Professional Documents
Culture Documents
][1
بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار تأليف العلم العلمة الحجة فخر
المة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي " قدس ال سره " الجزء الثالث
والستون دار إحياء التراث العربي بيروت -لبنان الطبعة الثالثة المصححة
1403ه 1983م دار احياء التراث العربي بيروت -لبنان -بناية
كليوباترا -شارع دكاش -ص .ب 11 / 7957تلفون المستودع:
- 278766 - 273032 - 274696المنزل 830717 - 830711برقيا:
التراث تلكس LE / 44632تراث
][2
][1
) (1المائدة 6والظاهر بقرينة قوله تعالى " :وطعامكم حل لهم " حلية التعامل
معهم والمعنى أن ما يشرونه أهل الكتاب ويجلبونها إلى أسواقهم يحل لكم
اشتراؤها وابتياعها ،كما أن ما تشرونه وتجلبونه في أسواقكم يحل لهم
ابتياعها وشراؤها ،ولذلك يتعاملون معكم .فلو كانت الية مطلقة تشمل
أنواع المطعومات ومنها ذبايح أهل الكتاب ،لكان قوله تعالى " :وطعامكم
حل لهم " لغوا حشوا فانه ل معنى لن يحكم القرآن عليهم بحلية ذبايحنا
لهم فانهم " ل يحرمون ما حرم ال ورسوله ول يدينون دين الحق "
ولذلك ل يأكلون من ذبيحتنا فالتشبث بالية على حلية ذبايحهم لنا على
غير محله.
][2
الصلح وابن حمزة وابن إدريس والعلمة جمال الدين والمحقق نجم الدين والشيخ
محمد بن مكى وساير المتأخرين عطر ال مضاجعهم إلى أن ذبايحهم
محرمة ل يجوز الكل منها على حال من الحوال ،سواء ذكر اسم ال
تعالى عليها أم ل ،ووافقهم على ذلك الحنابلة ،وذهب الحنفية والشافعية
والمالكية إلى إباحه ذبايح أهل الكتاب وإن لم يذكر اسم ال عليها ،ووافقهم
الشاذ من علماء المامية كابن أبى عقيل .وقال محمد بن بابويه طاب ثراه:
إذا سمعنا اليهودي والنصراني والمجوسي يذكر اسم ال تعالى عند الذبح،
فان ذبيحته تحل لنا ،وإل فل ،وإلحاق المجوسى باليهودى والنصراني،
لن لهم شبهة كتاب .ثم اختلف علماء المة في ذبيحة المسلم إذا ترك
التسمية ،فذهب الحنابلة و داود الصفهانى إلى تحريم أكلها سواء ترك
التسمية عمدا أو سهوا ،ووافقهم صاحب الكشاف مع أنه حنفى الفروع،
حيث قال من حق ذي البصيرة في دينه أن ل يأكل مما لم يذكر اسم ال
عليه ،كيف ماكان ،لما ترى في الية من التشديد العظيم ،هذا كلمه.
وذهب الشافعية والمالكية إلى إباحة أكلها مطلقا ،وذهب جماهير المامية
إلى التفصيل بأنه إن تركها عمدا حرم أكلها ،وإن تركها سهوا لم يحرم،
وهو مذهب الحنفية فهذه هي المذاهب المشهورة .ثم قال :احتج جمهور
المامية على تحريم ذبايح أهل الكتاب بقوله تعالى " ول تأكلوا مما لم
يذكر اسم ال عليه وإنه لفسق ) " (1وأهل الكتاب ل يذكرون اسم ال على
ذبايحهم ،فتكون محرمة بنص الكتاب ،ولو فرض أن النصراني تلفظ باسم
ال عند الذبح فانما يقصد الله الذي يعتقد أنه أبو المسيح ،وكذا اليهودي
إنما يعني الله الذي عزيز ابنه ،فوجود اللفظ في الحقيقة كعدمه .وأما
تأويل قوله سبحانه " مما لم يذكر اسم ال عليه " بالميتة فظاهر البعد ،و
قوله تعالى عقيب ذلك " وإن الشياطين ليوحون " إلى قوله سبحانه "
إنكم لمشركون " ل يدل عليه كما سنذكره ،وأبعد منه تأويل " مما لم يذكر
اسم ال عليه " بما ذكر غير
][3
اسم ال عليه .وأما وقوع مثل هذا التأويل في قوله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل
ال فاولئك هم الكافرون " ) (1فانما هو لعدم استقامة الكلم بدونه،
بخلف ما نحن فيه ،على أن ارتكابه هنا ل يشفي العليل ،لما نقل أن
النصارى يذكرون اسم المسيح عند الذبح .واحتج المامية أيضا بالروايات
عن أئمة أهل البيت كما رواه محمد بن مسلم ) (2عن المام محمد بن على
الباقر عليه السلم قال :سألته عن النصارى أتوكل ذبايحهم ؟ فقال :كان
على عليه السلم ينهى عن ذبايحهم وعن صيدهم وعن مناكحتهم ،وكما
رواه إسمعيل بن جابر ) (3عن المام أبي عبد ال جعفر بن محمد الصادق
عليه السلم أنه قال عند جريان ذكر أهل الكتاب :ل تأكلوا ذبايحهم ،وكما
رواه سماعة بن مهران ) (4عن المام موسى الكاظم عليه السلم قال:
سألته عن ذبيحة اليهودي والنصراني ،قال :ل تقربهما ،وكما رواه زكريا
ابن آدم ) (5عن المام على بن موسى الرضا عليه السلم أنه قال :أنهاك
عن ذبيحة كل من كان على خلف ]الدين[ الذي أنت عليه وأصحابك إل
عند الضرورة ،والروايات عنهم بذلك كثيرة كما تضمنة كتاب تهذيب
الخبار وكتاب الكافي وغيرهما من كتب الحديث ،والروايات النافية لها ل
تصلح لمعارضتها لن هذه معتضدة عندنا بالشهرة المقاربة للجماع .ثم
قال -ره -احتج الحنفية والشافعية والمالكية على إباحة ذبايح اليهود و
النصارى بوجوه :الول الصل في الشياء الحل حتى يتبين التحريم ،ولم
يثبت .الثاني قوله تعالى " وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل
لهم " والطعام يشمل اللحم وغيره ،والية ناطقة بجواز أكل ذبايحهم.
) (1المائدة (2) .44 :الكافي 6ر ،239التهذيب 9ر (3) .65التهذيب 9ر ،63
الكافي 6ر (4) .240الكافي 6 :ص ،240التهذيب 9ص (5) .65
التهذيب 9 :ص .70
][4
وأما التنافي بينهما وبين قوله تعالى " ول تأكلوا مما لم يذكر اسم ال عليه " )(1
فيمكن دفعه بوجهين :الول أن يحمل الموصول على الميتة كما رواه ابن
أبى حاتم عن ابن عباس ) (2ويدل عليه قوله تعالى في هذه الية " وإن
الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم " فقد روي في تفسيرها أن
الكفار كانوا يقولون للمسلمين إنكم تزعمون أنكم تعبدون ال ،فما قتل ال
أحق أن تأكلواه مما قتلتموه ،ووجه التأييد أنهم أرادوا بما قتل ال ما مات
حتف أنفه فينبغي حمل الموصول في صدر الية على ذلك أيضا ليتلءم
أجزاء الكلم ويخرج عن التنافر .الوجه الثاني أن يأول الصلة بما ذكر غير
اسم ال عليه ،حيث قال جل ثناؤه " قل ل أجد فيما اوحى إلى محرما على
طاعم يطعمه إل أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فانه رجس
أو فسقا أهل لغير ال به " ) (3الية قرينة ظاهرة على أن المراد به في
تلك الية هذا المعنى ل غير ،فالواو في قوله سبحانه " وإنه لفسق " واو
الحال أي ل تأكلوا مما لم يذكر اسم ال عليه حال كونه فسقا أي اهل به
لغير ال ،ول يستقيم كونها للعطف لما يلزم من عطف الخير على النشاء.
الثالث روي أن النبي صلى ال عليه وآله أكل من الذراع المسموم الذي
أهدته إليه اليهودية وكان مرض السم يعاوده في بعض الوقات إلى أن
مات صلى ال عليه وآله من ذلك ،وأكله من ذلك اللحم يدل على حل ذبيحة
اليهود .واحتج الحنابلة على تحريم ذبيحة المسلم إذا ترك التسمية ،سواء
تركها عمدا أو سهوا ،بظاهر الية " ول تأكلوا مما لم يذكر اسم ال عليه
" واحتج المالكية والشافعية على إباحتها مطلقا بظاهر قوله صلى ال
عليه وآله " ذبيحة المسلم حلل وإن لم يذكر اسم ال " ) (4وهذا
) (1النعام (2) .121راجع الدر المنثور 3 :ص (3) .43النعام(4) .145 :
أخرجه عبد بن حميد عن راشد بن سعد على ما في الدر المنثور 3 :ص
.42
][5
الحديث لم يثبت عند المامية وحمله الحنفية على حالة النسيان ل العمد ،وأورد
الشافعية عليهم أنه على هذا التقدير يلزم كون المسلم أسوء حال من
اليهود والنصارى ،لن المسلم التارك التسمية عمدا ل يجوز أكل ذبيحته
واليهود والنصراني التارك يجوز أكل ذبيحته ،وهذا اليراد ليس بشئ لن
المور تعبدية ل مجال للبحث فيها .ثم قال -ره :والجواب عن الستدلل
بآية " وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم " بأنه ل ريب أن ظاهرها ينافي
ظاهر آية " ول تأكلوا مما لم يذكر اسم ال عليه " ولكن رفع التنافي ليس
بمنحصر فيما ذكرتم ليتم كلمكم فان رفعه بما قلنا ونقله محدثونا عن أئمة
أهل البيت عليهم السلم بتخصيص الطعام بما عدا اللحوم أولى وأحسن من
حملكم وتأويلكم البعيد ،وتخصيص الطعام بالبر والتمر ونحوهما شايع.
وفي حديث أبي سعيد الخدرى كنا نخرج لصدقة الفطر على عهد رسول ال
صلى ال عليه وآله صاعا من طعام أو صاعا من شعير " ) (1ومعلوم أن
المراد بالطعام ما قلناه إذ ل يقال صاع من لحم ،وقد روي عن أئمة أهل
البيت عليهم السلم أن المراد بالطعام في هذه الية الحبوب وما شابهها )
(2ورواية ابن أبي حاتم لم تثبت عند كثير من محدثيكم فكيف عندنا .ول
دللة في قوله تعالى " وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم " الية على
أن المراد بما لم يذكر اسم ال عليه الميتة فقط ،لنه يشمل فردي ما مات
حتف أنفه
) (1رواه البخاري في كتاب الزكاة تحت الرقم 73و 75و 76ومسلم أيضا تحت
الرقم 17و ) 18ج 2ص (678والنسائي في سننه كتاب الزكاة الرقم
36و 38وابن ماجة بالرقم 21والترمذي بالرقم ،35وهكذا في حديث
احتجام النبي صلى ال عليه وآله عن انس بن مالك قال :احتجم رسول
ال حجمه أبو طيبة فأمر له بصاعين من طعام ،رواه مسلم ،في كتاب
المساقاة تحت الرقم ،62وهكذا في حديث الشاة المصراة " وان شاء
ردها وصاعا من طعام " رواه البخاري في كتاب البيوع بالرقم 64وابو
داود بالرقم 46والترمذي بالرقم 29والدارمى بالرقم 19وابن حنبل 2
ص 259ولفظه " اناء من طعام " 4ص ،314ومثله حديث معيشة آل
محمد صلى ال عليه وآله " قال رسول ال :ما أصبح في آل محمد ]ال[
مد من طعام " رواه ابن ماجة في كتاب الزهد الباب 10بالرقم المسلسل
،4148ومثل هذه التعبيرات كثيرة (2) .راجع الكافي 6ص .241
][6
وما ذبح من دون ذكر اسم ال عليه من ذبايح المسلمين والكفار ،وحصول الجدال
في الفرد الول لن تلبيسهم على المسلمين وإظهارهم الباطل في صورة
الحق إنما يتمشى فيه فحكى سبحانه جدالهم فيما جادلوا فيه دون ما لم
يجادلوا فيه ،وذلك ل يوجب تنافر أجزاء الكلم بوجه من الوجوه كما ل
يخفى وكذا ل دللة في قوله " وإنه لفسق " على تأويل مما لم يذكر اسم
ال عليه ) (1فان استعمال الفسق في الية في غير معناه الحقيقي حيث
أخرجه عن معناه المصدرى لوجود الصارف فيها عن حمله عليه ،ل يدل
على أنه في آية اخرى محمول على غير معناه الحقيقي ،والحال أنه ل
صارف عن حمله فيها على معناه الحقيقي .والواو في قوله تعالى " وانه
لفسق " ل يتعين كونها للحال كما ل يتعين عود الضمير إلى الموصول،
لحتمال جعل الواو اعتراضية واحتمال عود الضمير إلى المصدر المدلول
عليه بالفعل كما في الكشاف وغيره والواو العتراضية كما تقع في أثناء
الكلم تقع في آخره ،أيضا كما قالوه في قول النبي صلى ال عليه وآله "
أنا سيد ولد آدم ول فخر " ) (2صرح بذلك في المطول وغيره أيضا،
فاحتمال كونها للعطف قايم .وأما قولكم يلزم عطف الخبر على النشاء
فجوابه أنه من قبيل عطف القصة على القصة فل يحتاج فيه إلى تناسب
الجملتين في الخبرية والنشائية .قال صاحب الكشاف عند تفسير قوله
تعالى " ومن الناس من يقول آمنا بال واليوم الخر " ) (3وقصة
المنافقين عن آخرها معطوفة على قصة الذين كفروا كما تعطف الجملة
على الجملة انتهى.
) (1متعلق بقوله " وكذا ل دللة " والضمير راجع إلى كون المراد مما لم يذكر
اسم ال عليه ،الميتة ،كذا في هامش المطبوعة (2) .رواه أحمد
والترمذي وابن ماجة عن أبى سعيد الخدرى ،ورواه مسلم وأبو داود عن
ابن هريرة من دون زيادة واللفظ " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة " راجع
كشف الخفاء للعجلونى 1ر (3) .203البقرة .8
][7
وقال صاحب الكشف :أراد أنه ليس من باب عطف جملة على جملة لتطلب مناسبة
الثانية مع السابقة ،بل من باب ضم الجملة مسوقة إلى اخرى .وقال
صاحب الكشاف أيضا عند تفسير قوله تعالى " وبشر الذين آمنوا وعملوا
الصالحات " ) (1فان قلت على م عطف هذا المر ولم يسبق أمر ول نهي
ليصح عطفه عليه ؟ قلت :ليس الذي يعتمد بالعطف هو المر حتى يطلب
له شاكل من أمر أو نهى يعطف عليه إنما المعتمد بالعطف هو جملة وصف
ثواب المؤمنين ،فهى معطوفة على جملة وصف عقاب الكافرين كما يقال:
زيد يعاقب بالقيد والزهاق ،وبشر عمرا بالعفو والطلق انتهى .وقال
السيد في شرح المفتاح بعد ما قررناه :ل يشترط في عطف القصة على
القصة تناسب الجملتين في الخبرية والنشائية ،فليكن ذلك على ذكر منك،
فانه ينجيك من تكلفات باردة في مواضع شتى .وقد يقال في إبطال كون
الواو هنا للحال أن التأكيد بان والمر غير مناسب للجملة ،لن الحال
بمعنى الظرف كما نص عليه النحاة ،فالمعنى -وال أعلم :-ول تأكلوا مما
لم يذكر اسم ال عليه إذا كان فسقا فليس المقام حينئذ مقام التأكيد ،إذ ليس
الغرض النهي عنه في وقت كون الحكم بكونه فسقا مؤكدا كما هو مقتضي
رجوع النفي إلى القيد في نحو ما جاء زيد ماشيا ،ول تضرب زيدا راكبا،
ولهذا لم يجعلوا جملة " وإنه لقسم لو تعلمون عظيم " بعد قوله جل
شأنه " :فل اقسم بمواقع النجوم " ) (2حالية ،وإنما حكموا بأنها
معترضة بين القسم وجوابه لئل يلزم ما قلنا ههنا .وعندي في هذا الكلم
نظر إذ ل مانع من تقييد النهي عن كل ما لم يذكر اسم ال عليه ،بترتيب
الحكم المؤكد بكون أكله فسقا ،والجملة الحالية تؤكد كما
][8
ذكره نجم الئمة الشيخ الرضي ومثل بقولنا لقيته وإن عليه جبة ،وعد من ذلك
قوله تعالى في بحث الحروف المشبهة بالفعل " وما أرسلنا قبلك من
المرسلين إل إنهم " ) .(1هذا وظني أن وجه التأكيد في هاتين الجملتين أن
كل منهما كلم برأسه ،ملقى إلى المؤمنين ،فهو رائج عندهم متقبل لديهم
كما ذكره صاحب الكشاف عند قوله تعالى " إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا
" ) .(2وأما ما قيل من أن وجه التأكيد في الية التي نحن فيها ،هو أن
الكفار منكرون كون أكل ما لم يذكر اسم ال عليه فسقا ،فليس بشئ لن
المخاطب بالية الكريمة المؤمنون ،وهم ل ينكرون كون أكل الميتة فسقا،
والمنكر لذلك هم غير المخاطبين بها ،فحينئذ تأكيد الكلم الملقى إلى غير
المنكرين لكون غير المخاطبين منكرين ،اختراع ل يعرفه أحد من علماء
المعاني .والجواب عما روي من أكله صلى ال عليه وآله من اللحم الذي
أهدته اليهودية ،بأن الرواية لم تثبت صحتها عندنا ،واحتمال علمه صلى
ال عليه وآله بشراء تلك اليهودية ذلك اللحم من جزار مسلم ،إما باخبار
أحد من الصحابة أو بالهام ونحوه قايم ،والتقريب ل يتم بدون بيان انتفائه.
وأما ما اختاره ابن بابويه من إباحة ذبيحة اليهود والنصارى والمجوس
إذا سمعنا منهم التسمية عند الذبح ،فقد استدل عنه ببعض الروايات،
وبقوله سبحانه " فكلوا مما ذكر اسم ال عليه إن كنتم بآياته مؤمنين " )
(3وهذا قد ذكر اسم ال عليه ،و ليس في الية الكريمة تقييد الذاكر بكونه
مسلما ،فتدخل الصناف الثلثة ،وأما غيرهم من الكفار ،فهم خارجون،
باجماع المسلمين على تحريم ذبائحهم ،ولو ل أن قوله هذا مخالف
للروايات المتضافرة ،وعمل جماهير علمائنا ،لكان العمل به غير بعيد عن
الصواب ،إن ألحقنا المجوس بأهل الكتاب ،انتهى كلمه رفع ال مقامه.
][9
وقال الشيخ السديد المفيد قدس ال نفسه الزكية في رسالة الذبايح :اختلف أهل
الصلوة في ذبايح أهل الكتاب ،فقال جمهور العامة بإباحتها ،وذهب نفر من
أوائلهم بحظرها ،وقال جمهور الشيعة بحظرها ،وذهب نفر منهم إلى
مذهب العامة في إباحتها ،واستدل الجمهور من الشيعة على حظرها بقول
ال عزوجل " ول تأكلوا مما لم يذكر اسم ال عليه وإنه لفسق وإن
الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون "
) .(1قالوا فحظر ال سبحانه بتضمن هذه الية أكل كل ما لم يذكر عليه
اسمه من الذبايح ،دون ما لم يرده من غيرها الجماع والتفاق ،فاعتبرنا
المعنى بذكر التسمية أهو اللفظ بها خاصة أم هو شئ ينضم إلى اللفظ،
ويقع لجله على وجه يتميز به مما يعمه وإياه الصيغة من أمثاله في
الكلم ،فبطل أن يكون المراد هو اللفظ بمجرده لتفاق الجميع على حظر
ذبيحة كثير ممن يتلفظ بالسم عليها ،كالمرتد وإن سمى تجهل ،والمرتد
عن أصل من الشريعة مع إقراره بالتسمية واستعمالها والمشبه ل تعالى
بخلقه لفظا ومعنى ،وإن دان بفرضها عند الذبيحة متدينا ،والثنوية و
الديصانية والصابئين والمجوس .قلت إن المعنى بذكرها هو الثاني من
وقوعها على وجه يتخصص به من تسمية من عددناه وأمثالهم في
الضلل ،فنظرنا في ذلك ،فأخرج لنا دليل العتبار أنا تسمية المتدين
بفرضها على ما تقرر في شريعة السلم ،مع المعرفة بالمسمى المقصود
بذكره عند الذبيحة إلى استباحتها ،دون من عداه ،بدللة حصول الحظر مع
التسمية ممن أنكر وجوب فرضها وتلفظ بها لغرض له دون التدين ممن
سميناه وحصوله أيضا مع تسمية المتدين بفرضها إذا كان كافرا يجحد
أصل من الشريعة لشبهة عرضت له وإن كان مقرا بساير ما سوى الصل
على ما بيناه ،وحظر ذبيحة المشبه وإن سمى ودان بفرضها كما ذكرناه.
وإذا صح أن المراد بالتسمية عند الذكاة ما وصفناه من التدين بفرضها
على
شرط ملة السلم ،والمعرفة بمن سماه ،ثبت حظر ذبايح أهل الكتاب ،لعدم
استحقاقهم من الوصف بما شرحناه ،ولحوقهم في المعنى الذي ذكرناه
بشركائهم في الكفر من المجوس والصابئين وغيرهما من أصناف
المشركين والكفار .سؤال :فان قال قائل :فان اليهود تعرف ال جل اسمه
وتدين بالتوحيد وتقربه ،وتذكر اسمه على ذبائحها ،وهذا يوجب الحكم
عليها بأنها حلل .الجواب :قيل له :ليس المر على ما ذكرت ،ل اليهود
من أهل المعرفة بال عزوجل حسب ما قدرت ،ول هي مقرة بالتوحيد في
الحقيقة ،وإن كان تدعى ذلك لنفسها ،بدللة كفرها بمرسل محمد صلى ال
عليه وآله وجحدها لربوبيته ،وإنكارها للهيته من حيث اعتقدت كذبه
صلى ال عليه وآله ودانت ببطلن نبوته وليس يصح القرار بال عزوجل
في حالة النكار له ،ول المعرفة به في حد الجهل بوجوده ،وقد قال ال
تعالى " ل تجد قوما يؤمنون بال ]واليوم الخر يوادون من حاد ال
ورسوله " ) (1وقال " :ولو كانوا يؤمنون بال[ والنبى وما انزل إليه ما
اتخذوهم أولياء ) " (2وقال " فل وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما
شجر بينهم ثم ل يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )(3
" .ولو كانت اليهود عارفة بال تعالى وله موحدة لكانت به مؤمنة ،وفي
نفى القرآن عنها اليمان ،دليل على بطلن ما تخيله الخصم .على أن ما
يظهر اليهود من القرار بال عز اسمه وتوحيده قد يظهر من مستحل
الخمر بالشبهة ،ويقترن إلى ذلك باقراره بنبوة محمد صلى ال عليه وآله
والتدين بما جاء به في الجملة وقد أجمع علماء المة على أن ذبيحة هذا
محرمة ،وأنه خارج من جملة من أباح ال تعالى أكل ذبيحته بالتسمية،
فاليهود أولى بأن يكون ذبائحهم محرمة
) (1المجادلة (2) .22المائدة 81وما بين العلمتين ساقط من المطبوعة(3) .
النساء.65 :
][11
لزيادتهم عليه في الكفر والضلل أضعافا مضاعفة .مع أنه ل شئ يوجب جهل
المشبهة بال عزوجل إل وهو موجب جهل اليهود والنصارى بال ،ول
معنى يحصل لهم الحكم بالمعرفة مع إنكارهم للهية مرسل محمد صلى ال
عليه وآله وكفرهم به ،إل وهو يلزم صحة الحكم على المشبهة بالمعرفة،
وإن اعتقدوا أن ربهم على صورة النسان بعد أن يصفوه بما سوى ذلك
من صفات ال عزوجل ،وهذا ما ل يذهب إليه أحد من أهل المعرفة ،وإن
ذهب علمه على جميع المقلدة .على أنه ليس أحد من أهل الكتاب يوجب
التسمية ،ول يراها عند الذبيحة فرضا ،وإن استعملها منهم إنسان فلعادة
مخالطة ،مع أن مخالفينا ل يفرقون بين ذبايح اليهود والنصارى ،وليس
في جهل النصارى بال عزوجل وعدم معرفتهم به لقولهم بالقانيم،
والجوهر والب والبن والروح والتحاد ،شك ول ريب ،وإذا ثبت حظر
ذبايح النصارى بما وصفناه ،وجب حظر ذبايح اليهود ،للتفاق على أنه ل
فرق بينهما في الباحة والتحريم .وشئ آخر وهو أنه متى ثبت لليهود
والنصارى بال عزوجل معرفة ،وجب بمثل ذلك أن للمجوس بال تعالى
معرفة ،ولعبدة الصنام من قريش ،ومن شاركهم في القرار بال سبحانه،
واعتقادهم بعبادة الصنام القربة إليه عز اسمه ،فان كان كفر اليهود
والنصارى ل يمنع من استباحة ذبايحهم ل قرارهم في الجملة بال تعالى،
فكفر من عددناه ل يمنع أيضا من ذلك ،وهذا خلف للجماع ،وليس بينه
وبين ما ذهب إليه الخصم فرق مع ما اعتمدنا من العتلل .ومما يدل أيضا
على حظر ذبايح اليهود وأهل الكتاب وجميع الكفار ،أن ال جل اسمه جعل
التسمية في الشريعة شرطا في استباحة الذبيحة ،وحظر الستباحة على
الشك والريب ،فوجب اختصاصها بذبيحة الدائن بالشريعة المقر بفرضها
دون المكذب بها المنكر لواجباتها ،إذا كان غير مأمون على نبذها والتعمد
لترك شروطها لموضع كفره بها ،والقربة بافساد اصولها ،وهذا موضح
عن حظر ذبايح كل من رغب عن ملة السلم.
][12
وشئ آخر وهو أن القياس المستمر في السمعيات ،على مذاهب خصومنا يوجب
حظر ذبايح أهل الكتاب من قبل أن الجماع حاصل على حظر ذبايح كفار
العرب ،وكانت العلة في ذلك كفرهم ،وإن كانوا مقرين بال عزوجل ،فوجب
حظر ذبايح اليهود والنصارى لمشاركتهم من ذكرناه في الكفر ،وإن كانوا
مقرين لفظا بال جل اسمه على ما بيناه .وشئ آخر وهو أنا وجمهور
مخالفينا نرى إباحة من سها عن ذكر ال من المسلمين لما يعتقد عليه من
النية من فرضها ،فوجب أن يكون ذبيحة من أبى فرض التسمية محظورة،
وإن تلفظ عليها بذكرها ،وهذا مما ل محيص عنه .فان قالوا فما تصنعون
في قول ال عزوجل " اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب
حل لكم وطعامكم حل لهم " ) (1وهذا صريح في إباحة ذبايح أهل الكتاب.
قيل له :قد ذهب جماعة من أصحابنا إلى أن المعنى في هذه الية من أهل
الكتاب ،من أسلم منهم وانتقل إلى اليمان ،دون من أقام على الكفر
والضلل ،و ذلك أن المسلمين تجنبوا ذبايحهم بعد السلم كما كانوا
يتجنبونها قبله ،فأخبرهم ال تعالى باباحتها ،لتغير أحوالهم عما كانت عليه
من الضلل .قالوا :وليس بمنكر أن يسميهم ال أهل الكتاب وإن دانوا
بالسلم كما سمى أمثالهم من المنتقلين عن الذمة إلى السلم ،حيث يقول
" وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بال وما انزل إليكم وما انزل إليهم
خاشعين ل ل يشترون بآيات ال ثمنا قليل اولئك لهم أجرهم عند ربهم إن
ال سريع الحساب " ) (2فأضافهم بالنسبة إلى الكتاب وإن كانوا على ملة
السلم ،فهكذا تسمى من أباح ذبيحته من المنتقلين عما لزمه ،و إن كانوا
على الحقيقة من أهل اليمان والسلم.
][13
وقال الباقون من أصحابنا :إن ذكر طعام أهل الكتاب في هذه الية يختص حبوبهم
وألبانهم ،وما شاكل ذلك دون ذبايحهم ،بما قد منا ذكره من الدليل
وشرحناه من البرهان ،لستحاله التضاد بين حجج ال تعالى والقرآن،
ووجوب خصوص الذكر يدليل العتبار ،وهذا كاف لمن تأمله .سؤال :فان
قال قايل :خبروني عما ذهبتم إليه من تحريم ذبايح أهل الكتاب أهو شئ
تأثرونه عن أئمتكم من آل محمد عليهم السلم أم حجتكم فيه ما تقدم لكم
من العتبار دون السماع ]الشياع[ من جهة النقل والخبار ؟ ! جواب :قيل
له :عمدتنا في ذلك أقوال أئمتنا الصادقين من آل محمد صلى ال عليه وآله
وما صح عندنا من حكمهم به ،وإن كان العتبار دليل قاطعا عند ذوي
العقول والديان ،فانا لم نصر إليه من ذلك دون ما ذكرناه من الثر
ووصفناه .فان قال :فانني لم أقف من قبل على شئ ورد من آل محمد
عليهم السلم في هذا الباب فاذكروا جملة من الروايات فيه لضيف
مفهومه إلى ما قد استقر عندي العلم به من دليل القرآن ،على ما رتبتموه
من الستدلل .قيل له :أما إذا آثرت ذلك للبيان ،فانا مثبتوه لك وال الموفق
للصواب .ثم قال :أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ،وأبو
جعفر بن بابويه ،عن محمد بن يعقوب الكليني ،عن على بن إبراهيم ،عن
أبيه ،عن عثمان بن عمرو ،عن المفضل بن صالح ،عن زيد الشحام قال:
سئل الصادق جعفر بن محمد عن ذبيحة الذمي ،فقال :ل تأكلها سمى أم لم
يسم ) .(1وبالسناد عن على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن
الحسين الحسمى عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال له رجل :أصلحك
ال إن لنا جارا قصابا يجئ بيهودي فيذبح له حتى يشترى منه اليهود،
فقال ل تأكل ذبيحته ،ول تشتر منه ).(2
) (1رواه في الكافي 6ص 238باب ذبائح اهل الكتاب بالرقم (2) .1راجع الكافي
ج 6ص .240
][14
أقول :ثم أورد قدس ال روحه جملة من الخبار من الكافي وغيره مما سيأتي
بعضها ،ثم قال :فهذا جملة مما ورد عن أئمة آل محمد صلى ال عليه وآله
في تحريم ذبايح أهل الكتاب ،قد ورد من الطرق الواضحة بالسانيد
المشهورة ،وعن جماعة بمثلهم -في الستر والديانة والثقة والحفظ
والمانة -يجب العمل ،وبمثلهم في العدد بتواتر الخبر ،ويجب العمل لمن
تأمل ونظر ،وإذا كان هذا هكذا ثبت ما قضينا به من ذبايح أهل الكتاب
والحمد ل .فأما تعلق شذاذ أصحابنا في خلف مذهبنا بما رواه أبو بصير
وزرارة عن أبي عبد ال عليه السلم أنه سئل عن ذبيحة أهل الكتاب
فأطلقها ،فان لذالك وجهين أحدهما التقية من السلطان ،والشفاق على
شيعته من أهل الظلم والطغيان ،إذا لقول بتحريمها خلف ما عليه جماعة
الناصبية وضد لما يفتى به سلطان الزمان ،ومن قبله من القضاة والحكام.
والثاني ما رواه يونس بن عبد الرحمن عن معوية بن وهب قال :سألت أبا
عبد ال عليه السلم عن ذبايح أهل الكتاب ،فقال :ل بأس إذا ذكر اسم ال،
وإنما أعني منهم من يكون على أمر موسى وعيسى ) (1فاشترط عليه
السم وقد بينا أن ذلك ل يكون من كافر ل يعرف المسمى ومن سمى فانه
يقصد به إلى غير ال عزوجل ثم إنه اشترط أيضا فيه اتباع موسى
وعيسى وذلك ل يكون إل لمن آمن بمحمد صلى ال عليه وآله واتبع
موسى وعيسى عليهما السلم في القبول منه ،والعتقاد لنبوته ،وهذا ضد
ما توهمه المستضعف من الشذوذ ،وال الموفق للصواب ،انتهى كلمه
ضاعف ال إكرامه .وأقول :جملة القول في ذلك أنه اتفق الصحاب ،بل
المسلمون على تحريم ذبيحة غير أهل الكتاب من أصناف الكفار ،سواء في
ذلك الوثني ،وعابد النار ،والمرتد وكافر المسلمين كالغلة وغيرهم.
واختلف الصحاب في حكم ذبيحة أهل الكتاب ،فذهب الكثر إلى تحريمها
وذهب جماعة منهم ابن أبى عقيل وابن جنيد والصدوق -ره -إلى الحل
لكن شرط
][15
الصدوق سماع تسميتهم عليها وساوى بينهم وبين المجوس في ذلك ،وصرح ابن
أبى عقيل بتحريم ذبيحة المجوس ،وخص الحكم باليهود والنصارى ،ولم
يقيدهم بكونهم أهل ذمة ،وكذلك الخران .ومنشأ الختلف اختلف
الروايات في ذلك ،وهي كثيرة من الطرفين .فالمحرمون حملوا أخبار الحل
على التقية لشتهاره بين المخالفين ،وعليه عملهم في العصار
والمصار ،واعترض عليه بأن أحدا من العامة ل يشترط في حل ذبايحهم
أن يسمعهم يذكر اسم ال عليها ،والخبار الصحيحة التي دلت على حلها
على هذا التقدير ،ل يمكن حملها على التقية .وأقول :يحتمل أن تكون مما
شاة معهم ،إذ يمكن أن تحصل التقية بهذا القدر .والمحللون حملوا أخبار
التحريم والمنع على الكراهة ،والصدوق حملها على عدم سماع التسمية،
وقال الشهيد الثاني :وهذا أيضا راجع إلى حل ذبيحتهم ،لن الكلم في حلها
من حيث أن الذابح كتابي ،ل من حيث أنه سمى أو لم يسم ،فان المسلم لو
لم يسم لم تؤكل ذبيحته ،اللهم إل أن يفرق بأن الكتابى يعتبر سماع
تسميته ،والمسلم يعتبر فيه عدم العلم بعدم تسميته وفيه سؤال الفرق فقد
صرح في صحيحة جميل ) (1بأكل ما لم يعلم عدم تسميتهم كالمسلم انتهى.
واختلفوا أيضا في اشتراط إيمان الذابح زيادة على السلم ،فذهب الكثر
إلى عدم اعتباره ،والكتفاء في الحل باظهار الشهادتين على وجه يتحقق
معه السلم ،بشرط أن ل يعتقد ما يخرجه عنه كالناصبي ،وبالغ القاضي
فمنع من ذبيحة غير أهل الحق وقصر ابن إدريس الحل على المؤمن
والمستضعف الذي لمنا ول من مخالفينا ،واستثنى
) (1روى الشيخ في التهذيب 9ر 68بالرقم 289عن الحسين بن سعيد عن ابن
أبى عمير عن جميل ومحمد بن حمران أنهما سأل أبا عبد ال عليه
السلم عن ذبايح اليهود والنصارى و المجوس فقال بعضهم :انهم ل
يسمون ،فقال :فان حضرتموهم فلم يسموا فل تأكلوا ،وقال :إذا غاب
فكل.
][16
أبو الصلح من المخالف جاحد ا ولنص ،فمنع من ذبيحته ،وأجاز العلمة ذباحة
المخالف غير الناصبي مطلقا بشرط اعتقاده وجوب التسمية ،واستشكل
بعض المتأخرين حكم الناصب لختلف الروايات ،والظاهر حمل أخبار
الجواز على التقية أو على المخالف غير الناصب والمستضعف ،فان
إطلق الناصب على غير المستضعف شايع في عرف الخبار ،بل يظهر
من كثير من الروايات أن المخالفين في حكم المشركين والكفار في جميع
الحكام ،لكن أجرى ال في زمان الهدنة حكم المسلمين عليهم في الدنيا
رحمة للشيعة ،لعلمه باستيلء المخالفين ،واحتياج الشيعة إلى معاشرتهم
و مناكحتهم ومؤاكلتهم ،فإذا ظهر القائم عليه السلم أجرى عليهم حكم
المشركين والكفار في جميع المور ،وبه يجمع بين كثير من الخبار
المتعارضة في هذا الباب ،وبعد التتبع التام ،ل يخفى ما ذكرنا على اولى
اللباب - 5 .وأقول :روى الشيخ المفيد ره في الرسالة المذكورة والسيد
المرتضى في جواب المسائل الطرابلسيات عن أبى القاسم جعفر بن محمد
بن قولويه ،عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد ،عن
الحسين بن سعيد ،عن النضرين سويد ،عن شعيب العقرقوفى قال :كنت
عند أبى عبد ال عليه السلم ومعنا ]أبو بصير و[ أناس من أهل الجبل
يسألونه عن ذبايح أهل الكتاب ،فقال لهم أبو عبد ال عليه السلم قد
سمعتم ما قال ال عزوجل ]في كتابه[ فقالوا له :نحب أن تخبرنا أنت،
فقال :ل تأكلوها ،قال :فلما خرجنا من عنده قال لي أبو بصير :كلها فقد
سمعته وأباه جميعا يأمران بأكلها ،فرجعنا إليه فقال لي أبو بصير :سله،
فقلت :جعلت فداك ما تقول في ذبايح أهل الكتاب ؟ فقال :أليس قد شهدتنا
اليوم بالغداة وسمعت ،قلت :بلى ،قال :ل تأكلها ،فقال لي ]أبو بصير :كلها
وهو في عنقي ،ثم قال :سله ثانية فسألته فقال لي[ مثل مقالته الولى :ل
تأكلها ،فقال لي أبو بصير :سله ثالثة فقلت :ل أسأله بعد مرتين .بيان رواه
الشيخ في التهذيب عن الحسين بن سعيد بهذا السناد ) (1وقوله " وقد
][17
سمعتم ما قال ال " يحتمل أن يكون إشارة إلى قوله تعالى " ول تأكلوا مما لم يذكر
اسم ال عليه " ويمكن أن يكون إشارة إلى قوله " وطعام الذين اوتوا
الكتاب " تقية لمصلحة يقتضي اللحاح في السؤال ترك رعايتها - 6 .وعن
الرسالة المذكورة والطرابلسيات بالسناد المتقدم ،عن أحمد بن محمد عن
محمد بن إسمعيل ،عن حنان بن سدير ،عن الحسين بن المنذر ،قال :قلت
لبي -عبد ال عليه السلم :إنا قوم نختلف إلى الجبل ،والطريق بعيد بيننا
وبين الجبل فراسخ ،فنشتري القطيع والثنين والثلثة فيكون في القطيع
ألف وخمسمائة وألف وستمائة وألف وسبعمائة شاة ،فتقع الشاة والثنتان
والثلثة فنسأل الرعاة الذين يجيئون بها عن أديانهم فيقولون نصارى فأى
شئ قولك في ذبايح اليهود والنصارى فقال لى :يا حسين هي الذبيحة
والسم ل يؤمن عليه إل أهل التوحيد .ثم إن حنانا لقي أبا عبد ال عليه
السلم فقال :إن الحسين بن منذر روى عنك أنك قلت إن الذبيحة ل يؤمن
عليها إل أهلها ،فقال عليه السلم إنهم أحدثوا فيها شيئا ،قال حنان:
فسألت نصرانيا فقلت :أي شئ تقولون إذا ذبحتم ؟ فقال نقول باسم
المسيح .تبيان :رواه في الكافي عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد،
عن محمد بن إسمعيل إلى قوله :يا حسين الذبيحة بالسم ،ول يؤمن عليها
إل أهل التوحيد ) .(1وعنه عن حنان قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم
إن الحسين بن المنذر -إلى قوله -إنهم أحدثوا فيها شيئا ل أشتهيه وفي
بعض النسخ ل اسميه إلى آخر الخبر ) .(2ثم قال في الرسالة :وأخبرني
أبو القاسم جعفر بن محمد ،عن محمد بن يعقوب ،عن محمد بن يحيى ،عن
أحمد بن محمد بمثل معنى الحديث الول - 7 .الرسالة والطرابلسيات
بالسناد الول عن الحسين سعيد ،عن حماد بن عيسى ،عن الحسين بن
المختار ،عن الحسين بن عبد ال قال :اصطحب المعلى ابن خنيس وعبد
ال بن أبي يعفور فأكل أحدهما ذبيحة اليهود والنصارى وامتنع الخر عن
أكلها فلما اجتمعا عند أبي عبد ال عليه السلم أخبراه بذلك ،فقال عليه
السلم :أيكما الذي أبي ؟ قال
][18
) (1الكافي 6ر 239بالرقم 7التهذيب 9ر 64مع اختلف سيجئ شرحه تحت
الرقم (2) .24التهذيب 9ر (3) .67يقال :ل تبرد عن فلن -من باب
التضعيف -أي ان ظلمك فل تشتمه فتنتقص اثمه ،ويقال :برد الحق على
فلن :ثبت ووجب ،ومنه قولهم " لم يبرد منه شئ " والمعنى لم يستقر
ولم يثبت ،ويقال :ما برد لك على فلن ؟ أي ما ثبت ووجب ؟ وبرد لى
عليه كذا من المال .قاله الجوهرى .والظاهر أن هذا اللفظ يستعمل في
مورد التفريق بأن يكون لزيد عند عمرو مال ولعمر وعلى زيد اجرة أو
دين ،فرفعا حسابهما فبرد لزيد على عمرو كذا وكذا درهما مثل أي بقى
بعد المحاسبة ،ومنه قول عمر لبي موسى على ما في صحيح البخاري
" هل يسرك أن اسلمنا مع رسول ال وهجرتنا معه وجهادنا معه
وعملنا كله معه برد وأن كل عمل عملنا بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس
؟ " .فعلى هذا يكون المعنى :ل وال ل ابقى لكما على ظهرى حقا
تراجعاني بعد ذلك وتطلبانه عنى.
][19
وزرا بأن اجيبكما موافقا لما سمعتم من فقهاء العامة لعدم الحاجة إلى التقية
فالخطاب بقوله ل تأكل لحدهما وهو السائل ،وعلى نسخة التهذيب أيضا
يستقيم ذلك بأن يقرأ على صيغة الماضي ،بأن يكون بمعنى المضارع ،أو
يكون المعنى ما ثبت لكما علي حق التقية حتى اجيبكما بما يوافق رأيكما.
قال في النهاية :برد على فلن حق أي ثبت انتهى ،ويؤيده ما رواه في
أوايل روضة الكافي ) (1أن أمير المؤمنين عليه السلم كتب إلى رجل من
أصحابه ذهب إلى معوية " فانما أنت جامع لحد رجلين :إما رجل عمل فيه
بطاعة ال فسعد بما شقيت ،وإما رجل عمل فيه بمعصية ال فشقي بما
جمعت له ،فليس من هذين أحد أهل أن تؤثره على نفسك ول تبرد له على
ظهرك " .الثاني أن يكون برد بهذا المعنى أيضا ويكون المعنى ما ثبت
لكما على ظهري حق الجواب بقولي " ل تأكل " فيكون " ل تأكل " فاعل
لقوله " برد " بتأويل أو المعنى أنه لما كان المقام موضع تقية ل يلزمني
جوابكما ،فيكون " ل تأكل " خطابا لمحمد أو لحدهما تبرعا ،بناء على
أنهم مختارون في بعض الموارد في البيان وعدمه ،كما مرت الخبار
الكثيرة في تأويل قوله سبحانه " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب
" ) (2فيكون سؤال محمد ثانيا لمزيد الطمئنان تأكيدا مع أنه على ما في
التهذيب يحتمل أن يكون السؤال أول عن ذبايح النصاب والمخالفين،
ويمكن توجيه نسخة المفيد على بعض الوجوه بتكلف كما ل يخفى على
المتأمل .الثالث ما ذكره بعض الفاضل ) (3على نسخة التهذيب حيث قرا
" ل برد " من البراد بمعنى التهنى وإزالة التعب ،يعنى لتحمل لكما على
ظهري المشقة وأرفعها عنكما فافتيكما بمر الحق ،مأخوذ من قولهم عيش
بارد أي هنئ وفي النهاية وفي
) (1الكافي 8ر (2) .72سورة ص الية (3) .39ذكره الفيض الكاشى في الوافى.
][20
الحديث الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة أي ل تعب فيه ول مشقة ،وكل محبوب
عندهم بارد .الرابع أن تكون على ما في التهذيب ل نافية للجنس ،والبرد
بضم الباء اسما للثوب المخصوص أي ل برد ولرداء منكما على عاتقي
وعلى ظهرى حتى يلزمني أن أقول ما يوافق رأيكما فيكون كلما جاريا
على المتعارف بين الناس أي إنى لست من العلماء الذين يأخذون البرود
والموال من الناس ليفتوهم على ما يوافق شهواتهم .الخامس أن يقرء ل
يرد بالياء المثناة التحتانية وتشديد الدال كما قرأبه المحدث السترابادي
على نسخة " عن " وقال :كأن المراد ل يرد لكما عن ظهري قول ل تأكل،
يعني ل تعملن بقولي ،فان المراد بأهل الجبل الكراد انتهى ،ويمكن أن
يقرء حينئذ بتخفيف الدال من ورد يرد أي ل يرد لكما على ظهري وزر
بقول خلف الحق من غير ضرورة وتقية .ويمكن أن يوجه بوجوه اخر
أبعد مما ذكرنا ل طائل في ذكرها ،وال يعلم مرادهم عليه السلم- 9 .
الطرابلسيات روى أبو بصير وزرارة عن أبى عبد ال عليه السلم أنه
سئل عن ذبيحة أهل الكتاب فأطلقها ) - 10 .(1الهداية :ذبيحة اليهود
والنصراني ل تؤكل إل إذا سمعوهم يذكرون اسم ال عليها ) .(2تبيين :قال
الشيخ -ره -في التهذيب ) (3بعد إيراد بعض الخبار الدالة على
) (1ليس هذا لفظ الحديث بل هو نقل لمعنى حديث رواه في التهذيب 9ر 69بالرقم
27عن أبى بصير قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن ذبيحة
اليهودي ،فقال :حلل ،قلت :وان سمى المسيح ؟ قال :وان سمى
المسيح ،فانه انما يريد ال .وأما حديث زرارة فمروى عن أبى جعفر
عليه السلم في التهذيب 9ر 68بالرقم 22وص 69بالرقم ،29راجعه
ان شئت (2) .الهداية (3) .79 :التهذيب ج 9ر .71 - 70
][21
حل ذبايح أهل الكتاب :فأول ما في هذه الخبار أنها ل تقابل تلك ،لنها أكثر ،ول
يجوز العدول عن الكثر إلى القل لما قد بين في غير موضع ،ولن ممن
روى هذه الخبار قد روى أحاديث الحظر التي قدمناها ،ثم لو سلمت من
هذا كله ،لحتملت وجهين :أحدهما أن الباحة فيها إنما تضمنت حال
الضرورة دون حال الختيار ،وعند الضرورة تحل الميتة ،فكيف ذبيحة من
خالف السلم .والذي يدل على ذلك ما رواه محمد بن أحمد بن يحيى عن
أحمد بن حمزة القمى عن زكريا ابن آدم قال :قال أبو الحسن عليه السلم:
إني أنهاك عن ذبيحة كل من كان على خلف ما أنت عليه وأصحابك ،إل
في وقت الضرورة إليه .والوجه الثاني أن تكون هذه الخبار وردت للتقية،
لن من خالفنا يجيز أكل ذبيحة من خالف السلم من أهل الذمة .والذي يدل
على ذلك ما رواه محمد بن أحمد بن يحيى عن سهل بن زياد ،عن أحمد بن
بشير عن ابن أبى عقيلة :الحسن بن أيوب ،عن داود بن كثير الرقى ،عن
بشر ابن أبى غيلن الشيباني قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن ذبايح
اليهود والنصارى والنصاب ،قال :فلوى شدقه وقال :كلها إلى يوم ما،
انتهى .وأقول :كأن مراده بالضرورة ضرورة التقية والمسالمة ،فالوجهان
متقاربان ويؤيدان ما حققنا سابقا ،والخبر الخير كالصريح في ذلك- 11 .
تفسير على بن ابراهيم :قوله " وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم " قال:
يعني الصادق عليه السلم :عنى بطعامهم هيهنا الحبوب والفاكهة غير
الذبايح التي يذبحونها ،فانهم ل يذكرون اسم ال خالصا على ذبايحهم ]ثم
قال :وال ما استحلوا ذبايحكم فكيف تستحلون ذبايحهم ؟[ ) - 12 .(1قرب
السناد :عن سعد بن طريف ،عن الحسين بن علوان ،عن جعفر ،عن أبيه
أن عليا عليه السلم كان يقول :كلوا طعام المجوس كله ،ماخل ذبايحهم،
فانها
][22
ل تحل ،وإن ذكر اسم ال عليها ) - 13 .(1ومنه بالسناد المتقدم أن عليا عليه
السلم كان يأمر مناديه بالكوفة أيام الضحى أن ل يذبح نسائككم -يعني
نسككم -اليهود ول النصارى ،ول يذبحها إل المسلمون ) .(2بيان:
النسائك جمع النسيكة ،في القاموس النسك بالضم وبضمتين ،وكسفينة
الذبيحة ،أو النسك الدم والنسيكة الذبح - 14 .قرب السناد :عن عبد ال
بن الحسن ،عن على بن جعفر ،عن أخيه موسى عليه السلم قال :سألته
عن ذبيحة اليهود والنصارى هل تحل ؟ قال :كل ما ذكر اسم ال عليه.
وسألته عن ذبايح نصارى العرب ،قال :ليس هم بأهل كتاب ،فل تحل
ذبايحهم ) .(3بيان :روى الشيخ في التهذيب عن أبى بصير ) (4عن أبي
عبد ال عليه السلم " قال :ل تأكل ذبيحة نصارى تغلب ،فانهم مشركوا
العرب " وروى في الصحيح ) (5عن الحلبي " قال :سألت أبا عبد ال
عليه السلم عن ذبايح نصارى العرب هل يؤكل ؟ فقال :كان علي عليه
السلم ينهاهم عن أكل ذبايحهم وصيدهم " .والتخصيص بنصارى العرب
إما لنهم كانوا صابئين ،فهم ملحدة النصارى قال البيضاوى في قوله
تعالى " وطعام الذين اوتوا الكتاب " الية هم اليهود والنصارى ،واستثنى
على عليه السلم نصارى بني تغلب ،وقال :ليسوا على النصرانية ولم
يأخذوا منها إل شرب الخمر انتهى ،أو لنهم كانوا ل يعملون بشرائط الذمة
كما
) (1قرب السناد 43 :ط حجر (2) .المصدر 51 :ط حجر (3) .قرب السناد156 :
ط نجف (4) .التهذيب 9ر (5) .65المصدر 9ر .64
][23
روي أن عمر ضاعف عليهم العشر ورفع عنهم الجزية ،أول نهم تنصروا في
السلم ،فهم مرتدون كما ذكره الشهيد الثاني ره .وقال الشيخ في الخلف:
إذا قلنا ذبايح أهل الكتاب ومن خالف السلم ل يجوز فقد دخل في جملتهم
ذبايح نصارى تغلب ،ووافقنا على نصارى تغلب الشافعي وقال أبو حنيفة:
يحل ذبايحهم ،دليلنا ما قدمنا ،من الدلة ،وأيضا فقد قال بتحريم ذبايحهم
على عليه السلم وعمر ،ول مخالف لهما ،وعن ابن عباس روايتان
انتهى .والذي يظهر من كلم الشافعية في هذا الباب هو أنهم قالوا في
الكتابية التي يجوز للمسلم نكاحها بزعمهم ،ل تخلو أن ل تكون من أولد
بنى إسرائيل أو تكون منهم ،فان لم تكن من بني إسرائيل وكانت من قوم
يعلم دخولهم في ذلك الدين قبل تطرق التحريف والنسخ إليه ،ففي جواز
نكاحها قولن بينهم ،والكثر على الجواز .وإن كانت من قوم يعلم دخولهم
في ذلك الدين بعد التحريف وقبل النسخ ،فان تمسكوا بالحق وتجنبوا
المحرف ،فكما لو دخلوا فيه قبل التحريف ،وإن دخلوا في المحرف ففيه
قولن ،والشهر عندهم المنع ،لكنهم يقرون على الجزية .وإن كانت من
قوم يعلم دخولهم في ذلك بعد التحريف والنسخ ،فل تنكح فالمتهو دون
والمتنصرون بعد بعثة نبينا صلى ال عليه وآله ل يناكحون ،وفي
المتهودين بعد بعثة عيسى عليه السلم المشهور بينهم أنهم ل ينكح منهم،
ول يقرون على الجزية أيضا .وإن كانت من قوم ل يعلم أنهم دخلوا في هذا
الدين قبل التحريف أو بعده أو قبل النسخ أو بعده فيؤخذ نكاحها بالغلظ،
ويجوز تقريرهم بالجزية تغليبا للحقن قالوا :وبه حكمت الصحابة في
نصارى العرب ،وهم بهرا وتنوخ وتغلب ،وان كانت إسرائيلية فالذي
أطلقوه جواز نكاحها من غير نظر إلى آبائها أنهم متى دخلوا في هذا الدين
قبل التحريف أو بعده وأما إذا دخلوا فيه بعد النسخ وبعثة نبينا محمد صلى
ال عليه وآله فل تفارق فيه السرائيلية غيرها .هذا ما ذكره الشافعية في
ذلك ،وإنما أوردته هنا شرحا لكلم الشيخ رحمه ال وتوضيحا لما ورد في
الخبار من نصارى العرب وتغلب ،وليظهر لك سبب تخصيص
][24
الحكم بهم ،وهو إما الوجوه التي ذكروها أو موافقتهم في ذلك تقية فتدبر- 15 .
المحاسن :عن أبيه وغيره ،عن محمد بن سنان ،عن أبي الجارود قال:
سألت أبا جعفر عليه السلم عن قول ال " وطعام الذين أوتوا الكتاب حل
لكم " قال :الحبوب والبقول ) - 16 .(1ومنه عن أبيه عن محمد بن سنان،
عن مروان ،عن سماعة قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن طعام أهل
الكتاب ما يحل منه ؟ قال :الحبوب ) .(2ومنه عن عثمان بن عيسى ،عن
سماعة ،عن أبي عبد ال عليه السلم مثله ) .(3بيان :كأن ذكر الحبوب
على المثال ،والمراد مطلق ما لم يشترط فيه التذكية - 17 .المحاسن :عن
أبيه ،عن محمد بن سنان ،عن إسمعيل بن جابر وعبد ال بن طلحة قال:
قال أبو عبد ال عليه السلم :ل تأكل من ذبيحة اليهودي ،ول تأكل في
آنيتهم ) - 18 .(4العياشي :عن قتيبة العشى قال :سأل الحسن بن المنذر
أبا عبد ال عليه السلم أن الرجل يبعث في غنمه رجل أمينا يكون فيها
نصرانيا أو يهوديا فتقع العارضة فيذبحها ويبيعها ،فقال أبو عبد ال عليه
السلم :ل تأكلها ول تدخلها في مالك ،فانما هو السم ،ول يؤمن عليه إل
المسلم ،فقال رجل لبي عبد ال عليه السلم وأنا أسمع :فأين قول ال "
وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم " فقال أبو عبد ال عليه السلم :كان
أبي يقول :إنما ذلك الحبوب وأشباهه ) - 19 .(5ومنه :عن هشام بن سالم
عن أبى عبد ال عليه السلم في قول ال تبارك وتعالى " وطعام الذين
أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم " قال :العدس والحبوب
) (1المحاسن 454 :و 2) .584و (3المحاسن (4) .445 :المحاسن(5) .584 :
تفسير العياشي 1ر .295
][25
وأشباه ذلك ،يعني ]من[ ظ أهل الكتاب ) - 20 .(1ومنه :عن عمر بن حنظلة في
قول ال تبارك وتعالى " وكلوا مما ذكر اسم ال عليه " أما المجوس فل،
فليسوا من أهل الكتاب ،وأما اليهود والنصارى فل بأس إذا سموا )21 .(2
-ومنه :عن ابن سنان عن أبى عبد ال عليه السلم قال :سألته عن ذبيحة
المرأة والغلم .هل يؤكل ؟ قال :نعم إذا كانت المرأة مسلمة وذكرت اسم ال
حلت ذبيحتها وإذا كان الغلم قويا على الذبح وذكر اسم ال حلت ذبيحته،
وإن كان الرجل مسلما فنسي أن يسمي فل بأس بأكله ،إذا لم تتهمه ).(3
بيان " إذا لم تتهمه " أي بأنه ترك التسمية عمدا لعدم اعتقاده وجوبه،
وادعى النسيان للمصلحة ،فيدل على عدم العتماد على ذبح من لم يوجب
التسمية ،وكأنه محمول على الستحباب .وروى الصدوق في الفقيه )(4
باسناده عن الحلبي عن أبى عبد ال عليه السلم قال :سئل عن الرجل
يذبح فينسى أن يسمي أتؤكل ذبيحته ؟ قال :نعم إن كان ليتهم ويحسن
الذبح قبل ذلك ،ولم أر في كلم الصحاب التقييد بعدم التهمة ،والحوط
رعايته - 22 .العياشي :عن حمران قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم
يقول في ذبيحة الناصب واليهودي قال :ل تأكل ذبيحته حتى تسمعه يذكر
اسم ال أما سمعت قول ال " ول تأكلوا مما لم يذكر اسم ال عليه " ).(5
- 23السرائر عن محمد بن عبد ال بن هلل عن عبد ال بن بكير عن
محمد بن مسلم
) (1تفسير العياشي 1ر (2) .296تفسير العياشي 1ر (3) .374تفسير العياشي
1ر (4) .375الفقيه 3ر ،211وتراه في الكافي 8ر 233التهذيب 9ر
(5) .59تفسير العياشي 1ر .375
][26
قال :سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول :من سمعته يسمي فكل ذبيحته )- 24 .(1
الكشى :عن حمدويه بن نصير ،عن محمد بن عيسى ومحمد بن مسعود
عن محمد بن نصير عن محمد بن عيسى ،عن سعيد بن جناح ،عن عدة
من أصحابنا ،وقال العبيدي :حدثنى به أيضا عن ابن أبى عمير أن ابن أبي
يعفور ومعلى بن خنيس كانا بالنيل على عهد أبي -عبد ال عليه السلم
فاختلفا في ذبايح اليهود فأكل معلى ،ولم يأكل ابن أبي يعفور ،فلما صارا
إلى أبي عبد ال عليه السلم أخبراه ،فرضي بفعل ابن أبي يعفور وخطأ
المعلى في أكله إياه ) .(2بيان :هذا بعكس ما رواه المفيد والسيد )،(3
وأحدهما من اشتباه الرواة ،وفي الكافي والتهذيب في الرواية المتقدمة
ليس ذكر المعلى في آخر الخبر ،بل فيهما فقال أيكما الذي أبي ؟ فقال :أنا
قال :أحسنت ،فل ينافي هذه الرواية - 25 .الكفاية في النصوص لعلى بن
محمد الخزاز :عن على بن الحسين ،عن هرون ابن موسى ،عن محمد بن
همام ،عن الحميرى ،عن عمر بن على العبدى ،عن داود الرقى عن يونس
بن ظبيان عن الصادق عليه السلم قال :يا يونس من زعم أن ل وجها
كالوجوه ،فقد أشرك ،ومن زعم أن ل جوارح كجوارح المخلوقين فهو
كافر بال ،فل تقبلوا شهادته ول تأكلوا ذبيحته ) - 26 .(4الخرايج :عن
أحمد بن أبى روح قال :خرجت إلى بغداد في مال لبي الحسن الخضر بن
محمد ل وصله ،وأمرني أن أدفعه إلى أبى جعفر محمد بن عثمان العمرى
فأبى أن يأخذ المال ،وقال صر إلى أبى جعفر محمد بن أحمد فانه أمره بأن
يأخذه ،وقد خرج الذي طلبت ،فجئت إلى أبى جعفر فأوصلته إليه فأخرج
إلى رقعة فيها بسم ال الرحمن الرحيم وساق الكتاب إلى أن قال " والفراء
متاع الغنم ما لم يذبح بأرمنية تذبحه النصارى على الصليب فجايز لك أن
تلبسه إذا ذبحه أخ لك أو مخالف
) (1مستطرفات السرائر (2) .490 :رجال الكشى 248تحقيق الشيخ الفاضل
المصطفوى (3) .راجع الرقم (4) .7كفاية الثر.34 :
][27
تثق به " ) .(1بيان :كأن المراد بقوله عليه السلم تثق به :تعتمد عليه في التسمية
بأن يرى وجوبها فيكون مؤيدا لمذهب العلمة ره -قال في الدروس :-لو
تركها يعني التسمية عمدا فهو ميتة إذا كان معتقدا لوجوبها ،وفي غير
المعتقد نظر ،وظاهر الصحاب التحريم ولكنه يشكل بحكمهم بحل ذبيحة
المخالف على الطلق ،ما لم يكن ناصبيا ،و ل ريب أن بعضهم ل يعتقد
وجوبها ،ويحلل الذبيحة ،وإن تركها عمدا ،ولو سمى غير المعتقد للوجوب
فالظاهر الحل ،ويحتمل عدمه لنه كغير القاصد للتسمية - 27 .البصائر:
عن الحسن بن محمد ،عن أبيه محمد بن على بن شريف ،عن على بن
أسباط ،عن إسمعيل بن عباد ،عن عامر بن على الجامعي قال :قلت لبي
عبد ال عليه السلم :جعلت فداك إنا نأكل ذبايح أهل الكتاب ،ول ندري
يسمون عليها أم ل ؟ فقال :إذا سمعتم قد سموا فكلوا أتدري ما يقولون
على ذبايحهم ؟ فقلت :ل ،فقرأ كأنه يشبه بيهودي قد هذ هاثم قال :بهذا
امروا ،فقلت :جعلت فداك ،إن رأيت أن نكتبها ؟ قال :اكتب -نوح ايوا
ادينوار يلهين مالحوا اشرسوا أو رضوا بنوامو ستود عال اسحطوا ).(2
بيان :الهذ سرعة القراءة " بهذا أمروا " أي من ال وأقول :العبارة
العبرانية هكذا وجدتها في نسخ البصائر وفيه تصحيفات كثيرة من الرواة،
لعدم معرفتهم بتلك اللغة والذي سمعت من بعض المستبصرين العارف
بلغتهم وكان من علمائهم أن الدعاء الذي يتلوه اليهود عند الذبح هكذا،
أوردناه مع شرحه :باروخ تباركت أتا انت ادوناى ال الوهنو الهنا ملخ ها
عولم ملك العالمين أشر الذى قد شانوا قدسنا بميصو تاو باوامره
وصيوانو وامرنا عل على هشحيطا الذبح - 28 .الدعائم عن جعفر بن
محمد عليه السلم أنه رخص في طعام أهل الكتاب وغيرهم
][28
من الفرق إذا كان الطعام ليس فيه ذبيحة ) .(1وعن أبى جعفر محمد بن على عليه
السلم أنه قال :إذا علم ذلك لم يؤكل ) .(2بيان " ذلك " إشارة إلى كون
الذبيحة فيه ،والول محمول على ما إذا لم يعلم ملقاتهم له برطوبة- 29 .
الدعائم :عن أبى جعفر عليه السلم أنه سئل عن ذبيحة اليهودي
والنصراني والمجوسي وذبايح أهل الخلف فتل قول ال عزوجل " فكلوا
مما ذكر اسم ال عليه " وقال :إذا سمعتموهم يذكرون اسم ال عليه فكلوه
وما لم يذكروا اسم ال عليه فل تأكلوه ومن كان متهما بترك التسمية يرى
استحلل ذلك ،لم يجب أكل ذبيحته إل أن يشاهد في حين ذبحها ويذبحها
على السنة ويذكر اسم ال عليها ،فان ذبحها بحيث لم تشاهد لم تؤكل ).(3
]وروينا عن أبي جعفر عليه السلم أنه قال :ذبيحة اليهودي والنصارى
والمجوسي وذبايح أهل الخلف ذبيحتهم حرام ) .(4والرواية الولى شاذة
لم يعمل عليها[ .وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه سئل عن اللحم يبتاع
في السواق ول يدرى كيف ذبحه القصابون ،فلم يربه بأسا إذا لم يطلع
منهم على الذبح بخلف السنة ) .(5وعنه عليه السلم أنه كره ذبايح
نصارى العرب ) .(6وعن على عليه السلم قال :ل يذبح أضحية المسلم إل
مسلم ،ويقول عند ذبحها " بسم ال وال أكبر ،وجهت وجهي للذي فطر
السموات والرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن صلوتي ونسكي
ومحياي ومماتي ل رب العالمين ل شريك له و بذلك امرت وأنا من
المسلمين " ).(7
) 1و (2دعائم السلم 1ر (3) .127 - 126دعائم السلم 2ص (4) .177لم
نجده في المصدر المطبوع (6 - 5) .دعائم السلم 2ص ) .178 - 177
(7دعائم السلم 2ص .183
][29
) 3باب( * )حكم الجنين( * - 1قرب السناد :عن هرون بن مسلم ،عن مسعدة بن
صدقة ،عن جعفر ،عن أبيه عليه السلم أنه قال في الجنين :إذا أشعر فكل،
وإل فل تأكل ) - 2 .(1ومنه :عن عبد ال بن الحسن عن جده ،عن على
بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلم قال :سألته عن شاة يستخرج من
بطنها ولد بعد موتها هل يصلح أكله ؟ قال ل بأس ) - 3 .(2العيون:
بالسناد المتقدم فيما كتب الرضا عليه السلم للمأمون :ذكاة الجنين ذكاة
امة إذا أشعر وأوبر ) - 4 .(3التفسير :قال على بن إبراهيم في قوله تعالى
" احلت لكم بهيمة النعام " ) (4قال :الجنين في بطن امة إذا أو بروأشعر
فذكاته ذكاة امه فذالك الذي عناه ال ) - 5 .(5العياشي :عن محمد بن
مسلم عن أحدهما عليه السلم قال في قول ال " احلت لكم بهيمة النعام
" قال :هو الذي في البطن تذبح امه فيكون في بطنها ) - 6 .(6ومنه عن
زرارة عن أبي جعفر عليه السلم في قوله " احلت لكم بهيمة النعام "
) (1قرب السناد 51 :ط نجف (2) .قرب السناد .116 .نجف ) (3عيون الخبار 2
ص (4) .124المائدة (5) .1 :تفسير القمى (6) .148 :تفسير العياشي
1ص .289
][30
قال :هي الجنة التي في بطون النعام ،وقد كان أمير المؤمنين عليه السلم يأمر
ببيع الجنة ) - 7 .(1ومنه عن أحمد بن محمد البزنطى قال :روى بعض
أصحابنا عن أبي عبد ال في قول ال " احلت لكم بهيمة النعام " قال
عليه السلم :الجنين في بطن امه إذا أشعرو أوبر ،فذكاة امه ذكاته )8 .(2
-المقنع :إذا ذبحت ذبيحة في بطنها ولد ،فان كان تاما فكل ،فان ذكاته
ذكاة امه ،وإن لم يكن تاما فل تأكله وروي :إذا أشعر وأوبر فذكاته ذكاة
امه ) .(3تبيان :قد عرفت سابقا أن المشهور بين المفسرين أن الضافة
في بهيمة النعام إضافة بيان أو الصفة إلى الموصوف ،وعلى ما ورد في
تلك الخبار بتقدير " من " أو " اللم " ،ويمكن حملها على أن المراد أن
الجنين أيضا داخل في الية ،فالغرض بيان الفرد الخفى ،أو يكون تحديدا
لول زمان تسميتها بالبهيمة ،وحلها ،فل ينافي التفسير المشهور ،ونسب
الطبرسي ره تفسير بهيمة النعام بالجنة إلى أبى جعفر وأبى عبد ال
عليهما السلم .وقال البيضاوى :معناه البهيمة من النعام ،وهي الزواج
الثمانية ،والحق بها الظباء وبقر الوحش وقيل :هما المراد بالبهيمة
ونحوها مما يماثل النعام في الجترار وعدم النياب ،وإضافتها إلى النعام
لملبسة الشبه ،انتهى .وأقول :الضافة على ما في الخبر أظهر مما ذكره
أخيرا ،بل أول .واعلم أن المقطوع به في كلم الصحاب أن تذكية الم
تكفي لتذكية الجنين وحله إذا تمت خلقته وأشعرو أوبر ،والحكم في الخبار
مختلف ففي بعضها منوط بتمام الخلقة ،وفي بعضها بالشعر والوبر ،وفي
بعضها بالشعر ،وفي بعضها بتمام الخلقة والشعر ،وكان بينها تلزم،
فيحصل الجمع بين الجميع كما قال في
) (1تفسير العياشي 1ص (2) .289تفسير العياشي 1ص (3) .290المقنع:
.139
][31
الدروس :ومن تمام الخلقة الشعر والوبر انتهى .والمشهور بين المتأخرين أنه
لفرق بين أن تلجه الروح وعدمه ،ل طلق النصوص وقد روى العامة
عن النبي صلى ال عليه وآله أنه سئل أنا نذبح الناقة والبقرة والشاة وفي
بطنها الجنين ،أنلقيه أم نأكله ؟ فقال :كلوه إن شئتم ،فان ذكاة الجنين ذكاة
امه " ) .(1وشرط جماعة منهم الشيخ وأتباعه وابن إدريس مع تمامه،
أن ل تلجه الروح وإل لم يحل بذكاة امه ،وإطلق الخبار حجة عليهم ،مع
أن هذا الفرض بعيد ،لن الروح ل تنفك عن تمام الخلقة غالبا ،وحمل
الخبار على هذا الفرض النادر بل غير المتحقق في غاية البعد ،ول دليل
لهم على ذلك إل اشتراط تذكية الحى مطلقا ،والكلية ممنوعة .نعم لو خرج
من بطنها مستقر الحياة اعتبر تذكيته ،كما ذكره الصحاب ،والحوط بل
القوى في غير مستقر الحياة أيضا الذبح ،إذا خرج حيا ،لما عرفت من
عدم الدليل على اعتبار استقرار الحياة .هذا إذا اتسع الزمان لتذكيته أما لو
ضاق عنها ففي حله وجهان :من إطلق الصحاب وجوب تذكية مستقر
الحياة أو الحى ومن تنزيله منزلة غير مستقر الحياة أو غير الحى ،لقصور
زمان حياته ،ودخوله في عموم الخبار الدالة على حله بتذكية امه ،إن لم
يدخل مطلق الحى في عمومها ،وكأنه أقوى ،والقرب أنه ل تجب المبادرة
إلى شق الجوف زائدا على المعتاد ،ولو لم تتم خلقته فهو حرام بغير
خلف .ول خلف أيضا في تحريم الجنين إذا خرج من بطن الميتة ميتة
وما ورد في
) (1راجع صحيح الترمذي كتاب الصيد بالرقم ،10سنن أبى داود كتاب الضاحي
17سنن ابن ماجة كتاب الذبايح الباب 15بالرقم المسلسل 3199سنن
الدارمي كتاب الضاحي بالرقم ،17مسند ابن حنبل 3ر 31و 39و 45
و ،53والراوي أبو سعيد الخدرى ،ولفظ المتن لبي داود(*) .
][32
حديث على بن جعفر كأنه محمول على ما إذا اخرج حيا وذكي ،أو على ما إذا كان
موت امه بالتذكية .ثم اعلم أن قوله عليه السلم ذكاة الجنين ذكاة امه مما
روته الخاصة والعامة (1) ،واللفظ متفق عليه بين الفريقين وإنما
الختلف في تفسيره ومعناه :قال في النهاية في الحديث ذكاة الجنين ذكاة
امه :التذكية الذبح والنحر يقال ذكيت الشاة تذكية ،والسم الذكاة،
والمذبوح ذكي ،ويروى هذا الحديث بالرفع والنصب ،فمن رفعه جعله خبر
المتبدأ الذي هو ذكاة الجنين ،فل يحتاج إلى ذبح مستأنف ،ومن نصب كان
التقدير ذكاة الجنين كذكاة امه ،فلما حذف الجار نصب ،أو على تقدير يذكى
تذكية مثل ذكاة امه ،فخذف المصدر وصفته ،وأقام المضاف إليه مقامه،
فلبد عنده من ذبح الجنين إذا خرج حيا ،ومنهم من يرويه بنصب الذكاتين
أي ذكاة الجنين ذكاة امه ،انتهى .وقال في شرح جامع الصول :قيل لم يرو
أحد من الصحابة ومن بعدهم أنه يحتاج إلى ذبح مستأنف غير ما روي عن
أبي حنيفة ) (2وقال الشهيد الثاني في الروضة :والصحيح رواية وفتوى
أن " ذكاة " الثانية مرفوعة خبرا عن الولى فتنحصر ذكاته في ذكاتها
لوجوب انحصار المبتدأ في خبره ،فانه إما مساو أو أعم وكلهما يقتضي
الحصر والمراد بالذكاة هنا السبب المحلل للحيوان كذكاة السمك والجراد،
وامتناع " ذكيت الجنين " إن صح فهو محمول على معنى الظاهر ،وهو
فري العضاء المخصوصة أو يقال
) (1اضف إلى ما ذكرناه قبل :رواية ابن عمر ولفظه " ذكاة الجنين إذا أشعر ذكاة
امه ولكنه يذبح حتى ينصاب ما فيه من الدم " أخرجه الحاكم في
مستدركه على ما في كشف الخفاء للعجلونى 1ر ،417وأخرجه البزار
والطبراني في الثلثة على ما في مجمع الزوائد 4ر ،35منتخب كنز
العمال 2ر 481بهامش المسند (1) .ذكره عن الخطابى عن ابن المنذر،
راجع جامع الصول 5ر 263ولفظه :لم يرو عن أحد من الصحابة
والتابعين وسائر العلماء أن الجنين ل يؤكل ال باستئناف الذبح ،غير ما
روى عن مذهب أبى حنيفة.
][33
إن إضافة المصادر تخالف إضافة الفعال للكتفاء فيها بأدنى ملبسة ،ولهذا صح "
ل على الناس حج البيت وصوم شهر رمضان " ولم يصح " حج البيت
وصيام رمضان " بجعلهما فاعلين .وربما أعربها بعضهم بالنصب على
المصدر أي ذكاته كذكاة امه فحذف الجار ونصب مفعول وحينئذ فيجب
تذكيته كتذكيتها ،وفيه مع التعسف مخالفة لرواية الرفع دون العكس،
لمكان كون الجار المحذوف " في " أي داخلة في ذكاة امه جمعا بين
الروايتين ،مع أنه الموافق لرواية أهل البيت عليهم السلم وهم أدرى بما
في البيت - 9 .الدعائم :عن أبى عبد ال عليه السلم أنه سئل عن قول ال
عزوجل " :احلت لكم بهيمة النعام " قال :الجنين في بطن امه إذا أشعر
وأوبر فذكاتها ذكاته ،وإن لم يشعر ولم يوبر فل يؤكل )) * 4 .(1باب( *
)ما يحرم من الذبيحة وما يكره( - 1الخصال :عن محمد بن على بن الشاه
عن أبى حامد ،عن أحمد بن خالد الخالدي عن محمد بن أحمد بن صالح
التميمي عن أبيه ،عن محمد بن حاتم القطان ،عن حماد بن عمرو عن
جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن جده عن على بن أبى طالب عليه السلم عن
النبي صلى ال عليه وآله أنه قال في وصيته له :يا علي حرم من الشاة
سبعة أشياء :الدم ،والمذاكير ،والمثانة والنخاع ،والغدد ،والطحال،
والمرارة ) .(2بيان :قال الجوهرى الذكر العوف والجمع مذاكير على غير
قياس ،كأنهم فرقوا بين الذكر الذى هو الفحل ،وبين الذكر الذي هو العضو
في الجمع ،وقال الخفش هو من الجمع الذي ليس له واحد مثل العباديد
والبابيل انتهى.
وأقول :كأن الجمع هنا ليس لتعدد الشخاص بل غلب الذكر على الخصيتين فجمع
بقرينة إفراد قرءنه كلها ) (1كما ورد في خبر عامى :فغسل مذاكيره ،قال
الكرماني في شرح البخاري :إشارة إلى تعميم غسل الخصيتين وحواليهما
معه ،وقال في النهاية فيه أنه كره من الشاة سبعا :الدم :والمرار ،وكذا
وكذا ،المرار جمع المرارة وهي التي في جوف الشاة وغيرها فيها ماء
أخضر مر قيل :هي لكل حيوان إل الجمل ،وقال القتيبى أراد المحدث أن
يقول المر ) (2وهو المصارين فقال المرار ،وليس بشئ - 2 .الخصال:
عن أبيه عن محمد بن يحيى العطار ،عن محمد بن أحمد الشعري ،عن
محمد بن هرون ،عن أبى يحيى الواسطي باسناده رفعه إلى أمير المؤمنين
عليه السلم أنه مر بالقصابين فنهاهم عن بيع سبعة أشياء من الشاة:
نهاهم عن بيع الدم ،والغدد ،وآذان الفؤاد ،والطحال ،والنخاع ،والخصى،
والقضيب ،فقال له رجل من القصابين :يا أمير المؤمنين ما الكبد والطحال
إل سواء فقال له :كذبت يالكع ائتنى بتورين من ماء آتك بخلف ما بينهما
فاتى بكبد وطحال وتورين من ماء ،فقال امرس كل واحد منهما في إناء
عليحدة ،فمرسا جميعا كما أمر به ،فانقبضت الكبد ولم يخرج منها شئ ولم
ينقبض الطحال وخرج ما فيه كله ،وكان دما كله ،وبقي جلدة وعروق فقال
هذا خلف ما بينهما ،هذا لحم وهذا دم ) .(3توضيح قال الجوهرى:
الخصية واحدة الخصى ،وكذلك الخصية بالكسر ،وأنكر أبو عبيد الكسر
قال :وسمعت خصياه ولم يقولوا خصى للواحد ،وقال الفيروز آبادى
) (1لم نقدر على تحقيق اللفظ وكأن فيه سقطا ،والمراد أن المذاكير قد يضاف و
يكون المضاف إليه مفردا وهذا يدل على أن الجمع بالنسبة الى قريني
الذكر كما ورد في صحيح البخاري كتاب الغسال الباب 5في حديث
ميمونة ،أن النبي )ص( أفرغ الماء على شماله فغسل مذاكيره ،وهكذا ما
ورد في كتاب الديات الباب 7من سنن ابى داود و 29من سنن ابن ماحة
في حديث العبد قبل جارية سيده فجب مذاكيره (2) ،هو ما يجتمع فيها
الفرث وهو اسم جمع كالعم للجماعة (3) .الخصال .341 / 2
][35
) (1الخصال (2) 283 / 1الخصال (3) .433 / 2الخصال .609 / 2
][36
يحرك عرق الجذام ) - 7 .(1العيون :عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس ،عن
على بن محمد بن قتيبة ،عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلم فيما
كتب للمأمون :يحرم الطحال فانه دم - 8 .(2ومنه :عن محمد بن على بن
الشاه ،عن أبى بكر بن عبد ال ،عن عبد ال بن أحمد بن عامر ،عن أبيه ;
وعن أحمد بن ابراهيم الخوزى ،عن إبراهيم بن مروان ،عن جعفر بن
محمد بن زياد ،عن أحمد بن عبد ال الهروي ; وعن الحسين بن محمد
الشنانى عن على بن محمد بن مهرويه ،عن داود بن سليمان الفراء
جميعا عن الرضا عن آبائه عن على عليهم السلم قال :كان النبي صلى
ال عليه وآله ل يأكل الكليتين من غير أن يحرمهما ،لقربهما من البول )
.(3صحيفة الرضا :بالسناد عنه عليه السلم مثله ) - 9 .(4العلل :عن
على بن حاتم ،عن الحسين بن على بن زكريا ،عن محمد بن صدقة ،عن
موسى بن جعفر ،عن أبيه ،عن محمد بن على عليه السلم مثله )10 .(5
-العيون والعلل :بالسانيد المتقدمة في علل ابن سنان عن الرضا عليه
السلم :حرم الطحال لما فيه من الدم ) - 11 .(6العلل :عن أبيه ،عن سعد
بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد ،عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد
ال الصم ،عن مسمع بن عبد الملك ،عن أبى عبد ال عليه السلم :قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلم إذا اشترى أحدكم اللحم فليخرج منه الغدد،
فانه يحرك عرق
) (1الخصال (2) .615 / 2عيون الخبار (3) .126 / 2عيون الخبار ) .40 / 2
(4صحيفه الرضا (5) .25 :علل الشرايع (6) .249 / 2العيون / 2
،94العلل .171 / 2
][37
][38
الشعري ،عن على بن الريان ،عن عبيد ال بن عبد ال الواسطي ،عن واصل بن
سليمان ،أو عن درست يرفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم قال :قلت له:
لم كان رسول ال صلى ال عليه وآله يحب الذراع أكثر من حبه لساير
أعضاء الشاة ؟ قال :فقال :لن آدم قرب قربانا عن النبياء من ذريته
فسمى لكل نبى عضوا وسمى لرسول ال صلى ال عليه وآله الذراع ،فمن
ثم كان يحب الذراع ويشتهيها ويحبها ويفضلها ) .(1وفي حديث آخر أن
رسول ال صلى ال عليه وآله كان يحب الذراع لقربها من المرعى وبعدها
من المبال ) - 15 .(2البصائر :عن إبراهيم بن هاشم ،عن جعفر بن محمد،
عن القداح عن أبى عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال
عليه وآله يحب الذراع والكتف ،ويكره الورك لقربها من المبال )- 16 .(3
المحاسن :عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن على بن فضال ،عن القاسم
بن محمد ،عن العلء ،عن محمد بن مسلم ،عن مسمع عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :اتقوا الغدد من اللحم ،فلربما حرك عرق الجذام )17 .(4
-ومنه :عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن إبراهيم بن عبد الحميد ،عن أبى
الحسن عليه السلم قال :حرم من الشاة سبعة أشياء :الدم ،والخصيتان،
والقضيب ،والمثانة والطحال ،والغدد ،والمرارة ) - 18 .(5ومنه :عن
السيارى ،عن محمد بن جمهور العمى ،عمن ذكره عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :حرم من الذبيحة سبعة أشياء :واحل من الميتة اثنتا عشرة
شيئا :فأما ما يحرم من الذبيحة :فالدم ،والفرث ،والغدد ،والطحال،
والقضيب ،والنثيان والرحم ،وأما ما يحل من الميتة :فالشعر ،والصوف،
والوبر ،والناب ،والقرن ،والضرس ،والظلف ،والبيض ،والنفحة،
والظفر ،والمخلب ،والريش ).(6
) 1و (2علل الشرايع (3) .128 / 1بصائر الدرجات 148ط حجر ،في حديث4) .
(6 -المحاسن .481
][39
بيان :قال في القاموس :المخلب ظفر كل سبع من الماشي والطائر أو هو لما يصيد
من الطير ،والظفر لما ل يصيد - 19 .طب الئمة :عن محمد بن جعفر
البرسى ،عن محمد بن يحيى الرمني عن محمد بن سنان عن المفضل بن
عمر عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله إياكم وأكل الغدد ،فانه يحرك الجذام ،وقال :عوفيت اليهود
لتركهم أكل الغدد ) - 20 .(1الهداية :ل يؤكل من الشاة عشرة أشياء:
الفرث ،والدم ،والطحال والنخاع ،والغدد ،والقضيب ،والنثيان ،والرحم،
والحياء ،والوداج ،وروى :العروق ) - 21 .(2الدعائم :عن أبى عبد ال
عليه السلم أنه كره أكل الغدد ومخ الصلب ،والطحال والمذاكير،
والقضيب ،والحياء ،وداخل الكلى ) .(3تنقيح وتوضيح قال العلمة في
المختلف قال الشيخ في النهاية :يحرم من البل والبقر والغنم وغيرها مما
يحل أكله ،وإن كانت مذكاة :الدم ،والفرث ،والمرارة ،والمشيمة ،والفرج
ظاهره وباطنه ،والقضيب ،والنثيان والنخاع ،والعلبا ،و الغدد وذات
الشاجع ،والحدق :والخرزة تكون في الدماغ ،وكذا قال ابن إدريس وزاد
فيه المثانة ،وهو موضع البول ومحقنه ،وشيخنا المفيد ره قال :ل يؤكل
من النعام والوحوش :الطحال لنه مجمع الدم الفاسد ،ول يؤكل القضيب
والنثيان ،ولم يتعرض لغيرها .وقال الصدوق :واعلم أن في الشاة عشرة
أشياء ل تؤكل :الفرث ،والدم ،والنخاع ،والطحال ،والغدد ،والقضيب،
والنثيان ،والرحم ،والحياء ،والوداج ،وروي :العروق ،وفي حديث آخر
مكان الحياء الجلد :وقال سلر :ول يؤكل الطحال
) (1طب الئمة (2) .105 :الهداية (3) .79 :دعائم السلم .125
][40
ول القضيب ول النثيان ،ولم يتعرض لغيرها كشيخه المفيد .وقال السيد المرتضى:
مما انفردت به المامية تحريم أكل الطحال ،والقضيب والخصيتين،
والرحم ،والمثانة ،وابن البراج تابع شيخنا أبا جعفر إل أنه أسقط الدم
لظهوره ،فان تحريمه مستفاد من نص القرآن .وقال ابن الجنيد :ويكره من
الشاة أكل الطحال ،والمثانة ،والغدد ،والنخاع ،والرحم ،والقضيب،
والنثيين ،ولم ينص على التحريم ،وإن كان لفظ يكره يستعمل في التحريم
أحيانا ،وابن حمزة تابع الشيخ في النهاية وقال الشيخ في الخلف :الطحال
والقضيب والخصيتان والرحم والمثانة والغدد والعلباء والخرز يكون في
الدماغ ،عندنا محرم ولم يتعرض فيه لغيرها ،وجعل أبو الصلح النخاع
والعروق والمرارة وحبة الحدقة وخرزة الدماغ مكروهة .والمشهور ما
قال الشيخ في النهاية لستخباثها فتكون محرمة ثم ذكر بعض الروايات في
ذلك ،ثم قال :وهذه الخبار لم تثبت عندي صحة رجالها فالقوى القتصار
في التحريم على الطحال والدم والقضيب والفرث والنثيين والفرج و
المثانة والمرارة والمشيمة ،والكراهة في الباقي عمل بأصالة الباحة،
وبعمومات " قل ل أجد فيما أوحى إلى محرما " ) " (1احلت لكم بهيمة
النعام " ) " (2فكلوا مما ذكر اسم ال عليه " ) (3انتهى .وقال الشهيدان
رفع ال درجتهما في اللمعة والروضة :يحرم من الذبيحة خمسة عشر
شيئا :الدم ،والطحال -بكسر الطاء -والقضيب -وهو الذكر -والنثيان -
وهما البيضتان -والفرث ،وهو الروث في جوفها -والمثانة -بفتح الميم
مجمع البول -والمرارة بفتح الميم التي تجمع المرة الصفراء بكسرها
معلقة مع الكبد كالكيس -والمشيمة -بفتح الميم بيت الولد ،ويسمى
الغرس بكسر الغين المعجمة ،وأصلها مفعلة فسكنت
][41
الياء -والفرج :الحياء ظاهره وباطنه ،والعلب -بالمهملة المسكورة فاللم الساكنة
فالباء الموحدة فاللف الممدودة :عصبتان عريضتان ممدودتان من الرقبة
إلى عجب الذنب -والنخاع -مثلث النون الخيط البيض في وسط الظهر
ينظم خرز السلسلة في وسطها وهو الوتين الذي ل قوام للحيوان بدونه.
والغدد بضم الغين المعجمة التي في اللحم وتكثر في الشحم ،وذات
الشاجع ،وهى اصول الصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكف ،وفي
الصحاح جعلها الشاجع بغير مضاف ،والواحد أشجع ،وخرزة الدماغ
بكسر الدال وهي المخ الكائن في وسط الدماغ شبه الدودة بقدر الحمصة
تقريبا يخالف لونها لونه ،وهى تميل إلى الغبرة ،والحدق يعني حبة الحدقة
وهو الناظر من العين ل جسم العين كله .ثم قال الشهيد الثاني ره :تحريم
هذه الشياء كلها ذكره الشيخ غير المثانة فزادها ابن إدريس وتبعه جماعة
منهم المصنف ومستند الجميع غير واضح ،لنه روايات يتلفق من جميعها
ذلك ،بعض رجالها ضعيف وبعضها مجهول ،والمتيقن منها تحريم ما دل
عليه دليل خارج كالدم ،وفي معناه الطحال تحريمها ظاهر من الية ،وكذا
ما استخبث منها كالفرث والفرج والقضيب والنثيين والمثانة والمرارة و
المشيمة وتحريم الباقي يحتاج إلى دليل ،والصل يقتضي عدمه،
والروايات يمكن الستدلل بها على الكراهة لسهولة خطبها ،إل أن يدعى
استخباث الجميع .واحترز بقوله " من الذبيحة " من نحو السمك والجراد
فل يحرم منه شئ من المذكورات للصل ،وشمل ذلك كبير الحيوان
المذبوح كالجزور ،وصغيره كالعصفور ،ويشكل الحكم بتحريم جميع ما
ذكر ،مع عدم تميزه لستلزامه تحريم جميعه أو أكثره للشتباه ،والجود
اختصاص الحكم بالنعم ،ونحوها من الحيوان الوحشي ،دون العصفور وما
أشبهه .وقال :ويكره أكل الكل بضم الكاف وقصر اللف جمع كلية وكلوة
بالضم فيهما ،والكسر لحن عن ابن السكيت ،وأذنا القلب والعروق انتهى.
وقال الشهيد ره في شرح الشاد :ل خلف في تحريم الدم والطحال
والقضيب
][42
والنثيين ،وقال بعد إيراد مذهب الصدوق ره :قال أهل اللغة :الحياء بالمد رحم
الناقة وجمعه أحيية ،ولعل الصدوق أراد به ظاهر الفرج ،وبالرحم باطنه،
وقيل :المراد بالرحم المشيمة في الروايات ،وليس ببعيد .ثم إن الخباثة
التي ادعوها في أكثر المذكورات غير مسلم ،بل حصل تنفس الطباع في
أكثرها لقول أكثر الصحاب بحرمتها ،مع أنك قد عرفت ما أسلفنا من الكلم
في تحريم الخبيث ومعناه ،ومذهب المفيد رحمه ال ل تخلو من قوة مع
انضمام الدم المسفوح والفرث ،وكأنه تركهما للظهور أو لعدم كونهما من
أجزاء الذبيحة ،لن الدم يحرم بعد النفصال وقبل الموت ،والحوط
الجتناب عن الجميع لسيما المرارة والحياء والمشيمة والغدد والنخاع.
وأما العروق فلعل المراد بها الوداج كما ورد في بعض الخبار مكانها أو
العروق الكبيرة ،وإل فيشكل الحتراز عنها إل بأن تقطع اللحوم خيوطا كما
تفعله اليهود .وأما الجلد الذي ورد في بعض الخبار ومال إلى تحريمه
بعض المعاصرين من المحدثين فهو ضعيف ،لن قول الصدوق " في
حديث آخر " خبر مرسل ،ويمكن أن يحمل على جلد الفرج أو على جلد
الميتة أو على الكراهة - 22 .العلل :عن أبيه ومحمد بن الحسن ،عن
محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن يحيى عن علي بن إسمعيل ،عن
صفوان بن يحى الزرق ،قال :قلت لبي إبراهيم عليه السلم :الرجل يعطي
الضحية من يسلخها بجلدها ،قال :ل بأس به ،إنما قال ال عزوجل "
فكلوا منها وأطعموا " ) (1والجلد ل يؤكل ول يطعم ) .(2بيان :قد يستدل
بهذا الخبر على تحريم الجلد ،ول دللة فيه ،إذ يحتمل أن يكون المراد عدم
جري العادة بأكله ل حرمته ،وأيضا الجلد الذي يعطى الجزار وهو ما عدا
جلد الرأس ،والذي يؤكل جلد الرأس ،وبالجملة :بهذا الخبر المجمل
][43
ل يمكن تخصيص اليات والخبار الكثيرة الدالة على الحلية .ثم اعلم أن النسخ التي
عندنا " عن صفوان بن يحيى الزرق " والظاهر أنه كان " عن صفوان
عن يحيى " أو " صفوان بن يحيى عن يحيى " لنه لم يوصف صفوان
ول أبوه بالزرق ،بل صفوان يروي عن يحيى بن عبد الرحمن الزرق،
وهو أيضا ثقة ،وهذه الرواية في التهذيب وقعت مرارا ،ويظهر من الفقيه
أن صفوان يروى عن يحيى بن حسان الزرق ،وهو إن لم يكن موثقا لكن
الصدوق ره اعتمد على كتابه وذكر طريقه إليه - 23 .غيبة الشيخ :قال:
روى محمد بن على الشلمغاني في كتاب الوصياء عن حمزة بن نصير
خادم أبى الحسن عليه السلم عن أبيه قال :لما ولد السيد عليه السلم
يعنى المهدي تباشر الدار بذالك ،فلما نشأ خرج إلى المر أن أبتاع كل يوم
مع اللحم قصب مخ وقيل :إن هذا لمولنا الصغير عليه السلم ) 5 ..(1باب
* )حكم البيوض وخواصها( * - 1قرب السناد :عن هرون بن مسلم،
عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عليه السلم قال :سئل عن بيض
طير الماء فقال :ماكان من بيض طير الماء مثل بيض الدجاج على خلقته
إحدى رأسه مفرطح فكل وإل فل ) .(2بيان :قال في القاموس :فرطحه
عرضه ،ورأس فرطاح ومفرطح :كمسرهد عريض ،وفي بعض النسخ قبل
قوله عريض " هكذا قال الجوهرى وهو سهو والصواب مفلطح باللم " )
(3انتهى ويظهر من الخبر أن الصواب ماقاله الجوهرى ،ول خلف
) (1غيبة الشيخ الطوسى 158 :ط حجر (2) .قرب السناد (3) .34وقال شارح
القاموس :قال شيخنا قد سقطت هذه العبارة من بعض النسخ وهو
الصواب فانه يقال بالراء واللم كما في غير ديوان ،والراء تقارض اللم
كما عرف في
][44
بين الصحاب في أن البيوض تابعة للحيوان في الحل والحرمة ،ومع الشتباه تؤكل
ما اختلف طرفاه ل ما اتفق ،وتدل عليه أخبار كثيرة .والمشهور أن بيض
السمك المحلل حلل ،والمحرم حرام ،ومع الشتباه يؤكل ما كان خشنا ل
ما كان أملس ،وكثير من الصحاب لم يقيدوا التفصيل بحال الشتباه ،بل
أطلقوا وابن إدريس أنكر ذلك ،قال في السرائر :قد ذهب أصحابنا إلى أن
بيض السمك ماكان منه خشنا فانه يؤكل ،ويجتنب الملس والمنماع ،ول
دليل على صحة هذا القول من كتاب ول سنة ول إجماع ،ول خلف أن
جميع ما في بطن السمك طاهر ،ولو كان ذلك صحيحا لما حلت الصحناة
انتهى ) .(1وأقول :لم أررواية تدل على هذا العتبار ،والظاهر أن إطباق
أكثرهم عليه مستند إلى رواية ،والتعويل عليه مشكل ،فما علم أنه مأخوذ
من سمك محلل فهو محلل وما علم أنه من محرم فالظاهر تحريمه ،وأما
المشتبه فقد عرفت حكمه مطلقا وأن ظاهر عموم اليات والخبار حله،
فالظاهر هنا الحل أيضا ل سيما إذا كان خشنا والحوط اجتنابه مطلقا .قال
في المختلف :قال شيخنا المفيد :ويؤكل من بيض السمك ماكان خشنا
ويجتنب منه الملس والمنماع ،وقال سلر :بيض السمك على ضربين
خشن وأملس ،فالول حل والثاني حرام ،وكذا قال ابن حمزة ثم ذكر كلم
ابن إدريس فقال :و المعتمد الباحة لعموم قوله تعالى " :أحل لكم صيد
البحر وطعامه " ) (2ولم يبلغنا في
مصنفات البدال ،وفى اللسان :وأنشد لبن أحمر البجلى يصف حية ذكرا :خلقت
لهازمه عزين ورأسه * كالقرص فرطح من طحين شعير قال ابن برى:
فلطح باللم قال :وكذلك أنشده المدي :أقول :راجع القاموس 1ر ،24
لسان العرب فرطح وفلطح (1) .السرائر (2) .369 :المائدة.1 :
][45
الحاديث المعول عليها ما ينافي هذا العموم ،فوجب المصير إليه انتهى .وأقول:
الظاهر أن حكم الفاضلين بالباحة في البيض المحلل ل مطلقا - 2 .قرب
السناد :عن عبد ال بن الحسن ،عن على بن جعفر ،عن أخيه موسى
عليه السلم قال :سألته عن بيض أصابه رجل من أجمة ل يدري بيض ما
هو ؟ هل يصلح أكله ؟ فقال :إذا اختلف رأساه فل بأس ،وإن كان الرأسان
سواء فل يحل أكله ) - 3 .(1الخصال :عن محمد بن الحسن بن الوليد،
عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب ،عن
الحكم بن مسكين عن أبى سعيد المكارى عن سلمة بياع الجوارى ،عن أبى
عبد ال عليه السلم قال :سألته عن البيض أي شئ يحرم منه ؟ قال :كل
ما لم تعرف رأسه من إسته فل تأكله ) - 4 .(2ومنه :بالسند المتقدم مرارا
عن العمش قال :قال الصادق عليه السلم يؤكل من البيض ما اختلف
طرفاه ،ول يؤكل ما استوى طرفاه ) - 5 .(3ومنه :عن أبيه عن محمد بن
يحيى العطار عن محمد بن أحمد الشعري عن موسى بن عمر ،عن ابن
أبى عمير عن معوية بن عمار عن أبى عبد ال عليه السلم قال :ثلثة
يهزلن :إدمان أكل البيض ،والسمك ،والطلع ،الخبر ) - 6 .(4تحف
العقول :عن الصادق عليه السلم قال :أما ما يجوز أكله من البيض :فكل
ما اختلف طرفاه فحلل أكله وما استوى طرفاه فحرام أكله )- 7 .(5
البصائر ودليل الطبري :عن الهيثم النهدي ،عن إسمعيل بن مهران ،عن
رجل من أهل بير ما قال :كنت عند أبى عبد ال عليه السلم فودعته
وخرجت حتى بلغت العوص ثم ذكرت حاجة لى فرجعت إليه والبيت غاص
بأهله ،وكنت أردت أن
) (1قرب السناد (2) .118 :الخصال 140 :1في حديث (3) .الخصال (4) .610
الخصال (5) .155تحف العقول .338
][46
أسأله عن بيوض ديوك الماء ،فقال لي :يابت يعنى البيض وعانا ميتا يعنى ديوك
الماء بناحل يعنى ل تأكل ) .(1بيان :يدل على تحريم ديوك الماء وبيضها،
وكأنها مما ليست فيه صفات الحل وهو محمول على الكراهة- 8 .
المحاسن :عن على بن الحكم ،عن أبيه عن سعد ،عن الصبغ ،عن على
عليه السلم قال :إن نبيا من النبياء شكا إلى ال تعالى قلة النسل في امته
فأمره أن يأمرهم بأكل البيض ،ففعلوه فكثر النسل فيهم ) - 9 .(2ومنه:
عن أبى القاسم الكوفى ويعقوب بن يزيد ،عن القندى ،عن عبد ال بن
سنان عن أبى عبد ال عليه السلم قال :شكا نبى من النبياء إلى ربه قلة
الولد فأمره بأكل البيض ) - 10 .(3ومنه :عن محمد بن عيسى اليقطينى،
عن عبد ال الدهقان ،عن درست ،عن عبد ال بن سنان ،عن أبى عبد ال
عليه السلم أن نبيا من النبياء شكا إلى ال قلة النسل ،فقال له :كل اللحم
بالبيض ) - 11 .(4ومنه :عن أبيه ،عن أحمد بن النضر ،عن محمد بن
عمر بن أبى حسنة الجمال قال :شكوت إلى أبى الحسن عليه السلم قلة
الولد فقال :استغفر ال وكل البيض بالبصل ) - 12 (5ومنه :عن على بن
حسان ،عن موسى بن بكر قال :سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول:
أكثروا من البيض فانه يزيد في الولد ) - 13 .(6ومنه :عن نوح بن
شعيب ،عن كامل ،عن محمد بن إبراهيم الجعفي عن أبى عبد ال عليه
السلم قال :من عدم الولد فليأكل البيض وليكثر منه ) - 14 .(7ومنه :عن
جعفر بن محمد عن يونس بن مرازم قال :ذكر عند أبى عبد ال عليه
السلم البيض فقال :أما إنه خفيف يذهب بقرم اللحم ) - 15 .(8ومنه :عن
محمد بن إسمعيل ،عن جعفر بن محمد بن حكيم ،عن مرازم مثله
) (1بصائر الدرجات 334واللفظ له ،دلئل المامة 137والحديث فيه مختصر2) .
(8 -المحاسن .481
][47
وزاد فيه :وليست له غائلة اللحم ) .(1بيان :القوم محركة شدة شهوة اللحم،
والغائلة الشر والفساد - 16 .المحاسن :عن محمد بن عيسى عن أبيه عن
جده وهو عن ميسر بن عبد العزيز عن أبى عبد ال عليه السلم قال :مح
البيض خفيف ،والبياض ثقيل ) .(2بيان :المح في أكثر النسخ بالحاء
المهملة ،وفي بعضها بالخاء المعجمة وكأنه تصحيف ،أو على الستعارة
تشبيها لصفرة البيض بمخ العظم ،قال في القاموس في المهملة المح
بالضم خالص كل شئ وصفرة البيض كالمحة أو ما في البيض كله وقال
في المعجمة المخ بالضم نقى العظم والدماغ وخالص كل شئ- 17 .
المحاسن :عن يوسف بن السخت البصري عن محمد بن جمهور ،عن
حمران بن أعين قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم إن أناسا يزعمون أن
صفرة البيض أخف من البياض فقال عليه السلم :إلى ما يذهبون في
ذلك ؟ فقلت :يزعمون أن الريش من البياض ،وأن العظم والعصب من
الصفرة ،فقال أبو عبد ال عليه السلم :فالريش أخفها ) .(3بيان :يمكن
أن يكون الغرض في هذا الخبر بيان جهلهم بالعلة ،وإن كان أصل الحكم
حقا ،أو يكون الخبر الول محمول على التقية وحاصل كلمه عليه السلم
أن تعليلهم يعطي نقيض مدعاهم لن الريش أخف أجزاء الطير ،والخفيف
يحصل من الخفيف فالبياض أخف - 18 .فقه الرضا :قال عليه السلم يؤكل
من البيض ما اختلف طرفاه - 19 .الخرايج :روي عن إسمعيل بن مهران
قال :كنت عند أبى عبد ال عليه السلم اودعه وكنت حاجا في تلك السنة
فخرجت ثم ذكرت شيئا أردت أن أسأله عند فرجعت إليه ومنزله غاص
بالناس ،وكان ما أسأله عنه بيض طير الماء ،فقال لي من غير سؤال :ل
تأكل بيض طير الماء ) - 20 .(4المناقب :سئل الباقر عليه السلم أنه وجد
في جزيرة بيض كثير فقال :كل ما
][48
اختلف طرفاه ،ول تأكل ما استوى طرفاه ) - 21 .(1المكارم :عن على بن أحمد بن
أشيم قال :شكوت إلى الرضا عليه السلم قلة استمرائى الطعام ،قال :كل
مح البيض ،ففعلت فانتفعت به ) .(2وعن أبى عبد ال عليه السلم قال:
من عدم الولد فليأكل البيض وليكثر منه ) .(3وعن على عليه السلم قال:
إن نبيا من النبياء شكى إلى ال تعالى قله النسل في امته فأمره ال
عزوجل أن يأمرهم أن يأكلوا الخبز بالبيض ) .(4وعن زرارة قال :سألت
أبا جعفر عليه السلم عن البيض في الجام فقال :ما استوى طرفاء فل
تأكل وما اختلف طرفاه فكل ) - 22 .(5الهداية :كل من البيض ما اختلف
طرفاه ،ول تأكل ما استوى طرفاه ) - 23 .(6الدعائم :عن جعفر بن محمد
عليه السلم قال :ما كان من البيض مختلف الطرفين فحلل أكله ،وما
استوى طرفاه فهو من بيض مال يؤكل لحمه )) 6 ..(7باب( * )حكم ما ل
تحله الحياة من الميتة ومما ل يؤكل لحمه( * - 1الخصال :عن على بن
أحمد بن عبد ال بن أبى عبد ال البرقى عن أبيه عن جده أحمد ،عن أبيه
عن ابن أبي عمير يرفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم قال :عشرة أشياء
من الميتة ذكية :العظم ،والشعر والصوف ،والريش ،والقرن ،والحافر،
والبيض والنفحة واللبن والسن ).(8
][49
- 2قرب السناد :عن هرون بن مسلم ،عن مسعدة بن صدقة ،عن الصادق عليه
السلم عن أبيه عن جابر بن عبد ال النصاري أن دباغة الصوف والشعر
غسله بالماء وأى شئ يكون أطهر من الماء ) .(1بيان حمل على ملقاتهما
الميتة بالرطوبة ،أو على الستحباب - 3 .قرب السناد :عن السندي بن
محمد ،عن أبى البخترى عن جعفر عن أبيه عليه السلم أن عليا سئل عن
شاة ماتت فحلب منها لبن ،فقال على عليه السلم إن ذلك الحرام محضا )
- 4 .(2ومنه :عن السندي عن أبى البخترى عن جعفر عن أبيه عليه
السلم قال :ل بأس بما ينتف من الطير والدجاج ينتفع به للعجين وأذناب
الطواويس وأعراف الخيل وأذنابها ) - 5 .(3ومنه :بالسند المتقدم عن
جعفر عن أبيه أن عليا عليه السلم قال :غسل صوف الميت ذكاته )6 .(4
-المحاسن :عن السيارى عن محمد بن جمهور العمى عمن ذكره عن أبى
عبد ال عليه السلم قال :احل من الميتة اثنتا عشرة شيئا :الشعر
والصوف ،والوبر والناب والقرن ،والضرس ،والظلف ،والبيض،
والنفحة ،والظفر ،والمخلب ،والريش ) .(5بيان :في القاموس :الوبر
محركة صوف البل والرانب ونحوهما انتهى ،و ذكر الضرس بعد الناب
تعميم بعد التخصيص ،والظلف هو المشقوق الذي يكون في أرجل الشاة
والبقر ونحوهما انتهى ولعل المراد هنا ما يشمل الحافر ،وكأن التخصيص
لن المراد بالميتة ميتة ما يعتاد أكله من النعام ،وليس لها حافر ،وعدم
ذكر العظم كأنه لما يتشبث به من أجزاء الميتة ودسوماتها والمخ الذي
فيه ،وبعد خلوه عنها طاهر.
) (1قرب السناد 2) .51و (3قرب السناد (4) .84قرب السناد (5) .94
المحاسن 471 :في حديث.
][50
- 7المحاسن :عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبي قال :سألته عن
الثنية تنفصم وتسقط أيصلح أن يجعل مكانها سن شاة ؟ فقال :إن شاء
فليضع مكانها سنا بعد أن تكون ذكية ) .(1توضيح الفصم بالفاء والقاف
الكسر ،والنفصام بهما :التكسر وفى بعض النسخ بالول ،وفي بعضها
بالثاني ،وكأن التقييد بالتذكية للستحباب ،أو المراد بها الطهارة بأن يكون
المراد بالسن في كلمه عليه السلم أعم من سن الشاة ) - 8 .(2المناقب )
:(3العياشي :عن عمار الدهنى عن أبى الصهبا قال :قام ابن الكوا إلى
على عليه السلم وهو على المنبر وقال :إني وطئت دجاجة ميتة فخرجت
منها بيضة ،فآكلها ؟ قال :ل ،قال :فان استحصننتها فخرج منها فرخ
آكله ؟ قال :نعم ،قال :فكيف ؟ قال :لنه حى خرج من الميت ،وتلك ميتة
خرجت من ميتة ) .(4مشارق النوار :عن ابن الكوا مثله .بيان " لنه حى
" أي استحيل وطهر بالستحالة ،والحديث عامى ويمكن حمل النهي على
الكراهة أو التقية - 9 .المكارم :عن عبد ال بن سليمان قال :سألت أبا
جعفر عليه السلم عن العاج قال :ل بأس به ،وإن لي منه لمشطا ).(5
وعن القاسم بن الوليد قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن عظام الفيل
مداهن و أمشاط ) ،(6قال :ل بأس ).(7
) (1المحاسن (2) .644وزاد في كتاب الصلة ج 83ص 233مانصه :يحتمل هذا
الخبر زائدا على ما مر أن يكون المراد بالسن مطلق السن وبالذكى
الطاهر أو ما يقبل التذكية (3) .سقط عن النسخة المطبوعة وهكذا
المخطوطة التى عندنا كلمة " المناقب " ول يوجد الحديث في القسم
الذى وصل الينا من تفسير العياشي ،وابن شهر آشوب انما نقله عن
أصله (4) .مناقب آل ابى طالب (5) .376 - 2مكارم الخلق(6) .79 :
في المصدر :مداهنها وأمشاطها (7) .مكارم الخلق.79 :
][51
من طب الئمة :روى عن أبى الحسن العسكري عليه السلم أنه قال :التسريح
بمشط العاج ينبت الشعر في الرأس ،الخبر ) .(1بيان :العاج عظم الفيل
ذكره الجوهرى والفيروز آبادي ،وقال في النهاية فيه أنه كان له مشط من
العاج ،العاج الذبل ،وقيل شئ يتخذ من ظهر السلحفاة البحرية فأما العاج
الذي هو عظم الفيل فنجس عند الشافعي وطاهر عند أبى حنيفة انتهى و
في الصحاح الذبل شئ كالعاج ،وهو ظهر السلحفاة البحرية يتخذ منه
السوار انتهى .وأقول :الظاهر أن المراد بالعاج عظم الفيل ،وكأنه شامل
لسنه أيضا و القائل من العامة بنجاسته أوله بظهر السلحفاة ،فيدل الخبار
باطلقها على جواز استعماله ،سواء اتخذ من مذكى أو غيره ،وعلى
طهارة الفيل على القول بنجاسة مال تحله الحياة من نجس العين .قال في
المصباح :العاج أنياب الفيلة ،قال الليث :ول يسمى غير الناب عاجا
والعاج ظهر السلحفاة البحرية ،وعليه يحمل قوله إنه " كان لفاطمة
صلوات ال عليها سوار من عاج " ) (2ول يجوز حمله على أنياب الفيلة
لن أنيابها ميتة بخلف السلحفاة والحديث حجة لمن يقول بالطهارة- 10 .
المكارم :عن عبد ال بن سنان عن أبى عبد ال عليه السلم قال :سألته
عن الرجل ينفصم سنه أيصلح له أن يشدها بذهب ،وإن سقطت أيصلح أن
يجعل مكانها سن
) (1مكارم الخلق ،80 :وبعده :ويطرد الدود من الدماغ ويطفئ المرار وينقى
اللثة والعمور " (2) .أخرج المتقى الهندي في المنتخب 35 / 3عن
الحافظ اسماعيل بن عبد ال سمويه باسناده عن حسين بن عبد ال قال:
دخلت على فاطمة بنت على وعليها مسكة من عاج وفى عنقها خيط من
خرز ،فقالت :ان أبى حدثنى أن رسول ال " ص " كره التعطل للنساء
وروى احمد في مسنده 275 / 5وأخرجه أبو داود في سننه كتاب
الترجل بالرقم 21أن رسول ال صلى ال عليه وآله أمر موله ثوبان أن
" اشتر لفاطمة قلدة من عصب وسوارين من عاج ".
][52
شاة ؟ قال نعم :إن شاء ليشدها بعد أن تكون ذكية ) .(1وعن الحلبي عنه عليه
السلم مثله ) (2وعن زرارة عن أبى عبد ال عليه السلم قال :سأله أبى
وأنا حاضر عن الرجل يسقط سنه فيأخذ من أسنان ميت فيجعله مكانه،
قال :ل بأس ) .(3وعن قتيبة بن محمد قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم
إنا نلبس هذا الخز وسداه أبريسم قال :وما بأس بأبريسم إذا كان معه
غيره ،قد اصيب الحسين عليه السلم وعليه جبة خز وسداه أبريسم ،قلت:
أنا ألبس ) (4هذه الطيلسانة البربرية وصوفها ميت ،قال :ليس في
الصوف روح أل ترى أنه يجز ويباع وهو حى ) - 11 .(5الهداية :عشرة
أشياء من الميتة ذكية :العظم ،والشعر ،والصوف ،والريش والقرن،
والحافر ،والبيض ،والنفحة ،واللبن ،والسن ) - 12 .(6نوادر الراوندي:
عن عبد الواحد بن إسمعيل الرؤيانى ،عن محمد بن الحسن التميمي ،عن
سهل بن أحمد الديباجي ،عن محمد بن محمد بن الشعث الكوفى ،عن
موسى ابن إسمعيل بن موسى عن أبيه عن جده موسى بن جعفر عن أبيه
عليه السلم قال :قال على عليه السلم مال نفس له سائلة إذا مات في
الدام فل بأس بأكله ) .(7وسئل عليه السلم عن الزيت يقع فيه شئ له دم
فيموت فقال :يبيعه لمن يعمله صابونا ) .(8بيان :يدل على جواز استعمال
المتنجس فيما ل يشترط فيه الطهارة ،وعلى طهارة غير ذي النفس
السائلة.
][53
- 13الدعائم :عن على عليه السلم أنه رخص في الدام والطعام يموت فيه
حشاش الرض والذباب ومال دم له ،وقال :ل ينجس ذلك شيئا ول يحرمه،
فان مات فيه ماله دم وكان مايعا فسد ،وإن كان جامدا فسد منه ما حوله
وأكلت بقيته ) .(1تذييل وتفصيل :قال في الروضة :تحرم الميتة أكل
واستعمال إجماعا ،ويحل منها عشرة أشياء متفق عليها وحادي عشر
مختلف فيه ،وهي الصوف ،والشعر والوبر والريش فان جز فهو طاهر،
وإن قلع غسل أصله المتصل بالميتة لتصاله برطوبتها ،والقرن والظلف،
والسن ،والعظم ،وهذه مستثناة من جهة الستعمال ،أما الكل فالظاهر
جواز مال يضر منها بالبدن للصل .والبيض إذا اكتسى القشر العلى
الصلب ،وإل كان بحكمها ،وال نفحة بكسر الهمزة وفتح الفاء والحاء
المهملة وقد يكسر الفاء ،قال في القاموس :هو شئ يستخرج من بطن
الجدي الراضع أصفر فيعصر في صوفة فيغلظ كالجبن ،فإذا أكل الجدي فهو
كرش ،وظاهر أول التفسير كون النفحة هي اللبن المستحيل في جوف
السخلة ،فتكون من جملة مال تحله الحياة ،وفي الصحاح والنفحة كرش
الحمل أو الجدي ما لم يأكل فإذا أكل فهى كرش ،وقريب منه في الجمهرة،
وعلى هذا فهي مستثناة مما تحله الحياة .وعلى الول فهو طاهر ،وإن ل
صق الجلد الميت للنص ،وعلى الثاني فما في داخله طاهر قطعا وكذا
ظاهره بالصالة ،وهل ينجس بالعرض بملصقة الميت ؟ له وجه وفي
الذكرى :والولى تطهير ظاهرها وإطلق النص يقتضي الطهارة مطلقا نعم
يبقى الشك في كون النفحة المستثناة هل هي اللبن المستحيل أم الكرش
بسبب اختلف أهل اللغة والمتيقن منه ما في داخله لنه متفق عليه،
واللبن في ضرع الميتة على قول مشهور
) (1دعائم السلم 2ر 126وفى هامشه :خشاش الطير صغارها وحشاش الرض
حشراتها.
][54
بين الصحاب مستنده روايات منها صحيحة زرارة ) (1وقد روي نجاسته في خبر
) (2آخر لكنه ضعيف السند إل أنه موافق للصل من نجاسة المايع بملقاة
النجاسة ،وكل نجس حرام ،وفي الدروس ضعف رواية التحريم ،وجعل
القائل بها نادرا وحملها على التقية انتهى .وأقول :لبد من التنبيه على
فوائد :الولى :خص الشيخ في النهاية استثناء الشعر والصوف والوبر بما
إذا اخذت بالجز وقد يعلل كلمه بأن اصولها المتصلة باللحم من جملة
أجزائه ،وإنما يستكمل استحالتها إلى أحد المذكورات بعد تجاوزها عنه،
وهو ضعيف ،لن إطلق الخبار يشتمل القلع أيضا ،بل المر بالغسل في
بعض الروايات قرينة على إرادة القلع بخصوصه وعدم صدق السم
ممنوع .الثاني :الظاهر طهارة المذكورات سوى النفحة مطلقا في الحيوان
المحلل وغيره إذا كان طاهرا حال الحياة ،ل نعرف خلفا في ذلك إل في
البيض ،فقد فرق العلمة بين كونه من مأكول اللحم وغيره ،فحكم بطهارة
الول ونجاسة الثاني ونص الشهيد على عدم الفرق وهو أقوى .الثالث:
اشترط أكثر الصحاب في البيض اكتساء القشر العلى لرواية غياث بن
إبراهيم ) (3ونقل عن الصدوق في المقنع أنه لم يتعرض لهذا الشرط،
وكلم الصحاب مختلف في التعبير عن هذا الشرط ،فبعض المتقدمين
اقتصر على مدلول الرواية حيث قال :إن اكتسب الجلد الغليظ ،وقال الشيخ
في النهاية :إذا كان قد اكتسى الجلد الفوقاني ،وجماعة منهم المحقق
عبروا بالقشر العلى ،وفي كلم العلمة في جملة من كتبه الجلد الصلب
ووصف الصلبة زائد على القيد المعتبر في الرواية ) (4وحكى العلمة
) 1و (2راجع التهذيب ج 9ص 76الحديث 59و 60ضعف الثاني لمكان وهب) .
(3الكافي ج 6ص ،258التهذيب 9ر (4) .76المراد بالجلد الصلب هو
القشر العلى ،ول يتصلب هذا القشر البعد استكمال البيض وانقطاعه
عن رحم البائض ،واما قبل تصلب القشر فالبيض متعلق بالرحم مستمد
منها يمتص
][55
عن بعض العامة أنه ذهب إلى طهارة البيض ،وإن لم يكتس القشر العلى محتجا،
بأن عليه غاشية رقيقة تحول بينه وبين النجاسة ثم قال :والقرب عندي
أنها إن كانت قد اكتست الجلد العلى وإن لم يكن صلبا فهي طاهرة لعدم
الملقات ،وإل فل وهو حسن .الرابع :قال في التذكرة فأرة المسك طاهرة
سواء أخذت من حى أو ميت وقال في الذكرى :المسك طاهر إجماعا،
وفأرته وإن أخذت من غير المذكى ،واستقرب في المنتهى نجاستها إن
انفصلت بعد الموت ،والول أقرب لصحيحة ) (1على بن جعفر عن أخيه
موسى عليه السلم قال :سألته عن فأرة المسك تكون مع الرجل وهو
يصلي وهي معه في جيبه أو ثيابه ،فقال :ل بأس بذلك ،لكن روى الشيخ
في الصحيح ) (3أيضا عن عبد ال بن جعفر قال :كتبت إليه يعنى أبا محمد
عليه السلم هل يجوز للرجل أن يصلي ومعه فأرة مسك ؟ قال :ل بأس
بذلك إذا كان ذكيا .واجيب عنه بأن انتفاء كونها ذكيا غير مستلزم
للنجاسة ،وكذا المنع من استصحابها في الصلوة ،مع أنه يجوز أن يكون
المراد بالذكى الطاهر الذي لم تعرض له نجاسة من خارج ،والحوط عدم
استصحابها في الصلوة إل مع التذكية ،ويكفى شراؤها من مسلم.
الخامس :المشهور بين الصحاب نجاسة مال تحله الحياة من نجس العين
كالكلب والخنزير والكافر ،وخالف فيه المرتضى ره فحكم بطهارتها ،وكأن
الشهر أقوى ،وإن شهدت ظواهر بعض الخبار بمذهبه ،وسيأتي القول
في أكثر هذه الحكام في كتابي الطهارة والصلة إنشاء ال تعالى.
من دمها وان كان عليه جلد رقيق ،فالبيض قبل تصلب القشر العلى من أجزاء
الرحم وهى ميتة ،وبعد تصلبه يكون منفصل عنها منقطعا عن حكمها،
وهو واضح ) 1و (2التهذيب ج 2ص 226ط نجف.
][56
7 .باب * )فضل اللحم والشحم وذم من ترك اللحم أربعين يوما( * * )وأنواع
اللحم( * - 1قرب السناد :عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان،
عن جعفر عن أبيه عليه السلم قال :قال على عليه السلم :عليكم باللحم
فان اللحم من اللحم ،واللحم ينبت اللحم ،وقال :من ترك اللحم أربعين
صباحا ساء خلقه ،وإياكم وأكل السمك ،فان السمك يسل الجسم ).(1
وبالسناد عن جعفر عن أبيه عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :سيد طعام الدنيا والخرة اللحم ،وسيد شراب الدنيا والخرة
الماء ) .(2وبالسناد عن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلم أن عليا
كان يؤتى بغلة ماله من ينبع فيصنع له منها الطعام يثرد له الخبز والزيت
وتمر العجوة ،فيجعل له منه ثريدا فيأكله ويطعم الناس الخبز واللحم،
وربما أكل اللحم ) - 2 .(3الخصال :عن أبيه ،عن سعد ،عن اليقطينى عن
القاسم بن يحيى ،عن جده الحسن عن أبى بصير ومحمد بن مسلم عن أبى
عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :إذا
ضعف المسلم فليأكل اللحم واللبن ،فان ال عزوجل جعل القوة فيهما ).(4
وقال عليه السلم :لحوم البقر داء وألبانها دواء وأسمانها شفاء ).(5
) 1و (2قرب السناد 69ط نجف (3) .قرب السناد (4) .72الخصال 2ر ) .617
(5الخصال 2ر .637
][57
وقال عليه السلم :اقلوا من لحم الحيتان ،فانها تذيب البدن ،وتكثر البلغم ،وتغلظ
النفس ) - 3 .(1العيون :عن أحمد بن زياد الهمداني ،عن على بن
إبراهيم ،عن ابيه عن على بن معبد ،عن الحسين بن خالد ،عن على بن
موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهم
السلم أنه قال :إن ال تبارك وتعالى ليبغض البيت اللحم واللحم السمين،
فقال له بعض أصحابه :يا ابن رسول ال ،إنا لنحب اللحم ول تخلو بيوتنا
منه ،فكيف ذلك ؟ فقال :ليس حيث تذهب ،إنما البيت اللحم البيت الذي
يؤكل فيه لحوم الناس بالغيبة ،وأما اللحم السمين فهو المتجبر المتكبر
المختال في مشيته ) .(2توضيح في النهاية " :إن ال تعالى ليبغض أهل
البيت اللحمين " وفي رواية " البيت اللحم وأهله " قيل هم الذين يكثرون
أكل لحوم الناس بالغيبة ،وقيل هم الذين يكثرون أكل اللحوم ويدمنونه،
وهو أشبه ،ومنه قول عمر اتقوا هذه المجازر ) (3فان لها ضراوة
كضراوة الخمر ،وقوله الخر :إن للحم ضراوة كضراوة الخمر ،يقا ل:
رجل لحم ول حم وملحم ولحيم فاللحم الذي يكثر أكله ،والملحم الذي يكثر
عنده اللحم أو يطعمه ،واللحم الذي يكون عنده لحم ،واللحيم الكثير لحم
الجسد انتهى .وأقول :يلوح مما ذكرنا أن أحاديث ذم اللحم محمولة على
التقية ،والتعبير عن
) (1الخصال 2ر (2) .636عيون الخبار 1ر ،314ومثله في معاني الخبار
(3) .388المجازر جمع مجزر بكسر الزاى موضع جزرها ،قال
الصمعي في معنى الحديث يعنى ندى القوم لن الجزور انما تنحر عند
جمع الناس ،قاله الجوهرى وقال ابن الثير :نهى عن أماكن الذبح لن
الفها ومداومة النظر إليها ومشاهدة ذبح الحيوانات مما يقسى القلب
ويذهب الرحمة منه .وقيل انما نهاهم عنها لنه كره لهم ادمان أكل
اللحوم وجعل لها ضراوة كضراوة الخمر أي عادة كعادتها ،لن من اعتاد
أكل اللحوم أسرف في النفقة .قاله في اللسان(*) .
][58
المتكبر المختال باللحم السمين على الستعارة ،لن المختال ينفخ في نفسه وأنفه
كأنه يتسمن - 4 .العيون :عن محمد بن على بن الشاه ،عن أبى بكر بن
عبد ال عن عبد ال بن أحمد الطائى عن أبيه ; وعن أحمد بن إبراهيم
الخوزى عن إبراهيم بن مروان ،عن جعفر بن محمد بن زياد ،عن أحمد
بن عبد ال الهروي ،وعن الحسين الشنانى عن علي بن محمد بن
مهرويه ،عن داود بن سليمان كلهم عن الرضا عن آبائه عليهم السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :سيد طعام الدنيا والخرة اللحم،
وسيد شراب الدنيا والخرة الماء ،وانا سيد ولد آدم ول فخر ) .(1صحيفة
الرضا :بالسناد عنه عليه السلم مثله ) - 5 .(2العيون :بالسانيد
المتقدمة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :سيد طعام الدنيا والخرة
اللحم ثم الرز ) .(3الصحيفة :عنه عليه السلم مثله ) - 6 .(4العيون:
بالسانيد عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :عليكم باللحم فانه ينبت
اللحم ،ومن ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه ) - 7 .(5الصحيفة :عنه
عليه السلم مثله ) - 8 .(6العيون :بالسانيد عن على عليه السلم قال:
ذكر عند النبي صلى ال عليه وآله اللحم والشحم فقال :ليس منهما بضعة
تقع في المعدة إل أنبتت مكانها شفاء ،وأخرجت من مكانها
) (1عيون الخبار 2ر (2) .35صحيفة الرضا (3) .10 :عيون الخبار 2ر ) .35
(4صحيفة الرضا (5) .10 :عيون الخبار 2ر (6) .41صحيفة الرضا
.25
][59
داء ) .(1الصحيفة :عنه عليه السلم مثله ) - 8 .(2الخصال :عن أبيه عن محمد
بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد الشعري عن موسى بن عمر عن ابن
أبى عمير عن معوية بن عمار ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال ثلثة
يسمن وثلثة يهزلن ،فأما التى يسمن :فادمان الحمام ،وشم الرائحة
الطيبة ،ولبس الثياب اللينة ،وأما التي يهزلن :فادمان اكل البيض والسمك
والطلع ) .(3بيان :في القاموس :الطلع من النخل شئ يخرج كأنه نعلن
مطبقان ،والحمل بينهما منضود ،والطرف محدد أو هو ما يبدو من ثمرته
في أول ظهورها - 9 .المحاسن :عن محمد بن على ،عن ابن سنان ،عن
أبى الجارود ،قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن اللحم والسمن
يخلطان جميعا ،قال :كل وأطعمني ) - 10 .(4ومنه :عن أبيه عمن ذكره،
عن أيوب بن الحر ،عن شريك العامري ،عن بشر بن غالب قال :خرجنا
مع على بن الحسين إلى المدينة ومعه شاة قد طبخت أعضاء فجعل يناول
القوم عضوا عضوا ) - 11 .(5ومنه :عن أبى يوسف عن إسمعيل
المدايني ،عن عبد ال بن بكر قال :أمر أبو عبد ال عليه السلم بلحم فبرد
له ثم أتى به فقال :الحمد ل الذي جعلني أشتهيه ثم قال :النعمة في العافية
أفضل من النعمة على القدرة ) - 12 .(6ومنه :عن محمد بن على ،عن
عيسى بن عبد ال العلوى ،عن أبيه ،عن جده عن على عليه السلم قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :اللحم سيد الطعام في الدنيا
) (1عيون الخبار 2ر (2) .41صحيفة الرضا (3) .25 :الخصال 1ر 155وقال
الصدوق :يعنى بادمان الحمام أن يدخله يوم ويوم ل ،فانه ان دخله كل
يوم نقص من لحمه (4) .المحاسن (5) .400 :المحاسن(6) .405 :
المحاسن.406 :
][60
والخرة ) 13 .(1ومنه :عن على بن الريان رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :سيد إدام الجنة اللحم )- 14 .(2
ومنه :عن أبيه ،عن ابن أبى عمير ،عن إبراهيم بن عبد الحميد ،عن
مسكين عن أبى عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه
وآله يأكل اللحم ) - 15 .(3ومنه :عن اليقطينى ،عن أبى عبد ال محمد
النصاري -قال :وكان خيرا -عن عبد ال بن سنان قال :سألت أبا عبد
ال عليه السلم عن سيد الدام في الدنيا والخرة فقال :اللحم أما تسمع
قول ال تبارك وتعالى " ولحم طير مما يشتهون " ) .(4توضيح:
الستشهاد بالية من جهة أنه تعالى خص من بين ساير الدام اللحم
بالذكر ،فهو سيد إدام الخرة ،وأما الفاكهة وإن ذكرها فهى ل تعد من
الدام عرفا والغرض بيان كونه سيدا بالنظر إلى غير الفاكهة ،والول
أظهر - 16 .المحاسن :عن النيسابوري عن بعض أصحابه عمن رواه،
عن أبى جعفر عليه السلم قال :سيد الطعام اللحم ) - 17 .(5ومنه :عن
ابن محبوب ،عن حماد بن عثمان قال :قلت :لبي عبد ال عليه السلم
البيت اللحم يكره ؟ قال :ولم ؟ قلت :بلغنا عنكم ،قال ل بأس به )- 18 .(6
ومنه :عن ابن فضال ،عن حماد اللحام ،قال :سألت أبا عبد ال عن البيت
اللحم تكرهونه ؟ قال :ولم ؟ قلت :بلغني عنكم وأنا مع قوم في الدار
وأخوان لي أمرنا واحد ،فقال :ل بأس بادمانه ) - 19 .(7ومنه :عن
عثمان بن عيسى ،عن مسمع البصري ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال:
إن من قبلنا يروون أن ال يبغض البيت اللحم :قال :صدقوا وليس حيث
ذهبوا ،إن ال يبغض البيت الذي يؤكل فيه لحوم الناس ).(8
- 20ومنه :عن على بن الحكم ،عن عروة بن موسى ،عن أديم بياع الهروي قال:
قلت :لبي عبد ال عليه السلم :بلغنا أن رسول ال صلى ال عليه وآله
كان يقول :إن ال يبغض البيت اللحم ،قال :إنما ذاك البيت الذي يؤكل فيه
لحوم الناس ،وقد كان رسول ال صلى ال عليه وآله لحما يحب اللحم ،وقد
جاءت امرأة إلى رسول ال صلى ال عليه وآله تسأله عن شئ و عايشة
عنده ،فلما انصرفت وكانت قصيرة ،قالت عائشة بيدها تحكي قصرها ،فقال
لها رسول ال صلى ال عليه وآله :تخللى ! قالت :يا رسول ال وهل أكلت
شيئا ؟ قال صلى ال عليه وآله :تخللى ففعلت فألقت مضغة عن فيها ).(1
بيان :كأنه باعجازه صلى ال عليه وآله حدثت مضغة اللحم بين أسنانها،
لتعلم أن الغيبة بمنزلة أكل لحوم الناس ،وروى الزمخشري في الفائق عن
سفيان الثوري أنه سئل عن اللحمين أهم الذين يكثرون أكل اللحم ؟ فقال:
هم الذين يكثرون أكل لحوم الناس وفي القاموس :اللحم ككتف الكثير لحم
الجسد كاللحيم ،والكول للحم القرم إليه ،والبيت يغتاب فيه الناس كثيرا
وبه فسر إن ال يبغض البيت اللحم ،وباز ل حم ولحم يأكله أو يشتهيه21 .
-المحاسن :عن محمد بن على ،عن الحسن بن على بن يوسف ،عن
زكريا بن محمد الزدي عن عبد العلى مولى آل سام قال :قلت لبي عبد
ال عليه السلم :إنا نروى عندنا عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه
قال :إن ال يبغض البيت اللحم ،فقال :كذبوا إنما قال رسول ال صلى ال
عليه وآله البيت اللحم الذين يغتابون فيه الناس ويأكلون لحومهم ،وقد كان
أبى لحما ،ولقد مات يوم مات وفي كم أم ولده ثلثون درهما للحم ).(2
بيان :زكريا بن محمد المؤمن لم يوصف في الرجال بالزدي ،والموصوف
به زكريا بن ميمون ويحتمل أن يكون غيرهما - 22 .المحاسن :عن على
بن الحكم ،عن الحسين بن أبى العلء عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
كان رسول ال صلى ال عليه وآله لحما يحب اللحم ).(3
][62
- 23ومنه :عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبى عبد ال عن أبيه عليهما
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إنا معشر قريش قوم
لحمون ) - 24 .(1ومنه :عن بعض من رواه قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :اللحم حمض العرب ).(2
تبيان :أي إذا ملوا من أكل الحلو كالتمر وأشباهه اشتهوا اللحم ومالوا
إليه ،في القاموس :الحمض ما ملح وأمر من النبات ،وهي كفاكهة البل
والخلة ما حلوهي كخبزها ،والتحميض القلل من الشئ وفي النهاية :في
حديث ابن عباس :كان يقول إذا أفاض من عنده في الحديث بعد القرآن
والتفسير :احمضوا ،يقال :أحمض القوم إحماضا :إذا أفاضوا فيما يونسهم
من الكلم والخبار والصل فيه الحمض من النبات وهو للبل كالفاكهة
للنسان ،لما خاف عليهم الملل أحب أن يريحهم فأمرهم بالخذ في ملح
الكلم والحكايات .ومنه حديث الزهري الذن مجاجة وللنفس حمضة أي
شهوة كما تشتهي البل الحمض ،وهو كل نبت في طعمه حموضة يقال:
أحمضت الرجل عن المر أي حولته عنه ،وهو من أحمضت البل إذا ملت
من رعي الخلة وهو الحلو من النبات اشتهت الحمض فتحولت إليه- 25 .
المحاسن :عن أبيه عن صفوان عن عيص عن أبى عبد ال عليه السلم
قال :نظر رسول ال صلى ال عليه وآله إلى لحم بريرة فقال :ما يمنعكم
من هذا اللحم أن تصنعوه ؟ وقد كان رسول ال لحما ) - 26 .(3ومنه :عن
أبيه عن ابن المغيرة عن حماد بن عثمان عن ابن أبى يعفور عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :ما ترك أبى إل سبعون درهما حبسها للحم ،إنه كان ل
يصبر عن اللحم ) - 27 .(4ومنه :عن على بن الحكم ،عن سيف بن
عميرة ،عن الحسن بن هرون
][63
عن أبى عبد ال عليه السلم قال :ترك أبو جعفر عليه السلم ثلثين درهما للحم،
وكان رجل لحما ) - 27 .(1ومنه :عن على بن الحكم عن ابن بكير ،عن
زرارة قال :تغديت مع أبي جعفر عليه السلم خمسة عشر يوما بلحم ).(2
ومنه :عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن عطية ،عن زرارة مثله )
- 28 .(3ومنه :عن ابن محبوب ،عن على بن رئاب عن زرارة قال:
تغديت مع أبى جعفر عليه السلم في شعبان خمسة عشر يوما كل يوم
بلحم ،ما رأيته صام منها يوما واحدا ) .(4بيان :كأن إفطاره عليه السلم
شعبان كان لعذر أو لبيان الجواز - 29 .المحاسن :عن بعض أصحابه عن
عبد ال بن عبد الرحمن الصم عن شعيب عن أبى بصير عن أبى عبد ال
عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :لحوم البقر داء ).(5
ومنه :عن النوفلي عن السكوني باسناده مثله ) - 30 .(6ومنه :عن أبى
أيوب المدائني عن ابن أبى عمير أو غيره عن اللفافي أن أبا الحسن عليه
السلم كان يبعث إليه وهو بمكة يشترى له لحم البقر فيقدده ) .(7بيان :في
القاموس القديد اللحم المشرر المقدد ،أو ما قطع منه طوال ،و تقدد يبس
انتهى ،وكأنه كان لدواء أو مصلحة أو كان نوعا من القديد ل يكره أو
الكراهة مخصوصة بما إذا أكل من غير طبخ وروى الكليني ) (8مرفوعا
إلى أبى عبد ال قال :قلت اللحم يقدد ويذر عليه الملح ويجفف في الظل،
فقال :ل بأس بأكله ،فان الملح قد غيره " - 31 .المحاسن :عن ابن فضال
عن عبد الصمد عن عطية أخى أبى العرام قال :قلت لبي جعفر عليه
السلم إن أصحاب المغيرة ينهونني عن أكل القديد الذي لم تمسه
][64
النار ،قال ل بأس بأكله ) - 32 .(1ومنه :عن بعض أصحابنا رفعه قال :قال أبو
عبد ال عليه السلم شيئان صالحان لم يدخل جوفا قط فاسدا إل أصلحاه،
وشيئان فاسدان لم يدخل جوفا قط صالحا إل أفسداه :فالصالحان :الرمان
والماء الفاتر ،والفاسدان :الجبن والقديد الغاب ) .(2بيان :الفاتر المعتدل
بين الحرارة والبرودة ،في القاموس فتريفتر ويفتر فتورا وفتارا سكن بعد
حدة وفتر الماء سكن حره فهو فاتر وفاتور انتهى ويلوح منه أنه يعتبر فيه
أن يكون العتدال بعد الحرارة وفي النهاية غب اللحم وأغب فهو غاب
ومغب إذا أنتن ) - 33 .(3المحاسن :روي عن أبى عبد ال عليه السلم
قال :ثلثة يهدمن البدن وربما قتلن :أكل القديد ،ودخول الحمام على
البطنة ،ونكاح العجايز ،وزاد فيه أبو إسحق النهاوندي :وغشيان النساء
على المتلء ) .(4المكارم :مثله ) - 34 .(5المحاسن :عن بعض أصحابه
رفعه قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :ثلث ل يؤكلن ويسمن ،وثلث
يؤكلن ويهزلن ،واثنان ينفعان من كل شئ ل يضران من شئ و اثنان
يضران من كل شئ ول ينفعان من شئ :فاللواتي ل يؤكلن ويسمن:
استشعار الكتان ،والطيب والنورة ،واللواتي يؤكلن ويهزلن :اللحم اليابس،
والجبن ،والطلع .وفي حديث آخر :والجوز ،وفي حديث :آخر الكسب .قال:
قلت :فما اللذان ينفعان من كل شئ ول يضران من شئ ؟ قال السكر
والرمان ،واللذان يضران من كل شئ ول ينفعان من شئ :فاللحم اليابس
والجبن قلت :جعلت فداك ،قلت ثم " يهزلن " وقلت هيهنا يضران ؟ فقال:
أما علمت أن الهزال من المضرة ).(6
][65
بيان :رواه في الكافي ) (1عن البرقى بهذا السناد وفي المكارم ) (2مرسل وفي
القاموس سمن كسمع سمانة بالفتح وسمنا كعنبا فهو سامن وسمين،
والجمع سمان ،وكمحسن السمين خلقة ،وقد أسمن ،وسمنه تسمينا وامرأة
مسمنة كمكرمة خلقة ومسمنة كمعظمة بالدوية ،وقال :هزل كعني هزال
وهزل كنصر هزل ويضم ،وهزلته أهزله وهزلته ،وقال :الشعار ككتاب ما
تحت الدثار من اللباس ،وهو يلي شعر الجسد ويفتح واستشعره لبسه،
وقال :الجبن بالضم وبضمتين وكعتل معروف .وفي أكثر نسخ الكافي "
وفي حديث آخر الجوز والكسب " وفي بعضها الجرز مكان الجوز وهو
لحم ظهر الجمل ،وما هنا أظهر من كل وجه ،والكسب بالضم عصارة
الدهن ،وفي الكافي " اللذان ينفعان من كل شئ ول يضران من شئ فالماء
الفاتر والرمان " قوله عليه السلم " أما علمت " الخ أي الضرر أعم من
الهزال ،وإنما خصه في الول لكونه سببا للضرر المخصوص ،بخلف
الثاني فانه عام لقوله :من كل شئ - 35 .مجالس ابن الشيخ :عن والده
عن هلل بن محمد الحفار عن إسمعيل بن على الدعبلي عن ابيه عن
الرضا عن آبائه عن على بن الحسين عليه السلم أنه قال :شيئان ما دخل
جوفا قط إل أفسداه وشيئان ما دخل جوفا قط إل أصلحاه ،فأما اللذان
يصلحان جوف ابن آدم فالرمان والماء الفاتر ،وأما اللذان يفسدان فالجبن
والقديد ) - 36 .(3المحاسن :عن محمد بن على عن ابن القداح عن الحكم
بن أيمن عن أبى اسامة عن أبى عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :من أتى عليه أربعون يوما ولم يأكل اللحم فليستقرض
على ال وليأكله ) .(4المكارم :عنه عليه السلم مثله ).(5
) (1الكافي 6ر (2) .315مكارم الخلق 224وفيه] :الكنب[ خ ل (3) .امالي
الطوسى 1ر (4) .379المحاسن (5) .464 :مكارم الخلق .183
][66
بيان " :على ال " أي متوكل عليه ،أو حال كون أدائه لزما عليه- 37 .
المحاسن :عن أبيه عن ابن المغيرة عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :اللحم من اللحم ،من تركه أربعين يوما ساء خلقه ،كلوه
فانه يزيد في السمع والبصر ) - 38 .(1ومنه :عن على بن حسان عن
موسى بن بكر قال سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول :اللحم ينبت اللحم
ومن أدخل جوفه لقمة شحم أخرجت مثلها داء ) - 39 .(2ومنه :عن أحمد
بن محمد البزنطى عن حماد بن عثمان عن محمد بن سوقة عن أبى عبد
ال عليه السلم قال :من أكل لقمة شحم أخرجت مثلها من الداء )- 40 .(3
ومنه :عن بعض أصحابنا بلغ به زرارة قال :قلت لبي عبد ال عليه
السلم :جعلت فداك الشحمة التي تخرج مثلها من الداء أي شحمة ؟ قال:
هي شحمة البقر ،وما سألني يا زرارة عنها أحد قبلك .قال :وروى عن أبي
عبد ال في قول النبي صلى ال عليه وآله من أكل لقمة من الشحم أنزلت
من الداء مثلها ،فقال :ذاك شحم البقر ) .(4المكارم :عنه عليه السلم مثله
) .(5بيان :بين الخبرين تناف ،ويمكن الجمع بينهما بالحمل على اختلف
المزجة والشخاص ،ويحتمل أن يكون في الخبر الول شحمة غير البقر.
- 41المحاسن :عن أبى القاسم ويعقوب بن يزيد عن زياد بن هرون
العبدى عن ابن سنان وأبى البخترى عن أبى عبد ال عليه السلم قال:
اللحم ينبت اللحم ومن ترك اللحم أربعين صباحا ساء خلقه ).(6
) 1و (2المحاسن ،464 :وليس المراد بخروج الداء اخراجه من البدن ،بل المراد
أن الشحمة تخرج داء إلى ظاهر البدن مثل الخراج 3) .و (4المحاسن:
(5) .465مكارم الخلق (6) .182المحاسن .465
][67
بيان :الظاهر زياد بن مروان القندى كما سيأتي - 42 .المحاسن :عن أبيه عن ابن
أبى عمير عن هشام بن سالم قال :اللحم ينبت اللحم ومن تركه أربعين يوما
ساء خلقه ومن ساء خلقه فأذنوا في اذنه ) - 43 .(1ومنه عن محمد بن
على عن ابن بقاح عن الحكم بن أيمن عن أبى اسامة عن أبي عبد ال قال
عليه السلم :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :عليكم باللحم فان اللحم
ينمي اللحم ،ومن مضى به أربعون صباحا لم يأكل اللحم ساء خلقه ،ومن
ساء خلقه فأطعموه اللحم ومن أكل شحمة أنزلت مثلها من الداء )44 .(2
-ومنه عن محمد بن على عن أحمد بن محمد عن أبان عن الواسطي عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :إن لكل شئ قرما وإن قرم الرجل اللحم فمن
تركه أربعين يوما ساء خلقه ومن ساء خلقه فأذنوا في أذنه ]اليمنى.
ورواه عن المحسن عن أبان عن الواسطي ) - 45 .(3ومنه :عن أبيه،
عمن ذكره عن أبي حفص البار ،عن أبي عبد ال ،عن آبائه ،عن على
عليهم السلم قال :كلوا اللحم فان اللحم من اللحم ،واللحم ينبت اللحم ،ومن
لم يأكل اللحم أربعين يوما ساء خلقه :وإذا ساء خلق أحدكم من إنسان أو
دابة فأذنوا في اذنه[ الذان كله .وروى بعضهم :أيما أهل بيت لم يأكلوا
اللحم أربعين ليلة ساءت اخلقهم ) - 46 .(4ومنه :عن أحمد بن محمد،
عن الحسين بن خالد ،قال :قلت لبي الحسن عليه السلم إن الناس
يقولون :من لم يأكل اللحم ثلثة أيام ساء خلقه ،فقال :كذبوا ،ولكن من ل
يأكل اللحم أربعين يوما تغير خلقه وبدنه ; وذلك لنتقال النطفة في مقدار
أربعين يوما ) .(5بيان " :ل نتقال النطفة " هذا شاهد للربعين ،فان
انتقال النطفة إلى العلقة يكون أربعين يوما وكذا المراتب بعدها فانتقال
النسان من حال إلى حال يكون في
][68
أربعين يوما كما ورد أن شارب الخمر ل تقبل صلوته وتوبته أربعين يوما- 46 .
المحاسن :عن أبيه عن ابن أبي عمير والنضر عن هشام بن سالم ،عن
أبى -عبد ال عليه السلم قال :اللحم باللبن مرق النبياء )- 47 .(1
ومنه :عن أبيه عن هرون بن الجهم عن جعفر بن عمرو ،عن أبي عبد ال
عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :شكا نبى
قبلي إلى ال الضعف في بدنه ،فأوحى ال إليه :اطبخ اللحم واللبن فانى قد
جعلت البركة والقوة فيهما ) - 48 .(2ومنه :عن أبيه عن ابن أبى عمير
عن هشام بن سالم وغير واحد عن أبي عبد ال قال عليه السلم :شكا نبى
من النبياء إلى ال الضعف فأوحى ال إليه :كل اللحم باللبن ) .(3ومنه:
عن أبى القاسم الكوفي ويعقوب بن يزيد عن القندى عن عبد ال بن سنان
عن أبي عبد ال عليه السلم مثله ) - 49 .(4ومنه :عن محمد بن عيسى
اليقطينى عن عبيد ال الدهقان عن درست عن عبد ال بن سنان ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :شكا نبي من النبياء إلى ال الضعف ،فقال له:
اطبخ اللحم باللبن ،وقال إنهما يشدان الجسم ،قلت هي المضيرة ؟ قال :ل
ولكن اللحم باللبن الحليب ) .(5بيان :في القاموس :مضر اللبن أو النبيذ
مضرا ويحرك ،ومضورا كنصر وفرح وكرم :حمض وابيض ،وهو مضير
ومضر ،والمضيرة مريقة تطبخ باللبن المضير ،وربما خلط بالحليب .وفي
بحر الجواهر :مضر حمض ،من باب نصر ومضير :سخت ترش
والمضيرة طبيخة يطبخ باللبن الماضر ،فارسيها دوق با وفي القاموس:
الحليب اللبن المحلوب أو الحليب ما لم يتغير طعمه - 50 .المحاسن :عن
أبيه عن سعد عن الصبغ عن على عليه السلم قال :إن نبيا من النبياء
شكا إلى ال الضعف في امته فأمرهم أن يأكلوا اللحم باللبن ،ففعلوا
فاستبانت القوة في أنفسهم ).(6
][69
المكارم :عن أمير المؤمنين عليه السلم مثله ) .(1بيان :في السند ما بين سعد
والصبغ إرسال - 51 .المحاسن :عن بعض أصحابنا قال :كتب إليه رجل
يشكو ضعفه فكتب :كل اللحم باللبن ) - 52 .(2ومنه :عن القاسم بن
يحيى ،عن جده الحسن عن ابن مسلم عن أبى -عبد ال عليه السلم قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلم :إذا ضعف المسلم فليأكل اللحم باللبن ).(3
- 53ومنه :عن سعد بن سعد الشعري قال :قلت لبي الحسن الرضا عليه
السلم :إنا أهل بيت ل يأكلون لحم الضأن ،قال :ولم ؟ قلت يقولون :إنه
يهيج بهم المرة الصفراء والصداع والوجاع ،فقال :يا سعد لو علم ال
شيئا اكرم من الضأن لفدى به إسمعيل ) .(4المكارم :عنه عليه السلم
مثله ) - 54 .(5المحاسن :عن بعض أصحابه ،عمن ذكره ،عن عبد ال بن
سنان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من أصابه ضعف في قلبه أو
بدنه فليأكل لحم الضأن باللبن ) - 55 .(6ومنه :عن أبي أيوب المدينى،
عن ابن أبي عمير والنضر بن سويد عن هشام بن سالم ،عن ابى عبد ال
عليه السلم قال :اللحم باللبن مرق النبياء ) - 56 .(7ومنه :عن أبيه،
عن محمد بن سنان عن زياد بن أبى الحلل قال :تعشيت مع أبي عبد ال
بلحم ملبن ،فقال :هذا مرق النبياء ) - 57 .(8ومنه :عن أبيه ،عمن
حدثه ،عن عبد الرحمن العزرمى عن أبي عبد ال قال عليه السلم :كان
على عليه السلم يكره إدمان اللحم ويقول :إن له ضراوة كضراوة
][70
الخمر ) .(1تبيين :قال في النهاية ضرى بالشئ يضري ضريا وضراية فهو ضار:
إذا اعتاده ومنه حديث عمر :إن اللحم ضراوة كضراوة الخمر أي إن له
عادة ينزع إليها كعادة الخمر ،وقال الزهري أراد أن له عادة طلبة لكله
كعادة الخمر مع شاربها ،ومن اعتاد الخمر وشربها أسرف في النفقة ولم
يتركها وكذلك من اعتاد اللحم لم يكد يصبر عنه ،فدخل في دأب المسرف
في النفقة انتهى .وقال الكرماني :أي عادة نزاعة إلى الخمر يفعل كفعلها.
وأقول :كأن هذه الخبار محمولة على التقية لنها موافقة لخبار المخالفين
وطريقة صوفيتهم ،وقال الشهيد قدس سره في الدروس :روي كراهة
إدمان اللحم و أن له ضراوة كضراوة الخمر ،وكراهة تركه أربعين يوما
وأنه يستحب في كل ثلثة أيام ،ولو دام عليه أسبوعين ونحوها لعلة وفي
الصوم فل بأس ،ويكره أكله في اليوم مرتين - 58 .المحاسن :عن أبيه،
عن ابن أبى عمير ،عن الحكم بن مسكين ،عن عمار الساباطى قال :سألت
أبا عبد ال عليه السلم عن شرى اللحم ،فقال :في كل ثلث ،قلت :لنا
أضياف وقوم ينزلون بناوليس يقع منهم موقع اللحم شئ ،فقال :في كل
ثلث ،قلت :ل نجد شيئا أحضر منه ،ولو ائتدموا بغيره لم يعدوه شيئا،
فقال :في كل ثلث ) - 59 .(2ومنه :عن أبيه عن القاسم بن محمد عن
زكريا بن عمران أبى يحي عن إدريس بن عبد ال قال :كنت عند أبي عبد
ال عليه السلم فذكر اللحم ،فقال :كل يوما بلحم ويوما بلبن ويوما بشئ
آخر ) - 60 .(3ومنه :عن ابن فضال ،عن ابن بكير عن زرارة ،عن أبي
جعفر عليه السلم
][71
قال :كان رسول ال صلى ال عليه وآله يعجبه الذراع ) - 61 .(1ومنه :عن جعفر
بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد ال عليه السلم عن أبيه قال عليه
السلم :سمت اليهودية رسول ال صلى ال عليه وآله في ذراع وكان
النبي صلى ال عليه وآله يحب الذراع والكتف ،ويكره الورك لقربها من
المبال ) - 62 .(2ومنه :عن على بن الريان بن الصلت رفعه ،قال :قيل
لبي عبد ال عليه السلم :لم كان رسول ال صلى ال عليه وآله يحب
الذراع أكثر منه لحبه لعضاء الشاة ؟ فقال :إن آدم قرب قربانا عن
النبياء من ذريته فسمى لكل نبي من ذريته عضوا وسمى لرسول ال
الذراع ،فمن ثم كان صلى ال عليه وآله يحبها ويشتهيها ويفضلها ).(3
- 63ومنه :عن على بن الحكم عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :سألته عن أكل اللحم التي ،فقال :هذا طعام السباع ) .(4بيان:
قال في القاموس :ناء اللحم يناء فهونئ ،بين النيوء والنيوءة لم ينضج
يائية وفي النهاية :فيه :نهى عن أكل اللحم الني ،هو الذى لم يطبخ أو طبخ
أدنى طبخ ولم ينضج يقال ناء اللحم يناء نيابوزن ناع يناع نيعا فهونئ
بالكسر وقد يترك الهمزة ويقلب ياء فيقال :ني مشددا - 64 .المحاسن :عن
أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبى -جعفر عليه
السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله نهى أن يؤكل اللحم غريضا
وقال :إنما يأكله السباع قال حريز :حتى تغيره الشمس أو النار ) .(5بيان:
قال في الدروس :يكره أكله أي اللحم غريضا يعنى نيا أي غير نضيج وهو
بكسر النون والهمزة وفي الصحاح الغريض :الطري - 65 .المحاسن :عن
ابن أبى عمير عن سجادة عن محمد بن عمر بن الوليد التميمي البصري
عن محمد بن الفرات الزدي عن زيد بن على عن آبائه عليهم السلم قال:
نهى رسول ال صلى ال عليه وآله أن يقطع اللحم على المائدة بالسكين )
.(6
][72
- 66ومنه :عن محمد بن على عن محمد بن الهيثم عن أبيه قال :صنع لنا أبو
حمزة طعاما ونحن جماعة حضر رأى رجل منا ينهك العظم فصاح به
وقال :ل تفعل ! فاني سمعت علي بن الحسين عليه السلم يقول :ل تنهكوا
العظام فان للجن فيه نصيبا ،فان فعلتم ذهب من البيت ما هو خير من ذلك
) - 67 .(1ومنه :عن ابن محبوب ،عن العل ،عن محمد بن مسلم ،عن
أبى جعفر قال عليه السلم :سألته عن العظم أنهكه ؟ قال :نعم ) .(2بيان:
التجويز ل ينافي الكراهة وفي الدروس :يكره نهك العظام أي المبالغة في
أكل ما عليها ،فان للجن فيه نصيبا ،فان فعل ذهب من البيت ما هو خير من
ذلك - 68 .طب الئمة :عن محمد بن المنذر ،عن على ابن أخي يعقوب عن
داود عن هرون بن أبي الجهم ،عن إسمعيل بن مسلم السكوني عن أبي
عبد ال الصادق عليه السلم أن رجل قال له :يابن رسول ال إن قوما من
علماء العامة يروون أن النبي صلى ال عليه وآله قال :إن ال يبغض
اللحامين ،ويمقت أهل البيت الذي يؤكل فيه كل يوم اللحم ؟ فقال :غلطوا
غلطا بينا إنما قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن ال يبغض أهل بيت
يأكلون في بيوتهم لحوم الناس ،أي يغتابونهم ،مالهم ل يرحمهم ال عمدوا
إلى الحلل فحرموه بكثرة رواياتهم .وعن أبي عبد ال جعفر بن محمد
الصادق عليه السلم أنه قال :اللحم ينبت اللحم ويزيد في العقل ومن تركه
أياما فسد عقله .وفي رواية اخرى عنه عليه السلم :من ترك اللحم أربعين
صباحا ساء خلقه وفسد عقله ومن ساء خلقه :فأذنوا في اذنه بالتثويب )
.(3بيان :بالتثويب أي بتكرير فصوله - 69 .المكارم :كان النبي صلى ال
عليه وآله يأكل اللحم طبيخا وبالخبز ،ويأكله مشويا بالخبز ،وكان يأكل
القديد وحده ،وربما أكله بالخبز ،وكان أحب الطعام إليه اللحم
][73
ويقول :هو يزيد في السمع والبصر ،وكان يقول :صلى ال عليه وآله اللحم سيد
الطعام في الدنيا والخرة فلو سألت ربى أن يطعمنيه كل يوم لفعل .وكان
يأكل الثريد بالقرع واللحم ،وكان يحب القرع ويقول :إنها شجرة أخي
يونس ،وكان صلى ال عليه وآله يعجبه الدبا ويلتقطه من الصفحة ،وكان
صلى ال عليه وآله يأكل الدجاج ولحم الوحش ،ولحم الطير الذي يصاد،
وكان ل يبتاعه ول يصيده ويحب أن يصاد له ويؤتى به مصنوعا فيأكله،
أو غير مصنوع فيصنع له فيأكله .وكان إذا أكل اللحم يطأطئ رأسه إليه
ويرفعه إلى فيه ثم ينهشه انتهاشا ،و كان يحب من الشاة الذراع والكتف )
.(1ومن كتاب طب الئمة :عن علي عليه السلم قال :اللحم سيد الطعام
في الدنيا والخرة .عن زرارة قال :تغديت مع أبي جعفر عليه السلم أربعة
عشر يوما بلحم في شعبان .عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلم
قال :قال النبي صلى ال عليه وآله :نحن معاشر النبياء لحميون .عن أديم
قال :قلت للصادق عليه السلم :بلغني أن ال عزوجل يبغض البيت اللحم ؟
قال :ذاك البيت الذي يؤكل فيه لحوم الناس ،وقد كان رسول ال لحميا يحب
اللحم ومن ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه ،ومن ساء خلقه فأطعموه
اللحم ،ومن أكل ]من[ شحمه أخرجت مثلها من الداء .وقال عليه السلم:
أطيب اللحم لحم الظهر ) .(2عن أبى الحسن عليه السلم قال :اللحم ينبت
اللحم ،ومن أدخل جوفه لقمة شحم اخرجت مثلها من الداء] .عن الصادق
عليه السلم قال :في قول النبي صلى ال عليه وآله من أكل لقمة شحم
أنزلت مثلها
) (1مكارم الخلق (2) .31 - 30مكارم الخلق ،182 - 181وقد نقلها عن
صحيفة الرضا عليه السلم ل من طب الئمة.
][74
من الداء قال :ذاك شحمه البقر [.وعنه :عليه السلم قال :سمت اليهودية النبي
صلى ال عليه وآله في الذراع ،وكان يحب الذراع ،ويكره الورك .عن
الصادق عليه السلم قال :إن الناس ليقولون من لم يأكل اللحم ثلثة أيام
ساء خلقه قال :كذبوا من لم يأكل أربعين يوما ساء خلقه .وعنه عليه
السلم قال :لحم البقر داء وأسمانها شفاء وألبانها دواء .عنه عليه السلم
في مرق لحم البقر أنه يذهب بالبياض .عنه عليه السلم وذكر لحم البقر
]عنده قال[ ألبانها دواء وشحومها شفاء ولحومها داء .عن أبي جعفر
عليه السلم قال :إن بني إسرائيل شكوا إلى موسى عليه السلم ما يلقون
من البرص ،وشكى ذلك إلى ال فأوحى ال تعالى إليه :مرهم فليأكلوا لحم
البقر بالسلق .من الفردوس :عن معاذ عن رسول ال صلى ال عليه وآله:
عليكم بأكل لحوم البل فانه ل يأكل لحومها إل كل مؤمن مخالف لليهود
أعداء ال .عن إبراهيم السمان قال :من تمام السلم حب لحم الجزور .عن
جابر بن عبد ال قال :أمر رسول ال صلى ال عليه وآله الغنياء باتخاذ
الغنم والفقراء باتخاذ الدجاج .عن أبي الحسن الول عليه السلم قال:
أطعموا المحموم لحم القبج فانه يقوى الساقين ،ويطرد الحمى طردا .عن
على بن مهزيار قال :تعذيت مع أبي جعفر عليه السلم فاتى بقطا فقال :إنه
مبارك وكان يعجبه ،وكان يقول :أطعموا اليرقان يشوى له .عن أبى
الحسن عليه السلم قال :ل أرى بأكل لحم الحبارى بأسا لنه جيد للبواسير
ووجع الظهر ،وهو مما يعين على الجماع .قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :من اشتكى فؤاده وكثر غمه فليأكل الدراج.
][75
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إذا وجد أحدكم غما أو كربا ل يدري ما سببه ؟
فليأكل لحم الدراج فانه يسكن عنه إنشاء ال تعالى .عن النبي صلى ال
عليه وآله قال :من سره أن يقل غيظه ،فليأكل لحم الدراج ) .(1بيان :في
القاموس :السلق بالكسر بقلة معروفة تجلو وتحلل وتلين وتسر النفس
نافع للنقرس والمفاصل ،وعصير أصله سعوطا طرياق وجع السن والذن
والشقيقة ،وقال في بحر الجواهر :السلق بالكسر چقندر وقال :الجزور
بفتح الجيم وضم الزاي هو البل العربي الذي يذبح يقع على الذكر والنثى،
والجمع جزر ،وقال :القبج بالفتح معرب كبك ،وقال :القطاة :سنك اشكنك،
وقال الدميري :الحبارى طائر كبير العنق رمادي اللون ،في منقاره طول،
لحمه بين لحم الدجاج ولحم البط في الغلظ وهو أخف من لحم البط،
والدراج قد مر ذكره - 70 .دعوت الراوندي :قال الرضا عليه السلم:
اشتر لنا من اللحم المقاديم ،ول تشتر المآخير ،فان المقاديم أقرب من
المرعى وأبعد من الذى .وقال الصادق عليه السلم :إذا دخل اللحم منزل
رسول ال صلى ال عليه وآله قال :صغروا القطع وكثروا المرق ،فاقسموا
في الجيران فانه أسرع لنضاجه ،وأعظم لبركته .وقال أمير المؤمنين عليه
السلم :أطيب اللحم لحم فرخ قد نهض أو كاد أن ينهض .قال :وذكر عند
النبي صلى ال عليه وآله اللحم والشحم فقال :ليس منهما بضعة تقع في
المعدة إل أنبتت مكانها شفاء وأخرجت من مكانها داء .ورأى رسول ال
صلى ال عليه وآله رجل سمينا فقال :ما تأكل ؟ فقال :ليس بأرضي حب
وإنما آكل اللحم واللبن ،فقال صلى ال عليه وآله :جمعت بين اللحمين71 .
-نوادر الراوندي :عن سهل بن أحمد ،عن محمد بن محمد بن الشعث،
عن موسى ابن إسماعيل بن موسى بن جعفر ،عن أبيه ،عن آبائه عليهم
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله
) (1مكارم الخلق 185 - 182وأكثر هذه الخبار قد مرت الشارة إليها قبل في
المتن فتذكر.
][76
عليكم باللحم فانه من ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه ،ومن ساء خلقه عذب
نفسه ومن عذب نفسه فأذنوا في اذنه ) - 72 .(1الشهاب :قال صلى ال
عليه وآله :سيد إدامكم اللحم - 73 .الدعائم :عن رسول ال صلى ال عليه
وآله أنه قال :سيد الطعام في الدنيا والخرة اللحم وسيد الشراب في الدنيا
والخرة الماء ،وعليكم باللحم فانه ينبت اللحم ،ومن ترك اللحم أربعين
يوما ساء خلقه .وقال أبو جعفر عليه السلم أكل اللحم يزيد في السمع
والبصر والقوة .وقال جعفر بن محمد عليه السلم :شكى نبى من النبياء
الضعف إلى ربه فأوحى ال إليه :اطبخ اللحم باللبن فكلهما فاني جعلت
البركة فيهما ،ففعل فرد ال إليه قوته .وعن رسول ال صلى ال عليه
وآله :أنه كان يحب اللحم ،ويقول :إنا معشر قريش لحميون ،وكانت الذراع
من اللحم تعجبه ،واهديت إليه شاة فأهوى إلى الذراع فنادته أني مسمومة.
وقال صلى ال عليه وآله :ل يأكل لحم الجزور إل مؤمن ) .(2وعن جعفر
بن محمد عليه السلم قال :اللحم واللبن ينبتان اللحم ،ويشدان العظم
واللحم يزيد في السمع والبصر ،واللحم بالبيض يزيد في الباءة ) .(3وعنه
عليه السلم أنه سئل عما يرويه الناس عن رسول ال صلى ال عليه وآله
أنه قال :إن ال يبغض أهل البيت اللحمين ،فقال جعفر بن محمد عليه
السلم :ليس هو كما يظنون من أكل اللحم المباح الذي كان رسول ال
صلى ال عليه وآله يأكله ويحبه ،إنما ذاك من اللحم الذي قال ال عزوجل
" أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهمتوه " ) (4يعني بالغيبة
) (1نوادر الراوندي :لم نجده (2) .دعائم السلم 2ر (3) .110 - 109دعائم
السلم 2ر (4) .145الحجرات.12 :
][77
والوقيعة فيه ) .(1وعن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال :من أكل لقمة
سمينة نزل مثلها من الداء من جسده ولحم البقر داء ،وسمنها شفاء
ولبنها دواء ) 16 ..(2باب * )الكباب والشواء والرؤس( * اليات :هود:
فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ) .(3تفسير :قال الراغب :حنيذ أي مشوى بين
حجرين ،وإنما يفعل ذلك ليتصبب عنه اللزوجة ،وفي القاموس :حنذ الشاة
يحنذها حنذا وتحناذا شواها وجعل فوقها حجارة محماة لتنضجها ،فهي
حنيذ ،أو هو الحار الذي يقطر ماؤه بعد الشى انتهي ،ويومئ إلى رجحان
الشواء ل سيما هذا النوع منه - 1 .المحاسن :عن أبيه ،عن ابن سنان و
عبد ال بن المغيرة ،عن موسى بن بكر قال :قال لي أبو الحسن الول عليه
السلم مالي أراك مصفرا ؟ فقلت :وعك أصابني ،فقال كل اللحم فأكلته ثم
رأني بعد جمعة وأنا على حالي مصفر ،فقال :ألم آمرك بأكل اللحم ؟ قلت:
ما أكلت غيره منذ أمرتنى به ،قال :كيف أكلته ؟ قلت :طبيخا قال :ل كله
كبابا ،فأكلت ثم أرسل إلى فدعاني بعد جمعة فإذا الدم قد عاد في وجهي،
فقال :نعم ) - 2 .(4الكشى :عن حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن
سنان عن موسى بن بكر مثله ).(5
) (1دعائم السلم 2ر (2) .110دعائم السلم 111 / 2في حديث (3) .هود:
(4) .69المحاسن (5) .468 :رجال الكشى.438 :
][78
بيان :في القاموس :الوعك أذى الحمى ووجعها ومغثها في البدن ،وألم من شدة
التعب ،وقال :الكباب بالفتح اللحم المشرح ،وقال في الدروس :قال
الجوهرى :هو الطباهج ،وكأنه المقلى ،وربما جعل ما يقلى على الفحم،
وقال في بحر الجواهر :هو بالفتح اللحم الذي يوضع على شئ عند النار
إلى أن ينضج وهو أكثر غذاء من المشوى والمسلوق - 2 .المحاسن :عن
على بن حسان ،عن موسى بن بكر ،قال :اشتكيت شكاة بالمدينة فأتيت أبا
الحسن عليه السلم فقال لي :أراك ضعيفا ،قلت نعم ،قال لي كل الكباب
فأكلته فبرئت ) - 3 .(1ومنه :عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطى،
عن حماد بن عثمان ،عن محمد بن سوقة ،عن أبى عبد ال عليه السلم
قال :الكباب يذهب بالحمى ) - 4 .(2ومنه :عن محمد بن الحسن الصفار،
عن موسى بن عمر ،عن جعفر بن إبراهيم ابن مهزم ،عن أبى مريم ،عن
الصبغ بن نباته قال :دخلت على أمير المؤمنين عليه السلم وقدامه
شواء ،فقال لي ادن وكل ،فقلت :يا أمير المؤمنين هذا لي ضار ،فقال لي:
ادن اعلمك كلمات ل يضر معهن شئ مما تخاف ،قل " بسم ال خير
السماء ملء الرض والسماء ،الرحمن الرحيم ،ل يضر مع اسمه داء "
وتغد معنا ) - 5 .(3ومنه :عن على بن الريان بن الصلت ،عن عبيد ال بن
عبد ال الواسطي عن واصل بن سليمان ،أو عن درست قال :ذكرنا
الرؤس عند أبى عبد ال عليه السلم أو الرأس من الشاة ،فقال :الرأس
موضع الذكاة ،وأقرب من المرعى ،وأبعد من الذى ) - 6 .(4المكارم :عن
على بن سليمان قال :أكلنا عند الرضا عليه السلم رؤسا فدعا بالسويق
فقلت :إنى قد امتلت ،فقال :إن قليل السويق يهضم الرؤس وهو دواؤه )
.(5
) 1و (2المحاسن 3) .468 :و (4المحاسن (5) .469 :مكارم الخلق.177 :
][79
) (1عيون اخبار الرضا 2ر (2) .34صحيفة الرضا (3) .9 :عيون الخبار 2ر
(4) .73المحاسن (5) .402 :الكافي 6ر ،317وبعده " :وأول من
هشم الثريد هاشم ".
][80
سمي هاشم ،وقال في الفائق :هاشم هو عمرو بن عبد مناف ،ولقب بذلك لن قومه
أصابتهم مجاعة فبعث عيرا إلى الشام وحملها كعة وكعكا ونحر جزورا
وطحنها وأطعم الناس الثريد انتهى ،وقيل في مدح هاشم :عمرو العلى
هشم الثريد لقومه * ورجال مكة مسنتون عجاف - 4المحاسن :عن بعض
الرواة رفعه قال :قال النبي صلى ال عليه وآله :الثريد بركة )- 5 .(1
ومنه :عن جعفر بن محمد ،عن ابن القداح عن أبى عبد ال عن أبيه
عليهما السلم أن النبي صلى ال عليه وآله قال :بورك لمتي في الثرد
والثريد :وقال جعفر :الثرد ما صغر والثريد ما كبر ) .(2بيان :هذا الفرق
لم أجده في كلم اللغويين قال في المصباح :الثريد فعيل بمعنى مفعول،
ويقال أيضا مثرود يقال ثردت الخبز ثردا من باب قتل ،وهو أن تفته ثم تبله
بمرق ،والسم الثردة - 6 .المحاسن :عن أبى القاسم ،عن العبدى عن ابن
سنان ،عن أبى البخترى عن أبى عبد ال عليه السلم قال :الثريد طعام
العرب .ورواه النهيكى ويعقوب بن يزيد عن العبدى ،ورواه أحمد عن
النوفلي عن السكوني عن أبى عبد ال عليه السلم مثله ،وزاد فيه ابن
فضال عن محمد بن أبى حمزة عن عمر بن يزيد قال :العقارجات ) (3تعظم
البطن ،وترخي الليتين ).(4
) (2 - 1المحاسن (3) .402 :كلمة " جات " في الفارسية تفيد معنى الجنس
الجمعى كما يقال " سبزى جات " " ترشى جات " وإذا كان اللفظ
بالتشديد وجمعه العقاقير :فهى الدوية والبازير التى يتداوى بها قال في
اللسان :قال أبو الهيثم :العقار والعقاقر :كل نبت ينبت مما فيه شفاء،
وقال الجوهرى :العقاقير :اصول الدوية .ولكن الظاهر أن الكلمة
مصحفة عن الشفارجات وهى جمع الشفارج كعلبط وهو الذى يسميه
الناس بيشبارج :معرب " پيش پاره " وسيجئ تمام الكلم تحت الرقم .9
) (4المحاسن.402 :
][81
بيان :كذا في النسخ التى عندنا ،العقارجات ،ولم أجده في كتب اللغة وكأنه تصحيف
الفيشفارجات ،قال في النهاية :في حديث على عليه السلم البيشبارجات
تعظم البطن قيل أراد به ما يقدم إلى الضيف قبل الطعام ،وهى معربة ويقال
لها :الفيشفارجات بفائين انتهى وكأن المناسب للمقام الطعمة المشتملة
على البازير المختلفة - 7 .المحاسن :عن أبيه عن ابن أبى عمير ،عن
هشام بن سالم ،عن سلمة بن محرز ،قال :قال لي أبو عبد ال عليه
السلم :عليك بالثريد فاني لم أجد شيئا أقوى لي منه ) - 7 .(1ومنه :عن
أبيه ،عن صفوان ،عن معوية بن وهب ،عن أبى اسامة قال :دخلت على
أبي عبد ال عليه السلم :وهو يأكل سكباجا بلحم البقر ) .(2بيان :قال في
جواهر اللغة :السكباج بالكسر هو الغذاء الذى فيه لحم وخل والبازير
الحارة والبقول المناسبة لكل مزاج انتهى وقيل معرب معناه مرق الخل8 .
-المحاسن :عن سعدان بن مسلم عن إسمعيل بن جابر ،قال :كنت عند أبي
عبد ال عليه السلم فدعا بالمائدة فاتي بثريد :ودعا بزيت فصبه على
اللحم فأكلت معه ) - 9 .(3ومنه :عن منصور بن العبا س ،عن سليمان بن
رشيد ،عن أبيه عن المفضل ابن عمر قال :كنت عند أبى عبد ال عليه
السلم فاتى بلوز ) (4فقال :كل من هذا ،فأما أنا فما شئ أحب إلى من
الثريد ،ولوددت أن العقارجات حرمت ) .(5بيان :في الكافي ) " (6بلون "
أي من ألوان الطعام المشتمل على البازير المختلفة
) 1و (2المحاسن ،403 :والسكباج معرب سركه باه ،مخففا :آش سركه(3) .
المحاسن (4) .403 :في المصدر المطبوع :بلون (5) .المصدر نفسه
(6) .403الكافي 6ص 317ونقل في الذيل عن هامش المطبوعة
بالحجر أن في بعض النسخ " شفارج " وقال :هو كما في الصحاح -
على وزن علبط -ما يقدم إلى الضيف قبل الطعام =
][82
كما مر ،وفيه مكان العقارجات في بعض نسخه " الفاشفارجات " وفي بعضها "
الفشفارجات " وقد عرفت معناه وفي بعضها " السفاناجات " وقيل
السفاناج مرق أبيض ليس فيه ش xMمن الحموضة )- 10 .(1
المحاسن :عن أبيه ،عن محمد بن يحيى الخزاز ،عن غياث بن إبراهيم،
عن جعفر عن أبيه ،عن على عليهم السلم قال :ل تأكلوا من رأس الثريد،
وكلوا من جوانبها فان البركة في رأسها ) .(2ومنه :عن أبيه عن عبد ال
بن المغيرة عن غياث بن إبراهيم مثله ) - 11 .(3ومنه :عن محمد بن
على ،عن يونس بن يعقوب ،عن عبد العلى قال :أكلت مع أبي عبد ال
عليه السلم فدعا واتى بدجاجة محشوة وبخبيص فقال أبو عبد ال عليه
السلم :هذه
= معربة وهو الطبق فيه اقسام الحلواء ويقال لها " بيشبارج " .أقول :نقل في
اللسان عن التهذيب عن ابن العرابي ان الشفارج طريان رحرحانى،
وهو الطبق فيه الفيخات والسكرجات ،وقال في البرهان ما نصه" :
پيشياره خوانچه وطبقى را گويند كه تنقلت وگل در آن كنند وبمجلس
آورند " وقال أيضا " پيش پاره :نوعي از حلوا باشد بسيار نرم ونازك
وآنرا از آرد وروغن ودوشاب پزند وبعربي شفارج خوانند " فالظاهر
من هذا كله ،وخصوصا بقرينة المقابلة بين اللون والثريد في هذا الخبر
أن العراب لم يكونوا ليعرفوا الغذية المشهية )سالد( المصنوعة بايدى
العاجم ،ال أنها لما كانت متنوعة متنوقة ويؤتى بأنواع منها في
الفيخات والسكرجات أي القصاع الصغيرة كانوا يسمونها " ألوان " كما
سيأتي تحت الرقم " 18اللوان تعظم البطن وتحدرن الليتين ".
فاللوان من هذه الطعمة عند العراب ،هي التى كانت تسمى عند
العاجم پيشپارجات ويؤيد ذلك بل ينص عليه أن ابن الثير نقل هذا
الحديث بعينه وفيه پيشپارجات بدل اللوان كما عرفت من النهاية تحت
الرقم (1) .6القائل هو الفيض الكاشى في الوافى (2) .المحاسن.403 :
) (3المحاسن(*) .450 :
][83
اهديت لفاطمة ،ثم قال :يا جارية ائتنا بطعامنا المعروف فجاءت بثريد خل وزيت )
.(1بيان :كأن المراد بفاطمة زوجته عليه السلم وهى فاطمة بنت الحسين
بن علي بن الحسين ،وكان اسم إحدى بناته عليه السلم أيضا فاطمة12 .
-المحاسن :عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد ال عن أبيه
عليهما السلم أن عليا عليه السلم كان يقول :ل تأكلوا من رأس الثريد،
فان البركة تأتي من رأس الثريد ) - 13 .(2المكارم :قال الصادق عليه
السلم :عليكم بالثريد فانى لم أجد شيئا أوفق منه ) - 14 .(3دعوات
الراوندي :قال النبي صلى ال عليه وآله اللهم بارك لمتي في الثرد
والثريد .وقال الصادق عليه السلم :الثريد طعام العرب .وقال عليه السلم
اطفئوا نائرة الضغاين باللحم والثريد .توضيح :يعني عن قلوبكم بأكلهما،
أو عن قلوب إخوانكم باطعامهما إياهم ،في المصباح نارت الفتنة تنور إذا
وقعت وانتشرت فهي نائرة والنائرة أيضا العداوة الشحناء ،وسعيت في
إطفاء النائرة أي الفتنة وفي النهاية :نار الحرب ونائرتها :برها وهيجها
وقال :الضغن الحقد والعداوة والبغضاء وكذلك الضغينة وجمعها لضغاين.
- 15الدعائم :عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال :الثريد طعام
العرب ،وأول من رد الثريد إبراهيم عليه السلم وأول من هشمه من العرب
هاشم ) .(4وعن جعفر عليه السلم قال :الثريد بركة ،وطعام الواحد يكفى
الثنين ،يعنى صلوات ل عليه أنه يقوتهم لعلى الشبع والتساع )16 .(5
-دعوات الراوندي :قال :كان أحب الطعام إلى رسول ال النارباجه.
) (1المحاسن (2) .400 :المحاسن (3) .450 :مكارم الخلق 4) .188 :و (5
دعائم السلم 2ر .110
][84
بيان :النارباجه معرب أي مرق الرمان ) (1وقال في بحر الجواهر :النارباجه طعام
تتخذ من حب الرمان والزبيب - 17 .المحاسن :عن يحيى بن إبراهيم بن
أبى البلد عن أبيه عن الوليد بن صبيح عن أبى عبد ال عليه السلم قال:
قال لي أي شئ تطعم عيالك في الشتاء ؟ قلت :اللحم ،فإذا لم يكن اللحم،
فالسمن والزيت ،قال :فما منعك من هذا الكركور ،فانه أصون شئ في
الجسد يعنى المثلثة ،قال :أخبرني بعض أصحابنا يصف المثلثة قال :يؤخذ
قفيزا رزوقفيز حمص وقفيز حنطة أو باقلى أو غيره من الحبوب ،ثم
ترض جميعا وتطبخ ) - 18 .(2المحاسن :عن النوفلي عن السكوني ،عن
أبي عبد ال عن آبائه عن على عليهم السلم قال :اللوان تعظم عليهن
البطن ،وتحدر الليتين ) .(3بيان :اللوان كأن المعنى أكل ألوان الطعام "
يخدرن الليتين " أي يضعفن ويفترن ،ويمكن أن يكون كناية عن الكسل
قال الجزرى فيه أنه رزق الناس الطلفشربه رجل فتخد رأي ضعف وفتر
كما يصيب الشارب قبل السكر انتهى ،كذا في أكثر نسخ الكافي ) (4وفي
بعضها وفي بعض نسخ الكتاب بالحاء المهملة أي يسمن ،قال الجزرى
حدر الجلد يحدر حدرا :إذا ورم وفيه غلم أحدر شئ أي أسمن وأغلظ
يقال :حدر يحدر حدرا فهو حادر ،والحدر هو الممتلي الفخذ والعجز
الدقيق العلى وفي بعض نسخ المحاسن :وتخدرن المتن أي الظهر.
المحاسن :عن محمد بن على ،عن يونس بن يعقوب عمن ذكره ،عن أبى
عبد ال عليه السلم قال :اعطينا من هذه الطعمة أو من هذه اللوان ما لم
يعط رسول ال صلى ال عليه وآله ).(5
) (1معرب ناربا = آش انار (2) .المحاسن (3) .404 :المحاسن 401وفيه "
ويخدرن المتنين " (4) .الكافي 6ر 317باب الطبيخ تحت الرقم 08وقد
مر تحت الرقم 6عن المحاسن أن " العقارجات تعظم البطن وترخى
الليتين " (5) .المحاسن.401 :
][85
- 20ومنه :عن يونس بن يعقوب ،قال :أرسلنا إلى أبي عبد ال عليه السلم
بقديرة (1فيها نارباج فأكل منها ثم قال :احبسوا بقيتها على ،قال فاتي بها
مرتين أو ثلثا ثم إن الغلم صب فيها ماء وأتاه بها ،فقال :ويحك أفسدتها
على ) - 21 .(2ومنه :عن أبيه عن سعدان ،عن يوسف بن يعقوب ،قال
إن أحب الطعام كان إلى رسول ال صلى ال عليه وآله النارباجه )22 .(3
-ومنه ،عن أبيه ،عن النضر عن رجل عن أبى بصير قال :كان أبو عبد
ال عليه السلم يعجبه الزبيبة ) - 23 .(4الدعائم :عن جعفر بن محمد أنه
قال :كان رسول ال صلى ال عليه وآله يعجبه العسل وتعجبه الزبيبة ).(5
وعنه عليه السلم أنه كان يشتهي من اللوان النارباجة والزبيبة ،وكان
يقول اعطينا من هذه الطعمة واللوان ما لم يعطه رسول ال ) .(6بيان:
الزبيبة كأنها الشورباجة التي تصنع من الزبيب المدقوق ،فيدل على عدم
وجوب ذهاب الثلثين في عصير الزبيب ،ويحتمل أن يكون المراد ما يدخل
فيه الزبيب فيدل على جواز إدخال الزبيب في الطعام.
) (1تصغير القدر (4 - 2) .المحاسن ،401 :وتراها في الكافي 6ر (5) .316
دعائم السلم 2ر (6) .110المصدر نفسه ص ،111وفيه " الزيرباجة
" بدل " النارباجة " والزيربا أو زيرباجه مرق يطبخ بالدجاج الفاره
والخل والكراويا ،ذكره في البرهان وقال انه نافع للبطنة.
][86
][87
- 5المحاسن :عن معوية بن حكيم ،عن ابن المغيرة ،عن إبراهيم بن معرض عن
أبي جعفر عليه السلم قال :إن عمر دخل على حفصة فقال :كيف رسول
ال فيما فيه الرجال ؟ فقالت :ما هو إل رجل من الرجال ،فأنف ال لنبيه
فأنزل صحفة فيها هريسة من سنبل الجنة فأكلها ،فزاد في بضعه بضع
أربعين رجل ) .(1توضيح :البضع الجماع ،وحمله على ما بين العددين هنا
كما قيل بعيد ،قال الفيروز آبادى :البضع كالمنع المجامعة كالمباضعة،
وبالضم الجماع أو الفرج نفسه ،وبالكسر ويفتح مابين الثلث إلى التسع أو
إلى الخمس إلى أن قال وإذا جاوزت لفظ العشر ،ذهب البضع ول يقال:
بضع وعشرون أو يقال ذلك ،وقال الصحفة معروف و أعظم القصاع
الجفنة ثم القصعة ثم الصحفة ،ثم المئكلة ثم الصحيفة - 6 .العيون:
بالسانيد الثلثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :ضعفت عن الصلة والجماع فنزلت على
قدر من السماء فأكلت فزاد في قوتي قوة أربعين رجل في البطش
والجماع ،وهو الهريسة ) - 7 .(2المكارم :كان رسول ال صلى ال عليه
وآله يأكل العصيدة من الشعير باهالة الشحم ،وكان صلى ال عليه وآله
يأكل الهريسة أكثر ما يأكل ويتسحر بها ،وكان جبرئيل قد جاء بها من
الجنة ليتسحر بها ) .(3بيان :في القاموس :الهرس الدق العنيف ومنه
الهريس والهريسة وفي بحر الجواهر :الهرس الدق ومنه الهريس،
والهريسة بدارصينى مجرب للباءة - 8 .المكارم :قال النبي صلى ال عليه
وآله :لو أغنى عن الموت شئ لغنت المثلثة ،قيل :يا رسول ال وما
المثلثة ؟ قال :الحسو باللبن ).(4
) (1المحاسن (2) .403 :عيون الخبار 2ر (3) .36مكارم الخلق(4) .30 :
مكارم الخلق 187 :والصحيح :التلبينة في الموضعين كما سيجيئ في
باب اللبان تحت الرقم .7
][88
) (2 - 1المحاسن ،498 :وفيه :ما أدخل جوف مثلى (5 - 3) .المحاسن.498 :
][89
لكرهه للشيخ ،وقال هو في الصيف خير منه في الشتاء - 7 .الدعائم :عن رسول
ال صلى ال عليه وآله قال :لحم البقر داء وسمنها شفاء ولبنها دواء وما
دخل الجوف مثل السمن ) - 8 .(1المكارم :عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :لحم البقرداء ،وأسمانها شفاء ،وألبانها دواء ) 19 ..(2باب *
)اللبان وبدو خلقها وفوائدها وأنواعها وأحكامها( * اليات :النحل :وإن
لكم في النعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا
سائغا للشاربين ) .(3المؤمنون :وإن لكم في النعام لعبرة نسقيكم مما في
بطونها ) .(4تفسير :قال الرازي :الفرث سرجين الكرش ،وروى الكلبي،
عن أبى صالح عن ابن عباس أنه قال :إذا استقر العلف في الكرش صار
أسفله فرثا وأعله دما وأوسطه لبنا ،فيجري الدم في العروق ،واللبن في
الضرع ،ويبقى الفرث كما هو ،فذاك هو قوله تعالى " من بين فرث ودم
لبنا خالصا " ل يشوبه الدم ول الفرث .ولقائل أن يقول :الدم واللبن ل ينو
الدان في الكرش البتة ،والدليل عليه الحس فان هذه الحيوان تذبح ذبحا
متواليا وما رأى أحد في كرشها ل دما ول لبنا ،ولو كان تولد الدم واللبن
في الكرش ،لوجب أن يشاهد ذلك في بعض الحوال ،والشئ الذي دلت
المشاهدة على فساده لم يجز المصير إليه.
) (1دعائم السلم 2ر (2) .112مكارم الخلق 183 :وفى طبعة الكمبانى تكرار
أستطناه (3) .النحل (4) .66 :المؤمنون.31 :
][90
بل الحق أن الحيوان إذا تناول الغذاء وصل ذلك العلف إلى معدته ،وإلى كرشه إن
كان من النعام وغيرها ،فان طبخ وحصل الهضم الول فيه ،فما كان منه
صافيا انجذب إلى الكبد ،وما كان كثيفا نزل إلى المعاء ،ثم ذلك الذي
يحصل منه في الكبد ينطبخ فيها ويصير دما ،وذلك هو الهضم الثاني،
ويكون ذلك الدم مخلوطا بالصفراء والسوداء وزيادة المائية ،أما الصفراء
فتذهب إلى المرارة ،والسوداء إلى الطحال ،والمائية إلى الكلية ،ومنها إلى
المثانة ،وأما ذلك الدم فانه يدخل في الوردة وهي العروق النابتة من
الكبد ،وهناك يحصل الهضم الثالث ،وبين الكبد وبين الضرع عروق كثيرة،
فينصب الدم في تلك العروق إلى الضرع ،والضرع لحم غددي رخو أبيض،
فيقلب ال الدم عند انصبانه إلى ذلك اللحم الغددى الرخو البيض من
صورة الدم إلى صورة اللبن ،فهذا هو القول الصحيح في كيفية تولد اللبن.
فان قيل :فهذه المعاني حاصلة في الحيوان الذكر ،فلم لم يحصل منه
اللبن ؟ قلنا :الحكمة اللهية اقتضت تدبير كل شئ على الوجه اللئق به،
الموافق لمصلحته فمزاج الذكر من كل حيوان أن يكون حارا يابسا ومزاج
النثى يجب أن يكون باردا رطبا ،والحكمة فيه أن الولد إنما يكون في داخل
بدن النثى ،فوجب أن تكون النثى مختصة بمزيد الرطوبات لوجهين:
الول :أن الولد إنما يتولد من الرطوبات ،فوجب أن يحصل في بدن النثى
رطوبات كثيرة ليصير مادة لتولد الولد] .والثانى :أن الولد إذا كبر وجب أن
يكون بدن الم قابل للتمدد حتى يتسع لذلك الولد[ ) .(1فإذا كانت الرطوبات
غالبة على بدن الم كانت بنيتها قابل للتمدد ويتسع للولد ،فثبت بما ذكرناه
أنه تعالى خص بدن النثى من كل حيوان بمزيد الرطوبات بهذه الحكمة .ثم
إن تلك الرطوبات التي كانت تصير مادة لزدياد بدن الجنين ،حين كان في
رحم الم ،فعند انفصال الجنين تنصب إلى الثدي والضرع ،وتصير مادة
لغذاء ذلك
][91
الطفل الصغير .إذا عرفت هذا فنقول :ظهر أن السبب الذي لجله يتولد اللبن من
الدم في حق النثى غير حاصل في حق الذكر ،فظهر الفرق .وإذا عرفت
هذا فنقول :المفسرون قالوا :المراد من قوله " من بين فرث ودم " هو أن
هذه الثلثة تتولد في موضع واحد ،فالفرث يكون في أسفل الكرش ،والدم
يكون في أعله ،واللبن يكون في الوسط ،وقد دللنا على أن هذا القول على
خلف الحس والتجربة .وأما نحن فنقول :المراد به من الية هو أن اللبن
إنما يتولد من بعض أجزاء الدم ،والدم إنما يتولد من الجزاء اللطيفة التي
في الفرث ،وهو الشياء المأكولة الحاصلة في الكرش ،فهذا اللبن متولد
من الجزاء التي كانت حاصلة فيما بين الفرث أول ثم كانت حاصلة فيما
بين الدم ثانيا ،وصفاه ال تعالى عن تلك الجزاء الكثيفة الغليظة ،وخلق
فيها الصفات التي باعتبارها صارت لبنا يكون موافقا ]لبدن الطفل ،فهذا ما
حصلناه في هذا المقام .ثم اعلم أن حدوث اللبن في الثدى واتصافه
بالصفات التي باعتبارها يكون موافقا[ ) (1لتغذية الصبي مشتمل على
حكمة عجيبة وأسرار بديعة ،يشهد صريح العقل بأنها ل تحصل إل بتدبير
الفاعل الحكيم ،المدبر الرحيم ،وبيانه من وجوه :الول أنه تعالى خلق في
أسفل المعدة منفذا يخرج منه ثقل الغذاء ،فإذا تناول النسان غذاء أو
شربة رقيقة انطبق ذلك المنفذ انطباقا كليا ل يخرج منه شئ من ذلك
المأكول والمشروب إلى أن يكمل انهضامه في المعدة ،وينجذب ماصفي
منه إلى الكبد ،ويبقى الثفل هناك فحينئذ ينفتح ذلك المنفذ ،وينزل منه ذلك
الثفل ،وهذا من العجائب التي ل يمكن حصولها إل بتدبير الفاعل الحكيم،
لنه متى كانت الحاجة إلى خروج ذلك الجسم عن المعدة انفتح ،ويحصل
النطباق تارة ،والنفتاح اخرى بحسب
][92
الحاجة ،وبقدر المنفعة وهذا مما ل يتأتى إل بتقدير الفاعل الحكيم .الثاني أنه تعالى
أودع في الكبد قوة تجذب الجزاء اللطيفة الحاصلة في ذلك المأكول
والمشروب ول تجذب الجزاء الكثيفة ،وخلق في المعاء قوة تجذب تلك
الجزاء الكثيفة التي هي الثفل ،ول تجذب الجزاء اللطيفة البتة ،ولو كان
المر بالعكس ،لختلت مصلحة البدن ،ولفسد نظام هذا التركيب .الثالث أنه
تعالى أودع في الكبد قوة هاضمة طابخة حتى أن تلك الجزاء اللطيفة
لتنطبخ في الكبد وتنقلب دما ثم إنه تعالى أودع في المرارة قوة جاذبة
للصفراء ،وفي الطحال قوة جاذبة للسوداء ،وفي الكلية قوة جاذبة لزيادة
المائية حتى يبقى الدم الصافي الموافق لتغذية البدن وتخصيص كل واحد
من هذه العضاء بتلك القوة الحاصلة ل يمكن إل بتدبير الحكيم العليم.
الرابع أن في الوقت الذي يكون الجنين في رحم الم ،ينصب من ذلك
نصيب وافر إليه حتى يصير مادة لنمو أعضاء ذلك الولد ،وازدياده ،فإذا
انفصل الجنين عن الرحم ينصب ذلك النصيب إلى جانب الثدي ليتولد منه
اللبن الذي يكون غذاء له ،فإذا كبر ل ينصب ذلك النصيب ل إلى الرحم ول
إلى الثدي ،بل ينصب إلى جميع بدن المغتذي ،فانصباب ذلك الدم في كل
وقت إلى عضو آخر انصبابا موافقا للمصلحة والحكمة ،ل يتأتى إل بتدبير
الفاعل المختار الحكيم .الخامس أن عند تولد اللبن في الضرع ،أحدث
تعالى في حملة الثدي ثقبا صغيرة ومساما ضيقة ،وجعلها بحيث إذا اتصل
المص والحلب بتلك الحلمة ،انفصل اللبن عنها في تلك المسام الضيقة،
ولما كانت تلك المسام ضيقة جدا فحينئذ ل يخرج منها إل ماكان في غاية
الصفاء واللطافة ،وأما الجزاء الكثيفة ،فانها ل يمكنها الخروج من تلك
المنافذ الضيقة فيبقى في الداخل ،فما الحكمة في إحداث تلك الثقب الصغيرة
والمنافذ الضيقة في رأس حلمة الثدي إل أن تكون كالمصفاة ،فكل ماكان
لطيفا خرج وكل ماكان كثيفا احتبس في الداخل ،ولم يخرج ،فبهذا الطريق
يصير ذلك اللبن
][93
خالصا موافقا لبدن الصبى ،سائغا للشاربين .السادس أنه تعالى ألهم ذلك الصبى
إلى المص ،فان الم كلما ألقمت حلمة الثدي في فم الصبى ،فذلك الصبى
في الحال يأخذ في المص ،ولو ل أن الفاعل المختار الرحيم ألهم ذلك الطفل
الصغير ذلك العمل المخصوص ،لم يحصل بتخليق ذلك اللبن في ذلك الثدي
فائدة .السابع أنا بينا أنه تعالى إنما خلق اللبن من فضلة الدم ،وإنما خلق
الدم من الغذاء الذي تناوله الحيوان ،والشاة لما تناولت العشب والماء،
فال تعالى خلق الدم من لطيف تلك الجزاء ،ثم خلق اللبن من بعض أجزاء
ذلك الدم ،ثم إن اللبن حصلت فيه أجزاء ثلثة على طبايع متضادة ،فما فيه
من الدهن يكون حارا رطبا ،وما فيه من المائية يكون باردا رطبا ،وما فيه
من الجبنية يكون باردا يابسا وهذه الطبايع ما كانت حاصلة في العشب
الذي تناوله الشاة .فظهر بهذين أن هذه الجسام ل تزال تنقلب من صفة
إلى صفة ومن حالة إلى حالة مع أنه ل يناسب بعضها بعضا ول يشاكل
بعضها بعضا وعند ذلك يظهر أن هذه الحوال انما تحدث بتدبير فاعل حكيم
رحيم ،يدبر أحوال هذا العالم على وفق مصالح العباد ،فسبحان من شهد
جميع ذرات العالم العلى والسفل بكمال قدرته ،ونهاية حكمته ورحمته،
له الخلق والمر تبارك ال رب العالمين .أما قوله " سائغا للشاربين "
فمعناه جاريا في حلوقهم لذيذا هنيئا يقال :ساغ الشراب في الحلق وأساغه
صاحبه ،ومنه قوله " ول يكاد يسيغه " ) (1وقال أهل التحقيق :اعتبار
حدوث اللبن كما يدل على وجود الصانع المختار ،فكذلك يدل على إمكان
الحشر والنشر ،وذلك لن هذا العشب الذي يأكله الحيوان إنما يتولد من
الماء والرض ،فخالق العالم دبر تدبيرا آخر ،انقلب ذلك الدم لبنا ثم دبر
تدبيرا آخر حدث من ذلك اللبن الدهن والجبن ،فهذا الستقراء يدل على أنه
تعالى قادر على أن
) (1ابراهيم.17 :
][94
يقلب هذه الجسام من صفة إلى صفة ،ومن حالة إلى حالة ،فإذا كان كذلك لم يمنع
أيضا أن يكون قادرا على أن يقلب أجزاء أبدان الموات إلى صفة الحياة
والعقل ،كما كانت قبل ذلك ،فهذا العتبار يدل من هذا الوجه على أن البعث
والقيامة أمر ممكن غير ممتنع .وقال البيضاوى " :وإن لكم في النعام
لعبرة " دللة يعبر بها من الجهل إلى العلم " نسقيكم مما في بطونه "
استيناف لبيان العبرة ،وإنما ذكر الضمير ووحده ههنا للفظ ،وأنثه في
سورة المؤمنون للمعنى ،فان النعام اسم جمع ،ولذلك عده سيبويه في
المفردات المبنية على أفعال كأخلق وأكياس ،ومن قال إنه جمع نعم ،جعل
الضمير للبعض ،فان اللبن لبعضها دون جميعها ،أو لواحده ،أوله على
المعنى ،فان المراد به الجنس وقرء نافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب "
نسقيكم " بالفتح هنا وفي المؤمنون " .من بين فرث ودم لبنا " فانه
يخلق من بعض أجزاء الدم المتولد من الجزاء اللطيفة التى في الفرث،
وهو الشياء المأكولة المنهضمة بعد النهضام في الكرش ،و حديث ابن
عباس إن صح فالمراد أن أوسطه يكون مادة اللبن ،وأعله مادة الدم،
الذي يغذى البدن ،لنهما ل يتكونان في الكرش .ثم ذكر مختصرا مما ذكره
الرازي ثم قال " :خالصا " صافيا ل يستصحبه لون الدم ول رائحة
الفرث ،أو مصفى عما يصحبه من الجزاء الكثيفة بتضييق مخرجه "
سائغا للشاربين " سهل المرور في حلقهم .وقال الطبرسي ره :روى
الكلبى عن ابن عباس قال :إذا استقر العلف في الكرش صار أسفله فرثا،
وأعله دما ،وأوسطه لبنا ،فيجرى الدم في العروق ،واللبن في الضرع
ويبقى الفرث كما هو ،فذلك قوله " من بين فرث ودم لبنا خالصا " ل
يشوبه الدم ول الفرث ،والكبد مسلطة على هذه الصناف فتقسمها على
الوجه الذي اقتضاه التدبير اللهى ) - 1 .(1الخصال :عن أبيه ،عن سعد
بن عبد ال ،عن محمد بن عيسى اليقطينى ،عن
][95
القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبى بصير ومحمد بن مسلم عن أبى عبد ال
عن آبائه عليهم السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :حسو اللبن
شفاء من كل داء إل الموت ) .(1وقال عليه السلم :لحوم البقرداء وألبانها
دواء وأسمانها شفاء ) .(2بيان :في القاموس :حسازيد المرق شربه شيئا
بعد شئ كتحساه واحتساه ،و اسم ما يحتسى الحسية والحسا ،ويمد،
والحسو كدلو والحسو كعدو - 2 .طب الئمة :عن إبراهيم بن رياح ،عن
فضالة ،عن العل ،عن عبد ال بن أبي يعفور قال :سألت أبا عبد ال عليه
السلم عن ألبان ال تن للدواء يشربها الرجل ،قال :ل بأس به ) .(3بيان:
قال في الدروس :يكره لبن التن جامدا ومايعا انتهى ،وكأنهم حكموا
بالكراهة لكراهة لحمها ،وفيه نظر ،ولم أر في الخبار ما يدل عليها ،وإن
كان في بعضها التقييد بالدواء لكن في أكثره في كلم السائل ،وبالجملة
الحكم بالكراهة مشكل - 3 .الطب :عن الجارود بن محمد ،عن محمد بن
عيسى عن كامل قال :سمعت موسى ابن عبد ال بن الحسن يقول :سمعت
أشياخنا يقولون :ألبان اللقاح شفاء من كل داء وعاهة في الجسد ).(4
وعن أبى عبد ال عليه السلم أنه قال مثل ذلك إل أنه زاد فيه " :وهو
ينقى البدن ويخرج درنه ويغسله غسل " ) .(5بيان :اللقاح ككتاب :البل
واللقوح كصبور واحدتها ،والناقة الحلوب ،وقال :الدرن محركة الوسخ أو
تلطخه - 4 .المحاسن :عن أبيه ،عن خلف بن حماد ،عن يحيى بن عبد ال
قال :كنا عند أبى .عبد ال عليه السلم فاتينا بسكرجات فأشار بيده نحو
واحدة منهن وقال :هذا شيراز التن
) 1و (2الخصال 2ر (3) .615طب الئمة (4) .63 :طب الئمة 102 :ومثل في
المحاسن (5) .493طب الئمة.102 :
][96
لعليل عندنا ،فمن شاء فليأكل ومن شاء فليدع ) .(1المكارم :عن يحيى بن عبد ال
مثله ) .(2بيان :قال في النهاية :فيه :ل آكل في سكرجة هي بضم السين
والكاف والراء والتشديد :إناء صغير يؤكل فيه الشئ القليل من الدم ،وهي
فارسية وأكثر ما يوضع فيه الكواميخ ونحوها ،وفي القاموس :الشيراز
اللبن الرائب المستخرج ماؤه ،وفي بحر الجواهر :هو صبغ يعمل من اللبن
كالحسو الغليظ والجمع شواريز .وأقول :الظاهر أن المراد بالرائب الذي
اشتد وغلظ سواء حمض كالماست أولم يحمض كالجبن الرطب وإن كان
الثاني أظهر - 5 .المكارم :عن أبي عبد ال عليه السلم وذكر لحم البقر
قال :ألبانها دواء ،وشحومها شفاء ولحومها داء ) - 6 .(3المحاسن :عن
على بن حديد ،عمن ذكره ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال :إن التلبين
يجلو القلب الحزين كما يجلو الصابع العرق من الجبين ) - 7 .(4ومنه:
عن أبيه رفعه عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :لو أغنى عن الموت شئ لغنت التلبينة قيل :يا
رسول ال وما التلبينة ؟ قال :الحسو باللبن ) .(5توضيح :رواه في الكافي
) (6مرسل إلى قوله " الحسو باللبن الحسو باللبن " يكررها ثلثا وفيه "
التلبينة " في الموضعين ،وهو أظهر ،قال في النهاية :فيه التلبينة مجمة
لفؤاد المريض ،التلبينة والتلبين حساء يعمل من دقيق أو نخالة ،وربما
جعل فيها عسل،
) (1المحاسن (2) .494مكارم الخلق (3) .222مكارم الخلق 4) .183و (5
المحاسن (6) .405 :الكافي ،320 - 6رواه مرسل ثم قال :ورواه سهل
بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن الصم عن مسمع بن عبد
الملك عن أبى عبد ال عليه السلم مثله.
][97
سميت تشبيها باللبن لبياضها ورقتها وهي تسمية بالمرة من التلبين ،مصدر لبن
القوم إذا سقاهم اللبن .وفي القاموس :التلبين وبهاء حساء من نخالة ولبن
وعسل ،أو من نخالة فقط ،وقال :حسا زيد المرق شربه شيئا بعد شئ
كتحساه واحتساه ،واسم ما يحتسى الحسية والحسا ويمد ،والحسو كدلوا
والحسو كعدو - 8 .طب الئمة :عن محمد بن موسى السريعى عن ابن
محبوب وهرون بن أبى الجهم ،عن السكوني عن أبي عبد ال عن أبيه
عليهما السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال :شكى نوح إلى ربه
عزوجل ضعف بدنه ،فأوحى ال تعالى إليه أن اطبخ اللبن فكلها ،فانى
جعلت القوة والبركة فيهما ) - 9 .(1المكارم :عن أبي عبد ال عليه السلم
قال في مرق لحم البقر :يذهب بالبياض .وعن أبى جعفر عليه السلم قال:
إن بنى إسرائيل شكوا إلى موسى عليه السلم ما يلقون من البرص ،فشكى
ذلك إلى ال عزوجل فأحى ال إليه :مرهم فليأكلوا لحم البقر بالسلق ).(2
- 10المحاسن :عن محمد بن على ،عن عبد الرحمن بن أبى هاشم ،عن
محمد بن أبى حمزة عن أبى بصير قال :أكلنا مع أبي عبد ال عليه السلم
فأتانا بلحم جزور وظننت أنه من بدنته فأكلنا ثم اتينا بعص من لبن فشرب
منه ثم قال لي :اشرب يا أبا محمد ،فذقته فقلت :أيش جعلت فداك ؟ قال:
إنها الفطرة ثم أتانا بتمرة فأكلنا ) .(3الكافي :عن العدة ،عن أحمد بن أبى
عبد ال مثله ) (4وفيه محمد بن على بن أبى حمزة وما في المحاسن كأنه
أظهر ،وفيه مكان " أيش " " :لبن " ومكان " أتانا " " اتينا ".
) (1طب الئمة (2) .64 :مكارم الخلق (3) .183المحاسن (4) .491 :الكافي 6
ر .337
][98
بيان :العس بالضم :القدح العظيم ،وأقول :روى مسلم في صحيحه ) (1أن النبي
صلى ال عليه وآله اتي ليلة اسري به بايليا بقدحين من خمر ولبن فنظر
إليهما فأخذ اللبن فقال له جبرئيل عليه السلم :الحمد ل الذي هداك
للفطرة ،لو أخذت الخمر غوت امتك وقال بعض شراحه :إيليا بالمد وقد
يقصر بيت المقدس ،وفي الرواية محذوف تقديره أتي بقدحين فقيل له
اختر أيهما شئت ،فألهمه ال تعالى اختيار اللبن لما أراد سبحانه من توفيق
هذه المة .وقول جبرئيل عليه السلم :أصبت الفطرة ،قيل في معناه أقوال،
المختار منها أن ال تعالى أعلم جبرئيل أن النبي صلى ال عليه وآله إن
اختار اللبن كان كذا ،وإن اختار الخمر كان كذا ،وأما الفطرة فالمراد بها
هنا السلم والستقامة ،ومعناه وال يعلم :اخترت علمة السلم
والستقامة ،وجعل اللبن علمة ذلك لكونها سهل طيبا طاهرا سائغا
للشاربين سليم العاقبة وأما الخمر فانها ام الخبائث ،وجالبة لنواع الشر
في الحال والمال انتهى .وقال الطيبى :للفطرة أي التي فطر الناس عليها،
فان منها العراض عما فيه غائلة وفساد كالخمر المخلة بالعقل الداعي إلى
كل خير والرادع عن كل شر ،والميل إلى ما فيه نفع خال عن المضرة
كاللبن انتهى .أقول :فعلى هذه الوجوه ،المعنى أن اللبن شئ مبارك كان
اختيار النبي صلى ال عليه وآله إياه علمة الفطرة ،فيكون إشارة إلى تلك
القصة لعلم الراوي بها .وأقول :يحتمل هذا الخبر وجوها اخر.
) (4روى مسلم في صحيحه تحت الرقم 168في حديث السراء ...." :فأتيت
باناءين في أحدهما لبن في الخر خمر ،فقيل لى :خذ أيهما شئت ،فأخذت
اللبن فشربته فقال :هديت الفطرة ،أو أصبت الفطرة ،أما انك لو أخذت
الخمر غوت أمتك " ورواه أحمد في مسنده 25ر 282والترمذي في
تفسير سورة السراء تحت الرقم 5137بهذا اللفظ وما ذكره المؤلف
العلمة في الصلب ونسبه إلى مسلم انما يوجد في البخاري تحت الرقم 2
و 12من كتاب الشربة وفى تفسير سورة بنى اسرائيل بالرقم .2
][99
الول أنه مما اغتدي النسان به في أول ما رغب إلى الغذاء عند خروجه من بطن
امة ونشأ عليه فكأنه فطر عليه وخلق منه .الثاني أن يكون المراد بها ما
يستحب أن يفطر عليه ،لو رود الخبار باستحباب إفطار الصائم به .الثالث
أن يكون الغرض مدح ذلك اللبن المخصوص بأنه قريب العهد بالحلب قال
الفيروز آبادي :الفطر بالضم وبضمتين شئ من فضل اللبن يحلب ساعئذ
وقال :قد سئل عن المذي قال :هو الفطر .قيل شبه المذي في قلته بما
يحتلب بالفطر ،وروي بالضم ) (1وأصله ما يظهر من اللبن على إحليل
الضرع انتهى وقيل الفطرة الطرى القريب الحديث بالعمل .أقول :الول
أظهر الوجوه ،ثم هي مرتبة في القرب والبعد - 11 .العيون :بالسانيد
الثلثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال :قال الحسين بن
على عليه السلم :كان النبي صلى ال عليه وآله إذا أكل طعاما يقول" :
اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيرا منه " وإذا أكل لبنا أو شربه يقول " اللهم
بارك لنا فيه وارزقنا منه " ) .(2صحيفة الرضا :بالسناد عنه عليه
السلم مثله ) .(3بيان :قوله " أو شربه " كأنه ترديد من الراوي أو الكل
للمنعقد منه والشرب لغيره - 12 .قرب السناد :عن الحسن بن طريف،
عن الحسين بن علوان ،عن جعفر عن أبيه عليهما السلم عن جابر بن
عبد ال قال :قيل يا رسول ال :أنتداوى ؟ فقال :نعم فتداووا
القاموس 2ر 110ولقظه " :وقول عمر وقد سئل عن المذى :هو الفطر ،قيل:
شبه المذى في قلته بما يحتلب بالفطر أو شبه طلوعه من الحليل بطلوع
الناب ورواه النضر بالضم الخ (2) .عيون الخبار 2ر (3) .39صحيفة
الرضا عليه السلم .13
][100
فان ال تبارك وتعالى لم ينزل داء إل وقد أنزل له دواء ،عليكم بألبان البقر فانها
ترد من الشجر ) .(1توضيح " :فانها ترد " بالتخفيف مضمنا معنى الخذ،
أو بالتشديد بمعنى الصدور وفي بعض النسخ ترق وكأن المعنى تأكل ورق
كل شجر ،لكن لم أجد في اللغة هذا الوزن بهذا المعنى ،بل قالوا تورقت
الناقة أكلت الورق ،وفي الكافي ) (2في حديث زرارة " فانها تخلط من كل
الشجر " كما سيأتي ،وعلى أي حال المعنى أنها تأكل من كل حشيش
وورق فتحصل في لبنه منافع كلها - 13 .قرب السناد :عن عبد ال بن
الحسن ،عن جده على بن جعفر عن أخيه عليه السلم قال :سألته عن
ألبان التن تشرب للدواء أو تجعل في الدواء ؟ قال :ل بأس ) .(3كتاب
المسائل لعلى بن جعفر مثله ) - 14 .(4المحاسن :عن النوفلي على
السكوني عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال :كان النبي صلى ال
عليه وآله يحب من الشراب اللبن ) - 15 .(5ومنه :عن على بن الحكم،
عن الربيع بن محمد المسلى ،عن عبد ال بن سليمان عن أبى جعفر عليه
السلم قال :لم يكن رسول ال صلى ال عليه وآله يأكل طعاما ول يشرب
شرابا إل قال " اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا به خيرا منه " إل اللبن ،فانه
كان يقول " اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه " ) - 16 .(6ومنه ) :(7عن
أبيه ،عن عبد ال بن المغيرة عن أبى الحسن عليه السلم قال :كان
) (1قرب السناد 70ط نجف (2) .الكافي 6ر (3) .337قرب السناد 155ط
نجف (4) .راجع بحار النوار 10ر 5) .270و (7المحاسن .491
][101
النبي صلى ال عليه وآله إذا شرب اللبن قال " :اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ".
- 17الطب :عن إبراهيم بن حزام الحريري ،عن محمد بن أبى نصر ،عن
ثعلبة ،عن عبد الرحيم بن عبد المجيد القصير ،عن جعفر بن محمد
الصادق عليه السلم قال :من أصابه ضعف في قلبه أو بدنه فليأكل لحم
الضان باللبن ،فانه يخرج من أوصاله كل داء وغائلة ،ويقوى جسمه،
ويشد متنه ) - 18 .(1المحاسن :عن أبيه عن عبد ال بن المغيرة عن أبى
الحسن عليه السلم قال :كان النبي صلى ال عليه وآله إذا شرب اللبن قال
" اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه " ) - 19 .(2ومنه :عن أبيه ،عن عثمان
بن عيسى ،عن خالد بن نجيح ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال :اللبن من
طعام المرسلين ) .(3ومنه :عن جعفر بن محمد الشعري عن ابن القداح
عن أبى عبد ال عليه السلم عن أبيه عن آبائه عليهم السلم مثله ).(4
- 20ومنه :عن أبيه وابن بزيع ،عن محمد بن يحيى الخزاز ،عن غياث
بن إبراهيم عن جعفر عن آبائه عليهم السلم أن عليا عليه السلم كان
يستحب أن يفطر على اللبن - 21 .ومنه :عن بعض أصحابه عن ابن اخت
الوزاعي عن مسعدة بن اليسع الباهلى عن جعفر عن أبيه عليهما السلم
قال :كان على عليه السلم يعجبه أن يفطر على اللبن ) - 22 .(5ومنه:
عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ليس أحد يغص بشرب اللبن لن ال
تبارك وتعالى يقول :لبنا خالصا سائغا للشاربين ).(6
) (1طب الئمة 64 :في حديث 2) .و (3المحاسن (4) .491 :المصدر نفسه ،وفيه
هذا السند بعد الحديث السابق راجعه (5) .المحاسن(6) .591 :
المحاسن.492 :
][102
بيان :في القاموس الغصة بالضم الشجى وما اعترض في الحلق فأشرق غصصت
بالكسر وبالفتح تغص بالفتح غصصا وفي الصحاح غصصت بالماء إذا
وقف في حلقك فلم تكد تسيغه - 23 .المحاسن :عن أبيه عن القاسم بن
محمد ،عن أبى الحسن الصفهانى قال :كنت عند أبى عبد ال عليه السلم
فقال له رجل وأنا أسمع :جعلت فداك إنى أجد الضعف في بدنى فقال عليك
باللبن فانه ينبت اللحم ويشد العظم ) - 24 .(1ومنه :عن نوح بن شعيب
عمن ذكره ،عن أبى الحسن عليه السلم قال :من تغير عليه ماء الظهر
ينفع له اللبن الحليب والعسل ) - 25 .(2ومنه :عن ابن أبي همام عن
كامل بن محمد بن إبراهيم الجعفي عن أبيه قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :اللبن الحليب لمن تغير عليه ماء الظهر ) .(3بيان :في القاموس
الحليب اللبن المحلوب ،أو الحليب ما لم يتغير طعمه انتهى وتغير ماء
الظهر كناية عن عدم انعقاد الولد منه - 26 .المحاسن :عن السيارى عن
عبيد ال بن أبى عبد ال الفارسى عمن ذكره عن أبى عبد ال عليه السلم
قال :قال له رجل إنى أكلت لبنا فضرني فقال أبو عبد ال عليه السلم :ل
وال ما ضر شيئا قط ،ولكنك أكلته مع غيره فضرك الذي أكلته معه،
فظننت أن ذاك من اللبن ) - 27 .(4ومنه :عن أبى على أحمد بن إسحق،
عن عبد صالح عليه السلم قال :من أكل اللبن فقال " اللهم إنى آكله على
شهوة رسول ال صلى ال عليه وآله إياه لم " يضره ) - 28 .(5ومنه:
عن نوح بن شعيب عن بعض أصحابه ،عن موسى بن عبد ال بن الحسن،
قال :سمعت أشياخنا يقولون :إن ألبان اللقاح شفاء من كل داء وعاهة )
- 29 .(6ومنه :عن غير واحد ،عن أبان بن عثمان ،عن زرارة عن
أحدهما عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :عليكم بألبان
البقر فانها تخلط من كل شجرة ).(7
][103
- 30ومنه :عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبى عبد ال عن أبيه عن على عليهم
السلم قال :لبن البقر شفاء ) - 31 .(1ومنه :عن يحيى بن إبراهيم بن أبى
البلد ،عن أبيه ،عن جدة قال :شكوت إلى أبي جعفر عليه السلم ذرب
معدتي فقال :ما يمنعك من شرب ألبان البقر ؟ فقال لي شربتها قط ؟ فتلت:
مرارا ،قال :فكيف وجدتها ؟ تدبغ المعدة وتكسو الكليتين الشحم وتشهى
الطعام فقال :لو كانت أيامه خرجت أنا وأنت إلى ينبع حتى نشربه ).(2
بيان :قال الجوهرى :ذربت معدته تذرب ذربا فسدت وينبع كينصر حصن
له عيون ونخيل وزروع بطريق حاج مصر ذكره الفيروز آبادي- 32 .
المحاسن :عن أبيه ،عن محمد بن عيسى ،عن صفوان ،عن عيص بن
القاسم قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن شرب ألبان التن فقال
اشربها )] 33 .(3ومنه :عن أبيه ،عن الحسين بن المبارك عن أبى مريم
النصاري قال :سألت أبا جعفر عليه السلم عن شرب ألبان التن ،فقال :ل
بأس بها[ ) - 34 .(4ومنه :عن أبيه ،عن صفوان ،عن العيص ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :تغديت معه فقال :هذا شيراز التن اتخذناه
لمريض لنا فان أحببت أن تأكل منه فكل ) - 35 .(5المكارم :إن رسول ال
صلى ال عليه وآله قال :ذانك الطيبان :التمر واللبن ،إن رسول ال صلى
ال عليه وآله كلما شرب لبنا تمضمض وقال :إن له لدسما .وفي رواية قال
عليه السلم :إذا شربتم اللبن فتمضمضوا فان لها دسما .عن أمير
المؤمنين عليه السلم قال :ألبان البقر دواء .عن الجعفري قال :سمعت أبا
الحسن عليه السلم يقول :أبوال البل خير من ألبانها و يجعل ال الشفاء
في ألبانها ).(6
) 1و (2المحاسن 494 :وفيه :لو كانت أيار (5 - 3) .المصدر نفسه وما بين
العلمتين ساقط من المطبوعة (6) .مكارم الخلق .222 - 221
][104
20 .باب الجبن - 1مجالس ابن الشيخ :عن هلل بن محمد الحفار ،عن إسماعيل
بن على الدعبلي عن أبيه ،عن الرضا عن آبائه ،عن على بن الحسين
عليهم السلم قال :شيئان ما دخل جوفا قط إل أفسداه :الجبن والقديد،
الخبر ) .(1المحاسن :عن بعض أصحابه رفعه عن أبي عبد ال عليه
السلم مثله ) - 2 .(2ومنه :عن بعض أصحابه رفعه قال :قال أبو عبد ال
عليه السلم :ثلث يؤكلن ويهزلن :اللحم اليابس ،والجبن ،والطلع ،وفي
حديث آخر الجوز ،وفي حديث آخر الكسب إلى آخر ما مر في باب اللحم )
- 3 .(3ومنه :عن ابن محبوب ،عن عبد ال بن سليمان ،قال :سألت أبا
جعفر عليه السلم عن الجبن فقال :لقد سألتني عن طعام يعجنبي ،ثم
أعطى الغلم دراهم فقال :يا غلم ابتع لي جبنا ودعا بالغداة فتغد ينامعه
واتي بالجبن فقال :كل ،فلما فرغ من الغداء قلت :ما تقول في الجبن ؟ قال:
أولم ترني أكلته ؟ قلت :بلى ولكني احب أن أسمعه منك ،فقال :سأخبرك
عن الجبن وغيره ،كل ما يكون فيه حلل وحرام فهو لك حلل ،حتى تعرف
الحرام بعينه فتدعه ) - 4 .(4ومنه :عن أبيه ،عن محمد بن سنان ،عن
أبي الجارود قال :سألت أبا جعفر عليه السلم عن الجبن وقلت له :أخبرني
من رأى أنه يجعل فيه الميتة فقال :من أجل مكان واحد يجعل فيه الميتة
حرم في جميع الرضين ؟ إذا علمت أنه ميتة فل تأكله ،وإن لم تعلم
فاشتروبع وكل ،وال إني لعترض السوق فأشتري بها اللحم و السمن
والجبن ،وال ما أظن كلهم يسمون ،هذه البربر وهذه السودان ).(5
) (1أمالى الطوسى 1ر 2) .379و (3المحاسن 4) .463 :و (5المحاسن .495
][105
ومنه :عن أبيه ،عن صفوان عن منصور بن حازم ،عن بكر بن حبيب ،قال :سئل
أبو عبد ال عليه السلم عن الجبن وأنه توضع فيه النفحة من الميتة قال:
ل يصلح ثم أرسل بدرهم فقال :اشتر بدرهم من رجل مسلم ول تسأله عن
شئ ) - 6 .(1ومنه :عن جعفر بن بشير بن بشير عن عمرو بن أبى شبل
قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الجبن قال :كان أبي ذكر له منه
شئ فكرهه ،ثم أكله فإذا اشتريته فاقطع و اذكر اسم ال عليه وكل )7 .(2
-ومنه :عن أبيه ،عن ابن أبى عمير ،عن عبيدال الحلبي ،عن عبد ال بن
سنان قال :سأل رجل أبا عبد ال عليه السلم عن الجبن فقال :إن أكله
يعجبني ثم دعا به فأكله ) - 8 .(3ومنه :عن اليقطينى ،عن صفوان ،عن
معاوية ،عن رجل من أصحابنا قال :كنت عند أبي جعفر عليه السلم فسأله
رجل من أصحابنا عن الجبن فقال أبو جعفر عليه السلم :إنه لطعام
يعجبني فسأخبرك عن الجبن وغيره ،كل شئ فيه الحلل والحرام فهو لك
حلل ،حتى تعرف الحرام فتدعه بعينه ) - 9 .(4ومنه :عن بعض أصحابنا
رفعه قال :الجبن يهضم الطعام قبله ،ويشهى ما بعده ) - 10 .(5دعوات
الراوندي :قال الصادق عليه السلم :نعم اللقمة الجبن يطيب النكهة
ويهضم ما قبله ،ويمرئ ما بعده - 11 .الدروع الواقية :باسناده إلى هرون
بن موسى التلعكبرى ،عن محمد بن همام ،عن محمد بن يحيى الفارسى
عن محمد بن يحيى الطبري ،عن الوليد بن أبان ،عن محمد بن سماعة،
عن أبيه قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :نعم اللقمة الجبن،
تعذب الفم ،وتطيب النكهة ،وتهضم ما قبله ،وتشهى الطعام ،ومن يتعمد
أكله رأس الشهر أو شك أن ل ترد له حاجة .بيان :قال الجوهرى :النكهة
ريح الفم - 12 .الكافي :عن محمد بن يحيى ،عن على بن إبراهيم الهاشمي
عن أبيه ،عن محمد
][106
بن الفضيل النيسابوري ،عن بعض رجاله ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال سأله
رجل عن الجبن فقال :داء ل دواء له ،فلما كان بالعشي دخل الرجل على
أبي عبد ال عليه السلم فنظر إلى الجبن على الخوان فقال :جعلت فداك
سألتك بالغداة عن الجبن فقلت لي :إنه هو الداء الذي ل دواء له ،والساعة
أراه على الخوان ؟ قال :فقال :هو ضار بالغداة ،نافع بالعشى ،ويزيد في
ماء الظهر .وروى أن مضرة الجبن في قشره ) - 13 .(1المحاسن :عن
ابن محبوب ،عن عبد العزيز العبدي ،قال :قال أبو -عبد ال عليه السلم:
الجبن والجوز في كل واحد منهما الشفاء ،فان افترقا كان في كل واحد
منهما الداء ) .(2المكارم :عنه عليه السلم مثله ) - 14 .(3الكافي :عن
محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد عن إدريس بن الحسن ،عن عبيد بن
زرارة ،عن أبيه عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن الجبن والجوز إذا
اجتمعا كانا دواء وإذا افترقا كانا داء ) .(4بيان :قد يقال إن الجوز إنما
يصلحه إذا لم يكن مالحا فانه حينئذ بارد رطب في الثالثة ،وأما مالحه فهو
حار يابس في الثالثة ،والجوز حار إما في الثانية أو في الثالثة ،يابس في
الولى فتزيد غائلته - 15 .المكارم :عن الصادق عليه السلم قال :الجبن
يهضم ما قبله ،ويشهي ما بعده ) .(5بيان :في المصباح :الجبن المأكول
فيه ثلث لغات أجودها سكون الباء والثانية ضمها للتباع ،والثالثة وهي
أقلها التثقيل ،ومنهم من يجعل التثقيل من ضرورة الشعر.
) (1الكافي 6ر (2) .340المحاسن (3) .497 :مكارم الخلق (4) .216الكافي
6ر ،340ومثله في المحاسن (5) .496 :مكارم الخلق.216 :
][107
) (1الكافي 6ر (2) .328الكافي 6ر (3) .348المحاسن 537 :وفيه " :عن أبى
داود سليمان الحمار " والصحيح ما في الكافي وهو أبو سليمان داود بن
سليمان بن عبد الرحمن الحمار الكوفى عنونه النجاشي ص 122و قال:
كوفى ثقة روى عن أبى عبد ال عليه السلم قال :ذكره ابن نوح ،له
كتاب يرويه عدة من اصحابنا منهم الحسن بن محبوب عن داود بن،
وعنونه الشيخ في الفهرست وزاد فيمن روى كتابه أحمد بن ميثم ،ونقل
الجامع رواية الوشاء ،والنضر بن سويد وابى على الخزاز عنه أيضا
واما أبو داود سليمان الحمار ،الذى وقع في بعض السانيد أظنه تخليطا
بين الرجل وأبيه وأن الصحيح في السناد " أبو سليمان داود الحمار "
بقرينة التكنية واتحاد الراوى عنه (4) .ارشاد القلوب 2ر .8
][108
ابواب النباتات 1 ،باب * )جوامع أحوالها ونوادرها وأحوال الشجار وما يتعلق
بها( * اليات العراف :والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه والذى خبث ل
يخرج إل نكدا كذلك نصرف اليات لقوم يشكرون ) - 7 .(1النحل :هو الذي
أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ينبت لكم به
الزرع -إلى قوله تعالى -وسخر لكم الليل والنهار -إلى قوله -وما ذرأ
لكم في الرض مختلفا ألوانه ) .(2طه :فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى
كلوا وارعوا أنعامكم ) .(3التنزيل :أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الرض
الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفل يبصرون ) .(4يس:
وآية لهم الرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون -إلى قوله
سبحانه -سبحان الذى خلق الزواج كلها مما تنبت الرض ومن أنفسهم
ومما ل يعلمون ) .(5الرحمن :والنجم والشجر يسجدان ).(6
) (1العراف (2) .58 :النحل اليات (3) .13 - 10طه 53 :و (4) .54السجدة:
(5) .27يس (6) .46 - 33 :الرحمن.6 :
][109
عبس :فلينظر النسان إلى طعامه * أنا صببنا الماء صبا * ثم شققنا الرض شقا *
فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخل * وحدائق غلبا *
وفاكهة وأبا * متاعا لكم ولنعامكم ) .(1العلى :الذي أخرج المرعى *
فجعله غثاء أحوى ) .(2تفسير " :والبلد الطيب " قيل أي الرض الكريمة
التربة " يخرج نباته باذن ربه " أي بمشيته وتيسره عبر به عن كثرة
النبات وحسنه وغزارة نفعه ،لنه أوقعه على مقابله " والذى خبث "
كالحرة والسبخة " ل يخرج إل نكدا " أي قليل عديم النفع ونصبه على
الحال ،وتقدير الكلم والبلد الذي خبث ل يخرج نباته إل نكدا ،فحذف
المضاف واقيم المضاف إليه مقامه ،فصار مرفوعا مستترا " كذلك نصرف
اليات " أي نرددها ونكررها " لقوم يشكرون " نعمة ال فيتفكرون فيها،
ويعتبرون بها ،والية مثل لمن تدبر اليات وانتفع بها ،ولمن لم يرفع إليها
رأسا ولم يتأثر بها .وقال علي بن إبراهيم ) (3هو مثل الئمة عليهم السلم
يخرج علمهم باذن ربهم ولعدائهم ل يخرج علمهم إل كدرا فاسدا ،وقال
ابن شهر آشوب في المناقب :قال عمرو بن العاص للحسين عليه السلم:
ما بال لحاكم أوفر من لحانا ؟ فقرأ عليه السلم هذه الية ) .(4وقال
سبحانه " :هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب " أي ما
تشربونه " ومنه شجر " أي ومنه تكون شجر يعني الشجر الذي ترعاه
المواشي ،وقيل :كل ما نبت على الرض شجر من " سامت الماشية
وأسامها صاحبها " ينبت لكم به الزرع " وقرأ أبو بكر بالنون على
التفخيم " والزيتون والنخيل والعناب ومن كل الثمرات " أي وبعض كلها
إذ لم ينبت في الرض كل ما يمكن من الثمار ،قيل :ولعل تقديم
) (1عبس (2) .32 - 24 :العلى 4 :و (3) .5تفسير القمى (4) .219 :مناقب آل
أبى طالب 4ر .67
][110
ما يسام فيه على ما يؤكل منه ،لنه سيصير غذاء حيوانيا هو أشرف الغذية ،ومن
هذا تقديم الزرع والتصريح بالجناس الثلثة وترتيبها " .إن في ذلك ليات
لقوم يتفكرون " على وجود الصانع وحكمته ،فان من تأمل أن الحبة تقع
في الرض وتصل إليها نداوة تنفذ فيها فينشق أعلها ويخرج منه ساق
الشجرة وينشق أسفلها ،فيخرج منه عروقها ،ثم ينمو ويخرج منه الوراق
والزهار والكمام والثمار ،ويشتمل كل منها على أجسام مختلفة الشكال
والطباع ،مع اتحاد المواد ونسبة الطبايع السفلية والتأثيرات الفلكية إلى
الكل ،علم أن ذلك ليس إل بفعل فاعل مختار مقدس عن منازعة الضداد
والنداد " .وما ذرأ لكم في الرض " عطف على الليل ،أي وسخر لكم ما
خلق لكم فيها من حيوانات ونباتاب " مختلفا ألوانه " أي أصنافه فانها
تتخالف باللون غالبا " إن في ذلك لية لقوم يذكرون " أن اختلفها في
الطباع والهيئات والمناظر ليس إل بصنع صانع حكيم .وقال تعالى " وأنزل
من السماء ماء فأخر جنابه " قيل :عدل من لفظ الغيبة إلى صيغة المتكلم
على الحكاية لكلم ال تنبيها على ظهور ما فيه من الدللة على كمال
القدرة والحكمة ،وإيذانا بأنه مطاع تنقاد الشياء المختلفة بمشيته "
أزواجا " أي أصنافا " من نبات شتى " أي متفرقات في الصور
والعراض والمنافع ويصلح بعضها للناس ،و بعضها للبهايم ،فلذلك قال:
" كلوا وارعوا أنعامكم " أي أخرجنا أصناف النبات قائلين كلوا وارعوا
أنعامكم " إن في ذلك ليات لولى النهى " :لذوي العقول الناهية عن
اتباع الباطل وارتكاب القبايح ،جمع نهية .وأقول :هذا مما يدل على عموم
الباحة إل ما أخرجه الدليل كما مر " .والنجم " أي النبات الذي ينجم أي
يطلع من الرض ول ساق له " والشجر " الذي له ساق " يسجدان "
ينقادان ل فيما يريد بهما طبعا انقياد الساجد من المكلفين طوعا.
][111
" والذي أخرج المرعى " أي ينبت ما يرعاه الدواب " فجعله " بعد خضرته "
غثاء أحوى " أي يابسا أسود ،وقيل :أحوى حال من المرعى ،أي أخرجه
أحوى من شدة خضرته .أقول :وقد مر سائر اليات وتفسيرها في باب
جوامع ما يحل - 1العيون والعلل :عن محمد بن عمرو بن على ،عن
محمد بن عبد ال بن جبلة ،عن عبد ال بن أحمد بن عامر الطائى ،عن
أبيه ،عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال :سأل الشامي أمير المؤمنين
عليه السلم عن أول شجرة غرست في الرض فقال :العوسجة ،و منها
عصا موسى عليه السلم وسأله عن أول شجرة نبتت في الرض فقال:
هي الدبا ،وهى القرع ) .(1بيان :ل تنافي بين الول والثاني لن الول ما
كان بغرس غارس ،والثاني ما نبتت من غير غرس ،وأما ما سيأتي من أن
أول الشجرة النخلة ،فيمكن أن تكون الولية في إحداهما إضافية أو المراد
بما سيأتي ماله ثمرة معروفة أو إحداهما ما نبت بالنواة والخرى ما نبت
بالغصن ،وفي المصباح العوسج فوعل من شجر الشوك له ثمر مدور
والواحدة عوسجة - 2 .العلل :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن أحمد
بن محمد بن عيسى ،عن الحسن بن محبوب عن النعمان ،عن بريد
العجلى ،قال :قال أبو جعفر عليه السلم :إنما سمى العود خلفا لن إبليس
عمل صورة سواع على خلف صورة ود فسمى العود خلفا ،الخبر ).(2
بيان :إنما سمى العود أي الشجر المعهود ،وكأن السواع كان منحوتا منه،
وقال الفيروز آبادي :الخلف ككتاب -وشده لحن -صنف من الصفصاف
وليس به سمي خلفا لن السيل يجئ به سبيا فينبت من خلف أصله ،وقال
في المصباح:
) (1عيون الخبار 1ر .244علل الشرايع 2ر (2) .287الشرايع 1ر .5
][112
قال الدينوري :زعموا أنه سمي خلفا لن الماء يأتي به سبيا ينبت مخالفا لصله،
ويحكى أن بعض الملوك مر بحائط فرأى شجر الخلف فقال لوزيره :ما
هذا الشجر ؟ فكره الوزير أن يقول :شجر الخلف لنفور النفوس عن
لفظه ،فسماه باسم ضده فقال شجر الوفاق فأعظمه الملك لنباهته- 3 .
العلل :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن القاسم بن محمد الصبهاني،
عن سليمان بن داود المنقرى ،عن سفيان بن عيينة ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :لم يخلق ال عزوجل شجرة إل ولها ثمرة تؤكل ،فلما قال
الناس " اتخذ ال ولدا " اذهب نصف ثمرها ،فلما اتخذوا مع ال إلها،
شاك الشجر ) - 4 .(1ومنه :عن أحمد بن محمد بن عيسى العلوى ،عن
محمد بن إبراهيم بن أسباط ،عن أحمد بن محمد بن زياد القطان ،عن أحمد
بن محمد بن عبد ال ،عن عيسى بن جعفر بن محمد بن عبد ال بن محمد
بن عمر بن على بن أبي طالب عن آبائه ،عن عمر بن على عن أبيه على
بن أبى طالب عليه السلم أن النبي صلى ال عليه وآله سئل كيف صارت
الشجار بعضها مع أحمال ،وبعضها بغير أحمال ؟ فقال :كلما سبح ال آدم
تسبيحة صارت له في الدنيا شجرة مع حمل ،و كلما سبحت حوا تسبيحة
صارت في الدنيا شجرة من غير حمل ) - 5 .(2مجالس ابن الشيخ :عن
أبيه ،عن المفيد ،عن جعفر بن محمد بن قولويه ،عن أبيه ،عن سعد بن
عبد ال ،عن محمد بن أحمد الشعري ،عن محمد بن الحسين ،عن محمد
بن سليمان عن أبى حمزة الثمالي ،عن أبى جعفر عليه السلم قال :أول
شجرة نبتت على وجه الرض النخلة ) - 6 .(3تفسير على بن إبراهيم:
عن أبيه ،عن إسحاق بن الهيثم ،عن سعد بن طريف عن الصبغ بن نباته،
عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :إن الشجر لم يزل خضيدا كله حتى
دعي للرحمن ولد -عز الرحمن وجل أن يكون له ولد -فكادت السموات
أن يتفطرن منه وتنشق الرض وتخر الجبال هدا فعند ذلك اقشعر الشجر
وصار له شوك
) 1و (2علل الشرايع 2ر (3) .260امالي الطوسى 1ر (*) .219
][113
حذار أن ينزل به العذاب الخبر ) .(1بيان :في القاموس خضد الشجر قطع شوكه7 .
-العياشي :عن يزيد بن عبد الملك عن أبى عبد ال عليه السلم قال :إنه
لن يغضب ل شئ كغضب الطلح والسدر ،إن الطلح كانت كالترج ،والسدر
كالبطيخ ،فلما قالت اليهود " يد ال مغلولة " أنقصتا حملهما فصغر فصار
له عجم واشتد العجم ،فلما أن قالت النصارى " المسيح بن ال " إذ عرتا
فخرج لهما هذا الشوك ونقصتا حملهما وصار النبق إلى هذا الحمل وذهب
حمل الطلح فل يحمل حتى يقوم قائمنا أو تقوم الساعة ،قال :من سقى
طلحة أو سدرة فكأنما سقى مؤمنا من ظماء ) .(2بيان :في القاموس:
الطلح شجر عظام والطلع والموز ،وقال :النبق حمل السدر كالنبق بالكسر،
وككتف واحدته بهاء ،وقال البيضاوي في قوله تعالى " :وطلح " وشجر
موز أو ام غيلن ،وله أنوار كثيرة طيبة الرائحة ،وقرئ بالعين " منضود
" نضد حمله من أسفله إلى أعله انتهى .وقوله عليه السلم " :وذهب
حمل الطلح " أي حمله المعهود ،أو مطلقا إن حملناه على شجر ل حمل
له ،وكونه في الجنة منضود الحمل ل ينافي كونه في الدنيا غير ذي حمل
قال ابن الثير في النهاية :في الحديث من قطع سدرة صوب ال رأسه في
النار ،سئل أبو داود السجستاني عن هذا الحديث فقال :هو حديث مختصر،
ومعناه من قطع سدرة في فلة يستظل بها ابن السبيل عبثا وظلما بغير حق
يكون له فيها صوب ال رأسه في النار أي نكسه .وأقول :قد مر معنى
الحديث في المجلد العاشر ،وأنه كانت سدرة عند قبر الحسين عليه السلم،
وكانت علمة قبره ،فقطعها بعض الخلفاء ليعمي أثر قبره ،فالملعون قاطع
تلك السدرة ،وهي من معجزاته صلى ال عليه وآله ).(3
) (1تفسير القمى 76 :في حديث وفيه " تكاد السموات يتفطرن منه " الخ كما هو
لفظ الية في مريم (2) .90تفسير العياشي 2ر (3) .86قد مر في ج
45ص 398نقل عن أمالى الطوسى 1ر 333باسناده عن يحيى =
][114
2 .باب الفواكه وعدد ألوانها وآداب أكلها وجوامع ما يتعلق بها .اليات النعام:
وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شئ فأخرجنا منه
خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات
من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه ،انظروا إلى ثمره إذا
أثمر وينعه إن في ذلكم ليات لقوم يؤمنون ) .(1وقال :وهو الذي أنشأ
جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا اكله والزيتون
والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر ) .(2الرعد :وفي
الرض قطع متجاورات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان
يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الكل إن في ذلك ليات
لقوم يعقلون ) .(3النحل :هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب
ومنه شجر فيه تسيمون ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والعناب
ومن كل الثمرات إن في ذلك لية لقوم يتفكرون * وسخر لكم الليل والنهار
-إلى قوله تعالى -وما ذرأ لكم
ابن المغيرة قال :كنت عند جرير بن عبد الحميد إذ جاءه رجل من أهل العراق فسأله
جرير عن خبر الناس فقال :تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسين عليه
السلم وأمر أن تقطع السدرة التى فيه فقطعت ،قال :فرفع جرير يديه
وقال :ال أكبر جاءنا فيه حديث عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه
قال " :لعن ال قاطع السدرة ثلثا " فلم نقف على معناه حتى الن لن
القصد يقطعه تغيير مصرع الحسين عليه السلم حتى ل يقف الناس على
قبره (1) .و ) (2النعام 99 :و (3) .141الرعد.4 :
][115
في الرض مختلفا ألوانه ) .(1المؤمنون :فأنشانا لكم به جنات من نخيل وأعناب
لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون * وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت
بالدهن وصبغ للكلين ) .(2فاطر :ألم تر أن ال أنزل من السماء ماء
فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ) (3يس :وجعلنا فيها جنات من نخيل
وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفل
يشكرون ) .(4الرحمن :فيها فاكهة والنخل ذات الكمام * والحب ذو
العصف والريحان ) (5عبس :فلينظر النسان إلى طعامه * أنا صببنا الماء
صبا * ثم شققنا الرض شقا * فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا
ونخل * وحدائق غلبا * وفاكهة وأبا * متاعا لكم ول نعامكم ) .(6التين:
والتين والزيتون .تفسير " :أنزل من السماء ماء " قيل أي من السحاب،
أو من جانب السماء " فأخرجنا " على تلوين الخطاب " به " أي بالماء
" نبات كل شئ " أي نبت كل صنف من النبات ،والمعنى إظهار القدرة في
إنبات النواع المفننة بماء واحد " فأخرجنا منه " أي من النبات أو الماء
" خضرا " أي شيئا أخضر ،يقال أخضر وخضر كأعور وعور ،وهو
الخارج من الحبة المتشعب " نخرج منه " أي من الخضر " حبا متراكبا
" وهو السنبل " .ومن النخل من طلعها قنوان " أي وأخرجنا من النخل
نخل من طلعها
) (1النحل (2) .13 - 10 :المؤمنون 19 :و (3) .20فاطر (4) .37 :يس 35 :و
(5) .36الرحمن 11 :و (6) .12عبس.32 - 24 :
][116
قنوان ،أو من النخل شيئا من طلعها قنوان ،ويجوز أن يكون " من النخل " خبر "
قنوان " و " من طلعها " بدل منه ،والمعنى وحاصلة من طلع النخل
قنوان ،وهو العذاق جمع قنو كصنوان جمع صنو " دانيه " قريبة من
المتناول ،لقصر شجره أو ملتفة قريب بعضها من بعض ،وإنما اقتصر على
ذكرها عن مقابلها لدللتها عليه ،وزيادة النعمة فيها " .وجنات من أعناب
" عطف على " نبات كل شئ " وقرئ بالرفع على البتداء أي ولكم أو ثم
جنات أو من الكرم جنات ،ول يجوز عطفه على قنوان إذ العنب ل يخرج
من النخل " .والزيتون والرمان " ايضا عطف على " نبات " أو نصب
على الختصاص لعزة هذين الصنفين عندهم " مشتبها وغير متشابه "
حال من الرمان أو من الجميع ،أي بعض ذلك متشابه وبعضه غير متشابه
في الهيئة والقدر واللون والطعم " انظروا إلى ثمره " أي إلى ثمر كل
واحد من ذلك " إذا أثمر " إذا أخرج ثمره كيف يثمر ضئيل ل يكاد ينتفع
به " وينعه " وإلى حال نضجه كيف يعود ضخيما ذا نفع ولذة ،وهو في
الصل مصدر ينعت الثمرة إذا أدركت ،وقيل :جمع يانع كتاجر وتجر " .إن
في ذلكم ليات لقوم يؤمنون " أي ليات على وجود القادر الحكيم
وتوحيده ،فان حدوث الجناس المختلفة والنواع المفننة من أصل واحد
ونقلها من حال إلى حال ،ل يكون إل باحداث قادر يعلم تفاصيلها ،ويرجح
ما تقتضيه حكمته مما يمكن من أحوالها ،ول يعوقه عن فعله ند يعارضه
أو ضد يعانده " .وفى الرض قطع متجاورات " بعضها طيبة وبعضها
سبخة ،وبعضها رخوة وبعضها صلبة ،وبعضها يصلح للزرع دون الشجر
وبعضها بالعكس ،ولو ل تخصيص قادر موقع لفعاله على وجه دون وجه،
لم تكن كذلك ،لشتراك تلك القطع في الطبيعة الرضية وما يلزمها ويعرض
لها بتوسط ما يعرض من السباب السماوية من حيث أنها متضامة
متشاركة في النسب والوضاع " وجنات من أعناب وزرع ونخيل " أي
وبساتين فيها أنواع الشجار والزروع ،وتوحيد الزرع لنه مصدر في
أصله ،وقرأ
][117
حفص وغيره " وزرع ونخيل " بالرفع عطفا على " وجنات " " .صنوان "
نخلت أصلها واحد " وغير صنوان " أي ومتفرقات مختلفة الصول،
وقرأ حفص بالضم وهو لغة تميم ،كقنوان في جمع قنو " في الكل " في
الثمر شكل وقدرا ورائحة وطعما ،وذلك أيضا مما يدل على وجود الصانع
الحكيم ،فان اختلفها مع اتحاد الصول والسباب ل يكون إل بتخصيص
قادر مختار " لقوم يعقلون " يستعملون عقولهم بالتفكر " .فيها فاكهة "
أي ضروب مما يتفكه به " ذات الكمام " أوعية التمر والحب كالحنطة
والشعير وساير ما يتغذى به " ذو العصف " ذو الورق اليابس كالتبن "
والريحان " يعنى المشموم أو الرزق من قولهم خرجت أطلب ريحان ال.
" والتين والزيتون " قيل :خصهما من الثمار بالقسم ،لن التين فاكهة
طيبة لفضلة له ،وغذاء لطيف سريع الهضم ،ودواء كثير النفع :فانه يلين
الطبع ،ويحلل البلغم ويطهر الكليتين ،ويزيل رمل المثانة ،ويفتح سدة الكبد
والطحال ،ويسمن البدن والزيتون فاكهة وإدام ودواء ،وله دهن لطيف
كثير المنافع ،وقد مر تأويلهما برسول ال وأمير المؤمنين أو بالحسنين
صلوات ال عليهم - 1 .الخصال :عن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد عن
سعد بن عبد ال وعبد ال ابن جعفر الحميري ،عن أحمد بن محمد بن
عيسى ،عن ابن أبى عمير عمن ذكره ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
لما أهبط ال عزوجل آدم عليه السلم من الجنة أهبط معه عشرين ومائة
قضيب منها أربعون ما يؤكل داخلها وخارجها ،وأربعون منها ما يؤكل
داخلها ويرمى بخارجها ،وأربعون منها ما يؤكل خارجها ويرمى بداخلها
وغرارة فيها بزر كل شئ ) .(1بيان :في القاموس :الغرارة بالكسر
الجوالق ،وقال :البزر كل حب يبذر للنبات.
][118
- 2العلل :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن أبي عبد ال البرقى ،عن
موسى بن القاسم البجلى ،عن على بن جعفر ،أخيه موسى عليه السلم
قال :سألته عن القران بين التين والتمر وساير الفواكه ،قال :نهى رسول
ال صلى ال عليه وآله عن القران ،فان كنت وحدك فكل كيف أحببت ،وإن
كنت مع قوم مسلمين فل تقرن ) .(1المحاسن :عن أبى القاسم ،عن
اسماعيل بن همام عن على بن جعفر مثله ) - 3 .(2ومنه :عن بعض
أصحابه ،عن محمد بن المثنى أو غيره رفعه قال :إذا آكلت احدا فاردت ان
تقرن فأعلمه بذلك - 4 (3) .ومنه :عن نوح بن شعيب عن نادر الخادم
قال :أكل الغلمان فاكهة ولم يستقصوا أكلها ورموا بها ،فقال أبو الحسن
عليه السلم :سبحان ال إن كنتم استغنيتم فان الناس لم يستغنوا ،أطعموه
من يحتاج إليه ) - 5 .(4ومنه :عن النهيكى ،عن منصور بن يونس ،قال:
سمعت أبا الحسن موسى عليه السلم يقول :ل تضر العنب الرازقي وقصب
السكر والتفاح ) - 6 .(5ومنه :عن جعفر بن محمد ،عن ابن القداح ،عن
أبي عبد ال عن أبيه عليه السلم أنه كان يكره تقشير الثمرة- 7 (6) .
ومنه :عن حسين بن المنذر ،عمن ذكره ،عن فرات بن أحنف قال :إن لكل
ثمرة سماما ،فإذا اتيتم بها فأمسوها بالماء ،أو اغمسوها في الماء -يعني
اغسلوها ) .(7بيان :سماما بالكسر :جمع سم أو بالفتح والتشديد في
الميمين فما للتبهيم والتقليل ،أي سما قليل ،وليس " ما " في الكافي )(8
" فأمسوها " وفي الكافي " ،فمسوها "
) (1علل الشريع 2ر 2) .206ر (3المحاسن (4) .442المحاسن (5) .441
المحاسن 6) .527و (7المحاسن (8) .556 :الكافي 6ر .350
][119
وهو أظهر ،وعلى ماهنا كأن الباء زائدة ،وكأن التعبير بالمس للشعار بالكتفاء
بصب قليل من الماء ويحتمل الحقيقة - 8 .المحاسن :عن عثمان بن
عيسى ،عن أبى أيوب ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :شيئان يؤكلن
باليدين :العنب والرمان ) - 9 .(1ومنه قال :روي عن عيسى بن عبد
الرحمان ،عن أبيه قال :دخل أبو عكاشة بن محصن السدي على أبى
جعفر عليه السلم فكان أبو عبد ال عليه السلم قائما عنده ،فقدم إليه
عنبا فقال :حبة حبة يأكل الشيخ الكبير أو الصبى الصغير ،وثلثة وأربعة
من يظن أنه ل يشبع ،فكله حبتين حبتين فانه يستحب ونروي أن الثمار إذا
أدركت ففيها الشفاء لقوله جل وعز " كلوامن ثمرة إذا أثمر )- 10 ." (2
المكارم :كان النبي صلى ال عليه وآله ربما أكل العنب حبة حبة وكان
صلى ال عليه وآله ربما أكله خرطا حتى نرى رواله على لحيته كتحدر
اللؤلؤ ،والروال الماء الذى يخرج من تحت القشر ) .(3وكان يأكل القثاء
بالرطب ،والقثاء بالملح ،وكان يأكل الفاكهة الرطبة وكان أحبها إليه
البطيخ والعنب ،وكان يأكل البطيخ بالخبز ،وربما أكل بالسكر ،وكان ربما
أكل صلى ال عليه وآله البطيخ بالرطب ويستعين باليدين جميعا ) .(4وكان
صلى ال عليه وآله يأكل التمر ويشرب عليه الماء ،وكان التمر والماء
أكثر طعامه وكان يتمجع اللبن والتمر ويسميهما الطيبين ) .(5وعن
الصادق عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه وآله إذا اتي
بفاكهة حديثة قبلها ووضعها على عينيه ويقول :اللهم أريتنا أو لها فأرنا
آخرها وفي رواية ابن بابويه " اللهم كما أريتنا أولها في عافية أرنا
آخرها في عافية " .وعن ابن عباس قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :من أكل الفاكهة وبدأ ببسم ال لم
) (1المحاسن (2) .556 :لم نجده في المحاسن ،وترى مثله في الكافي 6ر .351
) (5 - 3مكارم الخلق .30 - 29بتقديم وتأخير.
][120
تضره ،وقال صلى ال عليه وآله :لما أخرج آدم عليه السلم من الجنة زوده ال
تعالى من ثمار الجنة وعلمه صنعة كل شئ ،فثماركم من ثمار الجنة غير
أن هذه تغير وتلك ل تتغير ) .(1بيان :قال في النهاية :فيه أنه عليه السلم
كان يأكل العنب خرطا يقال خرط العنقود واخترطه إذا وضعه في فيه ثم
يأخذ حبه ويخرج عرجونه عاريا منه ،وقال الجوهرى :الروال على فعال
بالضم اللعاب ،يقال فلن يسيل رواله والفرس يرول في مخلته ترويل قال
ابن السكيت :الروال والمرغ واللعاب والبصاق كله بمعنى ،وفي النهاية
التمجع والمجع :أكل التمر باللبن ،وهو أن يحسو حسوة من اللبن ويأكل
على أثرها تمرة - 11 .الدر المنثور :عن ابن عباس قال أهبط آدم عليه
السلم بثلثين صنفا من فاكهة الجنة منها ما يؤكل داخله وخارجه ،ومنها
ما يؤكل داخله ويطرح خارجه ومنها ما يؤكل خارجه ويطرح داخله ).(2
- 12الدعايم :عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه نهى عن القران بين
التمرتين في فم وعن ساير الفاكهة كذلك ) .(3قال أبو جعفر عليه السلم:
إنما ذلك إذا كان مع الناس في طعام مشترك ،فأما من أكل وحده فليأكل
كيف أحب .(4) :بيان :قال في النهاية في الحديث :أنه نهى عن القران ،إل
أن يستأذن أحدكم صاحبه ،ويروى القران ،والول أصح ،وهو أن يقرن
بين التمرتين في الكل وإنما نهى عنه لن فيه شرها ،وذلك يزري بفاعله،
أو لن فيه غبنا برفيقه وقيل :إنما نهى عنه لما كانوا فيه من شدة العيش
وقلة الطعام ،وكانوا مع هذا
) (1مكارم الخلق 194 - 193نقل عن أمالى الصدوق (2) .الدر المنثور 1ر 56
قال :أخرجه ابن ابى حاتم عن ابن عباس 3) .و (4دعائم السلم 2ر
120وفيه " :وكذلك قال جعفر بن محمد وهو تصحيف(*) .
][121
يواسون من القليل ،فإذا اجتمعوا على الكل آثر بعضهم بعضا على نفسه ،وقد
يكون في القوم من قد اشتد جوعه فربما قرن بين التمرتين أو عظم اللقمة،
فأرشدهم إلى الذن فيه لتطيب به أنفس الباقين .ومنه حديث جبله قال :كنا
في المدينة في بعث العراق فكان ابن الزبير يرزقنا التمر وكان ابن عمر
يمر فيقول :ل تقارنوا إل أن يستأذن الرجل أخاه هذا لجل ما فيه من
الغبن ،ولن ملكهم فيه سواء ،وروى نحوه عن أبي هريرة في أصحاب
الصفة انتهى .وقال الكرماني :النهي للتحريم أو الكراهية بحسب الحوال
والذن وقال الطيبى ول حاجة إلى الذن عند التساع وكذا إذا كان الطعام
كثيرا يشبع الجميع لكن الدب حسن .وقال في إكمال ال كمال في رواية
مسلم ) (1عن ابن عمر أنه قال :ل تقارنوا فان رسول ال صلى ال عليه
وآله نهى عن القران إل أن يستأذن الرجل صاحبه ،هذا النهى متفق عليه
حتى يستأذنهم ،فإذا أذنوا فل بأس ،واختلفوا في أن هذا النهي على
التحريم أو على الكراهة والدب ،فنقل القاضي عياض عن أهل الظاهر أنه
للتحريم ،وعن غيرهم أنه للكراهة والدب .والصواب التفصيل :فإن كان
الطعام مشتركا بينهم ،فالقران حرام ،إل برضاهم ،ويحصل الرضا
بتصريحهم أو بما يقوم مقام التصريح من قرينة حال أو إدلل عليهم كلهم،
بحيث يعلم يقينا أو ظنا قويا أنهم يرضون به ومتى شك في
) (1روى مسلم في كتاب الشربة تحت الرقم 150ج 1617 - 3باسناده عن شعبة
قال :سمعت جبلة بن سحيم قال :كان ابن الزبير يرزقنا التمر ،قال :وقد
كان أصاب الناس يومئذ جهد ،وكنا نأكل ،فيمر علينا ابن عمرو نحن نأكل
فيقول :ل تقارنوا ،فان رسول ال صلى ال عليه وآله نهى عن القران
ال أن يستأذن الرجل أخاه ،قال شعبة :ل أرى هذه الكلمة ال من كلمة ابن
عمر ،يعنى الستيذان.
][122
رضاهم فهو حرام :وإن كان الطعام لغيرهم أو لحدهم ،اشترط رضاه وحده ،فإن
قرن بغير رضاه فحرام ويستحب أن يستأذن الكلين معه ،ول يجب .وإن
كان الطعام لنفسه وقد ضيفهم به ،فل يحرم عليه القران ،ثم إن كان في
الطعام قلة فحسن أن ل يقترن لتساويهم ،وإن كان كثيرا بحيث يفضل عنهم
فل بأس بقرانه ،لكن الدب مطلقا التأدب في الكل ،وترك الشره إل أن
يكون مستعجل ويريد السراع لشغل آخر .وقال الخطابى :إنما كان هذا في
زمنهم وحين كان الطعام ضيقا فأما اليوم مع اتساع الحال فل حاجة إلى
الذن ،وليس كما قال ،بل الصواب ما ذكرناه من التفصيل فإن العتبار
بعموم اللفظ ل بخصوص السبب ،لو ثبت السبب كيف وهو غير ثابت،
وقوله " يقرن " أي يجمع وهو بضم الراء وكسرها لغتان :وقوله نهى
عن القران هكذا في الصول ) (1والمعروف في اللغة القرآن- 13 .
المحاسن :عن أبيه ،عن أحمد بن سليمان الكوفي ،عن أحمد بن يحيى
الطحان ،عمن حدثه ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال :خمس من فاكهة
الجنة في الدنيا الرمان الملسى ،والتفاح الصفهاني ،والسفرجل ،والعنب،
والرطب المشان ) - 14 .(2مجالس ابن الشيخ :عن أبيه ،عن هلل بن
محمد الحفار ،عن إسمعيل بن على الدعبلي عن أبيه ،عن الرضا ،عن
آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلم أنه قال :أربعة نزلت من الجنة:
العنب الرازقي ،والرطب المشان ،والرمان الملسى ،والتفاح الشعشعانى،
يعني الشامي ،وفي خبر آخر والسفرجل ) .(3توضيح :روى الكليني )(4
الخبر الول عن العدة عن البرقى وفي بعض نسخه
) (1راجع صحيح البخاري تحت الرقم 14من كتاب المظالم وبالرقم 44من كتاب
الطعمة وسنن أبى داود ايضا كتاب الطمعة بالرقم 43والترمذي بالرقم
16والدارمى بالرقم ،25مسند ابن حنبل 7 - 2و 4644و 74و 81و
(2) .103المحاسن 527 :وفيه " التفاح الشعشانى " (3) .امالي
الطوسى (4) .379 - 1الكافي .349 - 6
][123
المليسى مكان الملسى وهو أظهر .قال في القاموس :المليس وبهاء الفلة ليس
بها نبات ،والرمان المليسى كأنه منسوب إليه انتهى ،والمعروف عندنا
الملس بالتحريك وهو مال عجم له ; وبه فسر الملسى في بحر الجواهر ;
وفي بعض النسخ موضع الصفهانى " الشفان " ولم أجد له معنى مناسبا
; قال في القاموس غداة ذات شفان برد وريح ،وفي أكثر نسخ الكافي "
الشيسقان " ولم أجده في اللغة ،وفي بعضها " الشيقان " وفي القاموس
الشيقان بالكسر جبلن أو موضع قرب المدينة .وأقول :لو كان بالضافة،
كان له وجه .والشعشعانى الطويل ،وكأنه أصح النسخ فتفسير الشيخ إياه
بالشامي كأنه لكون تفاحهم كذلك وفي الصبهان أيضا تفاح صغير طويل
هو أطيب هذا النوع وأنفعه ،وفي الكافي " والعنب الرازقي " .وفي
القاموس الرازقي الضعيف والعنب الملحى ،وقال :الملحى كغرابي وقد
يشدد عنب أبيض طويل .وقال الموشان بالضم وكغراب وككتاب من أطيب
الرطب - 15 .الفردوس :عن على عليه السلم قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :كلوا العنب حبة حبة ،فانه أهنأ وأمرأء :وعن ابن عباس
قال :من أكل من الفواكة وترا لم تضره.
][124
3 .باب * )التمر وفضله وأنواعه( * اليات مريم :وهزي إليك بجذع النخلة تساقط
عليك رطبا جنيا ) .(1التكاثر :ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم .تفسير :قال
الطبرسي ره :قال الباقر عليه السلم :لم تستشف النساء بمثل الرطب إن
ال أطعمه مريم في نفاسها ) .(2وقال في الية الثانية :روي أن بعض
الصحابة أضاف النبي صلى ال عليه وآله مع جماعة من أصحابه،
فوجدوا عنده تمرا وماء باردا ،فأكلوا ،فلما خرجوا قال :هذا من النعيم
الذي يسألون عنه ) .(3أقول :قد مرت الخبار الكثيرة في أن النعيم هو
الولية ) - 1 .(4الخصال :عن محمد بن الحسن بن الوليد ،عن أحمد بن
إدريس ،عن محمد بن أحمد السيارى ،عن محمد بن أسلم ،عن نوح بن
شعيب ،عن عبد العزيز بن المهتدى يرفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم
قال :أربعة يعد لن الطباع :الرمان السورانى ،والبسر المطبوخ ،والبنفسج،
والهندباء ) - 2 .(5ومنه :عن أبيه ،عن محمد بن يحيى العطار ،عن
سهل ،عن على بن الزيات عن عبيد ال بن عبد ال ،عمن ذكره ،عن أبى
عبد ال عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :بينما نحن عند
رسول ال صلى ال عليه وآله إذ ورد عليه وفد عبد القيس ،فسلموا ثم
وضعوا بين
) (1مريم (2) .25 :مجمع البيان 3ر (3) .511مجمع البيان 5ر (4) .534راجع
ج 24ص (5) .66 - 48الخصال.249 :
][125
يديه جله تمر ،فقال رسول ال :أصدقه أم هدية ؟ قالوا :بل هدية يا رسول ال قال:
أي تمراتكم هذه ؟ قالوا :البرنى فقال صلى ال عليه وآله :في تمرتكم هذه
تسع خصال إن هذا جبرئيل عليه السلم يخبرني أن فيه تسع خصال :يطيب
النكهة ويطيب المعدة ،ويهضم الطعام ،ويزيد في السمع والبصر ،ويقوى
الظهر ،ويخبل الشيطان ،ويقرب من ال عزوجل ،ويباعد من الشيطان )
.(1بيان " :ويخبل الشيطان " قال في القاموس :الخبل فساد العضاء،
والفالج ،ويحرك فيهما ،وقطع اليدي والرجل ،والحبس ،والمنع،
وبالتحريك فساد في القوايم ،والجنون ،وكسحاب النقصان والهلك
والعناء ،وخبله الحزن وخبله واختبله :جننه وأفسد عقله أو عضوه انتهى.
وأقول :أكثر المعاني هنا مناسبة كما ل يخفى .وقال الزمخشري في الفائق:
قدم على النبي صلى ال عليه وآله وفد عبد القيس فجعل يسمى لهم تمرات
بلدهم فقالوا لرجل منهم :أطعمنا من بقية القوس الذي في نوطك ،فأتاهم
بالبرنى ،فقال النبي صلى ال عليه وآله :أما إنه دواء لداء فيه ،القوس
بقية التمر في أسفل القربة أو الجلة كأنها شبهت بقوس البعير ،وهي
جانحته ،والنوط الجلة الصغيرة - 3 .الخصال :روي أنه كان رسول ال
صلى ال عليه وآله يأكل البطيخ بالرطب ،وقال الصادق عليه السلم :أكل
التمر البرنى على الريق يورث الفالج ) - 4 .(2العيون :بالسانيد الثلثة
عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال على بن أبى طالب عليه
السلم في قول ال عزوجل " :ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم " قال :الرطب
والماء البارد ) .(3وقال عليه السلم :كان النبي صلى ال عليه وآله إذا
أكل التمر يطرح النوى على ظهر كفه
) (1الخصال (2) .416 :الخصال 443في حديث (3) .عيون اخبار الرضا عليه
السلم 2ر .38
][126
ثم يقذف به ) .(1وقال عليه السلم جاء جبرئيل عليه السلم إلى النبي صلى ال
عليه وآله فقال :عليكم بالبرنى فإنه خير تموركم ،يقرب من ال عزوجل،
ويبعد من النار ) .(2وقال عليه السلم إن النبي صلى ال عليه وآله أتى
ببطيخ ورطب فأكل منهما وقال :هذان الطيبان ) .(3وقال عليه السلم:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :كلوا التمر على الريق ،فإنه يقتل
الديدان في البطن ) .(4صحيفة الرضا :عنه عليه السلم عن آبائه عليهم
السلم مثل الحديث الثاني والخير ) .(5وقال الصدوق رحمه ال :يعني
بذلك كل التمور إل البرنى ،فإن أكله على الريق يورث الفالج )- 5 .(6
العيون :عن محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي ،عن على بن محمد بن
عنبسة عن دارم بن قبيصة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال :كان
النبي صلى ال عليه وآله يأكل الطلع والجمار بالتمر ،ويقول :إن ابليس
يشتد غضبه ويقول :عاش ابن آدم حتى أكل العتيق بالحديث ) .(7بيان :في
القاموس :الطلع من النخل شئ يخرج كأنه نعلن مطبقان ،والحمل بينهما
منضود ،والطرف محدد ،أو ما يبدو من ثمرته في أول ظهوره ،و قشرها
يسمى الكفرى ،وما في داخله الغريض لبياضه .وقال الجمار كرمان هو
شحم النخل ،وقال في بحر الجواهر كزنار هو شحم
) 1و (2عيون الخبار 2ر (3) 41عيون الخبار 2ر (4) .42عيون الخبار 2ر
(5) .48صحيفة الرضا (6) .10 :عيون الخبار 2ر (7) .48عيون
الخبار 2ر .72
][127
النخلة ،وقيل إنها بارد يابس في الولى يعقل الطبيعة ،وهو بطئ النحدار من
المعدة .وفي النهاية :الجمارة قلب النخلة وشحمتها ،وقال في المصباح:
الطلع بالفتح ما يطلع من النخلة ثم يصير تمرا إن كانت انثى وإن كانت
النخلة ذكرا لم يصر تمرا بل يؤكل طريا ويترك على النخلة أياما معلومة
حتى يصير فيه شئ أبيض مثل الدقيق وله رائحة زكية فيلقح به النثى:
وقال جمار النخلة قلبها ،ومنه يخرج الثمر والسعف وتموت بقطعه- 6 .
العيون :بالسناد المتقدم عن النبي صلى ال عليه وآله قال :الكمأة من
المن الذى أنزل ال تعالى على بنى إسرائيل ،وهي شفاء العين ،والعجوة
التي هي من البرني من الجنة ،وهي شفاء من السم ) :(1بيان :في
القاموس العجوة بالحجاز التمر المخشى ) (2وتمر بالمدينة ،وقال في بحر
الجواهر :العجوة بالفتح نوع من تمر المدينة أكبر من الصيحانى يضرب
إلى السواد وقال :البرنى من أجود التمر وفي القاموس :البرني :تمر
معروف معرب أصله برنيك أي الحمل الجيد - 7 .مجالس ابن الشيخ :عنه،
عن على بن محمد بن بشران ،عن عثمان بن أحمد بن السماك ،عن محمد
بن عبد ال المنادي ،عن شجاع بن الوليد ،عن هاشم بن هاشم عن عامر
بن سعد أن سعدا قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من أصبح
بتمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ول سحر ) - 8 .(3العلل :عن
محمد بن الحسن ،عن محمد بن الحسن الصفار ،عن أحمد بن محمد بن
عيسى عن أبي يحيى الواسطي ،عن بعض أصحابنا عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :إن ال عزو
) (1عيون الخبار 2ر (2) .75التمر المخشى :هو الحشف ،يقال :خشت النخلة
تخشو :أثمرت الخشو أي الحشف (3) .أمالى الطوسى 2ر .9
][128
جل لما خلق آدم من طينته فضلت من تلك الطينة فضلة ،فخلق ال منها النخلة فمن
أجل ذلك إذا قطعت رأسها لم تنبت وهي تحتاج إلى اللقاح ) - 9 .(1ومنه:
عن أبيه ،عن عبد ال بن جعفر الحميرى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى
عن محمد بن يحيى ،عن طلحة بن زيد ،عن جعفر ،عن أبيه ،أن رسول ال
صلى ال عليه وآله قال :كل النخل ينبت في مستنقع الماء إل العجوة فإنها
نزل بعلها من الجنة ) .(2بيان :كأن المعنى أن العجوة ل تنبت من النواة،
وإذا نبتت منها ل تكون عجوة ،وإنما تكون عجوة إذا نبتت من بعض
عذوقها - 10 .الخصال :عن أبيه ،عن سعد ،عن محمد بن عيسى ،عن
القاسم بن يحيى ،عن جده ،عن أبى بصير ،ومحمد بن مسلم ،عن أبى عبد
ال عن آبائه عليهم السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :ما تأكل
الحامل من شئ ول تتداوى به أفضل من الرطب :قال ال عزوجل لمريم
عليها السلم " وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي
واشربي وقري عينا " ) :(3حنكوا أولدكم بالتمر فهكذا فعل رسول ال
صلى ال عليه وآله بالحسن والحسين عليهما السلم )- 11 .(4
المحاسن :عن أبيه ،عن الحسن بن طريف ،عن الحسين بن علوان ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :إن وفد عبد القيس قدموا على رسول ال
صلى ال عليه وآله قال :فوضعوا بين يديه جلة تمر فقال رسوال صلى
ال عليه وآله :أصدقه أم هدية ؟ قالوا :بل هدية ،فقال النبي صلى ال عليه
وآله :أي تمراتكم هذه ؟ قالوا :هو البرني يا رسول ال ،فقال :هذا جبرئيل
يخبرني أن في تمرتكم هذه تسع خصال :تخبل الشيطان ،ويقوي الظهر،
وتزيد في المجامعة ،وتزيد في السمع والبصر ،وتقرب من ال ،وتباعد من
الشيطان ،وتهضم الطعام ،وتذهب بالداء ،وتطيب النكهة ).(5
) (1علل الشرايع 2ر (2) .262علل الشرايع 2ر (3) .263مريم(4) .25 :
الخصال 2 :ر (5) .637المحاسن.534 :
][129
ومنه :عن أحمد بن عبيد ،عن الحسين بن علوان مثله ) .(1المكارم :عن النبي
صلى ال عليه وآله مثله ) - 12 .(2المحاسن :عن بعض أصحابنا من أهل
الرى يرفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم قال :سئل عن خلق النخل بدءا
مما هو ؟ فقال :إن ال تبارك وتعالى لما خلق آدم من الطينة التي خلقه
منها ،فضل منها فضله فخلق منها نخلتين ذكرا وانثى ،فمن أجل ذلك أنها
خلقت من طين آدم تحتاج النثى إلى اللقاح كما تحتاج المرأة إلى اللقاح
ويكون منه جيد وردى ،ودقيق وغليظ ،وذكر وانثى ووالد وعقيم ،ثم قال:
إنها كانت عجوة فأمر ال آدم عليه السلم أن ينزل بها معه حين أخرج من
الجنة فغرسها بمكة فما كان من نسلها فهي العجوة ،وما كان من نواها
فهو ساير النخل الذي في مشارق الرض ومغاربها ) .(3بيان :بدء كفعل
وبدئ كفعيل أي ابتداء - 13 .المحاسن :عن مروك ،عمن ذكره ،عن أبى
عبد ال عليه السلم قال :استوصوا بعمتكم النخلة خيرا فإنها خلقت من
طينة آدم أل ترون أنه ليس شئ من الشجرة تلقح غيرها ) .(4بيان:
استوصوا أي اقبلوا وصيتي إياكم في عمتكم خيرا - 14 .المحاسن :عن
محمد بن علي ،عن علي بن الخطاب الحلل ،عن عل بن رزين ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :يا عل هل تدري ما أول شجرة نبتت على وجه
الرض ؟ قلت :ال ورسوله وابن رسوله أعلم ،قال :فإنها العجوة ،فما
خلص فهو العجوة ،وما كان غير ذلك فاما هو من الشياء ) .(5بيان :فما
خلص أي نبت من غصن من أغصانه بغير واسطة أو بها أو بوسايط أو
شابهها مشابهة تامة ،وما كان غير ذلك على الوجهين " فإنما هو من
الشياء "
) (1المصدر نفسه :ص (2) .13مكارم الخلق (5 - 3) .193 :المحاسن.528 :
][130
أي من غيرها من أنواع التمور ; وفي الكافي ) (1من الشباه أي يشبهها وليست
هي ويحتمل أن يكون بالياء المثناة والهاء جمع شية أي اللوان المختلفة.
- 15المحاسن :عن أبيه ،عن ابن المغيرة ومحمد بن سنان ،عن طلحة بن
يزيد عن أبى عبد ال عليه السلم قال :قال :كل التمور تنبت في مستنقع
الماء إل العجوة ،فإنها نزل بعلها من الجنة ) - 16 .(2ومنه :عن محمد
بن علي ،عن عبد الرحمن السدي ،عن سالم بن مكرم عن أبى عبد ال
عليه السلم قال :العجوة من ام التمر وهي التي أنزل بها آدم من الجنة )
.(3المكارم :عن أبي عبد ال عليه السلم مثله ) .(4بيان :في الكافي )(5
هي أم التمر ،وهى التي أنزلها ال تعالى لدم عليه السلم من الجنة- 17 .
المحاسن :عن الوشا ،عن أبي خديجة سالم بن مكرم ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :العجوة ام التمر وهي التي أنزل بها آدم عليه السلم من
الجنة ،وهو قول ال تبارك وتعالى " ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة
على اصولها " ) (6يعنى العجوة .وفي حديث آخر قال :أصل التمر كله من
العجوة ) .(7بيان :في الصحاح العجوة ضرب من أجود التمر بالمدينة،
ونخلتها تسمى لينة وقال البيضاوي " :ما قطعتم من لينة " أي أي شئ
قطعتم من نخلة ،فعلة من اللون وتجمع على ألوان ،وقيل من اللين
ومعناها النخلة الكريمة وجمعها أليان.
) (1الكافي 6ر (2) .346و ) (3المحاسن (4) .529 :مكارم الخلق(5) .192 :
الكافي 6 :ر (6) .347الحشر (7) .5 :المحاسن.530 :
][131
- 18المحاسن :عن أبيه ،عن عمر بن خلد ،عن أبي الحسن الرضا عليه السلم
قال :كانت نخلة مريم العجوة ،نزلت في كانون ،ونزل مع آدم من الجنة
العتيق والعجوة ،منهما تفرق أنواع النخل ) .(1بيان :كانون الول والثاني
شهران من الشهور الرومية في قلب الشتاء ،وكأن المراد هنا الول- 19 .
المحاسن :عن محمد بن علي ،عن عامر بن كثير السراج ،عن محمد بن
سوقة قال :دخلت على أبي جعفر عليه السلم فودعته وكان أصحابنا
يقدمونني ،فقال لى :يابن سوقة إن أصل كل تمرة من العجوة ،فما لم يكن
من العجوة فليس بتمر ) - 20 .(2المحاسن :عن إبراهيم بن عقبة ،عن
محمد بن ميسر ،عن أبيه ،عن أبي جعفر عليه السلم أو عن أبي عبد ال
عليه السلم في قول ال تعالى " فينظر أيها أزكى طعاما " ) (3قال أزكى
طعاما التمر ) .(4بيان :المشهور بين المفسرين أن المراد بالزكى الطهر،
والحل ذبيحة لن عامتهم كانت مجوسا وفيهم قوم مؤمنون يخفون
بإيمانهم ،وقيل :أطيب طعاما وقيل :أكثر طعاما وقيل :كان من طعام أهل
المدينة مال يستحله أصحاب الكهف أقول :يمكن الجمع بين بعض ما
ذكروه وبين ما ورد في الرواية بأن يكون الطيب عندهم التمر لكونه ألذ
وعدم مدخلية التذكية فيه - 21 .المحاسن :عن أبيه ،عن ابن سنان ،عن
إبراهيم بن مهزم ،عن عنبسة بن بجاد ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال
ما قدم لرسول ال صلى ال عليه وآله طعام فيه تمر إل بدء بالتمر ).(5
- 22ومنه :عن أبيه عن ابن أبي عمير ،عن حماد بن عثمان ،عن أبي
عبد ال عليه السلم
) (1المحاسن (2) .530 :المحاسن (3) .531 :الكهف (5 - 4) .9 :المحاسن:
.531
][132
قال :كان حلوا رسول ال صلى ال عليه وآله التمر ) - 23 .(1ومنه :عن جعفر
محمد الشعري ،عن ابن القداح ،عن أبي عبد ال قال عليه السلم :كان
رسول ال صلى ال عليه وآله أول ما يفطر عليه في زمن الرطب الرطب
وفي زمن التمر التمر ) - 24 .(2ومنه :عن أبيه ،عن ابن أبى عمير ،عن
إبراهيم بن مهزم ،عن طلحة بن زيد ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
كان رسول ال يفطر على التمر في زمن التمر وعلى الرطب في زمن
الرطب ) - 25 .(3ومنه :عن أبي القاسم الكوفى ،وغيره ،عن حنان بن
سدير ،عن أبيه قال :كان على بن الحسين يحب أن يرى الرحل تمريا لحب
رسول ال صلى ال عليه وآله التمر ) - 26 .(4ومنه :عن أبيه ،عن ابن
أبي عمير ،عن أبي المغرا ،عن بعض أصحابنا ،عن عقبة بن بشير ،عن
أبى جعفر عليه السلم قال :دخلنا عليه فدعا لنا بتمر فأكلنا ثم ازددنا منه،
ثم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إنى لحب الرجل أو قال
يعجبنى الرجل أن يكون تمريا - 27 (5) .ومنه :عن اليقطينى ،عن أبى
محمد النصاري ،عن أبى الحسين الحمسي عن أبي عبد ال عن آبائه
عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إنى لحب الرجل أن
يكون تمريا ) .(6المكارم :مرسل مثله ) - 28 .(7المحاسن :عن أبيه ،عن
عبد ال المغيرة ومحمد بن سنان ،عن طلحة بن زيد عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله لعلى عليه السلم :يا على
أنه ليعجبنى الرجل
][133
أن يكون تمريا ) .(1ومنه :عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن إبراهيم بن طلحة،
عن ،أبي عبد ال عليه السلم مثله ) - 29 .(2ومنه :عن محمد بن على،
عن محمد بن الفضيل ،عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ،قال :قال أبو عبد
ال عليه السلم :العجوة من الجنة ،وفيها شفاء من السم ) .(3المكارم:
عنه عليه السلم مثله ) .(4كتاب المامة والتبصرة :عن سهل بن أحمد،
عن محمد بن محمد بن الشعث ،عن إسماعيل بن موسى بن جعفر ،عن
أبيه ،عن آبائه عليهم السلم عن النبي صلى ال عليه وآله مثله إل أن
فيه :وهي شفاء - 30 .المحاسن :عن أبي القاسم ويعقوب بن يزيد ،عن
زياد بن مروان القندي عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :من أكل سبع تمرات عجوة عند منامه قتلن الديدان في بطنه )
- 31 .(5ومنه :عن القاسم بن يحيى ،عن جده الحسن ،عن محمد بن
مسلم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم:
خالفوا أصحاب المسكر وكلوا التمر فإن فيه شفاء من الدواء )- 32 .(6
ومنه :عن محمد بن الحسن بن شمون ،قال :كتبت إلى أبي الحسن عليه
السلم أن بعض أصحابنا يشكو البخر ،فكتب إليه :كل التمر البرنى على
الريق ،واشرب عليه الماء ففعل فسمن وغلبت عليه الرطوبة فكتب إليه
يشكو ذلك ،فكتب إليه كل التمر البرنى على الريق ،ول تشرب عليه الماء
فاعتدل ) - 33 .(7ومنه :عن محمد بن على ،عن عمرو بن عثمان ،عن
أبى عمرو ،عن رجل عن أبي عبد ال عليه السلم قال :خير تموركم
البرنى :يذهب بالداء ،ول داء فيه ،ويشبع
][134
ويذهب بالبلغم ،ومع كل تمرة حسنة .وفي حديث آخر :يهنئ ويمرئ ويذهب
بالعياء ويشبع ) - 34 .(1ومنه :عن بعض أصحابنا ،عن أحمد بن عبد
الرحيم ،عن عمرو بن عمير الصوفى ،قال :هبط جبرئيل على رسول ال
صلى ال عليه وآله وبين يديه طبق من رطب أو تمر فقال جبرئيل :أي
شئ هذا ؟ قال :البرني قال :يا محمد كله فإنه يهنئ ويمرئ ويذهب
بالعياء ،ويخرج الداء ،ولداء فيه ،ومع كل تمرة حسنة ) - 35 .(2ومنه:
عن جعفر بن محمد ،عن ابن القداح ،عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :خير تمركم البرنى يذهب
بالداء ول داء فيه .وزاد فيه غيره :ومن بات وفي جوفه منه واحدة سبحت
سبع مرات ) - 36 .(3ومنه :عن أبيه ،عن ابن المغيرة ،عن ابن القداح،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :خير تموركم البرنى وهو دواء ليس فيه
داء ) - 37 .(4ومنه :عن الحسن بن على بن أبى عثمان رفعه قال :اهدي
لرسول ال صلى ال عليه وآله تمربرنى من تمر اليمامة فقال :يا عمير
أكثر لنا من هذا التمر ،فهبط جبرئيل عليه السلم فقال :ماهذا ؟ فقال:
تمربرنى اهدي لنا من اليمامة ،فقال جبرئيل للنبى صلى ال عليه وآله
التمر البرنى يشبع ويهنئ ويمرئ وهو الدواء ول داء له ،مع كل تمرة
حسنة ويرضى الرب ،ويسخط الشيطان ،ويزيد في ماء فقار الظهر ).(5
- 38ومنه :عن محمد بن عبد ال الهمداني ،عن أبي سعيد الشامي ،عن
صالح ابن عقبة ،قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :أطعموا
البرني نساءكم في نفاسهن تحلم أولدكم .وفي حديث آخر لمير المؤمنين
عليه السلم :قال :خير تمراتكم البرني ،فأطعموا نساءكم في نفاسهن
تخرج أولدكم حلماء )) * .(6ها مش( * ) (3 - 1المحاسن- 4) .533 :
(6المصدر نفسه .534
][135
بيان :كأن المراد بنفاسهن قرب نفاسهن قبل الولدة ،أو محمول علي ما إذا أرضعن
أولدهن ،والخير أنسب بقصة مريم عليها السلم - 39 .المحاسن :عن
عدة من أصحابه ،عن على بن أسباط ،عن علي بن أبي حمزة عن أبى
بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :لو كان طعام أطيب من الرطب
لطعمه ال مريم ) - 40 .(1ومنه :عن أبى القاسم ويونس بن يزيد ،عن
القندى عن ابن سنان ،عن أبي البخترى ،عن أبى عبد ال عليه السلم
قال :ما استشفت نفساء بمثل الرطب لن ال أطعم مريم جنيا في نفاسها )
- 41 .(2ومنه :عن عدة من أصحابه ،عن علي بن أسباط ،عن عمه
يعقوب رفعه إلى على عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :ليكن أول ما تأكل النفساء الرطب ،فإن ال عزوجل قال لمريم بنت
عمران " وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا " قيل ) :(3يا
رسول ال فإن لم يكن إبان الرطب ،قال :سبع تمرات من تمرات المدينة،
فإن لم يكن فسبع تمرات من تمرات أمصاركم ،فإن ال تبارك وتعالى قال:
وعزتي وجللي وعظمتي وارتفاع مكاني ،ل تأكل نفساء يوم تلد الرطب
فيكون غلما إل كان حليما ،وإن كانت جارية كانت حليمة ) .(4بيان" :
وهزي إليك بجذع النخلة " قيل أي أميليه إليك ،والباء مزيدة للتأكيد ،أو
افعلى الهز والمالة به ،أو هزي التمرة بهزة ،والهز التحريك بجذب ودفع.
تساقط أي تتساقط ،فأدغمت التاء الثانية في السين ،وحذفها حمزة ،وقرأ
حفص " تساقط " من ساقطت بمعنى أسقطت " رطبا " تميز أو مفعول،
والجنى المجتنى من
][136
التمر ،وأكثر ما يستعمل فيما كان غذا طريا - 42 .المحاسن :عن أبيه ،عن ابن أبي
عمير ،عن هشام بن الحكم قال :قال أبو عبد ال عليه السلم الصرفان سيد
تموركم ) - 43 .(1ومنه :عن أبيه ،عن محمد بن سنان ،عن حرب صاحب
الجواري قال :لما قدم أبو عبد ال عليه السلم وعبد ال بن الحسن بعثني
هذيل بن صدقة بن الحشاش فاشتريت سلة رطب صرفان من بستان
إسمعيل ،فلما جئت به ،قال :ماهذا ؟ قلت رطب بعثه إليكم هذيل بن صدقة،
فقال لي :قربه ،فقربته إليه فقلبه بأصبعه ثم قال :نعم التمر هذه العجوة
لداء ول غائلة ) - 44 .(2ومنه :عن أبيه ،عن سعدان بن مسلم ،عن
بعض أصحابنا قال :لما قدم أبو عبد ال عليه السلم الحيرة ،ركب دابته
ومضى إلى الخورنق ،ثم نزل فاستظل بظل دابته ومعه غلم أسود ،وثم
رجل من أهل الكوفة ،فاشترى نخل فقال للغلم :من هذا ؟ فقال جعفر بن
محمد ،قال :فخرج فجاء بطبق ضخم فوضعه بين يديه فأشار إلى البرنى
فقال :ماهذا ؟ فقال :السابرى ،فقال :هو عندنا البيض ،ثم قال للمشان:
ماهذا ؟ فقال له :المشان قال :هو عندنا ام جرذان ،ونظر إلى الصرفان
فقال :ماهذا ؟ قال :الصرفان ،فقال :هو عندنا العجوة وفيها شفاء ).(3
بيان :قال الفيروز آبادي :الخورنق كفدوكس قصر للنعمان الكبر معرب
خورنكاه أي موضع الكل ،ونهر بالكوفة وقال :الضخم بالفتح وبالتحريك
العظيم من كل شئ ; وقال :السابرى تمر طيب ،وقال :البيضة بالكسر لون
من التمر والجمع البيض ،وقال الجوهرى :السابرى ضرب من التمر يقال
أجود تمر بالكوفة النرسيان والسابري ،وقال :المشان نوع من التمر وفى
المثل " :بعلة الورشان تأكل رطب المشان " ) (4بالضافة ول تقل:
الرطب المشان ،وفي القاموس :الموشان وكغراب
) (2 - 1المحاسن (3) .535 :المحاسن (4) .536قال في اللسان :ومن أمثال أهل
العراق :بعلة الورشان تأكل الرطب المشان =
][137
وكتاب من أطيب الرطب ،وقال :الورشان محركة طائر ،وهو ساق حر ) (1لحمه
أخف من الحمام ،وفي المثل " بعلة الورشان تأكل رطب المشان " يضرب
لمن يظهر شيئا والمراد منه شئ آخر ،وفي النهاية :أم جرذان نوع من
التمر كبار ،وقيل إن نخله يجتمع تحته الفار ،وهو الذي يسمى بالكوفة
الموشان يعنون الفأر بالفارسية والجرذان جمع جرذ ،وهو الذكر الكبير من
الفأر - 45 .المحاسن :عن سعدان ،عن رجل ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :الصرفان من العجوة ،وفيه شفاء من الداء ) - 46 .(2ومنه:
عن ابن أبي نجران ،عن محبوب بن يوسف ،عن بعض أصحابه قال :لما
قدم أبو عبد ال عليه السلم الحيرة خرج مع أصحاب لنا إلى بعض
البساتين فلما رآه صاحب البستان أعظمه فاجتنى له ألوانا من الرطب
فوضعه بين يديه ووضع أبو -عبد ال عليه السلم يده على لون منه،
فقال :ما تسمون هذا ؟ فقلنا :السابرى قال :هذا نسميه عندنا عذق ابن
زيد ،ثم قال للون آخر :ما تسمون هذا أو قال :فهذا ؟ قلنا :الصرفان ،قال:
نعم التمر ،لداء ول غائلة ،أما إنه من العجوة ) .(3بيان " :عذق ابن زيد
" لم أره في اللغة لكن قال في القاموس العذق النخلة بحملها ،إلى أن قال:
وأطم بالمدينة لبني أمية ابن زيد - 47 .المحاسن :عن عبد العزيز ،عمن
رفع الحديث إلى أبى عبد ال عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه
السلم :أشبه تموركم بالطعام الصرفان ).(4
قال ابن برى :المشان نوع من الرطب إلى السواد دقيق وهو أعجمى ،سماه أهل
الكوفه بهذا السم لن الفرس لما سمعت بأم جرذان وهى نخلة كريمة
صفراء البسر والتمر ،فلما جاء الفرس قالوا :أين موشان ،يريدون أين
أم الجرذان سميت بذلك لن الجرذان تأكل من رطبها لنها تلقطه كثيرا.
وقال الميداني :يقولون :انه يشبه الفأر شكل (1) .ساق حر :الذكر من
القمارى سمى بصوته ،لن حكاية صوته " ساق حر " وقيل :الساق
الحمام والحر فرخه يعنى أنه فرخ الحمام (4 - 2) .المحاسن 536 :و
.537
][138
48ومنه :عن أبيه ،وبكر بن صالح ،عن سليمان الجعفري ،قال :قال أبو الحسن
الرضا عليه السلم :أتدري مما حملت مريم ؟ فقلت :ل ،إل أن تخبرني،
فقال :من تمر الصرفان ،نزل بها جبرئيل فأطعمها فحملت )- 48 .(1
ومنه :عن بعض أصحابه قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :نعم التمر
الصرفان لداء ول غائلة .ورواه سعدان ،عن يحيى بن حبيب الزيات ،عن
رجل ،عن أبي عبد ال عليه السلم ) - 50 .(2ومنه :عن الحجال ،عن أبي
سليمان الحمار ،قال :كنا عند أبي عبد ال عليه السلم فاتينا بقباع من
رطب فيه ألوان من التمر ،فجعل يأخذ الواحدة بعد الواحدة وقال :أي شئ
تسمون هذه ؟ حتى وضع يده على واحدة منها ،قلنا :نسميها المشان قال:
لكنا نسميها أم جرذان ،إن رسول ال صلى ال عليه وآله أتي بشئ منها
ودعا لها فليس شئ من نخلنا أحمل لما يؤخذ منها ) .(3توضيح :رواه في
الكافي ) (4عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن عبد ال بن محمد
الحجال ،عن أبي سليمان الحمار قال :كنا عند أبي عبد ال عليه السلم
فجاءنا بمضيرة و بطعام بعدها ،ثم أتى بقناع من رطب عليه ألوان ،فجعل
يأخذ بيده الواحدة بعد الواحدة فقال :أي شئ تسمون هذه ؟ فنقول :كذا
وكذا ،حتى أخذ واحدة فقال :ما تسمون هذه ؟ فقلنا :المشان ،فقال :نحن
نسميها ام جزذان ،إن رسول ال صلى ال عليه وآله اتي بشئ منها فأكل
منها ودعا لها ،فليس شئ من نخل أجمل منها .وفي القاموس المضيرة
مريقة تطبخ باللبن المضير ،أي الحامض ،وربما خلط بالحليب ; وقال في
القاف والباء الموحدة :القباع كغراب مكيال ضخم ،وقال في النون :القناع
بالكسر :الطبق من عشب النخل وفي النهاية في النون قال :أتيته
][139
بقناع من رطب ،القناع الطبق الذي يؤكل عليه ،ويقال له :القنع بالكسر والضم
وقيل القناع جمعه انتهى ،وفي أكثر نسخ الكافي بالنون وفي أكثر نسخ
المحاسن بالباء ولكل وجه ،وإن كان الول أوجه ; و " أحمل " في بعض
النسخ بالحاء المهملة ،وفي بعضها بالجيم ،والول .أجمل ،وقوله " لما
يؤخذ " كأن الصوب " مما يؤخذ " وما في الكافي أظهر- 51 .
المحاسن :عن على بن الحكم ،عن الربيع المسلى ،عن معروف بن
خربوذ ،عمن رأى أمير المؤمنين عليه السلم يأكل الخبز بالتمر )52 .(1
-ومنه :عن بعضهم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان أمير
المؤمنين عليه السلم يأخذ التمر فيضعها على اللقمة ،ويقول هذه أدم هذه
) - 53 .(2ومنه :عن عدة من أصحابه ،عن حنان بن سدير ،عن أبيه قال:
دخل على أبو جعفر عليه السلم بالمدينة فقدمت إليه تمرنرسيان وزبدا
فأكل ثم قال :ما أطيب هذا ؟ أي شئ هو عندكم ،قلت :النرسيان ،فقال :أهد
إلى من نواه حتى أغرسه في أرضي ) .(3بيان :النرسيان بكسر النون
وسكون الواء وكسر السين ،ثم الياء وفي بعض النسخ البرسان بالباء
الموحدة بغير ياء وهو تصحيف ،في القاموس النرسيان بالكسر من أجود
التمر الواحدة بهاء - 54 .المحاسن :عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن
هشام بن الحكم ،قال :ذكر التمر عند أبي عبد ال عليه السلم قال :الواحد
عندكم أطيب من الواحد عندنا ،والجميع عندنا أطيب من الجميع عندكم )
.(4بيان " :عندكم " أي بالعراق " عندنا " أي بالمدينة أو الحجاز،
والحاصل أنه قد يوجد عندكم تمر يكون أحسن من ذلك الصنف عندنا ،لكن
أكثر أصنافه عندنا أحسن مما عندكم ،أو يكون عندكم تمرهو أحسن من
جميع نمورنا لكن أكثر
][140
تمورنا أحسن مما عندكم ،فإذا قيس المجموع بالمجموع كان ما عندنا أحسن- 55 .
المحاسن :عن ابن فضال ،عن ثعلبة بن ميمون ،عن أبي الحسن عن عمار
الساباطى قال :كنت مع أبي عبد ال عليه السلم فاتي برطب فجعل يأكل
منه ويشرب الماء ويناولني الناء فأكره أن أرده فأشرب ،حتى فعل ذلك
مرارا ،فقلت له :إني كنت صاحب بلغم فشكوت إلى أهرن طبيب الحجاز
فقال لي ألك بستان ؟ قلت نعم ،قال :ففيه نخل ؟ قلت :نعم ،قال :عد على ما
فيه فعددت عليه حتى بلغت الهيرون فقال لي كل منه سبع تمرات حين تريد
أن تنام ،ول تشرب الماء ،ففعلت فكنت أريد أن أبزق فل أقدر على ذلك،
فشكوت ذلك إليه فقال :اشرب الماء قليل وأمسك حتى تعتدل طبيعتك،
ففعلت ،فقال أبو عبد ال عليه السلم :أما أنا فلول الماء بالبيت ل أذوقه )
- 56 .(1ومنه :عن أبي على أحمد بن إسحق رفعه ،قال :من أكل التمر
على شهوة رسول ال صلى ال عليه وآله إياه لم يضره ) .(2المكارم :عن
محمد بن إسحق مثله ) - 57 .(3المحاسن :عن أبيه وبكر بن صالح جميعا
عن سليمان بن جعفر الجعفري قال :دعانا بعض آل علي عليه السلم قال:
فجاء الرضا عليه السلم وجئنا معه قال :فأكلنا ووقع على النكد ) (4فألقى
نفسه عليه والناس يدخلون ،والموائد تنصب لهم ،وهو مشرف عليهم،
وهم يتحدثون ،إذا نظر إلى فأصغى برأسه فقال :أبغني قطعة تمر ،قال:
فخرجت فجئته بقطعة تمر في قطعة قربة ،فأقبل يتناول وأنا قائم وهو
مضطجع ،فتناول منها تمرات وهي بيدي ،قال :ثم ركبنا دوابنا وابنا فقال:
ماكان في طعامهم شئ أحب إلى من التمرات التي أكلتها ).(5
) (2 - 1المحاسن (3) .539مكارم الخلق (4) .192 :كذا في المخطوطة وهو
الصحيح وفى المطبوعة وهكذا المصدر المطبوع " الكد " وهو
تصحيف ،يقال نكد العيش نكدا :اشتد وعسر ونكد القوم الرجل :استنفدوا
ما عنده بكثرة السؤال (5) .المحاسن.539 :
][141
بيان " :ووقع على النكد " أي رفع صاحب البيت على النكد والمشقة لكثرة الناس
ودخول مثله عليه السلم عليهم .أو " على " بالتشديد أي اشتد على المر
لذلك " فألقى " أي صاحب البيت " نفسه عليه عليه السلم " تعظيما له،
أو ألقى عليه السلم نفسه على الخوان ولم يأكل مما كان عليه " وهو "
أي المام أو صاحب البيت " مشرف عليهم " " فأصغى برأسه " أي
أماله ويقال أبغاه الشئ أي طلبه له ،وكأن فيه تصحيفا في مواضع- 58 .
المكارم :عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :كلوا التمر فإن فيه شفاء من
الدواء .عن النبي صلى ال عليه وآله قال :من تصبح بعشر تمرات عجوة
لم يضره ذلك اليوم سحر ولسم .وعنه عليه السلم قال :بيت ل تمر فيه
جياع أهله .عن ابن عباس قال :قال عليه السلم كلوا التمر على الريق
فإنه يقتل الدود .وقال صلى ال عليه وآله :نزل على جبرئيل بالبرنى من
الجنة .وقال عليه السلم :أطعموا المرأة في شهرها الذي تلد فيه التمر،
فإن ولدها يكون حليما نقيا .وقال عليه السلم :عليكم بالبرني فإنه يذهب
بالعياء ،ويدفئ من القر ،ويشبع من الجوع ،وفيه اثنان وسبعون بابا من
الشفاء .عن أبي عبد ال عليه السلم قال :أطعموا نساءكم التمر البرنى في
نفاسهن تجملوا أولدكم .عن الحسين بن على عن أبيه عليهما السلم:
قال :إن رسول ال صلى ال عليه وآله كان يبتدئ طعامه إذا كان صائما
بالتمر ) - 59 .(1دعوات الراوندي :قال كان رسول ال صلى ال عليه
وآله يأكل الرطب بيمينه فيطرح النوى في يساره ول يلقيه في الرض،
فمرت شاة فأشار إليها بالنوى فدنت
][142
منه فجعلت تأكل من كفه اليسرى ،ويأكل صلى ال عليه وآله بيمينه حتى فرغ60 .
-كتاب الغارات لبراهيم بن محمد الثقفي :باسناده عن ابن نباته أنه سئل
أمير المؤمنين عليه السلم عن أول شئ اهتز على وجه الرض ،قال :هي
النخلة ومثلها مثل ابن آدم إذا قطع رأسه هلك ،وإذا قطعت رأس النخلة
إنما هي جذع ملقى - 61 .الشهاب :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
خير المال سكة مأبورة وفرس مأمورة .وقال :نعم المال النخل الراسخات
في الوحل ،المطعمات في المحل .بيان :قد مر تفسير تلك الفقرات في
البواب السابقة ،وقال في ضوء الشهاب في شرح الفقرات الخيرة :يعظم
صلى ال عليه وآله شأن النخل والتمر ،تحبيبا لها إلى قلوب أصحابها
الفقراء الذين كانوا يسمعون بتنعم العاجم في مآكلهم ومشاربهم
وملبسهم ،فيقول صلى ال عليه وآله :نعم المال النخل التي ل تطلب منك
علفا ول لباسا ول إنفاقا ،فهي راسخة في الوحل وهو الماء والطين،
ويقال :وحل ووحل ،وقوله صلى ال عليه وآله :المطعمات في المحل يعنى
أنها غياث في القحط :تغيث الناس ،وفي حديث آخر :أكرموا النخلة فانها
عمتكم وتشبيهها بالعمة من وجهين :أحدهما :أنها انزلت مع آدم عليه
السلم من الجنة وكان يحبها غاية المحبة حتى أمر بأن يصحب بعضها إذا
دفن فاصحب جريدتين منها .والثاني :أن بعض أحوالها يشبه أحوال ابن
آدم ل تحمل من غير تلقيح ،وإن قطع رأسها جفت .وفائدة الحديث تعظيم
حرمة النخل ،وراوي الحديث موسى بن جعفر الكاظم عليه السلم عن أبيه
عن آبائه عليهم السلم عن رسول ال صلى ال عليه وآله- 62 .
المحاسن :عن أبيه عن حماد بن عيسى ،عن ربعي ،عن فضيل ،عن أبي
جعفر عليه السلم قال :أنزل ال العجوة والعتيق من السماء قلت :وما
العتيق قال :الفحل ) .(1تبيين :قيل :قد يتراءى كونه الفنيق بالفاء والنون
قال في النهاية في حديث
المحاسن.529 :
][143
عمير بن أفصى ذكر الفنيق :هو الفحل المكرم من البل الذي ل يركب ول يهان
لكرامته عليهم وقال الجوهري :الفنيق الفحل المكرم وقال أبو زيد :هو
اسم من أسمائه انتهى .وقال في القاموس :الفنيق كأمير الفحل المكرم ل
يؤذى لكرامته على أهله ول يركب وأما العتيق فقد قال في القاموس:
العتيق فحل من النخل ل تنفض نخلته والماء والطلء والخمر والتمر علم
له واللبن والخيار من كل شئ وفي الصحاح العتيق الكريم من كل شئ
والخيار من كل شئ :التمر والماء والبازي والشحم انتهى .وأقول :نسخ
الكافي ) (1والمحاسن وغير هما متفقة على العتيق بالعين المهملة والتاء
وهو أصوب وأظهر من الفنيق والمعنى انه نزل لحدوث التمر في الرض
عتيق مكان الفحل وعجوة مكان النثى لحتياجه اليهما كما عرفت وقد مر
وسيأتي ما يؤيده - 63 .المحاسن :عن أبيه ،عمن ذكره ،عن محمد
الحلبي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن آدم عليه السلم نزل
بالعجوة والعتيق الفحل ،فكان من العجوة العذوق كلها ،والتمر كله كان من
العجوة ) .(2بيان :في القاموس :العذق النخلة بحملها وبالكسر القنومنها
وكل غصن له شعب - 64 .المحاسن :عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عمن
حدثه أنه سمع أبا عبد ال عليه السلم أن الذي حمل نوح معه في السفينة
من النخل العجوة والعذق ) - 66 .(3ومنه :عن محمد بن علي ،عن عبد
الرحمان بن أبي هاشم ،عن أبي خديجة قال :أخذنا من المدينة نوى
العجوة ،فغرسه صاحب لنا في بستان فخرج منه السكر والهيرون
والشهريز والصرفان ،وكل ضرب من التمر ) .(4توضيح :في القاموس:
السكر بالضم وتشديد الكاف معرب شكر ،واحدته بهاء ورطب طيب،
وعنب يصيبه المرق ) (5فينتثر ،وهو من أحسن العنب ،وقال :الهيرون
) (1الكافي 6ر 2) .346و (3المحاسن (4) .530 :المحاسن (5) .530المرق:
محركة :آفة تصيب الزرع.
][144
كزيتون ضرب من التمر ،وفي بحر الجواهر :هيرون بالكسر نوع من جيد التمر،
وفي القاموس في السين المهملة :تمر سهريز بالضم والكسر ،وبالنعت
بالضافة :نوع معروف ،وقال في المعجمة :تمر شهريز تقدم في السين،
وفي الصحاح :تمر شهريز وشهريز وسهريز وسهريز بالشين والسين
جميعا :لضرب من التمر ،وإن شئت أضفت مثل ثوب خز ،وقال :الصرفان
جنس من التمر ،وفي القاموس :الصرفان محركة :تمر رزين صلب
المضاغ يعدها ذو والعيالت والجراء والعبيد لجزائتها ) ،(1أو هو
الصيحاني ومن أمثالهم " صرفانة ربعية تصرم في الصيف وتؤكل بالشتية
) - 66 ." (2المحاسن :عن بعض أصحابه رفعه قال :من أكل سبع تمرات
مما يكون بين لبتي المدينة لم يضره ليلته ويومه ذلك سم ول غيره ).(3
- 67ومنه :عن محمد بن عيسى اليقطيني ،عن عبيد ال الدهقان ،عن
درست بن أبي منصور ،عن عبد ال بن سنان عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :من أكل في يوم سبع عجوات تمر على الريق من تمر العالية،
لم يضره سم ول شيطان ) .(4المكارم :عنه عليه السلم مثله ).(5
توضيح :رواه في الكافي ) (6عن العدة ،عن البرقى هكذا :من أكل في كل
يوم سبع تمرات عجوة " وروى مسلم في صحيحه ) (7عن النبي صلى
ال عليه وآله " من أكل سبع
) (1في المصدر المطبوع " لجزائها " وقال شارح القاموس :كذا في النسخ
والصواب " يعده " و " لجزائه " بتذكير الضمير ومعنى قوله" :
لجزائه " أي عظم موقعه ،أقول :كانه أنث الضمير بتوهم الصرفانة
وقوله لجزائها أي لكفايتها عنهم (2) .مثل يضرب في الشئ يؤخذ في
وقت ويذخر الى وقت آخر 3) .و (4المحاسن (5) .532 :مكارم
الخلق (6) .192 :الكافي 8ر (7) .349صحيح مسلم كتاب الشربة
بالرقم 4 1وفيه " :مما بين لبتيها " وبعده بالرقم و 155و 156ص
1617ط محمد فؤاد ،وترى الحديث في صحيح البخاري كتاب الطعمة
بالرقم ،43كتاب الطب 52وفى سنن ابى داود كتاب الطب بالرقم 12
مسند ابن حنبل 1ر .181
][145
تمرات من بين لبتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسى " وفي رواية اخرى "
من يصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ول سحر " وفي
رواية اخرى " إن في عجوة العالية شفاء وإنها ترياق أول البكرة " وقال
بعض شراحه ) :(1اللبتان هما الحرتان ) (2والمراد ل بتا المدينة والسم
معروف وهو بفتح السين وضمها وكسرها والفتح أفصح ،والترياق بكسر
التاء وضمها لغتان ويقال :درياق وطرياق أيضا كله فصيح ،وقوله صلى
ال عليه وآله " :أول البكرة " بنصب أول على الظرف وهو بمعنى
الرواية الخرى " من يصبح " والعالية ماكان من الحوايط والقرى
والعمارات من جهة المدينة العليا مما يلي نجد ،والسافلة من الجهة
الخرى مما يلي تهامة ،قال القاضي :وأدنى العالية ثلثة أميال ،وأبعدها
ثمانية من المدنية ،والعجوة نوع جيد من التمر ،وفي هذه الحاديث فضيلة
تمر المدينة و عجوتها ،وفضيلة التصبح بسبع تمرات منه ،وتخصيص
عجوة المدينة دون غيرها و عدد السبع من المور التي علمها الشارع ول
نعلم نحن حكمتها ،فيجب اليمان بها واعتقاد فضلها ،والحكمة فيها ،وهذا
كأعداد الصلوات ونصب الزكاة وغيرها ) - 68 .(3الفردوس :عن النبي
صلى ال عليه وآله قال :كلوا البلح بالتمر ،فان الشيطان إذا أكله ابن آدم
غضب ،فقال :بقي ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق .بيان :البلح محركة بن
الخلل والبسر - 69 .الفردوس :كلوا التمر على الريق ،فانه يقتل الدود.
- 70كتاب تاريخ المدينة للسيد على بن عبد ال الحسني الشافعي
السمهودي قال :في عد تمور المدينة :أنواع تمرها كثيرة بلغت مائة
وبضعا وثلثين نوعا من الصيحانى.
) (1يعنى المان النووي (2) .يعنى حرة واقم في شرق المدينة وحرة الوبرة في
عربها (3) .وزاد بعده فهذا هو الصواب في هذا الحديث ،وأما ما ذكره
المام المازرى والقاضى عياض فكلم باطل فل تلتفت إليه ول تعرج
عليه ،وقد قصدت بهذا التنبيه التحذير من الغترار به.
][146
وفى فضل أهل البيت لبن المؤيد الحموى عن جابر رضي ال عنه قال :كنت مع
النبي صلى ال عليه وآله يوما في بعض حيطان ويد علي في يده ،قال:
فمررنا بنخل فصاح النخل :هذا محمد سيد النبياء ،وهذا علي سيد
الوصياء أبو الئمة الطاهرين ،ثم مررنا بنخل فصاح النخل هذا محمد
رسول ال وهذا علي سيف ال ،فالتفت النبي صلى ال عليه وآله إلى علي
عليه السلم فقال له :سمه الصيحاني فسمى من ذلك اليوم الصيحاني،
فكان هذا سبب تسمية هذا النوع بذالك ،أو المراد نخل ذلك الحايط،
وبالمدينة اليوم موضع يعرف بالصيحاني ) - 71 .(1الدعايم :عن رسول
ال صلى ال عليه وآله أنه كان يحب التمر ويقول " العجوة من الجنة،
وكان يضع التمرة على اللقمة ويقول :هذه إدام هذه ،وكان علي بن
الحسين عليه السلم يقول :إنى احب الرجل يكون تمريا لحب رسول ال
صلى ال عليه وآله التمر ،وكان صلى ال عليه وآله إذا قدم إليه الطعام
وفيه التمر بدأ بالتمر ،وكان يفطر على التمر في زمن التمر ،وعلى الرطب
في زمن الرطب ) .(2وعن جعفر بن محمد عليه السلم أن رجل من
أصحابه أكل عنده طعاما فلما أن رفع الطعام قال جعفر عليه السلم :يا
جارية ائتنا بما عندك ،فأتته بتمر ،فقال الرجل :جعلت فداك ،هذا زمن
الفاكهة والعناب ،وكان صيفا ،فقال :كل فانه خلق من رسول ال صلى
ال عليه وآله العجوة لداء ول غائلة ) .4 .(3باب * )الجمار والطلع( * 1
-الخصال :عن أبيه ،عن محمد بن يحيى العطار ،عن محمد بن أحمد بن
يحيى،
) (1هذا الحديث ل يوجد في المخطوطة ،وقد مر مثله في ج 41ص 267نقل عن
المناقب وزاد بعده :وأروى كان البستان لعامر بن سعد بعقيق السفلى2) .
و (3دعائم السلم 2ر .111
][147
عن موسى بن عمر ،عن ابن أبي عمير ،عن معاوية بن عمار ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :ثلثة يهزلن :البيض والسمك والطلع )- 2 .(1
المحاسن :عن منصور بن العباس ،عن محمد بن عبد ال ،عن أبي أيوب
المكي عن محمد بن البختري عن عمر بن يزيد ،عن أبى عبد ال عليه
السلم قال ثلث يؤكلن ويهزلن الطلع والكسب والجوز ) .(2ومنه :عن
بعض أصحابه رفعه عن أبي عبد ال عليه السلم مثله ) .(3أقول :قد مر
بعض الخبار مع شرحه في الباب السابق ) * 5 .(4باب العنب * - 1
الخصال :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن أبي عبد ال البرقى
عن النهيكى ،عن منصور بن يونس قال :سمعت أبا الحسن موسى عليه
السلم يقول :ثلثة ل يضر :العنب الرازقي ،وقصب السكر ،والتفاح
اللبناني ) .(5بيان :لبنان بالضم جبل بالشام - 2 .العيون :عن محمد بن
علي بن الشاه ،عن أبي بكر بن عبد ال النيسابوري ،عن عبد ال بن أحمد
بن عامر ،عن أبيه وعن أحمد بن إبراهيم ،عن إبراهيم بن مروان ،عن
جعفر بن محمد بن زياد ،عن أحمد بن عبد ال الهروي ،وعن الحسين بن
محمد الشناني عن علي بن محمد بن مهرويه ،عن داود بن سليمان
الفراء كلهم عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :كلوا العنب حبة حبة فانها أهنأ وأمرأ ).(6
) (1الخصال (2) .155المحاسن 450 :في حديث (3) .المحاسن (4) .463 :راجع
ص 65مما سبق (5) .الخصال (6) .144عيون الخبار 2ر .35
][148
صحيفة الرضا :بالسناد عنه عليه السلم مثله ) .(1بيان :قال في النهاية :يقال:
مر أني الطعام وأمرأني :إذا لم يثقل على المعدة وانحدر عنها طيبا ،قال
الفراء يقال :هنأني الطعام ومرأني بغير اللف ،فإذا أفردوها عن هنأني
قالوا :أمرأنى ،وقال :هنأني الطعام يهنئني ويهناني وهنئت الطعام أي
تهنأت به ،وكل أمر يأتيك من غير تعب فهو هنئ انتهى .وقال البيضاوي:
الهنيئ والمرئ صفتان من هنؤ الطعام ومرئ :إذا ساغ من غير غص،
وقيل :الهنيئ ما يلذه النسان والمرئ ما تحمد عاقبته - 3 .المحاسن :عن
عدة من أصحابه ،عن ابن سنان ،عن أبي الجارود ،عن ام راشد مولة ام
هانئ قالت :كنت وصيفة أخدم عليا وإن طلحة والزبير كانا عنده ودعا
بعنب وكان يحبه فأكلوا ) .(2بيان :في القاموس الوصيف كأمير الخادم
والخادمة ،والجمع وصفاء كالوصيفة والجمع وصائف - 4 .المحاسن :عن
أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن سالم قال :كان علي بن الحسين
عليه السلم يعجبه العنب ،فكان ذات يوم صائما فلما أفطر كان أول ما
جاءت العنب أتته ام ولد له بعنقود فوضعه بين يديه ،فجاء سائل فدفع إليه
فدست إليه أعني إلى السائل فاشترته منه ثم أتته فوضعته بين يديه فجاء
سائل آخر فأعطاه ،ففعلت ام الولد مثل ذلك ،حتى فعل ثلث مرات ،فلما
كان في الرابع أكله ) - 5 .(3ومنه :عن علي بن الحكم ،عن الربيع
المسلي ،عن معروف بن خربوذ ،عمن رأى أمير المؤمنين عليه السلم
يأكل الخبز بالعنب .ورواه القاسم بن يحيى عن جده عن معروف )- 6 .(4
ومنه :عن عدة من أصحابه ،عن أبي الجارود ،عن زياد بن سوقة ،عن
][149
حسن بن حسن ،عن أبيه قال :دخل أمير المؤمنين عليه السلم على امرأته
العامرية وعندها نسوة من أهلها فقال :هل زود تموهن بعد ؟ قالت :وال
ما أطعمتهن شيئا ،قال فأخرج درهما من حجزته وقال :اشتروا بهذا عنبا،
فجيئ به فقال :أطعميهن ! فكأنهن استحيين منه ،قال :فأخذ عنقودا بيده ثم
تنحى وحده فأكله ) - 7 .(1ومنه :عن أبيه ،عن صفوان ،عن أبي اسامة
زيد الشحام قال :دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فقرب إلى عنبا فأكلنا
منه ) - 8 .(2ومنه :عن محمد بن عيسى اليقطيني ،عن الدهقان ،عن
درست ،عن عبد ال ابن سنان قال :قال أبو عبد ال عليه السلم إذا أكلتم
العنب فكلوه حبة حبة فانها أهنأ وأمرأ ) - 9 .(3ومنه :عن بكر بن صالح
رفعه عن أبي عبد ال عليه السلم قال :شكا نبي من النبياء إلى ال الغم
فأمره بأكل العنب ) - 10 .(4ومنه :عن عثمان بن عيسى ،عن فرات بن
أحنف ،قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إن نوحا شكا إلى ال الغم،
فأوحى ال إليه أن كل العنب فانه يذهب بالغم ) - 11 .(5ومنه :عن القاسم
الزيات ،عن أبان بن عثمان ،عن موسى بن العل ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :لما حسر الماء عن عظام الموتى ،فرأى ذلك نوح عليه السلم
جزع جزعا شديدا واغتم لذلك ،فأوحى ال إليه أن كل العنب السود ليذهب
غمك ) - 12 .(6المكارم :عن الصادق عليه السلم قال :شيئان يؤكلن
باليدين :العنب والرمان .من الفردوس :عن عائشة قالت :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :خير طعامكم الخبز ،وخير فاكهتكم العنب ،وقال صلى
ال عليه وآله :خلقت النخلة والرمان والعنب من فضلة طينة آدم عليه
السلم ،وقال صلى ال عليه وآله :ربيع امتي البطيخ والعنب.
][150
عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عليهم السلم عن أمير المؤمنين العنب بالخبز.
وبهذا السناد عن أمير المؤمنين عليه السلم أنه قال :العنب أدم وفاكهة
وطعام وحلواء ) - 13 .(1العلل :عن أبيه ،عن محمد بن يحيى العطار،
عن محمد بن أحمد بن يحيى ،عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي ،عن علي
بن أسباط ،عن عمه يعقوب رفعه إلى علي عليه السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :ل تسموا العنب الكرم ،فان المؤمن هو الكرم ).(2
المحاسن :عن عدة من أصحابه عن ابن أسباط مثله ) .(3بيان :قال في
النهاية " :ل تسموا العنب الكرم ،فانما الكرم الرجل المسلم " ) (4قيل:
سمي الكرم كرما لن الخمر المتخذ منه تحث على السخاء والكرم ،فاشتقوا
له منه اسما ،فكره أن يسمى باسم مأخوذ من الكرم ،وجعل المؤمن أولى
به يقال رجل كرم أي كريم ،وصف بالمصدر ،كرجل عدل وضيف ،وقال
الزمخشري :أراد أن يقرر ويشدد ما في قوله تعالى " :إن أكرمكم عند ال
أتقاكم " بطريقة أنيقة ومسلك لطيف ،وليس الغرض حقيقة النهي عن
تسمية العنب كرما ،ولكن الشارة إلى أن المسلم التقي جدير بأن ل يشارك
فيما سماه ال به وقوله " :فانما الكرم الرجل المسلم " أي إنما المستحق
للسم المشتق من الكرم الرجل المسلم انتهى .وقال الكرماني :هو حصر
ادعائي نفيا لتسميتهم العنب كرما ،إذ الخمر المتخذ منه يحث على الكرم
فجعل المؤمن المتقي من شربها أحق ،وقال النووي يوصف به المؤمن
تسمية بالمصدر ل الكرم لئل يتذكروا به الخمر التى تسمى كرما
) (1مكارم الخلق (2) .199 - 198علل الشرايع 2ر 270في حديث(3) .
المحاسن (4) .546 :رواه مسلم في صحيحه كتاب اللفاظ بالرقم 8ص
1762وروى عن أبى هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله
وسلم " :ل يقولن أحدكم الكرم ،فانما الكرم قلب المؤمن ".
][151
وقال الطيبي :سموه به لن الخمر المتخذ منه تحث على السخاء فكرهه الشارع
إسقاطا لها عن هذه الرتبة ،وتأكيدا لحرمتها ،والفرق بين الجود والكرم أن
الجود بذل المقتنيات ،وكرم النسان أخلقه أفعاله المحمودة) * 6 .باب
الزبيب( * - 1الخصال :عن أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي ،عن زيد
بن محمد البغدادي عن عبد ال بن أحمد الطائي ،عن الرضا عن أبيه عن
آبائه عن على عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :عليكم
بالزبيب فانه يكشف المرة ،ويذهب بالبلغم ،ويشد العصب ويذهب بالعياء،
ويحسن الخلق ،ويطيب النفس ،ويذهب بالغم ) - 2 .(1العيون :بالسانيد
الثلثة المتقدمة مثله ،وفيه بالضناء مكان قوله :بالعياء ) .(2بيان :في
القاموس :ضني كرضي ضنى فهو ضني وضن كحري وحر :مرض مرضا
مخامرا كلما ظن برؤه نكس ،وأضناه المرض - 3 .العيون :بالسانيد
الثلثة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم عن علي قال :من أكل إحدى
وعشرين زبيبة حمراء على الريق ،لم يجد في جسده شيئا يكرهه ).(3
صحيفة الرضا :بالسناد عنه عليه السلم مثله ) - 4 .(4مجالس ابن
الشيخ :عن أبيه ،عن هلل بن محمد الحفار ،عن إسماعيل بن على
الدعبلي ،عن أبيه عن الرضا ،عن آبائه ،عن علي عليه السلم قال :من
أدام أكل
) (1الخصال (2) .344عيون الخبار 2ر (3) .35عيون الخبار 2ر (4) .41
صحيفة الرضا لم نجده.
][152
إحدى وعشرين زبيبة حمراء على الريق لم يمرض إل مرض الموت ).(1
المحاسن :عن أبي القاسم ويعقوب بن يزيد ،عن القندي ،عن ابن سنان،
عن أبي عبد ال عليه السلم مثله ) (2ورواه عن أبيه ،عن أبي البختري،
عن أبي عبد ال عليه السلم ) - 5 .(3المجالس ) :(4باسناد الدعبلي ،عن
الرضا ،عن آبائه ،عن على عليهم السلم قال :الزبيب يشد القلب ،ويذهب
بالمرض ،ويطفئ الحرارة ،ويطيب النفس - 6 .الخصال :عن أبيه ،عن
سعد بن عبد ال ،عن محمد بن عيسى ،عن القاسم بن يحيى ،عن جده
الحسن ،عن أبى بصير ومحمد بن مسلم ،عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم
السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :إحدى وعشرون زبيبة حمراء
في كل يوم على الريق ،تدفع جميع المراض إل مرض الموت ).(5
المحاسن :عن القاسم بن يحيى ،عن جده عن أبى بصير عن أبي عبد ال
عليه السلم مثله ) - 7 .(6ومنه :عن النوفلي ،عن السكوني ،عن جعفر،
عن أبيه ،عن على عليه السلم قال :من اصطبح إحدى وعشرين زبيبة
حمراء لم يمرض إل مرض الموت إنشاء ال تعالى ) .(7بيان :في النهاية
الصطباح أكل الصبوح ،وهو الغداء ،وفي الصحاح الصبوح
) (1أمالى الطوسى 1ر 370وفيه 1ر 371بالسناد إلى الرضا عليه السلم عن
آبائه عن على بن الحسين عن نزال بن سبرة عن على بن أبى طالب
عليه السلم أنه قال :من أكل احدى وعشرين زبيبة حمراء ،لم ير في
جسده شيئا يكرهه (3 - 2) .المحاسن (4) .548في مطبوعة الكمبانى
وهكذا المخطوطة :المحاسن ،وهو تصحيف راجع أمالى الطوسى 1ر
(5) .372الخصال 2ر (7 - 6) .612المحاسن.548 :
][153
الشرب بالغداة ،واصطبح الرجل شرب صبوحا .وأقول :كأن تخلف بعض هذه
المور لتخلف بعض الشرائط من الخلص والتقوى وغيرهما ،أو لوجود
معارض أقوى - 8 .المحاسن :عن أحمد بن محمد بن أبى نصر ،قال:
حدثنى رجل من أهل مصر عن أبى عبد ال عليه السلم قال :الزبيب يشد
العصب ،ويذهب بالنصب ،ويطيب النفس ) - 9 .(1الطب :عن محمد بن
جعفر البرسي ،عن محمد بن يحيى الرمني ،عن محمد بن سنان ،عن
المفضل ،عن أبى عبد ال ،عن آبائه ،عن أمير المؤمنين عليه السلم أنه
قال :من أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء من أول النهار ،دفع ال عنه كل
مرض وسقم ) .(2وعن حريز بن عبد ال قال :قلت لبي عبد ال الصادق
عليه السلم :يابن رسول ال إن الناس يقولون في هذا الزبيب قول عنكم،
فما هو ؟ قال نعم وذكر الحديث ) - 10 .(3المكارم :عن النبي صلى ال
عليه وآله قال :عليكم بالزبيب فانه يطفئ المرة ،ويأكل البلغم ،ويصح
الجسم ،ويحسن الخلق ،ويشد العصب ،ويذهب بالوصب )- 11 .(4
الختصاص :عن على بن زنجويه الدينوري ،عن سعيد بن زياد ،عن أبيه
عن جده ،عن أبيه زياد بن أبي هند ،عن أبي هند قال :اهدي إلى رسول
ال طبق مغطى فكشف الغطاء عنه ثم قال :كلوا بسم ال ،نعم الطعام
الزبيب ،يشد العصب ويذهب بالوصب ،ويطفئ الغضب ،ويرضى الرب،
ويذهب بالبلغم ،ويطيب النكهة ويصفي اللون ).(5
][154
7باب * )فضل الرمان وأنواعه( * - 1العيون :عن محمد بن علي بن الشاه ،عن
أبى بكر بن عبد ال ،عن عبد ال بن أحمد بن عامر ،عن أبيه ; وعن أحمد
بن إبراهيم الخوزي عن إبراهيم بن مروان ،عن جعفر بن محمد بن زياد،
عن أحمد بن عبد ال الهروي ; وعن الحسين بن محمد الشناني ،عن
علي بن محمد بن مهرويه ،عن داود بن سليمان كلهم عن الرضا عن آبائه
عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :كلوا الرمان فليست
منه حبة تقع في المعدة إل أنارت القلب ،وأخرجت الشيطان أربعين يوما )
.(1وبهذه السانيد :عن على عليه السلم قال :كلوا الرمان بشحمه ،فانه
دباغ للمعدة ) .(2وبهذه السانيد :عن علي بن الحسين عليهما السلم قال:
قال أبو عبد ال الحسين بن على إن عبد ال بن العباس كان يقول :إن
رسول ال صلى ال عليه وآله كان إذا أكل الرمان لم يشركه أحد فيه،
ويقول :في كل رمانة حبة من حبات الجنة ) .(3صحيفة الرضا :بالسناد
عنه عليه السلم مثل الخبار الثلثة ) .(4المكارم :عن أبي سعيد مثل
الحديث الول ) - 2 .(5الخصال :عن محمد بن الحسن بن الوليد ،عن
أحمد بن إدريس ،عن محمد بن أحمد السياري ،عن محمد بن أسلم ،عن
نوح بن شعيب ،عن عبد العزيز بن المهتدى يرفعه إلى أبى عبد ال عليه
السلم قال :أربعة يعد لن الطباع :الرمان السوراني ،والبسر المطبوخ
) (1عيون الخبار 2ر (3 - 2) .35المصدر نفسه 2ر (4) .43صحيفة الرضا:
(5) .34مكارم الخلق .195
][155
) (1الخصال (2) .249الخصال (3) .289امالي الطوسى 1ر (4) .378أمالى
الطوسى 1ر (6 - 5) .372أمالى الطوسى 1ر .379
][156
قط إل أفسداه ،وشيئان ما دخل جوفا قط إل أصلحاه :فأما اللذان يصلحان جوف ابن
آدم فالرمان والماء الفاتر ،وأما اللذان يفسدان :فالجبن والقديد .المحاسن:
عن بعض أصحابنا رفعه عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )- 8 .(1
الخصال :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن محمد بن عيسى ،عن القاسم
بن يحيى ،عن جده الحسن عن أبي بصير ومحمد بن مسلم ،عن أبي عبد
ال عن آبائه عليهم السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :كلوا
الرمان بشحمه فانه دباغ للمعدة ،وفي كل حبة من الرمان إذا استقرت في
المعدة حياة للقلب ،وإنارة للنفس ،وتمرض وسواس الشيطان أربعين ليلة
) - 9 .(2الطب :عن سليمان بن محمد المؤذن ،عن عثمان بن عيسى ،عن
إسماعيل بن جابر ،عن الصادق ،عن آبائه ،عن أمير المؤمنين عليهم
السلم مثله وزاد في آخره :والرمان من فواكه الجنة ،قال ال عزوجل" :
فيهما فاكهة ونخل ورمان ) ." (3بيان :وسواس الشيطان أي الشيطان
الذي اسمه الوسواس كما عبر عنه في ساير الخبار بشيطان الوسوسة،
أو المراد به وسوسة الشيطان ،ففي إسناد المرض إليه مجاز- 10 .
المحاسن :عن هارون بن مسلم ،عن مسعدة بن زياد ،عن جعفر ،عن أبيه
عليهما السلم قال :الفاكهة عشرون ومائة لون سيدها الرمان )- 11 .(4
ومنه :عن محمد بن عيسى اليقطينى ،عن عبيدال الدهقان ،عن درست،
عن إبراهيم بن عبد الحميد ،عن أبى الحسن عليه السلم قال :مما أوصى
به آدم إلى هبة ال :عليك بالرمان فانك إن أكلته وأنت جايع أجزءك ،وإن
أكلته وأنت شبعان أمرءك ) - 12 .(5ومنه :عن أبي يوسف ،عن إبراهيم
بن عبد الحميد ،عن أبي الحسن عليه السلم
) (1المحاسن (2) .463 :الخصال (3) .636طب الئمة 134والية في سورة
الرحمن (5 - 4) .68 :المحاسن 539و (*) .540
][157
قال :لم يأكل الرمان جايع إل أجزءه ولم يأكله شبعان إل أمرأه ) .(1بيان :في
القاموس مرأ الطعام مثلثة الراء فهو مرئ يعني حميد المغبة وهنأني
ومرأني فان افرد فأمرأني - 13 .المحاسن :عن ابن محبوب ،عن عبد
العزيز العبدي قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :لو كنت بالعراق لكلت كل
يوم رمانة سورانية ،واغتمست في الفرات غمسة ) - 14 .(2ومنه :عن
أبيه ،عن القاسم بن محمد ،عن رجل ،عن سعيد بن غزوان قال :كان أبو
عبد ال عليه السلم يأكل الرمان كل ليلة جمعة ) - 15 .(3ومنه :عن
اليقطيني ،عن يونس ،عن رجل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما من
رمانة إل وفيها حبة من الجنة ) - 16 .(4ومنه :عن أبيه ،عن صفوان،
عن إسحاق بن عمار ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :في كل رمانة حبة
من الجنة ) - 17 .(5ومنه :عن النوفلي ،باسناده عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :ما من رمانة إل وفيها حبة من الجنة ،فإذا شذ منها شئ
فخذوه ،وما وقعت -أو ما دخلت -تلك الحبة معدة امرئ قط إل أنارتها
أربعين ليلة ،ونفت عنه شيطان الوسوسة ،وروى بعضهم :ونفت عنه
وسوسة الشيطان ) .(6بيان :فإذا شذ أي ندر وسقط - 18 .المحاسن :عن
الحسن بن على الوشا ،وعلي بن الحكم ،عن مثنى ،عن زياد ،عن يحيى
الحنظلي قال :دخلت على أبي عبد ال عليه السلم وبين يديه طبق فيه
رمان ،فقال لي :يا زياد ادن وكل من هذا الرمان أما إنه ليس شئ أبغض
إلي من أن يشركني فيه أحد من الرمان ،أما إنه ليس من رمانة إل وفيها
حبة من حب الجنة ).(7
][158
ومنه :عن أبيه ،عن ابن أبى عمير ،عن حفص بن البختري ،عن أبى عبد ال عليه
السلم مثله ) - 19 .(1ومنه عن أبيه عن ابن أبي عمير ،عن حماد بن
عثمان ،وهشام ،عن أبي عبد ال عليه السلم مثله إل أنه قال :كان أبي
ليأخذ الرمانة فيصعد بها إلى فوق فيأكلها وحده ،خشية أن يسقط منها
شئ ،وما من شئ اشارك فيه أبغض إلى من الرمان إنه ليس من رمانة إل
وفيها حبة من الجنة )] .(2ومنه :عن ابن أبى عمير ،عن حماد بن
عثمان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما من شئ اشارك فيه أبغض
إلى من الرمان ،وما من رمانة إل وفيها حبة من الجنة[ .ورواه النوفلي
عن السكوني عن أبي عبد ال عليه السلم ) .(3وفي حديث آخر :وما من
رمانة إل وفيها حبة من الجنة ،وإذا أكلها الكافر بعث ال إليه ملكا
فانتزعها منه ) - 20 .(4ومنه :عن على بن الحكم ،عن أبان بن عثمان،
عن إسماعيل الرماح ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما من شئ
أشارك فيه أبغض إلى من الرمان ،إنه ليس من رمانة إل وفيها حبة من
الجنة ) - 21 .(5ومنه :عن أبيه ،عن فضالة ،عن عمرو بن أبان الكلبي
قال :سمعت أبا -جعفر وأبا عبد ال عليهما السلم يقولن :ما على وجه
الرض ثمرة كانت أحب إلى رسول ال صلى ال عليه وآله من الرمان،
وقد كان وال إذا أكلها أحب أن ل يشركه فيها أحد ) - 22 .(6ومنه :عن
أبيه ،عن صفوان ،عن منصور بن حازم ،عن أبى عبد ال عليه السلم
قال :إن أبي لم يحب أن يشركه فيها أحد في أكل الرمانة ،لن في كل رمانة
حبة من الجنة ) - 23 .(7ومنه :عن عثمان ،عن سماعة ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :كان أمير المؤمنين عليه السلم إذا أكل الرمان بسط تحته
منديل فسئل عن ذلك ،فقال :لن فيه حبات
][159
من الجنة ،فقيل له :إنه اليهودي والنصراني ومن سواهم يأكلونها ؟ قال :إذا كان
ذلك بعث ال إليه ملكا فانتزعها منه لئل يأكلها ) .(1المكارم :عنه عليه
السلم مثله ) - 24 .(2المحاسن :عن أبي يوسف ،عن إبراهيم بن عبد
الحميد ،عمن ذكره عن أبي عبد ال عليه السلم أنه كان إذا أكل الرمان
بسط المنديل على حجره ،فكلما وقعت حبة أكلها ،ويقول :لو كنت مستأثرا
على أحد ل ستأثرت الرمان ) .(3بيان :الستيثار النفراد بالشئ ،وأن
يخص به نفسه ،واستأثر على أصحابه أي اختار لنفسه أشياء حسنة ،أي
لو كنت متفردا بشئ باخل على غيري لفعلت ذلك في الرمان ،أي في جنسه
لفي خصوص الرمانة فانه عليه السلم كان يفعل ذلك فيها ،أو لو كنت
اخترت الجود لنفسي لفعلته في الرمان أو لو كنت على الفرض المحال
غاصبا من الناس شيئا أو منفردا بما للناس فيه شركة لفعلته فيه ،وعلى
التقادير الغرض بيان فضل الرمان وكثرة منافعه وكرامته عنده- 25 .
المحاسن :عن الحسن بن علي بن يقطين ،عمن حدثه ،قال :رأيت ام سعيد
الحمسية وهي تأكل رمانا وقد بسطت ثوبا قدامها تجمع كلما سقط منها
عليه ،فقلت :ماهذا الذي تصنعين ؟ فقالت :قال مولي جعفر بن محمد
عليه السلم :ما من رمانة إل وفيها حبة من الجنة ،فأنا احب أن ل يسبقني
أحد إلى تلك الحبة ) - 26 .(4ومنه :عن بعض من رواه ،عن أبى عبد ال
عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله في كل رمانة حبة من
رمان الجنة ،فكلوا ما ينتثر من الرمان ) .(5ومنه :عن بعض أصحابنا،
عن الصم ،عن شعيب ،عن أبي عبد ال عليه السلم مثله قال :ورواه
الحجال عن شعيب ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )
.(6
][160
- 27ومنه :عن النوفلي باسناده قال :قال على عليه السلم :كلوا الرمان بشحمه
فانه دباغ المعدة ،وما من حبة استقرت في معدة امرئ مسلم إل أنارتها،
وأمرضت شيطان وسوستها أربعين صباحا ) .(1وفي حديث آخر قال :قال
أبو عبد ال عليه السلم :كلوا الرمان بشحمه ،فانه يدبغ المعدة ،ويزيد في
الذهن ) .(2بيان :الدباغ بالكسر ما يدبغ به وكأن نسبة النارة والوسوسة
إلى المعدة على المجاز والمراد إنارة القلب ووسوسته لتوقف صلح القلب
على صلح المعدة أو يكون الضميران راجعين إلى القلب بقرينة المقام
بتأويل وفي القاموس :الذهن بالكسر الفهم والعقل وحفظ القلب والفطنة.
- 28المحاسن :عن أبيه ،عن صفوان ،عن منصور بن حازم ،عن أبى
عبد ال عليه السلم قال :من أكل حبة رمانة أمرضت شيطان الوسوسة
أربعين صباحا ) - 29 .(3ومنه :عن أبيه ،عن ابن أبى عمير ،عن إبراهيم
بن عبد الحميد ،عن الوليد ابن صبيح ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال:
ذكر الرمان فقال :المز أصلح في البطن ) .(4بيان :في القاموس رمان مز
بالضم بين الحامض والحلو - 30 .المحاسن :عن جعفر بن محمد ،عن ابن
القداح ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم:
كلوا الرمان المز بشحمه فانه يدبغ المعدة ) .(5توضيح :قال في النهاية:
في حديث علي عليه السلم كلوا الرمان بشحمه ،فانه دباغ المعدة :شحم
الرمان ما في جوفه سوى الحب ،وفي القاموس :شحمة الحنظل ما في
جوفه سوى حبه ،ومن الرمان الرقيق الصفر الذي بين ظهراني الحب
انتهى .وأقول :كأن القشر بالتفسير الخير أنسب - 31 .المحاسن :عن
بعض أصحابنا رفعه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :كلوا الرمان
][161
بقشره فانه دباغ البطن ) - 32 .(1ومنه :عن بعضهم رفعه إلى صعصعة بن
صوحان في حديث آخر أنه دخل على أمير المؤمنين عليه السلم وهو على
العشاء فقال :يا صعصعة ادن فكل ،قال :قلت :قد تعشيت ،وبين يديه نصف
رمانة ،فكسر لي وناولني بعضه ،وقال :كله مع قشره يريد مع شحمه فانه
يذهب بالحفر ،وبالبخر ،ويطيب النفس ) .(2بيان :في القاموس :الحفر
بالتحريك سلق في اصول السنان أو صفرة تعلوها ويسكن ،وقال :البخر
بالتحريك النتن في الفم وغيره ،وتطيب النفس كناية عن إذهاب الهم
والحزن - 33 .المحاسن :عن الوشا وعلي بن الحكم ،عن مثنى ،عن زياد
بن يحيى الحنظلي قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :من أكل رمانة على
الريق أنارت قلبه فطردت شيطان الوسوسة أربعين صباحا )- 34 .(3
ومنه :عن ابن بقاح ،عن صالح بن عقبة القماط ،عن يزيد بن عبد الملك
قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :من أكل رمانة أنارت قلبه ،ومن
أنارت قلبه فالشيطان بعيد منه ،فقلت :أي رمان ؟ قال :سورانيكم هذا ).(4
- 35ومنه :عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن سالم قال :سمعت
أبا عبد ال عليه السلم يقول :من أكل رمانة على الريق أنارت قلبه
أربعين يوما ) - 36 .(5ومنه :عن القاسم بن محمد ،عن رجل ،عن سعيد
بن محمد بن غزوان قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :من أكل رمانة نور
ال قلبه ،وطرد عنه شيطان الوسوسة أربعين صباحا ) - 37 .(6ومنه:
عن بعضهم رفعه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من أكل رمانة
أنارت قلبه ورفعت عنه الوسوسة أربعين صباحا ) - 38 .(7ومنه :عن
بعض أصحابه عن صالح بن عقبة ،عن يزيد بن عبد الملك
][162
النوفلي قال :دخلت على أبي عبد ال عليه السلم وفي يده رمانة فقال :يا معتب
أعطه رمانا ،فاني لم اشرك في شئ أبغض إلى من أن اشرك في رمانة ثم
احتجم ،وأمرني أن أحتجم ،فاحتجمت ثم دعا لي برمانة وأخذ رمانة اخرى
ثم قال لي :يا يزيد أيما مؤمن أكل رمانة حتى يستوفيها أذهب ال الشيطان
من إنارة قلبه أربعين يوما ومن أكل اثنتين أذهب ال الشيطان عن إنارة
قلبه مائة يوم ،ومن أكل ثلثا حتى يستوفيها أذهب ال الشيطان عن إنارة
قلبه سنة ،ومن أذهب ال الشيطان عن إنارة قلبه لم يذنب ومن لم يذنب
دخل الجنة ) .(1المكارم :عنه عليه السلم مرسل مثله مع اختصار ،بل
سقط ) " (2عن إنارة قلبه " أي عن الضرر في إنارة قلبه ،أو عن منعها
والخلل بها ،وقيل :أي إذهابا حاصل عنها يعني أنار قلبه ليذهب عنه
الشيطان ،ول يخلو من بعد وفي أكثر نسخ المكارم بالثاء المثلثة ،بمعنى
التهييج وهو يرجع إلى الوسوسة - 39 .المحاسن :عن النهيكى عبد ال
بن محمد ،عن زياد بن مروان قال :سمعت أبا الحسن الول عليه السلم
يقول :من أكل رمانة يوم الجمعة على الريق ،نورت قلبه أربعين صباحا،
فان أكل رمانتين فثمانين يوما ،فان أكل ثلثا فمائة وعشرون يوما،
وطردت عنه وسوسة الشيطان ،ومن طردت عنه وسوسة الشيطان لم
يعص ال ،ومن لم يعص ال أدخله ال الجنة ) .(3بيان :ل استبعاد في
تأثير بعض الغذية الجسمانية في الصفات والملكات الروحانية ويمكن أن
يكون أمثال هذه مشروطة بشرائط من الخلص والتقوى ،وقوة العتقاد
بالمخبر وغيرها ،فإذا تخلف في بعض الحيان كان للخلل ببعضها- 40 .
المحاسن :عن محمد بن عيسى اليقطيني ،عن الدهقان ،عن درست ،عن
) (1المحاسن (2) .544 :مكارم الخلق 194وفيه " عن اثارة قلبه " في
المواضع وفيه " ومن أذهب ال عزوجل الشيطان عن اثارة قلبه سنة لم
يذنب " .كما في الكافي 6ر (3) .353المصدر.544 :
][163
إبراهيم بن عبد الحميد ،عن أبي الحسن موسى عليه السلم قال :عليكم بالرمان
فانه ليس من حبة تقع في المعدة إل أنارت ،وأطفأت شيطان الوسوسة )
- 41 .(1ومنه :عن ابن محبوب ،عن عبد ال بن سنان قال :سمعت أبا
عبد ال عليه السلم يقول :عليكم بالرمان الحلو فكلوه ،فانه ليست من
حبة تقع في معدة مؤمن إل أنارتها ،وأطفأت شيطان الوسوسة ).(2
وباسناده قال :من أكل الرمان طرد عنه شيطان الوسوسة ) .(3بيان :في
الكافي ) (4في الخبر الول " إل أبادت داء " مكان أنارتها ،والبادة
الهلك والفناء - 42 .المحاسن :عن أبيه ،عن صفوان ،عن إسحاق بن
عمار ،قال :قال أبو -عبد ال عليه السلم :عليكم بالرمان فانه ليس من
حبة رمان تقع في المعدة إل أنارت وأطفأت شيطان الوسوسة أربعين
صباحا ) - 43 .(5ومنه :عن هارون بن مسلم ،عن مسعدة بن زياد ،عن
جعفر ،عن أبيه عليهما السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال:
الرمان سيد الفاكهة ،ومن أكل رمانة أغضب شيطانه أربعين صباحا،
ورواه عن ]خلد[ ابن خالد المقري عن قيس ) .(6المكارم :عنه عليه
السلم مثله ) - 44 .(7المحاسن :عن أبيه ،عن الحسين بن المبارك ،عن
قيس بن الربيع ،عن عبد ال بن الحسن عليه السلم قال :كلوا الرمان
ينقي أفواهكم ) .(8ومنه :عن أحمد بن النضر ،عن قيس مثله )- 45 .(9
ومنه :عن القاسم بن الحسن بن علي بن يقطين قال :قال أبو الحسن
الرضا عليه السلم :حطب الرمان ينفي الهوام ).(10
) (1 3المحاسن (4) .545 :الكافي 6ر (6 - 5) .354المحاسن (7) .545 :مكارم
الخلق (10 - 8) .195 :المصدر نفسه.545 :
][164
- 46ومنه :عن الحسن بن سعيد ،عن عمرو بن إبراهيم ،عن الخراساني ) (1قال:
أكل الرمان يزيد في ماء الرجل ويحسن الولد ) .(2بيان :الظاهر أن
الخراساني كناية عن الرضا عليه السلم عبر به تقية ،لكن المذكور في
النجاشي ورجال الشيخ عمرو بن إبراهيم الزدي وذكر أنه روي عنه أحمد
ابن أبي عبد ال وأبوه وعدة من أصحاب الصادق عليه السلم ،وذكر أنه
كوفي ويحتمل أن يكون هذا غيره - 47 .المحاسن :عن الحسن بن أبى
عثمان ،عن محمد بن أبي حمزة الثمالي ،عن عبد الرحمان بن الحجاج
قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :أطعموا صبيانكم الرمان فانه أسرع
لشبابهم ) .(3بيان :لشبابهم أي لنموهم ووصولهم إلى حد الشباب ،ول
يبعد أن يكون للسانهم موافقا لما سيأتي ) - 48 .(4الخرايج :روي أن
يهوديا قال لعلي عليه السلم :إن محمدا قال :إن في كل رمانة حبة من
الجنة ،وأنا كسرت واحدة وأكلتها كلها ،فقال عليه السلم :صدق رسول
ال صلى ال عليه وآله وضرب يده على لحيته فوقعت حبة رمان فتناولها
عليه السلم وأكلها ،وقال :لم يأكلها الكافر والحمد ل .بيان :ظاهره طهارة
أهل الكتاب ،ويمكن حمله على الغسل - 49 .الطب :عن أبى عبد ال عليه
السلم قال :من أكل رمانا عند منامه فهو آمن في نفسه إلى أن يصبح.
وعن الحارث بن المغيرة قال :شكوت إلى أبي عبد ال عليه السلم ثقل
أجده في فؤادي وكثرة التخمة من طعامي ،فقال :تناول من هذا الرمان
الحلو ،وكله بشحمه فانه يدبغ المعدة دبغا ،ويشفي التخمة ،ويهضم
الطعام ،ويسبح في الجوف ).(5
) (1لعله يعنى عطاء الخراساني وهو عطاء بن عبد ال (3 - 2) .المحاسن.546 :
) (4ولما مر عن أمالى الطوسى تحت الرقم (5) .5طب الئمة.134 :
][165
بيان :في القاموس :طعام وخيم غير موافق ،وقد وخم ككرم وتوخمه واستوخمه لم
يستمرئه ،والتخمة كهمزة الداء يصيبك منه انتهى .ويحتمل أن يكون
التسبيح في الجوف كناية عن كثرة نفعه فيه ،فهو لدللته بهذه الجهة على
قدرة الصانع وحكمته كأنه يسبح ال تعالى - 50 .المكارم :عن الصادق
عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ما من رمانة إل
وفيها حبة من رمان الجنة ،فإذا تبدد منها شئ فخذوه ،وما وقعت -أو ما
دخلت تلك الحبة معدة امرء مسلم إل أنارتها أربعين صباحا ) .(1وعنه
عليه السلم أنه كان يأكل الرمان ليلة الجمعة ) .(2وعنه عن أمير
المؤمنين عليهما السلم قال :كلوا الرمان بشحمه ،فانه دباغ المعدة وما
من حبة استقرت في معدة امرئ مسلم إل أنارتها ونفت شيطان الوسوسة
عنها أربعين صباحا ) .(3وعن النبي صلى ال عليه وآله قال :كان إذا أكله
صلى ال عليه وآله ل يشركه فيه أحد ) .(4وعن مرجانة مولة صفية
قالت :رأيت عليا عليه السلم يأكل رمانا فرأيته يلتقط ما يسقط منه ).(5
وعن أمير المؤمنين عليه السلم قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه
وآله يقول :من أكل رمانة حتى يستتمها نور ال قلبه أربعين ليلة ).(6
وقال النبي صلى ال عليه وآله :خلق آدم عليه السلم والنخلة والعنبة
والرمانة من طينة واحدة ) .(7ومن إملء الشيخ أبي جعفر الطوسى رحمه
ال أطعموا صبيانكم الرمان فانه أسرع للسنتهم ) - 51 .(8كتاب الغايات:
عن أبى عبد ال عليه السلم قال :ماشئ اشارك فيه أبغض
][166
إلي من الرمان ،لنه ليس من رمانة إل وفيها حبة من الجنة ،ومن أكل رمانة على
الريق أنارت قلبه وطردت عنه وسوسة الشيطان ،أربعين صباحا- 52 .
الدعايم :عن على عليه السلم أنه كان يأكل الرمان بشحمه ويأمر بذلك
ويقول :هو دباغ المعدة ،وليس من رمانة إل وفيها حبة من الجنة ،فإذا
شد منها شئ فتتبعوه وكلوه ،وكان ل يشارك أحدا في الرمانة ،ويتبع ما
سقط منها ،ويقول :ما أدخل أحد الرمان جوفه إل طرد منه وسوسة
الشيطان ) .(1بيان :ل استبعاد في أن يوكل ال تعالى ملئكة يدخلون في
كل رمانة حبة من رمان الجنة ،ويحتمل أن يكون المعنى أن ال يخلق في
كل رمانة حبة كاملة النفع والبركة على خلقة رمان الجنة ،وال يعلم8 ..
باب * )التفاح والسفرجل والكمثرى وأنواعها ومنافعها( * - 1العلل :عن
محمد بن علي ماجيلويه ،عن محمد بن يحيى العطار ،عن الحسين ابن
الحسن بن أبان ،عن محمد بن اورمة ،عن الحسين بن سعيد ،عن محمد
بن إسحاق عن محمد بن الفيض قال :قلت :جعلت فداك يمرض منا
المريض فيأمره المعالجون بالحمية ،قال :ل ولكنا أهل البيت ل نحتمي إل
من التمر ،ونتداوى بالتفاح والماء البارد ،قال :قلت :ولم تحتمون من
التمر ؟ قال :لن نبي ال صلى ال عليه وآله حمى عليا عليه السلم منه
في مرضه ) - 2 .(2الخصال :عن محمد بن الحسن بن الوليد ،عن محمد
بن يحيى العطار ،عن محمد بن أحمد الشعري ،عن محمد بن علي
البصري ،عن فضالة ووهيب بن حفص ،عن شهاب بن عبد ربه قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :إن الزبير دخل على رسول ال
) (1دعائم السلم (2) .113 - 112 :علل الشرايع 2ر 149ومثله في الكافي 8ر
،291طب الئمة .59
][167
صلى ال عليه وآله وبيده سفر جلة فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله :يا زبير
ما هذه بيدك ؟ قال :يارسول ال هذه سفر جلة ،فقال :يا زبير كل السفر جل
فان فيه ثلث خصال قال :وماهي يا رسول ال ؟ قال :يجم الفؤاد ،ويسخي
البخيل ،ويشجع الجبان ) .(1المحاسن :عن أبي عبد ال عليه السلم مثله
) .(2المكارم :في رواية :كل السفرجل إلى آخر الخبر ) .(3بيان :قال في
النهاية :في حديث طلحة رمى إلى رسول ال صلى ال عليه وآله بسفر
جلة فقال :دونكها فانها تجم الفؤاد :أي تريحه وقيل :تجمعه وتكمل صلحه
ونشاطه ومنه حديث عائشة في التلبينة فانها تجم فؤاد المريض ،وحديثها
الخر فانها مجمة له ،أي مظنة للستراحة - 3 .العيون :بالسانيد الثلثة
المتقدمة في باب الرمان عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال :دخل
طلحة بن عبيد ال على رسول ال صلى ال عليه وآله وفي يد رسول ال
صلى ال عليه وآله سفر جلة فدحابها إليه وقال :خذها يا أبا محمد فانها
تجم القلب ) (4صحيفة الرضا :بالسناد عنه عليه السلم مثله ) .(5بيان:
في النهاية فدحا السيل فيه بالبطحاء أي رمى وألقى ،وقال الجوهرى :يقال
للعب بالجوز أبعد المدى وادحه أي ارمه وفي الصحيفة فرمى بها إليه4 .
-العيون :عن محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي ،عن علي بن محمد بن
عنبسة عن دارم بن قبيصة ،عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم عن علي
عليه السلم قال :دخلت على رسول ال صلى ال عليه وآله يوما وفي يده
سفرجل فجعل يأكل ويطعمني ويقول :كل يا علي فانها هدية الجبار إلى
وإليك ،قال :فوجدت فيها كل لذة فقال لي :يا علي من
) (1الخصال (2) .157 :المحاسن (3) .550 :مكارم الخلق (4) .195 :عيون
الخبار 2ر (5) .41صحيفة الرضا لم نجده.
][168
أكل السفرجل ثلثة أيام على الريق صفا ذهنه ،وامتل جوفه حلما وعلما ،ووقي من
كيد إبليس وجنوده ) - 5 .(1الخصال :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن
أحمد بن أبي عبد ال البرقي عن النهيكى ،عن منصور بن يونس ،قال:
سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلم يقول :ثلثة ل تضر :العنب
الرازقي ،وقصب السكر ،والتفاح اللبناني ) - 6 .(2ومنه :عن أبيه ،عن
سعد ،عن اليقطيني ،عن القاسم بن يحيى ،عن جده ،عن أبي بصير ومحمد
بن مسلم عن الصادق عن آبائه عليهم السلم قال :قال امير المؤمنين عليه
السلم :أكل التفاح نضوح للمعدة ) .(3وقال عليه السلم :اكل السفرجل
قوة للقلب الضعيف ،ويطيب المعدة ،ويذكي الفؤاد ،ويشجع الجبان،
ويحسن الولد ) .(4وقال عليه السلم :الكمثرى يجلو القلب ،ويسكن أوجاع
الجوف ) .(5توضيح " :نضوح للمعدة " أي يطيبها أو يغسلها وينظفها،
ويؤيد الول ما سيأتي ،قال في النهاية :النضوح بالفتح ضرب من الطيب
تفوح رايحته ،ثم قال :وقد يرد النضح بمعنى الغسل والزالة ،ومنه
الحديث ونضح الدم عن جبينه ،وفي بعض نسخ المكارم ) (6بالجيم من
النضج بمعنى الطبخ وهو تصحيف ،وفي القاموس ذكت النار ذكوا وذكا
وذكاء بالمد واستذكت :اشتد لهبها ،وأذكاها وذكاها :أوقدها ،والذكاء
سرعة الفطنة ،وقال في المصباح :الذكاء في اللغة تمام الشئ ،ومنه
الذكاء في الفهم إذا كان تام العقل سريع القبول.
) (1عيون الخبار 2ر (2) .73الخصال (3) .144 :المصدر 612 :س (4) .4
الخصال 612 :س (5) .6المصدر نفسه 632 :س (6) .10مكارم
الخلق.197 :
][169
- 7المحاسن :عن بعض أصحابنا ،عن الحسين بن عثمان ،عن الحسين بن هاشم،
عن جميل بن دراج ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من أكل سفرجلة
أنطق ال الحكمة على لسانه أربعين يوما ) .(1المكارم :عنه عليه السلم
مثله ) .(2بيان :نسبة النطاق إلى الحكمة على المجاز ،كما في قوله
تعالى " :هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق " ) - 8 .(3المحاسن :عن أبي
يوسف ،عن إبراهيم بن عبد الحميد ،وزياد بن مروان كليهما عن أبي
الحسن عليه السلم قال :اهدى للنبي صلى ال عليه وآله سفرجل فضرب
بيده على سفرجله فقطعها وكان يحبها حبا شديدا فأكلها ،وأطعم من كان
بحضرته من أصحابه ثم قال :عليكم بالسفرجل فانه يجلو القلب ،ويذهب
بطخاء الصدر ) .(4المكارم :عن الرضا عليه السلم مثله ) .(5بيان :قال
في النهاية فيه " :إذا وجد أحدكم طخاء على قلبه فليأكل السفرجل "
الطخاء ثقل وغشي ،وأصل الطخاء والطخية الظلمة والغيم ،ومنه الحديث
إن للقلب طخاءة كطخاءة القمر أي ما يغشاه من غيم يغطي نوره انتهى،
وجلء القلب قريب منه ،أو المراد به إذهاب الحزن - 9 .المحاسن :عن
النوفلي ،باسناده قال :كان جعفر بن أبي طالب عند النبي صلى ال عليه
وآله فاهدي إلى النبي صلى ال عليه وآله سفرجل فقطع النبي صلى ال
عليه وآله قطعة وناولها جعفرا فأبى أن يأكلها ،فقال :خذها وكلها فإنها
تذكى القلب وتشجع الجبان ) .(6بيان :لعل إباءه رضي ال عنه كان
لليثار ،فل ينافي حسن الدب.
) (1المحاسن (2) .548 :مكارم الخلق (3) .196 :الجائية (4) .29 :المحاسن:
(5) .548مكارم الخلق (6) .196 :المحاسن.549 :
][170
- 10المحاسن :عن أبي الحسن البجلي ،عن الحسن بن إبراهيم ،عن سليمان ابن
جعفر الجعفري ،عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلم قال :كسر
رسول ال صلى ال عليه وآله سفرجلة وأطعم جعفر بن أبي طالب وقال
له :كل فانه يصفي اللون ،ويحسن الولد ) - 11 .(2ومنه :عن سجادة
رفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم قال :من أكل سفرجلة على الريق طاب
ماؤه وحسن ولده ) .(3بيان :كأن حسن الولد تفسير لطيب الماء ويحتمل
أن يكون طيب الماء لبيان التأثير في الخلق الحسنة في الولد- 12 .
المحاسن :عن بعض أصحابنا ،عمن ذكره ،عن أبي أيوب الخزاز ،عن
محمد بن مسلم قال :نظر أبو عبد ال عليه السلم إلى غلم جميل فقال:
ينبغي أن يكون أبو هذا الغلم أكل السفرجل ،وقال :السفرجل يحسن الوجه
ويجم الفؤاد ) - 13 .(4ومنه :عن محمد بن سنان أو غيره ،عن الحسين
بن عثمان ،عن حمزة بن بزيع ،عن أبي إبراهيم عليه السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله لجعفر :يا جعفر كل السفرجل فانه يقوي
القلب ،ويشجع الجبان ) .(5ورواه أبو سمينة عن أحمد بن عبد ال
السدي عن رجل عن أبي عبد ال عليه السلم ) (6المكارم :عن النبي
صلى ال عليه وآله مثله ) - 14 .(7المحاسن :عن بعض أصحابه ،عن
عبد ال بن عبد الرحمان الصم ،عن شعيب العقرقوفي ،عن أبي بصير،
عن أبى عبد ال عليه السلم قال :أكل السفرجل قوة للقلب ،وذكاء للفؤاد،
ويشجع الجبان ) - 15 .(1ومنه :عن القاسم بن يحيى ،عن جده ،عن أبى
بصير ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم:
أكل السفرجل قوة للقلب الضعيف ،ويطيب المعدة ،ويذكى الفؤاد ،ويشجع
الجبان ).(2
][171
- 16ومنه :عن أبيه ،عن أبي البختري ،عن طلحة بن عمرو ،قال :دخل طلحة بن
عبيد ال على رسول ال صلى ال عليه وآله وفي يده سفرجلة ،فألقاها
إلى طلحة وقال :كلها فانها تجم الفؤاد ) - 17 .(1ومنه :عن محمد بن
عمرو رفعه قال :السفرجل يدبغ المعدة ،ويشد الفؤاد ) - 18 .(2ومنه :عن
عدة من أصحابه ،عن علي بن أسباط ،عن أبي محمد الجوهري عن سفيان
بن عيينة قال :سمعت جعفر بن محمد عليه السلم يقول :السفرجل يذهب
بهم الحزين ،كما تذهب اليد بعرق الجبين ) - 19 .(3ومنه :عن السياري
رفعه قال :عليكم بالسفرجل فكلوه فانه يزيد في العقل والمروة )- 20 .(4
ومنه :عن السيارى ،عن أبى جعفر ،عن إسحاق بن مطهر ذكره عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :السفرجل يفرج المعدة ،ويشد الفؤاد ،وما بعث
ال نبيا قط إل أكل السفرجل ) .(5وقال عليه السلم :التفاح نضوح المعدة
) (6وقال :كل التفاح فانه يطفئ الحرارة ،ويبرد الجوف ،ويذهب بالحمى،
وفي حديث آخر يذهب بالوباء ) .(7بيان " :يفرج المعدة " كذا في أكثر
النسخ ،وليس له معنى يناسب المقام ،إل أن يكون من الشق كناية عن
توسيعها وحصول شهوة الطعام ،وفي بعض النسخ " يصوح " بالصاد
والحاء المهملتين وواو بينهما أي يجفف ،وفي بعضها " نضوح " كما
مر ،وهو أظهر ،وفي النهاية الوبا بالقصر والمد والهمز الطاعون
والمرض العام - 21 .المحاسن :عن أبي يوسف ،عن القندي ،عن المفضل
بن عمر ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ذكر له الحمى فقال :إنا أهل
بيت ل نتداوى إل بافاضة الماء
) (5 - 1المحاسن (6) .55 :في المطبوع من المصدر يفرج (7) .المصدر .550
][172
البارد يصب علينا ،وأكل التفاح ) - 22 .(1ومنه :عن أبيه ،عن يونس ،عمن ذكره،
عن أبى عبد ال عليه السلم قال :يعلم الناس ما في التفاح ما داووا
مرضاهم إل به ) - 23 .(2ومنه :عن بعضهم عن أبى عبد ال عليه السلم
قال :أطعموا محموميكم التفاح فما من شئ أنفع من التفاح )- 24 .(3
ومنه :عن محمد بن على الهمداني ،عن عبد ال بن سنان ،عن درست بن
أبى منصور ،قال :بعثني المفضل بن عمر إلى أبى عبد ال عليه السلم
فدخلت عليه في يوم صائف ،وقدامه طبق فيه تفاح أخضر ،فوال إن
صبرت أن قلت له :جعلت فداك أتأكل هذا والناس يكرهونه ؟ فقال -كأنه لم
يزل يعرفني :إنى وعكت في ليلتى هذه ،فبعثت فاتيت به ،وهذا يقلع
الحمى ،ويسكن الحرارة ،فقدمت فأصبت أهلي محمومين فأطعمتهم فأقلعت
عنى ) .(4توضيح :في الكافي ) (5عن " عبد ال الدهقان " مكان " ابن
سنان " ) (6وهو الصواب ،وفيه " إلى أبي عبد ال عليه السلم بلطف "
وهو بضم اللم وفتح الطاء جمع لطفة بالضم بمعنى الهدية كما ذكره
الفيروز آبادي ،وقيل :بضم اللم وسكون الطاء أي لطلب لطف وبر
وإحسان ،والول أظهر " فوال إن صبرت " إن بالكسر نافية ،وفي الكافي
" فقال لي عليه السلم كأنه " إلى آخر الخبر أي قال ذلك على وجه
الستيناس واللطف ،كأنه كان مصاحبا لي قديما ،أو كان هذا القول على
هذا الوجه وحكاية أحواله لي -مع أني لم أكن رأيته ،ومع شرافته ورفعته
-مما يدل على غاية تواضعه وحسن معاشرته مع مواليه " فاتيت به "
على بناء المجهول ،وفي الكافي بعد ذلك
) (3 - 1المحاسن (4) .551 :المصدر نفسه وفيه " فأقلعت عنهم " وهو الظاهر.
) (5الكافي 6 :ر (6) .355كما ذكره الردبيلى في الجامع 1ر 528
قال :محمد بن على الهمداني عن عبد ال الدهقان في باب التفاح ]في[
ولكن في المطبوع من المصدر ط الخوندى مثل ما في المحاسن.
][173
" فأكلته " وقوله " :فقدمت " كلم الراوي ،وفي الكافي فأقلعت الحمى عنهم وهو
الظاهر - 25 .المحاسن :عن محمد بن جمهور ،عن الحسن بن المثنى،
عن سليمان بن درستويه الواسطي قال :وجهني المفضل بن عمر بحوايج
إلى أبى عبد ال عليه السلم فإذا قدامه تفاح أخضر ،فقلت له :جعلت فداك
ما هذا ؟ فقال :يا سليمان إني وعكت البارحة فبعثت إلى هذا لكله،
أستطفئ به الحرارة :ويبرد الجوف ،ويذهب بالحمى ،ورواه أبو الخزرج
عن سليمان ) .(1المكارم :مرسل مثله ) .(2بيان " :بحوايج " أي بأشياء
كان عليه السلم احتاج إليها فطلبها منه ،وكان عليه السلم يرجع إلى
المفضل بأشباه ذلك كما يفهم من أخبار اخر " إنى وعكت " على بناء
المفعول ،قال في النهاية :الوعك هو الحمى ،وقيل :ألمها ،وقد وعكه
المرض وعكا ووعك فهو موعوك " فبعثت إلى هذا " أي طلبته من بعض
النواحي " أستطفئ " جملة استينافية بيانية ،وكأن الواقعة المذكورة في
هذا الخبر غير ما ذكر في الخبر السابق لختلف الراوي ،وإن كان يوهم
تشابههما اتحادهما وعروض تصحيف في أحدهما - 26 .المحاسن :عن
عبد الرحمان بن حماد ويعقوب بن يزيد ،عن القندي ،قال :أصاب الناس
وباء ونحن بمكة ،فأصابني فكتبت إلى أبى الحسن عليه السلم فكتب إلى:
كل التفاح فأكلته فعوفيت ) - 27 .(3ومنه :عن أبي يوسف ،عن القندي
قال :دخلت المدينة ومعي أخي يوسف فأصاب الناس الرعاف وكان الرجل
إذا رعف يومين مات ،فرجعت إلى المنزل فإذا سيف أخي يرعف رعافا
شديدا ،فدخلت على أبي عبد ال عليه السلم فقال :يا زياد أطعم سيفا
التفاح ،فرجعت فأطعمته إياه فبرأ ).(4
][174
المكارم :عن القندي مثله ) - 28 .(1ومنه :عن أبي يوسف ،عن القندي قال:
أصاب الناس وباء بمكة ،فأصابني ،فكتبت إلى أبي الحسن عليه السلم
فكتب إلى :كل التفاح ،فأكلته فعوفيت ) - 29 .(2ومنه :عن بكر بن صالح،
عن الجعفري قال :سمعت أبا الحسن الول عليه السلم يقول :التفاح شفاء
من خصال :من السم ،والسحر ،واللمم يعرض من أهل الرض ،والبلغم
الغالب ،وليس شئ أسرع منفعة منه ) .(3المكارم :عن الرضا عليه السلم
مثله ) .(4بيان " :واللمم يعرض " أي جنون أو إصابة من الجن ،في
القاموس اللمم محركة الجنون ،وصغار الذنوب ،وأصابته من الجن لمة،
أي مس أو قليل - 30 .المحاسن :عن بعض أصحابنا ،عن الصم ،عن
شعيب العقرقوفي ،عن أبي بصير ،ورواه القاسم بن يحيى ،عن جده ،عن
أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال على عليه السلم:
التفاح نضوح المعدة ) - 31 .(5ومنه :عن أبيه ،عن محمد بن سنان ،عن
إسماعيل بن جابر قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :التفاح
نضوح المعدة ) - 32 .(6ومنه :عن القاسم بن يحيى ،عن جده ،عن أبي
بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كلوا الكمثرى فانه يجلو القلب،
ويسكن أوجاع الجوف باذن ال تعالى ) .(7المكارم :عنه عليه السلم مثله
).(8
) (1مكارم الخلق (3 - 2) .198 :المحاسن (4) .553 :مكارم الخلق) .197 :
(5المحاسن 553 :وفيه يصوح المعدة (7 - 6) .المحاسن(8) .553 :
مكارم الخلق.199 :
][175
- 33الطب :عن جابر بن عمر السكسكي عن محمد بن عيسى ،عن أيوب عن
فضالة عن محمد بن مسلم قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :لو يعلم
الناس ما في التفاح ،ماداووا مرضاهم إل به ،أل وإنه أسرع شئ منفعة
للفؤاد خاصة ،وإنه نضوحه ) (1وعن أبي بصير قال :سمعت الباقر عليه
السلم يقول :إذا أردت أكل التفاح فشمه ثم كله ،فانك إذا فعلت ذلك أخرج
من بدنك كل داء وغائلة ،ويسكن ما يوجد من قبل الرواح كلها ) .(2بيان:
" الرواح " الجن ،وأخلط البدن جميعا ،أو الصفراء ،أو السوداء
خصوصا ،فانه قد يطلق عليهما في الخبار ،والول أظهر ،وكأن العلة فيه
أن استيلء الجن غالبا إنما يكون لضعف القلب والدماغ ،والتفاح أكل
وشما يقويهما ،قال في النهاية في حديث ضمام " إنى اعالج من هذه
الرواح " الرواح هاهنا كناية عن الجن ،سموا أرواحا لكونهم ل يرون،
فهم بمنزلة الرواح - 34 .الطب :عن محمد بن جعفر البرسى ،عن محمد
بن يحيى الرمني ،عن محمد ابن سنان ،عن ابن ظبيان ،عن المفضل ،عن
محمد بن إسماعيل بن ابن أبى زينب ،عن جابر الجعفي عن الباقر عن
آبائه عليهم السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :كلوا الكمثرى
فانه يجلو القلب .وعن زياد بن الجهم عن الحلبي قال :قال أبو عبد ال
عليه السلم لرجل شكى إليه وجعا يجده في قلبه وغطاء عليه ،فقال :كال
الكمثري ) - 35 .(3ومنه :عن الخضر بن محمد ،عن على بن العباس،
عن ابن فضال ،عن أبي بصير ،عن الصادق عن أبيه عن جده عن أمير
المؤمنين عليه السلم قال :أكل السفرجل يزيد في قوة الرجل ويذهب
بضعفه - 36 .ومنه :عن الشعث بن عبد ال الشعث من ولد محمد بن
الشعث بن قيس الكندي ،عن إبراهيم بن المختار من ولد المختار بن أبي
عبيدة ،عن محمد بن سنان ،عن طلحة
][176
ابن زيد ،قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الحجامة يوم السبت قال :يضعف،
قلت :إنما علتي من ضعفي وقلة قوتي ،قال :فعليك بأكل السفرجل الحلو
مع حبه ،فانه يقوى الضعف ،ويطيب المعدة ،ويذكي المعدة .وعنه عليه
السلم أنه قال " :إن في السفرجل خصلة ليست في ساير الفواكه ،قلت:
وماذاك يابن رسول ال ؟ قال :يشجع الجبان ،هذا وال من علم النبياء
عليهم السلم ) - 37 .(1المكارم :قال النبي صلى ال عليه وآله :كلوا
السفرجل ،فانه يجلو عن الفؤاد .وعنه عليه السلم قال :كلوا السفرجل
وتهادوا بينكم فانه يجلو البصر ،وينبت المودة في القلب ،وأطعموا حبالكم
فانه يحسن أولدكم وفي رواية يحسن أخلق أولدكم .وعن أمير المؤمنين
عليه السلم قال :السفرجل قوة القلب ،وحياة الفؤاد ،ويشجع الجبان .وقال
عليه السلم :رائحة السفرجل رائحة النبياء ) .(2وعن أنس قال النبي
صلى ال عليه وآله :كلوا السفرجل على الريق .وعن الرضا عليه السلم
قال :عليكم بالسفرجل ،فانه يزيد في العقل .وعن الصادق عليه السلم قال:
من أكل السفرجل على الريق ،طاب ماؤه ،وحسن وجهه .ومن كتاب
الجامع لبي جعفر الشعري عنه عليه السلم قال :ما بعث ال نبيا قط إل
وفي يديه سفرجلة أو بيده سفرجلة .وقال أيضا :رائحة النبياء رائحة
السفرجل ورايحة حور العين الس ،و رايحة الملئكة الورد ،وما بعث ال
نبيا إل وجد منه ريح السفرجل .وعن الباقر عليه السلم قال :السفرجل
يذهب بهم الحزين.
][177
وعن الصادق عليه السلم أنه نظر إلى غلم جميل فقال :ينبغي أن يكون أبو هذا
أكل السفرجل .وقال النبي :كلوا السفرجل فانه يجلو عن الفؤاد ،وما بعث
ال نبيا إل أطعمه من سفرجل الجنة ،فيزيد فيه قوة أربعين رجل .وقال
عليه السلم كلوا السفرجل فانه يزيد في الذهن ،ويذهب بطخاء الصدر،
ويحسن الولد .وفي الحديث :أن التفاح يورث النسيان وذلك لنه يولد في
المعدة لزوجة .وقال النبي صلى ال عليه وآله :كلوا التفاح على الريق،
فانه نضوح المعدة .وعن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عليهم السلم
قال :إنا أهل بيت لنتداوى إل بافاضة الماء البارد للحمى وأكل التفاح ).(1
وعن الصادق عليه السلم قال :الكمثرى يدبغ المعدة ،ويقويها ،هو
والسفرجل ) - 38 .(2دعوات الراوندي :قال أمير المؤمنين عليه السلم:
دخل طلحة على رسول ال وفي يده صلى ال عليه وآله سفرجلة فرمى بها
إليه وقال :خذها يابا محمد ،فانها تجم القلب .وقال صلى ال عليه وآله:
أطعموا حبالكم السفرجل فانه يحسن أخلق أودلكم - 39 .كتاب المامة
والتبصرة :عن سهل بن أحمد ،عن محمد بن محمد بن الشعث عن موسى
بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ،عن أبيه عن آبائه عليهم السلم قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله رايحة النبياء رايحة السفرجل ،ورايحة
الحور العين رايحة الس ،ورايحة الملئكة رايحة الورد ورائحة ابنتي
فاطمة الزهراء رائحة السفرجل والس والورد ،ول بعث ال نبيا ول وصيا
إل وجد منه رائحة السفرجل ،فكلوها وأطعموا حبالكم يحسن أولدكم40 .
-الدعايم :عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قطع سفرجلة فأكل منها
وناول جعفر بن
][178
أبي طالب وقال :كل فان السفرجل يذكي القلب ،ويشجع الجبان ) .(1وعن علي
عليه السلم أنه قال :عليكم بالتفاح فكلوه ،فانه نضوح المعدة )- 41 .(2
صحيفة الرضا :عنه عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :لما اسري بي إلي السماء ،أخذ جبرائيل عليه السلم بيدي
وأقعدني على درنوك من درانيك الجنة ثم ناولني سفرجلة فأنا كنت أقلبها
إذا انفلقت فخرجت منها جارية حوراء لم أر أحسن منها ،فقالت :السلم
عليك يا محمد ! قلت :من أنت ؟ قالت :أنا الراضية المرضية ،خلقني
الجبار من ثلثة أصناف :أسفلي من مسك ،ووسطي من كافور ،وأعلي
من عنبر ،عجنت من ماء الحيوان ثم قال لي الجبار :كوني فكنت ،خلقني
لخيك ،وابن عمك علي بن أبي طالب عليه السلم ) .(3العيون :بالسانيد
الثلثة مثله ) - 42 .(4الدر المنثور :عن على بن أبي طلحة قال :أول شئ
أكله آدم حين اهبط إلى الرض الكمثرى ،وإنه لما أراد أن يتغوط أخذه من
ذلك كما تأخذ المرأة ،عند الولدة ،فذهب شرقا وغربا ل يدري كيف يصنع،
حتى نزل إليه جبرائيل فأقعى له فأقعى آدم فخرج ذلك منه ،فلما وجد ريحه
مكث يبكى سبعين سنة ) .(5أقول :وقد مضى كثير من الخبار في باب
أنواع الفاكهة وباب الرمان - 43 .الفردوس :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :كلوا السفرجل على الريق - 44 .الكافي :عن على عن أبيه عن
القاساني ،عن أبي أيوب المديني ،عن سليمان الجعفري ،عن الرضا عليه
السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله كان يعجبه النظر إلى الترج
الخضر والتفاح الحمر ).(6
) (2 - 1دعائم السلم 2ر (3) .113صحيفة الرضا عليه السلم7 - 6 :
والدرنوك ضرب من البسط ذوخمل (4) .عيون الخبار 2ر (5) .26الدر
المنثور 1ر 56قال :أخرجه ابن أبى الدنيا في كتاب البكاء (6) .الكافي
6ر .360
][179
9 .باب * )الزيتون والزيت وما يعمل منهما( * - 1العيون :بالسانيد الثلثة عن
الرضا عن آبائه عن علي عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :عليك بالزيت فكله وادهن به ،فان من أكله وادهن به لم يقربه
الشيطان أربعين يوما ) .(1صحيفة الرضا :بالسناد عنه عليه السلم مثله
) - 3 .(2ومنهما :عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :عليكم بالزيت فانه يكشف المرة ،ويذهب البلغم،
ويشد العصب ،ويحسن الخلق ،ويطيب النفس ،ويذهب بالغم ) .(3أقول:
في بعض النسخ مكان " بالزيت " " بالزبيب " ،لكن ذكره الراوندي في
دعواته والطبرسي في المكارم وفيهما " عليكم بالزيت " - 4 .المحاسن:
عن أبيه ،عن سعدان ،عن مولى لم هاني قال :مررت على أبي عبد ال
عليه السلم وفي ردائي طعام بدينار ،فقال :كيف أصبحت أي أبا فلن ؟
قال :قلت :جعلت فداك تسألني كيف أصبحت وهذا بدينار ؟ قال :أفل اعلمك
كيف تأكله ؟ قلت :بلى ،قال :فادع بصحفة فاجعل فيها ماء وزيتا وشيئا من
ملح ،واثرد فيها فكل والعق أصابعك ) .(4بيان :قوله " هذا بدينار " :كأنه
شكاية عن غلء السعر أو كثرة العيال - 5 .المحاسن :عن عثمان بن
عيسى ،عن خالد بن نجيح ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال:
) (1عيون الخبار 2ر (2) .42صحيفة الرضا (3) .28 :عيون الخبار 2ر ،35
صحيفة الرضا (4) .10 :المحاسن.405 :
][180
الخل والزيت من طعام المسلمين ) .(1ومنه :عن النوفلي عن السكوني عن أبى
عبد ال عليه السلم مثله ) - 6 .(2ومنه :عن أبيه ،عن ابن المغيرة ،عن
السكوني ،عن جعفر ،عن أبيه عن علي عليهم السلم قال :ما أقفر بيت
يأتدمون بالخل والزيت ،وذلك إدام النبياء ) .(3بيان :في النهاية فيه " ما
أقفر بيت فيه خل " أي ما خل من الدام ول عدم أهله الدم ،والقفار
الطعام بل أدم ،وأقفر الرجل إذا أكل الخبز وحده ،من القفر والقفار وهي
الرض الخالية التي لماء بها - 7 .المحاسن :عن أبيه ،عن ابن أبي
عمير ،عن عبدة الواسطي ،عن عجلن قال :تعشيت مع أبي عبد ال عليه
السلم بعد عتمة وكان يتعشى بعد العتمة ،فاتي بخل وزيت ولحم بارد،
قال :فجعل ينتف اللحم فيلقمنيه ويأكل الخل والزيت ويدع اللحم ؟ فقال :إن
هذا طعامنا وطعام النبياء ) - 8 .(4ومنه :عن عثمان بن عيسى ،عن خالد
بن نجيح ،قال :كنت أفطر مع أبي عبد ال عليه السلم ومع أبي الحسن
الول عليه السلم في شهر رمضان فكان أول ما يؤتى به قصعة من ثريد
خل وزيت ،فكان أقل ما يتناول منه ثلث لقم ،ثم يؤتى بالجفنة ) .(5بيان:
" ثم يؤتى بالجفنة " أي القصعة الكبيرة التي فيها اللحم ونحوه- 9 .
المحاسن :عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
كان أحب الصباغ إلى رسول ال صلى ال عليه وآله الخل والزيت :طعام
النبياء ) - 10 .(6ومنه :عن أبيه ،عمن ذكره ،عن أيوب بن الحر ،عن
محمد بن علي الحلبي ،قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الطعام
فقال :عليك بالخل والزيت ،فانه مرئ ،وإن عليا عليه السلم كان يكثر
أكله ،وإني أكثر أكله ،لنه مرئ ).(7
) (2 - 1المحاسن ،482وفيه " من طعام المرسلين " وهو الظاهر (3) .المصدر
نفسه (5 - 4) .482المحاسن (7 - 6) .482 :المصدر ص .483
][181
بيان :طعام مرئ أي حميد المغبة - 11 .المحاسن :عن ابن فضال ،عن يونس بن
يعقوب ،عن عبد العلى قال :أكلت مع أبي عبد ال عليه السلم فقال :يا
جارية ايتينا بطعامنا المعروف ،فاتي بقصعة فيها خل وزيت فأكلنا ).(1
- 12ومنه :عن عثمان بن عيسى ،عن حماد بن عثمان ،عن سلمة
القلنسي قال :دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فلما تكلمت قال :مالي
أسمع كلمك قد ضعف ؟ قلت :سقط فمي قال :فكأنه شق عليه ذلك ،قال:
فأي شئ تأكل ؟ قلت :آكل ما كان في البيت ،قال :عليك بالثريد فان فيه
بركة ،فان لم يكن لحم فالخل والزيت ) - 13 .(2ومنه :عن أبيه ،عن ابن
أبى عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال :ما أقفر
بيت فيه الخل والزيت ) - 14 .(3ومنه :عن إسماعيل بن مهران ،عن
حماد بن عثمان ،عن زيد بن الحسن قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم
يقول :كان أمير المؤمنين عليه السلم أشبه الناس طعمة برسول ال صلى
ال عليه وآله ،يأكل الخل والزيت ،ويطعم الناس الخبز واللحم )- 15 .(4
ومنه :عن منصور بن العباس ،عن إبراهيم بن محمد الزراع البصري،
عن رجل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ذكر عنده الزيتون فقال رجل:
يجلب الرياح ،فقال :ل ولكن يطرد الرياح ) - 16 .(5ومنه :عن يعقوب بن
يزيد ،عن يحيى بن المبارك ،عن عبد ال بن جبلة عن إسحاق بن عمار أو
غيره قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :انهم يقولون :الزيت يهيج
الرياح ،فقال :إن الزيتون يطرد الرياح ) - 14 .(6ومنه :عن محمد بن
عيسى اليقطيني ،عن عبيد ال الدهقان ،عن درست
][182
الواسطي ،عن إبراهيم بن عبد الحميد ،عن أبي الحسن عليه السلم قال :كان مما
أوصى به آدم إلى هبة ال عليهما السلم أن كل الزيتون فانه من شجرة
مباركة ) - 15 .(1ومنه :عن يعقوب بن يزيد ،عن محمد بن عبد ال
المطهرى عمن ذكره ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال :الزيتون يزيد في
الماء ) .(2بيان :أي ماء الظهر وهو المني - 16 .ومنه :عن جعفر بن
محمد ،عن ابن القداح ،عن أبي عبد ال عن أبيه عليهما السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :كلوا الزيت وادهنوا به ،فانه من شجرة
مباركة ) .(3المكارم :عنه عليه السلم مثله ) - 17 .(4المحاسن :عن
منصور بن العباس ،عن محمد بن عبد ال بن واسع ،عن إسحاق ابن
إسماعيل ،عن محمد بن يزيد ،عن أبي داود النخعي ،عن أبي عبد ال عن
آبائه عليهم السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :ادهنوا بالزيت
وائتدموا به ،فانه دهنة الخيار ،وإدام المصطفين ،مسحت بالقدس مرتين،
بوركت مقبلة وبوركت مدبرة ل يضر معها داء ) .(5بيان :في القاموس
دهن رأسه وغيره دهنا ودهنة بله ،والدهنة بالضم الطائفة من الدهن "
مسحت بالقدس مرتين " أي وصفت بالطهارة والبركة والعظمة في
موضعين من القرآن في سورة النور وفي سورة التين ،أو في الملل
السابقة وفي هذه الملة ،أو المراد به محض التكرار من غير خصوص عدد
الثنين ،كما قيل :في لبيك وسعديك وغيرهما ،وأما قوله عليه السلم "
مقبلة ومدبرة " :فلعل المعنى رطبة وجافة ،أو صحيحة ومعتصرة منها
الدهن ،أو سواء كانت موافقة للمزاج أو غير موافقة ،أو الغرض تعميم
الحوال مطلقا ،وقال بعض الفاضل :لعل ممسوحية الزيت بالقدس كناية
عن دعاء النبياء عليهم السلم فيه بذلك ،وإقبالها وإدبارها كناية عن
وفورها وقلتها.
][183
- 18المحاسن :عن أبيه ،عمن حدثه ،عن موسى بن جعفر ،عن أبيه ،عن جده
قال :كان فيما أوصى به رسول ال صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم
أن قال له :يا علي كل الزيت وادهن به ،فانه من أكل الزيت لم يقر به
الشيطان أربعين يوما ) .(1المكارم :مرسل مثله ) - 19 .(2المحاسن :عن
النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :الزيت طعام
التقياء ) - 20 .(3ومنه :عن ابيه ،عن سعدان بن مسلم ،عن إسماعيل
بن جابر قال :كنت عند أبي عبد ال عليه السلم فدعا بالمائدة فاتينا
بقصعة فيها ثريد ولحم ،فدعا بزيت فصبه على اللحم فأكله )- 21 .(4
ومنه :عن الحسين بن يزيد النوفلي ،عن الجريري ،عن عبد المؤمن
النصاري ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :الزيت دهن البرار ،وإدام الخيار ،بورك فيه مقبل ،وبورك فيه
مدبرا ،انغمس في القدس مرتين ) - 22 .(5المكارم :عن الرضا عليه
السلم قال :نعم الطعام الزيت :يطيب النكهة ،ويذهب بالبلغم ،ويصفي
اللون ،ويشد العصب ،ويذهب بالوصف ،ويطفئ الغضب .وعن الصادق
عليه السلم قال :الزيت دهن البرار ،وطعام الخيار ) - 23 .(6المحاسن:
عن الحسين بن سيف ،عن أخيه ،عن أبيه سيف بن عميرة ،عن محمد بن
حمران قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :ما كان دهن الولين إل زيت )
.(7تبيين :قال ابن بيطار :قال جالينوس :ورق شجرة الزيتون وعيدانها
الطرية فيها من البرودة بمقدار ما فيها من القبض ،وأما ثمرتها فما كان
منها مدركا نضيجا مستحكم النضج ،فهو حار حرارة معتدلة ،وما كان منها
غير نضيج فهو أشد بردا وقبضا.
المصدر (2) .485 :مكارم الخلق (5 - 3) .218 :المحاسن (6) .485 :مكارم
الخلق (7) .218 :المحاسن.485 :
][184
وقال إسحاق بن عمران :الزيتون الخضر بارد يابس ،عاقل للطبيعة ،دابغ للمعدة،
مولد لشهوتها ،بطيئ للنهضام ،ردي الغذاء ،وإذا ربي في الخل كان
أسرع انهضاما وأكثر عقل للبطن ،وإذا عمل بالملح اكتسب منه حرارة،
وكان ألطف من المنقع في الماء .وقال البغدادي :الزيت اسم للدهن
المعتصر من الزيتون ويعتصر من نضيجه ويسمى زيتا عذبا ،ومن خامه
ويسمى زيت إنفاق وزيت ركابي ،والول حار باعتدال ،والثاني بارد يابس
فيه قبض ظاهر ،والثاني أوفق للصحاء ،وجيد للمعدة ويشد اللثة ،ويقوي
السنان ،إذا امسك في الفم ،ويمنع من درور العرق ،والعتيق من الزيت
العذب صالح للدوية ،وحينئذ يكون فيه حرارة ظاهرة يحلل ،ويلين
البشرة ،ويمنع من الجمود ،ويلين الطبيعة ،ويضعف قوة الدوية ،ويكتحل
بالعتيق منه لحدة البصر ،والكحل بالمغسول المبيض يزيل بياض العين
الرقيق ،وهو دواء شريف للعين إذا اديم استعماله حتي أنه يقوم مقام
القدح في العين عند نزول الماء خصوصا إذا قطر في العين وحكت العين
بطرف الميل انتهى .وقال في بحر الجواهر :الزيت بارد في الدرجة الولى
وقيل :فيه رطوبة يقوى العضاء ،ويعين على جبر ما انكسر منها حتى
قيل :إنه مثل دهن الورد في كثير من أفعاله ،ويقاوم السموم ،ويقتل
الديدان ،ويقوى السنان والمعدة ،ويحفظ الشعر ،ويمنع سرعة الشيب،
وينفع من الجرب والقروح كلها واللثة الدامية ويشد السنان ،والزيت
المغسول هو الذي يضرب في الماء العذب ويؤخذ عنه 10 ..باب التين - 1
المحاسن :عن بعض أصحابنا ،عن رجل سماه عن الثمالي ،عن أبي جعفر
عليه السلم قال :لما خرج ملك القبط يريد هدم بيت المقدس ،اجتمع الناس
إلى حزقيل النبي عليه السلم فشكوا ذلك إليه ،فقال :لعلي اناجي ربي
الليلة ،فلما جنه
][185
الليل ناجى ربه فأوحى ال إليه :إني قد كفيتكم ،وكانوا قد مضوا فأوحى ال إلى
ملك الهواء أن أمسك عليهم أنفاسهم ،فماتوا كلهم ،وأصبح حزقيل النبي
عليه السلم وأخبر قومه بذلك ،فخرجوا فوجدوهم قد ماتوا ،ودخل حزقيل
النبي عليه السلم العجب فقال في نفسه :ما فضل سليمان النبي عليه
السلم علي وقد اعطيت مثل هذا ؟ قال :فخرجت على كبده قرحة فأذته
فخشع ل وتذلل وقعد على الرماد ،فأوحى ال إليه أن خذ لبن التين فحكه
على صدرك من خارج ،ففعل فسكن عنه ذلك ) .(1بيان " :وكانوا قد
مضوا " أي حزقيل وأصحابه خوفا من الملك ،أو الملك وأصحابه بقدرة
ال ،فيكون موتهم بعد المضي في الطريق ،وكون المضي بمعنى إتيانهم
بيت المقدس بعيد - 2 .المحاسن :عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،عن
أبي الحسن الرضا عليه السلم قال :التين يذهب بالبخر ،ويشد العظم،
وينبت الشعر ،ويذهب بالداء ،حتى ل يحتاج معه إلى دواء ،وقال عليه
السلم :التين أشبه شئ بنبات الجنة وهو يذهب بالبخر ) .(2المكارم :عن
الرضا عليه السلم مثله إلى قوله :إلى دواء ) .(3الكافي :عن على بن
إبراهيم ،عن أبيه ،عن أحمد ،وعن العدة ،عن سهل ،عن محمد بن
الشعث ،عن أحمد إلى قوله :بنبات الجنة ،وفيه " ويشد الفم والعظم " )
.(4بيان :لعل الشبهية لخلوص جوفه عما يلقى ويرمى كما سيأتي،
والبخر بالتحريك النتن في الفم وغيره - 3 .الطب :عن أحمد بن محمد بن
عبد ال النيسابوري ،عن محمد بن عرفة قال :كنت بخراسان أيام الرضا
عليه السلم والمأمون ،فقلت للرضا عليه السلم :يا ابن رسول ال ما
تقول في أكل التين ؟ فقال :هو جيد للقولنج فكلوه.
) (1المحاسن (2) .553 :المصدر (3) .554 :مكارم الخلق (4) .198 :الكافي 6
ر .358
][186
وعن أبي جعفر الباقر عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :عليكم بأكل
التين ،فانه ناقع للقولنج ،وأقلوا من أكل السمك ،فان أكله يذبل البدن،
ويكثر البلغم ويغلظ النفس .وعن أمير المؤمنين عليه السلم أنه قال :أكل
التين يلين السدد ،وهو نافع لرياح القولنج ،فأكثروا منه بالنهار ،وكلوه
بالليل ول تكثروا منه ) - 4 .(1المكارم :عن أبي ذر رحمه ال قال :أهدي
إلى النبي صلى ال عليه وآله طبق عليه تين ،فقال لصحابه :كلوا ،فلو
قلت :فاكهة نزلت من الجنة ،لقلت هذه ،لنه فاكهة بل عجم ،فانها تقطع
البواسير وتنفع من النقرس ) - 5 .(2الفردوس :عن أبي ذر مثله ،وفيه
فان فاكهة الجنة بلعجم ،فكلوها فانها تقطع البواسير - 6 .المكارم :في
الحديث من أراد أن يرق قلبه ،فليد من أكل البلس ،وهو التين .وعن كعب
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :كلوا التين الرطب واليابس ،فانه
يزيد في الجماع ،ويقطع البواسير ،وينفع من النقرس والبردة ) .(3بيان:
قال الجوهري :البلس بالتحريك شئ يشبه التين يكثر باليمن ،وفي
القاموس ثمر كالتين والتين نفسه ،وفي النهاية فيه " من أحب أن يرق
قلبه فليدم أكل البلس " هو بفتح الباء واللم التين ،قيل :هو شئ باليمن
يشبه التين ،وقيل :هو العدس ،وقيل :البلس مضموم الباء واللم ،ومنه
حديث ابن جريج قال :سألت عطاء عن صدقة الحب فقال :فيه كله الصدقة،
فذكر الذرة ،والدخن ،والبلس ،والجلجلن ،وقد يقال فيه :البلسن بزيادة
النون .وأقول :كأن المراد هنا العدس لورود هذا المضمون فيه بروايات
كثيرة ول يبعد أن يكون مكانه البلسن قال في القاموس :البلسن بالضم
العدس ،وحب آخر يشبهه ،وقال :النقرس بالكسر ورم ووجع في مفاصل
الكعبين وأصابع الرجلين،
][187
وقال :البردة بالكسر برد في الجوف ،وفي النهاية فيه أن البطيخ يقطع البردة
بكسر الهمزة والراء ،علة معروفة من غلبة البرد والرطوبة تفتر عن
الجماع وهمزتها زائدة - 7 .الفردوس :عن ابن عباس ،عن النبي صلى
ال عليه وآله قال :من أحب أن يرق قلبه فليد من أكل البلس ،يعني التين.
وعنه عن النبي صلى ال عليه وآله قال :كلوا التين فان على كل ناحية
منه " بسم ال القوي " 11 ..باب الموز - 1المحاسن :عن أبيه ،عن
صفوان ،عن أبي اسامة قال :دخلت علي أبي -عبد ال عليه السلم فقرب
إلى موزا فأكلنا معه ) - 2 .(1ومنه :عن محمد بن علي ،عن عبد الرحمان
بن أبي هاشم ،عن أبي هاشم ،عن أبي خديجة قال :ادخلت أنا والمفضل
إلى أبي خالد الكعبي صاحب الشامة ،فاتي بموز ورطب فقال :كلوا من هذا
فانه طيب ) .(2بيان :كأن هذا إشارة إلى كل منهما ويحتمل الموز فقط- 3 .
المحاسن :عن أبيه عن محمد بن عمرو عن يحيى بن موسى الصنعاني
قال :دخلت على أبي الحسن الثاني عليه السلم بمنى وأبو جعفر عليه
السلم على فخذه وهو يقشر موزا ويطعمه ) .(3بيان :قال الفيروز آبادي:
الموز ثمر معروف ملين مدر محرك للباءة يزيد في النطقة والبلغم
والصفراء ،وإكثاره مثقل جدا ،وقنوه يحمل من الثلثين إلى خمسمائة
موزة ،وفى بحر الجواهر :الموز بالفتح ثمرة شجرة تكون عند البحر في
أكثر البلد ،وإن الموز والنخل ل ينبتان إل بالبلد الحارة.
][188
) (1عيون الخبار 2 :ر 43والغبيراء هو الذى يسمى بالفارسية سنجد(2) .
صحيفة الرضا (3) .34 :مكارم الخلق (4) .200 :الكافي 6 :ر .361
][189
) (1الخصال (2) .144 :مكارم الخلق (3) 192 - 191 :طب الئمة(4) .136 :
مكارم الخلق.200 - 199 :
][190
زياد القندي قال :دخلت على أبي الحسن الول وبين يديه تور ماء إلى قوله " :وإن
الجاص الطري " إلى قوله " :ويسل الداء الدوي " ) .(1بيان :في
النهاية :التور إناء من صفر أو حجارة كالجانة انتهى " ويسل " أي
يجذب ويخرج برفق " والداء الدوي " الذي عسر علجه وأعيى الطباء،
وفي الصحاح الدوى مقصورا المرض ،تقول :منه دوي بالكسر أي مرض،
وفي القاموس الدوا بالقصر المرض دوي دوى فهو دو انتهى ،فالتوصيف
للمبالغة كليل أليل ،ويوم أيوم - 3 .العلل :عن أحمد بن محمد بن عيسى
العلوي ،عن محمد بن أسباط ،عن أحمد ابن محمد بن زياد ،عن أحمد بن
محمد بن عبد ال ،عن عيسى بن جعفر العلوى العمري ،عن آبائه ،عن
عمر بن علي ،عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :إن نبيا من أنبياء ال بعثه ال عزوجل إلى قومه،
فبقي فيهم أربعين سنة فلم يؤمنوا به ،فكان لهم عيد في كنيسة فاتبعهم
ذلك النبي فقال لهم :آمنوا بال ،قالوا له :إن كنت نبيا فادع لنا ال أن
يجيئنا بطعام على لون ثيابنا ،وكانت ثيابهم صفراء ،فجاء بخشبة يابسة
فدعا ال عزوجل عليها فاخضرت وأينعت وجاءت بالمشمش حمل فأكلوا،
فكل من أكل ونوى أن يسلم على يد ذلك النبي خرج ما في جوف النوي من
فيه حلوا ،ومن نوى أنه ل يسلم خرج ما في جوف النوى من فيه مرا ).(2
فايدة :ل يبعد أن يكون المشمش من نوع الجاص كما يؤمي إليه اسمه
بالفارسية ،وفي القاموس :الجاص بالكسر مشددة ثمر معروف دخيل ،لن
الجيم والصاد ل يجتمعان في كلمة ،الواحدة بهاء ول تقل " إنجاص " أو
لغية ،يسهل الصفراء ويسكن العطش وحرارة القلب وأجوده الحلو الكبير،
والجاص المشمش والكمثرى بلغة الشاميين ،وقال :المشمش ويفتح ثمر
معروف قلما يوجد شئ أشد تبريدا للمعدة
][191
منه ،وتلطيخا وإضعافا ،وبعضهم يسمي الجاص مشمشا .وفي بحر الجواهر:
المشمش كزبرج وجعفر " زردالو " بارد رطب في الثانية ،والدم المتولد
منه سريع العفونة ،وينبغي أن ل يؤكل بعد الطعام لنه يفسد ويطفو في فم
المعدة ،ويطفئ نارها ،ول شئء أشد إضعافا منه للمعدة ،يتولد من إكثاره
الحميات بعد مدة 15 . .باب الترج - 1مجالس ابن الشيخ :عن والده ،عن
هلل بن محمد ،عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن
آبائه ،عن محمد بن علي عليه السلم قال :إن الترج لثقيل فإذا أكل فان
الخبز اليابس يهضمه من المعدة ) - 2 .(1الخصال :عن أبيه ،عن سعد،
عن اليقطيني ،عن القاسم بن يحيى ،عن جده ،عن أبي بصير ومحمد بن
مسلم عن الصادق عن آبائه عليهم السلم في الربعمائة قال :قال أمير
المؤمنين عليه السلم :كلوا الترج قبل الطعام وبعده ،فان آل محمد صلى
ال عليه وآله يفعلون ذلك ) .(2المحاسن :عن القاسم بن يحيى ،عن جده،
عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم مثله ) - 3 .(3ومنه :عن
حماد بن عيسى ،عن إبراهيم بن عمر اليماني قال :قلت لبي عبد ال عليه
السلم :يزعمون الناس أن الترج على الريق أجود ما يكون ؟ قال :إن
كان قبل الطعام خير فبعد الطعام خير وخير ) .(4بيان " :إن كان قبل
الطعام خير " كان تامة أو ضمير الشأن فيه مقدر ،ورواه
][192
في الكافي ) (1عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن
حماد إلى قوله " :فهو بعد الطعام خير وخير وأجود " - 4 .المحاسن :عن
بكر بن صالح ،عن الجعفري ،عن أبي الحسن عليه السلم قال :أي شئ
يأمركم أطباؤكم من الترج ؟ قلت :يأمروننا به قبل الطعام ،قال :قال :لكني
آمركم به بعد الطعام ) - 5 .(2ومنه :عن محمد بن عيسى ،عن أبى بصير
قال :كان عندي ضيف فتشهى على اترجا بعسل ،فأطعمته وأكلت معه ،ثم
مضيت إلى أبى عبد ال عليه السلم فإذا المائدة بين يديه ،فقال لي :ادن
فكل ،قلت :إنى قد أكلت قبل أن آتيك اترجا بعسل وأنا أجد ثقله ،لني أكثرت
منه ،فقال :يا غلم انطلق إلى فلنة فقل لها :ابعثي إلينا بحرف رغيف
يابس من الذي يجفف في التنور ،فاتي به ،فقال :كل هذا فان الخبز اليابس
يهضم الترج فأكلته ثم قمت من مكاني ،فكأني لم آكل شيئا ) .(3بيان:
التشهي إظهار الشهوة ،و " على " ليس في الكافي وعلى تقديره كأنه
لتضمين معنى التحميل واللزام ،قال في القاموس :شهيه كرضيه وتشهاه
أحبه ،وتشهى اقترح شهوة بعد شهوة ،وفي الصحاح شهيت الشئ بالكسر
شهوة إذا اشتهيته ،وتشهيت على فلن كذا وقال :حرف كل شئ طرفه
وشفيره وحده - 6 .المحاسن :عن الحسين بن منذر ،وبكر بن صالح ،عن
الجعفري قال :قال أبو الحسن عليه السلم :ما تقول الطباء في الترج ؟
قال :يأمروننا بأكله على الريق قال :لكني آمركم أن تأكلوه على الشبع )
- 7 .(4الطب :عن عبد ال بن بسطام ،عن عبد ال بن إبراهيم ،عن محمد
بن الجهم ،عن إبراهيم بن الحسن الجعفري عن أبي عبد ال عليه السلم
أنه قال لصحابه :بأي شئ يأمركم أطباؤكم في الترج ؟ قالوا :يا ابن
رسول ال :يأمروننا به قبل الطعام ،قال :ما من شئ أردأ منه قبل الطعام،
وما من شئ أنفع منه بعد الطعام ،فعليكم
) (1الكافي 6ر (4 - 2) .360المحاسن 555 :و .556
][193
بالمربى منه ،فان له رائحة في الجوف كرائحة المسك .وقال :في رواية اخرى :إن
كان قبل الطعام خير فبعد الطعام خير وخير ،ثم قال :هو يؤذي قبل الطعام،
وينفع بعد الطعام ،وإن الجبن اليابس يهضم الترج ) 16 .(1باب البطيخ 1
-المحاسن :عن جعفر بن محمد الشعري ،عن ابن القداح عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :كان النبي يعجبه الرطب بالخربز ) - 2 .(2ومنه :عن
النوفلي ،عن الشعيري عن جعفر بن محمد عليه السلم قال :كان النبي
صلى ال عليه وآله يأكل البطيخ بالتمر ) - 3 .(3ومنه :عن ابن فضال،
عن بعض أصحابه ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال
صلى ال عليه وآله يأكل الرطب بالخربز وفي حديث آخر يحب الرطب
بالخربز ) .(3بيان :في القاموس :الخربز بالكسر البطيخ عربي صحيح ،أو
أصله فارسي - 4 .المحاسن :عن اليقطيني ،عن الدهقان ،عن درست عن
إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن الول قال :أكل رسول ال صلى ال
عليه وآله البطيخ بالسكر ،وأكل البطيخ بالرطب ) .(5المكارم :عنه عليه
السلم مثله ) :(6بيان :كأنه صلى ال عليه وآله كان يجمع بينهما
لتعديلهما ،إذ الظاهر أن البطيخ الذي كان في تلك البلد لم يكن حلوا جدا،
فهو بارد البتة ،فلذا عدل برودته بالسكر أو الرطب - 5 .المحاسن :عن
على بن الحكم ،عن أبي يحيى ،عن أبي عبد ال ،عن أبيه
) (1طب الئمة 135 :وفي بعض النسخ " الخبز اليابس " (5 - 2) .المحاسن
(6) .557مكارم الخلق .211
][194
عليهما السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه وآله يأكل الخربز بالسكر )6 .(1
-ومنه :عن محمد بن على ،عن ابن أبى نجران ،عن العل ،عن محمد
قال :دخلت على أبي جعفر عليه السلم فمر عليه غلم له فدعاه فقال:
ياقين ،قلت :وما القين ؟ قال :الحداد ثم قال :أرد عليك فلنة ،وتطعمنا
بدرهم خربزا ،يعني البطيخ ) (2بيان :القين :العبد ،والحداد وكأنه عليه
السلم كان زوجه جارية من جواريه ثم استردها منه ثم ردها إليه بشرط
أن يشتري له عليه السلم بدرهم بطيخا ،وكأنه عليه السلم قال ذلك على
وجه المطايبة والمزاح - 7 .المحاسن :عن ياسر الخادم ،عن أبي الحسن
الرضا عليه السلم قال :البطيخ على الريق يورث الفالج )- 8 .(3
المكارم :عنه عليه السلم مثله ،ثم قال :وفي رواية القولنج .ومن
الفردوس :عن أمير المؤمنين عليه السلم عن النبي صلى ال عليه وآله
قال :تفكهوا بالبطيخ فان ماءه رحمة ،وحلوته من حلوة الجنة .وفي
رواية أنه أخرج من الجنة فمن أكل لقمة من البطيخ كتب ال له سبعين
ألف حسنة ،ومحاعنه سبعين ألف سيئة ،ورفع له سبعين ألف درجة .وقال
أمير المؤمنين عليه السلم :البطيخ شحمة الرض لداء ول غائلة فيه،
وقال :فيه عشر خصال :طعام ،وشراب ،وفاكهة ،وريحان ،وأدم وحلوا،
وأشنان ،وخطمي ،ونقل ،ودواء .وعن الروضة :للرضا عليه السلم:
أهدت لنا اليام بطيخة * من حلل الرض ودار السلم تجمع أوصافا عظاما
وقد * عددتها موصوفة بالنظام كذاك قال المصطفى المجتبى * محمد جدي
عليه السلم ماء ،وحلواء ،وريحانة * فاكهة ،حرض ،طعام ،إدام
][195
تنقى المثانة ،تصفى الوجوه * تطيب النكهة عشر تمام ) .(1توضيح :سمي شحمة
الرض لنه شبيه بالشحم يخرج من الرض كما سميت الكمأة شحمة قال
في القاموس :الشحمة من الرض الكمأة ،وسمي أشنانا لنه يفعل فعله في
تنظيف الفم ،وخطميا لفعله فعله في نعامة البدن إذا أكل ،أو لن قشره بل
جوفه يفعل ذلك طلء ،وفي القاموس :النقل ما يتنقل به على الشراب وقد
يضم أو ضمه خطأ انتهى ،ويحتمل أن يكون صفة لشحمه أو بزره،
والحرض بضمتين الشنان ،في القانون وغيره :البطيخ بارد في أول
الثانية ،رطب في آخرها ،وقيل :بل الحلو منه حار في الولى ،وبزره
اليابس وأصله مجففان في الولى ،والنضيج لطيف والفج ) (2كثيف في
طبع القثاء ،وهو مفتح جال مدر غسال ،ينفع من حصاة الكلى والمثانة،
وينقى الجلد من الوسخ ،وينفع الكلف والبرش والنمش والبهق ،ويستحيل
إلى أي خلط وافق في المعدة - 9 .الفردوس :عن ابن عباس عن النبي
صلى ال عليه وآله قال :في البطيخ عشر خصال :هو طعام ،وشراب،
ويغسل المثانة ،ويقطع البردة ،وهو ريحان ،وأشنان ،ويغسل البطن،
ويكثر الجماع ،وينقى البشرة - 10 .قرب السناد :عن الحسن بن طريف،
عن الحسين بن علوان ،عن جعفر عن أبيه عليهما السلم قال :كان النبي
صلى ال عليه وآله يسير في جماعة من أصحابه وعلى عليه السلم معه
إذ نزلت عليه ثمرة فمد يده فأخذها فأكل منها ،ثم نظر إلى ما بقي منها
فدفعها إلى علي عليه السلم فأكله ،قال :فسئل ما تلك الثمرة ؟ فقال :أما
اللون فلون البطيخ ،و أما الريح فريح البطيخ ) - 11 .(3العيون :بالسانيد
الثلثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عن على عليهم السلم قال :إن النبي
صلى ال عليه وآله اتى ببطيخ ورطب ،فأكل منهما وقال :هذان الطيبان )
.(4
) (1مكارم الخلق (2) .212 - 211الفج بالكسر والفجاجة بالفتح النئ الذى لم
ينضج من الفواكه (3) .قرب السناد (4) .75 :عيون الخبار 2ر .42
][196
صحيفه الرضا :بالسناد عنه عليه السلم مثله ) - 12 .(1الخصال :عن أبيه ،عن
سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد البرقي ،عن أبيه عن محمد بن خالد،
عن ابن أبي عمير ،عمن ذكره عن أبى عبد ال عليه السلم قال :كلوا
البطيخ فان فيه عشر خصال مجتمعة :هو شحمة الرض لداء فيه ول
غايلة ،وهو طعام ،وهو شراب ،وهو فاكهة ،وهو ريحان ،وهو أشنان،
وهو أدم ،ويزيد في الباء ،ويغسل المثانة ،ويدر البول .وحدثني الهمداني،
عن على ،عن أبيه ،عن عمرو بن عثمان ،عن علي بن أبي -حمزة ،عن
يحيى بن إسحاق ،عن أبي عبد ال عليه السلم مثله وفي حديث آخر:
ويذيب الحصا في المثانة ) .(2المكارم :عن الروضة في رواية عن
الصادق عليه السلم مثله ) - 13 .(3الخصال :وكان رسول ال صلى ال
عليه وآله يأكل البطيخ بالرطب ،وفي خبر آخر :كان عليه السلم يأكل
الخربز بالسكر ) - 14 .(4المكارم والخصال :قال الصادق عليه السلم:
أكل البطيخ على الريق يورث الفالج ) - 15 .(5تحف العقول :عن أبي
الحسن الثالث عليه السلم أنه قال يوما :إن أكل البطيخ يورث الجذام ،فقيل
له :أليس قدأ من المؤمن إذا أتى عليه أربعون سنة من الجنون والجذام
والبرص ؟ قال :نعم ولكن إذا خالف المؤمن ما امر به ممن آمنه ،لم يأمن
أن تصيبه عقوبة الخلف ) - 16 .(6صحيفة الرضا :عنه عن آبائه عليهم
السلم قال :كان علي بن أبي طالب عليه السلم
) (1صحيفة الرضا (2) .32 :الخصال (3) .443 :مكارم الخلق (4) .211
الخصال (5) .443مكارم الخلق ،211 :الخصال (6) .443تحف
العقول .483
][197
يأكل البطيخ بالسكر ) - 17 .(1المناقب :عن محمد بن صالح الخثعمي ،قال :عزمت
أن أسأل في كتابي إلى أبي محمد عليه السلم عن أكل البطيخ على الريق،
وعن صاحب الزنج ،فأنسيت ،فورد على جوابه ل تأكل البطيخ على الريق،
فانه يورث الفالج ،وصاحب الزنج ،ليس منا أهل البيت ) .(2كشف الغمة:
من دليل الحميري عن الخثعمي في البطيخ مثله ) .(3بيان " :صاحب
الزنج " هو الذي خرج بالبصرة في زمانه عليه السلم وادعى أنه من
العلويين ،وغلب عليها ،وقتل ما ل يحصى من الناس ،فنفاه عليه السلم
عن أهل البيت عليهم السلم ،وكان منفيا عنهم عليهم السلم نسبا ومذهبا
وعمل - 18 .العلل :عن حمزة بن محمد العلوي ،عن أحمد بن محمد
الهمداني ،عن المنذر بن محمد ،عن الحسين بن محمد ،عن سليمان بن
جعفر ،عن الرضا ،عن أبيه ،عن جده عليهم السلم أن أمير المؤمنين
عليه السلم أخذ بطيخة ليأكلها فوجدها مرة فرمى بها ،وقال :بعدا وسحقا،
فقيل له :يا أمير المؤمنين ما هذه البطيخة ؟ فقال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله إن ال أخذ عقد مودتنا على كل حيوان ونبت ،فما قبل الميثاق
كان عذبا طيبا وما لم يقبل الميثاق كان ملحا زعاقا ).(4
صحيفة الرضا (2) .29 :مناقب آل أبى طالب 4ر (3) .428كشف الغمة 3ر 305
ولفظه " :قال :كتبت إلى أبى محمد عليه السلم أسأله عن البطيخ وكنت
به مشغوفا ،فكتب إلى :ل تأكله على الريق فانه يولد الفالج ،وكنت أريد
أن أسأله عن صاحب الزنج الذى خرج بالبصرة ،فنسيت حتى نفذ كتابي
إليه ،فوقع :صاحب الزنج ليس من أهل البيت " (4) .علل الشرايع 2ر
،148وفي طبع الكمبانى " الطب " بدل " العلل " وهو تصحيف وأما
شرح الحديث ،فراجع ج 27ص 283من بحار النوار.
][198
17باب * )الجوز واللوز وأكل الجوز مع الجبن( * - 1المحاسن :عن منصور بن
العباس ،عن محمد بن عبد ال ،عن أبي أيوب المكي عن محمد بن
البختري ،عن عمر بن يزيد ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال :ثلث ل
يؤكلن و يسمن ،وثلث يؤكلن ويهزلن ،فأما اللواتي يؤكلن ويهزلن:
فالطلع ،والكسب ،والجوز ،وأما اللواتي ل يؤكلن ويسمن فالنورة،
والطيب ،ولبس الكتان ) - 2 .(1ومنه :عن النوفلي ،عن السكوني ،عن
أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم:
أكل الجوز في شدة الحر يهيج الحر في الجوف ،ويهيج القروح في الجسد،
وأكله في الشتاء يسخن الكليتين ويدفع البرد ) - 3 .(2ومنه :عن ابن
محبوب ،عن عبد العزيز العبدي ،قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :الجبن
والجوز في كل واحد منهما الشفاء ،فان افترقا كان في كل واحد منهما
الداء ) .(3بيان :قد يخص هذا بالجبن الطري غير المملوح ،فانه الشايع
في تلك البلد وهو بارد يعد له الجوز بحرارته - 4 .المكارم :عن الصادق
عليه السلم قال :أربعة أشياء تجلو البصر وينفعن ول يضررن فسئل
عنهن فقال :السعتر والملح إذا اجتمعا ،والنانخواه والجوز إذا اجتمعا ،قيل
له :ولما يصلح هذه الربعة إذا اجتمعن ؟ قال :النانخواه والجوز يحرقان
البواسير ،ويطردان الريح ،ويحسنان اللوان ويخشنان المعدة ; ويسخنان
الكلى ; والسعتر والملح يطردان الرياح من الفؤاد ،ويفتحان السدد،
ويحرقان البلغم ،ويدران الماء ،ويطيبان النكهة ،ويلينان المعدة ،ويذهبان
بالريح الخبيثة من الفم ،ويصلبان الذكر ).(4
) (1المحاسن 2) .450 :و (3المحاسن (4) .497 :مكارم الخلق.218 :
][199
ابواب البقول 1 .باب * )جوامع أحوال البقول( * - 1مجالس الشيخ :عن الحسين
بن عبيد ال عن التلعكبري ،عن محمد بن همام ،عن على بن الحسين
الهمداني ،عن محمد بن خالد البرقي ،عن أبي قتادة قال :قال لي أبو عبد
ال عليه السلم :لكل شئ حلية وحلية الخوان البقل ،الخبر )- 2 .(1
المحاسن :عن سهل بن زياد ،عن أحمد بن هارون ،عن موفق المدني،
عن أبيه قال :بعث إلى الماضي عليه السلم يوما وحبسني للغداء ،فلما
جاؤا بالمائدة لم يكن عليها بقل ،فأمسك يده ثم قال للغلم :أما علمت أني ل
آكل على مائدة ليس فيها خضر ؟ فأتني بالخضر ! قال :فذهب وجاء بالبقل
فألقاه على المائدة فمد يده ثم أكل ) .(2المكارم :عن أحمد بن هارون ،عن
الرضا عليه السلم مثله ) - 3 .(3ومنه :في الحديث خضروا موائدكم
بالبقل ،،فانه مطردة للشيطان مع التسمية ،وفي رواية :زينوا موائدكم )
- 4 .(3المحاسن :عن عدة من أصحابه ،عن حنان ،قال :كنت مع أبي عبد
ال عليه السلم على المائدة فمال على البقل وامتنعت أنا منه لعلة كانت
بى ،فالتفت إلى فقال :يا حنان أما علمت أن أمير المؤمنين عليه السلم لم
يؤت بطبق ول فطور إل وعليه بقل ؟
) (1امالي الطوسى 1ر (2) .310المحاسن 3) .507 :و (4مكارم الخلق .201
][200
قلت :ولم ذاك جعلت فداك ؟ قال :لن قلوب المؤمنين خضر فهي تحن إلى أشكالها )
.(1بيان " :لن قلوب المؤمنين خضر " وفي الكافي ) " (2خضرة " أي
منورة بنور أخضر فتميل إلى شكلها ،أو كناية عن كونها معمورة بالحكم
والمعارف ،فتكون لتلك الخضرة المعنوية مناسبة لها ل نعرف حقيقتها ،أو
المعنى أن قلوبهم لما كانت معمورة بمزارع الحكمة فهي تميل إلى ما كانت
له جهة حسن ونفع ،وهذا منه .أقول :ليس في الكافي ول فطور 2 .باب
الكراث - 1الخصال :عن محمد بن موسى بن المتوكل ،عن محمد بن
يحيى ،عن محمد بن أحمد الشعري ،عن محمد بن علي الهمداني ،عن
عمرو بن عيسى ،عن فرات بن أحنف قال :سئل أبو عبد ال عليه السلم
عن الكراث فقال :كله فان فيه أربع خصال :يطيب النكهة ،ويطرد الرياح،
ويقطع البواسير ،وهو أمان من الجذام لمن أدمن عليه ) .(3المحاسن :عن
محمد بن علي الهمداني ،عن عمرو بن عيسى مثله إل أنه قال :لمن أدمنه
) .(4المكارم عن الباقر عليه السلم قال :في الكراث أربع خصال وذكر
مثله ) - 2 .(5العلل :عن على بن حاتم ،عن محمد بن جعفر الرزاز ،عن
عبد ال بن محمد بن خلف ،عن الحسن بن علي الوشا ،عن محمد بن
سنان قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن أكل البصل والكراث فقال :ل
بأس بأكله مطبوخا وغير مطبوخ ،ولكن إن أكل منه ماله أذى فل يخرج
إلى المسجد كراهية أذاه على من يجالسه ).(6
) (1المحاسن (2) .507 :الكافي 6ر (3) .362الخصال (4) .249المحاسن:
(5) .210مكارم الخلق (6) .204علل الشرايع 2ر .207
][201
المحاسن :عن الوشاء ،عن ابن سنان قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن
الكراث وذكر مثله ) .(1بيان :ابن اسنان في رواية البرقي المراد به عبد
ال فانه الراوي عن الصادق عليه السلم وكأن محمدا في رواية الصدوق
اشتباه أو تحريف من النساح أو الرواة - 3 .المحاسن :عن محمد بن
الوليد الخزاز الحمسي ،عن يونس بن يعقوب ،عن أبي عبد ال أو أبي
الحسن عليهما السلم قال :لكل شئ سيد وسيد البقول الكراث ).(2
المكارم :عن أبى عبد ال عليه السلم مثله ) - 4 .(3المحاسن :عن بعض
أصحابنا رفعه قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :يقطر على الهندباء قطرة
وعلى الكراث قطرات ) - 5 .(4ومنه :عن علي بن محمد القاساني ،عن
بسطام بن مرة الفارسى ،عن عبد ال بن بكر الفارسي ،عن أبي العباس
المكي العرج ،عن إبراهيم بن عبد الحميد قال :قلت لبي عبد ال عليه
السلم إنهم يقولون في الهندباء :يقطر عليه قطرة من الجنة ؟ فقال :إن
كان في الهندباء قطرة ففي الكراث ست ) .(5بيان :يمكن أن يكون المراد
ست أزيد مما في الهندباء لئل ينافي السبع التى - 6 .المحاسن :عن عدة
من أصحابه ،عن ابن سنان ،عن أبى الجارود ،عن زياد بن سوقة ،عن
الحسين بن الحسن ،عن آبائه قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :رأيت
رسول ال صلى ال عليه وآله فعرفت في وجهه الجوع ،فاستقيت لمرأة
من النصار عشر دلء فأخذت عشر تمرات واسرة من كراث فجعلتها في
حجري ،ثم أتيت بها فأطعمته ) .(6بيان :كأن المراد بالسرة الحزمة
المشدودة منه ،وفي القاموس السر الشد والعصب.
) (1المحاسن (2) .512 :المصدر نفسه ص (3) .510مكارم الخلق- 4) .204 :
(5المحاسن (6) .510المحاسن.511 :
][202
- 7المحاسن :عن سلمة قال :اشتكيت بالمدينة شكاة شديدة ،فأتيت أبا الحسن عليه
السلم فقال لي :أراك مصفرا ،قلت :نعم ،قال عليه السلم :كل الكراث.
فأكلته فبرئت ) - 8 .(1ومنه :عن علي بن حسان ،عن موسى بن بكر قال:
اشتكى غلم لبي الحسن عليه السلم فسأل عنه فقيل :به طحال ،فقال:
أطعموه الكراث ثلثة أيام فأطعمناه فقعد الدم ثم برئ ) .(2المكارم :عن
موسى بن بكر مثله ) .(3بيان :قد مر شرحه في باب علج ورم الكبد )(4
والظاهر أن المراد بقعود الدم انفصال الدم عنه عند القعود للبراز ،وقد ذكر
الطباء أنه يفتح سدة الطحال وإسهال الدم بسبب التسخين والتفتيح كم يدر
دم الحيض .وأما نفع إسهال الدم لورم الطحال ،فلنه قد يكون من سوء
مزاج الدم وقد يكون من السوداء - 9 .المحاسن :عن أبيه ،عن محمد بن
سنان ،عن حماد اللحام ،ويونس بن يعقوب قال :كان أبو عبد ال عليه
السلم يعجبه الكراث وكان إذا أراد أن يأكله خرج من المدينة إلى العريض
) .(5بيان :قال في النهاية :العريض بضم العين مصغرا واد بالمدينة بها
أموال لهلها - 10 .المحاسن :عن أبيه ،عن النضر ،عن القاسم بن
سليمان ،عمن أخبره ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إنا لنأكل لكراث )
- 11 .(6ومنه :عن السياري رفعه قال :كان أمير المؤمنين عليه السلم
يأكل الكراث بالملح الجريش ).(7
) (2 - 1المحاسن (3) .512 :مكارم الخلق 203 :وفيه فعقد الدم ،وهو الظاهر) .
(4راجع ج 62ص (5) .170المحاسن (7 - 6) .511 :المصدر.511 :
][203
المكارم :روي عن أمير المؤمنين عليه السلم أنه كان يأكل الخ ) .(1بيان :في
القاموس جرش الشئ لم ينعم دقه فهو جريش ،وقال :وكأمير من الملح ما
لم يطيب - 12 .المحاسن :عن أبي سعيد الدمى قال :حدثني من رأى أبا
الحسن عليه السلم يأكل الكراث من المشارة يعني الدبرة يغسله بالماء
ويأكله ) .(2بيان :قال الفيروز آبادي :المشارة الدبرة في المزرعة وقال:
الدبرة البقعة تزرع ،وفي الصحاح الدبرة والدبارة المشارة في المزرعة،
وهي بالفارسية كردو - 13 .المحاسن :عن داود بن أبي داود ،عن رجل
رأى أبا الحسن عليه السلم بخراسان يأكل الكراث في البستان كما هو،
فقيل :إن فيه السماد ،فقال :ل يعلق به منه شئ وهو جيد للبواسير ).(3
بيان :قال في النهاية في حديث عمر أن رجل كان يسمد أرضه بعذرة
الناس فقال :أما يرضى أحدكم حتى يطعم الناس ما يخرج منه ؟ السماد ما
يطرح في أصول الزرع والخضر من العذرة والزبل ليجود نباته انتهى.
وأقول :قوله عليه السلم " :ل يعلق منه شئ " إما مبنى على الستحالة،
أو على أنه ل يعلم ملقات شئ منه للنابت ،فالغسل في الخبر السابق
محمول على الستحباب والنظافة - 14 .المحاسن عن أبيه ،عمن ذكره،
عن الحلبي ،عن محمد بن علي ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال :نهى
رسول ال صلى ال عليه وآله عن الكراث فقال :إنما نهى لن الملك يجد
ريحه ) - 15 .(4ومنه :عن اليقطيني أو غيره ،عن أبي عبد الرحمان ،عن
حماد بن زكريا عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ذكرت البقول عند رسول
ال صلى ال عليه وآله فقال :كلوا الكراث
][204
فان مثله في البقول كمثل الخبز في ساير الطعام ،أو قال " :الدام " الشك مني )
.(1بيان :في الكافي ) (2عن عبد الرحمان ،وفى آخر الحديث الشك من
محمد بن يعقوب ،وهو كلم بعض رواة الكافي وكأنه أخطأ إذ الظاهر مما
في المحاسن أن الشك من البرقي وهو أنسب - 16 .المحاسن :عن محمد
بن الوليد ،عن يونس بن يعقوب ،قال :رأيت أبا الحسن الول عليه السلم
يقطع الكراث باصوله فيغسله بالماء فيأكله ) - 17 .(3ومنه :عن أبيه ،عن
وهب بن وهب ،عن جعفر بن محمد ،عن آبائه عليهم السلم قال :ذكر
البقول عند رسول ال صلى ال عليه وآله فقال :سنام البقول ورأسها
الكراث ،وفضله على البقول كفضل الخبز على سائر الشياء ،وفيه بركة،
وهي بقلتي وبقلة النبياء قبلي ،وأنا أحبه وآكله ،وكأني أنظر إلى نباته في
الجنة تبرق ورقه خضرة وحسنا ) .(4بيان :في القاموس برق الشئ برقا
وبريقا وبرقانا لمع ،والمرأة برقا تحسنت وتزينت - 18 .المحاسن :عن
إبراهيم بن عقبة الخزاعي ،عن يحيى بن سليمان قال :رأيت أبا الحسن
الرضا عليه السلم بخراسان في روضة وهو يأكل الكراث ،فقلت له :جعلت
فداك :إن الناس يروون أن الهندباء يقطر عليه كل يوم قطرة من الجنة ؟
فقال :إن كان الهندباء يقطر عليه قطرة من الجنة ،فان الكراث منغمس في
الماء في الجنة ،قلت :فانه يسمد ؟ فقال :ل يعلق به شئ ) - 19 .(5ومنه:
عن بعض أصحابنا ،عن حنان بن سدير قال :كنت مع أبي عبد ال عليه
السلم على المائدة فملت على الهندباء فقال لي :يا حنان لم ل تأكل الكراث
؟ فقلت :لما جاء عنكم من الرواية في الهندباء ،قال :وما الذي جاء عنا
فيه ؟ قال:
][205
قلت :إنه يقطر عليه قطرات من الجنة ،في كل يوم .فقال لي :فعلى الكراث إذا سبع،
فقلت :فكيف آكله ؟ قال :اقطع اصوله واقذف رأسه ) - 20 .(1المكارم:
عن موسى بن بكر قال :أتيت إلى أبي الحسن عليه السلم فقال لي :مالي
أراك مصفارا ؟ كل الكراث ،فأكلته فبرئت .وعن النبي صلى ال عليه وآله
قال :فضل الكراث على سائر البقول كفضل الخبز على سائر الشياء ).(2
- 21دعوات الراوندي :قال النبي صلى ال عليه وآله :من أكل الكراث ثم
نام ،اعتزل الملكان عنه حتى يصبح - 22 .المجازات النبوية :قال صلى ال
عليه وآله :من أكل من هاتين البقلتين فل يقربن مسجدنا ،يعني الثوم
والكراث ،فمن كان أكلهما فليمتهما طبخا .قال السيد رحمه ال :وهذا القول
مجاز لن الماتة على الحقيقة ل تلحق إل ذا حياة ،وإنما المراد فليستخرج
ما فيهما من القوة التي عنها تكون شدة الرايحة المكروهة بالطبخ ،تشبيها
بالميت الذي ل يبلغ إلى مفارقة الحياة إل بعد بلوغ قوته منقطعها ،وتفريق
الموت مجتمعها ،وفي رواية اخرى " فليمثها طبخا " بالثاء أي
فليطبخهما حتى يتفتتا فينماثا ) (3بيان :قال في النهاية في حديث الثوم
والبصل من أكلها فليمتهما طبخا أي فليبالغ في طبخهما لتذهب حدتهما
ورايحتهما - 23 .الدعايم :عن جعفر بن محمد عليه السلم أنه سئل عن
أكل الثوم والبصل والكراث نيا ومطبوخا قال :ل بأس بذلك ،ولكن من أكله
نيا فل يدخل المسجد فيؤذي برائحته ).(4
) (1المحاسن (2) .513 :مكارم الخلق (3) .204 :المجازات النبوية(4) .49 :
دعائم السلم 2 :ر .112
][206
- 3باب الهندباء - 1المحاسن :عن أبي عبد ال السياري ،عن أحمد بن الفضل،
عن محمد بن سعيد عن أبى جميلة ،عن جابر عن أبى جعفر عليه السلم
قال :الهندباء شجرة على باب الجنة ) .(1بيان :في القاموس الهندب
والهندباء بكسر الهاء وفتح الدال ،وقد تكسر ،مقصورة وتمد :بقلة
معروفة معتدلة نافعة للمعدة والكبد والطحال أكل وللسعة العقرب ضمادا
باصولها ،وطابخها أكثر خطأ من غاسلها ) (2الواحدة هندباءة ،وفي
الصحاح هندب بفتح الدال وهندبا وهندباء بقل ،وقال أبو زيد :الهندباء
بكسر الدال يمد ويقصر - 2 .المحاسن :عن أبيه ،عمن حدثه ،عن أبى
حفص البار ،عن أبى عبد ال عن آبائه ،عن علي عليهم السلم قال:
عليكم بالهندباء فانه اخرج من الجنة ) - 3 .(3ومنه :عن أبيه ،عن عبد
ال بن المغيرة ،عن عبد ال بن مسكان ،عن رجل عن أبى عبد ال عليه
السلم قال :قال النبي صلى ال عليه وآله :كأني أنظر إلى الهندباء تهتز
في الجنة ) .(4بيان :الهتزاز التحرك - 4 .المحاسن :عن يحيى بن
إبراهيم بن أبي البلد ،عن أبيه ،عن يعقوب ابن شعيب ،قال :ذكر أبو عبد
ال عليه السلم الهندباء فقال :يقطر فيه من ماء الجنة ) - 5 .(5ومنه:
عن اليقطينى ،أو غيره ،عن أبى عبد الرحمان بن قتيبة بن مهران عن
النخعي ،عن حماد بن زكريا ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله:
) (1المحاسن (2) .507 :يعنى أن الذى يغسلها ويأكلها خاسئ في فعله والذي
يطبخها ثم يأكلها أكثر خطأ منه ،فان الطبخ يفسدها والماء يغسل ما
عليها من القطرات التى تتقطر منها وسيجئ شرح ذلك في التذييل- 3) .
(5المحاسن.507 - 508 :
][207
كلوا الهندباء من غير أن ينفض ،فانه ليس منها من ورقة إل وفيها من ماء الجنة
) - 6 .(1ومنه :عن علي بن الحكم ،عن مثني بن زياد ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :كلوا الهندباء فما من
صباح إل وعليها قطرة من قطر الجنة ،فإذا أكلتموها فل تنفضوها ،قال:
وقال أبو عبد ال عليه السلم :وكان أبى ينهانا أن ننفضه إذا أكلناه )7 .(2
-ومنه :عن أبيه ،عن ابن أبى عمير ،عن عدة من أصحابنا ،عن أبى عبد
ال عليه السلم أنه كره أن ينفض الهندباء ) - 8 .(3ومنه :عن محمد بن
علي وغيره ،عن ابن سنان ،عن ابن مسكان ،عن أبي بصير ،عن أبى عبد
ال عليه السلم قال :الهندباء يقطر عليه قطرات من الجنة وهو يزيد في
الولد ) - 9 .(4ومنه :عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبى عبد ال عن
آبائه عليهم السلم قال :نعم البقلة الهندباء ،وليس من ورقة إل وعليها
قطرة من الجنة ،فكلوها ول تنفضوها عند أكلها ،قال :وكان أبى ينهانا أن
ننفضه إذا أكلناه ) - 10 .(5ومنه :عن أبيه ،عن أحمد بن سليمان ،عن
أبى بصير ،قال :سأل رجل أبا عبد ال عليه السلم عن البقل وأنا عنده،
فقال :الهندبا لنا ) .(6وقال الرضا عليه السلم عليكم بأكل بقلة الهندباء
فانها تزيد في المال والولد ،ومن أحب أن يكثر ماله وولده فليد من أكل
الهندباء ) - 11 .(7ومنه :عن محمد بن علي ،عمن ذكره ،عن خالد بن
محمد ،عن جده سفيان بن السمط ،قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :من
أدام أكل الهندباء كثر ماله وولده ) - 12 .(8ومنه :عن أبى عبد ال محمد
بن علي الهمداني قال :سمعت الرضا عليه السلم يقول :عليكم بأكل بقلتنا
الهندباء ،فانها تزيد في المال والولد )] .(9ومنه :عن على بن الحكم،
عمن ذكره ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال :الهندباء تكثر المال والولد.
)[.(10
) (6 - 1المحاسن (10 - 7) .508 :المحاسن 509 :وما بين العلمتين ساقط من
المطبوعة.
][208
- 13ومنه :عن أبيه ،عمن ذكره ،عن أبى بصير قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :من سره أن يكثر ماله وولده الذكور ،فليكثر من أكل الهندباء ).(1
- 14ومنه :عن بعضهم ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال :عليك
بالهندباء فانه يزيد في الماء ويحسن الوجه ) .(2بيان :أي وجه الكل،
ويحتمل الولد - 15 .ومنه :عن علي بن الحكم ،عن مثنى بن الوليد ،قال:
قال أبو عبد ال عليه السلم :من بات وفي جوفه سبع ورقات من
الهندباء ،أمن من القولنج ليلته تلك إنشاء ال ،ورواه الصم عن شعيب
العقر قوفي ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم )- 16 .(3
ومنه :عن هارون بن مسلم ،عن مسعدة بن زياد ،عن أبى عبد ال عليه
السلم عن أبيه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :الهندباء سيد
البقول ) - 17 .(4ومنه :عن أبى سليمان الحذاء الحلبي ،عن محمد بن
الفيض ،قال :تغديت مع أبى عبد ال وعلى الخوان بقل ومعنا شيخ فجعل
يتنكب الهندباء ،فقال له أبو عبد ال عليه السلم :أما إنكم تزعمون أنها
باردة وليس كذالك إنما هي معتدلة ،وفضلها على البقول كفضلنا على
الناس ) .(5بيان :في رجال الشيخ والفهرست أبو سليمان الجبلى وكذا في
بعض نسخ الكافي ) (6أيضا - 18 .المحاسن :عن أبي سليمان ،عن محمد
بن الفيض ،قال :صحبت أبا عبد ال عليه السلم إلى مولى له يعوده
بالمدينة ،فانتهينا إلى داره فإذا غلم قائم ،فقال له غلم أبى عبد ال عليه
السلم :تنح ،فقال له أبو عبد ال عليه السلم :مه فان أباه كان أكال
للهندباء ) - 19 .(7ومنه :عن أيوب بن نوح ،عن أحمد بن الفضل ،عن
وضاح التمار ،قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :من أكثر من أكل
الهندباء أيسر ،قال قلت له :إنه يسمد ؟ قال :ل تعدل به شيئا ).(8
][209
- 20ومنه :عن أيوب بن نوح ،عن أحمد بن الفضل ،عن درست ،عمن ذكره عن
أبى عبد ال عليه السلم قال :من أكل سبع ورقات هندباء يوم الجمعة قبل
الزوال دخل الجنة ) - 21 .(1ومنه :عن على بن الحكم ،عن الحسين بن
أبى العل ،قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :أما يرضى أحدكم أن يشبع
من الهندباء ول يدخل النار ) - 22 .(2الطب :عن محمد بن جعفر البرسى،
عن محمد بن يحيى الرمني ،عن محمد ابن سنان ،عن ابن ظبيان ،عن
محمد بن أبى زينب ،عن جعفر بن محمد الصادق ،عن آبائه ،عن أمير
المؤمنين عليهم السلم أنه قال :كلوا الهندباء فما من صباح إل ويقطر
عليه من قطر الجنة ) .(3وعن محمد بن أبى بصير ،عن أبيه ،عن أبى
عبد ال عليه السلم قال :شكوت إليه هيجانا في رأسي وأضراسي،
وضربانا في عيني ،حتى تورم وجهي منه ،فقال عليه السلم :عليك بهذا
الهندباء ،فاعصره وخذماءه وصب عليه من هذا السكر الطبرزد ،وأكثر
منه ،فانه يسكنه ويدفع ضرره ،قال :فانصرفت إلى منزلي فعالجته من
ليلتي قبل أن أنام ،وشربته ونمت عليه ،فأصبحت وقد عوفيت بحمد ال
ومنه ) - 23 .(4المكارم :عن الصادق عليه السلم من أكل الهندباء ،كتب
من المنين يومه ذلك وليلته .وعن الرضا عليه السلم قال الهندباء شفاء
من ألف داء ،وما من داء في جوف النسان إل قمعه الهندباء ،ودعابه
يوما لبعض الحشم وقد كان يأخذه الحمى والصداع فأمر أن يدق ويصير
على قرطاس ويصب عليه دهن بنفسج ويوضع على رأسه ،وقال :أما إنه
يقمع الحمى ويذهب بالصداع .وعن السياري يرفعه قال :عليك بالهندباء
فانه يزيد في الماء ويحسن الولد،
وهو حار يزيد في الولد الذكور .من الفردوس :عن انس قال النبي صلى ال عليه
وآله :الهندباء من الجنة ) - 24 .(1مجالس ابن الشيخ :عن أبيه ،عن
هلل بن محمد ،عن إسماعيل بن علي الدعبلي ،عن أبيه ،عن الرضا ،عن
آبائه ،عن أمير المؤمنين عليهم السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله
قال :ما من صباح إل وتقطر على الهندباء قطرة من الجنة ،فكلوه ول
تنفضوه ) - 25 .(2الخصال :عن محمد بن الحسن بن الوليد ،عن أحمد بن
إدريس ،عن محمد بن أحمد السياري ،عن محمد ابن أسلم ،عن نوح بن
شعيب ،عن عبد العزيز بن المهتدي يرفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم
قال :أربعة يعد لن الطباع :الرمان السوراني ،والبسر المطبوخ ،والبنفسج
والهندباء ) - 26 .(3ومنه :عن أبيه عن سعد عن اليقطيني ،عن القاسم
بن يحيى عن جده الحسن عن أبى بصير ومحمد بن مسلم ،عن أبى عبد
ال عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :كلوا الهندباء فما من
صباح إل وعليه قطرة من قطرات الجنة ) - 27 .(4دعوات الراوندي :قال
النبي صلى ال عليه وآله :من أكل الهندباء ثم نام عليه لم يحك فيه سحر
ولسم ،ول يقربه شئ من الدواب :لحية ول عقرب حتى يصبح .وقال
صلى ال عليه وآله :كلوا الهندباء ول تنفضوه ،فانه ليس يوم من اليام إل
وقطرات من الجنة يقطرن عليه .الفردوس :مثل الخبرين .بيان :قال في
النهاية :فيه الثم ما حاك في نفسك :أي أثر فيها ورسخ يقال ما يحيك
كلمك في فلن أي ما يؤثر - 28 .الدعوات :روى عن بعض الصالحين أنه
قال :صعب على بعض الحايين
) (1مكارم الخلق (2) .203 - 202 :امالي الطوسى 1ر (3) .273الخصال
(4) .249الخصال .636
][211
القيام لصلة الليل ،وكان أحزنني ذلك فرأيت صاحب الزمان عليه السلم في النوم
وقال لى :عليك بماء الهندباء فان ال يسهل ذلك عليك ،قال :فأكثرت من
شربه فسهل على ذلك - 29 .الدعايم :عن رسول ال صلى ال عليه وآله:
الهندباء لنا ،والجر جير لبني امية ،وكاني أنظر إلى منبته في النار ،وإلى
منبت البادروج في الجنة ) .(1وعنه صلى ال عليه وآله قال :ما من ورقة
هندباء إل وفيها ماء الجنة ) .(2تذييل أقول :وجدت في بعض الرسائل
الطبية أنه سئل رئيس الحكماء والطباء أبو على ابن سينا أن على كلما
في علة المر باستعمال ماء الهندباء غير مغسول ،فأخذ الدرج وكتب
ارتجال :روي عن النبي صلى ال عليه وآله أنه أمر بتناول الهندباء غير
مغسول ،وقال :إنه ليقطر عليه من طل الجنة ،والمحققون من الطباء
أيضا استحسنوا أن تأخذ عصارته غير مغسول ،ويستعمل غير مطبوخ،
وأكثر ما يرون فيه أن يصفى ويبالغ في ترويقه ،وأما الوساط في العمل
المبالغون في التظرف والتنظف فانهم يرسمون أن تطبخ عصارته
وتصفى .أقول :ثم ذكر تحقيقا طويل أنيقا في معنى مركب القوى تركنا
إيراده حذرا من الطناب الغير المناسب للكتاب ،ثم قال :الهندباء أيضا من
جملة الدوية المركبة .وقد نستدل على تركيبه بضرب من القياس إلى أن
نرجع إلى التجربة ،فان في طعمه مرارة وتفها وبورقية وقبضا قليل،
والمرارة والبورقية يلزمان القوة الحارة التي فيه ،وأعني بقوتين المائية
والرضية ل الماء ول الرض البسيطين ،بل جوهرا مركبا يغلب عليه
أحدهما قد عاد بسيطا لتركيب ثان لجوهرية الهندباء ،و
][212
المرارة والحرارة عرضت لرضيته من تجاور ناريته وحرارته أعنى جزئه الغالب
عليه الحرارة ،وهذا الجزء عرضت للتبرز والنفراش على سطح الهندباء
إلى الرطوبة التى تجرى عليه ،فإذا غسل بطل هذا الجزء اللطيف البورقى
وبقى أثره المرارة في جوهر كثيف أرضي .فقد علم أن الهيولى القابلة
لصورة المرارة وهى هو الجوهر ،وإن حركته الحرارة أزعجته كسلن
ثقيل لنفوذ له ،وإما الباقي من جوهر الهندباء وهو البارد ،فأحراه أن
يكون أكسل وأثقل ،فيعدم الهندباء من فضيلته التفتيح البالغ والبورقية
القوية ،فانما الهندباء إنما كان يفضل ساير البقول أو أكثرها لنه فيه قوة
خارطة إلى العضاء التى يسوق نحوها فيفتح ويغسل ويدفع الخلط
اللحجة الحارة والباردة ثم تحرك القوة المبردة القوية التى فيها حتى تغلغل
التجاويف والمنافذ تغلغل واغل يأتي أقصى ليف العروق .ولنها أعنى
القوة المسخنة لطيفة فل يثبت أن يتحلل ويبطل ويزول أذاها ،و لن القوة
المبردة راسبة لنها ثقيلة ل يطول عليها أن يبدل مزاج العضو إلى برد
راسب راسخ ،ولو ل تلك القوة لما انفتحت السدد ،ول اندفعت الخلط
الحارة المستثقلة ،ول تبدرقت القوة المبردة إلى أقصى العضاء ،وإلى
مثل جانب الكبد المعنقد ،بل إلى القلب ،وكانت مما ل يبرح جانب المعدة
والماساريقا يؤثر فيها وفيما يليها تأثيرا غير ممعن ول منقص ول باق ول
واصل إلى العضاء التى هي الصول التى هي الرئيسة .فغاسل الهندباء
يفقد هذا البز الفاضل ،وطابخه ،أشد خطاء وأكثر إقداما على الباطل ،لنه
أيضا يعدم ما تركه الغسل في جوهر الهندباء في باطنه من تلك القوة
فيحلله ويبخره .فقد بان ماقاله الغرة من الطباء المذكورين ،وبان معنى
الكلم النبوي الخارج الكثير منه ،فخرج المثال المضروبة والرموز
الواقعية ،وبال التوفيق
][213
انتهى ملخص كلمه ،وإنما أوردته لتعلم أن ما صدر من معدن الوحى ومنبع اللهام
موافق لما حققه المهرة في الطب عند أكثر النام - 4 .باب الباذروج - 1
المحاسن :عن على بن حسان ،عمن حدثه ،عن السكوني عن أبى عبد ال
عليه السلم قال :كأنى أنظر إلى الباذروج في الجنة قال :قلت له:
الهندباء ؟ قال :لبل الباذروج ) - 2 .(1ومنه ،عن محمد بن عيسى
العلوى ،عن أبيه ،عن جده ،عن على عليه السلم قال ،نظر رسول ال إلى
الباذروج فقال ،هذا الحوك كأنى أنظر إلى منبته في الجنة ) .(2بيان :قال
في القاموس " ،الحوك " الباذروج ،والبقلة الحمقاء ،وقال :الباذروج
بفتح الذال بقلة معروفة يقوى جدا ويقبض إل أن يصادف فضلة فيسهل
انتهى ،والمشهور أنه الريحان الجبلى وشبيه بالريحان البستانى إل أن
ورقه أعرض وقالوا :حرارته قريب من الدرجة الثانية ،ويبسه في الدرجة
الولى - 3 .المحاسن ،عن محمد بن على عن عمرو بن عثمان ،عن أحمد
بن زكريا الكسائي عن السكوني عن أبى عبد ال ،عن آبائه عليهم السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :كأنى أنظر إلى نبات الباذروج في
الجنة ،قلت له الهندباء ،قال :لبل الباذروج ) - 4 .(3ومنه :عن محمد بن
علي ،عن الحجال ،عن عيسى بن الوليد ،عن الشعيري قال :كان أحب
البقول إلى رسول ال الباذروج ) - 5 .(4قرب السناد :عن أيوب نوح،
عن حماد بن عيسى قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :وقد سئل
عن الحوك فقال :الحوك محبة إلى الناس غير أنها
][214
تبخر ،والديدان تسرع إليها وهي الباذروج ) - 6 .(1المحاسن :عن النوفلي ،عن
السكوني ،قال :سئل أبو عبد ال عليه السلم عن الحوك وذكر مثله ).(2
- 7ومنه :عن أبيه ،عن أحمد بن سليمان ،عن أبيه ،عن أبى بصير ،عن
أبى -عبد ال عليه السلم قال :سأل رجل أبا عبد ال عليه السلم عن
البقول وأنا عنده ،فقال :الباذروج لنا ) .(3ومنه :عن محمد بن علي ،عن
وهب بن حفص ،عن أبى بصير مثله ) - 8 .(4ومنه :عن إسماعيل بن
مهران ،عن علي بن أبى حمزة ،عن أبى بصير ،عن أحدهما عليهما
السلم قال :الباذروج لنا ) - 9 .(5ومنه :عن جعفر بن محمد الحول ،عن
علي بن أبي حمزة ،قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :لنا من البقول
الباذروج ) - 10 .(6ومنه :عن محمد بن عيسى اليقطيني ،أو غيره ،عن
قتيبة بن مهران ،عن حماد بن زكريا النخعي ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :كأني أنظر إلى شجرتها
نابتة في الجنة ) - 11 .(7ومنه :عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :قال علي عليه السلم :كان يعجب رسول ال صلى
ال عليه وآله من البقول الحوك ) - 12 .(8الطب :عن الرضا عليه السلم
قال :الباذروج لنا والجرجير لبني امية ) - 13 .(9المكارم :عن الصادق
عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلم قال :ذكر لرسول ال
صلى ال عليه وآله الحوك وهو الباذروج فقال :بقلتي وبقلة النبياء قبلي،
وإني لحبها وآكلها ،وإنى أنظر شجرتها ناتبة في الجنة.
) (1قرب السناد ط حجر 76ط نجف 99وفى المطبوعة ذكر المحاسن وفى
المخطوطة طب الئمة ،وكلهما سهو ل يوجد فيهما (8 - 2) .المحاسن:
(9) .514طب الئمة 139 :في حديث.
][215
وعن الصادق عليه السلم قال :كان أمير المؤمنين عليه السلم يعجبه الباذروج.
وعن أمير المؤمنين عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه وآله
يعجبه الحوك .وعن أبى عبد ال عليه السلم قال :الحوك بقلة النبياء
عليهم السلم أما إن فيه ثمان خصال :يمرئ الطعام ،ويفتح السدد ،ويطيب
النكهة ،ويشهي الطعام ،ويسهل الدم ،وهو أمان من الجذام ،وإذا استقر في
جوف النسان قمع الداء كله ،ثم قال :إنه يزين به أهل الجنة موائدهم ).(1
الكافي :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن موسى ،عن إشكيب بن عبدة
الهمداني باسناد له إلى أبي عبد ال عليه السلم مثله ) (2إلى قوله :قمع
الداء كله ،وفيه " ويسل الداء " وهو أصوب ،وفي بعض نسخ المكارم
ويسيل الدم وفي بعضها ويسل - 14 .المكارم :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :الحوك بقلة طيبة كأني أراها نابتة في الجنة والجرجير بقلة
خبيثة كأني أراها نابتة في النار .وقال صلى ال عليه وآله :من أكل من
بقلة الباذروج أمر ال عزوجل الملئكة يكتبون له الحسنات حتى يصبح.
عن أيوب بن نوح قال :حدثني من حضر أبا الحسن الول على المائدة
معه :فدعا بالباذروج فقال :إني احب أن أستفتح به الطعام فانه يفتح
السدد ،ويشهي الطعام ،ويذهب بالسل ،وما ابالي إذا افتتحت به ما أكلت
بعده من الطعام ،فانى ل أخاف داء ول غائلة ،قال :فلما فرغنا من الغداء
دعا به ،فرأيته يتتبع ورقه من المائدة و يأكله ،ويناولني ويقول :اختم به
طعامك ،فانه يمرئ ما قبل ،ويشهي ما بعد ،ويذهب بالثقل ،ويطيب الجشاء
والنكهة ) .(3الكافي :عن العدة ،عن سهل عن أيوب مثله ).(4
) (1مكارم الخلق (2) .204الكافي 6ر (3) .364مكارم الخلق (4) .205
الكافي 6ر .364
][216
بيان :ربما يوجه نفعه في السل بأنه يجفف رطوبة الصدر والرية ،مع أنه ذكر
الطباء أن المعتصر منه ينفع الدم من الحلق وسوء التنفس ،وذكر الطباء
في بزره أنه ينفع السوداء ،فيناسب دفع الجذام ،لكن قال بعضهم :إن ورقه
يولد السوداء ول عبرة بقولهم بعد الخبر * 5 .باب * )السلق والكرنب( *
- 1المحاسن :عن أبيه ،عن أبي البختري ،قال :كان النبي صلى ال عليه
وآله يعجبه الكرنب ) - 2 .(1ومنه :عن الحسن بن علي بن أبي عثمان
سجادة رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال :إن ال رفع عن اليهود
الجذام بأكلهم السلق وقلعهم العروق ) .(2المكارم :عنه عليه السلم مثله
) - 3 .(3المحاسن :عن بعضهم رفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم قال:
إن قوما من بني إسرائيل أصابهم البياض فأوحي إلى موسى عليه السلم
أن مرهم فليأكلوا لحم البقر بالسلق ) - 4 .(4ومنه :عن علي بن الحسن
بن فضال ،عن سليمان بن عباد ،عن عيسى بن -أبى الورد ،عن محمد بن
قيس السدي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن بني إسرائيل شكوا إلى
موسى عليه السلم ما يلقون من البياض فشكى ذلك إلى ال عزوجل
فأوحى ال إليه مرهم يأكلوا لحم البقر بالسلق ) - 5 .(5ومنه :عن أبي
يوسف ،عن يحيى بن المبارك ،عن أبي الصباح الكناني ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :مرق السلق بلحم البقر يذهب بالبياض ).(6
][217
- 6ومنه :عن البزنطي ،قال :قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلم :يا أحمد كيف
شهوتك البقل ؟ فقلت :إني لشتهي عامته ،فقال :فإذا كان كذلك فعليك
بالسلق ،فانه ينبت على شاطئ الفردوس ،وفيه شفاء من الدواء ،وهو
يغلظ العظم ،وينبت اللحم ،ولو ل أن تسمه أيدي الخاطئين ،لكانت الورقة
منه تستر رجال ،قلت :من أحب البقول إلى ،فقال :أحمد ال على معرفتك
به ) .(1المكارم :عن الرضا عليه السلم قال :عليك بالسلق وذكر مثله )
- 7 .(2المحاسن :وفي حديث آخر قال :يشد العقل ويصفي الدم )- 8 .(3
ومنه :عن محمد بن عبد الحميد العطار ،عن صفوان ،عن أبي الحسن
عليه السلم قال :نعم البقلة السلق ) - 9 .(4المكارم :روي عن الصادق
عليه السلم أنه قال :أكل السلق يؤمن من الجذام وعن الرضا عليه السلم
قال :ل يخلو جوفك من طعام ،وأقل من شرب الماء ،ول تجامع إل من
شبق ،ونعم البقلة السلق ) - 10 .(5الكافي :عن محمد بن يحيى ،عن عبد
ال بن جعفر ،عن محمد بن عيسى ،عن أبي الحسن الرضا عليه السلم
أنه قال :أطعموا مرضاكم السلق ،يعني ورقه ،فان فيه شفاء ول داء معه،
ول غائلة له ،ويهدئ نوم المريض ،واجتنبوا أصله فانه يهيج السوداء )
- 11 .(6وبهذا السناد :عن ابن عيسى ،عن بعض الحضينيين ،عن أبي
الحسن عليه السلم أن السلق يقمع عرق الجذام ،وما دخل جوف المبرسم
مثل ورق السلق ) (7المكارم :عن الرضا عليه السلم مثل الخبرين مع
اختصار مخل في الول ).(8
) 1و 3و (4المحاسن 520 :و 2) .519و (5مكارم الخلق 207 :و - 6) .206
(7الكافي 6ر (8) .369مكارم الخلق ،207 :والمبرسم :من به
البرسام وهو بالكسر والفتح :التهاب يعرض للحجاب الذى بين الكبد
والقلب ،فارسي مركب معناه التهاب الصدر.
][218
بيان :في القاموس :السلق بالكسر بقلة معروفة تجلو وتحلل وتلين ،و تسر النفس،
نافع للنقرس والمفاصل ،وعصيره إذا صب على الخمر خللها بعد ساعتين
وعلى الخل خمرها بعد أربع ،وعصير أصله سعوطا ترياق وجع السن
والذن والشقيقة ،وقال :الكرنب بالضم وكسمند السلق أو نوع منه أحلى
وأغض من القنبيط ،والبرى منه مر ،ودرهمان من سحيق عروقه المجففة
في شراب ترياق مجرب من نهشة الفعى انتهى .وأقول :السلق هو الذي
يقال له بالفارسية " :چقندر " قال ابن بيطار في جامعه هو ثلثة أصناف:
فمنه كبير شديد الخضرة يضرب إلى السواد وورقه كبار عراض لينة
حسنة المنظر ،ويسمى السود ،ومنه صغير الورق جعد سمج المنظر،
ناقص الخضرة ومنه ضعيف ورقه نابت على ساق طويل وورقه كثيرة
دقيقة العلى في أسفلها جعودة ،وفى أعلها الرقيق سبوطة ،طويل الساق
إلى موضع الورقة ،وخضرته ناقصة جدا يضرب إلى الصفرة انتهى .وأما
الكرنب :فله صنفان أحدهما يقال له بالفارسية " :كلم " والخر يقال له
قمري ،وكأنه القنبيط قال في القاموس :القنبيط بالضم وفتح النون المشددة
أغلظ أنواع الكرنب ،مبخر مغلظ ،وقال ابن بيطار :هو صنفان :جعد
وسبط ،و كلهما يؤكل ساقه وورقه ،والجعد أطيب طعما وأصدق حلوة،
وأشد رحوضة من القنبيط * 6 .باب الجزر - 1المحاسن :عن بعض
أصحابنا عمن ذكره ،عن داود بن فرقد قال :سمعت أبا الحسن عليه السلم
يقول :أكل الجزر يسخن الكليتين ،ويقيم الذكر ،قلت :جعلت فداك :وكيف
آكله وليس لي أسنان ؟ فقال :مر الجارية تسلقه وكله ).(1
][219
- 2ومنه :روى بعض أصحابنا أن داود قال :دخلت عليه وبين يديه جزر فناولني
جزرة فقال :كل فقلت :ليست لي طواحن ،فقال :أمالك جارية ؟ فقلت :بلى،
فقال :مرها تسلقه لك وكل ،فانه يسخن الكليتين ويقيم الذكر )- 3 .(1
المكارم :عنه عليه السلم مثله .قال :وقال :الجزر أمان من القولنج
والبواسير ،ويعين على الجماع ) .(2توضيح :قال في القاموس :الطواحن
الضراس ،وقال :سلق الشئ أغله بالنار ،وقال :الجزر محركة ارومة
تؤكل ،معربة ويكسر الجيم وهو مدر باهي محدر للطمث ،ووضع ورقه
مدقوقا على القروح المتأكلة نافع ،وفي الصحاح :سلقت البقل والبيض إذا
أغليته بالنار إغلءة خفيفة ،وقيل :يمكن أن يكون نفعه للقولنج لما ذكره
الطباء أنه إذا كان في المعدة رطوبة لزجة يدفعها ويفتح سدد الكبد ،ونفعه
للبواسير للتفتيح والترطيب وإصلح حال الكبد ،ومنع تولد السوداء غير
الطبيعي فيه ،لن عروض البواسير من غلبة السوداء غير الطبيعي- 4 .
الخرايج :قال :كان إبراهيم عليه السلم مضيافا :فنزل عليه يوما قوم ولم
يكن عنده شئ فقال :إن أخذت خشب الدار وبعته من النجار فانه ينحته
صنما وثنا فلم يفعل فخرج بعد أن أنزلهم في دار الضيافة ومعه إزار إلى
موضع ،وصلى ركعتين فلما فرغ ولم يجد الزار علم أن ال هيأ أسبابه،
فلما دخل داره رأى سارة تطبخ شيئا ،فقال لها :أنى لك هذا ؟ قالت :هذا
الذي بعثته على يد الرجل ،وكان ال سبحانه أمر جبرئيل أن يأخذ الرمل
الذى كان في الموضع الذي صلى فيه إبراهيم و يجعله في إزاره والحجارة
الملقاة هناك أيضا ،ففعل جبرئيل ذالك وقد جعل ال الرمل جاورسا مقشرا،
والحجارة المدورة شلجما والمستطيل جزرا .العلل :عن أحمد بن محمد
العلوي ،عن محمد بن أسباط ،عن أحمد بن محمد بن زياد ،عن أحمد بن
محمد بن عبد ال ،عن عيسى بن جعفر العلوي العمري ،عن آبائه ،عن
) (1المحاسن (2) .524 :مكارم الخلق.211 :
][220
عمر بن على عن أبيه على بن أبي طالب عليه السلم أن النبي صلى ال عليه وآله
سئل مما خلق ال عزوجل الجزر ،فقال :إن إبراهيم عليه السلم كان له
يوما ضيف ،وذكر نحوه إل أنه قال مكان الجاورس :الذرة ،ومكان الشلجم
اللفت ) * 7 .(1باب الشلجم - 1المحاسن :عن عبد العزيز بن المهتدى
رفعه قال :مامن أحد إل وفيه عرق من الجذام ،وإن الشلجم يذيبه .وفي
حديث آخر :قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :ما من أحد إل وفيه عرق
الجذام فكلوا الشلجم في زمانه يذهب به عنكم .وفي حديث آخر :ما من أحد
إل وبه عرق من الجذام وإن اللفت وهو الشلجم يذيبه ،فكلوه في زمانه
يذهب عنكم كل داء ) - 2 .(2ومنه :عن محمد بن اورمة ،عن بعض
أصحابه رفعه قال :ما من خلق إل و فيه عرق الجذام ،فأذيبوه بالشلجم )
.(3ومنه :عن أبي يوسف ،عن يحيى بن المبارك ،عن عبد ال بن جبلة،
عن على بن أبي حمزة مثله ) - 3 .(4ومنه :عن الحسن بن حسين ،عن
محمد بن سنان ،عمن ذكره ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال :عليكم
بالشلجم فكلوه وأديموا أكله ،واكتموه إل عن أهله ،فانه مامن أحد إل وبه
عرق الجذام فأذيبوه بأكله ) .(5المكارم :عنه عليه السلم مثله وفيه :كلوه
واغذوه واكتموه ).(6
][221
- 4المحاسن :عن السيارى ،عن العبيدي ،عن على بن المسيب قال :أخبرني زياد
بن بلل ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال :ليس من أحد إل وبه عرق من
الجذام ،فأذيبوه بالشلجم ) - 5 .(1الكافي :عن محمد بن يحيى ،عن عبد
ال بن جعفر ،عن محمد بن عيسى ،عن على بن المسيب قال :قال العبد
الصالح عليه السلم :عليك باللفت فكله أي الشلجم فانه ليس من أحد إل
وبه عرق من الجذام واللفت يذيبه ) .(2تبيين :قال الفيروز آبادى :اللفت
بالكسر الشلجم ،وقال :الشلجم كجعفر نبت معروف ول تقل .ثلجم ولشلجم
أو لغية انتهى وكان عرق الجذام كناية عن السوداء إذ بغلبتها وفسادها
يحدث الجذام ،وطبع السلجم لكونه حارا في آخر الثانية رطبا في الولى
يخالف طبعها فهو يمنع طغيانها * 8 .باب الباذبجان - 1المحاسن :عن
بعض أصحابنا قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إذا أدرك الرطب ونضج
العنب ،ذهب ضرر الباذنجان ) .(3بيان :دفع ضرر الباذنجان في هذا الوقت
إما بسبب أن الثمار المصلحة له كثيرة ،وأكلها يذهب ضرره ،أو باعتبار
أن الهواء في هذا الوقت يميل إلى العتدال والبرد ،فل يضر .أو بسبب
اعتدال الهواء ما يتولد فيه يكون أقل ضررا ،واختلف الطباء في طبعه،
فقيل :بارد ،وقيل :حار يابس في الثانية ،وهو أصح عند ابن سينا ومن
تبعه .قالوا :وهو مركب من جوهر أرضي بارد به يكون قابضا ،ومن
جوهر أرضي
][222
حار به يكون مرا ،من جوهر مائي به يكون تفها ،ومن جوهر ناري شديد الحراة
به يكون حريفا ،ويختلف طبعه بحسب غلبة هذه الطعوم ،ولذلك اختلف في
مزاجه ،وقالوا :يولد السوداء ،والسدد ،والدوار ،والسدر ،والجرب
السوداوي والسرطان ،والبواسير ،وورم الصلب ،والجذام ،ويفسد اللون،
ويسوده ويصفره ويبثر الفم - 2 .المحاسن :عن السياري ،عن موسى بن
هارون ،عن أبى الحسن الرضا عليه السلم قال :الباذنجان عند جذاد النخل
لداء فيه ) - 3 .(1ومنه :عن عبد ال بن علي بن عامر ،عن إبراهيم بن
الفضل ،عن جعفر بن يحيى ،عن أبيه ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
كلوا الباذنجان فانه يذهب الداء ولداء له ) - 4 .(2ومنه :عن السيارى،
عن القاسم بن عبد الرحمان الهاشمي ،عمن أخبره عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :كلوا الباذنجان فانه جيد للمرة السوداء ) - 5 .(3ومنه :عن
السياري ،عن بعض البغداديين أن أبا الحسن الثالث عليه السلم قال
لبعض قهار مته :استكثر لنا من الباذنجان ،فانه حار في وقت الحرارة،
وبارد في وقت البرودة معتدل في الوقات كلها ،جيد على كل حال ).(4
المكارم :عنه عليه السلم مثله ) .(5الطب :عن الرضا عليه السلم مثله )
.(6بيان :ل يبعد أن تكون هذه الخواص لنوع يكون معتدل في الكيفيات
المتقدمة فانا قد أكلناه في المدينة الطيبة والحجاز وكان في غاية اللطافة
والعتدال ،ولم نجد فيه حرافة ،فمثل هذا ل يبعد ،أن ل تكون فيه حرارة
ول تكون مولدة للسوداء ولذا قال عليه السلم معتدل في الوقات كلها.
) (4 - 1المحاسن (5) .526 :مكارم الخلق (6) .210 :طب الئمة.139 :
][223
وكونه حارا في وقت الحرارة يحتمل وجهين :الول أن يكون المعنى كون البدن
محتاجا إلى الحرارة أو إلى البرودة وحينئذ وجه صحة ما ذكره عليه
السلم أن المعتدل يفعل البرودة في المحرورين ،والحرارة في المبرودين.
الثاني أن يكون المراد كون الهواء حارا أو باردا فوجهه أن المتولد في
الهواء الحار يكون حارا ،وفي الهواء البارد يكون باردا كما مر وقد يقال:
يمكن أن يكون نفعه ودفع مضاره لموافقة قول الئمة عليهم السلم،
فيكون ذكر هذه المور لمتحان إيمان الناس وتصديقهم لئمتهم ،ومع
العمل بها يدفع ال ضررها بقدرته ،كما نرى جماعة من المؤمنين
المخلصين يعملون بما يروى منهم عليهم السلم وينتفعون ،به وإذا عمل
غيرهم على وجه النكار أو التجربة ربما يتضرر به - 6 .الطب :عن أبي
الحسن المعلى :سجادة ،عن أبي الخير الرازي ،عن محمد بن عيسى ،عن
محمد بن يقطين ،عن سعدان بن مسلم ،عن أبي الغر النخاس ،عن ابن
أبي يعفور قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :كلوا الباذنجان فانه شفاء من
كل داء .وعنه بهذا السناد :قال :الباذنجان جيد للمرة السوداء ،ول يضر
بالصفراء ) - 7 (1المكارم :قال الصادق عليه السلم :عليكم بالباذنجان
البوراني ،فانه شفاء يؤمن من البرص ،و ]كذا[ المقلي بالزيت .ومن
الفردوس :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :كلوا الباذنجان فانها شجرة
رأيتها في جنة المأوى ،شهدت ل بالحق ،ولي بالنبوة ولعلي بالولية،
فمن أكلها على أنها داء كانت داء ،ومن أكلها على أنها دواء كانت دواء.
وعن أنس قال :قال النبي صلى ال عليه وآله :كلوا الباذنجان وأكثروا
منها ،فانها أول شجرة آمنت بال عزوجل .عن الصادق عليه السلم :قال:
أكثروا من الباذنجان عند جذاذ النخل ،فانه شفاء
][224
من كل داء ،يزيد في بهاء الوجه ،ويبين العروق ،ويزيد في ماء الصلب .عن
الصادق عليه السلم قال :روي أنه كان بين يدى سيدى على بن الحسين
عليه السلم باذنجان مقلو بالزيت ،وعينيه رمدة ،وهو يأكل منه ،قال
الراوي :فقلت له :يابن رسول ال تأكل من هذا وهو نار ؟ فقال لي :اسكت
إن أبى حدثني عن جدى عليه السلم قال :الباذنجان من شحمة الرض،
وهو طيب في كل شئ يقع فيه ) .(1بيان :قال في القاموس :البورانية
طعام ينسب إلى بوران بنت الحسن بن سهل زوج المأمون انتهى .وقوله
عليه السلم :والمقلي أي هو أيضا كذلك أو هو البورانى المقلي بالزيت،
وفي الصحاح قليت السويق واللحم فهو مقلي وقلوت فهو مقلو ،لغة
والجذاذ بالفتح والكسر قطع ثمرة النخل " ويبين العروق " أي يدفع مواد
العلل كعرق الجذام ،وعرق الفالج أو على بناء التفعيل أي يكثر الدم فتمتلئ
العروق به - 8 .ما :عن الحسين بن إبراهيم ،عن محمد بن وهبان ،عن
على بن حبشي عن العباس بن محمد بن الحسين ،عن أبيه ،عن صفوان
بن يحيى وجعفر بن عيسى ،عن الحسين بن أبي غندر ،عن أبي الحسن
موسى وأبى الحسن الرضا عليهما السلم أنهما قال :الباذنجان عند جذاذ
النخل لداء فيه ) .(2وبهذا السناد :عن ابن أبى غندر ،عمن أخبره ،عن
أبى عبد ال عليه السلم قال :الباذنجان جيد للمرة السوداء ) .(3المكارم:
عن الصادق عليه السلم مثله ) - 9 .(4دعوات الراوندي :كان النبي صلى
ال عليه وآله في دار جابر ،فقدم إليه الباذنجان فجعل يأكل ،فقال جابر :إن
فيه لحرارة ،فقال :يا جابر مه إنها أول شجرة آمنت بال اقلوه وانضجوه
وزينوه ولينوه ،فانه يزيد في الحكمة.
) (1مكارم الخلق (3 - 2) .210 :امالي الطوسى 2ر (4) .281مكارم الخلق
.210
][225
بيان :الباذنجان بالذال المعجمة معرب باذنجان بالمهملة ،واسمه في الصل عند
العرب المغد بالفتح والتحريك ،والوغد بالفتح والنب بالتحريك * 9 .باب
القرع والدبا - 1الخصال :عن أبيه ،عن سعد ،عن اليقطينى ،عن القاسم
بن يحيى عن جده الحسن ،عن أبى بصير ومحمد بن مسلم عن الصادق
عليه السلم عن آبائه عليهم السلم قال :قال امير المؤمنين عليه السلم:
كلوا الدبا فانه يزيد في الدماغ وكان رسول ال صلى ال عليه وآله يعجبه
الدباء ) .(1بيان :الدباء بالضم والتشديد :القرع كالدبة ،الواحدة بهاء كذا
في القاموس وفي بحر الجواهر الدباء بالضم والمد وتشديد الموحدة:
القرع ،وقال ابن حجر :و يجوز القصر ،وقيل :الدباء أعم من القرع ،لن
القرع ل يطلق إل على الرطب ،وقيل :الدباء هو اليابس منه - 2 .العيون:
بالسانيد الثلثة المتقدمة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا طبختم فأكثروا القرع ،فانه يسر قلب
الحزين ) .(2بيان :قيل :يصير سببا لسرور يحصل من حركة الروح إلى
الخارج ،ومع كثرة الروح وصفائها ورقتها واعتدالها تكون الحركة أكثر،
وأكل القرع يفعل جميع ذالك ،وأيضا الحزن يحصل بحركة الروح إلى
الداخل قليل قليل بسبب مؤذ ،و هي تصير سببا لحرارة القلب ،القرع
لبرودته يرفع ذالك ،وأيضا لرطوبته يقلل الخلط السوداوي المولد للحزن.
- 3العيون :بهذه السانيد عن على عليه السلم قال :عليكم بالقرع فانه
يزيد في الدماغ ).(3
][226
صحيفة الرضا :بالسناد مثل الخبرين ) .(1المكارم :عنه عليه السلم مثل الخير )
.(2بيان :في القاموس القرع حمل اليقطين واحدته بهاء - 4 .مجالس ابن
الشيخ :عن أبيه ،عن هلل بن محمد ،عن إسماعيل بن على الدعبلي ،عن
أبيه ،عن الرضا ،عن آبائه ،عن أمير المؤمنين عليهم السلم قال :كان
رسول ال صلى ال عليه وآله :يعجبه الدبا ويلتقطه من الصحفة ).(3
المحاسن :عن ابن فضال ،عن ابن القداح ،عن جعفر ،عن أبيه قال :قال
على عليه السلم مثله ) - 5 .(4المجالس :بالسناد المتقدم عن على عليه
السلم قال :إن الد با يزيد في العقل ) .(5وبهذا السناد :عن الحسين بن
على عليهما السلم قال :سمعت أمير المؤمنين عليه السلم وسئل عن
القرع أيذبح ؟ فقال :ليس شئ يذكا فكلوا القرع ول تذبحوه و ل يسنفزنكم
الشيطان ) .(6بيان :في القاموس :استفزه :استخفه وأخرجه من داره
أفزعه انتهى ) .(7وأقول :يظهر منه ومن أمثاله أن بعض المخالفين كانوا
يشترطون في حل القرع قطع رأسه أول ،ويعدونه تذكية له ،ولم أرذالك في
كتبهم ).(8
) (1صحيفة الرضا 11 :و (2) .26مكارم الخلق (3) .201 :امالي الطوسى 1ر
(4) .372المحاسن 5) .521 :و (6امالي الطوسى 1ر (7) .372في
المصدر المطبوع بمصر :وأزعجه ،وزاد بعده ،وأفززنه :أزعجته ،وفى
بعض النسخ ،أفزعته (8) .نقل عن ابن شهر آشوب أن معاوية لما عزم
على مخالفة أمير المؤمنين )ع( أراد أن يختبر أهل الشام فاشار إليه ابن
العاص أن يامرهم بذبح القرع وتذكيته فان أطاعوه فهو صاحبهم وال
فل ،فامرهم بذلك فاطاعوه وصارت بدعة اموية.
][227
- 6المحاسن :عن محمد بن عيسى ،عن محمد بن عرفة ،عن أبي الحسن الرضا
عليه السلم قال :شجرة اليقطين هي الدبا ،وهي القرع ) .(1بيان :في
القاموس :اليقطين مال ساق له من النبات ونحوه ،وبهاء القرعة الرطبة
انتهى ،ويظهر من كتب اللغة أن اليقطين يطلق على القرع ،وعلى شجرته
والدبا والقرع ل يطلقان إل على الثمرة ،فلبد هنا من تقدير مضاف- 7 .
المحاسن :عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبى عبد ال عليه السلم أن
عليا عليه السلم سئل عن القرع هل يذبح ؟ قال :القرع ليس شئ يذكى،
فكلوه ول تذبحوه ،ول يستهوينكم الشيطان ) .(2بيان :في القاموس
استهوته الشياطين ذهبت بهواه وعقله ،أو استفهامته وحيرته أو زينت له
هواه - 8 .المحاسن :عن علي بن حسان ،عن موسى بن بكر قال :سمعت
أبا الحسن عليه السلم يقول :الدباء يزيد في العقل ) - 9 .(3ومنه :عن
ابن فضال ،عن ابن القداح ،عن جعفر ،عن أبيه عليه السلم قال :الدباء
يزيد في الدماغ ) .(4ومنه :عن أبى القاسم ويعقوب بن يزيد ،عن العبدي،
عن ابن سنان وأبي حمزة عن أبى عبد ال عليه السلم مثله )- 10 .(5
ومنه :عن أبيه ،عمن حدثه ،عن موسى بن جعفر ،عن أبيه ،عن جده قال:
كان فيما أوصى به رسول ال صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم أن
قال :يا على عليك بالدباء فكله ،فانه يزيد في العقل والدماغ ) .(6بيان:
كان زيادة العقل لنه مولد للخلط الصحيح وبه تقوى القوى الدماغية التي
هي آلت النفس في الدراكات ،والمراد بزيادة الدماغ إما زيادة قوته لنه
يرطب الدمغة اليابسة ويبرد الدمغة الحارة أو زيادة جرمه لنه غذاء
][228
موافق لجوهره والول أظهر - 11 .المحاسن :عن النوفلي عن السكوني ،عن أبى
عبد ال عن آبائه عليهم السلم أن النبي صلى ال عليه وآله كان يعجبه
من القدور الدبا ) - 12 .(1ومنه :عن ابن فضال ،عن ابن القداح ،عن
جعفر ،عن أبيه عليهما السلم قال :قال على عليه السلم :كان يعجب
رسول ال صلى ال عليه وآله من المرقة الدباء ) .(2بيان :أي من أجزاء
المرقة الدباء ،أو من المرقات مرقة الدباء - 13 .المحاسن :عن جعفر بن
محمد الشعري ،عن ابن القداح ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان
رسول ال صلى ال عليه وآله يعجبه الدباء ،وهو القرع ) - 14 .(3ومنه:
عن السياري يرفعه إلى النبي صلى ال عليه وآله أنه كان يعجبه الدباء،
وكان يأمر نساءه فيقول :إذا طبختن قدرا فأكثروا فيه من الدباء وهو
القرع ) - 5 .(4الطب :عن حسان بن إبراهيم الكرماني عن محمد بن نمير
بن محمد ،عن المبارك بن عجلن ،عن زيد الشحام ،عن محمد بن مسلم،
عن أبى عبد ال الصادق عن آبائه عليهم السلم قال :قال امير المؤمنين
عليه السلم :كلوا الدبا ونحن أهل البيت نحبه .وعن ذريح قال :قلت لبي
عبد ال عليه السلم :الحديث المروى عن أمير المؤمنين في الدباء أنه
قال :كلوا الدباء فانه يزيد في الدماغ ،فقال الصادق عليه السلم :نعم و أنا
أقول :إنه جيد لوجع القولنج ) - 16 .(5المكارم :عن الحسين بن على
عليهما السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :كلوا اليقطين فلو
علم ال أن شجرة أخف من هذه أنبتها على أخي يونس ،إذا اتخذ أحدكم
مرقا فليكثر فيه من الدبا ،فانه يزيد في الدماغ والعقل .وعن الصادق عليه
السلم قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من أكل الدبا بالعدس رق
قلبه عند ذكر ال ،وزاد في جماعه.
][229
وعن النبي صلى ال عليه وآله قال :إن حناطا دعا النبي صلى ال عليه وآله فأتا
بطعام قد جعل فيه قرعا باهالة ،قال أنس :فرأيت النبي صلى ال عليه وآله
يأكل القرع يتتبعه من الصحفة ،قال أنس :فما زال يعجبنى القرع منذ رأيته
يعجبه .وقال :كان رسول ال صلى ال عليه وآله يعجبه الدبا ويلتقطه من
الصحفة ،وكان النبي في دعوة فقدموا إليه صلى ال عليه وآله قرعية
فكان يتتبع آثار القرع ليأكله ) .(1بيان :قال في النهاية :كل شئ من
الدهان مما يؤتدم به إهالة وقيل :هو ما اذيب من اللية والشحم ،وقيل:
الدسم الجامد انتهى ،وكأن المراد بالقرعية المرقة المطبوخة بالقرع- 17 .
دعوات الراوندي :قال النبي صلى ال عليه وآله لعلى عليه السلم :كل
اليقطين فانه من أكلها حسن وجهه ،ونضر وجهه ،وهى طعامي وطعام
النبياء قبلى - 18 .الدعائم :عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه كان
يعجبه الدبا ويلتقطها من الصحفة ويقول :الدبا تزيد في الدماغ .وعنه
صلى ال عليه وآله :قال عليكم بالدبا فانه يذكى العقل ،ويزيد في الدماغ )
.(2بيان :قال مسلم ) :(3في حديث أنس أن حناطا دعا رسول ال صلى
ال عليه وآله فقرب إليه خبزا من شعير ومرقا فيه دباء وقديد ،قال أنس:
فرأيت رسول ال صلى ال عليه وآله يتتبع الدبا من حوالي الصحفة ،فلم
أزل احب الدباء من يومئذ ،وفي رواية قال أنس :فلما رأيت ذالك جعلت
القيه إليه ول أطعمه ،وفي رواية قال أنس :فما صنع لى طعام بعد أقدر
على أن يصنع فيه دباء إل صنع ،وقال الشارح صاحب إكمال الكمال :فيه
فوائد :منها :إجابة الدعوة ،وإباحة كسب الحناط ،وإباحة المرق ،وفضيلة
أكل الدباء ،وأنه يستحب أن يحب الدباء ،وكذلك كل شئ كان رسول ال
صلى ال عليه وآله يحبه ،وأن يحرص على تحصيل ذلك ،وأنه يستحب
لهل المائدة ايثار بعضهم بعضا
) (1مكارم الخلق (2) .202 - 201 :دعائم السلم 2ر (3) .113صحيح مسلم
1615ط محمد فؤاد ،وفيه أن الرجل كان خياطا.
][230
إذا لم يكرهه صاحب الطعام .وأما قوله :يتتبع الدباء من حوالي الصحفة ،فيحتمل
وجهين :أحدهما من حوالي جانبه وناحيته من الصحفة ،لمن حوالي
جميع جوانبها ،فقد أمر بالكل مما يلي النسان ،والثاني :أن يكون من
جميع جوانبها ،وإنما نهي ذلك لئل يتقذره جليسه ورسول ال صلى ال
عليه وآله ل يتقذره أحد ،بل يتبركون بآثاره صلى ال عليه وآله ،فقد كانوا
يتبركون ببصاقه ونخامته ،ويدلكون بذلك وجوههم ،وشرب بعضهم بوله
وبعضهم دمه مما هو معروف من عظيم اعتنائهم بآثاره التي يخالف فيها
غيره ،والد باهو اليقطين وهو بالمد * 10 .باب الفجل * - 1الخصال :عن
أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي ،عن عدة من
أصحابنا ،عن حنان بن سدير قال :كنت مع أبي عبد ال عليه السلم على
المائدة فناولني فجلة ،فقال :يا حنان كل الفجل ،فان فيه ثلث خصال :ورقه
يطرد الرياح ولبه يسر بل البول ،واصوله تقطع البلغم ) .(1المحاسن :عن
عدة من أصحابه ،عن حنان مثله ) .(2المكارم :عن الروضة عن حنان
مثله ) .(3بيان :يقال :سربله أي ألبسه السربال ،ول يناسب المقام إل
بتجوز وتكلف بعيد ،وفي المكارم وبعض نسخ الكافي " يسهل " ،وفي
بعضها " يسيل " وهما أصوب - 2 .مجالس الشيخ :عن هلل بن محمد،
عن إسماعيل بن علي الدعبلي ،عن أبيه ،عن الرضا ،عن آبائه عن أمير
المؤمنين عليهم السلم قال :الفجل أصله يقطع البلغم،
][231
ويهضم الطعام ،وورقه يحدر البول ) .(1المكارم :عن أمير المؤمنين عليه السلم
مثله ) - 3 .(2المحاسن :عن السياري ،عن أحمد بن خالد ،عن أحمد بن
المبارك الدينوري ،عن أبى عثمان ،عن درست بن أبي منصور ،عن أبى
عبد ال عليه السلم قال :الفجل أصله يقطع البلغم ولبه يهضم ،وورقه
يحدر البول تحديرا ) - 4 .(3المحاسن :عن أبي القاسم ،عن حنان بن
سدير ،قال :دخلت على أبي -عبد ال عليه السلم وبين يديه المائدة ،فقال
لي :يا حنان ادن وكل ،فدنوت فأكلت معه ،فقال لي :يا حنان كل الفجل ،فان
ورقه يمرئ ،ولبه يسربل واصوله تقطع البلغم ) .(4بيان :كأن المراد بلبه
بذره - 5المكارم :من كتاب الفردوس :عن ابن مسعود قال :قال صلى ال
عليه وآله :إذا أكلتم و أردتم أن ل يوجد لها ريح ،فاذكروني عند أول
قضمة ) * 11 .(5باب الكمأة * - 1العيون :عن محمد بن أحمد بن
الحسين البغدادي ،عن علي بن محمد ،بن عنبسة ،عن دارم بن قبيصة،
عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
الكمأة من المن الذي أنزل ال تعالى على بني إسرائيل ،وهي شفاء العين،
الخبر ) - 2 .(6مجالس ابن الشيخ :عن والده ،عن محمد بن محمد بن
مخلد ،عن محمد بن
][232
يونس القرشي ،عن سعيد بن عامر ،عن محمد بن عمرو بن علقمة ،عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :الكمأة من المن
وماؤها شفاء العين ) - 3 .(1المحاسن :عن النوفلي ،عن عيسى بن عبد
ال الهاشمي ،عن إبراهيم بن علي الرافعي ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :الكماة من نبت الجنة وماؤها نافع
من وجع العين ) - 4 .(2ومنه :عن محمد بن على ،عن محمد بن الفضيل،
عن عبد الرحمان بن زيد بن أسلم عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :الكمأة من المن ،والمن من الجنة وماؤها
شفاء للعين ) - 5 .(3ومنه :عن علي بن الحكم ،عن أبان بن عثمان ،عن
أبي بصير ،عن فاطمة بنت علي ،عن أمامة بنت أبي العاص بن الربيع
وامها زينب بنت رسول ال صلى ال عليه وآله قالت :أتاني أمير المؤمنين
عليه السلم في شهر رمضان فاتي بقثاء وتمر وكمأة ،وكان يحب الكمأة )
.(4تكملة :الكمؤ بالفتح معروف ،قال الجوهري :الكمأة واحدها كمؤ ،على
غير قياس انتهى ،وقال الطباء :هو أصل مستدير لورق له ول ساق،
لونه إلى الحمرة ما هو ،يوجد في الربيع عند كثرة الثلوج والمطار،
ويؤكل نيا ومطبوخا وله أسماء وأصناف :فمنه الفطر ،قال في القاموس:
الفطر بالضم وبضمتين ضرب من الكمأة قتال انتهى وقال ابن بيطار نقل
عن ديسقور يدس :الفطر منه ما يصلح للكل ،ومنه مال يصلح ويقتل ،إما
لنه ينبت بالقرب من مسامير صدية ،أو خرق متعفنة ،أو أعشاش بعض
الهوام الضارة ،أو شجر خاصيتها أن يكون الفطر قتال إذا أنبت بالقرب
منها ،وقد يوجد
) (1أمالى الطوسى 1ر (3 - 2) .394المحاسن (4) .527 :المحاسن.527 :
][233
على هذا الصنف من الفطر رطوبة لزجة ،فإذا قلع ووضع في موضع فسدو تعفن
سريعا .وأما الصنف الخر فيستعمل في المراق ،وهو لذيذ وإذا أكثر منه
أضر ،و يعرض منه اختناق ،أو هيضة ،وقال جالينوس :قوة الفطر قوة
باردة رطبة شديدا ،و لذلك هو قريب من الدوية القتالة ،ومنه شئ يقتل،
وخاصة كل ما كان يخالط جوهره شئ من العفونة انتهى .ومنه الفقع قال
الفيروز آبادي :الفقع ويكسر :البيضاء الرخوة من الكمأة ،والجمع كعنبة
وقال ابن بيطار :هو شئ يتكون تحت الرض بقرب المياه وهو أبيض
مدور أكبر من الكمأة يوجد في الرض ،وكل واحدة قد تشققت ثلثا أو
أربع قطع ،إل أن بعضها ملتصق ببعض ،وهو أسلم من الفطر ،وليس فيه
شئ يقتل كما في الفطر ،وهو بارد رطب غليظ .ومنه ) (1ما يقال له
بالفارسية :كشنج ) (2ويقال له :كل كنده ،ينبت في الرمل ،وفي خراسان
وما وراء النهر أكثر ،وقيل :هو مسكر ،وهو مجوف ،ورطبه بمقدار جوزة
كبيرة ،وقالوا :هو أيضا بارد غليظ بطئ الهضم .ومنه الغرشنة :قال ابن
بيطار :هي كثيرة بأرض بيت المقدس وتعرف هناك بالكرشتة قال ابن
سينا :هو جنس من الكمأة ،والفطر شكله شكل كأس صغير متبسم متشنج
ناعم اللمس ،ويغسل به الثياب ،ويؤكل في الشياء الحامضة وقال ابن
بيطار في الكمأة نقل عن بعضهم :الكمأة الحمراء قاتلة ،وأجودها تلذذا
أشدها إملسا ،وأميلها إلى البياض ،وأما المتخلخل الرخو فردي جدا ،وهو
في المعدة الحارة جدا جيد ،وإذا لم تهضم لكثار منه أو لضعف المعدة،
فخلطه ردي جدا غليظ يولد الوجاع في أسفل الظهر والصدر ،وعن ابن
ماسة :باردة رطبة في الدرجة الثانية ،وعن المسيح يولد السدد أكل،
وماؤها يجلو البصر كحل ،وعن الغافقي من خواص الكمأة أن من أكلها
فأي شئ من ذوات السموم لذعه والكمأة في معدته مات ،ولم يخلصه دواء
) (1في المخطوطة :وهو ما يقال له (2) .وزان أعرج(*) .
][234
البتة ،وأما ماء الكمأة فمن أصلح الدوية للعين إذا ربي به الثمد واكتحل به فانه
يقوي أجفان العين ،ويزيد في الروح الباصرة قوة وحدة ،ويدفع عنها
نزول الماء انتهى .وأقول :قد مر بعض الكلم فيه في باب علج العين )
* 12 .(1باب * )الرجلة والفرفخ( * - 1المحاسن :عن أبيه عن ابن أبى
عمير ،عن رجل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :وطئ رسول ال صلى
ال عليه وآله الرمضاء فأحرقته فوطئ على الرجلة وهي البقلة الحمقاء
فسكن عنه حر الرمضاء ،فدعا لها وكان يحبها ) - 2 .(2الكافي :عن على
بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن بعض أصحابنا عنه عليه
السلم مثله إلى قوله :وكان عليه السلم يحبها ويقول :من بقلة ما أبركها
) .(3بيان :في القاموس الرجلة بالكسر الفرفخ ،ومنه أحمق من رجلة،
والعامة يقول :من رجله ،وقال] :رمض[ قدمه :احترقت من الرمضاء أي
الرض الشديدة الحرارة - 3 .المحاسن :عن محمد بن عيسى ،أو غيره،
عن قتيبة بن مهران ،عن حماد بن زكريا ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :عليكم بالفرفخ ،وهي المكيسة
فانه إن كان شئ يزيد في العقل فهي ) .(4المكارم :عنه عليه السلم مثله )
.(5
) (1راجع بحار النوار ج 62ص 144باب معالجات العين والذن (2) .المحاسن:
(3) .517الكافي 6ر (4) .367المحاسن (5) ،518 :مكارم الخلق:
.205
][235
بيان :وهي المكيسة على بناء اسم اللة أو الفاعل من الفعال أو التفعيل من
الكياسة - 4 .المحاسن :عن بعض أصحابنا رفعه قال :قال أبو عبد ال
عليه السلم :ليس على وجه الرض بقلة أشرف ول أنفع من الفرفخ،
وهي بقلة فاطمة صلوات ال عليها ،ثم قال :لعن ال بني امية هم سموها
بقلة الحمقاء ،بغضا لنا وعداوة لفاطمة عليهما السلم ) .(1الكافي :عن
محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن عثمان بن عيسى ،عن فرات بن
أحنف ،قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم وذكر مثله ) - 5 .(2دعوات
الراوندي :إن النبي صلى ال عليه وآله وجد حرارة فعض على رجلة
فوجد لذلك راحة ،فقال :اللهم بارك فيها إن فيها شفاء من تسع وتسعين
داء انبتي حيث شئت .وروي أن فاطمة صلوات ال عليها كانت تحب هذه
البقلة فنسب إليها وقيل :بقلة الزهراء كما قالوا :شقائق النعمان ،ثم إن
بني امية غيرتها فقالوا :بقلة الحمقاء ،وقالوا :الحمقاء صفة البقلة ،لنها
تنبت بممر الناس ومدرج الحوافر فتداس - 6 .الدعايم :عن النبي صلى ال
عليه وآله أنه كان يحب الرجلة وبارك فيها ) .(3بيان :قال في القاموس:
الفرفخ الرجلة معرب پر پهن أي عريض الجناح ،وقال :البقلة المباركة
الهندباء ،أو الرجلة ،وكذا البقلة اللينة ،وكذا بقلة الحمقاء انتهى ،وقال
سليمان بن حسان :زعموا أنها سميت حمقاء ،لنها تنبت على طرق الناس
فيداس ،وعلى مجرى السيل فيقلعها ،وقال الطباء باردة في الثالثة رطبة
في الثانية يقطع الثآليل بخاصيته ،ويسكن الصداع الحار والتهاب المعدة
شربا وضمادا وينفع من الرمد ونفث الدم.
) (1المحاسن (2) .517 :الكافي 6ر (3) .367دعائم السلم 2ر .113
][236
* 13باب الجرجير - 1المحاسن :عن السياري ،عن أحمد بن الفضيل ،عن محمد
بن سعيد ،عن أبي جميل ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال:
الجرجير شجرة على باب النار ) - 2 .(1ومنه :عن اليقطيني ،أو غيره،
عن قتيبة بن مهران ،عن حماد بن زكريا عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :أكره الجرجير ،وكأني أنظر إلى
شجرتها نابتة في جهنم ،وما تضلع منها رجل بعد أن يصلي العشاء إل بات
تلك الليلة ونفسه تنازعة إلى الجذام ) .(2وفي حديث آخر :من أكل
الجرجير بالليل ،ضرب عليه عرق الجذام من أنفه وبات ينزف الدم ).(3
بيان :قال في النهاية في حديث زمزم :فشرب حتى تضلع أي أكثر من
الشرب حتى تمدد جنبه وأضلعه ،وفي القاموس :نزف ماء البئر :نزحه
كله ،والبئر نزحت كنزفت بالضم لزم ومتعد ،ونزف فلن دمه كعني إذا
سال حتى يفرط ،فهو منزوف ونزيف ،ونزفه الدم ينزفه انتهى .وضرب
عرق الجذام كناية عن تحرك مادته لتوليده أبخرة حارة توجب احتراق
الخلط وانصبابها إلى المواضع المستعدة للجذام ،ولما كان النف أقبل
المواضع لذلك خص بالذكر ،ولذا يبتدئ غالبا بالنف ،ونزف الدم إما كناية
عن طغيانه و احتراقه وانصبابه إلى المواضع أو عن قلة الدم الصالح في
البدن - 3 .المحاسن :عن علي بن الحكم ،عن مثنى بن الوليد ،قال :قال
أبو عبد ال عليه السلم :كأني أنظر إلى الجرجير يهتز في النار ،ورواه
يحيى بن إبراهيم بن أبي البلد ،عن أبيه] ،عن يعقوب بن شعيب عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :كأنى أنظر بها تهتز في النا ).(4
][237
ومنه :عن محمد بن على ،عن عيسى بن عبد ال العلوى ،عن أبيه[ عن جده قال:
نظر رسول ال صلى ال عليه وآله إلى الجرجير فقال :كأني أنظر إلى
منبته في النار ) - 4 .(1ومنه :عن جعفر الحول ،عن محمد بن يونس،
عن علي بن أبي حمزة ،قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :لبني امية من
البقول الجرجير ) - 5 .(2ومنه :عن العبدي ،عن الحسين بن سعيد ،عن
نصير مولى أبي عبد ال أو عن موفق مولى أبي الحسن عليه السلم قال:
كان إذا أمر بشئ من البقل يأمر بالكثار من الجرجير ،فيشترى له ،وكان
يقول :ما أحمق بعض الناس ! ؟ يقولون :إنه ينبت في وادي جهنم ،وال
تبارك وتعالى يقول " :وقودها الناس والحجارة " فكيف ينبت البقل ).(3
بيان :في الكافي :عن موفق مولى أبي الحسن عليه السلم ]قال :كان
مولي أبو الحسن عليه السلم[ إذا أمر بشراء البقل يأمر بالكثار منه
ومن الجرجير " ) .(4وأقول :يمكن الجمع بين هذا الخبر وسائر الخبار
بأن النفي في هذا الخبر كونه على حقيقة البقلية ،والمثبت في غيره كونه
على هذا الشكل والهيئة كشجرة الزقوم ،ويحتمل أن يكون أخبار الثبات
والنبات محمولة على التقية - 6 .الطب :عن الرضا عليه السلم قال:
الباذروج لنا والجرجير لبني امية ) - 7 .(5المكارم :عن الصادق عليه
السلم قال :أكل الجرجير بالليل يورث البرص ) - 7 .(6دعوات الراوندي:
قال النبي صلى ال عليه وآله :من أكل الجرجير ثم نام ،ينازعه عرق
الجذام في أنفه ،وقال :رأيتها في النار - 8 .المجازات النبوية :قال :ومن
ذلك قوله عليه السلم في خبر طويل روي عن أنس
) (3 - 1المحاسن 518 :وما بين العلمتين ساقط من ط الكمبانى (4) .الكافي 6ر
(5) .368طب الئمة (6) .139 :مكارم الخلق .205
][238
ابن مالك سمعه منه صلى ال عليه وآله عند ذكره منافع كثيرة من بقول الرض
ومضارها فقال عليه السلم عند ذكر الجرجير " :فو الذي نفس محمد بيده
ما من عبدبات وفي جوفه شئ من هذه البقلة إل بات والجذام يرفرف على
رأسه حتى يصبح إما أن يسلم وإما أن يعطب " .قال السيد رحمه ال:
وهذا القول مجاز ،لن الداء المخصوص الذي هو الجذام ل يصح أن
يوصف بالرفرفة على الحقيقة ،لنه عرض من العراض وإنما أراد عليه
السلم أن البائت على أكل هذه البقلة على شرف من الوقوع في الجذام،
لشدة اختصاصها بتوليد هذه العلة ،فإما أن يدفعها ال تعالى عنه فتدفع ،أو
يوقعه فيها فتقع ،وإنما قال عليه السلم يرفرف على رأسه عبارة عن دنو
هذه العلة منه ،فتكون بمنزلة الطائر الذي يرفرف على الشئ إذا هم
بالنزول إليه والوقوع عليه ) .(1توضيح :اعلم أن الذي يظهر من كتب
أكثر الطباء أن البقلة المعروفة عند العجم " تره تيزك " ليس هو
الجرجير ،بل هو الرشاد ،قال ابن بيطار :الجرجير صنفان :بستاني وبري،
كل واحد منهما صنفان :فأحد صنفي البستاني عريض الورق ،فستقي
اللون ،ناقص الحرافة ،رحض طيب ،والثاني ورقه رقاق شديد الحرافة،
وقال صاحب الختيارات :الجرجير بري وبستاني :البري يقال له:
اليهقان ،والبستاني يقال له بالفارسية كيكير ،والجرجير البري يقال له:
الخردل البري ،ويستعمل بذره مكان الخردل ،وقال :الرشاد الحرف ،ويقال
له بالفارسية :سپندان وتره تيزك.
) (1المجازات النبوية ،97ولعله صلى ال عليه وآله أشار بذلك الى أن البتلء
بالجذام انما يكون بهوام طائرة في الهواء تعشق وتعتاد ريح هذه البقلة،
فإذا أكلها الرجل وفاح ريح البقلة منه اجتمعت تلك الهوام وترفرفت على
رأس الكل كيف تنفذ في بدنه طلبا للعصارة المحبوبة له ،فربما نفذت
الهوام وابتلى الرجل بالجذام ،وهذا كقوله الخر )ص( " فر من المجذوم
فرارك من السد " مع ما قيل أن هوام الجذام على هيئة السد شكل.
][239
* 14باب الخس * - 1المحاسن :عن أبيه ،عمن ذكره ،عن حفص البار ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :عليكم بالخس ،فانه يطفئ الدم ) .(1الكافي :عن
العدة ،عن البرقي ،مثله لكنه قال :فانه يصفى الدم ) - 2 .(2المكارم :قال
الصادق عليه السلم :عليك بالخس ،فانه يقطع الدم .وعن أمير المؤمنين
عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله كلوا الخس فانه
يورث النعاس ،ويهضم الطعام ) .(3بيان :ل يبعد أن يكون " يقطع الدم "
تصحيف يطفئ أو يصفي ،أو المراد به ما يرجع إليهما أي يقطع سورة
الدم أو المراض الدموية ،وقال الطباء :إنه بارد رطب في الثالثة ،وقيل:
في الثانية ،وهو منوم مدر للبول ،والدم المتولد منه أصلح من الدم المتولد
من سائر البقول ،ويصلح المعدة ،وذكرو اله ولبذره منافع كثيرة* 15 .
باب الكرفس * - 1المحاسن :عن بعض أصحابنا ،عن البجلي ،عن
إسماعيل بن مسلم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :الكرفس بقلة النبياء ) .(4الدعائم :عنه عليه السلم مثله )
.(5
) (1المحاسن (2) .514 :الكافي 6ر (3) .367مكارم الخلق(4) .209 :
المحاسن (5) .515 :دعائم السلم 2ر .113
][240
- 2الدروس :روي أنه -أي الكرفس يورث الحفظ ،ويذكي القلب ،و ينفى الجنون
والجذام والبرص - 3 .المحاسن :عن محمد بن عيسى ،أو غيره ،عن
قتيبة بن مهران ،عن حماد بن زكريا ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :عليكم بالكرفس ،فانه طعام إلياس
واليسع ويوشع بن نون ) - 4 .(1ومنه :عن نوح بن شعيب ،عن محمد بن
الحسن بن علي بن يقطين ،فيما أعلم ،عن نادر الخادم قال :ذكر أبو
الحسن عليه السلم الكرفس فقال :أنتم تشتهونه ،و ليس من دابة إل وهي
تحتك به ) .(2بيان :هذا إما مدح له بأن الدواب أيضا يعرفن نفعه فيتداوين
به ،أو ذم له بأن ذوات السموم تحتك به فيسري إليه بعض سمها ،والول
أظهر - 5 .المكارم :عن الحسين بن علي عليهما السلم قال :قال النبي
صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم في أشياء وصاه بها :كل الكرفس،
فانه بقلة إلياس ويوشع بن نون عليهما السلم .وقال رسول ال صلى ال
عليه وآله :الكرفس بقلة النبياء ،ويذكر أن طعام الخضر وإلياس الكرفس
والكمأة ) .(3بيان :قال الفيروز آبادى :الكرفس بفتح الكاف والراء :بقل
معروف عظيم المنافع مدر محلل للرياح والنفخ ،منق للكلى والكبد
والمثانة ،مفتح سددها ،مقو للباءة ،لسيما بذره مدقوقا بالسكر والسمن
عجيب إذا شرب ثلثة أيام ويضر بالجنة والحبالى والمصروعين.
][241
][242
بيان :السداب في نسخ الحديث وأكثر نسخ الطب بالدال المهملة ،وفي القاموس
وبعض النسخ بالمعجمة قال في القاموس :السذاب الفيجن ،وهو بقل
معروف وفي بحر الجواهر :السذاب بالفتح والذال المعجمة هو من
الحشايش المعروفة بري وبستاني ،الرطب منه حار يابس في الثانية،
واليابس في الثالثة ،والبري في الرابعة وقيل :في الثالثة مقطع للبلغم
محلل للرياح جدا منق للعروق ،ويعجفف المني ،ويسقط الباءة مفرح
قابض ،يذيب رائحة الثوم والبصل ،ويحلل الخنازير ،وينفع من القولنج،
وأوجاع المفاصل ويقتل الدود ،وبزره يسكن الفواق البلغمي ،وإن لزج
]بخر[ الثوب بأصله لم يبق فيه القمل ،وهذا مجرب انتهى .وأقول :نفعه
لوجع الذن مشهور بين الطباء ،قالو :إذا قطر ماؤه في الذن يسكن
الوجع ل سيما إذا اغلي في قشر الرمان ،وأما زيادة العقل ،فلن غالب
البلدة من غلبة البلغم وهو يقطعه ،وما نقله ابن بيطار عن روفس أن
الكثار من أكله يبلد الفكر ،ويعمي القلب ،فل عبرة به ،مع أنه خص ذلك
باكثاره * 17 .باب الحزاء - 1المحاسن :روي عن أبي عبد ال عليه
السلم أن الحزاء جيد للمعدة بماء بارد ) - 2 .(1الكافي :عن محمد بن
يحيى ،عن غير واحد عن محمد بن عيسى ،عن محمد بن عمرو بن
إبراهيم ،قال :سألت أبا جعفر عليه السلم وشكوت إليه ضعف معدتي،
فقال :اشرب الحزاءة بالماء البارد ،ففعلت فوجدت منه ما احب ) .(2بيان:
قال في النهاية في حديث بعضهم :الحزاءة تشربها أكايس النساء للطشة:
الحزاءة نبت بالبادية يشبه الكرفس إل أنه أعرض ورقا منه ،والحزاء
جنس لها،
][243
والطشة الزكام ،وفي رواية يشتريها أكايس النساء للخافية والقلت ،الخافية الجن
والقلت موت الولد ،كأنهم كانوا يرون ذلك من قبل الجن فإذا تبخرن به
نفعهن وفي القاموس :الحزاء ويمد نبت الواحدة حزاة وحزاءة ،وغلط
الجوهري فذكره بالخاء ،وقال بعضهم :هو نبت يكون بآذربيجان كثيرا
ويرمى ) (1ورقه في الخل ،وفيه حموضة ،ويقال له بالفارسية :بيوه زا.
قال ابن بيطار :قال أبو حنيفة :الحزاء هي النبتة التي تسمى بالفارسية
دينارويه وهي تشفي الريح ،وريحها كريهة ،وورقها نحو من ورق
السداب ،وليس في خضرته ،وقيل :إنه سداب البر ،وقيل :هي بقلة حارة
حريفة قليل تشوبها مرارة ،ورقها كورق الرازيانج ،في ملمسها خشونة،
وهي تضاد سم العقرب والدوية القتالة بالبرد هاضمة للطعام الغليظ،
ونفش الرياح ،ويزيل الجشأ الحامض ،ويدر البول ،ويعطش إعطاشا
كثيرا ،وشبيه بالسداب في القوة وقاطع للمني ،وله بزر أخضر طيب الريح
والطعم ،طارد للرياح ،جيد للمعدة ،ويصلح مزاج البدن والحشاء ،ويفتح
سدد الكبد والطحال ،وذكر له منافع أخرى كثيرة * 18 .باب النانخواه
والصعتر - 1 .المحاسن :روي أن الصعتر يدبغ المعدة ،وفي حديث آخر أن
الصعتر ينبت زئبر المعدة ) .(2بيان :الزئبر بالكسر مهموز ما يعلو الثوب
الجديد مثل ما يعلو الخز يقال :زأبر الثوب فهو مزأبر :إذا خرج زئبره
انتهى ،أقول :هذا قريب المضمون بالخبر التي فان الخمل قريب من
الزئبر ،قال في القاموس :الخمل هدب القطيفة ونحوها ،وأخملها جعلها
ذات خمل.
][244
- 2المحاسن :عن أبي يوسف عن زياد بن مروان القندي ،عن أبي الحسن الول
عليه السلم قال :كان دواء أمير المؤمنين عليه السلم الصعتر ،وكان
يقول :إنه يصير في المعدة خمل كخمل القطيفة ) - 3 .(1المكارم :روي
عن النبي صلى ال عليه وآله أنه دعا بالهاضوم والصعتر والحبة السوداء
فكان يستفه إذا أكل البياض ،وطعاما له غائلة ،وكان يجعله مع الملح
الجريش ويفتح به الطعام ،ويقول :ما ابالي إذا تغاديته ما أكلت من شئ،
وكان يقول :يقوي المعدة ويقطع البلغم ،وهو أمان من اللقوة ) .(2وعن
ابن عباس قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :الثفاء دواء لكل داء،
ولم يد أو الورم والضربان بمثله .الثفاء النانخواه ،ويقال :الخردل ،ويقال:
حب الرشاد ) .(3أقول :أوردنا خبرا في باب الجوز يناسب الباب- 4 .
الكافي :عن محمد بن يحيى ،عن موسى بن الحسن ،عن على بن سليمان،
عن بعض الواسطيين ،عن أبي الحسن عليه السلم أنه شكا إليه الرطوبة
فأمره أن يستف الصعتر على الريق ) .(4تبيين :السعتر يكون بالسين
والصاد كما ذكره الفيروز آبادى وغيره وقال الجوهري :السعتر نبت،
وبعضهم يكتبه بالصاد في كتب الطب لئل يلتبس بالشعير ،وقالوا :أصنافه
كثيرة :فمنه بري ،ومنه بستاني ،ومنه جبلي ،ومنه طويل الورق ،ومنه
مدور الورق ،ومنه دقيق الورق ،ومنه عريض الورق ،وأكثرها مشهورا
حار يابس في الثالثة يلطف ويحلل ،ويطرد الرياح والنفخ ،ويهضم الطعام
الغليظ ،ويجفف المعدة ،ويدر البول والطمث ،ويحد البصر الضعيف ،وينفع
وجع
) (1المصدر (2) .594 :مكارم الخلق (3) .214مكارم الخلق (4) .219
الكافي 6ر .375
][245
الورك مشروبا وضمادا ،وفي الصحاح الهاضوم الذي يقال له :الجوارش لنه
يهضم الطعام ،وفي القاموس الهاضوم كل دواء هضم طعاما .وكأن المراد
هنا النانخواه لما روي الكليني عن أبي الحسن عليه السلم قال :من أراد
أكل الماست ول يضره فليصب عليها الهاضوم ،قلت له :وما الهاضوم ؟
قال :النانخواه ) .(1والمراد بالبياض اللبنيات ،ويحتمل بياض البيض،
والول أظهر ،وقوله :الثفاء من كلم الطبرسي رحمه ال ،وقال
الجوهري :الثفاء على مثال القراء الخردل ،ويقال :الحرف ،وهو فعال
الواحدة ثفاءة ونحوه قال الفيروز آبادي ; وقال في بحر الجواهر :ويسميه
أهل العراق حب الرشاد ،وكان هذا والنانخواه بأبواب الحبوب أنسب،
ذكرناهما هنا استطرادا * 19 .باب الكزبرة - 1الكافي :عن محمد بن
يحيى عن أحمد بن محمد ،عن محمد بن عيسى ،عن الدهقان عن درست،
عن إبراهيم بن عبد الحميد ،عن أبى الحسن عليه السلم قال :أكل التفاح
والكزبرة يورث النسيان ) - 2 .(2المكارم والخصال وغيرهما :في وصايا
النبي صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم :يا علي تسعة أشياء تورث
النسيان :أكل التفاح الحامض ،وأكل الكزبرة ،والجبن ،وسور الفارة،
وقراءة كتابة القبور ،والمشي بين امرأتين ،وطرح القملة حية ،والحجامة
في النقرة ،والبول في الماء الراكد ).(3
) (1الكافي 6ر (2) .338الكافي 6ر (3) .366مكارم الخلق .507الخصال
423بالرقم 23من باب التسعة وأخرجه المؤلف العلمة في كتاب الداب
والسنن ج 76ص 319عن الدعوات للراوندي والفقيه 4ر .261
والنقرة :منقطع القمحدوة في القفا.
][246
- 3الخصال :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن محمد بن عيسى ،عن عبيد ال
الدهقان ،عن درست ،عن إبراهيم بن عبد الحميد ،عن أبى الحسن عليه
السلم مثله ) .(1بيان :الكزبرة بضم الكاف والباء وقد يفتح الباء واختلف
الطباء في طبعها فقيل :بارد في آخر الولى ،يابس في الثانية ،وقيل :إنها
مركبة القوى ،وذكروا لها فوائد كثيرة شربا وضمادا ،لكن ذكروا أن
إدمانها والكثار منها يخلط الذهن ،ويظلم العين ،ويجفف المني ،ويسكن
الباه ،ويورث النسيان ،ول يبعد حمل الخبار على الكثار * 20 .باب *
)البصل والثوم( * - 1قرب السناد :عن عبد ال بن الحسن ،عن علي بن
جعفر ،عن أخيه عليه السلم قال :سألته عن الثوم والبصل يجعل في
الدواء قبل أن يطبخ ،قال :ل بأس .وسألته عن أكل الثوم والبصل بالخل،
قال :ل بأس ) - 2 .(2الخصال :عن محمد بن علي ماجيلويه ،عن محمد
بن يحيى العطار ،عن محمد أحمد الشعري ،عن محمد بن علي الهمداني،
عن الحسن بن علي الكسائي ،عن ميسر بياع الزطي ،وكان خاله قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :كلوا البصل فإن فيه ثلث خصال:
يطيب النكهة ،ويشد اللثة ،ويزيد في الماء والجماع ) .(3الكافي :عن علي
بن بندار ،عن أبيه ،عن الهمداني مثله ).(4
) (1الخصال 422بالرقم 22من باب التسعة (2) .قرب السناد (3) .154الخصال
(4) .157الكافي 6ر 374وفيه الحسن بن على الكسلن.
][247
المحاسن والمكارم :مرسل مثله ) - 2 .(1العلل :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال،
عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن ابن أبي عمير ،عن ابن اذينة،
عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :سألته عن الثوم
فقال :إنما نهى رسول ال صلى ال عليه وآله عنه لريحه ،فقال من أكل
هذه البقلة المنتنة فل يقرب مسجدنا ،فأما من أكله ولم يأت المسجد فل
بأس ) - 3 .(2ومنه :عن محمد بن موسى بن المتوكل ،عن علي بن
الحسين السعد آبادي ،عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي ،عن أبيه ،عن
فضالة ،عن داود بن فرقد ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :من أكل هذه البقلة فل يقرب مسجدنا ،ولم يقل:
إنه حرام ) - 4 .(3ومنه :عن على بن حاتم ،عن محمد بن جعفر الرزاز،
عن عبد ال بن محمد بن خلف ،عن الوشاء ،عن محمد بن سنان ،قال:
سألت أبا عبد ال عليه السلم عن أكل البصل والكراث ،فقال :ل بأس بأكله
مطبوخا وغير مطبوخ ،ولكن إن أكل منه ماله أذى ،فل يخرج إلى المسجد
كراهية أذاه على من يجالسه ) - 5 .(4المحاسن :عن أحمد بن النضر ،عن
عمرو بن شمر ،عن جابر ،قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :البصل
يذهب النصب ويشد العصب ويزيد في الماء والخطا ،ويذهب بالحمى ).(5
الكافي :عن أبي علي الشعري ،عن محمد بن سالم ،عن أحمد بن النضر
مثله ) (6إل أن فيه :ويزيد في الخطا ،ويزيد في الجماع .المكارم :مرسل
مثله ).(7
][248
بيان :الخطا جمع الخطوة ،والزيادة فيها كناية عن قوة المشي وزيادتها ،وربما
يقرء بالحاء المهملة والظاء المعجمة من حظي كل واحد من الزوجين عند
صاحبه حظوة ،والمراد به الجماع ،وكأنه تصحيف ،لكن في أكثر نسخ
المكارم هكذا .قال في القاموس :الحظوة بالضم والكسر والحظة كعدة
المكانة والحظ من الرزق ،والجمع حظى وحظاء وحظي كل واحد من
الزوجين عند صاحبه كرضي واحتظى وهي حظية ،وقرأ بعض المصحفين
أيضا بالخاء والظاء المعجمتين أي يكثر لحمه ،قال في القاموس :خظا
لحمه خظوا كسمو اكتنزو الخظوان محركة من ركب بعض لحمه بعضا،
وخظاه ال وأخظاه أضخمه وأعظمه ،وخظي لحمه خظى اكتنز وفرس خظ
بظ ،وامرأة خظية بظية ،وأخظى سمن وسمن انتهى ول يخفى ما فيه من
التكلف مع عدم مساعدة إملء النسخ - 6 .المحاسن :عن السياري ،عن
أحمد بن خالد ،عن أحمد بن المبارك الدينوري عن أبى عثمان ،عن
درست ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :البصل يطيب الفم ،ويشد
الظهر ،ويرق البشرة ) .(1الكافي :عن علي بن محمد بن بندار ،عن
السياري مثله ) .(2المكارم :عنه عليه السلم مثله ) .(3بيان :كأن المراد
برقة البشرة صفاء اللون ،وعدم كمدته ) (4قال في القانون :البصل يحمر
الوجه - 7 .المحاسن :عن منصور بن العباس عن عبد العزيز بن حسان
البغدادي ،عن صالح بن عقبة ،عن عبد ال بن محمد الجعفي ،قال :ذكر
أبو عبد ال عليه السلم البصل فقال:
) (1المحاسن (2) .522 :الكافي 6ر (3) .374مكارم الخلق (4) .209الكمدة:
تغير اللوم وذهان صفائه.
][249
يطيب النكهة ،ويذهب بالبلغم ،ويزيد في الجماع ) .(1الكافي :عن العدة عن سهل
بن منصور مثله ) .(2بيان " :تطيب النكهة " وهي بالفتح ريح الفم آجل،
ل ينافي البخر ونتنه عاجل - 8 .المحاسن :عن محمد بن علي ،عن محمد
بن الفضيل ،عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا دخلتم بلدا كلوا من
بصلها يطرد عنكم وباءها ) .(3الكافي :عن العدة عن البرقي مثله ).(4
المكارم :عن الباقر عليه السلم مثله ) - 9 .(5المحاسن :عن أبيه ،عن
النضر ،عن القاسم بن سليمان ،عمن أخبره ،عن أبي جعفر عليه السلم
قال :إنا لنأكل البصل والثوم ) - 10 .(6ومنه ) :(7عن حماد بن عيسى،
عن شعيب بن يعقوب ،عن أبي بصير قال :سئل أبو عبد ال عليه السلم
عن أكل الثوم والبصل قال :ل بأس بأكله نيا وفي القدر ) - 11 .(8ومنه:
عن محمد بن علي ،عن عبيس بن هشام ،عن عبد الكريم الخثعمي ،عن
سماعة عن أبي عبد ال عليه السلم أنه سئل عن أكل البصل فقال :ل بأس
به نيا وفي القدر ،ول بأس أن يتداووا بالثوم ولكن إذا كان ذلك فل تخرج
إلى المسجد ).(9
) (1المحاسن (2) .522 :الكافي 6ر (3) .374المحاسن (4) .522الكافي 6ز
(5) .374مكارم الخلق 6) .208 :و 8و (9المحاسن (7) .523 :في
مطبوعة الكمبانى )الكافي( وهو سهو .والصحيح مافى الصلب كما في
المخطوطة والمحاسن.
][250
الكافي :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن حماد،
عن شعيب ،عن أبي بصير عنه عليه السلم مثله ) .(1بيان :في النهاية
الني هو الذي لم يطبخ ،أو طبخ ولم ينضج ،يقال :ناء اللحم ينيئ نيئا بوزن
ناع ينيع نيعا فهو نئ بالكسر كنيع ،هذا هو الصل ،وقد يترك الهمزة
ويقلب ياء ،فيقال :ني مشددا انتهى .أقول :رواه في المكارم مرسل )(2
وفيه " فقال :ل بأس به توابل في القدر " و هو تصحيف حسن قال في
المصباح :التابل بفتح الباء وقد يكسر هو البزار ،ويقال :إنه معرب ،قال
ابن الجواليقي :وعوام الناس تفرق بين التابل والبزار ،والعرب ل تفرق
بينهما ،يقال :توبلت القدر إذ أصلحتها بالتابل ،والجمع التوابل- 12 .
المحاسن :عن عثمان بن عيسى ،عن ابن مسكان ،عن الحسن الزيات،
قال :لما أن قضيت نسكي ،مررت بالمدينة ،فسألت عن أبي جعفر عليه
السلم فقالوا :هو بينبع ،فأتيت ينبع ،فقال :يا حسن أتيتني إلى هاهنا ؟
فقلت :نعم جعلت فداك كرهت أن أخرج ول ألقاك ،فقال :إني أكلت هذه
البقلة ،يعني الثوم فأردت أن أتنحى عن مسجد رسول ال صلى ال عليه
وآله ) .(3بيان :ينبع كينصر قرية كبيرة بها حصن على سبع مراحل من
المدينة من جهة البحر ،ذكره في النهاية - 13 .المحاسن :عن أبيه ،عن
فضالة ،عن داود بن فرقد ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :من أكل هذه البقلة فل يقرب مسجدنا ،ولم يقل:
إنه حرام ) - 14 .(4المكارم :كان رسول ال صلى ال عليه وآله ل يأكل
الثوم ول البصل ول الكراث ،ول العسل الذي فيه المغافير وهو ما يبقى من
الشجر في بطون النحل فيلقيه في العسل فيبقى
) (1الكافي 6ر (2) .375مكارم الخلق 3) .208 :و (4المحاسن.523 :
][251
له ريح في الفم ) .(1وعن الباقر عليه السلم أنه قال :إنا لنأكل الثوم والبصل
والكراث .عن الفردوس :عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :كلوا الثوم فلو ل أني أناجي الملك لكلته .وعن
علي عليه السلم قال :ل يصلح أكل الثوم إل مطبوخا ) .(2بيان :في
النهاية المغافير شئ ينضجه شجر العرفط ،حلو كالناطف واحدها مغفور
بالضم ،وله ريح كريهة منكرة ،ويقال أيضا :المغاثير بالثاء المثلثة15 - .
دعوات الراوندي :قال النبي صلى ال عليه وآله :من أكل هذه البقلة
المنتنة :الثوم والبصل ،فل يغشانا في مجالسنا وإن الملئكة تتأذى بما
يتأذى به المسلم .تذنيب :قال في بحر الجواهر :البصل حار يابس في
الرابعة ،وقيل :في الثالثة وفيه رطوبة فضلية ملطف مقطع ،وفيه مع
قبضه جلء وتفتيح قوى ،وفيه نفخ وجذب للدم إلى الخارج ،وبزره إذا
طلي به أذهب البهق ،ويقلع البياض من العين مع العسل ونافع لداء
الثعلب ،إذا دلك حوله ،وهو بالملح يقطع الثآليل ،ويفتح أفواه عروق
البواسير ،مهيج للباه جدا ،ويصدع ،والكثار من أكله يسبت ويضر بالعقل،
ويقوي المعدة ،ويشهي ،ويعطش ،وشمه ينفع الغثيان من شرب الدواء،
وإن اكل في السفار والمواضع المختلفة المياه نفع من ضرر اختلفها،
وماؤه يدر الطمث ،ويلين الطبيعة .وفي الجامع :إذا قطر ماء البصل وحده
في اذن نفع من ثقل السمع ،وطنينها وسيلن القيح منها ،ومن الماء إذا
وقع فيها .وقال :الثوم صنفان :بري وبستاني ،قال جالينوس :حار يابس
في الثالثة ،وقيل :في الرابعة ،ينفع كهبة الدم ،ويقتل القمل ،والصئبان
ويصدع ويضر البصر
) (1مكارم الخلق (2) .31 :المصدر ص .208
][252
أكثر من البصل ،لقوة تحليله وشدة تجفيفه ،وينفع من وجع الظهر والورك ،وهو
يقوم مقام الترياق في لسع الهوام الباردة ،وهو بالجملة حافظ لصحة
المبرودين والشيوخ جدا ،مقو لحرارتهم الغريزية ،طارد للرياح الغليظة،
وينفع من تقطير البول للشيوخ ،وخير صنعته أن يسلق بالماء والملح ثم
يخرج ويطبخ بدهن اللوز ،ثم يؤكل ،ويمص بعده الرمان والتفاح ،وإذا
احرق وسحق وعجن بعسل ،ووضع على لسعة الحية أبرء ،وللثوم منفعة
عجيبة في قتل حب القرع - 20 .التهذيب :باسناده عن ابن أبي عمير ،عن
ابن اذينة ،عن زرارة قال :حدثني من اصدق من أصحابنا أنه سأل أحدهما
عليهما السلم عن ذلك يعني أكل الثوم فقال :أعد كل صلة صليتها ما دمت
تأكله ) .(1بيان :حمله الشيخ وغيره على التغليظ في الكراهة ،واستحباب
العادة ،ونقلوا الجماع على نفي وجوبها - 21 .الفردوس :عن أبي
الدرداء عن النبي صلى ال عليه وآله قال :إذا دخلتم بلدة وبيئا فخفتم
وباءها ،فعليكم ببصلها ،فانه يجلي البصر ،وينقى الشعر ،ويزيد في ماء
الصلب ،ويزيد في الخطا ،ويذهب بالحماء ،وهو السواد في الوجه،
والعياء أيضا * 21 .باب القثاء - 1المحاسن :عن محمد بن عيسى
اليقطيني ،عن عبيد ال الدهقان ،عن درست الواسطي ،عن ابن سنان،
قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إذا أكلتم القثاء فكلوه من أسفله ،فانه
أعظم لبركته ) - 2 .(2ومنه :عن الحجال عمن ذكره ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :كان رسول ال
][253
صلى ال عليه وآله يأكل القثاء بالملح ) .(1المكارم :عنه عليه السلم مثل الخبرين
) - 3 .(2ومنه :كان رسول ال صلى ال عليه وآله يأكل القثاء بالرطب
والقثاء بالملح ) - 4 .(3الفردوس :عن وابصة عن النبي صلى ال عليه
وآله قال :إذا أكلتم القثاء فكلوا من أسفله .بيان :في تهذيب السماء :القثاء
بكسر القاف وضمها ممدودا من الثمار المعروفة ،وفي المغرب إن الخيار
مرادف للقثاء ،وهو الذي صرح به الجوهري ،ويظهر من بعض الطباء
أن القثاء هو الطويل المعوج ،والقثد والخيار هو القصير المعروف
ببادرنگ في لغة العجم ،ففي جامع البغدادي :الخيار معروف ،وهو بارد
رطب في آخر الثانية ،وبذره أبرد ،وجرمه أغلظ وأثقل ،وأبرد من القثاء،
فهو لذلك أشد تطفئة وتبريدا ،ويولد البلغم الغليظ ،ويضر عصب المعدة،
ويفجج الغذاء ،ويولد الخام ،وأجوده ماكان صغير الجثة دقيق الحب،
غزيرة متكاثفا ،ول ينبغي أن يؤكل سوى لبه وهو يطفئ حرارة الكبد
والمعدة الملتهبين ،وشمه يرد إلى النفس قوتها ،ويسكن الضعف الحادث
من الختلف الحادث من حرارة مفرطة لو كان أصابه غشي ،وبزره نافع
من احتراق الصفراء ،وورم الكبد الحار ،والطحال وأوجاع الرية،
وقروحها الحارة ،ويدر البول .وقال في القثاء :هو صنفان كازروني هو
طوال كبار يجيئ في فصل الربيع قليل البزر ،شحم الجرم ،وصنف يأتي في
أواخر الصيف يسمى النيشابوري وهو كثير البزر ،وهو أعذب وأحل من
الول ،وهو بارد رطب في آخر الثانية ،وهو أخف من الخيار وأسرع نزول
انتهى .أقول :روي العامة في صحاحهم أن النبي صلى ال عليه وآله كان
يأكل الرطب بالقثاء
) (1المحاسن (2) .557 :مكارم الخلق (3) .212 :مكارم الخلق.29 :
][254
ورووا عن عبد ال بن جعفر أنه قال :رأيت في يمين النبي صلى ال عليه وآله قثاء
وفي شماله رطبا وهو يأكل من ذا مرة ،ومن ذا مرة ) ،(1وقال القرطبي:
يؤخذ منه جواز مراعاة صفات الطعمة وطبايعها ،واستعمالها على الوجه
اللئق بها ،على قاعدة الطب ،لن في الرطب حرارة وفي القثاء برودة،
فإذا أكل معا اعتدل ،وهذا أصل كبير في المركبات من الدوية.
) (1راجع صحيح البخاري كتاب الطعمة الباب 39و 45و ،47صحيح مسلم
كتاب الشربة بالرقم 148سنن ابى داود كتاب الطعمة بالرقم ،44
الترمذي ،37ابن ماجة 37سنن الدارمي ،24مسند ابن حنبل 1ر 203
و .204
][255
أبواب الحبوب * 1باب الحنطة والشعير وبدو خلقهما - 1 .العلل :عن أحمد بن
محمد العلوي ،عن محمد بن أسباط ،عن أحمد بن محمد بن زياد ،عن أحمد
بن محمد بن عبد ال ،عن عيسى بن جعفر العلوي العمري ،عن آبائه ،عن
عمر بن علي ،عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلم أنه سئل مما خلق
ال الشعير ،فقال :إن ال تبارك وتعالى أمر آدم عليه السلم أن ازرع مما
اخترت لنفسك ،وجاءه جبرئيل بقبضة من الحنطة فقبض آدم على قبضة
وقبضت حواء على أخرى فقال آدم لحوا :ل تزرعي أنت ! فلم تقبل أمر
آدم ،فكلما زرعت حوا جاء حنطة و كلما زرعت حواء جاء شعيرا ).(1
المكارم :من كتاب النبوة عن أبى عبد ال عليه السلم قال :ما زال طعام
رسول ال صلى ال عليه وآله الشعير حتى قبضه ال إليه .وعن الصادق
عليه السلم قال :كان قوت رسول ال صلى ال عليه وآله الشعير ،وحلواه
التمر ،وإدامه الزيت .وعنه عليه السلم قال :لو علم ال في شئ شفاء
أكثر من الشعير ما جعله ال غذاء النبياء عليهم السلم ) .(2فائدة:
المشهور بين الطباء أن الحنطة حارة معتدلة في الرطوبة واليبس،
والمقلوة منهما بطيئة الهضم يولد الدود وحب القرع ،والحنطة الكبيرة
الحمراء
][256
أغذى ،والشعير بارديابس في الول وقيل :في الثانية أقل غذاء من الحنطة ،وينفع
الجرب والكلف طلء وضمادا بدقيقه ،وهو ردي للمعدة ،وماؤه رطب بارد،
وهو أوفق غذاء للمحمومين ،وأسرع انحدارا من ماء الحنطة وينفع
الصدر ،والسعال ،وهو أغذى من سويقه ،ول يخلو من نفخ لكن نفخ
السويق أكثر * 2 .باب الماش واللوبيا والجاورس - 1 .المكارم :سأل
بعض أصحابنا الرضا عليه السلم عن البهق قال :فأمرني أن أطبخ الماش
وأتحساه ،وأجعله طعامي ،ففعلت أياما فعوفيت .وعنه عليه السلم أيضا
قال :خذ الماش الرطب في أيامه ودقه مع ورقه ،واعصر الماء واشربه
على الريق ،واطله على البهق ،ففعلت فعوفيت ) - 2 .(1الكافي :عن محمد
بن يحيى ،عن محمد بن موسى ،عن أحمد بن الحسن الجلب عن بعض
أصحابنا قال :شكا رجل إلى أبي الحسن عليه السلم البهق ،فأمره أن
يطبخ الماش ويتحساه ،ويجعله في طعامه ) .(2بيان :قال في القاموس:
الماش حب معروف معتدل ،وخلطه محمود نافع للمحموم والمزكوم ،ملين،
وإذا طبخ بالخل نفع الجرب المتقرح ،وضماده يقوى العضاء الواهية3 .
-الكافي :عن علي بن محمد ،عن سهل بن زياد ،عن ابن أبي نجران،
عمن ذكره عن أبي عبد ال عليه السلم قال :اللوبيا تطرد الرياح
المستبطنة ) .(3بيان :قال صاحب بحر الجواهر :اللوبياء واللوبيا بالمد
والقصر من الحبوب المعروفة ،حار في الصل ،معتدل في اليبوسة ،وقيل:
بارد يابس منق من دم النفاس
) (1مكارم الخلق (3 - 2) .214 :الكافي 6ر .344
][257
مدر للطمث والبول ،مخصب للبدن ،مخرج للجنة والمشيمة - 4 .الكافي :عن
العدة ،عن سهل ،عن أيوب بن نوح قال :حدثني من أكل مع أبي الحسن
عليه السلم هريسة بالجاورس فقال :أما إنه طعام ليس فيه ثقل ولله
غائلة وإنه أعجبني ،فأمرت أن يتخذ لي ،وهو باللبن أنفع وألين في المعدة
) .(1بيان :في بحر الجواهر :جاورس معرب كاورس ،وهو خير من
الدخن في جميع أحواله إل أنه أقوى قبضا ،بارد في الولى يابس في
الثانية ،قابض مجفف يسكن الوجع ،ويحلل النفخ إذا قلي وكمد حارا )(2
ويولد دما رديا ،ولو طبخ باللبن قل ضرره وهو قليل الغذاء ،بطئ الهضم،
وقال ابن بيطار :الجاورس عند الطباء صنفان من الدخن صغير الحب
شديد القبض ،أغبر اللون ،وهو عند جميع الرواة الدخن نفسه ،غير أن أبا
حنيفة الدينوري خاصة من بينهم قال :الدخن جنسان :أحدهما زلل
وقاص ،والخر أخرس ،وقال :الجاورس فارسي والدخن عربي ،وقال ابن
ماسة :إذا طبخ مع اللبن واتخذ منه دقيقة حيسا وصير معه شئ من
الشحوم غذي البدن غذاء صالحا ،وهو أفضل من الدخن ،وأغذى وأسرع
انهضاما ،وأقل حبسا للطبيعة * 3 .باب العدس - 1العيون :بالسانيد
الثلثة المتقدمة عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :عليكم بالعدس ،فانه مبارك مقدس ،يرق القلب،
ويكثر الدمعة وقد بارك فيه سبعون نبيا آخرهم عيسى بن مريم عليهما
السلم ) .(3صحيفة الرضا والمكارم :عنه عليه السلم مثله ).(4
) (1الكافي 6ر (2) .344يقلى ويجعل في كيس ويوضع على الموضع الوجع
يشتفى به والفعل كماد (3) .عيون الخبار 2ر (4) .41مكارم الخلق:
،215صحيفة الرضا.25 :
][258
بيان " :وقد بارك فيه " أي دعواله بالبركة ،أو بينوا بركتها ومنافعها- 2 .
المحاسن :عن محمد بن علي ،عن محمد بن الفضيل ،عن عبد الرحمن بن
زيد ابن أسلم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :شكا رجل إلى النبي صلى
ال عليه وآله قساوة القلب فقال له :عليك بالعدس فانه يرق القلب،
ويسرع الدمعة ،وقد بارك عليه سبعون نبيا ) - 3 .(1ومنه :عن النوفلي،
عن السكوني ،عن أبي عبد ال ،عن أبيه ،عن علي عليهم السلم قال :أكل
العدس يرق القلب ،ويسرع الدمعة ) - 4 .(2ومنه :عن محمد بن علي،
عن محمد بن الفضيل ،عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم التبوكي ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :بينا رسول ال صلى ال عليه وآله جالس في
مصله إذ جاءه رجل يقال له عبد ال بن التيهان من النصار فقال له :يا
رسول ال إني لجلس إليك كثيرا وأسمع منك كثيرا فما يرق قلبي ،وما
تسرع دمعتي ،فقال له النبي صلى ال عليه وآله :يابن التيهان عليك
بالعدس فكله ،فانه يرق القلب ،ويسرع الدمعة وقد بارك عليه سبعون نبيا
) (3المكارم :عنه عليه السلم مثله ) - 5 .(4المحاسن :عن أبيه ،عن عبد
ال ،عمن ذكره ،عن موسى بن جعفر ،عن أبيه ،عن جده عليهم السلم
قال :كان فيما أوصى به رسول ال صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم
أن قال :يا علي كل العدس فانه مبارك مقدس ،وهو يرق القلب ،ويكثر
الدمعة ،وإنه بارك عليه سبعون نبيا ) - 6 .(5ومنه :عن عثمان بن
عيسى ،عن فرات ابن أحنف ،أن بعض أنبياء بني إسرائيل شكا إلى ال
قسوة القلب وقلة الدمعة ،فأوحى ال إليه أن كل العدس فأكل العدس فرق
قلبه ،وكثرت دمعته ) - 7 .(6ومنه :عن داود بن إسحاق الحذاء ،عن
محمد بن الفيض ،قال :أكلت عند
) (3 - 1المحاسن (4) .504 :مكارم الخلق 5) .215 :و (6المحاسن.504 :
][259
أبي عبد ال عليه السلم مرقة بعدس فقلت :جعلت فداك إن هؤلء يقولون :إن
العدس قدس عليه ثمانون نبيا ،فقال :كذبوا ول عشرين نبيا ) .(1وروى
أنه يرق القلب ،ويسرع دمعة العينين ) .(2بيان :نفي تقديس النبياء ل
ينافي مباركتهم ،فان التقديس الحكم بالطهارة والتنزه ،أو الدعاء له
بالطهارة ،وهذا معنى أرفع من البركة والنفع ،ويحتمل أن يكون المراد
بالعدس هنا غير ما اريد به في ساير الخبار ،فانه سيأتي أن العدس يطلق
على الحمص ،وسيأتى إشعار بهذا الجمع فل تغفل - 8 .المكارم :من
الفردوس قال النبي صلى ال عليه وآله شكا نبي من النبياء إلى ال
عزوجل قساوة قلوب قومه ،فأوحى ال عزوجل إليه ،وهو في مصله :أن
مرقومك أن يأكلوا العدس ،فانه يرق القلب ويدمع العين ويذهب الكبر
]ياء[ وهو طعام البرار ) - 9 .(3الدعايم :عن رسول ال صلى ال عليه
وآله أنه قال :عليكم بالعدس فانه يرق القلب ويكثر الدمعة ; ولقد قدسه
سبعون نبيا ) .(4بيان :في بحر الجواهر :العدس من الحبوب المعروفة في
التقويم أنه بارد يابس في الثانية وقال جالينوس :إنه إما معتدل في الحر
والبرد ،أو مايل إلى الحرارة يسيرا ،وفي المنهاج هو معتدل في الحر
والبرد يابس في الثانية ،وقيل :إن قشره حار في الولى والمقشور منه
بارد في الثانية ،وقيل في الولى يابس في الثالثة ،ونفس جرمه يجفف
ويحبس البطن ،وأما الماء الذي يطبخ به العدس فمطلق ،ولذلك صار من
يستعمله لحبس البطن يطبخه طبختين ،ويصب عنه ماءه الول ،وهو أولى
من الماش في الحصبة إن لم يكن صداع ،وهو مضر بالعصب ،والبصر،
والمعدة ،وعسر البول ،ويولد الرياح والجذام ،ومصلحه السلق واللحم
السمين ،أو دهن اللوز والسفاناج.
) (2 - 1المحاسن (3) .504 :مكارم الخلق (4) .215 :دعائم السلم 2ر .112
][260
) (1عيون الخبار 2ر (2) .35صحيفة الرضا (3) .10 :المحاسن(4) .502 :
المحاسن (5) .503 :الكافي 6ر .341
][261
فجفف ثم اشم النار وطحن فجعلت بعضه سفوفا وبعضه حسوا ) .(1بيان " :ثم
اشم النار " أي اقلي بالنار قليا خفيفا كأنه شم رايحته ،في القاموس أشم
الحجام الختان أخذ منه قليل انتهى ،وهذا مجاز شايع بين العرب والعجم،
وفي القاموس سففت الدواء با لكسر سفا واستفته قمحته أو أخذته غير
ملتوت ،وهو سفوف كصبور ،وقال :حسا زيد المرق شربه شيئا بعد شئ
كتحساه واحتساه وأحسيته إياه وحسيته واسم ما يتحسى الحسية والحسا،
ويمد ،والحسو كدلو والحسو كعدو - 5 .المحاسن :عن أبيه ،عن يونس،
عن هشام بن الحكم ،عن زرارة قال :رأيت داية أبي الحسن عليه السلم
تلقمه الرز وتضربه عليه فغمني ذلك فدخلت على أبي عبد ال عليه
السلم فقال :إني أحسبك غمك الذي رأيت من داية أبي الحسن ؟ قلت :نعم
جعلت فداك ،فقال لي :نعم ،نعم الطعام الرز :يوسع المعاء ،ويقطع
البواسير وإنا لنغبط أهل العراق بأكلهم الرز والبسر ،فانهما يوسعان
المعاء ،ويقطعان البواسير ) .(2الكافي :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه،
عن إسماعيل بن مرار ،وغيره عن يونس مثله ) - 6 .(3دعوات
الراوندي :عن المفضل بن عمر قال :دخلت على الصادق عليه السلم
بالغداة وهو على المائدة فقال :تعال يا مفضل إلى الغداء .فقلت :يا سيدي
قد تغديت ،قال :ويحك فانه ارز ،فقلت :يا سيدي قد فعلت ،فقال :تعال حتى
أروي لك حديثا ،فدنوت منه فجلست ،فقال :حدثني أبي عن آبائه عليهم
السلم عن رسول ال صلى ال عليه وآله قال :أول حبة أقرت ل
) (1المحاسن (2) .502 :المصدر نفسه (3) .504الكافي 6ر .341
][262
بالوحدانية ،ولي بالنبوة ،ولخي علي بالوصية ،ولمتي الموحدين :محبة ،الرز،
ثم قال :ازددأكل حتى أزيدك علما ،فازددت أكل فقال :حدثني أبي عن آبائه
عن النبي صلى ال عليه وآله قال :كل شئ أخرجت الرض ففيه داء
وشفاء إل الرز ،فانه شفاء لداء فيه ،ثم قال :ازدد أكل حتى أزيدك علما،
فازددت أكل فقال :حدثني أبي عن آبائه عن النبي صلى ال عليه وآله أنه
قال :لو كان الرز رجل لكان حليما ،ثم قال :ازدد أكل حتى أزيدك علما،
فازددت أكل فقال :حدثني أبي عن آبائه عن النبي صلى ال عليه وآله أنه
قال :إن الرز يشبع الجايع ،ويمري الشبعان ،وقال :كان أحب الطعام إلى
رسول ال صلى ال عليه وآله النارباجة - 7 .المكارم :قال الصادق عليه
السلم :نعم الدواء الرز ،بارد صحيح سليم من كل داء .وعن الرضا عن
أبيه عن جده عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال وآله :سيد طعام
الدنيا والخرة اللحم والرز ) .(1أقول :قد مضى كثير من فضل الرز في
باب علج البطن ) .(2تتميم :في القاموس الرز كأشد وعتل وقفل وطنب
ورز ورنز وآرز ككابل و أرز كعضد ،وهاتان عن كراع حب معروف ،وقال
في بحر الجواهر :بارد يابس في الثانية وقيل :معتدل ،وقيل :حار ،وقال
الشيخ :إنه حار يابس ويبسه أظهر من حره ،و قيل :إنه أحر من الحنطة.
وقال الشيخ نجيب الدين السمرقندي :يستدل على حرارته من جهتين
إحداهما طعمه ،والخرى تأثيره وفعله ،أما الستدلل من جهة الطعم فهو
عذوبة طعمه ،وأما تأثيره فانه يحمي أبدان المحرورين ويلهبها ،وهو
سريع الهضم ،يسمن البدن ،و يحسن البشرة ،ويغذو غذاء صالحا ،ويغسل
المعاء مع اللبن ،ومع السماق يحبس جدا ،والحمر الغير المغسول
أحبس ،والحقنة به دافع لسجج المعاء وإذا اكل
) (1مكارم الخلق (2) .178 :راجع بحار النوار ج 62ر .179 - 162
][263
بالسكر كان انحداره عن المعدة سريعا وإذا طبخ باللبن واخذ مع السكر أخصب
البدن وغذا غذاء كثيرا ،وزاد في المني وفي نضارة اللون * 5 .باب
الحمص - 1المحاسن :عن البزنطي ،عن أبي الحسن الرضا عليه السلم
قال :الحمص جيد لوجع الظهر ،وكان يدعو به قبل الطعام وبعده ).(1
بيان :كأنه رد على الطباء حيث خصوا نفعه بأكله وسط الطعام ،قال في
القاموس :الحمص كحلز وقنب حب معروف نافخ ملين مدر يزيد في المني
والشهوة والدم ،مقو للبدن والذكر ،بشرط أن ل يؤكل قبل الطعام وما بعده
بل في وسطه - 2 .المحاسن :عن نوح بن شعيب ،عن نادر الخادم ،قال:
كان أبو الحسن الرضا عليه السلم يأكل الحمص المطبوخ قبل الطعام
وبعده ) - 3 .(2ومنه :عن أبيه ،عن فضالة ،عن رفاعة بن موسى ،قال:
سمعت أبا عبد ال -عليه السلم يقول :إن ال لما عافى أيوب عليه السلم
نظر إلى بني إسرائيل قد ازرعت فنظر إلى السماء فقال :إلهي وسيدي
عبدك أيوب المبتلي الذي عافيته لم يزرع شيئا وهذا لبني إسرائيل زرع،
فأوحى ال إليه :يا أيوب خذ من سبحتك أكفا وابذره ،وكانت ليوب سبحة
فيها ملح ،فأخذ أيوب أكفا منها فأبذره فخرج هذا العدس ،وأنتم تسمونه
الحمص ،ونحن نسميه العدس ) .(1الكافي :عن العدة عن البرقي مثله )
.(2بيان " :قد ازرعت " كأنه بتشديد الزاي بقلب الدال إليها وفي الكافي
ازدرعت
وهو أصوب ،قال في القاموس :زرع كمنع أطرح البذر كازدرع وأصله ازترع،
أبدلوها دال لتوافق الزاي ،وفي الكافي " فرفع طرفه إلى السماء فقال:
إلهى وسيدي عبدك أيوب المبتلى عافيته ولم يزدرع " إلى قوله تعالى" :
خذ من سبحتك " في أكثر نسخ الكافي كما هنا بالحاء المهملة ،وهي
خرزات للتسبيح تعد ،فقوله :فيها ملح لعل المعنى أنها كانت قد خلطت في
الموضع الذي وضعها فيه بملح ،أو كان بعض الخرزات من الملح ،وإن
كان بعيدا والملح بالكسر الملحة والحسن كما في القاموس فيحتمل ذلك
أيضا أو يقرء الملح بالضم جمع الملح ،وهو ما فيه بياض يخالطه سواد،
أي كان بعض الخرزات كذلك ،وفي بعض نسخ الكافي بالخاء المعجمة ;
ولعله أظهر ،ويدل على أن الحمص يطلق على العدس أو بالعكس ،ولم أر
شيئا منهما فيما عندنا من كتب اللغة - 4 ،المكارم :عن الصادق عليه
السلم ذكر عنده الحمص فقال :هو جيد لوجع الصدر ) .(1بيان :قال في
بحر الجواهر :الحمص منه أبيض ومنه أحمر ومنه أسود ،قال بقراط :حار
رطب في الولى ،وقال إسحاق :حار يابس في الولى ،إذا طبخ مع اللحم
أعان على نضجه ،وإذا غسل به أثر الدم قلعه من الثوب ،ولو دق وخلط
بماء الورد الحار وضمد به على الظهر الوجع نفع ،ويدر البول والحيض،
ويوافق الصدر والرية ويهيج الباه ،ويلين البطن ويضر قرحة الكلى
والمثانة ،ويغذو الرية أكثر من كل شئ ،وينفع طبيخه من وجع الظهر
والستسقاء واليرقان .واعلم أن الجماع يحتاج في قوته إلى ثلثة أشياء
هي مجتمعة في الحمص :أحدها طعام تكون فيه حرارة زائدة يقوي
الحرارة الغريزية ،وينبه الشهودة للجماع والثاني غذاء يكون فيه من قوة
الغذاء ورطوبته ما يرطب البدن ويزيد في المني ،والثالث غذاء فيه من
الرياح والنفخ ما يمل أوراد القضيب وأعضاءه ،وكلها موجودة في
الحمص انتهى.
][265
وقال ابن بيطار نقل عن السرائيلي :الحمص السود أكثر حرارة وأقل رطوبة من
البيض ،ولذلك صارت مرارته أظهر من حلوته ،وصار فعله في تفتيح
سدد الكبد والطحال وتفتيت الحصاة وإخراج الدود وحب القرع من البطن
وإسقاط الجنة والنفع من الستسقاء واليرقان العارض من سدد الكبد
والمرارة فيه أقوى وأظهر .وأما في زيادة اللبن والمني وتحسين اللون
وإدرار البول ،فالبيض أخص بذلك وأفضل لعذوبته ولذاذته وكثرة غذائه،
قال :ويجب أن ل يؤكل قبل الطعام ول بعده ،لكن في وسطه وقال نقل عن
الرازي :إن الحساء المتخذ منه ومن اللبن نافع لمن جفت ريته ورق
صوته 6 ..باب الباقل - 1المحاسن :عن أحمد بن محمد بن أبى نصر ،عن
أبي الحسن الرضا عليه السلم قال :أكل الباقل يمخ الساق ويولد الدم
الطري ) .(1المكارم :عنه عليه السلم مثله ) (2إل أنه قال :يمخخ
الساقين كما في الكافي ) .(3بيان :الظاهر أن المراد أنه يكثر مخ الساق،
فيصير سببا لقوتها ولم يأت في اللغة بهذا المعنى ،لبناء الفعال ول
التفعيل وإن كان القياس يقتضي ذلك قال في القاموس :المخ بالضم نقي
العظم والدماغ ،وعظم مخيخ ذو مخ ،وأمخ العظم صار فيه مخ ،والشاة
سمنت ،ومخخ العظم وتمخخه وامتخه ومخمخه مخمخة أخرج مخه
انتهى ،وكثيرا ما يستعمل ما لم يأت في اللغة ،ويمكن أن يقرء الساق
بالرفع على ما في المحاسن أي يمخ الساق به.
) (1المحاسن (2) .506 :مكارم الخلق (3) .209 :الكافي 6ر .344
][266
- 2المحاسن :عن بعض أصحابنا رفعه قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :الباقل
يمخ الساقين ) - 3 .(1ومنه :عن محمد بن أحمد ،عن موسى بن جعفر
البغدادي ،عن محمد بن الحسن عن عمر بن سلمة ،عن محمد بن عبد ال،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :أكل الباقل يمخ الساقين ،ويزيد في
الدماغ ،ويولد الدم ) .(2الكافي :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن أحمد
مثله ؟ ) .(3المكارم :عنه عليه السلم مثله ) (4وفي الكافي " الدم الطري
" .بيان -محمد ابن أحمد هو ابن أبي قتادة بقرينة الراوي والمروي عنه
معا - 4 .المحاسن :عن بعض أصحابنا ،عن صالح بن عقبة قال :سمعت
أبا عبد ال عليه السلم يقول :كلوا الباقل بقشره ،فانه يدبغ المعدة )5 (5
-المكارم :من الفردوس :عن أنس قال النبي صلى ال عليه وآله :كان
طعام عيسى الباقل حتى رفع ،ولم يأكل عيسى عليه السلم شيئا غيرته
النار حتى رفع ..من الفردوس :وقال عليه السلم :من أكل فولة بقشرها
أخرج ال عزوجل منه من الداء مثليها .وعن الصادق عليه السلم قال:
الباقل يذهب الداء ول داء فيه ) .(6تبيين :قال في القاموس :الفول بالضم
حب كالحمص والباقل عند أهل الشام أو مختص باليابس ،الواحدة فولة،
وقال :الباقل مخففة ممدودة الفول الواحدة بهاء ،أو الواحد والجمع سواء،
وأكله يولد الرياح والحلم الردية ،والسدر والهم ،وأخلطا غليظة ،وينفع
للسعال وتخصيب البدن ،ويحفظ الصحة إذا اصلح ،وأخضره
) (2 - 1المحاسن (3) .506 :الكافي 6 :ر (4) .344مكارم الخلق(5) .209 :
المحاسن (6) .506 :مكارم الخلق.209 :
][267
بالزنجبيل للباءة غاية ،والباقل القبطي نبات حبه أصغر من الفول ،وفي الصحاح
الباقل إذا شددت اللم قصرت ،وإن خففت مددت ،الواحدة باقلة على ذلك
وقال :الفول الباقل .وقال في القانون :الباقل منه المعروف ،ومنه مصري
ونبطي ،والنبطي أشد قبضا والمصري أرطب وأقل غذاء ،والرطب أكثر
فضول ،ولو ل بطوء هضمه وكثرة نفخه ما قصر في التغذية الجيدة من
كشك الشعير ،بل دمه أغلظ وأقوى ،ثم قال :وفيه جلء يتولد منه لحم
رخو ،ويولد أخلطا غليظة ،وقد قضى بقراط بجودة غذائه وانحفاظ الصحة
به ،وأنه يرى أحلما مشوشة ،ويحدث الحكة خصوصا طريه ،ومصدع
ضار لمن يعتريه الصداع انتهى .وقال بعضهم :جيد للصدر ،ونفث الدم،
والسعال مع العسل ،وينفع من أورام الحلق والسجج أكل ،ودقيقه إذا طبخ
وضمد به وحده أو مع السويق سكن الورم العارض من ضربة ،ولو قشر
الباقل ودق وذر على موضع نزف الدم حبسه وإذا خلط بدقيق الحلبة
وعسل حلل الدما ميل والورام العارضة في اصول الذان.
][268
ابواب * )ما يعمل من الحبوب( * 1باب * )فعل الخبز واكرامه وآداب خبزه وأكله(
* - 1قرب السناد :عن هارون بن مسلم ،عن مسعدة بن صدقة ،عن
جعفر عن أبيه عليهما السلم أن عليا عليه السلم كان يعاتب خدمه في
تخمير الخمير فيقول :هو أكثر للخبز ) .(1بيان " :في تخمير الخمير " أي
تغطيته بثوب عند الخبز أو قبله أيضا ،فان وقوع العين عليه مما يذهب
ببركته ،ول استبعاد في أن يكثر ال الخمير بذلك ،أو المراد به تركه زمانا
طويل حتى يجود ،وكونه سببا للزيادة والبركة والنفع ظاهر مجرب ،قال
في القاموس :الخمر ترك العجين والطين ونحوه حتى يجود كالتخمير
والفعل كضرب ونصر ،وهو خمير وقال :التخمير التغطية - 2 .مجالس ابن
الشيخ :عن أبيه ،باسناد أخى دعبل ،عن الرضا عن آبائه عليهم السلم
عن الباقر عليه السلم قال :إن الترج لثقيل ،فإذا اكل فان الخبز اليابس
يهضمه من المعدة ) - 3 .(2المحاسن :عن أبيه ،عن عبد ال بن المغيرة،
عن عمرو بن شمر قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :إنى للعق
أصابعي من المأدم حتى أخاف أن يرى خادمي أن ذلك من جشع ،وليس
ذلك كذلك ،إن قوما أفرغت عليهم النعمة ،وهم أهل
) (1قرب السناد 47ط نجف وفيه تصحيف (2) .أمالى الطوسى 1 :ر .379
][269
الثرثار ،فعمدوا إلى مخ الحنطة فجعلوه خبزا هجاء فجعلوا ينجون به صبيانهم،
حتى اجتمع من ذلك جبل ،فمر رجل صالح على امرأة وهي تفعل ذلك
بصبي لها ،فقال :ويحكم اتقوا ال ل يغير ما بكم من نعمة ،فقالت :كأنك
تخوفنا بالجوع ،أما ما دام ثرثارنا يجرئ ،فانا ل نخاف الجوع ،قال :فأسف
ال عزوجل وضعف لهم الثرثار ،وحبس عنهم قطر السماء ،ونبت
الرض ،قال :فاحتاجوا إلى ما في أيديهم فأكلوه ثم احتاجوا إلى ذلك الجبل
فان كان ليقسم بينهم بالميزان ) .(1ومنه :عن محمد بن علي ،عن الحكم
بن مسكين ،عن عمرو بن شمر مثله ) .(2بيان :من المأدم في الكافي )(3
" من المأدوم " وفي بعض نسخه " من الدم " وهما أصوب ،وفي
القاموس الثرثار نهر أو واد كبير بين سنجار وتكريت ،والهجاء بالتشديد
من هجأ جوعه كمنع هجأو هجوءا :سكن وذهب ،فهو صفة للخبز ،أي
صالحا لرفع الجوع ،أو مصدر بمعنى الحمق ،أي فعلوا ذلك لحمقهم،
والهجأة كهمزة الحمق كما في القاموس :ول يبعد أن يكون تصحيف
هجانا أي خيارا جيادا كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلم " هذا
جناي وهجانه فيه " والسف السخط ،قال تعالى " :فلما آسفونا انتقمنا
منهم ) " (4والضعاف والتضعيف جعل الشئ ضعيفا أو مضاعفا ،والثاني
أنسب بكلم المرأة ،وبقوله عليه السلم " :لهم " دون عليهم وبقوله في
الرواية الخيرة ) " (5فأجرى ال الثرثار أضعف ما كان عليه وحبس
عنهم بركة السماء " وذلك لنهم لما اعتمدوا على النهر ،ضاعفه ال لهم،
وحبس عنهم القطر والزرع ،ليعلموا أن النهر ل يغنيهم من ال ،وأنه لبد
أن يكون العتماد على ال ،وستأتي الخبار في كتاب الطهارة مشروحة إن
شاء ال ) (2 - 1) .(6المحاسن (3) .587 - 586 :الكافي 6 :ر ) .301
(4الزخرف (5) .55 :يعنى رواية عمرو بن شمر راجع نصه في
المحاسن (6) .587 :راجع ج 80ص ،203 - 202ولنا في الذيل كلم في
تفسير الخبر ل بأس بمراجعته.
][270
- 3المحاسن :عن ابن أبى عمير ،عن إبراهيم بن عبد الحميد ،عن الوليد ابن
صبيح ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال :إنما بني الجسد على الخبر ).(1
- 4ومنه :عن أبيه ،عن بعض الكوفيين رفعه قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :أكرموا الخبز وعظموه ،فان ال تبارك وتعالى أنزل له
بركات من السماء وأخرج بركات الرض ،من كرامته أن ل يقطع ول يوطأ
) - 5 .(2ومنه :عن هارون بن مسلم ،عن مسعدة ،عن جعفر عن أبيه عن
آبائه عن على عليهم السلم قال :أكرموا الخبز فانه قد عمل فيه ما بين
العرش إلى الرض وما بينهما ) .(3المكارم :عن الصادق عليه السلم
مثله - 6 .(4المحاسن :عن أبيه ،عن أبى البختري ،رفعه قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :اللهم بارك لنا في الخبز ،ول تفرق بيننا وبينه،
فلو ل الخبز ما صمنا ول صلينا ول أدينا فرايض ربنا ) - 7 .(5ومنه :عن
أبيه ،عن عبد ال بن الفصل النوفلي ،عن الفضل بن يونس قال :تغدى
عندي أبو الحسن عليه السلم فجيئ بقصعة وتحتها خبز ،فقال :أكرموا
الخبز أن يكون تحتها ،وقال لي :مر الغلم أن يخرج الرغيف من تحت
القصعة ) - 8 .(6ومنه :عن الوشاء ،عن المثنى ،عن أبان بن تغلب ،قال:
قال أبو عبد ال عليه السلم :إنه كره أن يوضع الرغيف تحت القصعة )
- 9 .(7ومنه :عن ابن فضال ،عن مثنى ،عن أبى بصير ،عن أبى عبد ال
عليه السلم أنه كره ان يوضع الرغيف تحت القصعة ونهى عنه )10 .(8
-ومنه :عن أبي يوسف ،عن محمد بن جمهور العمي ،عن إدريس بن
يوسف
) (3 - 1المحاسن (4) .585 :المكارم (5) .177 :المحاسن(8 - 6) .586 :
المحاسن.589 :
][271
عن أبى عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال عليه السلم :ل تقطعوا الخبز
بالسكين ،ولكن اكسروه باليد ،وليكسر لكم خالفوا العجم ) .(1بيان :الظاهر
أن أبا يوسف يعقوب بن زيد كما صرح به في مواضع والواو في قوله" :
وليكسر " كأنه بمعنى أو ،والمر بمخالفة العجم لنهم كانوا يومئذ كفارا.
- 11المحاسن :عن الحسن بن علي بن بشير رفعه قال :ل بأس بقطع
الخبز بالسكين ) - 12 .(2ومنه :عن السياري ،عن أبى علي بن راشد
رفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم قال :كان أمير المؤمنين عليه السلم إذا
لم يكن له إدام قطع الخبز بالسكين ) - 13 .(3ومنه :عن بعض أصحابه
رفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم قال :من أدني الدام قطع الخبز بالسكين
) .(4بيان :جعل القطع مقام الدام إما لنه يصير ألذ ،فيفعل فعل الدام ،أو
يصير شبيها بالدام فكأنه يخدع الطبيعة به ،وعلى أي حال يدل على جواز
قطع الخبز بالسكين مع فقد الدام ،وفي غيره كأن المنع محمول على
الكراهة وإن كان الحوط الترك ،قال في الدروس :ويكره قطع الخبز
بالسكين ،ولم يستثن هذه الصورة وكأنه حملها على تخفيف الكراهة- 14 .
المكارم :من كتاب طب الئمة عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :أكرموا
الخبز فان ال عزوجل أنزل له بركات السماء وأخرج بركات الرض ،قيل:
وما إكرامه ؟ قال ل يقطع ول يوطأ .وعنه عليه السلم قال :أكرموا الخبز
فان ال تعالى أنزل له بركات السماء ،قيل :وما إكرامه ؟ قال :إذا حضر لم
ينتظر به غيره ).(5
][272
- 15دعوات الراوندي :قال النبي صلى ال عليه وآله :صغروا رغافكم فان مع كل
رغيف بركة - 16 .الدعائم :عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه نهى
أن يشم الخبز كما تشم السباع ونهى أن يقطع بالسكين ) - 17 .(1الكافي:
عن على بن ابراهيم ،عن أبيه ،عن النوفلي عن السكوني ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إياكم أن تشموا
الخبز كما تشمه السباع فان الخبز مبارك أرسل ال عزوجل له السماء
مدرارا ،وله أنبت ال المرعى وبه صليتم ،وبه صمتم ،وبه حججتم بيت
ربكم ) .(2المحاسن :عن يعقوب بن يزيد ،عن محمد العمي ،عن إدريس
بن يوسف ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال :إياكم أن تشموا إلى قوله:
مدرارا ) .(3بيان " :أن تشموا الخبز " أي لختبار جودته " أرسل ال "
إلى آخره إشارة إلى قوله تعالى في سورة نوح نقل عنه عليه السلم" :
فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء علكيم مدرارا " )(4
وقال البيضاوي " :السماء " يحتمل المظلة والسحاب والمدرار كثير الدر
يستوى في هذا البناء المذكر والمؤنث - 18 .الكافي :بالسناد المتقدم قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا اتيتم بالخبز واللحم فابدؤا بالخبز،
فسدوا به خلل الجوع ثم كلوا اللحم ) - 19 (5ومنه :عن علي بن إبراهيم،
عن أبيه ،عن هارون بن مسلم ،عن مسعدة بن صدقة ،عن أبى عبد ال
عليه السلم قال :قال النبي صلى ال عليه وآله :أكرموا الخبز فانه قد عمل
فيه ما بين العرش إلى الرض ،والرض وما فيها من كثير خلقه ،ثم قال
لمن حوله:
) (1دعائم السلم 2ر (2) .117الكافي 6ر (3) .303المحاسن (4) .585نوح:
(5) .11 - 10الكافي 6ر .403
][273
أل احدثكم ؟ قالوا :بلى يا رسول ال فداك الباء والمهات فقال :إنه كان نبي فيمن
كان قبلكم يقال له :دانيال ،وإنه أعطى صاحب معبر رغيفا لكى يعبر به،
فرمى صاحب المعبر بالرغيف وقال :ما أصنع بالخبز ،هذا الخبز عندنا قد
يداس بالرجل فلما رأى دانيال ذلك منه ،رفع يده إلى السماء ثم قال :اللهم
أكرم الخبز ،فقد رأيت يا رب ما صنع هذا العبد وما قال ،قال :فأوحى ال
عزوجل إلى السماء أن يحبس الغيث ،وأوحى إلى الرض أن كوني طبقا
كالفخار ،قال :فلم يمطروا حتى أنه بلغ من أمرهم أن بعضهم أكل بعضا.
فلما بلغ منهم ما أراد عزوجل من ذلك ،قالت امرأة لخرى ،ولهما ولدان:
يا فلنة تعالى حتى نأكل أنا وأنت اليوم ولدي ،فإذا جعنا غدا أكلنا ولدك،
قالت لها نعم فأكلتاه ،فلما أن جاعتا من بعد راودت الخرى على أكل
ولدها ،فامتنعت عليها فقالت :بيني وبينك نبي ال ،فاختصما إلى دانيال
فقال لهما :وقد بلغ إلى ما أرى ؟ قالتا له :نعم يا نبي ال ،وأشد ،فرفع يده
إلى السماء فقال :اللهم عد علينا بفضلك وفضل رحمتك ،ول تعاقب الطفال
ومن فيه خير بذنب صاحب المعبر وأضرابه لنعمتك قال :فأمر ال تبارك
وتعالى إلى السماء أن أمطري على الرض ،وأمر الرض أن ابنتي لخلقي
ما قد فاتهم من خيرك ،فاني قد رحمتهم بالطفل الصغير ) .(1بيان :الدياس
والدياسة الوطى بالرجل ،وكون الرض طبقا كناية عن صلبتها واندماج
أجزائها تشبيها بالطبق المعروف من أمتعة البيت ،وفي القاموس الطبق
محركة غطاء كل شئ والطبق أيضا من كل شيئ ما ساواه ،والطابق
كهاجر وصاحب الجر الكبير ،وقال :الفخارة كجبانة الجرة والجمع الفخار
أو هو الخزف - 20 .الكافي :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن أحمد ،عن
محمد بن عيسى ،عن يعقوب بن يقطين قال :قال أبو الحسن الرضا عليه
السلم قال رسول ال صلى ال عليه وآله :صغروا رغفانكم ،فان مع كل
رغيف بركة ،وقال يعقوب بن يقطين :رأيت أبا الحسن يعني الرضا عليه
السلم يكسر
][274
الرغيف إلى فوق ) .(1بيان " :كسره إلى فوق " يحتمل وجهين :الول -وهو
الظهر -أن يكون المعنى كسر اليابس بعطف اليدين إلى جانب التحت
لينكسر الخبز من جهة الفوق ،والثاني أن يكون المراد كسر الرطب
بابتدائه من الجانب السفل وخرقه إلى العلى - 21 .الكافي :عن علي بن
إبراهيم ،عن يونس ،عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال :ل تقطعوا
الخبز بالسكين ،ولكن اكسروه باليد ،خالفوا العجم ) 2 .(2باب * )أنواع
الخبز( * - 1الكافي :عن علي بن إبراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن
يونس ،عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال :فضل خبز الشعير على
البر كفضلنا على الناس ،وما من نبي إل وقد دعا لكل الشعير ،وبارك
عليه ،وما دخل جوفا إل وأخرج كل داء فيه ،وهو قوت النبياء ،وطعام
البرار ،أبى ال تعالى أن يجعل قوت النبياء إل شعيرا ) .(3المكارم :عنه
عليه السلم مثله إل أن فيه " أبى ال أن يجعل قوت النبياء للشقياء " )
- 2 (4الكافي :بالسناد المتقدم عن الرضا عليه السلم أنه قال :ما دخل
في جوف المسلول شئ أنفع له من خبر الرز ) .(5ومنه :عن محمد بن
يحيى ،عن محمد بن موسى ،عن الخشاب ،عن علي بن حسان عن بعض
أصحابنا قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :أطعموا المبطون خبز الرز،
فما دخل جوف المسلول شئ أنفع منه ،أما إنه يدبغ المعدة ،ويسل الداء
سل ).(6
) (1الكافي 6ر 2) .303و (3الكافي 6 :ر (4) .304مكارم الخلق - 5) .178
(6الكافي 6 :ر .305
][275
- 3المكارم :عن الصادق عليه السلم قال :ما دخل جو ف المسلول مثل خبز الرز
إنه يسل الداء سل .ومن صحيفة الرضا عليه السلم عن ابن أبي رافع
وغيره يرفعونه قال :ما من شئ أنفع منه ،وما من شئ يبقى في الجوف
من غدوة إلى الليل إل خبز الرز ) .(1بيان :قوله من صحيفة الرضا :ليس
في موقعه ،وليس الخبز المذكور بعده فيها ) (2وليس السناد إليها في
بعض النسخ ،وهو أصوب - 4 .الكافي :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن
محمد ،عن السياري ،عن يحيى بن أبى رافع ،وغيره يرفعونه إلى أبي عبد
ال عليه السلم قال :ليس يبقى في الجوف من غدوة إلى الليل إل خبز
الرز ) - 5 .(3المكارم :في خبز الجاورس :عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :أما إنه ليس فيه ثقل ،وهو باللبن ألين وأنفع في المعدة ) .(4روضة
الواعظين :عن العيص بن القاسم قال :قلت للصادق عليه السلم :حديث
يروي عن أبيك عليه السلم أنه قال :ما شبع رسول ال صلى ال عليه
وآله من خبز برقط ،أهو صحيح ،فقال :ل ،ما أكل رسول ال صلى ال
عليه وآله خبز برقط ،ول شبع من خبز شعير قط ) .(5كتاب المسائل:
بالسناد عن علي بن جعفر ،عن أخيه موسى عليه السلم قال :سألته عن
الخبز يطين بالسمن ،قال :ل بأس ) .(6بيان :يطين أي قبل الطبخ أو عند
الكل ،وكأن الول أظهر - 8 .الكافي :عن العدة ،عن سهل ،عن البزنطى،
عن الرضا عليه السلم قال :الخبز اليابس يهضم الترج ).(7
) (1مكارم الخلق (2) .178 :في المخطوطة :وكأن فيه سقطا ،وليس فيها ما ذكر
بعد ذلك (3) .الكافي 6ر (4) .305مكارم الخلق (5) .178 :مكارم
الخلق ،29 :ومثله في امالي الصدوق (6) .192راجع بحار النوار
10ر (7) .262الكافي 6ر (*) .360
][276
3باب * )السوقه وأنواعها( * - 1المحاسن :عن ابن فضال ،عن عبد ال بن
جندب ،عن بعض أصحابه قال :ذكر عند أبى عبد ال عليه السلم السويق
فقال :إنما على بالوحى ) - 2 .(1ومنه :عن عدة من أصحابنا ،عن ابن
أسباط ،عن محمد بن عبد ال بن سيابة عن جندب أبي عبد ال بن جندب
قال :سمعت أبا الحسن موسى عليه السلم يقول :نزل السويق بالوحي من
السماء ) - 3 .(2ومنه :عن عثمان بن عيسى ،عن خالد بن نجيح ،عن
أبى عبد ال عليه السلم قال :السويق طعام المرسلين ،أو قال :من طعام
النبيين عليهم السلم - 4 .ومنه :عن السياري ،عن نضر بن محمد ،عن
عدة من أصحابنا من أهل خراسان عن أبى الحسن الرضا عليه السلم قال:
السويق لما شرب له ) .(3بيان :أي ينفع لي داء شرب لدفعه ولي منفعة
قصد به - 5 .المحاسن :عن أبيه عن بكر بن محمد الزدي ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :السويق ينبت اللحم ويشد العظم ) - 6 .(4ومنه :عن
محمد بن عيسى ،عن الدهقان ،عن درست ،عن ابن مسكان قال :سمعت
أبا عبد ال عليه السلم يقول :شربة السويق بالزيت تنبت اللحم ،وتشد
العظم ،وترق البشرة ،وتزيد في الباه ) - 7 .(5ومنه :عن أبيه ،عن بكر
بن محمد الزدي ،عن خضر قال :كنت عند أبي -عبد ال عليه السلم
فأتاه رجل من أصحابنا فقال له :يولد لنا المولود فيكون منه القلة والضعف
فقال :ما يمنعك من السويق ؟ فانه يشد العظم ،وينبت اللحم ).(6
) (5 - 1المحاسن (6) .488 :المحاسن 488 :وسيجئ تحت الرقم 14عن طب
الئمة وفيه " البله والضعف ".
][277
المكارم :مرسل مثله ) .(1بيان :كأن المراد بالقلة قلة اللحم والهزال ،وفي المكارم
العلة وهو أصوب - 8المحاسن :عن بكر بن محمد قال :أرسل أبو عبد ال
عليه السلم إلى عيثمة جدتي أن أسقي محمد بن عبد السلم السويق ،فانه
ينبت اللحم ويشد العظم .ورواه عن عثمان بن عيسى ،عن سماعة ،عن
أبي عبد ال عليه السلم إل أنه قال :أرسل إلى سعيدة ) .(2بيان :سعيدة
إما مرسلة أو مرسل إليها مكان عيثمة ،وسيأتي ما يؤيد الول- 9 .
المحاسن :عن محمد بن عيسى ،وعن أبيه جميعا ،عن بكر بن محمد
الزدي ،قال :دخلت عيثمة على أبى عبد ال عليه السلم ومعها ابنها أظن
اسمه محمدا فقال لها أبو -عبد ال عليه السلم :مالي أري جسم ابنك
نحيفا ؟ قالت :هو عليل ،فقال لها :اسقيه السويق فانه ينبت اللحم ويشد
العظم ) .(3قرب السناد :عن محمد بن عيسى عن بكر مثله ،وفيه دخلت
غنيمة عمتى ) - 10 .(4المحاسن :عن أبيه ،عن بكر بن محمد ،عن
عثيمة ام ولد عبد السلم قالت :قال أبو عبد ال عليه السلم :اسقوا
صبيانكم السويق في صغرهم فان ذلك ينبت اللحم ويشد العظم ،ومن شرب
السويق أربعين صباحا امتلت كتفاه قوة ) .(5المكارم :عنه عليه السلم
مثله ) (6إل أن فيه " امتلت كعبه " وفي الكافي ) (7كالمحاسن- 11 .
المحاسن :عن إبراهيم بن محمد الثقفي ،عن قتيبة العشى ،عن أبى عبد
ال
) (1مكارم الخلق (3 - 2) .219 :المحاسن (4) .489 :قرب السناد(5) .11 :
المحاسن (6) .489 :مكارم الخلق (7) .220الكافي 6ر 306بالرقم
.12
][278
عليه السلم قال :ثلث راحات سويق جاف على الريق ينشف المرة والبلغم ،حتى
يقال :ل يكاد أن يدع شيئا ) .(1بيان :الراحة الكف ،وفي الكافي حتى لتكاد
) - 12 .(2الطب :عن صالح بن إبراهيم المصري ،عن فضالة ،عن ابن
بكير ،عن ابن أبي يعفور ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن السويق
الجاف إذا اخذ على الريق أطفأ الحرارة ،وسكن المرة وإذالت ثم شرب لم
يفعل ذلك ) .(3بيان " :وإذالت " على بناء المجهول أي خلط بسمن
أوزيت ونحوهما كما روي الكليني عن العدة ،عن سهل عن السياري ،عن
إبراهيم بن بسطام ،عن رجل من أهل مرو قال :بعث إلينا الرضا عليه
السلم وهو عندنا يطلب السويق فبعث إليه بسويق ملتوت فرده وبعث إلى
إن السويق إذا شرب على الريق جافا أطفأ الحرارة ،وسكن المرة وإذالت
لم يفعل ذلك ) (4وفي الصحاح :لت فلن بفلن إذالز به وقرن معه ،ولتت
السويق ألته لتا إذا جدحته وفي المصباح لت السويق بله بشئ- 13 .
الطب :عن أبي جعفر الباقر عليه السلم قال :ما أعظم بركة السويق :إذا
شربة النسان على الشبع أمرأ وهضم الطعام ،وإذا شربه النسان على
الجوع أشبعه ونعم الزاد في السفر والحضر السويق ) - 14 .(5عن أحمد
بن غياث ،عن محمد بن عيسى ،عن القاسم بن محمد ،عن بكر بن محمد
قال :كنت عند أبي عبد ال عليه السلم فقال له رجل :يابن رسول ال يولد
الولد فيكون فيه البله والضعف ،فقال :ما يمنعك من السويق ،اشربه ومر
أهلك به ،فانه ينبت اللحم ويشد العظم ول يولد لكم إل القوي ).(6
) (1المحاسن (2) .489 :الكافي 6ر 306بالرقم (3) .8طب الئمة (4) .67
الكافي 6ر 5) .307و (6طب الئمة 67و .88
][279
- 15قرب السناد :عن أحمد بن إسحاق ،عن بكر بن محمد الزدي قال :جاء محمد
بن عبد السلم إلى أبي عبد ال عليه السلم فقال له :إن رجل ضرب بقرة
بفأس فوقذها ثم ذبحها ،فلم يرسل إليه بالجواب ،ودعا سعيدة فقال لها :إن
هذا جاءني فقال :إنك أرسلت إلى في صاحب البقرة التي ضربها بفأس،
فان كان الدم خرج معتدل فكلوا وأطعموا وإن كان خرج خروجا عتيا فل
تقربوه ،قال :فأخذت الغلم فأرادت ضربة فبعث إليها اسقيه السويق فانه
ينبت اللحم ويشد العظم ) - 16 .(1الحتجاج :عن الحسن بن محمد
النوفلي في خبر احتجاج الرضا عليه السلم على أرباب الملل قال :لما أراد
عليه السلم المصير إلى المأمون توضأ وضوء الصلة وشرب شربة
سويق وسقانا ،الخبر ) - 17 .(2المحاسن :عن أبي يوسف ،عن يحيى بن
المبارك ،عن أبي الصباح ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :السويق
الجاف يذهب بالبياض ) .(3بيان :بالبياض أي بالبرص وبياض العين بعيد.
- 18المحاسن :عن موسى بن القاسم عن يحيى بن مساور ،عن أبي عبد
ال عليه السلم أو عن صفوان بن يحيى ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :السويق يجرد المرة والبلغم جردا ويدفع سبعين نوعا من أنواع البلء
) .(4بيان :في الكافي ) (5يجرد المرة والبلغم من المعدة :أي ينزع ،وفي
القاموس جرده وجرده قشره ،والجلد نزع شعره ،وزيدا من ثوبه عراه،
والقطن حلجه - 19 .المحاسن :عن علي بن الحكم ،عن النضر بن قرواش
الجمال ،قال :قال أبو الحسن الماضي عليه السلم :السويق إذا غسلته
سبع مرات وقلبته من إناء إلى إناء
) (1قرب السناد (2) .31 :الحتجاج (4 - 3) .227المحاسن (5) .489 :الكافي
6ر .306
][280
آخر ،فهو يذهب بالحمى ،وينزل القوة في الساقين والقدمين ) .(1المكارم :عن
الرضا عليه السلم مثله ) .(2بيان " :وقلبته من إناء " أي قبل الدق
لتصفيته عما يشوبه ،أو بعده فان مع القلب من إناء إلى آخر يبقى درديه
في الناء - 20 .المحاسن :عن أبيه ،عن حماد بن عيسى ،عن إبراهيم بن
عمر اليماني ،عن حماد بن عثمان قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم
يقول :املؤا جوف المحموم من السويق يغسل ثلث مرات ثم يسقى ،قال
في حديث آخر :يحول من إناء إلى إناء ) .(3المكارم :عنه عليه السلم
مثله إلى قوله :يغسل سبع مرات ثم يسقى ) - 21 .(4المحاسن :عن أبيه،
عن ابن أبي عمير ،عن حفص بن البختري عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :أفضل سحوركم السويق والتمر ،ورواه أبو يوسف عن ابن أبي عمير
عن مرازم عن أبي عبد ال عليه السلم مثله ) .(5المكارم :عنه عليه
السلم مثله ) - 22 .(6المحاسن :في حديث آخر قال :نعم الطعام السويق )
- 23 .(7ومنه :عن أبيه ،عن محمد بن عمرو قال :سمعت أبا الحسن
الرضا عليه السلم يقول :نعم القوت السويق :إن كنت جائعا أمسك ،وإن
كنت شبعان أهضم طعامك ) .(8ومنه :عن علي بن جعفر وموسى بن
القاسم ،عن أبي همام ،عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه
السلم مثله ) - 24 .(9ومنه ) :(10عن النوفلي عن السكوني ،عن أبي
عبد ال عليه السلم عن آبائه عليهم السلم
) (1المحاسن (2) .489 :مكارم اخلق 3) .220و (5المحاسن 4) .490 :و (6
مكارم الخلق (7) .220 :لم نجده في مظانه من المصدر(10 - 8) .
المحاسن.490 :
][281
قال :إن النبي صلى ال عليه وآله اتى بسويق لو زفيه سكر طبر زد ،فقال :هذا
طعام المترفين بعدي ،بيان :في القاموس أترفته النعمة أطغته أو نعمته
كترفته تتريفا ،والمترف كمكرم المتروك يصنع ما شاء ول يمنع والمتنعم
ل يمنع من تنعمه ،والجبار - 25 .المكارم :من أمالى الشيخ أبي جعفر
الطوسي عن علي بن الحسين عليه السلم قال :بلوا جوح المحموم
بالسويق والعسل ثلث مرات ،ويحول من إناء إلى إناء و يسقى المحموم،
فانه يذهب بالحمى الحارة وإنما عمل بالوحي ) .(1وعن ابن كثير قال:
انطلق بطني فأمرني أبو عبد ال عليه السلم أن آخذ سويق الجاورس
بماء الكمون ،ففعلت فأمسك بطني وعوفيت .وعن أحمد بن يزيد قال :كان
إذا لسع أهل الدارحية أو عقرب قال :اسقوه سويق التفاح .وعن ابن بكير
قال :رعفت فسئل أبو عبد ال عليه السلم عن ذلك فقال :اسقوه سويق
التفاح فسقيته فانقطع الرعاف ) .(2بيان :قطعه الرعاف كأنه لبرده
وقبضه ،وقطع الصفراء ودفع السموم لتقويته القلب وتقويته الروح فيمنع
تأثيرها - 26 .الكافي :عن محمد بن يحيى ،عن عبد ال بن جعفر ،عن
محمد بن خالد ،عن سيف التمار قال :مرض بعض رفقائنا بمكة فبرسم،
فدخلت على أبي عبد ال عليه السلم فأعلمته فقال لي :اسقه سويق
الشعير ،فانه يعافى إنشاء ال ،وهو غذاء في جوف المريض ،قال :فما
سقيناه السويق إل يومين -أو قال :مرتين -حتى عوفي صاحبنا ).(3
المكارم :مثله مع اختصار ) .(4بيان :في القاموس البرسام بالكسر علة
يهذى فيها ،برسم بالضم فهو مبرسم،
) (1مكارم الخلق ،219أمالى الطوسى 1ر (2) .376مكارم الخلق - 220
(3) .221الكافي 6ر (4) .307مكارم الخلق .220
][282
وقال في بحر الجواهر :البرسام في الينابيع بالكسر ،وفي التهذيب بالفتح ،قال
الشيخ نجيب الدين :هو تورم يعرض للحجاب بين الكبد والمعدة وقال
نفيس الدين :إنه قد خالف جمهور القوم في تعريف هذا المرض ،فانهم
اتفقوا على أنه ورم في الحجاب نفسه وهو الحجاب المعترض بين القلب
والمعدة ،وأما الحجاب الحايل بين المعدة والكبد فمما لم يقل به أحد من
الفضلء غير الطبري انتهى .ومناسبة سويق الشعير للبرسام ظاهرة ،فان
في البرسام الحرارة غالبة جدا وسويق الشعير في غاية البرودة ،وقوله
عليه السلم " :وهو غذاء " كأنه إشارة إلى ما ذكره الطباء من أن
التداوي بالغذية أحسن من التداوي بالدوية ،أو إلى أنه ل يؤكل بعده
غذاء يتوهم أنه دواء لبد من غذاء آخر ،والتخصيص بالمريض لن
غذاءه يكون أقل من غذاء الصحيح ،وقيل :المراد به أنه يولد الدم- 27 .
الكافي :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن موسى رفعه عن أبي عبد ال
عليه السلم أنه قال :سويق العدس يقطع العطش ،ويقوى المعدة وفيه
شفاء من سبعين داء ،ويطفئ الصفراء ويبرد الجوف ،وكان إذا سافر عليه
السلم ل يفارقه ،وكان يقول عليه السلم إذا هاج الدم بأحد من حشمه قال
له :اشرب من سويق العدس فانه يسكن هيجان الدم ويطفئ الحرارة ).(1
المكارم :عنه عليه السلم مثله ) - 28 .(2الكافي :عن محمد بن يحيى،
عن محمد بن عيسى ،عن علي بن مهزيار قال :إن جارية لنا أصابها
الحيض وكان ل ينقطع عنها حتى أشرفت على الموت ،فأمر أبو جعفر
عليه السلم أن تسقى سويق العدس فسقيت فانقطع عنها وعوفيت ).(3
المكارم :عن علي بن مهزيار مثله ) .(4تبيين :لعل تسكينه للعطش في
الخبر الول من جهة التبريد والتطفئة ،وتقويته للمعدة إذا كان ضعفها من
جهة الحرارة أو الرطوبة ،وأما إطفاؤه للصفراء
][283
والحرارة فقيل لجهتين :أحدهما من جهة التبريد في المزجة الحارة ،والخرى من
جهة تغليظ الدم وتسكين حدته ،فيقل جريانه وسيلنه في العروق ،ولهذا
السبب يقطع دم الحيض كما في الخبر الثاني .وأقول :يظهر من الكليني
رحمه ال أنه حمل السويق المطلق الوارد في الخبار على سويق الحنطة
حيث قال " :باب السوقة وفضل سويق الحنطة " ثم ذكر الخبار المطلقة
في هذا الباب ،وقال الشهيد رحمه ال في الدروس :في السويق ونفعه
أخبار جمة وفسره الكليني بسويق الحنطة ،وقال مؤلف بحر الجواهر:
السويق متخذ من سبعة أشياء :الحنطة ،والشعير ،والنبق ،والتفاح،
والقرع ،وحب الرمان ،والغبيراء وجملته يعقل الطبع ويقطع القئ والغثيان
الصفراويين ،وينشف بلة المعدة ،وإن اتخذ من سويق الشعير والماء
وقليل من اللبن وخلط به الخشخاش المقلو المسحوق ينفع السجج،
ويسكن اللدغ ،ويجلب النوم انتهى .وقال ابن بيطار نقل عن الرازي :كل
سويق مناسب للشئ الذي يتخذ منه فسويق الشعير أبرد من سويق الحنطة
بمقدار ما الشعير أبرد منها وأكثر توليدا للرياح ،والذي يكثر استعماله من
السوقة هذان السويقان أعني سويق الحنطة وسويق الشعير ،وهما جميعا
ينفخان ويبطئان النزول عن المعدة ،ويذهب ذلك عنهما إن غليا بالماء غليا
جيدا ،ثم صفي في خرقة صفيقة ليسيل عنها الماء ويعصرا حتى يصيرا
كبة ويشربا بالسكر والماء البارد ،فيقل نفخهما ،ويقل انحدارهما ،وينفعان
المحرورين الملتهبين إذا باكروا شربه في الصيف ويمنع كون الحميات
والمراض الحارة ،وهذا من أجل منافعه ،ول ينبغي لمن شربه أن يأكل
ذلك اليوم شيئا من فاكهة رطبة ول خيارا ول بقول ول يكثر منها .وأما
المبرودون ومن يعتريهم نفخ في البطن وأوجاع في الظهر والمفاصل
العتيقة والمشايخ وأصحاب المزجة الباردة جدا ،فل ينبغي لهم أن
يتعرضوا للسويق بتة فان اضطروا إليه فليصلحوه بأن يشربوه بعد غسله
بالماء الحار مرات بالفانيد والعسل بعد اللت بالزيت ،ودهن الحبة
الخضراء ،ودهن الجوز.
][284
وسويق الشعير وإن كان أبرد من سويق الحنطة ،فان سويق الحنطة لكثرة ما
يشرب من الماء يبلغ من تطفئته وتبريده للبدن مبلغا أكثر ،ول سيما في
ترطيبه ،فيكون أبلغ نفعا لمن يحتاج إلى ترطيبه ،وسويق الشعير أجود
لمن يحتاج إلى تطفئته وتجفيفه ،وهؤلء هم أصحاب البدان العبلة الكثيرة
اللحم والدماء ،وأما الولون فأصحاب البدان القصيفة القليلة اللحم
المصفرة .وأما ساير السوقة فانها تستعمل على سبيل دواء ل على سبيل
غذاء كما يستعمل سويق النبق وسويق التفاح ،والرمان الحامض ليعقل
البطن مع حرارة ،وسويق الخرنوب والغبيراء لعقل الطبيعة - 29 .الكافي:
عن محمد بن يحيى ،عن موسى بن الحسن ،عن السياري ،عن عبيد ال
بن أبي عبد ال قال :كتب أبو الحسن عليه السلم من خراسان إلى
المدينة :ل تسقوا أبا جعفر الثاني السويق بالسكر ،فانه ردي للرجال
وفسره السياري عن عبيد ال أنه يكره للرجال لنه يقطع النكاح من شدة
برده مع السكر ).(1
][285
قال :إنا أهل بيت نحب الحلواء ومن لم يحب الحلوا منا أراد الشراب ،وقال :إن بي
لمواد وأنا أحب الحلواء ) .(1بيان :قوله عليه السلم " إن بي لمواد ":
المادة الزيادة المتصلة ،وكأن المعنى أن لي أموال أقدر على التكلف في
الطعام وليس مني إسرافا ،واحب الحلواء وأستعمله ،أو مواد من المرض
يتوهم التضرر به ومع ذلك احبه ،وفي بعض النسخ " إن أبي لمواد " أي
كان أبي موادا محبا له وكأنه تصحيف بل ل يبعد كون كليهما تصحيفا- 6 .
المحاسن :عن ابن فضال ،عن يونس بن يعقوب ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :كنا بالمدينة فأرسل إلينا :اصنعوا لنا فالوذج ،وأقلوا ،فأرسلنا
إليه في قصعة صغيرة ) - 7 .(2ومنه :عن أبيه عن سعدان ،عن يوسف
بن يعقوب ،قال :كان أبو عبد ال عليه السلم يعجبه الفالوذج وكان إذا
أراده قال :اتخذوه لنا وأقلوا ) - 8 .(3ومنه :عن سعدان ،عن هشام ،عن
أبي حمزة قال :بعثت إلى أبي الحسن عليه السلم بقصعة فيها خشتيج ثم
دخلت عليه فوجدت القصعة موضوعة بين يديه وقد دعا بقصعة فدق فيها
سكرا فقال لي :تعال فكل ،فقلت :جعلت فداك قد جعل فيها ما يكتفى به قال:
كل فانك ستجده طيبا ) .(4بيان " :فيها خشيتج " في بعض النسخ "
خشنيج " ولم أعرف معناهما في اللغة وفي بحر الجواهر :الخشكنانج
السكري هو الخبز المقلي بالسكر - 9 .المحاسن :عن ابن فضال ،عن
يونس بن يعقوب ،عن عبد العلى ،قال :أكلت مع أبي عبد ال عليه السلم
فأتى بدجاجة محشوة خبيصا ففككناها فأكلناها ) .(5توضيح :قال في
القاموس :خبصه يخبصه خلطه ،ومنه الخبيص المعمول من التمر
والسمن ،وفي بحر الجواهر :الخبيص حلواء يعمل بأن يغلى من الشيرج
رطل فيجعل فيه عند غليانه من الدقيق الحواري رطل ويغلى حتى تفوح
رائحته ثم يلقى
][287
عليه ثلثة ارطال من السكر أو العسل أو الدبس ،ويطبخ بنار هادئة ويحرك باسطام
) (1حتى يقذف الدهن فيرفع - 10 .المكارم :لقد جاء النبي صلى ال عليه
وآله بعض أصحابه يوما بفالوذج فأكل منه ،وقال :مم هذا يا أبا عبد ال ؟
فقال :بأبي أنت وامي نجعل السمن والعسل في البرمة ونضعها على النار،
ثم نغليه ،ثم نأخذ مخ الحنطة إذا طحنت فنلقيه على السمن والعسل ،ثم
نسوطه حتى ينضج فيأتي كما ترى ،فقال صلى ال عليه وآله :إن هذا
الطعام طيب ) (2ولقد كان يأكل الشعير غير منخول خبزا أو عصيدة في
حالة ) (2كل ذلك كان يأكله صلى ال عليه وآله ) .(4وكان صلى ال عليه
وآله يأكل الحيس وكان يتمجع اللبن والتمر ويسميهما الطيبين ) (5بيان:
البرمة بالضم قدر من الحجارة ذكره الفيروز آبادي ،وقال :السوط الخلط،
وهو أن تخلط شيئين في إنائك ثم تضربهما بيدك حتى يختلطا كالتسويط،
وفي الصحاح :العصيدة التي تعصدها بالمسواط فتمرها به فتنقلب ل يبقى
في الناء منها شئ إل انقلب ،وقال :الحيس الخلط ،ومنه سمي الحيس
وهو تمر يخلط بسمن وأقط ،وقال في بحر الجواهر :الحيس بالفتح حلواء
يتخذ من السمن والكعك والدبس وغيره فارسيه چنگال وفي النهاية:
التمجع والمجع أكل التمر باللبن ،وهو أن يحسو حسوة من اللبن ويأكل
على أثرها تمرة - 11 .السرائر :نقل من كتاب أبي القاسم بن قولويه عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :كل من اشتد لنا حبا اشتد للنساء حبا
وللحلواء ) - 12 .(6المكارم :روي أن الحسن بن علي عليه السلم رأى
رجل يعيب الفالوذج
) (1السطام وهكذا السطام :المسعار وهو حديدة تحرك بها النار (2) .مكارم
الخلق (3) .28 :في نخالته ظ (5 - 4) .مكارم الخلق(6) .30 - 29 :
مستطرفات السرائر.491 :
][288
فقال " :فتاب البر بلعاب النحل ،بخالص السمن " ،ما عاب هذا مسلم ) .(1بيان:
في الصحاح الفالوذ والفالوذق معربان قال يعقوب :ول تقل :الفالوذج
انتهى ،ويظهر من الحديث أن الفالوذج في تلك الزمان كان اسما للحلواء
المعمول من دقيق البر والسمن والعسل - 13 .دعوات الراوندي :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :من أطعم أخاه حلوة أذهب ال عنه مرارة
الموت - 14 .الدعايم :عن جعفر بن محمد عليه السلم أنه كان يعجبه
الفالوذج وكان إذا أراده قال :اتخذوه لنا وأقلوا ،أظنه وكان عليه السلم
يتقي الكثار منه لئل يضره ) - 15 .(2المكارم :قال النبي صلى ال عليه
وآله :إذا وضعت الحلوا فأصيبوا منها ول تردوها ) .(3بيان :في
القاموس :الحلواء ويقصر معروف والفاكهة الحلوة - 16 .مجمع البيان:
قال :روي أن النبي صلى ال عليه وآله كان يأكل الدجاج والفالوذ ،وكان
يعجبه الحلوا والعسل )) * 2 .(4باب العسل( اليات :النحل " :وأوحى
ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم
كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذلل يخرج من بطونها شراب
مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لية لقوم يتفكرون " ).(5
) (1مكارم الخلق (2) .193 :دعائم السلم 2ر (3) .111مكارم الخلق .188
) (4مجمع البيان (5) .النحل.68 :
][289
تفسير :أقول :قد مر تفسيرها في باب النحل ،وجملته أن الوحي إما إلهام من ال أو
كناية عن جعله ذلك في غرائزها " ،ومما يعرشون " الضمير للناس،
والمراد بالعرش رفع البناء كالسقوف والكروم " ذلل " جمع ذلول ،وهي
حال من السبل ،أو من الضمير في " فاسلكي " " .فيه شفاء للناس " إما
بنفسه كما في بعض المراض البلغمية ،أو مع غيره كما في ساير
المراض ،إذ قلما يوجد معجون لم يكن العسل جزءا منه ،مع أن التنكير
يشعر بالتبعيض ،ويجوز أن يكون للتعظيم والتكثير ،وقيل :الضمير للقرآن
وهو بعيد " .إن في ذلك لية " الخ فان من تفكر في أحوال النحل وأفعاله،
ووجود العسل وكيفية حصوله ،علم قطعا أن ال سبحانه هو المعلم له،
وأنه قادر مختار حكيم عليم متصف بجميع صفات الكمال ،وليس فيه نقص
بوجه ،وفيها دللة على حل العسل بل الشمع فانه قل ما ينفك عنه ،وجواز
اتخاذ النحل للعسل ما لم يمنع منه مانع شرعي ،وجواز الستشفاء منه
مفردا ومركبا ،وأن ال يشفي بالدواء وإن كان قادرا عليه بغيره لحكمة في
ذلك ،وجواز طلب علم الطب ،بل علم الكلم ،والتفكر في الفعال والعمال،
والستدلل بها على وجود الواجب وصفاته ،والحسن والقبح العقليين،
وغير ذلك ،كذا ذكره بعض الفاضل وفي بعضها مجال مناقشة - 1 .مجمع
البيان :نقل عن العياشي مرفوعا إلى أمير المؤمنين عليه السلم أن رجل
قال له :إني موجع بطني ،فقال :ألك زوجة ؟ قال :نعم ،قال :استوهب منها
شيئا من مالها طيبة نفسها ثم اشتربه عسل ثم اسكب عليه من ماء السماء
ثم اشربه ،فاني سمعت ال سبحانه يقول في كتابه " :وأنزلنا من السماء
ماء مباركا " وقال " :يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء
للناس " وقال " :وإن طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا "
وإذا اجتمعت البركة والشفا والهنيئ شفيت إنشاء ال ).(1
) (1مجمع البيان 3ر .6واليات في سورة ق ،9 :النحل ،69 :النساء 4 :ونص
الحديث مسندا في العياشي 1ر .218
][290
- 2المكارم :عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه وآله
يعجبه العسل وقال عليه السلم :عليكم بالشفاء من العسل والقرآن .وعن
أبي الحسن عليه السلم قال :من تغير عليه ماء بصره ينفع له اللبن
الحليب بالعسل .وعن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما استشفى الناس
بمثل لعق العسل .ومن الفردوس :عن أنس قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :من شرب العسل في كل شهر مرة يريد ما جاء به القرآن،
عوفي من سبع وسبعين داء .وعنه صلى ال عليه وآله قال :من أراد
الحفظ فليأكل العسل .وقال صلى ال عليه وآله :نعم الشراب العسل يرعى
القلب ويذهب برد الصدر .ومن الفردوس :عن علي بن أبي طالب عليه
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :خمس يذهبن بالنسيان
ويزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم :السواك ،والصيام ،وقراءة القرآن،
والعسل ،واللبان ) .(1بيان " :يرعى القلب " الرعاء البقاء والرفق
والشفقة - 3 .العيون :محمد بن علي بن الشاه ،عن أبى بكر بن عبد ال،
عن عبد ال بن أحمد بن عامر ،عن أبيه ; وعن أحمد بن إبراهيم الخوزي،
عن إبراهيم بن مروان ،عن جعفر بن محمد بن زياد ،عن أحمد بن عبد ال
الهروي ; وعن الحسين بن محمد الشناني عن علي بن محمد بن
مهرويه ،عن داود بن سليمان كلهم عن الرضا عن آبائه عليهم السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن يكن في شئ شفاء ففي شرطة
الحجام أو في شربة العسل ) .(2وبالسناد قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :ل ترد واشربة العسل على من أتاكم بها ) .(3وبالسناد قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلم :ثلثة يزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم
قراءة القرآن ،والعسل ،واللبان ).(4
) (1مكارم الخلق (3 - 2) .190 - 188عيون الخبار 2ر 35و 36بالرقم 83
و (4) .84عيون الخبار 2ر 38
][291
وبالسناد عنه عليه السلم قال :الطيب نشرة ،والعسل نشرة ،والركوب نشرة،
والنظر إلى الخضرة نشرة ) .(1صحيفة الرضا :عنه عليه السلم مثل
الجميع ) .(2بيان :النشرة ما يزيل الهموم والحزان التي يتوهم أنها من
الجن ،قال في النهاية :فيه أنه سئل عن النشرة فقال :هو من عمل
الشيطان :النشرة بالضم ضرب من الرقية والعلج يعالج به من كان يظن
أن به مسا من الجن ،سميت نشرة لنه بها ينشر عنه ما خامره من الداء،
أي يكشف ويزال - 4 .الخصال :عن أبيه ،عن سعد ،عن محمد بن عيسى،
عن القاسم بن يحيى ،عن جده الحسن ،عن أبي بصير ومحمد بن مسلم
عن الصادق عليه السلم عن آبائه عليهم السلم قال :قال أمير المؤمنين
عليه السلم لعق العسل شفاء من كل داء ،قال ال تعالى " :يخرج من
بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس " وهو مع قراءة القرآن )
.(3المحاسن :عن القاسم بن يحيى ،عن جده عن محمد بن مسلم ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :مثله وزاد في
آخره ومضغ اللبان يذيب البلغم ) - 5 .(4ومنه :عن بعض أصحابنا عن
عبد الرحمن بن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
لعق العسل فيه شفاء ،قال ال " :يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه
فيه شفاء للناس " ) .(5المكارم :عنه عليه السلم مثله )- 6 .(6
المحاسن :عن أبيه وعبد ال بن المغيرة ،عن إسماعيل بن جعفر ،عن
أبيه ،عن علي عليه السلم قال :العسل فيه شفاء ).(7
) (1المصدر نفسه 2ر (2) .40صحيفة الرضا (3) .11 :الخصال 2ر 4) .623و
(5المحاسن (6) .498 :مكارم الخلق (7) .188المحاسن.499 :
][292
- 7ومنه :عن بعض أصحابنا رواه عن أبي الحسن عليه السلم قال :العسل شفاء
من كل داء إذا أخذته من شهده ) .(1بيان :أي أخذته جديدا من شمعه أو
من خالصه ،قال في الصحاح :الشهد والشهد العسل في شمعها والشهدة
أخص منها - 8 .المحاسن :عن أبي القاسم ويعقوب بن يزيد ،عن القندي،
عن ابن سنان وأبي البختري عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما
استشفى مريض بمثل العسل ) .(2ومنه :عن علي بن حسان عن موسى
بن بكر عن أبي الحسن عليه السلم مثله ) - 9 .(3ومنه :عن محمد بن
عيسى ،عن أبى نصر قرابة ابن سلم الحلسي ،عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر ،عن حماد بن عثمان ،عن محمد بن سوقة عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :ما استشفى الناس بمثل العسل ) - 10 .(4ومنه :عن أبيه ،عن
فضالة رفعه قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :لم يستشف مريض بمثل
شربة عسل ) - 11 .(5ومنه :عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن
سالم وحماد عن زرارة عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال
صلى ال عليه وآله يعجبه العسل وكان بعض نسائه يأتيه به ،فقالت له
إحداهن :إني ربما وجدت منك الرائحة فتركه ) .(6بيان :أقول قد مرت هذه
القصة مفصلة في أبواب أحوال نبينا صلى ال عليه وآله وقد أوردناها
بوجوه مختلفة منها :ما روي عن عائشة أنها قالت :إن رسول ال صلى
ال عليه وآله كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسل
قتواطأت أنا وحفصة أيتنا دخل عليها النبي صلى ال عليه وآله فلتقل :إني
أجد منك ريح المغافير ،فدخل صلى ال عليه وآله على إحداهما فقالت له
ذلك فقال :لبل شربت عسل عند زينب فحرم العسل على نفسه أو زينب،
فنزلت سورة التحريم فعاد إليهما ولم يتركهما - 12 .المحاسن :عن أبيه
عن ابن أبى عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن سكين عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه وآله يأكل العسل ).(7
][293
الكافي :عن محمد بن يحيى عن عبد ال بن جعفر عن محمد بن عيسى عن ابن عبد
الحميد مثله وزاد في آخره :ويقول آيات من القرآن ،ومضغ اللبان يذيب
البلغم ) - 13 .(1المحاسن :عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد ال
عن أبيه عن علي عليهم السلم قال :العسل فيه شفاء ) - 14 .(2ومنه:
عن محمد بن أحمد عن موسى بن جعفر البغدادي عن أبي علي بن راشد
قال :سمعت أبا الحسن الثالث عليه السلم يقول :أكل العسل حكمة ).(3
بيان أي سبب لها أو مسبب عنها - 15 .المحاسن :عن أبيه عن بعض
أصحابنا قال :رفعت إلى امرأة غزل فقالت :ادفعه بمكة لتخاط به كسوة
الكعبة ،قال :فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة وأنا أعرفهم فلما صرت إلى
المدينة ،دخلت إلى أبى جعفر عليه السلم فقلت له :جعلت فداك إن امرأة
أعطتني غزل وحكيت له قول المرأة وكراهتي لدفع الغزل إلى الحجبة،
فقال :اشتر به عسل وزعفرانا وخذ من طين قبر الحسين عليه السلم
واعجنه بماء السماء ،واجعل فيه شيئا من عسل وزعفران وفرقه على
الشيعة ليتداووا به مرضاهم ) .(4المكارم :عنه عليه السلم مثله )16 .(5
-فقه الرضا :قال العالم عليه السلم :عليكم بالعسل وحبة السوداء ،وقال:
العسل شفاء في ظاهر الكتاب كما قال ال عزوجل وقال عليه السلم :في
العسل شفاء من كل داء ،ومن لعق لعقة عسل على الريق يقطع البلغم،
ويكسر الصفراء ،ويقطع المرة السوداء ،ويصفو الذهن ،ويجود الحفظ إذا
كان مع اللبان الذكر - 17 .العياشي :عن أبي بصير عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :لعقة العسل فيه شفاء قال ال تعالى " :مختلف ألوانه فيه
شفاء للناس " ).(6
][294
أقول :قد أوردنا تأويل آخر للية في باب غرائب التأويل في الئمة عليهم السلم
في كتاب المامة ) - 18 .(1المكارم :عن أمير المؤمنين عليه السلم قال:
العسل شفاء من كل داء ولداء فيه ،يقل البلغم ويجلو القلب .وعن الرضا
عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن ال عزوجل جعل
البركة في العسل ،وفيه شفاء من الوجاع ،وقد بارك عليه سبعون نبيا )
- 19 .(2كتاب المامة والتبصرة :عن سهل بن أحمد عن محمد بن محمد
بن الشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه
عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :العسل شفاء يطرد
الريح والحمى - 20 .حياة الحيوان :اعلم أن ال سبحانه وتعالى جمع في
النحلة السم والعسل دليل على كمال قدرته ،وأخرج منها العسل ممزوجا
بالشمع ،وكذلك عمل المؤمن ممزوج بالخوف والرجاء ،وفي العسل ثلثة
أشياء :الشفاء ،والحلوة ،واللين ،وكذلك المؤمن قال ال تعالى " :ثم تلين
جلودهم وقلوبهم إلى ذكر ال " ويخرج من الشباب خلف ما يخرج من
الكهل والشيخ ،وكذلك حال المقتصد والسابق ،وأمرها ال تعالى بأكل
الحلل حتى صار لعابها شفاء ،وكل ذباب في النار إل النحل ،ودواء ال
حلو وهو العسل ،ودواء الطباء مر ،وهي تأكل من كل شجر ول يخرج
منها إل الحلو ،ول يغيرها اختلف مأكلها " والبلد الطيب يخرج نباته باذن
ربه " .وقوله تعالى " :فيه شفاء للناس " ل يقتضي العموم لكل علة وفي
كل إنسان لنه نكرة وليس في سياق النفي ،بل إنه خبر عن أنه يشفي كما
يشفي غيره من الدوية في حال دون حال ،وعن ابن عمر أنه كان ل يشكو
شيئا إل تداوى بالعسل ،حتى كان يدهن به الدمل والقرحة ،ويقرأ هذه
الية ،وهذا يقتضي أنه كان يحمله على العموم ،وروي ابن ماجه والحاكم
عن ابن مسعود أن النبي صلى اله عليه وآله قال :العسل شفاء
][295
من كل داء ،والقرآن شفاء لما في الصدور ،فعليكم بالشفائين القرآن والعسل ).(1
وحكى النقاش عن أبي وجزة أنه كان يكتحل بالعسل ويتداوي به من كل
سقم ،وروي أيضا عن عون بن مالك أنه مرض فقال :ائتوني بماء فان ال
تعالى قال " :وأنزل من السماء ماء مباركا " ثم قال :ائتوني بعسل وقرأ
الية ثم قال :ائتوني بزيت فانه من شجرة مباركة فخلط الجميع ثم شربه
فشفي .وروي البخاري ومسلم والنسائي والترمذي عن أبي سعيد الخدري
قال :جاء رجل إلى النبي صلى ال عليه وآله فقال :إن أخي استطلق بطنه
فقال صلى ال عليه وآله :اسقه عسل فسقاه ثم جاءه فقال :يا رسول ال
صلى ال عليك قد سقيته فلم يزد إل استطلقا ،فقال صلى ال عليه وآله:
اسقه عسل ثلث مرات ،ثم جاء في الرابعة فقال :اسقه عسل قال :قد
سقيته فلم يزده إل استطلقا فقال صلى ال عليه وآله :صدق ال وكذب
بطن أخيك اسقه عسل فسقاه فبرئ انتهى (1) .أقول :قال ابن حجر في
فتح الباري في شرح هذا الخبر :قال الخطابي وغيره :أهل الحجاز يطلقون
الكذب في موضع الخطاء ،يقال :كذب سمعك أي زل فلم يدرك حقيقة ما قيل
له ،فمعنى كذب بطنه أي لم يصلح لقبول الشفاء بل زل عنه .وقد اعترض
بعض الملحدة فقال :العسل مسهل فكيف يوصف لمن وقع به السهال ؟
والجواب :أن ذلك جهل من قائله ،بل هو كقول ال تعالى " :بل كذبوا بما
لم يحيطوا بعلمه " فقد اتفق الطباء على أن المرض الواحد يختلف علجه
باختلف السن والعادة والزمان والغذاء المألوف والتدبير وقوة الطبيعة،
وعلى أن السهال يحدث من أنواع منها :الهيضة التي تحدث عن تخمة،
واتفقوا على أن علجها بترك الطبيعة وفعلها ،فان احتاجت إلى مسهل
اعينت مادام بالعليل قوة.
) (1راجع سنن ابن ماجة كتاب الطب الباب ،7مجمع الزوائد ج 5ص .91الدر
المنثور 4ر .123حياة الحيوان 2ر 300و (1) .301راجع صحيح
البخاري كتاب الطب الباب ،24صحيح مسلم كتاب السلم الباب .91
سنن الترمذي كتاب الطب الباب ،31مسند ابن حنبل ج 3ص 19و ،92
الدر المنثور 4ر .123
][296
فكأن هذا الرجل كان استطلق بطنه عن تخمة أصابته فوصف له النبي صلى ال
عليه وآله العسل لدفع الفضول المجتمعة في نواحي المعدة والمعاء لما
في العسل من الجلء ودفع الفضول التى تصيب المعدة من أخلط لزجة
تمنع استقرار الغذاء فيها ،وللمعدة خمل كخمل المنشفة فإذا علقت بها
الخلط اللزجه أفسدتها وأفسدت الغذاء الواصل إليها فكان دواؤها
استعمال ما يجلو تلك الخلط ،ول شئ في ذلك مثل العسل ل سيما إن مزج
بالماء الحار ،وإنما لم يفده في أول مرة لن الدواء يجب أن يكون له مقدار
وكمية بحسب الداء إن قصر عنه لم يدفعه بالكلية ،وإن جاوزه أوهى
القوة ،وأحدث ضررا آخر ،وكأنه شرب منه أول مقدارا ل يفي بمقاومة
الداء ،فأمره بمعاودة سقيه فلما تكررت الشربات بحسب ما فيه من الداء،
برئ باذن ال .وفي قوله صلى ال عليه وآله " :وكذب بطن أخيك "
إشارة إلى أن هذا الدواء نافع وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في
نفسه ،ولكن لكثرة المادة الفاسدة ،فمن ثم أمرم بمعاودة شرب العسل
لستفراغها ،وكان كذلك ،وبرئ باذن ال .قال الخطابى :والطب نوعان:
طب اليونان وهو قياسي وطب العرب والهند وهو تجاربى وكان أكثر ما
يصفه النبي صلى ال عليه وآله لمن يكون عليل على طريقة طب العرب،
ومنه ما يكون مما اطلع عليه بالوحي ،وقد قال صاحب كتاب المائة في
الطب :إن العسل تارة يجري سريعا إلى العروق ،وينفذ معه جل الغذاء،
ويدر البول و يكون قابضا ،وتارة يبقى في المعدة فيهيجان بلذعها حتى
يدفع الطعام ،ويسهل البطن ،فيكون مسهل ،فانكار وصفه للمسهل مطلقا
قصور من المنكر .وقال غيره :طب النبي صلى ال عليه وآله متيقن البرء
لصدوره عن الوحي وطب غيره أكثره حدس أو تجربة ،وقد يختلف الشفاء
عن بعض من يستعمل طب النبوة ،وذلك لمانع قام بالمستعمل من ضعف
اعتقاد الشفاء به ،وتلقيه بالقبول ،وأظهر المثله في ذلك القرآن الذي هو
شفاء لما في الصدور ،ومع ذلك فقد ل يحصل لبعض الناس شفاء صدره
به ،لقصوره في العتقاد والتلقي بالقبول ،بل ل يزيد المنافق إل رجسا إلى
رجسه ،ومرضا إلى مرضه ،فطب النبوة ل تناسب إل البدان الطيبة ،كما
أن شفاء القرآن ل يناسب
][297
إل القلوب الطيبة ،وال أعلم .وقال ابن الجوزي :في وصفه صلى ال عليه وآله
العسل للذي به السهال أربعة أقوال :أحدها أنه حمل الية على عمومها
في الشفاء وإلى ذلك أشار بقوله " :صدق ال " أي في قوله " :شفاء
للناس " فلما نبهه على هذه الحكمة تلقاها بالقبول فشفي باذن ال .الثاني:
أن الوصف المذكور على المألوف من عادتهم من التداوي بالعسل في
المراض كلها .الثالث :أن الموصوف له ذلك كانت به هيضة كما تقدم
تقريره .الرابع :يحتمل أن يكون أمره أول بطبخ العسل قبل شربه ،فانه
يعقد البلغم ،فلعله شربه أول بغير طبخ انتهى .والثاني والرابع :ضعيفان
وفي كلم الخطابي احتمال آخر ،وهو أن يكون الشفاء يحصل للمذكور
ببركة النبي صلى ال عليه وآله وبركة وصفه ودعائه ،فيكون خاصا بذلك
الرجل دون غيره ،وهو ضعيف أيضا ويؤيد الول حديث ابن مسعود عليكم
بالشفاء من العسل والقرآن ،وأثر علي عليه السلم إذا اشتكى أحدكم
فليستوهب من امرأته من صداقها وليشتر به عسل ثم يأخذ ماء السماء
فيجمع هنيئا مريئا شفاء مباركا ،أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير بسند
حسن انتهى .وقال بعض الطباء :العسل حار يابس في الثانية يجلو ظلمة
البصر ،ويقوى المعدة ،ويشهي ،ويسهل البطن ،ويوافق السعال ،وأجوده
الصادق الحلوة البيض الربيعي ،وقيل :أجوده المائل إلى الحمرة 2 .باب
* )السكر وأنواعه وفوايده( * - 1المحاسن :عن محمد بن سهل عن أبي
الحسن الرضا عليه السلم أو عمن حدثه عنه قال :السكر الطبرزد يأكل
البلغم أكل ).(1
][298
بيان :قال في القاموس :السكر بالضم وتشديد الكاف معرب شكر ،واحدته بهاء،
ورطب طيب ،وعنب يصيبه المرق فينتثر ،وهو من أحسن العنب ،وفي
المصباح السكر معروف ،قال بعضهم :وأول ما عمل بطبرزد ،ولهذا يقال:
سكر طبرزدي ،وقال :طبرزد وزان سفرجل معرب وفيه ثلث لغات بذال
معجمة ،وبنون ولم ،وحكى الزهري النون واللم ،ولم يحك الدال ،وقال
ابن الجواليقي :وأصله بالفارسية تبرزد والطبر الفأس كأنه نحت من
جوانبه بفأس وعلى هذا يكون طبرزد صفة تابعة للسكر في العراب،
فيقال :هو سكر طبرزد ،وقال بعض الناس :الطبرزد هو السكر البلوج،
انتهى .وفي بحر الجواهر :البلوج :السكر البيض ،وقال ابن بيطار:
الطبرزد معرب أي أنه صلب ليس برخو وللين ،وقال :الملح الطبرزد هو
الصلب الذي ليس له صفاء انتهى .وأقول :يظهر من بعض كلماتهم أن
الطبرزد هو المعروف بالنبات ،ومن أكثرها أنه القند ،قال البغدادي في
جامعه :السكر حار في أوايل الثانية رطب في الولى ،وقد يصفى مرارا
ويعمل منه ألوان فأصفاه وأشفه وأنقاه يسمى نباتا اصطلحا ،ودون من
هذا وهو مجرش خشن نقي غير شفاف ،وهو البلوج ،ودون ذلك وهو
العصير يسمى القلم ،لنه يقلم متطاول كالصابع ،والنبات أقل حرارة،
وبعده البلوج وبعده القلم ،وبعده العصير المطبوخ وألطفها النبات ،ثم
البلوج ،ثم القلم القليل البيض ويسمى البلوج الصلب منه بالطبرزد- 2 .
الدعايم :كان جعفر بن محمد عليه السلم يتصدق بالسكر فقيل له :في ذلك
فقال ليس شئ من الطعام أحب إلى منه ،وأنا أحب أن أتصدق بأحب
الشياء إلى ) - 3 .(1الكافي :عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى
عمير رفعه عن أبي عبد ال عليه السلم قال :شكا إليه رجل الوباء فقال
له :وأين أنت عن الطيب المبارك ؟ قال :قلت :وما الطيب المبارك ؟ قال:
سليمانيكم هذا ،قال :فقال أبو عبد ال عليه السلم :إن أول
][299
من اتخذ السكر سليمان بن داود عليه السلم ) - 4 .(1ومنه :عن محمد بن يحيى
عن أحمد بن محمد عن محمد بن أحمد الزدي عن بعض أصحابنا رفعه
قال :شكا رجل إلى أبي عبد ال عليه السلم فقال :أنا رجل شاك فقال :أين
هو عن المبارك ؟ قال :قلت جعلت فداك وما المبارك ؟ قال :السكر ،قلت:
أي السكر جعلت فداك ؟ قال :سليمانيكم هذا ) .(2المكارم :مرسل مثله )
- 5 .(3المحاسن :عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي قال :قال أبو
عبد ال عليه السلم :لئن كان الجبن يضر من كل شئ ول ينفع من شئ،
فان السكر ينفع من كل شئ ول يضر من شئ ) - 6 .(4ومنه :عن نوح بن
شعيب عن الحسين بن الحسن بن عاصم عن يونس عن بعض أصحابنا
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ليس شئ أحب إلى من السكر ).(5
المكارم :عنه عليه السلم مثله ) - 7 .(6المحاسن :عن أبيه عن سعدان
عن معتب قال :لما تعشى أبو عبد ال عليه السلم قال لي :ادخل الخزانة
فاطلب لي سكرتين فأتيته بهما ) .(7بيان :رواه في الكافي عن العدة عن
البرقي وفيه بعد قوله سكرتين :فقلت :جعلت فداك ليس ثم شئ ؟ فقال:
ادخل ويحك ! قال :فدخلت فوجدت سكرتين فأتيته بهما ) .(8وأقول :لعلهما
وجدتا باعجازه عليه السلم ،وإن احتمل كونهما وعدم علم معتب بهما،
ويدل على أن السكرة في ذلك الزمان كانت تعمل على مقدار معلوم كالفانيد
وسكر اللوز في زماننا - 8 .المحاسن :عن علي بن حسان عن موسى بن
بكر قال :كان أبو الحسن الول
) (2 - 1الكافي 6ر (3) .333مكارم الخلق 4) .191و 5و (7المحاسن.500 :
) (6مكارم الخلق (8) .191الكافي 6ر .333
][300
عليه السلم كثيرا ما ياكل السكر عند النوم ) - 9 .(1ومنه :عن عدة من أصحابنا
عن ابن أسباط عن يحيى بن بشير النبال قال :قال أبو عبد ال عليه السلم
لبي بشير :بأي شئ تداوون مرضاكم ؟ قال :بهذه الدوية المرار قال :ل،
إذا مرض أحدكم فخذ السكر البيض فدقه ثم صب عليه الماء البارد واسقه
إياه فان الذي جعل الشفاء في المرار ،قادر أن يجعله في الحلوة )10 .(2
-فقه الرضا :قال عليه السلم :السكر ينفع من كل شئ ول يضر من شئ.
- 11الطب :عن حمدان بن أعين الرازي عن صفوان عن جميل بن دراج
عن زرارة عن أبي جعفر الباقر عليه السلم قال :ويحك يا زرارة ما أغفل
الناس عن فضل سكر الطبرزد وهو ينفع من سبعين داء ،وهو يأكل البلغم
أكل ويقلعه بأصله ) - 12 .(3المكارم :عن الصادق عليه السلم قال :شكى
واحد إليه فقال :إذا أويت إلى فراشك فكل سكرتين ،قال :ففعلت فبرئت.
وعن علي بن يقطين قال :سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول :من أخذ
سكرتين عند النوم كان شفاء من كل داء إل السام .عنه عليه السلم قال:
لو أن رجل عنده ألف درهم اشترى به سكرا لم يكن مسرفا .وعنه عليه
السلم أيضا قال :يأخذ للحمى وزن عشر دراهم سكرا بماء بارد على
الريق ) - 13 .(4الكافي :عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن
الحسن بن علي بن النعمان عن بعض أصحابنا قال :شكوت إلى أبى عبد
ال عليه السلم الوجع فقال :إذا أويت إلى فراشك فكل سكرتين قال :ففعلت
فبرئت وأخبرت به بعض المتطببين وكان أفره أهل بلدنا ،فقال :من أين
عرف أبو عبد ال هذا ؟ هذا من مخزون علمنا ،أما إنه صاحب كتب ينبغي
أن يكون أصابه في بعض كتبه ) .(5بيان :الفراهة الحذاقة وأقول :وقد مر
كثير من أخبار الباب في باب الحمى.
) (2 - 1المحاسن (3) .501 :طب الئمة (4) .66 :مكارم الخلق(5) .191 :
الكافي 6ر .333
][301
4باب الخل - 1المحاسن :عن محمد بن علي عن ابن أبي عمير عن هشام بن
سالم عن سليمان ابن خالد عن أبي عبد ال عليه السلم قال :الخل يشد
العقل ) .(1ومنه :عن محمد بن علي عن الحسن بن علي بن يوسف عن
زكريا بن محمد عن أبي اليسع عن سليمان بن خالد مثله ) - 2 .(2ومنه:
عن أبان بن عبد الملك عن إسماعيل بن جابر عن أبى عبد ال عليه السلم
قال إنا لنبدء عندنا بالخل كما تبدؤن بالملح عندكم ،وإن الخل ليشد العقل )
- 3 .(3ومنه :عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :نعم الدام الخل :ل يقفر
بيت فيه خل ) - 3 .(4ومنه :عن الوشاء عن ابن سنان عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :دخل رسول -ال صلى ال عليه وآله على ام سلمة
فقربت إليه كسرا فقال :هل عندكم إدام ؟ قالت :يا رسول ال ما عندي إل
خل ،فقال :نعم الدام الخل ما أقفر بيت فيه الخل ) .(5المكارم :مرسل مثله
) - 4 .(6المحاسن :عن الحسين بن سيف عن أخيه عن أبيه سيف بن
عميرة عن أبي الجارود عن أبي الزبير عن جابر بن عبد ال قال :ائتدموا
بالخل فنعم الدام الخل ورواه عن إسماعيل بن مهران عن منذر بن جيفر
عن زياد بن سوقة عن أبي الزبير ) - 5 .(7ومنه :عن الحسين بن سيف
عن أخيه عن سليمان بن عمرو عن عبد ال بن محمد بن عقيل عن جابر
بن عبد ال قال :دخل على رسول ال صلى ال عليه وآله فقربت إليه خبزا
وخل ،قال :كل وقال :نعم الدام الخل ).(8
) (3 - 1المحاسن (5 - 4) .485المحاسن (6) .486مكارم الخلق 7) .217 :و
(8المحاسن .486
][302
بيان :في النهاية فيه " نعم الدام الخل " الدام بالكسر والدم بالضم ما يؤكل مع
الخبز أي شئ كان ،ومنه الحديث سيد إدام أهل الدنيا والخرة اللحم جعل
اللحم ادما وبعض الفقهاء ل يجعله ادما ويقول :لو حلف أن ل يأتدم ثم أكل
لحما لم يحنث - 6 .المحاسن :عن محمد بن علي عن ابن فضال عن ابن
عميرة عن محمد بن عبد ال بن عقيل عن جابر بن عبد ال قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :نعم الدام الخل ) - 7 .(1ومنه :عن محمد
بن علي عن عيسى بن عبد ال عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ل يقفر فيه بيت خل ).(2
- 8ومنه :عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :ما أقفر بيت فيه خل .وباسناده قال :ما أقفر من إدام بيت
فيه الخل ) - 9 .(3ومنه :عن ابن محبوب عن رفاعة وعن أبيه عن فضالة
عن رفاعة قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :الخل ينبر القلب )
- 10 .(4ومنه :عن أبيه عن سعدان عن سدير عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :ذكر عنده خل الخمر فقال :يقتل دواب البطن ويشد الفم ،ورواه
محمد بن علي عن يونس ابن يعقوب عن سدير ) .(5بيان :كأن المراد بشد
الفم شد اللثة كما سيأتي - 11 .المحاسن :عن أبيه عمن ذكره عن صباح
الحذاء عن سماعة قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :خل الخمر يشد
اللثة ،ويقتل دواب البطن ،ويشد العقل ،ورواه محمد بن علي عن أحمد بن
محمد عن صباح ) - 12 .(6ومنه :عن علي بن الحكم عن المسلي عن
أحمد بن زرين عن سفيان بن السمط قال :قال أبو عبد ال عليه السلم:
عليك بخل خمر فاغتمس فيه ،فانه ل يبقى في
][303
جوفك دابة إل قتلها ) .(1بيان :الغتماس الرتماس ،وكأنه هنا كناية عن كثرة
الشرب أو المعني غمس اللقمة فيه عند الئتدام به - 13 .المحاسن :عن
بعض من رواه قال :قال أبو عبد ال عليه السلم قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :إن ال وملئكته يصلون على خوان عليه خل وملح ) .(2بيان:
في القاموس الخوان ككتاب ما يؤكل عليه الطعام كالخوان- 14 .
المحاسن :عن محمد بن علي أن رجل كان عند أبي الحسن الرضا عليه
السلم بخراسان فقدمت إليه مائدة عليها خل وملح ،فافتتح بالخل فقال
الرجل :جعلت فداك إنكم أمرتمونا أن نفتتح بالملح ،فقال :هذا مثل هذا
يعنى الخل ،وإن الخل يشد الذهن ،ويزيد في العقل ) - 15 .(3السرائر :عن
السياري عن أبي الحسن الول عليه السلم قال :ملك ينادي في السماء "
اللهم بارك في الخللين والمتخللين ،والخل بمنزلة الرجل الصللح يدعو
لهل البيت بالبركة ،فقلت :جعلت فداك وما الخللون والمتخللون ؟ قال:
الذين في بيوتهم الخل ،والذين يتخللون ،فان الخلل نزل به جبرئيل مع
اليمين والشهادة من السماء ) .(4بيان :نزل به أي باستحبابه أو بآلته
أيضا - 16 .المكارم :عن الصادق عليه السلم قال :عليك بخل الخمر فانه
ل يبقى في جوفك دابة إل قتلها .وقال عليه السلم :نعم الدام الخل ،اللهم
بارك في الخل فانه إدام النبياء .وعنه عليه السلم قال :إنا نبدء بالخل
عندنا كما تبتدؤن بالملح عندكم ،فان الخل يشد العقل ).(5
) (3 - 1المصدر نفسه 487والخوان كغراب وكتاب :ما يؤكل عليه الطعام
كالخوان وفي الحديث " حتى أن أهل الخوان ليجتمعون " كذا ذكره
الفيروز آبادى ،اقول وهو معرب خوان بالفارسية يكتب بالواو المعدولة
ويقرء خان باللف (4) .مستطرفات السرائر (5) .476مكارم الخلق:
.217
][304
بيان :قد مر أن الطاهر أن المراد بخل الخمر الخل المتخذ من العنب ،وقد مضى
معان اخر في باب معالجات علل أجزاء الوجه ) - 17 .(1دعوات
الراوندي :قال النبي صلى ال عليه وآله :إن ال وملئكته يصلون على
خوان عليه ملح وخل .وعن بزيع بن عمرو بن بزيع قال :دخلت على أبي
جعفر عليه السلم وهو يأكل خل و زيتا في قصعة سوداء ،مكتوب في
وسطها " قل هو ال أحد " فقال :يا بزيع ادن فدنوت وأكلت معه ،ثم حسا
من الماء ثلث حسوات حين لم يبق من الحبة شئ ثم ناولني فحسوت
البقية .وقال الصادق عليه السلم :الخل والزيت من طعام المرسلين .وقال:
نعم الدام الخل يكسر المرة ،ويحيي القلب ،ويشد اللثة ،ويقتل دواب
البطن ،وقال الصطباغ بالخل يذهب بشهوة الزنا - 18 .كتاب الغايات :عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :كان أحب الصباغ إلى رسول ال صلى ال
عليه وآله الخل وأحب البقول إليه الحوك ،يعني البادروج .بيان :قال في
المصباح المنير :الصباغ جمع صبغ نحو بئر وبئار والصبغ أيضا ما يصبغ
به الخبز في الكل ،ويختص بكل إدام مايع كالخل ونحوه ،وفي التنزيل "
وصبغ للكلين " وقال الفارابي :واصطبغ بالخل وغيره ،وقال بعضهم
واصطبغ من الخل وهو فعل ل يتعدي إلى مفعول صريح فل يقال :اصطبغ
الخبز بخل ،وأما الحرف فهو لبيان النوع الذي يصطبغ به كما يقال:
اكتحلت بالثمد ومن الثمد - 19 .الدعايم :عن النبي صلى ال عليه وآله:
أنه قال :نعم الدام الخل ،ونعم الدام الزيت وهو طيب النبياء وإدامهم،
وهو مبارك ،وما اقتفر بيت من إدام فيه خل .وعن جعفر بن محمد عليه
السلم أنه قال :الخل يسكن المرار ،ويحي القلوب .وعنه عليه السلم أنه
قدم إلى بعض أصحابه خل وزيتا ولحما باردا فأكل معه الرجل فجعل عليه
السلم ينتف اللحم ويغمسه في الخل والزيت ويأكله ،فقال الرجل :جعلت
][305
فداك هل كان اللحم ؟ فقال عليه السلم هذا طعامنا وطعام النبياء )- 20 .(1
المكارم :عن الصادق عليه السلم قال :نعم الدام الخل :يكسر المرار
ويحيى القلب .وعن أنس قال النبي صلى ال عليه وآله :من أكل الخل قام
على رأسه ملك يستغفر له حتى يفرغ ) - 21 .(4قرب السناد :عن عبد
ال بن الحسن عن على بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلم قال :سألته
عن أكل الثوم والبصل بالخل ،قال :ل بأس ) - 22 .(3الخصال :عن أبيه
عن سعد عن اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير
ومحمد بن مسلم عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال :قال أمير
المؤمنين :نعم الدام الخل :يكسر المرة ويحيي القلب ) .(5المحاسن :عن
بعض أصحابه عن الصم عن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد ال عن
علي عليهما السلم مثله ) - 23 .(6العيون :بالسانيد الثلثة المتقدمة
مرارا عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :نعم الدام الخل :ول يفتقر أهل بيت عندهم الخل ) .(7وبتلك
السانيد عن علي عليه السلم قال :كلوا خل الخمر فانه يقتل الديدان في
البطن ) .(8صحيفة الرضا :بالسانيد عنه عليه السلم مثل الخبر الول )
- 24 .(9المحاسن :عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن منذر بن جيفر
عن زياد بن سوقة عن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد ال قال :جاءه
قوم فأخرج لهم كسرا و
) (1دعائم السلم 2ر (2) .112مكارم الخلق (4) .217قرب السناد ) .154
(5الخصال (6) .636المحاسن (7) .486 :عيون الخبار 2ر (8) .34
عيون الخبار 2ر (9) .34صحيفة الرضا.16 :
][306
خل وقال :سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :نعم الدام الخل )- 25 .(1
ومنه :عن أبيه عن سليمان الجعفري عن الحسن العقيلي رفعه قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :نعم الدام الخل ،وكفى بالمرء سرفا أن
يسخط ما قرب إليه ) 5 .(2باب * )المرى والكامخ( * - 1الكافي :عن
محمد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن محمد بن أحمد بن أبي محمود
عمن رفعه عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن يوسف لما أن كان في
السجن شكا إلى ربه عزوجل أكل الخبز وحده ،وسأل إداما يأتدم به ،وقد
كان كثر عنده قطع الخبز اليابس ،فأمره أن يأخذ الخبز ويجعله في إجانة
ويصب عليه الماء والملح ،فصار مريا وجعل يأتدم به عليه السلم ).(3
المكارم :عنه عليه السلم مثله إل أنه قال :في خابية ) .(4بيان :في
القاموس المري كدري إدام كالكامخ ،وفي الصحاح المري الذي يؤتدم به
كأنه منسوب إلى المرارة والعامة تخففه .وأقول :هو الذي يسمى
بالفارسية آبكامه ،قال البغدادي :هو اسم نبطي و قيل :بل عربي مشتق من
معنى المرارة ،وقيل :بل أصله الممري لكن غلب استعماله بميم واحدة،
وهو حار يابس ويبسه أقوى من حره ،يكون في الثانية نحو آخرها يسهل
ويهضم ويشهي ،ويذهب بوخامة الطعمة ،وخصوصا الدسمة ،ويلطف
غلظها يعطش ويسخن الكبد والمعدة ويجففها ،والمري النبطي هو
المعمول من الشعير و ذالك بأن يخبز ويجفف في التنور حتى يحترق
ويضاف إليه الفوذنج والملح و الرازيانج ويعجل في الشمس وليكن
الفوذنج وخبز الشعير أو الحنطة متساويين و
) (2 - 1المحاسن (3) .441 :الكافي 6ر (4) .330مكارم الخلق.217 :
][307
) (1التهذيب ج 9ص (2) .116المصدر نفسه 9ر (3) .127معرب بوزنج
واليوم يقال له پوچك خضرة تعلو الخبز وامثاله عند ما يطرح في
المواضع المرطوبة ،وقد عمل منه الطباء المتأخرون دواء يسمى پنى
سيلين.
][308
العجين المدفون في التبن أربعين يوما فيجدد اللبن حتى يربو ،ثم يطرح فيه من
البازير ،من النجدان والشبت أو الكبر أو ساير القبول ثم تنسب الكواميخ
إلى ذالك ) .(1وأقول :يظهر من بعض الخبار أنها كانت تعمل من السمك
أيضا كما مر ،وكانها هي التي تسمى الصحناة ،قال في بحر الجواهر:
الصحناء بالكسر ويمد ويقصر إدام يتخذ من السمك ،والصحناة أخص منه،
كذا قال الجوهري :وفي المغرب الصحناة بالفتح والكسر الصبر ،وهو
بالفارسية ماهي آبه ،والصحناة الشامية و المصرية إدام يتخذ من السمك
الصغار والسماق أو الليمو أو غير ذالك من الحموضات ،وهو مقوية
مبردة للمعدة 6 .باب * )نادر فيما يستحب أو يكره أكله وبعض النوادر( *
المكارم :عن الصادق عليه السلم قال :ثلث ل يؤكلن ويسمن وثلث
يؤكلن ويهزلن واثنان ينفعان من كل شئ ول يضران من شئ واثنان
يضران من كل شئ ول ينفعان من شئ ،قال :فاللواتي ل يؤكلن ويسمن:
استشعار الكتان ،والطيب ،والنورة ،واللواتي يؤكلن ويهزلن :اللحم
اليابس ،والجبن ،والطلع ،وفي حديث آخر الجوز ،وفي حديث آخر الكسب،
واللذان ينفعان من كل شئ ول يضران من شئ السكر والرمان ) .(1أقول:
قد مر الخبر عن المحاسن والكافي أبسط من ذالك والسقط هنا ظاهر )2 (2
-الخصال :في وصايا النبي صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم :يا علي
تسعة أشياء تورث النسيان :أكل التفاح الحامض ،وأكل الكزبرة ،والجبن،
وسؤر الفار ،وقراءة كتابة
) (1مكارم الخلق (2) .224 :راجع باب فضل اللحم تحت الرقم .28
][309
القبور ،والمشي بين امرأتين ،وطرح القملة ،والحجامة في النقرة ،والبول في
الماء الراكد ) - 3 .(1كتاب المسائل :بالسناد عن علي بن جعفر عن أخيه
موسى عليه السلم قال :سألته عن المسك والعنبر وغيره من الطيب يجعل
في الطعام قال :ل بأس ) - 4 .(2الكافي :عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن
ابن أبي عمير عن حماد عن عبيد ال الحلبي عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :نهى رسول ال صلى ال عليه وآله أن يؤكل ما تحمله النملة بفيها
وقوائمها ) .(3بيان :قال صاحب الجامع وغيره :يكره أكل ما تحمله النملة
بفيها وقوائمها - 5 .المكارم :عن كتاب البصائر عن محمد بن جعفر
العاصمي عن أبيه عن جده قال :حججت ومعي جماعة من أصحابنا فأتيت
المدينة فقصدنا مكانا ننزله ،فاستقبلنا غلم لبي الحسن موسى بن جعفر
عليه السلم على حمار له أخضر يتبعه الطعام ،فنزلنا بين النخلة ،فجاء
هو عليه السلم فنزل ثم قدم الطعام فبدء بالملح ،ثم قال :كلوا " بسم ال
الرحمن الرحيم " ثم ثنى بالخل ثم اتي بكتف مشوي فقال :كلوا " بسم ال
الرحمن الرحيم " فان هذا طعام كان يعجب النبي صلى ال عليه وآله ثم
اتى بالخل والزيت ،فقال :كلوا " بسم ال الرحمن الرحيم " فان هذا طعام
كان يعجب فاطمة عليهما السلم ثم اتي بالسكباج فقال :كلوا " بسم ال
الرحمن الرحيم " فان هذا طعام كان يعجب أمير المؤمنين عليه السلم ،ثم
أتي بلحم مقلو فيه بادنجان فقال :كلوا " بسم ال الرحمن الرحيم " فان
هذا طعام كان يعجب الحسن بن على عليهما السلم ثم اتى بلبن حامض قد
ثرد
) (1الخصال (2) .423راجع بحار النوار ج 10ص 280طبعتنا هذه ،وفيه سألته
عن المسك والعنبر يصلح في الدهن ؟ قال انى لضعه في الدهن ول باس
ولكن روى الكليني في الكافي 6ر 515هذا الحديث وفيه :سألته عن
المسك في الدهن أيصلح ؟ قال :انى لصنعه في الدهن ول بأس ،وروى
أنه ل باس بصنع المسك في الطعام (3) .الكافي
][310
فقال :كلوا بسم ال الرحمن الرحيم " فان هذا طعام كان يعجب الحسين بن على
عليهم السلم ثم اتى بأضلع باردة فقال :كلوا " بسم ال الرحمن الرحيم
" فان هذا طعام كان يعجب علي بن الحسين عليهما السلم ثم اتى بجنب
مبرز فقال :كلوا " بسم ال الرحمن الرحيم " فان هذا طعام كان يعجب
محمد بن علي عليهما السلم ثم اتي بتور فيه بيض كالعجة فقال :كلوا "
بسم ال الرحمن الرحيم " فان هذا طعام كان يعجب أبي جعفرا عليه السلم
ثم اتى بحلواء فقال :كلوا " بسم ال الرحمن الرحيم " فان هذا طعام
يعجبنى ) .(1أقول :سيأتي الخبر بتمامه في باب جوامع آداب الكل إنشاء
ال .بيان :بجنب مبرز في أكثر النسخ بتقديم المهملة علي المعجمة
فيحتمل أن يكون كناية عن السمن أي بجنب شاة ارتفع لسمنها ،وفي
بعضها بالعكس ،وكأنه من البازير والدوية الحارة التي تلقى في القدر،
وكأن فيه تصحيفا " ،والعجة " بالضم طعام من البيض مولد وفي بحر
الجواهر العجة بالضم وتشديد الجيم خاگينه و الجود أن ل يستعمل فيها
بياض البيض - 6 .المحاسن :عن صفوان عن ابن مسكان عن الحسن
الصيقل عن أبي عبد ال عليه السلم في حديث إن امرأة بذية قالت لرسول
ال صلى ال عليه وآله :ناولني من طعامك ،فناولها ،فقالت :ل وال إل
الذي في فيك ،فأخرج رسول ال صلى ال عليه وآله اللقمة من فيه فناولها
إياها فأكلتها ،قال أبو عبد ال عليه السلم :فما أصابها داء حتى فارقت
الدنيا ) - 7 .(2الكافي :عن علي بن ابراهيم عن أبيه وعلي بن محمد
القاساني جميعا عن زكريا بن يحيى عن النعمان الصيرفي عن علي بن
جعفر في حديث طويل قال :فقمت فمصصت ريق أبي جعفر عليه السلم
يعني الجواد ثم قلت :أشهد أنك إمامي عند ال فبكا الرضا عليه السلم )
.(3
) (1مكارم الخلق (2) .166 :المحاسن 457 :وقد أخرجه العلمة المولف في
تاريخ نبينا ص ج 16ص 225وفيه " امرءة بدوية " وسيأتى في باب
جوامع آداب الكل (3) .الكافي ج 1ر .323
][311
بيان :يمكن الستدلل بهذا الخبر وبالخبر السابق على جواز شرب ريق الغير وأكل
اللقمة الخارجة من فم الغير خلفا للمشهور ،وإن أمكن أن يكون ذالك من
خصايصهم عليهم السلم ،ووجه الختصاص ظاهر مع عدم صراحة الخبر
الخير فيما استدلوا به ،لكن دليل الحرمة قاصر ،إذا العمدة فيها الخباثة،
وقد عرفت فيما سبق ما فيه فتذكر - 8 .مجالس الصدوق :في مناهي النبي
صلى ال عليه وآله أنه نهى عن أكل سؤر الفار ) - 9 .(1قرب السناد:
عن سعد بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه أن عليا
عليه السلم كان يقول :كلوا طعام المجوس كله ماخل ذبايحهم ،فانها ل
تحل ،وإن ذكر اسم ال عليه ).(2
][312
ابواب * )آداب الكل ولواحقها( * 1باب * )ان ابن آدم اجوف لبد له من الطعام(
* - 1المحاسن :عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن زرارة
عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن ال خلق ابن آدم أجوف )- 2 .(1
ومنه :عن أبيه عن القاسم بن عروة عن ابن بكير عن زرارة قال :سألت
أبا جعفر عليه السلم عن قول ال عزوجل " :يوم تبدل الرض غير
الرض " قال :تبدل خبزة نقي يأكل الناس منها حتى يفرغ الناس من
الحساب ،فقال له قائل :إنهم لفي شغل يومئذ عن الكل والشرب ،قال :إن
ال خلق ابن آدم أجوف فلبد له من الطعام والشراب ،أهم أشد شغل يومئذ
أم من في النار ،فقد استغاثوا وال يقول " :وإن يستغيثوا يغاثوا بماء
كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب " ) .(2بيان " :خبزة نقي "
بالضافة وكسر النون وسكون القاف وهو المخ أي خبزة معمولة من مخ
الحنطة ،وفي الكافي ) (3نقية فهي صفة قال في النهاية :النقي المخ ،وفيه
يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصه النقي ،يعني
الخبز الحواري ،وهو الذي نخل مرة بعد مرة انتهى ويمكن أن يقرء نقيئ
على فعيل أي خبزة من هذا الجنس.
][313
أقول :وقد مضى الكلم في الية ووجوه تأويلها في كتاب المعاد ) (1فل نعيد "
والمهل " النحاس المذاب ،وقيل :دردي الزيت ،وقيل :القيح والصديد- 3 .
الدعايم :روينا عن أبى جعفر عليه السلم أن البرش الكلبي سأله عن قول
ال عزوجل " :يوم تبدل الرض غير الرض " قال :تبدل بأرض تكون
كخبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب ،قال البرش :إن
الناس يومئذ لفي شغل عن الكل ،قال أبو جعفر :هم في النار أشد شغل فقد
قال ال عزوجل " :ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا
من الماء أو مما رزقكم ال " وهم في النار يأكلون الضريع ويشربون
الحميم ،فكيف هم عند الحساب ،إن ابن آدم خلق أجوف فلبد له من الطعام
والشراب ) - 4 .(2المحاسن :عن أبيه عن ابن أبى عمير عمن ذكره عن
أبى عبد ال عليه السلم في قول ال تبارك وتعالى حكاية عن موسى عليه
السلم " رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير " قال :سأل الطعام وقد
احتاج إليه ) .(3الدعايم :عنه عليه السلم مثله إلى قوله :سأل الطعام )
2 .(4باب * )مدح الطعام الحلل وذم الحرام( * - 1الخصال :عن أبيه
عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن عبد ال بن القاسم،
عن عبد ال بن سنان عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :أول ما عصى ال تبارك وتعالى لست خصال :حب
الدنيا ،وحب الرياسة ،وحب الطعام،
) (1راجع ج 7ص 73 - 71من طبعتنا هذه (2) .دعائم السلم 2ر 108والية
في العراف 50ومثله في المحاسن (3) .397المحاسن 585 :إلى
قوله " :سأل الطعام " فقط (4) .دعائم السلم 2ر ،8إلى قوله " :وقد
احتاج إليه " والية في القصص .24
][314
وحب النساء ،وحب النوم ،وحب الراحة ) - 2 .(1معاني الخبار والخصال :عن
محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد ال بن
المغيرة عن السكوني عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليهم السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :الطعام إذا جمع أربع خصال
فقدتم :إذا كان من حلل وكثرت اليدي عليه ،وسمي ال تبارك وتعالي في
أوله ،وحمد في آخره ) .(2المحاسن :عن أبيه عن محمد بن سنان عن ابن
مسكان عن أبي عبد ال عليه السلم عن النبي صلى ال عليه وآله مثله )
- 3 .(3الفردوس :عن النبي صلى ال عليه وآله كلوا من كد أيديكم- 4 .
كتاب الغايات لجعفر بن أحمد القمي عن بسطام بن سابور عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :ما عند ال شئ هو أفضل من عفة بطن وفرج ،وقيل
لسلمان رحمه ال :أي العمال أفضل ؟ قال :اليمان بال وخبز حلل- 5 .
المكارم :سئل رسول ال صلى ال عليه وآله ما أكثر ما يدخل النار ؟ قال:
الجوفان :البطن والفرج ) - 6 .(4روضة الواعظين والمكارم :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :من أكل الحلل قام على رأسه ملك يستغفر له
حتى يفرغ من أكله .وقال :إذا وقعت اللقمة من حرام في جوف العبد ،لعنه
كل ملك في السماوات والرض ،وما دامت اللقمة في جوفه ل ينظر ال
إليه ،ومن أكل اللقمة من الحرام فقد باء بغضب من ال ،فان تاب تاب ال
عليه ،وإن مات فالنار أولى به ) - 7 .(5الفردوس :عن النبي صلى ال
عليه وآله قال :من أكل لقمة حرام لم تقبل له صلة أربعين ليلة ،ولم
تستجب له دعوة أربعين صباحا ،وكل لحم ينبته الحرام فالنار أولى
][315
به ،وإن اللقمة الواحدة ننبت اللحم .وقال عليه السلم :من وقي شر لقلقه وقبقبه
وذبذبه فقد وجبت له الجنة ،واللقلق اللسان ،والقبقب البطن ،والذبذب:
الفرج 2 .باب اكرام الطعام ومدح اللذيذ منه ،وان ال تعالى ل يحاسب
المؤمن على المأكول والملبوس وامثالهما اليات :التكاثر " :ثم لتسئلن
يومئذ عن النعيم " .تفسير :قال الطبرسي رحمه ال :قال مقاتل :يعني
كفار مكة كانوا في الدنيا في الخير والنعمة ،فيسئلون يوم القيامة عن شكر
ما كانوا فيه ،إذا لم يشكروا رب النعيم ،حيث عبدوا غيره وأشركوا به ،ثم
يعذبون على ترك الشكر ،وهذا قول الحسن ،قال :ل يسأل عن النعيم إل
أهل النار ،وقال الكثرون :إن المعني ثم لتسألن يا معاشر المكلفين عن
النعيم ،قال قتادة :إن ال مسائل كل ذي نعمة عما أنعم عليه ،وقيل :عن
النعيم في المأكل والمشرب وغيرهما من الملذ عن ابن جبير ،وقيل :النعيم
الصحة والفراغ عن عكرمة ،ويعضده ما رواه ابن عباس عن النبي صلى
ال عليه وآله قال :نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ،
وقيل :هو المن والصحة عن ابن مسعود ومجاهد ،وروي ذالك عن أبي
جعفر وأبي عبد ال عليهما السلم ،وقيل يسأل عن كل نعيم إل ما خصه
الحديث ،وهو قوله عليه السلم :ثلثة ل يسأل عنها العبد :خرقة يواري
بها عورته ،أو كسرة يسد بها جوعته ،أو بيت يكنه من الحر والبرد.
وروي أن بعض الصحابة أضاف النبي صلى ال عليه وآله مع جماعة من
أصحابه فوجدوا عنده تمرا وماء باردا ،فأكلوا فلما خرجوا قال :هذا من
النعيم الذي يسألون عنه وروي العياشي باسناده في حديث طويل قال :سأل
أبو حنيفة أبا عبد ال عليه السلم عن هذه الية فقال له :ما النعيم عندك
يا نعمان ؟ قال :القوت من الطعام والماء البارد ،فقال:
][316
لئن أوقفك ال بين يديه يوم القيامة حتى يسألك عن أكلة أكلتها أو شربة شربتها
ليطولن وقوفك بين يديه ،قال :فما النعيم جعلت فداك ؟ قال :نحن أهل البيت
النعيم الذي أنعم ال بنا على العباد ،وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين ،وبنا
ألف ال بين قلوبهم وجعلهم إخوانا بعد أن كانوا أعداء ،وبناهداهم ال
للسلم ،وهي النعمة التي ل تنقطع ،وال سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم
به عليهم ،وهو النبي صلى ال عليه وآله وعترته عليهم السلم انتهى )
.(1واقول :قد مضت ساير اليات المتعلقة بهذا الباب في باب جوامع ما
يحل وما يحرم مع تفسيرها - 1 .الدعايم :عن جعفر بن محمد عليهما
السلم أنه قال :ليس في الطعام سرف .وقال في قول ال عزوجل " :ثم
لتسألن يومئذ عن النعيم " ال أكرم من أن يطعمكم طعاما فيسألكم عنه،
ولكنكم مسؤولون عن نعمة ال عليكم بنا ،هل عرفتموها وقمتم بحقها ؟
وعنه عليه السلم أنه سئل عن المسك والعنبر وغيره من الطيب يجعل في
الطعام قال :ل بأس بذلك ) - 2 .(2كتاب المسائل :لعلي بن جعفر عن أخيه
عليه السلم مثله ) - 3 .(3العيون :عن الحسين بن أحمد البيهقي عن
محمد بن يحيى الصولي عن القاسم بن إسماعيل عن إبراهيم بن العباس
الصولي عن الرضا عليه السلم أنه قال :ليس في الدنيا نعيم حقيقي ،فقيل
له :فقول ال تعالى " :ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " ما هذا النعيم في
الدنيا أهو الماء البارد ؟ فقال الرضا عليه السلم وعل صوته :وكذا
فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب ،فقالت طائفة :هو الماء البارد،
وقال غيرهم :هو الطعام الطيب ،وقال آخرون :هو النوم الطيب ،ولقد
حدثني أبي عن أبيه الصادق عليهما السلم أن أقوالكم هذه ذكرت عنده في
قول ال عزوجل " :ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " فغضب وقال:
) (1مجمع البيان 5ر (2) .535 - 534دعائم السلم 2ر 116و (3) .117
راجع ص 309مما سبق.
][317
إن ال ل يسأل عباده عما تفضل به عليهم ،ول يمن بذالك عليهم والمتنان بالنعام
مستقبح من المخلوقين ،فكيف يضاف إلى الخالق مال يرضى المخلوقون
به ،ولكن النعيم حبنا أهل البيت ،وموالتنا يسأل ال عنه عباده بعد التوحيد
والنبوة ،لن العبد إذا وافاه بذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي ل يزول الخبر )
- 4 .(1المحاسن :عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن
شهاب بن عبد ربه قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :اعمل طعاما وتنوق
فيه وادع عليه أصحابك ) .(2بيان :في القاموس تنيق في مطعمه وملبسه
تجود وبالغ كتنوق - 5 .الكافي :عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن
فضال عن بعض أصحابه عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما عذب ال
عزوجل قوما قط وهم يأكلون ،وإن ال عزوجل أكرم من أن يرزقهم شيئا
ثم يعذبهم عليه ،حتى يفرغوا منه ) - 6 .(3المكارم :روي عن العالم عليه
السلم ثلثة ل يحاسب عليها المؤمن :طعام يأكله ،وثوب يلبسه ،وزوجة
صالحة تعاونه ويحرز بها دينه ) - 7 .(4الخصال :عن محمد بن الحسن
بن الوليد عن سعد بن عبد ال عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن
أبي زياد عن الحلبي قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :ثلثة أشياء ل
يحاسب ال عليها المؤمن طعام يأكله ،وثوب يلبسه ،وزوجة صالحة
تعاونه و تحصن فرجه ) .(5المحاسن :عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن
الحلبي مثله ) - 8 .(6ومنه :عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن
الحكم عن شهاب بن عبد ربه قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :ليس في
الطعام سرف ).(7
) (1عيون الخبار 2ر (2) .129المحاسن (3) .410 :الكافي 6ر (4) .274
مكارم الخلق (5) .169 :الخصال (7 - 6) .80المحاسن.399 :
][318
بيان :كأنه محمول على ما إذا كان له سعة ،وكان غرضه إكرام المؤمنين ل الرياء
والسمعة ،وساير الغراض الباطلة - 9 .المحاسن :عن أبيه عن ابن أبي
عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد ال عليه السلم في قوله " :ثم
لتسألن يومئذ عن النعيم " قال :إن ال أكرم من أن يسأل مؤمنا عن أكله
وشربه ) - 10 .(1ومنه :عن أبيه عن القاسم بن محمد عن الحرث بن
حريز عن سدير الصيرفي عن أبى خالد الكابلي قال :دخلت على أبي جعفر
عليه السلم فدعا بالغداء فأكلت معه طعاما ما أكلت طعاما قط أنظف منه
ول أطيب منه ،فلما فرغنا من الطعام قال :يا أبا خالد كيف رأيت طعامنا ؟
قلت :جعلت فداك :ما رأيت أنظف منه قط ول أطيب ولكني ذكرت الية التي
في كتاب ال " لتسألن يومئذ عن النعيم " فقال أبو جعفر :ل إنما تسألون
عما أنتم عليه من الحق ) - 11 .(2ومنه :عن عثمان بن عيسى عن أبي
سعيد عن أبي حمزة قال :كنا عند أبي -عبد ال عليه السلم جماعة فدعا
بطعام مالنا عهد بمثله لذاذة وطيبا حتى تملينا واتينا بتمر ينظر فيه إلى
وجوهنا من صفائه وحسنه ،فقال رجل :لتسألن يومئذ غدا عن هذا النعيم
الذي تنعمتم عند ابن رسول ال صلى ال عليه وآله ،فقال أبو عبد ال
عليه السلم :ال أكرم وأجل أن يطعمكم فيسو غمكوه ثم يسألكم عنه،
ولكنه يسألكم عما أنعم به عليكم بمحمد وآل محمد .قال :ورواه محمد بن
علي عن عيسى بن هشام عن أبى خالد القماط عن أبي حمزة مثله ).(3
بيان :قال الجوهري امتل الشئ وتملء بمعنى :يقال :تملت من الطعام
والشراب - 12 .المحاسن :عن أبيه عن ابن فضال عن ابن بكير عن بعض
أصحابه قال:
) (2 - 1المحاسن (3) .399 :المحاسن ،400وفيه " :لتسألن يومئذ عن النعيم "
عن هذا النعيم الذى الخ.
][319
كان أبو عبد ال عليه السلم ربما أطعمنا الفراني والخبصة ثم يطعم الخبز
والزيت ،فقيل له :لودبرت أمرك حتى يعتدل ،فقال :إنما تدبيرنا من ال إذا
أوسع علينا وسعنا وإذا قتر علينا قترنا ) .(1تبيان :في القاموس الفرن
بالضم المخبز يخبز فيه الفرني لخبز غليظ مستدير أو خبزة مصنعبة
مضمومة الجوانب إلى الوسط تشوى ثم تروي سمنا ولبنا وسكرا و
الصنعبة النقباض .المحاسن :عن محمد بن علي عن يونس بن يعقوب
عن عبد العلى قال :أكلت مع أبي عبد ال عليه السلم فدعا واتى بدجاجة
محشوة وبخبيص فقال أبو عبد ال عليه السلم :هذه اهديت لفاطمة ثم
قال :يا جارية ائتنا بطعامنا المعروف :فجاء بثريد خل وزيت ) 3 .(2باب
التواضع في الطعام واستحباب ترك التنوق في الطعمة وكثرة العتناء به
اليات الحقاف " :ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في
حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم
تستكبرون " ) .(3تفسير :قال الطبرسي رحمه ال " :ويوم يعرض الذين
كفروا على النار " يعني يوم القيامة أي يدخلون النار كما يقال :عرض
فلن على السوط ،وقيل :معناه عرض عليهم النار قبل أن يدخلوها ليروا
أهوالها " أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا " أي فيقال لهم :آثرتم طيباتكم
ولذاتكم في الدنيا على طيبات الجنة " واستمتعتم بها " أي انتفعتم بها
منهمكين فيها وقيل :هي الطيبات من الرزق يقول :أنفقتموها في شهواتكم
وفي ملذ الدنيا ولم تنفقوها في مرضات ال تعالى .ولما وبخ ال سبحانه
الكفار بالتمتع بالطيبات واللذات في هذه الدنيا ،آثر
][320
النبي وامير المؤمنين عليهما السلم الزهد والتقشف واجتناب الترفة والنعمة ،وقد
روي في الحديث أن عمر بن الخطاب قال :استأذنت على رسول ال صلى
ال عليه وآله فدخلت عليه في مشربة ام إبراهيم وإنه لمضطجع على
خصفة وإن بعضه على التراب وتحت رأسه وسادة محشوة ليفا ،فسلمت
عليه ثم جلست ،فقلت :يا رسول ال أنت نبي ال وصفوته وخيرته من
خلقه ،وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير ،فقال
رسول ال صلى ال عليه وآله :أولئك قوم عجلت طيباتهم وهي وشيكة
النقطاع ،وإنما اخرت لنا طيباتنا .وقال علي بن أبي طالب عليه السلم في
بعض خطبه :وال لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها ،ولقد
قال لي قائل :أل تنبذها ؟ فقلت :اعزب عني فعند الصباح يحمد القوم
السرى .وروي محمد بن قيس عن أبي جعفر الباقر عليه السلم أنه قال:
وال إن كان علي ليأكل أكلة العبد ،ويجلس جلسة العبد ،وإن كان ليشتري
القميص فيخير غلمه خيرهما ،ثم يلبس الخر ،فإذا جاز أصابعه قطعه،
وإذا جاز كعبه حذفه ،ولقد ولي خمس سنين وما وضع آجرة على آجرة،
ول لبنة على لبنة ،ول أورث بيضاء ول حمراء ،وإن كان ليطعم الناس
خبز البر واللحم ،وينصرف إلى منزله فيأكل خبز الشعير والزيت والخل،
ول ورد عليه أمران كلهما ل عزوجل فيه رضا إل أخذ بأشدهما على
بدنه ،ولقد أعتق ألف مملوك من كد يمينه تربت منه يداه وعرق فيه
وجهه ،وما أطاق عمله أحد من الناس ،وإن كان ليصلي في اليوم والليلة
ألف ركعة وإن كان أقرب الناس شبها به لعلي بن الحسين عليه السلم وما
أطاق عمله أحد من الناس بعده .ثم إنه قد اشتهر في الرواية أنه عليه
السلم لما دخل على العل بن زياد بالبصرة يعوده قال له العل :يا أمير
المؤمنين أشكو إليك أخي عاصم بن زياد لبس العباء ،و تخلي من الدنيا،
فقال عليه السلم :علي به فلما جاء قال :يا عدي نفسه لقد استهام بك
الخبيث ،أما رحمت أهلك وولدك ؟ أترى ال أحل الطيبات وهو يكره أن
تأخذها ؟ أنت أهون على ال من ذالك ،قال :يا أمير المؤمنين :هذا أنت في
خشونة عيشك و
][321
جشوبة مأكلك ،قال :ويحك إني لست كأنت ،إن ال تعالى فرض على أئمة الحق أن
يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيل يتبيغ بالفقير فقره انتهى ) .(1وأقول:
الخطاب في هذه الية للكفار ،فان طيباتهم كانت منحصرة فيما تمتعوا بها
في الدنيا لتفويتهم على أنفسهم استحقاق نعيم الخرة ،فل تكون حجة في
رجحان ترك المؤمنين ملذ الدنيا ونعيمها ،كما قال أمير المؤمنين عليه
السلم فيما كتب إلى أهل مصر مع محمد بن أبي بكر :واعلموا يا عباد ال
أن المتقين حازوا عاجل الخير وآجله ،فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم ،ولم
يشاركهم أهل الخرة في آخرتهم ،أباحهم ال في الدنيا ما كفاهم به
وأغناهم ،قال ال عز اسمه " :قل من حرم زينة ال التي أخرج لعباده
والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم
القيامة كذلك نفصل اليات لقوم يعلمون " سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت،
وأكلوها بأفضل ما اكلت ،شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا معهم من
طيبات ما يأكلون ،وشربوا من طيبات ما يشربون ،ولبسوا من أفضل ما
يلبسون ،وسكنوا من أفضل ما يسكنون ،وتزوجوا من أفضل ما يتزوجون،
وركبوا من أفضل ما يركبون ،أصابوا لذة الدنيا مع أهل الدنيا ،وهم غدا
جيران ال يتمنون عليه فيعطيهم ما يتمنون ،ل ترد لهم دعوة ،ول ينقص
لهم نصيب من اللذة .فالى هذا يا عباد ال يشتاق من كان له عقل ،ويعمل
له تقوى ال ،ول حول ول قوة إل بال ) .(2ومثل ذلك كثير أوردتها في
كتاب اليمان والكفر ،وأما الخبار المعارضة لها فصنفان :أحدهما ما ورد
في كيفية تعيش رسول ال وأمير المؤمنين وبعض الئمة عليهم السلم
فمع معارضتها لطوار بعضهم أيضا محمولة على أنها من خصائص النبي
صلى ال عليه وآله والمام الممكن من التصرف ،كما يدل عليه خبر
عاصم بن زياد
) (1مجمع البيان 5ر (2) .88 - 87راجع امالي الطوسى 1ر .26 - 25
][322
المتقدم وغيره ،والصنف الخر الذي ل يحتمل ذلك محمولة على من يحصله من
الحرام أو الشبهة ،أو يكون مسرفا في ذلك بحيث ل يناسب حاله أو يعلم
من نفسه أن ذلك يصير سببا لطغيانه فيحتاج إلى تذليل بدنه وامتهانه،
وسيأتي مزيد تحقيق لذلك في أبواب المكارم مع ساير الخبار المتعلقة
بذلك - 1 .ارشاد القلوب :عن سويد بن غفلة قال :دخلت على علي بن أبي
طالب عليه السلم فوجدته جالسا وبين يديه إناء فيه لبن أجد فيه ريح
حموضته وفي يده رغيف أرى قشار الشعير في وجهه ،وهو يكسر بيده
ويطرحه فيه ،فقال :ادن فأصب من طعامنا ،فقلت :إني صايم ،فقال عليه
السلم :سمعت رسول ال " من منعه الصيام عن طعام يشتهيه كان حقا
على ال أن يطعمه من طعام الجنة ،ويسقيه من شرابها " قال :قلت لفضة
وهي قريبة منه قائمة :ويحك يا فضة أما تتقين ال في هذا الشيخ تنخل
هذا الطعام من النخالة التي فيه ؟ قالت :قد تقدم إلينا أن ل ننخل له طعاما،
قال :ما قلت لها ؟ فأخبرته فقال :بأبي وامي من لم ينخل له طعام ولم يشبع
من خبز البر ثلثة أيام حتى قبضه ال ،قال :وكان عليه السلم يجعل
جريش الشعير في وعاء ويختم عليه ،فقيل له في ذلك فقال :إني أخاف
هذين الولدين أن يجعل فيه شيئا من زيت أو سمن ) - 2 .(1المحاسن :عن
جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم السلم
قال :دخل النبي صلى ال عليه وآله مسجد قبا فاتي باناء فيه لبن حليب
مخيض بعسل فشرب منه حسوة أو حسوتين ثم وضعه ،فقيل :يا رسول
ال أتدعه محرما ؟ قال ل اللهم إني أدعه تواضعا ل ) .(2بيان :مخيض
بالخاء المعجمة والياء المثناة التحتانية على فعيل من المخض وهو
التحريك كناية عن الخلط الشديد وفي بعض النسخ بالباء الموحدة من
التخبيص بمعنى التخليط في القاموس خبصه يخبصه خلطه ومنه الخبيص
وقد خبص يخبص وخبص تخبيصا قوله :محرما على بناء الفاعل أو على
بناء المفعول حال عن المفعول.
][323
- 3المحاسن :عن جعفر بالسناد المتقدم قال :اتى بخبيص فأبى أن يأكله فقيل:
أتحرمه ؟ قال :ل ولكني أكره أن تتوق إليه نفسي ،ثم تل الية " أذهبتم
طيباتكم في حياتكم الدنيا " ) .(1بيان :اتي أي النبي صلى ال عليه وآله
أو الصادق عليه السلم ،والول أظهر ،وفي كتاب الغارات أن المأتي كان
أمير المؤمنين عليه السلم وفي القاموس تاق إليه توقا وتوقانا اشتاق4 .
-المحاسن :عن محمد بن علي عن أرطاة بن حبيب عن أبي داود الطهري
عن عبد ال بن شريك العامري عن حبة العرني قال :اتي أمير المؤمنين
عليه السلم بخوان فالوذج فوضع بين يديه فنظر إلى صفائه وحسنه فوجأ
بأصبعه فيه حتى بلغ أسفله ثم سلها ولم يأخذ منه شيئا وتملظ أصبعه،
وقال :إن الحلل طيب ،وما هو بحرام ولكني أكره أن اعود نفسي ما لم
أعودها ،ارفعوه عني فرفعوه ) .(2بيان :قال الجوهري :الخوان بالكسر ما
يؤكل عليه معرب وقال :وجأته بالسكين ضربته ،وقال :لمظ يلمظ بالضم
لمظا إذا تتبع بلسانه بقيه الطعام في فمه ،أو أخرج لسانه فمسح به
شفتيه ،وكذلك التلمظ - 5 .المحاسن :عن محمد بن علي عن سفيان عن
صباح الحذاء عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد ال عليه السلم قال :بينا
أمير المؤمنين في الرحبة في نفر من أصحابه إذ اهدي له طست خوان
فالوذج ،فقال لصحابه :مدوا أيديكم ،فمدوا أيديهم ومد يده ثم قبضها،
فقالوا :يا أمير المؤمنين أمرتنا أن نمد أيدينا فمددناها ،ومددت يدك ثم
قبضتها ،فقال :إني ذكرت أن رسول ال صلى ال عليه وآله لم يأكله
فكرهت أكله ) - 6 .(3ومنه :عن أبيه عن عبد ال بن المغيرة عن طلحة
بن زيد عن أبى عبد ال عليه السلم قال :كان أمير المؤمنين عليه السلم
يقول :ل تزال هذه المة بخير ما لم يلبسوا لباس العجم ويطعموا أطعمة
العجم ،فإذا فعلوا ذلك ضربهم ال بالذل ).(4
) (2 - 1المحاسن (4 - 3) .409 :المحاسن.410 :
][324
- 7ومنه :عن أبيه عن عبد ال بن المغيرة ومحمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن
أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم أن عليا عليه السلم كان ل ينخل له
الدقيق وكان علي عليه السلم يقول :ل تزال هذه المة إلى آخر الخبر
السابق ) - 8 .(1ومنه :عن يحيى بن إبراهيم بن أبى البلد عن أبيه عن
بزيع أبي عمرو بن -بزيع قال :دخلت على أبى جعفر عليه السلم وهو
يأكل خل وزيتا في قصعة سوداء مكتوب في وسطها بصفرة " قل هو ال
أحد " فقال :ادن يا بزيع فدنوت فأكلت معه ثم حسى من الماء ثلث حسى
حتى لم يبق من الخبز شئ ،ثم ناولني فحسوت البقية ) .(2بيان :يحتمل أن
يكون المراد بالماء الخل الباقي في القصعة - 9 .المحاسن :عن يعقوب بن
يزيد عمن ذكره عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الثمالي قال :لما دخلت
على علي بن الحسين عليه السلم دعا بنمرقة فطرحت فقعدت عليها ثم
اتيت بمائدة لم أر مثلها قط ،قال لي :كل ،فقلت :مالك جعلت فداك ل تأكل ؟
فقال :إني صائم فلما كان الليل اتي بخل وزيت فأفطر عليه ،ولم يؤت بشئ
من الطعام الذي قرب إلي ) .(3بيان :في القاموس النمرق والنمرقة مثلثة:
الوسادة الصغيرة أو الميثرة أو الطنفسة فوق الرحل - 10 .المكارم :لقد
جاء النبي صلى ال عليه وآله ابن خولي باناء فيه عسل ولبن فأبي أن
يشربه فقال :شربتان في شربة وإناء ان في إناء واحد ،فأبي أن يشربه،
ثم قال :ما احرمه ولكني أكره الفخر ،والحساب بفضول الدنيا غدا ،واحب
التواضع فان من تواضع ل رفعه ال ) - 11 .(4كتاب الزهد :للحسين بن
سعيد عن ابن أبى عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبى عبد ال قال:
أفطر رسول ال عشية الخميس في مسجد قبا فقال:
][325
هل من شراب فأتاه أوس بن خولة النصاري بعس من لبن مخيض بعسل ،فلما
وضعه على فيه نحاه ثم قال :شرابان يكتفى بأحدهما عن صاحبه ،ل
أشربه ول احرمه ،ولكني أتواضع ل ،فانه من تواضع ل رفعه ال ،ومن
تكبر خفضه ال ،ومن اقتصد في معيشته رزقه ال ،ومن بذر حرمه ال،
ومن أكثر ذكر ال أحبه ال - 12 .الدعايم :عن رسول ال صلى ال عليه
وآله أنه أتى قبايوم خميس وهو صايم فلما أمسى قال :هل من شراب ؟
وذكر نحوه إلى قوله :ومن أكثر ذكر ال رزقه ال ،ثم قال :فهذا وال أعلم
من رسول ال صلى ال عليه وآله تواضع كما قال ; ل على أن ال
عزوجل حرم شيئا من طيبات الرزق قال جل ذكره " :قل من حرم زينة ال
التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا
خالصة يوم القيامة " .وعن علي عليه السلم أنه اتي بطبق فالوذج
فوضع بين يديه فنظر إليه ورأى صفاءه وحسنه فوجأ بأصبعه فيه ،ثم
استلها فلم ينتزع منه شيئا فتلمظ أصبعه ،ثم قال :إن هذا الحلو طيب ولكن
نكره أن نعود أنفسنا ما لم تعود ،ارفعوه فرفعوه ) 4 .(1باب * )ذم كثرة
الكل والكل على الشبع والشكاية عن الطعام( * - 1عن أحمد بن محمد
بن يحيى العطار عن سعد بن عبد ال بن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي
عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال
عليه السلم :المؤمن يأكل في معا واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء ).(2
- 2المجازات والشهاب :عنه صلى ال عليه وآله مثله .بيان :قال السيد
رحمه ال هذا القول مجاز ،والمراد أن المؤمن يقنع من مطعمه بالبلغ التي
تمسك الرمق ،وتقيم الود ،دون المآكل التي يقصد بها وجه اللذة،
) (1دعائم السلم 2ر 116 - 115والية في العراف (2) .37 :الخصال.351 :
][326
ويقضى بها حق الشهوة ،فكأنه يأكل في معا واحد لفرط القتصار وكراهة الستكثار
وأما الكافر فانه لتبجحه في المآكل ،وتنقله في المطاعم ،وتوخيه ضد ما
يتوخاه المؤمن من اجترار حطام الدنيا التي يطلب عاجلها ،ول يأمل آجلها،
فهو عبد للذته ،وكادح في طاعة شهوته ،كأنه يأكل في سبعة أمعاء ،لن
أكله للذة ل للبلغة ،وللنهمة ل للمسكة انتهى ) .(1وقال الراوندي رحمه
ال :المعى على وزن اللوى ،واحد المعاء وهي مجاري الطعام في البطن،
وهذا مثل وذلك أن المؤمن ل يأكل إل من الحلل ،ويجتنب الحرام
والشبهة ،والكافر ل يبالى ما أكل ،وكيف أكل ،ومن أين أكل ،وإذا كان
كذلك فمآكل الكافر أكثر من مآكل المؤمن ،وخص السبعة بالذكر مثل كما
يذكر السبعون في مثل هذه المواضع قال تعالى " :إن تستغفر لهم سبعين
مرة فلن يغفر ال لهم ) ." (2والمعا أيضا المذنب من المذانب ،وهو مسيل
الماء في الحضيض ،قال أبو عبيد :ترى ذلك لتسمية المؤمن عند طعامه
فتكون فيه البركة ،والكافر ل يفعل ذلك وهذا لوجه كما ترى ،وقيل :إنه
مثل ضربه النبي صلى ال عليه وآله للمؤمن وزهد في الدنيا ،والكافر
وحرصه عليها ،وليس الغرض بذلك الكل فحسب ،بل يعني اتساع الرغبة
وهذا الوجه قريب من الوجه الذي قدمناه وصدرنا به الكلم .وقيل :هذا في
رجل بعينه كان يأكل في حال كفره فيكثر فلما أسلم قل طعمه ،و ذكر أنه
عمرو بن معدي كرب الزبيدي وقال أبو عبيد في تاريخه :ترى أنه عنى أبا
-نضرة الغفاري واسم أبى نضرة حميل بالحاء وضمه ،فمن قال :حميل أو
جميل فقد أخطأ وال أعلم بذلك ،ويؤيد أن المعنى اتساع الرغبة ،قولهم:
فلن يأكل هذه البلدة ،وهذه الولية ،ولعله ل يأكل مما يحصل منها لقمة بل
يتصرف في ذلك وذكر الكل مجاز في مثل هذه المواضع ،يقال :أكل فلن
ألف دينار ،ولعله لبس به ولم يأكل ،أو أعطاه أو أنفقه في وجه غير الكل،
والغرض بالكل الشنعة ،أل ترى إلى
) (1المجازات النبوية (2) .243لنا كلم في شرح الية تراها في ج 91ص .364
][327
قول أمير المؤمنين عليه السلم " :ليسلطن عليكم غلم ثقيف الذيال الميال :يأكل
خضرتكم ويذيب شحمتكم " ويقول لغيره :أما إنه سيظهر علكيم بعدي
رجل رحب البلعوم ،مند حق البطن ،واسع السرم ،يأكل ما يجد " كل ذلك
تعبير بالرغب ،وقد قيل :الرغب شؤم .وهذا إعلم منه عليه السلم أن
المؤمن يشغله دينه وخوفه من ال عن الدنيا ،والتساع فيها ،وفائدة
الحديث الحث على الرغبة عن الدنيا ،والجتناب من الوقوع في مصائد من
شهواتها ،وراوي الحديث جابر ،ورواه ابن عمر انتهى .وفي النهاية هذا
مثل ضربه للمؤمن وزهده في الدنيا ،والكافر وحرصه عليها و ليس معناه
كثرة الكل دون التساع في الدنيا ،ولهذا قيل :الرغب شؤم لنه يحمل
صاحبه على اقتحام النار ،وقيل :هو تحضيض للمؤمن على قلة الكل
وتحامي ما يجره الشبع من القسوة وطاعة الشهوة ،ووصف الكافر بكثرة
الكل إغلظ على المؤمن ،وتأكيد لما رسم له ،وقيل :هو خاص في رجل
بعينه كان يأكل كثيرا فأسلم فقل أكله والمعى واحد المعاء ،وهي
المصارين انتهى .وقال في فتح الباري بعد ما ذكر بعض ما مر :وقيل :بل
هو على ظاهره ثم اختلف في ذالك على أقوال :الول أنه ورد في شخص
بعينه ،واللم عهدية لجنسية ويؤيده ما رواه عن الطبراني بسند جيد
بزعمه عن ابن عمر ) (1قال :جاء إلى النبي صلى ال عليه وآله سبعة
رجل فأخذ كل واحد من الصحابة رجل وأخذ النبي صلى ال عليه وآله
رجل فقال له :ما اسمك قال :أبو غزوان ،قال :فحلب له سبع شياة فشرب
لبنها كله فقال له النبي صلى ال عليه وآله :هل لك يا أبا غزوان أن
تسلم ؟ قال :نعم فأسلم ،فمسح رسول ال صلى ال عليه وآله صدره فلما
أصبح حلب له شاة واحدة فلم يتم لبنها ،فقال :مالك يا أبا غزوان ؟ فقال:
والذي بعثك بالحق لقد رويت قال :إنك أمس كان لك سبعة أمعاء ،وليس
لك اليوم إل معى واحد :ثم ضعف هذا الحمل.
) (1أخرجه الهيتمى في مجمع الزوائد 5ر 32عن الطبراني وقال رجاله رجال
الصحيح.
][328
والثاني أن الحديث خرج مخرج الغالب ،وليست حقيقة العدد مرادة كقوله" :
والبحر يمده من بعده سبعة أبحر " والمعنى أن من شأن المؤمن التقلل من
الكل لشتغاله بأسباب العبادة ،ولعلمه بأن مقصود الشرع من الكل ما
يسد الجوع ،و يمسك الرمق ،ويعين على العبادة ولخشيته أيضا من حساب
ما زاد على ذلك ،والكافر بخلف ذلك كله ،فانه ل يقف على مقصود
الشرع ،بل هو تابع لشهوة نفسه ،مسترسل فيها غير خائف من تبعات
الحرام ،فصار أكل المؤمن ما ذكر إذا نسب إلى أكل الكافر كأنه بقدر السبع
منه ،ول يلزم من هذا اطراده في حق كل مؤمن وكافر ،فقد يكون في
المؤمنين من يأكل كثيرا إما بحسب العادة أو لعارض يعرض له على رأي
الطباء ،وقد يكون في الكافرين من يأكل قليل إما للرياضة على رأي
الرهبان ،وإما لعارض كضعف المعدة .قال الطيبي :ومحصل القول :أن من
شأن المؤمن الحرص على الزهادة ،والقتناع بالبلغة ،بخلف الكافر ،فإذا
وجد مؤمن أو كافر على غير هذا الوصف ل يقدح في الحديث .الثالث :أن
المراد بالمؤمن في هذا الحديث التام اليمان ،لن من حسن إسلمه وكمل
إيمانه ،اشتغل فكره فيما يصير إليه من الموت وما بعده ،فيمنعه شدة
الخوف وكثرة التفكر والشفاق على نفسه من استيفاء شهوته ،كما ورد
في حديث أبي أمامة من كثر تفكره قل طعمه ،ومن قل طعمه كثر تفكره
ومن كثر طعمه قسا قلبه .وفي حديث أبي سعيد الصحيح :إن هذا المال
حلوة خضرة فمن أخذه باسراف نفس كان كالذى يأكل ول يشبع ،فدل على
أن المراد بالمؤمن من يقصد في مطعمه ،وأما الكافر فمن شأنه الشره،
فيأكل بالنهم كما يأكل البهيمة ،ول يأكل بالمصلحة لقيام البنية ،كما قال
تعالى " :والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل النعام " .الرابع :أن
المراد أن المؤمن يسمي ال تعالى عند طعامه وشرابه ،فل يشركه
الشيطان ،فيكفيه القليل ،والكافر ل يسمي فيشركه الشيطان.
][329
الخامس :أن المؤمن يقل حرصه على الطعام فيبارك له فيه ،وفي مأكله يشبع من
القليل والكافر طافح البصر إلى المأكل كالنعام ،فل يشبعه القليل ،وهذا
يمكن ضمه إلى الذي قبله ،ويجعلن جوابا واحدا مركبا .السادس :قال
النووي :المختار أن المراد أن بعض المؤمنين يأكل في معا واخد وأكثر
الكفار يأكلون في سبعة أمعاء ،ول يلزم أن يكون كل واحد من السبعة مثل
المؤمن انتهى .ويدل على تفاوت المعاء ما ذكره عياض عن هل التشريح
أن أمعاء النسان سبعة :المعدة ،ثم ثلثة أمعاء بعدها متصلة بها :البواب،
ثم الصائم ،ثم الرقيق ،والثلثة رقاق ،ثم العور والقولون ،والمستقيم،
وكلها غلظ ،فيكون المعنى أن الكافر لكونه يأكل بسرعة ل يشبعه إل ملء
أمعائه السبعة ،والمؤمن يشبعه ملء معى واحد ،ونقل الكرماني عن
الطباء في تسمية المعاء السبعة أنها المعدة ،ثم ثلثة متصلة رقاق ،وهي
الثنا عشر والصائم والقولون ،ثم ثلثة غلظ وهي النافف بنون وفائين،
أو قافين ،والمستقر والعور .السابع قال النووي :يحتمل أن يريد بالسبعة
في الكافر سبع صفات هي :الحرص ،والشره ،وطول المل ،والطمع،
وسوء الطبع ،والحسد ،وحب السمن وبالواحد في المؤمن سد خلته.
الثامن :قال القرطبي :شهوات الطعام سبع :شهوة الطبع ،وشهوة النفس،
وشهوة العين ،وشهوة الفم ،وشهوة الذن ،وشهوة النف ،وشهوة الجوع
وهى الضرورية التي يأكل بها المؤمن ،وأما الكافر فيأكل بالجميع .ثم رأيت
أصل ما ذكره في كلم القاضي أبي بكر وهو أن المعاء السبعة كناية عن
الحواس الخمس والشهوة والحاجة - 3 .عدة الداعي :عن النبي صلى ال
عليه وآله قال :حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ،فان كان ولبد فليكن
الثلث للطعام والثلث للشراب والثلث الخر للنفس .بيان :قال في فتح
الباري بعد رواية أوردها تدل على أن النبي صلى ال عليه وآله شبع من
][330
الطعام ،قال القرطبي :فيه دليل على جواز الشبع ،وما جاء من النهي عنه محمول
على الشبع الذي يثقل المعدة ،ويثبط صاحبه عن القيام بالعبادة ،ويفضي
إلى البطر والشر والنوم والكسل ،وقد تنتهي كراهته إلى التحريم بحسب
ما يترتب عليه من المفسدة ،وذكر الكرماني تبعا لبن المنير أن الشبع
المذكور محمول على شبعهم المعتاد منهم ،وهو ما رواه المقدام بن معدي
كرب قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :مامل آدمي وعاء
شرا من بطن ،حسب الدمي لقيمات يقمن صلبه ،فان غلب الدمي نفسه
فثلث للطعام ،وثلث للشراب ،وثلث للنفس ) .(1قال القرطبي :لو سمع
بقراط بهذه القسمة لعجب من هذه الحكمة ،وقال الغزالي قبله :ذكر هذا
الحديث لبعض الفلسفة فقال :ما سمعت كلما في قلة الكل أحكم من هذا،
ول شك في أن أثر الحكمة في الحديث المذكور واضح ،وإنما خص الثلثة
بالذكر لنها أسباب حياة الحيوان ،ولنه ل يدخل البطن سواها ،وهل المراد
بالثلث التساوي على ظاهر الخبر أو التقسيم إلى ثلثة أقسام متقاربة ،محل
احتمال ،والول أولى ،ويحتمل أن يكون لمح بذكر الغلبة إلى قوله في
الحديث الخر " الثلث كثير " .وقال بعضهم :مراتب الشبع تنحصر في
سبع :الول ما تقوم به الحياة ،الثاني أن يزيد حتى يصوم ويصلي عن قيام
وهذان واجبان ،الثالث أن يزيد حتى يقوى على أداء النوافل ،الرابع أن
يزيد حتى يقدر على التكسب وهذان مستحبان ،الخامس أن يمل الثلث
وهذا جايز ،السادس أن يزيد على ذلك وبه يثقل البدن ،ويكثر النوم ،وهذا
مكروه ،السابع أن يزيد حتى يتضرر ،وهي البطنة المنهي عنها ،وهذا
حرام ،ويمكن إدخال الول في الثاني والثالث في الرابع - 4 .الشهاب :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :ما مل آدمي وعاء شرا من بطن .الضوء:
وذلك لنه إذا مل بطنه تثاقل عن الطاعات ،وكسل عن العبادات،
) (1راجع سنن الترمذي كتاب الزهد الباب ،47سنن ابن ماجة كتاب الطعمة الباب
.50
][331
وثارت شهواته ،فان تبعها هلك ،وإن منعها وجاهدها تأذي ،فالولى أن ل يزيد في
الطعام على ما يمسك الرمق ،ويمد القوة ،وقد قيل :كفى بك شرها أن تأكل
جميع شهواتك وقيل :البطنة تذهب الفطنة ،لنها تكدر الحواس ،ونثقلها
عن الحركات وفائدة الحديث النهي عن المتلء ،وراوي الحديث المقدام
بن معدي كرب قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :مامل
آدمى وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم أكلت يقمن صلبه ،فان كان ل
محالة فثلث طعام ،وثلث شراب ،وثلث لنفسه ) - 5 .(1كتاب الغايات :قال
الصادق عليه السلم :أقرب ما يكون العبد إلى ال إذا ما خف بطنه .وعن
أبي جعفر عليه السلم قال :ما من شئ أبغض إلى ال من بطن مملوء.
وقال عليه السلم :أبعد الخلق من ال إذا ما امتل بطنه - 6 .العيون :عن
تميم بن عبد ال عن أبيه عن أحمد بن علي النصاري عن عبد السلم بن
صالح الهروي عن الرضا عليه السلم في حديث طويل قال :وكان عليه
السلم خفيف الكل خفيف الطعم ) - 7 .(2المكارم :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :نور الحكمة الجوع ،والتباعد من ال الشبع والقربة إلى ال
حب المساكين ،والدنو منهم ،وقال صلى ال عليه وآله :لتميتوا القلوب
بكثرة الطعام والشراب ،فان القلوب تموت كالزروع إذا كثر عليها الماء،
وقال صلى ال عليه وآله :ل تشبعوا فتطفئ نور المعرفة من قلوبكم ،ومن
بات يصلي في خفة من الطعام بات الحور الطين حوله ) - 8 .(3مجالس
الصدوق :عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن إبراهيم بن هاشم عن عبيد ال
الدهقان عن درست عن عبد الحميد بن عواض عن موسى بن جعفر عن
آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :الكل على
الشبع يورث البرص ).(4
) (1راجع مسند احمد بن حنبل 4ر (2) .132عيون الخبار 2ر (3) .137مكارم
الخلق (4) .172 :امالي الصدوق .324
][332
) (1الخصال 2) .89و (3المصدر (4) .263عيون الخبار 2ر (5) .38صحيفة
الرضا .13
][333
العيون بتقديم المهملة وكأنه تصحيف ،وفي بعض روايات العامة فما أكل أبو
جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا :كان إذا تعشى ل يتغدى وإذا تغدى ل
يتعشى ،وفي رواية قال أبو جحيفة :فماملت بطني منذ ثلثين سنة ).(1
- 13مجالس ابن الشيخ :عن أبيه عن أحمد بن هارون بن الصلت عن
أحمد بن محمد بن عقدة عن عباد بن أحمد القزويني عن عمه عن أبيه عن
موسى الجهني عن زيد بن وهب عن عقبة بن عامر الجهني قال :سمعت
سلمان الفارسي وقد اكره على طعام ،فقال :حسبى إنى سمعت رسول ال
صلى ال عليه وآله يقول :إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أكثرهم جوعا في
الخرة ،يا سلمان إنما الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) .(2بيان :قال
الراوندي في ضوء الشهاب :شبه رسول ال صلى ال عليه وآله المؤمن
بالمسجون من حيث هو ملجم بالوامر والنواهي ،مضيق عليه في الدنيا،
مقبوض على يده فيها ،مخوف بسياط العقاب ،مبتلى بالشهوات ،ممتحن
بالمصائب ،بخلف الكافر الذي هو مخلوع العذار ،متمكن من شهوات
البطن والفرج بطيبة من قلبه ،و انشراح من صدره ،مخلى بينه وبين ما
يريد ،على ما يسول له الشيطان :ل ضيق عليه ول منع ،فهو يغدو فيها
ويروح على حسب مراده وشهوة فؤاده ،كأنها جنه له يتمتع بملذها
ويتنعم ،كما أنها كالسجن للمؤمن صارفا له عن لذاته ،مانعا من شهواته.
وروي أن سلمان -رحمه ال -اكره على طعام فقال :حسبي إنى سمعت
رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :وساق إلى قوله :وجنة الكافر،
فالمؤمن يتزود ،والكافر يتمتع ،وال إن أصبح فيها مؤمن إل حزينا،
وكيف ل يحزن وقد جاء عن النبي صلى ال عليه وآله أنه وارد جهنم ولم
يأت أنه صادر عنها - 14 .العيون :بالسانيد الثلثة إلى الرضا عليه
السلم عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
ليس شئ أبغض إلى ال من بطن ملن ).(3
) (1راجع مجمع الزوائد 5ر 31قال رواه الطبراني في الوسط والكبير بأسانيد) .
(2امالي الطوسى 1ر (3) .356عيون الخبار 2ر .36
][334
صحيفة الرضا :عنه عليه السلم مثله ) - 15 .(1العلل :عن أحمد بن محمد العلوي
عن محمد بن إبراهيم بن أسباط عن أحمد بن زياد القطان عن أحمد بن
محمد بن عبد ال عن عيسى بن جعفر العلوي العمري عن آبائه عن عمر
بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلم أن النبي صلى ال عليه
وآله قال :مر أخى عيسى عليه السلم بمدينة وفيها رجل وامرأة
يتصايحان ،فقال :ما شأنكما ؟ قال :يا نبي ال هذه امرأتي وليس بها بأس،
صالحة ،ولكني احب فراقها ،قال :فأخبرني على كل حال ما شأنها ؟ قال:
هي خلقة الوجه من غير كبر ،قال لها :يا مرأة أتحبين أن يعود ماء وجهك
طريا ؟ قالت :نعم قال لها :إذا أكلت فاياك أن تشبعين ،لن الطعام إذا تكاثر
على الصدر فزاد في القدر ،ذهب ماء الوجه ففعلت ذلك فعاد وجهها طريا )
- 16 .(2الخصال :عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد
بن عامر عن عمه عبد ال عن أحمد بن محمد الزدي عن أبان بن عثمان
عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :خمس خصال تورث البرص :النورة يوم الجمعة ويوم
الربعاء ،والتوضي والغتسال بالماء الذي تسخنه الشمس ،والكل على
الجنابة ،وغشيان المرأة في أيام حيضها ،والكل على الشبع )- 17 .(3
المحاسن :عن أبيه عن عمرو بن إبراهيم قال :سمعت أبا الحسن عليه
السلم يقول :لو أن الناس قصدوا في المطعم لستقامت أبدانهم ) .(4بيان:
قصدوا أي في الكم والكيف معا - 18 .المحاسن :عن القاسم بن محمد
الصفهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :ظهر إبليس ليحيى بن زكريا عليهما السلم وإذا عليه
معاليق من كل شئ ،فقال له يحيى :ما هذه المعاليق يا إبليس ؟ فقال :هذه
) (1صحيفة الرضا (2) .11علل الشرايع 2ر (3) .183الخصال.270 :
][335
الشهوات التي أصبتها من ابن آدم قال :فهل لي منها شئ قال :ربما شبعت فثقلتك
عن الصلة والذكر ،قال يحيى :ل علي أن ل أمل بطني من طعام أبدا ،فقال
إبليس :ل علي أن ل أنصح مسلما أبدا ،ثم قال أبو عبد ال عليه السلم:
يا حفص ل على جعفر وآل جعفر أن ل يملؤا بطونهم من طعام أبدا ،ول
على جعفر وآل جعفر أن ل يعملوا للدنيا أبدا ) - 19 .(1ومنه :عن بعض
من رواه عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ليس لبن آدم بد من أكلة يقيم
بها صلبه ،فإذا أكل أحدكم طعاما فليجعل ثلث بطنه للطعام ،وثلث بطنه
للشراب ،وثلث بطنه للنفس ،ول تسمنوا كما تسمن الخنازير للذبح ).(2
- 20ومنه :عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :بئس العون على الدين
قلب نخيب ،وبطن رغيب ،ونعظ شديد ) .(3بيان :في النهاية النخيب
الجبان الذي ل فؤاد له ،وقيل :الفاسد العقل ،وقال :الرغيب الواسع ،يقال:
جوف رغيب ،ومنه حديث أبي الدرداء بئس العون على الدين قلب نخيب
وبطن رغيب انتهى وفي القاموس الرغب بالضم وبضمتين كثرة الكل
وشدة النهم ،وفعله ككرم فهو رغيب ،كامير ،وقال :نعظ ذكره نعظا ويحرك
ونعوظا قام ،وأنعظ الرجل والمرأة علهما الشبق - 21 .المحاسن :عن
أبيه عن محمد بن سنان عن صالح النيلي عن أبي عبد ال قال :إن ال
تبارك وتعالى يبغض كثرة الكل ) .(4ومنه :عن محمد بن علي عن محمد
بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد ال عليه السلم مثله
) - 22 .(5ومنه :عن عبد ال بن محمد الحجال عن بهلول بن مسلم عن
يونس بن عمار عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كثرة الكل مكروه ).(6
][336
- 23ومنه :عن أبيه عن محمد بن القاسم عن الحسين بن المختار عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :إن البطن إذا شبع طغى ) - 24 .(1ومنه :عن أبيه عن
محمد بن عمرو عن بشير الدهان أو عمن ذكره عنه قال :قال أبو الحسن
عليه السلم :إن ال يبغض البطن الذي ل يشبع ) - 25 .(2ومنه :عن
محمد بن علي عن وهب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :قال لي :يا أبا محمد إن البدن ليطغى من أكله ،وأقرب ما يكون
العبد من ال إذا ما جاع بطنه ،وأبغض ما يكون العبد إلى ال إذا امتل
بطنه ) - 26 .(3ومنه :عن بكر بن صالح عن جعفر بن محمد الهاشمي
عن أبي جعفر العطار قال :سمعت جعفر بن محمد يحدث عن أبيه عن جده
عن رسول ال صلى ال عليه وآله قال :قال جبرئيل في كلم بلغنيه عن
ربي :يا محمد وأخرى هي الولى والخرة ،يقول لك ربك :يا محمد ما
أبغضت وعاء قط إل بطنا ملن ) .(4بيان " :وأخرى " أي نصيحة اخرى
هي الولى بحسب الرتبة لشدة الهتمام بها ،والخرة بحسب الذكر،
والصوب للولى كما سيأتي أي تنفع في الدنيا والخرة - 27 .المحاسن:
عن الحسن بن الحسين اللؤلوئي عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن
أبي جعفر عليه السلم قال :ما من شئ أبغض إلى ال عزوجل من بطن
مملوء ) - 28 .(5ومنه :عن اليقطيني عن الدهقان عن درست عن عبد
ال بن سنان عن أبي عبد ال عليه السلم قال :الكل على الشبع يورث
البطن ) - 29 .(6ومنه :عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عمن ذكره
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كل داء من التخمة ما خل الحمى فانها
ترد ورودا ) .(7بيان :في القاموس :توخم الطعام واستوخمه لم يستمرئه
والتخمة كهمزة الداء يصيبك منه انتهى ،وقال بعضهم :هي أن يفسد
الطعام في المعدة ويستحيل إلى كيفية غير صالحة.
) (7 - 1المحاسن.446 - 447 :
][337
- 30المحاسن :عن علي بن حديد رفعه قال :قام عيسى بن مريم خطيبا في بني
إسرائيل فقال :يا بني إسرائيل ل تأكلوا حتى تجوعوا ،وإذا جعتم فكلوا ول
تشبعوا ،فانكم إذا شبعتم غلظت رقابكم ،وسمنت جنوبكم ،ونسيتم ربكم )
- 31 .(1ومنه :عن أبيه عن النضر عن عمر بن شمر رفعه قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله في كلم له :ستكون من بعدي سنة يأكل
المؤمن في معا واحد ويأكل الكافر في سبعة أمعاء ) .(2بيان :السنة يحتمل
الفتح والتخفيف والضم والتشديد - 32 .المحاسن :عن محمد بن علي عن
ابن القداح عن عبد السلم عن رجل عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كفر
بالنعم أن يقول الرجل :أكلت طعام كذا وكذا فضرني ) - 33 .(3مصباح
الشريعة :قال الصادق عليه السلم :قلة الكل محمود في كل حال وعند كل
قوم ،لن فيه المصلحة للباطن والظاهر ،والمحمود من الكل أربعة:
ضرورة ،وعدة ،وفتوح ،وقوت :فالكل بالضرورة للصفياء ،والعدة للقوام
التقياء ،والفتوح للمتوكلين ،والقوت للمؤمنين ،وليس شئ أضر لقلب
المؤمن من كثرة الكل ،وهى مورثة شيئين :قسوة القلب وهيجان الشهوة،
والجوع إدام للمؤمن وغذاء الروح ،وطعام القلب ،وصحة البدن ،قال
النبي :مامل ابن آدم وعاء أشر من بطنه ،وقال داود عليه السلم :ترك
اللقمة مع الضرورة إليها أحب إلى من قيام عشرين ليلة ،وقال النبي صلى
ال عليه وآله :المؤمن يأكل بمعى واحد والمنافق بسبعة أمعاء ،وقال النبي
صلى ال عليه وآله :ويل للناس من القبقبين فقيل :وما هما يا رسول ال ؟
قال :الحلق والفرج ،وقال عيسى بن مريم عليه السلم :ما مرض قلب
بأشد من القسوة وما اعتلت نفس بأصعب من نقص الجوع ،وهما زمامان
للطرد والخذلن ) .(4توضيح :لعل المراد بالضرورة أن ل يتصرف من
القوت إل بقدر الضرورة عند الضطرار ،وهذه طريقة الصفياء ،والعدة
هو أن يدخر عدة للفقراء والضعفاء
) (2 - 1المحاسن (3) .447 :المحاسن (4) .450 :مصباح الشريعة ،28 - 27
وفيه :العدة لقوام التقياء.
][338
وهذا شأن القوام بأمور الخلق التقياء ،فانهم ل يخونون فيها بل يصرفونها في
مصارفها ،والفتوح وهو أن ل يدخر شيئا وينتظر ما يفتح ال له فينفقه
قليل كان أو كثيرا ،وهذا ديدن المتوكلين ،والمراد بالقوت أن يدخر قوت
السنة ول يزيد عليه ،وهذا مجوز للمؤمنين كما ورد في الخبار وفي بعض
النسخ وقوة أي يحصل ما يقويه على الطاعات والول أظهر ،والجوع إدام
المؤمن لن الجايع يكتفي بالخبز ،ويلتذ به مثل ما يلتذ غيره بالدام ،وفي
النهاية فيه من وقي شر قبقبه ودبدبه ولقلقه دخل الجنة :القبقب البطن من
القبقبة ،وهو صوت يسمع من البطن ،فكأنها حكاية ذلك الصوت ،قوله:
للطرد والخذلن أي من جناب الحق تعالى - 34 .مجالس المفيد :عن أحمد
بن محمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن العباس ابن معروف عن علي
بن مهزيار عن جعفر بن محمد الهاشمي عن أبي حفص العطار قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يحدث عن أبيه عن جده عليهما السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :جائني جبرئيل في ساعة لم يكن
يأتيني فيها فقلت :يا جبرئيل لقد جئتني في ساعة ويوم لم تكن تأتيني
فيهما ؟ لقد أرعبتني ،قال :وما يروعك يا محمد وقد غفر ال لك ما تقدم
من ذنبك وما تأخر ؟ قال :بماذا بعثك ربك ؟ قال :ينهاك ربك عن عبادة
الوثان ،وشرب الخمور ،وملحات الرجال ،واخرى هي للخرة والولى
يقول لك ربك :يا محمد ما أبغضت وعاء قط كبغضي بطنا ملنا )- 35 .(1
دعوات الراوندي :قال النبي صلى ال عليه وآله :إياكم والبطنة ،فانها
مفسدة للبدن ومورثة للسقم ،ومكسلة عن العبادة ،وروي من قل طعامه
صح بدنه ،وصفا قلبه ،ومن كثر طعمه سقم بدنه وقسا قلبه * 6 .باب *
)آخر في ذم التجشؤ وما يفعل أو يقال عنده( * - 1المحاسن :عن النوفلي
باسناده قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا تجشيتم
][339
فل ترفعوا جشأكم إلى السماء ) - 2 .(1ومنه :عن النوفلي عن السكوني عن أبي
عبد ال عن أبيه عن أبي ذر قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
أطولكم جشئا في الدنيا أطولكم جوعا يوم القيامة .قال :وفي حديث آخر
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سمع رسول ال صلى ال عليه وآله
رجل يتجشأ فقال :يا عبد ال قصر من جشائك فان أطول الناس جوعا يوم
القيامة أكثرهم شبعا في الدنيا ) - 3 .(2المكارم :عن الصادق عليه السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :أطولكم جشاء أطولكم جوعا يوم
القيامة ) - 4 .(3روضة الواعظين :روى علي بن أبي طالب عليه السلم
عن أبي جحيفة قال :أتيت رسول ال صلى ال عليه وآله وأنا أتجشأ فقال:
يا أبا جحيفة اخفض جشاءك فان أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا
يوم القيامة .بيان :في القاموس جشأت نفسه كجعل جشوءا نهضت
وجاشت من حزن أو فزع وثارث للقئ والتجشؤ تنفس المعدة كالتجشئة،
والسم كهمزة وفي الصحاح تجشأت تجشؤا والتجشئة مثله ،والسم
الجشاءة على فعال ،وفي المصباح تجشى النسان تجشأ والسم الجشاء
وزان غراب ،وهو صوت مع ريح يحصل من الفم عند حصول الشبع
انتهى ،والمراد بالخفض هنا إما عدم الرفع إلى السماء ،أو كناية عن
التقليل والتسكين وعدم التيان بما يوجبه من المتلء كما يدل عليه
التعليل ،قال في القاموس :الخفض ضد الرفع وغض الصوت وخفض
القول يا فلن لينه ،والمر هونه ،وقال في الدروس :يكره كثرة الكل
وربما حرم إذا أدى إلى الضرر ،ويكره رفع الجشأ إلى السماء.
][340
* 7باب * )الغداء والعشاء وآدابهما( * اليات :الكهف " :آتنا غدائنا لقد لقينا من
سفرنا هذا نصبا " ) .(1مريم " :ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا )." (2
تفسير :قال الطبرسي رحمه ال :الغداء طعام الغداة ،والعشاء طعام
العشى ،والنسان إلى الغداء أشد حاجة منه إلى العشاء ،وقال :قال
المفسرون :ليس في الجنة شمس ول قمر فيكون لهم بكرة وعشيا،
والمراد أنهم يؤتون رزقهم على ما يعرفونه من مقدار الغداة والعشاء،
وقيل :كانت العرب إذا أصاب أحدهم الغداء والعشاء أعجب به و كانت تكره
الوجبة وهى الكلة الواحدة في اليوم ،فأخبر ال تعالى أن لهم في الجنة
رزقهم بكرة وعشيا على قدر ذلك الوقت ،وليس ثم ليل ،وانما هو ضوء
ونور عن فتادة ،وقيل انهم يعرفون مقدار الليل بارخاء الحجب وفتح
البواب انتهى ) .(3وأقول :يظهر من بعض الخبار أن هذا وصف جنة
الدنيا فل اشكال ،قال على بن ابراهيم :ذلك في جنات الدنيا قبل القيامة،
والدليل على ذلك " بكرة وعشيا " فالبكرة والعشي ل تكون في الخرة في
جنات الخلد ،وانما يكون الغدو والعشي في جنات الدنيا التي تنتقل إليها
أرواح المؤمنين ،وتطلع فيها الشمس والقمر انتهى ) .(4وعلى التقادير
فيها إيماء إلى استحباب التغدي والتعشي والجمع بينهما والكتفاء بهما ،إذ
لو كان يحسن الكل بينهما ،لكان ذكره في مقام المتنان أنسب ،وكأن
البكرة شامل لما قبل الزوال والتعشي لما بعده إلى مضي شئ من الليل أو
إلى آخره كما مر مرارا.
) (1الكهف (2) .62 :مريم (3) .62مجمع البيان 3ر (4) 521تفسير على بن
ابراهيم.412 :
][341
- 1العيون :بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال :قال أمير
المؤمنين عليه السلم :من أراد البقاء ول بقاء ،فليباكر الغداء ،وليجيد
الحذاء ،وليخفف الرداء وليقل غشيان النساء ) - 2 .(1صحيفة الرضا:
عنه عليه السلم مثله ) .(2مجالس ابن الشيخ :عن الحسين بن إبراهيم
عن محمد بن وهبان عن علي بن حبشي عن العباس بن محمد بن الحسين
عن أبيه عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى عن الحسين ابن أبي
غنذر عن أبيه عن أبي عبد ال عن أمير المؤمنين عليهما السلم مثله
وليس فيه وليجيد الحذاء ) .(3بيان :البقاء الول امتداد العمر والثاني
البدية ،واستدرك ذلك لئل يتوهم أن المراد به الثاني ،ومباكرة الغداء
المبادرة به وإيقاعه أول النهار ،والحذاء بالكسر النعل وقيل :هنا كناية عن
الزوجة ،والرداء بالكسر ما يلبس فوق الثياب ،وقال في النهاية في حديث
علي عليه السلم :من أراد البقاء ول بقاء فليخفف الرداء قيل :وما خفة
الرداء ؟ قال :قلة الدين ،سمي رداء لقولهم :دينك في ذمتي وعنقي ولزم
في رقبتي ،وهو موضع الرداء وهو الثوب أو البرد الذي يضعه النسان
على عاتقيه بين كتفيه وفوق ثيابه - 3 .المحاسن :عن إبراهيم بن هاشم
عمن ذكره عن الحسين بن نعيم عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ينبغي
للمؤمن أن ل يخرج من بيته حتى يطعم فانه أعزله ) - 4 .(4ومنه :عن
ابن عيسى عن بعض أصحابه يرفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال :إذا
أردت أن تأخذ في حاجة فكل كسرة بملح ،فانه أعز لك وأقضى للحاجة )
.(5ومنه :عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن أبي عبد
ال عليه السلم مثله ).(6
) (1عيون الخبار 2ر (2) .38صحيفة الرضا (3) .13امالي الطوسى 2ر .279
) (5 - 4المحاسن (6) .398 - 397المحاسن .449
][342
- 5ومنه :عن النضر عن علي بن صامت عن ابن أخي شهاب بن عبد ربه قال:
شكوت إلى أبي عبد ال عليه السلم ما ألقى من الوجاع والتخم ،فقال:
تغد وتعش ،ول تأكل بينهما شيئا فان فيه فساد البدن ،أما سمعت ال
عزوجل يقول " :لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا " ) .(1الطب :عن محمد
بن عبد ال العسقلني عن النضر بن سويد عن علي بن أبي الصلت ابن
أخي شهاب مثله ) - 6 .(2المحاسن :عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن
بن راشد عن محمد بن مسلم عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال أمير
المؤمنين عليه السلم :عشاء النبياء بعد العتمة ،فل تدعوا العشاء ،فان
ترك العشاء خراب البدن ) .(3المكارم :عن أمير المؤمنين عليه السلم
مثله ) - 7 .(4المحاسن :عن أبيه عن محمد بن سنان عن زياد بن أبي
الحلل قال :تعشيت مع أبى عبد ال عليه السلم فقال :العشاء بعد العشاء
الخرة عشاء النبيين ) - 7 .(5ومنه :عن أبيه عن القاسم بن عروة عن
محمد بن مروان عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ترك العشاء خراب
البدن ) .(6بيان :قال في المصباح :العشى قيل ما بين الزوال إلى الصباح،
وقيل :العشي والعشاء من صلة المغرب إلى العتمة ،وعليه قول ابن
فارس :العشاء ان المغرب والعتمة ،قال ابن النباري العشية مؤنثة وربما
ذكرتها العرب على معنى العشى ،وقال بعضهم :العشية واحدة جمعها
عشى ،والعشاء بالكسر والمد ظلم الليل ،وبالفتح والمد الطعام الذى يتعشا
به وقت العشاء وعشوت فلنا بالتثقيل وعشوته أطعمته العشاء ،وتعشيت
أنا أكلت العشاء ،و في القاموس العشوة بالفتح الظلمة كالعشواء أو ما بين
أول الليل إلى ربعه ،والعشاء أول الظلم ،أو من المغرب إلى العتمة ،أو
من زوال الشمس إلى طلوع الفجر ،والعشي
) 1و (3المحاسن (2) .420 :طب الئمة (4) .59مكارم الخلق (6 - 5) .223
المحاسن (*) .421
][343
والعشية آخر النهار ،والعشي بالكسر والعشاء كسماء طعام العشي ،وتعشى أكله و
عشاه أطعمه إياه كعشاه وأعشاه - 8 .المحاسن :عن محمد بن علي عن
ابن أسباط عن يعقوب بن سالم عن الميثمى عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :كان الحسن منادي يعقوب عليه السلم ينادي كل غداة من منزله على
فرسخ :أل من أراد الغداء فليأت آل يعقوب ،وإذا أمسى نادى :أل من أراد
العشاء فليأت آل يعقوب ،وقال :حدثني أبو القاسم ويعقوب بن يزيد
والنهيكى عن زياد القندي عن عبد الرحمن بن سليمان الهاشمي ).(1
الكافي :عن العدة عن البرقي إلى قوله قال :إن يعقوب كان له مناد ينادي
كل غداة إلى آخر الخبر ) .(2بيان :قد مر أن ذلك إنما كان لن ابتلءه بفقد
يوسف إنما كان لنه بات ليلة شبعان وكان في جواره طاعما ولم يطعمه،
فكان بعد رفع البلية يفعل ذلك ،ويدل على أن طعام النبياء كان في الغداء
والعشاء معا ،وعلى استحباب الدعوة إلى الطعام إلى فرسخ- 9 .
المحاسن :عن النوفلي عمن ذكره عن أبي جعفر عليه السلم قال :أول
خراب البدن ترك العشاء ) .(3ومنه :عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام
بن الحكم مثله ) - 10 .(4ومنه :عن جعفر عن ابن القداح عن محمد بن
أبي حميد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد ال قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :ل تدعوا العشاء ولو على حشفة إني أخشى على
امتي من ترك العشاء الهرم ،فان العشاء قوة الشيخ والشاب ) .(5بيان:
في القاموس الحشف بالتحريك أردء التمر أو الضعيف ل نوى له ،أو
اليابس الفاسد.
) (1المحاسن 421 :ومثله ص 399وليس فيه ]الحسن[ (2) .الكافي 6ر ) .287
(5 - 3المحاسن .421
][344
][345
أن يأكل بالليل شيئا لنه أهد ألنومه ،وأطيب لنكهته .بيان :في النهاية الهدءة
والهدوء :السكون عن الحركات - 17 .ومنه :عن أبيه عن سليمان عن
أحمد بن الحسن وهو الختلى عن أبيه عن جميل بن دراج قال :سمعت أبا
عبد ال عليه السلم يوما يقول :من ترك العشاء ليلة السبت و ليلة الحد
متواليتين ذهبت منه قوة لم ترجع إليه أربعين يوما ) - 18 .(1ومنه :عن
أبي أيوب المديني عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :من ترك العشاء نقصت عنه قوة ول تعود إليه )- 19 (2
ومنه :عن أبيه عن سليمان بن جعفر الجعفري قال :كان أبو الحسن عليه
السلم ل يدع العشاء ولو كعكة ،وكان يقول :إنه قوة للجسم قال :ول
أعلمه إل قال :وصالح للجماع ) .(3المكارم :عنه عليه السلم مثله ).(4
بيان :قيل :الكعك بالفتح الخبز المحترق ،وقيل :هو الخبز اليابس ،وقيل:
هو الخبز الغليظ الذي يطبخ في التنور على حجارة محماة - 20 .المكارم
عن الصادق عليه السلم :ل تدع العشاء ولو بثلث لقم بملح ،قال :ومن
ترك العشاء ليلة مات عرق في جسده ل يحيى أبدا .وقال رسول ال صلى
ال عليه وآله :من ترك العشاء ليلة السبت وليلة الحد متواليتين ذهب منه
مال يرجع إليه أربعين يوما .وعن الصادق عليه السلم قال :ل ينبغي
للشيخ الكبير أن ينام إل وجوفه ممتلئ من الطعام ،فانه أهدء لنومه وأطيب
لنكهته ) - 21 .(5دعوات الراوندي :قال الصادق عليه السلم :إذا صليت
الفجر فكل كسرة تطيب بها نكهتك ،وتطفئ بها حرارتك ،وتقوم بها
أضراسك ،وتشد بها لثتك ،وتجلب بها رزقك ،وتحسن بها خلقك.
][346
وعن زين العابدين عليه السلم أنه كان يصلي صلوة الغداة ثم يثبت في مصله
حتى تطلع الشمس ،ثم يقوم فيصلي صلة طويلة ثم يرقدر قدة ،ثم يستيقظ
فيدعو بالسواك فيستن ثم يدعو بالغداء - 22 .الشهاب :قال صلى ال عليه
وآله :تعشوا ولو بكف من حشف ،فان ترك العشاء مهرمة ) .(1الضوء:
العشاء بالفتح طعام أول الليل ،وهو خلف الغداء ،والحشف أردأ التمر
وهذا أمر منه عليه السلم بالتعشي ،ولو لم يكن إل قليل نافها ليكون ذلك
عونا على عبادة الليل ،وزيادة قوة على الطاعة ،وإنما يخاطب به أصحابه،
فانهم كانوا يخففون المطعم ،ويقنعون باليسير تزهدا وتقشفا ،وقلة رغبة
في الرغب ،فحثهم على التعشي تقوية لهم على العبادة ،وما هم بصدده من
المجاهدة .فأما الطب فانهم يذكرون أنه يضر بالنفس ،وقد قال بعضهم:
ممدوده يورث مقصوره يعني العشاء يورث العشا ،وهو الشبكرة ،والهرم
كبر السن يعني عليه السلم أن تركه مدعاة إلى ضعف البدن الذي ينشأ من
كبر السن ،وقد خرج بعض الطب له وجها على ما كان يهواه ،فقال :إن
النبي صلى ال عليه وآله إنما قال ذلك :نهيا عن طعام الليل ،وقال :تركه
مهرمة أي أنه يطول العمر عن تركه حتى يهرم ،والصحيح ما تقدم ،وأول
الكلم يدل عليه ،ثم إنه كان يشفق على أصحابه ويتعهدهم بما يرجع
عليهم بالقوة لمكابدتهم الطاعات البدنية ،وكانوا يؤثرون على أنفسهم
ويقنعون بما دون الشبع ،ويتواصون بذلك ،وفايدة الحديث المر بالتعشي
لمن قام بالليل و راوي الحديث أنس - 23 .الكافي :عن علي عن أبيه عن
ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن ذريح عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :الشيخ ل يدع العشاء ولو بلقمة ) - 24 .(2ومنه :عن العدة عن سهل
عن بكر بن صالح عن ابن فضال عن عبد ال بن
) (1راجع سنن الترمذي كتاب الطعمة الباب (2) .46الكافي 6ر .289
][347
إبراهيم عن علي بن أبي على اللهبي عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما يقول
أطباؤكم في عشاء الليل ؟ قلت :إنهم ينهونا عنه ،قال :فاني آمركم به ).(1
- 25ومنه :باسناده عن أبى عبد ال عليه السلم قال :طعام الليل أنفع من
طعام النهار ) - 26 .(2ومنه :باسناده عن الرضا عليه السلم قال :إن في
الجسد عرقا يقال له :العشاء فإذا ترك الرجل العشاء لم يزل يدعو عليه
ذلك العرق حتى يصبح يقول :أجاعك ال كما أجعتني ،وأظمأك ال كما
أظمأئتني ،فل يدعن أحدكم العشاء ولو بلقمة من خبز أو بشربة من ماء )
.(3بيان :هذا الدعاء تمثيل لبيان تضرر ذلك العرق ،ووصول ضرره إلى
البدن فكأنه يدعو ويستجاب له - 27 .الكافي :باسناده عن داود بن كثير
قال :تعشيت مع أبي عبد ال عليه السلم عتمة فلما فرغ من عشائه حمد
ال ،وقال :هذا عشائي وعشاء آبائي الحديث ) * 8 .(4باب * )ذم الكل
وحده واستحباب اجتماع اليدى على الطعام( * * )والتصدق مما يؤكل( *
- 1الخصال :عن محمد بن علي ما جيلويه عن محمد بن يحيى العطار عن
محمد بن أحمد الشعري عن محمد بن عيسى اليقطيني عن عبيد ال
الدهقان عن درست عن إبراهيم ابن عبد الحميد عن أبي الحسن عليه
السلم قال :لعن رسول ال صلى ال عليه وآله ثلثة :الكل زاده وحده،
والراكب في الفلة وحده ،والنائم في بيت وحده ) .(5المحاسن :عن محمد
بن عيسى مثله ).(6
) (4 - 1الكافي 6ر 300و (5) .289الخصال (6) .93 :المحاسن.398 :
][348
بيان :ظاهر الصحاب حمل الجميع على الكراهة إل مع فروض نادرة كخوف التلف
على مؤمن الجوع ،أو منع واجب النفقة ،وكالسفر مع ظن التلف إذا كان
وحده ،وكما إذا ظن طريان مرض أو جنون في النوم وحده ،ويقال :إن
اللعن البعد من رحمة ال ،ويحصل من المكروه أيضا ،والحوط العمل
بالرواية في الجميع - 2 .المعاني والخصال :بالسناد المتقدم عن الصادق
عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :الطعام إذا
جمع أربع خصال فقد تم :إذا كان من حلل ،وكثرت اليدي عليه ،وسمي
ال تبارك وتعالى في أوله وحمد في آخره ) - 3 .(1المحاسن :عن أبيه
عن معمر بن خلد قال :كان أبو الحسن الرضا عليه السلم إذا أكل اتي
بصحفة فتوضع قرب مائدته فيعمد إلى أطيب الطعام مما يؤتى به فيأخذ من
كل شئ شيئا فيوضع في تلك الصحفة ثم يأمر بها للمساكين ،ثم يتلو هذه
الية " فل اقتحم العقبة " ثم يقول :علم ال عزوجل أن ليس كل إنسان
يقدر على عتق رقبة ،فجعل لهم السبيل إلى الجنة ) .(2بيان " فجعل لهم
السبيل " أي حيث خير بين العتق والطعام في قوله " :فك رقبة أو إطعام
" الية - 4 .المحاسن :عن محمد بن علي عن محمد بن يحيى عن غياث
بن إبراهيم عن أبي عبد ال عن أبيه عن آبائه عليهم السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :طعام الواحد يكفي الثنين ،وطعام الثنين
يكفي الثلثة ،وطعام الثلثة يكفى الربعة ) - 5 .(3ومنه ) :(4عن محمد
بن علي عن عبد الرحمان السدي عن سالم بن مكرم عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :إنما ابتلي يعقوب بيوسف عليهما السلم أنه ذبح كبشا
سميناورجل من أصحابه يدعى فيوم محتاج لم يجد ما يفطر عليه ،فأغفله
فلم يطعمه ،فابتلي بيوسف قال :فكان بعد ذلك ينادي مناديه كل صباح "
من لم يكن صائما فليشهد
) (1معاني الخبار ،375 :الخصال (2) .216 :المحاسن 392 :وزاد بعده ]باطعام
الطعام[ (4 - 3) .المحاسن.398 :
][349
غداء يعقوب " وإذا أمسى نادى " من كان صائما فليشهد عشاء يعقوب " .أقول:
قد أوردنا مثله بأسانيد في كتاب النبوات - 6 .ومنه :عن جعفر بن محمد
عن ابن القداح عن أبي عبد ال عن أبيه عن علي عليهم السلم قال :إذا
وضع الطعام وجاء السائل فل تردوه ) - 7 .(1دعوات الراوندي :كان
النبي صلى ال عليه وآله إذا أكل لقم من بين عينيه ،وإذا شرب سقى من
عن يمينه - 8 .الدعايم :عن علي عليه السلم أنه قال :أكثر الطعام بركة
ما كثرت عليه اليدي وقد قال رسول ال صلى ال عليه وآله :طعام الواحد
يكفي الثنين ،وطعام الثنين يكفي الربعة يعني عليه السلم بالكفاية ما
أجزأ ودفع الجوعة ،ليس ما أشبع وبلغ غاية الكفاية ) .(2بيان :قوله" :
يعنى " تأويل ذكره المؤلف للحديث وحاصلة أن المراد بطعام الواحد ما
يكون بقدر شبعه الكامل ،وبالكفاية ما يجتزى به دون ذلك ،وفي بعض
روايات العامة " كلوا جميعا ول تفرقوا فان طعام الواحد يكفي الثنين "
فيدل على أن الكفاية تنشأ من بركة الجتماع وأن الجمع كلما كثر ازدادت
البركة ،والغرض التحريص على الجتماع ،وأنه ل ينبغي للمرء أن
يستحقر ما عنده فيمتنع من تقديمه ،فان القليل قد يحصل به الكتفاء- 9 .
الفردوس :عن النبي صلى ال عليه وآله قال :كلوا جميعا ول تفرقوا فان
البركة مع الجماعة - 10 .المكارم :سأل رجل رسول ال صلى ال عليه
وآله فقال :يا رسول ال إنا نأكل ول نشبع ،قال :لعلكم تفترقون عن
طعامكم ،فاجتمعوا عليه ،واذكروا اسم ال عليه يبارك لكم ) .(3ومن كتاب
مواليد الصادقين :كان رسول ال صلى ال عليه وآله يأكل كل الصناف
من الطعام ،وكان يأكل ما أحل ال له مع أهله وخدمه ،إذا أكلوا ،ومع من
يدعوه من
) (1المحاسن (2) .423 :دعائم السلم 2ر (3) .116مكارم الخلق.172 :
][350
المسلين على الرض ،وعلى ما أكلوا عليه ،ومما أكلوا ،إل أن ينزل به ضيف،
فيأكل مع ضيفه ،وكان أحب الطعام إليه ما كان على ضفف ) .(1بيان :قال
في النهاية فيه :أنه لم يشبع من خبز ولحم إل على ضفف ،الضفف الضيق
والشدة ،أي لم يشبع منهما إل عن ضيق وقلة ،وقيل :الضفف اجتماع
الناس ،يقال :ضف القوم على الماء يضفون ضفا وضففا ،أي لم يأكل خبزا
ولحما وحده ولكن يأكل مع الناس ،وقيل :الضفف أن تكون الكلة أكثر من
مقدار الطعام ،والخفف أن يكونوا بمقداره * 9 .باب * )آخر في استحباب
الكل مع الهل والخادم واطعام من( * * )ينظر الى الطعام والقام
المؤمنين( * - 1العيون :عن حمزه بن محمد العلوي عن علي بن إبراهيم
عن ياسر الخادم قال :كان الرضا عليه السلم إذا خل جمع حشمه كلهم
عنده الصغير والكبير ،فيحدثهم ويأنس فيؤنسهم ،وكان عليه السلم إذا
جلس على المائدة ل يدع صغيرا ول كبيرا حتى السائس والحجام إل أقعده
على مائدته ،قال ياسر :فبينما نحن عنده يوما إذ سمع وقع القفل الذي كان
على باب المأمون إلى دار أبي الحسن عليه السلم ،فقال لنا أبو الحسن:
قوموا تفرقوا عني فقمنا عنه ،فجاء المأمون ،الخبر ) .(2بيان :كأن المراد
بالسائس من يدبر أمر الغلمان ويربيهم ،أو الرائض ،ومربي الدواب و "
وقع القفل " أي وقوعه وسقوطه أو صوت صدمته على الباب ،في
القاموس الوقع وقعة الضرب بالشئ ،والوقعة في الحرب صدمة بعد
صدمة وكأن تفريقهم كان للتقية لعدم موافقته لدابه ،أو لنه كان يريد
الخلوة به عليه السلم أو
][351
يكون استحباب ذلك مختصا بالخلوة كما هو ظاهر الخبر التي - 2 .العيون :عن
جعفر بن نعيم بن شاذان عن أحمد بن إدريس عن إبراهيم بن هاشم عن
إبراهيم بن العباس عن الرضا عليه السلم في حديث أنه كان إذا خل
ونصبت مائدته ،أجلس معه على مائدته مماليكه ومواليه ،حتى البواب
والسائس ) - 3 .(1ومنه :عن أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم
عن ياسر الخادم عن الرضا عليه السلم أنه لما دخل طوس وقد اشتدت به
العلة ،بقي أياما ; فلما كان في يومه الذي قبض فيه ،قال لي بعد ما صلي
الظهر :يا ياسر ما أكل الناس ؟ فقلت :من يأكل هاهنا مع ما أنت فيه،
فانتصب ثم قال :هاتوا المائدة ،ولم يدع من حشمه أحدا إل أقعده معه على
المائدة يتفقد واحدا واحدا ،فلما أكلوا بعث إلى النساء بالطعام فحملوا
الطعام إلى النساء ; الخبر ) - 4 .(2الكافي :عن العدة عن سهل عن ابن
شمون عن الصم عن مسمع عن أبي -عبد ال عليه السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :ما من رجل يجمع عياله ويضع مائدته
فيسمون في أول طعامهم ويحمدون في آخره ،فترفع المائدة حتى يغفر لهم
) - 5 .(3ثواب العمال :عن محمد بن علي ما جيلويه عن محمد بن يحيى
عن محمد بن أحمد عن أبي عبد ال الرازي عن الحسن بن علي بن أبي
عثمان عن محمد بن سليمان عن داود الرقي عن الرباب امرأته قالت:
اتخذت خبيصا فأدخلته على أبي عبد ال عليه السلم وهو يأكل ،فوضعت
الخبيص بين يديه ،وكان يلقم أصحابه ،فسمعته يقول :من لقم مؤمنا لقمة
حلوة صرف ال عنه بها مرارة يوم القيامة ) .(4كتاب الخوان :عن داود
مثله - 6 .الكافي :عن محمد بن يحيى وعلي بن إبراهيم عن الجعفري عن
محمد بن الفضل
) (1عيون الخبار 2 :ر (2) .184المصدر 2 :ر (3) .241الكافي 6ر (4) .296
ثواب العمال 181ط مكتبة الصدوق.
][352
رفعه قال :كان النبي صلى ال عليه وآله إذا أكل لقم من بين عينيه ،وإذا شرب
سقى من عن يمينه ،وروى نادر الخادم قال :كان أبو الحسن عليه السلم
يضع جوز ينجة على الخرى ويناولني ) .(1المحاسن :عن نوح بن شعيب
عن نادر مثله ) * 10 .(2باب * )غسل اليد قبل الطعام وبعده وآدابه( * 1
-الخصال :عن محمد بن علي ما جيلويه عن عمه عن اليقطيني عن
القاسم بن يحيى عن جده عن أبى بصير عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم
السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم من سره أن يكثر خير بيته
فليتوضأ عند حضور طعامه ) - 2 .(3ومنه :عن محمد بن الحسن بن
الوليد عن الحسن بن متيل عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن ابن
أبي عمير عن أبي عوف العجلي قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم
يقول :الوضوء قبل الطعام وبعده يزيد في الرزق ) .(4المحاسن :عن أبيه
عن ابن أبي عمير مثله وفيه يزيدان ) - 3 .(5الكافي :عن علي بن إبراهيم
عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله ثم قال :وروي أن رسول ال صلى ال
عليه وآله قال :أوله ينفي الفقر ،وآخره ينفي الهم ) - 4 .(6الخصال :عن
أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه عن سهل بن زياد عن الحسن بن
الحسين اللؤلؤئي عن محمد بن سعيد بن غزوان عن السكوني عن أبى
عبد ال عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :من أراد أن يكثر
خير بيته فليغسل يده قبل
) (1الكافي 6ر (2) .298المحاسن (3) .424 :الخصال (4) .13المصدر نفسه
(5) .23المحاسن (6) .424 :الكافي 6ر .290
][353
الكل ) 5 .(1ومنه :عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن
محمد بن علي الكوفي عن محمد بن زياد عن عبد ال بن عبد الرحمان عن
أبي حمزة الثمالي عن ثور بن سعيد عن أبيه عن أمير المؤمنين عليه
السلم قال :الوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق الخبر ) - 6 .(2ومنه :عن
أبيه عن سعد بن عبد ال عن محمد بن عيسى اليقطينى عن القاسم ابن
يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الصادق عن
آبائه عليهم السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :غسل اليدين قبل
الطعام وبعده زيادة في الرزق وإماطة للغمر عن الثياب ويجلو البصر ).(3
المحاسن :عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير مثله ) .(4الكافي:
عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن القاسم مثله إل أن فيه :زيادة
في العمر ) - 7 .(5العلل :عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي
عبد ال البرقي عن أبيه عن القاسم بن محمد وغيره عن صفوان بن محمد
الجمال عن أبي نميرة قال :قال أبو عبد ال -عليه السلم :الوضوء قبل
الطعام وبعده يذهبان الفقر ،قال :قلت :يذهبان الفقر ؟ قال :يذهبان الفقر )
- 8 .(6قرب السناد :عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن
جعفر عن أبيه عليهما السلم قال :صاحب الرحل يتوضأ أول القوم قبل
الطعام ،وآخر القوم بعد الطعام ).(7
) (1الخصال (2) .25الخصال ،505ابواب الستة عشر (3) .الخصال (4) .612
المحاسن (5) .424الكافي 6ر (6) .290علل الشرايع 1ر (7) .268
قرب السناد .47
][354
- 9مجالس ابن الشيخ :عن هلل بن محمد عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه
عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلم قال :ل ترفعوا
الطشت حتى ينطف أجمعوا وضوءكم جمع ال شملكم ) .(1بيان " :حتى
ينطف " أي يمتلئ بحيث يشرف على السيلن من جوانبه ،قال الفيروز
آبادي :نطف الماء كنصر وضرب :سال انتهى ،والوضوء بالفتح الماء
الذي ينفصل من غسل اليد ،هذا رد على ما كان المتكبرون يفعلونه ،من
أنه إذا غسل أحدهم صبوا الماء ثم أتوا بالطشت لخر ،وهذا مكروه .قال
في الجامع :تجمع غسالة اليدي في إناء واحد - 10 .العلل :عن محمد بن
موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن أبي عبد
ال البرقي عن محمد بن علي الكوفي عن عثمان بن عيسى عن محمد ابن
عجلن عن أبي عبد ال عليه السلم قال :الوضوء قبل الطعام يبدأ صاحب
البيت لئل يحتشم أحد ،فإذا فرغ من الطعام يبدأ من عن يمين الباب حرا
كان أو عبدا .وفي حديث آخر :فليغسل أول رب البيت يده ،ثم يبدء بمن
عن يمينه ،و إذا رفع الطعام بدأ بمن على يسار صاحب المنزل ويكون آخر
من يغسل يده صاحب المنزل ،لنه أولى بالغمر ،ويتمندل عند ذلك ).(2
بيان :قال في المسالك :يستحب أن يبدأ صاحب البيت بغسل يده ،ثم يبدأ
بعده بمن على يمينه ،ثم يدور عليهم في الغسل الول ،وفي الثاني يبدأ بمن
على يساره كذلك ويكون هو آخر من يغسل يده ،وعلل تقديم غسل يده أول
برفع الحتشام عن الجماعة ،وتأخيره أخيرا بأنه أولى بالصبر على الغمر،
وفي خبر آخر :إذا فرغ من الطعام بدأ بمن على يمين الباب حرا كان أو
عبدا .وفي الدروس :ويستحب غسل اليد قبل الطعام ول يمسحها ،فانه ل
يزال البركة
) (1امالي الطوسى 1ر ،380وفيه " :حتى ينظف " ولعل المراد أنه ل ترفعوا
الطشت لتنظفوه لكل أحد بل دعوها واجمعوا وضوءكم الخ (2) .علل
الشرايع 1ر .275
][355
في الطعام مادامت النداوة في اليد ،ويغسلها بعده ويمسحها ،ويستحب البتداء في
الغسل بمن على يمينه دورا ،وعن الصادق عليه السلم :يبدأ صاحب
المنزل بالغسل إلى آخر ما مر وفي الجامع :يبدأ بسقي من عن يمينه
وغسل يده حتى يرجع إليه ،و قال الشيخ في النهاية :إذا أرادوا غسل
أيديهم يبدأ بمن هو على يمينه حتى ينتهى إلى آخرهم ،ويستحب أن تجمع
غسالة اليدي في إناء واحد - 11 .كامل الزيارة :عن محمد بن الحسن بن
الوليد عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي القرشي عن عبيد بن
يحيى الثوري عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده
عن علي بن أبي طالب عليه السلم قال :زارنا رسول ال صلى ال عليه
وآله ذات يوم فقدمنا إليه طعاما و أهدت إلينا أم أيمن صحفة من تمر وقعبا
من لبن وزبد ،فقدمنا إليه ،فأكل منها فلما فرغ قمت فسكبت على يديه ماء
فلما غسل يده مسح وجهه ولحيته ببلة يديه ) - 12 .(1صحيفة الرضا:
عن آبائه عليهم السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه وآله إذا أكل
مضمض فاه وقال :إن له دسما ) .(2بيان :روى في الفردوس عن أم
سلمة عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال :إذا شربتم اللبن فمضمضوا،
فان له دسما ،وكأنه كان هكذا فصحف - 13 .المحاسن :عن محمد بن
أحمد بن أبي محمود عن أبيه أو غيره يرفعه قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :إذا غسلت يدك للطعام فل تمسح يدك بالمنديل ،فانه ل يزال البركة
في الطعام مادامت النداوة في اليد ) .(3بيان :في القاموس المنديل بالكسر
والفتح وكمنبر الذي يتمسح به ،وتندل به وتمندل تمسح - 14 .المحاسن:
عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من أراد أن
يكثر خير بيته فليتوض عند حضور طعامه ).(4
) (1كامل الزيارات 58في حديث (2) .صحيفة الرضا (4 - 3) .13المحاسن .424
][356
- 15ومنه :عن بكر بن صالح عن الجعفري عن أبي الحسن عليه السلم قال:
الوضوء قبل الطعام وبعده ينبت النعمة ) - 16 .(1ومنه :عن جعفر عن
ابن القداح عن أبي عبد ال عن أبيه عليهما السلم قال :من غسل يده قبل
الطعام وبعده ،عاش في سعة وعوفي من بلوى جسده ) - 17 .(2ومنه:
عن بعض من ذكره عن معاوية بن عمار عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :يا علي إن الوضوء قبل
الطعام وبعده شفاء في الجسد ،ويمن في الرزق ) - 18 .(3ومنه :عن
محمد بن علي عن محمد بن سنان عن الحسن بن محمد الحضرمي عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :الوضوء قبل الطعام وبعده يذيبان الفقر ).(4
- 19ومنه :عن أحمد بن محمد البزنطى والقاسم بن محمد عن صفوان
الجمال عن أبي حمزة عن ابي جعفر عليه السلم قال :قال لي يا باحمزة:
الوضوء قبل الطعام وبعده يذيبان الفقر ،قلت :يابن رسول ال بأبي أنت
وامى كيف يذيبان قال :يذهبان ) .(5بيان :الذابة ضد الجماد استعيرهنا
للذهاب - 20 .المحاسن :عن بعض من رواه قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :اغسلوا أيديكم قبل الطعام وبعده ،فانه ينفي الفقر ويزيد في العمر
) - 21 .(6ومنه :عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر
الحضرمي قال :كان أبو عبد ال عليه السلم يدعو لنا بالطعام فل يوضينا
قبله ،ويأمر الخادم فنتوضأ بعد الطعام ) - 22 .(7ومنه :عن إبراهيم بن
هاشم عن إبراهيم بن أبي محمود قال أخبرني بعض أصحابنا قال :ذكر
للرضا عليه السلم الوضوء قبل الطعام فقال :ذلك شئ أحدثته الملوك ).(8
بيان :هذان الحديثان غريبان وكأنه ل قايل بعدم استحباب غسل اليد قبل
الطعام ،ويمكن حملهما على عدم الوجوب ،أو على ما إذا كان قريب العهد
بالتوضي
][357
أو كانت يده نظيفة ،أو على التقية لما رواه في شرح السنة عن يحيى بن سعيد
قال :كان سفيان الثوري يكره غسل اليد قبل الطعام وإن كان روي أيضا
عن سلمان قال :قرأت في التوراة أن بزكة الطعام الوضوء بعده ،فذكرت
للنبي صلى ال عليه وآله وأخبرته بما قرأت في التوراة فقال صلى ال
عليه وآله :بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده - 23 .المحاسن :عن
الفضل بن المبارك عن الفضل بن يونس قال :لما تغدى أبو الحسن عليه
السلم عندي وجئ بالطشت بدئ به وكان في الصدر ،فقال :ابدأ بمن عن
يمينك فلما توضأ واحدا وأراد الغلم أن يرفع الطشت فقال له أبو الحسن
عليه السلم :أترعها ) .(1بيان :أن يرفع الطشت أي ليصب ماءها ويقال:
أترع الناء أي ملها ،و رواه في الكافي :عن علي بن محمد عن أحمد بن
محمد عن الفضل بن المبارك وفيه " فقال له أبو الحسن عليه السلم:
دعها واغسلوا أيديكم فيها ) " (2وقيل :أراد أن يرفع الطشت ليأتي إليه
عليه السلم فنهاه عن ذلك وأمره بأن يغسل أيديهم على الترتيب حتى
ينتهي إليه عليه السلم والول أظهر وقال المحقق الردبيلي رحمه ال بعد
إيراد هذه الرواية :فيها دللة على البتداء بصاحب المنزل بعد الطعام ،ثم
بمن علي يساره ،لن الظاهر أنه عليه السلم غسل يده وكان صاحب
المنزل ويمين الذي يغسل يده يساره ،ويحتمل أن يكون المراد إرادة أن
يبدأ به ولم يقبل عليه السلم وأمر بغسل من على يساره ،وهو يمين الغلم
ليوافق ما تقدم انتهى .وأقول :كأن نسخته رحمه ال كانت سقيمة ولم يكن
فيها كلمة عندي ،وهكذا نقله أيضا ،ولذا احتمل كونه عليه السلم صاحب
المنزل وإل فالظاهر أن الراوي كان صاحب المنزل ،وأبى عليه السلم عن
أن يبدأ به وأمره بأن يبدأ بمن على يمينه عند دخول المجلس فيدل على أن
المراد بيمين الباب في الخبر السابق ما على يمين الداخل ،فانه اليمين
بالنسبة إليه وإن كان يسارا بالنسبة إلى الخارج ،وأيضا لو فرض الباب
رجل مواجها كان هذا يمينه ،وهكذا حققه أيضا هذا الفاضل رحمه ال،
حيث قال بعد
][358
إيراد رواية ابن عجلن :لعل المراد بالباب الموضع الذي جلسوا فيه ،وباليمين
يمين الداخل فيحتمل في الموضع الذي ل باب له أن يكون المراد يمين
ابتداء المجلس بالنسبة إلى الداخل فيه ،ثم قال رحمه ال في الجمع بين
الخبار :يمكن حمل الولى أي رواية ابن عجلن على أن صاحب المنزل
كان جالسا عند الباب ويمينها يساره ،أو على عدم كونه في المجلس أو
على التخيير انتهى .وأقول :كأن القول بالتخيير أوجه - 24 .المحاسن :عن
أبيه عن عثمان بن حماد عن عمرو بن ثابت عن أبي عبد ال -عليه
السلم قال :اغسلوا أيديكم في إناء واحد تحسن أخلقكم ) - 25 .(1ومنه:
عن عثمان بن عيسى عن محمد بن عجلن عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :الوضوء قبل الطعام يبدأ بصاحب البيت لئل يحتشم أحد فإذا فرغ بدأ
بمن على يمينه ،وإذا رفع الطعام بدأ بمن على يسار صاحب المنزل ويكون
آخر من يغسل يده صاحب المنزل ،لنه أولى بالصبر على الغمر ،ويتمندل
عند ذلك إن شاء ،قال :ورواه ابن أبي محمود ) .(2بيان :قال المحقق
الردبيلي :الظاهر أن المراد بصاحب المنزل هو صاحب الطعام ،وإن كان
المنزل لغيره ،أو ل يكون هناك منزل وبيت ،ويحتمل الحقيقة إذا كان
صاحب الطعام غريبا ونزيل في منزل الغير فتأمل ،وفي القاموس :الغمر
بالتحريك زنخ اللحم ،وما يعلق بالبدن من دسمه غمرت كفرح فهي غمرة.
- 26المحاسن :عن عبد الرحمان بن أبي داود قال :تغدينا عند أبي عبد
ال عليه السلم فاتي بالطست فقال :أما أنتم يا معشر أهل الكوفة فل
تتوضؤن إل واحدا واحدا ،وأما نحن فل نرى به بأسا أن نتوضأ جماعة،
قال :فتوضأنا جميعا في طست واحد ) - 27 .(3ومنه :عن بعض من رواه
عمن شهد أبا جعفر الثاني عليه السلم يوم قدم المدينة تغدى معه جماعة
فلما غسل يديه من الغمر مسح بهما رأسه ووجهه قبل أن يمسحهما
بالمنديل وقال :اللهم اجعلني ممن ل يرهق وجهه قتر ول ذلة ،قال :وفي
][359
حديث يروى عن النبي صلى ال عليه وآله قال :إذا غسلت يدك بعد الطعام فامسح
في وجهك وعينيك قبل أن تمسح بالمنديل ،وتقول " :اللهم إني أسألك
الزينة والمحبة ،وأعوذ بك من المقت والبغضة " ) .(1دعوات الراوندي:
قال الصادق عليه السلم :إذا غسلت يديك إلى قوله :والبغضة .المكارم:
عن الصادق عليه السلم مثل الول ) - 28 .(2المحاسن :عن أبيه عن
القاسم بن محمد عن الحسين بن أبي العل قال :سألت أبا عبد ال عليه
السلم عن الوضوء بعد الطعام فقال :إن رسول ال صلى ال عليه وآله
كان يأكل ،فجاء ابن ام مكتوم وفي يد رسول ال صلى ال عليه وآله كتف
يأكل منها فوضع ماكان في يده منها ثم قام إلى الصلة ولم يتوضأ ،فليس
فيه طهور ) .(3بيان :ظاهره أن المراد هنا وضوء الصلة ردا على بعض
المخالفين القائلين بانتقاض الوضوء بأكل ما مسته النار ،ولذا أوردنا
أمثاله في كتاب الطهارة ) - 29 .(4المحاسن :عن أبيه عن عبد ال الفضل
النوفلي عن شعيب العقرقوفي قال :تغديت مع أبي عبد ال عليه السلم فما
غسل يده قبل ول بعد ) .(5بيان :كأنه كان ذلك لبيان الجواز أو لمانع30 .
-المحاسن :عن سليمان بن جعفر الجعفري قال :قال أبو الحسن عليه
السلم :ربما اتى بالمائدة وأراد بعض القوم أن يغسل يده فيقول :من كانت
يده نظيفة فلم يغسلهما فل بأس أن يأكل من غير أن يغسل يده ) .(6بيان:
كأنه كان في الرواية " قال :كان أبو الحسن عليه السلم " وعلى ما في
النسخ يحتمل أن يكون ربما اتي الخ بيانا لقوله :قال أبو الحسن عليه
السلم - 31 .المحاسن :عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد
الحميد عن
) (1المحاسن (2) .426 :مكارم الخلق (3) .161 :المحاسن (4) .420 :راجع ج
80ص 223طبعتنا هذه (6 - 5) .المحاسن.429 - 428 :
][360
الوليد بن صبيح قال :تعشينا عند أبي عبد ال عليه السلم ليلة جماعة فدعا
بوضوء فقال :تعال حتى نخالف المشركين الليلة نتوضأ جميعا ،قال:
ورواه النهيكي عبد ال بن محمد عن إبراهيم بن الحميد ) .(1بيان :مخالفة
المشركين إما في الجتماع في الغسل أو في أصله أيضا - 32 .المحاسن:
عن أبيه عن ابن أبى عمير عن مرازم قال :رأيت أبا الحسن عليه السلم
إذا توضأ قبل الطعام لم يمس المنديل ،وإذا توضأ بعد الطعام مس المنديل )
- 33 .(2ومنه :عن ابن فضال عن أبي المغرا عن زيد الشحام عن أبي
عبد ال عليه السلم أنه كره أن يمسح الرجل يده بالمنديل وفيها شئ من
الطعام تعظيما للطعام ،حتى يمصها ،أو يكون إلى جانبه صبي يمصها ).(3
- 34المكارم :عن النبي صلى ال عليه وآله قال :إذا أكل أحدكم فل
يمسحن بالمنديل حتى يلعقها أو يلعقها ) .(4بيان :قال في المسالك :إنما
يستحب مسح اليدين بالمنديل من أثر ماء الغسل ل من أثر الطعام ،فان ذلك
مكروه ،وإنما السنة في لعق الصابع انتهى .وأقول :روت العامة هذا
المضمون بطرق وعبارات مختلفة ،فعن أنس أن رسول ال صلى ال عليه
وآله كان إذا أكل لعق أصابعه الثلث ،وعن كعب بن مالك قال :كان النبي
صلى ال عليه وآله يأكل بثلث أصابع ول يمسح يده حتى يلعقها وعن ابن
عباس أن النبي صلى ال عليه وآله قال " :إذا أكل أحدكم فل يمسح يديه
بالمنديل حتى يلعقها أو يلعقها ،وفي رواية إذا طعم أحدكم فل يمسح يده
بالمنديل حتى يمصها ،قيل :وذكر القفال أن المراد بالمنديل هنا المعد لزالة
الزهومة ل المنديل المعد للمسح بعد الغسل ،وقيل :في قوله حتى يلعقها:
بفتح أوله من الثلثي أي يلعقها هو ،أو يلعقها بضم أوله من الرباعي أي
يلعقها غيره ).(5
) (3 - 1المحاسن (4) .429 :مكارم الخلق (5) .161 :راجع صحيح البخاري
كتاب الطعمة الباب 52صحيح مسلم كتاب الشربة بالرقم 136 - 130
سنن ابى داود كتاب الطعمة الباب ،49سنن الترمذي الباب .11مجمع
الزوائد 5ر .28 - 27
][361
وقال النووي :المراد إلعاق غيره ممن ل يتقذر من زوجة وجارية وخادم وولد،
وكذا من كان في معناه كتلميذ معتقد البركة بلعقها وكذا لو ألعقها شاة
ونحوها وروي مسلم عن جابر عنه عليه السلم أنه قال :إذا سقطت لقمة
أحدكم فليمط ما أصابها من أذى وليأكلها ول يمسح يده حتى يلعقها أو
يلعقها ،فانه ل يدري في أي طعامه البركة قال النووي :أي الطعام الذي
يحضر النسان فيه بركة ل يدري أن تلك البركة فيما أكل أو فيما بقي على
أصابعه أو فيما بقي في أسفل القصعة أو في اللقمة الساقطة ،فينبغي أن
يحافظ على هذا كله فتحصل البركة ،والمراد بالبركة ما يحصل به التغذية
ويسلم عاقبته من الذى ،ويقوى على الطاعة .وقيل :في الحديث رد على
من كره لعق الصابع استقذارا لفم يحصل ذلك إذا فعله في أثناء الكل ،لنه
يعيدها في الطعام وعليها اثر ريقه ،وقال الخطابي :عاب قوما أفسد عقلهم
الترفه ،فزعموا أن لعق الصابع مستقبح كأنهم لم يعلموا أن الطعام الذي
علق بالصابع جزء من أجزاء ما أكلوه ،فأي قذارة فيه - 35 .المحاسن:
عن أبيه عن علي بن النعمان عن منصور بن حازم قال :سألت أبا عبد ال
عليه السلم عن الرجل يمسح وجهه بالمنديل قال :ل بأس به ) .(1بيان:
الظاهر أن المراد به المسح بعد وضوء الصلة - 36 .المحاسن :عن
الفضل بن المبارك عن الفضل بن يونس قال :لما تغدى عندي أبو الحسن
عليه السلم اتي بمنديل ليطرح على ثوبه ،فأبى أن يلقيه على ثوبه ).(2
- 37ومنه :عن أبيه عن عبد ال بن الفضل عن الفضل بن يونس قال:
أتاني أبو -الحسن عليه السلم فقال :هات طعامك فانهم يزعمون أنا ل
نأكل طعام الفجاءة ،فاتي بالطست فبدأ ثم قال :أدرها عن يسارك ول
تحملها إل مترعة ) .(3بيان :كأن المراد بطعام الفجأة الطعام الذي ورد
عليه النسان من غير تقدمة وتمهيد ،ودعوة سابقة ،قوله :فبدئ يمكن أن
يقرأ على بناء المجهول على وفق ما مر وقوله عن يسارك :مخالف لما
مر ،مع أن السند واحد ،ويمكن الحمل على
) (3 - 1المحاسن.430 - 429 :
][362
التخيير أو يكون اليسار بالنسبة إلى الخارج كما أن اليمين كان بالنسبة إلى الداخل
والظهر حمل هذا على الغسل الول وما مر على الغسل الثاني ،فقوله
فبدأ :هنا على بناء المعلوم ،وارتفع التنافي من جميع الوجوه- 37 .
المكارم :كان رسول ال صلى ال عليه وآله يغسل يديه من الطعام حتى
ينقيهما ،فل يوجد لما أكل ريح ،وكان عليه السلم إذا أكل الخبز واللحم
خاصة غسل يديه غسل جيدا ،ثم يمسح بفضل الماء الذي في يديه وجهه )
.(1بيان :قال المحقق الردبيلي رحمه ال :يمكن أن يكون غسل اليد
الواحدة المباشرة للطعام كافيا كما يشعر به بعض العبارات " غسل اليد "
يحتمل استحباب غسل الثنتين وإن لم تكن المباشرة إل واحدة انتهى ،وقال
شيخنا البهائي رحمه ال :واغسل يديك معا قبل الطعام وبعده وإن كان
أكلك بيد واحدة - 38 .المكارم :قال النبي صلى ال عليه وآله :من أراد أن
يكثر خيره فليتوضأ عند حضور طعامه .وعن الصادق عليه السلم قال:
من غسل يده قبل الطعام وبعده بورك له في أوله و آخره ،وعاش ما عاش
في سعة ،وعوفي من بلوى في جسده .وعنه عليه السلم قال :من غسل
يده قبل الطعام فل يمسحها بالمنديل ،فانه ل يزال البركة في الطعام مادامت
النداوة في اليد .وعنه عليه السلم قال :يبدأ أو ل رب المنزل ليغسل يده
ومن عن يمينه ،فإذا فرغ من الطعام يبدأ بمن عن يسار صاحب المنزل
لنه أولى بالصبر على الغمر ،و تمندل بعد ذلك .وعنه عليه السلم قال:
الوضوء قبل الطعام وبعده ينفيان الفقر كما ينفي الكير خبث الحديد ،وما
عاش في سعة وإن الملئكة تصلي على من يلعق أصبعه في آخر الطعام.
وروي عنه عليه السلم أنه يكره عند الطعام رفع الطست حتى يمتلئ
ويهراق .وقال :من أحب أن يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور الطعام
وبعده فانه
][363
من غسل يده عند الطعام وبعده عاش ما عاش في سعة ،وعوفي من بلوى في
جسده .وعنه عليه السلم قال :إذا توضأت بعد الطعام فامسح عينيك بفضل
ما في يديك فانه أمان من الرمد .وعن صفوان الجمال قال :كنا عند أبي
عبد ال عليه السلم فحضرت المائدة فأتى الخادم بالوضوء فناوله المنديل
فعافه ،ثم قال :منه غسلنا .وعنه عليه السلم قال :الوضوء قبل الطعام
وبعده ينفي الفقر ،ويزيد في الرزق ) .(1وفي كتاب مواليد الصادقين :كان
النبي صلى ال عليه وآله إذا فرغ من غسل اليد بعد الطعام مسح بفضل
الماء الذي في يده وجهه ،ثم يقول " :الحمد ل الذي هدانا وأطعمنا
وسقانا ،وكل بلء صالح أولنا " ) .(2بيان :قال الجوهري :قال أبو
عمرو :الكير كير الحداد ،وهو زق أو جلد غليظ ذو حافات وأما المبني من
الطين فهو الكور ،قوله عليه السلم " في آخر الطعام " أقول :في أكثر
النسخ في آخر اليوم ،فيمكن أن يكون التخصيص لن المطبوخ يؤكل غالبا
في آخر اليوم ،وغيره ل يحتاج إلى اللعق غالبا ،أو المعنى تصلى إلى آخر
اليوم ،وإن كان بعيدا " فعافه " أي كرهه قوله عليه السلم :منه غسلنا
كأن الضمير راجع إلى المنديل ،أي إنما غسلنا لملقاة اليد للمنديل
وأشباهه ،فل تمسح اليد شئ قبل الكل ،أو الضمير راجع إلى الندى "
ومن " تعليلية أي إنما غسلنا لتكون النداوة في اليد لجل البركة وفيه بعد
لفظا " ،وكل بلء صالح " أي نعمة حسنة " أولنا " أي أنعم علينا- 39 .
نوادر الراوندي :باسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلم قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من توضأ قبل الطعام عاش في سعة
وعوفي من بلوى في جسده ) .(3وبهذا السناد :قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :من سره أن يكثر خير بيته
) (1مكارم الخلق (2) .160 :مكارم الخلق (3) .162 :نوادر الراوندي .51
][364
) (1نوادر الراوندي (2) .46 :امالي الطوسى 2 :ر 203والموسوى هو جعفر بن
محمد العلوى (3) .مكارم الخلق.160 :
][365
وماذا تمسان ؟ فالولى به ان يغسلهما عند الطعام وإذا تناول شيئا فالولى أن
يغسلهما نفيا للوضرو الزهومة التي ربما تتلوثان به ،فيقول عليه السلم:
إن التنظف قبل الطعام ينفي الفقر ،لنه اجل الرزق الذي رزقه ال تعالى،
فتنظف له فكأن هذا الفعل منه مما يبارك فيه ،وبعده ينفي اللمم يعني
السوداء التي تعرض للنسان هل يده طاهرة ام ل ؟ وإذا غسلهما قطع
على النظافة والطهارة ،وسلمت ثيابه من الدنس والزهو مات ،والنسان
مشغول القلب بثيابه .وقوله عليه السلم :يصح البصر يجوز ان يكون
لمكان انتفاء الزهومات ،فهي مما تؤذى العين وكذلك كل ريح كريهة فان
العين تتأذى بها ،ولعل ذلك خاصية عرفها رسول ال صلى ال عليه وآله.
وفايدة الحديث المر بغسل اليدين قبل الطعام وبعده تنظفا وتطهرا ،وراوي
الحديث موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عليهم السلم عن النبي صلى
ال عليه وآله - 43 .الدعايم :عن النبي صلى ال عليه وآله انه امر بغسل
اليدين بعد الطعام من الغمر وقال :إن الشيطان يشمه .وعن علي عليه
السلم انه قال :بركة الطعام الوضوء قبله وبعده ،والشيطان مولع بالغمر،
فإذا أوى احدكم إلى فراشه فليغسل يديه من ريح الغمر .وعنه عليه السلم
انه كان يكره أن تغسل اليدي بشئ من الطعام ،ويقول :إن النعمة تنفر من
ذلك .وعن رسول ال صلى ال عليه وآله انه نهى ان يرفع الطست من بين
يدي القوم حتى يمتلئ .وعن جعفر بن محمد عليه السلم انه قال :رب
البيت يتوضأ آخر القوم ،يعني عليه السلم من غير عياله إذا حضر عنده
قوم من إخوانه ) - 44 .(1الشهاب والمكارم :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله اجمعوا وضوءكم جمع ال شملكم ) .(2الضوء :الوضوء اسم
للماء الذي يتوضأ به ،والوضوء المصدر ،ومنهم من يفتح
) (1دعائم السلم 2 :ر (2) .121مكارم الخلق.160 :
][366
الواو في المعنيين ،والشمل حاصل حال المرء المشتمل عليه ،يقال :جمع ال شملك
اي ما تفرق وتشتت منه ،وفرق شمله ،اي ما اجتمع من امره وحاله،
يقول إذا غسلتم ايديكم من طعام فأجمعوا ذلك الماء خلفا للمجوس ،فانهم
ل يفعلون ذلك ويزعمون ان ذلك يؤدي إلى العربدة والخلف بين القوم،
وروي عنه عليه السلم املؤا الطسوس وخالفوا المجوس ،يعني ان ذلك
اجمع للشمل وادل على الموافقة ثم هو خلف المجوس ،وجمع ال شملكم
دعاء ،وفائدة الحديث المر بجمع الماء الذي تغسل به اليدي في الطست،
والراوي أبو هريرة وتمامه " ل ترفعوا الطست حتى يطف اجمعوا " الخ
ويطف اي يكاد يمتلئ وطفاف المكوك وطفه وطففه ما مل اصباره ،وهذا
إناء طفان - 45 .الشهاب :قال النبي صلى ال عليه وآله :ل تمسح يدك
بثوب من ل تكسوه .الضوء :ظاهر هذا الحديث انه عليه السلم يقول :ل
تبتذل ثياب من ل تكسوه انت بمسح يدك بها ،وهذا مثل اي ل تتسخر
إنسانا في عمل من غير اجرة تقع في مقابلة ما قاساه من حق العمل،
فأخرجه بهذه العبارة ،وهي من أفصح الكنايات ،وقد رأيت من يفسره على
أن معناه ل تمس ثوب غيرك كما ينظر المستحسن للشئ ،فانه ربما يظن
أنك ترغب فيه ولعله ل تحتمل حاله أن يؤثرك به ،وهذا كما ترى وفايدة
الحديث النهي عن تسخر الناس وإيذانهم بالبيجار والسخرة ،ورواية أبو
بكرة انتهى .وأقول :ل ضرورة في صرفه عن ظاهره ،فانا نرى بعض
المتكبرين يمسحون بعد الطعام أيديهم بثياب خدمهم قبل الغسل ،وعلى
تقدير كون المراد ما ذكروه ففيه إشعار بقبح هذا الفعل أيضا - 46 .الكافي:
عن الحسين بن محمد عن المعلى عن أحمد بن أبي عبد ال عن بعض
رجاله عن إبراهيم بن عقبة يرفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال :مسح
الوجه بعد الوضوء يذهب بالكلف ويزيد في الرزق ).(1
][367
بيان :في القاموس الكلف محركة شئ يعلو الوجه كالسمسم ،ولون بين السواد
والحمرة ،وحمرة كدرة تعلوا الوجه ،وقال في الدروس :قال الصادق عليه
السلم :مسح الوجه بعد الوضوء يذهب بالكلف ،وهو شئ يعلو الوجه
كالسمسم أولون بين الحمرة والسواد - 47 .الكافي :عن علي بن محمد
رفعه عن المفضل قال :دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فشكوت إليه
الرمد فقال لي :أو تريد الطريف ؟ ثم قال لي :إذا غسلت يدك بعد الطعام،
فامسح حاجبيك ،وقل ثلث مرات " :الحمد ل المحسن المجمل المنعم
المفضل " قال :ففعلت فما رمدت عيني بعد ذلك ،والحمد ل رب العالمين )
.(1بيان " :أو تريد الطريف " أي حديثا طريفا لم تسمع مثله ،والطريف
الحديث من المال ،ويمكن أن يكون المعنى أو تريد بالرمد الطريف من
الطرفة بالفتح وهو نقطة حمراء من الدم تحدث في العين ،لكنه بعيد لفظا
ومعنى - 48 .المحاسن :عن النوفلي باسناده قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :صاحب الرحل يشرب أول القوم ،ويتوضأ آخرهم ) .(2بيان" :
صاحب الرحل " أي صاحب المنزل " يشرب أول القوم " أي الضياف
كما أنه يبدأ بالكل لئل يحتشموا ول ينافي ما سيأتي أن ساقي القوم آخرهم
شربا فانه فرق بين صاحب الرحل والساقي ،ويمكن أن يحمل الخير على
عطش القوم ،والوضوء غسل اليد قبل الطعام ،وقيل :أي صاحب الماء
مقدم على القوم في الشرب لكن وضوؤه بعد شربهم ،لن الشرب مقدم
على الوضوء ،ول يخفى ما فيه * 11 .باب * )التسمية والتحميد والدعاء
عند الكل( * - 1مجالس الصدوق :عن الحسين بن إبراهيم بن ناتانة عن
علي بن إبراهيم
][368
) (1امالي الصدوق (2) .179 :ثواب العمال (3) .219 :المحاسن(4) .434 :
قرب السناد (5) .60 :علل الشرايع 15ر 34في حديث.
][369
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :الطعام إذا جمع أربع خصال فقدتم :إذا كان
من حلل ،وكثرت اليدي عليه ،وسمي ال تبارك وتعالى في أوله ،وحمد
في آخره ) - 5 .(1المحاسن :عن أبيه عن محمد بن سنان عن العل بن
الفضيل عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إذا توضأ أحدكم ولم يسم ،كان
للشيطان في وضوئه شرك ،وإن أكل أو شرب أو لبس ،وكل شئ صنعه
ينبغى أن يسمى عليه فان لم يفعل كان للشيطان فيه شرك ) - 6 .(2ومنه:
عن أبيه عن فضالة عن داود بن فرقد رفعه إلى أمير المؤمنين عليه
السلم أنه قال :ضمنت لمن سمى ال تعالى على طعامه أن ل يشتكى منه
فقال ابن الكوا :يا أمير المؤمنين :لقد أكلت البارحة طعاما فسميت عليه
فأذاني ،فقال أمير المؤمنين عليه السلم :أكلت ألوانا فسميت على بعضها
ولم تسم على كل لون يالكع ) - 7 .(3ومنه :عن الحسن بن علي بن فضال
عن داود بن فرقد أظنه عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال أمير
المؤمنين عليه السلم :ضمنت ...وذكر مثله إل أنه قال :ولم تسم على
بعضها يالكع ) .(4المكارم :مرسل عن أمير المؤمنين عليه السلم مثله )
.(5الدعايم :عنه عليه السلم مثله إلى قوله :ولم تسم على بعض يالكع،
قال :كذلك وال يا أمير المؤمنين ) .(6توضيح :في القاموس شكا أمره إلى
ال شكوى وينون ،وشكاة وشكاوة وشكية وشكاية بالكسر ،وتشكى
واشتكى ) ،(7والشكو والشكوى والشكاة والشكاء المرض ،و
) (1معاني الخبار 375الخصال (2) .216المحاسن (3) .433 :المحاسن.430 :
) (4المحاسن (5) .437مكارم الخلق (6) .164دعائم السلم 2ر
(7) .118وزاد بعده :وتشاكوا :شكا بعضهم إلى بعض ،والشكو الخ.
][370
قال :اللكع كصرد اللئيم ،والعبد ،والحمق ،ومن ل يتجه لمنطق ول غيره- 8 .
المحاسن :عن أبيه عن حماد بن عيسى عن مسمع أبي سيار قال :قلت
لبي عبد ال عليه السلم :إني أتخم قال :سم ،قلت :قد سميت ،قال :فلعلك
تأكل ألوان الطعام ،قلت :نعم قال :فتسمي على كل لون ؟ قلت :ل قال :من
ههنا تتخم ) .(1بيان :في القاموس طعام وخيم غير موافق ،وقد وخم
ككرم ،وتوخمه واستوخمه لم يستمرئه ،والتخمة كهمزة الداء يصيبك منه
وتخم كضرب وعلم اتخم وأتخمه الطعام - 9 .المحاسن :عن الوشاء عن
أبي اسامة عن أبي خديجة عن أبى عبد ال عليه السلم قال :إن أبي أتاه
أخوه عبد ال بن علي يستأذن لعمرو بن عبيد وواصل وبشير الرحال فأذن
لهم ،فلما جلسوا قال :ما من شئ إل وله حد ينتهي إليه فجئ بالخوان
فوضع فقالوا فيما بينهم قدو ال استمكنا منه ،فقالوا له :يا جعفر هذا
الخوان من الشئ هو ؟ قال :نعم قالوا :فما حده ؟ قال :إذا وضع قيل :بسم
ال ،وإذا رفع قيل الحمد ل ) - 10 .(2الكافي :عن علي بن محمد عن
صالح بن أبي حماد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة مثله
وزاد في آخره :ويأكل كل إنسان مما بين يديه ،ول يتناول من قدام الخر
شيئا ) .(3بيان :استمكنا منه أي قدرنا وتمكنا من العتراض عليه
وتعجيزه ،في القاموس مكنه من الشئ وأمكنه فتمكن واستمكن .وأقول:
إن هؤلء الثلثة كانوا من مشاهير علماء العامة - 11 .المحاسن :عن أبيه
عن عبد ال بن الفضل عن الفضل بن يونس قال :قلت لبي الحسن عليه
السلم وسمعته يقول -وقد اتينا بالطعام :الحمد ل الذي جعل لكل شئ
حدا ،قلنا :ما حد هذا الطعام إذا وضع وما حده إذا رفع ؟ فقال :حده إذا
وضع أن يسمى عليه ،وإذا رفع يحمد ال عليه ).(4
) 1و (2المحاسن 430و (3) .431الكافي 6ر (4) .292المحاسن .431
][371
بيان :قلنا تأكيد لقوله :قلت - 12 .المحاسن :عن أبيه عمن ذكره عن أبى الحسن
موسى عليه السلم قال :في وصية رسول ال صلى ال عليه وآله لعلى
عليه السلم :يا علي إذا أكلت فقل :بسم ال ،وإذا فرغت فقل :الحمد ل،
فان حافظيك ل يبرحان يكتبان لك الحسنات حتى تبعده عنك ) .(1المكارم:
قال :النبي صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم وذكر مثله ) .(2بيان:
يقال :ل أبرح أفعل ذلك ،اي ل أزال أفعله ،وفي المكارم :ل يستريحان وما
في المحاسن أحسن " ،حتى تبعده " الضمير للطعام بمعونة المقام،
والمراد رفع الخوان أو دفعه بالتغوط ،أي مادام في جوفه ،وفي المكارم "
حتى تنبذه عنك " أي ترميه وتطرحه ،فالمعنى الخير فيه أظهر- 13 .
المحاسن :عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا وضعت المائدة حفها
أربعة أملك ،فإذا قال العبد :بسم ال قالت الملئكة :بارك ال لكم في
طعامكم ،ثم يقولون للشيطان :اخرج يا فاسق ل سلطان لك عليهم ،فإذا
فرغوا وقالوا الحمد ل رب العالمين ،قالت الملئكة :قوم أنعم ال عليهم
فأدوا شكر ربهم ،فإذا لم يسم قالت الملئكة للشيطان :ادن يا فاسق فكل
معهم ،وإذا رفعت المائدة ولم يذكر اسم ال قالت الملئكة قوم أنعم ال
عليهم فنسوا ربهم ) .(3المكارم :عنه عليه السلم مثله ) .(4تبيين :اعلم
أن جمع الملك على الملك غير معروف ،بل يجمع على الملئكة والملئك،
واختلف في اشتقاقه فذهب الكثر إلى أنه من اللوكة ،وهي الرسالة ،وقال
الخليل :اللوك الرسالة ،وهي المألكة والمألكة على مفعلة ،فالملئكة على
هذا وزنها معافلة ،لنها مقلوبة جمع ملك في معنى مألك فوزن ملك
معفل مقلوب مألك ،ومن
) (1المحاسن (2) .431 :مكارم الخلق (3) .164 :المحاسن (4) .432مكارم
الخلق.164 :
][372
العرب من يستعمله مهموزا على أصله ،والجمهور منهم على إلقاء حركة الهمزة
على اللم وحذفها ،فيقال :ملك وذهب أبو عبيدة إلى أن أصله من لك إذا
أرسل فملك مفعل ،وملئكة مفاعلة غير مقلوبة ،والميم على الوجهين
زائدة ،وذهب ابن كيسان إلى أنه من الملك وأن وزن ملك فعال مثل سمأل
وملئكة فعائلة فالميم أصلية والهمزة زائدة ،فعلي هذا ل يبعد جمعه على
أملك وإن لم ينقل - 14 .المحاسن :عن أبي أيوب المدايني عن ابن أبي
عمير عن حسين بن المختار عن رجل عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
إذا أكلت الطعام فقل :بسم ال في أوله وآخره ،فان العبد إذا سمى في
طعامه قبل أن يأكل ،لم يأكل معه الشيطان ،وإذا لم يسم أكل معه الشيطان،
وإذا سمى بعد ما يأكل وأكل الشيطان منه تقيأ ماكان أكل ) .(1بيان :رواه
في الكافي ) (2عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن
الحسين ابن عثمان ،وكلهما هنا محتمل وقوله في أوله ،الظرف للقول أي
يسم في الوقتين أو بمتعلق الظرف في التسمية فيكون جزءا منها- 15 .
المحاسن :عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن مروان عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :إذا وضع الغداء والعشاء فقل بسم ال ،فان الشيطان
يقول لصحابه :اخرجوا ،فليس هاهنا عشاء ول مبيت ،وإن هو نسي أن
يسمي ،قال لصحابه :تعالوا فان لكم هناك عشاء ومبيتا ،قال :ورواه
محمد بن سنان عن العلء بن الفضيل عن أبي عبد ال عليه السلم مثله.
قال :ورواه أيضا محمد بن سنان عن حماد بن عثمان عن ربعي بن عبد
ال عن الفضيل عن أبي عبد ال عليه السلم مثله وزاد فيه وقال :إذا
توضأ أحدكم ولم يسم كان للشيطان في وضوئه شرك ،وإن أكل أو شرب
أو لبس ،وكل شئ صنعه ينبغي أن يسمي عليه ،فان لم يفعل كان للشيطان
فيه شرك ،قال :ورواه محمد بن عيسى عن العلء عن الفضيل عن أبي
عبد ال عليه السلم مثله ).(3
][373
- 16المحاسن :عن ابن فضال عن أبي جميلة عن زيد الشحام عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :إذا توضأ أحدكم أو أكل أو شرب أو لبس لباسا ينبغي أن
يسمي عليه فان لم يفعا كان للشيطان فيه شرك ) - 17 .(1ومنه :عن أبيه
عن ابن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :إذا وضع الخوان فقل :بسم ال ،وإذا أكلت فقل :بسم ال
في أوله وآخره ،وإذا رفع الخوان فقل :الحمد ل ) - 18 .(2ومنه :عن
محمد بن عبد ال بن عمرو المتطبب عن أبي يحيى الصنعاني عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :كان علي بن الحسين عليه السلم إذا وضع الطام بين
يديه قال " :اللهم هذا من منك وفضلك وعطائك ،فبارك لنا فيه ،وسوء
غناه ،وارزقنا خلفا إذا أكلناه ورب محتاج ،إليه رزقت وأحسنت ،اللهم
اجعلنا لك من الشاكرين ،وإذا رفع الخوان قال " :الحمد ل الذي حملنا في
البر والبحر ،ورزقنا من الطيبات ،وفضلنا على كثير من خلقه -أو ممن
خلق -تفضيل ) .(3بيان " :وسوء غناء " أي سهل دخوله في خلقنا من
غير غصة ،أو اجعله جايزا لنا كناية عن عدم المحاسبة .وفي المصباح:
ساغ يسوغ سوغا من باب قال :سهل مدخله في الحلق ،وأسغته إساغة
جعلته سائغا ويتعدى بنفسه في لغة ،وسوغته أي أبحته ،قوله " :ورب
محتاج إليه " أي رب شئ وهو محتاج إليه رزقتنا ،أو الضمير راجع إلى
الطعام الحاضر أي رب شخص محتاج إلى هذا الطعام فل يجده فيكون "
رزقت " كلما مستأنفا ،ولعله اظهر قوله " :أو ممن خلق " الترديد من
الراوي ،بدل من قوله " :من خلقه " وهو اوفق بالية - 19 .المحاسن:
عن ابن فضال عن عبد ال بن سنان عن أبيه قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :يا سنان من قدم إليه طعام فأكله فقال " :الحمد ل الذي رزقنيه بل
حول مني ول قوة مني " غفر له قبل أن يقوم ،أو قال :قبل أن يرفع طعامه
).(4
][374
) (1المحاسن (2) .435 :المصدر (3) .434 :الكافي 6 :ر (7 - 4) .293
المحاسن.434 :
][375
- 24ومنه :عن أبيه عمن حدثه عن عبد ال العزرمي عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :من ذكر اسم ال على طعام أو
شراب في أوله وحمد ال في آخره ،لم يسئل عن نعيم ذلك الطعام أبدا ).(1
- 25ومنه :عن ابن فضال عن ابن القداح عن أبى عبد ال عليه السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :الطاعم الشاكر أفضل من الصائم
الصامت ) - 26 .(2ومنه :عن محمد بن علي عن أبي جميلة عن جابر بن
يزيد عن أبى جعفر عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
إن المؤمن يشبع من الطعام والشراب فيحمد ال فيعطيه ال من الجر ما ل
يعطي الصايم ،إن ال شاكر عليم يحب أن يحمد ) - 27 .(3ومنه :عن
موسى بن القاسم عن صفوان عن كليب الصيداوي عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :إن الرجل إذا أراد أن يطعم طعاما فأهوى بيده وقال " :بسم ال
والحمد ل رب العالمين " غفر ال له قبل أن تصير اللقمة إلى فيه ).(4
- 28ومنه :عن محمد بن علي عن سليمان بن سفيان عن موسى العطار
عن جعفر بن عثمان الرواسي عن سماعة قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :يا سماعة أكل وحمدا ل أكل وصمتا ) .(5بيان :أي تأكل أكل
وتحمد حمدا ،أو تجمع أكل وحمدا - 29 .المحاسن :عن يعقوب بن يزيد
عن أحمد بن الحسن الميثمي رفعه قال :كان رسول ال صلى ال عليه
وآله إذا وضعت المائدة بين يديه قال " :سبحانك اللهم ما أحسن ما ثبت لنا
سبحانك ما أكثر ما تعطينا ،سبحانك ما أكثر ما تعافينا اللهم أوسع علينا
وعلى فقراء المسلمين " ) .(6بيان :رواه في الكافي ) (7عن العدة عن
سهل عن يعقوب وفيه " ما أحسن ما تبتلينا " أي ما ابتليتنا فالبتلء
بمعنى النعام أو الختبار بالنعمة أو بالبلية ،وفي آخره
][376
" وعلى فقراء المؤمنين والمسلمين " وفي بعض النسخ " وعلى فقراء المؤمنين
والمؤمنات والمسلمين والمسلمات " - 30 .المحاسن :عن أبيه عن
صفوان عن معاوية بن وهب عن أبي حمزة عن على ابن الحسين عليه
السلم أنه كان إذا طعم قال " :الحمد ل الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وأيدنا
وآوانا وانعم علينا وأفضل ،الحمد ل الذي يطعم ول يطعم ) .(1المكارم:
مرسل مثله ) .(2بيان " :إذا طعم " من باب تعب ،وفي بعض النسخ على
بناء الفعال ،فيحتمل المجهول والمعلوم ،اي اطعم الناس " ول يطعم "
ايضا يحتمل المعلوم كيعلم والمجهول والثاني اظهر - 31 .المحاسن :عن
إسماعيل بن مهران عن ايمن بن محرز عن ابي حمزة ومحمد ابن علي
عن احمد بن الحسن الميثمي عن إبراهيم بن مهزم عن رجل عن ابي جعفر
عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه وآله إذا رفعت المائدة قال:
" اللهم اكثرت واطبت فباركه ،واشبعت وارويت فهنئه ،الحمد ل الذي
يطعم ول يطعم " ) - 32 .(3ومنه :عن بعض اصحابه عن علي بن اسباط
عن عمه يعقوب أو غيره رفعه قال :كان امير المؤمنين عليه السلم يقول:
" اللهم إن هذا من عطائك فبارك لنا فيه وسو غناه ،واخلف لنا خلفا لما
اكلناه أو شربناه من غير حول منا ول قوة رزقت فأحسنت ،فلك الحمد،
رب اجعلنا من الشاكرين " وإذا فرغ قال " :الحمد ل الذي كفانا وكرمنا
وحملنا في البر والبحر ،ورزقنا من الطيبات ،وفضلنا على كثير ممن خلق
تفضيل ،الحمد ل الذي كفانا المؤنة وأسبع علينا " ) .(4بيان " :من غير
حول " يمكن تعلقه بما قبله وبما بعده ،والحول الحيلة والقدرة على
التصرف في المور ،وفي الخبر " ل حول عن المعصية ول قوة على
الطاعة
) (1المحاسن (2) .435 :مكارم الخلق 3) .165 :و (4المحاسن.436 :
][377
إل بال ،والمؤنة الثقل ،ومان القوم احتمل مؤنتهم اي قوتهم وقد ل يهمز ،فالفعل
مانهم ،واسبغ ال عليه النعمة اتمها - 33 .المحاسن :عن ابيه عن حماد
بن عيسى عن الحسين بن المختار عن ابي بصير قال :تغديت مع ابي
جعفر عليه السلم فلما وضعت المائدة قال " :بسم ال " فلما فرغ قال" :
الحمد ل الذي اطعمنا وسقانا ،ورزقنا وعافانا ،ومن علينا بمحمد صلى ال
عليه وآله وجعلنا من المسلمين " ) - 34 .(1ومنه :عن ابيه عن ابن ابي
عمير عن هشام بن سالم عن ابى عبد ال عليه السلم قال :قال :الحمد ل
الذي اشبعنا في جائعين ،وأروانا في ظمآنين ،وكسانا في عارين ،وآوانا
في ضاحين ،وحملنا في راجلين ،وآمننا في خائفين ،واخدمنا في عانين،
قال :وروي بعضهم :واظلنا في ضاحين ) .(2الكافي :عن علي بن إبراهيم
عن ابيه عن ابن ابي عمير عن هشام بن سالم عن ابي عبد ال عليه
السلم قال :كان ابي عليه السلم إذا طعم يقول :وذكر مثله ) (3إل ان فيه
" في ظامئين " وليس فيه كسانا ول اظلنا ،وقال الشيخ البهائي رحمه
ال " :في ضاحين " بالضاد المعجمة والحاء المهملة اي اسكننا في
المساكين بين جماعة ضاحين اي ليس بينهم وبين ضحوة الشمس ستر
يحفظهم من حرها " واخدمنا في عانين " اي جعل لنا من يخدمنا ونحن
بين جماعة عانين ،من العناء وهو التعب والمشقة انتهى ،وفي الصحاح:
ضحيت الشمس ضحاء إذا برزت لها وضحيت بالفتح مثله ،وفي النهاية:
العاني :السير ،وكل من ذل واستكان وخضع فقد عنا يعنو وهو عان35 .
-المحاسن :عن القاسم بن يحيى عن جده عن ابن بكير قال :كنا عند أبي
عبد ال عليه السلم فأطعمنا ثم رفعنا أيدينا فقلنا :الحمد ل ،فقال أبو عبد
ال عليه السلم ،ذامنك اللهم وبمحمد رسولك ،اللهم لك الحمد ،اللهم لك
الحمد ،صل على محمد وأهل بيته ).(4
][378
الكافي :عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن القاسم عن جده الحسن عن ابن
بكير مثله إلى قوله :اللهم ذامنك إلى قوله اللهم لك الحمد مرة ،وفي أكثر
النسخ مكان وأهل بيته وآل محمد ) - 36 .(1المحاسن :عن ابي أبي
نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم عن أبى -جعفر عليه
السلم قال :كان سلمان إذا رفع يده من الطعام قال :اللهم أكثرت وأطبت
فزد وأشبعت وأرويت فهنئه ) - 37 .(2ومنه :عن ابن فضال عن ابن بكير
عن عبيد بن زرارة قال :أكلت مع أبي عبد ال عليه السلم طعاما فما
احصي كم مرة قال :الحمد ل الذي جعلني أشتهيه ) - 38 .(3ومنه :عن
محمد بن علي عن عبيس بن هشام عن الحسين بن أحمد المنقري عن
يونس بن ظبيان قال :كنت مع أبي عبد ال عليه السلم فحضر وقت
العشاء ،فذهبت أقوم ،فقال :أجلس يا أبا عبد ال ،فجلست حتى وضع
الخوان ،فسمي حين وضع الخوان فلما فرغ قال :الحمد ل اللهم هذا منك
ومن محمد صلى ال عليه وآله ) - 39 .(4ومنه :عن أبيه عن محمد بن
عيسى عن مسمع بن عبد الملك قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :إنى
أتخم ،فقال :أتسمي ؟ قلت :إنى قد سميت ،فقال :لعلك تأكل ألوانا ؟ فقلت:
نعم ،فقال :تسمي على كل لون ؟ قلت :ل ،قال :فمن ثم تتخم )- 40 .(5
ومنه :عن أبي طالب البصري عن مسمع قال :شكوت إلى أبي عبد ال
عليه السلم ما ألقى من أذى الطعام ،إذا أكلت ،فقال :لم لم تسم ؟ قلت :إنى
لسمي وإنه ليضرني ،فقال :إذا قطعت التسمية بالكلم ثم عدت إلى الطعام
تسمي ؟ قلت :ل ،قال :فمن هاهنا يضرك ،أما لو كنت إذا عدت إلى الطعام
سميت ما ضرك ) - 41 .(6ومنه :عن ابن فضال عن عبد ال الرجاني
عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم
][379
قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :ما أتخمت قط فقيل له :ولم ؟ قال ما رفعت
لقمة إلى فمي إل ذكرت اسم ال عليها ) .(1ومنه :عن بعض أصحابنا عن
الصم عن الرجاني مثله ،وفيه قيل :كيف لم تتخم ) - 42 .(2ومنه :عن
يعقوب بن يزيد عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبي مريم النصاري عن
الصبغ قال :دخلت على أمير المؤمنين عليه السلم وبين يديه شواء
فدعاني وقال :هلم إلى هذا الشواء ؟ فقلت :أنا إذا أكلت ضرني فقال :أل
اعلمك كلمات تقولهن ،وأنا ضامن لك أن ل يؤذيك طعام ،قل " اللهم إنى
أسألك باسمك خير السماء ملء الرض والسماء الرحمن الرحيم الذي ل
يضر معه داء " فل يضرك أبدا ) .(3بيان :في القاموس :شوى اللحم شيئا
فاشتوى وانشوى ،وهو الشواء بالكسر والضم انتهى " ملء الرض "
الملء بالكسر اسم ما يأخذه الناء إذا امتل ،ذكره الجوهري وفي النهاية "
لك الحمد ملء السماوات والرض " هذا تمثيل لن الكلم ل يسع الماكن،
والمراد به كثرة العدد ،يقول :لو قدر أن تكون كلمات الحمد أجساما لبلغت
من كثرتها أن تمل السماوات والرض ،ويجوز أن يكون يراد به تفخيم
شأن كلمة الحمد ويجوز أن يريد بها أجرها وثوابها انتهى ويجوز الجر
والنصب هنا ،والرحمن الرحيم إما بدلن من السم ،أو صفتان على
المجاز :إجراء لصفة المسمى على السم - 43 .المحاسن :عن بعض
أصحابه رفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم قال :شكوت إليه التخم ،فقال:
إذا فرغت فامسح يدك على بطنك وقل :اللهم هنئنيه اللهم سوغينه ،اللهم
أمرئنيه ) - 44 .(4ومنه :عن محمد بن عيسى عن صفوان عن داود بن
فرقد قال :قلت لبي -عبد ال عليه السلم :كيف اسمي على الطعام ؟
فقال :إذا اختلفت النية فسم على كل إناء) * ،هامش( ) (4 - 1المحاسن
.439
][380
قلت :فان نسيت أن اسمي ؟ فقال :تقول :بسم ال في أوله وآخره ،قال :ورواه أبي
عن فضالة عن داود بن فرقد ) .(1الكافي :عن أبي علي الشعري عن
محمد بن عبد الجبار عن صفوان مثله إلى قوله :بسم ال على أوله وآخره
) - 45 .(2المحاسن :عن ابن محبوب عن عبد الرحمان ابن الحجاج قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :إذا حضرت المائدة وسمى رجل منهم
أجزأ عنهم اجمعين ) - 46 .(3الطب :عن محمد بن جعفر البرسي عن
محمد بن يحيى الرمني عن محمد بن سنان عن يونس بن ظبيان عن جابر
عن أبى جعفر عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :من أراد
أن ل يضره طعام فل يأكل حتى يجوع ،فإذا أكل فليقل :بسم ال وبال،
وليجد المضغ ،وليكف عن الطعام وهو يشتهيه وليدعه وهو يحتاج إليه )
- 47 .(4المكارم :قال :كان النبي صلى ال عليه وآله إذا وضعت المائدة
بين يديه قال :بسم ال اللهم اجعلها نعمة مشكورة تصل بها نعمة الجنة،
وكان صلى ال عليه وآله إذا وضع يده في الطعام قال :بسم ال بارك لنا
فيما رزقتنا ،وعليك خلفه ) .(5وروي عن الصادق عليه السلم أن من
نسي التسمية على كل لون فليقل :بسم ال على أوله وآخره .وعن الصادق
عليه السلم :ما اتخمت قط وذلك لني لم أبدأ بطعام إل قلت :بسم ال ولم
أفرغ منه إل قلت :الحمد ل ،وقال :إن البطن إذا شبع طغى .وعن أمير
المؤمنين عليه السلم قال لبنه الحسن عليه السلم :يا بني ل تطعمن لقمة
من حار ول بارد ول تشربن شربة وجرعة إل وأنت تقول قبل أن تأكله:
اللهم إني أسألك في أكلي وشربي السلمة من وعكه ،والقوة به على
طاعتك ; وذكرك وشكرك فيما بقيته في بدني ،وأن تشجعني بقوتها على
عبادتك ،وأن تلهمني حسن التحرز
) (3 - 1المحاسن (2) .439 :الكافي 6 :ر (4) .295طب الئمة (5) .60 :مكارم
الخلق.27 :
][381
من معصيتك " فانك إن فعلت ذلك أمنت وعثه وغائلته .وكان رسول ال صلى ال
عليه وآله إذا وضعت المائدة بين يديه قال :اللهم اجعلها نعمة مشكورة
تصل بها نعمة الجنة ،وكان صلى ال عليه وآله إذا وضع يده في الطعام
قال " :بسم ال بارك لنا فيما رزقتنا وعليك خلفه " .وعن الباقر عليه
السلم قال :كان سليمان إذا رفع يده من الطعام يقول :اللهم أكثرت وأطيبت
فزد ،وأشبعت وأرويت فهنئه .وعن الصادق عليه السلم أنه أكل فقال" :
الحمد ل الذي أطعمنا في جائعين ،وسقانا في ظمآنين ،وكسانا في عارين،
وهدانا في ضالين ،وحملنا في راجلين ،وآوانا في ضاحين وأخدمنا في
عانين ،وفضلنا على كثير من العالمين " .وقال النبي صلى ال عليه وآله:
إذا رفعت المائدة فقل :الحمد ل رب العالمين اللهم اجعلها نعمة مشكورة.
ومن كتاب النجاة :الدعاء عند الطعام " الحمد ل الذي يطعم ول يطعم،
ويجير ول يجاز عليه ،ويستغني ويفتقر إليه ،اللهم لك الحمد على ما رزقنا
من طعام وادام في يسر وعافية من غير كد مني ول مشقة ،بسم ال خير
السماء ،رب الرض والسماء ،بسم ال الذي ل يضر مع اسمه داء ،بسم
ال الذي ل يضر مع اسمه شئ وهو السميع العليم اللهم أسعدني في
مطعمي هذا بخيره ،وأعذني من شره ،وأمتعني بنفعه ،وسلمني من ضره
" والدعاء عند الفراغ منه " الحمد ل الذي أطعمني فأشبعني وسقاني
فأروانى ،وصاننى وحمانى ،الحمد ل الذي عرفني البركة واليمن بما
أصبته وتركته منه ،اللهم اجعله هنيئا مريئا ،ل وبيا ول دويا وأبقنى بعده
سويا قايما بشكرك ،محافظا على طاعتك ،وارزقني رزقا دارا ،وأعشني
عيشا قارا ،واجعلني ناسكا بارا ،واجعل ما يتلقاني في المعاد مبهجا سارا
برحمتك يا أرحم الراحمين " ) .(1توضيح :في القاموس الوعك أذى
الحمى أو وجعها ومغثها في البدن ،وألم من شدة التعب ،وفي المصباح:
الوعث الطريق الشاق المسلك ثم استعير لكل أمر شاق
][382
من تعب واثم وغير ذلك ،وفساد المر واختلطه ،وقال :الغائلة الفساد والشر ،وفي
القاموس سعد يومنا كنفع يمن ،والسعادة خلف الشقاوة ،وقد سعد كعلم
وعني فهو سعيد ومسعود ،وأسعده ال فهو مسعود ،ول يقال :مسعد
وأسعده أعانه ،وقال :أمتعه ال بكذا أبقاه وأنشأه إلى أن ينتهى شبابه
كمتعه ،وبماله تمتع ،والتمتيع :التطويل والتعمير " .بما أصبته " أي
أكلته ،وفي النهاية كل أمر يأتيك من غير تعب فهو هنئ ،وأصله بالهمزة
وقد يخفف ،وقال فيه :مريئا يقال :مرأني الطعام وأمر أني إذا لم يثقل على
المعدة وانحدر عنها طيبا ،وقال :الوباء بالقصر والمد والهمز الطاعون
والمرض العام ،وقد أو بأت الرض فهي موبئة ووبئت فهى وبيئة ،وقد
يترك الهمز وقال في حديث على " إلى مرعى وبي ومشرب دوي " أي
فيه داء وهو منسوب إلى دوى من دوي بالكسر يدوي انتهى .أقول :في
أكثر النسخ هنا ترك الهمز في الجميع وفي بعض النسخ في هنيئا ووبيئا
الهمز ،والسوى المستوي الخلقة والصحيح من المرض كقوله تعالى" :
أن ل تكلم الناس ثلث ليال سويا " أي من غير علة من خرس وغيره:
قوله عليه السلم " :رزقا دارا " أي يتجدد شيئا فشيئا ،من قولهم :در
اللبن إذا زاد وكثر جريانه من الضرع ،وأعشني العيش الحياة يقال :أعاشه
وعيشه ،والعيش القار فيه ثلثة وجوه :الول أن يكون مستقرا دائما غير
منقطع .الثاني أن يكون واصل إلى حال قراري في بلدي فل أحتاج في
تحصيله إلى السفر والنتقال من بلد إلى بلد الثالث .أن يراد به العيش في
السرور والبتهاج أي قارا لعيني ،وكأن في بعض الوجوه النسب أن يراد
بالعيش ما يتعيش به ،والناسك العابد ،والبار المتوسع في الخير والحسان
ل سيما إلى الوالدين والقارب وذوي الحقوق ،وبهج كمنع وأبهج أفرح
وسر ،والبتهاج السرور - 48 .الكشي :عن محمد بن قولويه عن محمد
بن بندار عن البرقي عن ابيه عن ؟ بن النضر عن عباد بن بشير عن ثوير
بن أبى فاختة قال :دخلت مع عمر بن ذر القاضي على
][383
أبي جعفر عليه السلم فدعا بالطعام ،فقال :الحمد ل الذي جعل لكل شئ حدا ينتهى
إليه حتى أن لهذا الخوان حدا ينتهي إليه ،فقال ابن ذر :وما حده ؟ قال :إذا
وضع ذكر اسم ال ،وإذا رفع حمد ال ) - 49 .(1نوادر الراوندي :باسناده
عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلم قال :كان رسول ال صلى ال
عليه وآله إذا أكل عند القوم قال :أفطر عندكم الصائمون ،وأكل طعامكم
البرار ،وصلت عليكم الملئكة الخيار ،فمضت السنة هكذا ) .(2وكان
الصادق عليه السلم إذا قدم إليه الطعام يقول :بسم ال وبال ،وهذا من
فضل ال ،وبركة رسول ال وآل رسول ال ،اللهم كما أشبعتنا فأشبع كل
مؤمن ومؤمنة ،وبارك لنا في طعامنا وشرابنا ،وأجسادنا وأموالنا ).(3
بيان :روى في الكافي ) (4الخبر الول عن علي عن أبيه عن النوفلي عن
السكوني عن أبى عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال إذا طعم عند
أهل بيت قال لهم " :طعم عندكم " إلى " الخيار " .وأقول :يحتمل الدعاء
والخبار لتطييب قلب صاحب البيت والخير أظهر - 50 .الدعايم :عن
جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله
قال :ما من رجل يجمع عياله ثم يضع طعامه فيسمي ويسمون ال في أول
طعامهم ويحمدونه عزوجل في آخره فترفع المائدة حتى يغفر لهم .وعن
علي عليه السلم أنه قال :إذا سمي ال على أول الطعام ،وحمد على آخره،
وغسلت اليدي قبله وبعده ،وكثرت اليدي عليه ،وكان من الحلل ،فقد
تمت بركته .وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال :إذا وضع الطعام
فسموا ،فان الشيطان
) (1رجال الكشى 319في حديث (2) ،نوادر الراوندي ،35إلى قوله ]الخيار[) .
(3لم نجده في المصدر المطبوع (4) .الكافي 6ر .294
][384
يقول لصحابه :اخرجوا فليس لكم فيه نصيب ،ومن لم يسم على طعامه كان
للشيطان معه فيه نصيب ،ومن قال إذا أصبح :أبتدئ في يومي هذا بين
يدى نسياني وعجلتي ببسم ال ،أجزأه على ما نسي من طعام أو شراب )
- 51 .(1الفردوس :عن النبي صلى ال عليه وآله :إذا أكلت طعاما أو
شربت شرابا فقل " :بسم ال وبال الذي ل يضر مع اسمه شئ في الرض
ول في السماء ،يا حي يا قيوم " لم يصبك منه داء ولو كان فيه سم- 52 .
كنز الفوائد للكراجكى :عن أبى عبد ال عليه السلم أن أبا حنيفة أكل معه
فلما رفع الصادق عليه السلم يده عن أكله ،قال :الحمد ل رب العالمين
اللهم إن هذا منك ومن رسولك صلى ال عليه وآله ،فقال أبو حنيفة :يا أبا
عبد ال أجعلت مع ال شريكا ؟ فقال له :ويلك ان ال يقول في كتابه" :
وما نقموا إل أن أغنيهم ال ورسوله من فضله " ويقول في موضع آخر:
" ولو أنهم رضوا ما آتيهم ال ورسوله وقالوا حسبنا ال سيؤتينا ال من
فضله ورسوله " فقال أبو حنيفة :وال لكأني ما قرأتهما قط )- 53 .(2
المكارم :من كتاب زهد أمير المؤمنين عليه السلم عن أبيه عن آبائه عن
أمير -المؤمنين عليهم السلم قال :أكثروا ذكر ال على الطعام ،ول
تطغوا ،فانها نعمة من نعم ال ،ورزق من رزقه ،يجب عليكم فيه شكره
وحمده ،أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها ،فانها تزول وتشهد على صاحبها
بما عمل فيها ،من رضي من ال باليسير من الرزق ،رضي ال عنه بالقليل
من العمل ،الخبر ) 12 .(1باب * )منع الكل باليسار ومتكئا وعلى الجناية
وماشيا( * - 1الخصال :عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن
أبي القاسم عن محمد بن
) (1دعائم السلم 2ر (2) .117 - 118كنز الفوائد 196في حديث واليتان في
سورة براءة 74و (3) .59مكارم الخلق.170 :
][385
) (1الخصال (2) .505 :امالي الصدوق 253 :في حديث طويل ورواه في الفقيه 4
ر 11 - 2واما في الخصال فلم يورد فيه مناهى النبي صلى ال عليه
وآله (3) .قرب السناد (4) .173المحاسن.457 :
][386
- 5ومنه :عن الوشاء عن ابان الحمر عن زيد الشحام عن ابى عبد ال عليه
السلم قال :ما اكل رسول ال صلى ال عليه وآله متكئا منذ بعثه ال حتى
قبض ،وكان يأكل اكل العبد ،و يجلس جلسة العبد ،قلت :ولم ذاك ؟ قال:
تواضعا ل ) .(1بيان :أكل العبد الكل على الرض من غير خوان ،وجلسة
العبد الجثو على الركبتين كما سيأتي إنشاء ال - 6 .المحاسن :عن أبيه
عن صفوان عن معاوية بن وهب عن أبى اسامة قال :دخلت على أبى عبد
ال عليه السلم وهو يأكل وهو متكئ ،فجلس وهو فرغ وهو يقول :صلى
ال على رسول ال ،ماكان أكل رسول ال صلى ال عليه وآله متكئا منذ
بعثه ال حتى قبضه ال إليه تواضعا ل ) - 7 .(2مجالس الشيخ :عن
الحسين بن إبراهيم عن محمد بن وهبان عن محمد بن أحمد ابن زكريا عن
الحسن بن فضال عن علي بن عقبة عن سعيد بن عمرو الجعفي عن محمد
ابن مسلم قال :دخلت على أبي جعفر عليه السلم ذات يوم وهو يأكل متكئا
وقد كان يبلغنا أن ذلك مكروه ،فجعلت أنظر إليه فدعاني إلى طعامه ،فلما
فرغ قال :يا أبا محمد لعلك ترى أن رسول ال صلى ال عليه وآله رأته
عين وهو يأكل متكئا منذ بعثه ال إلى أن قبضه ؟ ثم قال :يا بامحمد لعلك
ترى أنه شبع من خبز بر ،ل وال ما شبع من خبز بر ثلثة أيام متوالية
إلى أن قبضه ال ،الخبر ) - 8 .(3المحاسن :عن الحسن بن يوسف عن
أخيه عن علي عن أبيه عن كليب قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم
يقول :ما أكل رسول ال صلى ال عليه وآله متكئا قط ول نحن )- 9 (4
ومنه :عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال :سألت أبا عبد ال عليه
السلم عن الرجل يأكل متكئا ؟ قال :ل ول منبطحا ) - 10 .(5ومنه ):(6
عن أبيه عن زرعة عن سماعة عن أبى بصير عن أبى عبد ال عليه
السلم
) 1و (2المحاسن (3) .458 - 457 :امالي الطوسى 2 :ر (6 - 4) .303
المحاسن.458 :
][387
قال :سألته عن الرجل يأكل متكئا قال :ل ول منبطحا على بطنه - 11 .ومنه عن ابن
أبى عمير عن حماد بن عثمان عن عمرو بن أبى سعيد قال :أخبرني أبي
أنه رأى أبا عبد ال عليه السلم متربعا ،قال :ورأيت ابا عبد ال عليه
السلم وهو يأكل وهو متكئ ،قال :وقال :ما اكل رسول ال صلى ال عليه
وآله وهو متكئ قط ) .(1بيان :يحتمل أن يكون ما فعله عليه السلم غير
ما نفى عن النبي صلى ال عليه وآله فعله كما سيأتي تحقيقه ،لكنه بعيد،
والظهر انه إما لبيان الجواز أو للتقية والحذر عن مخالفة العرف الشايع
للمصلحة ،كما يدل عليه الخبر التي - 12 .ومنه :عن صفوان عن معلى
ابي عثمان عن معلي بن خنيس قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :ما اكل
رسول ال صلى ال عليه وآله وهو متكئ منذ بعثه ال حتى قبضه ،كان
يكره ان يتشبه بالملوك ،ونحن ل نستطيع ان نفعل ) - 13 .(2ومنه :عن
عثمان بن عيسى عن سماعة عن ابي عبد ال عليه السلم قال :سألته عن
الرجل يأكل بشماله أو يشرب بها ،قال :ل يأكل بشماله ول يشرب بشماله،
ول يناول بها شيئا ،قال :ورواه ابي عن زرعة عن سماعة )- 14 .(3
ومنه :عن ابيه عن النضر عن القاسم بن سويد عن جراح المدايني عن
ابي عبد ال عليه السلم انه كره ان يأكل الرجل بشماله أو يشرب أو
يتناول بها ) - 15 .(4ومنه :عن القاسم بن محمد عن علي بن ابي حمزة
عن ابي بصير عن ابي عبد ال عليه السلم قال :ل تأكل باليسرى وانت
تستطيع ) - 16 .(5ومنه :عن ابن ابي عمير عن حماد بن عثمان قال :اكل
أبو عبد ال عليه السلم بيساره وتناول بها ) .(6بيان :محمول على العلة
والعذر ،أو بيان الجواز - 17 .المحاسن :عن ابيه عمن حدثه عن عبد
الرحمان العزرمي عن ابي عبد ال عليه السلم قال :قال علي عليه
السلم :ل بأس ان يأكل الرجل وهو يمشي ،وكان رسول ال
][388
صلى ال عليه وآله يفعله ) - 18 .(1ومنه :عن النوفلي باسناده قال :خرج رسول
ال صلى ال عليه وآله قبل الغداة ومعه كسرة قد غمسها في اللبن ،وهو
يأكل ويمشي ،وبلل يقيم الصلة فصلي بالناس ) - 19 .(2ومنه :عن
بعض أصحابنا عن ابن أخت الوزاعي عن مسعدة بن اليسع عن أبي عبد
ال عن آبائه عليهم السلم قال :قال علي عليه السلم :ل بأس بأن يأكل
الرجل وهو يمشي ) - 20 .(3ومنه :عن ابن محبوب عن محمد بن سنان
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ل تأكل وأنت ماش إل أن تضطر إلى ذلك
) .(4المكارم :من طب الئمة عنه عليه السلم مثله ) - 21 .(5الخرايج:
روى أن جرهدا أتى رسول ال صلى ال عليه وآله وبين يديه طبق ،فأدنى
جرهدا ليأكل ،فأهوى بيده الشمال وكانت يده اليمنى مصابة ،فقال :كل
باليمين ،فقال :إنها مصابة ،فنفث رسول ال صلى ال عليه وآله عليها فما
اشتكاها بعد ) - 22 .(6ومنه :قال :روي أن النبي صلى ال عليه وآله
أبصر رجل يأكل بشماله فقال :كل بيمينك فقال :ل أستطيع ]فقال صلى ال
عليه وآله :ل استطعت[ قال :فما وصلت إلى فيه من بعد كلما رفع اللقمة
إلى فيه ذهبت في شق آخر ) - 23 .(7كتاب الحسين بن سعيد :عن ابن
أبي عمير عن حماد بن عيسى قال :رأيت أبا عبد ال عليه السلم يأكل
متكئا ثم ذكر رسول ال صلى ال عليه وآله فقال :ما أكل متكئا حتى مات.
- 24دعوات الراوندي :قال الصادق عليه السلم :ل تأكل متكئا وإن كنت
منبطحا هو شر من التكاء ،وروي ما أكل رسول ال صلى ال عليه وآله
متكئا إل مرة ،ثم جلس فقال :اللهم إني عبدك ورسولك.
) (4 - 1المحاسن (5) .459 - 458 :مكارم الخلق (6) .168 :ل يوجد في مختار
الخرائج وتراه في المناقب 1 :ر (7) .118تراه في المناقب 1 :ر 81
وما بين العلمتين ساقط من النسخ.
][389
- 25الدعايم :عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه نهى عن الكل متكئا وكان إذا
أكل صلى ال عليه وآله استوفز على إحدى رجليه واطمئن بالخرى،
ويقول :أجلس كما يجلس العبد ،وآكل كما يأكل العبد ) .(1بيان :في
القاموس الوفز ويحرك العجلة ،واستوفز في قعدته :انتصب فيها غير
مطمئن ،أو وضع ركبتيه ورفع إليتيه ،أو استقل على رجليه ولما يستو
قائما وقد تهيئا للوثوب - 26 .الدعايم :عن علي عليه السلم أنه قال :ل
تأكل متكئا كما يأكل الجبارون ول تربع .وعن أبى عبد ال عليه السلم أنه
قال :ما أكل رسول ال صلى ال عليه وآله متكئا منذ بعثه ال عزوجل حتى
قبضه .وعن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه نهى أن يأكل أحد بشماله،
أو يشرب بشماله ]أو يمشي في نعل واحدة ،وكان يستحب اليمين في كل
شئ وكان ينهى عن ثلث أكلت :أن يأكل أحد بشماله ،أو[ مستلقيا على
قفاه أو منبطحا على بطنه .وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال :ل
يأكل الرجل بشماله ،ول يشرب بها ،ول يناول بها إل من علة )- 27 .(2
الكافي :عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن
جده الحسن عن أبي بصير عن أبى عبد ال عليه السلم قال :قال أمير
المؤمنين عليه السلم :إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد،
ول يضعن إحدى رجليه على الخرى ،ول يتربع ،فانها جلسة يبغضها ال
عزوجل ويمقت صاحبها ) .(3الخصال :في الربعمائة مثله ).(4
) (1دعائم السلم 2 :ر (2) .118دعائم السلم 2ر 119وما بين العلمتين
ساقط من ط الكمبانى (3) .الكافي 6 :ر (4) .272الخصال.619 :
][390
تحف العقول :عنه عليه السلم مثله - 28 .الفردوس :عن النبي صلى ال عليه
وآله قال :إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه ،وإذا شرب فليشرب بيمينه ،فان
الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله .وعنه عليه السلم قال :إذا أخذ
فليأخذ بيمينه ،وإذا أعطى عطاء فليعط بيمينه ،فان الشيطان يأخذ بشماله
ويعطي بشماله .بيان :قال في فتح الباري :نقل الطيبي أن معنى قوله" :
إن الشيطان يأكل بشماله " أي يحمل أولياءه من النس على ذلك ليضاد به
عباد ال الصالحين ،قال الطيبي :وتحريره ل تأكلوا بالشمال ،فان فعلتم
كنتم من أولياء الشيطان ،فان الشيطان يحمل أولياءه على ذلك انتهى،
وفيه عدول عن الظاهر ،والولى حمل الخبر على ظاهره ،وأن الشيطان
يأكل حقيقة ،والعقل ل يحيل ذلك وقد ثبت الخبر به فل يحتاج إلى تأويله،
وحكى القرطبي ذلك احتمال ثم قال :والقدرة صالحة ثم ذكر من صحيح
مسلم ) (1أن الشيطان يستحل الطعام إذا لم يذكر اسم ال عليه ،قال :وهذا
عبارة عن تناوله وقيل :معناه استحسانه رفع البركة من ذلك الطعام ،قال
القرطبى :وقوله صلى ال عليه وآله :فان الشيطان يأكل بشماله ظاهره أن
من فعل ذلك يشبه بالشيطان ،وأبعد وتعسف من أعاد الضمير في شماله
إلى الكل .تذييل وتفصيل :اعلم أنه يستفاد من تلك الخبار أحكام :الول:
كراهة الكل متكئا ،ول خلف فيه ظاهرا ،وله معان :الول التكاء باليد،
وظاهر الخبار عدم كراهته بل استحبابه كما روى الكليني ) (2رحمه ال
باسناده عن الفضيل بن يسار قال :كان عباد البصري عند ابي عبد ال
عليه السلم يأكل فوضع أبو عبد ال عليه السلم يده على الرض فقال له
عباد :اصلحك ال اما تعلم ان رسول ال صلى ال عليه وآله نهى عن ذا ؟
فرفع يديه فأكل ثم اعادها ايضا ،فقال له :ايضا فرفعها ،ثم اكل فأعادها،
فقال له عباد :ايضا فقال له أبو عبد ال عليه السلم :ل
) (1راجع صحيح مسلم كتاب الشربة بالرقم 102ص ،1597ط محمد فؤاد(2) .
الكافي 6 :ر .271
][391
وال ما نهى رسول ال صلى ال عليه وآله عن هذا قط .لكن ظاهر أكثر الصحاب
شمول الكراهة لهذا ايضا ،قال في الدروس :يكره الكل متكئا ،والرواية
بفعل الصادق ذلك لبيان الجواز ،ولهذا قال :ما اكل رسول ال صلى ال
عليه وآله متكئا قط ،وروى الفضيل بن يسار جواز التكاء على اليد عن
الصادق عليه السلم وان رسول ال لم ينه عنه ،مع انه في رواية اخرى
لم يفعله والجمع بينهما انه لم ينه عنه لفظا وان كان يتركه فعل انتهى،
واقول :يمكن الجمع بحمل التكاء المنهي على احد المعاني التية .الثاني
الجلوس متمكنا على البساط من غير ميل إلى جانب كما هو ظاهر بعض
اللغويين ،فان الكل كذلك دأب الملوك والمتكبرين .الثالث اسناد الظهر إلى
الوسائد ومثلها ،ويفهم هذا من كثير من اطلقات الخبار كما أنه ورد في
الخبار كثيرا أنه عليه السلم كان متكئا فاستوى جالسا ) (1ويبعد من
آدابهم الضطجاع على أحد الشقين بمحضر الناس ،بل الظاهر أنه كان
مسندا ظهره إلى وسادة فاستوى جالسا كما هو الشايع عند الهتمام ببيان
أمر أو عند عروض غضب .الرابع الضطجاع على أحد الشقين .الخامس
العم من الرابع والول كما هو ظاهر أكثر الصحاب .السادس العم مما
سوى الول ،وهو الظهر في الجمع بين الخبار فيكون المستحب القبال
على نعمة ال والكباب عليها من غير تكبر واستغناء ول ينافيه التكاء
باليد .قال في النهاية فيه :ل آكل متكئا المتكئ في العربية كل ما استوى
قاعدا على وطاء متمكنا ،والعامة ل تعرف المتكئ إل من مال في قعوده
معتمدا على أحد شقيه ،والتاء فيه بدل من الواو ،وأصله من الوكاء وهو
ما يشد به الكيس وغيرة
) (1وعندي أن المراد بالتكاء هذا وضع المرفقة )الوسادة( على الفخذ والتكاء
عليها ل التكاء إلى الوسادة بالظهر ،كما هو صريح غير واحد من
الخبار.
][392
كأنه أوكأ مقعدته وشدها بالقعود على الوطاء الذي تحته ،ومعنى الحديث أني إذا
أكلت لم أقعد متكئا فعل من يريد الستكثار منه ،ولكن آكل بلغة ،فيكون
قعودي له مستوفزا ،ومن حمل التكاء على الميل إلى أحد الشقين ،تأوله
على مذهب الطب فانه ل ينحدر في مجاري الطعام سهل ول يسيغه هنيئا،
وربما تأذي به ،ومنه الحديث الخر هذا البيض المتكئ المرتفق ،يريد
الجالس المتمكن في جلوسه .وقال الفيروز آبادي :توكأ عليه تحمل واعتمد
كأوكأ ،وقوله صلى ال عليه وآله :أما أنا فل آكل متكئا :أي جالسا جلوس
المتمكن المتربع ونحوه من الهيآت المستدعية لكثرة الكل ،بل كان جلوسه
للكل مستوفزا مقعيا غير متربع ،وليس المراد الميل على شق كما يظنه
عوام الطلبة .وقال في المصباح :اتكأ جلس متمكنا ،وفي التنزيل " وسررا
عليها يتكئون " أي يجلسون وقال " :وأعتدت لهن متكئا " أي مجلسا
يجلس عليه ،قال ابن الثير والعامة ل تعرف التكاء إل الميل في القعود
معتمدا على أحد الشقين ،وهو يستعمل في المعنيين جميعا ،يقال :اتكأ إذا
أسند ظهره أو جنبه إلى شئ معتمدا عليه ،وكل من اعتمد على شئ فقد
اتكأ عليه وقال السرقسطى :أتكأته :أعطيته مايتكئ عليه :أي يجلس عليه،
وضربته حتى أتكأته أي سقط على جانبه انتهى .وقال البيضاوي :في قوله
تعالى " :وأعتدت لهن متكئا " :ما يتكئن عليه من الوسائد ،وقيل :طعاما
أو مجلس طعام ،فانهم كانوا يتكئون للطعام والشراب تترفا ،ولذلك نهى
عنه .وقال ابن حجر :اختلف في صفة التكاء فقيل :أن يتمكن في الجلوس
للكل على أي صفة كان ،وقيل :أن يميل على أحد شقيه ،وقيل :أن يعتمد
على يده اليسرى من الرض ،قال الخطابي :تحسب العامة أن المتكئ هو
الكل على أحد شقيه ،وليس كذلك بل هو المعتمد على الوطاء الذي تحته،
قال :ومعنى قوله عليه السلم :إنى ل آكل متكئا أني ل أقعد متكئا على
الوطاء عند الكل فعل من يستكثر من الطعام ،فاني لكل إل البلغة من
الزاد ،فلذلك أقعد مستوفزا ،وفي حديث أنس أنه صلى ال عليه وآله
][393
أكل تمرا وهو مقع ،وفي رواية وهو مستوفز ،والمراد الجلوس على وركه غير
متمكن وأخرج ابن عدي بسند ضعيف زجر النبي صلى ال عليه وآله أن
يعتمد الرجل على يده اليسرى عند الكل .قال مالك :هو نوع من التكاء،
قلت :أشار مالك إلى كراهة كل ما يعد الكل فيه متكئا ول يختص بصفة
بعينها ،وجزم ابن الجوزي في تفسير التكاء بأنه الميل إلى أحد الشقين
ولم يلتفت لنكار الخطابي ذلك ،واختلف السلف في حكم الكل متكئا فزعم
ابن القاضي أن ذلك من الخصايص النبوية ،وتعقبه البيهقي فقال :قد يكره
لغيره أيضا ،لنه من فعل المتعظمين وعادة ملوك العجم انتهى .وقال في
المسالك :يكره الكل متكئا على أحد جانبيه ،وكذا يكره مستلقيا بل يجلس
متوركا على اليسر ،وما رواه الفضيل محمول على هذا الوجه ،أو على
بيان جوازه وأن النبي صلى ال عليه وآله لم ينه عنه نهي تحريم أو نحو
ذلك انتهى ،وكذا تدل على كراهة الكل منبطحا على الوجه ،وقال الشيخ
في النهاية :ول ينبغى أن يقعد النسان متكئا في حال الكل بل ينبغي أن
يقعد على رجله انتهى .وأقول :هذا يدل على أنه فسر التكاء بما ل ينافي
التكاء على اليد ،وقال صاحب الجامع :ول بأس بالجلوس على المائدة
متربعا والكل والشرب ماشيا و متكئا والقعود أفضل .الثاني :كراهة الكل
باليسار واستحباب كونه باليمين ،وكذا ساير العمال إل ما يتعلق بالفرج
من الستنجاء ونحو ذلك ،قال في الدروس :ويكره الكل باليسار والشرب،
وأن يتناول بها شيئا إل مع الضرورة ،وقال في المسالك :ويستحب ان
يأكل بيده اليمنى مع الختيار ويكره الكل باليسار ،وكذا الشرب وغيرهما
من العمال مع الختيار ،ولو كان له مانع في اليمين فل بأس باليسار.
الثالث :كراهة الكل ماشيا ،وقال في الدروس :يكره الكل ماشيا وفعل
النبي صلى ال عليه وآله ذلك مرة في كسرة مغموسة بلبن ،لبيان جوازه
أو لضرورة انتهى وقال الشيخ في النهاية :ول بأس بالكل والشرب ماشيا
واجتنابه افضل انتهى ،ول يخفى
][394
ان روايات الجواز اكثر ،وظاهر الكليني رحمه ال عدم الكراهة حيث اكتفى
بروايات الجواز ولم يرو المنع .الرابع :كراهة الكل متربعا وقال الوالد
رحمه ال :التربع يطلق على ثلثة معان :الول ان يجلس على القدمين
والليتين وهو المستحب في صلة القاعد في حال قرائته ،الثاني الجلوس
المعروف بالمربع ،الثالث ان يجلس هكذا ويضع إحدى رجليه على
الخرى ،والكل على الحالة الولى ل بأس به وعلى الثانية خلف
المستحب ،وعلى الثالث مكروه .واقول :الظاهر ان الولى خلف المستحب
والخيران مكروهان إذا لتربع يشملهما مع ان ظاهر رواية الخصال
والتحف المغايرة أو العمية .وقال في الدروس :وكذا يكره التربع حالة
الكل وفي كل حال ويستحب ان يجلس على رجله اليسري وفي القاموس:
تربع في جلوسه خلف جثا وأقعى .الخامس :كراهة الكل على الجنابة،
وظاهر الصدوق في الفقيه التحريم ،و يظهر من بعض الخبار زوال
الكراهة أو تخفيفها بغسل اليد ،وان الوضوء افضل ،و من بعضها بغسل
اليد والمضمضة وغسل الوجه ،ومن بعضها بغسل اليدين مع المضمضة،
والجمع بالتخيير متجه ،واكثر الصحاب اضافوا إلى المضمضة
الستنشاق ،ولم أره إل في فقه الرضا وقد مر تفصيله في كتاب الطهارة
مع سائر الخبار الواردة في ذلك 13 .باب * )الملح وفضل الفتتاح
والختتام به( * - 1الشهاب :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :سيد
إدامكم الملح ،وقال عليه السلم :ل يصلح الطعام إل بالملح - 2 .المحاسن:
عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمان عن رجل عن سعد السكاف عن أبى
جعفر عليه السلم قال :إن في الملح شفاء من سبعين نوعا من أنواع
الوجاع ،ثم
][395
قال :لو يعلم الناس ما في الملح ما تداووا إل به ) - 3 .(1ومنه :عن أبيه عن
عمرو بن إبراهيم وخلف بن حماد عن يعقوب بن شعيب عن أبى عبد ال
عليه السلم قال :لدغت رسول ال صلى ال عليه وآله عقرب فنفضها
وقال :لعنك ال فما يسلم عنك مؤمن ول كافر ،ثم دعا بملح فوضعه على
موضع اللدغة ثم عصره بابهامه حتى ذاب ،ثم قال :لو يعلم الناس ما في
الملح ما احتاجوا معه إلى ترياق ) .(2بيان :في القاموس الدراق مشددة
والدرياق والدرياقة بكسرهما ويفتحان الترياق والخمر ،وقال :الترياق
بالكسر دواء مركب اخترعه ماغنيس وتممه اندروماخس القديم بزيادة
لحم الفاعي فيه ،وبها كمل الغرض ،وهو مسميه بهذا لنه نافع من لدغ
الهوام السبعية وهي باليونانية ترياء نافع من الدوية المشروبة السمية
وهي باليويانية قاء اممدودة ثم خفف وعرب ; وهو طفل إلى ستة أشهر ثم
مترعرع إلى عشر سنين في البلد الحارة ،وعشرين في غيرها ،ثم يقف
عشرا فيها ،وعشرين في غيرها ،ثم يموت ويصير كبعض المعاجين
انتهى .ويدل على أنه نافع لدفع السموم ،وأما على حله فل ،وإن كان
يوهمه - 4 .المحاسن :عن محمد بن عيسى عن عبيد ال الدهقان عن
درست عن عمر بن اذينة عن أبي جعفر عليه السلم قال :لدغت رسول ال
صلى ال عليه وآله عقرب وهو يصلى بالناس ،فأخذ النعل فضربها ثم قال
بعد ما انصرف :لعنك ال فما تدعين برا ول فاجرا إل آذيتيه ،قال :ثم دعا
بملح جريش فدلك به موضع اللدغة ثم قال :لو علم الناس ما احتاجوا معه
إلى ترياق ول إلى غيره معه ) .(3بيان :يدل على إمكان لدغ الموذيات
النبياء والئمة عليهم السلم ،وكان هذا أحد معاني بغض بعض الحيوانات
لهم عليهم السلم ،ويدل على استحباب قتل الموذيات ،وأنه ليس فعل كثيرا
ل يجوز فعله في الصلة ،وعلى جواز لعنها إذا كانت موذية ،وعلى
مرجوحية لعنها في الصلة ،والجريش هو الذي لم ينعم دقه- 5 .
المحاسن :عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن
مسلم
][396
عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن العقرب لدغت رسول ال صلى ال عليه وآله
فقال :لعنك ال فما تبالين مؤمنا آذيت أم كافرا ؟ ثم دعا بملح فدلكه ثم قال
أبو جعفر عليه السلم :لو يعلم الناس ما في الملح ما بغوا معه ترياقا ).(1
بيان :يدل على كون العقرب مؤنثا سماعيا ،ويطلق على الذكر والنثى،
وقد يقال للنثى :عقربة ،ويقال :لدغته العقرب والحية كمنع وهو ملدوغ
ولديغ ،ويقال :لسعته أيضا ،وأما اللذع بالذال المعجمة والعين المهملة
فتصحيف ويستعمل في إيلم الحب القلب وإيلم النار الشئ ،وفي الكافي )
(2فدلكه فهدءت أي سكنت وبغيته أبغيه :طلبته كأبغيته - 6 .المحاسن:
عن القاسم بن يحيى عن جده عن محمد بن مسلم عن أبى عبد ال عليه
السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :ابدؤا بالملح في أول طعامكم
فلو يعلم الناس ما في الملح لختاروه على الترياق المجرب ،قال :وروى
بعض أصحابنا عن الصم عن شعيب عن أبى بصير عن أبي عبد ال عليه
السلم ) - 7 .(3ومنه :عن بكر بن صالح عن الجعفري عن أبي الحسن
الول عليه السلم قال :لم يخصب خوان ل ملح عليه ،وأصح للبدن أن
يبدء به في الطعام ) .(4بيان :في المصباح الخصب وزان حمل :النماء
والبركة ،وهو خلف الجدب ،وهو اسم من أخصب المكان باللف فهو
مخصب ،وفي لغة خصب كتعب فهو خصيب ،وأخصب ال الموضع :إذ
أنبت فيه العشب ،يعني الكل انتهى وقوله " أصح " خبر " وأن يبدأ "
بتأويل المصدر مبتدأ - 8 .المحاسن :عن محمد بن علي عن أحمد بن
الحسن الميثمي عن مسكين بن عمار عن فضيل الرسان عن أبى جعفر
عليه السلم قال :أوحى ال تبارك وتعالى إلى موسى بن عمران عليه
السلم :مرقومك يفتتحوا بالملح ويختتموا به ،وإل فل يلوموا إل أنفسهم )
.(1
) 1و 3و (4المحاسن (2) .592الكافي 6ر (5) .327المحاسن.593 - 592 :
][397
- 9ومنه :عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من افتتح
طعاما بالملح وختم بالملح دفع عنه سبعون داء ) - 10 .(1ومنه :عن
القاسم بن يحيى عن جده عن محمد بن مسلم عن أبى عبد ال عليه السلم
قال :من ابتدأ طعامه بالملح ذهب عنه سبعون داء ل يعلمه إل ال )11 .(2
-ومنه :عن بعض أصحابنا عن الصم عن شعيب عن أبى أبصير عن أبى
-عبد ال عليه السلم قال قال :علي عليه السلم :من بدأ بالملح أذهب ال
عنه سبعين داء ما يعلم العباد ما هو ) - 12 .(3ومنه :عن أبى القاسم
ويعقوب بن يزيد والنهيكى عبد ال بن محمد عن زياد بن مروان القندي
عن ابن سنان عن أبى عبد ال عليه السلم قال :من افتتح طعامه بالملح
دفع أو رفع عنه اثنان وسبعون داء قال :ورواه النوفلي عن السكوني عن
ابى عبد ال عليه السلم ورواه ابي عن ابى البختري عن أبي عبد ال
عليه السلم ) - 13 .(4الخصال :في الربعمائة عن ابى عبد ال عليه
السلم قال :قال امير المؤمنين عليه السلم ابدؤا بالملح في أول طعامكم
فلو يعلم الناس ما في الملح لختاروه على الترياق المجرب ومن ابتدء
طعامه بالملح ذهب عنه سبعون داء وما ل يعلمه إل ال )- 14 .(5
العيون :بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم :عليك بالملح فانه شفاء
من سبعين داء ادناها الجذام والبرص والجنون ) .(6صحيفة الرضا :عنه
عليه السلم مثله ) - 15 .(7العيون :بتلك السانيد قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :من بدء بالملح اذهب ال عنه سبعين داء اقله الجذام
) .(8الصحيفة :عنه عليه السلم مثله ).(9
) (4 - 1المحاسن (5) .593 :الخصال 6) .624و (8عيون الخبار 2ر 7) .42
و (9صحيفة الرضا .28
][398
- 16المحاسن :عن أبان بن عبد الملك عن إسماعيل بن جابر عن أبى عبد ال
عليه السلم قال :إنا لنبدء بالخل عندنا كما تبدؤن بالملح عندكم ،وإن الخل
ليشد العقل ) - 17 .(1ومنه :عن محمد بن علي أن رجل كان عند أبي
الحسن الرضا عليه السلم بخراسان فقدمت إليه مائدة عليها خل وملح،
فافتتح بالخل فقال الرجل :جعلت فداك إنكم أمرتمونا أن نفتتح بالملح،
فقال :هذا مثل هذا يعني الخل ،يشد الدهن ويزيد في العقل )- 18 .(2
ومنه :عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبد ال
عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم :يا
علي افتتح بالملح واختم به ،فانه من افتتح بالملح وختم به عوفي من
اثنين وسبعين نوعا من أنواع البلء ،منها الجنون والجذام والبرص ).(3
- 19ومنه :عن علي بن الحكم عن ابن بكير عن زرارة عن أبى عبد ال
عليه السلم قال :قال النبي صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم :يا علي
افتتح طعامك بالملح واختمه بالملح ،فان من افتتح طعامه بالملح وختمه
بالملح دفع ال عنه سبعين نوعا من أنواع البلء أيسرها الجذام )20 .(4
-ومنه :عن أبيه عمن ذكره عن أبى الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عن
جده عليهم السلم قال :كان فيما أوصى به رسول ال صلى ال عليه وآله
عليا عليه السلم أن قال :يا على فتتح طعامك بالملح فان فيه شفاء من
سبعين داء منها الجنون والجذام والبرص ووجع لحلق والضراس ووجع
البطن ،وروي بعضهم :كل الملح إذا أكلت واختم به ) - 21 .(5ومنه :عن
بعض من رواه عن أبى عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :ان ال عزوجل أوحى إلى موسى بن عمران أن ابدء بالملح
واختم بالملح ،فان في
) (1المحاسن (2) .485 :المحاسن (5 - 3) .487 :المحاسن.593 :
][399
الملح دواء من سبعين داء أهونها الجذام والبرص ،ووجع الحلق والضراس،
ووجع البطن ) - 22 .(1ومنه :عن يعقوب بن يزيد رفعه قال :قال أبو عبد
ال عليه السلم :من ذر على أول لقمة من طعامه الملح ذهب عنه بنمش
الوجه ) .(2بيان :في القاموس النمش محركة نقطة بيض وسود أو بقع
تقع في الجلد تخالف لونه - 23 .المحاسن :عن محمد بن أحمد عن أبن
أبى محمود عن أبيه رفعه قال :قال أبو عبد ال :من ذر الملح على أول
لقمة يأكلها فقد استقبل الغنى ) - 24 .(3المكارم :عن أبى عبد ال عليه
السلم قال :إنا نبدء بالملح ونختم بالخل ) - 25 .(4دعوات الراوندي :قال
النبي صلى ال عليه وآله :إن ال وملئكته يصلون على خوان عليه ملح
وخل - 26 .الدعايم :عن رسول ال صلى ال عليه وآله قال :من افتتح
طعامه بالملح وختم به ،عوفي من اثنين وسبعين داء منها الجذام والبرص
) - 27 .(5المحاسن :عن محمد بن علي عن ابن أسباط عن إبراهيم بن
ابي محمود قال :قال لنا أبو الحسن الرضا :أي الدام اجزء ؟ فقال بعضنا:
اللحم ،وقال بعضنا :الزيت وقال بعضنا :السمن ،فقال ل :بل الملح لقد
خرجنا إلى نزهة لناونسي الغلمان الملح فما انتفعنا بشئ حتى انصرفنا )
.(6الكافي :عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن ابي
محمود مثله ) .(7إل ان فيه " احرى " إلى قوله " فقال عليه السلم:
لبل الملح " إلى قوله " :ونسي بعض
) (3 - 1المحاسن (4) .594 - 593 :مكارم الخلق (5) .164 :دعائم السلم 2ر
(6) .114المحاسن (7) .592 :الكافي 6 :ر .326
][400
الغلمان فذبحوا لناشاة من أسمن ما يكون فما انتفعنا " .المكارم :سأل الرضا عليه
السلم اصحابه وذكر مثله وفيه فقال :ل هو الملح ) .(1بيان " :أي الدام
اجزأ " في اكثر نسخ المحاسن اجزأ بمعنى اكفى ،فانه يمكن الكتفاء به
دون غيره كما يؤمى إليه التعليل المذكور في آخر الخبر وفي بعض نسخ
الكافي والمحاسن امرء اي احسن عاقبة وأكثر لذة كما يشعر به التعليل
ايضا ،وفي بعض نسخ الكافي والمكارم أحرى بالحاء والراء المهملتين أي
أحرى بالفتتاح به ،وكأن النسخة الولى أي المعجمتين أظهرها وأحسنها.
وقال في المصباح :النزهة قال ابن السكيت في فصل ما تضعه العامة في
غير موضعه خرجنا نتنزه إذا خرجوا إلى البساتين وإنما التنزه التباعد من
المياه والرياف ،ومنه فلن يتنزه عن القذار أي يباعد نفسه عنها ،وقال
ابن قتيبة ذهب أهل العلم في قول الناس خرجوا يتنزهون إلى البساتين أنه
غلط وهو عندي ليس بغلط ،لن البساتين في كل بلد إنما تكون خارج البلد
فإذا أراد أحد أن يأتيها فقد أراد البعد عن المنازل والبيوت ،ثم كثر هذا
حتى استعملت النزهة في الخضر والجنان * 14 .باب * )النهى عن أكل
الطعام الجار والنفخ فيه( * - 1مجالس الصدوق :في مناهى النبي صلى
ال عليه وآله أنه نهى أن ينفخ في طعام أو في شراب ) - 2 .(2الخصال:
عن أحمد بن محمد بن الهيثم عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن ابن
بهلول عن أبيه عن الحسين بن مصعب قال :قال أبو عبد ال عليه السلم:
يكره النفخ في الرقى والطعام وموضع السجود ).(3
) (1مكارم الخلق 217 :وفيه أي الدام أجود (2) .امالي الصدوق 255وبعده :أو
ينفخ في موضع السجود (3) .الخصال 158
][401
بيان :الرقى جمع الرقية وهي العوذة التي يرقى بها صاحب الفة ،والكراهة فيه
بمعنى الحرمة إن كان من قبيل السحر كقوله تعالى " :ومن شر النفاثات
في العقد " وفي الطعام على الكراهة ،وقد مر الكلم في نفخ موضع
السجود - 3 .الخصال :في الربعمائة :قال أمير المؤمنين عليه السلم
أقروا الحار حتى يبرد فان رسول ال صلى ال عليه وآله قرب إليه طعام
فقال :أقروه حتى يبرد ويمكن أكله ،ما كان ال عزوجل ليطعمنا النار،
والبركة في البارد ) .(1المحاسن :عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن
راشد عن محمد بن مسلم عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال أمير
المؤمنين عليه السلم وذكر مثله ،قال :ورواه بعض أصحابنا عن الصم
عن حريز عن محمد بن مسلم مثله ) .(2بيان :في المصباح أمكنني المر
سهل وتيسر - 4 .العيون :بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه عن علي
عليهم السلم قال :اتي النبي صلى ال عليه وآله بطعام فأدخل أصبعه فيه
فإذا هو حار ،قال :دعوه حتى يبرد ،فانه أعظم بركة ،وإن ال تبارك
وتعالى لم يطعمنا النار ) .(3الصحيفة :عنه عليه السلم مثله )- 5 .(4
العلل :عن علي بن حاتم عن محمد بن جعفر بن الحسين عن محمد بن
عيسى ابن زياد عن الحسن بن على بن فضال عن ثعلبة عن بكار بن أبى
بكر الحضرمي عن أبي -عبد ال عليه السلم عن الرجل ينفخ في القدح
قال :ل بأس ،وإنما يكره ذلك إذا كان معه غيره كراهة أن يعافه ،وعن
الرجل ينفخ في الطعام قال :أليس إنما يريد برده ؟ قال :نعم ،ل بأس .قال
الصدوق رحمه ال :الذي افتي به وأعتمده هو أنه ل يجوز النفخ في
الطعام والشراب ،سواء كان الرجل وحده أو مع غيره ،ول أعرف هذه
العلة إل في ]هذا[ الخبر ).(5
) (1الخصال (2) .613المحاسن (3) .406عيون الخبار 2ر (4) .40صحيفة
الرضا (5) .15علل الشرايع 2ر .205
][402
بيان :عدم البأس ل ينافي الكراهة ويمكن أن يكون إذا كان معه غيره أشد كراهة،
والمشهور الكراهة مطلقا ،وظاهر الصدوق الحرمة ،وإن كان عدم الجواز
في عبارة القدماء ليس بصريح فيها - 6 .المحاسن :عن بعضهم رفعه قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :السخون بركة ) .(1بيان :كأن
السخون بالضم ،وهو الحار ،وهو محمول على الحرارة المعتدلة ،و ما
ورد في ذمه محمول على ما إذا كان شديد الحرارة ،ويحتمل أن يكون
المراد نوعا من المرق ،قال في القاموس :السخن بالضم الحار ،سخن
مثلثة سخونه وسخنة وسخنا بضمهن وسخانة وسخنا محركة ،والسخون
مرق يسخن - 7 .المحاسن :عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن جعفر بن
محمد بن حكيم عن مرازم قال :بعث إلينا أبو عبد ال عليه السلم بطعام
سخن ،فقال :كلوا قبل أن يبرد فانه أطيب ) - 8 .(2ومنه :عن ابن القداح
عن أبي عبد ال عن أبيه عليهما السلم قال :اتي النبي بطعام حار فقال:
إن ال لم يطعمنا الحار ،أقروه حتى يبرد فتركه حتى برد ) - 9 .(3ومنه:
عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال :إن
النبي صلى ال عليه وآله اتى بطعام حار جدا فقال :ما كان ال ليطعمنا
النار ،أقروه حتى يمكن ،فانه طعام ممحوق ،للشيطان فيه نصيب )10 .(4
-ومنه :عن أبيه عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن عليه السلم قال:
الحار غير ذي بركة ،وللشيطان فيه نصيب ) - 11 .(5ومنه :عن أبيه عن
ابن أبي عمير عن هشام بن سالم ومحمد بن حكيم عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :الطعام الحار غير ذي بركة ) - 12 .(6ومنه :عن بعض
أصحابنا عن صالح بن عبد ال عن محمد بن مروان قال :سمعت أبا عبد
ال عليه السلم يقول :كل طعام ذي حرارة غير ذي بركة ).(7
][403
- 13ومنه :عن محمد بن علي عن عائذ بن حبيب بياع الهروي قال :كناعند أبي
عبد ال عليه السلم فاتينا بثريد فمددنا أيدينا إليه فإذا هو حار فقال أبو
عبد ال عليه السلم :نهينا عن أكل النار كفوا ،فان البركة في برده ).(1
- 14ومنه :عن ابن محبوب عن يعقوب عن سليمان بن خالد قال:
حضرت عشاء أبي عبد ال عليه السلم في الصيف فاتي بخوان عليه
خبزوأتي بجفنة ثريد ولحم ،فقال :هلم إلى هذا الطعام ،فدنوت فوضع يده
فيها فرفعها وهو يقول :أستجير بال من النار أعوذ بال من النار ،هذا ل
نقوى عليه فكيف النار ؟ قال :فكان يكرر ذلك حتى أمكن الطعام فأكل وأكلنا
) .(2ومنه :عن ابن فضال عن يونس بن يعقوب عن سليمان بن محمد بن
راشد قال :حضرت عشاء جعفر بن محمد عليه السلم في الصيف فاتى
بجفنة فيها ثريد ولحم يفور فوضع يده فوجدها حارة ثم رفعها ثم ذكر مثله
) - 15 .(3الدعايم :عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه نهى عن الطعام
الحار ،وقال :هو غير ذي بركة ،واتى بطعام حار فقال :ما كان ال تبارك
وتعالى ليطعمنا النار ،أقروه حتى يمكن فان الطعام الحار جدا ممحوق
البركة ،وللشيطان فيه شركة ،وفيه إذا أمكن خصال :تنمو فيه البركة
ويشبع صاحبه ويأمن فيه الموت ) .(4وعن جعفر بن محمد عليه السلم
أنه رخص في النفخ في الطعام والشراب وقال :إنما يكره ذلك لمن كان معه
غيره كيل يعافه ) * 15 .(5باب * )أنواع الواني وغسل الناء( * - 1
الخصال :عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه عن محمد بن أحمد
بن يحيى الشعري عن محمد بن عيسى اليقطيني عن محمد بن اسحاق
عن محمد بن مروان عن
][404
أبي عبد ال عليه السلم قال :غسل الناء وكسح الفناء مجلبة للرزق ) .(1دعوات
الراوندي :عنه عليه السلم مثله - 2 .قرب السناد :عن أحمد بن محمد بن
عيسى عن أحمد بن محمد البزنطي عن الرضا عليه السلم قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :ل تغسلوا رؤسكم بطين مصر ،ول تأكلوا في
فخارها ،فانه يورث الذلة ويذهب الغيرة ،قلنا له :قد قال ذلك رسول ال ؟
قال :نعم ) - 3 .(2العيون :عن تميم بن عبد ال بن تميم القرشي عن أبيه
عن أحمد بن علي النصاري عن عبد ال بن صالح الهروي عن الرضا
عليه السلم أنه خرج إلى المأمون فلما خرج من نيسابور بلغ قرب القرية
الحمراء الى أن قال :فلما دخل سناباد استند الى الجبل الذي تنحت منه
القدور فقال :اللهم انفع به وبارك فيما يجعل وفيما ينحت منه ،فنحت له
قدور من الجبل وقال :ل يطبخ ما آكله إل فيها ،وكان عليه السلم خفيف
الكل قليل الطعم ،فاهتدى الناس إليه ذلك اليوم وظهرت بركة دعائه فيه
الحديث ) - 4 .(3المحاسن :عن محمد بن علي عن عبد الرحمن السدي
عن عمرو بن أبي المقدا قال :رأيت أبا جعفر عليه السلم وهو يشرب في
قدح من خزف ) - 5 .(4دعوات الراوندي :عن بزيع بن عمر بن بزيع
قال :دخلت على أبي جعفر عليه السلم وهو يأكل خل وزيتا في قصعة
سوداء مكتوب في وسطها " قل هو ال احد الخبر ) .(5بيان :يدل على
جواز نقش القرآن بل السماء والدعاء بطريق أولى في الظروف التي
يؤكل فيها.
) (1الخصال (2) .54قرب السناد 211في حديث (3) .عيون الخبار 2ر ) .136
(4المحاسن (5) .583 :دعوات الراوندي لم يطبع ،ترى الحديث في
الكافي 6و (*) .298
][405
) (1الخصال (6 - 2) .613 :المحاسن (7) .443 :تفسير العياشي 2 :ر 273في
حديث.
][406
عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه وآله يلطع القصعة ،قال:
ومن لطع قصعة فكأنما تصدق بمثلها ) - 8 .(1ومنه :عن محمد بن علي
عن الحكم بن مسكين عن عمرو بن شمر قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :إني للعق أصابعي حتى أرى أن خادمي سيقول :ما أشره مولي
ثم قال :تدري لم ذاك ؟ فقلت :ل ،فقال :إن قوما كانوا على نهر الثرثار
فكانوا قد جمعوا من طعامهم شبه السبائك ينجون به صبيانهم ،فمر رجل
متوكئ على عصا فإذا امرأة أخذت سبيكة من تلك السبائك تنجي بها
صبيها ،فقال لها :اتقي ال ،فان هذا ل يحل ،فقالت :كأنك تهددني بالفقر،
أما ما جرى الثرثار فاني ل أخاف الفقر ،فأجرى ال الثرثار أضعف ما كان
عليه ،وحبس منهم بركة السماء ،فاحتاجوا إلى الذي كانوا ينجون به
صبيانهم ،فقسموه بينهم بالوزن ،قال :ثم إن ال عزوجل رحمهم فرد
عليهم ما كانوا عليه ) - 9 .(2المكارم :كان رسول ال صلى ال عليه وآله
يلحس الصحفة ويقول :آخر الصحفة أعظم الطعام بركة ،وكان صلى ال
عليه وآله إذا فرغ من طعامه لعق أصابعه الثلث التي أكل بها ،فان بقي
فيها شئ عاوده فلعقها حتى تتنظف ،ول يمسح يده بالمنديل حتى يلعقها،
واحدة واحدة ،ويقول :ل يدرى في أي الصابع البركة ) .(3وقال أمير
المؤمنين عليه السلم :من لعق قصعة صلت عليه الملئكة ،ودعت له
بالسعة في الرزق ،ويكتب له حسنات مضاعفة ) - 10 .(4الدعائم :عن
النبي صلى ال عليه وآله أنه كان يلعق الصحفة ويقول :آخر الصحفة
أعظمها بركة ،وإن الذين يلعقون الصحاف تصلي عليهم الملئكة ،وتدعو
لهم بالسعة في الرزق ،وللذي يلعق الصحفة حسنة مضاعفة ،وكان إذا أكل
لعق أصابعه حتى يسمع لها مصيص.
) (1المحاسن (2) .443 :المحاسن 587ومثله في ص 588بسند آخر ،وقد مر) .
(3مكارم الخلق (4) .31 :المصدر نفسه ص .169
][407
وحكا ذلك جعفر عليه السلم وقال :كان أبى يكره ان يمسح يده بالمنديل وفيها شئ
من الطعام تعظيما له ،إل أن يمصها أو يكون إلى جانبه صبى فيعطيه إياها
يمصها ،فهذا من أولياء ال تواضع ل ،وتعظيم لرزقه ،ومخالفة لفعال
الجبارين من خلقه ) .(1قول :قد مر وسيأتى بعض الخبار في ذلك في
ابواب آداب الكل * 17 .باب * )جوامع آداب الكل( * - 1المحاسن :عن
ابيه عن عبد ال بن الفضل النوفلي عن الفضل بن يونس الكاتب قال:
اتانى أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلم في حاجة للحسين بن يزيد
فقلت :إن طعامنا قد حضر فاحب ان تتغدى عندي ،قال :نحن نأكل طعام
الفجأة ثم نزل فجئته بغداء ووضعت منديل على فخذيه فأخذه فنحاه ناحية،
ثم اكل ثم قال :يا فضل كل مما في اللهوات والشداق ،ول تأكل ما بين
أضعاف السنان .قال :وروى الفضل بن يونس في حديث ان ابا الحسن
عليه السلم جلس في صدر المجلس وقال :صاحب المجلس احق بهذا
المجلس إل لرجل واحد ،وكانت لفضل دعوة يومئذ ،فقال أبو الحسن عليه
السلم :هات طعامك فانهم يزعمون انا ل نأكل طعام الفجأة ،فاتى بالطست
فبدأ ثم قال :أدرها عن يسارك ول تحملها إل مترعة ،ثم اتي بالمنديل ليلقي
على ركبتيه ،فقال :ل ،هذا فعل العجم ،ثم اتكأ على يساره بيده على الرض
وأكل بيمينه حتى إذا فرغ اتى بالخلل ،فقال :يا فضل ادر لسانك في فيك
فما تبع لسانك فكله إن شئت وما استكرهته بالخلل فالفظه ) .(2بيان:
قوله " :ول تأكل " ظاهره النهي عن أكل ما بين النسان مطلقا ،وإن
اخرج باللسان ،هو مخالف لسائر الخبار ،ويمكن ان يحمل على ما يبقى
بعد
][408
إمرار اللسان ،ثم الظاهر من كلم من تعرض لهذا الحكم من الصحاب انه يكره أكل
ما اخرج بالخلل ،وربما يتوهم فيه التحريم للخباثة ،وهو في محل المنع
مع أنك قد عرفت عدم قيام الدليل على تحريم الخبيث مطلقا بالمعنى الذي
فهمه الصحاب رضي ال عنهم قال الشهيد رحمه ال في الدروس:
ويستحب التخلل وقذف ما أخرجه الخلل بالكسر ،وابتلع ما أخرجه
اللسان انتهى .وقد روى الكليني ) (1رحمه ال في الموثق عن إسحاق بن
جرير قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن اللحم الذي يكون في
السنان ،فقال :أما ما كان في مقدم الفم فكله ،وأما ماكان في الضراس
فاطرحه .وفي الصحيح عن ابن سنان عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
أما ما يكون على اللثة فكله ،وازدرده ،وما كان بين السنان فارم به ،وفي
الموثق عن الفضل بن يونس عن أبي الحسن عليه السلم قال :يا فضل كل
ما بقي في فيك مما أدرت عليه لسانك فكله ،وما استكن فأخرجته بالخلل
فأنت فيه بالخيار ،إن شئت أكلته وإن شئت طرحته ،وفي المرفوع عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :ل يزدردن أحدكم ما يتخلل به ،فانه تكون منه
الدبيلة .فمقتضى الجمع بين الخبار الكراهة وإن كان الحوط عدم أكل ما
يخرج بالخلل ،لسيما إذا تغير ريحه فان شائبة الخباثة فيه أكثر ،وستأتي
أخبار فيه في باب الخلل .وفي المصباح :اللهاة اللحمة المشرفة على
الحلق في أقصى الفم ،والجمع لهى ولهيات ،مثل حصا وحصيات ،ولهوات
أيضا على الصل ،وقال :الشدق جانب الفم بالفتح والكسر قاله الزهري،
وجمع المفتوح شدوق مثل فلس وفلوس ،وجمع المكسور أشداق مثل حمل
وأحمال ،قوله عليه السلم " :إل لرجل واحد " الظاهر أن المراد به المام
وسيأتي مكانه رجل من بني هاشم ،ويدل الخبر على أن التكاء باليد ليس
من التكاء المكروه كما مر.
) (1راجع الكافي 6ر 378 - 377باب رمى ما يدخل بين السنان.
][409
- 2المحاسن :عن محمد بن علي عن عبد الرحمان بن أبى هاشم عن أبي خديجة
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ل تدعو ا آنيتكم بغير غطاء فان
الشيطان إذا لم تغط آنية بزق فيها ،وأخذ مما فيها ما شاء ) - 3 .(1ومنه:
عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبى عيينة عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :دخلت على أبي العباس وقد أخذ القوم المجلس فمد يده إلى والسفرة
بين يديه موضوعة ،فأخذ بيدي فذهبت ل خطو إليه فوقعت رجلي على
طرف السفرة فدخلني من ذلك ما شاء ال أن يدخلني أن ال تعالى يقول:
" فان يكفر بها هؤلء فقدو كلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين " قوما وال
يقيمون الصلة ويؤتون الزكاة ويذكرون ال كثيرا ) .(2بيان :يظهر من
الخبر أن الضمير في قوله " :بها " راجع إلى النعمة ،والمراد بالكفر ترك
الشكر والستخفاف بالنعمة ،ويأبى عنهما ظاهر سياق الية حيث قال" :
اولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فان يكفر بها " الية ،وقال
الطبرسي " فان يكفر بها " :أي بالكتاب والنبوة والحكم " هؤلء " يعني
الكفار الذين جحدوا نبوة النبي صلى ال عليه وآله في ذلك الوقت " فقد
وكلنا بها " أي بمراعاة أمر النبوة وتعظيمها والخذ بهدى النبياء،
واختلف في " القوم " فقيل :هم النبياء الذين جرى ذكرهم آمنوا به صلى
ال عليه وآله قبل مبعثه ،وقيل :الملئكة ،وقيل :من آمن به من أصحابه،
وقيل :هؤلء كفار قريش ،والقوم أهل المدينة انتهى ) .(3وقد ورد في
الخبار أنهم العجم والموالي فاستشهاده عليه السلم يمكن أن يكون على
سبيل التنظير ،وأن كفران النعمة المعنوية كما أنه سبب لزوالها فكذا
كفران النعم الظاهرة يصير سببا له ،أو يكون المراد بالية أعم منهما،
ويحتمل أن يكون في مصحفهم عليهم السلم متصل بآيات مناسبة لذلك.
) (1المحاسن (2) .584 :المحاسن 588 :في حديث ،والية في النعام(3) .89 :
مجمع البيان 2 :ر .331
][410
قوله عليه السلم " :قوما " هو بيان لقوما المذكور في الية أو لهؤلء أي مع
هذه الصفات صاروا مستحقين للبدال بسبب كفران النعمة والول أظهر4 .
-فقه الرضا :نروى من كفران النعم أن يقول الرجل :أكلت الطعام فضرني.
- 5الطب :عن محمد بن يحيى عن محمد بن سنان عن ابن ظبيان عن
جابر عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :من
أراد أن ل يضره طعام فل يأكل حتى يجوع وتنقى المعدة ،فإذا أكل فليسم
ال ،وليحسن المضغ ،وليمسك عن الطعام وهو يشتهيه ويحتاج إليه ).(1
- 6المكارم :كان النبي صلى ال عليه وآله كثيرا إذا جلس يأكل ما بين
يديه ،ويجمع ركبتيه وقدميه كما يجلس المصلي في اثنتين ،إل أن الركبة
فوق الركبة ،والقدم على القدم ،ويقول صلى ال عليه وآله وسلم :أنا عبد
آكل كما يأكل العبد ،وأجلس كما يجلس العبد .وعن أبي عبد ال عليه
السلم قال :ما أكل رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم متكئا منذ بعثه ال
عزوجل نبيا حتى قبضه ال تواضعا ) - 7 .(2ومنه :كان النبي صلى ال
عليه وآله وسلم ل يأكل الحار حتى يبرد يقول :إن ال لم يطعمنا نارا إن
الطعام الحار غير ذي بركة فابردوه ،وكان صلى ال عليه وآله وسلم إذا
أكل سمى وأكل بثلث أصابع ومما يليه ،ول يتناول من بين يدي غيره،
ويؤتى بالطعام فيشرع قبل القوم ثم يشرعون ،ويأكل بأصابعه الثلث
البهام والتي تليها والوسطى ،وربما استعان بالرابعة وكان صلى ال عليه
وآله وسلم يأكل بكفه كلها ولم يأكل باصبعين يقول :إن الكل باصبعين هو
أكلة الشيطان ) .(3وروي أنه صلى ال عليه وآله وسلم لم يأكل على
خوان قط حتى مات ،ول أكل خبزا مرققا حتى مات ) .(4وكان صلى ال
عليه وآله وسلم ل يأكل وحده مما يمكنه وقال :أل انبئكم بشراركم قالوا:
) (1طب الئمة 2) .60 :و (3مكارم الخلق 27 :و (4) .28مكارم الخلق:
.172
][411
بلى ،قال :من أكل وحده وضرب عبده ومنع رفده ) .(1ومن طب الئمة :عن أمير
المؤمنين عليه السلم قال :اذكروا ال عزوجل عند الطعام ول تلغوا فيه
فانه نعمة من نعم ال يجب عليكم فيها شكره وحمده ،وأحسنوا صحبة
النعم قبل فراقها ،فانها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها .وقال
عليه السلم :إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد ،وليأكل
على الرض ،ول يضع إحدى رجليه على الخرى يتربع ،فانها جلسة
يبغضها ال ويمقت صاحبها .وعن الصادق عليه السلم أطيلوا الجلوس
على الموائد فانها ساعة ل تحسب من أعماركم ) .(2توضيح " خبزا
مرققا " كأن المراد به الخبز الذي يتكلف فيه ويجعل رقيقا ويدخل فيه
السمن واللبن وغيرهما ،قال في النهاية :فيه ما أكل مرققا حتى لقي ال
هو الرغفة الواسعة الرقيقة ،يقال :رقيق ورقاق كطويل وطوال ،وقال
صاحب فتح الباري :أما الخبز المرقق ،قال عياض :قوله :مرققا أي ملينا
محسنا كخبز الحواري وشبهه ،والترقيق التليين ،ولم يكن عندهم مناخل
وقد يكون المرقق الرقيق الموسع ،وأغرب ابن التين فقال :هو السميد ما
يصنع منه من كعك وغيره ،وقال ابن الجوزي :هو الخفيف وكأنه مأخوذ
من الرقاق وهي الخشبة التي يرقق بها " .والرفد " بالكسر :الصلة
والعطية والعانة " من اعماركم " لعل المعنى من اعماركم التي
تحاسبون عليها ،فان النسان قد يموت في اثناء الكل أو يكون مشروطا
بشرايط لم تتحقق في ذلك الرجل - 8 .المكارم :عن عمر بن قيس قال:
دخلت على ابي جعفر عليه السلم وبين يديه خوان وهو يأكل فقلت له:
ماحد هذا الخوان ؟ فقال :إذا وضعته فسم ال ،وإذا رفعته فاحمد ال ،وقم
ما حول الخوان فهذا حده ).(3
) (1مكارم الخلق (2) .31 :المصدر نفسه (3) .162 :المصدر.163 :
][412
بيان :القم الكنس ،وقم الرجل اكل ما على الخوان ،وتقمم تتبع الكناسات ذكرها
الفيروز آبادي ،والمراد هنا تتبع ما سقط من الخوان - 9 .دعوات
الراوندي :قال النبي صلى ال عليه وآله أذيبوا طعامكم بذكر ال والصلة،
ول تناموا عليها فتقسوا قلوبكم .وقال صلى ال عليه وآله :إذا اجتمع
للطعام أربع كمل :أن يكون حلل ،وأن تكثر عليه اليدي ،وأن يفتتح ببسم
ال ،ويختتم بحمد ال .وقال أمير المؤمنين عليه السلم :ما اتخمت قط قيل
له :ولم ؟ قال :ما رفعت لقمة إلى فمي إل ذكرت اسم ال عليها .وقال
الصادق عليه السلم :الستلقاء بعد الشبع يسمن البدن ،ويمرئ الطعام
ويسل الداء .وروي أن الداء الدوي إدخال الطعام على الطعام ،وأكل أمير
المؤمنين عليه السلم من تمر دقل ثم شرب عليه الماء وضرب يده على
بطنه وقال :من أدخل بطنه النار فأبعده ال ثم تمثل .وإنك مهما تعط بطنك
سؤله * وفرجك نال منتهى الذم أجمعا وقال النبي صلى ال صلى ال عليه
وآله :الكل في السوق دناءة .توضيح :إذابة الطعام هضمه بعض الهضم
وكسر سورته ،قوله عليه السلم :الستلقاء يدل على استحباب الستلقاء
مطلقا وإن كان على الهيئة التية أفضل ،والداء الدوي على المبالغة من
قولهم :أرض دوية بالتخفيف أي ذات أدواء ،وقال أمير المؤمنين عليه
السلم قد أعيت أطباء هذا الداء الدوي وفي النهاية وفي حديث علي عليه
السلم إلى مرعى وبي و مشرب دوي أي فيه داء انتهى .فهو بالتشديد.
- 10الدعايم :عن جعفر بن محمد عليه السلم أنه كان يأكل بالخمس
الصابع و يقول :هكذا كان يأكل رسول ال صلى ال عليه وآله ليس كما
يأكل الجبارون .وعن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه نهى أن يأكل أحد
من ذروة الثريد وأمر أن يأكل
][413
كل أحد مما يليه ،ورخص في الكل من جوانب الطبق من التمر والرطب .وعنه
صلى ال عليه وآله أنه قال :إذا اتيتم بالخبز واللحم فابدؤا بالخبز فسدوا
به الجوع ثم كلوا اللحم .وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه كره القيام
عن الطعام وكان ربما دعا بعض عبيده فيقال :هم يأكلون ،فيقول :دعوهم
حتى يفرغوا ) - 11 .(1مجالس الصدوق :عن محمد بن الحسن عن محمد
بن الحسن الصفار عن عبد ال ابن الصلت عن يونس بن عبد الرحمن عن
عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :خمس ل أدعهن حتى الممات :الكل على
الحضيض مع العبيد ،الخبر ) - 12 .(2العلل والعيون :عن المظفر العلوي
عن ابن العياشي عن أبيه عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن
الوليد عن العباس بن هلل عن الرضا عن آبائه عليهم السلم عن النبي
صلى ال عليه وآله مثله ) .(3بيان " :على الحضيض " أي على الرض
من غير خوان ويحتمل أن يكون أكابر العرب يرفعون موائدهم ليسهل
عليهم الكل ،قال في النهاية فيه :أنه جاءته هدية فلم يجدلها موضعا
يضعها عليه ،فقال :ضعه بالحضيض فانما أنا عبد آكل كما يأكل العبد،
الحضيض قرار الرض وأسفل الجبل - 13 .الخصال :عن محمد بن علي
ماجيلويه عن عمه محمد بن أبى القاسم عن محمد بن على الكوفي عن
محمد بن سنان عن إبراهيم الكرخي عن أبى عبد ال عن أبيه عن آبائه
عليهم السلم قال :قال الحسن بن على عليه السلم :في المائدة اثنتى
عشرة خصلة يجب على كل مسلم أن يعرفها :أربع منها فرض ،وأربع
منها سنة ،وأربع منها تأديب ،فأما الفرض :فالمعرفة ،والرضا ،والتسمية،
والشكر ،وأما السنة :فالوضوء قبل
) (1دعائم السلم 2ر (2) .120 - 119امالي الصدوق 44في حديث (3) .علل
الشرايع 1ر ،124عيون الخبار 2ر .81
][414
الطعام ،والجلوس على الجانب اليسر ،والكل بثلث أصابع ،ولعق الصابع ،وأما
التأديب :فالكل مما يليك ،وتصغير اللقمة ،والمضغ الشديد ،وقلة النظر في
وجوه الناس ) .(1القبال والمكارم ورسالة الداب الدينية للفضل بن
الحسن الطبرسي باسنادهم إلى الحسن عليه السلم مثله ) .(2بيان:
الظاهر أن المراد بالمعرفة معرفة أنه من حلل ،كما في الخبر التي
ويحتمل معرفة المنعم ،وأن هذه نعمة من ال ،أو اليمان لن نعم الدنيا
على غير المؤمن حرام كما دلت عليه أخبار كثيرة ،والرضا أي بما قسم
ال له من الرزق و الشكر في اثناء الكل وبعده ،والوضوء غسل اليدين
كما مر ،والجلوس على جانب اليسر كما في حال التشهد ليكون كجلسة
العبد أو بنصب الرجل اليمنى كما يستفاد من بعض الخبار ،والكل بثلث
أصابع كأنه أقل مراتب الفضل ،بأن ل يكون باصبعين لما مر ،فالزايد أيضا
مستحب أو أفضل ،ويدل عليه ما رواه الكليني ) (3رحمه ال باسناده عن
أبي خديجة عن أبي عبد ال عليه السلم أنه كان يجلس جلسة العبد ،و
يضع يده على الرض ويأكل بثلث أصابع وأن رسول ال صلى ال عليه
وآله كان يأكل هكذا ،ليس كما يفعل الجبارون أحدهم يأكل باصبعيه وعن
علي بن محمد رفعه قال :كان امير المؤمنين عليه السلم يستاك عرضا
ويأكل هرتا ،وقال :الهرت أن يأكل بأصابعه جميعا ويحتمل أن يكون الكل
بالثلث سنة والقل مكروها والكثر مستحبا ل يبلغ حد السنة ،ويكون
اختيار أمير المؤمنين عليه السلم ذالك لبيان الجواز والول أظهر .قال في
الدروس :يستحب الكل بجميع الصابع وروي أن رسول ال صلى ال
عليه وآله كان يأكل بثلث أصابع ويكره الكل باصبعين ،ويستحب مص
الصابع والكل مما يليه وأن ل يتناول من قدام غيره شيئا انتهى ،والعامة
اقتصروا على الثلث وجوزوا
) (1الخصال (2) .485اقبال العمال ،113 - 112مكارم الخلق (3) .163
الكافي 6ر .297
][415
ضم الرابعة والخامسة ،لعذر بأن يكون طعاما ل يمكن أكله بثلث ثم الظاهر أن
المراد بالفريضة ما هو أعم من الواجب والسنة الكيدة ،وبالسنة المستحب
الذي واظب عليه الرسول صلى ال عليه وآله ،وبالتأديب المستحب الذي
ليس بتلك المنزلة ،ويحتمل أن يكون أمرا إرشاديا للفوايد الدنيوية كالمر
بأكل بعض الغذية والدوية ،لبعض المنافع ،والول أظهر ،وعلى التقادير
المراد بالوجوب ما هو أعم من المصطلح - 14 .الخصال :في وصايا النبي
صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم :يا علي اثنتا عشرة خصلة ينبغي
للرجل المسلم أن يتعلمها في المائدة :أربع منها فريضة ،وأربع منها سنة،
و أربع منها أدب ،فأما الفريضة فالمعرفة بما يأكل ،والتسمية ،والشكر،
والرضا ،وأما السنة :فالجلوس على الرجل اليسرى ،والكل بثلث أصابع،
وأن يأكل ما يليه ومص الصابع ،وأما الدب :فتصغير اللقمة ،والمضغ
الشديد ،وقلة النظر في وجوه الناس ،وغسل اليدين ) - 15 .(1ومنه :عن
علي بن أحمد بن موسى عن أحمد بن يحيى بن زكريا القطان عن بكر بن
عبد ال بن حبيب عن عثمان بن عبيد عن هدبة بن خالد القيسي عن
مبارك بن فضالة عن الصبغ بن نباته قال :قال أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلم للحسن ابنه عليهما السلم :يا بني أل اعلمك أربع
خصال تستغني بها عن الطب ؟ فقال :بلي يا امير المؤمنين ! قال :ل
تجلس على الطعام إل وأنت جايع ،ول تقم عن الطعام إل و أنت تشتهيه،
وجود المضغ ،وإذا نمت فاعرض نفسك على الخلء ،فإذا استعملت هذا
استغنيت عن الطب ) - 16 .(2العيون :بالسانيد الثلثة عن الرضا عن
آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا أكلتم
الثريد فكلوا من جوانبه ،فان الذروة فيها البركة ) - 17 .(3مجالس ابن
الشيخ :عن والده عن محمد بن علي بن حشيش عن إبراهيم
][416
ابن أحمد الدينوري عن عبد ال بن حمدان عن أبي سعيد الشج عن عقبة بن خالد
عن موسى بن محمد بن إبراهيم التميمي عن أبيه عن أنس بن مالك قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا أكلتم فاخلعوا نعالكم ،فانه أروح
لقدامكم ) .(1الفردوس :عنه صلى ال عليه وآله مثله وزاد في آخره
وإنها سنة جميلة - 18 .مجالس ابن الشيخ :عن والده عن جماعة عن أبي
المفضل عن علي بن محمد بن الحسن النخعي عن جده سليم بن إبراهيم
بن عبيد عن نصر بن مزاحم المنقري عن إبراهيم بن الزبرقان عن عمرو
بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عليه السلم في قوله تعالى " :ولقد
كرمنا بني آدم " يقول :فضلنا بني آدم على ساير الخلق " وحملناهم في
البر والبحر " يقول :على الرطب واليابس " ورزقناهم من الطيبات "
يقول :من طيبات الثمار كلها " وفضلناهم " يقول :ليس من دابة ول طاير
إل هي تأكل وتشرب بفيها ل ترفع بيدها إلى فيها طعاما ول شرابا غير ابن
آدم ،فانه يرفع إلى فيه بيده طعامه ،فهذا من التفضيل ) .(2بيان :كان
مراده بالرطب واليابس الحيوان والسفينة ،وقد مر تفسير الية- 19 .
مجالس ابن الشيخ :عن والده عن جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن
الحسن ابن هارون عن يحيى بن السري الضرير عن محمد بن حازم أبي
معاوية الضرير قال :دخلت على هارون الرشيد قيل لي :وكانت بين يديه
المائدة فسألني عن تفسير هذه هذه الية " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم
في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات " الية فقلت :يا أمير المؤمنين قد
تأولها جدك عبد ال بن العباس :أخبرني الحجاج ابن إبراهيم الخوزي عن
ميمون بن مهران عن ابن عباس في هذه الية " ولقد كرمنا بني آدم
وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات " قال :كل دابة تأكل بفيها
إل ابن آدم فانه يأكل بالصابع ،قال أبو معاوية :فبلغني أنه رمى بمعلقة
كانت بيده من فضة وتناول من الطعام باصبعه ).(3
][417
) (1امالي الطوسى 2ر (2) .104الخصال (3) .619 :الخصال(4) .622 :
المحاسن.442 :
][418
فما حد كوزك هذا ؟ قال :ل تشرب من موضع اذنه ،ول من موضع كسره ،فانه
مقعد الشيطان ،وإذا وضعته على فيك فاذكر اسم ال ،وإذا رفعته عن فيك
فاحمد ال وتنفس فيه ثلثة أنفاس ،فان النفس الواحد يكره )- 24 .(1
ومنه :عن أبيه عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبى عبد ال عليه
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :الطعام إذا جمع أربعا
فقدتم :إذا كان من حلل ،وكثرت اليدي عليه ،وبسم ال في أوله ،والحمد
ل في آخره ،ورواه النوفلي عن السكوني عن أبي عبد ال عن آبائه
عليهم السلم عن رسول ال صلى ال عليه وآله ) - 25 .(2ومنه :عن
الوشا عن أحمد بن عايذ عن أبى خديجة عن أبي عبد ال عليه السلم أنه
سأله عمرو بن عبيد وواصل وبشير الرحال عن حد الطعام فقال :يأكل
النسان مما بين يديه ،ول يتناول من قدام الخر شيئا ) - 26 .(3ومنه:
عن جعفر عن ابن القداح عن أبي عبد ال عن أبيه عليهما السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا أكل أحدكم فليأكل مما يليه )- 27 .(4
ومنه :عن ابن فضال عن ابن القداح عن أبي عبد ال عن أبيه عليهما
السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه وآله إذا أكل مع قوم طعاما كان
أول من يضع يده ،وآخر من يرفعها ليأكل القوم ) - 28 .(5ومنه :عن
يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي سلمة عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :إن أبي أتاه عبد ال بن علي بن الحسين يستأذن لعمرو بن
عبيد وواصل مولى هبيرة وبشير الرحال ،فأذن لهم ،فدخلوا عليه فجلسوا
فقالوا :يا باجعفر إن لكل شئ حدا ينتهي إليه ؟ فقال أبو جعفر عليه
السلم :نعم ،إن لكل شئ حدا ينتهي إليه ،مامن شئ إل وله حد ،قال :فاتي
بالخوان فوضع فقالوا فيما بينهم :قدوال استمكنا من أبي جعفر ،فقالوا :يا
باجعفر هذا الخوان من الشئ ؟ قال:
) (1المحاسن (2) .274 :المحاسن (5 - 3) .398 :المحاسن.448 :
][419
نعم ،قالوا :فما حده ؟ قال :حده إذا وضع الرجل يده قال :بسم ال وإذا رفعها قال
الحمد ل ،ويأكل كل إنسان من بين يديه ،ول يتناول من قدام الخر ،قال:
ودعا أبو جعفر عليه السلم بماء يشربون فقالوا :يا با جعفر هذا الكوز من
الشئ ؟ قال :نعم ،قالوا :فما حده ؟ قال :أن يشرب من شفته الوسطى،
ويذكر اسم ال عليه :ول يشرب من اذن الكوز ،فانه مشرب الشيطان،
ويقول :الحمد ل الذي سقاني عذبا فراتا ولم يجعله ملحا اجاجا بذنوبى )
- 29 .(1ومنه :عن النوفلي باسناده قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :اخلعوا نعالكم عند الطعام فانه سنة جميلة ،وأروح للقدمين )30 .(2
-ومنه :عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عمن ذكره قال :رأيت
أبا الحسن الرضا عليه السلم إذا تغدى استلقى على قفاه ،وألقى رجله
اليمنى على اليسرى ) .(3بيان :قال في الدروس :يستحب الستلقاء بعد
الطعام على قفاه ووضع رجله اليمنى على اليسرى ،وما رواه العامة
بخلف ذلك من الخلف - 31 .المحاسن :عن علي بن الحكم عن أبي
المغرا عن ابن خارجة عن أبي بصير عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
كان رسول ال صلى ال عليه وآله يأكل أكل العبد ،ويجلس جلوس العبد
ويعلم أنه عبد ) .(4بيان :ويعلم أنه عبد ،أي يعمل بمقتضى العبودية،
وهذه مرتبة عظيمة من مراتب الكمال ،ولذا وصف ال تعالى خلص أنبيائه
وأصفيائه بالعبودية كما قال سبحانه " :سبحان الذي أسرى بعبده " "
عبدا من عبادنا " وأمثاله كثيرة - 32 .المحاسن :عن أبيه عن البزنطي
عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلم قال :كان رسول
ال يأكل أكل العبد ،ويجلس جلسة العبد ،وكان يأكل على الحضيض ،وينام
على الحضيض ) .(5بيان :قد عرفت أن الكل على الحضيض الكل على
الرض بل خوان أو
][420
بل بساط تحته أيضا ،والنوم على الحضيض النوم على الرض بل فرش بل بل
بساط أيضا - 33 .المحاسن :عن صفوان عن ابن مسكان عن الحسن
الصيقل قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :مرت امرأة بذية
برسول ال وهو يأكل وهو جالس على الحضيض ،فقالت :يا محمد وال
إنك لتأكل أكل العبد ،وتجلس جلوسه ،فقال لها رسول ال صلى ال عليه
وآله :ويحك أي عبد أعبد مني ؟ قالت :فناولني لقمة من طعامك فناولها
فقالت :ل وال إل التي في فمك ،فأخرج رسول ال صلى ال عليه وآله
اللقمة من فمه فناولها فأكلتها ،قال أبو عبد ال عليه السلم :فما أصابها
داء حتى فارقت الدنيا روحها ) - 34 .(1كتاب الزهد للحسين بن سعيد:
عن ابن سنان عن ابن مسكان مثله .بيان :البذاء بالمد الفحش في القول،
وفلن بذى اللسان ذكره في النهاية ،وقد يستدل بهذا الحديث على جواز
أكل ما خرج من فم الغير ،ويشكل بأن احتمال الختصاص هنا قوي وقد
كانوا يستعجلون أكل دمه وبوله صلى ال عليه وآله وسلم تبركا مع أنه ل
شائبه من الخباثة ههنا ،وهي العمدة في حكمهم بالتحريم - 35 .المحاسن:
عن بعض أصحابنا رفعه إلى الحسن بن علي عليهما السلم قال :اثنتا
عشرة خصلة ينبغي للرجل أن يتعلمها على الطعام :أربعة منها فريضة،
وأربعة منها سنة ،وأربعة منها أدب ،فأما الفريضة :فالمعرفة ،والتسمية،
والشكر ،والرضا ،وأما السنة فالجلوس على الرجل اليسرى ،والكل بثلث
أصابع ،وأن يأكل مما يليه ومص الصابع ،وأما الدب :فغسل اليدين،
وتصغير اللقمة ،والمضغ الشديد ،وقلة النظر في وجوه القوم ) .(2بيان:
الجلوس على الرجل اليسرى يحتمل ثلثة أوجه :الول كهيئة التشهد
والثاني نصب الرجل اليمنى وبسط اليسرى كما فهمه بعض العامة ،الثالث
بسط اليسرى وجعل الركبة والفخذ اليسريين على اليمنى كما اختاره
بعضهم أيضا في الصلة
) (1المحاسن 457 :وقد مضى ص 310فراجع (2) .المحاسن(*) .459 :
][421
والكل ،والول أظهر ،ويحتمل الثاني كما عرفت - 36 .المكارم :من كتاب البصائر
عن محمد بن جعفر العاصمي عن أبيه عن جده قال :حججت ومعي جماعة
من أصحابنا فأتيت المدينة فقصدنا مكانا ننزله فاستقبلنا غلم لبي الحسن
موسى بن جعفر عليه السلم على حمار له أخضر يتبعه الطعام ،فنزلنا بين
النخل ،وجاء هو فنزل ،فاتي بالطشت والماء فبدأ وغسل يديه ،وأدير
الطشت عن يمينه حتى بلغ آخرنا ،ثم اعيد من يساره حتى أتى على آخرنا،
ثم قدم الطعام فبدأ بالملح ثم قال :كلوا " بسم ال الرحمن الرحيم " ثم ثنى
بالخل ثم اتى بكتف مشوي فقال :كلوا بسم ال الرحمن الرحيم فان هذا
طعام كان يعجب النبي صلى ال عليه وآله ،ثم اتي بالخل والزيت فقال:
كلوا بسم ال الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب فاطمة عليها السلم
ثم اتى بالسكباج فقال كلوا بسم ال الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان
يعجب أمير المؤمنين عليه السلم ،ثم اتى بلحم مقلو فيه باذنجان فقال:
كلوا بسم ال الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب الحسن بن علي
عليه السلم ،ثم اتي بلبن حامض قد ثرد فيه فقال :كلوا بسم ال الرحمن
الرحيم فان هذا طعام كان يعجب الحسين بن علي عليه السلم ثم اتى
بأضلع باردة فقال :كلوا بسم ال الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب
علي بن الحسين عليه السلم ثم اتى بجبن مبرز فقال :كلوا بسم ال
الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب محمد بن علي عليه السلم ،ثم
اتى بتور فيه بيض كالعجة فقال :كلوا بسم ال الرحمن الرحيم فان هذا
طعام كان يعجب أبي جعفر عليه السلم ثم اتي بحلواء فقال :كلوا بسم ال
الرحمن الرحيم فان هذا طعام يعجبني ورفعت المائدة فذهب أحدنا ليلقط
ماكان تحتها فقال :مه إنما ذلك في المنازل تحت السقوف ،فأما في مثل هذا
الموضع فهو لعافية الطير والبهايم ،ثم اتى بالخلل فقال :من حق الخلل
أن تدير لسانك في فمك فما أجابك ابتلعته ،وما امتنع تحركه بالخلل ثم
تخرجه فتلفظه واتي بالطست والماء فابتدئ بأول من على يساره حتى
انتهى إليه فغسل ،ثم غسل من على يمينه حتى أتى على آخرهم ،ثم قال :يا
عاصم كيف أنتم في التواصل والتبار ؟ فقال :على أفضل ماكان عليه أحد،
فقال :أيأتي أحدكم
][422
عن الضيقة منزل أخيه فل يجده فيأمر بأخراج كيسه فيخرج فيفض ختمه فيأخذ من
ذلك حاجته فل ينكر عليه ؟ قال :ل ،قال :لستم على ما احب عليه من
التواصل .والضيقة الفقر ) .(1بيان " :وجاء هو " أي موسى عليه السلم
" بجبن مبرز " بكسر الراء المشددة ثم الزاي فائق في النفاسة واللذة،
من قولهم :برز تبريزا أي فاق أصحابه فضل وشجاعة وفي بعض النسخ
بتقديم الزاي على الراء فهو بفتح الزاي المشددة أي جعل فيه البازير وفي
بعض النسخ بجنب أي بجنب الشاة فهو على الول يحتمل الكسر والفتح،
أي نفيس أو سمين وعلى الثاني بالمعنى السابق أيضا ،والتور إناء من
صفر أو حجارة كالجانة .وفي القاموس :العجة بالضم طعام من البيض
مولد ،وفي بحر الجواهر خايگينه وفي النهاية فيه " ما أكلت العافية منها
فهو له صدقة " العافية والعافي كل طالب رزق من إنسان أو بهيمة أو
طائر ،وجمعها العوافي ،وقد تقع العافية على الجماعة انتهى .قوله" :
بأول من على يساره " أي الغاسل حين دخول البيت ،أو عند الستقبال
إليهم ،فهو بمنزلة يمين الباب أو يسار المام عليه السلم لكن الولية
بالنسبة إلى داخل المجلس ومآلهما واحد ،ويؤل إلى أحد الوجهين
المتقدمين في باب الغسل " على ما احب عليه " كأن " عليه " زيد من
النساخ ،أو المعنى على ما احبكم ،وقوله والضيقة كلم الطبرسي رحمه
ال - 37 .المكارم :قال أمير المؤمنين عليه السلم :من أكل الطعام على
النقاء ،وأجاد الطعام تمضغا ،وترك الطعام وهو يشتهيه ،ولم يحبس الغائط
إذا أتاه ،لم يمرض إل مرض الموت ) .(2من مجموع في الداب لمولي
أبي طول ال عمره روى عن المفضل بن يونس قال :إنى في منزلي يوما
فدخل علي الخادم فقال :إن في الباب رجل يكنى بأبي الحسن يسمى موسى
بن جعفر فقلت :يا غلم إن كان الذي أتوهم فأنت حر لوجه
][423
ال قال :فبادرت إليه فإذا أنابه عليه السلم ،فقلت :انزل يا سيدي ،فنزل ودخل
المجلس فذهبت لرفعه في صدر البيت ،فقال لي :يا فضل صاحب المنزل
أحق بصدر البيت إل أن يكون في القوم رجل من بني هاشم ،فقلت :فأنت
إذا جعلت فداك ،ثم قلت :جعلني ال فداك إنه قد حضر طعام لصحابنا فان
رأيت ،فقال :يا فضل إن الناس يقولون :إن هذا طعام الفجأة وهم يكرهونه،
أما إني ل أرى به بأسا ،فأمرت الغلم فاتي بالطست فدنا منه ،فقال :الحمد
ل الذي جعل لكل شئ حدا ،فقلت :جعلت فداك فما حد هذا ؟ فقال :أن يبدء
رب البيت لكي ينشط الضياف ،فإذا وضع الطست سمي ،وإذا رفع حمد
ال ،ثم اتى بالمائدة فقلت :ماحد هذا ؟ قال :أن تسمي إذا وضع ،وتحمد ال
إذا رفع ،ثم اتي بالخلل ،فقلت :فما حد هذا ؟ قال :أن تكسر رأسه لن ل
يدمي اللثة ،فاتي بالناء ،فقلت :فما حده ؟ قال :أن ل تشرب من موضع
العروة ،ول من موضع كسر إن كان به ،فانه مجلس الشيطان ،فإذا شربت
سميت ،وإذا فرغت حمدت ال ،وليكن صاحب البيت -يا فضل إذا فرغ من
الطعام ووضأ القوم -آخر من يتوضأ ،ثم قال :إن أمير المؤمنين أمرك
لبني فلن بعشرة آلف درهم ،فأنا احب أن تنفذ إليهم ،فقلت :جعلت فداك
إن خرج عني لم يعد إلى درهم أبدا ،فقال :أنفذ إليهم ) (1فل يصل إليهم أو
يعود إليك إنشاء ال قال :فل وال إن وصل إليهم حتى عاد إلى العشرة
آلف ) .(2بيان " :فأنت إذا " أي فأنت هو ،وكأن تعميم بني هاشم هنا
للتقية " لصحابنا " أي هيأته لهم " فان رأيت " أي أن تأكل منه فكل،
ويقال :نشط كسمع أي طابت نفسه للعمل وغيره " سمى " أي رب البيت
أو حامل الطست ،وكذا قوله " :حمد ال " يحتمل الوجهين ،ويمكن قراءة
الفعلين على المجهول ،وقوله :تسمي وتحمد يؤيدان كون المراد رب البيت
في الموضعين ،واللثة بالكسر والتخفيف لحم السنان ،وقوله " :آخر من
يتوضأ " خبر " وليكن ".
) (1في المصدر :اخرج إليهم (2) .مكارم الخلق .171
][424
" ثم قال " :أي المام عليه السلم " إن أمير المؤمنين " أي الخليفة الفاسق "
أن تنفذ إليهم أي ترسل " لم يعد إلي " أي منهم إن كان قرضا أو من
الخليفة إن كان عطية " أو يعود " أي إلى أن يعود " وإن " في قوله" :
إن وصل " نافية حتى عاد " إلي " أي من جهة الخليفة - 38 .المكارم:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :الكل في السوق دناءة وسأل رجل
رسول ال فقال :يا رسول ال :إنا ناكل ول نشبع ،قال :لعلكم تفترقون عن
طعامكم ،فاجتمعوا عليه ،واذكروا اسم ال عليه يبارك لكم .وعن ابن عمر
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا وضعت المائدة بين يدي
الرجل فليأكل مما يليه ،ول يتناول مما بين يدي جليسه ،ول يأكل من ذروة
القصعة ،فان من أعلها تأتي البركة ،ول يرفع يده وإن شبع ،فانه إذا فعل
ذلك خجل جليسه ،وعسى أن يكون له في الطعام حاجة .وعن أنس قال :ما
أكل رسول ال صلى ال عليه وآله على خوان ول في سكرجة ول من خبز
مرقق فقيل لنس :على ما إذا كانوا يأكلون ؟ قال :على السفرة ) .(2بيان:
قال في النهاية :ل آكل في سكرجة هي بضم السين والكاف والراء
والتشديد :إناء صغير يؤكل فيه الشئ القليل من الدم ،وهي فارسية وأكثر
ما يوضع فيه الكواميخ ونحوها ،وقال :السفرة طعام يتخذه المسافر ،وأكثر
ما يحمل في جلد مستدير فنقل اسم الطعام إلى الجلد ،وسمي به انتهى،
وكأن الخوان كان أكبر أو معمول من خشب كما عندنا ،أو سعف ،فكان
الكابر والشراف يأكلون عليه ،ولذا كان صلى ال عليه وآله يكتفي
بالسفرة تواضعا وتشبها بالفقراء - 39 .حيوة الحيوان :ذكر بعض العلماء
أن من أكل كثيرا وخاف على نفسه من التخمة فليمسح يده على بطنه،
وليقل " الليلة ليلة عيدي ،ورضي ال عن سيدي أبي عبد ال القرشي "
يفعل ذلك ثلثا ،فانه ل يضره الكل وهو عجيب مجرب - 40 .بشارة
المصطفى :باسناده عن كميل بن زياد عن أمير المؤمنين عليه السلم في
وصية
][425
له قال :يا كميل إذا أكلت فطول أكلك يستوف من معك وترزق منه غيرك ،يا كميل
إذا استويت على طعامك فاحمد ال على ما رزقك ،وارفع بذلك صوتك
ليحمد سواك ،فيعظم بذلك أجرك ،يا كميل ل توقر معدتك طعاما ودع فيها
للماء موضعا وللريح مجال ) - 41 .(1تحف العقول :قال أمير المؤمنين
عليه السلم :يا كميل إذا أكلت الطعام فسم باسم الذي ل يضر مع اسمه
]داء[ ،وفيه شفاء من كل السواء ،يا كميل وأكل بالطعام ،ول تبخل عليه،
فانك لن ترزق الناس شيئا وال يجزل لك من الثواب بذلك ،وأحسن عليه
خلقك ،وأبسط جليسك ،ول تنهر خادمك ،يا كميل إذا أكلت فطول أكلك
ليستوفي من معك ويرزق منه غيرك يا كميل إذا استوفيت طعامك فاحمد
ال علي ما رزقك ،وارفع بذلك صوتك يحمده سواك ،فيعظم بذلك أجرك ،يا
كميل ل توقرن معدتك طعاما ،ودع فيها للماء موضعا وللريح مجال ،ول
ترفع يدك من الطعام إل وأنت تشتهيه ،فان فعلت ذلك فأنت تستمرئه ،فان
صحة الجسم من قلة الطعام وقلة الماء ) - 42 .(2العيون :عن المظفر بن
جعفر العلوي عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه عن علي
بن الحسن بن فضال عن محمد بن الوليد عن العباس بن هلل عن الرضا
عن آبائه عن النبي صلى ال عليه وآله وسلم قال :خمس ل أدعهن حتى
الممات :الكل على الحضيض مع العبيد ،وركوبي الحمار مؤكفا ،وحلبي
العنز بيدي ،ولبسي الصوف ،و التسليم على الصبيان لتكون سنة من
بعدي ) - 43 .(3المحاسن :عن عثمان بن عيسى عن أبى أيوب عن أبى
عبد ال عليه السلم قال :شيئان يؤكلن باليدين جميعا :العنب والرمان )
- 44 .(4الكافي :عن العدة عن سهل عن أحمد بن هارون عن موفق
المدينى عن أبيه عن جده قال :بعث إلى الماضي يوما وحبسني للغداء،
فلما جاؤا بالمائدة لم
) (1بشارة المصطفى (2) .29تحف العقول (3) .171عيون الخبار 2ر (4) .81
المحاسن.556 :
][426
يكن عليها بقل ،فأمسك يده ثم قال للغلم :أما علمت أنى ل آكل على مائدة ليس فيها
خضرة ؟ فأتني بالخضرة ،قال :فذهب الغلم فجاء بالبقل فألقاه على المائدة
فمد يده فأكل ) * 18 .(1باب آخر * )في المنع عن نهك العظام وقطع
الخبز واللحم بالسكين( * - 1الكافي :عن العدة عن أحمد بن أبى عبد ال
عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن أبيه قال :صنع لنا أبو حمزة
طعاما فلما حضرنا ،رأى رجل ينهك عظما فصاح به وقال :ل تفعل ،فانى
سمعت على بن الحسين عليه السلم يقول :ل تنهكوا العظام ،فان فيها
للجن نصيبا ،فان فعلتم ذهب من البيت ما هو خير من ذلك ) .(2المحاسن:
عن محمد بن على عن محمد بن الهيثم مثله ) .(3بيان :يقال :نهك من
العظام بالغ في أكله ،وقال الوالد قدس سره :ينهك عظما أي يخرج مخه أو
يستأصل لحمه أو العم ،والظاهر أن الجن يشمون العظم ،فإذا استقصى ل
يبقى شئ ل ستشمامهم ،فيسرقون من البيت - 2 .الكافي :باسناده عن
الفضل بن يونس قال :تغدى أبو الحسن عليه السلم عندي فجيئ بقصعة
وتحتها خبز ،فقال :أكرموا الخبز أن يكون تحتها ،وقال لي :مر الغلم أن
يخرج الرغيف من تحت القصعة ) - 3 .(4ومنه :باسناده رفعه قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :أكرموا الخبز ،قيل يا رسول ال وما
إكرامه ؟ قال :إذا وضع ل ينتظر به غيره ) - 4 .(5ومنه :بسند صحيح
عن الرضا عليه السلم قال :ل تقطعوا الخبز بالسكين ،ولكن اكسروه باليد
وخالفوا العجم ).(6
][427
أقول :وقد مر تجويز ذلك عند فقد الدام ومطلقا ،وقد مر النهى عن شم الخبز- 5 .
المحاسن :عن ابن أبى عمير عن سجادة عن محمد بن عمرو بن الوليد
التميمي البصري عن محمد بن الفرات الزدي عن زيد بن على عن آبائه
عليهم السلم قال :نهى رسول ال أن يقطع اللحم على المائدة بالسكين )
- 6 .(1دعوات الراوندي :قال النبي صلى ال عليه وآله :ل تقطعوا اللحم
بالسكين على المائدة فانه من فعل العاجم ،وانهشه فانه أهنا وأمرأ .بيان:
النهش الخذ بأطراف السنان - 7 .المحاسن :عن ابن محبوب عن العل
عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلم قال :سألته عن العظم أنهكه
؟ قال :نعم ) .(2بيان :يمكن حمله على نهك ل يصل إلى حد الستئصال،
مع أن التجويز ل ينافي الكراهة * 19 .باب آخر * )في حضور الطعام
وقت الصلة( * - 1المحاسن :عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال:
سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الصلة تحضر وقت وضع الطعام ،قال:
إن كان في أول الوقت فليبدء بالطعام ،وإن كان قد مضى من الوقت شئ
يخاف تأخيره فليبده بالصلة ) .(3بيان :قال في الدروس :وإذا حضر
الطعام والصلة فالفضل أن يبدأ بها مع سعة وقتها إل أن ينتظر غيره،
ويجب مع ضيقه مطلقا انتهى ،ونحوه قال الشيخ في النهاية وغيره ،وقال
في السرائر :إذا حضر الطعام والصلة فالبداءة بالصلة أفضل إذا كانوا في
أول الوقت ،فان كان في آخر الوقت ،فذلك هو الواجب ،ل الفضل ،فان كان
هناك قوم ينتظرونه للفطار معه ،وكان أول الوقت وهم وهو صائم،
فالبداءة
][428
بالطعام أفضل ،لموافقتهم ،وإن كان قد تضيق الوقت فل يجوز إل البتداء بالصلة
انتهى .وقال صاحب الجامع :إذا حضر الطعام والصلة ولم يغلبه الجوع
بدء بالصلة وإن غلبه أو حصره من ينتظره بدء بالطعام في أول وقتها،
وبها إذا ضاق - 2 ..القبال :روينا باسنادنا إلى على بن فضال من كتاب
الصوم عن أبي عبد ال عليه السلم قال :يستحب للصايم إن قوي على
ذلك أن يصلي قبل أن يفطر ) .(1أقول :سيأتي الخبار في ذلك في كتاب
الصوم إن شاء ال * 20 .باب * )أكل الكسرة والفتات ،وما يسقط من
الخوان( * - 1المحاسن :عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن
داود بن كثير قال :تعشيت مع أبي عبد ال عليه السلم عتمة فلما فرغ من
عشائه حمد ال ،ثم قال :هذا عشائي وعشاء آبائي ،فلما رفع الخوان تقمم
ما سقط عنه ،ثم ألقاه إلى فيه ) - 2 .(2ومنه :عن ابن فضال عن أبي
المغرا عن أبي اسامة عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إنى أجد الشئ
اليسير يقع من الخوان فاعيده ،فيضحك الخادم ) - 3 .(3ومنه :عن بعض
أصحابنا عن الصم عن عبد ال الرجاني قال :كنت عند أبى عبد ال عليه
السلم وهو يأكل فرأيته يتتبع مثل السمسمة من الطعام ما يسقط من
الخوان ،فقلت :جعلت فداك تتبع مثل هذا ؟ قال :يا عبد ال هذا رزقك فل
تدعه لغيرك ،أما إن فيه شفاء من كل داء ،قال :ورواه ابن يزيد عن ابن
فضال عن عبد ال الرجانى ) - 4 .(4ومنه :عن النوفلي باسناده قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :من تتبع ما يقع من مائدته فأكله ذهب عنه
الفقر وعن ولده وولد ولده إلى السابع ).(5
][429
- 5ومنه :عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير عن أبى عبد ال عن آبائه
عليهم السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :كلوا ما يسقط من
الخوان ،فان فيه شفاء من كل داء باذن ال ،لمن أراد أن يستشفي به،
قال :ورواه بعض أصحابنا عن الصم عن شعيب عن أبى بصير عن أبى
عبد ال عليه السلم ) - 6 .(1ومنه :عن أبيه عن ابن أبى عمير عن
إبراهيم بن عبد الحميد عن عبيد ال ابن صالح الخثعمي قال :شكوت إلى
أبى عبد ال عليه السلم وجع الخاصرة فقال :عليك بما يسقط من الخوان
فكله ،ففعلت ذلك فذهب عني ،قال إبراهيم :قد كنت أجد في الجانب اليمن
واليسر فأخذت ذلك فانتفعت به ) - 7 .(2ومنه :عن محمد بن علي عن
إبراهيم بن مهزم عن ابن الحر قال :شكا رجل إلى أبى عبد ال عليه السلم
ما يلقى من وجع الخاصرة ،فقال :ما يمنعك من أكل ما يقع من الخوان )
- 8 .(3ومنه :عن منصور بن العباس عن الحسن بن معاوية بن وهب
عن أبيه قال :كنا عند أبى عبد ال عليه السلم فلما رفع الخوان تلقط ما
وقع فأكله ،ثم قال :إنه ينفي الفقر ويكثر الولد ) - 9 .(4ومنه :عن أبيه
عن معمر بن خلد قال :سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلم يقول :من
أكل في منزله طعاما فسقط منه شئ فليتناوله ،ومن أكل في الصحراء أو
خارجا فليتركه للطير والسبع ) .(5بيان :أو خارجا تعميم بعد التخصيص،
أي خارجا من البيوت ،وتحت السقوف صحراء كان أو بستانا أو غيرهما.
- 10المحاسن :عن أبيه عن يونس عن عمرو بن جميع عن أبى عبد ال
عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من وجد كسرة
فأكلها كانت له سبعمائة حسنة ،ومن وجدها في قذر فغسلها ثم رفعها كانت
له سبعون حسنة ) .(6بيان :كأن زيادة ثواب الولى على الثانية بأن
الثانية لم تشتمل على الكل
][430
وإنما هي غسلها ورفعها فقط ،فلو أكلها كان ثوابه أكثر من الولى ،وفي الكافي )
(1في الول كانت له حسنة فل يحتاج إلى تكلف ،ويمكن حمل الثاني حينئذ
على الكل أيضا ،قال في الدروس :قال أمير المؤمنين عليه السلم :كلوا ما
يسقط من الخوان -بالكسر -فانه شفاء من كل داء ،وروي أنه ينفي
الفقر ،ويكثر الولد ،ويذهب بذات الجنب ،و من وجد كسرة فأكلها فله
حسنة ،وإن غسلها من قذر وأكلها فله سبعون حسنة ،و قال :يستحب تتبع
ما يقع من الخوان في البيت ،وتركه في الصحراء ولو فخذ شاة- 11 .
المحاسن :عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :في التمرة والكسرة تكون في الرض مطروحة فيأخذها إنسان
فيمسحها ويأكلها ل تستقر في جوفه حتى تجب له الجنة ) - 12 .(2ومنه:
عن موسى بن القاسم عن محمد بن سعيد بن غزوان عن إسماعيل بن أبي
زياد عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
من وجد كسرة أو تمرة ملقاة .فأكلها ،لم تقر في جوفه حتى يغفر ال له )
.(3ومنه :عن النوفلي عن السكوني مثله ) - 13 .(4ومنه :عن أبيه عن
يونس عن عمرو بن جميع عن أبي عبد ال عليه السلم قال :دخل رسول
ال صلى ال وآله على عايشة فرأى كسرة كاد أن تطأها ،فأخذها وأكلها،
وقال :يا حميراء أكرمي جوار نعمة ال عليك فانها لم تنفر عن قوم فكادت
تعود إليهم ) .(5بيان :الحميراء لقب عايشة - 14 .المكارم :عن محمد بن
الوليد قال :أكلت بين يدى أبى جعفر الثاني عليه السلم حتى إذا فرغت
ورفع الخوان ،ذهب الغلم يرفع ما وقع من فتات الطعام ،فقال له :ما كان
في الصحراء فدعه ،ولو فخذ شاة ،وما في البيت فتتبعه والقطه ).(6
) (1الكافي 6ر 2) .300و 3و (5المحاسن (4) .445 :المحاسن(6) .588 :
مكارم الخلق .163
][431
ورأى النبي صلى ال عليه وآله أبا أيوب النصاري يلتقط نثارة المائدة ،فقال صلى
ال عليه وآله :بورك لك وبورك عليك وبورك فيك فقال أبو أيوب :يا
رسول ال وغيري ؟ قال :نعم من أكل ما أكلت فله ما قلت لك ،وقال :من
فعل هذا وقاه ال الجنون ،والجذام و البرص والماء الصفر والحمق ).(1
دعوات الراوندي :عن أبي أيوب مثله .بيان :الفتات بالضم ما تفتت،
والنثارة بالضم ما تناثر من الشئ " بورك لك " أي في عمرك " وعليك "
أي فيما أنعم به عليك " وفيك " أي في علمك وكمالتك أو كل منها يعم
الجميع ،والتكرار للتأكيد ،قال الفيروز آبادى ،البركة محركة النماء
والزيادة والسعادة ،وبارك ال لك وفيك وعليك وباركك ،وقال :الصفار
كغراب الماء الصفر يجتمع في البطن ،وقال في بحر الجواهر :صفراء
يدفع بالدرار - 15 .دعوات الراوندي :قال وقال صلى ال عليه وآله :من
وجد لقمة ملقاة فمسح منها ما مسح ،وغسل منها ما غسل ،ثم أكلها لم
تستقر في جوفه حتى يعتقه ال من النار .وقال النبي صلى ال عليه وآله
لعلى عليه السلم :كل ما وقع تحت مائدتك فانه ينفى عنك الفقر وهو مهور
الحور العين ،ومن أكله حشى قلبه علما وحلما وإيمانا ونورا- 16 .
الدعايم :عن علي عليه السلم أنه قال :من وجد كسرة خبز ملقاة على
الطريق فأخذها فمسحها ثم جعلها في كوة ،كتب ال له حسنة والحسنة
بعشر أمثالها فان اكلها كتب ال له حسنتين مضاعفتين .وعن جعفر بن
محمد عليه السلم أنه قال :كان أبي عليه السلم إذا رأى شيئا من الطعام
في منزله قد رمي به نقص من قوتهم مثله ،وكان يقول في قول ال
عزوجل " :وضرب ال مثل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا
من كل مكان فكفرت بأنعم ال فأذاقها ال لباس الجوع والخوف بما كانوا
يصنعون " ) (2قال :هم أهل قرية كان ال عزوجل قد أوسع عليهم في
معايشهم ،فاستخشنوا الستنجاء بالحجارة واستعملوا
][432
من الخبز مثل الفهار فكانوا يستنجون به فبعث ال عليهم دواب أصغر من الجراد
فلم تدع لهم شيئا خلقه ال من شجر ولنبات إل أكلته ،فبلغ بهم الجهد إلى
أن رجعوا إلى الذي كانوا يستنجون به من الخبز فيأكلونه .وعن علي بن
الحسين :أنه دخل إلى المخرج فوجد فيه تمرة فناولها غلمه ،وقال له:
أمسكها حتى أخرج إليك ،فأخذها الغلم فأكلها ،فلما توضأ عليه السلم
وخرج قال للغلم :أين التمرة ؟ قال :أكلتها جعلت فداك ؟ قال :اذهب فأنت
حر لوجه ال ،فقيل له :وما في أكله التمرة ما يوجب عتقه ؟ قال :إنه لما
أكلها وجبت له الجنة ،فكرهت أن أستملك رجل من أهل الجنة .وعن جعفر
بن محمد عليه السلم أنه نظر إلى فاكهة قدر ميت من داره لم يستقص
أكلها فغضب وقال :ما هذا ؟ إن كنتم شبعتم فان كثيرا من الناس لم
يشبعوا ،فأطعموه من يحتاج إليه .وعنه عليه السلم أنه قال :التمرة أو
الكسرة تكون في الرض مطروحة فيأخذها النسان فيمسحها ويأكلها ،فل
تستقر في جوفه حتى تجب له الجنة .وعن أبى جعفر عليه السلم قال :كان
أبى علي بن الحسين عليه السلم إذا رأى شيئا من الخبز في منزله
مطروحا ،ولو قدر ما تجره النملة ،نقص قوت أهله بقدر ذالك )- 17 .(1
مجالس الصدوق :عن جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد ال عن
جده الحسن عن جده عبد ال بن المغيرة عن السكوني عن الصادق عن
آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم :من وجد
كسرة أو تمرة فأكلها لم يفارق جوفه حتى يغفر ال له ) - 18 .(2الخصال:
عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبى القاسم عن محمد بن
على الكوفي عن محمد بن زياد عن عبد ال بن عبد الرحمن عن أبى حمزة
الثمالي عن ثور بن سعيد عن أبيه عن أمير المؤمنين قال :أكل ما يسقط
من الخوان يزيد في الرزق الخبر ).(3
) (1دعائم السلم 2ر (2) .115 - 114امالي الصدوق (3) .180الخصال .504
][433
- 19ومنه :في الربعمائة قال قال أمير المؤمنين صلى ال عليه وآله وسلم :كلوا
ما يسقط من الخوان ،فانه شفاء من كل داء باذن ال عزوجل لمن أراد أن
يستشفي به ) - 20 .(1العيون :بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه
عليهم السلم قال :قال رسول -ال صلى ال عليه وآله وسلم :الذي يسقط
من المائدة مهور الحور العين ) .(2الصحيفة :عنه عليه السلم مثله ).(3
- 21العيون :بالسانيد المتقدمة عن الحسين بن علي عليه السلم أنه
دخل المستراح فوجد لقمة ملقاة فدفعها إلى غلم له ،فقال :يا غلم اذكرني
بهذه اللقمة إذا خرجت فأكلها الغلم ،فلما خرج الحسين عليه السلم قال:
يا غلم اللقمة قال :أكلتها يا مولي قال :أنت حر لوجه ال ،قال له رجل:
أعتقته يا سيدى ؟ قال :نعم ،سمعت جدى رسول ال صلى ال عليه وآله
يقول :من وجد لقمة فسمح منها أو غسل منها ثم أكلها لم تستقر في جوفه
إل أعتقه ال من النار ،ولم أكن أستعبد رجل أعتقه ال من النار ).(4
صحيفه الرضا :عنه عن آبائه عليهم السلم مثله ) - 22 :(5ومنه :عن
الرضا عن آبائه عليهم السلم قال :قال الحسين بن علي عليه السلم:
سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :من وجد لقمة فمسح منها أو
غسل ما عليها ثم أكلها ،لم تستقر في جوفه إل أعتقه ال من النار ).(6
21باب * )فضل سؤر المؤمن( * - 1ثواب العمال :عن محمد بن
الحسن بن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد الشعري عن
السياري عن محمد بن إسماعيل رفعه قال :من شرب سؤر أخيه
) (1الخصال (2) .613عيون الخبار 2ر (3) .34صحيفة الرضا (4) .9عيون
الخبار 2ر (5) .43الصحيفة 34و (6) .35لم نجده في المصدر
المطبوع والنسخة المخطوطة أيضا خالية منه.
][434
المؤمن تبركا به خلق ال منه ملكا يستغفر لهما حتى تقوم الساعة ) .(1السرائر:
عن السيارى مثله ) .(2الختصاص :عن أمير المؤمنين عليه السلم مثله
) - 2 .(3ثواب العمال :عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن محمد بن
عيسى عن الوشا عن عبد ال بن سنان قال :قال أبو عبد ال عليه السلم:
في سؤر المؤمن شفاء من سبعين داء ) .(4الختصاص :عن أمير
المؤمنين عليه السلم مثله ) 22 .(5باب * )غسل الفم بالشنان وغير( *
- 1العيون والعلل :عن أبيه عن علي بن موسى الكمنداني عن أحمد بن
محمد بن عيسى عن عبد العزيز بن المهتدى عن الرضا عليه السلم قال:
إنما يغسل بالشنان خارج الفم ،فأما داخل الفم فل يقبل الغمر )- 2 .(6
المحاسن :عن الحسين بن سعيد عن نادر الخادم قال :كان عليه السلم إذا
تؤضأ بالشنان أدخله في فيه فتطعم به ثم يرمي به ) .(7ومنه :عن نوح
بن شعيب عن نادر مثله ) .(8بيان :في القاموس طعم كعلم طعما بالضم
ذاق كتطعم - 3 .الخصال ) :(9عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن أحمد بن
أبى عبد ال البرقي عن أبي الخزرج الحسن بن علي الزبرقان عن فضيل
بن عثمان قال :سمعت أبا عبد ال
) 1و (4ثواب العمال (2) .181السرائر 3) .376و (5الختصاص (6) .189
عيون الخبار 1ر ،273علل الشرايع 1ر (7) .268المحاسن ) .564
(8المحاسن (9) .466الخصال .63
][435
عليه السلم يقول :اتخذوا في أشنانكم السعد ،فانه يطيب الفم ،ويزيد في الجماع.
دعوات الراوندي عنه عليه السلم مثله .المحاسن :عن أبى الخزرج
الحسن بن الزبرقان مثله ) .(1الكافي :عن العدة عن أحمد بن أبي عبد ال
عن أبى الخزرج الحسن بن الزبرقان النصاري عن الفضيل بن عثمان عن
أبي عزيز المرادي خال امي قال :سمعت وذكر مثله ) - 4 .(2ومنه :عن
بعض أصحابنا عن جعفر بن إبراهيم الحضرمي عن سعد بن سعد قال :قلت
لبي الحسن عليه السلم :إنا نأكل الشنان ،فقال :كان أبو الحسن عليه
السلم إذا توضأ ضم شفتيه ،وفيه خصال تكره :إنه يورث السل ،ويذهب
بماء الظهر ،ويوهن الركبتين ) .(3بيان :أبو الحسن الول هو الثاني،
والثاني هو الول ،والمعنى أنه عليه السلم كان إذا غسل يده وفمه
بالشنان بعد الطعام غسل خارج فمه وضم شفتيه لئل يدخل فمه شئ ،فهو
موافق للخبر الول ،لكنه ينافي الخبر الثاني ،ويمكن حمله على أن الرضا
عليه السلم قد كان يدخله فمه من غير أن يبتلعه ،والكاظم عليه السلم ل
يدخله فمه أصل أو غالبا ،وحمل هذا الخبر على ضم الشفتين بعد الدخال
في غاية البعد - 5 .الكافي :عن محمد بن يحيى عن علي بن الحسن بن
علي عن أحمد بن الحسين بن عمر عن عمه محمد بن عمر عن رجل عن
أبي الحسن الول عليه السلم قال :من استنجى بالسعد بعد الغائط وغسل
به فمه بعد الطعام ،لم تصبه علة في فمه ،ول يخاف شيئا من أرياح
البواسير ) .(4بيان :كأنه على اللف والنشر المشوش ،فعدم إصابة العلة
في الفم لغسل الفم ،وعدم خوف الرياح للستنجاء ،وإن احتمل تأثير كل
منهما في كل منهما ،وقد مضت الخبار في تداوي علل السنان بالسعد،
وقال الشهيد رحمه ال في الدروس :غسل الفم بالسعد بضم السين بعد
الطعام -يذهب علل الفم ،ويذهب بوجع السنان.
) (1المحاسن (4 - 2) .466الكافي 6ر (*) .379 - 378
][436
23باب * )الخلل وآدابه وأنواع ما يتخلل به( * - 1المكارم :من كتاب الفردوس
عن سعد بن معاذ قال النبي صلى ال عليه وآله وسلم :نقوا أفواهكم
بالخلل ،فانه مسكن الملكين الحافظين الكاتبين ،وإن مدادهما الريق،
وقلمهما اللسان ،وليس شئ أشد عليهما من فضل الطعام في الفم .ومن
روضة الواعظين :عن علي عليه السلم قال :التخلل بالطرفاء يورث
الفقر .من كتاب طب الئمة :عن الرضا عليه السلم قال :ل تخللوا بعود
الرمان ،ول بقضيب الريحان ،فانهما يحركان عرق الجذام ،قال :وكان
رسول ال صلى ال عليه وآله يتخلل بكل ما أصابت إل الخوص والقصب.
وقال رسول ال صلى ال عليه وآله :رحم ال المتخللين من امتي في
الوضوء والطعام .وعن الصادق عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :تخللوا على أثر الطعام ،فانه مصحة للفم والنواجد ،ويجلب
الرزق على العبد .وروى محمد بن الحسن الداري يرفع الحديث أنه قال:
من تخلل بالقصب لم تقض له حاجة سبعة أيام .وعن الصادق عليه السلم
قال :ل تخللوا بالقصب ،فان كان ول محالة فلتنزع الليطة ،نهى رسول ال
أن يتخلل بالرمان والقصب وقال :هما يحركان عرق الكلة .وعن الكاظم
عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :تخللوا فانه ليس شئ
أبغض إلى الملئكة من أن يروا في أسنان العبد طعاما .وعن أنس عن
النبي صلى ال عليه وآله وسلم :حبذا المتخلل من امتي وعنه صلى ال
عليه وآله من استجمر فليوتر ،من فعل فقد أحسن ،ومن ل فل حرج ،ومن
اكتحل فليوتر من فعل فقد أحسن ،ومن ل فل حرج ،ومن أكل فما تخلل فل
يأكل ،وما لث بلسانه فليبلع ) .(1بيان :الطرفاء بالفتح شجر يقال لها
بالفارسية :گز.
][437
وفي القاموس :الطرفاء شجر وهي أربعة أصناف :منها الثل ،وقال :الخوص
بالضم ورق النخل ،وكأن التخلل في الوضوء هو إيصال الماء إلى ما يجب
إيصاله إليه من تحب بعض الشعور وبين الصابع ،والليطة بالكسر قشر
القصبة كما في القاموس ،وقال :اللوث لوك الشئ في الفم ،وقال :اللوك
أهون المضغ أو مضغ صلب ،وعلك الشئ وقد لك الفرس اللجام انتهى
وفي اخبار العامة ومالك بلسانه .قال الطيبى :فيه ما تخلل فليلفظ ومالك
فليأكل ،أي ما أخرجه من السنان بالخلل فليلفظ فانه ربما يخرج به دم،
وما أخرجه بلسانه فليبلع وإن تيقن بالدم حرم ،وقال غيره منهم من
يستحب لفظ ما أخرج من بين أسنانه بعود لما فيه من الستقذار ،وابتلع
ما أخرج بلسانه ،ويحتمل أن يريد بمالك ما بقي من آثار الطعام على لحم
السنان وسقف الحلق ،وأخرجه بادارة لسانه ،ويرمي ما بين السنان
مطلقا لنه حصل تغيير ما انتهى وقد مضى الكلم فيه .ومن اللطايف أن
بعض الحكام قال لشاعر :ل فرق بيننا وبينكم فانكم تأخذون أموال الناس
جبرا باللسان ونحن نأخذها بالخشب ،فأجابه بأن ما يخرج باللسان حلل
وما اخرج بالخشب يعني الخلل حرام - 2 .دعوات الراوندي :قال النبي
صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم :عليك بالخلل فانه يذهب بالباد
جنام ،ول تتخلل بالقصب ،ول بالس ،ول بالرمان .بيان :الباد جنام كأنه
معرب بادشنام ،وهو على ما ذكره الطباء حمرة منكرة تشبه حمرة من
يبتدئ به الجذام ،ويظهر على الوجه وعلى الطراف ،خصوصا في الشتاء
وفي البرد ،وربما كان معه قروح - 3 .مجالس الصدوق :عن محمد بن
الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى
اليقطيني عن عبيدال الدهقان عن درست عن عبد ال بن سنان قال :قال
الصادق جعفر بن محمد عليه السلم :ل تتخللوا بعود الريحان ول بقضيب
الرمان ،فانهما يهيجان عرق الجذام ).(1
][438
المحاسن :عن اليقطيني مثله ) .(1ومنه :عن اليقطيني عن الدهقان عن ابراهيم بن
عبد الحميد عن أبى الحسن عليه السلم مثله ) .(2الخصال :عن أبيه عن
سعد بن عبد ال عن اليقطيني مثله ) .(3العلل :بهذا السناد الثاني عن
درست عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن عليه السلم مثله ).(4
- 4الخصال :عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه عن محمد بن أبي
القاسم عن محمد ابن علي الكوفي عن محمد بن زياد عن عبد ال بن عبد
الرحمان عن ثابت بن أبي صفية عن ثور بن سعيد عن أبيه عن أمير
المؤمنين عليه السلم قال :التخلل بالطرفاء يورث الفقر الخبر )- 5 .(5
صحيفة الرضا :بالسناد عنه عن آبائه عليهم السلم قال :حدثني الحسين
بن علي عليه السلم قال :كان أمير المؤمنين عليه السلم يأمرنا إذا تخللنا
أن ل نشرب الماء حتى نمضمض ثلثا ) - 6 .(6المحاسن :عن أبيه عن
عبد ال بن الفضل النوفلي عن الفضل بن يونس عن أبي الحسن عليه
السلم أنه قال :يا فضل أدر لسانك في فمك فما تبع لسانك فكله ،إن شئت
وما استكرهته بالخلل فالفظه ) - 7 .(7ومنه :بهذا السناد عن الفضل
عنه عليه السلم قال :يا فضل كل ما في اللهوات والشداق ،ول تأكل ما
بين أضعاف السنان ) - 8 .(8ومنه :عن منصور بن العباس عن عمرو
بن سعيد المدائني عن عبد الوهاب
) 1و (2المحاسن (3) .564الخصال (4) .63علل الشرايع 2ر (5) .220
الخصال 505في حديث (6) .الصحيفة (8 - 7) .37 :المحاسن 451في
حديث.
][439
عن الصباح عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلم قال شكت
الكعبة إلى ال ما تلقى من أنفاس المشركين ،فأوحى ال إليها أن قري
كعبة فاني ابدلك بهم قوما يتخللون بقضبان الشجر ،فلما بعث ال محمدا
صلى ال عليه وآله أوحى إليه مع جبرائيل عليه السلم بالسواك والخلل )
- 9 .(1ومنه :عن ابن فضال عن أبي جميلة قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم] :نزل جبريل بالسواك والخلل والحجامة ) - 10 .(2ومنه :عن
أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم[ :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :نزل علي جبرئيل بالخلل )
- 11 .(3ومنه :عن أبيه عن محمد بن سنان أو غيره عن الحسن بن
عثمان عن أبي حمزة عن أبى الحسن عليه السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :رحم ال المتخللين قيل :يا رسول ال وما
المتخللون ؟ قال :يتخللون من الطعام فانه إذا بقي في الفم تغير فآذى الملك
ريحه ) - 12 .(4ومنه :عن ابن مجبوب عن مالك بن عطية عن وهب بن
عبد ربه قال :رأيت أبا عبد ال عليه السلم يتخلل فنظرت إليه ،فقال :إن
رسول ال صلى ال عليه وآله كان يتخلل ) .(5الكافي :عن محمد بن يحيى
عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن وهب مثله وزاد في
آخره وهو يطيب الفم ) - 13 .(6المحاسن :عن جعفر بن محمد الشعري
عن ابن القداح عن أبى عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :تخللوا فانها مصلحة للناب والنواجذ ) .(7بيان :في القاموس
الناب السن خلف الرباعية ،وقال النواجذ أقصى الضراس وهي أربعة أو
هي النياب أو التي تلي النياب ،أو هي الضراس كلها جمع ناجذ ،وفي
الصحاح الناجذ آخر الضراس ،وللنسان أربعة نواجذ في أقصى السنان
بعد الرحاء ،ويسمى
) (5 - 1المحاسن 559 - 558وما بين العلمتين ساقط من ط الكمبانى (6) .الكافي
6ر (7) .376المحاسن.559 :
][440
ضرس الحلم ،لنه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل ،يقال :ضحك حتى بدت نواجذه إذا
استغرب فيه - 14 .المحاسن :عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبى
عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من تخلل
فليلفظ ،من فعل فقد أحسن ،ومن لم يفعل فل حرج ) - 15 .(1ومنه :عن
أبيه عن عبد ال بن فضل النوفلي عن فضل بن يونس قال :تغدى عندي
أبو الحسن عليه السلم فلما فرغ من الطعام اتي بالخلل ،فقلت له :جعلت
فداك ماحد الخلل ؟ فقال :يا فضل كل ما بقي في فمك :فما أدرت عليه
لسانك فكله ،وما استكرهته بالخلل فأنت فيه بالخيار ،إن شئت أكلته وإن
شئت طرحته ) - 16 .(2ومنه :عن أبيه عن علي بن النعمان عن يعقوب
بن شعيب عمن أخبره عن أبى الحسن عليه السلم أنه اتى بخلل من
الخلة المهياة وهو في منزل الفضل بن يونس فأخذ منه شظية ورمي
بالباقي ) .(3بيان فأخذ منه شظية في أكثر نسخ المحاسن والكافي )(4
بالشين والظاء المعجمتين والياء المثناة التحتانية المشددة على وزن فعيلة
وفي بعضهما فيهما بالطاء المهملة والباء الموحدة والول أظهر ،قال في
القاموس :الشظية كل فلقة من شئ ،والجمع شظايا قال :الشطب الخضر
الرطب من جريدة النخل ،والشطبة السعفة الخضراء انتهى ،وكأنه عليه
السلم فعل ذلك للشعار بأن ترك السراف في الخلل أيضا مطلوب
والحسن الكتفاء فيه بقدر الضرورة ،أو إلى أن الدقيق منه أوفق بالسنان
من الغليظ كما هو المجرب - 17 .المحاسن :عن عثمان بن عيسى عن
إسحاق بن جرير عن أبى عبد ال عليه السلم قال :سألته عن اللحم يكون
في السنان ،فقال :أما ماكان في مقدم الفم فكله ،وأما ماكان في الضراس
فاطرحه ).(5
][441
- 18ومنه :عن ابن محبوب عن ابن سنان عن أبى عبد ال عليه السلم قال :أما
ماكان على اللثة فكله ،وازدرده ،وما كان في السنان فارم به ) .(1بيان:
في القاموس زرد اللقمة كسمع بلعها كازدردها - 19 .المحاسن :عن أبي
سمينة عن أحمد بن عبد ال السدي عن رجل عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :ناول رسول ال صلى ال عليه وآله جعفر بن أبي طالب خلل
وقال له :تخلل فانه مصلحة للثة ومجلبة للرزق ) - 20 .(2المحاسن :عن
الحسن بن أبي عثمان عن أبي حمزة عن أبي الحسن عليه السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله لجعفر :تخلل فان الخلل يجلب الرزق ،قال:
وروي عن أبى -عبد ال عليه السلم أنه قال :من أكل طعاما فليتخلل ومن
لم يفعل فعليه حرج ) - 21 .(3ومنه :عن إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن
الحسين الفارسي عن سليمان ابن جعفر البصري قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :إن من حق الضيف أن يعد له الخلل ) - 22 .(4ومنه :عن
محمد بن عيسى اليقطيني عن الدهقان عن درست عن ابن سنان عن أبى
عبد ال عليه السلم قال :كان النبي صلى ال عليه وآله وسلم يتخلل بكل
ما أصاب ما خل الخوص والقصب ) - 23 .(5ومنه :عن النوفلي عن
السكوني عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال :نهى رسول ال أن
يتخلل بالقصب والرمان ) - 24 .(6ومنه :عن محمد بن عيسى عن يونس
بن عبد الرحمان عن بعض رجاله عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من
تخلل بالقصب لم تقض له حاجة ستة أيام ) - 25 .(7ومنه :عن بعض من
رواه عن أبى عبد ال عليه السلم قال :نهى رسول ال صلى ال عليه
وآله عن التخلل بالرمان والس والقصب ،وهن يحركن عرق الكلة ).(8
بيان :في القاموس أكل العضو والعود كفرح وائتكل وتأكل :أكل بعضه
بعضا ،والكلة كفرجة داء في العضو يأتكل منه - 26 .السرائر :نقل من
كتاب السياري عن أبي الحسن الول عليه السلم قال :ملك ينادي في
السماء " اللهم بارك في الخللين والمتخللين " والخل بمنزلة الرجل
][442
الصالح يدعو لهل البيت بالبركة ،فقلت :جعلت فداك وما الخللون والمتخللون ؟
قال :الذين في بيوتهم الخل ،والذين يتخللون ،فان الخلل نزل به جبرئيل
مع اليمين والشهادة من السماء ) .(1المكارم :روي عن الكاظم عليه
السلم أنه ينادي مناد من السماء وذكر نحوه إلى قوله :مع اليمين
والشاهد من السماء ) - 27 .(2الدعايم :عن رسول ال صلى ال عليه
وآله أنه قال :تخللوا على أثر الطعام ،فانه صحة للناب والنواجذ ،ويجلب
على العبد الرزق ،وقال :حبذ المتخللون في الوضوء ومن الطعام ،وليس
شئ أشد على ملكي المؤمن من أن يريا شيئا من الطعام في فمه وهو قائم
يصلي ،ونهى صلى ال عليه وآله عن التخلل بالقصب والرمان والريحان
وقال :إن ذلك يحرك عرق الجذام ) - 28 .(3الشهاب :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :رحم ال المتخللين من امتي في الوضوء والطعام ).(4
الضوء :الخلل العود الذي يستخرج به ما يدخل في خلل السنان ،وقد
تخلل الرجل إذا استعمل الخلل ،وتخلل القوم إذا دخل في خللهم ،والتخلل
في الوضوء قيل :هو إيصال الماء إلى اصول اللحية ،وقيل :هو إيصال
الماء إلى ما بين الصابع في وضوء الصلة بالصابع ،يشبكها ،وهو أقرب
إلى الصواب ،فترحم على من فعل ذلك إيفاء للوضوء ،وإبقاء على طيب
النكهة ،فان الخللة ربما تغير ريح الفم ،وربما تكون سببا لتأكل السنان،
وأولى ما يتخلل به السنان خشب الخلف ونهى عن التخلل بالس
والرمان والقصب والريحان ،وراوي الحديث أبو أيوب النصاري - 29
الشهاب :قال صلى ال عليه وآله :حبذا المتخللون من امتى ).(5
) (1مستطرفات السرائر (2) .475مكارم الخلق (3) .176 :دعائم السلم 2ر
(4) .121 - 120راجع مجمع الزوائد 5ر (5) .30 - 29مسند ابن
حنبل 5ر .416
][443
الضوء :حبذا أصله حب ذا فعل وفاعل ،فركبتا وجعلتا اسما ،ويرتفع ما بعده بخبر
المبتدأ ،وحبذا موضعه رفع بالبتداء ويجوز العكس ،وفائدة الحديث التخلل
في الوضوء وبعد الطعام .فايدة :قال في الدروس :يستحب إعداد الخلل
بكسر الخاء للضيف ،والتخلل ويكره التخلل بقصب أو عود ريحان أو آس
أو خوص أو رمان ،وقال في موضع آخر منه :والتخلل يصلح اللثة ويطيب
الفم ،ونهي عن التخلل بالخوص والقصب والريحان فانهما يهيجان عرق
الجذام ،وعن التخلل بالرمان والس 24 ..باب * )مضع الكندر والعلك
واللبان وأكلها( * - 1الخصال :عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن أحمد بن
محمد بن عيسى عن العباس ابن معروف عن أبي جميلة عن سعد بن
طريف عن الصبغ عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :ستة من أخلق
قوم لوط -إلى أن قال :ومضغ العلك ،الخبر ) - 2 .(1ومنه :في الربعمائة
قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :مضغ اللبان يشد الضراس وينفي
البلغم ،ويذهب بريح الفم ،وقال عليه السلم :مضغ اللبان يذيب البلغم ).(2
- 3ومنه :في وصايا النبي صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم يا على
ثلث يزدن في الحفظ ويذهبن السقم :اللبان والسواك وقراءة القرآن ).(3
- 4العيون :عن أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم عن الريان
بن الصلت قال :سمعت الرضا عليه السلم يقول :ما بعث ال نبيا إل
بتحريم الخمر ،وأن يقر له بأن ال يفعل ما يشاء ،وأن يكون في تراثه
الكندر ).(4
) (1الخصال (2) .331 :الخصال 612 :و 623على الترتيب (3) .الخصال.126 :
) (4عيون الخبار 2ر (*) .14
][444
- 5تفسير علي بن ابراهيم :عن ياسر عن الرضا عليه السلم مثله )- 6 .(1
العيون :بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلم قال:
ثلثة يزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم :قراءة القرآن ،والعسل ،واللبان ).(2
صحيفة الرضا :بالسناد عنه عليه السلم مثله ) - 7 .(3الطب :عن محمد
السراج عن فضالة عن السكوني عن أبي عبد ال عليه السلم مثله ).(4
- 8المكارم :من الفردوس :قال النبي صلى ال عليه وآله :أطعموا
نساءكم الحوامل اللبان فانه يزيد في عقل الصبي .وقال عليه السلم :ما
من بخور يصعد إلى السماء إل اللبان ،وما من أهل بيت يتبخر فيه باللبان
إل نفي عنهم عفاريت الجن .وعن الرضا عليه السلم قال :استكثروا من
اللبان واستبقوه وامضغوه وأحبه إلى المضغ ،فانه ينزف بلغم المعدة،
وينظفها ،ويشد العقل ،ويمرئ الطعام .وعن الرضا عليه السلم قال:
أطعموا حبالكم اللبان فان يكن في بطنها غلم خرج ذكي القلب ،عالما
شجاعا ،وإن تكن جارية حسن خلقها وخلقتها ،وعظمت عجيزتها وحظيت
عند زوجها ) 25 .(5باب نادر - 1العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم :علة
قول العالم عليه السلم :إن الرجل يأكل في الجنة في أكلة واحدة بمقدار
الدنيا وما فيها ،من أن البدان ل تزال تزيد حتى يبلغ الرجل في العظم ما
يأكل بمقدار الدنيا.
) (1تفسير القمى (2) .181 :عيون الخبار 2 :ر (3) .38الصحيفة (4) .13 :طب
الئمة (5) .66 :مكارم الخلق 222 :وفيه ]واستفوه[
][445
][446
تفسير :اليات في ذالك كثيرة وقد مر أكثرها بتفاسير ها فمنها :ما يدل على بركة
ماء السماء ونفعه ،ومنها :ما تضمن المتنان بجميع المياه ،وأنها من
السماء فتدل على جواز النتفاع بها وشربها واستعمالها فيما يحتاج الناس
إليه ،فالصل فيها الباحة ،ولكل من الناس في كل ماء حق النتقاع إل ما
خرج بالدليل ،و يؤيده ما روي بطرق عديدة " :ثلثة أشياء الناس فيها
شرع سواء :الماء والكلء والنار " ويونسه أن المنع من ذالك يوجب
حرجا عظيما لسيما في السفار ،فإذا ورد قوم مسافرون عطاش على ماء
وكان استعمالهم موقوفا على استرضاء أهل القرية ،لم يحصل لهم إل بعد
مرور أيام ،فلم يمكنهم الشرب منه إل بقدر سد الرمق ،و يلزمهم إيقاع
الصلة بالتيمم ومع النجاسة في مدة مديدة ،مع أنه قلما تتيسر قرية لم
تكن فيها جماعة من الغيب واليتام ،فكيف يمكن تحصيل الرضا منهم ،وإنا
نعرف من عادة السلف أنهم لم يكونوا يحترزون عن مثل ذالك .وأيضا
وردت أخبار كثيرة سألوا فيها أئمتنا عليهم السلم أنا نرد قرية فيها ماء و
سألوا عن خصوصياته وأجابوهم بجواز استعماله ولم يأمروهم باستيذان
أهل القرية وما تمسكوا به من أن قراين الحوال تشهد برضا أربابها،
فكثير من الموارد ليست فيها تلك القراين ،على أنه مع احتمال اليتام
والمجانين ل تنفع تلك القراين ،فظهر أن كمال المتنان الذي تدل عليه تلك
اليات ليتم إل بكون الحقوق الضرورية مشتركة بين جميع المؤمنين في
تلك المياه وال أعلم بحقايق الحكام وحججه الكرام " .فأسقيناكموه " أي
مكناكم من استعماله " ،لكم منه شراب " أي لكم من ذالك الماء شراب
تشربونه " فأسكناه في الرض " ظاهره أن جميع مياه الرض من
السماء كما مر تقريره " .فيصيب به " أي بالبرد وضرره " من يشاء "
فيهلك زرعه وماله " ويصرفه عمن يشاء " أي ضرره فإصابته نقمة
وصرفه رحمة " .ماء طهورا " أي مطهرا والمتنان به وبما بعده من
الشرب وسقي النعام إنما يتم بجواز استعماله فيها وفي أشباهها " .ماء
مباركا " يدل على بركة ماء السماء كما ورد في الخبر :وروى الكليني
رحمه ال عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد
][447
) (1الكافي 6ر (2) .387مجمع البيان 4ر 44وتراه في الكافي 6ر (3) .381
المحاسن (4) .575الكافي 6ر .388
][448
- 3ومنه :باسناده عن أبى عبد ال عليه السلم قال :ما إخال أحدا يحنك بماء
الفرات إل أحبنا أهل البيت ،وقال عليه السلم :ما سقي أهل الكوفة ماء
الفرات إل لمر ما ،و قال :يصب فيه ميزابان من الجنة ) .(1بيان :قال
الجوهري :خلت الشئ أي ظننته ،وتقول :في مستقبله إخال بكسر اللف
وهو الفصح ،وبنو أسد تقول :أخال بالفتح ،وهو قياس ،قوله عليه
السلم " :لمر ما " أي رسوخ الولية في قلوب أهلها - 4 .الكافي :بسند
مرسل كالموثق عن أبى عبد ال عليه السلم قال :يدفق في الفرات في كل
يوم دفقات من الجنة ) .(2بيان :في الصحاح دفقت الماء أدفقه دفقا صببته
فهو ماء دافق أي مدفوق - 5 .الكافي :باسناده إلى أمير المؤمنين عليه
السلم قال :أما إن أهل الكوفة لو حنكوا أولدهم بماء الفرات لكانوا شيعة
لنا ) - 6 .(3ومنه :باسناده عن حكيم بن جبير قال :سمعت سيدنا علي بن
الحسين عليه السلم يقول :إن ملكا يهبط من السماء في كل ليلة معه ثلثة
مثاقيل مسك من مسك الجنة ،فيطرحها في الفرات ،وما من نهر في شرق
الرض ول غربها أعظم بركة منه ) .(4أقول :قد مر بعض الخبار في باب
الماء وسيأتي أكثرها في كتاب المزار - 7 .الكافي :باسناده عن ابن القداح
عن أبى عبد ال عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :ماء
زمزم خير ماء وجه الرض ،وشر ماء على وجه الرض ماء برهوت الذي
بحضر موت ،ترده هام الكفار بالليل ) - 8 .(5ومنه :بسند معتبر عندي
عن أبى عبد ال عليه السلم قال :ماء زمزم شفاء من كل داء وأظنه قال:
كائنا ماكان ) .(6ومنه :باسناده عن أبى عبد ال عن أمير المؤمنين
عليهما السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
][449
ماء زمزم دواء لما شرب له ) - 20 .(1ومنه :باسناده عن أبى عبد ال عليه
السلم قال :كانت زمزم أشد بياضا من اللبن وأحل من العسل ،وكانت
سائحة فبغت على المياه :فأغارها ال عزوجل وأجرى عليها عينا من
صبر .بيان :يدل بظاهره على أن للجمادات شعورا ما ،ويمكن أن يكون
المراد بغي أهلها بحذف المضاف كقوله " :واسأل القرية " أو يكون كناية
عن أنها لما كانت لشرافتها مفضلة على ساير المياه ،نقص من طعمها
للعدل بينها :فكأنها بغت لفضلها - 11 .الكافي :باسناده عن أبى عبد ال
عليه السلم قال :البرد ل يؤكل لن ال عزوجل يقول " :يصيب به من
يشاء " ) .(2بيان :الستدلل بالية لدللتها على أن إصابته نقمة- 12 .
الكافي :باسناده عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :ماء نيل مصر يميت
القلب - 13 .ومنه :باسناده عن أبى عبد ال عليه السلم في قول ال
عزوجل " :وأنزلنا من السماء ماء بقدر " الية ،قال :يعنى ماء العقيق )
.(3بيان :كأن المراد به وادي العقيق ،وإنما ذكره عليه السلم على وجه
التمثيل ،أي مثله من المواضع التي ليس فيها ماء ،وإنما فيها برك
وغدران يجتمع فيها ماء السماء ،أو يقال :خص هذا الموضع لحتياجهم
فيه إلى الماء للدين والدنيا لوقوع غسل الحرام فيه ،أو كان أول نزول
الية لهذا الموضع بسبب من السباب ل نعرفه وأما حمله على فطر ماء )
(4العقيق كما قيل :فل يخفى بعده - 14 .الكافي :باسناده عن أبى حمزة
الثمالي قال :كنت عند حوض زمزم فأتاني رجل فقال لي :ل تشرب من هذا
الماء يا با حمزة فان هذا تشترك فيه الجن والنس
) (1الكافي 6ر 2) .388و (3الكافي 6ر ،391والعقيق كل مسيل ماء شقه
السيل في الرض فأنهره ووسعه فالمراد انزال الماء على الكام والجبال
واسكانه في الودية والعقة وهو واضح (4) .فص العقيق خ.
][450
وهذا ل يشترك فيه إل النس ،فتعجبت منه وقلت :من أين علم هذا ؟ قال :ثم قلت
لبي جعفر عليه السلم ما كان من قول الرجل لي فقال عليه السلم :ذاك
رجل من الجن أراد إرشادك ) .(1بيان :كأنه أشار اول إلى الحوض ،وثانيا
إلى البئر ،أو الدلو :أي اشرب من الدلء قبل الصب في الحوض ،فان
الحوض يستعمله الجن أيضا كالنس ،فتذهب بركته أو لوجه آخر ويحتمل
أن يكون اشار أول إلى دلو مخصوص قد علم مشاركة الجن فيه ،وثانيا
إلى غيره ،والول اظهر - 15 .المكارم :كان رسول ال صلى ال عليه
وآله يأكل البرد ويتفقد ذلك اصحابه فيلتقطونه له فيأكله ،ويقول :إنه يذهب
باكلة السنان ) .(2بيان :يدل على مدح البرد ،وقد مر ما يدل على ذمه،
وكان أقوى سندا إذ الظاهر أن هذا الخبر عامي ،ويمكن الجمع بأن التجويز
إذا كانت في السنان أكلة أو مظنة ذلك فيكون أكله للدواء وإن كان بعيدا.
- 16المكارم :من طب الئمة عن الصادق عليه السلم قال :سيد شراب
أهل الجنة الماء .وعن الصادق عليه السلم قال :ماء زمزم شفاء لما
شرب له ،وروي في حديث آخر :ماء زمزم شفاء من كل داء وامان من كل
خوف .وعن خالد بن جرير قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :لو أني
عندكم لتيت الفرات كل يوم فاغتسلت ،وأكلت من رمان سوراء في كل يوم
رمانة .وقال علي بن أبي طالب عليه السلم :ماء نيل مصر يميت القلب،
ول تغسلوا رؤسكم من طينها ،فانها تورث الزمانة ]الدياثة[ ظ .وقال أمير
المؤمنين عليه السلم :صبوا على المحموم الماء البارد ،فانه يطفئ حرها.
وعن الصادق عليه السلم قال :الماء البارد يطفئ الحرارة ،ويسكن
الصفراء ،ويذيب الطعام في المعدة ،ويذهب بالحمي.
وعنه عليه السلم قال :الماء المغلي ينفع من كل شئ ول يضر من شئ .وعنه
عليه السلم قال :إذا دخل أحدكم الحمام فليشرب ثلثة أكف ماء حار ،فانه
يزيد في بهاء الوجه ،ويذهب باللم من البدن .وعن الرضا عليه السلم
قال :الماء المسخن إذا غليته سبع غليات وقلبته من إناء إلى إناء فهو
يذهب بالحمى وينزل القوة في الساقين والقدمين ) - 17 .(1دعوات
الراوندي :عن الصادق عليه السلم البرد ل يؤكل لقوله " :يصيب به من
يشاء " وعن ابن عباس أن ال يرفع المياه العذب قبل يوم القيامة غير
زمزم ،وأن ماءها يذهب بالحمى والصداع والطلع فيها يجلو البصر،
ومن شربه للشفاء شفاه ال ،و من شربه للجوع أشبعه ال- 18 .
الدعايم :عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلم أن رسول ال
صلى ال عليه وآله قال :الماء سيد الشراب في الدنيا والخرة )- 19 .(2
الفردوس :ماء زمزم شفاء من كل داء وهو دواء لما شرب له وماء
الميزاب يشفى المريض ،وماء السماء يدفع السقام ،ونهي عن البرد
لقوله تعالى " :يصيب به من يشاء " وماء الفرات يصب فيه ميزابان من
الجنة وتحنيك الولد به يحببه إلى الولية .وعن الصادق عليه السلم:
تفجرت العيون من تحت الكعبة ،وماء نيل مصر يميت القلوب ،والكل في
فخارها وغسل الرأس بطينها يذهب بالغيرة ويورث الدياثة - 20 .قرب
السناد :عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه
عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :سيد طعام الدنيا
والخرة اللحم وسيد شراب الدنيا والخرة الماء ) - 21 .(3العيون:
بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه عن النبي صلى ال عليه وآله مثله )
.(4صحيفة الرضا :عنه عليه السلم مثله ).(5
) (1مكارم الخلق (2) .180 - 178دعائم السلم 2ر (3) .127قرب السناد
(4) .69عيون الخبار 2ر (5) .35الصحيفة.10 :
][452
- 22قرب السناد :عن ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عليهم السلم قال:
كنت عنده جالسا إذ جاءه رجل فسأله عن طعم الماء ،وكانوا يظنون أنه
زنديق ،فأقبل أبو عبد ال يضرب فيه ويصعد ،ثم قال له :ويلك طعم الماء
طعم الحياة ،إن ال جل وعز يقول " :وجعلنا من الماء كل شئ حي أفل
يؤمنون ) ." (1بيان :في القاموس الزنديق بالكسر من الثنوية أو القائل
بالنور والظلمة ،أو من ل يؤمن بالخرة وبالربوبية ،أو من يبطن الكفر
ويظهر اليمان ،أو هو معرب زن -دين أي دين المرأة ) (2انتهى ،قوله "
يضرب فيه ويصعد " :أي يسرع في الجواب و يقطع بوادي التحقيق،
ويصعد العوالي فيه ،فالضمير راجع إلى السؤال ،أو إلى الزنديق كناية عن
غلبته واستيلئه عليه ،وإرجاعه إلى الماء وحمله على الحقيقة بأن يكون
عنده عليهم السلم ماء يضرب يده ويصعده بعيد ،في القاموس :ضرب في
الرض أسرع أو ذهب والشئ بالشئ خلطه كضربه ،وفي الماء سبح
وتحرك وطال وأعرض وأشار ،وقال :صعد في السلم كسمع صعودا وصعد
في الجبل وعليه تصعيدا رقى ،وأصعد في الرض مضى ،وفي الوادي
انحدر كصعد تصعيدا انتهى .وأقول :يؤمي ما قلنا إلى معان اخرى قريبة
من الول فتأمل وهذا على ما في أكثر النسخ من يضرب .وفي بعض النسخ
" يصوب " وهو الصواب قال في النهاية فيه :فصعد في النظر وصوبه
أي نظر إلى أعلي وأسفلي يتأملني ،ويظهر منه أنه ليس المراد بالماء في
الية ماء المني ،قال البيضاوي :أي خلقنا من الماء كل حيوان لقوله" :
وال خلق كل دابة من ماء " وذلك لنه من أعظم مواده أو لفرط احتياجه
إليه وانتفاعه به بعينه ،أو صيرنا كل شئ بسبب من الماء ل يحيى دونه،
وقرئ حيا على أنه صفة كل أو مفعول ثان والظرف لغو والشيئ
مخصوص بالحيوان - 23 .العيون :بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه
عن علي عليهم السلم في قول ال
) (1قرب السناد (2) .73 :او ليمانه بالزند كتاب المجوس(*) .
][453
عزوجل " :ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " قال :الرطب والماء البارد ).(1
الصحيفة :عنه عليه السلم مثله ) - 24 .(2مجالس ابن الشيخ :عن والده
عن هلل بن محمد عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن
آبائه عن على بن الحسين عليه السلم قال :شيئان ما دخل جوفا إل
أصلحاه الرمان والماء الفاتر ) - 25 .(3المحاسن :عن بعض أصحابنا
رفعه عن أبى عبد ال عليه السلم مثله ) - 26 .(4الخصال :عن أبيه عن
سعد عن اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير
ومحمد بن مسلم عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال :قال أمير
المؤمنين عليه السلم :اكسروا حر الحمى بالبنفسج والماء البارد فان
حرها من فيح جهنم ) - 27 .(5ومنه :بهذا السناد قال عليه السلم:
اشربوا ماء السماء فانه يطهر البدن ،ويدفع السقام ،قال ال تبارك
وتعالى " :وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز
الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به القدام ) - 28 ." (6المحاسن :عن
القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير عن أبى عبد ال عليه السلم مثله
) .(7المكارم :عنه عليه السلم مثله ) .(8بيان :المشهور أنها نزلت في
غزوة بدر حيث نزل المسلمون على كثيب أعفر تسوخ فيه القدام على
غير ماء ،وناموا ،فاحتلم أكثرهم فمطروا ليل حتى جرى الوادي فاغتسلوا
وتلبد الرمل ،حتى تثبت عليه القدام ،فذهب عنهم رجز الشيطان وهو
الجنابة ،وربط على قلوبهم بالوثوق على لطف ال ،ويظهر من الخبر أن
الحكام الواردة فيها عامة وإن كان مورد النزول خاصا وأن رجز الشيطان
أعم من الوساوس
) (1عيون الخبار 2ر (2) .38الصحيفة (3) .13امالي الطوسى 1ر (4) .379
المحاسن (5) .463 :الخصال (6) .620الخصال 636والية في النفال
(7) .11المحاسن (8) .574 :مكارم الخلق .178
][454
][455
- 34ومنه :عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن الحكم عن هشام بن أحمد
قال :قال أبو الحسن عليه السلم :إنى اكثر شرب الماء تلذذا ) .(1بيان:
يدل على استحباب كثرة شرب الماء ،وينافيه ظاهر ما سيأتي من ذم كثرة
شرب الماء ،ويمكن حمل هذا الخبر على أنه عليه السلم كان إكثار الماء
موافقا لمزاجه لحرارة غالبة أو غيرها ،والخبار التية محمولة على
غالب المزجة ،أو هذا محمول على ما إذا اشتهاه وهى على عدم الشهوة،
أو المراد باكثار الشرب إطالة مدته ،والشرب مصا وقليل قليل ،وبدفعات
ثلث كما هو المستحب ،بقرينة قوله عليه السلم :تلذذا ،فان إدراك لذة
الماء فيه أكثر - 35 .المحاسن :عن نوح بن شعيب عن أبى داود المسترق
عمن حدثه قال :كنت عند أبى عبد ال عليه السلم فدعا بتمر وجعل يشرب
عليه الماء فقلت :جعلت فداك لو أمسكت عن الماء ،فقال :إنما آكل التمر
لني أستطيب عليه الماء ) .(2بيان :هذا الخبر يؤيد أوسط الوجوه
المتقدمة في الخبر السابق ،وفي القاموس طاب :لذ وزكا ،واستطاب الشئ
وجده طيبا - 36 .المحاسن :عن أبيه عن محمد بن سليمان الديلمي عن
أبيه عن أبي عبد ال عليه السلم قال] :ل يشرب أحدكم الماء حتى يشتهيه
فإذا اشتهاه فليقل منه (3) .ومنه :عن علي بن حسان عمن ذكره عن أبى
عبد ال عليه السلم قال [:إياكم والكثار من شرب الماء فانه مادة لكل
داء ،وفي حديث آخر لو أن الناس أقلوا من شرب الماء لستقامت أبدانهم
) - 37 .(4ومنه عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن عبيد بن زرارة
قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :وذكر رسول ال صلى ال عليه
وآله فقال :اللهم إنك تعلم أنه أحب إلينا من الباء والمهات ،وذوي
القرابات ،ومن الماء البارد ) - 38 .(5ومنه :عن منصور بن العباس عن
سعيد بن جناح عن أحمد بن عمر عن الحلبي رفعه قال :قال أبو عبد ال
عليه السلم وهو يوصي رجل فقال :أقلل من شرب الماء
][456
فانه يمد كل داء ،واجتنب الدواء ما احتمل بدنك الداء ) .(1بيان :في الكافي عن
أحمد بن عمر الحلبي ،وما في المحاسن أحسن ،لن أحمد ل يروي عن
الصادق عليه السلم وإنما روايته عن الرضا ،وقد يروي عن الكاظم عليه
السلم فالمراد بالحلبى هنا عبيد ال ،أو أحد إخوته ،وفي بعض نسخ
الكافي بعده رفعه وهو أصوب ،ويمد من المد بمعنى الجذب ،أو من المداد
بمعنى العانة ،وعلى التقديرين الضمير في قوله " :فانه " راجع إلى
شرب الماء ،أي إكثاره ،ويحتمل إرجاعه إلى مصدر أقلل ،فالمد بمعنى
الجذب ،أي يجذبه ليدفعه والول أظهر - 39 .المحاسن :عن أبيه عن
محمد بن سليمان الديلمي عن عثمان بن أشيم عن معاوية بن عمار عن
أبى عبد ال عليه السلم قال :من أقل من شرب الماء صح بدنه )- 40 .(2
ومنه :عن النوفلي باسناده قال :كان النبي صلى ال عليه وآله إذا أكل
الدسم أقل من شرب الماء ،فقيل :يا رسول ال إنك لتقل من شرب الماء ؟
قال :هو أمرء لطعامي ) - 41 .(3ومنه :عن بعض أصحابنا رفعه قال:
شرب الماء على أثر الدسم يهيج الداء ) .(4بيان :يظهر من هذه الخبار
وجه جمع آخر بينها ،بأن يحمل أخبار المنع على ما إذا كان بعد أكل
الدسم ،وغيرها على غيره ،وهو مما تساعده التجربة أيضا .وأقول :أكثر
روايات المنع من إكثار شرب الماء مروية في المكارم مرسل- 42 .
المحاسن :عن محمد بن الحسن بن شمون عن ابن أبى طيفور المتطبب
قال :نهيت أبا الحسن الماضي عليه السلم عن شرب الماء ،قال :وما بأس
بالماء وهو يدير الطعام في المعدة ،ويسكن الغضب ،ويزيد في اللب،
ويطفئ المرار ) .(5المكارم :عن ابن أبى طيفور مثله .بيان :يمكن أن
يكون المراد بالدارة حقيقتها أي يجعل أعله أسفله ،فيحسن الهضم ،وأن
يكون المراد تقليبه في الحوال كناية عن سرعة الهضم ،وفي بعض النسخ
يمرئ والول موافق للكافي ،وربما يقرء بالباء الموحدة ،وفي المكارم
يذيب من
) (4 - 1المحاسن 572 - 571 :راجع الكافي 6ر (5) .382المحاسن،572 :
مكارم الخلق ،178راجع الكافي 6ر .382
][457
الذابة وهو أظهر ،وكأن تسكين الغضب لطفاء المرار - 43 .المحاسن :عن ياسر
الخادم عن أبى الحسن الرضا عليه السلم قال :ل بأس بكثرة شرب الماء
على الطعام ،وأن ل يكثر منه ،وقال :أرأيت لو أن رجل أكل مثل ذا طعاما -
وجمع يديه كلتيهما لم يضمهما ولم يفرقهما -ثم لم يشرب عليه الماء،
أليس كانت تنشق معدته ) .(1المكارم :عن ياسر مثله .تبيين :قوله عليه
السلم " وأن ل يكثر منه " :أي ل بأس باكثار الشرب وعدم الكثار منه،
وإنما يتضرر الناس بكثرة الطعام ،فيتوهمون أنه لكثار الماء " لم
يضمهما " أي لم يلصق إحداهما بالخرى " ولم يفرقهما " أي لم يباعد
بينهما كثيرا ،بل قرب إحداهما إلى الخرى ،إشارة إلى كثرة الطعام بحيث
يمل الكفين بهذا الوضع ويحتمل أن يكون المراد ضم الصابع وتفريقها،
وروى في الكافي هذا الخبر عن علي ابن إبراهيم عن ياسر وفيه ول تكثر
منه على غيره ،وليس فيه " أليس " بل فيه " كان ينشق " فعلى هذا
الظاهر أن المعنى أن إكثار الماء على الطعام ل يضر ،بل إنما يضر الكثار
منه على الريق ،أو المراد بالطعام المطبوخ ،والول أظهر ،فالشارة
بالكف يحتمل التقليل والتكثير ويكون الغرض لزوم شرب الماء بعد الطعام،
وإن كان قليل على الول وهو الظهر ،وإن كان كثيرا فهو آكد على الثاني.
ويؤيده على الوجهين لسيما الول ما رواه في الكافي عن علي بن محمد
عن بعض أصحابه عن ياسر قال :قال أبو الحسن الماضي عليه السلم:
عجبا لمن أكل مثل ذا وأشار بيده وفي بعض النسخ بكفه ولم يشرب عليه
الماء كيف ل تنشق معدته ) (2وهذا الختلف في حديث ياسر غريب44 .
-المحاسن :عن يعقوب بن يزيد عن يحيى بن المبارك عن عبد ال بن
جبلة عن صارم قال :اشتكى رجل من إخواننا بمكة حتى سقط للموت،
فلقيت أبا عبد ال عليه السلم في
][458
الطريق فقال :يا صارم ما فعل فلن ؟ فقلت :تركته بحال الموت ،فقال :أما لو كنت
ل سقيته من ماء الميزاب ،قال :فطلبناه عند كل أحد فلم نجده ،فبينا نحن
كذالك إذا رتفعت سحابة ثم أرعدت وأبرقت وأمطرت ،فجئت إلى بعض من
في المجسد فأعطيته درهما وأخذت منه قدحا ثم أخذت من ماء الميزاب
فأتيته به فأسقيته ،فلم أبرح من عنده حتى شرب سويقا وبرأ ).(1
المكارم :عن صارم مثله ،وفيه وأخذت منه قدحا من ماء الميزاب- 45 .
فقه الرضا :قال عليه السلم السكر ينفع من كل شئ ول يضر من شئ ،و
كذلك الماء المقلي ،وأروى في الماء البارد أنه يطفئ الحرارة ،ويسكن
الصفراء ويهضم الطعام ،ويذيب الفضلة التي على رأس المعدة ،ويذهب
بالحمى ،وقيل :ل يذهب بالدواء إل الدعاء ،والصدقة ،والماء البارد.
بيان :قوله عليه السلم والماء البارد :أي شربا أو صبا على البدن كما
مر 2 ..باب * )آداب الشرب وأوانيه( * - 1الخصال :عن أبيه عن سعد
بن عبد ال عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن
أبى بصير ومحمد بن مسلم عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلم :ل ينفخ الرجل في موضع سجوده ول في
طعامه ول في شرابه ،ول في تعويذه .وقال عليه السلم :ل يشرب أحدكم
قائما .وقال عليه السلم :إياكم وشرب الماء من قيام على أرجلكم ،فانه
يورث الداء الذي ل دواء له أو يعافي ال عزوجل ) - 2 .(2العلل :بهذا
السناد عنه عليه السلم قال :إياكم وشرب الماء وذكر نحوه.
][459
ثم قال الصدوق رحمه ال :يعني بالليل ،فأما النهار ،فان شرب الماء من قيام أدر
للعرق ،وأقوى للبدن ،كما قال الصادق عليه السلم ) - 3 .(1الكشي :عن
محمد بن قولويه عن محمد بن بندار عن البرقي عن أبيه عن أحمد بن
النضر عن عباد بن بشير عن ثوير بن أبي فاختة قال :دخلت على أبي
جعفر عليه السلم مع عمر بن ذر القاضي فدعا أبو جعفر عليه السلم
بماء فاتي بكوز من أدم فلما صار في يده قال :الحمد ل الذي جعل لكل شئ
حدا ينتهي إليه فقال ابن ذر :وما حده ؟ قال :يذكر اسم ال عليه إذا شرب
ويحمد ال إذا فرغ ،ول يشرب من عند عروته ،ول من كسر إن كان فيه،
إلى آخر الخبر ) - 4 .(2العيون :عن محمد بن عمر الجعابي عن الحسن
بن عبد ال التميمي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عليهم السلم أن عليا
عليه السلم شرب قائما وقال :هكذا رأيت النبي صلى ال عليه وآله فعل )
- 5 .(3العلل :عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن أحمد بن محمد بن عيسى
عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبي عن أبى عبد ال عليه السلم قال:
ل تشرب وأنت قائم ،ول تطف بقبر ،ول تبل في ماء نقيع ،فانه من فعل
ذلك فأصابه شئ فل يلومن إل نفسه ،ومن فعل شيئا من ذلك لم يكد يفارقه
إل ما شاء ال ) .(4توضيح :قد مر أن المراد بالطوف هنا التغوط ،في
القاموس الطوف الغائط ،وطاف ذهب ليتغوط كاطاف على افتعل انتهى،
ويدل على أن مثل هذه الفعال يوجب المداومة عليها غالبا ،وكأنه لتسلط
الشيطان عليه - 6 .قرب السناد :عن محمد بن عيسى عن عبد ال بن
ميمون القداح عن جعفر عن أبيه عليهما السلم قال :كان النبي صلى ال
عليه وآله يقول :إذا شرب الماء " :الحمد ل الذي سقانا
) (1علل الشرايع 2ر (2) .150رجال الكشى 220في حديث (3) .عيون الخبار
2ر (4) .66علل الشرايع 1ر ،268راجع شرح ذلك في ج 80ص
.173
][460
عذبا زلل برحمته ،ولم ،يسقنا ملحا اجاجا بذنوبنا " ) .(1المحاسن :عن جعفر بن
محمد عن ابن القداح عن أبى عبد ال عليه السلم مثله .الكافي :عن العدة
عن سهل عن جعفر مثله إل أن فيه اجاجا ولم يؤاخذنا بذنوبنا .بيان:
العذب الحلو ،في القاموس العذب من الطعام والشراب كل مستساغ ،وقال:
ماء زلل كغراب سريع المر في الحلق بارد عذب صاف سهل سلس ،وقال:
الملح بالكسر ضد العذب من الماء كالمليح ،وقال ماء اجاج ملح مر ،قوله
عليه السلم " :ولم يؤاخذنا " أي بجعله ملحا اجاجا ،أو بسلب الماء عنا
مطلقا ،كما قال سبحانه تهديدا " :وإنا على ذهاب به لقادرون "- 7 .
مجالس الصدوق :عن حمزة العلوي عن عبد العزيز بن محمد البهري عن
محمد ابن زكريا الجوهري عن شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن أبى
عبد ال عن آبائه عليهم السلم عن النبي صلى ال عليه وآله في حديث
طويل في المناهي :ل يشربن أحدكم الماء من عند عروة الناء ،فانه
مجتمع الوسخ ،ونهى أن يشرب الماء كرعا كما يشرب البهايم ،وقال:
اشربوا بأيديكم فانها أفضل أوانيكم ،ونهى عن البزاق في البئر التي يشرب
منها ،ونهى أن ينفخ في طعام أو في شراب ) .(2بيان :في القاموس كرع
في الماء أو في الناء كمنع وسمع كرعا وكروعا :تناوله بفيه من
موضعه ،من غير أن يشرب بكفيه ول باناء انتهى ،والنفخ في الشراب
كأنه أعم من أن يكون للتبريد أو لتبعيد ما على وجه الماء من موضع
الشرب - 8 .المجالس :في خطب أمير المؤمنين عليه السلم :ولو شئت
لتسربلت بالعبقري المنقوش من ديباجكم ،ولكلت لباب هذا البر بصدور
دجاجكم ،ولشربت الماء الزلل برقيق زجاجكم ،ولكني اصدق ال جلت
عظمته حيث يقول " :من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها " إلى قوله" :
ليس لهم في الخرة إل النار " الخبر ).(3
) (1قرب السناد ،16المحاسن ،578الكافي 6ر (2) .384امالي الصدوق 254
(3) .255 -امالي الصدوق 368في حديث والية في سورة هود 15و
(*) .16
][461
بيان :يدل على أن الشرب في الزجاج غاية التنعم والترفه فيه ،وأنه ينافي التواضع
المطلوب في المأكل والمشرب - 9 .كنز الكراجكى :قال :إن النبي صلى ال
عليه وآله كان في سفر فاستيقظ من نومه فقال :مع من وضوء ؟ فقال أبو
قتادة :معى في ميضأة ،فأتاه به فتوضأ وفضلت في الميضاة فضلة فقال
صلى ال عليه وآله :احتفظ بها يا باقتادة ،فيكون لها شأن ،فلما حمي
النهار واشتد العطش بالناس ،ابتدروا إلى النبي صلى ال عليه وآله
يقولون :الماء الماء ،فدعا النبي صلى ال عليه وآله بقدحه ثم قال :هلم
الميضأة يا باقتادة فأخذها ودعا فيها ،وقال :اسكب فسكب في القدح وابتدر
الناس الماء ،فقال رسول ال صلى ال عليه وآله :كلكم يشرب الماء إنشاء
ال ،فكان أبو قتادة يسكب ورسول ال صلى ال عليه وآله يسقي حتى
شرب الناس أجمعون ،ثم قال النبي صلى ال عليه وآله لبي قتادة :اشرب
فقال ل :بل اشرب أنت يارسول ال فقال :اشرب فان ساقي القوم آخرهم
شربا فشرب أبو قتادة ثم شرب رسول ال صلى ال عليه وآله .بيان :في
القاموس الميضأة الموضع يتوضأ فيه ومنه ،والمطهرة - 10 .الشهاب:
قال صلى ال عليه وآله :ساقي القوم آخرهم شربا .الضوء :هذا من مكارم
الخلق التي كان صلى ال عليه وآله ل يزال يأخذ بها أصحابه ،و يتقدم
بها إليهم ويكررها عليهم ،والدب في ذلك أن الساقي للقوم وهم عطاش
مجهودون إذا ابتدأ بنفسه دل على جشعه وقلة مبالته بأصحابه الذين
ائتمن عليهم وجعل ملك أرواحهم وقوام أبدانهم بيده ،وأمر الماء عندهم
شديد ،فانهم كثيرا ما يقتحمون البوادي ويعرضون أنفسهم للفج الهجائر،
ووقدان الظهائر ،ويفتخرون بذلك ويتجلدون عليه ،ويذكرونه في
مفاخراتهم ،وإذا كان كذلك أدت الحال إلى تقاسم الماء بينهم بالمقلة -وهي
حجر القسم -وقد قيل :الماء أهون موجود وأعز مفقود وفائدة الحديث
الحث على الخذ بالكرم من الفعال ،والتباعد عما يجعل النسان في
معرض النذال ولباس الرذال وراوي هذا الحديث المغيرة - 11 .معاني
الخبار :عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن محمد بن أبى القاسم عن محمد
ابن على الكوفي رفعه إلى أبى عبد ال عليه السلم أنه قيل له :الرجل
يشرب بنفس
][462
واحد ؟ قال :ل بأس ،قلت :فان من قبلنا يقولون :ذلك شرب الهيم ،فقال :إنما شرب
الهيم ما لم يذكر اسم ال عليه ) - 12 .(1ومنه :عن أبيه عن الحميري
عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن شيخ من أهل المدينة قال :سألت أبا
عبد ال عليه السلم عن رجل يشرب فل يقطع حتى يروي ،فقال :وهل
اللذة إل ذاك ؟ قلت :فانهم يقولون إنه شرب الهيم ،فقال :كذبوا إنما شرب
الهيم ما لم يذكر اسم ال عليه ) - 13 .(2ومنه :عن محمد بن الحسن بن
الوليد عن الصفار عن أحمد وعبد ال ابني محمد بن عيسى عن ابن أبى
عمير عن حماد بن عثمان عن عبيد ال الحلبي عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :ثلثة أنفاس في الشرب أفضل من نفس واحد في الشرب،
وقال :كان يكره أن يشبه بالهيم ،قلت :وما الهيم ؟ قال الرمل ،وفي حديث
آخر هي البل .قال الصدوق رحمه ال :سمعت شيخنا محمد بن الحسن بن
أحمد بن الوليد رحمه ال يقول :سمعت محمد بن الحسن الصفار يقول:
كلما في كتاب الحلبي " وفي حديث آخر " فذلك قول محمد بن أبي عمير
رحمه ال ) .(3تبيين :قال ال تعالى " :ثم إنكم أيها الضالون المكذبون *
لكلون من شجر من زقوم * فمالئون منها البطون * فشاربون عليه من
الحميم * فشاربون شرب الهيم " قال البيضاوي :شرب الهيم أي البل
التي لها الهيام ،وهو داء يشبه الستسقاء جمع أهيم وهيماء وقيل :الرمال
على أنه جمع هيام بالفتح ،وهو الرمل الذي ل يتماسك جمع على هيم
كسحب ثم خفف وفعل به ما فعل بجمع أبيض انتهى .وقال الجوهري:
وقوله تعالى " :فشاربون شرب الهيم " هي البل العطاش ،ويقال :الرمل
حكاه الخفش انتهى .وأقول :الخبار مختلفة في الشرب بنفس واحد أو
أكثر ،واستحب الصحاب الشرب بثلثة أنفاس ،وحملوا القل على الجواز،
وربما يحمل النفس الواحد على
) (2 - 1معاني الخبار 149باب معنى شرب الهيم (3) .المصدر نفسه ،150
واليات في سورة الواقعة .51 - 55
][463
ما إذا كان الساقي حرا ،وربما يتراءى من بعض الخبار كون التعدد محمول على
التقية ،والظاهر أن الثلث أفضل ،قال صاحب الجامع :يكره الشرب قائما
بالليل ول بأس بالنهار ،ويشرب في ثلثه أنفاس ،وإن كان ساقيه حرا
فبنفس واحد - 14 .معاني الخبار :عن محمد بن هارون الزنجاني عن
علي بن عبد العزيز عن القاسم بن سلم رفعه أن رسول ال صلى ال عليه
وآله نهى عن اختناث السقية ،ومعنى الختناث أن يثني أفواهما ثم يشرب
منها ،وأصل الختناث التكسر ،ومن هذا سمي المخنث لتكسره ،وبه سميت
المرءة خنثى ومعنى الحديث في النهي عن اختناث السقية ،يفسر على
وجهين :أحدهما أنه يخاف أن يكون فيه دابة ،والذي دار عليه معنى
الحديث أنه عليه السلم نهى أن يشرب من أفواهها ) .(1توضيح :في
النهاية أنه نهى عن اختناث السقية ،خنثت السقاء إذا ثنيت فمه إلى خارج
وشربت منه ،وقبعته إذا ثنيته إلى داخل ،وإنما نهى عنه لنه ينتنها فان
إدامة الشرب هكذا مما يغير ريحها ،وقيل :ل يؤمن أن يكون فيها هامة،
وقيل :لئل يترشش الماء على الشارب لسعة فم السقاء ،وقد جاء في
حديث آخر إباحته ويحتمل أن يكون النهي خاصا بالسقاء الكبير دون
الداوة ،وفي حديث ابن عمر أنه كان يشرب من الداوة ول يختنثها
ويسنميها نفعة ،سماها بالمرة من النفع ،ولم يصرفها للعلمية والتأنيث
انتهى وقال في شرح جامع الصول :الختناث أن يكسر أي يقلب شفة
القربة ويشرب ،وورد إباحته ،وذا للضرورة والحاجة والنهي عن العتياد
أو ناسخ للول ) - 15 .(2المعاني :عن محمد بن موسى بن المتوكل عن
عبد ال بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد
ال بن سنان قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :إن
) (1معاني الخبار 281في حديث طويل (2) .قد مر في ج 44ص 376من تاريخ
الحسين صلوات ال عليه حديث على بن الطعان المحاربي " فجعلت كلما
شربت سال الماء من السقاء فقال الحسين عليه السلم :اخنث السقاء أي
اعطفه ،فلم أدر كيف أفعل ،فقام فخنثه فشربت وسقيت فرسى ".
][464
الرجل ليشرب الشربة فيدخله ال بها الجنة ،قلت :وكيف ذاك ؟ قال :إن الرجل
ليشرب الماء فيقطعه ثم ينحي الناء وهو يشتهيه ،فيحمد ال ،ثم يعود
فيشرب ثم ينحيه وهو يشتهيه فيحمد ال ثم يعود فيشرب فيوجب ال
عزوجل له بذلك الجنة ) .(1المحاسن :عن ابن محبوب مثله إل أنه قال بعد
قوله أخيرا :فيشرب " ثم ينحيه ويحمد ال فيوجب ال له بذلك الجنة
ويقول :بسم ال في أول كل مرة ،قال :وروي محمد بن إسماعيل عن
منصور بن يونس عن أبى بصير عن أبى عبد ال عليه السلم مثله- 16 .
العلل :عن علي بن حاتم عن محمد بن جعفر المخزومي عن محمد بن
عيسى بن زياد عن الحسن بن فضال عن ثعلبة عن بكار بن أبى بكر
الحضرمي عن أبى عبد ال عليه السلم في الرجل ينفخ في القدح قال :ل
بأس ،وإنما يكره ذلك إذا كان معه غيره كراهة أن يعافه .وعن الرجل ينفخ
في الطعام قال :أليس إنما يريد أن يبرده ؟ قال :نعم ،قال :ل بأس .قال
الصدوق رحمه ال :الذي أفتى به وأعتمده ،هو أنه ل يجوز النفخ في
الطعام و الشراب سواء كان الرجل وحده أو مع غيره ،ول أعرف هذه
العلة إل في ]هذا[ الخبر ) .(2بيان :قال الجوهري :عاف الرجل الطعام أو
الشراب يعافه عيافا أي كرهه فلم يشربه ،ثم إن ظاهر الصدوق رحمه ال
حرمة النفخ فلذا رد الخبر ويمكن حمله على الجواز ،وسائر الخبار على
الكراهة ،أو ساير الخبار على ما إذا لم يكن معه غيره في الشراب وإذا لم
تكن ضرورة في الطعام ،وهذا على الضرورة كضيق الوقت للصلة أو
لحاجة - 17 .كامل الزيارة :عن محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن
الخشاب عن على بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن داود الرقى
قال :كنت عند أبى عبد ال عليه السلم إذا استسقى الماء فلما شربه رأيته
قد استعبر واغرو رقت عيناه بدموعه ،ثم قال لي :يا داود لعن ال قاتل
الحسين ،فما من عبد شرب الماء فذكر الحسين ولعن قاتله إل كتب ال له
مائة ألف
) (1معاني الخبار 385ومثله في المحاسن (2) .578علل الشرايع 2ر 205وقد
مر سابقا.
][465
حسنة ،وحط عنه مائة ألف سيئة ،ورفع له مائة ألف درجة وكأنما أعتق مائة ألف
نسمة ،وحشره ال يوم القيامة ثلج الفؤاد ) .(1ومنه :عن الكليني عن
علي بن محمد عن سهل عن جعفر بن إبراهيم عن سعد بن سعد مثله.
الكافي :عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن جعفر عمن
ذكره عن الخشاب مثله .بيان :في النهاية ثلجت نفسي بالمر تثلج ثلجا :إذا
اطمأنت إليه وسكنت وثبت فيها ووثقت به - 18 .المحاسن :عن ابن بزيع
عن أبى إسماعيل السراج عن خثيمة بن عبد الرحمان عن أبى لبيد
البحراني عن أبى جعفر عليه السلم أنه سأله رجل ما حد كوزك هذا ؟ قال:
ل تشرب من موضع اذنه ،ول من موضع كسره ،فانه مقعد الشيطان ،وإذا
وضعته على فمك فاذكر اسم ال ،وإذا رفعته عن فمك فاحمد ال ،وتنفس
فيه ثلثة أنفاس ! فان النفس الواحد يكره ) - 19 .(2ومنه :عن عثمان بن
عيسى عن سماعة عن أبى عبد ال عليه السلم قال :سألته عن الرجل
يأكل بشماله أو يشرب بها قال :ل يأكل بشماله ول يشرب بشماله ول
يناوله بها شيئا ،قال :ورواه أبى عن زرعة عن سماعة ) - 20 .(3ومنه
عن أبيه عن النضر عن القاسم بن سويد عن جراح المدايني عن أبي عبد
ال عليه السلم أنه كره أن يأكل الرجل بشماله أو يتناول بها )- 21 .(4
ومنه :عن القاسم بن محمد عن شيبان بن عمرو عن حريز عن محمد بن
مسلم قال :كنا في مجلس أبى عبد ال عليه السلم فدخل علينا فتناول إناء
فيه ماء بيده اليسرى ،فشرب بنفس واحد وهو قائم ) .(5بيان :كأن التناول
باليسرى كان لعذر ،أو لبيان الجواز ،وكذا النفس الواحد
) (1كامل الزيارة 106ومثله في الكافي 6ر (2) .391المحاسن ،274في حديث.
) (5 - 3المصدر .456 - 455
][466
والقيام ،أو القيام لنه كان في اليوم - 22 .المحاسن :عن جعفر عن ابن القداح عن
أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :ليشرب ساقي القوم آخرهم ) - 23 .(1ومنه :بالسناد المتقدم قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :مصوا الماء مصا ول تعبوه عبا فانه
يأخذ منه الكباد ) .(2الكافي :عن العدة عن سهل عن جعفر مثله .المكارم:
عنه عليه السلم مثله .بيان :قال في النهاية فيه :مصوا الماء مصا ول
تعبوه عبا :العب الشرب بل نفس ،ومنه :الكباد من العب :الكباد بالضم داء
يعرض الكبد ،وقال في موضع آخر :العب شرب الماء من غير مص.
وأقول :هذا أظهر من تفسيره الول ،قال الجوهري :العب شرب الماء من
غير مص ،وفي الحديث الكباد من العب ،والحمام يشرب الماء عبا كما
تعب الدواب ،و قال الفيروز آبادي :العب شرب الماء أو الجرع أو تتابعه
والكرع ،وقال في الدروس :الماء سيد شراب الدنيا والخرة ،وطعمه طعم
الحياة ،ويكره الكثار منه ،وعبه أي شربه من غير مص ،ويستحب مصه،
وروى من شرب الماء فنحاه وهو يشتهيه فحمد ال يفعل ذلك ثلثا وجبت
له الجنة ،وروي باسم ال في المرات الثلث في ابتدائه - 24 .المحاسن:
عن أبيه عن صفوان عن معلى أبى عثمان عن معلى بن خنيس عن أبى
عبد ال عليه السلم قال :ثلثة أنفاس أفضل من نفس ) - 35 .(3ومنه:
عن أبى أيوب المديني عن ابن أبى عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي
عن أبى عبد ال عليه السلم قال :ثلثة أنفاس في الشرب أفضل من نفس
واحد ).(4
][467
- 26ومنه :عن بعض أصحابنا عن ابن اخت الوزاعي عن مسعدة بن اليسع عن
أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال :نهى على عليه السلم عن العبة
الواحدة في الشرب ،وقال :ثلثا أو اثنتين ) .(1المكارم :عنه عليه السلم
مثله - 27 .المحاسن :عن أبيه عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم
عن أبي عبد ال عليه السلم قال كان أمير المؤمنين عليه السلم يكره
النفس الواحد في الشرب ،وقال :ثلثة أنفاس أو اثنتين ) .(2بيان :لم أر
في الصحاب استحباب الثنتين مع وروده في الخبار المعتبرة والظاهر
استحبابه أيضا - 28 .المحاسن :عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن
أبي عبد ال عليه السلم أنه شرب وتنفس ثلث مرات يرتوي في الثالثة،
ثم قال :قال أبي :من شرب ثلث مرات فذلك شرب الهيم ،قلنا :وما الهيم ؟
قال :البل ) .(3بيان :كأن فيه تصحيفا أو سقطا كما يشهد به سائر
الخبار ،ويحتمل أن يكون محمول على ما إذا لم يتنفس بينها ،أو يرتوي
قبل الثالثة ويشرب حرصا - 29 .المحاسن :عن أبيه عن النضر عن هشام
عن سليمان بن خالد قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم الرجل يشرب
النفس الواحد ،قال :يكره ،وقال :ذلك شرب الهيم قلت :وما الهيم ؟ قال:
هي البل )] .(4ومنه :عن ابن محبوب عن معوية بن وهب عن أبى عبد
ال عليه السلم قال :سألته عن الشرب بنفس واحد ،فكرهه وقال :ذلك
شرب الهيم ،قلت :وما الهيم ؟ قال :البل[ - 30 .ومنه :عن ابن فضال عن
غالب بن عيسى عن روح بن عبد الرحيم قال :كان أبو عبد ال عليه
السلم يكره أن يتشبه بالهيم ،قلت :وما الهيم ؟ قال :الكثيب ) .(5بيان:
الكثيب التل من الرمل ،وفي التهذيب بسند آخر هو النيب ،وفي القاموس
][468
الناب الناقة المسنة والجمع أنياب ونيوب ونيب - 31 .المحاسن :عن أبي أيوب
المديني عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبي عن أبى عبد ال عليه
السلم أنه كان يكره أن يتشبه بالهيم ،قلت :وما الهيم ؟ قال :الرمل ).(1
بيان :في أكثر النسخ بالراء المهملة ،وفي بعضها بالمعجمة جمع الزاملة،
وهي ما يحمل عليه من البعير والول أظهر - 32 .المحاسن :عن ابن
فضال عن ابن القداح عن أبى عبد ال عليه السلم قال :كان أصحاب
رسول ال صلى ال عليه وآله يعبون الماء عبا ،فقال لهم رسول ال صلى
ال عليه السلم :اشربوا في أيديكم فانها من خير آنيتكم ) .(2بيان :كأن
المراد بالعب هنا الكرع ،كما مر في القاموس ،وهو أن يشرب بفيه من
موضعه كالحيوانات - 33 .المحاسن :عن ابن محبوب عن إبراهيم الكرخي
عن طلحة بن زيد عن أبى عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال صلى
ال عليه وآله يعجبه أن يشرب في القداح الشامي ويقول :هو من أنظف
آنيتكم ) - 34 .(3ومنه :عن جعفر عن ابن القداح عن أبى عبد ال عن
أبيه عليهما السلم قال :مر النبي صلى ال عليه وآله بقوم يشربون
بأفواههم في غزوة تبوك ،فقال صلى ال عليه وآله وسلم :اشربوا في
أيديكم ،فانها من خير آنيتكم ) - 35 .(4ومنه :عن ابن فضال عن ابن
القداح عن أبى عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه
وآله وسلم يشرب في القداح الشامية يجاء بها من الشام وتهدى له ).(5
بيان :قال في الدروس :كان رسول ال يعجبه الشرب في القدح الشامي
والشرب في اليدين أفضل - 36 .المحاسن :عن محمد بن علي عن عبد
الرحمان بن محمد السدي عن سالم بن مكرم عن أبى عبد ال عليه السلم
قال :كان أبى عليه السلم جالسا إذا أتاه أخوه عبد ال بن علي يستأذن
لعمرو بن عبيد وبشير الرحال وواصل فدخلوا عليه فجلسوا ،فقالوا :يا با -
][469
جعفر لكل شئ حد ينتهي إليه ؟ فقال :نعم ،مامن شئ إل وله حد ينتهي إليه قال:
فدعا بالماء فاتي بكوز فقالوا :يا با جعفر أحد لهذا الكوز لمن شرب ؟
فقال :نعم فقالوا :ما حده ؟ قال :إذا شربه الرجل تنفس عليه ثلثة أنفاس
كلما تنفس حمد ال ،ول يشربن من اذن الكوز ،ول من كسر إن كان فيه،
فانه مشرب الشيطان ثم يقول :الحمد ل الذي سقاني ماء عذبا فراتا
برحمته ،ولم يجعله ملحا اجاجا بذنوبي ) .(1بيان :في القاموس الذن
بالضم وبضمتين المقبض والعروة من كل شئ - 37 .المحاسن :عن أبيه
عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم عن أبى عبد ال عن أبيه قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلم :ل تشربوا من ثلمة الناء ولمن عروته،
فان الشيطان يقعد على العروة ) - 38 .(2ومنه :عن يعقوب بن يزيد عن
ابن عم لعمر بن يزيد عن ابنة عمر ابن يزيد عن أبيها عن أبى عبد ال
عليه السلم قال :إذا شرب أحدكم الماء فقال :بسم ال ثم قطعه فقال:
الحمد ل ،ثم شرب فقال :بسم ال ثم قطعه فقال :الحمد ل ،ثم شرب فقال:
بسم ال ثم قطعه فقال :الحمد ل ،سبح ذلك الماء له مادام في بطنه إلى أن
يخرج ) - 39 .(3ومنه :عن محمد بن علي عن عبد الرحمان بن أبي
هاشم عن إبراهيم بن يحيى المديني عن أبي عبد ال عن أبيه عليهما
السلم قال :قام أمير المؤمنين عليه السلم إلى أدواة فشرب منها وهو قائم
) - 40 .(4ومنه :عن ابن العزرمي عن حاتم بن إسماعيل المديني عن أبى
عبد ال عن آبائه عليهم السلم أن أمير المؤمنين عليه السلم كان يشرب
وهو قائم ثم شرب من فضل وضوئه قائما ،فالتفت إلى الحسن عليه السلم
فقال :يا بني إني رأيت جدك رسول ال صلى ال عليه وآله صنع هكذا )
.(5
][470
][471
في الكافي :يكره شرب الماء بالليل قائما والعب والنهل في نفس واحد ،ومن ثلمة
الكوز ،ومما يلي الذن ،وقد مر كلم صاحب الجامع في ذلك .وقال في
الدروس :يكره الشرب بنفس واحد بل بثلثة أنفاس ،وروي أن ذلك إن
كان الساقي عبدا وإن كان حرا فبنفس واحد ،وروي أن العب تورث الكباد
-بضم الكاف وهو وجع الكبد -والشرب قائما ويستحب الشرب في اليدي،
ومما يلى شفة الناء ل مما يلي عروته أو ثلمته - 46 .المحاسن :عن
الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه على عن أبى الحسن
موسى بن جعفر عليهما السلم في رجل يشرب الماء وهو قائم ،قال :ل
بأس بذلك ) - 47 .(1ومنه :عن النوفلي عن السكوني عن أبى عبد ال
عن أبيه عليهما السلم قال :شرب الماء من قيام أقوى وأصلح للبدن ).(2
المكارم :عن الباقر عليه السلم مثله إل أن فيه أمرء وأصح ،وليس فيه
للبدن - 48 .المحاسن :عن القاسم بن يحيى عن جده عن محمد بن مسلم
عن أبى عبد ال عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :ل
تشربوا الماء قائما ) - 49 .(3ومنه :عن ابن محبوب عن أبيه أو غيره
رفعه قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :شرب الماء من قيام يمرئ الطعام،
وشرب الماء بالليل يورث الماء الصفر ،ومن شرب الماء بالليل وقال :يا
ماء عليك السلم من ماء زمزم وماء الفرات ،لم يضره شرب الماء بالليل
) .(4المكارم :مرسل مثله إل أن فيه شرب الماء من قيام بالنهار وفيه
ويقول :ثلث مرات عليك السلم - 50 .الكافي :عن علي بن محمد رفعه
قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إذا أردت أن تشرب الماء بالليل فحرك
الناء ،وقل :ياماء ماء زمزم وماء الفرات يقرآنك السلم )(5
][472
بيان " :يقرآنك " على بناء المجرد أشهر ،في القاموس قرأه وبه كنصره ومنعه
تل وقرأ عليه السلم أبلغه كأقرأه ول يقال :أقرأه إل إذا كان السلم مكتوبا.
- 51المحاسن :عن ابن محبوب عن يونس بن يعقوب عن سيف الطحان
قال :كنت عند أبى عبد ال عليه السلم وعنده رجل من قريش فاستسقى
أبو عبد ال عليه السلم فصب الغلم في قدح فشرب ،وأنا إلى جنبه،
فناولني فضلته في القدح فشربتها ثم قال :يا غلم صب ،فصب الغلم
وناول القرشي ) - 52 .(1ومنه :عن أبيه عن أحمد بن النضر عن عمرو
بن أبي المقدام قال :رأيت أبا جعفر عليه السلم وهو يشرب في قدح من
خزف ) - 53 .(2دعوات الراوندي :عن النبي صلى ال عليه وآله قال:
شرب الماء من الكوز العام أمان من البرص والجذام .وقال النبي صلى ال
عليه وآله :من شرب قايما فأصابه شئ من المرض لم يستشف أبدا
وشرب رجل قائما فرآه رسول ال صلى ال عليه وآله فقال :أيسرك أن
تشرب معك الهرة ؟ فقال :ل ،قال :قد شرب معك من هو شر منه:
الشيطان .ومن السنة أن ل يشرب من الموضع المكسور ،وأن يتنفس
ثلثة أنفاس ،فإذا ابتدأ ذكر ال ،وإذا فرغ حمد ال ،ول يتنفس في الناء،
روته العامة .بيان :كأن المراد بالكوز العام ما يشرب منه كل من يمر به،
وهذا مما يحترز منه الناس لخوف العاهات ،فرد صلى ال عليه وآله
عليهم بأنه سبب لرفع العاهات ،لنه سؤر المؤمنين ،والظاهر أن هذه
الروايات كلها عامية .المكارم :كان النبي صلى ال عليه وآله إذا شرب بدأ
فسمى وحسى حسوتين ثم يقطع فيحمد ال ثم يعود فيسمي ثم يزيد في
الثالثة ،ثم يقطع فيحمد ال ،فكان له في شربه ثلث تسميات وثلث
تحميدات ،ويمص الماء مصا ول يعبه عبا ،ويقول صلى ال عليه وآله :إن
الكباد من العب وكان صلى ال عليه وآله وسلم ل يتنفس في الناء إذا
شرب ،فان أراد أن يتنفس أبعد الناء عن فيه حتى يتنفس.
][473
وكان صلى ال عليه وآله يشرب في أقداح القوارير التي يؤتى بها من الشام،
ويشرب في القداح التي يتخذ من الخشب ،وفي الجلود ،ويشرب في
الخزف ،ويشرب بكفيه يصب الماء فيهما ويشرب ،ويقول :ليس إناء أطيب
من اليد ،ويشرب من أفواه القرب و الداوى ،ول يختنثها اختناثا ،ويقول:
إن اختناثها ينتنها وكان صلى ال عليه وآله يشرب قائما وربما شرب
راكبا ،وربما قام فشرب من القربة أو الجرة أو الداوة ،وفي كل إناء يجده
وفي يديه .وكان صلى ال عليه وآله يشرب الماء الذي حلب عليه اللبن،
ويشرب السويق ،وكان أحب الشربة إليه الحلو ،وفي رواية أحب الشراب
إلى رسول ال صلى ال عليه وآله الحلو البارد وكان صلى ال عليه وآله
يشرب الماء على العسل ،وكان يماث له الخبز فيشربه أيضا وكان صلى
ال عليه وآله يقول :سيد الشربة في الدنيا والخرة الماء )- 55 .(1
الفقيه :سأل الصادق عليه السلم بعض أصحابه عن ا لشرب بنفس واحد،
فقال :إذا كان الذي يناول الماء مملوكا فاشرب في ثلثة أنفاس ،وإن كان
حرا فاشربه بنفس واحد .قال الصدوق رحمه ال :وهذا الحديث في روايات
محمد بن يعقوب الكليني ) - 65 .(2المكارم :عنه عليه السلم مثله ثم
قال :وبرواية اخرى وهو الصح عنه عليه السلم قال :ثلثة أنفاس في
الشراب أفضل من الشراب بنفس واحد ،وكان يكره أن يشبه بالهيم :قلت:
وما الهيم قال :البل - 57 .الدعايم :عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم
السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله نهى عن الشرب الكل بالشمال،
وأمر أن يسمى ال الشارب إذا شرب ويحمده إذا فرغ يفعل ذالك كلما
تنفس في الشرب ،ابتدأ أو قطع .وعن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه
نهى عن اختناث السقية ،وهو أن تثنى أفواه القربة ثم يشرب منها ،وقيل:
إن ذالك نهي عنه لوجهين أحدهما أنه يخاف أن يكون فيها دابة أو حية
فتنساب في الشارب ،والثاني أن ذلك ينتنها.
) (1مكارم الخلق (2) .32 - 33فقيه من ل يحضره الفقيه 3ر 223ومثله في
المكارم .173
][474
وعنه صلى ال عليه وآله أنه شرب قائما وجالسا .وعن جعفر بن محمد عليه
السلم أنه نهى عن الشرب من قبل عروة الناء .وعن رسول ال صلى ال
عليه وآله أنه مر برجل يكرع الماء بفيه يعني يشربه من إناء أو غيره من
وسطه فقال :أتكرع ككرع البهيمة ،إن لم تجد إناء فاشرب بيديك ،فانها من
أطيب آنيتكم .وعنه صلى ال عليه وآله أنه قال :مصوا الماء مصا ول
تعبوه عبا فانه منه يكون الكباد .وعن علي عليه السلم أنه قال :تفقدت
رسول ال صلى ال عليه وآله غير مرة وهو إذا شرب الماء تنفس ثلثا
مع كل واحد منهن تسمية إذا شرب ،وحمد إذا قطع .وعن محمد بن علي
وأبي عبد ال عليهما السلم أنهما قال :ثلثة أنفاس في الشرب أفضل من
نفس واحد ،وكرها أن يتشبه الشارب بشرب الهيم يعنيان البل الصادية ل
ترفع رؤسها عن الماء حتى تروى .وعن الحسن بن علي عليهما السلم
انه كره تجرع اللبن ،وكان يعبه عبا وقال :إنما يتجرع أهل النار .وعن
رسول ال صلى ال عليه وآله أنه كان إذا شرب اللبن قال :اللهم بارك لنا
فيه ،وزدنا منه وإذا شرب الماء قال :الحمد ل الذي سقاني عذبا زلل
برحمته ،ولم يسقنا ملحا اجاجا بذنوبنا ) .(1توضيح :الصادي العطشان
وكأن المراد بالتجرع الشرب قليل قليل ،قال في المصباح :جرعت الماء
جرعا من باب نفع ومن باب تعب لغة ،وهو البتلع ،و الجرعة من الماء
كاللقمة من الطعام ،وهو ما يجرع مرة واحدة ،وقال الراغب يقال :تجرعه:
إذا تكلف جرعه ،قال تعالى " :يتجرعه ول يكاد يسيغه " - 58 .كتاب
المسائل :باسناده عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلم قال:
سألته عن الكوز والدورق من القدح والزجاج والعيدان أيشرب منه من قبل
عروته ؟ قال :ل يشرب من قبل عروة كوز ول إبريق ول قدح ،ول يتوضأ
من قبل عروته ).(2
) (1دعائم السلم 2ر (2) .130 - 129راجع بحار النوار 10ر 278طبعتنا
هذه الحديثة.
][475
بيان :في القاموس الدورق :الجرة ذات العروة ،وقال :القدح بالتحريك آنية تروي
الرجلين ،أو اسم يجمع الصغار والكبار ،والجمع أقداح ،وقال :البريق
معرب آب ري ،والجمع أباريق - 59 .المكارم :الدعاء المروى عند شرب
الماء " الحمد ل منزل الماء من السماء مصرف المر كيف يشاء ،بسم
ال خير السماء " .وعن الصادق عليه السلم قال :أتى أبي جماعة فقالوا
له :زعمت أن لكل شئ حدا ينتهي إليه ؟ فقال لهم أبي :نعم ،قال :فدعا
بماء ليشربوا ،فقالوا :يا باجعفر هذا الكوز من الشئ هو ؟ قال :نعم ،قالوا:
فما حده ؟ قال :حده أن تشرب من شفته الوسطى ،وتذكر ال عليه،
وتنفس ثلثا كلما تنفست حمدت ال ،ول تشرب من اذن الكوز فانه مشرب
الشيطان ،ثم قال " الحمد ل الذي سقاني ماء عذبا ولم يجعله ملحا اجاجا
بذنوبي " وبرواية مثله زيادة " الحمد ل الذي سقاني فأرواني ،وأعطاني
فأرضاني ،وعافاني وكفاني اللهم اجعلني ممن تسقيه في المعاد من حوض
محمد صلى ال عليه وآله وتسعده بمرافقته برحمتك يا أرحم الراحمين ".
وعن عبد ال بن مسعود قال :كان رسول ال يتنفس في الناء ثلثة أنفاس
يسمى عند كل نفس ،ويشكر ال في آخرهن .وعن أنس أن النبي صلى ال
عليه وآله واخذ عن الشرب قائما قال :قلت فالكل ،قال :هو أشر ،وفي
رواية عنه أيضا أنه صلى ال عليه وآله شرب قائما .وقيل للصادق عليه
السلم :ما طعم الماء ؟ قال :طعم الحياة .وقال عليه السلم :إذا شرب
أحدكم فليشرب في ثلثة أنفاس يحمد ال في كل منها :أوله شكر الشربة،
والثانى مطردة الشيطان ،والثالث شفاء لما في جوفه .وعن ابن عباس
قال :رأيت النبي صلى ال عليه وآله شرب الماء فتنفس مرتين .وعن
موسى بن جعفر عليه السلم سئل عنه عن حد الناء ،فقال :حده أن ل
تشرب من موضع كسر إن كان به ،فانه مجلس الشيطان ،فإذا شربت
سميت ،فإذا فرغت حمدت ال.
][476
وروي عن عمرو بن قيس قال :دخلت على أبي جعفر عليه السلم بالمدينة وبين
يديه كوز موضوع ،فقلت له :فما حد هذا الكوز ؟ قال :اشرب مما يلي
شفته ،وسم ال عزوجل ،وإذا رفعت من فيك فاحمد ال ،وإياك وموضع
العروة أن تشرب منها ،فانه مقعد الشيطان ،فهذا حده .وقال رسول ال
صلى ال عليه وآله :إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه فان في أحد
جناحيه داء وفي الخر شفاء ،وإنه يغمس بجناحه الذي فيه الداء فليغمسه
كله ثم لينزعه ) .(1بيان " :واخذ " كأنه من المؤاخذة مجازا أي يلوم
والتعدية بعن لتضمين معنى النهى ،في القاموس آخذه بذنبه ول تقل:
واخذه ،وفي الصحاح آخذه بذنبه مؤاخذة والعامة تقول :واخذه- 60 .
الفردوس :عن علي عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
إذا شربتم الماء فاشربوه مصا ول تشربوه عبا ،فان العب يورث الكباد.
قال الديلمي :العب شرب بل تنفس والكباد داء يكون في الصدر * 3 .باب
* )فضل ماء المطر في نيسان وكيفية أخذه وشربه( * - 1المهج :نقل
من كتاب زاد العابدين تأليف الحسين بن الحسن بن خلف الكاشوني قال:
أخبرنا الوالد أبو الفتوح رحمه ال عن أبى بكر محمد بن عبد ال البلخي
عن أبي نصر محمد بن أحمد بن الباب حريزى عن عبد ال بن عباس
المذكر البلخي عن محمد بن أحمد عن عيسى بن هارون عن محمد بن
جعفر عن عبد ال بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال :كنا جلوسا إذ دخل
علينا رسول ال صلى ال عليه وآله فسلم علينا فرددنا عليه ،فقال :أل
اعلمكم دواء علمني جبرئيل عليه السلم حيث ل أحتاج إلى دواء الطباء ؟
فقال على
) (1مكارم الخلق 175 - 174وفيه مكان " واخذ " " :نهى ".
][477
وسلمان وغيرهما :وما ذاك الدواء ؟ قال النبي صلى ال عليه وآله لعلي عليه
السلم :تأخذ من ماء المطر في نيسان ،وتقرء عليه فاتحة الكتاب سبعين
مرة وآية الكرسي سبعين مرة ،وقل هو ال أحد سبعين مرة ،وقل أعوذ
برب الفلق سبعين مرة ،وقل أعوذ برب الناس سبعين مرة ،وقل يا أيها
الكافرون سبعين مرة وتشرب عن ذالك الماء غدوة وعشية سبعة أيام
متواليات .قال النبي صلى ال عليه وآله :والذي بعثني بالحق نبيا إن
جبرئيل عليه السلم قال :إن ال يدفع عن الذي يشرب من هذا الماء كل
داء في جسده ،ويعافيه ،يخرج من جسده وعظمه وحميع أعضائه ،ويمحو
ذالك من اللوح المحفوظ ،والذي بعثني بالحق نبيا إن لم يكن له ولد وأحب
أن يكون له ولد بعد ذالك ،فشرب من ذالك الماء كان له ولد ،وإن كانت
المرأة عقيما وشربت من ذالك الماء رزقها ال ولدا ،وإن كان الرجل عنينا
والمرأة عقيما وشرب من ذالك الماء أطلق ال ذالك وذهب ما عنده ،ويقدر
على المجامعة ،وإن أحبت أن تحمل بابن حملت ،وإن أحبت أن تحمل بذكر
أو أنثى حملت وتصديق ذالك في كتاب ال " يهب لمن يشاء إناثا ويهب
لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما " ).(1
وإن كان به صداع فشرب من ذالك يسكن عنه الصداع باذن ال ،وإن كان
به وجع العين يقطر من ذالك الماء في عينيه ويشرب منه ويغسل به عينيه
يبرء باذن ال ويشد اصول السنان ،ويطيب الفم ،ول يسيل من اصول
السنان اللعاب ،ويقطع البلغم ،ول يتخم إذا أكل وشرب ،ول يتأذى بالريح،
ول يصيبه الفالج ،ول يشتكي ظهره ول ييجع بطنه ،ول يخاف من الزكام،
ووجع الضرس ،ول يشتكي المعدة ول الدود ول يصيبه قولنج ،ول يحتاج
إلى الحجامة ،ول يصيبه الناسور ،ول يصيبه الحكة ول الجدرى ول
الجنون ول الجذام ول البرص ول الرعاف ول القلس ،ول يصيبه عمى ول
بكم ول خرس ولصمم ،ول مقعد ،ول يصيبه الماء السود في عينيه ،ول
يصيبه داء ،ول يفسد عليه صومه وصلته ول يتأذى بالوسوسة ول الجن
ول الشياطين.
][478
وقال النبي صلى ال عليه وآله :قال جبرئيل :إنه من شرب من ذالك الماء ثم كان
به جميع الوجاع التى تصيب الناس ،فانه شفاء له من جميع الوجاع
فقلت :يا جبرئيل هل ينفع في غير ما ذكرت من الوجاع ؟ فقال لى جبرئيل
والذي بعثك بالحق نبيا من يقرء هذه اليات على هذا الماء ،مل ال تعالى
قلبه نورا وضياء ،ويلقى اللهام في قلبه ،ويجرى الحكمة على لسانه،
ويحشو قلبه من الفهم والتبصرة ما لم يعط مثله أحدا من العالمين ،ويرسل
عليه ألف مغفرة وألف رحمة ،ويخرج الغش والخيانة والغيبة والحسد
والبغى والكبر والبخل والحرص ،والغضب من قلبه ،والعداوة والبغضاء
والنميمة والوقيعة في الناس ،وهو الشفاء من كل داء .وقد روي في رواية
اخرى عن النبي صلى ال عليه وآله فيما يقرء على ماء المطر في نيسان
زيادة وهي أنه يقرء عليه سورة إنا أنزلناه ،ويكبر ال ويهلل ال ويصلي
على النبي وآله كل واحدة منها سبعين مرة ) .(1بيان " :ييجع " لغة في
يوجع ،والناسور علة تحدث في العين وفي حوالي المعدة وفي اللثة
والجدري بضم الجيم وفتحها قروح في البدن تنفط وتقبح ،وهى معروفة
تحدث في الطفال غالبا ،والقلس ويفتح ما خرج من الحلق ملء الفهم،
وليس بقئ فان عاد فهو قئ ويحتمل التعميم هنا ،والمقعد كمكرم داء يصير
مقعدا ل يقدر على القيام ،والوقعية في الناس ذمهم ،وتطلق غالبا على
الغيبة .وأقول :وجدت بخط الشيخ علي بن حسن بن جعفر المرزباني وكان
تاريخ كتابته سنة ثمان وتسعمائة قال :وجدت بخط المام العلمة الشهيد
السعيد محمد بن مكي رحمه ال روي عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله علمني جبرئيل عليه السلم
دواء ل أحتاج معه إلى طبيب ،فقال بعض أصحابه :نحب يا رسول ال أن
تعلمنا فقال عليه السلم :يؤخذ بنسيان يقرء عليه فاتحة الكتاب وآية
الكرسي وقل يا أيها الكافرون وسبح اسم ربك العلى سبعين مرة
والمعوذتان والخلص سبعين مرة ثم يقرء ل إله إل ال سبعين مرة وال
أكبر سبعين مرة وصلى ال على محمد وآل
) (1مهج الدعوات .447 - 444
][479
محمد سبعين مرة وسبحان ال والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر سبعين مرة ثم
يشرب منه جرعة بالعشاء وجرعة غدوة سبعة أيام متواليات .وقال النبي
صلى ال عليه وآله :والذي بعثني بالحق نبيا إن ال يدفع عمن يشرب هذا
الماء كل داء وكل أذى في جسده ،ويطيب الفم ويقطع البلغم ،ول يتخم إذا
أكل و شرب ،ول تؤذيه الرياح ،ول يصيبه فالج ،ول يشتكي ظهره ول
جوفه ول سرته ،ول يخاف البرسام ،ويقطع عنه البرودة ،وحصر البول،
ول تصيبه حكة ول جدري ول طاعون ول جذام ول برص ،ول يصيبه
الماء السود في عينيه ،ويخشع قلبه ويرسل ال عليه ألف رحمة وألف
مغفرة ،ويخرج من قلبه النكر والشرك والعجب والكسل و الفشل والعداوة،
ويخرج من عرقه الداء ،ويمحو عنه الوجع من اللوح المحفوظ و أي رجل
أحب أن تحبل امراته حبلت امرأته ،ورزقه ال الولد ،وإن كان رجل
محبوسا وشرب ذالك أطلقه ال من السجن ،ويصل إلى ما يريد ،وإن كان
به صداع سكن عنه وسكن عنه كل داء في جسمه باذن ال تعالى .باب *
)النهى عن الستشفاء بالمياه الحارة الكبريتية والمرة وأشباههما( * - 1
المحاسن :عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي سعيد
دينار ابن عقيصا التيمي قال :مررت بالحسن والحسين عليهما السلم
وهما بالفرات مستنقعين في إزارهما ،فقال :إن للماء سكانا كسكان
الرض ،ثم قال :أين تذهب ؟ فقلت :إلى هذا الماء ،قال :وما هذا الماء ؟
قلت :ماء تشرب في هذا الحير ،يخف له الجسد ويخرج الحر ،ويسهل
البطن ،هذا الماء المر فقال :ما نحسب أن ال تبارك وتعالى جعل في شئ
مما قد لعنه شفاء ،فقلت :ولم ذاك ؟ فقال :إن ال تبارك وتعالى لما آسفه
قوم نوح ،فتح السماء بماء منهمر ،فأوحى ال إلى الرض فاستعصت
عليه عيون منها فلعنها فجعلها ملحا اجاجا ).(1
][480
بيان :في أكثر النسخ " دينار بن عقيصا " والظاهر زيادة " ابن " لن دينارا
كنيته أبو سعيد ،ولقبه عقيصا ،ويؤيده أن في الكافي " عن أبي سعيد
عقيصا " وفي القاموس العقيصا كرشة صغيرة مقرونة بالكرش الكبرى.
وأقول :في الكافي رواه عن محمد بن يحيى عن حمدان بن سليمان عن
محمد بن يحيى ابن زكريا ،وعن العدة عن أحمد بن أبى عبد ال عن أبيه
جميعا عن محمد بن سنان وفيه " وهما في الفرات مستنقعان في إزارين،
فقلت لهما :يا ابني رسول ال أفسدتما الزارين فقال لي :يابا سعيد فساد
الزارين أحب إلينا من فساد الدين ،إن للماء أهل وسكانا " إلى قوله "
فقلت :اريد دواء أشرب من هذا الماء المر ،لعلة بى أرجو أن يخف له
الجسد ،ويسهل البطن ،فقال " :إلى آخر الخبر ثم قال " :وفي رواية
حمدان بن سليمان أنهما قال :يا با سعيد تأتي ماء ينكر وليتنا في كل يوم
ثلث مرات ؟ إن ال عزوجل عرض وليتنا على المياه فما قبل وليتنا
عذب وطاب ،وما جحد وليتنا جعله ال عزوجل مرا وملحا اجاجا .وأقول:
لما آسفه إشارة إلى قوله تعالى " :فلما آسفونا انتقمنا منهم " يقال :آسفه
أي أغضبه " بماء منهمر " أي منصب بل قطر ،والخطاب إليها ،وعدم
قبولها الولية إما بأن أودع ال فيها في تلك الحال ما تفهم به الخطاب ،أو
استعارة تمثيلية لبيان عدم قابليتها لترتب خير عليها ،ورداءة أصلها ،فان
للشياء الطيبة مناسبة واقعية بعضها لبعض وكذا الشياء الخبيثة ،وقد
مضى تحقيق ذالك في مجلدات المامة - 2 .المحاسن :عن بعضهم عن
هارون بن مسلم عن مصعدة بن صدقة عن أبى عبد ال عليه السلم قال:
نهى رسول ال عن الستشفاء بالعيون الحارة التي تكون في الجبال التي
توجد منها رائحة الكبريت ،فانها من فوح جهنم ) - 3 .(1ومنه :بهذا
السناد عن أبى عبد ال عليه السلم قال :إن النبي صلى ال عليه وآله
نهى أن يستشفى بالحمات التى توجد في الجبال ) - 4 .(2الكافي :عن على
بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن
][481
صدقة عن أبي عبد ال عليه السلم قال :نهى رسول ال عن الستشفاء بالحمات،
وهي العيون الحارة التي تكون في الجبال التي توجد فيها روايح الكبريت
فانها من فوح جهنم ) (1توضيح :قال في النهاية :الحمة عين ماء حار
يستشفي بها المرضى ،وقال " :من فوح جهنم " أي شدة غليانها وحرها،
ويروى بالياء بمعناه - 5 .الكافي :عن العدة عن سهل عن ابن محبوب عن
عبد ال بن سنان عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن نوحا عليه السلم
لما كان في أيام الطوفان ،دعا المياه كلها فأجابته إل الماء الكبريت والماء
المر فلعنهما ) .(2ومنه :عن العدة عن سهل عن محمد بن سنان عمن
ذكره عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان أبي يكره أن يتداوى بالماء
المر ،وبماء الكبريت ،وكان يقول :إن نوحا عليه السلم لما كان الطوفان
دعا المياه فأجابته كلها إل الماء المر وماء الكبريت ،فدعا عليهما ولعنهما
) .(3بيان :قال أبو الصلح في الكافي :يكره شرب الماء الملح والكبريتي
والمتغير اللون أو الطعم أو الرايحة بغير النجاسات.
][482
][483
ثم ينزل عن النار ويبرد ويشرب منه ،فهل يجوز شربه أم ل ؟ فأجاب عليه السلم
إذا كان كثيرة يسكر أو يغير فقليله وكثيره حرام ،وإن كان ل يسكر فهو
حلل ) - 4 .(1قرب السناد :عن عبد ال بن الحسن عن علي بن جعفر
عن أخيه موسى عليه السلم قال :سألته عن المسلم العارف يدخل بيت
أخيه فيسقيه النبيذ أو الشراب ل يعرفه ،هل يصلح له شربه من غير أن
يسأله عنه ؟ قال :إذا كان مسلما عارفا فاشرب ما أتاك به إل أن تنكره )
.(2كتاب المسائل :باسناده عن علي بن جعفر مثله - 5 .الخصال :عن
محمد بن موسى بن المتوكل عن عبد ال بن جعفر الحميري عن أحمد بن
محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن خالد بن جرير عن أبى الربيع
الشامي عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سئل عن الشطرنج والنرد قال:
ل تقربهما ،قلت :فالغناء ؟ قال :ل خير فيه ل تفعلوا ،قلت :فالنبيذ :قال:
نهى رسول ال صلى ال عليه وآله عن كل مسكر ،وكل مسكر حرام ،قلت:
فالظروف التي تصنع فيها ؟ قال :نهى رسول ال صلى ال عليه وآله عن
الدباء والمزفت والحنتم والنقير ،قلت :وما ذاك قال :الدباء القرع،
والمزفت الدنان ،والحنتم جرار الردن ،والنقير خشبة كان أهل الجاهلية
ينقرونها حتى يصير لها أجواف ينبذون فيها ،وقيل :إن الحنتم الجرار
الخضر ) .(3معاني الخبار :عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن يعقوب بن
يزيد عن ابن محبوب مثله .بيان :قد مر شرحه وحكمه في كتاب الطهارة.
- 6العلل والعيون :عن محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين
السعد آبادي عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان
قال :سمعت الرضا عليه السلم يقول :حرم ال الخمر لما فيها من الفساد،
ومن تغييرها عقول شاربيها،
][484
وحملها إياهم على إنكار ال عزوجل ،والفرية عليه ،وعلى رسله ،وساير ما يكون
منهم من الفساد والقتل والقذف والزنا ،وقلة الحتجاز من شئ من الحرام،
فبذلك قضينا على كل مسكر من الشربة أنه حرام محرم ،لنه يأتي من
عاقبتها ما يأتي من عاقبة الخمر ،فليجتنب من يؤمن بال واليوم الخر
ويتولنا وينتحل مودتنا كل شراب مسكر ،فانه ل عصمة بيننا وبين
شاربيها ) - 7 .(1العيون :عن عبد الواحد بن عبدوس عن علي بن محمد
بن قتيبة عن الفضل ابن شاذان فيما كتب الرضا عليه السلم للمأمون :من
دين أهل البيت عليهم السلم تحريم الخمر قليلها وكثيرها ،وتحريم كل
شراب مسكر قليله وكثيره ،وما أسكر كثيره فقليله حرام ،والمضطر ل
يشرب الخمر لنها تقتله ) - 8 .(2مجالس ابن الشيخ :عن أبيه عن هلل
بن محمد الحفار عن إسماعيل بن علي الخزاعي عن إسحاق بن إبراهيم
عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة وأبي سلمة معا عن
عائشة قالت :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ما أسكر كثيرة فالجرعة
منه خمر ) - 9 .(3ومنه :عن أبيه عن علي بن أحمد عن أحمد بن محمد
القطان عن إسماعيل بن محمد القاضي عن علي بن إبراهيم عن السري
بن عامر عن النعمان بن بشير عن النبي صلى ال عليه وآله قال :يا أيها
الناس إن من العنب خمرا ،وإن من الزبيب خمرا وإن من التمر خمرا وإن
من الشعير خمرا ،أل أيها الناس أنهاكم عن كل مسكر - 10 .قرب السناد:
عن عبد ال بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه عليه السلم قال:
سألته عن الكحل يصلح أن يعجن بالنبيذ ؟ قال :ل ) - 11 .(4ثواب
العمال :عن أبيه عن عبد ال بن جعفر الحميري عن هارون بن مسلم
عن مسعدة بن زياد عن الصادق عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :من أدخل عرقا من
) (1علل الشرايع 2ر ،161عيون الخبار 2ر (2) .98عيون الخبار 2ر .126
) (3امالي الطوسى ج 1ص 388والحديث الذى بعده ص (4) .390
قرب السناد 164ط نجف.
][485
عروقه شيئا مما يسكر كثيره ،عذب ال عزوجل ذالك العرق بستين وثلثمائة نوع
من العذاب ) - 12 .(1ومنه :عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن يعقوب بن
يزيد عن أبى محمد النصاري عن ابن سنان عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :سألته عن الخبثي فقال :الخبثي حرام وشاربه كشارب الخمر ).(2
بيان :الخبثي في بعض النسخ كذلك ولم أجد له معنى ،وفي بعضها الحثى
بالحاء المهملة والثاء المثلثة وفي بعضها بالتاء المثناة وفي القاموس
الحثى كالثرى قشور التمر وقال :الحثى كغنى سويق المقل ،ومتاع الزبيل
أو عرقه وثقل التمر وقشوره انتهى ولعل المراد به النبيذ المتخذ من قشور
التمر وشبهها ) - 13 .(3البصائر :عن محمد بن عيسى عن أبي عبد ال
المؤمن عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن ال
أدب نبيه حتى إذا أقامه على ما أراد قال له " :وأمر بالعرف وأعرض عن
الجاهلين " فلما فعل ذالك رسول ال صلى ال عليه وآله زكاه ال فقال" :
إنك لعلى خلق عظيم " فلما زكاه فوض إليه دينه فقال " :ما آتاكم الرسول
فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " فحرم ال الخمر وحرم رسول ال كل
مسكر ،فأجاز ال ذلك كله وإن ال أنزل الصلوة وإن رسول ال صلى ال
عليه وآله وقت أوقاتها فأجاز ال ذلك له ) .(4ومنه :عن عبد ال بن
محمد الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلوئي عن ابن سنان عن إسحاق
مثله .ومنه :عن محمد بن عيسى عن النضر عن عبد ال بن سليمان أو
عن رجل عن عبد ال عن أبي جعفر عليه السلم مثله .ومنه :عن أحمد بن
محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن عذافر عن عبد ال بن
) 1و (2ثواب العمال 292 :و (3) .293بل هو " الخنثى " يعنى الخمر أو النبيذ
الذى يكسر بالماء فيلين ويكسر حدته فل يسكر (4) .بصائر الدرجات
378واليات في العراف ،199القلم ،4الحشر .7
][486
سنان عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر عليه السلم مثله .ومنه :عن إبراهيم بن
هاشم عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن رجل من إخواننا عن
أبي جعفر عليه السلم مثله .ومنه :عن إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبى
عمران عن يونس عن ابراهيم بن -عبد الحميد عن أبى بصير عن أبى
عبد ال عليه السلم مثله .أقول :تمام تلك الخبار في باب التفويض ).(1
- 14المحاسن :عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام وعن أبي عمر
العجمي قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :يا با عمر تسعة أعشار الدين
في التقية ،ول دين لمن ل تقية له ،والتقية في كل شئ إل في شرب النبيذ
والمسح على الخفين ) - 15 .(2فقه الرضا :قال عليه السلم :اعلم أن كل
صنف من صنوف الشربة التي ل يغير العقل ،شرب الكثير منها ل بأس به
سوى الفقاع ،فانه منصوص عليه لغير هذه العلة ،وكل شراب يتغير العقل
منه ،كثيره وقليله حرام ،أعاذنا ال وإياكم منها ) - 16 .(3العياشي :عن
السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلم قال :السكر من
الكباير ) - 17 .(4الكشى :وجدت في كتاب محمد بن نعيم الشاذانى بخطه:
حدثني جعفر بن محمد المدايني عن موسى بن القاسم البجلي عن حنان بن
سدير عن أبي نجران قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :إن لي قرابة
يحبكم إل أنه يشرب هذا النبيذ ،قال حنان ،وأبو نجران :هو الذي يشرب
النبيذ غير أنه كنى عن نفسه ،قال :فقال أبو عبد ال عليه السلم فهل كان
يسكر ؟ فقال :قلت :إي وال جعلت فداك إنه ليسكر ،فقال :فيترك الصلوة ؟
قال :ربما قال
) (1بصائر الدرجات 383 - 378راجع ج 25ر 350 - 328من البحار(2) .
المحاسن (3) .259كتاب التكليف للشلمغانى المعروف بفقه الرضا .34
) (4تفسير العياشي 1ر .238
][487
للجارية :صليت البارحة فربما قالت :نعم ،قد صليت ثلث مرات ،وربما قال
للجارية :صليت البارحة العتمة ؟ فتقول :ل وال ما صليت ،ولقد أيقظناك
وجهدنا بك فأمسك أبو -عبد ال عليه السلم يده على جبهته طويل ثم
نحى يده ثم قال له :قل له :يتركه ،فان زلت به قدم فان له قدما ثابتا
بمودتنا أهل البيت ) - 18 .(1دليل الطبري :عن القاضي أبي الفرج
المعافا عن إسحاق بن محمد بن علي عن أحمد بن الحسن المقري عن
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى عن عمى أبيه الحسين وعلى
ابني موسى ،عن أبيهما عن أبيه جعفر بن محمد عن آبائه عن فاطمة
عليهم السلم قالت :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :يا حبيبة أبيها كل
مسكر حرام وكل مسكر خمر ) - 19 .(2الهداية :وكل ما أسكر فقليله
وكثيره حرام ) - 20 .(3الخصال :عن ستة من مشايخه عن أحمد بن يحيى
عن زكريا عن بكر بن عبد ال عن تميم بن بهلول عن أبي معاوية عن
العمش عن جعفر بن محمد عليه السلم قال :الشراب كل ما أسكر كثيرة
فقليله وكثيره حرام ) - 21 .(4تفسير على بن ابراهيم :في رواية أبي
الجارود عن أبي جعفر عليه السلم في قوله " :يا أيها الذين آمنوا إنما
الخمر والميسر الية " أما الخمر فكل مسكر من الشراب خمر إذا اخمر
فهو خمر ،وما أسكر كثيرة فقليله حرام ،وكثيره حرام ،وذالك أن أبا بكر
شرب قبل أن يحرم الخمر ،فسكر فجعل يقول الشعر ويبكي على قتلى
المشركين من أهل بدر ،فسمعه النبي صلى ال عليه وآله فقال :اللهم
أمسك على لسأنه فأمسك على لسانه فلم يتكلم حتى ذهب عنه السكر،
فأنزل ال تحريمها بعد ذلك .وإنما كانت الخمر يوم حرمت بالمدينة فضيخ
البسر والتمر ،فلما نزل تحريمها خرج رسول ال فقعد في المسجد ثم دعا
بآنيتهم التي كانوا ينبذون فيها
) (1رجال الكشى (2) .320دلئل الطبري (3) .3الهداية (4) .76الخصال 609
ط صدوق.
][488
فأكفأها كلها ،ثم قال :هذه كلها خمر وقد حرمها ال ،وكان أكثر شيى اكفي يومئذ
من الشربة الفضيخ ،ول أعلم اكفئ يومئذ من خمر العنب شئ إل إناء
واحد كان فيه زبيب وتمر جميعا ،فأما عصير العنب فلم يكن يومئذ بالمدينة
منه شئ ،وحرم ال الخمر قليلها وكثيرها ،وبيعها وشراءها ،والنتفاع
بها ،وسمي المسجد الذي قعد فيه رسول ال صلى ال عليه وآله يوم
أكفيت الشربة مسجد الفضيخ من يومئذ لنه أكثر شئ أكفي من الشربة
الفضيخ ) - 22 .(1كتاب زيد النرسي :عن علي بن زيد قال :حضرت أبا
عبد ال عليه السلم و رجل يسأله عن شارب الخمر أتقبل له صلوة ؟ فقال
أبو عبد ال عليه السلم :ل تقبل صلوة شارب المسكر أربعين يوما إل أن
يتوب ،قال له الرجل :فان مات من يومه وساعته ؟ قال :تقبل توبته
وصلوته إذا تاب وهو يعقل ،فأما أن يكون في سكره فما يعبأ بتوبته- 23 .
ومنه :عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلم قال :ما زالت الخمر في
علم ال وعند ال حرام ،وإنه ل يبعث ال نبيا ول يرسل رسول إل ويجعل
في شريعته تحريم الخمر ،ول حرم ال حراما فأحله من بعد إل للمضطر،
ول أحل ال حلل ثم حرمه .بيان :لعل الحكمان الخيران مختصان
بالمأكولت والمشروبات ،فل ينافي النسخ في غيرها ،ويحمل أيضا على ما
إذا حكم فيه بالحلية ل ماكان حلل قبل ورود النهي بالباحة الصلية،
وبالجملة إبقاؤهما على العموم ينافي ظاهرا كثيرا من اليات والخبار
الدالة على النسخ في الحكام - 24 .ثواب العمال :في حديث طويل
مشتمل على عقوبات كثير من المناهي أسنده إلى أبي هريرة وابن عباس
أن النبي صلى ال عليه وآله قال في آخر خطبة خطبها :من شرب الخمر
في الدنيا سقاه ال عزوجل من سم الساود ،ومن سم العقارب شربة
يتساقط لحم وجهه في الناء قبل أن يشربها ،فإذا شربها تفسخ لحمه
وجلده كالجيفة يتأذى
) (1تفسير القمى 167في حديث طويل تراه في ج 79ص .133 - 131
][489
به أهل الجمع حتى يؤمر به إلى النار ،وشاربها وعاصرها ومعتصرها وبايعها و
مبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها سواء في عارها وإثمها ،أل
ومن سقاها يهوديا أو نصرانيا أو صابئيا أو من كان من الناس فعليه كوزر
من شربها ،أل ومن باعها أو اشتراها لغيره لم يقبل ال عزوجل منه
صلوة ول صياما ول حجا ول اعتمارا حتى يتوب منها .ثم قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :أل وإن ال عزوجل حرم الخمر بعينها ،والمسكر من
كل شراب ،أل وكل مسكر حرام ) - 25 .(1فقه الرضا :قال عليه السلم:
روي أن من سقا صبيا جرعة من مسكر سقاه ال من طينة الخبال حتى
يأتي بعذر مما أتى ،ولن يأتي أبدا ،يفعل به ذلك مغفورا له أو معذبا(2) .
- 26العياشي :عن سعيد بن يسار عن أبى عبد ال عليه السلم قال :ان
ال أمر نوحا أن يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين ،فحمل النحل
والعجوة ،فكانا زوجا فلما نضب الماء ،أمر ال نوحا أن يغرس الحبلة
وهى الكرم فأتاه إبليس ومنعه عن غرسها ،وأبى نوح ال أن يغرسها،
وأبى إبليس أن يدعه يغرسها ،وقال :ليست لك ول لصحابك إنما هي لى
ولصحابي ،فتنازعا ما شاء ال ثم انهما اصطلحا على أن جعل نوح
لبليس ثلثيها ولنوح ثلثها ،وقد أنزل ال لنبيه في كتابه ما قد قرء تموه "
ومن ثمرات النخيل والعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا " فكان
المسلمون يشربون بذلك ثم أنزل ال آية التحريم " إنما الخمر والميسر
والنصاب " إلى " منتهون " يا سعيد فهذه التحريم وهى نسخت الية
الخرى ) - 27 .(3الخصال :عن أبيه عن سعد بن عبد ال عن محمد بن
عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير ومحمد بن
مسلم عن الصادق عن آبائه عليهم السلم قال :قال أمير المؤمنين
) (1ثواب العمال (2) .336كتاب التكليف لبن أبى العزاقر الشلمغانى (3) .38
تفسير العياشي 2ر 262واليات في النحل ،76المائدة .90
][490
عليه السلم من سقى صبيان مسكرا وهو ل يعقل حبسه ال عزوجل في طينة خبال
حتى يأتي مما صنع بمخرج ) - 28 .(1الحتجاج :سأل زنديق أبا عبد ال
عليه السلم لم حرم ال الخمر ول لذة أفضل منها ؟ قال :حرمها لنها ام
الخبائث ،ورأس كل شر ،يأتي على شاربها ساعة يسلب لبه ،فل يعرف
ربه ،ول يترك معصية إل ركبها ،ول يترك حرمة إل انتهكها ،ول رحما
ماسة إل قطعها ،ول فاحشة إل أتاها ،والسكران زمامه بيد الشيطان ،إن
أمره أن يسجد للوثان سجد ،وينقاد حيثما قاده ) - 39 .(2المقنع :اعلم أن
ال تبارك وتعالى حرم الخمر بعينها ،وحرم رسول ال صلى ال عليه وآله
كل شراب مسكر ،ولعن بايعها ومشتريها وآكل ثمنها وساقيها وشاربها.
ولها خمسة أسامي :العصير وهو من الكرم ،والنقيع وهو من الزبيب،
والبتع وهومن العسل ،والمزرو هو من الحنطة ،والنبيذ وهو من التمر،
واعلم أن الخمر مفتاح كل شر ،واعلم أن شارب الخمر كعابدوثن ،وإذا
شربها حبست صلوته أربعين يوما ،فان تاب في الزبعين لم تقبل توبته،
وإن مات فيها دخل النار ،وكلما أسكر كثيره فقليله حرام ،ول تجالس
شارب الخمر فان اللعنة إذا نزلت عمتهم في المجلس ،ول تأكل على مائدة
يشرب عليها خمر ) - 30 .(3فقه الرضا :قال عليه السلم :اعلم يرحمك
ال أن ال تبارك وتعالى حرم الخمر بعينها ،وحرم رسول ال صلى ال
عليه وآله كل شراب مسكر ،وقال صلى ال عليه وآله :الخمر حرام بعينها،
والمسكر من كل شراب ،فما أسكر كثيره فقليله حرام ،ولها خمسة أسامي:
فالعصير من الكرم وهي الخمرة الملعونة ،والنقيع من الزبيب ،والبتع من
العسل ،والمزر من
) (1الخصال 2ر 169س 5ط حجر (2) .الحتجاج 191 - 190 :في حديث طويل
تراه في البحار 10ر (3) .164 188المقنع.153 - 152 :
][491
الشعير وغيره ،والنبيذ من التمر .وإياك أن تزوج شارب الخمر فان زوجته فكأنما
قدت إلى الزنا ،ول تصدقه إذا حدثك ،ول تقبل شهادته ،ول تأمنه على شئ
من مالك ،فان ائتمنته فليس لك على ال ضمان ،ول تواكله ول تصاحبه،
ول تضحك في وجهه ،ول تصافحه ،ول تعانقه وإن مرض فل تعده ،وإن
مات فل تشيع جنازته ،ول تصل في بيت فيه خمر محصرة في آنية ،ول
تأكل في مائدة يشرب عليها بعدك خمر ،ول تجالس شارب الخمر ،ول
تسلم عليه إذا جزت به ،فان سلم عليك فل ترد عليه السلم بالمساء
والصباح ،ول تجتمع معه في مجلس ،فان اللعنة إذا نزلت عمت من في
المجلس .وإن ال تعالى حرم الخمر لما فيها من الفساد ،وبطلن العقول
في الحقايق ،وذهاب الحياء من الوجه ،وإن الرجل إذا سكر فربما وقع
على امه أو قتل النفس التي حرم ال ،ويفسد أمواله ،ويذهب بالدين،
ويسيئ المعاشرة ،ويوقع العربدة ،وهو يورث مع ذلك الداء الدفين ،فمن
شرب الخمر في دار الدنيا سقاه ال من طينة خبال ،وهي صديد أهل النار،
وروي أن من سقى صبيا جرعة من مسكر سقاه ال من طينة الخبال حتى
يأتي بعذر مما أتى ،وإنه ل يأتي به أبدا ،يفعل به ذلك مغفورا له أو معذبا،
وعلى شارب كل مسكر مثل ما على شارب الخمر من الحد ) - 31 .(1كتاب
الزهد للحسين بن سعيد عن الحسين بن علي الكلبي عن عمرو بن خالد
عن زيد بن علي عن آبائه عن النبي صلى ال عليه وآله قال لرجل :أبلغ
من لقيت من المسلمين عني السلم وأعلمهم أن الصفيرا عليهم حرام،
يعني النبيذ ،وهو الخمر ،وكل مسكر عليهم حرام .بيان :لم أجد الصفيرا
بهذا المعنى في اللغة ،ولعل فيه تصحيفا ،ول يبعد أن يكون بالغين تصغير
الصغرى كما ورد أنها خمر استصغرها الناس ،أو يكون تصحيف الغبيراء
قال في النهاية فيه :إياكم والغبيراء فانها خمر العالم :الغبيراء ضرب من
الشراب تتخذه الحبش من الذرة وتمسى السكركة ،وقال ثعلب :هي خمر
تعمل من
][492
الغبيراء هذا التمر المعروف ،أي هي مثل الخمر الذي تعارفها جميع الناس ،ول
فصل بينها في التحريم - 32 .كتاب المسائل :بالسناد عن علي بن جعفر
عن أخيه موسى عليه السلم قال :سألته عن الدواء هل يصلح بالنبيذ ؟
قال :ل ،إلى أن قال :وسألته عن الكحل يصلح أن يعجن بالنبيذ قال :ل ).(1
- 33قرب السناد :عن عبد ال بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه
عليه السلم قال :سألته عن الطعام يوضع على سفرة أو خوان قد أصابه
الخمر أيؤكل عليه ؟ قال :إن كان الخوان يابسا فل بأس )- 34 .(2
العيون :عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس عن علي بن محمد بن قتيبة
عن الفضل بن شاذان قال :سمعت الرضا عليه السلم يقول :لما حمل رأس
الحسين بن علي عليهما السلم إلى الشام أمر يزيد لعنه ال فوضع
ونصبت عليه مائدة ،فأقبل هو وأصحابه يأكلون ويشربون الفقاع ،فلما
فرغوا أمر بالرأس فوضع في طست تحت سريره وبسط عليه رقعة
الشطرنج وجلس يزيد لعنه ال يلعب بالشطرنج إلى أن قال :ويشرب
الفقاع ،فمن كان من شيعتنا فليتورع من شرب الفقاع والشطرنج ومن
نظر الى الفقاع والى الشطرنج فليذكر الحسين عليه السلم وليلعن يزيد
وآل زياد عليه وعليهم لعنة ال يمح ال عزوجل بذلك ذنوبه ولو كانت
بعدد النجوم ) - 35 .(3كتاب المسائل :باسناده عن علي بن جعفر عن
أخيه موسى عليه السلم قال :سألته عن النضوح يجعل فيه النبيذ أيصلح
للمرأة أن تصلي وهو على رأسها ،قال :ل حتى تغتسل منه )- 36 .(4
قرب السناد :عن عبد ال بن الحسن عن علي بن جعفر مثله.
) (1البحار 10ر 255و 269ط الحروفية (2) .قرب السناد (3) .155عيون
الخبار 2ر (4) .23بحار النوار 10ر ،269ومثله في قرب السناد
.133
][493
40الدعايم :شرب المياه التي خلقها ال جل ذكره ل صنعة فيها للدميين -ما لم
تخالطها نجاسة أو ما يحرم شربها من أجله -مباح ذلك باجماع في ما
علمناه وكذلك شرب لبن كل شئ يؤكل لحمه من الدواب والصيد والنعام
فحلل شربه وما ل يحل أكل لحمه فل يجوز شرب لبنه إل لمضطر ،وما
خلط به الماء من لبن أو عسل أو ما يحل أكله وشربه من تمر أو زبيب
وغير ذلك من المحللت فشربه حلل ما لم يتغير بالغليان والنشيش ،وكل
ما استخرج من عصير العنب والتمر والزبيب وطبخ قبل أن ينش حتى
يصير له قوام العسل ،فهو حلل شربه صرفا وشوبا بالماء ،ما لم يغل،
وأكله وبيعه وشراؤه والنتفاع به ،وقد روينا عن علي عليه السلم أنه
كان يروق الطلء ) (1وهو ما طبخ من عصير العنب حتى يصير له قوام
كما وصفناه .وعن أبى جعفر عليه السلم أنه سئل عن شرب العصير فقال:
ل بأس بشر به من الناء الطاهر غير الضاري ،اشربه يوما وليلة ما لم
يسكر كثيره ،فإذا أسكر كثيره فقليله حرام ،ل تشربوا خزيا طويل فبعد
ساعة أو بعد ليلة تذهب لذة الخمر وتبقى آثامه فاتقوا ال وحاسبوا
أنفسكم ،فانما كان شيعة علي عليه السلم يعرفون بالورع والجتهاد
والمحافظة ،ومجانبة الضغاين ،والمحبة لولياء ال .وعن جعفر بن محمد
عليه السلم أنه قال :ل بأس بشرب العصير سلفة قبل أن يختمر ما لم
يسكر .وعن على عليه السلم قال :كنا ننقع لرسول ال صلى ال عليه
وآله زبيبا أو تمرا في مطهرة في الماء لنحليه له ،فإذا كان اليوم واليومين
شربه فإذا تغير أمر به فهريق .وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال:
الحلل من النبيذ أن تنبذه وتشربه من يومه ومن الغد ،فإذا تغير فل
تشربه ،ونحن نشربه حلوا قبل أن يغلى .وقال عليه السلم :كانت سقاية
زمزم فيها ملوحة فكانوا يطرحون فيها تمرا ليعذب ماؤها ).(2
][494
بيان :في النهاية ضري بالشئ يضري ضرى وضراوة فهو ضار :إذا اعتاده،
ويقال :ضري الكلب وأضراه صاحبه ،أي عوده وأغراه ،وبه يجمع على
ضوار ،ومنه حديث علي عليه السلم إنه نهى عن الشرب من الناء
الضاري هو الذي ضري بالخمر وعودها ،فإذا جعل فيه العصير صار
مسكرا ،وقال ثعلب :الناء الضاري هاهنا هو السايل أي إنه ينغص الشرب
على شاربه ،وقال الجوهري :السلف ماسال من عصير العنب قبل أن
يعصر ،ويسمى الخمر سلفا ،وسلفة كل شئ عصرته وأوله- 41 .
الدعايم :روينا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلم أن
رسول ال صلى ال عليه وآله قال :الخمر حرام ،ولعن ال الخمر بعينها،
وآكل ثمنها ،وعاصرها ،ومعتصرها ،وبايعها ،ومشتريها ،وشاربها،
وساقيها ،وحاملها ،والمحمولة إليه .وعن أبي جعفر عليه السلم أنه قال:
مد من الخمر يلقى ال حين يلقاه كعابد وثن ومن شرب منها شربة لم يقبل
ال منه صلوة أربعين ليلة .وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال:
حرمت الجنة على ثلثة :مد من الخمر ،وعابدوثن ،وعدو آل محمد .ومن
شرب الخمر فمات بعد ما شربها بأربعين يوما لقي ال كعابد وثن .وعن
علي عليه السلم أنه سمع رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :ل احل
مسكرا ،كثيره وقليله حرام .وعن أبي جعفر عليه السلم قال :كل مسكر
حرام ،قيل له :أعنك ؟ قال :ل ،بل قاله رسول ال ،قيل :كله ؟ قال :نعم،
الجرعة منه حرام .وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال :حرم رسول
ال صلى ال عليه وآله المسكر من كل شراب ،وما حرمه رسول ال صلى
ال عليه وآله فقد حرمه ال ،وكل مسكر حرام وما أسكر كثيرة فقليله
حرام ،فقال له رجل من أهل الكوفة :أصلحك ال إن فقهاء بلدنا يقولون:
إنما حرم المسكر ؟ فقال :يا شيخ ما أدري ما يقول فقهاء بلدك حدثني أبي
عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلم أن رسول ال صلى
ال عليه وآله قال :ما أسكر
][495
كثيره فقليله حرام .وعنه عليه السلم أنه قال :التقية ديني ودين آبائي في كل شئ
إل في تحريم المسكر ،وخلع الخفين عند الوضوء ،والجهر ببسم ال
الرحمن الرحيم .وعن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال :ليس مني
من استخف بالصلوة ،ليس مني من شرب مسكرا ،ل يرد علي الحوض ل
وال .وعن علي عليه السلم أنه قال :ل توادوا من يستحل المسكر ،فان
شاربه مع تحريمه أيسر من هالك يستحله أو يحله وإن لم يشربه ،فكفى
بتحليله إياه براءة وردا بما جاء به النبي صلى ال عليه وآله ورضى
بالطواغيت .وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال :من شرب مسكرا
فأذهب عقله خرج منه روح اليمان .وعن الحسن بن علي عليه السلم أنه
كتب إلى معاوية كتابا يقرعه فيه ويبكته بامور صنع ،كان فيه " ثم وليت
ابنك وهو غلم يشرب الشراب ويلهو بالكلب ،فخنت أمانتك ،وأخزيت
رعيتك ،ولم تؤد نصيحة ربك ،فكيف تولي على امة محمد صلى ال عليه
وآله من يشرب المسكر ،وشارب المسكر من الفاسقين ،وشارب المسكر
من الشرار ،وليس شارب المسكر بأمين على درهم ،فكيف على المة،
فعن قليل ترد على عملك حين تطوى صحائف الستغفار " وذكر باقي
الكلم .وعن علي بن الحسين عليه السلم أنه قال :الخمر من خمسة
أشياء :من التمر ،والزبيب ،والحنطة ،والشعير ،والعسل ،يعني بعد العنب،
وكل مسكر خمر وإنما اشتق اسم الخمر من التخمير ،وهو التغطية له ليد
فئ فيغتلى .وعن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم أنه نهى أن يعالج
بالخمر والمسكر ،وأن يسقى الطفال والبهائم وقال :الثم على من سقاها.
وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال :ل يتداوى بالخمر ول المسكر،
ول تمتشط النساء به ،فقد أخبرني أبي عن أبيه عن جده أن عليا عليه
السلم قال :إن ال لم يجعل في رجس حرمه شفاء.
][496
وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه سئل عن شرب الفقاع فقال للسائل :كيف
هو ؟ فأخبره قال :حرام فل تشربه .وعنه عليه السلم أنه سئل عن الواني
الضارية ،فقال :إن ال لم يحرم النبيذ من جهة الظروف ،لكنه حرم قليل
المسكر وكثيره ) .(1تذييل يشتمل على فائدتين :الولى :تحريم الخمر
موضع وفاق بين المسلمين ،وهو من ضروريات الدين ،حتى يقتل
مستحله ،ول خلف بيننا في تحريم كل ما أسكر وستأتي الخبار الكثيرة
في ذلك في أبواب الكباير والحدود ) (2والمعتبر في التحريم إسكار كثيره،
فيحرم قليله ،ول خلف أيضا في تحريم الفقاع ،وذكر الكثر أنه حرام ،وإن
لم يسكر لورود النصوص بتحريمه من غير تقييد ،وظاهر الشهيد الثاني
رحمه ال أنه أيضا موضع وفاق ،لكن صدق الفقاع على غير المسكر غير
معلوم ،وظاهر التعليلت الواردة في الخبار أن تحريمه باعتبار السكار،
وقد مضى فيما أخرجنا عن فقه الرضا عليه السلم ما يدل على المشهور.
وقال في المسالك :الحكم معلق على ما يطلق عليه اسم الفقاع عرفا مع
الجهل بأصله ،أو وجود خاصية وهى النشيش ،وهو المعبر عنه في بعض
الخبار بالغليان ،ولو اطلق الفقاع على شراب يعلم حله قطعا كالقسام
الذي طال مكثه ولم يبلغ هذا الحد لم يحرم قطعا ،وفي صحيحة علي بن
يقطين عن الكاظم عليه السلم قال :سألته عن شرب الفقاع الذي يعمل في
السوق ويباع ول أدري كيف عمل ،ولمتى عمل ؟ أيحل أن أشربه ؟ قال:
ل احبه ) (3وهذه الرواية تشعر بكراهة المجهول انتهى .وقال ابن إدريس
رحمه ال في السرائر :كل ما أسكر كثيره فالقليل منه حرام ل يجوز
استعماله بالشرب ،والتصرف فيه بالبيع والهبة ،وينجس ما يحصل فيه
خمرا
) (1دعائم السلم 2ر (2) .134 - 131راجع ج 79من هذه الطبعة الحديثة(3) .
راجع التهذيب 9ر .126
][497
كان أو نبيذا أو بتعا -بكسر الباء المنقطة من تحتها بنقطة واحدة وتسكين التاء
المنقطة من فوقها بنقطتين والعين غير المعجمة -وهو شراب يتخذ من
العسل ،أو نقيعا وهو شراب يتخذ من الزبيب أو مزرا -بكسر الميم
وتسكين الزاء المعجمة وبعدها الراء غير المعجمة -وهو شراب يتخذ من
الذرة ،وغير ذلك من المسكرات ،وحكم الفقاع عند أصحابنا حكم الخمر
على السواء ،في أنه حرام شربه وبيعه والتصرف فيه ،ول يجوز شرب
الفضيخ -بالفاء والضاد المعجمة والياء المنقطة من تحتها نقطتين و
الخاء المعجمة -وهو ما عمل من تمر وبسر ،ويقال :هو أسرع إدراكا.
وكذلك كل ما عمل من لونين حتى نش وتغير وأسكر كثيره فالقليل منه
حرام ،والحد في قليله وكثيره واحد كالخمر ،وإن لم يسكر منها شاربها،
لن النبيذ اسم مشترك لما حل شربه من الماء المنبوذ فيه ثمر النخل
وغيره ،قبل حلول الشدة فيه ،وهو أيضا واقع على ما دخلته الشدة في
ذلك ،أو ينبذ على عكر ،والعكر بقية الخمر في الناء كالخميرة عندهم،
ينبذون عليه ،فمهما ورد في الحاديث في تحليل النبيذ فهو في الحال
الولى ،ومهما ورد من التحريم له فهو في الحال الثانية التي يتغير فيها،
ويحرم بما حله من الشدة والسكر والعكر وضراوة النية بالخميرة وغليانه
وغير ذلك من أسباب تحريمه .ول أختار أن ينبذ الشراب الحلل إل في
أسقية الديم التي تمل ثم يوكئ رؤسها ،فانه قد قيل :إن الشدة حين يبتدى
بالنبيذ لسوء السقية وأنه إن لحقه منه شئ أخرجه إلى الحموضة :في
الرواية عن النبي صلى ال عليه وآله فأما الحنتم بالحاء غير المعجمة
والنون والتاء المنقطة من فوقها بنقطتين وهي الجرة الخضراء هكذا ذكره
الجوهري وقال شيخنا أبو جعفر في مبسوطه :الحنتم الجرة الصغيرة
والدباء بضم الدال وتشديد الباء ،والنقيرة ،والمزفت .قال محمد بن إدريس
رحمه ال :المزفت من الرزن هكذا ذكره الجاحظ في كتاب الحيوان،
والقطران من الصنوبر ،فقد روي أن الرسول صلى ال عليه وآله نهى أن
ينبذ في هذه الواني ،وقال :انبذوا في الدم فانه يدلى ويعلق ،وكل هذا
المنهي عنه لجل
][498
الظروف فانها تكون في الرض فتسرع الشدة إليها ،ثم أباح هذا كل روى عن أبى
بريدة عن أبيه عن النبي صلى ال عليه وآله قال :نهيتكم عن ثلث وأنا
آمركم بهن :نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فان زيارتها تذكرة،
ونهيتكم عن الشربة أن تشربوا إل في ظروف الدم ،فاشربوا في كل
وعاء غير أن ل تشربوا مسكرا ،ونهيتكم عن لحوم الضاحي أن تأكلوها
بعد ثلث فكلوا واستمتعوا ) .(1فان نبذ في شئ من تلك الظروف فل
يشرب إل ما وقع اليقين ،بأنه لم تحله شدة ظاهرة ول خفية ،ول يكون ذلك
إل بسرعة ،شرب ما ينبذ فيه ،فأما الدباء فانه القرع ،والنقير خشبة تنقر
وتحوط كالبرنية ،والمقير ما قير بالزفت بكسر الزاي انتهى .وقال في
النهاية :فيه أنه سئل عن البتع فقال :كل مسكر حرام :البتع بسكون التاء
نبيذ العسل ،وهو خمر أهل اليمن ،وقد تحرك التاء كقمع وقمع ،وقال فيه:
إن نفرا من اليمن سألوه فقالوا :إن بها شرابا يقال له :المزر ،فقال :كل
مسكر حرام ،المزر بالكسر نبيذ يتخذ من الذرة وقيل :من الشعير أو
الحنطة وفيه :وأظنه عن طاوس :المزرة الواحدة تحرم ،أي المصة
الواحدة ،والمزر والتمزر الذوق شيئا بعد شئ وقال :قد تكرر في الحديث
ذكر النبيذ ،وهو ما يعمل من الشربة من التمر ،والزبيب ،والعسل،
والحنطة ،والشعير ،وغير ذلك ،يقال :نبذت التمر والعنب إذا تركت عليه
الماء ليصير نبيذا ،فصرف من مفعول إلى فعيل ،وانتبذته اتخذته نبيذا،
سواء كان مسكرا أو غير مسكر ،فانه يقال له :نبيذ ويقال للخمر المعتصر
من العنب نبيذ ،كما يقال :للنبيذ خمر .الثانية :المشهور بين الصحاب
جواز سقلى الدواب المسكرات ،بل ساير المحرمات للصل ،وعدم التكليف،
وحكم القاطي بتحريمه كما مر ،لكنهم قالوا بكراهته لرواية أبى بصير
ورواية غياث ) (2والمعروف عندهم أنه يحرم سقي الطفال المسكر
لرواية عجلن ) (3وغيرها قال في الدروس :ول يجوز أن يسقى الطفل
شيئا
) (1راجع صحيح مسلم كتاب الشربة الباب 6مجمع الزوائد 5ر (3 - 2) .65
راجع الكافي 6 :ر 397و .430
][499
من المسكر ،وأما البهيمة فالمشهور الكراهة وسوى القاضي بينهما في التحريم،
ورواية أبى بصير تدل على الكراهية في البهيمة ،وفي رواية عجلن من
سقى مولودا مسكرا سقاه ال من الحميم انتهى .وقال في المختلف :قال
الشيخ في النهاية :يكره أن يسقى شئ من الدواب الخمر والمسكر ،وكذا
قال ابن إدريس :وقال ابن البراج :ل يجوز أن يسقى شئ من البهائم
والطفال شيئا من الخمر والمسكر ،والمعتمد قول الشيخ ،لنا :الصل عدم
التحريم ،إذ ل تكليف على الدواب والبهائم فل تحريم يتعلق بها ،ول
بصاحبها حيث لم يشربها ،وإنما كان مكروها لما رواه أبو بصير عن
الصادق عليه السلم قال :سألته عن البهيمة البقرة وغيرها تسقى أو تطعم
مال يحل للمسلم أن يأكله ويشربه أيكره ذلك ؟ قال :نعم يكره ذلك* 2 .
باب * )النهى عن الكل على مائدة يشرب عليها الخمر( * - 1مجالس
الصدوق :في مناهي النبي صلى ال عليه وآله وسلم أنه نهى عن الجلوس
على مائدة يشرب عليها الخمر ) - 2 .(1الخصال :عن أبيه عن سعد بن
عبد ال عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي
بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال :قال
أمير المؤمنين عليه السلم :ل تجلسوا على مائدة تشرب عليها الخمر،
فان العبد ل يدري متى يؤخذ ) - 3 .(2الفقيه :قال الصادق عليه السلم :ل
تجالسوا شراب الخمر ،فان اللعنة إذا نزلت عمت من في المجلس ).(3
) (1امالي الصدوق (2) .254الخصال (3) .619فقيه من ل يحضره الفقيه 4ر
.41
][500
بيان :المعروف من مذهب الصحاب تحريم الكل على مائدة يشرب عليها شئ من
المسكرات أو الفقاع ،قال :في المسالك :يدل على تحريم الكل على مائدة
يشرب عليها الخمر قول الصادق عليه السلم في رواية هارون بن الجهم
أن النبي صلى ال عليه وآله قال :ملعون من جلس على مائدة يشرب
عليها الخمر ،وفي رواية اخرى ملعون من جلس طائعا على مائدة يشرب
عليها الخمر وروى جراح المدائني عن أبى عبد ال عليه السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يأكل
على مائدة يشرب عليها الخمر (1) .والرواية الولى تضمنت تحريم
الجلوس عليها سواء أكل أم ل ،والخيرة دلت على تحريم الكل منها،
سواء كان جالسا أم ل ،والعتماد على الولى لصحتها وعداه العلمة إلى
الجتماع على الفساد واللهو .وقال ابن إدريس :ل يجوز الكل من طعام
يعصى ال به أو عليه ولم نقف على مأخذه ،والقياس باطل ،وطريق الحكم
مختلف ،وعلل بأن القيام يستلزم النهي عن المنكر من حيث أنه إعراض
عن فاعله ،وإعانة له ،فيجب لذلك ،ويحرم تركه بالمقام عليها ،وفيه نظر،
لن النهي عن المنكر إنما يجب بشرايط من جملتها تجويز التأثير،
ومقتضي الروايات تحريم الجلوس والكل حينئذ وإن لم ينته عن المنكر،
ولم يجوز تأثيره ،وأيضا فالنهي عن المنكر ل يتقيد بالقيام بل بحسب
مراتبه المعلومة على التدريج ،وإما لم يكن القيام من مراتبه ل يجب فعله
وأما إلحاق الفقاع بالخمر ،فانه وإن لم يرد عليه نص بخصوصه ،لكن ورد
أنه بمنزلة الخمر ،فانه خمر مجهول ،وأنه خمر استصغره الناس ،فجاز
إلحاقه به في هذا الحكم .وقال المحقق الردبيلي رحمه ال :هل يحرم
الطعام الذي كان عليها ،أو الجلوس حرام أكل أم ل ،أو الكل جلس أم ل ؟
صريح الصحيحة الثانية أن الجلوس حرام ويمكن فهم تحريم الكل أيضا،
ويؤيده التصريح في الثالثة ،وأما تحريم أصل الطعام فل يعلم ،فيكون
كالكل في آنية الذهب والفضة يكون الكل حراما ل المأكول أيضا ،فتأمل
ولكن مادام في تلك المايدة ويحتمل بعيدا مطلقا.
][501
ثم قال رحمه ال :وهل تحرم الجلوس أو الكل على تلك المائدة مطلقا ،أو حال
الشرب فقط ،أو في ذلك الموضع والمجلس الذي وقع فيه ذلك ،الوسط
المتيقن والول أحوط ،ول يبعد قوة الخير انتهى وقد مر في فقه الرضا
عليه السلم النهى عن الكل من مائدة يشرب عليها بعده الخمر ،ولم أر
مصرحا به وإن كان اجتنابه أحوط ،و روى الكليني رحمه ال في الموثق
عن عمار الساباطي عن أبى عبد ال عليه السلم قال :سئل عن المائدة إذا
شرب عليها الخمر أو المسكر ،قال :حرمت المائدة وسئل فان قام رجل
على مائدة منصوبة يؤكل مما عليها ومع الرجل مسكر ،ولم يسق أحدا
ممن عليها بعد ،قال :ل تحرم حتى يشرب عليها ،وإن وضع بعد مايشرب
فالوذج فكل ،فانها مائدة اخرى يعني الفالوذج ) (1وأقول :يستنبط منها
أحكام ل تخفى على المتدبر وان كان في السند شئ 3 .باب * )العصير
وأقسامه وأحكامه( * - 1قرب السناد :عن عبد ال بن الحسن عن علي
بن جعفر عن أخيه عليه السلم قال :سألته عن الزبيب هل يصلح أن يطبخ
حتى يخرج طعمه ثم يؤخذ ذلك الماء فيطبخ حتى يذهب ثلثاه ويبقى الثلث
ثم يرفع فيشرب منه السنة ؟ قال :ل بأس .قال :وسألته عن رجل يصلي
للقبلة ل يوثق به أتى بشراب فزعم أنه على الثلث ،أيحل شربه ؟ قال :ل
يصدق ال أن يكون مسلما عارفا ) .(2كتاب المسائل :باسناده عن علي بن
جعفر مثلهما .بيان :قال في الدروس :ل يقبل قول من يستحل شرب
العصير قبل ذهاب ثلثيه في ذهابهما ،لروايات ،وقيل :يقبل على كراهة،
أقول :بل يظهر من بعض الروايات عدم قبول قول العارف أيضا في شئ
من الشربة إذا كان يشرب النبيذ ،كما روى
][502
) (1التهذيب 9ر ،122الكافي 6ر 421وهكذا الحديث التى (2) .علل الشرايع 2
ر ،162وتراه في الكافي 6ر .393
][503
الثلثين هو هذا الذي ذكرنا - 3 .العلل :عن محمد بن شاذان عن محمد بن محمد بن
الحارث عن صالح بن سعيد عن عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب
بن منبه قال :لما خرج نوح عليه السلم من السفينة ،غرس قضبانا كانت
معه في السفينة من النخيل والعناب ،وساير الثمار ،فأطعمت من ساعتها،
وكانت معه حبلة العنب ،وكانت آخر شئ خرج حبلة العنب فلم يجدها نوح،
وكان إبليس قد أخذها فخبأها ،فنهض نوح عليه السلم ليدخل السفينة
فيلتمسها فقال له الملك الذي معه :اجلس يا نبي ال ستؤتى بها ،فجلس
نوح عليه السلم فقال له الملك :إن لك فيها شريكا في عصيرها ،فأحسن
مشاركته ،قال :نعم له السبع ولي ستة أسباع ،قال له الملك :أحسن فأنت
محسن ،قال نوح عليه السلم :له السدس ولى خمسة أسداس ،قال له
الملك :أحسن فأنت محسن ،قال نوح عليه السلم :له الخمس ولي أربعة
أخماس ،قال له الملك :أحسن فأنت محسن ،قال له نوح :له الربع ولي
ثلثة أرباع ،قال له الملك :أحسن فأنت محسن قال :فله النصف ولي
النصف ]ولي التصرف[ قال له الملك :أحسن فأنت محسن ،قال عليه
السلم :لي الثلث وله الثلثان فرضي ،فما كان فوق الثلث من طبخها فل
بليس ،وهو حظه ،وما كان من الثلث فما دونه فهو لنوح عليه السلم،
وهو حظه ،وذلك الحلل الطيب ليشرب منه ) .(1بيان :القضيب الغصن،
وفي النهاية فيه ل تقولوا للعنب :الكرم ،ولكن قولوا :العنب والحبلة:
الحبلة بفتح الحاء والباء وربما سكنت :الصل ،أو القضيب من شجر
العناب - 4 .العلل :عن أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم عن
أبيه عن إسماعيل بن مرار عن يونس عن العل عن محمد بن مسلم عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :كان أبى عليه السلم يقول :إن نوحا حين
أمر بالغرس كان إبليس إلى جانبه ،فلما أراد أن يغرس العنب ،قال :هذه
الشجرة لي ،فقال له نوح :كذبت ،فقال إبليس :فما لي منها ؟ فقال نوح
عليه السلم .لك الثلثان فمن هناك طاب الطلء على الثلث(2) .
][504
بيان :قال في النهاية :في حديث علي عليه السلم أنه كان يرزقهم الطلء :الطلء
بالكسر والمد الشراب المطبوخ من عصير العنب .وهو الرب ،وأصله
القطران الخاثر الذي تطلى به البل ،ومنه الحديث إن أول مايكفأ السلم
كما يكفأ الناء في شراب يقال له :الطلء ،هذا نحو الحديث الخر:
سيشرب أناس من امتي الخمر يسمونها بغير اسمها ،يريد أنهم يشربون
النبيذ المسكر المطبوخ ويسمونها طلء ،تحرجا عن أن يسموه خمرا ،فأما
الذي في حديث علي عليه السلم فليس من الخمر في شئ وإنما هو الرب
الحلل - 5 .فقه الرضا :قال عليه السلم :اعلم أن أصل الخمر من الكرم
إذا أصابته النار أو غل من غير أن تصيبه النار فهو خمر ،فل يحل شربه
إل أن يذهب ثلثاه على النار ويبقى ثلثه ،فان نش من غير أن تصيبه النار
فدعه حتى يصير خل من ذاته ،من غير أن يلقى فيه شئ ،فان تغير بعد
ذلك وصار خمرا فل بأس أن تطرح فيه ملحا أو غيره حتى يتحول خل )
- 6 .(1السرائر :نقل من كتاب المسائل من مسائل محمد بن علي بن
عيسى :حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن زياد وموسى بن محمد بن
عيسى قال :كتبت إلى أبي الحسن عليه السلم جعلت فداك عندنا طبيخ
يجعل فيه الحصرم ،وربما جعل فيه العصير من العنب ،وإنما هو لحم يطبخ
به ،وقد روي عنهم في العصير أنه إذا جعل على النار لم يشرب حتى
يذهب ثلثاه ،ويبقى ثلثه ،وأن الذي يجعل في القدر من العصير بتلك
المنزلة ،وقد اجتنبوا أكله إلى أن يستأذن مولنا في ذلك ،فكتب بخطه :ل
بأس بذلك ) .(2الجامع :ليحيى بن سعيد قال :كتبت محمد بن علي بن
عيسى إلى علي بن محمد الهادي عليه السلم جعلت فداك عندنا طبيخ
وذكر نحوه .تبيين :يدل الرواية على أنه إذا صب العصير في الماء وغل
الجميع ،ل يحرم
) (1كتاب التكليف لبن ابى العزاقر المعروف بفقه الرضا (2) .38السرائر.475 :
][505
ول يشترط في حله ذهاب الثلثين ،ولم أر قائل به من الصحاب ،لكن قال صاحب
الجامع :ل بأس أن يجمع بين عشرة أرطال عصيرا وبين عشرين رطل
ماء ثم يغلى حتى تبقى عشرة ،فيحل ،ثم ذكر هذه الرواية ولم يتعرض
لتأويلها ،ويدل على ما ذكره أول ما رواه الكليني والشيخ عن محمد بن
يحيى عن محمد الحسين عن محمد بن عبد ال عن عقبة بن خالد عن أبى
عبد ال عليه السلم قال في رجل :أخذ عشرة أرطال من عصير العنب
فصب عليه عشرين رطل ماء ،ثم طبخها حتى ذهب منه عشرون رطل
وبقي عشرة أرطال ؟ أيصلح شرب تلك العشرة أم ل ؟ فقال :ما طبخ على
ثلثه فهو حلل ) .(1فيمكن حمل الخبر على ما إذا كان العصير المصبوب
فيه قليل يضمحل فيه ،فل يسمى عصيرا حينئذ بخلف ما فرض في الخبر
الخر ،وإن كان الحوط العمل به مطلقا ،وقد ناقش بعض المحققين من
المعاصرين في تحقق الحلية في الصورة المفروضة ،بذهاب الثلثين ،وفي
دللة الرواية المذكورة على ذلك أيضا ،حيث قال :اكتفى عليه السلم في
الجواب عن السؤال المذكور بذكر ما هو القاعدة الكلية في هذا الباب
وسلوك هذا الطريق من الجواب غالبا إنما هو لحد المرين إما لظهور
اندراج الصورة المسؤل عنها في موضع تلك القاعدة كما إذا سئل عن حال
المشكوك في نجاسته فاجيب بأن كل شئ طاهر ما لم تعلم نجاسته ،وإما
لظهور عدم اندراجها فيه كما إذا سئل عن حال الماء القليل الملقي
للنجاسة ،فاجيب بأن الماء إذا بلغ كرا لم يحمل خبثا ،وهذا الجواب يحتمل
أن يكون من قبيل الثاني معلل بظهور أن الذاهب من الماء فيها للطافته
أكثر من الذاهب من العصير ،مع أن مفاد القاعدة الكلية على طبق
الروايات الخر أن المعيار ذهاب ثلثي العصير كرواية عبد ال بن سنان
عن أبى عبد ال عليه السلم أن العصير إذا طبخ حتى يذهب ثلثاه ويبقى
ثلثه فهو حلل ) (2فان الظاهر كون الموصول في قوله عليه السلم :هنا
" ما طبخ على ثلثه " عبارة عنه ،ل عن كل شئ أو كل مايع انتهى.
وأقول :كلمه دقيق متين لكنه خلف ظاهر الخبر ،وأيضا بما جمعنا بين الخبرين
ظهر أن ذهاب الثلثين إنما يجب فيما صدق على المجموع أنه عصير،
وحينئذ يكفي ذهاب ثلثيه ،وأما أن المعتبر ذهاب الثلثين بحسب الحجم أو
بحسب الوزن ،فهو أمر آخر ،سنتكلم عليه إنشاء ال ،والشهيد رحمه ال
أورد في الدروس رواية عقبة ثم قال :وليست بصريحة في المطلوب من
السؤال لكنها ظاهرة فيه - 7 .كتاب الصفين :لنصربن مزاحم قال :كتب
أمير المؤمنين عليه السلم إلى السود ابن قطنة :واطبخ للمسلمين قبلك
من الطلء ما يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه - 8 .كتاب زيد النرسي :قال :سئل أبو
عبد ال عليه السلم عن الزبيب يدق ويلقى في القدر ،ثم يصب عليه
الماء ،ويوقد تحته ،فقال :ل تأكله حتى يذهب الثلثان ويبقى الثلث ،فان
النار قد أصابته ،قلت :فالزبيب كما هو يلقى في القدر ويصب عليه ثم
يطبخ ويصفى عنه الماء ،فقال :كذلك هو سواء ،إذا أدت الحلوة إلى الماء
وصار حلوا بمنزله العصير ،ثم نش من غير أن تصيبه النار فقد حرم،
وكذلك إذا أصابته النار فأغله فقد فسد - 9 .الخرايج :عن صفوان قال:
كنت عند أبى عبد ال عليه السلم فأتاه غلم فقال :امي ماتت ،فقال عليه
السلم :لم تمت ،قال :تركتها مسجى عليها ،فقام أبو عبد ال عليه السلم
ودخل عليها فإذا هي قاعدة ،فقال لبنها :ادخل على امك فشهها من الطعام
ما شاءت فأطعمها ،فقال الغلم :يا اماه ما تشتهين ؟ قالت :أشتهي زبيبا
مطبوخا ،فقال له :ائتها بغضارة مملوءة زبيبا ،فأتاها بها ،فأكلت منها
حاجتها ) - 10 .(1المحاسن :عن أبيه عن النضر بن سويد عن رجل عن
أبي بصير قال :كان أبو عبد ال عليه السلم يعجبه الزبيبية )- 11 .(2
الكافي :عن العدة عن سهل بن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر عن
أخيه موسى عليه السلم قال :سألته عن الزبيب هل يصلح أن يطبخ حتى
يخرج طعمه
) (1تمام الحديث في ج 47ص 99من البحار الحديثة (2) .المحاسن.401 :
][507
ثم يؤخذ ذلك الماء فيطبخ حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه ،ثم يرفع ويشرب منه
السنة ؟ فقال :ل بأس ) - 12 .(1ومنه :عن محمد بن يحيى عن علي بن
الحسن أو عن رجل عن علي بن الحسن بن فضال عن عمرو بن سعيد عن
مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى الساباطي قال :وصف لي أبو عبد
ال عليه السلم المطبوخ كيف يطبخ حتى يصير حلل ؟ فقال عليه السلم
لي :تأخذ ربعا من زبيب وتنقيه ثم تصب عليه اثنى عشر رطل من ماء ،ثم
تنقعه ليلة ،فإذا كان أيام الصيف وخشيت أن ينش جعلته في تنور مسخون
قليل حتى ل ينش ،ثم تنزع الماء منه كله حتى إذا أصبحت صببت عليه من
الماء بقدر ما يغمره ،ثم تغليه حتى تذهب حلوته ثم تنزع ماءه الخر،
فتصبه على الماء الول ثم تكيله كله ،فتنظركم الماء ،ثم تكيل ثلثه فتطرحه
في الناء الذي تريد أن تطبخه فيه ،وتصب بقدر ما يغمره ماء ،وتقدره
بعود وتجعل قدره قصبة أو عودا فتحدها على قدر منتهى الماء ،ثم تغلي
الثلث الخر حتى يذهب الماء الباقي ،ثم تغليه بالنار ،فل تزال تغليه حتى
يذهب الثلثان ،ويبقى الثلث ،ثم تأخذ لكل ربع رطل من العسل ،فتغليه حتى
تذهب رغوة العسل وتذهب غشاوة العسل في المطبوخ ،ثم تضربه بعود
ضربا شديدا حتى يختلط وإن شئت أن تطيبه بشئ من زعفران أو شئ من
زنجبيل فافعل ،ثم اشربه فان أحببت أن يطول مكثه عندك فروقه ).(2
بيان " :حتى يصير حلل " أي ل يتغير بالمكث عندك فيصير مسكرا
حراما كما يؤمي إليه بعض ألفاظ الخبر " تأخذ ربعا " أي ربع رطل ،وفي
القاموس نقع الدواء في الماء أقره فيه " في تنور مسخون " في بعض
النسخ " مسجور " من سجرت التنور أسجره سجرا :إذا أحميته ،وفي
بعضها مسخن على بناء المجهول ،والنش الغليان " بقدر ما يغمره ]" أي
يستره " وتصب بقدر ما يغمره[ ماء " أي تصب الثلث كله في القدر
]حتى يغمر ما يغمره من القدر ،أو المعنى أنه تطرح ثقل الزبيب في القدر[
][508
أو زبيبا آخر فيه بقدر ما يغمره الماء ،والول وإن كان بعيدا لكنه أوفق بالخبر
التي ،وقوله " :ثم تغلى الثلث الخر " " .والخير " كما في بعض
النسخ ،لعل معناه ،أنه بعد تقدير كل ثلث بالعود تغليه حتى يذهب الثلث
الذي صببت أخيرا فوق القدر ،ثم تغليه حتى يذهب الثلث الخر ،ومثل هذا
التشويش ليس ببعيد من حديث عمار كما ل نخفى على المتتبع ،وبالجملة:
يظهر من الخبر التي مع وحدة الراوي أن فيه سقطا .قوله عليه السلم:
" ثم تضربه بعود " أي بعد الخلط بالعصير كما سيأتي ،قوله " :أن يطول
مكثه عندك " أي من غير تغيير ونشيش " فروقه " أي صفه جيدا لئل
يكون فيه ثفل ،قال في القاموس :الترويق التصفية - 13 .الكافي :عن
محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن أحمد بن الحسن عن عمرو بن
سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :سئل عن الزبيب كيف طبخه حتى يشرب حلل ؟ فقال :تأخذ
ربعا من زبيب فتنقيه ثم تطرح عليه اثني عشر رطل من ماء ،ثم تنقعه
ليلة ،فإذا كان من الغد نزعت سلفتة ثم تصب عليه من الماء بقدر ما
يغمره ،ثم تغليه بالنار غلية ،ثم تنزع ماءه فتصبه على الماء الول ثم
تطرحه في إناء واحد جميعا ثم توقد تحته النار ،حتى يذهب ثلثاه ويبقى
ثلثه ،وتحته النار ،ثم تأخذ رطل من العسل فتغليه بالنار غلية وتنزع
رغوته ثم تطرحه على المطبوخ ثم تضربه حتى يختلط به ،واطرح فيه إن
شئت زعفرانا ،و طيبه إن شئت بزنجبيل قليل .قال :فإذا أردت أن تقسمه
أثلثا لتطبخه فكله بشئ واحد حتى تعلم كم هو ؟ ثم اطرح عليه الول في
الناء الذي تغليه فيه ثم تجعل فيه مقدارا وحده حيث يبلغ الماء ،ثم اطرح
الثلث الخر ثم حده حيث يبلغ الماء ،ثم تطرح الثلث الخير ثم حده حيث
يبلغ الخر ،ثم توقد تحته بنار لينة حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه )- 14 .(1
ومنه :عن محمد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن السياري عن محمد
بن
][509
الحسين عمن أخبره عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال :شكوت إلى أبى عبد ال
عليه السلم قراقر تصيبني في معدتي ،وقلة استمرائى الطعام ،فقال لى :لم
ل تتخذ نبيذا نشربه نحن وهو يمرئ الطعام ،ويذهب بالقراقر والرياح من
البطن ؟ قال :فقلت له :صفه لى جعلت فداك ،فقال لي :تأخذ صاعا من
زبيب فتنقيه من حبه وما فيه ،ثم تغسله بالماء غسل جيدا ثم تنقعه في
مثله من الماء أو ما يغمره ،ثم تتركه في الشتاء ثلثة أيام بلياليها ،وفي
الصيف يوما وليلة ،فإذا أتى عليه ذلك القدر صفيته وأخذت صفوته
وجعلته في إناء ،وأخذت مقداره بعود ،ثم طبخته طبخا رقيقا حتى يذهب
ثلثاه و يبقى ثلثة ،ثم تجعل عليه نصف رطل عسل وتأخذ مقدار العسل ثم
تطبخه حتى تذهب تلك الزيادة ثم تأخذ زنجبيل وخولنجانا ودار صينيا
وزعفرانا وقرنفل ومصطكي وتدقه وتجعله في خرقة رقيقة وتطرحه
وتغليه معه غلية ،ثم تنزله فإذا برد صفيته وأخذت منه على غدائك
وعشائك ،قال :ففعلت فذهب عني ماكنت أجده ،وهو شراب طيب ل يتغير
إذا بقي إنشاء ال ) .(1بيان :في القاموس المصطكا بالفتح والضم ويمد
في الفتح فقط ،علك رومي أبيض نافع للمعدة والمقعدة والمعاء والكبد
والسعال المزمن شربا " وأخذت منه على غدائك " أي شربته بعدها،
وقوله عليه السلم " :ل يتغير " فيه إيماء إلى أن ذهاب الثلثين لعدم
التغير - 15 .الكافي :عن محمد بن يحيى عن عبد ال بن جعفر عن
السياري عمن ذكره عن إسحاق بن عمار قال :شكوت إلى أبى عبد ال
عليه السلم بعض الوجع ،وقلت :إن الطبيب وصف لي شرابا :آخذ الزبيب
وأصب عليه الماء للواحد اثنين ،ثم أصب عليه العسل ثم أطبخه حتى
يذهب ثلثاه ويبقى الثلث ،فقال :أليس حلوا ؟ قلت :بلى ،قال :اشربه ولم
اخبره كم العسل ) - 16 .(2طب الئمة :عن محمد بن إسماعيل بن حاتم
التميمي عن عمرو بن أبى خالد
][510
عن إسحاق بن عمار قال :شكوت إلى جعفر بن محمد الصادق عليه السلم بعض
الوجع وقلت له :إن الطبيب وصف لي شرابا وذكر أن ذلك الشراب موافق
لهذا الداء ،قال له الصادق عليه السلم :وما وصف لك الطبيب ؟ قال :قال:
خذ الزبيب وصب عليه الماء ثم صب عليه عسل ثم اطبخه حتى يذهب
ثلثاه ويبقى الثلث ،فقال :أليس هو حلو ؟ قلت :بلى يابن رسول ال ،قال:
اشرب الحلو حيث وجدته أو حيث أصبته ،ولم يزدني على هذا ) .(1تفصيل
وتذييل يشتمل على مقاصد :الول أتفق فقهاؤنا رضوان ال عليهم على
حرمة العصير العنبي بالغليان و الشتداد ،وظاهر الخبار وأكثر الصحاب
تحقق الحرمة بمجرد الغليان المفسر بالقلب في رواية حماد عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :سألته عن شرب العصير قال :تشرب ما لم يغل ،فإذا
غل فل تشربه ،قال :قلت :جعلت فداك أي شئ الغليان ؟ قال :القلب )(2
والمراد به كما فسره الكثر أن يصير أسفله أعله ،ولعله هو المقصود
أيضا من النشيش فيما تقدم من الخبار ،وفيما روي عن ذريح قال :سمعت
أبا عبد ال عليه السلم يقول :إذا نش العصير وغل حرم ،فان النشيش هو
صوت الماء وغيره عند الغليان ،فعلى هذا يكون العطف بالواو في الرواية
للتفسير ،ويحتمل أن يكون المراد بالنشيش حالة مقارنة للغليان أو متقدمة
عليه ،فيكون العطف لمحض الجمع أو الترتيب للشعار بعدم انفكاك
أحدهما عن الخر ،أو عدم كفاية النشيش بدون الغليان ،وما وقع في نسخ
التهذيب من لفظة " أو " بدل الواو مؤيد لعدم النفكاك .وأما ما ضم إليه
بعض الفقهاء في هذا المقام من الشتداد حيث قالوا :إذا غل واشتد ،فان
كان المراد به معنى القلب أو النشيش أو معنى الثخانة الحاصلة بمجرد
الغليان ،كما قيل ،فضمه إلى الغليان من قبيل ضم النشيش إليه في الرواية:
وإن
) (1طب الئمة (2) .61 :الكافي 6ر 419التهذيب 9ر 120وهكذا ما بعده من
حديث ذر ؟ ؟.
][511
كان المراد معنى آخر يمكن أن يحصل الغليان بدونه معتبرا معه في تحقق الحرمة
فل دليل عليه في الروايات ،بل إنها إنما تدل على استقلل مجرد الغليان
في علية الحرمة من غير اعتبار غيره فيها إل على سبيل الدللة عليه
كالقلب والنشيش على ما مر وكاصابة النار فيما رواه عبد ال بن سنان
عن أبى عبد ال عليه السلم قال :كل عصير أصابته النار فهو حرام ،حتى
يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه ) (1فان إصابة النار بعنوان التأثير كما هو المراد
من جملة أسباب الغليان ،فتدل عليه دللة السبب على المسبب وأما ترتب
الحرمة على إصابة النار بخصوصها كما يتوهم من ظاهر الرواية ،فليس
بمقصود لدللة الروايات الكثيرة على أنها مترتبة على الغليان سواء كان
سببا عن الصابة المذكورة أو عن غيرها ،وقد صرح جماعة من
الصحاب منهم الشهيد الثاني بالتساوى بين كونه بالنار أو غيره ،وعد
صاحب الوسيلة الغليان بنفسه من موجبات الحرمة .قيل :فالوجه في
تخصيص المذكور اعتبار الفرد الغالب وخصوصية الغاية المذكورة فان
ذهاب الثلثين هو غاية الحرمة التي تتحقق بهذا السبب الخاص لغاية
الحرمة المطلقة ،فان ما يحرم غليانه بنفسه إنما تكون غاية حرمته هي
الخلية بدون اعتبار ذهاب الثلثين .وأقول :الظاهر أن كل من ذهاب الثلثين
والخلية كافيان في الحلية ما لم يصر مسكرا ،ومع السكار فلبد من
الخلية ،ول ينفع ذهاب الثلثين ،والغالب عدم تحقق الخلية بدون الخمرية،
وما وقع في الخبار وكلم الصحاب من التخصيص كأنه مبنى على
الغالب ،قال ابن البراج في المهذب :كل عصير لم يغل فانه حلل استعماله
على كل حال ،والغليان الذي معه يحرم استعماله هو أن يصير أسفله أعله
بالغليان فان صار بعد ذلك خل جاز استعماله وإذا طبخ العصير على النار
وغل ولم يذهب ثلثاه لم يجز استعماله ،فان ذهب ثلثاه وبقي الثلث جاز
استعماله ،وحد ذلك أن يصير حلوا يخضب الناء.
][512
الثاني :ذهب جماعة من الصحاب إلى نجاسة العصير المذكور قبل ذهاب الثلثين،
وأنه يطهر بعده ،فمنهم من عمم الحكم كالمحقق والعلمة رحمهما ال،
لكنهما اشتر طامع الغليان الشتداد ،وذهب ابن حمزة في الوسيلة إلى
تخصيص النجاسة في العصير المذكور بصورة غليانه بنفسه ل بغيره
كالنار ،وبعض المتأخرين عد العصير إذا غل من النجاسات بدون
تخصيص أو اشتراط ،فالمذاهب في النجاسة ثلثة ول مستند لشئ منها في
الروايات التي وصلت إلينا كما صرح به الشهيد رحمه ال في البيان حيث
قال :لم أقف على نص في تنجيسه إل ما دل على نجاسة المسكر ،لكنه ل
يسكر بمجرد غليانه واشتداده ،وفي الذكرى حيث قال :بعد نقل قول ابن
حمزة والمحقق وذكر توقف العلمة فيها في نهايته :ولم نقف لغيرهم على
قول بالنجاسة ،ول نص على نجاسة غير المسكر ،وهو منتف هنا .وقال
الشهيد الثاني رحمه ال في المسالك :القول بنجاسة العصير هو المشهور
بين المتأخرين ،ومستنده غير معلوم ،بل النص إنما دل على التحريم ،وقال
العلمة رحمه ال في المختلف :والخمر وكل مسكر والفقاع والعصير إذا
غل قبل ذهاب ثلثيه بالنار أو من نفسه نجس ،ذهب إليه أكثر علمائنا
كالشيخ المفيد والشيخ أبي جعفر والسيد المرتضى وأبي الصلح وسلر
وابن إدريس ،وقال أبو علي بن أبي عقيل من أصاب ثوبه أو جسده خمر
أو مسكر لم يكن عليه غسلهما ،لن ال تعالى إنما حرمهما تعبدا ل لنهما
نجسان ،وكذلك سبيل العصير والخل ،إذا أصاب الثوب والجسد ،وقال أبو
جعفر بن بابويه :ل بأس بالصلة في ثوب أصابته خمر لن ال جرم
شربها ولم يحرم الصلة في ثوب أصابته ،مع أنه حكم بنزح ماء البئر
أجمع بانصباب الخمر فيها .لنا وجوه الول الجماع على ذلك ،فان السيد
المرتضى قال :ل خلف بين المسلمين في نجاسة الخمر إل ما يحكى عن
شذاذ لاعتبار بقولهم ،وقال الشيخ رحمه ال :الخمر نجسة بل خلف،
وكل مسكر عندنا حكمه حكم الخمر ،وألحق أصحابنا الفقاع بذلك وقول
السيد المرتضى والشيخ حجة في ذلك فإنه إجماع منقول بقولهما ،وهما
صادقان ،فيغلب على الظن ثبوته ،والجماع كما يكون حجة إذا نقل
][513
متواترا فكذا إذا نقل آحادا انتهى .ويرد عليه وجوه من اليراد الول :حكمه بنجاسة
كل مسكر بدون استثناء غير المايع بالصالة ،مع أنه مستثنى عنه
بالتفاق ،والثاني :بنجاسة العصير المذكور قبل ذهاب ثلثيه مطلقا ،مع أنه
ل خلف في طهارة بعض أنواعه قبل ذهاب ثلثيه إذا صار خل كما سيأتي،
والثالث :حكمه بها بدون اشتراط الشتداد مع تصريحه به في ساير كتبه،
والرابع :نسبة القول بنجاسة الجميع ،الداخل فيه العصير المذكور ،إلى
أكثر العلماء الذين عد منهم الشيخ والمرتضى رحمهما ال ،مع ما ترى من
خلو كلمهما الذي نقل عنهما عن ذكر العصير ،ومع ما مر من تصريح
الشهيد رحمه ال مع كمال تتبعه وتبحره الذي ل ريب فيه من تتبع كلمه،
بعدم وقوفه على قول بالنجاسة إل ممن عده في جملة العلماء المذكورين،
الخامس :دعواه الجماع على هذا الحكم المشتمل على نجاسة العصير
المذكور بنقل المرتضى والشيخ مع أن ما نقله عن المرتضى انما هو في
خصوص الخمر ،وما نقله عن الشيخ خال عن ذكر العصير ،بل عن ذكر
عدم الخلف في غير الخمر .الثالث :لما كان الغليان الموجب للحرمة أو
النجاسة على وجهين :كونه بغير النار وكونه بالنار ،ومرجع كل منهما اما
إلى صيرورته طلء أو خل ،تكون الحتمالت العقلية أربعة ،ولعدم جريان
العادة بصيرورته طلء بغير النار تكون العادية منها ثلثة .الول :أن
يصير خل بدون اصابة النار ،ويعبر عنه بنفسه وان كان بامداد حرارة من
الهواء أو الشمس ،الثاني :أن يصير طلء بطبخه على النار ،الثالث :أن
يصير خل بعد أن أصابته النار بابقائه على حاله مدة ول خلف في حلية
الول وطهارته مطلقا ول في حلية الثاني وطهارته ،بشرط أن يذهب ثلثاه
ويبقى ثلثه ،وأما الثالث فصريح ما ذكره الشيخ في النهاية حيث قال:
والعصير ل بأس بشربه وبيعه ما لم يغل ،وحد الغليان الذي يحرم ذلك هو
أن يصير أسفله أعله ،فإذا غل حرم شربه وبيعه ،إلى أن يعود إلى كونه
خل ،وإذا غل العصير على النار لم يجز شربه إلى أن يذهب ثلثاه ويبقى
ثلثه و حد ذلك هو أن تراه قد صار حلوا أو يخضب الناء ،ويعلق به ،أو
يذهب من كل درهم
][514
ثلثة دوانيق ونصف وهو على النار ،ثم ينزل به ويترك حتى يبرد ،فإذا برد فقد
ذهب ثلثاه وبقي ثلثه انتهى ،وما ذكره ابن حمزة في الوسيلة حيث قال:
فان كان عصيرا لم يخل إما غل أو لم يغل ،فان غل لم يخل إما غل من قبل
نفسه حتى يعود أسفله أعله وأعله أسفله حرم ونجس إلى أن يصير خل
بنفسه أو يفعل غيره ،فيعود حلل طيبا وإن غل بالنار حرم شربه حتى
يذهب بالنار نصفه ونصف سدسه ،ولم ينجس أو يخضب الناء ،ويعلق
به ،ويحلو ،وإن لم يغل أصل حل خل كان أو عصيرا انتهى أن ) (1ل
يكون حلل وإن كان طاهرا .وظاهر المحقق حيث قال في الشرايع :ويحرم
العصير إذا غل من قبل نفسه أو بالنار ،ول يحل حتى يذهب ثلثاه أو ينقلب
خل ،والعلمة حيث قال في الرشاد :عند تعداد الشربة المحرمة:
والعصير إذا غل واشتد ،إل أن ينقلب خل أو يذهب ثلثاه ،وكذا في
القواعد ،والشهيد رحمه ال حيث قال في اللمعة :ويحرم العصير العنبي إذا
غل حتى يذهب ثلثاه أو ينقلب خل ،وكذا في الدروس ; أن يكون حلل
أيضا .وظاهر ما مر من رواية ابن سنان وكذا ما روي في الكافي عن رجل
عن أبى عبد ال عليه السلم قال :سألته عن العصير يطبخ بالنار حتى
يغلى من ساعته أيشربه صاحبه قال :إذا تغير عن حاله وغل فل خير فيه،
حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه ) (2مؤيدان لقول الشيخ وابن حمزة ،بل
قولهما مبنى على حفظ ظاهرهما ،ولكن ل يخفى إمكان تأويلهما بنحو من
التخصيص ،فل ينافيان قول المحقق والعلمة والشهيد ،ولعل هذا
التخصيص هنا هو الظاهر المناسب لتعميم حلية كل خمر وطهارته بعد
الحرمة والنجاسة بصيرورتها خل ،فان مصير العصير مطلقا إلى الخلية
إنما يكون بعد الخمرية كا هو المشهور ،وكل خمر تحل وتطهر بصيرورتها
خل ،و إن كان بنحو علج كما سيأتي.
) (1خبر قوله رحمه ال فصريح ما ذكره الشيخ وما ذكره ابن حمزة (2) .الكافي 6
و .420
][515
الرابع :اعلم أن الحكام المذكورة مخصوصة على المشهور بالعصير العنبي ،ول
خلف في عدم تحريم ما سوى عصير التمر وعصير الزبيب مما سوى
عصير العنب كعصير الرمان وساير الفواكه وغيرها ،ول في طهارتها ،إل
أن تصير مسكرا ول يشترط في حلها وطهارتها ذهاب الثلثين ،وإنما
اختلفوا في عصير التمر والزبيب ،قال الشهيد رحمه ال في الدروس :ول
يحرم العصير من الزبيب ما لم يحصل فيه نشيش ،فيحل طبيخ الزبيب على
الصح لذهاب ثلثيه بالشمس غالبا وخروجه عن مسمى العنب ،وحرمه
بعض مشايخنا المعاصرين ،وهو مذهب بعض فضلئنا المتقدمين لمفهوم
رواية على بن جعفر ) (1وأما عصير التمر فقد أحله بعض الصحاب ما لم
يسكر ،وفي رواية عمار سئل الصادق عليه السلم عن النضوح كيف
نصنع حتى يحل ؟ قال :خذماء التمر فأغله حتى يذهب ثلثاه ) (2انتهى،
وكأن المراد بالنشيش هنا السكر أو ما يؤل إليه ،لمامر من الغليان أو ما
يقرب منه كما هو المعروف لسياق كلمه هنا ،ولتصريحه بما ينافيه في
اللمعة ،حيث قال :ول يحرم من الزبيب وإن غل على القوى .ثم إن
الشهيد الثاني رحمه ال في شرحها بعد الستدلل على هذا الحكم بخروجه
عن مسمى العنب وبأصالة الحل واستصحابه وذكر ما ذهب إليه بعض
الصحاب من التحريم لمفهوم رواية علي بن جعفر ،قال :وسند الرواية
والمفهوم ضعيفان ،فالقول بالتحريم أضعف ،أما النجاسة فل شبهة في
نفيها انتهى ،وكان الفرق بين القول بالتحريم والنجاسة في هذا المقام لعدم
النص على نجاسه العصير مطلقا ،وعدم القول بها إل من جماعة
معدودين ،وهم ل يقولون هاهنا ل بالتحريم ول بالنجاسة ،فيكون عدم
النجاسة هاهنا اتفاقيا .وقال رحمه ال في المسالك :والحكم مختص بعصير
العنب ،فل يتعدى إلى غيره كعصير التمر ما لم يسكر ،للصل ،ول إلى
عصير الزبيب على الصح لخروجه عن اسمه ،وذهاب ثلثيه وزيادة
بالشمس ،وحرمه بعض علمائنا استنادا إلى مفهوم رواية علي بن جعفر
وهي مع أن في طريقها سهل بن زياد ل يدل على تحريمه قبل
) (1الكافي 6ر (2) .421التهذيب 9ر .116
][516
ذهاب ثلثيه بوجه ،وإنما نفى عليه السلم البأس عن هذا العمل الموصوف وإبقاء
الشراب عنده يشرب منه ،وتخصيص السؤال بالثلثين ل يدل على تحريمه
بدونه ول بالمفهوم الذى ادعوه ،وإنما تظهر فايدة التقييد به لتذهب
مائيته ،فيصلح للمكث عند المدة المذكورة كما يبقى الدبس ،ولو سلم
دللتها بالمفهوم فهو ضعيف ل يصلح ل ثبات مثل هذا الحكم المخالف
للصل .وروى أبو بصير في الصحيح قال :كان أبو عبد ال عليه السلم
يعجبه الزبيبة ) (1وهذا ظاهر في الحل لن طعام الزبيبة ل يذهب فيه ثلثا
ماء الزبيب كما ل يخفى انتهى .وأقول :القول بعدم تحريم عصير الزبيب
والتمر ل يخلو من قوة لما مر من عمومات الحل ،وعدم ورود ما يصلح
لتخصيصها ،ورواية علي بن جعفر مع ضعفها على المشهور بالمفهوم،
وهي ضعيفة خصوصا إذا كان في كلم السائل على أن مفهومه وجود
البأس قبل ذهاب الثلثين ،وهو أعم من الحرمة ،ورواية عمار أيضا ضعيفة
سندا و متنا .فان قيل :الروايات الدالة على تحريم العصير بعد الغليان
أكثرها عامة أو مطلقة شاملة لكل عصير ،خرج عنه ما حل بالجماع
كعصير الرمان وأشباهه ،فيبقى عصير الزبيب والتمر داخلين تحت عموم
التحريم ،قلت :شمول العصير حقيقة لما ينفصل عنهما ممنوع إذ ل ينفصل
منهما شئ إل بعد نقعهما في الماء :فل يسمى عصيرا إل مجازا ،بل هو
نقيع ،وما ينفصل عن التمر بل نقع فهو دبس ل يطلق عليه العصير ،بل
قيل :يحصل الظن القوي بعد تتبع الخبار وكلم الصحاب بشيوع استعمال
العصير بما يختص بالعنب ،ويؤيده ما مر في المقنع وفقه الرضا عليه
السلم و ذكره الصدوق في الفقيه أيضا حيث قال :ولها خمسة أسامي:
العصير ،وهو من الكرم ،و النقيع وهو من الزبيب ،ونحوه ورد في
صحيحة عبد الرحمن بن الحجاج ) (2وإذا كان كذلك تعين حمل العصير في
الخبار المطلقة عليه ،وإن كان مجازا حذرا من
][517
ارتكاب التخصيص البعيد الذي قد منع صحته جماعة من الصوليين ،فان صدور
مثل هذه الكلية عنهم عليهم السلم مع خروج أكثر أفراد الموضوع عن
الحكم بعيد جدا .قال المحقق الردبيلي رحمه ال :المشهور أن التحريم
بالغليان مخصوص بالعصير العنبي ،ول خلف في حلية عصير غير التمر
والزبيب ،مثل عصير التفاح والرمان وإن غل ،ما لم يكن مسكرا ،وكذا
ساير الربوبات ،والصل والعمومات وحصر المحرمات مؤيدات ،ويدل
عليه أيضا بعض الروايات مثل رواية جعفر بن أحمد المكفوف قال :كتبت
إليه -يعني أبا الحسن عليه السلم -أسأله عن السكنجبين و الجلب ورب
التوت ورب التفاح ،فكتب :حلل ،وفي روايه اخرى له عنه عليه السلم
وزاد رب السفرجل إذا كان الذي يبيعها غير عارف وهى تباع في أسواقنا،
فكتب جايز ل بأس بها ) .(1وفيها مع الغليان خلف ،والمشهور الحل
ويؤيده الصل والعمومات ،وحصر المحرمات في الية والخبار الكثيرة،
وقيل :بالتحريم بل يظهر أيضا القول :بالنجاسة من الذكرى ،والظاهر
الطهارة ،ول ينبغي النزاع في ذلك وقياسهما على الخمر والعصير العنبي
باطل ،مع عدم ثبوت الحكم في الصل ،والحل لما مر ولعدم دليل صالح
للتحريم إل مر من عموم العصير والظاهر أنهما ليسا بداخلين فيه ،فالمراد
فيه العصير العنبي كما يفهم من كلمهم ،ومن ظاهر الخبار ،ولهذا ما قال
أحد بالعموم إل ما أخرجه الدليل وما استدل القائل بعدم إباحتها بتلك
العمومات وما استدل له بها أيضا ،فكأن العصير عندهم مخصوص بالعنب
بالوضع الثاني فتأمل .ثم قال رحمه ال :ويؤيده أن النبيذ الذي يؤخذ من
التمر والنقيع الذي يؤخذ من الزبيب ،إنما يحرمان مع السكر ،وقد مر أنه
لو فعل بحيث ل يسكران يحلن ،وما يدل عليه بالمفهوم ،ويدل عليه أيضا
ما يدل على حل النبيذ الغير المسكر وصحيحة أبي بصير في الزبيبة انتهى.
وأما الخبار المتقدمة الواردة في كيفية الشراب الحلل وإن كانت مشعرة
][518
باشتراط ذهاب الثلثين في الحل لكن ليس فيها خبر صحيح على مصطلح القوم ،ول
في شئ منها دللة ظاهرة ،إذ قوله عليه السلم في رواية عمار حتى
يصير حلل يحتمل أن يكون المراد به حتى يبقى على الحلية ول يصير
نبيذا مسكرا حراما كما قال في خبره الخر حتى يشرب حلل ; وكما قال
في رواية الهاشمي :هو شراب طيب ل يتغير إذا بقي ،وإن احتمل أن يكون
هذا علة لوجوب ذهاب الثلثين وقد يقال :معناه بقرينة روايته الخرى
وغيرها في هذا الباب حتى يصير نبيذا حلل أي يكون مثل النبيذ المسكر
في النفع دون الحرمة .أقول :وكأنه لحتمال هذه الوجوه في تلك الخبار
احتمال ظاهرا ،لم يتمسك بها القائل باستواء ماء الزبيب وعصير العنب
في وجوب ذهاب ثلثيهما لحصول الحلية كما تمسك بمفهوم رواية علي بن
جعفر ،ورواية إسحاق ) (1يشعر بأنه مادام حلوا لم يتغير فهو حلل ،ل
سيما على ما في طب الئمة ،قال المحقق الردبيلي رحمه ال بعد إيرادها:
بل يمكن فهم الحل مطلقا من قوله عليه السلم :أليس حلوا فافهم انتهى،
وأما رواية النرسي فهى وان دلت على تحريم ماء الزبيب بعد الغليان أو
النشيش ،لكن اثبات مثل هذا الحكم بمثل هذه الرواية مشكل ،ول ريب أن
الحوط الجتناب عن عصير الزبيب بعد الغليان ،ول يبعد الكتفاء بخضب
الناء وعلوقه به ،كما ورد في بعض الخبار أو بتسميته دبسا ،وأما ذهاب
الثلثين فل يتحقق فيما يعمل في هذا الزمان غالبا ال بعد انعقاده وخروجه
عن الدبسية ،وأحوط منه اجتنابه قبل ذهاب الثلثين مطلقا .الخامس :ألحق
جماعة من الصحاب بالعصير ماء العنب إذا غل في حبه ،وهو غير
موجه ،لعدم صدق العصير عليه ،فالدلة العامة تقتضي حله ،قال المحقق
الردبيلي رحمه ال :الظاهر اشتراط كونه معصورا فلو غلماء العنب في
حبه لم يصدق عليه أنه عصير غل ،ففي تحريمه تأمل ،ولكن صرحوا به
فتأمل ،والصل والعمومات وحصر المحرمات دليل التحليل حتى يعلم الناقل
انتهى.
][519
وأقول :بعض من قارب عصرنا ألحق به الزبيب المطبوخ في الطعام ،فحكم بحرمته
لنه يغلى ماؤه في جوفه ،وتابعه بعض من لم يشم رايحة العلم والفقه من
المعاصرين ،وهو وهن على وهن ،وربما يستدل له بخبر النرسي ،وقد
عرفت حاله ،مع أنه ل يدل على مدعاهم ،إذ الظاهر أنه انما يحرم إذا أدى
الحلوة إلى الماء ،حتى صار بمنزلة العصير ،ومعلوم أن ما يوضع من
الزبيب تحت الرز في القدور ،ليس بهذه المثابة ،ول يحلى الماء بسببه
كحلوة العصير ،وكذا ما يلقى في الشورباجات فلما يصير بهذه المنزلة،
نعم ما يدق ويدخل فيها قد يكون قريبا من ذلك وكأنه الزبيبة ،وقد مرت
الرواية بحلها ،وبالجملة الحكم بالحرمة في جميع ذلك مشكل ،وان كان
الحتياط في بعضها أولى .السادس :قال في المسالك :ل فرق مع عدم
ذهاب ثلثيه في تحريمه بين أن يصير دبسا وعدمه ،لطلق النصوص
باشتراط ذهاب الثلثين ،مع أن هذا فرض بعيد ،لنه ل يصير دبسا حتى
يذهب أربعة أخماسه غالبا بالوجدان ،فضل عن الثلثين ،ويحتمل الكتفاء
بصيرورته دبسا قبل ذلك ،على تقدير امكانه ،لنتقاله عن اسم العصير كما
يطهر بصيرورته خل لذلك ،ول فرق في ذهاب ثلثيه بين وقوعه بالغليان
والشمس والهواء فلو وضع المعمول به قبل ذهاب ثلثيه كالملبن في
الشمس فتجفف بها وبالهواء ،و ذهب ثلثاه حل ،وكذا يطهر بذلك لو قيل
بنجاسته ،ول يقدح فيه نجاسة الجسام الموضوعة فيه قبل ذهاب الثلثين
كما يطهر ما فيه من الجسام بعد انقلبه من الخمرية إلى الخلية عندنا
انتهى .أقول :ويؤيد الكتفاء بالدبسية ما رواه الشيخ في الصحيح عن عمر
بن يزيد قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إذا كان يخضب الناء فاشربه )
(1وان احتمل أن يكون من علمات ذهاب الثلثين كما فهمه الشيخ رحمه
ال ،حيث جعل في النهاية لذهاب الثلثين الذي هو مناط الحلية ثلث
علمات :صيرورته حلوا ،وخضبه الناء ،وعلوقه به ،وذهاب ثلثة
دوانيق ونصف منه عند كونه على النار ،وروى الكليني رحمه ال )(2
بسند
][520
صحيح عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إذا زاد الطلء على
الثلث أوقية فهو حرام ،وكأن المعنى زاد على الثلث بقدر أوقية ،وهي سبع
مثاقيل أو أربعون درهما ،وهذا إما كناية عن القلة أو مبنى على أنه إذا
كان أقل من أوقية يذهب بالهواء ويمكن أن يكون هذا فيما إذا كان العصير
رطل ،فان الرطل أحد وتسعون مثقال ونصف سدس سبعه ،ونصف نصف
سدس ،وقد ورد في بعض الخبار أن نصف السدس يذهب بالهواء كما
روى الشيخ :باسناده عن أبي عبد ال عليه السلم قال :العصير إذا طبخ
حتى يذهب منه ثلثة دوانيق ونصف ثم يترك حتى يبرد فقد ذهب ثلثاه،
وبقي ثلثه ) (1ونصف السدس على هذا الوجه قريب من الوقية بالمعنى
الول وفيه بعد إشكال .السابع :ذهاب الثلثين المعتبر في هذا الباب هل هو
بحسب الكيل أو بحسب الوزن ،وظاهر بعض الخبار اعتبار الكيل وظاهر
بعض الصحاب كالمحقق الردبيلى رحمه ال اعتبار الوزن ،ولم يتفطن
الكثر للتفاوت بينهما ،ولذا لم يتعرضوا لذلك ومعلوم أن نسبة الذاهب إلى
الباقي في العصير المذكور مختلفة بحسب العتبارين ،لتقدم ذهاب جزء
مفروض منه بحسب الكيل على مثل هذا الجزء بحسب الوزن ،وذلك ظاهر
بالتجربة .ويمكن أن يستدل عليه أيضا بما تفطن به بعض الفاضل بأن
نقصان الكيل و الوزن هناك مسبب عن انقلب بعض أجزائه إلى الهواء،
ومعلوم أن المنقلب إلى الهواء من تلك الجزاء هو اللطف فاللطف وأن
اللطيف أقل وزنا وأكثر حجما من الكثيف ،فما ينقص من وزنه بالنقلب
المذكور يلزم أن يكون أقل مما ينقص من كيله به دائما ،على أن نقصان
الحجم قد يكون بسبب آخر أيضا كمداخلة بعض الجزاء في قوام بعض
آخر ،ودعوى أن تلك المداخلة ل يمكن فيما نحن فيه بناء على أن الحرارة
موجبة للتخلخل الذى هو ضدها ،ساقطة بجواز وقوعها من جهة ما
يستلزمه من انفتاح السدد المانعة عنها ،وحصول الفرج المعدة لها ،مع ما
يمكن هناك من
][521
أن يكون في بعض الجزاء قوة نفوذ ،وفي بعضها قوة جذب وقبض ،فيدخل بتينك
القوتين وزوال المانع وحصول المعد ما هو من قبيل الول فيما هو من
قبيل الثاني ،ويستحكم فيه ،كما قيل في سبب حصول السواد من ممازجة
الزاج والعقص فتأمل .وبالجملة تبين أن ذهاب الثلثين في العصير المذكور
من حيث الكيل والحجم يتحقق قبل ذهابهما فيه من حيث الوزن ،فيحتمل
هاهنا أن يكون المعيار للثلث و والثلثين ما هو بحسب الكيل ،لكونه معروفا
بين الناس في أمثال ذلك ،ولسهولته عليهم من حيث إمكان هذا النوع من
التقدير لهم بالقصعة والقدر وأمثالهما من الدوات الدايرة ،واستغنائه عن
ميزان صحيح أو قبان مجرب ل يطمئن به إل بعد تقويمات وتدقيقات ل
يهتدي إليها أكثر الناس ،وليتيسر تخمينهم الكيلية بين الذاهب والباقي
بحس البصر أيضا بدون احتياج إلى آلة أصل .ويدل عليه رواية عقبة بن
خالد المتقدمة حيث اعتبر عليه السلم فيه الرطال ،و الرطل يطلق غالبا
على الكيل ل الوزن كما حققناه في رسالة الوزان ،وكذا تدل عليه
الروايات الثلث المتقدمة في كيفية الشراب الحلل ،فانها صريحة في أن
المعتبر في الثلث والثلثين الكيل دون الوزن ،وإن أمكن أن يكون الذهاب
بحسب الكيل كافيا في ترتب الفوايد التي أفادها عليه السلم لهذا الدواء،
بناء على ما احتملناه بل اخترناه أن ذهاب الثلثين هاهنا ليس لتحقق الحلية
بل لترتب الفوايد الطبية ،فان الطباء في كثير من الدوية المركبة يذكرون
ذلك وغرضهم حصول مزاج ذلك المركب وعدم إسراع الفساد إليه وترتب
كمال الفوائد عليه ،نعم على مذهب من يختار أن ذهاب الثلثين هنا للحلية
هي صريحة في ذلك ،لكن على ما اخترناه أيضا فيه إيماء إليه ،و ويمكن
أن يقال أيضا :إنه لما ذكر الشارع ذهاب الثلثين ولم يصرح بالمراد ،فمتى
صدق عليه عرفا أنه ذهب ثلثاه يتحقق الحل ،ول ريب في أنه يصدق عليه
عرفا أنه ذهب ثلثاه ،وفيه نظر .ويحتمل أن يكون المعيار هيهنا هو التقدير
الوزنى .أو ما في حكمه مما يطابقه وذلك لن حكمهم عليهم السلم فيما
روي عنهم في هذا الباب بترتب الحلية على ذهاب
][522
ثلثي العصير وبقاء ثلثه ،أو ما في معناه من ذهاب اثنين منه وبقاء واحد ،يدل على
وجوب تحقق فناء هذا القدر منه بالطبخ ،فسواء أخذ هذا القدر بحسب
الكيل أو بحسب الوزن ل يتحقق هذا الفناء بالنسبة إليه ،مع بقاء الزايد
على الثلث بحسب الوزن فانه مستلزم ل مكان بقاء الزايد عليه بحسب
الكيل أيضا لتوافقهما في العصير المذكور قبل الطبخ بل شبهة وإنما
اشتبهت حال الكيل بعده من جهة حصول القوام واحتمال مداخلة بعض
الجزاء في بعض ،فل يعرف بمحض الكيل في هذا الوقت قدر ثلثي العصير
أو ثلثه وانما يعرف بحسب الوزن فيه ذلك لعدم حصول الشتباه في حاله
من جهة أصل .ولنوضح ذلك بمثال :فرضنا أن العصير ستة أمنان موافقا
لست قصعات معينة فيجب أن يذهب ويفنى منه أربعة أمنان مطابق لربع
قصعات ،حتى يصير حلل ،فإذا طبخ إلى أن تبقى قصعتان فحينئذ وإن كان
مجال أن يتوهم بلوغه النصاب من حيث كون الباقي بقدر ثلث المجموع
بحسب الصورة فيكون الذاهب ل محالة بقدر ثلثيه ،لكن العقل بمعونة
ملحظة القوام الحاصل فيه بالطبخ يحكم بامكان كونه زايدا على الثلث
بحسب الحقيقة ،فانه حال كونه رقيقا كان ثلثه بقدر قصعتين ،فيمكن أن
يكون هذا القدر مع هذا القوام والغلظ أكثر من الثلث بقدر زيادة وزن
الغليظ على الرقيق هيهنا ،فل يكون الذاهب والفاني بقدر ثلثيه لبقاء بعضه
بالمداخلة المذكورة في قوام الثلث المذكور ،فما دام لم يبلغ حدا يطابق
وزنه منين موافقا لقدر قصعتين في حال رقته ،لم يتحقق كون الباقي ثلثا،
والذاهب ثلثين ،فيكون المعيار لمعرفة بلوغه هذا الحد بلوغه هذا الوزن،
أو ما في حكمه كبلوغه قد قصعة ونصف إذا علم أن النسبة بين وزني
الرقيق والغليظ أي بين وزني العصير والطلء عند كونهما على حجم واحد
كنسبة واحد ونصف إلى اثنين ،وهكذا .وبالجملة يمكن ان تقوم تلك
المعرفة أيضا لمن تتبع واستخرج النسبة مقام معرفة الوزن الذي هو
المعيار هيهنا على ما عرفت .فتلخص بهذا التحقيق أن تحقق اليقين بذهاب
ثلثي العصير مطلقا موقوف
][523
على تحقق فناء الثلثين بحسب الوزن ،وقبل أن يتحقق ذلك تكون الحال مشكوكا
فيها لتعارص احتمالي الذهاب وعدم الذهاب بحسب اعتباري الصورة
والحقيقة فل ترتفع الحرمة اليقينية الحاصلة باصابة النار إل بحصول
الحلية اليقينية الموقوفة على تحقق الذهاب على الوجه المذكور .وفي
ألفاظ الروايات إشارات لطيفة إلى هذا التحقيق مثل استعمال لفظ الباقي في
مقابل الذاهب ،فانه مشعر بأن المراد بالذهاب هناك هو الفناء والنفصال
لما يشمل الدخول والندماج في قوام ساير الجزاء ،فان الذهاب بهذا
المعنى ل ينافي البقاء في الجملة ،ولعل ذكر بقاء الثلث بعد ذكر ذهاب
الثلثين في أكثر الروايات -مع أنه بحسب الظاهر مستغنى عنه -لدفع هذا
التوهم .ومثل استعمال لفظ الوقية في رواية ابن أبي يعفور المتقدمة،
فانها سواء كانت تمييزا أو مفعول بحسب التركيب ،تكون باعتبار أنها
مفسرة بأربعين درهما أو سبعة مثاقيل كما عرفت ،صريحة في الوزن بل
شائبة احتمال الكيل فيها ،فتدل على أن المعيار هيهنا هو الوزن ل الكيل.
ومثل استعمال لفظ الدوانيق في رواية ابن سنان فان الدانق في أصل
وضعه عبارة عن سدس الدرهم الذي ل يجري فيه شائبة الكيل ،خصوصا
إذا كان المقصود به هناك أيضا معناه الحقيقي كما فهمه الشيخ رحمه ال
حيث عبر عنه في النهاية بقوله :أو يذهب من كل درهم ثلثة دوانيق
ونصف ،وأما الكيل الوارد في رواية عقبة بن خالد فيمكن حمله على
الوزن المعروف فيه ل الكيل للجمع بينه وبين ساير الروايات .وأقول:
يمكن أن يكون مخيرا في التقدير بهما توسعة على الناس كما هو المناسب
للملة الحنيفية ،لقلة التفاوت بينهما ،وحصول الغرض الذي هو عدم التغير
والفساد بالبقاء زمانا طويل بكل منهما ،كما أن الشارع خير في الكربين
التقدير بالشبار والرطال ،وفي مسافة القصر بين مسير يوم والميال،
وفي الدية بين ألف دينار وعشرة آلف درهم ،مع حصول التفاوت الكثير
في النسبة بينهما في اختلف الزمان والحوال ،وهو أوفق للجمع بين
الخبار ،ولعدم التعرض للتصريح
][524
) (1قرب السناد ،155ومثله في البحار 10ر (2) .270عيون الخبار 2 :ر .40
) (3كتاب التكليف المعروف بفقه الرضا.38 :
][525
سئل عن الخمر يعالج بالملح وغيره ليحول خل ،فقال :ل بأس بمعالجتها ،قلت:
فاني عالجتها فطينت رأسها ثم كشفت عنها فنظرت إليها قبل الوقت أو
بعده فوجدتها خمرا ؟ أيحل لي إمساكها ؟ فقال :ل بأس بذلك وإنما إرادتك
أن يتحول الخمر خل ،فليس إرادتك الفساد ) .(1تبيان :اعلم أن المشهور
بين الصحاب جواز علج الخمر بما يحمضها ويقلبها إلى الخلية من
الجسام الطاهرة ،سواء كان ما عولج به عينا قائمة أم ل ،واستدلوا عليه
بموثقة أبي بصير قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الخمر يصنع
فيها الشئ حتى يحمض ،فقال :إذا كان الذي صنع فيها هو الغالب على ما
صنع فيه فل بأس ) (2فان الظاهر أن المراد بها إذا كان الخمر غالبا على
ما جعل فيها ولم يصر مستهلكا بحيث ل يعلم انقلبه فل بأس ،وعموم
حسنة زرارة عن أبى عبد ال عليه السلم قال :سألته عن الخمر العتيقة
يجعل خل قال :ل بأس ) (3وحكموا بكراهة العلج لقوله عليه السلم :في
رواية أبى بصير وقد سأله عن الخمر يجعل خل فقال :ل إل ما جاء من قبل
نفسه وفي رواية اخرى ل بأس إذا لم يجعل فيها ما يقلبها ) (4وفي أكثر
نسخ التهذيب بالقاف وفي الكافي بالغين وهو أظهر ،وربما قيل :باشتراط
ذهاب عين المعالج به قبل أن يصير خل ،لنه ينجس بوضعه ،ول يطهر
بانقلبها خمرا ،لن المطهر للخمر هو النقلب وهو غير متحقق في ذلك
الجسم الموضوع فيها ،ول يرد مثله في النية ،لنها مما ل تنفك عنها
الخمر ،فلو لم يطهر معها لما أمكن الحكم بطهرها ،وإن انقلبت بنفسها،
ولو ألقي في الخمر خل حتى يستهلكه فالمشهور عدم الطهارة والحل.
وقال الشيخ في النهاية :وإذا وقع شئ من الخمر في الخل لم يجز استعماله
إل بعد أن يصير ذلك الخمر خل ،وقال ابن الجنيد :فأما إن أخذ انسان خمرا
ثم صب عليه خل فانه يحرم عليه شربه والصطباغ به في الوقت ما لم
يمض عليه وقت
) (1السرائر (4 - 2) .478 :الكافي 6 :ر ،428التهذيب 9 :ر .117
][526
ينتقل في مثله العين من التحليل إلى التحريم ،أو من التحريم إلى التحليل وتأول
الشيخ رواية أبي بصير السابقة من قوله " :ل بأس إذا لم يجعل فيها ما
يقلبها " بأن معناه إذا جعل فيها ما يغلب عليه فيظن أنه خل ول يكون
كذلك ،مثل القليل من الخمر يطرح عليه كثير من الخل فانه يصير بطعم
الخل ،ومع هذا فل يجوز استعماله حتى يعزل من تلك الخمرة ويترك مفردا
إلى أن يصير خل ،فإذا صار خل حل حينئذ .وأنكر ابن إدريس وغيره ذلك
وقال ابن إدريس :ل وجه له للجماع على أن الخل يصير بمخالطة الخمر
له نجسا ول دللة على طهارته بعد ذلك ،لنه إنما يطهر الخمر بالنقلب
إلى الخل ،فأما الخل فهو باق على حقيقته ،وليس له حالة ينقلب إليها
ليطهر بها ،وقال العلمة رحمه ال في المختلف :كلم الشيخ ليس بعيدا
من الصواب لن انقلب الخمر إلى الخل يدل على تمامية استعداد انقلب
ذلك الخمر إلى الخل ،والمزاج واحد ،بل استعداد الملقى في الخل
لصيرورته خل أتم ،ولكن ل يعلم ل متزاجه بغيره فإذا انقلب الصل
المأخوذ منه علم انقلبه أيضا ،ونجاسة الخل تابعة للخمرية ،وقد زالت
فتزول النجاسة عنه كما في الخمر إذا انقلب ،قال :ونبه شيخنا أبو علي
ابن الجنيد عليه .وقال الشهيد الثاني :القول بطهر الخل إذا مضى زمان
يعلم انقلب الخمر فيه إلى الخلية متجه إذا جوزنا العلج ،وحكمنا بطهارته
مع بقاء عين المعالج به لن الخل ل يقصر عن تلك العيان المعالج بها،
حيث حكم بطهرها مع طهره إل أن إثبات الحكم من النص ل يخلو من
إشكال ،واستفادته من إطلق جواز علجه أعم من بقاء عين المعالج به
انتهى .وأقول :ل يبعد القول بحله مطلقا لما رواه الشيخ في الصحيح عن
عبد العزيز بن المهتدي قال :كتبت إلى الرضا عليه السلم جعلت فداك
العصير يصير خمرا فيصب عليه الخل وشئ يغيره حتى يصير خل ؟ قال:
ل بأس ).(1
][527
5باب * )الكل والشرب في آنية الذهب والفضة وساير ما نهى عنه( * * )من
الواني وغيرها( * - 1مجالس الصدوق :عن حمزة بن محمد العلوي عن
عبد العزيز بن محمد البهري عن محمد بن زكريا الجوهرى عن شعيب بن
واقد عن الحسين بن زيد عن أبى عبد ال عن آبائه عليهم السلم قال:
نهى رسول ال صلى ال عليه وآله عن الشرب في آنية الذهب والفضة )
- 2 .(1قرب السناد :عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن
جعفر عن أبيه عليه السلم ان رسول ال صلى ال عليه وآله نهاهم عن
سبع منها الشرب في آنية الذهب والفضة ) - 3 (2ومنه :عن عبد ال بن
الحسن عن جده علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلم قال :سألته
عن المرآة هل يصلح العمل بها إذا كانت لها حلقة فضة ؟ قال :نعم إنما كره
ما يشرب فيه استعماله ) .(3بيان :قوله عليه السلم :إنما كره كأن المعنى
أنه إنما منع من استعمال ما يمكن أن يشرب فيه من الواني في الشرب أو
مطلقا - 4 .الخصال :عن الخليل بن أحمد عن أبى العباس الثقفي عن محمد
بن الصباح عن حريز عن أبي اسحاق الشيباني عن أشعث عن معاوية بن
سويد عن البراء بن عازب قال :نهانا رسول ال صلى ال عليه وآله أن
نتختم بالذهب وعن الشرب في آنية الذهب والفضة وقال :من شرب فيها
في الدنيا لم يشرب فيها في الخرة ،الخبر ) - 5 .(4العيون :عن جعفر بن
نعيم بن شاذان عن عمه محمد بن شاذان عن محمد بن
) (1امالي الصدوق (2) .254قرب السناد (3) .48المصدر نفسه (4) .163
الخصال .340
][528
إسماعيل بزيع قال :سألت الرضا عليه السلم عن آنية الذهب والفضة فكرهها،
فقلت له :قد روى بعض أصحابنا أنه كانت لبي الحسن موسى عليه السلم
مرآة ملبسة فضة ،فقال :ل بحمد ال ،إنما كانت لها حلقة فضة وهي
عندي ،وقال :إن العباس يعني أخاه حين عذر عمل له عود ملبس فضة من
نحو ما يعمل للصبيان تكون قصبته نحو عشرة دراهم ،فأمر به أبو الحسن
عليه السلم فكسر ) .(1الكافي :عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد
عن ابن بزيع مثله .المحاسن :عن ابن بزيع مثله .المكارم :عن محمد بن
عيسى عن أبي جعفر عليه السلم مثله .بيان :في القاموس عذر الغلم
ختنه ،وقال الشيخ البهائي رحمه ال :يمكن أن يستنبط من مبالغته عليه
السلم في النكار لتلك الرواية كراهة تلبيس اللت كالمرآة ونحوها
بالفضة ،بل ربما يظهر من ذلك تحريمه ،ولعل وجهه أن ذلك اللباس
بمنزلة الظرف والنية لذلك الشئ ،وإذا كان هذا حكم التلبيس بالفضة
فبالذهب بطريق أولى انتهى .وأقول :غاية ما يدل عليه استحباب التنزه
عنه ،والمبالغة في النكار لمنافاته لزهدهم عليهم السلم ل للتحريم،
والوجه غير وجيه كما ل يخفى على النبيه ،وسيأتي الكلم فيه إنشاء ال.
- 6مجالس ابن الشيخ :عن والده عن جماعة عن أبى المفضل الشيباني
عن الفضل بن محمد بن المسيب عن هارون بن عمرو المجاشعي عن
محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه الصادق عليه السلم وعن المجاشعي
عن الرضا عن أبيه عن جده عليه السلم أنه سئل عن الدنانير والدراهم
وما على الناس فيها ،فقال أبو جعفر عليهم السلم :هي خوانيم ال في
أرضه ،جعلها ال مصلحة لخلقه ،وبها يستقيم شؤنهم ومطالبهم ،فمن أكثر
له منها فقام بحق ال فيها وأدى زكاتها ،فذاك الذي طابت وخلصت له،
ومن أكثر له منها فبخل بها ولم يؤد حق ال فيها ،واتخذ منها النية فذاك
الذي حق عليه وعيد ال
][529
عزوجل في كتابه ،يقول ال " :يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم
وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون " ).(1
بيان :الخواتيم جمع الخاتم وتشبيه الدنانير والدراهم بها إما لنقشها أو
لعزتها أو لنه ل يجوز جعلها أواني وأشباه ذلك كما أنه ل يصلح فص
ماختم عليه - 7 .قصص الراوندي :بالسناد إلى الصدوق باسناده عن ابن
محبوب عن داود الرقي عن الصادق عن أبيه عليهما السلم قال :إنى أكره
أن آكل شيئا طبخ في فخار مصر .العياشي :عن داود مثله )- 8 .(2
القصص :بالسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن أبي الخطاب
عن ابن أسباط عن أبى الحسن عليه السلم قال :ل تأكلوا في فخار مصر
ول تغسلوا رؤسكم بطينها ،فانها تورث الذلة وتذهب بالغيرة .العياشي:
عن ابن أسباط مثله ) - 9 .(3المحاسن :عن ابن محبوب عن عل عن
محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلم انه نهى عن آنية الذهب
والفضة ) .(4الكافي :عن العدة عن سهل عن ابن محبوب مثله- 10 .
المحاسن :عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبى عبد ال عليه السلم
قال :ل ينبغي الشرب في آنية الذهب والفضة ) - 11 .(5ومنه :عن أبيه
عن ابن أبى عمير عن حماد بن عثمان عن عبيدال الحلبي عن أبى عبد
ال عليه السلم أنه كره آنية الذهب والفضة والنية المفضضة )- 12 .(6
ومنه :عن أبيه عن عبد ال بن المغيرة عن موسى بن بكر عن أبى الحسن
موسى بن جعفر عليه السلم قال :آنية الذهب والفضة متاع الذين ل
يوقنون ).(7
) (1امالي الطوسى 2ر ،133والمراد بالختم رواجها بين المم المختلفة كالسكة) .
(2تفسير العياشي 1ر ،305ومثله في تفسير القمى (3) .608تفسير
العياشي 1 :ر (7 - 4) .304المحاسن 581ومثلها في الكافي 6ر
.267
][530
][531
- 18المحاسن :عن محمد بن علي عن يونس بن يعقوب عن أخيه يوسف قال:
كنت مع أبي عبد ال عليه السلم في الحجر فاستسقى فاتي بقدح من
صفر ،فقال له رجل :إن عباد بن كثير يكره الشرب في صفر ،فقال :أل
سألته ذهب أو فضة ) - 19 .(1المكارم :عن الصادق عليه السلم أنه كره
أن يدهن في مدهن فضة أو مدهن مفضض والمشط كذلك .وعن أبي جعفر
عليه السلم قال :ل بأس أن يشرب الرجل في القدح المفضض واعزل فمك
عن موضع الفضة ) - 20 .(2كتاب المسائل :عن أخيه موسى عليه السلم
قال :سألته عن أهل الرض أيأكل في إنائهم إذا كانوا يأكلون الميتة
والخنزير ؟ قال :ل ،ول في آنية الذهب والفضة ) - 21 .(3المجازات
النبوية :قال النبي صلى ال عليه وآله للشارب في آنية الذهب والفضة:
إنما يجرجر في بطنه نار جهنم ،برفع النار والكثر من الروايات على
نصبها .قال السيد رحمه ال :وهذا القول مجاز لن نار جهنم على الحقيقة
ل تجرجر في جوفه ،والجرجرة صوت البعير عند الضجر والذب قال امرئ
القيس يصف طريقا :على لحب ل يهتدى بمناره * إذا سافه العود الديا في
جرجرا ولكنه صلى ال عليه وآله جعل صوت جرع النسان للماء في هذه
الواني المخصوصة لوقوع النهي عن الشرب فيها ،واستحقاق العقاب
على استعمالها كجرجرة نار جهنم في بطنه ،على طريق المجاز ،إذ كان
ذلك مفضيا به إلى حلول دارها ،واصطلء نارها نعوذ بال منها .ولفظ
الخبر يجرجر بالياء والوجه أن يكون تجرجر بالتاء على قول من رواه
برفع النار ،ولكنه لما دخل بين فعل المؤنث وفاعله الذي هو النار لفظ
آخر ،حسن تذكير الفعل ،للبعد بينهما ،كما قال الشاعر * :لقد ولد الخيطل
ام سود * وقد روي في خبر آخر " كأنما يجرجر في بطنه نارا " فالنسان
هيهنا فاعل والنار مفعوله
) (1المحاسن (2) .583 :مكارم الخلق (3) .173 :البحار ج 10ص .268
][532
وعلى هذه الرواية فالمراد كأنما يجر في بطنه نارا ،فقال :يجرجر طلبا لتضعف
اللفظ الدال على تكثير الفعل كما جاء في التنزيل " فكبكبوا فيهاهم
والغاوون " و المراد فكبوا ،فيجوز على هذا أن يقال :جر وجرجر كما
يقال :كب وكبكب ،وإن كان الوجه أن يقال :جرجر ،وقد جاء في كلم
العرب جرجر فلن الماء إذا جرعه جرعا متواترا له صوت كصوت جرجرة
البعير ،فيكون المراد على هذا القول كأنما يتجرع نار جهنم ،وهذا أصح
التأويلين .فأما آنية الذهب والفضة فل يحل عندنا الكل فيها ول الشرب
منها ،ول يجوز أيضا استعمالها في شئ مما يؤدي إلى مصالح البدن نحو
الدهان ،واتخاذ الميل للكتحال ،والمجمرة للبخور ،وكنت سألت شيخنا أبا
بكر محمد بن موسى الخوارزمي رحمه ال عند انتهائي في القراءة عليه
إلى هذه المسألة من كتاب الطهارة عن المدخنة إذ ل خلف في المجمرة،
فقال :القياس أنها غير مكروهة لنها تستعمل على وجه التبع للمجمرة،
فهي غير مقصودة بالستعمال ،لن المجمرة لو جردت من غيرها في
البخور لقامت بنفسها ،ولم يحتج إلى المدخنة ،مضافة إليها ،فأشبهت
الشرب في الناء المفضض إذا لم يضع فاه على موضع الفضة ،وفي هذه
المسألة خلف للشافعي لنه يكره الشرب في الناء المفضض .وذهب داود
الصبهاني إلى كراهة الشرب في أواني الذهب والفضة دون غيره من
الكل والستعمال في مصالح الجسم ،مضيا على نهجه في التعلق بظاهر
الخبر الوارد في كراهة الشرب خاصة ،وليس هذا موضع استقصاء الكلم
في هذه المسألة إل أن المعتمد عليه كراهة استعمال هذه الواني ،الخبر
الذي قدمنا ذكره لما فيه من تغليظ الوعيد ،وقد روي عنه عليه السلم أنه
قال " :من شرب بها في الدنيا لم يشرب بها في الخرة " فثبت بهذين
الخبرين وما يجري مجراهما كراهة الشرب فيها ،ثم صار الكل والدهان
والكتحال مقيسا على الشرب ،بعلة أن الجميع يؤدي إلى منافع الجسم )
.(1
][533
توضيح :قال الجوهري :اللحب الطريق الواضح ،وقال :سفت الشئ أسوفه سوفا
إذا شممته ،وقال :العود المسن من البل ،وفي المثل " إن جرجر العود
فزده وقرا " .وقال :يقال :تدافى البعير تدافيا :إذا سار سيرا متجافيا،
وربما قيل :للنجيبة الطويلة العنق دفواء ،وقال :الجرجرة صوت يرده
البعير في حنجرته ،وقال الجزري في النهاية فيه :الذي يشرب في إناء
الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم أي يحدر فيه نار جهنم ،فجعل
للشرب والجرع جرجرة وهي صوت وقوع الماء في الجوف ،قال
الزمخشري :يروى برفع النار ،والكثر النصب ،وهذا القول مجاز لن نار
جهنم على الحقيقة ل تجرجر في جوفه ،والجرجرة صوت البعير عند
الضجر ،ولكنه جعل صوت جرع النسان للماء في هذه الواني
المخصوصة لوقوع النهي واستحقاق العقاب على استحقاقها كجرجرة نار
جهنم في بطنه من طريق المجاز ،هذا وجه رفع النار ،ويكون ذكر يجرجر
بالياء للفصل بينه وبين النار ،فأما على النصب فالفاعل هو الشارب،
والنار مفعوله يقال :جرجر فلن الماء إذا جرعه جرعا متواترا له صوت،
فالمعنى كأنه يجرع نار جهنم - 22 .الكافي :عن محمد بن يحيى عن أحمد
بن محمد عن ابن محبوب عن إبراهيم الكرخي عن طلحة بن زيد عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال يشرب في القداح الشامية يجاء
بها من الشام وتهدى إليه صلى ال عليه وآله ) - 23 .(1ومنه :بالسناد
المتقدم عنه عليه السلم قال :كان النبي صلى ال عليه وآله يعجبه أن
يشرب في القدح الشامي وكان يقول :هي أنظف آنيتكم ) - 24 .(2ومنه:
عن أبي علي الشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن سالم عن
أحمد بن النضر عن عمرو بن أبي المقدام قال :رأيت أبا جعفر عليه السلم
وهو يشرب في قدح من خزف ) - 25 .(3ومنه :عن علي بن إبراهيم عن
أبيه وعن الحسين بن محمد عن المعلى جميعا عن علي بن أسباط عن أبي
الحسن الرضا عليه السلم قال :سمعته يقول وذكر مصر فقال:
][534
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ل تأكلوا في فخارها ول تغسلوا رؤسكم بطينها
فانه يذهب بالغيرة ،ويورث الدياثة ) .(1بيان :ذهاب الغيرة معلوم من
سياق قصة العزيز وامرأته كما ل يخفى على المتأمل ،أقول :وقد أثبتنا
بعض الخبار في ذلك في باب آداب الشرب - 36 .الكافي :عن محمد بن
يحيى عن أحمد بن محمد عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلد عن أبيه عن
بزيع بن عمر بن بزيع قال :دخلت على أبي جعفر عليه السلم وهو يأكل
خل وزيتا في قصعة سوداء مكتوب في وسطها بصفرة " قل هو ال أحد
" الخبر ) - 27 .(2المكارم :قال كان النبي صلى ال عليه وآله يشرب في
أقداح القوارير التي يؤتى بها من الشام ،ويشرب في القداح التي تتخذ من
الخشب والجلود ويشرب في الخزف ) .(3أقول :وقد مضت رواية عن أمير
المؤمنين عليه السلم في باب آداب الشرب أنه عليه السلم كان يمنع من
شرب الماء في الزجاج الرقيق ،وهذا كان من غاية زهده عليه السلم
وتركه للملذ ليتأسى به فقراء شيعته ،ول يدل على الكراهة ،ويظهر من
رواية الطبرسي أن القداح الشامية التي وردت في روايات المحاسن كانت
من قوارير ويؤمى إليه قوله صلى ال عليه وآله :هي من أنظف آنيتكم،
ويحتمل أن يكون الظرف مطلية بالزجاج كما هو الشايع في زماننا في
جميع البلد - 27 .الكافي :عن الحسين بن محمد الشعري عن المعلى عن
أحمد بن محمد عن الحارث ابن جعفر عن علي بن إسماعيل بن يقطين عن
عيسى بن المستفاد عن موسى بن جعفر عن أبيه عليهما السلم في حديث
طويل قال :لما نزل برسول ال صلى ال عليه وآله المر ،نزلت الوصية
من عند ال كتابا مسجل ونزل به جبرئيل مع أمناء ال تبارك وتعالى من
الملئكة وساق الحديث إلى أن قال :فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم
تمسه النار ،ودفعت
) (1الكافي 6ر (2) .386الكافي 6ر (3) .298مكارم الخلق.32 :
][535
إلى أمير المؤمنين عليه السلم ) - 28 .(1كتاب الطرف للسيد بن طاوس :باسناده
إلى عيسى بن المستفاد مثله - 29 .المجالس والكمال للصدوق :عن محمد
بن الحسن بن الوليد عن الحسين ابن الحسن بن أبان عن الحسين بن
سعيد عن محمد بن الحسين الكتاني عن جده عن الصادق عليه السلم
قال :إن ال عزوجل أنزل على نبيه كتابا قبل أن يأتيه الموت إلى قوله:
وكان على الكتاب خواتيم من ذهب ،الخبر ) - 29 .(2العلل للصدوق :عن
أبيه عن عبد ال بن جعفر الحميري عن أبي القاسم الهاشمي عن عبيد بن
قيس النصاري عن الحسن بن سماعة عن جعفر بن سماعة عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :نزل جبرئيل على رسول ال صلى ال عليه وآله
بصحيفة من السماء لم ينزل ال عزوجل كتابا قبله ول بعده ،وفيه خواتيم
من الذهب ،الخبر ) - 30 .(3كتاب الغيبة :لشيخ الطايفة :عن جماعة عن
التلعكبري عن أحمد بن علي المعروف بابن الخضيب عن بعض أصحابنا
عن حنظلة بن زكريا التميمي عن أحمد بن يحيى الطوسي عن أبي بكر بن
عبد ال بن أبي شيبة عن محمد بن فضيل عن العمش عن أبى صالح عن
ابن عباس قال :نزل جبرئيل عليه السلم بصحيفة من عند ال على رسول
ال صلى ال عليه وآله فيها اثنا عشر خاتما من ذهب إلى آخر الخبر ).(4
بيان :تدل هذه الخبار على جواز استعمال الذهب في أمثال تلك المور إل
أن يقال :حكم ذهب السماء ونزوله منها غير حكم ذهب الرض لقوله :لم
تمسه النار ،أو يقال :ل يقاس فعل البشر بفعله تعالى كما أنه تعالى يصور
الصور وحرمه على الناس ،أو يقال :ل يقاس فعلنا بفعل النبياء
والوصياء كتجويز التصوير لعيسى عليه السلم وتحريمه على غيره
والكل بعيد.
) (1الكافي 1ر 281في حديث ومثله في الطرف (2) .23امالي الصدوق ،241
اكمال الدين 231ط صدوق (3) .علل الشرايع 1ر (4) .164غيبة
الشيخ الطوسى.97 :
][536
- 31السرائر :نقل من جامع البزنطي قال :سألت الرضا عليه السلم عن السرج
واللجام فيه الفضة أيركب به ؟ قال :إن كان مموها ل تقدر على نزعه فل
بأس به وإل فل يركب به ) - 32 .(1المحاسن :عن أبي القاسم عن علي
بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلم مثله .قرب السناد :عن عبد ال بن
الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه عليه السلم مثله إل أن فيه مما ل
يقدر أن ينزع منه ) .(2كتاب المسايل :باسناده عن علي بن جعفر مثله.
بيان :قال الجوهري :موهت الشئ طليته بفضة أو ذهب ،وتحت ذلك نحاس
أو حديد ،ومنه التمويه وهو التلبيس - 33 .المكارم :عن الفضيل قال:
سألت أبا عبد ال عليه السلم عن السرير يكون فيه الذهب أيصلح إمساكه
في البيت ؟ قال :إن كان ذهبا فل ،وإن كان ماء الذهب فل بأس ).(3
الكافي :عن العدة عن أحمد بن أبي عبد ال عن محمد بن سنان عن حماد
بن عثمان عن الفضيل بن يسار مثله - 35 .المجالس للصدوق :عن محمد
بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن عبد ال بن الصلت
عن يونس بن عبد الرحمان عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن
أبي جعفر عليه السلم قال :إن اسم النبي صلى ال عليه وآله في صحف
إبراهيم الماحي إلى أن قال :وكان له درع تسمى ذات الفضول لها ثلث
حلقات فضة :حلقة بين يديها وحلقتان خلفها ،الخبر ) .(4الفقيه :باسناده
عن يونس مثله.
][537
) (1امالي الصدوق ،174عيون الخبار 2ر 50ومثله في الكافي 1ر (2) .234
الكافي 3ر (3) .106الكافي 8ر (4) .267الكافي 8ر (5) .331
الكافي 6ر .385
][538
تأكل في آنية ذهب ول فضة ) - 42 .(1الكافي :عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن
ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ل
تأكل في آنية من فضة ول في آنية مفضضة ) - 43 .(2ومنه :عن محمد
بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن بريد
عن أبى عبد ال عليه السلم أنه كره الشرب في الفضة ،وفي القدح
المفضض ،وكذلك أن يدهن في مدهن مفضض ،والمشط كذلك ) .(3الفقيه:
باسناده عن ثعلبة مثله وزاد فان لم يجد بدا من الشرب في القدح
المفضض عدل بفمه عن موضع الفضة ) .(4المكارم :عن أبى عبد ال
عليه السلم مثل الفقيه - 44 .التهذيب :باسناده عن الحسين بن سعيد عن
الحسن بن علي الوشا عن عبد ال بن سنان عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :ل بأس بأن يشرب الرجل في القدح المفضض واعزل فمك عن موضع
الفضة ) - 45 .(5فقه الرضا :قال عليه السلم :ل تصل في خاتم ذهب ول
تشرب في آنية الذهب والفضة ) - 46 .(6قرب السناد :عن هارون بن
مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عن أبيه عليهما السلم قال :نهى
رسول ال صلى ال عليه وآله عن سبع :عن التختم بالذهب ،والشرب في
آنية الذهب والفضة ،الخبر ) - 47 .(7معاني الخبار ) :(8عن حمزة
العلوي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن
) (1الفقيه 3ر 2) .222و (3الكافي 6ر (4) .267فقيه من ل يحضره الفقيه 3
ر 222ومثله في المكارم (5) .173التهذيب 9ر (6) .91فقه الرضا
(7) .16قرب السناد (8) .48معاني الخبار .301
][539
أبي عمير عن حماد عن عبيد ال الحلبي عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال
علي عليه السلم :نهاني رسول ال صلى ال عليه وآله ول أقول نهاكم:
عن التختم بالذهب ،الخبر - 48 .الكافي :في الصحيح عن أبى الصباح قال:
سألت أبا عبد ال عن الذهب يحلى به الصبيان ،فقال :كان علي بن الحسين
عليه السلم يحلي ولده ونساءه بالذهب والفضة ) - 49 .(1ومنه :أيضا
بسند صحيح عن داود بن سرحان قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن
الذهب يحلى به الصبيان ،فقال إن كان أبي ليحلي ولده ونساءه بالذهب
والفضة فل بأس به ) - 50 .(2ومنه :أيضا بسند صحيح عن محمد بن
مسلم قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن حلية النساء بالذهب
والفضة ،فقال :ل بأس به ) - 51 .(3ومنه :عن السكوني عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :كان نعل سيف رسول ال وقائمته فضة ،وكان بين ذلك
حلق من فضة ،ولبست درع رسول ال صلى ال عليه وآله فكنت أسحبها
وفيها ثلث حلقات من فضة من بين يديها وثنتان من خلفها ) .(4بيان :في
القاموس النعل حديدة في أسفل غمد السيف ،وقال :قائمة السيف مقبضه
كقائمه - 52 .ومنه :في الحسن كالصحيح عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :ليس بتحلية السيف بأس بالذهب والفضة ) - 53 .(5ومنه :بسند فيه
ضعف على المشهور عن أبى عبد ال عليه السلم أن حلية سيف رسول
ال صلى ال عليه وآله كان فضة كلها قائمته وقباعه ) .(6توضيح :قال
في النهاية فيه :كانت قبيعة سيف رسول ال صلى ال عليه وآله من فضة،
هي التي تكون على رأس قائم السيف ،وقيل :هي ما تحت شاربي السيف.
وفي القاموس قبيعة السيف كسفينة ما على طرف مقبضه من فضة أو
حديد ،وقال :وكجوهر قبيعة السيف .ولم أر القباع في اللغة ،وكونه جمعا
بعيد ،والمقصود ظاهر وعلى تقدير ضبط النسخ يدل على مجيئه بهذا
المعنى.
][540
- 54الكافي :عن العدة عن سهل عن البزنطي عن داود بن سرحان عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :ليس بتحلية المصاحف والسيوف بالذهب والفضة
بأس ) - 55 .(1السراير :نقل من كتاب أبى القاسم ابن قولويه عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :سألته عن الرجل يحلي أهله بالذهب ،قال :نعم
النساء والجواري ،وأما الغلمان فل ) .(2بيان :الخبار المتقدمة الدالة
على الجواز للصبيان أكثر وأقوى سندا ل يمكن حمله على الكراهة،
لشتمال الخبار السابقة على أنهم عليهم السلم كانوا يفعلون ذلك،
وحملها على بيان الجواز بعيد ،إذ ظاهرها الستمرار ويمكن حملها على
التقية ،ويؤيد هذا الخبر المنع من سقي المحرمات للطفال ،ويمكن حمل
الخبار السابقة على غير المميزين ،وهذا عليهم ،وهذا وجه حسن ويؤيده
وجوب تمرين المميزين على فعل الطاعات بل ترك المحرمات .وقال في
الذكرى :يجوز تحلية النساء والصبيان بالذهب ،لكن الصحاب اختلفوا في
جواز تمكين الولي الصبي من لبس الحرير كما هو في بالي ،وظاهر
الكليني أيضا العمل بأخبار الجواز ،قال صاحب الجامع :يجوز أن يلبس
الصبي الحرير والذهب - 56 .المكارم :من كتاب اللباس للعياشي عن أبي
عبد ال عليه السلم عن أبيه عن علي عليهم السلم قال :نهانا رسول ال
صلى ال عليه وآله عن خاتم الذهب ،وعن الشرب في آنية الفضة )(3
وعن الحلبي عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سألته عن الثنية تنفصم
أيصلح أن تشبك بالذهب ؟ وإن سقطت تجعل مكانها ثنية شاة ؟ قال :نعم
إن شاء فليضع مكانها ثنية شاة بعد أن تكون ذكية ) .(4وعن عبد ال بن
سنان عن أبي عبد ال عليه السلم مثله ) .(5ومن كتاب زهد أمير
المؤمنين عليه السلم عن علي بن عمران قال :خرج الحسين بن
) (1الكافي 6ر (2) .475مستطرفات السرائر (3) .491مكارم الخلق4) .96 :
(5 -المصدر .109
][541
على عليهما السلم وعلي في الرحبة وعليه قميص خز وطوق من ذهب ،فقال:
ابني هذا ؟ فقالوا نعم فدعا فشقه عليه وأخذ الطوق فقطعه قطعا ).(1
بيان :هذا الخبر إما من المفتريات أو كان مكان الحسين عليه السلم غيره
من أولده الصغار أو من أولد الحسين عليه السلم ،فان الحسين عليه
السلم :كان عند نزول أمير المؤمنين الكوفة قريبا من الربعين ،وعالما
بعلوم الولين والخرين ،فكيف كان يلبس الذهب مع أن هذا السن ليس
سن الطوق ،ولو حمل الرحبة على مسجد المدينة فهو أيضا ل يستقيم،
لنهم عليهم السلم معصومون قبل سن البلوغ أيضا إل أن يكون قبل
تحريم لبس الذهب .وأقول :سيأتي كثير من الخبار المناسبة للباب في
كتاب الداب والسنن في أبواب الزينة واللباس والمراكب ،وفي كتاب
الصلوة إنشاء ال تعالى لكونها هناك أنسب وإنما أوردنا بعضها هنا
لشتراك أحكام الواني مع تلك الحكام في المدارك والماخذ .تحقيق
وتوفيق بين الخبار المتقدمة وبيان :ما يستنبط منها من الحكام مع
الشارة إلى أقوال العلماء العلم ،وفيه مقاصد :الول :ظاهر أكثر
الصحاب اتفاقهم على تحريم أواني الذهب والفضة مطلقا قال العلمة
رحمه ال في المنتهى :أجمع من يحفظ عنه العلم على تحريم الكل
والشرب في النية المتخذة من الفضة والذهب ،إل ما نقل عن داود أنه
يحرم الشرب خاصة وعن الشافعي في القديم أن النهي نهي تنزيه .وقال
فيه أيضا :وهل يحرم استعمالها مطلقا في غير الكل والشرب ؟ قال به
علماؤنا ونقل اتفاق الصحاب على تحريم الستعمال مطلقا في التذكرة
والذكرى والمحقق رحمه ال في المعتبر وإن جزم بتحريم الستعمال
مطلقا ،لكن لم ينقل الجماع عليه ،وقال الشيخ في الخلف :يكره استعمال
أواني الذهب والفضة وكذا المفضض منهما ،وقال الشافعي :ل يجوز
استعمال أواني الذهب والفضة ،وبه قال أبو حنيفة
][542
في الكل والشرب والتطيب وعلى كل حال ،وقال الشافعي يكره المفضض ،وقال أبو
حنيفة :ل يكره ،وهو مذهب داود .دليلنا إجماع الفرقة ثم ذكر رواية
الحلبي ورواية محمد بن مسلم ثم قال :وروي عن النبي صلى ال عليه
وآله أنه نهى عن استعمال أواني الذهب والفضة .واقتصر على هذا ،وأول
كلمه وإن كان ظاهرا في الكراهة المصطلحة لسيما وقد ذكر في مقابله
قول الشافعي بعدم الجواز ،لكن آخر كلمه وإيراد الخبار التي ظاهرها
الحرمة مستدل بها يدل على أن مراده الحرمة أو العم منها ومن الكراهة،
ولذا حمل المحقق ومن تأخر عنه كلمه على الحرمة .وقال الشهيد رحمه
ال في الذكرى :النية خمسة إحداها المتخذ من الذهب والفضة ،ويحرم
استعمالها في الكل والشرب إجماعا ،وفي الخلف يكره استعمالها،
والظاهر أنه يريد التحريم كقوله في المبسوط ،ولقول النبي صلى ال عليه
وآله :الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في جوفه نار جهنم ،أي
يحدر أو يردد ،وقوله عليه السلم :ل تشربوا في آنية الذهب والفضة ول
تأكلوا في صحافها ،فانها لهم في الدنيا ولكم في الخرة وهو يدل باليماء
على تحريم استعمالها مطلقا كالبخور والكتحال والطهارة ،وذكر الكل
والشرب للهتمام ،وكذا قول الصادق عليه السلم :ل تأكلوا في آنية الذهب
والفضة ،ولنهي الباقر عليه السلم من آنية الذهب والفضة ،والنهي إنما
يتعلق بالمنافع ولقول الكاظم عليه السلم :آنية الذهب والفضة متاع الذين
ل يوقنون ،وفيهما إيماء إلى تحريم التخاذ مطلقا ،ولما فيه من السرف،
وتعطيل النفاق ،وتزيين المجالس أولى بالتحريم لعظم الخيلء به ،وكسر
قلوب الفقراء انتهى .واعلم أن الروايات الخاصة خالية عن التصريح
بتحريم الشرب والستعمالت مطلقا والروايات التي استدلوا بها بعضها
ضعيفة على طريقة الصحاب ،وبعضها غير صريحة في التحريم ،بل ظاهر
بعضها الكراهة لكن استعمالها في الخبار ليس غالبا على اصطلح القوم،
ودللة مطلق النهي على الحرمة غير ثابتة لكن بكثرة الروايات و الشهرة
بين الصحاب بل المسلمين ودعوى الجماع يقوى القول بالحرمة وإن كان
في غير
][543
الكل والشرب ليس بتلك القوة .ثم المشهور بين الصحاب تحريم اتخاذ أواني
الذهب والفضة لغير الستعمال أيضا كالقنية وتزيين المجالس ،لخبري
محمد بن مسلم وموسى بن بكر وأيد بأنه تعطيل للمال فيكون سرفا .قال
العلمة في النهاية :وكذا يحرم ساير وجوه استعمالها كالتوضي والكل.
بملعقة الفضة والتطيب بماء الورد من قارورة الفضة ،والتجمر بمجمرة
الفضة ،إذا احتوى عليها ،لما فيه من الخيلء وكسر قلوب الفقراء ،لن
الباقر عليه السلم نهى عن آنية الذهب والفضة والنهي عن العيان
ينصرف إلى المنع من جميع وجوه النتفاعات ،و هل يحرم اتخاذ الواني
منهما لغير الستعمال كتزيين المجالس وغيره ؟ الوجه ذلك لقوله عليه
السلم :فانها لهم في الدنيا ولكم في الخرة ولحديث الباقر عليه السلم،
ولن تحريم استعمالها مطلقا يستلزم تحريم اتخاذها على هيئة الستعمال
كالطنبور ،ولن فيه تعطيل للمال ،وهو يناسب إتلفه المنهي عنه انتهى.
وقال بعض المحققين من مشايخنا :وأما اتخاذها فالقرب تحريمه أيضا،
لن التخاذ ينبئ عن قصد الستعمال ،من حيث إن فايدتها الظاهرة
استعمالها ،ففي التخاذ إرادة المعصية ،والقدام على الحرام ،وهي
محرمة ،والعانة على الثم ،لن اتخاذها حينئذ إعانة على استعمالها،
فيكون من العانة على الثم ،وهي حرام .فان نوقش في انباء التخاذ عن
قصد الستعمال ،وظهور انحصار فايدتها في الستعمال ،وقيل :كما يكون
المقصود منها الستعمال يكون المقصود منها التخاذ لقنيتها ل
لستعمالها .قلنا :يتأيد ما ذكرناه مع ظهوره برواية محمد بن مسلم حيث
ذكر فيها النهي عن النية فيشمل التخاذ أيضا .وأقول :ل يخفي ضعف هذه
الوجوه ،وضعف الرواية العامية مع ضعف دللتها وضعف دللة رواية
محمد بن مسلم والعمدة في متمسكهم رواية موسى بن بكر ،وعندي أنها
مع ضعفها غير صريحة في المطلوب أيضا ،فان المتاع ما يتمتع به فيؤل
إلى أنه
][544
يتمتع بها الذين ل يوقنون ،وتعليق الحكم بالوصف مشعر بالعلية .قال في المصباح
المنير :المتاع في اللغة كل ما ينتفع به كالطعام والبز وأثاث البيت وأصل
المتاع ما يتمتع به من الزاد ،وهو اسم من متعته ،بالتثقيل ،إذا أعطيته
ذلك وفي القاموس المتاع المنفعة والسلعة والداة ،وما تمتعت به من
الحوائج ،والجمع أمتعة ،وقوله تعالى " :ابتغاء حلية " أي ذهب أو فضة
" أو متاع " أي حديد وصفر و نحاس ورصاص ،وبالضم ،ما يتبلغ به من
الزاد ويكسر ،وفي الصحاح المتاع السلعة والمتاع أيضا المنفعة وما
تمتعت به .وقال الراغب :المتوع المتداد والرتفاع والمتاع انتفاع ممتد
الوقت ،يقال متعه ال بكذا وأمتعه قال تعالى " :ومتعناهم إلى حين " وقال
تعالى " :ولكم في الرض مستقر ومتاع إلى حين " تنبيها على أن لكل
انسان من الدنيا تمتع مدة معلومة ،وقوله تعالى " :قل متاع الدنيا قليل "
تنبيه على أن ذلك في جنب الخرة غير معتد به ،ويقال لما ينتفع به في
البيت :متاع قال تعالى " :ابتغاء حلية أو متاع " وكل ما ينتفع به على
وجه ما هو متاع ومتعة ،وعلى هذا قوله " :ولما فتحوا متاعهم " أي
طعامهم فسماه متاعا انتهى .أقول :فظهر أن أصل المتاع المتمتع ،ثم
استعمل فيما ينتفع به ،فهنا إما بمعنى المصدر والحمل على المبالغة ،أو
بمعنى ما ينتفع به ; فالنتفاع مأخوذ فيه لما محض المالكية ولم يتفطن
بهذا أحد وإنما تكلموا في سند الحديث ،وأما ما ذكروه من تزيين المجالس
بها ،فالظاهر أنه أيضا انتفاع واستعمال ،فيلحق بالقسم الول وكذا التقييد
بالحتواء عليها في المجمرة الظاهر أنه غير جيد إذ إحضارها في المجلس
و طرح الطيب استعمال لها ،نعم بالنسبة إلى غير صاحب البيت إذا لم
يباشر شيئا من ذلك واستشم ذلك ففيه إشكال من جهة الستعمال ،وإن كان
من جهة الحضور في مجلس الفسق إن كان محرما مطلقا منهيا عنه ،وكذا
الستضاءة بالشمع الذي نصب في ظرف الذهب والفضة ،لغير المباشر فيه
إشكال ،ول يبعد الجواز ،ل سيما إذا لم يكن في المجلس الذي أسرج فيه،
فانه ل يعد هذا انتفاعا وتصرفا ،ولذا قالوا :ل يجوز للمالك منعهم
][545
من الستضاءة .ويشكل هذا في المشاهد المقدسة التي يسرج فيها في تلك الظروف
إذ يلزم ارتكاب المحرم لمر مستحب إذا قيل :بحرمة هذا النتفاع ،والظاهر
أنه ل تصير أمثال تلك الحتياطات البعيدة سببا لترك تلك الفضايل العظيمة
فان أصل كونها آنية في محل المنع كما ستعرف ،وكون مطلق الستعمال
محرما كذلك ،وكون ذلك استعمال أبعد .ويؤيده ما رواه الكليني والشيخ في
الحسن كالصحيح عن زرارة قال :حضر أبو جعفر عليه السلم جنازة رجل
من قريش وأنا معه وكان فيها عطاء فصرخت صارخة فقال عطا :لتسكتن
أو لنرجعن ،قال :فلم تسكت فرجع عطا ،قال :فقلت لبي جعفر عليه
السلم :إن عطا قد رجع ،قال :ولم ؟ قلت صرخت هذه الصارخة ،فقال لها:
لتسكتن أو لرجعن ،فلم تسكت فرجع ،فقال :امض بنا ،فلو أنا إذا رأينا
شيئا من الباطل مع الحق تركنا له الحق لم نقض حق مسلم ) .(1وأما ما
يصنعه بعضهم فيأتي بشمعة فيقرء ويزور بها ،فكأنه ل ينفعه إل إذا لم
يصل إليه من أنوار تلك الشموع شئ ،وهذا غير ميسر غالبا ،ومع
الوصول فالقراءة بجميع النوار والقصد ل يفيد في ذلك ،والعجب أن بعض
أفاضل معاصرينا كان يبعث شمعة إلى الروضة المقدسة الرضوية صلوات
ال على مشرفها ليقرء الناس بها لزعمه أنه ينفعهم .قال المحقق
الردبيلي رحمه ال :ليس في خبر معتبر النهي عن الستعمال ،نعم وقع "
كرههما " في صحيحة محمد بن إسماعيل والنهي عن الكل في آنية
الفضة في حسنة الحلبي وهما أصح ما نقل على هذه المسألة في المنتهى
فالظاهر أن المراد بالكراهة التحريم ،وهو كثير ،ويشعر به تتمة الخبر
فتأمل وفتوى الصحاب ،وحملوا النهي في الحسنة على التحريم فتأمل،
وباقي الخبار غير الصحيحة مثل خبر داود بن سرحان وخبر محمد بن
مسلم ورواية موسى بن بكر ،وعلى تقدير حمل النهي والكراهة على
التحريم
][546
وجد النهي تحريما عنهما ،والنهي عن العيان غير معقول فيحمل على ما هو
المطلوب منه غالبا كما هو مقتضي الصول ،وهو الستعمال مطلقا لفي
الكل ول في الشرب للظاهر ،ولنه أقرب إلى الحقيقة ،فعلم مما عرفت
عدم دليل على تحريم التخاذ للقنية أيضا كما هو مذهب الكثر ول تزيين
المجالس والبيوت وغير ذلك لعدم ثبوت ما يصلح دليل عليه مع الصل
ومثل " من حرم زينة ال " وحصر المحرمات في بعض اليات وعدم
دخوله فيها .ثم قال رحمه ال :وبالجملة لو ل دعوى الجماع ،وعدم
ظهور الخلف والفرق لكان القول بكراهة استعمال الواني حسنا لعدم دليل
التحريم للفظ " كرههما " وعطف النهي عن المفضض المحمول على
الكراهة على نهيها ،مع أنه حسن ،فالجماع مع ظهور بعض الخبار يدل
على بعض تحريم مطلق الستعمال والحتياط مع بعض الخبار أيضا يدل
على تحريم القنية أيضا فل يترك انتهى .وأقول :حمل النهي الوارد على
العيان على مطلق الستعمال أو النتفاع محل نظر ،بل يحتمل حمله على
النتفاع الغالب الشايع كالكل والشرب هنا ،والوطي في قوله تعالى" :
حرمت عليكم امهاتكم " والكل " في حرمت عليكم الميتة " ،وأمثال ذلك
كما أشرنا إليه سابقا .الثاني :اختلف الصحاب في الواني المفضض ،فقال
الشيخ في الخلف :حكمها حكم الواني المتخذة من الذهب والفضة ،وقال
في المبسوط :يجوز استعمالها لكن يجب عزل الفم عن موضع الفضة،
واختاره العلمة رحمه ال وعامة المتأخرين قالوا :بالكراهة ،وهو أقوى
لصحيحة عبد ال بن سنان .احتج الشيخ على التحريم بحسنة الحلبي فان
العطف يقتضي التساوي ،وبرواية بريد لن المراد بالكراهة في الول
التحريم فيكون في الثاني كذلك تسوية بين المعطوف والمعطوف عليه،
واحترازا عن عموم الشتراك والمجاز ،ورواية عمرو بن أبى المقدام
واجيب بأن لزوم مطلق التشريك بين المعطوف والمعطوف عليه ممنوع،
وخبر الحلبي محمول على الكراهة في المفضض ،جمعا بينه وبين ما هو
أقوى منه،
][547
والكراهية في خبر بريد أعم من التحريم ،فالتشريك بين المعطوف والمعطوف عليه
حاصل على القول بالكراهة ،ونزعه عليه السلم ل يدل على التحريم،
فيجوز أن تكون للكراهية ،واجتناب موضع الفضة على الوجوب عند
الشيخ في المبسوط والعلمة وأكثر المتأخرين استنادا إلى المر بالعزل في
صحيحة ابن سنان .وذهب المحقق رحمه ال في المعتبر إلى استحبابه
لصحيحة معاوية بن وهب وهو حسن فان ترك الستفصال مع قيام
الحتمال دليل العموم .وأقول :المفضض أنواع :الول الظرف الذي تكون
بعضها فضة وبعضها نحاسا أو غيره متميزا كل منهما عن الخر كما
تستعمل ظروف أصلها من الخزف أو ما يشبهه وفمها من الفضة ،الثاني
ماكان جميعه مموها بالفضة وهو قسمان :أحدهما ماطلي بماء الفضة وإذا
عرض على النار ل ينفصل عنه شئ ،وثانيهما ما لبس بالسبايك وشبهها
بحيث إذا عرض على النار انفصلت الفضة عن غيرها ،الثالث ما علق
عليه قطعة أو حلقة أو سلسلة من الفضة ،الرابع أن يخلط الفضة بشئ
آخر ،ويصنع منهما النية ،الخامس ما نقش بالفضة .وظاهر أخبار
المفضض شمولها للول والثالث ،لكن ظاهر أكثرها ما كان بالضبة
والقطعة الملصقة ،ل الحلقة والسلسلة ،للتصريح في بعضها بالضبة،
ولتجويز الحلقة في غير الواني كما مر ،قال في الدروس :وفي المفضض
روايات والكراهة أشبه نعم يجب تجنب موضع الفضة على القرب ،ول
بأس بقبيعة السيف ونعله من الفضة وضبة الناء وحلقة القصعة .وأما
الثاني فالظاهر في الولى التجويز ،وفي الثانية المنع لصدق النية على
اللباس بل يمكن ادعاء صدق آنية الفضة على الجميع عرفا ،وللخبار
السابقة ،وإن وردت في غير الواني ،ويحتمل القول بالجواز فيه لصل
الباحة ،وعدم صراحة الخبار في المنع ،وقال العلمة رحمه ال في
النهاية :لو اتخذ إناء من حديد أو غيره وموهه بالذهب أو الفضة ،فان كان
يحصل منهما شئ بالعرض على النار ،منع من
][548
استعماله ،وإل فاشكال ينشأ من عدم ظهوره للفقراء ،فل يحصل الخيلء ومن
المشابهة لنية الذهب والفضة انتهى .وأما الرابع فل يبعد اعتبار صدق
السم ،فان صدق آنية الفضة عليه منع وإل فل ،فكأنه ل اعتبار للغلبة مع
عدم صدق السم .وأما الخامس فل يبعد القول بالتفصيل فيه كالثاني بأن
يقال :إن حصل منهما بالعرض على النار شئ كان في حكم المفضض وإل
فل .ثم اعلم :أن الحاديث وردت في المفضض ،وهو مشتق من الفضة،
وهل يدخل فيها المذهبة أو المضببة بالذهب ؟ قال العلمة رحمه ال في
المنتهي :لم أقف للصحاب فيه على قول ،ثم قال :والقوى عندي جواز
اتخاذه عمل بالصل ،والنهي إنما يتناول استعمال آنية الذهب والفضة ،نعم
هو مكروه إذ ل ينزل عن درجة الفضة وهو حسن ،إل أن إثبات الكراهة
مع فقد النص ل يخلو من إشكال ،وقال رحمه ال في النهاية :ل فرق بين
المضبب بالفضة أو الذهب في ذلك لتساويهما في المنع ،والعلة ،وقال
السيد رحمه ال في المدارك :الظهر أن النية المذهبة كالمفضضة في
الحكم بل هي أولى بالمنع ،وقال المحقق الردبيلي رحمه ال :الظاهر عدم
الفرق بين الذهب والفضة في ثبوت الكراهة ،ووجوب عزل الفم فيه ،ثم
قال :ول يخفى أن وجوب عزل الفم يدل على تحريم الشرب في آنية الفضة
فتأمل .الثالث :قال الشيخ البهائي رحمه ال :ل يحرم المأكول والمشروب
لعدم الدليل وأصالة الحل ،وعن المفيد رحمه ال تحريمه وهو الليح من
كلم أبي الصلح رحمه ال وربما يظن اليماء إليه فيما اشتهر من قول
النبي صلى ال عليه وآله :الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في
جوفه نار جهنم ،ورده شيخنا في الذكرى ،بأن الحديث محمول على أن
الشرب المذكور سبب في دخول النار لمتناع إرادة الحقيقة انتهى ،ونحو
ذلك ذكر غيره .وأقول :كلمهم في هذا الباب مبهم ل يعرف معناه ول يفهم
مغزاه ،وتفصيله ان حرمة العين إذا لم يرد بها الستعمال والنتفاع ،ليس
له معنى محصل ،فان كان
][549
مرادهم بحرمة المأكول أنه إذا دخل الطعام فيها حرم ول يجوز الكل منه ،وإن حول
منها إلى آنية اخرى أيضا ،كما يدل عليه عبارة الذكرى ؟ فمعناه محصل
لكن دليله في غاية الضعف إذ لم يدل عليه شئ من الخبار المنقولة من
طرق الخاصة والعامة ،قال في الذكرى :ل يحرم المأكول والمشروب ،وإن
حرم الستعمال لعدم تناول النهي المستعمل ،ويخرج عن المعصية بوضعه
في غير الناء ،ثم أكله ،وعن المفيد رحمه ال تحريمه ويلوح من كلم أبى
الصلح ثم ذكر ما مر ،وإن أرادوا به أن عند الكل من آنية الفضة تعلقت
الحرمة بالمأكول أيضا أي يصدق عليه أنه أكل شيئا محرما كما أنه يصدق
أنه أكل أكل محرما كما يوهمه كلم بعضهم ،فل محصل له كما عرفت ،فان
المأكول المحرم ل معنى له إل أن أكله محرم .فان قيل :نجد الفرق بين
الحكم المتعلق بالعين ،والمتعلق بالفعل ،في كلم القوم لحكمهم بكراهة
الكل متكئا وكراهة مكروهات الذبيحة ،وكذا الفرق واضح بين الكل في
المكان المغصوب ،وبين أكل لحم الخنزير ،قلت :جميع تلك الحكام ترجع
إلى فعل المكلف لكن اصطلحوا على أن الحرمة إذا كانت متعلقة بأكل شئ
مثل في جميع الحوال الختيارية كلحم الخنزير ،ينسبون الحرمة إلى
المأكول ،وإن كانت محصوصة بوضع خاص أو زمان خاص أو مكان
مخصوص ينسبون التحريم إلى الفاعل غالبا .فان كان غرضهم هذا الفرق
فالنزاع قليل الجدوى ،ول ثمرة له يعتد بها ،والظاهر أن مرادهم المعنى
الول لكن كلم أبي الصلح ل دللة فيه على شئ من الوجهين ،حيث قال
في الكافي :ما يحرم أكله على ضربين :أحدهما يتعلق التحريم بعينه،
الثاني بوقوعه على وجه ،الضرب الول البغل والخنزير والكلب ،إلى قوله
الضرب الثاني ميتة ذوات النفس السائلة إلى قوله :وطعام الكفار ،وما
باشروه ببعض أعضائهم ،وما شرب عليه الخمر من الطعام ،والطعام في
آنية الذهب والفضة ،ثم قال :فصل فيما يحرم شربه :قليل المسكر وكثيره
خمر محرم ،إلى أن قال :وما
][550
ينجس من الطاهرات والشرب فيما ل يجوز الكل فيه من الواني انتهى .وكلمه في
الشرب صريح في المشهور وكلم المفيد رحمه ال لم أظفر عليه بعينه.
الرابع :اختلف الصحاب في بطلن الطهارة إذا تطهر من إنائي الذهب
والفضة قال في المعتبر :ل يبطل وضوؤه ول غسله ،لن انتزاع الماء
ليس جزء من الطهارة بل ل يحصل الشروع فيها إل بعده ،فل يكون له أثر
في بطلن الطهارة ،واستوجه العلمة رحمه ال في المنتهى البطلن ،لن
الطهارة ل تتم إل بانتزاع الماء المنهي عنه ،فيستحيل المر بها لشتماله
على المفسدة ،وقال في المدارك :هو جيد ،حيث ثبت التوقف المذكور،
وأما لو تطهر منه مع التمكن من استعمال غيره قبل فوات الموالت،
فالظاهر الصحة لتوجه المر باستعمال الماء ،حيث ل يتوقف على فعل
محرم ،وخروج النتزاع المحرم عن حقيقة الطهارة انتهى .وكذا اختلفوا
في البطلن لو جعلت مصبا لماء الوضوء أو الغسل ،وعدم البطلن هنا
أظهر .الخامس :قال في المنتهى :تحريم الستعمال مشترك بين الرجال
والنساء لعموم الدلة ،وإباحة التحلي للنساء بالذهب ل يقتضي إباحة
استعمالهن النية منه إذ الحاجة وهي التزين ماسة في التحلي وهو
مختص به ،فتخصص به الباحة انتهى وادعى في الذكرى عليه الجماع.
السادس :قال في المنتهى :لو اتخذ إناء من ذهب أو فضة مموهة بنحاس
أو رصاص ،حرم استعماله لوجود النهي عنه ،وهو أحد قولي الشافعي،
وفي الخر ل يحرم ،لنه ل يظهر للناس السرف فيه ،فل يخشي منه فتنة
الفقراء ،ول إظهار التكبر ،والجواب السرف موجود فيه ،وإن لم يظهر
انتهى .وأقول :هذه العلل غير منصوصة والعمدة صدق السم ليدخل تحت
النهي وهو ممنوع ودعوى الصدق غير بعيد .السابع :اختلف الصحاب في
جواز اتخاذ الظروف الصغيرة التي ل تصلح للكل والشرب كالمكحلة
وظرف الغالية وأشباه ذلك ،للشك في صدق النية عليها
][551
][552
وقال المحقق الردبيلي رحمه ال :على تقدير ثبوت التحريم ل ينبغي الفرق بين
المشاهد وغيرها بعدم التحريم فيها بدليل التعظيم ،وميل قلوب الناس
إليها ،لن مثله ل يصلح لتخصيص الدليل لو كان موجودا ،ولعل عدم المنع
من المتقدمين على تقدير القدرة لعدم تحريم غير الستعمال .التاسع :قال
العلمة رحمه ال في المنتهي :ل بأس باتخاذ الفضة اليسيرة كالحلية
للسيف ،والقصعة والسلسلة التي يتشعب بها الناء ،وأنف الذهب ،وما
يربط به أسنانه ،لما رواه الجمهور في قدح رسول ال صلى ال عليه
وآله ،والخاصة في مرآة موسى ،وروي الجمهور أن عرفجة بن سعد
اصيب أنفه يوم الكلب ،فاتخذ أنفا من ورق فأنتن عليه فأمره النبي صلى
ال عليه وآله أن يتخذ من ذهب ،وللحاجة إلى ذلك واتخاذ ذلك جايز مع
الحاجة ،وبدونها خلفا لبعض ،وأما ما ليس باناء فالوجه الكراهية فيه،
وذلك كالصفايح في قايم السيف ،والميل لما فيه من النفع ،ولما رواه أنس
قال :كان نعل سيف رسول ال صلى ال عليه وآله من فضة ،وقبيعة سيفه
فضة ،وما بين ذلك حلق الفضة ورواية محمد بن إسماعيل لما أمر موسى
عليه السلم بكسر قضيب العباس الملبس بالفضة قد تحمل على الكراهة.
ونحو ذلك قال في المعتبر :وقال صاحب الوسيلة :الحلي ثلثة أضرب:
ذهب وفضة وجوهر فالذهب حرام على الرجال التزين به ،حلل للنساء إل
في حال الحداد ،والفضة والجوهر يجوز للرجل التزين بهما كما يجوز
للمرأة ،ولبس ما يختص بأحدهما مكروه للخر ،والمموه من الخاتم
والمجرى فيه الذهب والمصوغ من الحنسين على وجه ل يتميز
والمدروس من الطرز مع بقاء أثره حل للرجال أيضا .وقال صاحب
الجامع :ل يحل استعمال أواني الذهب والفضة لرجل أو امرأة وموضع
الفضة من المفضض ،والمدهن والمشط ،والمرآة من ذلك ،ول بأس بالبرة
سن الذهب والفضة وقال رحمه ال :ل يجوز للرجال التحلي بالذهب،
ويجوز للنساء ويتحلي الرجال بالفضة خاتما ومنطقة وحلية سيف وبرة
بعير.
][553
وقال في الذكري :أما نحو الحلقة للقصعة وقبيعة السيف والسلسلة فانه جايز ،ثم
ذكر الخبار العامية والخاصية المتقدمة في ذلك ،وقال في الدروس :ول
بأس بقبيعة السيف ونعله من الفضة ،وضبة الناء ،وحلقه الفضة ،وتحلية
المرآت وروي جواز تحلية السيف والمصحف بالذهب والفضة ،وقال في
الذكري :هل ضبة الذهب كالفضة ؟ يمكن ذلك كأصل الناء ،والمنع لقوله
صلى ال عليه وآله في الذهب والحرير :هذان حرامان على ذكور امتي
انتهى .وأقول :قد مر التفصيل في السرير والسرج واللجام ،ولم أر أحدا
من الصحاب تعرض لذلك ،وروي عن الصادق عليه السلم أنه كانت برة
ناقة رسول ال صلى ال عليه وآله من فضة .وأقول :روت العامة أن
طرفة بن عرفجة الصحابي اصيب أنفه يوم الكلب فاتخذها من ورق فأنتن
فرخص عليه السلم له في الذهب ،وفي شرح الشواهد :الكلب كغراب
موضع وماء وقال حمزة بن الحسن الصبهاني في كتاب التنبيه على
حروف التصحيف :قد فضح التصحيف في دولة السلم خلقا من الفقهاء
والعلماء والكتاب والمراء وذوي الهيئات من القراء كحيان بن بشر قاضي
اصبهان وقد تولي قضاء الحضرة أيضا ،فانه كان روي عن أصحاب
الحديث أن عرفجة قطع أنفه يوم الكلب ،وكان مستحليه رجل يقال له
كحيحة ،فقال :أيها القاضي إنما هو يوم الكلب ،فأمر بحبسه فدخل الناس
إليه فقالوا :ما دهاك ؟ فقال :قطع أنف عرفجة يوم الكلب في الجاهلية،
وامتحنت أنا به في السلم .العاشر :احتلف الصحاب في زخرفة السقوف
والحيطان بالذهب ،فقال الشيخ في الخلف :إنه لنص في تحريمها،
والصل الباحة ،ونقل عن ابن إدريس المنع من ذلك ولعل ذلك لما فيه من
تعطيل المال ،وصرفه في غير الغراض الصحيحة ،قيل :ويرشد إليه أمر
أبي الحسن عليه السلم بكسر القضيب الملبس بالفضة .الحادي عشر :قال
في الذكرى :ل كراهية في الشرب عن كوزفمها خاتم فضة ،أو إناء فيه
دراهم ،وقال :ل يضمن كاسر أو اني الذهب والفضة لنه ل حرمة لها على
][554
القول بتحريم اتخاذها لغير الستعمال ،ويجوز بيعها على القول بعدم تحريم اتخاذها
لغير الستعمال ،أو كان المطلوب كسرها ووثق من المشتري بذلك ،وأطلق
العلمة الحكم بجواز ذلك وقال :وعلى المشتري سبكها .الثاني عشر :قال
في المنتهى :يجوز اتخاذ الواني من كل ما عدا الذهب والفضة مرتفعا كان
في الثمن أول ،عمل بالصل ،ول يكره استعمال شئ منها في قول أكثر
أهل العلم ،إل أنه قد روى عن ابن عمر أنه كره الوضوء في الصفر
والنحاس والرصاص وشبهه ،واختاره أبو الفرج المقدسي لتغير الماء
منه ،وقال بعض الجمهور :يكره الشرب في الصفر .لنا ما رواه الجمهور
عن عبد ال بن زيد قال :أتا نا رسول ال صلى ال عليه وآله فأخرجنا له
ماء في تور من صفر فتوضأ ،رواه البخاري ،وروى أبو داود عن عائشة
قالت :كنت أغتسل أنا ورسول ال في تور من شبه ) (1ومن طريق
الخاصة ما رواه الشيخ عن يونس بن يعقوب وذكر حديث عباد البصري
الذي قدمناه برواية البرقي .قد تم كتاب السماء والعالم من بحار النوار
على يد مؤلفه الحقير المقر الحادي عشر :قال في الذكرى :ل كراهية في
الشرب عن كوزفمها خاتم فضة ،أو إناء فيه دراهم ،وقال :ل يضمن كاسر
أو اني الذهب والفضة لنه ل حرمة لها على
][554
القول بتحريم اتخاذها لغير الستعمال ،ويجوز بيعها على القول بعدم تحريم اتخاذها
لغير الستعمال ،أو كان المطلوب كسرها ووثق من المشتري بذلك ،وأطلق
العلمة الحكم بجواز ذلك وقال :وعلى المشتري سبكها .الثاني عشر :قال
في المنتهى :يجوز اتخاذ الواني من كل ما عدا الذهب والفضة مرتفعا كان
في الثمن أول ،عمل بالصل ،ول يكره استعمال شئ منها في قول أكثر
أهل العلم ،إل أنه قد روى عن ابن عمر أنه كره الوضوء في الصفر
والنحاس والرصاص وشبهه ،واختاره أبو الفرج المقدسي لتغير الماء
منه ،وقال بعض الجمهور :يكره الشرب في الصفر .لنا ما رواه الجمهور
عن عبد ال بن زيد قال :أتا نا رسول ال صلى ال عليه وآله فأخرجنا له
ماء في تور من صفر فتوضأ ،رواه البخاري ،وروى أبو داود عن عائشة
قالت :كنت أغتسل أنا ورسول ال في تور من شبه ) (1ومن طريق
الخاصة ما رواه الشيخ عن يونس بن يعقوب وذكر حديث عباد البصري
الذي قدمناه برواية البرقي .قد تم كتاب السماء والعالم من بحار النوار
على يد مؤلفه الحقير المقر بالزلل والتقصير ،محمد باقر بن محمد تقى
عفى ال عن هفواتهما ،ومحا سيئاتهما ،مع هجوم أنواع الشغال ،وتشتت
البال ،وتفرق الحوال ،في أواسط شهر جمادى الثانية من شهور سنة
أربع ومائة بعد اللف من الهجرة النبوية والحمد ل أول وآخرا و الصلة
والسلم على سيد المرسلين وعترته الطيبين الطهرين ولعنة ال على
أعدائهم أجمعين.
) (1صحيح البخاري كتاب الوضوء الباب 45سنن ابى داود كتاب الطهارة الباب
.47