‪ (7) .443 :‬تفسير العياشي‪ 2 :‬ر ‪ 273‬في‬
‫حديث‪.‬‬
‫]‪[406‬‬

‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله يلطع القصعة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ومن لطع قصعة فكأنما تصدق بمثلها )‪ - 8 .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي‬
‫عن الحكم بن مسكين عن عمرو بن شمر قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬إني للعق أصابعي حتى أرى أن خادمي سيقول‪ :‬ما أشره مولي‬
‫ثم قال‪ :‬تدري لم ذاك ؟ فقلت‪ :‬ل‪ ،‬فقال‪ :‬إن قوما كانوا على نهر الثرثار‬
‫فكانوا قد جمعوا من طعامهم شبه السبائك ينجون به صبيانهم‪ ،‬فمر رجل‬
‫متوكئ على عصا فإذا امرأة أخذت سبيكة من تلك السبائك تنجي بها‬
‫صبيها‪ ،‬فقال لها‪ :‬اتقي ال‪ ،‬فان هذا ل يحل‪ ،‬فقالت‪ :‬كأنك تهددني بالفقر‪،‬‬
‫أما ما جرى الثرثار فاني ل أخاف الفقر‪ ،‬فأجرى ال الثرثار أضعف ما كان‬
‫عليه‪ ،‬وحبس منهم بركة السماء‪ ،‬فاحتاجوا إلى الذي كانوا ينجون به‬
‫صبيانهم‪ ،‬فقسموه بينهم بالوزن‪ ،‬قال‪ :‬ثم إن ال عزوجل رحمهم فرد‬
‫عليهم ما كانوا عليه )‪ - 9 .(2‬المكارم‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫يلحس الصحفة ويقول‪ :‬آخر الصحفة أعظم الطعام بركة‪ ،‬وكان صلى ال‬
‫عليه وآله إذا فرغ من طعامه لعق أصابعه الثلث التي أكل بها‪ ،‬فان بقي‬
‫فيها شئ عاوده فلعقها حتى تتنظف‪ ،‬ول يمسح يده بالمنديل حتى يلعقها‪،‬‬
‫واحدة واحدة‪ ،‬ويقول‪ :‬ل يدرى في أي الصابع البركة )‪ .(3‬وقال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬من لعق قصعة صلت عليه الملئكة‪ ،‬ودعت له‬
‫بالسعة في الرزق‪ ،‬ويكتب له حسنات مضاعفة )‪ - 10 .(4‬الدعائم‪ :‬عن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله أنه كان يلعق الصحفة ويقول‪ :‬آخر الصحفة‬
‫أعظمها بركة‪ ،‬وإن الذين يلعقون الصحاف تصلي عليهم الملئكة‪ ،‬وتدعو‬
‫لهم بالسعة في الرزق‪ ،‬وللذي يلعق الصحفة حسنة مضاعفة‪ ،‬وكان إذا أكل‬
‫لعق أصابعه حتى يسمع لها مصيص‪.‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .443 :‬المحاسن ‪ 587‬ومثله في ص ‪ 588‬بسند آخر‪ ،‬وقد مر‪) .‬‬
‫‪ (3‬مكارم الخلق‪ (4) .31 :‬المصدر نفسه ص ‪.169‬‬

‫]‪[407‬‬

‫وحكا ذلك جعفر عليه السلم وقال‪ :‬كان أبى يكره ان يمسح يده بالمنديل وفيها شئ‬
‫من الطعام تعظيما له‪ ،‬إل أن يمصها أو يكون إلى جانبه صبى فيعطيه إياها‬
‫يمصها‪ ،‬فهذا من أولياء ال تواضع ل‪ ،‬وتعظيم لرزقه‪ ،‬ومخالفة لفعال‬
‫الجبارين من خلقه )‪ .(1‬قول‪ :‬قد مر وسيأتى بعض الخبار في ذلك في‬
‫ابواب آداب الكل‪ * 17 .‬باب * )جوامع آداب الكل( * ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫ابيه عن عبد ال بن الفضل النوفلي عن الفضل بن يونس الكاتب قال‪:‬‬
‫اتانى أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلم في حاجة للحسين بن يزيد‬
‫فقلت‪ :‬إن طعامنا قد حضر فاحب ان تتغدى عندي‪ ،‬قال‪ :‬نحن نأكل طعام‬
‫الفجأة ثم نزل فجئته بغداء ووضعت منديل على فخذيه فأخذه فنحاه ناحية‪،‬‬
‫ثم اكل ثم قال‪ :‬يا فضل كل مما في اللهوات والشداق‪ ،‬ول تأكل ما بين‬
‫أضعاف السنان‪ .‬قال‪ :‬وروى الفضل بن يونس في حديث ان ابا الحسن‬
‫عليه السلم جلس في صدر المجلس وقال‪ :‬صاحب المجلس احق بهذا‬
‫المجلس إل لرجل واحد‪ ،‬وكانت لفضل دعوة يومئذ‪ ،‬فقال أبو الحسن عليه‬
‫السلم‪ :‬هات طعامك فانهم يزعمون انا ل نأكل طعام الفجأة‪ ،‬فاتى بالطست‬
‫فبدأ ثم قال‪ :‬أدرها عن يسارك ول تحملها إل مترعة‪ ،‬ثم اتي بالمنديل ليلقي‬
‫على ركبتيه‪ ،‬فقال‪ :‬ل‪ ،‬هذا فعل العجم‪ ،‬ثم اتكأ على يساره بيده على الرض‬
‫وأكل بيمينه حتى إذا فرغ اتى بالخلل‪ ،‬فقال‪ :‬يا فضل ادر لسانك في فيك‬
‫فما تبع لسانك فكله إن شئت وما استكرهته بالخلل فالفظه )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫قوله‪ " :‬ول تأكل " ظاهره النهي عن أكل ما بين النسان مطلقا‪ ،‬وإن‬
‫اخرج باللسان‪ ،‬هو مخالف لسائر الخبار‪ ،‬ويمكن ان يحمل على ما يبقى‬
‫بعد‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ (2) .120‬المحاسن‪451 - 450 :‬‬

‫]‪[408‬‬

‫إمرار اللسان‪ ،‬ثم الظاهر من كلم من تعرض لهذا الحكم من الصحاب انه يكره أكل‬
‫ما اخرج بالخلل‪ ،‬وربما يتوهم فيه التحريم للخباثة‪ ،‬وهو في محل المنع‬
‫مع أنك قد عرفت عدم قيام الدليل على تحريم الخبيث مطلقا بالمعنى الذي‬
‫فهمه الصحاب رضي ال عنهم قال الشهيد رحمه ال في الدروس‪:‬‬
‫ويستحب التخلل وقذف ما أخرجه الخلل بالكسر‪ ،‬وابتلع ما أخرجه‬
‫اللسان انتهى‪ .‬وقد روى الكليني )‪ (1‬رحمه ال في الموثق عن إسحاق بن‬
‫جرير قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن اللحم الذي يكون في‬
‫السنان‪ ،‬فقال‪ :‬أما ما كان في مقدم الفم فكله‪ ،‬وأما ماكان في الضراس‬
‫فاطرحه‪ .‬وفي الصحيح عن ابن سنان عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫أما ما يكون على اللثة فكله‪ ،‬وازدرده‪ ،‬وما كان بين السنان فارم به‪ ،‬وفي‬
‫الموثق عن الفضل بن يونس عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬يا فضل كل‬
‫ما بقي في فيك مما أدرت عليه لسانك فكله‪ ،‬وما استكن فأخرجته بالخلل‬
‫فأنت فيه بالخيار‪ ،‬إن شئت أكلته وإن شئت طرحته‪ ،‬وفي المرفوع عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل يزدردن أحدكم ما يتخلل به‪ ،‬فانه تكون منه‬
‫الدبيلة‪ .‬فمقتضى الجمع بين الخبار الكراهة وإن كان الحوط عدم أكل ما‬
‫يخرج بالخلل‪ ،‬لسيما إذا تغير ريحه فان شائبة الخباثة فيه أكثر‪ ،‬وستأتي‬
‫أخبار فيه في باب الخلل‪ .‬وفي المصباح‪ :‬اللهاة اللحمة المشرفة على‬
‫الحلق في أقصى الفم‪ ،‬والجمع لهى ولهيات‪ ،‬مثل حصا وحصيات‪ ،‬ولهوات‬
‫أيضا على الصل‪ ،‬وقال‪ :‬الشدق جانب الفم بالفتح والكسر قاله الزهري‪،‬‬
‫وجمع المفتوح شدوق مثل فلس وفلوس‪ ،‬وجمع المكسور أشداق مثل حمل‬
‫وأحمال‪ ،‬قوله عليه السلم‪ " :‬إل لرجل واحد " الظاهر أن المراد به المام‬
‫وسيأتي مكانه رجل من بني هاشم‪ ،‬ويدل الخبر على أن التكاء باليد ليس‬
‫من التكاء المكروه كما مر‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع الكافي ‪ 6‬ر ‪ 378 - 377‬باب رمى ما يدخل بين السنان‪.‬‬

‫]‪[409‬‬

‫‪ - 2‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي عن عبد الرحمان بن أبى هاشم عن أبي خديجة‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل تدعو ا آنيتكم بغير غطاء فان‬
‫الشيطان إذا لم تغط آنية بزق فيها‪ ،‬وأخذ مما فيها ما شاء )‪ - 3 .(1‬ومنه‪:‬‬
‫عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبى عيينة عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬دخلت على أبي العباس وقد أخذ القوم المجلس فمد يده إلى والسفرة‬
‫بين يديه موضوعة‪ ،‬فأخذ بيدي فذهبت ل خطو إليه فوقعت رجلي على‬
‫طرف السفرة فدخلني من ذلك ما شاء ال أن يدخلني أن ال تعالى يقول‪:‬‬
‫" فان يكفر بها هؤلء فقدو كلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين " قوما وال‬
‫يقيمون الصلة ويؤتون الزكاة ويذكرون ال كثيرا )‪ .(2‬بيان‪ :‬يظهر من‬
‫الخبر أن الضمير في قوله‪ " :‬بها " راجع إلى النعمة‪ ،‬والمراد بالكفر ترك‬
‫الشكر والستخفاف بالنعمة‪ ،‬ويأبى عنهما ظاهر سياق الية حيث قال‪" :‬‬
‫اولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فان يكفر بها " الية‪ ،‬وقال‬
‫الطبرسي " فان يكفر بها "‪ :‬أي بالكتاب والنبوة والحكم " هؤلء " يعني‬
‫الكفار الذين جحدوا نبوة النبي صلى ال عليه وآله في ذلك الوقت " فقد‬
‫وكلنا بها " أي بمراعاة أمر النبوة وتعظيمها والخذ بهدى النبياء‪،‬‬
‫واختلف في " القوم " فقيل‪ :‬هم النبياء الذين جرى ذكرهم آمنوا به صلى‬
‫ال عليه وآله قبل مبعثه‪ ،‬وقيل‪ :‬الملئكة‪ ،‬وقيل‪ :‬من آمن به من أصحابه‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هؤلء كفار قريش‪ ،‬والقوم أهل المدينة انتهى )‪ .(3‬وقد ورد في‬
‫الخبار أنهم العجم والموالي فاستشهاده عليه السلم يمكن أن يكون على‬
‫سبيل التنظير‪ ،‬وأن كفران النعمة المعنوية كما أنه سبب لزوالها فكذا‬
‫كفران النعم الظاهرة يصير سببا له‪ ،‬أو يكون المراد بالية أعم منهما‪،‬‬
‫ويحتمل أن يكون في مصحفهم عليهم السلم متصل بآيات مناسبة لذلك‪.‬‬
‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .584 :‬المحاسن‪ 588 :‬في حديث‪ ،‬والية في النعام‪(3) .89 :‬‬
‫مجمع البيان‪ 2 :‬ر ‪.331‬‬

‫]‪[410‬‬

‫قوله عليه السلم‪ " :‬قوما " هو بيان لقوما المذكور في الية أو لهؤلء أي مع‬
‫هذه الصفات صاروا مستحقين للبدال بسبب كفران النعمة والول أظهر‪4 .‬‬
‫‪ -‬فقه الرضا‪ :‬نروى من كفران النعم أن يقول الرجل‪ :‬أكلت الطعام فضرني‪.‬‬
‫‪ - 5‬الطب‪ :‬عن محمد بن يحيى عن محمد بن سنان عن ابن ظبيان عن‬
‫جابر عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬من‬
‫أراد أن ل يضره طعام فل يأكل حتى يجوع وتنقى المعدة‪ ،‬فإذا أكل فليسم‬
‫ال‪ ،‬وليحسن المضغ‪ ،‬وليمسك عن الطعام وهو يشتهيه ويحتاج إليه )‪.(1‬‬
‫‪ - 6‬المكارم‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله كثيرا إذا جلس يأكل ما بين‬
‫يديه‪ ،‬ويجمع ركبتيه وقدميه كما يجلس المصلي في اثنتين‪ ،‬إل أن الركبة‬
‫فوق الركبة‪ ،‬والقدم على القدم‪ ،‬ويقول صلى ال عليه وآله وسلم‪ :‬أنا عبد‬
‫آكل كما يأكل العبد‪ ،‬وأجلس كما يجلس العبد‪ .‬وعن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬ما أكل رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم متكئا منذ بعثه ال‬
‫عزوجل نبيا حتى قبضه ال تواضعا )‪ - 7 .(2‬ومنه‪ :‬كان النبي صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم ل يأكل الحار حتى يبرد يقول‪ :‬إن ال لم يطعمنا نارا إن‬
‫الطعام الحار غير ذي بركة فابردوه‪ ،‬وكان صلى ال عليه وآله وسلم إذا‬
‫أكل سمى وأكل بثلث أصابع ومما يليه‪ ،‬ول يتناول من بين يدي غيره‪،‬‬
‫ويؤتى بالطعام فيشرع قبل القوم ثم يشرعون‪ ،‬ويأكل بأصابعه الثلث‬
‫البهام والتي تليها والوسطى‪ ،‬وربما استعان بالرابعة وكان صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم يأكل بكفه كلها ولم يأكل باصبعين يقول‪ :‬إن الكل باصبعين هو‬
‫أكلة الشيطان )‪ .(3‬وروي أنه صلى ال عليه وآله وسلم لم يأكل على‬
‫خوان قط حتى مات‪ ،‬ول أكل خبزا مرققا حتى مات )‪ .(4‬وكان صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم ل يأكل وحده مما يمكنه وقال‪ :‬أل انبئكم بشراركم قالوا‪:‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة‪ 2) .60 :‬و ‪ (3‬مكارم الخلق‪ 27 :‬و ‪ (4) .28‬مكارم الخلق‪:‬‬
‫‪.172‬‬

‫]‪[411‬‬

‫بلى‪ ،‬قال‪ :‬من أكل وحده وضرب عبده ومنع رفده )‪ .(1‬ومن طب الئمة‪ :‬عن أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬اذكروا ال عزوجل عند الطعام ول تلغوا فيه‬
‫فانه نعمة من نعم ال يجب عليكم فيها شكره وحمده‪ ،‬وأحسنوا صحبة‬
‫النعم قبل فراقها‪ ،‬فانها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها‪ .‬وقال‬
‫عليه السلم‪ :‬إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد‪ ،‬وليأكل‬
‫على الرض‪ ،‬ول يضع إحدى رجليه على الخرى يتربع‪ ،‬فانها جلسة‬
‫يبغضها ال ويمقت صاحبها‪ .‬وعن الصادق عليه السلم أطيلوا الجلوس‬
‫على الموائد فانها ساعة ل تحسب من أعماركم )‪ .(2‬توضيح " خبزا‬
‫مرققا " كأن المراد به الخبز الذي يتكلف فيه ويجعل رقيقا ويدخل فيه‬
‫السمن واللبن وغيرهما‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬فيه ما أكل مرققا حتى لقي ال‬
‫هو الرغفة الواسعة الرقيقة‪ ،‬يقال‪ :‬رقيق ورقاق كطويل وطوال‪ ،‬وقال‬
‫صاحب فتح الباري‪ :‬أما الخبز المرقق‪ ،‬قال عياض‪ :‬قوله‪ :‬مرققا أي ملينا‬
‫محسنا كخبز الحواري وشبهه‪ ،‬والترقيق التليين‪ ،‬ولم يكن عندهم مناخل‬
‫وقد يكون المرقق الرقيق الموسع‪ ،‬وأغرب ابن التين فقال‪ :‬هو السميد ما‬
‫يصنع منه من كعك وغيره‪ ،‬وقال ابن الجوزي‪ :‬هو الخفيف وكأنه مأخوذ‬
‫من الرقاق وهي الخشبة التي يرقق بها‪ " .‬والرفد " بالكسر‪ :‬الصلة‬
‫والعطية والعانة " من اعماركم " لعل المعنى من اعماركم التي‬
‫تحاسبون عليها‪ ،‬فان النسان قد يموت في اثناء الكل أو يكون مشروطا‬
‫بشرايط لم تتحقق في ذلك الرجل‪ - 8 .‬المكارم‪ :‬عن عمر بن قيس قال‪:‬‬
‫دخلت على ابي جعفر عليه السلم وبين يديه خوان وهو يأكل فقلت له‪:‬‬
‫ماحد هذا الخوان ؟ فقال‪ :‬إذا وضعته فسم ال‪ ،‬وإذا رفعته فاحمد ال‪ ،‬وقم‬
‫ما حول الخوان فهذا حده )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .31 :‬المصدر نفسه‪ (3) .162 :‬المصدر‪.163 :‬‬

‫]‪[412‬‬

‫بيان‪ :‬القم الكنس‪ ،‬وقم الرجل اكل ما على الخوان‪ ،‬وتقمم تتبع الكناسات ذكرها‬
‫الفيروز آبادي‪ ،‬والمراد هنا تتبع ما سقط من الخوان‪ - 9 .‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله أذيبوا طعامكم بذكر ال والصلة‪،‬‬
‫ول تناموا عليها فتقسوا قلوبكم‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا اجتمع‬
‫للطعام أربع كمل‪ :‬أن يكون حلل‪ ،‬وأن تكثر عليه اليدي‪ ،‬وأن يفتتح ببسم‬
‫ال‪ ،‬ويختتم بحمد ال‪ .‬وقال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ما اتخمت قط قيل‬
‫له‪ :‬ولم ؟ قال‪ :‬ما رفعت لقمة إلى فمي إل ذكرت اسم ال عليها‪ .‬وقال‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬الستلقاء بعد الشبع يسمن البدن‪ ،‬ويمرئ الطعام‬
‫ويسل الداء‪ .‬وروي أن الداء الدوي إدخال الطعام على الطعام‪ ،‬وأكل أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم من تمر دقل ثم شرب عليه الماء وضرب يده على‬
‫بطنه وقال‪ :‬من أدخل بطنه النار فأبعده ال ثم تمثل‪ .‬وإنك مهما تعط بطنك‬
‫سؤله * وفرجك نال منتهى الذم أجمعا وقال النبي صلى ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬الكل في السوق دناءة‪ .‬توضيح‪ :‬إذابة الطعام هضمه بعض الهضم‬
‫وكسر سورته‪ ،‬قوله عليه السلم‪ :‬الستلقاء يدل على استحباب الستلقاء‬
‫مطلقا وإن كان على الهيئة التية أفضل‪ ،‬والداء الدوي على المبالغة من‬
‫قولهم‪ :‬أرض دوية بالتخفيف أي ذات أدواء‪ ،‬وقال أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم قد أعيت أطباء هذا الداء الدوي وفي النهاية وفي حديث علي عليه‬
‫السلم إلى مرعى وبي و مشرب دوي أي فيه داء انتهى‪ .‬فهو بالتشديد‪.‬‬
‫‪ - 10‬الدعايم‪ :‬عن جعفر بن محمد عليه السلم أنه كان يأكل بالخمس‬
‫الصابع و يقول‪ :‬هكذا كان يأكل رسول ال صلى ال عليه وآله ليس كما‬
‫يأكل الجبارون‪ .‬وعن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه نهى أن يأكل أحد‬
‫من ذروة الثريد وأمر أن يأكل‬

‫]‪[413‬‬

‫كل أحد مما يليه‪ ،‬ورخص في الكل من جوانب الطبق من التمر والرطب‪ .‬وعنه‬
‫صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬إذا اتيتم بالخبز واللحم فابدؤا بالخبز فسدوا‬
‫به الجوع ثم كلوا اللحم‪ .‬وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه كره القيام‬
‫عن الطعام وكان ربما دعا بعض عبيده فيقال‪ :‬هم يأكلون‪ ،‬فيقول‪ :‬دعوهم‬
‫حتى يفرغوا )‪ - 11 .(1‬مجالس الصدوق‪ :‬عن محمد بن الحسن عن محمد‬
‫بن الحسن الصفار عن عبد ال ابن الصلت عن يونس بن عبد الرحمن عن‬
‫عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬خمس ل أدعهن حتى الممات‪ :‬الكل على‬
‫الحضيض مع العبيد‪ ،‬الخبر )‪ - 12 .(2‬العلل والعيون‪ :‬عن المظفر العلوي‬
‫عن ابن العياشي عن أبيه عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن‬
‫الوليد عن العباس بن هلل عن الرضا عن آبائه عليهم السلم عن النبي‬
‫صلى ال عليه وآله مثله )‪ .(3‬بيان‪ " :‬على الحضيض " أي على الرض‬
‫من غير خوان ويحتمل أن يكون أكابر العرب يرفعون موائدهم ليسهل‬
‫عليهم الكل‪ ،‬قال في النهاية فيه‪ :‬أنه جاءته هدية فلم يجدلها موضعا‬
‫يضعها عليه‪ ،‬فقال‪ :‬ضعه بالحضيض فانما أنا عبد آكل كما يأكل العبد‪،‬‬
‫الحضيض قرار الرض وأسفل الجبل‪ - 13 .‬الخصال‪ :‬عن محمد بن علي‬
‫ماجيلويه عن عمه محمد بن أبى القاسم عن محمد بن على الكوفي عن‬
‫محمد بن سنان عن إبراهيم الكرخي عن أبى عبد ال عن أبيه عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قال الحسن بن على عليه السلم‪ :‬في المائدة اثنتى‬
‫عشرة خصلة يجب على كل مسلم أن يعرفها‪ :‬أربع منها فرض‪ ،‬وأربع‬
‫منها سنة‪ ،‬وأربع منها تأديب‪ ،‬فأما الفرض‪ :‬فالمعرفة‪ ،‬والرضا‪ ،‬والتسمية‪،‬‬
‫والشكر‪ ،‬وأما السنة‪ :‬فالوضوء قبل‬
‫)‪ (1‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ (2) .120 - 119‬امالي الصدوق ‪ 44‬في حديث‪ (3) .‬علل‬
‫الشرايع ‪ 1‬ر ‪ ،124‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪.81‬‬

‫]‪[414‬‬

‫الطعام‪ ،‬والجلوس على الجانب اليسر‪ ،‬والكل بثلث أصابع‪ ،‬ولعق الصابع‪ ،‬وأما‬
‫التأديب‪ :‬فالكل مما يليك‪ ،‬وتصغير اللقمة‪ ،‬والمضغ الشديد‪ ،‬وقلة النظر في‬
‫وجوه الناس )‪ .(1‬القبال والمكارم ورسالة الداب الدينية للفضل بن‬
‫الحسن الطبرسي باسنادهم إلى الحسن عليه السلم مثله )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫الظاهر أن المراد بالمعرفة معرفة أنه من حلل‪ ،‬كما في الخبر التي‬
‫ويحتمل معرفة المنعم‪ ،‬وأن هذه نعمة من ال‪ ،‬أو اليمان لن نعم الدنيا‬
‫على غير المؤمن حرام كما دلت عليه أخبار كثيرة‪ ،‬والرضا أي بما قسم‬
‫ال له من الرزق و الشكر في اثناء الكل وبعده‪ ،‬والوضوء غسل اليدين‬
‫كما مر‪ ،‬والجلوس على جانب اليسر كما في حال التشهد ليكون كجلسة‬
‫العبد أو بنصب الرجل اليمنى كما يستفاد من بعض الخبار‪ ،‬والكل بثلث‬
‫أصابع كأنه أقل مراتب الفضل‪ ،‬بأن ل يكون باصبعين لما مر‪ ،‬فالزايد أيضا‬
‫مستحب أو أفضل‪ ،‬ويدل عليه ما رواه الكليني )‪ (3‬رحمه ال باسناده عن‬
‫أبي خديجة عن أبي عبد ال عليه السلم أنه كان يجلس جلسة العبد‪ ،‬و‬
‫يضع يده على الرض ويأكل بثلث أصابع وأن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله كان يأكل هكذا‪ ،‬ليس كما يفعل الجبارون أحدهم يأكل باصبعيه وعن‬
‫علي بن محمد رفعه قال‪ :‬كان امير المؤمنين عليه السلم يستاك عرضا‬
‫ويأكل هرتا‪ ،‬وقال‪ :‬الهرت أن يأكل بأصابعه جميعا ويحتمل أن يكون الكل‬
‫بالثلث سنة والقل مكروها والكثر مستحبا ل يبلغ حد السنة‪ ،‬ويكون‬
‫اختيار أمير المؤمنين عليه السلم ذالك لبيان الجواز والول أظهر‪ .‬قال في‬
‫الدروس‪ :‬يستحب الكل بجميع الصابع وروي أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله كان يأكل بثلث أصابع ويكره الكل باصبعين‪ ،‬ويستحب مص‬
‫الصابع والكل مما يليه وأن ل يتناول من قدام غيره شيئا انتهى‪ ،‬والعامة‬
‫اقتصروا على الثلث وجوزوا‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .485‬اقبال العمال ‪ ،113 - 112‬مكارم الخلق ‪(3) .163‬‬
‫الكافي ‪ 6‬ر ‪.297‬‬

‫]‪[415‬‬

‫ضم الرابعة والخامسة‪ ،‬لعذر بأن يكون طعاما ل يمكن أكله بثلث ثم الظاهر أن‬
‫المراد بالفريضة ما هو أعم من الواجب والسنة الكيدة‪ ،‬وبالسنة المستحب‬
‫الذي واظب عليه الرسول صلى ال عليه وآله‪ ،‬وبالتأديب المستحب الذي‬
‫ليس بتلك المنزلة‪ ،‬ويحتمل أن يكون أمرا إرشاديا للفوايد الدنيوية كالمر‬
‫بأكل بعض الغذية والدوية‪ ،‬لبعض المنافع‪ ،‬والول أظهر‪ ،‬وعلى التقادير‬
‫المراد بالوجوب ما هو أعم من المصطلح‪ - 14 .‬الخصال‪ :‬في وصايا النبي‬
‫صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم‪ :‬يا علي اثنتا عشرة خصلة ينبغي‬
‫للرجل المسلم أن يتعلمها في المائدة‪ :‬أربع منها فريضة‪ ،‬وأربع منها سنة‪،‬‬
‫و أربع منها أدب‪ ،‬فأما الفريضة فالمعرفة بما يأكل‪ ،‬والتسمية‪ ،‬والشكر‪،‬‬
‫والرضا‪ ،‬وأما السنة‪ :‬فالجلوس على الرجل اليسرى‪ ،‬والكل بثلث أصابع‪،‬‬
‫وأن يأكل ما يليه ومص الصابع‪ ،‬وأما الدب‪ :‬فتصغير اللقمة‪ ،‬والمضغ‬
‫الشديد‪ ،‬وقلة النظر في وجوه الناس‪ ،‬وغسل اليدين )‪ - 15 .(1‬ومنه‪ :‬عن‬
‫علي بن أحمد بن موسى عن أحمد بن يحيى بن زكريا القطان عن بكر بن‬
‫عبد ال بن حبيب عن عثمان بن عبيد عن هدبة بن خالد القيسي عن‬
‫مبارك بن فضالة عن الصبغ بن نباته قال‪ :‬قال أمير المؤمنين علي بن أبي‬
‫طالب عليه السلم للحسن ابنه عليهما السلم‪ :‬يا بني أل اعلمك أربع‬
‫خصال تستغني بها عن الطب ؟ فقال‪ :‬بلي يا امير المؤمنين ! قال‪ :‬ل‬
‫تجلس على الطعام إل وأنت جايع‪ ،‬ول تقم عن الطعام إل و أنت تشتهيه‪،‬‬
‫وجود المضغ‪ ،‬وإذا نمت فاعرض نفسك على الخلء‪ ،‬فإذا استعملت هذا‬
‫استغنيت عن الطب )‪ - 16 .(2‬العيون‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا أكلتم‬
‫الثريد فكلوا من جوانبه‪ ،‬فان الذروة فيها البركة )‪ - 17 .(3‬مجالس ابن‬
‫الشيخ‪ :‬عن والده عن محمد بن علي بن حشيش عن إبراهيم‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .485‬المصدر ‪ (3) .228‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪.34‬‬

‫]‪[416‬‬

‫ابن أحمد الدينوري عن عبد ال بن حمدان عن أبي سعيد الشج عن عقبة بن خالد‬
‫عن موسى بن محمد بن إبراهيم التميمي عن أبيه عن أنس بن مالك قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا أكلتم فاخلعوا نعالكم‪ ،‬فانه أروح‬
‫لقدامكم )‪ .(1‬الفردوس‪ :‬عنه صلى ال عليه وآله مثله وزاد في آخره‬
‫وإنها سنة جميلة‪ - 18 .‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن والده عن جماعة عن أبي‬
‫المفضل عن علي بن محمد بن الحسن النخعي عن جده سليم بن إبراهيم‬
‫بن عبيد عن نصر بن مزاحم المنقري عن إبراهيم بن الزبرقان عن عمرو‬
‫بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عليه السلم في قوله تعالى‪ " :‬ولقد‬
‫كرمنا بني آدم " يقول‪ :‬فضلنا بني آدم على ساير الخلق " وحملناهم في‬
‫البر والبحر " يقول‪ :‬على الرطب واليابس " ورزقناهم من الطيبات "‬
‫يقول‪ :‬من طيبات الثمار كلها " وفضلناهم " يقول‪ :‬ليس من دابة ول طاير‬
‫إل هي تأكل وتشرب بفيها ل ترفع بيدها إلى فيها طعاما ول شرابا غير ابن‬
‫آدم‪ ،‬فانه يرفع إلى فيه بيده طعامه‪ ،‬فهذا من التفضيل )‪ .(2‬بيان‪ :‬كان‬
‫مراده بالرطب واليابس الحيوان والسفينة‪ ،‬وقد مر تفسير الية‪- 19 .‬‬
‫مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن والده عن جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن‬
‫الحسن ابن هارون عن يحيى بن السري الضرير عن محمد بن حازم أبي‬
‫معاوية الضرير قال‪ :‬دخلت على هارون الرشيد قيل لي‪ :‬وكانت بين يديه‬
‫المائدة فسألني عن تفسير هذه هذه الية " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم‬
‫في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات " الية فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين قد‬
‫تأولها جدك عبد ال بن العباس‪ :‬أخبرني الحجاج ابن إبراهيم الخوزي عن‬
‫ميمون بن مهران عن ابن عباس في هذه الية " ولقد كرمنا بني آدم‬
‫وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات " قال‪ :‬كل دابة تأكل بفيها‬
‫إل ابن آدم فانه يأكل بالصابع‪ ،‬قال أبو معاوية‪ :‬فبلغني أنه رمى بمعلقة‬
‫كانت بيده من فضة وتناول من الطعام باصبعه )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬امالي الطوسى ‪ 1‬ر ‪ (3 - 2) .318‬المصدر ‪ 2‬ر ‪ 103‬و ‪ 104‬والية في أسرى‬


‫‪.70‬‬

‫]‪[417‬‬

‫‪ - 20‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضل عن عبد ال بن محمد بن عبد‬


‫العزيز البغوي عن يحيى بن عبد الحميد الحماني عن حجاج بن تميم عن‬
‫ميمون بن مهران عن ابن عباس في قوله عزوجل‪ " :‬ولقد كرمنا بني آدم‬
‫" إلى قوله‪ " :‬تفضيل " قال‪ :‬ليس من دابة إل وهي تأكل بفيها إل ابن‬
‫آدم فانه يأكل بيده )‪ - 21 .(1‬الخصال‪ :‬في الربعمائة قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد‪،‬‬
‫ول يضعن أحدكم إحدى رجليه على الخرى‪ ،‬ويربع‪ ،‬فانها جلسة يبغضها‬
‫ال ويمقت صاحبها )‪ .(2‬وقال عليه السلم‪ :‬ليجلس أحدكم على طعامه‬
‫جلسة العبد وليأكل على الرض )‪ - 22 .(3‬المحاسن‪ :‬عن القاسم بن يحيى‬
‫عن جده عن أبى بصير عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )‪ .(4‬بيان‪:‬‬
‫جلسة العبد الجثو على الركبتين‪ ،‬وقال بعض علماء العامة بعد بيان كراهة‬
‫التكاء‪ :‬فالمستحب في صفة الجلوس للكل أن يكون جاثيا على ركبتيه‬
‫وظهور قدميه‪ ،‬أو ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى انتهى قوله‬
‫عليه السلم‪ " :‬وليأكل على الرض " أي حال كونه جالسا على الرض‬
‫من غير بساط ووسادة‪ ،‬أو حال كون الطعام على الرض من غير خوان أو‬
‫هما معا‪ - 23 .‬ومنه‪ :‬عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن أبى إسماعيل‬
‫السراج عن خيثمة ابن عبد الرحمن الجعفي قال‪ :‬حدثني أبو لبيد البحراني‬
‫عن أبى جعفر عليه السلم أنه أتاه رجل بمكة فقال له‪ :‬يا محمد بن على‬
‫أنت الذي تزعم أنه ليس شئ إل وله حد ؟ فقال أبو جعفر‪ :‬نعم أنا أقول‪:‬‬
‫لبس شئ مما خلق ال صغيرا وكبيرا إل وقد جعل ال له حدا‪ ،‬إذا جوز به‬
‫ذلك الحد‪ ،‬فقد تعدى حد ال فيه‪ ،‬فقال‪ :‬فما حد مائدتك هذه ؟ قال‪ :‬تذكر اسم‬
‫ال حين توضع‪ ،‬وتحمد ال حين ترفع‪ ،‬وتقم ما تحتها‪ ،‬قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬امالي الطوسى ‪ 2‬ر ‪ (2) .104‬الخصال‪ (3) .619 :‬الخصال‪(4) .622 :‬‬
‫المحاسن‪.442 :‬‬

‫]‪[418‬‬

‫فما حد كوزك هذا ؟ قال‪ :‬ل تشرب من موضع اذنه‪ ،‬ول من موضع كسره‪ ،‬فانه‬
‫مقعد الشيطان‪ ،‬وإذا وضعته على فيك فاذكر اسم ال‪ ،‬وإذا رفعته عن فيك‬
‫فاحمد ال وتنفس فيه ثلثة أنفاس‪ ،‬فان النفس الواحد يكره )‪- 24 .(1‬‬
‫ومنه‪ :‬عن أبيه عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبى عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الطعام إذا جمع أربعا‬
‫فقدتم‪ :‬إذا كان من حلل‪ ،‬وكثرت اليدي عليه‪ ،‬وبسم ال في أوله‪ ،‬والحمد‬
‫ل في آخره‪ ،‬ورواه النوفلي عن السكوني عن أبي عبد ال عن آبائه‬
‫عليهم السلم عن رسول ال صلى ال عليه وآله )‪ - 25 .(2‬ومنه‪ :‬عن‬
‫الوشا عن أحمد بن عايذ عن أبى خديجة عن أبي عبد ال عليه السلم أنه‬
‫سأله عمرو بن عبيد وواصل وبشير الرحال عن حد الطعام فقال‪ :‬يأكل‬
‫النسان مما بين يديه‪ ،‬ول يتناول من قدام الخر شيئا )‪ - 26 .(3‬ومنه‪:‬‬
‫عن جعفر عن ابن القداح عن أبي عبد ال عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا أكل أحدكم فليأكل مما يليه )‪- 27 .(4‬‬
‫ومنه‪ :‬عن ابن فضال عن ابن القداح عن أبي عبد ال عن أبيه عليهما‬
‫السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله إذا أكل مع قوم طعاما كان‬
‫أول من يضع يده‪ ،‬وآخر من يرفعها ليأكل القوم )‪ - 28 .(5‬ومنه‪ :‬عن‬
‫يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي سلمة عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إن أبي أتاه عبد ال بن علي بن الحسين يستأذن لعمرو بن‬
‫عبيد وواصل مولى هبيرة وبشير الرحال‪ ،‬فأذن لهم‪ ،‬فدخلوا عليه فجلسوا‬
‫فقالوا‪ :‬يا باجعفر إن لكل شئ حدا ينتهي إليه ؟ فقال أبو جعفر عليه‬
‫السلم‪ :‬نعم‪ ،‬إن لكل شئ حدا ينتهي إليه‪ ،‬مامن شئ إل وله حد‪ ،‬قال‪ :‬فاتي‬
‫بالخوان فوضع فقالوا فيما بينهم‪ :‬قدوال استمكنا من أبي جعفر‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا‬
‫باجعفر هذا الخوان من الشئ ؟ قال‪:‬‬
‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .274 :‬المحاسن‪ (5 - 3) .398 :‬المحاسن‪.448 :‬‬

‫]‪[419‬‬

‫نعم‪ ،‬قالوا‪ :‬فما حده ؟ قال‪ :‬حده إذا وضع الرجل يده قال‪ :‬بسم ال وإذا رفعها قال‬
‫الحمد ل‪ ،‬ويأكل كل إنسان من بين يديه‪ ،‬ول يتناول من قدام الخر‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ودعا أبو جعفر عليه السلم بماء يشربون فقالوا‪ :‬يا با جعفر هذا الكوز من‬
‫الشئ ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قالوا‪ :‬فما حده ؟ قال‪ :‬أن يشرب من شفته الوسطى‪،‬‬
‫ويذكر اسم ال عليه‪ :‬ول يشرب من اذن الكوز‪ ،‬فانه مشرب الشيطان‪،‬‬
‫ويقول‪ :‬الحمد ل الذي سقاني عذبا فراتا ولم يجعله ملحا اجاجا بذنوبى )‬
‫‪ - 29 .(1‬ومنه‪ :‬عن النوفلي باسناده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬اخلعوا نعالكم عند الطعام فانه سنة جميلة‪ ،‬وأروح للقدمين )‪30 .(2‬‬
‫‪ -‬ومنه‪ :‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عمن ذكره قال‪ :‬رأيت‬
‫أبا الحسن الرضا عليه السلم إذا تغدى استلقى على قفاه‪ ،‬وألقى رجله‬
‫اليمنى على اليسرى )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال في الدروس‪ :‬يستحب الستلقاء بعد‬
‫الطعام على قفاه ووضع رجله اليمنى على اليسرى‪ ،‬وما رواه العامة‬
‫بخلف ذلك من الخلف‪ - 31 .‬المحاسن‪ :‬عن علي بن الحكم عن أبي‬
‫المغرا عن ابن خارجة عن أبي بصير عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وآله يأكل أكل العبد‪ ،‬ويجلس جلوس العبد‬
‫ويعلم أنه عبد )‪ .(4‬بيان‪ :‬ويعلم أنه عبد‪ ،‬أي يعمل بمقتضى العبودية‪،‬‬
‫وهذه مرتبة عظيمة من مراتب الكمال‪ ،‬ولذا وصف ال تعالى خلص أنبيائه‬
‫وأصفيائه بالعبودية كما قال سبحانه‪ " :‬سبحان الذي أسرى بعبده " "‬
‫عبدا من عبادنا " وأمثاله كثيرة‪ - 32 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن البزنطي‬
‫عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلم قال‪ :‬كان رسول‬
‫ال يأكل أكل العبد‪ ،‬ويجلس جلسة العبد‪ ،‬وكان يأكل على الحضيض‪ ،‬وينام‬
‫على الحضيض )‪ .(5‬بيان‪ :‬قد عرفت أن الكل على الحضيض الكل على‬
‫الرض بل خوان أو‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪ 4) .449 - 448 :‬و ‪ (5‬المحاسن‪.457 - 456 :‬‬

‫]‪[420‬‬

‫بل بساط تحته أيضا‪ ،‬والنوم على الحضيض النوم على الرض بل فرش بل بل‬
‫بساط أيضا‪ - 33 .‬المحاسن‪ :‬عن صفوان عن ابن مسكان عن الحسن‬
‫الصيقل قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬مرت امرأة بذية‬
‫برسول ال وهو يأكل وهو جالس على الحضيض‪ ،‬فقالت‪ :‬يا محمد وال‬
‫إنك لتأكل أكل العبد‪ ،‬وتجلس جلوسه‪ ،‬فقال لها رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬ويحك أي عبد أعبد مني ؟ قالت‪ :‬فناولني لقمة من طعامك فناولها‬
‫فقالت‪ :‬ل وال إل التي في فمك‪ ،‬فأخرج رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫اللقمة من فمه فناولها فأكلتها‪ ،‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬فما أصابها‬
‫داء حتى فارقت الدنيا روحها )‪ - 34 .(1‬كتاب الزهد للحسين بن سعيد‪:‬‬
‫عن ابن سنان عن ابن مسكان مثله‪ .‬بيان‪ :‬البذاء بالمد الفحش في القول‪،‬‬
‫وفلن بذى اللسان ذكره في النهاية‪ ،‬وقد يستدل بهذا الحديث على جواز‬
‫أكل ما خرج من فم الغير‪ ،‬ويشكل بأن احتمال الختصاص هنا قوي وقد‬
‫كانوا يستعجلون أكل دمه وبوله صلى ال عليه وآله وسلم تبركا مع أنه ل‬
‫شائبه من الخباثة ههنا‪ ،‬وهي العمدة في حكمهم بالتحريم‪ - 35 .‬المحاسن‪:‬‬
‫عن بعض أصحابنا رفعه إلى الحسن بن علي عليهما السلم قال‪ :‬اثنتا‬
‫عشرة خصلة ينبغي للرجل أن يتعلمها على الطعام‪ :‬أربعة منها فريضة‪،‬‬
‫وأربعة منها سنة‪ ،‬وأربعة منها أدب‪ ،‬فأما الفريضة‪ :‬فالمعرفة‪ ،‬والتسمية‪،‬‬
‫والشكر‪ ،‬والرضا‪ ،‬وأما السنة فالجلوس على الرجل اليسرى‪ ،‬والكل بثلث‬
‫أصابع‪ ،‬وأن يأكل مما يليه ومص الصابع‪ ،‬وأما الدب‪ :‬فغسل اليدين‪،‬‬
‫وتصغير اللقمة‪ ،‬والمضغ الشديد‪ ،‬وقلة النظر في وجوه القوم )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫الجلوس على الرجل اليسرى يحتمل ثلثة أوجه‪ :‬الول كهيئة التشهد‬
‫والثاني نصب الرجل اليمنى وبسط اليسرى كما فهمه بعض العامة‪ ،‬الثالث‬
‫بسط اليسرى وجعل الركبة والفخذ اليسريين على اليمنى كما اختاره‬
‫بعضهم أيضا في الصلة‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ 457 :‬وقد مضى ص ‪ 310‬فراجع‪ (2) .‬المحاسن‪(*) .459 :‬‬

‫]‪[421‬‬

‫والكل‪ ،‬والول أظهر‪ ،‬ويحتمل الثاني كما عرفت‪ - 36 .‬المكارم‪ :‬من كتاب البصائر‬
‫عن محمد بن جعفر العاصمي عن أبيه عن جده قال‪ :‬حججت ومعي جماعة‬
‫من أصحابنا فأتيت المدينة فقصدنا مكانا ننزله فاستقبلنا غلم لبي الحسن‬
‫موسى بن جعفر عليه السلم على حمار له أخضر يتبعه الطعام‪ ،‬فنزلنا بين‬
‫النخل‪ ،‬وجاء هو فنزل‪ ،‬فاتي بالطشت والماء فبدأ وغسل يديه‪ ،‬وأدير‬
‫الطشت عن يمينه حتى بلغ آخرنا‪ ،‬ثم اعيد من يساره حتى أتى على آخرنا‪،‬‬
‫ثم قدم الطعام فبدأ بالملح ثم قال‪ :‬كلوا " بسم ال الرحمن الرحيم " ثم ثنى‬
‫بالخل ثم اتى بكتف مشوي فقال‪ :‬كلوا بسم ال الرحمن الرحيم فان هذا‬
‫طعام كان يعجب النبي صلى ال عليه وآله‪ ،‬ثم اتي بالخل والزيت فقال‪:‬‬
‫كلوا بسم ال الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب فاطمة عليها السلم‬
‫ثم اتى بالسكباج فقال كلوا بسم ال الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان‬
‫يعجب أمير المؤمنين عليه السلم‪ ،‬ثم اتى بلحم مقلو فيه باذنجان فقال‪:‬‬
‫كلوا بسم ال الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب الحسن بن علي‬
‫عليه السلم‪ ،‬ثم اتي بلبن حامض قد ثرد فيه فقال‪ :‬كلوا بسم ال الرحمن‬
‫الرحيم فان هذا طعام كان يعجب الحسين بن علي عليه السلم ثم اتى‬
‫بأضلع باردة فقال‪ :‬كلوا بسم ال الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب‬
‫علي بن الحسين عليه السلم ثم اتى بجبن مبرز فقال‪ :‬كلوا بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب محمد بن علي عليه السلم‪ ،‬ثم‬
‫اتى بتور فيه بيض كالعجة فقال‪ :‬كلوا بسم ال الرحمن الرحيم فان هذا‬
‫طعام كان يعجب أبي جعفر عليه السلم ثم اتي بحلواء فقال‪ :‬كلوا بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم فان هذا طعام يعجبني ورفعت المائدة فذهب أحدنا ليلقط‬
‫ماكان تحتها فقال‪ :‬مه إنما ذلك في المنازل تحت السقوف‪ ،‬فأما في مثل هذا‬
‫الموضع فهو لعافية الطير والبهايم‪ ،‬ثم اتى بالخلل فقال‪ :‬من حق الخلل‬
‫أن تدير لسانك في فمك فما أجابك ابتلعته‪ ،‬وما امتنع تحركه بالخلل ثم‬
‫تخرجه فتلفظه واتي بالطست والماء فابتدئ بأول من على يساره حتى‬
‫انتهى إليه فغسل‪ ،‬ثم غسل من على يمينه حتى أتى على آخرهم‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا‬
‫عاصم كيف أنتم في التواصل والتبار ؟ فقال‪ :‬على أفضل ماكان عليه أحد‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أيأتي أحدكم‬

‫]‪[422‬‬

‫عن الضيقة منزل أخيه فل يجده فيأمر بأخراج كيسه فيخرج فيفض ختمه فيأخذ من‬
‫ذلك حاجته فل ينكر عليه ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬لستم على ما احب عليه من‬
‫التواصل‪ .‬والضيقة الفقر )‪ .(1‬بيان‪ " :‬وجاء هو " أي موسى عليه السلم‬
‫" بجبن مبرز " بكسر الراء المشددة ثم الزاي فائق في النفاسة واللذة‪،‬‬
‫من قولهم‪ :‬برز تبريزا أي فاق أصحابه فضل وشجاعة وفي بعض النسخ‬
‫بتقديم الزاي على الراء فهو بفتح الزاي المشددة أي جعل فيه البازير وفي‬
‫بعض النسخ بجنب أي بجنب الشاة فهو على الول يحتمل الكسر والفتح‪،‬‬
‫أي نفيس أو سمين وعلى الثاني بالمعنى السابق أيضا‪ ،‬والتور إناء من‬
‫صفر أو حجارة كالجانة‪ .‬وفي القاموس‪ :‬العجة بالضم طعام من البيض‬
‫مولد‪ ،‬وفي بحر الجواهر خايگينه وفي النهاية فيه " ما أكلت العافية منها‬
‫فهو له صدقة " العافية والعافي كل طالب رزق من إنسان أو بهيمة أو‬
‫طائر‪ ،‬وجمعها العوافي‪ ،‬وقد تقع العافية على الجماعة انتهى‪ .‬قوله‪" :‬‬
‫بأول من على يساره " أي الغاسل حين دخول البيت‪ ،‬أو عند الستقبال‬
‫إليهم‪ ،‬فهو بمنزلة يمين الباب أو يسار المام عليه السلم لكن الولية‬
‫بالنسبة إلى داخل المجلس ومآلهما واحد‪ ،‬ويؤل إلى أحد الوجهين‬
‫المتقدمين في باب الغسل " على ما احب عليه " كأن " عليه " زيد من‬
‫النساخ‪ ،‬أو المعنى على ما احبكم‪ ،‬وقوله والضيقة كلم الطبرسي رحمه‬
‫ال‪ - 37 .‬المكارم‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬من أكل الطعام على‬
‫النقاء‪ ،‬وأجاد الطعام تمضغا‪ ،‬وترك الطعام وهو يشتهيه‪ ،‬ولم يحبس الغائط‬
‫إذا أتاه‪ ،‬لم يمرض إل مرض الموت )‪ .(2‬من مجموع في الداب لمولي‬
‫أبي طول ال عمره روى عن المفضل بن يونس قال‪ :‬إنى في منزلي يوما‬
‫فدخل علي الخادم فقال‪ :‬إن في الباب رجل يكنى بأبي الحسن يسمى موسى‬
‫بن جعفر فقلت‪ :‬يا غلم إن كان الذي أتوهم فأنت حر لوجه‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .168 - 166 :‬مكارم الخلق ‪.169‬‬

‫]‪[423‬‬

‫ال قال‪ :‬فبادرت إليه فإذا أنابه عليه السلم‪ ،‬فقلت‪ :‬انزل يا سيدي‪ ،‬فنزل ودخل‬
‫المجلس فذهبت لرفعه في صدر البيت‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا فضل صاحب المنزل‬
‫أحق بصدر البيت إل أن يكون في القوم رجل من بني هاشم‪ ،‬فقلت‪ :‬فأنت‬
‫إذا جعلت فداك‪ ،‬ثم قلت‪ :‬جعلني ال فداك إنه قد حضر طعام لصحابنا فان‬
‫رأيت‪ ،‬فقال‪ :‬يا فضل إن الناس يقولون‪ :‬إن هذا طعام الفجأة وهم يكرهونه‪،‬‬
‫أما إني ل أرى به بأسا‪ ،‬فأمرت الغلم فاتي بالطست فدنا منه‪ ،‬فقال‪ :‬الحمد‬
‫ل الذي جعل لكل شئ حدا‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك فما حد هذا ؟ فقال‪ :‬أن يبدء‬
‫رب البيت لكي ينشط الضياف‪ ،‬فإذا وضع الطست سمي‪ ،‬وإذا رفع حمد‬
‫ال‪ ،‬ثم اتى بالمائدة فقلت‪ :‬ماحد هذا ؟ قال‪ :‬أن تسمي إذا وضع‪ ،‬وتحمد ال‬
‫إذا رفع‪ ،‬ثم اتي بالخلل‪ ،‬فقلت‪ :‬فما حد هذا ؟ قال‪ :‬أن تكسر رأسه لن ل‬
‫يدمي اللثة‪ ،‬فاتي بالناء‪ ،‬فقلت‪ :‬فما حده ؟ قال‪ :‬أن ل تشرب من موضع‬
‫العروة‪ ،‬ول من موضع كسر إن كان به‪ ،‬فانه مجلس الشيطان‪ ،‬فإذا شربت‬
‫سميت‪ ،‬وإذا فرغت حمدت ال‪ ،‬وليكن صاحب البيت ‪ -‬يا فضل إذا فرغ من‬
‫الطعام ووضأ القوم ‪ -‬آخر من يتوضأ‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن أمير المؤمنين أمرك‬
‫لبني فلن بعشرة آلف درهم‪ ،‬فأنا احب أن تنفذ إليهم‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك‬
‫إن خرج عني لم يعد إلى درهم أبدا‪ ،‬فقال‪ :‬أنفذ إليهم )‪ (1‬فل يصل إليهم أو‬
‫يعود إليك إنشاء ال قال‪ :‬فل وال إن وصل إليهم حتى عاد إلى العشرة‬
‫آلف )‪ .(2‬بيان‪ " :‬فأنت إذا " أي فأنت هو‪ ،‬وكأن تعميم بني هاشم هنا‬
‫للتقية " لصحابنا " أي هيأته لهم " فان رأيت " أي أن تأكل منه فكل‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬نشط كسمع أي طابت نفسه للعمل وغيره " سمى " أي رب البيت‬
‫أو حامل الطست‪ ،‬وكذا قوله‪ " :‬حمد ال " يحتمل الوجهين‪ ،‬ويمكن قراءة‬
‫الفعلين على المجهول‪ ،‬وقوله‪ :‬تسمي وتحمد يؤيدان كون المراد رب البيت‬
‫في الموضعين‪ ،‬واللثة بالكسر والتخفيف لحم السنان‪ ،‬وقوله‪ " :‬آخر من‬
‫يتوضأ " خبر " وليكن "‪.‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬اخرج إليهم‪ (2) .‬مكارم الخلق ‪.171‬‬

‫]‪[424‬‬

‫" ثم قال‪ " :‬أي المام عليه السلم " إن أمير المؤمنين " أي الخليفة الفاسق "‬
‫أن تنفذ إليهم أي ترسل " لم يعد إلي " أي منهم إن كان قرضا أو من‬
‫الخليفة إن كان عطية " أو يعود " أي إلى أن يعود " وإن " في قوله‪" :‬‬
‫إن وصل " نافية حتى عاد " إلي " أي من جهة الخليفة‪ - 38 .‬المكارم‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الكل في السوق دناءة وسأل رجل‬
‫رسول ال فقال‪ :‬يا رسول ال‪ :‬إنا ناكل ول نشبع‪ ،‬قال‪ :‬لعلكم تفترقون عن‬
‫طعامكم‪ ،‬فاجتمعوا عليه‪ ،‬واذكروا اسم ال عليه يبارك لكم‪ .‬وعن ابن عمر‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا وضعت المائدة بين يدي‬
‫الرجل فليأكل مما يليه‪ ،‬ول يتناول مما بين يدي جليسه‪ ،‬ول يأكل من ذروة‬
‫القصعة‪ ،‬فان من أعلها تأتي البركة‪ ،‬ول يرفع يده وإن شبع‪ ،‬فانه إذا فعل‬
‫ذلك خجل جليسه‪ ،‬وعسى أن يكون له في الطعام حاجة‪ .‬وعن أنس قال‪ :‬ما‬
‫أكل رسول ال صلى ال عليه وآله على خوان ول في سكرجة ول من خبز‬
‫مرقق فقيل لنس‪ :‬على ما إذا كانوا يأكلون ؟ قال‪ :‬على السفرة )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫قال في النهاية‪ :‬ل آكل في سكرجة هي بضم السين والكاف والراء‬
‫والتشديد‪ :‬إناء صغير يؤكل فيه الشئ القليل من الدم‪ ،‬وهي فارسية وأكثر‬
‫ما يوضع فيه الكواميخ ونحوها‪ ،‬وقال‪ :‬السفرة طعام يتخذه المسافر‪ ،‬وأكثر‬
‫ما يحمل في جلد مستدير فنقل اسم الطعام إلى الجلد‪ ،‬وسمي به انتهى‪،‬‬
‫وكأن الخوان كان أكبر أو معمول من خشب كما عندنا‪ ،‬أو سعف‪ ،‬فكان‬
‫الكابر والشراف يأكلون عليه‪ ،‬ولذا كان صلى ال عليه وآله يكتفي‬
‫بالسفرة تواضعا وتشبها بالفقراء‪ - 39 .‬حيوة الحيوان‪ :‬ذكر بعض العلماء‬
‫أن من أكل كثيرا وخاف على نفسه من التخمة فليمسح يده على بطنه‪،‬‬
‫وليقل " الليلة ليلة عيدي‪ ،‬ورضي ال عن سيدي أبي عبد ال القرشي "‬
‫يفعل ذلك ثلثا‪ ،‬فانه ل يضره الكل وهو عجيب مجرب‪ - 40 .‬بشارة‬
‫المصطفى‪ :‬باسناده عن كميل بن زياد عن أمير المؤمنين عليه السلم في‬
‫وصية‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪.172 :‬‬

‫]‪[425‬‬

‫له قال‪ :‬يا كميل إذا أكلت فطول أكلك يستوف من معك وترزق منه غيرك‪ ،‬يا كميل‬
‫إذا استويت على طعامك فاحمد ال على ما رزقك‪ ،‬وارفع بذلك صوتك‬
‫ليحمد سواك‪ ،‬فيعظم بذلك أجرك‪ ،‬يا كميل ل توقر معدتك طعاما ودع فيها‬
‫للماء موضعا وللريح مجال )‪ - 41 .(1‬تحف العقول‪ :‬قال أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم‪ :‬يا كميل إذا أكلت الطعام فسم باسم الذي ل يضر مع اسمه‬
‫]داء[‪ ،‬وفيه شفاء من كل السواء‪ ،‬يا كميل وأكل بالطعام‪ ،‬ول تبخل عليه‪،‬‬
‫فانك لن ترزق الناس شيئا وال يجزل لك من الثواب بذلك‪ ،‬وأحسن عليه‬
‫خلقك‪ ،‬وأبسط جليسك‪ ،‬ول تنهر خادمك‪ ،‬يا كميل إذا أكلت فطول أكلك‬
‫ليستوفي من معك ويرزق منه غيرك يا كميل إذا استوفيت طعامك فاحمد‬
‫ال علي ما رزقك‪ ،‬وارفع بذلك صوتك يحمده سواك‪ ،‬فيعظم بذلك أجرك‪ ،‬يا‬
‫كميل ل توقرن معدتك طعاما‪ ،‬ودع فيها للماء موضعا وللريح مجال‪ ،‬ول‬
‫ترفع يدك من الطعام إل وأنت تشتهيه‪ ،‬فان فعلت ذلك فأنت تستمرئه‪ ،‬فان‬
‫صحة الجسم من قلة الطعام وقلة الماء )‪ - 42 .(2‬العيون‪ :‬عن المظفر بن‬
‫جعفر العلوي عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه عن علي‬
‫بن الحسن بن فضال عن محمد بن الوليد عن العباس بن هلل عن الرضا‬
‫عن آبائه عن النبي صلى ال عليه وآله وسلم قال‪ :‬خمس ل أدعهن حتى‬
‫الممات‪ :‬الكل على الحضيض مع العبيد‪ ،‬وركوبي الحمار مؤكفا‪ ،‬وحلبي‬
‫العنز بيدي‪ ،‬ولبسي الصوف‪ ،‬و التسليم على الصبيان لتكون سنة من‬
‫بعدي )‪ - 43 .(3‬المحاسن‪ :‬عن عثمان بن عيسى عن أبى أيوب عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬شيئان يؤكلن باليدين جميعا‪ :‬العنب والرمان )‬
‫‪ - 44 .(4‬الكافي‪ :‬عن العدة عن سهل عن أحمد بن هارون عن موفق‬
‫المدينى عن أبيه عن جده قال‪ :‬بعث إلى الماضي يوما وحبسني للغداء‪،‬‬
‫فلما جاؤا بالمائدة لم‬

‫)‪ (1‬بشارة المصطفى ‪ (2) .29‬تحف العقول ‪ (3) .171‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪(4) .81‬‬
‫المحاسن‪.556 :‬‬

‫]‪[426‬‬

‫يكن عليها بقل‪ ،‬فأمسك يده ثم قال للغلم‪ :‬أما علمت أنى ل آكل على مائدة ليس فيها‬
‫خضرة ؟ فأتني بالخضرة‪ ،‬قال‪ :‬فذهب الغلم فجاء بالبقل فألقاه على المائدة‬
‫فمد يده فأكل )‪ * 18 .(1‬باب آخر * )في المنع عن نهك العظام وقطع‬
‫الخبز واللحم بالسكين( * ‪ - 1‬الكافي‪ :‬عن العدة عن أحمد بن أبى عبد ال‬
‫عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن أبيه قال‪ :‬صنع لنا أبو حمزة‬
‫طعاما فلما حضرنا‪ ،‬رأى رجل ينهك عظما فصاح به وقال‪ :‬ل تفعل‪ ،‬فانى‬
‫سمعت على بن الحسين عليه السلم يقول‪ :‬ل تنهكوا العظام‪ ،‬فان فيها‬
‫للجن نصيبا‪ ،‬فان فعلتم ذهب من البيت ما هو خير من ذلك )‪ .(2‬المحاسن‪:‬‬
‫عن محمد بن على عن محمد بن الهيثم مثله )‪ .(3‬بيان‪ :‬يقال‪ :‬نهك من‬
‫العظام بالغ في أكله‪ ،‬وقال الوالد قدس سره‪ :‬ينهك عظما أي يخرج مخه أو‬
‫يستأصل لحمه أو العم‪ ،‬والظاهر أن الجن يشمون العظم‪ ،‬فإذا استقصى ل‬
‫يبقى شئ ل ستشمامهم‪ ،‬فيسرقون من البيت‪ - 2 .‬الكافي‪ :‬باسناده عن‬
‫الفضل بن يونس قال‪ :‬تغدى أبو الحسن عليه السلم عندي فجيئ بقصعة‬
‫وتحتها خبز‪ ،‬فقال‪ :‬أكرموا الخبز أن يكون تحتها‪ ،‬وقال لي‪ :‬مر الغلم أن‬
‫يخرج الرغيف من تحت القصعة )‪ - 3 .(4‬ومنه‪ :‬باسناده رفعه قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أكرموا الخبز‪ ،‬قيل يا رسول ال وما‬
‫إكرامه ؟ قال‪ :‬إذا وضع ل ينتظر به غيره )‪ - 4 .(5‬ومنه‪ :‬بسند صحيح‬
‫عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬ل تقطعوا الخبز بالسكين‪ ،‬ولكن اكسروه باليد‬
‫وخالفوا العجم )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪ ،362‬وتراه في المحاسن ‪ 507‬وقد مر في باب البقول‪(2) .‬‬


‫الكافي‪ 6 :‬ر ‪ (3) .322‬المحاسن‪ (6 - 4) .472 :‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪- 304‬‬
‫‪.303‬‬

‫]‪[427‬‬

‫أقول‪ :‬وقد مر تجويز ذلك عند فقد الدام ومطلقا‪ ،‬وقد مر النهى عن شم الخبز‪- 5 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن ابن أبى عمير عن سجادة عن محمد بن عمرو بن الوليد‬
‫التميمي البصري عن محمد بن الفرات الزدي عن زيد بن على عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬نهى رسول ال أن يقطع اللحم على المائدة بالسكين )‬
‫‪ - 6 .(1‬دعوات الراوندي‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تقطعوا اللحم‬
‫بالسكين على المائدة فانه من فعل العاجم‪ ،‬وانهشه فانه أهنا وأمرأ‪ .‬بيان‪:‬‬
‫النهش الخذ بأطراف السنان‪ - 7 .‬المحاسن‪ :‬عن ابن محبوب عن العل‬
‫عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬سألته عن العظم أنهكه‬
‫؟ قال‪ :‬نعم )‪ .(2‬بيان‪ :‬يمكن حمله على نهك ل يصل إلى حد الستئصال‪،‬‬
‫مع أن التجويز ل ينافي الكراهة‪ * 19 .‬باب آخر * )في حضور الطعام‬
‫وقت الصلة( * ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال‪:‬‬
‫سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الصلة تحضر وقت وضع الطعام‪ ،‬قال‪:‬‬
‫إن كان في أول الوقت فليبدء بالطعام‪ ،‬وإن كان قد مضى من الوقت شئ‬
‫يخاف تأخيره فليبده بالصلة )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال في الدروس‪ :‬وإذا حضر‬
‫الطعام والصلة فالفضل أن يبدأ بها مع سعة وقتها إل أن ينتظر غيره‪،‬‬
‫ويجب مع ضيقه مطلقا انتهى‪ ،‬ونحوه قال الشيخ في النهاية وغيره‪ ،‬وقال‬
‫في السرائر‪ :‬إذا حضر الطعام والصلة فالبداءة بالصلة أفضل إذا كانوا في‬
‫أول الوقت‪ ،‬فان كان في آخر الوقت‪ ،‬فذلك هو الواجب‪ ،‬ل الفضل‪ ،‬فان كان‬
‫هناك قوم ينتظرونه للفطار معه‪ ،‬وكان أول الوقت وهم وهو صائم‪،‬‬
‫فالبداءة‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المحاسن‪ (3) .472 - 471 :‬المحاسن‪.423 :‬‬

‫]‪[428‬‬

‫بالطعام أفضل‪ ،‬لموافقتهم‪ ،‬وإن كان قد تضيق الوقت فل يجوز إل البتداء بالصلة‬
‫انتهى‪ .‬وقال صاحب الجامع‪ :‬إذا حضر الطعام والصلة ولم يغلبه الجوع‬
‫بدء بالصلة وإن غلبه أو حصره من ينتظره بدء بالطعام في أول وقتها‪،‬‬
‫وبها إذا ضاق‪ - 2 ..‬القبال‪ :‬روينا باسنادنا إلى على بن فضال من كتاب‬
‫الصوم عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬يستحب للصايم إن قوي على‬
‫ذلك أن يصلي قبل أن يفطر )‪ .(1‬أقول‪ :‬سيأتي الخبار في ذلك في كتاب‬
‫الصوم إن شاء ال‪ * 20 .‬باب * )أكل الكسرة والفتات‪ ،‬وما يسقط من‬
‫الخوان( * ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن‬
‫داود بن كثير قال‪ :‬تعشيت مع أبي عبد ال عليه السلم عتمة فلما فرغ من‬
‫عشائه حمد ال‪ ،‬ثم قال‪ :‬هذا عشائي وعشاء آبائي‪ ،‬فلما رفع الخوان تقمم‬
‫ما سقط عنه‪ ،‬ثم ألقاه إلى فيه )‪ - 2 .(2‬ومنه‪ :‬عن ابن فضال عن أبي‬
‫المغرا عن أبي اسامة عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إنى أجد الشئ‬
‫اليسير يقع من الخوان فاعيده‪ ،‬فيضحك الخادم )‪ - 3 .(3‬ومنه‪ :‬عن بعض‬
‫أصحابنا عن الصم عن عبد ال الرجاني قال‪ :‬كنت عند أبى عبد ال عليه‬
‫السلم وهو يأكل فرأيته يتتبع مثل السمسمة من الطعام ما يسقط من‬
‫الخوان‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك تتبع مثل هذا ؟ قال‪ :‬يا عبد ال هذا رزقك فل‬
‫تدعه لغيرك‪ ،‬أما إن فيه شفاء من كل داء‪ ،‬قال‪ :‬ورواه ابن يزيد عن ابن‬
‫فضال عن عبد ال الرجانى )‪ - 4 .(4‬ومنه‪ :‬عن النوفلي باسناده قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من تتبع ما يقع من مائدته فأكله ذهب عنه‬
‫الفقر وعن ولده وولد ولده إلى السابع )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬كتاب القبال‪ (5 - 2) .112 :‬المحاسن‪.444 - 443 :‬‬

‫]‪[429‬‬

‫‪ - 5‬ومنه‪ :‬عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير عن أبى عبد ال عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬كلوا ما يسقط من‬
‫الخوان‪ ،‬فان فيه شفاء من كل داء باذن ال‪ ،‬لمن أراد أن يستشفي به‪،‬‬
‫قال‪ :‬ورواه بعض أصحابنا عن الصم عن شعيب عن أبى بصير عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم )‪ - 6 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن ابن أبى عمير عن‬
‫إبراهيم بن عبد الحميد عن عبيد ال ابن صالح الخثعمي قال‪ :‬شكوت إلى‬
‫أبى عبد ال عليه السلم وجع الخاصرة فقال‪ :‬عليك بما يسقط من الخوان‬
‫فكله‪ ،‬ففعلت ذلك فذهب عني‪ ،‬قال إبراهيم‪ :‬قد كنت أجد في الجانب اليمن‬
‫واليسر فأخذت ذلك فانتفعت به )‪ - 7 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي عن‬
‫إبراهيم بن مهزم عن ابن الحر قال‪ :‬شكا رجل إلى أبى عبد ال عليه السلم‬
‫ما يلقى من وجع الخاصرة‪ ،‬فقال‪ :‬ما يمنعك من أكل ما يقع من الخوان )‬
‫‪ - 8 .(3‬ومنه‪ :‬عن منصور بن العباس عن الحسن بن معاوية بن وهب‬
‫عن أبيه قال‪ :‬كنا عند أبى عبد ال عليه السلم فلما رفع الخوان تلقط ما‬
‫وقع فأكله‪ ،‬ثم قال‪ :‬إنه ينفي الفقر ويكثر الولد )‪ - 9 .(4‬ومنه‪ :‬عن أبيه‬
‫عن معمر بن خلد قال‪ :‬سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلم يقول‪ :‬من‬
‫أكل في منزله طعاما فسقط منه شئ فليتناوله‪ ،‬ومن أكل في الصحراء أو‬
‫خارجا فليتركه للطير والسبع )‪ .(5‬بيان‪ :‬أو خارجا تعميم بعد التخصيص‪،‬‬
‫أي خارجا من البيوت‪ ،‬وتحت السقوف صحراء كان أو بستانا أو غيرهما‪.‬‬
‫‪ - 10‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن يونس عن عمرو بن جميع عن أبى عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من وجد كسرة‬
‫فأكلها كانت له سبعمائة حسنة‪ ،‬ومن وجدها في قذر فغسلها ثم رفعها كانت‬
‫له سبعون حسنة )‪ .(6‬بيان‪ :‬كأن زيادة ثواب الولى على الثانية بأن‬
‫الثانية لم تشتمل على الكل‬

‫)‪ (6 - 1‬المحاسن‪.445 - 444 :‬‬

‫]‪[430‬‬

‫وإنما هي غسلها ورفعها فقط‪ ،‬فلو أكلها كان ثوابه أكثر من الولى‪ ،‬وفي الكافي )‬
‫‪ (1‬في الول كانت له حسنة فل يحتاج إلى تكلف‪ ،‬ويمكن حمل الثاني حينئذ‬
‫على الكل أيضا‪ ،‬قال في الدروس‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬كلوا ما‬
‫يسقط من الخوان ‪ -‬بالكسر ‪ -‬فانه شفاء من كل داء‪ ،‬وروي أنه ينفي‬
‫الفقر‪ ،‬ويكثر الولد‪ ،‬ويذهب بذات الجنب‪ ،‬و من وجد كسرة فأكلها فله‬
‫حسنة‪ ،‬وإن غسلها من قذر وأكلها فله سبعون حسنة‪ ،‬و قال‪ :‬يستحب تتبع‬
‫ما يقع من الخوان في البيت‪ ،‬وتركه في الصحراء ولو فخذ شاة‪- 11 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬في التمرة والكسرة تكون في الرض مطروحة فيأخذها إنسان‬
‫فيمسحها ويأكلها ل تستقر في جوفه حتى تجب له الجنة )‪ - 12 .(2‬ومنه‪:‬‬
‫عن موسى بن القاسم عن محمد بن سعيد بن غزوان عن إسماعيل بن أبي‬
‫زياد عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫من وجد كسرة أو تمرة ملقاة‪ .‬فأكلها‪ ،‬لم تقر في جوفه حتى يغفر ال له )‬
‫‪ .(3‬ومنه‪ :‬عن النوفلي عن السكوني مثله )‪ - 13 .(4‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن‬
‫يونس عن عمرو بن جميع عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬دخل رسول‬
‫ال صلى ال وآله على عايشة فرأى كسرة كاد أن تطأها‪ ،‬فأخذها وأكلها‪،‬‬
‫وقال‪ :‬يا حميراء أكرمي جوار نعمة ال عليك فانها لم تنفر عن قوم فكادت‬
‫تعود إليهم )‪ .(5‬بيان‪ :‬الحميراء لقب عايشة‪ - 14 .‬المكارم‪ :‬عن محمد بن‬
‫الوليد قال‪ :‬أكلت بين يدى أبى جعفر الثاني عليه السلم حتى إذا فرغت‬
‫ورفع الخوان‪ ،‬ذهب الغلم يرفع ما وقع من فتات الطعام‪ ،‬فقال له‪ :‬ما كان‬
‫في الصحراء فدعه‪ ،‬ولو فخذ شاة‪ ،‬وما في البيت فتتبعه والقطه )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ 2) .300‬و ‪ 3‬و ‪ (5‬المحاسن‪ (4) .445 :‬المحاسن‪(6) .588 :‬‬
‫مكارم الخلق ‪.163‬‬

‫]‪[431‬‬

‫ورأى النبي صلى ال عليه وآله أبا أيوب النصاري يلتقط نثارة المائدة‪ ،‬فقال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬بورك لك وبورك عليك وبورك فيك فقال أبو أيوب‪ :‬يا‬
‫رسول ال وغيري ؟ قال‪ :‬نعم من أكل ما أكلت فله ما قلت لك‪ ،‬وقال‪ :‬من‬
‫فعل هذا وقاه ال الجنون‪ ،‬والجذام و البرص والماء الصفر والحمق )‪.(1‬‬
‫دعوات الراوندي‪ :‬عن أبي أيوب مثله‪ .‬بيان‪ :‬الفتات بالضم ما تفتت‪،‬‬
‫والنثارة بالضم ما تناثر من الشئ " بورك لك " أي في عمرك " وعليك "‬
‫أي فيما أنعم به عليك " وفيك " أي في علمك وكمالتك أو كل منها يعم‬
‫الجميع‪ ،‬والتكرار للتأكيد‪ ،‬قال الفيروز آبادى‪ ،‬البركة محركة النماء‬
‫والزيادة والسعادة‪ ،‬وبارك ال لك وفيك وعليك وباركك‪ ،‬وقال‪ :‬الصفار‬
‫كغراب الماء الصفر يجتمع في البطن‪ ،‬وقال في بحر الجواهر‪ :‬صفراء‬
‫يدفع بالدرار‪ - 15 .‬دعوات الراوندي‪ :‬قال وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬من‬
‫وجد لقمة ملقاة فمسح منها ما مسح‪ ،‬وغسل منها ما غسل‪ ،‬ثم أكلها لم‬
‫تستقر في جوفه حتى يعتقه ال من النار‪ .‬وقال النبي صلى ال عليه وآله‬
‫لعلى عليه السلم‪ :‬كل ما وقع تحت مائدتك فانه ينفى عنك الفقر وهو مهور‬
‫الحور العين‪ ،‬ومن أكله حشى قلبه علما وحلما وإيمانا ونورا‪- 16 .‬‬
‫الدعايم‪ :‬عن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬من وجد كسرة خبز ملقاة على‬
‫الطريق فأخذها فمسحها ثم جعلها في كوة‪ ،‬كتب ال له حسنة والحسنة‬
‫بعشر أمثالها فان اكلها كتب ال له حسنتين مضاعفتين‪ .‬وعن جعفر بن‬
‫محمد عليه السلم أنه قال‪ :‬كان أبي عليه السلم إذا رأى شيئا من الطعام‬
‫في منزله قد رمي به نقص من قوتهم مثله‪ ،‬وكان يقول في قول ال‬
‫عزوجل‪ " :‬وضرب ال مثل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا‬
‫من كل مكان فكفرت بأنعم ال فأذاقها ال لباس الجوع والخوف بما كانوا‬
‫يصنعون " )‪ (2‬قال‪ :‬هم أهل قرية كان ال عزوجل قد أوسع عليهم في‬
‫معايشهم‪ ،‬فاستخشنوا الستنجاء بالحجارة واستعملوا‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪ (2) .168‬سبأ‪.112 :‬‬

‫]‪[432‬‬

‫من الخبز مثل الفهار فكانوا يستنجون به فبعث ال عليهم دواب أصغر من الجراد‬
‫فلم تدع لهم شيئا خلقه ال من شجر ولنبات إل أكلته‪ ،‬فبلغ بهم الجهد إلى‬
‫أن رجعوا إلى الذي كانوا يستنجون به من الخبز فيأكلونه‪ .‬وعن علي بن‬
‫الحسين‪ :‬أنه دخل إلى المخرج فوجد فيه تمرة فناولها غلمه‪ ،‬وقال له‪:‬‬
‫أمسكها حتى أخرج إليك‪ ،‬فأخذها الغلم فأكلها‪ ،‬فلما توضأ عليه السلم‬
‫وخرج قال للغلم‪ :‬أين التمرة ؟ قال‪ :‬أكلتها جعلت فداك ؟ قال‪ :‬اذهب فأنت‬
‫حر لوجه ال‪ ،‬فقيل له‪ :‬وما في أكله التمرة ما يوجب عتقه ؟ قال‪ :‬إنه لما‬
‫أكلها وجبت له الجنة‪ ،‬فكرهت أن أستملك رجل من أهل الجنة‪ .‬وعن جعفر‬
‫بن محمد عليه السلم أنه نظر إلى فاكهة قدر ميت من داره لم يستقص‬
‫أكلها فغضب وقال‪ :‬ما هذا ؟ إن كنتم شبعتم فان كثيرا من الناس لم‬
‫يشبعوا‪ ،‬فأطعموه من يحتاج إليه‪ .‬وعنه عليه السلم أنه قال‪ :‬التمرة أو‬
‫الكسرة تكون في الرض مطروحة فيأخذها النسان فيمسحها ويأكلها‪ ،‬فل‬
‫تستقر في جوفه حتى تجب له الجنة‪ .‬وعن أبى جعفر عليه السلم قال‪ :‬كان‬
‫أبى علي بن الحسين عليه السلم إذا رأى شيئا من الخبز في منزله‬
‫مطروحا‪ ،‬ولو قدر ما تجره النملة‪ ،‬نقص قوت أهله بقدر ذالك )‪- 17 .(1‬‬
‫مجالس الصدوق‪ :‬عن جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد ال عن‬
‫جده الحسن عن جده عبد ال بن المغيرة عن السكوني عن الصادق عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم‪ :‬من وجد‬
‫كسرة أو تمرة فأكلها لم يفارق جوفه حتى يغفر ال له )‪ - 18 .(2‬الخصال‪:‬‬
‫عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبى القاسم عن محمد بن‬
‫على الكوفي عن محمد بن زياد عن عبد ال بن عبد الرحمن عن أبى حمزة‬
‫الثمالي عن ثور بن سعيد عن أبيه عن أمير المؤمنين قال‪ :‬أكل ما يسقط‬
‫من الخوان يزيد في الرزق الخبر )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ (2) .115 - 114‬امالي الصدوق ‪ (3) .180‬الخصال ‪.504‬‬

‫]‪[433‬‬
‫‪ - 19‬ومنه‪ :‬في الربعمائة قال قال أمير المؤمنين صلى ال عليه وآله وسلم‪ :‬كلوا‬
‫ما يسقط من الخوان‪ ،‬فانه شفاء من كل داء باذن ال عزوجل لمن أراد أن‬
‫يستشفي به )‪ - 20 .(1‬العيون‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ‪ -‬ال صلى ال عليه وآله وسلم‪ :‬الذي يسقط‬
‫من المائدة مهور الحور العين )‪ .(2‬الصحيفة‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪.(3‬‬
‫‪ - 21‬العيون‪ :‬بالسانيد المتقدمة عن الحسين بن علي عليه السلم أنه‬
‫دخل المستراح فوجد لقمة ملقاة فدفعها إلى غلم له‪ ،‬فقال‪ :‬يا غلم اذكرني‬
‫بهذه اللقمة إذا خرجت فأكلها الغلم‪ ،‬فلما خرج الحسين عليه السلم قال‪:‬‬
‫يا غلم اللقمة قال‪ :‬أكلتها يا مولي قال‪ :‬أنت حر لوجه ال‪ ،‬قال له رجل‪:‬‬
‫أعتقته يا سيدى ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬سمعت جدى رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫يقول‪ :‬من وجد لقمة فسمح منها أو غسل منها ثم أكلها لم تستقر في جوفه‬
‫إل أعتقه ال من النار‪ ،‬ولم أكن أستعبد رجل أعتقه ال من النار )‪.(4‬‬
‫صحيفه الرضا‪ :‬عنه عن آبائه عليهم السلم مثله )‪ - 22 :(5‬ومنه‪ :‬عن‬
‫الرضا عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال الحسين بن علي عليه السلم‪:‬‬
‫سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬من وجد لقمة فمسح منها أو‬
‫غسل ما عليها ثم أكلها‪ ،‬لم تستقر في جوفه إل أعتقه ال من النار )‪.(6‬‬
‫‪ 21‬باب * )فضل سؤر المؤمن( * ‪ - 1‬ثواب العمال‪ :‬عن محمد بن‬
‫الحسن بن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد الشعري عن‬
‫السياري عن محمد بن إسماعيل رفعه قال‪ :‬من شرب سؤر أخيه‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .613‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (3) .34‬صحيفة الرضا ‪ (4) .9‬عيون‬
‫الخبار ‪ 2‬ر ‪ (5) .43‬الصحيفة ‪ 34‬و ‪ (6) .35‬لم نجده في المصدر‬
‫المطبوع والنسخة المخطوطة أيضا خالية منه‪.‬‬

‫]‪[434‬‬

‫المؤمن تبركا به خلق ال منه ملكا يستغفر لهما حتى تقوم الساعة )‪ .(1‬السرائر‪:‬‬
‫عن السيارى مثله )‪ .(2‬الختصاص‪ :‬عن أمير المؤمنين عليه السلم مثله‬
‫)‪ - 2 .(3‬ثواب العمال‪ :‬عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن محمد بن‬
‫عيسى عن الوشا عن عبد ال بن سنان قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫في سؤر المؤمن شفاء من سبعين داء )‪ .(4‬الختصاص‪ :‬عن أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم مثله )‪ 22 .(5‬باب * )غسل الفم بالشنان وغير( *‬
‫‪ - 1‬العيون والعلل‪ :‬عن أبيه عن علي بن موسى الكمنداني عن أحمد بن‬
‫محمد بن عيسى عن عبد العزيز بن المهتدى عن الرضا عليه السلم قال‪:‬‬
‫إنما يغسل بالشنان خارج الفم‪ ،‬فأما داخل الفم فل يقبل الغمر )‪- 2 .(6‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن الحسين بن سعيد عن نادر الخادم قال‪ :‬كان عليه السلم إذا‬
‫تؤضأ بالشنان أدخله في فيه فتطعم به ثم يرمي به )‪ .(7‬ومنه‪ :‬عن نوح‬
‫بن شعيب عن نادر مثله )‪ .(8‬بيان‪ :‬في القاموس طعم كعلم طعما بالضم‬
‫ذاق كتطعم‪ - 3 .‬الخصال )‪ :(9‬عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن أحمد بن‬
‫أبى عبد ال البرقي عن أبي الخزرج الحسن بن علي الزبرقان عن فضيل‬
‫بن عثمان قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬

‫)‪ 1‬و ‪ (4‬ثواب العمال ‪ (2) .181‬السرائر ‪ 3) .376‬و ‪ (5‬الختصاص ‪(6) .189‬‬
‫عيون الخبار ‪ 1‬ر ‪ ،273‬علل الشرايع ‪ 1‬ر ‪ (7) .268‬المحاسن ‪) .564‬‬
‫‪ (8‬المحاسن ‪ (9) .466‬الخصال ‪.63‬‬

‫]‪[435‬‬

‫عليه السلم يقول‪ :‬اتخذوا في أشنانكم السعد‪ ،‬فانه يطيب الفم‪ ،‬ويزيد في الجماع‪.‬‬
‫دعوات الراوندي عنه عليه السلم مثله‪ .‬المحاسن‪ :‬عن أبى الخزرج‬
‫الحسن بن الزبرقان مثله )‪ .(1‬الكافي‪ :‬عن العدة عن أحمد بن أبي عبد ال‬
‫عن أبى الخزرج الحسن بن الزبرقان النصاري عن الفضيل بن عثمان عن‬
‫أبي عزيز المرادي خال امي قال‪ :‬سمعت وذكر مثله )‪ - 4 .(2‬ومنه‪ :‬عن‬
‫بعض أصحابنا عن جعفر بن إبراهيم الحضرمي عن سعد بن سعد قال‪ :‬قلت‬
‫لبي الحسن عليه السلم‪ :‬إنا نأكل الشنان‪ ،‬فقال‪ :‬كان أبو الحسن عليه‬
‫السلم إذا توضأ ضم شفتيه‪ ،‬وفيه خصال تكره‪ :‬إنه يورث السل‪ ،‬ويذهب‬
‫بماء الظهر‪ ،‬ويوهن الركبتين )‪ .(3‬بيان‪ :‬أبو الحسن الول هو الثاني‪،‬‬
‫والثاني هو الول‪ ،‬والمعنى أنه عليه السلم كان إذا غسل يده وفمه‬
‫بالشنان بعد الطعام غسل خارج فمه وضم شفتيه لئل يدخل فمه شئ‪ ،‬فهو‬
‫موافق للخبر الول‪ ،‬لكنه ينافي الخبر الثاني‪ ،‬ويمكن حمله على أن الرضا‬
‫عليه السلم قد كان يدخله فمه من غير أن يبتلعه‪ ،‬والكاظم عليه السلم ل‬
‫يدخله فمه أصل أو غالبا‪ ،‬وحمل هذا الخبر على ضم الشفتين بعد الدخال‬
‫في غاية البعد‪ - 5 .‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى عن علي بن الحسن بن‬
‫علي عن أحمد بن الحسين بن عمر عن عمه محمد بن عمر عن رجل عن‬
‫أبي الحسن الول عليه السلم قال‪ :‬من استنجى بالسعد بعد الغائط وغسل‬
‫به فمه بعد الطعام‪ ،‬لم تصبه علة في فمه‪ ،‬ول يخاف شيئا من أرياح‬
‫البواسير )‪ .(4‬بيان‪ :‬كأنه على اللف والنشر المشوش‪ ،‬فعدم إصابة العلة‬
‫في الفم لغسل الفم‪ ،‬وعدم خوف الرياح للستنجاء‪ ،‬وإن احتمل تأثير كل‬
‫منهما في كل منهما‪ ،‬وقد مضت الخبار في تداوي علل السنان بالسعد‪،‬‬
‫وقال الشهيد رحمه ال في الدروس‪ :‬غسل الفم بالسعد بضم السين بعد‬
‫الطعام ‪ -‬يذهب علل الفم‪ ،‬ويذهب بوجع السنان‪.‬‬
‫)‪ (1‬المحاسن ‪ (4 - 2) .466‬الكافي ‪ 6‬ر ‪(*) .379 - 378‬‬

‫]‪[436‬‬

‫‪ 23‬باب * )الخلل وآدابه وأنواع ما يتخلل به( * ‪ - 1‬المكارم‪ :‬من كتاب الفردوس‬
‫عن سعد بن معاذ قال النبي صلى ال عليه وآله وسلم‪ :‬نقوا أفواهكم‬
‫بالخلل‪ ،‬فانه مسكن الملكين الحافظين الكاتبين‪ ،‬وإن مدادهما الريق‪،‬‬
‫وقلمهما اللسان‪ ،‬وليس شئ أشد عليهما من فضل الطعام في الفم‪ .‬ومن‬
‫روضة الواعظين‪ :‬عن علي عليه السلم قال‪ :‬التخلل بالطرفاء يورث‬
‫الفقر‪ .‬من كتاب طب الئمة‪ :‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬ل تخللوا بعود‬
‫الرمان‪ ،‬ول بقضيب الريحان‪ ،‬فانهما يحركان عرق الجذام‪ ،‬قال‪ :‬وكان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله يتخلل بكل ما أصابت إل الخوص والقصب‪.‬‬
‫وقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬رحم ال المتخللين من امتي في‬
‫الوضوء والطعام‪ .‬وعن الصادق عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬تخللوا على أثر الطعام‪ ،‬فانه مصحة للفم والنواجد‪ ،‬ويجلب‬
‫الرزق على العبد‪ .‬وروى محمد بن الحسن الداري يرفع الحديث أنه قال‪:‬‬
‫من تخلل بالقصب لم تقض له حاجة سبعة أيام‪ .‬وعن الصادق عليه السلم‬
‫قال‪ :‬ل تخللوا بالقصب‪ ،‬فان كان ول محالة فلتنزع الليطة‪ ،‬نهى رسول ال‬
‫أن يتخلل بالرمان والقصب وقال‪ :‬هما يحركان عرق الكلة‪ .‬وعن الكاظم‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬تخللوا فانه ليس شئ‬
‫أبغض إلى الملئكة من أن يروا في أسنان العبد طعاما‪ .‬وعن أنس عن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله وسلم‪ :‬حبذا المتخلل من امتي وعنه صلى ال‬
‫عليه وآله من استجمر فليوتر‪ ،‬من فعل فقد أحسن‪ ،‬ومن ل فل حرج‪ ،‬ومن‬
‫اكتحل فليوتر من فعل فقد أحسن‪ ،‬ومن ل فل حرج‪ ،‬ومن أكل فما تخلل فل‬
‫يأكل‪ ،‬وما لث بلسانه فليبلع )‪ .(1‬بيان‪ :‬الطرفاء بالفتح شجر يقال لها‬
‫بالفارسية‪ :‬گز‪.‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪.177 - 175‬‬

‫]‪[437‬‬

‫وفي القاموس‪ :‬الطرفاء شجر وهي أربعة أصناف‪ :‬منها الثل‪ ،‬وقال‪ :‬الخوص‬
‫بالضم ورق النخل‪ ،‬وكأن التخلل في الوضوء هو إيصال الماء إلى ما يجب‬
‫إيصاله إليه من تحب بعض الشعور وبين الصابع‪ ،‬والليطة بالكسر قشر‬
‫القصبة كما في القاموس‪ ،‬وقال‪ :‬اللوث لوك الشئ في الفم‪ ،‬وقال‪ :‬اللوك‬
‫أهون المضغ أو مضغ صلب‪ ،‬وعلك الشئ وقد لك الفرس اللجام انتهى‬
‫وفي اخبار العامة ومالك بلسانه‪ .‬قال الطيبى‪ :‬فيه ما تخلل فليلفظ ومالك‬
‫فليأكل‪ ،‬أي ما أخرجه من السنان بالخلل فليلفظ فانه ربما يخرج به دم‪،‬‬
‫وما أخرجه بلسانه فليبلع وإن تيقن بالدم حرم‪ ،‬وقال غيره منهم من‬
‫يستحب لفظ ما أخرج من بين أسنانه بعود لما فيه من الستقذار‪ ،‬وابتلع‬
‫ما أخرج بلسانه‪ ،‬ويحتمل أن يريد بمالك ما بقي من آثار الطعام على لحم‬
‫السنان وسقف الحلق‪ ،‬وأخرجه بادارة لسانه‪ ،‬ويرمي ما بين السنان‬
‫مطلقا لنه حصل تغيير ما انتهى وقد مضى الكلم فيه‪ .‬ومن اللطايف أن‬
‫بعض الحكام قال لشاعر‪ :‬ل فرق بيننا وبينكم فانكم تأخذون أموال الناس‬
‫جبرا باللسان ونحن نأخذها بالخشب‪ ،‬فأجابه بأن ما يخرج باللسان حلل‬
‫وما اخرج بالخشب يعني الخلل حرام‪ - 2 .‬دعوات الراوندي‪ :‬قال النبي‬
‫صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم‪ :‬عليك بالخلل فانه يذهب بالباد‬
‫جنام‪ ،‬ول تتخلل بالقصب‪ ،‬ول بالس‪ ،‬ول بالرمان‪ .‬بيان‪ :‬الباد جنام كأنه‬
‫معرب بادشنام‪ ،‬وهو على ما ذكره الطباء حمرة منكرة تشبه حمرة من‬
‫يبتدئ به الجذام‪ ،‬ويظهر على الوجه وعلى الطراف‪ ،‬خصوصا في الشتاء‬
‫وفي البرد‪ ،‬وربما كان معه قروح‪ - 3 .‬مجالس الصدوق‪ :‬عن محمد بن‬
‫الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى‬
‫اليقطيني عن عبيدال الدهقان عن درست عن عبد ال بن سنان قال‪ :‬قال‬
‫الصادق جعفر بن محمد عليه السلم‪ :‬ل تتخللوا بعود الريحان ول بقضيب‬
‫الرمان‪ ،‬فانهما يهيجان عرق الجذام )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬امالي الصدوق ‪.236‬‬

‫]‪[438‬‬

‫المحاسن‪ :‬عن اليقطيني مثله )‪ .(1‬ومنه‪ :‬عن اليقطيني عن الدهقان عن ابراهيم بن‬
‫عبد الحميد عن أبى الحسن عليه السلم مثله )‪ .(2‬الخصال‪ :‬عن أبيه عن‬
‫سعد بن عبد ال عن اليقطيني مثله )‪ .(3‬العلل‪ :‬بهذا السناد الثاني عن‬
‫درست عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن عليه السلم مثله )‪.(4‬‬
‫‪ - 4‬الخصال‪ :‬عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه عن محمد بن أبي‬
‫القاسم عن محمد ابن علي الكوفي عن محمد بن زياد عن عبد ال بن عبد‬
‫الرحمان عن ثابت بن أبي صفية عن ثور بن سعيد عن أبيه عن أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬التخلل بالطرفاء يورث الفقر الخبر )‪- 5 .(5‬‬
‫صحيفة الرضا‪ :‬بالسناد عنه عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬حدثني الحسين‬
‫بن علي عليه السلم قال‪ :‬كان أمير المؤمنين عليه السلم يأمرنا إذا تخللنا‬
‫أن ل نشرب الماء حتى نمضمض ثلثا )‪ - 6 .(6‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن‬
‫عبد ال بن الفضل النوفلي عن الفضل بن يونس عن أبي الحسن عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬يا فضل أدر لسانك في فمك فما تبع لسانك فكله‪ ،‬إن شئت‬
‫وما استكرهته بالخلل فالفظه )‪ - 7 .(7‬ومنه‪ :‬بهذا السناد عن الفضل‬
‫عنه عليه السلم قال‪ :‬يا فضل كل ما في اللهوات والشداق‪ ،‬ول تأكل ما‬
‫بين أضعاف السنان )‪ - 8 .(8‬ومنه‪ :‬عن منصور بن العباس عن عمرو‬
‫بن سعيد المدائني عن عبد الوهاب‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المحاسن ‪ (3) .564‬الخصال ‪ (4) .63‬علل الشرايع ‪ 2‬ر ‪(5) .220‬‬
‫الخصال ‪ 505‬في حديث‪ (6) .‬الصحيفة‪ (8 - 7) .37 :‬المحاسن ‪ 451‬في‬
‫حديث‪.‬‬

‫]‪[439‬‬

‫عن الصباح عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلم قال شكت‬
‫الكعبة إلى ال ما تلقى من أنفاس المشركين‪ ،‬فأوحى ال إليها أن قري‬
‫كعبة فاني ابدلك بهم قوما يتخللون بقضبان الشجر‪ ،‬فلما بعث ال محمدا‬
‫صلى ال عليه وآله أوحى إليه مع جبرائيل عليه السلم بالسواك والخلل )‬
‫‪ - 9 .(1‬ومنه‪ :‬عن ابن فضال عن أبي جميلة قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪] :‬نزل جبريل بالسواك والخلل والحجامة )‪ - 10 .(2‬ومنه‪ :‬عن‬
‫أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم[‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬نزل علي جبرئيل بالخلل )‬
‫‪ - 11 .(3‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن محمد بن سنان أو غيره عن الحسن بن‬
‫عثمان عن أبي حمزة عن أبى الحسن عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬رحم ال المتخللين قيل‪ :‬يا رسول ال وما‬
‫المتخللون ؟ قال‪ :‬يتخللون من الطعام فانه إذا بقي في الفم تغير فآذى الملك‬
‫ريحه )‪ - 12 .(4‬ومنه‪ :‬عن ابن مجبوب عن مالك بن عطية عن وهب بن‬
‫عبد ربه قال‪ :‬رأيت أبا عبد ال عليه السلم يتخلل فنظرت إليه‪ ،‬فقال‪ :‬إن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله كان يتخلل )‪ .(5‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‬
‫عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن وهب مثله وزاد في‬
‫آخره وهو يطيب الفم )‪ - 13 .(6‬المحاسن‪ :‬عن جعفر بن محمد الشعري‬
‫عن ابن القداح عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬تخللوا فانها مصلحة للناب والنواجذ )‪ .(7‬بيان‪ :‬في القاموس‬
‫الناب السن خلف الرباعية‪ ،‬وقال النواجذ أقصى الضراس وهي أربعة أو‬
‫هي النياب أو التي تلي النياب‪ ،‬أو هي الضراس كلها جمع ناجذ‪ ،‬وفي‬
‫الصحاح الناجذ آخر الضراس‪ ،‬وللنسان أربعة نواجذ في أقصى السنان‬
‫بعد الرحاء‪ ،‬ويسمى‬
‫)‪ (5 - 1‬المحاسن ‪ 559 - 558‬وما بين العلمتين ساقط من ط الكمبانى‪ (6) .‬الكافي‬
‫‪ 6‬ر ‪ (7) .376‬المحاسن‪.559 :‬‬

‫]‪[440‬‬

‫ضرس الحلم‪ ،‬لنه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل‪ ،‬يقال‪ :‬ضحك حتى بدت نواجذه إذا‬
‫استغرب فيه‪ - 14 .‬المحاسن‪ :‬عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من تخلل‬
‫فليلفظ‪ ،‬من فعل فقد أحسن‪ ،‬ومن لم يفعل فل حرج )‪ - 15 .(1‬ومنه‪ :‬عن‬
‫أبيه عن عبد ال بن فضل النوفلي عن فضل بن يونس قال‪ :‬تغدى عندي‬
‫أبو الحسن عليه السلم فلما فرغ من الطعام اتي بالخلل‪ ،‬فقلت له‪ :‬جعلت‬
‫فداك ماحد الخلل ؟ فقال‪ :‬يا فضل كل ما بقي في فمك‪ :‬فما أدرت عليه‬
‫لسانك فكله‪ ،‬وما استكرهته بالخلل فأنت فيه بالخيار‪ ،‬إن شئت أكلته وإن‬
‫شئت طرحته )‪ - 16 .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن علي بن النعمان عن يعقوب‬
‫بن شعيب عمن أخبره عن أبى الحسن عليه السلم أنه اتى بخلل من‬
‫الخلة المهياة وهو في منزل الفضل بن يونس فأخذ منه شظية ورمي‬
‫بالباقي )‪ .(3‬بيان فأخذ منه شظية في أكثر نسخ المحاسن والكافي )‪(4‬‬
‫بالشين والظاء المعجمتين والياء المثناة التحتانية المشددة على وزن فعيلة‬
‫وفي بعضهما فيهما بالطاء المهملة والباء الموحدة والول أظهر‪ ،‬قال في‬
‫القاموس‪ :‬الشظية كل فلقة من شئ‪ ،‬والجمع شظايا قال‪ :‬الشطب الخضر‬
‫الرطب من جريدة النخل‪ ،‬والشطبة السعفة الخضراء انتهى‪ ،‬وكأنه عليه‬
‫السلم فعل ذلك للشعار بأن ترك السراف في الخلل أيضا مطلوب‬
‫والحسن الكتفاء فيه بقدر الضرورة‪ ،‬أو إلى أن الدقيق منه أوفق بالسنان‬
‫من الغليظ كما هو المجرب‪ - 17 .‬المحاسن‪ :‬عن عثمان بن عيسى عن‬
‫إسحاق بن جرير عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن اللحم يكون‬
‫في السنان‪ ،‬فقال‪ :‬أما ماكان في مقدم الفم فكله‪ ،‬وأما ماكان في الضراس‬
‫فاطرحه )‪.(5‬‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن ‪ (4) .560 - 559‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (5) .376‬المحاسن ‪.559‬‬

‫]‪[441‬‬

‫‪ - 18‬ومنه‪ :‬عن ابن محبوب عن ابن سنان عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أما‬
‫ماكان على اللثة فكله‪ ،‬وازدرده‪ ،‬وما كان في السنان فارم به )‪ .(1‬بيان‪:‬‬
‫في القاموس زرد اللقمة كسمع بلعها كازدردها‪ - 19 .‬المحاسن‪ :‬عن أبي‬
‫سمينة عن أحمد بن عبد ال السدي عن رجل عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬ناول رسول ال صلى ال عليه وآله جعفر بن أبي طالب خلل‬
‫وقال له‪ :‬تخلل فانه مصلحة للثة ومجلبة للرزق )‪ - 20 .(2‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫الحسن بن أبي عثمان عن أبي حمزة عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله لجعفر‪ :‬تخلل فان الخلل يجلب الرزق‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وروي عن أبى ‪ -‬عبد ال عليه السلم أنه قال‪ :‬من أكل طعاما فليتخلل ومن‬
‫لم يفعل فعليه حرج )‪ - 21 .(3‬ومنه‪ :‬عن إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن‬
‫الحسين الفارسي عن سليمان ابن جعفر البصري قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬إن من حق الضيف أن يعد له الخلل )‪ - 22 .(4‬ومنه‪ :‬عن‬
‫محمد بن عيسى اليقطيني عن الدهقان عن درست عن ابن سنان عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله وسلم يتخلل بكل‬
‫ما أصاب ما خل الخوص والقصب )‪ - 23 .(5‬ومنه‪ :‬عن النوفلي عن‬
‫السكوني عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬نهى رسول ال أن‬
‫يتخلل بالقصب والرمان )‪ - 24 .(6‬ومنه‪ :‬عن محمد بن عيسى عن يونس‬
‫بن عبد الرحمان عن بعض رجاله عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من‬
‫تخلل بالقصب لم تقض له حاجة ستة أيام )‪ - 25 .(7‬ومنه‪ :‬عن بعض من‬
‫رواه عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬نهى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله عن التخلل بالرمان والس والقصب‪ ،‬وهن يحركن عرق الكلة )‪.(8‬‬
‫بيان‪ :‬في القاموس أكل العضو والعود كفرح وائتكل وتأكل‪ :‬أكل بعضه‬
‫بعضا‪ ،‬والكلة كفرجة داء في العضو يأتكل منه‪ - 26 .‬السرائر‪ :‬نقل من‬
‫كتاب السياري عن أبي الحسن الول عليه السلم قال‪ :‬ملك ينادي في‬
‫السماء " اللهم بارك في الخللين والمتخللين " والخل بمنزلة الرجل‬

‫)‪ (8 - 1‬المحاسن ‪ 559‬و ‪.564 - 563‬‬

‫]‪[442‬‬

‫الصالح يدعو لهل البيت بالبركة‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك وما الخللون والمتخللون ؟‬
‫قال‪ :‬الذين في بيوتهم الخل‪ ،‬والذين يتخللون‪ ،‬فان الخلل نزل به جبرئيل‬
‫مع اليمين والشهادة من السماء )‪ .(1‬المكارم‪ :‬روي عن الكاظم عليه‬
‫السلم أنه ينادي مناد من السماء وذكر نحوه إلى قوله‪ :‬مع اليمين‬
‫والشاهد من السماء )‪ - 27 .(2‬الدعايم‪ :‬عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله أنه قال‪ :‬تخللوا على أثر الطعام‪ ،‬فانه صحة للناب والنواجذ‪ ،‬ويجلب‬
‫على العبد الرزق‪ ،‬وقال‪ :‬حبذ المتخللون في الوضوء ومن الطعام‪ ،‬وليس‬
‫شئ أشد على ملكي المؤمن من أن يريا شيئا من الطعام في فمه وهو قائم‬
‫يصلي‪ ،‬ونهى صلى ال عليه وآله عن التخلل بالقصب والرمان والريحان‬
‫وقال‪ :‬إن ذلك يحرك عرق الجذام )‪ - 28 .(3‬الشهاب‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬رحم ال المتخللين من امتي في الوضوء والطعام )‪.(4‬‬
‫الضوء‪ :‬الخلل العود الذي يستخرج به ما يدخل في خلل السنان‪ ،‬وقد‬
‫تخلل الرجل إذا استعمل الخلل‪ ،‬وتخلل القوم إذا دخل في خللهم‪ ،‬والتخلل‬
‫في الوضوء قيل‪ :‬هو إيصال الماء إلى اصول اللحية‪ ،‬وقيل‪ :‬هو إيصال‬
‫الماء إلى ما بين الصابع في وضوء الصلة بالصابع‪ ،‬يشبكها‪ ،‬وهو أقرب‬
‫إلى الصواب‪ ،‬فترحم على من فعل ذلك إيفاء للوضوء‪ ،‬وإبقاء على طيب‬
‫النكهة‪ ،‬فان الخللة ربما تغير ريح الفم‪ ،‬وربما تكون سببا لتأكل السنان‪،‬‬
‫وأولى ما يتخلل به السنان خشب الخلف ونهى عن التخلل بالس‬
‫والرمان والقصب والريحان‪ ،‬وراوي الحديث أبو أيوب النصاري ‪- 29‬‬
‫الشهاب‪ :‬قال صلى ال عليه وآله‪ :‬حبذا المتخللون من امتى )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬مستطرفات السرائر ‪ (2) .475‬مكارم الخلق‪ (3) .176 :‬دعائم السلم ‪ 2‬ر‬
‫‪ (4) .121 - 120‬راجع مجمع الزوائد ‪ 5‬ر ‪ (5) .30 - 29‬مسند ابن‬
‫حنبل ‪ 5‬ر ‪.416‬‬

‫]‪[443‬‬

‫الضوء‪ :‬حبذا أصله حب ذا فعل وفاعل‪ ،‬فركبتا وجعلتا اسما‪ ،‬ويرتفع ما بعده بخبر‬
‫المبتدأ‪ ،‬وحبذا موضعه رفع بالبتداء ويجوز العكس‪ ،‬وفائدة الحديث التخلل‬
‫في الوضوء وبعد الطعام‪ .‬فايدة‪ :‬قال في الدروس‪ :‬يستحب إعداد الخلل‬
‫بكسر الخاء للضيف‪ ،‬والتخلل ويكره التخلل بقصب أو عود ريحان أو آس‬
‫أو خوص أو رمان‪ ،‬وقال في موضع آخر منه‪ :‬والتخلل يصلح اللثة ويطيب‬
‫الفم‪ ،‬ونهي عن التخلل بالخوص والقصب والريحان فانهما يهيجان عرق‬
‫الجذام‪ ،‬وعن التخلل بالرمان والس‪ 24 ..‬باب * )مضع الكندر والعلك‬
‫واللبان وأكلها( * ‪ - 1‬الخصال‪ :‬عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن أحمد بن‬
‫محمد بن عيسى عن العباس ابن معروف عن أبي جميلة عن سعد بن‬
‫طريف عن الصبغ عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬ستة من أخلق‬
‫قوم لوط ‪ -‬إلى أن قال‪ :‬ومضغ العلك‪ ،‬الخبر )‪ - 2 .(1‬ومنه‪ :‬في الربعمائة‬
‫قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬مضغ اللبان يشد الضراس وينفي‬
‫البلغم‪ ،‬ويذهب بريح الفم‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬مضغ اللبان يذيب البلغم )‪.(2‬‬
‫‪ - 3‬ومنه‪ :‬في وصايا النبي صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم يا على‬
‫ثلث يزدن في الحفظ ويذهبن السقم‪ :‬اللبان والسواك وقراءة القرآن )‪.(3‬‬
‫‪ - 4‬العيون‪ :‬عن أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم عن الريان‬
‫بن الصلت قال‪ :‬سمعت الرضا عليه السلم يقول‪ :‬ما بعث ال نبيا إل‬
‫بتحريم الخمر‪ ،‬وأن يقر له بأن ال يفعل ما يشاء‪ ،‬وأن يكون في تراثه‬
‫الكندر )‪.(4‬‬
‫)‪ (1‬الخصال‪ (2) .331 :‬الخصال‪ 612 :‬و ‪ 623‬على الترتيب‪ (3) .‬الخصال‪.126 :‬‬
‫)‪ (4‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪(*) .14‬‬

‫]‪[444‬‬

‫‪ - 5‬تفسير علي بن ابراهيم‪ :‬عن ياسر عن الرضا عليه السلم مثله )‪- 6 .(1‬‬
‫العيون‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلم قال‪:‬‬
‫ثلثة يزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم‪ :‬قراءة القرآن‪ ،‬والعسل‪ ،‬واللبان )‪.(2‬‬
‫صحيفة الرضا‪ :‬بالسناد عنه عليه السلم مثله )‪ - 7 .(3‬الطب‪ :‬عن محمد‬
‫السراج عن فضالة عن السكوني عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )‪.(4‬‬
‫‪ - 8‬المكارم‪ :‬من الفردوس‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬أطعموا‬
‫نساءكم الحوامل اللبان فانه يزيد في عقل الصبي‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬ما‬
‫من بخور يصعد إلى السماء إل اللبان‪ ،‬وما من أهل بيت يتبخر فيه باللبان‬
‫إل نفي عنهم عفاريت الجن‪ .‬وعن الرضا عليه السلم قال‪ :‬استكثروا من‬
‫اللبان واستبقوه وامضغوه وأحبه إلى المضغ‪ ،‬فانه ينزف بلغم المعدة‪،‬‬
‫وينظفها‪ ،‬ويشد العقل‪ ،‬ويمرئ الطعام‪ .‬وعن الرضا عليه السلم قال‪:‬‬
‫أطعموا حبالكم اللبان فان يكن في بطنها غلم خرج ذكي القلب‪ ،‬عالما‬
‫شجاعا‪ ،‬وإن تكن جارية حسن خلقها وخلقتها‪ ،‬وعظمت عجيزتها وحظيت‬
‫عند زوجها )‪ 25 .(5‬باب نادر ‪ - 1‬العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم‪ :‬علة‬
‫قول العالم عليه السلم‪ :‬إن الرجل يأكل في الجنة في أكلة واحدة بمقدار‬
‫الدنيا وما فيها‪ ،‬من أن البدان ل تزال تزيد حتى يبلغ الرجل في العظم ما‬
‫يأكل بمقدار الدنيا‪.‬‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ (2) .181 :‬عيون الخبار‪ 2 :‬ر ‪ (3) .38‬الصحيفة‪ (4) .13 :‬طب‬
‫الئمة‪ (5) .66 :‬مكارم الخلق‪ 222 :‬وفيه ]واستفوه[‬

‫]‪[445‬‬

‫أبواب * )الشربة المحللة والمحرمة وآداب الشرب( * ‪ 1‬باب * )فضل الماء‬


‫وأنواعه( * اليات النفال " وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به‬
‫ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به القدام ‪." 11‬‬
‫الحجر‪ " :‬فأنزلنا من السماء ماء فأسقينا كموه ‪ ." 22‬النحل‪ " :‬هو الذي‬
‫أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ‪." 10‬‬
‫النبياء‪ " :‬وجعلنا من الماء كل شئ حي أفل يؤمنون ‪ ." 30‬المؤمنون‪" :‬‬
‫وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الرض وإنا على ذهاب به‬
‫لقادرون ‪ ." 18‬النور‪ " :‬وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب‬
‫به من يشاء ويصرفه عمن يشاء ‪ ." 43‬الفرقان‪ " :‬وأنزلنا من السماء‬
‫ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه ممن خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا ‪48‬‬
‫"‪ .‬ق‪ " :‬ونزلنا من السماء ماء مباركا ‪ ." 9‬الواقعة‪ " :‬أفرأيتم الماء‬
‫الذي تشربون * ءأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون * لو نشاء‬
‫جعلناه اجاجا فلو ل تشكرون ‪ ." 70 - 68‬المرسلت‪ " :‬وأسقيناكم ماء‬
‫فراتا ‪ ." 27‬النبأ‪ " :‬وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ‪." 14‬‬

‫]‪[446‬‬

‫تفسير‪ :‬اليات في ذالك كثيرة وقد مر أكثرها بتفاسير ها فمنها‪ :‬ما يدل على بركة‬
‫ماء السماء ونفعه‪ ،‬ومنها‪ :‬ما تضمن المتنان بجميع المياه‪ ،‬وأنها من‬
‫السماء فتدل على جواز النتفاع بها وشربها واستعمالها فيما يحتاج الناس‬
‫إليه‪ ،‬فالصل فيها الباحة‪ ،‬ولكل من الناس في كل ماء حق النتقاع إل ما‬
‫خرج بالدليل‪ ،‬و يؤيده ما روي بطرق عديدة‪ " :‬ثلثة أشياء الناس فيها‬
‫شرع سواء‪ :‬الماء والكلء والنار " ويونسه أن المنع من ذالك يوجب‬
‫حرجا عظيما لسيما في السفار‪ ،‬فإذا ورد قوم مسافرون عطاش على ماء‬
‫وكان استعمالهم موقوفا على استرضاء أهل القرية‪ ،‬لم يحصل لهم إل بعد‬
‫مرور أيام‪ ،‬فلم يمكنهم الشرب منه إل بقدر سد الرمق‪ ،‬و يلزمهم إيقاع‬
‫الصلة بالتيمم ومع النجاسة في مدة مديدة‪ ،‬مع أنه قلما تتيسر قرية لم‬
‫تكن فيها جماعة من الغيب واليتام‪ ،‬فكيف يمكن تحصيل الرضا منهم‪ ،‬وإنا‬
‫نعرف من عادة السلف أنهم لم يكونوا يحترزون عن مثل ذالك‪ .‬وأيضا‬
‫وردت أخبار كثيرة سألوا فيها أئمتنا عليهم السلم أنا نرد قرية فيها ماء و‬
‫سألوا عن خصوصياته وأجابوهم بجواز استعماله ولم يأمروهم باستيذان‬
‫أهل القرية وما تمسكوا به من أن قراين الحوال تشهد برضا أربابها‪،‬‬
‫فكثير من الموارد ليست فيها تلك القراين‪ ،‬على أنه مع احتمال اليتام‬
‫والمجانين ل تنفع تلك القراين‪ ،‬فظهر أن كمال المتنان الذي تدل عليه تلك‬
‫اليات ليتم إل بكون الحقوق الضرورية مشتركة بين جميع المؤمنين في‬
‫تلك المياه وال أعلم بحقايق الحكام وحججه الكرام‪ " .‬فأسقيناكموه " أي‬
‫مكناكم من استعماله‪ " ،‬لكم منه شراب " أي لكم من ذالك الماء شراب‬
‫تشربونه " فأسكناه في الرض " ظاهره أن جميع مياه الرض من‬
‫السماء كما مر تقريره‪ " .‬فيصيب به " أي بالبرد وضرره " من يشاء "‬
‫فيهلك زرعه وماله " ويصرفه عمن يشاء " أي ضرره فإصابته نقمة‬
‫وصرفه رحمة‪ " .‬ماء طهورا " أي مطهرا والمتنان به وبما بعده من‬
‫الشرب وسقي النعام إنما يتم بجواز استعماله فيها وفي أشباهها‪ " .‬ماء‬
‫مباركا " يدل على بركة ماء السماء كما ورد في الخبر‪ :‬وروى الكليني‬
‫رحمه ال عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد‬
‫]‪[447‬‬

‫عن علي بن يقطين عن عمرو بن إبراهيم عن خلف بن حماد عن محمد بن مسلم‬


‫قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬قال ال عزوجل " ونزلنا من السماء ماء مباركا " قال‪ :‬ليس من‬
‫ماء في الرض إل وقد خالطه ماء السماء )‪ .(1‬أقول‪ :‬وفي أكثر نسخ‬
‫الكافي " وأنزلنا " على بناء الفعال‪ ،‬وكأنه من النساخ‪ " .‬من المزن "‬
‫أي من السحاب " اجاجا " أي مرا شديد المرارة أو شديد الملوحة‪" ،‬‬
‫واسقيناكم ماء فراتا " قال ابن عباس‪ :‬أي وجعلنا لكم سقيا من الماء‬
‫العذب " والمعصرات " الرياح أو السحاب " ثجاجا " اي صبابا دفاعا في‬
‫انصبابه‪ - 1 .‬مجمع البيان‪ :‬قال روى العياشي باسناده عن الحسين بن‬
‫علوان قال‪ :‬سئل أبو عبد ال عليه السلم عن طعم الماء قال‪ :‬سهل تفقها‬
‫ول تسأل تعنتا‪ :‬طعم الماء طعم الحياة‪ ،‬قال ال سبحانه‪ " :‬وجعلنا من‬
‫الماء كل شئ حي " )‪ .(2‬بيان‪ :‬في القاموس العنت محركة الفساد والثم‬
‫والهلك‪ ،‬ودخول المشقة على النسان‪ ،‬وجاءه متعنتا أي طالبا زلته‪ ،‬قوله‬
‫عليه السلم‪ " :‬طعم الحياة " كأن الغرض انه أفضل الطعوم واشهى‬
‫اللذات ول يناسب سائر الطعوم‪ ،‬ولما كان من اعظم السباب لستقامة‬
‫الحياة وبقائها ]فكان طعمه طعم الحياة‪ ،‬لو كان لها طعم‪ ،‬أو أنه لما‬
‫استشعر عند شربه بقاء الحياة[‪ ،‬فكأنه يجد طعم الحياة عند الشرب‪- 2 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن عثمان بن عيسى رفعه قال‪ :‬قال امير المؤمنين عليه‬
‫السلم‪ :‬إن نهركم يصب فيه ميزابان من ميازيب الجنة وقال أبو عبد ال‬
‫عليه السلم‪ ،‬لو كان بيني وبينه اميال لتيناه نستشفي به )‪ .(3‬الكافي‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى عن علي بن الحسين عن ابن اورمة عن الحسين بن سعيد‬
‫رفعه قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إن نهركم هذا يعني ماء الفرات‬
‫يصب‪ - ،‬إلى قوله ‪ -‬قال‪ :‬فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬لو كان بيننا ;‬
‫الخبر )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .387‬مجمع البيان ‪ 4‬ر ‪ 44‬وتراه في الكافي ‪ 6‬ر ‪(3) .381‬‬
‫المحاسن ‪ (4) .575‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.388‬‬

‫]‪[448‬‬

‫‪ - 3‬ومنه‪ :‬باسناده عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما إخال أحدا يحنك بماء‬
‫الفرات إل أحبنا أهل البيت‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬ما سقي أهل الكوفة ماء‬
‫الفرات إل لمر ما‪ ،‬و قال‪ :‬يصب فيه ميزابان من الجنة )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال‬
‫الجوهري‪ :‬خلت الشئ أي ظننته‪ ،‬وتقول‪ :‬في مستقبله إخال بكسر اللف‬
‫وهو الفصح‪ ،‬وبنو أسد تقول‪ :‬أخال بالفتح‪ ،‬وهو قياس‪ ،‬قوله عليه‬
‫السلم‪ " :‬لمر ما " أي رسوخ الولية في قلوب أهلها‪ - 4 .‬الكافي‪ :‬بسند‬
‫مرسل كالموثق عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬يدفق في الفرات في كل‬
‫يوم دفقات من الجنة )‪ .(2‬بيان‪ :‬في الصحاح دفقت الماء أدفقه دفقا صببته‬
‫فهو ماء دافق أي مدفوق‪ - 5 .‬الكافي‪ :‬باسناده إلى أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم قال‪ :‬أما إن أهل الكوفة لو حنكوا أولدهم بماء الفرات لكانوا شيعة‬
‫لنا )‪ - 6 .(3‬ومنه‪ :‬باسناده عن حكيم بن جبير قال‪ :‬سمعت سيدنا علي بن‬
‫الحسين عليه السلم يقول‪ :‬إن ملكا يهبط من السماء في كل ليلة معه ثلثة‬
‫مثاقيل مسك من مسك الجنة‪ ،‬فيطرحها في الفرات‪ ،‬وما من نهر في شرق‬
‫الرض ول غربها أعظم بركة منه )‪ .(4‬أقول‪ :‬قد مر بعض الخبار في باب‬
‫الماء وسيأتي أكثرها في كتاب المزار‪ - 7 .‬الكافي‪ :‬باسناده عن ابن القداح‬
‫عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ماء‬
‫زمزم خير ماء وجه الرض‪ ،‬وشر ماء على وجه الرض ماء برهوت الذي‬
‫بحضر موت‪ ،‬ترده هام الكفار بالليل )‪ - 8 .(5‬ومنه‪ :‬بسند معتبر عندي‬
‫عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ماء زمزم شفاء من كل داء وأظنه قال‪:‬‬
‫كائنا ماكان )‪ .(6‬ومنه‪ :‬باسناده عن أبى عبد ال عن أمير المؤمنين‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬

‫)‪ (4 - 1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (6 - 5) .389 - 388‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.387 - 386‬‬

‫]‪[449‬‬

‫ماء زمزم دواء لما شرب له )‪ - 20 .(1‬ومنه‪ :‬باسناده عن أبى عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬كانت زمزم أشد بياضا من اللبن وأحل من العسل‪ ،‬وكانت‬
‫سائحة فبغت على المياه‪ :‬فأغارها ال عزوجل وأجرى عليها عينا من‬
‫صبر‪ .‬بيان‪ :‬يدل بظاهره على أن للجمادات شعورا ما‪ ،‬ويمكن أن يكون‬
‫المراد بغي أهلها بحذف المضاف كقوله‪ " :‬واسأل القرية " أو يكون كناية‬
‫عن أنها لما كانت لشرافتها مفضلة على ساير المياه‪ ،‬نقص من طعمها‬
‫للعدل بينها‪ :‬فكأنها بغت لفضلها‪ - 11 .‬الكافي‪ :‬باسناده عن أبى عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬البرد ل يؤكل لن ال عزوجل يقول‪ " :‬يصيب به من‬
‫يشاء " )‪ .(2‬بيان‪ :‬الستدلل بالية لدللتها على أن إصابته نقمة‪- 12 .‬‬
‫الكافي‪ :‬باسناده عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬ماء نيل مصر يميت‬
‫القلب‪ - 13 .‬ومنه‪ :‬باسناده عن أبى عبد ال عليه السلم في قول ال‬
‫عزوجل‪ " :‬وأنزلنا من السماء ماء بقدر " الية‪ ،‬قال‪ :‬يعنى ماء العقيق )‬
‫‪ .(3‬بيان‪ :‬كأن المراد به وادي العقيق‪ ،‬وإنما ذكره عليه السلم على وجه‬
‫التمثيل‪ ،‬أي مثله من المواضع التي ليس فيها ماء‪ ،‬وإنما فيها برك‬
‫وغدران يجتمع فيها ماء السماء‪ ،‬أو يقال‪ :‬خص هذا الموضع لحتياجهم‬
‫فيه إلى الماء للدين والدنيا لوقوع غسل الحرام فيه‪ ،‬أو كان أول نزول‬
‫الية لهذا الموضع بسبب من السباب ل نعرفه وأما حمله على فطر ماء )‬
‫‪ (4‬العقيق كما قيل‪ :‬فل يخفى بعده‪ - 14 .‬الكافي‪ :‬باسناده عن أبى حمزة‬
‫الثمالي قال‪ :‬كنت عند حوض زمزم فأتاني رجل فقال لي‪ :‬ل تشرب من هذا‬
‫الماء يا با حمزة فان هذا تشترك فيه الجن والنس‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ 2) .388‬و ‪ (3‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ ،391‬والعقيق كل مسيل ماء شقه‬
‫السيل في الرض فأنهره ووسعه فالمراد انزال الماء على الكام والجبال‬
‫واسكانه في الودية والعقة وهو واضح‪ (4) .‬فص العقيق خ‪.‬‬

‫]‪[450‬‬

‫وهذا ل يشترك فيه إل النس‪ ،‬فتعجبت منه وقلت‪ :‬من أين علم هذا ؟ قال‪ :‬ثم قلت‬
‫لبي جعفر عليه السلم ما كان من قول الرجل لي فقال عليه السلم‪ :‬ذاك‬
‫رجل من الجن أراد إرشادك )‪ .(1‬بيان‪ :‬كأنه أشار اول إلى الحوض‪ ،‬وثانيا‬
‫إلى البئر‪ ،‬أو الدلو‪ :‬أي اشرب من الدلء قبل الصب في الحوض‪ ،‬فان‬
‫الحوض يستعمله الجن أيضا كالنس‪ ،‬فتذهب بركته أو لوجه آخر ويحتمل‬
‫أن يكون اشار أول إلى دلو مخصوص قد علم مشاركة الجن فيه‪ ،‬وثانيا‬
‫إلى غيره‪ ،‬والول اظهر‪ - 15 .‬المكارم‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله يأكل البرد ويتفقد ذلك اصحابه فيلتقطونه له فيأكله‪ ،‬ويقول‪ :‬إنه يذهب‬
‫باكلة السنان )‪ .(2‬بيان‪ :‬يدل على مدح البرد‪ ،‬وقد مر ما يدل على ذمه‪،‬‬
‫وكان أقوى سندا إذ الظاهر أن هذا الخبر عامي‪ ،‬ويمكن الجمع بأن التجويز‬
‫إذا كانت في السنان أكلة أو مظنة ذلك فيكون أكله للدواء وإن كان بعيدا‪.‬‬
‫‪ - 16‬المكارم‪ :‬من طب الئمة عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬سيد شراب‬
‫أهل الجنة الماء‪ .‬وعن الصادق عليه السلم قال‪ :‬ماء زمزم شفاء لما‬
‫شرب له‪ ،‬وروي في حديث آخر‪ :‬ماء زمزم شفاء من كل داء وامان من كل‬
‫خوف‪ .‬وعن خالد بن جرير قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬لو أني‬
‫عندكم لتيت الفرات كل يوم فاغتسلت‪ ،‬وأكلت من رمان سوراء في كل يوم‬
‫رمانة‪ .‬وقال علي بن أبي طالب عليه السلم‪ :‬ماء نيل مصر يميت القلب‪،‬‬
‫ول تغسلوا رؤسكم من طينها‪ ،‬فانها تورث الزمانة ]الدياثة[ ظ‪ .‬وقال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬صبوا على المحموم الماء البارد‪ ،‬فانه يطفئ حرها‪.‬‬
‫وعن الصادق عليه السلم قال‪ :‬الماء البارد يطفئ الحرارة‪ ،‬ويسكن‬
‫الصفراء‪ ،‬ويذيب الطعام في المعدة‪ ،‬ويذهب بالحمي‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .390‬مكارم الخلق‪.21 :‬‬


‫]‪[451‬‬

‫وعنه عليه السلم قال‪ :‬الماء المغلي ينفع من كل شئ ول يضر من شئ‪ .‬وعنه‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إذا دخل أحدكم الحمام فليشرب ثلثة أكف ماء حار‪ ،‬فانه‬
‫يزيد في بهاء الوجه‪ ،‬ويذهب باللم من البدن‪ .‬وعن الرضا عليه السلم‬
‫قال‪ :‬الماء المسخن إذا غليته سبع غليات وقلبته من إناء إلى إناء فهو‬
‫يذهب بالحمى وينزل القوة في الساقين والقدمين )‪ - 17 .(1‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬عن الصادق عليه السلم البرد ل يؤكل لقوله‪ " :‬يصيب به من‬
‫يشاء " وعن ابن عباس أن ال يرفع المياه العذب قبل يوم القيامة غير‬
‫زمزم‪ ،‬وأن ماءها يذهب بالحمى والصداع والطلع فيها يجلو البصر‪،‬‬
‫ومن شربه للشفاء شفاه ال‪ ،‬و من شربه للجوع أشبعه ال‪- 18 .‬‬
‫الدعايم‪ :‬عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلم أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله قال‪ :‬الماء سيد الشراب في الدنيا والخرة )‪- 19 .(2‬‬
‫الفردوس‪ :‬ماء زمزم شفاء من كل داء وهو دواء لما شرب له وماء‬
‫الميزاب يشفى المريض‪ ،‬وماء السماء يدفع السقام‪ ،‬ونهي عن البرد‬
‫لقوله تعالى‪ " :‬يصيب به من يشاء " وماء الفرات يصب فيه ميزابان من‬
‫الجنة وتحنيك الولد به يحببه إلى الولية‪ .‬وعن الصادق عليه السلم‪:‬‬
‫تفجرت العيون من تحت الكعبة‪ ،‬وماء نيل مصر يميت القلوب‪ ،‬والكل في‬
‫فخارها وغسل الرأس بطينها يذهب بالغيرة ويورث الدياثة‪ - 20 .‬قرب‬
‫السناد‪ :‬عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬سيد طعام الدنيا‬
‫والخرة اللحم وسيد شراب الدنيا والخرة الماء )‪ - 21 .(3‬العيون‪:‬‬
‫بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه عن النبي صلى ال عليه وآله مثله )‬
‫‪ .(4‬صحيفة الرضا‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪ (2) .180 - 178‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ (3) .127‬قرب السناد‬
‫‪ (4) .69‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (5) .35‬الصحيفة‪.10 :‬‬

‫]‪[452‬‬

‫‪ - 22‬قرب السناد‪ :‬عن ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عليهم السلم قال‪:‬‬
‫كنت عنده جالسا إذ جاءه رجل فسأله عن طعم الماء‪ ،‬وكانوا يظنون أنه‬
‫زنديق‪ ،‬فأقبل أبو عبد ال يضرب فيه ويصعد‪ ،‬ثم قال له‪ :‬ويلك طعم الماء‬
‫طعم الحياة‪ ،‬إن ال جل وعز يقول‪ " :‬وجعلنا من الماء كل شئ حي أفل‬
‫يؤمنون )‪ ." (1‬بيان‪ :‬في القاموس الزنديق بالكسر من الثنوية أو القائل‬
‫بالنور والظلمة‪ ،‬أو من ل يؤمن بالخرة وبالربوبية‪ ،‬أو من يبطن الكفر‬
‫ويظهر اليمان‪ ،‬أو هو معرب زن ‪ -‬دين أي دين المرأة )‪ (2‬انتهى‪ ،‬قوله "‬
‫يضرب فيه ويصعد "‪ :‬أي يسرع في الجواب و يقطع بوادي التحقيق‪،‬‬
‫ويصعد العوالي فيه‪ ،‬فالضمير راجع إلى السؤال‪ ،‬أو إلى الزنديق كناية عن‬
‫غلبته واستيلئه عليه‪ ،‬وإرجاعه إلى الماء وحمله على الحقيقة بأن يكون‬
‫عنده عليهم السلم ماء يضرب يده ويصعده بعيد‪ ،‬في القاموس‪ :‬ضرب في‬
‫الرض أسرع أو ذهب والشئ بالشئ خلطه كضربه‪ ،‬وفي الماء سبح‬
‫وتحرك وطال وأعرض وأشار‪ ،‬وقال‪ :‬صعد في السلم كسمع صعودا وصعد‬
‫في الجبل وعليه تصعيدا رقى‪ ،‬وأصعد في الرض مضى‪ ،‬وفي الوادي‬
‫انحدر كصعد تصعيدا انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬يؤمي ما قلنا إلى معان اخرى قريبة‬
‫من الول فتأمل وهذا على ما في أكثر النسخ من يضرب‪ .‬وفي بعض النسخ‬
‫" يصوب " وهو الصواب قال في النهاية فيه‪ :‬فصعد في النظر وصوبه‬
‫أي نظر إلى أعلي وأسفلي يتأملني‪ ،‬ويظهر منه أنه ليس المراد بالماء في‬
‫الية ماء المني‪ ،‬قال البيضاوي‪ :‬أي خلقنا من الماء كل حيوان لقوله‪" :‬‬
‫وال خلق كل دابة من ماء " وذلك لنه من أعظم مواده أو لفرط احتياجه‬
‫إليه وانتفاعه به بعينه‪ ،‬أو صيرنا كل شئ بسبب من الماء ل يحيى دونه‪،‬‬
‫وقرئ حيا على أنه صفة كل أو مفعول ثان والظرف لغو والشيئ‬
‫مخصوص بالحيوان‪ - 23 .‬العيون‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه‬
‫عن علي عليهم السلم في قول ال‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ (2) .73 :‬او ليمانه بالزند كتاب المجوس‪(*) .‬‬

‫]‪[453‬‬

‫عزوجل‪ " :‬ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " قال‪ :‬الرطب والماء البارد )‪.(1‬‬
‫الصحيفة‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ - 24 .(2‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن والده‬
‫عن هلل بن محمد عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن‬
‫آبائه عن على بن الحسين عليه السلم قال‪ :‬شيئان ما دخل جوفا إل‬
‫أصلحاه الرمان والماء الفاتر )‪ - 25 .(3‬المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابنا‬
‫رفعه عن أبى عبد ال عليه السلم مثله )‪ - 26 .(4‬الخصال‪ :‬عن أبيه عن‬
‫سعد عن اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير‬
‫ومحمد بن مسلم عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬اكسروا حر الحمى بالبنفسج والماء البارد فان‬
‫حرها من فيح جهنم )‪ - 27 .(5‬ومنه‪ :‬بهذا السناد قال عليه السلم‪:‬‬
‫اشربوا ماء السماء فانه يطهر البدن‪ ،‬ويدفع السقام‪ ،‬قال ال تبارك‬
‫وتعالى‪ " :‬وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز‬
‫الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به القدام )‪ - 28 ." (6‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير عن أبى عبد ال عليه السلم مثله‬
‫)‪ .(7‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ .(8‬بيان‪ :‬المشهور أنها نزلت في‬
‫غزوة بدر حيث نزل المسلمون على كثيب أعفر تسوخ فيه القدام على‬
‫غير ماء‪ ،‬وناموا‪ ،‬فاحتلم أكثرهم فمطروا ليل حتى جرى الوادي فاغتسلوا‬
‫وتلبد الرمل‪ ،‬حتى تثبت عليه القدام‪ ،‬فذهب عنهم رجز الشيطان وهو‬
‫الجنابة‪ ،‬وربط على قلوبهم بالوثوق على لطف ال‪ ،‬ويظهر من الخبر أن‬
‫الحكام الواردة فيها عامة وإن كان مورد النزول خاصا وأن رجز الشيطان‬
‫أعم من الوساوس‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (2) .38‬الصحيفة ‪ (3) .13‬امالي الطوسى ‪ 1‬ر ‪(4) .379‬‬
‫المحاسن‪ (5) .463 :‬الخصال ‪ (6) .620‬الخصال ‪ 636‬والية في النفال‬
‫‪ (7) .11‬المحاسن‪ (8) .574 :‬مكارم الخلق ‪.178‬‬

‫]‪[454‬‬

‫الشيطانية والسقام المترتبة على متابعة الشيطان من المعاصي‪ - 19 .‬ثواب‬


‫العمال‪ :‬عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن يعقوب بن يزيد عن ابن فضال‬
‫رفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من تلذذ بالماء في الدنيا لذذه ال‬
‫من أشربة الجنة )‪ .(1‬بيان‪ :‬التلذذ بالماء يحتمل وجوها‪ :‬الول‪ :‬التأمل في‬
‫لذته ومعرفة قدر الماء والشكر عليه‪ .‬الثاني‪ :‬شربه مصا وبثلثة أنفاس‬
‫وبالتأني كما سيأتي‪ ،‬لن إدراك لذة الماء فيه أكثر‪ ،‬الثالث‪ :‬أن يكون‬
‫المعنى التلذذ به عوضا عن الشربة المحرمة‪ ،‬الرابع‪ :‬أن يكون المعنى‬
‫الشرب عند عدم غلبة العطش لدراك اللذة كما يؤمي إليه بعض الخبار‬
‫التية‪ - 30 .‬المحاسن‪ :‬عن اسماعيل أو غيره عن منصور بن يونس بن‬
‫بزرج عن أبى ‪ -‬عبد ال عليه السلم قال‪ :‬تفجرت العيون من تحت الكعبة‬
‫)‪ .(2‬بيان‪ :‬يؤنس ذلك دحو الرض من تحت الكعبة فتفطن‪ ،‬ويمكن‬
‫تخصيصه بعيون مكة ضاعف ال شرفها‪ ،‬ويؤيده بعض أخبار زمزم‬
‫فتفهم‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد به عيون زمزم كما سيأتي في كتاب الحج ما يؤمئ‬
‫إليه‪ - 31 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي عن عيسى بن عبد ال بن عمر‬
‫بن علي بن أبي طالب عليه السلم عن أبيه عن جده عن علي عليه السلم‬
‫قال‪ :‬الماء سيد الشراب في الدنيا والخرة )‪ - 32 .(3‬ومنه‪ :‬عن علي بن‬
‫الريان رفعه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬سيد شراب الجنة‬
‫الماء )‪ - 33 .(4‬ومنه‪ :‬عن أبي أيوب المديني عن ابن أبى عمير عن‬
‫محمد بن حكيم عن عيسى شلقان قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬ما‬
‫أقل العوم عندكم والغمس‪ ،‬وما أرى ذلك إل لمائكم أنه ملح‪ ،‬فقال‪ :‬ماؤكم‬
‫أفضل منه‪ ،‬يعني الفرات )‪.(5‬‬
‫)‪ (1‬ثواب العمال‪ (5 - 2) .219 :‬المحاسن‪.570 :‬‬

‫]‪[455‬‬

‫‪ - 34‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن الحكم عن هشام بن أحمد‬
‫قال‪ :‬قال أبو الحسن عليه السلم‪ :‬إنى اكثر شرب الماء تلذذا )‪ .(1‬بيان‪:‬‬
‫يدل على استحباب كثرة شرب الماء‪ ،‬وينافيه ظاهر ما سيأتي من ذم كثرة‬
‫شرب الماء‪ ،‬ويمكن حمل هذا الخبر على أنه عليه السلم كان إكثار الماء‬
‫موافقا لمزاجه لحرارة غالبة أو غيرها‪ ،‬والخبار التية محمولة على‬
‫غالب المزجة‪ ،‬أو هذا محمول على ما إذا اشتهاه وهى على عدم الشهوة‪،‬‬
‫أو المراد باكثار الشرب إطالة مدته‪ ،‬والشرب مصا وقليل قليل‪ ،‬وبدفعات‬
‫ثلث كما هو المستحب‪ ،‬بقرينة قوله عليه السلم‪ :‬تلذذا‪ ،‬فان إدراك لذة‬
‫الماء فيه أكثر‪ - 35 .‬المحاسن‪ :‬عن نوح بن شعيب عن أبى داود المسترق‬
‫عمن حدثه قال‪ :‬كنت عند أبى عبد ال عليه السلم فدعا بتمر وجعل يشرب‬
‫عليه الماء فقلت‪ :‬جعلت فداك لو أمسكت عن الماء‪ ،‬فقال‪ :‬إنما آكل التمر‬
‫لني أستطيب عليه الماء )‪ .(2‬بيان‪ :‬هذا الخبر يؤيد أوسط الوجوه‬
‫المتقدمة في الخبر السابق‪ ،‬وفي القاموس طاب‪ :‬لذ وزكا‪ ،‬واستطاب الشئ‬
‫وجده طيبا‪ - 36 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن محمد بن سليمان الديلمي عن‬
‫أبيه عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪] :‬ل يشرب أحدكم الماء حتى يشتهيه‬
‫فإذا اشتهاه فليقل منه‪ (3) .‬ومنه‪ :‬عن علي بن حسان عمن ذكره عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ [:‬إياكم والكثار من شرب الماء فانه مادة لكل‬
‫داء‪ ،‬وفي حديث آخر لو أن الناس أقلوا من شرب الماء لستقامت أبدانهم‬
‫)‪ - 37 .(4‬ومنه عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن عبيد بن زرارة‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬وذكر رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله فقال‪ :‬اللهم إنك تعلم أنه أحب إلينا من الباء والمهات‪ ،‬وذوي‬
‫القرابات‪ ،‬ومن الماء البارد )‪ - 38 .(5‬ومنه‪ :‬عن منصور بن العباس عن‬
‫سعيد بن جناح عن أحمد بن عمر عن الحلبي رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫عليه السلم وهو يوصي رجل فقال‪ :‬أقلل من شرب الماء‬

‫)‪ (5 - 1‬المحاسن ‪.571 - 570‬‬

‫]‪[456‬‬

‫فانه يمد كل داء‪ ،‬واجتنب الدواء ما احتمل بدنك الداء )‪ .(1‬بيان‪ :‬في الكافي عن‬
‫أحمد بن عمر الحلبي‪ ،‬وما في المحاسن أحسن‪ ،‬لن أحمد ل يروي عن‬
‫الصادق عليه السلم وإنما روايته عن الرضا‪ ،‬وقد يروي عن الكاظم عليه‬
‫السلم فالمراد بالحلبى هنا عبيد ال‪ ،‬أو أحد إخوته‪ ،‬وفي بعض نسخ‬
‫الكافي بعده رفعه وهو أصوب‪ ،‬ويمد من المد بمعنى الجذب‪ ،‬أو من المداد‬
‫بمعنى العانة‪ ،‬وعلى التقديرين الضمير في قوله‪ " :‬فانه " راجع إلى‬
‫شرب الماء‪ ،‬أي إكثاره‪ ،‬ويحتمل إرجاعه إلى مصدر أقلل‪ ،‬فالمد بمعنى‬
‫الجذب‪ ،‬أي يجذبه ليدفعه والول أظهر‪ - 39 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن‬
‫محمد بن سليمان الديلمي عن عثمان بن أشيم عن معاوية بن عمار عن‬
‫أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أقل من شرب الماء صح بدنه )‪- 40 .(2‬‬
‫ومنه‪ :‬عن النوفلي باسناده قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله إذا أكل‬
‫الدسم أقل من شرب الماء‪ ،‬فقيل‪ :‬يا رسول ال إنك لتقل من شرب الماء ؟‬
‫قال‪ :‬هو أمرء لطعامي )‪ - 41 .(3‬ومنه‪ :‬عن بعض أصحابنا رفعه قال‪:‬‬
‫شرب الماء على أثر الدسم يهيج الداء )‪ .(4‬بيان‪ :‬يظهر من هذه الخبار‬
‫وجه جمع آخر بينها‪ ،‬بأن يحمل أخبار المنع على ما إذا كان بعد أكل‬
‫الدسم‪ ،‬وغيرها على غيره‪ ،‬وهو مما تساعده التجربة أيضا‪ .‬وأقول‪ :‬أكثر‬
‫روايات المنع من إكثار شرب الماء مروية في المكارم مرسل‪- 42 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن محمد بن الحسن بن شمون عن ابن أبى طيفور المتطبب‬
‫قال‪ :‬نهيت أبا الحسن الماضي عليه السلم عن شرب الماء‪ ،‬قال‪ :‬وما بأس‬
‫بالماء وهو يدير الطعام في المعدة‪ ،‬ويسكن الغضب‪ ،‬ويزيد في اللب‪،‬‬
‫ويطفئ المرار )‪ .(5‬المكارم‪ :‬عن ابن أبى طيفور مثله‪ .‬بيان‪ :‬يمكن أن‬
‫يكون المراد بالدارة حقيقتها أي يجعل أعله أسفله‪ ،‬فيحسن الهضم‪ ،‬وأن‬
‫يكون المراد تقليبه في الحوال كناية عن سرعة الهضم‪ ،‬وفي بعض النسخ‬
‫يمرئ والول موافق للكافي‪ ،‬وربما يقرء بالباء الموحدة‪ ،‬وفي المكارم‬
‫يذيب من‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن‪ 572 - 571 :‬راجع الكافي ‪ 6‬ر ‪ (5) .382‬المحاسن‪،572 :‬‬
‫مكارم الخلق ‪ ،178‬راجع الكافي ‪ 6‬ر ‪.382‬‬

‫]‪[457‬‬

‫الذابة وهو أظهر‪ ،‬وكأن تسكين الغضب لطفاء المرار‪ - 43 .‬المحاسن‪ :‬عن ياسر‬
‫الخادم عن أبى الحسن الرضا عليه السلم قال‪ :‬ل بأس بكثرة شرب الماء‬
‫على الطعام‪ ،‬وأن ل يكثر منه‪ ،‬وقال‪ :‬أرأيت لو أن رجل أكل مثل ذا طعاما ‪-‬‬
‫وجمع يديه كلتيهما لم يضمهما ولم يفرقهما ‪ -‬ثم لم يشرب عليه الماء‪،‬‬
‫أليس كانت تنشق معدته )‪ .(1‬المكارم‪ :‬عن ياسر مثله‪ .‬تبيين‪ :‬قوله عليه‬
‫السلم " وأن ل يكثر منه "‪ :‬أي ل بأس باكثار الشرب وعدم الكثار منه‪،‬‬
‫وإنما يتضرر الناس بكثرة الطعام‪ ،‬فيتوهمون أنه لكثار الماء " لم‬
‫يضمهما " أي لم يلصق إحداهما بالخرى " ولم يفرقهما " أي لم يباعد‬
‫بينهما كثيرا‪ ،‬بل قرب إحداهما إلى الخرى‪ ،‬إشارة إلى كثرة الطعام بحيث‬
‫يمل الكفين بهذا الوضع ويحتمل أن يكون المراد ضم الصابع وتفريقها‪،‬‬
‫وروى في الكافي هذا الخبر عن علي ابن إبراهيم عن ياسر وفيه ول تكثر‬
‫منه على غيره‪ ،‬وليس فيه " أليس " بل فيه " كان ينشق " فعلى هذا‬
‫الظاهر أن المعنى أن إكثار الماء على الطعام ل يضر‪ ،‬بل إنما يضر الكثار‬
‫منه على الريق‪ ،‬أو المراد بالطعام المطبوخ‪ ،‬والول أظهر‪ ،‬فالشارة‬
‫بالكف يحتمل التقليل والتكثير ويكون الغرض لزوم شرب الماء بعد الطعام‪،‬‬
‫وإن كان قليل على الول وهو الظهر‪ ،‬وإن كان كثيرا فهو آكد على الثاني‪.‬‬
‫ويؤيده على الوجهين لسيما الول ما رواه في الكافي عن علي بن محمد‬
‫عن بعض أصحابه عن ياسر قال‪ :‬قال أبو الحسن الماضي عليه السلم‪:‬‬
‫عجبا لمن أكل مثل ذا وأشار بيده وفي بعض النسخ بكفه ولم يشرب عليه‬
‫الماء كيف ل تنشق معدته )‪ (2‬وهذا الختلف في حديث ياسر غريب‪44 .‬‬
‫‪ -‬المحاسن‪ :‬عن يعقوب بن يزيد عن يحيى بن المبارك عن عبد ال بن‬
‫جبلة عن صارم قال‪ :‬اشتكى رجل من إخواننا بمكة حتى سقط للموت‪،‬‬
‫فلقيت أبا عبد ال عليه السلم في‬

‫)‪ (1‬المحاسن ‪ ،572‬والمكارم ‪ 179‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .382‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.382‬‬

‫]‪[458‬‬

‫الطريق فقال‪ :‬يا صارم ما فعل فلن ؟ فقلت‪ :‬تركته بحال الموت‪ ،‬فقال‪ :‬أما لو كنت‬
‫ل سقيته من ماء الميزاب‪ ،‬قال‪ :‬فطلبناه عند كل أحد فلم نجده‪ ،‬فبينا نحن‬
‫كذالك إذا رتفعت سحابة ثم أرعدت وأبرقت وأمطرت‪ ،‬فجئت إلى بعض من‬
‫في المجسد فأعطيته درهما وأخذت منه قدحا ثم أخذت من ماء الميزاب‬
‫فأتيته به فأسقيته‪ ،‬فلم أبرح من عنده حتى شرب سويقا وبرأ )‪.(1‬‬
‫المكارم‪ :‬عن صارم مثله‪ ،‬وفيه وأخذت منه قدحا من ماء الميزاب‪- 45 .‬‬
‫فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم السكر ينفع من كل شئ ول يضر من شئ‪ ،‬و‬
‫كذلك الماء المقلي‪ ،‬وأروى في الماء البارد أنه يطفئ الحرارة‪ ،‬ويسكن‬
‫الصفراء ويهضم الطعام‪ ،‬ويذيب الفضلة التي على رأس المعدة‪ ،‬ويذهب‬
‫بالحمى‪ ،‬وقيل‪ :‬ل يذهب بالدواء إل الدعاء‪ ،‬والصدقة‪ ،‬والماء البارد‪.‬‬
‫بيان‪ :‬قوله عليه السلم والماء البارد‪ :‬أي شربا أو صبا على البدن كما‬
‫مر‪ 2 ..‬باب * )آداب الشرب وأوانيه( * ‪ - 1‬الخصال‪ :‬عن أبيه عن سعد‬
‫بن عبد ال عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن‬
‫أبى بصير ومحمد بن مسلم عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال‪:‬‬
‫قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ل ينفخ الرجل في موضع سجوده ول في‬
‫طعامه ول في شرابه‪ ،‬ول في تعويذه‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬ل يشرب أحدكم‬
‫قائما‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬إياكم وشرب الماء من قيام على أرجلكم‪ ،‬فانه‬
‫يورث الداء الذي ل دواء له أو يعافي ال عزوجل )‪ - 2 .(2‬العلل‪ :‬بهذا‬
‫السناد عنه عليه السلم قال‪ :‬إياكم وشرب الماء وذكر نحوه‪.‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ‪ ،574‬ومثله في المكارم ‪ (2) .179‬الخصال ‪ 613‬و ‪ 622‬و ‪634‬‬


‫على الترتيب‪.‬‬

‫]‪[459‬‬

‫ثم قال الصدوق رحمه ال‪ :‬يعني بالليل‪ ،‬فأما النهار‪ ،‬فان شرب الماء من قيام أدر‬
‫للعرق‪ ،‬وأقوى للبدن‪ ،‬كما قال الصادق عليه السلم )‪ - 3 .(1‬الكشي‪ :‬عن‬
‫محمد بن قولويه عن محمد بن بندار عن البرقي عن أبيه عن أحمد بن‬
‫النضر عن عباد بن بشير عن ثوير بن أبي فاختة قال‪ :‬دخلت على أبي‬
‫جعفر عليه السلم مع عمر بن ذر القاضي فدعا أبو جعفر عليه السلم‬
‫بماء فاتي بكوز من أدم فلما صار في يده قال‪ :‬الحمد ل الذي جعل لكل شئ‬
‫حدا ينتهي إليه فقال ابن ذر‪ :‬وما حده ؟ قال‪ :‬يذكر اسم ال عليه إذا شرب‬
‫ويحمد ال إذا فرغ‪ ،‬ول يشرب من عند عروته‪ ،‬ول من كسر إن كان فيه‪،‬‬
‫إلى آخر الخبر )‪ - 4 .(2‬العيون‪ :‬عن محمد بن عمر الجعابي عن الحسن‬
‫بن عبد ال التميمي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عليهم السلم أن عليا‬
‫عليه السلم شرب قائما وقال‪ :‬هكذا رأيت النبي صلى ال عليه وآله فعل )‬
‫‪ - 5 .(3‬العلل‪ :‬عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن أحمد بن محمد بن عيسى‬
‫عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبي عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫ل تشرب وأنت قائم‪ ،‬ول تطف بقبر‪ ،‬ول تبل في ماء نقيع‪ ،‬فانه من فعل‬
‫ذلك فأصابه شئ فل يلومن إل نفسه‪ ،‬ومن فعل شيئا من ذلك لم يكد يفارقه‬
‫إل ما شاء ال )‪ .(4‬توضيح‪ :‬قد مر أن المراد بالطوف هنا التغوط‪ ،‬في‬
‫القاموس الطوف الغائط‪ ،‬وطاف ذهب ليتغوط كاطاف على افتعل انتهى‪،‬‬
‫ويدل على أن مثل هذه الفعال يوجب المداومة عليها غالبا‪ ،‬وكأنه لتسلط‬
‫الشيطان عليه‪ - 6 .‬قرب السناد‪ :‬عن محمد بن عيسى عن عبد ال بن‬
‫ميمون القداح عن جعفر عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬كان النبي صلى ال‬
‫عليه وآله يقول‪ :‬إذا شرب الماء‪ " :‬الحمد ل الذي سقانا‬

‫)‪ (1‬علل الشرايع ‪ 2‬ر ‪ (2) .150‬رجال الكشى ‪ 220‬في حديث‪ (3) .‬عيون الخبار‬
‫‪ 2‬ر ‪ (4) .66‬علل الشرايع ‪ 1‬ر ‪ ،268‬راجع شرح ذلك في ج ‪ 80‬ص‬
‫‪.173‬‬
‫]‪[460‬‬

‫عذبا زلل برحمته‪ ،‬ولم‪ ،‬يسقنا ملحا اجاجا بذنوبنا " )‪ .(1‬المحاسن‪ :‬عن جعفر بن‬
‫محمد عن ابن القداح عن أبى عبد ال عليه السلم مثله‪ .‬الكافي‪ :‬عن العدة‬
‫عن سهل عن جعفر مثله إل أن فيه اجاجا ولم يؤاخذنا بذنوبنا‪ .‬بيان‪:‬‬
‫العذب الحلو‪ ،‬في القاموس العذب من الطعام والشراب كل مستساغ‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ماء زلل كغراب سريع المر في الحلق بارد عذب صاف سهل سلس‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫الملح بالكسر ضد العذب من الماء كالمليح‪ ،‬وقال ماء اجاج ملح مر‪ ،‬قوله‬
‫عليه السلم‪ " :‬ولم يؤاخذنا " أي بجعله ملحا اجاجا‪ ،‬أو بسلب الماء عنا‬
‫مطلقا‪ ،‬كما قال سبحانه تهديدا‪ " :‬وإنا على ذهاب به لقادرون "‪- 7 .‬‬
‫مجالس الصدوق‪ :‬عن حمزة العلوي عن عبد العزيز بن محمد البهري عن‬
‫محمد ابن زكريا الجوهري عن شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن أبى‬
‫عبد ال عن آبائه عليهم السلم عن النبي صلى ال عليه وآله في حديث‬
‫طويل في المناهي‪ :‬ل يشربن أحدكم الماء من عند عروة الناء‪ ،‬فانه‬
‫مجتمع الوسخ‪ ،‬ونهى أن يشرب الماء كرعا كما يشرب البهايم‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫اشربوا بأيديكم فانها أفضل أوانيكم‪ ،‬ونهى عن البزاق في البئر التي يشرب‬
‫منها‪ ،‬ونهى أن ينفخ في طعام أو في شراب )‪ .(2‬بيان‪ :‬في القاموس كرع‬
‫في الماء أو في الناء كمنع وسمع كرعا وكروعا‪ :‬تناوله بفيه من‬
‫موضعه‪ ،‬من غير أن يشرب بكفيه ول باناء انتهى‪ ،‬والنفخ في الشراب‬
‫كأنه أعم من أن يكون للتبريد أو لتبعيد ما على وجه الماء من موضع‬
‫الشرب‪ - 8 .‬المجالس‪ :‬في خطب أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ولو شئت‬
‫لتسربلت بالعبقري المنقوش من ديباجكم‪ ،‬ولكلت لباب هذا البر بصدور‬
‫دجاجكم‪ ،‬ولشربت الماء الزلل برقيق زجاجكم‪ ،‬ولكني اصدق ال جلت‬
‫عظمته حيث يقول‪ " :‬من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها " إلى قوله‪" :‬‬
‫ليس لهم في الخرة إل النار " الخبر )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ‪ ،16‬المحاسن ‪ ،578‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .384‬امالي الصدوق ‪254‬‬
‫‪ (3) .255 -‬امالي الصدوق ‪ 368‬في حديث والية في سورة هود ‪ 15‬و‬
‫‪(*) .16‬‬

‫]‪[461‬‬

‫بيان‪ :‬يدل على أن الشرب في الزجاج غاية التنعم والترفه فيه‪ ،‬وأنه ينافي التواضع‬
‫المطلوب في المأكل والمشرب‪ - 9 .‬كنز الكراجكى‪ :‬قال‪ :‬إن النبي صلى ال‬
‫عليه وآله كان في سفر فاستيقظ من نومه فقال‪ :‬مع من وضوء ؟ فقال أبو‬
‫قتادة‪ :‬معى في ميضأة‪ ،‬فأتاه به فتوضأ وفضلت في الميضاة فضلة فقال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬احتفظ بها يا باقتادة‪ ،‬فيكون لها شأن‪ ،‬فلما حمي‬
‫النهار واشتد العطش بالناس‪ ،‬ابتدروا إلى النبي صلى ال عليه وآله‬
‫يقولون‪ :‬الماء الماء‪ ،‬فدعا النبي صلى ال عليه وآله بقدحه ثم قال‪ :‬هلم‬
‫الميضأة يا باقتادة فأخذها ودعا فيها‪ ،‬وقال‪ :‬اسكب فسكب في القدح وابتدر‬
‫الناس الماء‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬كلكم يشرب الماء إنشاء‬
‫ال‪ ،‬فكان أبو قتادة يسكب ورسول ال صلى ال عليه وآله يسقي حتى‬
‫شرب الناس أجمعون‪ ،‬ثم قال النبي صلى ال عليه وآله لبي قتادة‪ :‬اشرب‬
‫فقال ل‪ :‬بل اشرب أنت يارسول ال فقال‪ :‬اشرب فان ساقي القوم آخرهم‬
‫شربا فشرب أبو قتادة ثم شرب رسول ال صلى ال عليه وآله‪ .‬بيان‪ :‬في‬
‫القاموس الميضأة الموضع يتوضأ فيه ومنه‪ ،‬والمطهرة‪ - 10 .‬الشهاب‪:‬‬
‫قال صلى ال عليه وآله‪ :‬ساقي القوم آخرهم شربا‪ .‬الضوء‪ :‬هذا من مكارم‬
‫الخلق التي كان صلى ال عليه وآله ل يزال يأخذ بها أصحابه‪ ،‬و يتقدم‬
‫بها إليهم ويكررها عليهم‪ ،‬والدب في ذلك أن الساقي للقوم وهم عطاش‬
‫مجهودون إذا ابتدأ بنفسه دل على جشعه وقلة مبالته بأصحابه الذين‬
‫ائتمن عليهم وجعل ملك أرواحهم وقوام أبدانهم بيده‪ ،‬وأمر الماء عندهم‬
‫شديد‪ ،‬فانهم كثيرا ما يقتحمون البوادي ويعرضون أنفسهم للفج الهجائر‪،‬‬
‫ووقدان الظهائر‪ ،‬ويفتخرون بذلك ويتجلدون عليه‪ ،‬ويذكرونه في‬
‫مفاخراتهم‪ ،‬وإذا كان كذلك أدت الحال إلى تقاسم الماء بينهم بالمقلة ‪ -‬وهي‬
‫حجر القسم ‪ -‬وقد قيل‪ :‬الماء أهون موجود وأعز مفقود وفائدة الحديث‬
‫الحث على الخذ بالكرم من الفعال‪ ،‬والتباعد عما يجعل النسان في‬
‫معرض النذال ولباس الرذال وراوي هذا الحديث المغيرة‪ - 11 .‬معاني‬
‫الخبار‪ :‬عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن محمد بن أبى القاسم عن محمد‬
‫ابن على الكوفي رفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم أنه قيل له‪ :‬الرجل‬
‫يشرب بنفس‬

‫]‪[462‬‬

‫واحد ؟ قال‪ :‬ل بأس‪ ،‬قلت‪ :‬فان من قبلنا يقولون‪ :‬ذلك شرب الهيم‪ ،‬فقال‪ :‬إنما شرب‬
‫الهيم ما لم يذكر اسم ال عليه )‪ - 12 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن الحميري‬
‫عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن شيخ من أهل المدينة قال‪ :‬سألت أبا‬
‫عبد ال عليه السلم عن رجل يشرب فل يقطع حتى يروي‪ ،‬فقال‪ :‬وهل‬
‫اللذة إل ذاك ؟ قلت‪ :‬فانهم يقولون إنه شرب الهيم‪ ،‬فقال‪ :‬كذبوا إنما شرب‬
‫الهيم ما لم يذكر اسم ال عليه )‪ - 13 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد بن الحسن بن‬
‫الوليد عن الصفار عن أحمد وعبد ال ابني محمد بن عيسى عن ابن أبى‬
‫عمير عن حماد بن عثمان عن عبيد ال الحلبي عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬ثلثة أنفاس في الشرب أفضل من نفس واحد في الشرب‪،‬‬
‫وقال‪ :‬كان يكره أن يشبه بالهيم‪ ،‬قلت‪ :‬وما الهيم ؟ قال الرمل‪ ،‬وفي حديث‬
‫آخر هي البل‪ .‬قال الصدوق رحمه ال‪ :‬سمعت شيخنا محمد بن الحسن بن‬
‫أحمد بن الوليد رحمه ال يقول‪ :‬سمعت محمد بن الحسن الصفار يقول‪:‬‬
‫كلما في كتاب الحلبي " وفي حديث آخر " فذلك قول محمد بن أبي عمير‬
‫رحمه ال )‪ .(3‬تبيين‪ :‬قال ال تعالى‪ " :‬ثم إنكم أيها الضالون المكذبون *‬
‫لكلون من شجر من زقوم * فمالئون منها البطون * فشاربون عليه من‬
‫الحميم * فشاربون شرب الهيم " قال البيضاوي‪ :‬شرب الهيم أي البل‬
‫التي لها الهيام‪ ،‬وهو داء يشبه الستسقاء جمع أهيم وهيماء وقيل‪ :‬الرمال‬
‫على أنه جمع هيام بالفتح‪ ،‬وهو الرمل الذي ل يتماسك جمع على هيم‬
‫كسحب ثم خفف وفعل به ما فعل بجمع أبيض انتهى‪ .‬وقال الجوهري‪:‬‬
‫وقوله تعالى‪ " :‬فشاربون شرب الهيم " هي البل العطاش‪ ،‬ويقال‪ :‬الرمل‬
‫حكاه الخفش انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬الخبار مختلفة في الشرب بنفس واحد أو‬
‫أكثر‪ ،‬واستحب الصحاب الشرب بثلثة أنفاس‪ ،‬وحملوا القل على الجواز‪،‬‬
‫وربما يحمل النفس الواحد على‬

‫)‪ (2 - 1‬معاني الخبار ‪ 149‬باب معنى شرب الهيم‪ (3) .‬المصدر نفسه ‪،150‬‬
‫واليات في سورة الواقعة ‪.51 - 55‬‬

‫]‪[463‬‬

‫ما إذا كان الساقي حرا‪ ،‬وربما يتراءى من بعض الخبار كون التعدد محمول على‬
‫التقية‪ ،‬والظاهر أن الثلث أفضل‪ ،‬قال صاحب الجامع‪ :‬يكره الشرب قائما‬
‫بالليل ول بأس بالنهار‪ ،‬ويشرب في ثلثه أنفاس‪ ،‬وإن كان ساقيه حرا‬
‫فبنفس واحد‪ - 14 .‬معاني الخبار‪ :‬عن محمد بن هارون الزنجاني عن‬
‫علي بن عبد العزيز عن القاسم بن سلم رفعه أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله نهى عن اختناث السقية‪ ،‬ومعنى الختناث أن يثني أفواهما ثم يشرب‬
‫منها‪ ،‬وأصل الختناث التكسر‪ ،‬ومن هذا سمي المخنث لتكسره‪ ،‬وبه سميت‬
‫المرءة خنثى ومعنى الحديث في النهي عن اختناث السقية‪ ،‬يفسر على‬
‫وجهين‪ :‬أحدهما أنه يخاف أن يكون فيه دابة‪ ،‬والذي دار عليه معنى‬
‫الحديث أنه عليه السلم نهى أن يشرب من أفواهها )‪ .(1‬توضيح‪ :‬في‬
‫النهاية أنه نهى عن اختناث السقية‪ ،‬خنثت السقاء إذا ثنيت فمه إلى خارج‬
‫وشربت منه‪ ،‬وقبعته إذا ثنيته إلى داخل‪ ،‬وإنما نهى عنه لنه ينتنها فان‬
‫إدامة الشرب هكذا مما يغير ريحها‪ ،‬وقيل‪ :‬ل يؤمن أن يكون فيها هامة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬لئل يترشش الماء على الشارب لسعة فم السقاء‪ ،‬وقد جاء في‬
‫حديث آخر إباحته ويحتمل أن يكون النهي خاصا بالسقاء الكبير دون‬
‫الداوة‪ ،‬وفي حديث ابن عمر أنه كان يشرب من الداوة ول يختنثها‬
‫ويسنميها نفعة‪ ،‬سماها بالمرة من النفع‪ ،‬ولم يصرفها للعلمية والتأنيث‬
‫انتهى وقال في شرح جامع الصول‪ :‬الختناث أن يكسر أي يقلب شفة‬
‫القربة ويشرب‪ ،‬وورد إباحته‪ ،‬وذا للضرورة والحاجة والنهي عن العتياد‬
‫أو ناسخ للول )‪ - 15 .(2‬المعاني‪ :‬عن محمد بن موسى بن المتوكل عن‬
‫عبد ال بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد‬
‫ال بن سنان قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬إن‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار ‪ 281‬في حديث طويل‪ (2) .‬قد مر في ج ‪ 44‬ص ‪ 376‬من تاريخ‬
‫الحسين صلوات ال عليه حديث على بن الطعان المحاربي " فجعلت كلما‬
‫شربت سال الماء من السقاء فقال الحسين عليه السلم‪ :‬اخنث السقاء أي‬
‫اعطفه‪ ،‬فلم أدر كيف أفعل‪ ،‬فقام فخنثه فشربت وسقيت فرسى "‪.‬‬

‫]‪[464‬‬

‫الرجل ليشرب الشربة فيدخله ال بها الجنة‪ ،‬قلت‪ :‬وكيف ذاك ؟ قال‪ :‬إن الرجل‬
‫ليشرب الماء فيقطعه ثم ينحي الناء وهو يشتهيه‪ ،‬فيحمد ال‪ ،‬ثم يعود‬
‫فيشرب ثم ينحيه وهو يشتهيه فيحمد ال ثم يعود فيشرب فيوجب ال‬
‫عزوجل له بذلك الجنة )‪ .(1‬المحاسن‪ :‬عن ابن محبوب مثله إل أنه قال بعد‬
‫قوله أخيرا‪ :‬فيشرب " ثم ينحيه ويحمد ال فيوجب ال له بذلك الجنة‬
‫ويقول‪ :‬بسم ال في أول كل مرة‪ ،‬قال‪ :‬وروي محمد بن إسماعيل عن‬
‫منصور بن يونس عن أبى بصير عن أبى عبد ال عليه السلم مثله‪- 16 .‬‬
‫العلل‪ :‬عن علي بن حاتم عن محمد بن جعفر المخزومي عن محمد بن‬
‫عيسى بن زياد عن الحسن بن فضال عن ثعلبة عن بكار بن أبى بكر‬
‫الحضرمي عن أبى عبد ال عليه السلم في الرجل ينفخ في القدح قال‪ :‬ل‬
‫بأس‪ ،‬وإنما يكره ذلك إذا كان معه غيره كراهة أن يعافه‪ .‬وعن الرجل ينفخ‬
‫في الطعام قال‪ :‬أليس إنما يريد أن يبرده ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬ل بأس‪ .‬قال‬
‫الصدوق رحمه ال‪ :‬الذي أفتى به وأعتمده‪ ،‬هو أنه ل يجوز النفخ في‬
‫الطعام و الشراب سواء كان الرجل وحده أو مع غيره‪ ،‬ول أعرف هذه‬
‫العلة إل في ]هذا[ الخبر )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬عاف الرجل الطعام أو‬
‫الشراب يعافه عيافا أي كرهه فلم يشربه‪ ،‬ثم إن ظاهر الصدوق رحمه ال‬
‫حرمة النفخ فلذا رد الخبر ويمكن حمله على الجواز‪ ،‬وسائر الخبار على‬
‫الكراهة‪ ،‬أو ساير الخبار على ما إذا لم يكن معه غيره في الشراب وإذا لم‬
‫تكن ضرورة في الطعام‪ ،‬وهذا على الضرورة كضيق الوقت للصلة أو‬
‫لحاجة‪ - 17 .‬كامل الزيارة‪ :‬عن محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن‬
‫الخشاب عن على بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن داود الرقى‬
‫قال‪ :‬كنت عند أبى عبد ال عليه السلم إذا استسقى الماء فلما شربه رأيته‬
‫قد استعبر واغرو رقت عيناه بدموعه‪ ،‬ثم قال لي‪ :‬يا داود لعن ال قاتل‬
‫الحسين‪ ،‬فما من عبد شرب الماء فذكر الحسين ولعن قاتله إل كتب ال له‬
‫مائة ألف‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار ‪ 385‬ومثله في المحاسن ‪ (2) .578‬علل الشرايع ‪ 2‬ر ‪ 205‬وقد‬
‫مر سابقا‪.‬‬

‫]‪[465‬‬

‫حسنة‪ ،‬وحط عنه مائة ألف سيئة‪ ،‬ورفع له مائة ألف درجة وكأنما أعتق مائة ألف‬
‫نسمة‪ ،‬وحشره ال يوم القيامة ثلج الفؤاد )‪ .(1‬ومنه‪ :‬عن الكليني عن‬
‫علي بن محمد عن سهل عن جعفر بن إبراهيم عن سعد بن سعد مثله‪.‬‬
‫الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن جعفر عمن‬
‫ذكره عن الخشاب مثله‪ .‬بيان‪ :‬في النهاية ثلجت نفسي بالمر تثلج ثلجا‪ :‬إذا‬
‫اطمأنت إليه وسكنت وثبت فيها ووثقت به‪ - 18 .‬المحاسن‪ :‬عن ابن بزيع‬
‫عن أبى إسماعيل السراج عن خثيمة بن عبد الرحمان عن أبى لبيد‬
‫البحراني عن أبى جعفر عليه السلم أنه سأله رجل ما حد كوزك هذا ؟ قال‪:‬‬
‫ل تشرب من موضع اذنه‪ ،‬ول من موضع كسره‪ ،‬فانه مقعد الشيطان‪ ،‬وإذا‬
‫وضعته على فمك فاذكر اسم ال‪ ،‬وإذا رفعته عن فمك فاحمد ال‪ ،‬وتنفس‬
‫فيه ثلثة أنفاس ! فان النفس الواحد يكره )‪ - 19 .(2‬ومنه‪ :‬عن عثمان بن‬
‫عيسى عن سماعة عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الرجل‬
‫يأكل بشماله أو يشرب بها قال‪ :‬ل يأكل بشماله ول يشرب بشماله ول‬
‫يناوله بها شيئا‪ ،‬قال‪ :‬ورواه أبى عن زرعة عن سماعة )‪ - 20 .(3‬ومنه‬
‫عن أبيه عن النضر عن القاسم بن سويد عن جراح المدايني عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم أنه كره أن يأكل الرجل بشماله أو يتناول بها )‪- 21 .(4‬‬
‫ومنه‪ :‬عن القاسم بن محمد عن شيبان بن عمرو عن حريز عن محمد بن‬
‫مسلم قال‪ :‬كنا في مجلس أبى عبد ال عليه السلم فدخل علينا فتناول إناء‬
‫فيه ماء بيده اليسرى‪ ،‬فشرب بنفس واحد وهو قائم )‪ .(5‬بيان‪ :‬كأن التناول‬
‫باليسرى كان لعذر‪ ،‬أو لبيان الجواز‪ ،‬وكذا النفس الواحد‬

‫)‪ (1‬كامل الزيارة ‪ 106‬ومثله في الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .391‬المحاسن ‪ ،274‬في حديث‪.‬‬
‫)‪ (5 - 3‬المصدر ‪.456 - 455‬‬

‫]‪[466‬‬

‫والقيام‪ ،‬أو القيام لنه كان في اليوم‪ - 22 .‬المحاسن‪ :‬عن جعفر عن ابن القداح عن‬
‫أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬ليشرب ساقي القوم آخرهم )‪ - 23 .(1‬ومنه‪ :‬بالسناد المتقدم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬مصوا الماء مصا ول تعبوه عبا فانه‬
‫يأخذ منه الكباد )‪ .(2‬الكافي‪ :‬عن العدة عن سهل عن جعفر مثله‪ .‬المكارم‪:‬‬
‫عنه عليه السلم مثله‪ .‬بيان‪ :‬قال في النهاية فيه‪ :‬مصوا الماء مصا ول‬
‫تعبوه عبا‪ :‬العب الشرب بل نفس‪ ،‬ومنه‪ :‬الكباد من العب‪ :‬الكباد بالضم داء‬
‫يعرض الكبد‪ ،‬وقال في موضع آخر‪ :‬العب شرب الماء من غير مص‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬هذا أظهر من تفسيره الول‪ ،‬قال الجوهري‪ :‬العب شرب الماء من‬
‫غير مص‪ ،‬وفي الحديث الكباد من العب‪ ،‬والحمام يشرب الماء عبا كما‬
‫تعب الدواب‪ ،‬و قال الفيروز آبادي‪ :‬العب شرب الماء أو الجرع أو تتابعه‬
‫والكرع‪ ،‬وقال في الدروس‪ :‬الماء سيد شراب الدنيا والخرة‪ ،‬وطعمه طعم‬
‫الحياة‪ ،‬ويكره الكثار منه‪ ،‬وعبه أي شربه من غير مص‪ ،‬ويستحب مصه‪،‬‬
‫وروى من شرب الماء فنحاه وهو يشتهيه فحمد ال يفعل ذلك ثلثا وجبت‬
‫له الجنة‪ ،‬وروي باسم ال في المرات الثلث في ابتدائه‪ - 24 .‬المحاسن‪:‬‬
‫عن أبيه عن صفوان عن معلى أبى عثمان عن معلى بن خنيس عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ثلثة أنفاس أفضل من نفس )‪ - 35 .(3‬ومنه‪:‬‬
‫عن أبى أيوب المديني عن ابن أبى عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي‬
‫عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ثلثة أنفاس في الشرب أفضل من نفس‬
‫واحد )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ‪ (2) .452‬المحاسن ‪ ،575‬ومثله في الكافي ‪ 6‬ر ‪ ،381‬مكارم‬


‫الخلق ‪ (4 - 3) .181‬المحاسن ‪.575‬‬

‫]‪[467‬‬

‫‪ - 26‬ومنه‪ :‬عن بعض أصحابنا عن ابن اخت الوزاعي عن مسعدة بن اليسع عن‬
‫أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬نهى على عليه السلم عن العبة‬
‫الواحدة في الشرب‪ ،‬وقال‪ :‬ثلثا أو اثنتين )‪ .(1‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم‬
‫مثله‪ - 27 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال كان أمير المؤمنين عليه السلم يكره‬
‫النفس الواحد في الشرب‪ ،‬وقال‪ :‬ثلثة أنفاس أو اثنتين )‪ .(2‬بيان‪ :‬لم أر‬
‫في الصحاب استحباب الثنتين مع وروده في الخبار المعتبرة والظاهر‬
‫استحبابه أيضا‪ - 28 .‬المحاسن‪ :‬عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم أنه شرب وتنفس ثلث مرات يرتوي في الثالثة‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬قال أبي‪ :‬من شرب ثلث مرات فذلك شرب الهيم‪ ،‬قلنا‪ :‬وما الهيم ؟‬
‫قال‪ :‬البل )‪ .(3‬بيان‪ :‬كأن فيه تصحيفا أو سقطا كما يشهد به سائر‬
‫الخبار‪ ،‬ويحتمل أن يكون محمول على ما إذا لم يتنفس بينها‪ ،‬أو يرتوي‬
‫قبل الثالثة ويشرب حرصا‪ - 29 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن النضر عن هشام‬
‫عن سليمان بن خالد قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم الرجل يشرب‬
‫النفس الواحد‪ ،‬قال‪ :‬يكره‪ ،‬وقال‪ :‬ذلك شرب الهيم قلت‪ :‬وما الهيم ؟ قال‪:‬‬
‫هي البل )‪] .(4‬ومنه‪ :‬عن ابن محبوب عن معوية بن وهب عن أبى عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الشرب بنفس واحد‪ ،‬فكرهه وقال‪ :‬ذلك‬
‫شرب الهيم‪ ،‬قلت‪ :‬وما الهيم ؟ قال‪ :‬البل[‪ - 30 .‬ومنه‪ :‬عن ابن فضال عن‬
‫غالب بن عيسى عن روح بن عبد الرحيم قال‪ :‬كان أبو عبد ال عليه‬
‫السلم يكره أن يتشبه بالهيم‪ ،‬قلت‪ :‬وما الهيم ؟ قال‪ :‬الكثيب )‪ .(5‬بيان‪:‬‬
‫الكثيب التل من الرمل‪ ،‬وفي التهذيب بسند آخر هو النيب‪ ،‬وفي القاموس‬

‫)‪ 577 - 576 (5 - 1‬ومثل الول في المكارم ‪.181‬‬

‫]‪[468‬‬

‫الناب الناقة المسنة والجمع أنياب ونيوب ونيب‪ - 31 .‬المحاسن‪ :‬عن أبي أيوب‬
‫المديني عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبي عن أبى عبد ال عليه‬
‫السلم أنه كان يكره أن يتشبه بالهيم‪ ،‬قلت‪ :‬وما الهيم ؟ قال‪ :‬الرمل )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬في أكثر النسخ بالراء المهملة‪ ،‬وفي بعضها بالمعجمة جمع الزاملة‪،‬‬
‫وهي ما يحمل عليه من البعير والول أظهر‪ - 32 .‬المحاسن‪ :‬عن ابن‬
‫فضال عن ابن القداح عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان أصحاب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله يعبون الماء عبا‪ ،‬فقال لهم رسول ال صلى‬
‫ال عليه السلم‪ :‬اشربوا في أيديكم فانها من خير آنيتكم )‪ .(2‬بيان‪ :‬كأن‬
‫المراد بالعب هنا الكرع‪ ،‬كما مر في القاموس‪ ،‬وهو أن يشرب بفيه من‬
‫موضعه كالحيوانات‪ - 33 .‬المحاسن‪ :‬عن ابن محبوب عن إبراهيم الكرخي‬
‫عن طلحة بن زيد عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله يعجبه أن يشرب في القداح الشامي ويقول‪ :‬هو من أنظف‬
‫آنيتكم )‪ - 34 .(3‬ومنه‪ :‬عن جعفر عن ابن القداح عن أبى عبد ال عن‬
‫أبيه عليهما السلم قال‪ :‬مر النبي صلى ال عليه وآله بقوم يشربون‬
‫بأفواههم في غزوة تبوك‪ ،‬فقال صلى ال عليه وآله وسلم‪ :‬اشربوا في‬
‫أيديكم‪ ،‬فانها من خير آنيتكم )‪ - 35 .(4‬ومنه‪ :‬عن ابن فضال عن ابن‬
‫القداح عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم يشرب في القداح الشامية يجاء بها من الشام وتهدى له )‪.(5‬‬
‫بيان‪ :‬قال في الدروس‪ :‬كان رسول ال يعجبه الشرب في القدح الشامي‬
‫والشرب في اليدين أفضل‪ - 36 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي عن عبد‬
‫الرحمان بن محمد السدي عن سالم بن مكرم عن أبى عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬كان أبى عليه السلم جالسا إذا أتاه أخوه عبد ال بن علي يستأذن‬
‫لعمرو بن عبيد وبشير الرحال وواصل فدخلوا عليه فجلسوا‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا با ‪-‬‬

‫)‪ (5 - 1‬المحاسن‪.577 :‬‬

‫]‪[469‬‬

‫جعفر لكل شئ حد ينتهي إليه ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬مامن شئ إل وله حد ينتهي إليه قال‪:‬‬
‫فدعا بالماء فاتي بكوز فقالوا‪ :‬يا با جعفر أحد لهذا الكوز لمن شرب ؟‬
‫فقال‪ :‬نعم فقالوا‪ :‬ما حده ؟ قال‪ :‬إذا شربه الرجل تنفس عليه ثلثة أنفاس‬
‫كلما تنفس حمد ال‪ ،‬ول يشربن من اذن الكوز‪ ،‬ول من كسر إن كان فيه‪،‬‬
‫فانه مشرب الشيطان ثم يقول‪ :‬الحمد ل الذي سقاني ماء عذبا فراتا‬
‫برحمته‪ ،‬ولم يجعله ملحا اجاجا بذنوبي )‪ .(1‬بيان‪ :‬في القاموس الذن‬
‫بالضم وبضمتين المقبض والعروة من كل شئ‪ - 37 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‬
‫عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم عن أبى عبد ال عن أبيه قال‪:‬‬
‫قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ل تشربوا من ثلمة الناء ولمن عروته‪،‬‬
‫فان الشيطان يقعد على العروة )‪ - 38 .(2‬ومنه‪ :‬عن يعقوب بن يزيد عن‬
‫ابن عم لعمر بن يزيد عن ابنة عمر ابن يزيد عن أبيها عن أبى عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إذا شرب أحدكم الماء فقال‪ :‬بسم ال ثم قطعه فقال‪:‬‬
‫الحمد ل‪ ،‬ثم شرب فقال‪ :‬بسم ال ثم قطعه فقال‪ :‬الحمد ل‪ ،‬ثم شرب فقال‪:‬‬
‫بسم ال ثم قطعه فقال‪ :‬الحمد ل‪ ،‬سبح ذلك الماء له مادام في بطنه إلى أن‬
‫يخرج )‪ - 39 .(3‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي عن عبد الرحمان بن أبي‬
‫هاشم عن إبراهيم بن يحيى المديني عن أبي عبد ال عن أبيه عليهما‬
‫السلم قال‪ :‬قام أمير المؤمنين عليه السلم إلى أدواة فشرب منها وهو قائم‬
‫)‪ - 40 .(4‬ومنه‪ :‬عن ابن العزرمي عن حاتم بن إسماعيل المديني عن أبى‬
‫عبد ال عن آبائه عليهم السلم أن أمير المؤمنين عليه السلم كان يشرب‬
‫وهو قائم ثم شرب من فضل وضوئه قائما‪ ،‬فالتفت إلى الحسن عليه السلم‬
‫فقال‪ :‬يا بني إني رأيت جدك رسول ال صلى ال عليه وآله صنع هكذا )‬
‫‪.(5‬‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪ (5 - 4) .578 :‬المصدر‪.580 :‬‬

‫]‪[470‬‬

‫‪ - 41‬ومنه عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن عذافر عن عقبة بن شريك عن‬


‫عبد ال بن شريك العامري عن بشير بن غالب قال‪ :‬سألت الحسين بن‬
‫علي وأنا اسايره عن الشرب قائما‪ ،‬فلم يجبني‪ ،‬حتى إذا نزل أتى ناقة‬
‫فحلبها ثم دعاني فشرب وهو قائم )‪ - 42 .(1‬ومنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‬
‫عن حنان بن سدير عن أبيه قال‪ :‬سألت أبا جعفر عليه السلم عن الشرب‬
‫قائما‪ ،‬قال‪ :‬وما بأس بذلك قد شرب الحسين بن علي عليهما السلم وهو‬
‫قائم )‪ - 43 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي عن عبد الرحمان السدي عن‬
‫عمرو بن أبي المقدام قال‪ :‬رأيت أبا جعفر عليه السلم يشرب وهو قائم في‬
‫قدح خزف )‪ - 44 .(3‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن عبد ال المغيرة عن عمرو بن‬
‫أبى المقدام قال‪ :‬كنت عند أبي جعفر عليه السلم أنا وأبي فاتي بقدح من‬
‫خزف فيه ماء فشرب وهو قائم‪ ،‬ثم ناوله أبى فشرب وهو قائم ثم ناولني‬
‫فشربت منه وأنا قايم )‪ - 45 .(4‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن ابن أبي عمير عن‬
‫عبد الرحمان بن الحجاج قال‪ :‬كنت عند أبى عبد ال عليه السلم إذ دخل‬
‫عليه عبد الملك القمي فقال‪ :‬أصلحك ال أشرب وانا قايم ؟ فقال‪ :‬إن شئت‪،‬‬
‫قال‪ :‬فأشرب بنفس واحد حتى أروي ؟ قال‪ :‬إن شئت‪ ،‬قال‪ :‬أفأسجد ويدي‬
‫في ثوبي ؟ قال‪ :‬إن شئت‪ ،‬ثم قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إنى وال ما من‬
‫هذا وشبهه أخاف عليكم )‪ .(5‬بيان‪ " :‬ما من هذا وشبهه " كأن المعنى أن‬
‫هذه المور من السنن والداب ول أخاف عليكم العذاب من تركها‪ ،‬بل إنما‬
‫أخاف عليكم من ترك الواجبات والفرايض‪ ،‬فيدل على أن أخبار التجويز‬
‫محمولة على الجواز ل على أنها ليست من السنن‪ ،‬كما حمله عليه أكثر‬
‫الصحاب‪ ،‬وبعض الخبار تشير إلى أن أخبار المنع محمولة على التقية‪،‬‬
‫وبعض الصحاب حملوا الشرب قائما على ما إذا كان بالنهار كما ذكره‬
‫الصدوق‪ ،‬وهو الظاهر من الكليني رحمه ال وغيرهما قال أبو الصلح‬
‫رحمه ال‬

‫)‪ (5 - 1‬المحاسن‪.581 - 580 :‬‬

‫]‪[471‬‬

‫في الكافي‪ :‬يكره شرب الماء بالليل قائما والعب والنهل في نفس واحد‪ ،‬ومن ثلمة‬
‫الكوز‪ ،‬ومما يلي الذن‪ ،‬وقد مر كلم صاحب الجامع في ذلك‪ .‬وقال في‬
‫الدروس‪ :‬يكره الشرب بنفس واحد بل بثلثة أنفاس‪ ،‬وروي أن ذلك إن‬
‫كان الساقي عبدا وإن كان حرا فبنفس واحد‪ ،‬وروي أن العب تورث الكباد‬
‫‪ -‬بضم الكاف وهو وجع الكبد ‪ -‬والشرب قائما ويستحب الشرب في اليدي‪،‬‬
‫ومما يلى شفة الناء ل مما يلي عروته أو ثلمته‪ - 46 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه على عن أبى الحسن‬
‫موسى بن جعفر عليهما السلم في رجل يشرب الماء وهو قائم‪ ،‬قال‪ :‬ل‬
‫بأس بذلك )‪ - 47 .(1‬ومنه‪ :‬عن النوفلي عن السكوني عن أبى عبد ال‬
‫عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬شرب الماء من قيام أقوى وأصلح للبدن )‪.(2‬‬
‫المكارم‪ :‬عن الباقر عليه السلم مثله إل أن فيه أمرء وأصح‪ ،‬وليس فيه‬
‫للبدن‪ - 48 .‬المحاسن‪ :‬عن القاسم بن يحيى عن جده عن محمد بن مسلم‬
‫عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ل‬
‫تشربوا الماء قائما )‪ - 49 .(3‬ومنه‪ :‬عن ابن محبوب عن أبيه أو غيره‬
‫رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬شرب الماء من قيام يمرئ الطعام‪،‬‬
‫وشرب الماء بالليل يورث الماء الصفر‪ ،‬ومن شرب الماء بالليل وقال‪ :‬يا‬
‫ماء عليك السلم من ماء زمزم وماء الفرات‪ ،‬لم يضره شرب الماء بالليل‬
‫)‪ .(4‬المكارم‪ :‬مرسل مثله إل أن فيه شرب الماء من قيام بالنهار وفيه‬
‫ويقول‪ :‬ثلث مرات عليك السلم‪ - 50 .‬الكافي‪ :‬عن علي بن محمد رفعه‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إذا أردت أن تشرب الماء بالليل فحرك‬
‫الناء‪ ،‬وقل‪ :‬ياماء ماء زمزم وماء الفرات يقرآنك السلم )‪(5‬‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن ‪ ،581‬ومثله في المكارم ‪ (4) .181‬المحاسن ‪ 572‬ومثله في‬


‫المكارم ‪ (5) .181‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.384‬‬

‫]‪[472‬‬

‫بيان‪ " :‬يقرآنك " على بناء المجرد أشهر‪ ،‬في القاموس قرأه وبه كنصره ومنعه‬
‫تل وقرأ عليه السلم أبلغه كأقرأه ول يقال‪ :‬أقرأه إل إذا كان السلم مكتوبا‪.‬‬
‫‪ - 51‬المحاسن‪ :‬عن ابن محبوب عن يونس بن يعقوب عن سيف الطحان‬
‫قال‪ :‬كنت عند أبى عبد ال عليه السلم وعنده رجل من قريش فاستسقى‬
‫أبو عبد ال عليه السلم فصب الغلم في قدح فشرب‪ ،‬وأنا إلى جنبه‪،‬‬
‫فناولني فضلته في القدح فشربتها ثم قال‪ :‬يا غلم صب‪ ،‬فصب الغلم‬
‫وناول القرشي )‪ - 52 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن أحمد بن النضر عن عمرو‬
‫بن أبي المقدام قال‪ :‬رأيت أبا جعفر عليه السلم وهو يشرب في قدح من‬
‫خزف )‪ - 53 .(2‬دعوات الراوندي‪ :‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪:‬‬
‫شرب الماء من الكوز العام أمان من البرص والجذام‪ .‬وقال النبي صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬من شرب قايما فأصابه شئ من المرض لم يستشف أبدا‬
‫وشرب رجل قائما فرآه رسول ال صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬أيسرك أن‬
‫تشرب معك الهرة ؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬قد شرب معك من هو شر منه‪:‬‬
‫الشيطان‪ .‬ومن السنة أن ل يشرب من الموضع المكسور‪ ،‬وأن يتنفس‬
‫ثلثة أنفاس‪ ،‬فإذا ابتدأ ذكر ال‪ ،‬وإذا فرغ حمد ال‪ ،‬ول يتنفس في الناء‪،‬‬
‫روته العامة‪ .‬بيان‪ :‬كأن المراد بالكوز العام ما يشرب منه كل من يمر به‪،‬‬
‫وهذا مما يحترز منه الناس لخوف العاهات‪ ،‬فرد صلى ال عليه وآله‬
‫عليهم بأنه سبب لرفع العاهات‪ ،‬لنه سؤر المؤمنين‪ ،‬والظاهر أن هذه‬
‫الروايات كلها عامية‪ .‬المكارم‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله إذا شرب بدأ‬
‫فسمى وحسى حسوتين ثم يقطع فيحمد ال ثم يعود فيسمي ثم يزيد في‬
‫الثالثة‪ ،‬ثم يقطع فيحمد ال‪ ،‬فكان له في شربه ثلث تسميات وثلث‬
‫تحميدات‪ ،‬ويمص الماء مصا ول يعبه عبا‪ ،‬ويقول صلى ال عليه وآله‪ :‬إن‬
‫الكباد من العب وكان صلى ال عليه وآله وسلم ل يتنفس في الناء إذا‬
‫شرب‪ ،‬فان أراد أن يتنفس أبعد الناء عن فيه حتى يتنفس‪.‬‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن ‪.583‬‬

‫]‪[473‬‬

‫وكان صلى ال عليه وآله يشرب في أقداح القوارير التي يؤتى بها من الشام‪،‬‬
‫ويشرب في القداح التي يتخذ من الخشب‪ ،‬وفي الجلود‪ ،‬ويشرب في‬
‫الخزف‪ ،‬ويشرب بكفيه يصب الماء فيهما ويشرب‪ ،‬ويقول‪ :‬ليس إناء أطيب‬
‫من اليد‪ ،‬ويشرب من أفواه القرب و الداوى‪ ،‬ول يختنثها اختناثا‪ ،‬ويقول‪:‬‬
‫إن اختناثها ينتنها وكان صلى ال عليه وآله يشرب قائما وربما شرب‬
‫راكبا‪ ،‬وربما قام فشرب من القربة أو الجرة أو الداوة‪ ،‬وفي كل إناء يجده‬
‫وفي يديه‪ .‬وكان صلى ال عليه وآله يشرب الماء الذي حلب عليه اللبن‪،‬‬
‫ويشرب السويق‪ ،‬وكان أحب الشربة إليه الحلو‪ ،‬وفي رواية أحب الشراب‬
‫إلى رسول ال صلى ال عليه وآله الحلو البارد وكان صلى ال عليه وآله‬
‫يشرب الماء على العسل‪ ،‬وكان يماث له الخبز فيشربه أيضا وكان صلى‬
‫ال عليه وآله يقول‪ :‬سيد الشربة في الدنيا والخرة الماء )‪- 55 .(1‬‬
‫الفقيه‪ :‬سأل الصادق عليه السلم بعض أصحابه عن ا لشرب بنفس واحد‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إذا كان الذي يناول الماء مملوكا فاشرب في ثلثة أنفاس‪ ،‬وإن كان‬
‫حرا فاشربه بنفس واحد‪ .‬قال الصدوق رحمه ال‪ :‬وهذا الحديث في روايات‬
‫محمد بن يعقوب الكليني )‪ - 65 .(2‬المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله ثم‬
‫قال‪ :‬وبرواية اخرى وهو الصح عنه عليه السلم قال‪ :‬ثلثة أنفاس في‬
‫الشراب أفضل من الشراب بنفس واحد‪ ،‬وكان يكره أن يشبه بالهيم‪ :‬قلت‪:‬‬
‫وما الهيم قال‪ :‬البل‪ - 57 .‬الدعايم‪ :‬عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم‬
‫السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله نهى عن الشرب الكل بالشمال‪،‬‬
‫وأمر أن يسمى ال الشارب إذا شرب ويحمده إذا فرغ يفعل ذالك كلما‬
‫تنفس في الشرب‪ ،‬ابتدأ أو قطع‪ .‬وعن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه‬
‫نهى عن اختناث السقية‪ ،‬وهو أن تثنى أفواه القربة ثم يشرب منها‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫إن ذالك نهي عنه لوجهين أحدهما أنه يخاف أن يكون فيها دابة أو حية‬
‫فتنساب في الشارب‪ ،‬والثاني أن ذلك ينتنها‪.‬‬
‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪ (2) .32 - 33‬فقيه من ل يحضره الفقيه ‪ 3‬ر ‪ 223‬ومثله في‬
‫المكارم ‪.173‬‬

‫]‪[474‬‬

‫وعنه صلى ال عليه وآله أنه شرب قائما وجالسا‪ .‬وعن جعفر بن محمد عليه‬
‫السلم أنه نهى عن الشرب من قبل عروة الناء‪ .‬وعن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله أنه مر برجل يكرع الماء بفيه يعني يشربه من إناء أو غيره من‬
‫وسطه فقال‪ :‬أتكرع ككرع البهيمة‪ ،‬إن لم تجد إناء فاشرب بيديك‪ ،‬فانها من‬
‫أطيب آنيتكم‪ .‬وعنه صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬مصوا الماء مصا ول‬
‫تعبوه عبا فانه منه يكون الكباد‪ .‬وعن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬تفقدت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله غير مرة وهو إذا شرب الماء تنفس ثلثا‬
‫مع كل واحد منهن تسمية إذا شرب‪ ،‬وحمد إذا قطع‪ .‬وعن محمد بن علي‬
‫وأبي عبد ال عليهما السلم أنهما قال‪ :‬ثلثة أنفاس في الشرب أفضل من‬
‫نفس واحد‪ ،‬وكرها أن يتشبه الشارب بشرب الهيم يعنيان البل الصادية ل‬
‫ترفع رؤسها عن الماء حتى تروى‪ .‬وعن الحسن بن علي عليهما السلم‬
‫انه كره تجرع اللبن‪ ،‬وكان يعبه عبا وقال‪ :‬إنما يتجرع أهل النار‪ .‬وعن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله أنه كان إذا شرب اللبن قال‪ :‬اللهم بارك لنا‬
‫فيه‪ ،‬وزدنا منه وإذا شرب الماء قال‪ :‬الحمد ل الذي سقاني عذبا زلل‬
‫برحمته‪ ،‬ولم يسقنا ملحا اجاجا بذنوبنا )‪ .(1‬توضيح‪ :‬الصادي العطشان‬
‫وكأن المراد بالتجرع الشرب قليل قليل‪ ،‬قال في المصباح‪ :‬جرعت الماء‬
‫جرعا من باب نفع ومن باب تعب لغة‪ ،‬وهو البتلع‪ ،‬و الجرعة من الماء‬
‫كاللقمة من الطعام‪ ،‬وهو ما يجرع مرة واحدة‪ ،‬وقال الراغب يقال‪ :‬تجرعه‪:‬‬
‫إذا تكلف جرعه‪ ،‬قال تعالى‪ " :‬يتجرعه ول يكاد يسيغه "‪ - 58 .‬كتاب‬
‫المسائل‪ :‬باسناده عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلم قال‪:‬‬
‫سألته عن الكوز والدورق من القدح والزجاج والعيدان أيشرب منه من قبل‬
‫عروته ؟ قال‪ :‬ل يشرب من قبل عروة كوز ول إبريق ول قدح‪ ،‬ول يتوضأ‬
‫من قبل عروته )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ (2) .130 - 129‬راجع بحار النوار ‪ 10‬ر ‪ 278‬طبعتنا‬
‫هذه الحديثة‪.‬‬

‫]‪[475‬‬

‫بيان‪ :‬في القاموس الدورق‪ :‬الجرة ذات العروة‪ ،‬وقال‪ :‬القدح بالتحريك آنية تروي‬
‫الرجلين‪ ،‬أو اسم يجمع الصغار والكبار‪ ،‬والجمع أقداح‪ ،‬وقال‪ :‬البريق‬
‫معرب آب ري‪ ،‬والجمع أباريق‪ - 59 .‬المكارم‪ :‬الدعاء المروى عند شرب‬
‫الماء " الحمد ل منزل الماء من السماء مصرف المر كيف يشاء‪ ،‬بسم‬
‫ال خير السماء "‪ .‬وعن الصادق عليه السلم قال‪ :‬أتى أبي جماعة فقالوا‬
‫له‪ :‬زعمت أن لكل شئ حدا ينتهي إليه ؟ فقال لهم أبي‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فدعا‬
‫بماء ليشربوا‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا باجعفر هذا الكوز من الشئ هو ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫فما حده ؟ قال‪ :‬حده أن تشرب من شفته الوسطى‪ ،‬وتذكر ال عليه‪،‬‬
‫وتنفس ثلثا كلما تنفست حمدت ال‪ ،‬ول تشرب من اذن الكوز فانه مشرب‬
‫الشيطان‪ ،‬ثم قال " الحمد ل الذي سقاني ماء عذبا ولم يجعله ملحا اجاجا‬
‫بذنوبي " وبرواية مثله زيادة " الحمد ل الذي سقاني فأرواني‪ ،‬وأعطاني‬
‫فأرضاني‪ ،‬وعافاني وكفاني اللهم اجعلني ممن تسقيه في المعاد من حوض‬
‫محمد صلى ال عليه وآله وتسعده بمرافقته برحمتك يا أرحم الراحمين "‪.‬‬
‫وعن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬كان رسول ال يتنفس في الناء ثلثة أنفاس‬
‫يسمى عند كل نفس‪ ،‬ويشكر ال في آخرهن‪ .‬وعن أنس أن النبي صلى ال‬
‫عليه وآله واخذ عن الشرب قائما قال‪ :‬قلت فالكل‪ ،‬قال‪ :‬هو أشر‪ ،‬وفي‬
‫رواية عنه أيضا أنه صلى ال عليه وآله شرب قائما‪ .‬وقيل للصادق عليه‬
‫السلم‪ :‬ما طعم الماء ؟ قال‪ :‬طعم الحياة‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬إذا شرب‬
‫أحدكم فليشرب في ثلثة أنفاس يحمد ال في كل منها‪ :‬أوله شكر الشربة‪،‬‬
‫والثانى مطردة الشيطان‪ ،‬والثالث شفاء لما في جوفه‪ .‬وعن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬رأيت النبي صلى ال عليه وآله شرب الماء فتنفس مرتين‪ .‬وعن‬
‫موسى بن جعفر عليه السلم سئل عنه عن حد الناء‪ ،‬فقال‪ :‬حده أن ل‬
‫تشرب من موضع كسر إن كان به‪ ،‬فانه مجلس الشيطان‪ ،‬فإذا شربت‬
‫سميت‪ ،‬فإذا فرغت حمدت ال‪.‬‬

‫]‪[476‬‬

‫وروي عن عمرو بن قيس قال‪ :‬دخلت على أبي جعفر عليه السلم بالمدينة وبين‬
‫يديه كوز موضوع‪ ،‬فقلت له‪ :‬فما حد هذا الكوز ؟ قال‪ :‬اشرب مما يلي‬
‫شفته‪ ،‬وسم ال عزوجل‪ ،‬وإذا رفعت من فيك فاحمد ال‪ ،‬وإياك وموضع‬
‫العروة أن تشرب منها‪ ،‬فانه مقعد الشيطان‪ ،‬فهذا حده‪ .‬وقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه فان في أحد‬
‫جناحيه داء وفي الخر شفاء‪ ،‬وإنه يغمس بجناحه الذي فيه الداء فليغمسه‬
‫كله ثم لينزعه )‪ .(1‬بيان‪ " :‬واخذ " كأنه من المؤاخذة مجازا أي يلوم‬
‫والتعدية بعن لتضمين معنى النهى‪ ،‬في القاموس آخذه بذنبه ول تقل‪:‬‬
‫واخذه‪ ،‬وفي الصحاح آخذه بذنبه مؤاخذة والعامة تقول‪ :‬واخذه‪- 60 .‬‬
‫الفردوس‪ :‬عن علي عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫إذا شربتم الماء فاشربوه مصا ول تشربوه عبا‪ ،‬فان العب يورث الكباد‪.‬‬
‫قال الديلمي‪ :‬العب شرب بل تنفس والكباد داء يكون في الصدر‪ * 3 .‬باب‬
‫* )فضل ماء المطر في نيسان وكيفية أخذه وشربه( * ‪ - 1‬المهج‪ :‬نقل‬
‫من كتاب زاد العابدين تأليف الحسين بن الحسن بن خلف الكاشوني قال‪:‬‬
‫أخبرنا الوالد أبو الفتوح رحمه ال عن أبى بكر محمد بن عبد ال البلخي‬
‫عن أبي نصر محمد بن أحمد بن الباب حريزى عن عبد ال بن عباس‬
‫المذكر البلخي عن محمد بن أحمد عن عيسى بن هارون عن محمد بن‬
‫جعفر عن عبد ال بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال‪ :‬كنا جلوسا إذ دخل‬
‫علينا رسول ال صلى ال عليه وآله فسلم علينا فرددنا عليه‪ ،‬فقال‪ :‬أل‬
‫اعلمكم دواء علمني جبرئيل عليه السلم حيث ل أحتاج إلى دواء الطباء ؟‬
‫فقال على‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪ 175 - 174‬وفيه مكان " واخذ "‪ " :‬نهى "‪.‬‬

‫]‪[477‬‬

‫وسلمان وغيرهما‪ :‬وما ذاك الدواء ؟ قال النبي صلى ال عليه وآله لعلي عليه‬
‫السلم‪ :‬تأخذ من ماء المطر في نيسان‪ ،‬وتقرء عليه فاتحة الكتاب سبعين‬
‫مرة وآية الكرسي سبعين مرة‪ ،‬وقل هو ال أحد سبعين مرة‪ ،‬وقل أعوذ‬
‫برب الفلق سبعين مرة‪ ،‬وقل أعوذ برب الناس سبعين مرة‪ ،‬وقل يا أيها‬
‫الكافرون سبعين مرة وتشرب عن ذالك الماء غدوة وعشية سبعة أيام‬
‫متواليات‪ .‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬والذي بعثني بالحق نبيا إن‬
‫جبرئيل عليه السلم قال‪ :‬إن ال يدفع عن الذي يشرب من هذا الماء كل‬
‫داء في جسده‪ ،‬ويعافيه‪ ،‬يخرج من جسده وعظمه وحميع أعضائه‪ ،‬ويمحو‬
‫ذالك من اللوح المحفوظ‪ ،‬والذي بعثني بالحق نبيا إن لم يكن له ولد وأحب‬
‫أن يكون له ولد بعد ذالك‪ ،‬فشرب من ذالك الماء كان له ولد‪ ،‬وإن كانت‬
‫المرأة عقيما وشربت من ذالك الماء رزقها ال ولدا‪ ،‬وإن كان الرجل عنينا‬
‫والمرأة عقيما وشرب من ذالك الماء أطلق ال ذالك وذهب ما عنده‪ ،‬ويقدر‬
‫على المجامعة‪ ،‬وإن أحبت أن تحمل بابن حملت‪ ،‬وإن أحبت أن تحمل بذكر‬
‫أو أنثى حملت وتصديق ذالك في كتاب ال " يهب لمن يشاء إناثا ويهب‬
‫لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما " )‪.(1‬‬
‫وإن كان به صداع فشرب من ذالك يسكن عنه الصداع باذن ال‪ ،‬وإن كان‬
‫به وجع العين يقطر من ذالك الماء في عينيه ويشرب منه ويغسل به عينيه‬
‫يبرء باذن ال ويشد اصول السنان‪ ،‬ويطيب الفم‪ ،‬ول يسيل من اصول‬
‫السنان اللعاب‪ ،‬ويقطع البلغم‪ ،‬ول يتخم إذا أكل وشرب‪ ،‬ول يتأذى بالريح‪،‬‬
‫ول يصيبه الفالج‪ ،‬ول يشتكي ظهره ول ييجع بطنه‪ ،‬ول يخاف من الزكام‪،‬‬
‫ووجع الضرس‪ ،‬ول يشتكي المعدة ول الدود ول يصيبه قولنج‪ ،‬ول يحتاج‬
‫إلى الحجامة‪ ،‬ول يصيبه الناسور‪ ،‬ول يصيبه الحكة ول الجدرى ول‬
‫الجنون ول الجذام ول البرص ول الرعاف ول القلس‪ ،‬ول يصيبه عمى ول‬
‫بكم ول خرس ولصمم‪ ،‬ول مقعد‪ ،‬ول يصيبه الماء السود في عينيه‪ ،‬ول‬
‫يصيبه داء‪ ،‬ول يفسد عليه صومه وصلته ول يتأذى بالوسوسة ول الجن‬
‫ول الشياطين‪.‬‬

‫)‪ (1‬الشورى ‪.49‬‬

‫]‪[478‬‬

‫وقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬قال جبرئيل‪ :‬إنه من شرب من ذالك الماء ثم كان‬
‫به جميع الوجاع التى تصيب الناس‪ ،‬فانه شفاء له من جميع الوجاع‬
‫فقلت‪ :‬يا جبرئيل هل ينفع في غير ما ذكرت من الوجاع ؟ فقال لى جبرئيل‬
‫والذي بعثك بالحق نبيا من يقرء هذه اليات على هذا الماء‪ ،‬مل ال تعالى‬
‫قلبه نورا وضياء‪ ،‬ويلقى اللهام في قلبه‪ ،‬ويجرى الحكمة على لسانه‪،‬‬
‫ويحشو قلبه من الفهم والتبصرة ما لم يعط مثله أحدا من العالمين‪ ،‬ويرسل‬
‫عليه ألف مغفرة وألف رحمة‪ ،‬ويخرج الغش والخيانة والغيبة والحسد‬
‫والبغى والكبر والبخل والحرص‪ ،‬والغضب من قلبه‪ ،‬والعداوة والبغضاء‬
‫والنميمة والوقيعة في الناس‪ ،‬وهو الشفاء من كل داء‪ .‬وقد روي في رواية‬
‫اخرى عن النبي صلى ال عليه وآله فيما يقرء على ماء المطر في نيسان‬
‫زيادة وهي أنه يقرء عليه سورة إنا أنزلناه‪ ،‬ويكبر ال ويهلل ال ويصلي‬
‫على النبي وآله كل واحدة منها سبعين مرة )‪ .(1‬بيان‪ " :‬ييجع " لغة في‬
‫يوجع‪ ،‬والناسور علة تحدث في العين وفي حوالي المعدة وفي اللثة‬
‫والجدري بضم الجيم وفتحها قروح في البدن تنفط وتقبح‪ ،‬وهى معروفة‬
‫تحدث في الطفال غالبا‪ ،‬والقلس ويفتح ما خرج من الحلق ملء الفهم‪،‬‬
‫وليس بقئ فان عاد فهو قئ ويحتمل التعميم هنا‪ ،‬والمقعد كمكرم داء يصير‬
‫مقعدا ل يقدر على القيام‪ ،‬والوقعية في الناس ذمهم‪ ،‬وتطلق غالبا على‬
‫الغيبة‪ .‬وأقول‪ :‬وجدت بخط الشيخ علي بن حسن بن جعفر المرزباني وكان‬
‫تاريخ كتابته سنة ثمان وتسعمائة قال‪ :‬وجدت بخط المام العلمة الشهيد‬
‫السعيد محمد بن مكي رحمه ال روي عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله علمني جبرئيل عليه السلم‬
‫دواء ل أحتاج معه إلى طبيب‪ ،‬فقال بعض أصحابه‪ :‬نحب يا رسول ال أن‬
‫تعلمنا فقال عليه السلم‪ :‬يؤخذ بنسيان يقرء عليه فاتحة الكتاب وآية‬
‫الكرسي وقل يا أيها الكافرون وسبح اسم ربك العلى سبعين مرة‬
‫والمعوذتان والخلص سبعين مرة ثم يقرء ل إله إل ال سبعين مرة وال‬
‫أكبر سبعين مرة وصلى ال على محمد وآل‬
‫)‪ (1‬مهج الدعوات ‪.447 - 444‬‬

‫]‪[479‬‬

‫محمد سبعين مرة وسبحان ال والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر سبعين مرة ثم‬
‫يشرب منه جرعة بالعشاء وجرعة غدوة سبعة أيام متواليات‪ .‬وقال النبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬والذي بعثني بالحق نبيا إن ال يدفع عمن يشرب هذا‬
‫الماء كل داء وكل أذى في جسده‪ ،‬ويطيب الفم ويقطع البلغم‪ ،‬ول يتخم إذا‬
‫أكل و شرب‪ ،‬ول تؤذيه الرياح‪ ،‬ول يصيبه فالج‪ ،‬ول يشتكي ظهره ول‬
‫جوفه ول سرته‪ ،‬ول يخاف البرسام‪ ،‬ويقطع عنه البرودة‪ ،‬وحصر البول‪،‬‬
‫ول تصيبه حكة ول جدري ول طاعون ول جذام ول برص‪ ،‬ول يصيبه‬
‫الماء السود في عينيه‪ ،‬ويخشع قلبه ويرسل ال عليه ألف رحمة وألف‬
‫مغفرة‪ ،‬ويخرج من قلبه النكر والشرك والعجب والكسل و الفشل والعداوة‪،‬‬
‫ويخرج من عرقه الداء‪ ،‬ويمحو عنه الوجع من اللوح المحفوظ و أي رجل‬
‫أحب أن تحبل امراته حبلت امرأته‪ ،‬ورزقه ال الولد‪ ،‬وإن كان رجل‬
‫محبوسا وشرب ذالك أطلقه ال من السجن‪ ،‬ويصل إلى ما يريد‪ ،‬وإن كان‬
‫به صداع سكن عنه وسكن عنه كل داء في جسمه باذن ال تعالى‪ .‬باب *‬
‫)النهى عن الستشفاء بالمياه الحارة الكبريتية والمرة وأشباههما( * ‪- 1‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي سعيد‬
‫دينار ابن عقيصا التيمي قال‪ :‬مررت بالحسن والحسين عليهما السلم‬
‫وهما بالفرات مستنقعين في إزارهما‪ ،‬فقال‪ :‬إن للماء سكانا كسكان‬
‫الرض‪ ،‬ثم قال‪ :‬أين تذهب ؟ فقلت‪ :‬إلى هذا الماء‪ ،‬قال‪ :‬وما هذا الماء ؟‬
‫قلت‪ :‬ماء تشرب في هذا الحير‪ ،‬يخف له الجسد ويخرج الحر‪ ،‬ويسهل‬
‫البطن‪ ،‬هذا الماء المر فقال‪ :‬ما نحسب أن ال تبارك وتعالى جعل في شئ‬
‫مما قد لعنه شفاء‪ ،‬فقلت‪ :‬ولم ذاك ؟ فقال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى لما آسفه‬
‫قوم نوح‪ ،‬فتح السماء بماء منهمر‪ ،‬فأوحى ال إلى الرض فاستعصت‬
‫عليه عيون منها فلعنها فجعلها ملحا اجاجا )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ‪ ،579‬ومثله في الكافي ‪ ،390‬والية في الزخرف ‪.55‬‬

‫]‪[480‬‬

‫بيان‪ :‬في أكثر النسخ " دينار بن عقيصا " والظاهر زيادة " ابن " لن دينارا‬
‫كنيته أبو سعيد‪ ،‬ولقبه عقيصا‪ ،‬ويؤيده أن في الكافي " عن أبي سعيد‬
‫عقيصا " وفي القاموس العقيصا كرشة صغيرة مقرونة بالكرش الكبرى‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬في الكافي رواه عن محمد بن يحيى عن حمدان بن سليمان عن‬
‫محمد بن يحيى ابن زكريا‪ ،‬وعن العدة عن أحمد بن أبى عبد ال عن أبيه‬
‫جميعا عن محمد بن سنان وفيه " وهما في الفرات مستنقعان في إزارين‪،‬‬
‫فقلت لهما‪ :‬يا ابني رسول ال أفسدتما الزارين فقال لي‪ :‬يابا سعيد فساد‬
‫الزارين أحب إلينا من فساد الدين‪ ،‬إن للماء أهل وسكانا " إلى قوله "‬
‫فقلت‪ :‬اريد دواء أشرب من هذا الماء المر‪ ،‬لعلة بى أرجو أن يخف له‬
‫الجسد‪ ،‬ويسهل البطن‪ ،‬فقال "‪ :‬إلى آخر الخبر ثم قال‪ " :‬وفي رواية‬
‫حمدان بن سليمان أنهما قال‪ :‬يا با سعيد تأتي ماء ينكر وليتنا في كل يوم‬
‫ثلث مرات ؟ إن ال عزوجل عرض وليتنا على المياه فما قبل وليتنا‬
‫عذب وطاب‪ ،‬وما جحد وليتنا جعله ال عزوجل مرا وملحا اجاجا‪ .‬وأقول‪:‬‬
‫لما آسفه إشارة إلى قوله تعالى‪ " :‬فلما آسفونا انتقمنا منهم " يقال‪ :‬آسفه‬
‫أي أغضبه " بماء منهمر " أي منصب بل قطر‪ ،‬والخطاب إليها‪ ،‬وعدم‬
‫قبولها الولية إما بأن أودع ال فيها في تلك الحال ما تفهم به الخطاب‪ ،‬أو‬
‫استعارة تمثيلية لبيان عدم قابليتها لترتب خير عليها‪ ،‬ورداءة أصلها‪ ،‬فان‬
‫للشياء الطيبة مناسبة واقعية بعضها لبعض وكذا الشياء الخبيثة‪ ،‬وقد‬
‫مضى تحقيق ذالك في مجلدات المامة‪ - 2 .‬المحاسن‪ :‬عن بعضهم عن‬
‫هارون بن مسلم عن مصعدة بن صدقة عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫نهى رسول ال عن الستشفاء بالعيون الحارة التي تكون في الجبال التي‬
‫توجد منها رائحة الكبريت‪ ،‬فانها من فوح جهنم )‪ - 3 .(1‬ومنه‪ :‬بهذا‬
‫السناد عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن النبي صلى ال عليه وآله‬
‫نهى أن يستشفى بالحمات التى توجد في الجبال )‪ - 4 .(2‬الكافي‪ :‬عن على‬
‫بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن ‪.579‬‬

‫]‪[481‬‬

‫صدقة عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬نهى رسول ال عن الستشفاء بالحمات‪،‬‬
‫وهي العيون الحارة التي تكون في الجبال التي توجد فيها روايح الكبريت‬
‫فانها من فوح جهنم )‪ (1‬توضيح‪ :‬قال في النهاية‪ :‬الحمة عين ماء حار‬
‫يستشفي بها المرضى‪ ،‬وقال‪ " :‬من فوح جهنم " أي شدة غليانها وحرها‪،‬‬
‫ويروى بالياء بمعناه‪ - 5 .‬الكافي‪ :‬عن العدة عن سهل عن ابن محبوب عن‬
‫عبد ال بن سنان عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن نوحا عليه السلم‬
‫لما كان في أيام الطوفان‪ ،‬دعا المياه كلها فأجابته إل الماء الكبريت والماء‬
‫المر فلعنهما )‪ .(2‬ومنه‪ :‬عن العدة عن سهل عن محمد بن سنان عمن‬
‫ذكره عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان أبي يكره أن يتداوى بالماء‬
‫المر‪ ،‬وبماء الكبريت‪ ،‬وكان يقول‪ :‬إن نوحا عليه السلم لما كان الطوفان‬
‫دعا المياه فأجابته كلها إل الماء المر وماء الكبريت‪ ،‬فدعا عليهما ولعنهما‬
‫)‪ .(3‬بيان‪ :‬قال أبو الصلح في الكافي‪ :‬يكره شرب الماء الملح والكبريتي‬
‫والمتغير اللون أو الطعم أو الرايحة بغير النجاسات‪.‬‬

‫)‪ (3 - 1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.390 - 389‬‬

‫]‪[482‬‬

‫ابواب * )الشربة والوانى المحرمة( * باب * )النبذة والمسكرات( * ‪- 1‬‬


‫الحتجاج‪ :‬سئل علي بن الحسين عليه السلم عن النبيذ فقال‪ :‬قد شربه‬
‫قوم وحرمه قوم صالحون‪ ،‬فكان شهادة الذين دفعوا بشهادتهم شهواتهم‬
‫أولى أن تقبل من الذين جروا بشهادتهم شهواتهم )‪ - 2 .(1‬غيبة الشيخ‪:‬‬
‫عن جماعة عن ابن قولويه وأبي غالب الزراري وغيرهما عن الكليني عن‬
‫إسحاق بن يعقوب أنه خرج إليه من الناحية المقدسة على يدي محمد بن‬
‫عثمان العمري‪ :‬وأما الفقاع فشربه حرام ول بأس بالشلماب )‪ .(2‬اكمال‬
‫الدين‪ :‬عن محمد بن محمد بن عصام عن الكليني مثله )‪ .(3‬بيان‪ :‬الشلماب‬
‫كأنه ماء الشلجم وفي الكمال بالسلمان ولم أعرف له معنى‪- 3 .‬‬
‫الحتجاج‪ :‬قال كتب محمد بن عبد ال بن جعفر الحميري إلى القائم عليه‬
‫السلم‪ :‬يتخذ عندنا رب الجوز لوجع الحلق والبحبحة‪ ،‬يؤخذ الجوز الرطب‬
‫من قبل أن ينعقد ويدق دقا ناعما ويعصر ماؤه‪ ،‬ويصفى ويطبخ على‬
‫النصف ويترك يوما وليلة ثم ينصب على النار ويلقى على كل ستة أرطال‬
‫منه رطل عسل‪ ،‬ويغلى وينزع رغوته ويسحق من النوشادر والشب‬
‫اليماني من كل نصف مثقال‪ ،‬ويداف بذلك الماء ويلقى فيه درهم زعفران‬
‫مسحوق ويغلى وتؤخذر غوته‪ ،‬ويطبخ حتى يصير مثل العسل سخينا‬

‫)‪ (1‬احتجاج الطبرسي ‪ (2) .172‬غيبة الشيخ الطوسى ‪ ،188‬وقد مر في ج ‪79‬‬


‫ص ‪ 166‬مع شرح في الذيل‪ (3) .‬اكمال الدين ‪ 484‬وفيه‪ :‬الشلماب وفى‬
‫ط السلماب وفى بعضها سلمك‪.‬‬

‫]‪[483‬‬

‫ثم ينزل عن النار ويبرد ويشرب منه‪ ،‬فهل يجوز شربه أم ل ؟ فأجاب عليه السلم‬
‫إذا كان كثيرة يسكر أو يغير فقليله وكثيره حرام‪ ،‬وإن كان ل يسكر فهو‬
‫حلل )‪ - 4 .(1‬قرب السناد‪ :‬عن عبد ال بن الحسن عن علي بن جعفر‬
‫عن أخيه موسى عليه السلم قال‪ :‬سألته عن المسلم العارف يدخل بيت‬
‫أخيه فيسقيه النبيذ أو الشراب ل يعرفه‪ ،‬هل يصلح له شربه من غير أن‬
‫يسأله عنه ؟ قال‪ :‬إذا كان مسلما عارفا فاشرب ما أتاك به إل أن تنكره )‬
‫‪ .(2‬كتاب المسائل‪ :‬باسناده عن علي بن جعفر مثله‪ - 5 .‬الخصال‪ :‬عن‬
‫محمد بن موسى بن المتوكل عن عبد ال بن جعفر الحميري عن أحمد بن‬
‫محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن خالد بن جرير عن أبى الربيع‬
‫الشامي عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سئل عن الشطرنج والنرد قال‪:‬‬
‫ل تقربهما‪ ،‬قلت‪ :‬فالغناء ؟ قال‪ :‬ل خير فيه ل تفعلوا‪ ،‬قلت‪ :‬فالنبيذ‪ :‬قال‪:‬‬
‫نهى رسول ال صلى ال عليه وآله عن كل مسكر‪ ،‬وكل مسكر حرام‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫فالظروف التي تصنع فيها ؟ قال‪ :‬نهى رسول ال صلى ال عليه وآله عن‬
‫الدباء والمزفت والحنتم والنقير‪ ،‬قلت‪ :‬وما ذاك قال‪ :‬الدباء القرع‪،‬‬
‫والمزفت الدنان‪ ،‬والحنتم جرار الردن‪ ،‬والنقير خشبة كان أهل الجاهلية‬
‫ينقرونها حتى يصير لها أجواف ينبذون فيها‪ ،‬وقيل‪ :‬إن الحنتم الجرار‬
‫الخضر )‪ .(3‬معاني الخبار‪ :‬عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن يعقوب بن‬
‫يزيد عن ابن محبوب مثله‪ .‬بيان‪ :‬قد مر شرحه وحكمه في كتاب الطهارة‪.‬‬
‫‪ - 6‬العلل والعيون‪ :‬عن محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين‬
‫السعد آبادي عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان‬
‫قال‪ :‬سمعت الرضا عليه السلم يقول‪ :‬حرم ال الخمر لما فيها من الفساد‪،‬‬
‫ومن تغييرها عقول شاربيها‪،‬‬

‫)‪ (1‬الحتجاج ‪ (2) .276‬قرب السناد ‪ ،156‬كتاب المسائل ج ‪ 10‬ص ‪ 274‬من‬


‫البحار‪ (3) .‬الخصال ‪ 1‬ر ‪ 120‬ط حجر‪ ،‬ومثله في معاني الخبار ‪.224‬‬

‫]‪[484‬‬

‫وحملها إياهم على إنكار ال عزوجل‪ ،‬والفرية عليه‪ ،‬وعلى رسله‪ ،‬وساير ما يكون‬
‫منهم من الفساد والقتل والقذف والزنا‪ ،‬وقلة الحتجاز من شئ من الحرام‪،‬‬
‫فبذلك قضينا على كل مسكر من الشربة أنه حرام محرم‪ ،‬لنه يأتي من‬
‫عاقبتها ما يأتي من عاقبة الخمر‪ ،‬فليجتنب من يؤمن بال واليوم الخر‬
‫ويتولنا وينتحل مودتنا كل شراب مسكر‪ ،‬فانه ل عصمة بيننا وبين‬
‫شاربيها )‪ - 7 .(1‬العيون‪ :‬عن عبد الواحد بن عبدوس عن علي بن محمد‬
‫بن قتيبة عن الفضل ابن شاذان فيما كتب الرضا عليه السلم للمأمون‪ :‬من‬
‫دين أهل البيت عليهم السلم تحريم الخمر قليلها وكثيرها‪ ،‬وتحريم كل‬
‫شراب مسكر قليله وكثيره‪ ،‬وما أسكر كثيره فقليله حرام‪ ،‬والمضطر ل‬
‫يشرب الخمر لنها تقتله )‪ - 8 .(2‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن أبيه عن هلل‬
‫بن محمد الحفار عن إسماعيل بن علي الخزاعي عن إسحاق بن إبراهيم‬
‫عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة وأبي سلمة معا عن‬
‫عائشة قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما أسكر كثيرة فالجرعة‬
‫منه خمر )‪ - 9 .(3‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن علي بن أحمد عن أحمد بن محمد‬
‫القطان عن إسماعيل بن محمد القاضي عن علي بن إبراهيم عن السري‬
‫بن عامر عن النعمان بن بشير عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬يا أيها‬
‫الناس إن من العنب خمرا‪ ،‬وإن من الزبيب خمرا وإن من التمر خمرا وإن‬
‫من الشعير خمرا‪ ،‬أل أيها الناس أنهاكم عن كل مسكر‪ - 10 .‬قرب السناد‪:‬‬
‫عن عبد ال بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه عليه السلم قال‪:‬‬
‫سألته عن الكحل يصلح أن يعجن بالنبيذ ؟ قال‪ :‬ل )‪ - 11 .(4‬ثواب‬
‫العمال‪ :‬عن أبيه عن عبد ال بن جعفر الحميري عن هارون بن مسلم‬
‫عن مسعدة بن زياد عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬من أدخل عرقا من‬

‫)‪ (1‬علل الشرايع ‪ 2‬ر ‪ ،161‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ (2) .98‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪.126‬‬
‫)‪ (3‬امالي الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ 388‬والحديث الذى بعده ص ‪(4) .390‬‬
‫قرب السناد ‪ 164‬ط نجف‪.‬‬

‫]‪[485‬‬

‫عروقه شيئا مما يسكر كثيره‪ ،‬عذب ال عزوجل ذالك العرق بستين وثلثمائة نوع‬
‫من العذاب )‪ - 12 .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن يعقوب بن‬
‫يزيد عن أبى محمد النصاري عن ابن سنان عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬سألته عن الخبثي فقال‪ :‬الخبثي حرام وشاربه كشارب الخمر )‪.(2‬‬
‫بيان‪ :‬الخبثي في بعض النسخ كذلك ولم أجد له معنى‪ ،‬وفي بعضها الحثى‬
‫بالحاء المهملة والثاء المثلثة وفي بعضها بالتاء المثناة وفي القاموس‬
‫الحثى كالثرى قشور التمر وقال‪ :‬الحثى كغنى سويق المقل‪ ،‬ومتاع الزبيل‬
‫أو عرقه وثقل التمر وقشوره انتهى ولعل المراد به النبيذ المتخذ من قشور‬
‫التمر وشبهها )‪ - 13 .(3‬البصائر‪ :‬عن محمد بن عيسى عن أبي عبد ال‬
‫المؤمن عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن ال‬
‫أدب نبيه حتى إذا أقامه على ما أراد قال له‪ " :‬وأمر بالعرف وأعرض عن‬
‫الجاهلين " فلما فعل ذالك رسول ال صلى ال عليه وآله زكاه ال فقال‪" :‬‬
‫إنك لعلى خلق عظيم " فلما زكاه فوض إليه دينه فقال‪ " :‬ما آتاكم الرسول‬
‫فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " فحرم ال الخمر وحرم رسول ال كل‬
‫مسكر‪ ،‬فأجاز ال ذلك كله وإن ال أنزل الصلوة وإن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله وقت أوقاتها فأجاز ال ذلك له )‪ .(4‬ومنه‪ :‬عن عبد ال بن‬
‫محمد الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلوئي عن ابن سنان عن إسحاق‬
‫مثله‪ .‬ومنه‪ :‬عن محمد بن عيسى عن النضر عن عبد ال بن سليمان أو‬
‫عن رجل عن عبد ال عن أبي جعفر عليه السلم مثله‪ .‬ومنه‪ :‬عن أحمد بن‬
‫محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن عذافر عن عبد ال بن‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬ثواب العمال‪ 292 :‬و ‪ (3) .293‬بل هو " الخنثى " يعنى الخمر أو النبيذ‬
‫الذى يكسر بالماء فيلين ويكسر حدته فل يسكر‪ (4) .‬بصائر الدرجات‬
‫‪ 378‬واليات في العراف ‪ ،199‬القلم ‪ ،4‬الحشر ‪.7‬‬

‫]‪[486‬‬

‫سنان عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر عليه السلم مثله‪ .‬ومنه‪ :‬عن إبراهيم بن‬
‫هاشم عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن رجل من إخواننا عن‬
‫أبي جعفر عليه السلم مثله‪ .‬ومنه‪ :‬عن إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبى‬
‫عمران عن يونس عن ابراهيم بن ‪ -‬عبد الحميد عن أبى بصير عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم مثله‪ .‬أقول‪ :‬تمام تلك الخبار في باب التفويض )‪.(1‬‬
‫‪ - 14‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام وعن أبي عمر‬
‫العجمي قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يا با عمر تسعة أعشار الدين‬
‫في التقية‪ ،‬ول دين لمن ل تقية له‪ ،‬والتقية في كل شئ إل في شرب النبيذ‬
‫والمسح على الخفين )‪ - 15 .(2‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬اعلم أن كل‬
‫صنف من صنوف الشربة التي ل يغير العقل‪ ،‬شرب الكثير منها ل بأس به‬
‫سوى الفقاع‪ ،‬فانه منصوص عليه لغير هذه العلة‪ ،‬وكل شراب يتغير العقل‬
‫منه‪ ،‬كثيره وقليله حرام‪ ،‬أعاذنا ال وإياكم منها )‪ - 16 .(3‬العياشي‪ :‬عن‬
‫السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬السكر من‬
‫الكباير )‪ - 17 .(4‬الكشى‪ :‬وجدت في كتاب محمد بن نعيم الشاذانى بخطه‪:‬‬
‫حدثني جعفر بن محمد المدايني عن موسى بن القاسم البجلي عن حنان بن‬
‫سدير عن أبي نجران قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬إن لي قرابة‬
‫يحبكم إل أنه يشرب هذا النبيذ‪ ،‬قال حنان‪ ،‬وأبو نجران‪ :‬هو الذي يشرب‬
‫النبيذ غير أنه كنى عن نفسه‪ ،‬قال‪ :‬فقال أبو عبد ال عليه السلم فهل كان‬
‫يسكر ؟ فقال‪ :‬قلت‪ :‬إي وال جعلت فداك إنه ليسكر‪ ،‬فقال‪ :‬فيترك الصلوة ؟‬
‫قال‪ :‬ربما قال‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات ‪ 383 - 378‬راجع ج ‪ 25‬ر ‪ 350 - 328‬من البحار‪(2) .‬‬
‫المحاسن ‪ (3) .259‬كتاب التكليف للشلمغانى المعروف بفقه الرضا ‪.34‬‬
‫)‪ (4‬تفسير العياشي ‪ 1‬ر ‪.238‬‬

‫]‪[487‬‬
‫للجارية‪ :‬صليت البارحة فربما قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قد صليت ثلث مرات‪ ،‬وربما قال‬
‫للجارية‪ :‬صليت البارحة العتمة ؟ فتقول‪ :‬ل وال ما صليت‪ ،‬ولقد أيقظناك‬
‫وجهدنا بك فأمسك أبو ‪ -‬عبد ال عليه السلم يده على جبهته طويل ثم‬
‫نحى يده ثم قال له‪ :‬قل له‪ :‬يتركه‪ ،‬فان زلت به قدم فان له قدما ثابتا‬
‫بمودتنا أهل البيت )‪ - 18 .(1‬دليل الطبري‪ :‬عن القاضي أبي الفرج‬
‫المعافا عن إسحاق بن محمد بن علي عن أحمد بن الحسن المقري عن‬
‫محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى عن عمى أبيه الحسين وعلى‬
‫ابني موسى‪ ،‬عن أبيهما عن أبيه جعفر بن محمد عن آبائه عن فاطمة‬
‫عليهم السلم قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يا حبيبة أبيها كل‬
‫مسكر حرام وكل مسكر خمر )‪ - 19 .(2‬الهداية‪ :‬وكل ما أسكر فقليله‬
‫وكثيره حرام )‪ - 20 .(3‬الخصال‪ :‬عن ستة من مشايخه عن أحمد بن يحيى‬
‫عن زكريا عن بكر بن عبد ال عن تميم بن بهلول عن أبي معاوية عن‬
‫العمش عن جعفر بن محمد عليه السلم قال‪ :‬الشراب كل ما أسكر كثيرة‬
‫فقليله وكثيره حرام )‪ - 21 .(4‬تفسير على بن ابراهيم‪ :‬في رواية أبي‬
‫الجارود عن أبي جعفر عليه السلم في قوله‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا إنما‬
‫الخمر والميسر الية " أما الخمر فكل مسكر من الشراب خمر إذا اخمر‬
‫فهو خمر‪ ،‬وما أسكر كثيرة فقليله حرام‪ ،‬وكثيره حرام‪ ،‬وذالك أن أبا بكر‬
‫شرب قبل أن يحرم الخمر‪ ،‬فسكر فجعل يقول الشعر ويبكي على قتلى‬
‫المشركين من أهل بدر‪ ،‬فسمعه النبي صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬اللهم‬
‫أمسك على لسأنه فأمسك على لسانه فلم يتكلم حتى ذهب عنه السكر‪،‬‬
‫فأنزل ال تحريمها بعد ذلك‪ .‬وإنما كانت الخمر يوم حرمت بالمدينة فضيخ‬
‫البسر والتمر‪ ،‬فلما نزل تحريمها خرج رسول ال فقعد في المسجد ثم دعا‬
‫بآنيتهم التي كانوا ينبذون فيها‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى ‪ (2) .320‬دلئل الطبري ‪ (3) .3‬الهداية ‪ (4) .76‬الخصال ‪609‬‬
‫ط صدوق‪.‬‬

‫]‪[488‬‬

‫فأكفأها كلها‪ ،‬ثم قال‪ :‬هذه كلها خمر وقد حرمها ال‪ ،‬وكان أكثر شيى اكفي يومئذ‬
‫من الشربة الفضيخ‪ ،‬ول أعلم اكفئ يومئذ من خمر العنب شئ إل إناء‬
‫واحد كان فيه زبيب وتمر جميعا‪ ،‬فأما عصير العنب فلم يكن يومئذ بالمدينة‬
‫منه شئ‪ ،‬وحرم ال الخمر قليلها وكثيرها‪ ،‬وبيعها وشراءها‪ ،‬والنتفاع‬
‫بها‪ ،‬وسمي المسجد الذي قعد فيه رسول ال صلى ال عليه وآله يوم‬
‫أكفيت الشربة مسجد الفضيخ من يومئذ لنه أكثر شئ أكفي من الشربة‬
‫الفضيخ )‪ - 22 .(1‬كتاب زيد النرسي‪ :‬عن علي بن زيد قال‪ :‬حضرت أبا‬
‫عبد ال عليه السلم و رجل يسأله عن شارب الخمر أتقبل له صلوة ؟ فقال‬
‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ل تقبل صلوة شارب المسكر أربعين يوما إل أن‬
‫يتوب‪ ،‬قال له الرجل‪ :‬فان مات من يومه وساعته ؟ قال‪ :‬تقبل توبته‬
‫وصلوته إذا تاب وهو يعقل‪ ،‬فأما أن يكون في سكره فما يعبأ بتوبته‪- 23 .‬‬
‫ومنه‪ :‬عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬ما زالت الخمر في‬
‫علم ال وعند ال حرام‪ ،‬وإنه ل يبعث ال نبيا ول يرسل رسول إل ويجعل‬
‫في شريعته تحريم الخمر‪ ،‬ول حرم ال حراما فأحله من بعد إل للمضطر‪،‬‬
‫ول أحل ال حلل ثم حرمه‪ .‬بيان‪ :‬لعل الحكمان الخيران مختصان‬
‫بالمأكولت والمشروبات‪ ،‬فل ينافي النسخ في غيرها‪ ،‬ويحمل أيضا على ما‬
‫إذا حكم فيه بالحلية ل ماكان حلل قبل ورود النهي بالباحة الصلية‪،‬‬
‫وبالجملة إبقاؤهما على العموم ينافي ظاهرا كثيرا من اليات والخبار‬
‫الدالة على النسخ في الحكام‪ - 24 .‬ثواب العمال‪ :‬في حديث طويل‬
‫مشتمل على عقوبات كثير من المناهي أسنده إلى أبي هريرة وابن عباس‬
‫أن النبي صلى ال عليه وآله قال في آخر خطبة خطبها‪ :‬من شرب الخمر‬
‫في الدنيا سقاه ال عزوجل من سم الساود‪ ،‬ومن سم العقارب شربة‬
‫يتساقط لحم وجهه في الناء قبل أن يشربها‪ ،‬فإذا شربها تفسخ لحمه‬
‫وجلده كالجيفة يتأذى‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى ‪ 167‬في حديث طويل تراه في ج ‪ 79‬ص ‪.133 - 131‬‬

‫]‪[489‬‬

‫به أهل الجمع حتى يؤمر به إلى النار‪ ،‬وشاربها وعاصرها ومعتصرها وبايعها و‬
‫مبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها سواء في عارها وإثمها‪ ،‬أل‬
‫ومن سقاها يهوديا أو نصرانيا أو صابئيا أو من كان من الناس فعليه كوزر‬
‫من شربها‪ ،‬أل ومن باعها أو اشتراها لغيره لم يقبل ال عزوجل منه‬
‫صلوة ول صياما ول حجا ول اعتمارا حتى يتوب منها‪ .‬ثم قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬أل وإن ال عزوجل حرم الخمر بعينها‪ ،‬والمسكر من‬
‫كل شراب‪ ،‬أل وكل مسكر حرام )‪ - 25 .(1‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم‪:‬‬
‫روي أن من سقا صبيا جرعة من مسكر سقاه ال من طينة الخبال حتى‬
‫يأتي بعذر مما أتى‪ ،‬ولن يأتي أبدا‪ ،‬يفعل به ذلك مغفورا له أو معذبا‪(2) .‬‬
‫‪ - 26‬العياشي‪ :‬عن سعيد بن يسار عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ان‬
‫ال أمر نوحا أن يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين‪ ،‬فحمل النحل‬
‫والعجوة‪ ،‬فكانا زوجا فلما نضب الماء‪ ،‬أمر ال نوحا أن يغرس الحبلة‬
‫وهى الكرم فأتاه إبليس ومنعه عن غرسها‪ ،‬وأبى نوح ال أن يغرسها‪،‬‬
‫وأبى إبليس أن يدعه يغرسها‪ ،‬وقال‪ :‬ليست لك ول لصحابك إنما هي لى‬
‫ولصحابي‪ ،‬فتنازعا ما شاء ال ثم انهما اصطلحا على أن جعل نوح‬
‫لبليس ثلثيها ولنوح ثلثها‪ ،‬وقد أنزل ال لنبيه في كتابه ما قد قرء تموه "‬
‫ومن ثمرات النخيل والعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا " فكان‬
‫المسلمون يشربون بذلك ثم أنزل ال آية التحريم " إنما الخمر والميسر‬
‫والنصاب " إلى " منتهون " يا سعيد فهذه التحريم وهى نسخت الية‬
‫الخرى )‪ - 27 .(3‬الخصال‪ :‬عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن محمد بن‬
‫عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير ومحمد بن‬
‫مسلم عن الصادق عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ‪ (2) .336‬كتاب التكليف لبن أبى العزاقر الشلمغانى ‪(3) .38‬‬
‫تفسير العياشي ‪ 2‬ر ‪ 262‬واليات في النحل ‪ ،76‬المائدة ‪.90‬‬

‫]‪[490‬‬

‫عليه السلم من سقى صبيان مسكرا وهو ل يعقل حبسه ال عزوجل في طينة خبال‬
‫حتى يأتي مما صنع بمخرج )‪ - 28 .(1‬الحتجاج‪ :‬سأل زنديق أبا عبد ال‬
‫عليه السلم لم حرم ال الخمر ول لذة أفضل منها ؟ قال‪ :‬حرمها لنها ام‬
‫الخبائث‪ ،‬ورأس كل شر‪ ،‬يأتي على شاربها ساعة يسلب لبه‪ ،‬فل يعرف‬
‫ربه‪ ،‬ول يترك معصية إل ركبها‪ ،‬ول يترك حرمة إل انتهكها‪ ،‬ول رحما‬
‫ماسة إل قطعها‪ ،‬ول فاحشة إل أتاها‪ ،‬والسكران زمامه بيد الشيطان‪ ،‬إن‬
‫أمره أن يسجد للوثان سجد‪ ،‬وينقاد حيثما قاده )‪ - 39 .(2‬المقنع‪ :‬اعلم أن‬
‫ال تبارك وتعالى حرم الخمر بعينها‪ ،‬وحرم رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫كل شراب مسكر‪ ،‬ولعن بايعها ومشتريها وآكل ثمنها وساقيها وشاربها‪.‬‬
‫ولها خمسة أسامي‪ :‬العصير وهو من الكرم‪ ،‬والنقيع وهو من الزبيب‪،‬‬
‫والبتع وهومن العسل‪ ،‬والمزرو هو من الحنطة‪ ،‬والنبيذ وهو من التمر‪،‬‬
‫واعلم أن الخمر مفتاح كل شر‪ ،‬واعلم أن شارب الخمر كعابدوثن‪ ،‬وإذا‬
‫شربها حبست صلوته أربعين يوما‪ ،‬فان تاب في الزبعين لم تقبل توبته‪،‬‬
‫وإن مات فيها دخل النار‪ ،‬وكلما أسكر كثيره فقليله حرام‪ ،‬ول تجالس‬
‫شارب الخمر فان اللعنة إذا نزلت عمتهم في المجلس‪ ،‬ول تأكل على مائدة‬
‫يشرب عليها خمر )‪ - 30 .(3‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬اعلم يرحمك‬
‫ال أن ال تبارك وتعالى حرم الخمر بعينها‪ ،‬وحرم رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله كل شراب مسكر‪ ،‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬الخمر حرام بعينها‪،‬‬
‫والمسكر من كل شراب‪ ،‬فما أسكر كثيره فقليله حرام‪ ،‬ولها خمسة أسامي‪:‬‬
‫فالعصير من الكرم وهي الخمرة الملعونة‪ ،‬والنقيع من الزبيب‪ ،‬والبتع من‬
‫العسل‪ ،‬والمزر من‬
‫)‪ (1‬الخصال ‪ 2‬ر ‪ 169‬س ‪ 5‬ط حجر‪ (2) .‬الحتجاج‪ 191 - 190 :‬في حديث طويل‬
‫تراه في البحار ‪ 10‬ر ‪ (3) .164 188‬المقنع‪.153 - 152 :‬‬

‫]‪[491‬‬

‫الشعير وغيره‪ ،‬والنبيذ من التمر‪ .‬وإياك أن تزوج شارب الخمر فان زوجته فكأنما‬
‫قدت إلى الزنا‪ ،‬ول تصدقه إذا حدثك‪ ،‬ول تقبل شهادته‪ ،‬ول تأمنه على شئ‬
‫من مالك‪ ،‬فان ائتمنته فليس لك على ال ضمان‪ ،‬ول تواكله ول تصاحبه‪،‬‬
‫ول تضحك في وجهه‪ ،‬ول تصافحه‪ ،‬ول تعانقه وإن مرض فل تعده‪ ،‬وإن‬
‫مات فل تشيع جنازته‪ ،‬ول تصل في بيت فيه خمر محصرة في آنية‪ ،‬ول‬
‫تأكل في مائدة يشرب عليها بعدك خمر‪ ،‬ول تجالس شارب الخمر‪ ،‬ول‬
‫تسلم عليه إذا جزت به‪ ،‬فان سلم عليك فل ترد عليه السلم بالمساء‬
‫والصباح‪ ،‬ول تجتمع معه في مجلس‪ ،‬فان اللعنة إذا نزلت عمت من في‬
‫المجلس‪ .‬وإن ال تعالى حرم الخمر لما فيها من الفساد‪ ،‬وبطلن العقول‬
‫في الحقايق‪ ،‬وذهاب الحياء من الوجه‪ ،‬وإن الرجل إذا سكر فربما وقع‬
‫على امه أو قتل النفس التي حرم ال‪ ،‬ويفسد أمواله‪ ،‬ويذهب بالدين‪،‬‬
‫ويسيئ المعاشرة‪ ،‬ويوقع العربدة‪ ،‬وهو يورث مع ذلك الداء الدفين‪ ،‬فمن‬
‫شرب الخمر في دار الدنيا سقاه ال من طينة خبال‪ ،‬وهي صديد أهل النار‪،‬‬
‫وروي أن من سقى صبيا جرعة من مسكر سقاه ال من طينة الخبال حتى‬
‫يأتي بعذر مما أتى‪ ،‬وإنه ل يأتي به أبدا‪ ،‬يفعل به ذلك مغفورا له أو معذبا‪،‬‬
‫وعلى شارب كل مسكر مثل ما على شارب الخمر من الحد )‪ - 31 .(1‬كتاب‬
‫الزهد للحسين بن سعيد عن الحسين بن علي الكلبي عن عمرو بن خالد‬
‫عن زيد بن علي عن آبائه عن النبي صلى ال عليه وآله قال لرجل‪ :‬أبلغ‬
‫من لقيت من المسلمين عني السلم وأعلمهم أن الصفيرا عليهم حرام‪،‬‬
‫يعني النبيذ‪ ،‬وهو الخمر‪ ،‬وكل مسكر عليهم حرام‪ .‬بيان‪ :‬لم أجد الصفيرا‬
‫بهذا المعنى في اللغة‪ ،‬ولعل فيه تصحيفا‪ ،‬ول يبعد أن يكون بالغين تصغير‬
‫الصغرى كما ورد أنها خمر استصغرها الناس‪ ،‬أو يكون تصحيف الغبيراء‬
‫قال في النهاية فيه‪ :‬إياكم والغبيراء فانها خمر العالم‪ :‬الغبيراء ضرب من‬
‫الشراب تتخذه الحبش من الذرة وتمسى السكركة‪ ،‬وقال ثعلب‪ :‬هي خمر‬
‫تعمل من‬

‫)‪ (1‬كتاب التكليف ‪.38‬‬

‫]‪[492‬‬
‫الغبيراء هذا التمر المعروف‪ ،‬أي هي مثل الخمر الذي تعارفها جميع الناس‪ ،‬ول‬
‫فصل بينها في التحريم‪ - 32 .‬كتاب المسائل‪ :‬بالسناد عن علي بن جعفر‬
‫عن أخيه موسى عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الدواء هل يصلح بالنبيذ ؟‬
‫قال‪ :‬ل‪ ،‬إلى أن قال‪ :‬وسألته عن الكحل يصلح أن يعجن بالنبيذ قال‪ :‬ل )‪.(1‬‬
‫‪ - 33‬قرب السناد‪ :‬عن عبد ال بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه‬
‫عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الطعام يوضع على سفرة أو خوان قد أصابه‬
‫الخمر أيؤكل عليه ؟ قال‪ :‬إن كان الخوان يابسا فل بأس )‪- 34 .(2‬‬
‫العيون‪ :‬عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس عن علي بن محمد بن قتيبة‬
‫عن الفضل بن شاذان قال‪ :‬سمعت الرضا عليه السلم يقول‪ :‬لما حمل رأس‬
‫الحسين بن علي عليهما السلم إلى الشام أمر يزيد لعنه ال فوضع‬
‫ونصبت عليه مائدة‪ ،‬فأقبل هو وأصحابه يأكلون ويشربون الفقاع‪ ،‬فلما‬
‫فرغوا أمر بالرأس فوضع في طست تحت سريره وبسط عليه رقعة‬
‫الشطرنج وجلس يزيد لعنه ال يلعب بالشطرنج إلى أن قال‪ :‬ويشرب‬
‫الفقاع‪ ،‬فمن كان من شيعتنا فليتورع من شرب الفقاع والشطرنج ومن‬
‫نظر الى الفقاع والى الشطرنج فليذكر الحسين عليه السلم وليلعن يزيد‬
‫وآل زياد عليه وعليهم لعنة ال يمح ال عزوجل بذلك ذنوبه ولو كانت‬
‫بعدد النجوم )‪ - 35 .(3‬كتاب المسائل‪ :‬باسناده عن علي بن جعفر عن‬
‫أخيه موسى عليه السلم قال‪ :‬سألته عن النضوح يجعل فيه النبيذ أيصلح‬
‫للمرأة أن تصلي وهو على رأسها‪ ،‬قال‪ :‬ل حتى تغتسل منه )‪- 36 .(4‬‬
‫قرب السناد‪ :‬عن عبد ال بن الحسن عن علي بن جعفر مثله‪.‬‬

‫)‪ (1‬البحار ‪ 10‬ر ‪ 255‬و ‪ 269‬ط الحروفية‪ (2) .‬قرب السناد ‪ (3) .155‬عيون‬
‫الخبار ‪ 2‬ر ‪ (4) .23‬بحار النوار ‪ 10‬ر ‪ ،269‬ومثله في قرب السناد‬
‫‪.133‬‬

‫]‪[493‬‬

‫‪ 40‬الدعايم‪ :‬شرب المياه التي خلقها ال جل ذكره ل صنعة فيها للدميين ‪ -‬ما لم‬
‫تخالطها نجاسة أو ما يحرم شربها من أجله ‪ -‬مباح ذلك باجماع في ما‬
‫علمناه وكذلك شرب لبن كل شئ يؤكل لحمه من الدواب والصيد والنعام‬
‫فحلل شربه وما ل يحل أكل لحمه فل يجوز شرب لبنه إل لمضطر‪ ،‬وما‬
‫خلط به الماء من لبن أو عسل أو ما يحل أكله وشربه من تمر أو زبيب‬
‫وغير ذلك من المحللت فشربه حلل ما لم يتغير بالغليان والنشيش‪ ،‬وكل‬
‫ما استخرج من عصير العنب والتمر والزبيب وطبخ قبل أن ينش حتى‬
‫يصير له قوام العسل‪ ،‬فهو حلل شربه صرفا وشوبا بالماء‪ ،‬ما لم يغل‪،‬‬
‫وأكله وبيعه وشراؤه والنتفاع به‪ ،‬وقد روينا عن علي عليه السلم أنه‬
‫كان يروق الطلء )‪ (1‬وهو ما طبخ من عصير العنب حتى يصير له قوام‬
‫كما وصفناه‪ .‬وعن أبى جعفر عليه السلم أنه سئل عن شرب العصير فقال‪:‬‬
‫ل بأس بشر به من الناء الطاهر غير الضاري‪ ،‬اشربه يوما وليلة ما لم‬
‫يسكر كثيره‪ ،‬فإذا أسكر كثيره فقليله حرام‪ ،‬ل تشربوا خزيا طويل فبعد‬
‫ساعة أو بعد ليلة تذهب لذة الخمر وتبقى آثامه فاتقوا ال وحاسبوا‬
‫أنفسكم‪ ،‬فانما كان شيعة علي عليه السلم يعرفون بالورع والجتهاد‬
‫والمحافظة‪ ،‬ومجانبة الضغاين‪ ،‬والمحبة لولياء ال‪ .‬وعن جعفر بن محمد‬
‫عليه السلم أنه قال‪ :‬ل بأس بشرب العصير سلفة قبل أن يختمر ما لم‬
‫يسكر‪ .‬وعن على عليه السلم قال‪ :‬كنا ننقع لرسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله زبيبا أو تمرا في مطهرة في الماء لنحليه له‪ ،‬فإذا كان اليوم واليومين‬
‫شربه فإذا تغير أمر به فهريق‪ .‬وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال‪:‬‬
‫الحلل من النبيذ أن تنبذه وتشربه من يومه ومن الغد‪ ،‬فإذا تغير فل‬
‫تشربه‪ ،‬ونحن نشربه حلوا قبل أن يغلى‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬كانت سقاية‬
‫زمزم فيها ملوحة فكانوا يطرحون فيها تمرا ليعذب ماؤها )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬يرزق ظ‪ (2) .‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪.128 - 127‬‬

‫]‪[494‬‬

‫بيان‪ :‬في النهاية ضري بالشئ يضري ضرى وضراوة فهو ضار‪ :‬إذا اعتاده‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬ضري الكلب وأضراه صاحبه‪ ،‬أي عوده وأغراه‪ ،‬وبه يجمع على‬
‫ضوار‪ ،‬ومنه حديث علي عليه السلم إنه نهى عن الشرب من الناء‬
‫الضاري هو الذي ضري بالخمر وعودها‪ ،‬فإذا جعل فيه العصير صار‬
‫مسكرا‪ ،‬وقال ثعلب‪ :‬الناء الضاري هاهنا هو السايل أي إنه ينغص الشرب‬
‫على شاربه‪ ،‬وقال الجوهري‪ :‬السلف ماسال من عصير العنب قبل أن‬
‫يعصر‪ ،‬ويسمى الخمر سلفا‪ ،‬وسلفة كل شئ عصرته وأوله‪- 41 .‬‬
‫الدعايم‪ :‬روينا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلم أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬الخمر حرام‪ ،‬ولعن ال الخمر بعينها‪،‬‬
‫وآكل ثمنها‪ ،‬وعاصرها‪ ،‬ومعتصرها‪ ،‬وبايعها‪ ،‬ومشتريها‪ ،‬وشاربها‪،‬‬
‫وساقيها‪ ،‬وحاملها‪ ،‬والمحمولة إليه‪ .‬وعن أبي جعفر عليه السلم أنه قال‪:‬‬
‫مد من الخمر يلقى ال حين يلقاه كعابد وثن ومن شرب منها شربة لم يقبل‬
‫ال منه صلوة أربعين ليلة‪ .‬وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال‪:‬‬
‫حرمت الجنة على ثلثة‪ :‬مد من الخمر‪ ،‬وعابدوثن‪ ،‬وعدو آل محمد‪ .‬ومن‬
‫شرب الخمر فمات بعد ما شربها بأربعين يوما لقي ال كعابد وثن‪ .‬وعن‬
‫علي عليه السلم أنه سمع رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬ل احل‬
‫مسكرا‪ ،‬كثيره وقليله حرام‪ .‬وعن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬كل مسكر‬
‫حرام‪ ،‬قيل له‪ :‬أعنك ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬بل قاله رسول ال‪ ،‬قيل‪ :‬كله ؟ قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫الجرعة منه حرام‪ .‬وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال‪ :‬حرم رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله المسكر من كل شراب‪ ،‬وما حرمه رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله فقد حرمه ال‪ ،‬وكل مسكر حرام وما أسكر كثيرة فقليله‬
‫حرام‪ ،‬فقال له رجل من أهل الكوفة‪ :‬أصلحك ال إن فقهاء بلدنا يقولون‪:‬‬
‫إنما حرم المسكر ؟ فقال‪ :‬يا شيخ ما أدري ما يقول فقهاء بلدك حدثني أبي‬
‫عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلم أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله قال‪ :‬ما أسكر‬

‫]‪[495‬‬

‫كثيره فقليله حرام‪ .‬وعنه عليه السلم أنه قال‪ :‬التقية ديني ودين آبائي في كل شئ‬
‫إل في تحريم المسكر‪ ،‬وخلع الخفين عند الوضوء‪ ،‬والجهر ببسم ال‬
‫الرحمن الرحيم‪ .‬وعن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬ليس مني‬
‫من استخف بالصلوة‪ ،‬ليس مني من شرب مسكرا‪ ،‬ل يرد علي الحوض ل‬
‫وال‪ .‬وعن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬ل توادوا من يستحل المسكر‪ ،‬فان‬
‫شاربه مع تحريمه أيسر من هالك يستحله أو يحله وإن لم يشربه‪ ،‬فكفى‬
‫بتحليله إياه براءة وردا بما جاء به النبي صلى ال عليه وآله ورضى‬
‫بالطواغيت‪ .‬وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال‪ :‬من شرب مسكرا‬
‫فأذهب عقله خرج منه روح اليمان‪ .‬وعن الحسن بن علي عليه السلم أنه‬
‫كتب إلى معاوية كتابا يقرعه فيه ويبكته بامور صنع‪ ،‬كان فيه " ثم وليت‬
‫ابنك وهو غلم يشرب الشراب ويلهو بالكلب‪ ،‬فخنت أمانتك‪ ،‬وأخزيت‬
‫رعيتك‪ ،‬ولم تؤد نصيحة ربك‪ ،‬فكيف تولي على امة محمد صلى ال عليه‬
‫وآله من يشرب المسكر‪ ،‬وشارب المسكر من الفاسقين‪ ،‬وشارب المسكر‬
‫من الشرار‪ ،‬وليس شارب المسكر بأمين على درهم‪ ،‬فكيف على المة‪،‬‬
‫فعن قليل ترد على عملك حين تطوى صحائف الستغفار " وذكر باقي‬
‫الكلم‪ .‬وعن علي بن الحسين عليه السلم أنه قال‪ :‬الخمر من خمسة‬
‫أشياء‪ :‬من التمر‪ ،‬والزبيب‪ ،‬والحنطة‪ ،‬والشعير‪ ،‬والعسل‪ ،‬يعني بعد العنب‪،‬‬
‫وكل مسكر خمر وإنما اشتق اسم الخمر من التخمير‪ ،‬وهو التغطية له ليد‬
‫فئ فيغتلى‪ .‬وعن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم أنه نهى أن يعالج‬
‫بالخمر والمسكر‪ ،‬وأن يسقى الطفال والبهائم وقال‪ :‬الثم على من سقاها‪.‬‬
‫وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال‪ :‬ل يتداوى بالخمر ول المسكر‪،‬‬
‫ول تمتشط النساء به‪ ،‬فقد أخبرني أبي عن أبيه عن جده أن عليا عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إن ال لم يجعل في رجس حرمه شفاء‪.‬‬

‫]‪[496‬‬
‫وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه سئل عن شرب الفقاع فقال للسائل‪ :‬كيف‬
‫هو ؟ فأخبره قال‪ :‬حرام فل تشربه‪ .‬وعنه عليه السلم أنه سئل عن الواني‬
‫الضارية‪ ،‬فقال‪ :‬إن ال لم يحرم النبيذ من جهة الظروف‪ ،‬لكنه حرم قليل‬
‫المسكر وكثيره )‪ .(1‬تذييل يشتمل على فائدتين‪ :‬الولى‪ :‬تحريم الخمر‬
‫موضع وفاق بين المسلمين‪ ،‬وهو من ضروريات الدين‪ ،‬حتى يقتل‬
‫مستحله‪ ،‬ول خلف بيننا في تحريم كل ما أسكر وستأتي الخبار الكثيرة‬
‫في ذلك في أبواب الكباير والحدود )‪ (2‬والمعتبر في التحريم إسكار كثيره‪،‬‬
‫فيحرم قليله‪ ،‬ول خلف أيضا في تحريم الفقاع‪ ،‬وذكر الكثر أنه حرام‪ ،‬وإن‬
‫لم يسكر لورود النصوص بتحريمه من غير تقييد‪ ،‬وظاهر الشهيد الثاني‬
‫رحمه ال أنه أيضا موضع وفاق‪ ،‬لكن صدق الفقاع على غير المسكر غير‬
‫معلوم‪ ،‬وظاهر التعليلت الواردة في الخبار أن تحريمه باعتبار السكار‪،‬‬
‫وقد مضى فيما أخرجنا عن فقه الرضا عليه السلم ما يدل على المشهور‪.‬‬
‫وقال في المسالك‪ :‬الحكم معلق على ما يطلق عليه اسم الفقاع عرفا مع‬
‫الجهل بأصله‪ ،‬أو وجود خاصية وهى النشيش‪ ،‬وهو المعبر عنه في بعض‬
‫الخبار بالغليان‪ ،‬ولو اطلق الفقاع على شراب يعلم حله قطعا كالقسام‬
‫الذي طال مكثه ولم يبلغ هذا الحد لم يحرم قطعا‪ ،‬وفي صحيحة علي بن‬
‫يقطين عن الكاظم عليه السلم قال‪ :‬سألته عن شرب الفقاع الذي يعمل في‬
‫السوق ويباع ول أدري كيف عمل‪ ،‬ولمتى عمل ؟ أيحل أن أشربه ؟ قال‪:‬‬
‫ل احبه )‪ (3‬وهذه الرواية تشعر بكراهة المجهول انتهى‪ .‬وقال ابن إدريس‬
‫رحمه ال في السرائر‪ :‬كل ما أسكر كثيره فالقليل منه حرام ل يجوز‬
‫استعماله بالشرب‪ ،‬والتصرف فيه بالبيع والهبة‪ ،‬وينجس ما يحصل فيه‬
‫خمرا‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ‪ 2‬ر ‪ (2) .134 - 131‬راجع ج ‪ 79‬من هذه الطبعة الحديثة‪(3) .‬‬
‫راجع التهذيب ‪ 9‬ر ‪.126‬‬

‫]‪[497‬‬

‫كان أو نبيذا أو بتعا ‪ -‬بكسر الباء المنقطة من تحتها بنقطة واحدة وتسكين التاء‬
‫المنقطة من فوقها بنقطتين والعين غير المعجمة ‪ -‬وهو شراب يتخذ من‬
‫العسل‪ ،‬أو نقيعا وهو شراب يتخذ من الزبيب أو مزرا ‪ -‬بكسر الميم‬
‫وتسكين الزاء المعجمة وبعدها الراء غير المعجمة ‪ -‬وهو شراب يتخذ من‬
‫الذرة‪ ،‬وغير ذلك من المسكرات‪ ،‬وحكم الفقاع عند أصحابنا حكم الخمر‬
‫على السواء‪ ،‬في أنه حرام شربه وبيعه والتصرف فيه‪ ،‬ول يجوز شرب‬
‫الفضيخ ‪ -‬بالفاء والضاد المعجمة والياء المنقطة من تحتها نقطتين و‬
‫الخاء المعجمة ‪ -‬وهو ما عمل من تمر وبسر‪ ،‬ويقال‪ :‬هو أسرع إدراكا‪.‬‬
‫وكذلك كل ما عمل من لونين حتى نش وتغير وأسكر كثيره فالقليل منه‬
‫حرام‪ ،‬والحد في قليله وكثيره واحد كالخمر‪ ،‬وإن لم يسكر منها شاربها‪،‬‬
‫لن النبيذ اسم مشترك لما حل شربه من الماء المنبوذ فيه ثمر النخل‬
‫وغيره‪ ،‬قبل حلول الشدة فيه‪ ،‬وهو أيضا واقع على ما دخلته الشدة في‬
‫ذلك‪ ،‬أو ينبذ على عكر‪ ،‬والعكر بقية الخمر في الناء كالخميرة عندهم‪،‬‬
‫ينبذون عليه‪ ،‬فمهما ورد في الحاديث في تحليل النبيذ فهو في الحال‬
‫الولى‪ ،‬ومهما ورد من التحريم له فهو في الحال الثانية التي يتغير فيها‪،‬‬
‫ويحرم بما حله من الشدة والسكر والعكر وضراوة النية بالخميرة وغليانه‬
‫وغير ذلك من أسباب تحريمه‪ .‬ول أختار أن ينبذ الشراب الحلل إل في‬
‫أسقية الديم التي تمل ثم يوكئ رؤسها‪ ،‬فانه قد قيل‪ :‬إن الشدة حين يبتدى‬
‫بالنبيذ لسوء السقية وأنه إن لحقه منه شئ أخرجه إلى الحموضة‪ :‬في‬
‫الرواية عن النبي صلى ال عليه وآله فأما الحنتم بالحاء غير المعجمة‬
‫والنون والتاء المنقطة من فوقها بنقطتين وهي الجرة الخضراء هكذا ذكره‬
‫الجوهري وقال شيخنا أبو جعفر في مبسوطه‪ :‬الحنتم الجرة الصغيرة‬
‫والدباء بضم الدال وتشديد الباء‪ ،‬والنقيرة‪ ،‬والمزفت‪ .‬قال محمد بن إدريس‬
‫رحمه ال‪ :‬المزفت من الرزن هكذا ذكره الجاحظ في كتاب الحيوان‪،‬‬
‫والقطران من الصنوبر‪ ،‬فقد روي أن الرسول صلى ال عليه وآله نهى أن‬
‫ينبذ في هذه الواني‪ ،‬وقال‪ :‬انبذوا في الدم فانه يدلى ويعلق‪ ،‬وكل هذا‬
‫المنهي عنه لجل‬

‫]‪[498‬‬

‫الظروف فانها تكون في الرض فتسرع الشدة إليها‪ ،‬ثم أباح هذا كل روى عن أبى‬
‫بريدة عن أبيه عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬نهيتكم عن ثلث وأنا‬
‫آمركم بهن‪ :‬نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فان زيارتها تذكرة‪،‬‬
‫ونهيتكم عن الشربة أن تشربوا إل في ظروف الدم‪ ،‬فاشربوا في كل‬
‫وعاء غير أن ل تشربوا مسكرا‪ ،‬ونهيتكم عن لحوم الضاحي أن تأكلوها‬
‫بعد ثلث فكلوا واستمتعوا )‪ .(1‬فان نبذ في شئ من تلك الظروف فل‬
‫يشرب إل ما وقع اليقين‪ ،‬بأنه لم تحله شدة ظاهرة ول خفية‪ ،‬ول يكون ذلك‬
‫إل بسرعة‪ ،‬شرب ما ينبذ فيه‪ ،‬فأما الدباء فانه القرع‪ ،‬والنقير خشبة تنقر‬
‫وتحوط كالبرنية‪ ،‬والمقير ما قير بالزفت بكسر الزاي انتهى‪ .‬وقال في‬
‫النهاية‪ :‬فيه أنه سئل عن البتع فقال‪ :‬كل مسكر حرام‪ :‬البتع بسكون التاء‬
‫نبيذ العسل‪ ،‬وهو خمر أهل اليمن‪ ،‬وقد تحرك التاء كقمع وقمع‪ ،‬وقال فيه‪:‬‬
‫إن نفرا من اليمن سألوه فقالوا‪ :‬إن بها شرابا يقال له‪ :‬المزر‪ ،‬فقال‪ :‬كل‬
‫مسكر حرام‪ ،‬المزر بالكسر نبيذ يتخذ من الذرة وقيل‪ :‬من الشعير أو‬
‫الحنطة وفيه‪ :‬وأظنه عن طاوس‪ :‬المزرة الواحدة تحرم‪ ،‬أي المصة‬
‫الواحدة‪ ،‬والمزر والتمزر الذوق شيئا بعد شئ وقال‪ :‬قد تكرر في الحديث‬
‫ذكر النبيذ‪ ،‬وهو ما يعمل من الشربة من التمر‪ ،‬والزبيب‪ ،‬والعسل‪،‬‬
‫والحنطة‪ ،‬والشعير‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬يقال‪ :‬نبذت التمر والعنب إذا تركت عليه‬
‫الماء ليصير نبيذا‪ ،‬فصرف من مفعول إلى فعيل‪ ،‬وانتبذته اتخذته نبيذا‪،‬‬
‫سواء كان مسكرا أو غير مسكر‪ ،‬فانه يقال له‪ :‬نبيذ ويقال للخمر المعتصر‬
‫من العنب نبيذ‪ ،‬كما يقال‪ :‬للنبيذ خمر‪ .‬الثانية‪ :‬المشهور بين الصحاب‬
‫جواز سقلى الدواب المسكرات‪ ،‬بل ساير المحرمات للصل‪ ،‬وعدم التكليف‪،‬‬
‫وحكم القاطي بتحريمه كما مر‪ ،‬لكنهم قالوا بكراهته لرواية أبى بصير‬
‫ورواية غياث )‪ (2‬والمعروف عندهم أنه يحرم سقي الطفال المسكر‬
‫لرواية عجلن )‪ (3‬وغيرها قال في الدروس‪ :‬ول يجوز أن يسقى الطفل‬
‫شيئا‬

‫)‪ (1‬راجع صحيح مسلم كتاب الشربة الباب ‪ 6‬مجمع الزوائد ‪ 5‬ر ‪(3 - 2) .65‬‬
‫راجع الكافي‪ 6 :‬ر ‪ 397‬و ‪.430‬‬

‫]‪[499‬‬

‫من المسكر‪ ،‬وأما البهيمة فالمشهور الكراهة وسوى القاضي بينهما في التحريم‪،‬‬
‫ورواية أبى بصير تدل على الكراهية في البهيمة‪ ،‬وفي رواية عجلن من‬
‫سقى مولودا مسكرا سقاه ال من الحميم انتهى‪ .‬وقال في المختلف‪ :‬قال‬
‫الشيخ في النهاية‪ :‬يكره أن يسقى شئ من الدواب الخمر والمسكر‪ ،‬وكذا‬
‫قال ابن إدريس‪ :‬وقال ابن البراج‪ :‬ل يجوز أن يسقى شئ من البهائم‬
‫والطفال شيئا من الخمر والمسكر‪ ،‬والمعتمد قول الشيخ‪ ،‬لنا‪ :‬الصل عدم‬
‫التحريم‪ ،‬إذ ل تكليف على الدواب والبهائم فل تحريم يتعلق بها‪ ،‬ول‬
‫بصاحبها حيث لم يشربها‪ ،‬وإنما كان مكروها لما رواه أبو بصير عن‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬سألته عن البهيمة البقرة وغيرها تسقى أو تطعم‬
‫مال يحل للمسلم أن يأكله ويشربه أيكره ذلك ؟ قال‪ :‬نعم يكره ذلك‪* 2 .‬‬
‫باب * )النهى عن الكل على مائدة يشرب عليها الخمر( * ‪ - 1‬مجالس‬
‫الصدوق‪ :‬في مناهي النبي صلى ال عليه وآله وسلم أنه نهى عن الجلوس‬
‫على مائدة يشرب عليها الخمر )‪ - 2 .(1‬الخصال‪ :‬عن أبيه عن سعد بن‬
‫عبد ال عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي‬
‫بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ل تجلسوا على مائدة تشرب عليها الخمر‪،‬‬
‫فان العبد ل يدري متى يؤخذ )‪ - 3 .(2‬الفقيه‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬ل‬
‫تجالسوا شراب الخمر‪ ،‬فان اللعنة إذا نزلت عمت من في المجلس )‪.(3‬‬
‫)‪ (1‬امالي الصدوق ‪ (2) .254‬الخصال ‪ (3) .619‬فقيه من ل يحضره الفقيه ‪ 4‬ر‬
‫‪.41‬‬

‫]‪[500‬‬

‫بيان‪ :‬المعروف من مذهب الصحاب تحريم الكل على مائدة يشرب عليها شئ من‬
‫المسكرات أو الفقاع‪ ،‬قال‪ :‬في المسالك‪ :‬يدل على تحريم الكل على مائدة‬
‫يشرب عليها الخمر قول الصادق عليه السلم في رواية هارون بن الجهم‬
‫أن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬ملعون من جلس على مائدة يشرب‬
‫عليها الخمر‪ ،‬وفي رواية اخرى ملعون من جلس طائعا على مائدة يشرب‬
‫عليها الخمر وروى جراح المدائني عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يأكل‬
‫على مائدة يشرب عليها الخمر‪ (1) .‬والرواية الولى تضمنت تحريم‬
‫الجلوس عليها سواء أكل أم ل‪ ،‬والخيرة دلت على تحريم الكل منها‪،‬‬
‫سواء كان جالسا أم ل‪ ،‬والعتماد على الولى لصحتها وعداه العلمة إلى‬
‫الجتماع على الفساد واللهو‪ .‬وقال ابن إدريس‪ :‬ل يجوز الكل من طعام‬
‫يعصى ال به أو عليه ولم نقف على مأخذه‪ ،‬والقياس باطل‪ ،‬وطريق الحكم‬
‫مختلف‪ ،‬وعلل بأن القيام يستلزم النهي عن المنكر من حيث أنه إعراض‬
‫عن فاعله‪ ،‬وإعانة له‪ ،‬فيجب لذلك‪ ،‬ويحرم تركه بالمقام عليها‪ ،‬وفيه نظر‪،‬‬
‫لن النهي عن المنكر إنما يجب بشرايط من جملتها تجويز التأثير‪،‬‬
‫ومقتضي الروايات تحريم الجلوس والكل حينئذ وإن لم ينته عن المنكر‪،‬‬
‫ولم يجوز تأثيره‪ ،‬وأيضا فالنهي عن المنكر ل يتقيد بالقيام بل بحسب‬
‫مراتبه المعلومة على التدريج‪ ،‬وإما لم يكن القيام من مراتبه ل يجب فعله‬
‫وأما إلحاق الفقاع بالخمر‪ ،‬فانه وإن لم يرد عليه نص بخصوصه‪ ،‬لكن ورد‬
‫أنه بمنزلة الخمر‪ ،‬فانه خمر مجهول‪ ،‬وأنه خمر استصغره الناس‪ ،‬فجاز‬
‫إلحاقه به في هذا الحكم‪ .‬وقال المحقق الردبيلي رحمه ال‪ :‬هل يحرم‬
‫الطعام الذي كان عليها‪ ،‬أو الجلوس حرام أكل أم ل‪ ،‬أو الكل جلس أم ل ؟‬
‫صريح الصحيحة الثانية أن الجلوس حرام ويمكن فهم تحريم الكل أيضا‪،‬‬
‫ويؤيده التصريح في الثالثة‪ ،‬وأما تحريم أصل الطعام فل يعلم‪ ،‬فيكون‬
‫كالكل في آنية الذهب والفضة يكون الكل حراما ل المأكول أيضا‪ ،‬فتأمل‬
‫ولكن مادام في تلك المايدة ويحتمل بعيدا مطلقا‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع الكافي ‪ 6‬ر ‪ 268‬المحاسن ‪.585 - 584‬‬

‫]‪[501‬‬
‫ثم قال رحمه ال‪ :‬وهل تحرم الجلوس أو الكل على تلك المائدة مطلقا‪ ،‬أو حال‬
‫الشرب فقط‪ ،‬أو في ذلك الموضع والمجلس الذي وقع فيه ذلك‪ ،‬الوسط‬
‫المتيقن والول أحوط‪ ،‬ول يبعد قوة الخير انتهى وقد مر في فقه الرضا‬
‫عليه السلم النهى عن الكل من مائدة يشرب عليها بعده الخمر‪ ،‬ولم أر‬
‫مصرحا به وإن كان اجتنابه أحوط‪ ،‬و روى الكليني رحمه ال في الموثق‬
‫عن عمار الساباطي عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سئل عن المائدة إذا‬
‫شرب عليها الخمر أو المسكر‪ ،‬قال‪ :‬حرمت المائدة وسئل فان قام رجل‬
‫على مائدة منصوبة يؤكل مما عليها ومع الرجل مسكر‪ ،‬ولم يسق أحدا‬
‫ممن عليها بعد‪ ،‬قال‪ :‬ل تحرم حتى يشرب عليها‪ ،‬وإن وضع بعد مايشرب‬
‫فالوذج فكل‪ ،‬فانها مائدة اخرى يعني الفالوذج )‪ (1‬وأقول‪ :‬يستنبط منها‬
‫أحكام ل تخفى على المتدبر وان كان في السند شئ‪ 3 .‬باب * )العصير‬
‫وأقسامه وأحكامه( * ‪ - 1‬قرب السناد‪ :‬عن عبد ال بن الحسن عن علي‬
‫بن جعفر عن أخيه عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الزبيب هل يصلح أن يطبخ‬
‫حتى يخرج طعمه ثم يؤخذ ذلك الماء فيطبخ حتى يذهب ثلثاه ويبقى الثلث‬
‫ثم يرفع فيشرب منه السنة ؟ قال‪ :‬ل بأس‪ .‬قال‪ :‬وسألته عن رجل يصلي‬
‫للقبلة ل يوثق به أتى بشراب فزعم أنه على الثلث‪ ،‬أيحل شربه ؟ قال‪ :‬ل‬
‫يصدق ال أن يكون مسلما عارفا )‪ .(2‬كتاب المسائل‪ :‬باسناده عن علي بن‬
‫جعفر مثلهما‪ .‬بيان‪ :‬قال في الدروس‪ :‬ل يقبل قول من يستحل شرب‬
‫العصير قبل ذهاب ثلثيه في ذهابهما‪ ،‬لروايات‪ ،‬وقيل‪ :‬يقبل على كراهة‪،‬‬
‫أقول‪ :‬بل يظهر من بعض الروايات عدم قبول قول العارف أيضا في شئ‬
‫من الشربة إذا كان يشرب النبيذ‪ ،‬كما روى‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 9‬ر ‪ ،429‬التهذيب ‪ 9‬ر ‪ (2) .116‬قرب السناد ‪.155‬‬

‫]‪[502‬‬

‫الكليني والشيخ عن الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن زكريا بن محمد‬


‫عن ابن أبي يعفور عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا شرب الرجل‬
‫النبيذ المخمور فل تجوز شهادته في شئ من الشربة‪ ،‬ولو كان يصف ما‬
‫تصفون )‪ (1‬ورويا عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن‬
‫إسماعيل عن يونس بن يعقوب عن معاوية بن عمار قال‪ :‬سألت أبا عبد‬
‫ال عن الرجل من أهل المعرفة يأتيني بالبختج‪ ،‬ويقول‪ :‬قد طبخ على الثلث‬
‫وأنا أعلم أنه يشربه على النصف‪ ،‬أفأشربه بقوله وهو يشربه على النصف‬
‫؟ فقال‪ :‬ل تشربه‪ ،‬قلت‪ :‬فرجل من غير أهل المعرفة ممن ل نعرفه يشربه‬
‫على الثلث ول يستحله على النصف‪ ،‬يخبرنا أن عنده بختجا على الثلث قد‬
‫ذهب ثلثاه‪ ،‬وبقي ثلثه أشرب منه ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬لكن العلمة رحمه ال‬
‫وصاحب الجامع وغيرهما بنيا الكراهة أو الحرمة على إخبار من يستحله‬
‫ل من يشربه‪ - 2 .‬العلل‪ :‬عن أبيه عن محمد بن يحيى العطار عن سهل بن‬
‫زياد عن ابن محبوب عن خالد بن جرير عن أبى الربيع الشامي عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن آدم عليه السلم لما هبط من الجنة اشتهى‬
‫من ثمارها فأنزل ال تبارك وتعالى عليه قضيبين من عنب‪ ،‬فغرسهما فلما‬
‫أورقا وأثمرا وبلغا‪ ،‬جاء إبليس فحاط عليهما حائطا‪ ،‬فقال له آدم‪ :‬مالك يا‬
‫ملعون ؟ فقال له إبليس‪ :‬إنهما لي‪ ،‬فقال‪ :‬كذبت فرضيا بينهما بروح‬
‫القدس‪ ،‬فلما انتهيا إليه قص آدم عليه السلم قصته فأخذ روح القدس شيئا‬
‫من نار فرمى بها عليهما‪ ،‬فالتهبت في أغصانهما‪ ،‬حتى ظن آدم أنه لم يبق‬
‫منهما شئ إل احترق‪ ،‬وظن إبليس مثل ذالك‪ ،‬قال‪ :‬فدخلت النار حيث‬
‫دخلت‪ ،‬وقد ذهب منهما ثلثاهما‪ ،‬وبقي الثلث‪ ،‬فقال الروح‪ :‬أما ما ذهب‬
‫منهما فحظ إبليس عليه اللعنة‪ ،‬وما بقي فلك يا آدم )‪ .(2‬بيان‪ :‬كون الثلثين‬
‫حظ إبليس‪ ،‬لن عصير العنب بعد الغليان يحرم ما لم يذهب ثلثاه‪ ،‬فالثلثان‬
‫حظه‪ ،‬وأيضا قبل ذهاب الثلثين إن بقي يصير خمرا مسكرا فهو حظه‪،‬‬
‫وهما يرجعان إلى أمر واحد‪ ،‬لن الظاهر أن العلة في وجوب ذهاب‬

‫)‪ (1‬التهذيب ‪ 9‬ر ‪ ،122‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ 421‬وهكذا الحديث التى‪ (2) .‬علل الشرايع ‪2‬‬
‫ر ‪ ،162‬وتراه في الكافي ‪ 6‬ر ‪.393‬‬

‫]‪[503‬‬

‫الثلثين هو هذا الذي ذكرنا‪ - 3 .‬العلل‪ :‬عن محمد بن شاذان عن محمد بن محمد بن‬
‫الحارث عن صالح بن سعيد عن عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب‬
‫بن منبه قال‪ :‬لما خرج نوح عليه السلم من السفينة‪ ،‬غرس قضبانا كانت‬
‫معه في السفينة من النخيل والعناب‪ ،‬وساير الثمار‪ ،‬فأطعمت من ساعتها‪،‬‬
‫وكانت معه حبلة العنب‪ ،‬وكانت آخر شئ خرج حبلة العنب فلم يجدها نوح‪،‬‬
‫وكان إبليس قد أخذها فخبأها‪ ،‬فنهض نوح عليه السلم ليدخل السفينة‬
‫فيلتمسها فقال له الملك الذي معه‪ :‬اجلس يا نبي ال ستؤتى بها‪ ،‬فجلس‬
‫نوح عليه السلم فقال له الملك‪ :‬إن لك فيها شريكا في عصيرها‪ ،‬فأحسن‬
‫مشاركته‪ ،‬قال‪ :‬نعم له السبع ولي ستة أسباع‪ ،‬قال له الملك‪ :‬أحسن فأنت‬
‫محسن‪ ،‬قال نوح عليه السلم‪ :‬له السدس ولى خمسة أسداس‪ ،‬قال له‬
‫الملك‪ :‬أحسن فأنت محسن‪ ،‬قال نوح عليه السلم‪ :‬له الخمس ولي أربعة‬
‫أخماس‪ ،‬قال له الملك‪ :‬أحسن فأنت محسن‪ ،‬قال له نوح‪ :‬له الربع ولي‬
‫ثلثة أرباع‪ ،‬قال له الملك‪ :‬أحسن فأنت محسن قال‪ :‬فله النصف ولي‬
‫النصف ]ولي التصرف[ قال له الملك‪ :‬أحسن فأنت محسن‪ ،‬قال عليه‬
‫السلم‪ :‬لي الثلث وله الثلثان فرضي‪ ،‬فما كان فوق الثلث من طبخها فل‬
‫بليس‪ ،‬وهو حظه‪ ،‬وما كان من الثلث فما دونه فهو لنوح عليه السلم‪،‬‬
‫وهو حظه‪ ،‬وذلك الحلل الطيب ليشرب منه )‪ .(1‬بيان‪ :‬القضيب الغصن‪،‬‬
‫وفي النهاية فيه ل تقولوا للعنب‪ :‬الكرم‪ ،‬ولكن قولوا‪ :‬العنب والحبلة‪:‬‬
‫الحبلة بفتح الحاء والباء وربما سكنت‪ :‬الصل‪ ،‬أو القضيب من شجر‬
‫العناب‪ - 4 .‬العلل‪ :‬عن أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم عن‬
‫أبيه عن إسماعيل بن مرار عن يونس عن العل عن محمد بن مسلم عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان أبى عليه السلم يقول‪ :‬إن نوحا حين‬
‫أمر بالغرس كان إبليس إلى جانبه‪ ،‬فلما أراد أن يغرس العنب‪ ،‬قال‪ :‬هذه‬
‫الشجرة لي‪ ،‬فقال له نوح‪ :‬كذبت‪ ،‬فقال إبليس‪ :‬فما لي منها ؟ فقال نوح‬
‫عليه السلم‪ .‬لك الثلثان فمن هناك طاب الطلء على الثلث‪(2) .‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬علل الشرايع ‪ 2‬ر ‪.163‬‬

‫]‪[504‬‬

‫بيان‪ :‬قال في النهاية‪ :‬في حديث علي عليه السلم أنه كان يرزقهم الطلء‪ :‬الطلء‬
‫بالكسر والمد الشراب المطبوخ من عصير العنب‪ .‬وهو الرب‪ ،‬وأصله‬
‫القطران الخاثر الذي تطلى به البل‪ ،‬ومنه الحديث إن أول مايكفأ السلم‬
‫كما يكفأ الناء في شراب يقال له‪ :‬الطلء‪ ،‬هذا نحو الحديث الخر‪:‬‬
‫سيشرب أناس من امتي الخمر يسمونها بغير اسمها‪ ،‬يريد أنهم يشربون‬
‫النبيذ المسكر المطبوخ ويسمونها طلء‪ ،‬تحرجا عن أن يسموه خمرا‪ ،‬فأما‬
‫الذي في حديث علي عليه السلم فليس من الخمر في شئ وإنما هو الرب‬
‫الحلل‪ - 5 .‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬اعلم أن أصل الخمر من الكرم‬
‫إذا أصابته النار أو غل من غير أن تصيبه النار فهو خمر‪ ،‬فل يحل شربه‬
‫إل أن يذهب ثلثاه على النار ويبقى ثلثه‪ ،‬فان نش من غير أن تصيبه النار‬
‫فدعه حتى يصير خل من ذاته‪ ،‬من غير أن يلقى فيه شئ‪ ،‬فان تغير بعد‬
‫ذلك وصار خمرا فل بأس أن تطرح فيه ملحا أو غيره حتى يتحول خل )‬
‫‪ - 6 .(1‬السرائر‪ :‬نقل من كتاب المسائل من مسائل محمد بن علي بن‬
‫عيسى‪ :‬حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن زياد وموسى بن محمد بن‬
‫عيسى قال‪ :‬كتبت إلى أبي الحسن عليه السلم جعلت فداك عندنا طبيخ‬
‫يجعل فيه الحصرم‪ ،‬وربما جعل فيه العصير من العنب‪ ،‬وإنما هو لحم يطبخ‬
‫به‪ ،‬وقد روي عنهم في العصير أنه إذا جعل على النار لم يشرب حتى‬
‫يذهب ثلثاه‪ ،‬ويبقى ثلثه‪ ،‬وأن الذي يجعل في القدر من العصير بتلك‬
‫المنزلة‪ ،‬وقد اجتنبوا أكله إلى أن يستأذن مولنا في ذلك‪ ،‬فكتب بخطه‪ :‬ل‬
‫بأس بذلك )‪ .(2‬الجامع‪ :‬ليحيى بن سعيد قال‪ :‬كتبت محمد بن علي بن‬
‫عيسى إلى علي بن محمد الهادي عليه السلم جعلت فداك عندنا طبيخ‬
‫وذكر نحوه‪ .‬تبيين‪ :‬يدل الرواية على أنه إذا صب العصير في الماء وغل‬
‫الجميع‪ ،‬ل يحرم‬

‫)‪ (1‬كتاب التكليف لبن ابى العزاقر المعروف بفقه الرضا ‪ (2) .38‬السرائر‪.475 :‬‬

‫]‪[505‬‬

‫ول يشترط في حله ذهاب الثلثين‪ ،‬ولم أر قائل به من الصحاب‪ ،‬لكن قال صاحب‬
‫الجامع‪ :‬ل بأس أن يجمع بين عشرة أرطال عصيرا وبين عشرين رطل‬
‫ماء ثم يغلى حتى تبقى عشرة‪ ،‬فيحل‪ ،‬ثم ذكر هذه الرواية ولم يتعرض‬
‫لتأويلها‪ ،‬ويدل على ما ذكره أول ما رواه الكليني والشيخ عن محمد بن‬
‫يحيى عن محمد الحسين عن محمد بن عبد ال عن عقبة بن خالد عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم قال في رجل‪ :‬أخذ عشرة أرطال من عصير العنب‬
‫فصب عليه عشرين رطل ماء‪ ،‬ثم طبخها حتى ذهب منه عشرون رطل‬
‫وبقي عشرة أرطال ؟ أيصلح شرب تلك العشرة أم ل ؟ فقال‪ :‬ما طبخ على‬
‫ثلثه فهو حلل )‪ .(1‬فيمكن حمل الخبر على ما إذا كان العصير المصبوب‬
‫فيه قليل يضمحل فيه‪ ،‬فل يسمى عصيرا حينئذ بخلف ما فرض في الخبر‬
‫الخر‪ ،‬وإن كان الحوط العمل به مطلقا‪ ،‬وقد ناقش بعض المحققين من‬
‫المعاصرين في تحقق الحلية في الصورة المفروضة‪ ،‬بذهاب الثلثين‪ ،‬وفي‬
‫دللة الرواية المذكورة على ذلك أيضا‪ ،‬حيث قال‪ :‬اكتفى عليه السلم في‬
‫الجواب عن السؤال المذكور بذكر ما هو القاعدة الكلية في هذا الباب‬
‫وسلوك هذا الطريق من الجواب غالبا إنما هو لحد المرين إما لظهور‬
‫اندراج الصورة المسؤل عنها في موضع تلك القاعدة كما إذا سئل عن حال‬
‫المشكوك في نجاسته فاجيب بأن كل شئ طاهر ما لم تعلم نجاسته‪ ،‬وإما‬
‫لظهور عدم اندراجها فيه كما إذا سئل عن حال الماء القليل الملقي‬
‫للنجاسة‪ ،‬فاجيب بأن الماء إذا بلغ كرا لم يحمل خبثا‪ ،‬وهذا الجواب يحتمل‬
‫أن يكون من قبيل الثاني معلل بظهور أن الذاهب من الماء فيها للطافته‬
‫أكثر من الذاهب من العصير‪ ،‬مع أن مفاد القاعدة الكلية على طبق‬
‫الروايات الخر أن المعيار ذهاب ثلثي العصير كرواية عبد ال بن سنان‬
‫عن أبى عبد ال عليه السلم أن العصير إذا طبخ حتى يذهب ثلثاه ويبقى‬
‫ثلثه فهو حلل )‪ (2‬فان الظاهر كون الموصول في قوله عليه السلم‪ :‬هنا‬
‫" ما طبخ على ثلثه " عبارة عنه‪ ،‬ل عن كل شئ أو كل مايع انتهى‪.‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب ‪ 9‬ر ‪ ،121‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .421‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪.420‬‬


‫]‪[506‬‬

‫وأقول‪ :‬كلمه دقيق متين لكنه خلف ظاهر الخبر‪ ،‬وأيضا بما جمعنا بين الخبرين‬
‫ظهر أن ذهاب الثلثين إنما يجب فيما صدق على المجموع أنه عصير‪،‬‬
‫وحينئذ يكفي ذهاب ثلثيه‪ ،‬وأما أن المعتبر ذهاب الثلثين بحسب الحجم أو‬
‫بحسب الوزن‪ ،‬فهو أمر آخر‪ ،‬سنتكلم عليه إنشاء ال‪ ،‬والشهيد رحمه ال‬
‫أورد في الدروس رواية عقبة ثم قال‪ :‬وليست بصريحة في المطلوب من‬
‫السؤال لكنها ظاهرة فيه‪ - 7 .‬كتاب الصفين‪ :‬لنصربن مزاحم قال‪ :‬كتب‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم إلى السود ابن قطنة‪ :‬واطبخ للمسلمين قبلك‬
‫من الطلء ما يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه‪ - 8 .‬كتاب زيد النرسي‪ :‬قال‪ :‬سئل أبو‬
‫عبد ال عليه السلم عن الزبيب يدق ويلقى في القدر‪ ،‬ثم يصب عليه‬
‫الماء‪ ،‬ويوقد تحته‪ ،‬فقال‪ :‬ل تأكله حتى يذهب الثلثان ويبقى الثلث‪ ،‬فان‬
‫النار قد أصابته‪ ،‬قلت‪ :‬فالزبيب كما هو يلقى في القدر ويصب عليه ثم‬
‫يطبخ ويصفى عنه الماء‪ ،‬فقال‪ :‬كذلك هو سواء‪ ،‬إذا أدت الحلوة إلى الماء‬
‫وصار حلوا بمنزله العصير‪ ،‬ثم نش من غير أن تصيبه النار فقد حرم‪،‬‬
‫وكذلك إذا أصابته النار فأغله فقد فسد‪ - 9 .‬الخرايج‪ :‬عن صفوان قال‪:‬‬
‫كنت عند أبى عبد ال عليه السلم فأتاه غلم فقال‪ :‬امي ماتت‪ ،‬فقال عليه‬
‫السلم‪ :‬لم تمت‪ ،‬قال‪ :‬تركتها مسجى عليها‪ ،‬فقام أبو عبد ال عليه السلم‬
‫ودخل عليها فإذا هي قاعدة‪ ،‬فقال لبنها‪ :‬ادخل على امك فشهها من الطعام‬
‫ما شاءت فأطعمها‪ ،‬فقال الغلم‪ :‬يا اماه ما تشتهين ؟ قالت‪ :‬أشتهي زبيبا‬
‫مطبوخا‪ ،‬فقال له‪ :‬ائتها بغضارة مملوءة زبيبا‪ ،‬فأتاها بها‪ ،‬فأكلت منها‬
‫حاجتها )‪ - 10 .(1‬المحاسن‪ :‬عن أبيه عن النضر بن سويد عن رجل عن‬
‫أبي بصير قال‪ :‬كان أبو عبد ال عليه السلم يعجبه الزبيبية )‪- 11 .(2‬‬
‫الكافي‪ :‬عن العدة عن سهل بن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر عن‬
‫أخيه موسى عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الزبيب هل يصلح أن يطبخ حتى‬
‫يخرج طعمه‬

‫)‪ (1‬تمام الحديث في ج ‪ 47‬ص ‪ 99‬من البحار الحديثة‪ (2) .‬المحاسن‪.401 :‬‬

‫]‪[507‬‬

‫ثم يؤخذ ذلك الماء فيطبخ حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه‪ ،‬ثم يرفع ويشرب منه‬
‫السنة ؟ فقال‪ :‬ل بأس )‪ - 12 .(1‬ومنه‪ :‬عن محمد بن يحيى عن علي بن‬
‫الحسن أو عن رجل عن علي بن الحسن بن فضال عن عمرو بن سعيد عن‬
‫مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى الساباطي قال‪ :‬وصف لي أبو عبد‬
‫ال عليه السلم المطبوخ كيف يطبخ حتى يصير حلل ؟ فقال عليه السلم‬
‫لي‪ :‬تأخذ ربعا من زبيب وتنقيه ثم تصب عليه اثنى عشر رطل من ماء‪ ،‬ثم‬
‫تنقعه ليلة‪ ،‬فإذا كان أيام الصيف وخشيت أن ينش جعلته في تنور مسخون‬
‫قليل حتى ل ينش‪ ،‬ثم تنزع الماء منه كله حتى إذا أصبحت صببت عليه من‬
‫الماء بقدر ما يغمره‪ ،‬ثم تغليه حتى تذهب حلوته ثم تنزع ماءه الخر‪،‬‬
‫فتصبه على الماء الول ثم تكيله كله‪ ،‬فتنظركم الماء‪ ،‬ثم تكيل ثلثه فتطرحه‬
‫في الناء الذي تريد أن تطبخه فيه‪ ،‬وتصب بقدر ما يغمره ماء‪ ،‬وتقدره‬
‫بعود وتجعل قدره قصبة أو عودا فتحدها على قدر منتهى الماء‪ ،‬ثم تغلي‬
‫الثلث الخر حتى يذهب الماء الباقي‪ ،‬ثم تغليه بالنار‪ ،‬فل تزال تغليه حتى‬
‫يذهب الثلثان‪ ،‬ويبقى الثلث‪ ،‬ثم تأخذ لكل ربع رطل من العسل‪ ،‬فتغليه حتى‬
‫تذهب رغوة العسل وتذهب غشاوة العسل في المطبوخ‪ ،‬ثم تضربه بعود‬
‫ضربا شديدا حتى يختلط وإن شئت أن تطيبه بشئ من زعفران أو شئ من‬
‫زنجبيل فافعل‪ ،‬ثم اشربه فان أحببت أن يطول مكثه عندك فروقه )‪.(2‬‬
‫بيان‪ " :‬حتى يصير حلل " أي ل يتغير بالمكث عندك فيصير مسكرا‬
‫حراما كما يؤمي إليه بعض ألفاظ الخبر " تأخذ ربعا " أي ربع رطل‪ ،‬وفي‬
‫القاموس نقع الدواء في الماء أقره فيه " في تنور مسخون " في بعض‬
‫النسخ " مسجور " من سجرت التنور أسجره سجرا‪ :‬إذا أحميته‪ ،‬وفي‬
‫بعضها مسخن على بناء المجهول‪ ،‬والنش الغليان " بقدر ما يغمره ]" أي‬
‫يستره " وتصب بقدر ما يغمره[ ماء " أي تصب الثلث كله في القدر‬
‫]حتى يغمر ما يغمره من القدر‪ ،‬أو المعنى أنه تطرح ثقل الزبيب في القدر[‬

‫)‪ (1‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪ (2) .421‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪.425 - 424‬‬

‫]‪[508‬‬

‫أو زبيبا آخر فيه بقدر ما يغمره الماء‪ ،‬والول وإن كان بعيدا لكنه أوفق بالخبر‬
‫التي‪ ،‬وقوله‪ " :‬ثم تغلى الثلث الخر "‪ " .‬والخير " كما في بعض‬
‫النسخ‪ ،‬لعل معناه‪ ،‬أنه بعد تقدير كل ثلث بالعود تغليه حتى يذهب الثلث‬
‫الذي صببت أخيرا فوق القدر‪ ،‬ثم تغليه حتى يذهب الثلث الخر‪ ،‬ومثل هذا‬
‫التشويش ليس ببعيد من حديث عمار كما ل نخفى على المتتبع‪ ،‬وبالجملة‪:‬‬
‫يظهر من الخبر التي مع وحدة الراوي أن فيه سقطا‪ .‬قوله عليه السلم‪:‬‬
‫" ثم تضربه بعود " أي بعد الخلط بالعصير كما سيأتي‪ ،‬قوله‪ " :‬أن يطول‬
‫مكثه عندك " أي من غير تغيير ونشيش " فروقه " أي صفه جيدا لئل‬
‫يكون فيه ثفل‪ ،‬قال في القاموس‪ :‬الترويق التصفية‪ - 13 .‬الكافي‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن أحمد بن الحسن عن عمرو بن‬
‫سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬سئل عن الزبيب كيف طبخه حتى يشرب حلل ؟ فقال‪ :‬تأخذ‬
‫ربعا من زبيب فتنقيه ثم تطرح عليه اثني عشر رطل من ماء‪ ،‬ثم تنقعه‬
‫ليلة‪ ،‬فإذا كان من الغد نزعت سلفتة ثم تصب عليه من الماء بقدر ما‬
‫يغمره‪ ،‬ثم تغليه بالنار غلية‪ ،‬ثم تنزع ماءه فتصبه على الماء الول ثم‬
‫تطرحه في إناء واحد جميعا ثم توقد تحته النار‪ ،‬حتى يذهب ثلثاه ويبقى‬
‫ثلثه‪ ،‬وتحته النار‪ ،‬ثم تأخذ رطل من العسل فتغليه بالنار غلية وتنزع‬
‫رغوته ثم تطرحه على المطبوخ ثم تضربه حتى يختلط به‪ ،‬واطرح فيه إن‬
‫شئت زعفرانا‪ ،‬و طيبه إن شئت بزنجبيل قليل‪ .‬قال‪ :‬فإذا أردت أن تقسمه‬
‫أثلثا لتطبخه فكله بشئ واحد حتى تعلم كم هو ؟ ثم اطرح عليه الول في‬
‫الناء الذي تغليه فيه ثم تجعل فيه مقدارا وحده حيث يبلغ الماء‪ ،‬ثم اطرح‬
‫الثلث الخر ثم حده حيث يبلغ الماء‪ ،‬ثم تطرح الثلث الخير ثم حده حيث‬
‫يبلغ الخر‪ ،‬ثم توقد تحته بنار لينة حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه )‪- 14 .(1‬‬
‫ومنه‪ :‬عن محمد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن السياري عن محمد‬
‫بن‬

‫)‪ 1‬ظ( الكافي ‪ 6‬ر ‪.425‬‬

‫]‪[509‬‬

‫الحسين عمن أخبره عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال‪ :‬شكوت إلى أبى عبد ال‬
‫عليه السلم قراقر تصيبني في معدتي‪ ،‬وقلة استمرائى الطعام‪ ،‬فقال لى‪ :‬لم‬
‫ل تتخذ نبيذا نشربه نحن وهو يمرئ الطعام‪ ،‬ويذهب بالقراقر والرياح من‬
‫البطن ؟ قال‪ :‬فقلت له‪ :‬صفه لى جعلت فداك‪ ،‬فقال لي‪ :‬تأخذ صاعا من‬
‫زبيب فتنقيه من حبه وما فيه‪ ،‬ثم تغسله بالماء غسل جيدا ثم تنقعه في‬
‫مثله من الماء أو ما يغمره‪ ،‬ثم تتركه في الشتاء ثلثة أيام بلياليها‪ ،‬وفي‬
‫الصيف يوما وليلة‪ ،‬فإذا أتى عليه ذلك القدر صفيته وأخذت صفوته‬
‫وجعلته في إناء‪ ،‬وأخذت مقداره بعود‪ ،‬ثم طبخته طبخا رقيقا حتى يذهب‬
‫ثلثاه و يبقى ثلثة‪ ،‬ثم تجعل عليه نصف رطل عسل وتأخذ مقدار العسل ثم‬
‫تطبخه حتى تذهب تلك الزيادة ثم تأخذ زنجبيل وخولنجانا ودار صينيا‬
‫وزعفرانا وقرنفل ومصطكي وتدقه وتجعله في خرقة رقيقة وتطرحه‬
‫وتغليه معه غلية‪ ،‬ثم تنزله فإذا برد صفيته وأخذت منه على غدائك‬
‫وعشائك‪ ،‬قال‪ :‬ففعلت فذهب عني ماكنت أجده‪ ،‬وهو شراب طيب ل يتغير‬
‫إذا بقي إنشاء ال )‪ .(1‬بيان‪ :‬في القاموس المصطكا بالفتح والضم ويمد‬
‫في الفتح فقط‪ ،‬علك رومي أبيض نافع للمعدة والمقعدة والمعاء والكبد‬
‫والسعال المزمن شربا " وأخذت منه على غدائك " أي شربته بعدها‪،‬‬
‫وقوله عليه السلم‪ " :‬ل يتغير " فيه إيماء إلى أن ذهاب الثلثين لعدم‬
‫التغير‪ - 15 .‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى عن عبد ال بن جعفر عن‬
‫السياري عمن ذكره عن إسحاق بن عمار قال‪ :‬شكوت إلى أبى عبد ال‬
‫عليه السلم بعض الوجع‪ ،‬وقلت‪ :‬إن الطبيب وصف لي شرابا‪ :‬آخذ الزبيب‬
‫وأصب عليه الماء للواحد اثنين‪ ،‬ثم أصب عليه العسل ثم أطبخه حتى‬
‫يذهب ثلثاه ويبقى الثلث‪ ،‬فقال‪ :‬أليس حلوا ؟ قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬اشربه ولم‬
‫اخبره كم العسل )‪ - 16 .(2‬طب الئمة‪ :‬عن محمد بن إسماعيل بن حاتم‬
‫التميمي عن عمرو بن أبى خالد‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .426‬المصدر ‪ 6‬ر ‪.426‬‬

‫]‪[510‬‬

‫عن إسحاق بن عمار قال‪ :‬شكوت إلى جعفر بن محمد الصادق عليه السلم بعض‬
‫الوجع وقلت له‪ :‬إن الطبيب وصف لي شرابا وذكر أن ذلك الشراب موافق‬
‫لهذا الداء‪ ،‬قال له الصادق عليه السلم‪ :‬وما وصف لك الطبيب ؟ قال‪ :‬قال‪:‬‬
‫خذ الزبيب وصب عليه الماء ثم صب عليه عسل ثم اطبخه حتى يذهب‬
‫ثلثاه ويبقى الثلث‪ ،‬فقال‪ :‬أليس هو حلو ؟ قلت‪ :‬بلى يابن رسول ال‪ ،‬قال‪:‬‬
‫اشرب الحلو حيث وجدته أو حيث أصبته‪ ،‬ولم يزدني على هذا )‪ .(1‬تفصيل‬
‫وتذييل يشتمل على مقاصد‪ :‬الول أتفق فقهاؤنا رضوان ال عليهم على‬
‫حرمة العصير العنبي بالغليان و الشتداد‪ ،‬وظاهر الخبار وأكثر الصحاب‬
‫تحقق الحرمة بمجرد الغليان المفسر بالقلب في رواية حماد عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن شرب العصير قال‪ :‬تشرب ما لم يغل‪ ،‬فإذا‬
‫غل فل تشربه‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك أي شئ الغليان ؟ قال‪ :‬القلب )‪(2‬‬
‫والمراد به كما فسره الكثر أن يصير أسفله أعله‪ ،‬ولعله هو المقصود‬
‫أيضا من النشيش فيما تقدم من الخبار‪ ،‬وفيما روي عن ذريح قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬إذا نش العصير وغل حرم‪ ،‬فان النشيش هو‬
‫صوت الماء وغيره عند الغليان‪ ،‬فعلى هذا يكون العطف بالواو في الرواية‬
‫للتفسير‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد بالنشيش حالة مقارنة للغليان أو متقدمة‬
‫عليه‪ ،‬فيكون العطف لمحض الجمع أو الترتيب للشعار بعدم انفكاك‬
‫أحدهما عن الخر‪ ،‬أو عدم كفاية النشيش بدون الغليان‪ ،‬وما وقع في نسخ‬
‫التهذيب من لفظة " أو " بدل الواو مؤيد لعدم النفكاك‪ .‬وأما ما ضم إليه‬
‫بعض الفقهاء في هذا المقام من الشتداد حيث قالوا‪ :‬إذا غل واشتد‪ ،‬فان‬
‫كان المراد به معنى القلب أو النشيش أو معنى الثخانة الحاصلة بمجرد‬
‫الغليان‪ ،‬كما قيل‪ ،‬فضمه إلى الغليان من قبيل ضم النشيش إليه في الرواية‪:‬‬
‫وإن‬

‫)‪ (1‬طب الئمة‪ (2) .61 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ 419‬التهذيب ‪ 9‬ر ‪ 120‬وهكذا ما بعده من‬
‫حديث ذر ؟ ؟‪.‬‬
‫]‪[511‬‬

‫كان المراد معنى آخر يمكن أن يحصل الغليان بدونه معتبرا معه في تحقق الحرمة‬
‫فل دليل عليه في الروايات‪ ،‬بل إنها إنما تدل على استقلل مجرد الغليان‬
‫في علية الحرمة من غير اعتبار غيره فيها إل على سبيل الدللة عليه‬
‫كالقلب والنشيش على ما مر وكاصابة النار فيما رواه عبد ال بن سنان‬
‫عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كل عصير أصابته النار فهو حرام‪ ،‬حتى‬
‫يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه )‪ (1‬فان إصابة النار بعنوان التأثير كما هو المراد‬
‫من جملة أسباب الغليان‪ ،‬فتدل عليه دللة السبب على المسبب وأما ترتب‬
‫الحرمة على إصابة النار بخصوصها كما يتوهم من ظاهر الرواية‪ ،‬فليس‬
‫بمقصود لدللة الروايات الكثيرة على أنها مترتبة على الغليان سواء كان‬
‫سببا عن الصابة المذكورة أو عن غيرها‪ ،‬وقد صرح جماعة من‬
‫الصحاب منهم الشهيد الثاني بالتساوى بين كونه بالنار أو غيره‪ ،‬وعد‬
‫صاحب الوسيلة الغليان بنفسه من موجبات الحرمة‪ .‬قيل‪ :‬فالوجه في‬
‫تخصيص المذكور اعتبار الفرد الغالب وخصوصية الغاية المذكورة فان‬
‫ذهاب الثلثين هو غاية الحرمة التي تتحقق بهذا السبب الخاص لغاية‬
‫الحرمة المطلقة‪ ،‬فان ما يحرم غليانه بنفسه إنما تكون غاية حرمته هي‬
‫الخلية بدون اعتبار ذهاب الثلثين‪ .‬وأقول‪ :‬الظاهر أن كل من ذهاب الثلثين‬
‫والخلية كافيان في الحلية ما لم يصر مسكرا‪ ،‬ومع السكار فلبد من‬
‫الخلية‪ ،‬ول ينفع ذهاب الثلثين‪ ،‬والغالب عدم تحقق الخلية بدون الخمرية‪،‬‬
‫وما وقع في الخبار وكلم الصحاب من التخصيص كأنه مبنى على‬
‫الغالب‪ ،‬قال ابن البراج في المهذب‪ :‬كل عصير لم يغل فانه حلل استعماله‬
‫على كل حال‪ ،‬والغليان الذي معه يحرم استعماله هو أن يصير أسفله أعله‬
‫بالغليان فان صار بعد ذلك خل جاز استعماله وإذا طبخ العصير على النار‬
‫وغل ولم يذهب ثلثاه لم يجز استعماله‪ ،‬فان ذهب ثلثاه وبقي الثلث جاز‬
‫استعماله‪ ،‬وحد ذلك أن يصير حلوا يخضب الناء‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.419‬‬

‫]‪[512‬‬

‫الثاني‪ :‬ذهب جماعة من الصحاب إلى نجاسة العصير المذكور قبل ذهاب الثلثين‪،‬‬
‫وأنه يطهر بعده‪ ،‬فمنهم من عمم الحكم كالمحقق والعلمة رحمهما ال‪،‬‬
‫لكنهما اشتر طامع الغليان الشتداد‪ ،‬وذهب ابن حمزة في الوسيلة إلى‬
‫تخصيص النجاسة في العصير المذكور بصورة غليانه بنفسه ل بغيره‬
‫كالنار‪ ،‬وبعض المتأخرين عد العصير إذا غل من النجاسات بدون‬
‫تخصيص أو اشتراط‪ ،‬فالمذاهب في النجاسة ثلثة ول مستند لشئ منها في‬
‫الروايات التي وصلت إلينا كما صرح به الشهيد رحمه ال في البيان حيث‬
‫قال‪ :‬لم أقف على نص في تنجيسه إل ما دل على نجاسة المسكر‪ ،‬لكنه ل‬
‫يسكر بمجرد غليانه واشتداده‪ ،‬وفي الذكرى حيث قال‪ :‬بعد نقل قول ابن‬
‫حمزة والمحقق وذكر توقف العلمة فيها في نهايته‪ :‬ولم نقف لغيرهم على‬
‫قول بالنجاسة‪ ،‬ول نص على نجاسة غير المسكر‪ ،‬وهو منتف هنا‪ .‬وقال‬
‫الشهيد الثاني رحمه ال في المسالك‪ :‬القول بنجاسة العصير هو المشهور‬
‫بين المتأخرين‪ ،‬ومستنده غير معلوم‪ ،‬بل النص إنما دل على التحريم‪ ،‬وقال‬
‫العلمة رحمه ال في المختلف‪ :‬والخمر وكل مسكر والفقاع والعصير إذا‬
‫غل قبل ذهاب ثلثيه بالنار أو من نفسه نجس‪ ،‬ذهب إليه أكثر علمائنا‬
‫كالشيخ المفيد والشيخ أبي جعفر والسيد المرتضى وأبي الصلح وسلر‬
‫وابن إدريس‪ ،‬وقال أبو علي بن أبي عقيل من أصاب ثوبه أو جسده خمر‬
‫أو مسكر لم يكن عليه غسلهما‪ ،‬لن ال تعالى إنما حرمهما تعبدا ل لنهما‬
‫نجسان‪ ،‬وكذلك سبيل العصير والخل‪ ،‬إذا أصاب الثوب والجسد‪ ،‬وقال أبو‬
‫جعفر بن بابويه‪ :‬ل بأس بالصلة في ثوب أصابته خمر لن ال جرم‬
‫شربها ولم يحرم الصلة في ثوب أصابته‪ ،‬مع أنه حكم بنزح ماء البئر‬
‫أجمع بانصباب الخمر فيها‪ .‬لنا وجوه الول الجماع على ذلك‪ ،‬فان السيد‬
‫المرتضى قال‪ :‬ل خلف بين المسلمين في نجاسة الخمر إل ما يحكى عن‬
‫شذاذ لاعتبار بقولهم‪ ،‬وقال الشيخ رحمه ال‪ :‬الخمر نجسة بل خلف‪،‬‬
‫وكل مسكر عندنا حكمه حكم الخمر‪ ،‬وألحق أصحابنا الفقاع بذلك وقول‬
‫السيد المرتضى والشيخ حجة في ذلك فإنه إجماع منقول بقولهما‪ ،‬وهما‬
‫صادقان‪ ،‬فيغلب على الظن ثبوته‪ ،‬والجماع كما يكون حجة إذا نقل‬

‫]‪[513‬‬

‫متواترا فكذا إذا نقل آحادا انتهى‪ .‬ويرد عليه وجوه من اليراد الول‪ :‬حكمه بنجاسة‬
‫كل مسكر بدون استثناء غير المايع بالصالة‪ ،‬مع أنه مستثنى عنه‬
‫بالتفاق‪ ،‬والثاني‪ :‬بنجاسة العصير المذكور قبل ذهاب ثلثيه مطلقا‪ ،‬مع أنه‬
‫ل خلف في طهارة بعض أنواعه قبل ذهاب ثلثيه إذا صار خل كما سيأتي‪،‬‬
‫والثالث‪ :‬حكمه بها بدون اشتراط الشتداد مع تصريحه به في ساير كتبه‪،‬‬
‫والرابع‪ :‬نسبة القول بنجاسة الجميع‪ ،‬الداخل فيه العصير المذكور‪ ،‬إلى‬
‫أكثر العلماء الذين عد منهم الشيخ والمرتضى رحمهما ال‪ ،‬مع ما ترى من‬
‫خلو كلمهما الذي نقل عنهما عن ذكر العصير‪ ،‬ومع ما مر من تصريح‬
‫الشهيد رحمه ال مع كمال تتبعه وتبحره الذي ل ريب فيه من تتبع كلمه‪،‬‬
‫بعدم وقوفه على قول بالنجاسة إل ممن عده في جملة العلماء المذكورين‪،‬‬
‫الخامس‪ :‬دعواه الجماع على هذا الحكم المشتمل على نجاسة العصير‬
‫المذكور بنقل المرتضى والشيخ مع أن ما نقله عن المرتضى انما هو في‬
‫خصوص الخمر‪ ،‬وما نقله عن الشيخ خال عن ذكر العصير‪ ،‬بل عن ذكر‬
‫عدم الخلف في غير الخمر‪ .‬الثالث‪ :‬لما كان الغليان الموجب للحرمة أو‬
‫النجاسة على وجهين‪ :‬كونه بغير النار وكونه بالنار‪ ،‬ومرجع كل منهما اما‬
‫إلى صيرورته طلء أو خل‪ ،‬تكون الحتمالت العقلية أربعة‪ ،‬ولعدم جريان‬
‫العادة بصيرورته طلء بغير النار تكون العادية منها ثلثة‪ .‬الول‪ :‬أن‬
‫يصير خل بدون اصابة النار‪ ،‬ويعبر عنه بنفسه وان كان بامداد حرارة من‬
‫الهواء أو الشمس‪ ،‬الثاني‪ :‬أن يصير طلء بطبخه على النار‪ ،‬الثالث‪ :‬أن‬
‫يصير خل بعد أن أصابته النار بابقائه على حاله مدة ول خلف في حلية‬
‫الول وطهارته مطلقا ول في حلية الثاني وطهارته‪ ،‬بشرط أن يذهب ثلثاه‬
‫ويبقى ثلثه‪ ،‬وأما الثالث فصريح ما ذكره الشيخ في النهاية حيث قال‪:‬‬
‫والعصير ل بأس بشربه وبيعه ما لم يغل‪ ،‬وحد الغليان الذي يحرم ذلك هو‬
‫أن يصير أسفله أعله‪ ،‬فإذا غل حرم شربه وبيعه‪ ،‬إلى أن يعود إلى كونه‬
‫خل‪ ،‬وإذا غل العصير على النار لم يجز شربه إلى أن يذهب ثلثاه ويبقى‬
‫ثلثه و حد ذلك هو أن تراه قد صار حلوا أو يخضب الناء‪ ،‬ويعلق به‪ ،‬أو‬
‫يذهب من كل درهم‬

‫]‪[514‬‬

‫ثلثة دوانيق ونصف وهو على النار‪ ،‬ثم ينزل به ويترك حتى يبرد‪ ،‬فإذا برد فقد‬
‫ذهب ثلثاه وبقي ثلثه انتهى‪ ،‬وما ذكره ابن حمزة في الوسيلة حيث قال‪:‬‬
‫فان كان عصيرا لم يخل إما غل أو لم يغل‪ ،‬فان غل لم يخل إما غل من قبل‬
‫نفسه حتى يعود أسفله أعله وأعله أسفله حرم ونجس إلى أن يصير خل‬
‫بنفسه أو يفعل غيره‪ ،‬فيعود حلل طيبا وإن غل بالنار حرم شربه حتى‬
‫يذهب بالنار نصفه ونصف سدسه‪ ،‬ولم ينجس أو يخضب الناء‪ ،‬ويعلق‬
‫به‪ ،‬ويحلو‪ ،‬وإن لم يغل أصل حل خل كان أو عصيرا انتهى أن )‪ (1‬ل‬
‫يكون حلل وإن كان طاهرا‪ .‬وظاهر المحقق حيث قال في الشرايع‪ :‬ويحرم‬
‫العصير إذا غل من قبل نفسه أو بالنار‪ ،‬ول يحل حتى يذهب ثلثاه أو ينقلب‬
‫خل‪ ،‬والعلمة حيث قال في الرشاد‪ :‬عند تعداد الشربة المحرمة‪:‬‬
‫والعصير إذا غل واشتد‪ ،‬إل أن ينقلب خل أو يذهب ثلثاه‪ ،‬وكذا في‬
‫القواعد‪ ،‬والشهيد رحمه ال حيث قال في اللمعة‪ :‬ويحرم العصير العنبي إذا‬
‫غل حتى يذهب ثلثاه أو ينقلب خل‪ ،‬وكذا في الدروس ; أن يكون حلل‬
‫أيضا‪ .‬وظاهر ما مر من رواية ابن سنان وكذا ما روي في الكافي عن رجل‬
‫عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن العصير يطبخ بالنار حتى‬
‫يغلى من ساعته أيشربه صاحبه قال‪ :‬إذا تغير عن حاله وغل فل خير فيه‪،‬‬
‫حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه )‪ (2‬مؤيدان لقول الشيخ وابن حمزة‪ ،‬بل‬
‫قولهما مبنى على حفظ ظاهرهما‪ ،‬ولكن ل يخفى إمكان تأويلهما بنحو من‬
‫التخصيص‪ ،‬فل ينافيان قول المحقق والعلمة والشهيد‪ ،‬ولعل هذا‬
‫التخصيص هنا هو الظاهر المناسب لتعميم حلية كل خمر وطهارته بعد‬
‫الحرمة والنجاسة بصيرورتها خل‪ ،‬فان مصير العصير مطلقا إلى الخلية‬
‫إنما يكون بعد الخمرية كا هو المشهور‪ ،‬وكل خمر تحل وتطهر بصيرورتها‬
‫خل‪ ،‬و إن كان بنحو علج كما سيأتي‪.‬‬

‫)‪ (1‬خبر قوله رحمه ال فصريح ما ذكره الشيخ وما ذكره ابن حمزة‪ (2) .‬الكافي ‪6‬‬
‫و ‪.420‬‬

‫]‪[515‬‬

‫الرابع‪ :‬اعلم أن الحكام المذكورة مخصوصة على المشهور بالعصير العنبي‪ ،‬ول‬
‫خلف في عدم تحريم ما سوى عصير التمر وعصير الزبيب مما سوى‬
‫عصير العنب كعصير الرمان وساير الفواكه وغيرها‪ ،‬ول في طهارتها‪ ،‬إل‬
‫أن تصير مسكرا ول يشترط في حلها وطهارتها ذهاب الثلثين‪ ،‬وإنما‬
‫اختلفوا في عصير التمر والزبيب‪ ،‬قال الشهيد رحمه ال في الدروس‪ :‬ول‬
‫يحرم العصير من الزبيب ما لم يحصل فيه نشيش‪ ،‬فيحل طبيخ الزبيب على‬
‫الصح لذهاب ثلثيه بالشمس غالبا وخروجه عن مسمى العنب‪ ،‬وحرمه‬
‫بعض مشايخنا المعاصرين‪ ،‬وهو مذهب بعض فضلئنا المتقدمين لمفهوم‬
‫رواية على بن جعفر )‪ (1‬وأما عصير التمر فقد أحله بعض الصحاب ما لم‬
‫يسكر‪ ،‬وفي رواية عمار سئل الصادق عليه السلم عن النضوح كيف‬
‫نصنع حتى يحل ؟ قال‪ :‬خذماء التمر فأغله حتى يذهب ثلثاه )‪ (2‬انتهى‪،‬‬
‫وكأن المراد بالنشيش هنا السكر أو ما يؤل إليه‪ ،‬لمامر من الغليان أو ما‬
‫يقرب منه كما هو المعروف لسياق كلمه هنا‪ ،‬ولتصريحه بما ينافيه في‬
‫اللمعة‪ ،‬حيث قال‪ :‬ول يحرم من الزبيب وإن غل على القوى‪ .‬ثم إن‬
‫الشهيد الثاني رحمه ال في شرحها بعد الستدلل على هذا الحكم بخروجه‬
‫عن مسمى العنب وبأصالة الحل واستصحابه وذكر ما ذهب إليه بعض‬
‫الصحاب من التحريم لمفهوم رواية علي بن جعفر‪ ،‬قال‪ :‬وسند الرواية‬
‫والمفهوم ضعيفان‪ ،‬فالقول بالتحريم أضعف‪ ،‬أما النجاسة فل شبهة في‬
‫نفيها انتهى‪ ،‬وكان الفرق بين القول بالتحريم والنجاسة في هذا المقام لعدم‬
‫النص على نجاسه العصير مطلقا‪ ،‬وعدم القول بها إل من جماعة‬
‫معدودين‪ ،‬وهم ل يقولون هاهنا ل بالتحريم ول بالنجاسة‪ ،‬فيكون عدم‬
‫النجاسة هاهنا اتفاقيا‪ .‬وقال رحمه ال في المسالك‪ :‬والحكم مختص بعصير‬
‫العنب‪ ،‬فل يتعدى إلى غيره كعصير التمر ما لم يسكر‪ ،‬للصل‪ ،‬ول إلى‬
‫عصير الزبيب على الصح لخروجه عن اسمه‪ ،‬وذهاب ثلثيه وزيادة‬
‫بالشمس‪ ،‬وحرمه بعض علمائنا استنادا إلى مفهوم رواية علي بن جعفر‬
‫وهي مع أن في طريقها سهل بن زياد ل يدل على تحريمه قبل‬
‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .421‬التهذيب ‪ 9‬ر ‪.116‬‬

‫]‪[516‬‬

‫ذهاب ثلثيه بوجه‪ ،‬وإنما نفى عليه السلم البأس عن هذا العمل الموصوف وإبقاء‬
‫الشراب عنده يشرب منه‪ ،‬وتخصيص السؤال بالثلثين ل يدل على تحريمه‬
‫بدونه ول بالمفهوم الذى ادعوه‪ ،‬وإنما تظهر فايدة التقييد به لتذهب‬
‫مائيته‪ ،‬فيصلح للمكث عند المدة المذكورة كما يبقى الدبس‪ ،‬ولو سلم‬
‫دللتها بالمفهوم فهو ضعيف ل يصلح ل ثبات مثل هذا الحكم المخالف‬
‫للصل‪ .‬وروى أبو بصير في الصحيح قال‪ :‬كان أبو عبد ال عليه السلم‬
‫يعجبه الزبيبة )‪ (1‬وهذا ظاهر في الحل لن طعام الزبيبة ل يذهب فيه ثلثا‬
‫ماء الزبيب كما ل يخفى انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬القول بعدم تحريم عصير الزبيب‬
‫والتمر ل يخلو من قوة لما مر من عمومات الحل‪ ،‬وعدم ورود ما يصلح‬
‫لتخصيصها‪ ،‬ورواية علي بن جعفر مع ضعفها على المشهور بالمفهوم‪،‬‬
‫وهي ضعيفة خصوصا إذا كان في كلم السائل على أن مفهومه وجود‬
‫البأس قبل ذهاب الثلثين‪ ،‬وهو أعم من الحرمة‪ ،‬ورواية عمار أيضا ضعيفة‬
‫سندا و متنا‪ .‬فان قيل‪ :‬الروايات الدالة على تحريم العصير بعد الغليان‬
‫أكثرها عامة أو مطلقة شاملة لكل عصير‪ ،‬خرج عنه ما حل بالجماع‬
‫كعصير الرمان وأشباهه‪ ،‬فيبقى عصير الزبيب والتمر داخلين تحت عموم‬
‫التحريم‪ ،‬قلت‪ :‬شمول العصير حقيقة لما ينفصل عنهما ممنوع إذ ل ينفصل‬
‫منهما شئ إل بعد نقعهما في الماء‪ :‬فل يسمى عصيرا إل مجازا‪ ،‬بل هو‬
‫نقيع‪ ،‬وما ينفصل عن التمر بل نقع فهو دبس ل يطلق عليه العصير‪ ،‬بل‬
‫قيل‪ :‬يحصل الظن القوي بعد تتبع الخبار وكلم الصحاب بشيوع استعمال‬
‫العصير بما يختص بالعنب‪ ،‬ويؤيده ما مر في المقنع وفقه الرضا عليه‬
‫السلم و ذكره الصدوق في الفقيه أيضا حيث قال‪ :‬ولها خمسة أسامي‪:‬‬
‫العصير‪ ،‬وهو من الكرم‪ ،‬و النقيع وهو من الزبيب‪ ،‬ونحوه ورد في‬
‫صحيحة عبد الرحمن بن الحجاج )‪ (2‬وإذا كان كذلك تعين حمل العصير في‬
‫الخبار المطلقة عليه‪ ،‬وإن كان مجازا حذرا من‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ ،316‬المحاسن‪ (2) .401 :‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.392‬‬

‫]‪[517‬‬

‫ارتكاب التخصيص البعيد الذي قد منع صحته جماعة من الصوليين‪ ،‬فان صدور‬
‫مثل هذه الكلية عنهم عليهم السلم مع خروج أكثر أفراد الموضوع عن‬
‫الحكم بعيد جدا‪ .‬قال المحقق الردبيلي رحمه ال‪ :‬المشهور أن التحريم‬
‫بالغليان مخصوص بالعصير العنبي‪ ،‬ول خلف في حلية عصير غير التمر‬
‫والزبيب‪ ،‬مثل عصير التفاح والرمان وإن غل‪ ،‬ما لم يكن مسكرا‪ ،‬وكذا‬
‫ساير الربوبات‪ ،‬والصل والعمومات وحصر المحرمات مؤيدات‪ ،‬ويدل‬
‫عليه أيضا بعض الروايات مثل رواية جعفر بن أحمد المكفوف قال‪ :‬كتبت‬
‫إليه ‪ -‬يعني أبا الحسن عليه السلم ‪ -‬أسأله عن السكنجبين و الجلب ورب‬
‫التوت ورب التفاح‪ ،‬فكتب‪ :‬حلل‪ ،‬وفي روايه اخرى له عنه عليه السلم‬
‫وزاد رب السفرجل إذا كان الذي يبيعها غير عارف وهى تباع في أسواقنا‪،‬‬
‫فكتب جايز ل بأس بها )‪ .(1‬وفيها مع الغليان خلف‪ ،‬والمشهور الحل‬
‫ويؤيده الصل والعمومات‪ ،‬وحصر المحرمات في الية والخبار الكثيرة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬بالتحريم بل يظهر أيضا القول‪ :‬بالنجاسة من الذكرى‪ ،‬والظاهر‬
‫الطهارة‪ ،‬ول ينبغي النزاع في ذلك وقياسهما على الخمر والعصير العنبي‬
‫باطل‪ ،‬مع عدم ثبوت الحكم في الصل‪ ،‬والحل لما مر ولعدم دليل صالح‬
‫للتحريم إل مر من عموم العصير والظاهر أنهما ليسا بداخلين فيه‪ ،‬فالمراد‬
‫فيه العصير العنبي كما يفهم من كلمهم‪ ،‬ومن ظاهر الخبار‪ ،‬ولهذا ما قال‬
‫أحد بالعموم إل ما أخرجه الدليل وما استدل القائل بعدم إباحتها بتلك‬
‫العمومات وما استدل له بها أيضا‪ ،‬فكأن العصير عندهم مخصوص بالعنب‬
‫بالوضع الثاني فتأمل‪ .‬ثم قال رحمه ال‪ :‬ويؤيده أن النبيذ الذي يؤخذ من‬
‫التمر والنقيع الذي يؤخذ من الزبيب‪ ،‬إنما يحرمان مع السكر‪ ،‬وقد مر أنه‬
‫لو فعل بحيث ل يسكران يحلن‪ ،‬وما يدل عليه بالمفهوم‪ ،‬ويدل عليه أيضا‬
‫ما يدل على حل النبيذ الغير المسكر وصحيحة أبي بصير في الزبيبة انتهى‪.‬‬
‫وأما الخبار المتقدمة الواردة في كيفية الشراب الحلل وإن كانت مشعرة‬

‫الكافي ‪ 6‬ر ‪ ،427 - 426‬التهذيب ‪ 9‬ر ‪.127‬‬

‫]‪[518‬‬

‫باشتراط ذهاب الثلثين في الحل لكن ليس فيها خبر صحيح على مصطلح القوم‪ ،‬ول‬
‫في شئ منها دللة ظاهرة‪ ،‬إذ قوله عليه السلم في رواية عمار حتى‬
‫يصير حلل يحتمل أن يكون المراد به حتى يبقى على الحلية ول يصير‬
‫نبيذا مسكرا حراما كما قال في خبره الخر حتى يشرب حلل ; وكما قال‬
‫في رواية الهاشمي‪ :‬هو شراب طيب ل يتغير إذا بقي‪ ،‬وإن احتمل أن يكون‬
‫هذا علة لوجوب ذهاب الثلثين وقد يقال‪ :‬معناه بقرينة روايته الخرى‬
‫وغيرها في هذا الباب حتى يصير نبيذا حلل أي يكون مثل النبيذ المسكر‬
‫في النفع دون الحرمة‪ .‬أقول‪ :‬وكأنه لحتمال هذه الوجوه في تلك الخبار‬
‫احتمال ظاهرا‪ ،‬لم يتمسك بها القائل باستواء ماء الزبيب وعصير العنب‬
‫في وجوب ذهاب ثلثيهما لحصول الحلية كما تمسك بمفهوم رواية علي بن‬
‫جعفر‪ ،‬ورواية إسحاق )‪ (1‬يشعر بأنه مادام حلوا لم يتغير فهو حلل‪ ،‬ل‬
‫سيما على ما في طب الئمة‪ ،‬قال المحقق الردبيلي رحمه ال بعد إيرادها‪:‬‬
‫بل يمكن فهم الحل مطلقا من قوله عليه السلم‪ :‬أليس حلوا فافهم انتهى‪،‬‬
‫وأما رواية النرسي فهى وان دلت على تحريم ماء الزبيب بعد الغليان أو‬
‫النشيش‪ ،‬لكن اثبات مثل هذا الحكم بمثل هذه الرواية مشكل‪ ،‬ول ريب أن‬
‫الحوط الجتناب عن عصير الزبيب بعد الغليان‪ ،‬ول يبعد الكتفاء بخضب‬
‫الناء وعلوقه به‪ ،‬كما ورد في بعض الخبار أو بتسميته دبسا‪ ،‬وأما ذهاب‬
‫الثلثين فل يتحقق فيما يعمل في هذا الزمان غالبا ال بعد انعقاده وخروجه‬
‫عن الدبسية‪ ،‬وأحوط منه اجتنابه قبل ذهاب الثلثين مطلقا‪ .‬الخامس‪ :‬ألحق‬
‫جماعة من الصحاب بالعصير ماء العنب إذا غل في حبه‪ ،‬وهو غير‬
‫موجه‪ ،‬لعدم صدق العصير عليه‪ ،‬فالدلة العامة تقتضي حله‪ ،‬قال المحقق‬
‫الردبيلي رحمه ال‪ :‬الظاهر اشتراط كونه معصورا فلو غلماء العنب في‬
‫حبه لم يصدق عليه أنه عصير غل‪ ،‬ففي تحريمه تأمل‪ ،‬ولكن صرحوا به‬
‫فتأمل‪ ،‬والصل والعمومات وحصر المحرمات دليل التحليل حتى يعلم الناقل‬
‫انتهى‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع الحديث بالرقم ‪ 15‬آخر الباب‪.‬‬

‫]‪[519‬‬

‫وأقول‪ :‬بعض من قارب عصرنا ألحق به الزبيب المطبوخ في الطعام‪ ،‬فحكم بحرمته‬
‫لنه يغلى ماؤه في جوفه‪ ،‬وتابعه بعض من لم يشم رايحة العلم والفقه من‬
‫المعاصرين‪ ،‬وهو وهن على وهن‪ ،‬وربما يستدل له بخبر النرسي‪ ،‬وقد‬
‫عرفت حاله‪ ،‬مع أنه ل يدل على مدعاهم‪ ،‬إذ الظاهر أنه انما يحرم إذا أدى‬
‫الحلوة إلى الماء‪ ،‬حتى صار بمنزلة العصير‪ ،‬ومعلوم أن ما يوضع من‬
‫الزبيب تحت الرز في القدور‪ ،‬ليس بهذه المثابة‪ ،‬ول يحلى الماء بسببه‬
‫كحلوة العصير‪ ،‬وكذا ما يلقى في الشورباجات فلما يصير بهذه المنزلة‪،‬‬
‫نعم ما يدق ويدخل فيها قد يكون قريبا من ذلك وكأنه الزبيبة‪ ،‬وقد مرت‬
‫الرواية بحلها‪ ،‬وبالجملة الحكم بالحرمة في جميع ذلك مشكل‪ ،‬وان كان‬
‫الحتياط في بعضها أولى‪ .‬السادس‪ :‬قال في المسالك‪ :‬ل فرق مع عدم‬
‫ذهاب ثلثيه في تحريمه بين أن يصير دبسا وعدمه‪ ،‬لطلق النصوص‬
‫باشتراط ذهاب الثلثين‪ ،‬مع أن هذا فرض بعيد‪ ،‬لنه ل يصير دبسا حتى‬
‫يذهب أربعة أخماسه غالبا بالوجدان‪ ،‬فضل عن الثلثين‪ ،‬ويحتمل الكتفاء‬
‫بصيرورته دبسا قبل ذلك‪ ،‬على تقدير امكانه‪ ،‬لنتقاله عن اسم العصير كما‬
‫يطهر بصيرورته خل لذلك‪ ،‬ول فرق في ذهاب ثلثيه بين وقوعه بالغليان‬
‫والشمس والهواء فلو وضع المعمول به قبل ذهاب ثلثيه كالملبن في‬
‫الشمس فتجفف بها وبالهواء‪ ،‬و ذهب ثلثاه حل‪ ،‬وكذا يطهر بذلك لو قيل‬
‫بنجاسته‪ ،‬ول يقدح فيه نجاسة الجسام الموضوعة فيه قبل ذهاب الثلثين‬
‫كما يطهر ما فيه من الجسام بعد انقلبه من الخمرية إلى الخلية عندنا‬
‫انتهى‪ .‬أقول‪ :‬ويؤيد الكتفاء بالدبسية ما رواه الشيخ في الصحيح عن عمر‬
‫بن يزيد قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إذا كان يخضب الناء فاشربه )‬
‫‪ (1‬وان احتمل أن يكون من علمات ذهاب الثلثين كما فهمه الشيخ رحمه‬
‫ال‪ ،‬حيث جعل في النهاية لذهاب الثلثين الذي هو مناط الحلية ثلث‬
‫علمات‪ :‬صيرورته حلوا‪ ،‬وخضبه الناء‪ ،‬وعلوقه به‪ ،‬وذهاب ثلثة‬
‫دوانيق ونصف منه عند كونه على النار‪ ،‬وروى الكليني رحمه ال )‪(2‬‬
‫بسند‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬التهذيب ‪ 9‬ر ‪ ،122‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.421‬‬

‫]‪[520‬‬

‫صحيح عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا زاد الطلء على‬
‫الثلث أوقية فهو حرام‪ ،‬وكأن المعنى زاد على الثلث بقدر أوقية‪ ،‬وهي سبع‬
‫مثاقيل أو أربعون درهما‪ ،‬وهذا إما كناية عن القلة أو مبنى على أنه إذا‬
‫كان أقل من أوقية يذهب بالهواء ويمكن أن يكون هذا فيما إذا كان العصير‬
‫رطل‪ ،‬فان الرطل أحد وتسعون مثقال ونصف سدس سبعه‪ ،‬ونصف نصف‬
‫سدس‪ ،‬وقد ورد في بعض الخبار أن نصف السدس يذهب بالهواء كما‬
‫روى الشيخ‪ :‬باسناده عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬العصير إذا طبخ‬
‫حتى يذهب منه ثلثة دوانيق ونصف ثم يترك حتى يبرد فقد ذهب ثلثاه‪،‬‬
‫وبقي ثلثه )‪ (1‬ونصف السدس على هذا الوجه قريب من الوقية بالمعنى‬
‫الول وفيه بعد إشكال‪ .‬السابع‪ :‬ذهاب الثلثين المعتبر في هذا الباب هل هو‬
‫بحسب الكيل أو بحسب الوزن‪ ،‬وظاهر بعض الخبار اعتبار الكيل وظاهر‬
‫بعض الصحاب كالمحقق الردبيلى رحمه ال اعتبار الوزن‪ ،‬ولم يتفطن‬
‫الكثر للتفاوت بينهما‪ ،‬ولذا لم يتعرضوا لذلك ومعلوم أن نسبة الذاهب إلى‬
‫الباقي في العصير المذكور مختلفة بحسب العتبارين‪ ،‬لتقدم ذهاب جزء‬
‫مفروض منه بحسب الكيل على مثل هذا الجزء بحسب الوزن‪ ،‬وذلك ظاهر‬
‫بالتجربة‪ .‬ويمكن أن يستدل عليه أيضا بما تفطن به بعض الفاضل بأن‬
‫نقصان الكيل و الوزن هناك مسبب عن انقلب بعض أجزائه إلى الهواء‪،‬‬
‫ومعلوم أن المنقلب إلى الهواء من تلك الجزاء هو اللطف فاللطف وأن‬
‫اللطيف أقل وزنا وأكثر حجما من الكثيف‪ ،‬فما ينقص من وزنه بالنقلب‬
‫المذكور يلزم أن يكون أقل مما ينقص من كيله به دائما‪ ،‬على أن نقصان‬
‫الحجم قد يكون بسبب آخر أيضا كمداخلة بعض الجزاء في قوام بعض‬
‫آخر‪ ،‬ودعوى أن تلك المداخلة ل يمكن فيما نحن فيه بناء على أن الحرارة‬
‫موجبة للتخلخل الذى هو ضدها‪ ،‬ساقطة بجواز وقوعها من جهة ما‬
‫يستلزمه من انفتاح السدد المانعة عنها‪ ،‬وحصول الفرج المعدة لها‪ ،‬مع ما‬
‫يمكن هناك من‬

‫)‪ (1‬التهذيب ‪ 9‬ر ‪.120‬‬

‫]‪[521‬‬

‫أن يكون في بعض الجزاء قوة نفوذ‪ ،‬وفي بعضها قوة جذب وقبض‪ ،‬فيدخل بتينك‬
‫القوتين وزوال المانع وحصول المعد ما هو من قبيل الول فيما هو من‬
‫قبيل الثاني‪ ،‬ويستحكم فيه‪ ،‬كما قيل في سبب حصول السواد من ممازجة‬
‫الزاج والعقص فتأمل‪ .‬وبالجملة تبين أن ذهاب الثلثين في العصير المذكور‬
‫من حيث الكيل والحجم يتحقق قبل ذهابهما فيه من حيث الوزن‪ ،‬فيحتمل‬
‫هاهنا أن يكون المعيار للثلث و والثلثين ما هو بحسب الكيل‪ ،‬لكونه معروفا‬
‫بين الناس في أمثال ذلك‪ ،‬ولسهولته عليهم من حيث إمكان هذا النوع من‬
‫التقدير لهم بالقصعة والقدر وأمثالهما من الدوات الدايرة‪ ،‬واستغنائه عن‬
‫ميزان صحيح أو قبان مجرب ل يطمئن به إل بعد تقويمات وتدقيقات ل‬
‫يهتدي إليها أكثر الناس‪ ،‬وليتيسر تخمينهم الكيلية بين الذاهب والباقي‬
‫بحس البصر أيضا بدون احتياج إلى آلة أصل‪ .‬ويدل عليه رواية عقبة بن‬
‫خالد المتقدمة حيث اعتبر عليه السلم فيه الرطال‪ ،‬و الرطل يطلق غالبا‬
‫على الكيل ل الوزن كما حققناه في رسالة الوزان‪ ،‬وكذا تدل عليه‬
‫الروايات الثلث المتقدمة في كيفية الشراب الحلل‪ ،‬فانها صريحة في أن‬
‫المعتبر في الثلث والثلثين الكيل دون الوزن‪ ،‬وإن أمكن أن يكون الذهاب‬
‫بحسب الكيل كافيا في ترتب الفوايد التي أفادها عليه السلم لهذا الدواء‪،‬‬
‫بناء على ما احتملناه بل اخترناه أن ذهاب الثلثين هاهنا ليس لتحقق الحلية‬
‫بل لترتب الفوايد الطبية‪ ،‬فان الطباء في كثير من الدوية المركبة يذكرون‬
‫ذلك وغرضهم حصول مزاج ذلك المركب وعدم إسراع الفساد إليه وترتب‬
‫كمال الفوائد عليه‪ ،‬نعم على مذهب من يختار أن ذهاب الثلثين هنا للحلية‬
‫هي صريحة في ذلك‪ ،‬لكن على ما اخترناه أيضا فيه إيماء إليه‪ ،‬و ويمكن‬
‫أن يقال أيضا‪ :‬إنه لما ذكر الشارع ذهاب الثلثين ولم يصرح بالمراد‪ ،‬فمتى‬
‫صدق عليه عرفا أنه ذهب ثلثاه يتحقق الحل‪ ،‬ول ريب في أنه يصدق عليه‬
‫عرفا أنه ذهب ثلثاه‪ ،‬وفيه نظر‪ .‬ويحتمل أن يكون المعيار هيهنا هو التقدير‬
‫الوزنى‪ .‬أو ما في حكمه مما يطابقه وذلك لن حكمهم عليهم السلم فيما‬
‫روي عنهم في هذا الباب بترتب الحلية على ذهاب‬
‫]‪[522‬‬

‫ثلثي العصير وبقاء ثلثه‪ ،‬أو ما في معناه من ذهاب اثنين منه وبقاء واحد‪ ،‬يدل على‬
‫وجوب تحقق فناء هذا القدر منه بالطبخ‪ ،‬فسواء أخذ هذا القدر بحسب‬
‫الكيل أو بحسب الوزن ل يتحقق هذا الفناء بالنسبة إليه‪ ،‬مع بقاء الزايد‬
‫على الثلث بحسب الوزن فانه مستلزم ل مكان بقاء الزايد عليه بحسب‬
‫الكيل أيضا لتوافقهما في العصير المذكور قبل الطبخ بل شبهة وإنما‬
‫اشتبهت حال الكيل بعده من جهة حصول القوام واحتمال مداخلة بعض‬
‫الجزاء في بعض‪ ،‬فل يعرف بمحض الكيل في هذا الوقت قدر ثلثي العصير‬
‫أو ثلثه وانما يعرف بحسب الوزن فيه ذلك لعدم حصول الشتباه في حاله‬
‫من جهة أصل‪ .‬ولنوضح ذلك بمثال‪ :‬فرضنا أن العصير ستة أمنان موافقا‬
‫لست قصعات معينة فيجب أن يذهب ويفنى منه أربعة أمنان مطابق لربع‬
‫قصعات‪ ،‬حتى يصير حلل‪ ،‬فإذا طبخ إلى أن تبقى قصعتان فحينئذ وإن كان‬
‫مجال أن يتوهم بلوغه النصاب من حيث كون الباقي بقدر ثلث المجموع‬
‫بحسب الصورة فيكون الذاهب ل محالة بقدر ثلثيه‪ ،‬لكن العقل بمعونة‬
‫ملحظة القوام الحاصل فيه بالطبخ يحكم بامكان كونه زايدا على الثلث‬
‫بحسب الحقيقة‪ ،‬فانه حال كونه رقيقا كان ثلثه بقدر قصعتين‪ ،‬فيمكن أن‬
‫يكون هذا القدر مع هذا القوام والغلظ أكثر من الثلث بقدر زيادة وزن‬
‫الغليظ على الرقيق هيهنا‪ ،‬فل يكون الذاهب والفاني بقدر ثلثيه لبقاء بعضه‬
‫بالمداخلة المذكورة في قوام الثلث المذكور‪ ،‬فما دام لم يبلغ حدا يطابق‬
‫وزنه منين موافقا لقدر قصعتين في حال رقته‪ ،‬لم يتحقق كون الباقي ثلثا‪،‬‬
‫والذاهب ثلثين‪ ،‬فيكون المعيار لمعرفة بلوغه هذا الحد بلوغه هذا الوزن‪،‬‬
‫أو ما في حكمه كبلوغه قد قصعة ونصف إذا علم أن النسبة بين وزني‬
‫الرقيق والغليظ أي بين وزني العصير والطلء عند كونهما على حجم واحد‬
‫كنسبة واحد ونصف إلى اثنين‪ ،‬وهكذا‪ .‬وبالجملة يمكن ان تقوم تلك‬
‫المعرفة أيضا لمن تتبع واستخرج النسبة مقام معرفة الوزن الذي هو‬
‫المعيار هيهنا على ما عرفت‪ .‬فتلخص بهذا التحقيق أن تحقق اليقين بذهاب‬
‫ثلثي العصير مطلقا موقوف‬

‫]‪[523‬‬

‫على تحقق فناء الثلثين بحسب الوزن‪ ،‬وقبل أن يتحقق ذلك تكون الحال مشكوكا‬
‫فيها لتعارص احتمالي الذهاب وعدم الذهاب بحسب اعتباري الصورة‬
‫والحقيقة فل ترتفع الحرمة اليقينية الحاصلة باصابة النار إل بحصول‬
‫الحلية اليقينية الموقوفة على تحقق الذهاب على الوجه المذكور‪ .‬وفي‬
‫ألفاظ الروايات إشارات لطيفة إلى هذا التحقيق مثل استعمال لفظ الباقي في‬
‫مقابل الذاهب‪ ،‬فانه مشعر بأن المراد بالذهاب هناك هو الفناء والنفصال‬
‫لما يشمل الدخول والندماج في قوام ساير الجزاء‪ ،‬فان الذهاب بهذا‬
‫المعنى ل ينافي البقاء في الجملة‪ ،‬ولعل ذكر بقاء الثلث بعد ذكر ذهاب‬
‫الثلثين في أكثر الروايات ‪ -‬مع أنه بحسب الظاهر مستغنى عنه ‪ -‬لدفع هذا‬
‫التوهم‪ .‬ومثل استعمال لفظ الوقية في رواية ابن أبي يعفور المتقدمة‪،‬‬
‫فانها سواء كانت تمييزا أو مفعول بحسب التركيب‪ ،‬تكون باعتبار أنها‬
‫مفسرة بأربعين درهما أو سبعة مثاقيل كما عرفت‪ ،‬صريحة في الوزن بل‬
‫شائبة احتمال الكيل فيها‪ ،‬فتدل على أن المعيار هيهنا هو الوزن ل الكيل‪.‬‬
‫ومثل استعمال لفظ الدوانيق في رواية ابن سنان فان الدانق في أصل‬
‫وضعه عبارة عن سدس الدرهم الذي ل يجري فيه شائبة الكيل‪ ،‬خصوصا‬
‫إذا كان المقصود به هناك أيضا معناه الحقيقي كما فهمه الشيخ رحمه ال‬
‫حيث عبر عنه في النهاية بقوله‪ :‬أو يذهب من كل درهم ثلثة دوانيق‬
‫ونصف‪ ،‬وأما الكيل الوارد في رواية عقبة بن خالد فيمكن حمله على‬
‫الوزن المعروف فيه ل الكيل للجمع بينه وبين ساير الروايات‪ .‬وأقول‪:‬‬
‫يمكن أن يكون مخيرا في التقدير بهما توسعة على الناس كما هو المناسب‬
‫للملة الحنيفية‪ ،‬لقلة التفاوت بينهما‪ ،‬وحصول الغرض الذي هو عدم التغير‬
‫والفساد بالبقاء زمانا طويل بكل منهما‪ ،‬كما أن الشارع خير في الكربين‬
‫التقدير بالشبار والرطال‪ ،‬وفي مسافة القصر بين مسير يوم والميال‪،‬‬
‫وفي الدية بين ألف دينار وعشرة آلف درهم‪ ،‬مع حصول التفاوت الكثير‬
‫في النسبة بينهما في اختلف الزمان والحوال‪ ،‬وهو أوفق للجمع بين‬
‫الخبار‪ ،‬ولعدم التعرض للتصريح‬

‫]‪[524‬‬

‫بأحدهما في الروايات‪ ،‬وكلم القدماء والمتأخرين من العلماء الخيار‪ ،‬وهذا عندي‬


‫أظهر الوجوه‪ ،‬وإن كان الحوط العمل بالوزن مطلقا‪ .‬فان قلت‪ :‬لما كان‬
‫الكيل أقل مطلقا‪ ،‬فيرجع الوجه الخير إلى الول‪ ،‬قلنا‪ :‬هذا جار في جميع‬
‫النظاير التى ذكرناها لذلك‪ ،‬مع أن الفقهاء صرحوا في الجميع بالتخيير‪،‬‬
‫والفايدة في ذلك التوسعة على المة‪ ،‬فان في بعض الحيان العتبار بالكيل‬
‫أسهل‪ ،‬وفي بعضها العتبار بالوزن أيسر‪ ،‬مع أنه يمكن القول باستحباب‬
‫رعاية الوزن ورجحانه على الكيل‪ ،‬وبه تحصل الفايدة أيضا‪ ،‬وإنما أطنبنا‬
‫الكلم في ذلك لكثرة الجدوى فيه‪ ،‬وعموم البلوى به‪ ،‬وعدم تعرض‬
‫الصحاب له‪ 4 .‬باب * )انقلب الخمر خل( * ‪ - 1‬قرب السناد‪ :‬عن عبد‬
‫ال بن الحسن عن على بن جعفر عن أخيه عليه السلم قال‪ :‬سألته عن‬
‫الخمر يكون أوله خمرا ثم يصير خل يؤكل ؟ قال‪ :‬إذا ذهب سكره فل بأس‬
‫)‪ .(1‬كتاب المسائل‪ :‬عن علي بن جعفر مثله إل أنه زاد فيه أيؤكل قال‪:‬‬
‫نعم‪ - 2 .‬العيون‪ :‬بالسانيد الثلثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬كلوا خل الخمر‪ ،‬فانه يقتل‬
‫الديدان في البطن‪ ،‬وقال عليه السلم كلوا خل الخمر ما انفسد‪ ،‬ول تأكلوا‬
‫ما أفسدتموه أنتم )‪ - 3 .(2‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬إن صب في‬
‫الخمر خل لم يحل أكله‪ ،‬حتى تذهب عليه أيام وتصير خل ثم كل بعد ذلك )‬
‫‪ - 4 .(3‬السرائر‪ :‬نقل من جامع البزنطي عن أبى بصير عن أبى عبد ال‬
‫عليه السلم أنه‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ‪ ،155‬ومثله في البحار ‪ 10‬ر ‪ (2) .270‬عيون الخبار‪ 2 :‬ر ‪.40‬‬
‫)‪ (3‬كتاب التكليف المعروف بفقه الرضا‪.38 :‬‬

‫]‪[525‬‬

‫سئل عن الخمر يعالج بالملح وغيره ليحول خل‪ ،‬فقال‪ :‬ل بأس بمعالجتها‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫فاني عالجتها فطينت رأسها ثم كشفت عنها فنظرت إليها قبل الوقت أو‬
‫بعده فوجدتها خمرا ؟ أيحل لي إمساكها ؟ فقال‪ :‬ل بأس بذلك وإنما إرادتك‬
‫أن يتحول الخمر خل‪ ،‬فليس إرادتك الفساد )‪ .(1‬تبيان‪ :‬اعلم أن المشهور‬
‫بين الصحاب جواز علج الخمر بما يحمضها ويقلبها إلى الخلية من‬
‫الجسام الطاهرة‪ ،‬سواء كان ما عولج به عينا قائمة أم ل‪ ،‬واستدلوا عليه‬
‫بموثقة أبي بصير قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الخمر يصنع‬
‫فيها الشئ حتى يحمض‪ ،‬فقال‪ :‬إذا كان الذي صنع فيها هو الغالب على ما‬
‫صنع فيه فل بأس )‪ (2‬فان الظاهر أن المراد بها إذا كان الخمر غالبا على‬
‫ما جعل فيها ولم يصر مستهلكا بحيث ل يعلم انقلبه فل بأس‪ ،‬وعموم‬
‫حسنة زرارة عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الخمر العتيقة‬
‫يجعل خل قال‪ :‬ل بأس )‪ (3‬وحكموا بكراهة العلج لقوله عليه السلم‪ :‬في‬
‫رواية أبى بصير وقد سأله عن الخمر يجعل خل فقال‪ :‬ل إل ما جاء من قبل‬
‫نفسه وفي رواية اخرى ل بأس إذا لم يجعل فيها ما يقلبها )‪ (4‬وفي أكثر‬
‫نسخ التهذيب بالقاف وفي الكافي بالغين وهو أظهر‪ ،‬وربما قيل‪ :‬باشتراط‬
‫ذهاب عين المعالج به قبل أن يصير خل‪ ،‬لنه ينجس بوضعه‪ ،‬ول يطهر‬
‫بانقلبها خمرا‪ ،‬لن المطهر للخمر هو النقلب وهو غير متحقق في ذلك‬
‫الجسم الموضوع فيها‪ ،‬ول يرد مثله في النية‪ ،‬لنها مما ل تنفك عنها‬
‫الخمر‪ ،‬فلو لم يطهر معها لما أمكن الحكم بطهرها‪ ،‬وإن انقلبت بنفسها‪،‬‬
‫ولو ألقي في الخمر خل حتى يستهلكه فالمشهور عدم الطهارة والحل‪.‬‬
‫وقال الشيخ في النهاية‪ :‬وإذا وقع شئ من الخمر في الخل لم يجز استعماله‬
‫إل بعد أن يصير ذلك الخمر خل‪ ،‬وقال ابن الجنيد‪ :‬فأما إن أخذ انسان خمرا‬
‫ثم صب عليه خل فانه يحرم عليه شربه والصطباغ به في الوقت ما لم‬
‫يمض عليه وقت‬
‫)‪ (1‬السرائر‪ (4 - 2) .478 :‬الكافي‪ 6 :‬ر ‪ ،428‬التهذيب‪ 9 :‬ر ‪.117‬‬

‫]‪[526‬‬

‫ينتقل في مثله العين من التحليل إلى التحريم‪ ،‬أو من التحريم إلى التحليل وتأول‬
‫الشيخ رواية أبي بصير السابقة من قوله‪ " :‬ل بأس إذا لم يجعل فيها ما‬
‫يقلبها " بأن معناه إذا جعل فيها ما يغلب عليه فيظن أنه خل ول يكون‬
‫كذلك‪ ،‬مثل القليل من الخمر يطرح عليه كثير من الخل فانه يصير بطعم‬
‫الخل‪ ،‬ومع هذا فل يجوز استعماله حتى يعزل من تلك الخمرة ويترك مفردا‬
‫إلى أن يصير خل‪ ،‬فإذا صار خل حل حينئذ‪ .‬وأنكر ابن إدريس وغيره ذلك‬
‫وقال ابن إدريس‪ :‬ل وجه له للجماع على أن الخل يصير بمخالطة الخمر‬
‫له نجسا ول دللة على طهارته بعد ذلك‪ ،‬لنه إنما يطهر الخمر بالنقلب‬
‫إلى الخل‪ ،‬فأما الخل فهو باق على حقيقته‪ ،‬وليس له حالة ينقلب إليها‬
‫ليطهر بها‪ ،‬وقال العلمة رحمه ال في المختلف‪ :‬كلم الشيخ ليس بعيدا‬
‫من الصواب لن انقلب الخمر إلى الخل يدل على تمامية استعداد انقلب‬
‫ذلك الخمر إلى الخل‪ ،‬والمزاج واحد‪ ،‬بل استعداد الملقى في الخل‬
‫لصيرورته خل أتم‪ ،‬ولكن ل يعلم ل متزاجه بغيره فإذا انقلب الصل‬
‫المأخوذ منه علم انقلبه أيضا‪ ،‬ونجاسة الخل تابعة للخمرية‪ ،‬وقد زالت‬
‫فتزول النجاسة عنه كما في الخمر إذا انقلب‪ ،‬قال‪ :‬ونبه شيخنا أبو علي‬
‫ابن الجنيد عليه‪ .‬وقال الشهيد الثاني‪ :‬القول بطهر الخل إذا مضى زمان‬
‫يعلم انقلب الخمر فيه إلى الخلية متجه إذا جوزنا العلج‪ ،‬وحكمنا بطهارته‬
‫مع بقاء عين المعالج به لن الخل ل يقصر عن تلك العيان المعالج بها‪،‬‬
‫حيث حكم بطهرها مع طهره إل أن إثبات الحكم من النص ل يخلو من‬
‫إشكال‪ ،‬واستفادته من إطلق جواز علجه أعم من بقاء عين المعالج به‬
‫انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬ل يبعد القول بحله مطلقا لما رواه الشيخ في الصحيح عن‬
‫عبد العزيز بن المهتدي قال‪ :‬كتبت إلى الرضا عليه السلم جعلت فداك‬
‫العصير يصير خمرا فيصب عليه الخل وشئ يغيره حتى يصير خل ؟ قال‪:‬‬
‫ل بأس )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب ‪ 9‬ر ‪(*) .117‬‬

‫]‪[527‬‬

‫‪ 5‬باب * )الكل والشرب في آنية الذهب والفضة وساير ما نهى عنه( * * )من‬
‫الواني وغيرها( * ‪ - 1‬مجالس الصدوق‪ :‬عن حمزة بن محمد العلوي عن‬
‫عبد العزيز بن محمد البهري عن محمد بن زكريا الجوهرى عن شعيب بن‬
‫واقد عن الحسين بن زيد عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال‪:‬‬
‫نهى رسول ال صلى ال عليه وآله عن الشرب في آنية الذهب والفضة )‬
‫‪ - 2 .(1‬قرب السناد‪ :‬عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن‬
‫جعفر عن أبيه عليه السلم ان رسول ال صلى ال عليه وآله نهاهم عن‬
‫سبع منها الشرب في آنية الذهب والفضة )‪ - 3 (2‬ومنه‪ :‬عن عبد ال بن‬
‫الحسن عن جده علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلم قال‪ :‬سألته‬
‫عن المرآة هل يصلح العمل بها إذا كانت لها حلقة فضة ؟ قال‪ :‬نعم إنما كره‬
‫ما يشرب فيه استعماله )‪ .(3‬بيان‪ :‬قوله عليه السلم‪ :‬إنما كره كأن المعنى‬
‫أنه إنما منع من استعمال ما يمكن أن يشرب فيه من الواني في الشرب أو‬
‫مطلقا‪ - 4 .‬الخصال‪ :‬عن الخليل بن أحمد عن أبى العباس الثقفي عن محمد‬
‫بن الصباح عن حريز عن أبي اسحاق الشيباني عن أشعث عن معاوية بن‬
‫سويد عن البراء بن عازب قال‪ :‬نهانا رسول ال صلى ال عليه وآله أن‬
‫نتختم بالذهب وعن الشرب في آنية الذهب والفضة وقال‪ :‬من شرب فيها‬
‫في الدنيا لم يشرب فيها في الخرة‪ ،‬الخبر )‪ - 5 .(4‬العيون‪ :‬عن جعفر بن‬
‫نعيم بن شاذان عن عمه محمد بن شاذان عن محمد بن‬

‫)‪ (1‬امالي الصدوق ‪ (2) .254‬قرب السناد ‪ (3) .48‬المصدر نفسه ‪(4) .163‬‬
‫الخصال ‪.340‬‬

‫]‪[528‬‬

‫إسماعيل بزيع قال‪ :‬سألت الرضا عليه السلم عن آنية الذهب والفضة فكرهها‪،‬‬
‫فقلت له‪ :‬قد روى بعض أصحابنا أنه كانت لبي الحسن موسى عليه السلم‬
‫مرآة ملبسة فضة‪ ،‬فقال‪ :‬ل بحمد ال‪ ،‬إنما كانت لها حلقة فضة وهي‬
‫عندي‪ ،‬وقال‪ :‬إن العباس يعني أخاه حين عذر عمل له عود ملبس فضة من‬
‫نحو ما يعمل للصبيان تكون قصبته نحو عشرة دراهم‪ ،‬فأمر به أبو الحسن‬
‫عليه السلم فكسر )‪ .(1‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد‬
‫عن ابن بزيع مثله‪ .‬المحاسن‪ :‬عن ابن بزيع مثله‪ .‬المكارم‪ :‬عن محمد بن‬
‫عيسى عن أبي جعفر عليه السلم مثله‪ .‬بيان‪ :‬في القاموس عذر الغلم‬
‫ختنه‪ ،‬وقال الشيخ البهائي رحمه ال‪ :‬يمكن أن يستنبط من مبالغته عليه‬
‫السلم في النكار لتلك الرواية كراهة تلبيس اللت كالمرآة ونحوها‬
‫بالفضة‪ ،‬بل ربما يظهر من ذلك تحريمه‪ ،‬ولعل وجهه أن ذلك اللباس‬
‫بمنزلة الظرف والنية لذلك الشئ‪ ،‬وإذا كان هذا حكم التلبيس بالفضة‬
‫فبالذهب بطريق أولى انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬غاية ما يدل عليه استحباب التنزه‬
‫عنه‪ ،‬والمبالغة في النكار لمنافاته لزهدهم عليهم السلم ل للتحريم‪،‬‬
‫والوجه غير وجيه كما ل يخفى على النبيه‪ ،‬وسيأتي الكلم فيه إنشاء ال‪.‬‬
‫‪ - 6‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن والده عن جماعة عن أبى المفضل الشيباني‬
‫عن الفضل بن محمد بن المسيب عن هارون بن عمرو المجاشعي عن‬
‫محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه الصادق عليه السلم وعن المجاشعي‬
‫عن الرضا عن أبيه عن جده عليه السلم أنه سئل عن الدنانير والدراهم‬
‫وما على الناس فيها‪ ،‬فقال أبو جعفر عليهم السلم‪ :‬هي خوانيم ال في‬
‫أرضه‪ ،‬جعلها ال مصلحة لخلقه‪ ،‬وبها يستقيم شؤنهم ومطالبهم‪ ،‬فمن أكثر‬
‫له منها فقام بحق ال فيها وأدى زكاتها‪ ،‬فذاك الذي طابت وخلصت له‪،‬‬
‫ومن أكثر له منها فبخل بها ولم يؤد حق ال فيها‪ ،‬واتخذ منها النية فذاك‬
‫الذي حق عليه وعيد ال‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ 19‬ومثله في الكافي ‪ 267‬المحاسن ‪.582‬‬

‫]‪[529‬‬

‫عزوجل في كتابه‪ ،‬يقول ال‪ " :‬يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم‬
‫وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون " )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬الخواتيم جمع الخاتم وتشبيه الدنانير والدراهم بها إما لنقشها أو‬
‫لعزتها أو لنه ل يجوز جعلها أواني وأشباه ذلك كما أنه ل يصلح فص‬
‫ماختم عليه‪ - 7 .‬قصص الراوندي‪ :‬بالسناد إلى الصدوق باسناده عن ابن‬
‫محبوب عن داود الرقي عن الصادق عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬إنى أكره‬
‫أن آكل شيئا طبخ في فخار مصر‪ .‬العياشي‪ :‬عن داود مثله )‪- 8 .(2‬‬
‫القصص‪ :‬بالسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن أبي الخطاب‬
‫عن ابن أسباط عن أبى الحسن عليه السلم قال‪ :‬ل تأكلوا في فخار مصر‬
‫ول تغسلوا رؤسكم بطينها‪ ،‬فانها تورث الذلة وتذهب بالغيرة‪ .‬العياشي‪:‬‬
‫عن ابن أسباط مثله )‪ - 9 .(3‬المحاسن‪ :‬عن ابن محبوب عن عل عن‬
‫محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلم انه نهى عن آنية الذهب‬
‫والفضة )‪ .(4‬الكافي‪ :‬عن العدة عن سهل عن ابن محبوب مثله‪- 10 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبى عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬ل ينبغي الشرب في آنية الذهب والفضة )‪ - 11 .(5‬ومنه‪ :‬عن أبيه‬
‫عن ابن أبى عمير عن حماد بن عثمان عن عبيدال الحلبي عن أبى عبد‬
‫ال عليه السلم أنه كره آنية الذهب والفضة والنية المفضضة )‪- 12 .(6‬‬
‫ومنه‪ :‬عن أبيه عن عبد ال بن المغيرة عن موسى بن بكر عن أبى الحسن‬
‫موسى بن جعفر عليه السلم قال‪ :‬آنية الذهب والفضة متاع الذين ل‬
‫يوقنون )‪.(7‬‬
‫)‪ (1‬امالي الطوسى ‪ 2‬ر ‪ ،133‬والمراد بالختم رواجها بين المم المختلفة كالسكة‪) .‬‬
‫‪ (2‬تفسير العياشي ‪ 1‬ر ‪ ،305‬ومثله في تفسير القمى ‪ (3) .608‬تفسير‬
‫العياشي‪ 1 :‬ر ‪ (7 - 4) .304‬المحاسن ‪ 581‬ومثلها في الكافي ‪ 6‬ر‬
‫‪.267‬‬

‫]‪[530‬‬

‫‪ - 13‬نوادر الراوندي‪ :‬عن عبد الواحد بن اسماعيل الرؤياني عن محمد بن الحسن‬


‫التميمي عن سهل بن أحمد الديباجي عن محمد بن محمد بن الشعث عن‬
‫موسى بن اسماعيل ابن موسى عن أبيه عن جده موسى بن جعفر عن‬
‫آبائه عليهم السلم عن النبي صلى ال عليه وآله مثله )‪ (1‬الكافي‪ :‬عن‬
‫العدة عن سهل عن علي بن حسان عن موسى مثله‪ .‬الفقيه‪ :‬عن النبي‬
‫صلى ال عليه وآله مثله‪ - 14 .‬المحاسن‪ :‬عن الحسن بن علي الوشا عن‬
‫داود بن سرحان عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل تأكل في آنية الذهب‬
‫والفضة )‪ - 15 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد بن علي عن جعفر بن بشير عن‬
‫عمرو بن أبي المقدام قال‪ :‬رأيت أبا عبد ال عليه السلم اتي بقدح من ماء‬
‫فيه ضبة من فضة فرأيته ينزعها بأسنانه )‪ (3‬الكافي‪ :‬عن علي بن إبراهيم‬
‫عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير مثله‪ .‬بيان‪ :‬قال الشيخ البهائي‬
‫رحمه ال‪ :‬الضبة بفتح الضاد المعجمة وتشديد الباء الموحدة تطلق في‬
‫الصل على حديدة عريضة تستمر في الباب‪ ،‬والمراد بها هنا صفحة رقيقة‬
‫من الفضة مستمرة في القدح من الخشب ونحوها إما لمحض الزينة أو‬
‫لجبر كسره‪ - 16 .‬المحاسن‪ :‬عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب قال‪:‬‬
‫سئل أبو عبد ال عليه السلم عن الشرب في قدح فيه حلقة فضة‪ ،‬قال‪ :‬ل‬
‫بأس إل أن تكره الفضة فتنزعها )‪ - 17 .(4‬ومنه‪ :‬عن ابن فضال عن‬
‫ثعلبة بن ميمون عن بريد عن أبي عبد ال عليه السلم أنه كره الشرب في‬
‫الفضة وفي القدح المفضض‪ ،‬وكره أن يدهن في مدهن مفضض‪ ،‬والمشط‬
‫كذلك )‪ .(5‬بيان‪ :‬قال الجوهرى‪ :‬المدهن بالضم ل غير‪ ،‬قارورة الدهن‪،‬‬
‫وهو أحد ما جاء على مفعل مما يستعمل من الدوات‪ ،‬والمشط بالضم‬
‫معروف‪.‬‬

‫)‪ (1‬نوادر الراوندي ‪ 12‬ومثله في الكافي ‪ ،268‬الفقيه ‪ 3‬ر ‪(3 - 2) .222‬‬


‫المحاسن ‪ 582‬ومثله في الكافي ‪ (5 - 4) .267‬المحاسن ‪.583 - 582‬‬

‫]‪[531‬‬
‫‪ - 18‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي عن يونس بن يعقوب عن أخيه يوسف قال‪:‬‬
‫كنت مع أبي عبد ال عليه السلم في الحجر فاستسقى فاتي بقدح من‬
‫صفر‪ ،‬فقال له رجل‪ :‬إن عباد بن كثير يكره الشرب في صفر‪ ،‬فقال‪ :‬أل‬
‫سألته ذهب أو فضة )‪ - 19 .(1‬المكارم‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه كره‬
‫أن يدهن في مدهن فضة أو مدهن مفضض والمشط كذلك‪ .‬وعن أبي جعفر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬ل بأس أن يشرب الرجل في القدح المفضض واعزل فمك‬
‫عن موضع الفضة )‪ - 20 .(2‬كتاب المسائل‪ :‬عن أخيه موسى عليه السلم‬
‫قال‪ :‬سألته عن أهل الرض أيأكل في إنائهم إذا كانوا يأكلون الميتة‬
‫والخنزير ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬ول في آنية الذهب والفضة )‪ - 21 .(3‬المجازات‬
‫النبوية‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله للشارب في آنية الذهب والفضة‪:‬‬
‫إنما يجرجر في بطنه نار جهنم‪ ،‬برفع النار والكثر من الروايات على‬
‫نصبها‪ .‬قال السيد رحمه ال‪ :‬وهذا القول مجاز لن نار جهنم على الحقيقة‬
‫ل تجرجر في جوفه‪ ،‬والجرجرة صوت البعير عند الضجر والذب قال امرئ‬
‫القيس يصف طريقا‪ :‬على لحب ل يهتدى بمناره * إذا سافه العود الديا في‬
‫جرجرا ولكنه صلى ال عليه وآله جعل صوت جرع النسان للماء في هذه‬
‫الواني المخصوصة لوقوع النهي عن الشرب فيها‪ ،‬واستحقاق العقاب‬
‫على استعمالها كجرجرة نار جهنم في بطنه‪ ،‬على طريق المجاز‪ ،‬إذ كان‬
‫ذلك مفضيا به إلى حلول دارها‪ ،‬واصطلء نارها نعوذ بال منها‪ .‬ولفظ‬
‫الخبر يجرجر بالياء والوجه أن يكون تجرجر بالتاء على قول من رواه‬
‫برفع النار‪ ،‬ولكنه لما دخل بين فعل المؤنث وفاعله الذي هو النار لفظ‬
‫آخر‪ ،‬حسن تذكير الفعل‪ ،‬للبعد بينهما‪ ،‬كما قال الشاعر‪ * :‬لقد ولد الخيطل‬
‫ام سود * وقد روي في خبر آخر " كأنما يجرجر في بطنه نارا " فالنسان‬
‫هيهنا فاعل والنار مفعوله‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .583 :‬مكارم الخلق‪ (3) .173 :‬البحار ج ‪ 10‬ص ‪.268‬‬

‫]‪[532‬‬

‫وعلى هذه الرواية فالمراد كأنما يجر في بطنه نارا‪ ،‬فقال‪ :‬يجرجر طلبا لتضعف‬
‫اللفظ الدال على تكثير الفعل كما جاء في التنزيل " فكبكبوا فيهاهم‬
‫والغاوون " و المراد فكبوا‪ ،‬فيجوز على هذا أن يقال‪ :‬جر وجرجر كما‬
‫يقال‪ :‬كب وكبكب‪ ،‬وإن كان الوجه أن يقال‪ :‬جرجر‪ ،‬وقد جاء في كلم‬
‫العرب جرجر فلن الماء إذا جرعه جرعا متواترا له صوت كصوت جرجرة‬
‫البعير‪ ،‬فيكون المراد على هذا القول كأنما يتجرع نار جهنم‪ ،‬وهذا أصح‬
‫التأويلين‪ .‬فأما آنية الذهب والفضة فل يحل عندنا الكل فيها ول الشرب‬
‫منها‪ ،‬ول يجوز أيضا استعمالها في شئ مما يؤدي إلى مصالح البدن نحو‬
‫الدهان‪ ،‬واتخاذ الميل للكتحال‪ ،‬والمجمرة للبخور‪ ،‬وكنت سألت شيخنا أبا‬
‫بكر محمد بن موسى الخوارزمي رحمه ال عند انتهائي في القراءة عليه‬
‫إلى هذه المسألة من كتاب الطهارة عن المدخنة إذ ل خلف في المجمرة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬القياس أنها غير مكروهة لنها تستعمل على وجه التبع للمجمرة‪،‬‬
‫فهي غير مقصودة بالستعمال‪ ،‬لن المجمرة لو جردت من غيرها في‬
‫البخور لقامت بنفسها‪ ،‬ولم يحتج إلى المدخنة‪ ،‬مضافة إليها‪ ،‬فأشبهت‬
‫الشرب في الناء المفضض إذا لم يضع فاه على موضع الفضة‪ ،‬وفي هذه‬
‫المسألة خلف للشافعي لنه يكره الشرب في الناء المفضض‪ .‬وذهب داود‬
‫الصبهاني إلى كراهة الشرب في أواني الذهب والفضة دون غيره من‬
‫الكل والستعمال في مصالح الجسم‪ ،‬مضيا على نهجه في التعلق بظاهر‬
‫الخبر الوارد في كراهة الشرب خاصة‪ ،‬وليس هذا موضع استقصاء الكلم‬
‫في هذه المسألة إل أن المعتمد عليه كراهة استعمال هذه الواني‪ ،‬الخبر‬
‫الذي قدمنا ذكره لما فيه من تغليظ الوعيد‪ ،‬وقد روي عنه عليه السلم أنه‬
‫قال‪ " :‬من شرب بها في الدنيا لم يشرب بها في الخرة " فثبت بهذين‬
‫الخبرين وما يجري مجراهما كراهة الشرب فيها‪ ،‬ثم صار الكل والدهان‬
‫والكتحال مقيسا على الشرب‪ ،‬بعلة أن الجميع يؤدي إلى منافع الجسم )‬
‫‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬المجازات النبوية ‪.93 - 90‬‬

‫]‪[533‬‬

‫توضيح‪ :‬قال الجوهري‪ :‬اللحب الطريق الواضح‪ ،‬وقال‪ :‬سفت الشئ أسوفه سوفا‬
‫إذا شممته‪ ،‬وقال‪ :‬العود المسن من البل‪ ،‬وفي المثل " إن جرجر العود‬
‫فزده وقرا "‪ .‬وقال‪ :‬يقال‪ :‬تدافى البعير تدافيا‪ :‬إذا سار سيرا متجافيا‪،‬‬
‫وربما قيل‪ :‬للنجيبة الطويلة العنق دفواء‪ ،‬وقال‪ :‬الجرجرة صوت يرده‬
‫البعير في حنجرته‪ ،‬وقال الجزري في النهاية فيه‪ :‬الذي يشرب في إناء‬
‫الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم أي يحدر فيه نار جهنم‪ ،‬فجعل‬
‫للشرب والجرع جرجرة وهي صوت وقوع الماء في الجوف‪ ،‬قال‬
‫الزمخشري‪ :‬يروى برفع النار‪ ،‬والكثر النصب‪ ،‬وهذا القول مجاز لن نار‬
‫جهنم على الحقيقة ل تجرجر في جوفه‪ ،‬والجرجرة صوت البعير عند‬
‫الضجر‪ ،‬ولكنه جعل صوت جرع النسان للماء في هذه الواني‬
‫المخصوصة لوقوع النهي واستحقاق العقاب على استحقاقها كجرجرة نار‬
‫جهنم في بطنه من طريق المجاز‪ ،‬هذا وجه رفع النار‪ ،‬ويكون ذكر يجرجر‬
‫بالياء للفصل بينه وبين النار‪ ،‬فأما على النصب فالفاعل هو الشارب‪،‬‬
‫والنار مفعوله يقال‪ :‬جرجر فلن الماء إذا جرعه جرعا متواترا له صوت‪،‬‬
‫فالمعنى كأنه يجرع نار جهنم‪ - 22 .‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى عن أحمد‬
‫بن محمد عن ابن محبوب عن إبراهيم الكرخي عن طلحة بن زيد عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال يشرب في القداح الشامية يجاء‬
‫بها من الشام وتهدى إليه صلى ال عليه وآله )‪ - 23 .(1‬ومنه‪ :‬بالسناد‬
‫المتقدم عنه عليه السلم قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله يعجبه أن‬
‫يشرب في القدح الشامي وكان يقول‪ :‬هي أنظف آنيتكم )‪ - 24 .(2‬ومنه‪:‬‬
‫عن أبي علي الشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن سالم عن‬
‫أحمد بن النضر عن عمرو بن أبي المقدام قال‪ :‬رأيت أبا جعفر عليه السلم‬
‫وهو يشرب في قدح من خزف )‪ - 25 .(3‬ومنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم عن‬
‫أبيه وعن الحسين بن محمد عن المعلى جميعا عن علي بن أسباط عن أبي‬
‫الحسن الرضا عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول وذكر مصر فقال‪:‬‬

‫)‪ (3 - 1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.386 - 385‬‬

‫]‪[534‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تأكلوا في فخارها ول تغسلوا رؤسكم بطينها‬
‫فانه يذهب بالغيرة‪ ،‬ويورث الدياثة )‪ .(1‬بيان‪ :‬ذهاب الغيرة معلوم من‬
‫سياق قصة العزيز وامرأته كما ل يخفى على المتأمل‪ ،‬أقول‪ :‬وقد أثبتنا‬
‫بعض الخبار في ذلك في باب آداب الشرب‪ - 36 .‬الكافي‪ :‬عن محمد بن‬
‫يحيى عن أحمد بن محمد عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلد عن أبيه عن‬
‫بزيع بن عمر بن بزيع قال‪ :‬دخلت على أبي جعفر عليه السلم وهو يأكل‬
‫خل وزيتا في قصعة سوداء مكتوب في وسطها بصفرة " قل هو ال أحد‬
‫" الخبر )‪ - 27 .(2‬المكارم‪ :‬قال كان النبي صلى ال عليه وآله يشرب في‬
‫أقداح القوارير التي يؤتى بها من الشام‪ ،‬ويشرب في القداح التي تتخذ من‬
‫الخشب والجلود ويشرب في الخزف )‪ .(3‬أقول‪ :‬وقد مضت رواية عن أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم في باب آداب الشرب أنه عليه السلم كان يمنع من‬
‫شرب الماء في الزجاج الرقيق‪ ،‬وهذا كان من غاية زهده عليه السلم‬
‫وتركه للملذ ليتأسى به فقراء شيعته‪ ،‬ول يدل على الكراهة‪ ،‬ويظهر من‬
‫رواية الطبرسي أن القداح الشامية التي وردت في روايات المحاسن كانت‬
‫من قوارير ويؤمى إليه قوله صلى ال عليه وآله‪ :‬هي من أنظف آنيتكم‪،‬‬
‫ويحتمل أن يكون الظرف مطلية بالزجاج كما هو الشايع في زماننا في‬
‫جميع البلد‪ - 27 .‬الكافي‪ :‬عن الحسين بن محمد الشعري عن المعلى عن‬
‫أحمد بن محمد عن الحارث ابن جعفر عن علي بن إسماعيل بن يقطين عن‬
‫عيسى بن المستفاد عن موسى بن جعفر عن أبيه عليهما السلم في حديث‬
‫طويل قال‪ :‬لما نزل برسول ال صلى ال عليه وآله المر‪ ،‬نزلت الوصية‬
‫من عند ال كتابا مسجل ونزل به جبرئيل مع أمناء ال تبارك وتعالى من‬
‫الملئكة وساق الحديث إلى أن قال‪ :‬فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم‬
‫تمسه النار‪ ،‬ودفعت‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .386‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (3) .298‬مكارم الخلق‪.32 :‬‬

‫]‪[535‬‬

‫إلى أمير المؤمنين عليه السلم )‪ - 28 .(1‬كتاب الطرف للسيد بن طاوس‪ :‬باسناده‬
‫إلى عيسى بن المستفاد مثله‪ - 29 .‬المجالس والكمال للصدوق‪ :‬عن محمد‬
‫بن الحسن بن الوليد عن الحسين ابن الحسن بن أبان عن الحسين بن‬
‫سعيد عن محمد بن الحسين الكتاني عن جده عن الصادق عليه السلم‬
‫قال‪ :‬إن ال عزوجل أنزل على نبيه كتابا قبل أن يأتيه الموت إلى قوله‪:‬‬
‫وكان على الكتاب خواتيم من ذهب‪ ،‬الخبر )‪ - 29 .(2‬العلل للصدوق‪ :‬عن‬
‫أبيه عن عبد ال بن جعفر الحميري عن أبي القاسم الهاشمي عن عبيد بن‬
‫قيس النصاري عن الحسن بن سماعة عن جعفر بن سماعة عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬نزل جبرئيل على رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫بصحيفة من السماء لم ينزل ال عزوجل كتابا قبله ول بعده‪ ،‬وفيه خواتيم‬
‫من الذهب‪ ،‬الخبر )‪ - 30 .(3‬كتاب الغيبة‪ :‬لشيخ الطايفة‪ :‬عن جماعة عن‬
‫التلعكبري عن أحمد بن علي المعروف بابن الخضيب عن بعض أصحابنا‬
‫عن حنظلة بن زكريا التميمي عن أحمد بن يحيى الطوسي عن أبي بكر بن‬
‫عبد ال بن أبي شيبة عن محمد بن فضيل عن العمش عن أبى صالح عن‬
‫ابن عباس قال‪ :‬نزل جبرئيل عليه السلم بصحيفة من عند ال على رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله فيها اثنا عشر خاتما من ذهب إلى آخر الخبر )‪.(4‬‬
‫بيان‪ :‬تدل هذه الخبار على جواز استعمال الذهب في أمثال تلك المور إل‬
‫أن يقال‪ :‬حكم ذهب السماء ونزوله منها غير حكم ذهب الرض لقوله‪ :‬لم‬
‫تمسه النار‪ ،‬أو يقال‪ :‬ل يقاس فعل البشر بفعله تعالى كما أنه تعالى يصور‬
‫الصور وحرمه على الناس‪ ،‬أو يقال‪ :‬ل يقاس فعلنا بفعل النبياء‬
‫والوصياء كتجويز التصوير لعيسى عليه السلم وتحريمه على غيره‬
‫والكل بعيد‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 1‬ر ‪ 281‬في حديث ومثله في الطرف ‪ (2) .23‬امالي الصدوق ‪،241‬‬
‫اكمال الدين ‪ 231‬ط صدوق‪ (3) .‬علل الشرايع ‪ 1‬ر ‪ (4) .164‬غيبة‬
‫الشيخ الطوسى‪.97 :‬‬
‫]‪[536‬‬

‫‪ - 31‬السرائر‪ :‬نقل من جامع البزنطي قال‪ :‬سألت الرضا عليه السلم عن السرج‬
‫واللجام فيه الفضة أيركب به ؟ قال‪ :‬إن كان مموها ل تقدر على نزعه فل‬
‫بأس به وإل فل يركب به )‪ - 32 .(1‬المحاسن‪ :‬عن أبي القاسم عن علي‬
‫بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلم مثله‪ .‬قرب السناد‪ :‬عن عبد ال بن‬
‫الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه عليه السلم مثله إل أن فيه مما ل‬
‫يقدر أن ينزع منه )‪ .(2‬كتاب المسايل‪ :‬باسناده عن علي بن جعفر مثله‪.‬‬
‫بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬موهت الشئ طليته بفضة أو ذهب‪ ،‬وتحت ذلك نحاس‬
‫أو حديد‪ ،‬ومنه التمويه وهو التلبيس‪ - 33 .‬المكارم‪ :‬عن الفضيل قال‪:‬‬
‫سألت أبا عبد ال عليه السلم عن السرير يكون فيه الذهب أيصلح إمساكه‬
‫في البيت ؟ قال‪ :‬إن كان ذهبا فل‪ ،‬وإن كان ماء الذهب فل بأس )‪.(3‬‬
‫الكافي‪ :‬عن العدة عن أحمد بن أبي عبد ال عن محمد بن سنان عن حماد‬
‫بن عثمان عن الفضيل بن يسار مثله‪ - 35 .‬المجالس للصدوق‪ :‬عن محمد‬
‫بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن عبد ال بن الصلت‬
‫عن يونس بن عبد الرحمان عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن‬
‫أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن اسم النبي صلى ال عليه وآله في صحف‬
‫إبراهيم الماحي إلى أن قال‪ :‬وكان له درع تسمى ذات الفضول لها ثلث‬
‫حلقات فضة‪ :‬حلقة بين يديها وحلقتان خلفها‪ ،‬الخبر )‪ .(4‬الفقيه‪ :‬باسناده‬
‫عن يونس مثله‪.‬‬

‫)‪ (1‬مستطرفات السرائر ‪ ،477‬ومثله في المحاسن ‪ (2) .583‬قرب السناد ‪163‬‬


‫ومثله في البحار ‪ 10‬ر ‪ (3) .154‬مكارم الخلق ‪ 152‬ومثله في الكافي‬
‫‪ 6‬ر ‪ (4) .476‬امالي الصدوق ‪ ،44‬كتاب الفقيه ‪ 519‬ط حجر‪.‬‬

‫]‪[537‬‬

‫‪ - 36‬المجالس والعيون‪ :‬عن محمد بن موسى بن المتوكل عن محمد بن يحيى عن‬


‫محمد بن عيسى بن عبيد عن أحمد بن عبد ال قال‪ :‬سألت أبا الحسن عليه‬
‫السلم عن ذي الفقار سيف رسول ال صلى ال عليه وآله من أين هو ؟‬
‫قال‪ :‬هبط به جبرئيل من السماء وكانت حليته من فضة وهو عندي )‪.(1‬‬
‫الكافي‪ :‬عن أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن‬
‫محمد بن عيسى عن أحمد بن أبى عبد ال عن الرضا عليه السلم مثله‪.‬‬
‫‪ - 37‬ومنه‪ :‬عن محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن‬
‫يحيى عن منصور بن حازم عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن‬
‫التعويذ يعلق على الحائض ؟ فقال‪ :‬نعم إذا كان في جلد أو فضة أو قصبة‬
‫حديد )‪ - 38 .(2‬ومنه عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى‬
‫عن علي بن محمد بن أشيم عن صفوان بن يحيى قال‪ :‬سألت أبا الحسن‬
‫عن ذي الفقار سيف رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم فقال‪ :‬نزل به‬
‫جبرئيل عليه السلم من السماء وكانت حلقته فضة )‪ - 39 .(3‬ومنه‪ :‬عن‬
‫حميد بن زياد عن عبيدال الدهقان عن على بن الحسن الطاطري عن‬
‫محمد بن زياد عن أبان عن يحيى بن أبي العل قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم يقول‪ :‬درع رسول ال صلى ال عليه وآله ذات الفضول لها‬
‫حلقتان من ورق في مقدمها‪ ،‬وحلقتان من ورق في مؤخرها وقال‪ :‬لبسها‬
‫على عليه السلم يوم الجمل )‪ - 40 .(4‬ومنه‪ :‬عن العدة عن أحمد بن‬
‫محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫ل ينبغي الشرب في آنية الذهب ول الفضة )‪ - 41 .(5‬الفقيه‪ :‬باسناده عن‬
‫أبان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬ل‬

‫)‪ (1‬امالي الصدوق ‪ ،174‬عيون الخبار ‪ 2‬ر ‪ 50‬ومثله في الكافي ‪ 1‬ر ‪(2) .234‬‬
‫الكافي ‪ 3‬ر ‪ (3) .106‬الكافي ‪ 8‬ر ‪ (4) .267‬الكافي ‪ 8‬ر ‪(5) .331‬‬
‫الكافي ‪ 6‬ر ‪.385‬‬

‫]‪[538‬‬

‫تأكل في آنية ذهب ول فضة )‪ - 42 .(1‬الكافي‪ :‬عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن‬
‫ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل‬
‫تأكل في آنية من فضة ول في آنية مفضضة )‪ - 43 .(2‬ومنه‪ :‬عن محمد‬
‫بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن بريد‬
‫عن أبى عبد ال عليه السلم أنه كره الشرب في الفضة‪ ،‬وفي القدح‬
‫المفضض‪ ،‬وكذلك أن يدهن في مدهن مفضض‪ ،‬والمشط كذلك )‪ .(3‬الفقيه‪:‬‬
‫باسناده عن ثعلبة مثله وزاد فان لم يجد بدا من الشرب في القدح‬
‫المفضض عدل بفمه عن موضع الفضة )‪ .(4‬المكارم‪ :‬عن أبى عبد ال‬
‫عليه السلم مثل الفقيه‪ - 44 .‬التهذيب‪ :‬باسناده عن الحسين بن سعيد عن‬
‫الحسن بن علي الوشا عن عبد ال بن سنان عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬ل بأس بأن يشرب الرجل في القدح المفضض واعزل فمك عن موضع‬
‫الفضة )‪ - 45 .(5‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬ل تصل في خاتم ذهب ول‬
‫تشرب في آنية الذهب والفضة )‪ - 46 .(6‬قرب السناد‪ :‬عن هارون بن‬
‫مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬نهى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله عن سبع‪ :‬عن التختم بالذهب‪ ،‬والشرب في‬
‫آنية الذهب والفضة‪ ،‬الخبر )‪ - 47 .(7‬معاني الخبار )‪ :(8‬عن حمزة‬
‫العلوي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن‬
‫)‪ (1‬الفقيه ‪ 3‬ر ‪ 2) .222‬و ‪ (3‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (4) .267‬فقيه من ل يحضره الفقيه ‪3‬‬
‫ر ‪ 222‬ومثله في المكارم ‪ (5) .173‬التهذيب ‪ 9‬ر ‪ (6) .91‬فقه الرضا‬
‫‪ (7) .16‬قرب السناد ‪ (8) .48‬معاني الخبار ‪.301‬‬

‫]‪[539‬‬

‫أبي عمير عن حماد عن عبيد ال الحلبي عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫علي عليه السلم‪ :‬نهاني رسول ال صلى ال عليه وآله ول أقول نهاكم‪:‬‬
‫عن التختم بالذهب‪ ،‬الخبر‪ - 48 .‬الكافي‪ :‬في الصحيح عن أبى الصباح قال‪:‬‬
‫سألت أبا عبد ال عن الذهب يحلى به الصبيان‪ ،‬فقال‪ :‬كان علي بن الحسين‬
‫عليه السلم يحلي ولده ونساءه بالذهب والفضة )‪ - 49 .(1‬ومنه‪ :‬أيضا‬
‫بسند صحيح عن داود بن سرحان قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن‬
‫الذهب يحلى به الصبيان‪ ،‬فقال إن كان أبي ليحلي ولده ونساءه بالذهب‬
‫والفضة فل بأس به )‪ - 50 .(2‬ومنه‪ :‬أيضا بسند صحيح عن محمد بن‬
‫مسلم قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن حلية النساء بالذهب‬
‫والفضة‪ ،‬فقال‪ :‬ل بأس به )‪ - 51 .(3‬ومنه‪ :‬عن السكوني عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كان نعل سيف رسول ال وقائمته فضة‪ ،‬وكان بين ذلك‬
‫حلق من فضة‪ ،‬ولبست درع رسول ال صلى ال عليه وآله فكنت أسحبها‬
‫وفيها ثلث حلقات من فضة من بين يديها وثنتان من خلفها )‪ .(4‬بيان‪ :‬في‬
‫القاموس النعل حديدة في أسفل غمد السيف‪ ،‬وقال‪ :‬قائمة السيف مقبضه‬
‫كقائمه‪ - 52 .‬ومنه‪ :‬في الحسن كالصحيح عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬ليس بتحلية السيف بأس بالذهب والفضة )‪ - 53 .(5‬ومنه‪ :‬بسند فيه‬
‫ضعف على المشهور عن أبى عبد ال عليه السلم أن حلية سيف رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله كان فضة كلها قائمته وقباعه )‪ .(6‬توضيح‪ :‬قال‬
‫في النهاية فيه‪ :‬كانت قبيعة سيف رسول ال صلى ال عليه وآله من فضة‪،‬‬
‫هي التي تكون على رأس قائم السيف‪ ،‬وقيل‪ :‬هي ما تحت شاربي السيف‪.‬‬
‫وفي القاموس قبيعة السيف كسفينة ما على طرف مقبضه من فضة أو‬
‫حديد‪ ،‬وقال‪ :‬وكجوهر قبيعة السيف‪ .‬ولم أر القباع في اللغة‪ ،‬وكونه جمعا‬
‫بعيد‪ ،‬والمقصود ظاهر وعلى تقدير ضبط النسخ يدل على مجيئه بهذا‬
‫المعنى‪.‬‬

‫)‪ (6 - 1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪.475‬‬

‫]‪[540‬‬
‫‪ - 54‬الكافي‪ :‬عن العدة عن سهل عن البزنطي عن داود بن سرحان عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬ليس بتحلية المصاحف والسيوف بالذهب والفضة‬
‫بأس )‪ - 55 .(1‬السراير‪ :‬نقل من كتاب أبى القاسم ابن قولويه عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الرجل يحلي أهله بالذهب‪ ،‬قال‪ :‬نعم‬
‫النساء والجواري‪ ،‬وأما الغلمان فل )‪ .(2‬بيان‪ :‬الخبار المتقدمة الدالة‬
‫على الجواز للصبيان أكثر وأقوى سندا ل يمكن حمله على الكراهة‪،‬‬
‫لشتمال الخبار السابقة على أنهم عليهم السلم كانوا يفعلون ذلك‪،‬‬
‫وحملها على بيان الجواز بعيد‪ ،‬إذ ظاهرها الستمرار ويمكن حملها على‬
‫التقية‪ ،‬ويؤيد هذا الخبر المنع من سقي المحرمات للطفال‪ ،‬ويمكن حمل‬
‫الخبار السابقة على غير المميزين‪ ،‬وهذا عليهم‪ ،‬وهذا وجه حسن ويؤيده‬
‫وجوب تمرين المميزين على فعل الطاعات بل ترك المحرمات‪ .‬وقال في‬
‫الذكرى‪ :‬يجوز تحلية النساء والصبيان بالذهب‪ ،‬لكن الصحاب اختلفوا في‬
‫جواز تمكين الولي الصبي من لبس الحرير كما هو في بالي‪ ،‬وظاهر‬
‫الكليني أيضا العمل بأخبار الجواز‪ ،‬قال صاحب الجامع‪ :‬يجوز أن يلبس‬
‫الصبي الحرير والذهب‪ - 56 .‬المكارم‪ :‬من كتاب اللباس للعياشي عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم عن أبيه عن علي عليهم السلم قال‪ :‬نهانا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله عن خاتم الذهب‪ ،‬وعن الشرب في آنية الفضة )‪(3‬‬
‫وعن الحلبي عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الثنية تنفصم‬
‫أيصلح أن تشبك بالذهب ؟ وإن سقطت تجعل مكانها ثنية شاة ؟ قال‪ :‬نعم‬
‫إن شاء فليضع مكانها ثنية شاة بعد أن تكون ذكية )‪ .(4‬وعن عبد ال بن‬
‫سنان عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )‪ .(5‬ومن كتاب زهد أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم عن علي بن عمران قال‪ :‬خرج الحسين بن‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 6‬ر ‪ (2) .475‬مستطرفات السرائر ‪ (3) .491‬مكارم الخلق‪4) .96 :‬‬
‫‪ (5 -‬المصدر ‪.109‬‬

‫]‪[541‬‬

‫على عليهما السلم وعلي في الرحبة وعليه قميص خز وطوق من ذهب‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ابني هذا ؟ فقالوا نعم فدعا فشقه عليه وأخذ الطوق فقطعه قطعا )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬هذا الخبر إما من المفتريات أو كان مكان الحسين عليه السلم غيره‬
‫من أولده الصغار أو من أولد الحسين عليه السلم‪ ،‬فان الحسين عليه‬
‫السلم‪ :‬كان عند نزول أمير المؤمنين الكوفة قريبا من الربعين‪ ،‬وعالما‬
‫بعلوم الولين والخرين‪ ،‬فكيف كان يلبس الذهب مع أن هذا السن ليس‬
‫سن الطوق‪ ،‬ولو حمل الرحبة على مسجد المدينة فهو أيضا ل يستقيم‪،‬‬
‫لنهم عليهم السلم معصومون قبل سن البلوغ أيضا إل أن يكون قبل‬
‫تحريم لبس الذهب‪ .‬وأقول‪ :‬سيأتي كثير من الخبار المناسبة للباب في‬
‫كتاب الداب والسنن في أبواب الزينة واللباس والمراكب‪ ،‬وفي كتاب‬
‫الصلوة إنشاء ال تعالى لكونها هناك أنسب وإنما أوردنا بعضها هنا‬
‫لشتراك أحكام الواني مع تلك الحكام في المدارك والماخذ‪ .‬تحقيق‬
‫وتوفيق بين الخبار المتقدمة وبيان‪ :‬ما يستنبط منها من الحكام مع‬
‫الشارة إلى أقوال العلماء العلم‪ ،‬وفيه مقاصد‪ :‬الول‪ :‬ظاهر أكثر‬
‫الصحاب اتفاقهم على تحريم أواني الذهب والفضة مطلقا قال العلمة‬
‫رحمه ال في المنتهى‪ :‬أجمع من يحفظ عنه العلم على تحريم الكل‬
‫والشرب في النية المتخذة من الفضة والذهب‪ ،‬إل ما نقل عن داود أنه‬
‫يحرم الشرب خاصة وعن الشافعي في القديم أن النهي نهي تنزيه‪ .‬وقال‬
‫فيه أيضا‪ :‬وهل يحرم استعمالها مطلقا في غير الكل والشرب ؟ قال به‬
‫علماؤنا ونقل اتفاق الصحاب على تحريم الستعمال مطلقا في التذكرة‬
‫والذكرى والمحقق رحمه ال في المعتبر وإن جزم بتحريم الستعمال‬
‫مطلقا‪ ،‬لكن لم ينقل الجماع عليه‪ ،‬وقال الشيخ في الخلف‪ :‬يكره استعمال‬
‫أواني الذهب والفضة وكذا المفضض منهما‪ ،‬وقال الشافعي‪ :‬ل يجوز‬
‫استعمال أواني الذهب والفضة‪ ،‬وبه قال أبو حنيفة‬

‫)‪ (1‬المصدر ‪.123‬‬

‫]‪[542‬‬

‫في الكل والشرب والتطيب وعلى كل حال‪ ،‬وقال الشافعي يكره المفضض‪ ،‬وقال أبو‬
‫حنيفة‪ :‬ل يكره‪ ،‬وهو مذهب داود‪ .‬دليلنا إجماع الفرقة ثم ذكر رواية‬
‫الحلبي ورواية محمد بن مسلم ثم قال‪ :‬وروي عن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله أنه نهى عن استعمال أواني الذهب والفضة‪ .‬واقتصر على هذا‪ ،‬وأول‬
‫كلمه وإن كان ظاهرا في الكراهة المصطلحة لسيما وقد ذكر في مقابله‬
‫قول الشافعي بعدم الجواز‪ ،‬لكن آخر كلمه وإيراد الخبار التي ظاهرها‬
‫الحرمة مستدل بها يدل على أن مراده الحرمة أو العم منها ومن الكراهة‪،‬‬
‫ولذا حمل المحقق ومن تأخر عنه كلمه على الحرمة‪ .‬وقال الشهيد رحمه‬
‫ال في الذكرى‪ :‬النية خمسة إحداها المتخذ من الذهب والفضة‪ ،‬ويحرم‬
‫استعمالها في الكل والشرب إجماعا‪ ،‬وفي الخلف يكره استعمالها‪،‬‬
‫والظاهر أنه يريد التحريم كقوله في المبسوط‪ ،‬ولقول النبي صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في جوفه نار جهنم‪ ،‬أي‬
‫يحدر أو يردد‪ ،‬وقوله عليه السلم‪ :‬ل تشربوا في آنية الذهب والفضة ول‬
‫تأكلوا في صحافها‪ ،‬فانها لهم في الدنيا ولكم في الخرة وهو يدل باليماء‬
‫على تحريم استعمالها مطلقا كالبخور والكتحال والطهارة‪ ،‬وذكر الكل‬
‫والشرب للهتمام‪ ،‬وكذا قول الصادق عليه السلم‪ :‬ل تأكلوا في آنية الذهب‬
‫والفضة‪ ،‬ولنهي الباقر عليه السلم من آنية الذهب والفضة‪ ،‬والنهي إنما‬
‫يتعلق بالمنافع ولقول الكاظم عليه السلم‪ :‬آنية الذهب والفضة متاع الذين‬
‫ل يوقنون‪ ،‬وفيهما إيماء إلى تحريم التخاذ مطلقا‪ ،‬ولما فيه من السرف‪،‬‬
‫وتعطيل النفاق‪ ،‬وتزيين المجالس أولى بالتحريم لعظم الخيلء به‪ ،‬وكسر‬
‫قلوب الفقراء انتهى‪ .‬واعلم أن الروايات الخاصة خالية عن التصريح‬
‫بتحريم الشرب والستعمالت مطلقا والروايات التي استدلوا بها بعضها‬
‫ضعيفة على طريقة الصحاب‪ ،‬وبعضها غير صريحة في التحريم‪ ،‬بل ظاهر‬
‫بعضها الكراهة لكن استعمالها في الخبار ليس غالبا على اصطلح القوم‪،‬‬
‫ودللة مطلق النهي على الحرمة غير ثابتة لكن بكثرة الروايات و الشهرة‬
‫بين الصحاب بل المسلمين ودعوى الجماع يقوى القول بالحرمة وإن كان‬
‫في غير‬

‫]‪[543‬‬

‫الكل والشرب ليس بتلك القوة‪ .‬ثم المشهور بين الصحاب تحريم اتخاذ أواني‬
‫الذهب والفضة لغير الستعمال أيضا كالقنية وتزيين المجالس‪ ،‬لخبري‬
‫محمد بن مسلم وموسى بن بكر وأيد بأنه تعطيل للمال فيكون سرفا‪ .‬قال‬
‫العلمة في النهاية‪ :‬وكذا يحرم ساير وجوه استعمالها كالتوضي والكل‪.‬‬
‫بملعقة الفضة والتطيب بماء الورد من قارورة الفضة‪ ،‬والتجمر بمجمرة‬
‫الفضة‪ ،‬إذا احتوى عليها‪ ،‬لما فيه من الخيلء وكسر قلوب الفقراء‪ ،‬لن‬
‫الباقر عليه السلم نهى عن آنية الذهب والفضة والنهي عن العيان‬
‫ينصرف إلى المنع من جميع وجوه النتفاعات‪ ،‬و هل يحرم اتخاذ الواني‬
‫منهما لغير الستعمال كتزيين المجالس وغيره ؟ الوجه ذلك لقوله عليه‬
‫السلم‪ :‬فانها لهم في الدنيا ولكم في الخرة ولحديث الباقر عليه السلم‪،‬‬
‫ولن تحريم استعمالها مطلقا يستلزم تحريم اتخاذها على هيئة الستعمال‬
‫كالطنبور‪ ،‬ولن فيه تعطيل للمال‪ ،‬وهو يناسب إتلفه المنهي عنه انتهى‪.‬‬
‫وقال بعض المحققين من مشايخنا‪ :‬وأما اتخاذها فالقرب تحريمه أيضا‪،‬‬
‫لن التخاذ ينبئ عن قصد الستعمال‪ ،‬من حيث إن فايدتها الظاهرة‬
‫استعمالها‪ ،‬ففي التخاذ إرادة المعصية‪ ،‬والقدام على الحرام‪ ،‬وهي‬
‫محرمة‪ ،‬والعانة على الثم‪ ،‬لن اتخاذها حينئذ إعانة على استعمالها‪،‬‬
‫فيكون من العانة على الثم‪ ،‬وهي حرام‪ .‬فان نوقش في انباء التخاذ عن‬
‫قصد الستعمال‪ ،‬وظهور انحصار فايدتها في الستعمال‪ ،‬وقيل‪ :‬كما يكون‬
‫المقصود منها الستعمال يكون المقصود منها التخاذ لقنيتها ل‬
‫لستعمالها‪ .‬قلنا‪ :‬يتأيد ما ذكرناه مع ظهوره برواية محمد بن مسلم حيث‬
‫ذكر فيها النهي عن النية فيشمل التخاذ أيضا‪ .‬وأقول‪ :‬ل يخفي ضعف هذه‬
‫الوجوه‪ ،‬وضعف الرواية العامية مع ضعف دللتها وضعف دللة رواية‬
‫محمد بن مسلم والعمدة في متمسكهم رواية موسى بن بكر‪ ،‬وعندي أنها‬
‫مع ضعفها غير صريحة في المطلوب أيضا‪ ،‬فان المتاع ما يتمتع به فيؤل‬
‫إلى أنه‬

‫]‪[544‬‬

‫يتمتع بها الذين ل يوقنون‪ ،‬وتعليق الحكم بالوصف مشعر بالعلية‪ .‬قال في المصباح‬
‫المنير‪ :‬المتاع في اللغة كل ما ينتفع به كالطعام والبز وأثاث البيت وأصل‬
‫المتاع ما يتمتع به من الزاد‪ ،‬وهو اسم من متعته‪ ،‬بالتثقيل‪ ،‬إذا أعطيته‬
‫ذلك وفي القاموس المتاع المنفعة والسلعة والداة‪ ،‬وما تمتعت به من‬
‫الحوائج‪ ،‬والجمع أمتعة‪ ،‬وقوله تعالى‪ " :‬ابتغاء حلية " أي ذهب أو فضة‬
‫" أو متاع " أي حديد وصفر و نحاس ورصاص‪ ،‬وبالضم‪ ،‬ما يتبلغ به من‬
‫الزاد ويكسر‪ ،‬وفي الصحاح المتاع السلعة والمتاع أيضا المنفعة وما‬
‫تمتعت به‪ .‬وقال الراغب‪ :‬المتوع المتداد والرتفاع والمتاع انتفاع ممتد‬
‫الوقت‪ ،‬يقال متعه ال بكذا وأمتعه قال تعالى‪ " :‬ومتعناهم إلى حين " وقال‬
‫تعالى‪ " :‬ولكم في الرض مستقر ومتاع إلى حين " تنبيها على أن لكل‬
‫انسان من الدنيا تمتع مدة معلومة‪ ،‬وقوله تعالى‪ " :‬قل متاع الدنيا قليل "‬
‫تنبيه على أن ذلك في جنب الخرة غير معتد به‪ ،‬ويقال لما ينتفع به في‬
‫البيت‪ :‬متاع قال تعالى‪ " :‬ابتغاء حلية أو متاع " وكل ما ينتفع به على‬
‫وجه ما هو متاع ومتعة‪ ،‬وعلى هذا قوله‪ " :‬ولما فتحوا متاعهم " أي‬
‫طعامهم فسماه متاعا انتهى‪ .‬أقول‪ :‬فظهر أن أصل المتاع المتمتع‪ ،‬ثم‬
‫استعمل فيما ينتفع به‪ ،‬فهنا إما بمعنى المصدر والحمل على المبالغة‪ ،‬أو‬
‫بمعنى ما ينتفع به ; فالنتفاع مأخوذ فيه لما محض المالكية ولم يتفطن‬
‫بهذا أحد وإنما تكلموا في سند الحديث‪ ،‬وأما ما ذكروه من تزيين المجالس‬
‫بها‪ ،‬فالظاهر أنه أيضا انتفاع واستعمال‪ ،‬فيلحق بالقسم الول وكذا التقييد‬
‫بالحتواء عليها في المجمرة الظاهر أنه غير جيد إذ إحضارها في المجلس‬
‫و طرح الطيب استعمال لها‪ ،‬نعم بالنسبة إلى غير صاحب البيت إذا لم‬
‫يباشر شيئا من ذلك واستشم ذلك ففيه إشكال من جهة الستعمال‪ ،‬وإن كان‬
‫من جهة الحضور في مجلس الفسق إن كان محرما مطلقا منهيا عنه‪ ،‬وكذا‬
‫الستضاءة بالشمع الذي نصب في ظرف الذهب والفضة‪ ،‬لغير المباشر فيه‬
‫إشكال‪ ،‬ول يبعد الجواز‪ ،‬ل سيما إذا لم يكن في المجلس الذي أسرج فيه‪،‬‬
‫فانه ل يعد هذا انتفاعا وتصرفا‪ ،‬ولذا قالوا‪ :‬ل يجوز للمالك منعهم‬

‫]‪[545‬‬

‫من الستضاءة‪ .‬ويشكل هذا في المشاهد المقدسة التي يسرج فيها في تلك الظروف‬
‫إذ يلزم ارتكاب المحرم لمر مستحب إذا قيل‪ :‬بحرمة هذا النتفاع‪ ،‬والظاهر‬
‫أنه ل تصير أمثال تلك الحتياطات البعيدة سببا لترك تلك الفضايل العظيمة‬
‫فان أصل كونها آنية في محل المنع كما ستعرف‪ ،‬وكون مطلق الستعمال‬
‫محرما كذلك‪ ،‬وكون ذلك استعمال أبعد‪ .‬ويؤيده ما رواه الكليني والشيخ في‬
‫الحسن كالصحيح عن زرارة قال‪ :‬حضر أبو جعفر عليه السلم جنازة رجل‬
‫من قريش وأنا معه وكان فيها عطاء فصرخت صارخة فقال عطا‪ :‬لتسكتن‬
‫أو لنرجعن‪ ،‬قال‪ :‬فلم تسكت فرجع عطا‪ ،‬قال‪ :‬فقلت لبي جعفر عليه‬
‫السلم‪ :‬إن عطا قد رجع‪ ،‬قال‪ :‬ولم ؟ قلت صرخت هذه الصارخة‪ ،‬فقال لها‪:‬‬
‫لتسكتن أو لرجعن‪ ،‬فلم تسكت فرجع‪ ،‬فقال‪ :‬امض بنا‪ ،‬فلو أنا إذا رأينا‬
‫شيئا من الباطل مع الحق تركنا له الحق لم نقض حق مسلم )‪ .(1‬وأما ما‬
‫يصنعه بعضهم فيأتي بشمعة فيقرء ويزور بها‪ ،‬فكأنه ل ينفعه إل إذا لم‬
‫يصل إليه من أنوار تلك الشموع شئ‪ ،‬وهذا غير ميسر غالبا‪ ،‬ومع‬
‫الوصول فالقراءة بجميع النوار والقصد ل يفيد في ذلك‪ ،‬والعجب أن بعض‬
‫أفاضل معاصرينا كان يبعث شمعة إلى الروضة المقدسة الرضوية صلوات‬
‫ال على مشرفها ليقرء الناس بها لزعمه أنه ينفعهم‪ .‬قال المحقق‬
‫الردبيلي رحمه ال‪ :‬ليس في خبر معتبر النهي عن الستعمال‪ ،‬نعم وقع "‬
‫كرههما " في صحيحة محمد بن إسماعيل والنهي عن الكل في آنية‬
‫الفضة في حسنة الحلبي وهما أصح ما نقل على هذه المسألة في المنتهى‬
‫فالظاهر أن المراد بالكراهة التحريم‪ ،‬وهو كثير‪ ،‬ويشعر به تتمة الخبر‬
‫فتأمل وفتوى الصحاب‪ ،‬وحملوا النهي في الحسنة على التحريم فتأمل‪،‬‬
‫وباقي الخبار غير الصحيحة مثل خبر داود بن سرحان وخبر محمد بن‬
‫مسلم ورواية موسى بن بكر‪ ،‬وعلى تقدير حمل النهي والكراهة على‬
‫التحريم‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 3‬ر ‪.171‬‬

‫]‪[546‬‬

‫وجد النهي تحريما عنهما‪ ،‬والنهي عن العيان غير معقول فيحمل على ما هو‬
‫المطلوب منه غالبا كما هو مقتضي الصول‪ ،‬وهو الستعمال مطلقا لفي‬
‫الكل ول في الشرب للظاهر‪ ،‬ولنه أقرب إلى الحقيقة‪ ،‬فعلم مما عرفت‬
‫عدم دليل على تحريم التخاذ للقنية أيضا كما هو مذهب الكثر ول تزيين‬
‫المجالس والبيوت وغير ذلك لعدم ثبوت ما يصلح دليل عليه مع الصل‬
‫ومثل " من حرم زينة ال " وحصر المحرمات في بعض اليات وعدم‬
‫دخوله فيها‪ .‬ثم قال رحمه ال‪ :‬وبالجملة لو ل دعوى الجماع‪ ،‬وعدم‬
‫ظهور الخلف والفرق لكان القول بكراهة استعمال الواني حسنا لعدم دليل‬
‫التحريم للفظ " كرههما " وعطف النهي عن المفضض المحمول على‬
‫الكراهة على نهيها‪ ،‬مع أنه حسن‪ ،‬فالجماع مع ظهور بعض الخبار يدل‬
‫على بعض تحريم مطلق الستعمال والحتياط مع بعض الخبار أيضا يدل‬
‫على تحريم القنية أيضا فل يترك انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬حمل النهي الوارد على‬
‫العيان على مطلق الستعمال أو النتفاع محل نظر‪ ،‬بل يحتمل حمله على‬
‫النتفاع الغالب الشايع كالكل والشرب هنا‪ ،‬والوطي في قوله تعالى‪" :‬‬
‫حرمت عليكم امهاتكم " والكل " في حرمت عليكم الميتة "‪ ،‬وأمثال ذلك‬
‫كما أشرنا إليه سابقا‪ .‬الثاني‪ :‬اختلف الصحاب في الواني المفضض‪ ،‬فقال‬
‫الشيخ في الخلف‪ :‬حكمها حكم الواني المتخذة من الذهب والفضة‪ ،‬وقال‬
‫في المبسوط‪ :‬يجوز استعمالها لكن يجب عزل الفم عن موضع الفضة‪،‬‬
‫واختاره العلمة رحمه ال وعامة المتأخرين قالوا‪ :‬بالكراهة‪ ،‬وهو أقوى‬
‫لصحيحة عبد ال بن سنان‪ .‬احتج الشيخ على التحريم بحسنة الحلبي فان‬
‫العطف يقتضي التساوي‪ ،‬وبرواية بريد لن المراد بالكراهة في الول‬
‫التحريم فيكون في الثاني كذلك تسوية بين المعطوف والمعطوف عليه‪،‬‬
‫واحترازا عن عموم الشتراك والمجاز‪ ،‬ورواية عمرو بن أبى المقدام‬
‫واجيب بأن لزوم مطلق التشريك بين المعطوف والمعطوف عليه ممنوع‪،‬‬
‫وخبر الحلبي محمول على الكراهة في المفضض‪ ،‬جمعا بينه وبين ما هو‬
‫أقوى منه‪،‬‬

‫]‪[547‬‬

‫والكراهية في خبر بريد أعم من التحريم‪ ،‬فالتشريك بين المعطوف والمعطوف عليه‬
‫حاصل على القول بالكراهة‪ ،‬ونزعه عليه السلم ل يدل على التحريم‪،‬‬
‫فيجوز أن تكون للكراهية‪ ،‬واجتناب موضع الفضة على الوجوب عند‬
‫الشيخ في المبسوط والعلمة وأكثر المتأخرين استنادا إلى المر بالعزل في‬
‫صحيحة ابن سنان‪ .‬وذهب المحقق رحمه ال في المعتبر إلى استحبابه‬
‫لصحيحة معاوية بن وهب وهو حسن فان ترك الستفصال مع قيام‬
‫الحتمال دليل العموم‪ .‬وأقول‪ :‬المفضض أنواع‪ :‬الول الظرف الذي تكون‬
‫بعضها فضة وبعضها نحاسا أو غيره متميزا كل منهما عن الخر كما‬
‫تستعمل ظروف أصلها من الخزف أو ما يشبهه وفمها من الفضة‪ ،‬الثاني‬
‫ماكان جميعه مموها بالفضة وهو قسمان‪ :‬أحدهما ماطلي بماء الفضة وإذا‬
‫عرض على النار ل ينفصل عنه شئ‪ ،‬وثانيهما ما لبس بالسبايك وشبهها‬
‫بحيث إذا عرض على النار انفصلت الفضة عن غيرها‪ ،‬الثالث ما علق‬
‫عليه قطعة أو حلقة أو سلسلة من الفضة‪ ،‬الرابع أن يخلط الفضة بشئ‬
‫آخر‪ ،‬ويصنع منهما النية‪ ،‬الخامس ما نقش بالفضة‪ .‬وظاهر أخبار‬
‫المفضض شمولها للول والثالث‪ ،‬لكن ظاهر أكثرها ما كان بالضبة‬
‫والقطعة الملصقة‪ ،‬ل الحلقة والسلسلة‪ ،‬للتصريح في بعضها بالضبة‪،‬‬
‫ولتجويز الحلقة في غير الواني كما مر‪ ،‬قال في الدروس‪ :‬وفي المفضض‬
‫روايات والكراهة أشبه نعم يجب تجنب موضع الفضة على القرب‪ ،‬ول‬
‫بأس بقبيعة السيف ونعله من الفضة وضبة الناء وحلقة القصعة‪ .‬وأما‬
‫الثاني فالظاهر في الولى التجويز‪ ،‬وفي الثانية المنع لصدق النية على‬
‫اللباس بل يمكن ادعاء صدق آنية الفضة على الجميع عرفا‪ ،‬وللخبار‬
‫السابقة‪ ،‬وإن وردت في غير الواني‪ ،‬ويحتمل القول بالجواز فيه لصل‬
‫الباحة‪ ،‬وعدم صراحة الخبار في المنع‪ ،‬وقال العلمة رحمه ال في‬
‫النهاية‪ :‬لو اتخذ إناء من حديد أو غيره وموهه بالذهب أو الفضة‪ ،‬فان كان‬
‫يحصل منهما شئ بالعرض على النار‪ ،‬منع من‬

‫]‪[548‬‬

‫استعماله‪ ،‬وإل فاشكال ينشأ من عدم ظهوره للفقراء‪ ،‬فل يحصل الخيلء ومن‬
‫المشابهة لنية الذهب والفضة انتهى‪ .‬وأما الرابع فل يبعد اعتبار صدق‬
‫السم‪ ،‬فان صدق آنية الفضة عليه منع وإل فل‪ ،‬فكأنه ل اعتبار للغلبة مع‬
‫عدم صدق السم‪ .‬وأما الخامس فل يبعد القول بالتفصيل فيه كالثاني بأن‬
‫يقال‪ :‬إن حصل منهما بالعرض على النار شئ كان في حكم المفضض وإل‬
‫فل‪ .‬ثم اعلم‪ :‬أن الحاديث وردت في المفضض‪ ،‬وهو مشتق من الفضة‪،‬‬
‫وهل يدخل فيها المذهبة أو المضببة بالذهب ؟ قال العلمة رحمه ال في‬
‫المنتهي‪ :‬لم أقف للصحاب فيه على قول‪ ،‬ثم قال‪ :‬والقوى عندي جواز‬
‫اتخاذه عمل بالصل‪ ،‬والنهي إنما يتناول استعمال آنية الذهب والفضة‪ ،‬نعم‬
‫هو مكروه إذ ل ينزل عن درجة الفضة وهو حسن‪ ،‬إل أن إثبات الكراهة‬
‫مع فقد النص ل يخلو من إشكال‪ ،‬وقال رحمه ال في النهاية‪ :‬ل فرق بين‬
‫المضبب بالفضة أو الذهب في ذلك لتساويهما في المنع‪ ،‬والعلة‪ ،‬وقال‬
‫السيد رحمه ال في المدارك‪ :‬الظهر أن النية المذهبة كالمفضضة في‬
‫الحكم بل هي أولى بالمنع‪ ،‬وقال المحقق الردبيلي رحمه ال‪ :‬الظاهر عدم‬
‫الفرق بين الذهب والفضة في ثبوت الكراهة‪ ،‬ووجوب عزل الفم فيه‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬ول يخفى أن وجوب عزل الفم يدل على تحريم الشرب في آنية الفضة‬
‫فتأمل‪ .‬الثالث‪ :‬قال الشيخ البهائي رحمه ال‪ :‬ل يحرم المأكول والمشروب‬
‫لعدم الدليل وأصالة الحل‪ ،‬وعن المفيد رحمه ال تحريمه وهو الليح من‬
‫كلم أبي الصلح رحمه ال وربما يظن اليماء إليه فيما اشتهر من قول‬
‫النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في‬
‫جوفه نار جهنم‪ ،‬ورده شيخنا في الذكرى‪ ،‬بأن الحديث محمول على أن‬
‫الشرب المذكور سبب في دخول النار لمتناع إرادة الحقيقة انتهى‪ ،‬ونحو‬
‫ذلك ذكر غيره‪ .‬وأقول‪ :‬كلمهم في هذا الباب مبهم ل يعرف معناه ول يفهم‬
‫مغزاه‪ ،‬وتفصيله ان حرمة العين إذا لم يرد بها الستعمال والنتفاع‪ ،‬ليس‬
‫له معنى محصل‪ ،‬فان كان‬
‫]‪[549‬‬

‫مرادهم بحرمة المأكول أنه إذا دخل الطعام فيها حرم ول يجوز الكل منه‪ ،‬وإن حول‬
‫منها إلى آنية اخرى أيضا‪ ،‬كما يدل عليه عبارة الذكرى ؟ فمعناه محصل‬
‫لكن دليله في غاية الضعف إذ لم يدل عليه شئ من الخبار المنقولة من‬
‫طرق الخاصة والعامة‪ ،‬قال في الذكرى‪ :‬ل يحرم المأكول والمشروب‪ ،‬وإن‬
‫حرم الستعمال لعدم تناول النهي المستعمل‪ ،‬ويخرج عن المعصية بوضعه‬
‫في غير الناء‪ ،‬ثم أكله‪ ،‬وعن المفيد رحمه ال تحريمه ويلوح من كلم أبى‬
‫الصلح ثم ذكر ما مر‪ ،‬وإن أرادوا به أن عند الكل من آنية الفضة تعلقت‬
‫الحرمة بالمأكول أيضا أي يصدق عليه أنه أكل شيئا محرما كما أنه يصدق‬
‫أنه أكل أكل محرما كما يوهمه كلم بعضهم‪ ،‬فل محصل له كما عرفت‪ ،‬فان‬
‫المأكول المحرم ل معنى له إل أن أكله محرم‪ .‬فان قيل‪ :‬نجد الفرق بين‬
‫الحكم المتعلق بالعين‪ ،‬والمتعلق بالفعل‪ ،‬في كلم القوم لحكمهم بكراهة‬
‫الكل متكئا وكراهة مكروهات الذبيحة‪ ،‬وكذا الفرق واضح بين الكل في‬
‫المكان المغصوب‪ ،‬وبين أكل لحم الخنزير‪ ،‬قلت‪ :‬جميع تلك الحكام ترجع‬
‫إلى فعل المكلف لكن اصطلحوا على أن الحرمة إذا كانت متعلقة بأكل شئ‬
‫مثل في جميع الحوال الختيارية كلحم الخنزير‪ ،‬ينسبون الحرمة إلى‬
‫المأكول‪ ،‬وإن كانت محصوصة بوضع خاص أو زمان خاص أو مكان‬
‫مخصوص ينسبون التحريم إلى الفاعل غالبا‪ .‬فان كان غرضهم هذا الفرق‬
‫فالنزاع قليل الجدوى‪ ،‬ول ثمرة له يعتد بها‪ ،‬والظاهر أن مرادهم المعنى‬
‫الول لكن كلم أبي الصلح ل دللة فيه على شئ من الوجهين‪ ،‬حيث قال‬
‫في الكافي‪ :‬ما يحرم أكله على ضربين‪ :‬أحدهما يتعلق التحريم بعينه‪،‬‬
‫الثاني بوقوعه على وجه‪ ،‬الضرب الول البغل والخنزير والكلب‪ ،‬إلى قوله‬
‫الضرب الثاني ميتة ذوات النفس السائلة إلى قوله‪ :‬وطعام الكفار‪ ،‬وما‬
‫باشروه ببعض أعضائهم‪ ،‬وما شرب عليه الخمر من الطعام‪ ،‬والطعام في‬
‫آنية الذهب والفضة‪ ،‬ثم قال‪ :‬فصل فيما يحرم شربه‪ :‬قليل المسكر وكثيره‬
‫خمر محرم‪ ،‬إلى أن قال‪ :‬وما‬

‫]‪[550‬‬

‫ينجس من الطاهرات والشرب فيما ل يجوز الكل فيه من الواني انتهى‪ .‬وكلمه في‬
‫الشرب صريح في المشهور وكلم المفيد رحمه ال لم أظفر عليه بعينه‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬اختلف الصحاب في بطلن الطهارة إذا تطهر من إنائي الذهب‬
‫والفضة قال في المعتبر‪ :‬ل يبطل وضوؤه ول غسله‪ ،‬لن انتزاع الماء‬
‫ليس جزء من الطهارة بل ل يحصل الشروع فيها إل بعده‪ ،‬فل يكون له أثر‬
‫في بطلن الطهارة‪ ،‬واستوجه العلمة رحمه ال في المنتهى البطلن‪ ،‬لن‬
‫الطهارة ل تتم إل بانتزاع الماء المنهي عنه‪ ،‬فيستحيل المر بها لشتماله‬
‫على المفسدة‪ ،‬وقال في المدارك‪ :‬هو جيد‪ ،‬حيث ثبت التوقف المذكور‪،‬‬
‫وأما لو تطهر منه مع التمكن من استعمال غيره قبل فوات الموالت‪،‬‬
‫فالظاهر الصحة لتوجه المر باستعمال الماء‪ ،‬حيث ل يتوقف على فعل‬
‫محرم‪ ،‬وخروج النتزاع المحرم عن حقيقة الطهارة انتهى‪ .‬وكذا اختلفوا‬
‫في البطلن لو جعلت مصبا لماء الوضوء أو الغسل‪ ،‬وعدم البطلن هنا‬
‫أظهر‪ .‬الخامس‪ :‬قال في المنتهى‪ :‬تحريم الستعمال مشترك بين الرجال‬
‫والنساء لعموم الدلة‪ ،‬وإباحة التحلي للنساء بالذهب ل يقتضي إباحة‬
‫استعمالهن النية منه إذ الحاجة وهي التزين ماسة في التحلي وهو‬
‫مختص به‪ ،‬فتخصص به الباحة انتهى وادعى في الذكرى عليه الجماع‪.‬‬
‫السادس‪ :‬قال في المنتهى‪ :‬لو اتخذ إناء من ذهب أو فضة مموهة بنحاس‬
‫أو رصاص‪ ،‬حرم استعماله لوجود النهي عنه‪ ،‬وهو أحد قولي الشافعي‪،‬‬
‫وفي الخر ل يحرم‪ ،‬لنه ل يظهر للناس السرف فيه‪ ،‬فل يخشي منه فتنة‬
‫الفقراء‪ ،‬ول إظهار التكبر‪ ،‬والجواب السرف موجود فيه‪ ،‬وإن لم يظهر‬
‫انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬هذه العلل غير منصوصة والعمدة صدق السم ليدخل تحت‬
‫النهي وهو ممنوع ودعوى الصدق غير بعيد‪ .‬السابع‪ :‬اختلف الصحاب في‬
‫جواز اتخاذ الظروف الصغيرة التي ل تصلح للكل والشرب كالمكحلة‬
‫وظرف الغالية وأشباه ذلك‪ ،‬للشك في صدق النية عليها‬

‫]‪[551‬‬

‫بل ادعى بعضهم أن المتبادر من النية والواني الظروف المستعملة في الكل‬


‫والشرب فل تصدق على ما يوضع فيه الشموع والمصابيح‪ ،‬ول ظروف‬
‫التتن والقناديل المعلقة في المشاهد والمساجد‪ .‬ويؤيده ما مر في خبر على‬
‫بن جعفر حيث قال‪ :‬إنما كره استعمال مايشرب منه ول يقصر عن الصحيح‬
‫لرواية الحميري والبرقي من كتاب على بن جعفر وكتابه كان أشهر من‬
‫الشمس‪ ،‬والن أيضا موجود عندنا وأما اللغويون فأكثرهم أحالوه على‬
‫الشهرة والعرف‪ ،‬فقالوا‪ :‬الناء معروف والجمع آنية‪ ،‬وجمع الجمع أواني‪،‬‬
‫وقال في المصباح المنير‪ :‬الناء والنية كالوعاء والوعية‪ ،‬وقال الراغب‪:‬‬
‫النية ما يوضع فيه الشئ انتهى‪ ،‬وما يقال الناء هو الظرف‪ ،‬والظرف كل‬
‫ما يستقر فيه الشئ فل مستند له‪ ،‬ومعلوم في العرف أنه إذا قال رجل‪:‬‬
‫ائتني باناء فاتي بظرف غالية أو مكحلة ل يعد في العرف مؤتمرا‪ ،‬ويؤيده‬
‫تجويز الخواتيم‪ ،‬وأوعية الدعاء‪ ،‬ونعل السيف وأمثالها‪ ،‬مع أن جميع ذلك‬
‫مما يستقر فيه الشئ‪ .‬والحاصل أن كل ما علم لغة أو في عرفهم عليهم‬
‫السلم صدق النية عليه‪ ،‬يدخل في النهي إن عممناه‪ ،‬وإلفأصل الباحة‬
‫أقوى‪ ،‬وإن كان الحوط الحتراز عن الجميع إل ما علم استثناؤه‪ ،‬ولنذكر‬
‫بعض ما ذكره الصحاب رضي ال عنهم في ذلك‪ .‬قال الشهيد رحمه ال في‬
‫الذكرى‪ :‬القرب تحريم المكحلة منها وظرف الغالية وإن كان بقدر الضبة‬
‫لصدق الناء‪ ،‬أما الميل فل‪ ،‬ونحوه قال في الدروس‪ ،‬وقال العلمة رحمه‬
‫ال في التذكرة‪ :‬في المكحلة الصغيرة وظرف الغالية للشافعية وجهان‪:‬‬
‫التحريم وهو المعتمد‪ ،‬لنه يسمى إناء‪ ،‬والباحة لن قدره يحتمل ضبة‬
‫للشئ‪ ،‬فكذلك وحده‪ ،‬وقال صاحب المدارك‪ :‬في جواز اتخاذ المكحلة‬
‫وظروف الغالية من ذلك تردد منشاؤه الشك في إطلق اسم الناء عليه‬
‫حقيقة‪ .‬الثامن‪ :‬اختلفوا أيضا في تحلية المشاهد والمساجد بالقناديل من‬
‫الذهب والفضة والحكم بالتحريم مشكل‪ ،‬للشك في صدق النية عليها‪ ،‬ل‬
‫سيما إذا كانت مكشوفة الطرفين‪ ،‬وقال في الذكري‪ :‬وفي المساجد‬
‫والمشاهد نظر لفحوى النهي‪ ،‬وشعار التعظيم‬

‫]‪[552‬‬

‫وقال المحقق الردبيلي رحمه ال‪ :‬على تقدير ثبوت التحريم ل ينبغي الفرق بين‬
‫المشاهد وغيرها بعدم التحريم فيها بدليل التعظيم‪ ،‬وميل قلوب الناس‬
‫إليها‪ ،‬لن مثله ل يصلح لتخصيص الدليل لو كان موجودا‪ ،‬ولعل عدم المنع‬
‫من المتقدمين على تقدير القدرة لعدم تحريم غير الستعمال‪ .‬التاسع‪ :‬قال‬
‫العلمة رحمه ال في المنتهي‪ :‬ل بأس باتخاذ الفضة اليسيرة كالحلية‬
‫للسيف‪ ،‬والقصعة والسلسلة التي يتشعب بها الناء‪ ،‬وأنف الذهب‪ ،‬وما‬
‫يربط به أسنانه‪ ،‬لما رواه الجمهور في قدح رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ ،‬والخاصة في مرآة موسى‪ ،‬وروي الجمهور أن عرفجة بن سعد‬
‫اصيب أنفه يوم الكلب‪ ،‬فاتخذ أنفا من ورق فأنتن عليه فأمره النبي صلى‬
‫ال عليه وآله أن يتخذ من ذهب‪ ،‬وللحاجة إلى ذلك واتخاذ ذلك جايز مع‬
‫الحاجة‪ ،‬وبدونها خلفا لبعض‪ ،‬وأما ما ليس باناء فالوجه الكراهية فيه‪،‬‬
‫وذلك كالصفايح في قايم السيف‪ ،‬والميل لما فيه من النفع‪ ،‬ولما رواه أنس‬
‫قال‪ :‬كان نعل سيف رسول ال صلى ال عليه وآله من فضة‪ ،‬وقبيعة سيفه‬
‫فضة‪ ،‬وما بين ذلك حلق الفضة ورواية محمد بن إسماعيل لما أمر موسى‬
‫عليه السلم بكسر قضيب العباس الملبس بالفضة قد تحمل على الكراهة‪.‬‬
‫ونحو ذلك قال في المعتبر‪ :‬وقال صاحب الوسيلة‪ :‬الحلي ثلثة أضرب‪:‬‬
‫ذهب وفضة وجوهر فالذهب حرام على الرجال التزين به‪ ،‬حلل للنساء إل‬
‫في حال الحداد‪ ،‬والفضة والجوهر يجوز للرجل التزين بهما كما يجوز‬
‫للمرأة‪ ،‬ولبس ما يختص بأحدهما مكروه للخر‪ ،‬والمموه من الخاتم‬
‫والمجرى فيه الذهب والمصوغ من الحنسين على وجه ل يتميز‬
‫والمدروس من الطرز مع بقاء أثره حل للرجال أيضا‪ .‬وقال صاحب‬
‫الجامع‪ :‬ل يحل استعمال أواني الذهب والفضة لرجل أو امرأة وموضع‬
‫الفضة من المفضض‪ ،‬والمدهن والمشط‪ ،‬والمرآة من ذلك‪ ،‬ول بأس بالبرة‬
‫سن الذهب والفضة وقال رحمه ال‪ :‬ل يجوز للرجال التحلي بالذهب‪،‬‬
‫ويجوز للنساء ويتحلي الرجال بالفضة خاتما ومنطقة وحلية سيف وبرة‬
‫بعير‪.‬‬

‫]‪[553‬‬

‫وقال في الذكري‪ :‬أما نحو الحلقة للقصعة وقبيعة السيف والسلسلة فانه جايز‪ ،‬ثم‬
‫ذكر الخبار العامية والخاصية المتقدمة في ذلك‪ ،‬وقال في الدروس‪ :‬ول‬
‫بأس بقبيعة السيف ونعله من الفضة‪ ،‬وضبة الناء‪ ،‬وحلقه الفضة‪ ،‬وتحلية‬
‫المرآت وروي جواز تحلية السيف والمصحف بالذهب والفضة‪ ،‬وقال في‬
‫الذكري‪ :‬هل ضبة الذهب كالفضة ؟ يمكن ذلك كأصل الناء‪ ،‬والمنع لقوله‬
‫صلى ال عليه وآله في الذهب والحرير‪ :‬هذان حرامان على ذكور امتي‬
‫انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬قد مر التفصيل في السرير والسرج واللجام‪ ،‬ولم أر أحدا‬
‫من الصحاب تعرض لذلك‪ ،‬وروي عن الصادق عليه السلم أنه كانت برة‬
‫ناقة رسول ال صلى ال عليه وآله من فضة‪ .‬وأقول‪ :‬روت العامة أن‬
‫طرفة بن عرفجة الصحابي اصيب أنفه يوم الكلب فاتخذها من ورق فأنتن‬
‫فرخص عليه السلم له في الذهب‪ ،‬وفي شرح الشواهد‪ :‬الكلب كغراب‬
‫موضع وماء وقال حمزة بن الحسن الصبهاني في كتاب التنبيه على‬
‫حروف التصحيف‪ :‬قد فضح التصحيف في دولة السلم خلقا من الفقهاء‬
‫والعلماء والكتاب والمراء وذوي الهيئات من القراء كحيان بن بشر قاضي‬
‫اصبهان وقد تولي قضاء الحضرة أيضا‪ ،‬فانه كان روي عن أصحاب‬
‫الحديث أن عرفجة قطع أنفه يوم الكلب‪ ،‬وكان مستحليه رجل يقال له‬
‫كحيحة‪ ،‬فقال‪ :‬أيها القاضي إنما هو يوم الكلب‪ ،‬فأمر بحبسه فدخل الناس‬
‫إليه فقالوا‪ :‬ما دهاك ؟ فقال‪ :‬قطع أنف عرفجة يوم الكلب في الجاهلية‪،‬‬
‫وامتحنت أنا به في السلم‪ .‬العاشر‪ :‬احتلف الصحاب في زخرفة السقوف‬
‫والحيطان بالذهب‪ ،‬فقال الشيخ في الخلف‪ :‬إنه لنص في تحريمها‪،‬‬
‫والصل الباحة‪ ،‬ونقل عن ابن إدريس المنع من ذلك ولعل ذلك لما فيه من‬
‫تعطيل المال‪ ،‬وصرفه في غير الغراض الصحيحة‪ ،‬قيل‪ :‬ويرشد إليه أمر‬
‫أبي الحسن عليه السلم بكسر القضيب الملبس بالفضة‪ .‬الحادي عشر‪ :‬قال‬
‫في الذكرى‪ :‬ل كراهية في الشرب عن كوزفمها خاتم فضة‪ ،‬أو إناء فيه‬
‫دراهم‪ ،‬وقال‪ :‬ل يضمن كاسر أو اني الذهب والفضة لنه ل حرمة لها على‬

‫]‪[554‬‬

‫القول بتحريم اتخاذها لغير الستعمال‪ ،‬ويجوز بيعها على القول بعدم تحريم اتخاذها‬
‫لغير الستعمال‪ ،‬أو كان المطلوب كسرها ووثق من المشتري بذلك‪ ،‬وأطلق‬
‫العلمة الحكم بجواز ذلك وقال‪ :‬وعلى المشتري سبكها‪ .‬الثاني عشر‪ :‬قال‬
‫في المنتهى‪ :‬يجوز اتخاذ الواني من كل ما عدا الذهب والفضة مرتفعا كان‬
‫في الثمن أول‪ ،‬عمل بالصل‪ ،‬ول يكره استعمال شئ منها في قول أكثر‬
‫أهل العلم‪ ،‬إل أنه قد روى عن ابن عمر أنه كره الوضوء في الصفر‬
‫والنحاس والرصاص وشبهه‪ ،‬واختاره أبو الفرج المقدسي لتغير الماء‬
‫منه‪ ،‬وقال بعض الجمهور‪ :‬يكره الشرب في الصفر‪ .‬لنا ما رواه الجمهور‬
‫عن عبد ال بن زيد قال‪ :‬أتا نا رسول ال صلى ال عليه وآله فأخرجنا له‬
‫ماء في تور من صفر فتوضأ‪ ،‬رواه البخاري‪ ،‬وروى أبو داود عن عائشة‬
‫قالت‪ :‬كنت أغتسل أنا ورسول ال في تور من شبه )‪ (1‬ومن طريق‬
‫الخاصة ما رواه الشيخ عن يونس بن يعقوب وذكر حديث عباد البصري‬
‫الذي قدمناه برواية البرقي‪ .‬قد تم كتاب السماء والعالم من بحار النوار‬
‫على يد مؤلفه الحقير المقر الحادي عشر‪ :‬قال في الذكرى‪ :‬ل كراهية في‬
‫الشرب عن كوزفمها خاتم فضة‪ ،‬أو إناء فيه دراهم‪ ،‬وقال‪ :‬ل يضمن كاسر‬
‫أو اني الذهب والفضة لنه ل حرمة لها على‬

‫]‪[554‬‬

‫القول بتحريم اتخاذها لغير الستعمال‪ ،‬ويجوز بيعها على القول بعدم تحريم اتخاذها‬
‫لغير الستعمال‪ ،‬أو كان المطلوب كسرها ووثق من المشتري بذلك‪ ،‬وأطلق‬
‫العلمة الحكم بجواز ذلك وقال‪ :‬وعلى المشتري سبكها‪ .‬الثاني عشر‪ :‬قال‬
‫في المنتهى‪ :‬يجوز اتخاذ الواني من كل ما عدا الذهب والفضة مرتفعا كان‬
‫في الثمن أول‪ ،‬عمل بالصل‪ ،‬ول يكره استعمال شئ منها في قول أكثر‬
‫أهل العلم‪ ،‬إل أنه قد روى عن ابن عمر أنه كره الوضوء في الصفر‬
‫والنحاس والرصاص وشبهه‪ ،‬واختاره أبو الفرج المقدسي لتغير الماء‬
‫منه‪ ،‬وقال بعض الجمهور‪ :‬يكره الشرب في الصفر‪ .‬لنا ما رواه الجمهور‬
‫عن عبد ال بن زيد قال‪ :‬أتا نا رسول ال صلى ال عليه وآله فأخرجنا له‬
‫ماء في تور من صفر فتوضأ‪ ،‬رواه البخاري‪ ،‬وروى أبو داود عن عائشة‬
‫قالت‪ :‬كنت أغتسل أنا ورسول ال في تور من شبه )‪ (1‬ومن طريق‬
‫الخاصة ما رواه الشيخ عن يونس بن يعقوب وذكر حديث عباد البصري‬
‫الذي قدمناه برواية البرقي‪ .‬قد تم كتاب السماء والعالم من بحار النوار‬
‫على يد مؤلفه الحقير المقر بالزلل والتقصير‪ ،‬محمد باقر بن محمد تقى‬
‫عفى ال عن هفواتهما‪ ،‬ومحا سيئاتهما‪ ،‬مع هجوم أنواع الشغال‪ ،‬وتشتت‬
‫البال‪ ،‬وتفرق الحوال‪ ،‬في أواسط شهر جمادى الثانية من شهور سنة‬
‫أربع ومائة بعد اللف من الهجرة النبوية والحمد ل أول وآخرا و الصلة‬
‫والسلم على سيد المرسلين وعترته الطيبين الطهرين ولعنة ال على‬
‫أعدائهم أجمعين‪.‬‬
‫)‪ (1‬صحيح البخاري كتاب الوضوء الباب ‪ 45‬سنن ابى داود كتاب الطهارة الباب‬
‫‪.47‬‬

‫مكتبة يعسوب الدين عليه السلم اللكترونية‬

You might also like