Professional Documents
Culture Documents
][1
بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار تأليف :العلم العلمة الحجة فخر
المة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي " قدس ال سره " الجزء
الخامس والستون دار إحياء التراث العربي بيروت -لبنان الطبعة الثالثة
المصححة 1403ه 1983م دار احياء التراث العربي بيروت -لبنان -
بناية كليوباترا -شارع دكاش -ص .ب 11 / 7957تلفون المستودع:
273023 278766 - 274696المنزل 830717 - 830711برقيا:
التراث تلكس LE / 44632تراث
][1
بسم ال الرحمن الرحيم ) 15باب( * " )فضائل الشيعة( " * اليات ،النساء :ومن
يطع ال والرسول فاولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا * ذلك الفضل من ال وكفى بال
عليما ) .(1المائدة :ومن يتولى ال ورسوله والذين آمنوا فان حزب ال
هم الغالبون ) .(2الحزاب :يا أيها الذين آمنوا اذكروا ال ذكرا كثيرا
وسبحوه بكرة وأصيل * هو الذي يصلي عليكم وملئكته ليخرجكم من
الظلمات إلى النور ،وكان بالمؤمنين رحيما * تحيتهم يوم يلقونه سلم
وأعد لهم أجرا كريما ) .(3المؤمن :الذين يحملون العرش ومن حوله
يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل
شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا
][2
واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن
صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم * وقهم
السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم ).(1
الحجرات :ولكن ال حبب إليكم اليمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر
والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون * فضل من ال ونعمة وال عليم
حكيم ) .(2تفسير " :ومن يطع ال " قال الطبرسي :قيل :نزلت في ثوبان
مولى رسول ال صلى ال عليه وآله ) (3وكان شديد الحب لرسول ال
صلى ال عليه وآله قليل الصبر عنده فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل
جسمه فقال عليه السلم :يا ثوبان ما غير لونك ؟ فقال :يا رسول ال ما
بي من مرض ول وجع غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك حتى ألقاك ثم
ذكرت الخرة فأخاف أن ل أراك هناك لني عرفت أنك ترفع مع النبيين
وإني إن ادخلت الجنة كنت في منزلة أدني من منزلتك وإن لم ادخل الجنة
فل أحسب أن أراك أبدا فنزلت الية .ثم قال صلى ال عليه وآله :والذي
نفسي بيده ل يؤمنن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأبويه وأهله
وولده ،والناس أجمعين .وقيل :إن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وآله
قالوا :ما ينبغى لنا أن نفارقك فانا ل نراك إل في الدنيا فأما في الخرة فانك
ترفع فوقنا بفضلك ،فل نراك .فنزلت الية عن قتادة ومسروق بن الجدع.
ثم قال :والمعنى " ومن يطع ال " بالنقياد لمره ونهيه " والرسول "
باتباع
][3
شريعته والرضا بحكمه " فاولئك مع الذين أنعم ال عليهم " في الجنة ثم بين
المنعم عليهم فقال " من النبيين والصديقين " يريد أنه يستمتع برؤيتهم
وزيارتهم و الحضور معهم ،فل ينبغي أن يتوهم من أجل أنهم في أعل
عليين أنه ل يراهم ،وقيل في معنى الصديق :إنه المصدق بكل ما أمر ال
به وبأنبيائه ل يدخله في ذلك شك ويؤيده قوله " :والذين آمنوا بال
ورسله اولئك هم الصديقون " ) " .(1والشهداء " يعني المقتولين في
الجهاد " والصالحين " أي صلحاء المؤمنين الذين لم تبلغ درجتهم درجة
النبيين والصديقين والشهداء " وحسن اولئك رفيقا " معناه من يكون
هؤلء رفقاؤه فأحسن بهم من رفيق أو فما أحسنهم من رفيق ثم روى ما
سيأتي برواية العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد ال عليه السلم ) (2ثم
قال " :ذلك " إشارة إلى الكون مع النبيين والصديقين ،و " الفضل من
ال " ما تفضل ال به على من أطاعه " وكفى به عليما " بالعصاة
والمطيعين والمنافقين والمخلصين ،و قيل :معناه حسبك ال عالما بكنه
جزاء المطيعين على حقه وتوفير الحظ فيه انتهى ) .(3وأقول :قد مضت
أخبار كثيرة في كتاب المامة ) (4في أن الصديقين و الشهداء هم الئمة
عليهم السلم بل الصالحين أيضا وقد روى الكليني ره في روضة الكافي )
(5في حديث طويل عن الصادق عليه السلم :ألم تسمعوا ما ذكر ال من
فضل اتباع الئمة الهداة وهم المؤمنون قال " :اولئك مع الذين أنعم ال
عليهم إلى قوله وحسن اولئك رفيقا " فهذا وجه من وجوه فضل اتباع
الئمة فكيف بهم وبفضلهم.
) (1الحديد (2) .19 :أبو بصير عن أبى عبد ال عليه السلم أنه قال :يا أبا محمد
لقد ذكركم ال في كتابه ثم تل هذه الية ،وقال :فالنبى رسول ال ،ونحن
الصديقون والشهداء .وأنتم الصالحون فتسموا بالصلح كما سماكم ال
تعالى (3) .مجمع البيان ج 3ص (4) .72راجع ج 24ص .40 - 30
من هذه الطبعة الحديثة (5) .الكافي ج 8ص 10في رسالة أبى عبد ال
عليه السلم إلى جماعة الشيعة )*(.
][4
وفي تفسير علي بن إبراهيم " النبيين " رسول ال " والصديقين " علي " و
الشهداء " الحسن والحسين " والصالحين " الئمة " وحسن اولئك رفيقا
" القائم من آل محمد صلوات ال عليهم ) " .(1ومن يتولى ال " هذه
الية بعد قوله سبحانه " إنما وليكم ال ورسوله و الذين آمنوا " ) (2وقد
مر أن الذين آمنوا أمير المؤمنين والئمة صلوات ال عليهم ،بالروايات
المتواترة من طرق العامة والخاصة ) (3فمن تولهم ونصرهم و اتخذهم
أئمة فهم حزب ال وأنصاره ،وهم الغالبون في الدنيا بالحجة ،وفي الخرة
بالنتقام من أعدائهم ،وظهور حجتهم ،بل في الدنيا أيضا في زمن القائم
عليه السلم " .هو الذي يصلي عليكم وملئكته " ) (4في المجمع الصلة
من ال تعالى المغفرة والرحمة ،وقيل الثناء ،وقيل هي الكرامة وأما صلة
الملئكة فهى دعاؤهم ،وقيل طلبهم إنزال الرحمة من ال تعالى " ليخرجكم
من الظلمات إلى النور " أي من الجهل بال سبحانه إلى معرفته فشبه
الجهل بالظلمات والمعرفة بالنور ،لن هذا يقود إلى الجنة وذلك يقود إلى
النار ،وقيل من الضللة إلى الهدى بألطافه وهدايته ،و قيل من ظلمات
النار إلى نور الجنة " وكان بالمؤمنين رحيما " خص المؤمنين بالرحمة
دون غيرهم ،لن ال سبحانه جعل اليمان بمنزلة العلة في إيجاب الرحمة
والنعمة العظيمة التي هي الثواب " تحيتهم يوم يلقونه سلم " أي يحيي
بعضهم بعضا يوم يلقون ثواب ال ،بأن يقولوا :السلمة لكم من جميع
الفات ،ولقاء ال سبحانه لقاء ثوابه عزوجل .وروي عن البراء بن عازب
أنه قال :يوم يلقون ملك الموت ل يقبض روح مؤمن إل سلم عليه ،فعلى
هذا يكون المعنى تحية المؤمن من ملك الموت ،يوم يلقونه
) (1تفسير القمى ص (2) .131المائدة (3) .55 :راجع ج 35ص 206 - 183
من هذه النفيسة (4) .الحزاب.(*) 42 :
][5
أن يسلم عليهم وملك الموت مذكور في الملئكة " وأعد لهم أجرا كريما " أي ثوابا
جزيل انتهى ) .(1وأقول :روى العامة بأسانيد جمة عن النبي صلى ال
عليه وآله أنه قال :صلت الملئكة علي وعلى علي سبع سنين ،وذلك أنه
لم يصل فيها أحد غيري وغيره ) .(2وروى الصدوق في التوحيد في حديث
طويل ) (3عن علي عليه السلم يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه
من اليات :واللقاء هو البعث فان جميع ما في كتاب ال من لقائه فانه
يعني بذلك البعث وكذلك قوله " تحيتهم يوم يلقونه سلم " يعني أنه ل
يزول اليمان عن قلوبهم يوم يبعثون .وقال في المجمع في قوله تعالى" :
والذين يحملون العرش " عبادة ل وامتثال .لمره " ومن حوله " يعني
الملئكة المطيفين بالعرش وهم الكروبيون وسادة الملئكة " يسبحون
بحمد ربهم " أي ينزهون ربهم عما يصفه به هؤلء المجادلون ،وقيل
يسبحونه بالتسبيح المعهود ويحمدونه على إنعامه " ويؤمنون به " أي
ويصدقون به ويعترفون بوحدانيته " ويستغفرون " أي يسألون ال
المغفرة " للذين آمنوا " من أهل الرض ،أي صدقوا بوحدانية ال،
واعترفوا بإلهيته ،وبما يجب العتراف به ،ويقولون في دعائهم لهم "
ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما " أي وسعت رحمتك وعلمك كل شئ.
والمراد بالعلم المعلوم .كما في قوله " ول يحيطون بشئ من علمه " )(4
أي بشئ من معلومه على التفصيل فجعل العلم في موضع المعلوم،
والمعنى أنه ل
) (1مجمع البيان ج 8ص 362و (2) .363أخرجها ابن شهر آشوب في مناقب
آل أبى طالب ج 2ص ،16عن جمع من أصحاب السنن ،وترى في
البحار ج 38ص 288 - 201أحاديث في ذلك .أخرجها المصنف من
المصادر المختلفة فراجع الطبعة الحديثة (3) .التوحيد ص ،274في
حديث يذكره من ص (4) .277 - 259البقرة.(*) 255 :
][6
اختصاص لمعلوماتك ،بل أنت عالم بكل معلوم ،ول يختص رحمتك حيا دون حي بل
شملت جميع الحيوانات ،وفي هذا تعليم الدعاء ليبدأ بالثناء عليه قبل
السؤال " فاغفر للذين تابوا " من الشرك والمعاصي " واتبعوا سبيلك "
الذي دعوت إليه عبادك وهو دين السلم " وقهم " أي وادفع عنهم "
عذاب الجحيم " .وفي هذه الية دللة على أن إسقاط العقاب عند التوبة
تفضل من ال ،إذ لو كان واجبا لكان ل يحتاج فيه إلى مساءلتهم ،بل كان
يفعله ال سبحانه ل محالة " ربنا وأدخلهم " مع قبول توبتهم ووقايتهم
النار " جنات عدن التي وعدتهم " على ألسن أنبيائك " ومن صلح من
آبائهم وذرياتهم " ليكمل انسهم ويتم سرورهم " إنك أنت العزيز " القادر
على ما تشاء " الحكيم " في أفعالك " وقهم السيئات " أي وقهم عذاب
السيئات ويجوز أن يكون العذاب هو السيئات ،وسماه السيئات اتساعا كما
قال " وجزاء سيئة سيئة مثلها " ) " (1ومن تق السيئات يومئذ فقد
رحمته " أي ومن تصرف عنه شر معاصيه فتفضلت عليه يوم القيامة
باسقاط عقابها فقد أنعمت عليه " وذلك هو الفوز العظيم " أي الظفر
بالبغية والفلح العظيم انتهى ) .(2وأقول :روى الصدوق في العيون عن
الرضا عليه السلم في حديث طويل قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :وإن الملئكة لخد امنا وخدام محبينا يا علي " الذين يحملون العرش
ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا " بوليتنا ).(3
وفي الكافي باسناده عن ابن أبي عمير رفعه قال :إن ال أعطى التائبين
ثلث خصال لو أعطى خصلة منها جميع أهل السماوات والرض لنجوا
بها ،قوله " :الذين يحملون العرش ومن حوله -إلى قوله -وذلك هو
الفوز العظيم " ).(4
) (1الشورى (2) .40 :مجمع البيان ج 8ص (3) .515عيون اخبار الرضا " ع
" ج 1ص (4) .262الكافي ج 2ص .(*) 432
][7
" ولكن ال حبب إليكم اليمان " قد مر تفسيره ) (1في باب فضل اليمان - 1 .لى:
عن القطان ،عن عبد الرحمن بن محمد الحسيني ،عن أحمد بن عيسى
العجلي ،عن محمد بن أحمد العرزمي ،عن علي بن حاتم ،عن شريك ،عن
سالم الفطس ،عن سعيد بن جبير ،عن ابن عباس قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم :يا علي شيعتك هم الفائزون يوم
القيامة ،فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك ،ومن أهانك فقد أهانني ومن
أهانني أدخله ال نار جهنم خالدا فيها وبئس المصير ،يا علي أنت مني
وأنا منك ،روحك من روحي ،وطينتك من طينتي ،وشيعتك خلقوا من فضل
طينتنا فمن أحبهم فقد أحبنا ،ومن أبغضهم فقد أبغضنا ،ومن عاداهم فقد
عادانا ،ومن ودهم فقد ودنا .يا علي إن شيعتك مغفور لهم على ما كان
فيهم من ذنوب وعيوب ،يا علي أنا الشفيع لشيعتك غدا إذا قمت المقام
المحمود ،فبشرهم بذلك يا علي شيعتك شيعة ال وأنصارك أنصار ال
وأولياؤك أولياء ال ،وحزبك حزب ال ،يا علي سعد من تولك ،وشقي من
عاداك ،يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها ) (2بشا :محمد بن علي
بن عبد الصمد ،عن أبيه ،عن جده ،عن أحمد بن عيسى العجلي مثله ).(3
توضيح :أقول :قد مر شرح قوله صلى ال عليه وآله وأنت ذو قرنيها في
المجلد التاسع ) (4قال في النهاية فيه أنه قال لعلي عليه السلم :إن لك
بيتا في الجنة وأنت ذو قرنيها أي طرفي الجنة وجانبيها ،قال أبو عبيد:
وأنا أحسب أنه أراد ذو قرني المة ،فأضمر وقيل :أراد الحسن والحسين.
ومنه حديث علي عليه السلم وذكر قصة ذي القرنين ثم قال :وفيكم مثله،
فيرى
][8
أنه إنما عنى نفسه لنه ضرب على رأسه ضربتين إحداهما يوم الخندق ،والخرى
ضربة ابن ملجم لعنه ال وذو القرنين هو السكندر سمى بذلك لنه ملك
الشرق والغرب وقيل :لنه كان في رأسه شبه قرنين ،وقيل :رأى في النوم
أنه أخذ بقرني الشمس ) .(1أقول :قد مضى في باب جوامع مناقب علي
عليه السلم عن جابر عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال لعلي عليه
السلم :إنه لن يرد على الحوض مبغض لك ،ولن يغيب عنه محب لك حتى
يرد الحوض معك ) - 2 .(2لى :عن ابن سعيد الهاشمي ،عن فرات ،عن
محمد بن ظهير ،عن محمد بن الحسين البغدادي ،عن محمد بن يعقوب
النهشلي ،عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم ،عن النبي صلى ال عليه
وآله عن جبرئيل ،عن ميكائيل ،عن إسرافيل ،عن ال جل جلله :أن عليا
حجتي في السماوات والرضين على جميع من فيهن من خلقي ،ل أقبل
عمل عامل منهم إل بالقرار بوليته مع نبوة أحمد رسولي وهو يدي
المبسوطة على عبادي وهو النعمة التي أنعمت بها على من أحببته من
عبادي ،فمن أحببته من عبادي وتوليته عرفته وليته ومعرفته ،ومن
أبغضته من عبادي أبغضته ل نصرافه عن معرفته ووليته فبعزتي حلفت
وبجللي أقسمت إنه ل يتولى عليا عبد من عبادي إل زحزحته عن النار،
وأدخلته الجنة ،ول يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن وليته إل أبغضته
وأدخلته النار وبئس المصير ) .(3بيان :قال الجوهري :زحزحته عن كذا
أي باعدته عنه فتزحزح أي تنحى ) - 3 .(4لى :عن الطالقاني ،عن
الحسن بن علي العدوى ،عن أحمد بن عبد ال ابن عمار ،عن محمد بن
عبد ال ،عن أبي الجارود ،عن أبي الهيثم ،عن أنس بن مالك
) (1النهايه ج (2) .247 :3راجع الباب 91من المجلد التاسع (3) .أمالى
الصدوق ص (4) .134الصحاح ص .(*) 371
][9
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن ال تبارك وتعالى يبعث اناسا وجوههم
من نور على كراسي من نور ،عليهم ثياب من نور ،في ظل العرش بمنزلة
النبياء وليسوا بالنبياء ،وبمنزلة الشهداء وليسوا بالشهداء فقال رجل:
أنا منهم يا رسول ال ؟ قال :ل ،قال آخر :أنا منهم يا رسول ال ؟ قال :ل،
قيل :من هم يا رسول ال ؟ قال :فوضع يده على رأس علي عليه السلم
وقال :هذا وشيعته ) .(1بيان :الرجلن أبو بكر وعمر كما يدل عليه غيره
من الخبار - 4 .لى :عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن يزيد ،عن ابن أبي
عمير ،عن حمزة ابن حمران ،عن حمران بن أعين ،عن أبي حمزة
الثمالي ،عن علي بن الحسين عليه السلم قال :قال سلمان الفارسي رحمة
ال عليه :كنت ذات يوم جالسا عند رسول ال صلى ال عليه وآله إذ أقبل
علي بن أبي طالب عليه السلم فقال له :يا علي أل ابشرك ؟ قال :بلى يا
رسول ال قال :هذا حبيبي جبرئيل يخبرني عن ال جل جلله أنه قد أعطى
محبك وشيعتك سبع خصال :الرفق عند الموت ،والنس عند الوحشة،
والنور عند الظلمة ،والمن عند الفزع ،والقسط عند الميزان ،والجواز
على الصراط ،ودخول الجنة قبل سائر الناس من المم بثمانين عاما ).(2
- 5ن ) (3لى :عن ابن ناتانة ،عن علي ،عن أبيه ،عن الريان ،عن
الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة ) - 6 .(4لى :عن الحسين بن علي بن
شعيب ،عن عيسى بن محمد العلوي ،عن الحسين بن الحسن الحيري ،عن
عمرو بن جميع ،عن أبي المقدام قال :قال الصادق جعفر بن محمد عليهما
السلم :نزلت هاتان اليتان ) (5في أهل وليتنا وأهل عداوتنا " فأما إن
كان من المقربين فروح وريحان " يعني في قبره " وجنة نعيم " يعني في الخرة
" وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم " يعني في قبره "
وتصلية جحيم " يعني في الخرة ) - 7 .(1لى :عن ما جيلويه ،عن أبيه،
عن البرقي ،عن أبيه ،عن خالد بن حماد ،عن أبي الحسن العبدي ،عن
العمش ،عن سالم بن أبي الجعد قال :سئل جابر ابن عبد ال النصاري
عن علي بن أبي طالب عليه السلم فقال :ذاك خير خلق ال من الولين
والخرين ،ما خل النبيين والمرسلين ،إن ال عزوجل لم يخلق خلقا بعد
النبيين والمرسلين أكرم عليه من علي بن أبي طالب عليه السلم والئمة
من ولده بعده .قلت :فما تقول فيمن يبغضه وينتقصه ؟ فقال :ل يبغضه إل
كافر ول ينتقصه إل منافق ،قلت :فما تقول فيمن يتوله ويتولى الئمة من
ولده بعده ؟ فقال :إن شيعة علي والئمة من ولده هم الفائزون المنون
يوم القيامة ،ثم قال :ما ترون ؟ لو أن رجل خرج يدعو الناس إلى ضللة،
من كان أقرب الناس منه ؟ قالوا :شيعته وأنصاره قال :فلو أن رجل خرج
يدعو الناس إلى هدى ،من كان أقرب الناس منه ؟ قالوا :شيعته وأنصاره
قال :فكذلك علي بن أبي طالب عليه السلم بيده لواء الحمد يوم القيامة
أقرب الناس منه شيعته وأنصاره ) - 8 .(2فس :في قوله تعالى " ول
تحسبن الذين قتلوا في سبيل ال أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون *
فرحين بما آتيهم ال من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من
بعدهم أل خوف عليهم ول هم يحزنون " ) .(3حدثني أبي ،عن ابن
محبوب ،عن أبى عبيدة الحذاء .عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :هم وال شيعتنا ،إذا دخلو الجنة ،واستقبلوا الكرامة من ال
) (1أمالى الصدوق ص (2) .284أمالى الصدوق ص (3) .298آل عمران169 :
و .(*) 170
][11
) (1تفسير القمى ص (2) .115سبع خصال ،خ ل (3) .الخصال ج 2ص 36و
(4) .42وقد مر عن المالى بسند آخر تحت الرقم .(*) 4
][12
- 10فس :في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر عليه السلم في قوله " ول
يزالون مختلفين " ) (1في الدين " إل من رحم ربك " يعني آل محمد
وأتباعهم ،يقول ال " :ولذلك خلقهم " يعني أهل رحمة ل يختلفون في
الدين ) - 11 .(2فس :عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن منصور بن
يونس ،عن عمر بن شيبة ،عن أبي جعفر عليه السلم في خبر طويل قال:
إذا كان يوم القيامة كان رسول ال صلى ال عليه وآله وعلي عليه السلم
وشيعته على كثبان من المسك الذفر ،على منابر من نور ،يحزن الناس
ول يحزنون ،ويفزع الناس ول يفزعون ،ثم تل هذه الية " من جاء
بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون " ) (3فالحسنة وال
ولية علي عليه السلم ثم قال " :ل يحزنهم الفزع الكبر وتتلقاهم
الملئكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون " ) - 12 .(4فس " :والذين
جاهدوا فينا " ) (5أي صبروا وجاهدوا مع رسول ال صلى ال عليه وآله
" لنهدينهم سبلنا " أي لنثبتنهم " وإن ال لمع المحسنين " في رواية
أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلم قال :هذه الية لل محمد صلى ال
عليه وآله وأشياعهم ) - 13 .(6فس :عن أبي العباس ،عن محمد بن
أحمد ،عن محمد بن عيسى ،عن النضر بن سويد ،عن سماعة ،عن أبي
بصير ،عن أبي جعفر عليه السلم أنه قال :ليهنكم السم قلت :ما هو جعلت
فداك :قال " وإن من شيعته لبراهيم " ) (7وقوله " فاستغاثه الذي
) (1هود (2) .118 :تفسير القمى (3) .315النمل (4) .89 :تفسير القمى ص
،434والية الخيرة في النبياء (5) .103 :العنكبوت (6) .69 :تفسير
القمى ص (7) .498الصافات.(*) 83 :
][13
من شيعته على الذي من عدوه " ) (1فليهنكم السم ) .(2بيان :في المصباح هنوء
الشئ بالضم مع الهمز هناءة بالفتح والمد تيسر من غير مشقة ول عناء
فهو هنئ ويجوز البدال والدغام وهنأني الولد يهنؤني مهموز من بابي
نفع وضرب أي سرني ،وتقول العرب في الدعاء ليهنئك الولد بهمزة
ساكنة وبابدالها ياء ،وحذفها عامي ومعناه سرك وهنأني الطعام يهنأني
ساغ ولذ وأكلته هنيئا مريئا أي بل مشقة انتهى .وأقول :لو كان الخبر
مضبوطا بهذا الوجه يدل على أن الحذف ليس بعامي وحاصل الخبر أن لفظ
الشيعة الذي يطلق على أتباع الئمة عليهم السلم لقب شريف وصف ال
النبيين وأتباع النبياء الماضين به ،فسروا به ول تبالوا بتشنيع المخالفين
بذلك عليكم - 14 .فس " :وإن للطاغين لشر مآب " ) (3هم الولن وبنو
امية ثم ذكر من كان بعدهم ممن غصب آل محمد حقهم فقال " وآخر من
شكله أزواج هذا فوج مقتحم معكم " وهم بنو السباع فيقول بنو أمية " ل
مرحبا بهم ،إنهم صالوا النار " فيقول بنو فلن " بل أنتم ل مرحبا بكم أنتم
قدمتموه لنا " وبدأتم بظلم آل محمد " فبئس القرار " ثم يقول بنو أمية "
ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار " يعنون الولين ،ثم يقول
أعداء آل محمد في النار " مالنا ل نرى رجال كنا نعدهم من الشرار " في
الدنيا وهم شيعة أمير المؤمنين عليه السلم " اتخذناهم سخريا أم زاغت
عنهم البصار " ثم قال " :إن ذلك لحق تخاصم أهل النار " فيما بينهم،
وذلك قول الصادق وال إنكم لفي الجنة تحبرون ،وفي النار تطلبون ).(4
بيان " :آخر من شكله " قال المفسرون :أي يذوق أو عذاب آخر وعلى
) (1القصص ص (2) .15تفسير القمى ص (3) .557ص 55وما بعدها ذيلها) .
(4تفسير القمى ص .(*) 571
][14
تأويله عليه السلم ويدخل فوج آخر مثل الفوج الول في الشقاوة " أزواج " أي
أجناس متشابهة " هذا فوج " هو حكاية ما يقال للطاغين الولين " وبنو
السباع " كناية عن بني العباس " ل مرحبا بهم " دعاء من المتبوعين
على أتباعهم فيقول بنو فلن أي بنوا العباس لبني أمية " بل أنتم ل مرحبا
بكم " أي بل أنتم أحق بهذا القول لضللكم وإضللكم " أنتم قدمتموه " أي
العذاب أو الصلى لنا باغوائنا " فبئس القرار " جهنم " عذابا ضعفا " أي
مضاعفا والولن أبو بكر وعمر " أتخذناهم سخريا " قيل إنه إنكار على
أنفسهم وتأنيب لها في الستسخار منهم " أم زاغت عنهم البصار " قيل
معادلة لقوله " مالنا " كأنهم قالوا ليسوا هنا أم زاغت عنهم أبصارنا فل
نراهم أو ل " أتخذناهم " بمعنى أي المرين فعلنا بهم الستسخار منهم أم
تحقيرهم فان زيغ البصار كناية عنه على معنى إنكارهما على أنفسهم "
تحبرون " على بناء المجهول أي تسرون أو تتنعمون - 15 .فس " :يا
عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم " الية قال :نزلت في شيعة أمير
المؤمنين عليه السلم خاصة .حدثنا جعفر بن محمد ،عن عبد الكريم ،عن
محمد بن علي ،عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال :قال أبو جعفر
عليه السلم :ل يعذر ال يوم القيامة أحدا يقول يا رب لم أعلم أن ولد
فاطمة هم الولة على الناس كافة ،وفي شيعة ولد فاطمة أنزل ال هذه
الية ) (1خاصة " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من
رحمة ال إن ال يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " )- 16 .(2
ب :عن السندي بن محمد ،عن صفوان الجمال ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :عن يمين ال -وكلتا يديه
يمين -عن يمين العرش قوم على وجوههم نور ،لباسهم من نور ،على
كراسي من نور ،فقال له علي :يا رسول ال ما هؤلء ؟ فقال له :شيعتنا
وأنت إمامهم ).(3
) (1الزمر (2) .53 :تفسير القمى ص (3) .578قرب السناد ص .(*) 29
][15
بيان :قوله عليه السلم " عن يمين العرش " بدل عن قوله " عن يمين ال "
وهو خبر " قوم " وسمى هذا الجانب يمينا لنه محل رحمة ال ،وموقف
أهل اليمين والبركة ولما كان الشمال في النسان أنقص أزال توهم ذلك
بقوله " وكلتا يديه يمين " أي ليس فيه نقص بوجه وكما أن رحمته على
الكمال غضبه أيضا في غاية الشدة ،أو لما كان الشمال منسوبة إلى الشر
بين أنه ليس فيه جهة شر ول يصدر منه شر ،بل كلما يصدر منه خير كما
يشير إليه قوله عليه السلم :والخير في يديك .قال في النهاية فيه :الحجر
السود يمين ال في الرض ،هذا كلم تمثيل وتخييل وأصله أن الملك إذا
صافح رجل قبل الرجل يده ،فكأن الحجر السود بمنزلة اليمين للملك حيث
يستلم ويلثم ،ومنه الحديث الخر " وكلتا يديه يمين " أي أن يديه تبارك
وتعالى بصفة الكمال ل نقص في واحدة منهما ،لن الشمال ينقص عن
اليمين ،وكلما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد واليدي واليمين
وغير ذلك من أسماء الجوارح إلى ال تعالى فانما هو على سبيل المجاز
والستعارة ،وال تعالى منزه عن التجسيم والتشبيه - 17 .ب :عن ابن
طريف ،عن ابن علوان ،عن جعفر ،عن أبيه ،عن على ابن أبي طالب
عليهم السلم قال :يخرج أهل وليتنا يوم القيامة من قبورهم مشرقة
وجوههم مستورة عوراتهم ،آمنة روعاتهم ،قد فرجت عنهم الشدايد،
وسهلت لهم الموارد يخاف الناس ول يخافون ،ويحزن الناس ول
يحزنون ،وقد اعطوا المن واليمان وانقطعت عنهم الحزان حتى يحملوا
على نوق بيض لها أجنحة ،عليهم نعال من ذهب شركها النور حتى
يقعدون في ظل عرش الرحمن ،على منابر من نور ،بين أيديهم مائدة
يأكلون عليها حتى يفرغ الناس من الحساب ) .(1بيان :الشرك ككتب جمع
شراك ككتاب وهو سير النعل - 18 .ب :بالسناد المتقدم عن جعفر بن
محمد ،عن أبيه ،عن جده عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :يبعث ال عبادا يوم القيامة تهلل وجوههم نورا عليهم ثياب من
][16
نور ،فوق منابر من نور ،بأيديهم قضبان من نور ،عن يمين العرش وعن يساره
بمنزلة النبياء ،وليسوا بأنبياء ،وبمنزلة الشهداء ،وليسوا بشهداء ،فقام
رجل فقال :يا رسول ال أنا منهم ؟ فقال :ل ،فقام آخر فقال :يا رسول ال
أنا منهم ؟ فقال :ل ،فقال :من هم يا رسول ال ؟ قال :فوضع يده على
منكب علي عليه السلم فقال :هذا وشيعته ) :- 19 (1وبهذا السناد عن
جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن جده علي بن أبي طالب عليهم السلم قال:
إذا حمل أهل وليتنا على الصراط يوم القيامة نادى مناد :يا نار اخمدي !
فتقول النار :عجلوا جوزوني فقد أطفأ نوركم لهبي ) - 20 .(2ل :عن أبيه،
عن سعد ،عن ابن يزيد ،عن حماد بن عيسى ،عن إبراهيم بن عمر ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :المؤمن أعظم حرمة من الكعبة )- 21 .(3
ل :عن ابن المتوكل ،عن الحميري ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن
أبي أيوب الخزاز ،عن عبد المؤمن النصاري ،عن أبي جعفر عليه السلم
قال :إن ال عزوجل أعطى المؤمن ثلث خصال :العز في الدنيا والدين،
والفلح في الخرة ،والمهابة في صدور العالمين ) .(4بيان " :الفلج " في
أكثر النسخ بالجيم ،وفي بعضها بالحاء المهلمة ،وفي القاموس الفلج
الظفر والفوز كالفلج ،والسم بالضم وقال :الفلح محركة والفلح الفوز
والنجاة والبقاء في الخير - 22 .ل :عن أبيه ،عن سعد ،عن البرقي ،عن
ابن محبوب ،عن أبي أيوب عن عبد المؤمن ،عن أبي جعفر عليه السلم
قال :إن ال عزوجل أعطى المؤمن ثلث خصال :العزة في الدنيا ،والفلج
في الخرة ،والمهابة في صدور
) 1و (2المصدر ص (3) .49الخصال ج 1ص (4) .16الخصال ج 1ص 68
)*(.
][17
الظالمين ثم قرأ " ول العزة ولرسوله وللمؤمنين " ) (1وقرأ " قد أفلح المؤمنون
" إلى قوله " هم فيها خالدون " ) - 23 .(2ل :علي بن محمد بن الحسن
القزويني ،عن عبد ال بن زيدان ،عن الحسن بن محمد ،عن حسن بن
حسين ،عن يحيى بن مساور ،عن أبي خالد ،عن زيد ابن علي ،عن آبائه،
عن علي عليهم السلم قال :شكوت إلى رسول ال صلى ال عليه وآله
حسد من يحسدني فقال :يا علي أما ترضى أن تكون أول أربعة يدخلون
الجنة أنا وأنت وذرارينا خلف ظهورنا ،وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا ).(3
بيان :يمكن أن يكون أحد الربعة الرسول صلى ال عليه وآله والثاني عليا
عليه السلم و الثالث الذراري ،والرابع الشيعة ،وكون علي عليه السلم
أولهم لنه عليه السلم صاحب الراية ،وهو مقدم في الدخول كما مر،
ويحتمل أن يكون المراد بالذراري الحسنان عليهما السلم تتمة الربعة
والظاهر أنه سقط شئ من الخبر كما يدل عليه ما سيأتي من خبر الرشاد )
- 24 .(4ل :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن الحسن بن علي بن عبد ال بن
المغيرة ،عن طلحة بن زيد ،عن أبي عبد ال جعفر بن محمد ،عن أبيه،
عن آبائه ،عن علي عليهم السلم قال :المؤمن يتقلب في خمسة من النور:
مدخله نور ،ومخرجه نور ،و علمه نور ،وكلمه نور ،ومنظره يوم القيامة
إلى النور ) .(5ل :في الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم :شيعتنا
بمنزلة النحل ،لو يعلم الناس ما في أجوافها لكلوها ).(6
) (1المنافقون (2) .8 :الخصال ج 1ص ،72واليات صدر سورة المؤمنون(3) .
الخصال ج 1ص (4) .121راجع الرقم (5) .67المصدر ج 1ص
(6) .133الخصال ج 2ص .(*) 163
][18
) (4 - 1الخصال ج 2ص 165و 167و 169على الترتيب (5) .عيون أخبار
الرضا ج 2ص (6) .2النازعات.(*) 5 :
][19
إنه لكرم على ال عزوجل من ملك مقرب ) .(1صح :عنه عليه السلم مثله ).(2
- 27ن :بهذه السانيد قال :قال رسول ال صلى ال عليه آله :أتاني
جبرئيل عن ربي تبارك وتعالى وهو يقول :ربي يقرئك السلم ويقول :يا
محمد بشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويؤمنون بك وبأهل بيتك
بالجنة فلهم عندي جزاء الحسنى ،و سيد خلون الجنة ) .(3صح :عنه
عليه السلم مثله ) - 28 .(4ن :بالسانيد قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :يا علي من كرامة المؤمن على ال أنه لم يجعل لجله وقتا حتى
يهم ببائقة فاذاهم ببائقة قبضه إليه .قال :وقال جعفر بن محمد عليه
السلم :تجنبوا البوائق البوائق يمد لكم في العمار ) - 29 .(5ن :باسناد
التميمي ،عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال :أنا وهذا
-يعني عليا -كهاتين ،وضم بين أصبعيه وشيعتنا معنا ومن أعان مظلوما
كذلك ) - 30 .(6ن :بهذا السناد قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
]توضع[ يوم القيامة :منابر حول العرش لشيعتي وشيعة أهل بيتي
المخلصين في وليتنا ويقول ال عزوجل :هلم يا عبادي إلى لنشر عليكم
كرامتي ،فقد أوذيتم في الدنيا ) - 31 .(7ن :بهذا السناد عن علي عليه
السلم قال :قال النبي صلى ال عليه وآله :ترد شيعتك
) (1عيون أخبار الرضا ج 2ص (2) .33صحيفة الرضا عليه السلم ص (3) .8
عيون أخبار الرضا ج 2ص (4) .33صحيفة الرضا " ع " ص (5) .8
عيون أخبار الرضا ج 2ص 36والبائقة :الداهية والشر (6) .عيون
أخبار الرضا ج 2ص (7) .58عيون أخبار الرضا ج 2ص .(*) 60
][20
يوم القيامة رواة غير عطاش ،ويرد عدوك عطاشا يستسقون فل يسقون )32 .(1
-ما :عن المفيد ،عن الحسين بن أحمد بن المغيرة .،عن حيدر بن محمد
السمرقندي ،عن محمد بن عمر الكشي ،عن العياشي ،عن جعفر بن
معروف ،عن ابن يزيد ،عن ابن عذافر ،عن عمر بن يزيد قال :قال أبو
عبد ال عليه السلم :يا ابن يزيد أنت وال منا أهل البيت قلت :جعلت فداك
من آل محمد ؟ قال :إي وال من أنفسهم قلت :من أنفسهم جعلت فداك ؟
قال :إي وال من أنفسهم يا عمر أما تقرأ كتاب ال عزوجل " إن أولى
الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا وال ولي المؤمنين
" ) (2أو ما تقرأ قول ال عز اسمه " فمن تبعني فانه مني ومن عصاني
فانك غفور رحيم ) - 33 ." (3جا ) (4ما :عن المفيد ،عن محمد بن
الحسين المقري ،عن عمر بن محمد الوراق ،عن علي بن العباس ،عن
حميد بن زياد ،عن محمد بن نسيم ،عن الفضل ابن دكين ،عن مقاتل بن
سليمان ،عن الضحاك بن مزاحم ،عن ابن عباس قال :سألت رسول ال
صلى ال عليه وآله عن قول ال عزوجل " والسابقون السابقون اولئك
المقربون في جنات النعيم " ) (5فقال :قال لي جبرئيل عليه السلم :ذاك
علي وشيعته هم السابقون إلى الجنة المقربون من ال بكرامته لهم ).(6
- 34ما :عن المفيد ،عن أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن ابن
عيسى ،عن الحسن بن على بن أبي حمزة ،عن عبد ال بن الوليد قال:
دخلنا على أبي عبد ال عليه السلم في زمن مروان فقال :ممن أنتم ؟
فقلنا :من أهل الكوفة
) (1عيون أخبارا الرضا ج 2ص (2) .60آل عمران (3) .68 :أمالى الطوسى ج
2ص .44والية الثانية في ابراهيم (4) .36 :مجالس المفيد ص .184
) (5الواقعة (6) .12 :أمالى الطوسى ج 1ص .(*) 70
][21
فقال :ما من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة ،ل سيما هذه العصابة ،إن ال
هداكم لمر جهله الناس فأحببتمونا وأبغضنا الناس ،وتابعتمونا وخالفنا
الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس ،فأحياكم ال محيانا ،وأماتكم مماتنا
فأشهد على أبي أنه كان يقول :ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه
أو يغتبط إل أن تبلغ نفسه هكذا -وأهوى بيده إلى حلقه -وقد قال ال
عزوجل في كتابه " ولقد أرسلنا رسل من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية
" ) (1فنحن ذرية رسول ال صلى ال عليه وآله ) .(2بيان " :ل سيما
هذه العصابة " أي الشيعة فانها أخص .وفي القاموس الغبطة بالكسر
حسن الحال والمسرة وقد اغتبط - 35 .ما :عن المفيد ،عن ابن قولويه،
عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن محمد بن سنان ،عن المفضل بن عمر قال:
سمعت أبا عبد ال جعفر بن محمد عليهما السلم يقول :إن في السماء
الرابعة ملئكة يقولون في تسبيحهم :سبحان من دل هذا الخلق القليل من
هذا الخلق الكثير على هذا الدين العزيز ) - 36 .(3ما :عن المفيد ،عن
الجعابي ،عن محمد بن محمد بن سعيد الهمداني ،عن الحسين بن عتبة،
عن أحمد بن النضر ،عن محمد بن الصامت قال :كنا عند أبي عبد ال عليه
السلم وعنده قوم من البصريين فحدثهم بحديث أبيه ،عن جابر بن عبد ال
في الحج أمله عليهم فلما قاموا قال أبو عبد ال عليه السلم :إن الناس
أخذوا يمينا وشمال وإنكم لزمتم صاحبكم فالى أين ترون يريد بكم ؟ إلى
الجنة وال ،إلى الجنة وال إلى الجنة وال (4) .بشا :عن أبي علي ابن
الشيخ ،عن والده ،عن المفيد مثله ).(5
) (1الرعد (2) .38 :امالي الطوسى ج 1ص (3) .143المصدر ج 1ص ) .143
(4أمالى الطوسى ج 1ص (5) .158بشارة المصطفى ص .(*) 111
][22
- 37ما :عن المفيد ،عن ابن قولويه ،عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن عيسى عن ابن
محبوب ،عن أبي محمد النصاري ،عن معاوية بن وهب قال :كنت جالسا
عند جعفر بن محمد عليهما السلم إذ جاء شيخ قدا نحنى من الكبر ،فقال:
السلم عليك ورحمة ال فقال له أبو عبد ال :وعليك السلم ورحمة ال يا
شيخ ! ادن مني ،فدنا منه وقبل يده وبكى فقال له أبو عبد ال عليه
السلم :وما يبكيك يا شيخ ؟ قال له :يا ابن رسول ال أنا مقيم على رجاء
منكم منذ نحو من مائة سنة أقول هذه السنة ،وهذا الشهر ،وهذا اليوم ،ول
أراه فيكم فتلومني أن أبكي ؟ قال :فبكى أبو عبد ال عليه السلم ثم قال :يا
شيخ إن أخرت منيتك كنت معنا ،وإن عجلت كنت يوم القيامة مع ثقل
رسول ال صلى ال عليه وآله فقال الشيخ :ما ابالي ما فاتني بعد هذا يا
ابن رسول ال .فقال له أبو عبد ال عليه السلم :يا شيخ إن رسول ال
صلى ال عليه وآله قال :إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن
تضلوا كتاب ال المنزل ،وعترتي أهل بيتي ،نجئ وأنت معنا يوم القيامة
الخبر ) - 38 .(1جا ) (2ما :عن المفيد ،عن الجعابي ،عن جعفر بن محمد
بن سليمان عن داود بن رشيد ،عن محمد بن إسحاق التغلبي ،عن ابن
عقدة قال :سمعت جعفر بن محمد عليهما السلم يقول :نحن خيرة ال من
خلقه ،وشيعتنا خيرة ال من أمة نبيه ) - 39 (3ما :عن المفيد ،عن
الجعابي ،عن العباس بن بكر ،عن محمد بن زكريا عن كثير بن طارق ،عن
زيد بن علي ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلم :أنت يا علي وأصحابك في الجنة أنت
يا علي وأتباعك في الجنة ) - 40 .(4ما :عن المفيد ،عن علي بن خالد،
عن محمد بن صالح ،عن عبد العلى
][23
ابن واصل ،عن مخول بن إبراهيم ،عن علي بن حزور ،عن ابن نباته ،عن عمار
ابن ياسر قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم يا علي
إن ال قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إلى ال منها زينك بالزهد
في الدنيا وجعلك ل ترزأ منها شيئا ول ترزأ منك شيئا ،ووهب لك حب
المساكين ،فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما فطوبى لمن أحبك
وصدق فيك ،وويل لمن أبغضك وكذب عليك ،فأما من أحبك وصدق فيك
فاولئك جيرانك في دارك وشركاؤك في جنتك وأما من أبغضك وكذب عليك
فحق على ال أن يوقفه موقف الكذابين ) .(1بيان " :الرزء " النقص أي
لم تأخذ من الدنيا شيئا ولم تنقص الدنيا من قدرك شيئا قال في النهاية فيه
فلم يرزأني شيئا أي لم يأخذ مني شيئا يقال رزأته أرزؤه ،وأصله النقص.
- 41ما :عن المفيد ،عن الجعابي ،عن ابن عقدة ،عن عمر بن أسلم ،عن
سعيد بن يوسف البصري ،عن خالد بن عبد الرحمن المدائني ،عن عبد
الرحمن ابن أبي ليلى ،عن أبي ذر الغفاري ره قال :رأيت رسول ال صلى
ال عليه وآله وقد ضرب كتف علي بن أبي طالب عليه السلم بيده وقال:
يا علي من أحبنا فهو العربي ومن أبغضنا فهو العلج ،شيعتنا أهل البيوتات
والمعادن والشرف ،ومن كان مولده صحيحا ،وما على ملة إبراهيم عليه
السلم إل نحن وشيعتنا وسائر الناس منها براء ،وإن ل ملئكة يهدمون
سيئات شيعتنا كما يهدم القوم البنيان ) .(2جا :عن الجعابي مثله ).(3
توضيح :المراد بأهل البيوتات والمعادن القبائل الشريفة والنساب
الصحيحة في القاموس البيت الشرف والشريف وفي النهاية بيت الرجل
شرفه قال العباس في مدح النبي صلى ال عليه وآله.
][24
حتى احتوى بيتك المهيمن من * خندف علياء تحتها النطق أراد شرفه فجعله في
أعلى خندف بيتا وقال معادن العرب أصولها التى ينتسبون إليها
ويتفاخرون بها " كما يهدم القوم " في بعض النسخ القدوم وهو بتخفيف
الدال آلة ينحت بها الخشب - 42 .ما :عن المفيد ،عن ابن قولويه ،عن
أبيه ،عن سعد ،عن ابن عيسى عن يونس ،عن ابن محبوب ،عن أبي
محمد الوابشي ،عن أبي عبد ال جعفر بن محمد عليهما السلم قال :إذا
أحسن العبد المؤمن ضاعف ال عمله لكل حسنة سبع مائة ضعف ،وذلك
قوله عزوجل " وال يضاعف لمن يشاء " ) - 43 .(1ما :عن الفحام ،عن
عمه عمر بن يحيى ،عن إبراهيم بن عبد ال الكنجي ،عن أبي عاصم ،عن
الصادق عليه السلم قال :شيعتنا جزء منا خلقوا من فضل طينتنا،
يسوؤهم ما يسوؤنا ويسرهم ما يسرنا ،فإذا أرادنا أحد فليقصدهم فانهم
الذي يوصل منه إلينا ) - 44 .(2ما :باسناد أبي قتادة ; عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :حقوق شيعتنا علينا أوجب من حقوقنا عليهم ،قيل له:
وكيف ذلك يا ابن رسول ال ؟ فقال :لنهم يصابون فيناول نصاب فيهم )
- 45 .(3ما :عن الحفار ،عن عبد ال بن محمد ،عن عبد ال بن زاذان،
عن عباد ابن يعقوب ،عن يحيى بن يسار ،عن محمد بن إسماعيل ،عن
أبي إسحاق ،عن عاصم بن ضمرة ،عن علي عليه السلم وعن الحارث
عنه عليه السلم عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال :مثلي مثل )(4
شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرتها والشيعة ورقها
فأبى أن يخرج من الطيب إل الطيب ).(5
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) .227أمالى الطوسى ج 1ص 305وفيه
الكنيخى بدل الكنجى (3) .أمالى الطوسى ج 1ص (4) .310أمالى
الطوسى ج 1ص (5) .363في بشارة المصطفى :مثلى ومثل على بن
أبى طالب شجرة )*(.
][25
بشا :محمد بن أحمد بن شهريار ،عن محمد بن محمد بن الحسين ،عن الحسن بن
محمد التميمي ،عن علي بن الحسين بن سفيان ،عن علي بن العباس ،عن
عباد بن يعقوب مثله ) .(1بيان " :فأبى " أي أبى ال وفي أمالي الشيخ
نفسه فأنى يخرج وهو أظهر - 46 .ما :عن ابن شبل ،عن ظفر بن
حمدون ،عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ،عن عبد ال بن حماد ،عن
عمرو بن شمر ،عن يعقوب بن ميثم التمار مولى علي بن الحسين قال:
دخلت على أبي جعفر عليه السلم فقلت له :جعلت فداك يا ابن رسول ال
إني وجدت في كتب أبي أن عليا عليه السلم قال لبي ميثم :احبب حبيب
آل محمد وإن كان فاسقا زانيا ،وأبغض مبغض آل محمد وإن كان صواما
قواما فاني سمعت رسول ال وهو يقول " إن الذين آمنوا وعملوا
الصالحات اولئك هم خير البرية ) (2ثم التفت إلى وقال :هم وال أنت
وشيعتك يا علي وميعادك وميعادهم الحوض غدا غرا محجلين ]مكتحلين[
متوجين فقال أبو جعفر عليه السلم :هكذا هو عيانا في كتاب علي ).(3
بيان :قال في النهاية وفي الحديث " غر محجلون من آثار الوضوء "،
الغر جمع الغر من الغرة بياض الوجه .يريد بياض وجوههم بنور
الوضوء يوم القيامة ،وقال :المحجل هو الذي يرتفع البياض في قوائمه
إلى موضع القيد ،ويجاوز الرساغ ،ول يجاوز الركبتين لنها مواضع
الحجال وهى الخلخيل والقيود ،ول يكون التحجيل باليد واليدين ما لم يكن
معها رجل أو رجلن ومنه الحديث امتي الغر المحجلون أي بيض مواضع
الوضوء من اليدي والقدام ،استعار أثر الوضوء في الوجه واليدين
والرجلين للنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه
وقال :توجته ألبسته التاج - 47 .مع :عن ابن مسرور ،عن ابن عامر ،عن
عمه ،عن الحسن بن علي
) (1بشارة المصطفى ص (2) .76البينة (3) .8 :أمالى الطوسى ج 2ص 19
)*(.
][26
ابن فضال ،عن ثعلبة ،عن عمر بن أبان الرفاعي ،عن الصباح بن سيابة ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :إن الرجل ليحبكم وما يدري ما تقولون فيدخله
ال الجنة وإن الرجل ليبغضكم وما يدري ما تقولون فيدخله ال النار ،وإن
الرجل منكم ليمل صحيفته من غير عمل .قلت :وكيف يكون ذاك ؟ قال:
يمر بالقوم ينالون منا فإذا رأوه قال بعضهم لبعض :إن هذا الرجل من
شيعتهم ،ويمر بهم الرجل من شيعتنا فينهرونه ويقولون فيه فيكتب ال
عزوجل بذلك حسنات حتى يمل صحيفته من غير عمل ) .(1بيان " :وما
يدري ما تقولون " ظاهره المستضعفون من العامة ،فان حبهم للشيعة
علمة استضعافهم ،ويحتمل المستضعفون من الشيعة أيضا أي ما يدري
ما تقولون من كمال معرفة الئمة عليهم السلم وفي القاموس :نهر
الرجل :زجره كانتهره ويقولون فيه أي ما يسوءه من الذم والشتم- 48 .
مع :عن الطالقاني ،عن الجلودي ،عن عبد ال بن محمد العبسي ،عن
محمد ابن هلل ،عن نائل بن نجيح ،عن عمرو بن شمر ،عن جابر الجعفي
قال :سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلم عن قول ال عزوجل
" كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن
ربها " ) (2قال :أما الشجرة فرسول ال صلى ال عليه وآله وفرعها علي
عليه السلم وغصن الشجرة فاطمة بنت رسول ال ،وثمرها أولدها عليهم
السلم وورقها شيعتنا ،ثم قال عليه السلم :إن المؤمن من شيعتنا ليموت
فيسقط من الشجرة ورقة وإن المولود من شيعتنا ليولد فتورق الشجرة
ورقة ) .(3أقول :قد مر مثله كثيرا مع شرحها في كتاب المامة )- 49 .(4
ير :عن أحمد بن محمد ،ويعقوب بن يزيد ،عن ابن فضال ،وعن أبي
) (1معاني الخبار ص (2) .392ابراهيم 24 :و (3) .25معاني الخبار ص .400
) (4راجع ج 24ص .143 - 136من هذه الطبعة )*(.
][27
جميلة ،عن محمد الحلبي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن رسول ال صلى
ال عليه وآله قال إن ال مثل لي امتي في الطين وعلمني أسماءهم كلها
كما علم آدم السماء كلها ،فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي
وشيعته ،إن ربي وعدني في شيعة علي خصلة ،قيل :يا رسول ال وما هي
؟ قال :المغفرة منهم لمن آمن واتقى ل يغادر منهم صغيرة ول كبيرة ،ولهم
تبدل السيئات حسنات (1) .بيان " :في الطين " كأنه حال عن المة،
وكونهم في الطين كناية عن عدم خلق أجسادهم كما ورد " كنت نبيا وآدم
بين الماء والطين " ويحتمل كونه حال عن الضمير في " لي " أو عنهما
معا ،والمغادرة الترك ،وتبدل السيئات حسنات أن يكتب ال لهم مكان كل
سيئة يمحوها حسنة ،أو يوفقهم لن يعملوا الطاعات بدل المعاصي ،ولن
يتصفوا بمكارم الخلق بدل مساويها ; والول أظهر - 50 .ير :عن محمد
بن الحسين ،عن عبد ال بن جيلة ،عن معاوية بن عمار عن جعفر ،عن
أبيه ،عن جده عليهم السالم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :يا
علي لقد مثلت لي امتي في الطين حتى رأيت صغيرهم وكبيرهم أرواحا قبل
أن يخلق الجساد وإني مررت بك وبشيعتك فاستغفرت لكم ،فقال :علي يا
نبي ال زدني فيهم ،قال :نعم يا علي تخرج أنت وشيعتك من قبور كم
ووجوهكم كالقمر ليلة البدر ،وقد خرجت عنكم الشدائد ،وذهبت عنكم
الحزان ،تستظلون تحت العرش ،يخاف الناس ول تخافون ،ويحزن الناس
ول تحزنون ،وتوضع لكم مائدة والناس في الحساب ) .(2فضائل الشعية
للصدوق عن معاوبن عمار مثله ) - 51 .(3سن :عن القاسم بن يحيى،
عن جده الحسن ،عن أبي بصير قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :وال ما
بعدنا غيركم وإنكم معنا في السنام العلى ،فتنافسوا في
][28
الدرجات ) .(1بيان " :السنام العلى " بفتح السين أعلى عليين ،في النهاية سنام
كل شئ أعله " فتنافسوا في الدرجات " أي أنتم معنا في الجنة فارغبوا
في أعالي درجاتها فان لها درجات غير متناهية ،صورة ومعنى ،أو أنتم
في درجاتنا العالية في الجنة لكن لها أيضا درجات كثيرة مختلفة بحسب
القرب والبعد منا فارغبوا في علو تلك الدرجات وهذا أظهر قال في
النهاية :التنافس من المنافسة وهي الرغبة في الشئ ،والنفراد به ،وهو
من الشئ النفيس الجيد في نوعه - 52 .سن :عن أبيه ،عن سعدان بن
مسلم ،عن الحسين بن أبي العل قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إن لكل
شئ جوهرا وجوهر ولد آدم محمد صلى ال عليه وآله ونحن وشيعتنا ).(2
- 53سن :عن أبيه ،عن سعدان بن مسلم ،عن سدير قال :قال أبو عبد ال
عليه السلم :أنتم آل محمد ،أنتم آل محمد ) .(3بيان :هذا على المبالغة
كقولهم :سلمان منا أهل البيت - 54 .سن :عن ابن فضال ،عن علي بن
عقبة ،عن فضيل بن يسار ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :أنتم وال
نور في ظلمات الرض ) .(4بيان :النور ما يصير سببا لظهور الشياء،
والظملة ضده ،والعلم والمعرفة واليمان مختصة بالشيعة ،لخذهم جميع
ذلك عن أئمتهم عليهم السلم ،ومن سواهم من الكفرة والمخالفين فليس
معهم إل الكفر والضللة ،فالشيعة هادون مهتدون منورون للعالم في
ظلمات الرض - 55 .سن :عن أبيه ،عن حمزة بن عبد ال ،عن إسحاق
بن عمار ،عن علي ابن عبد العزيز قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم
يقول :وال إني لحب ريحكم وأرواحكم
][29
ورؤيتكم وزيارتكم وإني لعلى دين ال ،ودين ملئكته ،فأعينوا على ذلك بورع أنا
في المدينة بمنزلة الشعيرة أتقلقل حتى أرى الرجل منكم فأستريح إليه )
.(1توضيح " :الرواح " هنا إما جمع الروح بالضم أو بالفتح وهو
الرحمة ونسيم الريح " وإني لعلى دين ال " أي أنتم أيضا كذلك وملحقون
بنا فأعينونا على شفاعتكم بالورع ،عن المعاصي " بمنزلة الشعيرة " أي
في قله الشباه والموافقين في المسلك والمذهب ،وفي بعض النسخ
الشعرة أي كشعرة بيضاء مثل في ثور أسود وهو أظهر " والتقلقل،
التحرك والضطراب ،والستراحة النس والسكون - 56 .سن :عن صالح
بن السندي ،عن جعفر بن بشير ،عن عبد ال بن الوليد قال :سمعت أبا
عبد ال عليه السلم يقول ونحن جماعة :وال إني لحب رؤيتكم وأشتاق
إلى حديثكم ) - 57 .(2سن :عن أبيه ،عمن ذكره ،عن أبي علي حسان
العجلي قال :سأل رجل أبا عبد ال عليه السلم وأنا جالس عن قول ال
عزوجل " هل يستوي الذين يعلمون والذين ل يعلمون إنما يتذكر او لول
اللباب " ) (3قال :نحن الذين يعلمون وعدونا الذين ل يعلمون ،وشيعتنا
أولو اللباب ) .(4مشكوة النوار :عن محمد بن مروان ،عن أبي عبد ال
عليه السلم مثله ) - 58 .(5سن :عن ابن يزيد ،عن نوح المضروب ،عن
أبي شيبة ،عن عنبسة العابد عن أبي جعفر عليه السلم في قول ال
عزوجل " كل نفس بما كسبت رهينة إل أصحاب اليمين " ) (6قال :هم
شيعتنا أهل البيت ).(7
) 1و (2المحاسن (3) .163 :الزمر (4) .9 :المحاسن ص (5) .169مشكوة
النوار (6) .95 :المدثر 38 :و (7) .39المحاسن ص .(*) 171
][30
- 59سن :عن ابن يزيد ،عن بعض الكوفيين ،عن عنبسة ،عن جابر ،عن أبي
جعفر عليه السلم في قول ال " :إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك
هم خير البرية " ) (1قال :هم شيعتنا أهل البيت ) - 60 .(2سن عن ابن
فضال ،عن علي بن عقبة ،عن يحيى بن زكريا أخي دارم قال :قال أبو عبد
ال عليه السلم كان أبي يقول :إن شيعتنا آخذون بحجزتنا ،ونحن آخذون
بحجزة نبينا ،ونبينا آخذ بحجزة ال ) .(3سن :عن أبيه ،عن سعدان بن
مسلم ،عن أبي بصير قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إذا كان يوم
القيامة أخذ رسول ال صلى ال عليه وآله بحجزة ربه وأخذ علي بحجزة
رسول ال وأخذنا بحجزة علي عليه السلم وأخذ شيعتنا بحجزتنا فأين
ترون يوردنا رسول ال صلى ال عليه وآله ؟ قلت :إلى الجنة ) .(4بيان:
قال في النهاية :فيه إن الرحم أخذت بحجزة الرحمن أي اعتصمت به
والتجأت إليه مستجيرة ،وأصل الحجزة موضع شد الزار ثم قيل للزار
حجزة للمجاورة واحتجز الرجل بالزار إذا شده على وسطه فاستعاره
للعتصام واللتجاء و التمسك بالشئ والتعلق به ،ومنه الحديث الخر
ياليتني آخذ بحجزة ال ،أي بسبب منه .وذكر الصدوق معاني للحجزة،
منها الدين ،ومنها المر ،ومنها النور وأورد الخبار فيها ) - 62 .(5سن:
عن ابن فضال ،عن ابن مسكان ،عمن حدثه ،عن أبي جعفر عليه السلم
قال :كان علي بن الحسين يقول :إن أحق الناس بالورع والجتهاد فيما
يحب ال ويرضى ،الوصياء وأتباعهم ،أما ترضون أنه لو كانت فزعة من
السماء فزع كل قوم إلى مأمنهم وفزعتم إلينا ،وفزعنا إلى نبينا ؟ إن نبينا
آخذ بجحزة
][31
ربه ونحن آخذون بحجزة نبينا ،وشيعتنا آخذون بحجزتنا ) - 63 .(1سن :عن أبيه،
عن النضر ،عن يحيى الحلبي ،عن بريد بن معاوية قال :قال أبو جعفر
عليه السلم :ما تبغون أو ما تريدون غير أنها لو كانت فزعة من السماء
فزع كل قوم إلى مأمنهم ،وفزعنا إلى نبينا وفزعتم إلينا ) .(2بيان " :ما
تبغون " أي أي شئ تطلبون في جزاء تشيعكم وبازائه " غير أنها " أي
أتطلبون شيئا غير فزعكم إلينا في القيامة ؟ أي ليس شئ أفضل وأعظم من
ذلك - 64شا :عن محمد بن عمران المرزباني ،عن علي بن محمد بن عبد
ال الحافظ عن علي بن الحسين بن عبيد الكوفي ،عن إسماعيل بن أبان،
عن سعد بن طالب عن جابر بن يزيد ،عن محمد بن علي الباقر عليه
السلم قال :سئلت أم سملة زوج النبي صلى ال عليه وآله عن علي بن
أبي طالب عليه السلم قالت :سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول:
إن عليا وشيعته هم الفائزون ) - 65 .(3شا :عن محمد بن عمران ،عن
أحمد بن محمد الجوهري ،عن محمد بن هارون بن عيسى الهاشمي ،عن
تميم بن محمد العل ،عن عبد الرزاق ،عن يحيى بن العل ،عن سعد بن
طريف ،عن ابن نباتة ،عن علي قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
إن ل قضيبا من ياقوت أحمر ،ل يناله إل نحن وشيعتنا ،وسائر الناس منه
بريؤون ) - 66 .(4شا :عن محمد بن عمران ،عن علي بن محمد بن عبد
ال الحافظ ،عن علي ابن الحسين بن عبيد الكوفي ،عن إسماعيل بن أبان،
عن عمرو بن حريث ،عن داود بن السليل ،عن أنس بن مالك قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا ل حساب
عليهم ول عذاب ،قال :ثم التفت إلى على عليه السلم فقال :هم شيعتك
][32
وأنت إمامهم ) .(1مشكوة النوار :عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم مثله ).(2
- 67شا :عن محمد بن عمران ،عن أحمد بن عيسى الكرخي ،عن محمد
بن القاسم ،عن محمد بن عائشة ،عن إسماعيل بن عمرو البجلي ،عن
عمر بن موسى ،عن زيد بن علي بن الحسين ،عن أبيه ،عن جده ،عن
علي عليهم السلم قال :شكوت إلى رسول ال صلى ال عليه وآله حسد
الناس إياي فقال :يا علي إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن
والحسين ،وذريتنا خلف ظهورنا ،وأحباؤنا خلف ذريتنا ،وأشياعنا عن
أيماننا وشمائلنا ) .(3بيان " :إن أول أربعة " أي أول الربعات الذين
يدخلون الجنة فالجميع إلى قوله عليه السلم :والحسين خبر ،أو المعنى
أن الربعة الذين يدخلون أولهم أنا فخبر البواقي مقدر بقرينة المقام- 68 .
شى :عن عبد ال بن جندب ،عن الرضا عليه السلم قال :حق على ال أن
يجعل ولينا رفيقا للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك
رفيقا ) - 69 .(4شى :عن أبي بصير قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :يا
أبا محمد لقد ذكركم ال في كتابه فقال " اولئك مع الذين أنعم ال عليهم
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين " الية فرسول ال في هذا
الموضع النبي ونحن الصديقون والشهداء وأنتم الصالحون ،فتسموا
بالصلح كما سماكم ال ) .(5مجمع البيان :عن أبي بصير مثله ) .(6بيان:
" فتسموا بالصلح " أي انتسبوا إليه ،أو ارتفعوا بسببه أو اتصفوا به
) (1الرشاد ص (2) .18مشكوة النوار (3) .96 :الرشاد ص 4) .19و (5
تفسير العياشي ج 1ص 370والية في النساء (6) .69 :مجمع البيان
ج 3ص .(*) 72
][33
حتى يسميكم الناس صالحين في القاموس سما سموا :ارتفع ،وبه أعله كأسماه
وسماه فلنا وبه وتسمى بكذا وبالقوم وإليهم انتسب - 70 .م :قال النبي
صلى ال عليه وآله :عند حنين الجذع :معاشر المسلمين هذا الجذع يحن
إلى رسول رب العالمين ،ويحزن لبعده عنه ،ففي عباد ال الظالمين
أنفسهم من ل يبالي قرب من رسول ال أم بعد ،ولول أني احتضنت هذا
الجذع ،ومسحت بيدي عليه ما هدئ حنينه إلى يوم القيامة ،وإن من عباد
ال وإمائه لمن يحن إلى محمد رسول ال وإلى علي ولي ال كحنين هذا
الجذع وحسب المؤمن أن يكون قلبه على موالة محمد وعلي وآلهما
الطيبين منطويا أرأيتم شدة حنين هذا الجذع إلى محمد رسول ال وكيف
هدئ لما احتضنه محمد رسول ال ومسح بيده عليه ؟ قالوا بلى يا رسول
ال .قال رسول ال صلى ال عليه وآله :والذي بعثني بالحق نبيا إن حنين
خزان الجنان ،وحور عينها وسائر قصورها ،ومنازلها إلى من توالى
محمدا وعليا وآلهما الطيبين وتبرأ من أعدائهما لشد من حنين هذا الجذع
الذي رأيتموه إلى رسول ال ،وإن الذي يسكن حنينهم وأنينهم ما يرد
عليهم من صلة أحدكم معاشر شيعتنا على محمد وآله الطيبين أو صلة
نافلة أو صوم أو صدقة وإن من عظيم ما يسكن حنينهم إلى شيعة محمد
وعلي ما يتصل بهم من إحسانهم إلى إخوانهم المؤمنين ،ومعونتهم لهم
على دهرهم ،يقول أهل الجنان بعضهم لبعض :ل تستعجلوا صاحبكم فما
يبطئ عنكم إل للزيادة في الدرجات العاليات في هذه الجنان بإسداء
المعروف إلى إخوانه المؤمنين .وأعظم من ذلك مما يسكن حنين سكان
الجنان وحورها إلى شيعتنا ما يعرفهم ال من صبر شيعتنا على التقية،
واستعمالهم التورية ليسملوا بها من كفرة عباد ال و فسقتهم ،فحينئذ
يقول خزان الجنان وحورها :لنصبرن على شوقنا إليهم وحنيننا كما
يصبرون على سماع المكروه في ساداتهم وأئمتهم ،وكما يتجرعون الغيظ
و يسكتون عن إظهار الحق لما يشاهدون من ظلم من ل يقدرون على دفع
مضرته .فعند ذلك يناديهم ربنا عزوجل :يا سكان جناني ،ويا خزان رحمتي
ما لبخل أخرت عنكم أزواجكم وساداتكم إل ليستكملوا نصيبهم من كرامتي
بمواساتهم
][34
) (1تفسير المام العسكري ص (2) .75البقرة (3) .25 :تفسير المام ص ) .80
(4يونس.(*) 62 :
][35
ما لم تحملوا عليه ،وأطاقوا ما لم تطيقوا ) .(1بيان " :لنهم حملوا " إشارة إلى
شدة تقية الشيعة بعده عليه السلم وكثرة وقوع الظلم من بني امية
وغيرهم عليهم - 73 .شى :عن أبي عمرو الزبيري ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :من تولى آل محمد وقدمهم على جميع الناس بما قدمهم من
قرابة رسول ال صلى ال عليه وآله فهو من آل محمد لمنزلته عند آل
محمد ،ل أنه من القوم بأعيانهم ،وإنما هو منهم بتوليه إليهم و اتباعه
إياهم ،وكذلك حكم ال في كتابه " ومن يتولهم منكم فانه منهم " ) (2و
قول إبراهيم " فمن تبعني فانه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم " ).(3
- 74شى :عن عقبة بن خالد قال :دخلت على أبي عبد ال عليه السلم
فأذن لي وليس هو في مجلسه فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه،
وليس عليه جلباب فلما نظر إلينا رحب بناثهم جلس ) (4ثم قال :أنتم أولوا
اللباب في كتاب ال قال ال " إنما يتذكر أولوا اللباب " ) .(5بيان :كأن
المراد بالجلباب هنا الرداء مجازا أو القميص في القاموس الجلباب
كسرداب وسنمار القميص ،وثوب واسع للمرأة دون الملحفة ،أوما تغطي
به ثيابها من فوق كالملحفة أو هو الخمار - 75 .شى :عن أبي بصير قال:
سمعت جعفر بن محمد عليهما السلم وهو يقول :نحن أهل بيت الرحمة،
وبيت النعمة ،وبيت البركة ،ونحن في الرض بنيان وشيعتنا عرى
السلم ،وما كانت دعوة إبراهيم إل لنا وشيعتنا ،ولقد استثنى ال إلى يوم
) (1تفسير العياشي ج 2ص (2) .124المائدة (3) .51 :تفسير العياشي ج 2ص
،231والية في ابراهيم (4) .36 :في المصدر :فلما نظر إلينا قال احب
لقاءكم ثم جلس ،والظاهر أنه تصحيف (5) .تفسير العياشي ج 2ص
،207والية في الرعد.(*) 19 :
][36
القيامة إلى إبليس فقال " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " ) .(1بيان :البنيان
بالضم البناء المبني والمراد بيت الشرف والنبوة والمامة و الكرامة ول
يبعد أن يكون في الصل بنيان اليمان " عرى السلم " أي يستوثق و
يستمسك بهم السلم ،أو من أراد الصعود إلى السلم أو إلى ذروته يتعلق
بهم ،و يأخذ منهم .قال في المصباح قوله عليه السلم " :وذلك أوثق
عرى اليمان " على التشبيه بالعروة التي يستمسك بها ويستوثق ،وكأن
المراد بدعوة إبراهيم قوله عليه السلم " ربنا اغفر لي ولوالدي
وللمؤمنين يوم يقوم الحساب " ) (2ويحتمل أن يكون المراد قوله" :
واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم " ) (3والول أظهر - 76 .شى :عن
أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم في قوله " إخوانا على سرر
متقابلين " ) (4قال :وال ما عنى غيركم ) - 77 .(5شى :عن عمرو بن
أبي المقدام ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال :سمعته يقول :أنتم
وال الذين قال ال " ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر
متقابلين " إنما شيعتنا أصحاب الربعة العين ،عين في الرأس وعين في
القلب ،أل و الخليق كلهم كذلك ،إل أن ال فتح أبصاركم ،وأعمى أبصارهم
) .(6بيان " :عين في الرأس " المراد بها الجنس أي عينان أو المعنى كل
عين في الرأس بازائها عين في القلب " فتح أبصاركم " أي أبصار
قلوبكم - 78 .شى :عن محمد بن مروان ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :ليس منكم رجل ول امرأة إل وملئكة ال يأتونه بالسلم وأنتم الذين
قال ال " ونزعنا ما في صدورهم
) (1تفسير العياشي ج 2ص .243والية في الحجر (2) .42 :ابراهيم(3) .40 :
ابراهيم (4) .37 :الحجر (6 - 5) .47 :تفسير العياشي ج 2ص 244
)*(.
][37
من غل إخوانا على سرر متقابلين " ) - 79 .(1م -قال علي بن الحسين عليه
السلم :عباد ال اجعلوا حجتكم مقبولة مبرورة وإياكم أن تجعلوها مردودة
عليكم أقبح الرد وأن تصدوا عن جنة ال يوم القيامة أقبح الصد أل وإن ما
محلها محل القبول ما يقرن بها من موالة محمد وعلي وآلهما الطيبين،
وإن ما يسفلها ويرذلها ما يقرن بها من اتخاذ النداد من دون أئمة الحق
وولة الصدق علي بن أبي طالب عليه السلم والمنتجبين ممن يختاره من
ذريته وذويه .ثم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :طوبى للموالين
عليا عليه السلم إيمانا بمحمد و تصديقا لمقاله ،كيف يذكرهم اله بأشرف
الذكر من فوق عرشه ،وكيف يصلي عليهم ملئكة العرش والكرسي
والحجب والسماوات والرض والهواء وما ببين ذلك وما تحتها إلى الثرى
وكيف يصلي عليهم أملك الغيوم والمطار وأملك البراري و البحار
وشمس السماء وقمرها ونجومها وحصباء الرض ورمالها وسائر ما يدب
من الحيوانات فيشرف ال تعالى بصلة كل واحد منها لديه محالهم ،ويعظم
عنده جللهم حتى يردوا عليه يوم القيامة وقد شهروا بكرامات ال على
رؤوس الشهاد ،و جعلوا من رفقاء محمد وعلي عليهما السلم صفي رب
العالمين .والويل للمعاندين عليا كفرا بمحمد وتكذيبا بمقاله ،وكيف يلعنهم
ال بأخس اللعن من فوق عرشه ،وكيف يلعنهم حملة العرش والكرسي
والحجب و السماوات والرض والهوى وما بين ذلك وما تحتها إلى الثرى،
وكيف يلعنهم أملك الغيوم والمطار وأملك البراري والبحار وشمس
السماء وقمرها ونجومها وحصباء الرض ورمالها وسائر ما يدب من
الحيوانات فيسفل ال بلعن كل واحد منهم لديه محالهم ويقبح عنده
أحوالهم حتى يردوا عليه يوم القيامة ،وقد شهروا بلعن ال ومقته على
رؤوس الشهاد ،وجعلوا من رفقاء إبليس ونمرود وفرعون أعداء رب
العباد .وإن من عظيم ما يتقرب به خيار أملك الحجب والسماوات الصلة
على
][38
محبينا أهل البيت واللعن لشانئينا ) - 80 .(1جا :عن محمد ببن الحسين المقري،
عن أبي عبد ال السدي ،عن جعفر بن عبد ال العلوي ،عن يحيى بن
هاشم ،عن غياث بن إبراهيم ،عن الصادق عن أبيه ،عن جده عليهم
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :علمت سبعا من المثاني
ومثلت لي امتي في الطين حتى نظرت إلى صغيرها وكبيرها ،ونظرت في
السماوات كلها فلما رأيت رأيتك يا علي فاستغفرت لك ولشيعتك إلى يوم
القيامة ) - 81 .(2جا :عن ابن قولويه ،عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن
عيسى ،عن ابن فضال عن عاصم بن خميد ،عن الثمالي ،عن جيش بن
المعتمر قال :دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم
وهوفي الرحبة متكئ فقلت :السلم عليك يا أمير المؤمنين ورحمة ال
وبركاته كيف أصبحت ؟ قال :فرفع رأسه ورد علي وقال :أصبحت محبا
لمحبنا ،ومبغضا لمن يبغضنا ،إن محبنا ينتظر الروح والفرج في كل يوم
وليلة ،وإن مبغضنا بنى بناء فأسس بنيانه على شفا جرف هار ،كفان
بنيانه هار فانهاربه في نار جهنم ،يا أبا المعتمر إن محبنا ل يستطيع أن
يبغضنا ،قال :ومبغضنا ل يستطيع أن يحبنا إن ال تبارك وتعالى جبل قلوب
العباد على حبنا ،وخذل من يبغضنا ،فلن يستطيع محبنا يبغضنا ،ولن
يستطيع مبغضنا ،ولن يستطيع مبغضنا يحبنا ،ولن يجتمع حبنا وحب
عدونا في قلب أحد " ما جعل ال لرجل من قلبين في جوفه " ) (3يحب
بهذا قوما ويحب بالخر أعداءهم ) .(4توضيح :قال الراغب (5) :شفا
البئر والنهر طرفه ،ويضرب به المثل في القرب من الهلكة قال تعالى" :
على شفا جرف هار " وقال :يقال للمكان الذي يأكله
][39
السيل فيجرفه أي يذهب به جرف ،ويقال :هار البناء يهور إذا سقط نحو انهار قال
تعالى " :على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم " ) (1وقرئ هار
يقال :بئر هار وهار وهائر ومنهار ،ويقال :انهار فلن إذا سقط من مكان
عالى ،ورجل هار وهائر ضعيف في أمره تشبيها بالبئر الهائر " .ما جعل
ال لرجل من قلبين " الخبر يدل على أن المراد بعدم القلبين عدم أمرين
متضادين في إنسان واحد ،كاليمان والكفر ،وحب رجل وبغضه أوما
يستلزم بغضه .قال في المجمع في سياق معاني الية :وقيل هو رد على
المنافقين والمعنى ليس لحد قلبان يؤمن بأحدهما ويكفر بالخر ،ثم قال:
وقيل يتصل بما قبله ،والمعنى أنه ل يمكن الجمع بين اتباعين متضادين
بين اتباع الوحي والقرآن واتباع أهل الكفر والطغيان ،فكنى عن ذلك بذكر
القلبين لن التباع يصدر عن العتقاد والعتقاد من أفعال القلوب ،فكما ل
يجتمع قلبان في جوف واحد ل يجتمع اعتقادان متضادان في قلب واحد،
وقال أبو عبد ال عليه السلم :ما جعل ال لرجل من قلبين يحب بهذا قوما
ويحب بهذا أعداءهم ) .(2أقول :وسيأتي تمام القول فيه في باب القلب إن
شاء ال ) - 82 .(3كش :عن حمدويه ،عن أيوب بن نوح ،عن صفوان بن
يحيى ،عن أبي خالد ،عن عبد ال بن ميمون ،عن أبي جعفر عليه السلم
قال :يا ابن ميمون كم أنتم بمكة ؟ قلت :نحن أربعة ،قال :إنكم نور في
ظلمات الرض ) - 83 .(4كشف :من كتاب الحافظ عبد العزيز :روي أنه
قال سلمان لعلي عليه السلم :ما جئت إلى رسول ال صلى ال عليه وآله
وأنا عنده إل وضرب عضدي أوبين كتفي ،وقال :يا
) (1براءة 109راجع المفردات (2) .546 :مجمع البيان ج 8ص (3) .336يعنى
في المجلد الرابع عشر (4) .رجال الكشى ص .(*) 212
][40
سلمان هذا وحزبه المفلحون ) .(1ومن مناقب الخوارزمي عن أنس قال :قال لي
رسول ال صلى ال عليه وآله وقد رأيته في النوم :ما حملت على أن ل
تودي ما سمعت مني في علي بن أبي طالب عليه السلم حتى أدركتك
العقوبة ،ولول استغفار علي بن أبي طالب لك ما شممت رائحة الجنة أبدا
ولكن انشر في بقية عمرك ،إن أولياء علي وذريته ومحبيهم السابقون
الولون إلى الجنة وهم جيران ال وأولياء ال حمزة ،وجعفر ،والحسن
والحسين ،وأما علي فهو الصديق الكبر ل يخشى يوم القيامة من أحبه.
ومنه عن ابن عمر قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من أحب عليا
قبل ال عنه صلته وصيامه وقيامه واستجاب دعاءه ،أل ومن أحب عليا
أعطاه ال بكل عرق في بدنه مدينة في الجنة أل ومن أحب آل محمد أمن
من الحساب والميزان والصراط أل و من مات على حب آل محمد فأنا كفيله
بالجنة مع النبياء ،أل ومن أبغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين
عينيه " آيس من رحمة ال " ) - 85 .(2رياض الجنان لفضل ال بن
محمود الفارسي ،عن أبي عبد ال عليه السلم أن رسول ال صلى ال
عليه وآله قال لعلي عليه السلم :يا علي إن ال وهب لك حب المساكين و
الفقراء في الرض فرضيت بهم إخوانا ورضوا بك إماما فطوبى لمن
أحبك ،وويل لمن أبغضك ،يا علي أهل مو -تك كل أواب حفيظ ،وكل ذي
طمرين لو أقسم على ال لبره يا علي أحباؤك كل محتقر عند الخلق عظيم
عند الحق ،يا علي محبوك في الفردوس العلى ،جيران ال ل يأسفون
على ما فاتهم من الدنيا يا علي إخوانك ذبل الشفاه ،تعرف الرهبانية في
وجوههم ،يفرحون في ثلث مواطن :عند الموت ،وأنا شاهدهم ،وعند
المسألة في قبورهم وأنت هناك تلقنهم ،وعند العرض الكبر إذا دعي كل
اناس بامامهم .يا علي بشر إخوانك أن ال قد رضي عنهم ،يا علي أنت
أمير المؤمنين وقائد
) (1كشف الغمة ص 28ط قديم (2) .كشف الغمة ص .(*) 30
][41
الغر المحجلين ،وأنت وشيعتك الصافون المسبحون ،ولول أنت وشيعتك ما قام ل
دين ،ولول من في الرض منكم ما نزل من السماء قطر ،يا علي لك في
الجنة كنز وأنت ذوقرنيها وشيعتك حزب ال ،وحزب ال هم الغالبون ،يا
علي أنت وشيعتك القائمون بالقسط ،وأنت على الحوض تسقون من
أحبكم ،وتمنعون من أخل بفضلكم وأنتم المنون يوم الفزع الكبر .يا علي:
أنت وشيعتك تظللون في الموقف ،وتنعمون في الجنان ،يا علي :إن الجنة
مشتاقة إليك وإلى شيعتك وإن ملئكة العرش المقربين يفرحون بقدومهم
والملئكة تستغفر لهم ،يا علي :شيعتك الذين يخافون ال في السر
والعلنية ،يا علي :شيعتك الذين يتنافسون من الدرجات ،ويلقون ال ول
حساب عليهم ،يا علي :أعمال شيعتك تعرض علي في كل جمعة فأفرح
بصالح أعمالهم وأستغفر لسيئاتهم .يا علي :ذكرك وذكر شيعتك في التوراة
بكل خير ،قبل أن يخلقوا وكذلك في النجيل فانهم يعظمون أليا وشيعته ،يا
علي :ذكر شيعتك في السماء أكثر من ذكرهم في الرض فبشرهم بذلك ،يا
علي :قل لشيعتك وأحبائك يتنزهون من العمال التي يعملها عدوهم ،يا
علي :اشتد غضب ال على من أبغضك وأبغض شيعتك .بيان :في القاموس
الطمر بالكسر الثوب الخلق أو الكساء البالي من غير الصوف " ذبل
الشفاه " أي من الصوم ،أو من كثرة الدعاء والتلوة .ثم اعلم أن ظاهر
الية ) (1أن الصافون والمسبحون وصف الملئكة ،قال الطبرسي :أي
الصافون حول العرش ننتظر المر والنهي من ال تعالى وقيل القائمون
صفوفا في الصلة أوصافون بأجنحتنا في الهواء للعبادة والتسبيح وإنا
لنحن المسبحون أي المصلون المنزهون الرب عما ل يليق به والقائلون "
سبحان ال " على وجه التعظيم انتهى ) .(2لكن ورد في أخبار كثيرة
تأويلها بل تأويل قوله تعالى " وما منا إل له مقام
) (1الصافات 166 :و (2) .167مجمع البيان ج 8ص .(*) 461
][42
معلوم " ) (1بالئمة عليهم السلم وكأنه من بطون اليات ،ويمكن أن يكون بعضها
كهذا الخبر محمول على التشبيه والمبالغة في المدح قوله صلى ال عليه
وآله " لك في الجنة كنز " أي ثواب عظيم مدخر وفي روايات العامة أن
ذلك بيت في الجنة وقد مر شرح ذوقرنيها .وقال في النهاية فيه ل حول ول
قوة إل بال كنز من كنوز الجنه أي أجرها مدخر لقائلها والمتصف بها كما
يدخر الكنز - 86 .رياض الجنان :بإسناده عن جابر الجعفي قال :كنت مع
محمد بن علي عليهما السلم قال :يا جابر خلقنا نحن ومحبونا من طينة
واحدة بيضاء نقية من أعل عليين ،فخلقنا نحن من أعلها وخلق محبونا
من دونها ،فإذا كان يوم القيامة التحقت العليا بالسفلى ،فضربنا بأيدينا إلى
حجزة نبينا ،وضربت شيعتنا بأيديهم إلى حجزتنا ،فأين ترى يصير ال نبيه
وذريته ؟ وأين ترى يصير ذريته محبينا ؟ فضرب جابر بن يزيد على يده
وقال :دخلناها ورب الكعبة .ومنه بإسناده عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي
جعفر عليه السلم قال :سألته عن قول ال عزوجل " شجرة طيبة أصلها
ثابت وفرعها في السماء " ) (2فقال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
أنا أصلها ،وعلي فرعها والئمة أغصانها ،وعلمنا ثمرتها وشيعتنا ورقها.
يا أبا حمزة فهل ترى فيها فضل ؟ فقلت وال ما أرى فيها فضل ،فقال يا
أبا حمزة إن المولود ليولد من شيعتنا فتورق ورقة ،وإن الميت ليموت
فتسقط ورقة منها .بيان " :فهل ترى فيها فضل " أي فهل تكون في
الشجرة غير هذه المور المذكورة ؟ فقال الراوي وال ما أرى فيها فضل
فبين عليه السلم بذلك أن أهل النجاة والسعادة منحصرون في هؤلء لن
ال تعالى ضرب للكلمة الطيبة التي هي اليمان وأهله بالشجرة الطيبة
وبين أجزاء الشجرة فالمخالفون بريؤون من تلك الشجرة وداخلون في
الشجرة الخبيثة المذكورة بعدها ،ثم بين عليه السلم أن جميع الشيعة
) (1الصافات (2) .164 :راجع تأويلها في ج 24ص 87وبعدها (2) .ابراهيم:
24و .(*) 25
][43
داخلون في تلك الشجرة بقوله " :إن المولود ليولد " وقد مر تمام القول فيه في
كتاب المامة ) - 87 .(1بشا :عن ابن شيخ الطائفة ،عن أبيه ،عن المفيد،
عن الجعابي ،عن ابن عقدة ،عن جعفر بن عبد ال ،عن سعدان بن سعيد،
عن سفيان بن إبراهيم قال :سمعت جعفر بن محمد عليهما السلم يقول:
بنا يبدء البلء ،ثم بكم ،وبنا يبدء الرخاء ثم بكم والذي يحلف به لينتصرن
ال بكم كما انتصر بالحجارة ) .(2جا :عن الجعابي مثله ) .(3بيان" :
والذي يحلف به " أي بال أو بكل شئ يحلف به " لينتصرن ال بكم " أي
لينتقمن ال من المخالفين بكم في زمن القائم عليه السلم كما انتقم
بحجارة من سجيل من أصحاب الفيل ،أولكم كما انتقم لبيته من أصحاب
الفيل ،والتعبير عن البيت بالحجارة للشارة إلى أن المؤمن أشرف منه
والول أظهر - 88 .بشا :بالسناد المتقدم عن الجعابي ،عن جعفر بن
محمد بن سليمان عن داود بن رشيد ،عن محمد بن إسحاق الثعلبي قال:
سمعت جعفر بن محمد عليهما السلم يقول :نحن خيرة ال من خلقه،
وشيعتنا خيرة ال من امة نبيه ) - 89 .(4بشا :عن إبراهيم بن الحسين
الرفاء ،عن محمد بن الحسين بن عتبة عن محمد بن الحسين الفقيه ،عن
محمد بن وهبان ،عن علي بن حبشي بن قوني ،عن أحمد بن محمد بن
عبد الرحمن ،عن يحيى بن زكريا بن شيبان ،عن نصر بن مزاحم عن
محمد بن عمران بن عبد الكريم ،عن أبيه ،عن جعفر بن محمد عليهما
السلم قال :دخل أبي المسجد فإذا هوباناس من شيعتنا فدنا منهم فسلم ثم
قال لهم :وال إني لحب ريحكم وأرواحكم ،وإني لعلى دين ال ،وما بين
أحدكم وبين أن يغتبط بما هو فيه إل أن تبلغ نفسه ههنا -وأشار بيده إلى
حنجرته -فأعينونا بورع واجتهاد ومن
][44
يأتم منكم بامام فليعمل بعمله .أنتم شرط ال ،وأنتم أعوان ال ،وأنتم أنصار ال،
وأنتم السابقون الولون والسابقون الخرون ،وأنتم السابقون إلى الجنة،
قد ضمنا لكم الجنان بضمان ال ورسوله ،كأنكم في الجنة تنافسون في
فضائل الدرجات .كل مؤمن منكم صديق ،وكل مؤمنة منكم حوراء ،قال
أمير المؤمنين عليه السلم يا قنبر قم فاستبشر فال ساخط على المة ما
خل شيعتنا أل وإن لكل شئ شرفا وشرف الدين الشيعة ،أل وإن لكل شئ
عمادا وعماد الدين الشيعة ،أل وإن لكل شئ سيدا وسيد المجالس مجلس
شيعتنا ،أل وإن لكل شئ شهودا وشهود الرض أرض سكان شيعتنا فيها،
أل ومن خالفكم منسوب إلى هذه الية " وجوه يومئذ خاشعة * عاملة
ناصبة * تصلى نارا حامية " ) (1أل ومن دعا منكم فدعوته مستجابة ،أل
ومن سأل منكم حاجة فله بها مائة حاجة ،يا حبذا حسن صنع ال إليكم،
تخرج شيعتنا يوم القيامة من قبورهم مشرقة ألوانهم ووجوههم قد أعطوا
المان ،ل خوف عليهم ول هم يحزنون ،وال أشد حبا لشيعتنا منا لهم )(2
بيان " :إنهم شرط ال " بضم الشين وفتح الراء أي نخبة جنوده وأعوانه
وعساكره قال في النهاية شرط السلطان نخبة أصحابه ،الذين يقدمهم على
غيرهم من جنده ،وقال :الشرطة أول طائفة من الجيش تشهد الوقعة،
وقال :الشراط من الضداد يقع على الشراف والرذال ،والعماد بالكسر
الخشبة التي يقوم عليها البيت - 90ارشاد القلوب :بالسناد إلى حمد بن
ثابت قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم :إن ال
تبارك وتعالى خلقني وإياك من نوره العظم ،ثم رش من نورنا على جميع
النوار من بعد خلقه لها ،فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلينا ،ومن
][45
أخطأه ذلك النور ضل عنا ،ثم قرأ " :ومن لم يجعل ال له نورا فماله من نور "
يهتدي إلي نورنا وروى مسندا إلى رسول ال صلى ال عليه وآله قال:
نحن أهل بيت ل يقاس بنا أحد من عباد ال ،ومن والنا وائتم بنا ،وقبل منا
ما اوحي إلينا ،وعلمناه إياه ،وأطاع ال فينا ،فقد والى ال ،ونحن خير
البرية ،وولدنا منا ،ومن أنفسنا ،وشيعتنا منا من آذاهم آذانا ومن أكرمهم
أكرمنا ،ومن أكرمنا كان من أهل الجنة - 91بشا :بالسناد إلى الصدوق،
عن أبيه ،عن سعد ،عن البرقي ،عن القاسم ،عن جده ،عن أبي عبد ال،
عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله على
منبره :يا علي إن ال عزوجل وهب لك حب المساكين والمستضعفين في
الرض فرضيت بهم إخوانا ورضوا بك إماما ،فطوبى لمن أحبك وصدق
عليك وويل لمن أبغضك وكذب عليك .يا علي أنت العلم لهذه المة من
أحبك فاز ،ومن أبغضك هلك ،يا علي أنا المدينة وأنت بابها ،يا علي أهل
مودتك كل أواب حفيظ ،وكل ذي طمر لو أقسم على ال لبر قسمه ) .(1يا
علي إخوانك كل طاهر زكي مجتهد عند الخلق ،عظيم المنزلة عند ال
عزوجل ،يا علي محبوك جيران ال في دار الفردوس ،ل يأسفون على ما
فاتهم من الدنيا ،يا علي أنا ولي لمن واليت ،وأنا عدو لمن عاديت ،يا علي
من أحبك فقد أحبني ،ومن أبغضك فقد أبغضني ،يا على إخوانك الذبل
الشفاه ،تعرف الرهبانية في وجوههم .يا علي إخوانك يفرحون في ثلث
مواطن :عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت ،وعند المسألة في
قبورهم ،وعند العرض ،وعند الصراط إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم
يجيبوا ،يا علي حربك حربي ،وسلمك سلمي ،وحربي حرب ال وسلمي
سلم ال ،ومن سالمك فقد سالمني ،ومن سالمني فقد سالم ال عزوجل.
) (1الطمر :الثوب الخلق البالى ،يلبس ازارا اورداء ،وابرار القسم امضاؤه )*(.
][46
يا علي بشر إخوانك فان ال عزوجل قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائدا ورضوا بك
وليا ،يا علي أنت أمير المؤمين ،وقائد الغر المحجلين ،يا علي شيعتك
المنتجبون ،ولو ل أنت وشيعتك ما قام ل عزوجل دين ،ولو ل من في
الرض منكم لما أنزلت السماء قطرها ،يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو
قرنيها ،شيعتك تعرف بحزب ال عزوجل ،يا علي أنت وشيعتك الفائزون
بالقسط ،وخيرة ال من خلقه .يا علي أنا أول من ينفض التراب عن رأسه
وأنت معي ثم سائر الخلق يا علي أنت وشيعتك على الحوض تسقون من
أحببتم ،وتمنعون من كرهتم ،وأنتم المنون يوم الفزع الكبر في ظل
العرش ،يفزع الناس ول تفزعون ،ويحزن الناس ول تحزنون ،فيكم نزلت
هذه الية " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون " )(1
وفيهم نزلت " ل يحزنهم الفزع الكبر وتتلقاهم الملئكة هذا يومكم الذي
كنتم توعدون " ) .(2يا علي أنت وشيعتك تطلبون في الموقف ،وأنتم في
الجنان تتنعمون ،يا علي إن الملئكة والخزان يشتاقون إليكم ،وإن حملة
العرش والملئكة المقربين ليخصونكم بالدعاء ،ويسألون ال لمحبيكم،
ويفرحون لمن قدم عليهم منكم ،كما يفرح الهل بالغائب القادم بعد طول
الغيبة .يا علي شيعتك الذين يخافون ال في السر وينصحونه في العلنية،
يا علي شيعتك الذين يتنافسون في الدرجات ،لنهم يلقون ال عزوجل وما
عليهم ذنب يا علي إن أعمال شيعتك ستعرض علي في كل جمعة فأفرح
بصالح ما يبلغي من أعمالهم ،وأستغفر لسيئاتهم .يا علي ذكرك في التوراة
وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير ،وكذلك في النجيل فاسأل أهل
النجيل وأهل الكتاب يخبرونك عن أليا ،مع علمك بالتوراة
][47
والنجيل وما أعطاك ال عزوجل من علم الكتاب وإن أهل النجيل ليتعاظمون أليا
وما يعرفونه وما يعرفون شيعته ،وإنما يعرفونهم بما يجدونهم في كتبهم.
يا علي إن أصحابك ذكرهم في السماء أكبر وأعظم من ذكر أهل الرض
لهم بالخير ،فليفرحوا بذلك وليزدادوا اجتهادا ،يا علي إن أرواح شيعتك
لتصعد إلى السماء في رقادهم ووفاتهم ،فتنظر الملئكة إليها كما ينظر
الناس إلى الهلل شوقا إليهم ،ولما يرون من منزلتهم عند ال عزوجل ،يا
علي قل لصحابك العارفين بك يتنزهون عن العمال التي يقارفها عدوهم
فما من يوم ول ليلة إل ورحمة ال تبارك وتعالى تغشاهم فليجتنبوا الدنس.
يا علي اشتد غضب ال عزوجل على من قلهم وبرئ منك ومنهم،
واستبدل بك وبهم ،ومال إلى عدوك ،وتركك وشيعتك ،واختار الضلل،
ونصب الحرب لك ولشيعتك ،وأبغضنا أهل البيت ،وأبغض من والك
ونصرك واختارك وبذل مهجته وماله فينا .يا علي أقرئهم مني السلم من
رآني منهم ومن لم يرني ،وأعلمهم أنهم إخواني الذين أشتاق إليهم،
فليلقوا عملي إلى من ]لم[ يبلغ قرني من أهل القرون من بعدي وليتمسكوا
بحبل ال وليعتصموا به ،وليجتهدوا في العمل فانا ل نحرجهم من هدى إلى
ضللة ،وأخبرهم أن ال عزوجل راض عنهم ،وأنه يباهي ملئكته ،وينظر
إليهم في كل جمعة برحمته ،ويأمر الملئكة أن تستغفر لهم .يا علي ل
ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون أني احبك فأحبوك لحبي إياك،
ودانوا ال عزوجل بذلك ،وأعطوك صفو المودة من قلوبهم ،واختاروك
على الباء والخوة والولد ،وسلكوا طريقك ،وقد حملوا على المكاره فينا
فأبوا إل نصرنا ،وبذل المهج فينا مع الذى وسوء القول ،وما يقاسونه من
مضاضة ذلك .فكن بهم رحيما واقنع بهم ،فإن ال عزوجل اختارهم بعلمه
لنا من بين الخلق ،وخلقهم من طينتنا ،واستودعهم سرنا ،وألزم قلوبهم
معرفة حقنا ،وشرح
][48
صدورهم متمسكين بحبلنا ل يؤثرون علينا من خالفنا معما يزول من الدنيا عنهم
أيدهم ال وسلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به ،فالناس في عمه
الضللة ،متحيرون في الهواء ،عموا عن الحجة ،وما جاء من عند ال
عزوجل فهم يصبحون ويمسون في سخط ال ،وشيعتك على منهاج الحق
والستقامة ،ل يستأنسون إلى من خالفهم وليست الدنيا منهم وليسوا
منها ،اولئك مصابيح الدجى اولئك مصابيح الدجى ) .(1فضائل الشيعة:
للصدوق باسناده عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )(2
ايضاح :في القاموس :البر بالفتح الصدق في اليمين ،ويكسر وقد بررت
وبررت وبرت اليمين وتبر كيمل ويحل برا وبرا وبرورا وأبرها أمضاها
على الصدق وقال :المهجة الدم أو دم القلب والروح ،والمقاسات المكابدة
وتحمل المشاق في المر والمضاضة وجع المصيبة ،ومض الكحل العين
آلمها - 92 .بشا :عن محمد بن علي بن عبد الصمد ،عن أبيه ،عن جده،
عن أبي الحسين بن أبي الطيب ،عن أحمد بن القاسم القرشي ،عن عيسى
بن مهران ،عن إسماعيل بن امية ،عن عنبسة العابد ،عن جابر بن عبد
ال ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :كنا جلوسا معه فتل رجل هذه الية:
" كل نفس بما كسبت رهينة إل أصحاب اليمين " ) (3فقال رجل من
أصحاب اليمين ؟ قال :شيعة علي بن أبي طالب عليه السلم ) - 93 .(4كا:
من الروضة عن العدة ،عن سهل ،عن محمد بن سليمان ،عن أبيه قال:
كنت عند أبي عبد ال عليه السلم :إذ دخل عليه أبو بصير وقد حفزة
النفس فلما أخذ مجلسه قال له أبو عبد ال عليه السلم :يا أبا محمد ما هذا
النفس العالي ؟ فقال :جعلت فداك يا ابن رسول ال ،كبرت سي ودق
عظمي وأقترب أجلي مع أنني لست أدري ما أرد عليه من أمر آخرتي ؟
فقال أبو عبد ال عليه السلم :يا أبا محمد وإنك لتقول هذا ؟ قال :جعلت
فداك فيكف ل أقول ؟ فقال :يا أبا محمد أما عملت أن ال تعالى يكرم
الشباب منكم
) (1بشارة المصطفى ص (2) .224 - 221فضائل الشيعة (3) .147 - 145
المدثر (4) .39 - 38 :بشارة المصطفى ص .(*) 198
][49
ويستحيي من الكهول ؟ قال :قلت :جعلت فداك فكيف يكرم الشباب ويستحيي من
الكهول ؟ فقال :يكرم الشباب أن يعذبهم ويستحيي من الكهول أن يحاسبهم.
قال :قلت :جعلت فداك هذا لنا خاصة أم لهل التوحيد ؟ قال :فقال :ل وال
إل لكم خاصة دون العالم ،قال :قلت :جعلت فداك فانا نبزنا نبزا انكسرت له
ظهورنا ،وماتت له أفئدتنا ،واستحلت له الولة دماءنا في حديث رواه لهم
فقهاؤهم .قال :فقال أبو عبد ال عليه السلم الرافضة ؟ قال :قلت :نعم،
قال :ل وال ما هم سموكم ،ولكن ال سماكم به ،أما علمت يا أبا محمد أن
سبعين رجل من بني إسرائيل رفضوا فرعون وقومه ،لما استبان لهم
ضللهم فلحقوا بموسى صلى ال عليه لما استبان لهم هداه ،فسموا في
عسكر موسى الرافضة ،لنهم رفضوا فرعون ،وكانوا أشد أهل ذلك
العسكر عبادة ،وأشدهم حبا لموسى وهارون ،وذريتهما عليهما السلم
فأوحى ال عزوجل إلى موسى أن أثبت لهم هذا السم في التوراة فاني قد
سميتهم به ،ونحلتهم إيا ه فأثبت موسى صلى ال عليه وآله السم لهم ثم
ذخر ال عزوجل لكم هذا السم حتى نحلكموه .يا أبا محمد رفضوا الخير
ورفضتم الشر ،افترق الناس كل فرقة ،وتشعبوا كل شعبة ،فانشعبتم مع
أهل بيت نبيكم صلى ال عليه وآله وذهبتم حيث ذهبوا ،واخترتم من اختار
ال لكم ،وأردتم من أراد ال فأبشروا ثم أبشروا فأنتم وال المرحومون،
المتقبل من محسنكم ،والمتجاوز عن مسيئكم ،من لم يأت ال عزوجل بما
أنتم عليه يوم القيامة لم يتقبل منه حسنة ،ولم يتجاوز له عن سيئة ،يا أبا
محمد فهل سررتك ؟ قال :قلت :جعلت فداك زدني .قال :فقال :يا أبا محمد
إن ال عزوجل ملئكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا ،كما يسقط
الريح الورق في أوان سقوطه ،وذلك قوله عزوجل " الذين يحملون
العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا " )(1
استغفارهم وال لكم دون هذا الخلق يا أبا محمد فهل سررتك ،قال قلت:
جعلت فداك زدني .قال :يا أبا محمد لقد ذكر كم ال في كتابه ،فقال " :من
المؤمنين رجال صدقوا
][50
ما عاهدوا ال عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ،وما بدلوا تبديل " )(1
إنكم وفيتم بما أخذ ال عليه ميثاقكم من وليتنا ،وإنكم لم تبدلوا بنا غيرنا،
ولو لم تفعلوا لعير كم ال كما عيرهم ،حيث يقول جل ذكره " وما وجدنا
لكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثر هم لفاسقين " ) (2يا أبا محمد فهل
سررتك ؟ قال :قلت :جعلت فداك زدني .فقال :يا أبا محمد ولقد ذكر كم ال
في كتابه فقال " إخوانا على سرر متقابلين " ) (3وال ما أراد بهذا
غيركم يا أبا محمد فهل سررتك ؟ قال :قلت :جعلت فداك زدني .قال :فقال:
يا أبا محمد " الخلء يومئذ بعضهم لبعض عدو إل المتقين " ) (4وال ما
أراد بهذا غيركم يا أبا محمد فهل سررتك ؟ قال :قلت :جعلت فداك زدني.
فقال :يا أبا محمد لقدك ذكرنا ال عزوجل وشيعتنا وعدونا في آية من
كتابه فقال عزوجل " هل يستوي الذين يعلمون والذين ل يعلمون إنما
يتذكر اولوا اللباب " ) (5فنحن الذين يعلمون ،وعدونا الذين ل يعلمون،
وشيعتنا هم اولوا اللباب ،يا أبا محمد فهل سررتك ؟ قال :قلت :جعلت
فداك زدني .فقال :يا أبا محمد وال ما استثني ال عز ذكره بأحد من
أوصياء النبياء ول أتباعهم ما خل أمير المؤمنين عليه السلم وشيعته،
فقال في كتابه وقوله الحق " يوم ل يغني مولى عن مولى شيئا ول هم
ينصرون إل من رحم ال " ) (6يعني بذلك عليا وشيعته يا أبا محمد فهل
سررتك ؟ قال :قلت جعلت فداك زدني .قال :لقد ذكر كم ال في كتابه إذ
يقول " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحمة ال إن
ال يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " ) (7وال ما أراد بهذا
غيركم ،فهل سررتك يا أبا محمد ،قال :قلت :جعلت فداك زدني.
) (1الحزاب (2) .23 :العراف (3) 102 :الحجر (4) .47 :الزخرف(5) .67 :
الزمر (6) .9 :الدخان (7) .41 :الزمر.(*) 52 :
][51
فقال :يا أبا محمد لقد ذكر كم ال في كتابه فقال " :إن عبادي ليس لك عليهم
سلطان " ) (1وال ما أراد بهذا إل الئمة عليهم السلم وشيعتهم ،فهل
سررتك يا أبا محمد ؟ قال :قلت :جعلت فداك زدني .قال :يا أبا محمد لقد
ذكر كم ال في كتابه فقال " فاولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا " ) (2فرسول ال
في الية النبيون ونحن في هذا الموضع الصديقون والشهداء ،وأنتم
الصالحون فتسموا بالصلح كما سماكم ال عزوجل يا أبا محمد فهل
سررتك ؟ قال :قلت جعلت فداك زدني .قال :يا أبا محمد لقد ذكر كم ال إذ
حكى عن عدوكم في النار بقوله " وقالوا مالنا ل نرى رجال كنا نعدهم من
الشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم البصار " ) (3وال ما عني
]ال[ ول أراد بهذا غيركم ،صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس وأنتم
وال في الجنة تحبرون وفي النار تطلبون ،يا أبا محمد فهل سررتك ؟ قال:
قلت جعلت فداك زدني .قال :يا أبا محمد ما من آية نزلت تقود إلى الجنة،
ول يذكر أهلها بخير ،إل وهي فينا وفي شيعتنا ،وما من آية نزلت تذكر
أهلها بشر ول تسوق إلى النار إل وهي في عدونا ومن خالفنا فهل سررتك
يا أبا محمد ؟ قال :قلت :جعلت فداك زدني فقال :يا أبا محمد ليس على ملة
إبراهيم إل نحن وشيعتنا ،وسائر الناس من ذلك براء يا أبا محمد فهل
سررتك ؟ وفي رواية اخرى فقال حسبي ) .(4ختص :عن ابن الوليد ،عن
الحسن بن متيل ،عن النهاوندي ،عن أحمد بن سليان ،عن أبيه ،عن أبي
بصير مثله ) (5بأدنى تغيير وقد مر في باب أحوال أصحاب
) (1الحجر (2) .42 :النساء (3) .69 :ص (4) .63 - 62 :الكافي ج 8ص - 33
(5) .35الختصاص ص .(*) 107 - 104
][52
الصادق عليه السلم ) (1وروى الصدوق في كتاب فضائل الشيعة ،عن ابن الوليد،
عن الصفار ،عن عباد بن سليمان ،عن محمد بن سليمان ،عن أبيه مثله )
.(2توضيح :قال في النهاية " الحفز " الحث والعجال ،ومنه حديث أبي
بكرة إنه دب إلى الصف ]راكعا[ وقد حفزه النفس ،و " الشباب " بالفتح
جمع شاب وفي القاموس الكهل من وخطه الشيب -أي خالطه -ورأيت له
بجالة -أي عظمة -أو من جاوز الثلثين أو أربعا وثلثين إلى إحدى
وخمسين .وقال " النبز " بالفتح اللمز ومصدر نبزه ينبزه لقبه كنبزه،
وبالتحريك اللقب والتنابز التعاير والتداعي باللقاب وقال الجوهري :يقال
بشرته بمولود فأبشر إبشارا أي سر وتقول أبشر بخير بقطع اللف" .
صدقوا ما عاهدوا ال عليه " أي وفوا بما عاهدوا ال عليه أن ل يفروا
عند لقائهم العدو " فمنهم من قضى نحبه " أي وفي بنذره وعهده ،فقاتل
حتى استشهد وقال الجوهري النحب المدة والوقت يقال :قضى فلن نحبه
إذا مات ،وقد مر في أخبار كثيرة ) (3أن الية نزلت في أمير المؤمنين
وحمزة وجعفر وعبيدة عليهم السلم قال الثلثة الخيرة استشهدوا وعلي
عليه السلم ينتظر الشهادة " وما بدلوا " شيئا من الدين " تبديل "" .
يوم ل يغني مولى " أي قريب أو حميم أو صاحب أو ناصر عن صاحبه
شيئا من الغناء والنفع والدفع " ول هم ينصرون " والضمير لمولى
الول أو لهما " أسرفوا على أنفسهم " أي أفرطوا في الجناية عليها
بالسراف في المعاصي " ليس لك عليهم سلطان " عدم سلطانه بالنسبة
إلى الشيعة بمعنى أنه ل يمكنه أن يخرجهم من دينهم الحق أو يمكنهم دفعه
بالستعاذة والتوسل به تعالى.
][53
وقال الجوهري :قال تعالى " فهم في روضة يحبرون " ) (1أي ينعمون ويكرمون
ويسرون ،قوله " براء " بكسر الباء ككرام وفي بعض النسخ برآء
كفقهاء وكلهما جمع برئ - 94 .كنز :عن محمد بن العاس ،عن علي بن
العباس ،عن جعفر بن محمد عن موسى بن زياد ،عن عنبسة العابد ،عن
جابر بن يزيد ،عن أبي جعفر عليه السلم في قوله عزوجل " :فسلم لك
من أصحاب اليمين " ) (2قال :هم الشيعة قال ال تعالى لنبيه " فسلم لك
من أصحاب اليمين " يعني أنك تسلم منهم ل يقتلون ولدك .وقال أيضا:
حدثنا علي بن عبد ال ،عن إبراهيم بن محمد الثقفي ،عن محمد بن
عمران ،عن عامر بن حميد ،عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر عليه
السلم في هذه الية قال أبو جعفر عليه السلم :هم شيعتنا ومحبونا- 95 .
كنز :عن محمد بن العباس ،عن أحمد بن الهيثم ،عن الحسن بن عبد
الواحد ،عن حسن بن حسين ،عن يحيى بن مساور ،عن إسماعيل بن
زياد ،عن إبراهيم بن مهاجر ،عن يزيد بن شراحيل كاتب علي عليه السلم
قال :سمعت عليا عليه السلم يقول :حدثني رسول ال صلى ال عليه وآله
وأنا مسنده إلى صدري ،وعائشة عند أذني فأصغت عائشة تسمع ما يقول،
فقال :أي أخي ألم تسمع قول ال تعالى " إن الذين آمنوا وعملوا
الصالحات اولئك هم خير البرية " ) (3هم أنت وشيعتك ،وموعدي
وموعدك الحوض إذا جئت المم تدعون غرا محجلين شباعا مرويين96 .
-كنز :عن محمد بن العباس ،عن أحمد بن هوذة ،عن إبراهيم بن إسحاق
عن عبد ال بن عباد ،عن عمرو بن شمر ،عن أبي مخنف ،عن يعقوب بن
ميثم أنه وجد في كتب أبيه أن عليا عليه السلم قال :سمعت رسول ال
صلى ال عليه وآله يقول " :إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم
خير البرية " ) (4ثم التفت إلي فقال :هم أنت
][54
يا علي وشيعتك وميعادك وميعادهم الحوض ،يأتون غرا محجلين متوجين قال
يعقوب :فحدثت به أبا جعفر عليه السلم فقال :هكذا هو عندنا في كتاب
علي صلوات ال عليه - 97 .كنز :عن محمد بن العباس ،عن أحمد بن
محمد الوراق ،عن أحمد بن إبراهيم ،عن الحسن بن أبي عبد ال ،عن
مصعب بن سلم ،عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ،عن جابر بن عبد
ال قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله في مرضه الذي قبض فيه
لفاطمة عليها السلم :يا بنية بأبي أنت وامى أرسلي إلى بعلك فادعيه لي،
فقالت للحسن عليه السلم :انطلق إلى أبيك فقال له :إن جدي يدعوك
فانطلق إليه الحسن فدعاه فأقبل أميرا لمؤمنين حتى دخل على رسول ال
صلى ال عليه وآله وفاطمة عنده وهي تقول :واكرباه لكربك يا أبتاه ،فقال
رسول ال صلى ال عليه وآله :ل كرب على أبيك بعد اليوم ،يا فاطمة إن
النبي ل يشق عليه الجيب ،ول يخمش عليه الوجه ،ول يدعى ]له[ بالويل
ولكن قولي كما قال أبوك على إبراهيم :تدمع العين ،وقد يوجع القلب ،ول
نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ،ولو عاش إبراهيم
لكان نبيا .ثم قال :يا علي ادن مني فدنا منه ،ثم قال :فأدخل أذنك في فمي
ففعل فقال :يا أخى ألم تسمع قول ال في كتابه " إن الذين آمنوا وعلموا
الصالحات اولئك هم خير البرية " قال :بلى يا رسول ل ،قال :هم أنت
وشيعتك تجيئون غرا محجلين ،شباعا مرويين أو لم تسمع قول ال
عزوجل في كتابه " إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار
جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البرية " ) .(1قال :بلى يا رسول ال قال:
هم عدوك وشيعتهم يجيؤن يوم القيامة مسودة وجوههم ظماء مظمئين
أشقياء معذبين ،كفارا منافقين ،ذاك لك ولشيعتك ،وهذا لعدوك وشيعتهم.
بيان :في القاموس " خمش وجهه يخمشه ويخمشه خدشه ولطمه وضربه
وقطع عضوا منه ،قوله عليه السلم " ولو عاش إبراهيم لكان نبيا " ولذا
لم يعش لنه ل نبي بعده " مظمئين " على بناء الفعال أو التفعيل أي
يبقون على العطش ول يسقون
) (1البينة.(*) 6 :
][55
أو مبالغة في شدة العطش - 98كنز :عن محمد بن العباس ،عن جعفر بن محمد
الحسيني ومحمد بن أحمد الكاتب ،عن محمد بن علي بن خلف ،عن أحمد
بن عبد ال ،عن معاوية بن عبد ال بن أبي رافع ،عن أبيه ،عن جده أبي
رافع أن عليا عليه السلم قال لهل الشورى :أنشد كم ال هل تعلمون يوم
أتيتكم وأنتم جلوس مع رسول ال فقال :هذا أخي قد أتاكم ثم التفت إلى ثم
إلى الكعبة وقال ورب الكعبة المبنية إن عليا وشيعته هم الفائزون يوم
القيامة ،ثم أقبل نحوكم وقال :أما إنه أو لكم إيمانا وأقولكم بأمر ال،
وأوفاكم بعهد ال ،وأقضاكم بحكم ال ،وأعدلكم في الرعية ،وأقسمكم
بالسوية وأعظمكم عند ال مزية فأنزل ال سبحانه " إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية " ) (1فكبر النبي صلى ال عليه
وآله وكبرتم ،وهنأتموني بأجمعكم فهل تعلمون أن ذلك كذلك ؟ قالوا :اللهم
نعم - 99 .فر :عن الحسن بن العباس معنعنا ،عن أصبغ بن نباته قال :قال
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم :ل يكون الناس في حال
شدة إل كان شيعتي أحسن الناس حال أما سمعتم ال يقول في كتابه المبين
" الن خفف ال عنكم وعلم أن فيكم ضعفا " ) (2فخفف عنهم ما ل يخفف
عن غيرهم ) - 100 .(3فر :عن جعفر بن محمد الفزاري ،معنعنا ،عن
خيثمة الجعفي قال :دخلت على أبي جعفر عليه السلم فقال لي :يا خيثمة
أبلغ موالينا منا السلم وأعلمهم أنهم لم ينالوا ما عند ال إل بالعمل ،وقال
رسول ال :سلمان منا أهل البيت إنما عنى بمعرفتنا وإقراره بوليتنا وهو
قوله تعالى " :خلطوا عمل صالحا وآخر سيئا عسى ال أن يتوب عليهم "
) (4وعسى من ال واجب ،وإنما نزلت في شيعتنا المذنبين ).(5
) (1البينة (2) .7 :النفال (3) .66 :تفسير فرات ص (4) .51براءة(5) .102 :
تفسير فرات ص .(*) 57
][56
- 101فر :عن علي بن محمد بن عمر الزهري معنعنا ،عن زيد بن سلم الجعفي
قال :دخلت على أبي جعفر عليه السلم فقلت :أصلحك ال إن خيثمة
الجعفي حدثني عنك أنه سألك عن قول ال " وما آمن معه إل قليل " )(1
فأخبرته أنها جرت في شيعة آل محمد صلى ال عليه وآله فقال :وال
صدق خيثمة كذا حدثته ) - 102 .(2فر :عن محمد بن أحمد بن علي
الكسائي معنعنا ،عن حنان بن سدير الصيرفي قال :دخلت على أبي عبد ال
جعفر بن محمد عليه السلم وعلى كتفه مطرف من خز فقلت له :يا ابن
رسول ال ما يثبت ال شيعتكم على محبتكم أهل البيت ؟ قال :أولم يؤمن
قلبك ؟ قلت :بلى إل أن قلبي قرحة ،ثم قال لخادم له :ائتني ببيضة بيضاء
فوضعها على النار حتى نضجت ثم أهوى بالقشر إلى النار وقال :أخبرني
أبي عن جدي أنه إذا كان يوم القيامة هوى مبغضنا في النار هكذا ثم أخرج
صفرتها فأخذها على كفه اليمين ثم قال :وال إنا لصفوة ال كما هذه
الصفرة صفوة هذه البيضة ! ثم دعا بخاتم فضة فخالط الصفرة مع البياض
والبياض مع الصفرة قال :أخبرني أبي ،عن آبائي ،عن جدي ،عن رسول
ال أنه قال :إذا كان يوم القيامة كان شيعتنا هكذا بنا مختلطين وشبك بين
أصابعه ثم قال " :إخوانا على سرر متقابلين " ) - 103 .(3فر :عن محمد
بن القاسم بن عبيد معنعنا ،عن سليمان الديلمي قال :كنت عند أبي عبد ال
عليه السلم إذ دخل عليه أبو بصير وقد حفزه نفسه فلما أن أخذ مجلسه
قال له أبو عبد ال :يا أبا محمد ما هذا النفس العالي ؟ قال :جعلت فداك يا
ابن رسول ال كبرت سني ودق عظمي ولست أدري ما أرد عليه من أمر
آخرتي فقال أبو عبد ال :يا أبا محمد إنك لتقول هذا ؟ فقال :جعلت فداك
وكيف ل أقول هذا ؟ فذكر كلما فقال :يا أبا محمد لقد ذكر كم ال في كتابه
فقال " :إخوانا على سرر
) (1هود (2) .40 :تفسير فرات ص (3) .68تفسير فرات ص .(*) 82
][57
متقابلين " ) (1وال ما أراد بهذا غيركم يا أبا محمد فهل سررتك ؟ قال :قلت:
جعلت فداك زدني ! فقال :ذكر كم ال في كتابه فقال " :إن عبادي ليس لك
عليهم سلطان " ) (2وال ما أراد بها إل الئمة وشيعتهم فهل سررتك )
- 104 .(3فر :عن محمد بن أحمد معنعنا ،عن أصبغ بن نباته ،عن علي
عليه السلم في قوله تعالى " :وهم من فزع يومئذ آمنون " ) (4قال:
فقال لي علي :بلى يا أصبغ ما سألني أحد عن هذه الية ،ولقد سألت النبي
صلى ال عليه وآله كما سألتني فقال لي :سألت جبرئيل عليه السلم عنها
فقال :يا محمد إذا كان يوم القيامة حشرك ال وأهل بيتك ومن يتولك
وشيعتك ،حتي يقفوا بين يدي ال تعالى فيستر ال عوراتهم ،ويؤمنهم من
الفزع الكبر لحبهم لك وأهل بيتك ،ولعلي بن أبي طالب عليه السلم يا
علي شيعتك وال آمنون فرحون ،يشفعون فيشفعون ثم قرأ " فل أنساب
بينهم يومئذ و ل يتسائلون " ) - 105 .(5فر :عن الحسين بن سعيد
معنعنا عن زيد بن علي عليه السلم قال :ينادي مناد يوم القيامة أين "
الذين تتوفيهم الملئكة طيبين يقولون سلم عليكم " ) (6؟ قال :فيقوم قوم
مبياضين الوجوه فيقال لهم :من أنتم ؟ فيقولون :نحن المحبون لمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم فيقال لهم :بما أحببتموه ؟
يقولون :يا ربنا بطاعته لك ولرسولك فيقال لهم :صدقتم " ادخلوا الجنة
بما كنتم تعملون " )(7
) (1الحجر (2) .47 :الحجر (3) .42 :تفسير فرات ص (4) .83النمل(5) .89 :
المؤمنون ،101 :راجع تفسير فرات ص 83ذيل آية النمل ،89وص
115ذيل آية المؤمنون (6) .النحل (7) .32 :تفسير فرات ص .(*) 84
][58
- 106فر :عن جعفر بن محمد الفزاري معنعنا ،عن خيثمة الجعفي قال :دخلت
على أبي جعفر عليه السلم فقال لي :يا خيثمة أبلغ موالينا منا السلم
وأعلمهم أنهم لن ينالوا ما عند ال إل بالعمل ،ولن ينالوا وليتنا إل
بالورع ،يا خيثمة ليس ينتفع من ليس معه وليتنا ول معرفتنا أهل البيت،
وال إن الدابة لتخرج فتكلم الناس مؤمن وكافر وإنها تخرج من بيت ال
الحرام فليس يمر بها أحد من الخلق إل قال :مؤمن أو كافر ،وإنما كفروا
بوليتنا ل يوقنون يا خيثمة كانوا بآياتنا ل يقرون .يا خيثمة ! ال اليمان،
وهو قوله " المؤمن المهيمن " ونحن أهله وفينا مسكنه يعني اليمان،
ومنا يشعب ومنا عرف اليمان ونحن السلم ،ومنا عرف شرائع السلم،
وبنا تشعب يا خيثمة ،من عرف اليمان ،واتصل به لم ينجسه الذنوب كما
أن المصباح يضئ وينفذ النور ،وليس ينقص من ضوئه شئ كذلك من
عرفنا وأقر بوليتنا غفر ال له ذنوبه ) - 107 .(1فر :محمد بن عيسى بن
زكريا الدهقان معنعنا ،عن أبي جعفر ،عن أبيه ،عن آبائه عليهم السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله إن ل تعالى قضيبا من ياقوتة
حمراء خلقه بقدرته ثم دله إلى الرض ثم آلى على نفسه أن ل ينال
القضيب منها إل من تولى محمدا وآل محمد ،ثم قال :ما ينتظر ولينا إل أن
يتبوأ مقعده من الجنة وما ينتظر عدونا إل أن يتبوأ مقعده من النار ثم أومأ
إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم وقال :أولياء هذا أولياء
ال ،وأعداء هذا أعداء ال ،فضل من ال على لسان النبي صلى ال عليه
وآله وقال :خاب من افترى ) - 108 .(2فر :عن جعفر بن محمد الفزاري
معنعنا ،عن أبي جعفر عليه السلم قال إذا كان يوم القيامة جمع ال الناس
من صعيد واحد من الولين والخرين عراة حفاة ،فيقفون على طريق
المحشر ،حتى يعرقوا عرقا شديدا ،وتشتد أنفاسهم
) (1تفسيرات فرات (2) .84 :تفسير فرات.(*) 92 :
][59
فيمكثون بذلك مقدار خمسين عاما قال :فقال أبو جعفر عليه السلم :فثم قول ال
تعالى " فل تسمع إل همسا " ) (1قال :ثم ينادي مناد من تلقاء العرش
أين النبي المي قال :فيقول الناس :قد أسمعت فسم باسمه ،قال :فينادي:
أين نبي الرحمة محمد بن عبد ال المي ؟ قال :فيقدم رسول ال أمام
الناس كلهم حتى ينتهي إلى الحوض طوله ما بين ابلة إلى صنعاء فيقف
عليه ثم ينادي بصاحبكم فيتقدم أمام الناس فيقف معه ،ثم يؤذن للناس
ويمرون .قال أبو جعفر عليه السلم :فبين وارد يومئذ وبين مصروف عنه
من محبينا فإذا رأى رسول ال صلى ال عليه وآله ذلك بكا وقال يا رب
شيعة علي أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار ومنعوا عن الحوض ،قال:
فيقول له الملك :إن ال يقول لك قد وهبتهم لك يا محمد وصفحت لك عن
ذنوبهم ،وألحقتهم بك وبمن كانوا يقولون ،وجعلتهم في زمرتك وأوردتهم
على حوضك ،فقال أبو جعفر عليه السلم :فكم من باك يومئذ وباكية ينادي
يا محمداه إذا رأوا ذلك قال :فل يبقى أحد يومئذ كان محبنا ويتولنا ويتبرأ
من عدونا ويبغضهم إل كان في حيزنا ) (2وورد حوضنا ) - 109 .(3فر:
عن الحسين بن سعيد معنعنا ،عن جعفر ،عن أبيه عليهما السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان
العرش :يا معشر الخلئق غضوا أبصاركم حتى تمر بنت حبيب ال إلى
قصرها فتأتي فاطمة عليها السلم ابنتي عليها ريطتان ) (4خضراوان
حواليها سبعون ألف حوراء فإذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن قائما
والسحين نائما مقطوع الرأس فتقول للحسن :من هذا ؟ فيقول :هذا أخي
إن أمة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه فيأتيها النداء من عند ال يا بنت حبيب
ال إني إنما أريتك ما فعلت به امة أبيك أني ادخرت لك عندي تعزية
بمصيبتك فيه إني جعلت تعزية اليوم أني ل أنظر في محاسبة العباد حتى
تدخلي الجنة أنت وذريتك
) (1طه (2) .108 :حزبنا خ (3) ..تفسير فرات ص (4) .93الريطة :الملءة كلها
نسج واحد )*(.
][60
وشيعتك ومن أولكم معروفا ممن ليس هو من شيعتك قبل أن أنظر في محاسبة
العباد ،فتدخل فاطمة ابنتي الجنة وذريتها وشيعتها ومن أولها معروفا
ممن ليس من شيعتها فهو قول ال عزوجل " ل يحزنهم الفزع الكبر " )
(1قال :هول يوم القيامة " وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون " هي وال
فاطمة وذريتهما وشيعتها ومن أولهم معروفا وليس هو من شيعتها )(2
- 110فر :عن أحمد بن علي بن عيسى الزهري معنعنا ،عن أصبغ بن
نباته قال :توجهت إلى أمير المؤمنين علي عليه السلم لسلم عليه فلم
ألبث أن خرج فقمت قائما على رجلى فاستقبلته فضرب بكفه إلى كفي
فشبك أصابعه في أصابعي فقال لي :يا أصبغ بن نباته فقلت :لبيك وسعديك
يا أمير المؤمنين فقال :إن ولينا ولي ال ،فإذا مات كان في الرفيق العلى
وسقاه ال من نهر أبرد من الثلج وأحلى من الشهد ،فقلت :جعلت فداك يا
أمير المؤمنين وإن كان مذنبا ؟ قال :نعم ألم تقرأ كتاب ال ) (3اولئك يبدل
ال سيئاتهم حسنات وكان ال غفورا رحيما " ) - 111 .(4فر :عن أحمد
بن موسى معنعنا ،عن جعفر عليه السلم قال :نزلت هذه الية فينا وفي
شيعتنا " فما لنا من شافعين ول صديق حميم " ) (5وذلك حين نادى ال
بفضلنا وبفضل شيعتنا ،حتى أنا لنشفع ويشفعون ،قال :فلما رأى ذلك من
ليس منهم قالوا " :فما لنا من شافعين ول صديق حميم " )- 112 .(6
فر :عن جعفر بن أحمد الودى معنعنا ،عن سماعة بن مهران قال :قال لي
أبو عبد ال عليه السلم :ما حالكم عند الناس قال :قلت :ما أحد أسوء حال
منا
) (1النبياء 102 :و (2) .103تفسير فرات (3) .97 :الفرقان (4) .70 :تفسير
فرات ص (5) .108الشعراء (6) .100 :تفسير فرات ص .(*) 111
][61
عندهم ]نحن عندهم[ أشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا ،قال :ل
وال ل يري في النار منكم اثنان ل وال ول واحد ،وإنكم الذين نزلت فيهم
آية " وقالوا ما لنا ل نرى رجال كنا نعدهم من الشرار * أتخذناهم سخريا
أم زاغت عنهم البصار " ) - 113 .(1فر :عن عبيد بن كثير معنعنا عن
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم قال :أنا ورسول ال صلى
ال عليه وآله على الحوض ،ومعنا عترتنا ،فمن أرادنا فليأخذ بقولنا
وليعمل بأعمالنا فانا أهل البيت لنا شفاعة فتنافسوا في لقائنا على الحوض
فانا نذود عنه أعداءنا ونسقي منه أولياءنا ،ومن شرب منه لم يظمأ أبدا،
وحوضنا مترع فيه مثعبان ينصبان من الجنة أحدهما تسنيم والخر معين،
على حافتيه الزعفران ،وحصباه الدر والياقوت ،وإن المور إلى ال
وليست إلى العباد ،و لو كانت إلى العباد ما اختاروا علينا أحدا ولكنه
يختص برحمته من يشاء من عباده فاحمد ال على ما اختصكم به من النعم
وعلى طيب المولد فان ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك والسقام
ووسواس الريب وإن حبنا رضى الرب والخذ بأمرنا و طريقتنا معنا غدا
في حظيرة القدس والمنتظر لمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل ال ومن
سمع واعيتنا فلم ينصرنا أكبه ال على منخريه في النار .نحن الباب إذا
بعثوا فضاقت بهم المذاهب ،نحن باب حطة وهو باب السلم من دخله نجا
ومن تخلف عنه هوى .بنا فتح ال وبنا يختم ،وبنا يمحو ال ما يشاء
ويثبت ،وبنا ينزل الغيث ،فل يغرنكم بال الغرور لو تعلمون مالكم في
الغناء ) (2بين أعدائكم وصبركم على الذى لقرت أعينكم ،ولو فقدتموني
لرأيتم امورا يتمنى أحدكم الموت مما يرى من الجور والعدوان والثرة
والستخفاف بحق ال والخوف ،فإذا كان كذلك فاعتصموا بحبل ال جميعا
ول تفرقوا ،وعليكم بالصبر والصلة والتقية .واعلموا أن ال تبارك وتعالى
يبغض من عباده المتلون ،فل تزولوا عن الحق وولية أهل الحق فانه من
استبدل بنا هلك ،ومن اتبع أثرنا لحق ،ومن سلك
][62
غير طريقنا غرق ،وإن لمحبينا أفواجا من رحمة ال ،وإن لمبغضينا أفواجا من
عذاب ال طريقنا القصد وفي أمرنا الرشد ،أهل الجنة ينظرون إلى منازل
شيعتنا كما يرى الكوكب الدرى في السماء ل يضل من اتبعنا ،ول يهتدي
من أنكرنا ول ينجو من أعان علينا ]عدونا[ ول يعان من أسلمنا ،فل
تخلفوا عنا لطمع دنيا بحطام زائل عنكم ]وأنتم[ تزولون عنه ،فانه من آثر
الدنيا علينا عظمت حسرته وقال ال تعالى " يا حسرتى على ما فرطت في
جنب ال " ) .(1سراج المؤمن معرفة حقنا ،وأشد العمى من عمي من
فضلنا ،وناصبنا العداوة بل ذنب إل أن دعوناه إلى الحق ودعاه غيرنا إلى
الفتنة فأثرها علينا ،لنا رأية من استظل بها كنته ،ومن سبق إليها فاز،
ومن تخلف عنها هلك ،ومن تمسك بها نجا ،أنتم عمار الرض ]الذين[
استخلفكم فيها ،لينظر كيف تعملون ،فراقبوا ال فيما يرى منكم ،وعليكم
بالمحجة العظمى فاسلكوها ل يستبدل بكم غيركم " سابقوا إلى مغفرة من
ربكم وجنة عرضها السماوات والرض اعدت للمتقين " ) .(2فاعلموا
أنكم لن تنالوها إل بالتقوى ،ومن ترك الخذ عمن أمر ال بطاعته قيض
ال له شيطانا فهو له قرين .ما بالكم قد ركنتم إلى الدنيا ،ورضيتم بالضيم،
وفرطتم فيما فيه عزكم وسعادتكم وقوتكم على من بغي عليكم ،ل من ربكم
تستحيون ول لنفسكم تنظرون ،وأنتم في كل يوم تضامون ول تنتبهون
من رقدتكم ،ول تنقضي فترتكم أما ترون ]إلى[ دينكم يبلى وأنتم في غفلة
الدنيا قال ال عز ذكره " ول تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم
من دون ال من أولياء ثم ل تنصرون (1) .توضيح " :اترع " كافتعل
امتل ،قاله الفيروز آبادي :وقال :مثاعب المدينة مسايل مائها ،وقال
الواعية الصراخ والصوت ،ل الصارخة ،ووهم الجوهري وقال :كنه ستره
وقال :قيض ال فلنا لفلن ،جاء به وأتاحه له ،وقيضنا لهم قرناء سببنا
) (1الزمر (2) .56 :الحديد (3) .21 :تفسير فرات .139 - 137 :والية في هود:
.(*) 113
][63
لهم من حيث ل يحتسبونه ،وقال :الضيم الظلم - 114 .فر :عن أحمد بن محمد بن
علي الزهري ،عن أحمد بن الحسين بن المفلس ،عن زكريا بن محمد ،عن
عبد ال بن مسكان وأبان بن عثمان ،عن بريد بن معاوية العجلي وإبراهيم
الحمري قال :دخلنا على أبي جعفر عليه السلم وعنده زياد الحلم فقال
أبو جعفر :يا زياد مالي أرى رجليك متفلقين ؟ قال :جعلت لك الفداء جئت
على نضولي أعاتبه الطريق ) (1وما حملني على ذلك إل حب لكم وشوق
إليكم ،ثم أطرق زياد مليا ثم قال :جعلت لك الفداء إني ربما خلوت فأتاني
الشيطان فيذكرني ما قد سلف من الذنوب والمعاصي فكأني آيس ثم أذكر
حبي لكم وانقطاعي إليكم ،قال :يا زياد وهل الدين إل الحب والبغض ؟ ثم
تل هذه الثلث آيات كأنها في كفه " ولكن ال حبب إليكم اليمان ،وزينه
في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون *
فضل من ال ونعمة وال عليم حكيم ) " (2وقال " :يحبون من هاجر
إليهم ) " (3وقال " :إن كنتم تحبون ال فاتبعوني يحببكم ال ،ويغفر لكم
ذنوبكم وال غفور رحيم ) ." (4أتى رجل إلى رسول ال صلى ال عليه
وآله فقال :يا رسول ال إني أحب الصوامين ول أصوم واحب المصلين ول
اصلي ،وأحب المتصدقين ول اصدق ،فقال رسول ال صلى ال عليه وآله
أنت مع من أحببت ولك ما كسبت أما ترضون أن لو كانت فزعة من
السماء فزع كل
) (1قال الجوهري :عتب البعير يعتب ويعتب )ض ن( عتبانا :أي مشى على ثلث
قوائم :وكأن المراد أنى جئت على نضولى -يعنى بعيره المهزول -وكنت
أحمله وأكلفه مشى الطريق بالعتبان لما به من العقر ،وفى المصدر
المطبوع بالنجف :على نضولى عامة الطريق (2) .الحجرات 7 :و ) .8
(3الحشر (4) .9 :آل عمران.(*) 31 :
][64
قوم إلى مأمنهم ،وفزعنا إلى رسول ال ،وفزعتم إلينا ) .(1بيان :في القاموس فلقه
يفلقه شقه كفلقه فانفلق وتفلق ،وفي رجله فلوق :شقوق ،وقال :النضو
بالكسر المهزول من البل وغيرها " كأنها في كفه " أي من غير تفكر
ومكث كأنها كانت مكتوبة في كفه ،وتعجب السائل من ذلك يدل على قصور
معرفته " ول أصوم " أي كثيرا وكذا البواقي " فزعة " أي ما يوجب
الفزع والخوف ،وفزع إلبه كفرح لجأ - 115 .ختص :عن الصادق عليه
السلم قال :وال إن المؤمن ليزهر نوره لهل السماء كما تزهر نجوم
السماء لهل الرض .وقال :إن المؤمن ولي ال فيعينه وينصره ويصنع
له ،ول يقول عليه إل الحق ول يخاف غيره .وقال :وال إن المؤمن لعظم
حقا من الكعبة - 116 (2) .ختص :بإسناده عن سهل بن زياد ،عن عروة
بن يحيى ،عن أبي سعيد المدائني قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم ما
معنى قول ال عزوجل في محكم كتابه " :وما كنت بجانب الطور إذ نادينا
" فقال عليه السلم كتاب لنا كتبه ال يا با سعيد في ورق قبل أن يخلق
الخلئق بألفي عام ،صيره معه في عرشه أو تحت عرشه ،فيه :يا شيعة آل
محمد أعطيتكم قبل أن تسألوني ،وغفرت لكم قبل أن تستغفروني ،من
أتاني منكم بولية آل محمد أسكنته جنتي برحمتي ) - 117 .(3صفات
الشيعة :للصدوق بإسناده عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال له
الدوانيقي بالحيرة أيام أبي العباس يا أبا عبد ال ما بال الرجل من شيعتكم
يستخرج ما في جوفه في مجلس واحد حتى يعرف مذهبه ؟ فقال :ذلك
لحلوة اليمان في صدورهم من حلوته يبدونه تبديا ).(4
][65
- 118ومنه :بإسناده عن محمد بن عمران ،عن أبيه ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :خرجت أنا وأبي ذات يوم إلى المسجد فإذا هو باناس من
أصحابه بين القبر والمنبر ،قال :فدنا منهم وسلم عليهم ،وقال :وال إني
لحب ريحكم وأرواحكم فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد .واعلموا أن
وليتنا ل تنال إل بالورع والجتهاد ،من ائتم منكم بقوم فليعمل بعملهم )(1
أنتم شيعة ال ،وأنتم أنصار ال ،وأنتم السابقون الولون ،والسابقون
الخرون ،والسابقون في الدنيا إلى محبتنا ،والسابقون في الخرة إلى
الجنة ضمنت لكم الجنة بضمان ال عزوجل وضمان النبي صلى ال عليه
وآله وأنتم الطيبون ،ونساؤكم الطيبات ،كل مؤمنة حوراء ،وكل مؤمن
صديق .كم من مرة قال أمير المؤمنين لقنبر :أبشروا وبشروا فوال لقد
مات رسول ال صلى ال عليه وآله وهو ساخط على امته إل الشيعة .أل
وإن لكل شئ عروة وعروة الدين الشيعة ،أل وإن لكل شئ شرفا وشرف
الدين الشيعة ،أل وإن لكل شئ سيدا وسيد المجالس مجالس الشيعة ،أل
وإن لكل شئ إماما وإمام الرض أرض تسكنها الشيعة ،أل وإن لكل شئ
شهوة وشهوة الدنيا سكنى شيعتنا فيها .وال لو ل ما في الرض منكم ما
استكمل أهل خلفكم طيبات مالهم في الخرة فيها نصيب ،كل ناصب وإن
تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الية " خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا
حامية " ) (2ومن دعا مخالفا لكم فاجابة دعائه لكم ،ومن طلب منكم إلى
ال تبارك وتعالى اسمه حاجة فله مائة ومن سأل منكم مسألة فله مائة،
ومن دعا دعوة فله مائة ،ومن عمل حسنة فل يحصى تضاعفا ،ومن أساء
سيئة فمحمد صلى ال عليه وآله حجيجه على تبعتها .وال إن صائمكم
ليرتع في رياض الجنة تدعو له الملئكة بالفوز حتى يفطر
) (1ومن ائتم منكم بامام فليعمل بعمله خ ل (2) .الغاشية 3 :و .(*) 4
][66
وإن حاجكم ومعتمركم لخاصة ال ،وإنكم جميعا لهل دعوة ال وأهل وليته ل
خوف عليكم ول حزن ،كلكم في الجنة فتنافسوا في الصالحات ،وال ما أحد
أقرب من عرش ال بعدنا يوم القيامة من شيعتنا ،ما أحسن صنع ال إليهم
لو ل أن تفتنوا ويشمت بكم عدوكم ،ويعظم الناس ذلك ،لسلمت عليكم
الملئكة قبل .قال أمير المؤمنين عليه السلم :يخرج أهل وليتنا من
قبورهم يخاف الناس ول يخافون ويحزن الناس ول يحزنون .قال :وقد
حدثني بهذا الحديث ابن الوليد باسناده عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال
عليه السلم إل أن حديثه لم يكن بهذا الطول وفي هذه زيادات ليست في
ذلك والمعاني متقاربة ) - 119 .(1مشكوة النوار :عن علي بن حمران،
عن أبيه ،عنه عليه السلم مثله إلى قوله ما أحسن صنع ال إليهم ثم قال:
قال علي رضوان ال عليه :يخرج أهل وليتنا يوم القيامة مشرقة
وجوههم ،قريرة أعينهم ،قد اعطوا المان مما يخاف الناس يخاف الناس
ول يخافون ،ويحزن الناس ول يحزنون ،وال ما يشعر أحد منكم يقوم إلى
الصلة وقد اكتنفته الملئكة يصلون عليه ،ويدعون له ،حتى يفرغ من
صلته أل وإن لكل شئ جوهرا وإن جوهر بني آدم محمد صلى ال عليه
وآله ونحن وشيعتنا ما أقربهم من عرش ال وأحسن صنع ال إليهم يوم
القيامة ،وال لو ل زهوهم لعظم ذلك لسلمت إليهم الملئكة قبل ) .(2بيان:
في القاموس الزهو الكبر والتيه والفخر - 120 .صفات الشيعة :بإسناده
عن عامر الجهني قال :دخل رسول ال صلى ال عليه وآله المسجد ونحن
جلوس وفينا أبو بكر وعمر وعثمان ،وعلي عليه السلم ناحية فجاء النبي
صلى ال عليه وآله فجلس إلى جانب علي عليه السلم فجعل ينظر يمينا
وشمال ثم قال :إن عن يمين العرش وعن يسار العرش لرجال على منابر
من نور ،تتلل وجوههم نورا.
) (1الحديث مستخرج من فضائل الشيعة ص ،141ل صفات الشيعة .وهكذا فيما
سيأتي (2) .مشكوة النوار.(*) 94 - 92 :
][67
قال :فقام أبو بكر فقال :بأبي أنت وامي يا رسول ال أنا منهم ؟ قال له :اجلس ثم
قام إليه عمر فقال له مثل ذلك ،فقال له :اجلس ،فلما رأى ابن مسعود ما
قال لهما النبي صلى ال عليه وآله قام حتى استوى قائما على قدميه ،ثم
قال :بأبي أنت وامي يا رسول ال صفهم لنا نعرفهم بصفتهم ،قال :فضرب
يده على منكب علي عليه السلم ثم قال :هذا وشيعته هم الفائزون ).(1
- 121ومنه :عن أبيه ،عن سعد ،عن عباد بن سليمان ،عن سدير
الصيرفي قال :دخلت عليه وعنده أبو بصير وميسر وعدة من جلسائه فلما
أن أخذت مجلسي أقبل علي بوجهه وقال :يا سدير أما إن ولينا ليعبد ال
قائما وقاعدا ونائما وحيا وميتا ،قال :قلت :جعلت فداك أما عبادته قائما
وقاعدا وحيا فقد عرفنا فكيف يعبد ال نائما وميتا ؟ قال :إن ولينا ليضع
رأسه فيرقد فإذا كان وقت الصلة وكل به ملكين خلقا من الرض لم يصعدا
إلى السماء ،ولم يريا ملكوتهما ،فيصليان عنده حتى ينتبه فيكتب ال ثواب
صلتهما له ،والركعة من صلتهما تعدل ألف صلة من صلة الدميين وإن
ولينا ليقبضه ال إليه فيصعد ملكاه إلى السماء فيقولن :يا ربنا عبدك فلن
بن فلن انقطع واستوفى أجله ،ولنت أعلم منا بذلك فائذن لنا نعبدك في
آفاق سمائك وأطراف أرضك قال :فيوحي ال إليهما أن في سمائي لمن
يعبدني ومالي في عبادته من حاجة بل هو أحوج إليها ،وإن في أرضي
لمن يعبدني ومالي في عبادته من حاجة وما خلقت خلقا أحوج إلي منه،
فاهبطا إلى قبر وليي .فيقولن :يا ربنا من هذا يسعد بحبك إياه ؟ قال:
فيوحي ال إليهما ذلك من اخذ ميثاقه بمحمد عبدي ووصيه وذريتهما
بالولية اهبطا إلى قبر وليي فلن بن فلن ،فصليا عنده إلى أن أبعثه في
القيامة .قال :فيهبط الملكان فيصليان عند القبر إلى أن يبعثه ال ،فيكتب
ثواب صلتهما له ،والركعة من صلتهما تعدل ألف صلة من صلة
الدميين.
) (1فضائل الشيعة ص .(*) 151
][68
قال سدير :جعلت فداك يا ابن رسول ال فإذا وليكم نائما وميتا أعبد منه حيا
وقائما ! قال :فقال :هيهات يا سدير إن ولينا ليؤمن على ال عزوجل يوم
القيامة فيجيز أمانه ) - 122 .(1ومنه :بإسناده عن معاوية بن عمار ،عن
جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن جده عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :إذا كان يوم القيامة يؤتى بأقوام على منابر من نور تتلل
وجوههم كالقمر ليلة البدر يغبطهم الولون والخرون ،ثم سكت ثم أعاد
الكلم ثلثا فقال عمر بن الخطاب :بأبي أنت وامي هم الشهداء ؟ قال :هم
الشهداء وليس هم الشهداء الذين تظنون ،قال :هم النبياء ؟ قال :هم
]النبياء وليس هم النبياء الذين تظنون ،قال :هم الوصياء قال :هم[
الوصياء وليس هم الوصياء الذين تظنون ،قال :فمن أهل السماء أم من
أهل الرض ؟ قال :هم من أهل الرض قال :فأخبرني من هم ؟ قال :فأومأ
بيده إلى علي عليه السلم فقال :هذا وشيعته ،ما يبغضه من قريش إل
سفاحي ،ول من النصار إل يهودي ول من العرب إل دعي ول من سائر
الناس إل شقي ،يا عمر كذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا )- 123 .(2
ومنه :باسناده عن محمد بن قيس وعامر بن السمط ،عن أبي جعفر عليه
السلم قال :قال رسول اله صلى ال عليه وآله يأتي يوم القيامة قوم عليهم
ثياب من نور ،على وجوههم نور ،يعرفون بآثار السجود ،يتخطون صفا
بعد صف حتى يصيروا بين يدي رب العالمين ،يغبطهم النبيون والملئكة
والشهداء والصالحون ،ثم قال :اولئك شيعتنا وعلي إمامهم )- 124 .(3
ومنه :باسناده عن مالك الجهني ،عن أبي عبد ال قال :يا مالك أما
ترضون أن تقيموا الصلة ،وتؤدوا الزكاة ،وتكفوا أيديكم وتدخلوا الجنة ؟
ثم قال :يا مالك إنه ليس من قوم ائتموا بامام في دار الدنيا إل جاء يوم
القيامة يلعنهم ويلعنونه إل أنتم ،ومن كان بمثل حالكم ،ثم قال :يا مالك إن
الميت منكم على
][69
هذا المر شهيد بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل ال .قال :وقال مالك :بينما أنا
عنده ذات يوم جالس وأنا احدث نفسي بشئ من فضلهم ،فقال لي :أنتم
وال شيعتنا لتظنن أنك مفرط في أمرنا يا مالك إنه ل يقدر على صفة ال،
فكما ل يقدر على صفة ال كذلك ل يقدر على صفة الرسول صلى ال عليه
وآله وكما ل يقدر على صفة الرسول فكذلك ل يقدر على صفتنا ،وكما ل
يقدر على صفتنا فكذلك ل يقدر على صفة المؤمن .يا مالك إن المؤمن
ليلقى أخاه فيصافحه ل يزال ال ينظر إليهما والذنوب تتحات عن
وجوههما حتى يتفرقا وإنه لن يقدر على صفة من هو هكذا ،وقال :إن أبي
عليه السلم كان يقول :لن تطعم النار من يصف هذا المر ) - 125 .(1ما:
عن جماعة ،عن أبي المفضل ،عن عبد ال بن إسحاق ،عن عثمان ابن
عبد ال ; عن عبد ال بن لهيعة ; عن أبي الزبير ،عن جابر بن عبد ال
قال :بينا النبي بعرفات ،وعلي تجاهه ،ونحن معه ،إذا أومأ النبي صلى ال
عليه وآله إلى علي عليه السلم فقال :ادن مني يا علي فدنا منه فقال :ضع
خمسك يعني كفك في كفي فأخذ بكفه فقال يا علي خلقت أنا وأنت من
شجرة أنا أصلها وأنت فرعها ،والحسن والحسين أغصانها ،فمن تعلق
بغصن من أغصانها أدخله ال الجنة )) - 126 .(2ما :عن جماعة ،عن
أبي المفضل ،عن الحسن بن علي بن زكريا عن صهيب بن عباد بن
صهيب ،عن أبيه ،عن جعفر بن محمد ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :أنا الشجرة ،وفاطمة فرعها ،وعلي
لقاحها ،والحسن والحسين ثمرها ،وأغصان الشجرة ذاهبة على ساقها،
فأي رجل تعلق بغصن من أغصانها أدخله ال الجنة برحمته ،قيل :يا
رسول ال قد عرفنا الشجرة وفرعها ،فمن أغصانها ؟ قال :عترتي ،فما
من عبد أحبنا أهل البيت ،وعمل بأعمالنا ،وحاسب نفسه قبل أن
][70
يحاسب إل أدخله ال عز وجل الجنة ) - 127 .(1ما :عن جماعة ،عن أبي
المفضل ،عن جعفر بن محمد العلوي ،عن موسى بن عبد ال بن الحسن،
عن أبيه ،عن جده ،عن أبيه عبد ال بن الحسن ،عن أبيه ،عن خاله علي
بن الحسين ،عن الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب ،عن أبيهما
علي بن أبيطالب عليهم السلم قال :جاء رجل من النصار إلى النبي صلى
ال عليه وآله فقال :يا رسول ال ما أستطيع فراقك ،وإني لدخل منزلي
فأذكرك فأترك صنيعتي وأقبل حتى أنظر إليك حبا لك ،فذكرت إذا كان يوم
القيامة وأدخلت الجنة فرفعت في أعلى عليين فكيف لي بك يا نبي ال ؟
فنزل " ومن يطع ال والرسول فاولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا " ) (2فدعا النبي
الرجل فقرأها عليه وبشره بذلك ) - 128 .(3ما :عن جماعة ،عن أبي
المفضل ،عن أحمد بن محمد بن سعيد ،عن محمد ابن أحمد بن نصر ،عن
موسى بن عبد ال بن الحسن ،عن أبيه ،عن آبائه قال :أتى رجل النبي
صلى ال عليه وآله فقال :يا رسول ال رجل يحب من يصلي ول يصلي إل
الفريضة ،ويحب من يتصدق ول يتصدق إل بالواجب ،ويحب من يصوم
ول يصوم إل شهر رمضان ،فقال رسول ال صلى ال عليه وآله :المرء
مع من أحب ) - 129 .(4ما :عن أحمد بن عبدون ،عن علي بن محمد بن
الزبير ،عن علي بن الحسن بن فضال ،عن العباس بن عامر ،عن أحمد بن
رزق الغمشاني ،عن محمد بن عبد الرحمان قال :سمعت أبا عبد ال عليه
السلم يقول :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ل تستخفوا بشيعة علي
فان الرجل منهم ليشفع بعدد ربيعة ومضر ) - 130 .(5ما :بهذا السناد،
عن أحمد بن رزق ،عن يحيى بن العل ،عن
) (1أمالى الطوسى ج 2ص (2) .224النساء 3) .69 :و (4أمال الطوسى ج 2
ص (5) .234أمال الطوسى ج 2ص .(*) 283
][71
أبي عبد ال عليه السلم قال :دخل علي عليه السلم على رسول ال صلى ال عليه
وآله وهو في بيت ام سلمة فلما رآه قال :كيف أنت يا علي إذا جمعت المم،
ووضعت الموازين ،وبرز لعرض خلقه ،ودعي الناس إلى ما لبد منه،
قال :فدمعت عين أمير المؤمنين عليه السلم فقال رسول ال صلى ال
عليه وآله :ما يبكيك يا علي تدعى وال أنت وشيعتك غرا محجلين رواء
مرويين ،ومبياضة وجوهكم ويدعى بعدوك مسوادة وجوههم أشقياء
معذبين أما سمعت إلى قو ال تعالى " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
اولئك هم خير البرية " ) (1أنت وشيعتك " والذين كفروا بآياتنا اولئك هم
شر البرية " عدوك يا علي .بيان " :الذين كفروا " اختصار في الية
ونقل بالمعنى - 131 .سعد السعود للسيد ابن طاوس :قال :رأيت في
مختصر تفسير محمد بن العباس بن مروان حدثنا أحمد بن محمد بن
موسى النوفلي وجعفر بن محمد الحسيني ومحمد بن أحمد الكاتب ومحمد
بن حسين البزاز قالوا :حدثنا عيسى بن مهران قال :أخبرنا محمد بن بكار
الهمداني ،عن يوسف السراج قال :حدثني أبو هريرة العماري من ولد
عمار بن ياسر ،عن جعفر بن محمد ،عن آبائه ،عن أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب عليه السلم قال :لما نزلت على رسول ال صلى ال عليه
وآله " :طوبى لهم وحسن مآب " ) (2أتى المقداد بن السود الكندي إلى
رسول ال صلى ال عليه وآله فقال :يا رسول ال وما طوبى ؟ قال :شجرة
في الجنة لو سار الراكب الجواد لسار في ظلها مائة عام قبل أن يقطعها
ورقها برود خضر ،وزهرها رياض صفر ،وأقناؤها سندس واستبرق،
وثمرها جلل خضر ،وصمغها ) (3زنجبيل وعسل ،وبطحاؤها ياقوت أحمر،
وزمرد أخضر وترابها مسك وعنبز ،وحشيشها زعفران ينيع ،وألنجوج
يتأجج من غير وقود
) (1البينة 7وما بعدها مأخوذ من الية " :6ان الذين كفروا من أهل الكتاب
والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية "(2) .
الرعد (3) .29 :ضمجها خ ل )*(.
][72
بحبكم أهل بيت محمد صلى ال عليه وآله .فلم يزالوا يا مقداد محبي علي بن أبي
طالب في العطايا والمواهب حتى أن المقصر من شيعته ليتمنى في أمنيته
مثل جميع الدنيا منذ خلقها ال إلى يوم القيامة قال لهم ربهم تبارك
وتعالى :لقد قصرتم في أمانيكم ،ورضيتم بدون ما يحق لكم فانظروا إلى
مواهب ربكم فإذا بقباب وقصور في أعل عليين من الياقوت الحمر و
الخضر والبيض والصفر ،يزهر نورها ،فلو ل أنه مسخر مسخد إذا
للمعت البصار منها .فما كان من تلك القصور من الياقوت مفروش
بالسندس الخضر ،وما كان منها من الياقوت البيض فهو مفروش
بالرياط الصفر مبثوثة بالزبرجد الخضر ،و الفضة البيضاء والذهب
الحمر ،قواعدها وأركانها من الجوهر ،ينور من أبوابها وأعراضها ،نور
شعاع الشمس عنده مثل الكوكب الدري في النهار المضئ وإذا على باب
كل قصر من تلك القصور جنتان مدهامتان فيهما من كل فاكهة زوجان.
فلما أرادوا النصراف إلى منازلهم حولوا على براذين من نور ،بأيدي
ولدان مخلدين ،بيد كل وليد منهم حكمة برذون من تلك البراذين ،لجمها
وأعنتها من الفضة البيضاء ،وأثفارها من الجواهر فإذا دخلوا منازلهم
وجدوا الملئكة يهنؤنهم بكرامة ربهم حتى إذا استقر قرارهم قيل لهم :هل
وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ قالوا :نعم ربنا رضينا فارض عنا قال:
برضاي عنكم وبحبكم أهل بيت نبيي حللتم داري ،وصافحتم الملئكة،
فهنيئا هنيئا عطاء غير مجذوذ ،ليس فيه تنغيص ،فعندها قالوا :الحمد ل
الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور ،الذي أحلنا دار المقامة من
فضله ل يمسنا فيها نصب ول يمسنا فيها لغوب .قال لنا أبو محمد النوفلي
أحمد بن محمد بن موسى :قال لنا عيسى بن مهران :قرأت هذا الحديث
يوما على قوم من أصحاب الحديث فقلت :أبرأ إليكم من عهدة الحديث فان
يوسف السراج ل أعرفه فلما كان من الليل رأيت في منامي كأن إنسانا
جاءني ومعه كتاب وفيه :بسم ال الرحمن الرحيم من محمود بن إبراهيم
وحسن بن الحسين و
][74
يحيى بن الحسن القزاز وعلي ابن القاسم الكندي من تحت شجرة طوبى ،وقد أنجز
لنا ربنا ما وعدنا فاحتفظ بما في يديك من هذه الية ،فانك لم تقرأ منها
كتابا إل أشرقت له الجنة ) .(1بيان " :وأقناؤها " بالقاف جمع قنو،
بالكسر والضم ،وهو من النخل بمنزلة العنقود من العنب وفي بعض النسخ
بالفاء أي عرصاتها ،وهي غير مناسبة ،وفي بعضها أفنانها بالنونين جمع
الفنن محركة وهو الغصن ،وفي القاموس ينع الثمر كمنع وضرب حان
قطافه كأينع ،واليانع الحمر من كل شئ والثمر الناضج كالينيع وقال
يلنجوج ويلنجج وألنجج واللنجوج :عود البخور ،وقال :الجيج تلهب
النار كالتأجج ،وقال النجيب وكهمزة الكريم الحسيب والجمع أنجاب ونجباء
ونجب وناقة نجيب ونجيبة والجمع نجائب .وقال المرعز والمرعزى :ويمد
إذا خفف وقد تفتح الميم في الكل الزغب الذي تحت شعر العنز ،وقال عبقر
موضع كثير الجن وقرية ثيابها في غاية الحسن والعبقري الكامل ]من كل
شئ[ والسيد وضرب من البسط .وقال البيضاوي :العبقري منسوب إلى
عبقر تزعم العرب أنه اسم بلد الجن فينسبون إليه كل شئ عجيب وفي
القاموس الرجوان بالضم الحمر ،وثياب حمر وصبغ أحمر والحمرة
وأحمر أرجواني قانئ وقال البرك أي بالفتح الصدر كالبركة بالكسر.
وأقول :الظاهر أن المراد بقوله ل يفوت منهم شئ شيئا أي ل يسبق جزء
من كل منها جزءا من الخرى ،فهو لبيان اعتدال الصفوف وضمير ذوي
العقول على المجاز ،لتشريفها ،مع أنه ل استبعاد في كونها من ذوي
العقول وقوله " ناقتها " المراد بها الناقة التي معها قال في المصباح فاته
فلن بذراع سبقه بها وفي القاموس المسخد كمعظم الخاثر النفس،
والمصفر الثقيل المورم ،وسخد ورق الشجر بالضم تسخيدا ندى وركب
بعضه بعضا وقال :لمع البرق بالشئ ذهب .وقال :الريطة كل ملءة غير
ذات لفقين كلها نسج واحد وقطعة واحدة ،وكل
][75
ثوب لين رقيق ،والجمع ريط ورياط " مدهامتان " قال البيضاوي خضراوان
تضربان إلى السواد من شدة الخضرة " زوجان " أي صنفان غريب
ومعروف ،وأو رطب ويابس و " الحكمة " محركة ما أحاط بحنكي الفرس
من لجامه وفيها العذاران ،وقال :الثقر بالتحريك السير في مؤخر السرج،
وقد يسكن وتنغيص العيش تكديره .وأقول :الرواية كانت سقيمة فصححتها
من سائر المواضع بحسب المكان وال المستعان - 132 .ما :عن أحمد
بن عبدون ،عن علي بن محمد بن الزبير ،عن علي بن الحسن بن فضال،
عن العباس بن عامر ،عن أحمد بن رزق ،عن مهزم بن أبي بردة قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :إذا أنت أحصيت ما على الرض من
شيعة علي عليه السلم فلست تلقي إل من هو حطب لجهنم ،إنه لينعم
على أهل خلفكم بجواركم إياهم ،ولول ما على الرض من شيعة علي
عليه السلم ما نظرت إلى غيث أبدا إن أحدكم ليخرج وما في صحيفته
حسنة فيملها ال له حسنات قبل أن ينصرف وذلك أنه يمر بالمجلس وهم
يشتموننا ،فيقال :اسكتوا هذا من الفلنية ،فإذا مضى عنهم شتموه فينا )
- 133 .(1مشكوة النوار :بن ربيعة بن ناجد قال :سمعت عليا عليه
السلم يقول :إنما مثل شيعتنا مثل النحل الطير] ،ليس شئ من الطير[ إل
وهو يستضعفها ولو أن الطير تعلم ما في أجوافها من البركة لم تفعل بها
ذلك ) .(2أقول :قال ابن أبي الحديد في شرح النهج :روى جعفر الحمر،
عن مسلم العور ،عن حبة العرني قال :قال علي عليه السلم :من أحبني
كان معي أما إنك لو صمت الدهر كله ،وقمت الليل كله ،ثم قتلت بين الصفا
والمروة ،أو قال بين الركن والمقام ،لما بعثك ال إل مع هواك ،بالغا ما
بلغ ،إن في جنة ففي جنة وإن في نار ففي نار .بيان " :مع هواك " أي
مع من تهواه وتحبه ،فإن كان هو في الجنة فأنت
][76
معه في الجنة ،وإن كان النار فأنت معه في النار - 134 .العلل :لمحمد بن علي بن
إبراهيم :العلة في شيعة آل محمد أنهم منهم أن كل من والى قوما فهو
منهم ،وإن لم يكن من جنسهم ،وذلك قول ال عزوجل " يا معشر الجن قد
استكثرتم من النس * وقال أولياؤهم من النس " ) (1فالجن بخلف
النس ،لكنهم لما والوهم نسبهم ال إليهم ،فكذلك كل من توالى آل محمد
فهو منهم - 135 .ومنه :قال :العلة في أن رسول ال وأمير المؤمنين
صلوات ال عليهما هما الوالدان قول ال عزوجل " واعبدوا ال ول
تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا " ) (2قال الصادق عليه السلم :هما
رسول ال وأمير المؤمنين صلوات ال عليهما والعلة في أن الشيعة كلهم
أيتام أن هذين الوالدين قد قبضا عنهم ،والعلة في اسم فاطمة صلوات ال
عليها أن ال فطم بها شيعتها من النار - 136 .كتاب المسلسلت :حدثنا
محمد بن علي بن الحسين قال :حدثني أحمد بن زياد بن جعفر قال :حدثني
أبو القاسم جعفر بن محمد العلوي العريضي قال :قال أبو عبد ال أحمد بن
محمد بن خليل :قال :أخبرني علي بن محمد بن جعفر الهوازي قال:
حدثني بكر بن أحنف قال :حدثتنا فاطمة بنت علي بن موسى الرضا عليه
السلم قالت :حدثتني فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر
عليهما السلم قلن حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد عليهما السلم قالت:
حدثتني فاطمة بنت محمد بن علي عليهما السلم قالت :حدثتني فاطمة بنت
علي بن الحسين عليهما السلم قالت :حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين
بن علي عليهما السلم عن أم كلثوم بنت علي عليه السلم عن فاطمة بنت
رسول ال صلى ال عليه وآله قالت :سمعت رسول ال صلى ال عليه
وآله يقول :لما اسري بي إلى السماء دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من درة
بيضاء مجوفة ،وعليها باب مكلل بالدر و الياقوت ،وعلى الباب ستر
فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الباب " ل إله إل ال
][77
محمد رسول ال علي ولي القوم " وإذا مكتوب على الستر بخ بخ من مثل شيعة
علي ؟ فدخلته فإذا أنا بقصر من عقيق أحمر مجوف ،وعليه باب من فضة
مكلل بالزبرجد الخضر ،وإذا على الباب ستر ،فرفعت رأسي فإذا مكتوب
على الباب " محمد رسول ال علي وصي المصطفى " وإذا على الستر
مكتوب " :بشر شيعة علي بطيب المولد " .فدخلته فإذا أنا بقصر من
زمرد أخضر مجوف لم أر أحسن منه ،وعليه باب من ياقوتة حمراء مكللة
باللؤلوء وعلى الباب ستر فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الستر شيعة
علي هم الفائزون ،فقلت :حبيبي جبرئيل لمن هذا ؟ فقال :يا محمد لبن
عمك ووصيك علي بن أبي طالب عليه السلم يحشر الناس كلهم يوم
القيامة حفاة عراة إل شيعة على ويدعى الناس بأسماء امهاتهم ما خل
شيعة علي عليه السلم فانهم يدعون بأسماء آبائهم فقلت :حبيبي جبرئيل
وكيف ذاك ؟ قال :لنهم أحبوا عليا فطاب مولدهم .بيان " :فطاب مولدهم
" لعل المعنى أنه لما علم ال من أرواحهم أنهم يحبون عليا وأقروا في
الميثاق بوليته طيب مولد أجسادهم - 137 .كا :عن العدة ،عن سهل ،عن
محمد بن سليمان ،عن أبيه ،عن أبي عبد ال عليه السلم أنه قال لبي
بصير :يا با محمد إن ل ملئكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما
تسقط الريح الورق في أوان سقوطه ،وذلك قوله عزوجل " الذين يحملون
العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا "
استغفارهم وال لكم دون هذا الخلق ) - 138 .(1كا :عن محمد بن أحمد،
عن عبد ال بن الصلت ،عن يونس عمن ذكره عن أبي بصير قال :قال أبو
عبد ال عليه السلم :يا با محمد إن ل عز ذكره ملئكة يسقطون الذنوب
عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق من الجشر أوان سقوطه ،وذلك
][78
قوله عزوجل " يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا " وال ما أراد
]بهذا[ غيركم ) - 139 (1فس :عن أبيه ،عن القاسم بن محمد ،عن
سليمان بن داود المنقري عن حماد ،عن أبي عبد ال عليه السلم أنه
سئل :الملئكة أكثر أم بنو آدم ؟ فقال :والذي نفسي بيده لملئكة ال في
السماوات أكثر من عدد التراب في الرض وما في السماء موضع قدم إل
وفيه ملك يسبحه ويقدسه ،ول في الرض شجرة ول مدر إل وفيها ملك
موكل بها يأتي ال كل يوم بعملها ،وال أعلم بها ،ومأمنهم أحد إل ويتقرب
كل يوم إلى ال بوليتنا أهل البيت ،ويستغفر لمحبينا ويلعن أعداءنا ويسأل
ال عزوجل أن يرسل عليهم العذاب إرسال .وقوله " الذين يحملون
العرش " يعني رسول ال صلى ال عليه وآله والوصياء من بعده
يحملون علم ال " ومن حوله " يعني الملئكة " يسبحون بحمد ربهم
ويستعفرون للذين آمنوا " يعني شيعة آل محمد " ربنا وسعت كل شئ
رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا " من ولية فلن وفلن وبني اميه "
واتبعوا سبيلك " أي ولية ولي ال " وقهم عذاب الجحيم " إلى قوله "
الحكيم " يعني من تولى عليا عليه السلم فذلك صلحهم " وقهم السيئات
ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته " يعني يوم القيامة " وذلك هو الفوز
العظيم " لمن نجاه ال من هؤلء ،يعني ولية فلن وفلن ) - 140 .(2م:
" صراط الذين أنعمت عليهم " أي قولوا اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم
بالتوفيق لدينك وطاعتك ،وهم الذين قال ال تعالى " :ومن يطع ال
والرسول فاولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء و الصالحين وحسن اولئك رفيقا " وحكي هذا بعينه عن أمير
المؤمنين عليه السلم .قال :ثم قال :ليس هؤلء المنعم عليهم بالمال
وصحة البدن وإن كان كل هذا نعمة من ال ظاهرة أل ترون أن هؤلء قد
يكونون كفارا أو فساقا فما ندبتم إلى
][79
أن تدعوا بأن ترشدوا إلى صراطهم ،وإنما امرتم بالدعاء لن ترشدوا إلى صراط
الذين أنعم عليهم باليمان بال ،وتصديق رسول ال ،وبالولية لمحمد وآله
الطيبين ،و أصحابه الخيرين المنتجين ،وبالتقية الحسنة التي يسلم بها من
شر عباد ال ومن الزيادة في آثام أعداء ال وكفرهم ،بأن تداريهم ول
تغريهم بأذاك وأذى المؤمنين وبالمعرفة بحقوق الخوان من المؤمنين.
فإنه ما من عبد ول أمة والى محمدا وآل محمد وأصحاب محمد ،وعادى
من عاداهم إل كان قد اتخذ من عذاب ال حصنا منيعا ،وجنة حصينة .وما
من عبد ول أمة دارى عباد ال بأحسن المدارة ،فلم يدخل بها في باطل ولم
يخرج بها من حق إل جعل ال نفسه تسبيحا وزكى عمله ،وأعطاه بصيرة
على كتمان سرنا ،واحتمال الغيظ لما يستمعه من أعدائنا ،وأعطاه ثواب
المتشحط بدمه في سبيل ال .وما من عبد أخذ نفسه بحقوق إخوانه فوفاهم
حقوقهم جهده ،وأعطاهم ممكنه ورضي منهم بعفوهم ،وترك الستقصاء
عليهم فيما يكون من زللهم ،وغفرها لهم إل قال ال عزوجل له يوم
القيامة :يا عبدي قضيت حقوق إخوانك ،ولم تستقص عليهم فيما لك
عليهم ،فأنا أجود وأكرم وأولى بمثل ما فعلته من المسامحة والتكرم فأنا
أقضيك اليوم على حق وعدتك ،وأزيدك من فضلي الواسع ،ول أستقصي
عليك في تقصيرك في بعض حقوقي ،قال :فيلحقه بمحمد وآله وأصحابه،
ويجعله في خيار شيعتهم .ثم قال رسول ال صلى ال عليه وآله لبعض
أصحابه ذات يوم :يا عبد ال أحب في ال و أبغض في ال ووال في ال،
فانه ل ينال ولية ال إل بذلك ،ول يجد الرجل طعم اليمان وإن كثرت
صلته وصيامه حتى يكون كذلك ،وقد صارت مواخاة الناس يومكم هذا
أكثرها في الدنيا ،عليها يتوادون ،وعليها يتباغضون ،وذلك ل يغني عنه
من ال شيئا .فقال الرجل :يا رسول ال فكيف لي أن أعلم أني قد واليت
وعاديت في ال
][80
ومن ولي ال حتى أو إليه ،ومن عدوه حتى اعاديه ؟ فأشار له رسول ال صلى ال
عليه وآله إلى علي بن أبي طالب عليه السلم فقال :هذا ؟ قال :بلى هذا
ولي ال فواله ،وعدو هذا عدو ال فعاده ،وال ولي هذا ولو أنه قاتل أبيك
وولدك ،وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك وولدك ) - 141 .(1كا :عن علي بن
إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن عمرو بن أبي المقدام قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :خرجت أنا وأبي حتى إذا كنا بين
القبر والمنبر إذا هو باناس من الشيعة ،فسلم عليهم ،ثم قال :إني وال
لحب رياحكم وأرواحكم ،فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد ،واعلموا أن
وليتنا ل تنال إل بالورع والجتهاد ،من أئتم منكم بعبد فليعمل بعلمه ).(2
أنتم شيعة ال ،وأنتم أنصار ال ،وأنتم السابقون الولون ،والسابقون
الخرون ،والسابقون في الدنيا ]إلى محبنا[ والسابقون في الخرة إلى
الجنة ،قد ضمنا لكم الجنة بضمان ال عزوجل ،وضمان رسول ال صلى
ال عليه وآله وال ما على درجة الجنة أكثر أرواحا منكم فتنافسوا في
فضائل الدرجات أنتم الطيبون ،ونسائكم الطيبات ،كل مؤمنة حوراء عيناء،
وكل مؤمن صديق .ولقد قال أمير المؤمنين عليه السلم لقنبر :يا قنبر
أبشر وبشر واستبشر ،فو ال لقد مات رسول ال صلى ال عليه وآله وهو
على امته ساخط إل الشيعة ،أل وإن لكل شئ عزا وعز السلم الشيعة ،أل
وإن لكل شئ دعامة ودعامة السلم الشيعة ،أل وإن لكل شئ ذروة وذروه
السلم الشيعة ،أل وإن لكل شئ سيدا وسيد المجالس مجالس الشيعة أل
وإن لكل شئ شرفا وشرف السلم الشيعة ،أل وإن لكل شئ إماما وإمام
الرض أرض تسكنها الشيعة .وال لول ما في الرض منكم ما رأيت بعين
عشبا أبدا ،وال لو ل ما في الرض منكم ما أنعم ال على أهل خلفكم ،ول
أصابوا الطيبات ،ما لهم في الدنيا ول لهم في الخرة من نصيب ،كل ناصب
وإن تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الية " عاملة
) (1تفسير الما ص (2) 17مر مثل هذا الحيث تحت الرقم .(*) 118
][81
ناصبة * تصلى نارا حامية " ) (1فكل ناصب مجتهد فعمله هباء ،شيعتنا ينطقون
بأمر ال عزوجل ،ومن يخالفهم ينطقون بتفلت ) .(2وال ما من عبد من
شيعتنا ينام إل أصعد ال عزوجل روحه إلى السماء ،فيبارك عليها ،فإن
كان قد أتى عليها أجلها ،جعلها في كنوز من رحمته وفي رياض جنته وفي
ظل عرشه ،وإن كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملئكة ليردوها
إلى الجسد الذي خرجت منه ،لتسكن فيه ،وال إن حاجكم وعماركم لخاصة
ال عزوجل ،وإن فقراء كم لهل الغنى ،وإن أغنياءكم لهل القناعة ،وإنكم
كلكم لهل دعوته وأهل إجابته ) - 142 .(3وروى أيضا ،عن العدة ،عن
سهل ،عن ابن شمون ،عن السم ،عن عبد ال بن القاسم .عن عمرو بن
أبي المقدام ،عن أبي عبد ال عليه السلم مثله وزاد فيه :أل وإن لكل شئ
جوهرا وجوهر ولد آدم محمد صلى ال عليه وآله ونحن وشيعتنا بعدنا
حبذا شيعتنا ،ما أقربهم من عرش ال عزوجل وأحسن صنع ال إليهم يوم
القيامة وال لو ل أن يتعاظم الناس ذلك أو يدخلهم زهو لسلمت عليهم
الملئكة قبل وال ما من عبد من شيعتنا يتلوا القرآن في صلته قائما إل
وله بكل حرف مائة حسنة ول قرأ في صلته جالسا إل وله بكل حرف
خمسون حسنة ،ول في غير صلة إل وله بكل حرف عشر حسنات ،وإن
للصامت من شيعتنا لجر من قرأ القرآن ممن خالفه .أنتم وال على فرشكم
نيام لكم أجر المجاهدين ،وأنتم وال في صلتم لكم أجر الصافين في سبيله
أنتم وال الذين قال ال عزوجل " ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا
على سرر متقابلين " ) (4إنما شيعتنا أصحاب
) (1الغاشيه ص (2) .4تفلت إلى الشئ نازع إليه ،يقال :أراه يتفلت إلى صحبتك
أي ينازع إليها والمعنى أنهم يبتدرون إلى الكلم من دون تلبث وتمكث) .
(3الكافي ج 8ص (4) .213الحجر.(*) 47 :
][82
الربعة العين :عينان في الرأس ،وعينان في القلب ،أل والخلئق كلهم كذلك إل أن
ال عزوجل فتح أبصار كم وأعمى أبصارهم ) .(1توضيح " :الرياح "
جمع الريح والمراد هنا الريح الطيبة أو الغلبة أو القوة أو النصرة ،أو
الدولة " ،والرواح " إما جمع الروح بالضم أو بالفتح بمعنى نسيم الريح
أو الراحة على ذلك ،أي على ما هو لزم الحب من الشفاعة في " حوراء
" أي في الجنة على صفة الحورية في الصباحة والجمال والكمال " أبشر
" أي خذ هذه البشارة و " بشر " أي غيرك ،و " استبشر " أي افرح
وسر بذلك ،والدعامة بالكسر عماد البيت " بتفلت " أي يصدر عنهم فلتة
من غير تفكر وروية ،واخذ من صادق " .لهل الغنى " أي غنى النفس
والستغناء عن الخلق بتوكلهم على ربهم " لهل دعوته " أي دعاكم ال
إلى دينه وطاعته فأجبتموه إليهما " وجوهر ولد آدم " شبههم بالجوهر
من بين سائر أجزاء الرض في الحسن والبهاء والندرة وكثرة النتفاع ،أو
المعنى ليست حقيقة النسانية وجبلتها إل فيهم ،وهم مستحقون لهذا
السم ،وسائر الناس كالنعام والهمج والنسناس ،أو هم المقدمون
والمقدمون في طلب السعادات واكتساب الكمالت ،في القاموس الجوهر
كل حجر يستخرج منه شئ ينتفع به ومن الشئ ما وضعت عليه جبلته،
والجري المقدم وقال :حبذا المر أي هو حبيب جعل حب وذا كشئ واحد
وهم اسم وما بعده مرفوع به ،ولزم ذاحب وجرى كالمثل بدليل قولهم في
المؤنث حبذا ل حبذة ) " .(2لول أن يتعاظم الناس " أي يعدوه عظيما
ويصير سببا لغلوهم فيهم ،وفي القاموس رأيته قبل محركة وبضمتين،
وكصرد وكعنب أي عيانا ومقابلة " ممن خالفه " أي أجره التقديري أي
لو كان له أجر مع قطع النظر عما يتفضل به على الشيعة ،كأنه له أجر
واحد ،فهذا ثابت للساكت من الشيعة " أجر المجاهدين " أي في سائر
أحوالهم غير حالة المصافة مع العدو " وفتح أبصاركم " أي أبصار
قلوبكم.
][83
أقول :إنما كررت إيراد هذا الخبر لكثرة الختلف بين الروايات ،و غزارة فوائدها،
وقد مضى في أبواب فضائل أمير المؤمنين عليه السلم وفي أبواب
الحوض والشفاعة وأحوال القيامة ،كثير من فضائل الشيعة) * .16 .باب(
* " " )ان الشيعة هم أهل دين ال ،وهم على دين( " " * " أنبيائه ،وهم
على الحق ،ول يغفر ال لهم " * * " ول يقبل ال منهم " * اليات ،آل
عمران :إن أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا
وال ولي المؤمنين ) .(1ابراهيم :فمن تبعني فانه مني ) .(2تفسير " :إن
أولى الناس بابراهيم " في المجمع ) (3أي أحق الناس بنصرة إبراهيم
بالحجة أو بالمعونة " للذين اتبعوه " في وقته وزمانه ،وتولوه بالنصرة
على عدوه " وهذا النبي والذين آمنوا " يتولون نصرته بالحجة لما كان
عليه من الحق " وال ولي المؤمنين " لنه يتولى نصرتهم ،والمؤمن
ولي ال ،لهذا المعنى بعينه وقيل :إنه يتولي نصرة ما أمر ال به من
الدين .وفي هذه الية دللة على أن الولية ثبتت بالدين ل بالنسب ،ويعضد
ذلك قول أمير المؤمنين عليه السلم إن أولى الناس بالنبياء أعملهم )(4
بما جاؤا به ،ثم تل
) (1آل عمران (2) .68 :ابراهيم (3) .36 :مجمع البيان ج 3ص (4) .457
اعلمهم خ ل )*(.
][84
هذه الية فقال :إن ولي محمد من أطاع ال ،وإن بعدت لحمته ،وإن عدو محمد من
عصى ال وإن قربت قرابته ،ثم روى رواية علي بن إبراهيم التية " .فمن
تبعني فانه مني " خصه أكثر المفسرين بذريته ،وظاهر الخبار أنه أعم
منهم - 1 .فس :عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن منصور بن يونس ،عن
عمر بن يزيد قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :أنتم وال من آل محمد،
فقلت :من أنفسهم جعلت فداك ؟ قال :نعم وال من أنفسهم ثلثا ثم نظر إلي
ونظرت إليه ،فقال :يا عمر إن ال تبارك و تعالى يقول :في كتابه " إن
أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا وال ولي
المؤمنين " ) .(1شى :عن عمر بن يزيد مثله (2) .مجمع البيان :عن علي
بن إبراهيم مثله ) - 2 .(3شى :عن علي بن النعمان ،عن أبي عبد ال
عليه السلم في قوله " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي
والذين آمنوا وال ولي المؤمنين " قال :هم الئمة وأتباعهم )- 3 .(4
شى :عن أبي الصباح قال :سمعت أبا عبد ال عليه السل يقول :في قول
ال " إن أولى الناس بابراهيم " إلى قوله " وال ولي المؤمنين " ثم
قال :علي وال على دين إبراهيم ومنهاجه وأنتم أولى الناس به ) .(5بيان:
الضمير في " به " راجع إلى علي أو إبراهيم عليهما السلم - 4 .شى:
عن حبابة الوالبية قالت :سمعت الحسين بن علي عليهما السلم يقول :ما
أعلم
) (1تفسير القمى ص (2) .95تفسير العياشي ج 1ص (3) .177مجمع البيان ج
3ص (4) .458تفسير العياشي ج 1ص (5) .177المصدر ج 1ص
.(*) 177
][85
أحدا على ملة إبراهيم إل نحن وشيعتنا ) - 5 .(1شى :عن جابر الجعفي عن محمد
بن علي عليهما السلم قال :ما من أحد من هذه المة يدين بدين إبراهيم
غيرنا وشيعتنا ) - 6 .(2شى :عن عمران بن ميثم قال :سمعت الحسين بن
علي صلوات ال عليه يقول :ما أحد على ملة إبراهيم إل نحن وشيعتنا،
وسائر الناس منها براء ) - 7 .(3شى :عن أبي ذر قال :قال :وال ما
صدق أحد ممن أخذ ال ميثاقه فوفى بعهد ال غير أهل بيت نبيهم،
وعصابة قليلة من شيعتهم ،وذلك قول ال " وما وجدنا لكثرهم من عهد
وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين " ) (4وقوله " ولكن أكثر الناس ل يؤمنون "
) - 8 .(5شى :عن علي بن عقبة ،عن أبيه ،قال :دخلت أنا والمعلى على
أبي عبد ال عليه السلم فقال :أبشروا إنكم على إحدى الحسنيين من ال
أما إنكم إن بقيتم حتى تروا ما تمدون إليه رقابكم شفى ال صدور كم
وأذهب غيظ قلوبكم ،و أدا لكم على عدوكم ،وهو قول ال " ويشف صدور
قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم " ) (6وإن مضيتم قل أن تروا ذلك
مضيتم على دين ال الذي رضيه لنبيه عليه وآله السلم ولعلي عليه
السلم ) - 9 .(7شى :عن أبي جعفر عليه السلم في قوله تعالى " فاجعل
أفئدة من الناس تهوي إليهم " ) (8أما إنه لم يعن الناس كلهم ،أنتم اولئك،
ونظراؤكم ،إنما مثلكم في
][86
الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور السود أو مثل الشعرة السوداء في الثور
البيض ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت ،ويعظموه لتعظيم ال إياه ،وأن
يلقونا حيث كنا ،نحن الدلء على ال ) - 10 .(1شى :عن ثعلبة بن
ميمون ،عن ميسرة ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن أبانا إبراهيم كان
مما اشترط على ربه فقال " :فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم "- 11 .
وفي رواية اخرى عنه قال :كنا في الفسطاط عند أبي جعفر عليه السلم
نحو من خمسين رجل قال :فجلس بعد سكوت كان منا طويل فقال :مالكم ل
تنطقون لعلكم ترون أني نبي ؟ ل وال ما أنا كذلك ،ولكن لي قرابة من
رسول ال صلى ال عليه وآله قريبة ،وولدة ،من وصلها وصله ال ،ومن
أحبها أحبه ال ،ومن أكرمها أكرمه ال .أتدرون أي البقاع أفضل عند ال
منزلة ؟ فلم يتكلم أحد فكان هو الراد على نفسه ،فقال :تلك مكة الحرام
التي رضيها لنفسه حرما وجعل بيته فيها ثم قال :أتدري أي بقعة أفضل من
مكة ؟ فلم يتكلم أحد وكان هو الراد على نفسه فقال :ما بين حجر السود
إلى باب الكعبة ،ذلك حطيم إبراهيم نفسه ،الذي كان يزود ) (2فيه غنمه
ويصلي فيه .فوال لو أن عبدا صف قدميه في ذلك المكان قام النهار مصليا
حتى يجنه الليل وقام الليل مصليا حتى يجنه النهار ،ثم لم يعرف لنا حقنا
أهل البيت وحرمتنا لم يقبل ال منه شيئا أبدا ،إن أبانا إبراهيم صلوات ال
عليه كان فيما اشترط على ربه أن قال " :فاجعل أفئدة من الناس تهوي
إليهم " أما إنه لم يقل الناس كلهم أنتم اولئك رحمكم ال ونظراؤكم ،إنما
مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور السود ،أو الشعرة السوداء
في الثور البيض ،ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت وأن يعظموه لتعظيم
ال إياه ،وأن يلقونا أينما كنا نحن الدلء على ال.
) (1تفسير العياشي ج 2ص (2) .233الظاهر كما في المصدر " ،يذود " أي
يطردها فيه للتعليف ،والمذود ،معتلف الدابة ،والمذاد :المرتع )*(.
][87
وفي خبر آخر أتدرون أي بقعة أعظم حرمة عند ال ؟ فلم يتكلم أحد وكان هو الراد
على نفسه فقال :ذلك ما بين الركن السود ]والمقام[ إلى باب الكعبة ذلك
حطيم إسماعيل الذي كان يذود فيه غنيمته ،ثم ذكر الحديث ) .(1بيان :في
القاموس الزود تأسيس الزاد ،وكمنبر وعاؤه ،وآزدته :زودته فتزود12 .
-شى :عن الفضيل بن يسار ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :نظر إلى
الناس يطوفون حول الكعبة فقال :هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية إنما
أمروا أن يطوفوا ثم ينفروا إلينا ،فيعلمونا وليتهم ،ويعرضون علينا
نصرهم ،ثم قرأ هذه الية " :فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم " فقال:
آل محمد آل محمد ،ثم قال :إلينا إلينا ) - 13 .(2كش :عن أيوب بن نوح،
عن صفوان بن يحيى ،عن كليب بن معاوية السدي قال :سمعت أبا عبد
ال عليه السلم يقول :وال إنكم لعلى دين ال ودين ملئكته فأعينوني
بورع واجتهاد ،فوال ما يقبل ال إل منكم ،فاتقوا ال وكفوا ألسنتكم صلوا
في مساجدهم ،فإذا تميز القوم فتميزوا ) - 14 .(3بشا :عن الحسن بن
الحسين بن بابويه ،عن شيخ الطائفة ،عن المفيد عن ابن قولويه ،عن
أبيه ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن يونس ،عن كليب السدي قال :سمعت
أبا عبد ال عليه السلم يقول :أما وال إنكم لعلى دين ال وملئكته،
فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد ،علكيم بالصلة والعبادة ،عليكم بالورع.
وعنه ،عن عمه محمد ،عن أبيه الحسن ،عن عمه الصدوق ،عن ابن
المتوكل عن الحميري ،عن ابن هاشم ،عن ابن مرار ،عن يونس مثله )
- 15 .(4سن :عن أبيه ،عن حمزة بن عبد ال ،عن جميل بن دراج ،عن
حسان
) 1و (2المصدر ج (3) .234 ; 2رجال الكشى 289 :وفيه كما في نسخة
الكمبانى :مساجدكم (4) .بشارة المصطفى ص 55و .(*) 174
][88
أبي علي العجلي ،عن عمران بن ميثم ،عن حبابة الوالبية قال :دخلنا على امرأة قد
صفرتها العبادة أنا وعباية بن ربعي فقالت :من الذي معك ؟ قلت :ابن
أخيك ميثم ،قالت :ابن أخي وال حقا أما إني سمعت أبا عبد ال الحسين بن
علي عليهما السلم يقول :ما أحد على ملة إبراهيم إل نحن وشيعتنا،
وسائر الناس منها براء ) - 16 .(1سن :عن أبيه وابن أبي نجران ،عن
حماد بن عيسى ،عن حسين بن المختار ،عن عبد الرحمان بن سيابة ،عن
عمران بن ميثم ،عن حبابة الوالبية قال :دخلت عليها فقالت :من أنت ؟
قلت :ابن أخيك ميثم ،فقالت :أخي وال لحدثنك بحديث سمعته من مولك
الحسين بن علي عليهما السلم إني سمعته يقول والذي جعل أحمس خير
بجيلة ) (2وعبد القيس خير ربيعة ) (3وهمدان خير اليمن )(4
) (1المحاسن ص (2) .147بجيلة بفتح الباء -بطن عظيم ينتسب إلى أمهم بجيلة
وهم بنو أنمار بن أراش بن كهلن من القحطانية ،يتفرعون إلى عدة
بطون :منهم قسر وهو مالك بن عبقر بن أنمار وبنو أحمس بن الغوث
بن انمار ،وعرينة ،فالمراد من الحمس ليس معنى الحمس لتشددهم في
دينهم ،فان الحمس قبائل من العرب :قريش وكنانة ومن دان بدينهم من
بنى عامر ابن صعصعة وهم كلب وكعب وعامر ،ومن دينهم ،انهم كانوا
ل يستظلون أيام منى ول يدخلون البيت من أبوابها ويتركون الوقوف
على عرفة والفاضة منها مع اعترافهم بأنها من المشاعر والحج في
دين ابراهيم عليه الصلة والسلم ،وغير ذلك مما ابتدعوها في سنن
الحج كما تراه في سيرة ابن هشام ج 1ص .202 - 199فالمراد بأحمس
هو أحمس بن الغوث بن انمار وهم في بطون بجيلة خير من سائر
البطون (3) .ربيعة ،المراد هنا ربيعة بن نزار ،شعب عظيم ،فيه قبائل
عظام وبطون وأفخاد ينتسب إلى ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان،
ويعرف بربيعة الفرس ،وأفخرهم وأشرفهم بطن عبد القيس وهم بنو عبد
القيس بن أفصى (4) .همدان بطن من كهلن ،من القحطانية ،وهم بنو
همدان بن مالك بن زيد بن أو سلة بن ربيعة بن الخيار ]الحيان[ بن مالك
بن زيد بن كهلن ،وهم أشرف من سكن اليمن ،وكانوا شيعة لعلى بن أبى
طالب عليه الصلة والسلم )*(.
][89
إنكم خير الفرق ،ثم قال :ما على ملة إبراهيم إل نحن وشيعتنا وسائر الناس منها
براء ) .(1توضيح :قال الجوهري :الحمس الشجاع وإنما سميت قريش
وكنانة حمسا لتشددهم في دينهم ،وقال بجيلة حى من اليمن ،ويقال إنهم
من معد وقال عبد القيس أبو قبيلة من أسد وهو عبد القيس بن أفصى بن
دعمي بن جديلة بن أسد ابن ربيعة وقال :ربيعة الفرس أبو قبيلة وهو
ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان وقال همدان قبيلة من اليمن - 17 .سن:
عن أبيه ومحمد بن عيسى ،عن صفوان ،عن إسحاق بن عمار ،عن عباد
بن زياد قال :قال لي أبو عبد ال عليه السلم :يا عباد ما على ملة إبراهيم
أحد غيركم وما يقبل ال إل منكم ،ول يغفر الذنوب إل لكم ) - 18 .(2سن:
عن ابن فضال ،عن حماد بن عثمان ،عن عبد ال بن سليمان الصيرفي
قال :سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول " :إن أولى الناس بابراهيم للذين
اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا " ) (3ثم قال :أنتم وال على دين إبراهيم،
ومنهاجه وأنتم أولى الناس به ) - 19 .(4سن :عن الوشاء ،عن مثنى
الحناط ،عن أحمد ،عن رجل ،عن أبي المغيرة قال :سمعت عليا عليه
السلم يقول :اتقوا ال ول يخدعنكم إنسان ،ول يكذبنكم إنسان ،فانما ديني
دين واحد دين آدم الذي ارتضاه ال ،وإنما أنا عبد مخلوق ول أملك لنفسي
نفعا ول ضرا إل ما شاء ال ،وما أشاء إل ما شاء ال ) - 20 .(5سن :عن
أبيه ،عن النضر ،عن يحيى الحلبي ،عن أبي المغرا ،عن يزيد بن خليفة،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال لنا ونحن عنده :نظرتم وال حيث
نظر ال ،واخترتم من اختار ال وأخذ الناس يمينا وشمال وقصدتم قصد
محمد صلى ال عليه وآله
][90
أما وال إنكم لعلى المحجة البيضاء ) - 21 .(1سن :عن أبيه ،عن النضر ،عن
يحيى الحلبي ،عن أيوب بن حر ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :أنتم
وال على دين ال ودين رسوله ودين علي بن أبي طالب عليه السلم وما
هي إل آثار عندنا من رسول ال صلى ال عليه وآله فكنزها )- 22 .(2
سن :عن أبيه ،عن حمزة بن عبد ال ،عن جميل بن دراج ،عن سعيد ابن
يسار قال :دخلت على أبي عبد ال عليه السلم وهو على السرير فقال :يا
سعيد إن طائفة سميت مرجئة وطائفة سميت الخوارج وسميتم الترابية )
- 23 .(3سن :عن أبيه ،عن القاسم بن محمد ،عن حبيب الخثعمي
والنضر ،عن يحيى الحلبي ،عن ابن مسكان ،عن حبيب قال :قال لنا أبو
عبد ال عليه السلم :ما أحد أحب إلي منكم إن الناس سلكوا سبل شتى
منهم آخذ بهواه ،ومنهم آخذ برأيه ،وإنكم أخذتم بأمر له أصل )- 24 .(4
سن :في حديث آخر لحبيب عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن الناس
أخذوا هكذا وهكذا فطائفة أخذوا بأهوائهم ،وطائفة قالوا بالرواية ،وإن ال
لهداكم لحبه وحب من ينفعكم حبه عنده ) - 25 .(5سن :عن ابن فضال،
عن ثعلبة ،عن بشير الدهان قال :قال لي أبو عبد ال عليه السلم :إن هذه
المرجئة وهذه القدرية ،وهذه الخوارج ليس منهم أحد إل وهو يرى أنه
على الحق وإنكم إنما أجبتمونا في ال ثم تل " أطيعو ال وأطيعوا الرسول
وأولي المر منكم " ) (6و " ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه
فانتهوا " ) " (7من يطع الرسول فقد أطاع ال " ) " (8إن كنتم تحبون
ال فاتبعوني
][91
يحببكم ال ويغفر لكم ذنوبكم " ) (1ثم قال :وال لقد نسب ال عيسى بن مريم في
القرآن إلى إبراهيم من قبل النساء قال " :ومن ذريته داود وسليمان إلى
قوله ويحيى وعيسى " ) .(2بيان :وال لقد نسب ال ،أقول استدل عليه
السلم بذلك على أنهم من ذرية رسول ال صلى ال عليه وآله - 26 .سن:
عن أبيه ،عن النضر ،عن يحيى الحلبي ،عن بشير في حديث سليمان
مولى طربال قال :ذكرت هذه الهواء عند أبي عبد ال عليه السلم قال :ل
وال ما هم على شئ مما جاء به رسول ال صلى ال عليه وآله إل
استقبال الكعبة فقط ) - 27 .(3سن :عن أبيه وحسين بن حسن ،عن ابن
سنان ،عن أبي الجارود قال :خرج أبو جعفر عليه السلم على أصحابه
يوما وهم ينتظرون خروجه وقال لهم :تحروا البشرى من ال ما أحد
يتحرى البشرى من ال غيركم ) - 28 .(4سن :عن ابن فضال ،عن أبي
كهمس قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول أخذ الناس يمينا وشمال
ولزمتم أهل بيت نبيكم فابشروا ،قال :جعلت فداك أرجوا أن ل يجعلنا ال
وإياهم سواء ،فقال :ل وال ل وال ثلثا ) - 29 .(5سن :عن ابن محبوب،
عن أبي جعفر الحول ،عن بريد العجلي و زرارة بن أعين ومحمد بن
مسلم قالوا :قال لنا أبو جعفر عليه السلم :ما الذي تبغون ؟ أما لو كانت
فزعة من السماء لفزع كل قوم إلى مأمنهم ،ولفزعنا نحن إلى نبينا ،و
فزعتم إلينا ،فأبشروا ثم أبشروا ثم أبشروا ،ل وال ل يسويكم ال وغيركم
ول كرامة لهم ).(6
][92
- 30سن :عن ابن فضال ،عن علي بن عقبة ،عن أبي كهمس ،عن أبي -عبد ال
عليه السلم قال :عرفتمونا وأنكرنا الناس ،وأجبتمونا وأبغضنا الناس،
ووصلتمونا وقطعنا الناس رزقكم ،ال مرافقة محمد صلى ال عليه وآله
وسقاكم من حوضه ) - 31 .(1سن :عن أبيه ،عن النضر ،عن يحيى
الحلبي ،عن بشير الكناسي قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول:
وصلتم وقطع الناس ،وأحببتم وأبغض الناس ،و عرفتم وأنكر الناس وهو
الحق ) - 32 .(2سن :عن ابن فضال ،عن ثعلبة ،عن بشير الدهان قال:
قال أبو عبد ال عليه السلم :عرفتم في منكرين كثيرا ،وأحببتم في
مبغضين كثير ،وقد يكون حب في ال ورسوله وحب في الدنيا ،فما كان في
ال ورسوله فثوابه على ال ،وما كان في الدنيا فليس بشئ ،ثم نقض يده
) - 33 .(3سن :عن أبيه ،عمن ذكره ،عن حنان أبي علي ،عن ضريس
الكناسي قال :سألت أبا جعفر عليه السلم عن قول ال " وهدوا إلى الطيب
من القول وهدوا إلى صراط الحميد " ) ،(4فقال :هو وال هذا المر الذي
أنتم عليه ) .(5بيان " :وهدوا إلى الطيب من القول " في المجمع أي
ارشدوا في الجنة إلى التحيات الحسنة ،يحيي بعضهم بعضا ،ويحييهم ال
وملئكته بها ،وقيل :معناه ارشدوا إلى شهادة أن ل إله إل ال والحمد ل
عن ابن عباس ،وزاد ابن زيد وال أكبر ،وقيل معناه أرشدوا إلى القرآن
عن السدي ،وقيل :إلى القول الذي يلتذونه ويشتهونه وتطيب به نفوسهم،
وقيل إلى ذكر ال فهم به يتنعمون " وهدوا إلى صراط الحميد " والحميد
هو ال المستحق للمحمد المستحد إلى عباده بنعمه ،أي الطالب منهم أن
يحمدوه وروي عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال :ما أحد أحب إليه
الحمد من ال عز
) (3 - 1المحاسن ص 161و (4) .162الحج (5) .24 :المحاسن ص .(*) 169
][93
ذكره ،وصراط الحميد طريق السلم وطريق الجنة انتهى ) .(1وظاهر الخبر أن
المراد به الهداية في الدنيا ،ويحتمل الخرة أيضا أي يثبتون على العقائد
الحقة ويظهرونها ويلتذون بها - 34 .سن :عن ابن أبي نصر ،عن صفوان
الجمال ،عن أبي عبد ال عليه السلم في قول ال " كل شئ هالك إل
وجهه " ) (2قال :من أتى ال بما أمر به من طاعته وطاعة محمد صلى
ال عليه وآله فهو الوجه الذي ل يهلك ،ولذلك " من يطع الرسول فقد
أطاع ال " ) - 35 .(3سن :عن ابن فضال ،عن علي بن عقبة بن خالد،
عن أبيه قال :دخلت أنا ومعلى بن خنيس ،على أبي عبد ال عليه السلم
وليس هو في مجلسه فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه وليس
عليه جلباب ،فلما نظر إلينا رحب فقال :مرحبا بكما وأهل ،ثم جلس وقال:
أنتم اولو اللباب في كتاب ال قال ال تبارك و تعالى " إنما يتذكر اولوا
اللباب " ) (4فأبشروا ،أنتم على إحدى الحسنيين من ال ) (5أما إنكم إن
بقيتم حتى تروا ما تمدون إليه رقابكم ،شفى ال صدوركم وأذهب غيظ
قلوبكم ،وأدالكم على عدوكم :وهو قول ال تبارك وتعالى " ويشف صدور
قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم " ) (6وإن مضيتم قبل أن تروا ذلك،
مضيتم على دين ال الذي رضيه لنبيه صلى ال عليه وآله وبعث عليه )
.(7
) (1مجمع البيان ج 7ص (2) .78القصص (3) .88 :المحاسن ص 219والية
الثانية في النساء (4) .79 :الرعد (5) .19 :كما قال ال عزوجل " :قل
هل تربصون بنا ال احدى الحسنيين " الية .53من سورة براءة(6) .
براءة 14 :و (7) .15المحاسن ص .(*) 170
][94
- 36سن :عن أبيه ،عن علي بن النعمان عمن ذكره ،عن أبي عبد ال عليه السلم
في قول ال " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " ) (1فقال :ليس على
هذه العصابة خاصة سلطان ،قلت :وكيف وفيهم ما فيهم ؟ فقال :ليس حيث
تذهب إنما هو ليس لك سلطان أن يحبب إليهم الكفر ،ويبغض إليهم اليمان
) - 37 .(2سن :عن ابن محبوب ،عن حنان بن سدير وابن رئاب ،عن
زرارة قال :قلت لبي جعفر عليه السلم :قوله " :لقعدن لهم صراطك
المستقيم ثم ل تينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن
شمائلهم ول تجد أكثرهم شاكرين " ) (3فقال أبو جعفر عليه السلم :يا
زرارة إنما صمد لك ولصحابك ،فأما الخرين فقد فرغ منهم ) .(4بيان" :
لقعدن لهم " أي أرصد لهم كما يقعد قاطع الطريق للسائل " صراطك
المستقيم " أي طريق اليمان ونصبه على الظرف " ثم لتينهم من بين
أيديهم " إلى آخره قيل :أي من جميع الجهات ،مثل قصده إياهم بالتسويل
والضلل من أي وجه يمكنه باتيان العدو من الجهات الربع .وروي عن
ابن عباس " من بين أيديهم " من قبل الخرة " ومن خلفهم " من قبل
الدنيا " وعن أيمانهم وعن شمائلهم " من جهة حسناتهم وسيئاتهم ،وقيل
" من بين أيديهم " من حيث يعلمون ويقدرون التحرز عنه " ومن خلفهم
" من حيث ل يعلمون ول يقدرون " عن أيمانهم وعن شمائلهم " من
حيث يتيسر لهم أن يعلموا ويتحرزوا ولكن لم يفعلوا لعدم تيقظهم
واحتياطهم " ،ول تجد أكثرهم شاكرين " أي مطيعين والصمد :القصد.
- 38سن :عن ابن محبوب ،عن عمرو بن أبي المقدام ،عن أبان بن تغلب
) (1الحجر (2) .42 :المحاسن (3) .171العراف 15 :و (4) .16المحاسن ص
.(*) 171
][95
قال :قال أبو جعفر عليه السلم :إذا قدمت الكوفة إنشاء ال فاروعني هذا الحديث
" من شهد أن ل إله إل ال وجبت له الجنة " فقلت :جعلت فداك يجئني كل
صنف من الصناف ،فأروي لهم هذا الحديث ؟ قال :نعم يا أبان بن تغلب
إنه إذا كان يوم القيامة جمع ال تبارك وتعالى الولين والخرين في
روضة واحدة فيسلب ل إله إل ال إل ممن كان على هذا المر )- 39 .(1
سن :عن أبيه ،عن صفوان ،عن أبي سعيد المكاري ،عن أبي بصير عن
الحارث ]بن المغيرة[ النضري قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول
ال عزوجل " كل شئ هالك إل وجهه " ) (2فقال :كل شئ هالك إل من
أخذ الطريق الذي أنتم عليه ) .(3بيان :على هذا التأويل المراد بالوجه
الجهة التي أمر ال أن يوتى منه - 40 .سن :عن محمد بن علي ،عن
عبيس بن هشام الناشري ،عن الحسن بن الحسين ،عن مالك بن عطية،
عن أبي حمزة ،عن أبي الطفيل قال :قام أمير المؤمنين علي عليه السلم
على المنبر فقال :إن ال بعث محمدا بالنبوة واصطفاه بالرسالة ،فأنال في
الناس وأنال ،وعندنا أهل البيت مفاتيح العلم ،وأبواب الحكمة ،وضياء
المر وفصل الخطاب ،ومن يحبنا أهل البيت ينفعه إيمانه ،ويتقبل منه
عمله ،ومن ل يحبنا أهل البيت ل ينفعه إيمانه ،ول يتقل منه عمله ،وإن
أدأب الليل والنهار لم يزل ) .(4بيان " :فأنال في الناس وأنال " أي أعطى
الناس ونشر فيهم العلوم الكثيرة فمنهم من غير ،ومنهم من نسي ،ومنهم
من لم يفهم المراد فأخطأ ،فنصب أوصياءه المعصومين عن الخطاء
والزلل ،ليميزوا بين الحق والباطل ،وجعل عندهم مفاتيح العلم ،وأبواب
الحكمة ،وضياء المر ووضوحه ،والخطاب الفاصل بين الحق و
][96
الباطل ،فيجب الرجوع إليه فيما اختلفوا ،وقد مرت الخبار الكثيرة في ذلك في كتاب
العلم ،وفي القاموس دأب في عمله كمنع دأبا ويحرك ودؤوبا بالضم جد
وتعب وأدأبه ) - 41 .(1سن :عن ابن بزيغ ،عن منصور بن يونس ،عن
جليس لبي حمزة الثمالي عن أبي حمزة قال :قلت لبي جعفر عليه
السلم :قول ال " كل شئ هالك إل وجهه " ) (2فقال :فيهلك كل شئ
ويبقى الوجه ،ثم قال :إن ال أعظم من أن يوصف ،ولكن معناها كل شئ
هالك إل دينه ،والوجه الذي يؤتى منه ) - 13 .(3سن :عن أبيه ،عن
صفوان بن يحيى ،عن أبي سعيد ،عن أبي بصير عن الحارث بن المغيرة
النضري قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال " كل شئ هالك
إل من أخذ طريق الحق )) " * .17 .(4باب( " * * " )فضل الرافضة
ومدح التسمية بها( " * - 1سن :عن علي بن أسباط ،عن عتيبة بياع
القصب ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :وال لنعم السم الذي منحكم
ال مادمتم تأخذون بقولنا ،ول تكذبون علينا قال :وقال لي أبو عبد ال
عليه السلم :هذا القول ،أني كنت خبرته أن رجل قال لي :إياك أن تكون
رافضيا ) .(5بيان " :إني كنت " أي إنما قال عليه السلم هذا القول لني
كنت أخبرته.
][97
- 2سن :عن ابن يزيد ،عن صفوان ،عن زيد الشحام ،عن أبي الجارود قال :أصم
ال أذنيه كما أعمى عينيه إن لم يكن سمع أبا جعفر عليه السلم ورجل
يقول :إن فلنا سمانا باسم ،قال :وما ذاك السم ؟ قال :سمانا الرافضة،
فقال أبو جعفر عليه السلم بيده إلى صدره :وأنا من الرافضة وهو مني
قالها ثلثها ) - 3 .(1سن :عن ابن يزيد ،عن ابن محبوب ،عن محمد بن
سليمان ،عن رجلين عن أبي بصير قال :قلت لبي جعفر عليه السلم:
جعلت فداك اسم سمينا به استحلت به الولة دماءنا وأموالنا وعذابنا ،قال:
وما هو ؟ قال :الرافضة ،فقال أبو جعفر عليه السلم :إن سبعين رجل من
عسكر فرعون رفضوا فرعون فأتوا موسى عليه السلم فلم يكن في قوم
موسى أحد أشد اجتهادا وأشد حبا لهارون منهم فسماهم قوم موسى
الرافضة ،فأوحى ال إلى موسى أن أثبت لهم هذا السم في التوراة فاني
نحلتهم ،وذلك اسم قد نحلكموه ال ) - 4 .(2فر :عن محمد بن القاسم بن
عبيد ،عن الحسن بن جعفر ،عن الحسين ،عن محمد يعني ابن عبد ال
الحنظلي ،عن وكيع ،عن سليمان العمش قال :دخلت على أبي عبد ال
جعفر بن محمد عليهما السلم قلت :جعلت فداك إن الناس يسمونا
روافض ،وما الروافض ؟ فقال :وال ما هم سمو كموه ،ولكن ال سماكم
به في التوراة النجيل على لسان موسى ولسان عيسى عليهما السلم
وذلك أن سبعين رجل من قوم فرعون رفضوا فرعون ودخلوا في دين
موسى فسماهم ال تعالى الرافضة ،وأوحى إلى موسى أن أثبت لهم في
التوراة حتى يملكوه على لسان محمد صلى ال عليه واله .ففرقهم ال فرقا
كثيرة وتشعبوا شعبا كثيرة ،فرفضوا الخير فرفضتم الشر واستقمتم مع
أهل بيت نبيكم عليهم السلم فذهبتم حيث ذهب نبيكم ،واخترتم من اختار
ال ورسوله ،فأبشروا ثم أبشروا فأنتم المرحومون ،المتقبل من محسنهم
والمتجاوز عن مسيئهم ،ومن لم يلق ال بمثل ما لقيتم لم تقبل حسناته ولم
يتجاوز عن سيئاته ،يا سليمان هل سررتك ؟ فقلت :زدني جعلت فداك،
فقال :إن ل عزوجل ملئكة * ) 1و (2المحاسن ص .(*) 157
][98
يستغفرون لكم ،حتى تتساقط ذنوبكم ،كما تتساقط ورق الشجر في يوم ريح ،و ذلك
قول ال تعالى " :الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم و
يستغفرون للذين آمنوا " ) (1هم شيعتنا وهي وال لهم يا سليمان ،هل
سررتك ؟ فقلت :جعلت فداك زدني ! قال :ما على ملة إبراهيم عليه السلم
إل نحن وشيعتنا ،وسائر الناس منها برئ )) * .18 .(2باب( * * "
)والصفح عن الشيعة وشفاعة ائمتهم( " * " )صلوات ال عليهم فيهم( *
- 1ن :عن أحمد بن أبي جعفر البيهقي ،عن علي بن جعفر المدني ،عن
علي بن محمد بن مهرويه القزويني ،عن داود بن سليمان ،عن الرضا،
عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا كان
يوم القيامة ولينا حساب شيعتنا فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين ال
عزوجل حكمنا فيها فأجابنا ،ومن كانت مظلمته فيما بينه وبين الناس
استوهبناها فوهبت لنا ،ومن كانت مظلمته فيما بينه وبيننا كنا أحق من
عفا وصفح ) - 2 .(3ن :بإسناد التميمي ،عن الرضا ،عن آبائه ،عن
الحسين بن علي عليهم السلم قال :قال النبي صلى ال عليه وآله لعلي:
بشر شيعتك أني الشفيع لهم يوم القيامة وقت ل تنفع فيه إل شفاعتي ).(4
- 3ما :عن المفيد ،عن ابن قولويه ،عن محمد بن الحسين بن محمد بن
عامر ،عن
) (1غافر (2) .7 :تفسير فرات ص (3) .139عيون أخبار الرضا ج 2ص ) .57
(4عيون أخبار الرضا ج 2ص .(*) 68
][99
المعلى بن محمد ،عن محمد بن جمهور ،عن ابن محبوب ،عن أبي محمد الوابشي،
عن أبي الورد قال :سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول :إذا كان يوم القيامة
جمع ال الناس في صعيد واحد من الولين والخرين ،عراة حفاة،
فيوقفون على طريق المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا وتشتد أنفاسهم،
فيمكثون كذلك ما شاء ال ،وذلك قوله تعالى " فل تسمع إل همسا " ).(1
قال :ثم ينادى مناد من تلقاء العرش :أين النبي المي ؟ قال :فيقول الناس:
قد أسمعت كل فسم باسمه ،قال :فينادي أين نبي الرحمة محمد بن عبد
ال ؟ قال :فيقوم رسول ال صلى ال عليه وآله فيتقدم أمام الناس كلهم
حتى ينتهي إلى حوض طوله ما بين أبلة وصنعاء ،فيقف عليه ،ثم ينادي
بصاحبكم فيقوم ) (2أمام الناس فيقف معه ،ثم يؤذن للناس فيمرون .قال
أبو جعفر عليه السلم :فبين وارد يومئذ ،وبين مصروف ،فإذا رأى رسول
ال صلى ال عليه وآله من يصرف عنه من محبينا أهل البيت بكى وقال:
يا رب شيعة علي يا رب شيعة علي ،قال :فيبعث ال عليه ملكا فيقول له:
ما يبكيك يا محمد ؟ قال :فيقول :و كيف ل أبكي لناس من شيعة أخي علي
بن أبي طالب أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار ،ومنعوا من ورود
حوضي ؟ قال :فيقول ال عزوجل له :يا محمد قد وهبتهم لك وصفحت لك
عن ذنوبهم ،وألحقتهم بك ،وبمن كانوا يتولون من ذريتك ،وجعلتهم في
زمرتك ،وأوردتهم حوضك ،وقبلت شفاعتك فيهم ،وأكرمتك بذلك .ثم قال
أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلم :فكم من باك يومئذ
وباكية ،ينادون يا محمداه إذا رأوا ذلك ،قال :فل يبقى أحد يومئذ كان
يتوالنا ويحبنا ويتبرأ من عدونا ،ويبغضهم إل كان في حزبنا ومعنا وورد
حوضنا ).(3
) (1طه (2) .108 :فيتقدم خ ل (3) .أمالى الطوسى ج 1ص .(*) 65
][100
فس :عن أبيه ،عن ابن محبوب مثله ) .(1بيان :الهمس :الصوت الخفي والبلة
بضم الهمزة والباء وتشديد اللم بلد قريب البصرة ،ولعله كان موضع
البصرة المعروفة الن بها وفي بعض النسخ أيلة بفتح الهمزة ،وسكون
الياء المثناة التحتانية ،وهو بلد معروف فيما بين مصر والشام - 4 .جا )
(9ما :عن المفيد ،عن أبي غالب الزراري ،عن عمه علي بن سليمان عن
الطيالسي ) (2عن العلء ،عن محمد قال :سألت أبا جعفر عليه السلم عن
قول ال عزوجل " فاولئك يبدل ال سيئاتهم حسنات وكان ال غفورا
رحيما " ) (3فقال عليه السلم :يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى
يقام بموقف الحساب ،فيكون ال تعالى هو الذي يتولى حسابه ل يطلع على
حسابه أحدا من الناس ،فيعرفه ذنوبه ،حتى إذا أقر بسيئاته قال ال
عزوجل للكتبة :بدلوها حسنات ،وأظهروها للناس ،فيقول الناس حينئذ :ما
كان لهذا العبد سيئة واحدة ،ثم يأمر ال به إلى الجنة فهذا تأويل الية،
فهي في المذنبين من شيعتنا خاصة ) - 5 .(4ما :عن المفيد ،عن علي بن
الحسين البصري ،عن أحمد بن علي بن مهدي عن أبيه ،عن الرضا ،عن
آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :حبنا أهل
البيت يكفر الذنوب ،ويضاعف الحسنات ،وإن ال تعالى ليتحمل عن محبينا
أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد ،إل ما كان منهم فيها على إضرار
وظلم للمؤمنين فيقول :للسيئات كوني حسنات ) - 6 .(5ما :عن المفيد،
عن ابن قولويه ،عن محمد بن همام ،عن علي بن محمد ابن مسعدة ،عن
جده مسعدة بن صدقة قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :وال ل
يهلك هالك على حب علي إل رآه في أحب المواطن إليه ]وال ل يهلك هالك
) (1تفسير القمى ص (2) .423مجالس المفيد ص (3) .184الفرقان(4) .70 :
أمالى الطوسى ج 1ص (5) .70أمالى الطوسى ج 1ص .(*) 166
][101
على بغض علي إل رآه في أبغض المواطن إليه[ ) - 7 .(1جا ) (2ما :عن المفيد،
عن الجعابي ،عن ابن عقدة ،عن أبي عوانه موسى ابن يوسف ،عن محمد
بن سلميان ،عن الحسين الشقر ،عن قيس ،عن ليث ،عن أبي ليلى ،عن
الحسين بن علي عليهما السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
الزموا مودتنا أهل البيت فانه من لقي ال يوم القيامة وهو يودنا دخل
الجنة بشفاعتنا والذي نفسي بيده ل ينفع عبدا عمله ) (3إل بمعرفة حقنا )
- 8 .(4ما :عن الفحام ،عن المنصوري ،عن عم أبيه ،عن أبي الحسن
الثالث عن أبائه ،عن الباقر عليهم السلم ،عن جابر ،قال الفحام :وحدثني
عمي عمير بن يحيى عن إبراهيم بن عبد ال البلخي ،عن أبي عاصم
الضحاك ،عن الصادق ،عن أبيه عليهما السلم عن جابر بن عبد ال قال:
كنت عند النبي صلى ال عليه وآله أنا من جانب وعلي أمير المؤمنين
صلوات ال عليه من جانب إذ أقبل عمر بن الخطاب ومعه رجل ) (5قد
تلبب به فقال :ما باله ،قال :حكى عنك يا رسول ال أنك قلت :من قال :ل
إله إل ال محمد رسول ال دخل الجنة ،وهذا إذا سمعته الناس فرطوا في
العمال ،أفأنت قلت ذلك يا رسول ال ؟ قال :نعم ،إذا تمسك بمحبة هذا
ووليته ) - 9 .(6ما :بهذا السناد ،عن أبي الحسن الثالث ،عن آبائه
عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :يا علي إن ال
عزوجل قد غفر لك ولشيعتك ولمحبي شيعتك ومحبي محبي شيعتك،
فأبشر ،فانك النزع البطين :منزوع من الشرك
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) .166مجالس المفيد ص (3) .15 35في
المصدر :ل ينتفع عبد بعلمه (4) .أمالى الطوسى ج 1ص (5) .190
والرجل أبو هريرة الدوسى وقصته مشهورة مروية في كتب الفريقين
رواه مسلم في ج 1من صحيحه باب من لقى ال تعالى باليمان وهو
غير شاك فيه دخل الجنة ،ونقله في مشكاة المصابيح ص (6) .15أمالى
الطوسى ج 1ص .(*) 288
][102
بطين من العلم ) .(1صح :عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم مثله ) .(2توضيح:
كأن المراد بالشيعة هنا الكمل من المؤمنين كسلمان وأبي ذر والمقداد
رضي ال عنهم ،وبمحبهم من لم يبلغ درجتهم ،مع علمهم وورعهم
وبمحب محبهم الفساق من الشيعة ،ويحتمل شمولهما للمستضعفين من
المخالفين فان حبهم للمؤمنين ولمحبيهم علمة استضعافهم ،وفي النهاية
في صفة علي عليه السلم " البطين النزع " كان أنزع الشعر ،له بطن،
وقيل :معناه النزع من الشرك المملوء البطن من العلم واليمان - 10 .ما:
الحفار ،عن إسماعيل بن علي الدعبلي ،عن أبيه ،عن جده ،عن أبيه ،علي
بن علي عن أبيه ،عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :يقول ال عزوجل :من آمن بي وبنبيي وبوليي أدخلته
الجنة ،على ما كان من عمله ) - 11 .(3سن :عن عمر بن عبد العزيز،
عن أبي داود الحداد ،عن موسى بن بكر قال :كنا عند أبي عبد ال عليه
السلم فقال رجل في المجلس :أسأل ال الجنة فقال أبو عبد ال عليه
السلم :أنتم في الجنة فاسألوا ال أن ل يخرجكم منها فقالوا :جعلنا فداك
نحن في الدنيا ؟ فقال :ألستم تقرون بامامتنا ؟ قالوا :نعم ،فقال :هذا معنى
الجنة الذي من أقر به كان في الجنة فاسألوا ال أن ل يسلبكم ) .(4بيان:
لما كانت الولية سببا لدخول الجنة سميت بها مبالغة ل أنه ليست الجنة إل
ذلك.
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) .300صحيفة الرضا ص (3) .32أمالى الطوسى
ج 1ص (4) .376المحاسن ص .(*) 161
][103
- 12سن عن أبيه ،عن حماد ،عن ربعي ،عمن أخبره ،عن أبي جعفر عليه السلم
قال :لن يطعم النار من وصف هذا المر ) .(1بيان :المراد بوصف هذا
المر معرفة المامة ،والعتقاد بها ،وبما تستلزمه من سائر العقائد الحقة
التي وصفوها - 13 .سن :عن ابن محبوب ،عن عمرو بن أبي المقدام،
عن مالك بن أعين الجهني ،وعن ابن فضال ،عن أبي جميلة ،عن مالك ابن
أعين قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :أما ترضون أن تقيموا الصلة
وتؤتوا الزكاة وتكفوا ألسنتكم و تدخلوا الجنة ؟ قال :ورواه أبي ،عن علي
بن النعمان ،عن ابن مسكان ) .(2بيان " :وتكفوا ألسنتكم " أي عما
يخالف التقية أو عن العم منه ومن سائر ما نهى ال عنه ،والتخصيص
باللسان لن أكثر المعاصي تصدر منه وبتوسطه ،كما روي وهل يكب
الناس في النار إل حصائد ألسنتهم - 14 .سن :عن ابن محبوب ،عن ابن
رئاب وابن بكير ،عن يوسف بن ثابت عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ل
يضر مع اليمان عمل ،ول ينفع مع الكفر عمل ،ثم قال :أل ترى أنه قال
تبارك وتعالى " :وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إل أنهم كفروا بال
ورسوله وماتوا وهم كافرون " ) .(3بيان " :ل يضر مع اليمان عمل "
أي ضررا عظيما يوجب الخلود في النار أو المراد باليمان ما يدخل فيه
اجتناب الكبائر أو المراد بالضرر عدم القبول ،وهو بعيد ،وعلى الولين
الستشهاد بالية لقوله " ول ينفع مع الكفر عمل " والية في سورة
التوبة هكذا " إل أنهم كفروا بال وبرسوله ول يأتون الصلة إل وهم
كسالى ول ينفقون إل وهم كارهون " ) (4وقال تعالى بعدها بآيات كثيرة "
ول تصل على أحد منهم مات أبدا ول تقم على قبره إنهم كفروا بال
ورسوله وما توا وهم فاسقون " وقال :في
][104
أواخر السورة " :وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وما توا
وهم كافرون " فلما كانت اليات كلها في شأن المنافقين يمكن أن يكون
عليه السلم نقلها بالمعنى إشارة إلى أن كلها في شأنهم وأن عدم القبول
مشروط بالموت على النفاق والكفر ،مع أنه يحتمل كونها في قراءتهم
عليهم السلم هكذا ،أو كونها من تحريف النساخ - 15 .سن :عن أبيه،
عن حدثه ،عن أبي سلم النخاس ،عن محمد بن مسلم قال :قال أبو عبد
ال عليه السلم :وال ل يصف عبد هذا المر فتطعمه النار ،قلت :إن فيهم
من يفعل ويفعل ! ؟ فقال :إنه إذا كان ذلك ابتلى ال تبارك وتعالى أحدهم
في جسده ،فان كان ذلك كفارة لذنوبه ،وإل ضيق ال عليه في رزقه ،فإن
كان ذلك كفارة لذنوبه ،وإل شدد ال عليه عند موته حتى يأتي ال ول ذنب
له ثم يدخله الجنة ) - 16 .(1سن :عن ابن محبوب ،عن محمد بن القاسم،
عن داود بن فرقد ،عن يعقوب بن شعيب قال :قلت لبي عبد ال رجل يعمل
بكذا وكذا -ولم أدع شيئا إل قلته -وهو يعرف هذا المر ؟ فقال :هذا
يرجى له ،والناصب ل يرجى له ،وإن كان كما تقول ل يخرج من الدنيا
حتى يسلط ال عليه شيئا يكفر ال عنه به إما فقرا وإما مرضا )- 17 .(2
صح :عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله يا علي إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة ال ،وأخذت ،أنت
بحجزتي ،وأخذ ولدك بحجزتك ،وأخذ شيعة ولدك بحجزتهم ،فترى أين
يومر بنا ) - 18 .(3شى :عن ابن أبي يعفور قال :قلت :لبي عبد ال عليه
السلم إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام ل يتولونكم ويتولون فلنا
وفلنا لهم أمانة وصدق ووفاء ! ؟ وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك المانة
ول الوفاء ول الصدق ! قال :فاستوى
) 1و (2المحاسن ص (3) .172صحيفة الرضا عليه السلم ص .(*) 5
][105
أبو عبد ال عليه السلم جالسا وأقبل علي كالغضبان ثم قال :ل دين لمن دان بولية
إمام جائر ليس من ال ،ول عتب على من دان بولية إمام عدل من ال،
قال :قلت :ل دين لولئك ول عتب على هؤلء ؟ ! فقال :نعم ،ل دين لولئك
ول عتب على هؤلء ثم قال :أما تسمع لقول ال " ال ولي الذين آمنوا
يخرجهم من الظلمات إلى النور " يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور
التوبة والمغفرة لوليتهم كل إمام عادل من ال ،وقال " :والذين كفروا
أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات " قال :قلت :أليس
ال عنى بها الكفار حين قال " :والذين كفروا " ؟ قال :فقال :وأي نور
للكافر وهو كافر فاخرج منه إلى الظلمات ؟ إنما عنى ال بهذا أنهم كانوا
على نور السلم فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من ال ،خرجوا
بوليتهم إياهم من نور السلم إلى ظلمات الكفر فأوجب لهم النار مع
الكفار ،فقال " :اولئك أصحاب النارهم فيها خالدون " ) .(1كنز :عن
المفيد في كتاب الغيبة عن ابن محبوب ،عن عبد العزيز العبدي ،عن ابن
أبي يعفور مثله .كا :عن العدة ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب مثله ).(2
أقول :سيأتي شرحه في مقام آخر إنشاء ال تعالى - 19 .شى :عن مهزم
السدي قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :قال ال تبارك وتعالى:
لعذبن كل رعية دانت بامام ليس من ال ،وإن كانت الرعية في أعمالها
برة تقية ،ولعفون عن كل رعية دانت بكل إمام من ال وإن كانت الرعية
في أعمالها مسيئة ،قلت :فيعفو عن هؤلء ويعذب هؤلء ؟ قال :نعم إن ال
يقول " ال ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " ثم ذكر
الحديث الول حديث ابن أبي يعفور رواية محمد بن الحسين وزاد فيه:
فأعداء علي أمير المؤمنين هم الخالدون في النار وإن كانوا في أديانهم
على غاية الورع والزهد والعبادة ،و
][106
المؤمنون بعلي عليه السلم ]هم الخالدون في الجنة[ وإن كانوا في أعمالهم مسيئة
على ضد ذلك ) - 20 .(1م :قوله عزوجل " اولئك الذين اشتروا الضللة
بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين " ) (2قال المام موسى بن
جعفر عليه السلم " اولئك الذين اشتروا الضللة بالهدى " باعوا دين
ال ،واعتاضوا منه الكفر بال " فما ربحت تجارتهم " أي ما ربحوا في
تجارتهم في الخرة ،لنهم اشتروا النار وأصناف عذابها بالجنة التي كانت
معدة لهم لو آمنوا " وما كانوا مهتدين " إلى الحق والصواب .فلما أنز ال
عزوجل هذه الية ،حضر رسول ال صلى ال عليه وآله قوم فقالوا :يا
رسول ال سبحان الرزاق ألم تر فلنا كان يسير البضاعة ،خفيف ذات اليد،
خرج مع قوم يخدمهم في البحر فرعوا له حق خدمته ،وحملوه معهم إلى
الصين وعينوا له يسيرا من مالهم قسطوه على أنفسهم له ،وجمعوه
فاشتروا له به بضاعة من هناك فسلمت فربح الواحد عشرة ،فهو اليوم
من مياسير أهل المدينة ؟ وقال قوم آخرون بحضرة رسول ال صلى ال
عليه وآله :يا رسول ال ألم تر فلنا كانت حسنة حاله ،كثيرة أمواله،
جميلة أسبابه ،وافرة خيراته ،مجتمعا شمله ،أبى إل طلب الموال الجمة،
فحمله الحرص على أن تهور ،فركب البحر في وقت هيجانه والسفينة غير
وثيقة ،والملحون غير فارهين ،إلى أن توسط البحر فلعبت بسفينته ريح
عاصف فأزعجتها إلى الشاطئ وفتقتها في ليل مظلم ،وذهبت أمواله وسلم
بحشاشته فقيرا وقيرا ينظر إلى الدنيا حسرة ؟ فقال رسول ال صلى ال
عليه وآله :أل أخبركم بأحسن من الول حال ،وبأسوء من الثاني حال ؟
قالوا :بلى يا رسول ال قال رسول ال صلى ال عليه وآله :أما أحسن من
الول حال فرجل اعتقد صدقا بمحمد رسول ال وصدقا باعظام علي أخي
رسول ال ووليه ،وثمرة قلبه ومحض طاعته ،فشكر له ربه ونبيه ووصي
نبيه ،فجمع ال تعالى له بذلك خير
) (1تفسير العياشي ج 1ص ،139ومثله في الكافي ج 1ص 376في حديثين) .
(2البقرة.(*) 16 :
][107
الدنيا والخرة ،ورزقه لسانا للء ال تعالى ذاكرا ،وقلبا لنعمائه شاكرا ،و بأحكامه
راضيا ،وعلى احتمال مكاره أعداء محمد وآله نفسه موطنا ،لجرم أن ال
تعالى سماه عظيما في ملكوت أرضه وسماواته ،وحباه برضوانه
وكراماته ،فكانت تجارة هذا أربح ،وغنيمته أكثر وأعظم .وأما أسوء من
الثاني حلل فرجل أعطا أخا محمد رسول ال ببيعته ،وأظهر له موافقته
وموالة أوليائه ،ومعاداة أعدائه ،ثم نكث بعد ذلك وخالف ووالى عليه
أعداءه فختم له بسوء أعماله ،فصار إلى عذاب ل يبيد ول ينفد ،قد خسر
الدنيا و الخرة ذلك هو الخسران المبين .ثم قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :معاشر عباد ال عليكم بخدمة من أكرمه ال بالرتضاء واجتباه
بالصطفاء ،وجعله أفضل أهل الرض والسماء ،بعد محمد سيد النبياء
علي بن أبي طالب عليه السلم وبموالة أوليائه ومعاداة أعدائه وقضاء
حقوق إخوانكم الذين هم في موالته ومعاداة أعدائه شركاؤكم فان رعاية
علي صلوات ال عليه أحسن من رعاية هؤلء التجار الخارجين بصاحبكم
-الذي ذكرتموه -إلى الصين الذين عرضوه للغناء وأعانوه بالثراء .أما إن
من شيعة علي عليه السلم لمن يأتي يوم القيامة وقد وضع له في كفة
سيئاته من الثام ما هو أعظم من جبال الرواسي والبحار التيارة ،يقول
الخلئق :هلك هذا العبد ،فل يشكون أنه من الهالكين ،وفي عذاب ال تعالى
من الخالدين فيأتيه النداء من قبل ال تعالى :يا أيها العبد الخاطئ الجاني !
هذه الذنوب الموبقات ،فهل بازائها حسنة تكافئها وتدخل جنة ال برحمة
ال ؟ أو تزيد عليها فتدخلها بوعد ال ،يقول العبد :ل أدري فيقول منادي
ربنا عزوجل :إن ربي يقول ناد في عرصات القيامة أل إني فلن بن فلن
من بلد كذا وكذا أو قرية كذا وكذا قد رهنت بسيئات كأمثال الجبال والبحار،
ول حسنة لي بازائها فأي أهل هذا المحشر كانت لي عنده يد أو عارفة
فليغثنى بمجازاتي عنها ،فهذا أوان شدة حاجتي إليها.
][108
فينادي الرجل بذلك فأول من يجيبه علي بن أبيطالب عليه السلم لبيك لبيك لبيك
أيها الممتحن في محبتي ،المظلوم بعداوتي ،ثم يأتي هو ومن معه عدد
كثير وجم غفير ،وإن كانوا أقل عددا من خصمائه الذين لهم قبله الظلمات
فيقول ذلك العدد :يا أمير المؤمنين نحن إخوانه المؤمنون كان بنا بارا،
ولنا مكرما وفي معاشرته إيانا مع كثرة إحسانه إلينا متواضعا وقد نزلنا له
عن جميع طاعاتنا ،وبذلناها له فيقول علي عليه السلم :فبماذا تدخلون
جنة ربكم ؟ فيقولون :برحمة ال الواسعة التي ل يعدمها من والك،
ووالآلك يا أخا رسول ال .فيأتي النداء من قبل ال تعالى يا أخا رسول ال
هؤلء إخوانه المؤمنون قد بذلوا له فأنت ما ذا تبذل له فاني أنا الحكم ما
بيني وبينه من الذنوب ،قد غفرتها له بموالته إياك ،وما بينه وبين عبادي
من الظلمات فل بد من فصلي بينه وبينهم فيقول علي عليه السلم يا رب
أفعل ما تأمرني فيقول ال تعالى :يا علي اضمن لخصمائه تعويضهم عن
ظلماتهم قبله ،فيضمن لهم علي عليه السلم ذلك ،ويقول لهم :اقترحوا
علي ما شئتم أعطكم عوضا من ظلماتكم قبله .فيقولون :يا أخا رسول ال
تجعل لنا بازاء ظلماتنا قبله ثواب نفس من أنفاسك ليلة بيتوتك على
فراش محمد رسول ال صلى ال عليه وآله فيقول علي عليه السلم :قد
وهبت ذلك لكم فيقول ال عزوجل فانظروا يا عبادي الن إلى ما نلتموه من
علي فداء لصاحبه من ظلماتكم ،ويظهر لهم ثواب نفس واحد في الجنان
من عجائب قصورها وخيراتها فيكون ذلك ما يرضي ال عزوجل به
خصماء اولئك المؤمنين ،ثم يريهم بعد ذلك من الدرجات والمنازل ما ل
عين رأت ،ول أذن سمعت ،ول خطر على قلب بشر .يقولون :يا ربنا هل
بقي من جنانك شئ إذا كان هذا كله لنا فأين تحل سائر عبادك المؤمنين
والنبياء والصديقين ،والشهداء والصالحين ،ويخيل إليهم عند ذلك أن
الجنة بأسرها قد جعلت لهم فيأتي النداء من قبل ال تعالى يا عبادي هذا
ثواب نفس من أنفاس علي بن أبي طالب عليه السلم الذي اقترحتموه
عليه ،قد جعله لكم فخذوه ،وانظروا فيصيرون هم وهذا المؤمن الذي
عوضهم علي عليه السلم في تلك
][109
الجنان ثم يرون ما يضيفه ال عزوجل إلى ممالك علي عليه السلم في الجنان ما
هو أضعاف ما بذله عن وليه الموالي له ،مما شاء من الضعاف التي ل
يعرفها غيره .ثم قال رسول ال صلى ال عليه وآله " :أذلك خير نزل أم
شجرة الزقوم " المعدة لمخالفي أخي ووصيي علي بن أبي طالب عليه
السلم ) .(1توضيح " :خفيف ذات اليد " أي كان ما في يده من الموال
خفيفا قليل " قسطوه " بالتخفيف والتشديد أي قسموه على أنفسهم
بالسوية أو بالعدل على نسبة حالهم .وفي المصباح " جمع ال شملهم "
أي ما تفرق من أمرهم " وفرق شملهم " أي ما اجتمع من أمرهم ،وقال:
" مال جم " أي كثير وفي القاموس تهور الرجل وقع في المر بقلة
مبالة .وقال :فره ككرم فراهة وفراهية حذق فهو فاره بين الفروهية وقال:
فتقه شقه كفتقه وفي بعض النسخ وفتتها من الفت وهو الدق والكسر
بالصابع كما في القاموس وقال الحشاش والحشاشة بضمهما بقية الروح
في المريض والجريح .وقال " :الوقير " القطيع من الغنم أو صغارها،
وفقير وقير تشبيه بصغار الشاء أو إتباع ،وقال :أمحضه الود أخلصه
كمحضه ،والغناء بالفتح والمد الكتفاء ،و بالكسر والقصر ضد الفقر،
والثراء بالفتح والمد كثرة المال ،وقال الجوهري :والتيار الموج ويقال:
قطع ]عرقا[ تيارا أي سريع الجرية ويقال :أوليته يدا أي نعمة ،والعارفة
المعروف والحسان ،وقال الجوهري :الظلمة والمظلمة ما تطلبه عند
الظالم ،وهو اسم ما أخذ منك ،والجم الغفير العدد الكثير ،وفي المصباح
نزلت عن الحق تركته وفي القاموس القتراح ارتجال الكلم وابتداع الشئ
والتحكم - 21 .م :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن ال يبعث يوم
القيامة أقواما تمتلئ من جهة السيئات موازينهم فيقال لهم :هذه السيئات
فأين الحسنات ؟ وإل فقد عطبتم فيقولون :يا ربنا ما نعرف لنا حسنات،
فإذا النداء من قبل ال عزوجل لئن لم تعرفوا
][110
لنفسكم عبادي حسنات فاني أعرفها لكم واوفرها عليكم ،ثم يأتي برقعة صغيرة
يطرحها في كفة حسناتهم فترجح بسيئاتهم بأكثر ما بين السماء إلى
الرض فيقال لحدهم :خذ بيد أبيك ،وامك وإخوانك وأخواتك ،وخاصتك
وقراباتك وأخدانك ومعارفك فأدخلهم الجنة .فيقول أهل المحشر :يا رب أما
الذنوب فقد عرفناها فماذا كانت حسناتهم ؟ فيقول ال عزوجل :يا عبادي
مشى أحدهم ببقية دين لخيه إلى أخيه فقال :خذها فاني احبك بحبك علي
بن أبي طالب عليه السلم فقال له الخر :قد تركتها لك بحبك علي بن أبي
طالب عليه السلم ولك من مالي ما شئت فشكر ال تعالى ذلك لهما فحط به
خطاياهما ،وجعل ذلك في حشو صحيفتهما وموازينهما ،وأوجب لهما و
لوالديهما الجنة ) - 22 .(1شى :عن مصقلة الطحان ; عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :ما يمنعكم من أن تشهدوا على من مات منكم على هذا
المر أنه من أهل الجنة ؟ إن ال يقول " :كذلك حقا علينا ننجي المؤمنين
" ) .(2بيان " :كذلك حقا علينا " في المجمع ) (3قال الحسن :معناه كنا
إذا أهلكنا امة من المم الماضية نجينا نبيهم ونجينا الذين آمنوا به أيضا
كذلك إذا أهلكنا هؤلء المشركين نجيناك يا محمد ،والذين آمنوا بك ،وقيل
معناه " كذلك حقا علينا " أي واجبا علينا من طريق الحكمة " ننجي
المؤمنين " من عذاب الخرة كما ننجيهم من عذاب الدنيا ،قال أبو عبد ال
عليه السلم لصحابه :ما يمنعكم من أن تشهدوا -إلى آخر الخبر- 23 .
شى :عن الحسن بن محبوب ،عن أبي ولد قال :قلت لبي عبد ال عليه
السلم :جعلت فداك إن رجل من أصحابنا ورعا مسلما كثير الصلة قد
ابتلي
][111
بحب اللهو ،وهو يسمع الغنا ،فقال :أيمنعه ذلك من الصلة لوقتها أم من صوم أو
من عيادة مريض أو حضور جنازة أو زيارة أخ ؟ قال :قلت :ل ،ليس
يمنعه ذلك من شئ من الخير والبر قال :فقال :هذا من خطوات الشيطان،
مغفور له ذلك إنشاء ال ثم قال :إن طائفة من الملئكة عابوا ولد آدم في
اللذات والشهوات أعني لكم الحلل ليس الحرام ،قال :فأنف ال للمؤمنين
من ولد آدم من تعيير الملئكة لهم قال :فألقى ال في همة اولئك الملئكة
اللذات والشهوات كي ل يعيبوا المؤمنين .قال :فلما أحسوا ذلك من هممهم
عجوا إلى ال من ذلك ،فقالوا :ربنا عفوك عفوك ،ردنا إلى ما خلقنا له،
وأجبرتنا عليه ،فانا نخاف أن نصير في أمر مريج ) (1قال :فنزع ال ذلك
من هممهم ،قال :فإذا كان يوم القيامة وصار أهل الجنة في الجنة استأذن
اولئك الملئكة على أهل الجنة ،فيؤذن لهم ،فيدخلون عليهم فيسلمون
عليهم ،ويقولون لهم :سلم عليكم بما صبرتم في الدنيا عن اللذات
والشهوات الحلل ) - 24 .(2جا :عن ابن قولويه ،عن الحسن بن محمد
بن عامر ،عن أحمد بن علوية عن إبراهيم بن محمد الثقفي ،عن توبة بن
الخليل ،عن عثمان بن عيسى ،عن أبي عبد الرحمان ،عن جعفر بن محمد
عليهما السلم قال :بينا رسول ال صلى ال عليه وآله :في سفر إذ نزل
فسجد خمس سجدات ،فلما ركب قال له بعض أصحابه :رأيناك يا رسول
ال صنعت ما لم تكن تصنعه ؟ قال :نعم ،أتاني جبرئيل عليه السلم
فبشرني أن عليا في الجنة ،فسجدت شكرا ل فلما رفعت رأسي قال:
وفاطمة في الجنة فسجدت شكرا ل تعالى ،فلما رفعت رأسي قال :والحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة فسجدت شكرا ل تعالى فلما رفعت رأسي
قال :ومن يحبهم في الجنة ،فسجدت شكرا ل تعالى فلما رفعت رأسي قال:
ومن يحب من يحبهم في الجنة ]فسجدت شكرا ل تعالى[ ).(3
) (1يقال أمر مريج أي مختلط أو ملتبس (2) .تفسير العياشي ج 2ص (3) .211
مجالس المفيد ص .(*) 20
][112
- 25جا :عن الحسن بن الفضل ،عن علي بن أحمد ،عن محمد بن هارون
الهاشمي ،عن إبراهيم بن مهدي ،عن إسحاق بن سليمان ،عن أبيه ،عن
هارون الرشيد ،عن أبيه ،عن أبي جعفر المنصور ،عن أبيه ،عن جده علي
بن عبد ال بن العباس ،عن أبيه قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه
وآله يقول :أيها الناس نحن في القيامة ركبان أربعة ،ليس غيرنا ،فقال له
قائل :بأبي أنت وامي يا رسول ال من الركبان ؟ قال :أنا على البراق،
وأخي صالح على ناقة ال الذي عقرها قومه ،وابنتي فاطمة على ناقتي
العضباء ،وعلي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة خطامها من لؤلوء
رطب ،وعيناها من ياقوتتين حمراوين ،وبطنها من زبر جد أخضر عليها
قبة من لؤلوء بيضاء ،يرى ظاهرها من باطنها ،وباطنها من ظاهرها،
ظاهرها من رحمة ال ،وباطنها من عفو ال إذا أقبلت زفت ،وإذا أدبرت
زفت ،وهو أمامي على رأسه تاج من نور ،يضئ لهل الجمع ،ذلك التاج له
سبعون ركنا كل ركن يضئ كالكوكب الدري في أفق السماء ،وبيده لواء
الحمد ،وهو ينادي في القيامة " ل إله إل ال محمد رسول ال " فل يمر
بملء من الملئكة إل قالوا :نبي مرسل ول يمر بنبي مرسل إل قال :ملك
مقرب فينادي مناد من بطنان العرش يا أيها الناس ليس هذا ملكا مقربا ول
نبيا مرسل ول حامل عرش هذا علي بن أبي طالب ،وتجئ شيعته من بعده
فينادي مناد لشيعة من أنتم ؟ فيقولون نحن العلويون فيأتيهم النداء يا أيها
العلويون أنتم آمنون ،ادخلوا الجنة مع من كنتم توالوان ) .(1بشا :عن
الحسن بن الحسين بن بابويه ،عن محمد بن الحسن الطوسي ،عن المفيد،
عن الحسن بن الفضل مثله ) - 26 .(2جا :عن المظفر بن محمد ،عن
محمد بن همام ،عن الحسن بن زكريا عن عمر بن المختار ،عن أبي محمد
البرسي ،عن النضر ،عن ابن مسكان ،عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد
الباقر عليه السلم ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :كيف
][113
بك يا علي إذا وقفت على شفير جهنم ،وقد مد الصراط ،وقيل للناس :جوزوا وقلت
لجهنم :هذا لي وهذا لك ؟ فقال علي عليه السلم :يا رسول ال ومن اولئك
؟ قال :اولئك شيعتك ،معك حيث كنت ) - 27 .(1نى :عن الكليني ،عن علي
بن محمد ،عن ابن جمهور ،عن صفوان ،عن ابن مسكان ،عن عبد ال بن
سنان ،عن أبي عبد ال عليه السلم أنه قال :إن ال ل يستحيي أن يعذب
امة دانت بإمام ليس من ال ،وإن كانت في أعمالها برة تقية ،وإن ال
يستحيي أن يعذب امة دانت بإمام من ال ،وإن كانت في أعمالها ظالمة
مسيئة ) - 28 .(2كش :عن محمد بن إسماعيل ،عن الفضل ،عن ابن
محبوب ،عن البطائني عن أبي بصير قال :دخلت على أبي عبد ال عليه
السلم فقال :ما فعل أبو حمزة الثمالي ؟ قلت ،خلفته عليل قال :إذا رجعت
إليه فأقرئه مني السلم وأعلمه أنه يموت في شهر كذا في يوم كذا ،قال أبو
بصير :فقلت :جعلت فداك وال لقد كان ]لكم[ فيه انس وكان لكم شيعة،
قال :صدقت ما عندنا خير لكم قلت :شيعتكم معكم ؟ قال :إن هو خاف ال
وراقب نبيه ،وتوفى الذنوب ،فإذا هو فعل كان معنا في درجاتنا قال علي) :
(3فرجعنا تلك السنة فما لبث أبو حمزة إل يسيرا حتى توفي )- 29 .(4
كش :عن محمد بن مسعود ،عن عبد ال بن محمد ،عن أبي داود المسترق
عن عبد ال بن راشد ،عن عبيد بن زرارة قال :دخلت على أبي عبد ال
عليه السلم وعنده البقباق ) (5فقلت له :جعلت فداك رجل أحب بني أمية
أهو معهم ؟ قال :نعم
][114
قلت :رجل أحبكم أهو معكم ؟ قال :نعم ،قلت :وإن زنى وإن سرق ؟ قال :فنظر إلى
البقباق فوجد منه غفلة ثم أومأ برأسه نعم ) - 30 .(1كش :عن نصر بن
الصباح ،عن ابن أبي عثمان ،عن محمد بن الصباح عن زيد الشحام قال:
دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فقال لي :يا زيد ! جدد التوبة وأحدث
عبادة ،قال :قلت :نعيت إلى نفسي ،قال :فقال لي :يا زيد ما عندنا لك خير
وأنت من شيعتنا ،إلينا الصراط ،وإلينا الميزان ،وإلينا حساب شيعتنا ،وال
لنا لكم أرحم من أحد كم بنفسه يا زيد كأني أنظر إليك في درجتك من الجنة
و رفيقك فيها الحارث بن المغيرة النضري ) - 31 .(2كش :عن محمد بن
مسعود ،عن عبد ال بن محمد بن خالد ،عمن يثق به يعني أمه ،عن خالد
محمد قال :فقال له عمرو بن إلياس قال :دخلت أنا وأبي إلياس ابن عمرو
على أبي بكر الحضرمي وهو يجود بنفسه ،فقال :يا عمرو ليست ساعة
الكذب أشهد على جعفر بن محمد أني سمعته يقول :ل يمس النار من مات
وهو يقول بهذا المر ) - 32 .(3كش :عن محمد بن علي بن القاسم ،عن
الصفار ،عن عبد ال بن محمد بن خالد ،عن الوشاء ،عن خاله عمرو بن
إلياس قال :دخلت على أبي بكر الحضرمي وهو يجود بنفسه فقال لي:
أشهد على جعفر بن محمد أنه قال :ل يدخل النار منكم أحد )- 33 .(4
فض ،يل :بالسناد يرفعه إلى صفوان الجمال قال :دخلت على أبي عبد ال
عليه السلم فقلت :جعلت فداك سمعتك تقول :شيعتنا في الجنة وفيهم أقوام
مذنبون ،يركبون الفواحش ،ويأكلون أموال الناس ،ويشربون الخمور
ويتمتعون في دنياهم ،فقال عليه السلم :هم في الجنة اعلم أن المؤمن من
شيعتنا ل يخرج من الدنيا حتى يبتلي بدين أو بسقم أو بفقر ،فان عفي عن
هذا كله شدد ال عليه في النزع عند خروج روحه حتى يخرج من الدنيا
ول ذنب عليه ،قلت :فداك
][115
أبي وأمي فمن يرد المظالم ؟ قال :ال عزوجل يجعل حساب الخلق إلى محمد وعلي
عليهما السلم فكل ما كان على شيعتنا حاسبناهم مما كان لنا من الحق في
أموالهم وكل ما بينه وبين خالقه استوهبناه منه ،ولم نزل به حتى ندخله
الجنة برحمة من ال ،وشفاعه من محمد وعلي عليهما السلم .غو :عن
صفوان مثله - 34 .كشف :من كتاب كفاية الطالب ،عن أبي مريم
السلولي ،قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :يا علي إن ال
قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إلى ال منها ،الزهد في الدنيا،
وجعلك ل تنال من الدنيا شيئا ول تنال الدنيا منك شيئا ،ووهب لك حب
المساكين ،فرضوا بك إماما ورضيت بهم أتباعا ،فطوبى لمن أحبك وصدق
فيك ،وويل لمن أبغضك وكذب عليك ،فأما الذين أحبوك و صدقوا فيك فهم
جيرانك في دارك ،ورفقاؤك في قصرك ،وأما الذين بغضوك وكذبوا عليك
فحق على ال أن يوقفهم موقف الكذابين يوم القيامة ،قال :وذكره ابن
مردويه في مناقبه ) - 35 .(1جش :عن الحسن بن علي ابن بنت إلياس
روى عن جده إلياس قال :لما حضرته الوفاة قال لنا :اشهدوا علي وليست
ساعة الكذب هذه الساعة ،لسمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :وال ل
يموت عبد يحب ال ورسوله ويتولى الئمة فتمسه النار ،ثم أعاد الثانية
والثالثة من غير أن أسأله ) - 36 .(2رياض الجنان :لفضل ال بن محمود
الفارسي بالسناد عن أبي محمد الحسن الحراني ،عن أمير المؤمنين عليه
السلم قال :مامن شيعتنا أحد يقارف أمرا نهيناه عنه فيموت حتى يبتليه
ال ببلية تمحص بها ذنوبه ،إما في ماله أو ولده ،وإما في نفسه حتى يلقى
ال محبنا وماله ذنب ،وإنه ليبقى عليه شئ من ذنوبه فيشدد عليه عند
موته
][116
فتمحص ذنوبه - 37 .بشا :عن محمد بن أحمد بن شهريار ،عن حمزة بن محمد ين
يعقوب ،عن محمد بن أحمد الجواليقي ،عن محمد بن أحمد بن الوليد ،عن
سعدان ،عن علي ،عن حسين بن نصر ،عن أبيه ،عن الصباح المزني،
عن الثمالي ،عمن حدثه ،عن أبي رزين ،عن علي بن الحسين عليهما
السلم أنه قال :من أحبنا ل نفعه حبنا ،ولو كان في جبل الديلم ،ومن أحبنا
لغير ذلك فان ال يفعل ما يشاء ،إن حبنا أهل البيت يساقط عن العباد
الذنوب كما تساقط الريح الورق من الشجر ) - 38 .(1بشا :بالسناد إلى
الصدوق ،عن ابن إدريس ،عن أبيه ،عن البرقي عن ابن معروف ،عن
محمد بن يحيى ،عن طلحة بن زيد ،عن الصادق ،عن آبائه عليهم السلم
قال :قال رسو ال صلى ال عليه وآله :أتاني جبرئيل من قبل ربي جل
جلله فقال :يا محمد إن ال عزوجل يقرئك السلم ،ويقول لك :بشر أخاك
عليا بأني ل اعذب من توله ،ول أرحم من عاداه ) - 39 .(2ما :عن
المفيد ،عن ابن قولويه ،عن محمد بن همام ،عن الحميري عن محمد بن
موسى بن عبد ال بن مهران ،عن محمد بن سنان ،عن أبي بكر
الحضرمي قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :لو أن كافرا وصف ما
تصفون عند خروج نفسه ،ما طعمت النار من جسده شيئا ) - 40 .(3ما:
عن جماعة ،عن أبي المفضل ،عن عبد ال بن محمد بن محمود ،عن أحمد
بن عبد الرحمان الذهلي ،عن عبد الرحمان بن أبي حماد ،عن أبي العلء
الخفاف يعني خالد بن طهمان ،عن شجرة قال :قال أبو جعفر الباقر عليه
السلم :يا شجرة بحبنا تغفر لكم الذنوب ).(4
][117
- 41ما :عن الفحام ،عن المنصوري ،عن سهل بن يعقوب بن إسحاق ،عن الحسن
بن عبد ال بن مطهر ،عن محمد بن سليمان الديلمي ،عن أبيه قال :دخل
سماعة بن مهران على الصادق عليه السلم فقال له :يا سماعة من شر
الناس ؟ قال :نحن يا ابن رسول ال ،قال :فغضب حتى احمرت وجنتاه ثم
استوى جالسا وكان متكئا فقال :يا سماعة من شر الناس عند الناس ؟
فقلت :وال ما كذبتك يا ابن رسول ال نحن شر الناس عند الناس لنهم
سمونا كفارا ورافضة ،فنظر إلي ثم قال :كيف بكم إذا سيق بكم إلى الجنة،
وسيق بهم إلى النار ؟ فينظرون إليكم ويقولن " :مالنا ل نرى رجال كنا
نعدهم من الشرار " يا سماعة بن مهران إنه من أساء منكم إساءة مشينا
إلى ال تعالى يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فنشفع ،وال ل يدخل النار
منكم عشرة رجال ،وال ل يدخل النار منكم خمسة رجال ،وال ل يدخل
النار منكم ثلثة رجال ،وال ل يدخل النار منكم رجل واحد ،فتنافسوا في
الدرجات واكمدوا عدوكم بالورع ) .(1بيان :في القاموس الكمدة بالضم
والكمد بالفتح والتحريك تغير اللون وذهاب صفائه ،والحزن الشديد،
ومرض القلب منه ،كمد كفرح فهو كامد وأكمده فهو مكمود - 42 .ما :عن
الفحام ،عن المنصوري ،عن عم أبيه ،عن أبي الحسن الثالث ،عن آبائه،
عن أمير المؤمنين صلوات ال عليهم قال :سمعت النبي صلى ال عليه
وآله يقول :إذا حشر الناس يوم القيامة ناداني مناد يارسول ال إن ال جل
اسمه قد أمكنك من مجازاة محبيك ومحبي أهل بيتك الموالين لهم فيك،
والمعادين لهم فيك فكافئهم بما شئت وأقول يا رب الجنة فابوءهم منها
حيث شئت ،فذلك المقام المحمود الذي وعدت به ) - 43 .(2ما :بإسناد
أخي دعبل ،عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال
) (1أمالى الطوسى ج 1ص ،301والية في سورة ص (2) .62 :أمالى الطوسى
ج 1ص .(*) 304
][118
رسول ال :في قوله عزوجل " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد " قال :نزلت في وفي
علي بن أبي طالب وذلك أنه إذا كان يوم القيامة شفعني ربي وشفعك يا
علي وكساني وكساك يا علي ،ثم قال لي ولك يا علي " :ألقيا في جهنم كل
من أبغضكما وأدخل في الجنة كل من أحبكما " فان ذلك هو المؤمن ).(1
- 44ير :عن محمد بن الحسين ،عن عبد ال بن جبلة ،عن علي بن أبي
حمزة عن أبي بصير قال :حججت مع أبي عبد ال عليه السلم فلما كنا في
الطواف ،قلت له :جعلت فداك يا ابن رسول ال يغفر ال لهذا الخلق ؟
فقال :يا أبا بصير إن أكثر من ترى قردة وخنازير ،قال :قلت له .أرنيهم،
قال :فتكلم بكلمات ثم أمره يده على بصري فرأيتهم قردة وخنازير ،فهالني
ذلك ثم أمر يده على بصري فرأيتهم كما كانوا في المرة الولى ،ثم قال :يا
أبا محمد أنتم في الجنة تحبرون ،وبين أطباق النار تطلبون ،فل توجدون،
وال ل يجتمع في النار منكم ثلثة ،ل وال ول اثنان ل وال ول واحد ).(2
- 45ك :عن ابن المتوكل عن السدي عن النخعي ،عن النوفلي ،عن
الحسن ابن علي بن أبي حمزة الثمالي ) ،(3عن أبيه ،عن الصادق جعفر
بن محمد ،عن أبيه ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :حدثني جبرئيل عن رب العزة جل جلله أنه قال :من علم أنه ل
إله إل أنا وحدي ،وأن محمدا عبدي ورسولي ،وأن علي ابن أبيطالب
خليفتي ،وأن الئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي ونجيته من
النار بعفوي ،وأبحت له جواري ،وأوجبت له كرامتي ،وأتممت عليه نعمتي
وجعلته من خاصتي وخالصتي ،إن ناداني لبيته ،وإن دعاني أجبته ،وإن
سألني أعطيته ،وإن سكت ابتدأته ،وإن أساء رحمته ،وإن فر مني دعوته،
وإن رجع إلى قبلته ،وإن قرع بابي فتحته .ومن لم يشهد أن ل إله إل أنا
وحدي أو شهد ولم يشهد أن محمدا عبدي ورسولي
) (1أمالى الطوسى ج 1ص ،378والية في سورة ق (2) .24 :بصائر الدرجات
ص (3) .270البطائني .ظ )*(.
][119
أو شهد بذلك ولم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي أو شهد بذلك ولم يشهد أن
الئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي ،وصغر عظمتي ،وكفر بآياتي
وكتبي إن قصدني حجبته ،وإن سألني حرمته ،وإن ناداني لم أسمع نداءه،
وإن دعاني لم أسمع دعاءه ،وإن رجاني خيبته ،وذلك جزاؤه مني ،وما أنا
بظلم للعبيد ) .(1أقول :تمامه في باب نص النبي صلى ال عليه وآله ).(2
- 46سن :عن أبيه عن النضر عن يحيى الحلبي عن عبد ال بن مسكان
عن بدر بن الوليد الخثعمي قال :دخل يحيى بن سابور على أبي عبد ال
عليه السلم ليودعه فقال أبو عبد ال عليه السلم :أما وال إنكم لعلى
الحق ،وإن من خالفكم لعلى غير الحق ،وال ما أشك أنكم في الجنة ،فاني
لرجو أن يقر ال أعينكم إلى قريب ) - 47 .(3سن :عن أبيه ،عن ابن أبي
عمير ،عن جميل ،عن زرارة ،عن أبي حعفر عليه السلم قال :ل تطعم
النار واحدا وصف هذا المر ) - 48 .(4سن :عن أحمد ،عن ابن فضال،
عن بكار بن أبي بكر الحضرمي قال :قيل لبي جعفر عليه السلم :إن
عكرمة مولى ابن عباس قد حضرته الوفاة ،قال :فانتقل ) (5ثم قال :إن
أدركته علمته كلما لم تطعمه النار ،فدخل عليه داخل فقال :قد هلك قال:
فقال له ]أبي[ :فعلمناه ! فقال :وال ما هو إل هذا المر الذي
][120
أنتم عليه ) - 49 .(1بشا :عن إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم ،عن محمد بن
الحسين بن عتبة عن محمد بن الحسين بن أحمد الفقيه ،عن حمويه بن
علي ،عن محمد بن عبد ال بن المطلب عن محمد بن علي بن مهدى ،عن
محمد بن على بن عمر بن ظريف ،عن أبيه ،عن جميل بن صالح ،عن أبي
خالد الكابلي ،عن الصبغ بن نباتة قال :دخل الحارث الهمداني على أمير
المؤمنين عليه السلم في نفر من الشيعة ،وكنت فيهم ،فجعل الحارث يتأود
في مشيته ) (2ويخبط الرض بمحجنه ،وكان مريضا فأقبل عليه أمير
المؤمنين وكانت له منه منزلة فقال :كيف تجدك يا حارث ؟ ) (3قال :نال
الدهر مني يا أمير -المؤمنين وزادني أو زاد غليل اختصام أصحابك
ببابك ،قال :وفيم خصومتهم ؟ قال :في شأنك ،والثلثة من قبلك ،فمن
مفرط غال ،ومقتصد تال ،ومن متردد مرتاب ل يدري أيقدم أم يحجم ؟ قال:
بحسبك يا أخا همدان ،أل إن خير شيعتي النمط الوسط إليهم يرجع الغالي
وبهم يلحق التالي قال :فقال له الحارث :لو كشفت فداك أبي وأمي الريب
عن قلوبنا ،وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا ،قال :قدك فانك امرء
ملبوس عليه إن دين ال ل يعرف بالرجال بل بآية احق فاعرف الحق
تعرف أهله ،يا حارث إن الحق أحسن الحديث ،والصادع به مجاهد،
وبالحق اخبرك فارعني سمعك ثم خبر به من كانت له حصافة من
أصحابك .أل إني عبد ال وأخو رسول ال وصديقه الكبر :صدقته وآدم
بين الروح والجسد ،ثم إني صديقه الول في امتكم حقا فنحن الولن،
ونحن الخرون
) (1المحاسن ص (2) .149أي كان ينعطف في مشيته :يستقيم صلبه مرة ويعوج
اخرى والمحجن وهكذا المحجنة -كمنبر ومكنسة :-العصا المعوجة
رأسها ،والخبط الضرب الشديد ،يقال :خبط البعير بيده الرض :وطئه
شديدا (3) .يا حارث :في بعض النسخ " يا حار " على الترخيم في
المواضع كلها .منه رحمه ال )*(.
][121
أل وإني خاصته يا حارث وصنوه ووصيه ووليه وصاحب نجواه وسره اوتيت فهم
الكتاب وفصل الخطاب ،وعلم القرآن ،واستودعت ألف مفتاح يفتح كل
مفتاح ألف باب يفضي كل باب إلى ألف ألف عهد وأيدت أو قال امددت
بليلة القدر نفل وإن ذلك ليجري لي وللمستحفظين من ذريتي كما يجري
الليل والنهار حتى يرث ال الرض ومن عليها وابشرك يا حارث ليعرفني
وليي وعدوي في مواطن شتى ليعرفني عند الممات ،وعند الصراط ،وعند
الحوض ،وعند المقاسمة قال الحارث :وما المقاسمة يا مولي ؟ قال:
مقاسمة النار اقاسمها قسمة صحاحا :أقول هذا وليي ]فاتركيه[ وهذا
عدوي ]فخذيه[ .ثم أخذ أمير المؤمنين علي عليه السلم بيد الحارث فقال:
يا حارث أخذت بيدك كما أخذ رسول ال صلى ال عليه وآله بيدي فقال لي
وقد اشتكيت إليه حسد قريش والمنافقين :إنه إذا كان يوم القيامة أخذت
بحبل أو بحجزة يعني عصمة من ذي العرش تعالى وأخذت أنت يا علي
بحجزتي ،وأخذت ذريتك بحجزتك وأخذت شيعتكم بحجزتكم فماذا يصنع ال
عزوجل بنبيه ،وماذا يصنع نبيه بوصيه ؟ خذها إليك يا حارث قصيرة من
طويلة أنت مع من أحببت ،ولك ما اكتسبت قالها ثلثا فقال الحارث -وقام
يجر ردائه جذل ) :- (1ما ابالي وربي بعد هذا متى لقيت الموت أو لقيني.
قال جميل بن صالح :فأنشدني أبو هاشم السيد بن محمد في كلمة له :قول
علي لحارث عجب * كم ثم اعجوبة له حمل يا حارهمدان من يمت يرني *
من مؤمن أو منافق قبل يعرفني طرفه وأعرفه * بعينه واسمه وما عمل
وأنت عند الصراط تعرفني * فل تخف عثرة ول زلل أسقيك من بارد على
ظماء * تخاله في الحلوة العسل أقول للنار حين توقف للعر * ض على
جسرها ذري الرجل
) (1جذل أي فرحا أو سريعا ،وفى مجالس المفيد :فقام الحارث يجر رداءه ويقول
ما أبالى الخ )*(.
][122
ذريه ل تقربيه إن له * حبل بحبل الوصي متصل هذا لنا شيعة وشيعتنا * أعطاني
ال فيهم المل ) .(1جا :عن المفيد ،عن علي بن محمد بن الزبير ،عن
محمد بن علي بن مهدى مثله ) .(2ما :عن جماعة ،عن أبي المفضل ،عن
محمد بن علي مثله ) .(3بيان " :يتأد " أي يتثبت ويتأنى من التؤدة ،وفي
بعض النسخ يتأود أي يتعطف ويعوج والمحجن كمنبر العصا المعوجة "
وزادني أو زاد " الترديد من الراوي وفي ما " :أوارا وغليل " والوار
بالضم حرارة الشمس وحرارة العطش ،والغليل الحقد والضغن وحرارة
الحب والحزن ،ومقتصد أي متوسط بين الفراط والتفريط تال يتلو أئمة
الحق ويتبعهم ،وفي بعض النسخ " قال " أي مبغض لئمة الجور ،و
الول أظهر ،وأحجم عنه كف أو نكص هيبة " حسبك " في بعض النسخ
بحسبك فالباء زائدة أو هو على صيغة المضارع ،وقال الفيروز آبادي :قد
مخففة حرفية واسمية وهي على وجهين اسم فعل مرادفة ليكفي :قدني
درهم ،وقد زيدا درهم أي يكفي واسم مرادف لحسب وتستعمل مبنية غالبا:
قد زيد درهم ،ومعربة قد زيد بالرفع وقال :الصدع الشق وقوله تعالى "
فاصدع بما تؤمر " أي شق جماعاتهم بالتوحيد أو اجهر بالقرآن وأظهر
أو احكم بالحق وافصل بالمر أو اقصد بما تؤمر أو افرق به بين الحق
والباطل .وقال :أرعني وراعني سمعك استمع لمقالي ،وقال الجوهري:
أرعيته سمعي أي أصغيت إليه " من كانت له حصافة " أي استحكام عقل
وضبط للكلم ،في القاموس حصف ككرم :استحكم عقله ،وأحصف المر
أحكمه ،قوله عليه السلم " :نفل "
) (1بشارة المصطفى ص (2) .6 - 4مجالس المفيد ص ،11إلى قوله متصل) .
(3أمالى الطوسى ج 2ص ،239واستخرجه بلفظه في ج 39ص 239
241 -من هذه الطبعة )*(.
][123
أي زائدا على ما اعطيت من الفضائل والمكارم ،في النهاية النفل بالسكون وقد
يحرك الزيادة " وللمستحفظين " على بناء المفعول أي الئمة الذين طلب
منهم حفظ العلم والدين كما قال تعالى " :بما استحفظوا من كتاب ال "
وفي القاموس وفي المثل قصيرة من طويلة أي تمرة من نخلة ،يضرب في
اختصار الكلم ) (1قوله فأنشدني في جا وما وأنشدني أبو هاشم السيد
الحميري رحمه ال فيما تضمنه هذا الخبر قول علي عليه السلم الخ .قوله
" جذل " بكسر الذال أي فرحا أو بالتحريك مصدرا ،و " كم ثم " أي حمل
حارث هناك أعاجيب كثيرة له " يا حار همدان " قال شارح الديوان:
الترخيم هنا لضرورة الشعر إذ ل يجوز ترخيم المنادى المضاف في غيرها
وفي القاموس رأيته قبل محركة وبضمتين وكصرد وكعنب أي عيانا
ومقابلة وقال :خال الشئ يخاله ظنه " على جسرها " في الديوان " ذريه
ل تقربي الرجل " وفي ما " :دعيه ل تقبلي الرجل " - 50 .بشا :عن
الحسن بن الحسين بن بابويه ،عن عمه محمد بن الحسن ،عن أبيه الحسن
بن الحسين ،عن عمه أبي جعفر بن بابويه ،عن القطان ،عن ابن زكريا
عن ابن حبيب ،عن ابن بهلول ،عن أبيه ،عن أبي الحسن العبدي ،عن
سليمان ابن مهران ،عن عباية بن ربعي قال :قلت لعبد ال بن العباس :لم
كنى رسول ال صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم أبا تراب ؟ قال :لنه
صاحب الرض ،وحجة ال على أهلها بعده ،وبه بقاؤها ،وإليه سكونها،
ولقد سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :إنه إذا كان يوم القيامة
ورأى الكافر ما أعد ال تعالى لشيعة علي من الثواب والزلفى والكرامة،
قال " :يا ليتني كنت ترابا " أي يا ليتني كنت من شيعة علي وذلك قول ال
عزوجل " :ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا " ) - 51 .(2بشا :بالسناد
إلى الصدوق ،عن محمد بن عمر ،عن محمد بن أحمد بن ثابت
) (1قال ابن العرابي :الطويلة :النخلة والقصيرة :التمرة ،راجع مجمع المثال ج
2ص 106تحت الرقم (2) .2887بشارة المصطفى ص ،11والية في
النبأ.(*) 40 :
][124
عن محمد بن العباس ،عن الحسن بن الحسين العرني ،عن عمر بن ثابت ،عن
عطاء بن السائب ،عن ابن يحيى ،عن ابن عباس قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة ،ولو أتوني بذنوب أهل
الرض :الضارب بسيفه أمام ذريتي ،والقاضي لهم حوائجهم عند ما
اضطروا عليه ،والمحب لهم بقلبه ولسانه ) - 52 .(1بشا :بالسناد إلى
الصدوق ،عن العسكري ،عن محمد بن منصور وأبي يزيد القرشي ،عن
نصر بن علي الجهضمي ،عن علي بن جعفر ،عن موسى بن جعفر ،عن
آبائه ،عن أمير المؤمنين عليهم السلم قال :أخذ رسول ال صلى ال عليه
وآله بيد الحسن والحسين فقال :من أحب هذين وأباهما وأمهما كان معي
في درجتي يوم القيامة ) .(2بشا :عن أبي محمد الجبار بن علي ،عن عبد
الرحمان بن أحمد ،عن أحمد بن الحسن الباقلني ،عن عمر بن إبراهيم
الزهري ،عن إسماعيل بن محمد الكاتب ،عن الحسن ابن علي بن زكريا،
عن علي بن جعفر مثله - 53 .بشا :عن محمد بن عبد الوهاب الرازي،
عن محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري ،عن عقيل بن الحسين
العلوي ،عن الحسن بن العباس الكرماني عن علي بن إسماعيل العبدي،
عن دحية بن الحسن ،عن محمد بن عبد ال البلخي عن قتيبة بن سعيد،
عن حماد بن زيد ،عن عبد الرحمان السراج ،عن نافع ،عن ابن عمر قال:
سألت النبي صلى ال عليه وآله عن علي بن أبي طالب عليه السلم
فغضب وقال :ما بال أقوام يذكرون منزلة من منزلته من ال كمنزلتي ،من
له منزلة كمنزلتي أل ومن أحب عليا فقد أحبني ومن أحبني رضي ال
عنه ،ومن رضي ال عنه كافاه الجنة أل ومن أحب عليا تقبل ال صلته
وصيامه وقيامه ،واستجاب ال له دعاءه .أل ومن أحب عليا استغفرت له
الملئكة وفتحت له أبواب الجنة الثمانية
][125
فدخل من أي باب شاء بغير حساب ،أل ومن أحب عليا ل يخرج من الدنيا حتى
يشرب من الكوثر ،ويأكل من شجرة طوبى ويرى مكانه من الجنة ،أل ومن
أحب عليا هون ال تعالى عليه سكرات الموت ،وجعل قبره روضة من
رياض الجنة ،أل ومن أحب عليا أعطاه ال بعدد كل عرق في بدنه حوراء،
ويشفع في ثمانين من أهل بيته ،وله بكل شعرة على بدنه مدينة في الجنة.
أل ومن أحب عليا بعث ال إليه ملك الموت برفق ،ورفع ال عزوجل عنه
هول منكر ونكير ،ونور قبره وبيض وجهه ،أل ومن أحب عليا عليه
السلم أظله ال في ظل عرشه مع الشهداء والصديقين ،أل ومن أحب عليا
نجاه ال من النار أل ومن أحب عليا تقبل ال منه حسناته ،وتجاوز عن
سيئاته ،وكان في الجنة رفيق حمزة سيد الشهداء ،أل ومن أحب عليا أثبت
ال الحكمة في قلبه وأجرى على لسانه الصواب ،وفتح ال له أبواب
الرحمة ،أل ومن أحب عليا سمي في السماوات أسير ال في الرض .أل
ومن أحب عليا ناداه ملك من تحت العرش أن :يا عبد ال استأنف العمل
فقد غفر ال لك الذنوب كلها ،أل ومن أحب عليا جاء يوم القيامة كالقمر
ليلة البدر أل ومن أحب عليا وضع ال على رأسه تاج الملك وألبسه حلة
الكرامة ،أل ومن أحب عليا عليه السلم :مر على الصراط كالبرق
الخاطف ،أل ومن أحب عليا وتوله كتب ال له براءة من النار ،وجوازا
من الصراط وأمانا من العذاب ،أل ومن أحب عليا ل ينشر له ديوان ،ول
ينصب له ميزان ،ويقال أو قيل له :ادخل الجنة بغير حساب أل ومن أحب
عليا صافحته الملئكة وزارته النبياء :وقضى ال له كل حاجة كانت له
عند ال عزوجل ،أل ومن مات على حب آل محمد فأنا كفيله بالجنة قالها
ثلثا .قال قتيبة بن سعيد أبو رجاء :كان حماد بن زيد يفتخر بهذا الحديث
ويقول هو الصل لمن يقربه ).(1
][126
) (1فضائل الشيعة ص تحت الرقم (2) .1بشارة المصطفى ص .(*) 45
][127
أي يطيل ذيلها وفي القاموس ذال فلن تبختر فجر ذيله ،والذيال الطويل القد الطويل
الذيل ،المتبختر في مشيه - 55 .بشا :عن عمر بن إبراهيم بن حمزة
وسعيد بن محمد الثقفي معا عن محمد ابن على بن الحسن العلوي عن
محمد بن الحجاج الجعفي عن زيد بن محمد العامري عن علي بن الحسين
القرشي عن إسماعيل بن أبان عن عمر بن ثابت عن ميسرة بن حبيب عن
علي بن الحسين عليهما السلم قال :إنا يوم القيامة آخذون بحجزة نبينا،
وإن شيعتنا آخذون بحجزتنا ) - 56 .(1بشا :عن يحيى بن محمد الجوانى
عن الحسين بن علي بن الداعي ،عن جعفر بن محمد الحسيني ،عن محمد
بن عبد ال الحافظ ،عن علي بن محمد الحسيني ،عن محمد ابن موسى
الشامي ،عن عبيد ال بن محمد التيمي ،عن إسماعيل بن عمرو البجلي،
عن الجلح ،عن حبيب بن أبي ثابت ،عن عاصم بن أبي ضمرة ،عن علي
عليه السلم قال :أخبرني رسول ال صلى ال عليه وآله :أن أول من يدخل
الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين قلت :يا رسول ال فمحبونا ؟ قال :من
ورائكم ) - 57 .(2بشا :عن محمد بن أحمد بن شهريار ،عن محمد بن
محمد البرسي ،عن عبيد ال بن محمد الشيباني ،عن محمد بن الحسين
التيملى ،عن علي بن العباس ،عن جعفر بن محمد الرماني عن الحسن بن
الحسين العابد ،عن حسين بن علوان ،عن الثمالي ،عن أبي جعفر الباقر
عليه السلم قال :إن ال سبحانه يبعث شيعتنا يوم القيامة من قبورهم على
ما كان منهم من الذنوب والعيوب ،ووجوههم كالقمر ليلة البدر ،مسكنة
روعاتهم ،مستورة عوراتهم ،قد اعطوا المن والمان ،يخاف الناس ول
يخافون ،ويحزن الناس و ل يحزنون ،يحشرون على نوق لها أجنحة من
ذهب تتلل ،قد ذللت من غير رياضة أعناقها من ياقوت أحمر ،ألين من
الحوير ،لكرامتهم على ال ) - 58 .(3بشا :عن يحيى بن محمد الحسيني،
عن الحسين بن علي الحسني ،عن جعفر بن
محمد الحسيني ،عن محمد بن عبد ال الحافظ ،عن محمد بن هارون الدقيقي ،عن
سمانة بنت حمران ،عن أبيها ،عن عمرو بن زياد اليوناني ،عن عبد
العزيز بن محمد ،عن زيد بن أسلم ،عن أبيه ،عن عمر بن الخطاب قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :أنا وفاطمة والحسن والحسين وعلي
في حظيرة القدس في قبة بيضاء ،وهي قبة المجد وشيعتنا عن يمين
الرحمن تبارك وتعالى ) - 59 .(1بشا :عن عمر بن إبراهيم العلوي وسعيد
بن محمد الثقفى ،عن محمد بن علي ابن عبد الرحمان ،عن أبيه ،عن أحمد
بن علي المرهبي ،عن علي بن مجالد عن جعفر بن حفص ،عن سوادة بن
محمد ،عن أبي العباس الضرير ،عن أبي الصباح ،عن همام أبي علي قال:
قلت لكعب الحبر :ما تقول في هذه الشيعة شيعة علي بن أبيطالب عليه
السلم ؟ قال :يا همام إني لجد صفتهم في كتاب ال المنزل أنهم حزب ال
و أنصار دينه ،وشيعة وليه ،وهم خاصة ال من عباده ،ونجباؤه من
خلقه ،اصطفاهم لدينه ،وخلقهم لجنته ،مسكنهم الجنة ،إلى الفردوس
العلى خيام الدر وغرف اللؤلوء ،وهم في المقربين البرار ،يشربون من
الرحيق المختوم ،وتلك عين يقال لها تسنيم ،ل يشرب منها غيرهم ،وإن
تسنيما عين وهبها ال لفاطمة بنت محمد زوجة علي بن أبيطالب تخرج
من تحت قائمة قبتها ،على برد الكافور ،وطعم الزنجبيل ،وريح المسك ،ثم
تسيل فيشرب منها شيعتها وأحباؤها .وإن لقبتها أربع قوائم قائمة من
لؤلؤة بيضاء تخرج من تحتها عين تسيل في سبل أهل الجنة ،يقال لها
السلسبيل ،وقائمة من درة صفراء تخرج من تحتها عين يقال لها طهور،
وقائمة من زمردة خضراء تخرج من تحتها عينان نضاختان من خمر
وعسل ،فكل عين منها تسيل إلى أسفل الجنان إل التسنيم ،فانها تسيل إلى
عليين ،فيشرب منها خاصة أهل الجنة ،وهم شيعة علي وأحباؤه ،وتلك
قول ال عزوجل في كتابه " يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي
ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون "
) (2فهنيئا لهم .ثم قال كعب :وال
][129
ل يحبهم إل من أخذ ال عزوجل منه الميثاق .ثم قال المصنف قدس ال روحه :قال
محمد بن أبي القاسم يحرى أن تكتب الشيعة هذا الخبر بالذهب لنمائه
وتحفظه وتعمل بما فيه بما تدرك به هذه الدرجات العظيمة ل سيما رواية
روتها العامة ،فتكون أبلغ في الحجة وأوضح في الصحة رزقنا ال العلم
والعمل بما أدوا إلينا الهداة الئمة عليهم الصلة والسلم ) .(1بيان:
لنمائه أي ل ذاعته وإفشائه - 59 .بشا :عن عمرو بن محمد العلوي
وسعيد بن محمد الثقفي ،عن محمد بن على بن الحسين ،عن علي بن
العباس ،عن جعفر بن محمد الزهري ،عن عثمان بن سعيد ،عن يونس بن
أبي يعفور الجعفي ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم :أنه قال :لن
يغفر ال إل لنا ولشيعتنا ،إن شيعتنا هم الفائزون يوم القيامة ) .(2وبهذا
السناد عن محمد بن على ،عن محمد بن عبد ال الجعفي ،عن ابن عقدة،
عن يعقوب بن يوسف ،وأحمد بن حازم ،عن يعقوب ،عن عبد ال بن
موسى ،عن خالد بن طهمان ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :بحبنا يغفر
لكم ) - 60 .(3بشا :بالسناد إلى المفيد عن الحسين بن أحمد بن المغيرة
عن حيدر بن محمد عن محمد بن عمر عن العياشي عن محمد النهدي عن
معاويه بن حكيم عن شريف بن سابق عن حمار السمندى قال :قلت لبي
عبد ال عليه السلم :إني أدخل بلد الشرك وإن من عندنا يقولون :إن مت
ثم حشرت معهم ،قال فقال لي :يا حماد إذا كنت ثم تذكر أمرنا وتدعو إليه ؟
قلت :نعم ،قال :فإذا كنت في هذه المدن مدن السلم تذكر أمرنا وتدعو
إليه ؟ قال :قلت :ل ،فقال لي :إنك إن مت ثم حشرت امة وحدك وسعى نور
بين يديك ).(4
][130
- 61بشا :عن محمد ين عيسى بن عبد الوهاب ،عن محمد بن أحمد النيسابوري
عن عبد الملك بن محمد ،عن أبيه ،عن يعقوب ،عن إسحاق بن أحمد ،عن
أحمد بن محمد بن إسحاق ،عن عبيد بن موسى الروياني ،عن محمد بن
علي بن خلف ،عن الحسين الشقر ،عن العمش ،عن أبي وائل ،عن عبد
ال بن مسعود قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :لما خلق ال آدم
عليه السلم ونفخ فيه الروح عطس آدم عليه السلم فالهم أن قال :الحمد
ل رب العالمين ،فأوحى ال إليه أن يا آدم ،حمدتني فوعزتي وجللي لول
عبدين اريد أن أخلقهما في آخر الدنيا ما خلقتك ،قال :أي رب فمتى يكونان
؟ وما سميتهما ؟ فأوحى ال إليه أن ارفع رأسك ،فرفع رأسه فإذا تحت
العرش مكتوب " ل إله إل ال محمد رسول ال نبي الرحمة وعلي مفتاح
الجنة اقسم بعزتي أن أرحم من توله واعذب من عاداه ) - 62 .(1بشا:
عن محمد بن شهريار ،عن محمد بن محمد البرسي ،عن محمد بن
الحسين القرشي ،عن أحمد بن أحمد بن حمران ،عن محمد بن علي
المقري ،عن عبيد ال ابن محمد اليادي ،عن عمر بن مدرك ،عن محمد
بن زياد المكي ،عن جرير بن عبد الحميد ،عن العمش ،عن عطية العوفي
قال :خرجت مع جابر بن عبد ال النصاري رحمه ال زائرين قبر الحسين
بن علي بن أبي طالب عليه السلم فلما وردنا كربلء دنا جابر من شاطئ
الفرات فاغتسل ثم ائتزر بازار ،وارتدى بآخر ،ثم فتح صرة فيها سعد
فنثرها على بدنه ،ثم لم يخط خطوة إل ذكر ال حتى إذا دنا من القبر قال:
ألمسنيه فألمسته فخر على القبر مغشيا عليه فرششت عليه شيئا من الماء
فأفاق .ثم قال :يا حسين -ثلثا -ثم قال :حبيب ل يجيب حبيبه ،ثم قال:
وأنى لك بالجواب ،وقد شحطت أوداجك على أثباجك ) (2وفرق بين بدنك
ورأسك فأشهد أنك ابن النبيين وابن سيد المؤمنين ،وابن حليف التقوى.
وسليل الهدى ،وخامس أصحاب الكساء ،وابن سيد النقباء ،وابن فاطمة
سيدة النساء ،ومالك ل تكون
) (1بشارة المصطفى ص (2) .82جمع ثبج :ما بين الكاهل إلى الظهر )*(.
][131
هكذا وقد غذتك كف سيد المرسلين ،وربيت في حجر المتقين ،ورضعت من ثدي
اليمان ،وفطمت بالسلم ،فطبت حيا وطبت ميتا غير أن قلوب المؤمنين
غير طيبة لفراقك ول شاكة في الخيرة لك ) (1فعليك سلم ال ورضوانه
وأشهد أنك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا .ثم جال
ببصره حول القبر وقال :السلم عليكم أيها الرواح التي حلت بفناء
الحسين ،وأناخت برحله ،أشهد أنكم أقمتم الصلة ،وآتيتم الزكاة وأمرتم
بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم الملحدين ،وعبدتم ال حتى أتاكم
اليقين والذي بعث محمدا بالحق لقد شاركنا كم فيما دخلتم فيه .قال عطية:
فقلت لجابر :وكيف ولم نهبط واديا ،ولم نعل جبل ،ولم نضرب بسيف،
والقوم قد فرق بين رؤسهم وأبدانهم ،واوتمت أولدهم وأرملت الزواج ؟
فقال لي :يا عطية سمعت حبيبي رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :من
أحب قوما حشر معهم ،ومن أحب عمل القوم اشرك في عملهم ،والذي بعث
محمدا بالحق نبيا إن نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين
وأصحابه ،خذوا بي نحو أبيات كوفان ،فلما صرنا في بعض الطريق فقال
لي :يا عطية هل اوصيك ؟ وما أظن أنني بعد هذه السفرة ملقيك ،أحب
محب آل محمد ما أحبهم ،وأبغض مبغض آل محمد ما أبغضهم ،وإن كان
صواما قواما ،وارفق بمحب آل محمد فانه إن تزل ]لهم[ قدم بكثرة
ذنوبهم ،ثبتت لهم اخرى بمحبتهم ،فان محبهم يعود إلى الجنة ومبغضهم
يعود إلى النار ) - 63 .(2بشا :عن أبي علي ابن شيخ الطائفة ،عن أبيه،
عن المفيد ،عن المراغي عن ابن عيسى ،عن ابن البطائني .وعن المفيد
أيضا ،عن أحمد بن الوليد عن أبيه ،عن الصفار ،عن عبد ال بن الوليد
قال :دخلنا على أبي عبد ال عليه السلم في زمن بني مروان فقال :ممن
أنتم ؟ قلنا :من أهل الكوفة ،قال :ما من أهل البلدان أكثر محبا
) (1في حياتك خ ل والشاكة جمع شائك :ذو الشوك (2) .بشارة المصطفى89 :
)*(.
][132
لنا من أهل الكوفة ،ل سيما هذه العصابة ،إن ال هداكم لمر جهله الناس
فأحببتمونا وأبغضنا الناس ،وتابعتمونا وخالفنا الناس ،وصدقتمونا وكذبنا
الناس ،فأحياكم ال محيانا ،وأما تكم مماتنا ،فأشهد علي أبي أنه كان
يقول :ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقربه عينيه أو يغتبط إل أن تبلغ
نفسه ههنا وأهوى بيده إلى حلقه وقد قال ال عزوجل في كتابه " ولقد
أرسلنا رسل من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية " فنحن ذرية رسول ال
صلى ال عليه وآله ) - 64 .(1بشا :عن عمر بن محمد بن حمزة العلوي
وسعيد بن محمد الثقفي ،عن محمد ابن عبد الرحمن العلوي ،عن جعفر بن
محمد الجعفري وزيد بن جعفر بن حاجب ،عن محمد بن القاسم المحاربي،
عن الحسن بن محمد بن عبد الواحد ،عن حرب بن حسن الطحان ،عن
يحيى بن مساور ،عن بشير النبال ،كان يرمي بالنبل ،قال :اشتريت بعيرا
نضوا فقال لي قوم يحملك ،وقال قوم :ل يحملك ،فركبت ومشيت حتى
وصلت المدينة ،وقد تشقق وجهي ويداي ورجلي فأتيت باب أبي جعفر
فقلت :يا غلم استأذن لي عليه ،قال :فسمع صوتي فقال :ادخل يا بشير
مرحبا يا بشير ما هذا الذي أرى بك ؟ قلت :جعلت فداك اشتريت بعيرا
نضوا فركبت ومشيت فشقق وجهي ويداي ورجلي ،قال :فما دعاك إلى
ذلك ؟ قال :قلت :حبكم وال جعلت فداك ،قال :إذا كان يوم القيامة فزع
رسول ال صلى ال عليه وآله إلى ال ،وفزعنا إلى رسول ال صلى ال
عليه وآله ،وفزعتم إلينا فالى أين ترونا نذهب بكم ؟ إلى الجنة ورب الكعبة
إلى الجنة ورب الكعبة ) .(2بيان " :وكان يرمي بالنبل " أي لقب بالنبال
لرميه بالنبل ،ل لنه كان صانعه ،في القاموس النبل أي بالفتح السهام بل
واحد أو نبلة ،والجمع أنبال ونبال والنبال صاحبه وصانعه ونبله رماه به
وقال :النضو بالكسر المهزول من البل و غيرها " ،فركبت " أي أحيانا "
ومشيت " أحيانا.
- 65بشا :عن محمد بن عبد الوهاب الرازي ،عن محمد بن أحمد بن الحسين عن
الحسن بن علي الصفار ،عن أبي عمران مهدي ،عن ابن عقدة ،عن محمد
بن أحمد القطواني ،عن إبراهيم بن أنس ،عن إبراهيم بن جعفر بن عبد
ال ،عن ابن الزبير عن جابر بن عبد ال قال :كنا عند النبي صلى ال عليه
وآله فأقبل علي بن أبي طالب عليه السلم فقال النبي صلى ال عليه وآله:
قد أتاكم أخي ثم التفت إلى الكعبة ،فضربها بيده وقال :والذي نفسي بيده
إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ،ثم قال :إنه أولكم إيمانا معي،
وأوفاكم بعهد ال ،وأقومكم بأمر ال عزوجل ،وأعدلكم في الرعية
وأقسمكم بالسوية ،وأعظمكم عند ال مزية ،قال :ونزلت " إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية " ) - 66 .(1بشا :عن يحيى بن
محمد الجواني ،عن الحسين بن علي الداعي عن جعفر بن محمد
الحسيني ،عن محمد بن عبد ال الحافظ ،عن عبد الباقي بن نافع والحسن
بن محمد الزهري ،عن محمد بن زكريا بن دينار ،عن يحيى بن أبي كثير
عن أبيه ،عن أبي هريرة قال :إنما سميت فاطمة فاطمة صلوات ال عليها
لن ال فطم من أحبها من النار .وعن يحيى ،عن جامع بن أحمد ،عن علي
بن الحسن بن العباس ،عن إبراهيم بن محمد الثعالبي ،عن يعقوب بن
أحمد السري ،عن محمد بن عبد ال بن محمد عن عبد ال بن أحمد بن
عامر الطائي ،عن أبيه ،عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :إنما سميت ابنتي فاطمة لن ال فطمها
وفطم من أحبها من النار ) - 67 .(2بشا :عن ابن شيخ الطائفة ،عن أبيه،
عن الفحام ،عن المنصوري ،عن عم أبيه ،عن علي بن محمد العسكري،
عن آبائه ،عن جعفر بن محمد الصادق ،عن أبيه عليهم السلم ،عن جابر،
قال الفحام وحدثني عمي عمر بن يحيى ،عن إبراهيم بن
][134
عبد ال البلخي ،عن الضحاك بن مخلد ،عن الصادق ،عن أبيه عليهما السلم ،عن
جابر ابن عبد ال قال :كنت عند النبي صلى ال عليه وآله أنا من جانب،
وعلي أمير المؤمنين عليه السلم من جانب إذ أقبل عمر بن الخطاب ومعه
رجل قد تلبب به ) (1فقال :ما باله ؟ قال :حكى عنك يا رسول ال أنك قلت
يارسول ال " :من قال ل إله إل ال محمد رسول ال دخل الجنة " وهذا
إذا سمعه الناس فرطوا في العمال ،أفأنت قلت ذاك يارسول ال :قال :نعم،
إذا تمسك بمحبة هذا ووليته ) - 68 .(2بشا :عن أبي علي ابن شيخ !
الطائفة ،عن أبيه ،عن الحسن بن يحيى الفحام ،عن عمه عمر بن يحيى،
عن محمد بن سليمان بن عاصم ،عن أحمد بن محمد العبدي عن علي بن
الحسن الموي ،عن العباس بن عبيد ال ،عن ابن طريف ،عن ابن نباته
عن ابي مريم ،عن سلمان قال :كنا جلوسا عند النبي صلى ال عليه وآله
إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السلم فناوله النبي صلى ال عليه وآله
الحصاة فلما استقرت الحصاة في كف علي عليه السلم نطقت وهي تقول:
ل إله إل ال محمد رسول ال ،رضيت بال ربا وبمحمد نبيا وبعلي ابن أبي
طالب وليا ثم قال النبي صلى ال عليه وآله :من أصبح منكم راضيا بال،
وبولية علي ابن أبي طالب عليه السلم فقد أمن خوف ال وعقابه ).(3
- 69بشا :عن يحيى بن محمد الجواني ،عن جامع بن أحمد ،عن علي بن
الحسن بن العباس ،عن أحمد بن محمد الثعالبي ،عن يعقوب بن أحمد
السرى عن محمد بن عبد ال بن محمد ،عن عبد ال بن أحمد بن عامر،
عن أبيه ،عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ل صلى ال
عليه وآله :يا علي ]إذا كان[ يوم القيامة أخذت بحجزة ال عزوجل،
وأخذت أنت بحجزتي ،وأخذ ولدك بحجزتك ،وأخذ شيعة ولدك بحجزتهم،
فترى أين يؤمر بنا ؟ قال أبو القاسم الطائي :سألت أبا العباس ثعلب عن
الحجزة ،فقال :هي السبب ،وسألت نفطويه النحوي ،عن ذلك فقال :هي
السبب ،قال محمد بن أبي القاسم الطبري :وهي العصمة من ال تعالى
) (1والرجل أبو هريرة الدوسى على ما هو المشهور في أحاديثهم 2) .و (3بشارة
المصطفى 162 :و 163وأمالى الطوسى ج 1ص 288و .(*) 289
][135
وذمته التي ل تخفر ،وحبله الذي من تمسك به لم ينقطع عنه ،وقد أمر ال تعالى
بالتمسك به فقال " :واعتصموا بحبل ال جميعا " يعني بولية علي بن
أبي طالب عليه السلم وولية الئمة المعصومين عليهم السلم وفقنا ال
وإياكم لطاعته وطاعة أولي المر ومحبته ومحبتهم بحق محمد وآله صلى
ال عليه وعليهم ) - 70 .(1بشا :عن ابن شيخ الطائفة ،عن والده ،عن
الفحام ،عن عمه عمر بن يحيى ،عن عبد ال بن عامر ،عن أبيه أحمد بن
عامر ،عن الرضا ،عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :أربعة أنا لهم الشفيع يوم القيامة المحب
لهل بيتي ،والموالي لهم والمعادي فيهم ،والقاضي لهم حوائجهم،
والساعي لهم فيما ينوبهم من امورهم ) - 71 .(2بشا :عن محمد بن علي
بن عبد الصمد ،عن أبيه ،عن جده ،عن علي ابن الحسن القطان ،عن
محمد بن رميح ،عن أحمد بن يعقوب ،عن محمد بن خالد ابن سليمان ،عن
عبد الرزاق ،عن أبيه ،عن ابن طاووس ،عن أبيه ،عن ابن عباس قال:
سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :إن ل عمودا من ياقوتة
حمراء مشبكة بقوائم العرش ل ينالها إل علي وشيعته ) .(3وبهذا السناد
عن محمد بن عبد ال السجستاني ،عن أحمد بن عبيد ال ،عن إسماعيل
بن بشر ،عن أحمد بن يعقوب مثله ) - 72 .(4بشا :بهذا السناد عن عبد
ال بن أحمد الصفار البخاري ،عن عبد ال ابن محمد بن يعقوب ،عن
محمد بن الحسين بن حفص ،عن أحمد بن عثمان بن حكيم ،عن قصبة،
عن سوار العمى ،عن داود بن أبي عوف أبي الجحاف ،عن محمد بن
عمير ،عن فاطمة ،عن ام سلمة قالت :كانت ليلتي من رسول ال عندي
][136
فجاءت فاطمة وتبعها علي عليهما السلم فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله:
أبشر يا علي أنت وأصحابك في الجنة ،أبشر يا على أنت وشيعتك في الجنة
تمام الخبر ) - 73 .(1بشا :عن محمد بن علي بن عبد الصمد ،عن أبيه،
عن جده ،عن أبي الحسين بن أبي الطيب بن شعيب ،عن أحمد بن أبي
القاسم القرشي ،عن عيسى ابن مهران ،عن مخول بن إبراهيم ،عن جابر
الجعفي ،عن عبيدال بن شريك عن الحارث ،عن علي عليه السلم قال:
أتيت أمير المؤمنين عليا بعد هدأة من الليل فقال :ما جاء بك يا أعور ؟
قال :قلت :يا أمير المؤمنين حبك ،قال :ال الذي ل إله إل هو ؟ وأعاد علي
ذلك ثلثا ،وقال :أما إنك ستراني في ثلث مواطن :حين تبلغ نفسك ههنا
وأشار مخول إلى حلقه ،وعلى الصراط ،وعند الحوض ) .(2بيان :في
القاموس هدأ كمنع هدءا وهدوءا :سكن ،وأتانا بعد هدء من الليل وهدء
وهدأة أي حين هدأ الليل والرجل ،أو الهدء أول الليل إلى ثلثه ) " (3ال "
مجرور على القسم ،بتقدير حرف الستفهام - 74 .بشا :عن محمد بن
علي ،عن أبيه ،عن جده ،عن أحمد بن أبي جعفر البيهقي ،عن محمد بن
إبراهيم بن حسنويه ،عن عبد ال بن علي ،عن محمد بن صالح ،عن
موسى بن عمران ،عن أبي عمرو الفراء ،عن داود بن أبي السبيك ،عن
أبي هارون العبدي قال :خرجت عام الحرة ،فإذا جمع من الناس ،فقلت :ما
هذا الجمع ؟ فقيل :هذا أبو سعيد الخدري قال :فانتهيت إليه وقلت :حدثني
في علي بن أبيطالب عليه السلم فقال أبو سعيد :أرسل رسول ال صلى
ال عليه وآله مناديا ينادي :من قال ل إله إل ال محمد رسول ال دخل
الجنة ،فاستقبل المنادي عمر بن الخطاب فسأله أعام هو أم خاص ؟ قال:
فرجع المنادي إلى رسول ال صلى ال عليه وآله وقال :أمرتني أن انادي
في الناس وإن عمر استقبلني فقال :أعام هو أم خاص ؟ قال :فضرب
رسول ال صلى ال عليه وآله بيده على.
][137
منكب علي عليه السلم فقال :هي لهذا وشيعته ) - 75 .(1بشا :عن محمد بن علي
بن عبد الصمد ،عن أبيه ،عن جده ،عن الصدوق عن محمد بن عمر
الحافظ ،عن عبد ال بن يزيد ،عن محمد بن ثواب ،عن إسحاق بن
منصور ،عن كادح ،عن أبي جعفر البجلي ،عن عبد ال بن لهيعة ،عن عبد
الرحمن ابن زياد ،عن سالم بن يسار ،عن جابر بن عبد ال قال :لما قدم
علي عليه السلم على رسول ال صلى ال عليه وآله بفتح خيبر ،قال له
رسول ال صلى ال عليه وآله :لو ل أن يقول فيك طوايف من امتي ما
قالت النصارى للمسيح عيسى بن مريم لقلت اليوم فيك مقال ل تمر بملء
إل أخذوا التراب من تحت رجليك ،ومن فضل طهورك يستشفون به ،ولكن
حسبك أن تكون مني وأنا منك ترثني وأرثك ،وإنك مني بمنزلة هارون من
موسى إل نه ل نبي بعدي .وإنك تبرئ ذمتي وتقاتل على سنتي ،وإنك غدا
على الحوض خليفتي و إنك أول من يرد علي الحوض وإنك أول من يكسى
معي ،وإنك أول داخل الجنة من أمتي ،وإن شيعتك على منابر من نور
مضيئة وجوههم حولي أشفع لهم ويكونوا غدا في الجنة جيراني ،وإن
حربك حربي ،وسلمك سلمي ،وإن سرك سري وعلنيتك علنيتي ،وإن
سريرة صدرك كسريرتي ،وإن ولدك ولدي ،وإنك تنجز عداتي ،وإن الحق
معك وعلى لسانك وقلبك وبين عينيك واليمان مخالط لحمك ودمك كما
خالط لحمي ودمي ،وإنه لن يرد علي الحوض مبغض لك ولن يغيب عنك
محب لك حتى يرد الحوض معك .فخر ساجدا وقال :الحمد ل الذي أنعم
علي بالسلم ،وعلمني القرآن ،و حببني إلى خير البرية خاتم النبيين
وسيد المرسلين إحسانا منه وفضل علي ،فقال النبي صلى ال عليه وآله:
لو ل أنت لم يعرف المؤمنون بعدي ) - 76 .(2جع :قال النبي صلى ال
عليه وآله :من مات على حب آل محمد مات شهيدا ،أل و
من مات على حب آل محمد مات مغفورا له ،أل ومن مات على حب آل محمد مات
تائبا ،أل ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل اليمان ،أل
ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ،ثم منكر ونكير ،أل
ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة ،أل ومن
مات على حب آل محمد جعل ال قبره قرار ملئكة الرحمة ،أل ومن مات
على حب آل محمد مات على السنة و الجماعة ،أل ومن مات على بغض آل
محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه " آيس من رحمة ال " أل ومن
مات على بغض آل محمد مات كافرا ،أل ومن مات على بغض آل محمد لم
يشم رائحة الجنة ) - 77 .(1بشا :عن محمد بن علي بن عبد الصمد ،عن
أبيه ،عن جده ،عن أحمد ابن محمد بن عباد الرازي ،عن محمد بن أحمد
المدايني ،عن جابر بن عبد ال ،عن محمد ابن علي ]عن أبيه[ زين
العابدين أنه أتاه رجل فقال :أخبرني بحديث فيكم خاصة ،قال :نعم نحن
خزان علم ال ،وورثة وحي ال ،وحملة كتاب ال طاعتنا فريضة وحبنا
إيمان ،وبغضنا نفاق ،محبونا في الجنة ،ومبغضونا في النار ،خلقنا ورب
الكعبة من طينة عذب لم يخلق منها سوانا ،وخلق محبونا من طين أسفل،
فإذا كان يوم القيامة الحقت السفلى بالعليا ،فأين ترى ال يفعل بنبيه ؟
وأين ترى نبيه يفعل بولده ؟ وأين ترى ولده يفعلون بمحبيهم وشيعتهم كل
إلى جنان رب العالمين - 78 .(2) .بشا :بهذا السناد ،عن عبد الصمد ،عن
إبراهيم بن أحمد ،عن محمد بن الفيض الغاني ،عن هشام بن عمار ،عن
خالد بن عبد ال ،عن أيوب السجستاني ،عن أبي قلبة قال :سألت أم
سلمة رضي ال عنها عن شيعة علي عليه السلم :فقالت :سمعت رسول
ال صلى ال عليه وآله يقول :شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة ).(3
- 79بشا :بهذا السناد عن عبد الصمد ،عن محمد بن عبد ال بن محمد،
عن عبد الملك بن محمد ،عن أحمد بن يحيى الودى ،عن إسماعيل بن
أبان ،عن عمرو بن حريث ،عن
][139
داود بن السليل ،عن أنس بن مالك قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :يدخل
الجنة من امتي سبعون ألفا لحساب عليهم ول عذاب ،ثم التفت إلى علي
عليه السلم فقال :هم شيعتك وأنت إمامهم ) .(1فض ،يل :عن ابن عباس،
عنه صلى ال عليه وآله مثله - 80 .بشا :بهذا السناد عن عبد ال بن
محمد بن عبد ال بن دينار ،عن أبيه عن أحمد بن سالم ،عن محمد بن
يحيى بن ضريس ،عن محمد بن جعفر ،عن نصر ابن مزاحم وابن أبي
حماد ،عن أبي داود عن عبد ال بن شريك ،عن أبي جعفر عليه السلم
قال :أقبل أبو بكر وعمر والزبير و عبد الرحمن بن عوف جلسوا بفناء
رسول ال صلى ال عليه وآله فخرج إليهم النبي صلى ال عليه وآله:
فجلس إليهم فانقطع شسعه ،فرمى بنعله إلي علي بن أبي طالب عليه
السلم ثم قال :إن عن يمين ال عزوجل -أو عن يمين العرش -قوما منا
على منابر من نور ،وجوههم من نور ،وثيابهم من نور ،تغشى وجوههم
أبصار الناظرين دونهم ،قال أبو بكر :من هم يا رسول ال ؟ فسكت ،فقال
الزبير :من هم يا رسول ال ؟ فسكت ؟ فقال عبد الرحمن :من هم يا رسول
ال ؟ فسكت فقال علي عليه السلم :من هم يا رسول ال ؟ فقال :هم قوم
تحابوا بروح ال على غير أنساب ول أموال اولئك شيعتك وأنت إمامهم يا
علي .(2) .بيان " :بروح ال " أي برحمته أو بدينه وعلمه أو بخلفائه،
والحاصل أن حبهم ل ل للحساب والموال والنساب ،وسائر المور
الدنيوية - 81 .بشا :بالسناد إلى الصدوق ،عن الدقاق ،عن ابن زكريا،
عن ابن حبيب ،عن عمر بن عبد ال ،عن الحسن بن الحسين بن عاصم،
عن عبد ال بن محمد العلوي ،عن أبيه ،عن جده ،عن علي عليه السلم
قال :حدثني سلمان الخير رضي ال عنه فقال :يا أبا الحسن قل ما أقبلت
أنت وأنا عند رسول ال صلى ال عليه وآله :إل قال:
][140
يا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون يوم القيامة ) - 82 .(1كنز :بحذف السناد
مرفوعا ،عن مولنا علي بن الحسين ،عن أبيه ،عن جده أمير المؤمنين
صلوات ال عليهم قال :المؤمن على أي حال مات وفي أي ساعة قبض،
فهو شهيد ،ولقد سمعت حبيبي رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :إن
المؤمن إذا خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الرض ،لكان الموت
كفارة لتلك الذنوب ،ثم قال عليه السلم :من قال :ل إله إل ال بالخلص،
فهو برئ من الشرك ومن خرج من الدنيا ل يشرك بال شيئا دخل الجنة،
ثم تل هذه الية " إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن
يشاء " ) (2وهم شيعتك ومحبوك يا علي ،فقلت :يا رسول ال هذا
لشيعتي ؟ فقال :إي وربي لشيعتك ومحبيك ،خاصة ،وإنهم ليخرجون من
قبورهم ،وهم يقولون :ل إله إل ال محمد رسول ال علي ولي ال،
فيؤتون بحلل خضر من الجنة ،وأكاليل من الجنة وتيجان من الجنة ويلبس
كل واحد منهم حلة خضراء وتاج الملك وإكليل الكرامة ،ويركبون النجائب
فتطير بهم إلى الجنة " ل يحزنهم الفزع الكبر ،وتتلقاهم الملئكة هذا
يومكم الذي كنتم توعدون " ) - 83 .(3نبه :كتب أحمد بن حماد أبو
محمود إلى أبي جعفر عليه السلم كتابا طويل فأجابه في بعض كتابه :أما
الدنيا فنحن فيه مفترقون في البلد ،ولكن من هوى هوى صاحبه ،ودان
بدينه فهو معه ،وإن كان نائيا عنه ،وأما الخرة فهي دار القرار- 84 .
كنز :روي علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن عبد ال بن شريك العامري ،عن
عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله
][141
لعلي عليه السلم :يا علي يخرج يوم القيامة قوم من قبورهم بياض وجوههم
كبياض الثلج ،عليهم ثياب بياضها كبياض اللبن ،عليهم نعال الذهب
شراكها من اللؤلؤ يتلل ،فيؤتون بنوق من نور ،عليها رحائل الذهب،
مكللة بالدر والياقوت فيركبون عليها حتى ينتهوا إلى عرش الرحمن،
والناس في الحساب يهتمون ويغتمون وهؤلء يأكلون ويشربون ،فرحون،
فقال أمير المومنين عليه السلم :من هؤلء يا رسول ال ؟ قال :هم شيعتك
وأنت إمامهم ،وهو قول ال عزوجل " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن
وفدا " على الرحائل و " نسوق المجرمين إلى جهنم وردا ) " (1وهم
أعداؤك يساقون إلى النار بل حساب .توضيح :قال الجوهري :الرحالة
سرج من جلود ليس فيه خشب كانوا يتخذونه للركض الشديد والجمع
الرحائل - 85 .مجمع البيان :عن العياشي بالسناد ،عن منهال القصاب
قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :ادع ال أن يرزقني الشهادة فقال:
المؤمن شهيد ،ثم تل " والذين آمنوا بال ورسله اولئك هم الصديقون
والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم " .روي أيضا ،عن الحارث بن
المغيرة قال :كنا عند أبي جعفر عليه السلم ،فقال :العارف منكم هذا المر
المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن جاهد وال مع قائم آل محمد بسيفه،
ثم قال :بل وال كمن جاهد مع رسول ال صلى ال عليه وآله بسيفه ،ثم
قال الثالثة :بل وال كمن استشهد مع رسول ال صلى ال عليه وآله في
فسطاطه ،وفيكم آية في كتاب ال :قلت :وأي آية جعلت فداك ؟ قال :قول
ال تعالى " :والذين آمنوا بال ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند
ربهم لهم أجرهم ونورهم " ثم قال صرتم وال صادقين ،شهداء عند ربكم.
) - 86 (2كنز :روى صاحب كتاب البشارات مرفوعا إلى الحسين بن أبي
حمزة عن أبيه قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :جعلت فداك قد كبر
سني ودق عظمي و
) (1مريم (2) .86 - 85 :مجمع البيان ج 9ص .238والية في سورة الحديد:
.(*) 19
][142
اقترب أجلي وقد خفت أن يدركني قبل هذا المر الموت ،قال :فقال لي :يا أبا حمزة
أو ما ترى الشهيد إل أن قتل ؟ قلت :نعم جعلت فداك ،فقال لي :يا أبا حمزة
من آمن بنا وصدق حديثنا ،وانتظر أمرنا ،كان كمن قتل تحت راية القائم،
بل وال تحت راية رسول ال صلى ال عليه وآله .وعن أبى بصير قال:
قال لي الصادق عليه السلم :يا أبا محمد إن الميت على هذا المر شهيد،
قال :قلت :جعلت فداك وإن مات على فراشه ؟ قال :وإن مات على فراشه،
فانه حي يرزق - 87 .كنز :روي مرفوعا ،عن أنس بن مالك قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :خلق ال من نور وجه علي بن أبيطالب
عليه السلم سبعين ألف ملك ،يستغفرون له و لمحبيه إلى يوم القيامة.
وروى أبو نعيم ،عن محمد بن حميد باسناده عن عيسى بن عبد ال بن
عمر بن علي بن أبي طالب ،عن أبيه ،عن جده ،عن علي عليه السلم:
قال :قال سلمان الفارسي :يا أبا الحسن ما طلعت على رسول ال صلى ال
عليه وآله :إل وضرب بين كتفي وقال :يا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون.
- 88ختص :عن محمد بن الحسين ،عن ابن محبوب ،عن هشام بن سالم
عن حبيب السجستاني ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال ال تبارك
وتعالى :لعذ بن كل رعية في السلم أطاعت كل إمام ليس من ال ،وإن
كانت الرعية بارة تقية ولعفون عن كل رعية أطاعت كل إمام عادل من
ال وإن كانت الرعية ظالمة مسيئة ) .(1أقول :رواه الصدوق في كتاب
فضائل الشيعة بإسناده ،عن السجستاني وفيه دانت لولية كل إمام في
الموضعين ) - 89 .(2وبإسناده عن الثمالي قال :سمعت أبا عبد ال عليه
السلم يقول :أنتم أهل تحية
][143
ال وسلمه ،وأنتم أهل أثرة ال برحمته ،وأهل توفيق ال وعصمته ،وأهل دعوة
ال بطاعته ل حساب عليكم ول خوف ول حزن .قال أبو حمزة وسمعته
يقول :رفع القلم عن الشيعة بعصمة ال ووليته ،قال :وسمعته عليه
السلم يقول :إني لعلم قوما قد غفر ال لهم ورضي عنهم ،وعصمهم و
رحمهم وحفظهم من كل سوء ،وأيدهم وهداهم إلى كل رشد ،وبلغ بهم
غاية المكان ،قيل :من هم يا أبا عبد ال ،قال :اولئك شيعتنا البرار ،شيعة
علي عليه السلم .وقال عليه السلم :نحن الشهداء على شيعتنا ،وشيعتنا
شهداء على الناس ،وبشهادة شيعتنا يجزون ويعاقبون .بيان :في المصباح
آثرته بالمد فضلته واستأثر بالشئ استبد به والسم الثرة كقصبة وفي
القاموس الثره بالضم المكرمة المتوارثة والبقية من العلم تؤثر كالثرة
والثارة وآثر اختار ،وفلن أثيري أي من خلصائي .والكثر هنا مناسب.
- 90فضائل الشيعة :عن أبيه ،عن سعد ،عن عباد بن سليمان ،عن محمد
ابن سليمان ،عن أبيه ،عن ابن تغلب ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
قلت :جعلت فداك " فل اقتحم العقبة " قال :فقال من أكرمه ال بوليتنا فقد
جاز العقبة ،ونحن تلك العقبة من اقتحمها نجا ،قال :فسكت ثم قال :هل
أفيدك حرفا خيرا من الدنيا وما فيها ؟ قال :قلت :بلى جعلت فداك قال :قوله
تعالى " :فك رقبة " الناس كلهم عبيد النار غيرك وأصحابك ،فان ال
عزوجل فك رقابهم من النار بوليتنا أهل البيت ) .(1وباسناده عن أبي عبد
ال الجدلي قال :قال علي عليه السلم :يا أبا عبد ال أل احدثك بالحسنة
التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة ،والسيئة التي من جاء بها أكبه
ال على وجهه في النار ؟ قال :قلت :بلى ،قال :الحسنة حبنا
][144
والسيئة بغضنا ) (1وباسناده عن ابن فضال ،عن محمد بن الفضيل ،عن أبي حمزة
قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :أنتم للجنة ،والجنة لكم،
أسماؤكم عندنا الصالحون والمصلحون ،أنتم أهل الرضى عن ال لرضاه
عنكم ،والملئكة إخوانكم في الخير إذا اجتهدوا ) .(2وبهذا السناد عنه
عليه السلم قال :دياركم لكم جنة وقبوركم لكم جنة ،للجنة خلقتم ،وإلى
الجنة تصيرون ) - 91 - .(3كنز عن الصدوق ،عن ماجيلويه باسناده عن
رجاله ،عن حنظلة ،عن ميسرة قال :سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلم
يقول :وال ل يرى منكم في النار اثنان ل وال ول واحد ،قال :قلت :فأين
ذلك من كتاب ال ؟ قال :فأمسك عني سنة قال :فاني معه ذات يوم في
الطواف إذ قال لي :اليوم اذن لي في جوابك عن مسألة كذا ،قال :فقلت:
فأين هو من القرآن ؟ قال :في سورة الرحمن وهو قول ال عزوجل "
فيومئذ ل يسأل عن ذنبه " منكم " إنس ول جان " ) (4فقلت له :ليس
فيها " منكم " قال :إن أول من غيرها ابن أروى ) (5وذلك أنها حجة
عليه ،وعلى أصحابه ولو لم يكن فيها منكم لسقط عقاب ال عن خلقه ،إذا
لم يسأل عن ذنبه إنس ول جان فلمن يعاقب إذا كان يوم القيامة ؟- 92 .
محص ،رياض الجنان :عن فرات بن أحنف قال :كنت عند أبي عبد ال
عليه السلم إذ دخل عليه رجل من هؤلء الملعين فقال :وال لسوءنه
في شيعته فقال :يا أبا عبد ال أقبل إلي فلم يقبل إليه فأعاد فلم يقبل إليه،
ثم أعاد الثالثة فقال :ها أنا ذا مقبل
][145
فقل ،ولن تقول خيرا فقال :إن شيعتك يشربون النبيذ فقال :وما بأس بالنبيذ أخبرني
أبي عن جابر بن عبد ال أن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وآله كانوا
يشربون النبيذ فقال :ليس أعنيك النبيذ أعنيك المسكر ،فقال :شيعتنا أزكى
وأطهر من أن يجري للشيطان في أمعائهم رسيس ،وإن فعل ذلك المخذول
منهم فيجد ربا رؤفا ونبيا بالستغفار له عطوفا ووليا له عند الحوض
ولوفا ،وتكون أنت وأصحابك ببرهوت ملوفا .قال :فافحم الرجل وسكت ،ثم
قال :ليس أعنيك المسكر إنما أعنيك الخمر ،فقال أبو عبد ال عليه السلم:
سلبك ال لسانك ما لك تؤذينا في شيعتنا منذ اليوم أخبرني أبي ،عن علي
بن الحسين ،عن علي بن أبي طالب ،عن رسول ال ،عن جبرئيل صلوات
ال عليهم ،عن ال عزوجل أنه قال :يا محمد إنني حظرت الفردوس على
جميع النبيين حتى تدخلها أنت وعلي وشيعتكما إل من اقترف منهم كبيرة
فاني أبلوه في ماله أو بخوف من سلطانه ،حتى تلقاه الملئكة بالروح
والريحان ،وأنا عليه غير غضبان ،فيكون ذلك حل لما كان منه ،فهل عند
أصحابك هؤلء شئ من هذا ؟ فلم أودع .بيان " :رسيس " أي شئ ثابت
كناية عن العتياد أو قليل أوجب للحرام أو ابتداؤه في القاموس :الرس
ابتداء الشئ ،ومنه رس الحمى ورسيسها والصلح والفساد والحفر
والدس والرسيس الشئ الثابت وابتداء الحب والحمى ،وقال :الوليف
البرق المتتابع اللمعان ،كالولوف ،وضرب من العد وتقع القوائم معا وأن
يجئ القوم معا ) .(1والولف والمؤالفة اللف والعتزاء والتصال ،وقال:
لف الطعام
) (1القاموس ج 3ص ،206وقال في الهامش :وأن يجئ القوم معا ،هكذا في
سائر النسخ ومثله في العباب والصحاح ،وفى اللسان ،وكذلك أن تجيئ
القوائم معا ،فانظره وتأمل انتهى .أقول :وفى الصحاح المطبوعة أخيرا
ص :1441ضرب من العدو وهو أن تقع القوائم معا وكذلك أن يجيئ
القوم معا قال الكميت :وولى باجريا ولف كأنه * على الشرف القصى
يساط ويكلب )*(.
][146
كمنع أكله أكل جيدا وقال :لفت الطعام لوفا أكلته أو مضغته ،واللؤف من الكلء
والطعام مال يشتهى وكل ملوف قد غسله المطر " .فلم أودع " أي إذا
عرفت ذلك فان شئت فلم أي اثبت على الملمة فتعذب أو اترك الملمت
لتنجو منه - 93 .محص :عن الكناني قال :كنت أنا وزرارة عند أبي عبد
ال عليه السلم فقال :ل تطعم النار أحدا وصف هذا المر ،فقال زرارة :إن
ممن يصف هذا المر يعمل بالكبائر ؟ فقال :أو ما تدري ما كان أبي يقول
في ذلك ؟ إنه كان يقول :إذا أصاب المؤمن من تلك الموبقات شيئا ابتله
ال ببلية في جسده أو بخوف يدخله ال عليه حتى يخرج من الدنيا وقد
خرج من ذنوبه - 94 .محص :عن زكريا ابن آدم قال :دخلت على أبي
الحسن الرضا عليه السلم فقال :يا زكريا ابن آدم شيعة علي رفع عنهم
القلم ،قلت :جعلت فداك فما العلة في ذلك ؟ قال :لنهم اخروا في دولة
الباطل يخافون على أنفسهم ،ويحذرون على إمامهم يا زكريا ابن آدم ما
أحد من شيعة علي أصبح صبيحة أتى بسيئة أو ارتكب ذنبا إل أمسى وقد
ناله غم حط عنه سيئته ،فكيف يجري عليه القلم - 95 .ما :بإسناده ،عن
إبراهيم بن صالح ،عن سلم الحناط ،عن هاشم ابن سعيد وسليمان
الديلمي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كنت مع أبي حتى انتهينا إلى
القبر والمنبر فإذا اناس من أصحابه فوقف عليهم فسلم ،وقال :وال إني
لحبكم واحب ريحكم وأرواحكم ،فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد ،فانكم
لن تنالوا وليتنا إل بالوع والجتهاد ،من أئتم بإمام فليعمل بعمله .ثم قال:
أنتم شرطة ال ،وأنتم شيعة ال ،وأنتم السابقون الولون والسابقون
الخرون أنتم السابقون في الدنيا إلى محبتنا ،والسابقون في الخرة إلى
الجنة ضمنا لكم الجنة بضمان ال عزوجل ،وضمان رسوله ،أنتم الطيبون،
ونساؤكم الطيبات ،كل مؤمن صديق وكل مؤمنة حوراء كم من مرة قد قال
علي عليه السلم لقنبر :بشر و أبشر واستبشر ،فوال لقد مات رسول ال
صلى ال عليه وآله وإنه لساخط على جميع امته
][147
إل الشيعة .إن لكل شئ عروة وإن عروة الدين الشيعة ،أل وإن لكل شئ شرفا
وشرف الدين الشيعة ،أل وإن لكل شئ إماما وإن إماما الرض تسكنها
الشيعة أل وإن لكل شئ شهوة وإن شهوة الدنيا لسكني الشيعة فيها ،وال
لول ما في الرض منكم ما رمت بعشب أبدا ،ومالهم في الرض من
نصيب ،كل مخالف وال وإن تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الية " عاملة
ناصبة * تصلى نارا حامية " ) (1وال ما دعا مخالف دعوة خير إل كانت
إجابة دعوته لكم ،ول دعا أحد منكم دعوة إل كانت له من ال مائة ،ول
سأله مسألة إل كانت له من ال مائة ،ول عمل أحد منكم حسنة إل لم
يحص تضاعيفها ،وال إن صائمكم ليرتع في رياض الجنة وال إن حاجكم
ومعتمر كم لمن خاصة ال ،وإنكم جميعا لهل دعوة ال ،وأهل إجابته ،ل
خوف عليكم ول أنتم تحزنون كلكم في الجنة فتنافسوا في الدرجات ،فوال
ما أحد أقرب إلى عرش ال بعدنا من شيعتنا ،حبذا شيعتنا ما أحسن صنع
ال إليهم وال لقد قال أمير المؤمنين عليه السلم :يخرج شيعتنا من
قبورهم مشرقة وجوههم ،قريرة أعينهم ،قد اعطوا المان يخاف الناس
ول يخافون ،ويحزن الناس ول يحزنون وال ما سعى أحد منكم إلى الصلة
إل وقد اكتنفته الملئكة من خلقه ،يدعون ال له بالفوز حتى يفرغ ،أل إن
لكل شئ جوهرا وجوهر ولد آدم محمد صلى ال عليه وآله ونحن وأنتم.
قال سليمان :وزاد فيه عيثم بن أسلم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :لو
ل مال في الرض منكم ما زخرفت الجنة ول خلقت حوا ،ول رحم وطفل،
ول أرتعت بهيمة وال إن ال أشد حبالكم منا ) - 96 .(2كتاب زيد
النرسسى :قال :قلت لبي الحسن موسى عليه السلم :الرجل من مواليكم
يكون عارفا يشرب الخمر ،ويرتكب الموبق من الذنب نتبرأ منه ؟ فقال:
][148
تبروأ من فعله ول تبرؤوا منه ،أحبوه وابغضوا عمله ،قلت :فيسعنا أن نقول:
فاسق فاجر ؟ فقال :ل ،الفاسق الفاجر :الكافر الجاحد لنا الناصب لوليائنا
أبى ال أن يكون ولينا فاسقا فاجرا ،وإن عمل ما عمل ،ولكنكم تقولون
فاسق العمل فاجر العمل ،مؤمن النفس خبيث الفعل ،طيب الروح والبدن،
وال ما يخرج ولينا من الدنيا إل وال ورسوله ونحن عنه راضون،
يحشره ال على ما فيه من الذنوب مبيضا وجهه ،مستورة عورته ،آمنة
روعته ،ل خوف عليه ول حزن ،وذلك أنه ل يخرج من الدنيا حتى يصفى
من الذنوب ،إما بمصيبة في مال أو نفس أو ولد أو مرض ،وأدنى ما
يصفى به ولينا أن يريه ال رؤيا مهولة فيبح حزينا لما رأى فيكون ذلك
كفارة له ،أو خوفا يرد عليه من أهل دولة الباطل ،أو يشدد عليه عند
الموت ،فيلقى ال طاهرا من الذنوب ،آمنا روعته بمحمد صلى ال عليه
وآله وأمير المؤمنين عليه السلم ثم يكون أمامه أحد المرين :رحمة ال
الواسعة التي هي أوسع من ذنوب أهل الرض جميعا ،وشفاعة محمد
وأمير المؤمنين صلى ال عليهما ،إن أخطأته رحمة ربه أدركته شفاعة
نبيه وأمير المؤمنين صلى ال عليهما فعندها تصيبه رحمة ربه الواسعة.
- 97سن :عن ابن فضال ،عن علي بن عقبة ،عن أبيه ،عن سليمان خالد
قال :كنت في محملي أقرء إذ ناداني أبو عبد ال عليه السلم أقرئ يا
سليمان فأنا في هذه اليات التي في آخر تبارك " والذين ل يدعون مع ال
إلها آخر ول يقتلون النفس التي حرم ال إل بالحق ول يزنون ومن يفعل
ذلك يلق أثاما " ) (1فقال :هذه فينا أما وال لقد وعظنا وهو يعلم أنا ل
نزني ،اقرأ يا سليمان فقرأت حتى انتهيت إلى قوله " إل من تاب وآمن
وعمل عمل صالحا فاولئك يبدل ال سيئاتهم حسنات " قال :قف هذه فيكم
إنه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يوقف بين يدي ال عزوجل
فيكون هو الذي يلي حسابه ،فيوقفه على سيئاته شيئا شيئا فيقول :عملت
كذا في يوم كذا في ساعة كذا ،فيقول :أعرف يا رب حتى يوقفه على
سيئاته كلها كل ذلك يقول :أعرف ،فيقول :سترتها عليك في الدنيا وأغفرها
لك اليوم
][149
فبدلوها لعبدي حسنات ،قال :فترفع صحيفته للناس ،فيقولون :سبحان ال ]أ[ ما
كانت لهذا العبد سيئة واحدة ؟ فهو قول ال عزوجل " :فاولئك يبدل ال
سيئاتهم حسنات " ) .(1أقول :قد مرت أخبار كثيرة من هذا الباب في
أبواب المعاد من الحوض و الشفاعة وأحوال المؤمنين والمجرمين في
القيامة وغيرها وأبواب فضائل الئمة عليهم السلم)) * .19 .باب(( * *
" )صفات الشيعة ،وأصنافهم( " * * " )وذم الغترار ،والحث على
العمل والتقوى( " * 1ب :عن هارون ،عن ابن صدقة ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :امتحنوا شيعتنا عند مواقيت الصلوات كيف محافظتهم
عليها ؟ وإلى أسرارنا كيف خفظهم لها عند عدونا ؟ وإلى أموالهم كيف
مواساتهم لخوانهم فيها ؟ ) - 2 .(2ل عن أبيه ،عن أحمد بن إدريس ،عن
الشعري ،عن محمد بن عيسى ،عن أبي محمد النصاري ،عن عمرو بن
أبي المقدام ،عن أبيه قال :قال لي أبو جعفر عليه السلم :يا أبا المقدام إنما
شيعة علي عليه السلم الشاحبون الناحلون ) (3الذابلون ،ذابلة شفاههم،
خميصة بطونهم ،متغيرة ألوانهم مصفرة وجوههم ،إذا جنهم الليل اتخذوا
الرض فراشا ،واستقبلوا الرض بجباههم ،كثير سجودهم
][150
كثيرة دموعهم ،كثير دعاؤهم ،كثير بكاؤهم ،يفرح الناس وهم محزنون ) .(1تم:
باسناده عن سعد ،عن محمد بن عيسى مثله .بيان " :اتخذوا الرض
فراشا " أي يسجدون على الرض بدل من النوم على الفراش أو ينامون
على الرض بدون فرش " واستقبلوا الرض بجباههم " للسجود - 3 .ن:
عن عبد ال بن محمد بن عبد الوهاب ،عن منصور بن عبد ال
الصفهاني ،عن علي بن عبد ال السكندراني ،عن أحمد بن علي بن
مهدى الرقي عن أبيه ،عن علي بن موسى الرضا ،عن آبائه ،عن أمير
المؤمنين صلوات ال عليهم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :يا
علي طوبى لمن أحبك وصدق بك وويل لمن أبغضك وكذب بك ،محبوك
معروفون في السماء السابعة ،والرض السابعة السفلى وما بين ذلك هم
أهل الدين والورع والسمت الحسن ،والتواضع ل عزوجل خاشعة
أبصارهم وجلة قلوبهم لذكر ال عزوجل ،وقد عرفوا حق وليتك،
وألسنتهم ناطقة بفضلك وأعينهم ساكبة تحننا عليك وعلى الئمة من ولدك
يدينون ال بما أمرهم به في كتابه وجاءهم به البرهان من سنة نبيه
عاملون بما يأمرهم به اولوا لمر منهم ،متواصلون غير متقاطعين،
متحابون غير متباغضين ،إن الملئكة لتصلي عليهم ،وتؤمن على
دعائهم ،وتستغفر للمذنب منهم ،وتشهد حضرته وتستوحش لفقده إلى يوم
القيامة ) .(2بيان :في النهاية السمت الهيئة الحسنة ،ومنه فينظرون إلى
سمته وهديه :أي حسن هيئته ومنظره في الدين ،وفلن حسن السمت أي
حسن القصد ،وفي القاموس الحنين الشوق وشدة البكاء والطرب أو صوت
الطرب ،عن حزن أو فرح وتحنن ترحم ،وقال :الدين بالكسر الجزاء
والعبادة والطاعة والذل واسم لجميع ما يتعبد ال عزوجل به ودنته أدينه
خدمته وأحسنت إليه ،ودان يدين ذل وأطاع - 4 .شا ،ما :روي أن أمير
المؤمنين عليه السلم خرج ذات ليلة من المسجد ،و كانت ليلة قمراء فأم
الجبانة ،ولحقه جماعة يقفون أثره ،فوقف عليهم ثم قال:
) (1الخصال ج 2ص (2) .58عيون الخبار الرضا " ع " ج 1ص .(*) 261
][151
من أنتم ؟ قالوا :شيعتك يا أمير المؤمنين ؟ فتفرس في وجوههم ثم قال :فما لي ل
أرى عليكم سيماء الشيعة ؟ قالوا :وما سيماء الشيعة يا أمير المؤمنين ؟
فقال :صفر الوجوه من السهر ،عمش العيون من البكاء ،حدب الظهور من
القيام ،خمص البطون من الصيام ،ذبل الشفاه من الدعاء ،عليهم غبرة
الخاشعين ) .(1صفات الشيعة :للصدوق ،عن أبيه ،عن محمد بن أحمد بن
علي بن الصلت عن أحمد بن محمد رفعه ،عن السندي بن محمد مثله ).(2
- 5ومنه :عن ابن المتوكل ،عن الحميري رفعه إلى ابن نباته قال :خرج
علي عليه السلم ذات يوم ونحن مجتمعون ،فقال :من أنتم ؟ وما
اجتماعكم ؟ فقلنا :قوم من شيعتك يا أمير المؤمنين ،فقال :مالي ل أرى
سيماء الشيعة عليكم ؟ فقلنا :و ما سيماء الشيعة ؟ فقال :صفر الوجوه من
صلة الليل ،عمش العيون من مخافة ال ذبل الشفاه من الصيام ،عليهم
غبرة الخاشعين ) .(3ايضاح :الحدب بالضم جمع الحدب .والحدب محركة
خروج الظهر ودخول الصدر والبطن " ،عليهم عبرة الخاشعين " في
بعض النسخ بالعين المهملة أي بكاؤهم وفي بعضها بالمعجمة أي ذلهم
وشعثهم ،واغبرارهم ،وفي القاموس الغبراء من السنين الجدبة ،وبنو
غبراء الفقراء ،والمغبرة قوم يغبرون بذكر ال أي يهللون و يرددون
الصوت بالقراءة وغيرها ،سموا بها لنهم يرغبون الناس في الغابرة أي
الباقية وفي النهاية في غبراء الناس بالمد أي فقرائهم ،ومنه قيل
للمحاويج بنو غبراء كأنهم نسبوا إلى الرض والتراب - 6 .ما :عن
الغضائري ،عن الصدوق ،عن المكتب ،عن ابن زكريا ،عن ابن حبيب ،عن
ابن بهلول ،عن جعفر بن عثمان الحول ،عن سليمان بن مهران قال:
دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليه السلم وعنده نفر من الشيعة
وهو يقول :معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ول تكونوا علينا شينا ،قولوا
للناس حسنا ،واحفظوا
) (1ارشاد المفيد ص .114أمالى الطوسى ج 1ص (2) .219صفات الشيعة تحت
الرقم (3) .20 :صفات الشيعة ص .(*) 171
][152
ألسنتكم ،وكفوها عن الفضول ،وقبح القول (1) .بيان " :كونوا لنا زينأ " أي
كونوا من أهل الورع والتقوى والعمل الصالح لتكونوا زينة لنا فان حسن
أتباع الرجل زينة له ،إذ يمدحونه بحسن تأديب أصحابه بخلف ما إذا كانوا
فسقة فانه يصير سببا لتشنيع رئيسهم ،ويكونون شينا وعيبا لرئيسهم،
وعمدة الغرض في هذا المقام رعاية التقية وحسن العشرة مع المخالفين
لئل يصير سببا لنفرتهم عن أئمتهم ،وسوء القول فيهم ،بقرينة ما بعده "
وقولوا للناس حسنا " ) (2فيه تضمين للية الكريمة قال الطبرسي -ره
:-اختلف في معنى قوله حسنا فقيل :هو القول الحسن الجميل والخلق
الكريم عن ابن عباس ،وقيل :هو المر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال
الربيع :حسنا أي معروفا وروى جابر عن أبي جعفر عليه السلم في قوله
" قولوا للناس حسنا " قال قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم فان
ال يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين ،الفاحش المتفحش السائل
الملحف ،ويحب الحليم العفيف ثم اختلف فيه من وجه آخر فقيل هو عام
في المؤمن والكافر على ما روي عن الباقر عليه السلم وقيل هو خاص
في المؤمن ،واختلف من قال إنه عام فقيل إنه منسوخ بآية السيف ،وقد
روي أيضا عن الصادق عليه السلم وقال الكثرون :إنها ليست بمنسوخة
لنه يمكن قتالهم مع حسن القول في دعائهم إلى اليمان كما قال ال تعالى
" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي
أحسن " ) (3وقال في آية اخرى " ول تسبوا الذين يدعون من دون ال
فيسبوا ال عدوا بغير علم " ) (4انتهى .وأقول :عمدة الغرض هنا حسن
القول مع المخالفين تقية ،وكذا المراد بحفظ اللسنة حفظها عما يخالف
التقية ،والفضول زوائد الكلم ،وما ل منفعة فيه ،قال في المصباح الفضل
الزيادة ،والجمع فضول كفلس وفلوس ،وقد استعمل
) (1أمالى الطوسى ج 2ص (2) .55البقرة (3) .83 :النحل (4) .125 :النعام:
،108راجع مجمع البيان ج 1ص .(*) 149
][153
الجمع استعمال المفرد فيما ل خير فيه ،ولهذا نسب إليه على لفظه فقيل فضولي
لمن يشتغل بمال يعنيه - 7 .ما :عن أبى عمرو ،عن ابن عقدة ،عن أحمد
بن يحيى ،عن جعفر بن عنبسة ،عن إسماعيل بن أبان ،عن مسعود بن
سعد ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إنما شيعتنا من أطاع ال
عزوجل ) - 8 .(1ل :عن حمزة العلوي ،عن علي ،عن أبيه ،عن محمد
البرقي ،عن خلف بن حماد ،عن معوية بن وهب قال :قال أبو عبد ال
عليه السلم :الشيعة ثلث :محب واد فهو منا ،ومتزين بنا ونحن زين لمن
تزين بنا ،ومستأكل بنا الناس ،و من استأكل بنا افتقر ) (2بيان :التزين
بهم هو أن يجعلوا النتساب إليهم وموالتهم زينة لهم وفخرا بين الناس،
ول زينة أرفع من ذلك والستئكال بهم عليهم السلم هو أن يجعلوا إظهار
مولتهم ونشر علومهم وأخبارهم وسيلة لتحصيل الرزق ،وجلب المنافع
من الناس ،فينتج خلف مطلوبهم ،ويصير سببا لفقرهم ،والقسم الول هو
الذي يحبهم ويواليهم في ال ول ،وهو ناج في الدنيا والخرة - 9 .ير:
عن سلمة بن الخطاب ،عن عبد ال بن محمد ،عن عبد ال بن القاسم ابن
الحارث البطل ،عن مرازم قال :دخلت المدينة فرأيت جارية في الدار التي
نزلتها فعجبتني فأردت أن أتمتع منها فأبت أن تزوجني نفسها قال :فجئت
بعد العتمة فقرعت الباب فكانت هي التي فتحت لي فوضعت يدي على
صدرها فبادرتني حتى دخلت فلما أصحبت دخلت علي أبي الحسن عليه
السلم فقال :يا مرازم ليس من شيعتنا من خل ثم لم يرع قلبه )- 10 .(3
سن :عن محمد بن علي ،عن محمد بن أسلم ،عن الخطاب الكوفي
ومصعب بن عبد ال الكوفي قال :دخل سدير الصيرفي على أبي عبد ال
عليه السلم وعنده جماعة من أصحابه
) 1أمالى الطوسى ج 1ص (2) .279الخصال ج 1ص (3) .51بصائر الدرجات
ص .(*) 247
][154
فقال :يا سدير ل تزال شيعتنا مرعيين محفوظين مستورين معصومين ،ما أحسنوا
النظر لنفسهم فيما بينهم وبين خالقهم ،وصحت نياتهم لئمتهم ،وبروا
إخوانهم فعطفوا على ضعيفهم ،وتصدقوا على ذوي الفاقة منهم ،إنا ل
نأمر بظلم ولكنا نأمركم بالورع ،الورع الورع ،والمواساة المواساة
لخوانكم ،فان أولياء ال لم يزالوا مستضعفين قليلين منذ خلق ال آدم
عليه السلم ) - 11 .(1م :قال عليه السلم :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :اتقوا ال معاشر الشيعة فان الجنة لن تفوتكم وإن أبطأت بها عنكم
قبايح أعمالكم ،فتنافسوا في درجاتها ،قيل :فهل يدخل جهنم أحد من محبيك
ومحبي علي عليه السلم ؟ قال من قذر نفسه بمخالفة محمد وعلي وواقع
المحرمات ،وظلم المؤمنين والمؤمنات ،وخالف ما رسم له من الشريعات
جاء يوم القيامة قذرا طفسا ،يقول محمد وعلي عليهما السلم يا فلن أنت
قذر طفس ل تصلح لمرافقة مواليك الخيار ،ول لمعانقة الحور الحسان،
ول الملئكة المقربين ل تصل إلى ما هناك إل بأن تطهر عنك ما ههنا،
يعني ما عليك من الذنوب ،فيدخل إلى الطبق العلى من جهنم فيعذب
ببعض ذنوبه .ومنهم من يصيبه الشدائد في المحشر ببعض ذنوبه ثم
يلقطه من هنا ومن هنا من يبغثهم إليه مواليه من خيار شيعتهم ،كما يلقط
الطير الحب ،ومنهم من يكون ذنوبه أقل وأخف فيطهر منها بالشدائد
والنوائب من السلطين وغيرهم ،ومن الفات في اليدان في الدنيا ليدلي
في قبره وهو طاهر ،ومنهم من يقرب موته وقد بقيت عليه سية فيشتد
نزعه ويكفر به عنه ،فان بقي شئ وقويت عليه ،يكون له بطر واضطراب
في يوم موته فيقل من بحضرته فيلحقه به الذل فيكفر عنه ،فان بقي شئ
اتي به ولما يلحد فيوضع فيتفرقون عنه ،فيطهر .فإن كان ذنوبه أعظم
وأكثر طهر منها بشدائد عرصات يوم القيامة ،فإن كانت أكثر وأعظم طهر
منها في الطبق العلى من جهنم وهؤلء أشد محبينا عذابا وأعظمهم
ذنوبا ،ليس هؤلء يسمون بشيعتنا ،ولكنهم يسمون بمحبينا والموالين
لوليائنا والمعادين لعدائنا .إن شيعتنا من شيعنا ،واتع آثارنا ،واقتدى
بأعمالنا.
][155
وقال المام عليه السلم :قال رجل لرسول ال :يا رسول ال فلن ينظر إلى حرم
جاره فان أمكنه مواقعة حرام لم يرع عنه ،فغضب رسول ال صلى ال
عليه وآله وقال :ائتوني به فقال رجل آخر :يا رسول ال إنه من شيعتكم
ممن يعتقد موالتك وموالة علي ويبرأ من أعدائكما فقال رسول ال صلى
ال عليه وآله :ل تقل إنه من شيعتنا فانه كذب ،إن شيعتنا من شيعنا وتبعنا
في أعمالنا ،وليس هذا الذي ذكرته في هذا الرجل من أعمالنا .وقيل لمير
المؤمنين وإمام المتقين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين ووصي
رسول رب العالمين عليه السلم :إن فلنا سرف على نفسه بالذنوب
الموبقات ،و هو مع ذلك من شيعتكم ،فقال أمير المؤمنين :قد كتبت عليك
كذبة ،أو كذبتان إن كان مسرفا بالذنوب على نفسه يحبنا ويبغض أعداءنا
فهو كذبة واحدة لنه من محبينا لمن شيعتنا ،وإن كان يوالي أولياءنا،
ويعادي أعداءنا وليس بمسرف على نفسه كما ذكرت فهو منك كذبة لنه ل
يسرف في الذنوب وإن كان يسرف في الذنوب ول يوالينا ول يعادي
أعداءنا فهو منك كذبتان .وقال رجل لمرأته :اذهبي إلى فاطمة بنت رسول
ال صلى ال عليه وآله فاسأليها عني أني من شيعتكم أم ليس من
شيعتكم ؟ فسألتها فقالت :قولي له :إن كنت تعمل بما أمرناك ،وتنتهي عما
زجرناك عنه ،فأنت من شيعتنا وإل فل ،فرجعت فأخبرته فقال :يا ويلي
ومن ينفك من الذنوب والخطايا ،فأنا إذا خالد في النار ،فان من ليس من
شيعتهم فهو خالد في النار .فرجعت المرأة فقالت لفاطمة ما قال زوجها،
فقالت فاطمة :قولي له :ليس هكذا ،شيعتنا من خيار أهل الجنة وكل محبينا
وموالي أوليائنا ومعادي أعداءنا والمسلم بقلبه ولسانه لنا ليسوا من
شيعتنا إذا خالفوا أو امرنا ونواهينا في سائر الموبقات وهم مع ذلك في
الجنة ،ولكن بعد ما يطهرون من ذنوبهم بالبليا والرزايا أو في عرصات
القيامة بأنواع شدائدها أو في الطبق العلى من جهنم بعذابها إلى أن
نستنقذهم بحبنا منها وننقلهم إلى حضرتنا.
][156
وقال رجل للحسن بن علي عليهما السلم :إني من شيعتكم فقال الحسن بن علي
عليه السلم :يا عبد ال إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعا فقد
صدقت ،وإن كنت بخلف ذلك فل تزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة
لست من أهلها ل تقل لنا :أنا من شيعتكم ،ولكن قل :أنا من مواليكم
ومحبيكم ومعادي أعدائكم ،وأنت في خير وإلى خير .وقال رجل للحسين بن
علي عليهما السلم :يا ابن رسول ال أنا من شيعتكم ،قال :اتق ال ول
تدعين شيئا يقول ال لك كذبت وفجرت في دعواك ،إن شيعتنا من سلمت
قلوبهم من كل غش وغل ودغل ،ولكن قل أنا من مواليكم ومحبيكم .وقال
رجل لعلي بن الحسين عليهما السلم :يا ابن رسول ال أنا من شيعتكم
الخلص فقال له :يا عبد ال فإذا أنت كابراهيم الخليل عليه السلم الذي قال
ال " وإن من شيعته لبراهيم * إذ جاء ربه بقلب سليم " ) (1فان كان
قلبك كقلبه فأنت من شيعتنا ،وإن لم يكن قلبك كقلبه وهو طاهر من الغش
والغل ،فأنت من محبينا وإل فانك إن عرفت أنك بقولك كاذب فيه ،إنه
لمبتلى بفالج ل يفارقك إلى الموت أو جذام ليكون كفارة لكذبك هذا .وقال
الباقر عليه السلم لرجل فخر على آخر وقال :أتفاخرني وأنا من شيعة آل
محمد الطيبين ؟ فقال الباقر عليه السلم :ما فخرت عليه ورب الكعبة
وغبن منك على الكذب يا عبد ال ،أمالك معك تنفقه على نفسك أحب إليك
أم تنفقه على إخوانك المؤمنين ؟ قال :بل أنفقه على نفسي ،قال :فلست
من شيعتنا ،فاننا نحن ما ننفق على المنتحلين من إخواننا أحب إلينا ولكن
قل :أنا من محبيكم ومن الراجين النجاة بمحبتكم .وقيل للصادق عليه
السلم :إن عمارا الدهني شهد اليوم عند ابن أبي ليلى قاضي الكوفة
بشهادة فقال له القاضي :قم يا عمار فقد عرفناك ل تقبل شهادتك لنك
رافضي فقام عمار وقد ارتعدت فرائصه واستفرغه البكاء فقال له ابن أبي
ليلى :أنت رجل من أهل العلم والحديث إن كان يسوءك أن يقال لك رافضي
فتبرأ من الرفض فأنت من إخواننا ،فقال له عمار :يا هذا ما ذهبت وال
حيث ذهبت ،ولكن بكيت
][157
عليك وعلي ،أما بكائي على نفسي فانك نسبتني إلى رتبة شريفة لست من أهلها
زعمت أني رافضي ويحك لقد حدثني الصادق عليه السلم أن أول من
سمي الرفضة السحرة الذين لما شاهدوا آية موسى في عصاه آمنوا به
واتبعوه ،ورفضوا أمر فرعون ،واستسلموا لكل ما نزل بهم ،فسماهم
فرعون الرافضة لما رفضوا دينه ،فالرافضي كل من رفض جميع ما كره
ال ،وفعل كل ما أمره ال ،فأين في هذا الزمان مثل هذا ؟ .وإن ما بكيت
على نفسي خشيت أن يطلع ال عزوجل على قلبي وقد تلقبت هذا السم
الشريف على نفسي فيعاتبني ربي عزوجل ويقول :يا عمار أكنت رافضا
للباطيل ،عامل بالطاعات كما قال لك ؟ فيكون ذلك بي مقصرا في الدرجات
إن سامحني ،وموجبا لشديد العقاب علي إن ناقشني ،إل أن يتداركني
موالي بشفاعتهم .وأما بكائي عليك فلعظم كذبك في تسميتي بغير اسمي
وشفقتي الشديدة عليك من عذاب ال أن صرفت أشرف السماء إلي ،وإن
جعلته من أرذلها كيف يصبر بدنك على عذاب كلمتك هذه ؟ .فقال الصادق
عليه السلم :لو أن على عمار من الذنوب ما هو أعظم من السماوات و
الرضين لمحيت عنه بهذه الكلمات وإنها لتزيد في حسناته عند ربه
عزوجل حتى يجعل كل خردلة منها أعظم من الدنيا ألف مرة .قال :وقيل
لموسى بن جعفر عليه السلم :مررنا برجل في السوق وهو ينادي :أنا من
شيعة محمد وآل محمد الخلص ،وهو ينادي على ثياب يبيعها :من يزيد ؟
فقال موسى عليه السلم :ما جهل ول ضاع امرؤ عرف قدر نفسه ،أتدرون
ما مثل هذا ؟ هذا شخص قال أنا مثل سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار وهو
مع ذلك يباخس ) (1في بيعه ويدلس عيوب المبيع على مشتريه ويشتري
الشئ بثمن فيزايد الغريب يطلبه فيوجب له ثم إذا غاب المشتري قال ل
اريده إل بكذا بدون ما كان طلبه منه ،أيكون هذا كسلمان وأبي ذر والمقداد
وعمار ؟ حاش ل أن يكون هذا كهم ،ولكن ما يمنعه من أن يقول إني من
محبي محمد وآل محمد ومن يوالي أولياءهم ويعادي أعداءهم .قال عليه
السلم :ولما جعل المأمون إلى علي بن موسى الرضا عليهما السلم ولية
العهد
) (1يناجش ظ ،وما ذكر بعد ذلك كأنه بيان النجش )*(.
][158
دخل عليه آذنه وقال :إن قوما بالباب يستأذنون عليك يقولون نحن شيعة علي فقال
عليه السلم :أنا مشغول فاصرفهم ،فصرفهم فلما كان من اليوم الثاني
جاؤا وقالوا كذلك مثلها فصرفهم إلى أن جاؤا هكذا يقولون ويصرفهم
شهرين ثم أيسوا من الوصول وقالوا للحاجب :قل لمولنا إنا شيعة أبيك
علي بن أبي طالب عليه السلم وقد شمت بنا أعداؤنا في حجابك لنا ،ونحن
ننصرف هذه الكرة ونهرب من بلدنا خجل وأنفة مما لحقنا ،وعجزا عن
احتمال مضض ما يلحقنا بشماتة العداء ! فقال علي بن موسى الرضا
عليه السلم :ائذن لهم ليدخلوا ،فدخلوا عليه فسلموا عليه فلم يرد عليهم
ولم يأذن لهم بالجلوس ،فبقوا قياما فقالوا :يا ابن رسول ال ما هذا الجفاء
العظيم والستخفاف بعد هذا الحجاب الصعب ؟ أي باقية تبقي منا بعد هذا ؟
فقال الرضا عليه السلم :اقرؤا " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت
أيديكم ويعفوا عن كثير " ) (1ما اقتديت إل بربي عزوجل فيكم ،وبرسول
ال وبأمير المؤمنين ومن بعده من آبائي الطاهرين عليهم السلم ،عتبوا
عليكم فاقتديت بهم ،قالوا لماذا يا ابن رسول ال ؟ قال :لدعواكم أنكم شيعة
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم .ويحكم إنما شيعته الحسن
والحسين وأبو ذر وسلمان والمقداد وعمار و محمد بن أبي بكر الذين لم
يخالفوا شيئا من أوامره ،ولم يركبوا شيئا من فنون زواجره ،فأما أنتم إذا
قلتم إنكم شيعته ،وأنتم في أكثر أعمالكم له مخالفون مقصرون في كثير من
الفرائض ،متهاونون بعظيم حقوق إخوانكم في ال ،وتتقون حيث ل يجب
التقية ،وتتركون التقية حيث لبد من التقية ،فلو قلتم إنكم موالوه ومحبوه،
والموالون لوليائه ،والمعادون لعدائه ،لم انكره من قولكم ولكن هذه
مرتبة شريفة ادعيتموها إن لم تصدقوا قولكم بفعلكم هلكتم إل أن تتدارككم
رحمه من ربكم .قالوا :يا ابن رسول ال فانا نستغفر ال ونتوب إليه من
قولنا ،بل نقول كما عملنا مولنا :نحن محبوكم ومحبوا أوليائكم ومعادوا
أعدائكم ،قال الرضا عليه السلم:
][159
فمرحبا بكم يا إخواني وأهل ودي ارتفعوا ارتفعوا ارتفعوا فما زال يرفعهم حتى
ألصقهم بنفسه ،ثم قال لحاجبه :كم مرة حجبتهم ؟ قال :ستين مرة فقال
لحاجبه :فاختلف إليهم ستين مرة متوالية ،فسلم عليهم وأقرئهم سلمي
فقد محوا ما كان من ذنوبهم باستغفارهم وتوبتهم ،واستحقوا الكرامة
لمحبتهم لنا وموالتهم ،وتفقد امورهم وأمور عيالتهم فأوسعهم بنفقات
ومبرات وصلت ،ورفع معرات .قال عليه السلم :ودخل رجل على محمد
بن علي الرضا عليهما السلم وهو مسرور فقال :مالي أراك مسرورا ؟
قال :يا ابن رسول ال سمعت أباك يقول أحق يوم بأن يسر العبد فيه يوم
يرزقه ال صدقات ومبرات ومدخلت من إخوان له مؤمنين ،فانه قصدني
اليوم عشرة من إخواني الفقراء ،لهم عيالت ،فقصدوني من بلد كذا وكذا
فأعطيت كل واحد ،منهم ،فلهذا سروري .فقال محمد بن علي عليهما
السلم :لعمري إنك حقيق بأن تسر إن لم تكن أحبطته أو لم تحبطه فيما
بعد ،فقال الرجل :فكيف أحبطته وأنا من شيعتكم الخلص ؟ قال :هاه قد
أبطلت برك باخوانك وصدقاتك ،قال :وكيف ذاك يا بن رسول ال ؟ قال له
محمد بن علي عليه السلم :اقرء قول ال عزوجل " يا أيها الذين آمنوا ل
تبطلوا صدقاتكم بالمن والذى " ) (1قال :يا ابن رسول ال ما مننت على
القوم الذين تصدقت عليهم ول آذيتهم ،قال له محمد بن علي عليه السلم
إن ال عزوجل إنما قال " ل تبطلوا صدقاتكم بالمن والذى " ولم يقل
بالمن على من تتصدقون عليه ،وبالذى لمن تتصدقون عليه وهو كل أذى،
أفترى أذاك القوم الذين تصدقت عليهم أعظم أم أذاك لحفظتك وملئكة ال
المقربين حواليك أم أذاك لنا ؟ فقال الرجل :بل هذا يا ابن رسول ال فقال:
لقد آذيتني وآذيتهم ،وأبطلت صدقتك ،قل :لما ذا ؟ قال :لقولك ،و كيف
أحبطته وأنا من شيعتكم الخلص ؟ ثم قال :ويحك أتدري من شيعتنا الخلص
؟ قال :ل ،قال :فان شيعتنا الخلص حزبيل المؤمن مؤمن آل فرعون،
وصاحب يس الذي قال ال تعالى " وجاء من أقصي
][160
المدينة رجل يسعى " ) (1وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار ،سويت نفسك بهؤلء
أما آذيت بهذا الملئكة ،وآذيتنا ؟ فقال الرجل :أستغفر ال وأتوب إليه،
فكيف أقول ؟ قال :قل :أنا من مواليك ومحبيك ومعادي أعدائك ،وموالي
أوليائك ،قال :فكذلك أقول ،وكذلك أنا يا ابن رسول ال ،وقد تبت من القول
الذي أنكرته وأنكرته الملئكة ،فما أنكرتم ذلك إل لنكار ال عزوجل ،فقال
محمد بن علي عليهما السلم الن قد عادت إليك مثوبات صدقاتك ،وزال
عنها الحباط .قال أبو يعقوب يوسف بن زياد وعلي بن سيار رضي ال
عنهما ) :(2حضرنا ليلة على غرفة الحسن بن علي بن محمد عليهم
السلم وقد كان ملك الزمان له معظما وحاشيته له مبجلين إذ مذ مر علينا
والى البلد -والي الجسرين -ومعه رجل مكتوف ،و الحسن بن علي
مشرف من روزنته ،فلما رآه الوالي ترجل عن دابته إجلل له فقال الحسن
بن علي عليهما السلم :عد إلى موضعك ،فعاد وهو معظم له ،وقال يا ابن
رسول ال أخذت هذا في هذه الليلة على باب حانوت صير في فاتهمته بأنه
يريد نقبه والسرقة منه ،فقبضت عليه ،فلما هممت أن أضربه خمسمائة
سوط وهذه سبيلي فيمن اتهمته ممن آخذه لئل يسألني فيه من ل أطيق
مدافعته ليكون قد شقي ببعض ذنوبه قبل أن يأتيني من ل اطيق مدافعته،
فقال لي :اتق ال ول تتعرض لسخط ال فاني من شيعة أمير المؤمنين،
وشيعة هذا المام أبي القائم بأمر ال عليه السلم فكففت عنه ،وقلت :أنا
مار بك عليه ،فان عرفك بالتشيع أطلقت عنك ،وإل قطعت يدك ورجلك ،بعد
أن أجلدك ألف سوط ،وقد جئتك به يا ابن رسول ال ،فهل هو من شيعة
علي عليه السلم كما ادعى ؟ فقال الحسن بن علي عليهما السلم :معاذ
ال ،ما هذا من شعية علي وإنما ابتله ال في يدك لعتقاده في نفسه أنه
من شيعة علي عليه السلم فقال الوالي :كفيتني مؤنته
) (1يس (2) .20 :رجلن مجهولن يروى عنهما محمد بن أبى القاسم المفسر
كتاب تفسير المام العسكري عليه السلم ،وفيه كلم ليس هذا مقامه
)*(.
][161
الن أضربه خمسمائة ل حرج علي فيها ،فلما نحاه بعيدا فقال :ابطحوه فبطحوه
وأقام عليه جل دين واحدا عن يمينه وآخر عن شماله فقال :أو جعاه
فأهويا إليه بعصيهما ل يصيبان إسته شيئا إنما يصيبان الرض فضجر من
ذلك ،فقال :ويلكم تضربون الرض ؟ اضربوا إسته ،فذهبوا يضربون إسته
فعدلت أيديهما فجعل يضرب بعضهما بعضا ويصيح ويتأوه .فقال لهما:
ويحكما أمجانين أنتما يضرب بعضكما بعضا ؟ اضربا الرجل فقال ما
نضرب إل الرجل ،وما نقصد سواه ،ولكن يعدل أيدينا حتى يضرب بعضنا
بعضا قال :فقال :يا فلن ويا فلن حتى دعا أربعة وصاروا مع الولين
ستة ،وقال :أحيطوا به فأحاطوا به ،فكان يعدل بأيديهم ،ويرفع عصيهم إلى
فوق ،فكانت ل تقع إل بالوالي فسقط عن دابته ،وقال :قتلتموني قتلكم ال
ما هذا ؟ فقالوا :ما ضربنا إل إياه .ثم قال لغيرهم :تعالوا فاضربوا هذا
فجاؤا فضربوه بعد فقال :ويلكم إياي تضربون ؟ قالوا :ل وال ما نضرب
إل الرجل قال الوالي :فمن أين لي هذه الشجات ) (1برأسي ووجهي وبدني
إن لم تكونوا تضربوني ؟ فقالوا شلت أيماننا إن كنا قد قصدناك بضرب.
قال الرجل :يا عبد ال يعني الوالي أما تعتبر بهذه اللطاف التي بها يصرف
عني هذا الضرب ويلك ردني إلى المام وامتثل في أمره ،قال :فرده الوالي
بعد إلى بين يدي الحسن بن علي عليهما السلم وقال :يا ابن رسول ال
صلى ال عليه وآله :عجبنا لهذا أنكرت أن يكون من شيعتكم ومن لم يكن
من شيعتكم فهو من شيعة إبليس وهو في النار وقد رأيت له من المعجزات
مال يكون إل للنبياء ؟ فقال الحسن بن علي عليهما السلم قل أو
للوصياء ،فقال :أو للوصياء .فقال الحسن بن علي عليهما السلم
للوالي :يا عبد ال إنه كذب في دعواه أنه من شيعتنا كذبة لو عرفها ثم
تعمدها لبتلى بجميع عذابك ،ولبقي في المطبق ثلثين سنة
) (1الشجة :جراحة الرأس خاصة ،وقد تستعار لغيره من العضاء )*(.
][162
ولكن ال رحمه لطلق كلمة على ما عنى ،ل على تعمد كذب ،وأنت يا عبد ال اعلم
أن ال عزوجل قد خلصه بأنه من موالينا ومحبينا ،وليس من شيعتنا ،فقال
الوالي :ماكان هذا كله عندنا إل سواء فما الفرق ؟ قال المام :الفرق أن
شيعتنا هم الذين يتبعون آثارنا ،ويطيعونا في جميع أوامرنا ونواهينا،
فاولئك شيعتنا ،فأما من خالفنا في كثير مما فرضه ال عليه فليسوا من
شيعتنا .قال المام عليه السلم للوالي :وأنت قد كذبت كذبة لو تعمدتها
وكذبتها ل ابتلك ال عزوجل بألف سوط وسجن ثلثين سنة في المطبق،
قال :وما هي يا ابن رسول ال ؟ قال :بزعمك أنك رأيت له معجزات إن
المعجزات ليست له إنما هي لنا أظهرها ال فيه إبانة لحجتنا ،وإيضاحا
لجللتنا وشرفنا ،ولو قلت :شاهدت فيه معجزات ،لم انكره عليك ،أليس
إحياء عيسى الميت معجزة ؟ أفهي للميت أم لعيسى ؟ أو ليس خلقه ،من
الطين كهيئة الطير فصار طيرا باذن ال أهي للطائر أو لعيسى ؟ أو ليس
الذين جعلوا قردة خاسئين معجزة فهي معجزة للقردة أو لنبي ذلك الزمان،
فقال الوالي :أستغفر ال ربي وأتوب إليه .ثم قال الحسن بن علي عليه
السلم للرجل الذي قال إنه من شيعة علي عليه السلم :يا عبد ال لست
من شيعة علي عليه السلم إنما أنت من محبيه ،إنما شيعة علي عليه
السلم الذين قال ال عزوجل فيهم " :والذين آمنوا وعملوا الصالحات
اولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون " ) (1هم الذين آمنوا بال،
ووصفوه بصفاته ،ونزهوه عن خلف صفاته ،وصدقوا محمدا في أقواله
وصوبوه في أفعاله ،ورأوا عليا بعده سيدا إماما وقرما هماما ،ل يعدله من
امة محمد أحد ،ول كلهم لو جمعوا في كفة يوزنون بوزنه بل يرجح عليهم
كما يرجح السماء على الرض ،والرض على الذرة ،و شيعة علي عليه
السلم هم الذين ل يبالون في سبيل ال أوقع الموت عليهم أو وقعوا على
الموت ،وشيعة علي عليه السلم هم الذين يؤثرون إخوانهم على أنفسهم
ولو كان بهم
][163
خصاصة ،وهم الذين ل يراهم ال حيث نهاهم ،ول يفقدهم حيث أمرهم ،وشيعة
علي هم الذين يقتدون بعلي عليه السلم في إكرام إخوانهم المؤمنين .ما
عن قولي أقول لك هذا ،بل أقوله عن قول محمد صلى ال عليه وآله ،فذلك
قوله " وعملوا الصالحات " قضوا الفرايض كلها ،بعد التوحيد واعتقاد
النبوة والمامة وأعظمها قضاء حقوق الخوان في ال واستعمال التقية
من أعداء ال عزوجل ) (1ايضاح :قال :الفيروز آبادي :الطفس محركة
قذر النسان إذا لم يتعهد نفسه ،وهو طفس ككتف قذر نجس قوله فهو منك
كذبة أي كذبت في نسبته إلى السراف ،وهو غير مسرف وفى القاموس
غبن الشئ وفيه كفرح غبنا وغبنا نسيه أو أغفله أو غلط فيه والغبن
محركة الضعف والنسيان وقال :أفرغه صبه كفرغه والدماء أراقها،
وتفريغ الظروف إخلؤها ،واستفرغ تقيأ ومجهوده بذل طاقته وافترغت
لنفسي ماء صببته ،وقال :المضض محركة وجع المصيبة ،وقال :المعرة
الثم والذى والغرم والدية والخيانة .قوله عليه السلم :على المنتحلين أي
المدعين للتشيع ولم يكونوا كذلك فكيف إذا كان من شيعتنا حقا " ما ذهبت
" بصيغة المتكلم " حيث ذهبت " بصيغة الخطاب وفي القاموس كتف
فلنا كضرب شد يديه إلى خلف بالكتاف وهو حبل يشد به ،و قال :بطحه
ألقاه على وجهه فانبطح ،والمطبق كأنه كان اسم السجن ولم يذكره
اللغويون أو المراد به الجنون المطبق وفي القاموس القرم السيد وقال:
الهمام كغراب الملك العظيم الهمة والسيد الشجاع السخي - 12 .م :قال
أمير المؤمنين عليه السلم أما المطيعون لنا فسيغفر ال ذنوبهم امتنانا إلى
إحسانهم ،قالوا :يا أمير المؤمنين ومن المطيعون لكم ؟ قال :الذين
يوحدون ربهم ،ويصفونه بما يليق به من الصفات ،ويؤمنون بمحمد نبيه
صلى ال عليه وآله ويطيعون ال في إتيان فرائضه وترك محارمه،
ويحيون أوقاتهم بذكره ،وبالصلة على نبيه محمد وآله الطيبين ،ويتقون
على أنفسهم الشح والبخل ،ويؤدون
كل ما فرض عليهم من الزكات ول يمنعونها ) - 13 .(1سر :من كتاب أبي القاسم
بن قولويه ،عن محمد بن عمر بن حنظلة قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :ليس من شيعتنا من قال بلسانه وخالفنا في أعمالنا وآثارنا ولكن
شيعتنا من وافقنا بلسانه وقلبه ،واتبع آثارنا وعمل بأعمالنا ،اولئك
شيعتنا .وعن أبي زيد ،عن أبي عبد ال عليه السلم :قال :ليس من شيعتنا
من يكون في مصر يكون فيه آلف ويكون في المصر أورع منه - 14 .جا:
عن ابن قولويه ،عن أبيه ،عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس معا ،عن
علي بن محمد الشعري ،عن الحسين بن النصر بن مزاحم ،عن أبيه ،عن
عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :سمعت جابر
بن عبد ال بن حرام النصاري يقول :لو نشر سلمان وأبو ذر رحمهما ال
لهؤلء الذين ينتحلون مودتكم أهل البيت لقالوا :هؤلء كذابون ولو رأى
هؤلء اولئك لقالوا :مجانين ) - 15 .(2نى :عن ابن عقدة ،عن القاسم بن
محمد بن حازم ،عن عبيس ،عن ابن جبلة ،عن أبي خالد المكفوف ،عن
بعض أصحابه قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :ينبغي لمن ادعى هذا
المر في السر أن يأتي عليه ببرهان في العلنية ،قلت :وما هذا البرهالن
الذي يأتي به في العلنية ؟ قال :يحل حلل ال ويحرم حرام ال ،و يكون
له ظاهر يصدق باطنه ) - 16 .(3نى :عن أحمد بن هوذة ،عن النهاوندي،
عن عبد ال بن حماد عن رجل ،عن أبي عبد ال عليه السلم أنه دخل
عليه بعض أصحابه فقال له :جعلت فداك إني وال احبك واحب من يحبك،
يا سيدي ما أكثر شيعتكم ؟ فقال له :اذكرهم
) (1تفسير المام ص (2) .330مجالس المفيد ص (3) .133غيبة النعماني56 :
)*(.
][165
فقال :كثير ،فقال :تحصيهم ؟ فقال :هم أكثر من ذلك ،فقال أبو عبد ال عليه السلم:
أما لو كملت العدة الموصوفة ثلثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون
ولكن شيعتنا من ل يعدو صوته سمعه ،ول شحناؤه بدنه ) (1ول يمدح بنا
غاليا ،ول يخاصم لنا واليا ،ول يجالس لنا عائبا ول يحدث لنا ثالبا ول
يحب لنا مبغضا ،ول يبغض لنا محبا .فقلت :فكيف أصنع بهذه الشيعة
المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون ؟ فقال :فيهم التمييز وفيهم
التمحيص ،وفيهم التبديل ،يأتي عليهم سنون تفنيهم وسيوف تقتلهم،
واختلف تبددهم ،إنما شيعتنا من ل يهر هرير الكلب ،ول يطمع طمع
الغراب ) (2ول يسأل الناس بكفه وإن مات جوعا قلت :جعلت فداك فأين
أطلب هؤلء الموصوفين بهذه الصفة ؟ فقال :اطلبهم في أطراف الرض
اولئك الخشن عيشهم ،المنتقلة دارهم ،الذين إن شهدوا لم يعرفوا وإن
غابوا لم يفتقدوا ،وإن مرضوا لم يعادوا ،وإن خطبوا لم يزوجوا ،وإن
ماتوا لم يشهدوا ،اولئك الذين في أموالهم يتواسون ،وفي قبورهم
يتزاورون ،ول يختلف أهواؤهم وإن اختلفت بهم البلدان ) .(3وروي
أيضا ،عن محمد بن همام ،عن حميد بن زياد الكوفي ،عن الحسن بن
محمد بن سماعة ،عن أحمد بن الحسن الميثمي ،عن علي بن منصور،
عن إبراهيم ابن مهزم ،عن أبيه ،عن أبي عبد ال عليه السلم :مثله إل
أنه زاد فيه :وإن رأوا مؤمنا أكرموه وإن رأوا منافقا هجروه ،وعند الموت
ل يجزعون ،وفي قبورهم يتزاورون
) (1الشجاء خ ،والشحناء :الحقد والعداوة التى امتلت منها النفس ،وسيجئ مثله
تحت الرقم 28فراجع (2) .هرير الكلب صوته دون النباح إذا تجهم على
الغريب ،يقال :هر في وجه السائل :إذا تجهمه ،ومنه قولهم " :هر في
وجهه كما يهر الكلب " وقولهم " :المرأه التي تهار زوجها " والغراب
بالضم طائر معروف ضرب به المثل لطمعه ،وسيأتى توضيح ذلك أجمع
تحت الرقم 39ذيل حديث الكافي (3) .غيبة النعماني ص .(*) 107
][166
تمام الحديث ) (1بيان :في القاموس ،ثلبه يثلبه :لمه وعابه وقد مر شرح سائر
أجزائه - 17 .كش :عن حمدويه بن نصير ،عن أيوب بن نوح ،عن
صفوان بن يحيى عن داود بن فرقد قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم
يقول :إن أصحابي اولوا النهى و التقى ،فمن لمن يكن من أهل النهى
والتقى فليس من أصحابي ) - 18 .(2كش عن ابن مسعود ،عن عبد ال
بن محمد الطيالسي ،عن الوشاء ،عن محمد ابن حمران ،عن أبي الصباح
الكناني قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :إنا نعير بالكوفة فيقال لنا
جعفرية ،قال :فغضب أبو عبد ال عليه السلم :ثم قال :إن أصحاب جعفر
منكم لقليل ،إنما أصحاب جعفر من اشتد ورعه وعمل لخالقه )- 19 .(3
كش :عن حمدويه ،عن يعقوب بن يزيد ،عن ابن أبي عمير ،عن إبراهيم
الكرخي ،عن أبي عبد ال عليه السلم :قال :إن ممن ينتحل هذا المر لمن
هو شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا ) - 20 .(4كش:
عن خالد بن حماد ،عن الحسن بن طلحة رفعه ،عن محمد بن إسماعيل،
عن علي بن زيد الشامي قال :قال أبو الحسن عليه السلم :قال أبو عبد ال
عليه السلم :ما أنزل ال سبحانه وتعالى آية في المافقين إل وهي فيمن
ينتحل التشيع ) - 21 .(5بشا :عن الحسن بن الحسين بن بابويه ،عن عمه
محمد بن الحسن ،عن أبيه عن عمه أبي جعفر بن بابويه ،عن أبيه ،عن
علي ،عن أبيه ،عن صالح بن السندي عن يونس ،عن يحيى الحلبي ،عن
عبد الحميد بن عواض ،عن عمر بن يحيى بن
][167
بسام قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم :يقول :إن أحق الق ناس بالورع آل
محمد و شيعتهم كي تقتدي الرعية بهم ) - 22 .(1بشا :بهذا السناد عن
أبي جعفر بن بابويه ،عن محمد بن علي بن إبراهيم عن أبيه ،عن ابن
مرار ،عن يونس ،عن يحيى الحلبي ،عن أبي المغرا ،عن يزيد بن خليفة
قال :قال لنا أبو عبد ال عليه السلم ونحن عنده :نظرتم حيث نظر ال
واخترتم من اختار ال ،أخذ الناس يمينا وشمال وقصدتم محمدا صلى ال
عليه وآله أما إنكم لعلى المحجة البيضاء ،فأعينوا على ذلك بورع ،ثم قال
حيث أردنا أن نخرج :وما على أحدكم إذا عرفه ال هذا المر أن ل يعرفه
الناس ،إنه من عمل للناس كان ثوابه على الناس ،ومن عمل ل كان ثوابه
على ال ) - 23 (2صفات الشيعة للصدوق رحمه ال :عن ابن المتوكل،
عن محمد العطار عن النخعي ،عن النوفلي ،عن علي بن سالم ،عن أبيه،
عن أبي بصير قال :قال الصادق عليه السلم :شيعتنا أهل الورع والجتهاد
وأهل الوفاء والمانة ،وأهل الزهد والعبادة أصحاب إحدى وخمسين ركعة
في اليوم والليلة ،القائمون بالليل ،الصائمون بالنهار يزكون أموالهم
ويحجون البيت ويجتنبون كل محرم ) - 24 .(3ومنه :عن أبيه ،عن علي،
عن أبيه ،عن علي بن معبد ،عن الحسين بن خالد ،عن الرضا عليه السلم
قال :شيعتنا المسلمون لمرنا الخذون بقولنا ،المخالفون لعدائنا ،فمن لم
يكن كذلك فليس منا ) - 25 .(4ومنه :عن أبيه ،عن الحميري ،عن أحمد
بن محمد ،عن ابن أبي نجران قال :سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول:
من عادى شيعتنا فدق عادانا ،ومن والهم فقد والنا ،لنهم منا ،خلقوا من
طينتنا ،من أحبهم فهو منا ،ومن أبغضهم فليس منا ،شيعتنا ينظرون بنور
ال ،ويتقلبون في رحمة ال ،ويفوزون بكرامة ال ،ما
مامن أحد من شيعتنا يمرض إل مرضنا لمرضه ،ول اغتم إل اغتممنا لغمه ،ول
يفرح إل فرحنا لفرحه ،ول يغيب عنا أحد من شيعتنا أين كان في شرق
الرض أو غربها ومن ترك من شيعتنا دينا فهو علينا ،ومن ترك منهم مال
فهو لورثته ،شعيتنا الذين يقيمون الصلة ،ويؤتون الزكاة ،ويحجون البيت
الحرام ،ويصومون شهر رمضان ويوالون أهل البيت ،ويتبرؤن من
أعدائهم ،اولئك أهل اليمان والتقى ،وأهل الورع والتقوى ،من رد عليهم
فقد رد على ال ،ومن طعن عليهم فقد طعن على ال لنهم عباد ال حقا،
وأولياؤه صدقا ،وال إن أحدهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر فيشفعه ال
فيهم لكرامته على ال عزوجل ) - 26 .(1ومنه :عن ابن المتوكل ،عن
البرقي ،رفعه عن أبي عبد ال عليه السلم قال :وال ما شيعة علي عليه
السلم إل من عف بطنه وفرجه ،وعمل لخالقه ،ورجا ثوابه وخاف عقابه
) - 27 .(2ومنه :عن أبيه ،عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت ،عن
أبيه بإسناده ،عن محمد بن عجلن قال :كنت مع أبي عبد ال عليه السلم
فدخل رجل فسلم فسأله كيف من خلفت من إخوانك ؟ فأحسن الثناء وزكى
وأطرى فقال :كيف عيادة أغنيائهم لفقرائهم ؟ قال :قليلة ،قال :فكيف
مواصلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم ؟ فقال :إنك تذكر أخلقا ماهي
فيمن عندنا ،قال :كيف يزعم هؤلء أنهم لنا شيعة ) - 28 .(3ومنه:
بإسناده عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال :يا جابر إنما شيعة
علي عليه السلم من ل يعدو صوته سمعه ول شحناؤه ببدنه ،ل يمدح لنا
قاليا ،و ل يواصل لنا مبغضا ول يجالس لنا عائبا ،شيعة علي عليه السلم
من ل يهر هرير الكلب ،و ل يطمع طمع الغرابب ،ول يسأل الناس وإن
مات جوعا ،اوزلئك الخفيضة عيشهم المنتقلة ديارهم ،إن شهدوا لم
يعرفوا ،وإن غابوا لم يفتقدوا ،وإن مرضوا لم يعادوا وإن ماتوا لم
يشهدوا ،في قبورهم تيزاورون قلت :وأين أطلب هؤلء ؟ قال :في أطراف
][169
الرض بين السواق وهو قول ال عزوجل " أذلة على المؤمنين أعزة على
الكافرين " ) - 29 .(1ومنه :عن ما جيلويه ،عن عمه ،عن هاون بن
مسلم ،عن مسعدة بن صدقة قال سئل أبو عبد ال عليه السلم عن شيعتهم
فقال :شيعتنا من قدم ما استحسن و أمسك ما استقبح ،وأظهر الجميل،
وسارع بالمر الجليل ،رغبة إلى رحمة الجليل فذاك منا وإلينا ومعنا حيثما
كنا ) - 30 (2ومنه :عن أبيه ،عن علي ،عن أبيه ،عن إسماعيل بن
مهران ،عن حمران بن أعين ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان علي
بن الحسين عليه السلم قاعدا في بيته إذ قرع قوم عليهم الباب فقال :يا
جارية انظري من بالباب ؟ فقالوا :قوم من شيعتك ،فوثب عجل حتى كاد
أن يقع فلما فتح الباب ونظر إليهم رجع فقال :كذبوا فأين السمت في
الوجوه ؟ أين أثر العبادة ؟ أين سيماء السجود ؟ إنما شيعتنا يعرفون
بعبادتهم وشعثهم ،قد قرحت العببادة منهم الناف ،ودثرت الجباه والمساجد
خمص البطون ،ذبل الشفاه ،قد هيجت العبادة وجوههم ،وأخلق سهر
الليالي وقطع الهواجر جثثهم ،المسبحون إذا سكت الناس ،والمصلون إذا
نام الناس ،و المحزونون إذا فرح الناس )] (3يعرفون بالزهد ،كلمهم
الرحمة ،وتشاغلهم بالجنة[ .بيان :الناف جمع النف كالنوف ،وقرحها
إما لكثرة السجود ،لنها من المساجد المستحبة أو لكثرة البكاء في
القاموس الدثور الدروس ،والداثر الهالك وفي النهاية فيه إن القلب يدثر
كما يدثر السيف فجلؤه ذكر ال أي يصدأ كما يصدأ السيف وفي القاموس
هاج يهيج ثار كاهتاج وتهيج وأثار والنبت يبس ،والهائجة أرض يبس
بقلها أو اصفر وأهاجه أيبسه وكان يحتمل النسخة الباء الموحدة من
قولهم هبجه
) (1صفات الشيعة ص ،169والية في المائدة (2) .54 :صفات الشيعة ص .171
) (3صفات الشيعة ص .(*) 177
][170
) (1الشنان جمع الشن -بالفتح -القربة الخلقة الصغيرة ،لكن يكون الماء فيها
أبرد من غيرها ،فالبوالى صفة تأكيدية (2) .أثاب خ ل ،وفى المصدر
المطبوع :أحب (3) .المجرد :اناء يغلى لتصفية ما فيه من العصير ،وفى
المصدر :من أجل التجرد وهو تصحيف (4) .جر ثوابت جراحهم خ،
حرسوا قباب خراجهم خ ،والجملة مصحفة )*(.
][171
الصوات ،وسكنت الحركات ،من الطير في الوكور ،وقد نهنههم هول يوم القيامة
بالوعيد عن الرقاد كما قال سبحانه " :أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا
بياتا وهم نائمون " ) (1فاستيقظوا لها فزعين ،وقاموا إلى صلواتهم
معولين ،باكين تارة واخرى مسبحين ،يبكون في محاريبهم ،ويرنون،
يصطفون ليلة مظلمة بهماء يبكون .فلو رأيتهم يا أحنف في ليلتهم قياما
على أطرافهم منحنية ]ظهورهم ،يلتون[ أجزاء القرآن لصلواتهم قد
اشتدت إعوالهم ونحيبهم وزفيرهم ،إذا زفروا خيلت النار قد أخذت منهم
إلى حلقيمهم ،وإذا أعولوا حسبت السلسل قد صفدت في أعناقهم فلو
رأيتهم في نهارهم إذا لرأيت قوما يمشون على الرض هونا ،ويقولون
للناس حسنا " وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلما ،وإذا مروا باللغو مروا
كراما " ) (2قد قيدوا أقدامهم من التهمات ،وأبكموا ألسنتهم أن يتكلموا
في أعراض الناس وسجموا أسماعهم أن يلجها خوض خائض ،وكحلوا
أبصارهم بغض البصر عن المعاصي وانتحوا دار السلم التي من دخلها
كان آمنا من الريب والحزان .فلعلك يا أحنف شغلك نظرك في وجه واحدة
تبدي السقام بغاضرة وجهها ،و دار قد اشتغلت بنفس روأتها ) (3ستور
قد علقتها ،والريح والجام موكلة بثمرها وليست دارك هذه دار البقاء
فأحمتك الدار التي خلقها ال سبحانه من لؤلؤة بيضاء ونشفق فيها
أنهارها )] (4وغرس فيها أشجارها ،وظلل عليها بالنضج من أثمارها[
وكبسها بالعوابق من حورها ،ثم أسكنها أولياءه وأهل طاعته .فلو رأيتهم
يا أحنف وقد قدموا على زيادات ربهم سبحانه ،فإذا ضربت
) (1العراف (2) 97 :الفرقان (2) .63 :في المصدر :اشغلت بنقش رواقها ،وهو
الصحيح المناسب لقوله بعده " وستور قد علقتها " (3) .الزيادة من
المصدر المطبوع )*(.
][172
][173
توضيح " :المراجل " جمع المرجل كمنبر ،وهو القدر من الحجارة و النحاس،
والمحرد بالحاء المهملة من الحرد بمعنى القصد أو التحي والعتزال عن
الخلق ،وعن كل شئ سوى ال في القاموس :حرده يحرده قصده ،ورجل
حرد وحرد وحريد ومتحرد من قوم ،حراد وحرداء معتزل متنح وحي حريد
منفرد ،إما لعزته أو لقلته ،وحرد كضرب وسمع غضب وأحرد في السير
أغذ انتهى والكل مناسب وفي بعض النسخ بالجيم وكأنه على المفعول من
بناء التفعيل من قولهم تجرد للمر أي جد فيه ،وانجرد بنا السير أي امتد
أو من التجريد وهو التعرية من الثياب كناية عن قطع العلئق متوجها إلى
ال سحانه ،والول أظهر ،وفي القاموس :سمر سمرا وسمورا لم ينم،
وهم السمار ،وقال :نهنهه عن المر فتنهنه كفه وزجره فكف وقال" :
أعول " رفع صوته بالبكاء والصياح كعول ،والسم العول والعولة
والعويل ،وقال :صفده يصفده شده وأوثقه كأصفده وصفده " من التهمات
" أي من مواضع التهمة ،أو من تتبع عيوب الناس واتهامهم .قوله" :
وسجموا أسماعهم " أي كفوها ومنعوها عن " أن يلجها " أي يدخلها
كلمات المبطلين ،قال الزمخشري في الساس :سجم عن المر أبطأ
وانقبض وقال :خاضوا في الحديث وتخاوضوا فيه وهو يخوض مع
الخائضين أي يبطل مع المبطلين ،وهم في خوض يلعبون وقال الراغب:
الخوض هو الشروع في الماء و المرور فيه ،ويستعار في المور وأكثر ما
ورد في القرآن ورد فيما يذم الشروع فيه نحو قوله " ولئن سألتهم ليقولن
إنما كنا نخوض ونلعب " ) " (1وخضتم كالذي خاضوا " ) (2وقال
تعالى " :فذرهم في خوضهم يلعبون " )(3
) (1براءة (2) .65 :براءة (3) .69 :النعام ،91 :والية هكذا منقولة في المصدر
المطبوع ،وفى المصحف الشريف " قل ال ،ثم ذرهم في خوضهم
يلعبون " ،نعم في المصحف الشريف " فذرهم يخضوا ويلعبوا حتى
يلقوا يومهم الذى يوعدون ،في سورة المعارج ،42وسورة الزخرف "
.(*) 83
][174
و " إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث
غيره " ) (1وتقول :أخضت دابتي في الماء " انتهى .وأقول :يمكن أن
يقرأ سجموا هنا على بناء التفعيل أو على بناء المجرد فيكون أسماعهم
بالرفع بدل عن الضمير ،ونحاه وانتحاه قصده ،وانتحى جد " في وجه
واحدة " أي دار واحدة " وتظهر ) (2السقام بغاضرة وجهها " من
الغضارة وهي النعمة والسعة والحسن وطيب العيش ،أي في عين النضارة
والغضارة تظهر أنواع البلء " قد اشتغلت " أي شغلتك عن الخرة
بنفائس روأتها وحسنها والجام بالجيم من قولهم تأجم النهار أي اشتد
حره أو بالحاء المهملة والميمين من قولهم أحم الماء سخنه " .فأحمتك "
الضمير للدار المقدمة ،وهي الدنيا ،أي منعتك دار الدنيا عن دار الخرة.
في القاموس :حمى الشئ يحميه حميا وحماية :منعه ،وحمى المريض ما
يضره منعه إياه ،فاحتمى وتحمى :امتنع ،وأحمى المكان جعله حمى ل
يقرب ،وحمي من الشئ كرضي أنف ،وقال :كبس البئر و النهر يكسبهما
طمهما بالتراب ،ورأسه في ثوبه أخفاه وأدخله فيه ،وداره هجم عليه
واحتاط ،وقال :عبق به الطيب كفرح لزق به .أو هو بالتاء المثناة الفوقانية
جمع عاتق ،وهي الجارية أول ما أدركت والتي لم تتزوج ذكره الفيروز
آبادي وقال :الحور جمع أحور وحوراء ،وبالتحريك أن يشتد بياض العين
وسواد سوادها ،وتستدير حدقتها ،وترق جفونها ،ويبيض ما حواليها ،أو
شدة بياضها وسواها في شدة بياض الجسد أو اسوداد العين كلها مثل
الظباء ول يكون في بني آدم بل يستعار لها .قوله " :على زيادات ربهم "
أي نعمهم الزائدة عن قدر أعمالهم كما قال سبحانه " :للذين أحسنوا
الحسنى وزيادة " وقال " :ولدينا مزيد " ).(3
) (1النعام (2) .68 :كان لفظ الحديث " ،تبدى " (3) .يونس ،26 :ق .(*) 35
][175
" فإذا ضربت " أي أسرعت أو على بناء المجهول " والجنائب " جمع الجنيبة،
وهي الفرس تقاد ول تركب و " الرواحل " جمع الراحلة وهي المركب من
البل ذكرا كان أو انثى ،وقيل هي الناقة التي تصلح أن ترحل " والرادن "
الزعفران أو هو اللوان أي أنواع الطيب أو الرجوان بالضم أي الورد
الحمر ،أو الثوب الرغواني والوردان جمع ورد لكنه لم يذكر في كتب
اللغة " والكثب " بالضم جمع الكثيب وهو التل من الرمل و " يتطأ من
تحت أقدامهم " افتعال من الوطئ في القاموس وطئه بالكسر يطاؤه داسه
كوطأه ووطأته توطئة ،واستوطأه وجده وطيئا ووطئه هيأه ودمثه وسهله
كوطأ في الكل فاتطأ ،واتطأ كافتعل استقام وبلغ نهايته ،وتهيأ ورجل موطئ
الكناف كمعظم سهل دمث كريم مضياف .وقال في الساس :اطمأن
بالمكان ،ووتد ال الرض بالجبال فاطمأنت ،و من المجاز وقار وطمأنينة،
ورأيته قلقا فرقا فطامنت منه حتى اطمأن ،ومن المجاز في فلن وقار وتطأ
من ،وتقول قلبه آمن ،وجاشه متطامن ،وأرض مطمئنة ومتطأمنة
منخفضة انتهى .وأقول :فيتحمل أن يكون " من " جزء الكلمة من "
يتطأمن " أي يمشون على اللؤلوء والمرجان من غير عسر وحزونة،
وكأن الول أظهر " .والقهارمة " جمع القهرمان ،وفي النهاية هو
كالخازن والوكيل والحافظ لما تحت يده والقائم بامور الرجل بلغة الفرس "
بمنابر الريحان " أي ما اجتمع وارتفع منه في القاموس نبر الشئ رفعه،
ومنه المنبر بكسر الميم ،وقال :النبرة كل مرتفع من شئ ويمكن أن يكون
منائر بالهمز من النور بالفتح أي الزهار ،و " تفاجت " من الفجأة
بالتخفيف والحذف وأصله تفاجأت أي ثارت فجأة وفي بعض النسخ هاجت
من الهيجان وفي القاموس السربال بالكسر القميص أو الدرع أو كل ما
لبس " .من قطران " قال البيضاوي :وجاء قطران وقطران ) (1لغتين فيه
وهو ما يتحلب من ال بهل فيطبخ فيهنأ به البل الجربى فيحرق الجرب
بحدته ،وهو
][176
أسود منتن يشتعل فيه النار بسرعة يطلى به جلود أهل النار حتى يكون طلؤه لهم
كالقميص ليجتمع عليهم لذع القطران ،ووحشة لونه ونتن ريحه مع
إسراع النار في جلودهم ،وعن يعقوب من قطر آن والقطر النحاس أو
الصفر المذاب والني المتناهي حره ،وقال " :يطوفون بينها " أي بين
النار يحرقون بها و " بين حميم آن " أي ماء حار بلغ النهاية في
الحرارة ،يصب عليهم أو يسقون منه ،وقيل إذا استغاثوا من النار أغيثوا
بالحميم ) (1و " الحطم " الكسر و " الهشم " كسر اليابس ،و شوهه
ال :قبح وجهه ،و " الخرطوم " كزنبور النف قال تعالى " :سنسمه على
الخرطوم " ) (2و " الجامعة " الغل و " التحم الطوق " أي دخل في
اللحم ونشب فيه " خلدوا " أي كونوا مخلدين .و " تنقطع بهم السباب "
إشارة إلى قوله سبحانه " :إذ ترأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا
العذاب وتقطعت بهم السباب " قال البيضاوي :السباب الوصل التي كانت
بينهم من التباع والتفاق على الدين والغراض الداعية إلى ذلك " على
الجدران " لنهم كانوا يضعونه فوق الجدار ليزيد تبريده " كنت مطعمه "
أي رزقته على بناء المجهول فيهما مجازا .وهذا الخبر كان في غاية السقم
ولم أجده في كتاب آخر اصححه به ،وكان فيه بعض التصحيف والحذف.
- 32فضائل الشيعة :للصدوق رحمه ال باسناده ،عن أبي بصير ،عن أبي
-عبد ال عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :أنا الراعى
راعي النام ،أفترى الراعي ل يعرف غنمه ؟ قال :فقام إليه جويرية وقال:
يا أمير المؤمنين فمن غنمك ؟ قال :صفر الوجوه ،ذبل الشفاه من ذكر ال
) - 33 .(3محص :عن الحذاء ،عن أبي جعفر عليه السلم :قال :سمعته
يقول :أما وال إن أحب أصحابي إلى أورعهم وأكتمهم لحديثنا ،وإن
أسوأهم عندي حال
) (1تفسير البيضاوي .419 :والية في الرحمن (2) .40 :القلم (3) .16 :فضائل
الشيعة ص .(*) 150
][177
وأمقتهم إلى الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا ،فلم يعقله ولم يقبله قلبه
اشمأزت منه وجحده وكفر بمن دان به ،وهو ل يدري لعل الحديث من
عندنا خرج وإلينا اسند ،فكيون بذلك خارجا عن وليتنا .بيان :اشمأز
انقبض واقشعر - 34 .ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن أبي الطيب محمد
بن الحسين اللخمي عن جعفر بن عبد ال العلوي ،عن منصور بن أبي
بريرة ،عن نوح بن دراج عن ثابت بن أبي صفية ،عن يحيى بن أم
الطويل ،عن نوف بن عبد ال البكالي قال :قال لي علي عليه السلم :يا
نوف خلقنا من طينة طيبة ،وخلق شيعتنا من طينتنا ،فإذا كان يوم القيامة
الحقوا بنا ،قال نوف :فقلت :صف لي شيعتك ،يا أمير المؤمنين فبكى
لذكرى شيعته وقال :يا نوف شيعتي وال الحلماء ،العلماء بال ودينه
العاملون بطاعته وأمره ،المهتدون بحبه ،أنضاء عبادة ،أحلس زهادة،
صفر الوجوه من التهجد ،عمش العيون من البكاء ،ذبل الشفاه من الذكر،
خمص البطون من الطوى ،تعرف الربانية في وجوههم والرهبانية في
سمتهم ،مصابيح كل ظلمة وريحان كل قبيل ،ل يثنون من المسلمين سلفا،
ول يقفون لهم خلفا ،شرورهم مكنونة ،وقلوبهم محزونة ،وأنفسهم
عفيفة ،وحوائجهم خفيفة ،أنفسهم منهم في عناء ،والناس منهم في راحة،
فهم الكاسة اللباء ،والخالصة النجباء ،فهم الرواغون فرارا بدينهم ،إن
شهدوا لم يعرفوا ،وإن غابوا لم يفتقدوا ،أولئك شيعتي الطيبون وإخواني
الكرمون ،ألهاه شوقا إليهم ) .(1بيان " :النضاء " جمع النضو
بالكسر ،وهو المهزول من البل وغيرها " أحلس زهادة " أي ملزمون
للزهد أو ملزمون للبيوت لزهدهم ،في النهاية في حديث الفتن عد منها
فتنة الحلس ،الحلس :جمع حلس وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير
تحت القتب ،وفيه كونوا أحلس بيوتكم أي الزموها " ريحان كل قبيل "
أي الشيعة عزيز كريم بين كل قبيلة بمنزلة الريحان ،ولذا يطلق
][178
الريحان على الولد وعلى الرزق " ول يقفون " أي ل يتهمون ول يقذفون أول
يتبعونهم بغير حجة في القاموس قفوته تبعته ،وقذفته بالفجور صريحا،
ورميته بأمر قبيح " فهم الرواغون " :أي يميلون عن الناس ومخالطتهم،
أو يجادلون في الدين ويدخلون الناس فيه بالحكمة والموعظة الحسنة،
وفي القاموس :راغ الرجل والثعلب روغا وروغانا مال وحاد عن الشئ،
وهذه روغتهم وياغتهم بكسرهما أي مصطر عهم وأخذتني بالرويغة
بالحيلة من الروغ وأراغ أراد وطلب ،و المراوغة المصارعة- 35 .
مشكوة النوار :عن علي بن الحسين عليه السلم :قال :صلى أمير
المؤمنين عليه السلم :ثم لم يزل في موضعه حتى صارت الشمس على
قيد رمح ،وأقبل على الناس بوجهه فقال :وال لقد أدركنا أقواما كانوا
يبيتون لربهم سجدا وقياما يراوحون بين جباههم وركبهم ،كأن زفير النار
في آذانهم ،إذا ذكر ال عندهم مادوا كما يميد الشجر ،كأن القوم باتوا
غافلين ،قال :ثم قام فما رئي ضاحكا حتى قبض صلوات ال عليه )36 .(1
-ومنه :عن عمرو بن سعيد بن بلل قال :دخلت على أبي جعفر عليه
السلم ونحن جماعة فقال :كونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي
ويلحق بكم التالي واعلموا يا شيعة آل محمد ! ما بيننا وبين ال من قرابة،
ول لنا على ال حجة ،ول يقرب إلى ال إل بالطاعة ،من كان مطيعا نفعته
وليتنا ،ومن كان عاصيا لم تنفعه وليتنا .قال :ثم التفت إلينا وقال :ل
تغتروا ول تفتروا ،قلت :وما النمرقة الوسطى ؟ قال :أل ترون أهل تأتون
أن تجعلوا للنمط الوسط فضله ) .(2بيان :النمرقة بضم النون والراء
وكسرهما الوسادة ،والنمط الطريقة من الطرايق ،والجماعة من الناس
أمرهم واحد ،وأصله ضرب من البسط له خمل رقيق " أل ترون إلخ " أي
تدخلون بيتا فيه أنماط ونمارق تتوجهون إلى الوسط منها و
][179
ترون فضله على سائر الوسائد والبسط ،فهذا على الستعارة وقد مر الكلم فيه.
- 37المشكوة :روى محمد بن نبيك قال :حدثني أبو عبد ال جعفر بن
محمد بن مقبل القمي ،عن علي بن محمد الزائدي ،عن الحسن بن أسد،
عن الهيثم بن واقد عن مهزم قال :دخلت على أبي عبد ال عليه السلم
فذكرت الشيعة فقال :يا مهزم إنما الشيعة من ل يعدو سمعه صوته ،ول
شجنه بدنه ) (1ول يحب لنا مبغضا ،ول يبغض لنا محبا ،ول يجالس لنا
غاليا ،ول يهر هرير الكلب ،ول يطمع طمع الغراب ول يسأل الناس وإن
مات جوعا ،المتنحي عن الناس ،الخفي عليهم ،وإن اختلفت بهم الدار لم
تختلف أقاويلهم إن غابوا لم يفقدوا ،وإن حضروا لم يؤبه بهم ) (2وإن
خطبوا لم يزوجوا ،يخرجون من الدنيا وحوائجهم في صدورهم ،إن لقوا
مؤمنا أكرموه ،وإن لقوا كافرا هجروه ،وإن أتاهم ذو حاجة رحموه ،وفي
أموالهم يتواسون .ثم قال :يا مهزم قال جدي رسول ال صلى ال عليه
وآله لعلي رضوان ال عليه :يا علي كذب من زعم أنه يحبني ول يحبك،
أنا المدينة وأنت الباب ،ومن أين تؤتى المدينة ال من بابها .وروى أيضا
مهزم هذا الحديث إلى قوله :وإن مات جوعا ،قال :قلت :جعلت فداك أين
أطلب هؤلء ؟ قال :هؤلء اطلبهم في أطراف الرض اولئك الخفيض
عيشهم ،المنقلة ديارهم ،القليلة منازعتهم ،إن مرضوا لم يعادوا ،وإن
ماتوا لم يشهدوا ،وإن خاطبهم جاهل سلموا ،وعند الموت ل يجزعون،
وفي أموالهم متواسون إن التجأ إليهم ذو حاجة منهم رحموه ،لم يختلف
قولهم ،وإن اختلف بهم البلدان ثم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
كذب يا علي من زعم أنه يحبني ويبغضك )(3
) (1الشجن :الحزن والهم ،وفى المصدر المطبوع بالحاء المهملة ،والشحن
بالتحريك :الحقد والعداوة كالشحناء ،وقد مر مثله تحت الرقم 16و 28
وهكذا سيجئ تحت الرقم 39عن الكافي مشروحا وفيه " ول شحناؤه
بدنه " فراجع (2) .أي لم يلتفت إليهم لخمولهم ولم يكترث بشأنهم(3) .
مشكوة النوار ص 61و .(*) 62
][180
- 38ومنه :عن ميسر قال :قال أبو جعفر عليه السلم :يا ميسر أل اخبرك
بشيعتنا ؟ قلت :بلى جعلت فداك قال :إنهم حصون حصينة وصدور أمينة
وأحلم رزينة ليسوا بالمذاييع البذر ،ول بالجفاة المرائين ،رهبان بالليل،
اسد بالنهار ) .(1والبذر :القوم الذين ل يكتمون الكلم .وعن أبي عبد ال
عليه السلم قال :إن أصحاب علي عليه السلم كانوا المنظور إليهم في
القبائل وكانوا أصحاب الودايع مرضيين عند الناس سهار الليل ،مصابيح
النهار ) - 39 .(2كا :عن علي بن إبراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن
يونس ،عن مهزم وبعض أصحابنا ،عن محمد بن علي ،عن محمد بن
إسحاق الكاهلي ،وأبي علي الشعري عن الحسن بن علي الكوفي ،عن
العباس بن عامر ،عن ربيع بن محمد جميعا ،عن مهزم السدي قال :قال
أبو عبد ال عليه السلم :يا مهزم شيعتنا من ل يعدو صوته سمعه ول
شحناؤه بدنه ،ول يمتدح بنا معلنا ،ول يجالس لنا عائبا ،ول يخاصم لنا
قاليا إن لقي مؤمنا أكرمه ،وإن لقي جاهل هجره .قلت :جعلت فداك فكيف
أصنع بهؤلء المتشيعة ؟ قال :فيهم التمييز وفيهم التبديل ،وفيهم
التمحيص تأتي عليهم سنون تفنيهم ،وطاعون يقتلهم ،و اختلف يبددهم،
شيعتنا من ل يهر هرير الكلب ،ول يطمع طمع الغراب ،ول يسأل عدونا
وإن مات جوعا ،قلت :جعلت فداك فأين أطلب هؤلء ؟ قال :في أطراف
الرض اولئك الخفيض عيشهم ،المنتقلة ديارهم ،إن شهدوا لم يعرفوا،
وإن غابوا لم يفتقدوا ،ومن الموت ل يجزعون ،وفي القبور يتزاورون،
وإن لجأ إليهم ذو حاجة منهم رحموه ،لن تختلف قلوبهم ،وإن اختلفت بهم
الدار ،ثم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :أنا المدينة وعلي الباب،
وكذب من زعم أنه يدخل المدينة ل من قبل الباب ،وكذب من زعم أنه
يحبني ويبغض عليا عليه السلم ).(3
) 1و (2مشكوة النوار ص 62و .63والمذاييع جمع المذياع :الذى ل يكتم
السرار بل يفشيها (3) .الكافي ج 2ص .(*) 239
][181
تبيين " :من ل يعدو " أي ل يتجاوز وفي بعض النسخ ل يعلوا صوته سمعه كأنه
كناية عن عدم رفع الصوت كثيرا ،ويحمل على ما إذا لم يحتج إلى الرفع
لسماع الناس كما قال تعالى " :واغضض من صوتك إن أنكر الصوات
لصوت الحمير " ) .(1أو على الدعاء والتلوة والعبادة ،فان حفض
الصوت فيها أبعد من الرئاء ،و يمكن أن يكون المراد بالسمع السماع كما
ورد في اللغة ،أو يكون بالضافة إلى المفعول أي السمع منه ،أي ل يرفع
الصوت زائدا على إسماع الناس ،أو يكون بضم السين وتشديد الميم
المفتوحة جمع سامع أي ل يتجاوز صوته السامعين منه ،و قرئ السمع
بضمتين جمع سموع بالفتح :أي ل يقول شيئا إل لمن يسمع قوله ويقبل
منه " .ول شحناؤه بدنه " أي ل يتجاوز عداوته بدنه أي يعادي نفسه ول
يعادي غيره ،أو إن عادى غيره في ال ل يظهره تقية .وفي بعض النسخ
" يديه " أي ل تغلب عليه عداوته ،بل هي بيديه واختياره يدفعها باللطف
والرفق أو ل يتجاوز أثر عداوته من يده إلى الخصم بأن يضبط نفسه عن
الضرب ،أو ل يضمر العداوة في القلب وإن كانت المكافاة باليد أيضا
مذمومة لكن هذا أشد وسيأتي ) (2عن غيبة النعماني " ول شجاه بدنه "
وعن مشكوة النوار " ول شجنه بدنه " والشجا الحزن وما اعترض في
الحلق ،والشجن محركة الهم والحزن ،وحاصلهما عدم إظهار همه وحزنه
لغيره كما مر أن بشره في وجهه ،وحزنه في قلبه ،أي ل يصل ضرر حزنه
إلى غيره ول يمتدح بنا معلنا :في القاموس :مدحه كمنعه مدحا ومدحة
أحسن الثناء عليه كمدحه وامتدحه و تمدحه وتمدح تكلف أن يمدح وتشبع
بما ليس عنده ،والرض والخاصرة اتسعتا كامتدحت ) (3وقال :اعتلن
ظهر وأعلنته وبه وعلنته أظهرته.
) (1لقمان (2) .19 :بل قد مر تحت الرقم 16عن غيبة النعماني ،وتحت الرقم 28
عن صفات الشيعة والرقم 37عن مشكوة النوار (3) .القاموس ج 1
ص .(*) 248
][182
أقول :فالكلم يحتمل وجوها :الول :أن يكون الظرف متعلقا بمعلنا كما في نظائره،
والمتداح بمعنى المدح أي ل يمدح معلنا لمامتنا فانه لتركه التقية ل
يستحق المدح .الثاني :ان يكون المتداح بمعنى التمدح كما في بعض
النسخ أي ل يطلب المدح ول يمدح نفسه بسب قوله بامامتنا علنية ،وذلك
أيضا لترك التقية ،وفيه إشعار بأنه ليس بشيعة لنا لتركه أمرنا بل يتكلف
ذلك .الثالث :أن تكون الباء زائدة أي ل يمدحنا معلنا وهو بعيد " .لنا عائبا
" الظرف متعلق بقوله عائبا " ول يخاصم لنا قاليا " أي مبغضا لنا "
وإن لقي جاهل " كأن المراد به غير المؤمن الكامل أي العالم العامل
بقرينة المقابلة فيشمل الجاهل والعالم غير العامل بعلمه ،بل الهجران عنه
أهم ،وضرر مجالسته أتم " فكيف أصنع بهؤلء المتشيعة " أي الذين
يدعون التشيع ،وليس لهم صفاته وعلماته و الكلم يحتمل وجهين:
أحدهما :أن المعنى كيف أصنع بهم حتى يكونوا هكذا ؟ فأجاب عليه السلم
بأن هذا ليس من شأنك بل ال يمحصهم ويبدلهم .والثاني :أن المعنى ما
أعتقد فيهم ؟ فالجواب أنهم ليسوا بشيعة لنا ،وال تعالى يصلحهم ويذهب
بمن ل يقبل الصلح منهم .وفيهم التمييز ،قيل كلمة " في " في المواضع
للتعليل والظرف خبر للمبتدأ والتقديم للحصر واللم في الثلثة للعهد إشارة
إلى ماروي عن أمير المؤمنين حيث قال :لتبلبلن بلبلة ولتغر بلن غربلة
حتى يعود أسفلكم أعلكم وأعلكم أسفلكم إلى آخر الخبر ) (1وأقول :قد
روي أيضا عن أبي عبد ال عليه السلم ويل لطغاة العرب من أمر اقترب،
قلت :جعلت فداك كم مع القائم من العرب ،قال :نفر يسير ،قلت :وال إن
من يصف هذا المر منهم لكثير ! قال :لبد للناس من أن يمحصوا ويميزوا
ويغربلوا
][183
ويستخرج في الغربالي خلق كثير ) .(1وذكر عليه السلم امورا توجب خروجهم
من الفرقة الناجية أو هلكهم بالعمال والخلق الشيعة في الدنيا والخرة:
احدها :التمييز بين الثابت الراسخ وغيره ،في المصباح يقال :مزته ميزا
من باب باع بمعنى عزلته وفصلته من غيره ،والتثقيل مبالغة وذلك يكون
في المشتبهات نحو " ليميز ال الخبيث من الطيب " ) (2وفي المختلطات
نحو " وامتازوا اليوم أيها المجرمون " ) (3وتمييز الشئ انفصاله من
غيره .وثانيها :التبديل أي تبديل حالهم بحال أخس أو تبديلهم بقوم آخرين
ل يكونون أمثالهم كما قال تعالى " :وإن تتولوا يستبدل قوما غير كم ثم ل
يكونوا أمثالكم " ) .(4وثالثها ::التمحيص وهو البتلء والختبار
والتخليص يقال :محصت الذهب بالنار إذا خلصته مما يشوبه .ورابعها:
السنون وهي الجدب والقحط قال ال تعالى " :ولقد أخذنا آل فرعون
بالسنين " ) (5والواحد السنة ،وهي محذوفة اللم وفيها لغتان إحداهما
جعل اللم هاء والصل سنهة ،وتجمع على سنهات ،مثل سجدة وسجدات
وتصغر على سنيهة وأرض سنهاء أصابتها السنة وهي الجدب ،والثانية
جعلها واوا و الصل سنوة وتجمع على سنوات مثل شهوة وشهوات
وتصغر على سنية وأرض سنواء أصابتها لسنوة ،وتجمع في اللغتين
كجمع المذكر السالم أيضا فيقال :سنون وسنين ،وتحذف النون للضافة
وفي لغة تثبت الياء في الحوال كلها.
) (1غيبة النعماني باب التمحيص ص (2) .111النفال (3) .37 :يس(4) .59 :
القتال (5) .38 :العراف.(*) 130 :
][184
تجعل النون حرف إعراب تنون في التنكير ول تحذف مع الضافة كأنها من اصول
الكلمة ،وعلى هذه اللغة قوله صلى ال عليه وآله " :اللهم اجعلها عليهم
سنينا كسنين يوسف " ) (1كل ذلك ذكرها في المصباح .وخامسها:
الطاعون وهو الموت من الوباء .وسادسها :اختلف يبددهم :أي اختلف
بالتدابر والتقاطع والتنازع يبددهم ويفرقهم تفريقا شديدا تقول :بددت
الشئ من باب قتل إذا فرقته و التثقيل مبالغة وتكثير ،وقيل يأتي عليهم
سنون إلى هنا دعاء عليهم ول يخفى بعده " .ل يهر هرير الكلب " أي ل
يجزع عند المصائب ،أو ل يصول على الناس بغير سبب كالكلب ،قال في
القاموس :هر الكلب إليه يهر أي بكسر الهاء هريرا وهو صوته دون
نباحه من قلة صبره على البرد ،وقد هره البرد صوته كأهره ،وهر يهر
بالفتح ساء خلقه " ول يطمع طمع الغراب " طمعه معروف يضرب به
المثل ،فانه يذهب إلى فراسخ كثيرة لطلب طعمته " وإن مات جوعا " كأنه
على المبالغة أو محمول على إمكان سؤال غير العدو ،وإل فالظاهر أن
السؤال مطلقا عند ظن الموت من الجوع واجب وقيل :المراد به السؤال
من غير عوض ،وأما معه كالقتراض فالظاهر أنه جائز " فأين أطلب
هؤلء " أي ل أجد بين الناس من اتصف بتلك الصفات ،قال :في أطراف
الرض لنهم يهربون من المخالفين تقية أو يستوحشون من الناس
لستيلء حب الدنيا والجهل عليهم حذرا من أن يصيروا مثلهم ،وما قيل إن
" في " معنى عند كما قيل في قوله تعالى " فما متاع الحيوة الدنيا في
الخرة إل قليل " ) (2والطراف جمع طريف بمعنى النفيس والمراد بهم
العلماء فل يخفى بعده " اولئك الخفيض عيشهم " أي هم خفيفوا المؤنة
يكتفون من الدنيا بأقلها فل يتعبون في تحصيلها وترك الملذ أسهل من
ارتكاب المشاق في القاموس الخفض الدعة ،وعيش خافض ،والسير اللين
وغض الصوت ،وأرض خافضة السقيا سهلة السقي وخفض القول يا فلن
لينه و المر هونه " المنتقلة ديارهم " لفرارهم من شرار الناس من
أرض إلى أرض ،أو
) (1راجع مجمع البيان وغيره في تفسير سورة الدخان (2) .براءة.(*) 38 :
][185
يختارون الغربة لطلب العلم " إن شهدوا لم يعرفو " لعدم شهرتهم ،وخمول ذكرهم
بين الناس ،وقيل لختيارهم الغربة لطلب العلم " وإن غابوا لم يفتقدوا "
أي لم يطلبوا لستنكاف الناس عن صحبتهم ،وعدم اعتنائهم بشأنهم ،وقيل
لغربتهم بينهم كما مر وفي القاموس افتقده وتفقده طلبه عند غيبته ،ومات
غير فقيد ول حميد وغير مفقود غير مكترث لفقدانه " .ومن الموت ل
يجزعون " لن أولياء ال يحبون الموت ويتمنونه ،وقيل " :من " للتعليل
والظرف متعلق بالنفي ل بالمنفي والتقديم للحصر أي عدم جزعهم من
أحوال الدنيا وأهلها وما يصيبه منهم من المكاره إنما هو لعلمهم بالموت
والنتقام منهم بعده ،ول يخفى بعده " .وفي القبور يتزاورون " أي أنهم
لشدة التقية وتفرقهم قلما يمكنهم زيارة بعضهم لبعض ،وإنما يتزاورون
في عالم البرزخ لحسن حالهم ورفاهيتهم ،أو أنهم مختفون من الناس ل
يزارون إل بعد الموت ،أو مساكنهم المقابر والمواضع الخربة في تلك
المواطن يلقي بعضهم بعضا وقيل :أي يزور أحياؤهم أمواتهم في المقابر
وقيل القبور :عبارة عن مواضع قوم ماتت قلوبهم لترك ذكر ال كما قال
تعالى " :وما أنت بمسمع من في القبور " ) (1أي ل تمكنهم الزيارة في
موضع تكون فيه جماعة من الضلل والجهال الذينهم بمنزلة الموات
والول أظهر " .لن تختلف قلوبهم وإن اختلفت بهبم الدار " أي هم على
مذهب واحد و طريقة واحدة ،وإن تباعد بعضهم بعضها في الديار ،فانهم
تابعون لئمة الحق ول اختلف عندهم ،وقيل :أي قلب كل واحد منهم غير
مختلف ول متغير من حال إلى حال ،وإن اختلفت دياره ومنازله ،لنسه
بال ،وعدم تعلقه بغيره ،فل يستوحش بالوحدة والغربة ،واختلف الديار،
لن مقصوده وأنيسه واحد حاضر معه في الديار كلها ،بخلف غيره لن
قلبه لما كان متعلقا بغيره تعالى يأنس به إذا وجده ،و يستوحش إذا فقده.
انتهى ول يخفى بعده.
][186
" أنا المدينة " كأن ذكر هذا الخبر لبيان علة اتفاق قلوبهم ،فانهم عاملون بهذا
الخبر أو لبيان أن تلك الصفات إنما تنفع إذا كانت مع الولية ،أو لبيان
لزوم اختيار تلك الصفات ،فانها من أخلق مولى المؤمنين ،وهو باب
مدينة الدين والعلم والحكمة ،فل بد لمن ادعى الدخول في الدين أن يتصف
بها - 40 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن محمد بن الحسن
زعلن ،عن أبي إسحاق الخراساني ،عن عمرو بن جميع العبدي ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :شيعتنا الشاحبون الذابلون الناحلون ،الذين إذا
جهنم الليل استقبلوه بحزن ) .(1بيان " :شيعتنا الشاحبون " وفي نادر
من النسخ " السايحون " بالمهملتين بينهما مثناة تحتانية قيل :أي
الملزمون للمساجد والسيح أيضا الذهاب في الرض للعبادة وقال في
النهاية :الشاحب المتغير اللون والجسم لعارض من مرض أو سفر
ونحوهما ،و قال :ذبلت بشرته أي قل ماء جلده وذهبت نضارته ،وفي
الصحاح ذبل الفرس ضمر وقال :النحول الهزال ،وجمل ناحل مهزول،
وقال :جن عليه الليل يجن جنونا ويقال :أيضا جنه الليل وأجنه الليل
بمعنى .وأقول :تعريف الخبر باللم للحصر ،والحاصل أنه ليس شيعتنا إل
الذين تغيرت ألوانهم من كثرة العبادة والسهر ،وذبلت أجسادهم من كثرة
الرياضة ،أو شفاههم من الصوم ،وهزلت أبدانهم مما ذكر :الذين إذا
سترهم الليل استقبلوه بحزن أي اشتغلوا بالعبادة فيه مع الحزن للتفكر في
أمر الخرة وأهوالها - 41 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن حماد بن عيسى،
عن إبراهيم بن عمر اليماني ،عن رجل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
شيعتنا أهل الهدى ،وأهل التقى وأهل الخير ،وأهل اليمان ،وأهل الفتح
والظفر ) .(2بيان " :أهل الهدى " أي الهداية إلى الدين المبين وهو مقدم
على كل شئ ثم أردفه بالتقوى وهو ترك المنهيات ثم بالخير وهو فعل
الطاعات ثم باليمان
أي الكامل فانه متوقف عليها وأما الفتح والظفر فالمراد به إما الفتح والظفر على
المخالفين بالحجج والبراهين أو على العادي الظاهرة إن أمروا بالجهاد
فانهم أهل اليقين والشجاعة أو على العادي الباطنة بغلبة جنود العقل
على عساكر الجهل والجنود الشيطانية بالمجاهدات النفسانية كما مر في
كتاب العقل ،أو المراد أنهم أهل لفتح أبواب العنايات الربانية والفاضات
الرحمانية ،وأهل الظفر بالمقصود كما قيل إن الول إشارة إلى كمالهم في
القوة النظرية ،والثاني إلى كمالهم في القوة العملية ،حتى بلغوا إلى
غايتهما ،وهو فتح أبواب السرار ،والفوز بقرب الحق - 42 .كا :عن
محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن محمد بن إسماعيل ،عن منصور
بزرج ،عن المفضل قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إياك والسفلة ،فانما
شيعة علي عليه السلم من عف ببطنه وفرجه ،واشتد جهاده ،وعمل
لخالقه ،ورجا ثوابه ،و خاف عقابه ،فإذا رأيت اولئك فاولئك شيعة جعفر )
.(1ل :عن أبيه ،عن سعد ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن محمد بن سنان،
عن المفضل قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إنما شيعة جعفر إلى آخر
الخبر ) .(2مشكوة النوار :مرسل مثله ) .(3كش :عن إبراهيم بن علي
الكوفي ،عن إبراهيم بن إسحاق الموصلي عن يونس ،عن العلء ،عن
المفضل ،قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :إياك والسفلة إلى
قوله :وخاف عقابه ) .(4بيان :في القاموس :السفل والسفلة بكسرهما
نقيض العلو ،وسفل في خلقه وعلمه ككرم سفل ويضم وسفال ككتاب وفي
الشئ سفول بالضم نزل من أعله إلى أسفله ،وسفلة الناس الكسر
وكفرحة أسافلهم وغوغاؤهم ،وفي النهاية:
][188
فقالت امرأة من سفلة الناس :السفلة بفتح السين وكسر الفاء :السقاط من الناس
والسفالة النذالة ،يقال هو من السفلة ،ول يقال هو سفلة والعامة تقول
رجل سفلة من قوم سفل ،وليس بعربي وبعض العرب يخفف فيقول فلن
من سفلة الناس فينقل كسرة الفاء إلى السين انتهى .وأقول :ربما يقرأ
سفلة بالتحريك ،جمع سافل ،والحاصل أن السفلة أراذل الناس وأدانيهم،
وقد ورد النهي عن مخالطتهم ومعاملتهم وفسر في الحديث بمن ل يبالي ما
قال ول ما قيل له ،وههنا قوبل بالشيعة الموصوفين بالصفات المذكورة ،و
حذر عن مخالطتهم ورغب في مصاحبة هؤلء .والجهاد هنا الجتهاد
والسعي في العبادة أو مجاهدة النفس المارة " وعمل لخالقه " أي خالصا
له ،والتبعير بالخالق تعليل للحكم ،وتأكيد له ،فان من كان خالقا ومعطيا
للوجود ،والقوى والجوارح ولجميع ما يحتاج إليه ،فهو المستحق للعبادة
ول يجوز عقل تشريك غيره معه فيها - 43 .كا :عن العدة ،عن سهل بن
زياد ،عن ابن محبوب ،عن ابن رئاب عن ابن أبي يعفور ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :إن شيعة علي عليه السلم كانوا خمص البطون ،ذبل
الشفاه ،أهل رأفة وعلم وحلم ،يعرفون بالرهبانية فأعينوا على ما أنتم
عليه بالورع والجتهاد ) .(1صفات الشيعة :عن أبيه ،عن سعد
والحميري ،عن أحمد بن محمد رفعه عنه عليه السلم مثله ) .(2محص:
عن ابن أبى يعفور عنه عليه السلم مثله وزاد في آخره :والصبر .بيان:
خماص البطن كناية ،عن قلة الكل أو كثرة الصوم ،أو العفة ،عن أكل
أموال الناس ،وذبل الشفاه ،إما كناية عن الصوم ،أو كثرة التلوة والدعاء
والذكر والخمص بالضم جمع أخمص أو بالفتح مصدر والحمل للمبالغة،
وربما يقرأ
][189
خمصا بضمتين جمع خميص كرغف ورغيف والذبل قد يقرأ بالفتح مصدرا والحمل
كما مر ،أو بالضم أو بضمتين أو كركع والجميع جمع ذابل وقال في
القاموس :الخمصة الجوعة ،والمخمصة المجاعة ،وقد خمصه الجوع
خمصا ومخمصة وخمص البطن مثلثة الميم خل ،وقال :ذبل النبات كنصر
وكرم ذبل وذبول ذوي ،وذبل الفرس ضمر ،وقنى ذابل رقيق لصق بالليط
والجمع ككتب وركع ،وفي النهاية رجل خمصان وخميص إذا كان ضامر
البطن ،وجمع الخميص الخماص ،ومنه الحديث " خماص البطون خفاف
الظهور " أي أنهم أعفة عن أموال الناس ،فهم ضامروا البطون من أكلها،
خفاف الظهور من ثقل وزرها انتهى .والرهبانية هنا ترك زوائد الدنيا
وعدم النهماك في لذاتها أو صلة الليل كما ورد في الخبر " فأعينوا على
ما أنتم عليه " أي أعينونا في شفاعتكم زائدا على ما أنتم عليه من الولية
أو كائنين على ما أنتم عليه وقد ورد " أعينونا بالورع " ويحتمل أن
يكون المراد بما أنتم عليه من المعاصي أي أعينوا أنفسكم أو أعينونا لدفع
ما أنتم عليه من المعاصي وذمائم الخلق أو العذاب المرتب عليها بالورع
وهذا أنسب لفظا فانه يقال أعنه على عدوه - 44 .كا :عن محمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن محمد بن سنان عن مفصل بن عمر،
عن أبي أيوب العطار ،عن جابر قال :قال أبو جعفر عليه السلم :إنما
شيعة علي عليه السلم الحلماء العلماء ،الذبل الشفاه ،تعرف الرهبانية
على وجوههم ) .(1بيان " :تعرف الرهبانية " أي آثار الخوف والخشوع
وترك الدنيا أو أثر صلة الليل كما مر - 45 .كا :عن علي بن إبراهيم ،عن
صالح بن السندي ،عن جعفر بن بشير عن المفضل بن عمر قال :قال أبو
عبد ال عليه السلم :إذا أردت أن تعرف أصحابي فانظر إلى من اشتد
ورعه ،وخاف خالقه ،ورجا ثوابه ،فإذا رأيت هؤلء
][190
فهؤلء أصحابي ) .(1توضيح " :أن تعرف أصحابي " أي خلص أصحابي ،والذين
ارتضيتهم لذلك " من اشتد ورعه " أي اجتنابه عن المحرمات والشبهات
" وخاف خالقه " إشارة إلى أن من عرف ال بالخالقية ينبغي أن يخاف
عذابه ويرجو ثوابه لكمال قدرته عليهما - 46 .كا :عن العدة ،عن البرقي،
عن محمد بن الحسن بن شمون ،عن عبد ال ابن عمرو بن الشعث ،عن
عبد ال بن حماد النصاري ،عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه ،عن أبي
جعفر عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :شيعتنا المتباذلون
في وليتنا ،المتحابون في مودتنا ،المتزاورون في إحياء أمرنا الذين إن
غضبوا لم يظلموا وإن رضوا لم يسرفوا ،بركة على من جاوروا ،سلم لمن
خالطوا ) (2ل :عن ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن معروف ،عن الحسن
بن فضال ،عن ظريف بن ناصح ،عن عمرو بن أبي المقدام عنه عليه
السلم مثله ) (3المشكوة :مرسل مثله ) .(4تبيين " :المتباذلون في
وليتنا " الظاهر أن " في " للسببية ،والتباذل بذل بعضهم بعضا فضل
ماله ،والولية إما بالفتح بمعنى النصرة ،أو بالكسر بمعنى المامة
والمارة ،والول أظهر ،والضافة إلى المفعول ،والتحابب حب بعضهم
بعضا " في مودتنا " أي لن المحبون يحبنا ،أو لن المحب يودنا ،أو
العم ،أو لنشر مودتنا وإبقائها بينهم ،والتزاور زيارة بعضهم بعضا " في
إحياء أمرنا " أي ل حياء ديننا ،وذكر فضائلنا وعلومنا ،وإبقائها ،لئل
تندرس بغلبة المخالفين وشبهاتهم وفي الخصال " لحياء " " .وإن
رضوا " عن أحد وأحبوه " لم يسرفوا " أي لم يجاوزوا الحد في المحبة
) 1و (2الكافي ج 2ص (3) .236الخصال ج 2ص (4) .33مشكوة النوار ص
.(*) 61
][191
والمعاونة ،والسراف في المال بعيد هنا " بركة " أي يصل نفعهم إلى من جاوروه
في البيت ،أو في المجلس أعم من المنافع الدنيوية والخروية ،وفي
الخصال " لمن جاوروا " " سلم " بالكسر أو الفتح أي مسالم ،وعلى
الول مصدر ،والحمل للمبالغة في القاموس السلم بالكسر المسالم والصلح
ويفتح - 47 .كنز الكراجكى :عن محمد بن طالب ،عن أبي المضل
الشيباني ،عن عبد ال ابن جعفر الزدي ،عن خالد بن يزيد الثقفي ،عن
أبيه ،عن حنان بن سدير ،عن أبيه ،عن محمد بن علي ،عن أبيه ،عن جده
عليهم السلم قال :قال علي لموله نوف الشامي وهو معه في السطح :يا
نوف أرامق أم نبهان ؟ قال :نبهان أرمقك يا أمير المؤمنين قال :هل تدري
من شيعتي ؟ قال :ل وال ،قال :شيعتي الذبل الشفاه ،الخمص البطون،
اذين تعرف الرهبانية ،والربانية في وجوههم ،رهبان بالليل ،اسد بالنهار،
الذين إذا جهنم الليل اتزروا على أوساطهم ،وارتدوا على أطرافهم ،و
صفوا أقدامهم ،وافترشوا جباههم ،تجري دموعهم على خدودهم ،يجأرون
إلى ال في فكاك رقابهم ،وأما النهار فحلماء علماء كرام نجباء أبرار
أتقياء .يا نوف شيعتي الذين اتخذوا الرض بساطا ،والماء طيبا ،والقرآن
شعارا إن شهدوا لم يعرفوا ،وإن غابوا لم يفتقدوا ،شيعتي الذين في
قبورهم يتزاورون وفي أموالهم يتواسون ،وفي ال يتباذلون ،يا نوف
درهم ودرهم ،وثوب وثوب ،وإل فل شيعتي من ل يهر هرير الكلب ،ول
يطمع طمع الغراب ،ولم يسأل الناس وإن مات جوعا ،إن رأى مؤمنا
أكرمه ،وإن رأى فاسقا هجره ،هؤلء وال يا نوف شيعتي شرورهم
مأمونة ،وقلوبهم محزونة ،وحوائجهم خفيفة ،وأنفسهم عفيفة ،اختلف
بهم البدان ،ولم تختلف قلوبهم .قال :قلت :يا أمير المؤمنين جعلني ال
فداك ،أين أطلب هؤلء ؟ قال :فقال لي :في أطراف الرض ،يا نوف يجيئ
النبي صلى ال عليه وآله يوم القيامة آخذا بحجزة بربه جلت أسماؤه،
يعني بحبل الدين وحجزة الدين ،وأنا آخذ بحجزته ،وأهل بيتى آخذون
بحجزتي ،وشيعتنا آخذون بحجزتنا ،فالى أين ؟ إلى الجنة ورب الكعبة
][192
قالها ثلثا .بيان :في المصباح رمقه بعينه رمقا من باب قتل أطال النظر ،والنبهان
المنتبه من النوم .والمعنى أتنظر إلي أم أنت منتبه من النوم من غير نظر ;
قوله عليه السلم درهم ودرهم أي يواسي إخوانه بأن يأخذ درهما ويعطي
درهما ،ويأخذ ثوبا ويعطي ثوبا " وإل فل " أي وإن لم يفعل فليس من
شيعتي - 48 .وبالسناد :عن أبي المفضل ،عن جعفر بن محمد العلوي،
عن أحمد ابن محمد الوابشي ،عن عاصم بن حميد ،وعن أبي المفضل،
عن محمد بن علي البندار عن الحسن بن علي بن بزيع ،عن مالك بن
إبراهيم ،عن عاصم بن حميد ،عن أبي حمزة الثمالي ،عن رجل من قومه
يعني يحيى بن ام الطويل أنه أخبره ،عن نوف البكالي قال :عرضت لي إلى
أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه السلم حاجة فاستتبعت إليه جندب
بن زهير والربيع بن خثيم وابن اخته همام بن عبادة بن خثيم وكان من
أصحاب البرانس ،فأقبلنا معتمدين لقاء أمير المؤمنين عليه السلم فألفيناه
حين خرج يؤم المسجد فأفضى ونحن معه إلى نفر مبدنين قد أفاضوا في
الحدوثات تفكها ،وبعضهم يلهي بعضا فلما أشرف لهم أمير المؤمنين
عليه السلم أسرعوا إليه قياما فسلموا فرد التحية ثم قال :من القوم ؟
قالوا :اناس من شيعتك يا أمير المؤمنين فقال لهم خيرا ثم قال :يا هؤلء
مالي ل أرى فيكم سمة شيعتنا ،وحلية أحبتنا أهل البيت ؟ فأمسك القوم
حياء .قال نوف :فأقبل عليه جندب والربيع فقال :ماسمة شيعتكم وصفتهم
يا أمير المؤمنين ؟ فتثاقل عن جوابهما ،وقال :اتقيا ال أيها الرجلن
وأحسنا فان ال مع الذين اتقوا والذينهم محسنون .فقال همام بن عبادة
وكان عابدا مجتهدا :أسألك بالذي أكرمكم أهل البيت وخصكم وحباكم،
وفضلكم تفضيل إل أنبأتنا بصفة شيعتكم ،فقال :ل تقسم فسانبئكم جميعا
وأخذ بيد همام فدخل المسجد فسبح ركعتين أو جزهما وأكملهما وجلس
وأقبل علينا ،وحف القوم به ،فحمد ال وأثنى عليه وصلى على النبي صلى
ال عليه وآله
][193
ثم قال :أما بعد فان ال جل ثناؤه ،وتقدست أسماؤه ،خلق خلقه فألزمهم عبادته
وكلفهم طاعته ،وقسم بينهم معايشهم ،ووضعهم في الدنيا بحيث وضعهم،
وهو في ذلك غني عنهم ،ل تنفعه طاعة من أطاعه ،ول تضره معصية من
عصاه منهم ،لكنه علم تعالى قصورهم عما تصلح عليه شؤونهم ،وتستقيم
به دهماؤهم في عاجلهم و آجلهم ،فارتبطهم باذنه في أمره ونهيه ،فأمرهم
تخييرا ،وكلفهم يسيرا ،وأثابهم كثيرا وأماز سبحانه بعدل حكمه وحكمته،
بين الموجف من أنامه إلى مرضاته و محبته ،وبين المبطئ عنها
والمستظهر على نعمته منهم بمعصيته .فذلك قول ال عزوجل " أم حسب
الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء
محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ) .(1ثم وضع أمير المؤمنين صلوات
ال عليه يده على منكب همام بن عبادة فقال :أل من سأل عن شيعة أهل
البيت ،الذين أذهب ال عنهم الرجس وطهرهم في كتابه مع نبيه تطهيرا،
فهم العارفون بال ،العاملون بأمر ال ،أهل الفضائل والفواضل منطقهم
الصواب ،وملبسهم القتصاد ،ومشيهم التواضع ،بخعوا ل تعالى بطاعته،
و خضعوا له بعبادته ،فمضوا غاضين أبصارهم عما حرم ال عليهم،
واقفين أسماعهم على العلم بدينهم ،نزلت أنفسهم منهم في البلء كالذي
نزلت منهم في الرخاء رضى عن ال بالقضاء ،فلول الجال التي كتب ال
لهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين ،شوقا إلى لقاء ال
والثواب ،وخوفا من العقاب .عظم الخالق في أنفسهم ،وصغر ما دونه في
أعينهم ،فهم والجنة كمن رآها فهم على أرائكها متكئون ،وهم والنار كمن
ادخلها فهم فيها يعذبون ،قلوبهم محزونة ; وشرورهم مأمونة ،وأجسادهم
نحيفة ،وحوائجهم خفيفة ،وأنفسهم عفيفة ومعونتهم في السلم عظيمة.
صبروا أياما قليلة فأعقبتهم راحة طويلة ،وتجارة مربحة يسرها لهم رب
كريم ،اناس أكياس ،أرادتهم الدنيا فلم يريدوها ،وطلبتهم
][194
فأعجزوها .أما الليل فصافون أقدامهم ،تالون لجزاء القرآن يرتلونه ترتيل ،يعظون
أنفسهم بأمثاله ،ويستشفون لدائهم بدوائه ،تارة ،وتارة مفترشون جباههم
وأكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم ،تجري دموعهم على خدودهم ،يمجدون
جبارا عظيما ويجأرون إليه جل جلله في فكاك رقابهم ،هذا ليلهم ; فأما
النهار فحلماء علماء بررة أتقياء ،براهم خوف باريهم فهم أمثال القداح،
يحسبهم الناظر إليهم مرضى وما بالقوم من مرض ،أوقد خولطوا ،وقد
خالط القوم من عظمة ربهم ،وشده سلطانه أمر عظيم .طاشت له قلوبهم،
وذهلت منه عقولهم ،فإذا استقاموا من ذلك بادروا إلى ال تعالى بالعمال
الزاكية ،ل يرضون له بالقليل ،ول يستكثرون له الجزيل ،فهم لنفسهم
متهمون ،ومن أعمالهم مشفقون ،إن زكي أحدهم خاف مما يقولون ،وقال:
أنا أعلم بنفسي من غيري ،وربي أعلم بي ،اللهم ل تؤا خذني بما يقولون،
واجعلني خيرا مما يظنون ،واغفر لي مال يعلمون ،فانك علم الغيوب،
وساتر العيوب .هذا ومن علمة أحدهم أن ترى له قوة في دين ،وحزما في
لين ،وإيمانا في يقين ،وحرصا على علم ،وفهما في فقه ،وعلما في حلم،
وكيسا في رفق ،وقصدا في غنى ،وتجمل في فاقة ،وصبرا في شدة،
وخشوعا في عبادة ،ورحمة للمجهود ،و إعطاء في حق ،ورفقا في كسب،
وطلبا في حلل ،وتعففا في طمع ،وطمعا في غير طبع أي دنس -ونشاطا
في هدى ،واعتصاما في شهوة ،وبرا في استقامة ،ل يغره ما جهله ول
يدع إحصاء ما عمله ،يستبطئ نفسه في العمل ،وهو من صالح عمله على
وجل يصبح وشغله الذكر ،ويمسي وهمه الشكر ،يبيت حذرا من سنة
الغفلة ،ويصبح فرحا لما أصاب من الفضل والرحمة ،إن استصعبت عليه
نفسه فيما تكره ،لم يعطها سؤلها فيما إليه تشره ،رغبته فيما يبقى،
وزهادته فيما يفنى ،قد قرن العمل بالعلم والعلم بالحلم ،يظل دائما نشاطه،
بعيدا كسله ،قريبا أمله ،قليل زل ،متوقعا أجله ،خاشعا قلبه ،ذاكرا ربه،
قانعة نفسه ،عازبا جهله ،محرزا دينه ،ميتا
][195
داؤه ،كاظما غيظه ،صافيا خلقه ،آمنا منه جاره ،سهل أمره ،معدوما كبره بينا
صبره ،كثيرا ذكره ،ل يعمل شيئا من الخير رئاء ،ول يتر كه حياء .الخير
منه مأمول ،والشر منه مأمون ،إن كان بين الغافلين كتب في الذاكرين،
وإن كان مع الذاكرين لم يكتب من الغافلين ،يعفو عمن ظلمه ،ويعطي من
حرمه ،ويصل من قطعه ،قريب معروفه ،صادق قوله ،حسن فعله ،مقبل
خيره مدبر شره ،غايب مكره ،في الزل زل وقور ،وفي المكاره صبور،
وفي الرخاء شكور ،ل يحيف على من يبغض ،ول يأثم فيمن يحب ،ول
يدعي ما ليس له ،ول يجحد ما عليه ،يعترف بالحق قبل أن يشهد به عليه،
ل يضيع ما استحفظه ،ول ينابز باللقاب ،ل يببغي على أحد ،ول يغلبه
الحسد ،ول يضار بالجار ،ول يشمت بالمصاب مؤد للمانات ،عامل
بالطاعات ،سريع إلى الخيرات ،بطئ عن المنكرات ،يأمر بالمعروف
ويفعله ،وينهى عن المنكر ويجتنبه ،ل يدخل في المور بجهل ول يخرج
من الحق بعجز ،إن صمت لم يعيه الصمت ،وإن نطق لم يعيه اللفظ ،وإن
ضحك لم يعل به صوته ،فانع بالذي قدر له ،ل يجمح به الغيظ ،ول يغلبه
الهوى ،ول يقهره الشح يخالط الناس بعلم ،ويفارقهم بسلم ،يتكلم ليغنم،
ويسأل ليفهم ،نفسه منه في عناء والناس منه في راحة ،أراح الناس من
نفسه ،وأتعبها لخرته ،إن بغي عليه صبر ليكون ال تعالى هو المنتصر
له ،يقتدي بمن سلف من أهل الخير قبله ،فهو قذوة لمن خلف من طالب
البر بعده اولئك عمال ال ،ومطايا أمره وطاعته ،وسرج أرضه وبريته،
اولئك شيعتنا وأحبتنا ،ومنا ومعنا ،أل ها شوقا إليهم ،فصاح همام بن
عبادة صيحة وقع مغشيا عليه فحركوه فإذا هو قد فارق الدنيا رحمة ال
عليه .فاستعبر الربيع باكيا وقال :لسرع ما أودت موعظتك يا أمير
المؤمنين بابن أخي ولوددت لو أني بمكانه ،فقال أمير المؤمنين عليه
السلم :هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها ،أما وال لقد كنت أخافها عليه،
فقال له قائل :فما بالك أنت يا أمير المؤمنين ؟ فقال :ويحك ،إن لكل واحد
أجل لن يعدوه ،وسببا لن يجاوزه .فمهل ل تعد لها ،فانما نفثها على لسانك
الشيطان ،قال :فصلى عليه أمير المؤمنين
][196
عليه السلم عشية ذلك اليوم ،وشهد جنازته ونحن معه .قال الراوي عن نوف:
فصرت إلى الربيع بن خثيم فذكرت له ما حدثني نوف ،فبكى الربيع حتى
كادت نفسه أن تفيض ،وقال :صدق أخي ،لجرم أن موعظة أمير المؤمنين
وكلمه ذلك مني بمرءى ومسمع ،وما ذكرت ما كان من همام ابن عبادة
يومئذ وأنا في بلهنية إل كدرها ،ول شدة إل فرجها .بيان :قد مر هذا الخبر
بروايات عديدة في باب صفات المؤمن ) (1وشرحناها هناك ،ونوضح
هيهنا ما يختص بهذه الرواية " نوف " بفتح النون وسكون الواو وقال
الجوهري :نوف البكالي كان حاجب علي رضوان ال عليه ،قال تغلب :هو
منسوب إلى بكالة قبيلة انتهى ،وقيل :هو بالكسر منسوب إلى بكالة قرية
باليمن ،و سيأتي الكلم فيه إنشاء ال تعالى " فاستتبعت " أي جعلتهما
تابعين لي في المضي إليه وفي النسخ هنا الربيع بن خثيم بتقديم المثناة
على المثلثة ،وفي كتب اللغة و الرجال بالعكس مصغرا وهو أحد الزهاد
الثمانية ،ورأيت بعض الطعون فيه وهو المدفون بالمشهد المقدس
الرضوي صلوات ال على مشرفه ،وقال الجوهري :البرنس قلنسوة
طويلة ،وكان النساك يلبسونها في صدر السلم ،أي كان من الزهاد
والعباد المشهورين بذلك ،وفي المصباح أفضيت إلى الشئ وصلت إليه" .
مبدنين " بضم الميم وتشديد الدال المفتوحة أي سمانا ملحمين كما هو
هيئة المترفين بالنعم في القاموس البادن والبدين والمبدن كمعظم الجسيم،
وفي أساس اللغة بدنت لما بدنت أي سمنت لما أسننت ،يقال :بدن الرجل
وبدن بدنا وبدانة فهو بدين وبادن ،وبادنني فلن وبدنته أي كنت أبدن،
ورجل مبدان مبطان سمين ضخم وفي القاموس أفاضوا في الحديث
اندفعوا ،وحديث مفاض فيه وقال :الحدوثة ما يتحدث به ،وقال :فكههم
بملح الكلم تفكيها أطرفهم بها ،و هو فكه وفاكه طيب النفس ضحوك ،أو
يحدث صحبه فيضحكهم ،وفاكهه مازحه وتفكه تندم ،وبه تمتع ،وقال :لها
لهوا لعب كالتهى وألهاه ذلك ولهى عنه غفل
) (1راجع ج 67ص 315و 341و 365ومثله في كتاب الروضة ج 78ص 28
)*(.
][197
وترك ذكره كلها كدعا لهيا ولهيانا .فسبح أي صلى السبحة وهي النافلة ،وكأنها
صلوة التحية .في النهاية قد يطلق التسبيح على صلة التطوع والنافلة،
ويقال أيضا للذكر ولصلة النافلة سبحة ،يقال :قضيت سبحتي ،وإنما
خصت النافلة بالسبحة وإن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح لن
التسبيحات في الفرائض نوافل ،فقيل لصلة النافلة لنها نافلة كالتسبيحات
والذكار في أنها غير واجبة " أو جزهما " أي كما و " أكملهما " أي
كيفية من رعاية حضور القلب والخشوع وغير ذلك " جل ثناؤه " عن أن
يأتي به كما هو أهله أحد " وتقدست أسماؤه " عن أن تدل على نقص أو
عن أن يبلغ إلى كنهها أحد " دهماؤهم " أي أكثرهم أو جماعتهم مع
كثرتهم ،في القاموس الدهماء العدد الكثير " فأماز " على بناء الفعال أي
ميز وفرق ،في القاموس مازه يميزه ميزا عزله وفرزه كأمازه وميزه،
فامتاز وانماز وتميز ،والشئ فضل بعضه على بعض ،واليجاف السراع
وإيجاف الخيل والبعير ركضهما ،والوجيف نوع من عدو البل ،واستعير
هنا للسراع في الطاعات ،والستظهار الستعانة وكأن المراد هنا من
يستعين على تحصيل نعمة ال ورزقه المقدر له بمعصية ال كالخيانة،
ويحتمل أن يكون على القلب أي يستعين بنعمة ال على معصيته " أم
حسب الذين اجترحوا السيئات " قال البيضاوي :أم منقطعة ،ومعنى
الهمزة إنكار الحسبان والجتراح الكتساب " أن نجعلهم " أن نصيرهم "
كالذين آمنوا وعملوا الصالحات " مثلهم وهو ثاني مفعول يجعل ،وقوله "
سواء محياهم ومماتهم " بدل منه ،إن كان الضمير لموصول الول لن
المماثلة فيه إذ المعنى إنكار أن يكون حياتهم ومماتهم سيان في البهجة
والكرامة ،كما هو للمؤمنين ،ويدل عليه قراءة حمزة والكسائي وحفص "
سواء " بالنصب على البدل أو الحال من الضمير في الكاف ،أو المفعولية،
والكاف حال ،وإن كان للثاني فحال منه أو استيناف يبين المقتضي للنكار
وإن كان لهما فبدل أو حال من الثاني ،وضمير الول ،والمعنى إنكار أن
يستووا بعد الممات في الكرامة أو ترك المؤاخذة كما استووا في الرزق
والصحة في الحياة أو استيناف مقرر لتساوي محيا كل صنف ومماته في
][198
الهدى والضلل ،وقرئ مماتهم بالنصب على أن محياهم ومماتهم ظرفان كمقدم
الحاج " ساء ما يحكمون " ساء حكمهم هذا ،وبئس شيئا حكموا به .وفي
القاموس الفضيلة الدرجة الرفيعة في الفضل ،والسم الفاضلة ،والفواضل
اليادي الجسيمة أو الجميلة ،وقال :بخع نفسه كمنع قتلها غما وبالحق
بخوعا أقر به وخضع له ،كبخع بالكسر بخاعة وبخوعا " فمضوا " أي
في الطاعة أو إلى الخرة " خوف باريهم " أي خالقهم ،وكونه من البري
بعيد " هذا " أي خذ هذا ،و هو فصل في الكلم شايع " في طمع " كأن
في بمعنى " عن " وإن لم يكن مذكورا في الكتب المشهورة أو بمعنى "
مع " فالمراد الطمع من ال " أي دنس " كأنه كلم الكراجكي ويحتمل
غيره من الرواة وفي النهاية الطبع بالتحريك الدنس وأصله من الدنس
والوسخ يغشيان السيف ثم استعمل فيما يشبه ذلك من الوزار والثام
وغيرهما من المقابح ومنه الحديث أعوذ بال من طمع يهدي إلى طبع أي
يؤدي إلي شين وعيب ،ومنه حديث ابن عبد العزيز ل يتزوج من العرب
في الموالي إل الطمع الطبع " ل يغره ما جهله " أي من عيوبه والظهر
" ثناء من جهله " كما مر والعتصام المتناع ،وفي القاموس شره كفرح
غلب حرصه فهو شره " عازبا " أي غائبا " محرزا " بكسر الراء أو
بفتحها " دينه " بالنصب أو الرفع " لم يعيه الصمت " أي ل يصير
صمته سببا لقلة علمه و إعيائه عن بيان الحق بل صمته تدبر وتفكر أو
ليس صمته بسبب العياء والعجز عن الكلم بل لمفاسد الكلم ،وهو بعيد
لفظا " ،به " أي بالضحك أو الباء للتعدية " بعلم " أي مع علمه بمن
صاحبه ،وأنه أهل لذلك ،أو لتحصيل العلم ليوافق ما مر وإن كان بعيدا" .
بسلم " أي مع مسالمة ومصالحة ل لعداوة ومنازعة و " المطايا " جمع
المطية وهي الدابة تمطو أي تسرع في مسيرها أي يحملون أوامر ال
وطاعاته إلى الخلق ويعلمونهم ويروون لهم أو يتحملونها ويعملون بها
مسرعين في ذلك " ألها " أل حرف تنبيه ،وها إما اسم فعل بمعنى خذ،
أو حكاية عن تنفس طويل تحسرا على عدم لقائهم و " شوقا " على الول
مصدر فعل محذوف أي أشتاق شوقا وعلى الثاني يحتمل ذلك ،وأن يكون
علة لما يدل عليه " ها " من التحسر والتحزن ،وفي كلمه عليه السلم
][199
في مواضع اخرى " آه آه شوقا إلى رؤيتهم " وفي القاموس أودى :هلك ،وبه
الموت ذهب ،وقال البلهنية بضم الباء الرخاء وسعة العيش) * .20 .باب(
* * " )النهى عن التعجيل على الشيعة( " * " )وتمحيص ذنوبهم( * 1
-ب :عن ابن أبي الخطاب ،عن البزنطي ،عن الرضا عليه السلم قال :كان
أبو جعفر عليه السلم يقول :ل تعجلوا على شيعتنا ،إن تزل لهم قدم تثبت
لهم اخرى ) 2 - .(1ن :عن محمد بن علي بن عمرو البصري ،عن صالح
بن شعيب ،عن زيد ابن محمد البغدادي ،عن علي بن أحمد العسكري ،عن
عبد ال بن داود بن قبيصة ،عن علي بن موسى القرشي ،عن أبي الحسن
الرضا عليه السلم قال :رفع القلم عن شيعتنا فقلت :يا سيدي كيف ذاك ؟
قال :لنهم اخذ عليهم العهد بالتقية في دولة الباطل يأمن الناس ويخافون،
ويكفرون فينا ول نكفر فيهم ،ويقتلون بنا ول نقتل بهم مامن أحد من
شيعتنا ارتكب ذنبا أو خطبا إل ناله في ذلك غم محص عنه ذنوبه ولو أنه
أتى بذنوب بعدد القطر والمطر ،وبعدد الحصى والرمل ،وبعدد الشوك
والشجر ،فان لم ينله في نفسه ففي أهله وماله ،فان لم ينله في أمر دنياه
ما يغتم به تخايل له في منامه ما يغتم به فيكون ذلك تمحيصا لذنوبه ).(2
- 3ما :عن المفيد ،عن الجعابي ،عن ابن عقدة ،عن أبي حاتم ،عن محمد
ابن الفرات ،عن حنان بن سدير ،عن أبي جعفر عليه السلم قال ما ثبت
ال حب علي عليه السلم في قلب أحد فزلت له قدم إل ثبتت له قدم اخرى
).(3
) (1قرب السناد ص (2) .171عيون أخبار الرضا " ع " ج 2ص (3) .237
أمالى الطوسى ج 1ص .(*) 132
][200
- 4ل :الربعمائة قال أمير المؤمنين :عليه السلم :اطلب لخيك عذرا فان لم تجد
له عذرا فالتمس له عذرا ) - 5 .(1سن :عن ابن محبوب ،عن زيد الشحام
قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :إن ولي علي عليه السلم إن
تزل به قدم تثبت اخرى ) - 6 .(2محص :عن عمر ]صاحب[ السابري قال:
قلت لبي عبد ال عليه السلم :إني لرى من أصحابنا من يرتكب الذنوب
الموبقة ،فقال :يا عمر ل تشنع على أولياء ال ،إن ولينا ليرتكب ذنوبا
يستحق بها من ال العذاب ،فيبتليه ال في بدنه بالسقم حتى تمحص عنه
الذنوب فان عافاه في بدنه ابتله في ماله فان عافاه في ماله ابتله في
ولده ،فان عافاه من بوائق الدهر شدد عليه خروج نفسه ،حتى يلقى ال
حين يلقاه وهو عنه راض ،قد أوجب له الجنة .رياض الجنان :باسناده،
عن عمر السابري مثله إلى قوله ابتله في ولده فان عافاه في ولده ابتله
ال في أهله ،فان عافاه في أهله ابتله بجار سوء يؤذيه ،فان عافاه من
بوائق الدهر إلى آخر الخبر) .21 .باب( * " )دخول الشيعة مجالس
المخالفين( " * " " )وبلد الشرك( " * - 1ما :عن المفيد ،عن الحسين
بن أحمد بن المغيرة ،عن حيدر بن محمد ابن نعيم ،عن محمد بن عمر،
عن محمد بن مسعود ،عن محمد بن أحمد النهدي ،عن معاوية بن حكيم،
عن التفليسي ،عن حماد السمندري قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم:
إني أدخل بلد الشرك وإن من عندنا يقولون :إن مت ثم حشرت معهم
][201
قال :فقال لي :يا حماد إذا كنت ثم تذكر أمرنا وتدعو إليه ؟ قال :قلت :نعم ،قال :فإذا
كنت في هذه المدن مدن السلم تذاكر أمرنا وتدعو إليه ؟ قال :فقلت :ل،
قال :فقال لي :إنك إن تمت ثم حشرت امة وحدك ،وسعى نورك بين يديك )
- 2 .(1ما :عن المفيد ،عن أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن
ابن عيسى ،عن ابن أبي عمير ،عن الحسن بن أبي فاختة قال :كنت أنا
وأبو سلمة السراج ويونس بن يعقوب والفضيل بن يسار عند أبي عبد ال
جعفر بن محمد عليهما السلم فقلت له :جعلت فداك إني أحضر مجالس
هؤلء القوم فأذكركم في نفسي فأي شئ أقول ؟ فقال :يا حسين إذا حضرت
مجالس هؤلء فقل " :اللهم أرنا الرخاء والسرور .فإنك تأتي على ما تريد
" ) .(2بيان " :فانك تأتي على ما تريد " ) (3أي يريك ال الرخاء
والسرور في دينك أو يعطيك ال ثواب ما تريد الفوز به من ظهور دين
الحق) * .22 .باب( * " " )في أن ال تعالى انما يعطى الدين الحق( " *
" )واليمان والتشيع من أحبه ،وأن( " " )التواخى ل يقع على الدين،
وفى ترك( " " )دعاء الناس إلى الدين( " - 1كا :عن محمد بن يحيى،
عن ابن عيسى ،عن ابن فضال ،عن ابن بكير عن حمزة بن حمران ،عن
عمر بن حنظلة قال :قال لي أبو عبد ال عليه السلم :يا أبا الصخر
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) .44أمالى الطوسى ج 1ص 53في حديث(3) .
الخطاب مع ال عزوجل وهو الفعال لما يريد )*(.
][202
إن ال يعطي الدنيا من يحب ويبغض ) (1ول يعطي هذا المر إل صفوته من خلقه
أنتم وال على ديني ودين آبائي إبراهيم وإسماعيل ،ل أعني علي بن
الحسين ول محمد بن علي وإن كان هؤلء على دين هؤلء ) .(2تبيان" :
من يحب ومن يبغض " أي من يحبه ال ومن يبغضه ال ،أو من يحب ال
ومن يبغض ال ،والول أظهر " ،ول يعطي هذا المر " أي العتقاد
بالولية واختيار دين المامية " إل صفوته من خلقه " أي من اصطفاه
واختاره وفضله من جميع خلقه بسبب طيب روحه وطينته كما مر ،أو
المعنى أن ذا المال والجاه و النعمة في الدنيا يمكن أن يكون محبوبا ل أو
مبغوضا ل ،وليست سببا لحب ال ول علمة له ،بخلف دين الحق فان
من اوتيه يكون ل محالة محبوبا ل مختارا عنده ،وعلى الوجهين الغرض
بيان فضل الولية والشكر عليها ،وعدم الشكاية بعد حصولها عن فقر
الدنيا وذلها وشدائدها ،وحقارة الدنيا واهلها عند ال ،وأنها ليست مناط
الشرف والفضل .قوله عليه السلم " :ودين آبائي " والمعنى أن اصول
الدين مشتركة في ملل جميع النبياء ،وإنما الختلف في بعض
الخصوصيات فان العتقاد بالتوحيد والعدل و المعاد مما اشترك فيه جميع
الملل ،وكذا التصديق بنبوة النبياء ،والذعان بجميع ما جاؤا به ،وأهمها
اليمان بأوصيائهم ،ومتابعتهم في جميع المور ،وعدم العدول عنهم إلى
غيرهم ،كان لزما في جميع الملل ،وإنما الختلف في خصوص النبي و
خصوص الوصياء وخصوص بعض العبادات فمن أقر بنبينا صلى ال
عليه وآله وبجميع ما جاء
) (1قال بعض المحشين :الحب انجذاب خاص من المحب نحو المحبوب ليجده،
ففيه شوب من معنى النفعال وهو بهذا المعنى وان امتنع أن يتصف به
ال سبحانه لكنه تعالى يتصف به من حيث الثر كسائر الصفات من
الرحمة والغضب وغيرهما ،فهو تعالى يحب خلقه من حيث انه يريد أن
يجده وينعم عليه بالوجود والرزق ونحوهما ،وهو تعالى يحب عبده
المؤمن من حيث أنه يريد أن يجده ول يفوته فينعم عليه بنعمة السعادة
والعاقبة الحسنى فالمراد بالمحبة في هذه الروايات المحبة الخاصة(2) .
الكافي ج 2ص .(*) 215
][203
به وبجميع أوصيائه ولم يعدل عنهم إلى غيرهم فهو على دين جميع النبياء.
ويحتمل أن يكون إشارة إلى ما ورد في كثير من الخبار أن القرار بنبينا
صلى ال عليه وآله وأوصيائه عليهم السلم كان مأخوذا على جميع
النبياء عليهم السلم وأممهم وقيل :المراد أنه مأخوذ في دين السلم نفي
الشرك ونصب غير من نصبه ال للمامة والرجوع إليه نوع من الشرك،
فالتوحيد الذي هو دين جميع النبياء مخصوص بالشيعة ،وما ذكرنا أوضح
وأمتن - 2 .كا :عن الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن الوشاء ،عن
عاصم بن حميد عن مالك بن أعين الجهني قال :سمعت أبا جعفر عليه
السلم يقول :يا مالك إن ال يعطي الدنيا من يحب ويبغض ،ول يعطي دينه
إل من يحب ) .(1سن :عن الوشاء ومحمد بن عبد الحميد العطار ،عن
عاصم مثله ) - 3 .(2كا :بالسناد المتقدم ،عن الوشاء ،عن عببد الكريم
بن عمرو الخثعمي عن عمر بن حنظلة وعن حمزة بن حمران] ،عن
حمران[ ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن هذه الدنيا يعطيها ال البر
والفاجر ،ول يعطي اليمان إل صفوته من خلقه ) .(3سن :عن الوشاء
مثله ) .(4بيان :قال الجوهري :صفوة الشئ خالصه ومحمد صفوة ال من
خلقه و مصطفاه ،أبو عبيدة :يقال له صفوة مالي وصفوة مالي وصفوة
مالي فإذا نزعوا الهاء قالوا :له صفو مالي بالفتح ل غير ) - 4 .(5كا :عن
محمد ين يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن النعمان ،عن
) (1الكافي ج 2ص (2) .215المحاسن ص (3) .261الكافي ج 2ص (4) .215
المحاسن ص ،217وهو الذى ذكره تحت الرقم 6 :فل تغفل(5) .
الصحاح ص .(*) 2401
][204
أبي سليمان ،عن ميسر قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إن الدنيا يعطيها ال
عزو جل من أحب ومن أبغض ،وإن اليمان ل يعطيه إل من أحب )- 5 .(1
سن :عن أبيه ،عن علي بن النعمان ،عن أبي سليمان ،عن ميسر قال :قال
أبو عبد ال عليه السلم :إن الدنيا يعطيها ال من أحب وأبغض ،وإن
اليمان ل يعطيه إل من احب ) - 6 .(2سن :عن الوشاء ،عن عبد الكريم
بن عمرو الخثعمي ،عن عمر بن حنظلة ،عن حمزة بن حماد ،عن حمران
بن أعين ،عن أبي جعفر عليه السلم :قال :إن هذه الدنيا يعطاها البر
والفاجر ،وإن هذا الدين ل يعطاه إل أهله خاصة ) - 7 .(3سن :عن ابن
فضال ،عن ابن بكير ،عن حمزة بن حمران ،عن عمر ابن حنظلة قال :قال
أبو عبد ال عليه السلم :إن ال يعطي الدنيا من يحب ويبغض ول يعطي
اليمان إل أهل صفوته من خلقه ) - 8 .(4سن :عن محمد بن خالد
الشعري ،عن حمزة بن حمران ،عن عمر بن حنظلة قال :بينا أنا أمشي
مع أبي عبد ال عليه السلم :في بعض طرق المدينة إذا التفت إلي فقال:
إن ال يعطي ،البر والفاجر الدنيا ،ول يعطي الدين إل أهل صفوته من خلقه
) .(5سن :عن محمد بن عبد الحميد ،عن عاصم بن حميد ،عن عمرو بن
أبي المقدام عن رجل من أهل البصرة مثله ) - 9 .(6سن :عن أبيه ،عن
حماد بن عيسى ،عن حريز ،عن فضيل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
إن ال يعطي المال البر والفاجر ،ول يعطي اليمان إل من أحب )- 10 .(7
كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن محمد بن سنان ،عن حمزة
بن
][205
محمد الطيار ،عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلم قال :لم تتواخوا على هذا المر
ولكن تعارفتم عليه ) .(1تبيان " :لم تتواخوا على هذا المر " أقول:
الخبر يحتمل وجوها :الول :ما أفاده الوالد قدس ال روحه ،وهو أن
التواخى بينكم لم يقع على التشيع ،ول في هذه النشأة ،بل كانت اخوتكم في
عالم الرواح قبل النتقال إلى الجساد ،وإنما حصل تعارفكم في هذا العالم
بسبب الدين ،فكشف ذلك عن الخوة في العليين ،وذلك مثل رجلين كانت
بينهما مصاحبة قديمة فافترقا زمانا طويل ثم تل قيا فعرف كل منهما
صاحبه .ويؤيده الحديث المشهور عن النبي صلى ال عليه وآله الرواح
جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف ،وما تناكر منها اختلف ،وهذا الخبر
وإن كان عاميا لكن ورد مثله في أخبارنا بأسانيد جمة .منها ما روى
الصفار في البصائر بأسانيد عن أبي عبد ال عليه السلم قال :جاء رجل
إلى أمير المؤمنين عليه السلم فقال :وال يا أمير المؤمنين إني لحبك،
فقال :كذبت ،فقال الرجل :سبحان ال كأنك تعرف ما في قلبي ،فقال علي
عليه السلم :إن ال خلق الرواح قبل البدان بألفي عام ثم عرضهم علينا،
فأين كنت لم أرك ؟ ) .(2وعن عمارة قال :كنت جالسا عند أمير المؤمنين
عليه السلم إذ أقبل رجل فسلم عليه ،ثم قال :يا أمير المؤمنين وال إني
لحبك ،فسأله ثم قال له :إن الرواح خلقت قبل البدان بألفي عام ثم
اسكنت الهواء ،فما تعارف منها ثم ائتلف ههنا ،و ما تناكر منها ثم اختلف
ههنا ،وإن روحي أنكر روحك ) .(3وبسنده أيضا عن أبي عبد ال عليه
السلم مثله إل أنه قال :إن ال خلق الرواح قبل البدان بألفي عام،
فأسكنها الهواء ،ثم عرضها علينا أهل البيت ،فوال ما منها روح إل وقد
عرفنا بدنه ،فوال ما رأيتك فيها فأين كنت ؟ ).(4
][206
وروي الصدوق -ره -في العلل بسند موثق عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن
الرواح جنود مجندة ،فما تعارف منها في الميثاق ائتلف ههنا ،وما تناكر
منها في الميثاق اختلف ههنا ) .(1وروى بسند آخر عنه عليه السلم أنه
قال لرجل من أصحابه :ما تقول في الرواح أنها جنود مجندة ،فما تعارف
منها ائتلف ،وما تناكر منها اختلف ؟ قال :فقلت :إنا نقول ذلك ،قال :فانه
كذلك إن ال عزوجل أخذ على العباد ميثاقهم وهم أظلة قبل الميلد ،وهو
قوله عزوجل " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم
على أنفسهم " ) ،(2الية قال :فمن أقر له يومئذ جاءت الفته ههنا ومن
أنكره يومئذ جاء خلفه ههنا .وقال ابن الثير في النهاية :فيه الرواح
جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ،مجندة أي
مجموعة ،كما يقال الوف مؤلفة ،وفناطير مقنطرة ،ومعناه الخبار عن
مبدء كون الرواح وتقدمها على الجساد ،أي أنها حلقت أول خلقها على
قسمين من ائتلف واختلف ،كالجنود المجموعة إذا تقابلت وتواجهت،
ومعنى تقابل الرواح ما جعلها ال عليه من السعادة والشقاوة والخلق
في مبدء الخلق ،يقول إن الجساد التي فيها الرواح تلتقي في الدنيا،
فتأتلف وتختلف على حسب ما خلقت عليه ،ولهذا ترى الخير ،يحب
الخيار ويميل إليهم والشرير يحب الشرار ويميل إليهم انتهى .وقال
الخطابي :خلقت قبلها تلتقي فلما التبست بالبدان تعارفت بالذكر الول
انتهى .وأقول :استدل بهذا الحديث على أمرين :الول خلق الرواح قبل
البدان والثاني أن الرواح النسانية مختلفة في الحقيقة وقد أشبعنا القول
في هذه المطالب في كتاب السماء والعالم.
) (1علل الشرائع ج 1ص ،79بتفاوت والذى يأتي بعده في ص 80من المصدر.
) (2العراف.(*) 172 :
][207
الثاني :ما قيل إن المعنى أنكم لم تتواخوا على التشيع إذ لو كان كذلك لجرت بينكم
جميعا المواخاة وأداء الحقوق ،وليس كذلك ،بل إنما أنتم متعارفون على
التشيع ،يعرف بعضكم بعضا عليه من دون مواخاة وعلى هذا يجوز أن
يكون الحديث واردا مورد النكار ،وأن يكون واقعا موقع الخبار ،أو
المعنى أن مجرد القول بالتشيع ل يوجب التواخي بينكم ،وإنما يوجب
التعارف بينكم وأما التواخي فانما يوجبه امور اخر غير ذلك ل يجب
بدونها .الثالث :أن المعنى انه لم تكن مواخاتكم بعد حدوث هذا المذهب ،و
أتصافكم به ،ولكن كانت في حال الولدة وقبلها وبعدها ،فان المواخاة
بسبب اتحاد منشأ الطين والرواح كما مر ،وهذا يرجع إلى الوجه الول أو
قريب منه - 11 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن كليب بن
معاوية الصيداوي قال :قال لي أبو عبد ال عليه السلم :إياكم والناس ،إن
ال عزوجل إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة فتركه وهو يجول لذلك
ويطلبه ،ثم قال :لو أنكم إذا كلمتم الناس قلتم :ذهبنا حيث ذهب ال،
واخترنا من اختار ال واختار ال محمدا واخترنا آل محمد صلى ال عليه
وآله ) .(1بيان " :إياكم والناس " أي احذروا دعوتهم في زمن شدة
التقية ،وعلل ذلك بأن من كان قابل للهداية وأراد ال ذلك به " نكت في
قلبه نكتة " من نور كناية عن أنه يلقي في قله ما يصير به طالبا للحق
متهيئا لقبوله ،في القاموس :النكت أن تضرب في الرض بقضيب فيؤثر
فيها ،والنكتة بالضم النقطة ،ثم بين عليه السلم طريقا لينا لمعارضتهم،
والحتجاج عليهم وهدايتهم ،بحيث ل يصير سببا لمزيد تعصبهم
وإضرارهم ،ول يتضمن التصريح بكفرهم وضللتهم ،بأن قال " :لو أنكم
" و " لو " للتمني و " قلتم " جواب " إذا " " حيث ذهب ال " أي
حيث أمر ال بالذهاب إليه " واخترنا من اختار ال " أي اخترنا المامة
من أهل بيت اختارهم ال فان النبي
مختار ال ،والعقل يحكم بأن أهل بيت المختار إذا كانوا قابلين للمامة أولى من
غيرهم ،وهذا دليل إقناعي تقبله طباع أكثر الخلق ) - 12 .(1كا :عن محمد
بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن محمد بن إسماعيل ،عن أبي إسماعيل
السراج ،عن ابن مسكان ،عن ثابت بن أبي سعيدة قال :قال لي أبو عبد ال
عليه السلم :يا ثابت مالكم وللناس ؟ كفوا عن الناس ول تدعوا أحدا إلى
أمركم ،فوال لو أن أهل السماء وأهل الرض اجتمعوا على أن يضلوا عبدا
يريد ال هداه ما استطاعوا ،كفوا عن الناس ول يقول أحدكم أخي وابن
عمي وجاري ،فان ال عزوجل إذا أراد بعبد خيرا طيب روحه ،فل يسمع
بمعروف إل عرفه ،ول بمنكر إل أنكره ،ثم يقذف ال في قلبه كلمة يجمع
بها أمره ) .(2بيان :قد مر أمثاله في كتاب العدل ،وقد تكلمنا هناك في
معنى الهداية والضلل ،وفهم هذه الخبار في غاية الشكال ،ومنهم من
أول إرادة الهداية بالعلم أو التوفيق والتأييد الذي استحق بحسن اختياره "
ول يقول أحد كم أخي " أي هذا أخي ترحما عليه ،لرادة هدايته " طيب
روحه " أي جعلها قابلة لفهم الحق و قبوله ،إما في بدو الخلق أو بعده في
عالم الجساد ،والكلمة التي يقذفها في قلبه هي اعتقاد المامة ،فإنها
جامعة لصلح جميع اموره في الدارين ،ول يشتبه عليه أمر من المور.
- 13كا :عن أبي علي الشعري ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن صفوان
ين يحيى عن محمد بن مروان ،عن الفضيل قال :قلت لبي عبد ال عليه
السلم :ندعو الناس إلى هذا المر ؟ فقال :يا فضيل إن ال إذا أراد بعبد
خيرا أمر ملكا فأخذ بعنقه حتى أدخله
) (1ولعل المراد :قولوا ذهبنا إلى بيت ذهب ال إليه وهو بيت عبد المطلب،
واخترنا من ذلك البيت من اختاره ال ،وهو محمد صلى ال عليه وآله،
فلما ذهب محمد " ص " لم نرجع عن ذلك البيت ،بل اخترنا من ذلك
البيت المختار من كان تاليا له صلى ال عليه وآله يصلح لن يقوم مقامه
وهو على بن أبى طالب رأس العترة الطاهرة (2) .الكافي ج 2ص 213
)*(.
][209
في هذا المر طائعا أو كارها ) - 14 .(1كا :عن محمد ين يحيى ،عن ابن عيسى،
عن ابن فضال ،عن علي بن عقبة ،عن أبيه قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :اجعلوا أمركم هذا ل ،ول تجعلوه للناس ،فانه ما كان ل فهو ل،
وما كان للناس فل يصعد إلى السماء ،ول تخاصموا بدينكم الناس ،فان
المخاصمة ممرضة للقلب ،إن ال عزوجل قال لنبيه صلى ال عليه وآله:
" إنك ل تهدي من أحببت ولكن ال يهدي من يشاء " وقال " :أفأنت تكره
الناس حتى يكونوا مؤمنين " ) (2ذرو الناس فان الناس أخذوا عن
الناس ،وإنكم أخذتم عن رسول ال صلى ال عليه وآله وعلي عليه السلم
ول سواء وإنني سمعت أبي يقول :إذا كتب ال على عبد أن يدخله في هذا
المر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره ) .(3تبيان " :اجعلوا أمركم هذا
" أي دينكم ودعوتكم الناس إليه " ل " بأن تدعوا الناس إليه في مقام
تعلمون رضى ال فيه ،ول تدعوا في مقام التقية فانه نهى ال عنه " ول
تجعلوه للناس " باظهار الفضل ،وحب الغلبة على الخصم ،والعصبية
فتدعوهم في مقام التقيه أيضا فيعود ضرره عليكم وعلينا ،فانه " ما كان
ل " أي خالصا لوجهه تعالى " فهو ل " أي يقبله ال ،ويثيب عليه ،أو
ما كان ل في الدنيا فهو ل في الخرة ،ومآلهما واحد " فل يصعد إلى
السماء " أي ل يقبل ،إشارة إلى قوله تعالى " إليه يصعد الكلم الطيب
والعمل الصالح يرفعه " ) " (4ول تخاصموا بدينكم " أي ل تجادلوا
مجادلة يكون غرضكم فيها المغالبة والمعاندة ،بالقاء الشبهات الفاسدة ،ل
ظهور الحق ،فان المخاصمة على هذا الوجه تمرض القلب بالشك
والشبهة ،والغراض الباطلة ،وإن كان غرضكم إجبارهم على الهداية،
فانها ليست بيدكم كما قال تعالى لنبيه " :إنك ل تهدى من أحببت " وقال
" أفأنت تكره الناس " .وقوله عليه السلم " ذروا الناس " يحتمل أن
يكون المراد به أن غرضكم من
) 1و (3الكافي ج 2ص (2) .213القصص .56 :يونس (4) .99 :فاطر10 :
)*(.
][210
المجادلة إن كان ظهور الحق لكم فل حاجة لكم إلى ذلك ،فان حقيتكم أظهر من ذلك،
فانكم أخذتم دينكم عن ال باليات المحكمات ،وعن رسول ال صلى ال
عليه وآله بالخبار المتواترة من الجانبين ،وعن علي عليه السلم المقبول
من الطرفين ،وهم أخذوا من الخبار الموضوعة المنمية إلى النواصب
والمعاندين ،والشبهات الواهية التي يظهر بأدنى تأمل بطلنها ،ول سواء
مأخذكم ومأذخهم ،ووكر الطائر عشه - 15 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن
عثمان بن عيسى ،عن ابن اذينه ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن ال
عزوجل خلق قوما للحق فإذا مر بهم الباب من الحق قبلته قلوبهم وإن
كانوا ل يعرفونه ،وإذا مر بهم الباطل أنكرته قلوبهم وإن كانوا ل يعرفونه،
وخلق قوما لغير ذلك ،فإذا مر بهم الباب من الحق أنكرته قلوبهم وإن كانوا
ل يعرفونه ،وإذا مر بهم الباب من الباطل قبلته قلوبهم وإن كانوا ل
يعرفونه ) .(1بيان " :خلق قوما للحق " كأن اللم للعاقبة ،أي عالما
بأنهم يختارون الحق أو يختارون خلفه " وإن كانوا ل يعرفونه " قيل هذا
مبني على أنه قد يحكم النسان بأمر ويذعن به ،وهو مبني على مقدمة مر
كوزة في نفسه ل يعلم بها أو بابتناء إذعانه عليها ،والغرض من ذكره في
هذا الباب أن السعي ل مدخل له كثيرا في الهداية وإنما هو لتحصيل الثواب
فل ينبغي فعله في موضع التقية لعدم ترتب الثواب عليه - 16 .كا :عن
علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن عبد الحميد بن أبي العل عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :إن ال عزوجل إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه
نكتة من نور ،فأضاء لها سمعه وقلبه ،حتى يكون أحرص على ما في
أيديكم منكم وإذا أراد بعبد سوءا نكت في قلبه نكتة سوداء فأظلم لها سمعه
وقلبه ،ثم تل هذه الية " فمن يرد ال أن يهديه يشرح صدره للسلم ومن
يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء " ).(2
) (1الكافي ج 2ص (2) .214المصدر نفسه ،والية في النعام.(*) 125 :
][211
بيان :كأن النكت في الول كناية عن التوفيق لقبول الحق أو إفاضة علم يقيني
ينتقش فيه " فأضاء له سمعه وقلبه " أي يسمع الحق ويقبله بسهولة،
ويصير طالبا لدين الحق ،وفي الثاني كناية عن منع اللطف منه ،لعدم
استحقاقه لذلك فيخلي بينه وبين الشيطان ،فينكت في قلبه الشكوك
والشبهات " فمن يرد ال أن يهديه " قيل أي يعرفه طريق الحق ويوفقه
لليمان " يشرح صدره للسلم " فيتسع له ويفسح ما فيه مجاله ،وهو
كناية عن جعل النفس قابلة للحق مهيأة لحلوله فيها مصفاة عما يمنعه
وينافيه " ومن يرد أن يضله " أي يمنع عنه لطفه " يجعل صدره ضيقا
حرجا " بحيث ينبو عن قبول الحق فل يدخله اليمان " كأنما يصعد في
السماء " شبهه مبالغه في ضيق صدره بمن يزاول ما ل يقدر عليه ،فان
صعود السماء مثل فيما يبعد عن الستطاعة - 17 .كا :عن علي ،عن أبيه،
عن ابن أبي عمير ،عن محمد بن حمران ،عن محمد بن مسلم ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :إن ال إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة
بيضاء ،وفتح مسامع قلبه ،ووكل به ملكا يسدده ،وإذا أراد بعبد سوءا نكت
في قلبه نكتة سوداء وسد مسامع قلبه ،ووكل به شيطانا يضله ).23 .(1
* " " )باب آخر( " " * * " )في أن السلمة والغنا في الدين ،وما أخذ(
" * * " )على المؤمن من الصبر على ما يلحقه في الدين( " * - 1كا:
عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن النعمان ،عن أيوب
بن الحر ،عن أبي عبد ال عليه السلم في قول ال عزوجل " فوقاه ال
سيئات ما مكروا " فقال :أما لقد بسطوا عليه وقتلوه ،ولكن أتدرون ما
وقاه ؟ وقاه أن يفتنوه في دينه ).(2
][212
تبيان " :فوقاه ال " الضمير راجع إلى المؤمن آل فرعون ،حيث توكل على ال،
وفوض أمره إليه ،حين أراد فرعون قتله ،بعد أن أظهر إيمانه بموسى
ووعظهم ودعاهم إلى اليمان فقال " :وافوض أمري إلى ال إن ال بصير
بالعباد * فوقاه ال سيئات ما مكروا " أي صرف ال عنه شدائد مكرهم،
قال بعض المفسرين :إنه جاء مع موسى حتى عبر البحر معه ،وقيل إنهم
هموا بقتله فهرب إلى جبل فبعث فرعون رجلين في طلبه فوجداه قائما
يصلي وحوله الوحوش صفوفا فخافا فرجعا هاربين ،والخبر يرد هذين
القولين كما يرد قول من قال إن الضمير راجع إلى موسى عليه السلم،
ويدل على أنهم قتلوه " لقد بسطوا عليه " أي أيديهم في القاموس بسط
يده مدها ،والملئكة باسطوا أيديهم أي مسلطون عليهم ،كما يقال بسطت
يده عليه أي سلط عليه ،وفي بعض النسخ " سطوا عليه " في القاموس
سطا عليه وبه سطوا وسطوة صال أو قهر بالبطش انتهى .و " ما " في
قوله " ما وقاه " موصولة أو استفهامية وفي القاموس الفتنة بالكسر
الضلل والثم والكفر والفضيحة ،والضلل وفتنه يفتنه أوقعه في الفتنة
كفتنه وأفتنه فهو مفتن ومفتون لزم متعد كافتتن فيهما - 2 .كا :عن علي
بن إبراهيم ،عن محمد بن عيسى بن عبيد ،عن أبي جميلة قال :قال أبو
عبد ال عليه السلم :كان في وصية أمير المؤمنين عليه السلم أصحابه:
اعلموا أن القرآن هدى الليل والنهار ،ونور الليل المظلم ،على ما كان من
جهد وفاقة ،فإذا حضرت بلية فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم ،وإذا نزلت
نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم فاعلموا أن الهالك من هلك دينه،
والحريب من حرب دينه ،أل وإنه ل فقر بعد الجنة ،أل وإنه ل غنى بعد
النار ،ل يفك أسيرها ول يبرأ ضريرها ) .(1تبيين " :هدى الليل والنهار "
إضافة للمصدر إلى ظرف الزمان ،وقيل :يحتمل أن يكون الليل والنهار
كناية عن الباطل والحق كما قال تعالى " :وهديناه النجدين " ) " (2ونور
الليل المظلم " الظاهر أن الليل المظلم كناية عن زمان الشدة
والبلء ،فقوله " على ما كان " متعلق بالمظلم ،أي كونه مظلما بناء " على ما
كان من جهد " أي مشقة وفاقة فالمعنى أن القرآن في أحوال الشدة
والفاقة منور للقلب ،و مذهب للهم لما فيه من المواعظ والنصائح ،ولنه
يورث الزهد في الدنيا فل يبالي بما وقع فيها ،ويحتمل أن يكون المعنى أنه
نور في ظلم الجهالة والضللة ،وعلى أي حال كان من أحوال الدنيا ،من
مشقة وفقر وغير ذلك ،أي ينبغي أن يرضى بالشدة والفاقة مع نور الحق
والهداية ،و " من " في قوله " من جهد " للبيان أو التبعيض والتفريع
في قوله " فإذا حضرت " بهذا ألصق وقال ابن ميثم :أراد بالفاقة الحاجة
إلى ما ينبغي من الهداية والكمال النفساني ) (1ول يخفى ما فيه .والمراد
بالبلية ما يمكن دفعه بالمال ،وبالنازلة ما ل يمكن دفعه إل ببذل النفس أو
ببذل الدين ،أو البلية في امور الدنيا ،والنازلة في امور الخرة ،والمراد
بها مال تقية فيه ،وإل فالتقية واجبة " من هلك دينه " إما بذهابه بالمرة
أو بنقصه بترك الفرائض وارتكاب الكبائر ،أو العم وفي المصباح حرب
حربا من باب تعب اخذ جميع ما له فهو حريب ،وحرب على البناء للمفعول
فهو محروب ،وفي القاموس حربه حربا كطلبه طلبا أسلب ماله فهو
محروب وحريب ،والجمع حربى وحرباء ،وحريبته ماله الذي سلب أو ماله
الذي يعيش به " ل فقر بعد الجنة " أي بعد فعل ما يوجبها ،وكذا قوله "
بعد النار " أي بعد فعل ما يوجبها .ثم بين عليه السلم عدم الغناء مع
استحقاق النار ببيان شدة عذابها ،من حيث إن أسيرها والمقيد فيها
بالسلسل والغلل ل يفك أبدا " ول يبرأ ضريرها " أي من عمي عينه
فيها أو من ابتلي فيها بالضر ،أو المراد عدم فك أسيرها في الدنيا من قيد
الشهوات وعدم برء من عمي قلبه في الدنيا بالكفر ،والول أظهر ،وفي
القاموس الضرير الذاهب البصر ،والمريض المهزول ،وكل ما خالطه ضر.
- 3كا :عن علي ،عن أبيه ،عن حماد ،عن ربعي ،عن الفضيل ،عن أبي
جعفر عليه السلم قال :سلمة الدين وصحة البدن خير من المال ،والمال
زينة من
) (1في قوله " ليس لحد بعد القرآن من فاقة " راجع الخطبة .(*) 174
][214
زينة الدنيا حسنة ) .(1كا :عن محمد بن إسماعيل ،عن الفضل بن شاذان ،عن
حماد ،عن ربعي عن الفضيل ،عن أبي جعفر عليه السلم مثله ) .(2بيان:
" سلمة الدين " أي مما فيه شائبة الشرك من العقائد الباطلة والعمال
القبيحة " وصحة البدن " من المراض البدنية " خير " من زوائد المال
أما خيرية الولى فظاهرة ،وأما الثانية فلنه ينتفع بالصحة مع عدم المال
ول ينتفع بالمال مع فقد الصحة ،والمال أي المال الصالح والحلل زينة
حسنة لكن بشرط أن ل يضر بالدين - 4 .كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن
ابن فضال ،عن يونس بن يعقوب ،عن بعض أصحابه قال :كان رجل يدخل
على أبي عبد ال عليه السلم من أصحابه به فصبر زمانا ل يحج فدخل
عليه بعض معارفه فقال له :فلن ما فعل ؟ قال :فجعل يضجع الكلم فظن
]أنه[ انما يعني الميسرة والدنيا ،فقال أبو عبد ال عليه السلم :كيف
دينه ؟ فقال :كما تحب ،فقال :هو وال الغنى ) .(3سن :عن ابن فضال
مثله إل أن فيه فصبر حينا ،إلى قوله :بعض معارفه ممن كان يدخل عليه
معه ،إلى قوله :يظن أنه إنما عنى ،إلى قوله :كيف حاله في دينه ).(4
بيان :فصبر زمانا في بعض النسخ " فغبر زمان " أي مضى ،وفي بعضها
فغبر زمانا أي مكث ،في القاموس غبر غبورا مكث وذهب ضد " فلن ما
فعل " أي كيف حاله ؟ ولم تأخر عن الحج ؟ " قال " أي بعض الصحاب
الراوي " فجعل " أي شرع بعض المعارف " يضجع الكلم " أي يخفضه
أو يقصر ول يصرح بالمقصود ،ويشير إلى سوء حاله لئل يغتم المام
عليه السلم بذلك ،كما هو الشائع في مثل هذا المقام ،قال في القاموس:
أضجعت الشئ أخفضته ،وضجع في المر تضجيعا قصر " فظن " في
][215
بعض النسخ يظن ،وهو أظهر " انما يعني " أنما بفتح الهمزة ) (1وما موصولة
وهي اسم أن كقوله تعالى " :واعلموا أنما غنمتم من شئ " ) (2أو ما
كافة مثل قوله :أنما إلهكم إله واحد " ) (3وعند الزمخشري أنه يفيد
الحصر كالمكسور ،فعلى الول مفعول يعني وهو عائد ما ،محذوف،
وتقديره أن ما يعنيه ،والميسرة خبر أن وعلى الثاني الميسرة مفعول
يعني ،وعلى التقديرين المستتر في يعني راجع إلى المام عليه السلم "
كما تحب " أي على أحسن الحوال " ،فقال هو ال الغنى " أقول تعريف
الخبر باللم المفيد للحصر وتأكيده بالقسم للتنبيه على أن الغنا الحقيقي
ليس إل الغنا الخروي ،الحاصل بسلمة الدين ،كما روى عن النبي صلى
ال عليه وآله أنه قال :الفقر الموت الحمر ،فقيل له :الفقر من الدينار
والدرهم ؟ فقال :ل ولكن من الدين - 5 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد
بن محمد بن عيسى ،عن علي بن النعمان عن داود بن فرقد عن أبي عبد
ال عليه السلم :قال :أخذ ال ميثاق المؤمن على أن ل تصدق مقالته ،ول
ينتصف من عدوه ،وما من مؤمن يشفي نفسه إل بفضيحتها لن كل مؤمن
ملجم ) .(4بيان " :على أن ل تصدق " أي على الصبر على أن ل تصدق
مقالته في دولة الباطل ،أو أهل الباطل مطلقا ،والنتصاف النتقام ،وفي
القاموس :انتصف منه استوفى حقه منه كامل حتى صار كل على النصف
سواء ،كاستنصف منه " يشفي نفسه " يقال :شفاه يشفيه من باب ضرب
فاشتفى هو ،وهو من الشفاء بمعنى البرء من المراض ويستعمل في
شفاء القلب من المراض النفسانية والمكاره القلبية كما يستعمل في
) (1ذكر هذا التوجيه بناء على نسخته " فظن أنما يعنى الخ " وأما على النسخة
الكافي المطبوعة وهكذا المحاسن " فظن أنه انما يعنى " فانما بكسر
الهمزة :والوجه ظاهر (2) .النفال (3) .41 :الكهف (4) .110 :الكافي
ج 2ص .(*) 249
][216
شفاء الجسم من المراض البدنية وكون شفاء نفسه من غيظ العدو موجبا
لفضيحتها ظاهر ،لن النتقام من العدو مع عدم القدرة عليه يوجب
الفضيحة والمذلة ،و مزيد الهانة ،والضمير في " بفضيحتها " راجع إلى
النفس " لن كل مؤمن ملجم " قيل يعني إذا أراد المؤمن أن يشفي غيظه
بالنتقام من عدوه افتضح وذلك لنه ليس بمطلق العنان خليع العذار )(1
يقول ما يشاء ويفعل ما يريد ،إذ هو مأمور بالتقية والكتمان ،والخوف من
العصيان ،والخشية من الرحمان ،ولن زمام أمره بيد ال سبحانه لنه
فوض أمره إليه ،فيفعل به ما يشاء مما فيه مصلحته وقيل أي ممنوع من
الكلم الذي يصير سببا لحصول مطالبه الدنيوية في دولة الباطل .وأقول:
يحتمل أن يكون المعنى أنه ألجمه ال في الدنيا ،فل يقدر على النتقام في
دول اللئام أو ينبغي أن يلجم نفسه ويمنعها عن الكلم ،أي الفعل الذي
يخالف التقية كما مر ،وقال في النهاية :فيه من سئل عما يعلمه فكتمه
ألجمه ال بلجام من نار يوم القيامة :الممسك عن الكلم ممثل بمن ألجم
نفسه بلجام ،ومنه الحديث يبلغ العرق منهم ما يلجمهم ،أي يصل إلى
أفواههم ،فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلم - 6 .كا :عن العدة،
عن سهل بن زياد ; ومحمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن
محبوب ،عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :إن ال أخذ ميثاق المؤمن على بليا أربع
أشدها عليه مؤمن يقول بقوله يحسده ،أو منافق يقفو أثره ،أو شيطان
يغويه ،أو كافر يرى جهاده فما بقاء المؤمن بعد هذا ).(2
) (1العذار -بالكسر -ماسال من اللجام على خد الفرس ،أو ما يضم حبل الخطام
إلى رأس البعير ،ويكنى عنه بالحياء ،يقال للمنهمك في الغى المتبع
هواه :خلع عذاره أي الحياء ،يعنى أنه يقول ويفعل وما يبالى بشئ
كالدابة بلرسن ،تجمح وتطمح (2) .الكافي ج 2ص .(*) 249
][217
بيان " :على بليا أربع " قيل أي إحدى بليا للعطف بأو ،وللحديث الرابع )(1
وأربع مجرور صفة للبليا " وأشدها " خبر متبدأ محذوف أي هي أشدها،
والضمير المحذوف راجع إلى " إحدى " والضمير المجرور راجع إلى
البليا ،و " مؤمن " مرفوع وهو بدل أشدها ،وإبدال النكرة من المعرفة
جائز إذا كانت النكرة موصوفة نحو قوله تعالى " :بالناصية ناصية كاذبة
" ) (2و " أو منافق " عطف على أشدها ،وفي بعض النسخ " أيسرها "
وقال بعضهم :أيسرها صفة لبليا أربع ،وفيه إشعار بأن للمؤمن بليا اخر
أشد منها ،قال :وفي بعض النسخ أشدها بدل أيسرها فيفيد أن هذه الربع
أشد بلياه ،وقوله " :مؤمن " خبر مبتدأ محذوف أي هو مؤمن ،وقيل إن
أيسرها مبتدأ ومؤمن خبره وإن أشدها أولى من أيسرها ،لئل ينافي قوله
عليه السلم ،فيما بعد " :ومؤمن يحسده وهو أشدهن عليه " ) (3و "
مؤمنا يحسده وهو أشدهم عليه " ) (4وفيه أن أيسرها أو أشدها صفة لما
تقدم فل يتم ما ذكر وكون هذه الربع أيسر من غيرها ل ينافي أن يكون
بعضها أشد من بعض ،ولو جعل مبتدأ كما زعم لزم أن ل يكون المؤمن
الحاسد أشد من المنافق ،وما بعده وهو مناف لما سيأتي .وأقول :يمكن أن
يكون أو للجمع المطلق بمعنى الواو ،فال نحتاج إلى تقدير إحدى ،ويكون
أشدها مبتدءا ومؤمن خبره ،وعبر عن الول بهذه العبارة لبيان الشدية،
ثم عطف عليه ما بعده كأنه عطف على المعنى ولكل من الوجوه السابقة
وجه ،وكون مؤمن بدل أشدها أوجه " .يقول بقوله " أي يعتقد مذهبه،
ويدعي التشيع ،لكنه ليس بمؤمن كامل
) (1يعنى الحديث الرابع في باب ما أخذه ال على المؤمن لكتاب اليمان والكفر من
الكافي ،وهو الذى يأتي تحت الرقم (2) .8العلق 15 :و (3) .16يعنى
في الحديث التى تحت الرقم (4) .8يعنى في الحديث التى تحت الرقم
.(*) 12
][218
بل يغلبه الحسد " أو منافق يقفو أثره " أي يتبعه ظاهرا وإن كان منافقا أو يتتبع
عيوبه فيذكرها للناس ،وهو أظهر " أو شيطان " أي شيطان الجن أو
العم منه ومن شيطان النس " يغويه " أي يريد إغواءه وإضلله عن
سبيل الحق بالوساوس الباطلة كما قال تعالى حاكيا عن الشيطان" :
لقعدن لهم صراطك المستقيم " ) (1الية وقال سبحانه " :وكذلك جعلنا
لكل نبي عدوا شياطين النس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف
القول غرورا " ) (2وقال " :وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم
ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون " (3) ،وربما يقرأ يغويه على
بناء التفعيل ،أي ينسبه إلى الغواية وهو بعيد " أو كافر يرى جهاده " أي
لزما فيضره بكل وجه يمكنه " فما بقاء المؤمن بعد هذا " استفهام إنكار
أي كيف يبقى المؤمن على إيمانه بعد الذي ذكرنا ،ولذا قل عدد المؤمنين،
أو ل يبقى في الدنيا بعد هذه البليا والهموم والغموم ،أو ل يبقى جنس
المؤمن في الدنيا إل قليل منهم - 7 .كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن ابن
عيسى ،عن ابن مسكان ،عن أبي عبد ال عليه السلم :قال :ما أفلت
المؤمن من واحدة من ثلث ولربما اجتمعت الثلثة عليه :إما بعض من
يكون معه في الدار يغلق عليه بابه يؤذيه ،أو جاره يؤذيه ،أو من في
طريقه إلى حوائجه يؤذيه ،ولو أن مؤمنا على قلة جبل لبعث ال عزوجل
إليه شيطانا يؤذيه ،ويجعل ال له من إيمانه انسا ل يستوحش معه إلى
أحد .بيان " :ما أفلت المؤمن " أي ما تخلص ،في المصباح أفلت الطائر
وغيره إفلتا تخلص وأفلته إذا أطلقته وخلصته ،يستعمل لزما ومتعديا،
والظاهر أن " بعض " مبتدأ و " يؤذيه " خبره ،ويحتمل أن يكون بعض
خبر مبتدأ محذوف ويؤذيه صفة أو حال و " يغلق " على بناء المجهول
أو المعلوم والول أظهر فبابه نائب الفاعل ،و ضمير عليه راجع إلى ما
يرجع إلى المستتر في يكون وجملة يغلق حال ،عن ضمير
) (1العراف (2) .16 :النعام (3) .112 :النعام.(*) 121 :
][219
يكون أي داخل في داره يكون معه ،فيها ،والمراد بالشيطان إما شيطان الجن لن
معارضته للمؤمن أكثر أو شيطان النس ،وذكروا لتسليط الشياطين
والكفرة على المؤمنين وجوها من الحكمة :الول أنه لكفارة ذنوبه ،الثاني
أنه لختباره صبره وإدراجه في الصابرين ،الثالث أنه لتزهيده في الدنيا
لئل يفتتن بها ويطمئن إليها فيشق عليه الخروج منها ،الرابع توسله إلى
جناب الحق سبحانه في الضراء ،و سلوكه مسلك الدعاء ،لدفع ما يصيبه
من البلء ،فترتفع بذلك درجته ،الخامس وحشته عن المخلوقين وانسه
برب العالمين ،السادس إكرامه برفع الدرجة التي ل يبلغها النسان بكسبه،
لنه ممنوع من إيلم نفسه شرعا وطبعا ،فإذا سلط عليه في ذلك غيره
أدرك ما ل يصل إليه بفعله كدرجة الشهادة مثل ،السابع تشديد عقوبة
العدو في الخرة ،فانه يوجب سرور المؤمنين به .والغرض من هذا
الحديث وأمثاله حث المؤمن على الستعداد لتحمل النوائب والمصائب
وأنواع البلء بالصبر والشكر ،والرضا بالقضاء - 8 .كا :عن العدة ،عن
سهل بن زياد ،عن ابن أبي نصر ،عن داود بن سرحان قال :سمعت أبا عبد
ال عليه السلم يقول :أربع ل يخلو منهن المؤمن أو واحدة منهن مؤمن
يحسده ،وهو أشد هن عليه ،ومنافق يقفو أثره ،أو عدو يجاهده ،أو
شيطان يغويه ) .(1بيان " :أربع " أي أربع خصال " أو واحدة " أي أو
من واحدة " مؤمن يحسده " أي حسد مؤمن " وهو أشد هن عليه " لن
صدور الشر من القريب المجانس أشد وأعظم من صدوره من البعيد
المخالف ،لتوقع الخير من الول دون الثاني " أو عدو " أي مجاهر
بالعداوة يجاهده بلسانه ويده - 9 .كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن عثمان
بن عيسى ،عن محمد بن عجلن قال :كنت عند أبي عبد ال عليه السلم:
فشكا إليه رجل الحاجة ،فقال :اصبر فان ال سيجعل لك فرجا ،قال :ثم
سكت ساعة ،ثم أقبل على الرجل فقال :أخبرني
][220
عن سجن الكوفة كيف هو ؟ فقال :أصلحك ال ضيق منتن وأهله بأسوء حال ،قال:
فانما أنت في السجن فتريد أن تكون فيه في سعة ؟ أما علمت أن الدنيا
سجن المؤمن ) .(1محص :عن ابن عجلن مثله إل أن فيه فقال :أصلحك
ال فيه أصحابه بأسوء حال .بيان " :فان ال سيجعل لك فرجا " أي
بتهيئة أسباب الرزق كما قال سبحانه " :سيجعل ال بعد عسر يسرا "،
وقال " :ومن يتق ال يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث ل يحتسب " )(2
أو بالموت فان للمؤمن بعده السرور والراحة والحبور كما يومئ إليه ما
بعده " الدنيا سجن المؤمن " هذا الحديث مع تتمة " وجنة الكافر "
منقول من طرق الخاصة والعامة قال الراوندي ره في ضوء الشهاب بعد
نقل هذه الرواية :شبه رسول ال صلى ال عليه وآله المؤمن بالمسجون،
من حيث هو ملجم بالوامر والنواهي مضيق عليه في الدنيا ،مقبوض على
يده فيها ،مخوف بسياط العقاب ،مبتلى بالشهوات ،ممتحن بالمصائب،
بخلف الكافر الذي هو مخلوع العذار ،متمكن من شهوات البطن والفرج،
بطيبة من قلبه ،وانشراح من صدره ،مخلى بينه وبين ما يريد ،على ما
يسول له الشيطان ،ل ضيق عليه ،ول منع ،فهو يغدو فيها و يروح ،على
حسب مراده وشهوة فؤاده ،فالدنيا كأنها جنة له يتمتع بملذها ،و يتمتع
بنعيمها كما أنها كالسجن للمؤمن ،صارفا له عن لذاته ،مانعا من شهواته
وفي الحديث أنه قال صلى ال عليه وآله لفاطمة عليها السلم :يا فاطمة
تجرعي مرارة الدنيا لحلوة الخرة ،وروي أن يهوديا تعرض للحسن بن
علي عليهما السلم وهو في شظف ) (3من حاله وكسوف من باله،
والحسن عليه السلم راكب بغلة فارهة عليه ثياب حسنة
) (1الكافي ج 2ص (2) .250الطلق الية 7و (3) .2الشظف -محركة -ضيق
العيش وشدته ،يقال :هو في شظف من العيش :أي ضيقه )*(.
][221
فقال :جدك يقول :إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ،فأنا في السجن وأنت في
الجنة فقال عليه السلم :لو علمت مالك وما يرقب لك من العذاب ،لعلمت
أنك مع هذا الضر ههنا في الجنة ،ولو نظرت إلى ما أعد لي في الخرة
لعلمت أني معذب في السجن ههنا انتهى .وأقول :فالكلم يحتمل وجهين
أحدهما أن تكون المعنى أن المؤمن غالبا في الدنيا بسوء حال وتعب
وخوف ،والكافر غالبا في سعة وأمن ورفاهية ،فل ينافي كون المؤمن
نادرا بحال حسن ،والكافر نادرا بمشقة ،وثانيهما أن يكون المعنى أن
المؤن في الدنيا كأنه في سجن لنه بالنظر إلى حاله في الخرة وما أعد ال
له من النعيم كأنه في سجن ،وإن كان بأحسن الحوال بالنظر إلى أهل
الدنيا ،و الكافر بعكس ذلك لن نعيمه منحصر في الدنيا ،وليس له في
الخرة إل أشد العذاب ،فالدنيا جنته ،وإن كان بأسوء الحوال ،وظهر وجه
آخر مما ذكرنا سابقا - 10 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد
بن عيسى ،عن ابن سنان ،عن عمار بن مروان ،عن سماعة بن مهران،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن ال جعل وليه في الدينا غرضا لعدوه
) .(1بيان " :الغرض " بالتحريك هدف يرمى فيه أي جعل محبه في الدنيا
هدفا لسهام عداوة عدوه ،وحيله وشروره 11 - .كا :عن العدة عن
البرقي ،عن محمد بن علي ،عن إبراهيم الحذاء عن محمد بن صغير ،عن
جده شعيب قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :الدنيا سجن المؤمن
فأي سجن جاء منه خير ) .(2بيان :فأي سجن استفهام للنكار ،والمعنى
أنه ينبغي للمؤمن أن ل يتوقع الرفاهية في الدنيا - 12 .كا :عن علي ،عن
أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن عبد ال بن سنان ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :ما من مؤمن إل وقد وكل ال به أربعة :شيطانا يغويه
يريد أن يضله ،وكافرا يقاتله ،ومؤمنا يحسده ،وهو أشد هم عليه ،ومنافقا
يتبع عثراته ) .(1بيان " :يريد أن يضله " بيان ليغويه لئل يتوهم أنه
يقبل إغواءه ويؤثر فيه ،بل إنما ابتلؤه به بسبب أنه يوسوسه وهو يشتغل
بمعارضته ،وقد مر أن الشيطان يحتمل الجن والنس والعم " ،وكافرا
يقاتله " وفي بعض النسخ " يغتاله " وفي المصباح غاله غول من باب
قال :أهلكه ،واغتاله قتله على غرة ،والسم الغيلة بالكسر " يتبع " كيعلم
أو على بناء الفتعال ،أي يتفحص ويتطلب عثراته أي معاصيه التي تصدر
عنه أحيانا على الغفلة وعيوبه - 13 .كا :عن العدة ،عن سهل بن زياد،
عن ابن محبوب ،عن عمرو بن شمر عن جابر ،عن أبي جعفر عليه
السلم قال :سمعته يقول :إذا مات المؤمن خلي على جيرانه من الشياطين
عدد ربيعة ومضر ،كانوا مشتغلين به ) .(2بيان " :خلي على جيرانه "
على بناء المعلوم والسناد مجازي لن موته صار سببا لشتغال شياطينه
بجيرانه ،أو هو على بناء المجول ،والتعدية بعلى ،لتضمين معنى
الستيلء أي ترك على جيرانه أو خلي بين الشياطين المشتغلين به أيام
حياته و بين جيرانه ،والحاصل أن الشياطين كانوا مشغولين بإضلله
ووسوسته ،لن إضلله كان أهم عندهم ،أو بايذائه وحث الناس عليه ،فإذا
مات تفرقوا على جيرانه ل ضللهم أو إيذائهم ،وقيل :الباء للسببية
وضمير كانوا إما راجع إلى الشياطين أو الجيران ،أي كان الشياطين
ممنوعين عن إضلل الجيران بسببه ،لنه كان يعظهم ويهديهم ،أو كان
الجيران ممنوعين عن المعاصي بسببه ،وكأنه دعاه إلى ذلك قال
الجوهري :يقال :شغلت بكذا على ما لم يسم فاعله ،واشتغلت .ول يخفى ما
فيه و " ربيعة " كقبيلة و " مضر " كصرد قبيلتان عظيمتان من العرب
يضرب بهما المثل في الكثرة ،وهما في النسب ابنا نزار بن معد بن عدنان،
ومضر الجد السابع
][223
عشر للنبي صلى ال عليه وآله - 14 .كا :عن العدة ،عن سهل ،عن يحيى بن
المبارك ،عن عبد ال بن جبلة عن إسحاق بن عمار ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :ما كان ول يكون وليس بكائن مؤمن إل وله جار يؤذيه،
ولو أن مؤمنا في جزيرة من جزائر البحر لنبعث له من يؤذيه ).(1
محص :عن إسحاق مثله .بيان :كأن المراد بالجار هنا أعم من جار الدار
والرفيق والمعامل والمصاحب وفي الحديث الجار إلى أربعين دارا "
لنبعث له " أي من الشيطان ،وفي بعض النسخ " لبتعث ال له " كما
في التمحيص فالسناد على المجاز ،يقال بعثه كمنعه أرسله كابتعثه
فانبعث - 15 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن علي بن
الحكم ،عن أبي أيوب ،عن إسحاق بن عمار ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :ما كان فيما مضى ول فيما بقي ول فيما أنتم فيه ،مؤمن إل وله جار
يؤذيه ) .(2بيان " :ول فيما بقي " أي فيما يأتي " ول فيما أنتم فيه " أي
وليس فيما أنتم فيه - 16 .كا :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي
عمير ،عن معاوية ابن عمار ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سمعته
يقول :ما كان ول يكون إلى أن يقوم الساعة مؤمن إل وله جار يؤذيه ).(3
- 17شى :عن أبي خالد الكابلي قال :قال علي بن الحسين عليه السلم:
لوددت أنه اذن لي فكلمت الناس ثلثا ثم صنع ال بي ما أحب ،قال بيده
على صدره ثم قال :ولكنها عزمة من ال أن نصبر ; ثم تل هذه الية "
ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا
وأن تبصروا وتتقوا فان ذلك
][224
من عزم المور " وأقبل يرفع يده ويضعها على صدره ) (1بيان :الغرض أن ال
تعالى لم يؤذن لنا في دولة الباطل أن نظهر الحق علنية ،ونخرج ما في
صدورنا من علوم ل يحتملها الناس ،ولو كنا مأذونين لظهرناها ولم نبال
بما أصابنا منهم ،ولكن ال عزم علينا بالصبر والتقية في دول الظالمين ،و
لذا أشار عليه السلم بيده إلى صدره ،فان العلم مكتوم فيه ،كما قال أمير
المؤمنين عليه السلم :إن ههنا لعلما جما لو وجدت له حملة )- 18 .(2
ل :عن ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن يزيد ،عن محمد بن سنان يرفعه
إلى أبي عبد ال عليه السلم قال :أخذ ال ميثاق المؤمن على أن ل يقبل
قوله ،و ل يصدق حديثه ،ول ينتصف من عدوه ،ول يشفي غيظه إل
بفضيحة نفسه ،لن كل مؤمن ملجم ) - 19 .(3ل :عن أبيه ،عن سعد ،عن
ابن أبي الخطاب ،عن ابن أسباط ،عن مالك عن مسمع بن مالك ،عن
سماعة ،عن أبي عبد ال عليه السلم أنه قال :يا سماعة ل ينفك المؤمن
من خصال أربع :من جار يؤذيه ،وشيطان يغويه ،ومنافق يقفو أثره،
ومؤمن يحسده ثم قال :يا سماعة أما إنه أشدهم عليه ،قلت :كيف ذاك ؟
قال :إنه يقول فيه القول فيصدق عليه ).(4
) (1تفسير العياشي ج 1ص ،210والية في آل عمران (2) .186نهج البلغة -
عبده -ج 2ص 3) .178و (4الخصال ج 1ص .(*) 109
][225
) * 24باب( * " " )الفرق بين اليمان والسلم وبيان( " " * " معانيهما،
وبعض شرائطهما " * اليات البقرة :ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا
امة مسلمة لك -إلى قوله تعالى -إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب
العالمين * ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن ال اصطفى لكم
الدين فل تموتن إل وأنتم مسلمون * أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب
الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم
وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون ) .(1وقال عزوجل :يا
أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ول تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم
عدو مبين ) .(2آل عمران :إن الدين عند ال السلم -إلى قوله تعالى :-
فان حاجوك فقل أسلمت وجهي ل ومن اتبعن وقل للذين اوتو الكتاب
والميين ءأسلمتم فان أسلموا فقد اهتدوا ) .(3وقال سبحانه :قال
الحواريون نحن انصار ال آمنا باال واشهد بأنا مسلمون -إلى قوله تعالى
-وقل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن ل نعبد إل ال
ول نشرك به شيئا ول يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون ال فان تولوا
فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) .(4وقال سبحانه :ولكن كان حنيفا مسلما
وما كان من المشركين ).(5
) (1البقرة (2) .133 - 128 :البقرة (3) .208 :آل عمران 19 :و (4) .20آل
عمران (5) .64 - 52 :آل عمران.(*) 67 :
][226
وقال تعالى :ول يأمركم أن تتخذوا الملئكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ
أنتم مسلمون -إلى قوله تعالى -أفغير دين ال يبغون وله أسلم من في
السماوات والرض طوعا وكرها وإليه يرجعون * قل آمنا بال وما انزل
علينا وما انزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق -إلى قوله :-ونحن له
مسلمون * ومن يبتغ غير السلم دينا فلن يقبل منه وهو في الخرة من
الخاسرين ) .(1وقال تعالى :يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال حق تقاته ول
تموتن إل وأنتم مسلمون * واعتصموا بحبل ال جميعا ول تفرقوا ).(2
النساء :فل وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم ل يجدوا في
أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) .(3وقال تعالى :يا أيها الذين
آمنوا إذا ضربتم في سبيل ال فتبينوا ول تقولوا لمن ألقى إليكم السلم
لست مؤمنا تبتغون عرض الحيوة الدنيا فعند ال مغانم كثيرة كذلك كنتم
من قبل فمن ال عليكم فتبينوا إن ال كان بما تعملون خبيرا ) .(4المائدة:
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت علكيم نعمتي ورضيت لكم السلم دينا ).(5
وقال تعالى :يا أيها الرسول ل يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين
قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ) .(6وقال سبحانه :وإذ أوحيت إلى
الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا :آمنا واشهد بأننا مسلمون ).(7
النعام :وامرنا لنسلم لرب العالمين وقال تعالى :فمن يرد ال أن يهديه
يشرح صدره للسلم ).(8
) (1آل عمران (2) .85 - 80 :آل عمران (3) .103 - 102 :النساء(4) .65 :
النساء (5) .94 :المائدة (6) .3 :المائدة (7) .41 :المائدة (8) .111
النعام 71 :و .(*) 125
][227
هود :فان لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما انزل بعلم ال وأن ل إله إل هو فهل أنتم
مسلمون ) .(1يوسف :توفني مسلما وألحقني بالصالحين ) .(2الحجر:
ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .(3النحل :كذلك يتم نعمته عليكم
لعلكم تسلمون ) .(4وقال تعالى :ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لك شئ وهدى
ورحمة وبشرى للمسلمين ) .(5وقال سبحانه :قل نزله روح القدس من
ربك بالحق لنثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ) .(6النبياء :قل
إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون ) .(7الحج :فالهكم
إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين ) .(8النمل :واوتينا العلم من قبلها
وكنا مسلمين وقال تعالى :وأسلمت مع سليمان ل رب العالمين ) .(9وقال
سبحانه :وما أنت بهادي العمي عن ضللتهم إن تسمع إل من يؤمن بآياتنا
فهم مسلمون وقال تعالى :إنما امرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها
وله كل شئ وامرت أن أكون من المسلمين ) .(10القصص :الذين آتيناهم
الكتاب من قبله هم به يؤمنون * وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق
من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ).(11
) (1هود (2) .14 :يوسف (3) .101 :الحجر (4) .2 :النحل (5) .81 :النحل.89 :
) (6النحل (7) .102 :النبياء (8) .108 :الحج (9) .34النمل 42 :و
(10) .44النمل 81 :و (11) .91القصص.(*) 53 - 52 :
][228
العنكبوت وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له
مسلمون ) .(1الروم :وما أنت بهادي العمي عن ضللتهم إن تسمع إل من
يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ) .(2الزمر :أفمن شرح ال صدره للسلم فهو
على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر ال اولئك في ضلل مبين )
.(3الزخرف :الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم
وأزواجكم تحبرون ) .(4الحجرات :قالت العراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن
قولوا أسلمنا ولما يدخل اليمان في قلوبكم -إلى قوله تعالى :-يمنون
عليك أن أسلموا قل ل تمنوا علي إسلمكم بل ال يمن عليكم أن هداكم
لليمان إن كنتم صادقين ) .(5الذاريات :فأخرجنا من كان فيها من
المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) .(6التحريم :عسى
ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات
عابدات سائحات ) .(7القلم :أقنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف
تحكمون ) .(8الجن :وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فاولئك
تحروا رشدا ) (9تفسير " :واجعلنا مسلمين لك " ) (10قيل أي مخلصين
لك ،من أسلم لك وجهه أو مستسلمين من أسلم إذا استسلم وانقاد ،والمراد
طلب الزيادة في الخلص و
) (1العنكبوت (2) .46 :الروم (3) .58 :الزمر (4) .22 :الزخرف(5) .70 - 69 :
الحجرات (6) .17 - 13 :الذاريات (7) .36 - 35 :التحريم(8) .6 :
القلم 33 :و (9) .34الجن (10) .14 :البقرة.(*) 128 :
][229
الذعان ،أو الثبات عليه " ومن ذريتنا " أي واجعل بعض ذريتنا " امة " أي
جماعة يؤمون أي يقصدون ويقتدى بهم ،وقيل أراد بالمة امة محمد صلى
ال عليه وآله وعن الصادق عليه السلم :هم أهل البيت الذين أذهب ال
عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ،وفي رواية العياشي ) (1عنه عليه السلم
أنه أارد بالمة بني هاشم خاصة " إذ قال له ربه أسلم " تدل هذه اليات
على أن السلم قد يطلق على أعل مدارج اليمان " ووصى بها " أي
بالملة أو راجع إلى أسلمت بتأويل الكلمة أو الجملة " اصطفى لكم الدين "
أي دين السلم الذي هو صفوة الديان " فل تموتن " ظاهره النهي عن
الموت على خلف حال السلم ،والمقصود هو النهي عن أن يكونوا على
خلف تلك الحال إذا ماتوا والمر بالثبات على السلم ) (2كقولك ل تصل
إل وأنت خاشع ،وتغيير العبارة للدللة على أن موتهم ل على السلم موت
ل خير فيه وأن من حقه أن ل يحل بهم " ونحن له مسلمون " حال من
فاعل نعبد ،أو مفعوله أو منهما ،ويحتمل أن يكون اعتراضا " .في السلم
كافة " ) (3قال :البيضاوي ) (4السلم بالكسر والفتح الستستلم والطاعة
ولذلك يطلق في الصلح ،والسلم ،وفتحه ابن كثير ونافع والكسائي
وكسره الباقون و " كافة " اسم للجملة لنها تكف الجزاء من التفرق،
حال من الضمير أو السلم لنها تؤنث كالحرب ،والمعنى استسلموا ل
وأطيعوه جملة ظاهرا وباطنا
) (1تفسير العياشي ج 1ص (2) .61المراد بالسلم معناه اللغوى ،وهو التسليم
لمر ال ،والجملة كناية عن مواظبتهم على طاعة ال والجتناب عن
معاصيه في كل الحوال ،وذلك لن الموت ل يعلم وقته حتى يسلم ال
حينذاك فيفوز بالسعادة وحسن الخاتمة ،بل الموت متوقع في كل حال
وهو ل يؤمن على نفسه منه في حال من الحالت ،حتى يجترئ ويعارض
ربه بالمعاصى في تلك الحالة فعلى المؤمن الذى يرغب في حسن الختام
والفوز بالسعادة جزما وقطعا أن يكون في كل حالته مسلما ل عزوجل
حتى يأتيه الموت ،وهو مسلم (3) .البقرة (4) .208 :انوار التنزيل 53
)*(.
][230
) (1تفسير العياشي ج 1ص (2) .102تفسير المام ص (3) .264آل عمران:
(4) .19آل عمران.(*) 52 :
][231
القيامة حين يشهد الرسل " إلى كلمة سواء بيننا وبينكم " ) (1أي ل يختلف فيها
الكتب و الرسل وتفسيرها ما بعدها " أن ل نعبد إل ال " أي نوحده
بالعبادة ونخلص فيها " ول نشرك به شيئا " أي ل نجعل غيره شريكا له
في استحقاق العبادة ول نراه أهل لن يعبد " ول يتخذ بعضنا بعضا أربابا
" كعزير والمسيح والحبار وإطاعتهم فيما أحدثوا من التحريم والتحليل "
فان تولوا " عن التوحيد " فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون " أي لزمتكم
الحجة فاعترفوا بأنا مسلمون دونكم أو اعترفوا بأنكم كافرون بما نطقت به
الكتب ،وتطابقت عليه الرسل " ولكن كان حنيفا " أي مائل عن العقائد
الزائغة " مسلما " أي منقادا ل " .بعد إذ أنتم مسلمون " ) (2وقع
السلم هنا مقابل للكفر " أفغير دين ال يبغون " أي أفبعد هذه اليات
والحجج تطلبون دينا غير دين السلم " وله أسلم من في السماوات
والرض طوعا وكرها " قيل أي عند الميثاق كما روي عن ابن عباس
وقيل أي أقر بالعبودية وإن كان فيهم من أشرك في العبادة كقوله تعالى" :
ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن ال " ) (3وقيل أسلم المؤمن طوعا
والكافر كرها عند الموت ،وقيل أي استسلم له بالنقياد والذلة ،وقيل معناه
أكره قوم على السلم وجاء قوم طائعين ،وهو المروي عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :كرها أي فرقا من السيف ،وقال الحسن :الطوع لهل
السماوات خاصة ،وأما أهل الرض فمنهم من أسلم طوعا ومنهم من أسلم
كرها ،وقد روي العياشي ) (4عن الصادق عليه السلم أنها نزلت في
القائم عليه السلم وفي رواية اخرى تلها فقال :إذا قام القائم ل تبقى
أرض إل نودي فيها شهادة أن ل إله إل ال وأن محمدا رسول ال " وإليه
يرجعون " أي إلى جزائه يصيرون " .قل آمنا بال " خطاب للنبي صلى
ال عليه وآله بأن يقول عن نفسه وعن امته قال
) (1آل عمران (2) 64 :آل عمران (3) .81 :الزخرف (4) .87 :تفسير العياشي ج
1ص .(*) 182
][232
الطبرسي قدس سره :فان قيل :ما معنى قوله " :ونحن له مسلمون " بعدما سبق
القرار باليمان على التفصيل ؟ قلنا :معناه ونحن له مسلمون بالطاعة
والنقياد في جميع ما أمر به ونهى عنه ،وأيضا فان أهل الملل المخالفة
للسلم ،كانوا يقرون كلهم باليمان ،ولكن لم يقروا بلفظة السلم ،فلهذا
قال " :ونحن له مسلمون " " .ومن يبتغ " أي يطلب " غير السلم دينا
" يدين به " فلن يقبل منه " بل يعاقب عليه " وهو في الخرة من
الخاسرين " أي من الهالكين لن الخسران ذهاب رأس المال ،وفي هذا
دللة على أن من ابتغى غير السلم دينا لن يقبل منه ،فدل ذلك على أن
الدين والسلم واليمان واحد ،وهي عبارات عن معبر واحد انتهى )" .(1
حق تقاته " ) (2أي حق تقواه وما يجب منها ،وهو استفراغ الوسع في
القيام بالواجبات ،والجتناب عن المحرمات ،وفي المعاني ) (3والعياشي )
(4سئل الصادق عليه السلم عن هذه الية قال :يطاع ول يعصى ،ويذكر
فل ينسى ،ويشكر فل يكفر ،والعياشي ) (5عنه عليه السلم أنه سئل عنها
فقال :منسوخة ،قيل :وما نسخها ؟ قال :قول ال " فاتقوا ال ما استطعتم
" ) " .(6ول تموتن إل وأنتم مسلمون " أي ل تكونن على حال سوى
حال السلم إذا أدرككم الموت ،في المجمع عن الصادق عليه السلم و أنتم
مسلمون بالتشديد ،ومعناه مستسلمون لما أتى به النبي صلى ال عليه
وآله منقادون له ) (7والعياشي ) (8عن الكاظم عليه السلم أنه قال لبعض
أصحابه :كيف تقرأ هذه الية " يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال حق تقاته ول
تموتن إل وأنتم " ماذا ؟ قال " :مسلمون " فقال :سبحان ال يوقع عليهم
اليمان فيسميهم مؤمنين ،ثم يسألهم السلم ،و اليمان قوق السلم ،قال:
هكذا يقرأ في قراءة زيد ،قال :إنما هي في قراءة علي عليه السلم وهو
التنزيل الذي نزل به جبرئيل عليه السلم على محمد صلى ال عليه وآله "
إل وأنتم
) (1مجمع البيان ج 2ص (2) .470آل عمران (3) .102 :معاني الخبار ص
4) .240و 5و (8تفسير العياشي ج 1ص (6) .194التغابن) .16 :
(7مجمع البيان ج 2ص .(*) 482
][233
مسلمون " لرسول ال ثم المام من بعده " .واعتصموا بحبل ال " ) (1قيل :بدينه
السلم ،أو بكتابه لقوله صلى ال عليه وآله :القرآن حبل ال المتين،
استعار له الحبل ،وللوثوق به العتصام ،من حيث إن التمسك به سبب
النجاة ،عن الردى ،كما أن التمسك بالحبل الموثوق به سبب السلمة من
التردي وقال علي بن إبراهيم :الحبل التوحيد والولية ) (2والعياشي عن
الباقر عليه السلم آل محمد هم حبل ال المتين الذي أمر بالعتصام به
فقال " :فاعتصموا بحبل ال جميعا ول تفرقوا " وعن الكاظم :علي بن
أبي طالب حبل ال المتين وفي مجالس الصدوق :نحن الحبل .وأقول :وقد
مر الخبار في ذلك وشرحها في كتاب المامة ) " (3جميعا " أي
مجتمعين عليه " ول تفرقوا " أي ول تتفرقوا عن الحق بايقاع الختلف
بينكم ،وروى علي بن إبراهيم ) (4عن الباقر عليه السلم أن ال تبارك
وتعالى علم أنهم سيفترقون بعد نبيهم ويختلفون ،فنهاهم عن التفرق كما
نهى من كان قبلهم فأمرهم أن يجتمعوا على ولية آل محمد عليهم السلم
ول يتفرفوا " .فيما شجر بينهم " ) (5أي فيما اختلف بينهم أو اختلط "
حرجا مما قضيت " أي ضيقا مما حكمت به " ويسلموا تسليما " أي
ويناقدوا لك انقيادا بظاهرهم وباطنهم ،وفي الكافي عن الباقر عليه السلم
) (6لقد خاطب ال أمير المؤمنين عليه السلم في كتابه في قوله " :ولو
أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا ال واستغفر لهم الرسول لوجدوا
ال توابا رحيما * فل وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم "
قال :فيما تعاقدوا عليه لئن أمات ال محمدا ل يردوا هذا المر في بني
هاشم " ثم ل يجدوا في أنفسهم حرجا
) (1آل عمران (2) .103 :تفسير القمى ص ،98العياشي ج 1ص (3) .199
راجع ج 24ص (4) .85 - 82تفسير القمى ص (5) .98النساء.65 :
) (6الكافي ج 1ص .(*) 391
][234
مما قضيت " عليهم ،من القتل أو العفو " ويسلموا تسليما " وقال علي بن
إبراهيم " (1) :جاؤك يا علي " قال :هكذا نزلت .أقول :وسيأتي عن أمير
المؤمنين عليه السلم أنها نزلت في مثل ذلك ،وبالجملة تدل على أن
اليمان مشروط بالتسليم والنقياد التام " .إذا ضربتم في سبيل ال " )(2
أي سافرتم للغزو " فتبينوا " أي فاطلبوا بيان المر وميزوا بين الكافر
والمؤمن ،وقرئ " فتثبتوا " في الموضعين أي توقفوا وتأنوا حتى تعلموا
من يستحق القتل ،والمعنيان متقاربان ،يعنى ل تعجلوا في القتل لمن أظهر
إسلمه ظنا منكم بأنه ل حقيقة لذلك " ول تقولوا لمن ألقى إليكم السلم "
وقرئ السلم بغير ألف وهما بمعنى الستسلم والنقياد ،وفسر السلم
بتحية السلم أيضا والعياشي ) (3نسب قراءة السلم إلى الصادق عليه
السلم " لست مؤمنا " وإنما فعلت ذلك خوفا من القتل " تبتغون عرض
الحياة الدنيا " أي تطلبون ماله الذي هو حطام سريع الزوال ،وهو الذي
يبعثكم على العجلة وترك التثبت " ،فعند ال مغانم كثيرة " تغنيكم عن قتل
أمثاله لماله " كذلك كنتم من قبل " أي أول ما دخلتم في السلم ،و
تفوهتم بكلمتي الشهادة ،فحصنت بها دماؤكم وأموالكم ،من غير أن تعلم
مواطأة قلوبكم ألسنتكم " فمن ال " عليكم بالشتهار باليمان ،والستقامة
في الدين " فتبينوا " وافعلوا بالداخلين في السلم ما فعل ال بكم ،ول
تبادروا إلى قتلهم ظنا بأنهم دخلوا فيه اتقاء وخوفا ،وتكريرها تأكيد لتعظيم
المر ،وترتيب الحكم على ما ذكر من حالهم " إن ال كان بما تعملون
خبيرا " عالما به وبالغرض منه فل تتها فتوا في القتل ،ول تحتالوا فيه.
وقال علي بن إبراهيم ) (4وغيره :إنها نزلت لما رجع رسول ال صلى ال
عليه وآله من غزوة خيبر ،وبعث اسامة بن زيد في خيل إلى بعض اليهود
في ناحية فدك ليدعوهم إلى السلم وكان رجل من اليهود يقال له :مرداس
بن نهيك الفدكي في بعض القرى ،فلما أحس بخيل رسول ال صلى ال
عليه وآله جمع أهله وماله وصار في ناحية الجبل
) (1تفسير القمى ص (2) .130النساء (3) .94 :تفسير العياشي ج 1ص .268
) (4تفسير القمى ص .(*) 134
][235
فأقبل يقول أشهد أن لإله إل ال وأشهد أن محمدا رسول ال ،فمر به اسامة بن زيد
فطعنه فقتله فلما رجع إلى رسول ال صلى ال عليه وآله أخبره بذلك ،فقال
له رسول ال صلى ال عليه وآله :أفل شققت الغطاء عن قلبه ،لما قال
بلسانه قبلت ،ول ما كان في نفسه علمت ،فحلف اسامة بعد ذلك أن ل
يقاتل أحدا شهد أن ل إله إل ال وأن محمدا رسول ال ،فتخلف عن أمير
المؤمنين عليه السلم في حروبه وأنزل ال في ذلك " ول تقولوا لمن ألقى
إليكم السلم " الية .وفي رواية العامة أن مرداسا أضاف إلى الكلمتين
السلم عليكم ،وهي تؤيد قراءة السلم وتفسيره بتحية السلم .وأقول :ل
يخفى أن اسامة فعله الخير كان أشنع من فعله الول ،وكان عذره أشد
وأفحش منهما ،وهذا منه دليل على أنه كان من المنافقين " .اليوم أكملت
لكم دينكم " ) (1قد مر أنها نزلت بعد نصب أمير المؤمنين عليه السلم
يوم الغدير ،فتدل على أن المامة داخلة في الدين والسلم وأن بها كماله.
" ل يحزنك الذين يسارعون في الكفر " ) (2أي صنع الذين يقعون في
إظهار الكفر سريعا إذا وجدوا منه فرصة من الذين قالوا آمنا بأفواههم "
أي من المنافقين والباء متعلقة بقالوا ل بآمنا والواو يحتمل الحال،
والعطف ،والية تدل علي أن اليمان باللسان ل ينفع ما لم يوافقه القلب" .
وإذ أو حيث إلى الحواريين " روى العياشي ) (3عن الباقر عليه السلم:
الهموا " بأننا مسلمون " أي مخلصون " .فمن يرد ال أن يهديه " )(4
أي يعرفه الحق ويوفقه لليمان " يشرح صدره للسلم " فيتسع له
ويفسح فيه مجاله ،وهو كناية عن جعل القلب قابل للحق
) (1المائدة (2) .3 :المائدة (3) .41 :تفسير العياشي ج 1ص ،350والية في
المائدة (4) .111 :النعام.(*) 125 :
][236
مهيئا لحلوله فيه ،مصفى عما يمنعه وينافيه ،في المجمع ) (1قد وردت الرواية
الصحيحة أنه لما نزلت هذه الية سئل رسول ال صلى ال عليه وآله عن
شرح الصدر ما هو ؟ فقال :نور يفذفه ال في قلب المؤمن فيشرح صدره
وينفسح ،قالوا :فهل لذلك أمارة يعرف بها ؟ فقال :نعم والنابة إلى دار
الخلود والتجافي عن دار الغرور والستعداد للموت قبل نزوله " .فان لم
يستجيبوا لكم " ) (2أيها المؤمنون من دعوتموهم إلى المعارضة ،أو أيها
الكافرون من دعوتموهم إلى المعاونة " فاعلموا أنما انزل بعلم ال " أي
متلبسا بما ل يعلمه إل ال ،ول يقدر عليه سواه " وأن ل إله إل هو " لنه
العالم القادر بما ل يعلم ول يقدر عليه غيره ،لظهور عجز المدعوين "
فهل أنتم مسلمون " أي ثابتون على السلم ،راسخون فيه ؟ أو داخلون
في السلم مخلصون فيه " .توفني مسلما " يدل ) (3على إطلق السلم
على اليمان الكامل " وألحقني بالصالحين " أي في الرتبة والكرامة" .
ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين " ) (4أي إذا عاينوا في القيامة
حالهم وحال المسلمين ،قالوا :يا ليتنا كنا مسلمين وفي تفسيري العياشي
وعلي بن إبراهيم ) (5عن الباقر والصادق عليهما السلم :إذا كان يوم
القيامة نادى مناد من عند ال ل يدخل الجنة إل مسلم فيومئذ يود الذين
كفروا لو كانوا مسلمين وفي المجمع ) (6مرفوعا عن النبي صلى ال عليه
وآله قال :إذا اجتمع أهل النار في النار ،ومعهم من شاء ال من أهل
القبلة ،قال الكفار للمسلمين :ألم تكونوا مسلمين ؟ قالوا :بلى :قالوا :فما
أغنى عنكم إسلماكم وقد صرتم معنا في النار ؟ قالوا :كانت لنا ذنوب
فاخذنا
) (1المصدر ج 4ص (2) .363هو د (3) .14 :يوسف (4) .101 :الحجر) .2 :
(5تفسير العياشي ج 2ص ،239تفسير القمى (6) .349 :مجمع البيان
ج 6ص .(*) 328
][237
بها فسمع ال عز اسمه ما قالوا ،فأمر من كان في النار من أهل السلم فاخرجوا
منها ،فحينئذ يقول الكفار يا ليتنا كنا مسلمين " .لعلكم تسلمون " ) (1أي
تنظرون في نعمه الفاشية فتؤمنون به وتنقادون لحكمه " .تبيانا " أي )
(2بيانا بليغا وروى العياشي ) (4عن الصادق عليه السلم قال :نحن وال
نعلم ما في السماوات وما في الرض ،وما في الجنة وما في النار ،وما
بين ذلك ثم قال :إن ذلك في كتاب ال ثم تل هذه الية ،وعنه عليه السلم
أن ال أنزل في القرآن تبيان كل شئ حتى وال ما ترك شيئا يحتاج إليه
العباد ،حتى ل يستطيع عبد يقول :لو كان هذا انزل في القرآن ،إل أنزله
ال فيه ،وقد مضت الخبار الكثيرة في ذلك في كتاب المامة " .قل نزله
روح القدس " ) (4يعني جبرئيل عليه السلم " من ربك بالحق " أي
متلبسا بالحكمة " ليثبت الذين آمنوا " أي على اليمان بأنه كلم ال،
فانهم إذا سمعوا الناسخ ،وتدبروا ما فيه من رعاية الصلح والحكمة،
رسخت عقائدهم واطمأنت قلوبهم " وهدى وبشرى للمسلمين " المنقادين
لحكمه " .قل إنما يوحى إلي " ) (5قيل أي ما يوحى إلي إل أنه ل إله لكم
إل إله واحد ،وذلك لن المقصود الصلي من بعثته مقصور على التوحيد "
فهل أنتم مسلمون " مخلصون العبادة ل على مقتضى الوحي ؟ وفي
المناقب عن الصادق عليه السلم :فهل أنتم مسلمون الوصية بعدي ،نزلت
مشددة ،ومآلهما واحد ،لن مخالفة الوصية عبادة للهوى والشيطان وأيضا
التوحيد ل يتم إل بالولية ،إذ بالمام يعرف ال ،ويعرف طريق عبادته،
فهي كمال التوحيد ،وأصله وأساسه وغايته " .فله أسلموا " ) (6أي
أخلصوا التقرب والذكر ول تشوبوه بالشراك " وبشر * )الهامش( * )(1
النحل (2) .81 :النحل (3) .89 :تفسير العياشي ج 2ص (4) .266
النحل (5) .102 :النبياء (6) .108 :الحج.(*) 34 :
][238
المخبتين " قيل أي المتواضعين أو المخلصين فان الخبات صفتهم وقال علي بن
إبراهيم :أي العابدين " .وما أنت بهادي العمي " ) (1سماهم عميا لفقدهم
المقصود الحقيقي من البصار أو لعمى قلوبهم أن تسمع فان إيمانهم
يدعوهم إلى تلقي اللفظ ،وتدبر المعنى أو المراد بالمؤمن المشارف لليمان
أو من هو في علم ال كذلك " فهم مسلمون " أي مخلصون من أسلم
وجهه ل " وله كل شئ " ) (2أي خلقا وملكا " وامرت أن أكون من
المسلمين " أي المنقادين أو الثابتين على ملة السلم " .الذين آتيناهم
الكتاب " ) (3قيل نزلت في مؤمني أهل الكتاب ،وقيل :في أربعين من أهل
النجيل من أهل الحبشة والشام " قالوا آمنا به " أي بأنه كلم ال " إنه
الحق من ربنا " استيناف لبيان ما أوجب إيمانهم به " إنا كنا من قبله
مسلمين " استيناف آخر للدللة على أن إيمانهم به ليس مما أحدثوه
حينئذ .وإنما هو أمر تقادم عهده لما رأوا ذكره في الكتب المتقدمة،
وكونهم على دين السلم قبل نزول القرآن أو تلوته عليهم ،باعتقادهم
صحته في الجملة " .وقولوا آمنا " ) (4قيل هي المجادلة بالتي هي
أحسن ،وعن النبي صلى ال عليه وآله ل تصدقوا أهل الكتاب ول
تكذبوهم ،وقولوا آمنا بال وبكتبه ورسله ،فان قالوا باطل لم تصدقوهم،
وإن قالوا حقا لم تكذبوهم " ونحن له مسلمون " أي مطيعون له خاصة،
وفيه تعريض باتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون ال " أفمن
شرح اللله صدره للسلم " ) (5حتى تمكن فيه بيسر ،عبر به عمن خلق
نفسه شديدة الستعداد لقبوله ،غير متأبية عنه ،لن الصدر محل القلب،
المنبع للروح ،المتعلق للنفس القابل للسلم " فهو على نور من ربه "
يعني المعرفة والهتداء إلى الحق ،وقد مر الخبر في ذلك ،وخبر " من "
محذوف دل عليه قوله " فويل للقاسية قلوبهم من ذكر ال "
) (1النمل (2) .81 :النمل (3) .91 :القصص (4) .52 :العنكبوت (5 .46الزمر:
.(*) 22
][239
أي من أجل ذكره ،في رواية علي بن إبراهيم ) (1نزل صدر الية في أمير المؤمنين
عليه السلم .وفي رواية العامة :نزل في حمزة وعلي ،وما بعده في أبي
لهب و ولده ،وروى علي بن إبراهيم عن الصادق عليه السلم :أن القسوة
والرقة من القلب و هو قوله " فويل " الية " .وكانوا مسلمين " )(2
ظاهره كون السلم فوق اليمان " .قالت العراب آمنا " قال الطبرسي )
(3قدس سره هم قوم من بني أسد أتوا النبي صلى ال عليه وآله في سنة
جدبة ،وأظهروا السلم ولم يكونوا مؤمنين في السر إنما كانوا يطلبون
الصدقة ،والمعنى أنهم قالوا صدقنا بما جئت به ،فأمره ال سبحانه أن
يخبرهم بذلك ليكون آية معجزة له فقال " قل لم تؤمنوا " أي لم تصدقوا
على الحقيقة في الباطن " ولكن قولوا أسلمنا " أي انقدنا واستسلمنا
مخافة السبي والقتل .ثم بين سبحانه أن اليمان محله القلب دون اللسان
فقال " ولما يدخل اليمان في قلوبكم " قال الزجاج :السلم إظهار
الخضوع ،والقبول لما أتى به الرسول صلى ال عليه وآله وبذلك يحقن
الدم ،فان كان مع ذلك الظهار اعتقاد وتصديق بالقلب ،فذلك اليمان
وصاحبه المسلم المؤمن حقا فأما من أظهر قبول الشريعة ،واستسلم لدفع
المكروه فهو في الظاهر مسلم ،وباطنه غير مصدق ،وقد أخرج هؤلء من
اليمان بقوله " :ولما يدخل اليمان في قلوبكم " إن لم تصدقوا بعد ما
أسلمتم تعوذا من القتل ،فالمؤمن مبطن من التصديق مثل ما يظهر،
والمسلم التام السلم مظهر للطاعة ،وهو مع ذلك مؤمن بها ،والذي أظهر
السلم تعوذا من القتل غير مؤمن في الحقيقة ،إل أن حكمه في الظاهر
حكم المسلمين .وروى أنس عن النبي صلى ال عليه وآله :السلم
علنية ،واليمان في القلب -وأشار إلى صدره .ثم قال سبحانه " :وإن
تطيعوا ال ورسوله ل يلتكم من أعمالكم شيئا " )(4
) (1تفسير القمى (2) .577 :الزخرف (3) .69 :مجمع البيان ج 9ص .138
والية في الحجرات (4) .13 :الحجرات.(*) 14 :
][240
أي ل ينقصكم من ثواب أعمالكم شيئا " إن ال غفور رحيم * إنما المؤمنون الذين
آمنوا بال ورسوله ثم لم يرتابوا " أي لم يشكوا في دينهم بعد اليمان "
وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل ال اولئك هم الصادقون " أي الذين
صدقوا في ادعاء اليمان ،فيدل على أن للعمال مدخل في اليمان إما
بالجزئية ،أو الشتراط أو هي كاشفة منه كما سيأتي تحقيقه إنشاء ال "
قل أتعلمون ال بدينكم " أي أتخبرونه به بقولكم آمنا " وال يعلم ما في
السموات وما في الرض وال بكل شئ عليم " هو تجهيل لهم وتوبيخ.
روي أنه لما نزلت الية المتقدمة جاؤا وحلفوا أنهم مؤمنون معتقدون
فنزلت هذه " يمنون عليك أن أسلموا " أي يعدون إسلمهم عليك منة،
وهي النعمة ل يستثيب مولها ممن نزلها إليه " قل ل تمنوا علي إسلمكم
" أي باسلمكم ،فنصب بنزع الخافض ،أو تضمين الفعل معنى العتداد "
يل ال يمن عليكم أن هديكم لليمان " على ما زعمتم مع أن الهداية ل
يلزم الهتداء " إن كنتم صادقين " في ادعاء اليمان ،وجوابه محذوف
يدل عليه ما قبله أي فلله المنة عليكم .وفي سياق الية لطف ،وهو أنهم
لما سموا ما صدر عنهم إيمانا ومنوا به نفى أنه إيمان وسماه إسلما بأن
قال يمنون عليك بما هو في الحقيقة إسلم ،وليس بجدير أن يمن عليك بل
لو صح ادعاؤهم لليمان فلله المنة عليهم بالهداية له ل لهم " .فما وجدنا
فيها غير بيت من المسلمين " ) (1قال البيضاوي :استدل به على اتحاد
اليمان والسلم وهو ضعيف ،لن ذلك ل يقتضي إل صدق المؤمن
والمسلم على من اتبعه ،وذلك ل يقتضي اتحاد مفهوميهما ،لجواز صدق
المفهومات المختلفة على ذات واحدة .وقال في قوله تعالى " :مسلمات
مؤمنات " ) (2مقرات مخلصات أو منقادات مصدقات.
][241
" أفنجعل المسلمين كالمجرمين " ) (1قيل إنكار لقولهم إن صح أنا نبعث كما يزعم
محمد ومن معه ،لم يفضلونا ،بل نكون أحسن حال منهم ،كما نحن عليه
في الدنيا " .ومنا القاسطون " ) (2أي الجائرون عن طريق الحق "
فاولئك تحروا رشدا " أي توخوا رشدا عظيما يبلغهم إلى دار الثواب،
وروى على بن إبراهيم ) (3عن الباقر عليه السلم أي الذين أقروا
بوليتنا .أقول :إذا تأملت في هذه اليات ،واليات المتقدمة في الباب
السابق عرفت أن لليمان والسلم معاني شتى كما سنفصله إنشاء ال
تعالى .الخبار 1 - :ب :عن هارون ،عن ابن صدقة ،عن جعفر ،عن أبيه
عليهما السلم :أنه قال له :إن اليمان قد يجوز بالقلب دون اللسان ؟ فقال
له :إن كان ذلك كما تقول فقد حرم علينا قتال المشركين ،وذلك أنا ل ندري
بزعمك لعل ضميره اليمان فهذا القول ،نقض لمتحان النبي صلى ال
عليه وآله من كان يجيئه يريد السلم ،وأخذه إياه بالبيعة عليه وشروطه
وشدة التأكيد ،قال مسعدة :ومن قال بهذا فقد كفر البتة من حيث ل يعلم )
.(4توضيح " :أنه قال له " ضمير قال راجع إلى الصادق عليه السلم،
ورجوعه إلى مسعدة بعيد ،وعلى الول الكلم محمول على الستفهام" ،
وقد " للتقليل وعلى الثاني يحتمل التحقيق أيضا فل يكون استفهاما،
ويكون النسبة إلى الب بأن يكون نسب الجواب إلى أبيه عليهما السلم
ولذا صار بعيدا ،وحاصل الجواب أنه لو كان السلم محض العتقاد القلبي
ولم يكن مشروطا بعدم النكار الظاهري أو بوجود الذعان والنقياد
الظاهري ،لم يجز قتال المشركين ،إذ يحتمل إيمانهم باطنا وقوله عليه
السلم:
) (1القلم (2) .33 :الجن (3) .14 :تفسير القمى (4) .699 :قرب السناد ص ،23
ط حجر ،ص 33ط النحف )*(.
][242
" فهذا القول " يحتمل أن يكون وجها آخر وهو أن هذا القول مناقض لفعل النبي
صلى ال عليه وآله من تكليفه من يريد السلم بالبيعة والتأكيد فيها فانها
أفعال سوى العتقاد ،أو يكون مرجع الجميع إلى دليل واحد هو أنه لو كان
أمرا قلبيا فأما أن يكتفي في إثبات ذلك أو نفيه بقوله أم ل ،فعلى الثاني ل
يمكن قتل المشرك و قتاله أصل ،وعلى الول فل بد من الكتفاء باقراره،
فل حاجة إلى التبعية و غيرها ،مما كان رسول ال صلى ال عليه وآله
يعتبره ويهتم به - 2 .ن :باسناد التميمي ،عن الرضا ،عن آبائه ،عن علي
عليهم السلم قال :قال النبي صلى ال عليه وآله امرت ان اقاتل الناس
حتى يقولوا ل إله إل ال ،فإذا قالوها فقد حرم علي دماؤهم وأموالهم.
تبيين :روت العامة هذا الخبر بطرق مختلفة ) (1وزيادة ونقصان في
اللفاظ فمنها مارووه عن أبي هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :أمرت أن اقاتل الناس حتى يقولوا ل إله إل ال ،فإذا قالوا :ل إله إل
ال ،عصموا مني دماءهم وأموالهم إل بحقها وحسابهم على ال ،وقال
الحسين بن مسعود في شرح السنة :حتى يقولوا ل إله إل ال ،أراد به
عبدة الوثان دون أهل الكتاب ،لنهم يقولون ل إله إل ال ثم ل يرفع عنهم
السيف حتى يقروا بنبوة محمد صلى ال عليه وآله أو يعطوا الجزية،
وقوله " :وحسابهم على ال " معناه فيما يستسرون به ،دون ما يخلون
به ،من الحكام الواجبة عليهم في الظاهر ،فانهم إذا أخلوا بشئ مما
يلزمهم في الظاهر يطالبون بموجبه انتهى .وأقول :كأن الكتفاء بإحدى
الشهادتين لتلزمهما ،والمراد بها الشهادتان معا ،بل مع ما تستلزمانه من
القرار بما جاء به النبي صلى ال عليه وآله فانهم رووا أيضا أنه صلى
ال عليه وآله قال :امرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ل إله إل ال وأن
محمدا رسول ال ،ويقيموا الصلة ،ويؤتوا الزكاة ،فإذا فعلوا ذلك عصموا
مني دماءهم وأموالهم إل بحق السلم ،وحسابهم على ال ،وفي رواية
اخرى :حتى
][243
يشهدوا أن ل إله إل ال وأن محمدا عبده ورسوله ،وأن يستقبلوا قبلتنا وأن يأكلوا
ذبيحتنا ،وأن يصلوا صلتنا ،فإذا فعلوا ذلك حرمت علينا دماؤهم وأموالهم
إل بحقها ،لهم ما للمسلمين ،وعليهم ما على المسلمين ،وفي رواية
اخرى :حتى يشهدوا أن ل إله إل ال ويؤمنوا بي ،وبما جئت به ،فإذا
فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إل بحقها .قال القاضي عياض
من علماء العامة :إختصاص عصم النفس والمال بمن قال ل إله إل ال،
تعبير عن الجابة إلى اليمان أو أن المراد بهذا مشركو العرب وأهل
الوثان ومن ل يوحد ،وهم كانوا أول من دعي إلى السلم وقوتل عليه،
فأما غيرهم ممن يقر بالتوحيد فل يكتفي في عصمته بقوله ل إله إل ال،
إذ كان يقولها في كفره وهي من اعتقاده ،ولذلك جاء في الحديث الخر:
وأني رسول ال ،ويقيم الصلة ويؤتي الزكاة - 3 .سن :عن أبيه ،عن ابن
أبي عمير ،عن الحكم بن أيمن ،عن القاسم الصيرفي شريك المفضل قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :السلم يحقن به الدم ،وتؤدى به
المانة ،ويستحل به الفرج ،والثواب على اليمان ) .(1كا :عن علي بن
إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير مثله ) .(2بيان :يدل الخبر على عدم
ترادف اليمان والسلم ،وأن غير المؤمن من فرق أهل السلم ل يستحق
الثواب الخروي أصل ،كما هو الحق والمشهور بين المامية ،وستعرف
أن كل من السلم واليمان ،يطلق على معان ،والظاهر أن المراد باليمان
في هذا الخبر الذعان بوجوده سبحانه وصفاته الكمالية ،و بالتوحيد
والعدل والمعاد ،والقرار بنبوة نبينا صلى ال عليه وآله وإمامة الئمة
الثني عشر صلوات ال عليهم ،وبجميع ما جاء به النبي صلى ال عليه
وآله ما علم منها تفصيل وما لم يعلم إجمال ،وعدم التيان بما يخرجه عن
الدين ،كعبادة الصنم ،والستخفاف بحرمات ال.
][244
والسلم هو الذعان الظاهري بال وبرسوله ،وعدم إنكار ما علم ضرورة من دين
السلم ،فل يشترط فيه ولية الئمه عليهم السلم ول القرار القلبي،
فيدخل فيه المنافقون ،وجميع فرق المسلمين ،ممن يظهر الشهادتين ،عدا
النواصب والغلة والمجسمة ،ومن أتى بما يخرجه عن الدين كعبادة
الصنم ،وإلقاء المصحف في القاذورات عمدا ،ونحو ذلك ،وسيأتي تفصيل
القول في جميع ذلك إنشاء ال .ثم إنه عليه السلم ذكر من الثمرات
المترتبة على السلم ثلثة الول حقن الدم ،قال في القاموس حقنه يحقينه
ويحقنه حبسه ،ودم فلن أنقذه من القتل انتهى وترتب هذه الفائدة على
السلم الظاهري ظاهر لن في صدر السلم وفي زمن الرسول كانوا
يكتفون في كف اليد عن قتل الكفار باظهارهم الشهادتين ،و بعده صلى ال
عليه وآله لما حصلت الشبه بين المة واختلفوا في المامة خرجت عن
كونه من ضروريات دين السلم فدم المخالفين وسائر فرق المسلمين
محفوظة إل الخوارج والنواصب فان ولية أهل البيت عليهم السلم أي
محبتهم من ضروريات دين جميع المسلمين وإنما الخلف في إمامتهم،
والباغي على المام يجب قتله بنص القرآن ،وهذا الحكم إنما هو إلى ظهور
القائم عليه السلم إذ في ذلك الزمان ترتفع الشبه ،ويظهر الحق بحيث ل
يبقى لحد عذر ،فحكم منكر المامة في ذلك الزمان حكم سائر الكفار في
وجوب قتلهم وغير ذلك .وأما المنافقون المظهرون للعقائد الحقة،
المبطنون خلفها ،فيحتمل عدم قبول ذلك عنهم لحكمه عليه السلم بعلمه
في أكثر الحكام ،ويحتمل أيضا قبوله منهم إلى أن يظهر منهم خلفه ،كما
هو ظاهر أخبار دابة الرض ،والجزم بأحدهما مشكل .الثاني أداء المانة،
وظاهره عدم وجوب رد وديعة من لم يظهر السلم ،و هو خلف
المشهور ،وأكثر الخبار ،فان المشهور بين الصحاب وجوب رد الوديعة،
ولو كان المودع كافرا ،وقال أبو الصلح إن كان حربيا وجب أن يحمل ما
أودعه إلى سلطان السلم ،ويمكن حمل الخبر علي أن الرد علي المسلم
آكد
][245
أو أنه يحكم به أهل السلم أو على أن المراد بالمانة غير الوديعة مما حصل من
أمواله ،في يد غيره أو أن السلم يصير سببا لن يؤدي المانات إلى أهلها
وفي الكل تكلف ،والحمل على مذهب أبي الصلح أيضا يحتاج إلى تكلف
لنه أيضا يوجب رد أمانة الذمي ،فيتكلف بأن رد أمانة الذمي أيضا بسبب
السلم لتشبثه بذمة المسلمين .الثالث استحلل الفرج بالسلم ،فيدل على
عدم جواز نكاح الكافرة مطلقا بل بملك اليمين أيضا إل ما خرج بالدليل،
وكذا إنكاح الكافر ،،وعلى جواز نكاح المسلمة مطلقا ،وكذا إنكاح المسلم
من أي الفرق كان .أما الول فل خلف في عدم جواز نكاح المسلم غير
الكتابية ،وفي تحريم الكتابية أقوال :التحريم مطلقا ،جواز متعة اليهودية
والنصرانية اختيارا والدوام اضطرارا ،عدم جواز العقد بحال وجواز ملك
المين ،جواز المتعة وملك اليمين لليهودية والنصرانية وتحريم الدوام كما
هو مختار أكثر المتأخرين ،تحريم نكاحهن مطلقا اختيارا وتجويزه مطلقا
اضطرارا وتجويز الوطي بملك اليمين ،الجواز مطلفا كما ذهب إليه
الصدوق .وفى المجوسية اختلف في القوال والروايات ،و القرب جواز
وطئها بملك اليمين ،والحوط الترك في غير ذلك ،نعم إذا أسلم زوج
الكتابية فالنكاح باق وإن لم يدخل بها .وأما الثاني وهو تزويج غير المؤمن
من فرق المسلمين فالمشهور اعتبار اليمان في جانب الزوج دون
الزوجة ،وذهب جماعة إلى عدم اعتباره ،مطلقا ،والكتفاء بمجرد السلم
ول يخلو من قوة في زمان الهدنة ،ول يصح نكاح الناصب المبغض لهل
البيت عليهم السلم مطلقا .ثم ذكر عليه السلم ثمرة اليمان ،وهو ترتب
الثواب على أعماله في الخرة فغير المؤمن الثنى عشري المصدق قلبا ل
يترتب على شئ من أعماله ثواب في الخرة ،وهو يستلزم خلوده في النار
كما مر وسيأتي إنشاء ال - 4 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير،
عن العلء ،عن محمد ،عن
][246
أحدهما عليهما السلم قال :اليمان إقرار وعمل ،والسلم إقرار بل عمل ).(1
بيان :هذا الخبر يدل على اصطلح آخر لليمان والسلم ،وهو أن السلم
نفس العقائد ،واليمان العقائد مع العمل بمقتضاها ،من التيان بالفرائض
وترك الكبائر ،وربما يأول بأن المراد بالقرار القرار بالشهادتين ،وبالعمل
عمل القلب وهو التصديق بجميع ما أتى به النبي صلى ال عليه وآله أو
بأن المراد بالقرار ترك اليذاء والنكار ،وبالعمل العمل الصحيح ،والحمل
فيهما على المجاز ،أي اليمان سبب لن يقر على دينه ول يؤذى ،ويحكم
عليه بأحكام المسلمين ،وسبب لصحة أعماله بخلف السلم ،فانه يصير
سببا للول دون الثاني ول يخفى بعده .ويحتمل أن يراد بالقرار إظهار
الشهادتين ،وبالعمل ما يقتضيه من التصديق بجميع ما جاء به النبي صلى
ال عليه وآله ومنها الولية ،فيرجع إلى الخبر الول - 5 .كا :عن علي بن
إبراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن يونس ،عن جميل بن دراج قال :سألت
أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال عزوجل " :قالت العراب آمنا قل لم
تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل اليمان في قلوبكم " فقال :أل ترى
أن اليمان غير السلم ) .(2بيان :أقول قد مر تفسير الية وهي مما
استدل به على عدم ترادف السلم واليمان ،كما استدل عليه السلم بها
عليه ،وربما يجاب عنه بأن المراد بالسلم هنا الستسلم والنقياد
الظاهري وهو غير المعنى المصطلح ،والجواب أن الصل في الطلق
الشرعي الحقيقة الشرعية ،وصرفة عنها يحتاج إلى دليل ،واستدل بها
أيضا على أن اليمان هو التصديق فقط لنسبته إلى القلب ،والجواب أنها ل
تنفي اشتراط اليمان القلبي بعمل الجوارح ،وإنما تنفي الجزئية ،مع أن
فيه أيضا كلما :- 6 .كا :عن محمد ين يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن
علي بن الحكم ،عن سفيان بن المسط قال :سأل رجل أبا عبد ال عليه
السلم عن السلم واليمان ،ما الفرق
][247
بينهما ؟ فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه ثم التقيا في الطريق وقد أزف من الرجل
الرحيل فقال له أبو عبد ال عليه السلم :كأنه قد أزف منك رحيل ؟ فقال:
نعم ،فقال :فالقني في البيت ،فلقيه فسأله عن السلم واليمان ما الفرق
بينهما ؟ فقال :السلم هو الظاهر الذي عليه الناس شهادة أن ل إله إل
ال ،وأن محمدا رسول ال ،وإقام الصلة ،وإيتاء الزكاة ،وحج البيت،
وصيام شهر رمضان ،فهذا السلم ،وقال :اليمان معرفة هذا المر ،مع
هذا فان أقر بها ولم يعرف هذا المر كان مسلما وكان ضال ) .(1توضيح:
كأن تأخير الجواب للتقية والمصلحة ،وفي القاموس أزف الترحل كفرح
أزفا وأزوفا دنا .اقول :ويظهر من الرواية أن بين اليمان والسلم فرقين
أحدهما أن السلم هو النقياد الظاهري ،ول يعتبر فيه التصديق والذعان
القلبي بخلف اليمان ،فانه يعتبر فيه العتقاد القبي بل القطعي كما سيأتي
وثانيهما اعتبار اعتقاد الولية فيه ،وذكر العمال إما بناء على اشتراط
اليمان بالعمال أو المراد العتقاد بها ،ويرشد إليه قوله " فان أقر بها "
أو الغرض بيان العقائد وجل العمال المشتركة بين أهل السلم واليمان،
والوصف بالضلل وعدم إطلق الكفر عليهم إما للتقية في الجملة ،أو لعدم
توهم كونهم في الحكام الدنيوية في حكم الكفار - 7 .كا :الحسين بن
محمد ،عن المعلى ; والعدة ،عن أحمد بن محمد جميعا ،عن الوشاء ،عن
أبان ،عن أبي بصير ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :سمعته يقول" :
قالت العراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا " فمن زعم أنهم آمنوا
فقد كذب ومن زعم أنهم لم يسلموا فقد كذب ) .(2بيان " :فمن زعم " فيه
تنبيه على مغايره المفهومين ،وتحقق مادة الفتراق بينهما ،وأن السلم
أعم.
][248
- 8كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسن بن محبوب ،عن
جميل ابن صالح ،عن سماعة قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :أخبرني
عن السلم واليمان أهما مختلفان ؟ فقال :إن اليمان يشارك السلم،
والسلم ل يشارك اليمان فقلت :فصفهما لي ،فقال :السلم ،شهادة أن ل
إله إل ال ،والتصديق برسول ال صلى ال عليه وآله به حقنت الدماء،
وعليه جرت المناكح والمواريث ،وعلى ظاهره جماعة الناس ،واليمان
الهدى ،وما يثبت في القلوب من صفة السلم ،وما ظهر من العمل به.
واليمان أرفع من السلم بدرجة إن اليمان يشارك السلم في الظاهر،
والسلم ل يشارك اليمان في الباطن ،وإن اجتمعا في القول والصفة ).(1
تبيين " :أهما مختلفان " أي مفهوما وحقيقة أم مترادفان " يشارك
السلم " المشاركة وعدمها إما باعتبار المفهوم ،فان مفهوم السلم
داخل في مفهوم اليمان دون العكس ،أو باعتبار الصدق فان كل مؤمن
مسلم ،دون العكس ،أو باعتبار الدخول :فان الداخل في اليمان داخل في
السلم دون العكس ،وإن كان يرجع إلى ما سبق ،أو باعتبار الحكام فان
أحكام السلم ثابتة لليمان دون العكس " فصفهما لي " أي بين لي
حقيقتهما " شهادة أن ل إله ال ال " بيان لجزاء السلم " به حقنت "
بيان لحكام السلم ; ويدل على التوارث بين جميع فرق المسلمين كما هو
المشهور .والظاهر أن المراد بالشهادة والتصديق القرار الظاهري ;
ويحتمل التصديق القلبي ،فيكون إشارة إلى معنى آخر للسلم ،ول يبعد أن
يكون أصل معناه القرار القلبي ،وإن ترتبت الحكام على القرار الظاهري،
بناء على الحكم بالظاهر ،ما لم يظهر خلفه ،لعدم إمكان الطلع على
القلب كما قال النبي صلى ال عليه وآله لسامة " :فهل شققت قلبه "
ولذا قال عليه السلم " :وعلى ظاهره جماعة الناس " بل مدار الحكام
على الظاهري في سائر المور القلبية كالعقود واليقاعات ،واليمان
وأشباهها ،وعلى هذا فل فرق بين اليمان والسلم إل بالولية والقرار
بالئمة عليهم السلم ولوازمها إذ
][249
في اليمان أيضا يحكم بالظاهر ،ولعل الول أظهر ،والمراد بالهدى الولية ،و
الهتداء بالئمة عليهم السلم " وما يثبت في القلوب " إشارة إلى العقائد
القلبية بالشهادات الظاهره السلمية ،فكلمة " من " في قوله " من صفة
السلم " بيانية ،وتحتمل البتدائية أي ما يسري من أثر العمال الظاهرة
إلى الباطن وقوله " وما ظهر من العمل " يدل على أن العمال أجزاء
اليمان ،وإن أمكن حمله على التكلم بالشهادتين كما يومئ إليه آخر الخبر
" أرفع من السلم " لنه يصير سببا لحراز المثوبات الخروية ،أو
لعتبار الولية فيه ،فيكون أكمل وأجمع .قوله عليه السلم " :اليمان
يشارك السلم " ظاهره أنه ل فرق بين العقائد السلمية واليمانية،
وإنما الفرق في اشتراط الذعان القلبي في اليمان دون السلم وقد يأول
بأنه أراد أن اليمان يشارك السلم في جميع العمال الظاهرة المعتبرة في
السلم مثل الصلة والزكاة وغيرهما ،والسلم ل يشارك اليمان في
جميع المور الباطنة المعتبرة في اليمان لنه ل يشاركه في التصديق
بالولية ،وإن اجتمعا في الشهادتين والتصديق بالتوحيد والرسالة - 9 .كا:
عن علي بن إبراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن يونس ،عن موسى بن
بكر ،عن فضيل بن يسار ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :اليمان
يشارك السلم ،و السلم ل يشارك اليمان ) - 10 .(1كا :عن علي ،عن
أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن جميل بن دراج ،عن الفضيل قال :سمعت أبا
عبد ال عليه السلم يقول :إن اليمان يشارك السلم ،ول يشاركه
السلم ،إن اليمان ما وقر في القلوب ،والسلم ما عليه المناكح
والمواريث وحقن الدماء ،واليمان يشرك السلم والسلم ل يشرك
اليمان ) .(2بيان :وقر ]في القلب[ كوعد أي سكن فيه وثبت ،من الوقار،
والحلم والرزانة كذا في النهاية.
][250
- 11كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن ابن محبوب ،عن جميل بن صالح ،عن
الكناني قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :أيهما أفضل ؟ اليمان أم
السلم ؟ فان من قبلنا يقولون :إن السلم أفضل من اليمان ،فقال:
اليمان أرفع من السلم قلت :فأوجدني ذلك ،قال :ما تقول فيمن أحدث في
المسجد الحرام معتمدا ؟ قال :قلت :يضرب ضربا شديدا قال :أصبت فما
تقول فيمن أحدث في الكعبة متعمدا ؟ قلت :يقتل ،قال :أصبت أل ترى أن
الكعبة أفضل من المسجد ،وإن الكعبة تشرك المسجد والمسجد ل تشرك
الكعبة ،وكذلك اليمان يشرك السلم والسلم ل يشرك اليمان ) .(1سن:
عن ابن محبوب مثله ) .(2توضيح " :أيهما أفضل " مبتدأ وخبر،
واليمان والسلم تفسيران لمرجع الضمير ،أو هما مبتدأ وأيهما أفضل
خبره " ،أوجدني ذلك " أي اجعلني أجده وأفهمه في القاموس وجد
المطلوب كوعد وورم يجده ويجده بضم الجيم وجدا وجدة أدركه وأوجده
أغناه ،وفلنا مطلوبه أظفره به ،قوله " معتمدا " أي ل ساهيا ول
مضطرا ،و يدل على كفر من استخف بالكعبة ،فانها من حرمات ال،
ووجوب تعظيمها من ضروريات دين السلم " أل ترى أن الكعبة " شبه
عليه السلم المعقول بالمحسوس تفهيما للسائل ،وبيانا للعموم
والخصوص ،ولشرف اليمان على السلم " وإن الكعبة تشرك المسجد "
أي في حكم التعظيم في الجملة أو في أنها يصدق عليها أنها مسجد وكعبة،
أو في أن من دخل الكعبة يحكم بدخوله في المسجد ،بخلف العكس "
والمسجد " أي جيمع أجزائه " ل يشرك الكعبة " في قدر التعظيم وعقوبة
من استخف بها ،أو ل يصدق على كل جزء من المسجد أنه كعبة ،أو في
أن من دخلها دخل الكعبة كما سيأتي ،ووجه الشبه على جميع الوجوه
ظاهر - 12 .كا :عن العدة ،عن سهل ; ومحمد ين يحيى ،عن أحمد بن
محمد جميعا ،عن
) (1الكافي ج 2ص (2) .26المحاسن ص .(*) 285
][251
ابن محبوب ،عن ابن رئاب ،عن حمران ،عن أبي جعفر عليه السلم :قال :سمعته
يقول :اليمان ما استقر في القلب وأفضى به إلى ال عزوجل ،وصدقه
العمل بالطاعة ل ،والتسليم لمره ،والسلم ما ظهر من قول أو فعل ،وهو
الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها ،وبه حقنت الدماء ،وعليه جرت
المواريث ،وجاز النكاح ،واجتمعوا على الصلة والزكاة والصوم والحج
فخرجوا بذلك من الكفر واضيفوا إلى اليمان ،والسلم ل يشرك اليمان،
واليمان يشرك السلم ،و هما في القول والفعل يجتمعان ،كما صارت
الكعبة في المسجد ،والمسجد ليس في الكعبة ،وكذلك اليمان يشرك
السلم والسلم ل يشرك اليمان ،وقد قال ال عزوجل " قالت العراب
آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل اليمان في قلوبكم " فقول
ال عزوجل أصدق القول .قلت :فهل للمؤمن فضل على المسلم في شئ من
الفضائل والحكام والحدود وغير ذلك ؟ فقال :ل ،هما يجريان في ذلك
مجرى واحدا ولكن للمؤمن فضل على المسلم في أعمالهما وما يتقربان به
إلى ال عزوجل قلت :أليس ال عزوجل يقول " :من جاء بالحسنة فله
عشر أمثالها " ) (1وزعمت أنهم مجتمعون على الصلة والزكاة والصوم
والحج مع المؤمن ؟ قال :أليس قد قال ال عزوجل " يضاعفه له أضعافا
كثيرة " ) (2فالمؤمنون هم الذين يضاعف ال عزوجل لهم حسناتهم ،لكل
حسنة سبعين ضعفا ،فهذا فضل المؤمن ويزيد ال في حسناته على قدر
صحة إيمانه أضعافا كثيرة ،ويفعل ال بالمؤمنين ما يشاء من الخير .قلت:
أرأيت من دخل في السلم أليس هو داخل في اليمان ؟ فقال :ل ولكنه قد
أضيف إلى اليمان وخرج به من الكفر ،وسأضرب لك مثل تعقل به فضل
اليمان على السلم ،أرأيت لو أبصرت رجل في المسجد أكنت تشهد أنك
رأيته في الكعبة ؟ قلت :ل يجوز لي ذلك ،قال :فلو أبصرت رجل في الكعبة
أكنت شاهدا أنه قد دخل المسجد الحرام " قلت :نعم قال :وكيف ذلك ؟
قلت:
][252
ل يصل إلى دخول الكعبة حتى يدخل المسجد ،قال :أصبت وأحسنت ،ثم قال كذلك
اليمان والسلم ) (1بيان :قوله عليه السلم " :وأفضى به إلى ال "
الضمير إما راجع إلى القلب أو إلى صاحبه أي أوصله إلى معرفة ال
وقربه وثوابه ،فالضمير في أفضى راجع إلى " ما " ويحتمل أن يكون
راجعا إلى المؤمن ،وضمير به راجعا إلى الموصول أي وصل بسب ذلك
العتقاد أو أوصله ذلك العتقاد إلى ال كناية عن علمه سبحانه بحصوله
في قلبه ،وقيل :أي جعل وجه القلب إلى ال من الفضائل والحكام أي
الفضائل الدنيوية ،والحكام الشرعية ،قال في المصباح :أفضى الرجل بيده
إلى الرض باللف مسها بباطن راحته ،قاله ابن فارس وغيره وأفضيت
إلى الشئ وصلت إليه والسر أعلمته به انتهى وقيل :أشار به إلى أن المراد
بما استقر في القلب مجموع التصديق بالتوحيد والرسالة والولية ،لن هذا
المجموع هو المفضى إلى ال ،و قوله " :وصدقه العمل " مشعر بأن
العمل خارج عن اليمان ،ودليل عليه ،لن اليمان وهو التصديق أمر قلبي
يعلم بدليل خارجي مع ما فيه من اليماء إلى أن اليمان بل عمل ليس
بايمان " والتسليم لمره " أي المامة ،عبر هكذا تقية أو العم فيشملها
أيضا ،ويحتمل أن يكون عدم ذكر الولية لن التصديق القلبي الواقعي
بالشهادتين مستلزم للقرار بالولية فكأن المخالفين ليس إذعانهم
بالشهادتين إل إذعانا ظاهريا لخللهم بما يستلز مانه من القرار بالولية،
فلذا أطلق عليهم في الخبار اسم النفاق أو الشرك فتفطن " .والسلم ما
ظهر من قول أو فعل " أي قول بالشهادتين أو العم وفعل بالطاعات
كالصلة والزكاة والصوم والحج وغيرها ،فيدل على أن السلم يطلق على
مجرد الطاعات والشهادات من غير اشتراط تصديق " فخرجوا بذلك من
الكفر " أي من أن يجري عليهم في الدنيا أحكام الكفار " واضيفوا إلى
اليمان " أي نسبوا إلى اليمان ظاهرا ،وإن لم يكونوا متصفين به حقيقة
" وهما في القول والفعل
][253
][254
وقيل في الجوابب :لعل عمل غير المؤمن ينفعه في تخفيف العقوبة ،ورفع شدتها،
ل في دخول الجنة ،إذ دخولها مشروط باليمان .الثاني أنه تعالى قال" :
من ذا الذي يقرض ال قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة " )(1
والقرض الحسن هو العبادة الواقعة على كمالها وشرايط قبولها ،ومن
جملة شرائطها هو اليمان ،فالمؤمنون هم الذين يضاعف ال عزوجل لهم
حسناتهم ل غيرهم ،فيعطيهم لكل حسنة عشرة وربما يعطيهم لكل حسنة
سبعين ضعفا ،فهذا فضل المؤمن على المسلم ،ويزيد ال في حسناته على
قدر صحة إيمانه وحسب كماله أضعافا كثيرة حتى أنه يعطي بواحدة
سبعمائة أو أزيد ،ويفعل ال بالمؤمنين ما يشاء من الخير الذي ل يعلمه إل
هو ،كما قال " ولدينا مزيد " ) .(2وقيل :أراد بما يشاء من الخير إيتاء
العلم والحكمة وزيادة اليقين والمعرفة الثالث ما ذكره بعض الفاضل
ويرجع إلى الثاني ،وهو أن المراد بالقرض الحسن صلة المام عليه
السلم كما ورد في الخبار فالغرض من الجواب أنه كما أن القرض يكون
حسنا وغير حسن ،والحسن الذي هو صلة المام ،يصير سببا لتضاعف
أكثر من عشرة ،فكذلك الصلة والزكاة والحج تكون حسنة وغير حسنة
والحسنة ما كان مع تصديق المام ،وهو يستحق المضاعفة ل غيره،
فالفاء في قوله " :فالمؤمنون " للبيان ،وقوله " :يضاعف ال " بتقدير
قد يضاعف ال ،وإل لكان الظاهر عشرة أضعاف " ويزيد ال " أي على
السبعين أيضا .قوله " :أرأيت من دخل في السلم " كأن السائل لم يفهم
الفرق بين اليمان والسلم بما ذكره عليه السلم فأعاد السؤال ،أو أنه لما
كان تمكن في نفسه ما اشتهر بين المخالفين من عدم الفرق بينهما ،أراد
أن يتضح المر عنده ،أو قاس الدخول في المركب من الجزاء المعقولة
بالدخول في المركب من الجزاء المقدارية فان من دخل جزءا من الدار
صدق عليه أنه دخل الدار ،فلذا أجابه عليه السلم بمثل
][255
ذلك لتفهيمه ،فقال :المتصف ببعض أجزاء اليمان ل يلزم أن يتصف بجميع أجزائه
حتى يتصف باليمان ،كما أن من دخل المسجد ل يحكم عليه بأنه دخل
الكعبة ومن دخل الكعبة يحكم عليه بأنه دخل المسجد ،فكذا يحكم على
المؤمن أنه مسلم ول يحكم على كل مسلم أنه مؤمن .ثم اعلم أنه استدل
بهذه الخبار على كون الكعبة جزءا من المسجد الحرام ويرد عليه أنه ل
دللة في أكثرها على ذلك ،بل بعضها يومي إلى خلفه ،كهذا الخبر ،حيث
قال :أكنت شاهدا أنه قد دخل المسجد ؟ ولم يقل أكنت شاهدا أنه في
المسجد ،وكذا قوله " :ل يصل إلى دخول الكعبة حتى يدخل المسجد " نعم
بعض الخبار تشعر بالجزئية - 13 .سن :عن أبيه ،عن ابن سنان ،عن
الحسين بن المختار ،عن أبي بصير عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن
القلب ليترجج فيما بين الصدر والحنجرة ،حتى يعقد على اليمان ،فإذا عقد
على اليمان قر وذلك قول ال " ومن يؤمن بال يهد قلبه " قال :يسكن )
- 14 .(1كا :محمد بن يحيي ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن سنان مثله إل
أنه ليس فيه قال :يسكن ) :(2بيان :الرج التحريك والتحرك والهتزاز،
والرجرجة الضطراب كالرتجاج والترجرج ،والحنجرة الحلقوم ،وكأنه
كان في قراءتهم عليهم السلم يهدأ قلبه ،بالهمز وفتح الدال ،ورفع قلبه
كما قرئ في الشواذ قال البيضاوي :يهد قلبه للثبات والسترجاع عند
المصيبة ،وقرئ يهد قلبه بالرفع على إقامته مقام الفاعل ،و بالنصب على
طريق سفه نفسه ويهدأ بالهمز أي يسكن ) (3وقال الطبرسي ره :قرأ
عكرمة وعمرو بن دينار يهدأ قلبه أي يطمئن قلبه كما قال سبحانه" :
وقلبه مطمئن
][256
باليمان ) (1انتهى ويحتمل أن يكون على القراءة المشهورة بيانا لحاصل المعنى
كما أشرنا إليه في تفسير اليات - 15 .كا :علي بن إبراهيم ،عن العباس
بن معروف ،عن ابن أبي نجران عن حماد بن عثمان ،عن عبد الرحيم
القصير قال :كتبت مع عبد الملك إلى أبي -عبد ال عليه السلم :أسأله
عن اليمان ما هو ؟ فكتب إلي مع عبد الملك بن أعين :سألت رحمك ال
عن اليمان ،واليمان هو القرار باللسان ،وعقد في القلب وعمل
بالركان ،واليمان بعضه من بعض ،وهو دار ،وكذلك السلم دار ،والكفر
دار ،فقد يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا ،ول يكون مؤمنا حتى
يكون مسلما فالسلم قبل اليمان ،وهو يشارك اليمان ،فإذا أتى العبد
كبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهى ال
عزوجل عنها كان خارجا من اليمان ،ساقطا عنه اسم اليمان ،وثابتا عليه
اسم السلم ،فان تاب واستغفر عاد إلى دار اليمان ول يخرجه إلى الكفر
إل الجحود والستحلل ،بأن يقول للحلل هذا حرام ،وللحرام هذا حلل،
ودان بذلك ،فعندها يكون خارجا من السلم واليمان ،داخل في الكفر،
وكان بمنزلة من دخل الحرم ،ثم دخل الكعبة وأحدث في الكعبة حدثا فاخرج
عن الكعبة ،وعن الحرم ،فضربت عنقه ،وصار إلى النار ) .(2بيان :قوله
عليه السلم " :واليمان هو القرار " هذا تفسير لليمان الكامل ،و
الخبار في ذلك كثيرة سيأتي بعضها ،وعليه انعقد اصطلح المحدثين منا
كما صرح به الصدوق رحمه ال في الهداية وقال المفيد قدس سره في
كتاب المسائل أقول :إن مرتكبي الكبائر من أهل المعرفة والقرار مؤمنون
بايمانهم بال ورسله وبما جاء من عنده ،وفاسقون بما معهم من كبائر
الثام ،ول اطلق لهم اسم الفسوق ول اسم اليمان ،بل أقيدهما جميعا في
تسميتهم بكل واحد منهما ،وأمتنع من الوصف لهم
) (1مجمع البيان ج 10ص ،299والية في النحل (2) .106 :الكافي ج 2ص
.(*) 27
][257
بهما على الطلق ،واطلق لهم اسم السلم بغير تقييد وعلى كل حال ،وهذا مذهب
المامية إل بني نوبخت رحمهم ال فانهم خالفوا فيه وأطلقوا على الفساق
اسم اليمان انتهى .قوله " :واليمان بعضه من بعض " أي يترتب أجزاء
اليمان بعضها على بعض ،فان القرار بالعقائد يصير سببا للعقائد القلبية،
والعقائد تصير سببا للعمال البدنية .أو المعنى أن أفراد اليمان ودرجاته
يترتب بعضها على بعض فان الدنى منها يصير سببا لحصول العلى،
وهكذا إلى حصول أعلى درجاته ،فان حصول قدر من التصديق يصير سببا
للتيان بقدر من العمال الحسنة ،فإذا أتى بتلك العمال زاد اليمان القلبي
فيزيد أيضا العمل ،وهكذا ،فيترتب كمال كل جزء من اليمان على كمال
الجزء الخر ،ويحتمل أن يكون إشارة إلى اشتراط بعض أجزاء اليمان
ببعض فإن العمل ل ينفع بدون العتقاد ،والعتقاد أيضا مشروط في كماله
وترتب الثار عليه بالعمل " .وهو دار " أي اليمان كدار فيها النسان
كأنه حصن له " وهو يشارك اليمان " أي كلما يتحقق اليما فهو يشاركه
في التحقق ،وأما ما مضى في الخبار أنه ل يشارك اليمان فمعناه أنه
ليس كلما تحقق تحقق اليمان ،فل تنافي بينهما ويحتمل أن يكون سقط من
الكلم شئ وكان هكذا " وهو يشارك السلم والسلم ل يشارك اليمان "
على وتيرة ما سبق ) (1ويحتمل أن يكون المراد هنا المشاركة في الحكام
الظاهرة ،وفيما سبق نفي المشاركة في جميع الحكام .قيل :وسر ذلك أن
القرار بالتوحيد والرسالة مقدم على القرار بالولية والعمل ،والمؤمن
والمسلم بسبب الول يخرجان من دار الكفر ،ويدخلن في دار السلم ثم
المسلم بسبب الكتفاء يستقر في هذه الدار ،والمؤمن بسبب الثاني يترقى
وينزل في دار اليمان ،ومنه لح أن السلم قبل اليمان وأنه يشارك
][258
اليمان فيما هو سبب للخروج من دار الكفر ،ل فيما هو سبب للدخول في دار
اليمان وبهذا التقرير تندفع المنافاة بين القولين قوله عليه السلم " :أو
صغيرة " يدل على أن الصغيرة أيضا مخرجة من اليمان مع أنها مكفرة
مع اجتناب الكبائر ،ويمكن حمله على الصرار كما يومئ إليه ما بعده ،أو
على أن المراد بها الكبيرة أيضا لكن بعضها صغيرة بالضافة إلى بعضها
التي هي أكبر الكبائر فالمراد بقوله " نهى ال عنها " نهيه عنها في
القرآن ،وإيعاده عليها النار فيه ،والخبر يدل على أن جحود المعاصي و
استحللها موجبان للرتداد ،وكأنه محمول على ما إذا كان من ضروريات
الدين فيؤيد التأويل الثاني ،فان أكثر ما نهي عنه في القرآن كذلك أو على
ما إذا جحد واستحل بعد العلم بالتحريم ،ويدل على أن المرتد مستحق
للقتل ،وإن كان يفعل ما يؤذن بالستخفاف في الدين ،ويومئ إليه عدم
قبول توبته للمقابلة ،فيحمل على الفطري وعلى أنه مستحق للنار وإن
تاب .وجملة القول فيه أن المرتد على ما ذكره الشهيد رفع ال درجته في
الدروس وغيره :هو من قطع السلم بالقرار على نفسه بالخروج منه ،أو
ببعض أنواع الكفر ،سواء كان مما يقر أهله عليه أول ،أو بانكار ما علم
ثبوته من الدين ضرورة أو باثبات ما علم نفيه كذلك ،أو بفعل دال عليه
صريحا كالسجود للصنم والشمس وإلقاء المصحف في القذر قصدا ،أو
إلقاء النجاسة على الكعبة ،أو هدمها أو إظهار الستخفاف بها .وأما حكمه
فالمشهور بين الصحاب أن الرتداد على قسمين :فطرى وملي فالول
ارتداد من ولد على السلم بأن انعفد ]نطفته[ حال إسلم أحد أبويه ،وهذا
ل يقبل إسلمه لو رجع عليه ،ويتحتم قتله ،وتبين منه امرأته وتعتد منه
عدة الوفاة وتفسم أمواله بين ورثته ،وهذا الحكم بحسب الظاهر ل إشكال
فيه بمعنى تعين قتله وأما فيما بينه وبين ال ،فاختلفوا في قبول توبته
فأكثر المحققين ذهبوا إلى القبول حذرا من تكليف ما ل يطاق ،لو كان
مكلفا بالسلم ،أو خروجه عن التكليف مادام حيا كامل العقل وهو باطل
بالجماع ،فلو لم يطلع عليه أحد أو لم يقدر على قتله
][259
فتاب قبلت توبته فيما بينه وبين ال تعالى ،وصحت عباداته ومعاملته ،ولكن ل
تعود ماله وزوجته إليه بذلك ،ويجوز له تجديد العقد عليها بعد العدة أو
فيها على احتمال ،كما يجوز للزوج العقد على المعتدة بائنا حيث ل تكون
محرمة أبدا ،ول تقتل المرءة ،بل تحبس دائما ،وإن كانت مولودة على
الفطرة وتضرب أوقات الصلوات .والثاني أن يكون مولودا على الكفر
فأسلم ثم ارتد فهذا يستتاب على المشهور فان امتنع قتل ،واختلف في مدة
الستتابة فقيل ثلثة أيام لرواية مسمع ) (1وقيل القدر الذي يمكن معه
الرجوع ،ويظهر من ابن الجنيد أن الرتداد قسم واحد و أنه يستتاب فان
تاب وإل قتل ،وهو مذهب العامة لكن ل يخلو من قوة من جهة الخبار
وسيأتي تمام الكلم في ذلك في محله إنشاء ال تعالى 16 .كا :عن العدة،
عن البرقي ،عن عثمان بن عيسى ،عن عبد ال بن مسكان ،عن بعض
أصحابه ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قلت له ما السلم ؟ فقال :دين
ال اسمه السلم ،وهو دين ال قبل أن تكونوا حيث كنتم ،وبعد أن تكونوا،
فمن أقر بدين ال فهو مسلم ،ومن عمل بما أمر ال عزوجل به فهو مؤمن
) (2بيان " :دين ال اسمه السلم " لقوله تعالى " إن الدين عند ال
السلم " وقوله " ومن يبتغ غير السلم دينا " ) " (3وهو دين ال قبل
أن تكونوا حيث كنتم " أي قبل أن تكونوا في عالم من العوالم أي حين لم
تكونوا في عالم الجساد ول في عالم الرواح " وبعد أن تكونوا " في أحد
العوالم ،أو قبل أن تكونوا وتوجدوا على هذا الهيكل المخصوص ،حيث
كنتم في الظلة أو في العلم الزلي ،وبعد أن تكونوا في عالم البدان والول
أظهر ،وعلى التقديرين المراد عدم التغير في
) (1هو مسمع بن عبد الملك كردين أبوسيار الكوفى ،راجع الكافي ج 7ص 258
باب حد المرتد تحت الرقم (2) .17 :الكافي ج 2ص (3) .38آل
عمران 19 :و 85على الترتيب )*(.
][260
الديان والزمان " فمن أقر بدين ال " أي العقايد التي أمر ال بالقرار بها في كل
دين قلبا وظاهرا " فهو مسلم ومن عمل " أي مع ذلك القرار " بما أمر
ال عزوجل به " من الفرائض وترك الكبائر أو العم " فهو مؤمن "
وهذا أحد المعاني التي ذكرنا من السلم واليمان 17 .كا :عن محمد بن
يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن ابن رئاب ،عن حمران
قال :سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول :إن ال فضل اليمان على السلم
بدرجة كما فضل الكعبة على المسجد الحرام ) 18 .(1كا :عن علي بن
إبراهيم ،عن هارون بن مسلم ،عن مسعدة بن صدقة قال :سمعت أبا جعفر
عليه السلم يقول :الكبائر القنوط من رحمة ال ،والياس من روح ال،
والمن من مكر ال ،وقتل النفس التي حرم ال ،وعقوق الوالدين وأكل
مال اليتيم ظلما ،وأكل الربا بعد البينة ،والتعرب بعد الهجرة ،وقذف
المحصنة ،والفرار من الزحف ،فقيل له :أرأيت المرتكب للكبيرة يموت
عليها أتخرجه من اليمان ؟ وإن عذب بها فيكون عذابه كعذاب
المشركين ؟ أوله انقطاع ؟ قال :يخرج من السلم إذا زعم أنها حلل،
ولذلك يعذب أشد العذاب وإن كان معترفا بأنها كبيرة وهي عليه حرام،
وأنه يعذب عليها وأنها غير حلل ،فانه معذب عليها ،وهو أهون عذابا من
الول ،ويخرجه من اليمان ول يخرجه من السلم ) - 19 .(2شى :عن
سليمان بن خالد ،عن أبي عبد ال عليه السلم " :يا أيها الذين آمنوا "
فسماهم مؤمنين] ،وليسوا هم بمؤمنين[ ول كرامة ،قال " :يا أيها الذين
آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا " ) (3إلى قوله " :فأفوز
فوزا
) (1الكافي ج 2ص (2) .52الكافي ج 2ص (3) .280بعده :وان منكم لمن
ليبطئن فان أصابتكم مصيبة قال قد أنعم ال على اذلم أكن معهم شهيدا،
ولئن أصابكم فضل من ال ليقولن -كان لم تكن بينكم وبينه مودة -يا
ليتنى كنت معهم فأفوز فوزا عظيما )*(.
][261
عظيما " ولو أن أهل السماء والرض قالوا :قد أنعم ال علي إذ لم أكن مع رسول
ال صلى ال عليه وآله لكانوا بذلك مشركين ،وإذا أصابهم فضل من ال
قال يا ليتني كنت معهم فاقاتل في سبيل ال ) - 20 .(1ن :عن ابن
عبدوس ،عن ابن قتيبة ،عن الفضل بن شاذان قال :سأل المأمون الرضا
عليه السلم أن يكتب له محض السلم على إيجاز واختصار فكتب عليه
السلم :إن محض السلم شهادة أن ل إله إل ال وحده ل شريك له إلها
واحدا أحدا صمدا قيوما سميعا بصيرا قديرا قديما باقيا ،عالما ل يجهل،
قادرا ل يعجز غنيا ل يحتاج ،عدل ل يجور ،وأنه خالق كل شئ ،وليس
كمثله شئ ل شبه له ول ضد له ول كفو له ،وأنه المقصود بالعبادة
والدعاء والرغبة والرهبة ،و أن محمدا صلى ال عليه وآله عبده ورسوله
وأمينه وصفيه وصفوته من خلقه ،وسيد المرسلين وخاتم النبيين ،وأفضل
العالمين ،ل نبي بعده ول تبديل لملته ،ول تغيير لشريعته .وأن جميع ما
جاء به محمد بن عبد ال صلى ال عليه وآله هو الحق المبين ،والتصديق
به وبجميع من مضى قبله من رسل ال وأنبيائه وحججه ،والتصديق
بكتابه الصادق العزيز الذي ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه،
تنزيل من حكيم حميد ،و أنه المهيمن على الكتب كلها وأنه حق من فاتحته
إلى خاتمته ،نؤمن بمحكمه و بمتشابهه ،وخاصه وعامه ،ووعده ووعيده،
وناسخه ومنسوخه ،وقصصه و أخباره ،ل يقدر أحد من المخلوقين أن
يأتي بمثله .وأن الدليل بعده والحجة على المؤمنين ،والقائم بأمر
المسلمين ،والناطق عن القرآن ،والعالم بأحكامه أخوه وخليفته ووصيه
ووليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى ،علي بن أبيطالب عليه
السلم أمير المؤمنين ،وإمام المتقين ،وقائد الغر المحجلين ،وأفضل
الوصيين ،ووارث علم النبيين والمرسلين ،وبعده الحسن والحسين سيدا
شباب أهل الجنة أجمعين ثم علي بن الحسين زين العابدين ثم محمد بن
علي باقر علم النبيين ،ثم جعفر بن محمد الصادق وارث علم الوصيين
][262
ثم موسى بن جعفر الكاظم ،ثم علي بن موسى الرضا ،ثم محمد بن علي ،ثم علي
ابن محمد ،ثم الحسن بن علي ،ثم الحجة القائم المنتظر ولده صلوات ال
عليهم أجمعين .وأشهد لهم بالوصية والمامة ،وأن الرض ل تخلو من
حجة ال تعالى على خلقه في كل عصر وأوان ،وأنهم العروة الوثقى وأئمة
الهدى ،والحجة على أهل الدنيا ،إلى أن يرث ال الرض ومن عليها ،وأن
كل من خالفهم ضال مضل تارك للحق والهدى ،وأنهم المعبرون عن القرآن
والناطقون عن الرسول صلى ال عليه وآله بالبيان ،من مات ولم يعرفهم
مات ميتة جاهلية ،وأن من دينهم الورع والعفة والصدق ،وساق إلى قوله:
وحب أولياء ال عزوجل واجب وكذلك بغض أعداء ال والبراءة منهم،
ومن أئمتهم .إلى قوله عليه السلم :وأن أفعال العباد مخلوقة ل تعالى
خلق تقدير ل خلق تكوين ،وال خالق كل شئ ،ول يقول بالجبر
والتفويض ،ول يأخذ ال عزوجل البرئ بالسقيم ،ول يعذب ال تعالى
الطفال بذنوب الباء ،ول تزر وازرة وزر اخرى ،وأن ليس للنسان إل ما
سعى ،ول عزوجل أن يعفو ويتفضل ،ول يجور ول يظلم ،لنه تعالى منزه
عن ذلك ،ول يفرض ال طاعة من يعلم أنه يضلهم ويغويهم ،ول يختار
لرسالته ،ول يصطفي من عباده من يعلم أنه يكفر به وبعبادته ويعبد
الشيطان دونه .وأن السلم غير اليمان ،وكل مؤمن مسلم ،وليس كل
مسلم بمؤمن ،ول يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ،ول يزني الزاني
حين يزني وهو مؤمن ،وأصحاب الحدود مسلمون ،ل مؤمنون ،ول
كافرون ،وال عزوجل ل يدخل النار مؤمنا وقد وعده الجنة ،ول يخرج من
النار كافرا وقد أوعده النار ،والخلود فيها ،ول يغفر أن يشرك به ،ويغفر
ما دون ذلك لمن يشاء ،ومذنبو أهل التوحيد يدخلون في -النار ويخرجون
منها والشفاعة جائزة لهم ،وأن الدار اليوم دار تقية وهي دار السلم ،ل
دار كفر ول دار إيمان .واليمان هو أداء المانة ،واجتناب جميع الكبائر،
وهو معرفة بالقلب
][263
وإقرار باللسان وعمل بالركان إلى أن قال عليه السلم :وتؤمن بعذاب القبر ومنكر
ونكير ،والبعث بعد الموت ،والميزان والصراط .والبراءة من الذين ظلموا
آل محمد وهموا باخراجهم ،وسنوا ظلمهم ،و غيروا سنة نبيهم ،والبراءة
من الناكثين والقاسطين والمارقين ،الذين هتكوا حجاب رسول ال صلى
ال عليه وآله ونكثوا بيعة إمامهم وأخرجوا المرأة ،وحاربوا أمير
المؤمنين عليه السلم وقتلوا الشيعة رحمة ال عليهم ،واجبة ).(1
والبراءة ممن نفى الخيار وشردهم ،وآوى الطرداء اللعناء ،وجعل الموال
دولة بين الغنياء ،واستعمل السفهاء مثل معاوية ،وعمرو بن العاص،
لعيني رسول ال صلى ال عليه وآله والبراءة من أشياعهم الذين حاربوا
أمير المؤمنين عليه السلم وقتلوا النصار والمهاجرين ،وأهل الفضل
والصلح من السابقين والبراءة من أهل الستيثار ومن أبي موسى
الشعري وأهل وليته " الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون
أنهم يحسنون صنعا اولئك الذين كفروا بآيات ربهم " بولية أمير
المؤمنين عليه السلم ولقائه كفروا بأن لقوا ال بغير إمامته " فحبطت
أعمالهم فل نقيم لهم يوم القيامة وزنا " ) (2فهم كلب أهل النار .والبراءة
من النصاب والزلم أئمة الضلل ،وقادة الجور كلهم ،أولهم و آخرهم،
والبراءة من أشباه عاقري الناقة ،أشقياء الولين والخرين ،وممن
يتولهم ،والولية لمير المؤمنين عليه السلم والذين مضوا على منهاج
نبيهم صلى ال عليه وآله ولم يغيروا ولم يبدلوا مثل سلمان الفارسي،
وأبي ذر الغفاري ،والمقداد بن السود وعمار بن ياسر ،وحذيفة بن
اليمان ،وأبي الهيثم التيهان ،وسهل بن حنيف ،و عبادة بن الصامت ،وأبي
أيوب النصاري ،وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين ،وأبي سعيد الخدري
وأمثالهم رضي ال عنهم ،والولية لتباعهم وأشياعهم ،والمهتدين بهديهم
) (1كأنه خبر لقوله في صدر الجملة :والبراءة (2) .الكهف 104 :و .(*) 105
][264
وللسالكين منهاجهم رضوان ال عليهم ورحمته .إلى آخر الخبر الطويل ).(1
وروى أيضا عن حمزة بن محمد العلوي ،عن قنبر بن علي بن شاذان ،عن
أبيه عن الفضل بن شاذان ; وعن جعفر بن نعيم بن شاذان ،عن عمه
محمد بن شاذان ،عن الرضا عليه السلم مثله ) .(2أقول :قد مر الخبر
بتمامه مشروحا في أبواب الحتجاجات - 21 .ج :في خبر الشامي الذي
سأل أبا عبد ال عليه السلم مسائل فأجابه فقال الشامي :أسلمت ل ،فقال
عليه السلم له :بل آمنت بال الساعة ،إن السلم قبل اليمان ،وعليه
يتوارثون ويتناكحون ،واليمان عليه يثابون ) .(3بيان " :بل آمنت " أي
كنت قبل ذلك مسلما لنه كان من المخالفين ،فلما أقر بالئمة عليهم السلم
صار من المؤمنين ،ويدل على أن السلم هو العتقاد بالتوحيد والرسالة
والمعاد ،وما يلزمها سوى المامة ،واليمان هو العتقاد بجميع العقائد
الحقة التي عمدتها القرار بامامة جميع الئمة عليهم السلم ،ويدل على
أن الحكام الدنيوية تترتب على السلم والثواب الخروي ل يكون إل
باليمان ،فالمخالفون ل يدخلون الجنة ،وعلى أنه يجوز نكاح المخالفين
وإنكاحهم ويكون التوارث بينهم وبين المؤمنين ،وعلى عدم دخول العمال
في اليمان ،وإن أمكنت المناقشة فيه وقبلية السلم إما ذاتي كتقدم الكلي
على الجزئي أو الجزء على الكل أو زماني بمعنى إمكان حصوله قبل
اليمان ،بيانا للعموم والخصوص فتأمل - 22 .فس :عن أبيه ،عن ابن
محبوب ،عن ابن رئاب ،عن حمران ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن
ال فضل اليمان على السلم بدرجة كما فضل الكعبة على المسجد الحرام.
- 23ج :في خبر الزنديق الذي سأل أمير المؤمنين صلوات ال عليه عما
زعم من
) (1عيون أخبار الرضا " ع " ج 2ص (2) .121عيون الخبار ج 1ص ) .127
(3الحتجاج ص ،199وتراه في الكافي ج 1ص .(*) 173
][265
التناقض في القرآن حيث قال أجد ال يقول " :ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن
فل كفران لسعيه " ) (1ويقول " :وإني لغفار لمن تاب " ) (2فقال عليه
السلم :وأما قوله " ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فل كفران
لسعيه " وقوله " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى "
فان ذلك كله ل يغني إل مع الهتداء وليس كل من وقع عليه اسم اليمان
كان حقيقا بالنجاة مما هلك به الغواة ،ولو كان ذلك كذلك لنجت اليهود مع
اعترافها بالتوحيد وإقرارها بال ،ونجا سائر المقرين بالوحدانية من
إبليس فمن دونه في الكفر ،وقد بين ال ذلك بقوله " الذين آمنوا ولم
يلبسوا إيمانهم بظلم اولئك لهم المن وهم مهتدون " ) (3وبقوله " الذين
قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم " ) .(4ولليمان حالت ومنازل
يطول شرحها ،ومن ذلك أن اليمان قد يكون على وجهين ايمان بالقلب
وإيمان باللسان كما كان إيمان المنافقين على عهد رسول ال صلى ال
عليه وآله لما قهرهم السيف ،وشملهم الخوف ،فانهم آمنوا بألسنتهم ولم
تؤمن قلوبهم فاليمان بالقلب هو التسليم للرب ،ومن سلم المور لمالكها
لم يستكبر عن أمره كما استكبر إبليس عن السجود لدم واستكبر أكثر
المم عن طاعة أنبيائهم فلم ينفعهم التوحيد ،كما لم ينفع إبليس ذلك
السجود الطويل ،فانه سجد سجدة واحدة أربعة آلف عام ،لم يرد بها غير
زخرف الدنيا والتمكين من النظرة فلذلك ل تنفع الصلة والصدقة إل مع
الهتداء إلى سبيل النجاة ،وطريق الحق وقد قطع ال عذر عباده بتبيين
آياته ،وإرسال رسله لئل يكون للناس على ال حجة بعد الرسل ،ولم يخل
أرضه من عالم بما يحتاج الخليقة إليه ،ومتعلم على سبيل نجاة ،اولئك هم
القلون عددا .وقد بين ال ذلك في امم النبياء ،وجعلهم مثل لمن تأخر مثل
قوله في
) (1النبياء (2) .94 :طه (3) .82 :النعام (4) .82 :المائدة.(*) 41 :
][266
قوم نوح " وما آمن معه إل قليل " ) (1وقوله فيمن آمن من قوم موسى " ومن
قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون " ) (2وقوله في حواري عيسى
حيث قال لسائر بني إسرائيل " من أنصاري إلى ال قال الحواريون نحن
أنصار ال آمنا بال واشهد بأنا مسلمون " ) (3يعني أنهم يسلمون لهل
الفضل فضلهم ول يستكبرون عن أمر ربهم فما أجابه منهم إل الحواريون،
وقد جعل ال للعلم أهل وفرض على العباد طاعتهم بقوله " أطيعوا ال
وأطيعوا الرسول واولي المر منكم " ) (4وبقوله " ولو ردوه إلى
الرسول وإلى اولي المر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " ) (5وبقوله
" اتقوا ال وكونوا مع الصادقين " ) (6وبقوله " وما يعلم تأويله إل ال
والراسخون في العلم " ) (7وبقوله " وأتوا البيوت من أبوابها " )(8
والبيوت هي بيوت العلم الذي استودعه النبياء وأبوابها أوصياؤهم .فكل
عمل من أعمال الخير يجري على غير أيدي أهل الصطفاء وعهودهم
وحدودهم وشرائعهم وسنتهم ومعالم دينهم ،مردود غير مقبول ،وأهله
بمحل كفر وإن شملتهم صفة اليمان ألم تسمع إلى قول ال تعالى " وما
منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إل أنهم كفروا بال وبرسوله وماتوا وهم
كافرون " ) (9فمن لم يهتد من أهل اليمان إلى سبيل النجاة لم يغن عنه
إيمانه بال مع دفعه حق أوليائه ،وحبط عمله وهو في الخرة من
الخاسرين ،وكذلك قال ال سبحانه " فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا
" ) (10وهذا كثير في كتاب ال عزوجل ،والهداية في الولية كما قال ال
عزوجل " ومن يتول ال ورسوله والذين آمنوا فان حزب ال هم الغالبون
" ).(11
) (1هود (2) .40 :العراف (3) .150 :آل عمران (4) .52 :النساء(5) .59 :
النساء (6) .82 :براءة (7) .119 :آل عمران (8) .7 :البقرة) .189 :
(9براءة 54 :و (10) .126غافر (11) .85 :المائدة.(*) 56 :
][267
) (1النساء (2) .65 :آل عمران (3) .144 :النشقاق (4) .19 :فاطر(5) .8 :
المائدة 68 :والحديث في الحتجاج ص (6) .130براءة(7) .54 :
براءة (8) .84 :براءة.(*) 126 :
][268
أو يكون قوله " وماتوا " من كلمه عليه السلم اقتباسا من الية ،أو يكون في
قراءتهم عليهم السلم هكذا وقوله عليه السلم " :وحبط عمله " إشارة
إلى قوله تعالى " :ومن يكفر باليمان فقد حبط عمله وهو في الخرة من
الخاسرين " ) (1فكأنه عليه السلم استشهد بهذه الية على عدم قبول
أعمال المنافقين ،لثبات الكفر لهم في الية السابقة ثم لما ذكر عليه السلم
أول أنه :ليس كل من وقع عليه اسم اليمان كان حقيقا بالنجاة ،وقال:
لليمان حالت ومنازل ،أشار عليه السلم هنا إلى بعض شرايط اليمان،
وبعض الحالت التي ل يقبل اليمان فيها ،وهي حال رؤية البأس ،فقال" :
وكذلك قال ال سبحانه " " .وهذا كثير " أي شروط اليمان أو خصوص
هذا الشرط ،وهو عدم كونه عند رؤية البأس ،وإنما ذكر ذلك لرفع استبعاد
السائل اشتراط قبول العمال بالهتداء ثم عاد إلى بيان الهتداء وأن المراد
به الولية ،وحاصل الجواب أنه ل تنافي بين اليتين إذ في الية الولى
شرط اليمان العمال الصالحة ،واليمان مشروط بالولية ،وصلح العمل
ل يكون إل بالخذ عن الئمة ،فالهتداء داخل في الولى إجمال وفي الثانية
تفصيل أيضا ولليمان درجات ومعان فيمكن أن يراد باليمان في إحدى
اليتين غير ما هو المراد في الخرى " .ويدفعون عهد رسول ال " أي
خلفة أمير المؤمنين ووصايته " انقلبتم على أعقابكم " كما ارتدوا بعد
موته بترك وصيه ،وبيعة العجل والسامري " فل تهذب نفسك " أي ل
تهلك نفسك عليهم للحسرات على غيهم وإصرارهم على التكذيب ،و بعده
" إن ال عليم بما يصنعون " أي فيجازيهم عليه .وقوله " :ول تأس "
من آية اخرى في المائدة وهي " يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا
التورية والنجيل وما انزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما انزل إليك
من ربك طغيانا وكفرا فل تأس على القوم الكافرين " ).(2
][269
فإبدال الفاء بالواو إما من النساخ أو منه عليه السلم باسقاط الفاء لسقاط صدر
الية ،و الواو للعطف على الية السابقة .وروى العياشي في قوله " :وما
انزل إليكم من ربكم " عن الباقر عليه السلم أنه قال هو ولية أمير
المؤمنين عليه السلم ) " (1فل تأس " أي ول تحزن ول تتأسف عليهم
لزيادة طغيانهم وكفرهم ،فان ضرر ذلك يرجع إليهم ل يتخطاهم ،وفي
المؤمنين مندوحة لك عنهم - 24 .ل :عن محمد بن جعفر البندار ،عن
محمد بن محمد بن جمهور ،عن صالح بن محمد البغدادي ،عن العباس بن
الوليد ،عن عبد الرحمن بن مهدي ،عن منصور بن سعد ،عن ميمون بن
سياه ،عن أنس بن مالك قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من
استقبل قبلتنا وصلى صلواتنا ،وأكل ذبيحتنا ،فله مالنا وعليه ما علينا ).(2
بيان " :سياه " بكسر السين المهملة وتخفيف الياء المثناة التحتانية ثم
اللف والهاء مذكور في رجال العامة في رواة أنس ،والخبر عامي ضعيف
ويدل على اشتراك جميع فرق المسلمين في الحكام الظاهرة ،وحمل على
ما إذا لم ينكر شيئا من ضروريات دين السلم ،وبعد عندنا خلف في
بعض الحكام - 25 .ل :عن الخليل بن أحمد السجزي ) ،(3عن محمد بن
إسحاق بن خزيمة عن علي بن حجر ،عن شريك ،عن منصور بن
المعتمر ،عن ربعي بن خراش ،عن
) (1تفسير العياشي ج 1ص (2) .344الخصال ج 1ص (3) .84السجزى -
بالفتح والكسر -نسبة إلى سجستان القليم المعروف منه الخليل ابن
أحمد القاضى .قاله الفيروز آبادى ،والتحقيق أنه معرب " سكزى "
وسكز -بالكاف الفارسية -جبل شاهق في زابل ما بين كليج ومكران
يجرى في جنبه نهر سند ،وكان يعرف ساكنوه بالسكزى عندهم ،ثم إذا
أضافوا إليها لفظ " استان " وهو عند الفارسين بمعنى المسكن
والماوى ،قالوا " سگزستان " ثم حففوها وقالو سگستان تارة ومعربه
سجستان وسيستان مرة اخرى )*(.
][270
علي عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ل يؤمن عبد حتى يؤمن
بأربعة حتى يشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ،وأني رسول ال
بعثني بالحق ،وحتى يؤمن بالبعث بعد الموت ،وحتى يؤمن بالقدر ).(1
بيان " :بالقدر " أي بقضاء ال وقدره ،ردا على التفويض البحت ،أو
بقدرة العبد واختياره نفيا للجبر ،والول أظهر ،وقد مر تحقيقه في كتاب
العدل - 26 .مع ،ل :عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن هاشم ،عن ابن أبي
عمير ،عن جعفر بن عثمان ،عن أبي بصير قال :كنت عند أبي جعفر عليه
السلم فقال له رجل :أصلحك ال إن بالكوفة قوما يقولون مقالة ينسبونها
إليك ،فقال :وماهي ؟ قال :يقولون إن اليمان غير السلم ،فقال أبو جعفر
عليه السلم :نعم ،فقال له الرجل :صفه لي ،قال :من شهد أن ل إله إل
ال ،وأن محمدا رسول ال ،وأقر بما جاء به من عند ال ،وأقام الصلة،
وآتى الزكاة ،وصام شهر رمضان ،وحج البيت فهو مسلم .قلت :فاليمان ؟
قال :من شهد أن ل إله إل ال وأن محمدا رسول ال صلى ال عليه وآله
وأقر بما جاء من عند ال ،وأقام الصلة ،وآتى الزكاة ،وصام شهر
رمضان ،و حج البيت ،ولم يلق ال بذنب أو عد عليه النار .فهو مؤمن،
قال أبو بصير :جعلت فداك وأينا لم يلق ال بذنب اوعد عليه النار ؟ فقال:
ليس هو حيث تذهب ،إنما هو لم يلق ال بذنب اوعد عليه النار ولم يتب
منه ) - 27 .(2ل :في خبر العمش عن الصادق عليه السلم قال :السلم
غير اليمان ،و كل مؤمن مسلم ،وليس كل مسلم مؤمن ،ول يسرق
السارق حين يسرق وهو ومؤمن ،ول يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن،
وأصحاب الحدود مسلمون ،ول مؤمنون ول كافرون ،فان ال تبارك
وتعالى ل يدخل النار مؤمنا وقد وعده الجنة ول يخرج من النار كافرا وقد
أوعده النار ،والخلود فيها ،ويغفر ما دون ذلك
) (1الخصال ج 1ص (2) .93معاني الخبار ص ،381الخصال ج 2ص 40
)*(.
][271
لمن يشاء فأصحاب الحدود فساق ،ل مؤمنون ول كافرون ،ول يخلدون في النار ،و
يخرجون منها يوما ما ،والشفاعة جائزة لهم ،وللمستضعفين إذا ارتضى
ال عز وجل دينهم ) - 27 .(1ن :فيما بين الرضا عليه السلم من شرايع
الدين مثله إلى قوله :ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ثم قال :ومذنبو أهل
التوحيد يدخلون في النار ،ويخرجون منها ،والشفاعة جائزة لهم ).(2
بيان :كأن المراد بالمستضعفين في رواية العمش المستضعفون من
الشيعة ،و يحتمل أن يكون إذا ارتضى راجعا إلى الول - 28 .ما :المفيد،
عن ابن قولويه ،عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب،
عن سعدان بن مسلم ،عن أبي بصير قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم ما
اليمان ؟ فجمع لي الجواب في كلمتين فقال :اليمان بال وأن ل تعصي
ال ،قلت :فما السلم ؟ فجمعه في كلمتين فقال :من شهد شهادتنا ،ونسك
نسكنا ،وذبح ذبيحتنا ) .(3بيان :اليمان بال مستلزم لليمان بجميع ما
جاء من عنده سبحانه من النبوة والمامة والمعاد وغيرها ،و " أن ل
يعصي ال " شامل للطاعات والمعاصي جميعهما بل يكن إدخال بعض
العقائد فيه أيضا " ونسك نسكنا " أي عبد كعبادتنا من الصلة والصوم
والزكاة والحج وغيرها والنسك يطلق على الذبح أيضا لكن التأسيس أولى
قال الراغب :النسك العبادة ،والناسك العابد ،واختص بأعمال الحج
والنسيكة مختصة بالذبيحة - 29 .مع :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن
معروف ،عن عثمان بن عيسى ،عن سماعة بن مهران قال :سألته عليه
السلم عن اليمان والسلم فقلت له :أفرق بين اليمان
) (1الخصال ج 2ص (2) .154قدر مر في الحديث المرقم 20ص (3) .263
أمالى الطوسى ج 1ص .(*) 138
][272
والسلم ؟ فقال :أو أضرب لك مثل ؟ قال :قلت :أو ذاك ،قال :مثل اليمان من
السلم مثل الكعبة الحرام من الحرم ،قد يكون الرجل في الحرم ول يكون
في الكعبة ول يكون في الكعبة حتى يكون في الحرم ،فقد يكون مسلما ول
يكون مؤمنا ،ول يكون مؤمنا حتى يكون مسلما ،قال :فقلت :فيخرجه من
اليمان شئ ؟ قال :نعم ،قلت :فيصيره إلى ما ذا ،قال :إلى السلم أو
الكفر ،وقال :لو أن رجل دخل الكعبة فأفلت منه بوله اخرج من الكعبة ولم
يخرج من الحرم ،ولو خرج من الحرم فغسل ثوبه وتطهر ثم لم يمنع أن
يدخل الكعبة ،ولو أن رجل دخل الكعبة فبال فيها معاندا اخرج من الكعبة
ومن الحرم فضربت عنقه ) .(1بيان " :أو ذاك " كأن المعنى " ل تقول أو
تقول " رعاية للدب لئل يتحتم عليه ،أو بمعنى بل إضرابا عن التردد
الذي يظهر منه عليه السلم أو من عدم إرادة السائل ذلك كما يتوهم من
سؤاله عليه السلم ذلك ،أو يكون الهمزة للستفهام والواو للعطف أو
زائدة أي أو يكون لذلك مثل ؟ أو يكون بتشديد الواو أمرا من اليواء وهو
أبعد من الجميع وفي الكافي ) " (2أورد ذلك " فل تكلف وفي بعض نسخ
المعاني " أد ذلك " من الداء ،ول يخلو من وجه " .فيخرجه من اليمان
شئ " ما يخرجه من اليمان فقط إما المعاصي وترك الطاعات ،بناء على
دخول العمال في اليمان أو إنكار المامة ولوازمها ،وما يخرجه عن
اليمان والسلم معا الرتداد ،وما ينافي دين السلم قول أو فعل فالترديد
في قوله عليه السلم " إلى السلم أو الكفر " لذلك ،وفي القاموس :كان
المر فلتة أي فجاءة من غير تردد وتدبر ،وأفلتني الشئ وتفلت مني
وانفلت وأفلته غيره وافتلت على بناء المفعول مات فجاءة وبأمر كذا
فوجئ به قبل أن يستعد له ،و في المصباح أفلت الطائر وغيره إفلتا
تخلص وأفلته إذا أطلقته وخلصته ،يستعمل لزما ومتعديا انتهى وقوله "
ولو خرج من الحرم " ليس في الكافي ولعله زيد من النساخ إل أن يكون
المراد بالحرم المسجد الحرام.
) (1معاني الخبار ص 186وفيه :أود ذلك (2) .الكافي ج 2ص .(*) 28
][273
- 30فس " :الذين يؤمنون بالغيب " قال :يصدقون بالبعث والنشور والوعد
والوعيد ،واليمان في كتاب ال على أربعة أوجه :فمنه إقرار باللسان قد
سماه ال إيمانا ،ومنه تصديق بالقلب ،ومنه الداء ،ومنه التأييد .فأما
اليمان الذي هو إقرار باللسان وقد سماه ال تبارك وتعالى إيمانا و نادى
أهله به فقوله " يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا
جميعا وإن منكم لمن ليبطئن فان أصابتكم مصيبة قال قد أنعم ال علي إذ لم
أكن معهم شهيدا ،ولئن أصابكم فضل من ال ليقولن كأن لم يكن بينكم
وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما " ) (1فقال الصادق
عليه السلم :لو أن هذه الكلمة قالها أهل الشرق وأهل الغرب لكانوا بها
خارجين من اليمان ،ولكن قد سماهم ال مؤمنين باقرارهم ،وقوله " يا
أيها الذين آمنوا آمنوا بال ورسوله " ) (2فقد سماهم مؤمنين باقرار
اللسان ثم قال لهم صدقوا .وأما اليمان الذي هو التصديق فقوله " الذين
آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الخرة " ) (3يعني
صدقوا وقوله " وقالوا لن نؤمن لك حتى نرى ال " ) (4أي ل نصدقك،
وقوله " يا أيها الذين آمنوا آمنوا " أي يا أيها الذين أقروا صدقوا،
فاليمان الخفي هو التصديق وللتصديق شروط ليتم التصديق إل بها
وقوله " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من
آمن بال واليوم الخر والملئكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه
ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب
وأقام الصلة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا ،والصابرين في
البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون " )
(5فمن أقام هذه الشروط فهو مؤمن مصدق.
) (1النساء (2) .73 - 71 :النساء (3) .136 :يوس (4) .64 - 63 :البقرة.55 :
) (5البقرة.(*) 177 :
][274
وأما اليمان الذي هو الداء فهو قوله لما حول ال قبلة رسوله إلى الكعبة قال
أصحاب رسول ال صلى ال عليه وآله :يا رسول ال فصلتنا إلى بيت
المقدس بطلت ؟ فأنزل ال تبارك وتعالى " وما كان ال ليضيع إيمانكم " )
(1فسمى الصلة إيمانا .والوجه الرابع من اليمان هو التأييد الذي جعله
ال في قلوب المؤمنين من روح اليمان فقال " :ل تجد قوما يؤمنون بال
واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو
إخوانهم أو عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم اليمان وأيدهم بروح منه " )
(2والدليل على ذلك قوله صلى ال عليه وآله " ل يزني الزاني وهو
مؤمن ول يسرق السارق وهو مؤمن ،يفارقه روح اليمان مادام على
بطنها فإذا قام عاد إليه ،قيل :وما الذي يفارقه ؟ قال الذي يدعه في قلبه،
ثم قال عليه السلم :ما من قلب إل وله اذنان على أحدهما ملك مرشد،
وعلى الخر شيطان مفتن ،هذا يأمره وهذا يزجره .ومن اليمان ما قد
ذكره ال في القرآن خبيث وطيب فقال " :ما كان ال ليذر المؤمنين على
ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب " ) (3ومنهم من يكون مؤمنا
مصدقا ولكنه يلبس إيمانه بظلم ،وهو قوله " الذين آمنوا ولم يلبسوا
إيمانهم بظلم أولئك لهم المن وهم مهتدون " ) (4فمن كان مؤمنا ثم دخل
في المعاصي التي نهى ال عنها فقد لبس إيمانه بظلم ،فل ينفعه اليمان
حتى يتوب إلى ال من الظلم الذي لبس إيمانه حتى يخلص ال إيمانه،
فهذه وجوه اليمان في كتاب ال ) .(5بيان :قوله عليه السلم " :لو أن
هذه الكلمة " استدل عليه السلم باطلق اليمان على القرار باللسان بهذه
الية لنه تعالى خاطبهم بيا أيها الذين آمنوا ثم قال " :وإن منكم " الخ
فالظاهر أن هؤلء كانوا بين المخاطبين ،وما نسب إليهم يدل على أشد
) (1البقرة (2) .143 :المجادلة (3) .22 :آل عمران (4) .179 :النعام(5) .82 :
تفسير القمى ص .(*) 27
][275
النفاق فظهر أن المؤمن قد يطلق على المنافق بأحد معانيه ،قال الطبرسي رحمه
ال في قوله " وإن منكم لمن ليبطئن " قيل إنها نزلت في المؤمنين لنه
سبحانه خاطبهم بقوله " وإن منكم " وقد فرق بين المؤمنين والمنافقين
بقوله " ما هم منكم " ) .(1وقال أكثر المفسرين :نزلت في المنافقين
وإنما جمع بينهم بالخطاب من جهة الجنس والنسب ،ل من جهة اليمان،
وهو اختيار الجبائي انتهى ) (2وما في الخبر أظهر وقد مر أن الظهر أن
الخطاب في قوله " يا أيها الذين آمنوا آمنوا " للمنافقين ،وهو مختار أكثر
المفسرين .قوله " فمن أقام هذه الشروط " الخ لنه تعالى قال " :اولئك
الذين صدقوا " أي في دعوى اليمان واتباع الحق ،فقد حصر الصدق في
اليمان لهم ،والمراد بالداء أداء ما افترض ال على عباده في اليمان،
قوله عليه السلم " من روح اليمان " " من " للبيان أو للتعليل ،قوله "
خبيث وطيب " أي وصفهم أول باليمان ثم أطلق على بعضهم الخبيث،
وعلى بعضهم الطيب " مفتن " أي مضل - 31 .ف :دخل على الصادق
عليه السلم رجل فقال له :ممن الرجل ؟ فقال :من محبيكم ومواليكم ،فقال
له جعفر :ل يحب ال عبدا حتى يتوله ،ول يتوله حتى يوجب له الجنة ،ثم
قال له :من أي محبينا أنت ؟ فسكت الرجل ؟ فقال له سدير :وكم محبوكم يا
ابن رسول ال ؟ فقال :على ثلث طبقات :طبقة أحبونا في العلنية ،ولم
يحبونا في السر ،وطبقة يحبوننا في السر ولم يحبونا في العلنية وطبقة
يحبوننا في السر والعلنية ،هم النمط العلى ،شربوا من العذب الفرات
وعلموا تأويل الكتاب ،وفصل الخطاب ،وسبب السباب ،فهم النمط العلى
الفقر والفاقة وأنواع البلء أسرع إليهم من ركض الخيل ،مستهم البأساء
والضراء وزلزلوا وفتنوا ،فمن بين مجروح ومذبوح ،متفرقين في كل بلد
قاصية بهم يشفى ال السقيم ويغني العديم ،وبهم تنصرون ،وبهم
تمطرون ،وبهم ترزقون ،وهم القلون عددا العظمون عند ال قدرا
وخطرا والطبقة الثانية النمط السفل أحبونا في العلنية ،وساروا بسيرة
الملوك ،فألسنتهم معنا وسيوفهم علينا.
) (1براءة (2) .58 :مجمع البيان ج .(*) 74 :3
][276
والطبقة الثالثة النمط الوسط أحبونا في السر ولم يحبونا في العلنية و لعمري لئن
كانوا أحبونا في السر دون العلنية فهم الصوامون بالنهار ،القوامون
باليل ،ترى أثر الرهبانية في وجوههم ،أهل سلم وانقياد .قال الرجل :فأنا
من محبيكم في السر والعلنية ،قال جعفر عليه السلم :إن لمحبينا في
السر والعلنية علمات يعرفون بها ،قال الرجل :وما تلك العلمات ؟ قال:
تلك خلل أولها أنهم عرفوا التوحيد حق معرفته ،وأحكموا علم توحيده
واليمان بعد ذلك بما هو ؟ وما صفته ؟ ثم علموا حدود اليمان وحقائقه،
وشروطه وتأويله .قال سدير :يا ابن رسول ال ما سمعتك تصف اليمان
بهذه الصفة ؟ قال :نعم يا سدير ،ليس للسائل أن يسأل عن اليمان ما هو ؟
حتى يعلم اليمان بمن ؟ قال سدير ،يا ابن رسول ال إن رأيت أن تفسر ما
قلت ،قال الصادق عليه السلم :من زعم أنه يعرف ال بتوهم القلوب فهو
مشرك ،ومن زعم أنه يعرف ال بالسم دون المعنى فقد أقر بالطعن ،لن
السم محدث ،ومن زعم أنه يعبد السم والمعنى فقد جعل مع ال شريكا،
ومن زعم أنه يعبد المعنى بالصفة ل بالدراك فقد أحال على غائب ومن
زعم أنه يعبد الصفة والموصوف فقد أبطل التوحيد ،لن الصفة غير
الموصوف ومن زعم أنه يضيف الموصوف إلى الصفة فقد صغر الكبير و
" ما قدروا ال حق قدره " قيل :له :فكيف سبيل التوحيد ؟ قال :باب
البحث ممكن ،وطلب المخرج موجود ،إن معرفة عين الشاهد قبل صفته
ومعرفة صفة الغايب قبل عينه ،قيل :و كيف تعرف عين الشاهد قبل
صفته ؟ قال :تعرفه وتعلم علمه ،وتعرف نفسك به ول تعرف نفسك بنفسك
من نفسك ،وتعلم أن ما فيه له وبه كما قالوا ليوسف " إنك لنت يوسف
قال أنا يوسف وهذا أخي " ) (1فعرفوه به ولم يعرفوه بغيره ،ول أثبتوه
من أنفسهم بتوهم القلوب أما ترى ال يقول " ما كان لكم أن تنبتوا
شجرها " )(2
][277
يقول :ليس لكم أن تنصبوا إماما من قبل أنفسكم تسمونه محقا بهوى أنفسكم
وإرادتكم .ثم قال الصادق عليه السلم :ثلثة ل يكلمهم ال ول ينظر إليهم
يوم القيامة ول يزكيهم ولهم عذاب أليم :من أنبت شجرة لم ينبته ال يعني
من نصب إماما لم ينصبه ال ،أو جحد من نصبه ال ،ومن زعم أن لهذين
سهما في السلم وقد قال ال " وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم
الخيرة " ) .(1صفة اليمان :قال عليه السلم :معنى اليمان القرار
والخضوع ل بذلك ) (2القرار والتقرب إليه به ،والداء له بعلم كل
مفروض من صغير أو كبير ،من حد التوحيد فما دونه إلى آخر باب من
أبواب الطاعة أول فأول ،مقرون ذلك كله بعضه إلى بعض ،موصول بعضه
ببعض ،فإذا أدى العبد ما فرض عليه مما وصل إليه على صفة ما
وصفناه ،فهو مؤمن مستحق لصفة اليمان ،مستوجب للثواب ،وذلك أن
معنى جملة اليمان القرار ،ومعنى القرار التصديق بالطاعة ،فلذلك ثبت
أن الطاعة كلها صغيرها وكبيرها مفرونة بعضها إلى بعض ،فل يخرج
المؤمن من صفة اليمان إل بترك ما استحق أن يكون به مؤمنا ،وإنما
استوجب واستحق اسم اليمان ومعناه بأداء كبار الفرائض موصولة،
وترك كبار المعاصي واجتنابها ،وإن ترك صغار الطاعة وارتكب صغار
المعاصي ،فليس بخارج من اليمان ول تارك له ما لم يترك شيئا من كبار
الطاعة ،ولم يرتكب شيئا من كبار المعاصي ،فما لم يفعل ذلك فهو مؤمن
لقول ال " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم
مدخل كريما " ) (3يعني المغفرة ما دون الكبائر ،فان هو ارتكب كبيرة من
كبائر المعاصي كان مأخوذا بجميع المعاصي صغارها وكبارها معاقبا عليها
معذبا بها ،فهذه صفة اليمان ،وصفة المؤمن المستوجب للثواب .صفة
السلم :وأما معنى السلم فهو القرار بجميع الطاعة الظاهر الحكم
) (1القصص (2) 69 :في المصدر :بذل القرار (3) .النساء.(*) 31 :
][278
والداء له ،فإذا أقر المقر بجميع الطاعة في الظاهر ،من غير العقد عليه بالقلوب
فقد استحق اسم السلم ومعناه ،واستوجب الولية الظاهرة ،وإجازة
شهادته والمواريث ،وصار له ما للمسلمين ،وعليه ما على المسلمين،
فهذه صفة السلم .وفرق ما بين المسلم والمؤمن أن المسلم إنما يكون
مؤمنا بأن يكون مطيعا في الباطن مع ما هو عليه في الظاهر ،فإذا فعل ذلك
بالظاهر كان مسلما ،وإذا فعل ذلك بالظاهر والباطن بخضوع وتقرب بعلم
كان مؤمنا ،فقد يكون العبد مسلما ول يكون مؤمنا ول يكون مؤمنا إل وهو
مسلم .صفة الخروج من اليمان :وقد يخرج من اليمان بخمس جهات من
الفعل كلها متشابهات معروفات :الكفر ،والشرك ،والضلل ،والفسق،
وركوب الكبائر ،فمعنى الكفر كل معصية عصي ال بها بجهة الجحد
والنكار والستخفاف والتهاون في كل ما دق وجل ،وفاعله كافر ،ومعناه
معنى كفر ،من أي مله كان ومن أي فرقة كان ،بعد أن تكون منه معصية
بهذه الصفات ،فهو كافر .ومعنى الشرك كل معصية عصي ال بها بالتدين،
فهو مشرك صغيرة كانت المعصية أو كبيرة ففاعلها مشرك .ومعنى
الضلل الجهل بالمفروض وهو أن يترك كبيرة من كبائر الطاعة التي ل
يستحق العبد اليمان إل بها ،بعد ورود البيان فيها ،والحتجاج بها ،فيكون
التارك لها تاركا بغير جهة النكار ،والتدين بانكارها وجحودها ،ولكن
يكون تاركا على جهة التواني والغفال والشتغال بغيرها فهو ضال متنكب
طريق اليمان ،جاهل به خارج منه مستوجب لسم الضللة ومعناها ،مادام
بصفته التي وصفناه بها .فان كان هو الذي مال بهواه إلى وجه من وجوه
المعصية بجهة الجحود والستخفاف والتهاون كفر ،وإن هو مال بهواه
إلى التدين بجهة التأويل والتقليد والتسليم والرضا بقول الباء والسلف
فقد أشرك وقل ما يلبث النسان على ضللة حتى يميل بهواه إلى بعض ما
وصفناه من صفته .ومعنى الفسق فكل معصية من المعاصي الكبار فعلها
فاعل ،أو دخل فيها داخل
][279
بجهة اللذة والشهوة والشوق الغالب ،فهو فسق ،وفاعله فاسق خارج من اليمان
بجهة الفسق ،فان دام في ذلك حتى يدخل في حد التهاون والستخفاف ،فقد
وجب أن يكون بتهاونه واستخفافه كافرا .ومعنى راكب الكبائر التي بها
يكون فساد إيمانه ،فهو أن يكون منهمكا على كبائر المعاصي بغير الجحود
ول التدين ول لذة ول شهوة ،ولكن من جهة الحمية والغضب يكثر القرف
والسب والقتل وأخذ الموال وحبس الحقوق وغير ذلك من المعاصي
الكبائر التي يأتيها صاحبها بغير جهة اللذة ،ومن ذلك اليمان الكاذبة وأخذ
الربا وغير ذلك التي يأتيها من أتاها بغير استلذاذ :الخمر والزنا واللهو
ففاعل هذه الفعال كلها مفسد لليمان خارج منه من جهة ركوبه الكبيرة
على هذه الجهة ،غير مشرك ،ول كافر ،ول ضال جاهل على ما وصفناه
من جهة الجهالة ،فان هو مال بهواه إلى أنواع ما وصفناه من حد
الفاعلين ،كان من صفاته ) .(1بيان " :حتى يتوله " أي يتولى ال
ويطيعه أو يتوله ال ،وفي القاموس النمط محركة ضرب من البسط،
والطريقة ،والنوع من الشئ ،وجماعة أمرهم واحد ،قوله عليه السلم "
من العذب الفرات " أي من العلم الصافي من الشك والشبهة والمراد
بالعديم عادم المال ،أي الفقير " بما هو وما صفته ؟ " أي التوحيد "
بتوهم القلوب " أي بعقله فقط بدون معلم ينتهي علمه إلى الوحي
واللهام ،أو بما تتوهمه الوهام من الجسم والصورة والمكان وأشباه ذلك
" فقد أقر بالطعن " أي في ال وفي ربوبيته لنه جعله حادثا ،قوله عليه
السلم " بالصفة ل بالدراك " كأنه إشارة إلى نفي ما يقوله القائلون
بالشتراك اللفظي أي بأن يصفه بشئ ل يدرك معناه " فقد أحال على غائب
" أي على شئ غاب عن ذهنه ولم يدركه بوجه " أنه يعبد الصفة
والموصوف " أي ذاتا موصوفة بصفات زائدة موجودة بأن يعبدهما معا "
ومن زعم أنه يضيف الموصوف " هو أن يقول بالصفات الزائدة لكن لم
يعبد الصفات مع الذات ،بل الذات الموصوفة بها ،فهو وإن لم يشرك
بالعبادة لكن " صغر الكبير " حيث جعل
][280
ذاته سبحانه محتاجة في كمالها إلى غيرها ،وهي الصفات وكل محتاج ممكن" .
باب البحث ممكن " أي طريق التفحص عن التوحيد ممكن ،وطلب المخرج
عن الشبهات حاصل ،والحاص أن ال تعالى نصب لكم حجة يمكنكم أن
تعرفوه وتتعلوا منه التوحيد ،ثم قال عليه السلم :معرفة عين الحاضر قبل
معرفة صفاته كما أن زيدا تراه أول ثم تعرف أنه عالم أو جاهل ونسبه
وسائر أحواله " ومعرفة صفة الغائب قبل عينه " لنه إنما يعرف
بالصفات ،ويحتمل أن يكون المراد أن المام الذي يؤخذ منه التوحيد إن
كان حاضرا يعرف عينه أول ثم يعرف استحقاقه للمامة بالدلئل
والمعجزات والعلمات ،والغائب بالعكس ،ويحتمل أن يراد بالشاهد
الممكنات والمخلوقات وبالغائب الخالق .ثم سئل عليه السلم " كيف تعرف
عين الشاهد قبل صفته " أي كيف يعرف عينه وصفاته ؟ قال " :تعرفه "
بالصفات التي تكون في المام " وتعلم علمه " أي تأخذ عنه العلم حتى
أنك " تعرف نفسك " وصفاتها به " و " الحال أنك " ل تعرف نفسك "
التي هي أقرب الشياء منك " بنفسك من " قبل " نفسك " وهو يعرفك
إياها ،أو المعنى تعلم كونه عالما بالسؤال عن غوامض العلوم وأنواعها
ويعرف ما في نفسك أي يخبرك بما في قلبك وبما أنت غافل عنه من
صفات نفسك ; وعلى الول فيه إيماء إلى أنه إذا لم تعرف نفسك إل ببيان
المام وهي أقرب الشياء منك تتوقع أن تعرف ربك بعقلك ؟ " وتعلم أن ما
فيه " أي ما يدعيه من المامة " له وبه " أي حاصلة له ومختصة به .ثم
استشهد عليه السلم لكون معرفة عين الشاهد قبل صفته بقصة يوسف و
إخوته ،حيث عرفوا ذاته أول بالمشاهدة ،ثم عرفوا صفته ،وأنه أخوهم بما
شاهدوا منه وسمعوا ،فعرفوا صفته أيضا بذاته ،كذلك المام تعرف صفته
من ذاته وبما يسمع ويرى منه من علومه ومعجزاته .قوله عليه السلم "
ول أثبتوه من أنفسهم بتوهم القلوب " أي كما يعرف المور الغائبة
بالدلئل العقلية أو النقلية .ثم أكد عليه السلم ما أومأ إليه سابقا من أن
المام ل بد من أن يكون معروفا
][281
بصفات خاصة ل توجد في غيره ،وأن المامة ل تكون باختيار المة ،صرح ذلك
بتأويل قوله تعالى " :ما كان لكم أن تنبتوا شجرها " ) (1بأن المراد
بالشجر المام كما ورد في قوله تعالى " ومثل شجرة طيبة " ) (2أن
المراد بها شجرة النبوة والمامة ،وبانباتها نصبة إماما بهوى أنفسهم،
وكأنه إشارة إلى أنه إذا لم يكن لهم القدرة والختيار في إنبات شجرة
خلقها ال لمصلحة دينه من المور الدنيوية كيف يفوض إليهم ويمكنهم
من نصب المام الذي هو مناط نظام العالم ،وعلة خلقه و بقائه ،وبه تناط
مصالح الدين والدنيا .قوله " ومن زعم " يدل على أن القول بعدم كفر
المخالف كفر أو قريب منه ،وفي الخبر فوائد جليلة ستعرف تفصيلها فيما
سيأتي وتنتفع بها بعد التأمل فيها في حل الخبار التية - 32 .سن :عن
أبيه ،عن ابن سنان ،عن ابن بكير ،عن زرارة ،عن أبي -عبد ال عليه
السلم ،قال :لو أن العباد وصفوا الحق وعملوا به ،ولم يعقد قلوبهم على
أنه الحق ما انتفعوا ) - 33 .(3سن :عن هارون بن الجهم ،عن الحسين
بن ثوير ،عن أبي خديجة ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :أتى رجل
رسول ال صلى ال عليه وآله فقال :يا رسول ال إني جئتك ابايعك على
السلم ،فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله :ابايعك على أن تقتل أباك،
قال :نعم ،فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله :إنا وال ل نأمركم بقتل
آبائكم ،ولكن الن علمت منك حقيقة اليمان ،وأنك لن تتخذ من دون ال
وليجة ،أطيعوا آباءكم فيما أمروكم ،ول تطيعوهم في معاصي ال ).(4
بيان :في النهاية وليجة الرجل بطانته ودخلؤه وخاصته - 34 .سن :عن
أبيه ،عن عبد ال بن القاسم ،عن مدرك ]بن عبد الرحمان ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :السلم عريان
فلباسه الحياء ،وزينته
) (1النمل (2) .60 :ابراهيم (3) .24 :المحاسن ص (4) .249المحاسن ص 248
)*(.
][282
الوفاء ،ومروءته العمل الصالح ،وعماده الورع ،ولكل شئ أساس وأساس السلم
حبنا أهل البيت ) - 35 .(1سن :عنه ،عن أبيه ،،عن[ ) (2ابن أبي عمير،
عن حماد بن عثمان ،عن عبيد بن زرارة ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :أيها الناس إني امرت أن اقاتلكم
حتى تشهدوا أن ل إله إل ال وأني محمد رسول ال ،فإذا فعلتم ذلك حقنتم
بها أموالكم ودماءكم إل بحقها ،وكان حسابكم على ال ) - 36 .(3سن:
عن أبيه ،عن النضر ،عن يحيى الحلبي ،عن أيوب بن الحر ،عن أبي
بصير قال :كنت عند أبي جعفر عليه السلم فقال له سلم :إن خيثمة بن
أبي خيثمة حدثنا أنه سألك عن السلم ،فقلت له :إن السلم :من استقبل
قبلتنا ،وشهد شهادتنا ،ونسك نسكنا ،ووالى ولينا ،وعادى عدونا ،فهو
مسلم ،قال :صدق .وسألك عن اليمان فقلت :اليمان بال ،والتصديق
بكتابه ،وأن أحب في ال ،و أبغض في ال ،فقال :صدق خيثمة )- 37 .(4
سن :عن أبيه ،عن صفوان ،عن العل ،عن محمد قال :سألت أبا جعفر
عليه السلم عن اليمان ،فقال :اليمان ما كان في القلب ،والسلم ما كان
عليه المناكح والمواريث ،وتحقن به الدماء ،واليمان يشرك السلم
والسلم ل يشرك اليمان ) - 38 .(5يج :روي عن أبي عبد ال عليه
السلم :قال :إن رسول ال صلى ال عليه وآله كان يسير في بعض ميسره
فقال لصحابه :يطلع عليكم من بعض هذه الفجاج شخص ليس له
) (1المحاسن ص (2) .286أضفنا الزيادة من المصدر بقرينة ذكر السند ،فالظاهر
سقوط هذه الزيادة من نسخة الكمباني (3) .المحاسن ص 4) .284و (5
المحاسن ص .(*) 285
][283
عهد بابليس منذ ثلثة أيام ،فما لبثوا أن أقبل أعرابي قد يبس جلده على عظمه
وغارت عيناه في رأسه ،واخضرت شفتاه من أكل البقل ،فسأل عن النبي
صلى ال عليه وآله في أول الرفاق حتى لقيه ،فقال له :اعرض علي
السلم ،فقال :قل أشهد أن ل إله إل ال وأني محمد رسول ال ،قال:
أقررت ،قال تصلي الخمس ،وتصوم شهر رمضان ،قال :أقررت ،قال :تحج
البيت الحرام ،وتؤدي الزكاة ،وتغتسل من الجنابة ،قال :أقررت فتخلف
بعير العرابي ووقف النبي فسأل عنه فرجع الناس في طلبه فوجدوه في
آخر العسكر قد سقط خف بعيره في حفرة من حفر الجرذان فسقط فاندقت
عنق العرابي وعنق البعير ،وهما ميتان ،فأمر النبي فضربت خيمة فغسل
فيه ثم دخل النبي فكفنه ،فسمعوا للنبي حركة فخرج وجبينه يترشح عرقا
وقال :إن هذا العرابي مات وهو جائع ،وهو ممن آمن ولم يلبس إيمانه
بظلم ،فابتدره الحور العين بثمار الجنة يحشون بها شدقه ،هذه تقول :يا
رسول ال اجعلني في أزواجه ،وهذه تقول :يا رسول ال اجعلني في
أزواجه ) - 39 .(1شى :عن حمران ،عن أبي جعفر عليه السلم ،قال:
قلت له :أرأيت المؤمن له فضل على المسلم في شئ من المواريث
والقضايا والحكام حتى يكون للمؤمن أكثر مما يكون للمسلم في المواريث
أو غير ذلك ؟ قال :ل هما يجريان في ذلك مجرى واحدا إذا حكم المام
عليهما ولكن للمؤمن فضل على المسلم في أعمالهما ،وما يتقربان به إلى
ال ،قال :فقلت :أليس ال يقول " :من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " )
(2وزعمت أنهم مجتمعون على الصلة والزكاة والصوم والحج مع
المؤمن ؟ قال :فقال :أليس ال قد قال " وال يضاعف لمن يشاء .أضعافا
كثيرة " فالمؤمن هم الذين يضاعف ال لهم الحسنات لكل حسنة سبعين
ضعفا ،فهذا من فضلهم ويزيد ال المؤمن في حسناته على قدر صحة
إيمانه أضعافا مضاعفة كثيرة ،ويفعل ال بالمؤمنين ما يشاء ).(3
) (1الخرائج والجرائج ص (2) .184النعام (3) .160 :العياشي ج 1ص 146
)*(.
][284
بيان " :وال يضاعف " أقول الية في البقرة في موضعين :أحدهما " من ذا الذي
يقرض ال قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة " ) (1وثانيهما " مثل
الذين ينفقون أموالهم كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة
وال يضاعف لمن يشاء وال واسع عليم " ) (3وكأنه جمع بين اليتين
إشارة إليهما لو لم يكن من تحريف الرواة ،كما يدل عليه ما مر من رواية
الكافي ) - 40 .(3شى :عن محمد بن مسلم قال :سألت أبا جعفر عليه
السلم عن قوله " :إن الدين عند ال السلم " فقال :يعني الدين فيه
اليمان ) 41 .(4شى :عن أبي عمرو الزبيري ،عن أبي عبد ال عليه
السلم ،في قوله " :ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون
بالمعروف وينهون عن المنكر " قال :في هذه الية تكفير أهل القبلة
بالمعاصي ،لنه من لم يكن يدعو إلى الخيرات و يأمر بالمعروف ،وينهى
عن المنكر من المسلمين ،فليس من المة التي وصفها ال لنكم تزعمون
أن جميع المسلمين من امة محمد ،قد بدت هذه الية وقد وصفت امة محمد
بالدعاء إلى الخير ،والمر بالمعروف ،والنهي عن المنكر ،ومن لم يوجد
فيه الصفة التي وصفت بها ،فكيف يكون من المة ،وهو على خلف ما
شرطه ال على المة ووصفها به ) .(5بيان :كأن المعنى أن المة امتان:
امة دعوة ،وامة إجابة ،وامة الدعوة تشمل الكفار أيضا وامة الجابة هم
الذين أجابوا الرسول فيما دعاهم إليه ،فالمة المذكورة في هذه الية امة
الجابة ،وقد وصفهم بأوصاف ،فمن لم تكن فيه تلك الوصاف لم تكن منها
لكن روى في الكافي في كتاب الجهاد خبرا آخرا عن هذا
) (1البقرة (2) .245 :البقرة (3) .261 :تحت الرقم (4) .12 :تفسير العياشي ج
1ص ،166والية في آل عمران (5) .19 :العياشي ج ،1 195والية
في آل عمران .(*) 104
][285
الراوي بعينه ) (1وفيه دللة على أن المراد بالمة الئمة عليهم السلم ،فيمكن أن
يكون لمة الجابة أيضا مراتب كما أن للمؤمنين منازل - 42 .م :قوله
عزوجل " الذين يؤمن بالغيب " قال المام عليه السلم :ثم وصف هؤلء
المتقين الذين هذا الكتاب هدى لهم ،فقال " :الذين يؤمنون بالغيب " يعني
بما غاب عن حواسهم من المور التي يلزمهم اليمان بها ،كالبعث
والحساب و الجنة والنار ،وتوحيد ال وسائر ما ل يعرف بالمشاهدة ،وإنما
يعرف بدلئل قد نصبها ال عزوجل عليها كآدم ،وحواء ،وإدريس ،ونوح،
وإبراهيم والنبياء الذين يلزمهم اليمان بهم ،وبحجج ال تعالى وإن لم
يشاهدوهم ويؤمنون بالغيب وهم من الساعة مشفقون ) - 43 .(2م :قوله
عزوجل " والذين يؤمنون بما انزل إليك وما انزل من قبلك وبالخرة هم
يوقنون " قال المام عليه السلم :ثم وصف بعد هؤلء الذين يقيمون
الصلة فقال :والذين يؤمنون بما انزل إليك " يا محمد " وما انزل من
قبلك " على النبياء الماضين ،كالتوراة والنجيل والزبور وصحف إبراهيم
وسائر كتب ال المنزلة على أنبيائه ،بأنه حق وصدق من عند رب عزيز،
صادق حكيم " وبالخرة هم يوقنون " بالدار الخرة بعد هذه الدنيا ،ل
يشكون فيها بأنها الدار التي فيها جزاء العمال الصالحة بأفضل مما
عملوه ،وعقاب العمال بمثل ما كسبوه ،قال المام عليه السلم :من دفع
فضل أمير المؤمنين صلوات ال عليه على جميع من بعد النبي صلى ال
عليه وآله فقد كذب بالتوراة والنجيل والزبور وصحف إبراهيم وسائر
كتب ال المنزلة ،فانه ما نزل شئ منها إل وأهم ما فيه بعد المر بتوحيد
ال تعالى والقرار بالنبوة ،العتراف بوليته والطيبين من آله عليه
السلم .ولقد قال رجل لعلي بن الحسين عليهما السلم :ما تقول في رجل
يؤمن بما انزل على محمد صلى ال عليه وآله وما انزل من قبله ويؤمن
بالخرة ويصلي ويزكي ويصل الرحم
ويعمل الصالحات ،لكنه يقول مع ذلك :ل أدري الحق لعلي أو فلن ؟ فقال علي بن
الحسين عليهما السلم :ما تقول أنت في رجل يفعل هذه الخيرات كلها إل
أنه يقول :ل أدري النبي محمد أو مسيلمة ؟ هل ينتفع بشئ من هذه الفعال
؟ فقال :ل قال :فكذلك صاحبك هذا ،كيف يكون مؤمنا بهذه الكتب من ل
يدري أمحمد نبي أم مسيلمة وكذلك كيف يكون مؤمنا بهذه الكتب والخرة
أو منتفعا بشئ من أعماله من ل يدري أعلي محق أم فلن ؟ قوله :عزوجل
" اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون " قال المام عليه
السلم :ثم أخبر ال جل جلله عن هؤلء الموصوفين بهذه الصفات
الشريفة فقال " :اولئك " أهل هذه الصفات " على هدى " بيان وصواب
" من ربهم " وعلم بما أمرهم به " واولئك هم المفلحون " الناجون مما
منه يوجلون ،الفائزون بما به يؤمنون .قوله عزوجل " :إن الذين كفروا
سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم ل يؤمنون " قال المام :فلما ذكر
هؤلء المؤمنين ومدحهم ،ذكر الكافرين المخالفين لهم في كفرهم ،فقال" :
إن الذين كفروا " بال وبما آمن به هؤلء المؤمنون بتوحيد ال وبنبوة
محمد رسول ال وبوصية علي ولي ال ووصي رسول ال والئمة الطيبين
الطاهرين خيار عباد ال الميامين القوامين بمصالح خلق ال تعالى" ،
سواء عليهم ءأنذرتهم " خوفتهم " أم لم تنذرهم " لم تخوفهم " ل
يؤمنون " أخبر عن علمه فيهم ،وهم الذين قد علم ال عزوجل أنهم ل
يؤمنون ) - 44 .(1م :قوله عزوجل " يا أيها الناس " قال المام
العسكري عليه السلم :قال علي بن الحسين :يعني سائر المكلفين من ولد
آدم عليه السلم " اعبدوا ربكم " أجيبوا ربكم من حيث أمركم أن تعتقدوا
أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ،ول شبيه ول مثل ،عدل ل يجور ،جواد
ل يبخل ،حليم ل يعجل ،حكيم ل يخطل ،وأن محمدا عبده ورسوله صلى ال
عليه وآله الطيبين ،وبأن آل محمد أفضل آل النبيين وأن عليا أفضل آل
محمد ،وأن أصحاب محمد المؤمنين منهم أفضل صحابة المرسلين ،و
][287
وبأن امة محمد أفضل امم المرسلين " الذي خلقكم " نسما ،وسواكم من بعد ذلك و
صوركم فأحسن صوركم " والذين من قبلكم " قال :وخلق الذين من قبلكم
من سائر أصناف الناس " لعلكم تتقون " قال :لها وجهان :أحدهما خلقكم
وخلق الذين من قبلكم لعلكم تتقون أي لتتقوا كما قال ال " وما خلقت
الجن والنس إل ليعبدون " ) (1والوجه الخر :اعبدوا ربكم الذي خلقكم
والذين من قبلكم أي اعبدوه لعلكم تتقون النار " ولعل " من ال واجب
لنه أكرم من أن يعني عبده بل منفعة ،ويطعمه في فضله ثم يخيبه ،أل
ترى أنه كيف قبح من عبد من عباده إذا قال لرجل :أخدمني لعلك تنتفع
مني ،وتخدمني ولعلي أنفعك بها .فيخدمه ثم يخيبه ول ينفعه ،فال عزوجل
أكرم في أفعاله وأبعد من القبيح في أعماله من عباده ) .(2بيان :في
القاموس :الخطل محركة خفة وسرعة ،والكلم الفاسد الكثير خطل كفرح
فهو أخطل ،وخطل فيهما والضطراب في النسان " لها وجهان " أقول:
الفرق بينهما أنه على الول علة الخلق ،وعلى الثاني علة العبادة،
والقاضي ذكر الول وضعفه بأنه لم يرد في اللغة واختار أنه حال عن
الضمير في " اعبدوا " أو عن مفعول خلقكم ،قوله عليه السلم " من أن
يعني " بالنون على بناء التفعيل أو الفعال أي يوقعه في التعب والنصب
وفي بعض النسخ بالياء وهو قريب منه ،من قولهم أعيى السير البعير أي
أكله ،والول أظهر - 45 .شى :عن أبي العباس ،عن أبي عبد ال عليه
السلم في قول ال " سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا " قال :هي سنة
محمد ومن كان قبله من الرسل وهو السلم ) - 46 (3كتاب سليم بن قيس
الهللي :قال :قلت لمير المؤمنين عليه السلم :ما اليمان وما السلم ؟
قال :أما اليمان فالقرار بعد المعرفة ) (4والسلم فما أقررت به
) (1الذاريات (2) .56 :تفسير المام ص ،52والية في البقرة (3) .21 :تفسير
العياشي ج 2ص ،308والية في أسرى (4) .77 :في المصدر :القرار
بالمعرفة )*(.
][288
والتسليم للوصياء والطاعة لهم ،وفي رواية اخرى والسلم إذا ما أقررت به،
قلت :اليمان القرار بعد المعرفة ؟ قال :من عرفه ال نفسه ]ونبيه[
وإمامه ثم أقر بطاعته فهو مؤمن .وعن أبان ،عن سليم قال :سمعت علي
بن أبي طالب عليه السلم وسأله رجل عن اليمان فقال يا أمير المؤمنين
أخبرني عن اليمان ،ل أسأل عنه أحدا بعدك ،قال :جاء رجل إلى النبي
صلى ال عليه وآله فسأله عن مثل ما سألتني عنه ،فقال له مثل مقالتك
فأخذ يحگثه ثم قال له :افعل ) (1آمنت ،ثم أقبل علي عليه السلم على
الرجل فقال :أما علمت أن جبرئيل أتى رسول ال صلى ال عليه وآله في
صورة آدمي فقال له :ما السلم ؟ فقال :شهادة أن ل إله إل ال وأن
محمدا رسول ال وإقام الصلة ،وإيتاء الزكاة وحج البيت ،وصيام شهر
رمضان والغسل من الجنابة ،قال :فما اليمان ؟ قال :نؤمن بال وملئكته
وكتبه ورسله وبالحياة بعد الموت ،وبالقدر كله خيره وشره وحلوه ومره،
فلما قام الرجل قال رسول ال صلى ال عليه وآله :هذا جبرئيل جاءكم
يعلمكم دينكم ،فكان رسول ال كلما قال له شيئا قال :له :صدقت ،قال:
فمتى الساعة ؟ قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ،قال :صدقت ،ثم
قال علي عليه السلم :بعد ما فرغ من قول جبرئيل " صدقت " أل إن
اليمان بني على أربع دعائم :على اليقين ،و الصبر ،والعدل ،والجهاد )
.(2أقول :ساق الحديث إلى آخر ما سيأتي في باب دعائم السلم- 47 .
نوادر الراوندي :بإسناده عن موسى بن جعفر ،عن آبائه عليهم السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن ال تعالى جعل السلم دينه،
وجعل كلمة الخلص حسنا له ،فمن استقبل قبلتنا ،وشهد شهادتنا ،وأحل
ذبيحتنا فهو مسلم ،له مالنا وعليه ما علينا ).(3
) (1أي افعل هذه الصفات التى وصفتها ،فإذا فعلتها فقد آمنت ،فان اليمان هو
العمل (2) .كتاب سليم بن قيس ص (3) .88 - 87نوادر الراوندي ص
.(*) 21
][289
وبهذا السناد قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :أربعة يستأنفون العمل:
المريض إذا برئ ،والمشرك إذا أسلم ،والحاج إذ فرغ ،والمنصرف من
الجمعة إيمانا واحتسابا ) - 48 .(1نهج :قال أمير المؤمنين عليه السلم:
في بعض ما احتج به على الخوارج :وقد علمتم أن رسول ال صلى ال
عليه وآله رجم الزاني ثم صلى عليه ،ثم ورثه أهله ،وقتل القاتل وورث
ميراثه أهله ،وقطع السارق وجلد الزاني غير المحصن ثم قسم عليهما من
الفئ ونكحا المسلمات ،فأخذهم رسول ال صلى ال عليه وآله بذنوبهم،
وأقام حق ال فيهم ،ولم يمنعهم سهمهم من السلم ،ولم يخرج أسماءهم
من بين أهله ،وساقه إلى قوله عليه السلم :والزموا السواد العظم فان يد
ال على الجماعة ،وإياكم والفرقة ،فان الشاذ من الناس للشيطان ،كما أن
الشاذة من الغنم للذئب ،أل من دعا إلى هذه الشعار فاقتلوه ولو كان تحت
عمامتي هذه ) .(2توضيح :غرضه عليه السلم رفع شبهتهم لعنهم ال في
الحكم بكفر أصحاب الكبائر مطلقا ،ولذا كفروه صلوات ال عليه للرضا
بالتحكيم ،فاحتج عليهم بأن النبي صلى ال عليه وآله لم يخرج أصحاب
الكبائر من السلم ،وأجرى فيهم أحكام المسلمين فأبطل بذلك ما زعموا أن
الدار دار كفر ل يجوز الكف عن أحد من أهلها ،وقتلوا الناس حتى
الطفال ،وقتلوا البهائم أيضا لذلك " والسواد " العدد الكثير ،والجماعة
من الناس ،و " يد ال " كناية عن الحفظ والدفاع أي أن الجماعة
المجتمعين على إمام الحق في كنف ال وحفظه ،وما استدل به على العمل
بالمشهورات و الجماعات الغير الثابت دخول المعصوم فيها ،فل يخفى
وهنه ،لو رود الخبار المتكاثرة ودللة اليات المتظافرة على أن أكثر
الخلق على الضلل والحق مع القليل وكأن " هذا الشعار " إشارة إلى
قولهم " ل حكم إل ل " ول حكم إل ال وقيل كان شعارهم أنهم كانوا
يحلقون وسط رؤوسهم ،ويبقون الشعر مستديرا حوله كالكليل وقيل هو
مفارقة
) (1النادر ص (2) .24نهج البلغة ،ط عبده ج 1ص 260الخطبة.(*) 125 :
][290
الجماعة والستبداد بالرأي " ولو كان تحت عمامتي " أي ولو اعتصم بأعظم
الشياء حرمة ،وقيل كنى بها عن أقصى القرب من عنايته ،وقيل :أراد:
ولو كان الداعي أنا .وأقول :قد مضى تمام الكلم مشروحا في كتاب الفتن.
- 49نهج :إن ال تعالى أنزل كتابا هاديا بين فيه الخير والشر ،فخذوا نهج
الخير تهتدوا ،واصدفوا عن سمت الشر تقصدوا ،الفرائض الفرائض أدوها
إلى ال تؤدكم إلى الجنة إن ال حرم حراما غير مجهول ،وفضل حرمة
المسلم على الحرم كلها ،وشد بالخلص والتوحيد حقوق المسلمين في
معاقدها ،فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إل بالحق ،ول يحل
أذى المسلم إل بما يجب بادروا أمر العامة وخاصة أحدكم ،وهو الموت،
إلى قوله " واتقوا ال في عباده و بلده ،فإنكم مسؤلون حتى عن البقاع
والبهائم .الخطبة ) (1بيان :النهج بالفتح الطريق الواضح و " صدف عنه
" كمنع أي أعرض و " السمت " الطريق " والقصد " استقامة الطريق،
يقال :قصد فلن كضرب إذا رشد " والفرائض " مكررا نصب على
الغراء " والحرم " جمع حرمة ،وهو اسم من الحترام ،وشد الحقوق
بالخلص والتوحيد وربطه بهما ،هو ال تعالى أوجب على المخلصين
الموحدين المحافظة عليها ،وجعلها مكمل لهما و " معاقدها " مواضعها
" وما يجب " أي ما يلزم ويثبت وهو كالتأكيد لقوله إل بالحق والمراد
بالمبادرة إلى الموت الرضا به والتهيؤله ،والستعداد لما بعده ،والموت
وإن كان يعم كل حيوان إل أن له مع كل أحد خصوصية وكيفية مخالفة
لحاله مع غيره ،والتقوى في العباد اتباع أمر ال في المعاملت ،والمور
الدائرة بين الناس ،وفي البلد القيام بحق المقام ،والعمل في كل مكان بما
امر به ،والسؤال عن البقاع لم أخربتم هذه ؟ ولم عمرتم هذه ؟ ولم لم
تعبدوا ال فيها ؟ وعن البهائم لم أجعتموها ؟ أو أوجعتموها ،ولم لم
تقوموا بشأنها ورعاية حقها.
) (1النهج ،الخطبة ،165 :وهى في ط عبده ج 1ص .(*) 334
][291
) (1الحجرات (2) .13 :النفال (3) .4 - 2 :الذاريات (4) .36 - 35 :آل عمران:
.(*) 85
][292
إنكاره في عمله ،فوالذي نفسي بيده ما عرفوا أمرهم ،فاعتبروا إنكار الكافرين و
المنافقين بأعمالهم الخبيثة ) .(1بيان :كأن قوله " فوالذي " من كلم أبي
عبد ال عليه السلم وفاعل " عرفوا " المخالفون " أمرهم " أي أمر
دينهم - 52 .المشكوة :من المحاسن عن أمير المؤمنين عليه السلم قال:
من استقبل قبلتنا ،وأكل ذبيحتنا ،وآمن بنبينا ،وشهد شهادتنا ،دخل في
ديننا ،أجرينا عليه حكم القرآن ،وحدود السلم ،ليس لحد على أحد فضل
إل بالتقوى أل وإن للمتقين عند ال أفضل الثواب ،وأحسن الجزاء والمآب
) - 53 .(2كا :عن علي بن إبراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن يونس ،عن
سلم الجعفي قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم فقال :اليمان أن يطاع
ال فل يعصى ) .(3بيان :أقول هذا أحد معاني اليمان ،وحمله القوم على
اليمان الكامل ،قال بعض المحققين قدس سره :هذا مجمل القول في
اليمان ويفصله سائر الخبار بعض التفصيل ،وأما الضابط الكلي الذي
يحيط بحدوده ومراتبه ،ويعرفه حق التعريف أن اليمان الكامل الخالص
المنتهى تمامه ،هو التسليم ل تعالى والتصديق بما جاء به النبي صلى ال
عليه وآله لسانا وقلبا على بصيرة ،مع امتثال جميع الوامر والنواهي كما
هي ،وذلك إنما يمكن تحققه بعد بلوغ الدعوة النبوية إليه في جميع المور
أما من لم تصل إليه الدعوة في جميع المور أو في بعضها لعدم سماعه أو
عدم فهمه فهو ضال أو مستضعف ،ليس بكافر ول مؤمن ،وهو أهون
الناس عذابا بل أكثر هؤلء ل يرون عذابا وإليهم الشارة بقوله سبحانه "
إل المستضعفين من الرجال و النساء والولدان ل يستطيعون حيلة ول
يهتدون سبيل " ).(4
) (1مشكوة النوار ص (2) .38المصدر ص (3) .38الكافي ج 2ص (4) .33
النساء.(*) 98 :
][293
ومن وصلت إليه الدعوة فلم يسلم ،ولم يصدق ولو ببعضها إما لستكبار و علو أو
لتقليد للسلف وتعصب لهم ،أو غير ذلك ،فهو كافر بحسبه ،أي بقدر عدم
تسليمه ،وترك تصديقه كفر جحود ،وعذابه عظيم على حسب جحوده،
وإليهم الشارة بقوله سبحانه " إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم
لم تنذرهم ل يؤمنون * ختم ال على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم
غشاوة ولهم عذاب عظيم " ) .(1ومن وصلت إليه الدعوة فصدقها بلسانه
وظاهره ،لعصمة ماله أو دمه ،أو غير ذلك من الغراض ،وأنكرها بقلبه
وباطنه ،لعدم اعتقاده بها ،فهو كافر كفر نفاق وهو أشدهم عذابا وعذابه
أليم بقدر نفاقه وإليهم الشارة بقوله سبحانه " ومن الناس من يقول آمنا
بال وباليوم الخر وما هم بمؤمنين * يخادعون ال والذين آمنوا وما
يخدعون إل أنفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم ال مرضا
ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون -إلى قوله -إن ال على كل شئ قدير "
) .(2ومن وصلت إليه الدعوة فاعتقدها بقلبه وباطنه لظهور حقيقتها لديه،
وجحدها أو بعضها بلسانه ،ولم يعترف بها حسدا وبغيا وعتوا وعلوا أو
تقليدا وتعصبا أو غير ذلك فهو كافر كفر تهود ،وعذابه قريب من عذاب
المنافق ،وإليهم الشارة بقوله عزوجل " الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه
كما يعرفون أبنائهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون " )(3
وقوله " فلما جائهم ما عرفوا كفروا به فلعنة ال على الكافرين " )(4
وقوله " إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه
للناس في الكتاب اولئك يلعنهم ال ويلعنهم اللعنون " ) (5وقوله "
ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيل *
اولئك هم الكافرون حقا " ) (6وقوله " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون
ببعض " إلى قوله " أشد
) (1البقرة (2) .7 - 6 :البقرة (3) .20 - 8 :البقرة (4) .146 :البقرة(5) .89 :
البقرة (6) .159 :النساء.(*) 150 :
][294
العذاب " ) (1ومن وصلت إليه الدعوة فصدقها بلسانه وقلبه ،ولكن ل يكون علي
بصيرة من دينه ،إما لسوء فهمه مع استبداده بالرأي ،وعدم تابعيته
للمام ،أو نائبه المقتفي أثره حقا وإما لتقليد وتعصب للباء والسلف
المستبدين بآرائهم مع سوء أفهامهم ،أو غير ذلك ،فهو كافر كفر ضللة،
وعذابه على قدر ضللته و قدر ما يضل فيه من أمر الدين وإليهم الشارة
بقوله عزوجل " يا أهل الكتاب ل تغلوا في دينكم ول تقولوا على ال إل
الحق " ) (2حيث قالوا عزير ابن ال أو المسيح ابن ال وبقوله تعالى "
يا أيها الذين آمنوا ل تحرموا طيبات ما أحل ال لكم ول تعتدوا إن ال ل
يحب المعتدين " ) (3وبقول نبينا صلى ال عليه وآله :اتخذ الناس رؤساء
جهال فسئلو فأفتوا بغير علم ،فضلوا وأضلوا .ومن وصلت إليه الدعوة
فصدقها بلسانه وقلبه على بصيرة واتباع للمام أو نائبه الحق إل أنه لم
يمتثل جميع الوامر والنواهي ،بل أتى ببعض دون بعض بعد أن اعترف
بقبح ما يفعله ،ولكن لغلبة نفسه وهواه عليه ،فهو فاسق عاص ،والفسق
ل ينافي أصل اليمان ،ولكن ينافي كماله ،وقد يطلق عليه الكفر وعدم
اليمان أيضا ،إذا ترك كبار الفرائض أو أتى بكبار المعاصي كما في قوله
عزوجل " ول على الناس حج البيت من الستطاع إليه سبيل ومن كفر
فان ال غني عن العالمين " ) (4وقول النبي صلى ال عليه وآله :ل يزني
الزاني حين يزني وهو مؤمن ،وذلك لن إيمان مثل هذا ل يدفع عنه أصل
العذاب ودخول النار ،وإن دفع عنه الخلود فيها ،فحيث ل يفيده في جميع
الحوال فكأنه مفقود .والتحقيق فيه أن المتروك إن كان أحد ال صول
الخمسة التي بني السلم عليها ،أو المأتي به إحدى الكبائر من المنهيات،
فصاحبه خارج عن أصل اليمان أيضا ما لم يتب أو لم يحدث نفسه بتوبة،
لعدم اجتماع ذلك مع التصديق القلبي فهو كافر كافر استخفاف ،وعليه
يحمل ما روي من دخول العمل في أصل اليمان
) (1البقرة (2) .85النساء (3) .171المائدة (4) .87 :آل عمران.(*) 97 :
][295
روى ابن أبي شعبة عن الصادق عليه السلم في حديث طويل ) (1أنه قال :ل
يخرج المؤمن من صفة اليمان إل بترك ما استحق أن يكون به مؤمنا
وإنما استوجب واستحق اسم اليمان ومعناه بأداء كبار الفرائض
موصولة ،وترك كبار المعاصي واجتنابها وإن ترك صغار الطاعة وارتكب
صغار المعاصي فليس بخارج من اليمان ،ول تارك له ما لم يترك شيئا من
كبار الطاعة ،وارتكاب شئ من المعاصي ،فما لم يفعل ذلك فهو مؤمن لقول
ال " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم و ندخلكم مدخل
كريما " ) (2يعني مغفرة ما دون الكبائر ،فان هو ارتكب كبيرة من كبائر
المعاصي كان مأخوذا بجميع المعاصي صغارها وكبارها معاقبا عليها
معذبا بها .إلى هنا كلم الصادق عليه السلم .إذا عرفت هذا فاعلم أن كل
من جهل أمرا من امور دينه ،بالجهل البسبيط ،فقد نقص إيمانه بقدر ذلك
الجهل ،وكل من أنكر حقا واجب التصديق لستكبار أو هوى أو تقليد أو
تعصب فله عرق من كفر الجحود ،وكل من أظهر بلسانه ما لم يعتقد بباطنه
وقلبه ،لغير غرض ديني كالتقية في محلها ونحو ذلك أو عمل عمل اخرويا
لغرض دنيوي ،فله عرق من النفاق ،وكل من كتم حقا بعد عرفانه أو أنكر
ما لم يوافق هواه ،وقبل ما يوافقه ،فله عرق من التهود ،وكل من استبد
برأيه ولم يتبع إمام زمانه أو نائبه الحق أو من هو أعلم منه في أمر من
المور الدينية ،فله عرق من الضللة ،وكل من أتى حراما أو شبهة أو
تواني في طاعة مصرا على ذلك ،فله عرق من الفسوق ،فان كان ذلك ترك
كبير فريضة أو إتيان كبير معصية فله عرق من كفر الستخفاف ،ومن
أسلم وجهه ل في جميع المور من غير غرض وهوى ،واتبع إمام زمانه
أو نائبه الحق ،آتيا بجميع أوامر ال ونواهيه ،من غير توان ول مداهنة،
فإذا أذنب ذنبا استغفر من قريب وتاب أو زلت قدمه استقام وأناب ،فهو
المؤمن الكامل الممتحن ودينه هو الدين الخالص وهو الشيعي حقا
والخالص صدقا ،اولئك أصحاب أمير المؤمنين بل هو من أهل
البيت عليهم السلم إذا كان عالما بأمرهم محتمل لسرهم كما قالوا :سلمان منا أهل
البيت - 54 .كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن النضر ،عن يحيى
بن عمران الحلبي ،عن أيوب بن الحر ،عن أبي بصير قال :كنت عند أبي
جعفر عليه السلم فقال له :سلم إن خيثمة بن أبي خيثمة يحدثنا عنك أنه
سألك عن السلم ،فقلت :إن السلم :من استقبل قبلتنا ،وشهد شهادتنا،
ونسك نسكنا ،ووالى ولينا ،و عادى عدونا فهو مسلم ،فقال :صدق خيثمة،
قلت :وسألك عن اليمان فقلت :اليمان بال ،والتصديق بكتاب ال تعالى
وأن ل يعصي ال فقال :صدق خيثمة ) .(1بيان " :سلم " يحتمل ابن
المستنير الجعفي وابن أبي عمرة الخراساني و كلهما مجهولن من
أصحاب الباقر عليه السلم " وخيثمة " بفتح الخاء ثم الياء المثناة
الساكنة ثم المثلثة المفتوحة غير مذكور في الرجال قوله " :من استقبل
قبلتنا " أي دين من استقبل ،فقوله :فهو مسلم تفريع وتأكيد ،أو قوله "
فهو مسلم " قائم مقام العائد لنه بمنزلة :فهو صاحبه ،أو فهو المتصف
به ،وفي بعض النسخ " ما استقبل " ول يستقيم إل بتكلف بأن استعمل ما
مكان من ،أو يكون تقديره ما استقبل به المرؤ قبلتنا " وشهد شهادتنا "
أي شهادة جميع المسلمين " ونسك نسكنا " أي عبد كعبادة المسلمين
فيأتي بالصلة والزكاة والصوم والحج أو المراد بالنسك أفعال الحج أو
الذبح ،قال الراغب :النسك العبادة ،والناسك العابد واختص بأعمال الحج،
والمناسك مواقف النسك وأعمالها والنسيكة مختصة بالذبيحة ،قال "
ففدية من صيام أو صدقة أو نسك " وقال تعالى " فإذا قضيتم مناسككم "
وقال " منسكا هم ناسكوه " ) " .(2ووالى ولينا " أي والى جميع
المسلمين " ،وعادى عدونا " أي عدو جميع المسلمين ،وهم المشركون
وسائر الكفار فهذا يشمل جميع فرق المسلمين ،فالتصديق بكتاب ال يدخل
فيه القرار بالرسالة والمامة والعدل والمعاد " وأن ل يعصي ال "
][297
بالعمل بالفرائض وترك الكبائر أو العمل بجميع الواجبات وترك جميع المحرمات.
والحاصل أنه يحتمل أن يكون المراد بالسلم السلم الظاهري وإن لم يكن
مع التصديق القلبي ،وباليمان العقائد القلبية مع القرار بالولية والتيان
بالعمال ويحتمل أن يكون المراد بقوله " والى ولينا وعادى عدونا "
موالة أولياء الئمة عليهم السلم ومعاداة أعدائهم ،فالسلم عبارة عن
الذعان بجميع العقائد الحقة ظاهرا أو ظاهرا وباطنا ،واليمان عبارة عن
انضمام العقائد القلبية والعمال معه ،أو العمال فقط ،على كل تقدير يرجع
إلى أحد المعاني المتقدمة لهما - 55 .كا :عن محمد بن الحسن ،عن بعض
أصحابنا ،عن الشعث بن محمد ،عن محمد بن حفص ابن خارجة قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول وسأله رجل عن قول المرجئة في
الكفر واليمان وقال :إنهم يحتجون علينا ويقولون كما أن الكافر عندنا هو
الكافر عند ال فكذلك نجد المؤمن إذا أقر بايمانه أنه عند ال مؤمن ،فقال:
سبحان ال كيف يستوي هذان ؟ والكفر إقرار من العبد ؟ فل يكلف بعد
إقراره ببينة واليمان دعوى ل تجوز إل ببينة وبينته عمله ونيته ،فإذا
اتفقا فالعبد عند ال مؤمن ،والكفر موجود بكل جهة من هذه الجهات
الثلث من نية أو قول أو عمل ،والحكام تجري على القول والعمل ،فما
أكثر من يشهد له المؤمنون باليمان ،ويجري عليه أحكام المؤمنين وهو
عند ال كافر ،وقد أصاب من أجرى عليه أحكام المؤمنين بظاهر قوله
وعمله ) .(1بيان :مفعول " يقول " قوله " سبحان ال " إلى آخر الكلم،
وإعادة فقال للتأكيد لطول الفصل ،وقد مر أن المرجئة قوم يقولون إنه ل
يضر مع اليمان معصية كما أنه ل ينفع مع الكفر طاعة ،ويظهر من هذا
الخبر أنهم كانوا يقولون بأن اليمان هو القرار الظاهري ول يشترط فيه
العتقاد القلبي ،وكذا الكفر لكنه غير مشهور عنهم .قال في المواقف
وشرحه :من كبار الفرق السلمية :المرجئة لقبوا به لنهم يرجئون العمل
عن النية أي يؤخرونه أو لنهم يقولون ل يضر مع اليمان معصية
][298
كما ل ينفع مع الكفر طاعة ،فهم يعطون الرجاء وعلى هذا ينبغي أن ل يهمز لفظ
المرجئة ،وفرقهم خمس اليونسية ،أصحاب يونس النميري قالوا اليمان
هو المعرفة بال ،والخضوع له ،والمحبة بالقلب ،فمن اجتمعت فيه هذه
الصفات فهو مؤمن ،و ل يضر معها ترك الطاعات وارتكاب المعاصي ول
يعاقب عليها والعبيدية أصحاب العبيد المكذب ،زادوا على اليونسية أن علم
ال ل يزال شيئا معه غيره ،وأنه تعالى على صورة النسان ،والغسانسية
أصحاب غسان الكوفي قالوا :اليمان هو المعرفة بال ورسوله ،وبما جاء
من عندهما إجمال ل تفصيل ،وهو ل يزيد ول ينقص وغسان كان يحكيه
عن أبي حنيفة وهو افتراء عليه فانه لما قال :اليمان هو التصديق ول
يزيد ول ينقص ظن به الرجاء بتأخير العمل عن اليمان ،والثوبانية
أصحاب ثوبان المرجي قالوا :اليمان هو المعرفة والقرار بال ورسوله،
وبكل ما ل يجوز في العقل أن يعقله ،وأما ما جاز في العقل أن يعقله فليس
العتقاد به من اليمان ،وأخروا العمل كله من اليمان ،والثومنية أصحاب
أبي معاذ الثومني قالوا :اليمان هو المعرفة والتصديق والمحبة
والخلص والقرار بما جاء به الرسول ،وترك كله أو بعضه كفر وليس
بعضه إيمانا ول بعض إيمان وكل معصية لم يجمع على أنه كفر فصاحبه
يقال إنه فسق وعصى ،وأنه فاسق ،ومن ترك الصلة مستحل كفر لتكذيبه
بما جاء به النبي صلى ال عليه وآله ومن تركها بنية القضاء لم يكفر،
وقالوا السجود للصنم ليس كفرا بل هو علمة الكفر ،فهذه في المرجئة
الخالصة ،ومنهم من جمع إلى الرجاء القدر انتهى .قوله " كما أن الكافر
" كأنه قاس اليمان بالكفر فان من أنكر ضروريا من ضروريات الدين
ظاهرا من غير تقية فهو كافر ،وإن لم يعتقد ذلك ،فإذا أقر بما جاء به النبي
صلى ال عليه وآله يجب أن يكون مؤمنا غير معذب ،وإن لم يعتقد بقلبه
شيئا من ذلك ،ولم يضم إليه أفعال الجوارح من الطاعات وترك المعاصي،
فأجاب عليه السلم بأنه مع بطلن القياس ل سيما في المسائل الصولية
فهو قياس مع الفارق ،ثم شبه عليه السلم المرين بالقرار والنكار،
ليظهر الفرق فان إنكار الضروري مستلزم لترك جزء
][299
من أجزاء اليمان ،وهو القرار الظاهري ،فهو بمنزلة إقرار النسان على نفسه
فانه ل يكلف بينة على إقراره ،بل يحكم بمحض القرار عليه ،وإن شهدت
البينة على خلفه ،بخلف إظهار اليمان والتكلم به ،فانه وإن أتى بجزء
من اليمان وهو القرار الظاهري ،لكن عمدة أجزائه التصديق القلبي،
وهو في ذلك مدع ل بد له من شاهد من عمل الجوارح عند الناس ،ومن
النية والتصديق عند ال ،فإذا اتفق الشاهدان ،وهما التصديق والعمل ،ثبت
إيمانه عند ال ،ولما كان التصديق القلبي أمرا ل يطلع عليه غير ال ،لم
يكلف الناس في الحكم بايمانه إل بالقرار الظاهري والعمل ،فانهما
شاهدان عدلن يحكم بهما ظاهرا وإن كانا كاذبين عند ال .والحاصل أنه
عليه السلم شبه القرار الظاهري بالدعوى في سائر الدعاوي وكما أن
الدعوى في سائر الدعاوي ل تقبل إل ببينة ،فكذا جعل ال تعالى هذه
الدعوى غير مقبولة إل بشاهدين من قلبه وجوارحه ،فل يثبت عنده إل
بهما ،وأما عند الناس فيكفيهم في الحكم القرار والعمل الظاهري ،كما
يكتفي عند الضرورة بالشاهد واليمين ،فاليمان مركب من ثلثة أجزاء ول
يثبت اليمان الواقعي إل يتحقق الجميع ،فهو من هذه الجهة يشبه سائر
الدعاوي للزوم ثلثة أشياء في تحققها :الدعوى ،والشاهدين ،ويمكن أن
يكون الصل في اليمان المر القلبي ولما لم يكن ظهوره للناس إل
بالقرار والعمل ،فجعلهما ال من اجزء اليمان أو من شرائطه ولوازمه "
وقد أصاب " أي حكم بالحكم والصواب - 56 .كا ) :(1عن علي بن إبر
اهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن يونس ،عن عبد ال ابن سنان قال :سألت
أبا عبد ال عليه السلم عن الرجل يرتكب الكبيرة من الكبائر فيموت ،هل
يخرجه ذلك من السلم ،وإن عذب كان عذابه كعذاب المشركين أم له مدة
وانقطاع ؟ فقال عليه السلم :من ارتكب كبيرة من الكبائر ،فزعم أنها حلل
أخرجه ذلك من السلم ،وعذب أشد العذاب ،وإن كان معترفا أنه أذنب
][300
ومات عليه ،أخرجه من اليمان ،ولم يخرجه من السلم ،وكان عذابه أهون من
عذاب الول )) * .(1تذييل وتفصيل( * قال الشهيد الثاني رفع ال درجته
في كتاب حقائق اليمان :قيل :السلم و اليمان واحد ،وقيل بتغايرهما
والظاهر أنهم أرادوا الوحدة بحسب الصدق ل في المفهوم ،ويظهر من
كلم جماعة من الصوليين أنهما متحدان بحسب المفهوم أيضا حيث قالوا:
إن السلم هو النقياد والخضوع للوهية الباري تعالى والذعان بأوامره
ونواهيه ،وذلك حقيقة التصديق الذي هو اليمان على ما تقدم .وأما
القائلون بالتغاير صدقا ومفهوما فانهم أرادوا أن السلم أعم من اليمان
مطلقا ،وقد أشرنا فيما تقدم في أوائل المقدمة الولى أن المحقق نصير
الدين -
) (1طبع في نسخة الكمبانى بعد تمام هذا الخبر -قائل في هامشه :هكذا نسخة
الصل -شطرا ناقصا غير مفهوم من حديث لرسول ال صلى ال عليه
وآله في شرايع السلم من دون رمز إلى مصدر الحديث ،هكذا " :شئ
لم يكن علمه منى ول سمعه ،فعليه بعلى بن أبى طالب فانه قد علم كما قد
علمته ،و ظاهره وباطنه ومحكمه ومتشابهه " إلى آخر ما نقله وهو نحو
عشرة أبيات كما سيأتي في الباب 27تحت الرقم .41وهذا الحديث تمامه
عشرون بيتا من باب واحد ملتئم الجزاء ل يصح تقطيعها ،يعرف فيه
شرائع السلم ،ولذا نقله المؤلف العلمة رضوان ال عليه بتمامه في
آخر باب دعائم السلم نقل عن كتاب الطرف بروايته عن عيسى بن
المستفاد عن موسى بن جعفر عن أبيه قال :دعا رسول ال صلى ال
عليه وآله أبا ذر وسلمان والمقداد فقال لهم :أتعرفون شرايع السلم
وشروطه ؟ .-إلى أن قال .:وعلى أن تحللوا حلل القرآن وتحرموا
حرامه وتعملوا بالحكام ،وتردوا المتشابه إلى أهله ،فمن عمى عليه شئ
لم يكن علمه منى " الخ .فالظاهر أن هذا الشطر من الحديث كان مكتوبا
على ورقة مبدوا في أول السطر بقوله " :شئ لم يكن علمه " فوقعت
مسودة في البين ،وكان على المؤلف العلمة أن يضرب عليها ،فغفل عن
ذلك ،وبقى النسخة كما نقلت في الكمبانى ،فراجعه )*(.
][301
الطوسي قدس سره نقل في قواعد العقائد أن السلم أعم في الحكم من اليمان لكنه
في الحقيقة هو اليمان ،وهذه عبارته رحمه ال تعالى " :قالوا السلم
أعم في الحكم من اليمان ،لن من أقر بالشهادتين كان حكمه حكم
المسلمين ،لقوله تعالى " قالت العراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا
أسلمنا " ) (1وأما كون السلم في الحقيقة هو اليمان ،فلقوله تعالى "
إن الدين عند ال السلم " ) (2ثم قال :واختلفوا في معناه يعني اليمان
فقال بعض السلف كذا وقالت المعتزلة :اصول اليمان خمسة وعدها،
وقالت الشيعة :اصول اليمان ثلثة وعدها أيضا وقال أهل السنة :هو
التصديق بال تعالى إما على ما تقدم تفصيله فليراجع .أقول ظاهره قوله
رحمه ال " :قالوا " أي هؤلء المختلفون في معنى اليمان كما يدل عليه
قوله " واختلفوا " وظاهر هذا النقل يعطي أنه ل نزاع في أن حقيقتهما
واحدة والمغايرة إنما هي في الحكم فقط بمعنى أنا قد نحكم على شخص في
ظاهر الشرع بكونه مسلما لقراره بالشهادتين ول نحكم عليه باليمان
حتى نعلم من حاله التصديق وما نقلناه من المذهبين الولين يقتضي وقوع
النزاع في الحقيقة والحكم .أما أهل المذهب الول وهم القائلون باتحادهما
مطلقا صدقا ومفهوما أو صدقا فقط ،فانهم صرحوا باتحادهما في الحكم
أيضا حيث قالوا :ل يصح في الشرع أن يحكم على أحد بأنه مؤمن وليس
بمسلم ،أو مسلم وليس بمؤمن ،ول نعني بوحدتهما سوى هذا وأما أهل
المذهب الثاني وهم القائلون بالتغاير ،فانهم صرحوا بتغايرهما صدقا
ومفهوما وحكما ،حيث قالوا :إن حقيقة السلم هي النقياد والذعان
باظهار الشهادتين ،سواء اعترف مع ذلك بباقي المعارف أم ل ،فيكون أعم
مفهوما من اليمان ،فتبين مما حررناه أن المذاهب في بيان حقيقة السلم
ثلثة .احتج أهل المذهب الول بقوله تعالى " فأخرجنا من كان فيها من
المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين " ) (3وجه الستدلل
أن " غير " هذا للستثناء بمعنى
) (1الحجرات (2) .13 :آل عمران (3) .19 :الذاريات 35 :و .(*) 36
][302
إل ،وهذا استثناء مفرغ متصل ،فيكون من الجنس إذ المعنى وال أعلم :فما وجدنا
فيها بيتا من بيوت المؤمنين إل بيتا من المسلمين ،وبيت المسلم إنما يكون
بيت المؤمن إذا صدق المؤمن على المسلم كما هو مقتضى التحاد في
الجنس إذ من المعلوم أن المراد من البيت هنا أهله ل الجدران ،على حد
قوله تعالى واسئل القرية " ) (1وصدق المؤمن على المسلم يقتضي كون
اليمان أعم من السلم أو مساويا له ،لكن ل قائل بالول فتعين الثاني،
واعترض بأن المصحح للستثناء هو تصادق المستثنى والمستثنى منه في
الفرد المخرج ،ل في كل فرد ،وهو يتحقق بكون السلم أعم كما يتحقق
بكونه مساويا والمر هنا كذلك فانه على تقدير كون اليمان أخص يتصادق
المؤمن والمسلم في البيت المخرج الموجود ،فانه بيت لوط عليه وعلى
نبينا السلم على أن دللة هذه الية معارضة بقوله تعالى " قالت العراب
آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا " فوصفهم تعالى بالسلم حيث جوز
لهم الخبار عن أنفسهم به ،ونفى عنهم اليمان ،فدل على تغايرهما.
واحتج أهل المذهب الثاني على المغايرة بهذه الية ،والتقريب ما تقدم في
بيان المعارضة ،وبما تواتر عن النبي صلى ال عليه وآله والصحابة
رضي ال عن المؤمنين منهم أنهم كانوا يكتفون في السلم باظهار
الشهادتين ثم بعد ذلك ينبهون المسلم على بعض المعارف الدينية التي
يتحقق بها اليمان .أقول :إن الية الكريمة إنما تدل على المغايرة في
الجملة وكما يجوز أن يكون بحسب الحقيقة ،يجوز أن يكون في الحكم دون
الحقيقة ،كما اختاره أهل المذهب الثالث ،ويؤيد ذلك أن ال سبحانه لم يثبت
لهم السلم صريحا ول وصفهم به ،حيث لم يقل ولكن أسلمتم كما قال لم
تؤمنوا ،بل أحال الخبار به على مقالتهم فقال تعالى " :ولكن قولوا أسلمنا
" وحينئذ فيجوز أن يكون المراد وال أعلم أنكم لم تؤمنوا حتى تدخل
المعارف قلوبكم ولما تدخل ،لكن ما زعمتموه من اليمان فانما هو إسلم
ظاهري ،يمكن الحكم عليكم به في ظاهر الشرع ،حيث أقررتم
][303
بألسنتكم دون قلوبكم .فلكم أن تخبروا عن أنفسكم وأما السلم الحقيقي فلم يثبت
لكم عند ال تعالى كاليمان ،فلذا لم يخبر عنكم به ،وقد يظهر من ذلك
الجواب عن الثاني أيضا .إن قلت :إن السلم من الحقائق العبتارية
للشارع ،كاليمان ،فل يعلم إل منه ،وحيث أذن لهم في أن يخبروا عن
أنفسهم بأنهم أسلموا مع أن اليمان لم يكن دخل قلوبهم كما دل عليه آخر
الية ،تدل على أنه لم يكن له حقيقة وراء ذلك عند الشارع ،وإل لما جوز
لهم ذلك الخبار ،واحتمال المجاز يدفعه أن الصل في الطلق الحقيقة،
ولزوم الشتراك على تقدير الحقيقة ،يدفعه أنه متواطئ أو مشكك ،حيث
بينا أن مفهومه هو النقياد والذعان بالشهادتين ،سواء اقترن بالمعارف
أم ل ،فيكون إسلم العراب فردا منه .قلت :ل ريب أنه لو علم عدم
تصديق من أقر بالشهادتين لم يعتبر ذلك القرار شرعا ولم نحكم باسلم
فاعله ،لنه حينئذ يكون مستهزئا أو مشككا ،وإنما حكم الشارع باسلمه
ظاهرا في صورة عدم علمنا بموافقة قلبه للسانه ،بالنسبة إلينا تسهيل
ودفعا للحرج عنا ،حيث ل يعلم السرائر إل هو ،وأما عنده تعالى فالمسلم
من طابق قلبه لسانه كما قال تعالى " إن الدين عند ال السلم " ) (1مع
أن الدين ل يكون إل مع الخلص لقوله تعالى " وما امروا إل ليعبدوا ال
مخلصين له الدين " ) (2إلى قوله تعالى " وذلك دين القيمة " .فالسلم
ل يكون إل مع الخلص أيضا بقرينة أنه ذكر السلم معرفا و ذلك يفيد
حصر السلم في الدين المخلص ،فكأن المعنى وال أعلم :ل إسلم إل ما
هو دين عند ال تعالى كما يقال زيد العالم أي ل غيره ،والفرق ظاهر بين
أن يقال الدين المخلص إسلم ،أو هو السلم كما قررناه ،فعلم أن السلم
اللساني ليس داخل في حقيقة السلم عند ال ،والكلم إنما هو فيما يعد
إسلما وإيمانا عند الشارع ل عندنا ،بحيث ل يجتمع مع ضده الذي هو
الكفر في موضع واحد
][304
في زمان واحد ،والقرار باللسان دون القلب يجامع الكفر فل يكون إسلما حقيقة،
ولعل هذا هو السر في إحالة الخبار بالسلم على قول العراب دون قوله
تعالى ،كما أشرنا إليه سابقا ،إن قلت :إذا لم يكن إسلم العراب إسلما
عند ال تعالى كان مغريا لهم بالكذب حيث أمرهم أن يخبروا عن أنفسهم
بالسلم فقال " :قولوا أسلمنا " وهو محال عليه تعالى .قلت :إنما أمرهم
أمرا إرشاديا بأن يخبروا بالسلم الظاهري وهو حق في الظاهر ،فلم يكن
مغريا لهم بالكذب .حيث لم يأمرهم بأن يخبروا بأنهم مسلمون عند ال
تعالى بالسلم مطلقا ،وقد تقدم ما يصلح دليل لما ادعيناه من التخصيص،
على أنه يمكن أن يقال إن ال سبحانه وتعالى لم يأمرهم بالخبار أصل ل
ظاهرا ،ول غيره ،بل أمر نبيه صلى ال عليه وآله أن يأمرهم ،حيث قال
تعالى " قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا " ) (1أي ولكن قل لهم قولوا
أسلمنا ،فالمر لهم بقول أسلمنا إنما هو من النبي صلى ال عليه وآله ل
من ال تعالى لما تقرر في الصول من أن المر بالمر بالشئ ليس أمرا
بذلك الشئ .واحتج أهل المذهب الثالث على كل من جزءي مدعاهم أما
على أن السلم أعم في الحكم فبآية العراب المتقدمة ،والتقريب ما تقدم،
لكن ل يرد عليهم شئ مما أوردناه على استدلل أهل المذهب الثاني بها
لنهم يدعون دللتها على مغايرة السلم لليمان حقيقة ،وهم يدعون
المغايرة في الحكم ظاهرا دون الحقيقة ،بل ما ذكرناه من اليرادات محقق
لستدللهم بها ،إذ ل يتم لهم بدونه كما ل يخفى على من أحاط بما ذكرناه
في بيان معنى هذاه الية مما من به الواهب الكريم .إن قلت :إن الشارع
حكم بايمان من أقر بالمعارف الصولية ظاهرا وإن كان في نفس المر
غير معتقد لذلك ،إذا لم يطلع عليه ،على حد ما ذكرتم في السلم فكما أن
اليمان والسلم العتقاديين متحدان فكذا الظاهريان ،فما وجه عموم
][305
السلم في الحكم وما معناه ؟ .قلت :السلم يكفي في الحكم به ظاهرا القرار
بالشهادتين ،مع عدم علم الستهزاء والشك من المعتبر ،بخلف اليمان،
فانه ل بد في الحكم به ظاهرا مع ذلك من العتراف بأنه يعتقد الصول
الخمسة ،مع إقراره بها ،أو يقتصر على القرار بها مع عدم علمنا منه بما
ينافي ذلك من استهزاء أو شك ،فهو أخص حكما من السلم ،وهذا الذي
ذكرناه يشهد به كثير من الحاديث ،وحكم علماء المامية أيضا باسلم أهل
الخلف وعدم إيمانهم ،يؤيد ما قلناه .وأما على أن السلم في الحقيقة هو
اليمان فبقوله تعالى " فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين " ) (1الية
والتقريب ما تقدم في بيان استدلل أهل المذهب الول بها ،والعتراض
العترض ،لكن ما ذكر هناك من المعارضة بآية العراب ل يرد هنا لنا
بينا أنها إنما تدل على المغايرة في الحكم ،وهو ل ينافي التحاد في الحقيقة
وأما هناك فلما كان المدعى التحاد مطلقا حكما وحقيقة ،أمكن المعارضة
بها في الجملة .وقد تقدم في كلم المحقق الطوسي قدس سره :أنهم
استدلوا على كون حقيقتهما واحدة بقوله تعالى " إن الدين عند ال
السلم " ويمكن تقريره بوجهين أحدهما :أن اليمان هو الدين والدين هو
السلم ،فاليمان هو السلم أما الكبرى فللية وأما الصغرى فلقوله تعالى
" ومن يبتغ غير السلم دينا فلن يقبل منه " ) (2ول ريب أن اليمان
مقبول من يبتغيه دينا للجماع ،فيكون اليمان دينا فيكون هو السلم،
وفيه أنه ل يلزم من صحة حمل السلم عليه كونهما واحدا في الحقيقة
لجواز كون المحمول أعم ،ويمكن الجواب بما ذكرناه سابقا من إفادة مثل
ذلك حصر السلم في الدين ،لكن يرد على دليل الصغرى أن اللزم منه
كون اليمان دينا أما كونه نفس الدين ليكون هو السلم ،فل ،لجواز أن
يكون جزءا منه أو جزئيا له ،أو شرعا كذلك ،ول ريب أن جزء الشئ أو
جزئيه أو شرطه
][306
يقبل معه ،وإن كان مغايرا له ،فعلم أن المراد من الغير في الية الكريمة غير ذلك.
وأيضا يرد عليه :أن هذا الدليل إنما يستقيم على مذهب من يقول :إن
الطاعات جزء من اليمان ،وذلك لن الظاهر أن الدين المحمول عليه
السلم هو دين القيمة في قوله تعالى " وذلك دين القيمة " ) (1والمشار
إليه بذلك ما تقدم من الخلص في الدين ،مع إقامة الصلة وإيتاء الزكاة.
وثانيهما أن العبادات المعتبرة شرعا هي الدين ،والدين هو السلم،
والسلم هو اليمان ،أما الولى فلقوله تعالى " وما امروا إل ليعبدوا ال
مخلصين له الدين " ) (2وأما الثانية فلقوله تعالى " إن الدين عند ال
السلم " وأما الثالثة فلقوله تعالى " ومن يبتغ غير السلم دينا " الية،
وقد تقدم بيان ذلك ،ويرد عليه جميع ما يرد على الوجه الول ،ويزيد عليه
أن النتيجة كون العبادات هي اليمان والمدعى كون السلم هو اليمان أو
عكسه ،ول ينطبق على المدعى .ولو سلم استلزامه للمدعى لقتضاء
المقدمة الثالثة ذلك ،قلنا فبقية المقدمات مستدركة إذ يكفي أن يقال:
السلم ،هو اليمان لقوله تعالى " ومن يبتغ " الية .أقول :قد عرفت أن
هذا الستدلل بوجهيه إنما يستقيم على مذهب من يجعل الطاعات اليمان
أو جزءا منه ،فان كان المستدل به هؤلء ،فذلك قد علم مع ما يرد عليه،
وإن كان غيرهم فهو ساقط الدللة أصل ورأسا ،ثم نقول على تقدير تسليم
دللة هذه اليات على اتحادهما :إن الحكم بعموم السلم في الحكم على
مذهب من يجعل الطاعات اليمان ظاهرا أن اليات دلت على اتحادهما في
الحقيقة عند ال تعالى ،وعلى هذا من لم يأت بالطاعات أو بعضها فل دين
له ،فل إسلم ،فل إيمان له عند ال تعالى ول في الظاهر ،إذا لم يعرف منه
ذلك .وأما من اكتفى بالتصديق في تحقق حقيقة اليمان ،وجعل التيان
بالطاعات من المكملت ،فيلزم عليه بمقتضى هذه اليات أن يسلمه بأن
يكون بين السلم
واليمان عموم من وجه ،لتحققهما فيمن صدق بالمسائل الصولية ،وأتى بالطاعات
مخلصا ،وانفراد السلم فيمن أقر بالشهادتين ظاهرا مع كونه غير مصدق
بقلبه وانفراد اليمان فيمن صدق بقلبه بالمعارف ،وترك الطاعات غير
مستحل ،فانه ل دين له حيث لم يقم الصلة ول آتى الزكاة كما هو
المفروض ،فل إسلم له ،لن الدين عند ال السلم ،وهو في غاية البعد
والستهجان ولم يذهب أحد إلى أنه قد يكون المكلف مؤمنا ول يكون
مسلما .هذا إن اعتبرنا النسبة بين مطلق السلم واليمان حقيقيا أو
ظاهريا وإن اعتبرنا النسبة بين الحقيقيين فقط أي ما هو إسلم وإيمان
عند ال تعالى ،كانا متحدين عند من جعلهما الطاعات ،وعند من اكتفى
بالتصديق يكون اليمان أعم مطلقا وهو أيضا غريب ،إذ لم يذهب إليه أحد،
ول مخلص له عن هذا اللزام إل بالتزامه إذ يدعي أن تارك الطاعات غير
مستحل مسلم أيضا ويتأول الدين في قوله تعالى " وذلك دين القيمة "
بالدين الكامل ،ويكون المراد بالدين في قوله تعالى " :إن الدين عند ال
السلم " الدين الصلي الذي ل يتحقق أصل اليمان إل به ،وحينئذ فيكون
السلم واليمان الحقيقيان متحدين أيضا عنده ،ويؤيد ذلك ما ذكره بعضهم
من أن الستدلل بآية الخلص إنما يتم باضمار لفظ المذكر ،ونحوه ،فان
الشارة في قوله تعالى " :وذلك دين القيمة " يرجع إلى متعدد ،وهو
العبادة مع الخلص في الدين ،وإقام الصلة ،وإيتاء الزكاة ،بل مع جميع
الطاعات ،بناء على أنه اكتفى عن ذكرها بذكر العظم منها ،وأنها قد
ذكرت إجمال في قوله تعالى " :ليعبدوا " وذكر إقام الصلة ،وإيتاء الزكاة
لشدة العتناء بهما فكان حق الشارة أن يكون " اولئك " ونحوه تطابقا
بين الشارة والمشار إليه ،ولما كانت الشارة مفردة ارتكب المذكور،
وحيث ل بد من الضمار فللخصم أن يضمر الخلص أو التدين المدلول
عليهما بقوله " مخلصين له الدين " والترجيح لهذه ،لقربه من المعنى
اللغوى لليمان ،وبعد ذلك فلم يكن في الية دللة على أن الطاعات هي
اليمان ،فلم يتكرر الوسط في قولنا عبادة ال تعالى مع الخلص وإقام
الصلة وإيتاء الزكاة كالدين
][308
والدين هو السلم ،والسلم هو اليمان ،لقوله تعالى " ومن يبتغ " الية
فالطاعات هي السلم واليمان ،لنه يقال :ل نسلم أن المراد من الدين في
المقدمة الولى ما يراد في المقدمة الثانية .وقد ظهر من هذا تزييف
الستدلل بهذه اليات على كون الطاعات معتبرة في حقيقة اليمان ،لنه
لم يناف ما نحن فيه من اتحاد السلم واليمان ،لكن ل يخفى أنه مناف لما
قد بيناه من أن البحث كله على تقدير تسليم دللة هذه اليات وما ذكر من
التأويل مناف للتسليم المذكور ،ويمكن الجواب عنه فتأمل .وههنا بحيث
يصلح لتزييف الستدلل بهذه اليات على المطلبين :مطلب كون الطاعات
معتبرة في حقيقة اليمان ،ومطلب اتحادهما في الحقيقة فنقول :لو سلمنا
أن المراد من الدين في اليات الثلث واحد وأن الطاعات معتبرة في أصل
حقيقة السلم ،فل يلزم أن تكون معتبرة في أصل حقيقة اليمان ،ول أن
يكون السلم واليمان متحدين حقيقة ،وذلك لن الية الكريمة إنما دلت
على أن من ابتغى أي طلب غير دين السلم دينا له فلن يقبل منه ذلك
المطلوب ،ولم تدل على أن من صدق بما أوجبه الشارع عليه ،لكنه ترك
بعض الطاعات غير مستحل أنه طالب لغير دين السلم ،إذ ترك الفعل
يجتمع مع طلبه ،لعدم المنافاة بينهما ،فان الشخص قد يكون طالبا للطاعة
مريدا لها ،لكنه تركها إهمال وتقصيرا ول يخرج بذلك عن ابتغائها ،وقد
تقدم هذا العتراض في المقالة الولى على دليل القائلين بالتحاد .إن قلت:
على تقدير تسليم اتحاد معنى الدين في اليات فما يصنع من اكتفى في
اليمان بالتصديق ،فيما إذا صدق شخص بجميع ما أمره ال تعالى به ولو
إجمال لكنه لم يفعل بعد شيئا من الطاعات لعدم وجوبها عليه ،كما لو
توقفت على سبب أو شرط ولم يحصل أو وجد مانع من ذلك فانه يسمى
مؤمنا ول يسمى مسلما لعدم التيان بالطاعات التي هي معتبرة في حقيقة
السلم ،وكذا الحكم على من وجبت عليه وتركها تقصيرا غير مستحل مع
كونه مصدقا بجميع ما امر به ومريدا للطاعات
][309
فانه يسمي حينئذ مؤمنا ل مسلما ،ويلزم الستهجان المذكور سابقا .قلت :المر
على ما ذكرت ،ول مخلص من هذا إل بالتزام ارتكاب عدم تسليم اتحاد
معنى الدين في اليات ،أو التزامه ،ونمنع من استهجانه ،فانه لما كان
حصول التصديق مع ترك الطاعات فردا نادر الوقوع ،لم تلتفت النفس إليه
فلذا لم يتوجهوا إلى بيان النسبة بين السلم واليمان على تقديره،
وبالجملة فظواهر اليات تعطي قوة القول بأن السلم واليمان الحقيقيان
تعتبر فيهما الطاعات ،وتحقق حصول اليمان في صورة حصول التصديق
قبل وجوب الطاعات يفيد قوة القول بأن اليمان هو التصديق فقط
والطاعات مكملت .انتهى كلمه ضوعف في الجنة إكرامه ،ولم نتعرض
لتبيين ما حققه وما يخطر بالبال في كل منها لخروجه عن موضع كتابنا
وفي بالي -إن فرغني ال تعالى عن بعض ما يصدني عن الوصول إلى
آمالي -أن أكتب في ذلك كتابا مفردا إنشاء ال تعالى ،وهو الموفق للخير
والصواب ،وإليه المرجع والمآب) * .25 .باب( * * " " )نسبة السلم(
" " * - 1مع ،لى :عن ما جيلويه ،عن عمه ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن
محمد بن يحيى الخزاز ،عن غياث بن إبراهيم ،عن الصادق جعفر بن
محمد ،عن أبيه عن آبائه عليهم السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه
السلم :لنسبن السلم نسبة لم ينسبه أحد قبلي ول ينسبه أحد بعدي:
السلم هو التسليم ،والتسليم هو التصديق ،والتصديق هو اليقين ،واليقين
هو الداء ،والداء هو العمل ،إن المؤمن أخذ دينه عن ربه ،ولم يأخذه عن
رأيه أيها الناس دينكم دينكم ،تمسكوا به ل يزيلكم أحد عنه ،لن السيئة فيه
خير من الحسنة في غيره لن ) (1السيئة فيه تغفر ،والحسنة في غيره
) (1تعليل لقوله عليه السلم " :لن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره " وذلك
لن < )*(.
][310
ل تقبل ) .(1بيان " :دينكم " نصب على الغراء ،أي خذوا دينكم وتمسكوا به،
قوله عليه السلم " :لن السيئة فيه تغفر " أقول :يحتمل وجهين الول أن
يكون مبنيا على أن العمل غير المقبول ربما يعاقب عليه ،فانه كالصلة
بغير وضوء ،فهو بدعة يستحق عليها العقاب وأيضا ترك العمل الذي
وجب عليه ،لنه لم يأت به مع شرائطه فيستحق عقابين أحدهما بفعل
العمل المبتدع ،وثانيهما بترك العمل المقبول ،و هو لعدم اليمان ل يستحق
العفو ،والسيئة من المؤمن مما يمكن أن يغفر له إن لم يوجب له المغفرة،
فهذه السيئة خير من تلك الحسنة ،وأقرب إلى المغفرة ،و الثاني أن يكون
المراد خيرية المؤمن المسيئ بالنسبة إلى المخالف المحسن في مذهبه لن
الول يمكن المغفرة في حقه ،ومع عدمها ل يدوم عقابه ،بخلف المخالف
المتعبد ،فانه ل تنفعه عبادته ،ويخلد في النار بسوء اعتقاده ،وكلهما مما
خطر بالبال وكأن الول أظهر - 2 .ما :باسناد المجاشعي ،عن الصادق،
عن آبائه ،عن علي عليه السلم قال :السلم هو التسليم ،والتسليم هو
اليقين ،واليقين هو التصديق ،والتصديق هو القرار والقرار هو الداء،
والداء هو العمل ).(2
> السيئة في دين السلم مغفور عنها لقوله تعالى " :ان الحسنات يذهبن السيئات
" بل صاحبها موعود بالجنة لقوله تعالى " :ان تجتنبوا كبائر ما تنهون
عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخل كريما " أما الحسنة في غيره
فليست بمقبولة حتى يثاب عليها ،بل هو خاسر في عمله لقوله تعالى" :
ومن يبتغ غير السلم دينا فلن يقبل منه ،وهو في الخرة من الخاسرين
" .ول يذهب عليك ان كلمه عليه السلم هذا مبتن على كون السيئة
بمعنى الصغائر كما هو الظاهر من المقابلة في قوله تعالى " :ان تجتنبوا
" الخ فان السيئات جعلت في مقابلة الكبائر فكل ما كانت كبيرة فهى من
الموبقات التى وعد عليها النار ،وكل ما كانت صغيرة وبعبارة أخرى
سيئة فهى مكفرة لهذه المة (1) .معاني الخبار ص ،185أمالى
الصدوق ص (2) .211أمالى الطوسى ج 2ص 137وفيه :الداء هو
العلم )*(.
][311
- 3فس :عن محمد بن علي البغدادي رفع الحديث إلى أمير المؤمنين صلوات ال
عليه أنه قال :لنسبن السلم نسبة لم ينسبها أحد قبلي ول ينسبها أحد
بعدي :السلم هو التسليم ،والتسليم هو اليقين ،واليقين هو التصديق،
والتصديق هو القرار ،والقرار هو الداء ،والداء هو العمل ،المؤمن أخذ
دينه عن ربه إن المؤمن يعرف إيمانه في عمله ،وإن الكافر يعرف كفره
بانكاره ،أيها الناس دينكم فان الحسنة فيه خير من الحسنة في غيره ،وإن
السيئة فيه تغفر ،وإن الحسنة في غيره ل تقبل ) - 4 .(1سن :عن بعض
أصحابنا رفعه قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :لنسبن اليوم السلم
نسبة لم ينسبه أحد قبلي ول ينسبه أحد بعدي إل بمثل ذلك :السلم هو
التسليم ،والتسليم هو اليقين ،واليقين هو التصديق ،والتصديق هو
القرار ،و القرار هو العمل ،والعمل هو الداء إن المؤمن لم يأخذ دينه
عن رأيه ،ولكن أتاه عن ربه وأخذ به ،إن المؤمن يرى يقينه في عمله،
والكافر يرى إنكاره في عمله فو الذي نفسي بيده ما عرفوا أمر ربهم،
فاعتبروا إنكار الكافرين والمنافقين بأعمالهم الخبيثة ) .(2كا :عن العدة،
عن البرقي ،عن بعض أصحابنا مثله إل أن فيه لنسبن السلم إلى قوله:
أتاه من ربه فأخذه ،إلى قوله :ما عرفوا أمرهم ) .(3بيان " :لنسبن "
يقال نسبت الرجل كنصرت أي ذكرت نسبه ،والمراد بيان السلم ،والكشف
التام عن معناه ،وقيل :لما كان نسبة شئ إلى شئ يوضح أمره وحاله ،وما
يؤول هو إليه ،اطلق هنا على اليضاح من باب ذكر الملزوم وإرادة اللزم.
) (1تفسير القمى (2) .91 :المحاسن ص (3) .222الكافي ج 2ص .(*) 45
][312
وأقول :كأن المراد بالسلم هنا المعنى الخص منه المرادف لليمان كما يومئ إليه
قوله " إن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه " وقوله " إن المؤمن يرى
يقينه في عمله " وحاصل الخبر أن السلم هو التسليم والنقياد .والنقياد
التام ل يكون إل باليقين ،واليقين هو التصديق الجازم ،والذعان الكامل
بالصول الخمسة أو تصديق ال ورسوله والئمة الهداة ،والتصديق ل
يظهر أول يفيد إل بالقرار الظاهري ،والقرار التام ل يكون أول يظهر إل
بالعمل بالجوارح ،فان العمال شهود اليمان ،والعمل الذي هو شاهد
اليمان هو أداء ما كلف ال تعالى به ل اختراع العمال وإبداعها كما تفعله
المبتدعة ،والداء اسم المصدر الذي هو التأدية ،ويحتمل أن يكون المراد
بالداء تأديته وإيصاله إلى غيره ،فيدل على أن التعليم ينبغي أن يكون بعد
العمل ،وأنه من لوازم اليمان ،فظهر أن الحمل في بعضها حقيقي وفي
بعضها مجازي .وقيل :أشار عليه السلم إلى أن السلم وهو دين ال الذي
أشار إليه جل شأنه بقوله " إن الدين عند ال السلم " ) (1يتوقف
حصوله على ستة امور ،والعبارة ل تخلو من لطف ،وهو أنه جعل
التصديق الذي هو اليمان الخالص الحقيقي بين ثلثة وثلثة واشتراك
الثلثة التي قبله في أنها من مقتضياته وأسباب حصوله ،و اشتراك الثلثة
التي بعده في أنها من لوازمه وآثاره وثمراته ،وبالجملة جعل التصديق
الذي هو اليمان وسطا وجعل أول مراتبه السلم ،ثم التسليم ثم اليقين
وجعل أول مراتبه من جهة المسببات القرار بما يجب القرار به ،ثم العمل
بالجوارح ،ثم أداء ما افتراض ال به انتهى " .إن المؤمن لم يأخذ دينه
عن رأيه كأنه بيان لما بين سابقا وقرره من أن السلم ل يكون إل
بالتسليم لئمة الهدى ،والنقياد لهم فيما أمروا به و هوا عنه ،وأنه ل
يكون ذلك إل بتصديق النبي والئمة صلوات ال عليهم ،و القرار بما صدر
عنهم ،وأداء العمال على نهج ما بينوه لن اليمان ليس أمرا
][313
يمكن اختراعه بالرأي والنظر ،بل لبد من الخذ عمن يؤدي عن ال " فالمؤمن
يرى " على بناء المجهول أو المعلوم من باب الفعال " يقينه " بالرفع أو
النصب " في عمله " بأن يكون موافقا لما صدر عنهم ،ولم يكن مأخوذا
من الراء والمقاييس الباطلة والكافر بعكس ذلك " ما عرفوا " أي
المخالفون أو المنافقون " أمرهم " أي امور دينهم فروعا واصول فضلوا
وأضلوا لعدم اتباعهم أئمة الهدى ،وأخذهم العلم منهم " فاعتبروا إنكار
الكافرين والمنافقين بأعمالهم الخبيثة " المخالفة لمحكمات الكتاب
والسنة ،المبنية على آرائهم الفاسدة ،والمخالفون داخلون في الول أو في
الثاني ،بل فيهما حقيقة .فأقول روى السيد الرضي رضي ال عنه في نهج
البلغة جزءا من هذا الخبر هكذا وقال عليه السلم :لنسبن السلم نسبة
لم ينسبها أحد قبلي :السلم هو التسليم والتسليم هو اليقين ،واليقين هو
التصديق ،والتصديق هو القرار ،والقرار هو الداء ،والداء هو العمل )
.(1وقال ابن أبي الحديد :خلصة هذا الفصل يقتضي صحة مذهب أصحابنا
المعتزلة في أن السلم واليمان عبارتان عن معنى واحد ،وأن العمل
داخل في مفهوم هذه اللفظة ،أل تراه جعل كل واحدة من اللفظات قائمة
مقام الخرى في إفادة المفهوم كما يقال الليث هو السد والسد هو السبع
والسبع هو أبو الحارث فل شبهة أن الليث يكون أبا الحارث أي أن
السماء مترادفة ،فإذا كان أول اللفظات السلم ،وآخرها العمل ،دل على
أن العمل هو السلم ،وهكذا يقول أصحابنا :إن تارك العمل أي تارك
الواجب ل يسمى مسلما .فان قلت :كيف يدل على أن السلم هو اليمان ؟
قلت :لن كل من قال إن العمل داخل في مسمى السلم ،قال إن السلم هو
اليمان .فان قلت :لم يقل عليه السلم كما تقوله المعتزلة ،لنهم يقولون
السلم اسم واقع على العمل وغيره من العتقاد والنطق باللسان ،وهو
جعل السلم هو العمل.
) (1نهج البلغة عبده ط مصر ج 2ص ،171تحت الرقم 125من الحكم )*(.
][314
قلت :ل يجوز أن يريد غيره ،لن لفظ العمل يشمل العتقاد والنطق باللسان
وحركات الركان بالعبادات ،إذ كل ذلك عمل وفعل ،وإن كان بعضه من
أفعال القلوب ،وبعضه من أفعال الجوارح ،والقول بأن السلم هو العمل
بالركان خاصة لم يقل به أحد ،انتهى ) .(1وقال ابن ميثم :هذا قياس
مفصول مركب من قياسات ) (2طويت نتائجها وينتج القياس الول أن
السلم هو اليقين ،والثاني أنه التصديق ،والثالث أنه القرار ،والرابع أنه
الداء ،والخامس أنه العمل أما المقدمة الولى فلن السلم هو الدخول في
الطاعة ،ويلزمه التسليم ل ،وصدق اللزم على ملزومه ظاهر ،وأما
الثانية فلن التسليم الحق إنما يكون ممن تيقن استحقاق المطاع للتسليم
له ،فاليقين من لوازم التسليم ل ،وأما الثالثة فلن اليقين بذلك مستلزم
للتصديق بما جاء به على لسان رسوله ،من وجوب طاعته ،فصدق على
اليقين به أنه تصديق له ،وأما الرابعة فلن التصديق ل في وجوب طاعته
إقرار بصدق ال ،وأما الخامسة فلن القرار والعتراف بوجوب أمر
يستلزم أداء المقر المعترف لما أقر به ،وكان إقراره أداء لزما ،السادسة
أن أداء ما اعترف به ل من الطاعة الواجبة ل يكون إل عمل ،ويؤول
حاصل هذا الترتيب إلى إنتاج أن السلم هو العمل ل ،بمقتضى أوامره،
وهو تفسير بالخاصة كما سبق بيانه انتهى ) (3وكأن ما ذكرنا أنسب
وأوفق .وقال الكيدري رحمه ال " :السلم هو التسليم " يعني :الدين هو
النقياد للحق والذعان له " والتسليم هو اليقين " أي صادر عنه ولزم
له ،فكأنه هو من فرط تعلقه به " والتصديق هو القرار " أي إقرار الذهن
وحكمه " والقرار هو الداء " أي مستلزم للداء وشديد الشبه بالعلة له،
لن من تيقن حقية الشئ ،وأن
) (1شرح النهج لبن أبى الحديد ج 4ص (2) .302يعنى بالمفصول :المفصول
النتائج ،وهى من اقسام القياس المركب (3) .شرح النهج لبن ميثم
البحراني ص .(*) 256
][315
مصالحه منوطة بفعله ،ومفاسده مترتبة على تركه ،كان ذلك مقويا لداعيه على
فعله غاية التقوية يعني من حق المسلم الكامل في إسلمه أن يجمع بين
علم اليقين ،و العمل الخالص ،ليحط رحله في المحل ال رفع ،ويجاور
الرفيق العلى .وقال الشهيد الثاني رفع ال درجته في رسالة حقائق
اليمان بعد إيراد هذا الكلم من أمير المؤمنين عليه السلم ما هذا لفظه:
البحث عن هذا الكلم يتعلق بأمرين الول ما المراد من هذا النسبة ؟ الثاني
ما المراد من هذا المنسوب ؟ أما الول فقد ذكر بعض الشارحين أن هذه
النسبة بالتعريف أشبه منها بالقياس ،فعرف السلم بأنه التسليم ل،
والدخول في طاعته ،وهو تفسير لفظ بلفظه أعرف منه ،والتسليم بأنه
اليقين ،وهو تعريف بلزم مساو ،إذ التسليم الحق إنما يكون ممن تيقن
صدق من سلم له ،واستحقاقه التسليم ،واليقين بأنه التصديق أي التصديق
الجازم المطابق البرهاني ،فذكر جنسه ونبه بذلك على حده أو رسمه
والتصديق بأنه القرار بال ورسله ،وما جاء من البينات وهو تعريف لفظ
بلفظ أعرف ،والقرار بأنه الداء أي أداء ما أقر به من الطاعات ،وهو
تعريف بخاصة له ،والداء بأنه العمل ،وهو تعريف له ببعض خواصه
انتهى .أقول :هذا بناء على أن المراد من السلم المعرف في كلمه عليه
السلم ما هو السلم حقيقة عند ال تعالى في نفس المر أو السلم
الكامل عند ال تعالى أيضا و إل فل يخفى أن السلم يكفي في تحققه في
ظاهر الشرع القرار بالشهادتين ،سواء علم من المقر التصديق بال تعالى
والدخول في طاعته أم ل ؟ كما صرحوا به في تعريف السلم في كتب
الفروع وغيرها ،فعلم أن الحكم بكون تعريف السلم بالتسليم ل الخ
تعريفا لفظيا ،إنما يتم على المعنى الول ،وهو السلم في نفس المر أو
الكامل .ويمكن أن يقال إن التعريف حقيقي وذلك لن السلم لغة هو مطلق
النقياد والتسليم ،فإذا قيد التسليم بكونه ل تعالى والدخول في طاعته كان
بيانا للماهية التي اعتبرها الشارع إسلما فهو من قبيل ما ذكر جنسه ونبه
على حده
][316
أو رسمه .وأقول أيضا :في جعله القرار بال تعالى إلى آخره تعريف لفظ بلفظ
أعرف للتصديق بحث ل يخفى لن المراد من التصديق المذكور هنا القلبي
ل اللساني حيث فسره بأنه الجازم المطابق الخ والقرار المراد منه
العتراف باللسان ،إذ هو المتبادر منه ،ولذا جعله بعضهم قسيما للتصديق
في تعريف اليمان ،حيث قال :هو التصديق مع القرار وحينئذ فيكون بين
معنى اللفظين غاية المباينة ،فكيف يكون تعريف لفظ بلفظ ؟ اللهم إل أن
يراد من القرار بال ورسله مطلق النقياد والتسليم بالقلب واللسان ،على
طريق عموم المجاز ،ول يخفى ما فيه .والذي يظهر لي أنه تعريف بلزم
عرفي ،وذلك لن من أذعن بال و رسله وبيناتهم ل يكاد ينفك عن إظهار
ذلك بلسانه ،فان الطبيعة جبلت على إظهار مضمرات القلوب ،كما دل عليه
قوله عليه السلم " ما أضمر أحدكم شيئا إل وأظهره ال على صفحات
وجهه وفلتات لسانه " ) (1ولما كان هذا القرار هنا مطلوبا للشارع مع
كونه في حكم ما هو من مقتضيات الطبيعة ،نبه عليه السلم على أن
التصديق هو القرار مع تأكيد طلبه ،حتى كأن التصديق غير مقبول إل به،
أو غير معلوم للناس إل به ،وكذا أقول في جعله الداء خاصة للقرار ،فان
خاصة الشئ ل تنفك عنه ،والداء قد ينفك عن القرار ،فان المراد من
الداء هنا عمل الطاعات ،والقرار ل يسلتزمه ،ويمكن الجواب بأنه عليه
السلم أراد من القرار الكامل فكأنه ل يصير كامل حتى يردفه بالداء الذي
هو العمل .وأما الثاني :فقد علم من هذه النسبة الشارحة ]أن[ المنسوب
أي المشروح هو السلم الكامل أو ما هو إسلم عند ال تعالى بحيث ل
يتحقق بدون السلم في الظاهر ،وعلم أيضا أن هذا السلم هو اليمان إما
الكامل ،أو ما ل يتحقق حقيقته المطلوبة للشارع في نفس المر إل به ،لكن
الثاني ل ينطبق إل على مذهب من قال بأن حقيقة اليمان هو تصديق
بالجنان ،وإقرار باللسان ،وعمل بالركان ،وقد عرفت تزييف
][317
ذلك فيما تقدم ،وأن الحق عدم اعتبار جميع ذلك في أصل حقيقة اليمان ،نعم هو
معتبر في كماله ،وعلى هذا فالمنسوب إن كان هو السلم الكامل كان
اليمان والسلم الكاملن واحدا ،وأما الصليان فالظاهر اتحادهما أيضا
مع احتمال التفاوت بينهما ،وإن كان هذا المنسوب ما اعتبره الشارع في
نفس المر إسلما ل غيره ،لزم كون اليمان أعم من السلم ،ولزم ما
تقدم من الستهجان ،فيحصل من ذلك أن السلم إما مساو لليمان ،أو
أخص ،وأما عمومه فلم يظهر له من ذلك احتمال إل على وجه بعيد
فليتأمل) .26 .باب الشرايع( - 1سن :عن أبي إسحاق الثقفي ،عن محمد
بن مروان ،عن أبان بن عثمان عمن ذكره ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :إن ال تبارك وتعالى أعطى محمدا صلى ال عليه وآله شرايع نوح
وإبراهيم وموسى وعيسى :التوحيد ،والخلص ،وخلع النداد ،والفطرة
والحنيفية السمحة ،ل رهبانية ول سياحة ،أحل فيها الطيبات ،وحرم فيها
الخبيثات ووضع عنهم إصرهم ،والغلل التي كانت عليهم ،فعرف فضله
بذلك ثم افترض عليها فيه الصلة والزكاة والصيام والحج والمر
بالمعروف والنهي عن المنكر ،و الحلل والحرام ،والمواريث والحدود
والفرائض والجهاد في سبيل ال وزاده الوضوء وفضله بفاتحة الكتاب
وبخواتيم سورة البقرة والمفصل وأحل له المغنم والفئ ،ونصره بالرعب
وجعل له الرض مسجدا وطهورا ،وأرسله كافة إلى البيض والسود
والجن والنس ،وأعطاه الجزية وأسر المشركين وفداهم ثم كلف ما لم
يكلف أحدا من النبياء أنزل عليه سيفا من السماء في غير غمد ،و قيل له:
" قاتل في سبيل ال ل تكلف إل نفسك " .عباس بن عامر :وزاد فيه
بعضهم :فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه ،يعني الولية ).(1
][318
كا :عن علي ،عن أبيه ،عن البزنطي ; والعدة ،عن البرقي ،عن إبراهيم بن محمد
الثقفي ،عن محمد بن مروان جميعا ،عن أبان مثله إل أن فيه والفطرة
الحنيفية ،وحرم فيها الخبائث ،إلى قوله ثم افترض عليه فيها الصلة )(1
تبيين :قوله عليه السلم " شرايع نوح " يحتمل أن يكون المراد بالشرايع
اصول الدين ،ويكون التوحيد والخلص وخلع النداد بيانا لها " والفطرة
الحنيفية " معطوفة على الشرايع وإنما خص عليه السلم ما به الشتراك
بهذه الثلثة ،مع اشتراكه عليه السلم معهم في كثير من العبادات،
لختلف الكيفيات فيها ،دون هذه الثلثة ولعله عليه السلم لم يرد حصر
المشتركات فيما ذكر ،لعدم ذكر سائل اصول الدين كالعدل والمعاد ،مع أنه
يمكن إدخالها في بعض ما ذكر ،ل سيما الخلص بتكلف ) .(2ويمكن أن
يكون المراد منها الصول ،واصول الفروع المشتركة ،وإن اختلفت في
الخصوصيات والكيفيات ،وحينئذ يكون جميع تلك الفقرات إلى قوله عليه
السلم " وزاده " بيانا للشرايع ،ويشكل حينئذ ذكر الرهبانية والسياحة،
إذ المشهور أن عدمهما من خصائص نبينا صلى ال عليه وآله إل أن يقال
المراد عدم الوجوب وهو مشترك أو يقال إنهما لم يكونا في شريعة عيسى
عليه السلم أيضا وإن استشكل بالجهاد وأنه لم يجاهد عيسى عليه السلم
فالجواب أنه يمكن أن يكون واجبا عليه لكن لم يتحقق شرائطه ،و لذا لم
يجاهد ،ولعل قوله عليه السلم " زاده وفضله " بهذا الوجه أوفق ،وكأن
المراد بالتوحيد نفي الشريك في الخلق ،وبالخلص نفي الشريك في
العبادة ،و خلع النداد تأكيد لهما ،أو المراد به ترك اتباع خلفاء الجور
وأئمة الضللة أو نفي الشرك الخفي ،أو المراد بالخلص نفي الشرك
الخفي وبخلع النداد نفي الشريك في استحقاق العبادة ،والنداد جمع ند،
وهو مثل الشئ الذي يضاده في اموره ،ويناده أي يخالفه .والفطرة ملة
السلم التي فطر ال الناس عليها ،كما مر ،والحنيفية :المائلة
) (1الكافي ج 2ص (2) .17والذى يظهر لى من الخبر أن اولى العزم من الرسل
وهم خمسة كانوا صاحب < )*(.
][319
من الباطل إلى الحق ،أو الموافقة لملة إبراهيم عليه السلم قال في النهاية :الحنيف
عند العرب من كان على دين إبراهيم وأصل الحنف الميل ،ومنه الحديث
بعثت بالحنيفية السمحة السهلة ،وفي القاموس :السمحة الملة التي ما
فيها ضيق .وفي النهاية :فيه ل رهبانية في السلم ،وهي من رهبنة
النصارى ،وأصله من الرهبة الخوف ،كانوا يترهبون بالتخلي من أشغال
الدنيا ،وترك ملذها و الزهد فيها ،والعزلة عن أهلها ،وتعمد مشاقها ،حتى
أن منهم من كان يخصي نفسه ويضع السلسلة في عنقه وغير ذلك من
أنواع التعذيب ،فنفاها النبي صلى ال عليه وآله عن السلم ونهى
المسلمين عنها انتهى .وقال الطبرسي قدس سره في قوله تعالى" :
ورهبانية ابتدعوها " ) :(1هي الخصلة من العبادة يظهر فيها معنى
الرهبة إما في لبسة ،أو انفراد عن الجماعة أو غير ذلك من المور التي
يظهر فيها نسك صاحبه ،والمعنى ابتدعوا رهبانية لم نكتبها عليهم ،وقيل
إن الرهبانية التي ابتدعوها في رفض النساء ،واتخاذ الصوامع عن قتادة،
قال :وتقديره ورهبانية ما كتبناها عليهم إل أنهم ابتدعوها ابتغاء رضوان
ال ،فما رعوها حق رعايتها ،وقيل إن الرهبانية التي ابتدعوها لحاقهم
بالبراري والجبال في خبر مرفوع عن النبي صلى ال عليه وآله فما
رعوها الذين بعدهم حق رعايتها ،وذلك لتكذيبهم بمحمد صلى ال عليه
وآله عن ابن عباس ،وقيل :إن الرهبانية
> شريعة ولكن اختص كل واحد منهم لقتضاء الجو والمحيط بخصيصة ممتازة
ظهر فيها كونه صاحب عزم وارادة كما خصص كل واحد منهم بمعجزة
خاصة تظهره على أهل زمانه .فقد قام نوح عليه السلم في جو الشرك
وأهل الشراك فخص بالتوحيد وكان جل سعيه وراء ذلك ،وقام ابراهيم
عليه السلم بالخلص في العبادة وموسى بخلع النداد مثل فرعون ذى
الوتاد ،وعيسى بالفطرة وتطهير الوجدان ،وخص محمد صلى ال عليه
وآله بالحنيفية السمحة ،ل رهبانية ول سياحة :وهى احلل الطيبات
وتحريم الخبائث إلى آخر ما ذكر عليه السلم فتفطن (1) .الحديد27 :
)*(.
][320
هي النقطاع عن الناس للنفراد بالعبادة " ما كتبناها " أي ما فرضناها " عليهم
" وقال الزجاج إن تقديره " ما كتبناها عليهم إل ابتغاء رضوان ال "
وابتغاء رضوان ال اتباع ما أمر ال ،لهذا وجه ،قال :وفيها وجه آخر جاء
في التفسير أنهم كانوا يرون من ملوكهم مال يصبرون عليه ،وفاتخذوا
أسرابا وصوامع ،وابتدعوا ذلك ،فلما ألزموا أنفسهم ذلك التطوع ،ودخلوا
عليه ،لزمهم إتمامه كما أن النسان إذا جعل على نفسه صوما لم يفرض
عليه لزمه أن يتمه .قال :وقوله " فما رعوها حق رعايتها " على ضربين
أحدهما أن يكونوا قصروا فيما ألزموه أنفسهم ،والخر وهو الجود أن
يكونوا حين بعث النبي صلى ال عليه وآله فلم يؤمنوا به ،وكانوا تاركين
لطاعة ال ،فما رعوها ]أي[ تلك الرهبانية حق رعايتها ودليل ذلك قوله "
فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم " يعني الذين آمنوا بالنبي صلى ال عليه
وآله " وكثير منهم فاسقون " أي كافرون انتهى كلم الزجاج .ويعضد هذا
ما جاءت به الرواية عن ابن مسعود ،قال :كنت رديف رسول ال صلى ال
عليه وآله على حمار فقال :يا ابن ام عبد ،هل تدري من أين أحدثت بنو
إسرائيل ! ! الرهبانية ؟ فقلت :ال ورسوله أعلم ،فقال :ظهرت عليهم
الجبابرة بعد عيسى عليه السلم يعملون بمعاصي ال ،فغضب أهل اليمان
فقاتلوهم فهزم أهل اليمان ثلث مرات ،فلم يبق منهم إل القليل ،فقالوا :إن
ظهرنا هؤلء أفنونا ولم يبق للدين أحد يدعو إليه ،فتعالوا نتفرق في
الرض إلى أن يبعث ال النبي الذي وعدنا به عيسى عليه السلم يعنون
محمدا صلى ال عليه وآله فتفرقوا في غيران الجبال ،وأحدثوا رهبانية
فمنهم من تمسك بدينه ،ومنهم من كفر ،ثم تل هذه الية " ورهبانية
ابتدعوها ما كتبناها عليهم " إلى آخرها ثم قال يا ابن ام عبد أتدري ما
رهبانية امتي ؟ قلت :ال ورسله أعلم ،قال :الهجرة والجهاد والصلة
والصوم والحج والعمرة .وفي حديث آخر عن ابن مسعود ،أنه صلى ال
عليه وآله قال :من آمن بي وصدقني واتبعني فقد رعاها حق رعايتها،
ومن لم يؤمن بي فاولئك هم الهالكون انتهى )(1
][321
وقال في النهاية :فيه ل سياحة في السلم ،يقال :ساح في الرض يسيح سياحة إذا
ذهب فيها ،وأصله من السيح ،وهو الماء الجاري المنبسط على الرض،
أراد مفارقة المصار ،وسكنى البراري ،وترك شهود الجمعة والجماعات،
وقيل :أراد الذين يسيحون في الرض بالشر والنميمة والفساد بين الناس،
ومن الول الحديث سياحة هذه المة الصيام ،قيل للصائم سائح لن الذي
يسيح في الرض متعبدا ،يسيح ول زاد معه ول ماء ،فحين يجد يطعم
والصائم يمضى نهاره ل يأكل ول يشرب شيئا فشبه به انتهى .قوله عليه
السلم " :أحل فيها الطيبات " ) (1إشارة إلى قوله تعالى في العراف "
الذين يتبعون الرسول النبي المي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة
والنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم
عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والغلل التي كانت عليهم " الية قال
الطبرسي قدس سره " :ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث " معناه
يبيح لهم المستلذات الحسنة ،ويحرم عليهم القبائح ،وما تعافه النفس،
وقيل :يحل لهم ما اكتسبوه من وجه طيب ،و يحرم عليهم ما اكتسبوه من
وجه خبيث ،وقيل يحل لهم ما حرمه عليهم رها بينهم وأحبارهم ،وما كان
يحرمه أهل الجاهلية من البحائر والسوائب وغيرها ويحرم عليهم الميتة
والدم ولحم الخنزير وما ذكر معها " ويضع عنهم إصرهم " أي ثقلهم شبه
ما كان على بني إسرائيل من التكليف الشديد بالثقل ،وذلك أن ال سبحانه
جعل توبتهم أن يقتل بعضهم بعضا ،وجعل توبة هذه المة الندم بالقلب
حرمة للنبي صلى ال عليه وآله عن الحسن ،وقيل الصر هو العهد الذي
كان ال سبحانه أخذه على بني إسرائيل أن يعملوا بما في التوراة عن ابن
عباس والضحاك والسدي ويجمع المعنيين قول الزجاج الصر ما عقدته
من عقد ثقيل " والغلل التي كانت عليهم " معناه ويضع عنهم العهود
التي كانت في ذمتهم ،وجعل تلك العهود بمنزلة الغلل التي تكون في
العناق للزومها كما يقال :هذا طوق في عنقك ،وقيل يريد بالغلل ما
امتحنوا به من قتل
) (1العراف.(*) 157 :
][322
نفوسهم في التوبة ،وقرض ما يصيبه البول من أجسادهم ،وما أشبه ذلك من تحريم
السبت وتحريم العروق والشحوم وقطع العضاء الخاطئة ،ووجوب
القصاص دون الدية عن أكثر المفسرين ) (1انتهى .وأقول :استدل أكثر
أصحابنا على تحريم كثير من الشياء مما تستقذره طباع أكثر الخلق بهذه
الية ،وهو مشكل ،إذا الظاهر من سياق الية مدح النبي صلى ال عليه
وآله وشريعته ،بأن ما يحل لهم هو طيب واقعا وإن لم نفهم طيبه وما
يحرم عليهم هو الخبيث واقعا وإن لم نعلم خبثه ،كالطعام المستلذ الذي
يكون من مال اليتيم أو مال السرقة تستلذه الطبع وهو خبيث واقعا وأكثر
الدوية التي يحتاج الناس إليها في غاية البشاعة وتستقذرها الطبع ،ولم
أر قائل بتحريمها ،فالحمل على المعنى الذي ل يحتاج إلى تخصيص
ويكون موافقا لقواعد المامية من الحسن والقبح العقليين ،أولى من الحمل
على معنى ل بد فيه من تخصيصات كثيرة ،بل ما يخرج منهما أكثر مما
يدخل فيهما كما ل يخفى على من تتبع مواردهما .ويمكن أن يقال هذه الية
كالصريحة في الحسن والقبح العقليين ،ولم يستدل بها الصحاب رضي ال
عنهم ،وقيل الصر الثقل الذي يأصر حامله ،أي يحبسه في مكانه لفرط
ثقله ،وقال الزمخشري هو مثل لثقل تكليفهم وصعوبته ،نحو اشتراط قتل
النفس في حصة توبتهم ،وكذلك الغلل مثل لما كان في شرايعهم من
الشياء الشاقة نحو بت القضاء بالقصاص عمدا كان أو خطاء من غير
شرع الدية ،وقطع العضاء الخاطئة ،وقرض موضع النجاسة من الجلد
والثواب ،وإحراق الغنائم ،وتحريم العروق في اللحم ،وتحريم السبت،
وعن عطا كانت بنو إسرائيل إذا قامت تصلي لبسوا المسوح وغلوا أيديهم
إلى أعناقهم ،وربما ثقب الرجل ترقوته وجعل فيها طرف السلسلة وأوثقها
إلى السارية يحبس نفسه على العبادة انتهى .قوله عليه السلم " :ثم
افترض عليه " أي على نبينا صلى ال عليه وآله " فيها " أي في الفطرة
التي هي ملته ،وكأن " ثم " للتفاوت في الرتبة ،وقيل :المراد بالحلل ما
عدا الحرام
][323
فيشمل الحكام الربعة ،والمراد بالفرائض المواريث ذكرت تأكيدا أو مطلق
الواجبات ،وقيل :الفرائض ماله تقدير شرعي من المواريث ،وهي أعم
منها ومن غيرها ،مما ليس له تقدير ،وقيل :المراد بالفرائض ما فرض من
القصاص بقدر الجناية وقوله " وزاده الوضوء " يدل على عدم شرع
الوضوء في المم السابقة ،و ينافيه ما ورد في تفسير قوله تعالى " فطفق
مسحا بالسوق والعناق " ) (1أنهم مسحوا ساقهم وعنقهم وكان ذلك
وضوءهم إل أن يقال :المراد زيادة الوضوء كما في بعض النسخ " وزيادة
الوضوء " عطفا على الجهاد .قوله عليه السلم " وفضله " إشارة إلى ما
روي عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال :اعطيت مكان التوراة السبع
الطول ،ومكان النجيل المثاني ومكان الزبور المئين وفضلت بالمفصل
وفي رواية واثلة بن الصقع وأعطيت مكان النجيل المئين ومكان الزبور
المثاني ،واعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش لم يعطها
نبي قبلي وأعطاني ربى المفصل نافلة .قال الطبرسي روح ال روحه:
فالسبع الطول :البقرة ،وآل عمران ،والنساء والمائدة ،والنعام ،والعراف
والنفال مع التوبة لنهما تدعيان القرينتين ،ولذلك لم يفصل بينهما
بالبسملة ،وقيل :إن السابعة سورة يونس ،والطول جمع الطولى تأنيث
الطول ،وإنما سميت هذه السور الطول ،لنها أطول سور القرآن ،و أما
المثانى فهي السور التالية للسبع الطول أولها يونس وآخرها النحل ،وإنما
سميت المثاني لنها ثنت الطول أي تلتها ،وكان الطول هي المبادي،
والمثاني لها ثواني ،وواحدها مثنى مثل المعنى والمعاني ،وقال الفراء:
وحدها مثناة وقيل المثاني سور القرآن كلها طوالها وقصارها ،من قوله
تعالى " كتابا متشابها مثاني " ) (2وأما المئون فهي كل سورة تكون
نحوا من مائة آية أو فويق ذلك أو دوينه ،وهي سبع سور أولها سورة بني
إسرائيل وآخرها المؤمنون ،وقيل إن المئين ما ولي السبع الطول
][324
ثم المثاني بعدها ،وهي التي تقصر عن المئين وتزيد على المفصل ،وسميت المثاني
لن المئين مبادلها ،وأما المفصل فما بعد الحواميم من قصار السور إلى
آخر القرآن ،سميت مفصل لكثرة الفصول بين سورها ببسم ال الرحمن
الرحيم انتهى ) .(1وأقول :اختلف في أول المفصل فقيل من سورة ق وقيل
من سورة محمد صلى ال عليه وآله وقيل من سورة الفتح ،وعن النووي
مفصل القرآن من محمد إلى آخر القرآن ،وقصاره من الضحى إلى آخره،
ومطولته إلى عم ومتوسطاته إلى الضحى ،وفي الخبر المفصل ثمان
وستون سورة ،وسيأتي تمام الكلم في ذلك في كتاب القرآن " .وأحل له
المغنم " في النهاية الغنيمة والغنم المغنم والغنائم هو ما اصيب من أموال
أهل الحرب وأوجف عليه المسلمون بالخيل والركاب ،وقال :الفئ ما حصل
للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ول جهاد ،وأصل الفئ الرجوع
يقال فاء يفئ فيئة وفيئا ،كأنه في الصل لهم ثم رجع إليهم انتهى .أقول:
ويحتمل أن يكون المراد بالمغنم المنقولت وبالفئ الراضي سواء اخذت
بحرب أم ل وعلى التقديرين في قوله " له " توسع أي له ولهل بيته
وامته ،و يحتمل أن تكون اللم سببية ل صلة للحلل فيكون من أحل له
غير مذكور فيشمل الجمع والختصاص لما مر أن المم السابقة كانوا ل
تحل لهم الغنيمة ،بل كانوا يجمعونها فتنزل نار من السماء فتحرقها ،وكان
ذلك بلية عظيمة عليهم ،حتى كان قد يقع فيها السرقة فيقع الطاعون
بينهم ،فمن ال على هذه المة باحللها ،و نصره بالرعب مع قلة العدة
والعدة ،وكثرة العداء ،وشدة بأسهم " والرعب " الفزع والخوف ،فكان
ال تعالى يلقي رعبه في قلوب العداء حتى إذا كان بينه و بينهم مسيرة
شهرها بوه وفزعوا منه " .وجعل له الرض مسجدا " أي مصلى يجوز
لهم الصلة في أي موضع شاؤا بخلف المم السابقة فان صلتهم كانت
في بيعهم وكنايسهم إل من ضرورة " وطهورا "
][325
أي مطهرا أو ما يتطهر به :تطهر أسفل القدم والنعل ومحل الستنجاء وتقوم مقام
الماء عند تعذره في التيمم ،والمراد بكونها طهورا أنها بمنزلة الطهور في
استباحة الصلة بها وحمله السيد رحمه ال على ظاهره فاستدل به على ما
ذهب إليه من أن التيمم يرفع الحدث إلى وجود الماء " .وأرسله كافة "
إشارة إلى قوله تعالى " وما أرسلناك إل كافة للناس " و " كافة " في
الية ) (1إما حال عما بعدها أي إلى الناس جميعا ،ومن لم يجوز تقديم
الحال على ذي الحال المجرور قال هي حال عن الضمير المنسوب في
أرسلنا ،والتاء للمبالغة أو صفة لمصدر محذوف أي إرسالة كافة ،أو
مصدر كالكاذبة والعافية ،ولعل الخيرين في الخبر أنسب ،وظاهره أن
غيره صلى ال عليه وآله لم يبعث في الكافة وهو خلف المشهور.
ويحتمل أن يكون الحصر إضافيا أو يكون المراد به بعثه على جميع من
بعده إذ ل نبي بعده بخلف سائر اولي العزم فانهم لم يكونوا كذلك ،بل
نسخت شريعتهم " والبيض والسود " العجم والعرب ،أو كل من اتصف
باللونين ليشمل جميع الناس ،قال في النهاية :فيه بعثت إلى الحمر
والسود أي العجم والعرب لن الغالب على ألوان العجم الحمرة والبياض،
وعلى ألوان العرب الدمة والسمرة وقيل :الجن والنس ،وقيل :أراد
بالحمر البيض مطلقا ،فان العرب تقول امرأة حمراء أي بيضاء ،ومنه
الحديث اعطيت الكنزين الحمر والبيض هي ما أفاء ال على امته من
كنوز الملوك ،فالحمر الذهب والبيض الفضة ،و الذهب كنوز الروم لنه
الغالب على نقودهم ،والفضة كنوز الكاسرة لنها الغالبة على نقودهم،
وقيل :أراد العرب والعجم جمعهم ال على دينه وملته انتهى والكلم في
اختصاص البعث على الجن والنس به صلى ال عليه وآله كالكلم فيما
سبق .ويدل الخبر أيضا على اختصاص الجزية والسر والفداء به صلى
ال عليه وآله " والجزية " المال الذي يقرره الحاكم على الكتابي إذا أقره
على دينه ،وهي فعلة من الجزاء كأنها جزت عن قتله وأسره " ،والفداء
" بالكسر والمد وبالفتح والقصر ،فكاك السير بالمال الذي قرره الحاكم
عليه ،يقال فداه يفديه فداء " ثم كلف " على بناء
][326
المفعول و " ثم " هنا أيضا مثل ما سبق ،لن هذا التكليف أعظم التكليفات وأشقها
فقد ثبت صلى ال عليه وآله في حرب أحد وحنين بعد انهزام أصحابه
مصرحا باسمه ل يبالي شيئا " وانزل عليه سيف من السماء " أي ذو
الفقار أو غيره وكونه بل غمد تحريض على الجهاد وإشارة إلى أن سيفه
ينبغي أن ل يغمد وقيل السيف عبارة عن آية سورة براءة " فإذا انسلخ
الشهر الحرم فاقتلوا المشركين " ) (1فانها يقال لها آية السيف و كونه
من غير غمد كناية عن أنها من المحكمات ول يخفى بعده " ،والغمد "
بالكسر الغلف ،وقال البيضاوي " قاتل في سبيل ال " إن تثبطوا وتركوك
وحدك " ل تكلف إل نفسك " أي إل فعل نفسك ،ل يضرك مخالفتهم
وتقاعدهم ،فتقدم إلى الجهاد وإن لم يساعدك أحد ،فان ال ناصرك ل
الجنود - 2 .سن :عن عثمان بن عيسى ،عن سماعة قال :قلت لبي عبد
ال عليه السلم :قول ال " فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل " )(2
فقال :نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات ال عليهم وعلى
جميع أنبياء ال ورسله ،قلت :كيف صاروا اولي العزم ؟ قال :لن نوحا
بعث بكتاب وشريعة فكل من جاء بعد نوح أخذ بكتاب نوح وشريعته
ومنهاجه حتى جاء إبراهيم عليه السلم بالصحف ،وبعزيمة ترك كتاب
نوح ل كفرا به فكل نبي جاء بعد إبراهيم جاء بشريعة إبراهيم ومنهاجه
وبالصحف حتى جاء موسى بالتوراة وبعزيمة ترك الصحف ،فكل نبي جاء
بعد موسى أخذ بالتوراة وشريعته ومنهاجه حتى جاء المسيح بالنجيل
وبعزيمة ترك شريعة موسى ومنهاجه ،فكل نبي جاء بعد المسيح أخذ
بشريعته ومنهاجه حتى جاء محمد صلى ال عليه وآله فجاء بالقرآن
وشريعته ومنهاجه ،فحلله حلل إلى يوم القيامة ،وحرامه حرام إلى يوم
القيامة ،فهؤلء اولوا العزم من الرسل ) .(3كا :عن العدة ،عن البرقي
مثله ).(4
) (1براءة (2) .5 :الحقاف (3) .35 :المحاسن ص (4) .261الكافي ج 2ص
.(*) 17
][327
بيان " :فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل " قال الطبرسي رحمه ال :أي
فاصبر يا محمد على أذى هؤلء الكفار ،وعلى ترك إجابتهم لك ،كما صبر
الرسل و " من " هنا لتبيين الجنس ،فالمراد جميع النبياء لنهم عزموا
على أداء الرسالة و تحمل أعبائها ،وقيل :إن " من " ههنا للتبعيض،
وهو قول أكثر المفسرين و الظاهر في روايات أصحابنا ثم اختلفوا فقيل هم
من أتى بشريعة مستأنفة نسخت شريعة من تقدمه ،وهم نوح وإبراهيم
وموسى وعيسى ومحمد صلى ال عليه وآله وعليهم عن ابن عباس
وقتادة ،وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد ال عليهما السلم قال :وهم
سادة النبيين وعليهم دارت رحى المرسلين ،وقيل :هم ستة نوح صبر على
أذى قومه ،وإبراهيم صبر على النار ،وإسحاق صبر على الذبح ،ويعقوب
صبر على فقد الولد وذهاب البصر ،ويوسف صبر على البئر والسجن،
وأيوب صبر على الضر عن مجاهد .وقيل هم الذين امروا بالجهاد والقتال
وأظهروا المكاشفة وجاهدوا في الدين عن السدى والكلبي ،وقيل :هم
أربعة إبراهيم ونوح وهود ورابعهم محمد صلى ال عليه وآله عن أبي
العالية ،والعزم هو الوجوب والحتم واولوا العزم من الرسل هم الذين
شرعوا الشرايع وأوجبوا على الناس الخذ بها ،والنقطاع عن غيرها
انتهى ) .(1قوله عليه السلم " :ل كفرا به " أي إنكارا لحقيته بل إيمانا
به وبصلحه في وقت دون آخر ،وللنسخ مصالح كثيرة والعبد مأمور
بالتسليم ،وكان من جملتها ابتلء الخلق واختبارهم في ترك ما كانوا
متمسكين به ،قوله " :ومنهاجه " كأنه إشارة إلى قوله تعالى " ولكل
جعلنا منكم شرعة ومنهاجا " ) - 3 .(2فس :قوله " :شرع لكم من الدين
" ) (3مخاطبة لرسول ال صلى ال عليه وآله " ما وصى به نوحا والذي
أوحينا إليك " يا محمد " وما وصينا به إبراهيم وموسى و عيسى أن
أقيموا الدين " أي تعلموا الدين ،يعني التوحيد وإقام الصلة وإيتاء الزكاة
وصوم شهر رمضان وحج البيت والسنن والحكام التي في الكتب والقرار
بولية
) (1مجمع البيان ج 9ص (2) .94المائدة (3) .48 :الشورى.(*) 15 - 13 :
][328
أمير المؤمنين عليه السلم " ول تتفرقوا فيه " أي ل تختلفوا فيه " كبر على
المشركين ما تدعوهم إليه " من ذكر هذه الشرايع ،ثم قال " ال يجتبي
إليه من يشاء " أي يختار " ويهدي إليه من ينيب " وهم الئمة الذين
اختارهم واجتباهم قال " :وما تفرقوا إل من بعد ما جائهم العلم بغيا بينهم
" قال لم يتفرقوا بجهل ولكنهم تفرقوا لما جائهم العلم وعرفوه ،فحسد
بعضهم بعضا وبغى بعضهم على بعض ،لما رأوا من تفاضل أمير المؤمنين
عليه السلم بأمر ال فتفرقوا في المذاهب وأخذوا بالراء والهواء .ثم قال
عزوجل " :ولول كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم " قال:
لول أن ال قد قدر ذلك أن يكون في التقدير الول ،لقضي بينهم إذا اختلفوا
وأهلكهم ولم ينظرهم ،ولكن أخرهم إلى أجل مسمى " وإن الذين اورثوا
الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب " كناية عن الذين نقضوا أمر رسول
ال صلى ال عليه وآله ،ثم قال " :فلذلك فادع " يعني لهذه المور والذي
تقدم ذكره وموالة أمير المؤمنين " واستقم كما امرت " .قال :فحدثني
أبي ،عن علي بن مهزيار ،عن بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال عليه
السلم ،في قول ال " أن أقيموا الدين " قال المام " :ول تفرقوا فيه "
كناية عن أمير المؤمنين ثم قال " :كبر على المشركين ما تدعوهم إليه "
من أمر ولية علي " ال يجتبي إليه من يشاء " كناية عن علي عليه
السلم " ويهدي إليه من ينيب " ثم قال " :فلذلك فادع " يعني إلى ولية
أمير المؤمنين عليه السلم " ،ول تتبع أهوائهم فيه " وقل آمنت بما أنزل
ال من كتاب وامرت لعدل بينكم ال ربنا وربكم " إلى قوله " و إليه
المصير ).(1
][329
) * 27باب( * * " )دعائم السلم واليمان( * * " )وشعبهما وفضل السلم( "
* - 1كا :عن الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن الوشاء ،عن أبان بن
عثمان عن الفضيل ،عن ابي حمزة ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :بني
السلم على خمس :على الصلة والزكاة والصوم والحج والولية ،ولم
يناد بشئ كما نودي بالولية ) - 2 .(1كا :عن أبي علي الشعري ،عن
الحسن بن علي الكوفي ،عن عباس ابن عامر ،عن أبان ،عن الفضيل عنه
عليه السلم مثله وزاد في آخره فأخذ الناس بأربع و تركوا هذه ،يعني
الولية ) - 3 .(2سن :عن ابن محبوب ،عن أبي حمزة مثله بتقديم الحج
على الصوم إلى قوله ما نودي بالولية ،ثم قال :وزاد فيها عباس بن
عامر :وأخذ الناس بأربع إلى آخره ) .(3بيان " :بني السلم على خمس
" يحتمل أن يكون المراد بالسلم الشهادتين وكأنهما موضوعتان على
هذه الخمسة ،ل تقومان إل بها ،أو يكون المراد بالسلم اليمان ،وبالبناء
عليها كونها أجزاءه وأركانه فحينئذ يمكن أن يكون المراد بالولية ما
يشمل الشهادتين أيضا ،أو يكون عدم ذكرهما للظهور وأما ذكر الولية
التي هي من العقائد اليمانية مع العبادات الفرعية ،مع تأخيرها عنها ،إما
للمماشاة مع العامة ،أو المراد بها فرط المودة والمتابعة اللتان هما من
مكملت اليمان أو المراد بالربع العتقاد بها ،والنقياد لها ،فتكون من
اصول الدين لنها
) 1و (4ج 2ص (3) .18المحاسن ص 286وقد مر مثله في الباب 26تحت
الرقم.(*) 1 :
][330
من ضرورياته ،وإنكارها كفر ،والول أظهر " كما نودي بالولية " أي في يوم
الغدير أو في الميثاق وهو بعيد " والولية " بالكسر المارة وكونه أولى
بالحكم و التدبير ،وبالفتح المحبة والنصرة وهنا يحتملهما - 4 .كا :عن
علي بن إبراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن يونس ،عن عجلن أبي صالح
قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :أوقفني على حدود اليمان ،فقال:
شهادة أن ل إله إل ال ،وأن محمدا رسول ال ،والقرار بما جاء من عند
ال ،وصلة الخمس ،وأداء الزكاة ،وصوم شهر رمضان ،وحج البيت،
وولية ولينا ،و عداوة عدونا ،والدخول مع الصادقين ) .(1توضيح" :
حدود اليمان " هنا أعم من أجزائه وشرائطه ومكملته " و القرار بما
جاء من عند ال " المرفوع في جاء راجع إلى الموصول ،وفي بعض
النسخ " جاء به " ،فالمرفوع للنبي صلى ال عليه وآله والمراد القرار
إجمال قبل العلم ،وتفصيل بعده كما سيأتي إنشاء ال " والدخول مع
الصادقين " متابعة الئمة الصادقين في جميع القوال والفعال ،أي
المعصومين كما قال سبحانه " وكونوا مع الصادقين " ) (2وقد مر الكلم
فيه في كتاب المامة ) - 5 .(3كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن
محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن ابن العرزمي ،عن أبيه ،عن الصادق
عليه السلم :قال :أثافي السلم ثلثة الصلة و الزكاة والولية ،ل تصح
واحدة منهن إل بصاحبتيها ) .(4بيان " :الثافي " جمع الثفية بالضم
والكسر وهي الحجار التي عليها القدر وأقلها ثلثة وإنما اقتصر عليها
لنها أهم الجزاء ،ويدل على اشتراط قبول كل منها بالخريين ،ول ريب
في كون الولية شرطا لصحة الخريين - 6 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن
أحمد بن محمد ،عن علي بن النعمان ،عن ابن مسكان ،عن سليمان بن
خالد ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :أل أخبرك بأصل السلم
) 1و (4الكافي ج (2) .18 :2براءة (3) .119 :راجع ج 24ص 30الباب 26
من كتاب المامة )*(.
][331
وفرعه وذروة سنامه ؟ قلت :بلى جعلت فداك ،قال :أما أصله فالصلة ،وفرعه
الزكاة ،وذروة سنامه الجهاد ثم قال :إن شئت أخبرتك بأبواب الخير قلت:
نعم جعلت فداك ،قال :الصوم جنة من النار والصدقة تذهب بالخطيئة،
وقيام الرجل في جوف الليل يذكر ال ثم قرأ " تتجافى جنوبهم عن
المضاجع " ) .(1ين :عن علي بن النعمان مثله إلى قوله الجهاد وفي
الموضعين وسنامه .توضيح " :وذروة سنامه " الضافة بيانية أو لميه
إذ للسنام الذي هو ذروة البعير ذورة أيضا هي أرفع أجزائه ،وإنما صارت
الصلة أصل السلم لنه بدونها ل يثبت على ساق ،والزكاة فرعه لنه
بدونها ل تتم ،والجهاد ذروة سنامه لنه سبب لعلوه وارتفاعه ،وقيل :لنه
فوق كل بر ،كما ورد في الخبر .وذكر من البواب التي تفتح الخيرات
الجليلة على صاحبها ثلثة :أحدها الصوم أي الواجب أو العم لنه جنة
من النار ومما يؤدي إليها من الشهوات وثانيها الصدقة الواجبة أو العم
فانها تكفر الخطايا وتذهبها ،وثالثها صلة الليل لمدحه سبحانه فاعلها
بقوله " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " حيث حصر اليمان فيهم أول ثم
مدحهم بما مدحهم به ثم عظم وأبهم جزاءهم حيث قال " :إنما يؤمن
بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خر سجدا وسبحوا بحمد ربهم ول يستكبرون *
تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم
ينفقون * فل تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون
" وقيل :المراد بأبواب الخير الصوم فقط ،وذكر ما بعده استطرادا ول
يخفى بعده - 7 .كا :عن العدة ،عن سهل ،عن مثنى الحناط ،عن عبد ال
بن عجلن ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :بني السلم على خمس
دعائم :الولية والصلة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج )* (2
هامش( * ) (1الكافي ج 2ص 23ج 4ص 62والية في السجدة) .16 :
(2الكافي ج 2ص .(*) 21
][332
- 8كا :عن علي بن إبراهيم ،عن صالح بن السندي ،عن جعفر بن بشير ،عن
أبان ،عن الفضيل ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :بني السلم على
خمس :الولية و الصلة والزكاة والصوم والحج ولم يناد بشئ ما نودي
بالولية يوم الغدير ) - 9 .(1كا :عن الحسين بن محمد ،عن معلى بن
محمد ،عن محمد بن جمهور ،عن فضالة ابن أيوب ،عن أبي زيد الحلل،
عن عبد الحميد بن أبي العلء الزدي قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم
يقول :إن ال عزوجل فرض على خلقه خمسا فرخص في أربع ولم يرخص
في واحدة ) .(2بيان :قوله عليه السلم " :فرخص في أربع " كالتقصير
في الصلة في السفر ،وتأخيرها عن وقت الفضيلة مع العذر ،وترك كثير
من واجباتها في بعض الحيان ،أو سقوط الصلة عن الحائض والنفساء،
وعن فاقد الطهورين أيضا إن قيل به ،والزكاة عمن لم يبلغ ماله النصاب
أو مع فقد سائر الشرايط ،والحج مع فقد الستطاعة أو غيرها من
الشرائط ،والصوم عن المسافر والكيبر وذوي العطاش وأمثالهم ،بخلف
الولية فانها مع بقاء التكليف ل يسقط وجوبها في حال من الحوال،
ويحتمل أن يراد بالرخصة أنه ل ينتهي تركها إلى حد الكفر والخلود في
النار ،بخلف الولية ،فان تركها كفر ،والول أظهر - 10 .كا :عن علي
عن أبيه وعبد ال بن الصلت جميعا عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد
ال ،عن زرارة ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :بني السلم على خمسة
أشياء :على الصلة ،والزكاة ،والصوم ،والحج ،والولية ،قال زرارة:
فقلت :وأي شئ من ذلك أفضل ؟ قال :الولية أفضل لنها مفتاحهن،
والوالي هو الدليل عليهن ،قلت :ثم الذي يلي ذلك في الفضل ؟ فقال الصلة
إن رسول ال صلى ال عليه وآله قال :الصلة عمود دينكم ،قال :قلت :ثم
الذى يليها في الفضل ؟ قال :الزكاة لنها قرنها بها ،وبدأ بالصلة قبلها،
وقال رسول ال صلى ال عليه وآله :الزكاة تذهب الذنوب ،قلت:
][333
والذي يليها في الفضل ؟ قال :الحج قال ال عزوجل " :ول على الناس حج البيت
من استطاع إليه سبيل ومن كفر فان ال غني عن العالمين " ) (1وقال
رسول ال صلى ال عليه وآله :لحجة مقبولة خير من عشرين صلة
نافلة ،ومن طاف بهذا البيت طوافا أحصى فيه اسبوعه ،وأحسن ركعتيه،
غفر له ،وقال في يوم عرفة و يوم المزدلفة ما قال .قلت :فما ذا يتبعه ؟
قال :الصوم ،قلت :وما بال الصوم صار آخر ذلك أجمع ؟ قال (2) :قال
رسول ال :الصوم جنة من النار ،قال :ثم قال إن أفضل الشياء ما إذا فاتك
لم تكن منه توبة دون أن ترجع إليه فتؤديه بعينه ،إن الصلة والزكاة
والحج والولية ليس ينفع شئ مكانها دون أدائها ،وإن الصوم إذا فاتك أو
قصرت أو سافرت فيه أديت مكانه أياما غيرها ،وجزيت ذلك الذنب بصدقة
ول قضاء عليك وليس من تلك الربعة شئ يجزيك مكانه غيره .قال :ثم
قال :ذروة المر وسنامه ومفتاحه وباب الشياء ورضى الرحمان الطاعة
للمام بعد معرفته ،إن ال عزوجل يقول " من يطع الرسول فقد أطاع ال
ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا " ) (3أما لو أن رجل قام ليله وصام
نهاره ،و تصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولية ولي ال،
فيواليه ويكون جميع أعماله بدللته إليه ،ما كان له على ال حق في
ثوابه ،ول كان من أهل اليمان ثم قال :اولئك المحسن منهم يدخله ال
الجنة بفضل رحمته ) .(4سن :عن أبي طالب عبد ال بن الصلت مثله ).(5
شى :عن زرارة مثله إلى قوله يجزيك مكانه غيره ).(6
) (1آل عمران (2) .97 :وقد قال ظ ،صح (3) .النساء (4) .80 :الكافي ج 2ص
(5) .18المحاسن ص (6) ،286تفسير العياشي ج 1ص .(*) 191
][334
بيان " :الولية أفضل " ل ريب في أن الولية والعتقاد بامامة الئمة عليهم
السلم و الذعان بها من جملة اصول الدين ،وأفضل من جميع العمال
البدنية " لنها مفتاحهن " أي بها تفتح أبواب معرفة تلك المور،
وحقائقها وشرائطها وآدابها أو مفتاح قبولهن " والوالي " أي المام
المنصوب من قبل ال هو الدليل عليهن يدل النسا من قبل ال على وجوبها
وآدابها وأحكامها و " العمود " الخشبة التي يقوم عليها البيت ،ويمكن أن
يكون عليه السلم شبه الدين بالفسطاط وأثبت العمود له على المكنية
والتخييلية ،فإذا زال العمود ل ينتفع بالفسطاط ل بغشائه ول بطنبه ول
بوتده فكذلك مع ترك الصلة ل ينتفع بشئ من أجزاء الدين كما صرح به
في أخبار اخر والمراد بالصلة :المفروضة أو الخمس كما في بعض
الخبار ،صرح بها لنه قرنها بها ،استدل على أن فضل الزكاة بعد الصلة،
وقبل غيرها بمجموع مقارنتهما في الذكر مع البداءة بذكر الصلة ،ثم أكد
الجزء الخير بذكر الحديث ،و ليس هو دليل تاما على الفضلية ،لن الحج
أيضا يذهب الذنوب إل أن يقال إنه عليه السلم علم أن ال ذهاب الذي
يحصل في الزكاة أقوى مما يحصل في الحج .ثم استدل عليه السلم على
فضل الحج بتسميته سبحانه تركه كفرا وترك ذكر العقاب المترتب عليه،
وذكر الستغناء الدال على غاية السخط " من عشرين صلة نافلة " فيه
دللة على أن المراد بالصلة المفضلة في أول الخبر الفريضة ،وهذا أحد
وجوه الجمع بين الخبار المختلفة الواردة في تفضيل الصلة على الحج و
العكس ،وسيأتي تفصيله في كتاب الصلة إنشاء ال " أحصى فيه اسبوعه
" أي حفظ طوافه من غير زيادة ول نقصان ول سهو ول شك " وأحسن
ركعتيه " أي بفعلهما في وقتهما ومكانهما مع رعاية الشرايط والكيفيات
والداب المرعية فيهما " وقال في يوم عرفة ويوم المزدلفة " أي قال في
اليومين في فضل الحج وأعماله أو في فضل اليومين وأعمالهما " ما قال
" قوله " فما ذا يتبعه " وفي بعض النسخ " بما ذا يتبعه " أي الرب أو
المكلف وفي المحاسن " ثم ماذا " ول يخفى أن هذا السؤال ل فائدة فيه
ظاهرا ،لنه مع ذكر الصوم أول في العمال المعدودة وتفضيل ما سواه
][335
علم أن الصوم بعدها ،إل أن يكون ذلك تمهيدا للسؤال الثاني أو يقال :لما لم يكن
كلمه عليه السلم أول صريحا في كون تلك العمال أفضل من غيرها،
فهذا السؤال لستعلم أنه هل بين الصوم والحج عمل يكون أفضل منه.
قوله " قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله " في بعض النسخ " وقال
رسول ال " فيكون من كلم الراوي أي كيف يكون مؤخرا عنها وقد قال
رسول ال صلى ال عليه وآله فيه ذلك وعلى النسخة الخرى لعله إنما
ذكر عليه السلم حديثا في فضل الصوم دفعا لما عسى أن يتوهم السائل أنه
مما ل فضل فيه ،أو أنه قليل الجر " ،وكونه جنة من النار " لن أعظم
أسباب النار الشهوات ،والصوم يكسرها ،والظرف متعلق بجنة لتضمنه
معنى الوقاية أو الستر أو التبعيد .ثم ذكر عليه السلم للفضل قاعدة كلية،
وهو أن الفضل ما لم يقم شئ آخر مقامه ،وكأن المراد بالتوبة هنا المعنى
اللغوى بمعنى الرجوع أو اطلقت على ما ينوب مناب الشئ مجازا ،أو أنه
عليه السلم لما أطلق الذنب على الترك وإن كان لعذر أطلق على ما
يتداركه التوبة ،قوله " أو قصرت " يعني في شئ من شرائطه أو أركانه
وفي المحاسن " أو قصرت وسافرت " أي قصرت بسبب السفر .والحاصل
أنه عليه السلم أشار إلى أقسام الفوات وأحكامه إجمال ،لن الفوات إما
للعذر مثل المرض وغره ،أو التقصير أو التعمد في تركه ،أو السفر وشبهه
واللزم إما القضاء فقط أو الكفارة فقط أو هما معا ،أول هذا ول ذاك،
وتفصيله في كتب الفروع ،والغرض بيان الفرق بين الصوم والربعة
الباقية بأن الربعة ل تسقط مع الستطاعة والصوم يسقط في السفر مع
القدرة عليه وذكر السفر على المثال ،ويمكن أن يكون عدم ذكر المرض
لنه قد ينتهي إلى حال ل يقدر على الصوم فيه ومع السقوط في السفر
يؤدي مكانه أياما ،وقد يسقط القضاء أيضا كما إذا استمر مرضه إلى
رمضان آخر وكان فيه دللة على بطلن قول من قال إن فاقد الطهورين
تسقط عنه الصلة أداء وقضاء ويحتمل أن يكون ذكر الشق الول
استطرادا ويكون الغرض أن الصوم
][336
إذا فات قد يجب قضاؤه ،وقد ل يجب ويسقط أصل بخلف الربعة فانها ل تسقط
بحيث ل يجب قضاؤها فقوله " وجزيت " مقابل لقوله " أديت " أي وقد
يكون كذلك .فان قلت :صلة الحائض أيضا ليس لها قضاء قلت :هناك لم
يتعلق الوجوب بها أصل ل أداء ول قضاء ،ول بدل ،وههنا عوض عن
الصوم بشئ فيدل على أن للصوم عوضا يقوم مقامه .وذروة الشئ بالضم
والكسر أعله وسنام البعير كسحاب معروف ،ويستعار لرفع الشياء،
والمراد بالمر الدين ،وبطاعة المام انقياده في كل ما أمر ونهى ولما كان
معرفة المام مع طاعته مستلزمة لمعرفة سائر اصول الدين وفروعه،
فهي كأنها أرفع أجزائه وكالسنام بالنسبة إلى سائر أجزاء البعير،
وكالمفتاح الذي يفتح به جميع المور المغلقة ،والمسائل المشكلة ،وكالباب
لقرب الحق سبحانه ،و للوصول إلى مدينة علم الرسول صلى ال عليه
وآله " وتوجب رضى الرحمن " ول يحصل إل بها والضمير في قوله "
بعد معرفته " راجع إلى المام ،ويحتمل رجوعه إلى ال ،و الستشهاد
بالية لجميع ما ذكر أو للخير إما مبنى على أن الية إنما نزلت في ولية
الئمة عليهم السلم أو على أن طاعة المام هي بعينها طاعة الرسول :إما
لنه أمر بطاعته أو أنه نائب منابه ،فحكمه حكم المنوب عنه ،وقيل :لن
الرسول في الية شامل للمام وهو بعيد .قوله عليه السلم " :ما كان له
على ال حق " لنه ل تشمله آيات الوعد لنه إنما وعد المؤمنين الثواب
بالجنة ،وهو ليس من المؤمنين فل يستحق الثواب بمقتضى الوعد أيضا
وإن كان المؤمنون المحسنون أيضا ل يستحقون الثواب بمحض أعمالهم
لكن يجب على ال إثابتهم بمقتضى وعده " اولئك المحسن منهم " الظاهر
أنه إشارة إلى المخالفين والمراد بهم المستضعفون ،فانهم مرجون لمر
ال ولذا قال بفضل رحمته في مقابلة قوله " ما كان له على ال حق "
والحاصل أن المؤمنين لهم على ال حق لوعده ،والمستضعفون ليس لهم
على ال حق ،لنه لم يعدهم الثواب ،بل قال إما يعذبهم وإما يتوب عليهم،
فان أدخلهم الجنة فبمحض فضله ،ويحتمل أن يكون
][337
إشارة إلى المؤمنين العارفين أي إنما يدخل المؤمنين الجنة ،وإدخالهم أيضا بفضله
ل باستحقاقه والول أظهر - 11 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن
محمد ،عن صفوان بن يحيى ،عن عيسى ابن السرى أبي اليسع قال :قلت
لبي عبد ال عليه السلم :أخبرني بدعائم السلم التي ل يسع أحدا
التقصير عن معرفة شئ منها ،التي من قصر عن معرفة شئ منها فسد
عليه دينه ،ولم يقبل منه عمله ،ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه ،وقبل
منه عمله ولم يضق به مما هو فيه لجهل شئ من المور جهله ،قال:
فقال :شهادة أن ل إله إل ال ،واليمان بأن محمدا رسول ال صلى ال
عليه وآله ،والقرار بما جاء به من عند ال ،وحق في الموال الزكاة،
والولية التي أمر ال عزوجل بها ولية آل محمد صلى ال عليه وآله،
قال :فقلت له :هل في الولية شئ دون شئ فضل يعرف لمن أخذ به ؟ قال:
نعم ،قال ال عزوجل " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول
واولي المر منكم " ) (1وقال رسول ال " :من مات ول يعرف إمامه
مات ميتة جاهلية " وكان رسول ال صلى ال عليه وآله وكان عليا عليه
السلم وقال الخرون وكان معاوية ،ثم كان الحسن عليه السلم ثم كان
الحسين عليه السلم وقال الخرون :يزيد بن معاوية وحسين بن علي ول
سواء ول سواء ]ول سواء[ قال :ثم سكت ،ثم قال :أزيدك ؟ فقال له حكم
العور :نعم جعلت فداك قال :ثم كان علي بن الحسين ،ثم كان محمد بن
علي أبا جعفر ،وكانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر وهم ل يعرفون
مناسك حجهم وحللهم وحرامهم ،حتى كان أبو جعفر ،ففتح لهم وبين لهم
مناسك حجهم ،وحللهم وحرامهم ،حتى صار الناس يحتاجون إليهم من
بعد ما كانوا يحتاجون إلى الناس وهكذا يكون المر ،والرض ل تكون إل
بامام ،ومن مات ل يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ،وأحوج ما تكون إلى ما
أنت عليه إذا بلغت نفسك هذه -وأهوى بيده إلى حلقه -وانقطعت عنك
الدنيا تقول :لقد كنت على أمر حسن ).(2
][338
كا :عن أبي علي الشعري ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن صفوان ،عن عيسى بن
السري أبي اليسع ،عن أبي عبد ال عليه السلم مثله ) .(1بيان :قوله
عليه السلم " :ولم يضق به " الباء للتعدية ،و " من " في قوله " :مما
هو فيه " للتبعيض ،وهو مع مدخوله فاعل " لم يضق " أي لم يضيق
عليه المر شئ مما هو فيه ويمكن أن يقرأ لجهل بالتنوين وشئ بالرفع،
فشئ فاعل لم يضق و في بعض النسخ " فيما " مكان مما فلعل الخير فيه
متعين وفي بعض النسخ ولم يضر به فيمكن أن يقرأ على بناء المجهول و
" جهله " فعل ماض و " من " في " مما " صلة الضرر ،أو على بناء
الفاعل وجهله على المصدر فاعله و " من " ابتدائية يقال صره وضر به،
وفي رواية العياشي التية ) (2ولم يضره ما هو فيه بجهل شئ من المور
إن جهله ،وهو أصوب .وقيل :يعني لم يضق أو لم يضر به من أجل ما هو
فيه من معرفة دعائم السلم والعمل بها جهل شئ جهله من المور التي
ليست هي من الدعائم فقوله " مما هو فيه " تعليل لعدم الضيق أو
الضرر ،وقوله " لجهل شئ " تعليل للضيق أو الضرر ،وقوله " جهله "
صفة لشئ ،وقوله " من المور " عبارة عن غير الدعائم من شعائر
السلم انتهى ،ول يخفى ما فيه " وحق في الموال " إما مجرور بالعطف
على ما جاء ،والزكاة بدله ،ويكون تخصيصا بعد التعميم ،وربما يخص ما
جاء بالصلة بقرينة ذكر الزكاة وسائر الخبار المتقدمة وهو بعيد ،وإما
مرفوع بالخبرية للزكاة والزكاة مبتدأ ويمكن أن يقرأ " حق " على بناء
الماضي المجهول وعلى التقديرين الجملة معترضة للتأكيد والتبيين وإنما
لم يذكر الصلة لظهور أمرها ،فاكتفى عنها بما جاء به ،و أما رفعه
بالعطف على الشهادة كما قيل ،فهو بعيد لنه عليه السلم لم يتعرض فيه
لسائر العبادات ،بل اقتصر فيه على العتقادات ،وقيل :أراد عليه السلم
بالولية المأمور بها من ال بالكسر المارة وأولوية التصرف وبالمر بها
ما ورد فيها من الكتاب
) (1الكافي ج 2ص 19و (2) .20تفسير العياشي ج 1ص 252وسيجى تحت
الرقم .(*) 37
][339
والسنة كالية المذكورة في هذا الحديث ،وكآية " إنما وليكم ال " ) (1وحديث
الغدير وغير ذلك أقول بل الولية بالفتح بمعنى المحبة والنصرة والطاعة،
واعتقاد المامة هنا أنسب كما ل يخفى .قوله " هل في الولية شئ دون
شئ الخ " أقول :هذا الكلم يحتمل وجهين أحدهما أن يكون المراد :هل في
المامة شرط مخصوص وفضل معلوم يكون في رجل خاص من آل محمد
بعينه يقتضي أن يكون هو ولي المر دون غيره يعرف هذا الفضل لمن أخذ
به أي بذلك الفضل وادعاه وادعى المامة ،فيكون من أخذ به المام أو
يكون معروفا لمن أخذ وتمسك به وتابع إماما بسببه ،ويكون حجته على
ذلك ،فالمراد بالموصول الموالي للمام .الثاني أن يكون المراد به هل في
الولية دليل خاص يدل على وجوبها ولزومها " فضل " أي فضل بيان
وحجة ،وربما يقرأ بالصاد المهملة أي برهان فاصل قاطع يعرف هذا
البرهان لمن أخذ به أي بذلك البرهان والخذ يحتمل الوجهين ،ولكل من
الوجهين شاهد فيما سيأتي .ويمكن الجمع بين الوجهين بأن يكون قوله "
شئ دون شئ " إشارة إلى الدليل وقوله " فضل " إشارة إلى شرائط
المامة وإن كان بعيدا وحاصل جوابه عليه السلم أنه لما أمر ال تعالى
بطاعة اولي المر مقرونة بطاعة الرسول وبطاعته فيجب طاعتهم ول بد
من معرفتهم ،وقال الرسول صلى ال عليه وآله :من مات ولم يعرف إمام
زمانه أي من يجب أن يقتدى به في زمانه مات ميتة جاهلية ،والميتة
بالكسر مصدر للنوع أي كموت أهل الجاهلية على الكفر والضلل ،فدل
على أن لكل زمان إماما ل بد من معرفته ومتابعته " .وكان رسول ال
صلى ال عليه وآله " أي من كان تجب طاعته في زمن الرسول هو صلى
ال عليه وآله وكان بعده صلى ال عليه وآله عليا ،وقال آخرون مكانه
معاوية ،وإنما لم يذكر الغاصبين الثلثة تقية وإشعارا بأن القول بخلفتهم
بالبيعة يستلزم القول بخلفة مثل معاوية فاسق جاهل كافر ،وبالجملة لما
كان هذا أشنع ،خصه بالذكر
][340
مع أن بطلن خلفته يستلزم بطلن خلفتهم " .ثم كان الحسن " أي في زمن
معوية أيضا ،ثم كان المام الحسين في بعض زمن معاوية ،وبعض زمن
يزيد عليهما اللعنة " وحسين بن على ،ثانيا كأنه زيد من الرواة أو النساخ
ويؤيده عدم التكرار في رواية الكشي ) (1ويحتمل أن يكون جملة حالية
بخذف الخبر أي وحسين بن علي حي وقد يقرأ " حسين " بالتنوين فيكون
" ابن على " خبرا أو يكون ذكره أول لمقابلته عليه السلم بمعاوية وثانيا
لمقابلة بيزيد فالمعنى وقال آخرون يزيد بن معاوية والحسين معارضان،
أو الواو بمعنى مع ،ول سواء خبر مبتدأ محذوف ،وفي بعض النسخ مكرر
ثلث مرات أي علي ومعاوية ل سواء ،وحسن ومعاوية ل سواء ،وحسين
ويزيد ل سواء .والحاصل أن المر أوضح من أن يشتبه على أحد فانه ل
يريب عاقل في أنه إذا كان ل بد من إمام وتردد المر بين على ومعاوية،
فعلي عليه السلم أولى بالمامة " وكان " في الكل ناقصة ،لقوله " عليا
وأبا جعفر " ومن قال نصب أبا جعفر بتقدير أعني غفل عن ذلك ،ولكن في
قوله " كانت الشيعة " وقوله " أن يكون أبو جعفر " وقوله " حتى كان
أبو جعفر " تامة ،والمراد بالكون في الخيرين ظهور أمره ورجوع الناس
إليه وقيل كان ناقصة والظرف خبره ،والمراد بالناس في الموضعين علماء
المخالفين ورواتهم " وهكذا يكون المر " أي هكذا يكون أمر المامة
دائما مرددا بين عالم معصوم من أهل البيت بين فضله وورعه وعصمته،
وجاهل فاسق بين الجهالة والفسق من خلفاء الجور " والرض ل تكون
إل بامام " معصوم عالم بجميع ما تحتاج إليه المة ،ومن لم يعرفه مات
ميتة جاهلية ،و " أحوج " مبتدأ مضاف إلى " ما " وهي مصدرية و "
تكون " تامة ،ونسبة الحاجة إلى المصدر مجاز ،والمقصود نسبة الحاجة
إلى فاعل المصدر باعتبار بعض أحوال وجوده و " إلى " متعلق بأحوج،
و " ما " موصولة وعبارة عن التصديق بالولية ،وإذا ظرف ،وهو خبر
أحوج " وأهوى " كلم الراوى وقع بين كلمه عليه السلم - 12 .كا :عن
على ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال
][341
عن أبيه عليهما السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :اليمان له أركان
أربعة :التوكل على ال ،وتفويض المر إلى ال ،والرضا بقضاء ال،
والتسليم لمر ال عزوجل ) .(1بيان " :له أركان أربعة " لعدم استقرار
اليمان وثباته إل بها " ،التوكل على ال ،أي العتماد عليه في جميع
المور والمهمات وقطع النظر عن السباب الظاهرة ،وإن كان يجب
التوسل بها ظاهرا ،لكن من كمل يقينه بال وأنه القادر على كل شئ ،وأنه
المسبب للسباب ،ل يعتمد عليها بل على مسببها " ،و تفويض المر إلى
ال " أي في دفع العادي الظاهرة والباطنة ،كما فوض مؤمن آل فرعون
أمره إلى ال فوقاه ال سيئات ما مكروا ،ول ريب أن هذا وما قبله
متفرعان على قوة اليمان بال ويصيران سببا لشدة اليقين أيضا "
والرضا بقضاء ال " في الشدة والرخاء ،والعافية والبلء ،وهذا أيضا
يحصل من اليمان بكونه سبحانه مالكا لنفع العباد وضرهم ،ول يفعل بهم
إل ما هو الصلح لهم ،ويصير أيضا سببا لكمال اليقين " والتسليم لمر ال
" أي النقياد له في كل ما أمر به ونهى عنه ،ولنبيه وأوصيائه فيما صدر
عنهم من القوال والفعال كما قال سبحانه " :فل وربك ل يؤمنون حتى
يحكموك فيما شجر بينهم ثم ل يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت
ويسلموا تسليما " ومدخلية هذه الخصلة في اليمان وكماله أظهر من أن
يحتاج إلى البيان وال المستعان - 13 .كا :عن العدة ،عن أحمد بن محمد،
عن عبد العظيم بن عبد ال الحسني عن أبي جعفر الثاني ،عن أبيه ،عن
جده عليهم السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :إن ال خلق السلم ،فجعل له عرصة ،وجعل له
نورا ،وجعل له حصنا ،وجعل له ناصرا :فأما عرصته فالقرآن ،وأما نوره
فالحكمة ،وأما حصنه فالمعروف ،وأما أنصاره فأنا وأهل بيتي وشعيتنا،
فأحبوا أهل بيتي وشيعتهم وأنصارهم فانه لما اسري بي إلى السماء الدنيا
فنسبني جبرئيل عليه السلم لهل السماء استودع ال حبي وحب أهل بيتي
وشيعتهم في قلوب الملئكة فهو عندهم وديعة إلى يوم القيامة ،ثم هبط بي
إلى أهل الرض ،فنسبني إلى أهل الرض فاستودع ال حبي وحب أهل
بيتي وشيعتهم
][342
في قلوب مؤمني امتي ،فمؤمنو امتي يحفظون وديعتي في أهل بيتي إلى يوم
القيامة أل فلو أن الرجل من امتي عبد ال عزوجل عمره أيام الدنيا ثم لقي
ال عزوجل مبغضا لهل بيتي وشيعتي ما فرج ال صدره إل عن نفاق )
- 14 .(1بشا :عن محمد بن علي بن عبد الصمد ،عن أبيه ،عن جده ،عن
أحمد بن محمد بن عباد الرازي ،عن عبد العظيم مثله إل أن فيه فهبط بي
إلى الرض ونسبني لهل الرض إلى قوله :في قلوب أهل الرض إلى
قوله :عدة أيام الدنيا إلى قوله :ما فرج ال قلبه إل عن النفاق ).(2
توضيح " :فجعل له عرصة " العرصة كل بقعة بين الدور واسعة ،ليس
فيها بناء والظاهر أنه عليه السلم شبه السلم برجل ل بدار كما زعم،
وشبه القرآن بعرصة يجول السلم فيه ،وشبه الحكمة والعلوم الحقة
بسراج ونور يستنير به السلم أو يبصر به صاحبه ،فان بالعلم يظهر
حقائق السلم وأوامره ونواهيه و أحكامه " وأما حصنه فالمعروف " أي
الحسان أو ما عرف بالعقل والشرع حسنه كما هو المراد في المر
بالمعروف ،فانه بكل من المعنيين يكون سببا لحفظ السلم وبقائه ،وعدم
تطرق شياطين النس والجن للخلل فيه ،أو المراد به المر بالمعروف
فالتشبيه أظهر .وأما كونهم عليهم السلم وشيعتهم أنصار السلم فهو
ظاهر ،وغيرهم يخربون السلم ويضيعونه " فنسبني " أي ذكر نسبي أو
وصفني وذكر نبوتي ومناقبي وأما ذكر نسبه لهل الرض فباليات التي
أنزلها فيه ،وفي أهل بيته ،ويقرؤها الناس إلى يوم القيامة ،أو ذكر فضله
ونادى به بحيث سمع من في أصلب الرجال وأرحام النساء ،كنداء إبراهيم
عليه السلم بالحج ،وقيل لما وجبت الصلوات الخمس في المعراج فلما
هبط صلى ال عليه وآله علمها الناس ،وكان من أفعالها الصلة على
محمد وآله في التشهد فدلهم بذلك على أنهم أفضل الخلق ،لنه لو كان
غيرهم أفضل لكانت الصلة عليهم أوجب ،والول أظهر.
) (1الكافي ج 2ص (2) .46بشارة المصطفى ص 193وفيه :ما قدح ال قلبه ال
على النفاق )*(.
][343
" ثم لقي ال " أي عند الموت أو في القيامة ،وتفريج الصدر كناية عن إظهار ما
كان كامنا فيه على الناس في القيامة ،أو عن علمه تعالى به والول أظهر.
- 15كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن عبد ال بن القاسم ،عن
مدرك بن عبد الرحمان ،عن أبي عبد ال عليه السلم ،قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :السلم عريان فلباسه الحياء ،وزينته الوفاء،
ومروته العمل الصالح ،وعماده الورع ،ولكل شئ أساس وأساس السلم
حبنا أهل البيت ) .(1كا :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن علي بن
معبد ،عن عبد ال بن القاسم مثله ) .(2سن :عن أبيه مثله ) .(3لى :عن
العطار ،عن سعد ،عن ابن يزيد ،عن زياد القندي ،عن علي بن معبد ،عن
عبد ال بن القاسم ،عن مبارك بن عبد الرحمان ،عن أبي عبد ال ،عن
آبائه عليهم السلم مثله ) .(4بيان " :السلم عريان " شبه عليه السلم
السلم برجل والحياء بلباسه ،فكما أن اللباس يستر العورات والقبائح
الظاهرة ،فكذلك الحياء يستر القبائح والمساوي الباطنة ،ول يبعد أن يكون
المراد بالسلم المسلم من حيث إنه مسلم أو يكون إسناد العري واللباس
إليه على المجاز ،أي لباس صاحبه ،وكذا الفقرات التية تحتملهما فتفطن
" وزينته الوفاء " أي بعهود ال ورسوله وحججه وبعهود الخلق و
وعودهم ،وقيل إيفاء كل ذي حق حقه وافيا " ومروته العمل الصالح "
المروءة بالضم مهموزا وقد يخفف الهمزة ،فيشد الواو :النسانية أي
العمل بمقتضاها قال في القاموس :مروة ككرم مروءة فهو مرئ أي ذو
مروءة وإنسانية وفي المصباح
) 1و (2الكافي ج 2ص (3) .46للمحاسن ص ،286وقد مر تحت الرقم .34من
الباب 24ص (4) .281أمالى الصدوق ص ،161والظاهر أن مبارك بن
عبد الرحمان في سنده تصحيف مدرك بن عبد الرحمان كما في سائر
المصادر )*(.
][344
المروءة آداب نفسانية تحمل مراعاتها النسان على الوقوف عند محاسن الخلق
وجميل العادات ،يقال مرؤ النسان فهو مرئ مثل قرب فهو قريب أي صار
ذا مروءة وقال الجوهري :وقد يشدد فيقال مروة انتهى .والحاصل أن
العمل الصالح من لوازم السلم ،ومما يجعل السلم حقيقا بأن يسمى
إسلما كما أن المروءة من لوازم النسان ومما يصير به النسان حقيقا
بأن يسمى إنسانا أو المسلم من حيث إنه مسلم مروته العمل الصالح فل
يسمى مرءا حقيقة أو مسلما إل به " وعماده الورع " العماد بالكسر ما
يسند به ،وعماد الخيمة والسقف ما يقام به ،والحاصل أن ثبات السلم
وبقاءة واستقراره بالورع ،أي ترك المحرمات بل الشبهات أيضا كما أن
بالمعاصي يتزلزل بل يزول ،والس بالضم والساس بالفتح أصل البناء
وأصل كل شئ والساس بالكسر جمع إس والحاصل أنه كما يستقر البناء
ول يستقيم بغير أساس ،فكذلك السلم ل يتحقق ول يستقر إل بحبهم
الملزوم للقول بوليتهم وإمامتهم ،فان من أنكر حقهم فهو أعدى عدوم،
وقوله صلى ال عليه وآله " حبنا " أي حبي وحب أهل بيتي ،ويحتمل
كون الفقرة الخيرة كلم الصادق عليه السلم لكنه بعيد - 16 .نهج :قال
عليه السلم في بعض خطبه :ثم إن هذا السلم دين ال الذي اصطفاه
لنفسه ،واصطنعه على عينه ،وأصفاه خيرة خلقه ،وأقام دعائمه على
محبته .أذل الديان بعزه ،ووضع الملل برفعه ،وأهان أعداء بكرامته ،و
خذل محاديه بنصره ،وهدم أركان الضللة بركنه ،وسقى من عطش من
حياضه ،وأتاق الحياض بمواتحه ،ثم جعله ل انفصام لعروته ،ول فك
لحلقته ول انهدام لساسه ،ول زوال لدعائمه ،ول انقلع لشجرته ،ول
انقطاع لمدته ول عفاء لشرائعه ،ول جذ لفروعه ،ول ضنك لطرقه ،ول
وعوثة لسهولته ول سواد لوضحه ،ول عوج لنتصابه ،ول عصل في
عوده ،ول وعث لفجه ،ول انطفاء لمصابيحه ،ول مرارة لحلوته ،فهو
دعائم أساخ في الحق أسناخها ،وثبت لها أساسها ،وينابيع عزرت
عيونها ،ومصابيح شبت نيرانها ،ونار اقتدى بها
][345
سفارها ،وأعلم قصد بها فجاجها ،ومناهل روي بها ورادها ،جعل ال فيه منتهى
رضوانه ،وذروة دعائمه ،وسنام طاعته ،فهو عند ال وثيق الركان ،رفيع
البنيان منير البرهان ،مضئ النيران ،عزيز السلطان ،مشرف المنار ،معوز
المثار فشرفوه واتبعوه ،وأدوا إليه حقه ،وضعوه مواضعه ) .(1بيان:
الصطفاء ،الختيار أي اختاره لن يكون طريقا إلى طاعته وسبيل إلى
جنته ،والصطناع افتعال من الصنيعة وهي العطية والكرامة والحسان ،و
اصطنعه أي اختاره واتخذه صنيعة واصطنع خاتما أي أمر أن يصنع له،
وقال :بعض شراح النهج :تقول اصنع لي كذا على عيني ،أي اصنعه
صنعة كالتي تصنعها وأنا حاضر أشاهدها بعيني ،فالمعنى أمر بأن يصنع
السلم كالمصنوع المشاهد للمر أي أسس قواعده على ما ينبغي ،وعلى
علم منه بدقائقه ،وقيل أي على علم منه بشرفه وفضله ،وقيل أي اختاره
أو أمر بأن يصنع حافظا له كما يقال في الدعاء بالحفظ والحياطة " :عين
ال عليك " و " على " يفيد الحال على الوجوه ،واصطفيت الشئ أي
آثرته واصطفيته الود أي أخلصته " .وأصفاه خيرة خلقه " أي آثر واختار
للبعثة به خيرة خلقه ،أو جعل خيرة خلقه خالصا لتبليغه دون غيره،
والخيرة بالكسر وكعنبة السم من الختيار ،و الدعامة بالكسر عماد البيت،
والضمير في محبته للسلم أو ل " وذلة الديان " نسخها أو المراد ذلة
أهلها ،وكذا وضع الملل ،وهو الحط ضد الرفع يحتملهما وخذله كنصره
ترك نصرته ،والمحادة المخالفة ومنع ما يجب عليك من الحد بمعنى المنع
وركن الشئ جانبه الذي يستند إليه ويقوم به ،وأركان الضللة العقائد
المضلة أو رؤساء أهل الضلل ،أو الصنام ،وركنه اصوله وقواعده أو
النبي صلى ال عليه وآله أو كلمة التوحيد ،وحياضه قوانينه أو النبي
والئمة صلوات ال عليهم ،أو العلماء أيضا وماؤها العلم والهداية ،وتئق
الحوض كفرح أي امتل وأتاقه :أمله ،والماتح المستقي الذي يستخرج
الدلو والحياض هنا المستفيدون ومواتحه الئمة الخذون
) (1نهج البلغة ط عبده ج 1ص 433تحت الرقم 196من الخطب )*(.
][346
][347
بين جبلين ،والمنهل المشرب والموضع الذي فيه المشرب ،وروي كرضي ،ضد
العطش والوراد :الذين يردون الماء ضد الصادرين وذروة الشئ بالضم
والكسر أعله ،وكذلك السنام كسحاب مأخوذ من سنام البعير ،والوثيق
المحكم الثابت وركن الشئ بالضم جانبه والبنيان ما يبنى ومصدر بنيت
الدار وغيره ،والبرهان الحجة ،والعزة القوة والغلبة وضد الذلة،
والسلطان يحتمل الحجة والسلطنة وأشرف الموضع أي ارتفع ،وأعوزه
الشئ أي احتاج إليه فلم يقدر عليه وأعوز فلن إذا افتقر وأعوزه الدهر أي
أحوجه .وثار الغبار :هاج وسطع ،وثار به الناس :وثبوا عليه ،وثار فلن
إلى الشر أي نهض ،والمثار الموضع والمصدر قيل :أي يعجز الناس
إثارته وإزعاجه لقوته وثباته ،وقال بعضهم :أي يعجز الخلق إثارة دفائنه
وما فيه من كنوز الحكمة ول يمكنهم استقصاؤها وروى بعض " معوز
المثال " باللم أي يعجز الخلق عن التيان بمثله " .فشرفوه " أي عدوه
شريفا واعتقدوه كذلك ،وكذلك عظموه ،وأداء حقه التباع الكامل ،ووضعه
مواضعه :الكف عن تغيير أحكامه والعلم بمرتبته ومقداره الذي جعله ال
له ،أو العمل بجميع ما تضمنه من الوامر والنواهي - 17 .نهج :الحمد ل
الذي شرع السلم فسهل شرائعه لمن ورده ،وأعز أركانه على من غالبه،
فجعله أمنا لمن علقه ،وسلما لمن دخله ،وبرهانا لمن تكلم به ،وشاهدا
لمن خاصم به ،ونورا لمن استضاء به ،وفهما لمن عقل ،ولبا لمن تدبر،
وآية لمن توسم ،وتبصرة لمن عزم ،وعبرة لمن اتعظ ،ونجاة لمن صدق،
وثقة لمن توكل ،وراحة لمن فوض ،وجنة لمن صبر ،فهو أبلج المناهج،
واضح الوليج ،مشرف المنار ،مشرق الجوار ،مضئ المصابيح ،كريم
المضمار ،رفيع الغاية ،جامع الحبلة ،متنافس السبقة ،شريف الفرسان،
التصديق منهاجه والصالحات مناره ،والموت غايته ،والدنيا مضماره،
والقيامة حلبته ،والجنة سبقته ).(1
) (1نهج البلغة ط عبده ج 1ص 219تحت الرقم 104من الخطب )*(.
][348
وقال رضي ال عنه في موضع آخر :وسئل عليه السلم عن اليمان فقال :اليما
على أربع دعائم :على الصبر ،واليقين ،والعدل ،والجهاد ،فالصبر منها
على أربع شعب :على الشوق ،والشفق ،والزهد ،والترقب ،فمن اشتاق
إلى الجنة سل عن الشهوات ومن أشفق من النار اجتنب المحرمات ،ومن
زهد في الدنيا استهان بالمصيبات ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات.
واليقين منها على أربع شعب :على تبصرة الفطنة ،وتأول الحكمة،
وموعظة العبرة ،وسنة الولين ،فمن تبصر في الفطنة تبينت له الحكمة،
ومن تبينت له الحكمة عرف العبرة ،ومن عرف العبرة فكأنما كان في
الولين .والعدل منها على أربع شعب :على غائص الفهم ،وغور العلم،
وزهرة الحكم ورساخة الحلم ،فمن فهم علم غور العلم ومن علم غور العلم
صدر عن شرايع الحكم ومن حلم لم يفرط في أمره وعاش في الناس
حميدا .والجهاد منها على أربع شعب :على المر بالمعروف ،والنهي عن
المنكر ،و الصدق في المواطن ،وشنآن الفاسقين ،فمن أمر بالمعروف شد
ظهور المؤمنين ،ومن نهى عن المنكر أرغم انوف المنافقين ،ومن صدق
في المواطن قضى ما عليه ،ومن شنئ الفاسقين وغضب ل غضب ال له
وأرضاه يوم القيامة ) .(1والكفر على أربع دعائم :على التعمق ،والتنازع،
والزيغ ،والشقاق ،فمن تعمق لم ينب إلى الحق ،ومن كثر نزاعه بالجهل
دام عماه عن الحق ،ومن زاغ ساءت عنده الحسنة وحسنت عنده السيئة،
وسكر سكر الضللة ،ومن شاق وعرت عليه طرقه وأعضل عليه أمره
وضاق مخرجه .والشك على أربع شعب :على التماري ،والهول ،والتردد،
والستسلم فمن جعل المراء ديدنا لم يصبح ليله ،ومن هاله ما بين يديه
نكص على عقبيه ومن تردد في الريب وطئته سنابك الشياطين ،ومن
استسلم لهلكة الدنيا و
) (1نهج البلغة ط عبده ج 2ص ،150تحت الرقم 30من الحكم )*(.
][349
الخرة هلك فيهما ) .(1ثم قال رضي ال عنه :وبعد هذا كلم تركنا ذكره خوف
الطالة والخروج عن الغرض المقصود في هذا الكتاب .وقال رحمه ال في
موضع آخر :وسأله عليه السلم رجل أن يعرفه ما اليمان ؟ فقال :إذا كان
غد فأتني حتي اخبرك على أسماع الناس ،فان نسيت مقالتي حفظها عليك
غيرك ،فان الكلم كالشاردة يثقفها هذا ويخطئها هذا ،وقد ذكرنا ما أجابه
به فيما تقدم من هذا الباب وهو قوله عليه السلم :اليمان على أربع شعب
) .(2بيان :أقول إنما أوردنا هذه الفصول متصلة لما يظهر من سائر
الروايات اتصالها ،وإنما فرقها وحذف أكثرها على عادته قدس سره
وأخرنا شرح ما أورده منها إلى ذكر سائر الروايات لكونها أجمع وأفيد،
وسنشير إلى الختلف بينها وبينها قوله " فإذا كان غد " كان ههنا تامة
أي إذا حدث غد ووجد ،وتقول إذا كان غدا فأتني بالنصب باعتبار آخر إي
إذا كان الزمان غدا أي موصوفا بأنه الغد ،ومن النحويين من يقدره إذا
كان الكون غدا لن الفعل يدل على المصدر ،والكون هو التجدد والحدوث،
والشاردة النافرة " ،وثقفه " كعلمه أي صادفه أو أخذه أو ظفر به و "
يخطئها " أي ل يدركها ول يفهمها أول يحفظها وينساها - 18 .كا :عن
علي بن إبراهيم ،عن أبيه ; ومحمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن
عيسى ; وعدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن خالد جميعا عن
الحسن بن محبوب عن يعقوب السراج ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه
السلم وبأسانيد مختلفة ،عن الصبغ ابن بناته قال :خطبنا أمير المؤمنين
عليه السلم في داره -أو قال في القصر -ونحن مجتمعون ثم أمر صلوات
ال عليه فكتب في كتاب وقرئ على الناس ; وروى غيره أن ابن الكوا
سأل أمير المؤمنين عليه السلم عن صفة السلم واليمان والكفر والنفاق
فقال :أما بعد فان ال تبارك وتعالى شرع السلم ،وسهل شرايعه لمن
ورده ،و
) (1نهج البلغة ط عبده ج 2ص ،151تحت الرقم 31من الحكم (2) .نهج
البلغة ط عبده ج 2ص ،208تحت الرقم 266من الحكم )*(.
][350
أعز أركانه لمن جأر به ،وجعله عزا لمن توله ،وسلما لمن دخله ،وهدى لمن ائتم
به ،وزينة لمن تجلله ،وعذرا لمن انتحله ،وعروة لمن اعتصم به ،وحبل
لمن استمسك به ،وبرهانا لمن تكلم به ،ونورا لمن استضاء به ،وشاهدا
لمن خاصم به ،وفلجا لمن حاج به ،وعلما لمن وعاه ،وحديثا لمن روى،
وحكما لمن قضى ،وحلما لمن جرب ،ولباسا لمن تدبر ) (1وفهما لمن
تفطن ،ويقينا لمن عقل ،وبصيرة لمن عزم ،وآية لمن توسم ،وعبرة لمن
اتعظ ،ونجاة لمن صدق ،وتؤدة لمن أصلح ،وزلفى لم اقترب ،وثقة لمن
توكل ،ورجاء لمن فوض ،وسبقة لمن أحسن ،وخيرا لمن سارع ،وجنة
لمن صبر ،ولباسا لمن اتقى ،وظهيرا لمن رشد ،وكهفا لمن آمن ،وأمنة
لمن أسلم ،ورجاء لمن صدق وغنى لمن قنع .فذلك الحق سبيله الهدى،
ومأثرته المجد ،وصفته الحسنى ،فهو أبلج المنهاج مشرق المنار ،ذاكي
المصباح ،رفيغ الغاية ،يسير المضمار ،جامع الحلبة ،سريع السبقة ،أليم
النقمة ،كامل العدة ،كريم الفرسان .فاليمان منهاجه ،والصالحات مناره،
والفقه مصابيحه ،والدنيا مضماره والموت غايته ،والقيامة حلبته ،والجنة
سبقته ،والنار نقمته ،والتقوى عدته ،و المحسنون فرسانه ،فباليمان
يستدل على الصالحات ،وبالصالحات يعمر الفقه وبالفقه يرهب الموت،
وبالموت يختم الدنيا ،وبالدنيا تجوز القيامة ،وبالقيامة تزلف الجنة،
والجنة حسرة أهل النار ،والنار موعظة للمتقين ،والتقوى سنخ اليمان )
- 19 .(2كا :بالسناد المتقدم ) (3عن أبي جعفر عليه السلم قال سئل
أمير المؤمنين
) (1في نسخة النهج كما مر " :ولبا لمن تدبر " وهو الصحيح ،وبين النسخ كما
سيأتي من المصنف اختلفات ،والصيحح في بعض نسخة الكافي وفى
بعض نسخة النهج (2) .الكافي ج 2ص 49و (3) .50في المصدر:
بالسناد الول ،عن ابن محبوب ،عن يعقوب السراج ،عن جابر ،عن أبى
جعفر عليه السلم )*(.
][351
عليه السلم عن اليمان فقال :إن ال عزوجل جعل اليمان على أربع دعائم :على
الصبر ،واليقين ،والعدل ،والجهاد .فالصبر من ذلك على أربع شعب :على
الشوق ،والشفاق ،والزهد ،و الترقب ،فمن اشتاق إلى الجنة سل عن
الشهوات ،ومن أشفق عن النار رجع عن المحرمات ،ومن زهد في الدنيا
هانت عليه المصيبات ،ومن راقب الموت سارع إلى الخيرات .واليقين على
أربع شعب :تبصرة الفطنة ،وتأول الحكمة ،ومعرفة العبرة وسنة الولين،
فمن أبصر الفطنة عرف الحكمة ،ومن تأول الحكمة عرف العبرة ومن
عرف العبرة عرف السنة ،ومن عرف السنة فكأنما كان مع الولين
واهتدى إلى التي هي أقوم ،ونظر إلى من نجا بما نجا ،ومن هلك بما هلك،
وإنما أهلك ال من هلك بمعصيته ،وأنجا من أنجا بطاعته .والعدل على
أربع شعب غامض الفهم ،وغمر العلم ،وزهرة الحكم ،و روضة الحلم،
فمن فهم فسر جميع العلم ،ومن علم عرف شرايع الحكم ،ومن حلم لم
يفرط في أمره ،وعاش في الناس حميدا .والجهاد على أربع شعب :على
المر بالمعروف ،والنهي عن المنكر ،والصدق في المواطن ،وشنآن
الفاسقين ،فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ،ومن نهى عن المنكر
أرغم أنف المنافق ،وأمن كيده ،ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه،
ومن شئ الفاسقين غضب ل ومن غضب ل غضب ال له فذلك اليمان
ودعائمه وشعبه ) .(1جا ،ما :عن المفيد ،عن المرزباني ،عن أحمد بن
سليمان الطوسي ،عن الزبير بن بكار ،عن عبد ال بن وهب ،عن السدي،
عن عبد خير ،عن جابر السدي قال :قام رجل إلى أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب عليه السلم فسأله عن اليمان فقام عليه السلم خطيبا فقال:
الحمد ل الذي شرع السلم وساق نحوه إلى قوله غضب
][352
ل ،ومن غضب ل تعالى فهو مؤمن حقا فهذه صفة اليمان ودعائمه ،فقال له
السائل :لقد هديت يا أمير المؤمنين وأرشدت فجزاك ال عن الدين خيرا )
.(1ولنوضح هذه الرواية الشريفة مشيرا إلى اختلف النسخ في الكتب" :
أما بعد " أي بعد الحمد والصلة " فسهل شرائعه لمن ورده " الشرع
والشريعة بفتحهما ما شرع ال لعباده من الدين أي سنه وافترضه عليهم،
وشرع ال لنا كذا أي أظهره وأوضحه ،والشريعة مورد البل على الماء
الجاري وكذلك المشرعة قال الزهري ول تسميها العرب مشرعة إل إذا
كان الماء غير منقطع كماء النهار ويكون ظاهرا معينا ول يستقى منه
برشاء ،فان كان من ماء المطار فهو الكرع بفتحتين ،ووردت الماء
كوعدت إذا حضرته لتشرب ،وقيل الشريعة مورد الشاربة ويقال لما شرع
ال تعالى لعباده ،إذ به حياة الرواح كما بالماء حياة البدان " وأعز
أركانه لمن حاربه " ركن الشئ جانبه أو الجانب القوى منه ،والعز و
المنعة ،وما يتقوى به من ملك وجند وغيره ،كما يستند إلى الركن من
الحائط عند الضعف ،والعز القوة والشدة والغلبة ،وأعزه أي جعله عزيزا،
أي جعل اصوله وقواعده أو دلئله وبراهينه قاهرة غالبة منيعة قوية لمن
أراد محاربته أي هدمه وتضييعه ،وقيل محاربته كناية عن محاربة أهله
وفي بعض النسخ " جأر به " كسأل بالجيم والهمز أي استغاث به ولجأ
إليه ،وفي النهج على من غالبه أي حاول أن يغلبه ولعله أظهر ،وفي تحف
العقول ) (2على من جانبه " .وجعله عزا لمن توله " أي جعله سببا
للعزة والرفعة والغلبة لمن أحبه وجعله وليه في الدنيا من القتل والسر
والنهب والذل ،وفي الخرة من العذاب والخزي وفي مجالس الشيخ " لمن
واله " وفي النهج مكانه " فجعله أمنا لمن علقه "
) (2أمالى المفيد ،170 :أمالى الطوسى ج 1ص (2) .35راجع تحف العقول ص
- 158وسيأتى تحت الرقم 32نقل الحديث منه .وقد مر مرارا الشارة
إلى أن هذه التعليقات الواردة ههنا منقولة عن شرح المؤلف العلمة على
الكافي المسمى بمرآت العقول ،ولذلك ترى أنه قدس سره يذكر النسخة
التى لم ينقل بعد هنا )*(.
][353
أي نشب واستمسك به " وسلما لمن دخله " والسلم بالكسر كما في النهج وبالفتح
أيضا الصلح ،ويطلق على المسالم أيضا بالتحريك الستسلم ،إذ من دخله
يؤمن من المحاربة والقتل والسر " لمن تجلله " كأنه على الحذف
واليصال أي تجلل به ،أو عله السلم وظهر عليه ،أو أخذ جلله وعمدته
قال الجوهري تجليل الفرس أن تلبسه الجل ،وتجلله أي :عله ،وتجلله:
أي أخذ جلله انتهى ،و ربما يقرأ بالحاء المهملة ،ويفسر بأن جعله حلة
على نفسه ول يخفى ما فيه وفي المجالس والتحف " لمن تحلى به " وهو
أظهر " .وعذرا لمن انتحله " النتحال أخذه نحلة ودينا ،ويطلق غالبا على
ادعاء أمر لم يتصف به ،فعلى الثاني المراد أنه عذر ظاهرا في الدنيا.
ويجري به عليه أحكام المسلمين ،وإن لم ينفعه في الخرة ،والعروة من
الدلو والكوز المقبض و كل ما يتمسك به ،شبه السلم تارة بالعروة التي
في الحبل يتمسك بها في الرتقاء إلى مدارج الكمال ،والنجاة من مهاوي
الحيرة والضلل ،كما قال تعالى " :فقد استمسك بالعروة الوثقى ل انفصام
لها " ) (1وتارة بالحبل المتين يصعد بالتمسك به إلى درجات المقربين
والحبل يطلق على الرسن وعلى العهد وعلى الذمة و على المان .والكل
مناسب ،وقيل :شبهه بالعروة لن من أخذ بعروة الشئ كالكوز مثل ملك
كله ،وكذلك من تمسك بالسلم اتسولى على جميع الخيرات " .وبرهانا
لمن تكلم به " البرهان :الحجة والدليل ،أي السلم إذا أحاط النسان
باصوله وفروعه يحصل منه براهين ساطعة على من أنكرها إذ ل تحصل
الحاطة التامة إل بالعلم بالكتاب والسنة وفيهما برهان كل شئ " ونورا
لمن استضاء به " شبهه بالنور للهتداء به إلى طرق النجاه ،ورشحه
بذكر الستضاءة ).(2
) (1البقرة (2) .256 :الترشيح :من توابع الستعارة بالكناية ،وهى أن تثب احد
لوازم المشبه به للمشبه لينتقل السامع إلى حقيقة التشبيه كما في المثال
المعروف :مخالب المنية نشبت بفلن فقد شبه المنية بالسبع ،ثم اثبت
للمشبه وهو المنية أحد لوازم المشبه به وهى المخالب < )*(.
][354
" وشاهدا لمن خاصم به " إذ باشتماله على البراهين الحقة يشهد بحقيته من
خاصم به " وفلجا لمن حاج به " الفلج بالفتح الظفر والفوز كالفلج،
والسم بالضم والمحاجة المغالبة بالحجة " وعلما لمن وعاه " أي سببا
لحصول العلم وإن كان مسببا عنه أيضا في الجملة .إذ العلم به يزداد
ويتكامل و " حديثا لمن روى " أي يتضمن الحاطة بالسلم أحاديث
وأخبارا لمن أراد روايتها ،ففي الفقرة السابقة حث على الدراية وفي هذه
الفقرة حث على الرواية " وحكما لمن قضى " أي يتضمن ما به يحكم بين
المتخاصمين لمن قضى بينهما ،وفي المجالس رواه وقضى به " وحلما
لمن جرب " الحلم بمعنى العقل أو بمعنى الناة وترك السفه ،وكلهما
يحصلن باختيار السلم ،وتجربة ما ورد فيه من المواعظ والحكام،
واختصاص التجربة بالسلم لن من سفه وبادر بسبب غضب عرض له،
يلزمه في دين السلم أحكام من الحد والتعزير والقصاص من جربها
واعتبر بها تحمله التجربة على العفو والصفح وعدم النتقام ل سيما مع
تذكر العقوبات الخروية على فعلها ،والمثوبات الجليلة على تركها ،وكل
ذلك يظهر من دين السلم " .ولباسا لمن تدبر " أي لباس عافية لمن
تدبر في العواقب أو في أوامره و نواهيه ،بتقريب ما مر أو لباس زينة،
والول أظهر " وقد يقرأ تدثر " بالثاء المثلثة أي لبسه وجعله مشتمل
على نفسه كالدثار ،وهو تصحيف لطيف وفي النهج والكتابين ) (1ولبا
لمن تدبر ،واللب بالضم العقل وهو أصوب " وفهما لمن تفطن " الفهم
العلم وجودة تهيؤ الذهن لقبول ما يرد عليه ،والفطنة الحذق ،والتفطن
طلب الفطانة أو إعماله .وظاهر أن السلم والنقياد للرسول والئمة
عليهم السلم يصير سببا للعلم وجودة الذهن لمن أعمل الفطنة فيما يصدر
عنهم من المعارف والحكم
) (1بالكناية ،فيكون ذكر النشوب ترشيحا وتزيينا لهذه الستعارة ،وههنا استعير
السراج للسلم لكنه لم يذكر المشبه به الذى هو المستعار منه كما في
المثال المعروف بل كنى عنها بذكر النور الذى هو من لوازم السراج،
فيكون ذكر الستضاءة ترشيحا لها .فافهم (1) .أمالى الطوسى وأمالى
المفيد )*(.
][355
وفي المجالس " لمن فطن " " .ويقينا لمن عقل " أي يصير سببا لحصول اليقين
لمن تفكر وتدبر ،يقال عقلت الشئ عقل كضربت أي تدبرته ،وعقل كعلم
لغة فيه ،ويمكن أن يراد بمن عقل من كان من أهل العقل ،وهو قوة بها
يكون التمييز بين الحسن والقبيح وقيل :غريزة يتهيا بها النسان لفهم
الخطاب " وبصيرة لمن عزم " وفي النهج و المجالس " وتبصرة " قال
الراغب يقال لقوة القلب المدركة :بصيرة ،وبصر ،و منه " أدعو إلى ال
على بصيرة " ) (1أي على معرفة وتحقق ،وقوله " تبصرة " أي تبصيرا
وتبيينا يقال :بصرته تبصيرا وتبصرة كما يقال :ذكرته تذكيرا وتذكرة،
وقال :العزم والعزيمة عقد القلب على إمضاء المر يقال :عزمت المر
وعزمت عليه واعتزمت انتهى أي تبصرة لمن عزم على الطاعة كيف
يؤديها أو في جميع المور فان في الدين كيفية المخرج في جميع امور
الدين والدنيا ،وأيضا من كان ذا دين ل يعزم على أمر إل على وجه
البصيرة " .وآية لمن توسم " أي السلم مشتمل على علمات لمن تفرس
ونظر بنور العلم واليقين إشارة إلى قوله تعالى " إن في ذلك لليات
للمتوسمين " ) (2قال :الراغب (3) :الوسم التأثير ،والسمة الثر ،قال
تعالى " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " وقال " :تعرفهم بسيماهم
" وقوله تعالى " إن في ذلك ليات للمتوسمين " أي للمعتبرين العارفين
المتفطنين ،وهذا التوسم هو الذي سماه قوم الذكاء ،و قوم الفطنة ،وقوم
الفراسة ،وقال صلى ال عليه وآله :اتقوا فراسة المؤمن ،وقال :المؤمن
ينظر بنور ال ،وتوسمت تعرفت السمة " .وعبرة لمن اتعظ " العبرة
بالكسر ما يتعظ به النسان ويعتبره ليتسدل به على غيره ،والتعاظ قبول
الوعظ " ونجاة لمن صدق " بالتشديد ،ويحتمل التخفيف كما ورد في
الخبر من صدق نجا ،والول هو المضبوط في نسخ النهج " وتؤدة "
كهمزة
) (1يوسف (2) .108 :الحجر (3) .75 :المفردات ،524 :واليات في الفتح،29 :
البقره.(*) 273 :
][356
بالهمز " لمن أصلح " وفي القاموس :التؤدة بفتح الهمزة وسكونها الرزانة
والتأني ،وقد اتأد وتوأد ) (1وفي المصباح اتأد في مشيه على افتعل اتئادا
ترفق ولم يعجل ،وهو يمشي على تؤدة وزان رطبة ،وفيه تؤدة أي تثبت،
وأصل التاء فيها واو انتهى أي يصير السلم سبب وقار ورزانة لمن
أصلح نفسه بشرائعه وقوانينه ،أو أصلح اموره بالتأني أو يتأنى في
الصلح بين الناس أو بينه وبين الناس وفي بعض النسخ ومودة وهو
بالخير أنسب .وفي المجالس " :ومودة من ال لمن أصلح " وفي التحف
" ومودة من ال لمن صلح " أي يوده ال أو يلقي حبه في قلوب العباد
كما قال سبحانه " :إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان
ودا " ) " (2وزلفى لمن اقترب " الزلفى كحبلى القرب والمنزلة
والحظوة ،والقتراب الدنو ،وطلب القرب وكأن المعنى السلم سبب قرب
من ال تعالى لمن طلب ذلك بالعمال الصالحة التي دل عليها دين السلم
وشرائعه ،وفي بعض النسخ " لمن اقترن " أي معه ولم يفارقه ،وكأنه
تصحيف وفي المجالس والتحف " لمن ارتقب " أي انتظر الموت أو
رحمة ال ،أو حفظ شرايع الدين وترصد مواقيتها ،في القاموس الرقيب
الحافظ والمنتظر ،والحارس ورقبه انتظره كترقبه وارتقبه ،والشئ حرسه
كراقبه مراقبة ،وارتقب أشرف وعل " .وثقة لمن توكل " الثقة من يؤتمن
ويعتمد عليه ،يقال وثقت به أثق بكسرهما ثقة ووثوقا أي ائتمنته ،ووثق
الشئ بالضم وثاقة فهو وثيق أي ثابت محكم ،و توكل عليه أي فوض أمره
إليه أي السلم ثقة مأمون لمن وكل اموره إليه أي راعى في جميع المور
قوانينه ،فل يخدعه ،أو يصير السلم سببا لوثوق المرء على ال إذا توكل
عليه ويعلم به أن ال حسبه ونعم الوكيل " .ورجاء لمن فوض " أي
السلم سبب رجاء لمن فوض اموره إليه أو إلى ال
][357
على الوجهين السابقين ،وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة أي سعة عيش ،وفي
النهج والكتابين وراحة وهو أظهر " وسبقة لمن أحسن " في القاموس:
سبقه يسبقه و يسبقه تقدمه ،والفرس في الحلبة جلى ،والسبق محركة
والسبقة بالضم الخطر يوضع بين أهل السباق وهما سبقان بالكسر أي
يستبقان ) (1انتهى والظاهر هنا سبقة بالضم أي السلم متضمن لسبقة
لمن أحسن المسابقة أو لمن أحسن إلى الناس فانه من المور التي تحسن
المسابقة فيه أو لمن أحسن صحبته ،أو لمن أتى بأمر حسن فيمشل جميع
الطاعات ،ول يبعد أن يكون إشارة إلى قوله تعالى " والسابقون الولون
من المهاجرين والنصار والذين اتبعوهم باحسان " ) (2بأن يكون المعنى
اتبعوهم في الحسان " وخيرا لمن سارع " على الوجوه المتقدمة إشارة
إلى قوله سبحانه في مواضع " يسارعون في الخيرات ) " .(3وجنة لمن
صبر " الجنة بالضم الترس وكل ما وقي من سلح وغيره ،فالسلم يحث
على الصبر وهو جنة لمخاوف الدنيا والخرة ،وقيل استعار لفظ الجنة
للسلم لنه يحفظ من صبر على العمل بقواعده وأركانه من العقوبة
الدنيوية و الخروية ،وقيل جنة لمن صبر في المناظرة مع أعادي الدين "
ولباسا لمن اتقى " كأنه إشارة إلى قوله تعالى " ولباس التقوى ذلك خير
" ) (4بناء على أن المراد بلباس التقوى خشية ال ،أو اليمان ،أو العمل
الصالح ،أو الحياء الذي يكسب التقوى ،أو السمت الحسن ،وقد قيل كل
ذلك أو اللباس الذى هو التقوى ،فانه يستر الفضائح والقبائح ،ويذهبها ،ل
لباس الحرب كالدرع والمغفر واللت التي تتقى بها عن العدو كما قيل،
فالسلم سبب للبس لباس اليمان والتقوى و العمال الصالحة ،والحياء
وهيئة أهل الخير لمن اتقى وعمل بشرائعه.
) (1القاموس ج 3ص (2) .243براءة (3) .100 :آل عمران ،114 :النبياء
،90المؤمنون (4) .61 :العراف.(*) 25 :
][358
" وظهيرا لمن رشد " أي معينا لمن اختار الرشد والصلح ،في القاموس :رشد
كنصر وفرح رشدا ورشدا ورشادا اهتدى والرشد الستقامة على طريق
الحق مع تصلب فيه " وكهفا لمن آمن " الكهف كالغار في الجبل ،والملجأ
أي محل أمن من مخاوف الدنيا والعقبى ،لمن آمن بقلبه ،ل لمن أظهر
بلسانه و نافق بقلبه " ،وأمنة لمن أسلم " المنة بالتحريك المن ،وقيل:
في الية ) (1جمع كالكتبة والظاهر أن المراد بالسلم هنا النقياد التام ل
ولرسوله ولئمة المؤمنين فان من كان كذلك فهو آمن في الدنيا والخرة
من مضارهما " ورجاء لمن صدق " أي السلم باعتبار اشتماله على
الوعد بالمثوبات الخروية ،والدرجات العالية سبب لرجاء من صدق به،
ويمكن أن يقرأ بالتخفيف ،ويؤيده أن في التحف " وروحا للصادقين "
وفي بعض نسخ الكتاب أيضا روحا ومنهم من فسر الفقرتين بأن السلم
أمنة في الدنيا لمن أسلم ظاهرا وروح في الخرة لمن صدق باطنا أقول:
وكأنه يؤيده قوله تعالى " :فأما إن كان من المقربين فروح وريحان و جنة
نعيم " ) " .(2وغنى لمن قنع " أي السلم لشتماله على مدح القناعة
وفوائدها فهو يصير سببا لرضا من قنع بالقليل وغناه عن الناس ،وقيل:
لن التمسك بقواعده يوجب وصول ذلك القدر إليه كما قال عز شأنه" :
ومن يتق ال يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث ل يحتسب " ) (3ويحتمل
أن يراد به أن السلم باعتبار اشتماله على ما ل بد للنسان منه ،من
العلوم الحقة والمعارف اللهية ،والحكام الدينية يغني من قنع به عن
الرجوع إلى العلوم الحكمية ،والقوانين الكلمية ،والستحسانات العقلية،
والقياسات الفقهية وإن كان بعيدا " .فذلك الحق " أي ما وصفت لك من
صفة السلم حق أو " ذلك " إشارة إلى السلم أي فلما كان السلم
متصفا بتلك الصفات فهو الحق الثابت الذي ل يتغير
) (1آل عمران (2) .154 :الواقعة (3) .88 :الطلق.(*) 3 :
][359
أول بشوبه باطل أو ذلك هو الحق الذي قال ال تعالى " :أفمن يعلم أن ما انزل إليك
من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر اولوا اللباب " ) (1وقوله" :
سبيله الهدى " استيناف بياني آو الحق صفة لسم الشارة ،وسبيله
الهدى خبره أي هذا الدين الحق الذي عرفت فوائده وصفاته سبيله الهدى
كما قيل في قوله سبحانه " اولئك على هدى من ربهم " ) (2وكأنه إشارة
إليه أيضا ،والمراد بالهدى الهداية الربانية الموصلة إلى المطلوب" .
ومأثرته المجد " المأثرة بفتح الميم وسكون الهمزة وضم الثاء وفتحها
وفتح الراء :واحدة المآثر وهي المكارم من الثر ،وهو النقل والرواية
لنها تؤثر و تروى ،وفي القاموس المكرمة المتوارثة .والمجد نيل الكرم
والشرف ،ورجل ماجد أي كريم شريف ،ويطلق غالبا على ما يكون بالباء
فكأن المعنى أنه يصير سببا لمجد صاحبه حتى يسري في أعقابه أيضا "
وصفته الحسنى " أي موصوف بأنه أحسن الخلق والحوال والعمال،
وفي المجالس بعد قوله " وجنة لمن صبر " الحق سبيله ،والهدى صفته،
والحسنى مأثرته " .فهو أبلج المنهاج " في القاموس بلج الصبح أضاء
وأشرق كابتلج وتبلج وأبلج و كل متضح أبلج ،والنهج والمنهج والمنهاج:
الطريق الواضح وأنهج :وضح وأوضح وفي النهج بعده " أوضح الولئج
" أي المداخل " مشرق المنار " المنار جمع منارة و هي العلمة توضع
في الطريق ،وكأنها سميت بذلك لنهم كانوا يضعون عليها النار لهتداء
الضال في الليل ،وفي القاموس المنارة والصل منورة موضع النور
كالمنار والمسرجة والمأذنة ،والجمع مناور ،ومنائر ،والمنار العلم انتهى،
وفي النهج " مشرف " بالفاء أي العالي وبعده " مشرق الجواد " جمع
الجادة و " ذاكي المصباح " وفي النهج والكتابين " مضئ المصابيح "
وفي القاموس ذكت النار واستذكت اشتد لهبها ،وهي ذكية ،وأذكاها
وذكاها أوقدها " رفيع الغاية " الغاية منتهى السباق أو الراية المنصوبة
في آخر المسافة ،وهي خرقة تجعل على قصبة وتنصب في آخر
][360
المدى ،يأخذها السابق من الفرسان وكأن الرفعة كناية عن الظهور كما ستعرف
وقيل :هو من قولهم رفع البعير في مسيره بالغ أي يرفع إليها " .يسر
المضمار " في النهاية تضمير الخيل هو أن تضامر عليها بالعلف ،حتى
يسمن ،ثم ل تعلف إل قوتا لتخف ،وقيل :تشد عليها سروجها وتجلل
بالجلة حتى تعرق فيذهب رهلها ) (1ويشتد لحمها ،وفي حديث حذيفة "
اليوم مضمار وغدا السباق " أي اليوم العمل في الدنيا للستباق في الجنة،
والمضمار الموضع الذي تضمر فيه الخيل ،ويكون وقتا لليام التي تضمر
فيها ،وفي القاموس المضمار :الموضع الذي يضمر فيه الخيل ،وغاية
الفرس في السباق انتهى ،والحاصل أن المضمار يطلق على موضع
تضمير الفرس للسباق وزمانه ،وعلى الميدان الذي يسابق فيه .شبه عليه
السلم أهل السلم بالخيل التي تجمع للسباق ،ومدة عمر الدنيا بالميدان
الذي يسابق فيه ،والموت بالعلم المنصوب في نهاية الميدان ،فان ما
يتسابق فيه من العمال الصالحة إنما هو قبل الموت ،والقيامة موضع
تجمع فيه الخيل بعد السباق ليأخذ السبقة من سبق بقدر سبقه ،ويظهر
خسران من تأخر ،والجنة بالسبقة ،و النار بما يلحق المتأخر من الحرمان
والخسران ،أو شبه عليه السلم الدنيا بزمان تضمير الخيل أو مكانه،
والقيامة بميدان المسابقة ،فمن كان تضميره في الدنيا أحسن ،كانت سبقته
في الخرة أكثر ،كما ورد التشبيه كذلك في قوله عليه السلم في خطبة
اخرى " :أل وإن اليوم المضمار ،وغدا السباق ،والسبقة الجنة ،والغاية
النار " ) (2ولكن ينافيه ظاهرا قوله " :والموت غايته " إل أن يقال:
المراد بالموت ما يلزمه من دخول الجنة أو النار ،إشارة إلى أن آثار
السعادة والشقاوة الخروية تظهر عند الموت كما ورد " ليس بين أحدكم
وبين الجنة والنار إل الموت " وعلى التقديرين المراد بقوله " :يسير
المضمار " قلة مدته وسرعة ظهور السبق وعدمه :أو سهولة قطعه و
عدم وعورته أو سهولة التضمير فيه وعدم صعوبته لقصر المدة وتهيئى
السباب من
) (1الرهل :محركة :استرخاء اللحم ،والرخاوة مع انتفاخ (2) .تحت الرقم 28من
خطب النهج )*(.
][361
ال تعالى .وفي " النهج " :كريم المضمار " فكأن كرمه لكونه جامعا لجهات
المصلحة التي خلق لجله ،وهي اختبار العباد بالطاعات ،وفوز الفائزين
بأرفع الدرجات ،ول ينافي ذلك ما ورد في ذم الدنيا ،لنه يرجع إلى ذم من
ركن إليها وقصر النظر عليها ،كما بين عليه السلم ذلك في خطبة نوردها
في باب ذم الدنيا إنشاء ال " .جامع الحلبة " الحلبة بالفتح خيل تجمع
للسباق من كل أوب أي ناحية ،ل تخرج من اصطبل واحد ،ويقال للقوم إذا
جاؤا من كل أوب للنصرة قد أحلبوا وكون الحلبة جامعة عدم خروج أحد
منها أو المراد بالحلبة محلها وهو القيامة كما سيأتي فالمراد أنه يجمع
الجميع للحساب ،كما قال تعالى " :ذلك يوم مجموع له الناس " )" .(1
سريع السبقة " السبقة بالفتح كما في النهج أي يحصل السبق سريعا في
الدنيا للعاملين ،أو في في القيامة إلى الجنة ،أو بالضم أي يصل إلى
السابقين عوض السباق وهو الجنة سريعا لن مدة الدنيا قليلة وهو أظهر،
وفي النهج والمجالس والتحف " متنافس السبقة " فالضم أصوب ،وإن
كان المضبوط في نسخ النهج بالفتح ،والتنافس الرغبة في الشئ النفيس
الجيد في نوعه " أليم النقمة " أي مولم انتقام من تأخر في -المضمار،
لنه النار " .كامل العدة " العدة بالضم والشد ما أعددته وهيأته من مال أو
سلح أو غير ذلك مما ينفعك يوما ما ،والمراد هنا التقوى وكماله ظاهر "
كريم الفرسان " وفي النهج " شريف الفرسان " والفرسان بالضم جمع
فارس كالفوارس .ثم فسر صلوات ال عليه ما أبهم من المور المذكورة
فقال " :فاليمان منهاجه " هذا ناظر إلى قوله " أبلج المنهاج " أي
المنهاج الواضح للسلم هو التصديق القلبي بال وبرسوله وبما جاء به،
والبراهين القاطعة الدالة عليه ،وفي النهج و غيره " فالتصديق منهاجه "
وهو أظهر " والصالحات مناره " ناظر إلى قوله " :مشرق
][362
المنار " شبه العمال الصالحة والعبادات الموظفة ،بالعلم والمنائر التي تنصب
على طريق السالكين لئل يضلوا فمن اتبع الشريعة النبوية وأتى بالفرائض
والنوافل يهديه ال للسلوك إليه ،وبالعمل يقوى إيمانه ،وبقوة اليمان
يزداد عمله ،و كلما وصل إلى علم يظهر له علم آخر ،ويزداد يقينه بحقية
الطريق إلى أن يقطع عمره ،ويصل إلى أعل درجات كماله بحسب قابليته
التي جعلها ال له ،أو شبه اليمان بالطريق ،والعمال بالعلم ،فكما أن
بسلوك الطريق تظهر العلم فكذلك بالتصديق بال ورسله وحججه عليهم
السلم تعرف العمال الصالحة ،وقيل :العمال الصالحة علمات لسلم
المسلم ،وبها يستدل على إيمانه ول يتم حينئذ التشبيه " .والفقه مصابيحه
" الفقه العلم بالمسائل الشرعية أو العم ،وبه يرى طريق السلوك إلى ال
وأعلمه ،وهو ناظر إلى قوله " ذاكي المصباح " إذ علوم الدين وشرايعه
ظاهرة واضحة للناس بالنبياء والوصياء عليهم السلم وبما أفاضوا
عليهم من العلوم الربانية " .والدنيا مضماره " قال ابن أبي الحديد(1) :
كأن النسان يجري في الدنيا إلى غاية الموت وإنما جعلها مضمار السلم،
لن السلم يقطع دنياه ل لدنياه بل لخرته ،فالدنيا كالمضمار للفرس إلى
الغاية المعينة " والموت غايته " قد عرفت وجه تشبيه الموت بالغاية،
وقال ابن أبي الحديد :أي إن الدنيا سجن المؤمن و بالموت يخلص من ذلك
السجن ،وقال ابن ميثم ) (2إنما جعل الموت غاية أي الغاية القريبة التي
هي باب الوصول إلى ال تعالى ،ويحتمل أن يريد بالموت موت الشهوات
فانها غاية قريبة للسلم أيضا وهذا ناظر إلى قوله رفيع الغاية ،وفي سائر
الكتب هذه الفقرة مقدمة على السابقة ،فالنشر على ترتيب اللف ،وعلى ما
في الكتاب يمكن أن يقال لعل التأخير هنا لجل أن ذكر الغاية بعد ذكر
المضمار أنسب بحسب الواقع ،والتقديم سابقا باعتبار الرفعة والشرف،
وأنها الفائدة المقصودة ،فاشير
) (1شرح النهج لبن أبى الحديد ج 2ص (2) .220شرح النهج لبن ميثم ص
.(*) 260
][363
إلى الجهتين الواقعيتين بتغيير الترتيب " .والقيامة حلبته " أي محل اجتماع الحلبة
إما للسباق أو لحيازة السبقة كما مر وإطلق الحلبة عليها من قبيل تسمية
المحل باسم الحال ،وقال ابن أبي -الحديد :حلبته أي ذات حلبته ،فحذف
المضاف كقوله تعالى " :هم درجات عند ال " ) (1أي ذووا درجات "
والجنة سبقته " في أكثر نسخ النهج سبقته بالفتح فلذا قال الشراح :أي
جزاء سبقته ،فحذف المضاف والظاهر سبقته بالضم فل حاجة إلى تقدير
كما عرفت " والنار نقمته " أي نصيب من تأخر ولم يحصل له استحقاق
للسبقة أصل النار زائدا عن الحسرة والحرمان " والتقوى عدته " ناظر
إلى قوله " كامل العدة " لن التقوى تنفع في أشد الهوال وأعظمها وهو
القيامة ،كما أن العدة من المال و غيره تنفع صاحبها عند الحاجة إليها "
والمحسنون فرسانه " لنهم بالحسان و الطاعات يتسابقون في هذا
المضمار " .فباليمان يستدل على الصالحات " إذ تصديق ال ورسوله
وحججه يوجب العلم بحسن العمال الصالحة وكيفيتها من واجبها وندبها،
وقيل :لن اليمان منهج السلم وطريقه ،ول بد للطريق من زاد يناسبه،
وزاد طريق السلم هو الخلق والعمال الصالحة ،فيدل اليمان عليها
كدللة السبب على المسبب وقيل :أي يستدل بوجوده في قلب العبد على
ملزمته لها انتهى ،وكأنه حمل الكلم على القلب وإل فل معنى للستدلل
بالمر المخفي في القلب على المر الظاهر نعم يمكن أن يكون المعنى أن
باليمان يستدل على صحة العمال وقبولها فانه ل تقبل أعمال غير
المؤمن ،وهذا معنى حسن لكن الول أحسن " .وبالصالحات تعمر الفقه "
لن العمل يصير سببا لزيادة العلم ،كما أن من بيده سراجا إذا وقف ل يرى
إل ما حوله ،وكلما مشى ينتفع بالضوء ويرى ما لم يره ،كما ورد :من
عمل بما علم ورثه ال علم ما لم يعلم وقد مر أن العلم يهتف بالعمل فان
أجاب وإل ارتحل عنه ) (2وقيل :الفقرتان مبنيتان على أن المراد
][364
بالعمل الصالح ولية أهل البيت عليهم السلم كما ورد في تأويل كثير من اليات،
وظاهر أن باليمان يستدل على الولية ،وبها يعمر الفقه لخذه عنهم" .
وبالفقه يرهب الموت " أي كثرة العلم واليقين سبب لزيادة الخشية كما قال
تعالى " :إنما يخشى ال من عباده العلماء " ) (1فالمراد بخشية الموت
خشية ما بعد الموت ،أو يخشى نزول الموت قبل الستعداد له ولما بعده،
فقوله " :و بالموت تختم الدنيا " كالتعليل لذلك لن الدنيا التي هي مضمار
العمل ،تختم بالموت ،فلذا يرهبه لحيلولته بينه وبين العمل ،والستعداد
للقاء ال ،ل لحب الحياة واللذات الدنيوية ،والمألوفات الفانية " وبالدنيا
تجوز القيامة " هذه الفقرة أيضا كالتعليل لما سبق ،أي إنما ترهب الموت
لن بالدنيا والعمال الصالحة المكتسبة فيها تجوز من أهوال القيامة،
وتخرج عنها إلى نعيم البد ،بأن يكون على صيغة الخطاب من الجواز،
وفي بعض النسخ بصيغة الغيبة أي يجوز المؤمن أو النسان ،وفي بعضها
يجاز على بناء المجهول ،وهو أظهر ،وفي بعضها يحاز بالحاء المهملة
من الحيازة أي تحاز مثوبات القيامة ،وعلى التقادير فالوجه فيه أن كل ما
يلقاه العبد في القيامة فانها هو نتائج عقائده وأعماله وأخلقه المكتسبة
في الدنيا ،فبالدنيا تجاز القيامة أو تحاز ،ومنهم من قرأ تحوز بالحاء
المهملة ،أي سبب الدنيا وأعمالها تجمع القيامة الناس للحساب والجزاء،
فان القيامة جامع الحلبة كما مر وفي التحف " تحذر القيامة " وكأنه
أظهر " .وبالقيامة تزلف الجنة " أي تقرب للمتقين كما قال تعالى "
وازلفت الجنة للمتقين " وفي المجالس " وتزلف الجنة للمتقين وتبرز
الجحيم للغاوين " وقال :البيضاوي ) " :(2وازلفت الجنة للمتقين " بحيث
يرونها من الموقف فيتبجحون بأنهم المحشورون إليها ،و " برزت الجحيم
للغاوين " فيرونها مكشوفة ويتحسرون على أنهم المسوقون إليها ،وفي
اختلف الفعلين ترجيح لجانب الوعد انتهى.
][365
" والجنة حسرة أهل النار " في القيامة حيث ل تنفع الحسرة والندامة ،وتلك
علوة لعذابهم العظيم " والنار موعظة للمتقين " في الدنيا ،حيث ينفعهم
فيتركون ما يوجبها ويأتون بما يوجب البعد عنها " والتقوى سنخ اليمان
" أي أصله وأساسه في القاموس السنخ بالكسر الصل " .على أربع
دعائم " الدعامة بالكسر عماد البيت ،ودعائم اليمان ما يستقر عليه
ويوجب ثباته واستمراره وقوته " على الصبر واليقين والعدل والجهاد "
قال ابن ميثم ) (1فاعلم أنه عليه السلم أراد اليمان الكامل ،وذلك له أصل
وله كمالت بها يتم أصله ،فأصله هو التصديق بوجود الصانع ،وماله من
صفات الكمال ونعوت الجلل ،وبما تنزلت به كتبه ،وبلغته رسله ،وكمالته
المتممة هي القوال المطابقة ومكارم الخلق والعبادات ،ثم إن هذا الصل
ومتمماته هو كمال النفس النسانية لنها ذات قوتين علمية وعملية
وكمالها بكمال هاتين القوتين فأصل اليمان هو كمال القوة العلمية منها
ومتمماته وهي مكارم الخلق ،والعبادات هي كمال القوة العملية .إذا
عرفت هذا فنقول :لما كانت اصول الفضائل الخلقية التي هي كمال اليمان
أربعا :هي الحكمة ،والعفة ،والشجاعة ،والعدل ،أشار إليها واستعار لها
لفظ الدعائم باعتبار أن اليمان الكامل ل يقوم في الوجود إل بها ،كدعائم
البيت فعبر عن الحكمة باليقين ،والحكمة منها علمية وهي استكمال القوة
النظرية بتصور المور والتصديق بالحقائق النظرية والعلمية بقدر الطاقة
ول تسمى حكمة حتى يصير هذا الكمال حاصل لها باليقين والبرهان،
ومنها عملية وهي استكمال النفس بملكة العلم بوجوه الفضائل النفسانية
الخلقية ،وكيفية اكتسابها ووجوه الرذائل النفسانية وكيفية الحتزاز عنها
واجتنابها ،وظاهر أن العلم الذي صار ملكة هو اليقين ،وعبر عن العفة
بالصبر ،والعفة هي المساك عن الشره في فنون الشهوات المحسوسة،
وعدم النقياد للشهوة ،وقهرها وتصريفها بحسب الرأي
][366
الصحيح ومقتضى الحكمة المذكورة .وإنما عبر عنها بالصبر لنها لزم من لوازمه
إذ رسمه أنه ضبط النفس و قهرها عن النقياد لقبائح اللذات ،وقيل :هو
ضبط النفس عن أن يقهرها ألم مكروه ينزل بها ،ويلزم في العقل احتماله،
أو يلزمها حب مشتهى يتوق النسان إليه ويلزمه في حكم العقل اجتنابه
حتى ل يتناوله على غير وجهه ،وظاهر أن ذلك يلزم العفة .وكذلك عبر
عن الشجاعة بالجهاد لستلزامه إياها إطلقا لسم الملزوم على لزمه،
والشجاعة هي ملكة القدام الواجب على المور التي يحتاج النسان أن
يعرض نفسه لحتمال المكروه واللم الواصلة إليه منها ،وأما العدل فهو
ملكة فاضلة ينشأ عن الفضائل الثلث المذكورة وتلزمها ،إذ كل واحدة من
هذه الفضائل محتوشة برذيلتين هما طرفا الفراط والتفريط منها ،ومقابلة
برذيلة هي ضدها انتهى " .على أربع شعب " الشعبة من الشجرة بالضم
الغصن المتفرع منها ،وقيل :الشعبة ما بين الغصنين والقرنين ،والطائفة
من الشئ ،وطرف الغصن ،والمراد هنا فروع الصبر وأنواعه أو أسباب
حصوله " على الشوق والشفاق " وفي سائر الكتب " والشفق والزهد "
وفي المجالس " والزهادة والترقب " الشوق إلى الشئ بنزوع النفس إليه
وحركة الهوى ،والشفق بالتحريك الحذر والخوف كالشفاق والزهد ضد
الرغبة ،والترقب النتظار ،أي انتظار الموت والمداومة ذكره و عدم الغفلة
عنه .ولما كان للصبر أنواع ثلثة كما سيأتي في بابه :الصبر عند البلية،
والصبر على مشقة الطاعة ،والصبر على ترك الشهوات المحرمة ،وكان
ترك الشهوات قد يكون للشوق إلى اللذات الخروية ،وقد يكون للخوف من
عقوباتها ،جعل بناء الصبر على أربع على الشوق إلى الجنة ثم بين ذلك
بقوله " فمن اشتاق إلى الجنة سل عن الشهوات " أي نسيها وصبر على
تركها ،يقال سل عن الشئ أي نسيه وسلوت عنه سلوا كقعدت قعودا أي
صبرت ،وعلى الشفاق عن النار ،وبينها بقوله
][367
" ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات " وفي المجالس والتحف " عن
الحرمات " ويمكن أن تكون الشهوات المذكورة سابقا شاملة للمكروهات
أيضا ،وعلى الزهد وعدم الرغبة في الدنيا وما فيها من الموال والزواج
والولد ،وغيرها من ملذها ومألوفاتها ،وبينها بقوله " ومن زهد في
الدنيا هانت عليه المصائب " وفي بعض النسخ والكتابين " المصيبات "
وفي النهج استهان بالمصيبات أي عدها سهل هينا واستخف بها لن
المصيبة حينئذ بفقد شئ من المور التي زهد عنها ولم يستقر في قلبه
حبها وعلى ارتقاب الموت وكثرة تذكره ،وبينها بقوله " ومن راقب الموت
سارع إلى الخيرات " وفي الكتابين ) " (1ومن ارتقب " وفي النهج " في
الخيرات " .ثم إن تخصيص الشوق إلى الجنة ،والشفاق من النار بترك
المشتهيات والمحرمات مع أنهما يصيران سببين لفعل الطاعات أيضا إما
لشدة الهتمام بترك المحرمات وكون الصبر عليها أشق وأفضل كما سيأتي
في الخبر ،أو لن فعل الطاعات أيضا داخلة فيهما ،فان المانع من الطاعات
غالبا الشتغال بالشهوات النفسانية ،فالسلو عنها يستلزم فعلها ،بل ل يبعد
أن يكون الغرض الصلي من الفقرة الولى ذلك ،بل يمكن إدخال فعل
الواجبات في الفقرة الثانية ،لن ترك كل واجب محرم ،ويدخل ترك
المكروهات وفعل المندوبات في الفقرة الولى " .واليقين على أربع شعب:
تبصرة الفطنة " التبصرة مصدر باب التفعيل ،والفطنة الحذق وجودة
الفهم ،وقال ابن ميثم :هي سرعة هجوم النفس على حقائق ما تورده
الحواس عليها ،وقال :تبصرة الفطنة إعمالها .أقول :يمكن أن تكون
الضافة إلى الفاعل أي جعل الفطنة النسان بصيرا أو إلى المفعول أي
جعل النسان الفطنة بصيرة ،ويحتمل أن تكون التبصرة بمعنى البصار
والرؤية ،فرؤيتها كناية عن التوجه والتأمل فيها وفي مقتضاها ،فالضافة
إلى المفعول ،وحمله على الضافة إلى الفاعل محوج إلى تكلف في قوله "
فمن أبصر
) (1أمالى الطوسى وأمالى المفيد ،أقول :وهكذا في نسخة النهج )*(.
][368
الفطنة " " .وتأول الحكمة " التأول والتأويل تفسير ما يؤل إليه الشئ ،وقيل أول
الكلم وتأوله :أي دبره وقدره وفسره ،والحكمة العلم بالشياء على ماهي
عليه ،فتأول الحكمة التأول الناشي من العلم والمعرفة ،وهو الستدلل على
الشياء بالبراهين الحقة ،وقال ابن ميثم :هو تفسير الحكمة واكتساب
الحقائق ببراهينها واستخراج وجوه الفضائل ومكارم الخلق من مظانها
ككلم يؤثر أو عبرة يعتبر .وقال الكيدري :تأول الحكمة هو العلم بمراد
الحكماء فيما قالوا وأول الحكمة .بأن يعلم قول ال ورسوله ،قال تعالى" :
ويزكيهم ويعلمهم الكتاب و الحكمة " " ومعرفة العبرة " وفي سائر الكتب
" وموعظة العبرة " والعبرة ما يتعظ به النسان ويعتبره ليستدل به على
غيره ،والموعظة تذكير ما يلين القلب و " موعظة العبرة " أن تعظ العبرة
النسان فيتعظ بها " وسنة الولين " السنة السيرة محمودة كانت أم
مذمومة ،أي معرفة سنة الماضين ،وما آل أمرهم إليه من سعادة أو شقاوة
فيتبع أعمال السعداء ،ويجتنب قبائح الشقياء .ثم بين عليه السلم فوائد
هذه الشعب وكيفية ترتب اليقين عليها ،فقال " :فمن أبصر الفطنة " أي
جعلها بصيرة أو نظر إليها وأعملها ،كأن من لم يعملها ولم يعمل بمقتضاها
لم يبصرها ،وفي سائر الكتب " تبصر في الفطنة " وهو أظهر " عرف
الحكمة وفي النهج " تبينت له الحكمة " وفي التحف " تأول الحكمة "
وفي المجالس " تبين الحكمة " والكل حسن ،وقال الكيدري " :تبصر "
أي نظر وتفكر وصار ذا بصيرة وقال :الحكمة العلم الذي يدفع النسان عن
فعل القبيح مستعار من حكمة اللجام " ومن تأول الحكمة " وعرفها كما
هي " عرف العبرة " بأحوال السماء والرض ،و الدنيا وأهلها ،فتحصل
له الحكمة النظرية والعملية ،وفي النهج " ومن تبينت له الحكمة " وفي
المجالس " ومن تبين الحكمة " " .ومن عرف العبرة عرف السنة " أي
سنة الولين وسنة ال فيهم ،فانها من
][369
أعظم العبر " ومن عرف السنة فكأنما كان مع الولين " في حياتهم أو بعد موتهم
أيضا فان المعرفة الكاملة تفيد فائده المعاينة لهلها " ،واهتدى " أي بذلك
" إلى التي هي أقوم " أي إلى الطريقة التي هي أقوم الطرائق .ثم بين
عليه السلم كيفية العبرة فقال " :ونظر إلى من نجا " أي من الولين "
بما نجا " من متابعة النبياء والمرسلين ،والوصياء المرضيين ،والقتداء
بهم علما وعمل " ومن هلك بما هلك " من مخالفة أئمة الدين ،ومتابعة
الهواء المضلة والشهوات المزلة ،وليست هذه الفقرات من قوله "
واهتدى " إلى قوله " بطاعته " في سائر الكتب " .والعدل على أربع
شعب " كأن المراد بالعدل هنا ترك الظلم ،والحكم بالحق بين الناس،
وإنصاف الناس من نفسه ،ل ما هو مصطلح الحكماء من التوسط في
المور فانه يرجع إلى سائر الخلق الحسنة " غامض الفهم " الغامض
خلف الواضح من الكلم ونسبته إلى الفهم مجاز ،وكأن المعنى فهم
الغوامض ،أو هو من قولهم أغمض حد السيف أي رققه ،وفي النهج
والتحف " غائص " من الغوص وهو الدخول تحت الماء لخراج اللؤلؤ
وغيره ،وقال الكيدري :وهو من إضافة الصفة إلى الموصوف للتأكيد
والفهم الغائص ما يهجم على الشئ فيطلع على ما هو عليه كمن يغوص
على الدر و اللؤلؤ " وغمر العلم " أي كثرته ،في القاموس :الغمر الماء
الكثير ،وغمر الماء غمارة وغمورة كثر ،وغمره الماء غمرا واغتمره
غطاه وفي النهج " وغور العلم " وغور كل شئ قعره ،والغور الدخول في
الشئ وتدقيق النظر في المر " وزهرة الحكم " الزهرة بالفتح البهجة،
والنضارة والحسن والبياض ونور النبات ،والحكم بالضم القضاء والعلم
والفقه " وروضة الحلم " الضافة فيها وفي الفقرة السابقة من قبيل لجين
الماء ،وفيهما مكنية وتخييلية ،حيث شبه الحكم الواقعي بالزهرة لكونه
معجبا ومثمرا لنواع الثمرات الدنيوية والخروية والحلم بالروضة لكونه
رائقا ونافعا في الدارين وفي النهج " ورساخة الحلم " يقال :رسخ كمنع
رسوخا بالضم ورساخة بالفتح أي ثبت والحلم الناة والتثبت ،وقيل :هو
المساك عن المبادرة
][370
إلى قضاء وطر الغضب ورساخة الحلم قوته وكماله " .فمن فهم فسر جميع العلم
ومن علم عرف شرائع الحكم " أي من فهم غوامض العلوم ،فسر ما
اشتبه على الناس منها ،ومن كان كذلك عرف شرائع الحكم بين الناس ،فل
يشتبه عليه المر ،ول يظلم ول يجور ،وبعده في المجالس " ومن عرف
شرايع الحكم لم يضل " " ومن حلم لم يفرط في أمره " ولم يغضب على
الناس وتثبت في المر ،وفي النهج " فمن فهم علم غور العلم ومن علم
غور العلم صدر عن شرايع الحكم ومن حلم " الخ والصدر الرجوع عن
الماء والشريعة ومورد الناس للستقاء ،والصدور عن شرايع الحكم كناية
عن الصابة فيه ،وعدم الوقوع في الخطاء " ولم يفرط " على بناء
التفعيل أي لم يقصر فيما يتعلق به من امور القضاء والحكم ،أو مطلقا وفي
بعض نسخ النهج على بناء الفعال أي لم يجاوز الحد " وعاش في الناس
حميدا " والعيش الحياة والحميد المحمود المرضي " .والجهاد على أربع
شعب " تلك الشعب إما أسباب الجهاد أو أنواعه الخفية ذكرها لئل يتوهم
أنه منحصر في الجهاد في السيف ،مع أنه أحد أفراد المر بالمعروف
والنهي عن المنكر بل الجهاد استفراغ الوسع في إعلء كلمة ال واتباع
مرضاته وترويج شرايعه باليد واللسان والقلب .قال الراغب (1) :الجهاد
والمجاهدة استفراغ الوسع في مدافعة العدو والجهاد ثلثة أضرب:
مجاهدة العدو الظاهر ،ومجاهدة الشيطان ،ومجاهدة النفس ،وتدخل ثلثتها
في قوله " وجاهدوا في ال حق جهاده * وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في
سبيل ال * إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل
ال " ) (2وقال صلى ال عليه وآله :جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون
أعداءكم ،والمجاهدة تكون باليد واللسان قال عليه السلم " :جاهدوا
الكفار بأيديكم وألسنتكم " " .على المر بالمعروف " هو الذي عرفه
الشارع وعده حسنا فان كان واجبا
) (1المفردات (2) 101 :اليات على الترتيب في الحج ،78الحجرات،15 :
النفال.(*) 72 :
][371
فالمر واجب وإن كان مندوبا فالمر مندوب " والنهي عن المنكر " أي ما أنكره
الشارع وعده قبيحا ،وهما مشروطان بالعلم بكونه معروفا أو منكرا،
وتجويز التأثير ،وعدم المفسدة ،وهما يجبان باليد واللسان والقلب "
والصدق في المواطن " أي ترك الكذب على كل حال إل مع خوف الضرر،
فيوري فل يكون كذبا والمواطن مواضع جهاد النفس ،وجهاد العدو،
وجهاد الفاسق بالمر والنهي ،و مواطن الرضا والسخط والضر والنفع ما
لم يصل إلى حد تجويز التقية ،وأصل الصدق والكذب أن يكونا في القول ثم
في الخبر من أصناف الكلم كما قال تعالى " ومن أصدق من ال قيل " "
ومن أصدق من ال حديثا " ) (1وقد يكونان بالعرض في غيره من أنواع
الكلم كقول القائل :أزيد في الدار ،لتضمنه كونه جاهل بحال زيد ،وكما إذا
قال :واسني ،لتضمنه أنه محاج إلى المواساة ،ويستعملن في أفعال
الجوارح ،فيقال :صدق في القتال إذا وفى حقه ،وصدق في اليمان إذا فعل
ما يقتضيه من الطاعة ،فالصادق الكامل من يكون لسانه موافقا لضميره،
وفعله مطابقا لقوله ،ومنه الصديق حيث يطلق على المعصوم فيحتمل أن
يكون الصدق هنا شامل لجميع ذلك " .وشنآن الفاسقين " الشنآن
بالتحريك والسكون وقد صحح بهما في النهج :البغض ،يقال :شنئه
كسمعه ،ومعه شنئا مثلثة وشنائة وشنآنه ،وهذا اولى مراتب النهي عن
المنكر ،وقيل :هو مقتضى اليمان ويجب على كل حال وليس داخل في
النهي عن المنكر " شد ظهر المؤمن " وفي النهج " ظهور المؤمنين "
وشد الظهر كناية عن التقوية .كما أن قصم الظهر كناية عن ضدها ،والمر
بالمعروف يقوي المؤمن لنه يريد ترويج شرايع اليمان ،وعسى أن ل
يتمكن منه " .أرغم أنف المنافق " إرغام النف كناية عن الذلل ،وأصله
إلصاق النف بالرغام ،وهو التراب ،ويطلق على الكراه على المر،
ويقال :فعلته على رغم أنفه أي على كره منه ،والرغم مثلثة الكره،
والمنكر مطلوب للمنافقين
][372
والفساق الذينهم صنف منهم حقيقة ،والنهي عن المنكر يرغم انوفهم " .ومن
صدق في المواطن قضى الذي عليه " وفي سائر الكتب سوى الخصال "
قضى ما عليه " أي من المر بالمعروف والنهي عن المنكر ،إذا لم يقدر
على أكثر من ذلك ،أو من جميع التكاليف فان الصدق في اليمان والعقائد
يقتضي العمل بجميع التكاليف فعل وتركا أو لنه يأتي بها لئل يكون كاذبا
إذا سئل عنها " ومن شنئ الفاسقين " المضبوط في النهج بكسر النون.
" ولنتمم كلم المحقق البحراني ) (1وإن لم يكن فيه كثير فائدة ،بعد ما
ذكرنا قال بعد ما مر :وأما شعب هذه الدعائم فاعلم أنه جعل لكل دعامة
منها أربع شعب من الفضائل ،تتشعب منها وتتفرع عليها فهي كالفروع
لها والغصان .أما شعب الصبر الذي هو عبارة عن ملكة العفة فأحدها
الشوق إلى الجنة ،و محبة الخيرات الباقية ،الثاني الشفق وهو الخوف من
النار ،وما يؤدي إليها ،الثالث الزهد في الدنيا وهو العراض بالقلب عن
متاعها وطيباتها ،الرابع ترقب الموت و هذه الربع فضائل منبعثة عن
ملكة العفة لن كل منها يستلزمها .وأما شعب اليقين فأحدها تبصرة الفطنة
وإعمالها ،الثاني تأول الحكمة و هو تفسيرها ،الثالث موعظة العبرة،
الرابع أن يلحظ سنة الولين حتى يصير كأنه فيهم ،وهذه الربع هي
فضائل تحت الحكمة كالفروع لها ،وبعضها كالفرع للبعض .وأما شعب
العدل فأحدها غوص الفهم أي الفهم الغائص فأضاف الصفة إلى
الموصوف ،وقدمها للهتمام بها ،ورسم هذه الفضيلة أنها قوة إدراك
المعنى المشار إليه بلفظ أو كناية أو إشارة ونحوها ،الثاني غور العلم
وأقصاه وهو العلم بالشئ كما هو تحقيقه وكنهه ،الثالث نور الحكم أي
تكون الحكا م الصادرة عنه نيرة واضحة ل لبس فيها ول شبهة ،الرابع
ملكة الحلم وعبر عنها بالرسوخ لن شأن الملكة ذلك ،والحلم هو المساك
عن المبادرة إلى قضاء وطر الغضب ،فيمن يجني عليه
][373
جناية يصل مكروهها إليه .واعلم أن فضيلتي جودة الفهم وغور العلم ،وإن كانتا
داخلتين تحت الحكمة وكذلك فضيلة الحلم داخلة تحت ملكة الشجاعة إل أن
العدل لما كان فضيلة موجودة في الصول الثلثة كانت في الحقيقة هي
وفروعها شعبا للعدل بيانه أن الفضائل كلها ملكات متوسطة بين طرفي
إفراط وتفريط ،وتوسطها ذلك هو معنى كونها عدل فهي بأسرها شعب له
وجزئيات تحته .وأما شعب الشجاعة المعبر عنها بالجهاد ،فأحدها المر
بالمعروف ،والثاني النهي عن المنكر ،والثالث الصدق في المواطن
المكروهة ،ووجود الشجاعة في هذه الشعب الثلث ظاهر ،والرابع شنآن
الفاسقين ،وظاهر أن بغضهم مستلزم لعداوتهم في ال ،وثوران القوة
الغضبية في سبيله لجهادهم ،وهو مستلزم للشجاعة .وأما ثمرات هذه
الفضائل فأشار إليها للترغيب في مثمراتها ،فثمرات شعب العفة أربع
أحدها ثمرة الشوق إلى الجنة ،وهو السلو عن الشهوات وظاهر كونه ثمرة
له ،إذا لسالك إلى ال ما لم يشتق إلى ما وعد المتقون لم يكن له صارف
عن الشهوات الحاضرة ،مع توفر الدواعي إليها ،فلم يسل عنها ،الثانية
ثمرة الخوف من النار ،وهو اجتناب المحرمات ،الثالثة ثمرة الزهد وهي
الستهانة بالمصيبات ،لن غالبها وعامها ،إنما يلحق بسبب فقد المحبوب
من المور الدنيوية فمن أعرض عنها بقلبه كانت المصيبة بها هينئة
عنده ،الرابعة ثمرة ترقب الموت وهي المسارعة في الخيرات ،والعمل له
ولما بعده ،وأما ثمرات اليقين فان بعض شعبه ثمرة لبعض فان تبين
الحكمة وتعلمها ثمرات لعمال الفطنة والفكرة ،ومعرفة العبر ومواقع
العتبار بالماضين والستدلل بذلك على صانع حكيم ثمرة لتبين وجوه
الحكمة وكيفية العتبار .وأما ثمرات العدل فبعضها كذلك أيضا وذلك أن
جودة الفهم وغوصه مستلزم للوقوف على غور العلم وغامضه ،والوقوف
على غامض العلم مستلزم للوقوف على شرايع الحكم العادل ،والصدور
عنها بين الخلق من القضاء الحق ،وأما ثمرة الحلم
][374
فعدم وقوع الحليم في طرف التفريط والتقصير عن هذه الفضيلة ،وهي رذيلة الجبن
وأن يعيش في النار محمودا بفضيلته ،وأما ثمرات الجهاد فأحدها ثمرة
المر بالمعروف ،وهو شد ظهور المؤمنين ومعاوتنهم على إقامة الفضيلة،
الثانية ثمرة النهي عن المنكر وهي إرغام انوف المنافقين وإذللهم بالقهر
عن ارتكاب المنكرات وإظهار الرذيلة ،الثالثة ثمرة الصدق في المواطن
المكروهة ،وهي قضاء الواجب من أمر ال تعالى في دفع أعدائه والذب
عن الحريم ،والرابعة ثمرة بغض الفاسقين والغضب ل ،وهي غضب ال
لمن أبغضهم ،وإرضاؤه يوم القيامة في دار كرامته .وأقول :فرق الكليني
قدس ال روحه الخبر على أربعة أبواب فجمعنا ما أورده في بابي السلم
واليمان هنا ،وسنورد ما أورده في بابي الكفر والنفاق في بابيها مع شرح
تتمة ما أورده السيد وصاحب التحف وغيرهما إنشاء ال تعالى- 20 .
نهج :قال أمير المؤمنين عليه السلم في خطبة :إن ال تعالى خصكم
بالسلم واستخلصكم له ،وذلك لنه اسم سلمة وجماع كرامة اصطفى ال
تعالى منهجه و بين حججه ،من ظاهر علم ،وباطن حكم ،ل تفنى غرائبه،
ول تنقضي عجائبه مرابيع النعم ،ومصابيح الظلم ،ل تفتح الخيرات إل
بمفاتحه ،ول تكشف الظلمات إل بمصابحه ،قد أحمى حماه ،وأرعى
مرعاه ،فيه شفاء المشتفي ،وكفاية المكتفي ) .(1بيان :ظاهره أن السلم
مشتق من السلمة أي من آفات الدنيا ومهالك الخرة إذا أدى حقه ،فليس
بمعنى النقياد والدخول في السلم ،وجماع الشئ ككتاب جمعه ،وفي
الحديث الخمر جماع الثم أي مظنته ،ومجمعه ،والمنهج و المنهاج
الطريق الواضح ،وحججه الدلة على صحته وكلمة " من " للتفسير
وتفصيل الحجج ،وظاهر العلم الحكام الواضحة المبينة للناس من محكمات
القرآن ،وما اتضح من السنة ،وباطن الحكم الحكام المخزونة عند أهلها،
كتأويل المتشابهات وأسرار الشريعة ،وقيل :يعني بظاهر علم ،وباطن
حكم :القرآن ،أل تراه كيف
][375
أتى بعده بصفات ونعوت ل يكون إل للقرآن ،ول ريب في اتحاد حجج السلم
والقرآن ،ول يبعد أن يكون القرآن في جملة كلم حذف السيد رضي ال
عنه على عادته في اللتقاط والختصار ،وفي بعض النسخ " عزائمه "
مكان " غرائبه " أي آياته المحكمة ،وبراهينه العازمة ،أي القاطعة،
وعدم فناء العزائم أو الغرائب إما ثباتها واستقرارها على طول المدة وتغير
العصار ،أو كثرتها عند البحث والتفتيش عنها ،وعدم انقضاء العجائب
هو أنه كلما تأمل فيه النسان استخرج لطائف معجبة والمرابيع أمطار أول
الربيع تحيى بها الرض ،وتنبت الكلء ،وفي بعض النسخ " بمفاتيحه
وبمصابيحه " مع الياء وفي بعضها بدونها .وحميت المكان من الناس
كرميت أي منعته منهم ،والحماية اسم منه وكلء حمي كرضي أي محمي
وأحميت المكان حعلته حمى ل يقرب منه ول يجترء عليه والرعي بالكسر
الكلء ،وبالفتح المصدر والمرعى الرعي والمصدر والموضع ،قيل :أحمى
حماه أي جعله ال عرضة لن يحمى كما تقول أقتلت الرجل أي جعلته
عرضة لن يقتل ،أي قد عرض ال حمى القرآن ومحارمه لن يجتنب،
وعرض مرعاه لن يرعى ،أي مكن من النتفاع بمواعظه وزواجره لنه
خاطبنا بلسان عربي مبين ولم يقنع ببيان ما لم يعلم إل بالشرع حتى نبه
في أكثره على أدلة العقل .وقيل :استعار لفظ الحمى لحفظه وتدبره والعمل
بقوانينه ،ووجه الستعارة أن بذلك يكون حفظ الشخص وحراسته أما في
الدنيا فمن أيدي كثير من الظالمين لحترامهم حملة القرآن ومفسريه ومن
يتعلق به ،وأما في الخرة فلحمايته حفظته ومتدبريه والعامل به من عذاب
ال كما يحمي الحمى من يلوذ به وقيل :أراد بحماه محارمه أي منع
بنواهيه وزواجره أن يستباح محارمه " .وأرعى مرعاه " أي هيأه لن
يرعى ،واستعار لفظ المرعى للعلوم والحكم والداب التي يشتمل عليها
القرآن ووجه المشابهة أن هذه مراعي النفوس وغذاؤها الذي به يكون
نشوها العقلي ،وتمامها الفعلى كما أن النبات والعشب غذاء للبدان
الحيوانية الذي يقوم بها وجودها )*(.
][376
وأقول :يحتمل أن يكون المراد به أنه جعل له حدودا وحرمات ،ونهى عن انتهاكها
وارتكاب نواهيه وتعدي حدوده ،ورخصا أباح للناس النتفاع بها و التمتع
منها ،ويمكن أن يقال " :أحمى حماه " أي منع المغيرين من تغيير قواعده
" وأرعى مرعاه " أي مكن المطيعين من طاعته ،وهي الغذاء الروحاني
الذي به حياتهم الباقية في النشأة الخرة .والمشتفي طالب الشفاء
كالمستشفي كما في بعض النسخ أي فيه شفاء من المراض المعنوية
كالجهل والضلل كما قال تعالى " شفاء لما في الصدور " ) (1أو منها
ومن المراض البدنية أيضا بالتعوذ ونحوه كما قال سبحانه " وننزل من
القرآن ما هو شفاء " ) (2والكفاية بالكسر ما به يحصل الستغناء عن
غيره ،وهذه الكفاية لهله ،ومن أخذ غوامضه منهم ورجع في تأويل
المتشابهات ونحوه إليهم - 21 .ل :عن ابن الوليد ،عن سعد ،عن ابن
عيسى ،عن القاسم بن الحسن بن علي بن يقطين ،عن ابن أبي نجران
وجعفر بن سليمان ،عن عل بن رزين ،عن أبي حمزة الثمالي قال :قال أبو
جعفر عليه السلم :بني السلم على خمس :إقام الصلة وإيتاء الزكاة،
وحج البيت ،وصوم شهر رمضان ،والولية لنا أهل البيت ،فجعل في أربع
منها رخصة ،ولم يجعل في الولية رخصة ،من لم يكن له مال لم تكن عليه
الزكاة ،ومن لم يكن عنده مال فليس عليه حج ،ومن كان مريضا ،صلى
قاعدا وأفطر شهر رمضان ،والولية صحيحا كان أو مريضا ،وذا مال أو ل
مال له فهي لزمة ) - 22 .(3لى :عن ابن المتوكل ،عن السعد آبادي ،عن
البرقي ،عن أبيه عن محمد بن سنان ،عن المفضل ،عن الصادق عليه
السلم قال :بني السلم على خمس دعائم :على الصلة ،والزكاة،
والصوم ،والحج وولية أمير المؤمنين والئمة من ولده
) (1يونس (2) .57 :أسرى (3) .82 :الخصال ج 1ص .(*) 133
][377
صلوات ال عليهم ) 23 .(1ل :عن أبيه ،عن محمد العطار ،عن الشعري ،عن
سهل ،عن محمد ابن سنان ،عن المفضل ،عن ابن ظبيان قال :قال أبو عبد
ال عليه السلم :المحمدية السمحة إقام الصلة ،وإيتاء الزكاة ،وصيام
شهر رمضان ،وحج البيت ،والطاعة للمام وأداء حقوق المؤمن فان من
حبس حق المؤمن أقامه ال يوم القيامة خمس مائة عام على رجليه ،حتى
يسيل من عرقه أودية ،ثم ينادي مناد من عند ال جل جلله هذا الظالم
الذي حبس عن ال حقه ،قال فيوبخ أربعين عاما ثم يؤمر به إلى نار جنهم
) - 24 .(2ثو ،ل :عن ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن معروف ،عن
سعدان ابن مسلم ،عن الفضيل بن يسار ،عن أبي جعفر عليه السلم ،قال:
عشر من لقي ال عز وجل بهن دخل الجنة :شهادة أن ل إله إل ال وأن
محمدا رسول ال صلى ال عليه وآله والقرار بما جاء به من عند ال
عزوجل ،وإقام الصلة ،وإيتاء الزكاة ،وصوم شهر رمضان وحج البيت،
والولية لولياء ال ،والبراءة من أعداء ال ،واجتناب كل مسكر ) (3سن:
عن أبيه ،عن سعدان مثله ) .(4ل :عن الطالقاني ،عن الحسن بن علي
العدوي ،عن صهيب بن عباد ،عن أبيه ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه،
عن جده عليهم السلم مثله بتقديم حج البيت على صوم شهر رمضان ).(5
- 25ل :عن أبيه ،عن محمد العطار ،عن الشعري ،عن إبراهيم بن
إسحاق عن محمد البرقي ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن بكير ،عن زرارة
قال :قال أبو جعفر
) (1أمالى الصدق ص (2) .161الخصال ج 1ص (3) .159ثواب العمال،15 :
الخصال ج 2ص (4) .52المحاسن ص (5) .13الخصال ج 2ص 52
)*(.
][378
عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :بني السلم على عشرة
أسهم :على شهادة أن ل إله إل ال وهي الملة ،والصلة وهي الفريضة،
والصوم وهو الجنة ،والزكاة وهي الطهارة ،والحج وهو الشريعة،
والجهاد وهو العز ،والمر بالمعروف وهو الوفاء ،والنهي عن المنكر
وهي المحجة ،والجماعة وهي اللفة ،والعصمة وهي الطاعة ) .(1ما :عن
المفيد ،عن أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن ابن عيسى عن ابن
أبي عمير مثله ) .(2بيان " :وهي الملة " أي عمدتها وأساسها " وهي
الفريضة " أي أعظم الفرائض وأسبقها " وهي الطهارة " أي مطهرة
للمال " وهو الشريعة " أي هو من معظم الشرايع " وهو العز " أي
يصير سببا لعز السلم وغلبته على الديان " وهو الوفاء " أي بعهد ال
تعالى وفي بعض النسخ الوقار أي موجب لوقار الدين وتمكينه " وهو
المحجة " أي طريقة النبياء أو يصير سببا لظهور طرق الدين وفي بعض
النسخ الحجة ،وهو أظهر أي يصير سببا للزوم الحجة على العاصي "
والجماعة " أي في الصلة أو الجتماع على الحق وعدم التفرق في
المذاهب " والعصمة " أي عن المعاصي أو العتصام بحبل أئمة الدين
كما قال تعالى " :واعتصموا بحبل ال جميعا ول تفرقوا " ) (3ويؤيده
الخبر التي ) (4حيث عد العاشرة الطاعة وقال " وهي العصمة " أي
يصير سببا لعصمة الدماء أو العصمة عن الذنوب - 26 .ما :عن المفيد،
عن المراغي ،عن القاسم بن محمد بن حماد ،عن عبيد بن قيس ،عن
يونس بن بكير ،عن يحيى بن أبي حية ،عن أبي العالية قال :سمعت أبا
أمامة يقول :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ست من عمل بواحدة
منهن جادلت عنه يوم القيامة حتى تدخله الجنة ،تقول :أي رب قد كان
يعمل بي في الدنيا :الصلة
) (1الخصال ج 2ص (2) .59أمالى الطوسى ج 1ص (3) .43آل عمران.103 :
) (4تحت الرقم.(*) 30 :
][379
والزكاة ،والحج ،والصيام ،وأداء المانة ،وصلة الرحم ) - 27 .(1ما :عن المفيد،
عن محمد بن الحسين البصير ،عن أحمد بن نصر بن سعيد عن إبراهيم بن
إسحاق النهاوندي ،عن عبد ال بن حماد ،عن عمرو بن شمر ،عن جابر
بن يزيد ،عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ،عن أبيه ،عن جده
عليهم السلم قال :لما قضى رسول ال صلى ال عليه وآله مناسكه من
حجة الوداع ركب راحلته وأنشأ يقول :ل يدخل الجنة إل من كان مسلما،
فقام إليه أبو ذر الغفاري رحمه ال فقال :يا رسول ال :وما السلم ؟ فقال
صلى ال عليه وآله :السلم عريان ولباسه التقوى ،و زينته الحياء،
وملكه الورع ،وكماله الدين ،وثمرته العمل ،ولكل شئ أساس وأساس
السلم حبنا أهل البيت ) .(2بيان :قال في النهاية فيه ملك الدين الورع:
الملك بالكسر والفتح قوام الشئ ونظامه ،وما يعتمد عليه فيه - 28 .ما:
عن المفيد ،عن ابن قولويه ،عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن عيسى عن ابن
محبوب ،عن الثمالي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :بني السلم على
خمس دعائم :إقام الصلة ،وإيتاء الزكاة ،وصوم شهر رمضان ،وحج
البيت الحرام ،والولية لنا أهل البيت ) - 29 .(3ما :عن جماعة ،عن أبي
المفضل ،عن الفضل بن محمد بن المسيب عن هارون بن عمرو بن عبد
العزيز المجاشعي ،عن محمد بن جعفر بن محمد ،عن أبيه عن أبي عبد ال
عليه السلم قال المجاشعي :وحدثنا الرضا علي بن موسى عليه السلم،
عن أبيه موسى عليه السلم ،عن أبيه جعفر بن محمد وقال جميعا :عن
آبائه ،عن علي أمير المؤمنين عليهم السلم قال :سمعت رسول ال صلى
ال عليه وآله يقول :بني السلم على خمس خصال :على الشهادتين
والقرينتين ،قيل له :أما الشهادتان فقد عرفناهما ،فما القرينتان ؟
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) .9المصدر ج 1ص (3) .82المصدر ج 1ص
.(*) 124
][380
قال :الصلة والزكاة ،فانه ل يقبل أحدهما إل بالخرى ،والصيام وحج بيت ال من
استطاع إليه سبيل وختم ذلك بالولية ،فأنزل ال عزوجل " اليوم أكملت
لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم السلم دينا " )- 30 .(1
العلل :عن علي بن حاتم ،عن أحمد بن علي العبدي ،عن الحسن ابن
إبراهيم الهاشمي ،عن إسحاق بن إبراهيم الديري ،عن عبد الرزاق بن
حاتم عن معمر بن قتادة ،عن أنس بن مالك قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :جاءني جبرئيل فقال لي :يا أحمد السلم عشرة أسهم ،وقد
خاب من ل سهم له فيها ،أولها شهادة أن ل إله إل ال وهي الكلمة،
والثانية الصلة وهي الطهر ،والثالثة الزكاة وهي الفطرة ،والرابعة الصوم
وهي الجنة ،والخامسه الحج وهي الشريعة ،والسادسة الجهاد وهو العز،
والسابعة المر بالمعروف وهو الوفاء ،والثامنة النهي عن المنكر وهو
الحجة ،والتاسعة الجماعة وهي اللفة ،والعاشرة الطاعة وهي العصمة.
قال حبيبي جبرئيل :إن مثل هذا الدين كمثل شجرة ثابتة ،اليمان أصلها
والصلة عروقها ،والزكاة ماؤها ،والصوم سعفها ،وحسن الخلق ورقها،
والكف عن المحارم ثمرها ،فل تكمل شجرة إل بالثمر ،كذلك اليمان ل
يكمل إل بالكف عن المحارم .بيان " :وهي الكلمة " أي كلمة التقوى التي
قال ال تعالى " وألزمهم كلمة التقوى " ) (2أو هي الكلم التام الذي هي
أصدق الكلم وأنفعها فكأنها تستحق هذا السم دون سائر الكلم أو كلمة
التوحيد " وهي الفطرة " أي فطرة ال التي فطر الناس عليها أي هي من
أجزاء الدين ول يتم إل بها ،أو هي سبب لحفظ خلقة النسان ،فان أكثر
آيات الزكاة إنما وردت في زكاة الفطرة إذ لم يكن للمسلمين يومئذ مال
تجب فيه الزكاة كما ورد في الخبر ،والمعنى أن النسان مفطور على
تصديق حسنه ،فان إعانة المحتاجين وبذل الموال في الصدقات مما يحكم
بحسنه كل عقل ،وكل
][381
من أقر بشرع ،في :القاموس :الفطرة صدقة الفطر ،والخلقة التي خلق عليها
المولود في رحم امه ،والدين .و " السعف " محركة جريد النخل أو ورقه،
والمراد هنا الول - 31 .ف :قال كميل بن زياد :سألت أمير المؤمنين عليه
السلم عن قواعد السلم ما هي ؟ فقال :قواعد السلم سبعة ،فأولها
العقل ،وعليه بني الصبر ،والثاني صون العرض وصدق اللهجة ،والثالثة
تلوة القرآن على جهته ،والرابعة الحب في ال والبغض في ال،
والخامسة حق آل محمد ومعرفة وليتهم ،والسادسة حق الخوان و
المحامات عليهم ،والسابعة مجاورة الناس بالحسنى .قلت :يا أمير
المؤمنين العبد يصيب الذنب فيستغفر ال منه فما حد الستغفار قال :يا ابن
زياد ! التوبة ،قلت :بس ؟ قال :ل ،قلت :فكيف ؟ قال إن العبد إذا أصاب
ذنبا يقول :أستغفر ال بالتحريك ،قلت :وما التحريك ؟ قال :الشفتان
واللسان يريد أن يتبع ذلك بالحقيقة ؟ قلت :وما الحقيقة ؟ قال :تصديق في
القلب وإضمار أن ل يعود إلى الذنب الذي استغفر منه ،قال كميل :فإذا
فعلت ذلك فأنا من المستغفرين ؟ قال :ل ،قال كميل :فكيف ذاك ؟ قال :لنك
لم تبلغ إلى الصل بعد ،قال كمل :فأصل الستغفار ما هو ؟ قال :الرجوع
إلى التوبة من الذنب الذي استغفرت منه ،و هي أول درجة العابدين ،وترك
الذنب ،والستغفار اسم واقع لمعاني ست :أولها الندم على ما مضى،
والثاني العزم على ترك العود أبدا ،والثالث أن تؤدي حقوق المخلوقين
التي بينك وبينهم ،والرابع أن تؤدي حق ال في كل فرض ،والخامس أن
تذيب اللحم الذي نبت على السحت والحرام حتى يرجع الجلد إلى عظمه ثم
تنشئ فيما بينهما لحما جديدا ،والسادس أن تذيق البدن ألم الطاعات كما
أذقته لذات المعاصي ) .(1بيان :إنما عد عليه السلم صون العرض
وصدق اللهجة خصلة واحدة ،لن أعظم أسباب صون العرض صدق
اللهجة كما أن عمدة أسباب هتك العرض كذبها
][382
" على جهته " أي بالترتيل والتدبر وسائر شرائط التلوة ،وفي القاموس :بس )
(1بمعنى حسب أو هو مسترذل - 32 .ف :عن أمير المؤمنين عليه السلم
قال :إن ال ابتدأ المور فاصطفى لنفسه منها ما شاء ،واستخلص منها ما
أحب ،فكان مما أحب أنه ارتضى اليمان فاشتقه من اسمه ،فنحله من أحب
من خلقه ،ثم بينه فسهل شرائعه لمن ورده ; وأعز أركانه على من جانبه،
وجعله عزا لمن واله ،وأمنا لمن دخله ،وهدى لمن ائتم به وزينة لمن
تحلى به ،ودينا لمن انتحله ،وعصمة لمن اعتصم به ،وحبل لمن استمسك
به ،وبرهانا لمن تكلم به ،وشرفا لمن عرفه ،وحكمة لمن نطق به ،ونورا
لمن استضاء به ،وحجة لمن خاصم به ،وفلجا لمن حاج به ،وعلما لمن
وعى ،وحديثا لمن روى ،وحكما لمن قضى ،وحلما لمن حدث ،ولبا لمن
تدبر ،وفهما لمن تفكر ،ويقينا لمن عقل ،وبصيرة لمن عزم ،وآية لمن
توسم ،وعبرة لمن اتعظ ،ونجاتا لمن آمن به ،ومودة من ال لمن صلح،
وزلفى لمن ارتقب ،وثقة لمن توكل ،وراحة لمن فوض ،وسبقة لمن
أحسن ،وخيرا لمن سارع ،وجنة لمن صبر ،ولباسا لمن اتقى ،وتطهيرا
لمن رشد ،وأمنة لمن أسلم ،وروحا للصادقين .فاليمان أصل الحق ;
وأصل الحق سبيله الهدى ،وصفته الحسنى ،ومأثرته المجد ،فهو أبلج
المنهاج ،مشرق المنار ،مضئ المصابيح ،رفيع الغاية ،يسير المضمار،
جامع الحلبة ،متنافس السبقة ،قديم العدة ،كريم الفرسان ،الصالحات
مناره ،والعفة مصابيحه ،والموت غايته ،والدنيا مضماره ،والقيامة
حلبته ،و الجنة سبقته ،والنار نقمته ،والتقوى عدته ،والمحسنون فرسانه.
فباليمان يستدل على الصالحات ،وبالصالحات يعمر الفقه ،وبالفقه يرهب
الموت ،وبالموت تختم الدنيا ،وبالدنيا تحذر الخرة ،وبالقيامة تزلف
الجنة ،والجنة حسرة أهل النار ،والنار موعظة التقوى ،والتقوى سنخ
الحسان ،والتقوى
][383
) (1في المصدر :ومن غفل جنى علي نفسه ،وانقلب على ظهره ،الخ ؟ )*(.
][384
ما لم يكن يحتسب ،ومن عتا عن أمر ال ،تعالى ال عليه ) (1ثم أذله بسلطانه
وصغره بجلله كما فرط في جنابه واغتر بربه الكريم .والغلو على أربع
شعب :على التعمق ،،والتنازع ،والزيغ ،والشقاق فمن تعمق لم ينته إلى
الحق ،ولم يزدد إل غرقا في الغمرات ل تنحبس عنه ) (2فتنة إل غشيته
اخرى ،فهو يهوي في أمر مريج ،ومن نازع وخاصم قطع بينهم الفشل
وبلى أمرهم من طول اللجاج ،ومن زاغ ساءت عنده الحسنة ،وحسنت
عنده السيئة وسكر سكر الضلل ،ومن شاق أعورت عليه طريقه
واعترض أمره ،وضاق مخرجه ،وحري أن ينزع من دينه من اتبع غير
سبيل المؤمنين .والشك على أربع شعب :على المرية ،والهول ،والتردد،
والستسلم ) (3فبأي آلء ربك يتمارى الممترون ،ومن هاله ما بين يديه
نكص على عقبيه ،ومن تردد في ريبه سبقه الولون ،وأدركه الخرون،
ووطئته سنابك الشياطين ،ومن استسلم لهلكة الدنيا والخرة هلك فيهما،
ومن نجا ]من ذلك[ فبفضل اليقين .والشبهة على أربع شعب :على إعجاب
بالزينة ،وتسويل النفس ،وتأول العوج ،ولبس الحق بالباطل ،وذلك أن
الزينة تؤل عن البينة ،و ]تسويل[ النفس تقحم إلى الشهوة ،والعوج يميل
ميل عظيما ،واللبس ظلمات بعضها فوق بعض ،فذلك الكفر ودعائمه
وشعبه .والنفاق على أربع دعائم :على الهوى ،والهوينا ،والحفيظة،
والطمع فالهوى من ذلك على أربع شعب :على البغي ،والعدوان،
والشهوة ،والعصيان فمن بغي كثرت غوايله وتخلى منه ،ونصر عليه،
ومن اعتدى لم تؤمن بوائقه ولم يسلم قلبه ،ومن لم يعدل نفسه عن
الشهوات ،خاض في الحسرات ،وسبح فيها ومن عصى ضل عمدا بل عذر
ول حجة .وأما شعب الهوينا :فالهيبة ،والغرة ،والمماطلة ،والمل ،وذلك
أن الهيبة ترد عن الحق ،والغترار بالعاجل تفريط الجل ،وتفريط
المماطلة مورط
) (1في المصدر :ومن عتا عن أمر ال شك ومن شك تعالى ال عليه (2) .ل
تنحسر خ ل (3) .كأنه سقط من هنا شئ وفي نسخة الكافي وهو قول ال
عزوجل )*(.
][385
في العمي ،ولول المل علم النسان حساب ما هو فيه ،ولو علم حساب ما هو فيه
مات خفاتا من الهول والوجل .وأما شعب الحفيظة ،فالكبر والفخر،
والحمية ،والعصبية ،فمن استكبر أدبر ،ومن فخر فجر ،ومن حمى أصر،
ومن أخذته العصبية جار ،فبئس المر أمر بين إدبار ،وفجور ،وإصرار،
وجور عن الصراط .وشعب الطمع :الفرح ،والمرح ،واللجاجة ،والتكبر،
فالفرح مكروه عند ال ،والمرح خيلء ،واللجاجة بلء لمن اضطرته إلى
حمله الثام ،والتكبر له ولعب وشغل واستبدال الذي هو أدنى الذي هو
خير .فذلك النفاق ودعائمه وشعبه ،وال قاهر فوق عباده تعالى ذكره،
واستوت به مرته ،واشتدت قوته ،وفاضت بركته ،واستضاءت حكمته،
وفلجت حجته وخلص دينه ،وحقت كلمته ،وسبقت حسناته ،وصفت
نسبته ،وأقسطت موازينه وبلغت رسالته ،وحضرت حفظته ،ثم جعل
السيئة ذنبا ،والذنب فتنة ،والفتنة دنسا ،وجعل الحسنى غنما ،والعتبى
توبة ،والتوبة طهورا ،فمن تاب اهتدى ومن افتتن غوى ،ما لم يتب إلى
ال ويعترف بذنبه ،ويصدق بالحسنى ،ول يهلك على ال إل هالك .فال ال
ما أوسع مالديه من التوبة والرحمة والبشرى والحلم العظيم ،وما أنكر ما
لديه من النكال والجحيم والعزة والقدرة والبطش الشديد ،فمن ظفر بطاعة
ال اختار كرامته ،ومن لم يزل في معصية ال ذاق وبيل نقمته ،هنالك
عقبى الدار ) - 33 .(1كتاب الغارات لبراهيم بن محمد الثقفي بأسانيد عنه
عليه السلم قال :قال علي عليه السلم أما بعد فان ال شرع السلم فسهل
شرايعه لمن ورده ،وساق الحديث نحو ما مر إلى قوله :هنالك عقبى الدار،
ل يخشى أهلها غيرها وهنالك خيبة ليس لهلها اختيار ،نسأل ال ذا
السلطان العظيم ،والوجه الكريم الخير ،والخير عافية
][386
للمتقين ،والخير مرد يوم الدين - 34 .سن :عن محمد بن على وأبي الخزرج معا،
عن سفيان بن إبراهيم الجويري ،عن أبيه ،عن أبي صادق قال :سمعت
عليا عليه السلم يقول :أثافي السلم ثلث ل تنفع واحدة منهن دون
صاحبتيها :الصلة ،والزكاة ،والولية ) - 35 (1سن :عن ابن فضال ،عن
ثعلبة ،عن علي بن عبد العزيز قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :أل
اخبرك بأصل السلم وفرعه وذروته وسنامة ؟ قال :قلت :بلى جعلت فداك
قال :أصله الصلة ،وفرعه الزكاة ،وذروته وسنامه الجهاد في سبيل ال،
أل اخبرك بأبواب الخير ؟ الصوم جنة ،والصدقة تحط الخطيئة ،وقيام
الرجل في جوف الليل يناجي ربه ثم تل " تتجافى جنوبهم عن المضاجع
يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون " ) .(2ما :عن
الغضائري ،عن أحمد العطار ،عن أبيه ،عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
ابن فضال مثله إلى قوله :الصوم جنة من النار ) - 36 .(3سن :عن أبيه،
عن النضر ،عن يحيى الحلبي ،عن ابن مسكان ،عن سليمان بن خالد قال:
قلت لبي عبد ال عليه السلم :جعلت فداك أخبرني عن الفرائض التي
افترض ال على العباد ما هي ؟ فقال :شهادة أن ل إله إل ال ،وأن محمدا
رسول ال وإقام الصلة ،والخمس ،والزكاة ،وحج البيت ،وصوم شهر
رمضان ،والولية فمن أقامهن وسدد وقارب ،واجتنب كل منكر دخل الجنة
) .(4بيان :قال في النهاية :فيه سددوا وقاربوا ،أي اطلبوا بأعمالكم السداد
والستقامة ،وهو القصد في المر والعدل فيه ،وقال :أي اقتصدوا في
المور كلها واتركوا الغلو فيها والتقصير ،يقال :قارب فلن في اموره إذا
اقتصد ،ومنه
][387
][388
عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :حدود الفروض التي فرضها ال على خلقه هي
خمسة من كبار الفرائض :الصلة ،والزكاة ،والحج ،والصوم ،والولية
الحافظة لهذه الفرائض الربعة ،وهي فلكل الفرائض والسنن وجميع امور
الدين والشرايع .فكبار حدود الصلة أربعة ،وهي معرفة الوقت ،ومعرفة
القبلة والتوجه إليها ،والركوع ،والسجود ،ولها خامسة ل تتم الصلة
وتثبت إل بها ،وهي الوضوء على حدوده التي فرضها ال ،وبينها في
كتابه ،وإنما صارت هذه كبار حدود الصلة لنها عوام في جميع العالم
معروفة مشهورة بكل لسان في الشرق والغرب فجميع الناس العاقل
والعالم وغير العالم يقدر على أن يتعلم هذه الحدود الكبار ساعة تجب
عليه ،لنها تتعلم بالرؤية والشارة ،من ضبط الوضوء ،والوقت ،والقبلة
والركوع والسجود ل عذر لحد في تأخير تعليم ذلك .وسائر حدود الصلة
وما فيها من السنن ،فليس كل أحد يحسن ويتهيأ له أن يتعلم ما فيها من
السنن من القراءة والدعاء والتسبيح والتشهد والذان والقامة فجعل ال
تبارك وتعالى هذه كبار حدود الصلة ،لعلمه عزوجل أن الناس كلهم
يستطيعون أن يؤدوا جميع هذه الشياء في حالة وجوبها عليهم وجعلها
فريضة ،وجعل سائر ما فيها سنة واجبة على من أحسنها ،ووسع لمن لم
يحسنها في إقامتها حتى يتعلمها ،لنها تصعب على العاجم خاصة لقلة
ضبطهم العربية ،ولختلف ألسنتهم ول عذر لهم في ترك التعليم
ومجاهدته ،ولهم العذر في إقامته حتى يتعلموه .وكبار حدود الزكاة أربعة
معرفة القدر الذي يجب عليه فيه الزكاة ،وما الذي يجب الزكاة عليه من
الموال ،ومعرفة الوقت الذي يجب فيه الزكاة ،ومعرفة العدد والقيمة،
ومعرفة الموضع الذي توضع فيه .فأما معرفة العدد والقيمة ،فهو أنه يجب
أن يعلم النسان كم الشياء التي تجب الزكاة عليها ،من الموال التي
فرض ال عليهم فيه الزكاة ،وهو الذهب والفضة ،والحنطة ،والشعير،
والتمر ،والزبيب ،والبل ،والبقر ،والغنم
][389
فهذه تسعة أشياء ،وليس عليم فيما سوى ذلك من أموالهم زكاة ،ويجب أن يعرفوا
من ذلك ما يجب من العدد ،وقد بين ال ذلك ،ووضع لمعرفة ما يحتاجون
إليه مما فرض عليهم أربعة أشياء وهي الكيل ،والوزن ،والمساحة،
والعدد ،فالعدد في البل والبقر والغنم ،والكيل في الحنطة والشعير والزبيب
والتمر ،والوزن في الذهب والفضة ،فإذا عرف النسان هذه الشياء كان
مؤديا للزكاة على ما فرض ال تبارك وتعالى عليه ،فان لم يعرف ذلك لم
يحسن أن يؤدي هذه الفرائض ،ثم يحتاج بعد ذلك أن يعرف الموضع الذي
يجب أن يضع فيه زكاته ،فيضعها فيه ،و إل لم يكن مؤديا لما أمر ال ،ولم
يقبل منه ،فهذه كبار حدود الزكاة .وكبار حدود الحج أربعة ،فأول ذلك
الحرام من الوقت الموقت ل يتقدم على ذلك ول يتأخر عنه إل لعلة،
والطواف بالبيت ،والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بالموفقين :عرفة
والمزدلفة ،وهي المشعر الحرام ،فهذه كبار حدود الحج وعليه بعد أن
يتعلم ما يحتاج إليه في عمرته وحجه وما يلزم من ذبح وحلق و تقصير
ورمي الجمار حتى يؤدي ذلك كما يجب وكما سنه رسول ال صلوات ال
عليه وآله .وكبار حدود الصوم أربعة :وهي اجتناب الكل والشرب والنكاح
و الرتماس في الماء ،فهذه كبار حدود الصوم ،وعليه بعد ذلك أن يجتنب
القئ متعمدا والكذب ،وقول الزور ،وإنشاد الشعر ،وغير ذلك مما قد نهي
عنه ،وجاء به الخبر ،مما سنه رسول ال صلى ال عليه وآله وأمر به.
وكبار حدود الوضوء للصلة أربعة :وهي غسل الوجه ،واليدين إلى
المرافق والمسح على الرأس ،والمسح على الرجلين إلى الكعبين كما أمر
ال ،وسائر ذلك سنة .وكبار حدود ولية المام المفروض الطاعة أن يعلم
أنه معصوم من الخطاء والزلل ،والعمد ،ومن الذنوب كلها صغيرها
وكبيرها :ل يزل ول يخطأ ول يلهو بشئ من المور الموبقة للدين ،ول
بشئ من الملهي ،وأنه أعلم الناس بحلل ال و
][390
) (1النفاق (2) .16 :أسرى (3) .78 :يعنى بذهاب الحمرة )*(.
][391
والعشاء الخرة إذا ذهب الشفق ،وهو من الشمس ،وصلة الفجر إذا طلع الفجر
وهو من الشمس ،وجعل عزوجل دللة الزكاة مشتركة بين الشمس
والقمر ،فإذا حال الحول وجبت الزكاة ،وجعل دللة الحج والصوم ،القمر ل
تعرف هاتان الفريضتان إل بالقمر لقول ال تبارك وتعالى " يسئلونك عن
الهلة قل هي مواقيت للناس والحج " وقوله عزوجل " شهر رمضان
الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد
منكم الشهر فليصمه " ) (1ففرض الحج والصوم ل يعرف إل بالشهور
]والشهور[ ل تعرف إل بالقمر دون الشمس - 40 .تفسير النعماني:
باسناده ،عن الصادق عليه السلم ،عن أمير المؤمنين صلوات ال عليه
قال :أما ما فرضه ال سبحانه في كتابه فدعائم السلم ،وهي خمس
دعائم :وعلى هذه الفرائض الخمس بني السلم ،فجعل سبحانه لكل
فريضة من هذه الفرايض أربعة حدود ،ل يسع أحدا جهلها ،أولها الصلة
ثم الزكاة ثم الصيام ثم الحج ثم الولية ،وهي خاتمتها والجامعة لجميع
الفرائض والسنن .فحدود الصلة أربعة :معرفة الوقت ،ثم ذكر نحوا مما
مر بتغيير ما إلى آخر الخبر .بيان :كان في نسختي الروايتين سقم
وتشويش ،ل سيما في حدود الزكاة ،و في النعماني بعد قوله والبقر والغنم
فأما المساحة فمن باب الرضين والمياه وكأن ذكر القيمة لنه قد يجوز
أداء القيمة بدل العين ،وذكر المساحة لنه قد يضمن العامل حصة الفقراء
بعد الخرص قبل الحصاد ،فيحتاج إلى المساحة ،وسنبين جميع ذلك في
أبوابها إنشاء ال تعالى ،وكأن مدخلية الشمس في الزكاة لن الغلت
حولها إدراكها ،وهي تابعة للفصول التابعة لحركة الشمس ،وفي النعماني
مكان قوله " :وجعل ال عزوجل لهذه الفرائض الربع إلى آخره " هكذا:
وقد جعل ال لهذه الفرائض الربع دليلين أبان لنا بهما المشكلت ،وهما
الشمس والقمر أي النبي ووصيه بل فصل.
][392
- 41كتاب الطرف :للسيد علي بن طاووس رضي ال عنه باسناده إلى عيسى ابن
المستفاد مما رواه في كتاب الوصية قال :حدثني موسى بن جعفر عليه
السلم قال سألت أبي جعفر بن محمد عليهما السلم عن بدء السلم كيف
أسلم علي وكيف أسلمت خديجة ؟ فقال لي أبي :إنهما لما دعاهما رسول
ال صلى ال عليه وآله فقال :يا علي ويا خديجة إن جبرئيل عندي
يدعوكما إلى بيعة السلم فأسلما تسلما ،وأطيعا تهديا ! فقال :فعلنا وأطعنا
يارسول ال ،فقال :إن جبرئيل عندي يقول لكما :إن للسلم شروطا
وعهودا ومواثيق فابتدياه بما شرط ال عليكما لنفسه ولرسوله أن تقول
نشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له في ملكه ،ولم يلده والد ولم يتخذ
صاحبة ،إلها واحدا مخلصا وأن محمدا عبده ورسوله أرسله إلى الناس
كافة بين يدي الساعة ،ونشهد أن ال يحيي ويميت ،ويرفع ويضع ،ويغني
ويفقر ،ويفعل ما يشاء ،ويبعث من في القبور ،قال شهدنا قال وإسباغ
الوضوء على المكاره :غسل الوجه واليدين والذراعين ومسح الرأس
والرجلين إلى الكعبين ،وغسل الجنابة في الحر والبرد ،وإقام الصلة وأخذ
الزكاة من حلها ،ووضعها في أهلها ،وحج البيت ،وصوم شهر رمضان
والجهاد في سبيل ال ،وبر الوالدين ،وصلة الرحم ،والعدل في الرعية،
والقسم بالسوية ،والوقوف عند الشبهة إلى الوصول إلى المام .فانه ل
شبهة عنده ،وطاعة ولي المر بعدي ،ومعرفته في حياتي وبعد موتي،
والئمة من بعده واحدا واحدا وموالة أولياء ال ،ومعاداة أعداء ال،
والبراءة من الشيطان الرجيم ،وحزبه و أشياعه ،والبراءة من الحزاب تيم
وعدي وامية ،وأشياعهم وأتباعهم والحياة على ديني وسنتي ،ودين
وصيي وسنته إلى يوم القيامة ،والموت على مثل ذلك وترك شرب الخمر،
وملحاة الناس ،يا خديجة فهمت ما شرط ربك عليك ؟ قالت نعم ،وآمنت
وصدقت ،ورضيت وسلمت قال علي عليه السلم وأنا على ذلك ،فقال :يا
علي تبايعه على ما شرطت عليك ؟ قال :نعم قال :فبسط رسول ال كفه
فوضع كف علي عليه السلم في كفه فقال :بايعني يا علي على ما شرطت
عليك ،وأن تمنعني مما تمنع منه نفسك ،فبكى علي عليه السلم فقال :بأبي
وامي لحول ول قوة إل
][393
بال ،فقال رسول ال صلى ال عليه وآله :اهتديت ورب الكعبة ،ورشدت ووفقت،
وأرشدك ال يا خديجة ،ضعي يدك فوق يد علي فبايعي له فبايعت على مثل
ما بايع عليه علي ابن أبي طالب عليه السلم على أنه ل جهاد عليه .ثم
قال :يا خديجة هذا علي مولك ومولى المؤمنين ،وإمامهم بعدي ،قالت:
صدقت يا رسول ال قد بايعته على ما قلت ،اشهد ال واشهدك وكفى بال
شهيدا عليما وعنه ،عن أبيه ،قال :دعا رسول ال صلى ال عليه وآله أبا
ذر وسلمان والمقداد فقال لهم :تعرفون شرايع السلم وشروطه ؟ قالوا:
نعرف ما عرفنا ال ورسوله ،فقال :هي وال أكثر من أن تحصى،
أشهدوني على أنفسكم وكفى بال شهيدا ،وملئكته عليكم بشهادة أن ل إله
إل ال مخلصا ل شريك له في سلطانه ول نظير في ملكه وأني رسول ال،
بعثني بالحق ،وأن القرآن إمام من ال ،وحكم عدل ،وأن القبلة قبلتي شطر
المسجد الحرام لكم قبلة .وأن علي بن أبي طالب وصي محمد أمير
المؤمنين ومولهم وأن حقه من ال مفروض واجب ،وطاعته طاعة ال
ورسوله والئمة من ولده ،وأن مودة أهل بيته مفروضة واجبة على كل
مؤمن ومؤمنة ،مع إقامة الصلة لوقتها ،وإخراج الزكاة من حلها،
ووضعها في أهلها .وإخراج الخمس من كل ما يملكه أحد من الناس حتى
يرفعه إلى ولي المؤمنين وأميرهم وبعده ولده ،فمن عجز ولم يقدر إل على
اليسير من المال فليدفع ذلك إلى الضعيفين من أهل بيتي من ولد الئمة،
فان لم يقدر فلشيعتهم ممن ل يأكل بهم الناس ول يريد بهم إل ال ،وما
وجب عليهم من حقي ،والعدل في الرعية والقسم بالسوية ،والقول بالحق،
وأن حكم الكتاب على ما عمل عليه أمير المؤمنين ،والفرائض على كتاب
ال وأحكامه ،وإطعام الطعام على حبه ،و حج البيت ،والجهاد في سبيل
ال ،وصوم شهر رمضان ،وغسل الجنابة ،والوضاء
][394
الكامل على الوجه واليدين والذراعين إلى المرافق ،والمسح على الرأس والقدمين
إلى الكعبين ،ل على خف ول على خمار ،ول على عمامة ،والحب لهل
بيتي في ال ،وحب شيعتهم لهم ،والبغض لعدائهم ،وبغض من والهم،
والعداوة في ال وله ،واليمان بالقدر :خيره وشره وحلوه ومره .وعلى أن
تحللوا حلل القرآن وتحرموا حرامه ،وتعملوا بالحكام ،و تردوا المتشابه
إلى أهله ،فمن عمي عليه من عمله شئ لم يكن علمه مني ول سمعه فعليه
بعلي بن أبي طالب فانه قد علم كما قد علمته ،وظاهره وباطنه ،ومحكمه
ومتشابهه ،وهو يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله ،وموالة أولياء
ال محمد وذريته والئمة خاصة ،موالة من والهم وشايعهم ،والبراءة
والعداوة لمن عاداهم وشاقهم ،كعداوة الشيطان الرجيم ،والبراءة ممن
شايعهم وتابعهم ،والستقامة على طريق المام .واعلموا أني ل اقدم على
علي أحدا ،فمن تقدمه فهو ظالم والبيعة بعدي لغيره ضللة ،وفلتة وزلة:
الول ثم الثاني ثم الثالث ،وويل للرابع ،ثم الويل له ،ويل له ولبيه ،مع
ويل لمن كان قبله ،ويل لهما ولصاحبيهما ،ل غفر ال لهم فهذه شروط
السلم ،وما بقي أكثر ،قالوا :سمعنا وأطعنا وقبلنا وصدقنا ونقول مثل
ذلك ،ونشهد لك على أنفسنا بالرضا به أبدا حتى نقدم عليك آمنا بسرهم
وعلنيتهم ،ورضينا بهم أئمة وهداة وموالي ،قال :وأنا معكم شهيد .ثم
قال :نعم ،وتشهدون أن الجنة حق وهي محرمة على الخلئق حتى أدخلها،
قالوا :نعم قال :تشهدون أن النار حق وهي محرمة على الكافرين حتى
يدخلها أعداء أهل بيتي ،والناصبون لهم حربا وعداوة ،ولعنهم ومبغضهم
وقاتلهم كمن لعنني أو أبغضني أو قاتلني هم في النار ،قالوا :شهدنا وعلى
ذلك أقررنا ،قال :وتشهدون أن عليا صاحب حوضي ،والذائد عنه ،وهو
قسيم النار ،يقول :ذلك لك فاقبضيه ذميما ،وهذا لي فل تقربيه ،فينجو
سليما ،قالوا :شهدنا على ذلك ،و
][395
نؤمن به ،قال :وأنا على ذلك شهيد .وبهذا السناد ،عن موسى بن جعفر ،عن أبيه
عليه السلم قال :لما هاجر النبي صلى ال عليه وآله إلى المدينة وحضر
خروجه إلى بدر دعا الناس إلى البيعة فبايع كلهم على السمع والطاعة،
وكان رسول ال صلى ال عليه وآله إذا خل دعا عليا فأخبره بمن يفي
منهم ومن ل يفي ويسأله كتمان ذلك ،ثم دعا رسول ال صلى ال عليه
وآله عليا وحمزة وفاطمة عليهم السلم فقال لهم :بايعوني بيعة الرضا،
فقال حمزة :بأبي أنت وامي على ما نبايع ؟ أليس قد بايعنا ؟ فقال :يا أسد
ال وأسد رسوله تبايع ل ولرسوله بالوفاء والستقامة لبن أخيك ،إذن
تستكمل اليمان ،قال :نعم سمعا وطاعة ،وبسط يده ،فقال له :يد ال فوق
أيديهم ،علي أمير المؤمنين ،وحمزة سيد الشهداء ،وجعفر الطيار في
الجنة ،وفاطمة سيدة نساء العالمين ،والسبطان الحسن والحسين سيدا
شباب أهل الجنة .هذا شرط من ال على جميع المسلمين من الجن والنس
أجمعين :فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه ال
فسيؤتيه أجرا عظيما ثم قرأ " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون ال " ).(1
قال :ولما كانت الليلة التي اصيب حمزة في يومها ،دعاه رسول ال فقال:
يا حمزة يا عم رسول ال يوشك أن تغيب غيبة بعيدة فما تقول لو وردت
على ال تبارك وتعالى وسألك عن شرائع السلم وشروط اليمان ،فبكى
حمزة فقال :بأبي أنت وامي أرشدني وفهمني فقال :يا حمزة تشهد أن ل
إله إل ال مخلصا وأني رسول ال بعثني بالحق ،قال حمزة :شهدت قال:
وأن الجنة حق وأن النار حق وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن الصراط
حق والميزان حق ،ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ،ومن يعمل مثقال ذرة
شرا يره ،وفريق في الجنة وفريق في السعير ).(2
) (1الفتح (2) .10 :اقتباس من قوله تعالى في سورة الزلزال 8 - 7 :وقوله تعالى
في سورة الشورى.(*) 7 :
][396
وأن عليا أمير المؤمنين ،قال حمزة :شهدت وأقررت وآمنت وصدقت وقال :الئمة
من ذريته الحسن والحسين ،والمامة في ذريته ،قال حمزة :آمنت وصدقت
وقال :وفاطمة سيدة نساء العالمين ،قال :نعم صدقت ،قال :وحمزة سيد
الشهداء وأسد ال وأسد رسوله وعم نبيه ،فبكى حمزة حتى سقط على
وجهه ،وجعل يقبل عيني رسول ال صلى ال عليه وآله ،وقال :جعفر ابن
أخيك طيار في الجنة مع الملئكة وأن محمدا وآله خير البرية تؤمن يا
حمزة بسرهم وعلنيتهم ،وظاهرهم وباطنهم ،و تحيى على ذلك وتموت،
وتوالي من والهم ،وتعادي من عاداهم ،قال :نعم يا رسول ال ،اشهد ال
واشهدك ،وكفى بال شهيدا ،فقال رسول ال صلى ال عليه وآله :سددك
ال ووفقك ) .(1وبهذا السناد :عن الكاظم ،عن أبيه عليهما السلم قال:
دعا رسول ال صلى ال عليه وآله العباس عند موته فخل به ،وقال له :يا
أبا الفضل ! اعلم أن من احتجاج ربي علي تبليغي الناس عامة ،وأهل بيتي
خاصة ،ولية علي عليه السلم فمن شاء فليؤمن ،ومن شاء فليكفر يا أبا
الفضل جدد للسلم عهدا وميثاقا وسلم لولي المر إمرته ول تكن كمن
يعطي بلسانه ،ويكفر بقلبه ،يشاقني في أهل بيتي ويتقدمهم ويستأمر
عليهم ويتسلط عليهم ليذل قوما أعزهم ال ،ويعز قوما لم يبلغوا ،ول
يبلغون ما مدوا إليه أعينهم ،يا أبا الفضل إن ربي عهد إلي عهدا أمرني أن
ابلغه الشاهد من النس والجن ،وأن آمر شاهدهم أن يبلغوا غائبهم ،فمن
صدق عليا ووازره وأطاعه ونصره وقبله ،و أدى ما عليه من الفرائض
ل ،فقد بلغ حقيقة اليمان ،ومن أبى الفرائض فقد أحبط ال عمله حتى
يلقى ال ول حجة له عنده ،يا أبا الفضل فما أنت قائل ؟ قال :قبلت منك يا
رسول ال وآمنت بما جئت به وصدقت وسلمت فاشهد علي ).(2
) (1الطرف ص (2) .10 - 8المصدر ص .17